Professional Documents
Culture Documents
Catalogue Costume Farabe Fini
Catalogue Costume Farabe Fini
اللجنة الشرفية
وزيرة الثقافة
خليدة تومي
لجنة التنظيم
النائبان
السيدة مريم بوعبداهلل ( بالجزائر)
السيد أمني بودفلة ( بتلمسان)
المجاهدات السيدة صليحة عزة رواي ،السيدة امينة بن سعدون شريف ،السيدة خديجة
محافظة املعرض
بريكسي سيد و السيدة فاطمة مشيش والسيدة ليلى بن مراح ،السيدة ليلى بورصالي، ليلى بلقائد
السيدة ريم حقيقي و السيدة زكية قارة تركي،
نائبا محافظة
عائشة عمامرة
عبورة انيسة ،عبد العالي راضية ،عبي ايد لطيفة ،عنابي مشري نزيهة ،بادي الال، مليكة عزوق
بكاي عائشة ،بن موسى سعاد ،بن عبد اهلل فتح اهلل ،بن احمد اودران محمد ،بن شعبان
حاج عبد الكريم ،بن غانم نبيلة ،بن منصور نصيرة ،بن منصور رضا ،بن يلس راضية، سينوغرافيا
BETندير تزدايت
االخوة بن زرهوني بن عمار ،برزوق فضيلة ،بستاوي رضا ،بوشناق خالدي شميسة،
بولمة ليلى ،بو رصاص حليمة ،بوطرة منصور حسنية ،بوزيدي عبد القادر ،بريك تصميم الكتالوج
بوسيف ،بريكسي سيد خديجة ،شاوي مريم ،شاللي ياسمينة ،شاللي زاهية ،دحماني SAGA Design
يحي ،فردحاب نسيم ،فمام حياة ،غزايلي سميرة ،غزواني محمد ،قطوش سميرة ،حابي
تصوير
حسين ،حاج عصمان فتيحة ،حادق عالل راضية،حساين خديجة ،حيراوي عايدة ،حوتاش نذير جمعة
ابراهيم ،كاديد كريم ،كرزابي سمير ،خطارة احمد ،لمان عبد الواحد ،ابداع نسيلة،
السيدة طالب ،مامشة جمال ،مسالي فاطمة الزهراء ،مرابط طارق ،مرابط حفيظة، لوجستيك
جمعية تراث
نهاري تالت اسماعين ،نصراوة جمال ،عمر مريم و عبد الهادي بوعلي اورمضان ،صدراتي توفيق فاضل
ام الخير ،سليمان ياسين ،خياطة ياسمينة ،طالب بن دياب امينة ،زتلة طهراوي و حياة،
السيد ديدة بادي ،السيدة نسيلة و السيدة ياسمينة شاللي ،السيد كريم كاديد ،السيد تنسيق الحرفيني
جمعية تراث
حكيم ميلود ،السيد طاهر اريس ،السيدة راضية عايند تابت ،الفنان نادر جاما ،رابية توفيق فاضل
بلبشير ،مليكةبلحاج ،سارة امبوعزة ،مصطفى حمزاوي ،اسماء خلفة و بوبكر سنوسي.
نقل
عادل حسان كباري
طباعة
.O.W
08 توطئة
13 نحو تأسيس أنتروبولوجية الزي التقليدي الجزائري
123 المراجع
124 الحقوق
تعمل وزارة الثقافة منذ عدة سنوات على إنجاز مشاريع معارض ومهرجانات تهدف
إلى تثمين التراث الثقافي لألزياء الجزائرية بكل أشكالها .وقد بدا من الضروري،
بعد تسجيل الزي التقليدي النسوي لتلمسان في قائمة اليونسكو التمثيلية للتراث
الثقافي غير المادي لإلنسانية في ديسمبر ،2012االستمرار في هذه السياسة
الثقافية وتدعيمها عن طريق إنشاء أول مؤسسة متحفية مكرسة كلياً للفنون
الجزائرية لألزياء وهي المركز الوطني لتفسير الزي التقليدي في قلب القصر الملكي
للزيانيين بتلمسان.
إن انشغالنا بالمحافظة على هذا الشكل من التعبير الثقافي ينسجم مع إرادتنا في
تشجيع االبتكار وترقية اإلبداع لدى المواطنات والمواطنين الذين يكرسون حياتهم
للمحافظة على هذه المعارف المتوارثة الخاصة بفنون األزياء ونقلها لألجيال القادمة.
وال يفوتنا أن نعبر عن عميق امتناننا وإعجابنا الخالص لمجموع الحرفيين المبدعين
الذين وضعوا كل فنهم وشغفهم في صنع األزياء التي يتألف منها المعرض الدائم
للمركز الوطني لتفسير الزي التقليدي.
إن الجزائر ،حين أصبحت أول بلد في العالم يرفع زياً تقليدياً إلى مصاف عنصر من
عناصر التراث الثقافي لإلنسانية ،فإن ذلك يعني أنها عاقدة العزم على االستحواذ
على تاريخها كيما تبني مستقبلها بشكل أفضل ،وهذا اعتمادا على الذاكرة التي
تعكس تنوع وأصالة إرثها الثقافي المادي وغير المادي.
الصفحات السابقة
قفطان تقليدي مع حيل
لبسة االرفطان اوالشدة
تملسان.
10
12
13
يعود أصل كلمة زي costumeإلى اللغة اإليطالية costumeالتي تعني تقليد
،coutumeوكلمة لباس إلى الالتينية habitusأي هيئة .وهاتان الكلمتان تبينان
قدرة ثقافة الملبس على تكثيف أنماط حياة المجتمعات اإلنسانية والتأثير عليها.
ومن هذا المنطلق ،ال يشكل الزي وسيطاً سلبياً بين اإلنسان ومحيطه ،بل عام ً
ال
ديناميكياً يسهم في التجديد المتواصل للثقافة .واألشياء التي تشكل زينة الجسد
ال تعمل فقط على إبراز اندماج الفرد في المجتمع ،لكنها تساهم في بناء الصرح
ال حتمياً لتفاعل البشر مع العالم الذي يحيط االجتماعي .ونظراً لكون الزي سبي ً
بهم فهو صانع الثقافة وصنيعها في آن.
وال تزال األزياء التقليدية في الجزائر عميقة التأصل في الطقوس والعادات التي
يمارسها سكان الحضر والريف في كافة مناطق البالد .وتدخل اليوم في التعريف
بالهويات الثقافية ،وفي تنظيم الحياة االجتماعية للنساء والرجال من مختلف األجيال.
والتنوع الكبير للزي الشعبي الجزائري الذي بقي على حاله إلى بدايات القرن الواحد
والعشرين يكشف عن تنويعات أسلوبية مذهلة قارعت صروف التاريخ وتأثيرات
العولمة .وال تفتأ األشكال والتنميقات إضافة إلى الطقوس والرموز المرتبطة بهذه
األزياء تتطور باستمرار.
وقد بات من الضروري تبني مقاربة منهجية وبراغماتية أمام غزارة األزياء واألساليب
والدالالت التي تبين حيوية الزي التقليدي الجزائري ،والفكر الخالق للنساء والرجال
الذين صمموه وصنعوه ولبسوه .مقاربة ال ترمي إلى إحصاء أشكال األزياء التي
يتألف منها رصيد األلبسة التقليدية اليوم ،وال إلى وصف شامل للعناصر التي
تكوّنها ،بل ترمي إلى دراستها من وجهة نظر أنثروبولوجية.
وبما أن األمر يتع ّلق باشياء نسيجية أساساً ،الغرض منها كسو الجسم البشري الحي
والمتحرك ،فقد اعتمدنا منهج تصنيف يقوم على العامل التكنولوجي لنمط لبس
الزي التقليدي .بحيث ّ
يمكن التركيز على هندسة قطعة اللباس بعالقتها بحركات
14
15
وشكل الجسد من الوصول إلى حوصلة أكثر دقة وموثوقية للسمات األسلوبية التي
تميّز الفصائل الرئيسة لألزياء التقليدية الجزائرية.
