Professional Documents
Culture Documents
Amel Memoire 2020
Amel Memoire 2020
**اﻟﺣﻣد اﷲ واﻟﺷﻛر ﻟﻪ أوﻻ ،اﻟذي ﺷرح ﻟﻧﺎﺻدر ﻧﺎوﯾﺳر أﻣر ﻧﺎ ،وﺧﻔف ﻋﻧﺎ
وزر ﻧﺎ ووﻓﻘﻧﻧﺎ ﻓﻲ إﺗﻣﺎم ﻫذا اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺗواﺿﻊ ،ﻣﻠك اﻟﻣﻠوك ﺑﻪ اﺳﺗﻌﻧﺎ وﻋﻠﯾﻪ
ﺗوﻛﻠﻧﺎ ﻓﻬو ﺧﯾر اﻟﻣﺗوﻛﻠﯾن.
**ﻻ ﯾﺳﻌﻧﻲ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﻘﺎم إﻻ أن ﻧﺗﻘدم ﺑﺎﻟﺷﻛر اﻟﺟزﯾل واﻟﺗﻘدﯾر ﻟﻛل ﻣن
أﺳﻬم ﻓﻲ إﺧراج ﻫذﻩ اﻟﻣذﻛرة إﻟﻰ اﻟﻧور ؛وأﺧص ﺑذﻟك أﺳﺗﺎذﻧﺎ اﻟﻣﺣﺗرم
"ﻓرﻗﺎق ﻣﻌﻣر"
ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺿﻠﻪ ﻗﺑول اﻹﺷراف ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣذﻛرة ،وﻋﻠﻰ اﻟﻧﺻﺎﺋﺢ واﻟﺗوﺟﯾﻬﺎت
اﻟﻘﯾﻣﺔ واﻵراء اﻟﺳدﯾدة اﻟﺗﻲ ﯾﻘﯾﻣﻬﺎ ﺑﺎﺳﺗﻣرار،رﻏم .ﻛﺛرة اﻻرﺗﺑﺎطﺎت و
اﻻﻧﺷﻐﺎﻻت ﻓﺟزاﻩ اﷲ ﻛل ﺧﯾر
**إﻟﻰ ﻛل ﻣن ﺳﺎﻫم ﺑﻣدي ﺑﺎﻟﻣﺳﺎﻋدة و اﻟﻌون ،و ﻟو ﺑﺎﻟﻛﻠﻣﺔ اﻟطﯾﺑﺔ ﻣن
ﻗرﯾب أو ﻣن ﺑﻌﯾد ﻓﻲ ﺳﺑﯾل إﻧﺟﺎز ﻫذا اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺗواﺿﻊ.
***
اﻹﻫداء
أوﻻ وﻗﺑل ﻛل ﺷﻲء اﺣﻣد اﷲ ﻋز وﺟل ﻋﻠﻰ ﺗوﻓﯾﻘﻧﺎ وﻋﻠﻰ ﻣن ﺑﻠﻎ اﻟرﺳﺎﻟﺔ وأدى اﻷﻣﺎﻧﺔ
وﻧﺻﺢ اﻷﻣﺔ إﻟﻰ ﺗﺑﻧﻲ اﻟرﺣﻣﺔ وﻧور اﻟﻌﺎﻟﻣﯾن ﺳﯾدﻧﺎ ﻣﺣﻣد ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم.
اﻫدي ﺛﻣرة ﺟﻬدي إﻟﻰ ﻣن ﻗﺎل ﻓﯾﻬﻣﺎ اﻟرﺣﻣﺎن" واﺧﻔض ﻟﻬﻣﺎ ﺟﻧﺎح اﻟذل ﻣن اﻟرﺣﻣﺔ وﻗل رﺑﻲ
ارﺣﻣﻬﻣﺎ ﻛﻣﺎ رﺑﯾﺎﻧﻲ ﺻﻐﯾرا"اﻹﺳراء ،اﻵﯾﺔ .24
إﻟﻰ اﻟﺣﯾﺎة أﻣﻲ واﻟﻧﻌﻣﺔ أﻣﻲ واﻟﻌﻣر ﻛﻠﻪ أﻣﻲ ﻓﻼﻣﻲ اﻧﺗﻣﻲ وﺑﺄﻣﻲ اﻛﺗﻔﻲ وﺑدون أﻣﻲ اﻧﺗﻬﻲ
إﻟﯾك أﻫدي ﻫذا اﻟﻌﻣل ﯾﺎ أﻋز اﻟﻧﺎس" أﻣﻲ".
إﻟﻰ ﻣن اﺣﻣل اﺳﻣﻪ إﻟﻰ رﻣز اﻟﺛﻘﺔ واﻟﻔﺧر واﻻﻋﺗزاز إﻟﯾك أﻧت ﯾﺎ أﺑﻲ ﯾﺎ وﺳﺎم اﻟﻌزة واﻟﻛراﻣﺔ
إﻟﯾك اﻫدي ﻫذا اﻟﻌﻣل ﯾﺎ أﺣب اﻟﻧﺎس" أﺑﻲ".
ﯾﺎ رب أﺣﻔظ ﻟﻲ أﻣﻲ وأﺑﻲ واﺟﻌﻠﻬم ﺗﺎج ﻓوق رأﺳﻲ .
إﻟﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺳﺎﺗذة اﻟذﯾن درﺳوﻧﻲ طﯾﻠﺔ ﻣﺷواري اﻟدراﺳﻲ.
إﻟﻰ ﺟﻣﯾﻊ زﻣﻼﺋﻲ و ﻛل اﻷﺣﺑﺎب و ﻛل ﻣن ﺳﺎﻋدﻧﻲ ﻣن ﻗرﯾب وﺑﻌﯾد ﻋﻠﻰ ﻫذا
اﻟﺑﺣث اﻟﻣﺗواﺿﻊ .
ﻣﻘدﻣﺔ:
ﻣن اﻟﻣﻌروف أن ﻣﻬﻧﺔ اﻟطب ﻣن أﻫم اﻟﻣﻬن اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ اﻟﻧﺑﯾﻠﺔ ،ﺣﯾث ﯾﺗوﺟب ﻋﻠﻰ ﻣن
ﯾﻣﺎرﺳﻬﺎ اﺣﺗرام ﺟﺳم اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟظروف واﻷﺣوال وذﻟك ﺑﺧﺿوع اﻟﻣﻣﺎرس اﻟطﺑﻲ
واﻷﺣوال،وذﻟك ﺑﺧﺿوع اﻟﻣﻣﺎرس اﻟطﺑﻲ إﻟﻰ واﺟﺑﺎت أﺧﻼﻗﯾﺔ ﻗﺑل أن ﺗﻛون ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ.
ﺑﺣﯾث ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة وﻋدم اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺎﻟﺳﻼﻣﺔ اﻟﺟﺳدﯾﺔ ﻣن اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﺎﻣﺔ
اﻟﻠﺻﯾﻘﺔ ﺑﺷﺧﺻﯾﺔ اﻹﻧﺳﺎن ،ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺗدﻋﻲ ﻓرض ﻗﯾود واﻟﺗزاﻣﺎت ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق ﻛل ﻣﻣﺎرس
ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﻬﻧﺔ .ﻓﻘد ﺣرﻣت ﻣﺧﺗﻠف ﺷراﺋﻊ اﻟدول اﻟﺗﻌرض ﻟﻠﺟﺳم اﻟﺑﺷري واﻻﻋﺗداء ﻋﻠﯾﻪ.
وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن ﻣﻬﻧﺔ اﻟطب ﻣﻬﻧﺔ إﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﺳﺎس إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﻌﺗﺑر ﻣن اﻟﻣﻬن
اﻟﺻﻌﺑﺔ واﻟﺧطﯾرة ،وذﻟك ﻟﻣﺎ ﻗد ﺗﺳﺑﺑﻪ ﻣن أﺿرار ﻟﻠﻣرﺿﻰ ،ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺧطﺄ طﺑﻲ وﻗد ﺗؤدي
إﻟﻰ اﻟوﻓﺎة أو اﻟﻌﺟز وﺗﺳﺑب ﻋﺎﻫﺔ ﻣﺳﺗدﯾﻣﺔ ﻟﻠﺷﺧص ،ﻓﺈﻋﺗﺑﺎر اﻟطﺑﯾب إﻧﺳﺎﻧﺎ ﻓﻬو ﻟﯾس
ﻣﻌﺻوﻣﺎ ﻋن اﻟﺧطﺄ أﺛﻧﺎء ﻣﻣﺎرﺳﺗﻪ ﻟﻣﻬﻧﺗﻪ اﻟطﺑﯾﺔ ﻓﻘد ﯾﻘﺗرف أﺧطﺎء ﺗﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻬﺎ
ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ اﻟطﺑﯾﺔ.
وﻗد ﺣﻘق اﻟطب اﻧﺗﺻﺎرا ﺑﺎﻫرا ﻓﻲ اﻵوﻧﺔ اﻷﺧﯾرة ﺣﯾث ﺳﺎﻫم ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﻋﻼج
اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷﻣراض اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻣﺳﺗﻌﺻﯾﺔ ،ﺣﯾث ظﻬر ذﻟك ﺣﺗﻰ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺟراﺣﻲ،
وذﻟك ﺑﺗﻣﻛن اﻷطﺑﺎء ﻣن اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻗﻠب ودﻣﺎغ اﻹﻧﺳﺎن وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺟراﺣﯾﺔ.
ﻛﻣﺎ ﺗﻣﻛن ﻣن ﺗﺣﻘﯾق رﻏﺑﺎت اﻹﻧﺳﺎن ﺣﺗﻰ وا ٕ ن ﻟم ﺗﻛن ﻋﻼﺟﯾﺔ ﻛﺎﻟﺟراﺣﺎت
اﻟﺗﺟﻣﯾﻠﯾﺔ ،وﻣﻧﻪ ﻧﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻘول أن اﻟطب ﻟم ﯾﻘف ﻋﻠﻰ ﻣﻬﻧﺗﻪ اﻷﺻﻠﯾﺔ ذات اﻟﺑﻌد اﻟﻌﻼﺟﻲ
واﻟوﻗﺎﺋﻲ ﻓﻘط ﺑل ﺗﺧطﻰ ﻛل اﻟﻌﻘﺑﺎت اﻟﺗﻲ واﺟﻬﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻣر ﻷزﻣﺗﻪ.
ﻟﻛن وﺑﻘدر ﻣﺎ ﻗد ﺗﺣﻘﻘﻪ اﻟﺟراﺣﺔ ﻣﻧﺎﻓﻊ ﺑﺷرﯾﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻗد ﺗؤدي إﻟﻰ ﺗﻌرﯾض اﻟﻣرﯾض
ﻟﻣﺧﺎطر ﻋدﯾدة،ﺣﯾث ﺗﻔرض ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺋﻣﯾن ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن ﺟراﺣﯾن وﻣﺳﺎﻋدﯾﻬم اﻟﺗﺣﻠﻲ ﺑﺎﻟﯾﻘﺿﺔ
واﻟﺣذر وﺑذل ﻋﻧﺎﯾﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ درءا ﻷي ﺿرر ﯾﻣس اﻟﺣﯾﺎة اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﻗﯾﺎم
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ.
أ
ﻣﻘدﻣﺔ
وﻣﻧﻪ ﺗﻧﻌﻘد اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋن اﻟﺧطﺄ اﻟطﺑﻲ اﻟﺟراﺣﻲ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾرﺗﻛب اﻟﺟراح أو
طﺑﯾب اﻟﺗﺧدﯾر أو ﻏﯾرﻫﻣﺎ ﻣن أﻋﺿﺎء اﻟﻔرﯾق اﻟطﺑﻲ اﻟﺟراﺣﻲ،ﺧطﺄ ﯾﻠﺣق إﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻣرﯾض
أو ﯾؤدي إﻟﻰ ﻗﺗﻠﻪ ،ﻓﺧروﺟﻬم وﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻬم ﻟﻠﻘواﻋد واﻷﺻول اﻟطﺑﯾﺔ وﻗت ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻣل اﻟطﺑﻲ
اﻟﺟراﺣﻲ،وﺣﺻول اﻟﺿرر ﻟﻠﻣرﯾض ﺟراء ذﻟك اﻟﻣﺳﻠك،ﻫو اﻷﺳﺎس اﻟذي ﯾرﺗب ﻧﺷوء
اﻟﺧطﺄ اﻟطﺑﻲ اﻟﺟراﺣﻲ ،ذﻟك أن اﻟطﺑﯾب اﻟﺟراح وﻏﯾرﻩ ﻣن ﻓﺋﺗﻬم ﻣﻠزﻣون ﺿﻣن اﻟﻠواﺋﺢ
واﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟطﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧظم ﻣﻬﻧﺔ اﻟطب،ﺑﺈﺗﺑﺎع اﻷﺳﺎﻟﯾب واﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﺷﺧﯾﺻﯾﺔ
واﻟﻌﻼﺟﯾﺔ واﻟﻘواﻋد واﻟﻣﻌﺎرف اﻟﻣﺗﻌﺎرف ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻷوﺳﺎط اﻟطﺑﯾﺔ.
وﻧظرا ﻟﺧطورة اﻟﻌﻣل اﻟﺟراﺣﻲ ﻋﻠﻰ ﺟﺳم اﻹﻧﺳﺎن ﺳﻌﻰ رﺟﺎل اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻲ اﻟﺑﺣث
ﻋن إﯾﺟﺎد ﺗوازن ﻟﻠﻣﻌﺎدﻟﺔ ﺑﯾن طرﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟطﺑﯾﺔ ،وﻫﻣﺎ اﻟﻣرﯾض واﻟطﺑﯾب ،ﻓﻣن ﺟﻬﺔ
ﯾﻧﺑﻐﻲ ﺗوﻓﯾر اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟطﺑﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻸطﺑﺎء ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻣرﺿﺎﻫم ،وﺗﺄﻣﯾﻧﻬم ﻣن اﻟﻣﺧﺎوف
اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن اﻟﻣﺳﺎءﻻت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﺿﻣﺎن ﻋدم اﺳﺗﻬﺗﺎر اﻷطﺑﺎء ﻓﻲ ﺗوﻓﯾر اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ اﻟطﺑﯾﺔ
اﻟﻼﺋﻘﺔ ﻣن ﻗﺑﻠﻬﻣم ،وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ ﺣرﻣﺔ ﻣﺎ ﻗد ﯾﺳﺑﺑﻪ ﻟﻠﺟﺳم اﻟﺑﺷري،
وﺗوﻓﯾر ﺣﻣﺎﯾﺔ أﻛﺛر ﻟﻠﻣرﺿﻰ ﻣﻣﺎ ﻗد ﯾﺻدر ﻋن اﻷطﺑﺎء ﻣن أﺧطﺎء ذات أﺛر ﺳﻠﺑﻲ ﻋﻠﻰ
اﻟﻣرﺿﻰ.
ﺗﻌود أﻫم اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ دﻓﻌﺗﻧﺎ إﻟﻰ اﺧﺗﯾﺎر ﻫذا اﻟﻣوﺿوع إﻟﻰ اﻷﺧطﺎء اﻟﺟﺳﯾﻣﺔ اﻟﺗﻲ
أﺻﺑﺣت ﺗرﺗﻛب ﻣن ﻗﺑل اﻷطﺑﺎء واﻟﺟراﺣﯾن ،ﻓﻠم ﺗﻌد ﺗﺧﻠو اﻟﻣﺣﺎﻛم ﻣن ﺗﻘدﯾم اﻟﺷﻛﺎوى
ورﻓﻊ اﻟدﻋﺎوى ﺿد اﻷطﺑﺎء ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺣﻘوق واﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺗﺿررﯾن ﻧﺗﯾﺟﺔ
ﻟﻠﺛﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺿﻌﻬﺎ اﻷﻓراد واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ اﻟطﺑﯾب ،ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل اﻟﻣوﺿوع ذو أﻫﻣﯾﺔ ﻗﺻوى ﻓﻲ
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﺻورة ﻋﺎﻣﺔ وﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎﻟﯾن اﻟطﺑﻲ واﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ.
ﻛﻣﺎ ﯾﺑﻘﻰ ﻣوﺿوع اﻟﻣﺳﺎءﻟﺔ اﻟطﺑﯾﺔ ﻋن اﻟﺧطﺄ اﻟطﺑﻲ اﻟﺟراﺣﻲ ﻣن اﻟﻣواﺿﯾﻊ اﻟﻣﻬﻣﺔ
واﻟﺻﻌﺑﺔ واﻟﺷﺎﺋﻛﺔ ،ﻧظرا ﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﻣﻬﻧﺔ اﻟطﺑﯾﺔ وارﺗﺑﺎطﻬﺎ اﻟوﺛﯾق اﻟﺻﻠﺔ ﺑﺣﯾﺎة اﻹﻧﺳﺎن
وﺳﻼﻣﺗﻪ اﻟﺟﺳدﯾﺔ.
ب
ﻣﻘدﻣﺔ
وﻗد ﺳﻌﻰ اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻘﺿﺎء ﻣﻧذ زﻣن طوﯾل إﻟﻰ إﯾﺿﺎح طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺧطﺄ اﻟطﺑﻲ وﻧوﻋﻪ
ودرﺟﺗﻪ وﻣﻌﯾﺎرﻩ ،ﻛﻣﺎ ﺗﻛﻣن أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺑﺣث ﻓﻲ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠطﺑﯾب ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ
واﻟطﺑﯾب اﻟﺟراح ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻋن أﺧطﺎﺋﻪ اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣدى ﺣﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣوﺿوع ،ﺣﯾث
أﺣدث ﺟدﻻ ﻓﻘﻬﯾﺎ وﻗﺿﺎﺋﯾﺎ ﺣول اﻷﺳس اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﻬﺎ ﯾﻣﻛن إﺛﺎرة اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ
اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠطﺑﯾب ﻋن أﺧطﺎﺋﻪ اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ.
وا ٕ ذا ﻛﺎن إﺧﻼل اﻟطﺑﯾب ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ اﻟﺗﻲ ﺗﻔرﺿﻬﺎ ﻗواﻋد وأﺻول ﻣﻬﻧﺗﻪ ﺗﺷﻛل أﺧطﺎء
طﺑﯾﺔ ﺗﺳﺗوﺟب اﻟﻣﺳﺎءﻟﺔ ﻋﻧﻬﺎ ،وﻟﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻫﻲ اﻷﺳﺎس اﻟذي ﺗﺣرم ﺑﻪ
اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟطﺑﯾب ﺧﻼل ﻣزاوﻟﺗﻪ ﻟﻧﺷﺎطﻪ ،ﻓﺎﻟﺳؤال اﻟذي ﯾﺛور:
ﻛﯾف ﯾﻣﻛن ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح ﻣزاوﻟﺔ ﻋﻣﻠﻪ اﻟطﺑﻲ ﺑﻛل ﺛﻘﺔ واطﻣﺋﻧﺎن ،دون اﻟﺧوف ﻣن
اﻟﻣﺳﺎءﻟﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ؟ وﻋﻠﻰ أي أﺳﺎس ﺗﻘوم ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة؟
وﺗﻧﺑﺛق ﻋن ﻫذﻩ اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺗﺳﺎؤﻻت اﻟﻔرﻋﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
ﻣﺎ ﻣﻌﻧﻰ اﻟﻌﻣل اﻟطﺑﻲ واﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ؟
ﻋﻠﻰ أي أﺳﺎس ﯾﻘوم اﻟﻌﻣل اﻟطﺑﻲ واﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ؟
ﻣﺎ ﻫﻲ أﻫم ﺻور اﻟﻣﺳﺎءﻟﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح؟
اﻟﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ:
وﻣن أﺟل ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﻫﺎﺗﻪ اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ واﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻧﻬﺎ ﺗم اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟوﺻﻔﻲ
واﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل وﺻف اﻷﻋﻣﺎل اﻟطﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻊ ﺗﺣت اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
وﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ذات اﻟﺻﻠﺔ.
ﺧطﺔ اﻟﺑﺣث:
وﻗد ارﺗﺄﯾﻧﺎ ﻓﻲ ﺗﻔﺻﯾل ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ،اﻟﺗطرق ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول إﻟﻰ اﻹطﺎر
اﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻟﻠﻌﻣل اﻟطﻲ واﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟطﺑﯾﺔ ،واﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ إﻟﻰ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠطﺑﯾب
اﻟﺟراح ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ واﻧﺗﻘﺎﺋﻬﺎ.
ج
اﻹطﺎر اﻟﻣﻔﺎﻫﻣﻲ ﻟﻠﻌﻣل اﻟطﺑﻲ
و اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
اﻹطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﻤﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﻄﺒﻲ و اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
ﺗﻣﻬﯾد :
إن ﻋﻣل و ﻧﺷﺎط اﻟطﺑﯾب ﻫو اﻹﻧﺳﺎن ﺟﺳﻣﺎ و ﻋﻘﻼ و ﻧﻔﺳﺎ ﻓﻠم ﯾﻌد ﻫﻧﺎك أﻣﺎﻣﻪ ﻣﺎ ﯾﻌرف
ﺑﺎﻟﻣﺳﺗﺣﯾل ﻣﻣﺎ ﺟﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﺑﺣث ﻣﺳﺗدﯾم ﻣن أﺟل إﯾﺟﺎد ﺣﻠول و وﺳﺎﺋل ﺟدﯾدة ﻟﻠﻌﻼج ﺳواء
ﺑﺎﻟﺟراﺣﺔ أو اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ أو اﻹﺳﻌﺎف و ﻫذا ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻪ ﯾﺗﺧطﻰ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﻣراض ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠﺗﻔﻛﯾر
اﻟﻣﻧطﻘﻲ ﻣن أﺟل ﺿﻣﺎن ﺳﻼﻣﺔ وﺻﺣﺔ اﻷﺷﺧﺎص،ﻏﯾر أن اﻟطﺑﯾب ﻛﻐﯾرﻩ ﻣن اﻟﺑﺷر ﻣﻌرض
ﻟﻠﺧطﺄ ﺳواء ﻛﺎن ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻋﻣدﯾﺎ أو ﻻ.
و ﻫذا ﻣﺎ ﺳﻧﺗﻧﺎوﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺑﺣﺛﯾن اﻟﺗﺎﻟﯾﯾن :
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﻌﻣل اﻟطﺑﻲ و اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :أرﻛﺎن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠطﺑﯾب .
6
اﻹطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﻤﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﻄﺒﻲ و اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
1رﻣﺿﺎن ﺟﻣﺎل ﻛﺎﻣل-ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻷطﺑﺎء و اﻟﺟراﺣﯾن اﻟﻣدﻧﯾﺔ-ط -1اﻟﻣرﻛز اﻟﻘوﻣﻲ ﻟﻺﺻدارات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﻣﺻر -2005 -ص
.02
7
اﻹطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﻤﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﻄﺒﻲ و اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻘد اﻗروا ﺑﺎن ﺗﻌﻠم ﻣﻬﻧﺔ اﻟطب ﻫﻲ ﻓرض ﻛﻔﺎﯾﺔ ﻻ ﯾﺳﻘط إﻻ ﺑﺗﺻدي ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻪ
ذﻟك أن اﻟﻌﻼج أو اﻟﺗداوي ﻣن اﻷﻣراض ﻟﯾس ﺑواﺟب ﻋﻧد ﺟﻣﺎﻫﯾر اﻟﻔﻘﻬﺎء و أﺋﻣﺔ اﻟﻣذاﻫب ﺑل
ﻫو ﻓﻲ داﺋرة اﻟﻣﯾﺎح ﺣﺗﻰ أﻧﻬم ﺗﻧﺎزﻋوا ﻓﻲ أﯾﻬم اﻷﻓﺿل واﻟﺗداوي أو اﻟﺻﺑر ﻛﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣدﯾث
اﺑن ﻋﺑﺎس ﻓﻲ اﻟﺻﺣﯾﺢ ﻋن اﻟﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺻرع و ﺳﺄﻟت اﻟﻧﺑﻲ )ص( أن ﯾدﻋو ﻟﻬﺎ ﻓﻘﺎل
ﻟﻬﺎ :إن أﺣﺑﺑت أن ﺗﺻﺑري و ﻟك اﻟﺟﻧﺔ وان أﺣﺑﺑت دﻋوت اﷲ أن ﯾﺷﻔﯾك ﻓﻘﺎﻟت :ﺑل اﺻﺑر
وﻟﻛﻧﻧﻲ أﺗﻛﺷف ﻓﺎدع اﷲ أن ﻻ أﺗﻛﺷف :"1ﻓدﻋﺎ ﻟﻬﺎ ﺑذﻟك .ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ
أ-ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻔرﻧﺳﻲ :وﻓﻘﺎ ﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 35ﻟﺳﻧﺔ 1892ﻛﺎن ﻧطﺎق اﻟﻌﻣل اﻟطﺑﻲ
ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻌﻼج ﻓﺣﺳب وﻣﻊ ﺻدور ﻗﺎﻧون اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ 24دﯾﺳﻣﺑر 1945
اﻟﻣﻌدل ﻓﻲ 15أﻛﺗوﺑر اﻟﺳﻧﺔ 1953أﺻﺑﺢ اﻟﻌﻣل اﻟطﺑﻲ ﯾﺷﻣل ﻣرﺣﻠﺗﻲ اﻟﻔﺣص واﻟﺗﺷﺧﯾص إﻟﻰ
ﺟﺎﻧب ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻌﻼج وﻫو ﻣﺎ ﯾﺳﺗﻔﺎد ﺿﻣﻧﯾﺎ ﻣن اﻟﻣﺎدة 372واﻟﺗﻲ ﺟﺎءت ﺗﺣت ﻋﻧوان" :
اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻐﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ ﻟﻠطب " اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " :ﯾﻌﺗﺑر ﻣرﺗﻛﺑﺎ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻏﯾر
اﻟﻣﺷروﻋﺔ ﻟﻠطب ﻛل ﺷﺧص ﯾﻘوم ﺑﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﺷﺧﯾص أو اﻟﻌﻼج ﺑﺻﻔﺔ اﻋﺗﯾﺎدﯾﺔ وﻟو ﺑﺣﺿور
اﻟطﺑﯾب ﻣﺎ ﻟم ﯾﻛن ﻣﺗﺣﺻﻼ ﻋﻠﻰ اﻟﺗرﺧﯾص اﻟﻣطﻠوب "2ﻓﻣن ﺧﻼل ﻧص ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﻧرى أن
اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻗد أﻛد أن اﻟﻌﻣل اﻟطﺑﻲ ﯾﺷﻣل ﻛذﻟك ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻔﺣص واﻟﺗﺷﺧﯾص إﻟﻰ ﺟﺎﻧب
ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻌﻼج اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﺑدﯾﻬﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل اﻟطﺑﻲ.
ب-ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﺻري :ﻟﻘد ﺣﺿﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﺻري ،ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺗﻌرﯾف اﻟﻌﻣل اﻟطﺑﻲ
ﺣدوا اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺣﯾث ﻟم ﯾﻧص ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻌرﯾف دﻗﯾق ﻟﻪ ،ﺑل اﻛﺗﻔﻰ ﺑﺎﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻪ ﻓﻲ
ﺳﯾﺎق اﻟﻧص ﻋﻠﻰ ﺷروط ﻣزاوﻟﺔ ﻣﻬﻧﺔ اﻟطب3وذﻟك ﺑذﻛر أﻣﺛﻠﺔ ﻟﻸﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﺗﻌد ﻣن ﻗﺑﯾل
اﻷﻋﻣﺎل اﻟطﺑﯾﺔ ،وﻣﻧﺢ اﻟﻘﺎﺋﻣﯾن ﺑﻬﺎ وﺻف اﻟطﺑﯾب أو اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ.
1ﺗﻘﻲ اﻟدﯾن اﺑن ﺗﯾﻣﯾﺔ ،ﻣﺟﻣﻊ اﻟﻣﻠك ﻓﻬد ،ﺣدﯾث ﻧﺑوي ﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ رواﻩ اﻟﺑﺧﺎري وﻣﺳﻠم ، ،ﺑﺳط اﻟﺟزء 37ﺳﻧﺔ. 1995
2
article 372 exercice illégalement la médecine « toute personne qui prend part habituellement ou
par direction suivie même en présence d'un médecine ,a l'établissement d'un diagnostic ou au
traitement de malades
3ﻣﺣﻣد أﺳﺎﻣﺔ ﻋﺑد اﷲ اﻟﻘﺎﯾد ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻸطﺑﺎء ،ط ،2دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،ﻣﺻر ،ﺑدون ﺳﻧﺔ ص 92
8
اﻹطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﻤﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﻄﺒﻲ و اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
ﻫذا وﻗد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 415ﻟﺳﻧﺔ 1954واﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻣزاوﻟﺔ ﻣﻬﻧﺔ اﻟطب
واﻟﺗﻌدﯾﻼت اﻟﺗﻲ ﺟﺎءت ﺑﻌدﻩ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ :
ﻻ ﯾﺟوز ﻷﺣد إﺑداء ﻣﺷورة طﺑﯾﺔ أو ﻋﯾﺎدة ﻣرﯾض أو إﺟراء ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺟراﺣﯾﺔ أو ﻣﺑﺎﺷرة وﻻدة ،أو
وﺻف أدوﯾﺔ ،أو ﻋﻼج ﻣرﯾض أو اﺧذ ﻋﯾﻧﺔ ﻣن اﻟﻌﯾﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد ﺑﻘرار ﻣن وزﯾر اﻟﺻﺣﺔ
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﻣن ﺟﺳم اﻟﻣرﺿﻰ اﻵدﻣﯾﯾن ﻟﻠﺗﺷﺧﯾص اﻟطﺑﻲ اﻟﻣﻌﻣﻠﻲ ﺑﺄﯾﺔ طرﯾﻘﺔ ﻛﺎﻧت ،أو وﺻف
ﻧظﺎرات طﺑﯾﺔ وﺑوﺟﻪ ﻋﺎم ﻣزاوﻟﺔ ﻣﻬﻧﺔ اﻟطب ﺑﺄﯾﺔ ﺻﻔﺔ ﻛﺎﻧت إﻻ إذا ﻛﺎن ﻣﺻرﯾﺎ ،أو ﻛﺎن ﻣن
ﺑﻠد ﺗﺟﯾز ﻗواﻧﯾﻧﻬﺎ ﻟﻠﻣﺻرﯾن ﻣزاوﻟﺔ ﻣﻬﻧﺔ اﻟطب وﻛﺎن اﺳﻣﻪ ﻣﻘﯾد ﺑﺳﺟل اﻷطﺑﺎء اﻟﺑﺷرﯾﯾن "...
وﻣﻔﺎد ﻫذا اﻟﻧص أن اﻟﻌﻣل اﻟطﺑﻲ ﯾﺷﻣل اﻟﺗﺷﺧﯾص واﻟﻌﻼج اﻟﻌﺎدي واﻟﺟراﺣﻲ ووﺻف
اﻷدوﯾﺔ واﺧذ اﻟﻌﯾﻧﺎت أو أي ﻋﻣل آﺧر ﯾﻌد طﺑﯾﺑﺎ. 1
اﻟﻌﻣل اﻟطﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري :
ﺟﺎء اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ﻛﺑﺎﻗﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾن اﻟﻔرﻧﺳﻲ و اﻟﻣﺻري ﻟﻠﻧص ﻋﻠﻰ ﺗﺣدﯾد ﻣﻔﻬوم اﻟﻌﻣل
اﻟطﺑﻲ ﻣن ﺧﻼل اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻪ ﺿﻣﻧﯾﺎ و ﻫو ﺑﺻدد ﺗﻧﺎول أﻫداف اﻟﺻﺣﺔ و اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﻧطﺑق ﻋﻠﻰ ﻣﻬن اﻟﺻﺣﺔ ﻓﻲ اﻷﻣر اﻟﻣﻠﻐﯽ رﻗم 79/76اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ،2
ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ أن" :ﺗﻌﻣل ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺻﺣﺔ ﺑﺷﻛل ﺗﻛون ﻓﻲ ﻣﺗﻧﺎول ﺟﻣﯾﻊ
اﻟﺳﻛﺎن ووﺿﻊ اﻟﺣد اﻷﻗﺻﻰ ﻣن اﻟﺳﻬوﻟﺔ و اﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻼﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﺻﺣﯾﺔ و اﻟوﻗﺎﯾﺔ و
اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ اﻟﻌﻼﺟﯾﺔ و اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و إﻋﺎدة اﻟﺗﺄﻫﯾل ".
وﻛذا اﻟﻣﺎدة 233ﻣن ﻧﻔس اﻷﻣر وﻫﻲ ﺗﺗﻧﺎول طب و ﺟراﺣﺔ اﻷﺳﻧﺎن ﺑﻘوﻟﻬﺎ ":ﯾﻛون
اﻟﺗﻘﺻﻲ ﻋن أﻣراض اﻟﻔم و اﻷﺳﻧﺎن و اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ إﻟزاﻣﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﺳن ﻗﺑل اﻟدراﺳﺔ و ﺧﻼﻟﻬﺎ و
ﯾﺟب ﺗﺣﻘﯾق ذﻟك ﻓﻲ ﻣراﻛز اﻷﻣوﻣﺔ و اﻟطﻔوﻟﺔ" ....ﻛذﻟك ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ ﻣﺟﺎل
1ﻣﺣﻣود اﻟﻘﺑﻼوي ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠطﺑﯾب ،ب ط دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،ﻣﺻر ،ﺳﻧﺔ ، 2004ص8
2اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة ﺑﺗﺎرﯾﺦ 1976-12-19اﻟﻌدد 101اﻟﺳﻧﺔ 13
9
اﻹطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﻤﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﻄﺒﻲ و اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺻﺣﺔ وﺗرﻗﯾﺗﻬﺎ،ﻓﺎﻟﻘﺎﻧون رﻗم 05/85 1ﻓﻲ ﻣﺎدﺗﻪ 195ﻗد ﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ
اﻷطﺑﺎء واﻟﺻﯾﺎدﻟﺔ وﺟراﺣﻲ اﻷﺳﻧﺎن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ ..اﻟﺳﻬر ﻋﻠﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺻﺣﺔ اﻟﺳﻛﺎن ﺑﺗﻘدﯾم
اﻟﻌﻼج اﻟطﺑﻲ اﻟﻣﻼﺋم ﻛﻣﺎ ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 3/196ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧو ن ﻋﻠﻰ اﻧﻪ " ...اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ
أﻋﻣﺎل وﻗﺎﯾﺔ اﻟﺳﻛﺎن وﺗرﺑﯾﺗﻬم اﻟﺻﺣﯾﺔ "...
ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣﺎدة 16ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم 2276/92اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻣدوﻧﺔ أﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟطب ﻗد
ﻧﺻت ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " ﯾﺧول اﻟطﺑﯾب أو ﺟراح اﻷﺳﻧﺎن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻛل أﻋﻣﺎل اﻟﺗﺷﺧﯾص واﻟوﻗﺎﯾﺔ واﻟﻌﻼج
وﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠطﺑﯾب أو ﺟراح اﻷﺳﻧﺎن أن ﯾﻘدم ﻋﻼﺟﺎ أو ﯾواﺻﻠﻪ أو ﯾﻘدم وﺻﻔﺎت ﻓﻲ ﻣﯾﺎدﯾن
ﺗﺗﺟﺎوز اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻪ أو إﻣﻛﺎﻧﯾﺎﺗﻪ إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ
ﯾظﻬر ﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﻘراء اﻟﻧﺻوص أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻗد اﻛﺗﻔﻰ ﺑﺎﻹﺷﺎرة إﻟﻰ اﻟﻌﻣل اﻟطﺑﻲ
ﺿﻣﻧﯾﺎ وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺷروط ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﻬن اﻟﺻﺣﺔ وﻧظﺎﻣﻬﺎ .
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺷروط اﻟﻌﻣل اﻟطﺑﻲ
إن ﻣزاوﻟﺔ ﻣﻬﻧﺔ اﻟطب واﻟﺟراﺣﺔ ﻣن اﻷﻣور اﻟﺗﻲ ﺗﺣرص اﻟدول ﻋﻠﻰ ﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ واﻻﻫﺗﻣﺎم
ﺑﺗطوﯾرﻫﺎ وﺗﻘدﻣﻬﺎ وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﺗﻘررﻩ اﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﻬن اﻟطﺑﯾﺔ .وﻟﻘد ﺗﻧﺎول اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻣن
ﺟﺎﻧﺑﻪ ﺗﻧظﯾم ﻫذﻩ اﻟﻣﻬن ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ ﺑواﺳطﺔ ﻗواﻧﯾن ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ
ﻗﺎﻧون اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم وﻫذا ﻣﺎ اﻟﻣﺎدة 197ﻣن ﻗﺎﻧون 05/85ﯾﻘوﻟﻬﺎ ﺗﺗوﻗف ﻣﻣﺎرﺳﺔ
ﻣﻬﻧﺔ اﻟطﺑﯾب واﻟﺻﯾدﻟﻲ وﺟراح اﻷﺳﻧﺎن ﻋﻠﻰ رﺧﺻﺔ ﯾﺳﻠﻣﻬﺎ اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺻﺣﺔ ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ
اﻟﺷروط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-أن ﯾﻛون طﺎﻟب ﻫذﻩ اﻟرﺧﺻﺔ ﺣﺎﺋزا ﺣﺳب اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ إﺣدى اﻟﺷﻬﺎدات اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ :دﻛﺗور ﻓﻲ
اﻟطب أو ﺟراح أﺳﻧﺎن أو ﺻﯾدﻟﻲ أو ﺷﻬﺎدة أﺟﻧﺑﯾﺔ ﻣﻌﺗرف ﺑﻣﻌﺎدﻟﺗﻬﺎ أﻻ ﯾﻛون ﻣﺻﺎﺑﺎ ﺑﻌﺎﻫﺔ أو
ﺑﻌﻠﺔ ﻣرﺿﯾﺔ ﻣﻧﺎﻓﯾﺔ ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻣﻬﻧﺔ .
1اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 85/05اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 16/02/1985اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺻﺣﺔ و ﺗرﻗﯾﺗﻬﺎ ،اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ،ج-ر ،ج-ج ،اﻟﻌدد 08
اﻟﺻﺎدرة ب -1985-02-17اﻟﺳﻧﺔ ).(22
2اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم 276/92اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 06ﺟوﯾﻠﯾﺔ 1992و اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻣدوﻧﺔ أﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟطب ،ج-ر ،اﻟﻌدد .52
10
اﻹطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﻤﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﻄﺒﻲ و اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
2009ص .299
11
اﻹطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﻤﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﻄﺒﻲ و اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﺔ و ﻫذا ﻣن أﺟل إﯾﺟﺎد ﻧوع ﻣن اﻟﺗوازن ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟطﺑﯾب و اﻟﻣرﯾض إذ أن اﻟﺑﻌض
ﯾﺻف اﻟﻌﻘد اﻟطﺑﻲ ﺑﻌﻘد اﻹذﻋﺎن.1
ﻛﻣﺎ ﯾﺟب أن ﯾﺻدر اﻟرﺿﺎ أﯾﺿﺎ ﻋﻣن ﻫو أﻫل ﻟﻪ ،وﻣﺗﻰ ﻛﺎن اﻟﻣرﯾض ﺑﺎﻟﻐﺎ راﺷدا ﻣﺗﻣﺗﻌﺎ
ﺑﻛﺎﻣل ﻗواﻩ اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ ﻓﺎن رﺿﺎؤﻩ اﻟﻣﺗﺑﺻر ﺑﺎﻟﺗدﺧل اﻟﻌﻼﺟﻲ ﻻ ﯾﺛﯾر ﻣﺷﻛﻠﺔ.
ﻏﯾر أﻧﻪ إذا ﻛﺎن ﻓﻲ وﺿﻊ ﻻ ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻪ ﺑﺈﺑداء ﻣواﻓﻘﺗﻪ ،وﻟﻛوﻧﻪ ﻓﻲ ﻏﯾﺑوﺑﺔ ،أو ﻋدﯾم اﻷﻫﻠﯾﺔ
أو ﻧﺎﻗﺻﻬﺎ ﻓﺻدور اﻟرﺿﺎ ﯾﻛون ﻣﻣن ﯾﻧﺻﺑﻪ اﻟﻘﺎﻧون ﻣﻣﺛﻼ ﻟﻪ .ﻓﻼ ﯾﺟوز أن ﯾرﻏم ﺷﺧص ﻋﻠﻰ
ﺗﺣﻣل اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺳﻼﻣﺔ ﺟﺳدﻩ و ﺗﻛﺎﻣﻠﻪ و ﻟو ﻛﺎن ذﻟك ﻣن أﺟل ﻣﺻﻠﺣﺗﻪ ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة
154اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر ﻣن ﻗﺎﻧون رﻗم 05/85ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺻﺣﺔ و ﺗرﻗﯾﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ " :ﯾﻘدم اﻟﻌﻼج
اﻟطﺑﻲ ﺑﻣواﻓﻘﺔ اﻟﻣرﯾض أو ﻣن ﯾﺧوﻟﻬم اﻟﻘﺎﻧون إﻋطﺎء ﻣواﻓﻘﺗﻬم ﻋﻠﻰ ذﻟك"...
و أﻛدت اﻟﻣﺎدة 44ﻣن اﻟﻣرﺳوم 276/92اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻣدوﻧﺔ أﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟطب ﺑﻘوﻟﻬﺎ" :ﯾﺧﺿﻊ ﻛل
ﻋﻣل طﺑﻲ ﯾﻛون ﻓﯾﻪ ﺧطر ﺟدي ﻋﻠﻰ اﻟﻣرﯾض ﻟﻣواﻓﻘﺔ اﻟﻣرﯾض ﻣواﻓﻘﺔ ﺣرة و ﻣﺗﺑﺻرة أو ﻟﻣواﻓﻘﺔ
اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﺧوﻟﯾن ﻣﻧﻪ أو ﻣن اﻟﻘﺎﻧون "....
ﺛﺎﻟﺛﺎ ﺷرط ﻣراﻋﺎة اﻷﺻول واﻟﻘواﻋد اﻟطﺑﯾﺔ :
ﺣﺗﻰ ﯾﻛون اﻟﻌﻣل اﻟطﺑﻲ ﻣﺑﺎﺣﺎ ﯾﺷﺗرط إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﺷروط اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ أن ﯾﻛون ﻋﻣل اﻟطﺑﯾب
ﻣطﺎﺑﻘﺎ ﻟﻸﺻول اﻟﻔﻧﯾﺔ اﻟطﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌرﻓﻬﺎ أﻫل اﻟطب ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﺗﺳﺎﻣﺣون ﻣﻊ ﻣن ﯾﺳﺗﻬﯾن ﺑﻬﺎ
ﻣﻣن ﯾﻧﺗﺳب إﻟﯾﻬم .وﻟﻘد ﻋرف اﻟﻔﻘﻬﺎء اﻷﺻول اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ " ﺗﻠك اﻟﻣﺑﺎدئ واﻟﻘواﻋد اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ
واﻟﻣﺗﻌﺎرف ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻧظرﯾﺎ ﺑﯾن طﺎﺋﻔﺔ اﻷطﺑﺎء أو ﻫﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘرة ﺑﯾن
أﻫل اﻟطب وﻟم ﺗﻌد ﻣﺣل ﻧﻘﺎش ﺑﯾﻧﻬم أي اﻷدﻧﻰ اﻟذي ﯾﺟب ﻣراﻋﺎﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل اﻟطﺑﻲ إﻻ اﺳﺗﺛﻧﺎءا
ﻛﺣﺎﻟﺔ اﻟﺿرورة.2
12
اﻹطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﻤﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﻄﺒﻲ و اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
ﻓﺈذا ﺧﺎﻟف اﻟطﺑﯾب إﺗﺑﺎع ﻫذﻩ اﻷﺻول واﻟﻘواﻋد ﺣﻘت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﺑﺣﺳب ﺗﻌﻣدﻩ
أو ﺗﻘﺻﯾرﻩ .
وﻣﻌﻧﻰ ﻫذا أن اﻟطﺑﯾب ﻟﯾس ﻣﻠزﻣﺎ ﻋﻧد ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﻬﻧﺗﻪ أن ﯾطﺑق اﻟﻌﻠم ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻟدﻗﯾﻘﺔ
ﻓﺎﻟﻌﻠوم اﻟطﺑﯾﺔ ﻟﯾﺳت ﻛذﻟك إذ ﯾوﺟد ﻓﯾﻬﺎ ﻣﺟﺎل ﻟﻼﺧﺗﻼف أي أﻧﻪ إذا ﻛﺎﻧت طرﯾﻘﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻣﺎ ﻣﺣل
ﺧﻼف ﺑﯾن ﻣزﯾد وﻣﻌﺎرض ﻟﻬﺎ واﺧذ ﺑﻬﺎ اﻟطﺑﯾب ﻓﻼ ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺧﺎﻟﻔﺎ ﻟﺗﻠك اﻷﺻول اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ.
إن اﻟﻌﺑرة ﻫﻲ ﻓﻲ أداء اﻟطﺑﯾب ﻷﻋﻣﺎﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻗدر ﻣن اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ وﺑدل اﻟﺟﻬد اﻟﺻﺎدق اﻟﯾﻘظ
واﻟذي ﯾﺗﻔق ﻣﻊ ظروف وﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣرﯾض اﻟﺻﺣﯾﺔ وﻓق أﺻول ﻋﻠﻣﯾﺔ. 1
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث :ﻣراﺣل اﻟﻌﻣل اﻟطﺑﻲ
ﯾﻣر اﻟﻌﻣل اﻟطﺑﻲ ﺑﻌدة ﻣراﺣل وﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﻧﺗطرق إﻟﯾﻬﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
أوﻻ :ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻔﺣص
وﻫﻲ ﺑداﯾﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟطﺑﯾب واﻟﻣرﯾض،وﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ ﻛﺷف اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺻﺣﯾﺔ ﻟﻠﻣرﯾض
ﺑﺎﻻﺳﺗﻣﺎع اﻟﺳﯾرﺗﻪ اﻟﻣرﺿﯾﺔ واﻟﻣؤﺛرات اﻟوراﺛﯾﺔ ﻋﻠﯾﻪ وﻓﺣﺻﻪ ﻓﺣﺻﺎ ظﺎﻫرﯾﺎ ،وﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺗﺗﻛون
ﻟدى اﻟطﺑﯾب ﻓﻛرة ﻋن اﻟﻣرض اﻟذي ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻪ ﻣرﯾﺿﻪ.2
وﯾﺗم ذﻟك ﺑﻣﻼﺣظﺔ اﻟﻌﻼﻣﺎت ﻛﻣظﻬر اﻟﻣرﯾض وﺟﺳﻣﻪ وﯾﺳﺗﻌﯾن اﻟطﺑﯾب ﻓﻲ اﻟﻔﺣص ﺑﺑﻌض
اﻷﺟﻬزة اﻟﺑﺳﯾطﺔ ﻛﺎﻟﺳﻣﺎﻋﺔ اﻟطﺑﯾﺔ اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻋﻠﻰ اﻛﺗﺷﺎف ﺳﺑب اﻷﻟم وﻣﺻدرﻩ وأﺣﯾﺎﻧﺎ ﯾﺳﺗﻌﯾن
اﻟطﺑﯾب ﻓﻲ اﻟﻔﺣص ﺑﯾدﻩ أو أذﻧﻪ أو ﻋﯾﻧﻪ ﻟﻠﺗﺣﻘق ﻣن وﺟود دﻻﺋل أو ظواﻫر ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺗﺳﺎﻋد ﻓﻲ
وﺿﻊ اﻟﺗﺷﺧﯾص. 3
1أﺑو ﯾزﯾد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺛﯾت ،ﺟراﺋم اﻹﻫﻣﺎل،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ ﻟﻠﻧﺷر،اﻟﻘﺎﻫرة ،ﻣﺻر، 1975،ص . 219
ﻣﺣﻣد أﺳﺎﻣﺔ ﻋﺑد اﷲ اﻟﻘﺎﯾد ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص . 61 2
3أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم ﻣوﺳﻰ اﻟﺻراﯾرة ،اﻟﺗﺄﻣﯾن ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻷﺧطﺎء اﻟطﺑﯾﺔ ،ط، 1دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ
13
اﻹطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﻤﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﻄﺒﻲ و اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
1ﻣروك ﻧﺻر اﻟدﯾن ،اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﺣق ﻓﻲ ﺳﻼﻣﺔ اﻟﺟﺳم ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري و اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،ط ،1اﻟدﯾوان
اﻟوطﻧﻲ ﻟﻸﺷﻐﺎل اﻟﺗرﺑوﯾﺔ اﻟﺟزاﺋر ، 2003،ص.283
2ﻣﺣﻣد ﺣﺳﯾن ﻣﻧﺻور ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟطﺑﯾﺔ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﻛل ﻣن اﻷطﺑﺎء اﻟﺟراﺣﯾن أطﺑﺎء اﻷﺳﻧﺎن اﻟﺻﯾﺎدﻟﺔ اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﯾﺎت
اﻟﻌﺎﻣﺔ و اﻟﺧﺎﺻﺔ ،اﻟﻣﻣرﺿﯾن و اﻟﻣﻣرﺿﺎت ،ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ﻣﺻر ،1998،ص .47
14
اﻹطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﻤﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﻄﺒﻲ و اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
15ﻣن ﻣدوﻧﺔ أﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟطب ﻋﻠﻰ أﻧﻪ" ﻣن ﺣق اﻟطﺑﯾب أو ﺟراح اﻷﺳﻧﺎن وﻣن واﺟﺑﻪ أن
ﯾﻌﺗﻧﻲ ﺑﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻪ اﻟطﺑﯾﺔ وﯾﺣﺳﻧﻬﺎ" .
ﻓﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ اﻟدﻻﺋل واﻟظواﻫر اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن اﻟﻔﺣص اﻟطﺑﻲ واﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﻧطﻘﯾﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻧﻬﺎ
ﯾﺿﻊ اﻟﺗﺷﺧﯾص ﻟﻠﻣرﯾض وطﺑﯾﻌﺗﻪ وﻣرﻛزﻩ وﻣن ﺛﻣﺔ ﯾﺧﺗﺎر اﻟﻌﻼج اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻓﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺷﺧﯾص
ﻫﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘرر ﻓﯾﻬﺎ اﻟطﺑﯾب ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣرض .
ﺛﺎﻟﺛﺎ :ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻌﻼج
ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻌﻼج اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻠﻲ ﻣﺑﺎﺷرة ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺷﺧﯾص ﻓﯾﻬﺎ ﯾﺻف اﻟطﺑﯾب وﯾﺣدد طرﯾﻘﺔ
اﻟﻌﻼج اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﻧوﻋﯾﺔ اﻟﻣرض وطﺑﯾﻌﺗﻪ ،وﯾدرس اﻟطرق واﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﻣﻛﻧﺔ واﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻣن اﺟل
اﻟوﺻول ﺑﺎﻟﻣرﯾض إﻟﻰ اﻟﺷﻔﺎء أو اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن اﻷﻣﻪ ﻣﻧﻰ أﻣﻛن ذﻟك وﯾﺗﻣﺗﻊ اﻟطﺑﯾب ﻓﻲ ﺳﺑﯾل
ذﻟك ﺑﺣرﯾﺔ واﺳﻌﺔ وﻫذﻩ اﻟﺣرﯾﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﻣن اﻟﻣﺑﺎدئ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻬﻧﺔ اﻟطب.1
ﻋرف اﻹﺳﻼم اﻟﻌﻼج ﻗﺑل أن ﺗﻌرﻓﻪ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟوﺿﻌﯾﺔ ﺑﻌدة ﻗرون ،ﻓﻘﺎل اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ
وﺳﻠم" :ﺗداووا ﻋﺑﺎد اﷲ ﻓﺎن اﷲ ﻟم ﯾﺿﻊ داء إﻻ وﺿﻊ ﻟﻪ ﺷﻔﺎء " وﻫذا ﯾدل دﻻﻟﺔ واﺿﺣﺔ ﻋﻠﻰ
أن اﻹﺳﻼم ﻋرف اﻟﻌﻼج ﻛﻌﻧﺻر ﻣن ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻌﻣل اﻟطﺑﻲ ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟدواء ﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺣر
ﯾﻘوم ﺑﻪ طﺑﯾب ﻻﻛﺎﻫن.2
ﯾﻠﺗزم اﻟطﺑﯾب ﺑﺑدل اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺷﺧﯾص ،وﻋﻠﯾﻪ أﯾﺿﺎ أن ﯾﻠﺗزم ﺑﺑدل اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ
واﻟﺟﻬود اﻟﺻﺎدﻗﺔ ﻓﻲ وﺻف اﻟﻌﻼج اﻟﻼزم وﻻ ﯾﺳﺎل اﻟطﺑﯾب ﻋن اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺑﻌﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻼج
طﺎﻟﻣﺎ ﯾراﻫﺎ ﺣﺳب ﻣﻌرﻓﺗﻪ وﺗﺟﺎرﺑﻪ أﻧﻬﺎ اﻛﺗر ﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﻠﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣرﺿﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺎﻟﺟﻬﺎ. 3
1طﻼل ﻋﺟﺎج ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟطﺑﯾﺔ دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن 2004،ص 265
2ﺑﻬﺎء ﺑﻬﯾﺞ ﺷﻛري ،اﻟﺗﺄﻣﯾن ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظرﯾﺔ و اﻟﺗطﺑﯾق ،ب-ط ،دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن ،اﻷردن
2010,ص343
3ﻣﺣﻣد أﺳﺎﻣﺔ ﻋﺑد اﷲ اﻟﻘﺎﯾد ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻸطﺑﺎء ،ط ،2دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،ﻣﺻر ،ﺑدون ﺳﻧﺔ ،ص
.67
15
اﻹطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﻤﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﻄﺒﻲ و اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
ﻟم ﯾﻧص اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﻌرﯾف اﻟﻌﻼج ﻓﻲ أي ﻗﺎﻧون ﻣن اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣﻬن
اﻟطﺑﯾﺔ ﻣﻧذ ﺳﻧﺔ 1892ﺗﺎرﯾﺦ ﺻدور أول ﻗﺎﻧون اﻟﺗﻧظﯾم ﻣﻬﻧﺔ اﻟطب ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ وﻟﻘد اﻛﺗﻔﻰ
اﻟﻣﺷرع ﺑﺎﻟﻧص ﻋﻠﻰ اﺻطﻼح اﻟﻌﻼج ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة . 1372
ﺣدا اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺣذو اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻓﻠم ﯾﻧص ﻋﻠﻰ ﺗﻌرﯾف ﻟﻠﻌﻼج ﺳواء ﻓﻲ ﻗﺎﻧون
اﻟﺻﺣﺔ أو ﻣدوﻧﺔ أﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟطب وﻻ ﺣﺗﻰ ﻓﻲ اﻟﻘواﻧﯾن اﻷﺧرى اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟطﺑﯾﺔ ،ﺑل
ذﻛر ﻫذا اﻻﺻطﻼح ﻓﻲ ﺑﻌض ﻣوادﻩ ﻓﻣﺛﻼ اﻟﻣﺎدة 162ﻣن أﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟطب واﻟﻣﺎدة 1953ﻣن
ﻗﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺻﺣﺔ وﺗرﻗﯾﺗﻬﺎ أن ﺗﻘدﯾم اﻟوﺻﻔﺔ اﻟطﺑﯾﺔ ﺟزء ﻻ ﯾﺗﺟزأ ﻣن ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻌﻼج واﻟوﺻﻔﺔ
ورﻗﺔ ﯾﺣررﻫﺎ اﻟطﺑﯾب
راﺑﻌﺎ :ﻣرﺣﻠﺔ ﺗﺣرﯾر اﻟوﺻﻔﺔ
ﺗﻌد اﻟوﺻﻔﺔ اﻟطﺑﯾﺔ اﻟوﺛﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺛﺑت وﺟود اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟطﺑﯾب واﻟﻣرﯾض ،و ﺗﻌرف اﻟوﺻﻔﺔ
اﻟطﺑﯾﺔ أو اﻟﺗذﻛرة ﺑﺄﻧﻬﺎ" اﻟﻣﺳﺗﻧد اﻟذي ﯾﺛﺑت ﻓﯾﻪ اﻟطﺑﯾب ﻣﺎ اﻧﺗﻬﻰ إﻟﯾﻪ ﺑﻌد اﻟﻔﺣص واﻟﺗﺷﺧﯾص،4
و ﺑﻬذا اﻟﻣﺻطﻠﺢ ﻓﻬﻲ ﺗﺗﻣﯾز ﻋن ﺑﺎﻗﻲ اﻷوراق اﻟﺗﻲ ﺗﺛﺑت ﻓﯾﻬﺎ أﻧواع ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن أﻋﻣﺎل اﻟطﺑﯾﺔ
ﻛﺎﻟﺗﺣﺎﻟﯾل و اﻷﺷﻌﺔ ،ﻛﻣﺎ ﺗﻌد دﻟﯾل إﺛﺑﺎت اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟطﺑﯾب واﻟﻣرﯾض .
وﻗد ﻛﺎن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري واﺿﺣﺎ و دﻗﯾﻘﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ و اﻟدﻟﯾل ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻣﺎ
ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة ) (77ﻣن ﻣدوﻧﺔ أﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟطب ﺑﻘوﻟﻬﺎ "ﻻ ﯾﺻوغ ﻟﻠطﺑﯾب أو ﺟراح اﻷﺳﻧﺎن
أن ﯾﺛﺑت ﻋﻠﻰ اﻟورق اﻟﻣﺧﺻص اﻟوﺻﻔﺎت أو اﻟﺑطﺎﻗﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ أو اﻟدﻟﯾل اﻟﻣﻬﻧﻲ إﻻ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت
اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :
16
اﻹطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﻤﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﻄﺒﻲ و اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
1ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 47ﻣن ﻣدوﻧﺔ أﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟطب اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ "ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟطﺑﯾب أو ﺟراح اﻷﺳﻧﺎن أن ﯾﺣرر وﺻﻔﺗﻪ ﺑﻛل
وﺿوح و أن ﯾﺣرص ﻋﻠﻰ ﺗﻣﻛن اﻟﻣرﯾض أو ﻣﺣﯾطﻪ ﻣن ﻓﻬم وﺻﻔﺎﺗﻪ ﻓﻬﻣﺎ ﺟﯾدا ،ﻛﻣﺎ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﻪ أن ﯾﺟﺗﻬد ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ
أﺣﺳن ﺗﻧﻔﯾذ ﻟﻠﻌﻼج".
