Professional Documents
Culture Documents
Soal Try Out 3
Soal Try Out 3
الحضارة هً مظاهر الرلً العلمً ،والفنً ،واألدبً ،واالجتماعً التً تموم على أساس من العمٌدة واألخالق والفكر...
فً بلد ما .وبمدر صالحٌة هذه األسس تبمى هذه المظاهر ،وبمدر فساد هذه األسس تنهار هذه المظاهر; النهٌار األساس
الذي لامت علٌه.
والحضارة اإلسالمٌة شٌدتها األمة بٌدها وفكرها وعمٌدتها ...فكانت بهذه الحضارة الفاضلة نموذجا لإلنسانٌة الفاضلة فً
ذروة أوجها الحضاري ،وكانت بعمٌدتها التوحٌدٌة مثال للكرامة اإلنسانٌة ،عاش المسلمون فً دولتهم الكبرى بفضل
إٌمانهم ا لصادق ،وفهمهم الصحٌح للمرامً اإلسالم ومبادئه :وهم وحدة فً العمٌدة واإلٌمان ،فً الموة والعزة ؛ ولذا فلم
تمو الثمافات الوافدة على أن تذٌب شخصٌة األمة اإلسالمٌة ،أو تغٌر من مالمح حٌاتها األصلٌة ؛ ألن األمة اإلسالمٌة
امتصت هذه الثمافات ،ثم حولتها إلى غذاء صالح ٌتالئم مع المٌم التً آمنت بها ،ومع المبادئ الكرٌمة التً اعتنمتها،
وعاشت بها ولها.
لمد ألامت األمة اإلسالمٌة صرح حضارتها على أساس روحً ،وعلى أنفس وأعظم المٌم األخاللٌة واالجتماعٌة والفكرٌة
فوازنت بذلن بٌن حاجات اإلنسان المادٌة وحاجاته الروحٌة ،ولم تدع للسلطان المادة الفرصة لكً ٌتسلط على الجانب
الروحً والمعنوي فً اإلنسان فٌهبط من علٌاء الفضائل األخاللٌة السامٌة إلى حضٌض المادٌات والشهوات الحٌوانٌة،
وإن المسلمٌن حٌن عنوا بالعلم الدنٌوي واشتغلوا بالنظر والتأمل فً النفس اإلنسانٌة وفٌما ٌحٌط باإلنسان من عوالم
الطبٌعة واآلٌات الكونٌة ،إنما فعلوا ذلن استجابة ألمر هللا عز وجل ،وألن هذا التأمل وذان النظر تعزز ثمراته الصحٌحة
ما جاء به الدٌن ،وما نزل به الوحً على سٌد المرسلٌن ملسو هيلع هللا ىلص.
لمد حث اإلسالم على طلب العلم والدعوة إلى السعً نحو المعرفة ونحو البحث عن كل ما ٌنفع الناس فً أمور دٌنهم
ودنٌاهم ...وبفضل هذه الدعوة ألام اإلسالم حضارة نشأت فً ظلها علوم ومعارف لم ٌكن لألمم السابمة عهد بها ،علوم
تتصل بالدٌن نفسه مثل علوم التوحٌد والفمه وأصوله والتفسٌر ،والحدٌث وعلومه والسٌرة النبوٌة وعلوم اللغة :من نحو،
وصرف ،وبالغة ،وعروض ،ومعاجم لغوي ،..ولد ازدهرت هذه العلوم أٌما ازدهار ،وظهر فٌها االبتكار واألصالة،
كما اتسمت بعمك الفكر ودلته.
وإلى جانب هذه العلوم ازدهرت العلوم الكونٌة :من فٌزٌاء ،وفلن ،وصٌدلة ،وطب ،ونبات ورٌاضٌات وكٌمٌاء،
وغٌرها ،ولد ثبتت أصالة المسلمٌن فً هذه العلوم وإن كان لألمم المدٌمة معرفة ببعضها ،إال أن المسلمٌن لم ٌمفوا فً
معرفتهم بهذه العلوم عند حد النمل عن األلدمٌن ،وإنما لاموا بتصحٌح أخطائهم ،وبتنمٌة هذه العلوم من الخرافة ،
واألباطٌل ،ثم أضافوا ،وابتكروا ،وأتوا بالجدٌد من األفكار ،والعلوم ومن النظرٌات والبحوث فً كل مٌادٌن المعرفة
اإلنسانٌة.