وتقوم المنهجية التي نتصورها على البحث في األزياء النسوية والرجالية من منطلق
إطار تصنيفي واحد ،حتى لو كانت تنويعات األشياء المرتبطة بالمالبس والحلي
التقليدية الخاصة بالنساء اليوم أكثر تشعباً وتنوعاً عن تلك الخاصة بالرجال .فقد
انتشر بالفعل الزي الرجالي الحديث ذو األصل األوروبي من شمال التراب الوطني إلى
جنوبه منذ نهاية القرن التاسع عشر .وأدت هذه الظاهرة ،على غرار كل الثقافات عبر
العالم ،إلى اختفاء العديد من أشكال المكمّالت التزيينية واأللبسة الشعبية.
إن األخذ بعين االعتبار في هذا المنهج المقترح للعامل التكنولوجي المرتبط بالزي
التقليدي ال يلغي المنظور التاريخي لكنّه ال يضعه في صلب التحليل .إذ لكل زي من
األزياء التقليدية الجزائرية سيرته الخاصة وشخصيته المتميزة وذاكرته المنفردة .غير
أنّه في المقابل يتقاسم وظائف وتقنيات وسمات تكوينية وجمالية ودالئلية مشتركة.
فهو يحتفظ بسلطة تأثيرية أكيدة على المجتمع في عالقته بالماضي ومعايشته
للحاضر وتطوّره في المستقبل.
الصفحة املقابلة
االمس احمليل :ال َردى
املنطقة :تملسان
الصفحة السابقة
شابة من منطقة
بسكرة ،حوايل عام .1905
16
18
19
يتألف اللباس الملحفي من قطعة قماش غير مخاطة تغطي أو تلتف حول كامل
الجسد أو جزء منه .ويتحدد شكل الملحفة من توزيع الثنيات التي تتولد بشكل طبيعي
بتأثير الجاذبية ،وبشكل اصطناعي عن طريق اليدين .كما يمكن لقطع القماش أن
تنسدل بحرية أو تتطلب استعمال مكمّالت مثل الحزام أو الخرائص لضمان بقائها
في وضعية مستقرة حول الجسد.
ويعود منشأ كل أنواع المالحف الجزائرية الحضرية والريفية إلى العصور القديمة.
فهي ترجع إلى الحقبة النوميدية .ومن المرجح أن يكون أصل هذه األشكال من األزياء
التي تتقاسمها مناطق أخرى من إفريقيا أمازيغياً .األمر الذي ال يستبعد كونها تولدت
عن تأثير الزي اإلغريقي الروماني القديم ،أو عن مجاورة عدة تيارات ثقافية لحوض
المتوسط .لكن من المؤكد أن المالحف الرومانية قد جاءت تقليداً ألسالفها اإلغريقية
واإلتروسكية ،وأن استعمال سكان إفريقيا الشمالية والصحراء لهذا النمط من األزياء
كان سابقاً للتوسع الروماني حول البحر األبيض المتوسط (.)Mare nostrum
على الرغم من تقاطع ثقافات اللباس الشديدة التنوع في الجزائر على مر القرون،
فإن المالحف اليوم تشكل جزءاً من تقاليد اللباس النسوي والرجالي على السواء.
وفي الوقت الذي لم تعد فيه نشاطات النسيج والحياكة تمارس في الوسط
المنزلي ،فقد ح ّلت األنسجة الصناعية المنتجة محلياً والمستوردة مكان األصواف
التقليدية .في حين بقيت تقنيات لف وطي وتكبيس المالحف قريبة مما كانت
عليه في العهود القديمة .وال زالت إلى يومنا هذا عدة تنويعات من المالحف التي
تلبس فوق ثياب أخرى تجد مكانها في مسرد اللباس التقليدي الجزائري .ويمكن
تقسيمها إلى أربعة أنماط رئيسة:
20
21
يستعمل كل من النساء والرجال على حد سواء الملحفة الخالية من مواضع الربط،
والمصممة لتغطي كامل الجسد .وتسمى عادة الحايك أو الكساء .يمكن أن يبلغ طول
حايك الرجال المصنوع من الصوف الرقيق غير المصبوغ الستة أمتار .وكثيراً ما نرى
اليوم رجال الدين أواألعيان من كبار السن يلتف الواحد منهم بحايك أو اثنين من
الصوف األبيض الناعم كأمارة على الوجاهة والوقار .غير أن هذا النوع من المالحف
الرجالية القديمة ،والذي كان واسع االنتشار في الحقبة البربرية الرومانية مع تطور
المدن القديمة في الجزائر ،آخذ في االندثار شيئاً فشيئاً.
أما الحايك النسوي المصنوع من الحرير أو من خليط منها فيأتي على شكل سطح
مقلم بخطوط طولية تعطيه بروزاً .ويحتفظ عادة بلونه األبيض أو العاجي ،ما عدا
في مدينة قسنطينة حيث تتلون المالية التقليدية باألسود ،وكذلك في أقصى جنوب
البالد حيث تلبس النساء الطرقيات ما يسمى «باألكرهاي» الذي هو عبارة عن
ملحفة فضفاضة ولماعة ذات لون باذنجاني غامق .وهذا ما يؤكد األصول العتيقة
ألنواع الحايك الجزائري.يثبت فوق الرأس ويلف حول الجسد والذراعين واليدين،
فيحمي من وهج الشمس ولفح الشتاء .ويحتفظ الحايك المستعمل في وقتنا الحاضر
بطابع اللباس الخارجي الوقور والمنسدل .وعلى الرغم من كونه يصنع من خيوط
اصطناعية أكثر مضاينة وأقل ثمناً من الحرير ،إال أنه لباس آيل للزوال مع غزو
األلبسة التي تغطي كامل الجسم على الطراز المشرقي المستورد من الخارج.
الصفحة املقابلة
ستار من احلرير للزفاف.
تملسان.
22
24
25
26
27
البرنوس هو عبارة عن رداء واسع يغطي كامل البدن استعمله الرجال البربر منذ
قديم الزمان .وقد تأقلم مع بعض األنماط الحضرية النسوية خالل النصف الثاني
من القرن العشرين ،خاصة في الجزائر وبجاية وتيزي وزّو ،وفي مدن أخرى من
الجنوب الجزائري حيث نجد برنساً رهيفاً أبيض مزيناً بتطريزات هندسية بيضاء
أو ملونة يأتي ليكمّل الزي التقليدي االحتفالي .ينتشر هذا البرنوس الرجالي
ذو األصل األمازيغي في كل المناطق الريفية والحضرية المغاربية ،ويصنع من
أصواف ذات سماكة ونوعية مختلفة تؤخذ من ألياف حيوانية متنوعة .ولم يفتأ
هذا الرداء يرافق الرجال في حياتهم اليومية سواء لبسه الراعي في البراري
والسهوب أو رجل األدب في الوسط الحضري.
يتم صنع البرنوس بتركيب قطعة كبيرة من الصوف أو من وبر الجمل على شكل
نصف دائرة على قطعة مربعة صغيرة في نهايتها وهي القلنسوة أو القرمونة.
ويمكن أن يزين هذا اللباس الفخم بشرائط مضفورة من الزركش القيطاني من
نفس لون األلياف الطبيعية البيضاء أو السوداء أو البنية التي يصنع منها .وألنه
صمم ليقي من المطر والريح والبرد فهو يؤدي وظيفة اللباس الخارجي في كل
أوقات السنة .وباستثناء القطعة الصغيرة التي تصل بين طرفيه والتي تخاط
على مستوى الصدر أسفل الترقوة ليسهل تثبيته على الكتفين ،فإن الرداء يترك
28
منسد ً
ال دون أي روابط .وعادة ما يرفع أحد طرفي البرنوس على الكتف لتحرير
أحد الذراعين ولكسر تأثير التناظر.
البرنوس من األلبسة الرجالية التي تخطت حواجز الزمن ،والشكل المعاصر األكثر
قرباً للنموذج التقليدي العتيق هو برنوس الوبر المنتشر في المنطقة الواقعة
بين الجلفة ومسيلة .وفي حين أن البرنوس السميك والواقي من المطر ال يزال
ال في الحياة اليومية للرجال من سكان بعض المناطق الجبلية والهضاب مستعم ً
العليا ،فإن الطراز الحضري منه المصنوع من الصوف األبيض يعتبر اآلن بمثابة
لباس وجاهة يصمم لزيادة أبّهة الزي التقليدي الرجالي المخصص لألعراس
والبدالت االحتفالية للفرسان.