17
اﻹطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﻤﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﻄﺒﻲ و اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
1ﻣﻧﺻور ﻋﻣر اﻟﻣﻌﺎﯾطﺔ ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﺧطﺎء اﻟطﺑﯾﺔ ،ط اﻷوﻟﯽ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﯾف ﻟﻠﻌﻠوم اﻷﻣﻧﯾﺔ ،اﻟرﯾﺎض
،اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ ،2004 ،ص .39
2ﺑن ﻓﺎﺗﺢ ﻋﺑد اﻟرﺣﯾم ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠطﺑﯾب ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ﺑﺳﻛرة ،اﻟﺟزاﺋر -2015 ،
،2014ص .06
18
اﻹطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﻤﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﻄﺒﻲ و اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
1ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة ) (41ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋري ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﯾﻌﺗﺑر ﻓﺎﻋﻼ ﻛل ﻣن ﺳﺎﻫم ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺟرﯾﻣﺔ أو اﻟﺣرص ﻋﻠﻰ
ارﺗﻛﺎب اﻟﻔﻌل ﺑﺎﻟﻬﺑﺔ أو اﻟوﻋد أو اﻟﺗﻬدﯾد أو إﺳﺎءة اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﻠطﺔ أو اﻟوﻻﯾﺔ أو اﻟﺗﺣﺎﯾل أو اﻟﺗدﻟﯾس اﻹﺟراﻣﻲ
ﻣﻼﻟﺣﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠطﺑﯾب ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ،ﺑﺳﻛرة ،اﻟﺟزاﺋر ، 2
،2015-2016ص .18
19
اﻹطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﻤﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﻄﺒﻲ و اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
ﺳﻠوك اﻟﻧﺷﺎط اﻹﺟراﻣﻲ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ،ﻓﺎﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟطﺑﯾﺔ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻻ ﯾﺗﺣﻣﻠﻬﺎ إﻻ
ﻓﺎﻋﻠﻬﺎ دون اﻻﻣﺗداد ﻟﻠﻐﯾر. 1
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :أﺳﺎس اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟطﺑﯾﺔ
ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺗﻘرر ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻔﺎﻋل ﻋن اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻣﻌﻧﺎﻩ أﻧﻬﺎ اﺳﺗﻧدت إﻟﻰ أﺳﺎس ﺧﺎص ﯾﺑرر
ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﺟزاء ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ .
إن اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﻘﺎﺋل ﺑﺎﻟﻣﻔﻬوم اﻟﻣوﺳﻊ ﻟﻠﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ واﻟذي ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ ﯾدﻣﺞ ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻣﻊ
ﻣﻔﻬوم اﻹﺛم أو ﻣﻊ ﻣﻔﻬوم اﻹﺳﻧﺎد ﻣﺑررا ﺑﺄن ﻣﺟرد اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑﺗواﻓر اﻹﺛم ﯾﻔﺗرض إن ﺟﻣﻠﺔ
اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻟﻘﯾﺎم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻗد ﺗﺣﻘﻘت وﻋﻠﻰ اﻟﺧﺻوص ﺗواﻓر اﻟﺻﻔﺔ ﻏﯾر
2
اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﻟﻠﻔﻌل واﻟواﻗﻌﺔ اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﻣؤﻟﻔﺔ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ وﺷروط اﻹﺳﻧﺎد
ﻓﺎﻷﺻل ﻓﻲ اﻟﺟزاء ﻫو ﺗﺣﻣﯾل اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ واﻷﺻل ﻓﻲ ﺗﺣﻣﯾل اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻫو ﺣرﯾﺔ اﻻﺧﺗﯾﺎر،
ﻓﻣن ﻗﺎم ﺑﺟرﯾﻣﺔ ﻣﺎ ﻫل ﻫو ﻣﺧﯾر ﻓﻲ ذﻟك أو ﻣﺟﺑر ﻋﻠﯾﻬﺎ ؟ ﻟﻘد ﺗﺑﻧت ﻣﻌظم اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ﻣذﻫب
ﺣرﯾﺔ اﻻﺧﺗﯾﺎر واﻹرادة ﻛﺄﺳﺎس ﻟﻠﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ وﻣﻧﻬﺎ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋري ،ﺣﯾث ﻧﺻت
اﻟﻣﺎدة ) (47ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ )ﻻ ﻋﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻣن ﻛﺎن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺟﻧون وﻗت ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ( ،ﻛﻣﺎ
ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة ) (48ﻋﻠﻰ أﻧﻪ )ﻻ ﻋﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻣن اﺿطرﺗﻪ إﻟﻰ ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻗوة ﻻ ﻗﺑل ﻟﻪ
ﺑدﻓﻌﻬﺎ( .
وﻋﻧد اﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ اﻷﺳﺎس اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟذي ﺗﺑﻧﺎﻩ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻋﻠﻰ ﻏرار اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ
ﻧﺟدﻩ ﻣﺑﻧﯾﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺧطﺄ ،ﺣﯾث ﻧطﺑق اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠطﺑﯾب ﻧﻔس ﻗواﻋد وﻣﺑﺎدئ
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﺣﯾث ﯾﻛون اﻟطﺑﯾب ﻣﺣل ﺗطﺑﯾق ﻣﺑدأ "ﻻ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺟزاﺋﯾﺔ
1ﺻﻔوان ﻣﺣﻣد ﺷدﯾﻔﺎت ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻋن اﻷﻓﻌﺎل اﻟطﺑﯾﺔ ،ﺑط ،دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن ،اﻷردن ،2011 ،
ص .51
أﺣﻣد ﻣﺟﺣودة ،أزﻣﺔ اﻟوﺿوح ﻓﻲ اﻹﺛم اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري واﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن ،ط ،2اﻟﺟزء اﻷول ،دار اﻟﻬوﻣﺔ، 2
20
اﻹطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﻤﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﻄﺒﻲ و اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
ﺑدون ﺧطﺎ" ،وﻛذا إﻻ ﻋﻘوﺑﺔ ﺑدون ﺧطﺄ" ،وﻣن ﺛﻣﺔ ﻓﺎن اﻟﺧطﺄ اﻟطﺑﻲ اﻟذي ﯾرﺗﻛﺑﻪ اﻟطﺑﯾب أﺛﻧﺎء
ﻣﻣﺎرﺳﺗﻪ ﻟﻣﻬﻧﺗﻪ أو ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺗﻬﺎ ﻫو اﻷﺳﺎس اﻟذي ﺗﺑﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ .
وﻋﻠﻰ ﺿوء ﻣﺎ ﺗﻘدم ،ﻓﺎن ﻓﻌل اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻورﺗﻪ اﻟﻌﻣدﯾﺔ أو ﻏﯾر اﻟﻌﻣدﯾﺔ ﯾؤﺳس ﻋﻠﻰ اﻟﺧطﺄ
اﻟﻣرﺗﻛب ،واﻟطﺑﯾب ﻗد ﯾﺟﻣﻊ ﻓﻲ ﻧﺷﺎطﻪ اﻟﻣﺎدي أﺛﻧﺎء ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﻬﻧﺗﻪ ﺑﯾن ﺧطورة أﻓﻌﺎﻟﻪ اﻟﻣﺎدﯾﺔ
اﻟﻌﻣدﯾﺔ وﺑﯾن إﺧﻼﻟﻪ ﺑو اﺟﺑﺎﺗﻪ اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﻣن دون ﻗﺻد إﺣداث ﺧطورة ﻣﺎدﯾﺔ إﺟراﻣﯾﺔ أو ﻏﯾر
إﺟراﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺧطﺄ. 1
وﻟﻛن ﻣﺎ ﻧوع اﻟﺧطﺄ اﻟطﺑﻲ اﻟذي ﺗﺗرﺗب ﻋﻧﻪ ﻣﺳﺎءﻟﺔ ﻣرﺗﻛﺑﻪ ﺟزاﺋﯾﺎ ؟ إن اﻟطﺑﯾب وأﺛﻧﺎء
ﻣﻣﺎرﺳﺗﻪ ﻧﺷﺎطﻪ اﻟطﺑﻲ ﻗد ﯾﺣدث ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻷﺧطﺎء ﺗﺧﺗﻠف اﻟواﺣدة ﻋن اﻷﺧرى ﺑﺎﺧﺗﻼف ﻧوﻋﻬﺎ
وﺗﻛﯾﯾﻔﻬﺎ واﻟﺟزاء اﻟذي ﺗرﺗﺑﻪ واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺧطﺄ اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ ﻋﻧد إﺧﻼل اﻟطﺑﯾب ﺑواﺟﺑﺎﺗﻪ اﻟﺗﻲ
ﺗﺗطﻠﺑﻬﺎ ﻗواﻋد اﻟﻣﻬﻧﺔ ،واﻟﺧطﺄ اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن ﺗﻘﺻﯾر اﻟطﺑﯾب أو أﻋواﻧﻪ ﻓﻲ أداء اﻻﻟﺗزاﻣﺎت
اﻟواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻪ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺣدث ﺿررا ﻟﻠﻐﯾر وﺟب اﻟﺗﻌوﯾض .
أﻣﺎ اﻟﺧطﺔ اﻟﺟزاﺋﻲ ﻓﻬو ﺧرق اﻟطﺑﯾب ﻟﻘﺎﻋدة ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ آﻣرة أو ﻧﺎﻫﯾﺔ اﻗﺗرﻧت ﺑﻌﻘوﺑﺔ ﺟزاﺋﯾﺔ ﻣن
ﺟراء اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻣﺟرﻣﺔ واﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑوظﯾﻔﺗﻪ .
ﻋﺑد اﻟرﺣﯾم ﺑن ﻓﺎﺗﺢ ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠطﺑﯾب ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر،ﺑﺳﻛرة ،اﻟﺟزاﺋر-2014 ، 1
2015ص06
21
اﻹطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﻤﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﻄﺒﻲ و اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
1ﺑﺎﺑﻛر اﻟﺷﯾﺦ ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠطﺑﯾب ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار اﻟﺣﺎﻣد ﻟﻠﻧﺷر ،اﻷردن ،2002 ،ص. 24
2ﻛﻣﺎ ﻫو ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟﺻﺎدر ﺳﻧﺔ ،1810وﺗﻠك ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﺻري اﻟﺻﺎدر ﺳﻧﺔ 1937واﻟﻠذان اﺳﺗﺧدﻣﺎ
أﻟﻔﺎظﺎ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺧطﺄ واﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﺻورة اﻟﺳﻠوك اﻟﺧﺎطﺊ ﻛﺎﻹﻫﻣﺎل وﻋدم اﻻﺣﺗراز ،وﻋدم ﻣراﻋﺎة اﻟﻠواﺋﺢ
واﻟﻘواﻧﯾن وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة ) (238-1ﻣن ق ،ع ،م اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﻔﻌل ﻏﯾر اﻟﻌﺎدي واﻟﻣﺎدة ) (244ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون أﻧظر
ﺻﻔوان ﻣﺣﻣد ﺷدﯾﻔﺎت ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص ،197ﻛﻣﺎ ﻋرف اﻟﺑﻌض اﻟﺧطﺄ ﻋﺑر اﻟﻌﻣدي ﺑﺄﻧﻪ ﺧﻼل اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻋﻧد ﺗﺻرﻓﻪ ﺑواﺟﺑﺎت
اﻟﺣﯾطﺔ واﻟﺣذر اﻟﺗﻲ ﯾﻔرﺿﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﯾﻪ وﻟم ﺣﯾﻠوﻟﺗﻪ ﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك دون أن ﯾﻘﺿﻲ ﺗﺻرﻓﻪ إﻟﻰ إﺣداث اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺟرﻣﯾﺔ ،ﻓﻲ ﺣﯾن
ﻛﺎن ذﻟك ﻓﻲ اﺳﺗطﺎﻋﺗﻪ وﻛﺎن واﺣﯾﺎ ﻋﻠﯾﻪ ،ﻛﻣﺎ ﻋرﻓﻪ اﻟﺑﻌض ﺑﺄﻧﻪ ﻋدم ﻣراﻋﺎة اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﺳﻠوك اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ
ﻣراﻋﺎﺗﻬﺎ ﺗﺟﻧب وﻗوع ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ اﻟﺿﺎرة ﺑﻣﺻﻠﺣﺔ وﺣﻘوق اﻵﺧرﯾن اﻟﻣﺣﻣﯾﺔ ﺟﻧﺎﺋﯾﺎ ،أو ﺗﺟﻧب اﻟوﻗوع ﻓﻲ اﻟﻐﻠطﺔ .
22
اﻹطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﻤﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﻄﺒﻲ و اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
ﻓﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﻓﻘد ﻗﺎﻣت ﻣﻌظم اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ﺑوﺿﻊ ﺗﻌرﯾف ﻋﺎم ﻟﻠﺧطﺄ ﺑﻧﺻوص ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ
ﻓﻲ اﻟﻘﺳم اﻟﻌﺎم ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،ﺑﯾﻧﻣﺎ أﻏﻔل اﻟﺑﻌض اﻵﺧر ﻛﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﺗﻌرﯾف اﻟﺧطﺄ
ﺗﺎرﻛﺎ اﻷﻣر ﻟﻠﻔﻘﻪ واﻟﻘﺿﺎء.1
أﻣﺎ اﻟﺧطﺄ اﻟطﺑﻲ2ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺧﺻوص ﻓﯾﻧﺣﺻر ﻓﻲ ﻋدم ﺗﻘﯾد اﻟطﺑﯾب ﺑﺎﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﻔرﺿﻬﺎ ﻋﻠﯾﻪ ﻣﻬﻧﺗﻪ ،وﻫو ﻛل ﻧﺷﺎط إرادي أو ﺳﻠﺑﻲ ﻻ ﯾﺗﻔق واﻟﻘواﻋد اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﻬﻧﺔ اﻟطب" ،وﻧﺳﺗﻧﺗﺞ ﻣن ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف أن دور اﻹرادة ﻣزدوج ﻓﻲ اﻟﺧطﺄ ﻏﯾر اﻟﻣﻘﺻود
ﻓﻬو إﯾﺟﺎﺑﻲ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺳﻠوك و ﺳﻠﺑﻲ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻧﺗﯾﺟﺔ وﻧﻌرض ﻫﻧﺎ ﺑﻌض اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت :اﻟﺧطﺄ اﻟطﺑﻲ
ﺑﺄﻧﻪ " ﻛل ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ أو ﺧروج ﻣن اﻟطﺑﯾب ﻓﻲ ﺳﻠوﻛﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻘواﻋد واﻷﺻول اﻟطﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘﺿﻲ ﺑﻬﺎ
اﻟﻌﻠم أو اﻟﻣﺗﻌﺎرف ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻧظرﯾﺎ وﻋﻣﻠﯾﺎ وﻗت ﺗﻧﻔﯾذﻩ ﻟﻠﻌﻣل اﻟطﺑﻲ ،أو إﺧﻼﻟﻪ ﺑواﺟﺑﺎت اﻟﺣﯾطﺔ
واﻟﯾﻘظﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻔرﺿﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﻣﺗﻰ ﻣﺎ ﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﻪ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺟﺳﯾﻣﺔ ،ﻓﻲ ﺣﯾن ﻛﺎن ﻓﻲ ﻗدرﺗﻪ
وواﺟﺑﺎ ﻋﻠﯾﻪ أن ﯾﺗﺧذ ﻓﻲ ﺗﺻرﻓﻪ اﻟﯾﻘظﺔ واﻟﺗﺑﺻر ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﺿر ﺑﺎﻟﻣرﯾض."3
ﻛﻣﺎ ﻋرﻓﻪ آﺧرون ﺑﺄﻧﻪ ﺗﻘﺻﯾر ﻓﻲ ﻣﺳﻠك اﻟطﺑﯾب ﻻ ﯾﻘﻊ ﻣن طﺑﯾب ﯾﻘظ وﺟد ﻓﻲ ﻧﻔس
اﻟظروف اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﻣﺳؤول ، 4وﻣﻧﻬم ﻣن ﻗﺎل ﺗﻘﺻﯾر أو إﻫﻣﺎل أو ﺧروج ﻣن اﻟطﺑﯾب
ﻓﻲ ﺳﻠوﻛﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻘواﻋد واﻷﺻول اﻟطﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘﺿﻲ ﺑﻬﺎ اﻟﻌﻠم أو اﻟﻣﺗﻌﺎرف ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻧظرﯾﺎ وﻋﻠﻣﯾﺎ
وﻗت ﺗﻧﻔﯾذﻩ ﻟﻠﻌﻣل اﻟطﺑﻲ ،دون أن ﺗﻧﺻرف إرادﺗﻪ إﻟﻰ ﺣدوث اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﻊ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗوﻗﻊ ﺣدوﺛﻬﺎ.5
وﻋرﻓﻪ آﺧرون ﻋدم ﻗﯾﺎم اﻟطﺑﯾب ﺑﺎﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻔرﺿﻬﺎ ﻋﻠﯾﻪ ﻣﻬﻧﺗﻪ وﻣﻧﻬم ﻣن ﻋرف ﺧطﺄ
1
ﯾﺣﯾﻰ ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺿوء اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋﻲ واﻻﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﻋﻧد ﺧﺎص
،2011ص .48
2ﻋرف اﻟﻣﻌﻬد اﻟطﺑﻲ اﻷﻣرﯾﻛﻲ اﻟﺧطﺄ اﻟطﺑﻲ ﺑﺄﻧﻪ اﻟﻔﺿل ﻓﻲ إﺗﻣﺎم ﻋﻣل ﻣﻘﺻود ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﻣﻘﺻود ،واﺳﺗﻌﻣﺎل ﻋﻣﻼ ﺧﺎطﺊ
ﻟﺗﺣﻘق ﻫدف ﻣﺎ ﻣﺷﺎر إﻟﯾﻪ ﺻﻔوان ﻣﺣﻣد ﺷدﯾﻔﺎت 197 ،
3وﻓﺎء ﺣﻠﻣﻲ أﺑو ﺟﻣﯾل ،اﻟﺧطﺄ اﻟطﺑﻲ دراﺳﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ وﻓﻘﻬﯾﺔ وﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،1991 ،ص 41
4
ﯾوﺳف ﺟﻣﻌﺔ ﯾوﺳف اﻟﺣداد ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻋن أﺧطﺎء اﻷطﺑﺎء وﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ﻟﺑﻧﺎن ،2003 ،ص73
5ﻣﺣﻣد ﺑﺷﯾر ﺷرﯾم ،اﻷﺧطﺎء اﻟطﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻻﻟﺗزام واﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،اﻟﻣطﺎﺑﻊ ،ﻋﻣﺎن ،2000 ،ص .159
23
اﻹطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﻤﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﻄﺒﻲ و اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
اﻟطﺑﻲ ﺑﺄﻧﻪ "اﻟﺧطﺄ اﻟذي ﯾﻘﻊ ﻣن ﺷﺧص ﺑﺻﻔﺗﻪ طﺑﯾﺑﺎ ﺧﻼل أو ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺗﻪ اﻷﻋﻣﺎل
1
اﻟطﺑﯾﺔ".
وﻣن اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﻋطت ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﻟﻠﺧطﺄ اﻟطﺑﻲ ﺗﺟد اﻟﻣﺷرع اﻟﻠﯾﺑﻲ اﻟذي ﺟﺎء ﻣن
ﺑﻣﻧظوﻣﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ ﺣدد ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻣﻌﺎﻟم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟطﺑﯾﺔ ،ﻓﻌرف اﻟﺧطﺄ ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة
23ﺗﺗرﺗب اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟطﺑﯾﺔ ﻋن ﻛل ﺧطﺄ ﻣﻬﻧﻲ ﻧﺎﺷﺊ ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻧﺷﺎط طﺑﻲ ﺳﺑب ﺿررا
ﻟﻠﻐﯾر .وﯾﻌﺗﺑر ﺧطﺄ ﻣﻬﻧﯾﺎ ﻛل اﺧﺗﻼل ﺑﺎﻟﺗزام ﺗﻔرﺿﻪ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻧﺎﻓذة أو اﻷﺻول اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ
اﻟﻣﺳﺗﻘرة ﻟﻠﻣﻬﻧﺔ ،ﻛل ذﻟك ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة اﻟظروف اﻟﻣﺣﯾطﺔ واﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ،وﯾﻌد ﻧﺷوء اﻟﺿرر
ﻗرﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ ارﺗﻛﺎب اﻟﺧطﺄ أو اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻻﻟﺗزام.2
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﻣﻌﺎﯾﯾر ﺗﻘدﯾرﻩ
ﺑﻣﺟرد ﻗﯾﺎم اﻟطﺑﯾب ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﺑذل اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ أو ﺗﺣﻘﯾق ﻧﺗﯾﺟﺔ ،ﯾﺟب اﻟﺑﺣث ﻋن
اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟواﺟب إﺗﺑﺎﻋﻪ ﺑﻬدف ﺗﻘدﯾر ﺧطﺗﻪ أﺛﻧﺎء ﻣﻣﺎرﺳﺗﻪ ﻟﻣﻬﻧﺗﻪ ،ﻣﻊ ﺿرورة اﻟﻧظر إﻟﻰ ﻣﯾزات
اﻟﻌﻣل اﻟطﺑﻲ ،ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص إﺗﺑﺎع اﻷﺻول اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ و اﻟﻔﻧﯾﺔ اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ ﻓﻲ اﻟطب ،وﻟﻬذا اﻷﺳﺎس ﺳﻌﻲ
اﻟﻔﻘﻬﺎء إﻟﻰ اﻋﺗﻣﺎد ﻋدة ﻣﻌﺎﯾﯾر ،ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﺷﺧﺻﻲ واﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣوﺿوﻋﻲ و أﺧﯾرا
اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣﺧﺗﻠط.
أ-اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﺷﺧﺻﻲ :
ذﻫب أﻧﺻﺎر ﻫذا اﻟﻣﻌﯾﺎر إﻟﻰ وﺟوب اﻟﻧظر إﻟﻰ ﺷﺧص اﻟطﺑﯾب وظروﻓﻪ اﻟﺧﺎﺻﺔ أي اﻟﻧظر
إﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﺎن ﺑوﺳﻊ اﻟطﺑﯾب أن ﯾﻔﻌﻠﻪ وﺑﺎﻟظروف اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﺣﺎطت ﺑﻪ وﻗت ﺣدوث اﻟﻔﻌل أي
أن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﯾﻘدر اﻟﺧطﺄ اﻟطﺑﻲ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺳﻠوك اﻟذي ﻛﺎن ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﺻدر ﻣﻧﻪ اﻟطﺑﯾب ﻋﻠﻰ
ﺿوء اﻟظروف اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﻪ
24
اﻹطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﻤﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﻄﺒﻲ و اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
وﻫذا اﻟﻣﻌﯾﺎر ﯾﻘﺎرن ﻣﺎ ﯾﻘﻊ ﻣن اﻟﺷﺧص ﺑﺗﺻرﻓﺎﺗﻪ اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث إﻣﻛﺎن ﻫذا اﻟﺷﺧص
ﺗﺟﻧب اﻟﻔﻌل اﻟﺿﺎر ،ﻓﺎن ﻟم ﯾﻔﻌل ﺑﻌد ﻣﻘﺻرا .
ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟطﺑﯾب ﯾﻘظﺎ ﺟدا ،ﻓﺎﻧﻪ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﻌﯾﺎر اﻟﺷﺧﺻﻲ ﺳﯾﺣﺎﺳب ﻋﻠﻰ اﻟﺧطﺄ اﻟذي ﯾﺻدر
ﻣﻧﻪ ﺣﺗﻰ وﻟو ﻛﺎن ﺗﺎﻓﻬﺎ أو ﯾﺳﯾرا ،أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟطﺑﯾب دون اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎدي ،ﻓﺎﻧﻪ إذا ﺻدر ﻣﻧﻪ
ﺧطﺎ ﺗﺎﻓﻪ أو ﯾﺳﯾر ﻻ ﯾﺣﺎﺳب ﻋﻠﯾﻪ.1
ب -اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣوﺿوﻋﻲ
أﺳﺎس ﻫذا اﻟﻣﻌﯾﺎر ﻫو اﻟﺗزام اﻟطﺑﯾب ﺑﺑذل اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ إزاء ﻣرﯾﺿﻪ،و ﯾﻘﺻد ﺑﻪ اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻌﺎم
اﻟذي ﯾﻘﺎس اﻟﻔﻌل ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺳﻠوك ﻣﻌﯾن ،وﻻ ﯾﺧﺗﻠف ﻣن ﺣﺎﻟﺔ اﻷﺧرى ،ﻗواﻣﻪ اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﺗﺎد
اﻟذي ﯾﻠﺗزم ﻓﻲ ﺗﺻرﻓﺎﺗﻪ ﺟﺎﻧب اﻟﺣﯾطﺔ ،و اﻻﻧﺗﺑﺎﻩ واﻟﺣذر ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻣرﯾض ،2ﻻ ﯾﺧرج ﻋن
أﺻول اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ وﻗواﻋدﻫﺎ اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ارﺗﻛﺎب اﻟطﺑﯾب اﻟﺧطﺄ ﻓﻲ ﻋﻼج ﻣرﯾﺿﻪ ،ﻓﻌﻠﻰ
اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻗﯾﺎس ﺳﻠوﻛﻪ ﻣﻊ ﺳﻠوك طﺑﯾب آﺧر ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻣﺳﺗوى ،ﺳواء ﻛﺎن طﺑﯾﺑﺎ ﻋﺎﻣﺎ أم طﺑﯾﺑﺎ
أﺧﺻﺎﺋﯾﺎ.3
ج-اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣﺧﺗﻠط
ﻫو ﻣﻌﯾﺎر ﺗوﻓﯾﻘﻲ أﺧذ ﻣن اﻟﻣﻌﯾﺎرﯾن ﻣﻌﺎ ،اﻟﺷﺧﺻﻲ واﻟﻣوﺿوﻋﻲ ،وﯾﻘوم ﻋﻠﻰ ﺿرورة اﻷﺧذ
ﺑﺎﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣوﺿوﻋﻲ ،ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة اﻟظروف اﻟداﺧﻠﯾﺔ واﻟﻣﻼﺑﺳﺎت اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﺎﻟطﺑﯾب ،واﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر
ﻓﻲ ﺳﻠوﻛﻪ ،اﻟذي ﯾﻘﺎس ﻣﻊ ﺳﻠوك طﺑﯾب ﯾﻘظ وﺟد ﻓﻲ ذات اﻟظروف ،ﻟﻛﻲ ﯾﺳﺎﯾر اﻟﺗطورات
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗﻘدم اﻟﻌﻠﻣﻲ.4
1ﻣﻧﺻور ﻋﻣر اﻟﻣﻌﺎﯾطﺔ ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﺧطﺎء اﻟطﺑﯾﺔ ،ط 1ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﯾف ﻟﻠﻌﻠوم اﻷﻣﻧﯾﺔ،اﻟرﯾﺎض،اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
اﻟﺳﻌودﯾﺔ ،2004،ص . 52
2ﺷرﻗﻲ أﺳﻣﺎء ،ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻷطﺑﺎء داﺧل اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﯾﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﺗﺧرج ،اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻟﻠﻘﺿﺎء ،اﻟﺟزاﺋر،
،2010-2009ص .4
3ﻣﺣﻣد ﺣﺳﯾن ﻣﻧﺻور ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟطﺑﯾﺔ ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،2006 ،ص .18-14
4
ﻣﺻطﻔﻰ ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻣﺣﺳن ،اﻟﺧطﺄ اﻟطﺑﻲ و اﻟﺻﯾدﻟﻲ واﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،ب ب ن و اﻟﻧﺎﺷر ،2000ص 114
25
اﻹطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﻤﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﻄﺒﻲ و اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
و ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﻘدر ﺧطﺄ اﻟطﺑﯾب وﻓﻘﺎ ﻟﻛﻔﺎءﺗﻪ ،واﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﻣن اﻟواﺟب أن ﺗﻛون
ﺗﺣت ﯾدﻩ وﻗت ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻣل ،ﻷﻧﻪ ﻻ ﯾﺗطﻠب ﻣن طﺑﯾب ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﯾﺎﺗﻪ اﻟﻣﺣدودة ﻣﺎ ﯾﺗطﻠب ﻣن طﺑﯾب
ﯾﻌﻣل ﻓﻲ ﻣﺳﺗﺷﻔﻰ ﺧﺎص ،أو ﺟﺎﻣﻌﻲ ﻟﻪ إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت ﻛﺑﯾرة ،ﻛﻌﻣﻠﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻛﻠﻰ أو اﻟﻘﻠب اﻟﺗﻲ ﯾﺗوﻻﻫﺎ
طﺑﯾب ﺟراح آﺧر ﻻ ﯾﺟري إﻻ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺻﻐﯾرة اﻟﺑﺳﯾطﺔ ،ﻛﺎﻟزاﺋدة اﻟدودﯾﺔ أو اﻟﻠوزﺗﯾن.1
1ﻣﺳﻌودي ﺣورﯾﺔ ،اﻟﺧطﺄ اﻟطﺑﻲ ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺳﺗر ،ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﻣﯾزة،
ﺑﺟﺎﯾﺔ ،2015-2014 ،ص .18 24
2ﺛﺎﺋر ﺟﻣﻌﺔ ﺷﻬﺎب اﻟﻌﺎﻧﻲ ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻸطﺑﺎء ،ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن ،2011 ،ص
. 175-174
26
اﻹطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﻤﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﻄﺒﻲ و اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
ﯾﺟب أن ﯾﺗم 1.واﻟﺧطﺄ ﻓﻲ اﻹﻫﻣﺎل ﻗواﻣﻪ ﺗﺻرف إرادي ﺧطﺄ ﯾؤدي ﻋﻠﻰ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺿﺎرة ﺗوﻗﻌﻬﺎ
اﻟﻔﺎﻋل أو ﻛﺎن ﻋﻠﯾﻪ ﺗوﻗﻌﻬﺎ ،ﻟﻛﻧﻪ ﻟم ﯾﻘﺻد إﺣداﺛﻬﺎ وﻟم ﯾﻘﺑل وﻗوﻋﻬﺎ.2
و ﯾﻘﺻد ﺑﻪ أﯾﺿﺎ أﻧﻪ ﺳﻠوك ﺳﻠﺑﻲ ﻣﺣض ﺻﺎدر ﻣن اﻟﺟﺎﻧﻲ إذا ﻛﺎن ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧﻲ أن ﯾﺗﺧذ
ﻣن اﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت ﻣﺎ ﯾﺣول دون أن ﯾﻛون اﻟﻔﻌل ﺧطر ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺿﺎرة ﻗد ﺗﻠﺣق
ﺑﺎﻟﻐﯾر أﻧﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن إﺻﻼﺣﻪ ،إذ ﻣن ﺷﺄن اﺗﺧﺎذ اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻟﻬذا اﻹﺟراء أو اﻻﺣﺗﯾﺎط أن ﯾﺣول دون
ﺣدوث اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻹﺟراﻣﯾﺔ. 3
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟرﻋوﻧﺔ
وﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ ﺳوء اﻟﺗﻘدﯾر وﻧﻘص اﻟﻣﻬﺎرة واﻟﻣﻌرﻓﺔ واﻟﺟﻬل ﺑﺎﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌﯾن اﻟﻌﻠم ﻟﻠﻘﯾﺎم
ﺑﺎﻟﻌﻣل ﺳواء ﻛﺎن ﻫذا اﻟﻌﻣل اﻟذي ﻗﺎم ﺑﻪ ﻣﺎدﯾﺎ أو أدﺑﯾﺎ ،وﺣﺎﻻت اﻟرﻋوﻧﺔ ﺗﻘﻊ ﻋﺎدة ﻓﻲ اﻟﺟراﺣﺔ
واﻟﺗوﻟﯾد وﻫﻲ ﺗﻌﻧﻲ ﻗﯾﺎم اﻟطﺑﯾب أو اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﺑﺄﻓﻌﺎل ﺗﺗﺳم ﺑﺎﻟﺧﺷوﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ ﺟﺳم اﻟﻣرﯾض أو
اﻟﻣرﯾﺿﺔ ﻓﻬﻧﺎك إﻋﺎﻗﺎت ﺗﻠﺣق اﻟﻣوﻟود ﻛﺣﺎﻟﺔ اﻣرأة ﻋرﺿت ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟطﺑﯾب ﻗﺻد ﺗوﻟﯾدﻫﺎ ﻗﺑل
اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣﺣدد ،ﻓﺗﺑﯾن أن وﺿﻌﯾﺔ اﻟﺟﻧﯾن ﻏﯾر ﻋﺎدﯾﺔ وﺑﺗﺎرﯾﺦ اﻟوﻻدة ﻟم ﯾﺄﻣر ﺑﺗﺣوﯾﻠﻬﺎ إﻟﻰ
اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻰ ﺑل ﻗﺎم اﻟطﺑﯾب ﺑﻧﻔﺳﻪ ﺑﺗوﻟﯾدﻫﺎ وطﻠب ﻣن أﻣﻬﺎ ﺑﻣﺳﺎﻋدﺗﻪ ﻓﻲ ﺟذب اﻟوﻟﯾد ﻣن رﺟﻠﯾﻪ
ﻟﻛن رأﺳﻪ اﻧﻔﺻل ﻋن ﺟﺳدﻩ ،وﯾﻘﻲ ﺑﺎﻟداﺧل وﺑﻌد أن ﺗم ﻧﻘل اﻷم إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻰ ﺗوﻓﯾت ﻗﺑل
وﺻوﻟﻬﺎ وﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟوﻗﺎﺋﻊ أداﻧت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟطﺑﯾب ﻣﺳﺗﺧﻠﺻﺔ أن اﻟطﺑﯾب ﻗد ارﺗﻛب ﺟﻣﺔ
أﺧطﺎء ﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻵﺗﻲ: 4
ﻋدم اﺗﺧﺎذ اﻟﺣﯾطﺔ ﻟﻣﻧﻊ اﻟﺧطر ﻓﻲ ﺑﺎدئ اﻷﻣر ﺑﺧﺻوص ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﺗوﻓﺎة ﺑﻌد أﯾﺎم
1ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ﺟرادة ،ﻣﺑﺎدئ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ ،ﻣﻛﺗﺑﺔ أﻓﺎق ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ،ﻏزة ،ﻓﻠﺳطﯾن،ﺳﻧﺔ 2010،ص . 264
2ﺻﻔوان ﻣﺣﻣد ﺷدﯾﻔﺎت ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻋن اﻷﻋﻣﺎل اﻟطﺑﯾﺔ،دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫرة ،
ﻣﺻر ،ﺳﻧﺔ ، 2011ص 204
3أﻣﯾر ﻓرج ﯾوﺳف ،ﺧطﺄ اﻟطﺑﯾب اﻟﻌﻣدي و اﻟﻐﯾر اﻟﻌﻣدي،اﻟﻣﻛﺗب اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ اﻟﺣدﯾث ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ ،ﺳﻧﺔ ،2010ص.67
4
ﻋﯾﺳﺎﺋﻲ رﻓﯾﻘﺔ ،ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻷطﺑﺎء ﻓﻲ اﻟﻣراﻓق اﻻﺳﺗﺷﻔﺎﺋﯾﺔ،أطروﺣﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟدﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘﺔق
ة اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ أﺑو ﺑﻛر ﺑﻠﻘﺎﯾد،ﺗﻠﻣﺳﺎن،2016،ص 113
27
اﻹطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﻤﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﻄﺒﻲ و اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
ﻋﻧدﻣﺎ ﺑﺎﺷر اﻟوﻻدة ﻓﻌﻼ وﺟد أن اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺻﻌﺑﺔ وﻟم ﯾطﻠب ﻣﺳﺎﻋدة طﺑﯾب آﺧر ﻓﻲ اﻟوﻗت
اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻗﺑل أن ﯾﺳﺗﺣل اﻷﻣر إﻟﻰ أن ﺣﺻل ﻧزﯾف ﺷدﯾد وأﻏﻣﻲ ﻋﻠﻰ اﻷم
أن ﺟذب اﻟﺟﻧﯾن ﻣدة ﻣن اﻟزﻣن واﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻌﻧف ﻓﻲ اﻟﺟذب رﻏم أن ذﻟك ﻟم ﯾﻛن ﻟﻪ
ﺟدوى ﺑﺎﻟﻧظر ﺣﺟم رأس اﻟوﻟﯾد وﻛل دﻗﯾﻘﺔ ﺗﻣر ﺗﺷﻛل ﺧطر ﻋﻠﻰ اﻷم وﻋﻠﻰ وﻟﯾدﻫﺎ ﻣﻌﺎ .
وﻣن اﻟﺗطﺑﯾﻘﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ﻓﻲ ﺣﺎدﺛﺔ ﻗﺗل ﻣوﻟود إذ ﻣﺎ ﺗﺳﺑب طﺑﯾب أﺛﻧﺎء ﻗﯾﺎﻣﻪ
ﺑﺗوﻟﯾد ﺳﯾدة ﻓﻲ إﺻﺎﺑﺔ اﻟﻣوﻟود ﺑﻛﺳر ﻓﻲ رأﺳﻪ ﺑﺳﺑب اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ﺟﻔن اﻟوﻻدة ﺑطرﯾﻘﺔ ﺧطﺎ وﺛﺑت
ﻣن اﻟﺗﻘﺎرﯾر اﻟطﺑﯾﺔ أن اﻟﻣوﻟود ظل ﯾﻧﺑض ﻗﻠﺑﻪ وﺗﻧﻔﺳﻪ ﺟﯾدا ﺑﻌد اﻟوﻻدة وﻟﻛن اﻟﻧزﯾف اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻣن
اﻟﺟرح ﻗﺿﻲ ﻋﻠﯾﻪ ،ﻓﺈن اﻟطﺑﯾب ﯾﻛون ﻣرﺗﻛﺑﺎ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻘﺗل اﻟﺧطﺄ ﺑﺳﺑب ﻋدم اﺣﺗﯾﺎطﻪ ورﻋوﻧﺗﻪ.1
ﺛﺎﻟﺛﺎ :ﻋدم اﻻﺣﺗﯾﺎط أو ﻗﻠﺔ اﻻﺣﺗراز
ﺗﺗﻣﺛل ﻗﻠﺔ اﻻﺣﺗراز ﻓﻲ ﺧطﺄ ﯾﻧطوي ﻋﻠﯾﻪ ﻧﺷﺎط إﯾﺟﺎﺑﻲ ﻣن اﻟﻔﺎﻋل وﯾدل ﻋﻠﻰ ﻋدم اﻟﺗﺑﺻر
ﺑﺎﻟﻌواﻗب ،2رﻏم أﻧﻪ أي اﻟﻔﺎﻋل ﯾدرك طﺑﯾﻌﺔ ﻋﻣﻠﻪ وﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﺿرر أو ﺧطر
ﻟﻠﻐﯾر وﻟﻛﻧﻪ ﻻ ﯾﺑﺎﻟﻲ وﻻ ﯾﺗﺧذ أﯾﺔ اﺣﺗﯾﺎطﺎت ﻛﻲ ﻻ ﯾﺗﺣﻘق أي ﺿرر.3
وﺑﻌﺑﺎرة أﺧرى ﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘدم ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻓﻌل وﻫو ﯾﻌﻠم ﺧطورﺗﻪ واﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﻲ
ﻗد ﯾؤدي إﻟﯾﻬﺎ وﻣﻊ ذﻟك ﻻ ﯾﺗﺧذ اﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت اﻟﻼزﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣول دون ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺿﺎرة أو
ﻟﺗﻔﺎدي وﻗوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ وأﺳﺎﺳﻪ ﻋدم اﻟﺗﺑﺻر ﺑﺎﻟﻌواﻗب واﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟوﺧﯾﻣﺔ وﻓﯾﻪ ﯾدرك اﻟﻔﺎﻋل طﺑﯾﻌﺔ
ﻋﻣﻠﻪ وﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﺿرر أو ﺧطر ﻟﻠﻐﯾر.4
1ﻣﺎﺟد ﻣﺣﻣد ﻻﻓﻲ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن اﻟﺧطﺄ اﻟطﺑﻲ دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر ة اﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن ،اﻷردن
28
اﻹطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﻤﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﻄﺒﻲ و اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
1ﺛﺎﺋر ﺟﻣﻌﺔ ﺷﻬﺎب اﻟﻌﺎﺋﻲ ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻸطﺑﺎء ،ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن ،2011 ،ص . 188
2أﻣﯾن ﻓرج ﯾوﺳف ،ﺧطﺄ اﻟطﺑﯾب ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ واﻟﻣدﻧﯾﺔ،اﻟﻣﻛﺗب اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ اﻟﺣدﯾث،ﻣﺻر،2007،ص.39
29
اﻹطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﻤﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﻄﺒﻲ و اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
ﻓﺈﻧﻪ ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠطﺑﯾب ﻻ ﯾﻛﻔﻲ أن ﯾرﺗﻛب اﻟطﺑﯾب ﺧطﺄ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣرﯾض
اﻟذي ﯾﻌﺎﻟﺟﻪ ،ﺑل ﻻ ﺑد أن ﯾﻛون ذﻟك اﻟﺧطﺄ ﻗد أﻟﺣق ﺿررا ﺑﺎﻟﻣرﯾض.
وﻻ ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺿرر ﻋدم ﺷﻔﺎء اﻟﻣرﯾض ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻌﻼج اﻟذي أﺟراﻩ اﻟطﺑﯾب ،ﺑل اﻟﻣﻘﺻود ﺑﻪ
ﻫو أﺛر اﻟﺧطﺄ اﻟذي وﻗﻊ ﻓﯾﻪ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻋدم اﺗﺧﺎذ اﻟﺣﯾطﺔ واﻟﺣذر اﻟﺿرورﯾﯾن ﻓﻲ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت،
وﺗﻌد اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻹﺟراﻣﯾﺔ ﻣن أﺑرز اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﻲ ﺗوﺟﻪ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ.1
و اﻟﺿرر ﻛﻣﺎ ﻋرﻓﻪ ﺑﻌض اﻟﻔﻘﻪ أﻧﻪ :ﻣﺎ ﯾؤذي اﻟﺷﺧص ﻓﻲ ﻧواﺣﻲ ﻣﺎدﯾﺔ وﻣﻌﻧوﯾﺔ 2أن
اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﻣﺳﺗﻘر ﻋﻠﯾﻪ ﻟدى ﻏﺎﻟﺑﯾﺔ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻫو أن :اﻟﺿرر ﺣﺎﻟﺔ ﻧﺗﺟت ﻋن ﻓﻌل طﺑﻲ ﻣﺳت
ﺑﺎﻷذى اﻟﻣرﯾض ،وﻗد ﯾﺳﺗﺗﺑﻊ ذﻟك ﻧﻘص ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣرﯾض أو ﻓﻲ ﻣﻌﻧوﯾﺎﺗﻪ أو ﻋواطﻔﻪ.3
ﻓﺎﻟﺿرر اﻟطﺑﻲ ﻫو ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻧﺗﺞ ﻋن ﻓﻌل طﺑﻲ ﯾﻠﺣق اﻷذى ﺑﺎﻟﻣرﯾض وﯾﺳﺗﺗﺑﻊ ذﻟك ﻧﻘﺻﺎ ﻓﻲ
ﺣﺎل اﻟﻣرﯾض ،أو ﻓﻲ ﻣﻌﻧوﯾﺎﺗﻪ أو ﻋواطﻔﻪ .وﻋﻠﯾﻪ ﻓﻼﺑد ﻣن إﺻﺎﺑﺔ اﻟﻣرﯾض ﺑﺿرر اﻟذي ﯾﺗﻣﺛل
ﻓﻲ إﺣداث إﺻﺎﺑﺔ ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻗﺎﺋﻠﺔ أم ﻏﯾر ﻗﺎﺗﻠﺔ.وا ٕ ذا ﻟم ﺗﻘﻊ إﺻﺎﺑﺔ ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻣرﯾض ﻓﻼ ﻣﺣل
ﻟﻠﻌﻘﺎب ﻣﻬﻣﺎ ﯾﻛن ﺧطﺄ اﻟطﺑﯾب.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :أﻧواع اﻟﺿرر :
ﺳﻧﺗﻧﺎول ﻛل ﻧوع ﻣن أﻧواع اﻟﺿرر ﺑﺎﻟﺗﻔﺻﯾل ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ:
أوﻻ :اﻟﺿرر اﻟﻣﺎدي
ﻛﻣﺎ ﯾﻌرف اﻟﺿرر اﻟﻣﺎدي ﺑﺄﻧﻪ اﻟﺿرر اﻟذي ﯾﻣس اﻟﺷﺧص ﻓﻲ ﺟﺳﻣﻪ أو ﻓﻲ ﻣﺎﻟﻪ ﻓﯾﺗﻣﺛل
ﻓﻲ اﻟﺧﺳﺎرة اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗرﺗب ﻋن اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺣق أو ﻣﺻﻠﺣﺔ ﺳواء ﻛﺎن ﻫذا اﻟﺣق ﻣﺎﻟﻲ أو ﻏﯾر
ﻣﺎﻟﯽ .إن اﻟﺿرر اﻟﻣﺎدي ﯾﻧﻘﺳم إﻟﻰ ﺿرر ﺟﺳدي ﯾﻣس ﺣﯾﺎة اﻹﻧﺳﺎن ﻛﺈزﻫﺎق روﺣﻪ أو ﯾﺻﯾب
ﺟﺳﻣﻪ أو ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻼﻣﺔ اﻟﺑدﻧﯾﺔ ﻛﺈﺣداث ﻋﺎﻫﺔ ﻟﻪ ﺳواء ﻛﺎﻧت داﺋﻣﺔ ﻣؤﻗﺗﺔ وﯾﺳﻣﻰ ﺿررا
1ﻋﺑد اﻟرﺣﯾم ﺻدﻗﻲ ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻋن أﺧطﺎء اﻟطب ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺳﻛري ﺑدون ذﻛر دار اﻟﻧﺷر،اﻟﻘﺎﻫرة،1989،
ص. 58-53
2ﻣﻧﺻور ﻋﻣر اﻟﻣﻌﺎﯾطﺔ ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﺧطﺎء اﻟطﺑﯾﺔ ،ط 1ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﯾف ﻟﻠﻌﻠوم اﻷﻣﻧﯾﺔ،اﻟرﯾﺎض،اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ،
،2004ص54
3ﻣﻧﺻور ﻋﻣر اﻟﻣﻌﺎﯾطﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق،ص.55
30
اﻹطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﻤﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﻄﺒﻲ و اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
ﺟﺳﻣﺎﻧﯾﺎ ،وا ٕ ﻟﻰ ﺿرر ﻣﺎﻟﻲ ﯾﺻﯾب ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺗﺿرر ذات ﻗﯾﻣﺔ ﻣﺎدﯾﺔ أو اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻛﺈﺻﺎﺑﺔ
اﻟﺟﺳم ﺑﻌﺎﻫﺔ ﺗﻌطل ﻗدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺳب أو ﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﻼج.1
ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف ﯾﺗﺿﺢ أن اﻟﺿرر اﻟﻣﺎدي ﻗد ﯾﻛون ﺿررا ﺟﺳدﯾﺎ ﯾﻣس ﺣﯾﺎة اﻹﻧﺳﺎن
وﺳﻼﻣﺗﻪ أو ﺿررا ﻣﺎﻟﯾﺎ ﯾﻧﻘص ﻣن اﻟذﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﺿرور.
-1اﻟﺿرر اﻟﺟﺳدي
وﯾﻘﺻد ﺑﻪ اﻟﺿرر اﻟذي ﯾﺻﯾب ﺟﺳم اﻹﻧﺳﺎن وﻫذا اﻷذى ﻗد ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺣق اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة
ﻓﯾزﻫق روﺣﻪ أو ﻗد ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺑدن اﻹﻧﺳﺎن ﻓﯾﻌطل ﺑﻌض وظﺎﺋﻔﻪ ﺑﺈﺣداث ﻋﺎﻫﺔ داﺋﻣﺔ أو ﻣؤﻗﺗﺔ
وذﻟك ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
أ -اﻟﺿرر اﻟﺟﺳدي اﻟﻣؤدي إﻟﻰ اﻟوﻓﺎة
وﻫو اﻟﺿرر اﻟذي ﺗﺗرﺗب ﻋﻧﻪ وﻓﺎة اﻟﻣرﯾض وﯾﻌﺗﺑر أﺷد اﻟﺿرر ﻷﻧﻪ ﯾﺻﯾب اﻟروح ﻓﻘد ﯾﺗرﺗب
ﻋﻠﻰ ﺧطﺄ اﻟطﺑﯾب وﻓﺎة اﻟﻣرﯾض وذﻟك ﻛﺗﺄﺧر طﺑﯾب اﻟﺗﺧدﯾر اﻟﻣﺷرف ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣرﯾض وﻫو
ﺗﺣت اﻟﺗﺧذﯾر أﺛﻧﺎء اﻟﺗدﺧل اﻟﺟراﺣﻲ ﺑﻌدم اﻹﺳراع واﻟﺳﻌﻲ ﻹﻓﺎﻗﺗﻪ ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺟﻣود ﺧﻼﯾﺎ
اﻟﻣﺦ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻣوت اﻟدﻣﺎغ ،2ﻓﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﺗؤدي اﻷﺧطﺎء اﻟطﺑﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ اﻟﺟراﺣﯾﺔ إﻟﻰ وﻓﺎة
اﻟﻣرﯾض ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻹﻫﻣﺎل وﻋدم اﻟﯾﻘظﺔ أو ﻋدم ﺑذل اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ وﻓق اﻷﺻول اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ
اﻟﻣﺳﺗﻘرة واﻟﺛﺎﺑﺗﺔ ﻓﻲ اﻷﺻول اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟطﺑﯾﺔ ،أو ﻋدم إﺗﺑﺎع اﻷﺻول اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎرف ﻋﻠﯾﻬﺎ.
ب -اﻟﺿرر اﻟﻣؤدي ﻟﻠﻌﺟز
ﯾﻌرف ﺑﺄﻧﻪ ﺗﻠك اﻹﺻﺎﺑﺔ اﻟﻼﺣﻘﺔ ﺑﺟﺳم اﻹﻧﺳﺎن وﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻧﻪ ﻣن ﻋﺟز ﺟﺳﻣﺎﻧﻲ ﺑﺈﺗﻼف
ﻋﺿو ﻣن أﻋﺿﺎء اﻟﺟﺳم أو اﻹﻧﻘﺎص ﻣﻧﻪ أو إﺣداث ﺟرح أو اﻟﺗﺳﺑب ﺑﺎﻟﻌﺟز اﻟداﺋم أو اﻟﺗﻌطﯾل
ﻋن اﻟﻌﻣل ،3ﻓﻘد ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﻌطﯾل ﻛﻠﻲ أو ﺟزﺋﻲ ﻓﻲ ﺑﻌض وظﺎﺋف اﻟﺟﺳم وﺑذﻟك ﻫو اﻟﺿرر
1ﺑوﺧرس ﺑﻠﻌﯾد ،ﺧطﺄ اﻟطﺑﯾب أﺛﻧﺎء اﻟﺗدﺧل اﻟطﺑﻲ ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون،ﻓرع ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق
و اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري،ﺗﯾزي وزو 2011،ص . 104
2ﻣﻧﺻور ﻋﻣر اﻟﻣﻌﺎﯾطﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 59
3ﻋﻠﻰ ﻋﺻﺎم ﻏﺻن ،اﻟﺧطﺄ اﻟطﺑﻲ ،ﻣﻧﺷورات زﯾن اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻟﺑﻧﺎن ،2010،ص.180
31
اﻹطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﻤﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﻄﺒﻲ و اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
اﻟذي ﯾﺻﯾب اﻟﻣرﯾض ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺧطﺄ اﻟطﺑﻲ اﻟﻣرﺗﻛب ﻣن ﻗﺑل اﻟطﺑﯾب ﺑﺳﺑب ﺳوء اﻟﻌﻼج واﻟﻌﻧﺎﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻠﻘﺎﻫﺎ اﻟﻣرﯾض ﺑﻌﺎﻫﺔ ﻣﺳﺗدﯾﻣﺔ ،وﻣﺛﺎل ذﻟك إﺗﻼف اﻟﻌﯾن ﺧطﺄ طﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻼج وﻓﻘدان
اﻟﺑﺻر ﻧﺗﯾﺟﺔ ذﻟك ﻫﻲ ﺻورة ﻣن ﺻور اﻟﻌﺟز اﻟﺟﺳﻣﺎﻧﻲ .
-2اﻟﺿرر اﻟﻣﺎﻟﻲ أو اﻻﻗﺗﺻﺎدي
ﻫو اﻟﺿرر اﻟذي ﯾﺻﯾب اﻟذﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣرﯾض ،إذ ﯾؤدي إﻟﻰ إﻧﻘﺎص اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣوﺟﺑﺔ ﻓﯾﻬﺎ،
وﻗد ﻋﺑر ﻟذﻟك ﺗﻌﺑﯾرا دﻗﯾﻘﺎ اﻟﻔﻘﯾﻬﺎن "ﻣﺎزو و ﺗﺎﻧك" ﺑﻘوﻟﻬﻣﺎ" :ﻫو ﻛل ﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ إﻧﻘﺎص اﻟذﻣﺔ
اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﺿرور ،1وﯾﺷﻣل ﻫذا اﻟﺿرر ﻣﺎ ﻟﺣق اﻟﻣرﯾض ﻣن ﺧﺳﺎرة ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻛﻣﺻﺎرﯾف اﻟﻌﻼج
واﻷدوﯾﺔ أو إﺟراء ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺟراﺣﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﻟو أدى اﻟﺗدﺧل اﻟﺟراﺣﻲ إﻟﻰ إﺻﺎﺑﺔ ﺳﺎق اﻟﻣرﯾض ﺑﺗﻌﻔن
ﻓﯾﻧﻔق ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﺟل إﺟراء ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺟراﺣﯾﺔ ،ﻛذﻟك دﻓﻊ ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻣﺎﻟﯾﺔ أﺧرى ﻣﻘﺎﺑل إﻗﺎﻣﺗﻪ ﻓﻲ
اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻰ وﻣﺎ ﻓﺎﺗﻪ ﻣن ﮐﺳب ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﻌطﻠﻪ ﻋن اﻟﻌﻣل ﺧﻼل ﺧﺿوﻋﻪ ﻟﻠﻌﻼج.
ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻠﺣق اﻟﺿرر اﻟﻣﺎﻟﻲ ذوي اﻟﻣرﯾض ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﻓﺎﺗﻪ ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ اﻟﻌﺎﺋل ﻟﻬم أو ﻟﻣن
ﯾﺛﺑت أن اﻟﻣرﯾض اﻟﻣﺗوﻓﻲ ﻛﺎن ﯾﻌوﻟﻪ وﻗت وﻓﺎﺗﻪ ،إذ ﯾﺻﺎب أوﻻد اﻟﻣﺗوﻓﻲ ﺑﺿرر ﻣﺎﻟﻲ ﺑﺳﺑب
ﺣرﻣﺎﻧﻬم ﻣن ﺣﻘﻬم ﻓﻲ ﻧﻔﻘﺔ واﻟدﻫم وﻧﻔس اﻟﺿرر ﻗد ﯾﺻﯾب أﻗﺎرب اﻟﻣرﯾض اﻟﻣﺗوﻓﻲ ﻣﺗﻰ أﺛﺑﺗوا
ﺑﺄن ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻛﺎن ﯾﻌوﻟﻬم ﻓﻌﻼ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو داﺋم وﻣﺳﺗﻣر وأن ﻓرﺻﺔ اﻻﺳﺗﻣرار ﻓﻲ ذﻟك ﻛﺎﻧت
ﻣﺣﻘﺔ. 2
وﯾﺟﺗﻣﻊ اﻟﺿرر اﻟﻣﺎﻟﻲ واﻟﺟﺳدي ﻣﻌﺎ ،ﻛﻣﺎ ﻟو أﺻﯾب ﺷﺧص ﺑﻌﺎﻫﺔ ﻣﺳﺗدﯾﻣﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺧطﺄ
3
اﻟطﺑﯾب ﻓﯾﺷﻛو اﻟﻣرﯾض ﺿررا ﺟﺳدﯾﺎ ﻣﺗﻣﺛﻼ ﻓﻲ اﻟﻛﺳور وﺿررا ﻣﺎﻟﯾﺎ ﻣﺗﻣﺛﻼ ﻓﻲ ﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻌﻼج
1ﺑن دﺷﺎش ﻧﺳﯾﻣﺔ ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟطﺑﯾب ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣﻧﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ،ﺗﺧﺻص ﻋﻘود
وﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻗﺳم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،ﺟﺎﻣﻌﺔ أﻛﻠﻲ ﻣﺣﻣد أوﻟﺣﺎج ،اﻟﺑوﯾرة ، 2013ص . 65
2ﻋﯾﺳﺎﺋﻲ رﻓﯾﻘﺔ ،ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻷطﺑﺎء ﻓﻲ اﻟﻣراﻓق اﻻﺳﺗﺷﻔﺎﺋﯾﺔ،أطروﺣﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟدﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق
واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ أﺑو ﺑﻛر ﺑﻠﻘﺎﯾد،ﺗﻠﻣﺳﺎن ،2016،ص .268
3ﻣﺣﻣد ﺻﺑري اﻟﺳﻌدي،اﻟواﺿﺢ ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟدﯾد اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﻟﺗزاﻣﺎت واﻹرادة اﻟﻣﻧﻔردة ،اﻟﺟزء
اﻷول ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟراﺑﻌﺔ ،دار اﻟﻬدی ،اﻟﺟزاﺋر ،2007،ص 83،28
32
اﻹطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﻤﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﻄﺒﻲ و اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
وﻧﻔﻘﺎت اﻷدوﯾﺔ وﺗﻌطﻠﻪ ﻋن اﻟﻌﻣل ﻣﻣﺎ ﯾﻧﺟر ﻋﻧﻪ اﻧﻘطﺎع دﺧﻠﻪ اﻟﺷﻬري ﻛﻣﺎ ﻟو ﺳﻘط ﺷﺧص ﻣن
ﻓوق طﺎوﻟﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت وﻫو ﺗﺣت اﻟﺗﺧذﯾر ﻓﺄﺻﯾب ﺑﻛﺳور ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﺳﺎﻗﯾﻪ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﺿرر اﻟﻣﻌﻧوي )اﻟﺿرر اﻷدﺑﻲ(
ﯾﻌرف اﻟﺿرر اﻟﻣﻌﻧوي ﺑﺄﻧﻪ اﻷذى اﻟذي ﯾﺻﯾب اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ ﺷرﻓﻪ أو ﺳﻣﻌﺗﻪ أو ﺣرﯾﺗﻪ أو
ﻛراﻣﺗﻪ أو ﻋﺎطﻔﺗﻪ ،أو ﻣﻛﺎﻧﺗﻪ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ،1وﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﺟﺎﻧب اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﻠذﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻷدﺑﯾﺔ،
ﻓﻘد ﯾﻛون ﻣﻘﺗرن ﺑﺄﺿرار ﻣﺎدﯾﺔ ﻓﯾﻠﺣق ﺑﺎﻟﻌﺎطﻔﺔ أو اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻵﻻم واﻷﺣزان اﻟﺗﻲ ﯾﺣدﺛﻬﺎ ﻫذا اﻟﻧوع
ﻣن اﻟﺿرر ﻓﻲ اﻟﻧﻔس.2
ﻓﻌﻠﯾﻪ ﯾﺗﻣﺛل اﻟﺿرر اﻟﻣﻌﻧوي ﻓﻲ اﻷذى اﻟذي ﯾﻠﺣق ﺑﺎﻟﻣﺿرور ﻓﯾﻣس ﻣﺷﺎﻋرﻩ وﺑﺈﺣﺳﺎﺳﻪ
وﻋﺎطﻔﺗﻪ ،وﻫو اﻷﻟم اﻟﻧﻔﺳﻲ أو اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﻧﺗﻘﺎص ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻵﻻم اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟﺗﺷوﯾﻪ اﻟذي ﺗﺗرﻛﻪ
اﻹﺻﺎﺑﺔ وﻗد ﯾﻛون أدﺑﯾﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻼﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻣﻌﺔ واﻟﺷرف ﻛﻣﺎ ﻗد ﯾﻛون ﺿررا أدﺑﯾﺎ ﯾﺻﯾب
اﻟﻌﺎطﻔﺔ واﻟﺣﻧﺎن. 3
واﻟﺿرر اﻟﻣﻌﻧوي ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟطﺑﻲ ﻫو ﻣﺳﺎس اﻟطﺑﯾب اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﺑﺟﺳم اﻹﻧﺳﺎن اﻟﻣرﯾض
واﻟﺗﺳﺑب ﺑﺧطﺄ طﺑﻲ ﯾﻠﺣق ﺑﻪ اﻷذى وﯾﺑدو ذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻵﻻم اﻟﺟﺳﻣﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ وﻣﺎ ﯾﻧﺗﺞ ﻋن
ذﻟك ﻣن ﺗﺷوﻫﺎت أو ﻋﺟز ﻓﻲ وظﺎﺋف اﻟﺟﺳم ،وﯾﺧﺗﻠف ﺗﻘدﯾر ﻫذا اﻟﺿرر ﻣن ﺷﺧص إﻟﻰ آﺧر،
وﻣن ذﻛر إﻟﻰ أﻧﺛﻰ ﻓﺎﻟﺿرر اﻟذي ﯾﺻﯾب اﻟﻔﺗﺎة ﻏﯾر اﻟﺿرر اﻟذي ﯾﺻﯾب اﻟﺷﺎب أو ﻋﺟوز أو
اﻟطﻔل ،ﻓﺎﻷﻣر ﯾﺗم ﻣن ﺧﻼل اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ ﺗﺗرﻛﻬﺎ اﻹﺻﺎﺑﺔ أو اﻟﻌﺟز ﻋﻧد اﻟﻣرﯾض ﻣﻊ اﻷﺧذ
ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻋﻣﻠﻪ وﺳﻧﻪ وظروﻓﻪ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺻﺣﯾﺔ.
