You are on page 1of 88

‫ّ‬

‫القيم األسرية الكلية يف كتاب‬


‫األدب املفرد لإلمام البخاري‬
‫‪-‬دراسة وصفية حتليلية‪-‬‬

‫أعده‬

‫د‪ .‬حممد بن نايف املطريي‬


‫أستاذ مساعد بكلية الدعوة وأصول الدين بالجامعة اإلسالمية‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫‪-2898 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫ملخص البحث‬
‫الكلية في كتاب األدب المفرد‪-‬دراسة وصفية‬
‫عنوان البحث "القيم األسرية ّ‬
‫تحليلية"‪ ،‬ويتكون البحث من مقدمة‪ ،‬وتمهيد‪ ،‬والمباحث‪ ،‬وخاتمة‪ ،‬وفهارس؛‬
‫فالمقدمة ذكرت فيها‪:‬‬

‫أهمية الموض و و و و ووو ‪ ،‬وأس و و و و ووباب اختيار ‪ ،‬وتس و و و و ووا ت البحث‪ ،‬ومنهجه‪،‬‬
‫وحدود الموضو ‪ ،‬والدراسات السابقة‪ ،‬وخطة البحث‪:‬‬

‫أما التمهيد فعرفت فيه بأبرز مص ووطلحات الد ارس ووة‪ :‬القيم‪ -‬األس وور ‪-‬القيم‬
‫األسرية)‪.‬‬

‫وفي المبحث األول كان الحديث عن " اهتمام المحدثين بالقيم األخالقية"‪،‬‬
‫وفيه مطلبان‪:‬‬

‫‪ -‬فالمطلب األول‪ :‬صور من اشتغال المحدثين بالقيم‪ ،‬وفيه خارطة بمصطلحات‬


‫القيم عندهم‪ ،‬وأنوا الكتابة األخالقية لديهم‪.‬‬

‫‪ -‬والمطلب الثاني‪ :‬في عناية اإلمام البخاري بالقيم األسرية في كتابه األدب‬
‫المفرد‪ ،‬وفيه عرفت بكتاب األدب المفرد‪ ،‬ومنزلة القيم األسرية فيه‪.‬‬

‫أمووا المبحووث الثوواني‪ :‬فهو عن القيم األسو و و و و و وريووة الكلّي وة في كتوواب األدب‬
‫المفرد‪ ،‬وفيه أربعة مطالب‪:‬‬

‫‪ -‬المسؤولية‪ ،‬وتحتها قيم فرعية هي الرعاية والتأديب‪ ،‬الحفظ‪ ،‬النفقة‪ ،‬التعليم‪،‬‬


‫النظافة)‪.‬‬

‫‪-2899 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫‪ -‬العدل‪ ،‬وتحته قيم العدل بين األو د‪ ،‬العدل بين الزوجات‪.)...‬‬

‫‪ -‬اإلحسان‪ ،‬وتحته قيم البر‪ ،‬والوفاء‪ ،‬حسن العشر ‪ ،‬ا حترام)‪.‬‬

‫‪ -‬الرحمة‪ ،‬وتحتها الرفق‪ ،‬التقبيل والمزاح‪ ،‬وعمل الرجل في منزلة‪.)..‬‬

‫ثم خاتمة البحث‪ ،‬وفيها أهم نتائج البحث والتوصيات التي رأيتها بعد تمامه‪.‬‬

‫‪-2900 -‬‬
)‫ حممد بن نايف املطريي‬/‫(دكتور‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

Abstract
Research Title: "Family Values in Al-adab al-mufrad -
descriptive analytical study"
This study consists of an introduction, preface, two
chapters, conclusion, and index.
The introduction stated these points, the significance of the
study and its reasons, study inquiries and approach, topic
boundaries, former studies, and study plan.
The preface introduced the fundamental terminology in this
study: (values, family, family values).
The first chapter is about "Hadith Narrators attention to
moral values" and it is divided into two quests:
1- Examples of Hadith narrators work on values and the
types of ethical writing with a map of their principle's terms.
2- About Imam Al-Bukhari's attention to family values in his
book Al-adab al-mufrad. On this quest a review of his book
and the importance of family values in it.
The second chapter is about the total family values in Al-
adab al-mufrad, it is divided into four quests:
1- Responsibility, and other subsection values: (care and
disciplinary, preservation, providing, education, and
hygiene).
2- Justice, and other subsection values (treating all children
and wives with justice).
3- Benevolence, and other subsection values (benign,
faithfulness, good marital manners, respect).
4- Mercy, and other subsection values (leniency, kissing,
joking, housework for men).
The conclusion shows the most important results that have
been achieved by this research.

-2901 -
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫املقدمة‬

‫الحمد هلل رب العالمين‪ ،‬والصو ووال والسو ووالم علأل خاتم األنبياء والمرسو وولين‬
‫‪ ،‬وعلأل آله وصحبه أجمعين‪ ،‬ومن تبعهم بإحسان إلأل يوم الدين‪ ،‬أما بعد‪:‬‬

‫اإلسوالم هو دين القيم واألخال الفاضولة‪ ،‬والسونة النبوية زاخر بهه القيم‬
‫الرفيعة؛ ومن أهم القيم التي يجب العناية بها ود ارسو و و و و و ووتها تلت القيم التي تتعلق‬
‫باألسو و وور ؛ ذلت أن األسو و وور هي النوا األولأل في المجتم ‪ ،‬وبصو و ووالحها يصو و وول‬
‫المجتم ‪ ،‬و القيم هي األساس التي تضمن بقاء األسر في صورتها الصحيحة‪،‬‬
‫أسر تنعم بالحب‪ ،‬والتعاون‪ ،‬والتعليم‪ ،‬والتربية‪.‬‬

‫وجاء هها البحث محاولة لتسووليا الضوووء علأل هه القيم في السوونة النبوية‬
‫ود ارسووتها د ارسووة علمية مؤصوولة‪ ،‬ووق اختياري علأل كتاب األدب المفرد لإلمام‬
‫البخاري رحمه هللا تعالأل ستخراج القيم األسرية ألسباب عديد ‪ ،‬من أهمها‪:‬‬

‫‪ -1‬أن كت وواب‪" :‬األدب المفرد" يشو و و و و و ووتم وول علأل أح ووادي ووث ازئ وود عم ووا في‬
‫ويعد موس و و وووعة في‬
‫الص و و ووحي ‪ ،‬وفيه قليل من الموقوف‪ ،‬وهو كثير الفائد " ‪ُ ،‬‬
‫‪)1‬‬

‫اآلداب والقيم في الس وونة النبوية‪ ،‬خص وووص وام القيم األس ورية؛ ألنه قد بدأ بها في‬

‫‪ )1‬محمد بن جعفر الكتاني‪ ،‬الرسالة المستطرفة ص ‪ ،)53‬دار البشائر‪-‬بيروت‪ ،‬الطبعة‬


‫الخامسة ‪1414‬هو‪.‬‬

‫‪-2902 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫كتووابووه‪ ،‬واسو و و و و و ووتهلووه ببر الوالوودين في ‪ )24‬بوواب وام فقا في بر الوالوودين‪ ،‬ثم ثنأل‬
‫باألبناء والرحم‪ ،..‬والكتاب فيه أكثر من ‪ )1322‬حديثام وأث امر‪.‬‬
‫‪ -2‬أن البخاري رحمه هللا تعالأل قد عرف بتفننه في التبويب‪ ،‬واإلشو و ووار‬
‫فيها إلأل دقائق العلم ومسوائله حتأل قيل‪" :‬فقه اإلمام البخاري في تراجمه"؛ ففيها‬
‫وخفية‪ ،‬وتناسو و و و ووب بين األبواب سو و و و وومته اإلبدا وا نتظام‪ ،‬ويمكن‬
‫ّ‬ ‫فوائد ظاهر‬
‫للناظر فيه أن يخرج بأصول القيم المتعلقة باألسر ‪.‬‬

‫أهمية الموضوع‪:‬‬
‫‪ -‬إبراز ما قرر اإلس و ووالم من قيم أخالقية في مجال األس و وور ؛ مس و ووتندام علأل ما‬
‫جاء في السو وونة النبوية‪ ،‬واسو ووتعانة بما قرر علماء اإلسو ووالم من أحكام حول‬
‫هه النصوص‪.‬‬
‫‪ -‬اسو ووتخراج أصو ووول القيم األسو ورية من كتاب " األدب المفرد" ود ارسو ووتها د ارسو ووة‬
‫علمية مختصر ‪.‬‬
‫الكلية‪.‬‬
‫‪ -‬التعرف علأل القيم األسرية الفرعية التي تدخل تحت القيم ّ‬
‫‪ -‬المكوانوة العظيموة لإلموام البخواري‪ ،‬ولكتوابوه األدب المفرد‪ ،‬والرغبوة في خودموة‬
‫هها الكتاب الفريد في بابه‪.‬‬
‫تساؤالت البحث‪:‬‬
‫يعنأل هوها البحوث بتحوديود مفهوم القيم األسو و و و و و وريوة الكلّيوة‪ ،‬وإبراز أنواعهوا في‬
‫كت وواب األدب المفرد‪ ،‬وك ووها القيم الفرعي ووة التي تحته ووا‪ ،‬وبي ووان جهود علم وواء‬
‫الحديث في الكتابة األخالقية‪ ،‬واإلمام البخاري علأل وجه الخصوص‪.‬‬
‫‪ -1‬ما مفهوم القيم األسرية الكلية؟‬
‫‪ -2‬ما أنوا القيم األسرية الكلية في كتاب األدب المفرد؟‬

‫‪-2903 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫‪ -3‬ما القيم األسرية الفرعية التي تندرج تحت القيم الكلية؟‬


‫‪ -4‬ما الجهود التي قام بها المحدثون في الكتابة األخالقية؟‬
‫منهج البحث‪:‬‬
‫بعد جم الماد العلمية‪ ،‬أقوم بد ارسوتها متبعام المنهج الوصوفي والتحليلي‪،‬‬
‫وسأقوم بتطبيق قواعد البحث العلمي‪ ،‬حيث سأعني بما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬عزو اآليات إلأل موضعها في المصحف‪ ،‬وتخريج األحاديث من مصادرها‬
‫المعتمد ‪ ،‬ونقل ما ذكر العلماء في الحكم عليها إذا لم تكن في الصحيحين أو‬
‫أحدهما‪.‬‬
‫‪ -‬توثيق النصوص والشواهد من مصادرها ومراجعها المعتمد ‪.‬‬
‫‪ -‬شرح األلفاظ الغريبة أو المصطلحات الوارد في ثنايا البحث بصور موجز ‪.‬‬
‫‪ -‬العناية بعالمات الترقيم‪.‬‬
‫حدود الموضوع‪:‬‬
‫تقتصوور هه الد ارسووة علأل اسووتنبام القيم األسورية الكلية الوارد في‬
‫كتاب‪ :‬األدب المفرد) لإلمام البخاري‪.‬‬
‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫يتض من خالل ا طال علأل الدراسات السابقة أن هناك بعض الدراسات‬
‫التي اهتموت بكتواب األدب المفرد لإلموام البخواري في مجوا ت مختلفوة‪ ،‬لكن‬
‫توجد دراسة مستقلة عن القيم األسرية في كتاب األدب المفرد‪.‬‬

‫ومن تلت الدراسات ما يلي‪:‬‬


‫‪ -1‬مضامين التربية ا جتماعية في السنة النبوية كتاب األدب المفرد لإلمام‬

‫‪-2904 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫البخاري‪ ،‬علي غي‪ ،‬ماجستير‪ ،‬الجامعة اإلسالمية بالمدينة المنور ‪ ،‬قسم‬


‫التربية اإلسالمية‪ ،‬سنة ‪1428‬هو‪ ،‬وتهتم الدراسة بالتربية ا جتماعية‪ ،‬و‬
‫تتعلق بتفاصيل القيم األسرية الكلية التي أنوي دراستها‪.‬‬
‫‪ -2‬المبادئ التربوية المستنبطة من كتاب األدب المفرد لإلمام البخاري‪ ،‬رجاء‬
‫بنت سيد علي بن صال ‪ ،‬مقالة علمية في المجلة التربوية الدولية‬
‫المتخصصة سنة ‪2016‬م‪.‬‬

‫ودرس و و و و و و ووت المبووادئ بشو و و و و و وكوول عووام في جوانووب متعوودد ‪ :‬الجووانووب الروحي‪،‬‬
‫وا جتماعي‪ ،‬والجانب ا قتص و و ووادي‪ ،‬وتعرض و و ووت لبعض قيم المجتم بص و و ووور‬
‫مختصور ‪ ،‬ما أرمي د ارسوته تفاصويل القيم األسورية كما جاءت في أحاديث كتاب‬
‫األدب المفرد‪.‬‬

‫تتعلق بالقيم األسو و و ورية في كتاب األدب المفرد‬ ‫ويتضو و و و أن هه البحول‬


‫بشوكل مباشور‪ ،‬إنما هي بحول في العموميات‪ ،‬و تقصود د ارسوة القيم األسورية‬
‫كما في هه الدراسة‪.‬‬
‫تقسيم البحث‪:‬‬
‫مقدمة وتشمل‪:‬‬
‫‪ -‬أهمية الموضوع‪.‬‬
‫‪ -‬تساؤالت البحث‪.‬‬
‫‪ -‬منهج البحث‪.‬‬
‫‪ -‬حدود الموضوع‪.‬‬
‫‪ -‬الدراسات السابقة‪.‬‬
‫‪ -‬تقسيم الدراسة‪.‬‬

‫‪-2905 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫التمهيد‬
‫الكلية)‪.‬‬
‫‪ -‬أبرز مصطلحات الدراسة القيم‪ -‬األسر ‪ -‬القيم األسرية ّ‬
‫المبحث األول‪ :‬اهتمام المحدثين بالقيم األخالقية ‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬صور من اشتغال المحدثين بالقيم‪:‬‬
‫مكارم‪ -‬محاسن ومساوئ‪-‬‬ ‫‪ -‬خارطة لمصطلحات القيم عند المحدثين‬
‫فضائل‪-‬اآلداب‪-‬شمائل‪-‬األخال ‪.)..‬‬

‫‪ -‬أنوا الكتابة األخالقية لدى المحدثين‪:‬‬

‫‪ -1‬كتب مفرد في القيم واألخال ‪.‬‬


‫‪-2‬كتب في السنن جامعة‪ ،‬تتضمن كتبام في األدب واألخال ‪.‬‬
‫معين‪ :‬مثل كتاب‪" :‬الحلم"‪" ،‬التواض " ‪.‬‬
‫‪-3‬كتب مفرد في خلق ّ‬
‫‪-4‬كتب في أخال الراوي وآداب السام بصفة خاصة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬عناية اإلمام البخاري بالقيم األسرية في األدب المفرد‪:‬‬

‫‪ -‬التعريف باألدب المفرد‪.‬‬


‫‪ -‬منزلة القيم األسرية في األدب المفرد‪.‬‬

‫الكلية في كتاب األدب المفرد‪:‬‬


‫المبحث الثاني‪ :‬القيم األسرية ّ‬
‫المطلب األول‪ :‬المسؤولية‪:‬‬

‫الرعاية والتأديب‪ ،‬الحفظ‪ ،‬النفقة ‪ ،‬التعليم‪ ،‬النظافة‪.)..‬‬

‫‪-2906 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬العدل‪:‬‬


‫العدل بين األو د‪ ،‬العدل بين الزوجات‪.)..‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬اإلحسان‪:‬‬
‫البر م اآلباء واألبناء واألرحام‪ ،‬الوفاء‪ ،‬حسن العشر ‪ ،‬ا حترام‪.).‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬الرحمة‪:‬‬
‫الرفق‪ ،‬التقبيل والتكنية والمزاح‪ ، ،‬وعمل الرجل في منزله‪.)..‬‬
‫‪ -‬الخاتمة‪.‬‬
‫‪ -‬الفهارس‪.‬‬

‫‪-2907 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫أبرز مصطلحات الدراسة‬

‫‪ -1‬تعريف القيم لغة‪:‬‬

‫‪ -‬القيم جم قيمة‪ ،‬والقيمة ثمن الشيء بالتقويم‪ ،‬تقول‪ :‬تقاوموا فيما بينهم‪.‬‬

‫‪ -‬وكها إذا انقاد الشيء واستمرت طريقته فقد استقام لوجهه ‪.)1‬‬

‫‪ -‬وماله قيم ٌة إذا لم يدم علأل ش و و وويء‪ ،‬واس و و ووتقام إذا اعتدل‪ ،‬وقومته‪ :‬أي عدلته‬
‫فهو قويم ومستقيم ‪.)2‬‬

‫تعالأل‪ :‬ﱡ ﲟ‬ ‫‪ -‬ويقال‪ :‬قام فالن علأل ش و و وويء إذا ثبت عليه‪ ،‬ومنه قوله‬
‫ﲠ ﲡ ﲢ ﲣﱠ[آل عمران‪ ،]113:‬أي مواظب ووة علأل الت وودين‬
‫ثابتة ‪.)3‬‬
‫توفيه حقه‪ ،‬وتقويم الشو و و و و وويء‪:‬‬
‫‪-‬واإلقامة في المكان‪ :‬الثبات‪ ،‬وإقامة الشو و و و و وويء‪ّ :‬‬
‫تثقيفه‪ ،‬قال تعالأل‪ :‬ﱣ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨﱩ ﱪﱫﱢ[التين‪.)4 ]4:‬‬

‫ومما تقدم يتجلأل لنا بأن ماد " َق َوَم" اسو و و ووتعملت في المعجم العربي بمعان‬
‫عد منها‪:‬‬

‫‪ )1‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب ‪.)500/12‬‬

‫‪ )2‬الفيروز أبادي‪ ،‬القاموس المحيا ‪.)170/4‬‬

‫‪ )3‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب ‪.)500/12‬‬

‫‪ )4‬الراغب األصفهاني‪ ،‬مفردات ألفاظ القرآن‪ ،‬ص ‪.)690‬‬

‫‪-2908 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫‪ -1‬قيمة الشيء وثمنه‪ -2.‬ا ستقامة وا عتدال‪ -3‬الثبات والدوام‪.‬‬

‫‪-4‬نظام األمر وعماد ‪ -5‬توفية الشيء حقه ‪.)1‬‬

‫ولعول أقرب هوه المعواني الوارد في القواموس العربي إلأل موضو و و و و و وووعنوا هو‬
‫معنأل الثبات والدوام وا سو و ووتمرار علأل الشو و وويء‪ ،‬وهو األمر الثابت الهي يحافظ‬
‫عليه اإلنسان ويداوم علأل مراعاته في جمي شؤونه وأحواله‪.‬‬

‫القيم اصطالحاً‪:‬‬

‫القيم كما يقول بعضو و و ووهم مصو و و ووطل مراوا ومثير للخصو و و ووومة الفكرية‪ ،‬فله‬
‫تعريفوات شو و و و و و ووتأل متبواينوة‪ ،‬فكول عرفهوا من أرضو و و و و و وويتوه الفكريوة التي انطلق منهوا‪،‬‬
‫أو في علم‬ ‫فمعنأل القيم ل وودى ا قتصو و و و و و و وواديين يختلف عن ووه عن وود علم وواء النف‬
‫ا جتموا ‪ .‬ولكننوا نحواول في هوها الموطن أن نقواربوه أو م في الفكر الغربي‪ ،‬فمن‬
‫تلت التعريفات ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬في المعجم الفلسو و و و و و ووفي "القيموة‪ :‬تطلق علأل موا يتميز بوه الشو و و و و و وويء من‬
‫ص ووفات تجعله مس ووتحقام للتقدير كثي امر أو قليالم‪ ،‬فإن كان مس ووتحقام للتقدير بهاته‪،‬‬
‫كالحق والجمال والخير كانت قيمته مطلقة‪ ،‬وإن كان مس و و و و ووتحقام للتقدير من أجل‬
‫غرض معين كالوثائق التاريخية‪ ،‬والوسائل التعليمية‪ ،‬كانت قيمته إضافية" ‪.)2‬‬