الصفحة املقابلة
االمس احمليل :برنوس تقليدي
املنطقة :سعيدة
الصفحة السابقة
برنوس لوبر
اجللفة
30
31
يسمى المشمال ذو المشابك الخاص بالزي النسوي غالباً ملحفة أو لحاف .وهو
ينتمي إلى أسرة المشاميل العتيقة لحوض المتوسط التي تثبت على الكتفين
بخرصين أو إبزيمين على طريقة مشمال دوريان الذي سبق الزي اإليوني في
بالد اإلغريق .وشكل هذا النسيج الصوفي الذي يبلغ طوله حوالي ثمانية أمتار
لم يتغير منذ ثالث ألفيات تقريباً :يطوى على اثنين وينزل مثلث القماش نحو
الخارج على مستوى ثلثه العلوي ،ثم يربط بشكل متناظر بخرصين يوضعان
على علو الكتف .ويثبت الطرف الجانبي المفتوح بحزام يُشدّ على الخصر.ويمكن
أيضاً ،ألسباب عملية ،أن يخاط على طوله الكامل أو على جزء منه.
لقد امتد النموذج األعلى العتيق ليشمل تقاليد المنطقة المغاربية برمتها .ويزين
بخرصين مثلثين أو مستديرين متنوعي األساليب واألحجام والمواد ،ويلبس فوق
الثياب المخاطة مثل القمصان الطويلة أو الفساتين أو السترات المطرزة .وعندما
يسترسل فوق قميص بأكمام منفرجة وفضفاضة ،فإنه يميز الزي التقليدي « لنساء
تلمسان » كما ظهرت في أول مصنف نقوش تصف أزياء العالم الذي صدر في
العام 1590برسوم الفنان البندقي سيزاري فيتشيليو Cesare Vecellioتحت
عنوان .De gli habiti antichi e moderni di diverse parti del mondo
في وقتنا الحاضر ،يدخل اللحاف أو الملحفة المصنوعة من القطن األسود المزين
بشرائط مزركشة بألوان زاهية في تشكيل الزي التقليدي الشاوي لنساء باتنة
ال في الجنوب فيوخنشلة ومجمل مناطق األوراس .ويبقى اللحاف أيضاً مستعم ً
منطقة غرداية وتيميمون وكذلك في واد سوف وورقلة حيث يلبس مع فستان
كلية .ويستعمل حالياً في صنع
ً قصير ابيض أو مزركش تكون أكمامه ظاهرة
المالحف الجزائرية أنواع مختلفة من القطنيات والحرير المخلوط واألنسجة
32
الصناعية التي تمنح اختيار اً أوسع في األشكال واأللوان .وغالباً ما يزين الزي
الشاوي الخاص بالمناسبات بنماذج بربرية مرسومة أو مطرزة موزعة على كامل
سطح الملحفة .ويمكن أن نالحظ أيضاً هذا التنويع في أزياء المالحف المخصصة
للمناسبات في غرب البالد خاصة في تلمسان ،المدينة الوحيدة التي ال يزال فيها
تقليد المشمال ذو الخرصين باقياً إلى يومنا هذا .لكن السنن التي تتحكم في
المعايير الجمالية لألقمشة الحريرية التي ُكيّفت لتتالءم مع الملحفة الطقسية
التلمسانية المسماة رداء قد أضحت أكثر مرونة .إذ أصبح من الممكن اليوم
قبول كل أنواع الحرير المزوق ،شريطة أن يكون انسدالها كافياً لكي تعطي
ليونة لتلك الملحفة التي تلبس فوق السترة من نوع القاط التي ال يظهر منها
سوى الكمين الطويلين المطرزين بخيوط مذهبة.
الصفحة املقابلة
ملحفة أفراح من الصوف
غرداية.
الصفحة السابقة
ممشال ذو مشابك من نوع "الردى".
تملسان.
الصفحات املوالية
ممشال من االوراس ذو مشابك
خنشلة.
34
36
37
38
39
الفوطة هي ملحفة نسوية مقلمة تلبس بمثابة رداء يعقد حول الخصر أو الردفين،
جاءت لتكمل عدة أزياء حضرية وريفية لسواحل المنطقة المغاربية الشمالية.
وهي ال تزال مستعملة منذ حقبة ما قبل التاريخ إلى يومنا هذا في بعض األزياء
االحتفالية بسبب وظائفها الرمزية المرتبطة بضمان خصوبة المرأة المتزوجة.
ويقترن هذا اللباس األمازيغي بالمآزر المصنوعة من الصوف المقلم المتعدد
األلوان الذي تلبسه النساء في العديد من المناطق الجبلية األخرى من حوض
المتوسط ،حيث تعزى له أيضاً نفس الداللة السحرية .وقد أخذ يندر استعماله
اآلن بسبب اضمحالل التطير العتيق المرتبط بخصوبة المرأة ،وبسبب اختفاء
ممارسة نسج الصوف في المنازل.
40
42
43
نسيج حريري تقليدي يدعى «المنسوج» بتقليمات ذهبية وفضية .ورغم أنها
قد اختفت من خزانة نساءالعاصمة في بداية القرن الماضي ،إال أن هذه الفوطة
البربرية التي تعقد فوق قفطان األعراس ال تزال باقية في األزياء االحتفالية
لنساء تلمسان وندرومة ومستغانم ،وكل مدن الغرب الجزائري حيث ال تزال
تقاليد اللباس تتبع ما سارت عليه العاصمة الزيانية القديمة.
الصفحة املقابلة
شابة مرتدية فوطة مقملة.
تملسان حوايل .1905
الصفحات املوالية
فستان تقليدي من منطقة القبائل مع فوطة
مزينة برشائط ذات ألوان خمتلفة.
تزيي ووزو.
44
45
46
47
يقتصر زي البدن الجزائري أساساً على القميص القصير المستقيم الذي يدخل من
الرأس ويتألف من قطعتي قماش مستطيلتين تتم خياطتهما من الجانبين على
الغالب .وقد تم إدراج القميص القصير في قائمة مالبس الرجال البربرية وخاصة
الفرسان منذ الحقبة النوميدية .ويتم ارتداء هذا اللباس المشترك بين الجنسين
عادة من دون حزام حين يلبسه الرجال الجزائريون .وهي الميزة الخاصة التي
تعزز استمرار هذا النموذح األعلى العتيق الذي اشتقت منه القندورة والقشابية
والجالبة التي ال تزال تستعمل في بعض المناطق الريفية اليوم.
ويشكل القميص الطويل الذي يلبس من الرأس قطعة أساسية في الزي النسوي
الجزائري منذ غابر العصور .ويطلق على هذا النوع من األلبسة المنتشرة بشكل
واسع من شمال البالد إلى جنوبها اسم القندورة أو الجبة أو العباية .وكانت تستعمل
في صنع القمصان الفضفاضة منذ الفترة البيزنطية أقمشة من الحرير المزدان
بالتطريز .وقد استمرت نساء األرياف في نسج الصوف لوقت أطول قبل أن تتوجه
الستعمال القطنيات األوربية المطبوعة مع نهايةالقرن التاسع عشر .ومهما كان
نوع المادة المستعملة في صنع الفساتين الجزائرية فقد كانت هذه الفساتين
تشترك في مبدأ طول اللباس الذي يصل إلى الكاحل أو إلى بطة الساق بشكل
يسمح بإظهار أساور الكاحل الضخمة المسماة خلخال أو رديف التي ال تخلو منها
زينة النساء من الحلي .لكن مالبثت كل الثياب النسوية التي تدخل من الرأس من
تلمسان إلى عنابة أن طالت لتبلغ القدمين ،وذلك لتتماشى مع الموضات األوربية
للقرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين من جهة ،ولتخفي غياب الخالخيل في
الوقت الذي بدأت تندثر فيه التقاليد العريقة ألساور الكاحل من جهة أخرى.
لكن في حين أن الطراز الرجالي للقندورة أو القشابة بقي مستمراً ألكثر من
ألفيتين من الزمن مع المحافظة على شكله المستطيل الفضفاض الخالي من
األكمام دون تغيير ،فإن تنويعاته النسوية قد تحولت منذ فجرالقرن العشرين
48
49
بفعل تأثير التقنيات الجديدة للتفصيل والخياطة وأنواع األنسجة الصناعية
وتقليعات األزياء التي نشرها السكان األوربيون أثناء الفترة االستعمارية.
إذ تطورت التنويعات الجهوية للفساتين القصيرة النسوية نحو أساليب أكثر تبايناً
عن نظائرها الرجالية المعاصرة.
