You are on page 1of 65

‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﴿ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ﴾‬

‫ﻡ ‪.‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‪ ،‬ﺍﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻻﻭﻝ ﺑﻮﺟﺪﺓ‪،‬ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ‬


‫ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ ﺍﺍﺗﺨﺼﺼﺎﺕ ﺑﺎﻟﻨﺎﺿﻮﺭ‬

‫‪2015/ 2016‬‬

‫ﺍ ﻟﻜ ﻠ ﻴﺔ ﺍﻟﻤ ﺘﻌﺪﺩﺓ ﺍﻟ ﺘﺨﺼﺼﺎ ﺕ ﺑﺎ ﻟ ﻨﻀﻮﺭ‬


‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ "ﺟﻴﻠﻴﻨﻴﻚ" ‪:‬ﻫﻮ ﺃﻗﺪﻡ ﻣﻈﻬﺮ ﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ‪،‬‬
‫ﻓﻬﻮ ﺃﻗﺪﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎء‪ ،‬ﻭﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺗﺼﻮﺭ ﺩﻭﻟﺔ ﺑﻼ ﺗﺸﺮﻳﻊ ﻭﺑﻼ ﻗﻀﺎء‪ ،‬ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ‬
‫ﺗﺼﻮﺭﻫﺎ ﺑﻼ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﻷﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﻈﻬﺮ ﺍﻟﺤﻲ ﺍﻟﻤﻜﻤﻞ ﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ‪. ". ..‬‬

‫ﻭﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ ﺑﻨﺸﺎﻁ ﻭﺍﺳﻊ ﻭﻫﺎﻡ ﺑﻘﺼﺪ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ‬
‫ﻳﺘﻤﺜﻞ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺇﺷﺒﺎﻉ ﺍﻟﺤﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬
‫ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﻌﻨﺎﺻﺮﻩ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪ ،‬ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪،‬‬
‫ﺍﻟﺴﻜﻴﻨﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ…‬
‫ﺗﺒﺎﺷﺮ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺎ ﺗﻤﻠﻜﻪ ﻣﻦ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺠﺴﺪ ﻓﻲ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‬
‫ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻋﻤﺎﻻ ﻣﺎﺩﻳﺔ ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻋﻤﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﺇﺭﺍﺩﻳﺔ ﻧﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ﺧﻄﺄ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ‬
‫ﻭﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺃﻋﻤﺎﻻ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ‪.‬‬

‫ﻭﺗﺘﻔﺮﻉ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﺇﻟﻰ ‪ :‬ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺗﺘﺨﺬﻫﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ‬
‫ﺑﺼﻔﺘﻬﺎ ﺷﺨﺼﺎ ﻣﻌﻨﻮﻳﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻣﻊ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﻭﺗﺨﻀﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ‬
‫ﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻣﺜﻞ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﻴﻦ ‪.‬ﻭﺍﻟﺼﻨﻒ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﻫﻲ ﺗﻠﻚ‬
‫ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪﺭﻫﺎ ﺑﺼﻔﺘﻬﺎ ﺳﻠﻄﺔ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ‬
‫ﺗﺨﻀﻊ ﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﺑﺸﺄﻧﻬﺎ ﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ‪:‬ﻭﻫﺬﻩ‬
‫ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺗﺘﺸﻌﺐ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺗﺒﺎﺷﺮﻫﺎ ﺑﺈﺭﺍﺩﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﻔﺮﺩﺓ ﻭﺗﺼﺪﺭﻫﺎ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ ﻓﻘﻂ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ‬
‫ﻟﻠﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭﻗﺪ ﺗﺸﺘﺮﻙ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻓﻴﺼﺒﺢ ﻋﻤﻼ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎ ﺻﺎﺩﺭﺍ‬
‫ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻴﻦ ﻭﻳﺘﺠﻠﻰ ﻣﺜﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‪.‬‬
‫ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺳﻨﺘﻄﺮﻕ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪،‬ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻧﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼﻞ‬
‫ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‬


‫ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺩﻱ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺟﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‪ ،‬ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻫﻮ‬
‫ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻞ ﻏﺎﻟﺒﺎ‪ ،‬ﺃﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻓﻬﻮ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﻤﻤﻴﺰ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ‬
‫ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺮﺭ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‪.‬ﻫﻜﺬﺍ ﻟﺨﺺ ﻣﻮﺭﻳﺲ ﻫﻮﺭﻳﻮ ‪Maurice‬‬
‫‪.1 houriou‬ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻗﺎﺋﻼ ‪" :‬ﺍﻟﻜﻞ ﻣﻤﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻭﻳﻈﻬﺮ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‬

‫‪1‬‬
‫‪-Hauriou (M.), Précis de droit administratif et de droit public, TI, Sirey 11ème édition 1927, P. 356.‬‬
‫‪3‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫ﻛﻤﺤﻮﺭ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ"‬


‫ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺩﻱ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ‪ ،‬ﻓﻬﻮ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﺞ ﻓﻲ ﺣﺪ ﺫﺍﺗﻪ ﺁﺛﺎﺭ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‪،‬‬
‫ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻣﺘﻴﺎﺯ‪.‬‬
‫ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ‪،‬ﻭ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺘﻌﺴﻒ‪ ،‬ﻭ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬
‫ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺩﻱ ﻣﺤﺎﻁ ﺑﻀﻤﺎﻧﺎﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﻳﻦ ‪ .‬ﻭ ﻣﻦ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺎﺗﻪ ﺃﻧﻪ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺈﺩﺧﺎﻝ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ‬
‫ﻭﺍﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﺳﻠﺒﻴﺎﺕ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺇﺛﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﻠﺴﻞ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﻱ )ﺍﻟﺒﻴﺮﻭﻗﺮﺍﻃﻴﺔ(‪.‬‬
‫ﻓﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ؟ ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺨﻀﻊ ﻟﻪ؟‬
‫ﺍﻟﻤﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‬
‫ﻣﻦ ﺃﻱ ﺗﻜﻴﻴﻒ ﻳﻨﺘﺞ ﺗﻜﻴﻴﻒ ﺗﺼﺮﻑ ﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻗﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﺇﻧﻔﺮﺍﺩﻱ؟‬
‫ﺇﻥ ﺗﻜﻴﻴﻒ ﺗﺼﺮﻑ ﻣﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﺇﻧﻔﺮﺍﺩﻱ ﻳﻨﺘﺞ ﻣﻦ ﺗﻜﻴﻴﻔﻴﻦ ﻳﻌﻜﺴﺎﻥ ﺧﺎﺻﻴﺘﻴﻦ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺗﻜﻴﻴﻒ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﺑﺄﻧﻪ ﺇﻧﻔﺮﺍﺩﻱ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻭ ﺗﻜﻴﻴﻒ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﺑﺄﻧﻪ ﺇﺩﺍﺭﻱ‪.‬‬
‫ﻭﺑﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ‪،‬ﻭ ﻟﺘﻜﻴﻴﻒ ﺃﻥ ﺗﺼﺮﻓﺎ ﻣﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﺇﻧﻔﺮﺍﺩﻱ‪ ،‬ﻳﺠﺐ ﺗﻮﺿﻴﺢ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ‬
‫ﺗﺼﺮﻑ ﺇﻧﻔﺮﺍﺩﻱ ﻭ ﺇﺩﺍﺭﻱ‪.‬‬
‫ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺩﻱ ﻭ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ‬
‫ﺍﻟﻌﺎﻡ؟ﻭﻛﻴﻒ ﻧﻌﺮﻑ ﺃﻧﻨﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﻗﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﺃﻡ ﻻ؟ ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ؟‬
‫ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‬
‫ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻜﻴﻒ ﺗﺼﺮﻓﺎ ﻣﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﺇﻧﻔﺮﺍﺩﻱ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻧﺄﺧﺬ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺻﺎﺣﺒﻪ )ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ‬
‫ﺍﻟﻌﻀﻮﻱ( ﻭ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺗﺨﺬ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭﻩ) ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ(‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﺸﻜﻠﻲ‪ :‬ﺭﻛﻴﺰﺓ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬
‫ﺣﺴﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺩﻱ ﻫﻮ ﻗﺮﺍﺭ ﺻﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﺟﻬﺎﺯ ﺇﺩﺍﺭﻱ ‪.‬ﻭﻭﺣﺪﻫﺎ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ‬
‫ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺩﻳﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺼﺪﺭ ﻋﻦ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺃﻥ‬
‫ﺗﺼﺪﺭ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻧﻔﺮﺍﺩﻳﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﻫﻲ‪ :‬ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺍﻷﻭﻝ‪ ،‬ﺍﻟﻮﺯﺭﺍء‪ ،‬ﻣﺠﺎﻟﺲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ‬
‫ﻭﺭﺅﺳﺎﺋﻬﺎ ﻭﻛﺬﺍ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﻴﻦ‪ .. .‬ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺼﺪﺭ ﻻ ﻋﻦ ﺟﻬﺎﺯ ﺗﺸﺮﻳﻌﻲ )ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ‬
‫ﻭﻻ ﻋﻦ ﺟﻬﺎﺯ ﻗﻀﺎﺋﻲ )ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻢ( ﻭﻻ ﻋﻦ ﺟﻬﺎﺯ ﺧﺎﺹ )ﺷﺮﻛﺎﺕ ﺃﻭ ﺟﻤﻌﻴﺎﺕ( ‪.‬‬
‫ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﻌﻀﻮﻱ ﻣﻌﻴﺎﺭ ﺳﻬﻞ ﻭﺑﺴﻴﻂ ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﻘﻰ ﻏﻴﺮ ﻛﺎﻑ ﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻚ‬
‫ﻟﺴﺒﺒﻴﻦ‪ :‬ﺇﺫ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﺼﺪﺭ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﻏﻴﺮ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻷﺷﺨﺎﺹ ﻣﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺗﺘﺨﺬ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ‬
‫ﻏﻴﺮ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪ :‬ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﻏﻴﺮ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ‬
‫ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﻌﻀﻮﻱ ﻳﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻫﻮ ﻗﺮﺍﺭ ﺻﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﺳﻠﻄﺔ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ‪،‬ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﻻ‬
‫ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺻﺤﻴﺤﺎ ﻓﻘﺪ ﺗﻄﻮﺭﺕ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻧﺤﻮ ﻧﺰﻉ ﺍﻟﺼﺒﻐﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺩﻳﺔ‬
‫ﺭﻏﻢ ﺻﺪﻭﺭﻫﺎ ﻋﻦ ﺳﻠﻄﺔ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ‪،‬ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻤﺴﺎﺋﻞ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻟﻠﺘﺼﺮﻑ ﻻ‬
‫ﻳﺘﺤﺪﺩ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺑﺎﻟﺼﻔﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ ‪ ،‬ﻓﺤﺘﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺼﺪﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﺳﻠﻄﺔ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻓﻘﺪ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ‬
‫ﻃﺎﺑﻊ ﺇﺩﺍﺭﻱ ‪،‬ﻭﻫﻮ ﻧﺸﺎﻁ ﻻ ﻳﺨﻀﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ‪ .‬ﻓﻠﻴﺲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺼﺪﺭ ﻋﻦ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ‬
‫ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ‪ ،‬ﺑﻞ ﻗﺪ ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺑﺄﻋﻤﺎﻝ ﻏﻴﺮ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ )ﺧﺎﺻﺔ(‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻧﺬﻛﺮ‪:‬‬
‫‪-‬ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺮ ﺍﻟﺨﺎﺹ‪ :‬ﻻ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺘﺴﻴﻴﺮ ﺍﻟﺪﻭﻣﻴﻦ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ‬
‫ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ )ﻛﺮﺍء ﻗﺎﻋﺔ ﺍﻟﺤﻔﻼﺕ ﺃﻭ ﺷﺮﺍء ﺳﻴﺎﺭﺓ (‪ ،‬ﻭﻧﻔﺲ ﺍﻟﺸﻲء ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺘﺴﻴﻴﺮ‬
‫ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫‪-‬ﺗﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ‪ :‬ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺃﻥ ﺗﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﺃﻭ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﻴﺮ‬
‫ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻬﻢ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ‪ ،‬ﻭﺗﺴﺘﻬﺪﻑ ﺍﻹﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻭ ﺗﺴﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻖ ‪ .‬ﻭ ﻻ ﺗﺨﺎﻃﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﻴﺮ‬
‫ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﻳﻦ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻻ ﺗﻤﺴﻬﻢ ﺇﻻ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ‪ ،‬ﻭ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻬﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﺘﻤﻴﺰﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ‪.‬‬
‫ﻭﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﻴﺮ ﻫﻲ‪:‬ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺎﺕ ﻭ ﺗﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻟﻠﻤﺮﻓﻖ‪ ،‬ﻣﺜﻞ ﺗﺪﺍﺑﻴﺮ ﺗﻮﺯﻳﻊ‬
‫ﺍﻟﺤﺼﺺ ﻓﻲ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻄﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻇﻒ ﺃﻭ ﺫﺍﻙ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ‪ :‬ﻭﻫﻲ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻣﻔﺎﺩﻫﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺼﻠﺔ ﺑﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺴﻠﻂ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﺒﻌﺾ‬
‫ﻛﺎﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﺑﺎﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ ﻛﺤﻠﻪ ﺃﻭ ﺩﻋﻮﺗﻪ ﻟﻼﻧﻌﻘﺎﺩ ﻭﻛﺬﺍ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻌﻼﻗﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺑﻐﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺗﻔﻠﺖ ﻣﻦ ﺭﻗﺎﺑﺔ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪:‬ﻳﻤﻜﻦ ﻷﺷﺨﺎﺹ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻋﻦ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﺬ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ‬
‫ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺗﺤﺘﻜﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ‪ ،‬ﺇﺫ ﺃﻥ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﻏﻴﺮ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﺬ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻤﻬﺎﻡ‬
‫ﺍﻟﻤﻮﻛﻮﻟﺔ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺗﺼﺮﻓﺎﺕ ﻟﻬﺎ ﻃﺎﺑﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺩﻱ ‪،‬ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ‬
‫ﺗﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺃﻭ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ ﺃﻭ ﺧﺎﺻﺔ ‪:‬‬
‫ﻓﺎﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ ﻳﺼﺪﺭ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺼﺪﺭﻫﺎ ﻣﻜﺘﺒﻪ ﺃﻭ ﺭﺋﻴﺴﻪ ﻭ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻤﻮﻇﻔﻲ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ‬
‫ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء ‪ .2‬ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﺎﺱ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺗﻌﻴﻴﻦ ﻣﻮﻇﻔﻲ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ ﻭﺗﺮﻗﻴﺘﻬﻢ‬
‫ﻭﺗﺄﺩﻳﺒﻬﻢ ﻫﻮ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻪ ﻋﻤﻞ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﻣﻐﺎﻳﺮ ﻟﻸﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻧﻴﺔ ‪ ،‬ﻭﺃﻥ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺨﺬ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ‪،‬‬
‫ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺘﺨﺬﻫﺎ ﺑﺼﻔﺘﻪ ﺳﻠﻄﺔ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭ ﻟﻴﺲ ﺑﺼﻔﺘﻪ ﺳﻠﻄﺔ ﺗﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ‪.3‬‬
‫ﺃﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﺘﺨﺬ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ‪،‬ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﺪﺋﻴﺔ ﻓﻘﻂ‪،‬ﻷﻥ ﺗﻨﻈﻴﻤﻬﺎ ﻭ‬
‫ﺗﺴﻴﻴﺮﻫﺎ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻳﻔﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ‪.‬‬
‫ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻋﺎﺩﻳﻴﻦ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺸﻜﻞ ﻣﻨﻄﻘﻴﺎ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ‪ .‬ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ‬
‫ﻳﻌﺮﻑ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎءﻳﻦ‪:‬ﻓﻔﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬ﻗﺪ ﻳﺤﺪﺙ ﺃﻥ ﺗﺨﺘﻔﻲ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﻌﻴﻨﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‪،‬‬
‫ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺤﻞ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺨﻮﺍﺹ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺎ ﻣﺤﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻐﺎﺋﺒﺔ ﻻﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﺮﺿﻬﺎ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻣﺎ‬
‫ﻧﺴﻤﻴﻪ ﺑﺎﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﺑﺤﻜﻢ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ‪ .‬ﻭ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﺨﺬﺓ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﻣﺸﺮﻭﻋﺔ ﺑﺸﺮﻁ ﺃﻥ‬
‫ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻟﻤﺘﺒﻊ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ‪.‬‬
‫ﻭﺍﺳﺘﺜﻨﺎء ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻔﺎﺩﻩ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻳﺼﺪﺭ ﻋﻦ ﺷﺨﺺ ﻋﺎﻡ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ‬
‫ﺟﻬﺎﺯ ﺧﺎﺹ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﻃﺎﺑﻌﺎ ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻴﺮ ﻣﺮﻓﻘﺎ ﻋﺎﻣﺎ ﻭﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﺍﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ‪.4‬ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ‬
‫ﻣﻀﻤﻮﻥ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ‪ :‬ﻣﻔﻬﻮﻡ ﻣﺤﺪﺩ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‪.‬‬
‫ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﻌﻀﻮﻱ ﻛﺮﻛﻴﺰﺓ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﻘﻰ ﻏﻴﺮ ﻛﺎﻑ ﻭ‬
‫ﻳﺠﺐ ﺗﻜﻤﻠﺘﻪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﺎﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ‪،‬ﻟﺬﻟﻚ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﺠﻮء ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻨﻘﺬﺍ‪.‬ﻓﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻀﻤﻮﻥ‬
‫ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ؟‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪ :‬ﺗﺴﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ‬
‫ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻟﻠﺠﻬﺎﺯ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻟﻠﺘﺼﺮﻑ ﺇﺫ ﺃﻥ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺳﻠﻄﺔ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ‬
‫ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺤﺮﻭﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ )ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺮ ﺍﻟﺨﺎﺹ( ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﻏﻴﺮ‬
‫ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﻃﺎﺑﻌﺎ ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ‪.‬‬

‫‪-2‬ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻮﺯﺍﻧﻲ‪،‬ﺩﻋﻮﻯ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ‪،2006 ،‬ﺹ‪14..‬‬


‫‪-3‬ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺑﺎﻳﻨﺔ‪ ،‬ﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺑﺎﻟﻤﻐﺮﺏ‪،‬ﺩﺍﺭ ﺗﻮﺑﻘﺎﻝ ﻟﻠﻨﺸﺮ‪،‬ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ‪،1988‬ﺹ‪36..‬‬
‫‪ -4‬ﻡ‪.‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‪ ،‬ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﻌﻀﻮﻱ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‪،‬ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪،‬ﻋﺪﺩ ‪72-73‬ﻳﻨﺎﻳﺮ‪-‬ﺃﺑﺮﻳﻞ‬
‫‪،2007‬ﺹ‪172..‬‬
‫‪5‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻓﺈﻥ ﻣﻀﻤﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺄﺧﺬ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ‪ ،‬ﻃﺎﺑﻊ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺇﻻ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ‬
‫‪ ،‬ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﺨﺬ ﺳﻠﻄﺔ ﻣﺎ ﺗﺼﺮﻓﺎ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ ﺍﻻﺭﺗﻜﺎﺯ ﻋﻠﻰ ﻣﻀﻤﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ‪ ،‬ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ‬
‫ﺑﺘﺴﻴﻴﺮ ﻣﺮﻓﻖ ﻋﺎﻡ ‪،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ‪ ،‬ﻓﻠﻜﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺷﺨﺺ ﺧﺎﺹ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ‬
‫ﻳﺠﺐ ﺇﺫﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻠﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺑﺘﺴﻴﻴﺮ ﻧﺸﺎﻁ ﻣﺮﻓﻖ ﻋﺎﻡ‪ .‬ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺃﺷﺎﺭﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ‬
‫ﻓﺮﻳﻖ ﺍﻟﻜﻮﻛﺐ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺸﻲ ﺿﺪ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻤﺆﻗﺘﺔ ﻟﺘﺴﻴﻴﺮ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﻟﻜﺮﺓ ﺍﻟﻴﺪ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 14/05/1998‬ﺃﻥ ‪" :‬‬
‫ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺨﻀﻊ ﻓﻲ ﺗﻨﻈﻴﻤﻬﺎ ﻷﺣﻜﺎﻡ ﻇﻬﻴﺮ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻥ‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪﺭ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻭ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﻤﺆﻗﺘﺔ ﺍﻟﻤﻜﻠﻔﺔ ﺑﺘﺴﻴﻴﺮ ﺷﺆﻭﻧﻬﺎ ﻫﻲ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻨﻈﻴﻢ ﻭﺗﺴﻴﻴﺮ ﻣﺮﻓﻖ‬
‫ﻋﻤﻮﻣﻲ ﺃﻻ ﻭﻫﻮ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﺎﺕ‪ ،‬ﻟﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻟﻬﺎ ﻃﺎﺑﻊ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﻭﻳﻤﻜﻦ‬
‫ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺩﻋﻮﻯ ﺍﻹﻟﻐﺎء ﻟﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻢ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ" ‪.5‬‬
‫ﻭﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﻗﺮﺭﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﻤﺮﺍﻛﺶ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 5/4/2005‬ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﻬﺎﺭﻱ ﺿﺪ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻳﺔ ﺑﻘﻮﻟﻬﺎ‪ . .." :‬ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻳﺔ ﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻜﻔﻮﻓﻴﻦ ‪ .. .‬ﻣﻦ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻓﺈﻥ‪ .. .‬ﺳﻬﺮﻫﺎ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻴﻴﺮ ﻧﺸﺎﻁ ﻣﺮﻓﻖ ﻋﻤﻮﻣﻲ ﻭﻫﻮ ﻣﺮﻓﻖ ﺇﺩﻣﺎﺝ ﺍﻟﻤﻜﻔﻮﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻛﻤﻮﺍﻃﻦ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻨﻔﺲ ﺣﻘﻮﻕ ﻭﻭﺍﺟﺒﺎﺕ‬
‫ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻖ )ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ – ﺍﻟﺼﺤﺔ – ﺍﻟﺘﺸﻐﻴﻞ( ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺨﺬﻫﺎ ﺃﺛﻨﺎء ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ﻣﻬﺎﻡ‬
‫ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻹﻟﻐﺎء ﺍﻷﻣﺮ‪." . ..‬‬
‫ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻏﻴﺮ ﻛﺎﻑ ﺑﻞ ﻳﺠﺐ ﺗﻮﻓﺮ ﺷﺮﻁ ﺁﺧﺮ ﺃﻻ ﻭﻫﻮ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ :‬ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭ ﺍﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﺴﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪ ،‬ﻓﻴﺠﺐ ﻟﻜﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ‬
‫ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﺴﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪ ،‬ﻭﻳﻜﺘﺸﻒ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺨﺎﺹ‪ ،‬ﺇﺫ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻘﺮﺍﺭ ﻓﺮﺩﻱ ﻳﻔﺮﺽ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭ‪.‬‬
‫ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻀﻤﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻭ ﻣﺤﺘﻮﺍﻩ ﻣﻄﺒﻮﻋﺎ ﺑﺎﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬ﺃﻱ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺗﻌﺪﻳﻼ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﺑﻤﻨﺢ ﺣﻘﻮﻕ ﺃﻭ ﻓﺮﺽ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ ﺃﻧﻨﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﻗﺮﺍﺭ ﻟﻪ ﻃﺎﺑﻊ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﺍﻧﻔﺮﺍﺩﻱ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ‬
‫ﺃﻳﻀﺎ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺗﺨﺬ ﺗﺼﺮﻓﺎ ﻫﻜﺬﺍ ‪،‬ﻟﻘﺪ ﺗﺼﺮﻑ ﻛﺴﻠﻄﺔ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ‪.‬‬
‫ﻫﻜﺬﺍ ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﺷﺨﺺ ﺧﺎﺹ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﺨﺬﺍ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺿﻮﻋﻪ‬
‫ﻭﻣﺤﺘﻮﺍﻩ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺗﺴﻴﻴﺮ ﻣﻬﻤﺔ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﺍﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﻻ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻔﻬﻮﻣﻲ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ‬
‫ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﺘﻨﺎﻗﻀﻴﻦ ﺑﻞ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﻴﻦ ﻷﻧﻬﻤﺎ ﻳﺘﻤﻮﻗﻌﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻳﻴﻦ ﻣﺨﺘﻠﻔﻴﻦ‪ ،‬ﺇﺫ ﻳﺘﻤﻮﻗﻊ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ‬
‫ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻢ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻐﺎﻳﺎﺕ ﻭﺗﺘﻤﻮﻗﻊ ﺍﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ‪ ،‬ﻟﺬﻟﻚ‬
‫ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻣﺎﻥ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﻳﻘﺪﻣﺎﻥ ﺳﻨﺪﺍ ﻣﺸﺘﺮﻛﺎ‪.‬‬
‫ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺃﻭﺿﺤﻪ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻣﻨﺬ ‪ 31‬ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ‪ 1991‬ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﺍﻟﺼﺎﺋﻎ ﺿﺪ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ‬
‫ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻜﺮﺓ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺟﺎء ﻓﻴﻬﺎ ‪" :‬ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻜﺮﺓ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﻫﻲ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﻗﻊ ﺗﺄﺳﻴﺴﻬﺎ‬
‫ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻈﻬﻴﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 15‬ﻧﻮﻧﺒﺮ ‪ ،1958‬ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺄﺩﻳﺒﻴﺔ‬
‫ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻄﻌﻦ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻹﻟﻐﺎء ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺸﻄﻂ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻧﻈﺮﺍ ﻟﻜﻮﻧﻬﺎ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﻤﻘﺮﺭﺍﺕ‬
‫ﺍﻟﻤﺘﺨﺬﺓ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻣﺘﻴﺎﺯ ﻣﻦ ﺍﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ " ‪.6‬‬
‫ﻛﻤﺎ ﺳﺎﺭﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﻮﺟﺪﺓ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﻧﺎﺩﻱ ﺍﻟﻤﻮﻟﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﻮﺟﺪﻳﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﻟﻠﺮﻳﻜﺒﻲ‬
‫ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 6‬ﻣﺎﺭﺱ ‪2002‬ﻡ ‪ ، 7‬ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﻣﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺘﺒﺮﺭ‬

‫‪-5‬ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ ﻋﺪﺩ ‪ , 497‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 1998 / 14/05‬ﻓﺮﻳﻖ ﺍﻟﻜﻮﻛﺐ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺸﻲ ﺿﺪ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻤﺆﻗﺘﺔ ﻟﺘﺴﻴﺮ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﻟﻜﺮﺓ ﺍﻟﻴﺪ‪ ,‬ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ‬
‫ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ,‬ﻋﺪﺩ ‪ 25‬ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ‪/‬ﺩﺟﻨﺒﺮ ‪1998.‬‬
‫‪ -6‬ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ ‪ 310,‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 3‬ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ‪ 1991,‬ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﺍﻟﺼﺎﻳﻎ ﺿﺪ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻜﺮﺓ ﺍﻟﻘﺪﻡ‪ ,‬ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ‬
‫ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ‪ ,‬ﻋﺪﺩ ‪1991./ 25/26‬‬
‫‪6‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﻟﻠﺮﻳﻜﺒﻲ ﺇﺫ ﺃﻛﺪﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺜﻴﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ‪ . .." :‬ﻭﻟﺌﻦ‬
‫ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺮﻳﻜﺒﻲ ﻣﻦ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻳﺴﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺳﻴﺴﻬﺎ ﻭﺗﺴﻴﻴﺮﻫﺎ ﺃﺣﻜﺎﻡ‬
‫ﺍﻟﻈﻬﻴﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ ، 15/11/58‬ﻓﺈﻧﻪ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻣﻜﻠﻔﺔ ﺑﺘﺴﻴﻴﺮ ﻣﺮﻓﻖ ﺭﻳﺎﺿﻲ ‪ . ..‬ﻣﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ‬
‫ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ . ..‬ﻭﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﺭ ﺗﺒﻘﻰ ﺍﻟﻤﻘﺮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ‬
‫ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ ﺗﻜﺘﺴﻲ ﻃﺎﺑﻌﺎ ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺍﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻬﺪﻑ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪". ..‬‬
‫ﻓﻘﻀﺖ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺑﺈﻟﻐﺎء ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺈﻗﺼﺎء ﻧﺎﺩﻱ ﺍﻟﻤﻮﻟﻮﺩﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﻮﺟﺪﻳﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻓﺴﺔ ﻧﺼﻒ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ‪ .‬ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﺳﺎﺑﻖ ﻟﻢ ﺗﻜﺘﻒ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‬
‫ﺑﻤﺮﺍﻛﺶ ﺑﺬﻛﺮ ﺍﻟﺴﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻴﻴﺮ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪ ،‬ﺑﻞ ﻭﺃﺿﺎﻓﺖ ﺇﻟﻴﻪ "ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ‬
‫ﻭﺍﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺨﺬﻫﺎ ﺃﺛﻨﺎء ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ﻣﻬﺎﻡ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻓﻴﻬﺎ‬
‫ﺃﻣﺎﻡ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻹﻟﻐﺎء‪". ..‬‬
‫ﻫﻜﺬﺍ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﺎﺕ ﻧﻈﺮ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ‪ .‬ﻓﻜﻞ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺎﺕ ﻻ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﺘﻄﺎﺑﻘﺔ‬
‫ﻭﻛﻞ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻤﺼﺎﻟﺢ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻣﺤﺪﺩﺓ ‪ ،‬ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺠﺐ ﺃﺧﺬ ﺗﻌﺎﻳﺶ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺑﻌﻴﻦ‬
‫ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ‪ ،‬ﺇﺫ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻪ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻔﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭ ﺗﻤﻴﻴﺰﻫﺎ ﻋﻦ ﺗﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ‬
‫ﺳﻨﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﻓﺮﻉ ﺃﻭﻝ ﺛﻢ ﻧﺘﻨﺎﻭﻝ ﻓﻲ ﻓﺮﻉ ﺛﺎﻥ ﺗﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‬
‫ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﻋﺪﺓ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻤﻀﻤﻮﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪ :‬ﺗﺼﻨﻴﻒ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻤﻀﻤﻮﻥ‬
‫ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺼﻨﻴﻒ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻣﻀﻤﻮﻧﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻋﺪﺓ ﺃﺻﻨﺎﻑ ﻣﻨﻬﺎ‪ :‬ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮ‬
‫ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻵﻣﺮﺓ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺠﻮﺍﺯﻳﺔ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﺸﺌﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻜﺎﺷﻔﺔ‪.‬‬
‫ﺃﻭﻻ‪-‬ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻔﺮﺩﻱ ﻫﻮ ﺗﺼﺮﻑ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﻣﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﺷﺨﺺ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ‬
‫ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﺪﺩﻫﻢ ﺑﺄﺳﻤﺎﺋﻬﻢ‪ ،‬ﻛﻘﺮﺍﺭ ﺗﻌﻴﻴﻦ ﺷﺨﺺ ﻓﻲ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﻋﻤﻮﻣﻴﺔ ﺃﻭ ﻗﺮﺍﺭ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﻟﻤﺮﺷﺤﻴﻦ ﺍﻟﻤﻘﺒﻮﻟﻴﻦ‬
‫ﻻﺟﺘﻴﺎﺯ ﻣﺒﺎﺭﺍﺓ ﻣﺎ‪.‬‬
‫ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﻫﻮ ﺗﺼﺮﻑ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﻳﺘﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﺷﺨﺺ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﺪﺩﻫﻢ ﺑﺼﻔﺎﺗﻬﻢ ﻭ‬
‫ﻟﻴﺲ ﺑﺄﺳﻤﺎﺋﻬﻢ‪ .‬ﻭ ﻳﺘﺨﺬ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﻃﺎﺑﻌﺎ ﻋﺎﻣﺎ ﻭ ﻏﻴﺮ ﺷﺨﺼﻲ‪،‬ﻭ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﺎﻡ ﻻ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﻫﻨﺎ ﺑﺎﻟﻌﺪﺩ‪،‬ﺇﺫ ﻳﻤﻜﻦ‬
‫ﻟﻠﻘﺮﺍﺭ ﺃﻥ ﻳﺒﻘﻰ ﻓﺮﺩﻳﺎ ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﻬﻢ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ‪،‬ﻓﻤﺎ ﻳﻬﻢ ﻫﻮ ﺃﻧﻪ ﻳﺤﺪﺩﻫﻢ ﺑﺄﺳﻤﺎﺋﻬﻢ ‪،‬ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻔﺮﺩﻱ ﺑﺎﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ‪ ،‬ﻳﻜﻴﻒ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺮﺍﺭ ﺟﻤﺎﻋﻲ ‪.‬ﻣﺜﺎﻝ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻋﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺇﺣﺪﻯ‬
‫ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻳﺎﺕ ‪.‬ﻛﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻘﺮﺍﺭ ﺃﻥ ﻳﺒﻘﻰ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺎ ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﻬﻢ ﺇﻻ ﺷﺨﺼﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ‪ -‬ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﻤﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﻤﺎ ﻳﻬﻢ ﻫﻮ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺤﺪﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺑﺎﺳﻤﻪ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺑﺼﻔﺘﻪ‪.‬‬
‫ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻫﻮ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻗﺮﺍﺭ ﺗﻨﻈﻴﻤﻲ ﺃﻭ ﻓﺮﺩﻱ؟ ﻟﻘﺪ ﻇﻬﺮ ﺻﻨﻒ ﺛﺎﻟﺚ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ‬
‫ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‪ ،‬ﺃﻻ ﻭﻫﻮ ﺻﻨﻒ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﻤﻴﺰﺓ‪ ،‬ﺇﺫ ﺗﺨﻀﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻨﻈﺎﻡ‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻭ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ‪ ،‬ﻭ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﻜﻮﻧﻬﺎ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﻮﺿﻌﻴﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ‪،‬ﻭ ﺗﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﻗﻀﻴﺔ‬
‫ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻨﻈﻴﻤﺎ ﻣﺤﺪﺩﺍ ﻣﺴﺒﻘﺎ‪.‬ﻣﺜﻞ‪ :‬ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺔ ﻭ ﻣﺮﺳﻮﻡ ﺍﺳﺘﺪﻋﺎء ﺍﻟﻨﺎﺧﺒﻴﻦ ﺃﻭ ﻣﺮﺳﻮﻡ ﺣﻞ ﻣﺠﻠﺲ ﺟﻤﺎﻋﻲ ﺃﻭ‬
‫ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻋﻦ ﻓﺘﺢ ﻣﺒﺎﺭﺍﺓ ‪ .‬ﻭﺗﺨﻀﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻟﻨﻈﺎﻡ ﻣﺰﺩﻭﺝ‪ ،‬ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻳﺮﺟﺢ ﺍﻟﻤﻈﻬﺮ‬
‫ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ‪ .‬ﻭ ﻗﺪ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻻﻧﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻫﻲ‬
‫ﻣﺼﺪﺭ ﻋﺪﻡ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ‪.‬‬
‫ﻭ ﺗﺘﻤﻮﻗﻊ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﻭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻔﺮﺩﻱ ﺑﺎﻷﺳﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻳﻴﻦ‪:‬‬
‫‪7‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﻄﺮﻕ ﺍﻹﺷﻬﺎﺭ‪ ،‬ﻓﻠﻼﺣﺘﺠﺎﺝ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﻳﻦ ﻳﺠﺐ ﻧﺸﺮ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ‪-‬‬
‫ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﺪ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻖ‪-‬ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻔﺮﺩﻱ ﻳﺠﺐ ﺗﺒﻠﻴﻐﻪ‬
‫ﻟﻠﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﻮﺟﻬﺔ ﺇﻟﻴﻪ‪ .‬ﻣﺜﻼ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﻀﻤﻮﻧﺔ ﻣﻊ ﺇﺷﻌﺎﺭ ﺑﺎﻟﺘﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻄﻌﻦ ‪،‬ﺇﺫ ﻳﺠﺐ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء ﺿﺪ ﻗﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﺍﻧﻔﺮﺍﺩﻱ‪-‬‬
‫ﺗﻨﻈﻴﻤﻲ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﺗﻨﻈﻴﻤﻲ‪ -‬ﺩﺍﺧﻞ ﺃﺟﻞ ﺷﻬﺮﻳﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﻴﻴﻦ ﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺗﺒﻠﻴﻎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‪،‬ﻭﺇﺫﺍ ﻓﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺟﻞ‪،‬ﺳﻴﻜﻮﻥ‬
‫ﺍﻟﻄﻌﻦ ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﺪﺋﻴﺔ ﻣﺘﺄﺧﺮﺍ ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺒﻮﻝ‪ ،‬ﻭﻳﺴﻘﻂ ﺣﻖ ﺍﻟﻄﺎﻋﻦ ﻟﻔﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻴﻌﺎﺩ ‪ .‬ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ ﻫﻨﺎﻙ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﺮﻭﻕ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ‪.‬‬
‫ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻘﺮﺍﺭ ﺗﻨﻈﻴﻤﻲ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻧﺘﻬﺎء ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻳﻌﺘﺮﺽ ﻓﻘﻂ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ‪ ،‬ﺃﻱ ﻃﻠﺐ ﺍﻹﻟﻐﺎء‬
‫ﺍﻟﻤﻮﺟﻪ ﺿﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‪ ،‬ﻭ ﻻ ﻳﺸﻜﻞ ﺇﻃﻼﻕ ﺣﺎﺟﺰﺍ ﺃﻣﺎﻡ ﻃﻌﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎء ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﻭ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎء ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻫﻮ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻓﻲ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻗﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﺑﺈﺛﺎﺭﺓ ﻋﺪﻡ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻗﺮﺍﺭ ﺁﺧﺮ‬
‫ﺍﺗﺨﺬ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺳﻪ‪.‬‬
‫ﻣﺜﺎﻝ‪:‬‬
‫ﻓﻲ ‪1‬ﻳﻨﺎﻳﺮ ‪ ،1996‬ﺃﺻﺪﺭ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﺮﺳﻮﻣﺎ ﻳﺤﺪﺩ ﺷﺮﻭﻁ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﺘﺮﻗﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﻴﻦ‪ ،‬ﻭ ﺗﻢ‬
‫ﻧﺸﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻓﻲ ‪5‬ﻳﻨﺎﻳﺮ ‪ 1996.‬ﻭﻓﻲ ‪7‬ﻣﺎﺭﺱ ‪ 1996‬ﺃﻱ ﺑﻌﺪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺷﻬﺮﻳﻦ ﻣﻦ‬
‫ﻧﺸﺮﻩ‪ ،‬ﻃﻠﺐ ﺷﺨﺺ )ﺃ( ﺇﻟﻐﺎﺅﻩ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺩﻋﻮﻯ ﺍﻹﻟﻐﺎء‪ ،‬ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺒﻮﻝ ﻻﻧﺘﻬﺎء ﺍﻷﺟﻞ ﻭ ﻓﻮﺍﺕ‬
‫ﻣﻴﻌﺎﺩ ﺍﻟﻄﻌﻦ‪ .‬ﻭ ﺃﺻﺒﺢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ﻧﻬﺎﺋﻴﺎ‪.‬‬
‫ﻭﻓﻲ ‪ 3‬ﻳﻨﺎﻳﺮ ‪ 2005‬ﻭ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻣﺮﺳﻮﻡ ‪1‬ﻳﻨﺎﻳﺮ ‪ 1996‬ﺗﻢ ﺳﺤﺐ ﺗﺮﻗﻴﺔ ﻣﻮﻇﻒ )ﺃ( ﻓﺒﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‬
‫ﻳﺘﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﺷﺨﺺ ﻣﺤﺪﺩ ﺑﺎﺳﻤﻪ )ﺃ( ﻓﻬﻮ ﻗﺮﺍﺭ ﻓﺮﺩﻱ‪،‬ﻭﺗﻢ ﺗﺒﻠﻴﻐﻪ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ) ﺃﻱ ﻣﻊ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ‬
‫ﺇﻟﻰ ﺁﺟﺎﻝ ﻭ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﺿﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ( ﺇﻟﻰ )ﺃ( ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 4‬ﻳﻨﺎﻳﺮ ‪ ،2005‬ﻭﻫﻨﺎ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻳﻌﺪ ﻣﻘﺒﻮﻻ ﺇﻟﻰ ﻏﺎﻳﺔ ﻳﻮﻡ‬
‫ﺍﻻﺛﻨﻴﻦ ‪7‬ﻣﺎﺭﺱ ‪ 2005‬ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺃﻥ ‪ 5‬ﻭ ‪ 6‬ﻣﺎﺭﺱ ﻫﻤﺎ ﻳﻮﻣﻲ ﺳﺒﺖ ﻭ ﺃﺣﺪ‪ .‬ﻭ ﻓﻲ ‪ 7‬ﻣﺎﺭﺱ ‪ 2005‬ﻃﻠﺐ )ﺃ( ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺇﻟﻐﺎء ﻗﺮﺍﺭ ﺳﺤﺐ ﺗﺮﻗﻴﺘﻪ‪ ،‬ﻓﻬﻨﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺃﻥ ﻳﺜﻴﺮ ﻛﻮﺳﻴﻠﺔ ﻹﻟﻐﺎء ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻔﺮﺩﻱ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ‬
‫ﻓﻲ ‪3‬ﻳﻨﺎﻳﺮ ‪ 2005‬ﻋﺪﻡ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ ‪1‬ﻳﻨﺎﻳﺮ ‪ ،1996‬ﻭ ﻧﻘﻮﻝ ﺃﻧﻪ ﻳﺴﺘﻨﺒﻂ ﻋﺪﻡ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ‬
‫ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ ‪1‬ﻳﻨﺎﻳﺮ ‪1996.‬‬
‫ﻓﺎﻻﺳﺘﺜﻨﺎء ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻗﺮﺍﺭ ﺗﻨﻈﻴﻤﻲ ﻧﻬﺎﺋﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻘﺪﻳﻤﻪ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻓﺘﺮﺓ‪ ،‬ﻭﻧﻘﻮﻝ ﺑﺄﻧﻪ ﺃﺑﺪﻱ‪.‬‬
‫ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎء ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺭ ﻏﻴﺮ ﺗﻨﻈﻴﻤﻲ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺗﻢ ﺗﻘﺪﻳﻤﻪ ﻗﺒﻞ ﺍﻧﺘﻬﺎء ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﺿﺪ ﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ‪ .‬ﻓﺒﻌﺪ ﺍﻧﺘﻬﺎء ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎء ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻓﺮﺿﻴﺘﻴﻦ‪:‬‬
‫• ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﺒﺐ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‪.‬‬
‫• ﻳﻤﻜﻦ ﺇﺛﺎﺭﺗﻪ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﺮﻛﺒﺔ‪،‬ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺔ ﻫﻲ ﻣﺴﻄﺮﺓ‬
‫ﺗﻐﻠﻖ ﺑﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻪ ﺗﺘﺨﺬ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺍﻟﻲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‪ ،‬ﻓﺒﺎﻻﺳﺘﻨﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺩﻋﻮﻯ ﺍﻹﻟﻐﺎء ﺍﻟﻤﻮﺟﻬﺔ‬
‫ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﺳﺘﻨﺒﺎﻁ ﻋﺪﻡ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺇﺣﺪﻯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺒﻘﺘﻪ ﺳﻮﺍء ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺃﻡ ﻻ‪.‬‬
‫ﻣﺜﺎﻝ‪:‬‬
‫ﻣﺒﺎﺭﺍﺓ ﺍﻟﻮﻟﻮﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻫﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﺮﻛﺒﺔ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺗﺒﺪﺃ ﺑﺎﻹﻋﻼﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﺍﺓ‪ ،‬ﻳﺘﺒﻌﻪ ﺗﻌﻴﻴﻦ‬
‫ﺃﻋﻀﺎء ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﻭ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﻤﺮﺷﺤﻴﻦ ﻟﻠﺘﺒﺎﺭﻱ ﻭ ﺇﺟﺮﺍء ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻧﺎﺕ ﻟﻠﻤﺮﺷﺤﻴﻦ ﻭ ﺗﻐﻠﻖ ﺑﺘﻌﻴﻴﻦ ﺍﻟﻔﺎﺋﺰﻳﻦ ‪.‬ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺇﺫﻥ‬
‫ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‪ ،‬ﻓﺎﺳﺘﻨﺎﺩﺍ ﺇﻟﻰ ﻃﻌﻦ ﻣﻮﺟﻪ ﺿﺪ ﻗﺮﺍﺭ ﺗﻌﻴﻴﻦ ﺍﻟﻔﺎﺋﺰﻳﻦ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﺛﺎﺭﺓ ﻋﺪﻡ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺍﻹﻋﻼﻥ‬
‫ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﺍﺓ ﺃﻭ ﺗﻌﻴﻴﻦ ﺃﻋﻀﺎء ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺦ‪ . ..‬ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﺿﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻵﻣﺮﺓ ﻭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺠﻮﺍﺯﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﺸﺌﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻜﺎﺷﻔﺔ‬
‫ﺃ‪ -‬ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻵﻣﺮﺓ ﻭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺠﻮﺍﺯﻳﺔ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻵﻣﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﻄﺎﺑﻊ ﺍﻷﻣﺮ ﻭ ﺍﻹﻟﺰﺍﻡ ﻛﺎﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻌﻤﻞ )ﻗﺮﺍﺭ ﺃﺩﺍء‬
‫‪8‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫ﺍﻟﻀﺮﻳﺒﺔ( ﺃﻭ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺎﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻌﻤﻞ )ﻗﺮﺍﺭ ﻣﻨﻊ ﺗﺠﻤﻊ ﺑﺪﻭﻥ ﺳﺎﺑﻖ ﺗﺮﺧﻴﺺ( ‪.‬‬
‫ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﺠﻮﺍﺯﻱ ﻫﻮ ﻗﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺗﻌﻄﻲ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻟﻠﻤﻮﺟﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﺑﻌﻤﻞ ﺃﻭ‬
‫ﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﻋﻨﻪ‪ ،‬ﻛﻘﺮﺍﺭ ﻓﺘﺢ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺘﺮﺷﻴﺢ ﻹﺟﺮﺍء ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻳﺎﺕ ‪.‬‬
‫ﻭ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺁﻣﺮ ﻭ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻵﺧﺮ ﺟﻮﺍﺯﻱ‪ ،‬ﻛﺎﻟﻘﺮﺍﺭ‬
‫ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﺘﺮﺧﻴﺼﻲ )ﺍﻟﺮﺧﺼﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ(‪ ،‬ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺼﻨﻒ ﻭ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﻄﺎﺑﻌﻪ ﺍﻟﺠﻮﺍﺯﻱ ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﻓﻲ ﻛﻮﻥ‬
‫ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻟﻪ ﺣﺮﻳﺔ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻤﺮﺧﺺ ﻟﻪ ﺑﻪ ﺃﻭ ﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ‪ .‬ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺁﻣﺮﺓ‬
‫ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺷﺮﻭﻁ ﻋﻨﺪ ﻣﺨﺎﻟﻔﺘﻬﺎ ﻳﻔﻘﺪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺷﺮﻋﻴﺘﻪ‪ .‬ﻓﺎﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﺮﺧﻴﺼﻴﺔ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻫﻲ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻗﻮﺍﻋﺪ‬
‫ﺁﻣﺮﺓ ‪.‬‬
‫ﺏ‪ -‬ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﺸﺌﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻜﺎﺷﻔﺔ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﺸﺌﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺇﻧﺸﺎء ﻣﺮﺍﻛﺰ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺃﻭ ﺇﺣﺪﺍﺙ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺰ‬
‫ﻼ ﺃﻭ ﺇﻟﻐﺎء ‪،‬ﻛﺎﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺑﺘﻌﻴﻴﻦ ﻣﻮﻇﻒ ﻋﺎﻡ ﺃﻭ ﻓﺼﻠﻪ ﺃﻭ ﻣﻌﺎﻗﺒﺘﻪ‪.‬‬‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺗﻌﺪﻳ ً‬

‫ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻜﺎﺷﻔﺔ ﻓﻴﻘﺼﺪ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺤﺪﺙ ﻣﺮﻛﺰ ًﺍ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴ ًﺎ ﺟﺪﻳﺪ ًﺍ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺗﻘﺮﺭ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﺃﻭ ﺗﻜﺸﻒ‬
‫ﻋﻦ ﻣﺮﻛﺰ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﻗﺎﺋﻢ ﻣﺴﺒﻘﺎً ‪ ,‬ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺑﻔﺼﻞ ﻣﻮﻇﻒ ﻟﺼﺪﻭﺭ ﺣﻜﻢ ﺿﺪﻩ ﺑﻌﻘﻮﺑﺔ ﺟﻨﺎﺋﻴﺔ ﺃﻭ ﺑﻌﻘﻮﺑﺔ‬
‫ﻣﻘﻴﺪﺓ ﻟﻠﺤﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻣﺨﻠﺔ ﺑﺎﻟﺸﺮﻑ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﺃﻭ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻗﺮﺍﺭ ﺳﺎﺑﻖ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻀﻴﻒ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻱ‬
‫ﺷﻲء‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ :‬ﺗﺼﻨﻴﻒ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺸﻜﻞ‬
‫ﺸﻜﻞ ﻭﺗﺘﻌﺪﺩ ﺑﺤﻴﺚ ﻗﺪ ﻳﺘﻌﺬﺭ ﺣﺼﺮﻫﺎ‪ .‬ﺇ ّ‬
‫ﻻ ﺇﻧﻨﺎ ﻫﻨﺎ ﻧﺘﻨﺎﻭﻝ ﺃﻫﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬ ‫ﺗﺘﻨﻮﻉ ﺻﻮﺭ ﺍﻟ ّ‬
‫ﺃﻭﻻ‪-‬ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ‪:‬‬
‫ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﺗﻮﺛﻴﻘﻬﺎ ﻭ ﺗﺄﺧﺬ ﺷﻜﻼ ﻛﺘﺎﺑﻴﺎ‪ .‬ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﺻﻞ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺸﺘﺮﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬
‫ﻉ ﻗﺪ ﻳﺸﺘﺮﻁ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً‪ -‬ﺑﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ‪ -‬ﺃﻥ ﻳﺼﺪﺭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‬ ‫ﺃﻥ ﻳﺼﺪﺭ ﺑﺼﻴﻐٍﺔ ﻣﻌﻴﻨٍﺔ ﺃﻭ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻌﻴﻦ‪ .‬ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺮ ّ‬
‫ﺸﻜﻞ ﻣﻔﺮﻭﺿﺎً ﺿﻤﻨﺎً ﻛﻠﻤﺎ ﺗﻄﻠﺐ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺗﻌﻠﻴﻞ ﺃﻭ ﻧﺸﺮ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‪ ،‬ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺤﻤﻞ‬ ‫ﻛﺘﺎﺑﺔ ‪ .‬ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟ ّ‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻣﻜﺎﻥ ﻭﺗﺎﺭﻳﺦ ﺻﺪﺭﻭﻩ ﻭﺫﻛﺮ ﺍﻷﺳﺎﻧﻴﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺻﻴﺎﻏﺘﻪ ﻭﺗﻌﻠﻴﻠﻪ ﻭﺗﺪﻗﻴﻘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ‬
‫ﺑﺈﺻﺪﺍﺭﻩ ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪-‬ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ‪:‬‬
‫ﻭﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺷﻔﻮﻳﺔ ﺃﻭ ﺑﺎﻹﺷﺎﺭﺓ ﺃﻭ ﺿﻤﻨﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺳﻨﺘﻨﺎﻭﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫‪-‬ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﺸﻔﻮﻳﺔ‪:‬‬
‫ﻫﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪﺭ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﺷﻔﻮﻳﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪﺭ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ‬
‫ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺸﻔﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻮﺟﻬﻬﺎ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻪ‪ .‬ﻓﺎﻹﺩﺍﺭﺓ ﻳﺠﻮﺯ‬
‫ﺃﻥ ﺗﻠﺠﺄ ﻟﻠﺸﻜﻞ ﺍﻟﺸﻔﻮﻱ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﺺ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﺻﺮﻳﺢ ﻳﺴﺘﺒﻌﺪﻩ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺎﻹﺷﺎﺭﺓ‪:‬‬
‫ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ – ﻛﺄﺻﻞ ﻋﺎﻡ‪ -‬ﻏﻴﺮ ﻣﻠﺰﻣﺔ ﺑﺎﻹﻓﺼﺎﺡ ﻋﻦ ﺇﺭﺍﺩﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﻔﺮﺩﺓ ﻭﺍﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ‬
‫ﻣﻌﻴﻦ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﺎ ﻳﻤﻨﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﺼﺪﺭ ﻗﺮﺍﺭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺗﻮﺟﻪ ﻟﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺑﻘﺼﺪ ﺗﺮﺗﻴﺐ‬
‫ﺁﺛﺎﺭ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ‪ ،‬ﻭﻣﻨﺄﻣﺜﻠﺔﺍﻟﻘـﺭﺍﺭﺍﺗﺎﻹﺩﺍﺭﻳﺔﺍﻟﺘﻴﺘﻌُّﺒﺮﻓﻴﻬﺎﺍﻹﺩﺍﺭﺓﻋﻨﺈﺭﺍﺩﺗﻬﺎﺍﻟﻤﻨﻔﺮﺩﺓﺑﻄﺮﻳـﻕﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺑﻘﺼﺪ ﺇﺣﺪﺍﺙ ﺁﺛﺎﺭ‬
‫ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻫﻮ ﺻﺪﻭﺭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻣﻦ ﺷﺮﻃﻲ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭ ﺍﻟﺬﻱ ُﻳﻌﻠﻨﻪ ﺑﺈﺷﺎﺭﺓ ﻣﻨﻪ ﺑﺎﻟﺴﻤﺎﺡ ﻟﻠﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﺑﺎﻟﻤﺮﻭﺭ ﺃﻭ‬
‫ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ‪ ،‬ﻭﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺍﻟﻀﻮﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻭﻭﺿﻊ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮﻳﺔ ﻋﻨﺪ ﻣﺪﺍﺧﻞ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻨﻲ ﻋﺪﻡ‬
‫ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﺑﺎﻟﻤﺮﻭﺭ‪ ،‬ﻭﺻﺪﻭﺭ ﻗﺮﺍﺭ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺇﻳﺤﺎء ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﺃﻭ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺑﺎﻟﻴﺪ ﺑﺎﻟﻤﻮﺍﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫‪9‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫ﺃﻣﺮ ﻣﻌﻴﻦ ﺃﻭ ﺭﻓﻀﻪ‪.‬‬