إن عصرنا الحدٌث لمدٌن فً تمدمه العلمً والحضاري لإلسالم والمسلمٌن ،الذٌن حملوا مشعل الهداٌة والمعرفة.
وأضاءوا لكل الناس سبل الحٌاة بال تمٌٌز بٌن جنس وجنس ،أو أهل دٌن ودٌن آخر ،بفضل ما دعا إلٌه اإلسالم من تسامح
وعدالة ومساواة فً الحموق والواجبات ،وما كفله لجمٌع الناس من حرٌة العمل والعبادة والمشاركة فً بناء الحٌاة
والسعً نحو ما هو أفضل لإلنسان؛ ففً مجال الطب والصٌدلة أضاف العلماء العرب والمسلمون الكثٌر باكتشافاتهم
بعض األمراض وعالجها ،واكتشاف الدورة الدموٌة على ٌد العالم العربً "ابن النفٌس المرشً المصري " ( ٙ٨٦ه)
وكانوا رواد الحجر الصحً ،وهم فً ذلن ٌمتدون بالرسول الكرٌم -حٌث ٌمول" :إذا سمعتم بالطاعون بأرض فال تدخلوا
علٌه ،وإذا ولع وأنتم بأرض فال تخرجوا فرارا منه ،ومن أشهر من برعوا فً الطب الرازي (ٖٗٔهـ) الذي أطلك علٌه
إمام الطب العربً ،ومن اكتشافاته العلمٌة أنه مٌز فً دلة بالغة بٌن الجدري والحصبة ،وأول من استخدم أمعاء الحٌوان
فً الحصول على الفتائل وخٌوط الجراحة ،ووصف جراحة استخراج الماء األبٌض ،واستخدم المحاجم فً عالج السكتة،
ومن األطباء العرب ابن سٌنا ( ٕٗ٨ه) الملمب بالشٌخ الرئٌسً الذي مٌز بٌن اإللتهاب الرئوي واإللتهاب السحائً ،وفرق
بٌن المغص المعوي والمغص الكلوي...
فً مجال أسهم الكٌمٌاء أسهم العرب المسلمون باكتشافاتهم لكثٌر من المركبات الكٌماوٌة التً بنٌت علٌها الكٌمٌاء
الحدٌثة ،ومن أشهر هؤالء العلماء "جابر بن حٌان (٘٦ٙهـ) الذي ٌعتبر مؤسس هذا العلم ،وكانت أبحاثه وما توصل إلٌه
من معلومات هً المرجع األول فً أوروبا حتى المرن الثامن عشر ،ولمد ترجمت مؤلفاته إلى اللغة الالتٌنٌة والفرنسٌة...
وفً علم الطبٌعة لدم الحسن بن الهٌثم أبحاثا رائعة عن الضوء والرؤٌة والمراٌا والعدسات والبصرٌات ...وساهم أبو
الرٌحان البٌرونً (ٔٓٗ٨م) بإسهامات ال تنكر بدراسته الكثافة النوعٌة وظواهر الشفك وكسوف الشمس ونحو ذلن...
وفً مجال الرٌاضٌات استخدم الخوارزمً (٨ٗ٦م) األرلام فً جداوله الرٌاضٌة ،كما ألف كتابه الشهٌر المسمى بـ
"حساب الجبر والمماب لة" الذي نمل إلى الالتٌنٌة فً النصف األول من المرن الثانً عشر ،وٌرجع الفضل إلٌه فً اكتشاف
الصفر ،كما أطلك اسمه على الطرٌمة الحسابٌة التً تموم على النظام العشري .وللحسن بن الهٌثم (ٕٔٓ١م) إسهامات فً
علم الرٌاضٌات ال تنكر؛ حٌث ألف كتابا جمع فٌه األصول الهندسٌة والعددٌة ،وأدخل فً الجبر والحساب طرلا جدٌدة فً
استخراج المسائل الحسابٌة من جهتً التحلٌل والتمدٌر العددي .وللمعلماء العرب والمسلمٌن إسهامات أخرى سبموا بها
غٌرهم فً مجاالت :الفلن والجغرافٌا والرحالت والعمارة والفلسفة واالجتماع ...جعلت غٌر المسلمٌن من المستشرلٌن
وغٌرهم ٌعترفون بفضل العرب فً تأصٌل وابتكار الكثٌر من العلوم والمعارف.