الصفحة املقابلة
ملسة عرصية "للقندورة "
القسنطينية
إبداعات نسيلة
الصفحات السابقة
فستان "عباية" للنساء.منطقة الغرب
اجلزائري .حوايل 1900
الصفحة املوالية
فستان لألفراح من مقاش القطيفة املطرز
قسنطينة
50
51
تعتبر القندورة أو الجبة التي ترتديها نساء قسنطينة والمدن الشرقية للبالد من بين القطع
النسوية التي تلبس من الرأس األقل تأثراً بالموضات األوربية ،وفرضت نفسها لتكون
الزي التقليدي الجزائري األعظم أبهة واألكثر تطابقاً مع النموذج األعلى األصلي للفترة
البزنطية .وال تزال تتميز اليوم أيضاً ببنيتها الهندسية المنفرجة نحو األسفل ،وبصدريتها
المطروزة بخيوط الذهب التي تغطي الجزء األمامي من الجذع .وال يستخدم في صنع قندورة
األعراس سوى المخمل الذي يسمى في الجزائر «قطيفة» .وقد حلت القطيفة الصناعية محل
القطيفة القديمة اإليطالية المستوردة من جنوة ،وتسمى «الجنوي» التي يفضلها وجهاء
وذوات قسنطينة .وللجبة كمّان صغيران على شكل جناحين يسميان مراوح ،تلصق تحتها
أكمام رهيفة طويلة من الدانتيل أو التول المطرّز كانت في الماضي جز ًء من القميص
التحتاني .وهي تشبه جبة نساء عنّابة من حيث وسعها ومن حيث الدور الرئيسي الذي
تلعبها التطريزات الغنية بخيوط الذهب التي تزين ياقة الفستان نزو ً
ال إلى الخصر .وللمرأة
العنابية الخيار في إمكانية استعمال أقمشة أخرى غير المخمل مثل الساتان دوشيس على
سبيل المثال .وقد كانت العروس العنابية ،في الوقت الذي كانت فيه حفالت الزفاف تدوم
سبعة أيام وسبع ليال ،ترتدي كل يوم قندورة من لون مختلف.
تزين قندورة القطيفة أو جبة فرقاني تيمناً بلقب عائلة مشهورة من الحرفيين والموسيقيين
بمثلثات طولية مطروزة بالذهب من نوع «طرزي» .وقد حل في القرن العشرين محل الحزام
القديم المطرز بخيوط الذهب الذي كان يرافق عادة زي العروس ،حزام من اللويزات الذهبية
القديمة يسمى «محزمة اللويز» .والثراء المفرط الذي يتميز به هذا الفستان من تطريز
يغطي كل مساحته تقريباً يفسر شغف نساء كل المناطق به ،وليس فقط المناطق الشرقية
مثل جيجل وعنابة وسكيكدة وميلة ،بل إنه امتد ليشمل الجزائر العاصمة ووهران وتلمسان
حيث يسمى «القسنطينية» نسبة إلى قسنطينة.
52
يبدو أن تأثير الموضات األوربية على القميص المستقيم الموروث عن الزي
القروسطي الجزائري-األندلسي في المنطقة الوهرانية كان أكثر حدة عنه في
المنطقة القسنطينية .والعباية مثلها مثل الجبة التي كانت ترتديها الحضريات من
نساء الغرب الجزائري إلى غاية بدايات القرن العشرين ،كانت تلبس عادة فوق قميص
حريري أو قطني أو من التول أو الدانتيل.
في حدود عشرينات القرن الماضي ،انزوى القميص ليترك مكانه لفستان أكثر ضيقاً
في الخصر عن طريق إدخال ثنيات طولية انطالقاً من تركيبة الصدر .وتم استبدال
هذه الثنيات في منتصف القرن الماضي بمطاط يثبت بآلة الخياطة بخطوط أفقية
متوازية على طول الجزء السفلي من الجذع .وتبعاً لهذه التحويرات في األسلوب
فقد أعيدت تسمية الفستان القميص التلمساني والوهراني ليصبح «بلوزة» .وهي
تشكل النموذج األعلى الوحيد الضيق من جهة الصدر ،والمزود بأكمام قصيرة ويلبس
بمفرده من دون قميص أو فوطة أو سترة.
في حدود خمسينات القرن العشرين ،أخذت بلوزة األفراح للحضريات الموسرات
تتخلص من الحرائر الدمشقية لتستعمل أقمشة الدانتيل والغيبير والحرير المهفهف
ذو الرسومات الزهرية المستوردة من مدينة ليون ،تلبس تحتها شلحة داخلية من
الساتان اللماع تسمى «جلطيطة» لدرء شفافية الحرير السديمية .بينما تستعمل
األقمشة القطنية المطبوعة أو الدانتيل الصناعي األرخص ثمناً في صنع بلوزة األيام
العادية .واألكمام التي كانت على شكل أجنحة «جنيحات» تحولت إلى أكمام قصيرة
منفوخة تطبق على الذراع بواسطة المطاط ّ
«بلستيك».
54
تتطور البلوزة المعاصرة حسب إيقاع تقلبات الموضة مع احتفاظها بطابعها التقليدي.
والدليل على ذلك أن التلمسانيات الزلن يستعملن «المنسوج» ،وهو نسيج يدوي ثمين
بخيوط الذهب والفضة ،لخياطة بلوزة المناسبات التي تسمى «بلوزة المنسوج» .في
حين تحولت البلوزة الوهرانية إلى فستان للخياطة الرفيعة تزدان فيه قطعتا الصدر
والظهر برزكشة من التطريز الممزوج بالترتر واألحجار الكريمة االصطناعية البراقة.
وتتغير جمالية البلوزة بذلك من سنة إلى أخرى.
الصفحة املقابلة
فستان لألفراح "بلوزة املنسوج" من النسيج التقليدي املذهب .
ابداع امينة طالب بن دياب .تملسان
الصفحة السابقة
فستان لألفراح "بلوزة" ذات صدرية من مقاش القطيفة املطرز
مجموعة امينة بن سعدون رشيف
الصفحات املوالية
فستان "بلوزة" من القامش الشفاف املطرز يدويا مرصع بآللئ صغرية بيضاوية
الشلك
مجموعة خدجية بريكيس-سيد 1964
فستان "بلوزة" من احلرير األبيض ذات القامش امللون بالزهار .مجموعة صليحة
عزة راوي 2004.
فستان "بلوزة" من احلرير األزرق و اللون األمحر الرتايب مزينة بعنارص دائرية .
مجموعة زكية قارة تريك 2013
فستان "بلوزة" من احلرير املطرز ذات اللون األمحر الداكن .و مرصع بالجحار.
مجموعة رمي حقييق 2004
56
58
59
60
61
62
63
64
65
إن تطور الفستان القميص الطويل لنساء بوسعادة وبسكرة والمناطق المحيطة بهما
إبان الفترة االستعمارية ّ
يؤكده االسم الذي يطلق عليه وهو «روبا» المأخوذ عن اللغة
الفرنسية وذلك منذ أواخر القرن التاسع عشر دون شك .ويبقى هذا الزي من الناحية
التقنية أكثر تطابقاً إلى حدّ ما مع الطراز األصلي القديم من الفستان البلوزة لنساء
الغرب الجزائري ،ألن تفصيلته المنفرجة نحو األسفل ال تلتصق بالجذع على الرغم
من االتساع المتزايد لحجمه الكلي .وتظهر على الروبا البوسعادية ثنيات عميقة تخاط
على طول تفصيلة الصدر ،يبرزها حزام معدني مخرّم تشدّه المرأة على خصرها.
ويركب على أطرافه دائر مكشكش كثيف الزمّ يزيد من قطرالفستان السفلي بشكل
معتبر على طريقة الفساتين األوربية للقرن التاسع عشر .وتأتي تفصيلة الصدر
المستطيلة ذات الحواف المبرزة بشرائط متعددة األلوان وبدائر مكشكش مزموم
صغير لتجعل الثوب ثابتاً على الكتفين.
