Professional Documents
Culture Documents
النشاط الاداري s3
النشاط الاداري s3
2015/ 2016
ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ "ﺟﻴﻠﻴﻨﻴﻚ" :ﻫﻮ ﺃﻗﺪﻡ ﻣﻈﻬﺮ ﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ،
ﻓﻬﻮ ﺃﻗﺪﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎء ،ﻭﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺗﺼﻮﺭ ﺩﻭﻟﺔ ﺑﻼ ﺗﺸﺮﻳﻊ ﻭﺑﻼ ﻗﻀﺎء ،ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ
ﺗﺼﻮﺭﻫﺎ ﺑﻼ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﻷﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﻈﻬﺮ ﺍﻟﺤﻲ ﺍﻟﻤﻜﻤﻞ ﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ . ". ..
ﻭﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ ﺑﻨﺸﺎﻁ ﻭﺍﺳﻊ ﻭﻫﺎﻡ ﺑﻘﺼﺪ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺘﻤﺜﻞ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺇﺷﺒﺎﻉ ﺍﻟﺤﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﻌﻨﺎﺻﺮﻩ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ،
ﺍﻟﺴﻜﻴﻨﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ…
ﺗﺒﺎﺷﺮ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺎ ﺗﻤﻠﻜﻪ ﻣﻦ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺠﺴﺪ ﻓﻲ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ
ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻋﻤﺎﻻ ﻣﺎﺩﻳﺔ ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻋﻤﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﺇﺭﺍﺩﻳﺔ ﻧﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ﺧﻄﺄ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ
ﻭﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺃﻋﻤﺎﻻ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ .
ﻭﺗﺘﻔﺮﻉ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﺇﻟﻰ :ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺗﺘﺨﺬﻫﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ
ﺑﺼﻔﺘﻬﺎ ﺷﺨﺼﺎ ﻣﻌﻨﻮﻳﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻣﻊ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﻭﺗﺨﻀﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ
ﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻣﺜﻞ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﻴﻦ .ﻭﺍﻟﺼﻨﻒ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﻫﻲ ﺗﻠﻚ
ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪﺭﻫﺎ ﺑﺼﻔﺘﻬﺎ ﺳﻠﻄﺔ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ
ﺗﺨﻀﻊ ﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﺑﺸﺄﻧﻬﺎ ﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ :ﻭﻫﺬﻩ
ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺗﺘﺸﻌﺐ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺗﺒﺎﺷﺮﻫﺎ ﺑﺈﺭﺍﺩﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﻔﺮﺩﺓ ﻭﺗﺼﺪﺭﻫﺎ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ ﻓﻘﻂ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ
ﻟﻠﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭﻗﺪ ﺗﺸﺘﺮﻙ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻓﻴﺼﺒﺢ ﻋﻤﻼ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎ ﺻﺎﺩﺭﺍ
ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻴﻦ ﻭﻳﺘﺠﻠﻰ ﻣﺜﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ.
ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺳﻨﺘﻄﺮﻕ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻧﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼﻞ
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ.
1
-Hauriou (M.), Précis de droit administratif et de droit public, TI, Sirey 11ème édition 1927, P. 356.
3
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻡ .ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ
-ﺗﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ :ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺃﻥ ﺗﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﺃﻭ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﻴﺮ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻬﻢ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ،ﻭﺗﺴﺘﻬﺪﻑ ﺍﻹﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻭ ﺗﺴﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻖ .ﻭ ﻻ ﺗﺨﺎﻃﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﻴﺮ
ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﻳﻦ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ،ﺣﻴﺚ ﻻ ﺗﻤﺴﻬﻢ ﺇﻻ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ،ﻭ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻬﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﺘﻤﻴﺰﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ.
ﻭﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﻴﺮ ﻫﻲ:ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺎﺕ ﻭ ﺗﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻟﻠﻤﺮﻓﻖ ،ﻣﺜﻞ ﺗﺪﺍﺑﻴﺮ ﺗﻮﺯﻳﻊ
ﺍﻟﺤﺼﺺ ﻓﻲ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻄﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻇﻒ ﺃﻭ ﺫﺍﻙ .
-ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ :ﻭﻫﻲ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻣﻔﺎﺩﻫﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺼﻠﺔ ﺑﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺴﻠﻂ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﺒﻌﺾ
ﻛﺎﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﺑﺎﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ ﻛﺤﻠﻪ ﺃﻭ ﺩﻋﻮﺗﻪ ﻟﻼﻧﻌﻘﺎﺩ ﻭﻛﺬﺍ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻌﻼﻗﺎﺕ
ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺑﻐﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺗﻔﻠﺖ ﻣﻦ ﺭﻗﺎﺑﺔ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ.
ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ:ﻳﻤﻜﻦ ﻷﺷﺨﺎﺹ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻋﻦ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﺬ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ
ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺗﺤﺘﻜﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺇﺫ ﺃﻥ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﻏﻴﺮ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﺬ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻤﻬﺎﻡ
ﺍﻟﻤﻮﻛﻮﻟﺔ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺗﺼﺮﻓﺎﺕ ﻟﻬﺎ ﻃﺎﺑﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺩﻱ ،ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ
ﺗﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺃﻭ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ ﺃﻭ ﺧﺎﺻﺔ :
ﻓﺎﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ ﻳﺼﺪﺭ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺼﺪﺭﻫﺎ ﻣﻜﺘﺒﻪ ﺃﻭ ﺭﺋﻴﺴﻪ ﻭ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻤﻮﻇﻔﻲ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ
ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء .2ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﺎﺱ ،ﻓﺈﻥ ﺗﻌﻴﻴﻦ ﻣﻮﻇﻔﻲ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ ﻭﺗﺮﻗﻴﺘﻬﻢ
ﻭﺗﺄﺩﻳﺒﻬﻢ ﻫﻮ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻪ ﻋﻤﻞ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﻣﻐﺎﻳﺮ ﻟﻸﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﺃﻥ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺨﺬ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ،
ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺘﺨﺬﻫﺎ ﺑﺼﻔﺘﻪ ﺳﻠﻄﺔ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭ ﻟﻴﺲ ﺑﺼﻔﺘﻪ ﺳﻠﻄﺔ ﺗﺸﺮﻳﻌﻴﺔ .3
ﺃﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﺘﺨﺬ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ،ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﺪﺋﻴﺔ ﻓﻘﻂ،ﻷﻥ ﺗﻨﻈﻴﻤﻬﺎ ﻭ
ﺗﺴﻴﻴﺮﻫﺎ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻳﻔﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ.
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻋﺎﺩﻳﻴﻦ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺸﻜﻞ ﻣﻨﻄﻘﻴﺎ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ .ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ
ﻳﻌﺮﻑ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎءﻳﻦ:ﻓﻔﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ،ﻗﺪ ﻳﺤﺪﺙ ﺃﻥ ﺗﺨﺘﻔﻲ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﻌﻴﻨﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ،
ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺤﻞ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺨﻮﺍﺹ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺎ ﻣﺤﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻐﺎﺋﺒﺔ ﻻﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﺮﺿﻬﺎ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ،ﻭﻫﻮ ﻣﺎ
ﻧﺴﻤﻴﻪ ﺑﺎﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﺑﺤﻜﻢ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ .ﻭ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﺨﺬﺓ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﻣﺸﺮﻭﻋﺔ ﺑﺸﺮﻁ ﺃﻥ
ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻟﻤﺘﺒﻊ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ .
ﻭﺍﺳﺘﺜﻨﺎء ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻔﺎﺩﻩ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻳﺼﺪﺭ ﻋﻦ ﺷﺨﺺ ﻋﺎﻡ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ
ﺟﻬﺎﺯ ﺧﺎﺹ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﻃﺎﺑﻌﺎ ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻴﺮ ﻣﺮﻓﻘﺎ ﻋﺎﻣﺎ ﻭﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﺍﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ .4ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ
ﻣﻀﻤﻮﻥ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ.
ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ :ﻣﻔﻬﻮﻡ ﻣﺤﺪﺩ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ.
ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﻌﻀﻮﻱ ﻛﺮﻛﻴﺰﺓ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﻘﻰ ﻏﻴﺮ ﻛﺎﻑ ﻭ
ﻳﺠﺐ ﺗﻜﻤﻠﺘﻪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﺎﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ،ﻟﺬﻟﻚ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﺠﻮء ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻨﻘﺬﺍ.ﻓﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻀﻤﻮﻥ
ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ؟
ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ :ﺗﺴﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ
ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻟﻠﺠﻬﺎﺯ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻟﻠﺘﺼﺮﻑ ﺇﺫ ﺃﻥ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺳﻠﻄﺔ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ
ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺤﺮﻭﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ )ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺮ ﺍﻟﺨﺎﺹ( ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﻏﻴﺮ
ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﻃﺎﺑﻌﺎ ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ.
ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻓﺈﻥ ﻣﻀﻤﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺄﺧﺬ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ،ﻃﺎﺑﻊ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺇﻻ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ
،ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﺨﺬ ﺳﻠﻄﺔ ﻣﺎ ﺗﺼﺮﻓﺎ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ ﺍﻻﺭﺗﻜﺎﺯ ﻋﻠﻰ ﻣﻀﻤﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ
ﺑﺘﺴﻴﻴﺮ ﻣﺮﻓﻖ ﻋﺎﻡ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ ،ﻓﻠﻜﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺷﺨﺺ ﺧﺎﺹ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ
ﻳﺠﺐ ﺇﺫﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻠﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺑﺘﺴﻴﻴﺮ ﻧﺸﺎﻁ ﻣﺮﻓﻖ ﻋﺎﻡ .ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺃﺷﺎﺭﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ
ﻓﺮﻳﻖ ﺍﻟﻜﻮﻛﺐ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺸﻲ ﺿﺪ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻤﺆﻗﺘﺔ ﻟﺘﺴﻴﻴﺮ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﻟﻜﺮﺓ ﺍﻟﻴﺪ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 14/05/1998ﺃﻥ " :
ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺨﻀﻊ ﻓﻲ ﺗﻨﻈﻴﻤﻬﺎ ﻷﺣﻜﺎﻡ ﻇﻬﻴﺮ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ،ﺇﻻ ﺃﻥ
ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪﺭ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻭ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﻤﺆﻗﺘﺔ ﺍﻟﻤﻜﻠﻔﺔ ﺑﺘﺴﻴﻴﺮ ﺷﺆﻭﻧﻬﺎ ﻫﻲ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻨﻈﻴﻢ ﻭﺗﺴﻴﻴﺮ ﻣﺮﻓﻖ
ﻋﻤﻮﻣﻲ ﺃﻻ ﻭﻫﻮ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﺎﺕ ،ﻟﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻟﻬﺎ ﻃﺎﺑﻊ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﻭﻳﻤﻜﻦ
ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺩﻋﻮﻯ ﺍﻹﻟﻐﺎء ﻟﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻢ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ" .5
ﻭﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﻗﺮﺭﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﻤﺮﺍﻛﺶ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 5/4/2005ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﻬﺎﺭﻱ ﺿﺪ
ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻳﺔ ﺑﻘﻮﻟﻬﺎ . .." :ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻳﺔ ﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻜﻔﻮﻓﻴﻦ .. .ﻣﻦ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻓﺈﻥ .. .ﺳﻬﺮﻫﺎ
ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻴﻴﺮ ﻧﺸﺎﻁ ﻣﺮﻓﻖ ﻋﻤﻮﻣﻲ ﻭﻫﻮ ﻣﺮﻓﻖ ﺇﺩﻣﺎﺝ ﺍﻟﻤﻜﻔﻮﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻛﻤﻮﺍﻃﻦ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻨﻔﺲ ﺣﻘﻮﻕ ﻭﻭﺍﺟﺒﺎﺕ
ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻖ )ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ – ﺍﻟﺼﺤﺔ – ﺍﻟﺘﺸﻐﻴﻞ( ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺨﺬﻫﺎ ﺃﺛﻨﺎء ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ﻣﻬﺎﻡ
ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻹﻟﻐﺎء ﺍﻷﻣﺮ." . ..
ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻏﻴﺮ ﻛﺎﻑ ﺑﻞ ﻳﺠﺐ ﺗﻮﻓﺮ ﺷﺮﻁ ﺁﺧﺮ ﺃﻻ ﻭﻫﻮ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ.
ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭ ﺍﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ
ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﺴﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻓﻴﺠﺐ ﻟﻜﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ
ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﺴﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﻳﻜﺘﺸﻒ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺨﺎﺹ ،ﺇﺫ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻘﺮﺍﺭ ﻓﺮﺩﻱ ﻳﻔﺮﺽ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭ.
ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻀﻤﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻭ ﻣﺤﺘﻮﺍﻩ ﻣﻄﺒﻮﻋﺎ ﺑﺎﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺃﻱ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺗﻌﺪﻳﻼ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﺑﻤﻨﺢ ﺣﻘﻮﻕ ﺃﻭ ﻓﺮﺽ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ ﺃﻧﻨﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﻗﺮﺍﺭ ﻟﻪ ﻃﺎﺑﻊ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﺍﻧﻔﺮﺍﺩﻱ ،ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ
ﺃﻳﻀﺎ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺗﺨﺬ ﺗﺼﺮﻓﺎ ﻫﻜﺬﺍ ،ﻟﻘﺪ ﺗﺼﺮﻑ ﻛﺴﻠﻄﺔ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ .
ﻫﻜﺬﺍ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﺷﺨﺺ ﺧﺎﺹ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﺨﺬﺍ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺿﻮﻋﻪ
ﻭﻣﺤﺘﻮﺍﻩ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺗﺴﻴﻴﺮ ﻣﻬﻤﺔ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﺍﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﻻ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻔﻬﻮﻣﻲ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ
ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﺘﻨﺎﻗﻀﻴﻦ ﺑﻞ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﻴﻦ ﻷﻧﻬﻤﺎ ﻳﺘﻤﻮﻗﻌﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻳﻴﻦ ﻣﺨﺘﻠﻔﻴﻦ ،ﺇﺫ ﻳﺘﻤﻮﻗﻊ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻢ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻐﺎﻳﺎﺕ ﻭﺗﺘﻤﻮﻗﻊ ﺍﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ،ﻟﺬﻟﻚ
ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻣﺎﻥ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﻳﻘﺪﻣﺎﻥ ﺳﻨﺪﺍ ﻣﺸﺘﺮﻛﺎ.
ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺃﻭﺿﺤﻪ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻣﻨﺬ 31ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ 1991ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﺍﻟﺼﺎﺋﻎ ﺿﺪ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ
ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻜﺮﺓ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺟﺎء ﻓﻴﻬﺎ " :ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻜﺮﺓ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﻫﻲ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﻗﻊ ﺗﺄﺳﻴﺴﻬﺎ
ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻈﻬﻴﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 15ﻧﻮﻧﺒﺮ ،1958ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺄﺩﻳﺒﻴﺔ
ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻄﻌﻦ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻹﻟﻐﺎء ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺸﻄﻂ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻧﻈﺮﺍ ﻟﻜﻮﻧﻬﺎ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﻤﻘﺮﺭﺍﺕ
ﺍﻟﻤﺘﺨﺬﺓ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻣﺘﻴﺎﺯ ﻣﻦ ﺍﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ " .6
ﻛﻤﺎ ﺳﺎﺭﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﻮﺟﺪﺓ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﻧﺎﺩﻱ ﺍﻟﻤﻮﻟﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﻮﺟﺪﻳﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﻟﻠﺮﻳﻜﺒﻲ
ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 6ﻣﺎﺭﺱ 2002ﻡ ، 7ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﻣﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺘﺒﺮﺭ
-5ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ ﻋﺪﺩ , 497ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 1998 / 14/05ﻓﺮﻳﻖ ﺍﻟﻜﻮﻛﺐ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺸﻲ ﺿﺪ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻤﺆﻗﺘﺔ ﻟﺘﺴﻴﺮ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﻟﻜﺮﺓ ﺍﻟﻴﺪ ,ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ
ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ,ﻋﺪﺩ 25ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ/ﺩﺟﻨﺒﺮ 1998.
-6ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ 310,ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 3ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ 1991,ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﺍﻟﺼﺎﻳﻎ ﺿﺪ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻜﺮﺓ ﺍﻟﻘﺪﻡ ,ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ
ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ,ﻋﺪﺩ 1991./ 25/26
6
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻡ .ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ
ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﻟﻠﺮﻳﻜﺒﻲ ﺇﺫ ﺃﻛﺪﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺜﻴﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ . .." :ﻭﻟﺌﻦ
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺮﻳﻜﺒﻲ ﻣﻦ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻳﺴﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺳﻴﺴﻬﺎ ﻭﺗﺴﻴﻴﺮﻫﺎ ﺃﺣﻜﺎﻡ
ﺍﻟﻈﻬﻴﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ، 15/11/58ﻓﺈﻧﻪ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻣﻜﻠﻔﺔ ﺑﺘﺴﻴﻴﺮ ﻣﺮﻓﻖ ﺭﻳﺎﺿﻲ . ..ﻣﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ
ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ . ..ﻭﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﺭ ﺗﺒﻘﻰ ﺍﻟﻤﻘﺮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ
ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ ﺗﻜﺘﺴﻲ ﻃﺎﺑﻌﺎ ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺍﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻬﺪﻑ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ". ..
ﻓﻘﻀﺖ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺑﺈﻟﻐﺎء ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺈﻗﺼﺎء ﻧﺎﺩﻱ ﺍﻟﻤﻮﻟﻮﺩﻳﺔ
ﺍﻟﻮﺟﺪﻳﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻓﺴﺔ ﻧﺼﻒ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ .ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﺳﺎﺑﻖ ﻟﻢ ﺗﻜﺘﻒ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ
ﺑﻤﺮﺍﻛﺶ ﺑﺬﻛﺮ ﺍﻟﺴﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻴﻴﺮ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﺑﻞ ﻭﺃﺿﺎﻓﺖ ﺇﻟﻴﻪ "ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ
ﻭﺍﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺨﺬﻫﺎ ﺃﺛﻨﺎء ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ﻣﻬﺎﻡ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻓﻴﻬﺎ
ﺃﻣﺎﻡ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻹﻟﻐﺎء". ..
ﻫﻜﺬﺍ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﺎﺕ ﻧﻈﺮ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ .ﻓﻜﻞ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺎﺕ ﻻ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﺘﻄﺎﺑﻘﺔ
ﻭﻛﻞ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻤﺼﺎﻟﺢ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻣﺤﺪﺩﺓ ،ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺠﺐ ﺃﺧﺬ ﺗﻌﺎﻳﺶ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺑﻌﻴﻦ
ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ،ﺇﺫ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻪ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻔﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ.
ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭ ﺗﻤﻴﻴﺰﻫﺎ ﻋﻦ ﺗﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ
ﺳﻨﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﻓﺮﻉ ﺃﻭﻝ ﺛﻢ ﻧﺘﻨﺎﻭﻝ ﻓﻲ ﻓﺮﻉ ﺛﺎﻥ ﺗﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ.
ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻭﻝ :ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ
ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﻋﺪﺓ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻤﻀﻤﻮﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ:
ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ :ﺗﺼﻨﻴﻒ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻤﻀﻤﻮﻥ
ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺼﻨﻴﻒ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻣﻀﻤﻮﻧﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻋﺪﺓ ﺃﺻﻨﺎﻑ ﻣﻨﻬﺎ :ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮ
ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻵﻣﺮﺓ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺠﻮﺍﺯﻳﺔ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﺸﺌﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻜﺎﺷﻔﺔ.
ﺃﻭﻻ-ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ:
ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻔﺮﺩﻱ ﻫﻮ ﺗﺼﺮﻑ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﻣﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﺷﺨﺺ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﺪﺩﻫﻢ ﺑﺄﺳﻤﺎﺋﻬﻢ ،ﻛﻘﺮﺍﺭ ﺗﻌﻴﻴﻦ ﺷﺨﺺ ﻓﻲ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﻋﻤﻮﻣﻴﺔ ﺃﻭ ﻗﺮﺍﺭ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﻟﻤﺮﺷﺤﻴﻦ ﺍﻟﻤﻘﺒﻮﻟﻴﻦ
ﻻﺟﺘﻴﺎﺯ ﻣﺒﺎﺭﺍﺓ ﻣﺎ.
ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﻫﻮ ﺗﺼﺮﻑ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﻳﺘﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﺷﺨﺺ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﺪﺩﻫﻢ ﺑﺼﻔﺎﺗﻬﻢ ﻭ
ﻟﻴﺲ ﺑﺄﺳﻤﺎﺋﻬﻢ .ﻭ ﻳﺘﺨﺬ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﻃﺎﺑﻌﺎ ﻋﺎﻣﺎ ﻭ ﻏﻴﺮ ﺷﺨﺼﻲ،ﻭ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﺎﻡ ﻻ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﻫﻨﺎ ﺑﺎﻟﻌﺪﺩ،ﺇﺫ ﻳﻤﻜﻦ
ﻟﻠﻘﺮﺍﺭ ﺃﻥ ﻳﺒﻘﻰ ﻓﺮﺩﻳﺎ ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﻬﻢ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ،ﻓﻤﺎ ﻳﻬﻢ ﻫﻮ ﺃﻧﻪ ﻳﺤﺪﺩﻫﻢ ﺑﺄﺳﻤﺎﺋﻬﻢ ،ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ
ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻔﺮﺩﻱ ﺑﺎﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ،ﻳﻜﻴﻒ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺮﺍﺭ ﺟﻤﺎﻋﻲ .ﻣﺜﺎﻝ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻋﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺇﺣﺪﻯ
ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻳﺎﺕ .ﻛﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻘﺮﺍﺭ ﺃﻥ ﻳﺒﻘﻰ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺎ ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﻬﻢ ﺇﻻ ﺷﺨﺼﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ -ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﻤﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﻤﺎ ﻳﻬﻢ ﻫﻮ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺤﺪﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺑﺎﺳﻤﻪ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺑﺼﻔﺘﻪ.
ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻫﻮ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻗﺮﺍﺭ ﺗﻨﻈﻴﻤﻲ ﺃﻭ ﻓﺮﺩﻱ؟ ﻟﻘﺪ ﻇﻬﺮ ﺻﻨﻒ ﺛﺎﻟﺚ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ
ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ،ﺃﻻ ﻭﻫﻮ ﺻﻨﻒ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﻤﻴﺰﺓ ،ﺇﺫ ﺗﺨﻀﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻨﻈﺎﻡ
ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻭ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ،ﻭ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﻜﻮﻧﻬﺎ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﻮﺿﻌﻴﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ،ﻭ ﺗﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﻗﻀﻴﺔ
ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻨﻈﻴﻤﺎ ﻣﺤﺪﺩﺍ ﻣﺴﺒﻘﺎ.ﻣﺜﻞ :ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺔ ﻭ ﻣﺮﺳﻮﻡ ﺍﺳﺘﺪﻋﺎء ﺍﻟﻨﺎﺧﺒﻴﻦ ﺃﻭ ﻣﺮﺳﻮﻡ ﺣﻞ ﻣﺠﻠﺲ ﺟﻤﺎﻋﻲ ﺃﻭ
ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻋﻦ ﻓﺘﺢ ﻣﺒﺎﺭﺍﺓ .ﻭﺗﺨﻀﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻟﻨﻈﺎﻡ ﻣﺰﺩﻭﺝ ،ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻳﺮﺟﺢ ﺍﻟﻤﻈﻬﺮ
ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ .ﻭ ﻗﺪ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻻﻧﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻫﻲ
ﻣﺼﺪﺭ ﻋﺪﻡ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ.
ﻭ ﺗﺘﻤﻮﻗﻊ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﻭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻔﺮﺩﻱ ﺑﺎﻷﺳﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻳﻴﻦ:
7
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻡ .ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ
ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﻄﺮﻕ ﺍﻹﺷﻬﺎﺭ ،ﻓﻠﻼﺣﺘﺠﺎﺝ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﻳﻦ ﻳﺠﺐ ﻧﺸﺮ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ -
ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﺪ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻖ-ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻔﺮﺩﻱ ﻳﺠﺐ ﺗﺒﻠﻴﻐﻪ
ﻟﻠﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﻮﺟﻬﺔ ﺇﻟﻴﻪ .ﻣﺜﻼ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﻀﻤﻮﻧﺔ ﻣﻊ ﺇﺷﻌﺎﺭ ﺑﺎﻟﺘﺴﻠﻢ.
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻄﻌﻦ ،ﺇﺫ ﻳﺠﺐ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء ﺿﺪ ﻗﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﺍﻧﻔﺮﺍﺩﻱ-
ﺗﻨﻈﻴﻤﻲ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﺗﻨﻈﻴﻤﻲ -ﺩﺍﺧﻞ ﺃﺟﻞ ﺷﻬﺮﻳﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﻴﻴﻦ ﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺗﺒﻠﻴﻎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ،ﻭﺇﺫﺍ ﻓﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺟﻞ،ﺳﻴﻜﻮﻥ
ﺍﻟﻄﻌﻦ ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﺪﺋﻴﺔ ﻣﺘﺄﺧﺮﺍ ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺒﻮﻝ ،ﻭﻳﺴﻘﻂ ﺣﻖ ﺍﻟﻄﺎﻋﻦ ﻟﻔﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻴﻌﺎﺩ .ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ ﻫﻨﺎﻙ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﺮﻭﻕ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ.
ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻘﺮﺍﺭ ﺗﻨﻈﻴﻤﻲ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻧﺘﻬﺎء ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻳﻌﺘﺮﺽ ﻓﻘﻂ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ،ﺃﻱ ﻃﻠﺐ ﺍﻹﻟﻐﺎء
ﺍﻟﻤﻮﺟﻪ ﺿﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ،ﻭ ﻻ ﻳﺸﻜﻞ ﺇﻃﻼﻕ ﺣﺎﺟﺰﺍ ﺃﻣﺎﻡ ﻃﻌﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎء ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ .
ﻭ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎء ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻫﻮ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻓﻲ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻗﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﺑﺈﺛﺎﺭﺓ ﻋﺪﻡ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻗﺮﺍﺭ ﺁﺧﺮ
ﺍﺗﺨﺬ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺳﻪ.
ﻣﺜﺎﻝ:
ﻓﻲ 1ﻳﻨﺎﻳﺮ ،1996ﺃﺻﺪﺭ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﺮﺳﻮﻣﺎ ﻳﺤﺪﺩ ﺷﺮﻭﻁ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﺘﺮﻗﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﻴﻦ ،ﻭ ﺗﻢ
ﻧﺸﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻓﻲ 5ﻳﻨﺎﻳﺮ 1996.ﻭﻓﻲ 7ﻣﺎﺭﺱ 1996ﺃﻱ ﺑﻌﺪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺷﻬﺮﻳﻦ ﻣﻦ
ﻧﺸﺮﻩ ،ﻃﻠﺐ ﺷﺨﺺ )ﺃ( ﺇﻟﻐﺎﺅﻩ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺩﻋﻮﻯ ﺍﻹﻟﻐﺎء ،ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺒﻮﻝ ﻻﻧﺘﻬﺎء ﺍﻷﺟﻞ ﻭ ﻓﻮﺍﺕ
ﻣﻴﻌﺎﺩ ﺍﻟﻄﻌﻦ .ﻭ ﺃﺻﺒﺢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ﻧﻬﺎﺋﻴﺎ.
ﻭﻓﻲ 3ﻳﻨﺎﻳﺮ 2005ﻭ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻣﺮﺳﻮﻡ 1ﻳﻨﺎﻳﺮ 1996ﺗﻢ ﺳﺤﺐ ﺗﺮﻗﻴﺔ ﻣﻮﻇﻒ )ﺃ( ﻓﺒﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ
ﻳﺘﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﺷﺨﺺ ﻣﺤﺪﺩ ﺑﺎﺳﻤﻪ )ﺃ( ﻓﻬﻮ ﻗﺮﺍﺭ ﻓﺮﺩﻱ،ﻭﺗﻢ ﺗﺒﻠﻴﻐﻪ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ) ﺃﻱ ﻣﻊ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ
ﺇﻟﻰ ﺁﺟﺎﻝ ﻭ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﺿﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ( ﺇﻟﻰ )ﺃ( ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 4ﻳﻨﺎﻳﺮ ،2005ﻭﻫﻨﺎ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻳﻌﺪ ﻣﻘﺒﻮﻻ ﺇﻟﻰ ﻏﺎﻳﺔ ﻳﻮﻡ
ﺍﻻﺛﻨﻴﻦ 7ﻣﺎﺭﺱ 2005ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺃﻥ 5ﻭ 6ﻣﺎﺭﺱ ﻫﻤﺎ ﻳﻮﻣﻲ ﺳﺒﺖ ﻭ ﺃﺣﺪ .ﻭ ﻓﻲ 7ﻣﺎﺭﺱ 2005ﻃﻠﺐ )ﺃ( ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺇﻟﻐﺎء ﻗﺮﺍﺭ ﺳﺤﺐ ﺗﺮﻗﻴﺘﻪ ،ﻓﻬﻨﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺃﻥ ﻳﺜﻴﺮ ﻛﻮﺳﻴﻠﺔ ﻹﻟﻐﺎء ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻔﺮﺩﻱ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ
ﻓﻲ 3ﻳﻨﺎﻳﺮ 2005ﻋﺪﻡ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ 1ﻳﻨﺎﻳﺮ ،1996ﻭ ﻧﻘﻮﻝ ﺃﻧﻪ ﻳﺴﺘﻨﺒﻂ ﻋﺪﻡ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ
ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ 1ﻳﻨﺎﻳﺮ 1996.
ﻓﺎﻻﺳﺘﺜﻨﺎء ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻗﺮﺍﺭ ﺗﻨﻈﻴﻤﻲ ﻧﻬﺎﺋﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻘﺪﻳﻤﻪ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻓﺘﺮﺓ ،ﻭﻧﻘﻮﻝ ﺑﺄﻧﻪ ﺃﺑﺪﻱ.
ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎء ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺭ ﻏﻴﺮ ﺗﻨﻈﻴﻤﻲ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺗﻢ ﺗﻘﺪﻳﻤﻪ ﻗﺒﻞ ﺍﻧﺘﻬﺎء ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﺿﺪ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ .ﻓﺒﻌﺪ ﺍﻧﺘﻬﺎء ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎء ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻓﺮﺿﻴﺘﻴﻦ:
• ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﺒﺐ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ.
• ﻳﻤﻜﻦ ﺇﺛﺎﺭﺗﻪ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﺮﻛﺒﺔ،ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺔ ﻫﻲ ﻣﺴﻄﺮﺓ
ﺗﻐﻠﻖ ﺑﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻪ ﺗﺘﺨﺬ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺍﻟﻲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ،ﻓﺒﺎﻻﺳﺘﻨﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺩﻋﻮﻯ ﺍﻹﻟﻐﺎء ﺍﻟﻤﻮﺟﻬﺔ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﺳﺘﻨﺒﺎﻁ ﻋﺪﻡ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺇﺣﺪﻯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺒﻘﺘﻪ ﺳﻮﺍء ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺃﻡ ﻻ.
ﻣﺜﺎﻝ:
ﻣﺒﺎﺭﺍﺓ ﺍﻟﻮﻟﻮﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻫﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﺮﻛﺒﺔ ،ﻓﻬﻲ ﺗﺒﺪﺃ ﺑﺎﻹﻋﻼﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﺍﺓ ،ﻳﺘﺒﻌﻪ ﺗﻌﻴﻴﻦ
ﺃﻋﻀﺎء ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﻭ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﻤﺮﺷﺤﻴﻦ ﻟﻠﺘﺒﺎﺭﻱ ﻭ ﺇﺟﺮﺍء ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻧﺎﺕ ﻟﻠﻤﺮﺷﺤﻴﻦ ﻭ ﺗﻐﻠﻖ ﺑﺘﻌﻴﻴﻦ ﺍﻟﻔﺎﺋﺰﻳﻦ .ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺇﺫﻥ
ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ،ﻓﺎﺳﺘﻨﺎﺩﺍ ﺇﻟﻰ ﻃﻌﻦ ﻣﻮﺟﻪ ﺿﺪ ﻗﺮﺍﺭ ﺗﻌﻴﻴﻦ ﺍﻟﻔﺎﺋﺰﻳﻦ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﺛﺎﺭﺓ ﻋﺪﻡ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺍﻹﻋﻼﻥ
ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﺍﺓ ﺃﻭ ﺗﻌﻴﻴﻦ ﺃﻋﻀﺎء ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺦ . ..ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﺿﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ.
ﺛﺎﻧﻴﺎ :ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻵﻣﺮﺓ ﻭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺠﻮﺍﺯﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﺸﺌﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻜﺎﺷﻔﺔ
ﺃ -ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻵﻣﺮﺓ ﻭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺠﻮﺍﺯﻳﺔ:
ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻵﻣﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﻄﺎﺑﻊ ﺍﻷﻣﺮ ﻭ ﺍﻹﻟﺰﺍﻡ ﻛﺎﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻌﻤﻞ )ﻗﺮﺍﺭ ﺃﺩﺍء
8
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻡ .ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ
ﺍﻟﻀﺮﻳﺒﺔ( ﺃﻭ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺎﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻌﻤﻞ )ﻗﺮﺍﺭ ﻣﻨﻊ ﺗﺠﻤﻊ ﺑﺪﻭﻥ ﺳﺎﺑﻖ ﺗﺮﺧﻴﺺ( .
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﺠﻮﺍﺯﻱ ﻫﻮ ﻗﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺗﻌﻄﻲ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻟﻠﻤﻮﺟﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﺑﻌﻤﻞ ﺃﻭ
ﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﻋﻨﻪ ،ﻛﻘﺮﺍﺭ ﻓﺘﺢ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺘﺮﺷﻴﺢ ﻹﺟﺮﺍء ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻳﺎﺕ .
ﻭ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺁﻣﺮ ﻭ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻵﺧﺮ ﺟﻮﺍﺯﻱ ،ﻛﺎﻟﻘﺮﺍﺭ
ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﺘﺮﺧﻴﺼﻲ )ﺍﻟﺮﺧﺼﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ( ،ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺼﻨﻒ ﻭ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﻄﺎﺑﻌﻪ ﺍﻟﺠﻮﺍﺯﻱ ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﻓﻲ ﻛﻮﻥ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻟﻪ ﺣﺮﻳﺔ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻤﺮﺧﺺ ﻟﻪ ﺑﻪ ﺃﻭ ﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ .ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺁﻣﺮﺓ
ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺷﺮﻭﻁ ﻋﻨﺪ ﻣﺨﺎﻟﻔﺘﻬﺎ ﻳﻔﻘﺪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺷﺮﻋﻴﺘﻪ .ﻓﺎﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﺮﺧﻴﺼﻴﺔ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻫﻲ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻗﻮﺍﻋﺪ
ﺁﻣﺮﺓ .
ﺏ -ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﺸﺌﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻜﺎﺷﻔﺔ:
ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﺸﺌﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺇﻧﺸﺎء ﻣﺮﺍﻛﺰ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺃﻭ ﺇﺣﺪﺍﺙ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺰ
ﻼ ﺃﻭ ﺇﻟﻐﺎء ،ﻛﺎﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺑﺘﻌﻴﻴﻦ ﻣﻮﻇﻒ ﻋﺎﻡ ﺃﻭ ﻓﺼﻠﻪ ﺃﻭ ﻣﻌﺎﻗﺒﺘﻪ.ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺗﻌﺪﻳ ً
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻜﺎﺷﻔﺔ ﻓﻴﻘﺼﺪ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺤﺪﺙ ﻣﺮﻛﺰ ًﺍ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴ ًﺎ ﺟﺪﻳﺪ ًﺍ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺗﻘﺮﺭ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﺃﻭ ﺗﻜﺸﻒ
ﻋﻦ ﻣﺮﻛﺰ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﻗﺎﺋﻢ ﻣﺴﺒﻘﺎً ,ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺑﻔﺼﻞ ﻣﻮﻇﻒ ﻟﺼﺪﻭﺭ ﺣﻜﻢ ﺿﺪﻩ ﺑﻌﻘﻮﺑﺔ ﺟﻨﺎﺋﻴﺔ ﺃﻭ ﺑﻌﻘﻮﺑﺔ
ﻣﻘﻴﺪﺓ ﻟﻠﺤﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻣﺨﻠﺔ ﺑﺎﻟﺸﺮﻑ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﺃﻭ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻗﺮﺍﺭ ﺳﺎﺑﻖ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻀﻴﻒ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻱ
ﺷﻲء.
ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :ﺗﺼﻨﻴﻒ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺸﻜﻞ
ﺸﻜﻞ ﻭﺗﺘﻌﺪﺩ ﺑﺤﻴﺚ ﻗﺪ ﻳﺘﻌﺬﺭ ﺣﺼﺮﻫﺎ .ﺇ ّ
ﻻ ﺇﻧﻨﺎ ﻫﻨﺎ ﻧﺘﻨﺎﻭﻝ ﺃﻫﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ: ﺗﺘﻨﻮﻉ ﺻﻮﺭ ﺍﻟ ّ
ﺃﻭﻻ-ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ:
ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﺗﻮﺛﻴﻘﻬﺎ ﻭ ﺗﺄﺧﺬ ﺷﻜﻼ ﻛﺘﺎﺑﻴﺎ .ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﺻﻞ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺸﺘﺮﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ
ﻉ ﻗﺪ ﻳﺸﺘﺮﻁ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً -ﺑﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ -ﺃﻥ ﻳﺼﺪﺭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺃﻥ ﻳﺼﺪﺭ ﺑﺼﻴﻐٍﺔ ﻣﻌﻴﻨٍﺔ ﺃﻭ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻌﻴﻦ .ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺮ ّ
ﺸﻜﻞ ﻣﻔﺮﻭﺿﺎً ﺿﻤﻨﺎً ﻛﻠﻤﺎ ﺗﻄﻠﺐ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺗﻌﻠﻴﻞ ﺃﻭ ﻧﺸﺮ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ،ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺤﻤﻞ ﻛﺘﺎﺑﺔ .ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟ ّ
ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻣﻜﺎﻥ ﻭﺗﺎﺭﻳﺦ ﺻﺪﺭﻭﻩ ﻭﺫﻛﺮ ﺍﻷﺳﺎﻧﻴﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺻﻴﺎﻏﺘﻪ ﻭﺗﻌﻠﻴﻠﻪ ﻭﺗﺪﻗﻴﻘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ
ﺑﺈﺻﺪﺍﺭﻩ .
ﺛﺎﻧﻴﺎ-ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ :
ﻭﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺷﻔﻮﻳﺔ ﺃﻭ ﺑﺎﻹﺷﺎﺭﺓ ﺃﻭ ﺿﻤﻨﻴﺔ ،ﻭﺳﻨﺘﻨﺎﻭﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ:
-ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﺸﻔﻮﻳﺔ:
ﻫﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪﺭ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﺷﻔﻮﻳﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪﺭ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ
ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺸﻔﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻮﺟﻬﻬﺎ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻪ .ﻓﺎﻹﺩﺍﺭﺓ ﻳﺠﻮﺯ
ﺃﻥ ﺗﻠﺠﺄ ﻟﻠﺸﻜﻞ ﺍﻟﺸﻔﻮﻱ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﺺ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﺻﺮﻳﺢ ﻳﺴﺘﺒﻌﺪﻩ.
-ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺎﻹﺷﺎﺭﺓ:
ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ – ﻛﺄﺻﻞ ﻋﺎﻡ -ﻏﻴﺮ ﻣﻠﺰﻣﺔ ﺑﺎﻹﻓﺼﺎﺡ ﻋﻦ ﺇﺭﺍﺩﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﻔﺮﺩﺓ ﻭﺍﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ
ﻣﻌﻴﻦ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﺎ ﻳﻤﻨﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﺼﺪﺭ ﻗﺮﺍﺭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺗﻮﺟﻪ ﻟﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺑﻘﺼﺪ ﺗﺮﺗﻴﺐ
ﺁﺛﺎﺭ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ،ﻭﻣﻨﺄﻣﺜﻠﺔﺍﻟﻘـﺭﺍﺭﺍﺗﺎﻹﺩﺍﺭﻳﺔﺍﻟﺘﻴﺘﻌُّﺒﺮﻓﻴﻬﺎﺍﻹﺩﺍﺭﺓﻋﻨﺈﺭﺍﺩﺗﻬﺎﺍﻟﻤﻨﻔﺮﺩﺓﺑﻄﺮﻳـﻕﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺑﻘﺼﺪ ﺇﺣﺪﺍﺙ ﺁﺛﺎﺭ
ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻫﻮ ﺻﺪﻭﺭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻣﻦ ﺷﺮﻃﻲ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭ ﺍﻟﺬﻱ ُﻳﻌﻠﻨﻪ ﺑﺈﺷﺎﺭﺓ ﻣﻨﻪ ﺑﺎﻟﺴﻤﺎﺡ ﻟﻠﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﺑﺎﻟﻤﺮﻭﺭ ﺃﻭ
ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ ،ﻭﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺍﻟﻀﻮﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻭﻭﺿﻊ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮﻳﺔ ﻋﻨﺪ ﻣﺪﺍﺧﻞ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻨﻲ ﻋﺪﻡ
ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﺑﺎﻟﻤﺮﻭﺭ ،ﻭﺻﺪﻭﺭ ﻗﺮﺍﺭ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺇﻳﺤﺎء ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﺃﻭ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺑﺎﻟﻴﺪ ﺑﺎﻟﻤﻮﺍﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ
9
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻡ .ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ
-8ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ 90-12ﻣﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﻌﻤﻴﺮ ،ﺻﺎﺩﺭ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬﻩ ﺍﻟﻈﻬﻴﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺭﻗﻢ 31-92-1 :ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 14ﻣﻦ ﺫﻱ ﺍﻟﺤﺠﺔ 17) 1412ﻳﻮﻧﻴﻮ (1992ﺝ.ﺭ ﻋﺪﺩ
4591ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 15ﻳﻮﻟﻴﻮﺯ 1992.
1
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻡ .ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ
-ﻻ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ،ﻷﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻐﻴﺮ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ،ﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺎﻻﺕ
ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ .
-ﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء،ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻬﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻔﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻮﻳﻀﺎﺕ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﺎﻃﺌﺔ ﺃﻭ
ﻣﻀﺮﺓ .
ﻓﻤﺎ ﻫﻲ ﺇﺫﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﻴﺮ؟
ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ:ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﻴﺔ les circulaires ou instructions de
services
ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺎﺕ ﻫﻲ ﺗﻌﻠﻴﻤﺎﺕ ﻭ ﺷﺮﻭﺣﺎﺕ ﻳﻮﺟﻬﻬﺎ ﺍﻟﺮﺅﺳﺎء ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﺍﻟﺨﺎﺿﻌﻴﻦ ﻟﺴﻠﻄﺘﻬﻢ
ﺗﻮﺿﺢ ﻟﻬﻢ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻭ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ 9 .ﺇﺫ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻜﻞ ﺭﺋﻴﺲ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺃﻥ ﻳﻌﺪ ﺩﻭﺭﻳﺔ ﻭ
ﻭ ﺗﻬﺪﻑ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ﻋﻠﻰ ﻟﻜﻦ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍء 1ﻭ ﺗﺴﻤﻰ ﺃﻳﻀﺎ ﺗﻌﻠﻴﻤﺎﺕ ﺃﻭ ﻣﺬﻛﺮﺍﺕ.
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻟﺠﻌﻠﻪ ﻣﻔﻬﻮﻣﺎ ﻟﻠﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﻴﻦ ﻭ ﻫﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﺒﻴﻦ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ mode d'emploi de
.l'arrêtﻭ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻨﺪ ﺍﻟﻤﻮﻇﻒ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺍﻃﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺟﺪ ﺧﻠﻔﻬﺎ.
ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺔ ﺑﻄﺎﺑﻌﻬﺎ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮﻱ ،ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﻨﺸﺊ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ،ﻭ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺎﺕ ﺃﻥ
ﺗﻀﻊ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺇﻣﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻏﻴﺮ ﺇﺭﺍﺩﻱ ،ﻓﻴﻔﺴﺮ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺗﻔﺴﻴﺮﺍ ﺧﺎﻃﺌﺎ ﻭﻳﻀﻴﻒ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺟﺪﻳﺪﺓ ،ﻭ
ﺇﻣﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺇﺭﺍﺩﻱ ﻓﻴﺨﻔﻲ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻳﺮﻳﺪ ﻓﺮﺿﻬﺎ ﺗﺤﺖ ﻏﻄﺎء ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺔ ،ﻭ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﻲ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ
ﺗﻔﺴﻴﺮﻳﺔ ﺑﻞ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ،ﻭ ﻗﺪ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻛﻞ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺔ ﻛﺬﻟﻚ ،ﻓﻘﻂ ﺳﻄﺮ ﺃﻭ ﻓﻘﺮﺓ .ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺼﺒﺢ
ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺔ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺼﺒﺢ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء ،ﻭ ﻳﻔﺤﺺ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ
ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺔ ﻳﺘﻮﻓﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻄﺔ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻭ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﺗﻢ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺷﺮﻭﻁ ﺻﺤﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ.
ﻭﻳﺮﺗﻜﺰ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﻧﻮﻋﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺎﺕ :ﺩﻭﺭﻳﺎﺕ ﺗﻔﺴﻴﺮﻳﺔ ﻭ ﺩﻭﺭﻳﺎﺕ
ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ .
ﺃﻭﻻ-ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮﻳﺔ:
ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺗﻮﺿﻴﺢ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻭ ﺗﻔﺴﻴﺮﻫﺎ،ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﻨﺸﺊ ﻗﻮﺍﻋﺪ
ﺟﺪﻳﺪﺓ،ﺑﻞ ﺗﻜﺘﻔﻲ ﺑﺘﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ،ﻭ ﻫﻲ ﻻ ﺗﻔﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺟﻬﺔ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﻀﻤﻨﻪ ﻷﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ
ﺁﻣﺮﺓ.
ﻓﺎﻟﺪﻭﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮﻳﺔ ﺇﺫﻥ ﻫﻲ ﺗﺼﺮﻑ ﻏﻴﺮ ﺁﻣﺮ ﺫﻭ ﻣﺤﺘﻮﻯ ﻋﺎﻡ ﻭﺿﺢ ﺑﻮﺍﺳﻄﺘﻪ ﺳﻠﻄﺔ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻟﻠﻤﻮﻇﻔﻴﻦ
ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻟﻬﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ.
ﻓﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﺪﻭﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮﻳﺔ؟
1-ﻻ ﺗﺘﺨﺬ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮﻳﺔ ﺗﺠﺎﻩ ﻣﻮﻇﻔﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻃﺎﺑﻌﺎ ﺇﻟﺰﺍﻣﻴﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺁﻣﺮﺓ ،ﻭﻳﻨﺘﺞ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻧﻪ
ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ ﺑﺎﻟﺪﻭﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮﻳﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﻳﻴﻦ ،ﻭﺑﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﺛﺎﺭﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ
ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ،ﻓﺎﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻨﺪ ﺑﺼﺮﺍﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﺭﻳﺔ ﺗﻔﺴﻴﺮﻳﺔ ﻻﺗﺨﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭ ﻣﺎ ﺑﻞ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻨﺪ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻔﺴﺮﻩ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺔ.
2-ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮﻳﺔ ﻣﺤﺮﻭﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻹﻟﺰﺍﻣﻴﺔ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﻳﻦ ﻷﻧﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﻟﻬﻢ.ﻭﻳﻨﺘﺞ ﻋﻦ
ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﺛﺎﺭﺓ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﻳﻦ،ﺃﻱ ﺑﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬﻢ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ
ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ،ﻓﺎﻟﻤﺪﺍﺭﻭﻥ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬﻢ ﺍﻻﺭﺗﻜﺎﺯ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﺭﻳﺔ ﺗﻔﺴﻴﺮﻳﺔ ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺈﻟﻐﺎء ﻗﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﻭ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ
9
-Koubi (g.) Les circulaires administratives, Economica, 2003p.391.
1
-Gaudmet (Y.), Remarques à propos des circulaires administratives, Mel .Stassinopoulos P. 561.
1
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻡ .ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ
1
- Guez (J.), La normalisation du recours pour excès de pouvoir contre les circulaires et instructions
administratives;A.J.D.A., 2005 P..244.
1
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻡ .ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ
1
-Boulouis (j.), sur une catégorie nouvelle d'actes juridiques, les directives, Mélanges Eisenmann? p.191 ,1975.
1
Delvolvé (P.), La notion de directive A.J.D.A.? 1974. P.459-.
1
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻡ .ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ
ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺪﺍﺭ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻓﻲ ﺳﻮء ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﺃﻭ ﻓﻲ ﻋﺪﻡ ﺻﺤﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺘﻄﺒﻴﻘﻬﺎ.
3-ﺇﻥ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﻫﻲ ﻭﺿﻌﻴﺔ ﻣﺰﺩﻭﺟﺔ ﺇﺫ ﺗﺘﻤﻮﻗﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﻼﺋﺤﺔ )
ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ( ﻓﺎﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﻫﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺎﺕ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ
ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ،ﻭ ﻫﻲ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻼﺋﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻧﻬﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﺨﺎﻟﻔﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺘﻴﻦ ﺍﺛﻨﺘﻴﻦ:
• ﺇﻣﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﻇﺮﻭﻑ ﺟﺪ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻘﻀﻴﺔ.
• ﻭ ﺇﻣﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ.
ﺛﺎﻧﻴﺎ :ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ
ﺃ -ﺍﻷﻧﻮﺍﻉ:
ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺘﺮﻑ ﻟﻬﺎ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺕ
ﺑﻄﺎﺑﻊ ﺗﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ:
ﺃ -ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﻴﺔ :ﺃﻱ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻄﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻟﻠﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻟﻬﺎ.
ﺏ -ﺗﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻟﻠﻤﺮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ :ﻭ ﻫﻲ ﺗﺪﺍﺑﻴﺮ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﻴﻦ ﻣﻌﺎ ﻛﻤﻨﻊ ﺣﻤﻞ
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﺎﺭﺍﺕ ﺃﻭ ﻟﺒﺲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ . .ﻭﻣﻦ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻳﻀﺎ:ﺗﻌﻴﻴﻦ ﻃﺎﻟﺐ ﻓﻲ
ﻓﻮﺝ ﻟﻸﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻬﻴﺔ،ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺑﺎﻷﺳﺎﺗﺬﺓ،ﻭﺗﻘﺪﻡ ﺍﻷﻭﺳﺎﻁ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺴﺠﻨﻴﺔ ﺃﻣﺜﻠﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ.
ﺝ -ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺣﺎﺕ ﻭ ﺍﻵﺭﺍء :ﻭ ﺗﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﻀﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻵﺗﻴﺔ ،ﻭ ﻳﻄﻠﺐ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺳﺘﺘﺨﺬ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ،ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺡ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺎ .ﻭ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻤﺤﺘﻮﻯ ﺍﻵﺭﺍء ﺃﻭ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺣﺎﺕ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ
ﺇﻟﺰﺍﻣﻴﺎ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﺇﻟﺰﺍﻣﻲ ،ﻣﻄﺎﺑﻘﺎ ﺃﻡ ﻏﻴﺮ ﻣﻄﺎﺑﻖ.
ﺏ-ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ:
ﺇﻥ ﺗﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﺃﻱ ﺃﺛﺮ ﻣﺤﺴﻮﺱ ﻋﻠﻰ ﻭﺿﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﻳﻦ ،ﻓﻬﻮ ﺗﺪﺑﻴﺮ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﻣﺤﺾ
ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ .ﻭ ﻻ ﻳﻀﺮ ﺑﺎﻟﻤﺪﺍﺭﻳﻦ ﻭ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻴﻪ.ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﻟﻦ ﻳﺘﺴﺎﻫﻞ ﻣﻌﻬﺎ
ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺇﺫ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﻴﺮ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻤﺲ ﺑﺎﻟﻤﺪﺍﺭﻳﻦ ،ﻭ ﻣﻦ ﺛﻤﺔ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﺠﺎﻝ ﺗﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ
ﻳﻀﻴﻖ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺸﻴﺌﺎ،ﻭ ﺳﻴﻘﺒﻞ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻛﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ .ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﺿﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﻴﺮ،
ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ ،ﻭﻫﻮ ﺗﻄﻮﺭ ﻫﺎﻡ ﺟﺪﺍ ،ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻤﻬﺪ ﻟﻠﺘﻄﻮﺭ ﻧﺤﻮ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻜﻮﻥ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ
ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻄﻌﻦ .ﻭ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺗﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻟﻢ ﻳﺨﺘﻒ ﻛﻠﻴﺎ .ﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻫﻨﺎ ﻳﻠﺠﺄ
ﺇﻟﻰ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻌﺘﺒﺔ ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻳﺴﺘﻨﺪ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﺪﺑﻴﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺪﺍﺭ.
ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﻤﺘﺪﺭﺝ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺨﺬﻫﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻫﻮ ﺗﺪﺭﺝ ﻣﻦ ﺻﻨﻊ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ .ﻓﻬﻮ "
ﺇﺑﺪﺍﻉ ﺟﻨﻲ " ﻷﻧﻪ ﻳﻤﻨﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺴﻒ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ .ﺇﺫ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﻳﺤﻮﻡ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺣﻮﻝ
ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ،ﻭ ﻟﻜﻨﻪ "ﺇﺑﺪﺍﻉ ﺷﻴﻄﺎﻧﻲ" ﻷﻧﻪ ﻳﺨﻠﻂ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻔﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ،ﻓﻤﺒﺪﺋﻴﺎ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ ﺃﻭ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ.
ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻳﻤﻬﺪ ﻟﻠﺘﻄﻮﺭ ﻧﺤﻮ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻜﻮﻥ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ
ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻄﻌﻦ.
ﺍﻟﻤﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ
ﻻ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻧﻈﺎﻣﺎ ﻣﻮﺣﺪﺍ ،ﻓﻬﻮ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺎ ﺃﻭ
ﻏﻴﺮ ﺗﻨﻈﻴﻤﻲ ،ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺘﺄﺭﺟﺢ ﺑﻴﻦ ﺇﻧﺸﻐﺎﻟﻴﻦ ﻣﺘﻌﺎﻛﺴﻴﻦ ﻣﻤﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺗﺴﻮﻳﺎﺕ ﻣﺘﻘﻠﺒﺔ ،ﻫﺬﺍﻥ ﺍﻹﺷﻐﺎﻟﻴﻦ ﻫﻤﺎ ﻣﻦ
ﺟﻬﺔ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺗﺴﻬﻴﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﻭﺍﻻﻧﺸﻐﺎﻝ ﺑﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﻳﻦ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ.
ﻭﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﻘﻮﺍﻋﺪ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﻭﺗﻨﻔﻴﺬ ﻭﺯﻭﺍﻝ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ.
ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻷﻭﻝ :ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺈﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ
1
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻡ .ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ
ﻋﺮﻑ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺗﻄﻮﺭﺍ ﻣﻠﺤﻮﻇﺎ ،ﻓﺒﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺎ ﺑﻐﻴﺎﺏ ﺍﻟﺸﻜﻼﻧﻴﺔ ،ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻴﻮﻡ
ﻣﺤﺎﻃﺎ ﺑﻀﻤﺎﻧﺎﺕ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﻳﻦ ،ﻭ ﻫﻲ ﺿﻤﺎﻧﺎﺕ ﺗﺘﺠﻠﻰ ﺃﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺿﻤﺎﻥ ﺍﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﻭﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻟﻠﻤﺪﺍﺭ ،ﻭ
ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ .
ﻭ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻜﻢ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺑﻨﻮﻋﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ :ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﻭ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺸﻜﻞ
ﻭ ﺍﻟﻤﺴﻄﺮﺓ.
ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻭﻝ :ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ
ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﻫﻮ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻤﺒﺎﺷﺮﺓ ﻋﻤﻞ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﻣﻌﻴﻦ ،1ﻛﻤﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﺠﻤﻮﻉ
ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻤﻨﻮﺣﺔ ﻟﺴﻠﻄﺔ ﻣﺎ،ﺃﻱ ﻣﺠﺎﻝ ﻋﻤﻠﻬﺎ ،ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎ ،ﻟﺬﻟﻚ ﻧﺘﺤﺪﺙ ﺃﻳﻀﺎ
ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺎﺕ .ﻓﻠﻜﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﻣﺎ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﻣﺸﺮﻭﻋﺎ ،ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻣﺨﺘﺼﺎ،ﻭﺇﻻ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺳﻴﺼﺪﺭ
ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺨﺘﺼﺔ.
ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ :ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ
ﺗﺤﺪﺩ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﺴﻠﻄﺔ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻭﺍﺟﻬﺎﺕ ،ﻳﺘﻢ ﺗﺤﺪﻳﺪﻫﺎ ﺑﺎﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺍﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ
ﺃﺳﺌﻠﺔ:ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ .ﺃﻳﻦ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻪ؟ ﻣﺘﻰ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻪ؟
ﺃﻭﻻ-ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ:
ﻫﻮ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻻﺗﺨﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺃﻭ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻣﺤﺪﺩ ،ﻭﺇﺫﺍ ﺍﺗﺨﺬﺕ ﺳﻠﻄﺔ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﻻ ﻳﺪﺧﻞ
ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺃﻭﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﺻﻼﺣﻴﺘﻬﺎ ،ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻣﺸﻮﺏ ﺑﻌﻴﺐ ﻋﺪﻡ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ.
ﻭﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻣﻬﻤﺔ ﺃﻻ ﻭﻫﻲ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺗﻮﺍﺯﻱ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﻭﺗﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﻟﻬﺎ ﺣﻖ ﺍﻟﺘﻌﻴﻴﻦ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻠﻚ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﺮﻗﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻘﻞ ﻭﺍﻟﺘﺄﺩﻳﺐ.ﻓﻤﺜﻼ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﻌﻴﻦ ﺑﻈﻬﻴﺮ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻋﺰﻟﻪ ﺇﻻ ﺑﻈﻬﻴﺮ
ﻭﻳﻤﻜﻦ ﻟﻌﻴﺐ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﺷﻜﻠﻴﻦ :ﺍﻻﻋﺘﺪﺍء ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﻭ ﺍﻏﺘﺼﺎﺏ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ .ﻭ ﻓﻲ ﻛﻠﺘﺎ
ﺍﻟﺤﺎﻟﺘﻴﻦ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺪﺧﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﻬﺎ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﺗﻜﺒﺔ ﻟﻴﺲ
ﻟﻬﺎ ﻧﻔﺲ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺨﻄﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﻛﻠﺘﺎ ﺍﻟﺤﺎﻟﺘﻴﻦ.
ﻓﺎﻻﻋﺘﺪﺍء ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﻳﺤﺪﺙ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﻌﺪﻯ ﺳﻠﻄﺔ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﻼﺣﻴﺎﺕ ﺳﻠﻄﺔ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﺃﺧﺮﻯ ،ﺳﻮﺍء
ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻠﻄﺔ ﻋﻠﻴﺎ ﺃﻡ ﺳﻠﻄﺔ ﺩﻧﻴﺎ ،ﻓﺴﻠﻄﺔ ﻋﻠﻴﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻌﺪﻝ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺘﺨﺬ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺳﻠﻄﺔ ﺩﻧﻴﺎ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ
ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺳﻠﻄﺘﻬﺎ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ.
ﺃﻣﺎ ﺍﻏﺘﺼﺎﺏ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻴﻌﻨﻲ ﺷﻜﻞ ﻟﻌﺪﻡ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺃﺧﻄﺮ ﻣﻦ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍء ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﻭ ﻳﺘﻢ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺨﺬ ﻗﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﻣﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺷﺨﺺ ﻏﺮﻳﺐ ﻋﻦ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﺨﺬ ﺳﻠﻄﺔ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ
ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﺃﻭ ﻋﺎﺩﻳﺔ .ﻭﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻻ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻓﻘﻂ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ
ﻏﻴﺮ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺑﻞ ﻳﻌﺘﺒﺮﻩ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﻣﻨﻌﺪﻣﺎ ،ﺃﻱ ﻛﺄﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻭ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻭﻗﺖ ﺃﻱ ﺑﺪﻭﻥ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺷﺮﻁ
ﺍﻷﺟﻞ .
ﺛﺎﻧﻴﺎ-ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻤﻜﺎﻧﻲ:
ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻤﻜﺎﻧﻲ ﻫﻮ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻻﺗﺨﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭ ﻳﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﺃﻭ ﺍﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ
ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﻣﺤﺪﺩﺓ ،ﻭﻋﻴﺐ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻤﻜﺎﻧﻲ ﻫﻮ ﻋﺪﻡ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻻﺗﺨﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭ ﻳﻄﺒﻖ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ
ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﺃﻭ ﺍﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﻣﺤﺪﺩﺓ.
ﻓﻜﻞ ﺳﻠﻄﺔ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﺗﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﻣﺤﺪﺩﺓ ،ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻤﺎﺭﺱ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻄﺎﻕ
ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﺪﺩﻩ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺠﺎﺭﻱ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤﻞ .
-1ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻷﻋﺮﺝ،ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻟﻠﻤﺤﺎﻛﻢ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ،ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻋﺪﺩ 64ﺷﺘﻨﺒﺮ-ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ
،2005ﺹ15..
1
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻡ .ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ
ﻓﺎﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺼﺪﺭﻫﺎ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﺳﺘﻨﺎﺩﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺼﻞ 90ﻣﻦ ﺩﺳﺘﻮﺭ 2011ﻣﺠﺎﻝ
ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ،ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺨﺬﻫﺎ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ
ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ 100ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﺭﻗﻢ 14-113ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ 07
ﻳﻮﻟﻴﻮﺯ ،1 2015ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺠﺎﻝ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﻣﺤﺪﺩﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻄﺎﻕ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻲ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺔ.
ﻭﻻ ﻳﻄﺮﺡ ﻣﺸﻜﻞ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻳﻄﺮﺡ ﻓﻘﻂ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺴﻠﻄﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ .
ﺛﺎﻟﺜﺎ-ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﺰﻣﻨﻲ:
ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﺰﻣﻨﻲ ﻫﻮ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻻﺗﺨﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﺤﺪﺩﺓ ،ﻭ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ،ﻓﺈﻥ ﻋﻴﺐ
ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﺰﻣﻨﻲ ﻫﻮ ﻋﺪﻡ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻻﺗﺨﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﺤﺪﺩﺓ .ﻭ ﺗﺤﺪﻳﺪﺍ ،ﻧﻜﻮﻥ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﻴﺐ
ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﺯﻣﻨﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻔﺮﺿﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
-ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺗﺨﺬﺕ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ ﻟﻢ ﺗﺘﻘﻠﺪ ﺑﻌﺪ ﻭﻇﺎﺋﻔﻬﺎ ،ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ،ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻏﻴﺮ
ﻣﺨﺘﺼﺔ .ﻛﺄﻥ ﻳﺼﺪﺭ ﺭﺟﻞ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﻗﺒﻞ ﺗﻨﺼﻴﺒﻪ ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰﻩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ .
-ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺗﺨﺬﺕ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ ﺳﺤﺒﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻇﺎﺋﻔﻬﺎ ﺃﻭ ﺳﻠﻄﺎﺗﻬﺎ ،ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﻬﻲ
ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻣﺨﺘﺼﺔ .ﻛﺎﻥ ﻳﺼﺪﺭ ﺭﺟﻞ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﺑﻌﺪ ﺇﻋﻔﺎﺋﻪ ﻣﻦ ﻣﻨﺼﺒﻪ ﺃﻭ ﺇﺣﺎﻟﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻘﺎﻋﺪ ﺃﻭ ﺧﻼﻝ ﻓﺘﺮﺓ
ﺗﻮﻗﻴﻔﻪ .
-ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺗﺨﺬﺕ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ ﺗﺪﺧﻠﺖ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻻﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ .ﻣﻦ
ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 33ﻓﻲ ﻓﻘﺮﺗﻬﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﺭﻗﻢ 14-113ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ
07ﻳﻮﻟﻴﻮﺯ " 2015:ﻳﻌﻘﺪ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻭﺟﻮﺑﺎ ﺟﻠﺴﺎﺗﻪ ﺃﺛﻨﺎء ﺛﻼﺙ ﺩﻭﺭﺍﺕ ﻋﺎﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺧﻼﻝ ﺃﺷﻬﺮ
ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ ﻭﻣﺎﻱ ﻭﺃﻛﺘﻮﺑﺮ .. .ﻭ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﻣﺪﺓ ﻛﻞ ﺩﻭﺭﺓ ﻣﺪﺓ 15ﻳﻮﻣﺎ ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻌﻤﻞ ،ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ ﻳﻤﻜﻦ
ﺗﻤﺪﻳﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﺓ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺑﻘﺮﺍﺭ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﺃﻻ ﻳﺘﻌﺪﻯ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻤﺪﻳﺪ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻌﻤﻞ" .
ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﻨﺺ ﻳﻮﺿﺢ ﺃﻥ ﺍﻧﻄﻼﻕ ﺩﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺸﻬﻮﺭ )ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ ﻭ ﻣﺎﻱ
ﻭﺃﻛﺘﻮﺑﺮ (...ﻭﻣﺤﺪﺩﺓ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻷﻳﺎﻡ ) 15ﻳﻮﻣﺎ ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ( ﺃﻭ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﻭﻋﺸﺮﻭﻥ ﻳﻮﻣﺎ ﻛﺄﻗﺼﻰ ﺣﺪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﺪﺓ
ﺑﻘﺮﺍﺭ ﻳﺼﺪﺭﻩ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ،ﺇﺫ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻷﻱ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺣﻀﺮﻳﺔ ﺃﻭ ﻗﺮﻭﻳﺔ ﺃﻥ ﺗﺼﺪﺭ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﺧﺎﺭﺝ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﺟﺎﻝ
ﺍﻟﻤﺤﺪﺩﺓ ،ﻭ ﺇﻻ ﺍﻋﺘﺒﺮ ﻗﺮﺍﺭﻫﺎ ﻣﻌﻴﺒﺎ ﺑﻌﻴﺐ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﺰﻣﻨﻲ.
ﻭﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،ﻓﺈﻥ ﻋﻴﺐ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺎ ﺃﻭ ﺳﻠﺒﻴﺎ .ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺨﺬ ﺟﻬﺎﺯﺍ
ﻗﺮﺍﺭﺍ ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﻻﺗﺨﺎﺫﻩ ،ﻭﻋﻴﺐ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺎﺩﻳﺎ ﺃﻭ ﻣﻜﺎﻧﻴﺎ ﺃﻭ ﺯﻣﻨﻴﺎ ،ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻋﻴﺐ
ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺳﻠﺒﻴﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺮﻓﺾ ﺟﻬﺎﺯ ﻣﺎ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ ﻣﻌﺘﻘﺪﺍ ﻋﻦ ﺧﻄﺄ ﺃﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﺨﺘﺺ ،ﻭﻋﻴﺐ
ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﺴﻠﺒﻲ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺎﺩﻳﺎ ﺃﻭ ﻣﻜﺎﻧﻴﺎ ﺃﻭ ﺯﻣﻨﻴﺎ.
ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎءﺍﺕ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ
ﻳﻌﺮﻑ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺛﻼﺛﺔ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎءﺍﺕ ﺑﻔﻌﻞ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻔﻮﻳﺾ ﻭﻭﺟﻮﺩ ﺍﻹﻧﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ .
ﺃﻭﻻ-ﺍﻟﺘﻔﻮﻳﺾ:
ﻻ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺣﻘﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﺼﺮﻑ ﻓﻴﻪ ﺣﺴﺐ ﻫﻮﺍﻩ ،ﻓﻴﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻤﺎﺭﺳﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻭ ﻻ
ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﻘﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮﻳﻦ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﻳﺨﻀﻊ ﻻﺳﺘﺜﻨﺎء ﺃﻻ ﻭﻫﻮ ﺗﻔﻮﻳﺾ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ .ﺇﺫ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﻣﺎﺩﻳﺎ ﺃﻥ
ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ) ﻣﺜﻼ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ( ﺑﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺻﺎﺕ ﻟﻮﺣﺪﻫﺎ ،ﻛﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﺤﺪﺙ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺎﺋﻖ
-1ﻇﻬﻴﺮ ﺷﺮﻳﻒ ﺭﻗﻢ 1.15.85ﺻﺎﺩﺭ ﻓﻲ 20ﻣﻦ ﺭﻣﻀﺎﻥ 07)1436ﻳﻮﻟﻴﻮﺯ (2015ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﺭﻗﻢ 14-113ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺝ.ﺭ ﻋﺪﺩ
، 6380ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 06 21ﺷﻮﺍﻝ 23﴿ 1436ﻳﻮﻟﻴﻮﺯ .﴾2015
1
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻡ .ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ
1
-Waline (J.), droit administratif 22 éd. Dalloz2008, p.387.
1
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻡ .ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ
ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﻋﻮﻧﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﻗﻂ ﺗﻌﻴﻴﻨﻪ ﻓﻲ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﺃﻭ ﺗﻢ ﺗﻌﻴﻴﻨﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ ،ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻳﺘﺨﺬ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺇﺩﺍﺭﻳ.ﺔ
ﻭﻗﺪ ﺻﺎﻍ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻮﻇﻒ ﺑﺤﻜﻢ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻟﺘﻔﺎﺩﻱ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﻮﺧﻴﻤﺔ ﻹﻟﻐﺎء ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﻟﻬﺎ ﻇﺎﻫﺮﻳﺎ ﻛﻞ
ﻣﻮﺍﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻌﻨﻴﻴﻦ ﺑﻬﺎ .ﻭﻫﻜﺬﺍ ،ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺗﺨﺬ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻛﻞ
ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﻳﺔ ﻟﻤﻮﻇﻒ ﻣﻌﻴﻦ ﺑﺸﻜﻞ ﺻﺤﻴﺢ ،ﺇﻻ ﻭﺗﻢ ﺍﻹﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻪ .
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻟﻢ ﻳﻜﺘﺐ ﻟﻬﺎ ﻗﻂ ﺃﻥ ﺗﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ،ﺗﻢ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻟﺪﻥ ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ﻓﻲ
ﻣﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻔﺼﻞ 16ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﻓﻲ 21ﺃﺑﺮﻳﻞ 1967ﺑﺸﺎﻥ ﺍﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺔ
ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ :ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﺤﺎﺳﺒﺎ ﺑﺤﻜﻢ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﻳﻘﻮﻡ ﺩﻭﻥ ﻣﻮﺟﺐ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﺑﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻴﻞ ﻭ ﺍﻟﻨﻔﻘﺎﺕ ،ﻭﺗﺠﺮﻱ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﻌﺘﺒﺮ ﻣﺤﺎﺳﺒﺎ ﺑﺤﻜﻢ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻧﻔﺲ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻤﺮﺍﻗﺒﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺎﺳﺐ ﻋﻤﻮﻣﻲ ،ﻭﻳﺘﺤﻤﻞ
ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺕ .1ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ،ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﺘﻢ ﺇﻋﻤﺎﻟﻪ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻛﺎﻟﺤﺮﺏ ﻭ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭ ﺍﻹﺿﺮﺍﺏ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺙ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ.
ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﺴﻄﺮﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ
ﻳﺨﻀﻊ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻤﺴﻄﺮﺓ ﻭﺍﻟﺸﻜﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﺣﺘﺮﺍﻣﻬﺎ
ﻭﺗﺸﻜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺿﻤﺎﻧﺔ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﻳﻦ ،ﻭ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻟﻠﻤﺮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻤﺤﺎﺭﺑﺔ
ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﺴﺮﻋﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺘﻬﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﻘﺼﻬﺎ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻤﻌﻤﻘﺔ ،ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺗﺪﻋﻴﻢ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ .
ﻭﻳﺸﻜﻞ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﻤﺴﻄﺮﺓ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻋﻴﺔ .
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﻣﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻧﺼﻮﺹ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ،ﻓﺈﻥ ﺃﻏﻠﺒﻬﺎ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ
ﺍﻟﻘﻀﺎء ،ﻭ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺘﺮﺟﻢ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻏﻴﺎﺏ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺧﺎﺹ ﺑﺎﻟﻤﺴﻄﺮﺓ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﺗﻨﺎﺯﻋﻴﺔ ،ﺇﺫ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﻗﻮﺍﻋﺪ
ﺍﻟﻤﺴﻄﺮﺓ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﺗﻨﺎﺯﻋﻴﺔ ﻫﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺧﻠﻴﻂ ﻣﻦ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﻧﺼﻮﺻﻴﺔ ﻭ ﺣﻠﻮﻝ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ .
ﻟﻜﻦ ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﺴﻄﺮﺓ ﻭ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺸﻜﻞ؟
ﻳﺮﻯ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎء ﺃﻥ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﺴﻄﺮﺓ ﺗﻀﻢ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺘﺤﻀﻴﺮ
ﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺻﻴﺎﻏﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺎﻟﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻴﻪ ،ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺎﻟﺐ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ.
ﻭﻳﺸﺮﺡ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ Jean Riveroﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ" :ﺑﻮﺟﻮﺩ ﻋﻨﺼﺮﻳﻦ ﻣﻨﻔﺼﻠﻴﻦ ﻳﺘﻤﺜﻼﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﻄﺮﺓ ﻭ ﺍﻟﺸﻜﻞ،
ﻓﺎﻟﻤﺴﻄﺮﺓ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻛﻮﺟﻮﺏ ﺍﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﻫﻴﺌﺔ ،ﺃﻭ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﺇﻟﻰ ﺩﻓﺎﻉ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺭ ﻗﺒﻞ
ﺍﺗﺨﺎﺫﻩ،ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﻓﻴﺘﺼﻞ ﺑﺎﻟﻤﻈﻬﺮ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻛﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻞ. ..
ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ :ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﺴﻄﺮﻳﺔ
ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﺴﻄﺮﻳﺔ ﺑﺸﺮﻭﻁ ﺗﺤﻀﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻭ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﺗﺨﺎﺫﻩ ،ﻭ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﺴﻄﺮﻳﺔ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻏﻴﺮ
ﻣﻘﻨﻨﺔ ﻭﺟﺪ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻭ ﺗﻨﺘﺞ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ،ﻭ ﻫﻲ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺎﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﻇﺮﻭﻑ
ﺟﻴﺪﺓ ،ﻓﺎﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺘﻠﻘﻴﻬﺎ ﺁﺭﺍء ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺑﻨﺎءﺍ ﻋﻠﻰ ﺇﺭﺍﺩﺗﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ،ﺃﻭ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ
ﺳﺘﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺟﻴﺪﺓ ،ﻭ ﺗﺘﺨﺬ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺟﺪ ﻣﻼﺋﻤﺔ.
ﻭ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺬﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ:
ﺃﻭﻻ :ﺍﻟﻤﺴﻄﺮﺓ ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﻳﺔ:
ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺭﺃﻱ ﺳﻠﻄﺔ ﻓﺮﺩﻳﺔ ﺃﻭ ﺟﻬﺎﺯ ﻗﺒﻞ ﺍﺗﺨﺎﺫ
ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ .ﻭﻳﻤﻜﻦ ﻟﻼﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﺬ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ:
ﺃ -ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺍﺕ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭﻳﺔ:
ﻭﺗﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺣﺮﺓ ﻓﻲ ﻃﻠﺐ ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺃﻭ ﻋﺪﻡ ﻃﻠﺒﻬﺎ ،ﻭ ﻫﻲ ﺣﺮﺓ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻷﺧﺬ ﺑﻬﺎ ﺃﻭ ﻋﺪﻡ ﺍﻷﺧﺬ
-1ﻣﻴﺸﺎﻝ ﺭﻭﺳﻲ ،ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ،ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﻫﻴﺮﻱ ،ﺍﻟﺠﻴﻼﻟﻲ ﺃﻣﺰﻳﺪ ،ﻣﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ،ﺍﻟﺮﺑﺎﻁ ،ﺹ154..
1
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻡ .ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ
ﺑﻬﺎ .
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻧﻮﻋﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭﻳﺔ:
-ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﺺ ﻣﻊ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﻟﻼﺧﺘﻴﺎﺭ ﺑﻴﻦ ﻃﻠﺒﻬﺎ ﺃﻭ ﻋﺪﻡ ﻃﻠﺒﻬﺎ.
-ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻱ ﻧﺺ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﻠﺒﻬﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺎ.
ﻭ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻤﻘﺪﻡ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻳﺎ ،ﻭ ﺇﺫﺍ ﺍﻋﺘﻘﺪﺕ ﺳﻠﻄﺔ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻠﺰﻣﺔ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺮﺃﻱ ،ﻓﻬﻲ ﺗﺮﺗﻜﺐ ﻋﺪﻡ
ﺷﺮﻋﻴﺔ-ﺧﻄﺄ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ -ﻭﺗﺘﺨﻠﻰ ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻦ ﺟﺰء ﻣﻦ ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﻬﺎ .ﻭﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﻠﻰ ﻓﻲ ﺃﻱ
ﻟﺤﻈﺔ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻳﺔ ﻃﻠﺒﺘﻬﺎ ﻭﺍﺗﺨﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭﻫﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﻠﺒﺘﻪ .ﻛﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺘﺨﺬ
ﺗﺒﻌﺎ ﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻳﺔ ﺑﺪﻭﻥ ﺍﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ .ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭﻳﺔ ﺗﻔﺮﺽ ﺑﻌﺾ ﺍﻹﻛﺮﺍﻫﺎﺕ
،ﺇﺫ ﻣﻦ ﺷﺄﻥ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻌﻴﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﻠﺮﺃﻱ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ.
ﺏ-ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺍﺕ ﺍﻹﻟﺰﺍﻣﻴﺔ:
ﻫﻨﺎﻙ ﻧﻮﻋﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺍﺕ ﺍﻹﻟﺰﺍﻣﻴﺔ :ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺍﻹﻟﺰﺍﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺤﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﺮﺃﻱ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭﻱ،
ﻭﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺍﻹﻟﺰﺍﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺤﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻤﻄﺎﺑﻖ.
ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺍﻹﻟﺰﺍﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺤﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﺮﺃﻱ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭﻱ:
ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩﺑﺎﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺍﻹﻟﺰﺍﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺤﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﺮﺃﻱ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭﻱ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻣﻠﺰﻣﺔ ﺑﻄﻠﺐ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻏﻴﺮ
ﻣﻠﺰﻣﺔ ﺑﺎﻷﺧﺬ ﺑﻪ ﻭﺇﺗﺒﺎﻋﻪ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺍﺗﺨﺬﺕ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﻣﺎ،ﺇﺫ ﺗﺘﻮﺍﺟﺪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﺰﺍﻣﻴﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ
-ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻗﺮﺍﺭﻫﺎ ﺍﻷﺻﻠﻲ ﻛﻤﺎ ﺃﺣﺎﻟﺘﻪ ﻟﻠﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻤﺖ ﺍﺳﺘﺸﺎﺭﺗﻪ .
-ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﺘﺒﻨﻰ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺪﻝ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻤﺖ ﺍﺳﺘﺸﺎﺭﺗﻪ .
ﻭﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺍﺗﺨﺬﺕ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﺛﺎﻟﺜﺎ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﻴﻦ ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺳﺘﺨﺮﻕ ﺟﺰﺋﻴﺎ ﺃﻭ ﻛﻠﻴﺎ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺽ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻠﺠﻮء ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺓ.
ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺍﻹﻟﺰﺍﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺤﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻤﻄﺎﺑﻖ:
ﻭﺗﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻣﻠﺰﻣﺔ ﺑﻄﻠﺐ ﺭﺃﻱ ،ﻭﺑﺎﻷﺧﺬ ﺑﻪ ﻭﺇﺗﺒﺎﻋﻪ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺍﺗﺨﺬﺕ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﻣﺎ ،ﺃﻱ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﺬ
ﻗﺮﺍﺭﺍ ﻣﺘﻄﺎﺑﻘﺎ ﻣﻊ ﺭﺃﻱ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﺸﺎﺭﺗﻬﺎ ﺑﺸﺮﻁ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ .ﻭ ﻳﻈﻬﺮ ﻫﻨﺎ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻛﻘﺮﺍﺭ
ﻣﺸﺘﺮﻙ .ﻭ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﻏﻴﺎﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺃﻭ ﻋﺪﻡ ﺍﺣﺘﺮﺍﻣﻪ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻣﻌﻴﺒﺎ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ.
ﻭ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻧﺬﻛﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 3ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻬﻴﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺭﻗﻢ 51-93-1ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ
ﺑﺈﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻮﻛﺎﻻﺕ ﺍﻟﺤﻀﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ" :ﺗﺘﻮﻟﻰ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﻀﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﻬﺎ ...ﺇﺑﺪﺍء ﺍﻟﺮﺃﻱ
ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺘﻘﺴﻴﻢ ﻭ ﺗﺠﺰﺋﺔ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﺴﻜﻨﻴﺔ ...ﻭ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺒﺪﻳﻪ
ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﺰﺍﻣﻴﺎ" .1
ﺗﺘﺨﺬ ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺍﻹﻟﺰﺍﻣﻴﺔ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻃﺎﺑﻊ ﺷﻜﻠﻴﺔ ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ ،ﻭﻛﻞ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﻣﺮﺗﻜﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﺰﺍﻣﻴﺔ ﺗﺸﻮﺏ
ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺘﺨﺬ ﺑﻌﻴﺐ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ.ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺍﻹﻟﺰﺍﻣﻴﺔ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻀﻤﻨﻲ ﻫﻮ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻗﺮﺍﺭ ﻏﻴﺮ
ﻣﺸﺮﻭﻉ .ﻭ ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻌﻠﻴﺔ ﻭﻛﺎﻣﻠﺔ ﻭﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻤﺖ ﺍﺳﺘﺸﺎﺭﺗﻪ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ
ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﻨﺘﻈﺮ ﺍﺗﺨﺎﺫﻩ.
ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺘﺨﺬ ﺗﺒﻌﺎ ﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﺰﺍﻣﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﻠﺐ ﺭﺃﻳﻪ .ﻭ ﺑﻌﺪ
ﺍﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﺰﺍﻣﻴﺔ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺨﺘﺎﺭ ﻋﺪﻡ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺃﻱ ﻗﺮﺍﺭ.
ﻭﺗﺠﺐ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺃﻥ ﺩﻋﻮﻯ ﺍﻹﻟﻐﺎء ﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﺿﺪ ﺍﻟﺮﺃﻱ ،ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺇﺛﺎﺭﺓ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﻄﻌﻦ
ﺍﻟﻤﻮﺟﻪ ﺿﺪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻨﺪ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﻱ ﻗﺪﻡ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺷﺮﻭﻁ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ .
-1ﻇﻬﻴﺮ ﺷﺮﻳﻒ ﺭﻗﻢ 51-93-1ﻣﺘﻌﻠﻖ ﺑﺈﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻮﻛﺎﻻﺕ ﺍﻟﺤﻀﺮﻳﺔ ﺻﺎﺩﺭ ﻓﻲ 22ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻷﻭﻝ 10)1414ﺷﺘﻨﺒﺮ،1993ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻋﺪﺩ4220ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ
15ﺷﺘﻨﺒﺮ.(1993
1
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻡ .ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ
-1ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺮﻋﺎﻭ،ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺩﻱ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻘﺘﺮﺏ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻭﻋﻠﻢ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ﺹ83..
-2ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ 01-3ﺑﺸﺄﻥ ﺇﻟﺰﺍﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺑﺘﻌﻠﻴﻞ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻬﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ،ﺻﺎﺩﺭ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬﻩ ﺍﻟﻈﻬﻴﺮ
ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺭﻗﻢ 202-02-1ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 12ﺟﻤﺎﺩﻯ ﺍﻷﻭﻟﻰ 23) 1423ﻳﻮﻧﻴﻮ ،(2002ﺝ.ﺭ ﻋﺪﺩ 5029ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 12ﻏﺸﺖ ،2002ﺹ. 2281.
2
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻡ .ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ
• ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺇﻋﻼﻡ ﻭ ﺇﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺑﺎﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻤﻨﺴﻮﺑﺔ.
• ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻹﺧﺒﺎﺭ ﻭﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻪ ﻹﻳﺠﺎﺩﻩ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﻬﻞ
ﻋﻨﻮﺍﻧﻪ .
•ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺼﻞ ﺍﻹﺧﺒﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﻓﻲ ﺃﺟﻞ ﻣﻌﻘﻮﻝ ﻭ ﻛﺎﻑ ﻟﻠﺴﻤﺎﺡ ﻟﻪ ﺑﺘﺤﻀﻴﺮ ﺩﻓﺎﻋﻪ .
• ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﺗﺒﻠﻎ ﻟﻠﻤﻌﻨﻲ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺮﺭ ﻧﻴﺘﻬﺎ .
•ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﻟﻠﻤﻌﻨﻲ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﻟﻼﻃﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻔﻪ ﻭ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺩﻓﺎﻋﻪ .
•ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﻄﺒﻖ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺘﺰﻡ ﺍﺗﺨﺎﺫﻩ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺎﺕ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻭ ﺍﻟﺸﻔﻮﻳﺔ
ﻭﻭﺳﺎﺋﻞ ﺩﻓﺎﻉ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺑﺸﺮﻁ ﺃﻥ ﻳﻘﺪﻣﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﺃﺟﻞ ﻣﻌﻘﻮﻝ ،ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺤﻀﺮ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ
ﺑﺎﻷﻣﺮ ﻣﺴﺘﺸﺎﺭﺍ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻤﺜﻼ ﺑﻮﻛﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻩ .
ﻭ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺣﺴﻦ ﺧﺪﺭﺍﻧﻲ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻠﺨﺺ ﻭﻗﺎﺋﻌﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺧﺪﺭﺍﻧﻲ ﻛﺎﻥ
ﻳﻌﻤﻞ ﺑﺼﻔﺘﻪ ﻣﻮﻇﻔﺎ ﻓﻲ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،ﻭ ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻗﺪ ﺍﻗﺘﺮﻑ ﺧﻄﺄ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻋﻠﻰ ﺇﺛﺮﻩ
ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺗﺄﺩﻳﺒﻴﺔ ،ﻓﺄﺻﺪﺭﺕ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﺘﻮﺑﻴﺦ ﻓﻲ ﺣﻘﻪ ،ﻓﺘﻀﺮﺭ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺧﺪﺭﺍﻧﻲ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻭ ﺭﻓﻊ ﺩﻋﻮﺍﻩ ﺃﻣﺎﻡ
ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻣﺴﺘﻨﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺠﺞ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻟﻢ ﺗﺒﻠﻐﻪ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻤﻨﺴﻮﺑﺔ ﻟﻪ ،ﻭ ﻟﻢ
ﺗﻤﻨﺤﻪ ﺣﻖ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ،ﺗﺬﺭﻋﺖ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺃﺑﻠﻐﺘﻪ ﺍﺳﺘﻔﺴﺎﺭﺍ ﻋﻦ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻤﻨﺴﻮﺑﺔ ﻟﻪ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺜﺒﺘﻪ ﺑﺄﻱ
ﺣﺠﺔ .ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺗﺼﺪﺭ ﺣﻜﻤﻬﺎ ﺑﺈﻟﻐﺎء ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻮﺑﻴﺦ ،ﻓﺎﺳﺘﺄﻧﻔﺖ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ .ﻭﻗﻀﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺑﺘﺄﻛﻴﺪ ﻣﺎ ﺟﺎءﺕ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻣﻌﺘﺒﺮﺍ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺣﻖ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻣﻦ
ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﻐﺎﺿﻲ ﻋﻨﻬﺎ ،ﺇﺫ ﺻﺮﺡ" :ﻭ ﺣﻴﺚ ﺇﻥ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻤﻄﻌﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﺑﻴﻦ ﻗﻀﺎﺅﻩ ﻋﻠﻰ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﻤﻠﻒ ﺧﺎﻟﻴﺎ ﻣﻤﺎ ﻳﻔﻴﺪ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺍﺳﺘﻔﺴﺎﺭﺍ ﻟﻠﻤﻌﻨﻲ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﻗﺒﻞ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺣﻘﻪ ﻳﺠﻌﻞ
ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻣﺸﻮﺑﺎ ﺑﺎﻟﺘﺠﺎﻭﺯ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﻛﺎﻓﻴﺎ ﺑﺘﺪﺑﻴﺮ ﻣﻨﻄﻮﻕ ﺣﻜﻤﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺈﻟﻐﺎء ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ
ﺍﻟﻤﺘﺨﺬﺓ ﻣﺎﺩﺍﻡ ﺣﻖ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻗﺒﻞ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺃﻳﺔ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺍﻟﻤﻮﻇﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ
ﺍﻟﺘﻐﺎﺿﻲ ﻋﻨﻬﺎ" .2
ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ
ﻳﺠﺐ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺠﺎﺭﻱ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ
ﺍﻟﻤﺴﻄﺮﺓ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻋﻴﺔ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻟﻢ ﻳﺮﺩ ﺃﻥ ﻳﺤﺒﺲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﺷﻜﻼﻧﻴﺔ ﺿﻴﻘﺔ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﺃﻱ ﻣﻌﻨﻰ،
ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻤﻴﺰ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﺣﺘﺮﺍﻣﻬﺎ ﻭﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻳﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﺠﺎﻫﻠﻬﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺮﺗﻜﺐ ﻋﺪﻡ ﺷﺮﻋﻴﺔ .
ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻳﺔ ﻭ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻳﺔ ؟
ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻳﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻏﻔﺎﻟﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ ﺇﻟﻰ ﺇﻟﻐﺎء
ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﺇﻏﻔﺎﻝ ﺷﻜﻠﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ.
ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﻌﻴﺎﺭ ﻣﻮﺿﻮﻋﻲ ﻟﻠﺘﻤﻴﻴﺰ ،ﻭﻻ ﺷﻚ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺗﻤﺖ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺷﻜﻠﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ
ﺧﻼﻝ ﻧﺺ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﻭ ﻗﺮﺭ ﺍﻟﺒﻄﻼﻥ ﻛﺠﺰﺍء ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺎﻟﻔﺘﻬﺎ ،ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﺷﻜﻠﻴﺔ ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ )ﻛﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﻣﺜﻼ( ﻟﻜﻦ
ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻳﻄﺮﺡ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻔﺮﺽ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺷﻜﻠﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺩﻭﻥ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﺠﺰﺍء ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺎﻟﻔﺘﻬﺎ .ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻓﺈﻥ
ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻳﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻏﻔﺎﻟﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻀﻤﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ،ﻭ
ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻹﻏﻔﺎﻟﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻱ ﺃﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻀﻤﻮﻥ
ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ .
-2ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ 1059ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 26ﻧﻮﻧﺒﺮ ، 1998ﺧﺪﺭﺍﻧﻲ ﺣﺴﻦ ،ﻡ.ﻡ.ﺇ.ﻡ.ﺕ ،ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺩﻻﺋﻞ ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺮ ،ﻋﺪﺩ ، 16ﺝ ، 2ﺹ165. :
2
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻡ .ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ
ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺟﻮﻫﺮﻱ ﻭ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺛﺎﻧﻮﻱ ﻳﺘﻔﺎﻭﺕ ﺗﻘﺪﻳﺮﻩ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﻷﺧﺮﻯ ،ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﻳﺘﻤﺘﻊ ﻓﻲ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ ﺑﺴﻠﻄﺔ ﺗﻘﺪﻳﺮﻳﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻳﺘﻢ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭﻫﺎ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻜﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﺓ ،ﻭ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻣﺎ ﻳﻌﺘﺒﺮ
ﺷﻜﻠﻴﺔ ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻇﺮﻭﻑ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻻ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﻇﺮﻭﻑ ﺃﺧﺮﻯ.
ﻓﻤﺎ ﻫﻲ ﺇﺫﻥ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﺣﺘﺮﺍﻣﻬﺎ؟
ﺃﻭﻻ-ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ:
ﺗﻌﻠﻴﻞ ﻗﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﻫﻮ ﺫﻛﺮ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺮﺭﻩ ،ﻭﻳﺠﺐ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺴﺒﺐ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻭﻝ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻭ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻟﻪ ،ﻓﺈﻥ
ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻫﻮ ﺣﺎﻟﺔ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﺃﻭ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺗﺆﺩﻱ ﺑﺎﻹﺩﺍﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺸﻜﻞ ﺭﻛﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ
ﻭﻋﻨﺼﺮﺍ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻓﻴﻪ ،ﻛﻤﺎ ﺗﺠﺐ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺃﻧﻪ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﻭﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻜﺮ
ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻹﻓﺼﺎﺡ ﻋﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻭﻫﻮ ﺃﺣﺪ ﺇﺟﺮﺍءﺍﺕ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺤﺪﺙ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ
ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺓ،ﻛﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﺨﺘﻠﻂ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﻣﻊ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﺒﺎﻋﺚ Le mobileﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻐﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ
ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ .2
ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﻳﺤﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﺴﻠﻄﻮﻱ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭ ﻭﻳﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺿﻤﺎﻧﺔ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭ ﻳﻘﻮﺩ
ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺨﻀﻮﻉ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ.ﻓﻜﻞ ﻗﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺗﻌﻠﻴﻼﺗﻪ ﻭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﻠﻞ ﻫﻮ
ﻗﺮﺍﺭ ﺗﻌﺴﻔﻲ ﻭ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ .
ﻭﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﻓﺘﺮﺗﻴﻦ ﺃﺳﺎﺳﻴﺘﻴﻦ ،ﻗﺒﻞ ﺩﺧﻮﻝ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ 01-3ﺑﺸﺄﻥ ﺇﻟﺰﺍﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ
ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺑﺘﻌﻠﻴﻞ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻬﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺣﻴﺰ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻭ ﺑﻌﺪ ﺩﺧﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ
ﺣﻴﺰ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ.
ﺃ -ﻗﺒﻞ ﺩﺧﻮﻝ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ 01-3ﺣﻴﺰ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ:
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻗﺒﻞ ﺩﺧﻮﻝ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ 01-3ﺣﻴﺰ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺗﻘﻀﻲ ﺑﺄﻥ ﻻ ﺗﻌﻠﻴﻞ ﺇﻻ ﺑﻨﺺ ،ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ،ﻓﺈﻥ
ﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻛﺎﻥ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺗﻌﻠﻴﻞ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻬﺎ ﻣﺘﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﻞ ﻣﻨﺎﺯﻋﺔ ﺃﻣﺎﻣﻪ.
ﻻ ﺗﻌﻠﻴﻞ ﺇﻻ ﺑﻨﺺ:
ﻗﺒﻞ ﺩﺧﻮﻝ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ 01-3ﺑﺸﺄﻥ ﺇﻟﺰﺍﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ
ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺑﺘﻌﻠﻴﻞ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻬﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 23ﻳﻮﻧﻴﻮ 2002ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺒﺪﺋﻴﺔ ﻣﻠﺰﻣﺔ ﺑﺘﻌﻠﻴﻞ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻬﺎ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻭﺟﺪ ﻧﺺ ﺧﺎﺹ ﻭﺣﻴﻨﺌﺬ ﻳﺼﺒﺢ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺟﺮﺍء ﺷﻜﻼ ﺃﺳﺎﺳﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻭ
ﺷﺮﻃﺎ ﻣﻦ ﺷﺮﻭﻁ ﺻﺤﺘﻪ ﻭﺇﻻ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻴﺒﺎ ﺑﻌﻴﺐ ﺷﻜﻠﻲ.
ﻫﻨﺎﻙ ﻧﺼﻮﺹ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺗﻔﺮﺽ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﺗﻌﻠﻴﻞ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ .ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﺜﻼ :
-ﺍﻟﻔﺼﻞ25ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ 17.08ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﻴﺜﺎﻕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ 18ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ 2008ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ" :ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻣﻬﺪﺩﺓ ﻷﺳﺒﺎﺏ ﺗﻤﺲ ﺑﺤﺴﻦ ﺳﻴﺮ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ،ﺟﺎﺯ ﺣﻞ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ
ﺑﻤﺮﺳﻮﻡ ﻣﻌﻠﻞ ﻳﻨﺸﺮ ﺑﺎﻟﺠﺮﻳﺪﺓ ﺭﺳﻤﻴﺔ ،ﻭ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻮﻗﻴﻒ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺑﻘﺮﺍﺭ ﻣﻌﻠﻞ ﻳﺼﺪﺭﻩ ﻭﺯﻳﺮ
ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﻳﻨﺸﺮ ﺑﺎﻟﺠﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ،ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﻣﺪﺓ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻒ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺷﻬﺮ".
-ﺍﻟﻔﺼﻞ 73ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ "ﺭﻓﺾ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ
ﻳﺠﺐ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻌﻠﻼ".
-ﺍﻟﻔﺼﻞ 29ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ 2ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ":ﻳﻤﻨﻊ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺑﻤﻮﺟﺐ
ﻣﻘﺮﺭ ﻣﻌﻠﻞ ﺃﻥ ﺗﺪﺧﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﺪ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺔ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺔ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻣﺴﺎ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻴﺔ ﺃﻭ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻣﺎ ﻳﺨﻞ ﺑﺎﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻟﻠﻤﻠﻚ ﺃﻭ
ﺑﺎﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ".
-ﺍﻟﻔﺼﻞ 66ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ) ﻇﻬﻴﺮ 24ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ ( 1958ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺮﺽ ﺗﻌﻠﻴﻞ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ
ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻌﻘﻮﺑﺘﻲ ﺍﻹﻧﺬﺍﺭ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺑﻴﺦ.
-ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 44ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻭﻧﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺼﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺺ «ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺏ ﺗﻌﻠﻴﻞ ﺇﻗﺼﺎء ﺍﻟﻤﺘﻌﻬﺪﻳﻦ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ".
-ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 43ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ 99-06ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺤﺮﻳﺔ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ" :ﻳﺠﻮﺯ
ﻟﻠﻮﺯﻳﺮ ﺍﻷﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﺬ ﻋﻠﻰ ﺇﺛﺮ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﻣﻌﻠﻼ ﻳﺄﻣﺮ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﻨﺸﺂﺕ ﺩﺍﺧﻞ ﺃﺟﻞ ﻣﻌﻴﻦ
ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺇﺟﺮﺍءﺍﺕ ﻣﺤﺪﺩﺓ .2
ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺛﺮﺓ ﻫﻨﺎ ﻭ ﻫﻨﺎﻙ .ﻓﺎﻹﺩﺍﺭﺓ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻠﺰﻣﺔ ﻛﻤﺒﺪﺃ ﻋﺎﻡ ﺑﺘﻌﻠﻴﻞ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻬﺎ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ
ﻭﺟﺪ ﻧﺺ ﺧﺎﺹ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎء.
ﺇﻟﺰﺍﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ :
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻏﻴﺎﺏ ﻧﺺ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻳﻠﺰﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺑﺘﻮﺿﻴﺢ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻨﺪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻓﻲ
ﻣﺬﻛﺮﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﺠﻮﺍﺑﻴﺔ ﻋﻦ ﻣﻘﺎﻝ ﻃﻠﺐ ﺍﻹﻟﻐﺎء.ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﻠﻚ ﺗﺘﺮﺗﺐ ﻋﻨﻪ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻟﺠﻮء ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺇﻟﻰ
ﻭﺿﻊ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺑﻌﺪ ﺻﺪﻭﺭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ،ﻭ ﻫﺬﺍ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﺤﻮﻝ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﻌﺴﻒ ﻭ ﺿﻴﺎﻉ ﺣﻘﻮﻕ
ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ .ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺗﺘﻢ ﺻﻴﺎﻏﺘﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻗﺪ ﺧﺮﺝ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺰ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﺃﺳﺒﺎﺏ
ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻢ ﺻﻴﺎﻏﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺨﺬ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ،ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﻤﻄﺮﻭﺡ ﻫﻮ :ﻫﻞ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ
ﺍﻟﺘﻲ ﺻﺎﻏﺘﻬﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺃﺛﻨﺎء ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻤﺬﻛﺮﺍﺕ ﺍﻟﺠﻮﺍﺑﻴﺔ ﻫﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﺕ ﺑﺎﻹﺩﺍﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ
ﺳﺎﺑﻖ ،ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻗﺪ ﺍﺑﺘﺪﻋﺘﻬﺎ ﻻﺣﻘﺎ ﻟﺘﺒﺮﻳﺮ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻷﺻﻞ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﺳﺒﺎﺏ ،ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ
ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﺍﻟﻼﺣﻖ ﻫﻮ ﺗﻌﻠﻴﻞ ﻣﺮﻓﻮﺽ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻤﺬﻛﺮﺍﺕ ﺃﻭ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺁﺧﺮ ﺍﻹﻓﺼﺎﺡ ﻋﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺃﺛﻨﺎء
ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻤﺬﻛﺮﺍﺕ ﺍﻟﺠﻮﺍﺑﻴﺔ ،ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﻓﺈﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ
ﺧﺎﺩﻋﺔ ،ﻭ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺑﺨﻠﻖ ﺗﺒﺮﻳﺮﺍﺕ ﻻﺣﻘﺔ ﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺗﻬﺎ ،ﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﻛﺸﺮﻁ ﺷﻜﻠﻲ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﻣﻦ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﻋﺪﻡ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺃﺛﻨﺎء ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺔ ﻓﻴﻪ ،ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﻤﻜﻴﻦ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﻦ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺭﻗﺎﺑﺔ
ﻓﻌﺎﻟﺔ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺤﺪ ﻣﻦ ﺗﻌﺴﻒ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭ ﺗﺠﺎﻭﺯﺍﺗﻬﺎ.
ﺏ -ﺑﻌﺪ ﺩﺧﻮﻝ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ 01-3ﺣﻴﺰ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ:
ﻭﺿﻊ ﻗﺎﻧﻮﻥ 01-3ﺣﺪﺍ ﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﺗﻌﺴﻔﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺛﻘﻞ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﺴﻠﻄﻮﻱ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ،ﻭﺍﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ
ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺇﻗﺮﺍﺭ ﺿﻤﺎﻧﺎﺕ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺗﻌﺴﻒ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ،ﻭ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﺿﻤﺎﻧﺔ ﻟﻠﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺗﺪﺧﻞ
ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻓﺄﻟﺰﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭ ﻫﻴﺌﺎﺗﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺘﻲ
ﻋﻬﺪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﺘﺴﻴﻴﺮ ﻣﺮﻓﻖ ﻋﺎﻡ ﺑﺘﻌﻠﻴﻞ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻬﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻟﻐﻴﺮ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﺎﻷﻣﺮ ...ﻭﺫﻟﻚ
ﺑﺎﻹﻓﺼﺎﺡ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﺻﻠﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻋﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﻋﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﺗﺨﺎﺫﻫﺎ .ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ
ﻟﻢ ﻳﺄﺕ ﻟﻴﻔﺮﺽ ﻣﺒﺪﺃ ﻋﺎﻣﺎ ﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ،ﺑﻞ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺨﻀﻊ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻞ.
ﺍﻟﻘﻌﺪﺓ 20)1423ﻳﻨﺎﻳﺮ،(2003ﺹ220.
-2ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ 99-06ﻣﺘﻌﻠﻖ ﺑﺤﺮﻳﺔ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ،ﺻﺎﺩﺭ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬﻩ ﺍﻟﻈﻬﻴﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺭﻗﻢ 225-00-1ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 2ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻷﻭﻝ 1421
) 5ﻳﻮﻧﻴﻮ (2000ﺝ.ﺭ ﻋﺪﺩ 4810ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 6ﻳﻮﻟﻴﻮﺯ . 2000
2
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻡ .ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ
ﺗﻄﺮﻕ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ 01-03ﻟﻤﻀﻤﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﺘﻨﺼﻴﺺ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ
ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ" ﺑﺎﻹﻓﺼﺎﺡ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﺻﻠﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻋﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﻋﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﺗﺨﺎﺫﻫﺎ " ،ﻭ
ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺮﺩ ﺿﻤﻦ ﺣﻴﺜﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ .ﻭﺑﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻓﺈﻥ ﻣﺠﺮﺩ ﻋﺪﻡ ﺗﻀﻤﻴﻦ
ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﻓﻲ ﺻﻠﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻳﺆﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻏﻴﺮ ﺷﺮﻋﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺘﻪ ﺩﻭﻥ ﺍﻻﻟﺘﻔﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺟﺪﻳﺔ ﻭ ﺷﺮﻋﻴﺔ
ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﺮﺭﺓ ﻟﺼﺪﻭﺭﻩ.
ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻼ ﻣﺠﺎﻝ ﻫﻨﺎ ﻟﻼﻋﺘﺪﺍﺩ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺸﻔﻮﻱ ﺃﻭ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻞ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻹﺣﺎﻟﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺍﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻓﺼﻞ
ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﻋﻦ ﻣﻀﻤﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﻭﺛﻴﻘﺘﻴﻦ ﻣﺴﺘﻘﻠﺘﻴﻦ ﺑﺘﻮﺍﺭﻳﺦ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﻣﺘﺰﺍﻣﻨﺘﻴﻦ .2
ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﻜﻢ ﺻﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻣﻜﻨﺎﺱ "2ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻹﻧﺬﺍﺭ ﺍﻟﻤﻄﻌﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺟﺎء
ﺧﺎﻟﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﻣﻜﺘﻔﻴﺎ ﺑﺎﻹﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻀﺮ ﺍﻻﺳﺘﻘﺼﺎء ﻳﻜﻮﻥ ﺻﺪﺭ ﻣﻌﻴﺒﺎ ﻓﻲ ﺷﻜﻠﻪ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺘﻌﻴﻦ ﺇﻟﻐﺎﺅﻩ ".
-ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﻛﺎﻣﻼ ﻭﻛﺎﻓﻴﺎ:
ﻭﻳﻘﺼﺪ ﺑﻪ ﺗﻀﻤﻴﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺑﺎﺭﺯﺓ ﺑﺸﻜﻞ ﻭﺍﺿﺢ ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻭﻣﻨﺘﺠﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ﻓﻲ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ،ﻓﺎﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ
ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻌﻴﺒﺎ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻌﻠﻞ ﺃﺻﻼ ﺃﻭ ﺇﺫﺍ ﻋﻠﻞ ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﻏﻴﺮ ﻛﺎﻑ ﻷﻥ ﻋﺪﻡ ﻛﻔﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﺗﻮﺍﺯﻱ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ.
ﻓﺎﻹﺩﺍﺭﺓ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺤﺘﻤﻲ ﻭﺭﺍء ﺗﻌﻠﻴﻞ ﻣﻘﺘﻀﺐ ﻭﺟﺎﻣﺪ ﻭ ﻓﻀﻔﺎﺽ.
ﻓﻔﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺑﻮﺷﻌﻴﺐ ﺍﻟﻐﺰﻭﺍﻧﻲ ﺍﻋﺘﺒﺮ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺃﻥ..". :ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺘﺄﺩﻳﺒﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻮﻥ ﻗﻨﺎﻋﺘﻪ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ
ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﺠﻬﻮﻟﺔ ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ ﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﺳﺒﺒﺎ ﻛﺎﻓﻴﺎ ﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ.2 "...
ﻭﻳﻘﺼﺪ ﺑﻪ ﺃﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻣﻠﺰﻣﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﺗﺨﺎﺫﻫﺎ ﻟﻘﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﺑﺎﻻﺳﺘﻨﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻭﻗﺎﺋﻊ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻭ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻭﻣﺤﺪﺩﺓ ﻓﻲ
ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺍﻻﺭﺗﻜﺎﺯ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻮﻣﻴﺎﺕ ﺑﻬﺪﻑ ﺍﻟﻬﺮﻭﺏ ﻣﻦ ﺗﻮﺿﻴﺢ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﻭﺭﺍء
ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻳﺮﻓﺾ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﺘﻨﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺒﻬﻤﺎ ﺃﻭ
ﻧﻤﻄﻴﺎ ﻣﺨﺘﺼﺮﺍ ﻻ ﻳﻔﻲ ﺑﺎﻟﻐﺮﺽ.
ﻓﻔﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﻤﻜﻴﺲ ﺿﺪ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺍﺳﺘﺒﻌﺪ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻧﺸﺮﺓ ﺗﻨﻘﻴﻂ ﺍﻟﻄﺎﻋﻦ ﻣﻦ ﻟﺪﻥ ﺭﺋﻴﺴﻪ
ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻭﺭﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻥ " ...:ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺄﻋﻤﺎﻝ ﻻ ﺗﺒﻌﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺭﺗﻴﺎﺡ ﺣﺴﺐ ﺇﺷﺎﻋﺔ ﺗﺮﻭﺝ
ﺣﻮﻟﻪ،ﻓﺎﻋﺘﺒﺮ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻋﻤﻮﻣﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﻣﺤﺪﺩﺓ.ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻛﺄﺳﺎﺱ ﻹﺩﺍﻧﺔ
2
ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ" ...
-2ﻳﺸﻮ ﻣﻴﻤﻮﻥ ،ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻭﺷﺮﺡ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ 01-03ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺈﻟﺰﺍﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭ ﻫﻴﺌﺎﺗﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ
ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻬﺪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﺘﺴﻴﻴﺮ ﻣﺮﻓﻖ ﻋﺎﻡ ﺑﺘﻌﻠﻴﻞ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻬﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ،ﺹ46 .
(2ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺒﻘﺎﻟﻲ ﻣﻨ ﺸﻮﺭ ﺓ ﺏ ﻡ ﻡ ﺃ ﻡ ﺕ ﻋﺪﺩ 13ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ .
ﻋﺪﺩ ،33-34ﻣﺎﻱ 2
-ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ،ﻍ.ﺇ ﻗﺮﺍﺭ ﺭﻗﻢ 161ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 08ﻳﻮﻟﻴﻮﺯ ، 1983ﺑﻮﺷﻌﻴﺐ ﺍﻟﻐﺰﻭﺍﻧﻲ ﺿﺪ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﻌﺪﻝ ،ﻗﻀﺎء ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ
، 1984ﺹ144.
ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ،ﻍ.ﺇ ،.ﻗﺮﺍﺭ ﺭﻗﻢ 410ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 30ﻏﺸﺖ 1984ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﻤﻜﻴﺲ ﺿﺪ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﻌﺪﻝ،ﻗﻀﺎء ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ - 2
ﺍﻷﻋﻠﻰ،ﻋﺪﺩ ،38،37ﻳﻮﻧﻴﻮ ،1986ﺹ- 186 .
2
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻡ .ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ
ﻭﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﺍﻟﺼﺎﻳﻎ ﺿﺪ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﻟﻜﺮﺓ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﺃﻟﻐﻰ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﺄﺩﻳﺒﻲ
ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺍﻟﻄﺎﻋﻦ ﺑﻌﻠﺔ ﺃﻥ"..:ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻟﻢ ﺗﺒﻴﻦ ﺍﻹﺧﻼﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺻﺪﺭﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺎﻋﻦ ﻭﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﻏﻴﺮ
ﺍﻟﻼﺋﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻴﺰﺕ ﺳﻠﻮﻛﻪ.2 " ...
ﻓﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺤﺪﺩﺍ ﻭﺩﻗﻴﻘﺎ ﻭﻭﺍﺿﺢ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻢ ﻭﺃﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻗﻮﺍﻟﺐ ﺟﺎﻫﺰﺓ.ﻓﺎﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ
ﻳﺘﻀﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺑﺪﺭﺟﺔ ﺗﻤﻜﻦ ﻓﻬﻤﻬﺎ ﻭﺭﻗﺎﺑﺘﻬﺎ،ﻓﻼ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﺬﻛﺮ ﺃﺳﺒﺎﺑﺎ
ﻣﺒﻬﻤﺔ ﺃﻭ ﻣﺠﻤﻠﺔ.
ﺛﺎﻧﻴﺎ-ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ:
ﺃ -ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊla signataire:
ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﻫﻮ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻣﻜﺘﻮﺏ ﺑﺨﻂ ﺍﻟﻴﺪ ﻓﻲ ﺃﺳﻔﻞ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻳﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻫﻮﻳﺔ
ﻣﺼﺪﺭﻩ ،ﻭﺗﺄﻛﻴﺪ ﻣﺤﺘﻮﺍﻩ ،3ﻭ ﺑﺎﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻳﻮﺍﻓﻖ ﻣﺒﺪﺋﻴﺎ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻀﻤﻨﻪ ﻭ ﻳﺘﺤﻤﻞ
ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻪ ،ﻭ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﻫﻮ ﺷﺮﻁ ﻟﻠﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭ ،ﺇﺫ ﺃﻥ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ.
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻧﺼﻮﺹ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﺗﻨﺺ ﺑﺸﻜﻞ ﺻﺮﻳﺢ ﻋﻠﻰ ﺇﻟﺰﺍﻣﻴﺔ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ،ﻣﻦ
ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 47ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﺭﻗﻢ 14-113ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺺ":ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﻮﻗﻊ ﺍﻟﻤﻘﺮﺭﺍﺕ ﻣﻦ
ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻭﺗﻀﻤﻦ ﺑﺎﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﻓﻲ ﺳﺠﻞ ﺍﻟﻤﻘﺮﺭﺍﺕ ﺣﺴﺐ ﺗﻮﺍﺭﻳﺨﻬﺎ".
ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻨﺼﻴﺺ ﻓﻲ ﻧﺼﻮﺹ ﻋﻠﻰ ﺇﻟﺰﺍﻣﻴﺔ ﺃﻭ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻻ
ﻳﻌﻔﻲ ﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺫﻫﺐ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻮﻗﻌﺔ
ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺪﺛﺔ ﻷﻱ ﺃﺛﺮ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ،ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﻜﻢ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎء ﻓﻴﻪ.. ." :ﺑﻌﺪ ﺇﻃﻼﻉ
ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﻤﻄﻌﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻬﺎ ﺃﻧﻪ ﻓﻌﻼ ﻻ ﻳﺤﻤﻞ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﻣﺼﺪﺭﻩ ،ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺘﺞ ﻷﻱ
ﺁﺛﺮ . ..ﻭﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻻ ﻳﺤﻤﻞ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﻣﺼﺪﺭﻩ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﻣﺘﺴﻤﺎ ﺑﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻟﻌﻴﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻜﻞ
ﻭﻣﻮﺟﺒﺎ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﻠﺘﺼﺮﻳﺢ ﺑﺈﻟﻐﺎﺋﻪ.3 ".. .
ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻳﺄﺧﺬ ﺑﺎﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﻜﻔﻲ ﺃﻥ ﻳﺠﺪ ﻓﻲ ﺻﻠﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺗﻮﻗﻴﻊ
ﻣﺼﺪﺭﻩ ﻓﻴﻘﻀﻲ ﺑﺸﺮﻋﻴﺘﻪ ﻭﻟﻮ ﺗﻀﻤﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺗﻮﻗﻴﻌﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺃﻛﺪﻩ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ
ﺭﺍﺷﺪﻱ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺑﻘﻮﻟﻪ . .." :ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺮﺭ ﺍﻟﻤﻄﻌﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ﻫﻮ
ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ ﺣﻖ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﺄﺩﻳﺐ ،ﻓﺈﻥ ﺗﺬﻳﻴﻠﻪ ﺑﺘﻮﻗﻴﻌﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻷﻏﺮﺍﺽ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻻ ﻳﺸﻜﻞ ﻋﻴﺒﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺮﺭ
ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ " .3
ﺏ -ﺍﻷﺳﺎﻧﻴﺪ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺄﺷﻴﺮﺍﺕles visas :
ﻳﻘﺼﺪ ﺑﻬﺎ ﺍﻷﺳﺲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺳﻮﺍء ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺼﻮﺹ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺃﻭ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ
ﺃﻭ ﻧﻈﺮﻳﺎﺕ ﻓﻘﻬﻴﺔ ﺃﻭ ﻣﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ .ﻭﻣﻦ ﺃﻣﺜﻠﺔ ﺫﻟﻚ ،ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺪﺃ ﻋﺎﺩﺓ ﺑﻌﺒﺎﺭﺓ ﻣﺆﺩﺍﻫﺎ "ﺑﻨﺎء
ﻋﻠﻰ ...ﻭﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ .....ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻈﻬﻴﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ...
ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﻘﺮ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﻷﺳﺎﻧﻴﺪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻟﻴﺴﺖ ﺷﺮﻃﺎً ﻟﺼﺤﺘﻪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﻭﻻ ﺳﺒﺒﺎ
ﻟﻺﻟﻐﺎء ،ﺷﺮﻳﻄﺔ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻨﺪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻗﺎﺋﻤﺎً ﻭﺻﺤﻴﺤﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ .ﻟﻜﻦ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻣﻠﺰﻣﺔ
ﺑﺘﻌﻠﻴﻞ ﻗﺮﺍﺭﻫﺎ ﻓﺘﻈﻞ ﻣﺠﺒﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺻﻠﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ،ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺄﺷﻴﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺗﺼﺒﺢ ﺟﺰءﺍ
2ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ -ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ 310,ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 3ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ 1991,ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﺍﻟﺼﺎﻳﻎ ﺿﺪ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻜﺮﺓ ﺍﻟﻘﺪﻡ ,ﻣﺠﻠﺔ
ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ,ﻋﺪﺩ 1991./ 25/26
3
-Houstiou (R.), Procédure et formes de l'acte administratif en droit français, Paris, L.G.D.J., 1975, p.199.