‫‪-‬ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻀﻤﻨﻴﺔ‪:‬‬
‫ﻫﻨﺎﻙ ﻃﺮﻳﻘﺘﻴﻦ ﺗﺘﺨﺬ ﺑﻬﻤﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‪:‬ﻓﺄﺣﻴﺎﻧﺎ ﺗﺘﺨﺬ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﺻﺮﻳﺤﺎ ﺃﻭ ﻣﺮﺋﻴﺎ ﺃﻭ‬
‫ﻣﺴﻤﻮﻋﺎ‪،‬ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺇﺫﻥ ﻗﺮﺍﺭ ﺻﺮﻳﺢ‪ .‬ﻓﺎﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﺼﺮﻳﺢ ﺇﺫﻥ ﻫﻮ ﻗﺮﺍﺭ ﻣﺘﺨﺬ ﺻﺮﺍﺣﺔ )ﺃﻱ ﺑﺎﻟﺘﻌﺒﻴﺮ( ﻣﻦ ﻃﺮﻑ‬
‫ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ‪.‬‬
‫ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺃﺧﺮﻯ‪ ،‬ﻻ ﺗﺘﺨﺬ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻗﺮﺍﺭﻫﺎ ﺑﺼﻔﺔ ﺻﺮﻳﺤﺔ‪،‬ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ‪ ،‬ﻭ ﺗﻠﺘﺰﻡ ﺍﻟﺼﻤﺖ‪،‬ﻭ‬
‫ﻟﻜﻦ ﺳﻜﻮﺗﻬﺎ ﻳﻔﺴﺮ ﻛﻘﺮﺍﺭ‪،‬ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻳﺴﻤﻰ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﺿﻤﻨﻴﺎ‪.‬ﻭﺳﻜﻮﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻳﻔﺴﺮ ﺇﻣﺎ ﻛﺮﻓﺾ ﻟﻠﻄﻠﺐ‪،‬ﻗﺮﺍﺭ ﺿﻤﻨﻲ‬
‫ﻟﻠﺮﻓﺾ‪ ،‬ﻭ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺗﻨﺺ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ‪ 5‬ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 23‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ‪ 90-41‬ﺍﻟﻤﺤﺪﺙ ﻟﻠﻤﺤﺎﻛﻢ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‪ ،‬ﻋﻠﻰ‬
‫ﺃﻧﻪ ‪" :‬ﺇﺫﺍ ﺍﻟﺘﺰﻣﺖ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻃﻮﺍﻝ ﺳﺘﻴﻦ ﻳﻮﻣﺎ ﻓﻲ ﺷﺄﻥ ﻃﻠﺐ ﻗﺪﻡ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻋﺘﺒﺮ ﺳﻜﻮﺗﻬﺎ ﻋﻨﻪ‪ ،‬ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻨﺺ ﻗﺎﻧﻮﻥ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﺫﻟﻚ‪ ،‬ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺭﻓﺾ‪ ،‬ﻭ ﻟﻠﻤﻌﻨﻲ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺃﻥ ﻳﻄﻌﻦ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺃﺟﻞ ‪60‬‬
‫ﻳﻮﻣﺎ ﻳﺒﺘﺪﺉ ﻣﻦ ﺍﻧﻘﻀﺎء ﻣﺪﺓ ﺍﻟﺴﺘﻴﻦ ﻳﻮﻣﺎ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ‪ .‬ﻭ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻓﺈﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻤﻨﺢ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﻓﻬﻮ ﻣﺮﻓﻮﺽ ﺿﻤﻨﻴﺎ‬
‫ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﻤﺖ ‪ -‬ﺍﻟﺮﻓﺾ ﻟﻪ ﻫﺪﻑ ﺃﺳﺎﺳﻲ ﻳﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺗﻤﻜﻴﻦ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﻣﻦ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﺿﺪ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ‪ .‬ﻓﻔﻲ‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﺈﻥ ﻛﻞ ﻃﻌﻦ ﺿﺪ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺴﺒﻘﻪ ﻗﺮﺍﺭ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭ ﻳﺠﺐ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺃﻥ ﻳﻄﻌﻦ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ‪ .‬ﻭ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻤﺖ‪ -‬ﺍﻟﺮﻓﺾ ﻳﺸﻜﻞ ﺿﻤﺎﻧﺔ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﻤﺪﺍﺭ‪.‬‬
‫ﺇﻻ ﺃﻥ ﺳﻜﻮﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻟﻤﺪﺓ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﺿﻤﻨﻴﺎ ﻟﻠﺮﻓﺾ ‪ ،‬ﻭ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎء ﻗﺪ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ‬
‫ﻗﺮﺍﺭﺍ ﺿﻤﻨﻴﺎ ﻟﻠﻘﺒﻮﻝ ‪ ،‬ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﺜﻼ ﻣﺎ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 41‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ ‪ 12 – 90‬ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﻌﻤﻴﺮ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺃﻥ ﺭﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺨﺘﺺ ﺑﺘﺴﻠﻴﻢ ﺭﺧﺼﺔ ﺍﻟﺒﻨﺎء ﺑﻨﺎءﺍ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﺎﻷﻣﺮ‪ ،‬ﻭﻧﺼﺖ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ‬
‫‪ 48‬ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺳﻜﻮﺕ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺭﺧﺼﺔ ﺍﻟﺒﻨﺎء ﻣﺴﻠﻤﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻧﻘﻀﺎء ﺷﻬﺮﻳﻦ ﻣﻦ‬
‫ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺇﻳﺪﺍﻉ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪ .8‬ﻓﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺳﻜﻮﺕ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﺑﻌﺪﻡ ﺭﺩﻩ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻃﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺭﺧﺼﺔ ﺍﻟﺒﻨﺎء ‪ ،‬ﺧﻼﻝ ﺃﺟﻞ ﺷﻬﺮﻳﻦ ‪ ،‬ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻓﻲ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ﻗﺒﻮﻻ ﻟﻠﻄﻠﺐ ﻭﻟﻴﺲ ﺭﻓﻀﺎ ﻟﻪ‬
‫‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﺃﻧﻪ ﺗﺴﻠﻢ ﺭﺧﺼﺔ ﺍﻟﺒﻨﺎء ‪ .‬ﻭ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺭﻓﻀﻪ‬
‫ﺻﺮﺍﺣﺔ ﻳﻤﻨﺢ ﺿﻤﻨﻴﺎ‪.‬‬
‫ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻀﻤﻨﻲ ﻟﻠﺮﻓﺾ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻀﻤﻨﻲ ﻟﻠﻘﺒﻮﻝ ﻫﻮ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎء ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺗﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ‬
‫ﻻ ﺗﺘﺨﺬ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ‪ ،‬ﺑﻞ ﻗﺪ ﺗﺘﺨﺬ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺃﻋﻤﺎﻻ ﻻ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻄﻠﻖ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺳﻢ ﺗﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ‪.‬ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﺗﺴﻤﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﺗﺪﺍﺑﻴﺮ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ‬
‫ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ؟‬
‫ﺗﺴﻤﻰ ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﺗﺪﺍﺑﻴﺮ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻟﺴﺒﺐ ﺑﺴﻴﻂ ‪،‬‬
‫ﻓﻤﺒﺪﺋﻴﺎ ﻓﻬﻲ ﺗﻄﺒﻖ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﻭ ﻟﻴﺲ ﺧﺎﺭﺟﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻟﻠﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‪ ،‬ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ‬
‫ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﺁﺛﺎﺭ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ‪.‬ﻭ ﺗﺴﻤﻰ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻲ ﺭﻏﻢ ﺗﻨﻮﻋﻬﺎ ﻓﺈﻧﻬﺎ‬
‫ﺗﺸﺘﺮﻙ ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻬﺎ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺗﺘﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﻇﻔﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭ ﻻ ﺗﺘﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﻳﻦ‪ ،‬ﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎء ‪.‬‬
‫‪ -7‬ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﻮﺟﺪﺓ ﻋﺪﺩ ‪ 55‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 6‬ﻣﺎﺭﺱ ‪ 2001‬ﻧﺎﺩﻱ ﺍﻟﻤﻮﻟﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﻮﺟﺪﻳﺔ ﻟﻠﺮﻛﺒﻲ ﺿﺪ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺮﻳﻜﺒﻲ‪ ,‬ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ‬
‫ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‪ ,‬ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ,‬ﺍﻟﺠﺰء ﺍﻷﻭﻝ ‪. 24 16-‬‬

‫‪ -8‬ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ ‪ 90-12‬ﻣﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﻌﻤﻴﺮ‪ ،‬ﺻﺎﺩﺭ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬﻩ ﺍﻟﻈﻬﻴﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺭﻗﻢ‪ 31-92-1 :‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 14‬ﻣﻦ ﺫﻱ ﺍﻟﺤﺠﺔ ‪ 17) 1412‬ﻳﻮﻧﻴﻮ ‪ (1992‬ﺝ‪.‬ﺭ ﻋﺪﺩ‬
‫‪ 4591‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 15‬ﻳﻮﻟﻴﻮﺯ ‪1992.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫‪ -‬ﻻ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ‪ ،‬ﻷﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻐﻴﺮ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ‪،‬ﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺎﻻﺕ‬
‫ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء‪،‬ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻬﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻔﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻮﻳﻀﺎﺕ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﺎﻃﺌﺔ ﺃﻭ‬
‫ﻣﻀﺮﺓ ‪.‬‬
‫ﻓﻤﺎ ﻫﻲ ﺇﺫﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﻴﺮ؟‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪:‬ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﻴﺔ ‪les circulaires ou instructions de‬‬
‫‪services‬‬
‫ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺎﺕ ﻫﻲ ﺗﻌﻠﻴﻤﺎﺕ ﻭ ﺷﺮﻭﺣﺎﺕ ﻳﻮﺟﻬﻬﺎ ﺍﻟﺮﺅﺳﺎء ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﺍﻟﺨﺎﺿﻌﻴﻦ ﻟﺴﻠﻄﺘﻬﻢ‬
‫ﺗﻮﺿﺢ ﻟﻬﻢ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻭ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ‪ 9 .‬ﺇﺫ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻜﻞ ﺭﺋﻴﺲ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺃﻥ ﻳﻌﺪ ﺩﻭﺭﻳﺔ ﻭ‬
‫ﻭ ﺗﻬﺪﻑ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻟﻜﻦ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍء ‪ 1‬ﻭ ﺗﺴﻤﻰ ﺃﻳﻀﺎ ﺗﻌﻠﻴﻤﺎﺕ ﺃﻭ ﻣﺬﻛﺮﺍﺕ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻟﺠﻌﻠﻪ ﻣﻔﻬﻮﻣﺎ ﻟﻠﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﻴﻦ ﻭ ﻫﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﺒﻴﻦ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ‪mode d'emploi de‬‬
‫‪ .l'arrêt‬ﻭ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻨﺪ ﺍﻟﻤﻮﻇﻒ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺍﻃﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺟﺪ ﺧﻠﻔﻬﺎ‪.‬‬
‫ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺔ ﺑﻄﺎﺑﻌﻬﺎ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮﻱ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﻨﺸﺊ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻭ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺎﺕ ﺃﻥ‬
‫ﺗﻀﻊ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺇﻣﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻏﻴﺮ ﺇﺭﺍﺩﻱ‪ ،‬ﻓﻴﻔﺴﺮ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺗﻔﺴﻴﺮﺍ ﺧﺎﻃﺌﺎ ﻭﻳﻀﻴﻒ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺟﺪﻳﺪﺓ‪ ،‬ﻭ‬
‫ﺇﻣﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺇﺭﺍﺩﻱ ﻓﻴﺨﻔﻲ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻳﺮﻳﺪ ﻓﺮﺿﻬﺎ ﺗﺤﺖ ﻏﻄﺎء ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺔ‪ ،‬ﻭ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﻲ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ‬
‫ﺗﻔﺴﻴﺮﻳﺔ ﺑﻞ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻭ ﻗﺪ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻛﻞ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺔ ﻛﺬﻟﻚ‪ ،‬ﻓﻘﻂ ﺳﻄﺮ ﺃﻭ ﻓﻘﺮﺓ‪ .‬ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺼﺒﺢ‬
‫ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺔ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺼﺒﺢ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء‪ ،‬ﻭ ﻳﻔﺤﺺ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ‬
‫ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺔ ﻳﺘﻮﻓﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻄﺔ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻭ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﺗﻢ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺷﺮﻭﻁ ﺻﺤﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ‪.‬‬
‫ﻭﻳﺮﺗﻜﺰ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﻧﻮﻋﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺎﺕ‪ :‬ﺩﻭﺭﻳﺎﺕ ﺗﻔﺴﻴﺮﻳﺔ ﻭ ﺩﻭﺭﻳﺎﺕ‬
‫ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﺃﻭﻻ‪-‬ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮﻳﺔ‪:‬‬
‫ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺗﻮﺿﻴﺢ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻭ ﺗﻔﺴﻴﺮﻫﺎ‪،‬ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﻨﺸﺊ ﻗﻮﺍﻋﺪ‬
‫ﺟﺪﻳﺪﺓ‪،‬ﺑﻞ ﺗﻜﺘﻔﻲ ﺑﺘﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ‪،‬ﻭ ﻫﻲ ﻻ ﺗﻔﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺟﻬﺔ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﻀﻤﻨﻪ ﻷﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ‬
‫ﺁﻣﺮﺓ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﺪﻭﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮﻳﺔ ﺇﺫﻥ ﻫﻲ ﺗﺼﺮﻑ ﻏﻴﺮ ﺁﻣﺮ ﺫﻭ ﻣﺤﺘﻮﻯ ﻋﺎﻡ ﻭﺿﺢ ﺑﻮﺍﺳﻄﺘﻪ ﺳﻠﻄﺔ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻟﻠﻤﻮﻇﻔﻴﻦ‬
‫ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻟﻬﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻓﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﺪﻭﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮﻳﺔ؟‬
‫‪1-‬ﻻ ﺗﺘﺨﺬ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮﻳﺔ ﺗﺠﺎﻩ ﻣﻮﻇﻔﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻃﺎﺑﻌﺎ ﺇﻟﺰﺍﻣﻴﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺁﻣﺮﺓ‪ ،‬ﻭﻳﻨﺘﺞ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻧﻪ‬
‫ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ ﺑﺎﻟﺪﻭﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮﻳﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﻳﻴﻦ‪ ،‬ﻭﺑﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﺛﺎﺭﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ‬
‫ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻨﺪ ﺑﺼﺮﺍﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﺭﻳﺔ ﺗﻔﺴﻴﺮﻳﺔ ﻻﺗﺨﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭ ﻣﺎ ﺑﻞ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻨﺪ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻔﺴﺮﻩ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺔ‪.‬‬
‫‪ 2-‬ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮﻳﺔ ﻣﺤﺮﻭﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻹﻟﺰﺍﻣﻴﺔ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﻳﻦ ﻷﻧﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﻟﻬﻢ‪.‬ﻭﻳﻨﺘﺞ ﻋﻦ‬
‫ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﺛﺎﺭﺓ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﻳﻦ‪،‬ﺃﻱ ﺑﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬﻢ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻤﺪﺍﺭﻭﻥ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬﻢ ﺍﻻﺭﺗﻜﺎﺯ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﺭﻳﺔ ﺗﻔﺴﻴﺮﻳﺔ ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺈﻟﻐﺎء ﻗﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﻭ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ‬

‫‪9‬‬
‫‪-Koubi (g.) Les circulaires administratives, Economica, 2003p.391.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪-Gaudmet (Y.), Remarques à propos des circulaires administratives, Mel .Stassinopoulos P. 561.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫ﻳﺮﺗﻜﺰﻭﺍ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻔﺴﺮﻩ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺔ‪.‬‬


‫‪3-‬ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮﻳﺔ ﺑﺪﻋﻮﻯ ﺍﻹﻟﻐﺎء ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺯ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ‪ ،‬ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ‬
‫ﻟﻤﺪﺍﺭ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺇﻟﻐﺎء ﺩﻭﺭﻳﺔ ﺗﻔﺴﻴﺮﻳﺔ‪ ،‬ﻓﻄﻠﺒﻪ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺒﻮﻝ‪ .‬ﻭ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﻄﻰ ﻟﺪﻭﺭﻳﺔ ﻻ ﻳﻘﻴﺪ‬
‫ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ‪،‬ﻓﺎﻷﻣﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﺪﺑﻴﺮ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ‪.‬‬
‫‪4-‬ﻻ ﺗﺸﻜﻞ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮﻳﺔ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﺸﺮﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻭ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﺩﻋﻮﻯ ﺍﻹﻟﻐﺎء ﺿﺪﻫﺎ ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﻬﻲ ﻻ‬
‫ﺗﺸﻜﻞ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺫﺍﺕ ﻃﺎﺑﻊ ﺗﻨﻔﻴﺬﻱ‪ .‬ﻭ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺨﻠﻖ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻨﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﺘﻔﺮﺽ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﻳﻦ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪-‬ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ‪:‬‬
‫ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮﻳﺔ‪ ،‬ﻳﻮﺟﺪ ﻧﻮﻉ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺎﺕ‪ ،‬ﺃﻻ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ‬
‫ﺃﻳﻀﺎ ﺑﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﻣﺤﺘﻮﻯ ﻋﺎﻡ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺭﺅﺳﺎء ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﻟﻠﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﻳﻦ ﺗﺤﺖ ﺳﻠﻄﺘﻬﻢ‪.‬‬
‫ﻭ ﺗﺰﻋﻢ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺃﻳﻀﺎ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ‪ .‬ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﺫﻥ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮﻳﺔ‬
‫ﻭ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻳﻄﺮﺡ ﻣﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺻﻌﻮﺑﺎﺕ ﻋﻤﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻭ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ‬
‫ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻀﻴﻒ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺃﻭ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ‬
‫ﺑﻔﺮﺽ ﺷﺮﻭﻁ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﻳﻦ‪ ،‬ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﺑﺈﻋﻄﺎﺋﻬﻢ ﺿﻤﺎﻧﺎﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻓﻤﺜﻼ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺩ ﺃﺻﻨﺎﻑ‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻞ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻃﺎﺑﻌﺎ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺎ‪.‬‬
‫ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮﻳﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻻ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭ ﻻ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﻷﻧﻬﺎ ﻻ‬
‫ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺗﻨﻔﻴﺬﻳﺔ‪ ،‬ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻓﻴﻤﻜﻦ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ‪ ،‬ﻭ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ‬
‫ﻳﺤﻜﻢ ﺑﺈﻟﻐﺎﺋﻬﺎ ﻟﻌﺪﻡ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ‪.‬‬
‫ﻭ ﻟﻜﻦ ﻣﺘﻰ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺔ ﺑﺪﻋﻮﻯ ﺍﻹﻟﻐﺎء؟‬
‫ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺔ ﺑﺪﻋﻮﻯ ﺍﻹﻟﻐﺎء ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺿﺎﺭﺓ ﺃﻱ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ ﺑﺤﻘﻮﻕ‬
‫ﻭﻭﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﻳﻦ ‪ .‬ﻭ ﻟﻜﻦ ﻣﺘﻰ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺔ ﺿﺎﺭﺓ؟ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺔ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﻃﺎﺑﻊ ﺁﻣﺮ‪ ،‬ﻓﻜﻴﻒ‬
‫ﻧﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﺩﻭﺭﻳﺔ ﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﻃﺎﺑﻊ ﺁﻣﺮ؟ ﺗﻜﺘﺴﻲ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺔ ﻃﺎﺑﻌﺎ ﺁﻣﺮﺍ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺴﻌﻰ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻓﺮﺽ ﻣﺤﺘﻮﺍﻫﺎ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻟﻤﻮﺟﻬﺔ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻭ ﻻ ﻳﻜﺘﻔﻲ ﺑﺘﻮﺟﻴﻪ ﻣﺠﺮﺩ ﺗﻮﺻﻴﺎﺕ ﺇﻟﻴﻬﻢ ‪ .‬ﻓﺎﻟﺪﻭﺭﻳﺔ ﺍﻵﻣﺮﺓ ﺇﺫﻥ ﻫﻲ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﺗﻌﻠﻴﻤﺎﺗﻬﺎ‬
‫ﺇﻟﺰﺍﻣﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮﺟﻬﺔ ﺇﻟﻴﻬﻢ‪.‬‬
‫ﻓﻌﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮﻳﺔ ﺗﻜﺘﺴﻲ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻃﺎﺑﻊ ﺁﻣﺮﺍ ﻭ ﻣﻀﺮﺍ ﻭ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻗﺒﻮﻝ‬
‫ﺩﻋﻮﻯ ﺍﻹﻟﻐﺎء ﺍﻟﻤﻮﺟﻬﺔ ﺿﺪﻫﺎ ‪. 1‬‬
‫ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺔ ﺑﻄﺎﺑﻌﻬﺎ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮﻱ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﻨﺸﺊ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻭ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺎﺕ ﺃﻥ ﺗﻀﻊ‬
‫ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺇﻣﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻏﻴﺮ ﺇﺭﺍﺩﻱ‪ ،‬ﻓﻴﻔﺴﺮ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺗﻔﺴﻴﺮﺍ ﺧﺎﻃﺌﺎ ﻭﻳﻀﻴﻒ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺟﺪﻳﺪﺓ‪ ،‬ﻭ ﺇﻣﺎ‬
‫ﺑﺸﻜﻞ ﺇﺭﺍﺩﻱ ﻓﻴﺨﻔﻲ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻳﺮﻳﺪ ﻓﺮﺿﻬﺎ ﺗﺤﺖ ﻏﻄﺎء ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺔ‪ ،‬ﻭ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﻲ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﻔﺴﻴﺮﻳﺔ‬
‫ﺑﻞ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻭ ﻗﺪ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻛﻞ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺔ ﻛﺬﻟﻚ‪ ،‬ﻓﻘﻂ ﺳﻄﺮ ﺃﻭ ﻓﻘﺮﺓ‪ .‬ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺼﺒﺢ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺔ‬
‫ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺼﺒﺢ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء‪ ،‬ﻭ ﻳﻔﺤﺺ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺻﺎﺣﺐ‬
‫ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺔ ﻳﺘﻮﻓﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻄﺔ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻭ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﺗﻢ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺷﺮﻭﻁ ﺻﺤﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ‪.‬‬
‫ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺔ ﻣﻄﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻨﺪ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻼﺋﺤﺔ ﺃﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻪ ﻗﻴﻤﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Guez (J.), La normalisation du recours pour excès de pouvoir contre les circulaires et instructions‬‬
‫‪administratives;A.J.D.A., 2005 P..244.‬‬
‫‪1‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ :‬ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ‬


‫ﺃﻭﻻ ‪-‬ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺕ‪les directives:‬‬
‫ﺃ‪ -‬ﺗﻌﺮﻳﻒ‪:‬‬
‫ﻋﻠﻰ ﻏﺮﺍﺭ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺎﺕ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﺗﺼﺮﻓﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﻣﺤﺘﻮﻯ ﻋﺎﻡ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺭﺅﺳﺎء ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ‬
‫ﻟﻠﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﻳﻦ ﺗﺤﺖ ﺳﻠﻄﺘﻬﻢ‪ ،‬ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺎﺕ‪،‬ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﻮﺿﺢ‬
‫ﻟﻠﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺑﻬﺎ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺗﻮﺿﺢ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺍﺗﺨﺎﺫﻫﺎ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎ ﻟﻠﺘﻨﻈﻴﻢ‬
‫ﺍﻟﺠﺎﺭﻱ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﻤﻞ ‪. 1‬‬
‫ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﻫﻲ ﺗﺼﺮﻓﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﻣﺤﺘﻮﻯ ﻋﺎﻡ ﺗﺤﺪﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻄﺔ‬
‫ﺗﻘﺪﻳﺮﻳﺔ ‪ ،‬ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻟﻬﺎ ﺧﻄﺎ ﻟﻠﺴﻠﻮﻙ ﺃﻭ ﺍﺗﺠﺎﻫﺎ ﻓﻘﻬﻴﺎ ﺃﻭ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﺗﺴﺘﺮﺷﺪ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ‬
‫ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺨﺬﻫﺎ ﻭ ﺫﻟﻚ ﻟﺘﺴﻬﻴﻞ ﻣﻬﻤﺘﻬﺎ ﻭ ﺗﺠﻨﺐ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺔ ‪.1‬‬
‫ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﺇﺫﻥ ﺗﻘﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﺪﺑﻴﺮ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺗﺤﺪﺩ ﺑﻤﻘﺘﻀﺎﻫﺎ ﺳﻠﻄﺔ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﺳﻠﻄﺘﻬﺎ‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﻳﺔ‪ ،‬ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺘﺮﻙ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻫﺎﻣﺸﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻟﻠﺘﺼﺮﻑ ﺃﻱ ﺗﺘﺮﻙ ﻟﻬﺎ‬
‫ﺳﻠﻄﺔ ﺗﻘﺪﻳﺮﻳﺔ‪ ،‬ﻓﺘﺆﻃﺮ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺳﻠﻄﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮﻳﺔ ﺑﺠﻌﻠﻬﺎ ﻣﺘﻄﺎﺑﻘﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺿﻌﺘﻬﺎ ﻫﻲ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﻭﺛﺎﺋﻖ ﺗﻮﺟﻴﻬﻴﺔ ﻇﻬﺮﺕ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻓﻲ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﺘﺪﺧﻼﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﺛﻢ ﺍﻣﺘﺪﺕ ﻟﺘﺸﻤﻞ‬
‫ﺍﻟﺘﻌﻤﻴﺮ ﻭ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ‪.‬‬
‫ﺏ‪ -‬ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ‪:‬‬
‫ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﻭﻓﻖ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻵﺗﻲ‪:‬‬
‫‪ 1-‬ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﻟﻰ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ‬
‫ﻭﺿﻌﺘﻬﺎ‪،‬ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻨﺪ ﻋﻠﻰ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺕ‪،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ‪:‬‬
‫‪‬ﻟﻜﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎ ﻻ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺘﺠﺎﻫﻞ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺠﺎﺭﻱ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤﻞ‪ ،‬ﻭ ﻻ ﺃﻥ ﺗﻀﻴﻒ‬
‫ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺷﺮﻭﻃﺎ ﺟﺪﻳﺪﺓ‪ ،‬ﺑﻞ ﻳﺠﺐ ﻓﻘﻂ ﺃﻥ ﺗﺤﺪﺩ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﻋﺎﻣﺔ ﺑﻬﺪﻑ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﻋﻤﻞ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ‪.‬‬
‫‪‬ﻻ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻘﻴﺪ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺿﻌﺘﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﻳﺠﺐ ﺃﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﻃﺎﺑﻊ ﺁﻣﺮ‪ ،‬ﺃﻱ‬
‫ﺃﻧﻬﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻻ ﺗﻘﺼﻲ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻣﺨﺎﻟﻔﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ‪،‬ﺇﺫ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺃﻥ ﺗﺨﺎﻟﻒ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ‬
‫ﻭﺿﻌﺘﻬﺎ ﺇﻣﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﻟﻠﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺗﻘﺪﻳﺮﻫﺎ ﻭ ﺇﻣﺎ ﻷﻥ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﻭﺿﻌﻴﺔ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ‬
‫ﺗﺒﺮﺭﻫﺎ‪ ،‬ﻭ ﺇﺫﺍ ﺍﻛﺘﺴﺖ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﻃﺎﺑﻌﺎ ﻣﻠﺰﻣﺎ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‪،‬ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺳﺘﻌﺘﺒﺮ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ‪.‬‬
‫‪2-‬ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻹﻟﻐﺎء ﺃﻣﺎﻡ ﻗﺎﺿﻲ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻣﺎﺩﺍﻡ ﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﺪﻝ‬
‫ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻠﻤﻌﻨﻴﻴﻦ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﻭ ﻻ ﺗﻀﺮ ﺑﻬﻢ‪ .‬ﻓﻌﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ‬
‫ﺩﻋﻮﻯ ﺍﻹﻟﻐﺎء ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺕ‪ ،‬ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺇﻟﻐﺎء ﻗﺮﺍﺭ ﺗﻨﻈﻴﻤﻲ ﻭ ﻟﻴﺲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺕ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﻻ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ‪ ،‬ﺑﻞ ﺗﺴﻤﺢ ﻓﻘﻂ ﺑﺎﺗﺨﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﻻ ﺗﺄﻣﺮ‪ ،‬ﺑﻞ ﺗﻮﺟﻪ ﻭ ﺗﻮﺿﺢ‬
‫ﺍﺗﺠﺎﻫﺎ ﻣﺎ‪.‬‬
‫ﻭ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺎﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮﻳﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﺄﻥ‬
‫ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺪﻭﺭﻳﺎﺕ‪ ،‬ﺇﺫ ﺃﻧﻪ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻡ ﻫﻨﺎ ﺑﺘﺤﻠﻴﻞ ﻧﻈﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻮﺟﺪ ﺑﻞ ﻭ ﻗﺪ ﺗﻮﺟﺪ‬
‫ﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ‪ ،‬ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺤﻤﻞ ﺍﺳﻢ ﻟﻮﺍﺋﺢ‪ ،‬ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺩﻋﻮﻯ ﺍﻹﻟﻐﺎء‪.‬‬
‫ﻭ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﻃﻼﻗﺎ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺩﻋﻮﻯ ﺍﻹﻟﻐﺎء‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺸﻜﻞ‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎء ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ‪،‬ﺃﻱ ﺃﻧﻪ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﺍﻟﻤﻮﺟﻪ ﺿﺪ ﻗﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ‪ ،‬ﺇﺫ‬

‫‪1‬‬
‫‪-Boulouis (j.), sur une catégorie nouvelle d'actes juridiques, les directives, Mélanges Eisenmann? p.191 ,1975.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪Delvolvé (P.), La notion de directive A.J.D.A.? 1974. P.459-.‬‬
‫‪1‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺪﺍﺭ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻓﻲ ﺳﻮء ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﺃﻭ ﻓﻲ ﻋﺪﻡ ﺻﺤﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺘﻄﺒﻴﻘﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ 3-‬ﺇﻥ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﻫﻲ ﻭﺿﻌﻴﺔ ﻣﺰﺩﻭﺟﺔ ﺇﺫ ﺗﺘﻤﻮﻗﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﻼﺋﺤﺔ )‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ( ﻓﺎﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﻫﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺎﺕ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ‪ ،‬ﻭ ﻫﻲ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻼﺋﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻧﻬﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﺨﺎﻟﻔﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺘﻴﻦ ﺍﺛﻨﺘﻴﻦ‪:‬‬
‫• ﺇﻣﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﻇﺮﻭﻑ ﺟﺪ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻘﻀﻴﺔ‪.‬‬
‫• ﻭ ﺇﻣﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ‬
‫ﺃ‪ -‬ﺍﻷﻧﻮﺍﻉ‪:‬‬
‫ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺘﺮﻑ ﻟﻬﺎ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺕ‬
‫ﺑﻄﺎﺑﻊ ﺗﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ‪:‬‬
‫ﺃ ‪ -‬ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﻴﺔ ‪ :‬ﺃﻱ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻄﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻟﻠﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻟﻬﺎ‪.‬‬
‫ﺏ‪ -‬ﺗﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻟﻠﻤﺮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪ :‬ﻭ ﻫﻲ ﺗﺪﺍﺑﻴﺮ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﻴﻦ ﻣﻌﺎ ﻛﻤﻨﻊ ﺣﻤﻞ‬
‫ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﺎﺭﺍﺕ ﺃﻭ ﻟﺒﺲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ‪ . .‬ﻭﻣﻦ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻳﻀﺎ‪:‬ﺗﻌﻴﻴﻦ ﻃﺎﻟﺐ ﻓﻲ‬
‫ﻓﻮﺝ ﻟﻸﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻬﻴﺔ‪،‬ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺑﺎﻷﺳﺎﺗﺬﺓ‪،‬ﻭﺗﻘﺪﻡ ﺍﻷﻭﺳﺎﻁ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺴﺠﻨﻴﺔ ﺃﻣﺜﻠﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ‪.‬‬
‫ﺝ‪ -‬ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺣﺎﺕ ﻭ ﺍﻵﺭﺍء‪ :‬ﻭ ﺗﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﻀﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻵﺗﻴﺔ‪ ،‬ﻭ ﻳﻄﻠﺐ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻲ‬
‫ﺳﺘﺘﺨﺬ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‪،‬ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺡ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺎ‪ .‬ﻭ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻤﺤﺘﻮﻯ ﺍﻵﺭﺍء ﺃﻭ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺣﺎﺕ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ‬
‫ﺇﻟﺰﺍﻣﻴﺎ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﺇﻟﺰﺍﻣﻲ‪ ،‬ﻣﻄﺎﺑﻘﺎ ﺃﻡ ﻏﻴﺮ ﻣﻄﺎﺑﻖ‪.‬‬
‫ﺏ‪-‬ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ‪:‬‬
‫ﺇﻥ ﺗﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﺃﻱ ﺃﺛﺮ ﻣﺤﺴﻮﺱ ﻋﻠﻰ ﻭﺿﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﻳﻦ‪ ،‬ﻓﻬﻮ ﺗﺪﺑﻴﺮ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﻣﺤﺾ‬
‫ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ‪ .‬ﻭ ﻻ ﻳﻀﺮ ﺑﺎﻟﻤﺪﺍﺭﻳﻦ ﻭ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻴﻪ‪.‬ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﻟﻦ ﻳﺘﺴﺎﻫﻞ ﻣﻌﻬﺎ‬
‫ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‪ ،‬ﺇﺫ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﻴﺮ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻤﺲ ﺑﺎﻟﻤﺪﺍﺭﻳﻦ‪ ،‬ﻭ ﻣﻦ ﺛﻤﺔ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﺠﺎﻝ ﺗﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ‬
‫ﻳﻀﻴﻖ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺸﻴﺌﺎ‪،‬ﻭ ﺳﻴﻘﺒﻞ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻛﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ‪ .‬ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﺿﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﻴﺮ‪،‬‬
‫ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﺗﻄﻮﺭ ﻫﺎﻡ ﺟﺪﺍ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻤﻬﺪ ﻟﻠﺘﻄﻮﺭ ﻧﺤﻮ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺗﻜﻮﻥ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ‬
‫ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻄﻌﻦ‪ .‬ﻭ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺗﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻟﻢ ﻳﺨﺘﻒ ﻛﻠﻴﺎ‪ .‬ﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻫﻨﺎ ﻳﻠﺠﺄ‬
‫ﺇﻟﻰ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻌﺘﺒﺔ ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻳﺴﺘﻨﺪ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﺪﺑﻴﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺪﺍﺭ‪.‬‬
‫ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﻤﺘﺪﺭﺝ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺨﺬﻫﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻫﻮ ﺗﺪﺭﺝ ﻣﻦ ﺻﻨﻊ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‪ .‬ﻓﻬﻮ "‬
‫ﺇﺑﺪﺍﻉ ﺟﻨﻲ " ﻷﻧﻪ ﻳﻤﻨﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺴﻒ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ‪ .‬ﺇﺫ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﻳﺤﻮﻡ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺣﻮﻝ‬
‫ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ‪ ،‬ﻭ ﻟﻜﻨﻪ "ﺇﺑﺪﺍﻉ ﺷﻴﻄﺎﻧﻲ" ﻷﻧﻪ ﻳﺨﻠﻂ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻔﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻤﺒﺪﺋﻴﺎ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ ﺃﻭ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ‪.‬‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻳﻤﻬﺪ ﻟﻠﺘﻄﻮﺭ ﻧﺤﻮ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺗﻜﻮﻥ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ‬
‫ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻄﻌﻦ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻤﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‬
‫ﻻ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻧﻈﺎﻣﺎ ﻣﻮﺣﺪﺍ‪ ،‬ﻓﻬﻮ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺎ ﺃﻭ‬
‫ﻏﻴﺮ ﺗﻨﻈﻴﻤﻲ‪ ،‬ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺘﺄﺭﺟﺢ ﺑﻴﻦ ﺇﻧﺸﻐﺎﻟﻴﻦ ﻣﺘﻌﺎﻛﺴﻴﻦ ﻣﻤﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺗﺴﻮﻳﺎﺕ ﻣﺘﻘﻠﺒﺔ‪ ،‬ﻫﺬﺍﻥ ﺍﻹﺷﻐﺎﻟﻴﻦ ﻫﻤﺎ ﻣﻦ‬
‫ﺟﻬﺔ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺗﺴﻬﻴﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‪ ،‬ﻭﺍﻻﻧﺸﻐﺎﻝ ﺑﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﻳﻦ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ‪.‬‬
‫ﻭﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﻘﻮﺍﻋﺪ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﻭﺗﻨﻔﻴﺬ ﻭﺯﻭﺍﻝ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺈﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‬
‫‪1‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫ﻋﺮﻑ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺗﻄﻮﺭﺍ ﻣﻠﺤﻮﻇﺎ‪ ،‬ﻓﺒﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺎ ﺑﻐﻴﺎﺏ ﺍﻟﺸﻜﻼﻧﻴﺔ ‪ ،‬ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻴﻮﻡ‬
‫ﻣﺤﺎﻃﺎ ﺑﻀﻤﺎﻧﺎﺕ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﻳﻦ‪ ،‬ﻭ ﻫﻲ ﺿﻤﺎﻧﺎﺕ ﺗﺘﺠﻠﻰ ﺃﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺿﻤﺎﻥ ﺍﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﻭﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻟﻠﻤﺪﺍﺭ‪ ،‬ﻭ‬
‫ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ‪.‬‬
‫ﻭ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻜﻢ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺑﻨﻮﻋﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ‪ :‬ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﻭ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺸﻜﻞ‬
‫ﻭ ﺍﻟﻤﺴﻄﺮﺓ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ‬
‫ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﻫﻮ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻤﺒﺎﺷﺮﺓ ﻋﻤﻞ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﻣﻌﻴﻦ ‪ ،1‬ﻛﻤﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﺠﻤﻮﻉ‬
‫ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻤﻨﻮﺣﺔ ﻟﺴﻠﻄﺔ ﻣﺎ‪،‬ﺃﻱ ﻣﺠﺎﻝ ﻋﻤﻠﻬﺎ ‪ ،‬ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎ ‪ ،‬ﻟﺬﻟﻚ ﻧﺘﺤﺪﺙ ﺃﻳﻀﺎ‬
‫ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺎﺕ ‪.‬ﻓﻠﻜﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﻣﺎ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﻣﺸﺮﻭﻋﺎ‪ ،‬ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻣﺨﺘﺼﺎ‪،‬ﻭﺇﻻ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺳﻴﺼﺪﺭ‬
‫ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺨﺘﺼﺔ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪ :‬ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ‬
‫ﺗﺤﺪﺩ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﺴﻠﻄﺔ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻭﺍﺟﻬﺎﺕ‪ ،‬ﻳﺘﻢ ﺗﺤﺪﻳﺪﻫﺎ ﺑﺎﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺍﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ‬
‫ﺃﺳﺌﻠﺔ‪:‬ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‪ .‬ﺃﻳﻦ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻪ؟ ﻣﺘﻰ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻪ؟‬
‫ﺃﻭﻻ‪-‬ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ‪:‬‬
‫ﻫﻮ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻻﺗﺨﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺃﻭ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻣﺤﺪﺩ‪ ،‬ﻭﺇﺫﺍ ﺍﺗﺨﺬﺕ ﺳﻠﻄﺔ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﻻ ﻳﺪﺧﻞ‬
‫ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺃﻭﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﺻﻼﺣﻴﺘﻬﺎ‪ ،‬ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻣﺸﻮﺏ ﺑﻌﻴﺐ ﻋﺪﻡ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ‪.‬‬
‫ﻭﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻣﻬﻤﺔ ﺃﻻ ﻭﻫﻲ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺗﻮﺍﺯﻱ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﻭﺗﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻲ‬
‫ﻟﻬﺎ ﺣﻖ ﺍﻟﺘﻌﻴﻴﻦ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻠﻚ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﺮﻗﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻘﻞ ﻭﺍﻟﺘﺄﺩﻳﺐ‪.‬ﻓﻤﺜﻼ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﻌﻴﻦ ﺑﻈﻬﻴﺮ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻋﺰﻟﻪ ﺇﻻ ﺑﻈﻬﻴﺮ‬
‫ﻭﻳﻤﻜﻦ ﻟﻌﻴﺐ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﺷﻜﻠﻴﻦ‪ :‬ﺍﻻﻋﺘﺪﺍء ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﻭ ﺍﻏﺘﺼﺎﺏ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ‪ .‬ﻭ ﻓﻲ ﻛﻠﺘﺎ‬
‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺘﻴﻦ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺪﺧﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﻬﺎ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻥ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﺗﻜﺒﺔ ﻟﻴﺲ‬
‫ﻟﻬﺎ ﻧﻔﺲ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺨﻄﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﻛﻠﺘﺎ ﺍﻟﺤﺎﻟﺘﻴﻦ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻻﻋﺘﺪﺍء ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﻳﺤﺪﺙ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﻌﺪﻯ ﺳﻠﻄﺔ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﻼﺣﻴﺎﺕ ﺳﻠﻄﺔ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﺃﺧﺮﻯ‪ ،‬ﺳﻮﺍء‬
‫ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻠﻄﺔ ﻋﻠﻴﺎ ﺃﻡ ﺳﻠﻄﺔ ﺩﻧﻴﺎ‪ ،‬ﻓﺴﻠﻄﺔ ﻋﻠﻴﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻌﺪﻝ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺘﺨﺬ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺳﻠﻄﺔ ﺩﻧﻴﺎ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ‬
‫ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺳﻠﻄﺘﻬﺎ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ‪.‬‬
‫ﺃﻣﺎ ﺍﻏﺘﺼﺎﺏ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻴﻌﻨﻲ ﺷﻜﻞ ﻟﻌﺪﻡ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺃﺧﻄﺮ ﻣﻦ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍء ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﻭ ﻳﺘﻢ‬
‫ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺨﺬ ﻗﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﻣﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺷﺨﺺ ﻏﺮﻳﺐ ﻋﻦ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﺨﺬ ﺳﻠﻄﺔ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ‬
‫ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﺃﻭ ﻋﺎﺩﻳﺔ‪ .‬ﻭﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻻ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻓﻘﻂ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬
‫ﻏﻴﺮ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺑﻞ ﻳﻌﺘﺒﺮﻩ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﻣﻨﻌﺪﻣﺎ ‪،‬ﺃﻱ ﻛﺄﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻭ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻭﻗﺖ ﺃﻱ ﺑﺪﻭﻥ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺷﺮﻁ‬
‫ﺍﻷﺟﻞ ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪-‬ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻤﻜﺎﻧﻲ‪:‬‬
‫ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻤﻜﺎﻧﻲ ﻫﻮ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻻﺗﺨﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭ ﻳﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﺃﻭ ﺍﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ‬
‫ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﻣﺤﺪﺩﺓ‪ ،‬ﻭﻋﻴﺐ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻤﻜﺎﻧﻲ ﻫﻮ ﻋﺪﻡ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻻﺗﺨﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭ ﻳﻄﺒﻖ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ‬
‫ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﺃﻭ ﺍﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﻣﺤﺪﺩﺓ‪.‬‬
‫ﻓﻜﻞ ﺳﻠﻄﺔ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﺗﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﻣﺤﺪﺩﺓ‪ ،‬ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻤﺎﺭﺱ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻄﺎﻕ‬
‫ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﺪﺩﻩ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺠﺎﺭﻱ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤﻞ ‪.‬‬

‫‪ -1‬ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻷﻋﺮﺝ‪،‬ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻟﻠﻤﺤﺎﻛﻢ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻋﺪﺩ ‪ 64‬ﺷﺘﻨﺒﺮ‪-‬ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ‬
‫‪،2005‬ﺹ‪15..‬‬
‫‪1‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫ﻓﺎﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺼﺪﺭﻫﺎ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﺳﺘﻨﺎﺩﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺼﻞ‪ 90‬ﻣﻦ ﺩﺳﺘﻮﺭ‪ 2011‬ﻣﺠﺎﻝ‬
‫ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺨﺬﻫﺎ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ‬
‫ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ ‪ 100‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﺭﻗﻢ ‪14-113‬ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ ‪07‬‬
‫ﻳﻮﻟﻴﻮﺯ ‪ ،1 2015‬ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺠﺎﻝ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﻣﺤﺪﺩﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻄﺎﻕ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻲ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺔ‪.‬‬
‫ﻭﻻ ﻳﻄﺮﺡ ﻣﺸﻜﻞ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻳﻄﺮﺡ ﻓﻘﻂ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺴﻠﻄﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪-‬ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﺰﻣﻨﻲ‪:‬‬
‫ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﺰﻣﻨﻲ ﻫﻮ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻻﺗﺨﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﺤﺪﺩﺓ‪ ،‬ﻭ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﻋﻴﺐ‬
‫ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﺰﻣﻨﻲ ﻫﻮ ﻋﺪﻡ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻻﺗﺨﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﺤﺪﺩﺓ‪ .‬ﻭ ﺗﺤﺪﻳﺪﺍ‪ ،‬ﻧﻜﻮﻥ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﻴﺐ‬
‫ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﺯﻣﻨﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻔﺮﺿﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺗﺨﺬﺕ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ ﻟﻢ ﺗﺘﻘﻠﺪ ﺑﻌﺪ ﻭﻇﺎﺋﻔﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻏﻴﺮ‬
‫ﻣﺨﺘﺼﺔ ‪ .‬ﻛﺄﻥ ﻳﺼﺪﺭ ﺭﺟﻞ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﻗﺒﻞ ﺗﻨﺼﻴﺒﻪ ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰﻩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺗﺨﺬﺕ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ ﺳﺤﺒﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻇﺎﺋﻔﻬﺎ ﺃﻭ ﺳﻠﻄﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﻬﻲ‬
‫ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻣﺨﺘﺼﺔ‪ .‬ﻛﺎﻥ ﻳﺼﺪﺭ ﺭﺟﻞ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﺑﻌﺪ ﺇﻋﻔﺎﺋﻪ ﻣﻦ ﻣﻨﺼﺒﻪ ﺃﻭ ﺇﺣﺎﻟﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻘﺎﻋﺪ ﺃﻭ ﺧﻼﻝ ﻓﺘﺮﺓ‬
‫ﺗﻮﻗﻴﻔﻪ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺗﺨﺬﺕ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ ﺗﺪﺧﻠﺖ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻻﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‪ .‬ﻣﻦ‬
‫ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 33‬ﻓﻲ ﻓﻘﺮﺗﻬﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﺭﻗﻢ ‪14-113‬ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ‬
‫‪ 07‬ﻳﻮﻟﻴﻮﺯ ‪" 2015:‬ﻳﻌﻘﺪ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻭﺟﻮﺑﺎ ﺟﻠﺴﺎﺗﻪ ﺃﺛﻨﺎء ﺛﻼﺙ ﺩﻭﺭﺍﺕ ﻋﺎﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺧﻼﻝ ﺃﺷﻬﺮ‬
‫ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ ﻭﻣﺎﻱ ﻭﺃﻛﺘﻮﺑﺮ‪ .. .‬ﻭ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﻣﺪﺓ ﻛﻞ ﺩﻭﺭﺓ ﻣﺪﺓ ‪ 15‬ﻳﻮﻣﺎ ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻌﻤﻞ‪ ،‬ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ ﻳﻤﻜﻦ‬
‫ﺗﻤﺪﻳﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﺓ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺑﻘﺮﺍﺭ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﺃﻻ ﻳﺘﻌﺪﻯ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻤﺪﻳﺪ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻌﻤﻞ" ‪.‬‬
‫ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﻨﺺ ﻳﻮﺿﺢ ﺃﻥ ﺍﻧﻄﻼﻕ ﺩﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺸﻬﻮﺭ )ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ ﻭ ﻣﺎﻱ‬
‫ﻭﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ‪ (...‬ﻭﻣﺤﺪﺩﺓ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻷﻳﺎﻡ )‪ 15‬ﻳﻮﻣﺎ ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ( ﺃﻭ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﻭﻋﺸﺮﻭﻥ ﻳﻮﻣﺎ ﻛﺄﻗﺼﻰ ﺣﺪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﺪﺓ‬
‫ﺑﻘﺮﺍﺭ ﻳﺼﺪﺭﻩ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ‪ ،‬ﺇﺫ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻷﻱ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺣﻀﺮﻳﺔ ﺃﻭ ﻗﺮﻭﻳﺔ ﺃﻥ ﺗﺼﺪﺭ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﺧﺎﺭﺝ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﺟﺎﻝ‬
‫ﺍﻟﻤﺤﺪﺩﺓ‪ ،‬ﻭ ﺇﻻ ﺍﻋﺘﺒﺮ ﻗﺮﺍﺭﻫﺎ ﻣﻌﻴﺒﺎ ﺑﻌﻴﺐ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﺰﻣﻨﻲ‪.‬‬
‫ﻭﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﻋﻴﺐ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺎ ﺃﻭ ﺳﻠﺒﻴﺎ‪ .‬ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺨﺬ ﺟﻬﺎﺯﺍ‬
‫ﻗﺮﺍﺭﺍ ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﻻﺗﺨﺎﺫﻩ‪ ،‬ﻭﻋﻴﺐ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺎﺩﻳﺎ ﺃﻭ ﻣﻜﺎﻧﻴﺎ ﺃﻭ ﺯﻣﻨﻴﺎ‪ ،‬ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻋﻴﺐ‬
‫ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺳﻠﺒﻴﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺮﻓﺾ ﺟﻬﺎﺯ ﻣﺎ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ ﻣﻌﺘﻘﺪﺍ ﻋﻦ ﺧﻄﺄ ﺃﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﺨﺘﺺ‪ ،‬ﻭﻋﻴﺐ‬
‫ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﺴﻠﺒﻲ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺎﺩﻳﺎ ﺃﻭ ﻣﻜﺎﻧﻴﺎ ﺃﻭ ﺯﻣﻨﻴﺎ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ :‬ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎءﺍﺕ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ‬
‫ﻳﻌﺮﻑ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺛﻼﺛﺔ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎءﺍﺕ ﺑﻔﻌﻞ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻔﻮﻳﺾ ﻭﻭﺟﻮﺩ ﺍﻹﻧﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﺃﻭﻻ‪-‬ﺍﻟﺘﻔﻮﻳﺾ‪:‬‬
‫ﻻ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺣﻘﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﺼﺮﻑ ﻓﻴﻪ ﺣﺴﺐ ﻫﻮﺍﻩ‪ ،‬ﻓﻴﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻤﺎﺭﺳﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻭ ﻻ‬
‫ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﻘﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮﻳﻦ‪،‬ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﻳﺨﻀﻊ ﻻﺳﺘﺜﻨﺎء ﺃﻻ ﻭﻫﻮ ﺗﻔﻮﻳﺾ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ‪ .‬ﺇﺫ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﻣﺎﺩﻳﺎ ﺃﻥ‬
‫ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ) ﻣﺜﻼ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ( ﺑﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺻﺎﺕ ﻟﻮﺣﺪﻫﺎ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﺤﺪﺙ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺎﺋﻖ‬

‫‪ -1‬ﻇﻬﻴﺮ ﺷﺮﻳﻒ ﺭﻗﻢ ‪ 1.15.85‬ﺻﺎﺩﺭ ﻓﻲ ‪ 20‬ﻣﻦ ﺭﻣﻀﺎﻥ ‪ 07)1436‬ﻳﻮﻟﻴﻮﺯ‪ (2015‬ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﺭﻗﻢ ‪14-113‬ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺝ‪.‬ﺭ ﻋﺪﺩ‬
‫‪ ، 6380‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 06 21‬ﺷﻮﺍﻝ ‪ 23﴿ 1436‬ﻳﻮﻟﻴﻮﺯ ‪.﴾2015‬‬

‫‪1‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫ﺃﻭ ﻣﺎﻧﻊ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻳﻤﻨﻌﻬﺎ ﺃﻭ ﻳﻌﻴﻘﻬﺎ ﻋﻦ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﻬﺎ‪.‬‬