‫‪ )1‬الدكتور مان المان ‪ ،‬القيم بين اإلسالم والغرب ص ‪)15-14‬بتصرف يسير‪.‬‬

‫‪ )2‬جميل صليبا ‪.)213/2‬‬

‫‪-2909 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫‪ -2‬الفيلسوف األمريكي بيري) يقول‪:‬‬

‫"إن كلمة القيمة تشووير إلأل تلت الناحية من الحيا اإلنسووانية التي تعودنا أن‬
‫ت‬ ‫نسو و ووتعمل لها الكلمات المباركة المسو و ووتحسو و وونة)‪ ،‬وهي تشو و ووير أيضو و وام إلأل د‬
‫أخرى‪ ،‬وتس و و و و ووتعير المعنأل الب ار لص و و و و ووفات مثل‪ :‬الخير‪ ،‬والحس و و و و وون‪ ،‬والحق‪،‬‬
‫والوجوب‪ ،‬وجودير‪ ،‬وجميول‪ ،‬ومقودس‪ ،‬وعوادل‪ ،‬وأسو و و و و و ومواء مثول‪ :‬السو و و و و و وعواد ‪،‬‬
‫والرفواييوة‪ ،‬والحض و و و و و و ووار ‪ ،‬وهي تشو و و و و و ووير إلأل اسو و و و و و ووم مشو و و و و و ووترك لموا تعنيوه هوه‬
‫الكلمات" ‪.)1‬وص ووفو القول بأن التعريفات للقيمة كثير ‪ ،‬وآتية من حقول مختلفة‪،‬‬
‫ولكنها تضفي علأل القيم معناها الحديث الهي يحمل بكل تأكيد ُبعدام أخالقيام‪.‬‬

‫القيم في المنظور اإلسالمي ( القيم اإلسالمية)‬

‫إن مصو و و ووطل القيم في المعجم الغربي كما سو و و ووبق نجد أصو و و وولها في المعنأل‬
‫تسو و و و ووتند إلأل أسو و و و وواس ثابت في القيم‪ ،‬بل إلأل نسو و و و ووبيتها‬ ‫ا قتصو و و و ووادي‪ ،‬وهي‬
‫وتاريخيتها‪ ،‬خاص و مة في مسووتوى الماآلت الواقلية لها‪ ،‬فض والم عن انفصووالها عن‬
‫مص و ووادر متعالية في التنظير؛ من جراء حص و ووول التبدل م تنامي ا س و ووتقاللية‬
‫والفردانيووة في الغرب؛ ألن ا لتزام لووديهم لم يعوود يووأتي من هللا‪ ،‬و من الوودين‪،‬‬
‫و من الوودولووة‪ ،‬و من المجتم ‪ ،‬بوول من الفرد ذاتووه ‪.)2‬في حين أن القيم في‬

‫‪ )1‬رالف بارتن بيري‪ ،‬آفا القيمة – دراسة نقدية للحضار اإلنسانية ص ‪.)16‬‬

‫‪ )2‬الودكتور عبود الر از بلعقروز‪ ،‬روح القيم وحريوة المفواييم ص ‪ ،)21-20‬بتصو و و و و و وورف‬
‫يسير‪.‬‬

‫‪-2910 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫الر ية الدينية اإلسوالمية تفار هها المنظور‪ ،‬وذلت بتركز مفهومها علأل ما هو‬
‫إيجابي أكثر " فهي معنأل خفي يجد اإلنسووان في قلبه و يدركه في حسووه‪ ،‬لكن‬
‫م وجود ه ووها الخف وواء‪ ،‬يبقأل ه ووها المعنأل هو ال ووهي يه وودي ووه في حي ووات ووه‪ ،‬ويرقأل‬
‫بوإنسو و و و و و ووانيتوه‪ ،‬أو بصو و و و و و وويغوة أوجز‪ ،‬إن القيم هي عبوار عن معوان فطريوة هواديوة‬
‫وسو و ووامية" ‪.)1‬صو و ووحي بأن علماء اإلسو و ووالم لم يتعرضو و ووا لمصو و ووطل القيم بشو و ووكل‬
‫مسو ووتقل؛ ذلت أنه مصو ووطل من المصو ووطلحات الغربية الوافد ‪ ،‬إ أن الباحثين‬
‫المحدثين قد سو وواهموا في وضو و تعريفات للقيم با سو ووتناد إلأل الر ية اإلسو ووالمية‪،‬‬
‫منها علأل سبيل المثال‪:‬‬

‫ا جتمواعي"‬ ‫‪ -1‬تعريف الودكتور حوامود زهران في كتوابوه القيم " علم النف‬
‫وفيه يعرف القيم بقوله‪" :‬حكم يصوودر اإلنسووان علأل شوويء ما‪ ،‬مهتديام بمجموعة‬
‫المبادئ والمعايير التي ارتض و و و و و وواها الش و و و و و وور ‪ ،‬محددام المرغوب فيه‪ ،‬والمرغوب‬
‫عنه" ‪.)2‬‬

‫‪ -2‬وعرفها بعض الباحثين بقوله‪ ":‬المبادئ والص و ووفات الفض و وولأل التي أقرها‬
‫وم الغير‪ ،‬في‬ ‫أو حث عليها اإلسو و ووالم؛ لتكون أسو و وواسو و وام في التعامل م النف‬
‫مجا ت الحيا اإلنسانية كافة" ‪.)3‬‬

‫‪ )1‬سؤال العمل‪ ،‬طه عبد الرحمن ص ‪.)209‬‬

‫ا جتماعي ص ‪.)132‬‬ ‫‪ )2‬علم النف‬

‫‪ )3‬مقاصد الشريعة وعالقتها بالقيم األخالقية ص ‪.)20‬‬

‫‪-2911 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫‪ -1‬األسرة لغة‪:‬‬

‫أص وولها مأخوذ من كلمة‪ :‬أَ َسو و َر)‪ ،‬وتعني الش وود والعص ووب‪ ،‬واألُس وور بالض ووم‬
‫تعني الدر الحصو ووينة ‪.)1‬وأسو وور الرجل‪ :‬أي عشو وويرته ورهطه األدنون التي يتقوى‬
‫بها؛ سموا بهلت ألنه يتقوى بهم ‪ ،)2‬واألسر ‪ :‬هي عشير الرجل وأهل بيته ‪.)3‬‬

‫‪-2‬األسرة اصطالحاً‪:‬‬
‫تعددت عبارات الباحثين في مقاربتهم لمصطل األسر ‪ ،‬ومن هه المقاربات‬
‫من يقول بأن األس و وور " جماعة ص و ووغير تقوم علأل رابطة القرابة الدموية‪ ،‬وتض و ووم‬
‫في حالتها الطبيلية األبوين وأطفالهما‪ ،‬فيليش الجمي حيا مشو و و و و و ووتركة‪ ،‬ويكفل‬
‫ضو و وهم اآلخر‪ ،‬ويعاون القادر العاجز‪ ،‬حتأل يمكنه من مواص و وولة‬
‫ضو و وهم بع َ‬
‫فيها بع ُ‬
‫الحيا " ‪.)4‬‬

‫وقاربها آخر بقوله‪ ":‬الجماعة اإلنس و ووانية التنظيمية المكلفة بواجب واس و ووتقرار‬
‫المجتم " ‪ ،)5‬وعرفهو ووا علأل عبو وود الواحو وود وافي بو ووأنهو ووا " الجمو وواعو ووة المعتبر نوا‬

‫‪ )1‬الزبيدي‪ ،‬تاج العروس من جواهر القاموس‪.)2456/1 ،‬‬

‫‪ )2‬المرج السابق‪.)2456/1 ،‬‬

‫أسر )‪.‬‬ ‫‪ )3‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬ماد‬

‫‪ )4‬أنطون رحمه‪ ،‬أثر الوالدين في تكوين الش ووخص ووية‪ :‬د ارس ووة موض وووعية في س ووورية‪ ،‬ص‬
‫‪.)69‬‬

‫‪ )5‬مصطفأل الخشاب‪ ،‬علم ا جتما العائلي‪ ،‬ص ‪.)43‬‬

‫‪-2912 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫المجتم ‪ ،‬والتي تنشوأ برابطة زوجية بين رجل وام أر ‪ ،‬وفي غالب األحيان يتفر‬
‫عنهوا أو د‪ ،‬وتظول ذات صو و و و و و ولوة بوأصو و و و و و ووول الزوجين من أجوداد وجودات‪ ،‬وبعض‬
‫األقارب علأل أن يكونوا في مليشة واحد " ‪.)1‬‬

‫الكلية‪:‬‬
‫‪ -3‬القيم األسرية ّ‬
‫شو و و ووت فيه أن اإلسو و و ووالم جاء بتش و و ووريعات شو و و وواملة ودقيقة في الحيا ‪،‬‬ ‫مما‬
‫تجلب المص ووال وتدف المفاس وود عن اإلنس ووان‪ ،‬وقد حث اإلس ووالم علأل التمس ووت‬
‫بهه التشوريعات‪/‬القيم التي وردت في القرآن الكريم أو في السونة النبوية المشورفة؛‬
‫لما تحققه من آثار عظيمة علأل الفرد واألسو وور واألمة‪ ،‬بل علأل النو اإلنسو وواني‬
‫بجمي أطيوافوه ‪.)2‬كموا يجوب أن نؤكود علأل أن القيم واألخال بشو و و و و و وكول أولي هي‬
‫كلّيوة‪ ،‬فواألخال بطبيعتهوا قضو و و و و و ووايوا كليوة‪ ،‬فكول خلق بمفرد أو م غير يمثول‬
‫نمطوام في السو و و و و و وولوك‪ ،‬ومنهجوام في الحيوا ‪ ،‬أي كول خلق هو قواعود سو و و و و و وولوكيوة‬
‫كلية ‪.)3‬وقد سوبق التعريف بالقيم واألسور كالم علأل حد ‪ ،‬ونصومد اآلن سوتخراج‬
‫المعنأل المركووب منهمووا‪ ،‬والووهي يسو و و و و و ووتنوود علأل مرجليووة الوحي؛ فووالمراد بووالقيم‬
‫الكلية‪" :‬هي القيم المركزية األس و و ورية الجامعة األم)‪ ،‬التي تندرج تحتها‬
‫األس و و ورية ّ‬

‫‪ )1‬علأل عبد الواحد وافي‪ ،‬األسر والمجتم ‪ ،‬ص ‪.)15‬‬


‫القيم ألاألس ورية‪ :‬ألأهميتها ألوواجب ألاإلنس ووان ألنحوها ألفي أل‬
‫ض ووء‬ ‫‪ )2‬انظر‪ :‬نو ار لليس ووها بنت قاس ووم‪ ،‬أل‬
‫ألالقرآن ألالكريم ص ‪.)7‬‬

‫‪ )3‬انظر‪ :‬د‪ .‬أحمد الريس وووني‪ ،‬الكليات األس وواس ووية للش وريعة اإلس ووالمية ص ‪)107‬بتصوورف‬
‫يسير‪.‬‬

‫‪-2913 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫ع ووددام من القيم الفرعي ووة" ‪ ،)1‬أو "هي أصو و و و و و ووول القيم التي ترج إليه ووا الط ووائف ووة‬
‫الكلية‬
‫العظمأل من مفردات األخال األسو و و ورية"‪ ،‬وهها التص و و وونيف للقيم األسو و و ورية ّ‬
‫الكلية‬
‫جاء نتيجة تأمل دقيق في أحاديث األدب المفرد؛ فاسو و و و ووتخرجت منها القيم ّ‬
‫والقيم الفرعية‪ ،‬وقد ترج هه المفردات القيمية الفرعية إلأل أكثر من أصو و وول من‬
‫هه األصول الكلية‪ ،‬أو إلأل أصل واحد منها‪.‬‬

‫وقد يخالفني بعض الباحثين في هها التصونيف؛ لتداخل األخال وأصوولها‪،‬‬


‫وتشو و و و ووابت بعضو و و و ووها ببعض‪ ،‬وتفاوت مسو و و و ووتويات النظر إليها ‪ ،)2‬و نعني بالقيم‬
‫الفرعية أنها أقل من القيم األصولية‪ ،‬وإنما نحاول التقريب والتصونيف؛ كي نسواهم‬
‫في زياد حس وون التص ووور للقيم األسو ورية‪ ،‬وتبص ووير المس وولم بالعالقات المتناس ووقة‬
‫التي تربا بين القيم األس و ورية ومصو ووادرها األصو وولية‪ ،‬وفهم العالقات الدقيقة بين‬
‫القيم األسورية بعضوها م بعضوها‪ ،‬وندرك القيم األهم واألولأل‪ ،‬والقيم التي تأتي‬
‫بعدها داخل المنظومة القيمية األسرية‪.‬‬

‫‪ ) 1‬انظر‪ :‬د‪.‬تسو و و و و و وونيم نور الودين المهيودات‪ ،‬نظريوة القيم التعليميوة في الفكر اإلسو و و و و و ووالمي‪،‬‬
‫بتصرف يسير ص ‪.)122‬‬

‫‪ )2‬انظر‪ :‬د‪.‬عبد الرحمن حبنكة‪ ،‬األخال اإلسالمية وأسسها ‪.)518/1‬‬

‫‪-2914 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫املبحث األول‬
‫اهتمام احملدثني بالقيم األخالقية‬
‫تمهيد‪:‬‬

‫األخال أو القيم األخالقية‪-‬كانت و زالت‪-‬موضو و و اهتمام علماء اإلسو و ووالم‬


‫علأل اختالف اهتماماتهم؛ حيث إن المتأمل في كتاباتهم يجد ا هتمام الواسو و و و و و‬
‫باألخال في فرو مختلفة من العلوم اإلس و ووالمية‪ ،‬ويتجلأل ذلت في كتب األدب‬
‫واألدب وواء‪ ،‬كم ووا في علوم الت ووارية وروا األخب ووار‪ .‬كم ووا ظهر ا هتم ووام ب وواألخال‬
‫كوهلوت في الكتوب الموسو و و و و و وووعيوة‪ ،‬التي تحوي موضو و و و و و وووعوات مختلفوة في األدب‬
‫والس و و و ووياس و و و وة والتارية‪ ،‬ويص و و و وول مثا م عليها كتاب " عيون األخبار" بن قتيبة‬
‫الدينوري ‪276‬هو)‪ ،‬وقد أفرد ابن قتيبة ‪-‬رحمه هللا‪ -‬في كتابه قسمام كبي امر سما "‬
‫كتوواب الطبووائ واألخال المووهمومووة"‪ ،‬فيووه بعض المس و و و و و و ووائوول الخلقيووة‪ ،‬كرجو‬
‫المتخلق إلأل طبعه‪ ،‬وتشابه الناس في طبائعهم‪ .‬كما أن الكتابات األخالقية التي‬
‫كتبها علماء الحديث والتفس و و و ووير والفقه كانت حاض و و و وور من وقت مبكر في الحيا‬
‫ونبين ذلوت في جهود علمواء الحوديوث في الكتوابوة‬
‫الثقوافيوة اإلسو و و و و و ووالميوة‪ ،‬كموا سو و و و و و و ّ‬
‫األخالقية المتميز ‪.)1‬‬

‫‪ )1‬انظر‪:‬د‪ .‬جمال نصو و ووار‪ ،‬مكانة األخال في الفكر اإلسو و ووالمي ص ‪ )77-75‬بتصو و وورف‬
‫يسير‪.‬‬

‫‪-2915 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫وعلأل الرغم من توافر ه ووه الكت وواب ووات العظيم ووة في األخال إ أن هن وواك‬
‫اتجاهام بين المؤرخين والدارس و ووين المحدثين‪ -‬الهين تأثروا ببعض المس و ووتش و ورقين‪-‬‬
‫يرون رأيام عجيبام‪ ،‬فيقولون‪ ":‬لي في الفكر اإلسوالمي مهاهب أخالقية‪ ،‬معللين‬
‫ذلوت بواسو و و و و و ووتغنواء المسو و و و و و وولمين بتعواليم القرآن والحوديوث عن النظر في المسو و و و و و ووائول‬
‫األخالقية فلم يشو ووعروا بالحاجة إلأل النظر الفلسو ووفي في مشو ووكالت األخال ‪ ،‬أما‬
‫اتجاهات القرآن أو الحديث فتنأى عن النظر الفلسو و و و ووفي‪ ،‬فضو و و و والم عن أن تكون‬
‫تعدوا طائفة لها قيمتها من المواعظ والحكم‪،‬‬ ‫مهيبام أخالقيام ذا نس ووق معين؛ إذ‬
‫ولم تأخه األخال في اإلسوالم حظها من البحث والدرس والكتابة العلمية إ بعد‬
‫ا تص و و و و و و ووال بواليونوان" ‪ ،)1‬ومن هؤ ء الكتواب المحودثين د‪.‬محمود عوابود الجوابري‪،‬‬
‫الهي تاب فيه أحمد أمين؛ فقال في كتابه األش و و ووهر "العقل األخالقي العربي"‪" :‬‬
‫يخلو الفكر العربي من أي فلسو و و و و ووفة أخالقية" ‪ ،)2‬وقد تاب فيها‪-‬من قبله‪ -‬أحمد‬
‫أمين المسوتشور "كارادي فو" في دائر المعارف اإلسوالمية‪ ،‬وكهلت المسوتشور "‬
‫دي بور" في د ارس ووته " األخال والحيا األخالقية عند المس وولمين"‪ ،‬كما أن أحمد‬
‫نص علأل اعتماد علأل الكتّاب الغربيين مباشر فيما جمعه في كتاب‬ ‫أمين نفسه ّ‬
‫" األخال "‪ ،‬ولم أجد من أش و و ووار إلأل هه المس و و ووألة من قبل‪ ،‬فقد قال في كتابه‬
‫ضو و و و و و ور دروسو و و و و و ووي من الكتوب العربيوة‬
‫اآلخر" حيواتي"‪ " :‬علأل كول حوال بودأت أح ّ‬
‫واإلنجليزية معام‪ ،‬فأعددت محاض و و ورات عامة في تارية علم األخال عند اليونان‬