-3ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ ،ﻋﺪﺩ 140ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 6ﻳﻨﺎﻳﺮ ،2001ﻗﻀﻴﺔ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻷﻋﺮﺝ ،ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻟﻠﻤﺤﺎﻛﻢ
ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ،ﻡ.ﻡ.ﺇ.ﻡ.ﺕ ﻋﺪﺩ ، 64ﺷﺘﻨﺒﺮ – ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ،2005ﺹ. 28 :
-3ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ،ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 18ﻣﺎﺭﺱ ،1977ﺭﺍﺷﺪﻱ ﻣﺼﻄﻔﻰ ،ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ،ﻋﺪﺩ،25ﺹ33..
2
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻡ .ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ
ﻻ ﻳﺘﺠﺰﺃ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ.
ﺝ -ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻜﻞ le Principe de parallélisme des formes
ﻳﻬﻢ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ ﺇﻟﻐﺎء ﻗﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﺳﺎﺑﻖ )ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ
ﺍﻟﻤﻀﺎﺩ( ،ﻓﺤﻴﻨﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭ ﻣﺎ ﻭﻓﻖ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺷﻜﻠﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﻛﺲ ﻟﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ
ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎ ﺇﻻ ﺑﺈﺗﺒﺎﻉ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ.
ﻳﻄﺒﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ .ﻭﻻ ﻳﻄﺒﻖ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ
-ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﺩﺕ ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ﺇﻟﻰ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻷﺻﻠﻲ ﻏﻴﺮ
ﺻﺎﻟﺤﺔ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﻀﺎﺩ،
-ﺣﺎﻟﺔ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻ ﻳﺠﺐ ﺍﺣﺘﺮﺍﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻀﺎﺩﺓ.
-ﺣﺎﻟﺔ ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ
-ﻏﻴﺎﺏ ﻧﺺ ﻳﻠﺰﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺑﺈﺗﺒﺎﻉ ﺷﻜﻠﻴﺎﺕ ﻣﻌﻴﻨﺔ.
ﻭﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳﻄﺒﻖ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻜﻞ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺨﺺ ﺇﻻ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﻔﺮﺿﻬﺎ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭ ﺍﻷﺻﻠﻲ ﺩﻭﻥ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺇﺗﺒﺎﻋﻬﺎ ﻭ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻠﺰﻣﺔ .
ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﻭﺯﻭﺍﻝ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ
ﻣﺎ ﻫﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ؟
ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
-ﻭﻻﺩﺓ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ :ﺍﻹﻋﺪﺍﺩ ﻭ ﺍﻹﺷﻬﺎﺭ.
-ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ :ﺗﻄﺒﻴﻖ.
-ﺯﻭﺍﻝ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ :ﺍﻟﻨﺴﺦ ﻭ ﺍﻟﺴﺤﺐ ﻭ ﺍﻹﻟﻐﺎء .
ﺇﻥ ﻧﺸﺄﺓ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ،ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ﺯﻭﺍﻟﻪ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺳﻠﻄﺔ
ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ )ﺍﻟﻨﺴﺦ ﻭ ﺍﻟﺴﺤﺐ( ﺃﻭ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ) ﺍﻹﻟﻐﺎء(.
ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻭﻝ :ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ
ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ :ﺷﺮﻭﻁ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ
ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﻛﺎﻣﻼ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺳﻠﻄﺔ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ .ﻟﺬﻟﻚ ،
ﻓﺈﻥ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺷﺮﻋﻴﺘﻪ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ،ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﻛﺎﻣﻼ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﺮﻱ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﻳﻦ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻪ،ﻓﺈﺷﻬﺎﺭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻳﺤﺎﺝ
ﺑﻪ .
ﻓﺒﻌﺪ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺑﺼﻔﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ،ﻳﺼﺒﺢ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ،ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﻄﺒﻖ ﺃﻱ ﻻ
ﻳﺪﺧﻞ ﺣﻴﺰ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺎﺕ :ﺍﻹﺷﻬﺎﺭ ﻭ ﻋﺪﻡ ﺭﺟﻌﻴﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ.
ﺃﻭﻻ:ﺍﻹﺷﻬﺎﺭ
ﻳﺴﻤﺢ ﺍﻹﺷﻬﺎﺭ ﺑﺤﻤﻞ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺇﻟﻰ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﻳﻦ ،ﻭﺗﺘﻌﺪﺩ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺇﺷﻬﺎﺭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺑﺘﻌﺪﺩ ﺃﻧﻮﺍﻉ
ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ .ﻭﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺗﺨﻀﻊ ﻟﻠﻨﺸﺮ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻳﺠﺐ ﺗﺒﻠﻴﻐﻬﺎ
ﻟﻜﻞ ﺷﺨﺺ ﻳﻌﻨﻴﻪ ﺍﻷﻣﺮ ،ﻓﻜﻴﻒ ﺗﻄﺒﻖ ﺇﺫﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ؟
ﺃ-ﺍﻟﻨﺸﺮ:
ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻫﻮ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺇﻋﻼﻡ ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ ﺑﺎﻟﻨﺺ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ .ﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﺪﺋﻴﺔ ﻓﺈﻥ
ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻳﺠﺐ ﻧﺸﺮﻫﺎ .ﻓﻤﺎ ﺩﺍﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﻗﺮﺍﺭ ﻏﻴﺮ ﺷﺨﺼﻲ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻹﺷﻬﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺨﺼﻪ ﻻ
ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﻏﻴﺮ ﺷﺨﺼﻲ .ﻭﺍﻟﻨﺸﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻌﻞ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻳﺴﺮﻱ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ .ﻭﺣﺘﻰ
2
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻡ .ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ
ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻻ ﻳﻔﺘﺢ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬﻢ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﻧﺸﺮﻩ .3
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻫﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﻼﺋﻤﺔ ﻟﻨﺸﺮ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻭﻳﺤﺪﺩﻫﺎ ،ﻓﺈﻧﻪ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﺼﻮﺹ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺩﻭﻥ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻃﺮﻳﻘﺘﻪ.
♠ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩﺓ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ:
ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩﺓ ﻟﻨﺸﺮ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ،ﺇﺫ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺇﺷﻬﺎﺭ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ،ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﺜﻼ ﻣﺎ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 8
ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ 81-7ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﻨﺰﻉ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭ ﺑﺎﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﻤﺆﻗﺖ« :ﺗﺘﺨﺬ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻟﻤﻘﺮﺭ
3
ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺈﻋﻼﻥ ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻹﺷﻬﺎﺭ ﺍﻵﺗﻴﺔ :ﻧﺸﺮ ﺍﻟﻤﻘﺮﺭ ﺑﻜﺎﻣﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ )ﺍﻟﺠﺰء ﺍﻷﻭﻝ (
ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺺ ﺍﻟﻔﺼﻞ 25ﻣﻦ ﻇﻬﻴﺮ 24ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ 1958ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﻐﻴﺮ ﻭ ﺍﻟﻤﺘﻤﻢ
ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ 05-05ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ 18ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ3 2011ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ":ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻨﺸﺮ ﺗﺴﻤﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﻭ ﺗﺮﻗﻴﺎﺗﻬﻢ ﻓﻲ
ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ".
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻧﺼﻮﺹ ﺃﻭﺟﺒﺖ ﻧﺸﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺨﺬﻫﺎ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ
ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻴﺔ ،ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ ﺗﻨﺺ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 277ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﺭﻗﻢ 14-113ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ
ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ 07ﻳﻮﻟﻴﻮﺯ 3 2015ﻋﻠﻰ ﺃﻥ :ﺗﻨﺸﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻴﺔ:
-ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺭﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ.
-ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺘﻨﻈﻴﻢ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻭﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﺎﺗﻬﺎ.
-ﺍﻟﻘﻮﺍﺋﻢ ﺍﻟﻤﺤﺎﺳﺒﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 215.
ﻛﻤﺎ ﻧﺼﺖ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 95ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﺭﻗﻢ 113.14ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ 07
ﻳﻮﻟﻴﻮﺯ 2015ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ" " :ﻳﻤﺎﺭﺱ ﺭﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﺪﺍﻭﻻﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺑﻤﻮﺟﺐ
ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺗﻨﺸﺮ ﺑﺎﻟﺠﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻴﺔ."...
ﻭ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﺼﻮﺹ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﻠﺰﻡ ﻧﺸﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻹﻟﺼﺎﻕ ﻓﻲ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﻣﺤﺪﺩﺓ ،ﻣﻦ ﺫﻟﻚ
ﻣﺎ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 48ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﺭﻗﻢ 113.14ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ 07
ﻳﻮﻟﻴﻮﺯ 2015ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ" " :ﻳﺘﻜﻮﻥ ﺟﻠﺴﺎﺕ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻟﻠﻌﻮﻡ ﻭﻳﺘﻢ ﺗﻌﻠﻴﻖ ﺟﺪﻭﻝ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺪﻭﺭﺓ
ﻭﺗﻮﺍﺭﻳﺦ ﺍﻧﻌﻘﺎﺩﻫﺎ ﺑﻤﻘﺮ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ" .3
♠ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩﺓ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ :
ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩﺓ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ،ﻫﻨﺎﻙ ﻧﺼﻮﺹ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻧﺸﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ
-3ﻇﻬﻴﺮ ﺷﺮﻳﻒ ﺭﻗﻢ 1.15.84ﺻﺎﺩﺭ ﻓﻲ 20ﻣﻦ ﺭﻣﻀﺎﻥ 7) 1436ﻳﻮﻟﻴﻮ (2015ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﺭﻗﻢ 113.14ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ.ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ
ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻋﺪﺩ 6380ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 6ﺷﻮﺍﻝ 23 ﴿ 1436ﻳﻮﻟﻴﻮ ﴾2015
2
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻡ .ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ
ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺩﻭﻥ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﺸﺮ ،ﻭ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺸﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻧﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻔﺼﻞ 70ﻣﻦ
ﺩﺳﺘﻮﺭ 30ﻳﻮﻧﻴﻮ " 2011:ﻭ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﺄﺫﻥ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﺬ ﻓﻲ ﻇﺮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻣﺤﺪﻭﺩ ﻭ ﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ
ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﻣﺮﺍﺳﻴﻢ ﺗﺪﺍﺑﻴﺮ ﻳﺨﺘﺺ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻋﺎﺩﺓ ﺑﺎﺗﺨﺎﺫﻫﺎ ،ﻭ ﻳﺠﺮﻱ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺍﺳﻴﻢ ﻟﻤﺠﺮﺩ ﻧﺸﺮﻫﺎ .".. .ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻛﺖ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ ﻓﻲ ﻧﺸﺮ ﻣﺮﺍﺳﻴﻤﻬﺎ ﻻ ﻳﻤﻨﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻨﺸﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﻀﻤﻮﻧﻬﺎ
ﺗﻨﻈﻴﻤﻲ ﻭ ﺫﻭ ﻣﺪﻯ ﻋﺎﻡ .
ﺏ -ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ:
ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﻫﻮ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﻘﻞ ﺑﻬﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺇﻟﻰ ﻋﻠﻢ ﻓﺮﺩ ﺑﻌﻴﻨﻪ ﺃﻭ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺑﺬﻭﺍﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭ .ﻭ ﻣﺒﺪﺋﻴﺎ،
ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺗﺒﻠﻴﻐﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻦ ﺑﻬﺎ ،ﻓﻤﺎ ﺩﺍﻡ ﺃﻥ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻦ ﺑﻬﺎ
ﻣﻌﺮﻭﻓﻴﻦ ﺑﺄﺳﻤﺎﺋﻬﻢ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﺃﻱ ﺇﺭﺳﺎﻝ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺇﻟﻰ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ.
ﻭﺗﺘﻌﺪﺩ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺗﺒﻠﻴﻎ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺑﺘﻌﺪﺩ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﺆﻫﻠﻴﻦ ﺑﻬﺎ ﻭﻛﺬﺍ ﺑﺘﻌﺪﺩ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﻮﺟﻬﺔ ﺇﻟﻴﻬﻢ:
♠ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ:
ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻓﻲ ﺗﺒﻠﻴﻎ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ،ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﻗﺮﺍءﺓ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ،ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺗﺤﺪﺩ ﺗﺎﺭﺓ ﺑﺪﻗﺔ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺇﺗﺒﺎﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ،ﻭ ﺗﺘﺮﻙ ﺗﺎﺭﺓ
ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﺎ ﺗﻘﺪﻳﺮﻳﺎ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﻼﺋﻤﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ .
ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻧﺼﻮﺹ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺗﺒﻠﻴﻎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ،ﻭ ﻧﺼﻮﺹ ﺃﺧﺮﻯ
ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺃﻱ ﺗﻌﻬﺪﻫﺎ ﻷﺷﺨﺎﺹ ﻣﺆﻫﻠﻴﻦ ﻟﺬﻟﻚ ﻛﻤﺄﻣﻮﺭﻱ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ.
ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﻧﺺ ﺍﻟﻔﺼﻞ 75ﻣﻜﺮﺭ ﻣﻦ ﻇﻬﻴﺮ 24ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ 1958ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻮﻇﻴﻔﺔ
ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﻐﻴﺮ ﻭ ﺍﻟﻤﺘﻤﻢ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ 05-05ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ 18ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ 2011ﻋﻠﻰ ﺃﻥ . .." :ﻳﻮﺟﻪ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻮﻇﻒ ﺍﻟﻤﺆﺍﺧﺬ ﺑﺘﺮﻙ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺇﻧﺬﺍﺭﺍ ﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺘﻪ ﺑﺎﺳﺘﺌﻨﺎﻑ ﻋﻤﻠﻪ .. .ﻳﻮﺟﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻧﺬﺍﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻮﻇﻒ ﺑﺂﺧﺮ ﻋﻨﻮﺍﻥ
ﺷﺨﺼﻲ ﻟﻪ ﻣﺼﺮﺡ ﺑﻪ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﻀﻤﻮﻧﺔ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺑﺈﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟﺘﺴﻠﻢ.3 ". ..
ﻛﻤﺎ ﻧﺼﺖ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 42ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ 97-15ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺗﺤﺼﻴﻞ ﺍﻟﺪﻳﻮﻥ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ "ﻳﺘﻢ ﺗﺒﻠﻴﻎ
ﺍﻹﻧﺬﺍﺭ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﻣﺄﻣﻮﺭﻱ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻟﻠﺨﺰﻳﻨﺔ ﺃﻭ ﺃﻱ ﺷﺨﺺ ﻣﻨﺘﺪﺏ ﻟﺬﻟﻚ ،ﻛﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ
ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺃﻭ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻟﻤﻀﻤﻮﻥ ﻣﻊ ﺍﻹﺷﻌﺎﺭ ﺑﺎﻟﺘﻮﺻﻞ" . 3
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻧﺼﻮﺹ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺗﺒﻠﻴﻎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺩﻭﻥ ﺫﻛﺮ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ،ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻧﺼﺖ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 125ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﺭﻗﻢ 113.14ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ 07ﻳﻮﻟﻴﻮﺯ 2015ﻋﻠﻰ
ﺃﻥ. .. " :ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪﻡ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﻌﺮﻳﻀﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﻳﺘﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺗﺒﻠﻴﻎ ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻤﺜﻞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ
ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺑﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺮﻓﺾ ﻣﻌﻠﻼ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﺟﻞ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﺍﺑﺘﺪﺍء ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺗﻮﺻﻠﻪ ﺑﺎﻟﻌﺮﻳﻀﺔ"
♠ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ:
ﺍﻷﺻﻞ ﺃﻥ ﻳﺒﻠﻎ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﻪ ﻭﺳﻮﺍء ﺃﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻣﻜﺘﻮﺑﺎ ﺃﻭ ﺷﻔﻮﻳﺎ،ﻭﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
ﺗﻌﺬﺭ ﺗﺒﻠﻴﻎ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻟﻠﺸﺨﺺ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﻇﺮﻑ ﻣﺨﺘﻮﻡ ﻓﻲ ﻣﻮﻃﻨﻪ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺃﻗﺎﺭﺑﻪ ﺃﻭ ﺧﺪﻣﻪ ﺃﻭ ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﻴﻪ ﺃﻭ ﺃﻱ
ﺷﺨﺺ ﺁﺧﺮ ﻳﺴﻜﻦ ﻣﻌﻪ ،ﻭ ﻳﺸﻬﺪ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﻠﻢ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺑﺎﻟﺘﻮﺻﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺻﻞ.ﻭ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺪﺓ
ﻭﺳﺎﺋﻞ ﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺤﺪﻳﺪﻫﺎ.
ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺁﺟﺎﻝ ﻭ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﺿﺪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ،ﻭ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺫﻟﻚ ،ﻓﺈﻥ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻻ
-3ﻇﻬﻴﺮ ﺷﺮﻳﻒ ﺭﻗﻢ 008-58-1ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 4ﺷﻌﺒﺎﻥ 24 ) 1377ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ ( 1958ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ،ﺝ.ﺭ ﻋﺪﺩ 2372ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 21
ﺭﻣﻀﺎﻥ 11) 1377ﺃﺑﺮﻳﻞ (1958ﺹ 914 .ﻭ ﺍﻟﻤﻐﻴﺮ ﻭ ﺍﻟﻤﺘﻤﻢ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ 05-05ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ 14ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻷﻭﻝ18)1432ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ ،(2011ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ
ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻋﺪﺩ 5944ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 19ﻣﺎﻱ ،2011ﺹ2630..
-3ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ 97-15ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺗﺤﺼﻴﻞ ﺍﻟﺪﻳﻮﻥ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺻﺎﺩﺭ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬﻩ ﺍﻟﻈﻬﻴﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺭﻗﻢ 175-00-1ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ 28ﻣﺤﺮﻡ 3) 1421ﻣﺎﻱ
، (2000ﺝ.ﺭ ﻋﺪﺩ 4800ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 28ﺻﻔﺮ / 1421ﻓﺎﺗﺢ ﻳﻮﻧﻴﻮ ،2000ﺹ1256. .
2
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻡ .ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ
ﻳﺒﺪﺃ ﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻠﻤﺎ ﻳﻘﻴﻨﻴﺎ ﻳﺘﻢ ﺍﺳﺘﻨﺘﺎﺟﻪ ﻣﻦ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﻃﻌﻦ ﺿﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ .
ﻭﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﻦ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻹﺷﻬﺎﺭ ﻳﺒﻘﻰ ﺷﺮﻃﺎ ﺃﺳﺎﺳﻴﺎ ﻟﺪﺧﻮﻝ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺣﻴﺰ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ،ﻭ ﻳﻨﺘﺞ ﺃﺛﺮﻳﻦ ﻫﺎﻣﻴﻦ،
ﻓﻬﻮ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﺘﻄﺒﻴﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﻳﻦ ،ﻭﻳﺸﻜﻞ ﻧﻘﻄﺔ ﺍﻧﻄﻼﻕ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺿﺪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ.
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﻳﺸﻜﻞ ﻗﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﻣﺎ ﺳﻮﺍء ﻛﺎﻥ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺎ ﺃﻡ ﻓﺮﺩﻳﺎ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺗﺪﺑﻴﺮ ﺇﺷﻬﺎﺭ ﻣﻼﺋﻢ،ﻓﺈﻥ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻻ
ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻣﺒﺪﺋﻴﺎ، ،ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻋﺪﻡ ﺍﻧﻄﻼﻕ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﻄﻌﻦ،ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﻳﻌﻨﻲ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ
ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﺃﻱ ﺧﺎﺭﺝ ﺃﺟﻞ ﺷﻬﺮﻳﻦ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ
ﺗﺤﻘﻘﺖ ﺷﻮﺍﻫﺪ ﻭﻭﻗﺎﺋﻊ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻋﻠﻢ ﻫﺆﻻء ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺒﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻦ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻋﻠﻤﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴﺎ ﻓﻌﻠﻴﺎ ﻭ ﻳﻘﻴﻨﻴﺎ ﻣﺤﺪﺩﺍ ﻭ
ﻗﺎﻃﻌﺎ ﻭ ﺷﺎﻣﻼ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﺟﻤﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺑﺘﺴﻤﻴﺘﻪ ﺑﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻴﻘﻴﻨﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﺘﺢ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﺭﻏﻢ ﻏﻴﺎﺏ
ﺍﻹﺷﻬﺎﺭ .4
ﻭﻳﻨﻄﻠﻖ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ ﻓﺮﺿﻴﺎﺕ ﺣﺘﻰ ﻣﻊ ﻏﻴﺎﺏ ﺗﺪﺑﻴﺮ ﺍﻹﺷﻬﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺷﺨﺺ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﺃﻭ ﺍﺳﺘﺪﻋﺎﺅﻩ ﺍﻟﻤﻨﺘﻈﻢ ﻟﻤﺪﺍﻭﻻﺕ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ .
ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﻃﻌﻦ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﺍﺳﺘﻌﻄﺎﻓﻲ ﺃﻭ ﺭﺋﺎﺳﻲ ﺿﺪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ.
ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺿﺪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ .
ﺍﻟﻄﻌﻮﻥ ﺍﻟﻤﺮﻓﻮﻋﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﻛﺎﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻀﻤﻨﻴﺔ .
ﻫﺬﺍ ﻭﻳﺮﺗﺒﻂ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺑﺘﻮﺍﻓﺮ ﺷﺮﻭﻁ ﺛﻼﺙ ﻭﻫﻲ:
ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻛﺎﻣﻼ ﻭ ﺷﺎﻣﻼ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ.
ﺃﻥ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺿﻨﻴﺎ ﻭ ﻻ ﺍﻓﺘﺮﺍﺿﻴﺎ.
ﺃﻥ ﻳﺜﺒﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻣﻌﻴﻦ ﻳﻤﻜﻦ ﺣﺴﺎﺏ ﻣﻴﻌﺎﺩ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻓﻴﻪ .
ﺛﺎﻧﻴﺎ :ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺮﺟﻌﻴﺔ
ﻳﻮﺟﺪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺳﻮﺍء ﻛﺎﻥ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺎ ﺃﻡ ﻓﺮﺩﻳﺎ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻨﺘﺞ ﺁﺛﺎﺭﻩ ﻭ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ
ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﻳﻦ ﺇﻻ ﺍﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺈﺷﻬﺎﺭﻩ .4ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﺮﺟﺄ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺣﻴﺰ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻓﻲ
ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻏﺎﻳﺔ ﻣﺮﻭﺭ ﺃﺟﻞ ﻣﻌﻴﻦ ﺃﻭ ﺇﺗﻤﺎﻡ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺎﺕ ﺍﻹﺿﺎﻓﻴﺔ،ﻣﺜﻼ ﺇﺣﺎﻟﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﻏﺎﻳﺔ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻣﺤﺪﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺃﻭ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﻧﺺ ﻳﺤﺪﺩ
ﻃﺮﻕ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﺃﻭ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻟﻬﺎ ﺃﻳﻀﺎ ﺣﻖ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺗﻮﺍﺭﻳﺦ ﻋﺪﻳﺪﺓ
ﻟﻠﺪﺧﻮﻝ ﺣﻴﺰ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ.
ﻭ ﻳﺴﺮﻱ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﺗﺘﺠﻪ ﻣﻦ ﻟﺤﻈﺔ ﺍﺗﺨﺎﺫﻩ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ،ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ
ﺑﻌﺪﻡ ﺭﺟﻌﻴﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ،ﺇﺫ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﻃﻼﻗﺎ ﻟﻠﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺇﻋﻄﺎء ﺃﺛﺮ ﺭﺟﻌﻲ ﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺗﻬﺎ ﻷﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ
ﺷﺄﻧﻪ ﺇﻫﺪﺍﺭ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ
ﻭﺗﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺘﺮﻑ ﻟﻬﺎ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺑﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ .
ﻭ ﺗﻘﻮﻡ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺮﺟﻌﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺻﺎﺕ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ )ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﺰﻣﻨﻲ(
،ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺮﺓ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ ﺑﺎﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺼﺒﺢ ﻧﻬﺎﺋﻴﺔ ،ﺃﻱ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﺤﻘﻮﻕ
ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺔ .
ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﺮﻱ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ،ﻭﻫﻲ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻳﺠﺐ ﺭﺑﻄﻬﺎ ﺑﺈﻟﺰﺍﻣﻴﺔ ﺍﻹﺷﻬﺎﺭ،
ﻓﺎﻟﻘﺮﺍﺭ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺃﺛﺮ ﻣﺎﺩﺍﻡ ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ .
-4ﻟﻠﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻴﻘﻴﻨﻲ،ﺃﻧﻈﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻷﻋﺮﺝ ،ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ .ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ﺹ24..
4
- Eisenmann (ch.), Sur l’entrée en vigueur des normes administratives unilatérales, Mél. Stassinopoulos, P. 201.
3
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻡ .ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ
ﻭﺗﺨﻀﻊ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺮﺟﻌﻴﺔ ﻟﻤﻨﻄﻖ ﺍﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻻﻧﺸﻐﺎﻝ ﺑﻀﻤﺎﻥ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ،ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻬﺎ
ﻟﻴﺴﺖ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻣﻄﻠﻘﺔ ﺑﻞ ﺗﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎءﺍﺕ ،ﻭﻫﻲ:
ﺃ -ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺸﺮﻉ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺎﻷﺛﺮ ﺍﻟﺮﺟﻌﻲ ﻟﻘﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﺳﻤﻬﺎ .
ﺏ -ﺇﻟﻐﺎء ﻗﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻟﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻳﺆﺩﻱ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﺇﻟﻰ ﺇﻟﺰﺍﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺑﺎﺗﺨﺎﺫ ﺗﺪﺍﺑﻴﺮ ﺑﺄﺛﺮ
ﺭﺟﻌﻲ ﻭ ﺃﺛﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﻴﺮ ﻳﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﻠﻐﻰ .ﻭ ﺑﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﺈﻥ ﺇﻟﻐﺎء ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻣﻦ
ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺇﻋﺪﺍﻡ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻣﻨﺬ ﺻﺪﻭﺭﻩ ﻭ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻛﺄﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ.
ﺝ -ﺳﺤﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺑﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻓﻲ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﻛﺈﻟﻐﺎء ﻟﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻵﺛﺎﺭ
ﺍﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻫﻲ ﺃﻳﻀﺎ ﺁﺛﺎﺭ ﺭﺟﻌﻴﺔ.
ﺩ -ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻣﻞء ﻓﺮﺍﻍ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ.
ﻭﻓﻲ ﺍﻷﺧﻴﺮ ،ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﻤﻠﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻹﺷﻬﺎﺭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻳﻈﻬﺮ ﻛﻀﻤﺎﻧﺔ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺪﺍﺭ ﻭﻛﻮﺳﻴﻠﺔ ﻟﺘﺪﻋﻴﻢ ﺍﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻷﻧﻪ ﻳﺠﻨﺒﻪ ﺧﻄﺮ ﺃﻥ ﻳﻔﺎﺟﺄ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﻗﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﺻﺎﻟﺤﻪ
ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ ﺑﻪ .
ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ:ﻃﺮﻕ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ
ﻳﻔﺮﺽ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺩﻱ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﻳﻦ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺩﺧﻮﻟﻪ ﺣﻴﺰ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ،ﻓﻬﻮ ﻣﻠﺰﻡ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬﻢ ،ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ
ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻨﻔﺬ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻣﻀﻄﺮﺓ ﻟﻠﺠﻮء ﻣﺴﺒﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ )ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻤﺴﺒﻖ(،ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ
ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﺗﻔﺮﺽ ﻭﺍﺟﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﻳﻦ ،ﻓﺈﻥ ﻫﺆﻻء ﻻ ﻳﺨﻀﻌﻮﻥ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺑﺈﺭﺍﺩﺗﻬﻢ ﻟﻬﺬﻩ
ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ .ﻭ ﻹﺟﺒﺎﺭﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻟﺘﻜﻔﻞ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻬﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ )ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ
ﺍﻟﻘﻮﺓ( .
ﺃﻭﻻ :ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻤﺴﺒﻖ
ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺣﻴﺰ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺑﺼﻔﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻨﺘﺞ ﺃﺛﺮﻩ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ،ﻓﻴﺠﺪ ﺍﻟﺸﺨﺺ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﺪﻑ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺭ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻨﺬ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺻﺎﺣﺐ ﺣﻖ ﺃﻭ ﻭﺍﺟﺐ ،ﺩﺍﺋﻨﺎ ﺃﻭ ﻣﺪﻳﻨﺎ ،ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻌﻤﻞ ﺃﻭ ﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﻋﻦ
ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻌﻤﻞ ﺃﻭ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻨﻈﺎﻡ ﺟﺪﻳﺪ.
ﻭﻫﻨﺎ ﺗﻈﻬﺮ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺮﻑ ﺑﻬﺎ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻤﻮﺟﺒﻬﺎ ﺗﻨﺘﺞ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻬﺎ ﺃﺛﺮﺍ
ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎ ﻓﻮﺭﻳﺎ ﻭ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻄﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ ،ﻭﻋﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﻳﻜﻴﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺍﻣﺘﻴﺎﺯ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻤﺴﺒﻖ .
ﻭﻳﻘﺼﺪ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻣﻌﻔﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻮﻗﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺠﻮء ﻣﺴﺒﻘﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ .ﻭ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﺄﺗﻲ
ﺗﻌﺒﻴﺮ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻤﺴﺒﻖ .ﻭ ﻳﺤﻤﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ:
ﺃ-ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺨﻀﻊ ﻟﻸﺛﺮ ﺍﻟﻔﻮﺭﻱ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻮﺿﺢ
ﻋﺪﻡ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺘﻪ.ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻓﻲ ﻭﺿﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻊ ،ﻭﻫﻲ ﻭﺿﻌﻴﺔ ﻣﺮﻳﺤﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﻣﻊ ﻭﺿﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺐ
ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻄﺎﻋﻦ .ﻓﺈﺫﺍ ﻧﺎﺯﻉ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻓﺈﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻌﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻠﺠﻮء ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ،ﻭ
ﺑﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﺈﻧﻪ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻣﺘﻴﺎﺯ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻤﺴﺒﻖ ﺗﺮﻏﻢ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﺬ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﻤﺪﻋﻲ.
ﺏ-ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻱ ﻓﺤﺺ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻘﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ .ﻭ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻤﻜﻦ
ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﻔﺮﺽ ﺗﻨﻔﻴﺬﻩ ﺣﺘﻰ ﻭ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭ ﻳﻨﺎﺯﻉ ﻓﻴﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ،ﻭ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﺿﺪﻩ ﻻ ﻳﻮﻗﻒ ﻣﺒﺪﺋﻴﺎ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ،ﻭ
ﻳﺴﺘﻤﺮ ﺗﻨﻔﻴﺬﻩ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ.
ﻭ ﻳﻬﺪﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﺑﻀﻤﺎﻥ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﻭﻥ
ﻣﻦ ﺷﻠﻬﺎ ﺃﻱ ﺿﻤﺎﻥ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ.
ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺸﻴﺌﺎ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺎ ﺇﺫ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎءﺍﺕ ،ﺇﺫ ﻳﺠﻮﺯ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎء ﺗﻘﺪﻳﻢ
ﻃﻠﺐ ﻭﻗﻒ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺿﺪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ )ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 24ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ 90/41ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ
3
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻡ .ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ
ﺑﺈﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻢ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ( ،ﻭ ﻳﺸﺘﺮﻁ ﻹﻳﻘﺎﻑ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺷﺮﻭﻃﺎ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻭ ﺃﺧﺮﻯ ﺷﻜﻠﻴﺔ:
ﻭ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺷﺮﻃﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭ ﺍﻟﺠﺪﻳﺔ .
ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺷﺮﻁ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻳﺮﺗﺐ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻳﺘﻌﺬﺭ ﺗﺪﺍﺭﻛﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻮ ﺣﻜﻢ ﺑﺈﻟﻐﺎء ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺑﻌﺪ
ﺗﻨﻔﻴﺬﻩ ﻭﻣﻦ ﺃﻣﺜﻠﺔ ﺫﻟﻚ ﻗﺮﺍﺭ ﻣﻨﻊ ﻃﺎﻟﺐ ﻣﻦ ﺍﺟﺘﻴﺎﺯ ﺍﻣﺘﺤﺎﻥ ﺃﻭ ﺑﻬﺪﻡ ﻣﻨﺰﻝ .
ﺃﻣﺎ ﺷﺮﻁ ﺍﻟﺠﺪﻳﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻘﺼﺪ ﺑﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻃﻠﺐ ﻭﻗﻒ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻣﺒﻨﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺟﺪﻳﺔ ﻭ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ
ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺗﺮﺟﺢ ﻛﻔﺔ ﺇﻟﻐﺎءﻩ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺒﺤﺚ ﺩﻗﻴﻖ ﻭﻣﻌﻤﻖ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻄﻠﺐ ﻭ ﺩﻭﻥ
ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ.
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ﻓﺘﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ:
-ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻃﻠﺐ ﺇﻳﻘﺎﻑ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻣﻘﺘﺮﻧﺎ ﺑﺪﻋﻮﻯ ﺍﻹﻟﻐﺎء ،ﻭ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﻟﺸﻜﻠﻲ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ،ﻭ
ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻃﻠﺐ ﻭﻗﻒ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻣﻘﺪﻣﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﻣﻘﺎﻝ ﺩﻋﻮﻯ ﺍﻹﻟﻐﺎء ﺃﻭ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻘﺪﻣﺎ ﺑﻨﺎءﺍ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻋﻦ ﺩﻋﻮﻯ
ﺍﻹﻟﻐﺎء .
-ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﺇﻳﻘﺎﻑ ﺗﻨﻔﻴﺬﻩ ﻻﺯﺍﻝ ﻟﻢ ﻳﻨﻔﺬ ﺑﻌﺪ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻗﺪ ﻭﻗﻊ ﺗﻨﻔﻴﺬﻩ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ
ﻓﻼ ﻣﺒﺮﺭ ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺈﻳﻘﺎﻑ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻟﻌﺪﻡ ﺟﺪﻭﻯ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﻳﻘﺎﻑ ،ﻛﺄﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻴﻌﺎﺩ ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻥ ﻗﺪ ﻓﺎﺕ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ
ﻗﺪ ﺗﻢ ﻫﺪﻣﻪ.
ﻭﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺍﻣﺘﻴﺎﺯ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻤﺴﺒﻖ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻲ
4
ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻱ ﻓﺤﺺ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ،ﻭ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﺍﻟﻌﻤﻴﺪ ﻓﻴﺪﻝ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﺸﻲء ﺍﻟﻤﻘﺮﺭ ﺑﻪ
ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﻣﻊ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﺸﻲء ﺍﻟﻤﻘﻀﻲ ﺑﻪ .
ﺛﺎﻧﻴﺎ :ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺠﺒﺮﻱ
ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻳﻤﻨﺢ ﻟﻠﻔﺮﺩ ﺣﻘﺎ ﺃﻭ ﺧﻴﺎﺭﺍ ﻛﺮﺧﺼﺔ ﺍﺣﺘﻼﻝ ﺟﺰء ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻣﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ،ﺭﺧﺼﺔ
ﺍﻟﺒﻨﺎء،ﺭﺧﺼﺔ ﺍﻟﺼﻴﺪ ،ﻓﻔﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻌﻮﺩ ﻟﻠﻔﺮﺩ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺣﻘﻪ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻓﻘﻂ ﺃﻥ ﻻ ﺗﻀﻊ ﺍﻟﻌﻮﺍﺋﻖ
ﺃﻣﺎﻡ ﺫﻟﻚ.
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻳﻀﻊ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺸﻜﻞ ﺍﻷﺻﻌﺐ،ﻓﻔﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺸﺨﺺ
ﺃﻥ ﻳﻤﺘﻨﻊ ﻋﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻪ،ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﺠﺒﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻀﻮﻉ ﻭ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ؟
ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻬﺎ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻘﻮﺓ ،ﻭﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻻﻣﺘﻴﺎﺯ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ
ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﻪ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ،ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺠﺒﺮ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭ ﺍﻟﻤﻤﺘﻨﻊ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﺘﻲ
ﻳﺘﻀﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ.ﻭﻫﻲ ﻓﺮﺿﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ .ﻓﺎﻹﺩﺍﺭﺓ ﺗﻄﺒﻖ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ،ﻭ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﺄﺗﻲ
ﻃﺎﺑﻌﻬﺎ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ ،ﻓﺎﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺠﺒﺮﻱ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﻭ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻻ ﺗﻠﺠﺄ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺍﺟﺘﻤﻌﺖ ﺷﺮﻭﻁ ﻣﻌﻴﻨﺔ
،ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺑﻬﺎ ﻭ ﺗﺤﺖ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻬﺎ.
ﺃ -ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻟﻠﺠﻮء ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺠﺒﺮﻱ:
ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻠﺠﻮء ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺠﺒﺮﻱ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺍﺟﺘﻤﻌﺖ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺮﺧﺺ ﺑﻪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺻﺮﺍﺣﺔ ،ﻭ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺪﺓ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺗﺠﻴﺰ ﺍﻟﻠﺠﻮء ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺜﻼ:
-ﺗﻨﺺ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 108ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﺭﻗﻢ 14-113ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ 07ﻳﻮﻟﻴﻮﺯ
4 2015ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ":ﻳﺠﻮﺯ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﺐ ﻋﻨﺪ ﺍﻻﻗﺘﻀﺎء ﻣﻦ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﺔ ﺃﻭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻳﻤﺜﻠﻪ
ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﺘﺸﺮﻳﻊ ﺍﻟﻤﻌﻤﻮﻝ ﺑﻪ ،ﻗﺼﺪ ﺿﻤﺎﻥ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻪ ﻭ ﻣﻘﺮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ".
4
-Schwarzenberg (R.G.), L'autorité de la chose décidée, 1969, p.792.
- 4ﻇﻬﻴﺮ ﺷﺮﻳﻒ ﺭﻗﻢ 1.15.84ﺻﺎﺩﺭ ﻓﻲ 20ﻣﻦ ﺭﻣﻀﺎﻥ 7 ) 1436ﻳﻮﻟﻴﻮ (2015ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﺭﻗﻢ 113.14ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ.ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ
ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻋﺪﺩ 6380ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 6ﺷﻮﺍﻝ 23 ﴿ 1436ﻳﻮﻟﻴﻮ ﴾2015
3
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻡ .ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ
-ﺗﻨﺺ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 81ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ 90-12ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﻌﻤﻴﺮ" :ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﻠﺠﺄ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺎ ﻭ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺔ
ﺍﻟﻤﺎﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﻫﺪﻡ ﺍﻟﺒﻨﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺸﻴﺪﺓ ﺑﺪﻭﻥ ﺭﺧﺼﺔ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺪﻭﻣﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ".ﻭ ﺗﻨﺺ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 69ﻋﻠﻰ ﺃﻥ "ﻳﺒﻠﻎ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻬﺪﻡ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻒ ﻭﻳﺤﺪﺩ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﺟﻞ ﺍﻟﻤﻀﺮﻭﺏ ﻟﻪ ﻹﻧﺠﺎﺯ ﺃﺷﻐﺎﻝ ﺍﻟﻬﺪﻡ .ﻭ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﺪﻯ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺟﻞ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﻳﻮﻣﺎ،
ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻨﺠﺰ ﺍﻟﻬﺪﻡ ﻓﻲ ﺍﻷﺟﻞ ﺍﻟﻤﻀﺮﻭﺏ ﻟﺬﻟﻚ ﺗﻮﻟﺖ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻒ" .ﻳﺠﺐ ﺃﻻ
ﺗﺘﻮﻓﺮ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻬﺎ ،ﻓﻤﺎ ﻫﻲ ﺇﺫﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﻮﻝ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ ﺩﻭﻥ
ﺍﻟﻠﺠﻮء ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻮﺓ .ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻴﺔ.
ﻓﻌﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻴﺔ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺭﻓﺾ ﺷﺨﺼﺎ ﻣﺎ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻗﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﺗﺤﻴﻠﻪ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ .ﻭﻧﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﻠﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭ
ﺍﻟﺨﻀﻮﻉ .ﻭﻣﻦ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ 11ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺼﻞ 609ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺎﻗﺐ "ﺑﻐﺮﺍﻣﺔ ﺗﺘﺮﺍﻭﺡ
ﺑﻴﻦ ﻣﺎﺋﺔ ﻭ ﻣﺎﺋﺔ ﻭ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺩﺭﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻒ ﻣﺮﺳﻮﻣﺎ ﺃﻭ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﺻﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ،ﺇﺫﺍ
ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻟﻢ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻮﺑﺎﺕ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻤﻦ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺃﺣﻜﺎﻣﻪ".
ﻭ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻴﺔ ،ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﻮﻗﻊ ﻋﻘﻮﺑﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﻃﺎﺑﻊ ﺇﺩﺍﺭﻱ ،ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ
ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺟﺪﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻓﻘﺪ ﺗﻌﺪﺩﺕ ﻭ ﺗﻨﻮﻋﺖ ﻣﻨﺬ ﺑﻀﻌﺔ ﻋﻘﻮﺩ،ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻣﻮﺿﺔ 4ﻭﻗﺪ
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺗﻜﺘﺴﻲ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺔ ﻣﺴﻄﺮﺓ
ﺟﺪﻳﺔ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﻹﻋﻄﺎء ﺿﻤﺎﻧﺎﺕ ﻟﻠﻤﺪﺍﺭﻳﻦ .
ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻵﻥ ﺃﻗﻞ ﺧﻄﻮﺭﺓ ،ﻓﺎﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻤﻜﻨﺔ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﺺ ﻳﺮﺧﺺ
ﺑﻬﺎ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻤﺒﺪﺃ ﻻ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻭﻻ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺇﻻ ﺑﻨﺺ ،ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻢ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺃﻳﻀﺎ ﻭﻧﻔﺲ ﺍﻟﺸﻲء ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ
ﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ .ﻭﺭﻏﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺿﺮﻭﺭﻳﺎ،ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﺣﻮﻝ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ
ﻓﻴﻬﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺨﺼﻢ ﻭ ﺍﻟﺤﻜﻢ .4
ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ،ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﻠﺠﺄ ﺑﺸﺮﻭﻁ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺠﺒﺮﻱ.
ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺼﻄﺪﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺑﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ،ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﺃﻭ ﺳﻠﺒﻴﺔ ،ﻭﺇﻻ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﻠﺠﻮء ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺗﻨﻜﻴﺪﺍ ﻏﻴﺮ ﻣﻔﻴﺪ .
ﻭﺃﻥ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻤﻜﻨﺎ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺑﻮﺳﺎﺋﻞ ﺃﺧﺮﻯ ،ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﻻ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻮﺑﺎﺕ ﺟﻨﺎﺋﻴﺔ ﺃﻭ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ
ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺒﻖ ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻓﻌﺎﻟﺔ .
ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ،ﻭ ﻳﻌﻮﺽ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻭﺣﺪﻩ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ :ﻓﻬﻮ ﻳﺴﻤﺢ ﺩﺍﺋﻤﺎ
ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﺑﺪﻭﻥ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﻭ ﺑﺪﻭﻥ ﺍﻟﻠﺠﻮء ﻣﺴﺒﻘﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ .ﻭﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻳﻌﻮﺩ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺤﺎﻟﺔ ﺍﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﺃﻡ ﻻ ،ﻭﺗﺴﻤﺢ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ
ﺑﺎﻟﺘﺼﺮﻑ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺎ ﺩﻭﻥ ﺣﺎﺟﺔ ﻷﻥ ﺗﺘﺨﺬ ﻣﺴﺒﻘﺎ ﻗﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﻳﺼﻄﺪﻡ ﺑﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺤﺠﺰ
ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ ﻭ ﻣﺼﺎﺩﺭﺓ ﺃﻋﺪﺍﺩﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻭ ﻧﺰﻉ ﺍﻟﻤﻠﺼﻘﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺧﻄﻴﺮﺓ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺇﺗﻼﻑ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ
ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻴﺔ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﻣﺪﺓ ﺻﻼﺣﻴﺘﻬﺎ ،ﻓﺎﻹﺩﺍﺭﺓ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻌﻄﻲ ﻣﺴﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﻌﻨﻴﻴﻦ ﺑﺎﻷﻣﺮ
ﺃﻣﺮﺍ ﺑﺴﺤﺐ ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺃﻭ ﺗﻤﺰﻳﻖ ﺍﻟﻤﻠﺼﻘﺎﺕ ﺃﻭ ﺇﺗﻼﻑ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻴﺔ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ .
ﻭﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ،ﻭﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻻ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﺨﺬﺓ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺩ .
ﻓﺎﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻨﺤﺼﺮ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺿﺮﻭﺭﻱ .ﻭ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺁﺧﺮ ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺄﻱ ﺷﻲء ،ﺑﻞ ﻳﺠﺐ
ﺃﻥ ﻻ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺠﺒﺮﻱ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺿﺮﻭﺭﻱ ﻭﻧﺠﺪ ﻫﻨﺎ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗﻜﻴﻴﻒ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻐﺎﻳﺎﺕ ﺃﻱ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺗﺪﺍﺑﻴﺮ
ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺿﺮﻭﺭﻳﺔ ﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﺎﻷﻣﺮ ..ﻛﻤﺎ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ
ﺗﺮﻳﺪ ﺗﻄﺒﻴﻘﻪ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻘﻮﺓ .ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺗﺠﺘﻤﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺠﺒﺮﻱ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻤﻜﻨﺎ ﻭ ﻟﻴﺲ ﺇﻟﺰﺍﻣﻴﺎ .
4
Chapus (R.), droit administratif, 1997, Tome 1, n°1354-.
4
Waline (J.), droit administratif 22 éd. Dalloz2008, p.405-
3
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻡ .ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ
ﻓﺎﻟﺴﺤﺐ ﺍﻟﺮﺟﻌﻲ ﻟﻘﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﺴﺘﺤﻴﻼ ﺇﺫﺍ ﺗﻮﻟﺪﺕ ﻋﻨﻬﺎ ﺣﻘﻮﻗﺎ ﻟﻸﻓﺮﺍﺩ ،ﻭ ﺗﺮﺗﻜﺰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻋﻠﻰ
ﻣﺒﺪﺃ ﻋﺪﻡ ﺭﺟﻌﻴﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ،ﻷﻥ ﺇﻧﻬﺎء ﻗﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﻳﺸﻜﻞ ﻓﻲ ﺣﺪ ﺫﺍﺗﻪ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ ﻭ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺳﺒﺐ
ﻳﻤﻨﻊ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻣﺒﺪﺃ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺮﺟﻌﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺸﺊ ﻭﺿﻌﻴﺎﺕ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﻊ
ﺣﺪﺍ ﻟﻬﺎ.
ﻓﺎﻟﺴﺤﺐ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺒﺮﻳﺮﻩ ﺇﻻ ﺑﺎﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻤﺤﻮ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ .ﻓﺎﻹﺩﺍﺭﺓ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﻋﺪﻡ ﺷﺮﻋﻴﺔ
ﺗﻤﺲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ،ﻭ ﺍﻟﺴﺤﺐ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻤﻼﺋﻤﺔ ﻫﻮ ﺳﺤﺐ ﻏﻴﺮ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﺪﺋﻴﺔ .4ﻓﺎﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺗﻄﺮﺡ ﺇﺫﻥ
ﺃﺳﺎﺳﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺔ ﺃﻱ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﺘﺸﻒ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻃﺎﺑﻌﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ.ﻭ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﺴﺤﺐ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺳﺤﺒﻪ ﻭ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻗﺪ ﺃﻧﺸﺄ ﺣﻘﻮﻗﺎ ﺃﻡ ﻻ .ﻭﻫﻮ ﺗﻤﻴﻴﺰ
ﻳﻜﺘﺴﻲ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ.
ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ :ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ
ﺇﻥ ﺳﺤﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﺸﺌﺔ ﻟﻠﺤﻘﻮﻕ ،ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻤﻜﻨﺎ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻟﺤﻈﺔ ،ﻓﺎﻟﺴﺤﺐ ﻫﻨﺎ
ﻻ ﻳﺼﺪﻡ ﺑﺄﻱ ﺣﻖ ﻣﻜﺘﺴﺐ ،ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﻣﺤﻮ ﻋﺪﻡ ﺷﺮﻋﻴﺔ .ﻓﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ،ﻓﺈﻥ
ﺍﻟﺴﺤﺐ ﻳﺒﻘﻰ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻣﻤﻜﻨﺎ.
ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ،ﻓﺈﻥ ﺳﺤﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﻨﺸﺌﺔ ﻟﻠﺤﻘﻮﻕ ﻳﺼﻄﺪﻡ ﺑﺎﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺔ،
ﺇﺫ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺳﺤﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺇﻻ ﺩﺍﺧﻞ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺃﻱ ﺩﺍﺧﻞ ﺃﺟﻞ ﺷﻬﺮﻳﻦ.ﻭ ﻟﻠﺴﺒﺐ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻳﺒﻘﻰ
ﺍﻟﺴﺤﺐ ﻣﻤﻜﻨﺎ ﺧﻼﻝ ﻣﺪﺓ ﺍﻟﺘﻘﺎﺿﻲ ﻋﻨﺪ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﻓﻲ ﺍﻷﺟﻞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻷﻥ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻻ ﺗﺼﺒﺢ ﻣﻜﺘﺴﺒﺔ ﺑﺼﻔﺔ
ﻧﻬﺎﺋﻴﺔ ﻣﺎﺩﺍﻡ ﺃﻥ ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻻﺯﺍﻟﺖ ﻣﻤﻜﻨﺔ.ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺃﻛﺪﻩ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﺮﺓ ﺑﻘﻮﻟﻪ
" .. .ﺇﻥ ﻣﺒﺪﺃ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺔ ﻳﻘﻒ ﻣﺎﻧﻌﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻣﻦ ﺳﺤﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﺨﺬﺓ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭ
ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺠﺎﺭﻱ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﻗﺖ ﺻﺪﻭﺭﻫﺎ ﻭ . ..ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻣﺸﻮﺑﺎ ﺑﻌﺪﻡ
ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﻴﺔ .4 " ...
ﻭﺗﺮﺗﻜﺰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﺤﺐ ﺍﻟﺮﺟﻌﻲ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻛﺠﺰﺍء ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻟﻌﺪﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻮﺏ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ
ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﺎ ﺳﻴﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﻗﺎﺿﻲ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻋﻨﺪ ﻧﻈﺮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻟﻺﻟﻐﺎء ،
ﻓﺎﻟﺴﺤﺐ ﻫﻨﺎ ﻟﻴﺲ ﺇﻻ ﺩﻭﺍء ﺑﺪﻳﻼ ﻟﻺﻟﻐﺎء ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻭ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﻌﻰ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ
ﺑﺴﻴﻄﺔ .
ﻭﺗﺠﺪﺭ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﻤﻜﻦ ﺳﺤﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﺪﻭﻣﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺷﺮﻁ ﺍﻵﺟﺎﻝ.
ﺇﺫﺍ ﻓﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺟﻞ ﺃﻭ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻄﻌﻦ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺴﺤﺐ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻣﻤﻜﻨﺎ .ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺭﻏﻢ ﻋﺪﻡ
ﺷﺮﻋﻴﺘﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻓﻴﻪ ﻭ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻨﺒﻊ ﻣﻨﻪ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﻜﺘﺴﺒﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻧﻬﺎﺋﻲ .ﻓﻬﻨﺎ ﻳﺼﻄﺪﻡ ﺍﻟﺴﺤﺐ
ﺑﻤﺒﺪﺃ ﻋﺪﻡ ﺭﺟﻌﻴﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭﺻﻴﺎﻧﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺔ ،ﺇﺫ ﻳﻤﻨﻊ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ
ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﺃﻳﺔ ﻟﺤﻈﺔ ﻭﺗﺤﺖ ﺃﻱ ﻣﺒﺮﺭ ﻛﺎﻥ ﺑﺴﺤﺐ ﻗﺮﺍﺭ ﺗﻮﻟﺪﺕ ﻋﻨﻪ ﺣﻘﻮﻕ ﻣﻜﺘﺴﺒﺔ ،ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺸﻜﻞ ﻋﻨﺼﺮ ﻟﻸﻣﻦ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ .
ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺸﺮﻭﻋﺔ ﻓﻴﺠﺐ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﺸﺮﻉ ﺑﻌﺪ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ
-4ﻭﺍﺳﺘﺜﻨﺎء ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ،ﻓﺈﻥ ﺳﺤﺐ ﻗﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻤﻜﻨﺎ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻟﺤﻈﺔ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻨﻪ،ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﺤﺐ ﻻ ﻳﻤﺲ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻐﻴﺮ.
ﻛﻤﺎ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﻟﺴﺤﺐ ﻣﻤﻜﻨﺎ ﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻣﺸﺮﻭﻋﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﺗﻨﺸﺊ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺣﻘﻮﻗﺎ،ﻓﺎﻟﺴﺤﺐ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻀﺮ ﺑﺄﺣﺪ،ﺑﻞ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺒﺘﻬﺠﺎ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﺤﺐ،ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﻣﺜﻼ ﺑﻘﺮﺍﺭ ﻳﺤﺪﺩ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺗﺄﺩﻳﺒﻴﺔ ﺃﻭ ﺭﻓﺾ ﺭﺧﺼﺔ ﺍﻟﺒﻨﺎء
ﺃﻭ ﻓﺘﺢ ﺻﻴﺪﻟﻴﺔ .ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻋﺰﻝ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ،ﺇﺫ ﻳﻤﻜﻦ ﺳﺤﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﻴﺮ ﺑﺼﻔﺔ ﺭﺟﻌﻴﺔ .ﻭ ﻫﻮ ﻻ ﻳﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ
ﻋﺰﻝ ﺍﻟﻤﻮﻇﻒ ﻣﺘﺒﻮﻋﺎ ﺑﺘﻌﻴﻴﻦ ﺧﻠﻔﻪ.
-4ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ،ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 26ﻳﻨﺎﻳﺮ ،1968ﻣﺒﺎﺭﻙ ﺍﻟﻄﺮﻗﻲ ،ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ،7ﺹ،106.ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﻤﻜﻨﺎﺱ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ
13ﺃﺑﺮﻳﻞ ،2000ﺍﻟﺸﻮﻳﺦ ﻣﺤﻤﺪ ،ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔﻋﺪﺩ ،38-39ﻣﺎﻱ -ﻏﺸﺖ،2001ﺹ227..
3
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻡ .ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ
ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﺮﻉ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ،ﻓﺎﻷﻭﻟﻰ ،ﻳﻤﻜﻦ ﺳﺤﺒﻬﺎ.ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻻ ﺗﺨﻮﻝ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺣﻘﻮﻗﺎ ﺇﻻ
ﺑﺘﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎ ﻓﺮﺩﻳﺎ ،ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺠﻮﺯ ﺳﺤﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻣﺸﻮﺑﺎ ﺑﺎﻟﺸﻄﻂ
ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻗﻀﺖ ﺑﻪ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺃﺷﻬﺮ ﺃﺣﻜﺎﻣﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺄﻧﻪ ":ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ
ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺳﺤﺐ ﻣﺮﺳﻮﻡ ﺗﻨﻈﻴﻤﻲ ﻳﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺢ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺃﻗﺪﻣﻴﺘﻬﻢ ﻭ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﻟﻢ ﻳﺼﺪﺭ
ﺗﻄﺒﻴﻘﺎ ﻟﻪ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﻓﺮﺩﻳﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﻓﺎﺩﺓ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻦ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﻣﻦ ﻣﻔﻌﻮﻝ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻨﺸﺊ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﺣﻘﺎ ﻣﻜﺘﺴﺐ
."4
ﺃﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﺮﻉ ﻓﻲ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ،ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ ﺳﺤﺒﻬﺎ ﻟﻌﺪﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺇﻻ ﺩﺍﺧﻞ ﺃﺟﻞ
ﺍﻟﻄﻌﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻭﺧﻼﻝ ﻣﺪﺓ ﺍﻟﺘﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺭﻓﻊ ﺩﻋﻮﻯ.
ﻭ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﺘﺬﻛﻴﺮ ﺃﻥ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺳﺤﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻻ ﺗﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﺑﻄﺮﻕ ﺗﺪﻟﻴﺴﻴﺔ ﻛﺎﻟﺘﺼﺮﻳﺤﺎﺕ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﺔ ﻭﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﻟﻤﺰﻭﺭﺓ .
ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :ﺍﻟﻨﺴﺦ Abrogation
ﺍﻟﻨﺴﺦ ﻫﻮ ﻭﺿﻊ ﺣﺪ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻓﻘﻂ ﻣﻊ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻅ ﺑﺂﺛﺎﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ،ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺁﺛﺎﺭ
ﻻﺣﻘﺔ .
ﻓﻨﺴﺦ ﻗﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﻫﻮ ﺇﻧﻬﺎﺅﻩ ﻭ ﺇﻟﻐﺎﺅﻩ ﺑﺄﺛﺮ ﻏﻴﺮ ﺭﺟﻌﻲ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ،ﻓﻌﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﺍﻟﺴﺤﺐ ،ﻳﻬﺪﻑ
ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺇﻟﻰ ﺇﻟﻐﺎء ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻛﻠﻴﺎ ﺃﻭ ﺟﺰﺋﻴﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻓﻘﻂ ،ﻭﺑﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﺈﻥ ﻧﺴﺦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺇﺫﻥ ﻫﻮ
ﺇﻟﻐﺎﺅﻩ ﺩﻭﻥ ﺃﺛﺮ ﺭﺟﻌﻲ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ ﺑﺂﺛﺎﺭﻩ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ،ﻭﺗﺠﺐ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻭ ﻋﻠﻰ ﻏﺮﺍﺭ ﺍﻟﺴﺤﺐ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺴﺤﺐ
ﻳﻀﻌﻨﺎ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﻗﺮﺍﺭﻳﻦ :ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻨﺎﺳﺦ ﻭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﻨﺴﻮﺥ.
ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ،ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺻﺮﻳﺤﺎ ،ﺃﻱ ﻳﺘﻢ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﻗﺮﺍﺭ ﺟﺪﻳﺪ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﻭ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ
ﺍﻟﺘﻲ ﺻﺪﺭ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻷﺻﻠﻲ ﺣﺴﺐ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻱ ﻓﻲ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﺎﻃﺮ ،ﻭﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺿﻤﻨﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺮﺍﺭ ﻻﺣﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺗﻔﻮﻗﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﺍﻓﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﻓﻴﺠﺐ ﻣﺤﻮ
ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻢ ﻧﻘﻀﻪ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ.
ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮ،ﻓﻴﺠﺐ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﻓﻲ ﻇﻠﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻠﺠﺄ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺴﺦ ،ﻟﻠﺠﻮﺍﺏ
ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ.
ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ :ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ
ﺇﻥ ﻧﺴﺦ -ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻣﻤﻜﻨﺎ ﻷﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺑﻠﺔ
ﻟﻠﻤﺴﺎﺱ ﻳﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺻﺪﻭﺭﻫﺎ ﻭ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻭﻣﺴﺘﻘﺮﺓ ﻭﺩﺍﺋﻤﺔ ﺩﻭﻥ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻄﻮﺭﻳﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﻟﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻭ
ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ،ﻓﻴﻤﻜﻦ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺇﺫﻥ ﺃﻥ ﺗﻨﺴﺨﻬﺎ ﻛﻠﻴﺎ ﺃﻭ ﺃﻥ ﺗﻌﺪﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻳﺔ ﻟﺤﻈﺔ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ
ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﺒﺮﺭ ﺫﻟﻚ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﻤﺪﺍﺭﻳﻦ ﺣﻖ ﻣﻜﺘﺴﺐ ﻟﻠﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻴﻬﺎ .ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻫﻲ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻟﻠﻤﺒﺪﺃ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ
ﺑﻘﺎﺑﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺘﻌﺪﻳﻞ ﻭ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ .ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻠﺰﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻨﺴﺦ ﻭ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺇﺫﺍ
ﻣﺎ ﺗﻐﻴﺮﺕ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ .
ﻳﻤﻜﻦ ﺇﺫﻥ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺃﻭ ﻧﺴﺦ ﻗﺮﺍﺭ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﺗﻨﻈﻴﻤﻲ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺪﺭﺗﻪ .ﻓﺤﺘﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ
ﻣﺘﺨﺬﺍ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻌﺪﻳﻠﻪ ﻗﺒﻞ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﺓ .ﻓﺎﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﻳﻌﺪﻝ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ .ﻓﻠﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ
ﺣﻖ ﻣﻜﺘﺴﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﻭﺍﻹﺑﻘﺎء ﻋﻠﻴﻪ.
ﻭﺣﺴﺐ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻱ ﻓﻲ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ،ﻓﺈﻥ ﻟﻨﺴﺦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻳﺠﺐ ﻣﺒﺪﺋﻴﺎ ﺇﺗﺒﺎﻉ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﻤﺘﺒﻌﺔ
ﻹﺻﺪﺍﺭﻫﺎ .
ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ
-4ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ،ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﺪﺩ 43،44ﻧﻮﻧﺒﺮ ،1966ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻷﻭﻝ ،ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ،ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ،1968ﺹ92..
3
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻡ .ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺟﺪ ﻣﻌﻘﺪﺓ ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ ﻣﻨﺸﺌﺔ ﻟﻠﺤﻘﻮﻕ
ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ،ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﺍﻟﻤﻨﺸﺌﺔ ﻟﻠﺤﻘﻮﻕ ﻭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﺸﺌﺔ ﻟﻬﺎ.
ﻓﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﺸﺌﺔ ﻟﻠﺤﻘﻮﻕ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺴﺤﺐ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻣﻤﻜﻨﺎ ﻓﻲ ﺃﻳﺔ ﻟﺤﻈﺔ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻮﺍﺋﺢ.
ﺃﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﺍﻟﻤﻨﺸﺌﺔ ﻟﻠﺤﻘﻮﻕ ،ﻓﺈﻥ ﻧﺴﺨﻬﺎ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﺴﺘﺤﻴﻼ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﺪﺋﻴﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎ ﻟﻤﺒﺪﺃ
ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺔ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺃﺻﺒﺢ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﻧﻬﺎﺋﻴﺎ ﻭ ﺛﺎﺑﺘﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻐﻴﻴﺮﻩ ،ﺑﻞ
ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﻀﻊ ﺣﺪﺍ ﻟﻪ ﺑﺎﺗﺨﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭ ﻣﻀﺎﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺇﺻﺪﺍﺭﻩ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺷﺮﻭﻁ ﺷﻜﻠﻴﺔ ﻭ ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ ﻣﺤﺪﺩﺓ .
ﺇﺫ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺼﺪﺭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﻀﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻣﻊ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﺍﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﺯﺍﺓ ﻓﻲ
ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ،ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ ﺣﻖ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﺘﺺ ﺑﺈﻟﻐﺎﺋﻪ ﻣﻊ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻀﻤﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺮﺭﺓ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ.
ﻭ ﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻀﺎﺩﺓ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺬﻛﺮ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺰﻝ ﻭﺇﺣﺎﻟﺔ ﻣﻮﻇﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻘﺎﻋﺪ،
ﻭﻫﻲ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﻣﻀﺎﺩﺓ ﻟﻘﺮﺍﺭ ﺗﻌﻴﻴﻨﻪ .ﻓﺎﻟﻌﺰﻝ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻘﺮﻳﺮﻩ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﺗﺆﺳﺲ ﻟﻮﺟﻮﺩ
ﺳﻠﻮﻙ ﺧﺎﻃﺊ ﻳﺒﺮﺭ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺪﺑﻴﺮ ﻣﻊ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻣﺴﻄﺮﻳﺔ ﺻﺎﺭﻣﺔ.
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ،ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﻇﺮﻑ ﺇﺿﺎﻓﻲ ﻳﺒﺮﺭ ﻧﺴﺦ ﻗﺮﺍﺭ ﻓﺮﺩﻱ ﻣﻨﺸﺊ ﻟﻠﺤﻘﻮﻕ ،ﺇﺫ ﻳﻤﻜﻦ ﻧﺴﺦ
ﻗﺮﺍﺭ ﻓﺮﺩﻱ ﻣﻨﺸﺊ ﻟﻠﺤﻘﻮﻕ ﺇﺫﺍ ﻇﻬﺮ ﺃﻧﻪ ﻣﺸﻮﺏ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ،ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻓﻘﻂ ﻧﺴﺨﻪ ،ﺑﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﺳﺤﺒﻪ
ﺑﺸﺮﻁ ﺗﻮﻓﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ. .
ﺧﺎﺗﻤﺔ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ:
ﺗﺘﻮﻓﺮ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻄﺔ ﻭ ﻫﻲ ﺧﺎﺻﻴﺘﻬﺎ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺗﻨﻢ ﻋﻦ
ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ .ﻭ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺿﺮﻭﺭﻳﺔ ﻟﻜﻞ ﺗﺠﻤﻊ ﺑﺸﺮﻱ ﻣﻨﻈﻢ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ.
ﻓﺎﻟﺪﻭﻟﺔ ﻫﻲ ﺿﺎﻣﻨﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ،ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻫﻮ ﻗﺮﺍﺭ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺇﻟﻰ
ﺣﻴﻦ ﺳﺤﺒﻪ ،ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭ ﺍﻟﺨﻀﻮﻉ .ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺿﺮﻭﺭﻱ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﻭ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﻀﻤﻦ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ،ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺳﻠﻄﺔ ﺧﻄﻴﺮﺓ ﻷﻧﻬﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺼﺒﺢ ﺗﻌﺴﻔﻴﺔ ﺃﻭ ﻷﻧﻬﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺨﻄﺊ ،
ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺠﺐ ﺃﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺳﻠﻄﺔ ﻣﻄﻠﻘﺔ.
ﻭﺃﻣﺎﻡ ﺫﻟﻚ ﻧﺸﻬﺪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺗﻄﻮﺭ ﺷﻜﻼﻧﻴﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﻣﺮﻭﻧﺘﻪ ،ﻛﻤﺎ ﻧﺸﻬﺪ ﺗﻮﺳﻌﺎ ﻓﻲ
ﻣﻨﺎﺯﻋﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ .
3
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻡ .ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ
ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻤﻨﻔﺮﺩﺓ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﺑﻮﻇﺎﺋﻔﻬﺎ ﻭﻣﻬﺎﻣﻬﺎ ،ﺗﻠﺠﺄ
ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺃﻳﻀﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻱ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .ﻭﺍﻟﻌﻘﻮﺩ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺮﻫﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻻ ﺗﺨﻀﻊ ﻟﻨﻈﺎﻡ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﻭﺍﺣﺪ ،ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﻋﻘﻮﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﻀﻊ ﻟﻨﻈﺎﻡ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﻀﻊ ﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻭ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ .
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻻ ﻳﻬﺘﻢ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻭ ﺗﺤﺪﻳﺪ
ﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻪ)ﺍﻟﻤﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ ( ﺛﻢ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﻤﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺳﻮﺍء ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ
ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻌﻬﺎ)ﺍﻟﻤﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ(.
ﺍﻟﻤﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ :ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ
-ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ؟ ﻭ ﺑﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻌﺮﻑ ﺃﻧﻨﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﻘﺪ ﺇﺩﺍﺭﻱ ؟ ﻣﺎ ﻫﻲ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ
ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ؟
ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻷﻭﻝ :ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ
ﻟﺘﻜﻴﻴﻒ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺑﺄﻧﻪ ﻋﻘﺪ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﺣﺴﺐ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ،ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﻓﺮ ﻓﻴﻪ:
-ﻣﻌﻴﺎﺭ ﻋﻀﻮﻱ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ،ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺣﺪ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺷﺨﺼﺎ ﻋﺎﻣﺎ)ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ
ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻟﻠﺸﺨﺺ ﺍﻟﻌﺎﻡ( .
-ﻭ ﺍﻟﻤﻌﺎﻳﻴﺮ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ،ﺃﻱ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺃﻥ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺷﺮﻭﻃﺎ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ.
ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻭﻝ :ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﻌﻀﻮﻱ
ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪ ﻃﺮﻓﻴﻪ ﺷﺨﺼﺎ ﻣﻌﻨﻮﻳﺎ ﻣﻦ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ.ﻓﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ
ﻧﻌﺘﺒﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻌﻼ ﻃﺮﻓﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ؟
ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻌﻼ ﻃﺮﻓﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻳﺒﺮﻡ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺍﻟﻌﻘﺪ .ﻭ
ﻟﻜﻦ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ،ﺑﺪﻝ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻓﻲ ﺇﺑﺮﺍﻡ ﺍﻟﻌﻘﺪ ،ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻤﺜﻼ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺷﺨﺺ ﺧﺎﺹ .ﻭ
ﻳﻜﺘﺴﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﺷﻜﻞ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﺤﺴﺎﺏ.
ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ ،ﺇﺫ ﺃﻛﺪ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ 4ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺷﺮﻛﺔ ﺭﻳﺒﻤﻮ ﺿﺪ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﻓﻲ
ﺍﻻﺳﺘﺌﻨﺎﻑ ﺍﻟﻤﺮﻓﻮﻉ ﺇﻟﻴﻪ ﺿﺪ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻲ ﺃﻥ" :ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺑﻂ ﺩﺍﺭ ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ ﻭﺍﻟﺘﻠﻔﺰﺓ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻭﺷﺮﻛﺔ ﺭﻳﺒﻤﻮ
ﻫﻮ ﻋﻘﺪ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﺃﺣﺪ ﻃﺮﻓﻴﻪ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ".
ﻭﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻹﺩﺭﻳﺴﻲ ﺿﺪ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻷﻭﻗﺎﻑ ﺃﻛﺪﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﻤﺮﺍﻛﺶ 5ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ
... " 16/04/2003:ﺗﻌﺪ ﻋﻘﻮﺩﺍ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺮﻣﻬﺎ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻷﻭﻗﺎﻑ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻀﻄﻠﻊ ﺑﺘﺴﻴﻴﺮﻩ
ﻭﺗﻨﻈﻢ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭﻩ ﺭﺣﻼﺕ ﺍﻟﺤﺞ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﺔ ﻭﻳﺮﺟﻊ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﺒﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﻟﻠﻤﺤﺎﻛﻢ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ. ". ..
ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :ﺗﻤﺜﻴﻞ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻌﺎﻡ
ﻭﻳﺘﺨﺬ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﺷﻜﻠﻴﻦ:
ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻳﻌﻄﻲ ﻭﻛﺎﻟﺔ ﻟﺸﺨﺺ ﺧﺎﺹ ﻹﺑﺮﺍﻡ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻌﺎﻡ.ﻭﻫﻨﺎ ﻻ ﻳﺒﺮﻡ
ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺍﻟﻌﻘﺪ ،ﺑﻞ ﻳﻮﻛﻞ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﺷﺨﺼﺎ ﺧﺎﺻﺎ .5ﻭﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻨﺢ ﺑﻤﻮﺟﺒﻪ
ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ﻟﺸﺨﺺ ﺁﺧﺮ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺄﻣﺮ ﻣﺎ ﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ ﻭ ﺑﺎﺳﻤﻪ . 5ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻌﺎﻡ –ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ –ﻳﻤﻨﺢ ﻭﻛﺎﻟﺔ
ﻟﺸﺨﺺ ﺧﺎﺹ -ﺍﻟﻤﻮﻛﻞ -ﻹﺑﺮﺍﻡ ﻋﻘﺪ ﺑﺎﺳﻢ ﻭ ﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻌﺎﻡ.
ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻳﺘﺼﺮﻑ ﻟﺤﺴﺎﺏ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺣﺘﻰ ﻭ ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ
ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻗﺪ ﺃﻋﻄﻰ ﻭﻛﺎﻟﺔ ﺻﺮﻳﺤﺔ ﺃﻭ ﺿﻤﻨﻴﺔ ﻟﻠﺸﺨﺺ ﺍﻟﺨﺎﺹ .ﻓﻤﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺇﺫﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﺤﺴﺎﺏ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻴﺲ
ﻻ ﻭﻛﺎﻟﺔ ﺻﺮﻳﺤﺔ ﻭ ﻻ ﻭﻛﺎﻟﺔ ﺿﻤﻨﻴﺔ ،ﻭﻫﻲ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ.
ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺘﻰ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻌﺘﺒﺮ ﺑﺄﻥ ﺷﺨﺼﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﻳﺘﺼﺮﻑ ﺃﻭ ﻳﻌﻤﻞ ﻟﺤﺴﺎﺏ ﺷﺨﺺ ﻋﺎﻡ؟ ﻭﻣﺎ ﺫﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ
ﻟﺤﺴﺎﺏ . ..؟
ﻣﺘﻰ ﻇﻬﺮ ﺃﻥ ﺗﻌﺎﻗﺪ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻟﺤﺴﺎﺏ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭ ﻣﺼﻠﺤﺘﻪ،
ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ﻳﻜﺘﺴﻲ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺗﻮﻓﺮﺕ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻌﻘﺪ
ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ .ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺃﻛﺪﻩ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ 5ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﻭﻛﺎﻟﺔ ﺇﻧﻘﺎﺫ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﺎﺱ .ﻭﺗﺘﻠﺨﺺ ﻭﻗﺎﺋﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺷﺮﻛﺔ
ﺳﻮﻛﻮﺩﺭﺍ ﻭ ﺷﺮﻛﺔ ﺑﻼﺳﺘﻮﻣﺎﺭ ﺗﻌﺎﻗﺪﺗﺎ ﻣﻊ ﻭﻛﺎﻟﺔ ﺃﺩﻳﺮ" ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﻀﺮﻳﺔ ﻟﻠﺘﺨﻔﻴﺾ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺜﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﻜﺎﻧﻴﺔ ﻭ ﺇﻧﻘﺎﺫ
ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﺎﺱ" ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺠﻬﻴﺰ ﻣﺮﻛﺰ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﺸﻘﻒ ﺑﻘﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻟﻠﺸﺮﺏ ﻭ ﻗﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺼﺮﻑ ﺍﻟﺼﺤﻲ ،ﻭﻗﺪ
ﻗﺎﻣﺘﺎ ﺑﺈﻧﺠﺎﺯ ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺩﻓﺘﺮ ﺍﻟﺘﺤﻤﻼﺕ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺑﻘﻲ ﻣﺒﻠﻎ ﻣﻬﻢ ﺑﺬﻣﺔ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ .ﺭﻓﻌﺖ
ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺩﻋﻮﻯ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﻔﺎﺱ ﻭ ﺍﻟﺘﻤﺴﺘﺎ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻟﻬﻤﺎ ﺑﺎﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﻤﺘﺒﻘﻲ ﻭﺍﻧﺘﻬﺖ ﺍﻟﻤﺴﻄﺮﺓ ﺑﺼﺪﻭﺭ ﺣﻜﻢ
ﻗﻀﻰ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻨﻮﻋﻲ ﻟﻠﺒﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﻠﺐ .ﻓﻄﻌﻨﺘﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ
ﻭﻗﻀﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺑﻤﺎ ﻳﻠﻲ":ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺯﻉ ﺣﻮﻝ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻃﺮﻓﺎﻫﺎ ﻣﻌﺎ
ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻮﺍﺹ،ﻓﺈﻥ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ )ﺍﻟﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ( ﺷﺮﻛﺔ ﺃﺳﺴﺖ ﻛﻤﺎ ﻳﺘﺒﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﺳﻤﻬﺎ ﻭ ﻏﺎﻳﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ
ﺍﻟﻜﺜﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﻜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﺎﺱ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻭ ﻹﻋﺎﺩﺓ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ...ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﺘﺼﺮﻓﻴﻦ ﺍﻷﻭﻟﻴﻦ ﺑﻬﺎ ﻫﻢ ﺳﺘﺔ ﻭﺯﺭﺍء ﻓﻲ
ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺟﻼﻟﺔ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺑﺼﻔﺘﻬﻢ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ ﻭ ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺎﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺳﺴﺖ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻪ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ
-4ﻗﺮﺍﺭﺍ ﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ،ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﺪﺩ 904ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 2/2003/ :ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ ﺿﺪ ﺷﺮﻛﺔ ﺭﻳﺒﻤﻮ، ،ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻟﻼﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ،
ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ،ﻋﺪﺩ ،2004،16ﺹ388.
-5ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﻤﺮﺍﻛﺶ ﻋﺪﺩ 106ﺑﺎﻟﺘﺎﺭﻳﺦ 30/04/2003ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻹﺩﺭﻳﺴﻲ ﺿﺪ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻷﻭﻗﺎﻑ ،ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻋﺪﺩ 53,ﻧﻮﻧﺒﺮ /ﺩﺟﻨﺒﺮ ، 2003ﺹ229-230. :
-5ﻋﺰﻳﺰﺓ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ،ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﺹ40..
-5ﺍﻧﺲ ﺟﻌﻔﺮ،ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ،ﻁ .ﺛﺎﻟﺜﺔ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﺹ22. .
-5ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ 725ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 09/10/2003ﺷﺮﻛﺔ ﺑﻼﺷﻮﻣﺎﺭ ﺿﺪ ﻭﻛﺎﻟﺔ ﺇﻧﻘﺎﺫ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﺎﺱ ،ﺃﻧﻈﺮ :ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻷﻋﺮﺝ،ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻓﻲ
ﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ،ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ،ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،2007،ﺹ151..
3
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻡ .ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ
ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻣﻞ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻓﺎﺱ ﻭ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ . ...ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﺃﺑﺮﻣﺖ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺰﻭﻳﺪ ﻣﺮﻛﺰ
ﻋﻴﻦ ﺍﻟﺸﻘﻒ ﻓﺎﺱ ﺑﺎﻟﻤﺎء ﺍﻟﺸﺮﻭﺏ ﻭ ﻫﻲ ﻣﻨﺠﺰﺓ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭ ﺗﻢ ﺇﺑﺮﺍﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﻓﻲ
ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ 14-10-1976ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺼﻔﻘﺎﺕ ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﺍﻟﻤﺒﺮﻣﺔ ﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭ ﻛﺬﺍ ﺩﻓﺘﺮ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ
ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﻤﻄﺒﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﻘﺎﺕ ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﺍﻟﻤﻨﺠﺰﺓ ﻟﺤﺴﺎﺏ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ.ﺇﻥ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺯﻉ ﺣﻮﻝ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺪ
ﺃﺑﺮﻣﺖ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﻧﺠﺎﺯ ﻣﺮﻓﻖ ﻋﺎﻡ) ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺪ ﺑﺎﻟﻤﺎء ﺍﻟﺸﺮﻭﺏ( ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﺪﻋﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﻟﺖ ﺫﻟﻚ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻓﻲ
ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻤﻔﻮﺽ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ) ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ،ﺍﻟﺴﻜﻨﻰ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﻤﻴﺮ(ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺇﺑﺮﺍﻡ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﻓﻲ
ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻹﺑﺮﺍﻡ ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ.ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﻣﺠﺘﻤﻌﺔ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺻﻔﻘﺔ ﻋﻤﻮﻣﻴﺔ ﻭ ﻋﻘﺪﺍ ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ
ﺗﺨﻀﻊ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ".