‫ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﻠﺠﻮء ﺇﻟﻰ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺘﻔﻮﻳﺾ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻔﻮﻳﺾ ﻫﻮ ﻧﻘﻞ ﺟﺰء ﻣﻦ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺔ ﻷﺧﺮﻯ‪.‬‬
‫ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﻧﻮﻋﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﻮﻳﺾ‪ :‬ﺗﻔﻮﻳﺾ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﻭ ﺗﻔﻮﻳﺾ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ‪.‬‬
‫ﺃ ‪-‬ﺗﻔﻮﻳﺾ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ‪ :‬ﻭﺑﻤﻮﺟﺒﻪ ﺗﻨﻘﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺟﺰء ﻣﻦ ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺳﻠﻄﺔ‬
‫ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ ﻳﺘﻢ ﺗﺤﺪﻳﺪﻫﺎ ﺑﺼﻔﺔ ﻏﻴﺮ ﺷﺨﺼﻴﺔ‪ ،‬ﺑﺤﻴﺚ ﺇﺫﺍ ﺗﻐﻴﺮ ﺣﺎﻣﻞ ﺍﻟﺘﻔﻮﻳﺾ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻔﻮﻳﺾ ﻳﺒﻘﻰ‪ .‬ﻭﻫﻮ ﺗﻔﻮﻳﺾ ﺟﺪ‬
‫ﻣﻬﻢ ﺇﺫ ﻳﺘﻢ ﺗﺠﺮﻳﺪ ﺍﻟﻤﻔﻮﺽ ﻣﻦ ﺟﺰء ﻣﻦ ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﻪ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﻔﻮﺽ ﺇﻟﻴﻪ‪ ،‬ﻭ ﻣﻨﺬ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﻳﺼﺒﺢ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴﺮ‬
‫ﻭﺣﺪﻩ ﻣﺴﺆﻭﻻ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﺨﺬﺓ‪.‬‬
‫ﺏ‪-‬ﺗﻔﻮﻳﺾ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ‪ :‬ﻫﻨﺎ ﺗﺤﺘﻔﻆ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺑﺴﻠﻄﺘﻬﺎ ﻻﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‪ ،‬ﻭﺗﺴﻤﺢ ﻓﻘﻂ‬
‫ﻟﺴﻠﻄﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﺄﻥ ﺗﻮﻗﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻦ ﺗﺒﻘﻰ ﻫﻲ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻻﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ‪ .‬ﻓﺘﻔﻮﻳﺾ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﺗﻔﻮﻳﺾ‬
‫ﺟﺪ ﺑﺴﻴﻂ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ‪ ،‬ﻓﻬﻮ ﻧﻘﻞ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻱ ﻧﻘﻞ‬
‫ﻟﻠﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ‪ ،‬ﻭ ﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻔﻮﺽ‪.‬ﻭ ﺇﺫﺍ ﺗﻐﻴﺮ ﺍﻟﻤﻔﻮﺽ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻔﻮﺽ ﺇﻟﻴﻪ‪ ،‬ﻫﻨﺎ ﻳﺴﻘﻂ ﺍﻟﺘﻔﻮﻳﺾ ﻭ ﻟﻦ‬
‫ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺇﻃﻼﻗﺎ ﺗﻔﻮﻳﻀﺎ ﻣﺘﻜﺮﺭﺍ‪.‬‬
‫ﻭﻳﺨﻀﻊ ﺍﻟﺘﻔﻮﻳﺾ ﻷﺭﺑﻌﺔ ﺷﺮﻭﻁ ﻋﺎﻣﺔ ﺃﻱ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻣﺤﺪﺩ ﻭ ﻣﻨﺸﻮﺭ ﻭ ﺟﺰﺋﻲ‪.‬‬
‫♠ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻔﻮﻳﺾ ﻣﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻧﺺ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ‪ ،‬ﻭ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪90‬ﻣﻦ ﺩﺳﺘﻮﺭ‬
‫‪ " 2 011:‬ﻳﻤﻜﻦ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺃﻥ ﻳﻔﻮﺽ ﺑﻌﺾ ﺳﻠﻄﻪ ﻟﻠﻮﺯﺭﺍء"‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ‪ 1 03‬ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﺭﻗﻢ ‪14-‬‬
‫‪113‬ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ ‪ 07‬ﻳﻮﻟﻴﻮﺯ ‪ 2015‬ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺎء ﻓﻴﻬﺎ‪ " :‬ﻳﺠﻮﺯ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺗﺤﺖ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻪ‬
‫ﻭﻣﺮﺍﻗﺒﺘﻪ ﺃﻥ ﻳﻔﻮﺽ ﺇﻣﻀﺎﺅﻩ ﺑﻘﺮﺍﺭ ﺇﻟﻰ ﻧﻮﺍﺑﻪ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺮ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻭ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺼﺮﻑ ﻭﻳﺠﻮﺯ ﻟﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ‬
‫ﻳﻔﻮﺽ ﻟﻨﻮﺍﺑﻪ ﺑﻘﺮﺍﺭ ﺑﻌﺾ ﺻﻼﺣﻴﺎﺗﻪ ﺷﺮﻳﻄﺔ ﺃﻥ ﻳﻨﺤﺼﺮ ﺍﻟﺘﻔﻮﻳﺾ ﻓﻲ ﻗﻄﺎﻉ ﻣﺤﺪﺩ ﻟﻜﻞ ﻧﺎﺋﺐ‪."...‬‬
‫♠ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺻﺮﻳﺤﺎ ﻭﻣﺤﺪﺩﺍ ﺑﺸﻜﻞ ﻭﺍﺿﺢ ﻻ ﻳﺘﺮﻙ ﺃﻱ ﻣﺠﺎﻝ ﻟﻠﺸﻚ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻭ ﻻ ﻓﻲ ﻫﻮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻔﻮﺽ ﺇﻟﻴﻪ‬
‫‪.‬‬
‫♠ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺟﺰﺋﻴﺎ‪ ،‬ﺃﻱ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﺎﻣﻼ‪ ،‬ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺠﺮﻳﺪ ﺳﻠﻄﺔ ﻣﺨﺘﺼﺔ ﻣﻦ ﻛﺎﻣﻞ ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﺎﺗﻬﺎ‪.‬‬
‫♠ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻨﺸﻮﺭﺍ‪ ،‬ﻣﻤﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻪ ﻗﺮﺍﺭ ﻣﻜﺘﻮﺏ ‪ .‬ﻭﻛﻞ ﻗﺮﺍﺭ ﻣﻮﻗﻊ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻤﻔﻮﺽ ﺇﻟﻴﻪ ﻗﺒﻞ ﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺸﻮﺑﺎ ﺑﻌﻴﺐ ﻋﺪﻡ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪-‬ﺍﻹﻧﺎﺑﺔ‪:La suppléance‬‬
‫ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻘﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻣﺸﻠﻮﻟﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺤﻮﻝ ﻋﺎﺋﻖ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﻣﻤﺎﺭﺳﺘﻬﺎ ﻻﺧﺘﺼﺎﺻﻬﺎ‬
‫ﺇﻣﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺆﻗﺖ ) ﻏﻴﺎﺏ ﺃﻭ ﻣﺮﺽ ( ﺃﻭ ﺑﺸﻜﻞ ﻧﻬﺎﺋﻲ ) ﻭﻓﺎﺓ (‪.‬ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺗﻨﻈﻢ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻹﻧﺎﺑﺔ‪،‬ﺃﻱ ﺃﻧﻬﺎ‬
‫ﺗﻌﻴﻦ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺤﻞ ﻣﺆﻗﺘﺎ ﻣﺤﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻐﺎﺋﺒﺔ ﻻﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ‪.1‬ﻣﺜﻼ ﺗﻨﻈﻢ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪109‬ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ‬
‫ﺭﻗﻢ ‪ 14-113‬ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺇﻧﺎﺑﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ‪ ،‬ﺇﺫ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ‪ ":‬ﺇﺫﺍ ﺗﻐﻴﺐ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺃﻭ ﻋﺎﻗﻪ ﻋﺎﺋﻖ‪ ،‬ﻟﻤﺪﺓ‬
‫ﺗﻔﻮﻕ ﺷﻬﺮ ﺧﻠﻔﻪ ﻣﺆﻗﺘﺎ ﺑﺤﻜﻢ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺻﻼﺣﻴﺎﺗﻪ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻨﻮﺍﺏ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ‪ ،‬ﺃﻭ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ‬
‫ﻧﺎﺋﺐ‪ ،‬ﻋﻀﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﻳﺨﺘﺎﺭ ﺣﺴﺐ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺍﻟﺠﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩ‪:‬‬
‫‪ 1-‬ﺃﻗﺪﻡ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻟﻼﻧﺘﺨﺎﺏ‪،‬‬
‫‪ 2-‬ﻛﺒﺮ ﺍﻟﺴﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﺴﺎﻭﻱ ﻓﻲ ﺍﻷﻗﺪﻣﻴﺔ "‪.‬‬
‫ﻭﺗﻨﺘﻬﻲ ﺍﻹﻧﺎﺑﺔ ﺑﺎﻧﺘﻬﺎء ﺍﻟﻌﺎﺋﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﻮﻝ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻭﺑﻴﻦ ﻣﻤﺎﺭﺳﺘﻬﺎ ﻻﺗﺨﺎﺫ‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺃﻭ ﺑﺘﻌﻴﻴﻦ ﺍﻟﺨﻠﻒ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪-‬ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-Waline (J.), droit administratif 22 éd. Dalloz2008, p.387.‬‬
‫‪1‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﻋﻮﻧﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﻗﻂ ﺗﻌﻴﻴﻨﻪ ﻓﻲ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﺃﻭ ﺗﻢ ﺗﻌﻴﻴﻨﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ‪ ،‬ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻳﺘﺨﺬ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺇﺩﺍﺭﻳ‪.‬ﺔ‬
‫ﻭﻗﺪ ﺻﺎﻍ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻮﻇﻒ ﺑﺤﻜﻢ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻟﺘﻔﺎﺩﻱ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﻮﺧﻴﻤﺔ ﻹﻟﻐﺎء ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﻟﻬﺎ ﻇﺎﻫﺮﻳﺎ ﻛﻞ‬
‫ﻣﻮﺍﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻌﻨﻴﻴﻦ ﺑﻬﺎ ‪ .‬ﻭﻫﻜﺬﺍ‪ ،‬ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺗﺨﺬ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻛﻞ‬
‫ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﻳﺔ ﻟﻤﻮﻇﻒ ﻣﻌﻴﻦ ﺑﺸﻜﻞ ﺻﺤﻴﺢ‪ ،‬ﺇﻻ ﻭﺗﻢ ﺍﻹﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻪ ‪.‬‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻟﻢ ﻳﻜﺘﺐ ﻟﻬﺎ ﻗﻂ ﺃﻥ ﺗﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ‪،‬ﺗﻢ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻟﺪﻥ ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ﻓﻲ‬
‫ﻣﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 16‬ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﻓﻲ ‪21‬ﺃﺑﺮﻳﻞ ‪1967‬ﺑﺸﺎﻥ ﺍﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺔ‬
‫ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ :‬ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﺤﺎﺳﺒﺎ ﺑﺤﻜﻢ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﻳﻘﻮﻡ ﺩﻭﻥ ﻣﻮﺟﺐ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﺑﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻴﻞ ﻭ ﺍﻟﻨﻔﻘﺎﺕ ‪،‬ﻭﺗﺠﺮﻱ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﻌﺘﺒﺮ ﻣﺤﺎﺳﺒﺎ ﺑﺤﻜﻢ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻧﻔﺲ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻤﺮﺍﻗﺒﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺎﺳﺐ ﻋﻤﻮﻣﻲ‪ ،‬ﻭﻳﺘﺤﻤﻞ‬
‫ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺕ ‪ .1‬ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ‪ ،‬ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﺘﻢ ﺇﻋﻤﺎﻟﻪ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻛﺎﻟﺤﺮﺏ ﻭ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭ ﺍﻹﺿﺮﺍﺏ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺙ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﺴﻄﺮﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ‬
‫ﻳﺨﻀﻊ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻤﺴﻄﺮﺓ ﻭﺍﻟﺸﻜﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﺣﺘﺮﺍﻣﻬﺎ‬
‫ﻭﺗﺸﻜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺿﻤﺎﻧﺔ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﻳﻦ‪ ،‬ﻭ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻟﻠﻤﺮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻤﺤﺎﺭﺑﺔ‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﺴﺮﻋﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺘﻬﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﻘﺼﻬﺎ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻤﻌﻤﻘﺔ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺗﺪﻋﻴﻢ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ‪.‬‬
‫ﻭﻳﺸﻜﻞ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﻤﺴﻄﺮﺓ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻋﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﻣﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻧﺼﻮﺹ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺃﻏﻠﺒﻬﺎ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ‬
‫ﺍﻟﻘﻀﺎء‪ ،‬ﻭ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺘﺮﺟﻢ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻏﻴﺎﺏ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺧﺎﺹ ﺑﺎﻟﻤﺴﻄﺮﺓ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﺗﻨﺎﺯﻋﻴﺔ‪ ،‬ﺇﺫ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﻗﻮﺍﻋﺪ‬
‫ﺍﻟﻤﺴﻄﺮﺓ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﺗﻨﺎﺯﻋﻴﺔ ﻫﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺧﻠﻴﻂ ﻣﻦ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﻧﺼﻮﺻﻴﺔ ﻭ ﺣﻠﻮﻝ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﻟﻜﻦ ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﺴﻄﺮﺓ ﻭ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺸﻜﻞ؟‬
‫ﻳﺮﻯ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎء ﺃﻥ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﺴﻄﺮﺓ ﺗﻀﻢ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺘﺤﻀﻴﺮ‬
‫ﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺻﻴﺎﻏﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺎﻟﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻴﻪ‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺎﻟﺐ ﺍﻟﺬﻱ‬
‫ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‪.‬‬
‫ﻭﻳﺸﺮﺡ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ‪Jean Rivero‬ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ‪" :‬ﺑﻮﺟﻮﺩ ﻋﻨﺼﺮﻳﻦ ﻣﻨﻔﺼﻠﻴﻦ ﻳﺘﻤﺜﻼﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﻄﺮﺓ ﻭ ﺍﻟﺸﻜﻞ‪،‬‬
‫ﻓﺎﻟﻤﺴﻄﺮﺓ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻛﻮﺟﻮﺏ ﺍﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﻫﻴﺌﺔ‪ ،‬ﺃﻭ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﺇﻟﻰ ﺩﻓﺎﻉ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺭ ﻗﺒﻞ‬
‫ﺍﺗﺨﺎﺫﻩ‪،‬ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﻓﻴﺘﺼﻞ ﺑﺎﻟﻤﻈﻬﺮ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻛﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻞ‪. ..‬‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪ :‬ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﺴﻄﺮﻳﺔ‬
‫ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﺴﻄﺮﻳﺔ ﺑﺸﺮﻭﻁ ﺗﺤﻀﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻭ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﺗﺨﺎﺫﻩ ‪ ،‬ﻭ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﺴﻄﺮﻳﺔ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻏﻴﺮ‬
‫ﻣﻘﻨﻨﺔ ﻭﺟﺪ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻭ ﺗﻨﺘﺞ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬ﻭ ﻫﻲ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺎﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﻇﺮﻭﻑ‬
‫ﺟﻴﺪﺓ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺘﻠﻘﻴﻬﺎ ﺁﺭﺍء ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺑﻨﺎءﺍ ﻋﻠﻰ ﺇﺭﺍﺩﺗﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ‪ ،‬ﺃﻭ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ‬
‫ﺳﺘﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺟﻴﺪﺓ‪ ،‬ﻭ ﺗﺘﺨﺬ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺟﺪ ﻣﻼﺋﻤﺔ‪.‬‬
‫ﻭ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺬﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬
‫ﺃﻭﻻ‪ :‬ﺍﻟﻤﺴﻄﺮﺓ ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﻳﺔ‪:‬‬
‫ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺭﺃﻱ ﺳﻠﻄﺔ ﻓﺮﺩﻳﺔ ﺃﻭ ﺟﻬﺎﺯ ﻗﺒﻞ ﺍﺗﺨﺎﺫ‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ‪.‬ﻭﻳﻤﻜﻦ ﻟﻼﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﺬ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ‪:‬‬
‫ﺃ‪ -‬ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺍﺕ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭﻳﺔ‪:‬‬
‫ﻭﺗﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺣﺮﺓ ﻓﻲ ﻃﻠﺐ ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺃﻭ ﻋﺪﻡ ﻃﻠﺒﻬﺎ‪ ،‬ﻭ ﻫﻲ ﺣﺮﺓ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻷﺧﺬ ﺑﻬﺎ ﺃﻭ ﻋﺪﻡ ﺍﻷﺧﺬ‬

‫‪ -1‬ﻣﻴﺸﺎﻝ ﺭﻭﺳﻲ‪ ،‬ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‪ ،‬ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﻫﻴﺮﻱ‪ ،‬ﺍﻟﺠﻴﻼﻟﻲ ﺃﻣﺰﻳﺪ‪ ،‬ﻣﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ‪ ،‬ﺍﻟﺮﺑﺎﻁ ‪ ،‬ﺹ‪154..‬‬
‫‪1‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫ﺑﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻧﻮﻋﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭﻳﺔ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﺺ ﻣﻊ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﻟﻼﺧﺘﻴﺎﺭ ﺑﻴﻦ ﻃﻠﺒﻬﺎ ﺃﻭ ﻋﺪﻡ ﻃﻠﺒﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻱ ﻧﺺ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﻠﺒﻬﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺎ‪.‬‬
‫ﻭ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻤﻘﺪﻡ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻳﺎ‪ ،‬ﻭ ﺇﺫﺍ ﺍﻋﺘﻘﺪﺕ ﺳﻠﻄﺔ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻠﺰﻣﺔ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺮﺃﻱ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺗﺮﺗﻜﺐ ﻋﺪﻡ‬
‫ﺷﺮﻋﻴﺔ‪-‬ﺧﻄﺄ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ‪ -‬ﻭﺗﺘﺨﻠﻰ ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻦ ﺟﺰء ﻣﻦ ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﻬﺎ ‪ .‬ﻭﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﻠﻰ ﻓﻲ ﺃﻱ‬
‫ﻟﺤﻈﺔ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻳﺔ ﻃﻠﺒﺘﻬﺎ ﻭﺍﺗﺨﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭﻫﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﻠﺒﺘﻪ‪ .‬ﻛﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺘﺨﺬ‬
‫ﺗﺒﻌﺎ ﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻳﺔ ﺑﺪﻭﻥ ﺍﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ‪ .‬ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭﻳﺔ ﺗﻔﺮﺽ ﺑﻌﺾ ﺍﻹﻛﺮﺍﻫﺎﺕ‬
‫‪،‬ﺇﺫ ﻣﻦ ﺷﺄﻥ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻌﻴﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﻠﺮﺃﻱ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ‪.‬‬
‫ﺏ‪-‬ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺍﺕ ﺍﻹﻟﺰﺍﻣﻴﺔ‪:‬‬
‫ﻫﻨﺎﻙ ﻧﻮﻋﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺍﺕ ﺍﻹﻟﺰﺍﻣﻴﺔ‪ :‬ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺍﻹﻟﺰﺍﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺤﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﺮﺃﻱ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭﻱ‪،‬‬
‫ﻭﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺍﻹﻟﺰﺍﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺤﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻤﻄﺎﺑﻖ‪.‬‬
‫‪‬ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺍﻹﻟﺰﺍﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺤﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﺮﺃﻱ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭﻱ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩﺑﺎﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺍﻹﻟﺰﺍﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺤﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﺮﺃﻱ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭﻱ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻣﻠﺰﻣﺔ ﺑﻄﻠﺐ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻏﻴﺮ‬
‫ﻣﻠﺰﻣﺔ ﺑﺎﻷﺧﺬ ﺑﻪ ﻭﺇﺗﺒﺎﻋﻪ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺍﺗﺨﺬﺕ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﻣﺎ‪،‬ﺇﺫ ﺗﺘﻮﺍﺟﺪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﺰﺍﻣﻴﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ‬
‫‪-‬ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻗﺮﺍﺭﻫﺎ ﺍﻷﺻﻠﻲ ﻛﻤﺎ ﺃﺣﺎﻟﺘﻪ ﻟﻠﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻤﺖ ﺍﺳﺘﺸﺎﺭﺗﻪ ‪.‬‬
‫‪-‬ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﺘﺒﻨﻰ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺪﻝ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻤﺖ ﺍﺳﺘﺸﺎﺭﺗﻪ ‪.‬‬
‫ﻭﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺍﺗﺨﺬﺕ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﺛﺎﻟﺜﺎ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﻴﻦ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺳﺘﺨﺮﻕ ﺟﺰﺋﻴﺎ ﺃﻭ ﻛﻠﻴﺎ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺽ‬
‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻠﺠﻮء ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺓ‪.‬‬
‫‪ ‬ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺍﻹﻟﺰﺍﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺤﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻤﻄﺎﺑﻖ‪:‬‬
‫ﻭﺗﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻣﻠﺰﻣﺔ ﺑﻄﻠﺐ ﺭﺃﻱ‪ ،‬ﻭﺑﺎﻷﺧﺬ ﺑﻪ ﻭﺇﺗﺒﺎﻋﻪ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺍﺗﺨﺬﺕ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﻣﺎ ‪ ،‬ﺃﻱ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﺬ‬
‫ﻗﺮﺍﺭﺍ ﻣﺘﻄﺎﺑﻘﺎ ﻣﻊ ﺭﺃﻱ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﺸﺎﺭﺗﻬﺎ ﺑﺸﺮﻁ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‪ .‬ﻭ ﻳﻈﻬﺮ ﻫﻨﺎ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻛﻘﺮﺍﺭ‬
‫ﻣﺸﺘﺮﻙ ‪ .‬ﻭ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﻏﻴﺎﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺃﻭ ﻋﺪﻡ ﺍﺣﺘﺮﺍﻣﻪ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻣﻌﻴﺒﺎ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻭ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻧﺬﻛﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 3‬ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻬﻴﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺭﻗﻢ ‪ 51-93-1‬ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ‬
‫ﺑﺈﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻮﻛﺎﻻﺕ ﺍﻟﺤﻀﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ‪" :‬ﺗﺘﻮﻟﻰ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﻀﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﻬﺎ‪ ...‬ﺇﺑﺪﺍء ﺍﻟﺮﺃﻱ‬
‫ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺘﻘﺴﻴﻢ ﻭ ﺗﺠﺰﺋﺔ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﺴﻜﻨﻴﺔ ‪ ...‬ﻭ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺒﺪﻳﻪ‬
‫ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﺰﺍﻣﻴﺎ" ‪.1‬‬
‫ﺗﺘﺨﺬ ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺍﻹﻟﺰﺍﻣﻴﺔ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻃﺎﺑﻊ ﺷﻜﻠﻴﺔ ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ ‪ ،‬ﻭﻛﻞ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﻣﺮﺗﻜﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﺰﺍﻣﻴﺔ ﺗﺸﻮﺏ‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺘﺨﺬ ﺑﻌﻴﺐ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ‪.‬ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺍﻹﻟﺰﺍﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻀﻤﻨﻲ ﻫﻮ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻗﺮﺍﺭ ﻏﻴﺮ‬
‫ﻣﺸﺮﻭﻉ ‪ .‬ﻭ ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻌﻠﻴﺔ ﻭﻛﺎﻣﻠﺔ ﻭﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻤﺖ ﺍﺳﺘﺸﺎﺭﺗﻪ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ‬
‫ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﻨﺘﻈﺮ ﺍﺗﺨﺎﺫﻩ‪.‬‬
‫ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺘﺨﺬ ﺗﺒﻌﺎ ﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﺰﺍﻣﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﻠﺐ ﺭﺃﻳﻪ‪ .‬ﻭ ﺑﻌﺪ‬
‫ﺍﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﺰﺍﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺨﺘﺎﺭ ﻋﺪﻡ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺃﻱ ﻗﺮﺍﺭ‪.‬‬
‫ﻭﺗﺠﺐ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺃﻥ ﺩﻋﻮﻯ ﺍﻹﻟﻐﺎء ﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﺿﺪ ﺍﻟﺮﺃﻱ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺇﺛﺎﺭﺓ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﻄﻌﻦ‬
‫ﺍﻟﻤﻮﺟﻪ ﺿﺪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻨﺪ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﻱ ﻗﺪﻡ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺷﺮﻭﻁ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ‪.‬‬

‫‪-1‬ﻇﻬﻴﺮ ﺷﺮﻳﻒ ﺭﻗﻢ ‪51-93-1‬ﻣﺘﻌﻠﻖ ﺑﺈﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻮﻛﺎﻻﺕ ﺍﻟﺤﻀﺮﻳﺔ ﺻﺎﺩﺭ ﻓﻲ ‪ 22‬ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻷﻭﻝ ‪10)1414‬ﺷﺘﻨﺒﺮ‪،1993‬ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻋﺪﺩ‪4220‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ‬
‫‪15‬ﺷﺘﻨﺒﺮ‪.(1993‬‬
‫‪1‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫ﻭ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ‪،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬


‫• ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﻢ ﺍﺳﺘﺸﺎﺭﺗﻪ ﻟﻪ ﻭﺟﻮﺩ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﻨﺺ‬
‫ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺳﺴﻪ ﺣﻴﺰ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺃﻱ ﺑﻌﺪ ﻧﺸﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺺ‪.‬‬
‫•ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎ ﻟﻪ ﺗﺮﻛﻴﺒﺔ ﺗﺘﻄﺎﺑﻖ ﺍﻟﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ‪.‬‬
‫• ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻜﻮﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻀﺎء ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻠﻜﻮﻥ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ‪.‬ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﻌﻀﻮ ﻻ ﺗﻌﻄﻲ ﺩﺍﺋﻤﺎ‬
‫ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ‪ ،‬ﻓﻴﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻀﻮ ﺃﻥ ﻳﻤﺘﻨﻊ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺭ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﺴﺄﻟﺔ‬
‫ﺗﺨﺼﻪ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺃﻭ ﻟﻪ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺸﺨﺺ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﻴﺎﺩﻩ ﻛﺎﻣﻼ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻪ‪.‬‬
‫ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺍﺕ ﻳﺒﺮﺯ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺩﻱ ﻻ ﻛﺜﻤﺮﺓ ﻟﻠﻤﺠﻬﻮﺩ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ ﺃﻭ ﺻﺎﺩﺭ ﻋﻦ‬
‫ﺇﺭﺍﺩﺗﻪ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ‪،‬ﺑﻞ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺛﻤﺮﺓ ﻭ ﻧﺘﺎﺟﺎ ﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﺿﻤﻨﻲ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺃﺻﺒﺢ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺿﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺸﺎﻭﺭﻳﺔ‪ .‬ﺇﻻ ﻛﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺗﺸﺎﻭﺭﻳﺎ ﻭﺳﻮﺍء ﺗﻢ ﺍﺗﺨﺎﺫﻩ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﺍﻗﺘﺮﺍﺡ ﺃﻭ ﺭﺃﻱ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﻭ ﺭﻏﺒﺔ ﺍﻟﻤﻘﺮﺭ ﺃﻭ ﺍﻧﺤﻴﺎﺯﻩ ﻟﻤﻀﻤﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻭ ﻣﻮﺍﻓﻘﺘﻪ ﻋﻠﻴﻪ‪ .‬ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺃﻭ‬
‫ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻘﺔ ﺗﺘﻢ ﺗﺮﺟﻤﺘﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺰ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ‪ ،‬ﻭﻋﻨﺪﺋﺬ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺻﺎﺩﺭﺍ‬
‫ﻋﻦ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﻭﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﻨﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﺳﺘﻔﺮﺍﺩ ﻓﻲ ﺍﺗﺨﺎﺫﻩ ‪.1‬‬
‫ﻭﻣﻦ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺎﺕ ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺇﺷﺮﺍﻙ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﻣﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‪ ،‬ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺗﻌﺪﺩ ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺍﺕ‬
‫ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺼﺒﺢ ﻋﺎﻣﻼ ﻟﻠﺒﻂء ﻭ ﺍﻟﺘﺄﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﺍﻟﻤﺴﻄﺮﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﺭﺿﺔ‬
‫ﺗﺠﺴﺪ ﺍﻟﻤﺴﻄﺮﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﺭﺿﺔ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﺒﺪﺃ ﻋﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ‪.‬‬
‫ﻭﺗﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺃﺑﺪﺍ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭ ﺇﻻ ﺑﻌﺪﺍﺳﺘﺪﻋﺎء ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﻣﺴﺒﻘﺎ ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﻣﻼﺣﻈﺎﺗﻪ ﻭ ﺍﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﻟﻪ‬
‫ﻭ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ‪،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻤﻊ ﻟﻠﻄﺮﻑ ﺍﻵﺧﺮ‪.‬‬
‫ﺃ‪ -‬ﻣﺠﺎﻝ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻤﺴﻄﺮﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﺭﺿﺔ ‪:‬‬
‫ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﻣﺴﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺪﺍﺭ ﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺘﻪ ﻭ ﺗﻘﺪﻳﻢ‬
‫ﺍﻋﺘﺮﺍﺿﺎﺗﻪ‪ ،‬ﺃﻱ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺎﻻﺕ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﻘﺮﺭ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺳﻤﺎﻉ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﺗﻄﺒﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﻄﺮﺓ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺑﺎﻟﺨﺼﻮﺹ‪:‬‬
‫‪-‬ﻛﻞ ﺗﺪﺑﻴﺮ ﻣﺘﺨﺬ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺃﻱ ﻣﺘﺨﺬ ﺑﻬﺪﻑ ﻋﻘﺎﺏ ﻭﺯﺟﺮ ﺳﻠﻮﻙ‬
‫ﻣﺎ‪،‬ﻛﺎﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﺄﺩﻳﺒﻴﺔ ﻭ ﺳﺤﺐ ﺍﻟﺮﺧﺼﺔ ﺍﻟﻤﻘﺮﺭ ﻛﻌﻘﻮﺑﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻛﻞ ﺗﺪﺑﻴﺮ ﻣﺘﺨﺬ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍ ﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭ ﻭ ﻳﺒﻠﻎ ﺩﺭﺟﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻄﻮﺭﺓ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺗﺴﺮﻳﺢ‬
‫ﻣﻮﻇﻒ ﻋﻤﻮﻣﻲ ﻟﻌﺪﻡ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺒﺪﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺃﻭ ﺳﺤﺐ ﺻﻔﺔ ﺃﻭ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﺰﺍﻳﺎ ﺍﻟﻤﻤﻨﻮﺣﺔ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍ ﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪ ﺃﻭ ﺳﺤﺐ‬
‫ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺎﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻣﺎ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﺨﺬ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﺁﺧﺬﺓ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ‪ ،‬ﻭﻟﻴﺲ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭ ‪.‬ﻛﺎﻟﻤﻮﻇﻒ ﺍﻟﺬﻱ‬
‫ﺗﻢ ﻧﻘﻠﻪ ﻣﻦ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻷﺧﺮﻯ ﻧﻈﺮﺍ ﻟﻤﺆﻫﻼﺗﻪ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻗﺪ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻔﻴﺪﺍ ﻟﻪ‪ ،‬ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻪ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻄﺎﺑﻖ ﻣﻊ‬
‫ﺗﺮﻗﻴﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺗﻌﻠﻴﻠﻬﺎ ﺣﺴﺐ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ ‪ 01_3‬ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ‪23‬ﻳﻮﻧﻴﻮ‪ 2002‬ﻭ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻌﻠﻴﻞ‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ‪.2‬‬
‫ﺏ‪-‬ﺷﺮﻭﻁ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻤﺴﻄﺮﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﺭﺿﺔ‪:‬‬

‫‪ -1‬ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺮﻋﺎﻭ‪،‬ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺩﻱ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻘﺘﺮﺏ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻭﻋﻠﻢ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ‪83..‬‬
‫‪ -2‬ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ ‪ 01-3‬ﺑﺸﺄﻥ ﺇﻟﺰﺍﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺑﺘﻌﻠﻴﻞ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻬﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‪ ،‬ﺻﺎﺩﺭ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬﻩ ﺍﻟﻈﻬﻴﺮ‬
‫ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺭﻗﻢ ‪ 202-02-1‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 12‬ﺟﻤﺎﺩﻯ ﺍﻷﻭﻟﻰ ‪ 23) 1423‬ﻳﻮﻧﻴﻮ ‪ ،(2002‬ﺝ‪.‬ﺭ ﻋﺪﺩ ‪ 5029‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 12‬ﻏﺸﺖ ‪ ،2002‬ﺹ‪. 2281.‬‬
‫‪2‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫• ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺇﻋﻼﻡ ﻭ ﺇﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺑﺎﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻤﻨﺴﻮﺑﺔ‪.‬‬
‫• ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻹﺧﺒﺎﺭ ﻭﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻪ ﻹﻳﺠﺎﺩﻩ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﻬﻞ‬
‫ﻋﻨﻮﺍﻧﻪ ‪.‬‬
‫•ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺼﻞ ﺍﻹﺧﺒﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﻓﻲ ﺃﺟﻞ ﻣﻌﻘﻮﻝ ﻭ ﻛﺎﻑ ﻟﻠﺴﻤﺎﺡ ﻟﻪ ﺑﺘﺤﻀﻴﺮ ﺩﻓﺎﻋﻪ ‪.‬‬
‫• ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﺗﺒﻠﻎ ﻟﻠﻤﻌﻨﻲ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺮﺭ ﻧﻴﺘﻬﺎ ‪.‬‬
‫•ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﻟﻠﻤﻌﻨﻲ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﻟﻼﻃﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻔﻪ ﻭ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺩﻓﺎﻋﻪ ‪.‬‬
‫•ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﻄﺒﻖ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺘﺰﻡ ﺍﺗﺨﺎﺫﻩ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺎﺕ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻭ ﺍﻟﺸﻔﻮﻳﺔ‬
‫ﻭﻭﺳﺎﺋﻞ ﺩﻓﺎﻉ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺑﺸﺮﻁ ﺃﻥ ﻳﻘﺪﻣﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﺃﺟﻞ ﻣﻌﻘﻮﻝ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺤﻀﺮ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ‬
‫ﺑﺎﻷﻣﺮ ﻣﺴﺘﺸﺎﺭﺍ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻤﺜﻼ ﺑﻮﻛﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻩ ‪.‬‬
‫ﻭ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺣﺴﻦ ﺧﺪﺭﺍﻧﻲ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻠﺨﺺ ﻭﻗﺎﺋﻌﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺧﺪﺭﺍﻧﻲ ﻛﺎﻥ‬
‫ﻳﻌﻤﻞ ﺑﺼﻔﺘﻪ ﻣﻮﻇﻔﺎ ﻓﻲ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪ ،‬ﻭ ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻗﺪ ﺍﻗﺘﺮﻑ ﺧﻄﺄ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻋﻠﻰ ﺇﺛﺮﻩ‬
‫ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺗﺄﺩﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻓﺄﺻﺪﺭﺕ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﺘﻮﺑﻴﺦ ﻓﻲ ﺣﻘﻪ‪ ،‬ﻓﺘﻀﺮﺭ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺧﺪﺭﺍﻧﻲ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻭ ﺭﻓﻊ ﺩﻋﻮﺍﻩ ﺃﻣﺎﻡ‬
‫ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻣﺴﺘﻨﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺠﺞ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻟﻢ ﺗﺒﻠﻐﻪ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻤﻨﺴﻮﺑﺔ ﻟﻪ‪ ،‬ﻭ ﻟﻢ‬
‫ﺗﻤﻨﺤﻪ ﺣﻖ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ‪ ،‬ﺗﺬﺭﻋﺖ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺃﺑﻠﻐﺘﻪ ﺍﺳﺘﻔﺴﺎﺭﺍ ﻋﻦ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻤﻨﺴﻮﺑﺔ ﻟﻪ‪ ،‬ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺜﺒﺘﻪ ﺑﺄﻱ‬
‫ﺣﺠﺔ ‪ .‬ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺗﺼﺪﺭ ﺣﻜﻤﻬﺎ ﺑﺈﻟﻐﺎء ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻮﺑﻴﺦ‪ ،‬ﻓﺎﺳﺘﺄﻧﻔﺖ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ‪ .‬ﻭﻗﻀﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺑﺘﺄﻛﻴﺪ ﻣﺎ ﺟﺎءﺕ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻣﻌﺘﺒﺮﺍ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺣﻖ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﻐﺎﺿﻲ ﻋﻨﻬﺎ‪ ،‬ﺇﺫ ﺻﺮﺡ‪" :‬ﻭ ﺣﻴﺚ ﺇﻥ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻤﻄﻌﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ‬
‫ﺑﻴﻦ ﻗﻀﺎﺅﻩ ﻋﻠﻰ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﻤﻠﻒ ﺧﺎﻟﻴﺎ ﻣﻤﺎ ﻳﻔﻴﺪ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺍﺳﺘﻔﺴﺎﺭﺍ ﻟﻠﻤﻌﻨﻲ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﻗﺒﻞ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺣﻘﻪ ﻳﺠﻌﻞ‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻣﺸﻮﺑﺎ ﺑﺎﻟﺘﺠﺎﻭﺯ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﻛﺎﻓﻴﺎ ﺑﺘﺪﺑﻴﺮ ﻣﻨﻄﻮﻕ ﺣﻜﻤﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺈﻟﻐﺎء ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ‬
‫ﺍﻟﻤﺘﺨﺬﺓ ﻣﺎﺩﺍﻡ ﺣﻖ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻗﺒﻞ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺃﻳﺔ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺍﻟﻤﻮﻇﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ‬
‫ﺍﻟﺘﻐﺎﺿﻲ ﻋﻨﻬﺎ" ‪.2‬‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ :‬ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ‬
‫ﻳﺠﺐ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺠﺎﺭﻱ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ‬
‫ﺍﻟﻤﺴﻄﺮﺓ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻋﻴﺔ‪،‬ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻟﻢ ﻳﺮﺩ ﺃﻥ ﻳﺤﺒﺲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﺷﻜﻼﻧﻴﺔ ﺿﻴﻘﺔ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﺃﻱ ﻣﻌﻨﻰ‪،‬‬
‫ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻤﻴﺰ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﺣﺘﺮﺍﻣﻬﺎ ﻭﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﺠﺎﻫﻠﻬﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺮﺗﻜﺐ ﻋﺪﻡ ﺷﺮﻋﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻳﺔ ﻭ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻳﺔ ؟‬
‫ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻳﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻏﻔﺎﻟﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ ﺇﻟﻰ ﺇﻟﻐﺎء‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﺇﻏﻔﺎﻝ ﺷﻜﻠﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ‪.‬‬
‫ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﻌﻴﺎﺭ ﻣﻮﺿﻮﻋﻲ ﻟﻠﺘﻤﻴﻴﺰ‪ ،‬ﻭﻻ ﺷﻚ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺗﻤﺖ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺷﻜﻠﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ‬
‫ﺧﻼﻝ ﻧﺺ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﻭ ﻗﺮﺭ ﺍﻟﺒﻄﻼﻥ ﻛﺠﺰﺍء ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺎﻟﻔﺘﻬﺎ‪ ،‬ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﺷﻜﻠﻴﺔ ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ )ﻛﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﻣﺜﻼ( ﻟﻜﻦ‬
‫ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻳﻄﺮﺡ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻔﺮﺽ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺷﻜﻠﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺩﻭﻥ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﺠﺰﺍء ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺎﻟﻔﺘﻬﺎ‪ .‬ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻓﺈﻥ‬
‫ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻳﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻏﻔﺎﻟﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻀﻤﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‪ ،‬ﻭ‬
‫ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻹﻏﻔﺎﻟﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻱ ﺃﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻀﻤﻮﻥ‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ‪.‬‬

‫‪ -2‬ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ ‪ 1059‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 26‬ﻧﻮﻧﺒﺮ ‪ ، 1998‬ﺧﺪﺭﺍﻧﻲ ﺣﺴﻦ ‪ ،‬ﻡ‪.‬ﻡ‪.‬ﺇ‪.‬ﻡ‪.‬ﺕ ‪ ،‬ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺩﻻﺋﻞ ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺮ ‪ ،‬ﻋﺪﺩ ‪ ، 16‬ﺝ ‪ ، 2‬ﺹ‪165. :‬‬

‫‪2‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺟﻮﻫﺮﻱ ﻭ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺛﺎﻧﻮﻱ ﻳﺘﻔﺎﻭﺕ ﺗﻘﺪﻳﺮﻩ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﻷﺧﺮﻯ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﻳﺘﻤﺘﻊ ﻓﻲ‬
‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ ﺑﺴﻠﻄﺔ ﺗﻘﺪﻳﺮﻳﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻳﺘﻢ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭﻫﺎ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻜﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﺓ‪ ،‬ﻭ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻣﺎ ﻳﻌﺘﺒﺮ‬
‫ﺷﻜﻠﻴﺔ ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻇﺮﻭﻑ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻻ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﻇﺮﻭﻑ ﺃﺧﺮﻯ‪.‬‬
‫ﻓﻤﺎ ﻫﻲ ﺇﺫﻥ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﺣﺘﺮﺍﻣﻬﺎ؟‬
‫ﺃﻭﻻ‪-‬ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ‪:‬‬
‫ﺗﻌﻠﻴﻞ ﻗﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﻫﻮ ﺫﻛﺮ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺮﺭﻩ‪ ،‬ﻭﻳﺠﺐ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ‬
‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺴﺒﺐ‪ ،‬ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻭﻝ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻭ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻟﻪ‪ ،‬ﻓﺈﻥ‬
‫ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻫﻮ ﺣﺎﻟﺔ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﺃﻭ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺗﺆﺩﻱ ﺑﺎﻹﺩﺍﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺸﻜﻞ ﺭﻛﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬
‫ﻭﻋﻨﺼﺮﺍ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻓﻴﻪ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺗﺠﺐ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺃﻧﻪ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﻭﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻜﺮ‬
‫ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻹﻓﺼﺎﺡ ﻋﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻭﻫﻮ ﺃﺣﺪ ﺇﺟﺮﺍءﺍﺕ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺤﺪﺙ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ‬
‫ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺓ‪،‬ﻛﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﺨﺘﻠﻂ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﻣﻊ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﺒﺎﻋﺚ ‪ Le mobile‬ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻐﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‬
‫ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ‪.2‬‬
‫ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﻳﺤﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﺴﻠﻄﻮﻱ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭ ﻭﻳﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺿﻤﺎﻧﺔ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭ ﻳﻘﻮﺩ‬
‫ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺨﻀﻮﻉ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ‪.‬ﻓﻜﻞ ﻗﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺗﻌﻠﻴﻼﺗﻪ ﻭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﻠﻞ ﻫﻮ‬
‫ﻗﺮﺍﺭ ﺗﻌﺴﻔﻲ ﻭ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ‪.‬‬
‫ﻭﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﻓﺘﺮﺗﻴﻦ ﺃﺳﺎﺳﻴﺘﻴﻦ‪ ،‬ﻗﺒﻞ ﺩﺧﻮﻝ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ ‪ 01-3‬ﺑﺸﺄﻥ ﺇﻟﺰﺍﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ‬
‫ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺑﺘﻌﻠﻴﻞ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻬﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺣﻴﺰ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻭ ﺑﻌﺪ ﺩﺧﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ‬
‫ﺣﻴﺰ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ‪.‬‬
‫ﺃ‪ -‬ﻗﺒﻞ ﺩﺧﻮﻝ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ ‪01-3‬ﺣﻴﺰ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ‪:‬‬
‫ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻗﺒﻞ ﺩﺧﻮﻝ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ ‪01-3‬ﺣﻴﺰ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺗﻘﻀﻲ ﺑﺄﻥ ﻻ ﺗﻌﻠﻴﻞ ﺇﻻ ﺑﻨﺺ‪ ،‬ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ‪ ،‬ﻓﺈﻥ‬
‫ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻛﺎﻥ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺗﻌﻠﻴﻞ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻬﺎ ﻣﺘﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﻞ ﻣﻨﺎﺯﻋﺔ ﺃﻣﺎﻣﻪ‪.‬‬
‫‪ ‬ﻻ ﺗﻌﻠﻴﻞ ﺇﻻ ﺑﻨﺺ‪:‬‬
‫ﻗﺒﻞ ﺩﺧﻮﻝ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ ‪ 01-3‬ﺑﺸﺄﻥ ﺇﻟﺰﺍﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺑﺘﻌﻠﻴﻞ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻬﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 23‬ﻳﻮﻧﻴﻮ ‪ 2002‬ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﻤﺒﺪﺋﻴﺔ ﻣﻠﺰﻣﺔ ﺑﺘﻌﻠﻴﻞ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻬﺎ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻭﺟﺪ ﻧﺺ ﺧﺎﺹ ﻭﺣﻴﻨﺌﺬ ﻳﺼﺒﺢ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺟﺮﺍء ﺷﻜﻼ ﺃﺳﺎﺳﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻭ‬
‫ﺷﺮﻃﺎ ﻣﻦ ﺷﺮﻭﻁ ﺻﺤﺘﻪ ﻭﺇﻻ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻴﺒﺎ ﺑﻌﻴﺐ ﺷﻜﻠﻲ‪.‬‬
‫ﻫﻨﺎﻙ ﻧﺼﻮﺹ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺗﻔﺮﺽ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﺗﻌﻠﻴﻞ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‪ .‬ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﺜﻼ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﻔﺼﻞ‪25‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ ‪ 17.08‬ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﻴﺜﺎﻕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ‪ 18‬ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ‪ 2008‬ﺍﻟﺬﻱ‬
‫ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ‪" :‬ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻣﻬﺪﺩﺓ ﻷﺳﺒﺎﺏ ﺗﻤﺲ ﺑﺤﺴﻦ ﺳﻴﺮ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬ﺟﺎﺯ ﺣﻞ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ‬
‫ﺑﻤﺮﺳﻮﻡ ﻣﻌﻠﻞ ﻳﻨﺸﺮ ﺑﺎﻟﺠﺮﻳﺪﺓ ﺭﺳﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻭ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻮﻗﻴﻒ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺑﻘﺮﺍﺭ ﻣﻌﻠﻞ ﻳﺼﺪﺭﻩ ﻭﺯﻳﺮ‬
‫ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﻳﻨﺸﺮ ﺑﺎﻟﺠﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﻣﺪﺓ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻒ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺷﻬﺮ"‪.‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﻔﺼﻞ‪ 73‬ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ "ﺭﻓﺾ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ‬
‫ﻳﺠﺐ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻌﻠﻼ"‪.‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 29‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ‪ 2‬ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ‪ ":‬ﻳﻤﻨﻊ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺑﻤﻮﺟﺐ‬

‫‪-2‬ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻮﺯﺍﻧﻲ‪ ،‬ﺩﻋﻮﻯ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ‪. 2006،‬ﺹ‪63..‬‬


‫‪ -2‬ﻇﻬﻴﺮ ﺷﺮﻳﻒ ﺭﻗﻢ‪ 1.02.206‬ﺻﺎﺩﺭ ﻓﻲ ‪ 12‬ﺟﻤﺎﺩﻯ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪ 23)1423‬ﻳﻮﻟﻴﻮ‪ 2002‬ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ‪ 75.00‬ﺍﻟﻤﻐﻴﺮ ﻭ ﺍﻟﻤﺘﻤﻢ ﺑﻤﻮﺟﺒﻪ ﺍﻟﻈﻬﻴﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ‬
‫ﺭﻗﻢ‪ 1.58.376‬ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ ‪ 03‬ﺟﻤﺎﺩﻯ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪ 15 ) 1378‬ﻧﻮﻧﺒﺮ‪ (1958‬ﺑﺸﺎﻥ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻋﺪﺩ ‪ 5075‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 17‬ﺫﻱ‬
‫‪2‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫ﻣﻘﺮﺭ ﻣﻌﻠﻞ ﺃﻥ ﺗﺪﺧﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﺪ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺔ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺔ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺍﻟﺘﻲ‬
‫ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻣﺴﺎ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻴﺔ ﺃﻭ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻣﺎ ﻳﺨﻞ ﺑﺎﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻟﻠﻤﻠﻚ ﺃﻭ‬
‫ﺑﺎﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ"‪.‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 66‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ) ﻇﻬﻴﺮ ‪24‬ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ‪ ( 1958‬ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺮﺽ ﺗﻌﻠﻴﻞ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ‬
‫ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻌﻘﻮﺑﺘﻲ ﺍﻹﻧﺬﺍﺭ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺑﻴﺦ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 44‬ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻭﻧﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺼﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺺ «ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺏ ﺗﻌﻠﻴﻞ ﺇﻗﺼﺎء ﺍﻟﻤﺘﻌﻬﺪﻳﻦ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ"‪.‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 43‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ ‪ 99-06‬ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺤﺮﻳﺔ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ‪" :‬ﻳﺠﻮﺯ‬
‫ﻟﻠﻮﺯﻳﺮ ﺍﻷﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﺬ ﻋﻠﻰ ﺇﺛﺮ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﻣﻌﻠﻼ ﻳﺄﻣﺮ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﻨﺸﺂﺕ ﺩﺍﺧﻞ ﺃﺟﻞ ﻣﻌﻴﻦ‬
‫ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺇﺟﺮﺍءﺍﺕ ﻣﺤﺪﺩﺓ ‪.2‬‬
‫ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺛﺮﺓ ﻫﻨﺎ ﻭ ﻫﻨﺎﻙ‪ .‬ﻓﺎﻹﺩﺍﺭﺓ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻠﺰﻣﺔ ﻛﻤﺒﺪﺃ ﻋﺎﻡ ﺑﺘﻌﻠﻴﻞ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻬﺎ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ‬
‫ﻭﺟﺪ ﻧﺺ ﺧﺎﺹ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎء‪.‬‬
‫‪‬ﺇﻟﺰﺍﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ‪:‬‬
‫ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻏﻴﺎﺏ ﻧﺺ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻳﻠﺰﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺑﺘﻮﺿﻴﺢ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻨﺪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻓﻲ‬
‫ﻣﺬﻛﺮﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﺠﻮﺍﺑﻴﺔ ﻋﻦ ﻣﻘﺎﻝ ﻃﻠﺐ ﺍﻹﻟﻐﺎء‪.‬ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﻠﻚ ﺗﺘﺮﺗﺐ ﻋﻨﻪ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻟﺠﻮء ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺇﻟﻰ‬
‫ﻭﺿﻊ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺑﻌﺪ ﺻﺪﻭﺭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‪ ،‬ﻭ ﻫﺬﺍ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﺤﻮﻝ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﻌﺴﻒ ﻭ ﺿﻴﺎﻉ ﺣﻘﻮﻕ‬
‫ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ‪ .‬ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺗﺘﻢ ﺻﻴﺎﻏﺘﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻗﺪ ﺧﺮﺝ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺰ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﺃﺳﺒﺎﺏ‬
‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻢ ﺻﻴﺎﻏﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺨﺬ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‪ ،‬ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﻤﻄﺮﻭﺡ ﻫﻮ‪ :‬ﻫﻞ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ‬
‫ﺍﻟﺘﻲ ﺻﺎﻏﺘﻬﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺃﺛﻨﺎء ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻤﺬﻛﺮﺍﺕ ﺍﻟﺠﻮﺍﺑﻴﺔ ﻫﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﺕ ﺑﺎﻹﺩﺍﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ‬
‫ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻗﺪ ﺍﺑﺘﺪﻋﺘﻬﺎ ﻻﺣﻘﺎ ﻟﺘﺒﺮﻳﺮ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻷﺻﻞ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﺳﺒﺎﺏ‪ ،‬ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ‬
‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﺍﻟﻼﺣﻖ ﻫﻮ ﺗﻌﻠﻴﻞ ﻣﺮﻓﻮﺽ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻤﺬﻛﺮﺍﺕ ﺃﻭ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺁﺧﺮ ﺍﻹﻓﺼﺎﺡ ﻋﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺃﺛﻨﺎء‬
‫ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻤﺬﻛﺮﺍﺕ ﺍﻟﺠﻮﺍﺑﻴﺔ‪ ،‬ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ‬
‫ﺧﺎﺩﻋﺔ‪ ،‬ﻭ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺑﺨﻠﻖ ﺗﺒﺮﻳﺮﺍﺕ ﻻﺣﻘﺔ ﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﻛﺸﺮﻁ ﺷﻜﻠﻲ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﻣﻦ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﻋﺪﻡ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺃﺛﻨﺎء ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺔ ﻓﻴﻪ‪ ،‬ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﻤﻜﻴﻦ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﻦ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺭﻗﺎﺑﺔ‬
‫ﻓﻌﺎﻟﺔ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺤﺪ ﻣﻦ ﺗﻌﺴﻒ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭ ﺗﺠﺎﻭﺯﺍﺗﻬﺎ‪.‬‬
‫ﺏ‪ -‬ﺑﻌﺪ ﺩﺧﻮﻝ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ ‪01-3‬ﺣﻴﺰ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ‪:‬‬
‫ﻭﺿﻊ ﻗﺎﻧﻮﻥ ‪ 01-3‬ﺣﺪﺍ ﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﺗﻌﺴﻔﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺛﻘﻞ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﺴﻠﻄﻮﻱ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‪،‬ﻭﺍﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ‬
‫ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺇﻗﺮﺍﺭ ﺿﻤﺎﻧﺎﺕ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺗﻌﺴﻒ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ‪ ،‬ﻭ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﺿﻤﺎﻧﺔ ﻟﻠﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺗﺪﺧﻞ‬
‫ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻓﺄﻟﺰﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭ ﻫﻴﺌﺎﺗﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺘﻲ‬
‫ﻋﻬﺪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﺘﺴﻴﻴﺮ ﻣﺮﻓﻖ ﻋﺎﻡ ﺑﺘﻌﻠﻴﻞ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻬﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻟﻐﻴﺮ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﺎﻷﻣﺮ‪ ...‬ﻭﺫﻟﻚ‬
‫ﺑﺎﻹﻓﺼﺎﺡ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﺻﻠﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻋﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﻋﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﺗﺨﺎﺫﻫﺎ‪ .‬ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ‬
‫ﻟﻢ ﻳﺄﺕ ﻟﻴﻔﺮﺽ ﻣﺒﺪﺃ ﻋﺎﻣﺎ ﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‪،‬ﺑﻞ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺨﻀﻊ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻞ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻘﻌﺪﺓ‪ 20)1423‬ﻳﻨﺎﻳﺮ‪،(2003‬ﺹ‪220.‬‬

‫‪ -2‬ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ ‪ 99-06‬ﻣﺘﻌﻠﻖ ﺑﺤﺮﻳﺔ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ‪ ،‬ﺻﺎﺩﺭ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬﻩ ﺍﻟﻈﻬﻴﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺭﻗﻢ ‪ 225-00-1‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 2‬ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻷﻭﻝ ‪1421‬‬
‫) ‪ 5‬ﻳﻮﻧﻴﻮ ‪ (2000‬ﺝ‪.‬ﺭ ﻋﺪﺩ ‪ 4810‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 6‬ﻳﻮﻟﻴﻮﺯ ‪. 2000‬‬

‫‪2‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫‪‬ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﻭﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎءﺍﺕ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻋﻠﻴﻪ ‪:‬‬


‫•ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ‪:‬‬
‫ﻳﻔﺮﺽ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ ‪ 01-3‬ﻓﻲ ﻣﺎﺩﺗﻪ ‪ 2‬ﺗﻌﻠﻴﻞ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺪ‬
‫ﻭﻫﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻤﺠﺎﻝ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﺘﺴﻲ ﻃﺎﺑﻊ ﺇﺟﺮﺍء ﺿﺒﻄﻲ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﺿﻴﺔ ﺑﺈﻧﺰﺍﻝ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﺃﻭ ﺗﺄﺩﻳﺒﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻴﺪ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﺭﺧﺼﺔ ﺃﻭ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺃﻭ ﺃﻱ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺑﺸﺮﻭﻁ ﺃﻭ ﺗﻔﺮﺽ ﺃﻋﺒﺎء‬
‫ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺠﺎﺭﻱ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤﻞ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻘﺎﺿﻴﺔ ﺑﺴﺤﺐ ﺃﻭ ﺇﻟﻐﺎء ﻗﺮﺍﺭ ﻣﻨﺸﺊ ﻟﺤﻘﻮﻕ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻨﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺎﺩﻡ ﺃﻭ ﻓﻮﺍﺕ ﺃﺟﻞ ﺃﻭ ﺳﻘﻮﻁ ﺣﻖ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻓﺾ ﻣﻨﺢ ﺍﻣﺘﻴﺎﺯ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺣﻘﺎ ﻟﻸﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺘﻮﺍﻓﺮ ﻓﻴﻬﻢ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻭﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻏﻴﺮ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻭ ﻣﺸﻮﺑﺎ ﺑﻌﻴﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﻣﻤﺎ‬
‫ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﺇﻟﻐﺎﺅﻩ‪.‬‬
‫• ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎءﺍﺕ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﻟﺰﺍﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ‪:‬‬
‫ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ﻓﻲ ﻗﺎﻧﻮﻥ ‪ 01-03‬ﻗﺪ ﺃﻟﺰﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺑﺘﻌﻠﻴﻞ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﺣﺼﺮﺍ ﺃﻋﻼﻩ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺎﻻﺕ‬
‫ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺃﻋﻔﺎﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ‪.‬‬
‫‪-‬ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻭ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ‪ :‬ﻭﺳﺒﺐ ﺍﻹﻋﻔﺎء ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﻫﻨﺎ ﺗﻘﺘﻀﻴﻪ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ‬
‫ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻋﻔﺎء ﻟﻴﺲ ﻣﻄﻠﻘﺎ‪،‬ﻓﻬﻮ ﺇﻋﻔﺎء ﻣﺆﻗﺖ ﻻﻥ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﺷﺮﻭﻁ ﺗﺤﻘﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ‪،‬‬
‫ﻓﺒﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻪ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺘﻮﺿﻴﺤﺎﺕ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻤﺴﻄﺮﺓ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ‪.‬ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻋﻔﺎء ﻳﻨﺤﺼﺮ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺏ ﺗﻀﻤﻴﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﻓﻲ ﺻﻠﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻭﻗﺖ ﺇﺻﺪﺍﺭﻩ ﻓﻘﻂ ﻭ ﻻ ﻳﻔﻴﺪ ﺍﻹﻋﻔﺎء ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ‪ :‬ﺗﻨﺺ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 4‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ ‪01-3‬ﻋﻠﻰ ﺃﻥ‪ ":‬ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ‬
‫ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺨﺬﻫﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺬﺭ ﺗﻌﻠﻴﻠﻬﺎ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺸﻮﺑﺔ ﺑﻌﻴﺐ‬
‫ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪﻡ ﺗﻌﻠﻴﻠﻬﺎ ﻭﻗﺖ ﺍﺗﺨﺎﺫﻫﺎ‪،‬ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ ﻳﺤﻖ ﻟﻠﻤﻌﻨﻲ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻃﻠﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﻤﺼﺪﺭﺓ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭ‬
‫ﺩﺍﺧﻞ ﺃﺟﻞ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﻻﻃﻼﻋﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺪﺍﻋﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﺴﻠﺒﻲ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ‬
‫ﻟﻐﻴﺮ ﻓﺎﺋﺪﺗﻪ‪ .‬ﻭﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺃﻥ ﺗﺠﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺩﺍﺧﻞ ﺃﺟﻞ ﺧﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺗﻮﺻﻠﻬﺎ‬
‫ﺑﺎﻟﻄﻠﺐ‪ .‬ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺤﺪﺙ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻭﻗﻮﻉ ﻓﻴﻀﺎﻧﺎﺕ ﻛﺒﺮﻯ ﺃﻭ ﺯﻻﺯﻝ ﺃﻭ ﺍﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ ﻋﺎﺭﻣﺔ‪...‬‬
‫ﻭﺗﺠﺐ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 2‬ﻻ ﺗﻨﺪﺭﺝ ﺿﻤﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺓ‪.‬‬
‫‪-‬ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻀﻤﻨﻲ‪ :‬ﺇﺫﺍ ﺍﻟﺘﺰﻣﺖ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺑﺸﺄﻥ ﻃﻠﺐ ﻳﻘﺪﻡ ﺇﻟﻴﻬﺎ‪ ،‬ﻭ ﺍﻋﺘﺒﺮ ﺳﻜﻮﺗﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻗﺮﺍﺭ‬
‫ﺇﺩﺍﺭﻱ ﺿﻤﻨﻲ ﺳﻠﺒﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﻠﻞ‪ ،‬ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻭﺣﺴﺐ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 5‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ ‪" 01-03:‬ﻳﺤﻖ ﻟﻠﻤﻌﻨﻲ ﺑﺎﻷﻣﺮ‬
‫ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻃﻠﺐ ﺩﺍﺧﻞ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻦ ﻳﻮﻣﺎ ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﻴﺔ ﻻﻧﺼﺮﺍﻡ ﺍﻷﺟﻞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﻄﻌﻦ ﻟﻼﻃﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻀﻤﻨﻲ‬
‫ﻭﺗﻜﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻣﻠﺰﻣﺔ ﺑﺎﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﻠﺐ ﺩﺍﺧﻞ ﺧﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺘﻮﺻﻞ ﺑﺎﻟﻄﻠﺐ"‪.‬‬
‫‪‬ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ‪:‬‬
‫ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻘﻴﺪ ﺑﺜﻼﺙ ﺷﺮﻭﻁ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﻌﻠﻴﻠﻬﺎ ﺗﻌﻠﻴﻼ ﺻﺤﻴﺤﺎ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺻﻴﺎﻏﺔ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﺻﻠﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﻛﺎﻣﻼ ﻭﻛﺎﻓﻴﺎ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﻣﺮﺗﻜﺰﺍ ﻋﻠﻰ ﻭﻗﺎﺋﻊ ﻣﺤﺪﺩﺓ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺻﻴﺎﻏﺔ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﺻﻠﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫ﺗﻄﺮﻕ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ‪ 01-03‬ﻟﻤﻀﻤﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﺘﻨﺼﻴﺺ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ‬
‫ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ" ﺑﺎﻹﻓﺼﺎﺡ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﺻﻠﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻋﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﻋﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﺗﺨﺎﺫﻫﺎ "‪ ،‬ﻭ‬
‫ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺮﺩ ﺿﻤﻦ ﺣﻴﺜﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‪ .‬ﻭﺑﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻓﺈﻥ ﻣﺠﺮﺩ ﻋﺪﻡ ﺗﻀﻤﻴﻦ‬
‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﻓﻲ ﺻﻠﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻳﺆﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻏﻴﺮ ﺷﺮﻋﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺘﻪ ﺩﻭﻥ ﺍﻻﻟﺘﻔﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺟﺪﻳﺔ ﻭ ﺷﺮﻋﻴﺔ‬
‫ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﺮﺭﺓ ﻟﺼﺪﻭﺭﻩ‪.‬‬
‫ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻼ ﻣﺠﺎﻝ ﻫﻨﺎ ﻟﻼﻋﺘﺪﺍﺩ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺸﻔﻮﻱ ﺃﻭ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻞ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻹﺣﺎﻟﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺍﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻓﺼﻞ‬
‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﻋﻦ ﻣﻀﻤﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﻭﺛﻴﻘﺘﻴﻦ ﻣﺴﺘﻘﻠﺘﻴﻦ ﺑﺘﻮﺍﺭﻳﺦ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﻣﺘﺰﺍﻣﻨﺘﻴﻦ ‪.2‬‬
‫ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﻜﻢ ﺻﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻣﻜﻨﺎﺱ ‪ "2‬ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻹﻧﺬﺍﺭ ﺍﻟﻤﻄﻌﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺟﺎء‬
‫ﺧﺎﻟﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﻣﻜﺘﻔﻴﺎ ﺑﺎﻹﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻀﺮ ﺍﻻﺳﺘﻘﺼﺎء ﻳﻜﻮﻥ ﺻﺪﺭ ﻣﻌﻴﺒﺎ ﻓﻲ ﺷﻜﻠﻪ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺘﻌﻴﻦ ﺇﻟﻐﺎﺅﻩ ‪".‬‬
‫‪ -‬ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﻛﺎﻣﻼ ﻭﻛﺎﻓﻴﺎ‪:‬‬