والروبا في األصل انطلقت من تنويعات عصرية للفساتين النايلية التي ترتديها نساء
مناطق المسيلة وبوسعادة والجلفة .ويتطلب الفستان النايلي أو «النايلية» قطعتين
مختلفتين من القماش على األقل إحداهما من الدانتيل أوالتول المطرّز .ويزينه عادة
حزام من اللويزات الذهبية وقالدة كبيرة من نوع «صخاب» .ويقترن بفستان األفراح
السطايفي أو ما يسمى «بينوار سطايفي» ،بالطراز اآلخر األكثر أبّهة والمشتق عنه
المعروف باسم «الزداف» المزين على مستوى الصدر بكشاكش من الدانتيل.
الصفحة املقابلة
فستان أفراح "البنوار السطاييف"
سطيف.
الصفحات املوالية
ملسة معارصة للفستان التقليدي لبوسعادة
إبداعات نسيلة
66
68
يتقاسم الفستان القبائلي بعض السمات األسلوبية مع فساتين شرق البالد من
حيث شده بحزام على الخصر ومن حيث التفصيلة المستطيلة بين الكتفين والصدر
التي يحوطها كشكش صغير وشرائط رقيقة ذات ألوان زاهية .ويرجع اختراعه
إلى الربع الثاني من القرن العشرين .وقد أزاحت التاقندورث المالحف األزلية ذات
األخراص التي كانت سائدة في بالد القبائل منذ غابر العصور .والفرق بينها وبين
األثواب التي عاصرتها في الجزائر الشرقية يتمثل في قلة انفراج الجزء السفلي
من الثوب وذلك بسبب الفوطة المقلمة التي تعطيه حجماً طولياً.
يلبس الفستان التقليدي القبائلي من دون قميص داخلي وهو مزود بكمين يغطيان
ثالثة أرباع الذراعين .وتفضل نساء تلك المنطقة األقمشة القطنية المزهرة ذات
األلوان الفاقعة ،وأنواع الساتان اللماع االصطناعي أو الحريري المطبوع برسومات
زهرية متناضدة الدرجات اللونية .وتشد التقندورث من الخصر بحزام يتألف من
حبال صوفية متعددة األلوان ،أو بحزام معدني مشلل بالفضة ومرصع بالمرجان.
وقد تنوعت أشكال الفستان والفوطة وأصباغهما بشكل كبير منذ نهاية القرن
العشرين .وأخذ الزي االحتفالي منه يجنح نحو طراز أكثر فخامة وثراء ،كما تدل
على ذلك وفرة التزينات المطرزة والمركبة التي تكاد تغطي مجمل سطحه.
الصفحة املقابلة
فستان "تقندورت" بدوائر مزينة برشاحئ
متعددة األلوان.
تزيوزو.
الصفحات املوالية
فتاة مرتدية فستان من القطن
منطقة القبائل حوايل 1940
ملسة معارصة للفستان
منطقة القبائل
ابداعات نسيلة
70
73
يشكل النموذج األعلى القديم للجالبة المستقيمة الزي الرجالي بامتياز في مجمل
المناطق الجزائرية .ويتألف من ثالث قطع طولية من الصوف تتخللها غالباً تقليمات
رفيعة ،ومن قلنسوة ذات تفصيلة هندسية تسمى «قوب» أو «قلمونة» .يساوي
حجم قطعة الظهر ضعفي القطعتين المستطيلتين اللتين تُخاطا على طول منتصف
الواجهة األمامية .ويكمل هذا الزي بكمين صغيرين على شكل مستطيل.
أما القندورة وتسمى في المناطق الغربية «بالقشابة» فهي أخف وأوسع من الجالبة،
وتنتمي إلى نفس عائلة األزياء العتيقة مع استثناء بسيط يتمثل في خلوها من
القلنسوة والكمّين .وتوجد خياطة طولية في األمام تمتد من أسفل القندورة إلى ياقتها
التي تكون على شكل Vيدخل منها الرأس الرتدائها .وينغلق الجانبان بخياطة على
طول الخاصرتين مع فتحتين جانبيتين تسمحان بإدخال اليدين والذراعين .يتعارض
النسيج اليدوي لوبر الجمال الذي يستعمله رجال المناطق الجبلية والهضاب العليا مع
الموسلين الصوفي األبيض للحضر الجزائريين.لكن البنية األساسية للنموذج األعلى
القديم تبقى نفسها في كل أرجاء البالد .ويمكن أن تزين خياطات وحواف القندورة
الحضرية بشريط مضفور رقيق يتماهى لونه مع لون القماش .ونشهد في أيامنا
هذه الزوال التدريجي للقندورة الرجالية لسكان مدن شمال الجزائر ،في حين أنها ال
تزال تستعمل في الجنوب على نحو واسع من قبل رجال الطوارق بشكلها الفضفاض
المصنوع من الكتان ذي اللون األزرق النيلي.
الصفحة املقابلة
مقيص رجايل طويل "قندورة"
74
خالفاً للمالبس التي تلبس من الرأس ،توجد فئة تلبس من األقدام ومنها السروال.
وعلى غرار القميص المستقيم ،فإن السروال العريض الفضفاص يرتديه الرجال
والنساء على السواء .وقد درج استعماله بالجزائر في وقت متأخر عن المالبس التي
تدخل من الرأس ،ربما في حدود بدايات األلفية األولى .وحين يوضع السروال التقليدي
الرجالي مسطحاً نجده يتألف من تفصيلة هندسية تنتج عن تجميع قطع مستطيلة
من القطن أو الكتان أو الصوف .وللسروال المنفوخ النسوي بنية مماثلة ،إ ّ
ال أنّه يصنع
في الغالب من األقمشة الحريرية أو القطنية ذات الرسومات الزهرية .ويشدّ على
الخصر بواسطة حبل يمرر في لسان خصر السروال يدعى ّ
«تكة».
يعتبر السروال عادة قطعة حميمية من قطع الزي التقليدي النسوي .وقد تراجع
استعماله اليوم واستبدل بمالبس داخلية عصرية .كانت نساء العاصمة وال تزال
من بين الحضريات الوحيدات اللواتي عرفن كيف يكيّفن سروال االستعمال اليومي
مع سروال األفراح والرسميات الذي يُلبس مرفوقاً بفوطة مالئمة ويكشف عن جزء
من الساقين .ومع اختفاء الفوطة المقلمة قبل نهاية القرن التاسع عشر ،ازداد
طول السروال النسوي العاصمي ليصل إلى الكاحل ،كما تشهد على ذلك تنويعاته
المعاصرة مثل «السروال المدور» الذي يأتي على شكل إجاصة ،و «سروال الشلقة»
الطولي والمشقوق على طول طرفي الساقين ،وكالهما ينتميان إلى األلبسة
االحتفالية لنساء العاصمة.
76
أما السروال المنفوخ الرجالي القصير أوبنصف الطول فقد استمر استعماله في
مجمل مناطق البالد قبل أن يندر في فترة ما بين الحربين ،ليحل محله البنطال
األوربي الذي اكتسح العالم أجمع .وهو يكمل في وقتنا الحاضر أحياناً الزي
االحتفالي للصبيان الصغار والعرسان الذي يختارون اتباع التقاليد .لكن أكثر من
يستعمله في الغالب هم الموسيقيون على المسرح والراقصون والفرسان أثناء
االحتفاالت الشعبية والمواكب واألعياد.
الصفحة املقابلة
ملسة معارصة للرسوال "شلقة"
يامسينة ابداعات
الصفحة السابقة
ملسة معارصة للزي العامصي مع رسوال عريض
ابداعات نسيلة
79
80
81
آسيا الوسطى ،ويشكل النموذج األعلى األكثر قدماً للزي المفصل المفتوح من األمام.
وقد تم تكييفه مع حركات وسكنات الفرسان الرحل .يتألف من قطع مستطيلة أو شبه
منحرفة من القماش تجمع مع بعضها .وقد ساعدت االستعارات التي تمت عن أزياء
الوجهاء والضباط العثمانيين الموجودين في الجزائر من انتشار هذا النوع من األزياء
ذات األكمام منذ القرن السادس عشر ،خاصة في مدينة الجزائر حيث كيّف الحضر
من النساء والرجال عدة تنويعات للقفاطين الطويلة والقصيرة حسب ما يمليه نمط
معيشتهم الرفيع.