ﯾﺗﺧذ اﻟﺿرر اﻟﻣﻌﻧوي ﺻورة أﺧرى ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺣرﻣﺎن ﻣن ﻣﻧﻊ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻣﺷروﻋﺔ اﻟﻣﺗرﺗب ﻋن
ﻋدم ﻗدرة اﻟﻣﺗﺿرر اﻟﺟﺳدﯾﺔ أو اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ أو اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ أن ﯾﻌﯾش ﺣﯾﺎة ﻋﺎدﯾﺔ ﻣﺛﻠﻪ ﻣﺛل ﺑﺎﻗﻲ
1ﻣﻧذر اﻟﻔﺿل ،اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻺﺗزاﻣﺎت ،ﻣﺻﺎدر اﻹﻟﺗزام ،اﻟﺟزء اﻷول ،ﻣﻛﺗﺑﺔ دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن1994 ،
ص 302
2ﻋﺑد اﻟرزاق أﺣﻣد اﻟﺳﻧﻬوري ،اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟدﯾد ،اﻟﺟزء اﻷول ،اﻟﻣﺟﻠد اﻷول ،ﻣﺻﺎدر اﻹﻟﺗزام اﻟطﺑﻌﺔ
33
اﻹطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﻤﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﻄﺒﻲ و اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
اﻟﺑﺷر ﺳواء ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﻘدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ أداء ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ اﻟﯾوﻣﯾﺔ ﻣن أﻛل وﺷرب أو ﺣرﻣﺎن ﻣن اﻹﻧﺟﺎب
ﺑﺳﺑب ﻣﺎ أﺻﺎﺑﻪ ﻣن ﻋطل أﻋﺟزﻩ ﺟﺳدﯾﺎ.1
وﻣن ﺗطﺑﯾﻘﺎت ذﻟك اﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻋرﺿت ﻋﻠﻰ ﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﺎرﯾس ﺑﺗﺎرﯾﺦ 01ﻣﺎرس 1949
ﺗﺗﻠﺧص وﻗﺎﺋﻌﻬﺎ ،أن طﺑﯾب وﺿﻊ اﻟﺟﺑس ﻋﻠﻰ ﻗدم ﻣرﯾض ﻓﺄﺧذ ﻫذا اﻷﺧﯾر ﯾﺻرخ ﻣن ﺷدة اﻷﻟم
طوال اﻷﯾﺎم اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻏﯾر ﻋﺎدي وﻟم ﯾﻌر اﻟطﺑﯾب أي اﻫﺗﻣﺎم ﻟﻬذﻩ اﻵﻻم ﻣﻣﺎ أدى ﺑﻌد ﻣرور
أﯾﺎم إﻟﻰ ﺷﻠل ﺣرﻛﺔ أﻋﺻﺎب اﻟﻘدم واﻷوﻋﯾﺔ اﻟدﻣوﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻐذﯾﻬﺎ ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ ﺣدوث ﻛﻧﻐرﯾﻧﺎ
"Gangrineﻻ ﯾﻣﻛن ﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻬﺎ إﻻ ﺑﺑﺗر اﻟﺳﺎق وﻛﺎن ﺳﺑب ﻫذا اﻟﺑﺗر ﻫﻲ اﻷﺧطﺎء اﻟﻣﺗﻌددة ﻣن
ﻗﺑل اﻟطﺑﯾب اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ.2
وﻗد ﯾﺣدث اﻟﺿرر اﻟﻣﻌﻧوي ﻣﺳﺗﻘﻼ ﻋن اﻟﺿرر اﻟﺟﺳدي اﻟذي ﻟﺣق ﺑﺎﻟﻣرﯾض ﻣﺛل ﻋدم اﺣﺗرام
ﻛراﻣﺔ اﻟﻣرﯾض وﻋرﺿﻪ وﺷرﻓﻪ أﺛﻧﺎء ﻗﯾﺎم اﻟطﺑﯾب ﺑﺎﻟﻌﻣل اﻟطﺑﻲ ،أو ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﻓﺷﺎء اﻟطﺑﯾب
اﻷﺳرار اﻟﻣرﯾض ﻛﻣﺎ ﻗد ﯾﺻﯾب اﻟﻣرﯾض ﻓﻲ ﺳﻣﻌﺗﻪ واﻋﺗﺑﺎرﻩ.3
ﻟﻘد ﺛﺎر ﺧﻼف ﺑﯾن اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﻣدى اﻷﺧذ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺿرر اﻟﻣﻌﻧوي ﻓﻘد
ﻧص اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 1382ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻋﻠﻰ وﺟوب اﻟﺗﻌوﯾض
ﻋن ﻛل ﻓﻌل ﯾﺳﺑب ﺿررا وﯾﻼﺣظ ﻣن ﻫذا اﻟﻧص أﻧﻪ ﺟﺎء ﻣطﻠﻘﺎ وﻟم ﯾﺣدد ﻧوع اﻟﺿرر ﻣﻣﺎ ﺟﻌل
اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻣﺧﺗﻠف ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾرﻩ وﯾﻧﻘﺳم إﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن:4
اﻟﻔرﯾق اﻷول :ذﻫب إﻟﻰ أن اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺿرر اﻟﻣﻌﻧوي ﻏﯾر ﻣﻣﻛن ﻷﻧﻪ ﻏﯾر ﻣﺎدي ﻓﯾﺳﺗﺣﯾل
ﺗﻘوﯾﻣﻪ ﻧﻘدا ،وأﻧﻪ ﺣﺗﻰ ﻟو ﻣﻧﺣﻧﺎ اﻟﻣﺿرور ﺿررا ﻣﻌﻧوﯾﺎ ﻣﺑﻠﻐﺎ ﻧﻘدﯾﺎ ﻛﺗﻌوﯾض ﻋن اﻷﻟم واﻟﺣزن
ﻓﺈن ذﻟك ﻻ ﯾﻘﺿﻲ ﻋن اﻷﻟم واﻟﺣزن.
34
اﻹطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﻤﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﻄﺒﻲ و اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
اﻟﻔرﯾق اﻟﺛﺎﻧﻲ :ذﻫب اﻟﻔرﯾق اﻟﺛﺎﻧﻲ إﻟﻰ اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﺿرر اﻟﻣﻌﻧوي اﻟذي ﯾﺟوز ﺗﻌوﯾﺿﻪ
واﻟﺿرر اﻟﻣﻌﻧوي اﻟذي ﻻ ﯾﺟوز ﻓﯾﻪ ذﻟك واﺧﺗﻠﻔوا ﻓﻲ وﺿﻊ ﺣد ﻟﻬذا اﻟﺗﻣﯾﯾز ﻓﻣﻧﻬم ﻣن ﯾﻘﺻر
اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺿرر اﻟﻣﻌﻧوي اﻟذي ﯾؤدي إﻟﻰ ﺿرر ﻣﺎدي وﻻ ﯾﻌوض إﻻ ﻫذا اﻟﺿرر اﻟﻣﺎدي
وﺣدﻩ .وﻣﻧﻬم ﻣن ﯾﺣﺻر اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺿرر اﻟﻣﻌﻧوي اﻟذي ﯾﺻﯾب اﻟﺷرف واﻹﻋﺗﺑﺎر ﻷﻧﻪ
ﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﺟر إﻟﻰ ﺿرر ﻣﺎدي وﻻ ﯾﺟﯾزﻩ ﻓﻲ اﻟﺿرر اﻟﻣﻌﻧوي اﻟذي ﯾﺻﯾب اﻟﻌﺎطﻔﺔ ﻷﻧﻪ ﺿرر
ﻣﻌﻧوي ﻻ ﯾؤدي أي ﺿر ر ﻣﺎدي.1
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻘد ﺟﺎﻋت اﻟﻣﺎدة 124ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ
ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 1382ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻋﺎﻣﺔ وﻣطﻠﻘﺔ ﻻ ﺗﻣﯾز ﺑﯾن اﻟﺿرر اﻟﻣﺎدي
واﻟﺿرر اﻟﻣﻌﻧوي.
ﻓذﻫب رأي اﻟﻔﻘﻪ إﻟﻰ أن ﻋدم وﺟود ﻧص ﻋن اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺿرر اﻟﻣﻌﻧوي ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ﻻ ﯾﺳﻌﻪ أن ﯾﺳﺗﻧﺗﺞ ﻣﻧﻪ اﻧﺗﻘﺎء اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺿرر ﻷن اﻟﻣﺑدأ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺗﻔﺳﯾر
اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ،ﺑﺎﻻ ﻧﻣﯾز ﺑﯾن اﻟﺿرر اﻟﻣﺎدي واﻟﺿرر اﻟﻣﻌﻧوي طﺎﻟﻣﺎ أن اﻟﻘﺎﻧون أﻣﺎ ﺑﻌد ﺗﻌدﯾل اﻟﻘﺎﻧون
ﺗدارك اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري أي ﺿرورة ﺑﺳﺑب اﻟﻔراغ 2اﻟﻣوﺟود ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ﺣﯾث اﺳﺗﺣدث
اﻟﻣﺎدة 182ﻣﻛرر اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﻪ :ﯾﺷﻣل اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺿرر اﻟﻣﻌﻧوي ﻛل ﻣﺳﺎس
ﺑﺎﻟﺣرﯾﺔ أو اﻟﺷرف أو اﻟﺳﻣﻌﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻧص ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺿرر اﻟﻣﻌﻧوي.3
ﺛﺎﻟﺛﺎ :ﺗﻔوﯾت اﻟﻔرﺻﺔ
إن اﻟﻔرﺻﺔ ﺗﻌد أﻣرا ﻣﺣﺗﻣﻼ إﻻ أن ﺗﻔوﯾﺗﻬﺎ ﯾﻌد أﻣرا ﻣﺣﻘﻘﺎ ﯾﺟب اﻟﺗﻌوﯾض ﻋﻧﻪ وﺗﻔوﯾت
اﻟﻔرﺻﺔ ﯾﺧﺗﻠف ﻋن اﻟﺿرر اﻟﻣﺣﺗﻣل ،ﻓﺎﻟﺿرر اﻟﻣﺣﺗﻣل ﻏﯾر ﻣؤﻛد اﻟوﻗوع ﻓﻘد ﯾﻘﻊ وﻗد ﻻ ﯾﻘﻊ،
1ﻓرﯾﺣﺔ ﻛﻣﺎل ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﻠطﺑﯾب،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،ﻓرع ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ
اﻟﺣﻘوق و اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻣدرﺳﺔ اﻟدﻛﺗورة ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ ،دار اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري ﺗﯾزي وزو2012،
ص . 288
2ﯾن دﺷﺎش ﻧﺳﯾﻣﺔ اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 67
3ﻗﺎﻧون رﻗم 10-05اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 20/07/2005ﯾﻌدل وﯾﺗﻣم اﻷﻣر رﻗم ،75/58اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ﺟر،ج ،ج اﻟﻌدد 44
. 2006
35
اﻹطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﻤﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﻄﺒﻲ و اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
وﻟذﻟك ﻻ ﯾﺟوز اﻟﺗﻌوﯾض ﻋﻧﻪ أﻣﺎ ﺗﻔوﯾت اﻟﻔرﺻﺔ ﻓﻬو ﺿرر ﻣﺣﻘق ﯾﺻﯾب اﻟﻣرﯾض ﻣﺎدام ﻗد
ﺗرﺗب ﻋن ﺧطﺄ أو إﻫﻣﺎل ﻣن اﻟطﺑﯾب ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﻓﺗﻘﺎر إﻟﻰ ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣﺳﺑﻘﺔ ﺻﺣﯾﺣﺔ ﻋن
ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣرﯾض ﻋﻠﻰ أن ﯾﻛون ﻟﻠﻣرﯾض اﻷﻣل ﻓﻲ ﻧﯾل اﻟﺷﻔﺎء.1
ﻛﻣﺎ ﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ ﺣرﻣﺎن اﻟﺷﺧص ﻣن ﻓرﺻﺔ ﻛﺎن ﯾﺣﺗﻣل أن ﺗﻌود ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺎﻟﻛﺳب ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠﻔﻌل
اﻟﺿﺎر اﻟذي ﻗﺿﻰ ﻋن اﺣﺗﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻔرﺻﺔ. 2
وﻗد اﺳﺗﻘر اﻟﻔﻘﻪ و اﻻﺟﺗﻬﺎد ﻋﻠﻰ أﻧﻪ إذا ﺻدر ﻋن اﻟطﺑﯾب ﺧطﺎ ﻓوت ﻋﻠﻰ اﻟﻣرﯾض ﻓرﺻﺔ
اﻟﺷﻔﺎء أو اﻟﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ ﻗﯾد اﻟﺣﯾﺎة أو ﺗﺟﻧب اﻟوﻻدة ﻏﯾر اﻟﻣﻌﺎﻗﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻠزم ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﺟزﺋﯾﺎ ﻋن
اﻟﺿرر اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ اﻟذي ﺣل ﺑﺎﻟﻣرﯾض ،ﻟذا ﯾرﻋﻰ ﻓﻲ ﺗﻘدﯾر اﻟﺗﻌوﯾض ﻋﻠﻰ ﻓوات اﻟﻔرﺻﺔ ﻣدى
اﺣﺗﻣﺎل اﻟﻛﺳب اﻟذي ﺿﺎع ﻋن اﻟﻣﺗﺿرر ﻣن ﺟراء ﺗﻔوﯾت اﻟﻔرﺻﺔ ﻋﻠﯾﻪ .3
ﻓﻔوات اﻟﻔرﺻﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣرﯾض واﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن اﺣﺗﻣﺎل ﺑﻘﺎﺋﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﯾد اﻟﺣﯾﺎة أو ﺗﺟﻧب ﺑﻌض اﻷﺿرار
اﻟﺗﻲ ﻟﺣﻘت ﺑﻪ ﺗﺟﻌل ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﻘدر درﺟﺔ اﺣﺗﻣﺎل اﻟﺷﻔﺎء أو اﻟﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ ﻗﯾد اﻟﺣﯾﺎة
ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل اﻟﺧطﺄ اﻟذي ﺣﺻل وﻣن ﺛم ﯾﻘﺿﻲ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض اﻟﻣﻧﺎﺳب وﻟﻪ ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ذﻟك أن ﯾﺳﺗﻌﯾن
ﺑرأي أﻫل اﻟﺧﺑرة ﻣن اﻷطﺑﺎء .4
وﻗد طﺑق اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻣﺑدأ ﻓوات اﻟﻔرﺻﺔ ﻓﻲ ﻋدة ﻣﻧﺎﺳﺑﺎت ،ﺣﯾث أﻗرت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﺳﺗﺋﻧﺎف
ﺑﺎرﯾس ﻓﻲ ﻏرﻓﺗﻬﺎ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 1992/01/23أن ﻣوت اﻟﻣرﯾﺿﺔ اﻟﻣﺻﺎﺑﺔ ﺑﺣﺳﺎﺳﯾﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ
ﻛﺎن ﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﯾﻧﺗﺞ أﯾﺿﺎ ﻣن اﺳﺗﻌﻣﺎل أي ﻧوع آﺧر ﻣن اﻟدواء وﻟﻛن اﻟﻠﺟوء اﻟطﺑﯾب اﻟﻣﺧذر
إﻟﻰ اﻟﺗﺧذﯾر ﻋن طرﯾق ﻣﺎدة "اﻷﻟﻔﺎﺋزون ' Alfatisineاﻟﺗﻲ ﺗﻌد وﺳﯾﻠﺔ ﻣن وﺳﺎﺋل اﻟﺗﺧذﯾر
ﻣﻌروﻓﺔ اﻟﻣﺧﺎطر ،ﻓﻲ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت زاد ﺑذﻟك ﻣﺧﺎطر واﺣﺗﻣﺎﻻت ﺣدوث ﻫذا اﻟﺣﺎدث وﺑذﻟك
1ﺑن ﻓﺎﺗﺢ ﻋﺑد اﻟرﺣﯾم ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠطﺑﯾب،ﻣذﻛرة ﻣﻛﻣﻠﺔ ﻣن ﻣﺗطﻠﺑﺎت ﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق،ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون
ﺟﻧﺎﺋﻲ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﻗﺳم اﻟﺣﻘوق،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺧﯾﺿر ،ﺑﺳﻛرة ،2015،ص .55
2أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم ﻣوﺳﻰ اﻟﺻراﯾرة ،اﻟﺗﺄﻣﯾن ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن اﻷﺧطﺎء اﻟطﺑﯾﺔ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ،دار ﻟﻠﻧﺷر و
اﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻷردن، 2005،ص.141
3ﻓرﯾﺣﺔ ﻛﻣﺎل ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 275
4ﻏﺿﺑﺎن ﻧﺑﯾﻠﺔ ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠطﺑﯾب،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون،ﻓرع ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق و
اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣوﻟود ﻣﻬﻣري ،ﺗﯾزي وزو ، 2009 ،ص . 164
36
اﻹطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﻤﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﻄﺒﻲ و اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
ﻓﺈن اﻟﻣرﯾﺿﺔ ﻗد ﻓﺎﺗت ﻓرﺻﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة وﯾﻌد اﻟﺿرر ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﻣﻊ ﺗﺳرع طﺑﯾب
اﻟﺗﺧدﯾر.1
ﻟﻘد أﺷﺎر اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 182ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر إﻟﻰ ﺗﻔوﯾت اﻟﻔرﺻﺔ
)ﻓرﺻﺔ اﻟﻛﺳب( ﻣﻊ اﻟﺗﻌوﯾض ﻋﻧﻬﺎ ﻣﺗﻰ ﻛﺎﻧت اﻟﻔرﺻﺔ ﺣﻘﯾﻘﺔ وﺟدﯾﺔ .
ﺛﺎﻟﺛﺎ :ﺷروط اﻟﺿرر
ﺣﺗﻰ ﯾﺳﺎﻋل اﻟطﺑﯾب ﺟزاﺋﯾﺎ وﯾﺣﻛم ﻟﻠﻣرﯾض ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﯾﺟب أن ﺗﺗواﻓر ﺑﻌض اﻟﺷروط اﻵﺗﯾﺔ :
/1اﻹﺧﻼل ﺑﻣﺻﻠﺣﺔ ﻣﺷروﻋﺔ
ﻻ ﯾﻛﻔﻲ وﻗوع اﻟﺿرر ﺣﺗﻰ ﯾطﺎﻟب اﻟﻣﺿرور اﻟﺗﻌوﯾض ﻋﻧﻪ ،إﻧﻣﺎ ﯾﺷﺗرط أن ﯾﻣس ﺣﻘﺎ ﻣﻛﺗﺳﺑﺎ
أو ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻣﺷروﻋﺔ ﻟﻪ ﻏﯾر ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻌﺎم واﻵداب اﻟﻌﺎﻣﺔ ،إذ ﯾﺗﻣﺗﻊ اﻹﻧﺳﺎن ﺑﻌدة ﺣﻘوق
ﯾﺣﻣﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﻛﺎﻟﺣق ﻓﻲ ﺳﻼﻣﺔ ﺣﯾﺎﺗﻪ ،وﻣﻣﺗﻠﻛﺎﺗﻪ ،وأن ﯾﻛون ﻫذا اﻻﻋﺗداء ﻗد اﻧﺻب ﻋﻠﻰ
ﻣرﻛز ﻗﺎﻧوﻧﯽ ﺟدﯾر ﺑﺎﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ،2ﻓﺎﻟﺿرر اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن اﻟﺧطﺄ اﻟطﺑﻲ واﻟذي ﯾﺻﯾب ﺟﺳم اﻹﻧﺳﺎن ﺑﻌد
إﺧﻼﻻ ﺑﻣﺻﻠﺣﺔ ﻣﺷروﻋﺔ ،وﻫﻲ ﺣق اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ ﺗﻛﺎﻣل ﺟﺳﻣﻪ اﻟذي ﯾﺣﻣﯾﻪ اﻟﻘﺎﻧون ،و اﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎن
ﻫذا اﻟﺿرر ﯾﺳﺑب إﺧﻼﻻ ﺑﻬذﻩ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ وﺷرط اﻹﺧﻼل ﻣﺗواﻓر ﻓﻲ اﻟﺿرر اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن اﻟﺿرر
اﻟطﺑﻲ.3
/2أن ﯾﻛون اﻟﺿرر ﻣﺣﻘﻘﺎ
ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺿرر ﻣﺣﻘﻘﺎ إذا ﻛﺎن ،ﺣﺎﻻ أي وﻗﻊ ﻓﻌﻼ ،ﻓﻼ ﯾﻛون اﻓﺗراﺿﺎ أو اﺣﺗﻣﺎﻟﯾﺎ وﻟﻛﻲ ﯾﻛون
ﺑﻌد اﻟﺿرر ﻣﺣﻘﻘﺎ وﺟب إﺛﺑﺎت أن اﻟﻣرﯾض ﻛﺎن ﻟدﯾﻪ اﻷﻣل ﻓﻲ اﻟﺷﻔﺎء ،وأن ﻫذا اﻟﺿرر اﻟذي
وﻗﻊ ﻛﺎن أﺛﻧﺎء اﻟﺗدﺧل اﻟطﺑﻲ ،وﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻌدم وﻓﺎء اﻟطﺑﯾب ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ ،وﻣﺛﺎل ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻟﺿرر اﻟذي
37
اﻹطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﻤﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﻄﺒﻲ و اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ ﻓﻘدان اﻟﻣرﯾض ﻋﺿو ﻣن أﻋﺿﺎء ﺟﺳﻣﻪ،أو أن ﯾﻛون ﻣؤﻛد اﻟوﻗوع ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل وﻣﺛﺎﻟﻪ
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﺻﺎﺑﺔ اﻟﻣرﯾض ﺑﻌﺎﻫﺔ اﻟﻌﻣﯽ.
وﺗﺛﺑت اﻟﺗﻘﺎرﯾر اﻟطﺑﯾﺔ أﻧﻪ ﺑﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ أو ﻋﻣﻠﯾﺎت ﺟراﺣﯾﺔ ﻟﻣﻧﻊ وﻗوع ﻣﺿﺎﻋﻔﺎت .ﻛﻣﺎ
ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أﻧﻪ ﻻﺑد ﻣن اﻟﺗﻔرﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﺿرر اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ واﻟﺿرر اﻟﻣﺣﺗﻣل ﻓﺎﻟﺿرر
اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ ﻫو ﺿرر وﻗﻊ ﺑﺎﻟﻔﻌل ،ﻟﻛن آﺛﺎرﻩ ﺳﺗظﻬر ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﺿرر اﻟﻣﺣﺗﻣل ﻫو
ﺿرر ﻏﯾر ﻣﺣﻘق ﻗد ﯾﻘﻊ أو ﻻ ﯾﻘﻊ ،ﻓﻼ ﻣﺟﺎل ﻟﻠﺣدﯾث ﻋن ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟطﺑﯾب إﻻ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﯾﻘﻊ.1
/3أن ﯾﻛون اﻟﺿرر ﻣﺑﺎﺷرا
وﻫو أن ﯾﻛون اﻟﺿرر ﻧﺎﺗﺟﺎ ﻋن ﺧطﺄ اﻟطﺑﯾب ،اﻟذي ﻻ ﯾﺳﺎل إﻻ ﻋن ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺗدﺧﻠﻪ اﻟطﺑﻲ،
ﻓﺎﺷﺗراط أن ﯾﻛون اﻟﺿرر ﻣﺑﺎﺷرا ﻟﺗﻘرﯾر اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠطﺑﯾب ﻟﯾس ﺷرطﺎ ﺧﺎﺻﺎ ،ﺑل ﻫو
ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺣﺗﻣﯾﺔ ﻟرﻛن اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﻓﺎﻟﺿرر اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻫو ﻛﺄﺣد اﻟﺷروط اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺿرر اﻟﻘﺎﺑل ﻟﻠﺗﻌوﯾض
وﻛذا ﻗﯾﺎم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠطﺑﯾب ﻫو ذﻟك اﻟﺿرر اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن ﻋدم اﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻻﻟﺗزام اﻟﻌﺎم
اﻟﻣﻔروض ﻋﻠﻰ اﻟطﺑﯾب وﻫو اﻟﺗزام اﻟﺣﯾطﺔ واﻟﺣذر ،وﻋدم اﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻻﻟﺗزام اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺑدل اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ
اﻟﻼزﻣﺔ.2
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ
أوﻻ :ﻋﻼﻗﺔ ﺳﺑﺑﯾﺔ
ﻫﻲ ﻫﻣزة اﻟوﺻل ﺑﯾن اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ واﻟﺳﻠوك اﻹﺟراﻣﻲ ،وﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌل ﻣن اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻛﯾﺎﻧﺎ
ﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ واﺣدا ودوﻧﻬﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن إﺳﻧﺎد اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻹﺟراﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﺳﻠوك اﻟﺟﺎﻧﻲ اﻟﺳﻠﺑﻲ أو اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ
واﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﻫﻲ ﻋﻧﺻر ﻣن ﻋﻧﺎﺻر اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻟﻠﺟراﺋم اﻟﻌﻣدﯾﺔ وﻏﯾر اﻟﻌﻣدﯾﺔ ،وﻻ
ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي ﻓﻲ اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﯾﺛﺎر اﻟﺑﺣث ﺑﺧﺻوﺻﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم ذات اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ واﻟﺗﻲ
ﺗﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدث ﺗﻐﯾﯾرا ﻓﻲ اﻟﻌﻠم اﻟﺧﺎرﺟﻲ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﻟﯾﺳت
1ﻋﯾﺎﺷﻲ ﻛرﯾﻣﺔ ،اﻟﺿرر ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟطﺑﻲ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري ،ﺗﯾزي وزو،اﻟﺟزاﺋر -2010،
،2011ص 32
2ﻏﺿﺑﺎن ﻧﺑﯾﻠﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص . 107
38
اﻹطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﻤﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﻄﺒﻲ و اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
ﻋﻧﺻرا داﺋﻣﺎ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺟراﺋم ،وﻻ ﯾﺛﺎر ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ اﻟﺟدل إﻻ ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺗد ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﺷرع
اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﺑﺎﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺟرﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠوك اﻹﺟراﻣﻲ.
ﻏﯾر أن إﺳﻧﺎد اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﺳﻠوك اﻹﺟراﻣﻲ وﺣدﻩ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻻ ﯾﺗﺳم ﺑﺎﻟوﺿوح ،ﻷن ﻫﻧﺎك ﻋواﻣل
أﺧرى ﺗﺗداﺧل إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﺳﻠوك اﻹﺟراﻣﻲ ﻓﺎﻟواﻗﻊ اﻟﻌﻣﻠﻲ أﺛﺑت ﺑﺄن اﻟﺿرر اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﯾﻧﺗﺞ ﻋن
ﻋدة ﻋواﻣل ،وﻣن ﻏﯾر اﻟﻣﻧطﻘﻲ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻫذﻩ اﻷﺳﺑﺎب ﻋﻠﻰ ﻗدم اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ إﺣداث اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ،ﻓﻣن
ﻏﯾر اﻟواﻗﻌﻲ أن ﺗﻧﻔرد ﺣﺎدﺛﺔ أو واﻗﻌﺔ واﺣدة ﺑﺈﺣداث ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻧظرا ﻟﺗﻌدد اﻟوﻗﺎﺋﻊ وﺗﺷﺎﺑﻛﻬﺎ
وﺗﻌﺎﻗﺑﻬﺎ ﻓﻲ أﺣداث اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟواﺣدة ،وﻣن ﻫﻧﺎ ﯾظﻬر اﻟدور اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ
اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﺣﯾث أﻧﻬﺎ وﺳﯾﻠﺔ ﻓﻧﯾﺔ ﻟﻠﺣد ﻣن ﻧطﺎق اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﺑﺎﺳﺗﺑﻌﺎدﻫﺎ ﻛل ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻻ ﺗرﺗﺑط
ﺑﺎﻟﻔﻌل ارﺗﺑﺎطﺎ ﺳﺑﺑﯾﺎ وﻟو ﻛﺎن اﻟﻔﻌل ﻓﻲ ذاﺗﻪ ﻏﯾر ﻣﺷروع ،وﺗواﻓر ﻟدى ﻣرﺗﻛﺑﻪ اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي
اﻟﻣﺗطﻠب ﻟﻘﯾﺎم اﻟﺟرﯾﻣﺔ 1وﻻ ﺗﻘوم ﺻﻌوﺑﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ إﻻ ﺑﺎﺟﺗﻣﺎع اﻟظروف اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:2
أن ﻧﻛون ﺑﺻدد ﺟرﯾﻣﺔ ﻣﺎدﯾﺔ أي ذات ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻛﺎﻟﻘﺗل ﺳواء ﻛﺎن ﻋﻣدا أو ﺧطﺎ .أن ﯾوﺟد ﺑﯾن
اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﺎدي اﻹرادي ﻟﻠﻔﺎﻋل ،وﺑﯾن اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ﻓﺎﺻل زﻣﻧﻲ طﺎل أو ﻗﺻر.
أن ﯾﺗدﺧل ﻓﻲ أﺛﻧﺎء ﻫذا اﻟﻔﺎﺻل ﻋﺎﻣل أو أﻛﺛر ﻣﺳﺗﻘل ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻋن اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﺎدي اﻹرادي
ﻟﻠﻔﺎﻋل ﯾﺳﺎﻫم ﻣﻌﻪ ﻓﻲ أﺣداث اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ.
ﻓﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺗﻔﺗرض ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸﺿرار اﻟﻣﺑﺎﺷرة واﻟﻔورﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺣدث ﻓﻲ أﻋﻘﺎب اﻟﻧﺷﺎط
اﻹﺟراﻣﻲ ﺑﻔﻌل اﺗﺻﺎل اﻟﺿرر اﻟﻣﺑﺎﺷر ﺑﺎﻟﻔﻌل اﻟﻣﺎدي اﻟﻣﻛون ﻟﻠﻧﺗﯾﺟﺔ ،3ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟو ﺣﻘن اﻟﺟﺎﻧﻲ اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻔﯾروس وﺗوﻓﻲ اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ ﻟﺿﻌف اﻟﺟﻬﺎز اﻟﻣﻧﺎﻋﻲ،
وﻋﻠﻰ اﻟﻌﻛس ﻣن ذﻟك ﻗد ﻻ ﺗﺗرﺗب اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﻣﺑﺎﺷرة ﻓﺗﺗدﺧل ﻋواﻣل
أﺧرى ﻟﺗﺻﺑﺢ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﻋﻧﺻرا ﻣوﺿوﻋﯾﺎ ﻗﺎﺋﻣﺎ ﺑذاﺗﻪ ،وﻣﺳﺗﻘﻼ ﻋن اﻟﻔﻌل اﻟﻣﺎدي اﻟﻼزم ﻟﻠرﺑط ﺑﯾن
1ﻣﺣﻣود ﻧﺟﯾب ﺣﺳﻧﻲ،ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ،ﻣطﺑﻌﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫرة و اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ،ﻣﺻر1998،
ص 194
2ﻋﻠﻲ ﻣﺣﻣود اﻟﺳﻌودي ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟطﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ،دار اﻟرﺿوان ،اﻷردن 2015 ،م31 ،
3ﻓوزﯾﺔ ﻋﺑد اﻟﺳﺗﺎر ،اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺧطﺄ ﻏﯾر اﻟﻌﻣدي،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ،اﻟﻘﺎﻫرة ،1977،ص 224
39
اﻹطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﻤﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﻄﺒﻲ و اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
اﻟﻔﻌل واﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻓﻬذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺑﺎﻋد ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺳﻠوك اﻟزﻣﻧﻲ ﻋن اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻹﺟراﻣﯾﺔ واﻟﺗﻲ
ﺗﺟﻌل ﻣن اﻹﺳﻧﺎد اﻟﻣﺎدي ﻗﺎﺋﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺷرط أوﻟﻪ و وﺟود واﻗﻌﺔ إﺟراﻣﯾﺔ ﻣﺻدرﻫﺎ اﻟﻧﺷﺎط اﻹرادي
ﻟﻣﺗﻬم ﻣﻌﯾن أﻣر ﻓﻲ ﻏﺎﯾﺔ اﻟﺻﻌوﺑﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻟو ﻧﻘل ﻟﻠﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ ﻋﺿو ﻣﻠوث ﺛم اﻛﺗﺷف ذﻟك ﺑﻌد
ﻋدة ﺳﻧوات ،ﻓﻛﯾف ﯾﺛﺑت أن ﻣﺻدر اﻹﺻﺎﺑﺔ ﻫﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻧﻘل اﻟﻌﺿو ﺧﺎﺻﺔ وان اﻟطب ﻟم
ﯾﺗوﺻل إﻟﻰ ﺗﺣدﯾد ﺗﺎرﯾﺦ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺄﺛر رﺟﻌﻲ ،وا ٕ ن ﺗم ﺗﺣدﯾدﻫﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﺛﺑت أن ﻫذا
اﻟﻔﻌل دون ﻏﯾرﻩ ﻫو اﻟذي أﺣدث اﻹﺻﺎﺑﺔ.1
وﺑذﻟك ﺗﻛون اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺎدﯾﺔ ﺗﺑدأ ﺑﻔﻌل اﻟﻣﺳﺑب ،وﺗرﺗﺑط ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ﺑﻣﺎ
ﯾﺟب أن ﯾﺗوﻗﻌﻪ ﻣن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺄﻟوﻓﺔ ﻟﻔﻌﻠﻪ ،وﺑذﻟك ﺗﺗﻛون اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﻣن ﻋﻧﺻرﯾن:
-اﻟﻌﻧﺻر اﻷول :اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺻل ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﻔﻌل واﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ،أي أن اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﺎ ﻛﺎﻧت
ﻟﺗﺣدث ﻟوﻻ أن اﻟﻔﻌل ﻟم ﯾرﺗﻛب ،وﻫذا اﻟﻌﻧﺻر ﺗظﻬر أﻫﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻧظرﯾﺔ 2ﺗﻌﺎدل اﻷﺳﺑﺎب.
-اﻟﻌﻧﺻر اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻫو ﺗواﻓر ﻋﻼﻗﺔ ذﻫﻧﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺟﺎﻧﻲ واﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ﯾﻛون ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ إﺿﻔﺎء وﺻف
اﻟﺧطﺄ ﻋن طرﯾق ﻫذﻩ اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ واﻟﺧروج ﻣن داﺋرة اﻟﺗﺑﺻر ،وا ٕ ﻟﺣﺎق اﻟﺿرر ﺑﺎﻟﻐﯾر ﯾﻌﻧﻲ أﺧﻼل
اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺑواﺟﺑﺎت اﻟﺣﯾطﺔ واﻟﺣذر اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﻗﺎﻧوﻧﺎ وﻫذا اﻟﻌﻧﺻر ﻻ ﯾﺗواﻓق إﻻ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟﻠﻌواﻗب اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻟﻠﺳﻠوك اﻹﺟراﻣﻲ ﻓﺎﻟﻌﻧﺻر اﻟﻣﻌﻧوي ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﯾن ﻫﻣﺎ إﺧﻼل ﺑواﺟﺑﺎت
اﻟﺗﺑﺻر ﺑﺎﻟﻌواﻗب واﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت ﻣﻧﻬﺎ وﻛذﻟك اﻧﺻراف ذﻟك إﻟﻰ اﻟﻌواﻗب اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻟﺳﻠوﻛﻪ دون ﻏﯾرﻫﺎ
ﻣن اﻟﻌواﻗب اﻷﺧرى ﻏﯾر اﻟﻌﺎدﯾﺔ.3
1ﻋﺑد اﻟرﺣﯾم ﺻدﻗﻲ ،اﻟﺧطﺄ واﻟﻧﺗﯾﺟﺔ واﻟراﺑط اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻓﻲ ﺟراﺋم اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻔس واﻷﺑدان ،دراﺳﺔ ﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ﻟﺗﺣدﯾد
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟطﺑﯾب ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺎﻧون واﻻﻗﺗﺻﺎد ،ﻋد ،2001 ،71ص 299
2ﻣن أﻫم اﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﻗﯾﻠت ﻓﻲ ﻣﻌﯾﺎر اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﯾﻧﯾﺔ ،ﺣﯾث ﺗﻘرر اﻟﻣﺳﺎواة ﺑﯾن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ ﺳﺎﻫﻣت ﻓﻲ أﺣداث اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ
اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺗﻘوم ﺑﯾن ﻓﻌل اﻟﺟﺎﻧﻲ واﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻹﺟراﻣﯾﺔ إذا ﺗﺛﺑت أن ﻋﺎﻣل ﺳﺎﻫم ﻓﻲ إﺣداﺛﻬﺎ وﻟو ﻛﺎن ﻧﺻﯾﺑﻪ ﻣن اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ
ﻣﺣدودا وﺳﺎﻫﻣت ﻣﻌﻪ ﻋواﻣل ﺗﻘر ﻗﻪ ﻓﻲ اﻷﻫﻣﯾﺔ ﻣﺷﺎر إﻟﯾﻪ ﺳﺎﻣون ﺳﻼﻣﺔ ﺷرح ﻗﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣرج اﻟﺳﺎﺑق ،ص . 280
3أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ ،أﺑو ﺧطوة ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص142
40
اﻹطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﻤﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﻄﺒﻲ و اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
وﻫذا ﯾﺗﻔق ﻣﻊ ﻧظرﯾﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ 1ﺑﻣﻌﻧﻰ أن اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﻻ ﺗﻧﻘطﻊ ﺑﺳﺑب ﺗدﺧل
ﻋواﻣل أﺧرى ﻓﻲ إﺣداث اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﺎ داﻣت ﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل ﻣﺄﻟوﻓﺔ وﻣﺗوﻗﻌﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺟرى اﻟﻌﺎدي
ﻟﻸﻣور ،واﻟﻌﻛس إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻌواﻣل ﻏﯾر ﻣﺄﻟوﻓﺔ ﻓﺈن اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻧﺷﺎط واﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﻛون
ﻣﻧﺗﻔﯾﺔ.
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن ﺗﺣدﯾد راﺑطﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟطﺑﻲ ﯾﻌد ﻣن اﻷﻣور اﻟﻌﺳﯾرة واﻟﺻﻌﺑﺔ ،وﻫذا
راﺟﻊ إﻟﻰ ﺗﻌﻘد اﻟﺟﺳم اﻟﺑﺷري وﺗﻐﯾﯾر ﺣﺎﻻﺗﻪ وﺧﺻﺎﺋﺻﻪ ،وﻣن اﻟﺗطﺑﯾﻘﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ
اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻷﻋﻣﺎل اﻟطﺑﯾﺔ ﻣﺎ ﻗﺿﯽ ﺑﻪ ﻣﺟﻠس ﻗﺿﺎء اﻟروﯾﺑﺔ ﺑﺈداﻧﺔ طﺑﯾب أطﻔﺎل
واﻟﺻﯾدﻟﻲ ﺑﺎﻟﺣﺑس ﻟﻣدة 08أﺷﻬر ﻧﺎﻓذة ﻹﻫﻣﺎﻟﻪ وﻋدم ﺣﯾطﺗﻪ ﻋﻧد ﺗﺣرﯾر وﺻﻔﺔ طﺑﯾﺔ دون
إﯾﺿﺎح طرﯾﻘﺔ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟدواء اﻟﻣﺣرر ﻓﯾﻬﺎ ،ﺑﺣﯾث وﺻف ﻟﻪ دواﻋﯾن ﻣﺗﺿﺎدﯾن أﺣدﻫﻣﺎ ﻣﻧﺷط
ﻟﻸﻋﺻﺎب واﻵﺧر ﻣﻬدي ﻟﻬﺎ ،وﻋﻧد اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﻣﺎ ﻣﻌﺎ ﻣن طرف أم اﻟطﻔل ﺗوﻓﻲ اﻟوﻟد ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﺷﻧﺞ
ﻋﺿﻠﻲ وﻧوﺑﺎت ﻋﺻﺑﯾﺔ.
ﻓﺎﻷﺣﻛﺎم اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﯾﺟب أن ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ اﻟﺟزم واﻟﯾﻘﯾن وﻟﯾس ﻋﻠﻰ اﻟﺷك ﻓﺈذا وﺟد ﺷك ﺑﻧﺳﺑﺔ
ﻗﻠﯾﻠﺔ ﺑﺄن ﺧطﺄ اﻟطﺑﯾب ﻟﯾس ﻫو اﻟذي أدى اﻟﺣدوث اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺿﺎرة ﻓﺈن ﻻ ﺑد ﻣن إﻋﻔﺎﺋﻪ
ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻋدة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ أن اﻟﺷك ﯾﻔﺳر ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻬم ،ﻫذا ﻣﺎ ﻗﺿت ﺑﻪ ﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻟﺗﻣﯾﯾز اﻷردﻧﯾﺔ ﺑﺄن راﺑطﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺗب اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻫﻲ ﺗﺛﺑت ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﯾﻘﯾن
وﻟﯾس ﻣﺟرد اﻟﺷك واﻻﺣﺗﻣﺎل.2
ﻓﯾﺟب اﻟﺗﺄﻛد ﻣن رﻛن اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﻛﺷرط ﻟﻣﺳﺎءﻟﺔ اﻟطﺑﯾب ،أي ﺑﺗواﻓر اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﺧطﺄ واﻟﺿرر
ﻷن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح ﺗﺗﺣﻘق ﻟو وﻗﻊ إﻫﻣﺎل ﺣﯾث أن اﻟﻣرﯾض ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ إﺟراء
ﻓﺣص ﺑﺎﻷﺷﻌﺔ ﻹظﻬﺎر ﺳﺑب اﻵﻻم اﻟﻼﺣﻘﺔ ﺑﻪ ،وﻣن ﺛم ﯾﻛون إﻟﺣﺎق اﻟﺿرر ﺑﺎﻟﻣرﯾض ﺳﺑﺑﻪ ﻫذا
اﻹﻫﻣﺎل ،ﺣﯾث ﯾﻘﻊ إﺛﺑﺎت ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺧطﺄ اﻟذي وﻗﻊ ﻣن اﻟطﺑﯾب واﻟﺿرر اﻟذي ﻟﺣق
ﺑﺎﻟﻣرﯾض ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق ﻫذا اﻷﺧﯾر ،وﻟﻪ أن ﯾﻠﺟﺎ ﻓﻲ ذﻟك إﻟﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻟوﺳﺎﺋل ،ﻛﻣﺎ أن أﻫل اﻟﺧﺑرة
1ﻣﺣﻣد زﻛﻲ أﺑو ﻋﺎﻣر ،ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،اﻟﻘﺳم اﻟﻌﺎم ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ،اﻟﻧﺷر اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،1996 ،ص.116
2أﺣﻣد ﻋوض ﺑﻼل ،ﻣﻬﺎدی ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،اﻟﻘﺳم اﻟﻌﺎم ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،2006 ،ص61
41
اﻹطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﻤﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﻄﺒﻲ و اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
واﻻﺧﺗﺻﺎص ﻟﻬم دورا ﻣﻬﻣﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ،ﺣﯾث ﻣن اﻟﻣﻣﻛن ﻋن طرﯾﻘﻬم ﻣﻌرﻓﺔ ﻣﺎ إن ﻛﺎن
ﻫﻧﺎك ﻋﻼﻗﺔ ﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺧطﺄ واﻟﺿرر.1
ﻏﯾر أن ﻫذﻩ اﻟدﻻﺋل اﻟﺗﻲ ﺗﺛﺑت ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﻗد ﺗﻐﯾب ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑل وﻋﻠﻰ أﻫل اﻟﺧﺑرة ﻣن
اﻷطﺑﺎء ﺑﺳﺑب اﻷﺿر ار اﻟﺗﻲ ﻟﺣﻘت ﺑﺎﻟﻣرﯾض ﻓﻣﺎذا ﯾﻔﻌل اﻟﻘﺎﺿﻲ إذن ﻟﺗﺣدﯾد راﺑطﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻐﯾر واﺿﺣﺔ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻷطﺑﺎء واﻟﺟراﺣﯾن؟
أﺻﺎب اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﺟﻣود واﻟﺣﯾرة أﻣﺎم اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﺗﺷﺎﺑﻛﺔ اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﻓﻲ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻌﻼج ﻓﻣﺎﻟت إﻟﻰ
اﻟﺗﺷدد ﻓﻲ ﺗﻘدﯾر ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﻣﻘررة اﺳﺗﺑﻌﺎدﻫﺎ طﺎﻟﻣﺎ ﻟم ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻬﺎ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻗﺎطﻌﺔ أن ﺧطﺄ
اﻟطﺑﯾب ﻗد ﺗﺳﺑب ﻓﻲ إﺣداث اﻟﺿرر ،ﻓﻘد ﻗﯾل أن اﻟطب ﻟم ﯾﺻل ﺑﻌد إﻟﻰ ﺣد اﻟﻛﻣﺎل ﻓﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن
اﻟﻣرض ﺗﺎﻓﻬﺎ واﻟﻌﻼج واﺿﺣﺎ وﻣﻌروﻓﺎ ﻓﻠﯾس ﻫﻧﺎك طﺑﯾب ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﺿﻣن اﻟﺷﻔﺎء ﺑﻧﺳﺑﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ
ﻫذا اﻟﻣﻔﻬوم ﯾؤدي إﻟﻰ إﻓﻼت ﺟﻣﯾﻊ اﻷطﺑﺎء ﻣن ﻛل ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ وﺣﺻر ﻗﯾﺎم ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ إذا ﻛﺎن
ﺧطﺄ اﻟطﺑﯾب ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾﻔوت ﻋﻠﻰ اﻟﻣرﯾض ﻓرﺻﺔ اﻟﺷﻔﺎء اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ.2
ﯾرﺟﻊ ﺗﻘدﯾر ﻫذﻩ اﻟﻔرﺿﯾﺔ إﻟﻰ اﻷﺻول اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،واﻟﺳﯾر اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﻟﻸﻣور ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة ﺣﺎﻟﺔ
اﻟﻣرﯾض ودرﺟﺔ ﺗﻘدم اﻟﻣرض ﻓﻲ ﺟﺳﻣﻪ وﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻏﺎﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدﻗﺔ واﻟﻣﻼﺣظﺔ إﻻ أﻧﻪ
ﯾﺟب ﻋﻠﯾﻪ أن ﯾﻔرق ﺑﯾن ﻣﺎ ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ أﺧطﺎء اﻟﺑﺷر وﻣﺎ ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ ﻗﺿﺎء اﷲ وﻗدرﻩ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ
ﺗﺗﺑﻊ أﺛﺎر اﻟﺧطﺄ ،ﻓﺈذا ﺛﺑت أن اﻟﻣرض ﻓﻲ ﺳﯾرﻩ اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﻛﺎن ﻣؤدﯾﺎ ﺣﺗﻣﺎ ﺑﺎﻟﻣرﯾض ﺳواء أﺟرﯾت
ﻟﻪ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺟراﺣﯾﺔ أو ﻻ إﻟﻰ اﻟوﻓﺎة ،ﻓﻼ ﯾﺳﺄل اﻟﺟراح ﻋن ﻣوت اﻟﻣرﯾض أﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت ﺣﺎﻟﺔ
اﻟﻣرﯾض ﺗﺑﻌث ﻋﻠﻰ اﻻطﻣﺋﻧﺎن إﻟﻰ ﺷﻔﺎﺋﻪ ﻓﺈن أي ﺧطﺄ ﻣن اﻟطﺑﯾب اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﯾﻛون ﻗد ﻓوت ﻓرﺻﺔ
اﻟﺷﻔﺎء وﻫﻧﺎ ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺿرر ﻣرﺗﺑطﺎ ﺑراﺑطﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ وﺗﻛون ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﺗﺣﻣﯾﻠﻪ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ.3
1ﻣﺣﻣود ﻧﺟﯾب ﺣﺳﻧﻲ،ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻘﺳم اﻟﺧﺎص ،،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﻣﺻر ،1988،ص . 118
2ﺛروت ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ،ﺗﻌوﯾض ﻟﻠﺣوادث اﻟطﺑﯾﺔ ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،2007 ،ص.142
3أﺣﻣد ﻋوض ﺑﻼل ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص58 82
42
اﻹطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﻤﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﻄﺒﻲ و اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
وﻗد ﺗﺗداﺧل ﻋواﻣل أﺧرى ﻣﻊ ﻧﺷﺎط اﻟطﺑﯾب ﻓﻲ أﺣداث اﻟﺿرر ﺑﺎﻟﻣرﯾض ﻓﯾؤﺛر ﻓﻲ ﻣﻌﯾﺎر
ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻧﺷﺎط اﻟطﺑﯾب ،وﻟﻛن ﻫﻧﺎك ﺗﺄﺛﯾر ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗوﻗﻊ اﻟطﺑﯾب ﻟﻬذﻩ
اﻟﻌواﻣل أﯾﺿﺎ ،ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل دﻓﻌت إﻟﻰ ﺣدوث اﻟﺿرر ﻟﻠﻣرﯾض ،وﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل
ﻣﺗوﻗﻌﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠطﺑﯾب ،ﻓﺈن ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺧطﺄ وﻫذا اﻟﺿرر ﻻ ﺗﻧﺗﻔﻲ ﺑل ﺗﻘوم ﻟﺗﺄﻛد
ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟطﺑﯾب طﺎﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ اﺳﺗطﺎﻋﺗﻪ ﺗوﻗﻌﻬﺎ ،أﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل ﻏﯾر ﻣﺗوﻗﻌﺔ
ﻟﻠطﺑﯾب اﻧﺗﻔت ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺧطﺄ وﺿرر اﻟﻣرﯾض ﺑﺷرط ﻋدم اﻹﺧﻼل ﺑﻣﻌﯾﺎر اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ،
ﻓﺈذا أﺳﻧد اﻟﺿرر ﻛﻠﻪ إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل اﻟﻐﯾر ﻣﺗوﻗﻌﺔ اﻧﺗﻔت ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ أﻣﺎ إذا ﺳﺎﻫم اﻟطﺑﯾب
ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل ﻓﺈن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺗﻘوم ﺑﻧﺳﺑﺔ اﻟﺧطﺄ اﻟذي ارﺗﻛﺑﻪ وﻗد ﺗﻛون اﻟﻌواﻣل ﺳﺎﺑﻘﺔ أو ﻻﺣﻘﺔ
ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻟطﺑﻲ ،وﻣﺛﺎل ﻋﻠﻰ ذﻟك إﻫﻣﺎل اﻟﻣرﯾض ﻟﻠﻌﻼج أو اﻟﻘوة اﻟﻘﺎﻫرة ،1ﻓﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟطﺑﯾب ﺗﻘوم
ﻣن اﻟﻠﺣظﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻓﯾﻬﺎ ﺧطﺄﻩ ﻫو اﻟﺳﺑب اﻟﻣﻧﺷﺊ ﻟﻠﺿرر وﻟﯾس ﻣن اﻟﺿروري أن ﯾﻛون ﺧطﺄ
اﻟطﺑﯾب ﻫو اﻟﺳﺑب اﻟوﺣﯾد ﻟﻠﺿرر ،ﻓﺎﻟطﺑﯾب اﻟﺟراح ﻣﺳؤوﻻ ﻋن ﺧطﺋﻪ ﺣﺗﻰ وﻟو ﺗﻌددت اﻷﺳﺑﺎب
اﻟﻣﻧﺷﺋﺔ ﻟﻠﺿرر وﯾﺳﺄل اﻟطﺑﯾب اﻟﺟراح ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻋن ﻛﺎﻓﺔ اﻷﺿرار ﻣﻊ ﺣﻘﻪ ﻓﻲ اﻟرﺟوع
ﻋﻠﻰ اﻷﺷﺧﺎص اﻵﺧرﯾن اﻟذﯾن ﻛﺎﻧوا ﻣﺳﺎﻫﻣﯾن ﻛل ﻋﻠﻰ ﺣدا وﺑﻧﺳب ﻣﺗﻔﺎوﺗﺔ ﻓﻲ أﺣداث ﻫذﻩ
اﻷﺿرار ، 2وﺳوف ﻧوﺿﺢ ذﻟك ﻓﯾﻣﺎ ﺳﯾﺄﺗﻲ ﻻﺣﻘﺎ.
1ﻣﻧﯾر رﯾﺎض ﺣﻧﺎ ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻸطﺑﺎء واﻟﺻﯾﺎدﻟﺔ ،دار اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،إﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،1989 ،ص 122
2ﺛروت ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .146
43
اﻹطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﻤﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﻄﺒﻲ و اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
وﻛﻣﺎ أوﺿﺣﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻓﺈن ﻫﻧﺎك ﺻﻌوﺑﺔ ﺗﻌﺗرض اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ اﺳﺗﺧﻼص ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﻓﻲ
داﺋرة اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟطﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ إذا ﺗﻌددت اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ أدت إﻟﻰ ﺣدوث اﻟﺿرر وﻟم ﯾﻛن ﺧطﺄ
اﻟطﺑﯾب ﻫو اﻟوﺣﯾد ﻓﻲ ﺣدوث ذﻟك ،ﻓﻬل ﯾﺑﻘﻰ ﻣﺳؤوﻻ ﻫو ﺑﺎﻟﻛﺎﻣل ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﻓﻘد ﯾﻛون
ﺧطﺄ اﻟﻣرﯾض ﻫو اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻛﺑﯾر ﻓﻲ إﺣداث اﻟﺧطﺄ.
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﺿرر وﻫو اﻟﻌﺎﻣل اﻷول ﻓﻬﻧﺎ ﺗرﻓﻊ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋن اﻟطﺑﯾب 1،وﺧطﺄ اﻟﻣرﯾض وا ٕ ن
ﻛﺎن ﯾﻣﻛن أن ﯾﻧﻔﻲ راﺑطﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺧطﺄ اﻟطﺑﻲ واﻟﺿرر ،إﻻ أﻧﻪ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻧﻔﻲ ﻛذﻟك
اﻟراﺑطﺔ ﺑﯾن اﻟﺧطﺄ وﻧوع آﺧر ﻣن اﻟﺿرر أﻻ وﻫو ﻓوات اﻟﻔرﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺷﻔﺎء أو اﻟﺣﯾﺎة ،وﻛذﻟك ﻗد
ﺗﻧﺗﻔﻲ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺧطﺄ اﻟﻐﯾر واﻟﻐرض ﻫﻧﺎ ﻫو أن اﻟﺿرر ﻗد وﻗﻊ ﺑﻔﻌل اﻟﻐﯾر وﺣدﻩ أي
اﻟﺳﺑب اﻟوﺣﯾد ﻓﻲ إﺣداث اﻟﺿرر ﻓﻘد اﺳﺗﻘر اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ أن ﺧطﺎ اﻟﻐﯾر ﯾﻘطﻊ راﺑطﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ
وﻛﺎن ﻛﺎﻓﯾﺎ ﺑذاﺗﻪ ﻹﺣداث اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ وﻛذﻟك ﻓﺈن ﻓﻌل اﻟﻐﯾر ﻻ ﯾرﻓﻊ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋن اﻷﻋﻣﺎل
اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ إﻻ إذا اﻋﺗﺑر ﻫذا اﻟﻔﻌل ﺧطﺄ ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻪ وأﺣدث وﺣدﻩ اﻟﺿرر.2
ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻗد ﯾﻛون ﺳﺑب اﻟﺿرر اﻟﺧطﺄ اﻟﺻﺎدر ﻣن طﺑﯾب آﺧر أو ﻣن أﺣد اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﻲ
اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻰ ﻓﻲ إﻋطﺎء اﻟدواء أو ﻣن طﺑﯾب اﻟﺗﺧدﯾر أو ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ ﺗﻌﻠﯾﻣﺎت اﻟطﺑﯾب اﻟﺟراح ،ﻓﻬؤﻻء
اﻟﻌﺎﻣﻠون ﯾﺗﺑﻌون ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣﺑدأ اﻹدارة اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻰ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﻣل ﺑﻬﺎ اﻟﺟراح ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻬﻲ اﻟﺗﻲ
ﺗﺳﺄل ﻋﻧﻬم وﻛذﻟك اﻟﺿرر اﻟﻧﺎﺷﺊ ﻋن ﻋطل ﻣن آﻟﺔ ﻛﻬرﺑﺎﺋﯾﺔ ﯾﺳﺗﻌﻣﻠﻬﺎ اﻟطﺑﯾب دون إﻫﻣﺎل أو
ﺧطﺄ ﻣﻧﻪ ﻓﺗﺳﺄل اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻰ ﻋن ذﻟك اﻟﺧطﺄ اﻟذي ﺳﺑب اﻟﺿرر.3
44
اﻹطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﻤﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﻄﺒﻲ و اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺎﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﻫﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺎدﯾﺔ ﺗﺑدأ ﺑﻔﻌل اﻟﻣﺗﺳﺑب وﺗرﺗﺑط ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ﺑﻣﺎ
ﯾﺟب أن ﺗﺗوﻗﻌﻪ ﻣن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺄﻟوﻓﺔ ﻟﻔﻌﻠﻪ ،وﺑذﻟك ﺗﺗﻛون اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﻣن ﻋﻧﺻرﯾن :اﻟﻌﻧﺻر
اﻟﻣﺎدي اﻟذي ﯾﺑدأ ﺑﻔﻌل اﻟﻣﺗﺳﺑب واﻟذي ﯾؤدي إﻟﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻏﯾر ﻣﺷروﻋﺔ.