‫ﻭﻳﻘﺼﺪ ﺑﻪ ﺗﻀﻤﻴﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ‬
‫ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺑﺎﺭﺯﺓ ﺑﺸﻜﻞ ﻭﺍﺿﺢ ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻭﻣﻨﺘﺠﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ﻓﻲ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‪،‬ﻓﺎﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ‬
‫ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻌﻴﺒﺎ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻌﻠﻞ ﺃﺻﻼ ﺃﻭ ﺇﺫﺍ ﻋﻠﻞ ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﻏﻴﺮ ﻛﺎﻑ ﻷﻥ ﻋﺪﻡ ﻛﻔﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﺗﻮﺍﺯﻱ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻹﺩﺍﺭﺓ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺤﺘﻤﻲ ﻭﺭﺍء ﺗﻌﻠﻴﻞ ﻣﻘﺘﻀﺐ ﻭﺟﺎﻣﺪ ﻭ ﻓﻀﻔﺎﺽ‪.‬‬
‫ﻓﻔﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺑﻮﺷﻌﻴﺐ ﺍﻟﻐﺰﻭﺍﻧﻲ ﺍﻋﺘﺒﺮ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺃﻥ‪..". :‬ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺘﺄﺩﻳﺒﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻮﻥ ﻗﻨﺎﻋﺘﻪ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ‬
‫ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﺠﻬﻮﻟﺔ ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ ﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﺳﺒﺒﺎ ﻛﺎﻓﻴﺎ ﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ‪.2 "...‬‬

‫‪ -‬ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﻣﺮﺗﻜﺰﺍ ﻋﻠﻰ ﻭﻗﺎﺋﻊ ﻣﺤﺪﺩﺓ‪:‬‬

‫ﻭﻳﻘﺼﺪ ﺑﻪ ﺃﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻣﻠﺰﻣﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﺗﺨﺎﺫﻫﺎ ﻟﻘﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﺑﺎﻻﺳﺘﻨﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻭﻗﺎﺋﻊ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻭ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻭﻣﺤﺪﺩﺓ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺍﻻﺭﺗﻜﺎﺯ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻮﻣﻴﺎﺕ ﺑﻬﺪﻑ ﺍﻟﻬﺮﻭﺏ ﻣﻦ ﺗﻮﺿﻴﺢ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﻭﺭﺍء‬
‫ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‪ ،‬ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻳﺮﻓﺾ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﺘﻨﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺒﻬﻤﺎ ﺃﻭ‬
‫ﻧﻤﻄﻴﺎ ﻣﺨﺘﺼﺮﺍ ﻻ ﻳﻔﻲ ﺑﺎﻟﻐﺮﺽ‪.‬‬

‫ﻓﻔﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﻤﻜﻴﺲ ﺿﺪ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺍﺳﺘﺒﻌﺪ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻧﺸﺮﺓ ﺗﻨﻘﻴﻂ ﺍﻟﻄﺎﻋﻦ ﻣﻦ ﻟﺪﻥ ﺭﺋﻴﺴﻪ‬
‫ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻭﺭﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻥ "‪ ...:‬ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺄﻋﻤﺎﻝ ﻻ ﺗﺒﻌﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺭﺗﻴﺎﺡ ﺣﺴﺐ ﺇﺷﺎﻋﺔ ﺗﺮﻭﺝ‬
‫ﺣﻮﻟﻪ‪،‬ﻓﺎﻋﺘﺒﺮ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻋﻤﻮﻣﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﻣﺤﺪﺩﺓ‪.‬ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻛﺄﺳﺎﺱ ﻹﺩﺍﻧﺔ‬
‫‪2‬‬
‫ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ‪" ...‬‬

‫‪ -2‬ﻳﺸﻮ ﻣﻴﻤﻮﻥ‪ ،‬ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻭﺷﺮﺡ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ ‪ 01-03‬ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺈﻟﺰﺍﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭ ﻫﻴﺌﺎﺗﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ‬
‫ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻬﺪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﺘﺴﻴﻴﺮ ﻣﺮﻓﻖ ﻋﺎﻡ ﺑﺘﻌﻠﻴﻞ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻬﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ‪،‬ﺹ‪46 .‬‬
‫‪ (2‬ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺒﻘﺎﻟﻲ ﻣﻨ ﺸﻮﺭ ﺓ ﺏ ﻡ ﻡ ﺃ ﻡ ﺕ ﻋﺪﺩ ‪ 13‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ‪.‬‬
‫ﻋﺪﺩ‪ ،33-34‬ﻣﺎﻱ‬ ‫‪2‬‬
‫‪ -‬ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ‪،‬ﻍ‪.‬ﺇ ﻗﺮﺍﺭ ﺭﻗﻢ ‪ 161‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ‪ 08‬ﻳﻮﻟﻴﻮﺯ ‪ ، 1983‬ﺑﻮﺷﻌﻴﺐ ﺍﻟﻐﺰﻭﺍﻧﻲ ﺿﺪ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﻌﺪﻝ‪ ،‬ﻗﻀﺎء ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ‬
‫‪، 1984‬ﺹ‪144.‬‬
‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ‪،‬ﻍ‪.‬ﺇ‪ ،.‬ﻗﺮﺍﺭ ﺭﻗﻢ ‪ 410‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 30‬ﻏﺸﺖ ‪ 1984‬ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﻤﻜﻴﺲ ﺿﺪ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﻌﺪﻝ‪،‬ﻗﻀﺎء ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ‪- 2‬‬
‫ﺍﻷﻋﻠﻰ‪،‬ﻋﺪﺩ ‪،38،37‬ﻳﻮﻧﻴﻮ ‪،1986‬ﺹ‪- 186 .‬‬
‫‪2‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫ﻭﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﺍﻟﺼﺎﻳﻎ ﺿﺪ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﻟﻜﺮﺓ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﺃﻟﻐﻰ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﺄﺩﻳﺒﻲ‬
‫ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺍﻟﻄﺎﻋﻦ ﺑﻌﻠﺔ ﺃﻥ"‪..:‬ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻟﻢ ﺗﺒﻴﻦ ﺍﻹﺧﻼﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺻﺪﺭﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺎﻋﻦ ﻭﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﻏﻴﺮ‬
‫ﺍﻟﻼﺋﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻴﺰﺕ ﺳﻠﻮﻛﻪ‪.2 " ...‬‬
‫ﻓﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺤﺪﺩﺍ ﻭﺩﻗﻴﻘﺎ ﻭﻭﺍﺿﺢ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻢ ﻭﺃﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻗﻮﺍﻟﺐ ﺟﺎﻫﺰﺓ‪.‬ﻓﺎﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ‬
‫ﻳﺘﻀﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺑﺪﺭﺟﺔ ﺗﻤﻜﻦ ﻓﻬﻤﻬﺎ ﻭﺭﻗﺎﺑﺘﻬﺎ‪،‬ﻓﻼ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﺬﻛﺮ ﺃﺳﺒﺎﺑﺎ‬
‫ﻣﺒﻬﻤﺔ ﺃﻭ ﻣﺠﻤﻠﺔ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪-‬ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ‪:‬‬
‫ﺃ‪ -‬ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ‪la signataire:‬‬
‫ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﻫﻮ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻣﻜﺘﻮﺏ ﺑﺨﻂ ﺍﻟﻴﺪ ﻓﻲ ﺃﺳﻔﻞ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻳﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻫﻮﻳﺔ‬
‫ﻣﺼﺪﺭﻩ‪ ،‬ﻭﺗﺄﻛﻴﺪ ﻣﺤﺘﻮﺍﻩ ‪ ،3‬ﻭ ﺑﺎﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻳﻮﺍﻓﻖ ﻣﺒﺪﺋﻴﺎ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻀﻤﻨﻪ ﻭ ﻳﺘﺤﻤﻞ‬
‫ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻪ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﻫﻮ ﺷﺮﻁ ﻟﻠﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭ‪ ،‬ﺇﺫ ﺃﻥ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‪.‬‬
‫ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻧﺼﻮﺹ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﺗﻨﺺ ﺑﺸﻜﻞ ﺻﺮﻳﺢ ﻋﻠﻰ ﺇﻟﺰﺍﻣﻴﺔ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‪ ،‬ﻣﻦ‬
‫ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 47‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﺭﻗﻢ ‪14-113‬ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺺ‪":‬ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﻮﻗﻊ ﺍﻟﻤﻘﺮﺭﺍﺕ ﻣﻦ‬
‫ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻭﺗﻀﻤﻦ ﺑﺎﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﻓﻲ ﺳﺠﻞ ﺍﻟﻤﻘﺮﺭﺍﺕ ﺣﺴﺐ ﺗﻮﺍﺭﻳﺨﻬﺎ"‪.‬‬
‫ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻨﺼﻴﺺ ﻓﻲ ﻧﺼﻮﺹ ﻋﻠﻰ ﺇﻟﺰﺍﻣﻴﺔ ﺃﻭ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻻ‬
‫ﻳﻌﻔﻲ ﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﺫﻫﺐ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻮﻗﻌﺔ‬
‫ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺪﺛﺔ ﻷﻱ ﺃﺛﺮ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ‪،‬ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﻜﻢ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎء ﻓﻴﻪ‪.. ." :‬ﺑﻌﺪ ﺇﻃﻼﻉ‬
‫ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﻤﻄﻌﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻬﺎ ﺃﻧﻪ ﻓﻌﻼ ﻻ ﻳﺤﻤﻞ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﻣﺼﺪﺭﻩ ‪،‬ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺘﺞ ﻷﻱ‬
‫ﺁﺛﺮ ‪ . ..‬ﻭﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻻ ﻳﺤﻤﻞ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﻣﺼﺪﺭﻩ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﻣﺘﺴﻤﺎ ﺑﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻟﻌﻴﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻜﻞ‬
‫ﻭﻣﻮﺟﺒﺎ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﻠﺘﺼﺮﻳﺢ ﺑﺈﻟﻐﺎﺋﻪ‪.3 ".. .‬‬
‫ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻳﺄﺧﺬ ﺑﺎﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﻜﻔﻲ ﺃﻥ ﻳﺠﺪ ﻓﻲ ﺻﻠﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺗﻮﻗﻴﻊ‬
‫ﻣﺼﺪﺭﻩ ﻓﻴﻘﻀﻲ ﺑﺸﺮﻋﻴﺘﻪ ﻭﻟﻮ ﺗﻀﻤﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺗﻮﻗﻴﻌﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺃﻛﺪﻩ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ‬
‫ﺭﺍﺷﺪﻱ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺑﻘﻮﻟﻪ‪ . .." :‬ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺮﺭ ﺍﻟﻤﻄﻌﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ﻫﻮ‬
‫ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ ﺣﻖ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﺄﺩﻳﺐ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺗﺬﻳﻴﻠﻪ ﺑﺘﻮﻗﻴﻌﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻷﻏﺮﺍﺽ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻻ ﻳﺸﻜﻞ ﻋﻴﺒﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺮﺭ‬
‫ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ " ‪.3‬‬
‫ﺏ‪ -‬ﺍﻷﺳﺎﻧﻴﺪ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺄﺷﻴﺮﺍﺕ‪les visas :‬‬
‫ﻳﻘﺼﺪ ﺑﻬﺎ ﺍﻷﺳﺲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺳﻮﺍء ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺼﻮﺹ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺃﻭ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ‬
‫ﺃﻭ ﻧﻈﺮﻳﺎﺕ ﻓﻘﻬﻴﺔ ﺃﻭ ﻣﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺃﻣﺜﻠﺔ ﺫﻟﻚ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺪﺃ ﻋﺎﺩﺓ ﺑﻌﺒﺎﺭﺓ ﻣﺆﺩﺍﻫﺎ "ﺑﻨﺎء‬
‫ﻋﻠﻰ ‪...‬ﻭﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ .....‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻈﻬﻴﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ‪...‬‬
‫ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﻘﺮ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﻷﺳﺎﻧﻴﺪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻟﻴﺴﺖ ﺷﺮﻃﺎً ﻟﺼﺤﺘﻪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﻭﻻ ﺳﺒﺒﺎ‬
‫ﻟﻺﻟﻐﺎء‪ ،‬ﺷﺮﻳﻄﺔ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻨﺪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻗﺎﺋﻤﺎً ﻭﺻﺤﻴﺤﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‪ .‬ﻟﻜﻦ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻣﻠﺰﻣﺔ‬
‫ﺑﺘﻌﻠﻴﻞ ﻗﺮﺍﺭﻫﺎ ﻓﺘﻈﻞ ﻣﺠﺒﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺻﻠﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺄﺷﻴﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺗﺼﺒﺢ ﺟﺰءﺍ‬

‫‪2‬ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ‬ ‫‪ -‬ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ ‪ 310,‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 3‬ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ‪ 1991,‬ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﺍﻟﺼﺎﻳﻎ ﺿﺪ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻜﺮﺓ ﺍﻟﻘﺪﻡ‪ ,‬ﻣﺠﻠﺔ‬
‫ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ‪ ,‬ﻋﺪﺩ ‪1991./ 25/26‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Houstiou (R.), Procédure et formes de l'acte administratif en droit français, Paris, L.G.D.J., 1975, p.199.‬‬
‫‪-3‬ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ‪ ،‬ﻋﺪﺩ ‪140‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪6‬ﻳﻨﺎﻳﺮ‪ ،2001‬ﻗﻀﻴﺔ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻷﻋﺮﺝ‪ ،‬ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻟﻠﻤﺤﺎﻛﻢ‬
‫ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‪ ،‬ﻡ‪.‬ﻡ‪.‬ﺇ‪.‬ﻡ‪.‬ﺕ ﻋﺪﺩ ‪ ، 64‬ﺷﺘﻨﺒﺮ – ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ‪ ،2005‬ﺹ‪. 28 :‬‬
‫‪ -3‬ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ‪ ،‬ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪18‬ﻣﺎﺭﺱ ‪،1977‬ﺭﺍﺷﺪﻱ ﻣﺼﻄﻔﻰ‪ ،‬ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ‪،‬ﻋﺪﺩ‪،25‬ﺹ‪33..‬‬
‫‪2‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫ﻻ ﻳﺘﺠﺰﺃ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ‪.‬‬
‫ﺝ‪ -‬ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻜﻞ ‪le Principe de parallélisme des formes‬‬
‫ﻳﻬﻢ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ ﺇﻟﻐﺎء ﻗﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﺳﺎﺑﻖ )ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‬
‫ﺍﻟﻤﻀﺎﺩ(‪ ،‬ﻓﺤﻴﻨﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭ ﻣﺎ ﻭﻓﻖ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺷﻜﻠﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﻛﺲ ﻟﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ‬
‫ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎ ﺇﻻ ﺑﺈﺗﺒﺎﻉ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻳﻄﺒﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ‪ .‬ﻭﻻ ﻳﻄﺒﻖ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‬
‫‪ -‬ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﺩﺕ ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ﺇﻟﻰ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻷﺻﻠﻲ ﻏﻴﺮ‬
‫ﺻﺎﻟﺤﺔ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﻀﺎﺩ‪،‬‬
‫‪-‬ﺣﺎﻟﺔ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻ ﻳﺠﺐ ﺍﺣﺘﺮﺍﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻀﺎﺩﺓ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺣﺎﻟﺔ ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ‬
‫‪-‬ﻏﻴﺎﺏ ﻧﺺ ﻳﻠﺰﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺑﺈﺗﺒﺎﻉ ﺷﻜﻠﻴﺎﺕ ﻣﻌﻴﻨﺔ‪.‬‬
‫ﻭﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳﻄﺒﻖ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻜﻞ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺨﺺ ﺇﻻ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﻔﺮﺿﻬﺎ‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭ ﺍﻷﺻﻠﻲ ﺩﻭﻥ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺇﺗﺒﺎﻋﻬﺎ ﻭ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻠﺰﻣﺔ ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﻭﺯﻭﺍﻝ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‬
‫ﻣﺎ ﻫﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ؟‬
‫ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻭﻻﺩﺓ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‪ :‬ﺍﻹﻋﺪﺍﺩ ﻭ ﺍﻹﺷﻬﺎﺭ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‪ :‬ﺗﻄﺒﻴﻖ‪.‬‬
‫‪-‬ﺯﻭﺍﻝ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‪ :‬ﺍﻟﻨﺴﺦ ﻭ ﺍﻟﺴﺤﺐ ﻭ ﺍﻹﻟﻐﺎء ‪.‬‬
‫ﺇﻥ ﻧﺸﺄﺓ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ﺯﻭﺍﻟﻪ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺳﻠﻄﺔ‬
‫ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ )ﺍﻟﻨﺴﺦ ﻭ ﺍﻟﺴﺤﺐ( ﺃﻭ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ) ﺍﻹﻟﻐﺎء(‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪ :‬ﺷﺮﻭﻁ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‬
‫ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﻛﺎﻣﻼ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺳﻠﻄﺔ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ‪ .‬ﻟﺬﻟﻚ ‪،‬‬
‫ﻓﺈﻥ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺷﺮﻋﻴﺘﻪ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ‪،‬ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﻛﺎﻣﻼ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﺮﻱ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﻳﻦ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻪ‪،‬ﻓﺈﺷﻬﺎﺭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻳﺤﺎﺝ‬
‫ﺑﻪ ‪.‬‬
‫ﻓﺒﻌﺪ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺑﺼﻔﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻳﺼﺒﺢ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﻄﺒﻖ ﺃﻱ ﻻ‬
‫ﻳﺪﺧﻞ ﺣﻴﺰ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺎﺕ‪ :‬ﺍﻹﺷﻬﺎﺭ ﻭ ﻋﺪﻡ ﺭﺟﻌﻴﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‪.‬‬
‫ﺃﻭﻻ‪:‬ﺍﻹﺷﻬﺎﺭ‬
‫ﻳﺴﻤﺢ ﺍﻹﺷﻬﺎﺭ ﺑﺤﻤﻞ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺇﻟﻰ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﻳﻦ‪ ،‬ﻭﺗﺘﻌﺪﺩ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺇﺷﻬﺎﺭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺑﺘﻌﺪﺩ ﺃﻧﻮﺍﻉ‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ‪ .‬ﻭﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺗﺨﻀﻊ ﻟﻠﻨﺸﺮ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻳﺠﺐ ﺗﺒﻠﻴﻐﻬﺎ‬
‫ﻟﻜﻞ ﺷﺨﺺ ﻳﻌﻨﻴﻪ ﺍﻷﻣﺮ‪ ،‬ﻓﻜﻴﻒ ﺗﻄﺒﻖ ﺇﺫﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ؟‬
‫ﺃ‪-‬ﺍﻟﻨﺸﺮ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻫﻮ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺇﻋﻼﻡ ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ ﺑﺎﻟﻨﺺ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ‪ .‬ﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﺪﺋﻴﺔ ﻓﺈﻥ‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻳﺠﺐ ﻧﺸﺮﻫﺎ‪ .‬ﻓﻤﺎ ﺩﺍﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﻗﺮﺍﺭ ﻏﻴﺮ ﺷﺨﺼﻲ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻹﺷﻬﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺨﺼﻪ ﻻ‬
‫ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﻏﻴﺮ ﺷﺨﺼﻲ‪ .‬ﻭﺍﻟﻨﺸﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻌﻞ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻳﺴﺮﻱ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ‪ .‬ﻭﺣﺘﻰ‬

‫‪2‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻻ ﻳﻔﺘﺢ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬﻢ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﻧﺸﺮﻩ ‪.3‬‬
‫ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻫﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﻼﺋﻤﺔ ﻟﻨﺸﺮ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻭﻳﺤﺪﺩﻫﺎ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﺼﻮﺹ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺩﻭﻥ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻃﺮﻳﻘﺘﻪ‪.‬‬
‫♠ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩﺓ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ‪:‬‬
‫ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩﺓ ﻟﻨﺸﺮ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ‪ ،‬ﺇﺫ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺇﺷﻬﺎﺭ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ‪ ،‬ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﺜﻼ ﻣﺎ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪8‬‬
‫ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ ‪ 81-7‬ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﻨﺰﻉ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭ ﺑﺎﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﻤﺆﻗﺖ‪« :‬ﺗﺘﺨﺬ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻟﻤﻘﺮﺭ‬
‫‪3‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺈﻋﻼﻥ ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻹﺷﻬﺎﺭ ﺍﻵﺗﻴﺔ‪ :‬ﻧﺸﺮ ﺍﻟﻤﻘﺮﺭ ﺑﻜﺎﻣﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ )ﺍﻟﺠﺰء ﺍﻷﻭﻝ (‬
‫ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺺ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 25‬ﻣﻦ ﻇﻬﻴﺮ ‪ 24‬ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ ‪ 1958‬ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﻐﻴﺮ ﻭ ﺍﻟﻤﺘﻤﻢ‬
‫ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ ‪ 05-05‬ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ ‪ 18‬ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ‪3 2011‬ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ‪ ":‬ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻨﺸﺮ ﺗﺴﻤﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﻭ ﺗﺮﻗﻴﺎﺗﻬﻢ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ"‪.‬‬
‫ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻧﺼﻮﺹ ﺃﻭﺟﺒﺖ ﻧﺸﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺨﺬﻫﺎ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ‬
‫ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻴﺔ ‪ ،‬ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ ﺗﻨﺺ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 277‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﺭﻗﻢ ‪14-113‬ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ ‪ 07‬ﻳﻮﻟﻴﻮﺯ‪ 3 2015‬ﻋﻠﻰ ﺃﻥ‪ :‬ﺗﻨﺸﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻴﺔ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺭﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ‪.‬‬
‫‪-‬ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺘﻨﻈﻴﻢ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻭﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﺎﺗﻬﺎ‪.‬‬
‫‪-‬ﺍﻟﻘﻮﺍﺋﻢ ﺍﻟﻤﺤﺎﺳﺒﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪215.‬‬
‫ﻛﻤﺎ ﻧﺼﺖ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 95‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﺭﻗﻢ ‪ 113.14‬ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ ‪07‬‬
‫ﻳﻮﻟﻴﻮﺯ ‪ 2015‬ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ‪" " :‬ﻳﻤﺎﺭﺱ ﺭﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﺪﺍﻭﻻﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺑﻤﻮﺟﺐ‬
‫ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺗﻨﺸﺮ ﺑﺎﻟﺠﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻴﺔ‪."...‬‬
‫ﻭ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﺼﻮﺹ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﻠﺰﻡ ﻧﺸﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻹﻟﺼﺎﻕ ﻓﻲ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﻣﺤﺪﺩﺓ‪ ،‬ﻣﻦ ﺫﻟﻚ‬
‫ﻣﺎ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 48‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﺭﻗﻢ ‪ 113.14‬ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ ‪07‬‬
‫ﻳﻮﻟﻴﻮﺯ ‪ 2015‬ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ‪" " :‬ﻳﺘﻜﻮﻥ ﺟﻠﺴﺎﺕ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻟﻠﻌﻮﻡ ﻭﻳﺘﻢ ﺗﻌﻠﻴﻖ ﺟﺪﻭﻝ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺪﻭﺭﺓ‬
‫ﻭﺗﻮﺍﺭﻳﺦ ﺍﻧﻌﻘﺎﺩﻫﺎ ﺑﻤﻘﺮ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ" ‪.3‬‬
‫♠ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩﺓ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ‪:‬‬
‫ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩﺓ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ‪ ،‬ﻫﻨﺎﻙ ﻧﺼﻮﺹ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻧﺸﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ‬

‫‪-3‬ﻳﺤﻲ ﺣﻠﻮﻱ‪،‬ﻣﺤﺎﺿﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‪،‬ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺑﻮﺟﺪﺓ‪ ،2005-2006 ،‬ﺹ‪30..‬‬


‫‪ -3‬ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ ‪ 81-7‬ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﻨﺰﻉ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻭﺑﺎﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﻤﺆﻗﺖ ‪ ،‬ﺻﺎﺩﺭ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬﻩ ﺍﻟﻈﻬﻴﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺭﻗﻢ ‪ 254-81-1‬ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ‬
‫‪ 11‬ﺭﺟﺐ ‪ 6) 1402‬ﻣﺎﻱ ‪ ، (1982‬ﺝ‪.‬ﺭ ﻋﺪﺩ ‪ 3685‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 03‬ﺭﻣﻀﺎﻥ ‪ 15) 1403‬ﻳﻮﻧﻴﻮ ‪ ، (1983‬ﺹ‪. 980 .‬‬
‫‪ -3‬ﻇﻬﻴﺮ ﺷﺮﻳﻒ ﺭﻗﻢ ‪ 008-58-1‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 4‬ﺷﻌﺒﺎﻥ ‪ 24 ) 1377‬ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ ‪ ( 1958‬ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ‪ ،‬ﺝ‪.‬ﺭ ﻋﺪﺩ ‪ 2372‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪21‬‬
‫ﺭﻣﻀﺎﻥ ‪ 11) 1377‬ﺃﺑﺮﻳﻞ ‪ (1958‬ﺹ‪ 914 .‬ﻭ ﺍﻟﻤﻐﻴﺮ ﻭ ﺍﻟﻤﺘﻤﻢ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ ‪ 05-05‬ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ ‪ 14‬ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻷﻭﻝ‪18)1432‬ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ ‪ ،(2011‬ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ‬
‫ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻋﺪﺩ‪ 5944‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 19‬ﻣﺎﻱ ‪،2011‬ﺹ‪2630..‬‬
‫‪ -3‬ﻇﻬﻴﺮ ﺷﺮﻳﻒ ﺭﻗﻢ ‪ 1.15.84‬ﺻﺎﺩﺭ ﻓﻲ ‪ 20‬ﻣﻦ ﺭﻣﻀﺎﻥ ‪ 7) 1436‬ﻳﻮﻟﻴﻮ ‪ (2015‬ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﺭﻗﻢ ‪ 113.14‬ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ‪.‬ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ‬
‫ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻋﺪﺩ ‪ 6380‬ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 6‬ﺷﻮﺍﻝ ‪23 ﴿ 1436‬ﻳﻮﻟﻴﻮ ‪﴾2015‬‬

‫‪ -3‬ﻇﻬﻴﺮ ﺷﺮﻳﻒ ﺭﻗﻢ ‪ 1.15.84‬ﺻﺎﺩﺭ ﻓﻲ ‪ 20‬ﻣﻦ ﺭﻣﻀﺎﻥ ‪ 7) 1436‬ﻳﻮﻟﻴﻮ ‪ (2015‬ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﺭﻗﻢ ‪ 113.14‬ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ‪.‬ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ‬
‫ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻋﺪﺩ ‪ 6380‬ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 6‬ﺷﻮﺍﻝ ‪23 ﴿ 1436‬ﻳﻮﻟﻴﻮ ‪﴾2015‬‬

‫‪2‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺩﻭﻥ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻭ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺸﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻧﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 70‬ﻣﻦ‬
‫ﺩﺳﺘﻮﺭ ‪ 30‬ﻳﻮﻧﻴﻮ ‪" 2011:‬ﻭ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﺄﺫﻥ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﺬ ﻓﻲ ﻇﺮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻣﺤﺪﻭﺩ ﻭ ﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ‬
‫ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﻣﺮﺍﺳﻴﻢ ﺗﺪﺍﺑﻴﺮ ﻳﺨﺘﺺ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻋﺎﺩﺓ ﺑﺎﺗﺨﺎﺫﻫﺎ‪ ،‬ﻭ ﻳﺠﺮﻱ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺍﺳﻴﻢ ﻟﻤﺠﺮﺩ ﻧﺸﺮﻫﺎ‪ .".. .‬ﻫﺬﻩ‬
‫ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻛﺖ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ ﻓﻲ ﻧﺸﺮ ﻣﺮﺍﺳﻴﻤﻬﺎ ﻻ ﻳﻤﻨﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻨﺸﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﻀﻤﻮﻧﻬﺎ‬
‫ﺗﻨﻈﻴﻤﻲ ﻭ ﺫﻭ ﻣﺪﻯ ﻋﺎﻡ ‪.‬‬
‫ﺏ‪ -‬ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ‪:‬‬
‫ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﻫﻮ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﻘﻞ ﺑﻬﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺇﻟﻰ ﻋﻠﻢ ﻓﺮﺩ ﺑﻌﻴﻨﻪ ﺃﻭ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺑﺬﻭﺍﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭ ‪ .‬ﻭ ﻣﺒﺪﺋﻴﺎ‪،‬‬
‫ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺗﺒﻠﻴﻐﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻦ ﺑﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻤﺎ ﺩﺍﻡ ﺃﻥ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻦ ﺑﻬﺎ‬
‫ﻣﻌﺮﻭﻓﻴﻦ ﺑﺄﺳﻤﺎﺋﻬﻢ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﺃﻱ ﺇﺭﺳﺎﻝ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺇﻟﻰ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ‪.‬‬
‫ﻭﺗﺘﻌﺪﺩ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺗﺒﻠﻴﻎ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺑﺘﻌﺪﺩ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﺆﻫﻠﻴﻦ ﺑﻬﺎ ﻭﻛﺬﺍ ﺑﺘﻌﺪﺩ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﻮﺟﻬﺔ ﺇﻟﻴﻬﻢ‪:‬‬
‫♠ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ‪:‬‬
‫ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻓﻲ ﺗﺒﻠﻴﻎ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﻗﺮﺍءﺓ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺗﺤﺪﺩ ﺗﺎﺭﺓ ﺑﺪﻗﺔ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺇﺗﺒﺎﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ‪ ،‬ﻭ ﺗﺘﺮﻙ ﺗﺎﺭﺓ‬
‫ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﺎ ﺗﻘﺪﻳﺮﻳﺎ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﻼﺋﻤﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ‪.‬‬
‫ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻧﺼﻮﺹ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺗﺒﻠﻴﻎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ‪ ،‬ﻭ ﻧﺼﻮﺹ ﺃﺧﺮﻯ‬
‫ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺃﻱ ﺗﻌﻬﺪﻫﺎ ﻷﺷﺨﺎﺹ ﻣﺆﻫﻠﻴﻦ ﻟﺬﻟﻚ ﻛﻤﺄﻣﻮﺭﻱ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ‪.‬‬
‫ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﻧﺺ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 75‬ﻣﻜﺮﺭ ﻣﻦ ﻇﻬﻴﺮ ‪ 24‬ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ ‪ 1958‬ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻮﻇﻴﻔﺔ‬
‫ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﻐﻴﺮ ﻭ ﺍﻟﻤﺘﻤﻢ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ ‪ 05-05‬ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ ‪ 18‬ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ‪ 2011‬ﻋﻠﻰ ﺃﻥ‪ . .." :‬ﻳﻮﺟﻪ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ‬
‫ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻮﻇﻒ ﺍﻟﻤﺆﺍﺧﺬ ﺑﺘﺮﻙ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺇﻧﺬﺍﺭﺍ ﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺘﻪ ﺑﺎﺳﺘﺌﻨﺎﻑ ﻋﻤﻠﻪ‪ .. .‬ﻳﻮﺟﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻧﺬﺍﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻮﻇﻒ ﺑﺂﺧﺮ ﻋﻨﻮﺍﻥ‬
‫ﺷﺨﺼﻲ ﻟﻪ ﻣﺼﺮﺡ ﺑﻪ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﻀﻤﻮﻧﺔ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺑﺈﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟﺘﺴﻠﻢ‪.3 ". ..‬‬
‫ﻛﻤﺎ ﻧﺼﺖ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 42‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ ‪ 97-15‬ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺗﺤﺼﻴﻞ ﺍﻟﺪﻳﻮﻥ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ "ﻳﺘﻢ ﺗﺒﻠﻴﻎ‬
‫ﺍﻹﻧﺬﺍﺭ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﻣﺄﻣﻮﺭﻱ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻟﻠﺨﺰﻳﻨﺔ ﺃﻭ ﺃﻱ ﺷﺨﺺ ﻣﻨﺘﺪﺏ ﻟﺬﻟﻚ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ‬
‫ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺃﻭ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻟﻤﻀﻤﻮﻥ ﻣﻊ ﺍﻹﺷﻌﺎﺭ ﺑﺎﻟﺘﻮﺻﻞ" ‪. 3‬‬
‫ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻧﺼﻮﺹ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺗﺒﻠﻴﻎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺩﻭﻥ ﺫﻛﺮ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ‪ ،‬ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻧﺼﺖ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 125‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﺭﻗﻢ ‪ 113.14‬ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ ‪ 07‬ﻳﻮﻟﻴﻮﺯ‪ 2015‬ﻋﻠﻰ‬
‫ﺃﻥ‪. .. " :‬ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪﻡ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﻌﺮﻳﻀﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﻳﺘﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺗﺒﻠﻴﻎ ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻤﺜﻞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ‬
‫ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺑﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺮﻓﺾ ﻣﻌﻠﻼ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﺟﻞ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﺍﺑﺘﺪﺍء ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺗﻮﺻﻠﻪ ﺑﺎﻟﻌﺮﻳﻀﺔ"‬
‫♠ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‪:‬‬
‫ﺍﻷﺻﻞ ﺃﻥ ﻳﺒﻠﻎ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﻪ ﻭﺳﻮﺍء ﺃﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻣﻜﺘﻮﺑﺎ ﺃﻭ ﺷﻔﻮﻳﺎ‪،‬ﻭﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ‬
‫ﺗﻌﺬﺭ ﺗﺒﻠﻴﻎ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻟﻠﺸﺨﺺ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﻇﺮﻑ ﻣﺨﺘﻮﻡ ﻓﻲ ﻣﻮﻃﻨﻪ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺃﻗﺎﺭﺑﻪ ﺃﻭ ﺧﺪﻣﻪ ﺃﻭ ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﻴﻪ ﺃﻭ ﺃﻱ‬
‫ﺷﺨﺺ ﺁﺧﺮ ﻳﺴﻜﻦ ﻣﻌﻪ‪ ،‬ﻭ ﻳﺸﻬﺪ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﻠﻢ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺑﺎﻟﺘﻮﺻﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺻﻞ‪.‬ﻭ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺪﺓ‬
‫ﻭﺳﺎﺋﻞ ﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺤﺪﻳﺪﻫﺎ‪.‬‬
‫ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺁﺟﺎﻝ ﻭ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﺿﺪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‪ ،‬ﻭ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺫﻟﻚ ‪،‬ﻓﺈﻥ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻻ‬

‫‪ -3‬ﻇﻬﻴﺮ ﺷﺮﻳﻒ ﺭﻗﻢ ‪ 008-58-1‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 4‬ﺷﻌﺒﺎﻥ ‪ 24 ) 1377‬ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ ‪ ( 1958‬ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ‪ ،‬ﺝ‪.‬ﺭ ﻋﺪﺩ ‪ 2372‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪21‬‬
‫ﺭﻣﻀﺎﻥ ‪ 11) 1377‬ﺃﺑﺮﻳﻞ ‪ (1958‬ﺹ‪ 914 .‬ﻭ ﺍﻟﻤﻐﻴﺮ ﻭ ﺍﻟﻤﺘﻤﻢ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ ‪ 05-05‬ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ ‪ 14‬ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻷﻭﻝ‪18)1432‬ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ ‪ ،(2011‬ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ‬
‫ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻋﺪﺩ‪ 5944‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 19‬ﻣﺎﻱ ‪،2011‬ﺹ‪2630..‬‬
‫‪ -3‬ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ ‪ 97-15‬ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺗﺤﺼﻴﻞ ﺍﻟﺪﻳﻮﻥ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺻﺎﺩﺭ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬﻩ ﺍﻟﻈﻬﻴﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺭﻗﻢ ‪ 175-00-1‬ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ ‪ 28‬ﻣﺤﺮﻡ ‪ 3) 1421‬ﻣﺎﻱ‬
‫‪ ، (2000‬ﺝ‪.‬ﺭ ﻋﺪﺩ ‪ 4800‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 28‬ﺻﻔﺮ ‪ / 1421‬ﻓﺎﺗﺢ ﻳﻮﻧﻴﻮ ‪ ،2000‬ﺹ‪1256. .‬‬
‫‪2‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫ﻳﺒﺪﺃ ﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻠﻤﺎ ﻳﻘﻴﻨﻴﺎ ﻳﺘﻢ ﺍﺳﺘﻨﺘﺎﺟﻪ ﻣﻦ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﻃﻌﻦ ﺿﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ‪.‬‬
‫ﻭﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﻦ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻹﺷﻬﺎﺭ ﻳﺒﻘﻰ ﺷﺮﻃﺎ ﺃﺳﺎﺳﻴﺎ ﻟﺪﺧﻮﻝ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺣﻴﺰ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ‪ ،‬ﻭ ﻳﻨﺘﺞ ﺃﺛﺮﻳﻦ ﻫﺎﻣﻴﻦ‪،‬‬
‫ﻓﻬﻮ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﺘﻄﺒﻴﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﻳﻦ‪ ،‬ﻭﻳﺸﻜﻞ ﻧﻘﻄﺔ ﺍﻧﻄﻼﻕ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺿﺪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‪.‬‬
‫ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﻳﺸﻜﻞ ﻗﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﻣﺎ ﺳﻮﺍء ﻛﺎﻥ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺎ ﺃﻡ ﻓﺮﺩﻳﺎ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺗﺪﺑﻴﺮ ﺇﺷﻬﺎﺭ ﻣﻼﺋﻢ‪،‬ﻓﺈﻥ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻻ‬
‫ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻣﺒﺪﺋﻴﺎ‪، ،‬ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻋﺪﻡ ﺍﻧﻄﻼﻕ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﻄﻌﻦ‪،‬ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﻳﻌﻨﻲ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ‬
‫ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﺃﻱ ﺧﺎﺭﺝ ﺃﺟﻞ ﺷﻬﺮﻳﻦ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ‬
‫ﺗﺤﻘﻘﺖ ﺷﻮﺍﻫﺪ ﻭﻭﻗﺎﺋﻊ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻋﻠﻢ ﻫﺆﻻء ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺒﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻦ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻋﻠﻤﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴﺎ ﻓﻌﻠﻴﺎ ﻭ ﻳﻘﻴﻨﻴﺎ ﻣﺤﺪﺩﺍ ﻭ‬
‫ﻗﺎﻃﻌﺎ ﻭ ﺷﺎﻣﻼ ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﺟﻤﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺑﺘﺴﻤﻴﺘﻪ ﺑﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻴﻘﻴﻨﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﺘﺢ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﺭﻏﻢ ﻏﻴﺎﺏ‬
‫ﺍﻹﺷﻬﺎﺭ ‪.4‬‬
‫ﻭﻳﻨﻄﻠﻖ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ ﻓﺮﺿﻴﺎﺕ ﺣﺘﻰ ﻣﻊ ﻏﻴﺎﺏ ﺗﺪﺑﻴﺮ ﺍﻹﺷﻬﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬
‫‪‬ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺷﺨﺺ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﺃﻭ ﺍﺳﺘﺪﻋﺎﺅﻩ ﺍﻟﻤﻨﺘﻈﻢ ﻟﻤﺪﺍﻭﻻﺕ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ‪.‬‬
‫‪‬ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﻃﻌﻦ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﺍﺳﺘﻌﻄﺎﻓﻲ ﺃﻭ ﺭﺋﺎﺳﻲ ﺿﺪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‪.‬‬
‫‪‬ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺿﺪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ‪.‬‬
‫‪‬ﺍﻟﻄﻌﻮﻥ ﺍﻟﻤﺮﻓﻮﻋﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﻛﺎﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻀﻤﻨﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﻫﺬﺍ ﻭﻳﺮﺗﺒﻂ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺑﺘﻮﺍﻓﺮ ﺷﺮﻭﻁ ﺛﻼﺙ ﻭﻫﻲ‪:‬‬
‫‪‬ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻛﺎﻣﻼ ﻭ ﺷﺎﻣﻼ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‪.‬‬
‫‪‬ﺃﻥ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺿﻨﻴﺎ ﻭ ﻻ ﺍﻓﺘﺮﺍﺿﻴﺎ‪.‬‬
‫‪‬ﺃﻥ ﻳﺜﺒﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻣﻌﻴﻦ ﻳﻤﻜﻦ ﺣﺴﺎﺏ ﻣﻴﻌﺎﺩ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻓﻴﻪ ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺮﺟﻌﻴﺔ‬
‫ﻳﻮﺟﺪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺳﻮﺍء ﻛﺎﻥ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺎ ﺃﻡ ﻓﺮﺩﻳﺎ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﻋﻠﻴﻪ‪ ،‬ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻨﺘﺞ ﺁﺛﺎﺭﻩ ﻭ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ‬
‫ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﻳﻦ ﺇﻻ ﺍﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺈﺷﻬﺎﺭﻩ ‪.4‬ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﺮﺟﺄ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺣﻴﺰ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻓﻲ‬
‫ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻏﺎﻳﺔ ﻣﺮﻭﺭ ﺃﺟﻞ ﻣﻌﻴﻦ ﺃﻭ ﺇﺗﻤﺎﻡ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺎﺕ ﺍﻹﺿﺎﻓﻴﺔ‪،‬ﻣﺜﻼ ﺇﺣﺎﻟﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﻏﺎﻳﺔ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻣﺤﺪﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺃﻭ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﻧﺺ ﻳﺤﺪﺩ‬
‫ﻃﺮﻕ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﺃﻭ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ‪،‬ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻟﻬﺎ ﺃﻳﻀﺎ ﺣﻖ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺗﻮﺍﺭﻳﺦ ﻋﺪﻳﺪﺓ‬
‫ﻟﻠﺪﺧﻮﻝ ﺣﻴﺰ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ‪.‬‬
‫ﻭ ﻳﺴﺮﻱ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﺗﺘﺠﻪ ﻣﻦ ﻟﺤﻈﺔ ﺍﺗﺨﺎﺫﻩ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬
‫ﺑﻌﺪﻡ ﺭﺟﻌﻴﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‪ ،‬ﺇﺫ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﻃﻼﻗﺎ ﻟﻠﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺇﻋﻄﺎء ﺃﺛﺮ ﺭﺟﻌﻲ ﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺗﻬﺎ ﻷﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ‬
‫ﺷﺄﻧﻪ ﺇﻫﺪﺍﺭ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‬
‫ﻭﺗﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺘﺮﻑ ﻟﻬﺎ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺑﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﻭ ﺗﻘﻮﻡ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺮﺟﻌﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺻﺎﺕ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ )ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﺰﻣﻨﻲ(‬
‫‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺮﺓ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ ﺑﺎﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺼﺒﺢ ﻧﻬﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬ﺃﻱ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﺤﻘﻮﻕ‬
‫ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺔ ‪.‬‬
‫ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﺮﻱ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻳﺠﺐ ﺭﺑﻄﻬﺎ ﺑﺈﻟﺰﺍﻣﻴﺔ ﺍﻹﺷﻬﺎﺭ‪،‬‬
‫ﻓﺎﻟﻘﺮﺍﺭ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺃﺛﺮ ﻣﺎﺩﺍﻡ ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ‪.‬‬

‫‪ -4‬ﻟﻠﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻴﻘﻴﻨﻲ‪،‬ﺃﻧﻈﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻷﻋﺮﺝ‪ ،‬ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‪ .‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ‪24..‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Eisenmann (ch.), Sur l’entrée en vigueur des normes administratives unilatérales, Mél. Stassinopoulos, P. 201.‬‬

‫‪3‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫ﻭﺗﺨﻀﻊ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺮﺟﻌﻴﺔ ﻟﻤﻨﻄﻖ ﺍﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻻﻧﺸﻐﺎﻝ ﺑﻀﻤﺎﻥ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ‪،‬ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻬﺎ‬
‫ﻟﻴﺴﺖ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻣﻄﻠﻘﺔ ﺑﻞ ﺗﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎءﺍﺕ ‪ ،‬ﻭﻫﻲ‪:‬‬
‫ﺃ‪ -‬ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺸﺮﻉ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺎﻷﺛﺮ ﺍﻟﺮﺟﻌﻲ ﻟﻘﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﺳﻤﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﺏ‪ -‬ﺇﻟﻐﺎء ﻗﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻟﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻳﺆﺩﻱ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﺇﻟﻰ ﺇﻟﺰﺍﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺑﺎﺗﺨﺎﺫ ﺗﺪﺍﺑﻴﺮ ﺑﺄﺛﺮ‬
‫ﺭﺟﻌﻲ ﻭ ﺃﺛﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﻴﺮ ﻳﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﻠﻐﻰ‪ .‬ﻭ ﺑﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﺈﻥ ﺇﻟﻐﺎء ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻣﻦ‬
‫ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺇﻋﺪﺍﻡ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻣﻨﺬ ﺻﺪﻭﺭﻩ ﻭ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻛﺄﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ‪.‬‬
‫ﺝ‪ -‬ﺳﺤﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺑﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻓﻲ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﻛﺈﻟﻐﺎء ﻟﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻵﺛﺎﺭ‬
‫ﺍﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻫﻲ ﺃﻳﻀﺎ ﺁﺛﺎﺭ ﺭﺟﻌﻴﺔ‪.‬‬
‫ﺩ‪ -‬ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻣﻞء ﻓﺮﺍﻍ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ‪.‬‬
‫ﻭﻓﻲ ﺍﻷﺧﻴﺮ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﻤﻠﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻹﺷﻬﺎﺭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻳﻈﻬﺮ ﻛﻀﻤﺎﻧﺔ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺪﺍﺭ ﻭﻛﻮﺳﻴﻠﺔ ﻟﺘﺪﻋﻴﻢ ﺍﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻷﻧﻪ ﻳﺠﻨﺒﻪ ﺧﻄﺮ ﺃﻥ ﻳﻔﺎﺟﺄ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﻗﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﺻﺎﻟﺤﻪ‬
‫ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ ﺑﻪ ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪:‬ﻃﺮﻕ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‬
‫ﻳﻔﺮﺽ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺩﻱ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﻳﻦ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺩﺧﻮﻟﻪ ﺣﻴﺰ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ‪ ،‬ﻓﻬﻮ ﻣﻠﺰﻡ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬﻢ‪ ،‬ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ‬
‫ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻨﻔﺬ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻣﻀﻄﺮﺓ ﻟﻠﺠﻮء ﻣﺴﺒﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ )ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻤﺴﺒﻖ(‪،‬ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﺗﻔﺮﺽ ﻭﺍﺟﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﻳﻦ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﻫﺆﻻء ﻻ ﻳﺨﻀﻌﻮﻥ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺑﺈﺭﺍﺩﺗﻬﻢ ﻟﻬﺬﻩ‬
‫ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ‪ .‬ﻭ ﻹﺟﺒﺎﺭﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻟﺘﻜﻔﻞ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻬﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ )ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ‬
‫ﺍﻟﻘﻮﺓ( ‪.‬‬
‫ﺃﻭﻻ‪ :‬ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻤﺴﺒﻖ‬
‫ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺣﻴﺰ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺑﺼﻔﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻨﺘﺞ ﺃﺛﺮﻩ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ‪ ،‬ﻓﻴﺠﺪ ﺍﻟﺸﺨﺺ‬
‫ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﺪﻑ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺭ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻨﺬ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺻﺎﺣﺐ ﺣﻖ ﺃﻭ ﻭﺍﺟﺐ‪ ،‬ﺩﺍﺋﻨﺎ ﺃﻭ ﻣﺪﻳﻨﺎ‪ ،‬ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻌﻤﻞ ﺃﻭ ﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﻋﻦ‬
‫ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻌﻤﻞ ﺃﻭ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻨﻈﺎﻡ ﺟﺪﻳﺪ‪.‬‬
‫ﻭﻫﻨﺎ ﺗﻈﻬﺮ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺮﻑ ﺑﻬﺎ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻤﻮﺟﺒﻬﺎ ﺗﻨﺘﺞ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻬﺎ ﺃﺛﺮﺍ‬
‫ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎ ﻓﻮﺭﻳﺎ ﻭ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻄﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ‪ ،‬ﻭﻋﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﻳﻜﻴﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺍﻣﺘﻴﺎﺯ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻤﺴﺒﻖ ‪.‬‬
‫ﻭﻳﻘﺼﺪ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻣﻌﻔﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻮﻗﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺠﻮء ﻣﺴﺒﻘﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ‪ .‬ﻭ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﺄﺗﻲ‬
‫ﺗﻌﺒﻴﺮ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻤﺴﺒﻖ‪ .‬ﻭ ﻳﺤﻤﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ‪:‬‬
‫ﺃ‪-‬ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺨﻀﻊ ﻟﻸﺛﺮ ﺍﻟﻔﻮﺭﻱ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻮﺿﺢ‬
‫ﻋﺪﻡ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺘﻪ‪.‬ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻓﻲ ﻭﺿﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻊ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﻭﺿﻌﻴﺔ ﻣﺮﻳﺤﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﻣﻊ ﻭﺿﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺐ‬
‫ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻄﺎﻋﻦ‪ .‬ﻓﺈﺫﺍ ﻧﺎﺯﻉ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻓﺈﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻌﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻠﺠﻮء ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ‪ ،‬ﻭ‬
‫ﺑﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﺈﻧﻪ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻣﺘﻴﺎﺯ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻤﺴﺒﻖ ﺗﺮﻏﻢ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﺬ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﻤﺪﻋﻲ‪.‬‬
‫ﺏ‪-‬ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻱ ﻓﺤﺺ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻘﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ‪ .‬ﻭ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻤﻜﻦ‬
‫ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﻔﺮﺽ ﺗﻨﻔﻴﺬﻩ ﺣﺘﻰ ﻭ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭ ﻳﻨﺎﺯﻉ ﻓﻴﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﺿﺪﻩ ﻻ ﻳﻮﻗﻒ ﻣﺒﺪﺋﻴﺎ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ‪ ،‬ﻭ‬
‫ﻳﺴﺘﻤﺮ ﺗﻨﻔﻴﺬﻩ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ‪.‬‬
‫ﻭ ﻳﻬﺪﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﺑﻀﻤﺎﻥ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﻭﻥ‬
‫ﻣﻦ ﺷﻠﻬﺎ ﺃﻱ ﺿﻤﺎﻥ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺸﻴﺌﺎ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺎ ﺇﺫ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎءﺍﺕ‪ ،‬ﺇﺫ ﻳﺠﻮﺯ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎء ﺗﻘﺪﻳﻢ‬
‫ﻃﻠﺐ ﻭﻗﻒ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺿﺪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ )ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 24‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ ‪ 90/41‬ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ‬
‫‪3‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫ﺑﺈﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻢ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ(‪ ،‬ﻭ ﻳﺸﺘﺮﻁ ﻹﻳﻘﺎﻑ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺷﺮﻭﻃﺎ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻭ ﺃﺧﺮﻯ ﺷﻜﻠﻴﺔ‪:‬‬
‫ﻭ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺷﺮﻃﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭ ﺍﻟﺠﺪﻳﺔ ‪.‬‬
‫ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺷﺮﻁ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻳﺮﺗﺐ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻳﺘﻌﺬﺭ ﺗﺪﺍﺭﻛﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻮ ﺣﻜﻢ ﺑﺈﻟﻐﺎء ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺑﻌﺪ‬
‫ﺗﻨﻔﻴﺬﻩ ﻭﻣﻦ ﺃﻣﺜﻠﺔ ﺫﻟﻚ ﻗﺮﺍﺭ ﻣﻨﻊ ﻃﺎﻟﺐ ﻣﻦ ﺍﺟﺘﻴﺎﺯ ﺍﻣﺘﺤﺎﻥ ﺃﻭ ﺑﻬﺪﻡ ﻣﻨﺰﻝ ‪.‬‬
‫ﺃﻣﺎ ﺷﺮﻁ ﺍﻟﺠﺪﻳﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻘﺼﺪ ﺑﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻃﻠﺐ ﻭﻗﻒ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻣﺒﻨﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺟﺪﻳﺔ ﻭ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ‬
‫ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺗﺮﺟﺢ ﻛﻔﺔ ﺇﻟﻐﺎءﻩ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺒﺤﺚ ﺩﻗﻴﻖ ﻭﻣﻌﻤﻖ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻄﻠﺐ ﻭ ﺩﻭﻥ‬
‫ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ‪.‬‬
‫ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ﻓﺘﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻃﻠﺐ ﺇﻳﻘﺎﻑ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻣﻘﺘﺮﻧﺎ ﺑﺪﻋﻮﻯ ﺍﻹﻟﻐﺎء‪ ،‬ﻭ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﻟﺸﻜﻠﻲ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ‪ ،‬ﻭ‬
‫ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻃﻠﺐ ﻭﻗﻒ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻣﻘﺪﻣﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﻣﻘﺎﻝ ﺩﻋﻮﻯ ﺍﻹﻟﻐﺎء ﺃﻭ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻘﺪﻣﺎ ﺑﻨﺎءﺍ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻋﻦ ﺩﻋﻮﻯ‬
‫ﺍﻹﻟﻐﺎء ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﺇﻳﻘﺎﻑ ﺗﻨﻔﻴﺬﻩ ﻻﺯﺍﻝ ﻟﻢ ﻳﻨﻔﺬ ﺑﻌﺪ‪ ،‬ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻗﺪ ﻭﻗﻊ ﺗﻨﻔﻴﺬﻩ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ‬
‫ﻓﻼ ﻣﺒﺮﺭ ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺈﻳﻘﺎﻑ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻟﻌﺪﻡ ﺟﺪﻭﻯ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﻳﻘﺎﻑ‪ ،‬ﻛﺄﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻴﻌﺎﺩ ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻥ ﻗﺪ ﻓﺎﺕ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ‬
‫ﻗﺪ ﺗﻢ ﻫﺪﻣﻪ‪.‬‬
‫ﻭﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺍﻣﺘﻴﺎﺯ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻤﺴﺒﻖ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻲ‬
‫‪4‬‬
‫ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻱ ﻓﺤﺺ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ‪ ،‬ﻭ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﺍﻟﻌﻤﻴﺪ ﻓﻴﺪﻝ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﺸﻲء ﺍﻟﻤﻘﺮﺭ ﺑﻪ‬
‫ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﻣﻊ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﺸﻲء ﺍﻟﻤﻘﻀﻲ ﺑﻪ ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺠﺒﺮﻱ‬
‫ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻳﻤﻨﺢ ﻟﻠﻔﺮﺩ ﺣﻘﺎ ﺃﻭ ﺧﻴﺎﺭﺍ ﻛﺮﺧﺼﺔ ﺍﺣﺘﻼﻝ ﺟﺰء ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻣﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪،‬ﺭﺧﺼﺔ‬
‫ﺍﻟﺒﻨﺎء‪،‬ﺭﺧﺼﺔ ﺍﻟﺼﻴﺪ‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻌﻮﺩ ﻟﻠﻔﺮﺩ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺣﻘﻪ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻓﻘﻂ ﺃﻥ ﻻ ﺗﻀﻊ ﺍﻟﻌﻮﺍﺋﻖ‬
‫ﺃﻣﺎﻡ ﺫﻟﻚ‪.‬‬
‫ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻳﻀﻊ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺸﻜﻞ ﺍﻷﺻﻌﺐ‪،‬ﻓﻔﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺸﺨﺺ‬
‫ﺃﻥ ﻳﻤﺘﻨﻊ ﻋﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻪ‪،‬ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﺠﺒﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻀﻮﻉ ﻭ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ؟‬
‫ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻬﺎ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻘﻮﺓ‪ ،‬ﻭﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻻﻣﺘﻴﺎﺯ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‬
‫ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﻪ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ‪ ،‬ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺠﺒﺮ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭ ﺍﻟﻤﻤﺘﻨﻊ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﺘﻲ‬
‫ﻳﺘﻀﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‪.‬ﻭﻫﻲ ﻓﺮﺿﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ‪ .‬ﻓﺎﻹﺩﺍﺭﺓ ﺗﻄﺒﻖ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ‪ ،‬ﻭ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﺄﺗﻲ‬
‫ﻃﺎﺑﻌﻬﺎ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺠﺒﺮﻱ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﻭ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻻ ﺗﻠﺠﺄ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺍﺟﺘﻤﻌﺖ ﺷﺮﻭﻁ ﻣﻌﻴﻨﺔ‬
‫‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺑﻬﺎ ﻭ ﺗﺤﺖ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻬﺎ‪.‬‬
‫ﺃ‪ -‬ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻟﻠﺠﻮء ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺠﺒﺮﻱ‪:‬‬
‫ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻠﺠﻮء ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺠﺒﺮﻱ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺍﺟﺘﻤﻌﺖ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬
‫‪‬ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺮﺧﺺ ﺑﻪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺻﺮﺍﺣﺔ‪ ،‬ﻭ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺪﺓ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺗﺠﻴﺰ ﺍﻟﻠﺠﻮء ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺜﻼ‪:‬‬
‫‪-‬ﺗﻨﺺ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 108‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﺭﻗﻢ ‪ 14-113‬ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ ‪ 07‬ﻳﻮﻟﻴﻮﺯ‬
‫‪ 4 2015‬ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ‪ ":‬ﻳﺠﻮﺯ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﺐ ﻋﻨﺪ ﺍﻻﻗﺘﻀﺎء ﻣﻦ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﺔ ﺃﻭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻳﻤﺜﻠﻪ‬
‫ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﺘﺸﺮﻳﻊ ﺍﻟﻤﻌﻤﻮﻝ ﺑﻪ ‪ ،‬ﻗﺼﺪ ﺿﻤﺎﻥ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻪ ﻭ ﻣﻘﺮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ"‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-Schwarzenberg (R.G.), L'autorité de la chose décidée, 1969, p.792.‬‬
‫‪ - 4‬ﻇﻬﻴﺮ ﺷﺮﻳﻒ ﺭﻗﻢ ‪ 1.15.84‬ﺻﺎﺩﺭ ﻓﻲ ‪ 20‬ﻣﻦ ﺭﻣﻀﺎﻥ ‪ 7 ) 1436‬ﻳﻮﻟﻴﻮ ‪ (2015‬ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﺭﻗﻢ ‪ 113.14‬ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ‪.‬ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ‬
‫ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻋﺪﺩ ‪ 6380‬ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 6‬ﺷﻮﺍﻝ ‪23 ﴿ 1436‬ﻳﻮﻟﻴﻮ ‪﴾2015‬‬