ﻛﻤﺎ ﺍﻋﺘﺒﺮﺕ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺧﻠﻴﺞ ﻃﻨﺠﺔ ":ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺮﻣﻬﺎ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ
ﺍﻟﻤﻜﻠﻔﺔ ﺑﺘﺴﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺷﺮﻭﻃﺎ ﻭ ﺟﺰﺍءﺍﺕ ﻏﻴﺮ ﻣﺄﻟﻮﻓﺔ ﻓﻲ ﻋﻘﻮﺩ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ
5
ﺗﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻜﺎﻓﺆ ﻓﻲ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻋﻘﻮﺩﺍ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﺗﺨﺘﺺ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻢ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ .
ﻭﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﻦ ﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮ ،ﻓﺎﻟﻤﻬﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺼﺮﻑ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻻﻥ ﻫﺬﺍ
ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺗﺎﺑﻌﺎ ﻛﻠﻴﺎ ﻟﻸﻭﻝ ﺃﻭ ﻛﺎﻣﺘﺪﺍﺩ ﻟﻪ.
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ ،ﻭﻟﻜﻲ ﻳﻜﺘﺴﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻃﺎﺑﻌﺎ ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ،ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺣﺪ ﺃﻃﺮﺍﻓﻪ ﺷﺨﺼﺎ ﻋﺎﻣﺎ ،ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ
ﺣﺎﺿﺮﺍ ﺑﺼﻔﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ -ﻣﻤﺜﻞ -ﻭ ﻳﺘﺨﺬ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﺷﻜﻞ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﺤﺴﺎﺏ .
ﺇﻥ ﺣﻀﻮﺭ ﺷﺨﺺ ﻋﺎﻡ ﻫﻮ ﺷﺮﻁ ﻣﻄﻠﻮﺏ ﻻ ﻳﺘﻐﻴﺮ ،ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺷﺮﻃﺎ ﺿﺮﻭﺭﻳﺎ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﻘﻰ ﻏﻴﺮ
ﻛﺎ ﻑ .
ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻲ
ﺣﺴﺐ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩ ﻗﻀﺎﺋﻲ ﺭﺍﺳﺦ ،ﻭﺣﺪﻩ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺣﺪ ﺃﻃﺮﺍﻓﻪ ﺷﺨﺼﺎ ﻋﺎﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ ،ﻏﻴﺮ
ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﺇﻻ ﺗﻮﻓﺮﺕ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
-ﺃﻥ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺷﺮﻭﻃﺎ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ.
-ﻭ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ.
ﻓﺎﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺠﺘﻤﻊ ﻓﻴﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻳﻴﺮ ﻫﻮ ﻋﻘﺪ ﺇﺩﺍﺭﻱ .
ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ :ﻣﻌﻴﺎﺭ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻌﻘﺪ :ﺗﺴﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ
ﻟﻮﺻﻒ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺑﻜﻮﻧﻪ ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ ،ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺘﺼﻼ ﺑﺎﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ .ﻭ ﻳﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﺗﺼﺎﻝ ﺍﻟﻌﻘﺪ
ﺑﺎﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ،ﺑﻞ ﺗﺘﻔﺎﻭﺕ ﺣﺴﺐ ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻌﻘﺪ ،ﻭﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻳﺴﺎﻫﻢ
ﻓﻲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ .ﻟﺬﺍ ﻻ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻃﺮﻓﺎ ﻓﻴﻪ ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ ﺇﻻ
ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﺿﻮﻋﻪ ﻣﺘﺼﻼ ﺑﻨﺸﺎﻁ ﻣﺮﻓﻖ ﻋﺎﻡ ﺳﻮﺍء ﻛﺎﻥ ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ ﺃﻡ ﺻﻨﺎﻋﻴﺎ ﺃﻭ ﺗﺠﺎﺭﻳﺎ ﻭﻣﻬﻤﺎ ﺗﻌﺪﺩﺕ ﺻﻮﺭ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ
ﺑﺎﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺳﻮﺍء ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺗﻨﻈﻴﻤﻪ ﺃﻭ ﺇﺩﺍﺭﺗﻪ ﺃﻭ ﺍﺳﺘﻐﻼﻟﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺇﺩﺍﺭﺗﻪ ،ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺻﻮﺭ
ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺑﺎﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ . .5ﺃﻭ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﺿﻮﻋﻪ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺃﻭ
ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ.
ﻣﻨﺬ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩﺍﺗﻪ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﻭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻳﻌﺪﺩ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﺻﻒ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﻓﻔﻲ ﻗﻀﻴﺔ
ﺍﻟﺤﻴﺤﻲ ﻣﺤﻤﺪ 5ﺣﻴﺚ ﺗﻌﺎﻗﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻣﻊ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺸﺒﻴﺒﺔ ﻭ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ – ﺁﻧﺬﺍﻙ – ﻣﻦ ﺃﺟﻞ
-5ﻗﺮﺍﺭ ﻋﺪﺩ ،401ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ،12/10/1995ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﺠﻬﻴﺰ ﺧﻠﻴﺞ ﻃﻨﺠﺔ ﺿﺪ ﺷﺮﻛﺔ ﺍﻟﺒﻨﺎء ﻭ ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﻣﺪﻳﺘﺮﺍﻧﻲ ،ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭ
ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻋﺪﺩ ﻣﺰﺩﻭﺝ ،14-15ﺹ156..
-5ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻷﻋﺮﺝ ،ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ،ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ،ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ
ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،2007 ،ﺹ1531..
-5ﻗﺮﺍﺭ ﻋﺪﺩ 135ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 17ﺃﺑﺮﻳﻞ ، 1961ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺤﻴﺤﻲ ﺿﺪ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ )ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ 1961ﻡ.ﺱ .ﺹ.(56 .
4
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻡ .ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ
ﺗﻮﻇﻴﻔﻪ ﺇﻃﺎﺭﺍ ﻓﻲ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﺸﺒﻴﺒﺔ ﻭ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ،ﻭﺃﺛﻨﺎء ﻗﻴﺎﻣﻪ ﺑﻤﻬﺎﻣﻪ ﺩﻋﺖ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺑﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺧﻮﺽ
ﺇﺿﺮﺍﺏ ﻓﺸﺎﺭﻙ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺤﻲ ﻓﻴﻪ ،ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺩﻯ ﺑﺎﻟﻮﺯﻳﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺼﺪﺭ ﻓﻲ ﺣﻘﻪ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﺑﺘﻮﻗﻴﻔﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ .
ﺍﺿﻄﺮ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻟﻠﻔﺼﻞ ﻓﻲ
ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﻤﺒﺮﻡ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ .ﻭ ﻓﻲ 17ﺃﺑﺮﻳﻞ 1961ﺃﺻﺪﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺭﻩ ﻣﻌﺘﺒﺮﺍ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﻤﺒﺮﻡ
ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻋﻘﺪﺍ ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ ﺑﻘﻮﻟﻪ" :ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﻤﺒﺮﻡ ﺑﻴﻦ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺸﺒﻴﺒﺔ ﻭ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺤﻲ
ﻳﺘﺴﻢ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﻘﺪ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﺳﻮﺍء ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻤﻜﺘﺐ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ ﺍﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻢ
ﺗﻮﻇﻴﻒ ﺍﻟﻄﺎﻋﻦ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺩ ﻭﺍﺟﺒﺎﺗﻪ ﻭﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗﻪ ﺑﻜﻴﻔﻴﺔ ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ ﻟﻠﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﻴﻦ" .
ﻭﻓﻲ ﻗﺮﺍﺭ ﺁﺧﺮ ﻗﻀﺖ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ 5ﺑﻤﺎ ﻳﻠﻲ ":ﻭﺣﻴﺚ ﺇﻧﻪ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﻟﻰ ﺳﻨﺪﺍﺕ
ﺍﻟﻄﻠﺐ ﻭﺳﻨﺪﺍﺕ ﺍﻟﺘﺴﻠﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺣﺘﺠﺖ ﺑﻬﺎ ﺷﺮﻛﺔ ﺭﻳﺒﻤﻮ ،ﻳﺘﻀﺢ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻮﺭﻳﺪ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﺔ
ﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ ﻭﺍﻟﺘﻠﻔﺰﺓ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻣﻤﺎ ﻳﻔﻴﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﻣﻨﻪ ﺗﺴﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ .ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻧﻄﺎﻕ
ﺍﻟﻔﺼﻞ 8ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ 41/90ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻋﻘﺪﺍ ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ ﺃﺣﺪ ﻃﺮﻓﻴﻪ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﻭﻣﻮﺿﻮﻋﻪ ﺍﻗﺘﻨﺎء ﺃﺟﻬﺰﺓ
ﻟﺴﻴﺮﻫﺎ ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻤﺴﺘﺄﻧﻒ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺍﺏ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻋﺘﺒﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻌﻘﺪ ﺧﺎﺹ ".
ﻭﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﺫﻫﺒﺖ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﻤﺮﺍﻛﺶ 5ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ" :ﺗﻌﺪ ﻋﻘﻮﺩﺍ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺒﺮﻣﻬﺎ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻷﻭﻗﺎﻑ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻀﻄﻠﻊ ﺑﺘﺴﻴﻴﺮﻩ ﻭ ﺗﻨﻈﻢ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭﻩ ﺭﺣﻼﺕ ﺍﻟﺤﺞ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ
ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﺔ ،ﻭ ﻳﺮﺟﻊ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﺒﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﻟﻠﻤﺤﺎﻛﻢ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ."...ﻛﻤﺎ ﺗﺒﻨﻰ
ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﻓﻲ ﻋﻘﻮﺩ ﺍﻟﺘﻮﻇﻴﻒ 5ﻋﻘﻮﺩ ﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯ ﻭﻋﻘﻮﺩ ﺍﻹﺷﻐﺎﻝ 6ﻓﺎﻋﺘﺒﺮﻫﺎ ﻋﻘﻮﺩﺍ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻟﻮﺟﻮﺩ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻭ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ.
ﻭﻗﺪ ﺗﻢ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﻭﻛﺎﻟﺔ ﺇﻧﻘﺎﺫ ﻣﺪﻳﻨﺔ
ﻓﺎﺱ ﺑﻘﻮﻟﻪ... ":ﺇﻥ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺯﻉ ﺣﻮﻝ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺃﺑﺮﻣﺖ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﻧﺠﺎﺯ ﻣﺮﻓﻖ ﻋﺎﻡ) ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺪ ﺑﺎﻟﻤﺎء
ﺍﻟﺸﺮﻭﺏ( ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﺪﻋﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﻟﺖ ﺫﻟﻚ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻤﻔﻮﺽ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ
ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ) ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ،ﺍﻟﺴﻜﻨﻰ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﻤﻴﺮ( . ..ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺻﻔﻘﺔ ﻋﻤﻮﻣﻴﺔ ﻭ ﻋﻘﺪﺍ ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ ". ..
ﺇﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﻌﻴﺎﺭ ﻗﺪﻳﻢ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻟﻠﻌﻘﻮﺩ ،ﻭﻫﻮ ﻣﻌﻴﺎﺭ ﺟﺪ ﻣﺤﺪﺩ ﻣﻨﺬ ﻓﺘﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ،ﻓﺈﺫﺍ
ﺍﻧﻘﻄﻌﺖ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻭ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻘﺪ ﺻﻔﺘﻪ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭ ﺃﺻﺒﺢ ﻋﻘﺪﺍ ﻣﻦ ﻋﻘﻮﺩ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ
ﺃﺣﺪ ﻃﺮﻓﻴﻪ ﺷﺨﺼﺎ ﻋﺎﻣﺎ.
ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺷﺮﻁ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻻ ﻳﻜﻔﻲ ﻭﺣﺪﻩ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ .ﺇﺫ ﺣﺘﻰ ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﺮﻓﻖ ﻋﺎﻡ
ﻓﻠﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺎ ﻳﻤﻨﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻣﻦ ﺗﺴﻴﻴﺮﻩ ﻭﻓﻖ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺮ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻭ
ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ .ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺸﺘﺮﻁ ﺃﻥ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺷﺮﻭﻃﺎ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺄﻟﻮﻓﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ .
ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :ﻣﻌﻴﺎﺭ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻟﻌﻘﺪ :ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ
ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺗﺴﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭ ﻹﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻜﻴﻴﻒ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺷﺮﻭﻃﺎ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ.
-5ﻗﺮﺍﺭﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ،ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﺪﺩ 904ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 2/2003/ :ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ ﺿﺪ ﺷﺮﻛﺔ ﺭﻳﺒﻤﻮ، ،ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻟﻼﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ،
ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ،ﻋﺪﺩ ،2004،16ﺹ. 388.ﺃﻧﻈﺮ ﻛﺬﻟﻚ :ﻡ.ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ ،ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻭ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ :ﺗﻌﻠﻴﻖ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ،
ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻗﺮﺍﺭ 904ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 2/2003/ :ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ ﺿﺪ ﺷﺮﻛﺔ ﺭﻳﺒﻤﻮ ،ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ،ﻋﺪﺩ 72-73ﻳﻨﺎﻳﺮ –
ﺃﺑﺮﻳﻞ ،2007ﺹ176..
-5ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﻤﺮﺍﻛﺶ ،ﺣﻜﻢ ﻋﺪﺩ 106ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ،30/04/2003ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻹﺩﺭﻳﺴﻲ ﺿﺪ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻷﻭﻗﺎﻑ ،ﻡ.ﻡ.ﺇ.ﻡ.ﺕ ،ﻋﺪﺩ ، 53 :ﻧﻮﻧﺒﺮ – ﺩﺟﻨﺒﺮ
، 2003ﺹ229. .
-5ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ 90ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 10ﻣﺎﻱ ، 1960ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ،ﺝ – 1ﺹ ،123.ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻋﺪﺩ 56ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ 9ﻳﻮﻟﻴﻮﺯ ، 1959ﻗﻀﻴﺔ
ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ ،ﻣﻠﻒ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﻋﺪﺩ 2402/59ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ، 1958-1997ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﺫﻛﺮﺍﻩ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻦ
، 1997ﺹ. 19.
-6ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺭﻗﻢ 66ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 12ﻣﺎﻱ ، 1967ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ،ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ 1ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 8ﻳﻨﺎﻳﺮ ، 1971ﺷﺮﻛﺔ ﺍﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻔﻨﺎﺩﻕ
ﺷﻤﺎﻝ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻭﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ،ﻕ.ﻡ.ﺃ – 1966-1970ﺹ. 3.
4
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻡ .ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ
(_droit_commun_(fr
6 - http://fr.jurispedia.org/index.php/Critère_du_contrat_administratif_tiré_de_la_clause_exorbitante_du
6
- Pour une nouvelle définition de la clause exorbitante de droit commun dans le droit des contrats administratif, blog
de Frédéric Rollin, 3 octobre 2006.
-6ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﻟﻮﻫﻴﺒﻲ ﺿﺪ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻛﻨﻔﻮﺩﺓﻡ.ﻡ.ﺇ.ﻡ.ﺕ ،ﻋﺪﺩ ، 53ﻧﻮﻧﺒﺮ – ﺩﺟﻨﺒﺮ ، 2000ﺹ73..
-6ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 09ﻧﻮﻧﺒﺮ ،1995ﻋﻼﻝ ﺷﻌﺎﻟﻲ ،ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ، 1958-1997ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ
ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻦ ، 1997ﺹ339. .
4
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻡ .ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ
ﺳﺒﻘﺖ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻴﻪ( ﺑﻘﻮﻟﻪ ... " :ﺇﻥ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺯﻉ ﺣﻮﻝ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺃﺑﺮﻣﺖ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﻧﺠﺎﺯ ﻣﺮﻓﻖ ﻋﺎﻡ)
ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺪ ﺑﺎﻟﻤﺎء ﺍﻟﺸﺮﻭﺏ( ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﺪﻋﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﻟﺖ ﺫﻟﻚ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻤﻔﻮﺽ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ
ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ) ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ،ﺍﻟﺴﻜﻨﻰ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﻤﻴﺮ(ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺇﺑﺮﺍﻡ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻹﺑﺮﺍﻡ ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ
ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ .ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﻣﺠﺘﻤﻌﺔ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺻﻔﻘﺔ ﻋﻤﻮﻣﻴﺔ ﻭ ﻋﻘﺪﺍ ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ ﺗﺨﻀﻊ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ" .ﻭﻧﻔﺲ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻧﺠﺪﻩ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ 6ﻓﻔﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺤﻴﺤﻲ ﺍﻋﺘﺒﺮ ﺃﻥ "
ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﻤﺒﺮﻡ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺤﻴﺤﻲ ﻭﺑﻴﻦ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺸﺒﻴﺒﺔ ﻭ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﻳﺘﺴﻢ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﻘﺪ ﺇﺩﺍﺭﻱ
ﻷﻧﻪ ﻳﺤﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻭ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍ ﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺳﻨﺪﺕ ﺇﻟﻴﻪ".
ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﺸﺮﻁ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺫﺍﺗﻪ ﺗﻮﺿﺢ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺑﺠﻌﻞ ﺍﻟﻌﻘﺪ
ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻮﺿﺢ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻭ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺧﻀﻮﻉ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻟﺒﻌﺾ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ.
ﻫﻜﺬﺍ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﻧﻘﻄﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ :ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ ﻫﻮ ﻋﻨﺼﺮ،
ﻣﻘﺘﻀﻰ ،ﺷﺮﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ ،ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺲ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺧﺎﺭﺟﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻘﺪ .ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺒﺢ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﻘﺪ.ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﻳﺴﺠﻞ ﻗﻄﻴﻌﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ ،ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﻜﻮﻥ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﻘﺪ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﺇﺫ ﻳﺨﻀﻊ
ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻀﻤﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺗﻨﺘﺞ ﻣﻦ ﻧﺼﻮﺹ ﻋﺎﻣﺔ ﺧﺎﺭﺝ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻘﺪ.
ﺇﻻ ﺃﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻻ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻛﺎﻓﻴﺎ ﻹﺿﻔﺎء ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻞ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ
ﻟﻠﻌﻘﺪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺘﺴﻴﻴﺮ ﻣﺮﻓﻖ ﻋﺎﻡ ،ﻓﻄﺎﻟﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺗﺆﺳﺲ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺄﻟﻮﻓﺔ ﻓﻲ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ
ﺍﻟﺨﺎﺹ ،ﻓﻴﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﺬﻟﻚ ﻣﺒﺮﺭﺍﺗﻪ ،ﺑﺄﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺫﺍﺕ ﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ.ﻟﺬﻟﻚ ،ﻓﺈﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﺷﺮﻁ
ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ ﻳﺘﻌﺎﻳﺶ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻟﻠﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ .ﻭ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺃﻛﺪﻩ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺑﻮﻟﻔﺮﻭﺝ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ
ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 21ﺷﺘﻨﺒﺮ6 1995ﻭﺗﺘﻠﺨﺺ ﻭﻗﺎﺋﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺑﻮﻟﻔﺮﻭﺝ ﻗﺪ ﺗﻌﺎﻗﺪ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﻜﻬﺮﺑﺎء
ﻗﺼﺪ ﺗﺰﻭﻳﺪﻩ ﺑﺎﻟﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺴﻴﻴﺮ ﻭﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﻣﺰﺭﻭﻋﺎﺗﻪ ﺑﻀﻴﻌﺔ ﻟﻪ ﻣﻨﺬ 20ﺃﺑﺮﻳﻞ ،1986ﻭﻛﺎﻥ
ﻳﺆﺩﻱ ﻣﺴﺘﺤﻘﺎﺕ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻨﺘﻈﻢ ﺇﻟﻰ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺳﻨﺔ 1994ﻓﻮﺟﺊ ﺑﻘﻄﻊ ﺗﻴﺎﺭ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎء ﻋﻦ ﺿﻴﻌﺘﻪ ﻣﻤﺎ ﺗﺴﺒﺐ ﻟﻪ
ﻓﻲ ﻋﺪﺓ ﺃﺿﺮﺍﺭ ،ﻓﺮﻓﻊ ﺩﻋﻮﻯ ﺍﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﻤﺮﺍﻛﺶ ﻃﺎﻟﺒﺎ ﺍﻟﺤﻜﻢ )ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺈﺭﺟﺎﻉ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ
ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻲ ﻟﻠﻀﻴﻌﺔ ( ﺗﺤﺖ ﻃﺎﺋﻠﺔ ﻏﺮﺍﻣﺔ ﺗﻬﺪﻳﺪﻳﺔ ،ﻓﺎﻋﺘﺒﺮﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻣﺪﻧﻴﺎ ﻓﻘﻀﺖ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ،ﻓﺘﻢ
ﺍﻻﺳﺘﺌﻨﺎﻑ ﻭ ﻗﻀﻰ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﻣﻌﺘﺒﺮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﻤﺒﺮﻡ ﻻ ﻳﺘﻮﻓﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻟﺘﻜﻴﻴﻔﻪ
ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ ،ﻭ ﻣﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﻴﺜﻴﺎﺕ ﻗﺮﺍﺭﻩ .. ." :ﻭﺣﻴﺚ ﺇﻧﻪ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﻟﻰ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎء ،ﻓﺈﻧﻪ ﻭ
ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﺒﺮﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﻤﻮﻣﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﻜﻬﺮﺑﺎء ﻭ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺎﻋﻦ ،ﻭ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺷﺮﻭﻃﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺄﻟﻮﻓﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﻻ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺇﺑﺮﺍﻣﻪ ﺑﺘﺴﻴﻴﺮ ﻣﺮﻓﻖ ﻋﺎﻡ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻻ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻌﻘﺪ
ﺇﺩﺍﺭﻱ ﺗﺨﻀﻊ ﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻪ ﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻢ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺑﻌﻘﺪ ﻋﺎﺩﻱ. ". ..
ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ ،ﻣﺎﺩﺍﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺴﻴﻴﺮﻫﺎ ﺑﺈﺗﺒﺎﻉ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ ،ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺃﻥ ﻣﻌﻴﺎﺭ
ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻳﺒﻘﻰ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ.
ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ
ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻭﻝ :ﺷﻜﻞ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ
ﻳﻘﺼﺪ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺼﻴﻐﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻴﻔﺮﻍ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﺪ ،ﻭﺣﺪﺩﺗﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 15ﻣﻦ
ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ 2007ﺑﺸﺮﻁ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ،ﻭﻳﻨﺴﺤﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ
-6ﻗﺮﺍﺭ ﻋﺪﺩ 135ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 17ﺃﺑﺮﻳﻞ ، 1961ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺤﻴﺤﻲ ﺿﺪ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ )ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ 1961ﻡ.ﺱ .ﺹ.(56.
-6ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ،ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 2ﺷﺘﻨﺒﺮ ،1995ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ، 1958-1997ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ
ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻦ ، 1997ﺹ. 119.
4
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻡ .ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ
ﺳﻮﺍء ﺗﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻌﻘﺪ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺃﻭ ﺩﻓﺎﺗﺮ ﺍﻟﺘﺤﻤﻼﺕ ﺍﻟﻤﻠﺤﻘﺔ ﺑﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻹﺿﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻜﻤﻴﻠﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻣﺜﻞ
ﻋﻘﺪ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﻤﻴﺔ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﻭﺍﻟﻘﺼﻮﻯ ﻓﻲ ﺻﻔﻘﺎﺕ ﺇﻃﺎﺭ .ﻭﻻ ﺗﻔﻠﺖ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺇﻻ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺫﺍﺕ
ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﻟﻠﺴﻴﺮ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﻣﺒﻠﻐﻬﺎ ﻣﺎﺋﺘﻲ ﺃﻟﻒ ) (200.000ﺩﺭﻫﻢ ،ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﻫﻲ
ﻋﻘﻮﺩ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﺗﺤﺖ ﺍﺳﻢ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﺳﻨﺪﺍﺕ ﺍﻟﻄﻠﺐ " .
ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ :ﻋﻘﺪ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ
ﻋﻘﺪ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﻋﻘﺪ ﻣﻜﺘﻮﺏ ،ﻳﺤﺪﺩ ﺟﺰء ﻣﻦ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﺑﻴﺖ ﺃﻃﺮﺍﻓﻪ ،ﻣﻘﺴﻢ ﺇﻟﻰ ﺟﺰﺃﻳﻦ :ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ
ﻣﺨﺼﺺ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ،ﺗﺒﻴﻦ ﻓﻴﻪ ﺻﻔﺎﺗﻬﺎ ﻭﻃﺮﻳﻘﺔ ﺇﺑﺮﺍﻡ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﻭﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ ﻭﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ ،ﻭﺍﻟﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺑﺮﻣﺖ ﺑﻬﺎ،
ﻭﺟﺰء ﻣﺨﺼﺺ ﻟﻠﻤﺘﻨﺎﻓﺴﻴﻦ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﻄﺒﻴﻌﺘﻬﻢ )ﻃﺒﻴﻌﻴﻴﻦ ﺃﻭ ﻣﻌﻨﻮﻳﻴﻦ( ،ﻳﺒﻴﻨﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺃﺳﻤﺎءﻫﻢ ﻭﻋﻨﺎﻭﻳﻨﻬﻢ ﻭﻛﻞ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ
ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ﻛﺎﻻﻧﺨﺮﺍﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﻀﻤﺎﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﺍﻟﺴﺠﻞ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ،ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﺃﻣﺎﻡ
ﺍﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ...ﺍﻟﺦ .ﻭﻳﻮﻗﻌﻪ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﺍﻟﻤﻠﺘﺰﻡ ﻣﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ.
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻋﻘﺪ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﻳﺒﻴﻦ ﺟﺰء ﻣﻦ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺠﺰء ﺍﻵﺧﺮ
ﺗﻮﺿﺤﻪ ﺩﻓﺎﺗﺮ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺿﺢ ﺣﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﻃﺮﻓﻲ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ،ﻭﻣﺎ ﻳﺘﻄﻠﺒﻪ ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ ﻣﻦ ﺩﻗﺔ
ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺠﺎﺯ ﻭﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻭﻗﺖ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﻛﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﺗﻤﺎﻡ ﺍﻻﻧﺠﺎﺯ. ..ﺍﻟﺦ .6
ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :ﺩﻓﺎﺗﺮ ﺍﻟﺘﺤﻤﻼﺕ
ﺗﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ،ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻋﻘﺪ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ،ﻣﻦ ﺩﻓﺎﺗﺮ ﺍﻟﺘﺤﻤﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺩ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ
ﺑﻤﻮﺟﺒﻬﺎ ﺇﺑﺮﺍﻡ ﻭﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ ،ﻭﺗﺘﺄﻟﻒ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻓﺎﺗﺮ ﻣﻦ ﺩﻓﺎﺗﺮ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺩﻓﺎﺗﺮ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ
ﻭﺩﻓﺎﺗﺮ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ .ﻭﺗﻮﺿﺢ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 15ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻓﺎﺗﺮ ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ:
ﺃﻭﻻ -ﺩﻓﺎﺗﺮ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ:
ﺗﺤﺪﺩ ﺩﻓﺎﺗﺮ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ،ﺃﻱ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺒﻐﻲ
ﺍﺣﺘﺮﺍﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺻﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ،ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺷﺮﻭﻁ ﺇﺑﺮﺍﻡ ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ ﻭﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ﻭﺗﺴﺪﻳﺪ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ
ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ .6
ﻭﺗﻄﺒﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻓﺎﺗﺮ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺻﻨﻒ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ :ﺃﺷﻐﺎﻝ ﺃﻭ ﺗﻮﺭﻳﺪﺍﺕ
ﺃﻭ ﺧﺪﻣﺎﺕ ،ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺻﻨﻒ ﻣﻌﻴﻦ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ،ﻭﺗﺘﻢ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﻗﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻤﺮﺳﻮﻡ.
ﺇﺫﺍ ﺗﻀﻤﻨﺖ ﺻﻔﻘﺔ ﻋﺪﺓ ﺃﺻﻨﺎﻑ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ،ﻳﻄﺒﻖ ﺩﻓﺘﺮ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﺑﻖ ﻟﻠﺼﻨﻒ
ﺍﻟﺮﺍﺟﺢ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ .ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻮﺟﺪ ﺩﻓﺘﺮ ﺷﺮﻭﻁ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺧﺎﺹ ﺑﺎﻷﻋﻤﺎﻝ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ،ﻳﺠﺐ ﺃﻥ
ﺗﺤﻴﻞ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﺩﻓﺎﺗﺮ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﺠﺎﺭﻱ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻣﻼءﻣﺔ ﻣﻊ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ،
ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻊ ﺇﺩﺧﺎﻝ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻼﺕ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ﺇﻥ ﺍﻗﺘﻀﻰ ﺍﻟﺤﺎﻝ . 6
ﺛﺎﻧﻴﺎ -ﺩﻓﺎﺗﺮ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ:
ﺩﻓﺎﺗﺮ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﺗﺤﺪﺩ ،ﺑﺎﻷﺳﺎﺱ ،ﺍﻟﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ
ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﺼﻨﻒ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ :ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻮﺭﻳﺪﺍﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ،ﺃﻭ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺮﻣﻬﺎ ﻧﻔﺲ
ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺃﻭ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ .ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺩﻓﺎﺗﺮ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﻀﻤﻦ ،ﻣﻊ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ
ﺩﻓﺘﺮ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺃﻳﺔ ﺷﺮﻭﻁ ،ﻏﻴﺮ ﺗﻘﻨﻴﺔ ،ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﻴﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺻﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﺼﻨﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻄﺒﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺪﻓﺎﺗﺮ ﺃﻭ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻨﻴﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻓﺎﺗﺮ؛ ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺤﺪﺩ ،ﺑﺼﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ،
ﻛﻴﻔﻴﺎﺕ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﻭﺗﻄﺒﻴﻖ ﺷﺮﻭﻁ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﺇﺫﺍ ﺑﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺇﺩﺭﺍﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ
-6ﺗﺒﺮﻡ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺜﺒﺘﻬﺎ ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ ،ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻋﻘﺪ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﻗﻌﻪ ﻧﺎﺋﻞ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ،ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺩﻓﺘﺮ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ،ﻣﻦ ﺟﻬﺔ
ﺃﺧﺮﻯ )ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ15/ﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ .(5/2/2007
- 6ﻋﺒﺪ ﷲ ﺍﻹﺩﺭﻳﺴﻲ ،ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ،ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺟﺪﺓ :ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ) ،ﺑﺪﻭﻥ ﺩﺍﺭ ﻧﺸﺮ ﻭﻻ ﻃﺒﻌﺔ( 2007 ،ﺹ 15.
- 6ﻣﻦ ﺃﻣﺜﻠﺔ ﻣﺎ ﺗﺘﻀﻤﻨﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻓﺎﺗﺮ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻓﺲ ﺑﺘﻐﻄﻴﺔ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ...
4
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻡ .ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ
ﻛﻴﻔﻴﺎﺕ ﻣﻨﺢ ﻭﺣﺴﺎﺏ ﻭﺩﻓﻊ ﺍﻟﺘﺴﺒﻴﻘﺎﺕ ﻭﺍﻟﺪﻓﻌﺎﺕ ﻭﺗﺴﺪﻳﺪ ﺛﻤﻦ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ.
ﻭﺗﺘﻢ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻓﺎﺗﺮ ﺑﻘﺮﺍﺭ ﻟﻠﻮﺯﻳﺮ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺃﻭ ﺑﻘﺮﺍﺭ ﻣﺸﺘﺮﻙ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻭﺍﻟﻮﺯﻳﺮ
ﺍﻟﻤﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ،ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻓﺎﺗﺮ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺷﺮﻭﻃﺎ ﻟﻬﺎ ﺍﻧﻌﻜﺎﺱ ﻣﺎﻟﻲ.
ﻛﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺪﻓﺎﺗﺮ ﺷﺮﻭﻁ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻘﻄﺎﻉ ﻭﺯﺍﺭﻱ ﺇﻟﻰ ﻗﻄﺎﻋﺎﺕ ﻭﺯﺍﺭﻳﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺑﻤﻮﺟﺐ
ﻗﺮﺍﺭ ﻳﺘﺨﺬﻩ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﻱ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺗﻤﺪﻳﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺇﻟﻴﻪ.
ﺛﺎﻟﺜﺎ -ﺩﻓﺎﺗﺮ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ:
ﺗﺤﺪﺩ ﺩﻓﺎﺗﺮ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻜﻞ ﺻﻔﻘﺔ ،7ﻭﺗﺘﻀﻤﻦ ﺍﻹﺣﺎﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ
ﺍﻟﻤﻄﺒﻘﺔ ﻭﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺍﺩ ﺩﻓﺎﺗﺮ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ،ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻻﻗﺘﻀﺎء ،ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺍﺩ ﺩﻓﺎﺗﺮ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺤﻴﺪ )ﺍﻻﺳﺘﻐﻨﺎء ( ﻋﻨﻬﺎ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻓﺎﺗﺮ.
ﻭﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻓﺎﺗﺮ ﻟﻠﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻵﻣﺮ ﺑﺎﻟﺼﺮﻑ ،ﺃﻭ ﻣﻨﺪﻭﺑﻪ ،ﺃﻭ ﺍﻵﻣﺮ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪ
ﺑﺎﻟﺼﺮﻑ 7ﻗﺒﻞ ﻃﺮﺡ ﻣﺴﻄﺮﺓ ﺇﺑﺮﺍﻡ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻃﺒﻘﺎ ﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 78ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ،ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﺗﺘﻢ
ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﻗﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻱ ﺷﺮﻭﻉ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺪﻓﺎﺗﺮ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺠﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻬﻢ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺣﻮﺯﺓ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺃﻭ ﺃﻣﻦ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺃﻭ ﺳﻼﻣﺔ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﺍﻟﻄﺮﻗﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻼﺣﺔ ﺍﻟﺠﻮﻳﺔ
ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﺸﺮﻭﻉ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﺴﻨﻰ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺟﻤﻴﻊ
ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ .7ﻭﺗﺘﻀﻤﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻓﺎﺗﺮ ﺟﺰء ﻣﻦ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﺑﻴﻦ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ،ﻭﺍﻟﺠﺰء ﺍﻵﺧﺮ
ﻳﺘﻀﻤﻨﻪ ﻋﻘﺪ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﺍﻟﺬﻛﺮ .
ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :ﻣﺤﺘﻮﻯ ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ
ﺗﺤﺘﻮﻱ ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ ﻭﺟﻮﺑﺎ ،ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺎﻧﺎﺕ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺻﻔﻘﺔ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ،ﻟﺬﻟﻚ
ﻳﺘﻌﻴﻦ ﺇﺩﺭﺍﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﻭﺇﻻ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻠﺒﻄﻼﻥ ﺃﻭ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺭﻓﺾ ﺍﻟﺘﺄﺷﻴﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺮﺍﻗﺐ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ
ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺎﺕ؛ ﻭﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ ﺗﻨﺺ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 15ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ) ﻓﻘﺮﺓ "ﺏ"( ﺃﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ )ﻓﻲ ﻋﻘﺪ
ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﻭﺩﻓﺎﺗﺮ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ( ،ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ،ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ :ﺑﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﺪ:
ﻳﺸﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺇﻟﻰ:
1-ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻹﺑﺮﺍﻡ؛
2-ﺍﻹﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺼﺮﻳﺤﺔ ﺇﻟﻰ ﻓﻘﺮﺍﺕ ﻭﺑﻨﻮﺩ ﻭﻣﻮﺍﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺑﺮﻣﺖ ﺑﻤﻮﺟﺒﻬﺎ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ؛
3-ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﺓ ﻭﺃﺳﻤﺎء ﻭﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻌﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﺼﺮﻓﻴﻦ ﺑﺎﺳﻢ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻭﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ
ﻣﻌﻪ؛
4-ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﻣﻊ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻤﺎﻻﺕ ﺃﻭ ﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ،ﻣﻜﺎﻥ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ؛
5-ﺗﻌﺪﺍﺩ ﻟﻠﻤﺴﺘﻨﺪﺍﺕ ﺍﻟﻤﺪﻣﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﺣﺴﺐ ﺃﻭﻟﻮﻳﺘﻬﺎ.
ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :ﺑﻴﺎﻧﺎﺕ ﺩﻓﺎﺗﺮ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ
ﻳﺸﺎﺭ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻓﺎﺗﺮ ﺇﻟﻰ:
1-ﺍﻟﺜﻤﻦ ،ﻣﻊ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺍﻟﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺼﻔﻘﺎﺕ ﺑﺄﺛﻤﺎﻥ ﻣﺆﻗﺘﺔ ﺃﻭ ﻛﻴﻔﻴﺎﺕ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﻋﻤﺎﻝ
ﺍﻟﻤﺆﺩﻯ ﻋﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻧﻔﻘﺎﺕ ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ؛
- 7ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤﺆﻗﺖ ﻭﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﺒﻠﻎ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ،ﺗﻤﺪﻳﺪ ﺍﺟﻞ ﺗﺒﻠﻴﻎ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﺇﻟﻰ ﻧﺎﺋﻠﻬﺎ...ﺍﻟﺦ.
- 7ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ 5/2/2007ﻫﻢ :ﺍﻵﻣﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﺼﺮﻑ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﺪﺑﻮﻧﻪ ﻟﻠﻤﺼﺎﺩﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ )ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 3/2ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ( .ﻭﺍﻵﻣﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﺼﺮﻑ ﻫﻢ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍء ﻭﻣﻮﻇﻔﻮ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻤﺘﻌﻮﻥ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺮ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻟﻠﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺗﺤﺖ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻬﻢ ،ﺑﺴﻠﻄﺔ
ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﻢ ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﺎﺗﻬﻢ.
-7ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 72/ﺛﺎﻧﻴﺎ6./
4
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻡ .ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ
- 7ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻤﺨﻮﻝ ﻝﻣﺮﺍﻗﺐ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺎﺕ ﻣﺴﺘﻤﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺼﻞ 13/2ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﻟﻠﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ.
-7ﺛﻮﺭﻳﺔ ﻟﻌﻴﻮﻧﻲ ،ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺍﻟﺠﺴﻮﺭ ،ﻭﺟﺪﺓ ،1998ﺹ319-320..
4
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻡ .ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ
ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﺭ ﺑﻬﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻏﻴﺮ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻭ ﻣﺴﺘﺤﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ .ﻭﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ،ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ
ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﺗﺪﻓﻌﻪ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﺓ.
ﻭﻣﻤﺎ ﻻ ﺷﻚ ﻓﻴﻪ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺩﻱ ﺍﻟﺨﺎﻃﺊ ﻳﺜﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻳﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ،ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ
ﻟﻠﺘﻌﺪﻳﻞ ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻌﻞ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻣﺴﺘﺤﻴﻼ ،ﻭ ﻳﺘﻢ ﻓﺴﺦ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺧﻄﺈ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ .ﻭ ﻻ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻧﻔﺮﺍﺩﻳﺔ ﺇﻻ
ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺑﻌﺪ ﺇﺑﺮﺍﻣﻪ.
ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ:ﺳﻠﻄﺔ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺍﻟﺠﺰﺍءﺍﺕ
ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺧﻄﺄ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ،ﻳﻤﻜﻦ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﺗﺠﺎﻫﻴﻦ:
• ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺨﻄﺌﺔ ،ﻳﺘﻢ ﺇﺑﻌﺎﺩ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﺑﺎﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ﻋﺪﻡ
ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻟﻮﻗﻒ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗﻪ ،ﺇﺫ ﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ) ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ(ﻣﻠﺰﻣﺎ ﺑﺎﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺧﻄﺄ
ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ،ﻭ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﻓﻘﻂ ﺍﻟﻠﺠﻮء ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻟﻄﻠﺐ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺃﻭ ﻓﺴﺦ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﺍﻟﺠﺴﻴﻢ .
• ﻭﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻛﺎﻟﻌﻴﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻨﻊ ﺃﻭ ﺍﻹﻫﻤﺎﻝ ﺃﻭ ﺍﻟﻐﺶ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺄﺧﻴﺮ
ﺗﺘﻮﻓﺮ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺣﺰﻣﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺰﺍءﺍﺕ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺑﻌﺪﺓ
ﺧﺼﺎﺋﺺ:
• ﻓﻬﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻓﻘﻂ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻤﺘﻄﻠﺒﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ .
• ﻭﻫﻲ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﺑﻘﻮﺓ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ،ﻓﺎﻹﺩﺍﺭﺓ ﺗﻤﻠﻚ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﺪ ،ﺇﺫ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ
ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﺓ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺟﺰﺍءﺍﺕ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ ،ﻭﺗﻤﺎﺭﺱ ﺍﻧﻔﺮﺍﺩﻳﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺩﻭﻥ ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺒﻖ
ﻟﻠﺨﻄﺄ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ .ﻭ ﻧﺸﻬﺪ ﻫﻨﺎ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﻇﻬﻮﺭ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ﻭ ﺍﻣﺘﻴﺎﺯ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻤﺴﺒﻖ) ﺃﻫﻢ ﻣﻤﻴﺰﺍﺕ
ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ( ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻳﺔ ﻭﻫﻲ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﺮﺍﺭ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺩﻓﺘﺮ ﺍﻟﺘﺤﻤﻼﺕ.
ﻭﻟﻜﻦ ،ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺠﺰﺍءﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﺗﺨﺎﺫﻫﺎ؟ ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺣﺪﻭﺩﻫﺎ؟
ﺃﻭﻻ-ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺠﺰﺍءﺍﺕ:
ﺍﻟﺠﺰﺍءﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺗﻮﻗﻴﻌﻬﺎ ﻧﻮﻋﺎﻥ:
ﺃ -ﺍﻟﺠﺰﺍءﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ :7
ﻫﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﺳﻠﻔﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻛﺠﺰﺍء ﺗﻮﻗﻌﻪ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻌﻬﺎ ﻋﻨﺪ
ﺇﺧﻼﻟﻪ ﺑﺎﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗﻪ .ﻭﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺧﻼﻝ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﺄﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ .ﻋﻨﺪ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺰﺍء ﻻ ﻳﻤﻜﻦ
ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺍﻟﺠﺰﺍءﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺑﺼﺮﻑ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺟﺴﺎﻣﺔ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﺬﻱ
ﺃﺻﺎﺏ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ .ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺍﻓﺘﺮﺍﺿﺎ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﻜﺲ ،ﻭﻻ ﻳﻌﻔﻲ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻣﻨﻪ
ﺇﻻ ﺑﺈﺛﺒﺎﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﺓ ﻗﺎﻫﺮﺓ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﻓﻌﻞ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺫﺍﺗﻪ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺍﻗﺘﻀﺖ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ
ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ ﻓﻲ ﺣﻜﻤﻬﺎ ﺭﻗﻢ 1248ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 7 12/10/2006ﺑﺸﺄﻥ ﺗﺰﻭﻳﺪ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﻤﻮﻣﻴﺔ ﺑﺂﻻﺕ ﺧﻴﺎﻃﺔ،
ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻭﻗﻮﻉ ﺯﻟﺰﺍﻝ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﺎﻳﻮﺍﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻮﺭﺩ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻵﻻﺕ ،ﻓﻘﺎﻣﺖ
ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺑﻔﺮﺽ ﻏﺮﺍﻣﺎﺕ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﻟﺘﺄﺧﻴﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺇﺛﺮ ﺫﻟﻚ ،ﻗﺎﻣﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺑﻌﺮﺽ
ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻣﺴﺘﻨﺪﺓ ﺇﻟﻰ ﻇﺮﻭﻑ ﻗﺎﻫﺮﺓ )ﺯﻟﺰﺍﻝ( ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻟﻢ ﺗﺮ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻇﺮﻭﻓﺎ ﻗﺎﻫﺮﺓ
ﺣﻴﺚ ﺍﻋﺘﺒﺮﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﻛﺎﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺼﺪﺭ ﺁﺧﺮ ﻟﺠﻠﺐ ﺍﻵﻻﺕ ﻭﻓﺎء ﺑﺎﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗﻬﺎ .7
ﺏ-ﺍﻟﺠﺰﺍءﺍﺕ ﺍﻟﺰﺟﺮﻳﺔ:
7
-Bosc, Le régime des pénalités dans les marchés de fournitures, RDP? 1921? P.215.
)-7ﻣﻠﻒ ﺭﻗﻢ ،550/7/04ﻗﺴﻢ ﻕ ﺵ ﺣﻜﻢ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺸﻮﺭ( ﺑﻴﻦ ﺷﺮﻛﺔ ﺩﻟﺘﺎ ﻛﻮﻣﻮﺻﻴﻦ ﻭﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ" )-ﺩ .ﻣﻠﻴﻜﺔ ﺍﻟﺼﺮﻭﺥ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ﺹ
.(448
-7ﻣﻠﻴﻜﺔ ﺍﺍﻟﺼﺮﻭﺥ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ﺹ 449-451.
4
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻡ .ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ
ﻭﺗﻬﺪﻑ ﺑﺎﻷﺳﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺿﻤﺎﻥ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺭﻏﻢ ﻋﺠﺰ ﻭ ﺿﻌﻒ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ،ﻓﺘﺤﻞ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻣﺤﻞ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻌﻬﺎ
ﻭﺗﺒﺎﺷﺮ ﺗﻨﻔﻴﺬﻩ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺑﻪ ﻭﺗﺤﺖ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻪ :ﺗﺴﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ) ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ
7
ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ( ﺍﻟﺸﺮﺍء ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﺍﻟﻤﻘﺼﺮ) ﺍﻟﺘﻮﺭﻳﺪ( ،ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺤﺮﺍﺳﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ)ﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯ(.
ﻭﻳﻤﻜﻦ ﻟﻌﺠﺰ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﺃﻥ ﻳﺪﻓﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻣﺴﻄﺮﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺳﺤﺐ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ
ﻭﺗﻌﻮﻳﻀﻪ ﺑﺸﺨﺺ ﺁﺧﺮ ،ﻭ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﻳﺘﺤﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﺍﻟﻌﺎﺟﺰ .ﻛﻤﺎ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻘﺮﺭ
ﺍﻟﻔﺴﺦ ﻛﺠﺰﺍء،ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻬﺪﻑ ﺯﺟﺮ ﻛﻞ ﺗﻘﺼﻴﺮ ﺃﻭ ﻛﻞ ﺧﻄﺄ ﺟﺴﻴﻢ ﺍﺭﺗﻜﺒﻪ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻌﻬﺎ،ﻭﺗﻀﻊ ﺑﺬﻟﻚ ﺣﺪﺍ ﻟﻠﺮﺍﺑﻄﺔ
ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻳﺔ .7
ﻣﺜﻼ ﻳﻨﺺ ﺩﻓﺘﺮ ﺍﻟﺘﺤﻤﻼﺕ ﺍﻟﻤﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﻘﺎﺕ ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 70ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻟﺰﺟﺮﻳﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﺬﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺎﺕ ،ﺇﺫ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺑﻌﺪ ﺇﻧﺬﺍﺭ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ
ﻣﻌﻬﺎ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﺄﻣﺮ ﺑﺈﻧﺸﺎء ﻭﻛﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺑﻪ ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﻔﺴﺦ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻭ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﻟﻠﻤﻨﺎﻓﺴﺔ
ﺑﺎﻹﻋﻼﻥ ﻋﻦ ﻃﻠﺐ ﻋﺮﻭﺽ ﺟﺪﻳﺪ،ﻭﺇﻣﺎ ﻓﺴﺦ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﺑﻜﻞ ﺑﺴﺎﻃﺔ ﻣﻊ ﻣﺼﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﻀﻤﺎﻧﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ) .ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﻀﻊ ﺣﺪﺍ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺩﻭﻥ ﺃﻱ ﺗﻌﻮﻳﺾ :ﻓﺴﺦ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﺃﻭ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯ(.ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﺗﻬﻢ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺃﻭ ﻓﻲ
ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ،ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﻠﺠﺄ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺿﻴﺔ ﻹﻧﻬﺎء ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﻭ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﺍﻟﻌﺎﺟﺰ
ﻭ ﺗﺤﺖ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻪ .ﻭ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ،ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻳﺘﺤﻤﻞ ﻛﻞ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﻘﺎﺕ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺲ،ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ
ﺗﺨﻔﻴﺾ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﻘﺎﺕ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺮﺑﺢ ﻳﻌﻮﺩ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ .
ﺇﻥ ﺍﻟﻔﺴﺦ ﻭ ﺍﻹﺣﻼﻝ ﻣﺤﻞ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﺃﻭ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻣﻨﺎﻓﺴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻫﻲ ﺟﺰﺍءﺍﺕ ﺛﻘﻴﻠﺔ ﻻ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﻠﺠﻮء ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮﺓ .
ﺛﺎﻧﻴﺎ -ﺷﺮﻭﻁ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺳﻠﻄﺔ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺍﻟﺠﺰﺍءﺍﺕ:
♠ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺍﻟﺠﺰﺍء ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺇﻧﺬﺍﺭ ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻌﻬﺎ.ﻓﺎﻹﺩﺍﺭﺓ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻔﺮﺽ ﻋﻘﻮﺑﺎﺕ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻌﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺇﻧﺬﺍﺭ ﻟﻪ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗﻪ .ﻓﺎﻹﺩﺍﺭﺓ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ) ﺗﺒﻠﻴﻎ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ
ﺑﺎﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﻨﺴﻮﺑﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﻭ ﺑﺎﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﻤﻨﻮﺣﺔ ﻟﻪ ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﺩﻓﻮﻋﺎﺗﻪ ﻭ ﺗﻔﺴﻴﺮﺍﺗﻪ( ﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﺃﻭ
ﺷﺮﻁ ﻣﺨﺎﻟﻒ.
♠ﺇﻥ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﺠﺰﺍءﺍﺕ ﺍﻟﻤﻤﻜﻨﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ ،ﺇﺫ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻭﺟﻮﺩ ﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺟﻨﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ
ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ،ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺗﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﻻﺋﺤﺔ ﺿﺒﻄﻴﺔ ﻣﺼﺤﻮﺑﺔ ﺑﻌﻘﻮﺑﺔ ﺟﻨﺎﺋﻴﺔ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺗﻨﻔﻴﺬ
ﺍﻟﻌﻘﺪ ،ﻭ ﺇﻻ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻧﺤﺮﺍﻑ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ .
♠ﻳﺮﺍﻗﺐ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ،ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﺪﺋﻴﺔ ﺇﻟﻐﺎء ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺨﺬﺓ
ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻭ ﺟﺪﻫﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺮﺭﺓ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﻓﻘﻂ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺑﺄﺩﺍء ﺗﻌﻮﻳﺾ.
ﺇﻥ ﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺮﻑ ﺑﻬﺎ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻄﻠﻘﺔ ،ﺑﻞ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ.
ﻭ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ،ﻭﺑﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺃﻥ
ﺗﻤﺎﺭﺱ ﺳﻠﻄﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺪﻭﺩ ﻣﺎ ﺗﻘﺘﻀﻴﻪ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭ ﻓﻲ ﺣﺪﻭﺩ ﻣﺎ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﻪ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ.
ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ
ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺁﺛﺎﺭﺍ ﻣﻬﻤﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻣﻮﺭ ﺭﺋﻴﺴﻴﺔ ﻭﻫﻲ :ﺣﻘﻪ ﻓﻲ
-7ﻟﻠﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ :ﺍﻧﻈﺮ ﺛﻮﺭﻳﺔ ﻟﻌﻴﻮﻧﻲ ،ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ،ﺍﻟﻄﺒﻊ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺍﻟﺠﺴﻮﺭ ،ﻭﺟﺪﺓ ،1998ﺹ319-320..
-7ﺍﻟﻔﺴﺦ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺍﻟﺨﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﺬﻫﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ .ﺃﺛﺮﻫﺎ ﻫﻮ ﺇﻧﻬﺎء ﺍﻟﻌﻘﺪ ،ﻭ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﺴﺦ ﺍﻟﻤﻘﺮﺭ ﻛﺠﺰﺍء ﻭ ﺍﻟﻔﺴﺦ ﺍﻟﻤﻘﺮﺭ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ
ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ.ﻓﻔﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺗﻨﻬﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺩﻭﻥ ﺃﻱ ﺧﻄﺄ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﻌﻮﺿﻪ ﻋﻤﺎ ﻟﺤﻘﻪ ﻣﻦ ﺃﺿﺮﺍﺭ.ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻓﺴﺦ ﺍﻟﻌﻘﺪ
ﻛﺠﺰﺍء ﻓﻴﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺜﺒﺖ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻌﻬﺎ ﺃﺻﺒﺢ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻌﻬﺎ ﺍﻟﻮﻓﺎء ﺑﺎﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗﻪ ﻭﻓﺎء ﻛﺎﻣﻼ ﺃﻭ ﻛﺎﻥ ﺇﺧﻼﻟﻪ ﺑﺎﻟﺘﺰﺍﻣﻪ ﺧﻄﻴﺮﺍ،ﻫﻨﺎ ﺗﻄﺒﻖ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻻﺩﺍﺭﺓ ﺟﺰﺍءﺍ ﻗﺎﺳﻴﺎ ﺃﻱ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﻐﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ.
4
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻡ .ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ
ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﻨﻘﺪﻱ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ )ﺛﻤﻦ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ( ،ﺗﻘﺎﺿﻲ ﺗﻌﻮﻳﻀﺎﺕ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ
ﻹﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﻟﻠﺼﻔﻘﺔ ،ﻭﻃﻠﺐ ﻓﺴﺦ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﺤﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻟﺘﺒﺮﻳﺮﺍﺕ ﻣﻌﻴﻨﺔ .
ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻭﻝ :ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﻭ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﻓﺴﺦ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ
ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ :ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻤﻦ
ﺇﻥ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﺣﻘﻪ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﻘﺪ ،ﻭﻫﻮ ﺛﻤﻦ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ .ﻭﺗﻨﺺ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ،ﻻﺳﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﺩﻓﺎﺗﺮﻫﺎ ﺍﻟﻤﻠﺤﻘﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺻﻴﻐﺔ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﺃﻭ ﺍﻷﺛﻤﺎﻥ ﻭﻋﻠﻰ
ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺃﺩﺍﺋﻬﺎ ،ﻭﻣﺴﺄﻟﺔ ﻣﺮﺍﺟﻌﺘﻬﺎ.
ﻭﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ،ﺑﻌﺪ ﺃﺩﺍء ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﻭ ﺟﺰء ﻣﻨﻪ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻻﻧﺠﺎﺯ ﺃﻭ
ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺃﻭ ﻫﻤﺎ ﻣﻌﺎ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻵﻣﺮ ﺑﺎﻟﺼﺮﻑ ﻗﺪ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺪﻓﻊ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﻣﻘﺪﻣﺎ ﺃﻭ ﺃﺛﻨﺎء ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ،ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ
ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﻘﺎﺕ ﻭﻣﺘﺴﻌﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﺖ ،ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﻣﻨﻪ ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﺠﺎﺯ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭﺗﺪﻋﻴﻤﺎ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺃﺩﺍء
ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗﻪ .
ﻭﺇﺛﺒﺎﺕ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻳﺘﻢ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺑﺎﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻌﻤﻞ
ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﺗﺴﻠﻴﻤﻪ .ﻭﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻧﺬﻛﺮ :
-ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺭﺩﺍﺕ ﺑﺴﻨﺪ ﺇﺛﺒﺎﺕ ،ﻭﺩﺍﺧﻞ ﺍﻷﺟﻞ ﺍﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ.
-ﺇﻧﺠﺎﺯ ﺧﺒﺮﺓ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺇﻧﺠﺎﺯ ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ،ﻭﺩﺍﺧﻞ ﺍﻷﺟﻞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﺍﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ.
-ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻀﺮﻱ ﺍﻟﺘﺴﻠﻢ ﺍﻟﻤﺆﻗﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻸﺷﻐﺎﻝ ،ﻗﺮﻳﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺠﺎﺯ.
-ﺇﻗﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺘﺴﻠﻢ.
ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪﻡ ﺛﺒﻮﺕ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻸﻋﻤﺎﻝ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﺗﻨﺘﻔﻲ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﺃﺣﻘﻴﺔ ﺻﺎﺣﺐ
ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﻟﻠﻤﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﻨﻘﺪﻱ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻗﻀﺖ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺣﻜﻤﻬﺎ ﺭﻗﻢ 13/ 2004 525ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ
.8 7/10/2004
ﻭﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺭﻫﻦ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ،ﻓﺈﻥ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺍﻟﻤﺮﻫﻮﻥ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻞ ﻣﺤﻞ
ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﺤﻘﺎﺗﻪ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﻛﺪﺗﻪ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ ﻓﻲ ﺣﻜﻤﻬﺎ ﺭﻗﻢ 1137
ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ .8 2/9/2006
ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﺟﺰﺋﻴﺎ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻠﻤﺒﺎﻟﻎ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺐ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺣﺪﻭﺩ ﻣﺎ
ﻫﻮ ﺛﺎﺑﺖ ﻭﻣﺴﺘﺤﻖ .ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﻛﺪﺗﻪ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ ﻓﻲ ﺣﻜﻤﻬﺎ ﺭﻗﻢ 1309ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 30/10/2006ﺣﻴﺚ
ﻗﻀﺖ ﺑﺄﻥ ﺗﺆﺩﻱ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻟﻠﻤﺪﻋﻴﺔ ﻣﺒﻠﻐﺎ ﻣﺎﻟﻴﺎ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﺍﻟﻤﻨﺠﺰﺓ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﻛﺸﻒ 8ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﻭﺍﻟﺒﺎﻟﻎ
88.019.796ﺩﺭﻫﻤﺎ .8
ﺇﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﺇﺧﻼﻝ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﺑﺎﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺟﺰء ﻣﻦ ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﺑﺸﺄﻧﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ،ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﻔﻘﺪﻩ
ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺄﺣﻘﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺨﻼﺹ ﻣﺒﻠﻎ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻹﺟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﺼﻔﻘﺔ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ ﻭﻛﺬﺍ ﺍﺳﺘﺮﺟﺎﻉ
ﻣﺒﻠﻎ ﺍﻻﻗﺘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻀﺎﻣﻦ ﻭﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻌﺪﻡ ﺣﺼﻮﻝ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺍﻟﻤﺆﻗﺖ ﻭﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﻛﺪﺗﻪ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ
ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ ﺣﻜﻤﻬﺎ ﺭﻗﻢ 287ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ . 8 16/2/2006
ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :ﺣﻖ ﻓﺴﺢ ﺍﻟﻌﻘﺪ
-8ﻣﻠﻒ ﺭﻗﻢ 189/2004/13ﺵ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺑﻮﺯﻳﺎﻥ ﺳﻴﺪﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻭﺑﻴﻦ ﺟﻤﺎﻋﺔ "ﺗﻮﻣﻔﻴﺖ" ﻓﻲ ﺷﺨﺺ ﺭﺋﻴﺴﻬﺎ ﻭﻣﻤﺜﻠﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ )
ﻣﻠﻴﻜﺔ ﺍﻟﺼﺮﻭﺥ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ﺹ .(463
-8ﻣﻠﻴﻜﺔ ﺍﻟﺼﺮﻭﺥ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ﺹ.(464
-8ﻛﺸﻒ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﻫﻮ ﺑﻴﺎﻥ ﺣﺴﺎﺑﻲ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﻜﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﻨﻘﺪﻱ ﻟﻸﺷﻴﺎء ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﺠﺰﺓ.
-8ﻣﻠﻒ ﺭﻗﻢ 463/01ﺵ ﻉ –ﻗﺴﻢ ﻕ ﺵ ﺑﻴﻦ ﺷﺮﻛﺔ "ﺍﻧﻜﻮﺻﺎ" ﺵ .ﻡ .ﻡ ﻟﻸﺷﻐﺎﻝ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺷﺨﺺ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﻤﻜﺎﺗﺒﻪ ﺑﺎﻟﻮﺯﺍﺭﺓ
ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ " ﺣﻜﻢ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺸﻮﺭ ) ﻣﻠﻴﻜﺔ ﺍﺍﻟﺼﺮﻭﺥ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ﺹ .(462
-8ﻣﻠﻴﻜﺔ ﺍﻟﺼﺮﻭﺥ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ﺹ 463-604.
5
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻡ .ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ
ﻓﺴﺢ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻫﻮ ﺟﺰﺍء ﺃﻭ ﺇﺟﺮﺍء ﻳﺴﺘﻬﺪﻑ ﺇﻧﻬﺎء ﺍﻟﺮﺍﺑﻄﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻳﺔ ﺑﻴﻦ ﻃﺮﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ .ﻭﻫﻮ ﺣﻖ ﺗﻤﺎﺭﺳﻪ
ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻌﻬﺎ ﻣﺘﻰ ﺗﻮﻓﺮﺕ ﺷﺮﻭﻁ ﺫﻟﻚ ﻟﻜﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻭﺗﺤﻘﻖ ﺣﺎﻻﺗﻪ ،ﻭﺃﻫﻤﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ
8
-8ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻣﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ﺭﻗﻢ 2.99.1087ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 4ﻣﺎﻱ 2000ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﺼﺎﺩﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺩﻓﺘﺮ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﻤﻄﺒﻘﺔ ﻋﻠﻰ
ﺻﻔﻘﺎﺕ ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﺍﻟﻤﻨﺠﺰﺓ ﻟﺤﺴﺎﺏ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ )ﺝ ﺭ ﻉ (4800ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ،50 ،45 ،44 ،43ﻭ ) 53ﻣﻠﻴﻜﺔ ﺍﺍﻟﺼﺮﻭﺥ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ﺹ ﻫـ 638ﺹ .(491
-8ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻫﻲ ﻛﻞ ﺃﻣﺮ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﻗﻌﻪ ﻛﺎﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ )ﺍﻟﻔﻴﻀﺎﻧﺎﺕ ،ﺍﻟﺠﻔﺎﻑ( ﻭﻏﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺪﻭ ،ﻭﻓﻌﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ،ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺃﻥ
ﻳﺠﻌﻞ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﻣﺴﺘﺤﻴﻼ )ﺍﻟﻔﺼﻞ 269ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﻭﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ .(211
-8ﻣﻠﻴﻜﺔ ﺍﻟﺼﺮﻭﺥ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ﺹ 491.
-8ﻓﻲ ﻣﻠﻒ ﺭﻗﻢ 03 / 1029ﺵ ﻉ –ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻷﻧﺎﺑﻴﺐ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ،ﻭﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﺍﻟﺠﻬﻮﻱ ﻟﻼﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﻔﻼﺣﻲ ﻟﻠﺤﻮﺯ ﺑﻤﺮﺍﻛﺶ ﺍﻟﺘﺎﺑﻊ
ﻟﻤﺪﻳﺮﻳﺔ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻬﻴﺪﺭﻭﻓﻼﺣﻲ ﺑﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﻔﻼﺣﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺮﻭﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ.
5
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻡ .ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ
ﻭﻓﻲ ﺣﻜﻢ ﺁﺧﺮ ﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺗﺤﺖ ﺭﻗﻢ 1372ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ،6/10/2005ﺃﻛﺪﺕ ﺃﻥ "ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺄﺷﻐﺎﻝ ﻟﻔﺎﺋﺪﺓ
ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺧﺎﺭﺝ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﻟﻠﺼﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ،ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻣﺴﺘﺤﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﺋﻢ ﺑﻪ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺣﺪﻭﺩ
ﺍﻟﺘﻜﻠﻔﺔ ﺍﻟﻤﺠﺮﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻠﺰﻣﻬﺎ ﺍﻧﺠﺎﺯ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ،ﺗﻄﺒﻴﻘﺎ ﻟﻤﺒﺪﺃ "ﻋﺪﻡ ﺍﻹﺛﺮﺍء ﺑﻼ ﺳﺒﺐ " ،9ﺳﻮﺍء ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺃﻭ
ﻟﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ
ﺛﺎﻧﻴﺎ -ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻀﺮﺭ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ :
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﻨﺘﺞ ﻋﻦ ﺇﻫﻤﺎﻝ ﺃﻭ ﺗﻘﺼﻴﺮ ﺃﻭ ﻋﺪﻡ ﺣﻴﻄﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻓﺘﺴﺒﺐ ﺃﺿﺮﺍﺭﺍ ﻣﺎﺩﻳﺔ
ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ،ﻣﻤﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻨﻬﺎ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺗﻌﻮﻳﻀﺎ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎ .ﻭﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ :ﺻﺪﻭﺭ ﺃﻭﺍﻣﺮ
ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺑﺈﺭﺍﺩﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﻔﺮﺩﺓ ،ﻭﺍﻟﺘﺄﺧﻴﺮ ﻋﻦ ﺳﺪﺍﺩ ﻣﺴﺘﺤﻘﺎﺕ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ.
-ﺇﺻﺪﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺃﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ:
ﺇﻥ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺃﻭﺍﻣﺮ ﻣﻨﻔﺮﺩﺓ ﻟﻠﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ،ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﻄﺮﺡ ﺇﺷﻜﺎﻻﺕ ﻓﻲ ﺻﻔﻘﺎﺕ
ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﺻﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﺘﻮﺭﻳﺪﺍﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ .ﻟﻜﻦ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻠﺤﻖ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻻ ﺗﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ
ﺇﻻ ﺑﺸﺮﻭﻁ ﻭﻫﻲ:
-ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﺻﺎﺩﺭﺍ ﺑﺄﻣﺮ ﻣﻦ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺘﻮﻗﻌﺎ ﺃﺛﻨﺎء ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪ؛
-ﺃﻻ ﻳﺮﺟﻊ ﺳﺒﺐ ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ؛
-ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻼﻗﺔ ﺳﺒﺒﻴﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﻣﺎ ﻟﺤﻖ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻣﻦ ﺃﺿﺮﺍﺭ
ﻭﺑﺨﺼﻮﺹ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﻷﺧﻴﺮ ،ﺃﻛﺪﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ ﻓﻲ ﺣﻜﻤﻬﺎ ﺭﻗﻢ 120ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ
،2/2/2006ﺣﻴﺚ ﺃﺩﻋﻰ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ )ﺷﺮﻛﺔ ﻣﻘﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺪﺍﺋﻦ( ،ﺃﻥ ﺍﻵﻟﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻌﺪﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻄﻠﺖ ﻋﻦ
ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺴﺒﺐ ﺃﻭﺍﻣﺮ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺑﺎﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﺑﻠﻎ ﻣﺠﻤﻮﻋﻬﺎ 732ﻳﻮﻣﺎ ،ﻗﺪ ﺃﺻﻴﺒﺖ ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺃﺿﺮﺍﺭ ،ﻓﻲ
ﺣﻴﻦ ﺗﻤﺴﻜﺖ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺑﺎﻥ ﺃﻭﺍﻣﺮﻫﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺒﺮﺭﺓ ﻭﻣﺸﺮﻭﻋﺔ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻ ﺗﺘﺤﻤﻞ ﺃﻳﺔ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ
ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ .ﻭﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﻣﻦ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﻤﻠﻒ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﺻﺪﺭﺕ ﻟﻮﻗﻒ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺮﺍﺕ ﻭﻟﻸﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
ﻣﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﻣﻜﺎﻥ ﻹﻓﺮﺍﻍ ﺍﻷﺗﺮﺑﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺮﺟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺭﺵ ،ﻣﺮﺓ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺣﻞ ﻟﻤﺸﻜﻠﺔ
ﺍﻟﺨﻄﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻬﺪﺩ ﺑﺎﻋﺔ ﺍﻟﺴﻤﻚ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺟﺪﻳﻦ ﻋﻨﺪ ﺃﺳﻔﻞ ﺍﻟﺠﺒﻞ )ﺣﻴﺚ ﺗﺠﺮﻱ ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ( ،ﻭﻣﺮﺓ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺍﻧﺘﻬﺎء
ﻣﻮﺳﻢ ﺍﻟﺼﻴﻒ .
ﻭﺍﺳﺘﻨﺘﺠﺖ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ،ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺮﺭﺓ ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﺧﺬ ﺑﺎﻻﻋﺘﺒﺎﺭ
ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﻮﺍﺭﺽ ﺍﻟﻤﺘﻮﻗﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻌﺘﺮﺽ ﺳﻴﺮ ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﻭﺇﻳﺠﺎﺩ ﺣﻞ ﻟﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺼﺪﺭ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻷﻭﻝ
ﺑﺎﻟﺨﺪﻣﺔ ،ﺗﻔﺎﺩﻳﺎ ﻹﺑﻘﺎء ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ ﻋﺎﻃﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ،ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻨﺪﺕ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ،
ﻓﻘﻀﺖ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻋﻦ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ﺑﻤﺒﻠﻎ ﺇﺟﻤﺎﻟﻲ –ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﺨﺒﺮﺓ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ –ﻗﺪﺭﻩ
958.065ﺩﺭﻫﻢ . 9
ﻭﺗﺠﺐ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﺒﻘﻰ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻋﻲ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻒ ﻋﻦ ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ،
ﻭﺇﻻ ﻓﺈﻥ ﺃﻱ ﻃﻠﺐ ﻟﻠﺘﻌﻮﻳﺾ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺳﻠﻴﻢ ،ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺭﻓﻀﻪ .9
-ﺍﻟﺘﺄﺧﻴﺮ ﻋﻦ ﺳﺪﺍﺩ ﻣﺴﺘﺤﻘﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ:
ﺇﻥ ﺗﺄﺧﺮ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﺩﻓﻊ ﻣﺴﺘﺤﻘﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻌﻬﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻨﻪ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﻭﻓﻖ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﻣﺮﺳﻮﻡ
ﺭﻗﻢ 2.03.703ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 13ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ 2003ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺂﺟﺎﻝ ﺍﻷﺩﺍء ﻭﻓﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﺘﺄﺧﻴﺮ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺼﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ،9
ﻭﻭﻓﻖ ﺃﺣﻜﺎﻣﻪ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﻗﺮﺍﺭ ﻟﻮﺯﻳﺮ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﻮﺻﺼﺔ ﺭﻗﻢ 617/04ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 13
ﻣﺎﺭﺱ .9 2004
ﻭﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﻤﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺄﺧﻴﺮ ﻻ ﺗﺼﺒﺢ ﺳﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﻔﻌﻮﻝ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺗﻮﻓﺮﺕ ﺷﺮﻭﻃﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻴﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﻴﻦ ﺍﻟﺴﺎﻟﻔﻲ ﺍﻟﺬﻛﺮ )ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ﻭﻗﺮﺍﺭﻩ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ( ﻭﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ:
-ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﺧﻴﺮ ﻣﻨﺴﻮﺑﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﺣﺪﻫﺎ؛
-ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻗﺪ ﺗﻤﺖ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻭﺗﻤﺖ ﻭﻣﻌﺎﻳﻨﺘﻬﺎ؛
-ﺃﻻ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺘﺴﺒﻴﻘﺎﺕ؛
-ﺃﻥ ﻳﻘﺪﻡ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻃﻠﺒﺎ ﻛﺘﺎﺑﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ .
ﻭﺇﺫﺍ ﺗﺤﻘﻘﺖ ﻛﻞ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﻴﻦ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﺘﺄﺧﻴﺮ ﻭﻟﻢ ﺗﺴﺘﺠﺐ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ
)ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ( ﻟﻤﻄﻠﺒﻪ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ ،ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﺣﻘﻪ ﺍﻟﻠﺠﻮء ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﺍﻟﻤﺨﺘﺺ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ .9ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺼﺪﺩ ﺍﻋﺘﺒﺮﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ" :ﺇﻧﺠﺎﺯ ﺻﻔﻘﺔ ﻋﻤﻮﻣﻴﺔ ﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﻋﻤﻮﻣﻴﺔ ،ﻭﺇﻧﺠﺎﺯ ﻣﺤﻀﺮ
ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺩﻭﻥ ﺗﺤﻔﻆ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﻣﺴﺘﺤﻖ ﺍﻷﺩﺍء ﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ . "9 ...
ﻭﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﻖ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺠﻮء ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﻤﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ،ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﺣﻘﻪ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ
ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﺤﻘﻪ ﺟﺮﺍء ﺗﻤﺎﻃﻞ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻋﻦ ﺃﺩﺍء ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ،ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻛﺮﺳﺘﻪ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ
ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻋﺘﺒﺮﺕ ﺃﻧﻪ " :ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﻘﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﺓ ﻣﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﺘﺤﻤﻞ ﻭﺯﺭ ﺍﻹﺟﺮﺍءﺍﺕ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ
ﺍﻟﻤﻌﻘﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﺤﻘﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ،ﻣﻤﺎ ﻳﺒﺮﺭ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻟﻔﺎﺋﺪﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﺤﻘﻬﺎ ﻣﻦ
ﺟﺮﺍء ﺍﻟﺘﺄﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﺍء . "9 ...
ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :ﺣﺎﻟﺔ ﻭﻗﻮﻉ ﻇﺮﻭﻑ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﺪ
ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺃﻥ ﺗﻈﻬﺮ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺟﺬﺭﻳﺎ ﻋﻦ ﻣﺎ ﺍﺗﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻄﺮﻓﺎﻥ ،ﺇﺫ ﻳﻤﻜﻦ
9
ﺃﻥ ﺗﺤﺪﺙ ﺧﻼﻝ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻭﻗﺎﺋﻊ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﻤﻨﻊ ﺃﻭ ﺗﻌﺮﻗﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ،ﺃﻭ ﺗﻌﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ
ﻭﻳﺸﻜﻞ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﺃﻭ ﻇﻬﻮﺭ ﺻﻌﻮﺑﺎﺕ ﻣﺎﺩﻳﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ ﺃﻭ ﻓﻌﻞ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺃﻭ ﻇﺮﻭﻑ ﻃﺎﺭﺋﺔ ﻣﺨﺘﻠﻒ
ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺘﻬﺪ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻭ ﺍﻟﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻳﺔ ﻭ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻹﻳﺠﺎﺩ ﺣﻠﻮﻝ ﻟﻨﺘﺎﺋﺠﻬﺎ .ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻨﺘﺞ
ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻋﻦ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺃﻭ ﻷﺳﺒﺎﺏ ﺧﺎﺭﺟﺔ ﻋﻦ ﺇﺭﺍﺩﺗﻬﺎ .
ﺃ ﻭﻻ -ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﻭ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻓﻌﻞ ﺍﻷﻣﻴﺮ:
ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻨﻈﺮﻳﺘﻴﻦ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺨﻠﻂ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ،ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ .ﻭﻳﻈﻬﺮ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ
ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻣﻬﻤﺎ ﻭﻭﺍﺿﺤﺎ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﻳﻌﺒﺮﺍﻥ ﻋﻦ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺭﻏﻢ ﺍﻟﺴﻔﺴﻄﺔ ﻭ ﺗﺸﺎﺑﻪ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ .1
ﻭ ﺗﻄﺒﻖ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺘﻴﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺤﺪﺙ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺃﻋﺒﺎء ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﺮﺟﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻌﺎﻡ
9
Antoine (J.), La mutualitécontractuelle née de faits nouveaux extérieurs aux parties, R.F.D.A., 2004, p.80
1
Videl (L.), L’équilibre financier du contrat dans la jurisprudence administrative, Bruylant, 2005, p.1392.-
5
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻡ .ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ
ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ،ﻭﺭﻏﻢ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻋﺒﺎء،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗﻪ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ
ﺍﻟﻌﺎﻡ،ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﺐ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻮﻳﻀﺎﺕ.
ﺃ-ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ:
ﻫﻲ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﺓ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻃﺮﻓﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻧﻔﺮﺍﺩﻳﺎ ﻭ ﺑﺼﻔﺔ
ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﺘﻌﺪﻳﻞ ﻃﺮﻕ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺃﻭ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻌﻬﺎ.
ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻻ ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺇﻻ ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺳﻠﻄﺘﻬﺎ ﻟﻠﺘﻌﺪﻳﻞ ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺩﻱ ،ﻭﻫﻲ ﺳﻠﻄﺔ ﺗﻤﻠﻜﻬﺎ ﺑﻘﻮﺓ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ،
ﻓﻬﻲ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﺣﺘﻰ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ ،ﻭ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﻔﺮﺩﻱ .ﻭ ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻯ
ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺃﻋﺒﺎﺋﻪ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻛﺎﻣﻞ ﺗﺪﻓﻌﻪ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﺓ ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﻦ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻓﻲ
ﺍﻷﻋﺒﺎء.
ﺏ-ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻓﻌﻞ ﺍﻷﻣﻴﺮ:
ﻫﻲ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﺓ ﺑﺼﻔﺔ ﺍﻧﻔﺮﺍﺩﻳﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﺘﻌﺪﻳﻞ ﻃﺮﻕ
ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺃﻭ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻌﻬﺎ.
ﻓﺎﻹﺩﺍﺭﺓ ﻻ ﺗﺘﺪﺧﻞ ﻫﻨﺎ ﺑﺼﻔﺘﻬﺎ ﻛﻄﺮﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻛﺴﻠﻄﺔ ﻋﺎﻣﺔ) ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﺳﻢ ﺍﻷﻣﻴﺮ( ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ
ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺻﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﺪﺋﻴﺔ ﻭﻫﻨﺎ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺩﻱ
ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ .ﻭ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﺪﺧﻞ ﻣﺜﻼ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻀﺒﻄﻴﺔ.
ﻓﺎﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺑﻨﻈﺮﻳﺔ ﻓﻌﻞ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺇﺫﻥ ﻫﻮ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﺨﺬﺓ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ
ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻮﻓﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺳﻠﻄﺔ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭ ﻟﻬﺎ ﺁﺛﺎﺭ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﺪ .ﻫﻜﺬﺍ ﻳﺘﻤﻴﺰ
ﻓﻌﻞ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺨﺬﻫﺎ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺳﻠﻄﺎﺗﻪ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻳﺔ،ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺴﻠﻄﺔ
ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺩﻱ ﻟﻠﻌﻘﺪ .ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺃﻳﻀﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﺬﻫﺎ ﺷﺨﺺ ﻋﺎﻡ ﺁﺧﺮ ﻻ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻃﺮﻓﺎ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﺁﺛﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﺪ،ﻭ ﺗﺸﻜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﻴﺮ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻄﺎﺭﺋﺔ ﺃﻥ
ﺗﺄﺧﺬﻫﺎ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ.