اﻟﻌﻧﺻر اﻟﻣﻌﻧوي اﻟذي ﯾﻛﻣن ﻓﻲ وﺟود ﻋﻼﻗﺔ ذﻫﻧﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺟﺎﻧﻲ واﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ اﻟﺗﻲ
ﺣدﺛت ﺑﺧطﺋﻪ وﻫذا ﺑﺈﺧﻼﻟﻪ ﺑﻣوﺟﺑﺎت اﻟﺣﯾطﺔ واﻟﺣذر اﻟﻣﻔروض ﻋﻠﯾﻪ واﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﯾﺟب اﻻﻟﺗزام
ﺑﻬﺎ.
ﻓﻣﻌﯾﺎر اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﻫو ﻣﻌﯾﺎر اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﻗﻊ ﻓﯾﻌد ﻧﺷﺎط اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺳﺑﺑﺎ ﻟﻠﻧﺗﯾﺟﺔ إذا ﻛﺎن ﻣن
اﻟﻣﺣﺗﻣل أن ﯾؤدي إﻟﯾﻬﺎ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺄﻟوف ﻣن ﺗﺳﻠﺳل اﻷﺣداث ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﺎداﻣت ﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل
ﻣﺗوﻗﻌﺔ وﻣﺄﻟوﻓﺔ.1
وﻗد ﻗﯾﻠت اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻧظرﯾﺎت ﻓﻲ إﺛﺑﺎت اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ وﺳﻧﺗطرق إﻟﻰ أﻫﻣﻬﺎ ﻓﻲ اﻵﺗﻲ:
-1ﻧظرﯾﺔ ﺗﻌﺎدل اﻷﺳﺑﺎب
ﻟﻘد ﻗﺎل ﺑﻬذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻔﻘﯾﻪ اﻷﻟﻣﺎﻧﻲ "ﻓون ﺑﯾري " Von Buriوﻣﻔﺎدﻫﺎ أن ﻛل ﺳﺑب ﻟﻪ دﺧل ﻓﻲ
إﺣداث اﻟﺿرر ،ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن ﺑﻌﯾدا ﯾﻌﺗﺑر ﻣن اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ أﺣدﺛت اﻟﺿرر و ﻋﻠﯾﻪ ﯾﻛون ﺻﺎﺣب
ﻛل ﺳﺑب ﻣﺳؤوﻻ ﻛﺎﻵﺧرﯾن ،ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻷﺳﺑﺎب ﻣﺄﻟوﻓﺔ أو ﻧﺎدرة اﻟﺣﺻول راﺟﻌﺔ ﻟﻔﻌل
اﻟطﺑﯾب أو اﻟﻔﻌل اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ أو ﺷﺧص آﺧر.2
وﺑذﻟك ﺗﻌﺗﺑر اﻷﺳﺑﺎب ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ وﻗوع اﻟﺿرر ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ أدت اﺷﺗراﻛﻬﺎ إﻟﻰ
ﺣﺻول اﻟﺿرر ،وﺗﻌﺗﺑر ﻛﻠﻬﺎ أﺳﺑﺎب ﻣﺗﻌﺎدﻟﺔ ﻣن ﺣﯾث ﻗﯾﺎم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻷن ﻛل ﺳﺑب ﺳﺎﻫم ﻓﻲ
إﺣداث اﻟﺿرر ﺑﺣﯾث أن ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﯾﺣﺻل ﺑﻐﯾر ﺗﻠك اﻷﺳﺑﺎب ﻓﺗﻌﺗﺑر اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ
ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺑﯾن ﻛل اﻷﺳﺑﺎب وﺑﯾن اﻟﺿرر وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ أن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌوﯾض ﺗﺷﻣل
ﻛل اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﺳﺎﻫم ﺧطﺄ ﻛل واﺣد ﻣﻧﻬم ﻓﻲ إﻟﺣﺎق اﻟﺿرر ﺑﺎﻟﻣرﯾض .
1اﺣﻣد إﺑراﻫﯾم ﻣﺻطﻔﻰ ،اﻹرﻫﺎب واﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ،دون دار اﻟﻧﺷر ،2007ص. 28
2ﻏﺿﺑﺎن ﻧﺑﯾﻠﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 110
45
اﻹطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﻤﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﻄﺒﻲ و اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
46
اﻹطﺎر اﻟﻤﻔﺎھﻤﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﻄﺒﻲ و اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
ﻧﻼﺣظ أن اﻷﺧذ ﺑﻬذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻫو اﻷﺟدر ﺑﺎﻟﺗطﺑﯾق ﻛﻣﻌﯾﺎر اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﯾﺑن اﻟﺧطﺄ
واﻟﻧﺗﯾﺟﺔ إذ أﻧﻬﺎ ﺗرى اﻟﻌﺑرة ﺑﺎﻷﺳﺑﺎب اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ وﺣدﻫﺎ دون اﻟﻌرﺿﯾﺔ وﻫذا ﻣﺎ أﺧذ ﺑﻪ اﻟﻣﺷرع
اﻟﻔرﻧﺳﻲ واﻟﺟزاﺋري ،1وﻓﻲ ﻫذا اﻻﺗﺟﺎﻩ أﺧذت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﺑﻧظرﯾﺔ اﻟﺳﺑب اﻟﻣﻧﺗﺞ
وﻗﺿت ﻓﻲ ﻗرار ﻟﻬﺎ أﻧﻪ" :ﯾﺟب اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻷﺣد اﻟﻌواﻣل ﺳﺑﺑﺎ ﻓﻲ ﺣدوث اﻟﺿرر أن ﯾﻛون ﺳﺑﺑﺎ
ﻓﻌﺎﻻ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ وﻻ ﯾﻛﻔﻲ ﻟﻬذا اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻣﺎ ﻗد ﯾﻛون ﻣن ﻣﺟرد ﺗدﺧل ﻓﻲ إﺣداث اﻟﺿرر
وأﻧﻪ ﯾﺟب إﺛﺑﺎت اﻟﺳﺑب اﻟﻔﻌﺎل ﻓﻲ إﺣداث اﻟﺿرر ﻻﺳﺗﺑﻌﺎد اﻟﺧطﺄ اﻟﺛﺎﺑت وﻗوﻋﻪ ﮐﺳﺑب
اﻟﺿرر.2
1ﻛﺷﯾدة اﻟطﺎﻫر ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠطﺑﯾب،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟطﺑﻲ،ﺟﺎﻣﻌﺔ أﺑو ﺑﻛر ﺑﻠﻘﺎﯾد)،ﺗﻠﻣﺳﺎن( ،2011ص 82
2ﻗرار اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 17ﻧوﻓﻣﺑر ،1964أﺷﺎر إﻟﯾﻪ ﺑﻠﺣﺎج اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﻟﺗزام ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري،
اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ،اﻟواﻗﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ص ، 178ﻧﻘﻼ ﻋن ﻛوﺳﺔ ﺣﺳﯾن ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص . 170
47
اﻟﻣﺳـــــــؤوﻟﯾــﺔ اﻟﺟزاﺋﯾــــــﺔ ﺑﯾن
إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﺗﻣﻬﯾد:
إن ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻷﻋﻣﺎل اﻟطﺑﯾﺔ واﻟﺟراﺣﯾﺔ ﺗﺗطﻠب اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺳﻼﻣﺔ اﻟﺟﺳم اﻟﺑﺷري وﺗﻛﺎﻣﻠﻪ
ﻓﻔﻲ ﻛﺎﻣل اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﻛﺎن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﯾﺟرم ﻫﺎﺗﻪ اﻷﻓﻌﺎل ﻓﻲ ﺻورة اﻟﺿرب أو
اﻟﺟرح أو إﻋطﺎء ﻣواد ﺿﺎرة.
ﻓﺎﻟطﺑﯾب ﺑﺣﻛم ﻣﻬﻧﺗﻪ اﻟطﺑﯾﺔ ﻗد ﯾرﺗﻛب أﺧطﺎء ﺗوﺻف ﺑﺎﻟﺟراﺋم ،ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم إﻣﺎ
ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻘﻧﯾن اﻟﻌﻘوﺑﺎت وﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﻣﺛﻼ ﺑﺟرﯾﻣﺔ اﻹﺟﻬﺎض أو ﻣﻧﺻوص
ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻘﻧﯾن اﻟﺻﺣﺔ وأﻫﻣﻬﺎ ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻐﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ ﻟﻣﻬﻧﺔ اﻟطب ،ﻓﻬذا اﻟطﺑﯾب
ﯾﺳﺄل ﻋن أﺧطﺎﺋﻪ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾدﻓﻊ اﻟطﺑﯾب ﻋن ﻧﻔﺳﻪ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ وﯾﺛﺑت أﻧﻬﺎ ارﺗﻛﺑت
ﻣن اﻟﻐﯾر ،وﻟﻛن ﻣﺟرد ﻫذﻩ اﻷﺧطﺎء ﻻ ﯾدل ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣرﯾض ﻗد ﯾﻧﺎل ﻣﺑﺗﻐﺎﻩ إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ
أﺛﺑت أن اﻟﺿرر اﻟذي أﺣق ﺑﻪ ﻛﺎن ﺟراء ﺧطﺄ ﻣن اﻟطﺑﯾب ،وﻟﻛن ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ إذا ﻟم ﯾﻘﺗﻧﻊ
ﺑﺎﻷدﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘدﻣﻬﺎ اﻟﻣرﯾض اﻟﻣﺗﺿرر ﻋن اﻟطﺑﻲ أو ﻋﻼﻗﺔ ذﻟك ﺑﺎﻟﺿرر اﻟﺣﺎﺻل ﻓﺎن
اﻟﻘﺎﺿﻲ ﯾﺣﻛم ﺑﺄن ﻻ وﺟﻪ اﻟدﻋوى وﺗﺳﻘط ﻫذﻩ اﻟدﻋوى ﻋن اﻟطﺑﯾب.
وﻫذا ﻣﺎ ﺳﻧﺗطرق إﻟﯾﻪ ﻓﻲ :
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻣوﺟﺑﺔ ﻟﻠﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :وﺳﺎﺋل اﻹﺛﺑﺎت واﻧﺗﻔﺎء اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
49
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
1
ﻗﺎﻧون رﻗم 11/18اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 2018/07/02 :اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺻﺣﺔ،
50
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
1
ﻣﺣﻣود اﻟﻘﺑﻼوي ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠطﺑﯾب ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،2004ص 44
51
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻟطﺑﯾب ،ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺗﺳﻬﯾﻠﻪ ﻟﻣرﺿﺎﻩ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻻﻣﺗﯾﺎزات اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﺗطﻠﺑﻬﺎ ﺣﺎﻟﺗﻬم اﻟﺻﺣﯾﺔ ،ذﻟك ﺑﺗﺣرﯾر اﻟﺷﻬﺎدات و اﻟﻛﺷوف و اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻼزﻣﺔ و ﻣن ﺟﻣﻠﺗﻬﺎ
اﻟﺷﻬﺎدات اﻟطﺑﯾﺔ اﻟﻣﺛﺑﺗﺔ ﻟﺣﺎﻟﺗﻬم اﻟﺻﺣﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺗﻌﯾن أن ﺗﺣرر اﻟﺷﻬﺎدة ﻣن طرف طﺑﯾب
ﺣﺎﺋز ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎدة دﻛﺗور ﻓﻲ اﻟطب ،ﻣرﺧص ﻟﻪ ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟطب ﺑﻣوﺟب رﺧﺻﺔ ﻣﺳﻠﻣﺔ ﻣن
طرف اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺻﺣﺔ )اﻟﻣﺎدة 198 ،197ﻣن ﻗﺎﻧون (85/05وﯾﻛون ﻣﺳﺟﻼ ﻓﻲ
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻟدى ﻣﺟﻠس أﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟطب )اﻟﻣﺎدة 204ﻣن ﻣدوﻧﺔ أﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟطب اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ
اﻟذﻛر( ،ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻘﯾﺎم ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗزوﯾر اﻟﺷﻬﺎدة اﻟطﺑﯾﺔ ﯾﺟب ﺗوﻓر اﻟرﻛن اﻟﺷرﻋﻲ
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟرﻛﻧﯾن اﻟﻣﺎدي و اﻟﻣﻌﻧوي و ﻫذا ﻣﺎ ﺳﻧﺣﺎول ﺗوﺿﯾﺢ ﺗواﻟﯾﺎ:1
-1اﻟرﻛن اﻟﺷرﻋﻲ
ﯾﺗﻣﺛل اﻟرﻛن اﻟﺷرﻋﻲ ﻟﻬذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 226ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﻧﺻت
ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ":ﻛل طﺑﯾب أو ﺟراح أو طﺑﯾب أﺳﻧﺎن أو ﻣﻼﺣظ ﺻﺣﻲ أو ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻗرر ﻛذﺑﺎ ﺑوﺟود
أو ﺑﺈﺧﻔﺎء وﺟود ﻣرض أو ﻋﺎﻫﺔ ﺣﻣل أو أﻋطﻰ ﺑﯾﺎﻧﺎت ﻛﺎذ ﻋن ﻣﺻدر ﻣرض أو ﻋﺎﻫﺔ أو
ﻋن ﺳﺑب اﻟوﻓﺎة و ذﻟك أﺛﻧﺎء ﺗﺄدﯾﺔ أﻋﻣﺎل وظﯾﻔﺗﻪ و ﺑﻐرض ﻣﺣﺎﺑﺎة أﺣد اﻷﺷﺧﺎص ﯾﻌﺎﻗب
ﺑﺎﻟﺣﺑس ﻟﻣدة ﻣن ﺳﻧﺔ إﻟﻰ ﺛﻼث ﺳﻧوات ﻣﺎ ﻟم ﯾﻛون اﻟﻔﻌل إﺣدى اﻟﺟراﺋم اﻷﺷد اﻟﻣﻧﺻوص
ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣواد 126إﻟﻰ ، 134و ﯾﺟوز ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ذﻟك أن ﯾﺣﻛم ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺑﺎﻟﺣرﻣﺎن ﻣن
ﺣق أو أﻛﺛر ﻣن اﻟﺣﻘوق اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 14ﻣن ﺳﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل إﻟﻰ ﺧﻣس ﺳﻧوات ﻋﻠﻰ
اﻷﻛﺛر" .
-2اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي
ﻗﺑل اﻟﺗطرق إﻟﻰ اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ،ﺗﺗطﻠب ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ رﻛﻧﺎ ﻣﻔﺗرﺿﺎ و اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺻﻔﺔ
اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺣﯾث اﺷﺗرط اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 226ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت أن ﺗﺗوﻓر
ﺻﻔﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻧﻲ و ذﻟك ﺑﺄن ﯾﻛون طﺑﯾﺑﺎ أو ﺟراﺣﺎ أو طﺑﯾب أﺳﻧﺎن أو ﻣﻼﺣظ ﺻﺣﻲ
أو ﻗﺎﺑﻠﺔ.
1
أﻣﯾر ﻓرج،أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟطﺑﯾﺔ،اﻟﻣﻛﺗب اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺣدﯾث،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ،2006،ص. 46
52
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
و ﺑﻣﻔﻬوم اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺟرﯾﻣﺔ ﺗزوﯾر اﻟﺷﻬﺎدات اﻟطﺑﯾﺔ ﻻ ﺗﻘوم ﻣن ﺷﺧص ﻋﺎدي ،1و ﻻ ﺗﻛﻔﻲ
ﻟﺣﻣل ﻫذﻩ اﻟﺻﻔﺔ ﻣﺟرد اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﻫل اﻟﻌﻠﻣﻲ اﻟﻣطﻠوب ﻟذﻟك ،و إﻧﻣﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻛذﻟك
اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺗرﺧﯾص ﺑﻣزاوﻟﺔ ﻣﻬﻧﺔ اﻟطب ،و ﯾﺳﺗوي ﻓﻲ ذﻟك أن ﯾﻛون اﻟﻣﺗﻬم ﻣوظﻔﺎ أو
ﻏﯾر ﻣوظف ﻛطﺑﯾب ﺣﻛوﻣﻲ أو طﺑﯾب ﺣر أو طﺑﯾب ﻣﻧدوب.2
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻓﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ إﺛﺑﺎت أو ﻧﻔﻲ واﻗﻌﺔ ﻣرض أو ﻋﺎﻫﺔ أو ﺣﻣل أو
ﻋن ﺳﺑب اﻟوﻓﺎة ﻛذﺑﺎ أو ﯾﻌطﻲ ﺑﯾﺎﻧﺎت ﻛﺎذﺑﺔ ﻋن ﻫذﻩ اﻷﻓﻌﺎل ،ﻛذﻟك ﻣن ﻗﺑﯾل اﻟﻣواﺿﯾﻊ
اﻟﺗﻲ ﯾﺗطﻠب ﻓﯾﻬﺎ اﻟطﺑﯾب ﺗﺣرﯾر اﻟﺷﺎﻫدات و اﻟﻣﺗوﻗﻊ ﻓﯾﻬﺎ أن ﯾﺣدث ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺗزوﯾر :ﺗزوﯾر
ﺷﻬﺎدات اﻟﻣﯾﻼد و ﺗﺳﺟﯾل اﻷﻣراض اﻟﻣﻌدﯾﺔ و ﺗﻘﯾﯾم اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ ،3و ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن
اﻟﺷﻬﺎدات اﻟﺗﻲ ﯾطﻠب ﻣن اﻟطﺑﯾب ﺗﺣرﯾرﻫﺎ .
ﺣﯾث ذﻛر اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 266ﺑﻌض اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﺗﻲ ﯾﻘﻊ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻌل اﻟﺗزوﯾر ﻋﻠﻰ
ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل وﻟﯾس ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻر ،إذ ﯾدﺧل ﻓﻲ ﻧطﺎق ﺗزوﯾر اﻟﺷﻬﺎدات اﻟطﺑﯾﺔ أي واﻗﻌﺔ
ﯾطﻠب ﻣن اﻟطﺑﯾب ﺗﺣرﯾر ﺷﻬﺎدة ﻋﻠﯾﻬﺎ و وﻗﻊ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻌل اﻟﺗزوﯾر ،و ذﻟك ﺑﺎﻹﺛﺑﺎت أو
اﻟﻧﻘﻲ ،ﺣﯾث ﯾﻌد ﻫذا اﻟﺗزو ﯾر ﻣن ﻗﺑل اﻟﺗزوﯾر اﻟﻣﻌﻧوي ،و ذﻟك ﺑﺟﻌل واﻗﻌﺔ ﻣزورة ﻓﻲ ﺻورة
واﻗﻌﺔ ﺻﺣﯾﺣﺔ ،ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 58ﻣن ﻣدوﻧﺔ أﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟطب ﺑﻘوﻟﻬﺎ " :ﯾﻣﻧﻊ ﺗﺳﻠﯾم أي
ﺗﻘرﯾر ﻣﻐرض أو أﯾﺔ ﺷﻬﺎدة ﻣﺟﺎﻣﻠﺔ " ،إذ ﺗﻌد ﻫذﻩ اﻟﺷﻬﺎدات ﻣن ﻗﺑﯾل اﻟﺷﻬﺎدات اﻹدارﯾﺔ
واﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻣن اﻷوراق اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،ﻟذﻟك ﻓﺑﻣﺟرد اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻟﺛﻘﺔ اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﻠورﻗﺔ اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﯾﺗرﺗب
ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺿرر.
1ﻓرج ﻋﻠواﻧﻲ ﻫﻠﯾل ،ﺟراﺋم اﻟﺗزﯾﯾف واﻟﺗزوﯾر ،دار اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،1993 ،ص .315
2
أﻣﯾر ﻓرج ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .286 ،285
3ﻣﺣﻣود اﻟﻘﺑﻼوي ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .46
53
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
-3اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي
اﻟﺗزوﯾر ﺟرﯾﻣﺔ ﻻ ﺗﻘوم إﻻ ﻋﻣدا أي ﺑﺗواﻓر اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ،إذ ﯾﺟب أن ﺗﻧﺻرف إرادة
اﻟطﺑﯾب إﻟﻰ اﻟﻔﻌل اﻟﻣﻛون ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ و ﻫو ﺗﻐﯾﯾر اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻣﻊ ﻋﻠﻣﻪ ﺑذﻟك وﻻ ﯾﺳﺗﻠزم ﻟﻘﯾﺎم ﻫذﻩ
اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟطﺑﯾب ﻷﻏراض اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﻣن اﻟﺷﺧص اﻟﻣﺳﻠﻣﺔ إﻟﯾﻪ ﻣﻧﻪ ،اﻟﻣﻬم إدراﻛﻪ ﺑﺄﻧﻪ
ﺳﻠم ﺑﯾﺎن ﻣزور وﻓق إرادﺗﻪ اﻟﺣرة ﺑﻐرض اﻟﻣﺣﺎﺑﺎة ﻓﺎﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻣﺗوﻓر ﻣﻧذ ﻟﺣظﺔ
ﺗﺣرﯾر اﻟﺑﯾﺎن و ﺗﺳﻠﯾﻣﻪ إﻟﻰ ﻣﺳﺗﻌﻣﻠﻪ ﺳواء أﻟﺣﻘت ﻫذﻩ اﻟﺷﻬﺎدة ﺿررا أو ﻻ ﺑﻔرد آﺧر أو
ﺑﺎﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم ،أي أن اﻟطﺑﯾب ﯾﻛون ﻋﺎﻟﻣﺎ ﺑﻛذب اﻷﻣر اﻟذي ﺗﺿﻣﻧﺗﻪ اﻟﺷﻬﺎدة ﻓﻲ ﺷﺄن ﺣﻣل
أو ﻋﺎﻫﺔ أو ﻣرض أو وﻓﺎة ﻓﻼ ﯾﻬم اﻟﻐرض اﻟذي أﻋطﯾت ﻣن أﺟﻠﻪ ،ﻓﻘد ﯾﻛون ﻣن أﺟل
اﻹﻋﻔﺎء ﺧدﻣﺔ ﻋﺎﻣﺔ 1ﻛﺎﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ﻣﺛﻼ أو ﻟﺗرﺗﯾب ﺣﻘوق ﺑدون وﺟﻪ ﺣق.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺗزوﯾر اﻟﺷﻬﺎدات اﻟطﺑﯾﺔ
ﺣدد اﻟﻣﺷرع ﻋﻘوﺑﺔ ﺗزوﯾر اﻟﺷﻬﺎدات اﻟطﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 226ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت
اﻟﺟزاﺋري ":ﻛل طﺑﯾب أو ﺟراح أو طﺑﯾب أﺳﻧﺎن أو ﻣﻼﺣظ ﺻﺣﻲ أو ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻗرر ﻛذﺑﺎ ﺑوﺟود
أو ﺑﺈﺧﻔﺎء وﺟود ﻣرض أو ﻋﺎﻫﺔ أو ﺣﻣل أو أﻋطﻲ ﺑﯾﺎﻧﺎت ﻛﺎذﺑﺔ ﻋن ﻣﺻدر ﻣرض أو
ﻋﺎﻫﺔ أو ﻋن ﺳﺑب اﻟوﻓﺎة و ذﻟك أﺛﻧﺎء ﺗﺄدﯾﺔ أﻋﻣﺎل وظﯾﻔﺗﻪ و ﺑﻐرض ﻣﺣﺎﺑﺎة أﺣد اﻷﺷﺧﺎص
ﯾﻌﺎﻗب ﺑﺎﻟﺣﺑس ﻟﻣدة ﻣن ﺳﻧﺔ إﻟﻰ ﺛﻼث ﺳﻧوات ﻣﺎ ﻟم ﯾﻛون اﻟﻔﻌل إﺣدى اﻟﺟراﺋم اﻷﺷد
اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣواد 126إﻟﻰ .134
وﯾﺟوز ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ذﻟك أن ﯾﺣﻛم ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺑﺎﻟﺣرﻣﺎن ﻣن ﺣق أو أﻛﺛر ﻣن اﻟﺣﻘوق
اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 14ﻣن ﺳﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل إﻟﻰ ﺧﻣس ﺳﻧوات ﻋﻠﻰ اﻷﻛﺛر " ،و اﻟﻣﻼﺣظ أن
اﻟﻣﺎدة 126ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗزوﯾر ﻣﻘﺎﺑل رﺷوة ﻏﯾر أﻧﻬﺎ أﻟﻐﯾت ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون 01/06اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ
1ﺷرﯾف اﻟطﺑﺎخ ،ﺟراﺋم اﻟﺧطﺄ اﻟطﺑﻲ و اﻟﺗﻌوﯾض ﻋﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻔﻘﻪ و اﻟﻘﺿﺎء ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ،2003،
ص .150
54
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
1اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 01/06اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 2006/02/20اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻔﺳﺎد وﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻪ اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ﻟﻸﻣر 156 /66اﻟﻣﺗﻌﻠق
ﺑﻘﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،ج ر ،ﻋﻧد ،14اﻟﻣؤرﺧﺔ ﻓﻲ 2006/03/08
2
أﻣر رﻗم ، 156/66اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت .
55
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﺧﻣس ﺳﻧوات وﺑﻐراﻣﺔ ﻣن 1.500إﻟﻰ ... 15.000و ﯾﺟوز ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ذﻟك أن ﯾﺣﻛم
ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺎﻟﺣرﻣﺎن ﻣن ﺣق أو أﻛﺛر ﻣن اﻟﺣﻘوق اﻟو اردة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ....14
أﻣﺎم ﻫذا اﻟﺧﻠط اﻟذي وﻗﻊ ﻓﯾﻪ اﻟﻣﺷرع ﻻ ﯾﺳﻌﻧﺎ إﻻ أن ﻧوﺟﻪ ﻧداء إﻟﻰ اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻟﺟﻌل
اﻟﻧﺻوص واﺿﺣﺔ ﻻ ﯾﻛﺗﻧﻔﻬﺎ اﻟﻐﻣوض ﻣن أﺟل ﻋدم اﻟﺗﺄوﯾل و اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾرﻫﺎ وﺧﺎﺻﺔ
ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺟرﯾﻣﺔ إﻓﺷﺎء اﻟﺳر اﻟطﺑﻲ
ﺳﻧﺑﯾن أرﻛﺎن ﻗﯾﺎم ﺟرﯾﻣﺔ إﻓﺷﺎء اﻟﺳر اﻟطﺑﻲ واﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻣﻘررة ﻟﻬﺎ ﺛم ﻧﺗﻧﺎول ﺣﺎﻻت إﺑﺎﺣﺔ
إﻓﺷﺎء اﻟﺳر اﻟطﺑﻲ
اﻟﺑﻧد اﻷول :ﻣﻔﻬوم اﻟﺳر اﻟطﺑﻲ:
اﻟﺳر اﻟطﺑﻲ ﻫو ﻣن ﺑﯾن اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﻠﻘﺎة ﻋﻠﻰ أﻋوان اﻟدوﻟﺔ ﺑل أﻧﻪ ﻣن أﻫم
اﻟﺳﻠوﻛﺎت اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﯾﻬم اﻟﺗﺣﻠﻲ ﺑﻬﺎ ﻷن اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ ﻫو ﺣق ﺟوﻫري
ﻟﻺﻧﺳﺎن ،وﻣﻛرس دﺳﺗورﯾﺎ ﻓﻲ أﻏﻠب اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت وﻣﻧﻬﺎ اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري ﺳﻧﺔ 1996ﺣﯾث
1
ﺟﺎء ﻓﻲ ﻣﺎدﺗﻪ و 3ﻋﻠﻰ أﻧﻪ :ﻻ ﯾﺟوز اﻧﺗﻬﺎك ﺣرﻣﺔ ﺣﯾﺎة اﻟﻣواطن اﻟﺧﺎﺻﺔ وﺣرﻣﺔ ﺷرﻓﻪ...
أوﻻ /اﻷﺳﺎس اﻟﻔﻘﻬﻲ ﻟﻣﻔﻬوم اﻟﺳر اﻟطﺑﻲ:
ﻣﻣﺎ ﯾﻼﺣظ ﻋﻣوﻣﺎ أن اﻟﺳر اﻟطﺑﻲ اﻧطﻠق ﻣن ﻓﻛرة ﻛوﻧﻪ واﺟب أﺧﻼﻗﻲ ﯾﺳﺗﻣد ﻣﺿﻣوﻧﻪ ﻣن
ﺗﻘﺎﻟﯾد اﻟﻣﻬﻧﺔ وﻫو ﻣﻘرون ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﺑواﺟب ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺗﻠﺗزم ﺑﻪ ﻓﺋﺔ ﻣن اﻟﻧﺎس ﺗﻘﺗﺿﻲ
أﺻول ﻣﻬﻧﺗﻬم أن ﯾطﻠﻌوا ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﺗﺑﻘﻰ ﻓﻲ طﻲ اﻟﻛﺗﻣﺎن وﻛﺷﻔﻬﺎ ﯾﻌد ﺗﻌدي
ﻋﻠﻰ اﻟﺛﻘﺔ اﻟﺗﻲ رﺑطت ﻋﻼﻗﺔ اﻟطﺑﯾب ﺑﺎﻟﻣرﯾض ﻛﻣﺎ ﯾﻌد ﺧرﻗﺎ ﻟﻘواﻋد ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗﺳﺗوﺟب ﻗﯾﺎم
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻠو أﺑﯾﺢ ﻟﻠطﺑﯾب إﻓﺷﺎء اﻷﺳرار اﻷﺣﺟم اﻟﻣرﺿﻰ ﻋن ﻋﯾﺎدة اﻷطﺑﺎء
ﺧﺷﯾﺔ اﻓﺗﺿﺎح أﺳرارﻫم.
1اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري ﺑﺗﺎرﯾﺦ ،1996/11/28 :اﻟﺻﺎدر ﺑﺎﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم 438/96 :ﺑﺗﺎرﯾﺦ 1996/12/07اﻟﺟرﯾدة
اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﻌدد 76ﺑﺗﺎرﯾﺦ 1996/12/08
56
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﻓﻔﻲ ﻫذا اﻟﺻدد ﺗﻧﺎزﻋت ﻧظرﯾﺗﺎن ﻓﻘﯾﻬﯾﺗﺎن ﺣول ﺗﺣدﯾد وﺿﺑط ﻣﻔﻬوم اﻟﺳر اﻟطﺑﻲ وﻫﻣﺎ
ﻧظرﯾﺔ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻘد وﻧظرﯾﺔ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺳﺗﻣدة ﻣن اﻻﻟﺗزام
اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ واﻟﺗﻲ ﺗﻣس ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم.
ﻓﻔﻲ ﺣﯾن ﯾرى أﺻﺣﺎب اﻟﻧظرﯾﺔ اﻷوﻟﻰ ﺑﺄن ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣرﯾض اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺗﻘﺗﺿﻲ إﻻ ﺗﻔﺷﯽ
أﺳرارﻩ وﻻ أن ﺗﺧرق ﺧﺻوﺻﯾﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﻛﺗم ﺑﺳﺑب اﻟﻌﻘد اﻟﺿﻣﻧﻲ اﻟذي ﯾرﺑط اﻟطﺑﯾب ﺑﺎﻟﻣرﯾض
وﻣﺎ ﯾرﺗﺑﻪ ﻣن اﻟﺗزاﻣﺎت ﻣﺗﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣن ﺿﻣﻧﻬﺎ أن ﯾدﻟﻲ اﻟﻣرﯾض إﻟﻰ اﻟطﺑﯾب ﺑﺑﻌض أﺳرارﻩ
اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ورﺑﻣﺎ اﻟﻌﺎﺋﻠﯾﺔ واﻷﺳرﯾﺔ وﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﻓﺎن اﻟطﺑﯾب ﯾﻌﻠم وﻫو ﯾﺗﻠﻘﻰ ذﻟك ،أﻧﻪ ﻟﯾس ﻟﻪ
اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺗﺻرف ﺧﻼف ﻟﻣﺎ ﯾرﯾدﻩ اﻟﻣرﯾض وأﻧﻪ ﯾﻣﺗﻧﻊ ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺑوح ﺑﻣﺎ أﺳر ﺑﻪ إﻟﯾﻪ.1
ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾرى أﺻﺣﺎب اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،ﻧظرﯾﺔ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أن اﻟﺳر اﻟطﺑﻲ ﯾﻌد ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ
ﻗﺎﻋدة ﻣن ﻗواﻋد اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ،ﻓﺎﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺑرر واﺟب اﻟﻛﺗﻣﺎن اﻟﻣﻠﻘﻲ ﻋﻠﻰ
ﻋﺎﺗق اﻟطﺑﯾب واﺣﺗرام ﺧﺻوﺻﯾﺔ اﻟﻔرد ﻣرﻫون ﺑﺎﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻣﺣل ﺣﻣﺎﯾﺔ
2
ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺻوص اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ
ﺛﺎﻧﯾﺎ /ﺗﻌرﯾف اﻟﺳر اﻟطﺑﻲ:
ﯾﻌرف اﻟﺳر اﻟطﺑﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﻛل ﻣﺎ ﯾﺻل إﻟﻰ ﻋﻠم اﻟطﺑﯾب ﻣن ﻣﻌﻠوﻣﺎت أﯾﺎ ﻛﺎﻧت طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ
ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣرﯾض وﻋﻼﺟﻪ ﺳواء ﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟطﺑﯾب ﻣن اﻟﻣرﯾض ﻧﻔﺳﻪ أو ﻋﻠم ﺑﻬﺎ أﺛﻧﺎء
أو ﺑﺳﺑب ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﻬﻧﺗﻪ 3وﻋرﻓﻪ اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻔرﻧﺳﻲ4ﺑﺄﻧﻪ ﻛل ﻣﺎ ﯾﻌﻬد ﺑﻪ إﻟﻰ ذي ﻣﻬﻧﺔ وﯾﺿر
إﻓﺷﺎءﻩ ﺑﺎﻟﺳﻣﻌﺔ واﻟﻛراﻣﺔ .
1ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟظﺎﻫر ﺣﺳﯾن ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل طب وﺟراﺣﺔ اﻷﺳﻧﺎن ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
اﻟﻘﺎﻫرة ،2004 ،ص 121
2
khadir Mohamed hannouz Mourad . la responsabilité de contrôle et d'expertise office des
publications universitaires d'Alger . 2003.p 640.
3ﻣﺣﻣود اﻟﻘﺑﻼوي ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠطﺑﯾب ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص . 58
4أﺳﺎﻣﺔ ﻗﺎﯾد ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠطﺑﯾب ﻋن إﻓﺷﺎء ﺳر اﻟﻣﻬﻧﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ ،1989دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ص 4
57
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﻛل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟﺑﯾﺎﻧﺎت واﻷﺧﺑﺎر اﻟﺗﻲ ﻋﻠﻣﻬﺎ اﻟطﺑﯾب ﻋن ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣرﯾض
اﻟﺻﺣﯾﺔ ﯾﻌد ﺳرا ،ﯾﻠﺗزم ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﯾﻪ وﻋدم إﻓﺷﺎءﻩ ،أﯾﺎ ﻛﺎن اﻟطرﯾق اﻟذي ﺗوﺻل ﺑﻪ إﻟﻰ
ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟﺑﯾﺎﻧﺎت .إذ ﯾﺳﺗوي أن ﯾﻛون اﻟطﺑﯾب ﻗد ﻋﻠم ﺑﻬﺎ ﺑﻧﻔﺳﻪ أﺛﻧﺎء ﻣﻣﺎرﺳﺔ
اﻟﻛﺷف ﻋﻠﻰ اﻟﻣرﯾض،أم أن ﻫذا اﻷﺧﯾر أودع ﻟدﯾﻪ ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت 1.ﺑﻣﻌﻧﻰ آﺧر أﻧﻪ ﯾﻌد ﻓﻲ
ﺣﻛم اﻟﺳر ،ﻛل أﻣر ﯾﻛون ﺑطﺑﯾﻌﺗﻪ وﻟﻣﻼﺑﺳﺎﺗﻪ ﻣن اﻟظروف وﺧﻼﻓﻪ ﻣن اﻋﺗﺑﺎرات أﺧرى ﺳرا،
وﻟو ﻟم ﯾطﻠب ﺻﺎﺣﺑﻪ ذﻟك ،ﺑل وﻟو ﻟم ﯾدل ﺑﻪ إﻻ إدﻻء .
ﻓﻛل أﻣر ﺗراﻣﻲ إﻟﻰ ﻋﻠم اﻟطﺑﯾب ﻋن طرﯾق اﻟﺧﺑرة اﻟﻔﻧﯾﺔ أو اﻟﺣدس أو ﺣﺗﻰ اﻟﻣﺑﺎﻏﺗﺔ
وﻟو ﻟم ﯾذﻛر ﻟﻪ اﻟﻣرﯾض ﺷﯾﺋﺎ ﻋﻧﻪ ،ﻓﯾﻌد ﻣن ﻗﺑﯾل اﻟﺳر .2ﻓﺈذا أﺧل اﻟطﺑﯾب ﺑﻬذا اﻻﻟﺗزام
ﻗﺎﻣت ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ وﻋﻠﻰ ﻫﺎﺗﻪ اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﻟﻺﻟﻣﺎم ﺑﻬذﻩ اﻷﺧﯾرة واﻹﺣﺎطﺔ ﺑﻣﻌﺎﻟﻣﻬﺎ وﺟب ﺗﻐوص
أوﻻ ﺑﺣﺛﺎ ﻋم ﯾﻌد ﺳرا وﻛﯾﻔﯾﺔ إﻧﺷﺎءﻩ واﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻣﻘررة ﻟﻪ ﺛم إﻟﻰ اﻷﺣوال اﻟﺗﻲ ﯾﺑﺎح ﻓﯾﻬﺎ ﻫذا
اﻹﻓﺗﺎء .
اﻟﺑﻧد اﻟﺛﺎﻧﻲ:أرﻛﺎن ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺳر اﻟطﺑﻲ
ﻛﻣﺎ ﯾﺳﺗﻠزم ﻟﻘﯾﺎم ﻛل ﺟرﯾﻣﺔ ﺗواﻓر أرﻛﺎﻧﻬﺎ ،ﺗﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻣن رﻛﻧﯾن ﻣﺎدي و ﻣﻌﻧوي .
أوﻻ :اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي :
وﯾﺗﻛون ﻫذا اﻟرﻛن ﻣن ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻧﺎﺻر :ﻓﻌل اﻹﻧﺷﺎء ووﺳﺎﺋﻠﻪ وأن ﯾﻛون ﻣوﺿوع اﻹﻓﺷﺎء ﺳرا
ووﻗوﻋﻪ ﻣن اﻟطﺑﯾب اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ.
-1ﻓﻌل اﻹﻓﺷﺎء :
ﻫو اطﻼع اﻟﻐﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﺳر واﻟﺷﺧص اﻟذي ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻪ .3وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺎﻹﻓﺷﺎء ﻫو ﻧوع ﻣن
اﻹﺧﺑﺎر وﺟوﻫرﻩ ﻧﻘل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺷﺧص ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﺗﻛﺗﻣﺎ ﻋﻠﯾﻬﺎ وأودﻋﻬﺎ ﻟدى اﻟطﺑﯾب
1ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟظﺎﻫر ﺣﺳﯾن ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل طب وﺟراﺣﺔ اﻷﺳﻧﺎن ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة،
2004ص . 121-120
2ﺳﻣﯾر ﻋﺑد اﻟﺳﻣﯾﻊ اﻷذون ،ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟطﺑﯾب اﻟﺟراح وطﺑﯾب اﻟﺗﺧدﯾر وﻣﺳﺎﻋدﯾﻬم ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف،
اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،2004 ،ص 316
3ﻣﻧﯾر رﯾﺎض ﺣﻧﺎ ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻸطﺑﺎء و اﻟﺻﯾﺎدﻟﺔ ،دار اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،ص .160
58
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
أو اﻛﺗﺷﻔﻬﺎ ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻋن طرﯾق اﻟﻔﺣص .وﻣﺟرد اﻟﻛﺷف ﻋن واﻗﻌﺔ اﻟﺳر ﻻ ﯾﻌد إﻓﺷﺎء
إﻧﻣﺎ ﯾﺗﻌﯾن ﺗﺣدﯾد اﻟﺷﺧص اﻟذي ﯾﺗﺻل ﺑﻪ ﻓﺑﯾﺎن ﻫذا اﻟﺷﺧص ﺷرط أﺳﺎﺳﻲ ﻟﺗﺻور اﻟﻣﺟﻧﻲ
ﻋﻠﯾﻪ وﻣﻌرﻓﺗﻪ وﻟﻘﯾﺎم ﻋﻠﺔ اﻟﺗﺟرﯾم اﻟﻣﺗﺟﺳدة ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻫذا اﻟﺷﺧص.1
ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻫذا ﯾﺟوز ﻟﻠطﺑﯾب أن ﯾﻣﺛل ﺑﺎﻟوﻗﺎﺋﻊ ﺷرﯾطﺔ إﻻ ﯾﺷﯾر إﻟﻰ أﺳﻣﺎء أو ﺻﻔﺎت أو
وﻗﺎﺋﻊ ﻗد ﺗﺳﺗﻧﺗﺞ ﻣﻧﻬﺎ ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣرﯾض ،ﻓﺎﻟطﺑﯾب ﻣﻠزم ﺑﻛﺗﻣﺎن ﻣﺎ ﯾﺧﺑرﻩ ﻣرﯾﺿﻪ ﻣن
ﻣﻌﻠوﻣﺎت وﻫو اﻟﺗزام ﻗﺿت ﺑﻪ اﻟﻣﺎدة 206ﻣن ﻗﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺻﺣﺔ وﺗرﻗﯾﺗﻬﺎ ﺑﻘوﻟﻬﺎ:2
" ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻷطﺑﺎء وﺟراﺣﻲ اﻷﺳﻧﺎن واﻟﺻﯾﺎدﻟﺔ أن ﯾﻠﺗزﻣوا ﺑﺎﻟﺳر اﻟﻣﻬﻧﻲ إﻻ إذا ﺣررﺗم ﻣن
ذﻟك ﺻراﺣﺔ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ".
3
اﻟﺗﻲ ﺗوﺟب وزاد ﻫذا اﻻﻟﺗزام ﺗدﻋﯾﻣﺎ ﻧص اﻟﻣﺎدة 36ﻣن ﻣدوﻧﺔ أﺧﻼﻗﯾﺎت ﻣﻬﻧﺔ اﻟطب
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻣﺎرﺳﯾن اﻟطﺑﯾﯾن اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺎﻟﺳر اﻟﻣﻬﻧﻲ إﻻ إذا أﻋﻔﺎﻫم اﻟﻘﺎﻧون ﻣن ذﻟك وﻻ ﯾﺷﺗرط
ﻓﻲ اﻹﻓﺷﺎء أن ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻣل ﺟزﺋﯾﺎت اﻟﺳر اﻟﻣﻬﻧﻲ ﺑل ﯾﻛﻔﻲ إﯾداع ﺟزء ﻣﻧﻪ ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﺗطﻠب
ﻟﻘﯾﺎم ﻫذا اﻟﻔﻌل اﻟﻌﻼﻧﯾﺔ ﺑل ﯾﻛﻔﻲ اﻟﺑوح ﺑﺳر ﻟﺷﺧص واﺣد وﻟو ﻛﺎن طﺑﯾﺑﺎ ﺑدورﻩ ذﻟك أن
اﻟﻣرﯾض ﯾﺧﺗﺎر طﺑﯾﺑﺎ ﺑﻌﯾﻧﻪ ﻟذا ﯾﺗوﺟب ﻋﻠﯾﻪ أن ﯾﻣﺳك ﻋن اﻹﻓﺿﺎء ﺑﺎﻟﺳر وطﺎﻟﻣﺎ أن
اﻟﻛﺗﻣﺎن ﻣﻔروض ﻋﻠﻰ اﻟطﺑﯾب ﻣﺎ اﻣﺗدت ﺑﻪ ﺣﯾﺎة اﻟﻣرﯾض ،ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﯾﻠﺣق ﻟﻪ ذﻛر اﻟﺳر ﺑﻌد
وﻓﺎﺗﻪ وﻫو ﻣﺎ ﻓرﺿﺗﻪ اﻟﻣﺎدة 41ﻣن ﻣدوﻧﺔ أﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟطب اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر إﻻ ﻹﺣﻘﺎق ﺣﻘوق.
ﻗد ﺗﺗﻌدد وﺳﺎﺋل إﻓﺷﺎء اﻟﺳر ﻓﻘد ﺗﻛون ﺷﻔﺎﻫﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﺎدﺛﺔ وﻗد ﺗﻛون اﻟﻧﺷر ﻓﻲ اﻟﺻﺣف
واﻟدورﯾﺎت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ أو ﻋن طرﯾق اﻟﻣﻠﻔﺎت اﻟطﺑﯾﺔ واﻟﺷﻬﺎدات ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﺻدر ﻓﯾﻬﺎ
ﻧﺷرات طﺑﯾﺔ ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ إﺻﺎﺑﺔ أو ﻣرض رؤﺳﺎء اﻟدول واﻟﺷﺧﺻﯾﺎت اﻟﺑﺎرزة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟدوﻟﻲ
وﻣﺛﺎل ذﻟك اﻟﺗﻘﺎرﯾر اﻟﺗﻲ ﻧﺷرت ﺑﺧﺻوص ظروف وﻓﺎة اﻟرﺋﯾس اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ ﯾﺎﺳر ﻋرﻓﺎت
1
ﻣرﺳوم ﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ،92/276 :اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻣدوﻧﺔ أﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟطب ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
59
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﺣﯾث ﺗﺿﻣﻧت ﺑﯾﺎﻧﺎت وﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺣول ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺗﺣﺎﻟﯾل اﻟﺗﻲ أﺟرﯾت ﻟﻠرﺋﯾس اﻟراﺣل ﺑﻬدف
اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻠوﻓﺎة وﻫذا ﻣن أﺟل إﻋﻼم اﻟرأي اﻟﻌﺎم ﺑﻬﺎ ﻷن ﺣﺎﻟﺔ اﻟرؤﺳﺎء
اﻟﺻﺣﯾﺔ ﺗﻬم اﻟﺟﻣﯾﻊ وﻣن ﺣق اﻟﺷﻌب اﻻطﻼع ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺗﺻرﯾﺢ ﻣن اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣﻌﯾﻧﺔ وﻣن
1
أﺳرة اﻟرﺋﯾس وﻫذا ﻟﺗﻔﺎدي ﻣﺷﺎﻛل ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻗد ﺗﺣدث ﻣن ﺟراء اﻹﺧﻔﺎء.
/2أن ﯾﻛون ﻣوﺿوع اﻹﻓﺷﺎء ﺳرا:
ﻣن اﻟﺻﻌب أن ﻧﺟد ﻣﻌﯾﺎرا ﺻﺎدﻗﺎ ﯾﺣدد ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺳر ﻓﺎﻟﺑﻌض ﯾرى أن اﻟﺳر ﻫو ﻛل ﻣﺎ
ﯾﺿر إﻓﺷﺎؤﻩ ﺑﺎﻟﺳﻣﻌﺔ أو ﺑﺎﻟﻛراﻣﺔ ،واﻟﺑﻌض اﻵﺧر ﯾﺟد أن ﻛل ﻧﺑﺎ ﯾﺟوز أن ﯾﻌد ﺳرا وﻟو ﻏﯾر
ﻣﺷﯾن ﺑﻣن ﯾرﯾد ﻛﺗﻣﺎﻧﻪ ،اﻟﻣﻬم أﻧﻪ ﻗد ﯾﻠﺣق ﺿررا ﺑﺷﺧص ﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧﺑﺄ أو إﻟﻰ
ظروف اﻟﺣﺎل .ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق ﻓﻼ ﯾﺟوز ﻟﻠطﺑﯾب أن ﯾذﻛر ﺷﯾﺋﺎ ﻋن ﻧوع اﻟﻣرض ذﻟك أﻧﻪ
ﻻ ﯾﺻﺢ أن ﯾﺗرك ﻟﻠطﺑﯾب ﺳﻠطﺔ ﺗﻘدﯾر ﻣﺎ ﯾﺟوز إﻓﺷﺎؤﻩ وﻣﺎ ﯾﺟب ﻛﺗﻣﺎﻧﻪ طﺎﻟﻣﺎ أﻧﻪ ﻻ
ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺗﻧﺑؤ ﺑﻣﺎ ﺳﯾرﺗﺑﻪ اﻹﻓﺷﺎء ﻣن آﺛﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﻣرﯾض وﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﺻل اﻟﺳر إﻟﻰ اﻟطﺑﯾب
ﺑﺣﻛم ﻣﻬﻧﺗﻪ ﺣﺗﻰ وﻟو ﻟم ﯾطﻠب ﻣﻧﻪ اﻟﻛﺗﻣﺎن وﺣﺗﻰ وﻟو ﻟم ﯾدل ﺑﻪ اﻟﻣرﯾض ﺑل اﻛﺗﺷﻔﻪ
اﻟطﺑﯾب ﻣﺻﺎدﻓﺔ ﻋن طرﯾق اﻟﻔﺣص اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ ﻣﻬﺎراﺗﻪ ﻓﺎﻧﻪ ﻣﻠزم ﺑﻌدم إﻓﺷﺎء ﻣﺎ ﺗوﺻل إﻟﯾﻪ
وﻗد ﺟﺎءت اﻟﻣﺎدة 37ﻣن ﻣدوﻧﺔ أﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟطب ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻛل ﻣﺎ ﯾﺻل إﻟﻰ اﻟطﺑﯾب ﺑﺣﻛم
ﻋﻣﻠﻪ ،ﺑﻘوﻟﻬﺎ " :ﯾﺷﻣل اﻟﺳر اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻛل ﻣﺎ ﯾراﻩ اﻟطﺑﯾب أو ﺟراح اﻷﺳﻧﺎن وﯾﺳﻣﻌﻪ وﯾﻔﻬﻣﻪ أو
ﻛل ﻣﺎ ﯾؤﻣن ﻋﻠﯾﻪ ﺧﻼل أداﺋﻪ ﻟﻣﻬﻧﺗﻪ.
ﻏﯾر أﻧﻪ ﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﺳرا ﻛل ﻣﺎ ﻫو ﻣﻌﻠوم وظﺎﻫر إﻟﻰ ﺣد ﻻ ﺟدوى ﻣن إﺧﻔﺎﺋﻪ ،وﻣﺛﺎل ذﻟك ﻻ
ﯾﻔﺷﻲ طﺑﯾب اﻟﻌﯾون ﺳرا إذا ﻗﺎل أن ﺷﺧص ﻟﻪ ﻋﯾن زﺟﺎﺟﯾﺔ إذ ﻫذا اﻷﻣر ظﺎﻫر ﻟﻠﻌﯾﺎن ،ﻛﻣﺎ
ﻻ ﺗﻌد اﻟﺷﻬﺎدات اﻟطﺑﯾﺔ إﻓﺷﺎء ﻟﻠﺳر اﻟﻣﻬﻧﻲ إذا ﻛﺎن اﻟطﺑﯾب ﻣﻣﺛﻼ ﻟﺷر ﻛﺔ ﻣﺎ وﺗﺧﺗﺎر
ﻣوظﻔﯾﻬﺎ ﻟﺗوﻟﻲ ﻣﻧﺎﺻب ﺣﺳﺎﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﺷرﻛﺔ ﺑﻌرﺿﻬم ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺣص اﻟطﺑﻲ ﻣن أﺟل أﺧذ رأﯾﻪ
1ﺷرﯾف اﻟطﺑﺎخ ،ﺟراﺋم اﻟﺧطﺄ اﻟطﺑﻲ و اﻟﺗﻌوﯾض ﻋﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻔﻘﻪ و اﻟﻘﺿﺎء ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ،2003،
ص .106
60
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﻓﻲ ﻣﻼﺋﻣﺔ ﻣوظف ﻣﺎ ﻟﺗوﻟﻲ ﻣﻧﺻب ﻣﺎ .ﻟﻛن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم ﻣﻼﺋﻣﺔ اﻟﺷﺧص ﻟﺷﻐل ذﻟك
اﻟﻣﻧﺻب ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠطﺑﯾب أن ﯾﺳﺑب رأﯾﻪ ﺑذﻛر ﻧوع اﻟﻣرض اﻟﻣﺎﻧﻊ ﻟﻠﻣﻼﺋﻣﺔ وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد
ﻗﺿت إﺣدى اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﺑﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟطﺑﯾب ﻋﻧدﻣﺎ ذﻛر ﻓﻲ ﺗﻘرﯾرﻩ ﺗﺷﺧﯾص اﻟﻣرض
اﻟذي ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻪ ﺷﺧص ﺗﻘدم ﺑطﻠﺑﻪ ﻟﻠﻌﻣل ﻓﻲ إﺣدى ﺷرﻛﺎت اﻟطﯾران.1
/3وﻗوع اﻹﻓﺷﺎء ﻣن اﻟطﺑﯾب:
ﻟم ﯾﺣﺻر اﻟﻘﺎﻧون أﻟﻘﺎب اﻟﻣﻠﺗزﻣﯾن ﺑﻛﺗﻣﺎن اﻟﺳر ،ﺑل أوردﻫم ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل اﻷطﺑﺎء
واﻟﺟراﺣون واﻟﺻﯾﺎدﻟﺔ واﻟﻘﺎﺑﻼت وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة /301ف 1ﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت
ﺑﻘوﻟﻬﺎ " :ﯾﻌﺎﻗب ﺑﺎﻟﺣﺑس ﻣن ﺷﻬر إﻟﻰ ﺳﺗﺔ أﺷﻬر وﺑﻐراﻣﺔ ﻣن 500إﻟﻰ 5000دج اﻷطﺑﺎء
واﻟﺟراﺣون واﻟﺻﯾﺎدﻟﺔ و اﻟﻘﺎﺑﻼت وﺟﻣﯾﻊ اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣؤﺗﻣﻧﯾن ﺑﺣﻛم اﻟواﻗﻊ أو اﻟﻣﻬﻧﺔ أو
اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟداﺋﻣﺔ أو اﻟﻣؤﻗﺗﺔ ﻋﻠﻰ أﺳرار أدﻟﻰ ﺑﻬﺎ إﻟﯾﻬم وأﻓﺷوﻫﺎ ﻓﻲ ﻏﯾر اﻟﺣﺎﻻت ."...واﻟﻘﺎﻧون
ﺑﻬذا اﻟﺗﺟرﯾم أراد أن ﯾﺣﻣﻲ ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻣن ﺗﻠﺟﺄﻫم اﻟﺿرورة وﯾﺿطر إﻟﻰ اﻟﺑوح ﺑﺄﺳرارﻫم إﻟﻰ
ﻫذﻩ اﻟﻔﺋﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ واﻷطﺑﺎء ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫم أﻛﺛر اﻻطﻼع ﻋن أﺳرار اﻟﺣﯾﺎة
اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑطﺑﯾﻌﺔ ﻋﻣﻠﻬم وﻫو ﻣﺎ ﺟﺎءت ﺑﻪ اﻟﻣﺎدة 206اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر ﻣن ﻗﺎﻧون 85/05
ﻣﺧﺎطﺑﺔ اﻷطﺑﺎء اﻟﻌﺎﻣﯾن ﻣﻧﻬم واﻟﻣﺧﺗﺻﯾن .
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي )اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ(:
ﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻓﺷﺎء ﻋﻣﻠﯾﻪ ﯾﺟب اﻟﻘﯾﺎﻣﻬﺎ ﺗواﻓر اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻓﻼ ﺗﻘوم ﺑﺎﻹﻫﻣﺎل أو ﻋدم اﻻﺣﺗﯾﺎط
ﺣﯾث ﻻ ﯾرﺗﻛب ﺟرﯾﻣﺔ إﻓﺷﺎء اﻟﺳر اﻟطﺑﯾب اﻟذي ﯾﻬﻣل إﺧﻔﺎء ورﻗﺔ ﻣﺗﺿﻣﻧﺔ أﺳرار ﻣرﯾﺿﻪ
ﻋﻠﻰ أﻧظﺎر اﻟﻣرﺿﻰ اﻵﺧرﯾن ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗرﻛﻬﺎ ﻓوق اﻟﻣﻛﺗب ﻣﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻟﺷﺧص ﻣﺎ اﻻطﻼع
ﻋﻠﯾﻬﺎ.2
1ﺣﺳن ﻋﻠﻰ اﻟذﻧون،اﻟﻣﺳوط ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ )اﻟﺧطﺄ( ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر ،اﻷردن ،2006 ،ص
531
61
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
واﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﻣﺗطﻠب ﻟﻘﯾﺎم ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻫو اﻟﻘﺻد اﻟﻌﺎم ،ﻓﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﻌﻠم اﻷﻣﯾن ﻋﻠﻰ
اﻟﺳر ﺑﻛﺎﻓﺔ ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،أي أن ﯾﻔﺷﻲ واﻗﻌﺔ ﻟﻬﺎ ﺻﻔﺔ اﻟﺳر اﻟﻣﻬﻧﻲ ﯾﻠزﻣﻪ اﻟﻘﺎﻧون
ﺑﻛﺗﻣﺎﻧﻬﺎ.
ﻛﻣﺎ ﯾﺟب أن ﺗﺗﺟﻪ إرادﺗﻪ إﻟﻰ اﻟﺳﻠوك اﻟﻣﺣﻘق ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ وﻫو ﻓﻌل اﻹﻧﺷﺎء وﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ
ﺣﺗﻰ وﻟو ﻟم ﯾﻛن ﻟدى اﻷﻣﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺳر ﻧﯾﺔ اﻹﺿرار ﺑﺻﺎﺣب اﻟﺳر إذ ﻻ ﯾﺳﺗﻠزم ﻫذا اﻟﺟرم
ﻗﺻدا ﺧﺎﺻﺎ.