‫‪3‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫‪ -‬ﺗﻨﺺ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 81‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ ‪ 90-12‬ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﻌﻤﻴﺮ‪" :‬ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﻠﺠﺄ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺎ ﻭ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺔ‬
‫ﺍﻟﻤﺎﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﻫﺪﻡ ﺍﻟﺒﻨﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺸﻴﺪﺓ ﺑﺪﻭﻥ ﺭﺧﺼﺔ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺪﻭﻣﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ"‪.‬ﻭ ﺗﻨﺺ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 69‬ﻋﻠﻰ ﺃﻥ "ﻳﺒﻠﻎ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻬﺪﻡ‬
‫ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻒ ﻭﻳﺤﺪﺩ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﺟﻞ ﺍﻟﻤﻀﺮﻭﺏ ﻟﻪ ﻹﻧﺠﺎﺯ ﺃﺷﻐﺎﻝ ﺍﻟﻬﺪﻡ‪ .‬ﻭ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﺪﻯ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺟﻞ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﻳﻮﻣﺎ‪،‬‬
‫ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻨﺠﺰ ﺍﻟﻬﺪﻡ ﻓﻲ ﺍﻷﺟﻞ ﺍﻟﻤﻀﺮﻭﺏ ﻟﺬﻟﻚ ﺗﻮﻟﺖ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻒ"‪  .‬ﻳﺠﺐ ﺃﻻ‬
‫ﺗﺘﻮﻓﺮ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻤﺎ ﻫﻲ ﺇﺫﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﻮﻝ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ ﺩﻭﻥ‬
‫ﺍﻟﻠﺠﻮء ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻮﺓ‪ .‬ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻓﻌﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬ﻓﺈﺫﺍ ﺭﻓﺾ ﺷﺨﺼﺎ ﻣﺎ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻗﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﺗﺤﻴﻠﻪ‬
‫ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ‪ .‬ﻭﻧﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﻠﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺨﻀﻮﻉ ‪.‬ﻭﻣﻦ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ‪ 11‬ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 609‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺎﻗﺐ "ﺑﻐﺮﺍﻣﺔ ﺗﺘﺮﺍﻭﺡ‬
‫ﺑﻴﻦ ﻣﺎﺋﺔ ﻭ ﻣﺎﺋﺔ ﻭ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺩﺭﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻒ ﻣﺮﺳﻮﻣﺎ ﺃﻭ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﺻﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺇﺫﺍ‬
‫ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻟﻢ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻮﺑﺎﺕ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻤﻦ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺃﺣﻜﺎﻣﻪ"‪.‬‬
‫ﻭ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﻮﻗﻊ ﻋﻘﻮﺑﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﻃﺎﺑﻊ ﺇﺩﺍﺭﻱ‪ ،‬ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ‬
‫ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺟﺪﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻓﻘﺪ ﺗﻌﺪﺩﺕ ﻭ ﺗﻨﻮﻋﺖ ﻣﻨﺬ ﺑﻀﻌﺔ ﻋﻘﻮﺩ‪،‬ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻣﻮﺿﺔ ‪ 4‬ﻭﻗﺪ‬
‫ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺗﻜﺘﺴﻲ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺔ ﻣﺴﻄﺮﺓ‬
‫ﺟﺪﻳﺔ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﻹﻋﻄﺎء ﺿﻤﺎﻧﺎﺕ ﻟﻠﻤﺪﺍﺭﻳﻦ ‪.‬‬
‫ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻵﻥ ﺃﻗﻞ ﺧﻄﻮﺭﺓ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻤﻜﻨﺔ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﺺ ﻳﺮﺧﺺ‬
‫ﺑﻬﺎ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻤﺒﺪﺃ ﻻ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻭﻻ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺇﻻ ﺑﻨﺺ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻢ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺃﻳﻀﺎ ﻭﻧﻔﺲ ﺍﻟﺸﻲء ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ‬
‫ﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ‪ .‬ﻭﺭﻏﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺿﺮﻭﺭﻳﺎ‪،‬ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﺣﻮﻝ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ‬
‫ﻓﻴﻬﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺨﺼﻢ ﻭ ﺍﻟﺤﻜﻢ ‪.4‬‬
‫ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ‪،‬ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﻠﺠﺄ ﺑﺸﺮﻭﻁ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺠﺒﺮﻱ‪.‬‬
‫‪‬ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺼﻄﺪﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺑﻤﻘﺎﻭﻣﺔ‪ ،‬ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﺃﻭ ﺳﻠﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺇﻻ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﻠﺠﻮء ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺗﻨﻜﻴﺪﺍ ﻏﻴﺮ ﻣﻔﻴﺪ ‪.‬‬
‫ﻭﺃﻥ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻤﻜﻨﺎ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺑﻮﺳﺎﺋﻞ ﺃﺧﺮﻯ‪ ،‬ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﻻ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻮﺑﺎﺕ ﺟﻨﺎﺋﻴﺔ ﺃﻭ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ‬
‫ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺒﻖ ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻓﻌﺎﻟﺔ ‪.‬‬
‫‪ ‬ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﺳﺘﻌﺠﺎﻝ‪ ،‬ﻭ ﻳﻌﻮﺽ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭﺣﺪﻩ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ‪ :‬ﻓﻬﻮ ﻳﺴﻤﺢ ﺩﺍﺋﻤﺎ‬
‫ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﺑﺪﻭﻥ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﻭ ﺑﺪﻭﻥ ﺍﻟﻠﺠﻮء ﻣﺴﺒﻘﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ‪ .‬ﻭﺇﻟﻰ‬
‫ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻳﻌﻮﺩ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺤﺎﻟﺔ ﺍﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﺃﻡ ﻻ‪ ،‬ﻭﺗﺴﻤﺢ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ‬
‫ﺑﺎﻟﺘﺼﺮﻑ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺎ ﺩﻭﻥ ﺣﺎﺟﺔ ﻷﻥ ﺗﺘﺨﺬ ﻣﺴﺒﻘﺎ ﻗﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﻳﺼﻄﺪﻡ ﺑﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺤﺠﺰ‬
‫ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ ﻭ ﻣﺼﺎﺩﺭﺓ ﺃﻋﺪﺍﺩﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻭ ﻧﺰﻉ ﺍﻟﻤﻠﺼﻘﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺧﻄﻴﺮﺓ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺇﺗﻼﻑ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ‬
‫ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻴﺔ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﻣﺪﺓ ﺻﻼﺣﻴﺘﻬﺎ ‪،‬ﻓﺎﻹﺩﺍﺭﺓ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻌﻄﻲ ﻣﺴﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﻌﻨﻴﻴﻦ ﺑﺎﻷﻣﺮ‬
‫ﺃﻣﺮﺍ ﺑﺴﺤﺐ ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺃﻭ ﺗﻤﺰﻳﻖ ﺍﻟﻤﻠﺼﻘﺎﺕ ﺃﻭ ﺇﺗﻼﻑ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻴﺔ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ ‪.‬‬
‫‪ ‬ﻭﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ‪ ،‬ﻭﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ‪ ،‬ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻻ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﺨﺬﺓ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺩ ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻨﺤﺼﺮ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺿﺮﻭﺭﻱ ‪ .‬ﻭ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺁﺧﺮ ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺄﻱ ﺷﻲء‪ ،‬ﺑﻞ ﻳﺠﺐ‬
‫ﺃﻥ ﻻ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺠﺒﺮﻱ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺿﺮﻭﺭﻱ ﻭﻧﺠﺪ ﻫﻨﺎ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗﻜﻴﻴﻒ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻐﺎﻳﺎﺕ ﺃﻱ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺗﺪﺍﺑﻴﺮ‬
‫ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺿﺮﻭﺭﻳﺔ ﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﺎﻷﻣﺮ‪ ..‬ﻛﻤﺎ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ‬
‫ﺗﺮﻳﺪ ﺗﻄﺒﻴﻘﻪ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻘﻮﺓ ‪ .‬ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺗﺠﺘﻤﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺠﺒﺮﻱ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻤﻜﻨﺎ ﻭ ﻟﻴﺲ ﺇﻟﺰﺍﻣﻴﺎ ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪Chapus (R.), droit administratif, 1997, Tome 1, n°1354-.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Waline (J.), droit administratif 22 éd. Dalloz2008, p.405-‬‬
‫‪3‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫ﺏ‪ -‬ﺟﺰﺍءﺍﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻟﻠﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺠﺒﺮﻱ‪:‬‬


‫ﻛﻞ ﻟﺠﻮء ﻏﻴﺮ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺠﺒﺮﻱ‪ ،‬ﺗﺘﺤﻤﻞ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻧﺘﺎﺋﺠﻪ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻭﺍﺟﻬﺎﺕ‪:‬‬
‫‪‬ﻓﺈﺫﺍ ﻟﺠﺄﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻓﻲ ﺷﺮﻭﻁ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻟﻘﺮﺍﺭ ﺃﻟﻐﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ‪،‬‬
‫ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻌﺮﺽ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻟﻠﺘﻌﻮﻳﺾ‪.‬‬
‫‪ ‬ﺇﺫ ﻟﺠﺄﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺠﺒﺮﻱ ﻟﻘﺮﺍﺭ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﻓﻲ ﺷﺮﻭﻁ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ‪،‬ﺃﻱ ﺇﺫﺍ ﻟﺠﺄﺕ‬
‫ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺠﺒﺮﻱ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻘﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ‪،‬ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺘﺤﻤﻞ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻬﺎ ‪.‬‬
‫‪ ‬ﺃﺧﻴﺮﺍ ﻓﺈﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻋﺘﺪﺍءﺍ ﻣﺎﺩﻳﺎ‪ ،‬ﺇﺫﺍ ﺗﻢ ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ ﺑﺤﻖ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﺃﻭ ﺑﺤﺮﻳﺔ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺰﻭﺍﻝ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‬
‫ﻛﻴﻒ ﺗﺰﻭﻝ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ؟ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻱ ﻣﺸﻜﻞ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺫﺍﺗﻪ ﻳﺤﺪﺩ ﻣﺪﺓ ﺗﻄﺒﻴﻘﻪ‪،‬ﻓﺎﻧﺘﻬﺎء ﺍﻷﺟﻞ‬
‫ﺍﻟﻤﺤﺪﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺯﻭﺍﻟﻪ‪ .‬ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﻜﺴﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﻳﻄﺒﻖ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺩﻭﻥ ﺃﻱ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻟﻠﻤﺪﺓ‪ ،‬ﻓﻠﻴﺲ‬
‫ﻫﻨﺎﻙ ﺑﻄﻼﻥ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭ ﻧﺴﺦ ﻟﻌﺪﻡ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﻝ‪.‬‬
‫ﻓﻺﻧﻬﺎء ﻗﺮﺍﺭ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻗﺮﺍﺭ ﺻﺮﻳﺢ‪ ،‬ﺇﻣﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ) ﺍﻹﻟﻐﺎء ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺯ ﻓﻲ‬
‫ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ( ﻭﺇﻣﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺎ ﺃﻭ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺗﻈﻠﻢ ﺇﺩﺍﺭﻱ ‪.‬‬
‫ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺗﻀﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺣﺪﺍ ﻷﺣﺪ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻌﻄﻲ ﻟﻌﻤﻠﻬﺎ ﻣﺤﺘﻮﻯ ﻣﺘﻨﻮﻋﺎ‪:‬‬
‫‪ ‬ﻓﻌﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻨﺴﺦ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺗﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺇﻧﻬﺎء ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺇﻣﺎ ﺑﺘﻌﻮﻳﻀﻪ ﺑﻘﺮﺍﺭ ﻣﺨﺘﻠﻒ‪ ،‬ﻭﻓﻲ‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺿﻤﻨﻴﺎ ﻭ ﻳﻨﺘﺞ ﻣﻦ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ‪ .‬ﻭ ﺇﻣﺎ ﺑﺈﻟﻐﺎﺋﻪ ﺑﻜﻞ ﺑﺴﺎﻃﺔ‪.‬‬
‫‪ ‬ﻭ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺴﺤﺐ‪ ،‬ﺗﻨﻬﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺭﺟﻌﻴﺔ ﺍﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻴﻪ ﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‪ ،‬ﻭﺗﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﻣﺤﻮ ﺁﺛﺎﺭﻩ ﻛﻠﻴﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﻐﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﺩﻋﻮﻯ ﺍﻹﻟﻐﺎء ‪.‬‬
‫ﻭ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﺑﻴﻦ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﻳﻦ‪ ،‬ﻓﻴﺠﺐ ﺃﻭﻻ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺃﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻗﺪ‬
‫ﺗﺨﻄﺊ ﻭﻟﻮ ﺑﺤﺴﻦ ﻧﻴﺔ ﻭﻗﺪ ﺗﺘﻐﻴﺮ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻜﻤﺖ ﻓﻲ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‪ ،‬ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺠﺐ ﺗﻤﻜﻴﻦ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻣﻦ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺃﻭ‬
‫ﺳﺤﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻷﺻﻠﻲ‪.‬‬
‫ﻭﻟﻜﻦ ‪ ،‬ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺲ ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺑﺴﻠﻄﺔ ﺗﻘﺪﻳﺮﻳﺔ ﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻬﺎ ﻷﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ‬
‫ﻳﺘﺼﺮﻑ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﻭﻥ ‪ ،‬ﻓﻬﻢ ﻳﺴﺘﻨﺪﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺗﺨﺬﺗﻬﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ‪ ،‬ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺃﻱ ﻟﻸﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ‪.‬‬
‫ﻭ ﻫﻨﺎﻙ ﺛﻼﺛﺔ ﺍﻧﺸﻐﺎﻻﺕ ﺗﻬﻴﻤﻦ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺎﻡ ﺯﻭﺍﻝ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‪:‬‬
‫‪-‬ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺗﻤﻜﻴﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﺿﻤﺎﻥ ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﺍﻟﺴﺤﺐ ‪Retrait‬‬
‫ﺳﺤﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻳﻌﻨﻲ ﻣﺤﻮ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻭ ﺇﻟﻐﺎﺅﻩ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻣﻨﺬ ﺩﺧﻮﻟﻪ ﺣﻴﺰ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ‪ ،‬ﺃﻱ‬
‫ﺑﺄﺛﺮ ﺭﺟﻌﻲ‪ .‬ﻭﺑﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻫﻮ ﺇﻟﻐﺎء ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻛﻠﻴﺎ ﻭ ﺟﺰﺋﻴﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺎﺿﻲ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ‪ .‬ﻓﺎﻟﺴﺤﺐ‬
‫ﻳﻤﺤﻮ ﻛﻠﻴﺎ ﺃﻭ ﺟﺰﺋﻴﺎ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭ ‪.‬‬
‫ﻭﺍﻟﺴﺤﺐ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﻗﺮﺍﺭﻳﻦ‪ :‬ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺴﺎﺣﺐ ﻭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺴﺤﻮﺏ ‪ .‬ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺴﺤﻮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻫﻮ ﻗﺮﺍﺭ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻛﺄﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺃﻱ ﻗﺮﺍﺭ ﻟﻢ ﻳﺘﺪﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ‪ ،‬ﻓﺘﺘﻢ ﺇﺑﺎﺩﺗﻪ ﻣﻨﺬ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻭ ﻳﺨﺘﻔﻲ ﻛﻠﻴﺎ‪ ،‬ﻭ‬
‫ﻳﻜﻮﻥ ﻟﺰﻭﺍﻟﻪ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻺﻟﻐﺎء ﺍﻟﻤﻘﺮﺭ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ‪.‬‬
‫ﻭﺣﺴﺐ ﻣﻨﻄﻖ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﺴﺤﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﻜﻦ ﺳﺤﺐ ﻗﺮﺍﺭ ﻣﺎ ﺑﺄﺛﺮ‬
‫ﺭﺟﻌﻲ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻘﺮﺍﺭ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺃﻡ ﻻ‪ ،‬ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻱ ﺳﺒﺐ ﻟﻠﺘﺮﺍﺟﻊ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻗﺮﺍﺭ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺧﺎﺻﺔ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺃﻧﺸﺎ ﺣﻘﻮﻗﺎ ﻣﻜﺘﺴﺒﺔ‪ ،‬ﻷﻥ ﻣﺒﺪﺃ ﻋﺪﻡ ﺭﺟﻌﻴﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻳﻘﻒ ﻋﻘﺒﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺫﻟﻚ‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫ﻓﺎﻟﺴﺤﺐ ﺍﻟﺮﺟﻌﻲ ﻟﻘﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﺴﺘﺤﻴﻼ ﺇﺫﺍ ﺗﻮﻟﺪﺕ ﻋﻨﻬﺎ ﺣﻘﻮﻗﺎ ﻟﻸﻓﺮﺍﺩ ‪ ،‬ﻭ ﺗﺮﺗﻜﺰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻣﺒﺪﺃ ﻋﺪﻡ ﺭﺟﻌﻴﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‪ ،‬ﻷﻥ ﺇﻧﻬﺎء ﻗﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﻳﺸﻜﻞ ﻓﻲ ﺣﺪ ﺫﺍﺗﻪ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ ﻭ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺳﺒﺐ‬
‫ﻳﻤﻨﻊ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻣﺒﺪﺃ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺮﺟﻌﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺸﺊ ﻭﺿﻌﻴﺎﺕ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﻊ‬
‫ﺣﺪﺍ ﻟﻬﺎ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﺴﺤﺐ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺒﺮﻳﺮﻩ ﺇﻻ ﺑﺎﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻤﺤﻮ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ‪ .‬ﻓﺎﻹﺩﺍﺭﺓ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﻋﺪﻡ ﺷﺮﻋﻴﺔ‬
‫ﺗﻤﺲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﺴﺤﺐ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻤﻼﺋﻤﺔ ﻫﻮ ﺳﺤﺐ ﻏﻴﺮ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﺪﺋﻴﺔ ‪.4‬ﻓﺎﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺗﻄﺮﺡ ﺇﺫﻥ‬
‫ﺃﺳﺎﺳﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺔ ﺃﻱ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﺘﺸﻒ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻃﺎﺑﻌﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ‪.‬ﻭ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﺴﺤﺐ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺳﺤﺒﻪ ﻭ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻗﺪ ﺃﻧﺸﺄ ﺣﻘﻮﻗﺎ ﺃﻡ ﻻ ‪ .‬ﻭﻫﻮ ﺗﻤﻴﻴﺰ‬
‫ﻳﻜﺘﺴﻲ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪ :‬ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ‬
‫ﺇﻥ ﺳﺤﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﺸﺌﺔ ﻟﻠﺤﻘﻮﻕ‪ ،‬ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻤﻜﻨﺎ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻟﺤﻈﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺴﺤﺐ ﻫﻨﺎ‬
‫ﻻ ﻳﺼﺪﻡ ﺑﺄﻱ ﺣﻖ ﻣﻜﺘﺴﺐ‪ ،‬ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﻣﺤﻮ ﻋﺪﻡ ﺷﺮﻋﻴﺔ ‪ .‬ﻓﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ‪ ،‬ﻓﺈﻥ‬
‫ﺍﻟﺴﺤﺐ ﻳﺒﻘﻰ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻣﻤﻜﻨﺎ‪.‬‬
‫ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺳﺤﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﻨﺸﺌﺔ ﻟﻠﺤﻘﻮﻕ ﻳﺼﻄﺪﻡ ﺑﺎﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺔ‪،‬‬
‫ﺇﺫ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺳﺤﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺇﻻ ﺩﺍﺧﻞ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺃﻱ ﺩﺍﺧﻞ ﺃﺟﻞ ﺷﻬﺮﻳﻦ‪.‬ﻭ ﻟﻠﺴﺒﺐ ﻧﻔﺴﻪ‪ ،‬ﻳﺒﻘﻰ‬
‫ﺍﻟﺴﺤﺐ ﻣﻤﻜﻨﺎ ﺧﻼﻝ ﻣﺪﺓ ﺍﻟﺘﻘﺎﺿﻲ ﻋﻨﺪ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﻓﻲ ﺍﻷﺟﻞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻷﻥ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻻ ﺗﺼﺒﺢ ﻣﻜﺘﺴﺒﺔ ﺑﺼﻔﺔ‬
‫ﻧﻬﺎﺋﻴﺔ ﻣﺎﺩﺍﻡ ﺃﻥ ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻻﺯﺍﻟﺖ ﻣﻤﻜﻨﺔ‪.‬ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺃﻛﺪﻩ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﺮﺓ ﺑﻘﻮﻟﻪ‬
‫"‪ .. .‬ﺇﻥ ﻣﺒﺪﺃ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺔ ﻳﻘﻒ ﻣﺎﻧﻌﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻣﻦ ﺳﺤﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﺨﺬﺓ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭ‬
‫ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺠﺎﺭﻱ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﻗﺖ ﺻﺪﻭﺭﻫﺎ ﻭ‪ . ..‬ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻣﺸﻮﺑﺎ ﺑﻌﺪﻡ‬
‫ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﻴﺔ ‪.4 " ...‬‬
‫ﻭﺗﺮﺗﻜﺰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﺤﺐ ﺍﻟﺮﺟﻌﻲ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻛﺠﺰﺍء ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻟﻌﺪﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻮﺏ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‬
‫ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﺎ ﺳﻴﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﻗﺎﺿﻲ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻋﻨﺪ ﻧﻈﺮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻟﻺﻟﻐﺎء ‪،‬‬
‫ﻓﺎﻟﺴﺤﺐ ﻫﻨﺎ ﻟﻴﺲ ﺇﻻ ﺩﻭﺍء ﺑﺪﻳﻼ ﻟﻺﻟﻐﺎء ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻭ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﻌﻰ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ‬
‫ﺑﺴﻴﻄﺔ ‪.‬‬
‫ﻭﺗﺠﺪﺭ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﻤﻜﻦ ﺳﺤﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﺪﻭﻣﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺷﺮﻁ ﺍﻵﺟﺎﻝ‪.‬‬
‫ﺇﺫﺍ ﻓﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺟﻞ ﺃﻭ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻄﻌﻦ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺴﺤﺐ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻣﻤﻜﻨﺎ‪ .‬ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺭﻏﻢ ﻋﺪﻡ‬
‫ﺷﺮﻋﻴﺘﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻓﻴﻪ ﻭ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻨﺒﻊ ﻣﻨﻪ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﻜﺘﺴﺒﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻧﻬﺎﺋﻲ‪ .‬ﻓﻬﻨﺎ ﻳﺼﻄﺪﻡ ﺍﻟﺴﺤﺐ‬
‫ﺑﻤﺒﺪﺃ ﻋﺪﻡ ﺭﺟﻌﻴﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭﺻﻴﺎﻧﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺔ‪ ،‬ﺇﺫ ﻳﻤﻨﻊ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ‬
‫ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﺃﻳﺔ ﻟﺤﻈﺔ ﻭﺗﺤﺖ ﺃﻱ ﻣﺒﺮﺭ ﻛﺎﻥ ﺑﺴﺤﺐ ﻗﺮﺍﺭ ﺗﻮﻟﺪﺕ ﻋﻨﻪ ﺣﻘﻮﻕ ﻣﻜﺘﺴﺒﺔ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺸﻜﻞ ﻋﻨﺼﺮ ﻟﻸﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ‪ :‬ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺸﺮﻭﻋﺔ ﻓﻴﺠﺐ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﺸﺮﻉ ﺑﻌﺪ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ‬

‫‪-4‬ﻭﺍﺳﺘﺜﻨﺎء ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ‪،‬ﻓﺈﻥ ﺳﺤﺐ ﻗﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻤﻜﻨﺎ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻟﺤﻈﺔ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻨﻪ‪،‬ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﺤﺐ ﻻ ﻳﻤﺲ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻐﻴﺮ‪.‬‬
‫ﻛﻤﺎ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﻟﺴﺤﺐ ﻣﻤﻜﻨﺎ ﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻣﺸﺮﻭﻋﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﺗﻨﺸﺊ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺣﻘﻮﻗﺎ‪،‬ﻓﺎﻟﺴﺤﺐ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻀﺮ ﺑﺄﺣﺪ‪،‬ﺑﻞ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ‪،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺒﺘﻬﺠﺎ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﺤﺐ‪،‬ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﻣﺜﻼ ﺑﻘﺮﺍﺭ ﻳﺤﺪﺩ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺗﺄﺩﻳﺒﻴﺔ ﺃﻭ ﺭﻓﺾ ﺭﺧﺼﺔ ﺍﻟﺒﻨﺎء‬
‫ﺃﻭ ﻓﺘﺢ ﺻﻴﺪﻟﻴﺔ ‪ .‬ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻋﺰﻝ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ‪ ،‬ﺇﺫ ﻳﻤﻜﻦ ﺳﺤﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﻴﺮ ﺑﺼﻔﺔ ﺭﺟﻌﻴﺔ‪ .‬ﻭ ﻫﻮ ﻻ ﻳﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ‬
‫ﻋﺰﻝ ﺍﻟﻤﻮﻇﻒ ﻣﺘﺒﻮﻋﺎ ﺑﺘﻌﻴﻴﻦ ﺧﻠﻔﻪ‪.‬‬
‫‪-4‬ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ‪ ،‬ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ‪ 26‬ﻳﻨﺎﻳﺮ ‪ ،1968‬ﻣﺒﺎﺭﻙ ﺍﻟﻄﺮﻗﻲ‪ ،‬ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ‪،7‬ﺹ‪،106.‬ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﻤﻜﻨﺎﺱ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ‬
‫‪ 13‬ﺃﺑﺮﻳﻞ‪ ،2000‬ﺍﻟﺸﻮﻳﺦ ﻣﺤﻤﺪ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔﻋﺪﺩ ‪،38-39‬ﻣﺎﻱ‪ -‬ﻏﺸﺖ‪،2001‬ﺹ‪227..‬‬
‫‪3‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﺮﻉ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ‪ ،‬ﻓﺎﻷﻭﻟﻰ‪ ،‬ﻳﻤﻜﻦ ﺳﺤﺒﻬﺎ‪.‬ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻻ ﺗﺨﻮﻝ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺣﻘﻮﻗﺎ ﺇﻻ‬
‫ﺑﺘﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎ ﻓﺮﺩﻳﺎ ‪،‬ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺠﻮﺯ ﺳﺤﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻣﺸﻮﺑﺎ ﺑﺎﻟﺸﻄﻂ‬
‫ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻗﻀﺖ ﺑﻪ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺃﺷﻬﺮ ﺃﺣﻜﺎﻣﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺄﻧﻪ ‪":‬ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ‬
‫ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺳﺤﺐ ﻣﺮﺳﻮﻡ ﺗﻨﻈﻴﻤﻲ ﻳﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺢ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺃﻗﺪﻣﻴﺘﻬﻢ ﻭ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﻟﻢ ﻳﺼﺪﺭ‬
‫ﺗﻄﺒﻴﻘﺎ ﻟﻪ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﻓﺮﺩﻳﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﻓﺎﺩﺓ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻦ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﻣﻦ ﻣﻔﻌﻮﻝ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻨﺸﺊ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﺣﻘﺎ ﻣﻜﺘﺴﺐ‬
‫‪."4‬‬
‫ﺃﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﺮﻉ ﻓﻲ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ ﺳﺤﺒﻬﺎ ﻟﻌﺪﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺇﻻ ﺩﺍﺧﻞ ﺃﺟﻞ‬
‫ﺍﻟﻄﻌﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻭﺧﻼﻝ ﻣﺪﺓ ﺍﻟﺘﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺭﻓﻊ ﺩﻋﻮﻯ‪.‬‬
‫ﻭ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﺘﺬﻛﻴﺮ ﺃﻥ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺳﺤﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻻ ﺗﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ‬
‫ﺑﻄﺮﻕ ﺗﺪﻟﻴﺴﻴﺔ ﻛﺎﻟﺘﺼﺮﻳﺤﺎﺕ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﺔ ﻭﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﻟﻤﺰﻭﺭﺓ ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺍﻟﻨﺴﺦ ‪Abrogation‬‬
‫ﺍﻟﻨﺴﺦ ﻫﻮ ﻭﺿﻊ ﺣﺪ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻓﻘﻂ ﻣﻊ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻅ ﺑﺂﺛﺎﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ‪ ،‬ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺁﺛﺎﺭ‬
‫ﻻﺣﻘﺔ ‪.‬‬
‫ﻓﻨﺴﺦ ﻗﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﻫﻮ ﺇﻧﻬﺎﺅﻩ ﻭ ﺇﻟﻐﺎﺅﻩ ﺑﺄﺛﺮ ﻏﻴﺮ ﺭﺟﻌﻲ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ‪ ،‬ﻓﻌﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﺍﻟﺴﺤﺐ ‪ ،‬ﻳﻬﺪﻑ‬
‫ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺇﻟﻰ ﺇﻟﻐﺎء ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻛﻠﻴﺎ ﺃﻭ ﺟﺰﺋﻴﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻓﻘﻂ ‪ ،‬ﻭﺑﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﺈﻥ ﻧﺴﺦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺇﺫﻥ ﻫﻮ‬
‫ﺇﻟﻐﺎﺅﻩ ﺩﻭﻥ ﺃﺛﺮ ﺭﺟﻌﻲ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ ﺑﺂﺛﺎﺭﻩ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺗﺠﺐ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻭ ﻋﻠﻰ ﻏﺮﺍﺭ ﺍﻟﺴﺤﺐ‪،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺴﺤﺐ‬
‫ﻳﻀﻌﻨﺎ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﻗﺮﺍﺭﻳﻦ‪ :‬ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻨﺎﺳﺦ ﻭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﻨﺴﻮﺥ‪.‬‬
‫ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺻﺮﻳﺤﺎ‪ ،‬ﺃﻱ ﻳﺘﻢ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﻗﺮﺍﺭ ﺟﺪﻳﺪ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﻭ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ‬
‫ﺍﻟﺘﻲ ﺻﺪﺭ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻷﺻﻠﻲ ﺣﺴﺐ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻱ ﻓﻲ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﺎﻃﺮ‪ ،‬ﻭﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺿﻤﻨﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ‬
‫ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺮﺍﺭ ﻻﺣﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺗﻔﻮﻗﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﺍﻓﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ﻓﻴﺠﺐ ﻣﺤﻮ‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻢ ﻧﻘﻀﻪ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ‪.‬‬
‫ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮ‪،‬ﻓﻴﺠﺐ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﻓﻲ ﻇﻠﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻠﺠﺄ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺴﺦ‪ ،‬ﻟﻠﺠﻮﺍﺏ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪ :‬ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ‬
‫ﺇﻥ ﻧﺴﺦ‪ -‬ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻣﻤﻜﻨﺎ ﻷﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺑﻠﺔ‬
‫ﻟﻠﻤﺴﺎﺱ ﻳﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺻﺪﻭﺭﻫﺎ ﻭ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻭﻣﺴﺘﻘﺮﺓ ﻭﺩﺍﺋﻤﺔ ﺩﻭﻥ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻄﻮﺭﻳﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﻟﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻭ‬
‫ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪،‬ﻓﻴﻤﻜﻦ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺇﺫﻥ ﺃﻥ ﺗﻨﺴﺨﻬﺎ ﻛﻠﻴﺎ ﺃﻭ ﺃﻥ ﺗﻌﺪﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻳﺔ ﻟﺤﻈﺔ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ‬
‫ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﺒﺮﺭ ﺫﻟﻚ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﻤﺪﺍﺭﻳﻦ ﺣﻖ ﻣﻜﺘﺴﺐ ﻟﻠﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻴﻬﺎ‪ .‬ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻫﻲ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻟﻠﻤﺒﺪﺃ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ‬
‫ﺑﻘﺎﺑﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺘﻌﺪﻳﻞ ﻭ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ‪.‬ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻠﺰﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻨﺴﺦ ﻭ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺇﺫﺍ‬
‫ﻣﺎ ﺗﻐﻴﺮﺕ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﻳﻤﻜﻦ ﺇﺫﻥ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺃﻭ ﻧﺴﺦ ﻗﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﺗﻨﻈﻴﻤﻲ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺪﺭﺗﻪ‪ .‬ﻓﺤﺘﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ‬
‫ﻣﺘﺨﺬﺍ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻌﺪﻳﻠﻪ ﻗﺒﻞ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﺓ‪ .‬ﻓﺎﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﻳﻌﺪﻝ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ‪ .‬ﻓﻠﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ‬
‫ﺣﻖ ﻣﻜﺘﺴﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﻭﺍﻹﺑﻘﺎء ﻋﻠﻴﻪ‪.‬‬
‫ﻭﺣﺴﺐ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻱ ﻓﻲ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﻟﻨﺴﺦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻳﺠﺐ ﻣﺒﺪﺋﻴﺎ ﺇﺗﺒﺎﻉ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﻤﺘﺒﻌﺔ‬
‫ﻹﺻﺪﺍﺭﻫﺎ ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ :‬ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ‬

‫‪-4‬ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ‪ ،‬ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﺪﺩ ‪ 43،44‬ﻧﻮﻧﺒﺮ‪ ،1966‬ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻷﻭﻝ‪ ،‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪،‬ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ‪ ،1968‬ﺹ‪92..‬‬
‫‪3‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺟﺪ ﻣﻌﻘﺪﺓ ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ ﻣﻨﺸﺌﺔ ﻟﻠﺤﻘﻮﻕ‬
‫ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ‪،‬ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﺍﻟﻤﻨﺸﺌﺔ ﻟﻠﺤﻘﻮﻕ ﻭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﺸﺌﺔ ﻟﻬﺎ‪.‬‬
‫ﻓﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﺸﺌﺔ ﻟﻠﺤﻘﻮﻕ‪،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺴﺤﺐ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻣﻤﻜﻨﺎ ﻓﻲ ﺃﻳﺔ ﻟﺤﻈﺔ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ‬
‫ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻮﺍﺋﺢ‪.‬‬
‫ﺃﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﺍﻟﻤﻨﺸﺌﺔ ﻟﻠﺤﻘﻮﻕ ‪،‬ﻓﺈﻥ ﻧﺴﺨﻬﺎ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﺴﺘﺤﻴﻼ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﺪﺋﻴﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎ ﻟﻤﺒﺪﺃ‬
‫ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺔ‪،‬ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺃﺻﺒﺢ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﻧﻬﺎﺋﻴﺎ ﻭ ﺛﺎﺑﺘﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻐﻴﻴﺮﻩ ‪ ،‬ﺑﻞ‬
‫ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﻀﻊ ﺣﺪﺍ ﻟﻪ ﺑﺎﺗﺨﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭ ﻣﻀﺎﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺇﺻﺪﺍﺭﻩ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺷﺮﻭﻁ ﺷﻜﻠﻴﺔ ﻭ ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ ﻣﺤﺪﺩﺓ ‪.‬‬
‫ﺇﺫ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺼﺪﺭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﻀﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻣﻊ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﺍﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﺯﺍﺓ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ‪ ،‬ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ ﺣﻖ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﺘﺺ ﺑﺈﻟﻐﺎﺋﻪ ﻣﻊ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ‬
‫ﻭﺍﻟﻀﻤﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺮﺭﺓ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ‪.‬‬
‫ﻭ ﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻀﺎﺩﺓ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺬﻛﺮ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺰﻝ ﻭﺇﺣﺎﻟﺔ ﻣﻮﻇﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻘﺎﻋﺪ‪،‬‬
‫ﻭﻫﻲ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﻣﻀﺎﺩﺓ ﻟﻘﺮﺍﺭ ﺗﻌﻴﻴﻨﻪ ‪.‬ﻓﺎﻟﻌﺰﻝ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻘﺮﻳﺮﻩ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﺗﺆﺳﺲ ﻟﻮﺟﻮﺩ‬
‫ﺳﻠﻮﻙ ﺧﺎﻃﺊ ﻳﺒﺮﺭ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺪﺑﻴﺮ ﻣﻊ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻣﺴﻄﺮﻳﺔ ﺻﺎﺭﻣﺔ‪.‬‬
‫ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ‪ ،‬ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﻇﺮﻑ ﺇﺿﺎﻓﻲ ﻳﺒﺮﺭ ﻧﺴﺦ ﻗﺮﺍﺭ ﻓﺮﺩﻱ ﻣﻨﺸﺊ ﻟﻠﺤﻘﻮﻕ‪ ،‬ﺇﺫ ﻳﻤﻜﻦ ﻧﺴﺦ‬
‫ﻗﺮﺍﺭ ﻓﺮﺩﻱ ﻣﻨﺸﺊ ﻟﻠﺤﻘﻮﻕ ﺇﺫﺍ ﻇﻬﺮ ﺃﻧﻪ ﻣﺸﻮﺏ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻓﻘﻂ ﻧﺴﺨﻪ ‪ ،‬ﺑﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﺳﺤﺒﻪ‬
‫ﺑﺸﺮﻁ ﺗﻮﻓﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ‪. .‬‬
‫ﺧﺎﺗﻤﺔ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬‬
‫ﺗﺘﻮﻓﺮ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻄﺔ ﻭ ﻫﻲ ﺧﺎﺻﻴﺘﻬﺎ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺗﻨﻢ ﻋﻦ‬
‫ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪ .‬ﻭ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺿﺮﻭﺭﻳﺔ ﻟﻜﻞ ﺗﺠﻤﻊ ﺑﺸﺮﻱ ﻣﻨﻈﻢ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﺪﻭﻟﺔ ﻫﻲ ﺿﺎﻣﻨﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ‪ ،‬ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻫﻮ ﻗﺮﺍﺭ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺇﻟﻰ‬
‫ﺣﻴﻦ ﺳﺤﺒﻪ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭ ﺍﻟﺨﻀﻮﻉ‪ .‬ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺿﺮﻭﺭﻱ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‪ ،‬ﻭ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ‬
‫ﻳﻀﻤﻦ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺳﻠﻄﺔ ﺧﻄﻴﺮﺓ ﻷﻧﻬﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺼﺒﺢ ﺗﻌﺴﻔﻴﺔ ﺃﻭ ﻷﻧﻬﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺨﻄﺊ ‪،‬‬
‫ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺠﺐ ﺃﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺳﻠﻄﺔ ﻣﻄﻠﻘﺔ‪.‬‬
‫ﻭﺃﻣﺎﻡ ﺫﻟﻚ ﻧﺸﻬﺪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺗﻄﻮﺭ ﺷﻜﻼﻧﻴﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﻣﺮﻭﻧﺘﻪ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻧﺸﻬﺪ ﺗﻮﺳﻌﺎ ﻓﻲ‬
‫ﻣﻨﺎﺯﻋﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‬

‫ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻤﻨﻔﺮﺩﺓ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﺑﻮﻇﺎﺋﻔﻬﺎ ﻭﻣﻬﺎﻣﻬﺎ‪ ،‬ﺗﻠﺠﺄ‬
‫ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺃﻳﻀﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻱ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ .‬ﻭﺍﻟﻌﻘﻮﺩ‬
‫ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺮﻫﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻻ ﺗﺨﻀﻊ ﻟﻨﻈﺎﻡ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﻭﺍﺣﺪ ‪،‬ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﻋﻘﻮﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﻀﻊ ﻟﻨﻈﺎﻡ‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﻀﻊ ﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻭ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ‪.‬‬
‫ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻻ ﻳﻬﺘﻢ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻭ ﺗﺤﺪﻳﺪ‬
‫ﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻪ)ﺍﻟﻤﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ ( ﺛﻢ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﻤﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺳﻮﺍء ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ‬
‫ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻌﻬﺎ)ﺍﻟﻤﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ(‪.‬‬
‫ﺍﻟﻤﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‬
‫‪ -‬ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ؟ ﻭ ﺑﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻌﺮﻑ ﺃﻧﻨﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﻘﺪ ﺇﺩﺍﺭﻱ ؟ ﻣﺎ ﻫﻲ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ؟‬
‫ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‬
‫ﻟﺘﻜﻴﻴﻒ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺑﺄﻧﻪ ﻋﻘﺪ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﺣﺴﺐ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﻓﺮ ﻓﻴﻪ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻣﻌﻴﺎﺭ ﻋﻀﻮﻱ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ‪ ،‬ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺣﺪ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺷﺨﺼﺎ ﻋﺎﻣﺎ)ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ‬
‫ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻟﻠﺸﺨﺺ ﺍﻟﻌﺎﻡ( ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻭ ﺍﻟﻤﻌﺎﻳﻴﺮ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ‪ ،‬ﺃﻱ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺃﻥ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺷﺮﻭﻃﺎ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﻌﻀﻮﻱ‬
‫ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪ ﻃﺮﻓﻴﻪ ﺷﺨﺼﺎ ﻣﻌﻨﻮﻳﺎ ﻣﻦ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪.‬ﻓﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ‬
‫ﻧﻌﺘﺒﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻌﻼ ﻃﺮﻓﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ؟‬
‫ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻌﻼ ﻃﺮﻓﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪ :‬ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻳﺒﺮﻡ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺍﻟﻌﻘﺪ ‪ .‬ﻭ‬
‫ﻟﻜﻦ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ‪،‬ﺑﺪﻝ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻓﻲ ﺇﺑﺮﺍﻡ ﺍﻟﻌﻘﺪ‪ ،‬ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻤﺜﻼ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺷﺨﺺ ﺧﺎﺹ‪ .‬ﻭ‬
‫ﻳﻜﺘﺴﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﺷﻜﻞ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﺤﺴﺎﺏ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪ :‬ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻟﻠﺸﺨﺺ ﺍﻟﻌﺎﻡ‬


‫ﻟﻔﺘﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ‪ ،‬ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﺷﺮﻁ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻟﻼﻋﺘﺮﺍﻑ‬
‫ﺑﺎﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪ ﻃﺮﻓﻴﻪ ﺷﺨﺼﺎ ﻋﺎﻣﺎ ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺘﻀﺢ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ‬
‫‪3‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ ‪ ،‬ﺇﺫ ﺃﻛﺪ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ‪ 4‬ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺷﺮﻛﺔ ﺭﻳﺒﻤﻮ ﺿﺪ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻻﺳﺘﺌﻨﺎﻑ ﺍﻟﻤﺮﻓﻮﻉ ﺇﻟﻴﻪ ﺿﺪ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻲ ﺃﻥ‪" :‬ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺑﻂ ﺩﺍﺭ ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ ﻭﺍﻟﺘﻠﻔﺰﺓ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻭﺷﺮﻛﺔ ﺭﻳﺒﻤﻮ‬
‫ﻫﻮ ﻋﻘﺪ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﺃﺣﺪ ﻃﺮﻓﻴﻪ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ"‪.‬‬
‫ﻭﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻹﺩﺭﻳﺴﻲ ﺿﺪ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻷﻭﻗﺎﻑ ﺃﻛﺪﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﻤﺮﺍﻛﺶ ‪ 5‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ‬
‫‪ ... " 16/04/2003:‬ﺗﻌﺪ ﻋﻘﻮﺩﺍ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺮﻣﻬﺎ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻷﻭﻗﺎﻑ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻀﻄﻠﻊ ﺑﺘﺴﻴﻴﺮﻩ‬
‫ﻭﺗﻨﻈﻢ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭﻩ ﺭﺣﻼﺕ ﺍﻟﺤﺞ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﺔ ﻭﻳﺮﺟﻊ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﺒﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ‬
‫ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﻟﻠﻤﺤﺎﻛﻢ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‪. ". ..‬‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ :‬ﺗﻤﺜﻴﻞ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻌﺎﻡ‬
‫ﻭﻳﺘﺨﺬ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﺷﻜﻠﻴﻦ‪:‬‬
‫‪ ‬ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻳﻌﻄﻲ ﻭﻛﺎﻟﺔ ﻟﺸﺨﺺ ﺧﺎﺹ ﻹﺑﺮﺍﻡ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪.‬ﻭﻫﻨﺎ ﻻ ﻳﺒﺮﻡ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺍﻟﻌﻘﺪ‪ ،‬ﺑﻞ ﻳﻮﻛﻞ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﺷﺨﺼﺎ ﺧﺎﺻﺎ ‪ .5‬ﻭﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻨﺢ ﺑﻤﻮﺟﺒﻪ‬
‫ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ﻟﺸﺨﺺ ﺁﺧﺮ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺄﻣﺮ ﻣﺎ ﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ ﻭ ﺑﺎﺳﻤﻪ ‪. 5‬ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻌﺎﻡ –ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ –ﻳﻤﻨﺢ ﻭﻛﺎﻟﺔ‬
‫ﻟﺸﺨﺺ ﺧﺎﺹ ‪ -‬ﺍﻟﻤﻮﻛﻞ‪ -‬ﻹﺑﺮﺍﻡ ﻋﻘﺪ ﺑﺎﺳﻢ ﻭ ﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪.‬‬
‫‪‬ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻳﺘﺼﺮﻑ ﻟﺤﺴﺎﺏ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺣﺘﻰ ﻭ ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ‬
‫ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻗﺪ ﺃﻋﻄﻰ ﻭﻛﺎﻟﺔ ﺻﺮﻳﺤﺔ ﺃﻭ ﺿﻤﻨﻴﺔ ﻟﻠﺸﺨﺺ ﺍﻟﺨﺎﺹ ‪.‬ﻓﻤﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺇﺫﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﺤﺴﺎﺏ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻴﺲ‬
‫ﻻ ﻭﻛﺎﻟﺔ ﺻﺮﻳﺤﺔ ﻭ ﻻ ﻭﻛﺎﻟﺔ ﺿﻤﻨﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ‪.‬‬
‫ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺘﻰ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻌﺘﺒﺮ ﺑﺄﻥ ﺷﺨﺼﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﻳﺘﺼﺮﻑ ﺃﻭ ﻳﻌﻤﻞ ﻟﺤﺴﺎﺏ ﺷﺨﺺ ﻋﺎﻡ؟ ﻭﻣﺎ ﺫﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ‬
‫ﻟﺤﺴﺎﺏ ‪. ..‬؟‬
‫ﻣﺘﻰ ﻇﻬﺮ ﺃﻥ ﺗﻌﺎﻗﺪ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻟﺤﺴﺎﺏ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭ ﻣﺼﻠﺤﺘﻪ‪،‬‬
‫ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ﻳﻜﺘﺴﻲ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺗﻮﻓﺮﺕ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻌﻘﺪ‬
‫ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ‪.‬ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺃﻛﺪﻩ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ‪ 5‬ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﻭﻛﺎﻟﺔ ﺇﻧﻘﺎﺫ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﺎﺱ ‪.‬ﻭﺗﺘﻠﺨﺺ ﻭﻗﺎﺋﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺷﺮﻛﺔ‬
‫ﺳﻮﻛﻮﺩﺭﺍ ﻭ ﺷﺮﻛﺔ ﺑﻼﺳﺘﻮﻣﺎﺭ ﺗﻌﺎﻗﺪﺗﺎ ﻣﻊ ﻭﻛﺎﻟﺔ ﺃﺩﻳﺮ" ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﻀﺮﻳﺔ ﻟﻠﺘﺨﻔﻴﺾ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺜﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﻜﺎﻧﻴﺔ ﻭ ﺇﻧﻘﺎﺫ‬
‫ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﺎﺱ" ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺠﻬﻴﺰ ﻣﺮﻛﺰ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﺸﻘﻒ ﺑﻘﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻟﻠﺸﺮﺏ ﻭ ﻗﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺼﺮﻑ ﺍﻟﺼﺤﻲ ‪ ،‬ﻭﻗﺪ‬
‫ﻗﺎﻣﺘﺎ ﺑﺈﻧﺠﺎﺯ ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺩﻓﺘﺮ ﺍﻟﺘﺤﻤﻼﺕ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺑﻘﻲ ﻣﺒﻠﻎ ﻣﻬﻢ ﺑﺬﻣﺔ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ‪ .‬ﺭﻓﻌﺖ‬
‫ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺩﻋﻮﻯ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﻔﺎﺱ ﻭ ﺍﻟﺘﻤﺴﺘﺎ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻟﻬﻤﺎ ﺑﺎﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﻤﺘﺒﻘﻲ ﻭﺍﻧﺘﻬﺖ ﺍﻟﻤﺴﻄﺮﺓ ﺑﺼﺪﻭﺭ ﺣﻜﻢ‬
‫ﻗﻀﻰ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻨﻮﻋﻲ ﻟﻠﺒﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﻠﺐ‪ .‬ﻓﻄﻌﻨﺘﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ‬
‫ﻭﻗﻀﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺑﻤﺎ ﻳﻠﻲ‪":‬ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺯﻉ ﺣﻮﻝ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻃﺮﻓﺎﻫﺎ ﻣﻌﺎ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻮﺍﺹ‪،‬ﻓﺈﻥ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ )ﺍﻟﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ( ﺷﺮﻛﺔ ﺃﺳﺴﺖ ﻛﻤﺎ ﻳﺘﺒﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﺳﻤﻬﺎ ﻭ ﻏﺎﻳﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﻜﺜﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﻜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﺎﺱ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻭ ﻹﻋﺎﺩﺓ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ‪ ...‬ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﺘﺼﺮﻓﻴﻦ ﺍﻷﻭﻟﻴﻦ ﺑﻬﺎ ﻫﻢ ﺳﺘﺔ ﻭﺯﺭﺍء ﻓﻲ‬
‫ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺟﻼﻟﺔ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺑﺼﻔﺘﻬﻢ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ ﻭ ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺎﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺳﺴﺖ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻪ ‪،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ‬

‫‪ -4‬ﻗﺮﺍﺭﺍ ﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ‪ ،‬ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﺪﺩ ‪904‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪2/2003/ :‬ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ ﺿﺪ ﺷﺮﻛﺔ ﺭﻳﺒﻤﻮ‪، ،‬ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻟﻼﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‪،‬‬
‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻋﺪﺩ ‪،2004،16‬ﺹ‪388.‬‬
‫‪ -5‬ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﻤﺮﺍﻛﺶ ﻋﺪﺩ ‪ 106‬ﺑﺎﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 30/04/2003‬ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻹﺩﺭﻳﺴﻲ ﺿﺪ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻷﻭﻗﺎﻑ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ‬
‫ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻋﺪﺩ ‪ 53,‬ﻧﻮﻧﺒﺮ‪ /‬ﺩﺟﻨﺒﺮ ‪ ، 2003‬ﺹ‪229-230. :‬‬
‫‪-5‬ﻋﺰﻳﺰﺓ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ‪ ،‬ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﺹ‪40..‬‬
‫‪-5‬ﺍﻧﺲ ﺟﻌﻔﺮ‪،‬ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‪ ،‬ﻁ ‪ .‬ﺛﺎﻟﺜﺔ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﺹ‪22. .‬‬
‫‪-5‬ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ‪ 725‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 09/10/2003‬ﺷﺮﻛﺔ ﺑﻼﺷﻮﻣﺎﺭ ﺿﺪ ﻭﻛﺎﻟﺔ ﺇﻧﻘﺎﺫ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﺎﺱ ‪،‬ﺃﻧﻈﺮ ‪:‬ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻷﻋﺮﺝ‪،‬ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻓﻲ‬
‫ﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ‪ ،‬ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ‪،2007،‬ﺹ‪151..‬‬

‫‪3‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻣﻞ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻓﺎﺱ ﻭ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ‪ . ...‬ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﺃﺑﺮﻣﺖ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺰﻭﻳﺪ ﻣﺮﻛﺰ‬
‫ﻋﻴﻦ ﺍﻟﺸﻘﻒ ﻓﺎﺱ ﺑﺎﻟﻤﺎء ﺍﻟﺸﺮﻭﺏ ﻭ ﻫﻲ ﻣﻨﺠﺰﺓ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭ ﺗﻢ ﺇﺑﺮﺍﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﻓﻲ‬
‫ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ ‪ 14-10-1976‬ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺼﻔﻘﺎﺕ ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﺍﻟﻤﺒﺮﻣﺔ ﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭ ﻛﺬﺍ ﺩﻓﺘﺮ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ‬
‫ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﻤﻄﺒﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﻘﺎﺕ ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﺍﻟﻤﻨﺠﺰﺓ ﻟﺤﺴﺎﺏ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ‪.‬ﺇﻥ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺯﻉ ﺣﻮﻝ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺪ‬
‫ﺃﺑﺮﻣﺖ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﻧﺠﺎﺯ ﻣﺮﻓﻖ ﻋﺎﻡ) ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺪ ﺑﺎﻟﻤﺎء ﺍﻟﺸﺮﻭﺏ( ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﺪﻋﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﻟﺖ ﺫﻟﻚ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻓﻲ‬
‫ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻤﻔﻮﺽ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ) ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ‪ ،‬ﺍﻟﺴﻜﻨﻰ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﻤﻴﺮ(ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺇﺑﺮﺍﻡ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻹﺑﺮﺍﻡ ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﻣﺠﺘﻤﻌﺔ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺻﻔﻘﺔ ﻋﻤﻮﻣﻴﺔ ﻭ ﻋﻘﺪﺍ ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ‬
‫ﺗﺨﻀﻊ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‪".‬‬
‫ﻛﻤﺎ ﺍﻋﺘﺒﺮﺕ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺧﻠﻴﺞ ﻃﻨﺠﺔ ‪":‬ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺮﻣﻬﺎ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﻤﻜﻠﻔﺔ ﺑﺘﺴﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺷﺮﻭﻃﺎ ﻭ ﺟﺰﺍءﺍﺕ ﻏﻴﺮ ﻣﺄﻟﻮﻓﺔ ﻓﻲ ﻋﻘﻮﺩ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ‬
‫‪5‬‬
‫ﺗﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻜﺎﻓﺆ ﻓﻲ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻋﻘﻮﺩﺍ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﺗﺨﺘﺺ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻢ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ‪.‬‬
‫ﻭﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﻦ ﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻤﻬﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺼﺮﻑ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻻﻥ ﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺗﺎﺑﻌﺎ ﻛﻠﻴﺎ ﻟﻸﻭﻝ ﺃﻭ ﻛﺎﻣﺘﺪﺍﺩ ﻟﻪ‪.‬‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻲ ﻳﻜﺘﺴﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻃﺎﺑﻌﺎ ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ‪،‬ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺣﺪ ﺃﻃﺮﺍﻓﻪ ﺷﺨﺼﺎ ﻋﺎﻣﺎ‪ ،‬ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ‬
‫ﺣﺎﺿﺮﺍ ﺑﺼﻔﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ‪ -‬ﻣﻤﺜﻞ‪ -‬ﻭ ﻳﺘﺨﺬ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﺷﻜﻞ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﺤﺴﺎﺏ ‪.‬‬
‫ﺇﻥ ﺣﻀﻮﺭ ﺷﺨﺺ ﻋﺎﻡ ﻫﻮ ﺷﺮﻁ ﻣﻄﻠﻮﺏ ﻻ ﻳﺘﻐﻴﺮ‪ ،‬ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺷﺮﻃﺎ ﺿﺮﻭﺭﻳﺎ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﻘﻰ ﻏﻴﺮ‬
‫ﻛﺎ ﻑ ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻲ‬
‫ﺣﺴﺐ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩ ﻗﻀﺎﺋﻲ ﺭﺍﺳﺦ‪ ،‬ﻭﺣﺪﻩ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺣﺪ ﺃﻃﺮﺍﻓﻪ ﺷﺨﺼﺎ ﻋﺎﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ‪ ،‬ﻏﻴﺮ‬
‫ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﺇﻻ ﺗﻮﻓﺮﺕ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺃﻥ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺷﺮﻭﻃﺎ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻭ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺠﺘﻤﻊ ﻓﻴﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻳﻴﺮ ﻫﻮ ﻋﻘﺪ ﺇﺩﺍﺭﻱ ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪ :‬ﻣﻌﻴﺎﺭ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻌﻘﺪ‪ :‬ﺗﺴﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ‬
‫ﻟﻮﺻﻒ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺑﻜﻮﻧﻪ ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ‪ ،‬ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺘﺼﻼ ﺑﺎﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪ .‬ﻭ ﻳﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﺗﺼﺎﻝ ﺍﻟﻌﻘﺪ‬
‫ﺑﺎﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ‪ ،‬ﺑﻞ ﺗﺘﻔﺎﻭﺕ ﺣﺴﺐ ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻌﻘﺪ‪ ،‬ﻭﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻳﺴﺎﻫﻢ‬
‫ﻓﻲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ‪ .‬ﻟﺬﺍ ﻻ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻃﺮﻓﺎ ﻓﻴﻪ ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ ﺇﻻ‬
‫ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﺿﻮﻋﻪ ﻣﺘﺼﻼ ﺑﻨﺸﺎﻁ ﻣﺮﻓﻖ ﻋﺎﻡ ﺳﻮﺍء ﻛﺎﻥ ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ ﺃﻡ ﺻﻨﺎﻋﻴﺎ ﺃﻭ ﺗﺠﺎﺭﻳﺎ ﻭﻣﻬﻤﺎ ﺗﻌﺪﺩﺕ ﺻﻮﺭ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ‬
‫ﺑﺎﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺳﻮﺍء ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺗﻨﻈﻴﻤﻪ ﺃﻭ ﺇﺩﺍﺭﺗﻪ ﺃﻭ ﺍﺳﺘﻐﻼﻟﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺇﺩﺍﺭﺗﻪ‪ ،‬ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺻﻮﺭ‬
‫ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺑﺎﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ‪ . .5‬ﺃﻭ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﺿﻮﻋﻪ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺃﻭ‬
‫ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ‪.‬‬
‫ﻣﻨﺬ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩﺍﺗﻪ ﺍﻷﻭﻟﻰ ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻳﻌﺪﺩ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﺻﻒ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﻗﻀﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﺤﻴﺤﻲ ﻣﺤﻤﺪ ‪5‬ﺣﻴﺚ ﺗﻌﺎﻗﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻣﻊ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺸﺒﻴﺒﺔ ﻭ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ – ﺁﻧﺬﺍﻙ – ﻣﻦ ﺃﺟﻞ‬