‫‪ )1‬الفلسفة األخالقية في الفكر اإلسالمي ص ‪.)14‬‬

‫‪ )2‬ص ‪.)8‬‬

‫‪-2916 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫والرومو ووان والعربفي العصو و و و و و ووور الحو ووديثو ووة اسو و و و و و ووتقيو ووت أكثر موادهو ووا من الكتو ووب‬
‫اإلنجليزية" ‪!!)1‬ولن أطيل في قراء هه الفكر ونقضو و و و ووها‪ ،‬وقضو و و و ووية خلو الثقافة‬
‫جد فيها و إض ووافة؛ ألنها دعوى‬ ‫اإلس ووالمية من فلس ووفة أخالقية مجرد دعوى‬
‫تلت الدعاوى العريضووة التي سووبق بها المسووتشورقون‪ ،‬بدأت بزعهم بأن‬ ‫من جن‬
‫وحيام‪ ،‬وأن محمدام ’ يعلمه بشور‪ ،‬وآخر يقول بأن التشوري اإلسوالمي‬ ‫القرآن لي‬
‫أص ووالة فيه‪ ،‬فهو منس ووون عن الشو وريعة اليهودية‪ ،‬بحكم مجاور اإلس ووالم لهم‬
‫في المدينة‪ ،‬وإن أحكام الفقه مأخوذ عن القانون الروماني‪ ،‬وإن اإلسووالم يخلو‬
‫يوجد فيه أي ر ية تربوية ‪.)2‬ودعاوى‬ ‫من أي ر ية اقتصوادية أو سوياسوية‪ ،‬بل‬
‫الخلو هه مصو ووبوغة بلون واحد؛ وهي أنها تخلص إلأل نتائج متشو ووابهة دون أن‬
‫تخضو و و و و و و أحكوامهوا إلأل إعموال المنهج العلمي‪ ،‬الوهي يوجوب التتب والتقصو و و و و و ووي‬
‫وا ستقراء الكامل أو القريب منه؛ كي يسلم لهم بصحة هها الحكم الكلي! وأكثر‬
‫الردود وض وووحام لهه الفكر الخاطاة القول بأن وجود الكتابات األخالقية الواس ووعة‬
‫في الترال اإلسوالمي تفند هها الزعم‪ ،‬وقد توالت جهود الباحثين في محاولة جاد‬
‫لبيان أصالة األخال اإلسالمية وتميزها‪ ،‬بل في وجود علم أخالقي إسالمي من‬
‫وقوت مبكر ‪.)3‬وسو و و و و و وونرى في جهود المحودثين وجود الكتوابوة األخالقيوة في الترال‬

‫‪ )1‬ص ‪.)123‬‬

‫‪ )2‬انظر‪ :‬مصطفأل بن حمز ‪ ،‬مقاربات في المسألة األخالقية ص ‪ )72‬بتصرف يسير‪.‬‬

‫‪ )3‬الفلسفة األخالقية في الفكر اإلسالمي‪ ،‬د‪.‬أحمد صبحي‪.‬‬

‫دستور األخال في القرآن الكريم‪ ،‬د‪.‬دراز‪.‬‬

‫‪-2917 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫اإلس ووالمي‪ ،‬لها أص ووالتها وتفردها‪ ،‬وتعرض ووهم للمس ووائل األخالقية الدقيقة مثل‪:‬‬
‫معرفتهم بأصو و و و و ووول األخال وفروعها‪ ،‬كما أنهم لمس و و و و و ووا كثي امر من المشو و و و و ووكالت‬
‫األخالقية‪ ،‬وأدركوا دور المعرفة والعلم كأس و وواس يقوم عليه العمل‪ ،‬ونصو و ووا نص و وام‬
‫صوريحام علأل أن الفضوويلة تكمن في التوسووا وا عتدال الهي جاء بها دينهم وأكد‬
‫عليها‪ ،‬ولمسووا أيضوام دور النية في الحكم علأل األعمال‪ ،‬وأدركوا دور المسووؤولية‬
‫في ا لتزام الخلقي‪ ،‬وعرفوا المقيواس الخلقي الوهي يحودد من خاللوه موا يحمود وموا‬
‫يووهم من األفعووال ‪.)1‬وإذا كنووا نرى هووه المعرفووة وآثووارهووا في كتووابوواتهم‪ ،‬إ أنهم لم‬
‫يعبروا عنها تعبي امر صو وريحام في كتب الص ووحاح والس وونن‪ ،‬أو في الكتب المس ووتقلة‬
‫في األخال ‪ ،‬ولكن يمكن اسو و و و و و ووتنبواطهوا ور يتهوا في طريقوة اختيوارهم ل حواديوث‪،‬‬
‫وإبداعهم في ترتيبها‪ ،‬وكها دقتهم في ص و ووياغة األبواب‪ ،‬ولم تكن هه الص و ووناعة‬
‫إ إلظهار المسو و ووائل الدقيقة التي تتعلق باألخال ‪ ،‬وآثارها الواسو و ووعة علأل الفرد‬
‫والمجتم ‪ ،‬ثم قاربوا المس و و ووألة بص و و ووور أوضو و و و بعد ذلت بزمن قريب‪ ،‬في القرن‬
‫الراب تحديدام‪ .‬وكان سبب التأخر في التطر للمسائل الفكر األخالقية والتفصيل‬
‫فيها ‘إلأل حدود القرن الراب ؛ أن الكتابة األخالقية المبكر التي كانت حاضو و و و وور‬
‫في النصو و و و و و ووف الثوواني من القرن الثوواني‪ ،‬كووانووت تص و و و و و و ووب اهتمووامهووا علأل جم‬
‫األحواديوث التي تعرض للمثول األخالقيوة وتحوث علأل األخال ‪ ،‬فهي تركز علأل‬

‫هل أرن المسلمون لعلم أخالقي إسالمي؟‪ ،‬د‪.‬أبو اليزيد العجمي وآخرين‪.‬‬

‫‪ ) 1‬انظر‪ :‬د‪.‬عبد المقص ووود عبد الغني‪ ،‬األخال بين فالس ووفة اليونان وحكماء اإلس ووالم ص‬
‫‪.)219-218‬‬

‫‪-2918 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫النظري ‪.)1‬وقوود بوودأ اهتمووام المحوودثين بوواألخال –مبك امر‪ -‬بعوود‬ ‫الجووانووب العملي‬
‫ظهور حركة التدوين والس ووماح بكتابة الس وونة أو جمعها في عهد الخليفة عمر بن‬
‫عبوود العزيز ‪101‬هو و و و و و و و و و و و و وو)‪ ،‬ومنووه ذلووت التووأرية أخ وه العلموواء يكتبون الحووديووث‬
‫ويجمعونه‪ ،‬من أمثال ابن شهاب الزهري ‪124‬هو و و و و و وو)‪ ،‬وابن جريج ‪155‬هو و و و و و وو)‪،‬‬
‫‪204‬هو)‪ ،‬وغيرهم كثير ‪.)2‬‬ ‫وسفيان بن عيينة ‪198‬هو)‪ ،‬ومالت بن أن‬

‫املطلب األول‬
‫صور من اشتغال احملدثني بالقيم‬

‫لقد كان اهتمام المحدثين باألخال في مؤلفاتهم العديد واض و و و و ووحام؛ لعلمهم‬
‫أن األسو و و و و و وواس الوهي يقوم عليوه الودين هو األخال ‪ ،‬ولتقريوب واق هوها ا هتموام‬
‫الواس باألخال عند المحدثين نقدمه في صورتين‪:‬‬

‫‪ -1‬الصورة األولى‪ :‬خارطة لمصطلحات القيم عند المحدثين (مكارم‪ -‬محاسن‬


‫ومساوئ‪ -‬فضائل‪-‬اآلداب‪-‬شمائل‪-‬األخالق‪.)..‬‬

‫فعنودموا نتوأمول عنواوين الكتوب أو األبواب التي وضو و و و و و ووعهوا المحودثون نجودهوا‬
‫ت ذات فوائوود متعوودد ‪ ،‬فبعض العنوواوين‬ ‫كثير وش و و و و و و ووديوود التنو ‪ ،‬وتحموول د‬
‫جواءت كجزء أو لفظوة من حوديوث نبوي شو و و و و و وريف‪ ،‬فوالكتوب التي حملوت عنوان "‬
‫مكارم األخال "‪ ،‬مثل كتاب ابن أبي الدنيا ‪281‬هوو) وغير أخهت من الحديث‬

‫‪ )1‬المرج السابق ص ‪ )210-208‬بتصرف يسير‪.‬‬

‫‪ )2‬انظر‪ :‬اإلمام الههبي‪ ،‬تهكر الحفاظ ‪.)263/1‬‬

‫‪-2919 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫المش و ووهور " إنما بعثت ألتمم مكارم األخال " ‪ ،)1‬وكهلت بقية العناوين اس و ووتندت‬
‫في غالبها علأل أحاديث نبوية شو وريفة‪ ،‬ونقف قليالم في بيان معنأل هه العناوين‪،‬‬
‫ت!‬ ‫وما تحمل من د‬

‫‪-1‬مكارم األخالق‪:‬‬

‫ومث و ووال الكت و ووب التي حمل و ووت ه و ووها ا سو و و و و و ووم "مك و ووارم األخال " بن أبي‬
‫مكرمة‬
‫ُ‬ ‫الدنيا ‪281‬ه و و و و )‪ ،‬ومكارم األخال للطبراني ‪360‬هو و و وو)‪".‬فالمكارم جم‬
‫بضو و و و و ووم الراء وهي من الكرم‪ ،‬قال الراغب‪ :‬هو اسو و و و و ووم األخال ‪ ،‬وكهلت األفعال‬
‫المحمود ‪ ،‬قوال و يقوال للرجول كريم حتأل يظهر ذلوت منوه‪ ..‬وكول فوائق في بوابوه‬
‫يقال له كريم" ‪ ،)2‬وقد نس ووتفيد من المعنأل اللغوي الهي ذكر الراغب األص ووفهاني‬
‫بوأن مكوارم األخال تحمول معنأل الضو و و و و و ويوافوة الروحيوة‪ ،‬فكريم األخال قود يكون‬
‫أكثر ضو و و و و و ويووافووة من كريم المووال؛ ولووها يقول النبي ‪":‬إنكم لن تسو و و و و و ووعوا النوواس‬
‫بأموالكم‪ ،‬ولكن يسعهم منكم بسا الوجه وحسن الخلق" ‪.)3‬‬

‫‪ )1‬أخرجه أحمد ‪ ،)8951‬والحاكم ‪ ،)613/2‬وقال ص و ووحي علأل ش و وورم مس و وولم‪ ،‬ووافقه‬


‫الههبي‪.‬‬

‫‪ )2‬فت الباري ‪.)472/10‬‬

‫‪ )3‬روا البزار من حوديوث أبي هرير مرفوعوام‪ ،‬وحسو و و و و و ونوه ابن حجر رحموه هللا تعوالأل في فت‬
‫الباري ‪.)474/10‬‬

‫‪-2920 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫‪ -2‬محاسن ومساوئ األخالق‪:‬‬

‫ومن ه ووه الكت ووب التي حمل ووت ه ووها العنوان‪ ،‬كت وواب "مسو و و و و و و وواوئ األخال‬
‫ومهموها" للخرائطي ‪327‬هو و و و وو)‪ ،‬و وقريب من معناها‪ ،‬كتاب " ذم الحسد" و "‬
‫الحسن كما قال‬ ‫ذم الغضب" كالهما ألبن أبي الدنيا ‪281‬هو و وو)‪ ،‬وغيرها كثير‪ .‬و ُ‬
‫ال ارغ ووب‪" :‬هو عب ووار عن ك وول مرغوب في ووه إم ووا من جه ووة العق وول وإم ووا من جه ووة‬
‫العرض وإمووا من جهووة الحسو و و و و و ون‪ ،‬وأكثر مووا يقووال في كالم العووامووة فيمووا يوودرك‬
‫بالبصوور‪ ،‬وأكثر ما جاء في الشوور فيما يدرك بالبصووير " ‪ ،)1‬هها في المحاسوون‪،‬‬
‫والمساوئ ضدها‪ ،‬ومثلها التقسيم المشهور الهي يض أوصاف اإلنسان الخلقية‬
‫بين المحمود والمهمومة ‪.)2‬‬

‫‪-3‬فضائل‪:‬‬
‫ومنها كتاب" فضوول اإلخوان" بن أبي الدنيا ‪281‬هو و و و و و و وو)‪ ،‬و كتاب "فضوول‬
‫العلم" ألبي نليم األصووفهاني ‪443‬هو و و و و و و وو)‪.‬والفضووائل جم فضوويلة‪ ،‬والفضوويلة من‬
‫حيث مدلولها اللغوي تعني الفضوول والزياد ‪ ،‬قال في القاموس المحيا‪" :‬الفضوول‬
‫ض و و وود النقص‪ ،‬والفض و و وويلة الدرجة الرفيعة في الفض و و وول" ‪.)3‬أما في ا ص و و ووطالح‪:‬‬

‫‪ )1‬فت الباري ‪.) 380 /10‬‬

‫‪ (2‬انظر‪ :‬ابن حجر‪ ،‬فت الباري ‪.)471/10‬‬

‫‪ )3‬الفيروز آبادي‪ ،‬القاموس المحيا ‪.)31/4‬‬

‫‪-2921 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫فالفضو وويلة "اسو ووم لما يحصو وول به ميز علأل الغير‪ ،‬وهي اسو ووم لما يتوصو وول به إلأل‬
‫السعاد ‪ ،‬ويضادها الرذيلة" ‪.)1‬‬

‫‪ -4‬اآلداب‪:‬‬

‫ومن الكت ووب الح ووديثي ووة التي تحم وول عنوان األدب‪ ،‬كت وواب " األدب المفرد"‬
‫اآلجري‬
‫ّ‬ ‫لإلموام البخواري ‪256‬هو و و و و و و و و و و و و وو)‪ ،‬وكوهلوت كتواب " أدب النفوس" ألبي بكر‬
‫‪360‬هو و و و وو)‪ ،‬وكتاب " اآلداب" لإلمام البيهقي ‪458‬ه و و و و و)‪ -.‬واآلداب جم أدب‪،‬‬
‫واألدب في اللغة الظرف وحس وون التناول ‪.)2‬وفي ا ص ووطالح‪ :‬اس ووتعمال ما ُيحمد‬
‫قو م وفعالم‪ ،‬و قال بعضهم‪ :‬األخه بمكارم األخال ‪.)3‬‬

‫‪ -5‬الشمائل‪:‬‬

‫‪-‬وقوود اهتم المحوودثون بووهكر شو و و و و و ومووائوول النبي ‪ ‬في كتبهم‪ ،‬فال يكوواد يخلو‬
‫ديوان من دواوين السو و وونة النبوية عن األحاديث المتعلقة بشو و وومائله’‪ ،‬فهي مبثوثة‬
‫في ثنايا بعض و و و ووها‪ ،‬فمثالم في ص و و و ووحي البخاري في " كتاب اللباس"‪ ،‬وكتاب "‬
‫األدب"‪ ،‬وكتواب" ا سو و و و و و ووتاوهان"‪ ،‬وغيرهوا من كتوب السو و و و و و وونن‪ .‬والطريقوة األخرى‬
‫هتمام المحدثين بالشو و وومائل هي التلليف المخص و و وصو و ووة لها‪ ،‬ومثال ذلت كتاب"‬
‫الشمائل النبوية والخصائص المصطفوية" ألبي عيسأل الترمهي ‪279‬ه و وو) رحمه‬

‫‪)1‬الهريعة إلأل مكارم الشريعة‪ ،‬الراغب األصفهاني ص ‪.)132‬‬

‫‪)2‬القاموس المحيا ‪.)36/1‬‬

‫‪)3‬انظر‪ :‬ابن حجر‪ ،‬فت الباري ‪.)414/10‬‬

‫‪-2922 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫هللا تعالأل‪ ،‬وقد ُخدم هها الكتاب كثي امر‪ ،‬فوض و ووعت عليه الش و ووروح والمختصو و ورات‬
‫والترجمو ووات العو ووديو وود ‪ ،‬ومن كتو ووب الشو و و و و و ومو ووائو وول كتو واب " شو و و و و و ومو ووائو وول النبي ‪"‬‬
‫للمستغفري ‪432‬هو )‪.‬والشمائل جم ألشمال‪ ،‬والشمال‪ :‬الخلق الهي أخه به المرء‬
‫نفسه من شرف األدب حتأل صار كالخليقة فيه‪ ،‬فالشمائل هي الطبا والخصال‬
‫واألخال ‪ ،‬ورجوول كريم الشو و و و و و ومووائوول‪ ،‬أي‪ :‬في أخالقووه ومخووالطتووه‪ ،‬وفي كالم‬
‫فالن مشمول الخالئق‪ ،‬أي‪ :‬كريم األخال ‪ ،‬وهم يأخهون ذلت من الماء‬
‫العرب‪ٌ :‬‬
‫هبت عليه ري الشمال فبردته؛ فصفا وطاب لشاربه ‪.)1‬‬
‫الهي ّ‬
‫أما الش و و و و و وومائل اص و و و و و ووطالحام‪ :‬فهي تطلق علأل الكتب التي اش و و و و و ووتملت علأل‬
‫الخلقية‪ ،‬ومختلف أحواله‬
‫األحاديث واآلثار المتعلقة بصو و و و و ووفات النبي‪ ‬الخْلقية و ُ‬
‫‪‬منه و دته حتأل وفاته‪ ،‬و تتعرض لكل فصوول سويرته كما هو الحال في كتب‬
‫المغازي والسير ‪.)2‬‬

‫‪ -6‬األخالق‪:‬‬

‫ومن الكتب التي وسومت بهها العنوان‪ ،‬كتاب " أخال االنبي‪‬وآدابه" ألبي‬
‫الشوية األصوبهاني ‪369‬ه و و و و و و وو)‪.‬واألخال في اللغةتعني‪ :‬السوجية والطب والمروء‬
‫والدين ‪.)3‬‬

‫‪)1‬انظر‪ :‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب ‪)2332/4‬‬

‫‪)2‬انظر‪ :‬الدكتور منصور يوسف‪ ،‬جهود العلماء في بيان الشمائل النبوية ص ‪.)3‬‬

‫اللغة‪.)214/2 :‬‬ ‫‪)3‬مقايي‬

‫‪-2923 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫وأما األخال اص و ووطالحام‪:‬فقد نقل عن األخالقيين تعريفات كثير ‪ ،‬ومتنوعة‬


‫بتنو المهاهب‪ ،‬من أشو و ووهرها تعريف ابن مسو و ووكويه والغزالي‪ ،‬فابن مسو و ووكويه يرى‬
‫داعية لها إلأل أفعالها من غير فكر و روية" ‪.)1‬‬ ‫بأن الخلق‪":‬حال للنف‬

‫‪ -2‬الصورة الثانية‪ :‬أنواع الكتابة األخالقية لدى المحدثين‬

‫س و و ووبقت اإلش و و ووار إلأل اهتمام المحدثين بالكتابة األخالقية كما في الص و و ووور‬
‫األولأل‪ ،‬وعند تتب كتب المحدثين وطرائق تلليفهم نرى صو و و و ووور واضو و و و ووحة بأنها‬
‫تنقسم إلأل أقسام عديد منها‪:‬‬

‫‪ -1‬كتو و ووب مفرد في القيم واألخال ‪ :‬مثو و وول كتو و وواب‪" :‬األدب المفرد" لإلمو و ووام‬
‫البخاري ‪256‬هو و و و و و وو)‪ ،‬وكتاب‪" :‬مكارم األخال " ألبن أبي الدنيا ‪281‬هو و و و و و وو)‪ ،‬وكهلت‬
‫للطبراني ‪360‬هو)‪.‬‬

‫‪ -2‬كتب في الس و و و و وونن جامعة‪ :‬تتض و و و و وومن كتبام في األدب واألخال ‪ ،‬مثل‬
‫كتب دواوين السوونة‪ ،‬فكتب الصووحاح والسوونن تتضوومن كتبام في األدب واألخال ‪،‬‬
‫ففي ص و ووحي البخاري كتاب " األدب" وفي ص و ووحي مس و وولم ‪261‬هو و و و و و و و و وو)" كتاب‬
‫اآلداب"‪.‬‬