اﻟﺑﻧد اﻟﺛﺎﻟث :ﻋﻘوﺑﺔ ﺟرﯾﻣﺔ إﻓﺷﺎء اﻟﺳر اﻟطﺑﻲ:
ﺑﺗواﻓر ﻛل اﻟﺷروط واﻷرﻛﺎن اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر ﻓﻲ ﺣق ﻛل ﻣﻣﺎرس طﺑﻲ أو ﻣن ﻓﻲ ﺣﻛﻣﻪ
ﻛﺗﺎﺑﻌﯾﻪ ﺗﻘوم ﺟرﯾﻣﺔ إﻓﺷﺎء اﻟﺳر اﻟطﺑﻲ وﺣﻘت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﺣﺳب ﻧص اﻟﻣﺎدة 235ﻣن
ﻗﺎﻧون 85/05ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺻﺣﺔ وﺗرﻗﯾﺗﻬﺎ 1ﺑﻧﺻﻬﺎ " :ﺗطﺑق اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ
اﻟﻣﺎدة 301ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،ﻋﻠﻰ ﻣن ﻻ ﯾراﻋﻲ إﻟزاﻣﯾﺔ اﻟﺳر اﻟﻣﻬﻧﻲ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ
ﻓﻲ اﻟﻣﺎدﺗﯾن 206و 226ﻣن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون " ﻓﻧﺟد أن ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﺟﺎﻋت ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﻣﻣﺎرﺳﯾن
اﻟطﺑﯾﯾن وﺷﺑﻪ اﻟطﺑﯾﯾن اﻟذﯾن ﯾﻌﻣﻠون ﻛﻣﺳﺎﻋدﯾن وﺗﺳﻣﺢ ﻟﻬم ظروف ﻋﻣﻠﻬم ﺑﺎﻹطﻼع ﻋﻠﻰ
أﺳرار اﻟﻣرﺿﻰ ﻛﻣﺎ أﻧﻪ أﺣﺎﻟت اﻟﻌﻘوﺑﺔ إﻟﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة 301ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت 2ﺗﻧص
ﻋﻠﻰ :ﯾﻌﺎﻗب ﺑﺎﻟﺣﺑس ﻣن ﺷﻬر إﻟﻰ ﺳﺗﺔ أﺷﻬر وﺑﻐراﻣﺔ ﻣن 20000إﻟﻰ اﻷطﺑﺎء واﻟﺟراﺣون
وﺟﻣﯾﻊ اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣؤﺗﻣﻧﯾن ﺑﺣﻛم اﻟواﻗﻊ أو اﻟﻣﻬﻧﺔ أو 100000دج .
اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟداﺋﻣﺔ أو اﻟﻣؤﻗﺗﺔ ﻋﻠﻰ أﺳرار أدﻟﻰ ﺑﻬﺎ إﻟﯾﻬم وأﻓﺷوﻫﺎ ﻓﻲ ﻏﯾر اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾوﺟب
ﻋﻠﯾﻬم ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون إﻧﺷﺎؤﻫﺎ وﯾﺻرح ﻟﻬم ﺑذﻟك....
62
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
1ﻋﺑد اﻟرزاق اﻟﺳﻧﻬوري :اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،اﻟﻌﻘود اﻟواردة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل ،اﻟﺟزء اﻟﺳﺎﺑﻊ اﻟﻣﺟﻠد ،01اﻟطﺑﻌﺔ
اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ 1998 ،ص 930
2
M. Benezech. B Horeini. le secret médical.confidentialité et discrétion en médecine .Paris ،1996p18
63
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﺑﺎﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ وﺣﺎﻟﺔ اﻹﻧﺷﺎء ﻣن أﺟل اﻟﺻﺣﺔ واﻷﻣن اﻟﻌﺎﻣﯾن ﻛﺎﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻋن اﻟﺟراﺋم
واﻷﻣراض اﻟﻣﻌدﯾﺔ و ﺣﺎﻟﺔ اﻹﻧﺷﺎء ﻟﻬدف ﺣﺳن ﺳﯾر اﻟﻌداﻟﺔ
/1أﺳﺑﺎب إﺑﺎﺣﺔ إﻓﺷﺎء اﻟﺳر اﻟطﺑﻲ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ :أﺷﺎر إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻷﺳﺑﺎب
ﻗﺎﻧون اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻧﺻوص ﻣﺗﻌددة ﻣﻧﻬﺎ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻋن اﻟﻣواﻟﯾد ﺳواء ﻣن اﻷﺷﺧﺎص أو
اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﯾﺎت وﻛذا ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠوﻓﯾﺎت.
أ -اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻋن اﻟﻣواﻟﯾد :ﻋﺎﻟﺞ اﻟﻣﺷرع ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻋن اﻟوﻻدات ﺑﻧﺻﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 61ﻣن
اﻷﻣر اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ":ﯾﺻرح ﺑﺎﻟﻣواﻟﯾد ﺧﻼل ﺧﻣﺳﺔ أﯾﺎم ﻣن اﻟوﻻدة إﻟﻰ ﺿﺎﺑط
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ.1"...
ﻓﻘد ﺣدد اﻟﻣﺷرع ﻣدة اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﺑﺧﻣﺳﺔ أﯾﺎم ،وﻫﻲ ﺗﺧﺗﻠف ﻣن ﺗﺷرﯾﻊ ﻵﺧر ،ﻟﻛن اﻟﺷﻲء
اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ ،ﻫو أن اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻋن اﻟوﻻدة أﻣر إﺟﺑﺎري ﻣن ﻗﺑل اﻟطﺑﯾب أو اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ أو ﻓﻲ
اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﺣدث ﻓﯾﻬﺎ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟوﻻدة ،ﺳواء داﺧل أو ﺧﺎرج اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﯾﺎت أو اﻟﻣراﻛز
اﻟﺻﺣﯾﺔ اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟذﻟك ،أو ﻓﻲ ﻣﺳﻛن ﺧﺎص ،وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 62ﻣن ﻧﻔس
اﻷﻣر اﻟﺳﺎﺑق اﻟذﻛر ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ" :ﯾﺻرح ﺑوﻻدة اﻟطﻔل اﻷب أو اﻷم وا ٕ ﻻ ﻓﺎﻷطﺑﺎء واﻟﻘﺎﺑﻼت وأي
ﺷﺧص آﺧر ﺣﺿر اﻟوﻻدة ،وﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛون اﻷم وﻟدت ﺧﺎرج ﻣﺳﻛﻧﻬﺎ ﻓﺎﻟﺷﺧص اﻟذي وﻟدت
اﻷم ﻋﻧدﻩ .
وﻫذا ﯾﻌﻧﻲ أن اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﺗﺻرﯾﺢ ﻋن اﻟوﻻدة ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻟطﺑﯾب أو اﻟﻘﺎﺑﻼت ﻋﻠﻰ ﻏرار
ذوي اﻟﺷﺄن أو أي ﺷﺧص ﺣﺻﻠت ﻋﻧدﻩ واﻗﻌﺔ اﻟوﻻدة ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺗدل ﻣﻧﻪ أن اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻋن اﻟوﻻدة
ﻟﻠﺟﻬﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﻻ ﯾﻌﺗﺑر إﻓﺷﺎء ﻟﻠﺳر اﻟطﺑﻲ ﺣﺗﻰ وﻟو ﻛﺎﻧت اﻟوﻻدة ﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﺣﻣل ﻏﯾر
ﺷرﻋﯽ 2وﻓﻲ ﻫذا ﺣﻔﺎظﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻘوق اﻟوﻻدة أو اﻟﻣوﻟود اﻟذي ﻻ ذﻧب ﻟﻪ ﻓﻲ ذﻟك.
1أﻣر رﻗم 20/70ﻣؤرخ ﻓﻲ 19/02/1970اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،اﻟﻌدد ،12ﺑﺗﺎرﯾﺦ .1970/02/27
2ﻣوﻓق ﻋﻠﻰ ﻋﯾد :اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻸطﺑﺎء ﻋن إﻓﺷﺎء اﻟﺳر اﻟﻣﻬﻧﻲ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﻣﻛﺗﺑﺔ دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ،
اﻷردن،1998 ،ص .148
64
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ب -اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻋن اﻟوﻓﯾﺎت :ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 78ﻣن اﻷﻣر 70/20اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ
ﻋﻠﻰ أﻧﻪ" :ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗم اﻟدﻓن دون ﺗرﺧﯾص ﻣن ﺿﺎﺑط اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻣﻛﺗوب ﻋﻠﻰ ورﻗﺔ
ﻋﺎدﯾﺔ ودون ﻧﻔﻘﺔ وﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺳﻠم اﻟﺗرﺧﯾص إﻻ ﺑﻌد ﺗﻘدﯾم ﺷﻬﺎدة ﻣﻌدة ﻣن ﻗﺑل اﻟطﺑﯾب أو
ﻣن ﻗﺑل ﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ....ﯾﺗﺿﺢ ﻣن ﻫذا أن اﻟطﺑﯾب وﺣدﻩ اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺈﻋداد ﺷﻬﺎدة
ﺗﺛﺑت وﻓﺎة اﻟﺷﺧص وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﺗﻌد ﻫذﻩ اﻟﺷﻬﺎدة إﻓﺷﺎء ﻟﻠﺳر اﻟطﺑﻲ ﺑل ﻫﻲ ﺿﻣن
اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟطﺑﯾب اﻟﺗﻲ ﻛﻠﻔﻪ ﺑﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﺣﯾث ﯾدون اﻟطﺑﯾب ﻓﯾﻬﺎ طﺑﯾﻌﺔ اﻟوﻓﺎة وﺗﺎرﯾﺧﻬﺎ،
وذﻟك ﻹﺣﻘﺎق ﺣﻘوق اﻟو رﺛﺔ ﻫذا إذا ﻛﺎﻧت اﻟوﻓﺎة طﺑﯾﻌﯾﺔ أﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت ﻏﯾر طﺑﯾﻌﯾﺔ ﻓﻌﻠﻰ
اﻟطﺑﯾب ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﺟﻬﺎت اﻟرﺳﻣﯾﺔ واﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑذﻟك ﻟﻔﺗﺢ ﺗﺣﻘﯾق ﻣن أﺟل ﻣﻌرﻓﺔ أﺳﺑﺎﺑﻬﺎ ﻗﺑل زوال
اﻟﻣﻌﺎﻟم اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻣن اﻟﺟﺛﺔ أو اﻟﻣﻧﻊ اﻧﺗﻘﺎل اﻟﻌدوى.
ﻛﻣﺎ أن اﻟﻘﺎﻧون ﯾﻠزم اﻟطﺑﯾب ﺑﺎﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻋن وﻓﺎة اﻟطﻔل ﺳواء أﺛﻧﺎء اﻟوﻻدة أو ﺑﻌدﻫﺎ ﺑﻘﻠﯾل،
ﻓﻔﻲ ﻗﺿﯾﺔ 1ﺗﺗﺧﻠص وﻗﺎﺋﻌﻬﺎ ،ﺑﺄن ﻓﺗﺎة ﺣﻣﻠت ﻣن ﺳﻔﺎح ووﺿﻌت ﺑﻣﺳﺎﻋدة طﺑﯾب ﻓﻲ ﻣﻧزل
واﻟدﻫﺎ إﻻ أن اﻟطﻔل ﺗوﻓﻲ ﺑﻌد ﻟﺣظﺎت ﻣن اﻟوﻻدة ،ﻓﺎﻋﺗﻘد اﻟطﺑﯾب أﻧﻪ ﻻ داﻋﻲ ﻟﻠﺗﺑﻠﯾﻎ وﻋﻠﻰ
اﻷﺧص ﻓﺎن ذﻟك ﻓﯾﻪ ﺳﺗر ﻟﻠﻔﺿﯾﺣﺔ ،ﻓﻠﻣﺎ اﻧﺗﺷر اﻟﺧﺑر ﻗدم اﻟطﺑﯾب ﻟﻠﻣﺣﺎﻛﻣﺔ وﻗﺿﻲ ﻋﻠﯾﻪ
ﺑﺎﻟﻌﻘﺎب ﻟﻌدم ﺗﺑﻠﯾﻐﻪ ﻋن اﻟوﻻدة.
/2أﺳﺑﺎب إﺑﺎﺣﺔ إﻓﺷﺎء اﻟﺳر اﻟطﺑﻲ ﻣن أﺟل اﻟﺻﺣﺔ واﻷﻣن اﻟﻌﺎﻣﯾن :ﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ ﻫذا
اﻟﺷﺄن ﻣﺳﺄﻟﺗﯾن ﺟد ﻫﺎﻣﺗﯾن ،ﻫﻲ إﻓﺷﺎء اﻟﺳر اﻟطﺑﻲ ﻣن أﺟل اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻧﻘﺻد ﺑﻬﺎ
اﻟﺿرورة اﻟﻣﻠﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟطﺑﯾب ،ﻓﻲ أن ﯾﺑﻠﻎ اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻋن اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻣرﺿﯾﺔ اﻟﺧطﯾرة
واﻟﻣﻬددة ﻟﻠﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣن أﺟل اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺔ اﻷﺷﺧﺎص ﻣن اﻷوﺑﺋﺔ ،واﻧﺗﺷﺎر
اﻟﻌدوى ﻓﻲ أوﺳﺎط اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،واﻟﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻣن أﺟل اﻷﻣن اﻟﻌﺎم ﻋﻠﻰ اﻟﺟراﺋم
اﻟﺗﻲ ﺗﺻل إﻟﻰ ﻋﻠم اﻟطﺑﯾب.
1ﻣﺣﻣود ﻣﺣﻣود ﻣﺻطﻔﯽ ،ﻣدى اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠطﺑﯾب إذا أﻓﺷﻰ ﺳرا ﻣن أﺳرار ﻣﻬﻧﺗﻪ ،اﻟﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .680
65
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
1ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟظﺎﻫر ﺣﺳﯾن ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل طب وﺟراﺣﺔ اﻷﺳﻧﺎن ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
اﻟﻘﺎﻫرة ،2004 ،ص 127
2ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 07ﻣﻘرر ﻣن اﻷﻣر رﻗم 02/05:اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 2005/02/ 27 :ﯾﻌدل وﯾﺗﻣم اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 84/11واﻟﻣﺗﺿﻣن
ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة ،اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،اﻟﻌدد 15ﺑﺗﺎرﯾﺦ ،27/02/2005 :ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ طﺎﻟﺑﻲ اﻟزواج أن ﯾﻘدﻣﺎ وﺛﯾﻘﺔ طﺑﯾﺔ
ﻻ ﯾزﯾد ﺗﺎرﯾﺧﻬﺎ ﻋن ﺛﻼﺛﺔ أﺷﻬر ﺗﺛﺑت ﺧﻠوﻫﻣﺎ ﻣن أي ﻣرض "...
66
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﻫذا ﺗﻐﻠﯾب اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻋﻠﻰ اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﺳر اﻟطﺑﻲ وﻫذا ﺑﻣﻧﺢ ﻛل واﺣد ﻣﻧﻬﻣﺎ ﺷﻬﺎدة
طﺑﯾﺔ ﺗﺛﺑت ﺻﺣﺗﻬﻣﺎ أو ﻣرض أﺣدﻫﻣﺎ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻋن اﻷﻣراض اﻟﻣﻌدﯾﺔ واﻟﺗﻧﺎﺳﻠﯾﺔ
ﯾﻘﻊ واﺟب ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟطﺑﯾب أن ﻻ ﯾﻣﺗﻧﻊ ﻋن اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑﻣوﺟب ﺷﻬﺎدة طﺑﯾﺔ ﺑﺣﺟﺔ اﻟﺳر
اﻟطﺑﻲ ﻋن اﻟﻣرﺿﻰ ﻋﻘﻠﯾﺎ ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻛﺎن ﻫؤﻻء ﯾﺷﻛﻠون ﺧطر وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣواد
109و 111و 125ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 85/05اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺻﺣﺔ وﺗرﻗﯾﺗﻬﺎ ﺣﯾث ﺟﺎء
ﻓﻲ ﻣﺎدﺗﻪ 111ﺑﻧﺻﻬﺎ ...":ﯾﺟب أن ﯾرﻓق طﻠب اﻟﻔﺣص اﻹﺟﺑﺎري ﻓﻲ اﻷﻣراض اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ
ﺑﺷﻬﺎدة طﺑﯾﺔ ﯾﺣررﻫﺎ أي طﺑﯾب ﯾﺑﯾن ﻓﯾﻬﺎ اﻻﺿطراﺑﺎت اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻣرﯾض
واﻟﺧطر اﻟذي ﯾﻣﺛﻠﻪ .
ﻛﻣﺎ أن اﻟطﺑﯾب ﯾﺗﺣرر ﻣن اﻟﺳر اﻟطﺑﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻛﺗﺷﺎﻓﻪ ﻟﻣرض ﻣﻬﻧﻲ 1اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﻛﺗﻠك
اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﺗﻔﺎﻋﻼت أو ﺗرﺳﺑﺎت ﻟﻣواد ﻛﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﺳم ،وذﻟك ﺑﺎﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻋن ﻫﺎﺗﻪ
اﻷﻣراض اﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﻣل ﻣن أﺟل ﻋدم اﻧﺗﺷﺎر اﻟﻌدوى ﻣن ﺟﻬﺔ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﻻﻟﺗﻬﺎب
اﻟﻛﺑدي وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﻣن أﺟل ﺻﯾﺎﻧﺔ ﺣق اﻟﻌﺎﻣل ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ ﺻﻧدوق اﻟﺿﻣﺎن
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﻣراﻗﺑﺔ ﺗوﻓر ﺷروط اﻟﻌﻣل وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 63ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺗﻌﻠق
ﺑﺣوادث اﻟﻌﻣل واﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ.2
ب /-إﻓﺷﺎء اﻟﺳر ﻣن أﺟل اﻷﻣن اﻟﻌﺎم :ﻧﻘﺻد ﺑﺈﻓﺷﺎء اﻟﺳر اﻟطﺑﻲ ﻣن أﺟل اﻷﻣن اﻟﻌﺎم،
ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻋن اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﻋﻠﻣﻬﺎ اﻟطﺑﯾب ﻋﻧد ﻣﻣﺎرﺳﺗﻪ ﻟﻣﻬﻧﺗﻪ أو ﺑﺳﺑﺑﻬﺎ ﺣﯾث أن اﻟطﺑﯾب
ﯾدﺧل ﻓﻲ إطﺎر اﻻﻟﺗزام اﻟﻌﺎم ﻛﺄي ﻣواطن ﺑﺎﻹﺑﻼغ ﻋن ﺗﻠك اﻟﺟراﺋم ﺗﻐﻠﯾﺑﺎ ﻟﻠﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم ﺣﺗﻰ
وﻟو ﺗرﺗب ذﻟك إﻓﺷﺎؤﻩ ﻟﺳر اﻟﻣرﯾض إذ ﻻ ﯾﻌﻘل أن ﯾﻛون اﻟﺳر ﻫو اﻟﺗﺳﺗر ﻋﻠﻰ اﻹﺟرام
وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺟرﻣﯾن.3
1أﺣﻣﯾﺔ ﺳﻠﯾﻣﺎن ،اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل ،اﻟﺟزء اﻷول دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ اﻟﺟزاﺋر 2002 ،ص .150
2اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 16/83اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 02 :ﯾوﻧﯾو 1983اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺣوادث اﻟﻌﻣل واﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ،اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،اﻟﻌدد 28
اﻟﺳﻧﺔ ، 20ﺑﺗﺎرﯾﺦ 05ﯾوﻟﯾو .1983
3ﻋﻠﻲ ﺣﺳﯾن ﻧﺟﯾدة :اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟطﺑﯾب ﻓﻲ اﻟﻌﻣل اﻟطﺑﻲ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة،1992 ،ص 223
67
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﻓﺎﻹﺑﻼغ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت ﯾﻛون ﺳواء ﺑﻌد وﻗوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ أو ﻗﺑل وﻗوﻋﻬﺎ وﻟﻣﺎ ﻛﺎن اﻟطﺑﯾب
ﻓرد ﻣن ﻫذا اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﺎن اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ واﺟب ﻋﺎم ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق ﻛل ﺷﺧص ﺗﺻل اﻟﻰ ﻋﻠﻣﻪ
ﻣﻌﻠوﻣﺎت،ﻋن ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻷﻣن اﻟﻌﺎم وطﺑﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 102/301ﻣن ﻗﺎﻧون
اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﻧﺻت ﻋﻠﻰ أﻧﻪ..." :وﻣﻊ ذﻟك ﻓﻼ ﯾﻌﺎﻗب اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﺑﯾﻧون أﻋﻼﻩ رﻏم ﻋدم
اﻟﺗزاﻣﻬم ﺑﺎﻹﺑﻼغ ﻋن ﺣﺎﻻت اﻹﺟﻬﺎض اﻟﺗﻲ ﺗﺻل إﻟﻰ ﻋﻠﻣﻬم ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﻬﻧﺗﻬم ،
ﺑﺎﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ إذا ﻫم أﺑﻠﻐوا ﺑﻬﺎ ،ﻓﺈذا دﻋوا ﻟﻠﻣﺛول أﻣﺎم
اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ ﻗﺿﯾﺔ إﺟﻬﺎض ﯾﺟب ﻋﻠﯾﻬم اﻹدﻻء ﺑﺷﻬﺎدﺗﻬم دون اﻟﺗﻘﯾد ﺑﺎﻟﺳر اﻟﻣﻬﻧﻲ".
ﻓﺎﻟﻣﺷرع أوﺟب ﻋﻠﻰ اﻟطﺑﯾب ،اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻋن اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﯾﻌﻠم ﺑﻬﺎ،وﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ ﺟرﯾﻣﺔ
اﻹﺟﻬﺎض ،ﻓﺈذا اﺳﺗدﻋﻲ ﻟﻠﻣﺛول أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء ،ﻓﻬو ﻏﯾر ﻣﻘﯾد ﺑواﺟب اﻟﺳر اﻟﻣﻬﻧﻲ ،وﻋﻠﯾﻪ
اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑوﻗوع ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﺟﻬﺎض ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم.
ﻓﺎﻟﻘﺎﻧون أﻋطﻰ ﻟﻪ وﺑﺻرﯾﺢ اﻟﻌﺑﺎرة رﺧﺻﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻹﻓﺷﺎء اﻟﺳر اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻣﺛﻠﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ
اﻟﻣﺎدة 03/206ﻣن ﻗﺎﻧون رﻗم 05/85اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺻﺣﺔ وﺗرﻗﯾﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " :ﯾﺟب
ﻋﻠﻰ اﻷطﺑﺎء أن ﯾﺑﻠﻐوا ﻋن ﺳوء ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻷطﻔﺎل اﻟﻘﺻر واﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﺣروﻣﯾن ﻣن اﻟﺣرﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﻻﺣظوﻫﺎ ﺧﻼل ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬم ﻣﻬﻧﺗﻬم".
ﻛذا ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﺳﯾﺎق ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 12ﻣن ﻣدوﻧﺔ أﺧﻼﻗﯾﺔ اﻟطب ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ" :ﻻ ﯾﻣﻛن
ﻟﻠطﺑﯾب أو ﺟراح اﻷﺳﻧﺎن اﻟﻣدﻋو اﻟﻔﺣص ﺷﺧص ﺳﻠﯾب اﻟﺣرﯾﺔ أن ﯾﺳﺎﻋد أو ﯾﻐض اﻟطرف
ﻋن ﺿرر ﯾﻠﺣق ﺑﺳﻼﻣﺔ ﺟﺳم ﻫذا اﻟﺷﺧص...ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﻪ إﺧﺑﺎر اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑذﻟك."..
ﻛﻣﺎ ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 54ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟطﺑﯾب أو ﺟراح اﻷﺳﻧﺎن
اﻟﻣدﻋو ﻟﻼﻋﺗﻧﺎء ﺑﻘﺎﺻر أو ﺑﺷﺧص ﻣﻌوق إذا ﻻﺣظ أﻧﻬﻣﺎ ﺿﺣﯾﺔ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻗﺎﺻﯾﺔ...أن ﯾﺑﻠﻎ
ﺑذﻟك اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ".
1اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 06/23 :ﻣؤرخ ﻓﻲ 2006/12/20 :اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ﻟﻸﻣر رﻗم 156/ 66 :اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت،
اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
68
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
إن ﻛل ﻫذﻩ اﻟﻧﺻوص ﺗوﺟب ﻋﻠﻰ اﻟطﺑﯾب ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻋن وﻗوع ﺟرﯾﻣﺔ أو
اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻋن اﻟﺳر ﻟﻣﻧﻊ وﻗوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ.
ج /إﻓﺷﺎء اﻟﺳر اﻟطﺑﻲ ﻟﺣﺳن ﺳﯾر اﻟﻌداﻟﺔ :إن اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت واﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗﻔرﻗﺔ
ﺟﺎءت ﺑﺄﺣﻛﺎم ﻣﻠزﻣﺔ ﺗوﺟب اﻟطﺑﯾب ﺑﺈﻓﺷﺎء اﻟﺳر اﻟطﺑﻲ ﻟﺗﺳﻬﯾل ﻋﻣل اﻟﻘﺿﺎة ﻓﻲ اﻟوﺻول
إﻟﻰ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ.
ﻟﻛن ﻫذا اﻹﻓﺷﺎء ﻟﯾس ﻣطﻠﻘﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﻣﻠﻪ ،ﺑل ﻫﻧﺎك ﺿواﺑط وﺷروط ﻻﺑد ﻣن ﺗوﻓرﻫﺎ ﺣﺗﻰ
ﯾﻛون اﻹﻓﺷﺎء ﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ ﻣن طرف اﻟطﺑﯾب اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ أو اﻟﺧﺑﯾر.
-ﺷﻬﺎدة اﻟطﺑﯾب اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء:
إن اﻟرﺧص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻣﻧﺣﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﻟﻬذﻩ اﻟﻔﺋﺔ ﻣن اﻟﻣﻬن ،واﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﺢ ﻟﻬم
ﺑﺎﻹﻓﺿﺎء ﻋن أﺳرار ﻣرﺿﺎﻫم ﻫﻲ ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ رﺧص ﻗررت ﻟﺻﺎﻟﺢ ﺧدﻣﺔ ﻣرﻓق اﻟﻘﺿﺎء
وﺣﺳن ﺳﯾر اﻟﻌداﻟﺔ وﻫذا ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ.
إن اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت واﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻘرﻓﻪ ﺟﺎﻋت ﭘﺎﺣﮑﺎم ﻣﻠزﻣﺔ ﺗوﺟب اﻟطﺑﯾب ﺑﺈﻓﺷﺎء اﻟﺳر
اﻟطﺑﻲ ﻟﺗﺳﻬﯾل ﻋﻣل اﻟﻘﺿﺎة ﻓﻲ اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ.
ﻟﻛن ﻫذا اﻹﻓﺷﺎء ﻟﯾس ﻣطﻠﻘﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﻣﻠﻪ ،ﺑل ﻫﻧﺎك ﺿواﺑط وﺷروط ﻻﺑد ﻣن ﺗوﻓرﻫﺎ ﺣﺗﻰ
ﯾﻛون اﻹﻧﺷﺎء ﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ ﻣن طرف اﻟطﺑﯾب اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ أو اﻟﺧﺑﯾر.
أﻣﺎم ﻫذا اﻟﺗﻌﺎرض ﺑﯾن اﻟواﺟﺑﯾن ،وﻫﻣﺎ ﺣﻔظ اﻟﺳر اﻟﻣﻬﻧﻲ ،وواﺟب أداء اﻟﺷﻬﺎدة أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء
ﯾﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﺿروري ﻋﻠﻰ اﻟطﺑﯾب اﻟﻣوازﻧﺔ ﺑﯾن ﻫذﯾن اﻟواﺟﺑﯾن1ﺣﯾث أﻧﻪ ﺑﺳﻛوﺗﻪ وﻋدم
ﺷﻬﺎدﺗﻪ ﺳﯾﻌرض ﺑرﯾﺋﺎ ﻟﻠﻌﻘﺎب ظﻠﻣﺎ ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﺳﯾﺣﺎﻛم ﻋن ﻋدم اﻹدﻻء ﺑﺎﻟﺷﻬﺎدة أﻣﺎم
اﻟﻘﺿﺎء ،ﻷن ذﻟك ﯾدﺧل ﺿﻣن ﻋرﻗﻠﺔ ﺣﺳن ﺳﯾر اﻟﻌداﻟﺔ وﺗﻣﺗﺎز اﻟﺷﻬﺎدة ﺑطﺎﺑﻌﻬﺎ اﻟﻣﻌﻧوي إذا
ﺗﻧﺻب ﻓﻲ ﺷﻛل أﻗوال وﺗﺻرﯾﺣﺎت ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻣطﻠق ﺗﻘدﯾر اﻟﻘﺎﺿﻲ 2ﻏﯾر أن ﻫﻧﺎك ﺗﺣﻔظ
ﺻرﯾﺢ ورد ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 01/97ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﻘوﻟﻬﺎ " :ﻛل ﺷﺧص اﺳﺗدﻋﯽ
1ﻣﻧﯾر رﯾﺎض ﺣﻧﺎ :اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻸطﺑﺎء واﻟﺻﯾﺎدﻟﺔ ،دار اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ،1989 ،ص .170
171
2ﻣﺳﻌودة زﺑدة :اﻟﻘراﺋن اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﻣوﻓم ﻟﻠﻧﺷر ،ﻣﺻر ،2001 ،ص .195
69
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
اﻟﺳﻣﺎع ﺷﻬﺎدﺗﻪ ﻣﻠزم ﺑﺎﻟﺣﺿور وﺣﻠف اﻟﯾﻣﯾن وأداء اﻟﺷﻬﺎدة ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﭘﺳر اﻟﻣﻬﻧﺔ. 1
وﺑﻛل وﺿوح ﻓﻲ ﺻﯾﺎﻏﺗﻬﺎ ﻗررت ﻓﻲ اﻟﺷطر اﻷول اﻟﻣﺑدأ اﻟﻌﺎم اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻻﻟﺗزام ﺑﺄداء
اﻟﺷﻬﺎدة ،ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻟﺷطر اﻷﺧﯾر ﻣﻧﻬﺎ ﺗﺿﻣﻧت ﻫذا اﻟﺗﺣﻔظ وﻟﻘد ﺗﺄﻛد ﻫذا اﻟﺗﺣﻔظ ﻓﻲ
اﻟﻣﺎدة 05/206ﻣن ﻗﺎﻧون 17/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺻﺣﺔ وﺗرﻗﯾﺗﻬﺎ 2ﻋﻠﻰ أن اﻟطﺑﯾب
اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻪ اﻹدﻻء ﺑﺷﻬﺎدﺗﻪ إﻻ ﺑرﺿﻲ اﻟﻣرﯾض ﻧﻔﺳﻪ وﻓﻲ ﺣدود اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﻣطروﺣﺔ
ﻋﻠﯾﻪ وأن ﻻ ﯾﺗﻌدى إﻟﻰ أﻣور ﻟم ﯾطﻠب ﻣﻧﻪ اﻹدﻻء ﺑﻬﺎ ﺣﺳب ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة
04/206ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون.
ﻏﯾر أﻧﻪ اﺳﺗﺛﻧﺎء ﻣن ﻫذا اﻟﺣﻛم ﺣرر اﻟﻣﺷرع ﺻراﺣﺔ اﻟطﺑﯾب ﻣن اﻟﺳر ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻹدﻻء
ﺑﺎﻟﺷﻬﺎدة أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ ﺟرﯾﻣﺔ اﻹﺟﻬﺎض ﻧظرا ﻟﺧطورﺗﻬﺎ ﺣﺗﻰ وﻟو اﻋﺗرض اﻟﻣرﯾض ﻋﻠﻰ
ﻫذﻩ اﻟﺷﻬﺎدة وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 02/301ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﺑﻘوﻟﻬﺎ..." :ﻓﺈذا دﻋوا
ﻟﻠﻣﺛول أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ ﻗﺿﯾﺔ إﺟﻬﺎض ﯾﺟب ﻋﻠﯾﻬم اﻹدﻻء ﺑﺷﻬﺎدﺗﻬم دون اﻟﺗﻘﯾد ﺑﺎﻟﺳر
اﻟﻣﻬﻧﻲ ".
ﺧﻼﺻﺔ ﻟﻣﺎ ﺳﺑق ﻧﺟد أﻧﻪ إذا داﻋﻲ اﻟطﺑﯾب ﻟﻠﺷﻬﺎدة أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء ﯾﺟب ﻋﻠﯾﻪ اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﺳر
اﻟﻣﻬﻧﻲ إﻻ إذا ﺻدر ﻟﻪ رﺿﺎ اﻟﻣرﯾض ﺑذﻟك واﺳﺗﺛﻧﺎء ﻣن ذﻟك ﯾﻣﻛن ﻟﻪ إﻓﺷﺎء اﻟﺳر اﻟﻣﻬﻧﻲ
اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺟرﯾﻣﺔ اﻹﺟﻬﺎض ﺑدون رﺿﺎ اﻟﻣرﯾض ﺑل ﺣﺗﻰ وﻟو اﻋﺗرض ﻋﻠﻰ ذﻟك.
3
ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﻪ أﺣﯾﺎﻧﺎ -ﺷﻬﺎدة اﻟﺧﺑﯾر أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء :ﻟﺳﺑب اﻓﺗﻘﺎر اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻟﻠﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ
اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﺄﻫل اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻋﻠﯾﻪ واﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟزاﺋﻲ ﻣﺛل اﻟﻘﺎﺿﻲ
1أﻣر رﻗم 66/155ﻣؤرخ ﻓﻲ 1966/06/28اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،ﻋدد ،48ﺑﺗﺎرﯾﺦ
1966/06/10اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم.
3ﻗﺎﻧون 90/17اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 1990/07/31اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ﻟﻠﻘﺎﻧون 05/85اﻟﻣﺗﻌﻠق ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺻﺣﺔ وﺗرﻗﯾﺗﻬﺎ ،اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ
ﻋدد 35ﺑﺗﺎرﯾﺦ 15/08/1990
3
Marion schnitzler. la communication du dossier médical dans le cadre d'une expertise ،judiciaire ، Gestions
hospitalieres Paris 155 p2005
70
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
اﻟﻣدﻧﻲ ﻟﻪ ﺳﻠطﺔ ﺗﻘدﯾرﯾﺔ وﻟﻪ اﻟﺧﯾﺎر ﻓﻲ اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﺧﺑرة ﻏﯾر أﻧﻪ ﯾﺟدر اﻟﺗﻧوﯾﻪ ﺑﺄن ﻓﻲ
اﻟﻣﺎدة اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن رد اﻟﺧﺑﯾر ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻣﺎ ﻫو ﺟﺎر ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﻣدﻧﯾﺔ. 1
ﻓﺎﻟﺧﺑﯾر ﻫو اﻟﺷﺧص اﻟﻣؤﻫل ﻓﻧﯾﺎ وﻋﻠﻣﯾﺎ ﻟﺗﺑﯾﺎن اﻟﺣﻘﺎﺋق واﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣوﺿوع
اﻟﻣطﻠوب ﻣﻧﻪ دراﺳﺗﻪ وا ٕ ﺑداء اﻟرأي ﻓﯾﻪ وﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ذﻟك ﯾﺑﺎح ﻟﻪ اﻹدﻻء ﺑﻛل ﻣﺎ ﻋﻠم ﺑﻪ ﻣن
اﻟﻣرﯾض ﯾﺟﺳد اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ أو اﻟﺟﻬﺔ اﻟﺗﻲ اﻧﺗدﺑﺗﻪ وﻻ ﯾﻣﻛن أن ﻧﺻف اﻷﻣر ﺑﺈﻓﺷﺎء اﻟﺳر ﻏﯾر
أﻧﻪ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺑﯾر أن ﯾﻌﻠم اﻟﻣرﯾض ﺑﺻﻔﺗﻪ وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 2 2/207ﻣن
ﻗﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺻﺣﺔ وﺗرﻗﯾﺗﻬﺎ ﺑﻘوﻟﻬﺎ " :ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟطﺑﯾب أو ﺟراح اﻷﺳﻧﺎن أو اﻟﺻﯾدﻟﻲ
اﻟﻣﻛﻠف ﺑﻣﻬﻣﺔ اﻟﺧﺑرة أو اﻟﻣراﻗﺑﺔ أن ﯾطﻠﻊ اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﺳﯾﻘوم ﺑﻔﺣﺻﻬم ﻣﺧول ﺑﻬذﻩ
اﻟﺻﻔﺔ....
ﻓﻼ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺳﺗﻐل اﻟﺧﺑﯾر ﺛﻘﺔ اﻟﻣرﯾض ﻟﻺﯾﻘﺎع ﺑﻪ ﺣﯾث ﯾﺗﺑﺎدر إﻟﻰ ذﻫن اﻟﻣرﯾض أن
ﻫذا اﻷﻣر ﯾدﺧل ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻌﻼج ﻟﻣﺻﻠﺣﺗﻪ وﻟﻘد أﺷﺎرت اﻟﻣﺎدة 97ﻣن ﻣدوﻧﺔ أﺧﻼﻗﯾﺎت
اﻟطب ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز أن ﯾﻛون اﻟطﺑﯾب ﻣﻌﺎﻟﺟﺎ وﻓﻲ ذات اﻟوﻗت ﺧﺑﯾرا.وا ٕ ذا ﺣدث ذﻟك
ﯾﻣﻛن ﻟﻬذا اﻷﺧﯾر أن ﯾرﻓض ﻣﻬﻣﺔ اﻟﺧﺑرة3ﻷن اﻟﺧﺑﯾر ﯾﻣﺛل اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ أو اﻟﺟﻬﺔ اﻟﺗﻲ اﻧﺗدﺑﺗﻪ
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈﻓﺷﺎء اﻟﺳر إذ أن ﻋﻣﻠﻪ ﻻ ﯾﺗﺟزأ ﻣن ﻋﻣﻠﻬﺎ ﺑﺷرط أن ﯾﻔﺿﻲ ﺑﻪ ﻟﻬذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻓﻘط
4
وﻓﻲ ﺣدود ﻣﺎ طﻠب ﻣﻧﻪ وﻫذا ﻣﺎ ﺗﺿﻣﻧﺗﻪ اﻟﻣﺎدة 04/206
ﺛﺎﻧﯾﺎ/إﻓﺷﺎء اﻟﺳر اﻟطﺑﻲ ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ :ﻗد ﯾﺟد اﻟطﺑﯾب ﻧﻔﺳﻪ ﻣﺿطرا إﻟﻰ إﻓﺷﺎء ﺳر
ﻣرﯾﺿﻪ ﻟﺿرورات ﺗﺣﺗﻣﻬﺎ ﻋﻠﯾﻪ ﺣﺎﻻت ﻛﺄن ﯾﻛون ذﻟك ﻟﺻﺎﻟﺣﻪ ﻓﻲ اﻟدﻓﺎع ﻋن ﻧﻔﺳﻪ ﻣن
ﺟرﯾﻣﺔ ﻫو ﻣﺗﻬم ﺑﻬﺎ أو ﻋﻧدﻣﺎ ﯾرﺧص ﻟﻪ اﻟﻣرﯾض ﺑذﻟك ﺑرﺿﺎﻩ.
1
ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻧوﯾري :اﻟﺧﺑرة اﻟطﺑﯾﺔ ودورﻫﺎ ﻓﻲ اﻹﺛﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺷرطﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،اﻟﻌدد ،1994 ،50ص .17
2
ﻗﺎﻧون 90/17اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺻﺣﺔ وﺗرﻗﯾﺗﻬﺎ :اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
3
ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻧوﯾري :اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .21
71
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
/1اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻣﺧول ﻓﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب إﻓﺷﺎء اﻟﺳر اﻟطﺑﻲ ﻟﻠدﻓﺎع ﻋن ﻧﻔﺳﻪ :اﺳﺗﻘر اﻟرأي ﻋﻠﻰ
أن اﻟطﺑﯾب اﻟﺣق ﻓﻲ ﻛﺷف اﻟﺳر دﻓﻌﺎ ﻟﻠﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻟدﻓﺎع ﻋن ﻧﻔﺳﻪ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون
ﻣﺣل اﺗﻬﺎم ﻻرﺗﻛﺎب ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﻣس ﺑﺳﻣﻌﺗﻪ ﻛﺎﻟﺟراﺋم اﻷﺧﻼﻗﯾﺔ .ﻓﻬﻧﺎ ﯾﺟد ﻧﻔﺳﻪ ﻣﺿطرا
ﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ﺣﻘﻪ ﻓﻲ اﻟﻛﺷف ﻋن اﻷﺳرار اﻟﻣﺗواﺟدة ﻓﻲ اﻟﻣﻠﻔﺎت اﻟطﺑﯾﺔ أو ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن أﺟل
ﻛﺷف اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ وا ٕ ظﻬﺎر ﺑراءﺗﻪ .ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻣن اﻟﺛﺎﺑت ﻗﺎﻧوﻧﺎ أن اﻟطﺑﯾب ﯾﺗﺣرر ﻣن اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﺳر
اﻟطﺑﻲ ﻋﻧد اﺗﻬﺎﻣﻪ ﺑﺧطﺄ طﺑﻲ ﺳواء أﻣﺎم اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ أو اﻟﺗﺣﻘﯾق أو ﺟﻬﺎت اﻟﺣﻛم اﻟﺗﻲ ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﻬﺎ
1
ﯾﺿﺎف إﻟﻰ ﻋﻘد اﻟﺟﻠﺳﺔ ﺳرﯾﺔ ﻏﯾر أﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻪ اﻟﻧﺷر ﻓﻲ اﻟﺻﺣف اﻷﺳرار ﻣرﺿﺎﻩ
ذﻟك ﺣﯾﺎة إذا وﻗﻊ ﺧﻼف ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن اﻟﻣرﯾض ﺣول اﻷﺗﻌﺎب ﺑﺣﺳب اﻟﺟﻬد اﻟذي ﺑذﻟﻪ أو ﻧوﻋﯾﺔ
اﻟﻌﻼج .
ﻓﻔﻲ ﻛل اﻟﺣﺎﻻت ﺗرﺟﺢ ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟطﺑﯾب ﻋﻠﻰ ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣرﯾض وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺑﺎح ﻟﻠطﺑﯾب ﻓﻲ
إﻓﺷﺎء ﺳر اﻟﻣرﯾض ﺑﺎﻟﻘدر اﻟﻛﺎﻓﻲ ﻣن اﻷﺳرار اﻟﺗﻲ ﺗوﺟب اﻟﻛﺷف ﻋﻧﻬﺎ ﺗﺑرﺋﺔ ﻟﻠطﺑﯾب ﻣن
اﻟﺗﻬم اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ إﻟﯾﻪ.
/2ﺗﺻرﯾﺢ اﻟﻣرﯾض ﻟﻠطﺑﯾب ﺑﺈﻓﺷﺎء اﻟﺳر اﻟطﺑﻲ :إن رﺿﺎ اﻟﻣرﯾض ،ﯾﻌد ﺳﺑﺑﺎ ﻟﻺﺑﺎﺣﺔ
ﺑﺈﻓﺷﺎء اﻟطﺑﯾب ﻟﻠﺳر ،ﻓﺻﺎﺣب اﻟﺣق اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻓﻲ اﻟﺳر ﻟﻪ أن ﯾﻔﺷﯾﺔ ،وﻣن ﺛم ﯾﺟوز ﻟﻪ أن
ﯾطﻠب ﻣﻣن اﺋﺗﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺳر أن ﯾﻔﺿﻲ ﺑﻪ ﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋﻧﻪ ﻟﻠﻐﯾر.2
ﻓﺈذا طﻠب ﻣﺛﻼ ﻣرﯾﺿﺎ ﻣﺎ ﺑواﺳطﺔ زوﺟﺗﻪ ﺷﻬﺎدة ﺑﻣرﺿﻪ ﻣن اﻟطﺑﯾب اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ،ﻓﻠﯾس ﻓﻲ
إﻋطﺎء ﻫذﻩ اﻟﺷﻬﺎدة إﻓﺷﺎء ﻟﻠﺳر 3ﻓﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗوﺟب اﻟﻛﺗﻣﺎن واﻟﺗﺳﺗر ﻋﻠﻰ
أﺳرار اﻟﻣرﺿﻰ إﻻ أن أﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﻔﻘﻪ ﺳﺎرت ﺑﺎء اﻟﺳر ﺑطﻠب ورﺿﺎ ﺻﺎﺣﺑﻪ وﻟﻘد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة
1ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد اﻟﺷوارﺑﻲ :ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻷطﺑﺎء واﻟﺻﯾﺎدﻟﺔ واﻟﻣﺳﺗﺷﻔﯾﺎت ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ،1998 ،
ص 304
2
ﺷرﯾف اﻟطﺑﺎخ ،ﺟراﺋم اﻟﺧطﺄ اﻟطﺑﻲ و اﻟﺗﻌوﯾض ﻋﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻔﻘﻪ و اﻟﻘﺿﺎء ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص ،110
3
ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد اﻟﺷوارﺑﯽ :اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 298
72
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
105/205ﻣن ﻗﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺻﺣﺔ وﺗرﻗﯾﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻫذا ﺑﻘوﻟﻬﺎ" :ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠطﺑﯾب ...أن ﯾﻔﺷﻲ
اﻷﺣداث اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﺳر اﻟﻣﻬﻧﻲ إﻻ إذا إﻋﻔﺎء ﻣر ﯾﺿﻪ أﻧﻪ ﻻ ﻣﺎﻧﻊ ﻣن ﻣن ذﻟك".
ﻣﺛﺎل ذﻟك اﻟﺗﻘرﯾر اﻟذي ﻧﺷر ﺣول اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺻﺣﯾﺔ ﻟﻠرﺋﯾس ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺑوﺗﻔﻠﯾﻘﺔ" ﻋﻧد
دﺧوﻟﻪ ﻣﺳﺗﺷﻔﻰ "ﻓﺎل دوﻏراس "Val de Graceاﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 2005-11-26ﺣﯾث
ظﻬر اﻟرﺋﯾس ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺷﺔ اﻟﺗﻠﻔزة وﺻرح ﺑﺄن اﻟﺗﻘرﯾر اﻟذي ﻧﺷر ﺣول ﺻﺣﺗﻪ ﻣن ﻗﺑل اﻟطﺑﯾب
اﻟﺧﺎص ﺑﻪ ،ﻛﺎن ﺑﺗرﺧﯾص ﻣﻧﻪ ﺷﺧﺻﯾﺎ ،ﻏﯾر أن إﻓﺷﺎء اﻟﺳر اﻟطﺑﻲ ﻟﻠﻣرﯾض إذا ﻛﺎن
ﺳﯾزﯾدﻩ أﻟﻣﺎ أو ﯾؤزم وﺿﻌﯾﺗﻪ اﻟﺻﺣﯾﺔ ﻓﻣن ﺑﺎب أوﻟﻰ أن ﯾﻛﺗم ﻋﻧﻪ اﻟﺳر ﺣﺳب ﻣﺎ ﻧﺻت
ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 51ﻣن أﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟﻣﻬﻧﺔ.
ﯾﺛور اﻟﺗﺳﺎؤل ﺣول إذا ﻣﺎ ﺗوﻓﻲ اﻟﻣرﯾض ﻓﻬل ﯾﻌد رﺿﺎ ورﺋﺗﻪ ﺑﺎﻹﻓﺷﺎء ﺳﺑﺑﺎ ﻹﺑﺎﺣﺗﻪ ﻣن
ﻓﻣن اﻟﻔﻘﻪ2ﻣن أﻗر ﺑﺣق ﻫؤﻻء ﻓﻲ اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ ﻣﻠف ﻣورﺛﻬم وطﻠب ﺷﻬﺎدة طﺑﯾﺔ ﺗﺑﯾن ﺣﺎﻟﺗﻪ
اﻟﺻﺣﯾﺔ ﻗﺑل اﻟوﻓﺎة وﻣن ﺟﺎﻧب آﺧر رﻓض ﻓرﯾق ﻋﻠﻰ اﻹﻓﺷﺎء ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺣﻔظ ﻛراﻣﺔ اﻟﻣﯾت
ﺣﺳب ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 41ﻣن ﻣدوﻧﺔ أﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟطب 3اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر ﺑﻘوﻟﻬﺎ:
"ﻻ ﯾﻠﻐﻲ اﻟﺳر اﻟﻣﻬﻧﻲ ﺑوﻓﺎة اﻟﻣرﯾض إﻻ ﻹﺣﻘﺎق ﺣﻘوق" .
و ﻣن ﻫذا اﻟﻧص ﻧﺳﺗﺧﻠص أن اﻟﻣﺷرع ﻣﻧﻊ ﻛﻣﺑدأ ﻋﺎم ﻋﻠﻰ اﻟطﺑﯾب أو اﻟورﺛﺔ إﻓﺷﺎء ﺳر
ﻣرض اﻟﻣﺗوﻓﻲ ،وﻣﻊ ذﻟك أﻗر اﺳﺗﺛﻧﺎء ﻣن ﻫذا اﻟﻣﺑدأ إﻓﺷﺎء اﻟﺳر إذا ﻛﺎن ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻣﺷروﻋﺔ
وﻣﺛﺎل ذﻟك ﺣق ورﺛﺔ اﻟﺑﺎﺋﻊ اﻟﻣﺗوﻓﻲ ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎدة ﺗﺛﺑت إﺻﺎﺑﺔ ﻣورﺛﻬم ﺑﻌﺎﻫﺔ
ﻋﻘﻠﯾﺔ ﻹﺛﺑﺎت ﻋﯾب اﻟﺗﺻرف ﻣن ﻣورﺛﻬم ﻓﻲ ﻣرض اﻟﻣوت وﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ اﻟﻘول
أﻧﻪ ﻣﺗﻰ ﺻدر اﻟرﺿﺎ ﺻﺣﯾﺣﺎ ﻣن ﺻﺎﺣب اﻟﺳر إﻟﻰ ﻣن اﺳﺗودﻋﻪ ﻋﻠﯾﻪ ﺣﺳب اﻟﺷروط
73
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ودون ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﺎﻧﻌﺔ ﻟﻺﻓﺷﺎء أﻣﻛن ﻟﻠطﺑﯾب أن ﯾﻔﺿﻲ ﺑﻣﺎ ﻟدﯾﻪ ﻣن أﺳرار دون أن
ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ذﻟك أي ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ.1
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث :ﺟرﯾﻣﺔ اﻹﺟﻬﺎض
ﺗﻌﺗﺑر ﺟرﯾﻣﺔ اﻹﺟﻬﺎض ﻣن اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺎﺳﺔ ﺑﺣﯾﺎة اﻟﻣرﯾض و ﺳﻼﻣﺔ ﺟﺳدﻩ ،ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر
أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري أﻗر ﻟﻬﺎ ﻋﻘوﺑﺎت ردﻋﯾﺔ ،و ﻋﻠﯾﻪ ﺳﻧﺗطرق ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣطﻠب اﻟﺗﻌرﯾف ﻫذﻩ
اﻟﺟرﯾﻣﺔ و أرﻛﺎﻧﻬﺎ و ﻣن ﺛم اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻣﻘررة ﻟﻬﺎ.
اﻟﺑﻧد اﻷول :ﻣﻔﻬوم اﻹﺟﻬﺎض
ﯾﻌرف اﻹﺟﻬﺎض ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻔظ ﻣﺣﺗوﯾﺎت اﻟرﺣم ﻟﻠﺣﺎﻣل ﻗﺑل إﺗﻣﺎم ﻓﺗرة اﻟﺣﻣل ،وﯾﺗﺳﺎوى ﻓﻲ
ذﻟك إذا ﺗم إﻓراغ ﻣﺣﺗوﯾﺎت اﻟرﺣم ﺣﺗﻰ اﻟﺷﻬر اﻟرﺣﻣﻲ)أي ﻗﺑل ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻟﺟﻧﯾن ﻟﻠﺣﯾﺎة( ،وﻫو ﻣﺎ
ﯾﻌﺑر ﻋﻧﻪ ﺑﺎﻹﺟﻬﺎض ﻋﺎدة ،أو إذا ﺗم إﻓراغ ﻣﺣﺗواﻩ ﺑﻌد ذﻟك وﻗﺑل إﺗﻣﺎم أﺷﻬر اﻟﺣﻣل ،وﯾﻌﺑر
ﻋﻧﻪ ﺑﺎﻟوﻻدة اﻟﻣﺑﻛرة ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻹﺟﻬﺎض ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﯾﺷﻣل ﻟﻔظ اﻟرﺣم ﻟﺟﻧﯾن
ﻏﯾر ﻗﺎﺑل ﻟﻠﺣﯾﺎة ،أو وﻻدة ﻣﺑﻛرة ﻟﺟﻧﯾن ﻗﺎﺑل ﻟﻠﺣﯾﺎة.2
وﯾﻌرف ﺑﻌض اﻟﻔﻘﻬﺎء اﻹﺟﻬﺎض اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﺑﺄﻧﻪ ":اﺳﺗﻌﻣﺎل وﺳﯾﻠﺔ ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﺗؤدي إﻟﻰ طرد
اﻟﺟﻧﯾن ﻗﺑل ﻣوﻋد اﻟو ﻻدة إذا ﺗم ﺑﻘﺻد إﺣداث ﻫذﻩ اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ" ،وﯾﻌرﻓﻪ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﻧﻛﻠﯾزي ﺑﺄﻧﻪ":
ﺗدﻣﯾر ﻣﺗﻌﻣد ﻟﻠﺟﻧﯾن ﻓﻲ اﻟرﺣم ،أو أي وﻻدة ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻷواﻧﻬﺎ ﺑﻘﺻد إﻣﺎﺗﺔ اﻟﺟﻧﯾن" ،واﻹﺟﻬﺎض
اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟطﺑﯾﺔ ﻫو :اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺄﻓﻌﺎل ﺗؤدي إﻟﻰ إﻧﻬﺎء ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣﻣل ﻟدى اﻟﻣرأة اﻟﺣﺎﻣل
ﻗﺑل اﻟوﺿﻊ اﻟطﺑﯾﻌﻲ ،إذا ﺗﻣت ﺗﻠك اﻷﻓﻌﺎل ﺑﻘﺻد إﺣداث ﻫذﻩ اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ" ،أﻣﺎ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﺎﻹﺟﻬﺎض اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﺗﻌﺑﯾر ﺣﻘوﻗﻲ ﻟﺟرم اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﯾﻣﺛل ﻓﻌﻼ ﻏﯾر ﺷرﻋﻲ ،وﺗﻌﺎﻗب
74
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻣرﺗﻛب ﻫذا اﻟﻔﻌل ،وﺗﺷدد ﺑﻌض اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻌﻘوﺑﺔ إذا ﻛﺎن
ﻣرﺗﻛب و اﻟﻔﻌل طﺑﯾﺑﺎ.1
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻘد ﺗﻌرض ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻹﺟﻬﺎض ﻓﻧص ﻓﻲ اﻟﻣواد ﻣن 304إﻟﻰ
313ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋري ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎب ﻛل ﻣن أﺟﻬض اﻣرأة ﺣﺎﻣﻼ أو ﻣﻔﺗرض
ﺣﻣﻠﻬﺎ ﺑﺄﯾﺔ وﺳﯾﻠﺔ أو ﺣرض ﻋﻠﻰ ذﻟك ،ﻓﺎﻟﻣﺷرع ﻫﻧﺎ ﻟم ﯾﺷﺗرط وﺟود ﺣﻣل ،ﺑل وﺣرﺻﺎ ﻣﻧﻪ
ﻋﻠﻰ ﺣق اﻟﺟﻧﯾن ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة ﯾﻌﺎﻗب اﻟﺟﺎﻧﻲ اﻟذي ﻗﺻد إﻧﻬﺎء اﻟﺣﻣل ﻟدي اﻣرأة ،ﺣﺗﻰ وﻟو ﺛﺑت
ﺑﻌد ذﻟك ﻋدم وﺟود ﺣﻣل ،وأن اﻟﺟﺎﻧﻲ اﻋﺗﻘد ﺧطﺄ ﺑوﺟودﻩ ،وﯾظﻬر ﺑوﺿوح اﻋﺗﻧﺎق اﻟﻣﺷرع
ﻟﻠﻣذﻫب اﻟذي ﯾﻌﺎﻗب ﻋﻠﻰ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣﺳﺗﺣﯾﻠﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻧص أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻗﺑﺔ اﻟﺣﺎﻣل اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم
ﺑﺈﺟﻬﺎض ﻧﻔﺳﻬﺎ.2
وﻗد ﺑﺳط اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺣﻣﺎﯾﺗﻪ ﻟﺣق اﻟﺟﻧﯾن ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة ﺿﻣﺎﻧﺎ ﻟﻠﺳﻼﻣﺔ اﻟﺑدﻧﯾﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ
اﻟوﺟود ،وﻧص ﻋﻠﻰ ﺻﯾﺎﻧﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﻘﺎب ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﺳﺎس ﺑﻬذا اﻟﺣق ،و ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﺣﻣﯽ
ﺣق اﻟﺟﻧﯾن اﻟﻣﺳﺗﻛن ﻓﻲ رﺣم أﻣﻪ ﻣن إﺧراﺟﻪ ﻗﺑل ﯾوم وﻻدﺗﻪ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ،و ﯾﻌﺎﻗب اﻟﺟﺎﻧﻲ
ﻋﻠﻰ ﻓﻌل اﻹﺟﻬﺎض ﺳواء ﻋﺎش اﻟﺟﻧﯾن أو ﻣﺎت .وﯾﻛﺎد ﯾﻛون اﻹﺟﻣﺎع اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ واﻟطﺑﻲ
ﻣﻧﻌﻘدا ﻋﻠﻰ إﻋﻔﺎء اﻟطﺑﯾب ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻹﺟﻬﺎض اﻟطﺑﻲ ،ﻫذا اﻷﺧﯾر اﻟذي
ﯾﺟرﯾﻪ اﻟطﺑﯾب ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛون ﺣﯾﺎة اﻷم اﻟﺣﺎﻣل ﻣﻌرﺿﺔ ﻟﻠﺧطر أو اﻟﻣوت ،وﻻ ﺳﺑﯾل ﻹﻧﻘﺎذﻫﺎ
إﻻ ﺑﺈﺟراﺋﻪ ﺿﻣن ﺷروط أﻗرﺗﻬﺎ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ،واﻟﻠواﺋﺢ اﻟطﺑﯾﺔ اﻟﺷروط اﻟﻼزﻣﺔ ﻻﻋﺗﺑﺎر ذﻟك
اﻹﺟﻬﺎض إﺟﻬﺎﺿﺎ ﻋﻼﺟﯾﺎ.3
وﻗد ﻧص ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋري ﻋﻠﻰ ﻋﻘوﺑﺔ ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ واﻟﺷروع ﻓﯾﻬﺎ ﺑﻧص اﻟﻣﺎدة 304
إﻟﻰ 306ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،وﯾﻌﺎﻗب اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺑﺎﻟﺣد اﻷﻗﺻﻰ ﻟﻠﺳﺟن اﻟﻣؤﻗت إذا ﻛﺎن ﻣن
1
ﻣﻧﺻور ﻋﻣر اﻟﻣﻌﺎﯾطﺔ ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﺧطﺎء اﻟطﺑﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﯾف اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم،
اﻟﺳﻌودﯾﺔ .2004 ،ص 93
2أﻣﯾرة ﻋﻠﻰ أﻣﯾر ﻋﯾﺳﻰ ﺧﺎﻟد ،اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﺟﻧﯾن ﻓﻲ ظل اﻟﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﻣﺳﺗﺣدﺛﺔ ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ،2007 ،
ص 118
3ﻣﻧﺻور ﻋﻣر اﻟﻣﻌﺎﯾطﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص . 96
75
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﻋﺎدﺗﻪ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣﺎدة 304ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت .ذﻟك أن ﻟﻠﺟﻧﯾن
ﺣق طﺑﯾﻌﻲ أﺳﺎﺳﻲ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﺳﺗﻣرار اﻟﺣﻣل ،وﻧﻣوﻩ وﺗطورﻩ ﺣﺗﻰ ﻣﯾﻼدﻩ ﻓﻲ أواﻧﻪ اﻟطﺑﯾﻌﻲ،
ﻓﻬو )أي اﻟﺟﻧﯾن اﻟﻣورد اﻟرﺋﯾﺳﻲ اﻟذي ﯾﺗﻐذى ﻣﻧﻪ اﻟوﺟود اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،وﻷﺟل ﻫذا ﺗﺣﻣﻲ
ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺷراﺋﻊ ﻫذا اﻟﺣق و ﺗﺿﻊ ﻋﻘﺑﺎت ﺗﺗﻔﺎوت ﻓﻲ ﻗﺳوﺗﻬﺎ ﻣن ﺗﺷرﯾﻊ ﻵﺧر ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣن
ﯾﻌﺗدي ﻋﻠﻰ ﺣق اﻟﺟﻧﯾن ﻓﻲ اﺳﺗﻣرار ﻧﻣوﻩ داﺧل رﺣم أﻣﻪ. 1
اﻟﺑﻧد اﻟﺛﺎﻧﻲ :أرﻛﺎن ﺟرﯾﻣﺔ اﻹﺟﻬﺎض:
ﻟدراﺳﺔ أرﻛﺎن ﺟرﯾﻣﺔ اﻹﺟﻬﺎض ﯾﺗﻌﯾن اﻟﺗﻌرض إﻟﻰ ﻋﻧﺎﺻرﻫﺎ اﻟﺛﻼﺛﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ:
أوﻻ :اﻟرﻛن اﻟﻣﻔﺗرض
ﻻ ﺗﻘوم ﺟرﯾﻣﺔ اﻹﺟﻬﺎض إﻻ ﻣن طرف أﺷﺧﺎص ﻣﻌﯾﻧﯾن ﺣددﺗﻬم اﻟﻣﺎدة 239ﻣن ﻗﺎﻧون
اﻟﺻﺣﺔ اﻟﺗﻲ ﺑﻘوﻟﻬﺎ ":ﻛل طﺑﯾب أو ﺟراح أﺳﻧﺎن أو ﺻﯾدﻟﻲ أو ﻣﺳﺎﻋد طﺑﻲ" ،إﻟﻰ ﺟﺎﻧب
ﻧص اﻟﻣﺎدة 306ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ :اﻷطﺑﺎء أو اﻟﻘﺎﺑﻼت أو ﺟراﺣو
اﻷﺳﻧﺎن أو اﻟﺻﯾﺎدﻟﺔ و ﻛذﻟك طﻠﺑﺔ اﻟطب وطب اﻷﺳﻧﺎن وطﻠﺑﺔ اﻟﺻﯾدﻟﺔ وﻣﺳﺗﺧدﻣو
اﻟﺻﯾدﻟﯾﺎت وﻣﺣﺿرو اﻟﻌﻘﺎﻗﯾر وﺻﺎﻧﻌو اﻷرﺑطﺔ اﻟطﺑﯾﺔ وﺗﺟﺎر اﻷدوات اﻟﺟراﺣﯾﺔ واﻟﻣﻣرﺿون
واﻟﻣﻣرﺿﺎت واﻟﻣدﻟﻛون واﻟﻣدﻟﻛﺎت"....