‫‪ -5‬ﻗﺮﺍﺭ ﻋﺪﺩ ‪ ،401‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ ،12/10/1995‬ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﺠﻬﻴﺰ ﺧﻠﻴﺞ ﻃﻨﺠﺔ ﺿﺪ ﺷﺮﻛﺔ ﺍﻟﺒﻨﺎء ﻭ ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﻣﺪﻳﺘﺮﺍﻧﻲ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻋﺪﺩ ﻣﺰﺩﻭﺝ ‪ ،14-15‬ﺹ‪156..‬‬
‫‪-5‬ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻷﻋﺮﺝ‪ ،‬ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ‪ ،‬ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‬
‫ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪ ،2007 ،‬ﺹ‪1531..‬‬
‫‪ -5‬ﻗﺮﺍﺭ ﻋﺪﺩ ‪ 135‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 17‬ﺃﺑﺮﻳﻞ ‪ ، 1961‬ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺤﻴﺤﻲ ﺿﺪ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ )ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ‪ 1961‬ﻡ‪.‬ﺱ‪ .‬ﺹ‪.(56 .‬‬
‫‪4‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫ﺗﻮﻇﻴﻔﻪ ﺇﻃﺎﺭﺍ ﻓﻲ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﺸﺒﻴﺒﺔ ﻭ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ‪ ،‬ﻭﺃﺛﻨﺎء ﻗﻴﺎﻣﻪ ﺑﻤﻬﺎﻣﻪ ﺩﻋﺖ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺑﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺧﻮﺽ‬
‫ﺇﺿﺮﺍﺏ ﻓﺸﺎﺭﻙ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺤﻲ ﻓﻴﻪ‪ ،‬ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺩﻯ ﺑﺎﻟﻮﺯﻳﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺼﺪﺭ ﻓﻲ ﺣﻘﻪ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﺑﺘﻮﻗﻴﻔﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ‪.‬‬
‫ﺍﺿﻄﺮ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ‪ ،‬ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻟﻠﻔﺼﻞ ﻓﻲ‬
‫ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﻤﺒﺮﻡ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ‪.‬ﻭ ﻓﻲ ‪ 17‬ﺃﺑﺮﻳﻞ ‪ 1961‬ﺃﺻﺪﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺭﻩ ﻣﻌﺘﺒﺮﺍ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﻤﺒﺮﻡ‬
‫ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻋﻘﺪﺍ ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ ﺑﻘﻮﻟﻪ‪" :‬ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﻤﺒﺮﻡ ﺑﻴﻦ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺸﺒﻴﺒﺔ ﻭ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺤﻲ‬
‫ﻳﺘﺴﻢ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﻘﺪ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﺳﻮﺍء ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻤﻜﺘﺐ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ ﺍﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻢ‬
‫ﺗﻮﻇﻴﻒ ﺍﻟﻄﺎﻋﻦ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺩ ﻭﺍﺟﺒﺎﺗﻪ ﻭﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗﻪ ﺑﻜﻴﻔﻴﺔ ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ ﻟﻠﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﻴﻦ" ‪.‬‬
‫ﻭﻓﻲ ﻗﺮﺍﺭ ﺁﺧﺮ ﻗﻀﺖ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ‪ 5‬ﺑﻤﺎ ﻳﻠﻲ‪ ":‬ﻭﺣﻴﺚ ﺇﻧﻪ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﻟﻰ ﺳﻨﺪﺍﺕ‬
‫ﺍﻟﻄﻠﺐ ﻭﺳﻨﺪﺍﺕ ﺍﻟﺘﺴﻠﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺣﺘﺠﺖ ﺑﻬﺎ ﺷﺮﻛﺔ ﺭﻳﺒﻤﻮ‪ ،‬ﻳﺘﻀﺢ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻮﺭﻳﺪ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﺔ‬
‫ﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ ﻭﺍﻟﺘﻠﻔﺰﺓ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻣﻤﺎ ﻳﻔﻴﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﻣﻨﻪ ﺗﺴﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ‪ .‬ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻧﻄﺎﻕ‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 8‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ‪ 41/90‬ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻋﻘﺪﺍ ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ ﺃﺣﺪ ﻃﺮﻓﻴﻪ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﻭﻣﻮﺿﻮﻋﻪ ﺍﻗﺘﻨﺎء ﺃﺟﻬﺰﺓ‬
‫ﻟﺴﻴﺮﻫﺎ ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻤﺴﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺍﺏ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻋﺘﺒﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻌﻘﺪ ﺧﺎﺹ "‪.‬‬
‫ﻭﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﺫﻫﺒﺖ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﻤﺮﺍﻛﺶ ‪5‬ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ‪" :‬ﺗﻌﺪ ﻋﻘﻮﺩﺍ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻟﺘﻲ‬
‫ﺗﺒﺮﻣﻬﺎ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻷﻭﻗﺎﻑ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻀﻄﻠﻊ ﺑﺘﺴﻴﻴﺮﻩ ﻭ ﺗﻨﻈﻢ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭﻩ ﺭﺣﻼﺕ ﺍﻟﺤﺞ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ‬
‫ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﺔ‪ ،‬ﻭ ﻳﺮﺟﻊ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﺒﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﻟﻠﻤﺤﺎﻛﻢ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ‪ ."...‬ﻛﻤﺎ ﺗﺒﻨﻰ‬
‫ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﻓﻲ ﻋﻘﻮﺩ ﺍﻟﺘﻮﻇﻴﻒ ‪ 5‬ﻋﻘﻮﺩ ﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯ ﻭﻋﻘﻮﺩ ﺍﻹﺷﻐﺎﻝ ‪ 6‬ﻓﺎﻋﺘﺒﺮﻫﺎ ﻋﻘﻮﺩﺍ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻟﻮﺟﻮﺩ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ‬
‫ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻭ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪.‬‬
‫ﻭﻗﺪ ﺗﻢ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﻭﻛﺎﻟﺔ ﺇﻧﻘﺎﺫ ﻣﺪﻳﻨﺔ‬
‫ﻓﺎﺱ ﺑﻘﻮﻟﻪ‪... ":‬ﺇﻥ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺯﻉ ﺣﻮﻝ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺃﺑﺮﻣﺖ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﻧﺠﺎﺯ ﻣﺮﻓﻖ ﻋﺎﻡ) ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺪ ﺑﺎﻟﻤﺎء‬
‫ﺍﻟﺸﺮﻭﺏ( ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﺪﻋﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﻟﺖ ﺫﻟﻚ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻤﻔﻮﺽ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ) ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ‪ ،‬ﺍﻟﺴﻜﻨﻰ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﻤﻴﺮ(‪ . ..‬ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺻﻔﻘﺔ ﻋﻤﻮﻣﻴﺔ ﻭ ﻋﻘﺪﺍ ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ ‪". ..‬‬
‫ﺇﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﻌﻴﺎﺭ ﻗﺪﻳﻢ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻟﻠﻌﻘﻮﺩ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻣﻌﻴﺎﺭ ﺟﺪ ﻣﺤﺪﺩ ﻣﻨﺬ ﻓﺘﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ‪ ،‬ﻓﺈﺫﺍ‬
‫ﺍﻧﻘﻄﻌﺖ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻭ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻘﺪ ﺻﻔﺘﻪ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭ ﺃﺻﺒﺢ ﻋﻘﺪﺍ ﻣﻦ ﻋﻘﻮﺩ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ‬
‫ﺃﺣﺪ ﻃﺮﻓﻴﻪ ﺷﺨﺼﺎ ﻋﺎﻣﺎ‪.‬‬
‫ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺷﺮﻁ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻻ ﻳﻜﻔﻲ ﻭﺣﺪﻩ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ‪ .‬ﺇﺫ ﺣﺘﻰ ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﺮﻓﻖ ﻋﺎﻡ‬
‫ﻓﻠﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺎ ﻳﻤﻨﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻣﻦ ﺗﺴﻴﻴﺮﻩ ﻭﻓﻖ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺮ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ‪ .‬ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺸﺘﺮﻁ ﺃﻥ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺷﺮﻭﻃﺎ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺄﻟﻮﻓﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ :‬ﻣﻌﻴﺎﺭ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻟﻌﻘﺪ‪ :‬ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ‬
‫ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺗﺴﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭ ﻹﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻜﻴﻴﻒ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺷﺮﻭﻃﺎ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ‪.‬‬

‫‪ -5‬ﻗﺮﺍﺭﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ‪ ،‬ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﺪﺩ ‪904‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪2/2003/ :‬ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ ﺿﺪ ﺷﺮﻛﺔ ﺭﻳﺒﻤﻮ‪، ،‬ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻟﻼﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‪،‬‬
‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻋﺪﺩ ‪،2004،16‬ﺹ‪. 388.‬ﺃﻧﻈﺮ ﻛﺬﻟﻚ‪ :‬ﻡ‪.‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‪ ،‬ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻭ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ‪ :‬ﺗﻌﻠﻴﻖ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ‪،‬‬
‫ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻗﺮﺍﺭ ‪904‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪2/2003/ :‬ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ ﺿﺪ ﺷﺮﻛﺔ ﺭﻳﺒﻤﻮ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻋﺪﺩ ‪ 72-73‬ﻳﻨﺎﻳﺮ –‬
‫ﺃﺑﺮﻳﻞ ‪،2007‬ﺹ‪176..‬‬
‫‪ -5‬ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﻤﺮﺍﻛﺶ ‪ ،‬ﺣﻜﻢ ﻋﺪﺩ ‪ 106‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ ،30/04/2003‬ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻹﺩﺭﻳﺴﻲ ﺿﺪ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻷﻭﻗﺎﻑ ‪ ،‬ﻡ‪.‬ﻡ‪.‬ﺇ‪.‬ﻡ‪.‬ﺕ ‪ ،‬ﻋﺪﺩ ‪ ، 53 :‬ﻧﻮﻧﺒﺮ – ﺩﺟﻨﺒﺮ‬
‫‪ ، 2003‬ﺹ‪229. .‬‬
‫‪ -5‬ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ ‪ 90‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 10‬ﻣﺎﻱ ‪ ، 1960‬ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ‪ ،‬ﺝ‪ – 1‬ﺹ‪ ،123.‬ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻋﺪﺩ ‪ 56‬ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ ‪ 9‬ﻳﻮﻟﻴﻮﺯ ‪ ، 1959‬ﻗﻀﻴﺔ‬
‫ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ ‪ ،‬ﻣﻠﻒ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﻋﺪﺩ ‪ 2402/59‬ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ‪ ، 1958-1997‬ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﺫﻛﺮﺍﻩ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻦ‬
‫‪ ، 1997‬ﺹ‪. 19.‬‬
‫‪ -6‬ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺭﻗﻢ ‪ 66‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 12‬ﻣﺎﻱ ‪ ، 1967‬ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ‪ ،‬ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ ‪ 1‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 8‬ﻳﻨﺎﻳﺮ ‪ ، 1971‬ﺷﺮﻛﺔ ﺍﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻔﻨﺎﺩﻕ‬
‫ﺷﻤﺎﻝ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻭﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ‪ ،‬ﻕ‪.‬ﻡ‪.‬ﺃ ‪ – 1966-1970‬ﺹ‪. 3.‬‬
‫‪4‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫ﻟﻜﻦ ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ؟‬


‫ﺇﻥ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻨﺢ ﻷﺣﺪ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﺣﻘﻮﻗﺎ ﺃﻭ ﺗﻀﻊ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻫﻠﻪ ﻭﺍﺟﺒﺎﺕ ﻏﺮﻳﺒﺔ‬
‫ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺮﺿﻰ ﺑﻪ ﺃﻱ ﺷﺨﺺ ﻳﺘﻌﺎﻗﺪ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻦ ﺇﺫﻥ ﺗﻌﺮﻳﻒ‬
‫ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﺷﺮﻭﻁ ﻣﺒﻌﺪﺓ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ‪.6‬‬
‫ﻭﻣﻦ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻧﺬﻛﺮ ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﻤﻨﻮﺣﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﻟﻔﺴﺦ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺑﺼﻔﺔ ﺍﻧﻔﺮﺍﺩﻳﺔ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻏﻴﺎﺏ ﺃﻱ‬
‫ﺇﺧﻼﻝ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﺑﺎﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗﻪ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻣﻊ‬
‫ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﻔﺎء ﺟﺒﺎﺋﻲ ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻨﺤﻪ ﺣﻖ ﺗﺤﺼﻴﻞ‬
‫ﺍﻟﺮﺳﻮﻡ ‪.6‬‬
‫ﺑﺎﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻧﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻻ ﻳﻌﺘﺮﻑ ﺑﺎﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻟﻠﻌﻘﺪ‬
‫ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺷﺮﻭﻃﺎ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ‪ .‬ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺫﻫﺒﺖ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﻭﻫﺒﻲ ‪ 6‬ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ‪" :‬ﻻ‬
‫ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻻ ﺗﺨﺘﺺ ﺑﻪ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺗﻮﻓﺮﺕ ﻓﻴﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﺷﺮﻭﻁ ‪ ،‬ﻛﺄﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺣﺪ‬
‫ﺃﻃﺮﺍﻓﻪ ﺷﺨﺼﺎ ﻣﻌﻨﻮﻳﺎ ﻋﺎﻣﺎ ﻭﺃﻥ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﺴﻴﻴﺮ ﻣﺮﻓﻖ ﻋﺎﻡ ﻭﺃﻥ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺷﺮﻭﻃﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺄﻟﻮﻓﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ‬
‫ﺍﻟﺨﺎﺹ ‪."...‬‬
‫ﻭﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺷﻌﺎﻟﻲ ﻋﻼﻝ ‪ 6‬ﻗﺮﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺃﻥ‪ ..." :‬ﻣﻨﺎﻁ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺯﻟﺔ ﻫﻮ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪ‬
‫ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺑﺮﻡ‪ . ..‬ﻫﻞ ﻫﻮ ﻋﻘﺪ ﺇﺩﺍﺭﻱ‪ . ..‬ﺃﻡ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻌﻘﺪ ﻋﺎﺩﻱ‪ .. .‬ﻭﺣﻴﺚ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻄﺮﻓﺎﻥ ﻣﺘﻔﻘﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻓﺮ‬
‫ﻋﻨﺼﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻴﺰ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺃﺣﺪ ﻃﺮﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ‬
‫ﺷﺨﺺ ﻣﻌﻨﻮﻱ ﻋﺎﻡ ‪ ،‬ﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﺴﻴﻴﺮ ﻣﺮﻓﻖ ﻋﺎﻡ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﻗﺎﺋﻢ ﺣﻮﻝ ﺗﻮﻓﺮ ﺃﻭ ﻋﺪﻡ ﺗﻮﻓﺮ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮ‬
‫ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺃﻱ ﺗﻮﻓﺮ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺃﻭ ﻋﺪﻡ ﺗﻮﻓﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻭﻁ ﻏﻴﺮ ﻣﺄﻟﻮﻓﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ‪ ...‬ﻭ ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺨﻮﻝ ﻟﻤﺪﻳﺮ ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﻘﺮﺽ ﺍﻟﻔﻼﺣﻲ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺇﻧﻬﺎء ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ﺍﻟﻤﺒﺮﻡ ﻣﻊ‬
‫ﺍﻟﻤﺴﺘﺄﻧﻒ ﻭ ﺇﺭﺟﺎﻋﻪ ﺇﻟﻰ ﺇﺩﺍﺭﺗﻪ ﺩﻭﻥ ﺗﺤﻤﻞ ﺃﻱ ﺗﻌﻮﻳﺾ‪ ،‬ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﻭﺍﻟﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﺪ ﻋﺎﺩﺓ‬
‫ﻓﻲ ﻋﻘﻮﺩ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺑﻞ ﻫﻮ ﺷﺮﻁ ﻏﻴﺮ ﻣﺄﻟﻮﻑ‪ ،‬ﻭ ﺣﻴﺚ ﺃﻧﻪ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍ ﻟﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﻤﺒﺮﻡ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﺄﻧﻒ‬
‫ﻭ ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﻘﺮﺽ ﺍﻟﻔﻼﺣﻲ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻋﻘﺪﺍ ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ"‪.‬‬
‫ﺇﻥ ﻣﺎ ﻳﻤﻴﺰ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺇﺫﻥ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺄﻟﻮﻓﺔ ﻭ ﻻ ﻧﻈﻴﺮ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻘﻮﺩ‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ ‪.‬ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ ﻭ ﺗﻄﺒﻴﻘﻪ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺻﻌﺒﺎ‪ ،‬ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ‬
‫ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺫﺍﺗﻪ ﻟﻔﺤﺺ ﺑﻴﺌﺘﻪ ‪ .‬ﻫﻜﺬﺍ ﻳﻬﺘﻢ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺑﺎﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻳﺔ ﺍﻟﻤﻠﺤﻘﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ‪ ،‬ﺇﺫ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ‬
‫ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻹﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺩﻓﺘﺮ ﺍﻟﺘﺤﻤﻼﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﺗﻲ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺫﺍﺗﻪ‪ .‬ﺇﻥ ﺩﻓﺘﺮ ﺍﻟﺘﺤﻤﻼﺕ‬
‫ﻫﻮ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺗﻮﺿﻊ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﺓ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺷﺨﺺ ﻋﺎﻡ ﺁﺧﺮ‪.‬ﻭ ﺳﺒﺐ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ‬
‫ﻳﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺤﺪﺩ ﻣﻘﺪﻣﺎ ﻃﺮﻕ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ‪.‬‬
‫ﻛﻤﺎ ﻳﺒﺤﺚ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻳﺨﻀﻊ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩﺓ ﺳﻠﻔﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺃﻭ‬
‫ﺍﻟﻠﻮﺍﺋﺢ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﻧﺬﻛﺮ‪ :‬ﺇﻋﻄﺎء ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺣﻖ ﻓﺮﺽ ﺭﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ‪ ،‬ﻭ ﺇﺧﻀﺎﻉ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻌﻘﺪ‬
‫ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺃﻭ ﺇﺑﺮﺍﻡ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ‪ ...‬ﻭ ﺗﺘﺮﺟﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﻧﻈﺎﻣﺎ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺎ ﻟﻠﻌﻘﺪ‪،‬‬
‫ﻭ ﻫﺬﺍ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻛﺎﻑ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻟﻠﻌﻘﺪ‪ .‬ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺃﻛﺪﻩ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺭ ﻭﻛﺎﻟﺔ ﺇﻧﻘﺎﺫ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﺎﺱ)‬

‫‪(_droit_commun_(fr‬‬
‫‪6 - http://fr.jurispedia.org/index.php/Critère_du_contrat_administratif_tiré_de_la_clause_exorbitante_du‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- Pour une nouvelle définition de la clause exorbitante de droit commun dans le droit des contrats administratif, blog‬‬
‫‪de Frédéric Rollin, 3 octobre 2006.‬‬
‫‪ -6‬ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﻟﻮﻫﻴﺒﻲ ﺿﺪ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻛﻨﻔﻮﺩﺓﻡ‪.‬ﻡ‪.‬ﺇ‪.‬ﻡ‪.‬ﺕ ‪ ،‬ﻋﺪﺩ ‪ ، 53‬ﻧﻮﻧﺒﺮ – ﺩﺟﻨﺒﺮ ‪ ، 2000‬ﺹ‪73..‬‬
‫‪ -6‬ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪09‬ﻧﻮﻧﺒﺮ ‪ ،1995‬ﻋﻼﻝ ﺷﻌﺎﻟﻲ ‪،‬ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ‪ ، 1958-1997‬ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ‬
‫ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻦ ‪ ، 1997‬ﺹ‪339. .‬‬
‫‪4‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫ﺳﺒﻘﺖ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻴﻪ( ﺑﻘﻮﻟﻪ ‪... " :‬ﺇﻥ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺯﻉ ﺣﻮﻝ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺃﺑﺮﻣﺖ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﻧﺠﺎﺯ ﻣﺮﻓﻖ ﻋﺎﻡ)‬
‫ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺪ ﺑﺎﻟﻤﺎء ﺍﻟﺸﺮﻭﺏ( ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﺪﻋﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﻟﺖ ﺫﻟﻚ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻤﻔﻮﺽ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ) ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ‪ ،‬ﺍﻟﺴﻜﻨﻰ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﻤﻴﺮ(ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺇﺑﺮﺍﻡ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻹﺑﺮﺍﻡ ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ‪.‬ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﻣﺠﺘﻤﻌﺔ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺻﻔﻘﺔ ﻋﻤﻮﻣﻴﺔ ﻭ ﻋﻘﺪﺍ ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ ﺗﺨﻀﻊ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ‬
‫ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ"‪ .‬ﻭﻧﻔﺲ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻧﺠﺪﻩ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ‪6‬ﻓﻔﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺤﻴﺤﻲ ﺍﻋﺘﺒﺮ ﺃﻥ "‬
‫ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﻤﺒﺮﻡ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺤﻴﺤﻲ ﻭﺑﻴﻦ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺸﺒﻴﺒﺔ ﻭ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﻳﺘﺴﻢ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﻘﺪ ﺇﺩﺍﺭﻱ‬
‫ﻷﻧﻪ ﻳﺤﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻭ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍ ﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺳﻨﺪﺕ ﺇﻟﻴﻪ"‪.‬‬
‫ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﺸﺮﻁ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺫﺍﺗﻪ ﺗﻮﺿﺢ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺑﺠﻌﻞ ﺍﻟﻌﻘﺪ‬
‫ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ‪ ،‬ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻮﺿﺢ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻭ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺧﻀﻮﻉ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻟﺒﻌﺾ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪.‬‬
‫ﻫﻜﺬﺍ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﻧﻘﻄﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ‪ :‬ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ ﻫﻮ ﻋﻨﺼﺮ‪،‬‬
‫ﻣﻘﺘﻀﻰ‪ ،‬ﺷﺮﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺲ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺧﺎﺭﺟﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻘﺪ‪ .‬ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ‬
‫ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺒﺢ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﻘﺪ‪.‬ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﻳﺴﺠﻞ ﻗﻄﻴﻌﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﻜﻮﻥ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﻘﺪ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﺇﺫ ﻳﺨﻀﻊ‬
‫ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻀﻤﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺗﻨﺘﺞ ﻣﻦ ﻧﺼﻮﺹ ﻋﺎﻣﺔ ﺧﺎﺭﺝ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻘﺪ‪.‬‬
‫ﺇﻻ ﺃﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻻ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻛﺎﻓﻴﺎ ﻹﺿﻔﺎء ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻞ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ‬
‫ﻟﻠﻌﻘﺪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺘﺴﻴﻴﺮ ﻣﺮﻓﻖ ﻋﺎﻡ ‪ ،‬ﻓﻄﺎﻟﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺗﺆﺳﺲ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺄﻟﻮﻓﺔ ﻓﻲ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ‬
‫ﺍﻟﺨﺎﺹ ‪ ،‬ﻓﻴﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﺬﻟﻚ ﻣﺒﺮﺭﺍﺗﻪ ‪ ،‬ﺑﺄﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺫﺍﺕ ﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪.‬ﻟﺬﻟﻚ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﺷﺮﻁ‬
‫ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ ﻳﺘﻌﺎﻳﺶ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻟﻠﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪ .‬ﻭ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺃﻛﺪﻩ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺑﻮﻟﻔﺮﻭﺝ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ‬
‫ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 21‬ﺷﺘﻨﺒﺮ‪6 1995‬ﻭﺗﺘﻠﺨﺺ ﻭﻗﺎﺋﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺑﻮﻟﻔﺮﻭﺝ ﻗﺪ ﺗﻌﺎﻗﺪ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﻜﻬﺮﺑﺎء‬
‫ﻗﺼﺪ ﺗﺰﻭﻳﺪﻩ ﺑﺎﻟﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺴﻴﻴﺮ ﻭﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﻣﺰﺭﻭﻋﺎﺗﻪ ﺑﻀﻴﻌﺔ ﻟﻪ ﻣﻨﺬ‪ 20‬ﺃﺑﺮﻳﻞ ‪ ،1986‬ﻭﻛﺎﻥ‬
‫ﻳﺆﺩﻱ ﻣﺴﺘﺤﻘﺎﺕ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻨﺘﻈﻢ ﺇﻟﻰ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺳﻨﺔ ‪ 1994‬ﻓﻮﺟﺊ ﺑﻘﻄﻊ ﺗﻴﺎﺭ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎء ﻋﻦ ﺿﻴﻌﺘﻪ ﻣﻤﺎ ﺗﺴﺒﺐ ﻟﻪ‬
‫ﻓﻲ ﻋﺪﺓ ﺃﺿﺮﺍﺭ‪ ،‬ﻓﺮﻓﻊ ﺩﻋﻮﻯ ﺍﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﻤﺮﺍﻛﺶ ﻃﺎﻟﺒﺎ ﺍﻟﺤﻜﻢ )ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺈﺭﺟﺎﻉ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ‬
‫ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻲ ﻟﻠﻀﻴﻌﺔ ( ﺗﺤﺖ ﻃﺎﺋﻠﺔ ﻏﺮﺍﻣﺔ ﺗﻬﺪﻳﺪﻳﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻋﺘﺒﺮﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻣﺪﻧﻴﺎ ﻓﻘﻀﺖ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ‪ ،‬ﻓﺘﻢ‬
‫ﺍﻻﺳﺘﺌﻨﺎﻑ ﻭ ﻗﻀﻰ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﻣﻌﺘﺒﺮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﻤﺒﺮﻡ ﻻ ﻳﺘﻮﻓﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻟﺘﻜﻴﻴﻔﻪ‬
‫ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ ‪ ،‬ﻭ ﻣﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﻴﺜﻴﺎﺕ ﻗﺮﺍﺭﻩ‪ .. ." :‬ﻭﺣﻴﺚ ﺇﻧﻪ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﻟﻰ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎء ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻭ‬
‫ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﺒﺮﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﻤﻮﻣﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﻜﻬﺮﺑﺎء ﻭ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺎﻋﻦ‪ ،‬ﻭ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺷﺮﻭﻃﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺄﻟﻮﻓﺔ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ‪،‬ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﻻ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺇﺑﺮﺍﻣﻪ ﺑﺘﺴﻴﻴﺮ ﻣﺮﻓﻖ ﻋﺎﻡ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻻ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻌﻘﺪ‬
‫ﺇﺩﺍﺭﻱ ﺗﺨﻀﻊ ﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻪ ﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻢ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺑﻌﻘﺪ ﻋﺎﺩﻱ‪. ". ..‬‬
‫ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ‪ ،‬ﻣﺎﺩﺍﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺴﻴﻴﺮﻫﺎ ﺑﺈﺗﺒﺎﻉ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ‪ ،‬ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺃﻥ ﻣﻌﻴﺎﺭ‬
‫ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻳﺒﻘﻰ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﺷﻜﻞ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‬
‫ﻳﻘﺼﺪ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺼﻴﻐﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻴﻔﺮﻍ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﺪ‪ ،‬ﻭﺣﺪﺩﺗﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 15‬ﻣﻦ‬
‫ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ‪ 2007‬ﺑﺸﺮﻁ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ‪ ،‬ﻭﻳﻨﺴﺤﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬

‫‪ -6‬ﻗﺮﺍﺭ ﻋﺪﺩ ‪ 135‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 17‬ﺃﺑﺮﻳﻞ ‪ ، 1961‬ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺤﻴﺤﻲ ﺿﺪ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ )ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ‪ 1961‬ﻡ‪.‬ﺱ‪ .‬ﺹ‪.(56.‬‬

‫‪-6‬ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ‪،‬ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪2‬ﺷﺘﻨﺒﺮ ‪،1995‬ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ‪ ، 1958-1997‬ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ‬
‫ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻦ ‪ ، 1997‬ﺹ‪. 119.‬‬

‫‪4‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫ﺳﻮﺍء ﺗﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻌﻘﺪ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺃﻭ ﺩﻓﺎﺗﺮ ﺍﻟﺘﺤﻤﻼﺕ ﺍﻟﻤﻠﺤﻘﺔ ﺑﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻹﺿﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻜﻤﻴﻠﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻣﺜﻞ‬
‫ﻋﻘﺪ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﻤﻴﺔ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﻭﺍﻟﻘﺼﻮﻯ ﻓﻲ ﺻﻔﻘﺎﺕ ﺇﻃﺎﺭ ‪ .‬ﻭﻻ ﺗﻔﻠﺖ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺇﻻ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺫﺍﺕ‬
‫ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﻟﻠﺴﻴﺮ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﻣﺒﻠﻐﻬﺎ ﻣﺎﺋﺘﻲ ﺃﻟﻒ )‪ (200.000‬ﺩﺭﻫﻢ‪ ،‬ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﻫﻲ‬
‫ﻋﻘﻮﺩ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﺗﺤﺖ ﺍﺳﻢ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﺳﻨﺪﺍﺕ ﺍﻟﻄﻠﺐ " ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪ :‬ﻋﻘﺪ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ‬
‫ﻋﻘﺪ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﻋﻘﺪ ﻣﻜﺘﻮﺏ‪ ،‬ﻳﺤﺪﺩ ﺟﺰء ﻣﻦ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﺑﻴﺖ ﺃﻃﺮﺍﻓﻪ‪ ،‬ﻣﻘﺴﻢ ﺇﻟﻰ ﺟﺰﺃﻳﻦ‪ :‬ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ‬
‫ﻣﺨﺼﺺ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ‪ ،‬ﺗﺒﻴﻦ ﻓﻴﻪ ﺻﻔﺎﺗﻬﺎ ﻭﻃﺮﻳﻘﺔ ﺇﺑﺮﺍﻡ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﻭﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ ﻭﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺑﺮﻣﺖ ﺑﻬﺎ‪،‬‬
‫ﻭﺟﺰء ﻣﺨﺼﺺ ﻟﻠﻤﺘﻨﺎﻓﺴﻴﻦ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﻄﺒﻴﻌﺘﻬﻢ )ﻃﺒﻴﻌﻴﻴﻦ ﺃﻭ ﻣﻌﻨﻮﻳﻴﻦ(‪ ،‬ﻳﺒﻴﻨﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺃﺳﻤﺎءﻫﻢ ﻭﻋﻨﺎﻭﻳﻨﻬﻢ ﻭﻛﻞ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ‬
‫ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ﻛﺎﻻﻧﺨﺮﺍﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﻀﻤﺎﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬ﺍﻟﺴﺠﻞ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‪ ،‬ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﺃﻣﺎﻡ‬
‫ﺍﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ‪...‬ﺍﻟﺦ‪ .‬ﻭﻳﻮﻗﻌﻪ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﺍﻟﻤﻠﺘﺰﻡ ﻣﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ‪.‬‬
‫ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻋﻘﺪ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﻳﺒﻴﻦ ﺟﺰء ﻣﻦ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺠﺰء ﺍﻵﺧﺮ‬
‫ﺗﻮﺿﺤﻪ ﺩﻓﺎﺗﺮ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺿﺢ ﺣﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﻃﺮﻓﻲ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ‪ ،‬ﻭﻣﺎ ﻳﺘﻄﻠﺒﻪ ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ ﻣﻦ ﺩﻗﺔ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺠﺎﺯ ﻭﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻭﻗﺖ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﻛﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﺗﻤﺎﻡ ﺍﻻﻧﺠﺎﺯ‪. ..‬ﺍﻟﺦ ‪.6‬‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ‪:‬ﺩﻓﺎﺗﺮ ﺍﻟﺘﺤﻤﻼﺕ‬
‫ﺗﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻋﻘﺪ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ‪ ،‬ﻣﻦ ﺩﻓﺎﺗﺮ ﺍﻟﺘﺤﻤﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺩ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ‬
‫ﺑﻤﻮﺟﺒﻬﺎ ﺇﺑﺮﺍﻡ ﻭﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ‪ ،‬ﻭﺗﺘﺄﻟﻒ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻓﺎﺗﺮ ﻣﻦ ﺩﻓﺎﺗﺮ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺩﻓﺎﺗﺮ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ‬
‫ﻭﺩﻓﺎﺗﺮ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ‪ .‬ﻭﺗﻮﺿﺢ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 15‬ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻓﺎﺗﺮ ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫ﺃﻭﻻ‪ -‬ﺩﻓﺎﺗﺮ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪:‬‬
‫ﺗﺤﺪﺩ ﺩﻓﺎﺗﺮ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‪ ،‬ﺃﻱ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺒﻐﻲ‬
‫ﺍﺣﺘﺮﺍﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺻﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ‪ ،‬ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺷﺮﻭﻁ ﺇﺑﺮﺍﻡ ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ ﻭﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ﻭﺗﺴﺪﻳﺪ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ‪.6‬‬
‫ﻭﺗﻄﺒﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻓﺎﺗﺮ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺻﻨﻒ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ‪ :‬ﺃﺷﻐﺎﻝ ﺃﻭ ﺗﻮﺭﻳﺪﺍﺕ‬
‫ﺃﻭ ﺧﺪﻣﺎﺕ‪ ،‬ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺻﻨﻒ ﻣﻌﻴﻦ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ‪ ،‬ﻭﺗﺘﻢ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﻗﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻤﺮﺳﻮﻡ‪.‬‬
‫ﺇﺫﺍ ﺗﻀﻤﻨﺖ ﺻﻔﻘﺔ ﻋﺪﺓ ﺃﺻﻨﺎﻑ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ‪ ،‬ﻳﻄﺒﻖ ﺩﻓﺘﺮ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﺑﻖ ﻟﻠﺼﻨﻒ‬
‫ﺍﻟﺮﺍﺟﺢ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ‪ .‬ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻮﺟﺪ ﺩﻓﺘﺮ ﺷﺮﻭﻁ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺧﺎﺹ ﺑﺎﻷﻋﻤﺎﻝ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ‪ ،‬ﻳﺠﺐ ﺃﻥ‬
‫ﺗﺤﻴﻞ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﺩﻓﺎﺗﺮ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﺠﺎﺭﻱ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻣﻼءﻣﺔ ﻣﻊ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ‪،‬‬
‫ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻊ ﺇﺩﺧﺎﻝ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻼﺕ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ﺇﻥ ﺍﻗﺘﻀﻰ ﺍﻟﺤﺎﻝ ‪. 6‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ -‬ﺩﻓﺎﺗﺮ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ‪:‬‬
‫ﺩﻓﺎﺗﺮ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﺗﺤﺪﺩ‪ ،‬ﺑﺎﻷﺳﺎﺱ‪ ،‬ﺍﻟﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ‬
‫ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﺼﻨﻒ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ‪ :‬ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻮﺭﻳﺪﺍﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ‪ ،‬ﺃﻭ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺮﻣﻬﺎ ﻧﻔﺲ‬
‫ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺃﻭ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ‪ .‬ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺩﻓﺎﺗﺮ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﻀﻤﻦ‪ ،‬ﻣﻊ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ‬
‫ﺩﻓﺘﺮ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﺃﻳﺔ ﺷﺮﻭﻁ‪ ،‬ﻏﻴﺮ ﺗﻘﻨﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﻴﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺻﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﺼﻨﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻄﺒﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺬﻩ‬
‫ﺍﻟﺪﻓﺎﺗﺮ ﺃﻭ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻨﻴﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻓﺎﺗﺮ؛ ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺤﺪﺩ‪ ،‬ﺑﺼﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ‪،‬‬
‫ﻛﻴﻔﻴﺎﺕ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﻭﺗﻄﺒﻴﻖ ﺷﺮﻭﻁ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﺇﺫﺍ ﺑﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺇﺩﺭﺍﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ‪ ،‬ﻭﻛﺬﻟﻚ‬

‫‪ -6‬ﺗﺒﺮﻡ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺜﺒﺘﻬﺎ ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻋﻘﺪ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﻗﻌﻪ ﻧﺎﺋﻞ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ‪ ،‬ﻣﻦ ﺟﻬﺔ‪ ،‬ﻭﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺩﻓﺘﺮ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ‪ ،‬ﻣﻦ ﺟﻬﺔ‬
‫ﺃﺧﺮﻯ )ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ‪15/‬ﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ‪.(5/2/2007‬‬
‫‪- 6‬ﻋﺒﺪ ﷲ ﺍﻹﺩﺭﻳﺴﻲ‪ ،‬ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ‪ ،‬ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺟﺪﺓ‪ :‬ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪) ،‬ﺑﺪﻭﻥ ﺩﺍﺭ ﻧﺸﺮ ﻭﻻ ﻃﺒﻌﺔ(‪ 2007 ،‬ﺹ ‪15.‬‬
‫‪- 6‬ﻣﻦ ﺃﻣﺜﻠﺔ ﻣﺎ ﺗﺘﻀﻤﻨﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻓﺎﺗﺮ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻓﺲ ﺑﺘﻐﻄﻴﺔ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ‪...‬‬
‫‪4‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫ﻛﻴﻔﻴﺎﺕ ﻣﻨﺢ ﻭﺣﺴﺎﺏ ﻭﺩﻓﻊ ﺍﻟﺘﺴﺒﻴﻘﺎﺕ ﻭﺍﻟﺪﻓﻌﺎﺕ ﻭﺗﺴﺪﻳﺪ ﺛﻤﻦ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫ﻭﺗﺘﻢ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻓﺎﺗﺮ ﺑﻘﺮﺍﺭ ﻟﻠﻮﺯﻳﺮ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺃﻭ ﺑﻘﺮﺍﺭ ﻣﺸﺘﺮﻙ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻭﺍﻟﻮﺯﻳﺮ‬
‫ﺍﻟﻤﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﻤﺎﻟﻴﺔ‪ ،‬ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻓﺎﺗﺮ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺷﺮﻭﻃﺎ ﻟﻬﺎ ﺍﻧﻌﻜﺎﺱ ﻣﺎﻟﻲ‪.‬‬
‫ﻛﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺪﻓﺎﺗﺮ ﺷﺮﻭﻁ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻘﻄﺎﻉ ﻭﺯﺍﺭﻱ ﺇﻟﻰ ﻗﻄﺎﻋﺎﺕ ﻭﺯﺍﺭﻳﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺑﻤﻮﺟﺐ‬
‫ﻗﺮﺍﺭ ﻳﺘﺨﺬﻩ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﻱ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺗﻤﺪﻳﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺇﻟﻴﻪ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ ‪-‬ﺩﻓﺎﺗﺮ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ‪:‬‬
‫ﺗﺤﺪﺩ ﺩﻓﺎﺗﺮ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻜﻞ ﺻﻔﻘﺔ ‪ ،7‬ﻭﺗﺘﻀﻤﻦ ﺍﻹﺣﺎﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫ﺍﻟﻤﻄﺒﻘﺔ ﻭﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺍﺩ ﺩﻓﺎﺗﺮ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ‪ ،‬ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻻﻗﺘﻀﺎء‪ ،‬ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺍﺩ ﺩﻓﺎﺗﺮ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺤﻴﺪ )ﺍﻻﺳﺘﻐﻨﺎء ( ﻋﻨﻬﺎ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻓﺎﺗﺮ‪.‬‬
‫ﻭﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻓﺎﺗﺮ ﻟﻠﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻵﻣﺮ ﺑﺎﻟﺼﺮﻑ‪ ،‬ﺃﻭ ﻣﻨﺪﻭﺑﻪ‪ ،‬ﺃﻭ ﺍﻵﻣﺮ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪ‬
‫ﺑﺎﻟﺼﺮﻑ ‪ 7‬ﻗﺒﻞ ﻃﺮﺡ ﻣﺴﻄﺮﺓ ﺇﺑﺮﺍﻡ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻚ ﻃﺒﻘﺎ ﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 78‬ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ‪ ،‬ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﺗﺘﻢ‬
‫ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﻗﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻱ ﺷﺮﻭﻉ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺪﻓﺎﺗﺮ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ‬
‫ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺠﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻬﻢ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺣﻮﺯﺓ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺃﻭ ﺃﻣﻦ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺃﻭ ﺳﻼﻣﺔ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﺍﻟﻄﺮﻗﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻼﺣﺔ ﺍﻟﺠﻮﻳﺔ‬
‫ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ‪ ،‬ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﺸﺮﻭﻉ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﺴﻨﻰ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺟﻤﻴﻊ‬
‫ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ‪ .7‬ﻭﺗﺘﻀﻤﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻓﺎﺗﺮ ﺟﺰء ﻣﻦ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﺑﻴﻦ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺠﺰء ﺍﻵﺧﺮ‬
‫ﻳﺘﻀﻤﻨﻪ ﻋﻘﺪ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﺍﻟﺬﻛﺮ ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﻣﺤﺘﻮﻯ ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‬
‫ﺗﺤﺘﻮﻱ ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ ﻭﺟﻮﺑﺎ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺎﻧﺎﺕ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺻﻔﻘﺔ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻟﺬﻟﻚ‬
‫ﻳﺘﻌﻴﻦ ﺇﺩﺭﺍﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﻭﺇﻻ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻠﺒﻄﻼﻥ ﺃﻭ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺭﻓﺾ ﺍﻟﺘﺄﺷﻴﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺮﺍﻗﺐ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ‬
‫ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺎﺕ؛ ﻭﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ ﺗﻨﺺ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 15‬ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ) ﻓﻘﺮﺓ "ﺏ"( ﺃﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ )ﻓﻲ ﻋﻘﺪ‬
‫ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﻭﺩﻓﺎﺗﺮ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ(‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ‪ ،‬ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪ :‬ﺑﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﺪ‪:‬‬
‫ﻳﺸﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺇﻟﻰ‪:‬‬
‫‪ 1-‬ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻹﺑﺮﺍﻡ؛‬
‫‪2-‬ﺍﻹﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺼﺮﻳﺤﺔ ﺇﻟﻰ ﻓﻘﺮﺍﺕ ﻭﺑﻨﻮﺩ ﻭﻣﻮﺍﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺑﺮﻣﺖ ﺑﻤﻮﺟﺒﻬﺎ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ؛‬
‫‪ 3-‬ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﺓ ﻭﺃﺳﻤﺎء ﻭﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻌﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﺼﺮﻓﻴﻦ ﺑﺎﺳﻢ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻭﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ‬
‫ﻣﻌﻪ؛‬
‫‪4-‬ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﻣﻊ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻤﺎﻻﺕ ﺃﻭ ﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ‪ ،‬ﻣﻜﺎﻥ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ؛‬
‫‪5-‬ﺗﻌﺪﺍﺩ ﻟﻠﻤﺴﺘﻨﺪﺍﺕ ﺍﻟﻤﺪﻣﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﺣﺴﺐ ﺃﻭﻟﻮﻳﺘﻬﺎ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ :‬ﺑﻴﺎﻧﺎﺕ ﺩﻓﺎﺗﺮ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ‬
‫ﻳﺸﺎﺭ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻓﺎﺗﺮ ﺇﻟﻰ‪:‬‬
‫‪1-‬ﺍﻟﺜﻤﻦ‪ ،‬ﻣﻊ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺍﻟﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺼﻔﻘﺎﺕ ﺑﺄﺛﻤﺎﻥ ﻣﺆﻗﺘﺔ ﺃﻭ ﻛﻴﻔﻴﺎﺕ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﻋﻤﺎﻝ‬
‫ﺍﻟﻤﺆﺩﻯ ﻋﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻧﻔﻘﺎﺕ ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ؛‬

‫‪ - 7‬ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤﺆﻗﺖ ﻭﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﺒﻠﻎ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ‪ ،‬ﺗﻤﺪﻳﺪ ﺍﺟﻞ ﺗﺒﻠﻴﻎ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﺇﻟﻰ ﻧﺎﺋﻠﻬﺎ‪...‬ﺍﻟﺦ‪.‬‬
‫‪ - 7‬ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ‪ 5/2/2007‬ﻫﻢ‪ :‬ﺍﻵﻣﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﺼﺮﻑ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﺪﺑﻮﻧﻪ ﻟﻠﻤﺼﺎﺩﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ )ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 3/2‬ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ(‪ .‬ﻭﺍﻵﻣﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﺼﺮﻑ ﻫﻢ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍء ﻭﻣﻮﻇﻔﻮ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻤﺘﻌﻮﻥ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺮ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻟﻠﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺗﺤﺖ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻬﻢ‪ ،‬ﺑﺴﻠﻄﺔ‬
‫ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﻢ ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﺎﺗﻬﻢ‪.‬‬
‫‪-7‬ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪72/‬ﺛﺎﻧﻴﺎ‪6./‬‬
‫‪4‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫‪2-‬ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺃﻭ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻧﺘﻬﺎء ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ؛‬


‫‪3-‬ﺷﺮﻭﻁ ﺍﺳﺘﻼﻡ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ )ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ(‪ ،‬ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻻﻗﺘﻀﺎء‪ ،‬ﺷﺮﻭﻁ ﺗﺴﻠﻤﻬﺎ )ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺻﺎﺣﺐ‬
‫ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ( ﺑﻌﺪ ﺍﻻﻧﺘﻬﺎء ﻣﻦ ﺍﻧﺠﺎﺯﻫﺎ؛‬
‫‪4-‬ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻟﺘﺴﺪﻳﺪ )ﺍﻟﺜﻤﻦ‪ ،‬ﺍﻟﺘﺴﺒﻴﻘﺎﺕ‪ ،‬ﺍﻟﺪﻓﻮﻋﺎﺕ( ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺠﺎﺭﻱ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤﻞ؛‬
‫‪5-‬ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻟﺮﻫﻦ‪ ،‬ﻋﻨﺪ ﺍﻻﻗﺘﻀﺎء؛‬
‫‪6-‬ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻟﻔﺴﺦ؛‬
‫ﺛﻢ‪ ،‬ﻃﺎﺑﻊ ﻭﺇﻣﻀﺎء ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ‪.‬‬
‫ﻭﻣﻦ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻦ ﺇﻏﻔﺎﻝ ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﺓ ﻣﺜﻼ‪ ،‬ﻫﻮ ﺑﻄﻼﻥ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ‪ ،‬ﻭﻋﻦ ﺇﻏﻔﺎﻝ‪:‬‬
‫ﺍﻟﺜﻤﻦ‪ ،‬ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺃﻭ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻧﺘﻬﺎء ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ‪ ،‬ﺷﺮﻭﻁ ﺍﺳﺘﻼﻡ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭﺷﺮﻭﻁ ﺗﺴﻠﻴﻤﻬﺎ‪ ،‬ﺃﻭ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻟﺘﺴﺪﻳﺪ‪ ،‬ﻫﻮ‬
‫ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺭﻓﺾ ﺍﻟﺘﺄﺷﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺮﺍﻗﺐ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺎﺕ ‪.7‬‬
‫ﺍﻟﻤﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‬
‫ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺁﺛﺎﺭ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻌﻬﺎ‪ .‬ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ‬
‫ﺍﻵﺛﺎﺭ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺘﺮﻑ ﺑﻬﺎ ﻟﻬﺎ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻌﻬﺎ‪ ،‬ﻭ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺃﺳﺎﺳﺎ‬
‫ﻓﻲ ﺣﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﻭ ﺣﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎﺕ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ‬
‫ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻋﺪﺓ ﺁﺛﺎﺭ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺗﺘﺠﻠﻰ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﻭ ﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ‬
‫ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻘﻮﺩ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻭﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺩﻱ‬
‫ﻭ ﺳﻠﻄﺔ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺍﻟﺠﺰﺍءﺍﺕ‪.‬‬
‫ﻭﻟﻜﻦ ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺒﺮﻳﺮ ﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺮﻑ ﺑﻬﺎ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ؟‬
‫ﻳﺒﺮﺭ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪-‬ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺮﻑ ﺑﻬﺎ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ‬
‫ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ‪ .‬ﺇﺫ ﻳﺒﺮﻡ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻲ ﺃﻥ ﺗﻤﻨﺢ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻬﺎ ﺑﻀﻤﺎﻥ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻼﺅﻡ ﺑﻴﻦ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻭ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ .‬ﺇﺫ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺒﺪﺋﺎﻥ ﻣﻦ‬
‫ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻳﺤﻜﻤﺎﻥ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﻭﻫﻤﺎ ﻣﺒﺪﺃﻱ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ ﻭ ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺘﻌﺪﻳﻞ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ‬
‫ﻫﻲ ﻣﻦ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺘﺮﻑ ﺑﻬﺎ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‪،‬ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻝ ﻋﻨﻬﺎ‬
‫ﺣﺘﻰ ﻭ ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻭ ﺫﻟﻚ ﻷﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪ :‬ﺻﻮﺭ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﺔ‬
‫ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺣﺴﺐ ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻌﻘﺪ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻳﻘﺼﺪ ﺑﻬﺎ ﻣﺠﺮﺩ ﺗﺤﻘﻖ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻌﻬﺎ ﻳﻨﻔﺬ ﺍﻟﻌﻘﺪ‬
‫ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺘﻘﻮﻡ ﺑﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ﺟﻮﺩﺓ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ‪ .‬ﻭﺗﻤﺎﺭﺱ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻖ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺇﻳﻔﺎﺩ ﻣﻬﻨﺪﺳﻴﻦ‬
‫ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭ ﺍﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺳﻴﺮﻩ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻸﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩﺓ ﻭ ﻟﻔﺤﺺ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻟﻼﻃﻤﺌﻨﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺩﺗﻬﺎ ‪،‬‬
‫ﻭﻗﺪ ﺗﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺳﻠﻄﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﺪ ‪ ،7‬ﻓﺘﺘﺪﺧﻞ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺑﺪﺭﺟﺔ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺳﻼﻣﺔ‬
‫ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﺪ‪،‬ﻓﺘﺼﺪﺭ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻟﻤﻨﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻌﻤﻞ ﻣﻌﻴﻦ ﺃﻭ ﺇﺟﺒﺎﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺍﻫﺎ‬
‫ﺍﻷﻓﻀﻞ ﻟﻠﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪ ،‬ﻛﺄﻥ ﺗﺤﺪﺩ ﻟﻪ ﺇﺟﺮﺍءﺍﺕ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻷﻣﻦ ﺃﻭ ﺗﺄﻣﺮ ﻣﻘﺎﻭﻝ ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﺣﺘﺮﺍﻡ ﻣﺪﺩ ﻭ‬

‫‪ - 7‬ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻤﺨﻮﻝ ﻝﻣﺮﺍﻗﺐ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺎﺕ ﻣﺴﺘﻤﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 13/2‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﻟﻠﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -7‬ﺛﻮﺭﻳﺔ ﻟﻌﻴﻮﻧﻲ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ‪ ،‬ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺍﻟﺠﺴﻮﺭ‪ ،‬ﻭﺟﺪﺓ ‪،1998‬ﺹ‪319-320..‬‬

‫‪4‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫ﺗﻮﺍﺭﻳﺦ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‪.‬‬


‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ :‬ﺷﺮﻭﻁ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ‬
‫ﺇﻥ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻟﻴﺴﺖ ﺳﻠﻄﺔ ﻣﻄﻠﻘﺔ ﺑﻞ ﻫﻲ ﻣﻘﻴﺪﺓ ﺑﺸﺮﻭﻁ ﺗﻘﺘﻀﻴﻬﺎ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺿﻤﺎﻧﺎﺕ‬
‫ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺗﺤﻤﻴﻪ ﻣﻦ ﺗﻌﺴﻔﻬﺎ‪ ،‬ﻭ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬
‫‪‬ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺒﺎﻋﺚ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻫﺪﻑ ﻳﻘﺘﻀﻴﻪ ﺣﺴﻦ ﺳﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ‬
‫ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻌﻘﺪ‪.‬‬
‫‪‬ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﺳﻠﻄﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻏﺮﺽ ﻻ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻭ ﻻ‬
‫ﻳﺴﺘﻬﺪﻑ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭ ﺇﻻ ﻛﺎﻥ ﺗﺼﺮﻓﻬﺎ ﻣﺸﻮﺑﺎ ﺑﺴﻮء ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ‪.‬‬
‫‪‬ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺑﺤﺠﺔ ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻭ ﺍﻹﺷﺮﺍﻑ ‪.‬‬
‫ﻟﻬﺬﺍ‪،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻳﺮﺍﻗﺐ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻋﻨﺪ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ ﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺘﻔﻘﺔ ﻣﻊ‬
‫ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭ ﻓﻲ ﺣﺪﻭﺩ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺴﻲء ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺩﻱ ﻭ ﺳﻠﻄﺔ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺍﻟﺠﺰﺍءﺍﺕ‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪ :‬ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺩﻱ‬
‫ﻫﻲ ﺳﻠﻄﺔ ﻣﻌﺘﺮﻑ ﺑﻬﺎ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﻟﻜﻲ ﺗﻘﻮﻡ ﺧﻼﻝ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺑﺘﻌﺪﻳﻞ ﺣﺠﻢ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ‬
‫ﻣﻌﻬﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻬﺎ‪ .‬ﻭ ﻳﺠﺐ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺨﻠﻂ ﺑﻴﻦ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺩﻱ ﻭ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ‪ ،‬ﺇﺫ ﺃﻥ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ‬
‫ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺩﻱ ﻻ ﺗﻬﺘﻢ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﻔﺬ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻬﻢ ﻣﺤﺘﻮﻯ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺫﺍﺗﻪ ‪ .‬ﻭﻣﻦ‬
‫ﺁﺛﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﺮﻓﻊ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺺ ﻣﻦ ﺣﺠﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ‪ .‬ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻓﻬﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺩﻳﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﻴﺔ‪.‬‬
‫ﺃﻭﻻ‪-‬ﺃﺳﺎﺱ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺩﻱ ﻟﻠﻌﻘﺪ ‪:‬‬
‫ﺗﺮﺗﻜﺰ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭ ﻗﺎﺑﻠﻴﺘﻪ ﻟﻠﺘﻌﺪﻳﻞ ﻭ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ‬
‫ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ‪ ،‬ﻓﻐﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﺒﺮﻡ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﺷﺒﺎﻉ ﺣﺎﺟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﺼﻔﺔ‬
‫ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ‪ ،‬ﻭ ﻫﻲ ﺣﺎﺟﻴﺎﺕ ﻣﺘﻄﻮﺭﺓ ﻛﺎﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺫﺍﺗﻪ ﻭ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻤﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻼﺋﻢ‬
‫ﺗﺠﻤﻴﺪ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻷﻥ ﻣﻦ ﺷﺄﻥ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﻖ ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺘﻌﺪﻳﻞ ﻭ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻯ‬
‫ﺍﻟﻘﺼﻴﺮ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻯ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ‪.‬ﻭ ﻫﻲ ﻣﺒﺮﺭﺓ ﻓﻘﻂ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﺒﺐ‪.‬‬
‫ﺇﻥ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺩﻱ ﺳﻠﻄﺔ ﺗﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺑﻘﻮﺓ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ‪ ،‬ﺇﺫ ﺗﺤﺼﻞ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ‬
‫ﺳﻮﺍء ﻛﺎﻥ ﻣﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺃﻡ ﻻ‪ .‬ﻭ ﻫﻲ ﺗﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‪ .‬ﻭ ﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﻟﻬﺎ ﻣﺤﺘﻮﻯ ﻋﺎﻡ؟‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ -‬ﺷﺮﻭﻁ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺩﻱ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ‪:‬‬
‫ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺑﺈﺭﺍﺩﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﻔﺮﺩﺓ ﻟﻴﺴﺖ ﺳﻠﻄﺔ ﻣﻄﻠﻘﺔ ﺑﻞ ﺗﺨﻀﻊ ﻟﺸﺮﻭﻁ ﻫﻲ‬
‫ﻛﺎﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫♠ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺣﻖ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺑﺈﺭﺍﺩﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﻔﺮﺩﺓ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﺠﺪﺕ ﺑﻌﺪ ﺇﺑﺮﺍﻡ ﺍﻟﻌﻘﺪ‬
‫ﻇﺮﻭﻑ ﺗﺒﺮﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ‪.‬‬
‫♠ﻳﺠﺐ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺣﻖ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺑﺈﺭﺍﺩﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﻔﺮﺩﺓ‪،‬ﻓﻴﺠﺐ ﺃﻥ‬
‫ﻳﺼﺪﺭ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺑﺈﺟﺮﺍﺋﻪ ﻭﻭﻓﻘﺎ ﻟﻺﺟﺮﺍءﺍﺕ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﻄﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻘﺮﺭﺓ ﻟﺬﻟﻚ‪،‬ﻭ ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﺃﻥ‬
‫ﻳﻠﺠﺄ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﻭ ﻳﺘﻤﺴﻚ ﺑﺒﻄﻼﻥ ﻛﻞ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺗﻢ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﻭ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﻤﻘﺮﺭﺓ‪.‬‬
‫♠ﺗﺸﻤﻞ ﺑﻌﺾ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻓﻘﻂ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ)ﺍﻟﻼﺋﺤﻴﺔ( ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺮﺭ‬
‫ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻓﻴﺤﺐ ﺃﻥ ﺗﻈﻞ ﺛﺎﺑﺘﺔ‪ ،‬ﻓﻼ ﺗﺘﻨﺎﻭﻟﻬﺎ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ‪.‬‬
‫♠ﻻ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻼﺕ ﺣﺪﻭﺩﺍ ﻣﻌﻴﻨﺔ‪.‬ﻓﺎﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻛﻠﻴﺎ ﺗﻐﻴﺮ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻭ ﻳﺘﻮﻟﺪ ﻋﻨﻬﺎ‬
‫ﻋﻘﺪﺍ ﺟﺪﻳﺪﺍ‪ ،‬ﻭ ﻫﻨﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺭﻓﺾ ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ﻭ ﻃﻠﺐ ﻓﺴﺦ ﺍﻟﻌﻘﺪ‪ .‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻼﺕ‬
‫‪4‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﺭ ﺑﻬﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻏﻴﺮ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻭ ﻣﺴﺘﺤﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ‪ .‬ﻭﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺪ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﺗﺪﻓﻌﻪ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﺓ‪.‬‬
‫ﻭﻣﻤﺎ ﻻ ﺷﻚ ﻓﻴﻪ ‪،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺩﻱ ﺍﻟﺨﺎﻃﺊ ﻳﺜﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻳﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ‬
‫ﻟﻠﺘﻌﺪﻳﻞ ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻌﻞ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻣﺴﺘﺤﻴﻼ‪ ،‬ﻭ ﻳﺘﻢ ﻓﺴﺦ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺧﻄﺈ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ‪ .‬ﻭ ﻻ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻧﻔﺮﺍﺩﻳﺔ ﺇﻻ‬
‫ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺑﻌﺪ ﺇﺑﺮﺍﻣﻪ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪:‬ﺳﻠﻄﺔ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺍﻟﺠﺰﺍءﺍﺕ‬
‫ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺧﻄﺄ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ‪ ،‬ﻳﻤﻜﻦ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﺗﺠﺎﻫﻴﻦ‪:‬‬
‫• ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺨﻄﺌﺔ‪ ،‬ﻳﺘﻢ ﺇﺑﻌﺎﺩ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﺑﺎﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ﻋﺪﻡ‬
‫ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻟﻮﻗﻒ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗﻪ‪ ،‬ﺇﺫ ﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ) ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ(ﻣﻠﺰﻣﺎ ﺑﺎﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺧﻄﺄ‬
‫ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ‪ ،‬ﻭ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﻓﻘﻂ ﺍﻟﻠﺠﻮء ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻟﻄﻠﺐ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺃﻭ ﻓﺴﺦ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﺍﻟﺠﺴﻴﻢ ‪.‬‬
‫• ﻭﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻛﺎﻟﻌﻴﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻨﻊ ﺃﻭ ﺍﻹﻫﻤﺎﻝ ﺃﻭ ﺍﻟﻐﺶ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺄﺧﻴﺮ‬
‫ﺗﺘﻮﻓﺮ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺣﺰﻣﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺰﺍءﺍﺕ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺑﻌﺪﺓ‬
‫ﺧﺼﺎﺋﺺ‪:‬‬
‫• ﻓﻬﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻓﻘﻂ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻤﺘﻄﻠﺒﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ‪.‬‬
‫• ﻭﻫﻲ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﺑﻘﻮﺓ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ‪ ،‬ﻓﺎﻹﺩﺍﺭﺓ ﺗﻤﻠﻚ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﺪ ‪ ،‬ﺇﺫ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ‬
‫ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﺓ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺟﺰﺍءﺍﺕ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ‪ ،‬ﻭﺗﻤﺎﺭﺱ ﺍﻧﻔﺮﺍﺩﻳﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺩﻭﻥ ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺒﻖ‬
‫ﻟﻠﺨﻄﺄ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ‪ .‬ﻭ ﻧﺸﻬﺪ ﻫﻨﺎ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﻇﻬﻮﺭ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ﻭ ﺍﻣﺘﻴﺎﺯ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻤﺴﺒﻖ) ﺃﻫﻢ ﻣﻤﻴﺰﺍﺕ‬
‫ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ( ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻳﺔ ﻭﻫﻲ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﺮﺍﺭ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺩﻓﺘﺮ ﺍﻟﺘﺤﻤﻼﺕ‪.‬‬
‫ﻭﻟﻜﻦ‪ ،‬ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺠﺰﺍءﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﺗﺨﺎﺫﻫﺎ؟ ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺣﺪﻭﺩﻫﺎ؟‬
‫ﺃﻭﻻ‪-‬ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺠﺰﺍءﺍﺕ‪:‬‬
‫ﺍﻟﺠﺰﺍءﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺗﻮﻗﻴﻌﻬﺎ ﻧﻮﻋﺎﻥ‪:‬‬
‫ﺃ ‪-‬ﺍﻟﺠﺰﺍءﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ‪:7‬‬
‫ﻫﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﺳﻠﻔﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻛﺠﺰﺍء ﺗﻮﻗﻌﻪ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻌﻬﺎ ﻋﻨﺪ‬
‫ﺇﺧﻼﻟﻪ ﺑﺎﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗﻪ ‪ .‬ﻭﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺧﻼﻝ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﺄﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ‪ .‬ﻋﻨﺪ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺰﺍء ﻻ ﻳﻤﻜﻦ‬
‫ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺍﻟﺠﺰﺍءﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺑﺼﺮﻑ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺟﺴﺎﻣﺔ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﺬﻱ‬
‫ﺃﺻﺎﺏ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ‪ .‬ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺍﻓﺘﺮﺍﺿﺎ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﻜﺲ‪ ،‬ﻭﻻ ﻳﻌﻔﻲ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻣﻨﻪ‬
‫ﺇﻻ ﺑﺈﺛﺒﺎﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﺓ ﻗﺎﻫﺮﺓ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﻓﻌﻞ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺫﺍﺗﻪ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺍﻗﺘﻀﺖ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ‬
‫ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ ﻓﻲ ﺣﻜﻤﻬﺎ ﺭﻗﻢ ‪ 1248‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 7 12/10/2006‬ﺑﺸﺄﻥ ﺗﺰﻭﻳﺪ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﻤﻮﻣﻴﺔ ﺑﺂﻻﺕ ﺧﻴﺎﻃﺔ‪،‬‬
‫ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻭﻗﻮﻉ ﺯﻟﺰﺍﻝ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﺎﻳﻮﺍﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻮﺭﺩ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻵﻻﺕ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻣﺖ‬
‫ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺑﻔﺮﺽ ﻏﺮﺍﻣﺎﺕ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﻟﺘﺄﺧﻴﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ‪ ،‬ﻭﻋﻠﻰ ﺇﺛﺮ ﺫﻟﻚ‪ ،‬ﻗﺎﻣﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺑﻌﺮﺽ‬
‫ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻣﺴﺘﻨﺪﺓ ﺇﻟﻰ ﻇﺮﻭﻑ ﻗﺎﻫﺮﺓ )ﺯﻟﺰﺍﻝ( ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻟﻢ ﺗﺮ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻇﺮﻭﻓﺎ ﻗﺎﻫﺮﺓ‬
‫ﺣﻴﺚ ﺍﻋﺘﺒﺮﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﻛﺎﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺼﺪﺭ ﺁﺧﺮ ﻟﺠﻠﺐ ﺍﻵﻻﺕ ﻭﻓﺎء ﺑﺎﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗﻬﺎ ‪.7‬‬
‫ﺏ‪-‬ﺍﻟﺠﺰﺍءﺍﺕ ﺍﻟﺰﺟﺮﻳﺔ‪:‬‬

‫‪7‬‬
‫‪-Bosc, Le régime des pénalités dans les marchés de fournitures, RDP? 1921? P.215.‬‬
‫‪)-7‬ﻣﻠﻒ ﺭﻗﻢ ‪ ،550/7/04‬ﻗﺴﻢ ﻕ ﺵ ﺣﻜﻢ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺸﻮﺭ( ﺑﻴﻦ ﺷﺮﻛﺔ ﺩﻟﺘﺎ ﻛﻮﻣﻮﺻﻴﻦ ﻭﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ" )‪-‬ﺩ‪ .‬ﻣﻠﻴﻜﺔ ﺍﻟﺼﺮﻭﺥ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ‬
‫‪.(448‬‬
‫‪ -7‬ﻣﻠﻴﻜﺔ ﺍﺍﻟﺼﺮﻭﺥ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ ‪449-451.‬‬
‫‪4‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫ﻭﺗﻬﺪﻑ ﺑﺎﻷﺳﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺿﻤﺎﻥ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺭﻏﻢ ﻋﺠﺰ ﻭ ﺿﻌﻒ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ‪ ،‬ﻓﺘﺤﻞ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻣﺤﻞ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻌﻬﺎ‬
‫ﻭﺗﺒﺎﺷﺮ ﺗﻨﻔﻴﺬﻩ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺑﻪ ﻭﺗﺤﺖ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻪ‪ :‬ﺗﺴﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ) ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ‬
‫‪7‬‬
‫ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ( ﺍﻟﺸﺮﺍء ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﺍﻟﻤﻘﺼﺮ) ﺍﻟﺘﻮﺭﻳﺪ(‪ ،‬ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺤﺮﺍﺳﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ)ﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯ(‪.‬‬
‫ﻭﻳﻤﻜﻦ ﻟﻌﺠﺰ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﺃﻥ ﻳﺪﻓﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻣﺴﻄﺮﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺳﺤﺐ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ‬
‫ﻭﺗﻌﻮﻳﻀﻪ ﺑﺸﺨﺺ ﺁﺧﺮ‪ ،‬ﻭ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﻳﺘﺤﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﺍﻟﻌﺎﺟﺰ ‪ .‬ﻛﻤﺎ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻘﺮﺭ‬
‫ﺍﻟﻔﺴﺦ ﻛﺠﺰﺍء‪،‬ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻬﺪﻑ ﺯﺟﺮ ﻛﻞ ﺗﻘﺼﻴﺮ ﺃﻭ ﻛﻞ ﺧﻄﺄ ﺟﺴﻴﻢ ﺍﺭﺗﻜﺒﻪ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻌﻬﺎ‪،‬ﻭﺗﻀﻊ ﺑﺬﻟﻚ ﺣﺪﺍ ﻟﻠﺮﺍﺑﻄﺔ‬
‫ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻳﺔ ‪.7‬‬
‫ﻣﺜﻼ ﻳﻨﺺ ﺩﻓﺘﺮ ﺍﻟﺘﺤﻤﻼﺕ ﺍﻟﻤﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﻘﺎﺕ ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 70‬ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻟﺰﺟﺮﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﺬﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺎﺕ ‪ ،‬ﺇﺫ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺑﻌﺪ ﺇﻧﺬﺍﺭ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ‬
‫ﻣﻌﻬﺎ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﺄﻣﺮ ﺑﺈﻧﺸﺎء ﻭﻛﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺑﻪ ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﻔﺴﺦ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻭ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﻟﻠﻤﻨﺎﻓﺴﺔ‬
‫ﺑﺎﻹﻋﻼﻥ ﻋﻦ ﻃﻠﺐ ﻋﺮﻭﺽ ﺟﺪﻳﺪ‪،‬ﻭﺇﻣﺎ ﻓﺴﺦ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﺑﻜﻞ ﺑﺴﺎﻃﺔ ﻣﻊ ﻣﺼﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﻀﻤﺎﻧﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ‪) .‬ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ‬
‫ﺗﻀﻊ ﺣﺪﺍ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺩﻭﻥ ﺃﻱ ﺗﻌﻮﻳﺾ‪ :‬ﻓﺴﺦ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﺃﻭ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯ(‪.‬ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﺗﻬﻢ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺃﻭ ﻓﻲ‬
‫ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ‪،‬ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﻠﺠﺄ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺿﻴﺔ ﻹﻧﻬﺎء ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﻭ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﺍﻟﻌﺎﺟﺰ‬
‫ﻭ ﺗﺤﺖ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻪ‪ .‬ﻭ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻳﺘﺤﻤﻞ ﻛﻞ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﻘﺎﺕ‪ ،‬ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺲ‪،‬ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ‬
‫ﺗﺨﻔﻴﺾ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﻘﺎﺕ‪،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺮﺑﺢ ﻳﻌﻮﺩ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ‪.‬‬
‫ﺇﻥ ﺍﻟﻔﺴﺦ ﻭ ﺍﻹﺣﻼﻝ ﻣﺤﻞ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﺃﻭ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻣﻨﺎﻓﺴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻫﻲ ﺟﺰﺍءﺍﺕ ﺛﻘﻴﻠﺔ ﻻ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﻠﺠﻮء ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮﺓ ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ -‬ﺷﺮﻭﻁ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺳﻠﻄﺔ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺍﻟﺠﺰﺍءﺍﺕ‪:‬‬
‫♠ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺍﻟﺠﺰﺍء ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺇﻧﺬﺍﺭ ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻌﻬﺎ‪.‬ﻓﺎﻹﺩﺍﺭﺓ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻔﺮﺽ ﻋﻘﻮﺑﺎﺕ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻌﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺇﻧﺬﺍﺭ ﻟﻪ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗﻪ ‪ .‬ﻓﺎﻹﺩﺍﺭﺓ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ) ﺗﺒﻠﻴﻎ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ‬
‫ﺑﺎﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﻨﺴﻮﺑﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﻭ ﺑﺎﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﻤﻨﻮﺣﺔ ﻟﻪ ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﺩﻓﻮﻋﺎﺗﻪ ﻭ ﺗﻔﺴﻴﺮﺍﺗﻪ( ﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﺃﻭ‬
‫ﺷﺮﻁ ﻣﺨﺎﻟﻒ‪.‬‬
‫♠ﺇﻥ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﺠﺰﺍءﺍﺕ ﺍﻟﻤﻤﻜﻨﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ‪ ،‬ﺇﺫ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻭﺟﻮﺩ ﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺟﻨﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ‬
‫ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‪ ،‬ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺗﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﻻﺋﺤﺔ ﺿﺒﻄﻴﺔ ﻣﺼﺤﻮﺑﺔ ﺑﻌﻘﻮﺑﺔ ﺟﻨﺎﺋﻴﺔ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺗﻨﻔﻴﺬ‬
‫ﺍﻟﻌﻘﺪ‪ ،‬ﻭ ﺇﻻ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻧﺤﺮﺍﻑ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ‪.‬‬
‫♠ﻳﺮﺍﻗﺐ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ‪ ،‬ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﺪﺋﻴﺔ ﺇﻟﻐﺎء ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺨﺬﺓ‬
‫ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ‪ ،‬ﻓﺈﺫﺍ ﻭ ﺟﺪﻫﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺮﺭﺓ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﻓﻘﻂ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺑﺄﺩﺍء ﺗﻌﻮﻳﺾ‪.‬‬
‫ﺇﻥ ﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺮﻑ ﺑﻬﺎ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻄﻠﻘﺔ ‪،‬ﺑﻞ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ‪.‬‬
‫ﻭ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺑﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ‪ ،‬ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺃﻥ‬
‫ﺗﻤﺎﺭﺱ ﺳﻠﻄﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺪﻭﺩ ﻣﺎ ﺗﻘﺘﻀﻴﻪ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭ ﻓﻲ ﺣﺪﻭﺩ ﻣﺎ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﻪ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ‬
‫ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺁﺛﺎﺭﺍ ﻣﻬﻤﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻣﻮﺭ ﺭﺋﻴﺴﻴﺔ ﻭﻫﻲ‪ :‬ﺣﻘﻪ ﻓﻲ‬

‫‪ -7‬ﻟﻠﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ‪ :‬ﺍﻧﻈﺮ ﺛﻮﺭﻳﺔ ﻟﻌﻴﻮﻧﻲ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ‪ ،‬ﺍﻟﻄﺒﻊ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺍﻟﺠﺴﻮﺭ ‪،‬ﻭﺟﺪﺓ ‪،1998‬ﺹ‪319-320..‬‬
‫‪-7‬ﺍﻟﻔﺴﺦ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺍﻟﺨﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﺬﻫﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ‪ .‬ﺃﺛﺮﻫﺎ ﻫﻮ ﺇﻧﻬﺎء ﺍﻟﻌﻘﺪ‪ ،‬ﻭ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﺴﺦ ﺍﻟﻤﻘﺮﺭ ﻛﺠﺰﺍء ﻭ ﺍﻟﻔﺴﺦ ﺍﻟﻤﻘﺮﺭ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ‬
‫ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬ﻓﻔﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺗﻨﻬﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺩﻭﻥ ﺃﻱ ﺧﻄﺄ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﻌﻮﺿﻪ ﻋﻤﺎ ﻟﺤﻘﻪ ﻣﻦ ﺃﺿﺮﺍﺭ‪.‬ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻓﺴﺦ ﺍﻟﻌﻘﺪ‬
‫ﻛﺠﺰﺍء ﻓﻴﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺜﺒﺖ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻌﻬﺎ ﺃﺻﺒﺢ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻌﻬﺎ ﺍﻟﻮﻓﺎء ﺑﺎﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗﻪ ﻭﻓﺎء ﻛﺎﻣﻼ ﺃﻭ ﻛﺎﻥ ﺇﺧﻼﻟﻪ ﺑﺎﻟﺘﺰﺍﻣﻪ ﺧﻄﻴﺮﺍ‪،‬ﻫﻨﺎ ﺗﻄﺒﻖ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﺍﻻﺩﺍﺭﺓ ﺟﺰﺍءﺍ ﻗﺎﺳﻴﺎ ﺃﻱ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﻐﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﻨﻘﺪﻱ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ )ﺛﻤﻦ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ(‪ ،‬ﺗﻘﺎﺿﻲ ﺗﻌﻮﻳﻀﺎﺕ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ‬
‫ﻹﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﻟﻠﺼﻔﻘﺔ‪ ،‬ﻭﻃﻠﺐ ﻓﺴﺦ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﺤﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻟﺘﺒﺮﻳﺮﺍﺕ ﻣﻌﻴﻨﺔ ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﻭ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﻓﺴﺦ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪ :‬ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻤﻦ‬
‫ﺇﻥ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﺣﻘﻪ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﻌﻘﺪ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﺛﻤﻦ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ‪ .‬ﻭﺗﻨﺺ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ‪ ،‬ﻻﺳﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﺩﻓﺎﺗﺮﻫﺎ ﺍﻟﻤﻠﺤﻘﺔ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺻﻴﻐﺔ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﺃﻭ ﺍﻷﺛﻤﺎﻥ ﻭﻋﻠﻰ‬
‫ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺃﺩﺍﺋﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻣﺴﺄﻟﺔ ﻣﺮﺍﺟﻌﺘﻬﺎ‪.‬‬
‫ﻭﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ‪ ،‬ﺑﻌﺪ ﺃﺩﺍء ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﻭ ﺟﺰء ﻣﻨﻪ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻻﻧﺠﺎﺯ ﺃﻭ‬
‫ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺃﻭ ﻫﻤﺎ ﻣﻌﺎ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻵﻣﺮ ﺑﺎﻟﺼﺮﻑ ﻗﺪ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺪﻓﻊ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﻣﻘﺪﻣﺎ ﺃﻭ ﺃﺛﻨﺎء ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ‪ ،‬ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ‬
‫ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﻘﺎﺕ ﻭﻣﺘﺴﻌﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﺖ‪ ،‬ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﻣﻨﻪ ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﺠﺎﺯ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭﺗﺪﻋﻴﻤﺎ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺃﺩﺍء‬
‫ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗﻪ ‪.‬‬
‫ﻭﺇﺛﺒﺎﺕ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻳﺘﻢ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺑﺎﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻌﻤﻞ‬
‫ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﺗﺴﻠﻴﻤﻪ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻧﺬﻛﺮ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺭﺩﺍﺕ ﺑﺴﻨﺪ ﺇﺛﺒﺎﺕ‪ ،‬ﻭﺩﺍﺧﻞ ﺍﻷﺟﻞ ﺍﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ‪.‬‬
‫‪-‬ﺇﻧﺠﺎﺯ ﺧﺒﺮﺓ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺇﻧﺠﺎﺯ ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ‪ ،‬ﻭﺩﺍﺧﻞ ﺍﻷﺟﻞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﺍﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻀﺮﻱ ﺍﻟﺘﺴﻠﻢ ﺍﻟﻤﺆﻗﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻸﺷﻐﺎﻝ‪ ،‬ﻗﺮﻳﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺠﺎﺯ‪.‬‬
‫‪-‬ﺇﻗﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺘﺴﻠﻢ‪.‬‬
‫ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪﻡ ﺛﺒﻮﺕ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻸﻋﻤﺎﻝ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﺗﻨﺘﻔﻲ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﺃﺣﻘﻴﺔ ﺻﺎﺣﺐ‬
‫ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﻟﻠﻤﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﻨﻘﺪﻱ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻗﻀﺖ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺣﻜﻤﻬﺎ ﺭﻗﻢ ‪ 13/ 2004 525‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ‬
‫‪.8 7/10/2004‬‬
‫ﻭﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺭﻫﻦ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺍﻟﻤﺮﻫﻮﻥ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻞ ﻣﺤﻞ‬
‫ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﺤﻘﺎﺗﻪ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﻛﺪﺗﻪ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ ﻓﻲ ﺣﻜﻤﻬﺎ ﺭﻗﻢ ‪1137‬‬
‫ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪.8 2/9/2006‬‬
‫ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﺟﺰﺋﻴﺎ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻠﻤﺒﺎﻟﻎ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺐ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺣﺪﻭﺩ ﻣﺎ‬
‫ﻫﻮ ﺛﺎﺑﺖ ﻭﻣﺴﺘﺤﻖ‪ .‬ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﻛﺪﺗﻪ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ ﻓﻲ ﺣﻜﻤﻬﺎ ﺭﻗﻢ ‪ 1309‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 30/10/2006‬ﺣﻴﺚ‬
‫ﻗﻀﺖ ﺑﺄﻥ ﺗﺆﺩﻱ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻟﻠﻤﺪﻋﻴﺔ ﻣﺒﻠﻐﺎ ﻣﺎﻟﻴﺎ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﺍﻟﻤﻨﺠﺰﺓ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﻛﺸﻒ ‪ 8‬ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﻭﺍﻟﺒﺎﻟﻎ‬
‫‪ 88.019.796‬ﺩﺭﻫﻤﺎ ‪.8‬‬
‫ﺇﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﺇﺧﻼﻝ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﺑﺎﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺟﺰء ﻣﻦ ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﺑﺸﺄﻧﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﻔﻘﺪﻩ‬
‫ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺄﺣﻘﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺨﻼﺹ ﻣﺒﻠﻎ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻹﺟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﺼﻔﻘﺔ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ ﻭﻛﺬﺍ ﺍﺳﺘﺮﺟﺎﻉ‬
‫ﻣﺒﻠﻎ ﺍﻻﻗﺘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻀﺎﻣﻦ ﻭﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻌﺪﻡ ﺣﺼﻮﻝ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺍﻟﻤﺆﻗﺖ ﻭﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﻛﺪﺗﻪ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ‬
‫ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ ﺣﻜﻤﻬﺎ ﺭﻗﻢ ‪ 287‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪. 8 16/2/2006‬‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ :‬ﺣﻖ ﻓﺴﺢ ﺍﻟﻌﻘﺪ‬

‫‪-8‬ﻣﻠﻒ ﺭﻗﻢ ‪ 189/2004/13‬ﺵ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺑﻮﺯﻳﺎﻥ ﺳﻴﺪﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻭﺑﻴﻦ ﺟﻤﺎﻋﺔ "ﺗﻮﻣﻔﻴﺖ" ﻓﻲ ﺷﺨﺺ ﺭﺋﻴﺴﻬﺎ ﻭﻣﻤﺜﻠﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ )‬
‫ﻣﻠﻴﻜﺔ ﺍﻟﺼﺮﻭﺥ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ ‪.(463‬‬
‫‪ -8‬ﻣﻠﻴﻜﺔ ﺍﻟﺼﺮﻭﺥ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ‪.(464‬‬
‫‪-8‬ﻛﺸﻒ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﻫﻮ ﺑﻴﺎﻥ ﺣﺴﺎﺑﻲ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﻜﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﻨﻘﺪﻱ ﻟﻸﺷﻴﺎء ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﺠﺰﺓ‪.‬‬
‫‪-8‬ﻣﻠﻒ ﺭﻗﻢ ‪ 463/01‬ﺵ ﻉ –ﻗﺴﻢ ﻕ ﺵ ﺑﻴﻦ ﺷﺮﻛﺔ "ﺍﻧﻜﻮﺻﺎ" ﺵ‪ .‬ﻡ ‪.‬ﻡ ﻟﻸﺷﻐﺎﻝ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺷﺨﺺ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﻤﻜﺎﺗﺒﻪ ﺑﺎﻟﻮﺯﺍﺭﺓ‬
‫ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ " ﺣﻜﻢ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺸﻮﺭ ) ﻣﻠﻴﻜﺔ ﺍﺍﻟﺼﺮﻭﺥ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ ‪.(462‬‬
‫‪ -8‬ﻣﻠﻴﻜﺔ ﺍﻟﺼﺮﻭﺥ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ ‪463-604.‬‬
‫‪5‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫ﻓﺴﺢ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻫﻮ ﺟﺰﺍء ﺃﻭ ﺇﺟﺮﺍء ﻳﺴﺘﻬﺪﻑ ﺇﻧﻬﺎء ﺍﻟﺮﺍﺑﻄﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻳﺔ ﺑﻴﻦ ﻃﺮﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ‪ .‬ﻭﻫﻮ ﺣﻖ ﺗﻤﺎﺭﺳﻪ‬
‫ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻌﻬﺎ ﻣﺘﻰ ﺗﻮﻓﺮﺕ ﺷﺮﻭﻁ ﺫﻟﻚ ﻟﻜﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻭﺗﺤﻘﻖ ﺣﺎﻻﺗﻪ‪ ،‬ﻭﺃﻫﻤﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‬
‫‪8‬‬

‫‪-‬ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ‪ 8‬ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﻟﻤﺪﺓ ﺗﻔﻮﻕ ‪ 60‬ﻳﻮﻣﺎ؛‬


‫‪-‬ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺄﺟﻴﻞ ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﺑﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻟﻤﺪﺓ ﺗﻔﻮﻕ ﺳﻨﺔ ﺇﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻭ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺸﺮﻭﻉ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ‬
‫ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ‪.‬‬
‫‪-‬ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻮﻗﻴﻒ ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﺑﺄﻣﺮ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ؛‬
‫‪-‬ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺺ ﻣﻦ ﺣﺠﻢ ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﺑﻨﺴﺒﺔ ﺗﻔﻮﻕ ‪% 25‬ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺋﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺸﺮﻭﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺇﻟﻰ‬
‫ﺟﺎﻧﺐ ﺣﻖ ﺍﻟﻔﺴﺦ‪ ،‬ﻃﻠﺐ ﺇﺑﺮﺍﻡ ﻋﻘﺪ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻠﺤﻖ ﻳﺤﺪﺩ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻟﻠﺼﻔﻘﺔ؛‬
‫‪-‬ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﺃﺛﻤﺎﻥ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﻻﺭﺗﻔﺎﻉ ﺗﻜﻠﻔﺘﻬﺎ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﺒﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﻏﻴﺮ‬
‫ﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻊ ﻟﻸﺷﻐﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻨﻔﺬ ﺑﻌﺪ‪ ،‬ﻻ ﻳﻔﻮﻕ ‪ 10%‬ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻷﺻﻠﻲ ﻟﻠﺼﻔﻘﺔ‪.‬‬
‫ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻨﺘﻔﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺄﺧﺬ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺴﺘﺤﻘﺎﺗﻪ ﺑﻤﺎ‬
‫ﻓﻴﻬﺎ ﺍﺳﺘﺮﺩﺍﺩ ﺿﻤﺎﻧﻪ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻓﺴﺦ ﺍﻟﻌﻘﺪ ‪ ،8‬ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﻛﺪﻩ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ ﻋﺪﺩ ‪ 355‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ‬
‫‪ 8 22/3/06‬ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﻘﺮﺭﺓ ﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻃﻠﺐ ﻓﺴﺦ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ‬
‫ﺗﺠﺎﻭﺯﺕ ﻣﺪﺓ ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﺍﻟﻤﻨﺴﻮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺳﻨﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ‪ ،‬ﻣﻊ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻭﻓﻘﺎ‬
‫ﻟﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺩﻓﺎﺗﺮ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪ . .‬ﻭﺇﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺮﻓﻊ ﺍﻟﻴﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﻤﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺠﺰﺓ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ‬
‫ﺍﻟﻤﺪﻋﻴﺔ )ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻷﻧﺎﺑﻴﺐ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ( ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ‪ ،‬ﻟﻪ ﻣﺎ ﻳﺒﺮﺭﻩ‪ ،‬ﻭﻳﺘﻌﻴﻦ ﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻪ ‪. 8‬‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻮﻳﻀﺎﺕ‬
‫ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪ :‬ﺣﺎﻟﺔ ﺍﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ‬
‫ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺇﺿﺎﻓﻴﺔ ﻗﺎﻡ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ ،‬ﻭﺣﺎﻟﺔ ﺇﺧﻼﻟﻪ ﺑﺎﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗﻪ ﻭﺳﺒﺐ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺧﺴﺎﺋﺮ ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻌﻪ‪ ،‬ﻭﺣﺎﻟﺔ ﻭﻗﻮﻉ ﻇﺮﻭﻑ‬
‫ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘﺪ ‪.‬‬
‫ﻭﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻳﺘﻢ ﺇﻣﺎ ﺑﺎﺗﻔﺎﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﺣﻜﻢ ﻗﻀﺎﺋﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼ‪.‬ﺔ‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪ :‬ﺣﺎﻟﺔ ﺍﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺇﺿﺎﻓﻴﺔ ﻭ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻀﺮﺭ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻦ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‬
‫ﺃ ﻭﻻ‪ -‬ﺣﺎﻟﺔ ﺍﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺇﺿﺎﻓﻴﺔ‪:‬‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻹﺿﺎﻓﻴﺔ ﻻ ﻳﺸﻤﻠﻬﺎ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻌﻘﺪ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻦ ﺗﺘﺒﻴﻦ ﺿﺮﻭﺭﺗﻬﺎ ﺇﻣﺎ ﺃﺛﻨﺎء ﺃﻭ ﺑﻌﺪ ﺇﻧﺠﺎﺯ‬
‫ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ‪ ،‬ﻭﺗﺘﻢ ﺇﻣﺎ ﺑﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺃﻭ ﺑﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ‪ ،‬ﻭﻳﺤﺮﺭ ﺑﻤﻘﺘﻀﺎﻫﺎ ﻋﻘﺪ ﻣﻠﺤﻖ ﺑﺎﻟﻌﻘﺪ ﺍﻷﺻﻠﻲ ‪ ،‬ﻭﻗﺪ‬
‫ﻳﻜﺘﻔﻰ ﺑﺸﺄﻧﻬﺎ ﺑﺈﺻﺪﺍﺭ ﺃﻣﺮ ﺑﺎﻟﺨﺪﻣﺔ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺍﻷﻣﺮ ﺻﺪﻭﺭ ﻋﻘﺪ ﺟﺪﻳﺪ ﺑﺸﺄﻧﻬﺎ‪ .‬ﻭﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻧﺠﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻓﻲ ﻋﻘﻮﺩ ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫ﺇﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﺇﻧﺠﺎﺯ ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﺍﻹﺿﺎﻓﻴﺔ ﺳﻮﺍء ﺗﻢ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻓﻲ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺘﻬﺎ ﺃﻭ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ‬
‫ﻳﻜﻮﻥ ﺳﺎﺭﻱ ﺍﻟﻤﻔﻌﻮﻝ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻗﻀﺖ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﻤﺮﺍﻛﺶ ﺣﻴﺚ ﺍﻋﺘﺒﺮﺕ ﻓﻴﻪ ﺃﻥ ‪ ":‬ﻣﻦ ﺣﻖ ﺍﻟﻤﺪﻋﻴﺔ ﺑﻌﺪ‬
‫ﺇﻧﺠﺎﺯ ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ) ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﺍﻹﺿﺎﻓﻴﺔ ( ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﻤﺴﺘﺤﻘﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﻘﻰ ﺩﻳﻨﺎ ﺑﺬﻣﺔ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﺓ ‪ ،‬ﻭﺗﺴﺘﺤﻖ‬
‫ﺗﻌﻮﻳﻀﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻤﺎﻃﻞ ﺑﻌﺪ ﺛﺒﻮﺕ ﺇﻧﺬﺍﺭﻫﺎ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺔ ﻭﻣﻄﺎﻟﺒﺘﻬﺎ ﺑﺄﺩﺍء ﻣﺴﺘﺤﻘﺎﺗﻬﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻟﻤﻀﻤﻮﻥ‪" 9 ...‬‬

‫‪ -8‬ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻣﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ﺭﻗﻢ ‪ 2.99.1087‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 4‬ﻣﺎﻱ ‪ 2000‬ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﺼﺎﺩﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺩﻓﺘﺮ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﻤﻄﺒﻘﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺻﻔﻘﺎﺕ ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﺍﻟﻤﻨﺠﺰﺓ ﻟﺤﺴﺎﺏ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ )ﺝ ﺭ ﻉ ‪ (4800‬ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ‪ ،50 ،45 ،44 ،43‬ﻭ ‪ ) 53‬ﻣﻠﻴﻜﺔ ﺍﺍﻟﺼﺮﻭﺥ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ ﻫـ ‪ 638‬ﺹ ‪.(491‬‬
‫‪ -8‬ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻫﻲ ﻛﻞ ﺃﻣﺮ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﻗﻌﻪ ﻛﺎﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ )ﺍﻟﻔﻴﻀﺎﻧﺎﺕ‪ ،‬ﺍﻟﺠﻔﺎﻑ( ﻭﻏﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺪﻭ‪ ،‬ﻭﻓﻌﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ‪ ،‬ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺃﻥ‬
‫ﻳﺠﻌﻞ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﻣﺴﺘﺤﻴﻼ )ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 269‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﻭﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ‪.(211‬‬
‫‪ -8‬ﻣﻠﻴﻜﺔ ﺍﻟﺼﺮﻭﺥ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ ‪491.‬‬
‫‪ -8‬ﻓﻲ ﻣﻠﻒ ﺭﻗﻢ ‪ 03 / 1029‬ﺵ ﻉ –ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻷﻧﺎﺑﻴﺐ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﺍﻟﺠﻬﻮﻱ ﻟﻼﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﻔﻼﺣﻲ ﻟﻠﺤﻮﺯ ﺑﻤﺮﺍﻛﺶ ﺍﻟﺘﺎﺑﻊ‬
‫ﻟﻤﺪﻳﺮﻳﺔ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻬﻴﺪﺭﻭﻓﻼﺣﻲ ﺑﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﻔﻼﺣﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺮﻭﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫ﻭﻓﻲ ﺣﻜﻢ ﺁﺧﺮ ﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺗﺤﺖ ﺭﻗﻢ ‪ 1372‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ ،6/10/2005‬ﺃﻛﺪﺕ ﺃﻥ "ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺄﺷﻐﺎﻝ ﻟﻔﺎﺋﺪﺓ‬
‫ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺧﺎﺭﺝ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﻟﻠﺼﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻣﺴﺘﺤﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﺋﻢ ﺑﻪ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺣﺪﻭﺩ‬
‫ﺍﻟﺘﻜﻠﻔﺔ ﺍﻟﻤﺠﺮﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻠﺰﻣﻬﺎ ﺍﻧﺠﺎﺯ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ‪ ،‬ﺗﻄﺒﻴﻘﺎ ﻟﻤﺒﺪﺃ "ﻋﺪﻡ ﺍﻹﺛﺮﺍء ﺑﻼ ﺳﺒﺐ " ‪ ،9‬ﺳﻮﺍء ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺃﻭ‬
‫ﻟﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ ‪-‬ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻀﺮﺭ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ‪:‬‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﻨﺘﺞ ﻋﻦ ﺇﻫﻤﺎﻝ ﺃﻭ ﺗﻘﺼﻴﺮ ﺃﻭ ﻋﺪﻡ ﺣﻴﻄﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻓﺘﺴﺒﺐ ﺃﺿﺮﺍﺭﺍ ﻣﺎﺩﻳﺔ‬
‫ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺪ‪ ،‬ﻣﻤﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻨﻬﺎ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺗﻌﻮﻳﻀﺎ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ‪ :‬ﺻﺪﻭﺭ ﺃﻭﺍﻣﺮ‬
‫ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺑﺈﺭﺍﺩﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﻔﺮﺩﺓ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﺄﺧﻴﺮ ﻋﻦ ﺳﺪﺍﺩ ﻣﺴﺘﺤﻘﺎﺕ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ‪.‬‬
‫‪-‬ﺇﺻﺪﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺃﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ‪:‬‬
‫ﺇﻥ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺃﻭﺍﻣﺮ ﻣﻨﻔﺮﺩﺓ ﻟﻠﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ‪ ،‬ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﻄﺮﺡ ﺇﺷﻜﺎﻻﺕ ﻓﻲ ﺻﻔﻘﺎﺕ‬
‫ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﺻﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﺘﻮﺭﻳﺪﺍﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ‪ .‬ﻟﻜﻦ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻠﺤﻖ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻻ ﺗﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ‬
‫ﺇﻻ ﺑﺸﺮﻭﻁ ﻭﻫﻲ‪:‬‬
‫‪-‬ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﺻﺎﺩﺭﺍ ﺑﺄﻣﺮ ﻣﻦ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺘﻮﻗﻌﺎ ﺃﺛﻨﺎء ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪ؛‬
‫‪-‬ﺃﻻ ﻳﺮﺟﻊ ﺳﺒﺐ ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ؛‬
‫‪-‬ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻼﻗﺔ ﺳﺒﺒﻴﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﻣﺎ ﻟﺤﻖ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻣﻦ ﺃﺿﺮﺍﺭ‬
‫ﻭﺑﺨﺼﻮﺹ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﻷﺧﻴﺮ‪ ،‬ﺃﻛﺪﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ ﻓﻲ ﺣﻜﻤﻬﺎ ﺭﻗﻢ ‪ 120‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ‬
‫‪ ،2/2/2006‬ﺣﻴﺚ ﺃﺩﻋﻰ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ )ﺷﺮﻛﺔ ﻣﻘﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺪﺍﺋﻦ(‪ ،‬ﺃﻥ ﺍﻵﻟﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻌﺪﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻄﻠﺖ ﻋﻦ‬
‫ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺴﺒﺐ ﺃﻭﺍﻣﺮ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺑﺎﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﺑﻠﻎ ﻣﺠﻤﻮﻋﻬﺎ ‪ 732‬ﻳﻮﻣﺎ‪ ،‬ﻗﺪ ﺃﺻﻴﺒﺖ ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺃﺿﺮﺍﺭ‪ ،‬ﻓﻲ‬
‫ﺣﻴﻦ ﺗﻤﺴﻜﺖ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺑﺎﻥ ﺃﻭﺍﻣﺮﻫﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺒﺮﺭﺓ ﻭﻣﺸﺮﻭﻋﺔ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻ ﺗﺘﺤﻤﻞ ﺃﻳﺔ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ‬
‫ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ ‪.‬ﻭﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﻣﻦ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﻤﻠﻒ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﺻﺪﺭﺕ ﻟﻮﻗﻒ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺮﺍﺕ ﻭﻟﻸﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬
‫ﻣﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﻣﻜﺎﻥ ﻹﻓﺮﺍﻍ ﺍﻷﺗﺮﺑﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺮﺟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺭﺵ‪ ،‬ﻣﺮﺓ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺣﻞ ﻟﻤﺸﻜﻠﺔ‬
‫ﺍﻟﺨﻄﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻬﺪﺩ ﺑﺎﻋﺔ ﺍﻟﺴﻤﻚ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺟﺪﻳﻦ ﻋﻨﺪ ﺃﺳﻔﻞ ﺍﻟﺠﺒﻞ )ﺣﻴﺚ ﺗﺠﺮﻱ ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ(‪ ،‬ﻭﻣﺮﺓ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺍﻧﺘﻬﺎء‬
‫ﻣﻮﺳﻢ ﺍﻟﺼﻴﻒ ‪.‬‬
‫ﻭﺍﺳﺘﻨﺘﺠﺖ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ‪ ،‬ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺮﺭﺓ ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﺧﺬ ﺑﺎﻻﻋﺘﺒﺎﺭ‬
‫ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﻮﺍﺭﺽ ﺍﻟﻤﺘﻮﻗﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻌﺘﺮﺽ ﺳﻴﺮ ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﻭﺇﻳﺠﺎﺩ ﺣﻞ ﻟﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺼﺪﺭ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻷﻭﻝ‬
‫ﺑﺎﻟﺨﺪﻣﺔ‪ ،‬ﺗﻔﺎﺩﻳﺎ ﻹﺑﻘﺎء ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ ﻋﺎﻃﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ‪ ،‬ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻨﺪﺕ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ‪،‬‬
‫ﻓﻘﻀﺖ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻋﻦ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ﺑﻤﺒﻠﻎ ﺇﺟﻤﺎﻟﻲ –ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﺨﺒﺮﺓ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ –ﻗﺪﺭﻩ‬
‫‪ 958.065‬ﺩﺭﻫﻢ ‪. 9‬‬
‫ﻭﺗﺠﺐ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﺒﻘﻰ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻋﻲ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻒ ﻋﻦ ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ‪،‬‬
‫ﻭﺇﻻ ﻓﺈﻥ ﺃﻱ ﻃﻠﺐ ﻟﻠﺘﻌﻮﻳﺾ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺳﻠﻴﻢ‪ ،‬ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺭﻓﻀﻪ ‪.9‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﺘﺄﺧﻴﺮ ﻋﻦ ﺳﺪﺍﺩ ﻣﺴﺘﺤﻘﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ‪:‬‬
‫ﺇﻥ ﺗﺄﺧﺮ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﺩﻓﻊ ﻣﺴﺘﺤﻘﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻌﻬﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻨﻪ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﻭﻓﻖ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﻣﺮﺳﻮﻡ‬

‫‪ -8‬ﻣﻠﻴﻜﺔ ﺍﻟﺼﺮﻭﺥ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ ‪492.‬‬


‫‪9‬ﺣﻜﻢ ﻋﺪﺩ ‪ 4‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 28/01/1999‬ﻣﻠﻒ ﺭﻗﻢ ‪ 66-96‬ﺕ ‪،‬ﻏﻴﺮﻣﻨﺸﻮﺭ‪.‬‬
‫‪ -9‬ﻣﻠﻴﻜﺔ ﺍﻟﺼﺮﻭﺥ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ ‪465..‬‬
‫‪ -9‬ﻣﻠﻴﻜﺔ ﺍﻟﺼﺮﻭﺥ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ ‪467-468.‬‬
‫‪-9‬ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ ﺭﻗﻢ ‪ 286‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 16‬ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ ‪ 2006‬ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻓﺾ ﻃﻠﺒﺎ ﻟﻤﺪﻋﻲ ﻋﺠﺰ ﻋﻦ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻛﺎﻥ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺃﻭﺍﻣﺮ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻟﻠﺘﻮﻗﻒ‬
‫ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ) ﻣﻠﻴﻜﺔ ﺍﻟﺼﺮﻭﺥ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ ‪(268-269‬‬
‫‪5‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫ﺭﻗﻢ ‪ 2.03.703‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 13‬ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ‪ 2003‬ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺂﺟﺎﻝ ﺍﻷﺩﺍء ﻭﻓﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﺘﺄﺧﻴﺮ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺼﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ‪،9‬‬
‫ﻭﻭﻓﻖ ﺃﺣﻜﺎﻣﻪ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﻗﺮﺍﺭ ﻟﻮﺯﻳﺮ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﻮﺻﺼﺔ ﺭﻗﻢ ‪ 617/04‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪13‬‬
‫ﻣﺎﺭﺱ ‪.9 2004‬‬
‫ﻭﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﻤﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺄﺧﻴﺮ ﻻ ﺗﺼﺒﺢ ﺳﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﻔﻌﻮﻝ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺗﻮﻓﺮﺕ ﺷﺮﻭﻃﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻴﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﻴﻦ ﺍﻟﺴﺎﻟﻔﻲ ﺍﻟﺬﻛﺮ )ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ﻭﻗﺮﺍﺭﻩ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ( ﻭﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﺧﻴﺮ ﻣﻨﺴﻮﺑﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﺣﺪﻫﺎ؛‬
‫‪ -‬ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻗﺪ ﺗﻤﺖ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻭﺗﻤﺖ ﻭﻣﻌﺎﻳﻨﺘﻬﺎ؛‬
‫‪ -‬ﺃﻻ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺘﺴﺒﻴﻘﺎﺕ؛‬
‫‪ -‬ﺃﻥ ﻳﻘﺪﻡ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻃﻠﺒﺎ ﻛﺘﺎﺑﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ‪.‬‬
‫ﻭﺇﺫﺍ ﺗﺤﻘﻘﺖ ﻛﻞ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﻴﻦ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﺘﺄﺧﻴﺮ ﻭﻟﻢ ﺗﺴﺘﺠﺐ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ‬
‫)ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ( ﻟﻤﻄﻠﺒﻪ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ‪ ،‬ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﺣﻘﻪ ﺍﻟﻠﺠﻮء ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﺍﻟﻤﺨﺘﺺ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪ .9‬ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﻟﺼﺪﺩ ﺍﻋﺘﺒﺮﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ‪" :‬ﺇﻧﺠﺎﺯ ﺻﻔﻘﺔ ﻋﻤﻮﻣﻴﺔ ﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﻋﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺇﻧﺠﺎﺯ ﻣﺤﻀﺮ‬
‫ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺩﻭﻥ ﺗﺤﻔﻆ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﻣﺴﺘﺤﻖ ﺍﻷﺩﺍء ﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ ‪. "9 ...‬‬

‫ﻭﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﻖ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺠﻮء ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﻤﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﺣﻘﻪ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﺤﻘﻪ ﺟﺮﺍء ﺗﻤﺎﻃﻞ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻋﻦ ﺃﺩﺍء ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻛﺮﺳﺘﻪ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻋﺘﺒﺮﺕ ﺃﻧﻪ ‪" :‬ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﻘﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﺓ ﻣﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﺘﺤﻤﻞ ﻭﺯﺭ ﺍﻹﺟﺮﺍءﺍﺕ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﻤﻌﻘﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﺤﻘﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ‪ ،‬ﻣﻤﺎ ﻳﺒﺮﺭ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻟﻔﺎﺋﺪﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﺤﻘﻬﺎ ﻣﻦ‬
‫ﺟﺮﺍء ﺍﻟﺘﺄﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﺍء ‪. "9 ...‬‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ :‬ﺣﺎﻟﺔ ﻭﻗﻮﻉ ﻇﺮﻭﻑ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﺪ‬
‫ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺃﻥ ﺗﻈﻬﺮ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺟﺬﺭﻳﺎ ﻋﻦ ﻣﺎ ﺍﺗﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻄﺮﻓﺎﻥ‪ ،‬ﺇﺫ ﻳﻤﻜﻦ‬
‫‪9‬‬
‫ﺃﻥ ﺗﺤﺪﺙ ﺧﻼﻝ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻭﻗﺎﺋﻊ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﻤﻨﻊ ﺃﻭ ﺗﻌﺮﻗﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ‪ ،‬ﺃﻭ ﺗﻌﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ‬
‫ﻭﻳﺸﻜﻞ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﺃﻭ ﻇﻬﻮﺭ ﺻﻌﻮﺑﺎﺕ ﻣﺎﺩﻳﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ ﺃﻭ ﻓﻌﻞ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺃﻭ ﻇﺮﻭﻑ ﻃﺎﺭﺋﺔ ﻣﺨﺘﻠﻒ‬
‫ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺘﻬﺪ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻭ ﺍﻟﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻳﺔ ﻭ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻹﻳﺠﺎﺩ ﺣﻠﻮﻝ ﻟﻨﺘﺎﺋﺠﻬﺎ ‪ .‬ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻨﺘﺞ‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻋﻦ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺃﻭ ﻷﺳﺒﺎﺏ ﺧﺎﺭﺟﺔ ﻋﻦ ﺇﺭﺍﺩﺗﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﺃ ﻭﻻ‪ -‬ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﻭ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻓﻌﻞ ﺍﻷﻣﻴﺮ‪:‬‬
‫ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻨﻈﺮﻳﺘﻴﻦ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺨﻠﻂ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﻪ‪ ،‬ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‪ .‬ﻭﻳﻈﻬﺮ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ‬
‫ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻣﻬﻤﺎ ﻭﻭﺍﺿﺤﺎ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﻳﻌﺒﺮﺍﻥ ﻋﻦ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺭﻏﻢ ﺍﻟﺴﻔﺴﻄﺔ ﻭ ﺗﺸﺎﺑﻪ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ‪.1‬‬
‫ﻭ ﺗﻄﺒﻖ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺘﻴﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺤﺪﺙ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺃﻋﺒﺎء ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﺮﺟﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻌﺎﻡ‬

‫‪ -9‬ﻣﻨﺸﻮﺭ ﺑﺎﻟﺠﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻋﺪﺩ ‪ 5166‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 4/12/2003‬ﺹ ‪3950.‬‬


‫‪ -9‬ﻣﻨﺸﻮﺭ ﺑﺎﻟﺠﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻋﺪﺩ ‪5208‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 29‬ﺍﺑﺮﻳﻞ ‪ 2004‬ﺹ ‪1897.‬‬
‫‪ -9‬ﻣﻠﻴﻜﺔ ﺍﻟﺼﺮﻭﺥ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ ‪470.‬‬
‫‪ -9‬ﺣﻜﻢ ﺭﻗﻢ ‪ 556‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 16/05/2000‬ﻣﻠﻒ ﺭﻗﻢ ‪ 1048/99‬ﺕ ﻍ ﻣﻨﺸﻮﺭ‪.‬‬
‫‪ - 9‬ﺣﻜﻢ ﻋﺪﺩ ‪ 790‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪30/09/1999‬‬

‫‪9‬‬
‫‪Antoine (J.), La mutualitécontractuelle née de faits nouveaux extérieurs aux parties, R.F.D.A., 2004, p.80‬‬
‫‪1‬‬
‫‪Videl (L.), L’équilibre financier du contrat dans la jurisprudence administrative, Bruylant, 2005, p.1392.-‬‬

‫‪5‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ‪ ،‬ﻭﺭﻏﻢ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻋﺒﺎء‪،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗﻪ ‪،‬ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ‬
‫ﺍﻟﻌﺎﻡ‪،‬ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﺐ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻮﻳﻀﺎﺕ‪.‬‬
‫ﺃ‪-‬ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫ﻫﻲ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﺓ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻃﺮﻓﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻧﻔﺮﺍﺩﻳﺎ ﻭ ﺑﺼﻔﺔ‬
‫ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﺘﻌﺪﻳﻞ ﻃﺮﻕ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺃﻭ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻌﻬﺎ‪.‬‬
‫ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻻ ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺇﻻ ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺳﻠﻄﺘﻬﺎ ﻟﻠﺘﻌﺪﻳﻞ ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺩﻱ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﺳﻠﻄﺔ ﺗﻤﻠﻜﻬﺎ ﺑﻘﻮﺓ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ‪،‬‬
‫ﻓﻬﻲ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﺣﺘﻰ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﻔﺮﺩﻱ‪ .‬ﻭ ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻯ‬
‫ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺃﻋﺒﺎﺋﻪ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻛﺎﻣﻞ ﺗﺪﻓﻌﻪ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﺓ ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﻦ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻷﻋﺒﺎء‪.‬‬
‫ﺏ‪-‬ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻓﻌﻞ ﺍﻷﻣﻴﺮ‪:‬‬
‫ﻫﻲ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﺓ ﺑﺼﻔﺔ ﺍﻧﻔﺮﺍﺩﻳﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﺘﻌﺪﻳﻞ ﻃﺮﻕ‬
‫ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺃﻭ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻌﻬﺎ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻹﺩﺍﺭﺓ ﻻ ﺗﺘﺪﺧﻞ ﻫﻨﺎ ﺑﺼﻔﺘﻬﺎ ﻛﻄﺮﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻛﺴﻠﻄﺔ ﻋﺎﻣﺔ) ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﺳﻢ ﺍﻷﻣﻴﺮ( ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ‬
‫ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺻﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﺪﺋﻴﺔ ﻭﻫﻨﺎ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺩﻱ‬
‫ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ‪ .‬ﻭ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﺪﺧﻞ ﻣﺜﻼ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻀﺒﻄﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺑﻨﻈﺮﻳﺔ ﻓﻌﻞ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺇﺫﻥ ﻫﻮ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﺨﺬﺓ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ‬
‫ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻮﻓﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺳﻠﻄﺔ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭ ﻟﻬﺎ ﺁﺛﺎﺭ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﺪ‪ .‬ﻫﻜﺬﺍ ﻳﺘﻤﻴﺰ‬
‫ﻓﻌﻞ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺨﺬﻫﺎ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺳﻠﻄﺎﺗﻪ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻳﺔ‪،‬ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺴﻠﻄﺔ‬
‫ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺩﻱ ﻟﻠﻌﻘﺪ‪ .‬ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺃﻳﻀﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﺬﻫﺎ ﺷﺨﺺ ﻋﺎﻡ ﺁﺧﺮ ﻻ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻃﺮﻓﺎ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﺁﺛﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﺪ‪،‬ﻭ ﺗﺸﻜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﻴﺮ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻄﺎﺭﺋﺔ ﺃﻥ‬
‫ﺗﺄﺧﺬﻫﺎ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ‪.‬‬
‫‪ ‬ﺷﺮﻭﻁ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻓﻌﻞ ﺍﻷﻣﻴﺮ‪:‬‬
‫ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻓﻌﻞ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺑﺘﻮﻓﺮ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ‪:1‬‬
‫‪-‬ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺛﻤﺔ ﻋﻘﺪ ﺇﺩﺍﺭﻱ؛‬
‫‪ -‬ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺻﺎﺩﺭﺍ ﻋﻦ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﺓ‪ ،‬ﺇﺫ ﻻ ﺗﻄﺒﻖ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺼﺪﺭ ﺍﻟﺘﺪﺑﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ‬
‫ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺃﻋﺒﺎء ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻦ ﺷﺨﺺ ﺁﺧﺮ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ‪ .‬ﻣﺜﻼ ‪،‬ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﻣﺮﺳﻮﻡ ﺻﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ‬
‫ﺍﻷﻭﻝ ﺇﻟﻰ ﺗﺴﻮﻱء ﻭﺿﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﻳﻦ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻦ ﻋﻤﻞ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺿﺮﺭ ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺪ‪ ،‬ﻭﻻ ﺗﺸﺘﺮﻁ ﻫﻨﺎ ﺩﺭﺟﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺴﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻓﻘﺪ‬
‫ﻳﻜﻮﻥ ﺟﺴﻴﻤﺎ ﻭ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻳﺴﻴﺮﺍ‪،‬ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺿﺮﺭﺍ ﻓﻌﻠﻴﺎ ﻭﻗﺪ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﻓﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻦ ﺭﺑﺢ‪.‬‬
‫‪-‬ﺍﻓﺘﺮﺍﺽ ﺃﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﺓ ﻟﻢ ﺗﺨﻄﺊ ﺣﻴﻦ ﺍﺗﺨﺬﺕ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﻀﺎﺭ‪ ،‬ﻓﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻬﺎ ﻋﻘﺪﻳﺔ ﺑﻼ ﺧﻄﺄ؛‬
‫‪ -‬ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﺪﺑﻴﺮ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻣﻦ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﺓ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﻗﻊ‪.‬‬
‫‪ ‬ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﻤﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻦ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻓﻌﻞ ﺍﻷﻣﻴﺮ‪:‬‬
‫‪-‬ﺗﺆﺩﻱ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻓﻌﻞ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺗﻌﻮﻳﻀﺎ ﻛﺎﻣﻼ ﻋﻦ ﺍﻷﺿَﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﺤﻘﺖ ﺑﻪ‪.‬‬