‫معين‪ :‬مثول كتواب " الحلم"‪ " ،‬التواضو و و و و و و " ألبن‬


‫‪ -3‬كتوب مفرد في خلق ّ‬
‫أبي الدنيا وغيرها‪...‬‬

‫بن مسكويه ص ‪.)41‬‬ ‫‪)1‬تههيب األخال‬

‫‪-2924 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫‪-4‬كتب تتعلق بأخال الراوي وآداب الس و ووام بص و ووفة خاص و ووة‪ :‬ومن أبرزها‬
‫كتاب‪" :‬الجام ألخال الراوي وآداب السام "للخطيب البغدادي ت‪463 :‬ه و و وو)‪،‬‬
‫وكتاب ابن عبد البر ت‪463 :‬هو)‪" ،‬جام بيان العلم وفضله" ‪.)1‬‬

‫املطلب الثاني‬
‫عناية اإلمام البخاري بالقيم األسرية يف األدب املفرد‬

‫‪ -1‬التعريف باألدب المفرد‪:‬‬

‫يعود كتواب األدب المفرد من أهم كتوب األخال علأل اإلطال ‪ ،‬يقول عنوه‬
‫ابن حجر رحموه هللا تعوالأل " وكتواب األدب المفرد يشو و و و و و ووتمول علأل أحواديوث ازئود‬
‫علأل مو و ووا في الصو و و و و و ووحي ‪ ،‬وفيو و ووه قليو و وول من اآلثو و ووار الموقوفو و ووة‪ ،‬وهو كثير‬
‫الفووائوود " ‪.)2‬ويؤكوود هووه المكووانووة العوواليووة ل دب المفرد مووا قووالووه المحوودل العالمووة‬
‫عبدالرحمن المعلمي رحمه هللا تعالأل في التعريف بقدر هها الكتاب‪ ":‬ومن أبسووا‬
‫مجموعوات كتوب السو و و و و و ونوة في األدب النبوي كتواب األدب المفرد لإلموام محمود بن‬
‫في رابعة النهار شووهر ‪،‬‬ ‫إسووماعيل البخاري رحمه هللا‪ ،‬واإلمام البخاري كالشووم‬
‫وإلأل مؤلفاته المنتهأل في الجود والصو و و و ووحة‪ ،‬وكتابه هها‪ -‬أعني األدب المفرد‪-‬‬
‫هو بعد كتابه الجام الص و و ووحي أولأل كتبه بأن يعتني به من يريد اتبا الس و و وونة؛‬

‫‪ )1‬انظر‪ :‬د‪.‬جمال نصار‪ ،‬مكانة األخال في الفكر اإلسالمي ص ‪.)108-105‬‬

‫‪)2‬فت الباري ‪.)414/10‬‬

‫‪-2925 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫فوإنوه جم فوأوعأل‪ ،‬م التحري والتوقي والتنبيوه علأل الودقوائق‪ ،)1 "..‬وبهوها البيوان‬
‫تتجلأل لنا أهمية األدب المفرد من جهة غزار مادته‪ ،‬وكثر ما فيه من األحاديث‬
‫واآلثار الصحيحة‪ ،‬وقلة الضليفة فيه ‪.)2‬‬

‫‪-‬وطريقته في تبويب الكتاب‪ ،‬فهو كما قيل‪ " :‬فقه البخاري في تراجمه" ‪،)3‬‬
‫وسو و وولت في تبويبه ذات الطريقة التي سو و وولكها في صو و ووحيحه‪ ،‬فمن حيث اإلجمال‬
‫فتراجم األبواب منقسو و و و و و وموة إلأل ظواهر وخفّيوة‪ ،‬ويؤثر الخفي علأل الجلي ‪ ،)4‬ومن‬
‫حيووث التفصو و و و و و ويوول فهي كمووا في الجووام الصو و و و و و ووحي ‪ ،‬ولكن م بعض الفرو‬
‫الصغير ‪ ،‬وتنقسم إلأل ثالثة أقسام‪:‬‬

‫‪ -1‬التراجم الظاهر ‪.‬‬

‫‪ -2‬التراجم ا ستنباطية‪.‬‬

‫‪ -3‬التراجم المرسو و و و و و ولوة‪ /‬المطلقوة‪ ،‬وهي التي يكتفي فيهوا البخواري بلفظوة "‬
‫باب" دون أن يكتب عنوانام لها ‪.)5‬‬

‫‪ )1‬من مقدمة" فضل هللا الصمد" ‪.)17/1‬‬

‫‪ )2‬انظر‪ :‬األلباني‪ ،‬صحي األدب المفرد ص ‪.)7‬‬

‫‪ )3‬هدي الساري ص ‪ ،)13‬د‪.‬حماد القباج‪ ،‬عبقرية البخاري ص ‪.)53‬‬

‫‪ )4‬انظر‪ :‬الش ووية عبد الحق بن عبد الواحد الهاش وومي المكي‪ ،‬عادات البخاري في ص ووحيحه‬
‫ص ‪.)73‬‬

‫‪ )5‬انظر‪ :‬ياسر الشمالي‪ ،‬مناهج المحدثين ص ‪.)101‬‬

‫‪-2926 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫‪ -2‬منزلة القيم األسرية في األدب المفرد‪.‬‬

‫عنودموا نتوأمول كتواب األدب المفرد نجود بوأنوه كتواب موسو و و و و و وووعي في‬
‫اآلداب اإلسو و و و و و ووالميوة‪ ،‬ويمكن أن نرى بوأن اختيوا ارتوه األخالقيوة كوانوت‬
‫علأل أربعة أنوا من القيم‪:‬‬

‫‪-1‬األخال الفردية‪.‬‬

‫‪-2‬األخال األسرية‪.‬‬

‫‪-3‬األخال ا جتماعية‪.‬‬
‫‪-4‬األخال المتعلقة بالكائنات األخرى ‪.)1‬‬

‫هتمووام البخوواري رحمووه هللا‬ ‫كمووا أن النوواظر في الكتوواب يرى مظوواهر عوود‬
‫قدم القيم األس و و و ورية أو م علأل غيرها من أنوا‬
‫تعالأل بالقيم األس و و و ورية‪-1:‬منها أنه ّ‬
‫القيم؛ ليدلل علأل علو مكانتها‪ ،‬وكأنه يشو ووير إلأل أن األسو وور بمثابة النوا األولأل‬
‫للمجتم ‪ ،‬فبودأ بوأبواب البر بوالوالودين‪ ،‬وصو و و و و و ولوة الرحم‪ ،‬والولود‪ ،‬إلأل غيرهوا من‬
‫األبواب المتعلقة باألسر بصور مباشر أو غير مباشر ‪.‬‬

‫‪ -2‬أن البخاري رحمه هللا تعالأل أدرك أهمية األس و وور ‪ ،‬وأدرك بأن اإلس و ووالم‬
‫قد اعتبرها عنصو و امر أسو وواسو وويام في وصو ووول اإلنسو ووان إلأل منزلة السو ووعاد ؛ ومن هنا‬
‫نرى كثر األحاديث الصو و و و و و ووحيحة في مجالها ‪ ،‬فقد أورد رحمه هللا تعالأل األبواب‬

‫‪ )1‬انظر‪ :‬د‪.‬جمال نصار‪ ،‬مكانة األخال في الفكر اإلسالمي ص ‪.)108‬‬

‫‪-2927 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫األكثر فيموا يتعلق بواألسو و و و و و وور ‪ ،‬فنجود بوأن بر الوالودين قود تجواوز أكثر من ‪)25‬‬
‫بابام‪ ،‬وقريب منها في ص و و و و وولة الرحم‪ ،‬وكها في الولد‪ ،‬وغيرها من األبواب التي‬
‫تتصل باألسر ‪.‬‬

‫املبحث الثاني‬
‫ّ‬
‫القيم األسرية الكلية يف كتاب األدب املفرد‬
‫تمهيد‪:‬‬

‫سو و و ووبق أن ألمحت إلأل صو و و ووعوبة ا تفا علأل سو و و وّلم قيمي واحد سو و و وواء بين‬
‫المتقدمين أو المتأخرين‪ ،‬وأن القيمة الواحد قد تتنازعها جهات عديد باعتبارات‬
‫مختلفة‪ ،‬ولكن بالنسو و ووبة للقيم األس و و ورية وتقسو و وويماتها القيمية الداخلية نرى الشو و ووية‬
‫الوودكتور دراز علأل سو و و و و و ووبيوول المثووال يجعلهووا في أربعووة واجبووات‪ -:‬واجبووات نحو‬
‫األصو و و و و و ووول والفرو ‪ - .‬واجب و ووات نحو األزواج‪ - .‬واجب و ووات نحو األق و ووارب‪-.‬‬
‫اإلرل ‪.)1‬وهها التقسيم جعله دراز رحمه هللا تحت نو األخال العملية‪ ،‬ويتض‬
‫للمتأمل في هها الس و وّلم القيمي أنه جاء علأل وجه اإلجمال‪ ،‬ثم ذكر الش و ووية بعد‬
‫عية‪ ،‬فتحت واجب األصووول والفرو‬ ‫ذلت تحت كل واجب عد مسووائل أو قيم فر ّ‬
‫جواء اإلحس و و و و و و ووان إلأل الوالودين‪ ،‬واحترام حيوا األو د‪ ،‬والتربيوة ل و د ول سو و و و و و وور‬
‫بعامة ‪ .)2‬وعلأل الطريق ذاته قمت بمحاولة لوض و و و و و س و و و و وّلم قيمي‪ ،‬يتعلق بالقيم‬

‫‪ )1‬انظر‪ :‬د‪.‬محمد عبد هللا دراز‪ ،‬دستور األخال في القرآن ص ‪.)722-711‬‬

‫‪ )2‬المصدر السابق ص ‪.)712-711‬‬

‫‪-2928 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫األسو و و و و ورية‪ ،‬وذلت بعد تأمل طويل ألبواب الكتاب‪ ،‬واألحاديث الوارد تحت كل‬
‫وت إلأل قسومة‬
‫باب‪ ،‬وتوخيت الدقة قدر طاقتي‪ ،‬وما وصول إليه اجتهادي؛ فخلص ُ‬
‫باعية‪ ،‬هي‪ :‬المس و و ووؤولية ‪ -‬اإلحس و و ووان‪ -‬العدل‪ -‬الرحمة‪ ،‬وتحت كل قيمة من‬
‫ر ّ‬
‫الكلية األرب قيم فرعية عديد ‪ ،‬ومنشو ووأ هه القسو وومة الرباعية أن أكثر‬
‫هه القيم ّ‬
‫الكلية‪ ،‬وكهلت أن البخاري رحمه‬ ‫القيم الوارد في األحاديث تنضوووي تحت القيم ّ‬
‫هللا تعوالأل أظهرهوا كثي امر في عنواوين األبواب‪ ،‬وفي األحواديوث المرصو و و و و و ووود لهوا‪.‬‬
‫يتض ووخم البحث‪ ،‬بل س ووأكتفي‬ ‫ولن أطيل في ش وورح الشو وواهد واألحاديث‪ ،‬حتأل‬
‫بعرض مجرد وبسوويا لهه الش وواهد النصو ّوية‪ ،‬إ في حالة الضوورور ‪ ،‬م العناية‬
‫بتصنيفها منهجيام‪ ،‬تبعام للتقسيم الهي اخترت سالفام‪.‬‬

‫املطلب األول‬
‫املسؤولية‬

‫المسؤؤؤؤ ؤ ولية في معناها الشو و و و ووامل تعني‪ :‬إقرار المرء بما يصو و و و وودر عنه من‬
‫أفعال‪ ،‬واسو و و و و ووتعداد لتحمل نتائجها‪ ،‬إنها القدر علأل أن يلزم الفرد نفسو و و و و ووه أو م‪،‬‬
‫والقدر علأل أن يفي ذلت بالتزاماته بواسو و ووطة جهود الخاصو و ووة‪ ،‬وبإرادته الحر ‪.)1‬‬
‫وتعد المس و و ووؤولية قيمة رفيعة من القيم األسو و و ورية‪ ،‬بل هي من أص و و ووولها‪ ،‬حيث‬
‫تكش و و ووف عن الجانب اإليجابي لدى الفرد‪ ،‬فالفرد الهي يش و و ووعر بالمس و و ووؤولية تجا‬
‫نفس و و و ووه وأسو و و و ورته ومجتمعه يدفعه هها الش و و و ووعور للقيام بواجباته والتزاماته نحوهم‪.‬‬

‫‪ )1‬انظر‪ :‬د‪.‬محمد دراز‪ ،‬دستور األخال في القرآن ص ‪.)137‬‬

‫‪-2929 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫والحيا اإلنسو و و ووانية تعد مجا م للتحلي بالقيم واألخال ا جتماعية واألس و و و ورية من‬
‫خالل المسؤولية؛ ولها تندرج تحتها قيم أسرية فرعية عديد ‪ ،‬منها‪:‬‬

‫‪ -1‬الرعاية والتأديب‪:‬‬

‫والرعاية من الرعي وهو‪ :‬حفظ الشو و وويء‪ ،‬وحسو و وون التعهد له‪ ،‬والراعي‪ :‬هو‬
‫فكل من‬
‫الحافظ المؤتمن‪ ،‬الملتزم صو و و و ووالح ما قام عليه‪ ،‬وما هو تحت نظر ‪ُّ ،‬‬
‫كان تحت نظر شو و و و وويء فهو مطلوب بالعدل فيه‪ ،‬والقيام بمصو و و و ووالحه في دينه‪،‬‬
‫ودنيووا ومتعلقوواتووه‪ ،‬فووإن وّفأل موواعليووه من الرعووايووة؛ حص و و و و و و وول لووه الحظ األوفر‪،‬‬
‫والجزاء األكبر‪ ،‬وإن كوان غير ذلوت طوالبوه ك ُّول أحود من رعيتوه بحقوه ‪)1‬ولموا ننظر‬
‫في تصو وورف اإلمام البخاري في األدب المفرد م هه القيمة "الرعاية"؛ نرى أنه‬
‫قد كرر حديث‪ " :‬كلكم ار وكلكم مسوؤول عن رعيته" ‪ )2‬في ثالثة أبواب متتالية‪:‬‬
‫باب العبد ار ‪ ،‬وباب الرجل ار في أهله‪ ،‬باب الم أر راعية‪ ،‬ولهها التصو و و و وورف‬
‫د لة عميقة في اسوتيفاء التفصويل في الرعاية األسورية‪ ،‬فالرجل المفرد يدخل في‬
‫وجوب الرع وواي ووة بحفظ جوارح ووه حتأل يعم وول الم ووأمورات ويجتن ووب المنهي وات فعالم‬
‫ونطقام واعتقادام‪ ،‬وكهلت رعاية الرجل أهله بس و و ووياس و و ووة أمرهم وإيص و و ووالهم حقوقهم‪،‬‬
‫ورعوايوة الم أر تودبير أمر البيوت واألو د والخودم والنصو و و و و و وويحوة للزوج في كول ذلوت‬
‫وحفظوه في غيبتوه‪ ،‬ورعوايوة الخوادم حفظ موا تحوت يود والقيوام بموا يجوب عليوه من‬

‫‪ )1‬انظر‪ :‬بدر الدين العيني‪ ،‬عمد القاري ‪ )190/6‬بتصرف يسير‪.‬‬

‫‪ )2‬سبق تخريجه ص ‪.)37‬‬

‫‪-2930 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫خدمته ‪.)1‬والتأديب من األدب‪ ،‬وسو و و و ووبق أن فصو و و و وولت في معنا في أول البحث‪،‬‬
‫وقود ذكر البخواري رحموه هللا فيموا يتعلق بهوه القيموة ثالثوة أبواب‪ :‬بواب أدب الوالود‬
‫وبر لول وود ‪ ،‬ب وواب بر األب لول وود ‪ ،‬ب وواب‪" :‬أدب اليتيم"‪ ،‬واألح ووادي ووث في ه ووه‬
‫األبواب مختلفوة‪ ،‬ليسو و و و و و ووت كموا في قيموة الرعوايوة‪ .‬ففي البواب األول ذكر حوديوث‬
‫الوليد بن نمير بن أوي ‪ ،‬أنه سو و ووم أبا يقول‪" :‬كان يقولون‪ :‬الصو و ووالح من هللا‬
‫والتوأديوب من اآلبواء" ‪ ،)2‬وأورد في البواب الثواني روايوة عن ابن عمر رضو و و و و و ووي هللا‬
‫عنهما أنه قال‪" :‬إنما سماهم هللا أب ار امر؛ ألنهم بروا اآلباء واألبناء‪ ،‬كما أن لوالدك‬
‫عليت حقام‪ ،‬كهلت لولدك عليت حق" ‪.)3‬وفي الباب الثالث ذكر رواية عن ُشميسة‬
‫العتكية قالت‪" :‬ذكر أدب اليتيم عند عائشوة رضوي هللا عنها فقالت‪ :‬إني ألضورب‬
‫اليتيم حتأل ينبس و ووا" ‪ ،)4‬يعني يمتد وينبط علأل األرض من أثر الض و وورب‪ .‬وهه‬
‫المرويوات الثالل كلهوا في تربيوة األو د‪ ،‬أموا في عموم أهول البيوت‪ ،‬فقود أفرد لوه‬

‫‪)1‬انظر‪ :‬فت الباري ‪ )121/13‬بتصرف يسير‬

‫‪)2‬أخرجه ابن عساكر في تارية دمشق ‪ ،)231/63‬والمزي في تههيب الكمال ‪)102/31‬‬


‫ولم‬ ‫وابن أبي الدنيا في الليال ص ‪ ،)358‬وفي إس و و ووناد الوليد بن مس و و وولم كثير التدلي‬
‫يصرح بالسما ‪ ،‬وقد أورد األلباني في ضليف األدب المفرد حديث رقم‪.)18 :‬‬

‫‪)3‬أخرج ووه ابن ع وودي في الك ووام وول ‪ ،)520/5‬وابن أبي ال وودني ووا في اللي ووال ص ‪،)175‬‬
‫والطبراني كموا في مجم الزوائود ‪ ،)164/8‬وقوال الهيثمي‪ :‬وفيوه عبيود هللا بن الوليود وهو‬
‫ضليف‪.‬‬

‫‪)4‬أخرج ووه ابن أبي شو و و و و و وويب ووة ‪ ،)26686‬والطبري في ته ووهي ووب اآلث ووار ‪ ،)694‬والبيهقي‬
‫‪ ،)258/6‬وصححه األلباني في صحي األدب المفرد رقم ‪.)105‬‬