كانت القفاطين وتنوعاتها األقصر التي تأتي على شكل سترات ذات البنية الهندسية
المسماة «غليلة» تصنع إلى غاية بداية القرن التاسع عشر من الحرير الدمشقي،
ومن البروكار وأنواع المخمل ،وتزين بجدائل وتطريزات بخيوط الذهب والفضة .لكن
ً
نتيجة لفقر خزانة المرأة الحضرية هذه القفاطين اآلسيوية المحتد أخذت تتالشى
الجزائرية إبان الفترة االستعمارية .ولم يبق منها في القرن العشرين سوى النوع
نصف الطويل والقصير المخصص لألفراح والمناسبات ،وتشكل اليوم جزءا من األزياء
االحتفالية لبعض المدن الشمالية.
الصفحة املقابلة
معطف "اكراكو" من مقاش القطيفة املطرز.
مدينة اجلزائر حوايل 1900
الصفحة السابقة
تفصيل لطرز" فتلة" باخليط املذهب فوق
معطف "اكراكو"
مدينة اجلزائر
مسرية غزاييل
82
83
يتألف القفطان الجزائري من ثالث قطع على شكل مستطيل أو شبه منحرف ،يضاف
إليها أحياناً توصيالت جانبية على شكل مثلثات ،ويزدان بالتطريز وبالشرائط
المضفورة وبمختلف أنواع الخيوط الذهبية والفضية المجدولة.وقد تزامن العصر
الذهبي لهذا الزي مع قرون الوالية العثمانية ،على الرغم من أن سماته األسلوبية
تختلف عن قفطان شرق المتوسط .لكنه اختفى من قائمة المالبس في العاصمة
في بداية الفترة االستعمارية ،ليبقى حاضراً في األزياء النسوية االحتفالية لمنطقتي
تلمسان وعنابة .وقد جعل منه ثراء تطريزه وأبهته أحد العناصر األكثر فخامة في
الثقافة الجزائرية في مجال األزياء التقليدية.
84
يذكر قفطان عنابة المصنوع من القطيفة المزركشة بتطريزات بخيوط الذهب ّ
والفضة من حيث الشكل بقفطان تلمسان ،لكنه يتميز بتقويرة أكثر استدارة للصدر
ال ألنه يصل إلى مستوى منتصف بطة الساق .تنجز وبغياب األكمام .وهو أطول قلي ً
تطريزاته اليوم بواسطة آلة الخياطة في حين أن تطريز نظيره التلمساني ال يزال
ال العروس فيينجز يدوياً .كما يوجد اختالف آخر يكمن في أن قفطان عنابة ال تلبسه إ ّ
يوم زفافها ،وال تلبسه النساء المتزوجات أثناء المناسبات األخرى واألعياد .ومن جهة
أخرى فإن النماذج المطرزة على القفطان النسوي العنابي أكثر ثراء وقرباً من النمط
المشرقي عن تلك التي نجدها في قفطان الغرب الجزائري.
تزداد أبهة الزي االحتفالي لنساء عنابة بالقندورة الداخلية المطرزة والمستوحاة
رسومها من النماذج النباتية الكثيفة على الصدر وعلى القطع الطولية للباس.
وتنسجم هذه الرسوم مع النماذج العامة للقفطان .ويدل استمرار قفطان تلمسان
وعنابة ،المدينتين التاريخيتين اللتين تقعا على طرفي التراب الوطني،على
الدور الحاسم الذي يؤديه هذا الزي القديم في تاريخ األزياء التقليدية الجزائرية
منذ أكثر من خمسة قرون.
الصفحة املقابلة
تفصيل للقفطان التقليدي
عنابة.
الصفحة السابقة
تفصيل للقفطان التقليدي
تملسان.
الصفحات املوالية
أربعة أزياء من نوع الشدة مع قفطان من
مقاش القطيفة املطرزة.
تملسان.
86
88
89
بقيت بنية السترات الرجالية التي أفرزها التراث التقليدي الجزائري بنية هندسية
ومجردة على غرار القفطان القديم .وتندرج السترة الحضرية التي تتألف من قطع
مستطيلة من المخمل أو النسيج الصوفي داخل خطوط مستقيمة تحدد حيزاً ضيقاً
نسبياً لكنها لم تصمم لتكون لصيقة بالجسد .وقد كانت سترات الجبدولي إلى غاية
القرن التاسع عشر تزين بأزرار من الخيوط المجدولة ومن الشرائط المضفورة
وتطريزات رقيقة بخيط الذهب والفضة مستوحاة من التراث التزييني العثماني.
ويمكن أن تتبطن في الشتاء حين تلبس تحتها سترة داخلية مقفولة لتأتي هي كسترة
فوقية مفتوحة.
ما انفكّ سكان الحضر الجزائريين طوال الحقبة العثمانية يلبسون يومياً الثياب
المفصلة مثل الصدريات الخالية من األكمام .وكانت الصدرية الرجالية المسماة
«بدعية» أو «مقفولة» تلبس فوق القميص وتحت سترة الجبدولي المصممة لتبقى
مفتوحة دوماً .تغلق الصدرية بسلسلة من األزرار المصنوعة من الخيوط المضفورة
على شكل كريّات صغيرة مثبتة على طولها األمامي .وتشكل مع السترة تآلفاً جمالياً
تاماً من حيث التطريز يجعلهما ال ينفصالن .لكننا لألسف النرى اليوم هذه الصدرية
إّ
ال في االحتفاالت والعروض ذات الصبغة التقليدية.
وعلى الرغم من أناقة وراحة سترة الجبدولي الرجالية وصدريتها ،غير أنها تركت
مكانها منذ نهاية القرن التاسع عشر للصدرية األوربية المزررة وللسترة العصرية
البسيطة الخالية من التنميق والمزودة بياقة ذات قلبة وبكمين طويلين ضيقين.
واليوم نرى أن من يحافظ على استمرار تقليد الصدرية المغلقة وسترة الجبدولي
هم موسقيو الفرق األندلسية الجزائرية ،ليصبح وجودها في مشهد األزياء التقليدية
ال وعرضياً.
الجزائرية ناف ً
الصفحة املقابلة
لباس تقليدي رجايل مع معطف مطرز
إبداعات كرمي كديد 2013
90
يتعارض الذبول المحتوم لألنماط الشعبية من األلبسة المفصلة الرجالية في الجزائر
مع ازدهار الموضات النسوية الذي تجسد قبل نهاية القرن التاسع عشر بظهور نوع
من السترات المبتكرة للزي العاصمي .فقد تحولت البنية القديمة «لغليلة جبدولي»
ذات الكمين الطويلين التي كانت تلبسها النساء الحضريات في الشتاء لتتولد عنها
سترة تسمى «كاراكو» لصيقة بالجذع ومزودة بذيل .وتخلى هذا العنصر األساسي
من عناصر األزياء العاصمية عن تقويرة الصدر العثمانية الواسعة التي تميز بها سلفه
ليغلق إلى حد الرقبة بعدة بأزرار من الخيوط المجدولة.
92
الصفحة املقابلة
معطف "اكراكو"
البليدة.
الصفحة السابقة
معطف من مقاش القطيفة «اكراكو» مرصع بالطرز املذهب من نوع الفتلة
الصفحات املوالية
معطف و تنورة من النسيج التقليدي.
تملسان.
94
95
97
98
100
101
يط ّلب إبداع قطع الزينة الملحقة باللباس الشعبي مثل العمرات والقبعات والحلي،
تقنيات يدوية عتيقة أتقنها الصناع على مر ألفيات من االحتكاك بالثقافات المتنوعة.
وتؤدي هذه القطع وظائف اجتماعية وداللية شديدة األهمية ،مما يتناقض مع اسم
«مكمّالت» الذي أطلق عليها .هو األمر الذي يأخذ كل معناه في الجزائر حيث تشكل
العمرات والمناديل وحلي الرأس أساس بنية التسريحة.
ولطالما احتفظت العناصر الخاصة بحماية وتزيين الرأس الذي يعتبرمن أنبل أعضاء
الجسم بقيمة ثقافية وتعريفية معتبرة .وهي تدخل بشكل أكثر ثباتاً من المكونات
األخرى للزي التقليدي الجزائري ضمن الممارسات اليومية والطقسية للريفيات
والحضريات على السواء .وقد سرّعت الموضات األوربية في القرن العشرين من زوال
عدد هام من العمرات التقليدية الجزائرية ذات األصل البربري ،والروماني والبيزنطي
ً
بداية في مدن الشمال لتنتقل العدوى إلى والشرق أوسطي واألندلسي والعثماني،
الهضاب العليا ،لتبلغ في نهاية المطاف المناطق الجبلية والصحراوية .لكن النماذج
التي ال تزال موجودة إلى حد اليوم تبين ثراء أسلوبياً منقطع النظير.