‫‪ -1‬ﺍﻧﻈﺮ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺑﻤﺼﺮ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ ‪ 20‬ﻣﺎﻱ ‪ ،1961‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ‪ 6‬ﺹ ‪ ،1133‬ﻭﺍﺭﺩ ﻓﻲ ﻣﺆﻟﻒ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻄﻤﺎﻭﻱ‬
‫ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ‪" :‬ﺍﻷﺳﺲ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﻮﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ"‪-‬ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ –ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ‪ ،1975‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ‪ ،‬ﻣﺼﺮ ‪ /‬ﺹ ‪ ) 573‬ﻣﻠﻴﻜﺔ ﺍﻟﺼﺮﻭﺥ‪،‬‬
‫ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ‪.(.471 .‬‬
‫‪5‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫‪-‬ﺗﺤﺮﺭ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻦ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺎﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺇﺫﺍ ﺗﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻞ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ‪ ،‬ﻛﺼﺪﻭﺭ ﺗﺸﺮﻳﻊ ﻳﻤﻨﻊ‬
‫ﺍﻻﺳﺘﻴﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺴﻠﻌﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﺤﻠﻞ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻦ ﺃﺩﺍء ﺍﻟﻐﺮﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺄﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺇﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﺃﻥ ﻋﻤﻞ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻗﺪ ﺟﻌﻠﻪ ﻋﺴﻴﺮﺍ ﻣﻤﺎ‬
‫ﻳﺒﺮﺭ ﺍﻟﺘﺄﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ‪.‬‬
‫‪-‬ﺣﻖ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻓﻲ ﻃﻠﺐ ﻓﺴﺦ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺗﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻞ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺃﻋﺒﺎﺋﻪ ﺑﺪﺭﺟﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻻ ﺗﺘﺤﻤﻠﻬﺎ‬
‫ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺗﻪ‪.‬‬
‫ﻭﻣﻤﺎ ﻻﺷﻚ ﻓﻴﻪ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻳﺒﺮﺭ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺿﻤﺎﻥ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻦ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺪﻳﻦ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻷﻧﻪ ﻓﻲ ﻏﻴﺎﺏ ﺫﻟﻚ ﻗﺪ ﻳﻨﻔﺮ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﻮﻥ ﻭ ﺍﻟﻤﻤﻮﻧﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ ‪ -‬ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻄﺎﺭﺋﺔ ﻭ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﻮﻗﻌﺔ‪:‬‬
‫ﺗﺮﺗﻜﺰ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮﺗﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺿﻤﺎﻥ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪ ،‬ﻭ ﺗﻄﺒﻘﺎﻥ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﻳﻨﺴﺐ ﺍﻟﺤﺪﺙ‬
‫ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺗﺴﻮﻱء ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ‪.‬‬
‫ﺃ‪ -‬ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻄﺎﺭﺋﺔ‪:‬‬
‫ﻫﻲ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺈﻟﺰﺍﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻌﻬﺎ ﻣﺎﻟﻴﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﻠﺐ ﻇﺮﻑ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺩﻱ ﻭ‬
‫ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﻗﻊ ﻭ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻋﻦ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﺪ‪ .‬ﻭ ﻳﻜﻤﻦ ﺗﺒﺮﻳﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺿﻤﺎﻥ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪.‬‬
‫ﻓﻬﻨﺎ ﺗﺆﺧﺬ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ‪ ،‬ﺇﺫ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺤﺪﺙ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺪﻭﻡ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻟﻤﺪﺓ‬
‫ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺗﻘﻠﺒﺎﺕ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻋﻦ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﺗﺄﺗﻲ ﻟﺘﻔﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺗﺮﻫﻖ ﻛﺎﻫﻠﻪ‪ .‬ﻭﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻣﻤﻜﻨﺎ ﻭ ﺇﻻ ﻛﻨﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻭ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻳﺘﺤﺮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗﻪ‪ ،‬ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ ﻳﺼﺒﺢ ﻣﻜﻠﻔﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ‬
‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻄﺎﺭﺋﺔ ﻫﻲ ﺇﺫﻥ ﻇﺮﻭﻑ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﻋﺎﺩﻳﺔ ﻭ ﺧﺎﺭﺟﺔ ﻋﻦ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻛﺎﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻣﺜﻼ‬
‫ﻓﻲ ﺛﻤﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻭ ﺫﻟﻚ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﺘﻘﻠﺒﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‪ .‬ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻓﻲ‬
‫ﺃﻋﺒﺎء ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻟﺘﺨﻞ ﺑﺬﻟﻚ ﺑﺎﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺃﻱ ﺃﻥ ﺗﺠﻌﻞ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻋﺴﻴﺮﺍ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﺴﺘﺤﻴﻼ‪ ،‬ﻭﻫﻨﺎ ﻳﻜﻤﻦ‬
‫ﺍﺧﺘﻼﻑ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻋﻦ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ‪. 1‬‬
‫‪ ‬ﺷﺮﻭﻁ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻄﺎﺭﺋﺔ‪:‬‬
‫ﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻳﺠﺐ ﺗﻮﺍﻓﺮ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺷﺮﻭﻁ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻈﺮﻑ ﺍﻟﻄﺎﺭﺉ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﻗﻊ ‪:‬ﺍﻟﻈﺮﻑ ﺍﻟﻄﺎﺭﺉ ﻫﻮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻈﺮﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﻮﻕ ﻛﻞ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻭﺗﻮﻗﻊ ﻭﻻ‬
‫ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺼﻮﺭ ﺣﺪﻭﺛﻪ ﺃﺛﻨﺎء ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪ‪ ،‬ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺼﺒﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﺑﻤﻜﺎﻥ ﺗﻔﺎﺩﻱ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﻤﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻨﻪ ‪.‬ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻈﺮﻑ ﻗﺪ‬
‫ﻳﻜﻮﻥ ﻇﺮﻓﺎ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ﻛﺎﻟﺤﺮﻭﺏ ﺃﻭ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎ ﻛﺎﺭﺗﻔﺎﻉ ﺃﺳﻌﺎﺭ ﺍﻟﺒﺘﺮﻭﻝ ﺃﻭ ﻃﺒﻴﻌﻴﺎ ﻛﺎﻟﺰﻟﺰﺍﻝ ﺍﻟﻌﻨﻴﻒ ﺃﻭ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎ ﻛﺎﻟﺘﺪﺑﻴﺮ‬
‫ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﺷﺨﺺ ﻋﺎﻡ ﺁﺧﺮ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ‪ .‬ﻭ ﻫﻨﺎ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﺘﺄﻛﺪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ‬

‫‪ -1‬ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻫﻲ ﺣﺪﺙ ﺧﺎﺭﺟﻲ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻋﻦ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﻳﻦ ﻳﻤﻨﻊ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﺪ‪ ،‬ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺪﺙ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗﻪ‪.‬‬
‫ﻭﻟﻜﻲ ﺗﻨﺘﺞ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﺁﺛﺎﺭﻫﺎ ﻳﺠﺐ ﺗﻮﻓﺮ ﺛﻼﺛﺔ ﺷﺮﻭﻁ ﻭﻫﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺍﻟﻤﺜﺎﺭﺓ ﻛﺤﺎﻟﺔ ﻟﻠﻘﻮﺓ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻭﺧﺎﺭﺟﺔ ﻋﻦ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﻳﻦ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻮﻗﻌﻬﺎ ﻭﺩﻓﻌﻬﺎ ﻭ ﻣﻮﺍﺟﻬﺘﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺃﻥ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺍﻟﻤﺜﺎﺭﺓ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻣﺴﺘﺤﻴﻼ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗﻪ ﻟﻤﺠﺮﺩ ﺻﻌﻮﺑﺎﺕ ﺑﺴﻴﻄﺔ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﺗﺤﺮﻳﺮ‬
‫ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗﻪ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﺪ‪ ،‬ﻭﻳﻨﺘﺞ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻪ ﺳﺒﺐ ﻹﻋﻔﺎﺋﻪ ﻣﻦ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻪ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻳﺔ ﻭﺗﺤﺮﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻣﻦ ﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﺮﺽ ﺟﺰﺍءﺍﺕ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ‪،‬‬
‫ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﺴﺦ ﺍﻟﻌﻘﺪ‪.‬ﻭﺗﻨﺘﺞ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﺁﺛﺎﺭﻫﺎ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻇﻬﺮﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺇﺫﺍ ﺍﺧﺘﻔﺖ ﻓﺈﻥ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺳﻴﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺃﻥ ﻳﻘﻊ ﺍﻟﻈﺮﻑ ﺍﻟﻄﺎﺭﺉ ﺃﺛﻨﺎء ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﺪ‪ ،‬ﺃﻱ ﻭﻗﻮﻋﻪ ﻋﻘﺐ ﺇﺑﺮﺍﻡ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻭﻗﺒﻞ ﺍﻻﻧﺘﻬﺎء ﻣﻨﻬﺎ؛ ﻭﺇﺫﺍ ﻭﻗﻊ‬
‫ﺍﻟﻈﺮﻑ ﻗﺒﻞ ﺇﺑﺮﺍﻡ ﺍﻟﻌﻘﺪ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺑﻨﻮﺩﻩ ﺗﻔﺎﺩﻳﺎ ﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﻈﺮﻑ ﺍﻟﻄﺎﺭﺉ‪ ،‬ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﻔﻌﻞ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﺣﻖ‬
‫ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﻳﻦ ﻣﻌﻬﺎ ﺳﺤﺐ ﻋﺮﻭﺿﻬﻢ ﺃﻭ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ‪ ،‬ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﺃﻱ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻷﻧﻪ‬
‫ﻋﻠﻢ ﺑﺎﻟﻈﺮﻑ ﺍﻟﻄﺎﺭﺉ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻈﺮﻑ ﺍﻟﻄﺎﺭﺉ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻋﻦ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﺓ‪:‬ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻈﺮﻑ ﻣﺴﺘﻘﻼ ﻋﻦ ﺇﺭﺍﺩﺓ‬
‫ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ‪ .‬ﻭﺇﺫﺍ ﺗﺴﺒﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﺍﺙ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻈﺮﻑ ﺟﺰﺋﻴﺎ ﺃﻭ ﺳﺎﻋﺪ ﺑﺨﻄﺌﻪ ﻓﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻷﻋﺒﺎء ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ‪ ،‬ﻓﺈﻥ‬
‫ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻳﺮﺍﻋﻲ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ‪.‬‬
‫ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﺍﻟﻤﺘﻀﺮﺭ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻈﺮﻑ ﺍﻟﻄﺎﺭﺉ‪ ،‬ﻋﻤﺪﺍ ﺃﻭ ﻋﻦ ﺇﻫﻤﺎﻝ ﺃﻭ ﺗﻘﺼﻴﺮ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﻟﺘﻔﺎﺩﻱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻈﺮﻑ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﻳﺮﻓﺾ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺆﺩﻱ ﺍﻟﻈﺮﻑ ﺍﻟﻄﺎﺭﺉ ﺇﻟﻰ ﻗﻠﺐ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﺪ‪ :‬ﺃﻱ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺧﺴﺎﺭﺓ‬
‫ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﻓﺪﺍﺣﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻤﺄﻟﻮﻓﺔ ‪ .‬ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ ﻓﺎﺩﺣﺔ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﻳﺼﻌﺐ ﻣﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﺗﻨﻔﻴﺬ‬
‫ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ‪ ،‬ﻓﻴﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻣﻦ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻹﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﻟﺼﻔﻘﺘﻪ‪ ،‬ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ ﻃﻔﻴﻔﺔ‪،‬‬
‫ﺃﻭ ﺍﻧﺤﺼﺮﺕ ﻓﻲ ﺗﻔﻮﻳﺖ ﻓﺮﺻﺔ ﺍﻟﺮﺑﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺃﻱ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﺃﻭ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ‪.‬‬
‫‪ ‬ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻄﺎﺭﺋﺔ‪:‬‬
‫ُﺗﺒﻘﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻭ ﺗﻌﺘﺮﻑ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻮﻳﻀﺎﺕ ﻣﺎﻟﻴﺔ‪ ،‬ﻫﺎﺗﻴﻦ‬
‫ﺍﻟﻔﻜﺮﺗﻴﻦ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺘﻴﻦ ﻳﺘﻢ ﺗﻜﻤﻠﺘﻬﺎ ﺑﻔﻜﺮﺓ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﺃﻻ ﻭﻫﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻄﺎﺭﺋﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ‬
‫ﺗﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﻣﺆﻗﺘﺔ‪:‬‬
‫‪-‬ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﺪ‪:‬ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻪ ﻭﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺭﻏﻢ ﺍﻟﻈﺮﻑ‬
‫ﺍﻟﻄﺎﺭﺉ‪ ،‬ﻣﺎﺩﺍﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻣﻤﻜﻨﺎ‪ .‬ﻭﺇﺫﺍ ﺗﻮﻗﻒ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﻓﺎء ﺑﺎﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗﻪ ﺍﺳﺘﻨﺎﺩﺍ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻈﺮﻑ‪ ،‬ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻌﺮﺿﺎ‬
‫ﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻟﺠﺰﺍءﺍﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻻﺳﻴﻤﺎ ﻏﺮﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﺄﺧﻴﺮ ‪.‬‬
‫ﻓﺮﻏﻢ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗﻪ ﺑﺼﻔﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻷﻥ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ‬
‫ﺍﻟﻄﺎﺭﺋﺔ ﻗﺪ ﺗﻢ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﻫﺎ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ ﺳﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺭﻏﻢ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺼﻄﺪﻡ ﺑﻬﺎ‪.‬ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﺗﺤﻮﻝ‬
‫ﺍﻟﻈﺮﻑ ﺍﻟﻄﺎﺭﺉ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﺓ ﻗﺎﻫﺮﺓ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻣﺴﺘﺤﻴﻼ‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﺣﻘﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﺤﻴﻦ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺓ‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ‪ ،‬ﺛﻢ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬﻩ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗﻪ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻮﻳﻀﺎﺕ‪:‬ﻳﺘﻢ ﺫﻟﻚ ﻭﺩﻳﺎ‪ ،‬ﺑﺎﻻﺗﻔﺎﻕ ﻣﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﺇﺫﺍ ﻓﺸﻼ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ‪،‬‬
‫ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻠﺠﻮء ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺠﺪ ﺑﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻫﻨﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺟﺰﺋﻴﺎ ﻭﻣﺆﻗﺘﺎ‪.‬‬
‫ﻓﻬﻮ ﺟﺰﺋﻲ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻟﻦ ﻳﺘﻠﻘﻰ ﺇﻻ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﺟﺰﺋﻴﺎ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻟﻠﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻟﻈﺮﻑ ﺍﻟﻄﺎﺭﺉ ﻭﻳﺘﺤﻤﻞ ﺑﺬﻟﻚ‪ ،‬ﺟﺰء ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ‪ ،‬ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻄﺎﺭﺋﺔ ﻻ ﻳﻐﻄﻲ ﻣﺠﻤﻮﻉ‬
‫ﺍﻟﺨﺴﺎﺋﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻫﻨﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺟﺰﺋﻴﺎ ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻓﻌﻞ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻛﺎﻣﻼ‪ .‬ﺇﺫ ﻳﺘﻢ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ‬
‫ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻄﺎﺭﺋﺔ ﺗﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟﺨﺴﺎﺋﺮ ﺑﻴﻦ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻌﻬﺎ‪.‬ﻭﻳﺘﻢ ﺫﻟﻚ ﻭﺩﻳﺎ‪ ،‬ﺑﺎﻻﺗﻔﺎﻕ ﻣﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻏﻴﺎﺏ‬
‫ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻮﺿﻊ ﻧﻈﺎﻡ ﻣﺎﻟﻲ ﺣﺴﺐ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻣﻌﻘﻮﻝ ﻟﻠﻌﻘﺪ‪ ،‬ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‬
‫ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﻤﻞ ﺍﻟﺠﺰء ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺴﺎﺋﺮ‪.‬‬
‫ﻭﻫﻮ ﻣﺆﻗﺖ ﻷﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺤﺪﺙ ﺍﻟﻄﺎﺭﺉ ﻭﺗﺰﻭﻝ ﺑﺰﻭﺍﻝ ﺁﺛﺎﺭﻩ ﻭﺗﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﻟﻸﻃﺮﺍﻑ‬
‫ﻣﺆﻗﺘﺎ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﻭﺿﻌﻴﺔ ﺳﻴﺌﺔ ﻹﻳﺠﺎﺩ ﻭﺿﻌﻴﺔ ﺗﻌﺎﻗﺪﻳﺔ ﻋﺎﺩﻳﺔ‪ .‬ﻓﺈﺫﺍ ﺗﻘﻮﺕ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺣﺪﺛﺘﻬﺎ‬
‫ﻟﺪﺭﺟﺔ ﻳﺘﺨﺬ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﻃﺎﺑﻌﺎ ﻧﻬﺎﺋﻴﺎ‪،‬ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻸﻃﺮﺍﻑ ﺇﻣﺎ ﺇﺑﺮﺍﻡ ﻋﻘﺪ ﺟﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺲ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺃﻭ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ ﺗﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﺒﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﺴﺦ ﺍﻟﻌﻘﺪ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫ﺗﺘﺠﻪ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻄﺎﺭﺋﺔ ﻧﺤﻮ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺳﺮﻋﺘﻬﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻮﻗﻌﺎﺕ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪﻣﺠﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺷﺮﻭﻃﺎ ﻟﻤﺮﺍﺟﻌﺔ ﺃﻭ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﺜﻤﻦ‪.‬‬
‫ﺏ‪ -‬ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﻮﻗﻌﺔ‪:‬‬
‫ﺗﺘﺤﻘﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﺻﻌﻮﺑﺎﺕ ﻣﺎﺩﻳﺔ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ‪ ،1‬ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻮﻗﻌﻬﺎ‬
‫ﻋﻨﺪ ﺇﺑﺮﺍﻡ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ‪ ،‬ﻭﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻣﺮﻫﻘﺎ‪ ،‬ﻳﺼﺒﺢ ﻣﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻘﻪ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺘﻌﻮﻳﺾ ﻛﺎﻣﻞ ﻋﻤﺎ ﺗﺴﺒﺒﻪ ﻫﺬﻩ‬
‫ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﻣﻦ ﺃﺿﺮﺍﺭ‪) .‬ﺟﻞ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺻﻔﻘﺎﺕ ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ(‪.‬‬
‫ﻭﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺷﺮﻭﻁ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻭﻧﺘﺎﺋﺞ ‪.‬‬
‫ﺷﺮﻭﻁ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺗﻘﻨﻴﺔ‪ :‬ﺃﻱ ﺃﻥ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺑﻈﻮﺍﻫﺮ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ )ﺍﺣﺘﻮﺍء ﺃﺭﺽ‬
‫ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺻﺨﺮﻳﺔ ﺃﻭ ﻣﺠﺮﻯ ﻣﺎﺋﻲ‪ ،(..‬ﺃﻭ ﻇﻮﺍﻫﺮ ﻣﺼﺪﺭﻫﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ )ﻟﻮﺟﻮﺩ ﺁﺛﺎﺭ ﺃﻭ ﻣﻘﺎﺑﺮ ﺍﻟﺦ‪(. ..‬‬
‫ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺗﻘﻨﻴﺎﺕ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﻟﻠﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ ﻋﻨﺪ ﺇﺑﺮﺍﻡ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ‪ ،‬ﻭﻫﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺘﺤﺮﻱ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻋﻦ‬
‫ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻮﺍﺟﻬﻪ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺎﻻﺧﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻭﺍﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺻﻼﺣﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻔﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺼﻤﻴﻤﺎﺕ ﻭﺇﺧﻄﺎﺭ‬
‫ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺑﻤﻼﺣﻈﺎﺗﻪ‪ ،‬ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺑﺪﻯ ﺗﻘﺼﻴﺮﺍ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ‪ ،‬ﻭﻇﻬﺮﺕ ﺻﻌﻮﺑﺎﺕ ﻣﺎﺩﻳﺔ ﻛﺎﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ ﺗﻼﻓﻴﻪ ﻗﺒﻞ‬
‫ﺍﻹﺑﺮﺍﻡ‪ ،‬ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻟﻮﺣﺪﻩ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺗﻨﺘﻔﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻻﻧﺘﻔﺎء ﺷﺮﻁ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻮﻗﻊ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ‪ ،‬ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﻀﻊ ﺗﺤﺖ ﺗﺼﺮﻑ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ‪ ،‬ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺛﺒﺖ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﺗﻘﺼﻴﺮﻫﺎ‪،‬‬
‫ﺗﺤﻤﻠﺖ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻭﺃﻟﺰﻣﺖ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ‪ .‬ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ‪ ،‬ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺬﻟﺖ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺓ‪ ،‬ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻓﻲ ﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﺘﻮﻗﻊ‪ ،‬ﺟﺎﺯ ﻟﻠﻤﻘﺎﻭﻝ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﻃﺎﺑﻊ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ‪ :‬ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﻧﻮﻉ ﻏﻴﺮ ﻣﺄﻟﻮﻑ ﻭﻻ ﻋﺎﺩﻱ‪،‬‬
‫ﻭﻳﻈﻞ ﻟﻠﻘﻀﺎء ﺻﻼﺣﻴﺔ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻛﻞ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻯ‪ ،‬ﻭﺑﻴﺎﻥ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺃﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺃﺣﺪ ﻃﺮﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ‪ :‬ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻗﺪ ﺗﻄﺒﻖ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻓﻌﻞ‬
‫ﺍﻷﻣﻴﺮ‪ ،‬ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻓﻌﻼ ﺃﻭ ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﺃﻭ ﺗﻘﺼﻴﺮﺍ ﻓﻲ ﺍﻛﺘﺸﺎﻓﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺈﻥ‬
‫ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﺍﻧﺘﻔﺎء ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻭﺳﻘﻮﻁ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺃﻥ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻧﻔﻘﺎﺕ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﺍﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ‪ ،‬ﻭﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﺧﺘﻼﻝ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ )‬
‫ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﻟﻠﻤﺸﺮﻭﻉ(‪.‬‬
‫ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻦ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻧﺘﻴﺠﺘﺎﻥ‪ :‬ﺑﻘﺎء ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﺳﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﻔﻌﻮﻝ‪ ،‬ﻭﺣﻘﻪ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻮﻳﺾ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪ :‬ﺭﻏﻢ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ‪ ،‬ﻳﺒﻘﻰ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﻣﻠﺘﺰﻣﺎ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺆﺩﻱ‬
‫ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ )ﻋﻜﺲ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ(‪ .‬ﻭﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺗﻮﻗﻔﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ‪ ،‬ﻗﺪ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﺇﻟﻰ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﺠﺰﺍءﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ‬
‫ﻳﻤﻠﻜﻬﺎ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ‪ ،‬ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻘﺪﺍﻧﻪ ﻟﺤﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺇﻋﻔﺎء ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﻣﻦ ﻏﺮﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﺄﺧﻴﺮ ﺇﺫﺍ ﺗﻌﺪﻯ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﺰﻣﻨﻴﺔ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ‪ ،‬ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺣﻘﻪ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻣﺎ ﺗﺤﻤﻠﻪ ﻣﻦ ﻧﻔﻘﺎﺕ ﺇﺿﺎﻓﻴﺔ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﺃﺳﻌﺎﺭ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺪﺓ ﻓﻲ ﺇﺑﺮﺍﻡ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ‪.‬‬
‫ﻭﻣﻦ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺪﺭﺟﺔ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ‬

‫‪ -1‬ﻣﻠﻴﻜﺔ ﺍﻟﺼﺮﻭﺥ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ ‪486. .‬‬


‫‪5‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫‪ 1 23/11/2006‬ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺣﻜﻢ ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺛﺒﺖ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﻭﺟﻮﺩ ﺻﻌﻮﺑﺎﺕ ﻣﺎﺩﻳﺔ‪ ،‬ﺗﺘﻤﺜﻞ‬
‫ﻓﻲ ﻭﺟﻮﺩ ﻛﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﻓﻲ ﺑﻘﻌﺔ ﺇﻧﺠﺎﺯ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ ﻟﻠﻤﻘﺎﻭﻝ ﻭﻟﻢ ﻳﺤﺎﻁ ﻋﻠﻤﺎ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ‪،‬‬
‫ﺍﻗﺘﻀﺖ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺄﺷﻐﺎﻝ ﺇﺿﺎﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺿﺦ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺒﻘﻌﺔ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ ﻭﺇﻧﺠﺎﺯ ﻭﺑﻨﺎء ﺟﺪﺭﺍﻥ ﺗﺮﺍﺑﻴﺔ ﻣﺆﻗﺘﺔ ‪.1‬‬
‫ﺧﺎﺗﻤﺔ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﻟﻬﺎ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ‪ ،‬ﻟﺬﻟﻚ ﺳﻴﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻧﺤﻮ ﺍﺗﺠﺎﻫﻴﻦ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺷﻔﺎﻓﻴﺔ ﺗﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺎﺣﺘﺮﺍﻡ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻭﺗﺪﻋﻴﻢ ﺇﻋﻼﻡ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﻳﻦ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺎﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺪ‪ ،‬ﻟﻘﺪ ﺗﻢ ﺇﻧﺸﺎء ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪ ،‬ﻭ ﺗﻢ‬
‫ﺑﻨﺎﺅﻩ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﺍﻟﺨﺎﺹ‪ ،‬ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﻭ ﺍﻟﻄﻠﺐ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺳﻴﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺼﻐﻴﺮ ﻻﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ‬
‫ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ‪.‬‬
‫ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺯﻭﺍﻝ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‪ ،‬ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﻃﻼﻗﺎ ﺩﻣﺠﻪ ﻣﻊ ﻋﻘﻮﺩ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ‬
‫ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ‪ ،‬ﻭ ﻟﻜﻦ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ‬
‫ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻔﻬﺮﺱ ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‬

‫ﺍﻟﻤﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‬


‫ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﻌﻀﻮﻱ‪ :‬ﺭﻛﻴﺰﺓ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪ :‬ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﻏﻴﺮ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ :‬ﻳﻤﻜﻦ ﻷﺷﺨﺎﺹ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻋﻦ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﺬ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ‪ :‬ﻣﻔﻬﻮﻡ ﻣﺤﺪﺩ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪:‬ﺗﺴﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪:‬ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭ ﺍﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔﻭﺗﻤﻴﻴﺰﻫﺎ ﻋﻦ ﺗﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪ :‬ﺗﺼﻨﻴﻒ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻤﻀﻤﻮﻥ‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ :‬ﺗﺼﻨﻴﻒ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺸﻜﻞ‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺗﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ‬

‫‪-1‬ﻣﻠﻒ ﺭﻗﻢ ‪ 905/03‬ﺵ‪.‬ﻉ‪ -‬ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ‪ ،‬ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺷﺮﻛﺔ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﺯﻣﺮﺍﻥ ﻟﻠﺒﻨﺎء ﺿﺪ ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﻭﺇﻧﻌﺎﺵ ﺍﻟﺸﻐﻞ ﻓﻲ ﺷﺨﺺ ﻣﺪﻳﺮﻩ‬
‫ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺁﺧﺮﻳﻦ‪.‬‬
‫‪ -1‬ﻣﻠﻴﻜﺔ ﺍﻟﺼﺮﻭﺥ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺹ ‪489.‬‬
‫‪5‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪ :‬ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺎﺕ‬


‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪:‬ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ‬
‫ﺍﻟﻤﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺈﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪ :‬ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ :‬ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎءﺍﺕ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﺴﻄﺮﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪ :‬ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﺴﻄﺮﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ :‬ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﻭ ﺯﻭﺍﻝ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪ :‬ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺣﻴﺰ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ :‬ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺰﻭﺍﻝ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﺍﻟﺴﺤﺐ‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪ :‬ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ‪:‬ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺍﻟﻨﺴﺦ‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪ :‬ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ :‬ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ‬
‫ﺧﺎﺗﻤﺔ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬‬

‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‬

‫ﺍﻟﻤﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‬


‫ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﻌﻀﻮﻱ‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪ :‬ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻟﻠﺸﺨﺺ ﺍﻟﻌﺎﻡ‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ :‬ﺗﻤﺜﻴﻞ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻌﺎﻡ‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻲ‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪ :‬ﻣﻌﻴﺎﺭ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻌﻘﺪ‪ :‬ﺗﺴﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ :‬ﻣﻌﻴﺎﺭ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻟﻌﻘﺪ‪ :‬ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ‬
‫ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﺷﻜﻞ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪ :‬ﻋﻘﺪ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ‪:‬ﺩﻓﺎﺗﺮ ﺍﻟﺘﺤﻤﻼﺕ‬
‫‪5‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﻣﺤﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‬


‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪ :‬ﺑﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﺪ‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ‪:‬ﺑﻴﺎﻧﺎﺕ ﺩﻓﺎﺗﺮ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ‬
‫ﺍﻟﻤﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﻌﻘﻮﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﺃﺛﺎﺭ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪ :‬ﺻﻮﺭ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﺔ‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ :‬ﺷﺮﻭﻁ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺩﻱ ﻭ ﺳﻠﻄﺔ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺍﻟﺠﺰﺍءﺍﺕ‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪ :‬ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺩﻱ‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪:‬ﺳﻠﻄﺔ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺍﻟﺠﺰﺍءﺍﺕ‬
‫ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺃﺛﺎﺭ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﻭ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﻓﺴﺦ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪ :‬ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻤﻦ‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ :‬ﺣﻖ ﻓﺴﺢ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ‬
‫ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻮﻳﻀﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪ :‬ﺣﺎﻟﺔ ﺍﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺇﺿﺎﻓﻴﺔ ﻭ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻀﺮﺭ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻦ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻪ‬
‫ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ :‬ﺣﺎﻟﺔ ﻭﻗﻮﻉ ﻇﺮﻭﻑ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﺪ‬
‫ﺧﺎﺗﻤﺔ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫ﻻﺋﺤﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻊ‪:‬‬
‫ﺃﻭﻻ‪ :‬ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫ﺃ‪ -‬ﺍﻟﻜﺘﺐ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻋﺒﺪ ﷲ ﺇﺩﺭﻳﺴﻲ‪ ،‬ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪ ،2005‬ﺹ‪13. .‬‬
‫‪ -‬ﺛﻮﺭﻳﺔ ﻟﻌﻴﻮﻧﻲ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ‪ ،‬ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺍﻟﺠﺴﻮﺭ ‪،‬ﻭﺟﺪﺓ ‪،1998‬ﺹ ‪319-.‬‬
‫‪320.‬‬
‫‪-‬ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻮﺯﺍﻧﻲ‪،‬ﺩﻋﻮﻯ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ‪،2006،‬ﺹ ‪14..‬‬
‫‪-‬ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺑﺎﻳﻨﺔ‪ ،‬ﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺑﺎﻟﻤﻐﺮﺏ‪،‬ﺩﺍﺭ ﺗﻮﺑﻘﺎﻝ ﻟﻠﻨﺸﺮ‪،‬ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ‪،1988‬ﺹ ‪36..‬‬
‫‪ -‬ﻣﻴﺸﺎﻝ ﺭﻭﺳﻲ‪ ،‬ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﻤﻐﺮﺏ‪ ،‬ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﻫﻴﺮﻱ‪ ،‬ﺍﻟﺠﻴﻼﻟﻲ ﺃﻣﺰﻳﺪ‪ ،‬ﻣﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ‬
‫ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ‪ ،‬ﺍﻟﺮﺑﺎﻁ ‪ ،1995‬ﺹ‪85..‬‬
‫‪ -‬ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻷﻋﺮﺝ‪ ،‬ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ‪ ،‬ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ‬
‫ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ‪،2007،‬ﺹ‪151..‬‬
‫‪ -‬ﻳﺤﻲ ﺣﻠﻮﻱ‪ ،‬ﻣﺤﺎﺿﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‪،‬ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺑﻮﺟﺪﺓ‪2005-2006. ،‬‬
‫‪-‬ﻡ‪.‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ ‪ ،‬ﻣﺤﺎﺿﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ ﺍﻟﻨﺨﺼﺼﺎﺕ ﺑﺎﻟﻨﺎﺿﻮﺭ‪2007-‬‬
‫‪،2008‬ﺹ‪34-44. .‬‬
‫ﺏ‪ -‬ﺍﻟﻤﻘﺎﻻﺕ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻷﻋﺮﺝ‪،‬ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻟﻠﻤﺤﺎﻛﻢ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ‬
‫ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﻮ‪،‬ﻋﺪﺩ‪64‬ﺷﺘﻨﺒﺮ‪-‬ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ‪2005.‬‬
‫‪ -‬ﻡ‪.‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‪ ،‬ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﻌﻀﻮﻱ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‪،‬ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ‬
‫ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪،‬ﻋﺪﺩ‪72-73‬ﻳﻨﺎﻳﺮ‪-‬ﺃﺑﺮﻳﻞ ‪2007.‬‬
‫‪ -‬ﻡ ‪.‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‪ ،‬ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻭ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪ :‬ﺗﻌﻠﻴﻖ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ‪ ،‬ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻗﺮﺍﺭ‪904‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ‬
‫‪2/2003/ :‬ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ ﺿﺪ ﺷﺮﻛﺔ ﺭﻳﺒﻤﻮ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻋﺪﺩ ‪72-73‬‬
‫ﻳﻨﺎﻳﺮ –ﺃﺑﺮﻳﻞ ‪2007.‬‬
‫‪-‬ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺮﻋﺎﻭ‪،‬ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺩﻱ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻘﺘﺮﺏ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻭ ﻋﻠﻢ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ‬
‫ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔﻋﺪﺩ‪ ،53‬ﻧﻮﻧﺒﺮ‪-‬ﺩﺟﻨﺒﺮ ‪2003.‬‬
‫ﺝ ‪-‬ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﻈﻬﺎﺋﺮ ﻭ ﺍﻟﻤﺮﺍﺳﻴﻢ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ ‪ 97-15‬ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺗﺤﺼﻴﻞ ﺍﻟﺪﻳﻮﻥ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺻﺎﺩﺭ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬﻩ ﺍﻟﻈﻬﻴﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺭﻗﻢ‬
‫‪ 175-00-1‬ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ ‪ 28‬ﻣﺤﺮﻡ ‪ 3) 1421‬ﻣﺎﻱ ‪ ، (2000‬ﺝ‪.‬ﺭ ﻋﺪﺩ ‪ 4800‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 28‬ﺻﻔﺮ ‪ / 1421‬ﻓﺎﺗﺢ‬
‫ﻳﻮﻧﻴﻮ ‪ ، 2000‬ﺹ‪1256. .‬‬
‫‪ -‬ﻇﻬﻴﺮ ﺷﺮﻳﻒ ﺭﻗﻢ ‪ 008-58-1‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 4‬ﺷﻌﺒﺎﻥ ‪ 24) 1377‬ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ ‪ ( 1958‬ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ‬
‫ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ‪،‬ﺝ‪.‬ﺭ ﻋﺪﺩ ‪ 2372‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 21‬ﺭﻣﻀﺎﻥ ‪ 11) 1377‬ﺃﺑﺮﻳﻞ ‪ (1958‬ﺹ ‪. 914 .‬‬
‫‪ -‬ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ ‪ 96-47‬ﻣﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ‪ ،‬ﺻﺎﺩﺭ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬﻩ ﺍﻟﻈﻬﻴﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺭﻗﻢ ‪34-97-1 :‬‬
‫ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ ‪ 23‬ﻣﻦ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﻌﺪﺓ ‪ 02) 1417‬ﺃﺑﺮﻳﻞ ‪ (1997‬ﺝ‪.‬ﺭ ﻋﺪﺩ ‪ 4470‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ‪ 03‬ﺃﺑﺮﻳﻞ ‪ ، 1997‬ﺹ‪556.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪-‬ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ ‪ 60-78‬ﻣﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﻴﺜﺎﻕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ‪ ،‬ﺻﺎﺩﺭ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬﻩ ﺍﻟﻈﻬﻴﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ‪297-02-1‬‬
‫ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 25‬ﺭﺟﺐ ‪ 3) 1423‬ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ‪ (2002‬ﺝ‪.‬ﺭ ﻋﺪﺩ ‪ ، 5058‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 21‬ﻧﻮﻧﺒﺮ ‪ ، 2002‬ﺹ‪3468. .‬‬
‫‪ -‬ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ ‪ 81-7‬ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﻨﺰﻉ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻭﺑﺎﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﻤﺆﻗﺖ ‪ ،‬ﺻﺎﺩﺭ ﺍﻷﻣﺮ‬
‫ﺑﺘﻨﻔﻴﺬﻩ ﺍﻟﻈﻬﻴﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺭﻗﻢ ‪ 254-81-1‬ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ ‪ 11‬ﺭﺟﺐ ‪ 6) 1402‬ﻣﺎﻱ ‪ ، (1982‬ﺝ ‪.‬ﺭ ﻋﺪﺩ ‪3685‬‬
‫ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 03‬ﺭﻣﻀﺎﻥ ‪ 15) 1403‬ﻳﻮﻧﻴﻮ ‪ ، (1983‬ﺹ ‪. 980 .‬‬
‫‪ -‬ﻣﺮﺳﻮﻡ ﺭﻗﻢ ‪ 388.06.2‬ﺻﺎﺩﺭ ﻓﻲ ‪ 16‬ﻣﻦ ﻣﺤﺮﻡ‪5)1428‬ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ ‪(2007‬ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ ﺷﺮﻭﻁ ﻭ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺇﺑﺮﺍﻡ‬
‫‪6‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫ﺻﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭ ﻛﺬﺍ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺘﺪﺑﻴﺮﻫﺎ ﻭ ﻣﺮﺍﻗﺒﺘﻬﺎ‪ ،‬ﺝ‪.‬ﺭ‬


‫ﻋﺪﺩ‪5518‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ‪،19/04/2007‬ﺹ‪1235..‬‬
‫‪ -‬ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ ‪ 90-12‬ﻣﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﻌﻤﻴﺮ‪ ،‬ﺻﺎﺩﺭ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬﻩ ﺍﻟﻈﻬﻴﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺭﻗﻢ‪ 31-92-1 :‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪14‬‬
‫ﻣﻦ ﺫﻱ ﺍﻟﺤﺠﺔ ‪ 17) 1412‬ﻳﻮﻧﻴﻮ ‪ (1992‬ﺝ‪.‬ﺭ ﻋﺪﺩ ‪ 4591‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 15‬ﻳﻮﻟﻴﻮﺯ ‪1992.‬‬
‫‪ -‬ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ ‪ 90-41‬ﺗﺤﺪﺙ ﺑﻤﻮﺟﺒﻪ ﻣﺤﺎﻛﻢ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ‪ ،‬ﺻﺎﺩﺭ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬﻩ ﺍﻟﻈﻬﻴﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺭﻗﻢ ‪225-91-‬‬
‫‪ 1‬ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ ‪ 22‬ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻷﻭﻝ ‪ 10) 1414‬ﺷﺘﻨﺒﺮ ‪ ، (1993‬ﺝ‪.‬ﺭ ‪ .‬ﻋﺪﺩ ‪ 4227‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 18‬ﺟﻤﺎﺩﻯ ﺍﻷﻭﻟﻰ‬
‫‪ 3)1414‬ﻧﻮﻧﺒﺮ ‪ ، 1993‬ﺹ ‪. 2169.‬‬
‫‪ -‬ﻇﻬﻴﺮ ﺷﺮﻳﻒ ﺭﻗﻢ ‪ 323-57-1‬ﻣﺆﺭﺥ ﻓﻲ ‪ 02‬ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻷﻭﻝ ‪ 27) 1377‬ﺷﺘﻨﺒﺮ ‪ ( 1957‬ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺈﺣﺪﺍﺙ‬
‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﺮﺍﻓﻌﺔ ﻟﺪﻳﻪ ‪ ،‬ﺝ ﺭ ﻋﺪﺩ ‪ 2347‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 18‬ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ‪ ،1957‬ﺹ‪1345 .‬‬
‫‪-‬ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ ‪ 99-06‬ﻣﺘﻌﻠﻖ ﺑﺤﺮﻳﺔ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ‪ ،‬ﺻﺎﺩﺭ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬﻩ ﺍﻟﻈﻬﻴﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺭﻗﻢ ‪225-00‬‬
‫‪ 1-‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 2‬ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻷﻭﻝ ‪ 5) 1421‬ﻳﻮﻧﻴﻮ ‪ (2000‬ﺝ ‪.‬ﺭ ﻋﺪﺩ ‪ 4810‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 6‬ﻳﻮﻟﻴﻮﺯ ‪. 2000‬‬
‫‪ -‬ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ ‪ 00-78‬ﻣﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﻴﺜﺎﻕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ‪ ،‬ﺻﺎﺩﺭ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬﻩ ﺍﻟﻈﻬﻴﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ‪ 297-02-1‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ‬
‫‪ 25‬ﺭﺟﺐ ‪ 3) 1423‬ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ‪ (2002‬ﺝ ‪.‬ﺭ ﻋﺪﺩ ‪ ، 5058‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 21‬ﻧﻮﻧﺒﺮ ‪ ، 2002‬ﺹ‪3468..‬‬
‫‪ -‬ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ ‪ 01-3‬ﺑﺸﺄﻥ ﺇﻟﺰﺍﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺑﺘﻌﻠﻴﻞ‬
‫ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻬﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ‪ ،‬ﺻﺎﺩﺭ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬﻩ ﺍﻟﻈﻬﻴﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺭﻗﻢ ‪ 202-02-1‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 12‬ﺟﻤﺎﺩﻯ ﺍﻷﻭﻟﻰ ‪1423‬‬
‫)‪ 23‬ﻳﻮﻧﻴﻮ ‪ ،(2002‬ﺝ ‪.‬ﺭ ﻋﺪﺩ ‪ 5029‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 12‬ﻏﺸﺖ ‪ ، 2002‬ﺹ ‪. 2281.‬‬
‫ﺩ‪-‬ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﻭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ ‪ 26 ، 19‬ﻳﻨﺎﻳﺮ ‪ ، 1977‬ﻣﺤﻤﺪ ﺑﺪﻭﻱ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻤﻜﺘﺐ ﺍﻷﺑﺤﺎﺙ‬
‫ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺪﻧﻴﺔ ‪ ،‬ﻡ‪.‬ﻕ ‪.‬ﺱ‪.‬ﻕ ‪ ،‬ﻋﺪﺩ‪ 1978 ، 4‬ﺹ‪. 89 :‬‬
‫‪-‬ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﻤﻜﻨﺎﺱ‪ ،‬ﻋﺪﺩ ‪ 95–44‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 19/11/1995‬ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻠﻒ ﻋﺪﺩ ‪ 26/94‬ﻍ‪ ،‬ﻣﻨﺸﻮﺭ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ‪ ،‬ﻋﺪﺩ ‪،9‬ﺹ‪229. .‬‬
‫‪ -‬ﻗﺮﺍﺭ ﻋﺪﺩ ‪ ،66‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 12‬ﻣﺎﻱ ‪ ،1967‬ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻟﺴﻨﻮﺍﺕ‬
‫‪ ،1966-1970‬ﺹ‪ ،479 .‬ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﻓﻲ ‪ 3‬ﻳﻮﻧﻴﻮ ‪ ،1986‬ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﺿﺪ‬
‫ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ‪ ،‬ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ ‪ ،7‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 4‬ﻳﻨﺎﻳﺮ ‪ ،2001‬ﺷﺮﻛﺔ ‪ S.O.S‬ﻟﻠﺘﻨﻈﻴﻒ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ‬
‫ﻟﻺﺩﺍﺭﺓﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻋﺪﺩ ‪ ،42‬ﻳﻨﺎﻳﺮ –ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ ‪ ،2002‬ﺹ ‪154..‬‬
‫‪-‬ﻗﺮﺍﺭ ﻋﺪﺩ ‪ 1‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 8‬ﻳﻨﺎﻳﺮ ‪ ،1971‬ﺷﺮﻛﺔ ﺍﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻔﻨﺎﺩﻕ ﺷﻤﺎﻝ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ‪ ،‬ﻣﺠﻠﺔ ﻗﻀﺎء ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ‪،‬‬
‫ﺍﻟﺴﻨﺔ ‪ ،3‬ﺍﻟﻌﺪﺩ ‪ ،20‬ﺹ ‪ ،60.‬ﺃﻭﺭﺩﻩ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻋﺒﺪ ﷲ ﺣﺪﺍﺩ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪،‬ﺹ‪ ،18.‬ﺍﻷﺳﺘﺎﺫﺓ ﺃﻣﻴﻨﺔ‬
‫ﺟﺒﺮﺍﻥ‪،‬ﺹ ‪436..‬‬
‫‪ -‬ﻗﺮﺍﺭ ﻋﺪﺩ ‪ ،50‬ﻣﺆﺭﺥ ﻓﻲ ‪ 28‬ﻳﻨﺎﻳﺮ ‪ ،1999‬ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻟﻠﻤﻠﻜﺔ ﺿﺪ ﺷﺮﻛﺔ ﺃﻧﻜﻮﺳﺎ‪ ،‬ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ‬
‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﺆﻟﻔﺎﺕ ﻭﺃﻋﻤﺎﻝ ﺟﺎﻣﻌﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻌﺪﺩ ‪ ،2003 ،50‬ﺹ‪266..‬‬
‫ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﻮﺟﺪﺓ ﻋﺪﺩ ‪ 13/1998‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ ،27/01/1998‬ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺸﻮﺭ ‪.‬‬
‫‪-‬ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﻤﺮﺍﻛﺶ ﻋﺪﺩ ‪ 3‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ ،13/01/1999‬ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪،‬‬
‫ﻋﺪﺩ ‪ ،31‬ﻣﺎﺭﺱ – ﺃﺑﺮﻳﻞ ‪ ،2000‬ﺹ‪108..‬‬
‫‪-‬ﻗﺮﺍﺭ ﻋﺪﺩ ‪ 56‬ﺻﺎﺩﺭ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 9‬ﻳﻮﻟﻴﻮﺯ ‪ ،1959‬ﻣﻠﻒ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﻋﺪﺩ ‪ ،2402/59‬ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ‪،1997 1958-‬ﺃﺷﺎﺭﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻣﻴﻨﺔ ﺟﺒﺮﺍﻥ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ‪ ،‬ﺇﺟﺘﻬﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ‪ ،‬ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ‬
‫ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪ ،‬ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﻴﺔ‪1996. ،‬‬
‫‪ -‬ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ ‪ 1059‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 26‬ﻧﻮﻧﺒﺮ ‪ ، 1998‬ﺧﺪﺭﺍﻧﻲ ﺣﺴﻦ ‪ ،‬ﻡ‪.‬ﻡ‪.‬ﺇ ‪.‬ﻡ‪.‬ﺕ ‪ ،‬ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺩﻻﺋﻞ‬
‫ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺮ ‪ ،‬ﻋﺪﺩ ‪. 16‬‬
‫‪6‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫‪ -‬ﻗﺮﺍﺭ ﻋﺪﺩ ‪ ،135‬ﺻﺎﺩﺭ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 17‬ﺍﺑﺮﻳﻞ ‪ ،1961‬ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺤﻴﺤﻴﻰ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺑﺎﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺠﺰء ﺍﻷﻭﻝ‪،‬‬
‫ﺹ ‪ 56..‬ﻛﻤﺎ ﺃﺷﺎﺭﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻣﻴﻨﺔ ﺟﺒﺮﺍﻥ‪ ،‬ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‪1993. ،‬‬
‫‪ -‬ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪2‬ﺷﺘﻨﺒﺮ ‪ ،1995‬ﺑﻮﻟﻔﺮﻭﺝ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ‪ ،‬ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ‬
‫ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ‪1958-1997.‬‬
‫‪ -‬ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﻔﺎﺱ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 31‬ﻣﺎﺭﺱ ‪ ،1998‬ﺍﻟﻔﺎﺑﺰﻭﺭﻱ ﻣﺤﻤﺪ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ‬
‫ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻋﺪﺩ‪ 29‬ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ‪-‬ﺩﺟﻨﺒﺮ ‪،1999‬ﺹ ‪71..‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﻮﺟﺪﺓ ‪،‬ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﻟﻮﻫﻴﺒﻲ ﺿﺪ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻛﻨﻔﻮﺭﺩﺓﻡ‪.‬ﻡ ‪.‬ﺇ‪.‬ﻡ‪.‬ﺕ ‪ ،‬ﻋﺪﺩ ‪ ، 53‬ﻧﻮﻧﺒﺮ –‬
‫ﺩﺟﻨﺒﺮ ‪2000.‬‬
‫‪ -‬ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪09‬ﻧﻮﻧﺒﺮ‪ ،1995‬ﻋﻼﻝ ﺷﻌﺎﻟﻲ ‪،‬ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ‬
‫ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ‪ ، 1958-1997‬ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻦ ‪. 1997‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﻤﺮﺍﻛﺶ ‪ ،‬ﺣﻜﻢ ﻋﺪﺩ ‪ 106‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ ،30/04/2003‬ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻹﺩﺭﻳﺴﻲ ﺿﺪ ﻭﺯﺍﺭﺓ‬
‫ﺍﻷﻭﻗﺎﻑ ‪ ،‬ﻡ‪.‬ﻡ‪.‬ﺇ ‪.‬ﻡ‪.‬ﺕ ‪ ،‬ﻋﺪﺩ ‪ ، 53 :‬ﻧﻮﻧﺒﺮ – ﺩﺟﻨﺒﺮ ‪. 2003‬‬
‫‪ -‬ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ ‪ 90‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 10‬ﻣﺎﻱ ‪ ، 1960‬ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ‪ ،‬ﺝ‪ – 1‬ﺹ‪،123 :‬‬
‫ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻋﺪﺩ ‪ 56‬ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ ‪ 9‬ﻳﻮﻟﻴﻮﺯ ‪ ، 1959‬ﻗﻀﻴﺔ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ ‪ ،‬ﻣﻠﻒ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﻋﺪﺩ ‪ 2402/59‬ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ‬
‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ‪ ، 1958-1997‬ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻦ ‪. 1997‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺭﻗﻢ ‪ 66‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 12‬ﻣﺎﻱ ‪ ، 1967‬ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ‪ ،‬ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ ‪1‬‬
‫ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 8‬ﻳﻨﺎﻳﺮ ‪ ، 1971‬ﺷﺮﻛﺔ ﺍﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻔﻨﺎﺩﻕ ﺷﻤﺎﻝ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻭﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ‪ ،‬ﻕ‪.‬ﻡ‪.‬ﺃ ‪. 1966-1970‬‬
‫‪-‬ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ‪،‬ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪2‬ﺷﺘﻨﺒﺮ ‪،0995‬ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ‬
‫ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ‪ ، 1958-1997‬ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﺫﻛﺮﺍﻩ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻦ ‪1997.‬‬
‫‪ -‬ﻗﺮﺍﺭ ﻋﺪﺩ ‪ 135‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 17‬ﺃﺑﺮﻳﻞ ‪ ، 1961‬ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺤﻴﺤﻲ ﺿﺪ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ )ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ‪1961‬‬
‫ﻡ ‪.‬ﺱ‪ .‬ﺹ ‪. (56 .‬‬
‫‪ -‬ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ‪ ،‬ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﺪﺩ ‪904 :‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪2/2003/ :‬ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ ﺿﺪ‬
‫ﺷﺮﻛﺔ ﺭﻳﺒﻤﻮ‪، ،‬ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻟﻼﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻋﺪﺩ‬
‫‪،2004،16‬ﺹ‪388. .‬ﺃﻧﻈﺮ ﻛﺬﻟﻚ‪ :‬ﻡ‪.‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‪ ،‬ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻭ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪ :‬ﺗﻌﻠﻴﻖ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ‪ ،‬ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ‬
‫ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻗﺮﺍﺭ‪904‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪2/2003/ :‬ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ ﺿﺪ ﺷﺮﻛﺔ ﺭﻳﺒﻤﻮ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ‬
‫ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻋﺪﺩﺩ ‪ 72-73‬ﻳﻨﻠﻴﺮ –ﺃﺑﺮﻳﻞ ‪،2007‬ﺹ‪176. .‬‬
‫ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ‪ 725‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 09/10/2003‬ﺷﺮﻛﺔ ﺑﻼﺷﻮﻣﺎﺭ ﺿﺪ ﻭﻛﺎﻟﺔ ﺇﻧﻘﺎﺫ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﺎﺱ ‪،‬‬
‫ﺃﻧﻈﺮ ‪:‬ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻷﻋﺮﺝ‪،‬ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ‪ ،‬ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ‬
‫ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ‪،2007،‬ﺹ‪151..‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ‪،‬ﺭﻗﻢ ‪ 239‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ ،02/03/2004‬ﻣﻠﻒ ﺭﻗﻢ ‪428-01‬ﺵ‪ ،‬ﺑﻴﻦ ﺷﺮﻛﺔ‬
‫ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺃﻭﻛﺴﻴﻄﻜﺎﻟﻘﺪﻣﻴﺮﻱ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﻴﺔ ﻟﻠﺨﻄﻮﻁ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﺣﻜﻢ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺤﻤﺪ‬
‫ﺍﻷﻋﺮﺝ‪،‬ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ‪،‬ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ‪،‬ﺹ‪151..‬‬
‫‪ -‬ﻗﺮﺍﺭ ﻋﺪﺩ ‪ ،401‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ ،12/10/1995‬ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﺠﻬﻴﺰ ﺧﻠﻴﺞ ﻃﻨﺠﺔ ﺿﺪ ﺷﺮﻛﺔ ﺍﻟﺒﻨﺎء ﻭ‬
‫ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﻣﺪﻳﺘﺮﺍﻧﻲ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻋﺪﺩ ﻣﺰﺩﻭﺝ ‪ ،14-15‬ﺹ ‪156..‬‬
‫‪ -‬ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ‪ ،‬ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ‪ 26‬ﻳﻨﺎﻳﺮ‪ ،1968‬ﻣﺒﺎﺭﻙ ﺍﻟﻄﺮﻗﻲ‪،‬ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ‪،7‬‬
‫ﺹ ‪،106.‬ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﻤﻜﻨﺎﺱ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ 13‬ﺃﺑﺮﻳﻞ‪ ،2000‬ﺍﻟﺸﻮﻳﺦ ﻣﺤﻤﺪ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ‬
‫ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔﻋﺪﺩ‪،38-39‬ﻣﺎﻱ‪ -‬ﻏﺸﺖ‪،2001‬ﺹ‪227. .‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ‪ ،‬ﻋﺪﺩ‪140‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ‪6‬ﻳﻨﺎﻳﺮ‪،2001‬ﻗﻀﻴﺔ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻷﻋﺮﺝ‪ ،‬ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ‬
‫‪6‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬.‫ﻡ‬

،2005 ‫ ﺷﺘﻨﺒﺮ– ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ‬، 64 ‫ﺕ ﻋﺪﺩ‬. ‫ﻡ‬.‫ﺇ‬.‫ﻡ‬. ‫ ﻡ‬، ‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻟﻠﻤﺤﺎﻛﻢ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‬
. 28. ‫ﺹ‬
‫ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ‬،‫ﺭﺍﺷﺪﻱ ﻣﺼﻄﻔﻰ‬،1977 ‫ﻣﺎﺭﺱ‬18 ‫ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ‬،‫ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ‬-
33..‫ﺹ‬،25‫ﻋﺪﺩ‬،‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ‬
:‫ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ‬: ‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‬
:‫ ﺍﻟﻜﺘﺐ‬-‫ﺃ‬

- Bonnard (R.), Précis de droit administratif, 4ème édition 19431.


-Boulouis (j.), sur une catégorie nouvelle d'actes juridiques, les directives,
Mélanges Eisenmann, 1975.
- Chapus (R.), droit administratif, 1997 Tome 1, n°1354.
- Delvolvé (P.) l'acte administratif, Sirey, 1983.
- De laubadère (A.), Les difficultés actuelles de l'identification du contrat
administratif, EstudiosDerechoadministrativo, T.I? Montevideo1978.
- Dupuis (G.), Définition de l'acte unilatéral, Mélange Eisenmann, 1975.
- Eisenmann (ch.), sur l’entrée en vigueur des normes administratives
unilatérales, Mél. Stassinopoulos, P. 201.
1983 - Eisenmann (CH.), Cours de droit administratif, Tome II,
-Gaudmet (Y.), Remarques à propos des circulaires administratives
Mel.Stassinopoulos
- Houstiou (R.), Procédure et formes de l'acte administratif en droit
français, Paris, L.G.D.J., 1975.
-Hauriou (M.), Précis de droit administratif et de droit public, TI, sirey 11ème
édition 1927.
-Madiot (Y.), Aux frontières du contrat et de l'acte Administratif unilatéral, 19
Rousset (M.), Droit administratif marocain, éd., la porte200-3. 74.
- Rivero (J.), Précis de droit administratif, 1996.
- Schwarzenberg (R.G.), L'autorité de la chose décidé, 1969.
-Videl (G.), Droit administratif, P.U.F, 1976.
- Waline (J.), droit administratif 22 éd. Dalloz2008.
:‫ ﺍﻟﻤﻘﺎﻻﺕ‬-‫ﺏ‬
- Antoine (J.), La mutualité contractuelle née de faits nouveaux extérieurs aux
parties, R.F.D.A., 2004.
-Bosc, Le régime des pénalités dans les marchés de fournitures, RDP, 1921.
- Bergères (M.C.), Les actes non réglementaires A.J.D.A.?1980.
- Delvolvé(P.), La notion de directive, A J.D.A.? 1974. -Linotte (D.), un
cadre juridique désormais sécurisé pour les contrats de partenariat, A.J.D.A, 2005.
- Guez (J.), La normalisation du recours pour excès de pouvoir contre les
6
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬.‫ﻡ‬

circulaires et instructions administratives;A.J.D.A., 2005.


-Koubi (g.) Les circulaires administratives, Economica, 2003.
-Llorens (F.), Typologie des contrats de la commande publique; contrats et
marchés mais 2005.
-Sabourin (P.), Peut-on dresser le constat de décès du critère organique en
droit administratif? RDpubl.1971.

6
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‬ ‫ﻡ‪ .‬ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ‬

‫‪6‬‬

You might also like