‫‪-2931 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫باب تعليق الس و و وووم في البيت‪ ،‬وأورد فيه حديث ابن عباس رض و و ووي هللا عنهما‪:‬‬
‫"أن النبي‪‬أمر بتعليق الس و و و و و وووم في البيت" ‪ ،)1‬وفي هها األمر بتعليق الس و و و و و وووم‬
‫بحيث ي ار أهل البيت‪ ،‬مايرد عنهم سوء األدب‪ .‬واألهل كل من في البيت‪ ،‬من‬
‫زوجوة‪ ،‬وابن‪ ،‬وبنوت‪ ،‬وعموة‪ ،‬وخوالوة‪ ،‬وأم؛ فكول من في البيوت أهول‪ .‬فواإلنسو و و و و و ووان‬
‫مسو ووؤول عن أهله؛ مسو ووؤولية رعاية وتأديب وتربية‪ ،‬حتأل ولو كانوا صو ووغا امر إذا‬
‫كانوا مميزين‪ ،‬أما غير المميز فإنه يؤمر بموا يتحملوه عقلوه‪ .‬وينبغي علأل الرجل‬
‫أن يؤدب أو د وأهل و ووه عن فع و وول الحرام أيض و و و و و و و و وام‪ ،‬كم و ووا يؤدبهم علأل فع و وول‬
‫الواجب ‪)2‬والتأديب قص و و و وود به تههيب األخال وإص و و و ووالح العادات‪ ،‬وينهج األب‬
‫المسو و و ووؤول كل الوسو و و ووائل التي تسو و و وواعد في تحقيق هه الغاية ‪.)3‬كما أن التأديب‬
‫بهوا‪ ،‬وينشو و و و و و ووأ عليهوا‪،‬‬ ‫الالزم ل ب‪ ،‬فهو أن يوأخوه ولود بمبوادئ اآلداب؛ ليوأن‬
‫فيس و ووهل عليه قبولها عند الكبر‪ ،‬وذلت س و ووتاناس و ووه بمبادئها في الص و ووغر‪ ،‬ألن‬
‫نش ووأ الص ووغير علأل الش وويء‪ ،‬تجعله منطبعام به‪ ،‬ومن أغفل في الص ووغر‪ ،‬كان‬
‫تأديبه في الكبر عزي امز ‪.)4‬‬

‫‪،)20123‬‬ ‫‪ ،)2077‬والطبراني في الكبير ‪ ،)10669‬وعبو وودالر از‬ ‫‪)1‬أخرجو ووه البزار‬


‫وصححه األلباني في صحي األدب المفرد رقم ‪.)933‬‬
‫‪)2‬انظر‪ :‬ابن عثيمين‪ ،‬شرح رياض الصالحين ‪.)87-86/2‬‬

‫‪)3‬انظر‪ :‬الجيالني‪ ،‬فضل هللا الصمد شرح األدب المفرد ‪.)178/1‬‬

‫‪ )4‬انظر‪ :‬الماوردي‪ ،‬أدب الدنيا والدين ص ‪.)343‬‬

‫‪-2932 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫‪ -2‬الحفظ‪:‬‬

‫الح ألفي ُ‬
‫ظ المولكول‬ ‫أل‬
‫النسو و و و و و ويوان وهو التعواهود وقللوة الغفلوة‪ ،‬و الح أل‬
‫ظو َ‬‫واف ُ‬ ‫ُ‬ ‫نقيض ّ ْ‬
‫بالشو و وويء َي ْحَفظه ‪. )1‬ويبين اإلمام العز بن عبد السو و ووالم معنأل الحفظ بقوله‪" :‬هو‬
‫ضو و و و و و ووبا األشو و و و و و ويوواء وحفظهووا‪ ..‬والتخلق بووه بحفظ مووا أمرت بووه من الطوواعووات‬
‫واألمووانووات" ‪.)2‬وإن كووانووت هووه القيمووة قريبووة في المعنأل من الرعووايووة إ أن فيهووا‬
‫معنأل العنواية الفوائقوة بموا تحوت المرء مموا يجوب عليوه أن يحفظوه؛ ولها خصو و و و و و ووها‬
‫اإلموام البخواري بوأبواب متعودد لحفظ المسو و و و و و ووكن ‪ /‬البيوت‪ ،‬وعودم السو و و و و و ومواح لكول‬
‫موايؤذي البيوت ومن بوداخلوه من األسو و و و و و وور ‪ ،‬فوضو و و و و و و بوابوام بعنوان‪" :‬بواب إطفواء‬
‫َغلألُقوا‬ ‫ال‪" :‬أ ْ‬ ‫ّللا ‪َ‬ق َ‬ ‫ول ل‬ ‫َن َرُسو و و و َ‬ ‫ّللاأل؛ أ ل‬
‫المص و و ووباح"‪ ،‬وأورد فيه حديث َج ألاب ألر ْب ألن َع ْب ألد ل‬
‫أل‬ ‫اإل َناء‪ ،‬وأَ ْ أل‬ ‫أل‬ ‫أل‬ ‫أل‬ ‫أل‬ ‫أل‬
‫اح؛‬ ‫صو و و و َب َ‬ ‫طفاُوا اْلم ْ‬ ‫اء‪َ ،‬و َخ ّم ُروا ْ َ َ‬ ‫اء‪َ ،‬وأَ ْكفاُوا ْاإل َن َ‬ ‫اب‪َ ،‬وأ َْوُكوا ال ّسو و و وَق َ‬ ‫ْاأل َْب َو َ‬
‫ان َ َيْفتَ ُ َغَلمقا‪َ ،‬وَ َي ُح ُّل وكاء‪ ،‬و يكش و ووف غناء‪َ ،‬وإأل لن اْلُف َوْي ألسو و وَق َة‬ ‫طَ‬ ‫َفألإ لن ال لشو و و ْي َ‬
‫اء ْت‬ ‫‪)3‬‬
‫ل أل‬ ‫تُ ْ أل‬
‫ض و و و ورُم َعَلأل الناس بيتهم" ‪.‬وحديث ابن عباس رضو و و ووي هللا عنهما قال‪َ :‬ج َ‬
‫صو و و و و وللأل هللاُ َعَل ْي أله‬ ‫َخ َه ْت تَ ُج ُّر اْلَفألتيَل َة‪َ ،‬ف َه َه َب ألت اْل َج ألارَي ُة تَ ْز ُج ُرَها‪َ ،‬فَق َ أل‬
‫ال اللنب ُّي َ‬ ‫َفأ َْرٌ َفأ َ‬
‫ان َق وا ألع و مدا َعَل ْي َه وا‪،‬‬ ‫لأل‬
‫اء ْت ألب َه وا َف وأَْلَق ْت َه وا َعَلأل اْل ُخ ْم َرأل التي َك و َ‬
‫أل‬ ‫ل‬
‫َو َسو و و و و و ول َم‪"َ :‬دعي َه وا"‪َ ،‬ف َج و َ‬
‫ط ألفاُوا ُس و و و ُر َج ُك ْم‪،‬‬ ‫ّللاأل‪ :‬أل"إ َذا ألن ْمتُ ْم َفأَ ْ‬
‫ول ل‬ ‫ال َرُس و و و ُ‬
‫أل‬
‫احتَ َر َ منها مثل وض و و و د ْرَهم‪َ ،‬فَق َ‬ ‫َف ْ‬

‫‪)1‬لسان العرب ‪.)929/2‬‬

‫‪)2‬شجر المعارف ‪.)45‬‬

‫‪)3‬أخرجه البخاري في بدء الخلق ‪ ،)3316‬ومسلم ‪.)2012‬‬

‫‪-2933 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫ان َي ُد ُّل ألم ْث َل َه ألهأل َعَلأل ألم ْث ألل َه َها فتحرقكم" ‪ ،)1‬وحديث أبي س و و و و و ووعيد‬
‫طَ‬ ‫َفألإ لن ال لشو و و و و و و ْي َ‬
‫الخدري رض و و و و و ووي هللا عنه المعنأل ذاته الوارد في حديث ابن عباس رض و و و و و ووي هللا‬
‫عنهم ووا‪ ،‬ثم أعقب ووه بب وواب‪ " :‬تترك الن ووار في البي ووت حين ين ووامون"‪ ،‬وذكر في ووه‬
‫حديث س و و و ووالم عن أبيه رض و و و ووي هللا عنه عن النبي‪ َ " :‬تتركوا النار في بيوتكم‬
‫حين تنامون" ‪ ،)2‬ثم ذكر أثر ابن عمر رضو و و و و ووي هللا عنهما قال‪ :‬قال عمر‪" :‬إن‬
‫الن ووار ع وودو ف وواح ووهروه ووا"‪ ،‬فك ووان ابن عمر يتتب نيران أهل ووه ويطفاه ووا قب وول أن‬
‫يبيوت ‪.)3‬وذكر حوديثوام قريبوام من أثر ابن عمر عن النبي‪‬أنوه قوال‪ َ " :‬تَ ْت ُرُكوا اللنو َار‬
‫أل‬ ‫أل‬
‫عدو" ‪ ،)4‬وختم بحديث قصوة البيت الهي احتر‬ ‫في ُب ُيوت ُك ْم حين تنامون؛ فإنها ّ‬
‫علأل أهلوه في المودينوة من الليول‪ ،‬فحودل النبي ‪‬بهلت فقوال‪" :‬إن النوار عدو لكم‪،‬‬
‫فإذا نمتم فأطفاوها عنكم" ‪.)5‬‬

‫‪)1‬أخرجه أبو داود في األدب ‪ ،)5247‬وابن حبان ‪ ،)5519‬والحاكم ‪ ،)248/4‬وقال‬


‫صحي اإلسناد‪ ،‬ووافقه الههبي‪.‬‬

‫‪)2‬أخرجه البخاري في ا ستاهان ‪ ،)6293‬وأخرجه مسلم في األشربة ‪.)2015‬‬

‫‪)3‬أخرجه أحمد ‪ )90/2‬رقم ‪ ،)5641‬وصوححه األلباني موقوفام في صوحي األدب المفرد‬


‫رقم ‪.)930‬‬

‫‪)4‬أخرجه الحاكم ‪ ،)284/4‬وقال‪ :‬هها حديث ص و ووحي علأل ش و وورم الش و وويخين ولم يخرجا ‪،‬‬
‫ووافقه الههبي‪.‬‬

‫‪)5‬أخرجه البخاري في ا ستاهان ‪ ،)6294‬ومسلم في األشربة ‪.)2016‬‬

‫‪-2934 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫وأعقوب هوهين البوابين ببواب " غلق البيوت بوالليول"‪ ،‬وأفرد بحوديوث جوابر بن‬
‫وء ل‬
‫اللْي ألل‪،‬‬ ‫عبد هللا رضووي هللا عنهما قال‪ :‬قال رسووول هللا‪" :‬ألإيلا ُكم وال لس وم َر َب ْع َد ُه ُد أل‬
‫ْ َ َ‬
‫أل‬ ‫أل‬ ‫أل أل‬ ‫أل‬ ‫ُّ‬
‫اء‪،‬‬
‫اب‪َ ،‬وأ َْوُكوا ال ّسو و و و و و وَقو َ‬ ‫َفوألإ لن أَ َحو َد ُك ْم َ َيو ْد ألري َموا َي ُبوث هللاُ م ْن َخْلقوه‪َ ،‬غّلُقوا األ َْب َو َ‬
‫ص و ألابي َ " ‪.)1‬وفي س وويا الحفظ ذاته‪ ،‬جاء الحفظ بمن‬ ‫اإل َناء‪ ،‬وأَ ْ أل‬
‫وأَ ْك ألف ُاوا أل‬
‫طف ُاوا اْل َم َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫‪)2‬‬
‫الصو ووبيان من الخروج من البيت وقت فور العشو وواء ‪ ،‬ووض و و فيه باب‪" :‬ضو ووم‬
‫الصوبيان عند فور العشواء"‪ ،‬وأورد فيه حديث جابر هللا عنه عن النبي‪ُ " :‬كُف موا‬
‫أل‬
‫ص و ْب َي َان ُك ْم َحتلأل تَ ْه َه َب َف ْح َمةُ ‪ -‬أ َْو َف ْوَرُ ‪ -‬العشوواء سوواعة تهب الشووياطين" ‪.)3‬وفي‬
‫يبين البخاري رحمه هللا ض و و وورور اإلنكار علأل أهل الباطل‪ ،‬بل‬ ‫الس و و وويا نفس و و ووه ّ‬
‫وإخراجهم من البيت‪ ،‬ووضو و و في ذلت باب " األدب وإخراج الهي يلعبون بالنرد‬
‫وأهل الباطل" وصو و و و و ّودر بأثر عن ابن عمر رضو و و و ووي هللا عنهما "أنه كان إذا وجد‬
‫أحدام من أهله يلعب بالنرد ضربه وكسرها" ‪ ،)4‬ثم ذكر بعد أثر عائشة رضي هللا‬
‫عنها‪" :‬أنه بلغها أن أهل بيت في دارها‪ ،‬كانوا سوكانام فيها عندهم نرد‪ ،‬فأرسولت‬

‫‪)1‬أخرجه مسلم في األشربة ‪.)2012‬‬

‫‪)2‬فور العشواء‪ :‬عند العتمة‪ ،‬وذلت عند صوال العشواء وبعدها شوياا‪ .‬انظر‪ :‬المخصوص ‪/2‬‬
‫‪.)388‬‬

‫‪)3‬أخرجه البخاري في األشربة ‪ ،)5623‬ومسلم في األشربة ‪.)2012‬‬

‫‪)4‬أخرج و ووه م و ووال و ووت في الموط و ووأ ‪ ،)1754‬وابن أبي شو و و و و و وويب و ووة ‪ ،)2651‬والبيهقي في‬
‫الس و و وونن ‪ ،)216/10‬وص و و ووححه األلباني في ص و و ووحي األدب المفرد رقم ‪ ،)590‬وقال‪:‬‬
‫إسناد صحي موقوفام‪.‬‬

‫‪-2935 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫إليهم‪ :‬إن لم تخرجوها ألخرجنكم من داري‪ ،‬وأنكرت ذلت عليهم" ‪.)1‬ومن األبواب‬
‫التي تؤكود هوها المعنأل‪ ،‬معنأل حفظ البيوت األحواديوث الكثير التي أوردهوا رحموه‬
‫إذا دخل؟ والعورات الثالل‬ ‫هللا تعالأل في أبواب ا س و و ووتاهان وكيفيته‪ ،‬وأين يجل‬
‫والنهي عن فض و و و و ووول النظر في الدور‪ ،‬وهه فيها خص و و و و وووص و و و و ووية للبيت وأهله‪،‬‬
‫وكهلت الس و و ووالم عند الدخول إليه‪ ،‬والحرص علأل ذكر هللا فيه علأل الدوام‪ ،‬ولم‬
‫أسو و و و وورد هه األحاديث خشو و و و ووية اإلطالة‪ ،‬وأكثرها من األحاديث المشو و و و ووتهر علأل‬
‫األلسنة‪.‬‬
‫صو و و و و و وهوا اإلموام البخواري بقيموة‬
‫وعنود التوأمول والنظر في هوه األبواب التي خ ّ‬
‫الحفظ‪ ،‬نجوود أنهووا جواءت بوالحفظ علأل نوعيووه‪ ،‬أعني الحفظ المووادي كوأحواديوث‬
‫إطفاء النار والمص ووابي ‪ ،‬والحفظ المعنوي كالس ووالم وا س ووتاهان ومن المنكر في‬
‫البيوت‪ ،‬ولشو و و و و و وراح الح وودي ووث تعليق ووات دقيق ووة حول ه ووها المعنأل في األح ووادي ووث‬
‫واألبواب التي ذكرت آنفام؛ فيقول الطيبي رحمه هللا في ش و و و وورح المش و و و ووكا ‪":)2‬فيه‬
‫جمل من أنوا الخير واآلداب الجامعة‪ ،‬جماعها تسو و وومية هللا تعالأل في كل فعل‬
‫وحركة وس و و و ووكون لتحص و و و وويل الس و و و ووالمة عن اآلفات الدنيوية واألخروية"‪.‬وقال في‬
‫الكواكب الدراري ‪":)3‬فيه جمل من أنوا اآلداب الجامعة لمصو و ووال الدنيا واآلخر‬
‫وخص و ووص بالليل؛ ألن غس و ووق الليل وقت ظهور األش و ورار‪ ،‬وقد ض و ووبا أحوالهم‬

‫‪)1‬أخرجه مالت ‪ ،)2753‬ومن طريقه البيهقي في الس و وونن ‪ ،)216/10‬وابن أبي الدنيا في‬
‫ذم المالهي ‪ ،)86‬وحسنه األلباني في صحي األدب المفرد موقوفام رقم ‪.)961‬‬

‫‪)2‬شرح المشكا ‪.)186/8‬‬

‫‪.)166/20 )3‬‬

‫‪-2936 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫مموا يتعلق بواإلنسو و و و و و ووان من جلوب المنواف من جهوة ا تبوا وهو كف الصو و و و و و ووبيوان‬
‫ونحو ‪ ،‬والمس وواكن وهو غلق األبواب‪ ،‬والمش ووارب وهو إيكاء القرب‪ ،‬والمطاعم‬
‫وهو تخمير األواني‪ ،‬ومن دف المضوار وهو إطفاء المصوابي ‪ ،‬أو ضوبا دواف‬
‫اآلفات فيما يتعلق بشووياطين الجن فبكف الصووبيان‪ ،‬وما يتعلق بشووياطين اإلن‬
‫فبواإلغال ‪ ،‬وموا بواآلفوة السو و و و و و ومواويوة فبوإيكواء القربوة وتخمير اآلنيوة‪ ،‬وأموا بواآلفوة‬
‫األرضية فباإلطفاء‪ ،‬وهها كله علأل سبيل التمثيل والباقي يقاس عليه‪."...‬‬
‫‪ -3‬النفقة‪:‬‬
‫النفقة من اإلنفا ‪ ،‬والمراد بها س و و و ووائر المؤن ‪-‬من كس و و و ووو ومال ومس و و و ووكن‬
‫وطعام وشوراب ومتا وعالج‪ -‬التي ينفقها اإلنسووان علأل من يعول من زوجة أو‬
‫ولد أو والدين أو أقارب ‪.)1‬‬
‫والنفقة من المسو و ووؤولية التي جعلها الشو و وور علأل المسو و وولم تجا من هو تحت‬
‫يود ‪ ،‬ويحتواج إليوه‪ ،‬وهي علأل ثالثوة مسو و و و و و ووتويوات‪ ،‬النفقوة علأل الزوجوة‪ ،‬النفقوة‬
‫علأل الول وود والوال وود‪ ،‬النفق ووة علأل األق ووارب ‪ ،‬فعلأل الزوج أن ينفق علأل زوجت ووه‬
‫بوالمعروف من غير إسو و و و و و وراف و تقتير‪ ،‬وأن يقوم بكفوايتهوا بكول موا تحتواج إليوه‬
‫بحسو و ووب طاقته وقدرته المالية‪ ،‬مادامت الزوجة في عصو و وومته‪ ،‬والزوجة مالزمة‬
‫للطوواعووة ‪ ،)2‬وكووها األمر م الولوود والوالوود واألقووارب‪ ،‬وفيهووا بعض التفوواصو و و و و و ويول‬
‫مكوانهوا كتوب شو و و و و و ووروح الحوديوث والمودونوات الفقهيوة‪ .‬وقود عقود اإلموام البخواري في‬

‫‪ )1‬انظر‪ :‬بن عالن الصديقي‪ ،‬دليل الفالحين لطر رياض الصالحين ‪.)116/3‬‬

‫‪)2‬انظر‪ :‬د‪ .‬مفرح القوس و و ووي‪ ،‬حقو اإلنس و و ووان في مجال األس و و وور من منظور إس و و ووالمي ص‬
‫‪.)72-71‬‬