ﺷﺮﻭﻁ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻓﻌﻞ ﺍﻷﻣﻴﺮ:
ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻓﻌﻞ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺑﺘﻮﻓﺮ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :1
-ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺛﻤﺔ ﻋﻘﺪ ﺇﺩﺍﺭﻱ؛
-ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺻﺎﺩﺭﺍ ﻋﻦ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﺓ ،ﺇﺫ ﻻ ﺗﻄﺒﻖ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺼﺪﺭ ﺍﻟﺘﺪﺑﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺃﻋﺒﺎء ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻦ ﺷﺨﺺ ﺁﺧﺮ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ .ﻣﺜﻼ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﻣﺮﺳﻮﻡ ﺻﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ
ﺍﻷﻭﻝ ﺇﻟﻰ ﺗﺴﻮﻱء ﻭﺿﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﻳﻦ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.
-ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻦ ﻋﻤﻞ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺿﺮﺭ ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ،ﻭﻻ ﺗﺸﺘﺮﻁ ﻫﻨﺎ ﺩﺭﺟﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺴﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻓﻘﺪ
ﻳﻜﻮﻥ ﺟﺴﻴﻤﺎ ﻭ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻳﺴﻴﺮﺍ،ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺿﺮﺭﺍ ﻓﻌﻠﻴﺎ ﻭﻗﺪ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﻓﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻦ ﺭﺑﺢ.
-ﺍﻓﺘﺮﺍﺽ ﺃﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﺓ ﻟﻢ ﺗﺨﻄﺊ ﺣﻴﻦ ﺍﺗﺨﺬﺕ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﻀﺎﺭ ،ﻓﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻬﺎ ﻋﻘﺪﻳﺔ ﺑﻼ ﺧﻄﺄ؛
-ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﺪﺑﻴﺮ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻣﻦ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﺓ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﻗﻊ.
ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﻤﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻦ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻓﻌﻞ ﺍﻷﻣﻴﺮ:
-ﺗﺆﺩﻱ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻓﻌﻞ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺗﻌﻮﻳﻀﺎ ﻛﺎﻣﻼ ﻋﻦ ﺍﻷﺿَﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﺤﻘﺖ ﺑﻪ.
-1ﺍﻧﻈﺮ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺑﻤﺼﺮ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ 20ﻣﺎﻱ ،1961ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ 6ﺹ ،1133ﻭﺍﺭﺩ ﻓﻲ ﻣﺆﻟﻒ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻄﻤﺎﻭﻱ
ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ" :ﺍﻷﺳﺲ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﻮﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ"-ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ –ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ،1975ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ،ﻣﺼﺮ /ﺹ ) 573ﻣﻠﻴﻜﺔ ﺍﻟﺼﺮﻭﺥ،
ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ﺹ.(.471 .
5
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻡ .ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ
-ﺗﺤﺮﺭ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻦ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺎﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺇﺫﺍ ﺗﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻞ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ،ﻛﺼﺪﻭﺭ ﺗﺸﺮﻳﻊ ﻳﻤﻨﻊ
ﺍﻻﺳﺘﻴﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺴﻠﻌﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ.
-ﺗﺤﻠﻞ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻦ ﺃﺩﺍء ﺍﻟﻐﺮﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺄﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺇﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﺃﻥ ﻋﻤﻞ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻗﺪ ﺟﻌﻠﻪ ﻋﺴﻴﺮﺍ ﻣﻤﺎ
ﻳﺒﺮﺭ ﺍﻟﺘﺄﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ.
-ﺣﻖ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻓﻲ ﻃﻠﺐ ﻓﺴﺦ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺗﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻞ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺃﻋﺒﺎﺋﻪ ﺑﺪﺭﺟﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻻ ﺗﺘﺤﻤﻠﻬﺎ
ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺗﻪ.
ﻭﻣﻤﺎ ﻻﺷﻚ ﻓﻴﻪ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻳﺒﺮﺭ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺿﻤﺎﻥ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻦ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺪﻳﻦ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ
ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ،ﻷﻧﻪ ﻓﻲ ﻏﻴﺎﺏ ﺫﻟﻚ ﻗﺪ ﻳﻨﻔﺮ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﻮﻥ ﻭ ﺍﻟﻤﻤﻮﻧﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ.
ﺛﺎﻧﻴﺎ -ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻄﺎﺭﺋﺔ ﻭ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﻮﻗﻌﺔ:
ﺗﺮﺗﻜﺰ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮﺗﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺿﻤﺎﻥ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭ ﺗﻄﺒﻘﺎﻥ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﻳﻨﺴﺐ ﺍﻟﺤﺪﺙ
ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺗﺴﻮﻱء ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ.
ﺃ -ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻄﺎﺭﺋﺔ:
ﻫﻲ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺈﻟﺰﺍﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻌﻬﺎ ﻣﺎﻟﻴﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﻠﺐ ﻇﺮﻑ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺩﻱ ﻭ
ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﻗﻊ ﻭ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻋﻦ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﺪ .ﻭ ﻳﻜﻤﻦ ﺗﺒﺮﻳﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺿﻤﺎﻥ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ.
ﻓﻬﻨﺎ ﺗﺆﺧﺬ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ،ﺇﺫ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺤﺪﺙ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺪﻭﻡ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻟﻤﺪﺓ
ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺗﻘﻠﺒﺎﺕ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻋﻦ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﺗﺄﺗﻲ ﻟﺘﻔﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺗﺮﻫﻖ ﻛﺎﻫﻠﻪ .ﻭﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻣﻦ
ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻣﻤﻜﻨﺎ ﻭ ﺇﻻ ﻛﻨﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻭ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻳﺘﺤﺮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗﻪ ،ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ ﻳﺼﺒﺢ ﻣﻜﻠﻔﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ
ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ.
ﻓﺎﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻄﺎﺭﺋﺔ ﻫﻲ ﺇﺫﻥ ﻇﺮﻭﻑ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﻋﺎﺩﻳﺔ ﻭ ﺧﺎﺭﺟﺔ ﻋﻦ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻛﺎﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻣﺜﻼ
ﻓﻲ ﺛﻤﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻭ ﺫﻟﻚ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﺘﻘﻠﺒﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ .ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻓﻲ
ﺃﻋﺒﺎء ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻟﺘﺨﻞ ﺑﺬﻟﻚ ﺑﺎﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺃﻱ ﺃﻥ ﺗﺠﻌﻞ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻋﺴﻴﺮﺍ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﺴﺘﺤﻴﻼ ،ﻭﻫﻨﺎ ﻳﻜﻤﻦ
ﺍﺧﺘﻼﻑ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻋﻦ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ . 1
ﺷﺮﻭﻁ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻄﺎﺭﺋﺔ:
ﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻳﺠﺐ ﺗﻮﺍﻓﺮ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺷﺮﻭﻁ:
-ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻈﺮﻑ ﺍﻟﻄﺎﺭﺉ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﻗﻊ :ﺍﻟﻈﺮﻑ ﺍﻟﻄﺎﺭﺉ ﻫﻮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻈﺮﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﻮﻕ ﻛﻞ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻭﺗﻮﻗﻊ ﻭﻻ
ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺼﻮﺭ ﺣﺪﻭﺛﻪ ﺃﺛﻨﺎء ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ،ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺼﺒﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﺑﻤﻜﺎﻥ ﺗﻔﺎﺩﻱ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﻤﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻨﻪ .ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻈﺮﻑ ﻗﺪ
ﻳﻜﻮﻥ ﻇﺮﻓﺎ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ﻛﺎﻟﺤﺮﻭﺏ ﺃﻭ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎ ﻛﺎﺭﺗﻔﺎﻉ ﺃﺳﻌﺎﺭ ﺍﻟﺒﺘﺮﻭﻝ ﺃﻭ ﻃﺒﻴﻌﻴﺎ ﻛﺎﻟﺰﻟﺰﺍﻝ ﺍﻟﻌﻨﻴﻒ ﺃﻭ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎ ﻛﺎﻟﺘﺪﺑﻴﺮ
ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﺷﺨﺺ ﻋﺎﻡ ﺁﺧﺮ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ .ﻭ ﻫﻨﺎ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﺘﺄﻛﺪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ
-1ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻫﻲ ﺣﺪﺙ ﺧﺎﺭﺟﻲ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻋﻦ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﻳﻦ ﻳﻤﻨﻊ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﺪ ،ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺪﺙ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻦ
ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗﻪ.
ﻭﻟﻜﻲ ﺗﻨﺘﺞ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﺁﺛﺎﺭﻫﺎ ﻳﺠﺐ ﺗﻮﻓﺮ ﺛﻼﺛﺔ ﺷﺮﻭﻁ ﻭﻫﻲ:
-ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺍﻟﻤﺜﺎﺭﺓ ﻛﺤﺎﻟﺔ ﻟﻠﻘﻮﺓ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻭﺧﺎﺭﺟﺔ ﻋﻦ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﻳﻦ.
-ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻮﻗﻌﻬﺎ ﻭﺩﻓﻌﻬﺎ ﻭ ﻣﻮﺍﺟﻬﺘﻬﺎ.
-ﺃﻥ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺍﻟﻤﺜﺎﺭﺓ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻣﺴﺘﺤﻴﻼ ،ﻓﺎﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗﻪ ﻟﻤﺠﺮﺩ ﺻﻌﻮﺑﺎﺕ ﺑﺴﻴﻄﺔ .ﻭﻣﻦ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﺗﺤﺮﻳﺮ
ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗﻪ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﺪ ،ﻭﻳﻨﺘﺞ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻪ ﺳﺒﺐ ﻹﻋﻔﺎﺋﻪ ﻣﻦ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻪ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻳﺔ ﻭﺗﺤﺮﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻣﻦ ﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﺮﺽ ﺟﺰﺍءﺍﺕ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ،
ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﺴﺦ ﺍﻟﻌﻘﺪ.ﻭﺗﻨﺘﺞ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﺁﺛﺎﺭﻫﺎ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻇﻬﺮﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺇﺫﺍ ﺍﺧﺘﻔﺖ ﻓﺈﻥ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺳﻴﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ.
5
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻡ .ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ
ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ.
-ﺃﻥ ﻳﻘﻊ ﺍﻟﻈﺮﻑ ﺍﻟﻄﺎﺭﺉ ﺃﺛﻨﺎء ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﺪ ،ﺃﻱ ﻭﻗﻮﻋﻪ ﻋﻘﺐ ﺇﺑﺮﺍﻡ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻭﻗﺒﻞ ﺍﻻﻧﺘﻬﺎء ﻣﻨﻬﺎ؛ ﻭﺇﺫﺍ ﻭﻗﻊ
ﺍﻟﻈﺮﻑ ﻗﺒﻞ ﺇﺑﺮﺍﻡ ﺍﻟﻌﻘﺪ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺑﻨﻮﺩﻩ ﺗﻔﺎﺩﻳﺎ ﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﻈﺮﻑ ﺍﻟﻄﺎﺭﺉ ،ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﻔﻌﻞ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﺣﻖ
ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﻳﻦ ﻣﻌﻬﺎ ﺳﺤﺐ ﻋﺮﻭﺿﻬﻢ ﺃﻭ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ،ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﺃﻱ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻷﻧﻪ
ﻋﻠﻢ ﺑﺎﻟﻈﺮﻑ ﺍﻟﻄﺎﺭﺉ.
-ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻈﺮﻑ ﺍﻟﻄﺎﺭﺉ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻋﻦ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﺓ:ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻈﺮﻑ ﻣﺴﺘﻘﻼ ﻋﻦ ﺇﺭﺍﺩﺓ
ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ .ﻭﺇﺫﺍ ﺗﺴﺒﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﺍﺙ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻈﺮﻑ ﺟﺰﺋﻴﺎ ﺃﻭ ﺳﺎﻋﺪ ﺑﺨﻄﺌﻪ ﻓﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻷﻋﺒﺎء ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻓﺈﻥ
ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻳﺮﺍﻋﻲ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ .
ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﺍﻟﻤﺘﻀﺮﺭ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻈﺮﻑ ﺍﻟﻄﺎﺭﺉ ،ﻋﻤﺪﺍ ﺃﻭ ﻋﻦ ﺇﻫﻤﺎﻝ ﺃﻭ ﺗﻘﺼﻴﺮ
ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﻟﺘﻔﺎﺩﻱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻈﺮﻑ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﻳﺮﻓﺾ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ .
-ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺆﺩﻱ ﺍﻟﻈﺮﻑ ﺍﻟﻄﺎﺭﺉ ﺇﻟﻰ ﻗﻠﺐ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﺪ :ﺃﻱ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺧﺴﺎﺭﺓ
ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﻓﺪﺍﺣﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻤﺄﻟﻮﻓﺔ .ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ ﻓﺎﺩﺣﺔ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﻳﺼﻌﺐ ﻣﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﺗﻨﻔﻴﺬ
ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ،ﻓﻴﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻣﻦ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻹﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﻟﺼﻔﻘﺘﻪ ،ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ ﻃﻔﻴﻔﺔ،
ﺃﻭ ﺍﻧﺤﺼﺮﺕ ﻓﻲ ﺗﻔﻮﻳﺖ ﻓﺮﺻﺔ ﺍﻟﺮﺑﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺃﻱ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﺃﻭ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ.
ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻄﺎﺭﺋﺔ:
ُﺗﺒﻘﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻭ ﺗﻌﺘﺮﻑ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻮﻳﻀﺎﺕ ﻣﺎﻟﻴﺔ ،ﻫﺎﺗﻴﻦ
ﺍﻟﻔﻜﺮﺗﻴﻦ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺘﻴﻦ ﻳﺘﻢ ﺗﻜﻤﻠﺘﻬﺎ ﺑﻔﻜﺮﺓ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﺃﻻ ﻭﻫﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻄﺎﺭﺋﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ
ﺗﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﻣﺆﻗﺘﺔ:
-ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﺪ:ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻪ ﻭﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺭﻏﻢ ﺍﻟﻈﺮﻑ
ﺍﻟﻄﺎﺭﺉ ،ﻣﺎﺩﺍﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻣﻤﻜﻨﺎ .ﻭﺇﺫﺍ ﺗﻮﻗﻒ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﻓﺎء ﺑﺎﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗﻪ ﺍﺳﺘﻨﺎﺩﺍ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻈﺮﻑ ،ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻌﺮﺿﺎ
ﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻟﺠﺰﺍءﺍﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻻﺳﻴﻤﺎ ﻏﺮﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﺄﺧﻴﺮ .
ﻓﺮﻏﻢ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗﻪ ﺑﺼﻔﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻷﻥ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ
ﺍﻟﻄﺎﺭﺋﺔ ﻗﺪ ﺗﻢ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﻫﺎ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ ﺳﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺭﻏﻢ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺼﻄﺪﻡ ﺑﻬﺎ.ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﺗﺤﻮﻝ
ﺍﻟﻈﺮﻑ ﺍﻟﻄﺎﺭﺉ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﺓ ﻗﺎﻫﺮﺓ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻣﺴﺘﺤﻴﻼ ،ﻓﻤﻦ ﺣﻘﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﺤﻴﻦ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺓ
ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ،ﺛﻢ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬﻩ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗﻪ .
-ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻮﻳﻀﺎﺕ:ﻳﺘﻢ ﺫﻟﻚ ﻭﺩﻳﺎ ،ﺑﺎﻻﺗﻔﺎﻕ ﻣﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﺇﺫﺍ ﻓﺸﻼ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ،
ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻠﺠﻮء ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺠﺪ ﺑﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ،ﻭ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻫﻨﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺟﺰﺋﻴﺎ ﻭﻣﺆﻗﺘﺎ.
ﻓﻬﻮ ﺟﺰﺋﻲ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻟﻦ ﻳﺘﻠﻘﻰ ﺇﻻ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﺟﺰﺋﻴﺎ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻟﻠﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻈﺮﻑ ﺍﻟﻄﺎﺭﺉ ﻭﻳﺘﺤﻤﻞ ﺑﺬﻟﻚ ،ﺟﺰء ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ ،ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻄﺎﺭﺋﺔ ﻻ ﻳﻐﻄﻲ ﻣﺠﻤﻮﻉ
ﺍﻟﺨﺴﺎﺋﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ،ﻓﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻫﻨﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺟﺰﺋﻴﺎ ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻓﻌﻞ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻛﺎﻣﻼ .ﺇﺫ ﻳﺘﻢ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ
ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻄﺎﺭﺋﺔ ﺗﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟﺨﺴﺎﺋﺮ ﺑﻴﻦ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻌﻬﺎ.ﻭﻳﺘﻢ ﺫﻟﻚ ﻭﺩﻳﺎ ،ﺑﺎﻻﺗﻔﺎﻕ ﻣﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻏﻴﺎﺏ
ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻮﺿﻊ ﻧﻈﺎﻡ ﻣﺎﻟﻲ ﺣﺴﺐ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻣﻌﻘﻮﻝ ﻟﻠﻌﻘﺪ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ
ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﻤﻞ ﺍﻟﺠﺰء ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺴﺎﺋﺮ.
ﻭﻫﻮ ﻣﺆﻗﺖ ﻷﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺤﺪﺙ ﺍﻟﻄﺎﺭﺉ ﻭﺗﺰﻭﻝ ﺑﺰﻭﺍﻝ ﺁﺛﺎﺭﻩ ﻭﺗﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﻟﻸﻃﺮﺍﻑ
ﻣﺆﻗﺘﺎ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﻭﺿﻌﻴﺔ ﺳﻴﺌﺔ ﻹﻳﺠﺎﺩ ﻭﺿﻌﻴﺔ ﺗﻌﺎﻗﺪﻳﺔ ﻋﺎﺩﻳﺔ .ﻓﺈﺫﺍ ﺗﻘﻮﺕ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺣﺪﺛﺘﻬﺎ
ﻟﺪﺭﺟﺔ ﻳﺘﺨﺬ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﻃﺎﺑﻌﺎ ﻧﻬﺎﺋﻴﺎ،ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻸﻃﺮﺍﻑ ﺇﻣﺎ ﺇﺑﺮﺍﻡ ﻋﻘﺪ ﺟﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺲ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺃﻭ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ ﺗﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﺒﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﺴﺦ ﺍﻟﻌﻘﺪ.
5
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻡ .ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ
ﺗﺘﺠﻪ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻄﺎﺭﺋﺔ ﻧﺤﻮ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺳﺮﻋﺘﻬﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻮﻗﻌﺎﺕ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪﻣﺠﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺷﺮﻭﻃﺎ ﻟﻤﺮﺍﺟﻌﺔ ﺃﻭ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﺜﻤﻦ.
ﺏ -ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﻮﻗﻌﺔ:
ﺗﺘﺤﻘﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﺻﻌﻮﺑﺎﺕ ﻣﺎﺩﻳﺔ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ،1ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻮﻗﻌﻬﺎ
ﻋﻨﺪ ﺇﺑﺮﺍﻡ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ،ﻭﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻣﺮﻫﻘﺎ ،ﻳﺼﺒﺢ ﻣﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻘﻪ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺘﻌﻮﻳﺾ ﻛﺎﻣﻞ ﻋﻤﺎ ﺗﺴﺒﺒﻪ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﻣﻦ ﺃﺿﺮﺍﺭ) .ﺟﻞ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺻﻔﻘﺎﺕ ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ(.
ﻭﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺷﺮﻭﻁ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻭﻧﺘﺎﺋﺞ .
ﺷﺮﻭﻁ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ:
ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ:
-ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺗﻘﻨﻴﺔ :ﺃﻱ ﺃﻥ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺑﻈﻮﺍﻫﺮ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ )ﺍﺣﺘﻮﺍء ﺃﺭﺽ
ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺻﺨﺮﻳﺔ ﺃﻭ ﻣﺠﺮﻯ ﻣﺎﺋﻲ ،(..ﺃﻭ ﻇﻮﺍﻫﺮ ﻣﺼﺪﺭﻫﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ )ﻟﻮﺟﻮﺩ ﺁﺛﺎﺭ ﺃﻭ ﻣﻘﺎﺑﺮ ﺍﻟﺦ(. ..
ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺗﻘﻨﻴﺎﺕ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﻟﻠﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ.
-ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ ﻋﻨﺪ ﺇﺑﺮﺍﻡ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ،ﻭﻫﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ،ﺍﻟﺘﺤﺮﻱ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻋﻦ
ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻮﺍﺟﻬﻪ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺎﻻﺧﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻭﺍﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺻﻼﺣﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻔﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺼﻤﻴﻤﺎﺕ ﻭﺇﺧﻄﺎﺭ
ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺑﻤﻼﺣﻈﺎﺗﻪ ،ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺑﺪﻯ ﺗﻘﺼﻴﺮﺍ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ ،ﻭﻇﻬﺮﺕ ﺻﻌﻮﺑﺎﺕ ﻣﺎﺩﻳﺔ ﻛﺎﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ ﺗﻼﻓﻴﻪ ﻗﺒﻞ
ﺍﻹﺑﺮﺍﻡ ،ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻟﻮﺣﺪﻩ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻨﺘﻔﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻻﻧﺘﻔﺎء ﺷﺮﻁ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻮﻗﻊ .ﻭﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻋﻠﻰ
ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﻀﻊ ﺗﺤﺖ ﺗﺼﺮﻑ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ ،ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺛﺒﺖ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﺗﻘﺼﻴﺮﻫﺎ،
ﺗﺤﻤﻠﺖ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻭﺃﻟﺰﻣﺖ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ .ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ،ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺬﻟﺖ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ،ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻓﻲ ﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﺘﻮﻗﻊ ،ﺟﺎﺯ ﻟﻠﻤﻘﺎﻭﻝ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ.
-ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﻃﺎﺑﻊ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ :ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﻧﻮﻉ ﻏﻴﺮ ﻣﺄﻟﻮﻑ ﻭﻻ ﻋﺎﺩﻱ،
ﻭﻳﻈﻞ ﻟﻠﻘﻀﺎء ﺻﻼﺣﻴﺔ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻛﻞ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻯ ،ﻭﺑﻴﺎﻥ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ.
-ﺃﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺃﺣﺪ ﻃﺮﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ :ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻗﺪ ﺗﻄﺒﻖ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻓﻌﻞ
ﺍﻷﻣﻴﺮ ،ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻓﻌﻼ ﺃﻭ ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﺃﻭ ﺗﻘﺼﻴﺮﺍ ﻓﻲ ﺍﻛﺘﺸﺎﻓﻬﺎ ،ﻓﺈﻥ
ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﺍﻧﺘﻔﺎء ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻭﺳﻘﻮﻁ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ.
-ﺃﻥ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻧﻔﻘﺎﺕ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﺍﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ،ﻭﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﺧﺘﻼﻝ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ )
ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﻟﻠﻤﺸﺮﻭﻉ(.
ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ :
ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻦ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻧﺘﻴﺠﺘﺎﻥ :ﺑﻘﺎء ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﺳﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﻔﻌﻮﻝ ،ﻭﺣﻘﻪ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻮﻳﺾ.
-ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ :ﺭﻏﻢ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ،ﻳﺒﻘﻰ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﻣﻠﺘﺰﻣﺎ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺆﺩﻱ
ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ )ﻋﻜﺲ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ( .ﻭﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺗﻮﻗﻔﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ،ﻗﺪ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﺇﻟﻰ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﺠﺰﺍءﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ
ﻳﻤﻠﻜﻬﺎ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ،ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻘﺪﺍﻧﻪ ﻟﺤﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ .
-ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺇﻋﻔﺎء ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﻣﻦ ﻏﺮﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﺄﺧﻴﺮ ﺇﺫﺍ ﺗﻌﺪﻯ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﺰﻣﻨﻴﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ،ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺣﻘﻪ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻣﺎ ﺗﺤﻤﻠﻪ ﻣﻦ ﻧﻔﻘﺎﺕ ﺇﺿﺎﻓﻴﺔ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ
ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﺃﺳﻌﺎﺭ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺪﺓ ﻓﻲ ﺇﺑﺮﺍﻡ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ.
ﻭﻣﻦ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺪﺭﺟﺔ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ،ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ
1 23/11/2006ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺣﻜﻢ ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺛﺒﺖ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﻭﺟﻮﺩ ﺻﻌﻮﺑﺎﺕ ﻣﺎﺩﻳﺔ ،ﺗﺘﻤﺜﻞ
ﻓﻲ ﻭﺟﻮﺩ ﻛﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﻓﻲ ﺑﻘﻌﺔ ﺇﻧﺠﺎﺯ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ ﻟﻠﻤﻘﺎﻭﻝ ﻭﻟﻢ ﻳﺤﺎﻁ ﻋﻠﻤﺎ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ،
ﺍﻗﺘﻀﺖ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺄﺷﻐﺎﻝ ﺇﺿﺎﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺿﺦ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺒﻘﻌﺔ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ ﻭﺇﻧﺠﺎﺯ ﻭﺑﻨﺎء ﺟﺪﺭﺍﻥ ﺗﺮﺍﺑﻴﺔ ﻣﺆﻗﺘﺔ .1
ﺧﺎﺗﻤﺔ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ:
ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﻟﻬﺎ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ،ﻟﺬﻟﻚ ﺳﻴﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻧﺤﻮ ﺍﺗﺠﺎﻫﻴﻦ:
-ﺷﻔﺎﻓﻴﺔ ﺗﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺎﺣﺘﺮﺍﻡ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻭﺗﺪﻋﻴﻢ ﺇﻋﻼﻡ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﻳﻦ.
-ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺎﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ،ﻟﻘﺪ ﺗﻢ ﺇﻧﺸﺎء ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭ ﺗﻢ
ﺑﻨﺎﺅﻩ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﺍﻟﺨﺎﺹ ،ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﻭ ﺍﻟﻄﻠﺐ ،ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺳﻴﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺼﻐﻴﺮ ﻻﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ
ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ .
ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺯﻭﺍﻝ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﻃﻼﻗﺎ ﺩﻣﺠﻪ ﻣﻊ ﻋﻘﻮﺩ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ
ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ،ﻭ ﻟﻜﻦ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ
ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ.
ﺍﻟﻔﻬﺮﺱ :
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ :ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ
-1ﻣﻠﻒ ﺭﻗﻢ 905/03ﺵ.ﻉ -ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ،ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺷﺮﻛﺔ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﺯﻣﺮﺍﻥ ﻟﻠﺒﻨﺎء ﺿﺪ ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﻭﺇﻧﻌﺎﺵ ﺍﻟﺸﻐﻞ ﻓﻲ ﺷﺨﺺ ﻣﺪﻳﺮﻩ
ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺁﺧﺮﻳﻦ.
-1ﻣﻠﻴﻜﺔ ﺍﻟﺼﺮﻭﺥ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ﺹ 489.
5
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻡ .ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ
ﻻﺋﺤﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻊ:
ﺃﻭﻻ :ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ:
6
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻡ .ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ
ﺃ -ﺍﻟﻜﺘﺐ:
-ﻋﺒﺪ ﷲ ﺇﺩﺭﻳﺴﻲ ،ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،2005ﺹ13. .
-ﺛﻮﺭﻳﺔ ﻟﻌﻴﻮﻧﻲ ،ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺍﻟﺠﺴﻮﺭ ،ﻭﺟﺪﺓ ،1998ﺹ 319-.
320.
-ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻮﺯﺍﻧﻲ،ﺩﻋﻮﻯ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ،2006،ﺹ 14..
-ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺑﺎﻳﻨﺔ ،ﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺑﺎﻟﻤﻐﺮﺏ،ﺩﺍﺭ ﺗﻮﺑﻘﺎﻝ ﻟﻠﻨﺸﺮ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،1988ﺹ 36..
-ﻣﻴﺸﺎﻝ ﺭﻭﺳﻲ ،ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﻤﻐﺮﺏ ،ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﻫﻴﺮﻱ ،ﺍﻟﺠﻴﻼﻟﻲ ﺃﻣﺰﻳﺪ ،ﻣﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ
ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ،ﺍﻟﺮﺑﺎﻁ ،1995ﺹ85..
-ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻷﻋﺮﺝ ،ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ،ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ
ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ،ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،2007،ﺹ151..
-ﻳﺤﻲ ﺣﻠﻮﻱ ،ﻣﺤﺎﺿﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ،ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺑﻮﺟﺪﺓ2005-2006. ،
-ﻡ.ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ ،ﻣﺤﺎﺿﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ ﺍﻟﻨﺨﺼﺼﺎﺕ ﺑﺎﻟﻨﺎﺿﻮﺭ2007-
،2008ﺹ34-44. .
ﺏ -ﺍﻟﻤﻘﺎﻻﺕ:
-ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻷﻋﺮﺝ،ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻟﻠﻤﺤﺎﻛﻢ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ،ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ
ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﻮ،ﻋﺪﺩ64ﺷﺘﻨﺒﺮ-ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ 2005.
-ﻡ.ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ ،ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﻌﻀﻮﻱ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ،ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ
ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ،ﻋﺪﺩ72-73ﻳﻨﺎﻳﺮ-ﺃﺑﺮﻳﻞ 2007.
-ﻡ .ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ ،ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻭ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ :ﺗﻌﻠﻴﻖ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ،ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻗﺮﺍﺭ904ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ
2/2003/ :ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ ﺿﺪ ﺷﺮﻛﺔ ﺭﻳﺒﻤﻮ ،ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ،ﻋﺪﺩ 72-73
ﻳﻨﺎﻳﺮ –ﺃﺑﺮﻳﻞ 2007.
-ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺮﻋﺎﻭ،ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺩﻱ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻘﺘﺮﺏ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻭ ﻋﻠﻢ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ،ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ
ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔﻋﺪﺩ ،53ﻧﻮﻧﺒﺮ-ﺩﺟﻨﺒﺮ 2003.
ﺝ -ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﻈﻬﺎﺋﺮ ﻭ ﺍﻟﻤﺮﺍﺳﻴﻢ:
-ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ 97-15ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺗﺤﺼﻴﻞ ﺍﻟﺪﻳﻮﻥ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺻﺎﺩﺭ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬﻩ ﺍﻟﻈﻬﻴﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺭﻗﻢ
175-00-1ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ 28ﻣﺤﺮﻡ 3) 1421ﻣﺎﻱ ، (2000ﺝ.ﺭ ﻋﺪﺩ 4800ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 28ﺻﻔﺮ / 1421ﻓﺎﺗﺢ
ﻳﻮﻧﻴﻮ ، 2000ﺹ1256. .
-ﻇﻬﻴﺮ ﺷﺮﻳﻒ ﺭﻗﻢ 008-58-1ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 4ﺷﻌﺒﺎﻥ 24) 1377ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ ( 1958ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ
ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ،ﺝ.ﺭ ﻋﺪﺩ 2372ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 21ﺭﻣﻀﺎﻥ 11) 1377ﺃﺑﺮﻳﻞ (1958ﺹ . 914 .
-ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ 96-47ﻣﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ،ﺻﺎﺩﺭ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬﻩ ﺍﻟﻈﻬﻴﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺭﻗﻢ 34-97-1 :
ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ 23ﻣﻦ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﻌﺪﺓ 02) 1417ﺃﺑﺮﻳﻞ (1997ﺝ.ﺭ ﻋﺪﺩ 4470ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 03ﺃﺑﺮﻳﻞ ، 1997ﺹ556.
.
-ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ 60-78ﻣﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﻴﺜﺎﻕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ،ﺻﺎﺩﺭ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬﻩ ﺍﻟﻈﻬﻴﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ 297-02-1
ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 25ﺭﺟﺐ 3) 1423ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ (2002ﺝ.ﺭ ﻋﺪﺩ ، 5058ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 21ﻧﻮﻧﺒﺮ ، 2002ﺹ3468. .
-ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ 81-7ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﻨﺰﻉ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻭﺑﺎﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﻤﺆﻗﺖ ،ﺻﺎﺩﺭ ﺍﻷﻣﺮ
ﺑﺘﻨﻔﻴﺬﻩ ﺍﻟﻈﻬﻴﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺭﻗﻢ 254-81-1ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ 11ﺭﺟﺐ 6) 1402ﻣﺎﻱ ، (1982ﺝ .ﺭ ﻋﺪﺩ 3685
ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 03ﺭﻣﻀﺎﻥ 15) 1403ﻳﻮﻧﻴﻮ ، (1983ﺹ . 980 .
-ﻣﺮﺳﻮﻡ ﺭﻗﻢ 388.06.2ﺻﺎﺩﺭ ﻓﻲ 16ﻣﻦ ﻣﺤﺮﻡ5)1428ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ (2007ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ ﺷﺮﻭﻁ ﻭ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺇﺑﺮﺍﻡ
6
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻡ .ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ
-ﻗﺮﺍﺭ ﻋﺪﺩ ،135ﺻﺎﺩﺭ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 17ﺍﺑﺮﻳﻞ ،1961ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺤﻴﺤﻴﻰ ،ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺑﺎﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ،ﺍﻟﺠﺰء ﺍﻷﻭﻝ،
ﺹ 56..ﻛﻤﺎ ﺃﺷﺎﺭﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻣﻴﻨﺔ ﺟﺒﺮﺍﻥ ،ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ،ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ1993. ،
-ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 2ﺷﺘﻨﺒﺮ ،1995ﺑﻮﻟﻔﺮﻭﺝ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ،ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ 1958-1997.
-ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﻔﺎﺱ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 31ﻣﺎﺭﺱ ،1998ﺍﻟﻔﺎﺑﺰﻭﺭﻱ ﻣﺤﻤﺪ ،ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ
ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻋﺪﺩ 29ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ-ﺩﺟﻨﺒﺮ ،1999ﺹ 71..
-ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﻮﺟﺪﺓ ،ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﻟﻮﻫﻴﺒﻲ ﺿﺪ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻛﻨﻔﻮﺭﺩﺓﻡ.ﻡ .ﺇ.ﻡ.ﺕ ،ﻋﺪﺩ ، 53ﻧﻮﻧﺒﺮ –
ﺩﺟﻨﺒﺮ 2000.
-ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 09ﻧﻮﻧﺒﺮ ،1995ﻋﻼﻝ ﺷﻌﺎﻟﻲ ،ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ، 1958-1997ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻦ . 1997
-ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﻤﺮﺍﻛﺶ ،ﺣﻜﻢ ﻋﺪﺩ 106ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ،30/04/2003ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻹﺩﺭﻳﺴﻲ ﺿﺪ ﻭﺯﺍﺭﺓ
ﺍﻷﻭﻗﺎﻑ ،ﻡ.ﻡ.ﺇ .ﻡ.ﺕ ،ﻋﺪﺩ ، 53 :ﻧﻮﻧﺒﺮ – ﺩﺟﻨﺒﺮ . 2003
-ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ 90ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 10ﻣﺎﻱ ، 1960ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ،ﺝ – 1ﺹ،123 :
ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻋﺪﺩ 56ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ 9ﻳﻮﻟﻴﻮﺯ ، 1959ﻗﻀﻴﺔ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ ،ﻣﻠﻒ ﺇﺩﺍﺭﻱ ﻋﺪﺩ 2402/59ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ
ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ، 1958-1997ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻦ . 1997
-ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺭﻗﻢ 66ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 12ﻣﺎﻱ ، 1967ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ،ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ 1
ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 8ﻳﻨﺎﻳﺮ ، 1971ﺷﺮﻛﺔ ﺍﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻔﻨﺎﺩﻕ ﺷﻤﺎﻝ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻭﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ،ﻕ.ﻡ.ﺃ . 1966-1970
-ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ،ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 2ﺷﺘﻨﺒﺮ ،0995ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ، 1958-1997ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﺫﻛﺮﺍﻩ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻦ 1997.
-ﻗﺮﺍﺭ ﻋﺪﺩ 135ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 17ﺃﺑﺮﻳﻞ ، 1961ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺤﻴﺤﻲ ﺿﺪ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ )ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ 1961
ﻡ .ﺱ .ﺹ . (56 .
-ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ،ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻋﺪﺩ 904 :ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 2/2003/ :ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ ﺿﺪ
ﺷﺮﻛﺔ ﺭﻳﺒﻤﻮ، ،ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻟﻼﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ،ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ،ﻋﺪﺩ
،2004،16ﺹ388. .ﺃﻧﻈﺮ ﻛﺬﻟﻚ :ﻡ.ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ ،ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻭ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ :ﺗﻌﻠﻴﻖ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ،ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ
ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻗﺮﺍﺭ904ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 2/2003/ :ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ ﺿﺪ ﺷﺮﻛﺔ ﺭﻳﺒﻤﻮ ،ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ
ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ،ﻋﺪﺩﺩ 72-73ﻳﻨﻠﻴﺮ –ﺃﺑﺮﻳﻞ ،2007ﺹ176. .
ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ 725ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 09/10/2003ﺷﺮﻛﺔ ﺑﻼﺷﻮﻣﺎﺭ ﺿﺪ ﻭﻛﺎﻟﺔ ﺇﻧﻘﺎﺫ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﺎﺱ ،
ﺃﻧﻈﺮ :ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻷﻋﺮﺝ،ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ،ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ
ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ،ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،2007،ﺹ151..
-ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ،ﺭﻗﻢ 239ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ،02/03/2004ﻣﻠﻒ ﺭﻗﻢ 428-01ﺵ ،ﺑﻴﻦ ﺷﺮﻛﺔ
ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺃﻭﻛﺴﻴﻄﻜﺎﻟﻘﺪﻣﻴﺮﻱ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﻴﺔ ﻟﻠﺨﻄﻮﻁ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ،ﺣﻜﻢ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺤﻤﺪ
ﺍﻷﻋﺮﺝ،ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ،ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ،ﺹ151..
-ﻗﺮﺍﺭ ﻋﺪﺩ ،401ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ،12/10/1995ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﺠﻬﻴﺰ ﺧﻠﻴﺞ ﻃﻨﺠﺔ ﺿﺪ ﺷﺮﻛﺔ ﺍﻟﺒﻨﺎء ﻭ
ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﻣﺪﻳﺘﺮﺍﻧﻲ ،ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻋﺪﺩ ﻣﺰﺩﻭﺝ ،14-15ﺹ 156..
-ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ،ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 26ﻳﻨﺎﻳﺮ ،1968ﻣﺒﺎﺭﻙ ﺍﻟﻄﺮﻗﻲ،ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ،7
ﺹ ،106.ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﻤﻜﻨﺎﺱ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 13ﺃﺑﺮﻳﻞ ،2000ﺍﻟﺸﻮﻳﺦ ﻣﺤﻤﺪ ،ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ
ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔﻋﺪﺩ،38-39ﻣﺎﻱ -ﻏﺸﺖ،2001ﺹ227. .
-ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ ،ﻋﺪﺩ140ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ6ﻳﻨﺎﻳﺮ،2001ﻗﻀﻴﺔ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻷﻋﺮﺝ ،ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ
6
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ.ﻡ
،2005 ﺷﺘﻨﺒﺮ– ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ، 64 ﺕ ﻋﺪﺩ. ﻡ.ﺇ.ﻡ. ﻡ، ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻟﻠﻤﺤﺎﻛﻢ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ
. 28. ﺹ
ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ،ﺭﺍﺷﺪﻱ ﻣﺼﻄﻔﻰ،1977 ﻣﺎﺭﺱ18 ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ، ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ-
33..ﺹ،25ﻋﺪﺩ،ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ
:ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ: ﺛﺎﻧﻴﺎ
: ﺍﻟﻜﺘﺐ-ﺃ
6
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻡ .ﺑﻮﻃﺮﻳﻜﻲ
6