الصفحة املقابلة
حيل المرأة من قبيلة أوالد نايل
بوسعادة حوايل 1900
الصفحة السابقة
تفصيل لملمشال "ردى"
تملسان.
102
103
إن بنية وداللة العمرات الرجالية الجزائرية هي أقل تعقيداً من التنويعات النسوية
منها .فقد تم في الواقع تبسيط أغلب أغطية الرأس هذه ،لتتنحى جانباً في حدود
منتصف القرن العشرين بسبب االنتشار السريع للموضات الرجالية األوربية في
الوسط الحضري .لكن بعض الرجال المسنين قد استمروا في استعمال «الشاشية»،
وهي عمرة من الصوف األحمر المغزول مزينة بحاشية من قماش أصفر تلف حوله
بما يشبه العمامة المسماة turbanبالفرنسية ،كما يبين ذلك اسم «تربانتي» الذي
يطلقه عليها سكان تلمسان.
وفي المناطق الريفية ،تنزع العمرة المؤلفة من قطعة طويلة من القماش القطني
تلف حول الرأس على شكل عمامة ألن تكون هي أيضاً حكراً على الرجال المسنين.
والمؤسف أن هذه العمرة الضاربة في عمق التاريخ ،المسماة «رزّة» أو «كمبوش»
أو «قنّور» أو «شاش» والتي تميز األزياء التقليدية لرجال الريف في جزء واسع من
المغرب العربي الكبير ،آيلة اليوم إلى االندثار في أغلب المناطق الجزائرية.
أما رجال الطوارق فال زالوا يحتفظون من جهتهم بالعمرة ذات األبهة المسماة
«تاقولموست» ،المشكلة من قطعة قماش لماع أسود يميل إلى البنفسجي الغامق،
أو من شاش بلون أزرق نيلي أو أبيض أو أسود .وتشكل طيّات العمامة الترقية
المتعددة قرصاً دائرياً ضخماً يميز العمرة الرجالية التقليدية لسكان أقصى الجنوب
الجزائري .وتكمن خاصيّتها في كيفية تنسيق القماش بحيث يسحب جزء منه إلى
األمام ليصبح لثاماً لألنف والفم.
الصفحة املقابلة
معامة من مقاش "الشاش"
جانت.
الصفحات املوالية
معامة من الكتان مصبوغة بالنيلة
زى طريق
مترناست.
104
106
107
تحتفظ أغطية الشعر النسوية الحضرية في المناطق الشمالية غالباً بعمرة مخروطية
الشكل من أصل قروسطي تسمى «شاشية» .وتركب هذه األخيرة فوق شاشية مدببة
أخرى ملفوفة بالجلد يغطيها المخمل المطروز بخيوط الذهب أو الفضة حسب تقنية
«المجبود» .ويشترك في استعمال هذه العمرة اليومية منها واالحتفالية نساء كل من
قسنطينة وعنّابة ومستغانم ووهران وتلمسان والمدن القريبة من تلك األقطاب
الثقافية إلى غاية بداية القرن العشرين .لكن يبدو أنها استمرت بشكل أطول في
تلمسان حيث تتوج بشكل أساسي وأكيد زي الزفاف ،وكذلك الطقم التقليدي للقفطان
الذي تستمر المرأة المتزوجة في ارتدائه للعديد من السنين.
أخذت أغطية الرأس االحتفالية في المدن الجزائرية التي انقرضت فيها العمرات
والقبعات المطروزة من صندوق األزياء التقليدية ،أخذت تتمحور حولما يسمى
بالمنديل الحريري أو «المحرمة» المتوارث ،والمصنوع من المنسوج المغزول يدوياًأو
مذاك يلبس لوحده ،وتحدد حوافه دوماً بخصالتمن الساتان االصطناعي الذي صار ّ
طويلة من الخيوط الحريرية المسماة «فتول».
الصفحة املقابلة
طاقية من مقاش القطيفة املطرزة باخليط املذهب والفيض.
108
أضحت التيجان الذهبية أو تلك المصنوعة من الفضة المخلوطة بالنحاس والمرصعة
باألحجار الكريمة ،مثل «التاج» أو «الصرمة» العالية المشكلة من حلزونات من
الذهب ،التي كانت نساء العاصمة تلبسها في األيام العادية للداللة على رفعة
مكانتهن االجتماعية ،أضحت غالية الثمن بالنسبة للكثير من الحضريات منذ العقود
األولى لالحتالل الفرنسي .فتم استبدالها بتيجان أقل ثمناً ،تشبه العصابة المرصعة
بأحجار رخيصة أو بالزجاج الملون المزدان بأنواط ،وتسمى «عصابة» أو «جبين»،
وكذلك بأكاليل أرق منها مشتقة من «خيط الروح» العاصمي الذي يسمى أيضاً
«زرّوف» في مناطق أخرى من البالد .وال تزال هذه األنواع من األكاليل تستعمل
مع غالبية األزياء االحتفالية إلى يومنا هذا .وتلبس مجمل هذه المجوهرات الخاصة
بالرأس مع مناديل حريرية تُلف حول الرأس بطريقة تجعل الشراشب الطويلة من
خيوط الحرير التي تحيط بحواف المنديل تنسدل على الوجه من جهتيه كخصالت
شعر ناعم ،مرفوقة بسوالف وأقراط لوضع لمسات الكمال على ذلك التركيب
الفني المحكم مثل «الخروص» التي هي عبارة عن أقراط تتألف من آللئ باروكية
مضمومة تلبسها نساء تلمسان.
تؤدي مجوهرات الرأس لقاطنات المناطق الريفية الوظائف الجمالية والرمزية نفسها
التي تؤديها للحضريات ،وإن كانت مصنوعة من معادن أقل نفاسة من الذهب ،لكنّها
تتشابه في البنية أيضاً .وتبعاً لهجر النساء في منتصف القرن العشرين للعمرات
المضفورة المشتركة بين العديد من التقاليد المحلية ،مثل الضفائر الفخمة المملوءة
بالصوف لنساء بوسعادة ،أخذت السوالف والمناديل الحريرية بألوانها الزاهية ،وحلقات
األذن المربوطة بالعمرة واألكاليل تكمل تدريجياً زينة الزفاف لساكنات غالبية المناطق
ال هي التي تربط على الجبين ،ألنها على غرار الداخلية .والحلية الفضية األكثر تفضي ً
تاج «لجبين» لنساء األوراس ،و»تاعصابت» المرصعة بالمرجان لنساء القبائل ،تؤدي
دوراً حافظاً من األرواح الشريرة حسب االعتقاد األمازيغي الضارب في عمق التاريخ.
110
ال بعد عمرات الرأس هي تبقى مكمالت األزياء التقليدية الجزائرية األكثر استعما ً
المجوهرات الصدرية واألنواع التي ال يحصى عددها من العقود والسالسل التي
تزين الصدر .ذلك ألن كل العقود من عقد «أقران» لنساء األوراس ،إلى العقد ذي
المشابك «إبزيمن» لنساء القبائل ،والعقد ذو التعويذة المثلثة «تاغالت» لنساء
المزاب ،أو عقد «تيراوت» لنساء الطوارق ،كلها تنطوي على بعد سحري وطقسي
يفسر طول بقائها عبر الزمن.
وعلى غرار نساء المناطق الريفية ،بقيت الحضريات على تفضيلهن لحلي الصدر التي
تعمل كدرع سحري قادر على حماية أعضائهن الحيوية من شر األرواح الخبيثة خاصة
يوم الزفاف .نجد من بين المجوهرات التقليدية التي تصلح لكل زمان ،والتي تتشارك
فيها جزائريات المدن وبعض المناطق الجبلية العقد المسمى «سخاب» .وهو عقد
طويل تحبه نساء قسنطينة وعنابة ومسيلة والجلفة وبوسعادة وتلمسان والعديد من
مدن الشمال األخرى .كما أنه يشكل جز ًء من حلي الزفاف في منطقة األوراس حيث
تتناوب فيه عناصر مخروطية من الصلصال األسمر أو األسود الزكي الرائحة ،وينتهي
ببعض الآللئ الباروكية المتأرجحة.