واﻟﻌﻠﺔ ﻣن ﺗﺷدﯾد اﻟﻌﻘﺎب أن أﺻﺣﺎب اﻟﺻﻔﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﺗﺗواﻓر ﻟدﯾﻬم اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻔﻧﯾﺔ
واﻟﺧﺑرة اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ،واﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﯾﻧﻬم ﻋﻠﻰ ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺑﺳﻬوﻟﺔ وﯾﺳر ،ﻣﻊ إﺧﻔﺎء
أﻣرﻫﺎ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺷﺟﻊ ﻋﻠﻰ اﻻﻟﺗﺟﺎء إﻟﯾﻬم ،ﻓﺿﻼ ﻋﻠﻰ أن اﻟﺟﺎﻧﻲ ذا اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻬﺎ ﻋﺎدة ﻣﺎ
ﯾﻛون ﻣﺣﺗرﻓﺎ ﻹﺟراء ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت ﺑﻬدف ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺛراء ﻏﯾر اﻟﻣﺷروع ،وﻫذﻩ أﻣور ﺗﺷﻛل
اﺳﺗﻐﻼﻻ ﻟﻸﻣﺎﻧﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺑﯾن ﯾدﯾﻪ ﻓﻲ ارﺗﻛﺎب اﻟﺟراﺋم ،وﺻﯾﺎﻧﺔ ﻣﻧﻪ ﻟﺷرف ﻣﻬﻧﺗﻪ
وﻗواﻧﯾﻧﻬﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﺣرم ﻋﻠﯾﻪ إﺗﯾﺎن ﻣﺛل ﻫذا اﻟﻔﻌل.2
76
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
واﻹﺟﻬﺎض ﯾﻔﺗرض أول اﻷﻣر وﺟود اﻣرأة ﺣﺎﻣل أو ﻣﻔﺗرض ﺣﻣﻠﻬﺎ ،ﯾﻘﻊ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻌل ﻣن
اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻪ إﺧراج اﻟﺟﻧﯾن ﻣن رﺣم أﻣﻪ ﻗﺑل ﻣوﻋد وﻻدﺗﻪ اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﻣﻊ ﺗﻌﻣدﻩ ذﻟك.1
وﺗﺗطﻠب ﺟرﯾﻣﺔ اﻹﺟﻬﺎض ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟرﻛﻧﯾن اﻟﻣﺎدي و اﻟﻣﻌﻧوي رﻛﻧﺎ ﻣﻔﺗرﺿﺎ ﻫو وﺟود
اﻟﺣﻣل ،وﻫو رﻛن اﺧﺗﻠﻔت ﻓﯾﻪ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ،ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري.2
و ﻻ ﺗﺛﯾر ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﺣﻣل ﻣﺎ ﺗﺛﯾرﻩ ﺑداﯾﺗﻪ ﻣن إﺷﻛﺎل ،ﻓﯾوﻻدة اﻟﺟﻧﯾن ﺣﯾﺎ واﻧﻔﺻﺎﻟﻪ ﻋن ﺟﺳم اﻷم
ﺗﺑدأ ﻣرﺣﻠﺔ ﺟدﯾدة ،ﯾﻌﺗﺑر ﻓﯾﻬﺎ اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﯾﻪ اﻋﺗداءا ﻋﻠﻰ إﻧﺳﺎن ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ ﯾﺳﺑق ﺗﻠك
اﻟﻣرﺣﻠﺔ ،ﻏﯾر أن اﻟﺑﻌض ﯾرى أن اﻷﺧذ ﺑﻬذﻩ اﻟﻔﻛرة ،ﯾﺟﻌل اﻻﻋﺗداء ﻏﯾر اﻟﻣﻘﺻود ﻋﻠﻰ
ﺣﯾﺎة اﻟﺟﻧﯾن أﺛﻧﺎء اﻟوﻻدة وﻓﻲ طرﯾﻘﻪ ﻟﻠﺧروج ﻻ ﯾﻧدرج ﺗﺣت أي ﻧص ﻣن ﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧون،
ﺳواء ﺗﻠك اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻹﺟﻬﺎض أو اﻟﻘﺗل.3
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي
ﯾﻘوم اﻹﺟﻬﺎض ﻋﻠﻰ ﺻور اﻟﺳﻠوك اﻹﺟراﻣﻲ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 304ﻣن
ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﺑﻘوﻟﻬﺎ" :ﻛل ﻣن أﺟﻬض اﻣرأة ﺣﺎﻣﻼ أو ﻣﻔﺗرض ﺣﻣﻠﻬﺎ ﺑﺈﻋطﺎﺋﻬﺎ ﻣﺄﻛوﻻت أو
ﻣﺷروﺑﺎت أو أدوﯾﺔ أو ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل طرق أو أﻋﻣﺎل ﻋﻧف ،أو ﺑﺄﯾﺔ وﺳﯾﻠﺔ أﺧرى ﺳواء واﻓﻘت
ﻋﻠﻰ ذﻟك أو ﻟم ﺗواﻓق أو ﺷرع ﻓﻲ ذﻟك ﯾﻌﺎﻗب ﺑﺎﻟﺣﺑس ﻣن 01ﺳﻧﺔ إﻟﻰ 05ﺧﻣس ﺳﻧوات و
ﺑﻐراﻣﺔ ﻣن 500إﻟﻰ 10.000دﯾﻧﺎر ،و إذا أﻓﺿﻰ اﻹﺟﻬﺎض إﻟﻰ اﻟﻣوت ﻓﺗﻛون اﻟﻌﻘوﺑﺔ
اﻟﺳﺟن اﻟﻣؤﻗت ﻣن 10ﻋﺷر ﺳﻧوات إﻟﻰ 20ﻋﺷرﯾن ﺳﻧﺔ ".
و ﯾﺗﻣﺛل اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻓﻲ إﺗﯾﺎن ﺳﻠوك إﺟراﻣﻲ ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ اﻟﻔﻌل اﻵﺛم ،وﻫو إﺧراج اﻟﺟﻧﯾن
ﻣن رﺣم أﻣﻪ ،و ﯾﻛون ﻫذا اﻟﻔﻌل اﻟﻣﺎدي ﺳواء ﺑﺎﻟﺿرب ،أو إﻋطﺎء ﻣواد ،أو أدوﯾﺔ ،أو
ﻣﺄﻛوﻻت ،أو اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺣرﻛﺎت رﯾﺎﺿﯾﺔ ﻋﻧﯾﻔﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺳﻘوط اﻟﺣﻣل وﻫﻲ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻫذا
77
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
اﻟﺳﻠوك اﻹﺟراﻣﻲ ،ﻓﯾﺳﻘط اﻟﺟﻧﯾن إﻣﺎ ﺣﯾﺎ أو ﻣﯾﺗﺎ ،وﺗﻛون ﻫﻧﺎك ﻋﻼﻗﺔ ﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺳﻠوك
اﻹﺟراﻣﻲ واﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ،ﺑﺄن ﯾﺛﺑت أن ﻓﻌل اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻫو اﻟذي أﺧرج اﻟﺟﻧﯾن ﻣن رﺣم أﻣﻪ ﻗﺑل ﻣﯾﻌﺎد
وﻻدﺗﻪ اﻟطﺑﯾﻌﻲ ،ﻓﺈذا ﻟم ﺗوﺟد ﻫﻧﺎك ﻋﻼﻗﺔ ﺳﺑﺑﯾﺔ اﻧﺗﻔت اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ.
ﺛﺎﻟﺛﺎ :اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي
ﻻ ﯾﻌﺎﻗب اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ ﺟرﯾﻣﺔ اﻹﺟﻬﺎض إﻻ إذا ﺗواﻓر اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻛﻛل ﺟرﯾﻣﺔ ﻋﻣدﯾﺔ،
أي أن ﺗﺗﺟﻪ إرادة اﻟﺟﺎﻧﻲ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ،ﻣﻊ ﺗواﻓر اﻟﻌﻠم ﺑﺄرﻛﺎﻧﻬﺎ وﻫﻲ إﻧزال اﻟﺟﻧﯾن ﻗﺑل
اﻟﻣﯾﻌﺎد ﻣن اﻣرأة ﺣﺎﻣل ،ﻓﻼ ﯾرﺗﻛب ﺟرﯾﻣﺔ اﻹﺟﻬﺎض ﻣن ﯾﺗﺳﺑب ﺑﺧطﺋﻪ ﻓﻲ إﺟﻬﺎض اﻣرأة
ﺣﺑﻠﻰ ،ﻟﻛن ﯾﺳﺄل ﻋن ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺧطﺄ ،وﻗد ﯾرﺗﻛب ﻗﺗﻼ إذا ﺗوﻓﯾت اﻟﻣرأة ﻣن ﻓﻌﻠﻪ.1
و ﯾﺗﻛون اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻣن اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻵﺗﯾﺔ:
-1اﻟﻌﻠم
ﯾﺟب أن ﯾﻌﻠم اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﯾرﺗﻛب ﻓﻌﻠﻪ ﻋﻠﻰ اﻣرأة ﺣﺎﻣل ،و ﻋﻠﯾﻪ ﻻ ﯾﺳﺄل ﻋن إﺟﻬﺎض
اﻟﺗﺧﻠف اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻟدﯾﻪ ،ﻣن ﯾﻌﺗدي ﻋﻣدا ﺑﺎﻟﺿرب ﻋﻠﻰ اﻣرأة ﺣﺎﻣل ﻓﯾﺗﺳﺑب ﺑﻔﻌﻠﻪ ﻫذا
ﻓﻲ ﻫﻼك اﻟﺟﻧﯾن ،ﻣﺗﻰ ﺛﺑت أﻧﻪ ﻛﺎن ﯾﺟﻬل وﻗت اﻋﺗداﺋﻪ ﻋﻠﯾﻬﺎ أﻧﻬﺎ ﺣﺎﻣل ،ﻛﻣﺎ ﯾﺟب أن
ﯾﻌﻠم اﻟﺟﺎﻧﻲ أن ﻣن ﺷﺄن ﻓﻌﻠﻪ إﻧﻬﺎء ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣﻣل ﻗﺑل اﻷوان ،ﻓﺈذا ﺗﺧﻠف ﻟدﯾﻪ اﻟﻌﻠم ﺑذﻟك ﻛﻣﺎ
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣن ﯾﻌطﻲ اﻟﺣﺎﻣل دواء ﯾﻌﺗﻘد أﻧﻪ ﻻ ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ ﺣﻣﻠﻬﺎ ،ﻻ ﯾﺳﺄل ﻋن إﺟﻬﺎض وﻟو
أدى ﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ ﻟﻬذا اﻟدواء إﻟﻰ إﺟﻬﺎﺿﻬﺎ.2
و ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧﻲ أن ﯾﺗوﻗﻊ -وﻗت اﻗﺗراﻓﻪ ﻟﻔﻌﻠﻪ -ﺣدوث اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻹﺟراﻣﯾﺔ ﻛﺄﺛر
ﻟﻬذا اﻟﻔﻌل ،وﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟذﻟك ﻻ ﯾﺗواﻓر اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻟدي ﻣن أﻋطﻰ ﺣﺎﻣﻼ ﻣﺎدة ﻟﺗﺳﺗﻌﻣﻠﻬﺎ
ﻛدﻫﺎن ﺟﻠدي ،وﻟم ﯾﻛن ﯾﺗوﻗﻊ أﻧﻬﺎ ﺳوف ﺗﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ ﻋن طرﯾق اﻟﻔم ،ﻓﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ذﻟك
إﺟﻬﺎﺿﻬﺎ.3
1ﻣﺎﻟﻛﯽ ﻧﺟﻣﺔ ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠطﺑﯾب ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 52 .40
2
ﻗﺎدري ﯾﻣﯾﻧﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .36
3ﻋﺑد اﻟﻧﺑﻲ ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣود أﺑو اﻟﻌﯾﻧﯾن ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 223۔
78
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
-2اﻹرادة
ﻫﻲ ﻧﺷﺎط ﻧﻔﺳﻲ ﯾرﻣﻲ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﻫدف ﻣﻌﯾن ،أي ﻻ ﺑد أن ﯾﻘﺻد اﻟﺷﺧص اﻟﺳﻠوك
اﻹﺟراﻣﻲ،و اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻹﺟراﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺳﻠوك واﻟﺗﻲ ﯾﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
ﻻ ﯾﺳﺄل اﻟﺷﺧص ﻋن ﻓﻌﻠﻪ وﻧﺗﯾﺟﺗﻪ ،إذا ﻟم ﯾﻛن ﻫذا اﻟﻔﻌل ﺗﻌﺑﯾرا ﻋن إرادﺗﻪ.1
وﯾﻌﺗﺑر اﻟطﺑﯾب ﻣرﺗﻛﺑﺎ ﻟﻬذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،إذا أﻋطﻰ اﻣرأة ﺣﺎﻣﻼ أدوﯾﺔ ﺗﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ اﻹﺟﻬﺎض،
أو أﺟﺑرﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻣﺎرﯾن رﯾﺎﺿﯾﺔ ﺷﺎﻗﺔ ،ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟطﺑﯾب ﻻ ﯾﻌﻠم ﺑﺎﻟﺣﻣل ﺛم ﺗوﻓﯾت اﻟﻣرأة
ﻓﯾﺳﺄل ﻫﻧﺎ ﻋن ﻗﺗل ﺧطﺄ.وا ٕ ذا اﺳﺗﻌﻣﻠت اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﺟﻬﺿﺔ وﻟم ﺗﺟﻬض اﻟﻣرأة ،ﻓﻧﻛون أﻣﺎم
ﻣﺣﺎوﻟﺔ إﺟﻬﺎض ﻣﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﻧص اﻟﻣﺎدﺗﯾن 304و 309ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،وﻗد ذﻫب
اﻟﻣﺷرع إﻟﻰ أﺑﻌد ﻣن ذﻟك ﻋﻧدﻣﺎ ﻋﺎﻗب ﻋﻠﻰ اﻹﺟﻬﺎض اﻟواﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻣرأة ﻣﻔﺗرض ﺣﻣﻠﻬﺎ وﻫﻲ
ﺟرﯾﻣﺔ ﻣﺳﺗﺣﯾﻠﺔ ،إﻻ أﻧﻪ ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻋﺗﻘﺎد اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺑﺄن اﻟﻣرأة اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﺑﺻدد
إﺳﻘﺎط ﺣﻣﻠﻬﺎ ﻛﺎﻧت ﺣﺎﻣﻼ، 2وﻛﻘﺎﻋدة ﻋﺎﻣﺔ ﻻ أﺛر ﻟرﺿﺎ اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻋدم ﻗﯾﺎم
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﺟﺎﻧﻲ.
اﻟﺑﻧد اﻟﺛﺎﻟث :ﻋﻘوﺑﺔ اﻹﺟﻬﺎض
ﺗﺧﺗﻠف اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻣوﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺑﺣﺳب ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻣﻘﺗرف اﻟﻔﻌل اﻟﻣرأة ﻧﻔﺳﻬﺎ ،أو
اﻟﻐﯾر ،أو اﻟﻣﺣرض ،أو اﻟﺷرﯾك.
أوﻻ :ﻋﻘوﺑﺔ إﺟﻬﺎض اﻟﻣرأة ﻧﻔﺳﻬﺎ
وﯾﻛون اﻹﺟﻬﺎض ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺑﺈرادﺗﻬﺎ اﻟﺣرة اﻟﺟﺎزﻣﺔ دون ﺗﺣرﯾض أو اﻗﺗراح ﻣن أﺣد،
ﺣﯾث ﺗﻘوم اﻟﺣﺎﻣل ﺑدور إﯾﺟﺎﺑﻲ ﻣﻧﺗﺞ ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل وﺳﺎﺋل إﺳﻘﺎط اﻟﺣﻣل ،أو ﻗﺑوﻟﻬﺎ ﻟطرق
اﻹﺟﻬﺎض ﺑﺗواﻓر اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ واﻟﺷروع ﻓﻲ ذﻟك ،وﺗﻌﺎﻗب ﺣﺳب ﻧص اﻟﻣﺎدة 309ﻣن
79
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋري ﺑﺎﻟﺣﺑس ﻣن ﺳﺗﺔ أﺷﻬر إﻟﻰ ﺳﻧﺗﯾن وﺑﻐراﻣﺔ ﻣن 250إﻟﻰ 1000
دﯾﻧﺎر.
وا ٕ ذا ﻛﺎﻧت اﻟﻣرأة اﻟﺣﺎﻣل طﺑﯾﺑﺔ أو ﺟراﺣﺔ أو ﺻﯾدﻟﯾﺔ أو ﻗﺎﺑﻠﺔ ،ﻓﺈن اﻟرأي اﻟﺻﺣﯾﺢ ﻓﻲ ذﻟك
ﻫو اﻟذي ﻻ ﯾﺟﯾز ﺗﺷدﯾد اﻟﻌﻘﺎب ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﻷﻧﻪ و إن ﺗواﻓرت ﻟدﯾﻬﺎ اﻟﺧﺑرة ﺑوﺳﺎﺋل اﻹﺳﻘﺎط إﻻ
أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻘدم ﻋﻠﯾﻪ ﻣدﻓوﻋﺔ ﺑﺑﺎﻋث اﻹﺛراء ﻏﯾر اﻟﻣﺷروع ،و ﻣن ﺛم ﺗﻛون ﻓﺎﻋﻠﺔ ﻟﺟﻧﺣﺔ اﻹﺳﻘﺎط
اﻟﺑﺳﯾط 1،وﻻ ﯾﻐﯾر ﻣن ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣرأة ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻓﺎﻋﻠﺔ أﺻﻠﯾﺔ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ أن
ﯾﻛون اﻟﻐﯾر ﻓﺎﻋﻼ ﻣﻌﻧوﯾﺎ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ ،ﻣﺛﺎل ذﻟك أن ﺗدﻟﻲ اﻟﻣرأة اﻟﺣﺎﻣل ﻟدى طﺑﯾب أﻣراض
اﻟﻧﺳﺎء ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻏﯾر ﺣﺎﻣل أو أن دورﺗﻬﺎ اﻟﺷﻬر ﯾﺔ ﻗد اﻧﻘﺿت ﻣﻧذ اﻟﺗﺄﻛد اﻟطﺑﯾب أﻧﻬﺎ ﻏﯾر ﺣﺎﻣل،
ﻓﯾﻘوم اﻟطﺑﯾب ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻛﺎذﺑﺔ ﺑﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻛﺷف ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻵﻻت
اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﻛﺷف ،ﻣﻣﺎ ﯾرﺗب ﺣدوث اﻹﺟﻬﺎض ،ﻓﻼ ﺷك أن اﻟطﺑﯾب ﻫﻧﺎ ﯾﻌﺗﺑر ﻓﺎﻋﻼ ﻣﻌﻧوﯾﺎ
واﻟﻣرأة اﻟﺣﺎﻣل ﺗﻌﺗﺑر ﻓﺎﻋﻠﺔ أﺻﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﺟرﯾﻣﺔ إﺟﻬﺎض ﻧﻔﺳﻬﺎ ،أو أن ﺗطﻠب ﻣن اﻟﻐﯾر ﺣﺳن
اﻟﻧﯾﺔ أن ﯾﺿﻐط ﻋﻠﻰ ﺑطﻧﻬﺎ ﺑﺷدة ﺑدﻋوى ﺗدﻟﯾﻛﻬﺎ ،وذﻟك إذا ﻟم ﯾﻛن اﻟﺣﻣل ظﺎﻫرا ﻓﯾﺗرﺗب
ﻋﻠﯾﻪ إﺟﻬﺎﺿﻬﺎ ،ﻓﻬﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت وﻣﺎ ﺷﺎﺑﻬﻬﺎ ﻓﺎﻋﻠﺔ أﺻﻠﯾﺔ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﻋﻘوﺑﺔ إﺟﻬﺎض اﻟﻣرأة ﻣن ﻗﺑل اﻟﻐﯾر
ﺗﻌﺎﻗب اﻟﻣﺎدة 304ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋري ﻛل ﻣن أﺟﻬض أو ﺣﺎول إﺟﻬﺎض اﻣرأة
ﺣﺎﻣل ،ﺣﯾث ﻟم ﺗﺷﺗرط ﻓﯾﻬم ﺻﻔﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ،ﻛﺎﻷطﺑﺎء واﻟﺻﯾﺎدﻟﺔ واﻟﻘﺎﺑﻼت وطﻠﺑﺔ اﻟطب اﻟذي
ﯾﺳري ﻋﻠﯾﻬم ﻧص اﻟﻣﺎدة 306ﻋﻘوﺑﺎت ،واﻟﺗﻲ ﺗﺣﯾل ﺑدورﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎدة 304و 305ﻣن
ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت.
ﻓﻧص اﻟﻣﺎدة ﻻ ﯾﺷﺗرط ﺣﺻول اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣن ﻋدﻣﻪ ،وﯾﻌﺎﻗب ﻟﻣﺟرد وﺟود ﻗﺻد وﻧﯾﺔ
اﻹﺟﻬﺎض ﻣن 01ﺳﻧﺔ إﻟﻰ 05ﺧﻣس ﺳﻧوات ،ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﺷﺗرط رﺿﺎ اﻟﻣرأة اﻟﺣﺎﻣل ،وﻓﻲ
1ﻋﺑد اﻟﻧﺑﻲ ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣود أﺑو اﻟﻌﯾﻧﯾن ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .245
80
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﺣﺎﻟﺔ ﻋود اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺗﺻﺑﺢ اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻫﻲ اﻟﺳﺟن اﻟﻣؤﻗت اﻟﺗﻲ ﺗﺻل إﻟﻰ اﻟﺣد اﻷﻗﺻﻰ ،إﺿﺎﻓﺔ
إﻟﻰ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ.
وﯾﻼﺣظ أن اﻟﻣﺎدة 2/306ﻋﻘوﺑﺎت ﻗد أﻋطت إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ اﻷطﺑﺎء وﻏﯾرﻫم،
ﻣﻣن ﻋددﺗﻬم اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن ﻧﻔس اﻟﻣﺎدة ﺑﻌﻘوﺑﺔ ﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﻣﻧﻊ ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﻬﻧﺔ ،ﻓﻲ
ﺣﯾن ﺟﻌﻠت اﻟﻣﺎدة 311ﻋﻘوﺑﺎت ﻫذا اﻟﻣﻧﻊ وﺟوﺑﯾﺎ وﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون ،وﯾﺷﻣل اﻷطﺑﺎء وﻏﯾر
اﻷطﺑﺎء وذﻟك ﺣﯾن ﻧﺻت ﺑﺄن ﻛل ﺣﻛم ﻋن إﺣدى اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻘﺳم
ﯾﺳﺗوﺟب ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻧﻊ ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺔ أي ﻣﻬﻧﺔ أو أداء أي ﻋﻣل ﺑﺄﯾﺔ ﺻﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﯾﺎدات
أو دور اﻟوﻻدة أو ﻓﻲ أﯾﺔ ﻣؤﺳﺳﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ أو ﺧﺎﺻﺔ ﺗﺳﺗﻘﯾل ﻋﺎدة ﻧﺳﺎء ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺣﻣل
ﺣﻘﯾﻘﻲ أو ظﺎﻫر أو ﻣﻔﺗرض وذﻟك ﺑﺄﺟر أو ﺑﻐﯾر أﺟر ،وﻛل ﺣﻛم ﻋن اﻟﺷر وع أو اﻻﺷﺗراك
ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم ذاﺗﻬﺎ ﯾﺳﺗﺗﺑﻊ ذات اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻣﻘررة ﺳﺎﺑﻘﺎ.1
ﺛﺎﻟﺛﺎ :ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﻣﺣرض واﻟﺷرﯾك
-1ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﻣﺣرض:
ﺗﻌﺎﻗب اﻟﻣﺎدة 310ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋري ﺑﺎﻟﺣﺑس ﻣن ﺷﻬرﯾن إﻟﻰ 03ﺛﻼث ﺳﻧوات
و ﺑﻐراﻣﺔ ﻣن 500إﻟﻰ 10.000دﯾﻧﺎر أو ﺑﺈﺣدى ﻫﺎﺗﯾن اﻟﻌﻘوﺑﺗﯾن ﻛل ﻣن ﺣرض ﻋﻠﻰ
اﻹﺟﻬﺎض وﻟو ﻟم ﯾؤدي ﺗﺣرﯾﺿﻪ إﻟﻰ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﺎ وذﻟك ﺑﺄن:
أﻟﻘﻲ ﺧطﺑﺎ ﻓﻲ أﻣﺎﻛن أو اﺟﺗﻣﺎﻋﺎت ﻋﻣوﻣﯾﺔ،
أو ﺑﺎع أو طرح ﻟﻠﺑﯾﻊ أو ﻗدم وﻟو ﻓﻲ ﻏﯾر ﻋﻼﻧﯾﺔ أو ﻋرض أو أﻟﺻق أو وزع ﻓﻲ
اﻟطرﯾق اﻟﻌﻣوﻣﻲ أو ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛن اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ أو وزع ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزل ﻛﺗﺑﺎ أو ﻛﺗﺎﺑﺎت أو
ﻣطﺑوﻋﺎت أو إﻋﻼﻧﺎت أو ﻣﻠﺻﻘﺎت أو رﺳوﻣﺎ أو ﺻورة رﻣزﯾﺔ أو ﺳﻠم ﺷﯾﺋﺎ ﻣن ذﻟك
ﻣﻐﻠﻔﺎ ﺑﺷراﺋط ﻣوﺿوﻋﺎ ﻓﻲ ظروف ﻣﻐﻠﻘﺔ أو ﻣﻔﺗوﺣﺔ إﻟﻰ اﻟﺑرﯾد أو ﻋﺎﻣل ﺗوزﯾﻊ أو
ﻧﻘل،
1ﻋﺑد اﻟﻧﺑﻲ ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣود أﺑو اﻟﻌﯾﻧﯾن ،اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص 246-245
81
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
82
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
)أي ( ﻛل ﻣن اﻣﺗﻧﻊ ﻋﻣدا ﻋن ﺗﻘدﯾم ﻣﺳﺎﻋدة إﻟﻰ ﺷﺧص ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺧطر ﻛﺎن ﻓﻲ إﻣﻛﺎﻧﻪ
ﻣﺎ ﻟم ﯾﻌﺑر اﻟﺷﺧص ﻗﺑل وﻓﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ذﻟك.1
إن ﻣﻬﻣﺔ اﻟطﺑﯾب إﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ وﻋﻠﯾﻪ أن ﯾﺿﻊ ﻫذا ﻧﺻﯾب ﻋﯾﻧﯾﻪ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ
اﻟظروف واﻷﺣوال و ﻣﺗﺎﻋﻪ دون ﻣﺑرر ﻋن ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻣرﯾض ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﺣﺎﻟﺔ ﺧطرة ﻻ
ﺗﻘﺑل اﻻﻧﺗظﺎر ﺑﺷﻛل ﺟرﯾﻣﺔ ﯾﺣﺎﺳب ﻋﻠﯾﻬﺎ وﯾﺷﺗرط ﻟﻘﯾﺎﻣﻬﺎ أﻻ ﯾﻛون ﻫﻧﺎك ﻣن ﯾﺣل ﻣﺣﻠﻪ إذا
ﻛﺎن ﯾﻌﻣل ﺑﺎﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص أﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﯾﻌﻣل ﺑﺎﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم ﻓﻬو ﻣﺟﺑر ﺑﺎﻟﺗدﺧل ﻟﻣﺳﺎﻋدة
اﻟﻣرﯾض ﻓﻲ ﻛل وﻗت وﯾﺳﺄل أﯾﺿﺎ ﻋن اﻟﺗﺄﺧر ﻓﻲ اﻟﺣﺿور ﻣﺎ ﻟم ﺗﻛن ﻟﻪ.
ﻓﺣق اﻟﻣرﯾض ﻓﻲ اﻟﻌﻼج ﻫو ﺣق ﻣن ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ،إذ أن ﻟﻺﻧﺳﺎن ﺣق ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة
وﺣﻘﺎ ﻓﻲ ﺳﻼﻣﺔ ﺑدﻧﻪ ﻓﻠﻪ أﯾﺿﺎ ﺣﻘﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻼج ،ﻓﺎﻟﻣﻬﻣﺔ اﻟﻧﺑﯾﻠﺔ ﻟﻠطﺑﯾب ﺗﺣﺗم ﻋﻠﯾﻪ أن ﯾﻛون
ﻓﻲ ﺧدﻣﺔ اﻟﻔرد واﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻫذا ﻣﺎ أﺷﺎرت إﻟﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 06ﻣن ﻣدوﻧﺔ أﺧﻼﻗﯾﺎت ﻣﻬﻧﺔ
اﻟطب ﺑﻘوﻟﻬﺎ :ﯾﻛون اﻟطﺑﯾب أو ﺟراح اﻷﺳﻧﺎن ﻓﻲ ﺧدﻣﺔ اﻟﻔرد واﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﯾﻣﺎرﺳﺎن
ﻣﻬﺎﻣﻬﻣﺎ ﺿﻣن اﺣﺗرام ﺣﯾﺎة اﻟﻔرد وﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺑﺷري"
إذ ﺗﺗﻣﺛل رﺳﺎﻟﺔ اﻟطﺑﯾب ﻓﻲ اﻟدﻓﺎع ﻋن ﺻﺣﺔ اﻹﻧﺳﺎن اﻟﺑدﻧﯾﺔ واﻟﻌﻘﻠﯾﺔ وﻓﻲ اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن
اﻟﻣﻌﺎﻧﺎة ﺿﻣن اﺣﺗرام ﺣﯾﺎة اﻟﻔرد وﻛراﻣﺗﻪ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ دون ﺗﻣﯾﯾز ﻣن ﺣﯾث اﻟﺟﻧس واﻟﺳﻣن
واﻟﻌرق واﻟدﯾن واﻟﺟﻧﺳﯾﺔ واﻟوﺿﻊ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻟﻌﻘﯾدة اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ أو أي ﺳﺑب آﺧر ﻓﻲ اﻟﺳﻠم
واﻟﺣرب.2
وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس أوﺟب اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻋﻠﻰ اﻟطﺑﯾب ﺿرورة ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻟﻛل ﻣرﯾض
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺧطر ،وأن ﯾﺗﺄﻛد ﻣن ﺗﻘدﯾم اﻟﻌﻼج اﻟﺿروري ﻟﻪ وﻫو ﻣﺎ أﻛدت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 09ﻣن
ﻧﻔس اﻟﻣدوﻧﺔ ﺑﻘوﻟﻬﺎ :ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟطﺑﯾب أو ﺟراح اﻷﺳﻧﺎن أن ﯾﺳﻌف ﻣرﯾﺿﺎ ﯾواﺟﻪ ﺧطرا
وﺷﯾﻛﺎ وأن ﯾﺗﺄﻛد ﻣن ﺗﻘدﯾم اﻟﻌﻼج اﻟﺿروري ﻟﻪ.
83
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
إن اﻣﺗﻧﺎع اﻟطﺑﯾب ﻋن ﺗﻘدﯾم اﻟﻌﻼج واﻟﻣداواة ﻟﻠﻣرﯾض ﻓﻲ ﻏﯾر اﻟظروف اﻟﺧﺎﺻﺔ
واﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﯾﻌد ﺳﻠوﻛﺎ ﻣﻧﺣرﻓﺎ ﯾﻣﺛل ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧون واﻵداب واﻷﺧﻼق اﻟطﺑﯾﺔ.1
وﻣن ﻫذا اﻟﻣﻧطﻠق ﺳﺗﺗطرق إﻟﻰ اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻟﺷﺧص ﻓﻲ
ﺣﺎﻟﺔ ﺧطر وﺗﺑﯾﺎن أرﻛﺎﻧﻬﺎ واﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﻬﺎ.
اﻟﺑﻧد اﻷول :اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺟرﯾﻣﺔ اﻣﺗﻧﺎع اﻟطﺑﯾب ﻋن ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻟﺷﺧص ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺧطر
ﻋﻼﻗﺔ اﻟطﺑﯾب ﺑﺎﻟﻣرﯾض ﻋﻼﻗﺔ ﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﺑﯾن طرﻓﯾن ،ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ذﻟك ﻓﺈن طرﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﻏﯾر
ﻣﺗﻛﺎﻓﺋﯾن ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻗد ﺣﯾث أن اﻟﻣرﯾض ﻓﻲ ﻣﻌظم اﻷﺣﯾﺎن ﯾﻛون ﻟﻪ اﻟﺣق ﻓﻲ اﺧﺗﯾﺎر اﻟطﺑﯾب
اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻛس ﻣن ذﻟك ،ﻓﻲ اﻷﺣﯾﺎن اﻷﺧرى وﻓﻲ ﻣﺟﻣﻠﻬﺎ ﻻ ﯾﺧﺗﺎر اﻟطﺑﯾب اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ
ﻣرﯾﺿﻪ ﺧﺎﺻﺔ اﻟطﺑﯾب اﻟذي ﯾﻌﻣل ﻓﻲ ﻣرﻓق اﺳﺗﺷﻔﺎﺋﻲ ﻋﻣوﻣﻲ ﻓﻼ ﯾﺣق ﻟﻪ اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن
ﻋﻼج أي ﻣرﯾض وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻣﺳﺗﻌﺟﻠﺔ واﻟﺣرﺟﺔ وﻻ ﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﻻ ﯾوﺟد ﻓﯾﻬﺎ طﺑﯾب ﻏﯾرﻩ.
إن اﻟطﺑﯾب اﻟﻣﻧﺎوب اﻟذي ﻻ ﯾوﺟد ﺑﻣﻛﺎن ﻋﻣﻠﻪ ﯾرﺗﻛب ﺟرﯾﻣﺔ ﻋدم ﺗﻘدﯾم ﻣﺳﺎﻋدة
اﻟﺷﺧص ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺧطر ،إذا ﻣﺎ وﻗﻊ ﻟﻬذا اﻟﺷﺧص ﺿرر ﻣن ﺟراء ﻏﯾﺎب اﻟطﺑﯾب وأﻛﺛر ﻣن
ﻫذا إذا ﻛﺎن ﺣﺎﺿرا ورﻓض ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻟﻠﻣرﯾض.
اﻟﺑﻧد اﻟﺛﺎﻧﻲ :أرﻛﺎن ﺟرﯾﻣﺔ اﻣﺗﻧﺎع اﻟطﺑﯾب ﻋن ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻟﺷﺧص ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺧطر
ﻛﺑﻘﯾﺔ اﻟﺟراﺋم اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟذﻛر ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻣن رﻛﻧﯾن اﻟﻣﺎدي واﻟﻣﻌﻧوي واﻟﻌﻘوﺑﺔ
اﻟﻣﻘررة ﻟﻬﺎ ،وﻫذا ﻣﺎ ﺳﻧﺗﻧﺎوﻟﻪ ﻓﻲ اﻷﺗﻲ:
أوﻻ :اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻟﺟرﯾﻣﺔ إﻣﺗﻧﺎع اﻟطﺑﯾب ﻋن ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻟﺷﺧص ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺧطر
إن دراﺳﺔ اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻓﻲ ﺟرﯾﻣﺗﻪ اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟﺗﻲ ﯾرﺗﻛﺑﻬﺎ ﺣﺎل وﺟود
ﺷﺧص ﻓﻲ ﺧطر ﺗﻘﺗﺿﻲ ﻋدة ﻋﻧﺎﺻر وﻫﻲ ﻓﻲ اﻷﺗﻲ:
1ﻣﻼﻟﺣﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠطﺑﯾب،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ،ﻣذﻛرة ﻣﻛﻣﻠﺔ ﻣن ﻣﺗطﻠﺑﺎت ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق،
ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺟﻧﺎﺋﻲ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق و اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ،ﺑﺳﻛرة ، 2016،ص .108
84
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
-1ﻣﻔﻬوم اﻟﺧطر
ﻟﻘد ﻋرف اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺧطر اﻟذي ﺗﻘوم ﺑﻪ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠطﺑﯾب ﻓﻲ ﺟرﯾﻣﺔ اﻹﻣﺗﺎع ﻋن
ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﺑﺄﻧﻪ ذﻟك اﻟﺧطر اﻟﺣﺎل واﻟﺣﻘﯾﻘﻲ واﻟﺛﺎﺑت اﻟذي ﯾﺗطﻠب ﺗدﺧﻼ ﻣﺑﺎﺷرا ﻣن
اﻟطﺑﯾب.1
وﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺧطر اﻟﺣﺎل اﻟوﺷﯾك اﻟوﻗوع ﻛﻣﺎ ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺧطر اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ أﻻ ﯾﻛون ﻣﺣﺗﻣﻼ أو
ﻣﻔﺗرﺿﺎ أو وﻫﻣﯾﺎ وﻓﺿﻼ ﻋن ذﻟك ﯾﺗﻌﯾن أن ﯾﻛون طﺎرﺋﺎ ﻏﯾر ﻣﺗوﻗﻌﺎ ،ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﺷﺗرط اﻟﻣوت
ﻟﻘﯾﺎم اﻟﺧطر 2ﺑل ﯾﻛﻔﻲ أن ﯾﻛون ﻣﻬددا ﻟﻠﺗﻛﺎﻣل اﻟﺟﺳدي واﻟﻘﺎﻧون ﻟم ﯾﺣدد ﻣﺻدرا ﻟﻠﺧطر
اﻟﻣوﺟب ﻟﺗﻘدﯾم اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻓﻘد ﯾﻛون اﻟﺧطر ﻣرﺿﺎ أو ﺟرﺣﺎ أو ﺣﺎدﺛﺎ ...اﻟﺦ ،أو ﻻ ﯾﺳﻣﺢ
ﻟﺿﺣﯾﺔ ﻓﺎﻗدة اﻟوﻋﻲ ﺑﺎﻹدﻻء ﺑﻣواﻓﻘﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗدﺧل اﻟطﺑﻲ أو اﻟﺟراﺣﻲ وﻫذا ﻣﺎ ﺟﺎءت ﺑﻪ
اﻟﻣﺎدة 44ﻣن ﻣدوﻧﺔ أﺧﻼﻗﯾﺎت ﻣﻬﻧﺔ اﻟطب ﻋﻠﻰ أﻧﻪ.....":وﻋﻠﻰ اﻟطﺑﯾب أو ﺟراح اﻷﺳﻧﺎن
أن ﯾﻘدم اﻟﻌﻼج اﻟﺿروري إذا ﻛﺎن اﻟﻣرﯾض ﻓﻲ ﺧطر أو ﻏﯾر ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ اﻹدﻻء ﺑﻣواﻓﻘﺗﻪ.
-2أن ﯾﻛون اﻟﺷﺧص ﻓﻲ ﺧطر
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺷﺧص ﻓﻲ ﻣﻔﻬوم اﻟﻘﺎﻧون اﻹﻧﺳﺎن اﻟﺣﻲ ﺣﺗﻰ وﻟو ﻛﺎن ﻓﺎﻗد اﻟوﻋﻲ وﻻ ﯾرﻓﻊ ﻋن
اﻟطﺑﯾب اﻟﻣﺳﺎءﻟﺔ إذا إدﻋﻰ ﺑﺟﻬل ﺧطورة اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺣﺿرﻫﺎ أو إﺳﺗدﻋﻲ ﻣن أﺟﻠﻬﺎ طﺎﻟﻣﺎ
أﻧﻪ ﻟم ﯾﻘم ﺑﺈﺟراء ﻓﺣص وﺗﺷﺧﯾص واﻟﺗﺄﻛد ﻣن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺧطر ،3إذ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟطﺑﯾب ﻓﻲ
ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت اﻹﺳراع وطﻠب اﻟﻣﺳﺎﻋدة وﺗﻘﯾﯾم اﻟوﺿﻊ اﻟذي ﯾوﺟد ﻓﯾﻪ اﻟﻣراد إﺳﻌﺎﻓﻪ ﻛﻣﺎ
أﻧﻪ ﻻ ﯾﺷﺗرط ﺣدوث ﺿرر أو ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠﻣرﯾض ﺑل ﺗﻘوم ﻛﺟرﯾﻣﺔ ﺑﻣﺟرد اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﺗﻘدﯾم
اﻟﻣﺳﺎﻋدة.
1ﻣﺣﻣود اﻟﻘﺑﻼوي ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠطﺑﯾب ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ، .2004ص69
2ﺣﺑﯾب إﺑراﻫﯾم ﺧﻠﯾل،ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﻣﺗﻧﻊ اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر، 1990 ،
ص 226ﻧﻘﻼ ﻋن ﺑن ﻓﺗﺎح ﻋﺑد اﻟرﺣﯾم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 74 -73
3ﻣﺣﻣود اﻟﻘﺑﻼوي ،اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص 71
85
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
86
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻣﺗﻧﺎع اﻟطﺑﯾب ﻋن ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻟﺷﺧص ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺧطر
إن ﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻟﺷﺧص ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺧطر ﻻ ﯾﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون
إﻻ إذا ارﺗﻛﺑت ﻋﻣدا أي أن ﯾﻛون اﻟﺷﺧص ﻋﻠﻰ ﻋﻠم ﺑﺎﻟﺧطر وﯾﻣﺗﻧﻊ إرادﯾﺎ ﻋن ﺗﻘدﯾم
اﻟﻣﺳﺎﻋدة ،1وأن ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻻ ﺗﺷﺗرط أﺻدا ﺧﺎﺻﺎ ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﻣﻣﺗﻧﻊ ،ﺑل ﯾﻛﻔﻲ اﻻﻣﺗﻧﺎع
ﻟﻠطﺑﯾب اﻹرادي أي ﺗواﻓر ﻗﺻد اﻻﻣﺗﻧﺎع اﻟﻌﺎم ﻟدى ﻣرﺗﻛب اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،ﻓﺈذا اﻧﻌدﻣت إرادﺗﻪ ﻻ
ﯾﻣﻛن أن ﯾﻧﺳب إﻟﯾﻪ اﻻﻣﺗﻧﺎع ،وﻋﻠﯾﻪ ﯾﻧﺗﻘﻲ ﻗﺻد اﻟطﺑﯾب ﻓﻲ اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﺳﺎﻋدة
ﻟﻠﻣرﯾض إذا ﺛﺑت أﻧﻪ ﺣﺎول وﺑذل اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ اﻟﻣرﺟوة ﻣﻧﻪ ،ﻛﺗﺣوﯾﻠﻪ ﺑﺳرﻋﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﺷﻔﻰ ووﺿﻌﻪ
ﺗﺣت اﻟﻣراﻗﺑﺔ أو اﻷﻣر ﺑﺗﺣوﯾﻠﻪ إﻟﻰ ﻣرﻓق اﺳﺗﺷﻔﺎﺋﻲ ﻋﻣوﻣﻲ آﺧر ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻗﻠﺔ اﻷﺟﻬزة
اﻟطﺑﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ أو اﻷطﺑﺎء اﻟﻣﺧﺗﺻﯾن ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣرﻓق اﻹﺳﺗﺷﻔﺎﺋﻲ اﻟﻣﺗواﺟد ﺑﻬﺎ اﻟﺷﺧص
اﻟﻣراد إﺳﻌﺎﻓﻪ.
ﯾﻘوم اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي ﻓﻲ ﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻟﺷﺧص ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺧطر ﻋن
ﻋﻧﺻرﯾن ﻫﻣﺎ اﻟﻌﻠم واﻹرادة.
-1اﻟﻌﻠم ﺑﺎﻟﺧطر
ﯾﺗطﻠب اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻋﻠم اﻟﺷﺧص ﺑوﺟود ﺧطر ﺣﺎل وﺣﻘﯾﻘﻲ وﻫذا اﻟﻌﻠم ﻗد ﯾﻛون
ﻣﺑﺎﺷرا أو ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷر ،وﯾﻛﻔﻲ ﺣﺳب رأي ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﻛم ﻟﻬﺎ ﻓﻲ 26
ﻧوﻓﻣﺑر 1969أن ﯾﺗﺄﻛد اﻟﻣﺗﻬم ﺑﻧﻔﺳﻪ ﻣن وﺟود ﺧطر ﯾﻘﺗﺿﻲ ﺿرورة اﻟﺗدﺧل إﻻ أﻧﻪ ﯾﻣﺗﻧﻊ
ﻋﻧﻪ ،ﻓﻘد ﻗﺿت ﺑﺈداﻧﺔ ﺷﺧص إﻣﺗﻧﻊ ﻋن ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻣرﯾض ﺑﺎﻟﻘﻠب رﻏم ﺑﻘﺎﻧﻪ ﺳﺎﻋﺎت
طوﯾﻠﺔ ﯾﺗﺄﻟم ﻣﻊ ﻋﻠﻣﻪ ﺑﻣرﺿﻪ
وا ٕ ذا ﻛﺎن اﻟﻌﻠم اﻟﻣﺑﺎﺷر ﺑﺎﻟﺧطر ﻻ ﯾﺛﯾر أي إﺷﻛﺎل ،ﻓﺈن اﻟﻌﻠم ﺑطرﯾﻘﺔ ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ﻗد
ﯾطرح ﺑﻌض اﻹﺷﻛﺎﻻت ﻷن اﻟطﺑﯾب ﺑﻌﯾد ﻋن اﻟﻣرﯾض ،إذ ﻻ ﯾﺗﺳﻧﻰ ﻟﻪ ﺗﻘدﯾر ﻣدى ﺧطورة
ﺣﺎل اﻟﻣرﯾض إﻻ ﻋن طرﯾق اﻟطب اﻟﻣﺗﻧﻘل وﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ﻓﻘد أﻟزم اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري
1أﺳﺎﻣﺔ ﻋﺑد اﷲ ﻗﺎﯾد ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻸطﺑﺎء ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ،اﻟﻘﺎﻫرة ، 2003،ص .360
87
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
اﻟﻬﯾﺎﻛل واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻟﻠﺻﺣﺔ واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﺻﺣﺔ اﻟﻣوﻛﻠﺔ ﻟﻬﺎ ﻣﻬﻣﺔ اﻟﺧدﻣﺔ
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﺿﻣﺎن اﻟﺗﻛﻔل اﻟطﺑﻲ ﺑﺎﻷﺷﺧﺎص ﻓﻲ وﺿﻊ ﺻﻌب اﻟﻣذﻛورﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 88ﻣن
ﻗﺎﻧون اﻟﺻﺣﺔ رﻗم 11/18ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻫﯾﺎﻛﻠﻬﺎ اﻟﺻﺣﯾﺔ وﺑﺎﻟﻣﻧزل ،1ﺣﯾث ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة
3/88ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ أﻧﻪ :ﯾﻌﺗﺑر اﻷﺷﺧﺎص ﻓﻲ وﺿﻊ ﺻﻌب ﻻ ﺳﯾﻣﺎ
....اﻷﺷﺧﺎص ﺿﺣﺎﯾﺎ اﻟﻛوارث أو أي ﺣﺎدث اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ آﺧر اﻟذﯾن ﻫم ﻓﻲ وﺿﻌﯾﺔ ﻣﺎدﯾﺔ أو
اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻫﺷﺔ ، ......وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد ﯾﻛون اﻟطﺑﯾب ﻣﺣل اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم
اﻣﺗﺛﺎﻟﻪ ﻟﺗﺳﺧﯾرة اﻟﻣوﺟﻬﺔ إﻟﯾﻪ ﻣن طرف اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ 2ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟطب اﻟﻣﺗﻧﻘل.
-2ﻋﻧﺻر اﻹرادة
وﻫو اﻟﻌﻧﺻر اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﺗﻘدﯾم
اﻟﻣﺳﺎﻋدة ،ﻓﻧﺎدرا ﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﻋدم اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻣﻧطوﯾﺎ ﻋن إرادة ﺻرﯾﺣﺔ ﺑل ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ
ﺗظﻬر ﻫذﻩ اﻹرادة ﻣن ظروف وﻣﻼﺑﺳﺎت ﻛل واﻗﻌﺔ ،ﻓﺎﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ ﺗﻘرﯾرﻩ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﯾﺑﺣث ﻋﻣﺎ
إذا ﻛﺎن اﻟﻣﺗﻬم ﻗد أﺧل ﺑﺎﻟﺗزاﻣﻪ اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ اﻟذي ﯾﻔرض ﻋﻠﯾﻪ ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻟﻠﻐﯾر اﻟﻣوﺟود ﻓﻲ
ﺣﺎﻟﺔ ﺧطر وﺗﻘدﯾر ذﻟك ﻛل ﻣرﺟﻌﻪ ظروف اﻟﺣﺎﻟﺔ وﻗت طﻠب اﻟﻣﺳﺎﻋدة أﺧذ ﺑﻣﻌﯾﺎر اﻟرﺟل
اﻟﻌﺎدي اﻟﻣوﺟود ﻓﻲ ﻧﻘص ظروف اﻟﻣﺗﻬم ﻓﺈذا ﺛﺑت ﺗﻘﺻﯾر ﻣن اﻟطﺑﯾب أو ﺧروج ﻣﻧﻪ ﻋن
اﻟﺳﻠوك اﻟﻣﻌﺗﺎد ﻓﻲ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت ﯾﻌد ﻣرﺗﻛﺑﺎ ﻟﺧطﺄ ﺟﻧﺎﺋﻲ ﯾﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻪ .
اﻟﺑﻧد اﻟﺛﺎﻟث :اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻣﺗﻧﺎع اﻟطﺑﯾب ﻋن ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻟﺷﺧص ﻓﻲ
ﺣﺎﻟﺔ ﺧطر
إن اﻟطﺑﯾب ﻛﻐﯾرﻩ ﻣن اﻷﺷﺧﺎص ﻗد ﯾﻛون ﻣﻌرﺿﺎ ﻟﻠﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋن ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ
ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻣﺗﻧﺎﻋﻪ ﻋن ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻟﺷﺧص ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺧطر ﺑل أن ﻣﻬﻧﺗﻪ ﻛطﺑﯾب ﻗد ﺗﻌﺗﺑر
ظرﻓﺎ ﻣﺷددا ﻓﻲ ﺗﻘدﯾر اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ.
88
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﻛﻣﺎ أن اﻟطﺑﯾب ﺑﺣﻛم ﻣﻬﻧﺗﻪ وﻧﺑل رﺳﺎﻟﺗﻪ ﻻ ﯾﺗﺻور ﻓﯾﻪ ﺗرك ﻣرﯾض ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺧطر ﻷن
ﺿﻣﯾرﻩ ﯾﻠزﻣﻪ ﺑﺗﻠﺑﯾﺔ ﻧداء اﻟﻣرﯾض وﻋﻼﺟﻪ ﺳﯾﯾﺎ ﻋن ﻣﺎ ﺗﻘدم ﻓﺈن اﻟطﺑﯾب ﻣﺗﻰ اﻣﺗﻧﻊ ﺑﻣﺣض
إرادﺗﻪ ﻋن ﺗﻘدﯾم اﻟﻌون اﻟﺷﺧص ﻓﻲ ﺧطر وﻟم ﯾﻛن ذﻟك ﯾﺷﻛل ﻣﺧﺎطرة ﻟﻪ أو ﻟﻠﻐﯾر وﻛﺎن
ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﻪ اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﺳواء ﺑﻌﻠﻣﻪ اﻟﺷﺧﺻﻲ أو ﯾطﻠب اﻟﻌون وﻗﻊ ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻟﺗﺣرﯾم اﻟﻣﻌﺎﻗب
ﻋن ﻫذا اﻟﺳﻠوك ﻓﻘد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 182ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋري ﺑﺄﻧﻪ ﯾﻌﺎﻗب ﺑﺎﻟﺣﺑس
ﻣن ﺛﻼﺛﺔ أﺷﻬر إﻟﻰ ﺧﻣس ﺳﻧوات وﺑﻐراﻣﺔ ﻣن 500إﻟﻰ 15.000دج أو ﺑﺈﺣدى ﻫﺎﺗﯾن
اﻟﻌﻘوﺑﺗﯾن ﻛل ﻣن ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﺑﻔﻌل ﻣﺑﺎﺷر ﻣﻧﻪ وﺑﻐﯾر ﺧطورة ﻋﻠﯾﻪ أو ﻋﻠﻰ اﻟﻐﯾر أن ﯾﻣﻧﻊ وﻗوع
ﻓﻌل ﻣوﺻوف ﺑﺄﻧﻪ ﺟﻧﺎﯾﺔ أو وﻗوع ﺟﻧﺣﺔ ﺿد ﺳﻼﻣﺔ ﺟﺳم اﻹﻧﺳﺎن ،واﻣﺗﻧﻊ ﻋن اﻟﻘﯾﺎم ﺑذﻟك
ﺑﻐﯾر إﺧﻼل ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺑﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻘوﺑﺎت أﺷد ﯾﻧص ﻋﻧﻬﺎ ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون أو اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺧﺎﺻﺔ
،ﻛﻣﺎ ﯾﻌﺎﻗب ﺑﺎﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻛل ﻣن اﻣﺗﻧﻊ ﻋﻣدا ﻋن ﺗﻘدﯾم ﻣﺳﺎﻋدة إﻟﻰ ﺷﺧص ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
ﺧطر ﻛﺎن ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﻪ ﺗﻘدﯾﻣﻬﺎ إﻟﯾﻪ ﺑﻌﻣل ﻣﺑﺎﺷر أو ﯾطﻠب اﻹﻏﺎﺛﺔ ﻟﻪ وذﻟك دون أن ﯾﻛون ﻫﻧﺎك
ﺧطورة ﻋﻠﯾﻪ أو ﻋﻠﻰ اﻟﻐﯾر.1
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻘﻧﯾن اﻟﺻﺣﺔ .
ﻧص اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻋﻠﻰ اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﻗد ﯾرﺗﻛﺑﻬﺎ اﻟطﺑﯾب ﻓﻲ ﺗﻘﻧﯾن اﻟﺻﺣﺔ اﻟﺻﺎدر
ﻓﻲ ﺳﻧﺔ 1985ﻓﻲ اﻟﺑﺎب اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻷﺣﻛﺎم اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﻣﺗﺿﻣﻧﺎ ﻟﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل
ﺟرﯾﻣﺔ،ﺑﺣﯾث ﺗﻧﺎول اﻷﻣر رﻗم 05/85اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 26ﺟﻣﺎدى اﻷوﻟﻰ 1405اﻟﻣواﻓق ل 16
أﻓرﯾل 1985واﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻘﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺻﺣﺔ وﺗرﻗﯾﺗﻬﺎ ،واﻟذي ورد ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺗﻌدﯾﻼت
ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 15/88اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 16رﻣﺿﺎن ﻋﺎم 1408اﻟﻣواﻓق ل 03ﻣﺎي
ﺳﻧﺔ 1988وﻛذا ﻗﺎﻧون رﻗم 07-06اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 19ﺟﻣﺎدی اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻋﺎم 1427اﻟﻣواﻓق ل
15ﺟوﯾﻠﯾﺔ ﺳﻧﺔ ،2006وﻛذﻟك اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 13-08اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 17رﺟب ﻋﺎم 1429
1اﻟﻣﺎدة 182ﻣن ﻗﺎﻧون رﻗم 01-09اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 25ﻓﺑراﯾر ، 2009ﯾﻌدل وﯾﺗﻣم اﻷﻣر 156-66اﻟﻣؤرخ 8ﻓﻲ ﯾوﻧﯾو
،1966اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ﻗﺎﻧون 19-15اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 30دﯾﺳﻣﺑر ، 2015ج،ر،ج،ج اﻟﻌدد 71
اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ 25ﺟﺎﻧﻔﻲ ،2016ص.78
89
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
1
ﻗﺎﻧون 05/85اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺻﺣﺔ وﺗرﻗﯾﺗﻬﺎ اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم
90
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ واﻟﺗﻲ ﻛﻐﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﺟراﺋم ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ رﮐن ﻣﺎدي وآﺧر ﻣﻌﻧوي،
وﻫذا ﻣﺎ ﺳﻧﺗطرق إﻟﯾﻪ ﺑﺷﻲء ﻣن اﻟﺗﻔﺻﯾل ﻣﺧﺻﺻﯾن ﻟﻛل رﻛن ﻓرع ﺧﺎص ﺛم ﻧﺑﯾن
اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة واﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ.