ولد تمٌزت الحضارة اإلسالمٌة إلى جانب ذلن بالشمول ،والتكامل ،والجمع بٌن الجانب الروحً ،والجانب المادي ،كما
تمٌزت بإنسانٌتها؛ ذلن أنها بنٌت على دعوة موجهة ،وعلى أساس ثابت ،إذ اعتبرت اإلنسان بوصفه إنسانا مجردا عن كل
وصف الحك إلنسانٌته ،مدعو لالشتران مع كل إنسان فً تألٌف مجتمع تترابط عناصره برباط العمد االجتماعً المفتوح،
لتعالد الناس كلهم تعالدا برٌئا من العنصرٌات والطبمات واإلللٌمٌات ،لٌجعلوا السبٌل إلى االتفاق بٌنهم فٌما افترلت فٌه
األمم الشعور أوال :بأن اإلنسان كفء لإلنسان ،ثم الشعور ثانٌا :بأن الحمائك كلها المتصلة بالمادة والمتصلة بما وراءها
هً فً متناول اإلنسانٌ ،ستطٌع أن ٌتوصل إلٌها بمداركه العدٌدة ،المستند بعضها إلى بعض فً غٌر تنافر وال تدابر وال
تناشز ..فالمدركات الغرٌزٌة وراءها المدركات الحسٌة ،ثم المدركات الحسٌة وراءها المدركات العملٌة ،ثم المدركات
العملٌة تؤدي إلى الممدمات المفضٌة إلى تلمً المدركات الغٌبٌة اآلتٌة من طرٌك الوحً ،وإلى التسلٌم بها واإلذعان لها.
كما امتازت الحضارة اإلسالمٌة بالتوازن واالنسجام؛ حٌث كانت من أثر إنسان اكتسب وضعا منسجما فً ذاته ،آمنا إلى
نفسه ،فصنع على مثال نفسه حضارة أكسبها مما اكتسب ،وأفاء علٌها مما أفاء هللا علٌه ،حتى فالت بما فٌها من انسجام،
ولم ٌكن لها نظٌر فٌهما بٌن الحضارات ....واالنسجام واألمن الذي امتازت به الحضارة اإلسالمٌة لٌس ممصوراً على
انسجام وأمن اجتماعٌٌن خارجٌٌن تأتلف بهما العناصر والطبمات ،وتتمً بهما وٌالت الحروب االجتماعٌة ،ولكن
االنسجام واألمن اللذٌن امتازت بهما الحضارة اإلسالمٌة ٌبتدئان انسجاما وأمنا داخلٌٌن فردٌٌن تأتلف فٌهما المدارن
اإلنسانٌة ،وتتمً بهما وٌالت داخل النفس اإلنسانٌة هً وٌالت الحٌرة واالضطراب ،وتنازع األفكار والعواطف ،وحرب
بٌن المعموالت والعمائد ،وتمسٌم الروحانٌات والمادٌات وممتضٌات المصالح وواجبات األخالق
وهذا المعنى السامً من األمن واالنسجام الذي هو أساس الدٌن اإلسالمً وروح الحضارة اإلسالمٌة ٌبتدئ تكوٌنه فً
الفرد بطرٌمة تربوٌة تعتمد على إٌماظ الحس الباطنً ،الذي ٌتوجه به الفرد إلى تحصٌل المدركات.
ٖ" .لمد نشأت الحضارة اإلسالمٌة فً ظل العلوم و المعارف الدٌنٌة و الدنٌوة" وضّح ذلن!
٘ .ما الدور الذي لام به العلماء المسلمون تجاه العلوم الكونٌة المنمولة؟
البالغة
استمع ثم أجب!
ٗ.أذكر من مؤلفاته؟