وإذا ما تم هجر الخالخل التي ال يمكن فصلها عن األزياء التقليدية النسوية في
الجزائر منذ ما قبل التاريخ ،فإن ذلك يعود دون شك إلى زوال كل األشكال الشعبية
للحذاء والبابوش والجزمة التي كانت تصنع يدوياً ،أمام غزو األحذية األوربية .وحتى
112
األزياء الطقسية األكثر قدمُا واألكثر استقراراً مثل زي العروس التلمسانية آلت إلى
االستغناء عن «البلغة» المصنوعة من المخمل المطرز بحلزونات بخيط الذهب ،لتحل
محله أحذية السهرة المستوردة غالباً من الخارج .وتأقلم الزي العاصمي أيضاً مع هذه
النزعة الجديدة بعد أن ظهرت لفترة قصيرة أحذية ذات شكل عصري مزينة بتطريز
«المجبود» التقليدي .ومن النادر اليوم في الجزائر أن نرى أحذية تقليدية تلبس مع
األزياء التقليدية باستثناء أزياء االحتفاالت الطرقية.
الصفحة املقابلة
ملسة عرصية للزي الرتيق
إبداعات يامسينة
الصفحات السابقة
حيل تقليدية فضية لملرأة الرتقية
مترناست.
الصفحة املوالية
تفصيل لزي االفراح مع فوطة مطرزة و قفطان من مقاش القطيفة
تملسان.
114
116
117
إن الممارسات الحرفية والطقسية المرتبطة باألزياء التقليدية االحتفالية في الجزائر
تشي بمسارات حيوية ومتنوعة تميّزت بمقارعة استثنائية للزمن .وعلى العكس من
ذلك ،فإن الممارسات الثقافية المتصلة باستعمال الزي التقليدي اليومي قد اختفت
تقريباً في الجزائر ماعدا بعض المناطق الريفية والصحراوية التي مستها بشكل أقل
يد التحول في البنى االجتماعية/االقتصادية ،ولم تتأثر كثيراً برديفه المتمثل في
التبني الكاسح لمنتجات األلبسة المستوردة من الخارج.
واليوم ،تمثل األزياء الشعبية التعبير الحي عن مخيال النساء والرجال الذين يلبسونها
والتي يطبعونها بذوقهم وحساسيتهم وشخصيتهم ومعاشهم .وهي تترجم بشكل
متزامن إبداع الحرفيات والحرفيين ،كما تترجم إبداع المصممين الذين اليفتأ عددهم
في تزايد ،والذين يعملون على إعادة اختراع تقنيات ومواد وأساليب الزي التقليدي
الجزائري .وعليه ،فاألمر يتعلق بتراث ثقافي حي تقليدي ومبتكر في آن.
ومن جهة أخرى ،تكمن حيوية هذا الشكل من التراث في استمرار الممارسة الثقافية
التي تحث النساء الجزائريات على تفضيل الطقوس «الهجينة» ،أي المزج العفوي مابين
األزياء التقليدية الجهوية .فاألزياء التقليدية التي تعرضها العروس في حفلة الزفاف،
وهي الحدث االجتماعي والثقافي األكثر تأص ً
ال في حياة المجتمع ألنها تعمل على التحام
وتوثيق عرى القربى بين العائالت ،ال تقتصر على تلك التي تنتمي للمنطقة التي
يتحدر منها زوج المستقبل .والعروس بمناسبة يوم «التصديرة» تلبس ثياب العرس
الممثلة لكل المناطق دون استثناء ،فتكون المناسبة بمثابة عرض أزياء لمختلف المدن
والمناطق حتى تلك البعيدة منها عن بعضها .ونتيجة لذلك ،تضاعفت ،منذ عشريات
قليلة مضت ،الفضاءات التي تساعد على إحياء التراث الثقافي الخاص بالملبس.
ودخلت الملحفة ذات األخراص في جهاز العروس التلمسانية ،في حين تتصدر عرائس
العاصمة بـ«الشدّة» التلمسانية ،وأصبح الكاراكو العاصمي يمشي جنباً إلى جنب مع
118
119
العثماني ،والفستان المشتق من القميص القروسطي البربري -األندلسي الذي حوّره «تاقندورت» العروس القبائلية ،و «بينوار» العروس السطايفية و «بلوزة» عروس
التأثير األوربي .دون أن ننسى أغطية الرأس والحلي التزينية للجذع والرأس التي سيدي بلعباس ووهران .هذا التبادل في األزياء ،الذي تحكمه تيارات اجتماعية
تشكل بمفردها تراثاً تاريخياً قائماً بذاته .ويجسد تآلف هذه الشواهد التاريخية وجمالية غير محسوسة ومتواصلة ،يشير إلى االنفتاح الثقافي المتزايد الذي ما
الثمينة التي شكلت مجتمعة ك ً
ال يتسم باألصالة واالنسجام ذاكرة الجزائر ،هذا البلد فتئ يتعمق بين سكان مختلف المناطق ،وإلى تزايد الزيجات ما بين الجهات ،وإلى
الواقع على مفترق القارات والثقافات حيث يتبلور اإلحياء المستمر للهويات الثقافية وتيرة تطور المجتمع .وتفرض إ ّذاك ظاهرة «الحركية الملبسية» نفسها عبر كل
من خالل التعابير المتعنتة والحية للباس. التراب الوطني الجزائري كعامل حاسم في إحياء الممارسات االجتماعية والثقافية،
وكذا الحرفية والفنية المرتبطة بالزي التقليدي .واألمر المميز الذي يبرز من خالل
استكشاف مشهد األزياء التقليدية في الجزائر هو تعايش األزياء الملحفية والمفصلة
وتلك التي تلبس من الرأس ضمن نفس المسرد األسلوبي وضمن النظام الطقسي
نفسه .ويشي تناضد النماذج العليا المنبثقة عن تصورات متمايزة للجسد المكسو
بانصهار خصب للتيارات الثقافية المتنوعة التي استوعبتها المجموعات المحلية
بعمق وحولتها على مر العصور .ويمكن القول أن التقاليد الجهوية للملبس في
الجزائر تدمج النماذج العليا األساسية لألزياء التي استعملتها البشرية ،بغض
النظر عن األصول والحقب التي يظن أنها اندرجت خاللها في الثقافة المحلية،
بحيث تترافق المالحف ذات النمط األفريقي مع األلبسة المفصلة المتولدة عن
القفطان اآلسيوي ،مع األلبسة األكثر التصاقاً بالبدن التي تميز الموضات األوربية.
وعليه فإن هذا التراث الجزائري الحي يرتبط تاريخياً وأسلوبياً بثقافات قارات
ثالث ،ويبين الطابع العميق األصالة للزي التقليدي المتوسطي بكل تعدديته.
120
121
مالك و بلقائد ليلى،علولة
2001. Belles Algériennes de Geiser. Costumes, parures et bijoux. Paris : Editions Marval.
بلقائد ليلى
2003. Costumes d’Algérie. Paris : Editions Du Layeur & Skikda : Editions Messikh.
بلقائد ليلى
1998. Algéroises. Histoire d’un costume méditerranéen. Aix-en-Provence : Editions Edisud.
تاتيانا،بن فوغال
1997. Bijoux et bijoutiers de l’Aurès. Paris : CNRS Editions.
فريدة،بن نونيش
1982. Bijoux et parures d’Algérie. Alger : Ministère de l’information.
بورديو بيار
1980. Le sens pratique. Paris : Les Editions de Minuit.
بركاهم،فرحاتي
2009. Le costume féminin de Bou-Saâda. Alger : Librairie Mille-Feuilles, Sid-Ali Sekheri Ed.
كيالني منذر
2010. Anthropologie. Du local au global (1989). Paris : Armand Colin.
اندري،لوروا الحبيب
1973. Milieu et techniques- Evolution et techniques, vol 2 (1945). Paris : Albin Michel.
122
123
Crédits
Artisans et créateurs
124
125
ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﺳﻜﻴﻜﺪﺓ ﺑﺠﺎﻳﺔ ﺑﺎﺗﻨﺔ
ﺗﻨﺪﻭﻑ ﺃﺩﺭﺍﺭ
ﺇﻟﻴﺰﻱ
ﺗﻤﻨﻐﺎﺳﺖ
126
127
Dépôt légal : 536 - 2014 / ISBN : 978 - 9931 - 361 - 20 - 6