‫‪-2937 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫كتوابوه عود أبواب تتعلق بوالنفقوة علأل الليوال‪ ،‬منهوا بواب "نفقوة الرجول علأل أهلوه"‪،‬‬
‫ضو و ألل ألد َينار‬ ‫أل‬
‫وأورد فيه حديث ثوبان رض ووي هللا عنه عن النبي ‪ ‬قال‪« :‬ألإ لن م ْن أَ ْف َ‬
‫ّللاأل‪َ ،‬وألد َين ٌار‬ ‫يل ل‬ ‫الرجل َعَلأل ألعيالأل أله‪ ،‬وألد َينار أ َْنَفَق ُه َعَلأل أَص و و و و وح ألاب أله ألفي س و و و و وألب أل‬
‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ٌ‬ ‫َ‬ ‫أ َْنَفَق ُه ل ُ ُ‬
‫ظ ُم‬
‫َع َ‬ ‫َي َر ُجل أ ْ‬ ‫ال‪َ ،‬وأ ُّ‬ ‫ّللاألو َقال أَبو ألق َالب َة‪ :‬وب َدأَ ألباْل أللي أل‬ ‫يل ل‬ ‫أ َْنَفَق ُه َعَلأل َدابأللت أله ألفي س و و و و و وألب أل‬
‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫ّللاُ َع لز َو َج لل؟‪ ، "..‬وأردفه‬
‫‪)1‬‬ ‫أل‬ ‫ل‬ ‫أل‬ ‫أل‬
‫َج مار ألم ْن َر ُجل ُي ْن ألف ُق َعَلأل ع َيال صو و و و َغار َحتأل ُي ْغن َي ُه ُم ل‬ ‫أْ‬
‫بحديث أبي مسو و و و ووعود البدري رضو و و و ووي هللا عنه‪ ،‬عن النبي‪‬قال‪َ " :‬م ْن أ َْنَف َق َنَفَق مة‬
‫َهلأل أله َو ُه َو َي ْحتَ ألسو ُب َها كانت له صودقة" ‪ ،)2‬ثم ذكر حديث جابر رضوي هللا عنه‬ ‫َعَلأل أ ْ‬
‫ال‪ :‬ألع ْن ألدي‬ ‫أل‬
‫ال‪" :‬أ َْنفْق ُه َعَلأل َنْفس َت"‪َ ،‬ق َ‬
‫أل‬
‫قال‪" :‬قال رجل يارسول هللا! عندي دينار؟ َق َ‬
‫آخ ُر‪،‬‬ ‫أل أل‬ ‫أل‬ ‫أل أل‬ ‫أل‬
‫ال‪ :‬ع ْنودي َ‬ ‫ال‪َ :‬عَلأل َوَلود َك "‪َ ،‬قو َ‬ ‫ال‪ " :‬أ َْنفْقو ُه َعَلأل َخوادمو َت ‪ -‬أ َْو َقو َ‬ ‫آخ ُر‪َ ،‬فَقو َ‬‫َ‬
‫َخ ُّسو َها" ‪.‬وختم الباب بحديث أبي هرير رضوي‬ ‫‪)3‬‬ ‫أل‬ ‫ضوع ُه ألفي سوألب أل‬
‫ّللا‪َ ،‬و ُه َو أ َ‬ ‫يل ل‬ ‫َ‬ ‫ال‪ْ َ " :‬‬ ‫َق َ‬
‫ط ْيتَو ُه ألم ْسو و و و و و و ألكي منوا‪َ ،‬وألدي َنو ما‬
‫ار‬ ‫َع َ‬‫ار أ ْ‬‫هللا عنووه‪ ،‬عن النبي‪ ‬قووال‪" :‬أ َْرَب َعوةُ َدَنو ألان َير‪ :‬ألدي َنو ما‬
‫َهألل و َت‪،‬‬
‫ار أ َْنَفْقتَو ُه َعَلأل أ ْ‬ ‫ّللاأل‪َ ،‬وألدي َن و ما‬ ‫ار أ َْنَفْقتَو ُه ألفي َسو و و و و و وألبيو ألول ل‬
‫ط ْيتَو ُه ألفي َرَق َب وة‪َ ،‬وألدي َن و ما‬ ‫َع َ‬‫أْ‬
‫َهلألو َت" ‪.)4‬وبعود هوها البواب جواء بواب‪" :‬يؤجر في كول‬ ‫ل أل‬
‫ضو و و و و و ولُ َهوا الوهي أ َْنَفْقتَو ُه َعَلأل أ ْ‬ ‫أَ ْف َ‬
‫شو وويء حتأل اللقمة يرفعها إلأل في امرأته"‪ ،‬وأورد تحته حديث عن سو ووعد بن أبي‬
‫وقاص رض و و ووي هللا عنه‪ ،‬أن النبي ‪ ‬قال لس و و ووعد‪" :‬إنت لن تنفق نفقة تبتغأل بها‬

‫‪)1‬أخرجه مسلم في الزكا ‪.)994‬‬

‫‪)2‬أخرجه البخاري في اإليمان ‪ ،)55‬ومسلم في زكا ‪.)1002‬‬

‫‪)3‬أخرجه البخاري في األدب ‪ ،)750‬وذكر الش و و ووية األلباني في ص و و ووحي األدب ‪،)577‬‬
‫وقال‪ :‬صحي لغير ‪.‬‬

‫‪)4‬أخرجه مسلم في الزكا ‪.)995‬‬

‫‪-2938 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫وجه هللا إ أجرت بها‪ ،‬حتأل ما تجعل في في امرأتت" ‪.)1‬وفي موطن سو ووابق من‬
‫ّ‬
‫األدب المفرد ذكر باب "نفقة الرجل علأل عبد وخادمه صدقه"‪ ،‬وفيه أربعة أحاديث‬
‫ويتبين‬
‫تؤكد ذات المعنأل بأن اإلنسووان يبدأ بمن يعول‪ ،‬ووجوب النفقة علأل األهل‪ّ .‬‬
‫لنا من األحاديث أنها كلها تحث علأل فض وويلة اإلنفا علأل األهل‪ ،‬وأنه أفض وول‬
‫من اإلنفا في سووبيل هللا‪ ،‬وأفضوول من اإلنفا في الرقاب‪ ،‬وأفضوول من اإلنفا‬
‫علأل المسو و و و وواكين؛ وذلت ألن األهل ممن ألزمت هللا بهم‪ ،‬وأوجب عليت نفقتهم‪،‬‬
‫فاإلنفا عليهم فرض عين‪ ،‬واإلنفا علأل من س و و و و و وواهم فرض كفاية‪ ،‬والواجب‬
‫علأل المسلم أن يبدأ بما هو محتم عليه ‪.)2‬‬

‫‪ -4‬التعليم‪:‬‬
‫المفهوم الغالب في اإلس و و و و ووالم بأن العلم إذا أطلق فيراد به العلم الش و و و و وورعي‪،‬‬
‫وهو أس و وومأل العلوم وأرفعها ش و ووأنام‪ ،‬وهو الهي تواترت في الثناء عليه النص و وووص‬
‫الشو و وورعية‪ ،‬وتعليم العلم رسو و ووالة مقدسو و ووة‪ ،‬ووظيفة رفيعة‪ ،‬وهي وسو و وويلة األنبياء‬
‫والمصو و و و و و وولحين ‪ .)3‬وتعليم األهل من مسو و و و و و ووؤولية المسو و و و و و وولم المكلف برعاية رعيته‬
‫الص و و و و ووغير ‪ /‬األس و و و و وور ؛ ولها كان من فقه اإلمام البخاري رحمه هللا تعالأل أنه لما‬
‫وضو باب " الرجل ار في أهله" سوا تحته حديث مالت بن الحويرل رضوي هللا‬
‫أل‬
‫ان‬
‫ين َلْيَل مة‪َ ،‬وَك َ‬ ‫عنه قال‪ :‬أتينا النبي ‪َ ‬وَن ْح ُن َشو و و و و و وألب َيبةٌ ُمتََق ألارُبو َن‪َ ،‬فأََق ْم َنا ع ْشو و و و و و و ألر َ‬
‫َهلأل َينا‪ ،‬أ ألَو ا ْشو وتَْق َنا َسو وأََل َنا َع لما‬ ‫أل‬ ‫يما َرألفيمقا‪َ ،‬فَل لما َ‬ ‫رسو وول ل أل أل‬
‫ظ لن أَلنا َقد ا ْشو وتَ َه ْي َنا أ ْ‬ ‫ّللا ‪َ ‬رح م‬ ‫َُ ُ‬

‫‪)1‬أخرجه البخاري في اإليمان ‪ ،)56‬ومسلم في الوصية ‪.)1628‬‬

‫‪)2‬انظر‪ :‬ابن عثيمين‪ ،‬شرح رياض الصالحين ‪.)83-82/2‬‬

‫‪ )3‬انظر‪ :‬الشية ابن عثيمين‪ ،‬كتاب العلم ص ‪.)14-13‬‬

‫‪-2939 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫صلل ْوا‬ ‫وه ْمو‪َ ،‬و َ‬ ‫وه ْم َو ُم ُر ُ‬


‫أل‬
‫يك ْم‪ ،‬ف َعّل ُم ُ‬ ‫َهلأل ُ‬‫«ار ألج ُعوا ألإَلأل أ ْ‬ ‫ال‪ْ :‬‬ ‫َخ َب َرَنا ُ‪َ ،‬فَق ُ‬ ‫تَ َرْك َنا َب ْع َدَنا‪َ ،‬فأ ْ‬
‫أل‬ ‫ضو و و و و و و َر ألت ال ل‬ ‫أل‬
‫َح ُد ُك ْم َوْل َي ُؤ لم ُك ْم‬
‫صو و و و و و و َال ُ َفْل ُي َؤّذ ْن َل ُك ْم أ َ‬ ‫صو و و و و و وّلي‪َ ،‬فألإ َذا َح َ‬ ‫أل‬
‫َك َما َأرَْيتُ ُموني أُ َ‬
‫أَ ْك َب ُرُك ْم" ‪.)1‬وفي هها الحديث أمر النبي‪‬مالت بن الحويرل وأصو و ووحابه الهين معه‬
‫بو ووأن يرجعوا إلأل أهليهم وأن يبو وودأوا بتعليمهم وأمرهم بمو ووا تعلموا من النبي ‪،‬‬
‫ومنها تعليمهم الصوال كما صوالها النبي ‪ ‬؛ ولها أخه صواحب كتاب فضول هللا‬
‫الصمد في شرح األدب المفرد من لفظة‪" :‬ارجعوا إلأل أهليكم‪ "..‬هها المعنأل الهي‬
‫أشو ووار إليه البخاري رحمه هللا تعالأل بحسو وون تصو ورفه؛ فقال" ارجعوا إلأل أهليكم"؛‬
‫ألن عهوود تعليم األهوول علأل الرجوول‪ ،‬فووإذا رج إلأل األهوول للتعليم فحظ يوافق‬
‫حقام" ‪ ،)2‬وأيضو و وام يقول ابن بطال في شو و وورح صو و ووحي البخاري تحت هها الحديث‪:‬‬
‫"فيووه من الفقووه‪ :‬أن من علم عل مم وا يلزمووه تبليغووه لمن يعلمووه‪ ،‬وهو اليوم من‬
‫ضو وا‬ ‫فروض الكفاية‪ ،‬لظهور اإلسو ووالم وانتشو ووار ‪ ،‬وأما فأل أول اإلسو ووالم فكان فر م‬
‫معينا علأل كل من علم علما أن يبلغه‪ ،‬حتأل يكمل اإلسووالم ويظهر علأل جمي‬ ‫م‬
‫األديان‪ ،‬ويبلغ مشو و و ووار األرض ومغاربها‪ ،‬كما أنهر به أمته ‪ ،‬فلزم العلماء‬
‫فأل بدء اإلسو و و و ووالم من فرض التبليغ فو ما يلزمهم اليوم‪ .‬وفيه‪ :‬أنه يلزم المؤمن‬
‫تعليم أهلووه اإليمووان‪ ،‬والفرائض لعموم قولووه‪ :‬تمووت وأخبروا بووه من وراءكم ‪،-‬‬
‫ولقولوه تعوالأل‪ :‬ﱣ ﲭﲮﲯﲰﱢ[التحريم‪]6 :‬؛ وألن الرجول ار علأل أهلوه‬
‫ومساول" ‪.)3‬‬

‫‪ )1‬أخرجه البخاري في األدب ‪.)6008‬‬

‫‪ )2‬فضل هللا الصمد ‪.)304/1‬‬

‫‪ )3‬شرح صحي البخاري ‪.)167/1‬‬

‫‪-2940 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫‪ -5‬النظافة‪:‬‬

‫مفهوم النظوافوة في اإلسو و و و و و ووالم "هي الطهوار من الحودل والجنوابوة‪ ،‬واألمور‬


‫األخرى المتصلة به‪ ،‬ألخلق مة كالظفر والشعر‪ ،‬أو خلق مة كالوسة والدرن " ‪.)1‬وقد‬
‫دعت نصووص اإلسوالم إلأل النظافة في مواضو كثير ‪ ،‬من القرآن الكريم والسونة‬
‫يقتصور الحديث‬ ‫النبوية الشوريفة‪ ،‬ومن المؤكد ل‬
‫بأن مفهوم النظافة في اإلسوالم‬
‫فيه عن النظافة في الجسو و وود‪ ،‬بل يشو و وومل نظافة الروح وتطهيرها‪ ،‬ونظافة البياة‬
‫المحيطوة بنوا‪ ،‬وقود اتخوه اإلسو و و و و و ووالم وس و و و و و و ووائ َول كثير للحفواظ علأل النظوافوة عنود‬
‫المس و وولمين‪ ،‬فش و وور الوض و وووء والغس و وول‪ ،‬وطهار المكان الهي ُيص و وولأل فيه‪ ،‬وكها‬
‫ا لتزام والمحافظة علأل س وونن الفطر ‪ ،‬وهي الخص ووال التي تُعنأل بنظافة المس وولم‬
‫الشخصية‪ ،‬وهي أكثر من أن تحصأل‪ ،‬منها السواك وتقليم األظافر وغيرها ‪.)2‬‬

‫ومن أهم األمواكن التي يجوب العنوايوة بهوا ونظوافتهوا الودائموة‪ :‬بيوت األسو و و و و و وور ؛‬
‫فيجب علأل صو وواحب المسو ووكن أن يحرص علأل حث أهله علأل ا هتمام بنظافته‬
‫وتطيبوه‪ ،‬وهي من المسو و و و و و ووؤوليوة والرعوايوة المكلف بهوا الرجول والم أر معوام‪ .‬وعنودموا‬
‫نتأمل في كتاب األدب المفرد؛ نجد أن اإلمام البخاري من سو و و ووالمة فهمه ودقته‬
‫أنه أورد الحديث الهي يتعلق بالنظافة تحت باب الرعاية‪ ،‬بل الحديث نفس ووه هو‬
‫في الرعاية علأل وجه الخص وووص‪ ،‬فقد وضو و باب " الم أر راعية" و س ووا تحته‬

‫‪)1‬مكارم األخال للنسفي ص ‪.)145‬‬

‫‪ )2‬انظر‪:‬د‪.‬هند ش وريفي‪ ،‬القيم واألخال في المجال ا قتصووادي والصووحي والبياي‪ ،‬ضوومن‬


‫كتاب القيم واألخال في اإلسالم ص ‪.)242-241‬‬

‫‪-2941 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫حديث ابن عمر رضوي هللا عنهما أنه سوم رسوول هللا ‪‬يقول‪ " :‬كلكم ار وكلكم‬
‫مس و و و و ووؤول عن رعيته" ‪ ،)1‬وفيه "والم أر راعية في بيت زوجها"‪ ،‬وفي فت الباري‬
‫يبين ابن حجر أن رعاية الم أر تدبير البيت واألو د والخدم‪ ،‬ومن التدبير العناية‬
‫ّ‬
‫بنظافة البيت وصيانته من األذى ‪ ،‬بل إن اإلمام البخاري قد وض بابام مستقالم‬
‫‪)2‬‬

‫بالنظافة‪ ،‬وعبر عنه بلفظ قرآني دقيق‪ ،‬وهو اإلص ووالح‪ ،‬فقال‪ :‬باب‪" :‬إص ووالح‬
‫المنوازل"‪ ،‬وأورد تحتوه أث امر فيوه أن عمر رضو و و و و و ووي هللا تعوالأل عنوه كوان يقول علأل‬
‫المنبر‪ :‬يوا أيهوا الّنواس! أصو و و و و و وولحوا عليكم مثواويكم‪ ،‬وأخيفوا هوه الجّنوان قبول أن‬
‫والمناهن منه عاديناهن" ‪،)3‬‬
‫ّ‬ ‫تخيفكم؛ فإنه لن يبدو لكم مس وولموها‪ ،‬وإنا وهللا ما س و‬
‫ودل الحديث أن إهمال‬ ‫ويقص و و و و وود بالمثاوي المنازل‪ ،‬والجنان ّ‬
‫الحيات الص و و و و ووغير ‪ّ .‬‬
‫البيوت قد يدخل عليهوا األذى؛ ولها أمر عمر رضو و و و و و ووي هللا عنوه بإصو و و و و و ووالحهوا‪،‬‬
‫واإلص و و ووالح هنا قد يش و و وومل اإلص و و ووالح الحس و و ووي بالنظافة‪ ،‬واإلص و و ووالح المعنوي‬
‫بووالووهكر‪ .‬وكووهلووت وضو و و و و و و اإلمووام البخوواري رحمووه هللا في آخر األدب المفرد بووابوام‬
‫المر زوجها"‪ ،‬وذكر تحته أث امر عن ابن عمر رضي‬ ‫بعنوان باب‪" :‬حلق الجارية و أ‬
‫‪)4‬‬
‫عنودموا دخول عليوه بعض أصو و و و و و وحوابوه‪،‬‬ ‫هللا عنهموا أنوه قوال‪" :‬النور تر الجلود"‬

‫‪ )1‬سبق تخريجه ص ‪.)37‬‬

‫‪)2‬انظر‪ :‬ابن حجر‪ ،‬فت الباري ‪.)121/13‬‬

‫‪)3‬أخرجه عبد الر از ‪ ،)9250‬وابن أبي ش وويبة ‪ ،)26328‬وحس وونه األلباني في ص ووحي األدب‬
‫المفرد ‪.)347‬‬

‫‪)4‬أخرج و و ووه الطبراني في المعجم الكبير ‪ ،)13069‬وق و و ووال الهيثمي في مجم الزوائ و و وود‬
‫‪ :)279/1‬ورجاله موثقون‪.‬‬

‫‪-2942 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫ورأى جاريته تحلق عنه الشوعر‪ ،‬وهها فيه د لة علأل اعتناء الصوحابة رضوي هللا‬
‫عنهم بنظافة أجسادهم‪ ،‬واستعمال ما يناسب صحتها ونظافتها‪.‬‬

‫املطلب الثاني‬
‫العدل‬

‫النفوس أّنوه مسو و و و و و ووتقيم‪ ،‬وقود يسو و و و و و ووتعمول هوها‬


‫خالف الجور وهو موا قوام في ّ‬
‫الناس المرضو ووي‬ ‫ص و وفات‪ ،‬فيقال‪ :‬رجل عدل‪ ،‬والعدل من ّ‬ ‫المصو وودر اسو ووتعمال ال ّ‬
‫ّ‬
‫طريقة ‪.)1‬والعدل يكون في القول والفعل‪ ،‬والمقس و و و ووا هو العادل في‬ ‫المس و و و ووتقيم ال ّ‬
‫قولوه وفعلوه ‪.)2‬ولموا ننظر في األدب لإلموام البخواري رحموه هللا؛ نجود فيموا يتعلق‬
‫بقيمة العدل من القيم األس و و و و ورية قد عقد أبوابام تغطي مجا ت العدل فيها؛ وهي‬
‫كما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬العدل بين األوالد‪:‬‬