اﻟﺑﻧد اﻷول :أرﻛﺎن ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻐﯾر ﺷرﻋﯾﺔ ﻟﻣﻬﻧﺔ اﻟطب
أوﻻ :اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي
إن ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻷﻋﻣﺎل اﻟطﺑﯾﺔ واﻟﺟراﺣﯾﺔ ﺑﻌد اﺳﺗﻌﻣﺎﻻ ﻟﺣق ﻣﻘرر ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون ،وﻟذﻟك ﻓﺈن
اﻟﺟﺎﻧﻲ ﯾﻔﺗرض ﻓﯾﻪ اﻟﻌﻠم ﺑﺎﻟﻧص اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻣﻧذ ﻧﻔﺎذﻩ ،1وﻣﻊ ذﻟك ﻓﺈذا اﻋﺗذر اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺑﺟﻬﻠﻪ
ﻟﻠﻘﺎﻋدة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ وﻣﺎرس اﻟﻌﻣل اﻟطﺑﻲ ﻣن ﺷﺧص ﻏﯾر طﺑﯾب ﻓﺈن اﻟﻘﺎﻧون ﯾﻌﺎﻗﺑﻪ ﺟزاﺋﯾﺎ
وﻣدﻧﯾﺎ.
وﻣن ﻫﻧﺎ ﯾﻘوم اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻟﻬذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻓﻲ ﻗﯾﺎم اﻟﺷﺧص ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﻬﻧﺔ اﻟطب ﻣن
ﻏﯾر أن ﺗﺗواﻓر ﻓﯾﻪ اﻟﺷروط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
ﻬﻧﺔ اﻟطب ﺣﺎﺋز وﺣﺳب اﻟﺣﺎﻟﺔ وا ٕ ﺣدى اﻟﺷﻬﺎدات اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،وذﻟك
-أن ﯾﻛون اﻟذي ﯾﻣﺎرس ﻣ
أﻣﺎ ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﺷﻬﺎدة ﺷﻬﺎدة دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟطب ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ رﺧﺻﺔ ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻋﻣﻠﻪ اﻟطﺑﻲ
وﻟذﻟك ﯾﻘوم ﻓﯾﻪ اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﺣﺗﻰ وﻟو ﻧﺟﺢ ﻓﻲ ﺷﻔﺎء اﻟﻣرﯾض وﻋﻼﺟﻪ ،أو أن ﯾﺗﺣﺻل
ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎدة أﺟﻧﺑﯾﺔ ﺷرﯾطﺔ أن ﯾﻛون ﻣﻌﺗرﻓﺎ ﺑﻣﻌﺎدﻟﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر.
-أﻻ ﯾﻛون ﻣن ﯾﻣﺎرس ﻫذﻩ اﻟﻣﻬﻧﺔ ﻣﺻﺎﺑﺎ ﺑﻌﺎﻫﺔ أو ﺑﻌﻠﻪ ﻣرﺿﯾﺔ ﻣﻧﺎﻓﯾﺎ ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣﻬﻧﺔ،
وﺑﻣﻔﻬوم اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﯾﻘوم اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻟﻬذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﺗﻌﺗﺑر ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﻬﻧﺔ اﻟطب ﻏﯾر ﺷرﻋﯾﺔ،
إذا ﻛﺎن ﻣن ﯾﻣﺎرﺳﻬﺎ ﻣﺻﺎﺑﺎ ﺑﻌﺎﻫﺔ ﺗﻌﯾق ﻋﻣﻠﻪ أو ﺑﻌﻠﺔ ﻣرﺿﯾﺔ ﻣﻌدﯾﺔ أو ﺑﺄي ﻣرض ﻣﻌدي
آﺧر ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾﻌﯾق ﻗﯾﺎﻣﻪ ﺑﺎﻟﻌﻣل اﻟطﺑﻲ أو اﻟﺟراﺣﻲ ﻋﻠﻰ ﯾﻌﯾق ﻗﯾﺎﻣﻪ ﺑﺎﻟﻌﻣل اﻟطﺑﻲ أو
اﻟﺟراﺣﻲ ﻋﻠﻰ أﻛﻣل وﺟﻪ أو ﯾؤدي ﺑﺄﺿرار ﻋﻠﻰ اﻟﻣرﺿﻰ.
1ﻣﺣﻣد ﯾو ﺳف ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟطﺑﯾﺔ ،ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ﺑﯾروت ،2003 ،ص .183
91
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
-وﯾدﺧل ﻓﻲ ﻧطﺎق ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﯾﻛون رﻛﻧﻬﺎ اﻟﻣﺎدي وﯾﻌد ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻟﻣﻬﻧﺔ اﻟطب اﻟﻐﯾر ﺷرﻋﯾﺔ
إذا ﻗﺎم ﻣن ﻫو ﻓﻲ إطﺎر ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ﺣﺗﻰ وﻟو اﺳﺗوﻓت ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺷروط اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟﻣزاوﻟﺔ ﻣﻬﻧﺔ
اﻟطب ،وﻗﺎم ﺑﻔﻌل ﻣﺧل ﺑﺎﻟﺣﯾﺎء.1
وﻛذﻟك ﯾدﺧل ﻓﻲ ﻧطﺎق ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﻛﻣﺎ ورد ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 197ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺻﺣﺔ
وﺗرﻗﯾﺗﻬﺎ أن ﯾﻛون ﻣن ﯾﻣﺎرس ﻣﻬﻧﺔ اﻟطب ﻟﯾس ﺟزاﺋري اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ ،وﻧﺳﺗﺛﻧﻲ ﻣن ﻫذا ﻛل
اﻷﺷﺧﺎص اﻟﺗﻲ ﺗﻛون دوﻟﺗﻪ ﻣﺗرﺑطﻬﺎ ﻣﻌﺎﻫدات واﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﺗﺳﻣﺢ ﻷﻋﺿﺎﺋﻬﺎ ﺑﻣزاوﻟﺔ ﻣﻬﻧﺔ
اﻟطب ﻓﻲ داﺧل اﻟﺗراب اﻟﺟزاﺋري.
وﯾﻘوم اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻟﻬذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟطﺑﯾب اﻟذي ﻣﻧﻊ وﻟﻔﺗرة ﻣﺣددة طﺎﻟت أو ﻗﺻرت
ﻣن ﻣزاوﻟﺔ ﻣﻬﻧﺔ اﻟطب ﺑﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ ،ورﻏم ذﻟك ﺧﻠف اﻟﺣﻛم وﻗﺎم ﺑﻣزاوﻟﺔ ﻣﻬﻧﺔ اﻟطب.
وأﺧﯾرا ﯾﻌد ﻛل ﺷﺧص ﻣﻣﺎرس ﻟﻣﻬﻧﺔ اﻟطب اﻟﻐﯾر ﺷرﻋﯾﺔ ﻟﻛل ﺷﺧص ﯾﻣﺎرس ﻋﺎدة ﺑﻣﻘﺎﺑل
أو ﺑﻐﯾر ﻣﻘﺎﺑل وﻟو ﻛﺎن ﺑﺣﺿور اﻟطﺑﯾب وذﻟك ﺑﺈﻋداد أو ﺗﺷﺧﯾص أو ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ أﻣراض أو
إﺻﺎﺑﺎت ﺟراﺣﯾﺔ دون أن ﺗﺳﺗوﻓﻲ ﻓﯾﻪ اﻟﺷروط اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 137ﻣن ﻧﻔس
اﻟﻘﺎﻧون ،وﻋﻠﯾﻪ أﻧﻪ ﺑﻔﻌل اﻟﺗﺷﺧﯾص واﻟﻌﻼج وﺗﻘدﯾم اﻷدوﯾﺔ واﻟﻧﺻﺎﺋﺢ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أﻧﻪ طﺑﯾب
أو ﺟراﺣﺎ اﺧﺗﺻﺎﺻﻲﺣﺗﻰ وا ٕ ن درس ﺗﺧﺻﺻﺎ ﻓﻲ ﻣﻬﻧﺔ اﻟطب وﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻣﻌﯾن وﻟﻛن ﻏﯾر
ﻣرﺧص ﻟﻪ ﺑذﻟك أو أن ﯾﻛون ﻗد ﺣﺻل ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎدة أﺟﻧﺑﯾﺔ ﻣﻌﺗرف ﺑﻣﻌﺎدﻟﺗﻬﺎ ﻏﯾر أﻧﻪ ﻻ
ﺗﺗوﻓر ﻓﯾﻪ اﻟﺷروط اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة ،197ﯾدﺧل ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻷﺷﺧﺎص
اﻟﻣﻣﺎرﺳﯾن ﻟﻣﻬﻧﺔ اﻟطب اﻟﻐﯾر ﺷرﻋﯾﺔ وﯾﺗواﻓر ﻓﯾﻬم اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ،أو أن ﯾﻘوم اﻟﺷﺧص
اﻟﺣﺎﻣل ﻟﺷﻬﺎدة اﻟطب أو اﻟطﺑﯾب اﻟﻣﺧﺗص ﺑﺗﻘدﯾم ﻣﺳﺎﻋدة ﻟﻸﺷﺧﺎص اﻟﻣذﻛورﯾن أﻋﻼﻩ
وﯾﺷﺗرك ﻓﻲ أﻋﻣﺎﻟﻬم ،وذﻟك ﺑﺄن ﯾﻘدم طرﯾﻘﺔ ﻣن اﻟطرق ﻟﻛﯾﻔﯾﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻌﻣل اﻟطﺑﻲ أو ﯾﺳﻬل
1
ﻋﺑد اﻟوﻫﺎب ﻋرﻓﺔ ،اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ و اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﻠطﺑﯾب و اﻟﺻﯾدﻟﻲ،دار اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ
اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ 2006،ص.62
92
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
اﻟﻬم أﻋﻣﺎﻟﻬم اﻟﻐﯾر ﺷرﻋﯾﺔ ،ﻛذﻟك ﯾﻌد اﻟطﺑﯾب ﻣﻣﺎرﺳﺎ ﻟﻣﻬﻧﺔ اﻟطب اﻟﻐﯾر ﺷرﻋﯾﺔ إذا ﻛﺎن
ﺷرﯾﻛﺎ ﻓﻲ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟذﻛر.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي:
ﯾﺗﺧذ اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي ﻟﻬذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺻورة اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ،وﻫو ﯾﺗﺣﻘق ﺑﻌﻠم اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺑﺄن
اﻟﻌﻣل أو اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ ﺗﻌد ﻣن ﻗﺑﯾل اﻷﻋﻣﺎل اﻟطﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗدﺧل ﺿﻣن ﻣﻔﻬوم
اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻐﯾر ﺷرﻋﯾﺔ ﻟﻠطﺑﯾب ﺳواء ﻛﺎن اﻟﺟﺎﻧﻲ طﺑﯾﺑﺎ أو ﺟراﺣﺎ أو ﻛﺎن ﺷﺧص ﻋﺎدي
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﺗﺟﺎﻩ إرادﺗﻪ اﻟﺣرة واﻟﺳﻠﯾﻣﺔ اﻟﺧﺎﻟﯾﺔ ﻣن ﻋﯾوب اﻟرﺿﺎ إﻟﻰ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬذﻩ اﻷﻓﻌﺎل ﻏﯾر
اﻟﻣﺷروﻋﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ﻛذﻟك ﯾﻘوم اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي ﻟﻬذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺑﺄن ﯾﻘوم اﻟطﺑﯾب ﺑﺈرادﺗﻪ
اﻟﺣرة إﻟﻰ اﻻﺷﺗراك اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺗﻲ ﺗﻌد ﻣن ﻗﺑﯾل اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻐﯾر ﺷرﻋﯾﺔ ﻟﻣﻬﻧﺔ اﻟطب ﺑﺄن ﯾﻣدﻫم
ﯾد اﻟﻌون واﻟﻣﺳﺎﻋدة وذﻟك ﺑﺄي طرﯾﻘﺔ ﻛﺎﻧت.
اﻟﺑﻧد اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺟرﯾﻣﺔ
ﺑﺎﻛﺗﻣﺎل اﻷرﻛﺎن اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟذﻛر ﯾﻛﺗﻣل اﻟﺑﻧﺎء اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻐﯾر ﺷرﻋﯾﺔ
اﻟﻣﻬﻧﺔ اﻟطﺑﯾب وﺗطﺑق ﻋﻠﻰ ﻓﺎﻋﻠﻬﺎ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﻬذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻧص
اﻟﻣﺎدة 234ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 05/85واﻟﺗﻲ أﺣﺎﻟت ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة إﻟﻰ ﺗطﺑﯾق اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻧﺻوص
اﻟﻣﺎدة 243ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ﺑﻘوﻟﻬﺎ "ﺗطﺑق اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ 243ﻣن ﻗﺎﻧون
اﻟﻌﻘوﺑﺎت 1ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻏﯾر اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﻟﻠطب واﻟﺟراﺣﺔ واﻟﺻﯾدﻟﺔ وﻣﻬن اﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟطﺑﯾﺔ ﻛﻣﺎ
ﻫﻲ ﻣﺣددة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدﺗﯾن 214و 210ﻣن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون".
وﻋﻠﯾﻪ ﺗﻛون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﻬذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻛﺎﻵﺗﻲ ،اﻟﺣﺑس ﻣن ﺛﻼﺛﺔ أﺷﻬر إﻟﻰ ﺳﻧﺗﯾن
وﺑﻐراﻣﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣن 100.000إﻟﻰ 200.000دج أو ﺑﺈﺣدى اﻟﻌﻘوﺑﺗﯾن ،وﺗرﺟﻊ اﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻘدﯾر ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻐراﻣﺔ إﻟﻰ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﻣوﺿوع واﻟذي ﯾﺳﺗطﻊ ﺗﺣدﯾد ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ وذﻟك ﻣن
93
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﺧﻼل وﻗﺎﺋﻊ اﻟدﻋوى ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﺗطﺑق ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧﻲ إﺣدى اﻟﻌﻘوﺑﺗﯾن ﻓﻘط أي اﻟﺣﺑس أو
اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﻫذا راﺟﻊ ﻛذﻟك إﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣوﺿوع.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺟرﯾﻣﺔ اﻧﺗﺣﺎل اﻷﻟﻘﺎب اﻟطﺑﯾﺔ
ﻟﻘد ﻋﺎﻗب اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ اﻧﺗﺣﺎل اﻷﻟﻘﺎب اﻟطﺑﯾﺔ ﺑﻧﻔس ﻋﻘوﺑﺔ ﻣزاوﻟﺔ اﻟﻣﻬﻧﺔ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻏﯾر ﺷرﻋﯾﺔ
وذﻟك ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﺟرﯾﻣﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺑذاﺗﻬﺎ وﻫذا ﻣﺎ ﺳﻧﺣﺎول اﻟﺗطرق إﻟﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﺑﻧود اﻵﺗﯾﺔ:
اﻟﺑﻧد اﻷول :اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺟرﯾﻣﺔ اﻧﺗﺣﺎل اﻷﻟﻘﺎب اﻟطﺑﯾﺔ
إذ ﻗد ﯾﻠﺟﺄ ﺑﻌض اﻷطﺑﺎء إﻟﻰ اﻧﺗﺣﺎلاﻷﻟﻘﺎب اﻟطﺑﯾﺔ وﻣواﺻﻔﺎت ﻟم ﯾر ﺧص ﻟﻬم اﻟﻘﺎﻧون
ﺑﻬﺎ وذﻟك ﻻﺑﺗﻐﺎء اﻟﺗروﯾﺞ ﻷﻧﻔﺳﻬم ﻣن اﺟل اﻟرﺑﺢ اﻟﻣﺎدي ﻛﻣن ﯾدﻋﻲ ﻟﻧﻔﺳﻪ ﻋﻠﻰ ﻻﻓﺗﺔ أو
ﺻﻔﺔ طﺑﯾﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺧﺗص ﻓﻲ اﺧﺗﺻﺎص ﻣﻌﯾن ﻟﻣﻬﻧﺔ اﻟطب أو ﻣﺛﻼ ﻟﻛوﻧﻪ ﻣﺣﻠف .....اﻟﺦ.
ﻛﻣﺎ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟطﺑﯾب ﻣزاوﻟﺔ وﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﻬﻧﺔ اﻟطب ﺗﺣت ﻫوﯾﺗﻪ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ وﻫذا ﻣﺎ أﻛدﻩ
اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 168ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺻﺣﺔ رﻗم 18/11ﺑﻘوﻟﻬﺎ" :ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ
ﻣﻬﻧﻲ اﻟﺻﺣﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﻬﻧﺗﻪ ﺗﺣت ﻫوﯾﺗﻪ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ "
ﻛﻣﺎ ﯾﺗظﺎﻫر ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ﺑﻌض اﻷطﺑﺎء ﺑﺣﺻوﻟﻬم ﻋﻠﻰ اﻟﺗرﺧﯾص ﻗﺑل اﻛﺗﻣﺎل
اﻹﺟراءات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟذﻟك أو ﻋﻧدﻣﺎ ﯾوﻗف ﺣﻘﻬم ﻓﻲ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻋﻘوﺑﺔ ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ أو إدارﯾﺔ
وﻫذا ﻣﺎ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻪ اﻧﺗﺣﺎل أﻟﻘﺎب أو ﺻﻔﺎت طﺑﯾﺔ ﺑﻐﯾر وﺟﻪ ﺣق.1
وﺗﺗطﻠب ﺟرﯾﻣﺔ اﻧﺗﺣﺎل اﻷﻟﻘﺎب اﻟطﺑﯾﺔ ﻛﺳﺎﺑﻘﯾﻬﺎ رﻛﻧﯾن اﻟﻣﺎدي واﻟﻣﻌﻧوي واﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻣﻘررة
ﻟﻬﺎ.
1ﮐﺷﯾدة اﻟطﺎﻫر ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠطﺑﯾب،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟطﺑﻲ،ﺟﺎﻣﻌﺔ أﺑو ﺑﻛر ﺑﻠﻘﺎﯾد)،ﺗﻠﻣﺳﺎن( ،2011ص 147
.
94
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
1
ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﷲ ﻣﻼ أﺣﻣد ،ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻌﻣل اﻟطﺑﻲ ﺑﯾن اﻹﺑﺎﺣﺔ و اﻟﺗﺣرﯾم،دار اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ 2012،ص65
95
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
إن اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي ﻣﻔﺗرض ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺑﻣﺟرد ﺗﻘدﯾم ﺷﻬﺎدة طﺑﯾﺔ أو ﺧﺑرة طﺑﯾﺔ أو أي
ﻓﻌل ﻣن اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟطﺑﯾب اﻟﻣرﺧص ﻟﻪ ﺑﻣزاوﻟﺔ ﻣﻬﻧﺔ اﻟطب وﯾﻘوم اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ
ﻟدى اﻟﺟﺎﻧﻲ إذ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻌﺗد ﺑﺎﻟﺑواﻋث اﻟﻧﺑﯾﻠﺔ ﻻرﺗﻛﺎﺑﻪ ،ﻷن اﻟﻘﺻد ﻓﯾﻬﺎ واﺿﺢ واﻟﻣﺗﻣﺛل
1
ﻓﻲ اﻹﺿرار ﺑﺳﻣﻌﺔ طﺑﯾب ﺟراء ﻓﻌﻠﻪ ﻫذا.
اﻟﺑﻧد اﻟﺛﺎﻟث :اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻧﺗﺣﺎل اﻷﻟﻘﺎب اﻟطﺑﯾﺔ
ﻟﻘد ﻧظم اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﺻﺣﺔ رﻗم 11/18أﺣﻛﺎم ﺟزاﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣن
ﯾﺧﺎﻟف أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة 168ﻣن اﻟﻘﺎﻧون ﻧﻔﺳﻪ واﻟﻣذﻛور ﺳﺎﺑﻘﺎ واﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺗﺣت اﻟﻬوﯾﺔ
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻣﻬن اﻟﺻﺣﺔ وذﻟك ﺑﻣﻌﺎﻗﺑﺗﻪ طﺑﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة 247ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻲ
ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﻪ" :ﻛل ﻣن اﻧﺗﺣل ﻟﻧﻔﺳﻪ ﻓﻲ ﻣﺣرر ﻋﻣوﻣﻲ رﺳﻣﻲ أو ﻓﻲ وﺛﯾﻘﺔ إدارﯾﺔ ﻣﻌدة
ﻟﺗﻘدﯾﻣﻬﺎ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﺳم ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺧﻼف اﺳﻣﻪ وذﻟك ﺣق ﯾﻌﺎﻗب ﻣن 500إﻟﻰ 5.000
دﯾﻧﺎر ﺟزاﺋري"
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث :ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﻘﺻﯾر أو اﻟﺧطﺄ اﻟﻣﻬﻧﻲ
ورد اﻟﻧص ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 239ﻣن ﻗﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺻﺣﺔ وﺗرﻗﯾﺗﻬﺎ وذﻟك
ﺑﻘوﻟﻬﺎ "ﯾﺗﺎﺑﻊ طﺑﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدﺗﯾن 288و 289ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت أي طﺑﯾب أو ﺟراح
أﺳﻧﺎن أو ﺻﯾدﻟﻲ وﻣﺳﺎﻋد طﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﻛل ﺗﻘﺻﯾر أو ﺧطﺄ ﻣﻬﻧﻲ ﯾرﺗﻛﺑﻪ ﺧﻼل ﻣﻣﺎرﺳﺗﻪ
ﻣﻬﺎﻣﻪ أو ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬﺎ وﯾﻠﺣق ﺿررا ﺑﺎﻟﺳﻼﻣﺔ اﻟﺑدﻧﯾﺔ ﻷﺣد اﻷﺷﺧﺎص أو ﺑﺻﺣﺗﻪ أو
ﯾﺣدث ﻟﻪ ﻋﺟزا ﻣﺳﺗدﯾﻣﺎ أو ﯾﻌرض ﺣﯾﺎﺗﻪ ﻟﻠﺧطر أو ﯾﺗﺳﺑب ﻓﻲ وﻓﺎﺗﻪ ،وا ٕ ذ ﻟم ﯾﺗﺳﺑب اﻟﺧطﺎ
اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻓﻲ أي ﺿرر ﯾﻛﺗﻔﻲ ﺑﺗطﺑﯾق اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ".
ﺑﺎﻟﺗﻣﻌن ﺟﯾدا ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧص ﻧﺟد أﻧﻬﺎ ﺟرﯾﻣﺔ ﻛﻐﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﺟراﺋم ﺗﻘوم وﺗرﺗﻛز ﻋﻠﻰ رﻛﻧﯾن
أﺳﺎﺳﯾﯾن ،وﻫذا ﻣﺎ ﺳﻧوﺿﺣﻪ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
1ﻣﺣﻣود اﻟﻘﺑﻼوي ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠطﺑﯾب ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،2004ص . 38
96
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
1ﻣﺣﻣد ﺳﻌد ﺧﻠﯾﻔﺔ،اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة وﺳﻼﻣﺔ اﻟﺟﺳد ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة 2010،ص82
97
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺧطﺄ اﻟﻣﻬﻧﻲ اﻟﺟراح اﻟذي ﺗﻌﺟل ﻓﻲ إﺟراء اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺟراﺣﯾﺔ وﻟم ﯾﻛن اﻟﻣرﯾض
ﺑﺣﺎﺟﺔ اﻟﯾﻬﺎ ﻣﻌﺗﻘد أن اﻟﻣرﯾض ﻛﺎن ﯾﺷﻛو ﻣن ﻣرض ﻓﻲ أﺣد أﻋﺿﺎﺋﻪ اﻟداﺧﻠﯾﺔ وﯾﺳﺗﻠزم
اﺳﺗﺋﺻﺎﻟﻪ )ﻛز اﺋدة اﻟدودﯾﺔ ﻣﺛﻼ( ،واﻻ ﻧﺗﺞ ﻋﻧﻬﺎ ﻣﺿﺎﻋﻔﺎت ﺟﺎﻧﺑﯾﺔ ﺧطﯾرة ﺳﺗؤدي ﺑﺣﯾﺎﺗﻪ
وﻋﻧد ﻗﯾﺎﻣﻪ ﺑﺎﻟﻌﻣﻠﯾﺎت وﺟد أن اﻟﻣرﯾض ﻟم ﯾﻛن ﻣﺻﺎب ﺑﺗﻠك اﻟﻌﻠﺔ ﻓﻬﻧﺎك ﯾﻛون اﻟﺟراح ﻗد
ﻋرض ﺣﯾﺎة اﻟﻣرﯾض ﻟﻠﺧطر ﻣن ﺟراء إﺟراء ﺗﻠك اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﻗد ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﻬﺎ ﻧزﯾف دﻣوي أو
أي ﻣﺿﺎﻋﻔﺎت أﺧرى ﺗؤدي إﻟﻰ وﻓﺎة اﻟﻣرﯾض.1
ﻛذﻟك ﯾﺳﺄل اﻟطﺑﯾب ﻋن ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﺑﺎطﺄ ﻓﻲ ﻋﻼج اﻟﻣرﯾض اﻟذي ﻛﺎن ﻓﻲ
ﺣﺎﻟﺔ ﺧطرة وﻧﺗﯾﺟﺔ ﻫذا اﻟﺗﺑﺎطء ﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ ﺑﺗر ﻋﺿو ﻣن أﻋﺿﺎء اﻟﻣرﯾض ،ﻛذﻟك اﻟطﺑﯾب
اﻟذي ﯾرﻓض ﻋﻼج ﺷﺧص ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺣرﺟﺔ ﻟﺳﺑب ﻋدم ﻗدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ دﻓﻊ اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟطﺑﯾﺔ
اﻟﻌﻼﺟﯾﺔ أدت إﻟﻰ وﻓﺎﺗﻪ ﺟراء ﻫذا اﻟرﻓض.
وﯾﻌد ﻣرﺗﻛﺑﺎ ﻟﻬذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟطﺑﯾب أو اﻟﺟراح اﻟذي ﯾﺳﺗدﻋﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﻻدة ﻋﺳﯾرة ﻓﯾﻘﺑل
ﺑﺈﺟراء ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺟراﺣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧزل وﻫو ﯾدرك ﺑﺄن اﻟظروف ﻟم ﺗﻛن ﻣﻬﯾﺄة ﻟﻠوﻻدة ﻓﺄدى إﻟﻰ وﻓﺎة
اﻷم ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺧطﺄ ﺟﺳﯾم أو ﻏﯾر ﺟﺳﯾم وﻫذا راﺟﻊ ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ إﻟﻰ ﻋدم ﺗواﻓر اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت
واﻟﻣﻌدات اﻟطﺑﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟذﻟك.2
ﻛذﻟك ﯾﺳﺄل اﻟطﺑﯾب ﻓﻲ اﺧﺗﯾﺎر اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺑداﺋﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼج ﻋن طرﯾﻘﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ واﻟﺗﻲ ﻗد ﺗؤدي
ﺑﺣﯾﺎة اﻟﻣرﯾض ﻛذﻟك ﺗﻘوم ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟطﺑﯾب اﻟذي ﻗدم وﺻﻔﺔ ﻟﻣرﯾﺿﻪ وﻟم ﯾوﺿﺢ ﻓﯾﻬﺎ ﻛﯾﻔﯾﺔ
اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟدواء ﺣﯾث وﺻف ﻟﻪ دواء وﻛﺗب ﻟﻪ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﺧﻣﺳﺔ وﻋﺷرون ﻧﻘطﺔ إﻻ أﻧﻪ ﻟم
ﯾدون ﻛﻠﻣﺔ gouttesﺷﻛل واﺿﺢ ﺣﯾث ﻛﺗب اﻟﺣرف اﻷول ﻓﻘط وﻋﻧد أﺧذﻫﺎ إﻟﻰ اﻟﺻﯾدﻟﻲ
أﻣﯾر ﻓرج ﯾوﺳف ،ﺧطﺄ اﻟطﺑﯾب اﻟﻌﻣدي و اﻟﻐﯾر اﻟﻌﻣدي وأﺣﻛﺎم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻟﺟزاﺋﯾﺔ و اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ،اﻟﻣﻛﺗب اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ 1
98
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
اﺧﺗﻠط ﻋﻠﯾﻪ ﺑﯾن ﻛﻠﻣﺔ ﻏرام ورﻛب اﻟدواء ﻋﻠﻰ اﺳﺎس ﺧﻣﺳﺔ وﻋﺷرون ﻏراﻣﺎ ﺑدﻻ ﻣن ﺧﻣﺳﺔ
وﻋﺷرون ﻗطرة وﻧﺗﺞ ﻋن ذﻟك وﻓﺎة اﻟﻣرﯾض.1
وﻋﻠﯾﻪ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ اﻟﻘوﻻﻧﻬﺎي ﺳﻠوك أو ﻓﻌل ﯾﺻدر ﻣن اﻟطﺑﯾب أو اﻟﺟراح وﻓﻲ أي ﻣرﺣﻠﺔ
ﻛﺎﻧت ،وﻛﺎن ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾﺗﺳﺑب ﻓﻲ ﺿرر ﻟﻠﻣرﯾض وذﻟك أﺛﻧﺎء أداﺋﻪ ﻟﻣﻬﻧﺗﻪ أو ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ
ذﻟك ﯾﻛون ﻣﺳؤوﻻ وﯾدﺧل ﻓﻲ ﻧطﺎق ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﻫذا ﺣﺳب ﻧص اﻟﻣﺎدة 329ﻣن اﻟﻘﺎﻧون
85/05اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺻﺣﺔ وﺗرﻗﯾﺗﻬﺎ.
أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﺧطﺄ اﻟطﺑﻲ ﻟم ﯾﺗﺳﺑب ﺑﺄي ﺿرر ﻋﻠﻰ ﺻﺣﺔ اﻟﻣرﯾض ﻫﻧﺎ ﯾﻛﺗﻔﻲ ﺑﺗطﺑﯾق
اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻓﻘط.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي
ﯾﺗﺧذ اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي ﻟﻬذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺻورة اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ واﻟذي ﺗﺣﻘق ﺑﺗواﻓر ﻋﻠم اﻟﺟﺎﻧﻲ
أرﻛﺎن اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ واﺗﺟﺎﻩ إرادﺗﻪ إﻟﻰ اﻗﺗرﻓﻬﺎ ،وﻫذا ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي ﯾﻘوم ﺑﻣﺟرد
اﻟﻌﻠم ﺑﺄن أﻓﻌﺎﻟﻪ ﺗﺷﻛل ﺗﻘﺻﯾرا ﯾﻣﻛن أن ﯾؤدي ﺑﻪ إﻟﻰ ﺧطﺄ طﺑﻲ وﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ ﻣراﺣل اﻟﻌﻣل
2
اﻟطﺑﻲ ورﻏم ذﻟك ﺗﺗﺟﻪ إرادﺗﻪ إﻟﻰ ارﺗﻛﺎﺑﻬﺎ
ﻛذﻟك ﯾﻘوم اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي ﻋن ﺳﻠوﻛﻪ اﻟﻐﯾر اﻟﻌﻣدي ﺟراء إﻫﻣﺎﻟﻪ أو ﺗﻬﺎوﻧﻪ ﻓﻲ أداء
وظﺎﺋﻔﻪ اﻟطﺑﯾﺔ ﻓﺄدى ذﻟك إﻟﻰ اﻟوﻗوع ﻓﻲ اﻟﺧطﺄ ﺗﺳﺑب ﻓﻲ ﺿرر ﻛﻌﺎﻫﺔ أو وﻓﺎة .ﻛﻣﺎ ﯾﺗﺣﻘق
اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي ﺑﻣﺟرد ﻋدم إﺗﺑﺎع اﻷﺻول اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ واﻟﻣﺗطورة وﯾﺄﺧذ اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي
ﻟﻬذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ أي ﺻورة ﻣن ﺻور اﻟﺧطﺎ ﺳواء ﻛﺎن ﻋﻣدي أو ﻏﯾر ﻋﻣدي ،وﯾﺗﺣﻘق اﻟرﻛن
اﻟﻣﻌﻧوي ﻣن أي ﻓﻌل ﺻدر ﻣن طﺑﯾب ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﺣﺳن ﻧﯾﺗﻪ وﺗﺳﺑب ذﻟك ﺑﺿرر ﻋﻠﻰ
اﻟﻣرﯾض ﺳواء ﻛﺎن ﻫذا اﻟﺿرر ﺑﺳﯾطﺎ أو ﺟﺳﯾﻣﺎ.
1ﺛروت ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد،ﺗﻌوﯾض اﻟﺣوادث اﻟطﺑﯾﺔ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،2007 ،ص 96
2ﻣﺣﻣد ﺳﻌد ﺧﻠﯾﻔﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ﺻر98
99
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
1اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث ،ﻣن اﻟﺑﺎب اﻟراﺑﻊ ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 85/05اﻟﻣواد )(.168 ،167 ،166 ،165 ،164 ،163 ،162 ،161
100
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﺳﺑب ﻓﯾﻬﺎ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻻﻧﺗزاع وﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻣﺗﺑرع ﻓﻲ أي وﻗت أن ﯾﺗراﺟﻊ ﻣن
ﻣواﻓﻘﺗﻪ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻫذي اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻛﻐﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﺟراﺋم .
اﻟﺑﻧد اﻷول :أرﻛﺎن ﺟرﯾﻣﺔ ﻧزع اﻷﻋﺿﺎء اﻟﺑﺷرﯾﺔ
أوﻻ :اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي
ﯾﻘوم اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻧزع اﻷﻋﺿﺎء اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻋﻧد ﻗﯾﺎم اﻟطﺑﯾب ﺑﺎﻧﺗزاع أﻧﺳﺟﺔ أو أﻋﺿﺎء
ﻷﺣد اﻷﺷﺧﺎص أو اﻟﻣرﯾض 1دون اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣواﻓﻘﺔ اﻟﻛﺗﺎﺑﯾﺔ واﻟﺻرﯾﺣﺔ ﻣن اﻟﻣﺗﺑرع
ﻧﻔﺳﻪ ﻣﻊ ﻛوﻧﻪ ﺑﺎﻟﻐﺎ ﻋﺎﻗﻼ ﻣﺧﺗﺎرا ،2أو وﻟﯾﻪ أو وﺻﯾﻪ اﻟﺷرﻋﻲ أو إذا ﺗﻣت اﻟﻣواﻓﻘﺔ وﻟﻛن
دون ﺣﺿور اﻟﺷﺎﻫدﯾن ﻛﻣﺎ ﻫو ﻣﺑﯾن ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 162ﻣن ﻗﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺻﺣﺔ ﻛذﻟك
ﯾﺗﺣﻘق اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻟﻬذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ إذا ﻗﺎم اﻟطﺑﯾب ﺑﻧزع أﺣد أﻋﺿﺎء اﻟﻣرﯾض وﻫو ﯾﻌﻠم أن
ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﺳﺗﻌود ﺑﺎﻟﺧطر ﻋﻠﻰ ﺣﯾﺎة اﻟﻣﺗﺑرع ورﻏم ذﻟك ﻟم ﯾﻧﺑﻪ اﻟﻣﺗﺑرع ﺑﻬﺎ وﻗﺎم ﺑﻧزﻋﻬﺎ
ﻛذﻟك اﻟطﺑﯾب اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﻧزع اﻷﻋﺿﺎء اﻟﺑﺷرﯾﺔ دون أن ﯾﻛون ﻫﻧﺎك ،داﻋﻲ ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻋﻼﺟﻲ
ﻟذﻟك واﻟطﺑﯾب اﻟذي ﯾﻧزع أﺣد اﻷﻋﺿﺎء ﻷﺣد اﻟﻣرﺿﻰ وﯾﺣﺻل ﻋﻠﻰ اﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻣﻧﻪ ﻟﻛن ﻟم
ﯾﻌﺑر ﻟﻪ ﻋن اﻹﺧطﺎر اﻟطﺑﯾﺔ اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﺳﺑب ﺑﻬﺎ ﺟراء ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ.
ﻛذﻟك ﯾدﺧل ﻓﻲ ﻧطﺎق ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﯾﻛون رﻛﻧﻬﺎ اﻟﻣﺎدي اﻟطﺑﯾب اﻟذي ﯾﻧﺗزع اﻷﻋﺿﺎء أو
اﻷﻧﺳﺟﺔ ﻣن اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﺻﺎﺑﯾن ﺑﺄﻣراض ﻣن طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ أن ﺗﺿر ﺑﺻﺣﺔ اﻟﻣﺗﺑرع أو اﻟطﺑﯾب
اﻟذي ﯾﻧﺗزع أﻧﺳﺟﺔ أو أﻋﺿﺎء ﻣن أﺷﺧﺎص ﻣﺗوﻓﯾن ،ﻗﺻد زرﻋﻬﺎ ﻗﺑل اﻹﺛﺑﺎت اﻟطﺑﻲ
واﻟﺷرﻋﻲ ﻟﻠوﻓﺎة ﻣن ﻗﺑل اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟطﺑﯾﺔ أو دون اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺑﯾر ﺻرﯾﺢ ﻣن اﻟﻣرﯾض ﻗﺑل
وﻓﺎﺗﻪ أو ﻣن أﺣد أﻋﺿﺎء أﺳرﺗﻪ ﺣﺳب اﻟﺗرﺗﯾب اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ واﻟﻣﻌﻣول ﺑﻪ أو اﻟطﺑﯾب
1ﻫﯾﺛم ﺣﺎﻣد اﻟﻣﺻﺎورة ،ﻧﻘل اﻷﻋﺿﺎء اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺧطر واﻹﺑﺎﺣﺔ )دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ( ،دار اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ،
.2003ص 45
2ﻧﺳرﯾن ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ﻧﺑﯾﻪ ،ﺗﻘل رﺑﯾﻊ اﻷﻋﺿﺎء اﻟﺑﺷرﯾﺔ ،دار اﻟوﻓﺎء اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،طﺑﻌﺔ أوﻟﻲ ،2008 ،ص .65
101
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
اﻟذي ﯾﻧزع أﻋﺿﺎء ﻣن ﺷﺧص ﻣﺗوﻓﻲ وﻛﺎن ﻟﻬذا اﻻﻧﺗزاع ﺑﺄن ﯾﻌﯾق ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺷرﯾﺢ اﻟطﺑﻲ
اﻟﺷرﻋﻲ.1
ﻛذﻟك اﻟطﺑﯾب اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﻧزع اﻷﻋﺿﺎء اﻟﺑﺷرﯾﺔ وﺑﯾﻌﻬﺎ أو اﻟﻣﺗﺎﺟرة ﺑﻬﺎ أو اﻟطﺑﯾب اﻟذي
طﻠب ﻣﻧﻪ ﻧزع ﻋﺿو ﻋن اﻷﻋﺿﺎء أو اﻷﻧﺳﺟﺔ وﻫو ﯾﻌﻠم اﻧﻪ ﺳﯾﻘوم ﺑﺑﯾﻊ اﻟﻌﺿو ،2أو
اﻟطﺑﯾب اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﺎﻧﺗزاع اﻷﻋﺿﺎء أو اﻷﻧﺳﺟﺔ ﻣن اﻟﻘﺻر واﻟراﺷدﯾن اﻟﻣﺣروﻣﯾن ﻣن اﻟﻘدرة
ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻣﯾﯾز.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي
إن ﺟرﯾﻣﺔ اﻧﺗزاع اﻷﻋﺿﺎء اﻟﺑﺷرﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻣن اﻟطﺑﯾب اﻟﺟراح ﻣن اﻟﺟراﺋم اﻟﻌﻣدﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗطﻠب ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري أن ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻋﻧﺻري اﻟﻌﻠم
واﻹرادة ،وذﻟك ﺑﺄن ﯾﻌﻠم اﻟطﺑﯾب ﺑﺄن ﻋﻣﻠﻪ ﻫذا ﻣﺻﻧف ﺿﻣن ﺟرﯾﻣﺔ ﻧزع اﻷﻋﺿﺎء اﻟﺑﺷرﯾﺔ
دون أن ﯾﻛون ﻫﻧﺎك ﻣﺑر ر ﻗﺎﻧوﻧﻲ.
وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ذﻟك اﺗﺟﻬت إرادﺗﻪ اﻟﺣرة واﻟﺳﻠﯾﻣﺔ إﻟﻰ اﻗﺗراﻓﻬﺎ أو اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬﺎ وﻋرض ﻧﻔﺳﻪ إﻟﻰ
اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬذﻩ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﺟرﻣﺔ ﺣﯾث ﻻ ﯾﻌﺗد ﺑﺎﻟﺑواﻋث اﻟﻧﺑﯾﻠﺔ ،واﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻓﯾﻬﺎ واﺿﺢ وﻻ
ﺣﺎﺟﺔ ﻷن ﺗﺛﺑﺗﻪ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻷﻧﻪ وﺑﻣﺟرد ﺻدور ﻫذا اﻟﻔﻌل ﻣن اﻟطﺑﯾب ﯾﻘو م اﻟﻘﺻد
اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻟدﯾﻪ.
وﻋﻠﯾﻪ إذا ﻧظرﻧﺎ إﻟﻰ ﻋﻣل اﻟﺟراح ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻘﯾﺎﻣﻪ ﺑﻧزع أو ﻧﻘل اﻟﻌﺿو ﻓﻲ ﺟﺳد اﻟﻣرﯾض
ﻓﻼ ﺷك أن ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﺗﻛون ﻣﺑﺎﺣﺔ وﻣﺷروﻋﺔ ﻧظرا ﻷن اﻟﻘﺻد ﻣﻧﻬﺎ ﻫو ﻋﻼج اﻟﻣرﯾض ﺑل
وا ٕ ﻧﻘﺎذ ﺣﯾﺎﺗﻪ ﻣن ﻣوت ﻣﺣﻘق وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻼ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺟزاﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺟراح ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ،أﻣﺎ
إذا ﻧظرﻧﺎ إﻟﻰ ﻋﻣل اﻟﺟراح ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻘﯾﺎﻣﻪ ﺑﺎﺳﺗﺋﺻﺎل اﻟﻌﺿو اﻟﺳﻠﯾم ﻣن ﺟﺳم اﻹﻧﺳﺎن اﻟﺣﻲ
اﻟﺳﻠﯾم ﻓﺈن ﻫذا اﻟﻌﻣل ﻻ ﯾﺗﺿﻣن أي ﻏرض أو ﻫدف ﻋﻼﺟﻲ ﻟﻬذا اﻟﺷﺧص وﻋﻠﯾﻪ وطﺑﻘﺎ
102
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﻘوم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻬذا اﻟطﺑﯾب ﻋن ﻫذا اﻟﻌﻣل ﻟﻌدم ﺗواﻓر ﺳﺑب اﻹﺑﺎﺣﺔ
وﻫو ﻗﺻد اﻟﻌﻼج.1
ﻛﻣﺎ ﺗﻔﺗرض ﻋﻣﻠﯾﺎت زرع اﻷﻋﺿﺎء اﻟﺑﺷرﯾﺔ وﻧﻘﻠﻬﺎ وﺟود ﻣرﯾض ﻟم ﺗﻌد وﺳﺎﺋل اﻟﻌﻼج
اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﺗﺟدي ﻣﻌﻪ وﻟم ﯾﺑق ﻟﻪ أﻣل ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة إﻻ ﺑزرع ﻋﺿو ﻟﻪ ،ﻋوﺿﺎ ﻋن اﻟﻌﺿو
اﻟﺗﺎﻟف ﻣن ﺟﺳد ﻫﻲ ﻧﻘل إﻟﯾﻪ ﻣن ﺟﺳم ﺷﺧص ﺳﻠﯾم أو ﻣن ﺟﺛﺔ إﻧﺳﺎن ﻣﺗوﻓﻲ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻬﻲ
ﺗﺗﺿﻣن ﺛﻼث ﻋﻣﻠﯾﺎت ﺟراﺣﯾﺔ ﻣرﺗﺑطﺔ أﺳﺑﺎﺑﻬﺎ وأﻫداﻓﻬﺎ ﻣﻊ ﺑﻌﺿﻬﺎ اﻟﺑﻌض وﻫﻲ اﺳﺗﺋﺻﺎل
اﻟﻌﺿو اﻟﺳﻠﯾم ﻣن اﻟﻣﻧﻘول ﻣﻧﻪ ،وﻋﻠﯾﺔ اﺳﺗﺋﺻﺎل اﻟﻌﺿو اﻟﺗﺎﻟف ﻣن اﻟﻣﻧﻘول إﻟﯾﻪ وﻋﻣﻠﯾﺔ زرع
اﻟﻌﺿو اﻟﺳﻠﯾم ﻣﺣل اﻟﻌﺿو اﻟﺗﺎﻟف وﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت ﺗﺳﺗﻠزم اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻷﻋﺿﺎء اﻟﻼزﻣﺔ
ﻣن ﻣﺻدرﻫﺎ وﻫو اﻹﻧﺳﺎن ﺳواء ﻛﺎن ﺣﯾﺎ أو ﻣﯾﺗﺎ.2
اﻟﺑﻧد اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺟرﯾﻣﺔ :
ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﺗواﻓر اﻷرﻛﺎن اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟذﻛر اﻛﺗﻣﺎل ﺻورة اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﯾﻘﺎع اﻟﻌﻘﺎب
اﻟوارد ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت واﻟﺗﻲ ﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣواد 303ﻣﻛرر 4إﻟﻰ اﻟﻣﺎدة 303ﻣﻛرر
20ﻛﺎﻷﺗﻲ :
-اﻟﺣﺑس ﻣن ﺛﻼﺛﺔ ﺳﻧوات إﻟﻰ ﻋﺷر ﺳﻧوات وﺑﻐراﻣﺔ ﻣن 300.000دج إﻟﻰ 1000.000
ﻟﻛل ﻣن ﯾﺣﺻل ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﺑل ﻣﺎﻟﻲ ﻧظﯾرا ﻋﺿو ﻣن أﻋﺿﺎﺋﻪ.
-اﻟﺣﺑس ﻣن ﺧﻣس ﺳﻧوات إﻟﻰ ﻋﺷر ﺳﻧوات وﺑﻐراﻣﺔ ﻣن 500000دج إﻟﻰ 1000000
دج ﻛل ﻣن ﯾﻧﺗزع ﻋﺿو ﻣن ﺷﺧص ﻋﻠﻰ ﻗﯾد اﻟﺣﯾﺎة .دون اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣواﻓﻘﺔ
1ﻫﻧﺎك ﻣﺎ ﯾرى ﺑوﺟود ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻋﻼﺟﯾﺔ ﻟﻠﻣﻌطﻲ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺎت زرع اﻷﻋﺿﺎء اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻣﺗﻰ ﻛﺎﻧت ﻫﻧﺎك ﺻﻠﺔ وﺛﯾﻘﺔ ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن
اﻟﻣرﯾض ﯾﺟﻌﻠﻪ ﯾﺣرص ﺣرﺻﺎ ﺷدﯾدا ﻋﻠﻰ إﻧﻘﺎذ ﺣﯾﺎﺗﻪ ،وﻟو ﻋن طرﯾق اﻟﺗﺿﺣﯾﺔ ﺑﺟزء ﻣن ﺟﺳﻣﻪ ،ﺗﻌدم ﻗﺑول اﻟﺗﻧﺎزل ﻣن
ﺟﺎﻧب ﺷﻘﯾق ﻹﻧﻘﺎذ ﺣﯾﺎﺗﻪ ﺷﻘﯾﻘﺔ اﻟﻣرﯾض ﻗد ﯾؤدي إﻟﻰ أن ﯾﺻﺎب اﻟراﻏب ﻓﻲ اﻟﺗﻧﺎزل ﺑﺻدﻣﺔ ﻋﺻﺑﯾﺔ أو ﻧﻔﺳﯾﺔ ﺗؤﺛر ﻋﻠﯾﻪ
إذا ﻣﺎت ﺷﻘﯾﻘﻪ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻷﻋﺿﺎء اﻟﻼزﻣﺔ ﻹﻧﻘﺎذ ﺣﯾﺎﺗﻪ ﻣﺷﺎر إﻟﯾﻪ ،وﺟﯾﻪ ﻣﺣﻣد اﻟﺧﯾﺎل ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ
ﻟﻠطﺑﯾب ،ص 111
2ﻣروك ﻧﺻر اﻟدﯾن ،ﻧﻘل وزرع اﻷﻋﺿﺎء اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن واﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ )دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ( ،اﻟﺟزء اﻷول،
اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،دار ﻫوﻣﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺟزاﺋر، 2003 ،ص 03
103
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
-اﻟﺣﺑس ﻣن ﺳﻧﺔ إﻟﻰ ﺧﻣس ﺳﻧوات وﺑﻐراﻣﺔ ﻣن 100000دج إﻟﻰ 500000ﻟﻛل ﻣن ﻋﻠم
ﺑﺎرﺗﻛﺎب ﺟرﯾﻣﺔ اﻻﺗﺟﺎر ﺑﺎﻷﺷﺧﺎص وﻟم ﯾﺑﻠﻎ اﻟﺳﻠطﺎت
–اﻟﺣﺑس ﻣن ﺧﻣس ﺳﻧوات إﻟﻰ ﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر ﺳﻧﺔ.وﺑﻐراﻣﺔ ﻣن 500000دج إﻟﻰ
1500000دج إذا ﺗواﻓرت ﻋدة ﺷروط ﻣﻧﻬﺎ إذا ﻛﺎﻧت اﻟﺿﺣﯾﺔ ﻗﺎﺻرا ...
-اﻟﺣﺑس ﻣن ﻋﺷر ﺳﻧوات إﻟﻰ ﻋﺷرون ﺳﻧﺔ وﺑﻐراﻣﺔ ﻣن1000000دج إﻟﻰ 2000000دج
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﻓﺈن اﻟﺷﺧص اﻟﻣدان ﻓﻲ أﺣد اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻣﺟرﻣﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟذﻛر ،ﻟذﻟك ﻻ
ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣن اﻟظروف اﻟﻣﺧﻔﻔﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 53ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،ﻛﻣﺎ أن
اﻟﺷﺧص اﻟطﺑﯾﻌﻲ اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺎرﺗﻛﺎب أﺣد اﻟﺟراﺋم اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﺗطﺑق ﻋﻠﯾﻪ ﻋﻘوﺑﺔ أو أﻛﺛر ﻣن
اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻛﺎﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 09ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ا .ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺟﻬﺔ
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺄن ﻧﻘﺿﻲ ﺑﻣﻧﻊ أﺟﻧﺑﻲ ﺣﻛم ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺳﺑب أﺣد اﻟﺟراﺋم اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻣن اﻹﻗﺎﻣﺔ
ﻓﻲ اﻟﺗراب اﻟوطﻧﻲ أﻣﺎ ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ أو ﻟﻣدة ﻋﺷر ﺳﻧوات ﻋﻠﻰ اﻷﻛﺛر ﺣﺳب ﻧص اﻟﻣﺎدة 303
ﻣﻛرر 23ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت. 1
ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺄن ﺗﻘﺿﻲ ﺑﻣﻧﻊ أي أﺟﻧﺑﻲ ﺣﻛم ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺳﺑب أﺣد
اﻟﺟراﺋم اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻣن اﻹﻗﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺗراب اﻟوطﻧﻲ أﻣﺎ ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ أو ﻟﻣدة ﻋﺷر ﺳﻧوات ﻋﻠﻰ اﻷﻛﺛر
ﺣﺳب ﻧص اﻟﻣﺎدة 303ﻣﻛرر 23ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت.
104
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
1ﺣﯾث ﻧﺻت اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟطب اﻟﺣري واﻟﺗﻲ أﻋدﻫﺎ ﻣﺟﻠس أوروﺑﺎ ﻓﻲ 24أﻓرﯾل 1997ﻋﻠﻰ
ﺿرورة ﺗواﻓر ﺷروط اﻟرﺿﻰ ﺑوﺟﻪ ﻋﺎم ﺣﯾث ﻗﯾل ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ أن اﻟﺗدﺧل ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺻﺣﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗم إﻻ ﺑﻌد ﺻدور
رﺿﯽ ﺣر و ﻣﺗﺑﺻر ﻣن ﺻﺎﺣب اﻟﺷﺄن ﻣﺷﺎر إﻟﯾﻪ طﺎرق ﻓﺗﺣﻲ ﺳرور ﻧﻘل اﻷﻋﺿﺎء اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﺑﯾن اﻷﺳﻣﺎء دار اﻟﻧﻬﺿﺔ
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣﺻر اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ 2001ص .188
105
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
1
ﻣﻧﺻور ﻋﻣر اﻟﻣﻌﺎﯾطﺔ ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﺧطﺎء اﻟطﺑﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﯾف اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم ،اﻟﺳﻌودﯾﺔ،
،2004ص 121
2أﺑو اﻟﻘﺎﺳم اﺣﻣد ،اﻟدﻟﯾل اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﻣﺎدي ب.ط ،أﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ ﻧﺎﯾف ﻟﻠﻌﻠوم اﻷﻣﻧﯾﺔ ،اﻟرﯾﺎض ،1994 ،ص. 290
106
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﻓﺎﻟدﻟﯾل اﻟﻣﺎدي ﻫو اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺷﺄ ﻋن ﺿﺑط اﻷﺛر اﻟﻣﺎدي وﻣﺿﺎﻫﺎﺗﻪ،
وﺑﻣﺟرد ﺛﺑوت اﻟﺻﻠﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻬم واﻟﺟرﯾﻣﺔ ﯾﺗﺣول اﻷﺛر اﻟﻣﺎدي إﻟﻰ دﻟﯾل ﻣﺎدي .1وﺗﺗﻘﺳم
اﻷدﻟﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﺣﺳب ﻣﺎ ذﻛرﻧﺎﻩ إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
/1اﻟدﻟﯾل اﻟﺷرﻋﻲ )اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ(
ﻓﻬو ﯾﻧﯾر ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﻣﻌرﻓﺔ أﺳﺑﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﺗﺎرﯾﺦ ﺣدوﺛﻬﺎ وﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﺟرﯾﻣﺔ
وﺗﻘدﯾم إﺣﺻﺎﺋﯾﺎت ﻟﻸﻣن ﻣن اﻟﻘﺿﺎء اﻷﻛﺛر اﻧﺗﺷﺎرا ﻣن أﺟل اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺈﺟراءات وﻗﺎﺋﯾﺔ ﺗﺣول
دون ﺣدوث ﺗﻠك اﻟﺟراﺋم ،وﺗﻛﻣن أﻫﻣﯾﺔ ﻫذا اﻟدﻟﯾل ﻓﻲ أن اﻟطﺑﯾب اﻟﺷرﻋﻲ ﯾﺧوض ﻓﻲ
ﻣﯾﺎدﯾن واﺳﻌﺔ وﻣﺗﻌددة ،ﻛﺎﻟﺑﺣث ﻓﻲ اﻟﺟراح وأﻧواﻋﻬﺎ وﻛﯾﻔﯾﺔ ﺣدوﺛﻬﺎ.2
وﯾﻌرف أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷدﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺣددﻫﺎ اﻟﻣﺷرع وﻋﯾن ﻗوة ﻛل ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ
اﻹﺛﺑﺎت ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﻣﻛن اﻹﺛﺑﺎت ﺑﻐﯾرﻫﺎ ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﻌطﻲ أي دﻟﯾل ﻣﻧﻬﺎ أﻛﺛر
ﻣﻣﺎ أﻋطﺎﻩ اﻟﻣﺷرع ، 3ﻣﺛﺎل ذﻟك اﺷﺗراط اﻟﻣﺷرع وﺟود أرﺑﻌﺔ ﺷﻬود ﻓﻲ ﺟرﯾﻣﺔ اﻟزﻧﺎ .
إذا ﻛﺎن اﻟدﻟﯾل اﻟﺷرﻋﻲ ﻣن اﻷدﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺑﺎت اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻹﺛﺑﺎت اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ
واﺿﺣﺎ ﻓﻲ اﻵوﻧﺔ اﻷﺧﯾرة ،ﻧظرا ﻟدﻗﺔ وﻗطﻌﯾﺔ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺗوﺻل إﻟﯾﻬﺎ ﺑﻔﺿﻠﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل،
إﻻ أن ﻫذﻩ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﻟم ﺗﺷﻔﻊ ﻟﻪ ﻓﻲ أن ﯾﺣظﻰ ﺑﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺗﻔﺿﯾﻠﯾﺔ ﻣن طرف اﻟﻣﺷرع ،ﻓﻠم ﯾﻧﻌﻛس
ذﻟك ﻋﻠﻰ ﻗﯾﻣﺗﻪ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻛدﻟﯾل إﺛﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻐﯾرﻩ ﻣن اﻟطرق اﻷﺧرى
ﻟﻺﺛﺑﺎت ،ذﻟك أن اﻻﻋﺗراف ﻟﻪ ﺑﻬذﻩ اﻟﻘﯾﻣﺔ ﯾﺻطدم ﻣﻊ ﻣﺑدأ ﺣرﯾﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺑﻧﺎء اﻗﺗﻧﺎﻋﻪ
اﻟﺷﺧﺻﻲ اﻟﻣﻛرس ﺑﻣوﺟب اﻟﻣواد 307 ،212ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،واﻟذي ﻣﻔﺎدﻩ
1ﻋﻣورة ﻣﺣﻣد ،ﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟزاﺋﻲ ﻓﻲ ﺗﻘدﯾر أدﻟﺔ اﻹﺛﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺳﺗر ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم
اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﻠﻣﺳﺎن ،اﻟﺟزاﺋر ، 2010-2009 ،ص 22
2ﺷﻔﻲ ﻟﯾﻠﺔ و ﺣﻣﯾدي إﯾﻣﺎن ،اﻟدﻟﯾل اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﻣﺎدي ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ﻣﯾرة ،ﺑﺟﺎﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،
، 2018-2017ص 64
3ﻣﻧﺻور ﻋﻣر اﻟﻣﻌﺎﯾطﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .122
107
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
أن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺣرﻓﻲ أن ﯾﺑﻧﻲ اﻗﺗﻧﺎﻋﻪ ﻣن أي دﻟﯾل ﯾطﻣﺋن اﻟﯾﻪ ﺣﺳب اﻟﻌﻘﯾدة اﻟﺗﻲ ﺗﻛوﻧت ﻟدﯾﻪ
ﻣن اﺳﺗﻘراء اﻷدﻟﺔ ﺑﻛﺎﻣل ﺣرﯾﺗﻪ .
/2اﻟدﻟﯾل اﻟﻣﺎدي :
ﻫو ﻣﺎ ﯾﻌﺛر ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺧﺗﺻون ﻓﻲ ﻣﺳرح اﻟﺟرﯾﻣﺔ أو ﻋﻠﻰ ﺟﺳم اﻟﻣﺗﻬم أو اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ أو
اﻷداة اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺟرﯾﻣﺔ.
أي اﻟدﻟﯾل اﻟذي ﯾﻧﺑﻌث ﻣن ﻋﻧﺎﺻر ﻣﺎدﯾﺔ ﻧﺎطﻘﺔ ﺑﻧﻔﺳﻬﺎ ،وﯾﻧﺷﺄ ﻫذا اﻟدﻟﯾل ﻋن ﺿﺑط اﻷﺛر
أو اﻟﻣﺧﻠﻔﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻛﺎن اﻟﻔﻌل أو اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺑﻌد اﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ أو اﻟﻔﺣص اﻟﻔﻧﻲ ﻟﻬﺎ ﺑواﺳطﺔ
اﻟﺧﺑﯾر اﻟﻣﺧﺗص ،وﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻷدﻟﺔ ﻫو اﻟذي ﯾوﺟد اﻟراﺑطﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻬم واﻟﺟرﯾﻣﺔ وﻗد ﺗﻛون
ﻫذﻩ اﻟراﺑطﺔ أو اﻟﺻﻠﺔ اﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻓﺗﯾت اﻟﺻﻠﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻬم واﻟﺟرﯾﻣﺔ ،أو ﻗد ﺗﻛون ﺳﻠﺑﯾﺔ
ﻓﺗﻧﻔﯾﻬﺎ.1
/3اﻟدﻟﯾل اﻟﻘوﻟﻲ ) اﻟﻣﻌﻧوي(
اﻷدﻟﺔ اﻟﻘوﻟﺑﺔ أو اﻟﺷﻔوﯾﺔ ﻫﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷدﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺑﻌث ﻣن اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﺗﺗﻣﺛل
ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺻدر ﻋن اﻟﻐﯾر ﻣن أﻗوال وﺗﺄﺛر ﻓﻲ اﻗﺗﻧﺎع اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﻣن ﺧﻼل ﺗﺄﻛدﻩ ﻣن
ﺻدق ﻫذﻩ اﻷﻗوال ﮐﺷﻬﺎدة اﻟﺷﻬود واﻋﺗراف اﻟﻣﺗﻬم وأﻗوال اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ وادﻋﺎﺋﻪ .2
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﺧﺑرة اﻟطﺑﯾﺔ
ﺗﻌرف ﺑﺄﻧﻬﺎ رؤﯾﺔ ﻓﻧﯾﺔ ﻓﺎﺣﺻﺔ ﻟواﻗﻌﺔ ﺣﺎدﺛﺔ ﺗﻧﯾر ﻟﻠﻣﺣﻘق واﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﻣﺳﺎﻟﺔ ﯾﺻﻌب
اﻟﺣﻛم ﻓﯾﻬﺎ . 3واﻟﺧﺑرة اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﯾﻠﺟﺎ إﻟﯾﻬﺎ داﺋﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل إﺛﺑﺎت واﻗﻌﺔ ﻣﺎدﯾﺔ
وذﻟك ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻣواد ذات اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﻔﻧﯾﺔ اﻟدﻗﯾﻘﺔ ﺑﺣﯾث ﯾﺻﻌب ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹﻟﻣﺎم ﺑﻬﺎ وﻣﻊ
1د /ﻓﻬد إﺑراﻫﯾم اﻟدوﺳري ،ﺿﺑط اﻵﺛﺎر واﻷدﻟﺔ اﻟﻣﺎدﯾﺔ واﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻷﺑﻌﺎد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ب.ط ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﯾف اﻟﻌﻠوم اﻷﻣﻧﯾﺔ،
اﻟﻛوﯾت ،ص . 11
2ﻣﻧﺻور ﻋﻣر اﻟﻣﻌﺎﯾطﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص . 123
3ﻋﺑد اﷲ ﺑن ﺳﻌﯾد أﺑو داﺳر ،إﺛﺑﺎت اﻟدﻋوى اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﻣﺎم ﻣﺣﻣد ﺑن ﺳﻌود اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،اﻟرﯾﺎض،
اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ 1443 ،ﻫﺟرﯾﺔ ،ص . 35
108
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
اﺣﺗﻔﺎظﻪ ﺑﺣﻘﻪ ﻓﻲ ﺗﻘدﯾر أراء اﻟﺧﺑراء وﻓق اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ وﻟﻪ ﺣق اﻟﺗﻘرﯾر اﻷﺧذ ﺑﻬذﻩ اﻟﺧﺑرة
ﻣن ﻋدﻣﻬﺎ ،ﻓﺎﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻧظﻣﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم 310/95اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ
،1995/10/10اﻟذي ﯾﺣدد ﺷروط اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻓﻲ ﻗوام اﻟﺧﺑراء اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﯾن وﻛﯾﻔﯾﺗﻪ ﻛﻣﺎ ﯾﺣدد
ﺣﻘوﻗﻬم وواﺟﺑﺎﺗﻬم ﻛﻣﺎ ﻧظم اﻟﺧﺑرة اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة
125وﻣﺎ ﺑﻌدﻫﺎ.1
و ﻣن ﻫﻧﺎ ﯾﺗﺑﯾن ﻟﻧﺎ أن اﻟﺧﺑرة اﻟطﺑﯾﺔ ﻫﻲ إﺣدى طرق اﻹﺛﺑﺎت اﻟﻣﺷروﻋﺔ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻓﻲ
اﻟﺟراﺋم اﻟطﺑﯾﺔ وﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟطﺑﯾﺔ ،ﻓﻬﻲ ﺗﺗﺣدد ﻓﻲ اﻷﻣور اﻟطﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻘدم إﻻ ﻣن
اﻟﺧﺑراء ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل وﻫم اﻷطﺑﺎء ،ﻓﻬم أرﺑﺎب ﻋﻠم وﻓن اﻟطب ،ﺧﺎﺻﺔ وأﻧﻪ ﻫﻧﺎ ﻟﯾس
ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﻘﺿﻲ ﻓﻲ أﻣور طﺑﯾﺔ ﻓﻧﯾﺔ ﻻ ﯾﺳﺗوي ﻓﻲ ﻣﻌرﻓﺗﻬﺎ ﻧوي اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻣﻊ ﻏﯾرﻫم،
وا ٕ ﻧﻣﺎ ﻋﻠﯾﻪ أن ﯾﺳﺗﻌﯾن ﺑﺎﻟﺧﺑراء ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻌﻠم وﻫم اﻷطﺑﺎء. 2
وﺗﻛون اﻟﺧﺑرة اﻟطﺑﯾﺔ ﺑﻣوﺟب أﻣر أو ﺣﻛم ﺑﻧدب ﺧﺑﯾر ﻣن أﺟل ﻓﺣص وا ٕ ﺑداء اﻟرأي ﻓﻲ
اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻔﻧﯾﺔ اﻟﺑﺣﺗﺔ ،اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﺷق ﻓﯾﻬﺎ طرﯾق ﺑﻧﻔﺳﻪ ،وﺑﻌد اﻧﺟﺎز
اﻟﺧﺑرة اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﯾﻠﺗزم اﻟطﺑﯾب اﻟﺷرﻋﻲ ﺑﺗوﺿﯾﺢ ﻣﺎ طﻠب ﻣﻧﻪ ﺑدﻗﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗﻘرﯾر ﯾﻌدﻩ ﻓﻲ
3
ﻫذا اﻟﺷﺄن
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻋبء اﻹﺛﺑﺎت
اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣواد اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،أن ﻋبء اﻹﺛﺑﺎت ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﻋﻲ واﻟذي ﻓﻲ
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟطﺑﯾﺔ ﻫو اﻟﻣرﯾض اﻟﺿﺣﯾﺔ أو ذو ﯾﻪ ،ﻷن اﻟﺑﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﻣن ادﻋﻰ ﻟﻛن اﻷﻣر ﻟﯾس
ﺑﻬذﻩ اﻟﺳﻬوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟطﺑﯾﺔ وﻫذا اﻟﻌبء اﻟﻣﻠﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟﻣرﯾض ،ﯾﺷﻣل إﺛﺑﺎت
1ﻗﯾرع ﻣﺣﻣد ،اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺿرر اﻟﺟﺳﻣﺎﻧﻲ ﻟﻠﺧطﺄ اﻟطﺑﻲ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر )،2015،(1ص 27
2ﻣﻧﺻور ﻋﻣر اﻟﻣﻌﺎﯾطﺔ ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﺧطﺎء اﻟطﺑﯾﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 124
3ﺑﺷﻘﺎوي ﻣﻧﯾرة ،اﻟطب اﻟﺷرﻋﻲ ودورﻩ ﻓﻲ إﺛﺑﺎت اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑن ﻋﻛﻧون ،اﻟﺟزاﺋر،
،2015-2014ص .64
109
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﺟﻣﯾﻊ أرﻛﺎن اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،ﻟﯾس ﻓﻘط إﺛﺑﺎت اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ،وا ٕ ﻧﻣﺎ ﺗﻠﺗزم إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﺑﺈﺛﺑﺎت ﻗﯾﺎم
اﻟرﻛن اﻟﺷرﻋﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ.1
إن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﯾﻣﯾل إﻟﻰ ﻣﺑدأ اﻟﺗزام اﻟطﺑﯾب ﺑﯾدل ﻋﻧﺎﯾﺔ ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻧﺻت ﺻراﺣﺔ اﻟﻣﺎدة
اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟطﺑﻲ اﻟذي ورد ﺿﻣن ﻗﺎﻧون ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻷطﺑﺎء اﻷردﻧﯾﺔ رﻗم 13ﺳﻧﺔ 1972
ﻋﻠﻰ أن اﻻﻟﺗزام اﻟطﺑﯾب ﻧﺣو اﻟﻣرﯾض ﻫو ﺑﺛل ﻋﻧﺎﯾﺔ وﺗﻘوم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟطﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻟطﺑﯾب
واﻟﻣرﯾض ﻋﻠﻰ ﺑذل ﻋﻧﺎﯾﺔ وﻋدم اﻹﻫﻣﺎل وﻟﯾس اﻟﺷﻔﺎء .
إن ﻫذا اﻻﻟﺗزام ﯾﻧدرج ﺿﻣن اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟطﺑﯾب ﺳواء ﻓﻲ اﻟﺗﺷﺧﯾص واﻟﺗﻲ ﻫﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ
اﻷﻫم ﻓﻲ ﺗﻘدﯾم اﻟﻌﻼج ﺛم ﺗﺄﺗﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻌﻼج ﺳواء ﻋﻼج طﺑﻲ دواﺋﻲ أو ﻋﻼج
ﺟراﺣﻲ ﺑﻌد ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻣرض ،واﻟﻣﻌﯾﺎر
ﻓﻲ ذﻟك ﻛﻠﻪ اﺣﺗرام اﻟﻣﻌﺎرف اﻟطﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎرف ﻋﻠﯾﻬﺎ و اﻟﺗﻲ وﺻل إﻟﯾﻬﺎ اﻟﺗطور اﻟﻌﻠﻣﻲ وﺗﻘدﯾر
ذﻟك ﯾﻧﺿر ﻓﯾﻪ إﻟﻰ ﻣﺳﺗواﻩ ﻣن ﺟﻬﺔ وﺗﺧﺳﺳﻪ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ،ﻟﻛن طرﯾﻘﺔ اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻌﻼج
ﯾﺟب أن ﯾرﺟﻊ ﻓﯾﻬﺎ إﻟﻰ اﻷدوات اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ طﺑﯾﻌﺔ ﻛﺷف اﻟﻣرض واﻟﻛﻼم ﻋن اﻵﻻت و
ﻣﺎ ﺗﺣدﺛﻪ ﻣن أﺿرار ﯾرﺟﻊ ﻓﯾﻪ إﻟﻰ اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﺳﻼﻣﺔ ،ﻫل ﻫو اﻟﺗزام ﺑوﺳﯾﻠﺔ )ﺑﺑذل ﻋﻧﺎﯾﺔ( أم
ﻫو اﻟﺗزام ﻣﺳﺗﻘل ﺑذاﺗﻪ ؟.
واﻟراﺟﺢ أن اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﺳﻼﻣﺔ ﺑﻧﺗﯾﺟﺔ وﻫذا ﻣﺎ ذﻫب إﻟﯾﻪ اﻟﻘﺿﺎة واﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ﺑل
ﻧص اﻟﻣﺎدة 17ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي ) (276/92ﯾﺟب أن ﯾﻣﺗﻧﻊ اﻟطﺑﯾب واﻟﺟراح اﻷﺳﻧﺎن
ﻋن ﺗﻌوﯾض اﻟﻣرﯾض ﯾﻣﻧﻊ اﻟطﺑﯾب وﺟراح اﻷﺳﻧﺎن ﻋن ﺗﻌرﯾض اﻟﻣرﯾض ﻟﺧطر ﻻ ﺑﻣﺑرر ﻟﻪ
ﺧﻼل ﻓﺣوﺻﻪ اﻟطﺑﯾﺔ أو ﻋﻼﺟﻪ ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾﻔﯾد أن ﺳﻼﻣﺔ اﻟﻣرﯾض ﺧﻼل اﻟﻔﺣوﺻﺎت اﻟطﺑﯾﺔ
ﺳواء اﻟﺑﯾوﻟوﺟﯾﺔ ﻣن ﺗﺣﺎﻟﯾل وﻏﯾرﻫﺎ أو ﻋن طرﯾق اﻷﺷﻌﺔ أو ﻓﺣوﺻﺎت ﻋﻼﺟﯾﺔ ﻫو اﻟﺗزام
ﺑﻧﺗﯾﺟﺔ أي ﯾﺳﺄل اﻟطﺑﯾب ﻋن ﻛل ﻣﺳﺎس ﺑﺳﻼﻣﺔ و أﻣن اﻟﻣرﯾض .
1ﻫدی زوزو ،ﻋبء اﻹﺛﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﻣواد اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻧﻛر ،ﻋدد ،06ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ،ﺑﺳﻛرة اﻟﺟزاﺋر،
2011ص .161
110
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
و ﺧﻼﺻﺔ اﻟﻘول أن ﻋﺑﺊ اﻹﺛﺑﺎت ﯾﻛون ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟﻣرﯾض ﻣﺎدام أن اﻻﻟﺗزام اﻟذي ﯾﻘﻊ
ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟطﺑﯾب ﻫو اﻟﺗزام ﺑوﺳﯾﻠﺔ أو ﯾﺑذل ﻋﻧﺎﯾﺔ ،وﻋﻠﻰ اﻟﻣرﯾض أن ﯾﺛﺑت ﻓﻲ دﻋواﻩ أن
اﻟطﺑﯾب ﻗد أﺧطﺄ ﺑﻛﺎﻓﺔ أﻧواع وﺳﺎﺋل اﻹﺛﺑﺎت.
ﻟﻛن ﻋبء اﻹﺛﺑﺎت ﯾﻧﺗﻘل ﻣن اﻟﻣرﯾض إﻟﻰ اﻟطﺑﯾب ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻻﻟﺗزام ﻫو
اﻻﻟﺗزام ﺑﻧﺗﯾﺟﺔ وﻫو ﯾﺄﺗﻲ ﮐﺎﺳﺗﺛﻧﺎء وﻫﻧﺎ ﯾﺻﺑﺢ اﻟطﺑﯾب ﻫو اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﻌبء اﻹﺛﺑﺎت إذا ﯾرﺟﻊ
إﻟﯾﻪ ﻟﯾﺛﺑت اﻟﺳﺑب اﻷﺟﻧﺑﻲ وان اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻣراد ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ ﻟم ﺗﺗﺣﻘق ﺑﺳﯾب ﻻﺑد ﻟﻪ ﻓﯾﻪ ،وﺑﺎﻟرﻏم
ﻣن ﻫذا ﻓﺎن اﻟﻣرﯾض ﯾﺟد ﺻﻌوﺑﺎت ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ إﺛﺑﺎت ﺧطﺄ اﻟطﺑﯾب.1
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻧﺗﻔﺎء اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
ﻫﻧﺎك ﻋدة ﻋواﻣل ﺗؤدي إﻟﻰ ﻗطﻊ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ إذا ﻗﺎﻣت أﺣد اﻷﺳﺑﺎب اﻟﻣؤدﯾﺔ إﻟﻰ ذﻟك
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻋدم ﻗﯾﺎم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠطﺑﯾب وﻣن ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل ﻧﺟد ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺿرورة ،اﻟﻘوة
اﻟﻘﺎﻫرة ،ﺧطﺄ اﻟﻣرﯾض أو ﺧطﺎ اﻟﻐﯾر.
اﻟﻔرع اﻷول :ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺿرورة
وﻫﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾوﺟد ﻓﯾﻬﺎ ﺷﺧص ﻣﺎ داﻓﻌﺎ ﻋن ﻧﻔﺳﻪ أو ﻋن ﻏﯾرﻩ ﺧطرا ﻣﺣدﻗﺎ ﺑﻪ أو
ﺑﻐﯾرﻩ إﻻ ﺑﺎرﺗﻛﺎب ﺟرﯾﻣﺔ ﺑﺣق ﻧﻔﺳﻪ أو ﺑﺣق أﺷﺧﺎص آﺧرﯾن ﻣن أﺟل اﻟﺗﺧﻠص أو اﻟوﻗﺎﯾﺔ
ﻣن ﺧطر ﺟﺳﯾم ،ﻓﺣﺎﻟﺔ اﻟﺿرورة ﻻ ﯾﻣﻛن اﻷﺧذ ﺑﻬﺎ إﻻ ﻋﻧد وﺟود ﺷﺧص أﻣﺎم ﺧطر ﺣﺎل
وﻫو ﻣﺟﺑر ﻋﻠﻰ ارﺗﻛﺎب ﺟرﯾﻣﺔ.
111
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﻓﺎﻟطﺑﯾب ﻏﯾر اﻟﻣرﺧص ﻟﻪ ﻗﺎﻧوﻧﺎ واﻟذي ﯾﺟد ﻧﻔﺳﻪ أﻣﺎم ﺣﺎﻟﺔ اﺳﺗﻌﺟﺎﻟﯾﻪ ﻣﺛﻼ ﺗﻬدد
اﻟﻣرﯾض ﺑﺧطر اﻟﻣوت ﻛﺣﺎﻟﺔ اﺧﺗﻧﺎق ﻋﻧد اﻟﺣوادث ورﺟوع اﻟﻠﺳﺎن إﻟﻰ اﻟﺧﻠف ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻛﺳر
ﻓﻲ اﻟﻔك اﻟﺳﻔﻠﻲ واﻧﻐﻼق اﻟﻘﺻﺑﺔ اﻟﻬواﺋﯾﺔ ﻟدى اﻟﻣرﯾض ،ﺗﺳﺗوﺟب ﻋﻠﯾﻪ إﺟراء ﻓﺗﺣﺔ ﻟﻪ ﻓﻲ
اﻟﻘﺻﺑﺔ اﻟﻬواﺋﯾﺔ ﻟﺗﻣﻛﯾﻧﻪ ﻣن اﻟﺗﻧﻔس.1
وﻟﺗﻘوم ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺿرورة ﻻﺑد ﻣن ﺗوﻓر ﺷروط وﻫﻲ ﻛﺎﻟﺗﺎﻟﻲ :
أوﻻ وﺟود ﺧطر ﯾﻬدد اﻟﻧﻔس أو اﻟﻐﯾر
ﻓﻼ ﯾﺳﺎل اﻟطﺑﯾب اﻟذي ﯾﺿﺣﻲ ﻣﺛﻼ ﺑﺎﻟﺟﻧﯾن ﻹﻧﻘﺎذ ﺣﯾﺎة أﻣﻪ وﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﺧطر :
أن ﯾﻛون اﻟﺧطر ﻣوﺟودا ﺟدﯾﺎ وﺣﺎﻻ ﻷﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز اﻟﺗﻌﻠل ﺑﺧطر ﻏﯾر ﻣوﺟود .
أن ﯾﻛون اﻟﺧطر ﺟﺳﯾﻣﺎ ،ﻣﻧذرا ﺑﺿرر ﻏﯾر ﻗﺎﺑل ﻟﻺﺻﻼح أو ﻻ ﺗﺗﺣﻣﻠﻪ اﻟﻧﻔس.
أن ﻻ ﯾﻛون اﻹرادة اﻟﺟﺎﻧﻲ دﺧل ﻓﻲ ﺣﻠول ﻫذا اﻟﺧطر.2
ﺛﺎﻧﯾﺎ /ﻓﻌل اﻟﺿرورة
وﻫو اﻟﻔﻌل اﻟذي ﯾرﺗﻛﺑﻬﺎ اﻟﺷﺧص ﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻧﻔﺳﻪ أو ﻏﯾرﻩ ﻣن ﺧطر ﺟﺳﯾم ﻋﻠﻰ وﺷك اﻟوﻗوع
وﯾﺷﺗرط ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔﻌل:
-أن ﯾﻛون ﻣن ﺷﺄﻧﻪ اﻟﺗﺧﻠص ﻣن اﻟﺧطر ﺑﺎرﺗﻛﺎﺑﻪ ﻟﺟرﯾﻣﺔ وﻟﯾس ﻛطرﯾﻘﺔ ﻟﻼﻧﺗﻘﺎم ﻣن
ﺷﺧص ﺑﺣﺟﺔ ﺗوﻓر ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺿرورة أو ﻟطﻣس ﻣﻌﺎﻟم ﺟرﯾﻣﺔ ﻗﺎﻣت ﻣن ﻓﻌﻠﻪ.
-أن ﯾﻛون ﻫو اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟوﺣﯾدة ﻟﻠﺗﺧﻠص ﻣن اﻟﺧطر وﯾﻘدر ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺿرور ة ،ﻓﺎن ﻛﺎن
اﻟﻣﺿطر ﺑوﺳﻌﻪ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑوﺳﯾﻠﺔ أﺧرى ﻟﺗﻔﺎدي اﻟﺧطر ﻓﻼ ﯾﻌﻔﻰ ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎل
إﺗﯾﺎﻧﻪ ﻟﺗﻠك اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺑﺣﺟﺔ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺿرورة ،ﻛﻣﺎ ﯾﺳﺄل إذا ﻟﺟﺄ إﻟﻰ ﺟرﯾﻣﺔ أﺷد وﺗرك اﻷﺧف
ﻣﻧﻬﺎ ﻟﺗﻔﺎدي اﻟﺧطر.
1ﺑن ﻓﺎﺗﺢ ﻋﺑد اﻟرﺣﯾم،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠطﺑﯾب،ﻣذﻛرة ﻣﻛﻣﻠﺔ ﻣن ﻣﺗطﻠﺑﺎت ﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ،ﺗﺧﺻص
ﻗﺎﻧون ﺟﻧﺎﺋﻲ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ة اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻗﺳم اﻟﺣﻘوق،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺧﯾﺿر ،ﺑﺳﻛرة، 2015،ص 59
2اﻟﺳﯾد ﻋﺑد اﻟوﻫﺎب ﻋرﻓﻪ ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟطﺑﯾب و اﻟﺻﯾدﻟﻲ ،ﻣدار اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﻣﺻر 2005، 1ص .71
112
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
-أن ﯾﻛون ﺑﺣﺳن ﻧﯾﺔ ﻹﺑﻌﺎد اﻟﺧطر ،ﻓﺈذا اﻧﺣرف ﻋن ﻫذا اﻟﻬدف اﻋﺗﺑر ﺟرﯾﻣﺔ وﯾﻌﺎﻗب
ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻛﺎﻟطﺑﯾب اﻟذي ﯾﺳﺗﺧدم أﺳﻠوﺑﺎ ﻓﻲ ﻋﻼج ﺣﺎﻟﺔ طﺎرﺋﺔ وﻟﻛن ﺑﻬدف ﺗﺟرﯾب ﻣدى ﻧﺟﺎﻋﺔ
ﻫذا اﻷﺳﻠوب.1
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻘوة اﻟﻘﺎﻫرة
ﯾﺷﺗرط ﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟﺣﺎدث ﻗوة ﻗﺎﻫرة ﻋدم إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗوﻗﻌﻪ أو اﻟﺗﺣرز ﻣﻧﻪ وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ اﻧﺗﻔﺎء
اﻟراﺑطﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺧطﺄ واﻟﺿرر.
أوﻻ ﻋدم إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗوﻗﻊ
و ﺑﺄن ﺗﻛون ﻏﯾر ﻣﺗوﻗﻌﺔ وﺧﺎرﺟﺔ ﻋن إرادة اﻟﺷﺧص ﻟﯾس اﻟطﺑﯾب اﻟﻣﺳﺎءل ﻓﺣﺳب ،ﺑل
ﺣﺗﻰ ﻣن ﺟﺎﻧب أﺷد اﻷطﺑﺎء ﻓطﻧﺔ ،و ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ .2
ﺛﺎﻧﯾﺎ /اﺳﺗﺣﺎﻟﺔ اﻟدﻓﻊ
وﻫﻲ أن ﺗﻛون اﻟﻘوة اﻟﻘﺎﻫرة ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﺟﻌل ﺗﻔﺎدي اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ أﻣرا ﻣﺳﺗﺣﯾﻼ اﺳﺗﺣﺎﻟﺔ ﺗﻠﺣق
ﺑﻛل ﻣن ﻫو ﻓﻲ ﻣوﻗف ﻫذا اﻟﻣﺳؤول وﺗؤدي إﻟﻰ ﺣدوث ﻧﻔس اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ﺣﺗﻰ وﻟو ﻛﺎن طﺑﯾﺑﺎ
ﺑدرﺟﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻟﺧﺑرة ﺑﺗواﻓر ﻫذﯾن اﻟﺷرطﯾن اﻟﻣﻣﺛﻠﯾن ﻓﻲ ﻋدم إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟدﻓﻊ ﺗﻧﺗﻔﻲ اﻟراﺑطﺔ
اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻧﺗﻘﺎء ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟطﺑﯾب اﻟﺟزاﺋﯾﺔ.
1ﻣﻧﯾر رﯾﺎض ﺣﻧﺎ ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﻸطﺑﺎء واﻟﺟراﺣﯾن ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ، .2008 ،ص139
2ﻣﻧﺻوري ﺟواد ،ﺗوﺟﻬﺎت اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟطﺑﯾﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟطﺑﻲ،ﺟﺎﻣﻌﺔ أﺑو ﺑﻛر ﺑﻠﻘﺎﯾد2017 ،ص .45
113
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﯾن إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
1
ﻣﻧﺻور ﻋﻣر اﻟﻣﻌﺎﯾطﺔ ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﺧطﺎء اﻟطﺑﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﯾف اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم ،اﻟﺳﻌودﯾﺔ،
.2004ص.117
114
ﺧﺎﺗﻣﺔ
ﺧﺎﺗﻣﺔ:
ﻟﻘد ﺗوﺳﻌت ﺣدود اﻟﺗدﺧﻼت اﻟطﺑﯾﺔ وﺧرﺟت ﻋن ﻣﻔﻬوﻣﻬﺎ اﻟﺿﯾق وظﻬرت طرق
ﻋﻼﺟﯾﺔ ﺣدﯾﺛﺔ ،ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠﺗطور اﻟﻌﻠﻣﻲ واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ وﺗﻘدم اﻟﻌﻠوم اﻟطﺑﯾﺔ ﺑﺄﺳﺎﻟﯾﺑﻬﺎ اﻟﻔﻧﯾﺔ
ووﺳﺎﺋﻠﻬﺎ اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ واﻟﺗﻲ راﻓﻘﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل زﯾﺎدة اﻟﻣﺧﺎطر واﻷﺿرار ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺳم اﻟﺑﺷري ،ﻣﻣﺎ
أدى إﻟﻰ ظﻬور ﻣﺷﻛل ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺑﯾن اﻟﻣرﯾض واﻟطﺑﯾب ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﻟﺗزام ﻫذا اﻷﺧﯾر
ﺑﻌﻣﻠﻪ اﻟطﺑﻲ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺗدﻋﻲ ﻗﯾﺎم ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ.
وﻗد ﺣﺎوﻟت ﻓﻲ ﺑﺣﺛﻲ ﻫذا وﻣن ﺧﻼل دراﺳﺗﻲ ﻫذﻩ أن أﺗﻧﺎول اﻟﺟواﻧب اﻟﻬﺎﻣﺔ ﻓﯾﻣﺎ
ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻧوع ﻣن أﻧواع اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺎت ،أﻻ وﻫﻲ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح ،ﺑدءا ﻣن
ﻣﻌرﻓﺔ ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﻌﻣل اﻟطﺑﻲ وأﺳﺎﺳﻪ وﻣراﺣﻠﻪ ﺣﯾث أﻧﻪ ﯾﻌد ﻣن اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﺑﺎﺣﺔ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن
أﻧﻪ ﯾﻧطوي ﻓﻲ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣوال ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺳﻼﻣﺔ اﻟﺟﺳم.
ﻛﻣﺎ ﺧﻠﺻﻧﺎ إﻟﻰ أن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠطﺑﯾب ﺗﺛور ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﻬﺎون أﺑﻧﺎء اﻟﻣﻬﻧﺔ ﻓﻲ
ﺑذل اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗطﻠﺑﻬﺎ ﻣﻧﻬم ﻣﻬﻧﺗﻬم ،وذﻟك ﺑﺎرﺗﻛﺎﺑﻬم أﺧطﺎء طﺑﯾﺔ ﺑﻘﺻد ﻛﺎﻧت أو ﺑﻐﯾر
ﻗﺻد ﻣﻣﺎ ﯾرﺗب ﻗﯾﺎﻣﻬﺎ ،وﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻫذا اﻟﺧطﺄ اﻟطﺑﻲ ﻗد ﺗرﺗب ﻋﻧﻪ ﺿرر ﺣﯾث ﻻ
ﯾﻛﻔﻲ ﻣﺟرد وﻗوع اﻟﺿرر وﺛﺑوت اﻟﺧطﺄ اﻟطﺑﻲ ﺑل ﻻﺑد ﻣن وﺟود ﻋﻼﻗﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ وﻫذا ﻣﺎ
ﯾﻌرف ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ.
ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻟﻠطﺑﯾب أن ﯾﻘﺗرف ﻋدة ﺟراﺋم ﻓﻲ ﻣﻬﻧﺗﻪ ﺣﯾث ﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺷرع
اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،وﻛذا ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﺻﺣﺔ ،ﻓﻣﻧﻬﺎ اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺎﺳﺔ ﺑﺎﻟﺳﻼﻣﺔ
اﻟﺟﺳدﯾﺔ ﻛﺎﻹﺟﻬﺎض وﺟرﯾﻣﺔ اﻧﺗزاع اﻷﻋﺿﺎء اﻟﺑﺷرﯾﺔ ،وﻣﻧﻬﺎ ﺟراﺋم ﻣﻬﻧﯾﺔ ﻏﯾر ﻣﺎﺳﺔ
ﺑﺎﻟﺳﻼﻣﺔ اﻟﺟﺳدﯾﺔ ﻛﺟرﯾﻣﺔ إﻓﺷﺎء اﻟﺳر اﻟﻣﻬﻧﻲ واﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﺳﺎﻋدة.
ﻓﺗﺣﻘﯾق اﻟﻌداﻟﺔ ﻣطﻠب ﻓﻲ ﻏﺎﯾﺔ اﻷﻫﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت واﻟﻘﺿﺎﯾﺎ واﻟﺟراﺋم
اﻟطﺑﯾﺔ ،وﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻸطﺑﺎء .
116
ﺧﺎﺗﻣﺔ
وﻣﻧﻪ ﺗوﺻﻠﻧﺎ إﻟﻰ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري وﻋﻠﻰ ﻏرار اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﺷرﻋﯾن ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد
ﻣن اﻟدول ﻟم ﯾﻬﺗم ﺑوﺿﻊ ﻧﺻوص ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻧظم وﺗﺣﻛم ﻣوﺿوع اﻟﺧطﺄ اﻟطﺑﻲ
ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ واﻟﺧطﺄ اﻟطﺑﻲ اﻟﺟراﺣﻲ ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،وﻛذﻟك اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ
ﻋﻧﻪ ،ﺣﯾث ظﻠت اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺧطﺄ ﻏﯾر اﻟﻌﻣدي اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت
ﻫﻲ اﻟواﺟﺑﺔ اﻟﺗطﺑﯾق ،وﻫذا رﻏم ﻋﺟزﻫﺎ ﻋﻠﻰ إﯾﺟﺎد اﻟﺣﻠول ﻟﻌدﯾد اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾطرﺣﻬﺎ اﻟﻣوﺿوع ،وﻋﻠﯾﻪ ﻻ ﯾزال اﻟﺧطﺄ اﻟطﺑﻲ اﻟﺟراﺣﻲ ﯾﺷﻛل ﻏﻣوض وﯾطرح ﻧﻘﺎﺷﺎ
ﻓﻘﻬﯾﺎ وﻗﺿﺎﺋﯾﺎ ﻣن ﺣﯾث ﻣﺎﻫﯾﺗﻪ وﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﺣدﯾدﻩ ،ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻣﺎ ﯾﺗﻣﯾز ﺑﻪ ﻣن ﺧﺻوﺻﯾﺔ ،ﻟﻛوﻧﻪ
ﯾﺟﻣﻊ ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف ﺻور اﻟﺧطﺄ اﻟطﺑﻲ ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل ﻧطﺎﻗﻪ ﻻ ﯾﻧﺣﺻر ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻌﻼج
اﻟﺟراﺣﻲ ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟدﻗﯾق ﺑل ﯾﺗﻌداﻫﺎ إﻟﻰ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ واﻟﻼﺣﻘﺔ ﻟﻬﺎ.
وﻛﺎﻧت ﻫذﻩ ﻣن أﺑرز اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ و اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺗﻲ واﺟﻬﺗﻬﺎ ﻓﻲ آن واﺣد.
وﻋﻠﻰ ﺿوء ﻣﺎ ﺳﺑق طرﺣﻪ ﺗﻘﺗرح ﺑﻌض اﻟﺗوﺻﯾﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟطﺑﯾﺔ:
ﺿرورة وﺿﻊ ﺗﻌرﯾف اﻟﺧطﺄ اﻟطﺑﻲ اﻟﺟراﺣﻲ واﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺟراح.
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري أن ﯾﺿﻊ ﻗﺎﻧون طﺑﻲ ،ﯾﺳن ﻓﯾﻪ ﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟطﺑﯾب ﻣن اﻟﺗزاﻣﺎت،
وﻣﺎ ﻟﻠﻣرﺿﻰ ﻣن ﺣﻘوق.
ﺿرورة ﺗﺷﻛﯾل ﻣﺣﺎﻛم ﺧﺎﺻﺔ ،ﺿﻣن ﻟﻠﺟﻬﺎز اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﺧطﺎء اﻟطﺑﯾﺔ ،ﻋﻠﻰ أن ﯾﻛون ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺣﺎﻛم ﻗﺿﺎة ﻣﺗﺧﺻﺻﯾن ﻓﻲ
اﻟﻣﺟﺎل اﻟطﺑﻲ واﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ.
117
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر
واﻟﻣراﺟﻊ
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ
.1إﺑراھﯾم ﻋﻠﻲ ﺣﻣﺎدي اﻟﺟﻠﺑوﺳﯽ ،اﻟﺧطﺄ اﻟﻣﮭﻧﻲ و اﻟﺧطﺄ اﻟﻌﺎدي ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ
اﻟطﺑﯾﺔ ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ﺑﯾروت .2007،
.2أﺑو اﻟﻘﺎﺳم اﺣﻣد ،اﻟدﻟﯾل اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﻣﺎدي ب.ط ،أﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ ﻧﺎﯾف ﻟﻠﻌﻠوم اﻷﻣﻧﯾﺔ ،
اﻟرﯾﺎض.1994 ،
.3أﺑو ﯾزﯾد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺛﯾت ،ﺟراﺋم اﻹﻫﻣﺎل ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ ﻟﻠﻧﺷر ،اﻟﻘﺎﻫرة ،
ﻣﺻر.1975 ،
.4اﺣﻣد إﺑراﻫﯾم ﻣﺻطﻔﻰ ،اﻹرﻫﺎب واﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ،دون دار اﻟﻧﺷر.2007 ،
.5أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم ﻣوﺳﻰ اﻟﺻراﯾرة ،اﻟﺗﺄﻣﯾن ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻷﺧطﺎء
اﻟطﺑﯾﺔ ،ط ،2دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن ،اﻷردن.2012 ،
.6أﺣﻣد ﻋوض ﺑﻼل ،ﻣﻬﺎدی ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،اﻟﻘﺳم اﻟﻌﺎم ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة،
.2006
.7أﺣﻣد ﻣﺟﺣودة ،أزﻣﺔ اﻟوﺿوح ﻓﻲ اﻹﺛم اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري واﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن،
ط ،2اﻟﺟزء اﻷول ،دار اﻟﻬوﻣﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،ﺑدون ﺳﻧﺔ.
.8أﺳﺎﻣﺔ ﻋﺑد اﷲ ﻗﺎﯾد ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻸطﺑﺎء ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ،اﻟﻘﺎﻫرة.2003،
.9أﺳﺎﻣﺔ ﻗﺎﯾد ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠطﺑﯾب ﻋن إﻓﺷﺎء ﺳر اﻟﻣﻬﻧﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ ،1989دار
اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ.
.10أﻣﯾر ﻓرج ﯾوﺳف ،ﺧطﺄ اﻟطﺑﯾب اﻟﻌﻣدي و اﻟﻐﯾر اﻟﻌﻣدي،اﻟﻣﻛﺗب اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ اﻟﺣدﯾث
ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ ،ﺳﻧﺔ .2010
.11أﻣﯾر ﻓرج ،أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟطﺑﯾﺔ،اﻟﻣﻛﺗب اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺣدﯾث ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ،
.2006
.12أﻣﯾرة ﻋﻠﻰ أﻣﯾر ﻋﯾﺳﻰ ﺧﺎﻟد ،اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﺟﻧﯾن ﻓﻲ ظل اﻟﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﻣﺳﺗﺣدﺛﺔ،
دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ.2007 ،
119
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ
.13ﺑﺎﺑﻛر اﻟﺷﯾﺦ ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠطﺑﯾب ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار اﻟﺣﺎﻣد ﻟﻠﻧﺷر ،اﻷردن،
.2002
.14ﺑﻬﺎء ﺑﻬﯾﺞ ﺷﻛري ،اﻟﺗﺄﻣﯾن ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظرﯾﺔ و اﻟﺗطﺑﯾق ،ب-ط ،دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ
ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن ،اﻷردن.2010 ,
.15ﺗﻘﻲ اﻟدﯾن اﺑن ﺗﯾﻣﯾﺔ ،ﻣﺟﻣﻊ اﻟﻣﻠك ﻓﻬد ،ﺣدﯾث ﻧﺑوي ﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ رواﻩ اﻟﺑﺧﺎري
وﻣﺳﻠم ، ،ﺑﺳط اﻟﺟزء 37ﺳﻧﺔ. 1995
.16ﺛﺎﺋر ﺟﻣﻌﺔ ﺷﻬﺎب اﻟﻌﺎﻧﻲ ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻸطﺑﺎء ،ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ،
اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن،2011 ،
.17ﺛروت ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ،ﺗﻌوﯾض ﻟﻠﺣوادث اﻟطﺑﯾﺔ ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ،
2007
.18اﻟﺟزء اﻷول دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ اﻟﺟزاﺋر 2002 ،ص 150
.19ﺣﺑﯾب إﺑراﻫﯾم ﺧﻠﯾل،ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﻣﺗﻧﻊ اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،دﯾوان
اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر.1990 ،
.20ﺣﺳن ﻋﻠﻰ اﻟذﻧون،اﻟﻣﺳوط ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ )اﻟﺧطﺄ( ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار
واﺋل ﻟﻠﻧﺷر ،اﻷردن.2006 ،
.21ﻓﻬد إﺑراﻫﯾم اﻟدوﺳري ،ﺿﺑط اﻵﺛﺎر واﻷدﻟﺔ اﻟﻣﺎدﯾﺔ واﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻷﺑﻌﺎد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ب.ط،
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﯾف اﻟﻌﻠوم اﻷﻣﻧﯾﺔ ،اﻟﻛوﯾت.
.22رﻣﺿﺎن ﺟﻣﺎل ﻛﺎﻣل-ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻷطﺑﺎء و اﻟﺟراﺣﯾن اﻟﻣدﻧﯾﺔ-ط -1اﻟﻣرﻛز اﻟﻘوﻣﻲ
ﻟﻺﺻدارات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﻣﺻر.2005 -
.23ﺳﻣﯾر ﻋﺑد اﻟﺳﻣﯾﻊ اﻷذون ،ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟطﺑﯾب اﻟﺟراح وطﺑﯾب اﻟﺗﺧدﯾر وﻣﺳﺎﻋدﯾﻬم،
اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ.2004 ،
.24اﻟﺳﯾد ﻋﺑد اﻟوﻫﺎب ﻋرﻓﻪ ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟطﺑﯾب و اﻟﺻﯾدﻟﻲ ،ﻣدار
اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﻣﺻر 2005، 1
120
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ
.25ﺷرﯾف اﻟطﺑﺎخ ،ﺟراﺋم اﻟﺧطﺄ اﻟطﺑﻲ و اﻟﺗﻌوﯾض ﻋﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻔﻘﻪ و اﻟﻘﺿﺎء دار
اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ.2003،
.26ﺻﻔوان ﻣﺣﻣد ﺷدﯾﻔﺎت ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻋن اﻷﻋﻣﺎل اﻟطﺑﯾﺔ ،دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر
واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫرة ،ﻣﺻر ،ﺳﻧﺔ 2011
.27طﺎرق ﻓﺗﺣﻲ ﺳرور ﻧﻘل اﻷﻋﺿﺎء اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﺑﯾن اﻷﺳﻣﺎء دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣﺻر
اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ .2001
.28طﻼل ﻋﺟﺎج ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟطﺑﯾﺔ دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب
ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن .2004،
.29ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد اﻟﺷوارﺑﻲ :ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻷطﺑﺎء واﻟﺻﯾﺎدﻟﺔ واﻟﻣﺳﺗﺷﻔﯾﺎت ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ،
ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ.1998 ،
.30ﻋﺑد اﻟرزاق أﺣﻣد اﻟﺳﻧﻬوري ،اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟدﯾد ،اﻟﺟزء اﻷول،
اﻟﻣﺟﻠد اﻷول ،ﻣﺻﺎدر اﻹﻟﺗزام اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻧﻬﺿﺔ ﻣﺻر .2011،
.31ﻋﺑد اﻟرزاق اﻟﺳﻧﻬوري :اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،اﻟﻌﻘود اﻟواردة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل،
اﻟﺟزء اﻟﺳﺎﺑﻊ اﻟﻣﺟﻠد ،01اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ .1998 ،
.32ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ﺟرادة ،ﻣﺑﺎدئ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ ،ﻣﻛﺗﺑﺔ أﻓﺎق ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟطﺑﻌﺔ
اﻷوﻟﻰ ،ﻏزة ،ﻓﻠﺳطﯾن،ﺳﻧﺔ .2010،
.33ﻋﺑد اﷲ ﺑن ﺳﻌﯾد أﺑو داﺳر ،إﺛﺑﺎت اﻟدﻋوى اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﻣﺎم
ﻣﺣﻣد ﺑن ﺳﻌود اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،اﻟرﯾﺎض ،اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ 1443 ،ﻫﺟرﯾﺔ.
.34ﻋﺑد اﻟﻧﺑﻲ ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣود أﺑو اﻟﻌﯾﻧﯾن ،اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﺟﻧﯾن ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة
ﻟﻠﻧﺷر ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ.2006 ،
.35ﻋﺑد اﻟوھﺎب ﻋرﻓﺔ ،اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ و اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﻠطﺑﯾب و اﻟﺻﯾدﻟﻲ،دار
اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ.2006 ،
.36ﻋﻠﻰ ﻋﺻﺎم ﻏﺻن ،اﻟﺧطﺄ اﻟطﺑﻲ ،ﻣﻧﺷورات زﯾن اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ
ﻟﺑﻧﺎن.2010،
121
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ
.37ﻋﻠﻲ ﺣﺳﯾن ﻧﺟﯾدة :اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟطﺑﯾب ﻓﻲ اﻟﻌﻣل اﻟطﺑﻲ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ دار اﻟﻧﻬﺿﺔ
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة،1992 ،ص 223
.38ﻋﻠﻲ ﻣﺣﻣود اﻟﺳﻌودي ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟطﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ،دار اﻟرﺿوان ،اﻷردن،
.2015
.39ﻓرج ﻋﻠواﻧﻲ ﻫﻠﯾل ،ﺟراﺋم اﻟﺗزﯾﯾف واﻟﺗزوﯾر ،دار اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ،
.1993
اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌﻣدي،دار ﻏﯾر ﻟﻠﺧطﺄ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺳﺗﺎر، ﻋﺑد .40ﻓوزﯾﺔ
اﻟﻌرﺑﯾﺔ،اﻟﻘﺎﻫرة.1977،
.41ﻗﺎدري ﯾﻣﯾﻧﺔ ،ﺟرﯾﻣﺔ اﻹﺟﻬﺎض ،ﻣذﻛرة ﻣﺎﺳﺗر ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾن اﻟﺷرﯾﻌﺔ و اﻟﻘﺎﻧون،
اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ .2012/2013
.42ﻣﺎﺟد ﻣﺣﻣد ﻻﻓﻲ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن اﻟﺧطﺄ اﻟطﺑﻲ دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،دار
اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر ة اﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن ،اﻷردن .2009،
.43ﻣﺄﻣون ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم ﺑرﺿﺎ اﻟﻣرﯾض ﻋن اﻷﻋﻣﺎل اﻟطﺑﯾﺔ و اﻟﺟراﺣﯾﺔ دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،
ﺑطﻧدار اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ .2009
.44ﻣﺣﻣد أﺳﺎﻣﺔ ﻋﺑد اﷲ اﻟﻘﺎﯾد ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻸطﺑﺎء ،ط ،2دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،ﻣﺻر ،ﺑدون ﺳﻧﺔ.
.45ﻣﺣﻣود اﻟﻘﺑﻼوي ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠطﺑﯾب ،ب ط دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،
ﻣﺻر ،ﺳﻧﺔ ، 2004
.46ﻣﺣﻣد أﺳﺎﻣﺔ ﻋﺑد اﷲ اﻟﻘﺎﯾد ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻸطﺑﺎء ،ط ،2دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،ﻣﺻر ،ﺑدون ﺳﻧﺔ.
.47ﻣﺣﻣد ﺑﺷﯾر ﺷرﯾم ،اﻷﺧطﺎء اﻟطﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻻﻟﺗزام واﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،اﻟﻣطﺎﺑﻊ،
ﻋﻣﺎن.2000 ،
122
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ
.60ﻣﺳﻌودة زﺑدة :اﻟﻘراﺋن اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﻣوﻓم ﻟﻠﻧﺷر ،ﻣﺻر ،2001 ،ص
.195
ﻣﺻطﻔﻰ ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻣﺣﺳن ،اﻟﺧطﺄ اﻟطﺑﻲ و اﻟﺻﯾدﻟﻲ واﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،ب ب .61
ن و اﻟﻧﺎﺷر .2000
.62ﻣﻘدم اﻟﺳﻌﯾد ،ﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺿرر اﻟﻣﻌﻧوي ،اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب،
اﻟﺟزاﺋر.1992 ،
.63ﻣﻧذر اﻟﻔﺿل ،اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻺﺗزاﻣﺎت ،ﻣﺻﺎدر اﻹﻟﺗزام ،اﻟﺟزء اﻷول ،ﻣﻛﺗﺑﺔ
دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن.1994 ،
.64ﻣﻧﺻور ﻋﻣر اﻟﻣﻌﺎﯾطﺔ ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﺧطﺎء اﻟطﺑﯾﺔ ،ط اﻷوﻟﯽ،
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﯾف ﻟﻠﻌﻠوم اﻷﻣﻧﯾﺔ ،اﻟرﯾﺎض ،اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ.2004 ،
.65ﻣﻧﺻوري ﺟواد ،ﺗوﺟﻬﺎت اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟطﺑﯾﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ ﻗﺎﻧون
اﻟطﺑﻲ،ﺟﺎﻣﻌﺔ أﺑو ﺑﻛر ﺑﻠﻘﺎﯾد2017 ،
.66ﻣﻧﯾر رﯾﺎض ﺣﻧﺎ ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻸطﺑﺎء واﻟﺻﯾﺎدﻟﺔ ،دار اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ،
إﺳﻛﻧدرﯾﺔ.1989 ،
.67ﻣﻧﯾر رﯾﺎض ﺣﻧﺎ ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﻸطﺑﺎء واﻟﺟراﺣﯾن ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ،
اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ.2008 ،
.68ﻣوﻓق ﻋﻠﻰ ﻋﯾد :اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻸطﺑﺎء ﻋن إﻓﺷﺎء اﻟﺳر اﻟﻣﻬﻧﻲ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ،
ﻣﻛﺗﺑﺔ دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻷردن.1998 ،
.69ﻧﺳرﯾن ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ﻧﺑﯾﮫ ،ﺗﻘل رﺑﯾﻊ اﻷﻋﺿﺎء اﻟﺑﺷرﯾﺔ ،دار اﻟوﻓﺎء اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،طﺑﻌﺔ
أوﻟﻲ.2008 ،
.70ﻫﯾﺛم ﺣﺎﻣد اﻟﻣﺻﺎورة ،ﻧﻘل اﻷﻋﺿﺎء اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺧطر واﻹﺑﺎﺣﺔ )دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ(،
دار اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ.2003 ،
.71وﻓﺎء ﺣﻠﻣﻲ أﺑو ﺟﻣﯾل ،اﻟﺧطﺄ اﻟطﺑﻲ دراﺳﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ وﻓﻘﻬﯾﺔ وﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة.1991 ،
124
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ
.1ﺳﯾدﻫم ﻣﺧﺗﺎر ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠطﺑﯾب ،ﻓﻲ ظل اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻟﻌﻠﯾﺎ،ﻋدد ﺧﺎص اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟطﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻘﺎﻧون و اﻻﺟﺗﻬﺎد.2011 ،
.2ﻋﺑد اﻟرﺣﯾم ﺻدﻗﻲ ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻋن أﺧطﺎء اﻟطب ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎء
اﻟﻌﺳﻛري ﺑدون ذﻛر دار اﻟﻧﺷر،اﻟﻘﺎﻫرة،1989،
.3ﻋﺑد اﻟرﺣﯾم ﺻدﻗﻲ ،اﻟﺧطﺄ واﻟﻧﺗﯾﺟﺔ واﻟراﺑط اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻓﻲ ﺟراﺋم اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻔس
واﻷﺑدان ،دراﺳﺔ ﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ﻟﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟطﺑﯾب ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺎﻧون واﻻﻗﺗﺻﺎد،
ﻋد.2001 ،71
.4ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻧوﯾري :اﻟﺧﺑرة اﻟطﺑﯾﺔ ودورﻫﺎ ﻓﻲ اﻹﺛﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺷرطﺔ
اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،اﻟﻌدد .1994 ،50
.5ﻫدی زوزو ،ﻋبء اﻹﺛﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﻣواد اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻧﻛر ،ﻋدد ،06ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ،ﺑﺳﻛرة اﻟﺟزاﺋر.2011 ،
.6ﯾﺣﯾﻰ ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺿوء اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋﻲ واﻻﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ،
ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﻋﻧد ﺧﺎص .2011
-3اﻟرﺳﺎﺋل اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ:
.1ﺑﺷﻘﺎوي ﻣﻧﯾرة ،اﻟطب اﻟﺷرﻋﻲ ودورﻩ ﻓﻲ إﺛﺑﺎت اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق،
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑن ﻋﻛﻧون ،اﻟﺟزاﺋر.2015-2014 ،
.2ﺑن دﺷﺎش ﻧﺳﯾﻣﺔ ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟطﺑﯾب ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣﻧﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة
اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ،ﺗﺧﺻص ﻋﻘود وﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻗﺳم
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،ﺟﺎﻣﻌﺔ أﻛﻠﻲ ﻣﺣﻣد أوﻟﺣﺎج ،اﻟﺑوﯾرة 2013
125
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ
.3ﺑن ﻓﺎﺗﺢ ﻋﺑد اﻟرﺣﯾم ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠطﺑﯾب،ﻣذﻛرة ﻣﻛﻣﻠﺔ ﻣن ﻣﺗطﻠﺑﺎت ﻧﯾل ﺷﻬﺎدة
اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق،ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺟﻧﺎﺋﻲ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق و اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻗﺳم اﻟﺣﻘوق
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺧﯾﺿر،ﺑﺳﻛرة .2015 ،
.4ﺑن ﻓﺎﺗﺢ ﻋﺑد اﻟرﺣﯾم ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠطﺑﯾب،ﻣذﻛرة ﻣﻛﻣﻠﺔ ﻣن ﻣﺗطﻠﺑﺎت ﻧﯾل ﺷﻬﺎدة
اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق،ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺟﻧﺎﺋﻲ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﻗﺳم
اﻟﺣﻘوق،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺧﯾﺿر ،ﺑﺳﻛرة ،2015،
.5ﺑن ﻓﺎﺗﺢ ﻋﺑد اﻟرﺣﯾم،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠطﺑﯾب،ﻣذﻛرة ﻣﻛﻣﻠﺔ ﻣن ﻣﺗطﻠﺑﺎت ﻧﯾل ﺷﻬﺎدة
اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ،ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺟﻧﺎﺋﻲ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ة اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻗﺳم
اﻟﺣﻘوق،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺧﯾﺿر ،ﺑﺳﻛرة.2015 ،
.6ﺑوﺧرس ﺑﻠﻌﯾد ،ﺧطﺄ اﻟطﺑﯾب أﺛﻧﺎء اﻟﺗدﺧل اﻟطﺑﻲ ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ
اﻟﻘﺎﻧون،ﻓرع ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق و اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣوﻟود
ﻣﻌﻣري ،ﺗﯾزي وزو.2011،
.7ﺷرﻗﻲ أﺳﻣﺎء ،ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻷطﺑﺎء داﺧل اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﯾﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة
اﻟﺗﺧرج ،اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻟﻠﻘﺿﺎء ،اﻟﺟزاﺋر،2010-2009 ،
.8ﺷﻔﻲ ﻟﯾﻠﺔ و ﺣﻣﯾدي إﯾﻣﺎن ،اﻟدﻟﯾل اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﻣﺎدي ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ﻣﯾرة ،ﺑﺟﺎﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر 2018-2017 ،
.9ﻋﻣورة ﻣﺣﻣد ،ﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟزاﺋﻲ ﻓﻲ ﺗﻘدﯾر أدﻟﺔ اﻹﺛﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة
ﻣﺎﺳﺗر ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﻠﻣﺳﺎن ،اﻟﺟزاﺋر2010-2009 ،
.10ﻋﯾﺎﺷﻲ ﻛرﯾﻣﺔ ،اﻟﺿرر ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟطﺑﻲ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري ،ﺗﯾزي وزو،اﻟﺟزاﺋر ،2011-2010 ،ص 32
.11ﻋﯾﺳﺎﻧﻲ رﻓﯾﻘﺔ ،ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻷطﺑﺎء ﻓﻲ اﻟﻣراﻓق اﻻﺳﺗﺷﻔﺎﺋﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ،أطروﺣﺔ ﻣﻘدﻣﺔ
ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟدﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق و اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ،ﺟﺎﻣﻌﺔ أﺑﻲ ﺑﻛر
ﺑﻠﻘﺎﯾد،ﺗﻠﻣﺳﺎن. 2016-2015 ،
126
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ
اﻟﻘواﻧﯾن:
127
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ
128
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ
129
ﻓﻬرس اﻟﻣﺣﺗوﯾﺎت
ﻓﮭﺮس اﻟﻤﺤﺘﻮﯾﺎت
ﻓﻬرس اﻟﻣﺣﺗوﯾﺎت
اﻟﺻﻔﺣﺔ اﻟﻌﻧوان
إﻫداء
ﺷﻛر وﺗﻘدﯾر
أ ﻣﻘدﻣﺔ
06 ﺗﻣﻬﯾد
ج
ﻓﮭﺮس اﻟﻤﺤﺘﻮﯾﺎت
49 ﺗﻣﻬﯾد
82 اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ :ﺟرﯾﻣﺔ اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻟﺷﺧص ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺧطر
د
ﻓﮭﺮس اﻟﻤﺤﺘﻮﯾﺎت
116 اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ
/ اﻟﻣﻠﺧص
ه
ﻣــﻠﺧص ﻣذﻛﺮة اﻟﻣﺎﺳﺗﺮ
ﺗﻘﺗﺿﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟطﺑﯾب ﻟﻌﻣﻠﻪ ﻟﻠﻣﺳﺎس ﺑﺎﻟﻛﯾﺎن اﻟﺟﺳدي ﻟﻺﻧﺳﺎن ﺳواء ﻣن ﺧﻼل
اﻟﺗدﺧل اﻟطﺑﻲ اﻟﻌﻼﺟﻲ أو اﻟﺟراﺣﻲ ،اﻟذي ﺗﺑررﻩ اﻟﺿرورة اﻟﻌﻼﺟﯾﺔ.
وﻧظرا ﻟﻸﺧطﺎء اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن ﻫذﻩ اﻟﺗدﺧﻼت ﻻﺑد ﻣن ﺗوﻓﯾر اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻠﻣرﯾض ﻣن
اﻷﺧطﺎء اﻟطﺑﯾﺔ وﺿﻣﺎن اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ اﻟطﺑﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻪ ،وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى اﻟﺣرص ﻋﻠﻰ ﺿﻣﺎن
اﻟﺣرﯾﺔ واﻟطﻣﺄﻧﯾﻧﺔ ﻻزﻣﺔ ﻟﻸطﺑﺎء،ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻣرﺿﺎﻫم ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻋﻣﻠﻬم ﺑﻛل ﺛﻘﺔ وارﺗﯾﺎح،ﻷن
اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺟراﺣﯾﺔ وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﻟﺗطور اﻟﻌﻠﻣﻲ اﻟﻛﺑﯾر اﻟذي وﺻﻠت إﻟﯾﻪ ﺗﺑﻘﻰ ﻣن أﺧطر أﻧواع
اﻟﺗداوي اﻟﺗﻲ ﺗﻣس ﺑﺎﻟﺳﻼﻣﺔ اﻟﺟﺳدﯾﺔ ﻟﻺﻧﺳﺎن ،وذﻟك ﻷﻧﻬﺎ ﻣﻌرﺿﺔ ﻟﻠﻌدﯾد ﻣن اﻟﺗﻌﻘﯾدات
واﻷﺧطﺎء ،ﻓﺎﻟﺗدﺧل اﻟﺟراﺣﻲ ﻟﯾس ﻋﻠﻣﺎ دﻗﯾﻘﺎ وﻣﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻟطﺑﯾب وا ٕ ﻟزاﻣﻪ ﺑﺗﺣﻘﯾق
ﻧﺗﯾﺟﺔ ،ﻟﻛﻧﻪ ﻣرﻏم ﺑﺑذل ﺟﻬد ﻓﻲ ﻋﻧﺎﯾﺔ وﻣراﻋﺎة اﻷﺻول اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ.
ﻓﺈذا ﻟم ﯾﺣﺗرم اﻟﺟراح اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﻠﻘﺎة ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻪ ﺗرﺗب ﺧطﺄﻩ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻛون ﻣﻌرﺿﺎ
ﻟﻠﻣﺳﺎءﻟﺔ وﻗﯾﺎم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ.
اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﻣﻔﺗﺎﺣﻳﺔ:
/1اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻟﺟﺰاﺋﻳﺔ /2اﻟﻌﻣل اﻟطﺑﻲ /3اﻟﺧطﺄ اﻟطﺑﻲ /4اﻟطﺑﻳب اﻟﺟﺮاح /5اﻟﺟﺮاﺋم
/6اﻟﻣﺮﻳض