‫فاإلسو ووالم يوجب العدل والتسو وووية بين األو د في النفقة والهبة والعطية‪ ،‬بل‬
‫يأمر بالعدل بينهم في التربية والبشور‪ ،‬وغير ذلت مما يملكه اإلنسوان‪ ،‬وقد أورد‬
‫اإلموام البخواري رحموه هللا تعوالأل أحواديوث كثير في هوه القيموة‪ ،‬قيموة العودل بين‬
‫األو د‪ ،‬ومن ذلت أنه لما وضو باب " أدب الوالد وبر بولد " سووا تحته حديث‬
‫ول هللاأل ‪َ ‬ي ْح ألمُل ُه‬
‫طَلق ألب أله ألإَلأل رسو و و و أل‬
‫َُ‬ ‫النعمان بن بش و و ووير رض و و ووي هللا عنه‪" :‬أ ل‬
‫َن أ ََبا ُ ْان َ َ‬

‫‪)1‬انظر‪ :‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب ‪.)2838/5‬‬

‫‪)2‬انظر‪ :‬ابن القيم‪ ،‬مدارج السالكين ‪.)425/3‬‬

‫‪-2943 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫َك لل‬
‫ال‪ :‬أ ُ‬
‫َك َها َوَك َها‪َ ،‬فَق َ‬ ‫ان‬ ‫ول هللاأل‪ ،‬ألإألّني أُ ْشو و و أله ُد َك أألَّني َق ْد َن َحْل ُت ُّ‬
‫الن ْع َم َ‬ ‫ال‪َ :‬يا َرُسو و و َ‬
‫َفَق َ‬
‫ونوا ألفي‬
‫َن َي ُك ُ‬
‫َي ُس و ُّر َك أ ْ‬ ‫ال‪َ :‬فأَ ْش و أله ْد َغ ْي ألري‪ ،‬ثُ لم َق َ‬
‫ال‪ :‬أََل ْي َ‬ ‫ال‪َ ،َ :‬ق َ‬ ‫َوَل َد َك َن َحْل َت؟ َق َ‬
‫بابام آخر بعنوان باب‬ ‫ال‪َ :‬فالَ ألإ مذا‪.)1 "..‬كما أنه قد ض و‬
‫ال‪َ :‬بَلأل‪َ ،‬ق َ‬
‫اء؟ َق َ‬ ‫أل أل‬
‫اْلب ّر َس و َو م‬
‫" الوالودات رحيمووات"‪ ،‬وأورد فيووه حوديوث أن بن موالوت رضو و و و و و ووي هللا عنووه قوال‪:‬‬
‫جاءت ام أر إلأل عائشو ووة رضو ووي هللا عنها فأعطتها عائشو ووة ثالل تمرات فأعطت‬
‫كل صو ووبي لها تمر وأمسو ووكت لنفسو ووها تمر ‪ ،‬فأكل الصو ووبيان التمرتين ونظ ار إلأل‬
‫أمهما فعمدت إلأل التمر فشو و و ووقتها فأعطت كل صو و و ووبي نصو و و ووف تمر فجاء النبي‬
‫‪‬ف ووأخبرت ووه ع ووائش و و و و و و و ووة فق ووال‪" :‬وم ووا يعجب ووت من ذل ووت لق وود رحمه ووا هللا برحمته ووا‬
‫صووبييها" ‪.)2‬يعلق القاضووي عياض علأل حديث النعمان بن بشووير رضووي هللا عنه‬
‫جور علأل هها بمعنأل أنه عدول عن األول من التس وووية‪،‬‬
‫تعالأل بقوله‪" :‬وتس ووميته ما‬
‫أىإنأل أشوهد و يعقد بين يدى إ األتم فأل العدل واألكمل فأل الصوالح فأشوهد‬
‫غيرى" ‪ ،)3‬كما إن ابن القيم رحمه هللا يرى في ألفاظ حديث النعمان بن بنش و و و و ووير‬
‫لفظ ورد في السو و و و و و وونن قولووه‪" :‬اعوودلوا بين أو دكم"؛ مووا يوودل علأل الوجوب‬
‫في‬ ‫ا س ووتحباب‪ .‬ويوسو و ابن القيم رحمه هللا معنأل العدل بين األو د‪ ،‬فهو لي‬

‫‪)1‬أخرجه البخاري في الهبة ‪ ،)2586‬ومسلم في الهبات ‪.)1623‬‬

‫‪)2‬أخرجه الحاكم ‪ ،)177/4‬قال الحاكم‪ :‬هه حديث ص و و ووحي اإلس و و ووناد ولم يخرجها ووافقه‬
‫الههبي‪ ،‬ومن رواية عائش و و ووة الحديث في البخاري في الزكا ‪ ،)1418‬ومس و و وولم في البر‬
‫والصلة ‪.)2629‬‬

‫‪)3‬إكمال المعلم بشرح صحي مسلم للقاضي عياض ‪.)182/5‬‬

‫‪-2944 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫العطاء والنفقة والبش وور فحس ووب‪ ،‬بل يتعدى إلأل الص وولة‪ ،‬ونقل هها عن الس وولف‬
‫"بأنهم كانوا يستحبون العدل بين األو د في الصلة" ‪ ،)1‬ووجب العدل بينهم؛ ألن‬
‫انتظام المعاش والمعاد إنما يدار م العدل‪ ،‬والتفاض وول بينهم يجر إلأل الش ووحناء‬
‫والتباغض‪ ،‬ومحبة بعض و ووهم له وبغض بعض و ووهم إيا ‪ ،‬وينش و ووأ عن ذلت العقو‬
‫ومن الحقو ‪.)2‬‬

‫‪ -2‬العدل بين الزوجات‪:‬‬

‫وه و ووها مج و ووال آخر‪ ،‬وقيم و ووة من قيم الع و وودل الفرعّي و وة‪ ،‬وهي الع و وودل بين‬
‫الزوجوات؛ فيجوب أن يعوامول الرجول زوجواتوه بوالعودل – إن كوان متزوجوام بوأكثر من‬
‫واحد ‪-‬في كل شيء‪ ،‬في المبيت والنفقة والمسكن وفي حسن التعامل‪ ،‬إ ميل‬
‫القلب فهو قدر له عليه؛ ألنه يملكه‪.‬وقد وض و و و و اإلمام البخاري رحمه هللا‬
‫تعالأل بابام بعنوان باب " من انتصو و وور ألمن ظلمه "‪ ،‬وسو و ووا تحته حديث عائشو و ووة‬
‫اط َم َة ألإَلأل اللنألب ألي ‪‬فاس و و و ووتأذنت‬ ‫رض و و و ووي هللا عنها‪ :‬قالت‪" :‬أَرسو و و و ول أ َْزواج اللنألب ألي ‪َ‬ف أل‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َْ َ َ ُ‬
‫ّللاُ َع ْن َها ألفي ألم ْر ألط َها‪َ ،‬فأ ألَذ َن َل َها َف َد َخَل ْت‪َ ،‬فَقاَل ْت‪ :‬ألإ لن‬ ‫ضو وي ل‬ ‫والنبي‪ ‬م ع ألائشو وة ر أل‬
‫ََ َ َ َ َ َ‬
‫أل‬ ‫أل‬ ‫أل‬ ‫أل‬
‫ين َما‬ ‫َي ُب َنلي ُة! أَتُحألّب َ‬
‫ال‪ :‬أ ْ‬‫اج َت أ َْرَسْل َنني‪َ ،‬ي ْسأَْل َن َت اْل َع ْد َل في ألب ْنت أألَبي ُق َحاَف َة‪َ ،‬ق َ‬
‫أ َْزَو َ‬
‫َحألّبي َهو ألهأل " َفَقوا َمو ْت‪َ ،‬ف َخ َر َجو ْت َف َحو لدثَ ْت ُه ْم‪َ ،‬فُقْل َن‪َ :‬موا‬
‫وب‪َ ،‬قواَلو ْت‪ :‬بَلأل‪َ ،‬قوال‪َ " :‬فوأ أل‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫أح ُّ‬
‫َغ َن ْي ألت َعلنا َش ْي ماا َف ْار ألج ألعي إليه‪ ،)3 "..‬وفي شرح الحديث قال في كتاب " فضل هللا‬ ‫أْ‬

‫‪)1‬انظر‪ :‬ابن القيم‪ ،‬تحفة المودود ص ‪.)192‬‬

‫‪)2‬انظر‪ :‬المناوي‪ ،‬فيض القدير ‪.)711/1‬‬

‫‪)3‬أخرجه البخاري في الهبة ‪ ،)2581‬ومسلم في فضائل الصحابة ‪.)2442‬‬

‫‪-2945 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫الصو وومد في توضو ووي األدب المفرد"‪" :‬يسو ووألنت" وفي لفظ النسو ووائي‪" :‬ينشو وودنت" أي‬
‫التسو وووية بينهن في محبة القلب‪ ،‬وكان‪‬يسو وووي بينهن في المبيت ونحو مما في‬
‫عليووه العوودل في إيتوواء بعض نس و و و و و و ووائووه بووالتحف من‬ ‫اختيووار ؛ ألن الرجوول لي‬
‫الملكل‪ ،‬وإنما يلزمه العدل في المبيت وإقامة النفقة والكسو و ووو ‪ ،‬وأما محبة القلب‬
‫فكان يحب عائشة أكثر منهن" ‪.)1‬‬

‫املطلب الثالث‬
‫اإلحسان‪.‬‬

‫اإلحسو و ووان هو فعل الشو و وويء الحسو و وون‪ ،‬سو و وواء كان المأمور به إحسو و ووانام إلأل‬
‫‪ ،)2‬ولإلحس و و ووان في اإلس و و ووالم مكانة رفيعة‪ ،‬فهو‬ ‫الناس‪ ،‬أو إحس و و ووانام إلأل النف‬
‫قيمة من أجل القيم اإلنسو و و ووانية؛ فكل عمل طيب إحسو و و ووان‪ ،‬واألمر باإلحسو و و ووان‬
‫يش و و وومل كل عمل وكل قول‪ ،‬ويتسو و و و مدا ليسو و و و محيا الحيا كلها‪ .‬ومن تأمل‬
‫أن اإلحس ووان يشو و ّكل م العدل‪-‬‬
‫نص وووص الشو وريعة في اإلحس ووان يتّضو و بجالء ّ‬
‫أن دائر هها اإلحسان تتّس لتشمل‬ ‫جوهر العالقة بين اإلنسان وأخيه اإلنسان‪ ،‬و ّ‬
‫عامة ‪.)3‬‬
‫اإلنسانية ّ‬
‫ّ‬ ‫ثم المجتم و‬
‫واألسر واألقارب ّ‬ ‫النف‬
‫ّ‬

‫‪)1‬فضل هللا الصمد ‪.) 550/1‬‬

‫‪ )2‬انظر‪ :‬محمد إبراييم التويجري‪ ،‬فقه القلوب ‪،)771/1‬‬

‫‪)3‬انظر‪ :‬جماعة من الباحثين‪ ،‬نضر النليم ‪.)73/2‬‬

‫‪-2946 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫عية األسو و و و و و ورية‪ ،‬والتي‬


‫ويدخل في هه الدائر الكبير مجموعة من القيم الفر ّ‬
‫ظهرت في كتاب األدب المفرد وتبويباته بشكل واض ‪ ،‬ومن تلت القيم ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬البر‪:‬‬

‫عرفه النبي‪‬بقوله‪" :‬البر‬


‫يعد البر من أبرز القيم واألخال األس و و و ورية‪ ،‬وقد ّ‬
‫حسوون الخلق واإلثم ما حاك في نفسووت وكرهت أن يطل عليه الناس" ‪.)1‬وهو من‬
‫القيم األس و و و وواس و و و ووية لتحقيق الس و و و ووعاد في المجتم واألس و و و وور ‪ ،‬والبر يكون بمعنأل‬
‫المبر ‪ ،‬وحس و وون الص و ووحبة والعش و وور ‪ ،‬ويكون بمعنأل الطاعة‪،‬‬ ‫الص و وولة‪ ،‬واللطف و ّ‬
‫وهوه كلهوا هي مجوام حسو و و و و و وون الخلق ‪.)2‬وقود قودم اإلموام البخواري قيموة البر في‬
‫كتوابوه‪ ،‬ورصو و و و و و وود لهوا أبواب كثير ‪ ،‬تقوارب ‪ )54‬بوابوام كلهوا في البر‪ ،‬وهي علأل‬
‫ثالثةأل مستويات "بر الوالدين‪ ،‬وبر األبناء‪ ،‬وبر يتعلق باألرحام وذوي القربأل"‪:‬‬

‫فبر الوالوودين‪ :‬يعني علأل وجووه اإلجمووال‪ :‬اإلحسو و و و و و و ووان إليهمووا بووالقول‪،‬‬
‫‪ُّ -1‬‬
‫والفعل‪ ،‬والمال علأل قدر المسو ووتطا ‪ ،‬وضو وود ذلت العقو ‪ ،)3‬و برهمامن أعظم‬
‫أنوا البر‪ ،‬بول هو أعظمهوا‪ ،‬ومن خصو و و و و و ووال برهموا طواعوة أمرهموا‪ ،‬واحترامهموا‬
‫واحترام رأيهما‪ ،‬واألخه بنص وويحتهما في غير معص ووية‪ ،‬ومن خص ووال البر بهما‬
‫خفض الجنواح لهموا‪ ،‬ورعوايوة مصو و و و و و ووالحهموا‪ ،‬ومجوانبوة رف الصو و و و و و وووت عليهموا‪،‬‬

‫‪)1‬أخرجه مسلم في البر والصلة واآلداب ‪.)2553‬‬

‫‪)2‬انظر‪ :‬اإلمام النووي‪ ،‬شرح النووي علأل صحي مسلم ‪)111/16‬‬

‫‪)3‬انظر‪ :‬ابن عثيمين‪ ،‬شرح رياض الصالحين ‪.)95/2‬‬

‫‪-2947 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫والتأفف والتضووجر منهما مهما طال زمانهما‪ .‬ومن خصووال البر أيضوام خدمتهما‪،‬‬
‫وإحسوان صوحبتهما حتأل يصول ا بن إلأل رضواهما حتأل لو كانا مشوركين‪ ،‬ومن‬
‫البر ما يكون بعد وفاتهما‪ ،‬وص و وولة أص و ووحابهما في حياتهما‪ .‬وكل ما ذكرت من‬
‫نص عليهوا اإلموام البخواري في أبواب األدب المفرد فيموا يقوارب‬ ‫خص و و و و و و ووال البر ّ‬
‫‪ )24‬ب وواب وام في بر الوال وودين‪ ،‬ورت ووب األبواب علأل طريق ووة القرآن الكريم‪ ،‬وب وودأ‬
‫ﱣ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑﱢ‬ ‫بوواآليووة الكريمووة‪ ،‬بوواب مووا جوواء في قولووه تعووالأل‪:‬‬
‫[العنكبوت‪ ،]8:‬فقوودم بر األم‪ ،‬ثم األب‪ ،‬ثم األقرب فوواألقرب‪ ،‬ولمووا ذكر منزلووة‬
‫بر الوالودين في البواب األول‪ ،‬أعقبوه ببواب‪" :‬بر األم"‪ ،‬ثم بواب‪" :‬بر األب"‪ ،‬ثم‬
‫ص و و و و و و وه ببوواب‪" :‬بر‬
‫البر للوالودين يجووب أن يظوول حتأل م ظلمهمووا‪ ،‬فخ ّ‬
‫ّبين بوأن ّ‬
‫الوالدين حتأل م ظلمهما"‪ .‬ثم بدأ البخاري رحمه هللا بس و و وورد تفاص و و وويل برهما من‬
‫ناحيتي األمر والنهي أو ناحيتي الفضو و و و و و وول والجزاء بأبواب عد ‪ :‬منها باب‪" :‬لين‬
‫الكالم لوالوديوه"‪ ،‬بواب‪" :‬جزاء الوالودين"‪ ،‬بواب‪" :‬عقو الوالودين"‪ ،‬بواب‪" :‬لعن هللا‬
‫من لعن والديه"‪ ،‬باب‪" :‬يبر والديه مالم يكن معص و ووية"‪ ،‬باب‪" :‬من أدرك والديه‬
‫فلم يدخل الجنة"‪ ،‬باب‪" :‬باب من ب ار والد زاد هللا في عمر "‪ ،‬باب‪ " :‬يستغفر‬
‫لوالد المشرك"‪ ،‬باب‪" :‬بر الوالد المشرك"‪ ،‬باب‪ " :‬يسب والديه"‪ ،‬باب عقوبة‬
‫عقو الوالودين"‪ ،‬بواب‪" :‬بكواء الوالودين"‪ ،‬بواب‪" :‬دعو الوالودين"‪ ،‬بواب‪" :‬عرض‬
‫اإلس و ووالم علأل األم النص و ورانية"‪ ،‬باب‪" :‬بر الوالدين بعد موتهما"‪ ،‬باب‪" :‬من بر‬
‫من كان يصوول أبو "‪ ..‬إلأل باب‪" :‬هل يكني أبا "‪ ،‬وسووا تحت أل‬
‫كل باب حديث‪،‬‬
‫أثقول البحوث؛‬ ‫وتحوت بعضو و و و و و وهوا حوديثين أو ثالثوة‪ ،‬ولم أذكر األحواديوث؛ كي‬
‫وألن ص و و ووياغة البخاري ل بواب كانت كاش و و ووفة عن فحوى األحاديث واآلثار التي‬

‫‪-2948 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫تحتها‪ ،‬وسردت هه األبواب لندرك من مضامينها سعة السنة النبوية وشموليتها‬


‫المتنوواييووة في جمي الجزئيووات التي تتعلق بووالقيمووة الواحوود كقيمووة بر الوالوودين‪،‬‬
‫وحسوون صووني اإلمام البخاري في طريقة عرضووه ل بواب وأسوولوبه العلمي الدقيق‬
‫في صياغة ألفاظ الباب‪.‬‬

‫المراد باألبناء هنا األو د فحسو و و و ووب‪ ،‬بل يقصو و و و وود به‬ ‫‪ُّ -2‬بر األبناء‪ :‬ولي‬
‫عموم األو د ذكو امر كووانوا أم إنوواثوام‪ ،‬وإنمووا أطلق اللفظ عليهم هووها اللفظ من بوواب‬
‫التغليووب‪ .‬وبر األبنوواء هو اإلحس و و و و و و ووان إليهم بووالتربيووة والتووأديووب والتعليم‪ ،‬والنفقووة‬
‫عليهم‪ ،‬والعودل بينهم في الهبوة والعطيوة‪ ،‬والرحموة والرفق بهم‪ ،‬و قود رص و و و و و و وود‬
‫اإلموام البخواري رحموه هللا تعوالأل لبيوان هوه القيموة أبواب عوديود ‪ ،‬من أهمهوا بواب‪:‬‬
‫"أدب الوالد وبر لولد "‪ ،‬وباب‪" :‬باب بر األب لولد "‪ ،‬وسو و ووا تحتهما أثر ُنمير‬
‫بن أوس أنه س ووم النبي ‪ ‬يقول‪" :‬كانوا يقولون‪ :‬الص ووالح من هللا‪ ،‬واألدب من‬
‫اآلباء" ‪ ،)1‬وأثر ابن عمر رض و ووي هللا عنهما قال‪ :‬س و ووماهم هللا أب ار امر؛ ألنهم بروا‬
‫اآلباء واألبناء‪ ،)2 "..‬وقد مضأل معنا في قيمة التأديب التعليق عليهما بما يغني‬
‫عن إعادته‪.‬‬

‫‪ُّ -3‬بر األرح و ووام‪ :‬واألرح و ووام عن و وود اإلطال هم األق و ووارب عمومو و وام‪ ،‬يقول‬
‫القرطبي‪ ":‬الرحم اسم لكافة األقارب من غير فر بين الرحم وغير " ‪.)3‬والمقصور‬

‫‪ )1‬سبق تخريجه ص ‪)39‬‬

‫‪ )2‬سبق تخريجه ص ‪)39‬‬

‫‪)3‬الجام ألحكام القرآن ‪.)7/5‬‬

‫‪-2949 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫ببر األرحام‪ :‬اإلحسوان إليهم بأنوا البر من الصولة‪ ،‬والبر بهم أمر واجب شورعام‬
‫عنود جمهور الفقهواء‪ ،‬وقود حكأل اإلموام القرطبي ا تفوا علأل أن صو و و و و و ولوة الرحم‬
‫واجبووة‪ ،‬وأن قطيعتهووا محرمووة ‪.)1‬وتكون صو و و و و و ولووة الرحم بووأعمووال كثير ‪ ،‬منهووا‪:‬‬
‫زيارتهم‪ ،‬وتفقد احوالهم‪ ،‬والس و و و وؤال عنهم‪ ،‬والنفقة علأل فقيرهم حسو و و ووب الطاقة‪،‬‬
‫ورحم ووة صو و و و و و ووغيرهم‪ ،‬وتوقير كبيرهم‪ ،‬وعي وواد مريضو و و و و و ووهم‪ ،‬وإج وواب ووة دعوتهم‪،‬‬
‫ومشو و و وواركتهم في األفراح‪ ،‬ومواسو و و وواتهم في األحزان والمصو و و ووائب‪ ،‬والدعاء لهم‪،‬‬
‫صول اإلمام البخاري رحمه اله‬ ‫‪)2‬‬
‫وإظهار محبتهم‪ ،‬وسوالمة الصودر نحوهم ‪.‬وقد ف ّ‬
‫تعوالأل في هوه القيموة العظيموة‪ ،‬ووضو و و و و و و لهوا أكثر من ‪ )13‬بوابوام كلهوا في بر‬
‫األرحام‪ّ ،‬بين فيها وجوب ص وولة الرحم‪ ،‬ومعنأل الص وولة المقص ووود ش وورعام‪ ،‬وأن‬
‫الواصول لي بالمكاف ‪ ،‬وفضولها‪ ،‬ومن هو األولأل بالصولة منهم‪ ،‬وجزاء قاط‬
‫الرحم‪ ،‬وعقوبته في الدنيا واآلخر ‪ ،‬بل أوض و و و و باألحاديث واآلثار حكم صو و و وولة‬
‫المشرك من األرحام وصلته بالهدايا‪.‬‬
‫‪-2‬الوفاء‬
‫الراغب‪" :‬الوفاء بالعهد‪ :‬إتمامه وعدم نقض حفظه‪ ،‬وقال أيضا‪ :‬الوفاء‬ ‫قال ّ‬
‫صو و و و و وود الّلسو و و و و ووان والفعل معا" ‪.)3‬والوفاء له أنوا كثير ‪ ،‬ما يهمنا هو ما يتعلق‬
‫بالقيم األسرية‪ ،‬وهو هنا بمعنأل حسن الصحبة م األهل‪ ،‬وعدم نسيان الفضل‬

‫‪)1‬المرج السابق ‪.)7/5‬‬

‫‪)2‬انظر‪ :‬د‪ .‬مفرح القوسي‪ ،‬حقو اإلنسان في مجال األسر ص ‪.)118-117‬‬

‫‪)3‬المفردات ‪.)528‬‬

‫‪-2950 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫يتخلأل عنها إ من تجرد من‬ ‫بينهم ‪ ،)1‬و هو قيمة أخالقية وإنس و ووانية نادر ‪،‬‬
‫إنسانيته‪ ،‬وقد عظمت منزلته حتأل في الجاهلية‪ ،‬وقد قالوا‪" :‬أعز من الوفاء" ‪.)2‬‬
‫ويعتبر الوفوواء من المعروف الووهي يجووب أن يوودوم و ينقط ؛ وهو خلق كريم‪،‬‬
‫وقد ض و وورب الرس و ووول ص و وولأل هللا عليه وس و وولم أرو األمثلة في تعامله م زوجاته‬
‫رضو و و و و و ووي هللا عنهن؛ ولوها كوان من فقوه اإلموام البخواري رحموه هللا تعوالأل أنوه أورد‬
‫رضو و ووي هللا عنه‬ ‫قيمة الوفاء تحت باب " قول المعروف"‪ ،‬وذلت في حديث أن‬
‫ول‪" :‬ا ْذ َه ُبوا ألبو أله ألإَلأل ُف َال َنوة‪َ ،‬فوألإلن َهوا َكوا َنو ْت‬ ‫أل‬ ‫ل‬ ‫أل‬
‫ان اللنألبي‪‬ألإ َذا أُت َي ألبوالشو و و و و و و ْيء َيُق ُ‬
‫قوالَ ‪َ :‬كو َ‬
‫أل‬ ‫أل‬ ‫أل‬ ‫أل‬ ‫أل‬ ‫أل‬
‫يجة" ‪.)3‬‬ ‫يج َة‪ .‬ا ْذ َه ُبوا ألبه ألإَلأل َب ْيت ُف َال َنة‪َ ،‬فألإلن َها َك َان ْت تُح ُّب َخد َ‬ ‫صديَق َة َخد َ‬ ‫َ‬
‫‪ -‬ومن صو و ووور الوفاء‪ ،‬ما يجب علأل المرء من الوفاء م أصو و وودقاء والديه‬
‫في حياتهما وبعد وفاتهما‪ ،‬والمؤمن الصو و وواد الوفي يوطد دوما أواصو و وور المود‬
‫والصلة والصداقة بأهل ودهما‪ ،‬ويبقأل علأل حبه لهم وإجالله إياهم بعد أن يلقأل‬
‫والدا وجه ربهما‪ ،‬فال ينسو و و و و و ووأل ذلت الود القديم‪ ،‬و يغفل عن تلت الوشو و و و و و وويجة‬
‫اإلنسانية النبيلة التي أحكم نسجها والدا الحبيبان‪.‬‬

‫‪)1‬انظر‪ :‬الجيالني‪ ،‬فضل هللا الصمد ‪.)226/1‬‬

‫‪)2‬نضر النليم ‪.)3640/8‬‬

‫‪)3‬أخرجوه الطبراني ‪ /23‬رقم ‪ ،)20‬والحواكم ‪ ،)175/4‬وقوال‪ :‬صو و و و و و ووحي اإلسو و و و و و ونواد ولم‬
‫يخرجوا ووافقوه الوههبي‪ ،‬والحوديوث من روايوة عوائشو و و و و و ووة في صو و و و و و ووحي البخواري في منواقوب‬
‫األنصار ‪.)3818‬‬

‫‪-2951 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫وبمثل هه المشو و وواعر اإلنسو و ووانية الرفيعة‪ ،‬وذلت الود النبيل الخالص تجمل‬
‫الحيا ‪ ،‬وهها كله منوم بوجود المسولم الصواد في هه الحيا ‪ ،)1‬وعقد البخاري‬
‫رحمه هللا تعالأل في هه الصو و ووور باب‪" :‬بر الوالدين بعد موتهما"‪ ،‬وسو و ووا تحته‬
‫أل‬ ‫أل‬ ‫أل‬ ‫أل‬
‫ال‪:‬‬ ‫حديث أُ َس و ْي ُد ْب ُن َعل ألّي ْب ألن ُع َب ْيد‪َ ،‬ع ْن أألَبيه‪ ،‬أَلن ُه َس وم َ أ ََبا أُ َس و ْيد ُي َح ّد ُل اْلَق ْوَم َق َ‬
‫ّللاأل‪َ ،‬ه ْل َب ألقي ألم ْن ألب ّألر أ ََب َو لي َش و و و و و وي ٌء َب ْع َد‬ ‫ول ل‬ ‫ال َر ُج ٌل‪َ :‬يا َرُس و و و و و و َ‬‫ُكلنا ع ْن َد اللنألب ألّي ‪َ‬فَق َ‬
‫أل‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫اء َل ُه َموا‪َ ،‬وا أل ْسو و و و و و وألت ْغَفو ُار َل ُه َموا‪،‬‬
‫ال أ َْرَب ٌ ‪ :‬ال ُّود َعو ُ‬
‫ص و و و و و وو ٌ‬
‫أل‬
‫ال‪"َ :‬ن َع ْم‪ ،‬خ َ‬ ‫َم ْوألت أله َموا أ ََب ُّرُه َموا؟ َقو َ‬
‫الر ألح ألم لالألتي َ َر ألح َم َلو َت ألإ ل ألم ْن‬ ‫وإأل ْنَفوا ُذ عهو ألد ألهموا‪ ،‬وإأل ْكرام ص و و و و و و و ألد أليق ألهموا‪ ،‬و أل‬
‫صو و و و و و وَلوةُ ل‬ ‫َ َ‬ ‫َْ َ َ َ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ألقَبلأل أله َما" ‪ ،‬وأعقبه بباب‪" :‬بر من كان يصو و و و و ووله أبو "‪ ،‬وأورد فيه حديث عبد هللا‬ ‫‪)2‬‬

‫بن دينوار عن ابن عمر رضو و و و و و ووي هللا عنهموا " مر أعرابأل في سو و و و و و ووفر فكوان أبو‬
‫األعرابي ص ووديقام لعمر رض ووي هللا عنه‪ ،‬فقال األعرابي ألس ووت بن فالن قال بلأل‬
‫فأمر له بن عمر بحمار كان يس و و ووتعقب ونز عمامته عن أرس و و ووه فأعطا ‪ ،‬فقال‬
‫بعض من مع ووه أم ووا يكفي ووه درهم ووان‪ ،‬فق ووال‪ :‬ق ووال النبي ‪" :‬احفظ ود أبي ووت‬
‫تقطعه فيطف هللا نورك" ‪.)3‬ثم ختم بباب‪ " :‬تقط من كان يص و و و و وول أباك فيطفأ‬
‫ال‪ُ :‬ك ْن ُت َجالأل مس وا ألفي َم ْس و ألج ألد اْل َم ألد َين ألة‬ ‫الزَرألق ُّي‪ ،‬أ ل‬
‫َن أ ََبا ُ َق َ‬ ‫نورك" عن س و ْع ُد ْب ُن ُع َب َاد َ ُّ‬
‫َ‬

‫‪) 1‬انظر‪ :‬د‪ .‬محمد الهاشومي‪ ،‬شوخصوية المسولم كما يصووغها اإلسوالم في الكتاب والسونة ص‬
‫‪ )64‬بتصرف يسير‪.‬‬

‫‪)2‬أخرجه أحمد ‪ ،)497/3‬وابن ماجه ‪ ،)3664‬والحاكم ‪ )154/4‬وصو و و و و ووححه‪ ،‬ووافقه‬


‫الههبي‪.‬‬

‫‪)3‬أخرجه مسلم في البر والصلة ‪.)2552‬‬

‫‪-2952 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫َخي ألوه‪َ ،‬ف َنَفو َه‬


‫م عم ألرو ب ألن ع ْثموان‪َ ،‬فم لر ألب َنوا عبو ُد هللاأل بن سو و و و و و والَم متل ألك ماوا عَلأل اب ألن أ أل‬
‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُْ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ََ َْ ْ ُ َ َ‬
‫أل‬ ‫أل‬ ‫َع ألن اْل َم ْجلأل أل ‪ ،‬ثُ لم َع َ‬
‫ان؟‬ ‫ال‪َ :‬ما شو و ْا َت َع ْم َرو ْب َن ُع ْث َم َ‬ ‫ف َعَل ْيه‪َ ،‬ف َر َج َ َعَل ْي أله ْم َفَق َ‬ ‫طَ‬
‫اب هللاأل َع لز َو َجو لل‪،‬‬ ‫م لرتَ ْي ألن أَو ثَالَثموا‪َ ،‬فوَ اللو ألهي َبعو َث مح لمو مدا ‪ ‬ألبواْلح ألّق‪ ،‬ألإلنو ُه َل ألفي ألكتَو أل‬
‫َ‬ ‫َ َُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫صو و و و ول أَباك َفي ْ أل‬ ‫ط من َكان ي أل‬
‫طَفأَ ألب َهل َت ُن ُ‬ ‫َم لرتَ ْي ألن‪ َ :‬تَْق َ ْ َ ْ َ َ‬
‫‪)1‬‬
‫ور َك" ‪.‬قال في فت القدير‪:‬‬ ‫ُ َ َ ُ‬
‫"والمراد احفظ محب أبيت‪ ،‬أو ص و و و ووديق أبيت باإلحس و و و ووان‪ ،‬والمحبة س و و و وويما بعد‬
‫موتوه‪ ،‬و تهجر ؛ فيوههوب هللا نور إيموانوت‪ ،‬وهوها وعيود مهول‪ ،‬وتقري يوههوب‬
‫عقول الفحول عن قط ود األصول" ‪.)2‬‬

‫‪ -‬وأما الصو و و و ووور الثالثة للوفاء التي رصو و و و وودها اإلمام البخاري رحمه هللا في‬
‫كتابه؛ الوفاء م األبناء األيتام‪ .‬وهي مسوألة فضول تتبر بها الوالد بأن تقضوي‬
‫عمرها ص و و ووابر من أجل تربية أو دها بعد وفا والدهم و تتزوج بعد أحدام‪ ،‬وقد‬
‫عقد لهه المسوألة باب " فضول الم أر إذا تصوبرت علأل ولدها ولم تزوج"‪ ،‬وسوا‬
‫تحتوه حوديوث عوف بن موالوت رضو و و و و و ووي هللا عنوه عن النبي ‪‬أنوه قوال‪" :‬أنوا وام أر‬
‫سوفعاء الخدين ام أر آمت من زوجها فصوبرت علأل ولدها كهاتين في الجنة" ‪.)3‬و‬

‫‪)1‬أخرجه ابن أبي شويبة ‪ ،)26362‬والبيهقي في شوعب اإليمان ‪ ،)7898‬وذكر األلباني‬


‫في ضليف األدب المفرد ‪.)7‬‬

‫‪.)254/2 )2‬‬

‫‪)3‬أخرجو ووه أحمو وود ‪ ،)24006‬وأبو داود في األدب ‪ ،)5149‬وسو و و و و و وكو ووت عنو ووه أبوداود‪،‬‬
‫وماس و ووكت عنه فهو ص و ووحي كما في رس و ووالته إلأل أهل مكة المعروفة‪ ،‬وذكر األلباني في‬
‫ضليف األدب ‪.)28‬‬

‫‪-2953 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫المراد بهوها الحوديوث كموا قوال ابن الجوزي رحموه هللا تعوالأل‪َ " :‬ي ْعألني أَن ألتْلو َت اْل َم ْأَر‬
‫حبس و و و و و و ووت َنفسو و و و و و و َهوا علأل أ َْوَ د َهوا تربيهم‪َ ،‬وتركوت التزين والتصو و و و و و وون والتعرض‬
‫ل زواج" ‪.)1‬‬
‫‪ -3‬حسن ِ‬
‫العشرة‪:‬‬

‫و هي من أهم القيم التي تحقق قيمة اإلحسو و و ووان وأو ها‪ ،‬وحسو و و وون العشو و و وور‬
‫غووالبوام تتعلق بين الزوجين‪ ،‬و تقوم الحيووا الزوجيووة إ بين زوجين جعال تقوى‬
‫هللا حاض و و و وور في نفوس و و و ووهما‪ ،‬وقتها يمس و و و ووت الزوج زوجته بالمعروف‪ ،‬وحس و و و وون‬
‫العشو و و و وور ‪ ،‬وتحل المشو و و و ووكالت التي تعترض حياتهما في ضو و و و وووء هه الفضو و و و وويلة‬
‫العظيمة؛ فتكون أسر ملؤها الحب والحيوية والنجاح ‪.)2‬‬

‫ومعنأل المعاشور بالمعروف‪ :‬إعطائهن حقوقهن الزوجية‪ ،‬باإلحسوان إليهن‪،‬‬


‫والتلطف معهن‪ ،‬ومداعبتهن‪ ،‬والصو ووبر علأل عوجهن‪ ،‬واإلنفا عليهن حسو ووب‬
‫القدر والطاقة‪ ،‬وحس و و و ووب العرف الس و و و ووائر في المجتم ‪ ،‬وتكون هه المعاش و و و وور‬
‫الحسنة أيضام بعدم إيهائهن ومكارهتهن حتأل يطلبن الطال بأنفسهن‪ ،‬مقابل أن‬
‫يتنوازلن عن حقوقهن ‪.)3‬وكوانوت طريقوة اإلموام البخواري رحموه هللا م هوه القيموة‬
‫فر أحاديث حس و وون العش و وور في أماكن متعدد من كتابه‪ ،‬ولكن‬
‫مختلفة‪ ،‬حيث ّ‬

‫‪)1‬كشف المشكل من حديث الصحيحين ‪.)21/3‬‬

‫‪ )2‬انظر‪:‬الدكتور‪ ،‬شوكت طالفحة‪ ،‬األخال في آيات األحكام ص ‪.)208‬‬

‫‪ )3‬انظر‪ :‬الدكتور عبدالرحمن حسن حبنكة ‪.)66/2‬‬

‫‪-2954 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫ما يجب أن نختار هنا ما يتعلق بحس و و و وون العش و و و وور م الزوجة في هه الص و و و ووور‬
‫المحودد ‪ ،‬وقود كوانوت هوه ظواهر في بوابين في كتوابوه‪ ،‬بواب " قول المعروف"‪،‬‬
‫وباب " حس و وون الخلق"‪ ،‬وأورد فيها األحاديث العامة في حس و وون الخلق‪ ،‬وحديث‬
‫وفاء النبي ‪‬م ص و و ووديقات خديجة رض و و ووي هللا عنها‪ ،‬ومر التعليق علأل أكثرها‬
‫فيما مضووأل‪ ،‬ولكن المسووألة التي خصووها ش وراح الحديث في هها الباب‪ ،‬مسووألة‬
‫أن حس و و وون الخلق إذا كان مرغبام فيه ومطلوب م كل أحد‪ ،‬فأولأل الناس به هم‬
‫أهل البيت؛ ولها يرى العلماء بأن حس وون الخلق هو حس وون العش وور والص ووحبة م‬
‫الناس‪ ،‬فاألهل هم األحق بالبشر وحسن الخلق‪ ،‬واإلحسان‪ ،‬وجلب النق ودف‬
‫الضر‪ ،‬فإذا كان الرجل كهلت فهو خير الناس ‪.)1‬‬

‫‪ -‬ومن صو و و و ووور حسو و و و وون العشو و و و وور ‪ ،‬اإلحسو و و و ووان للبنات واألخوات علأل وجه‬
‫الخصو و و و و وووص؛ وفيه تأكيد حق البنات لما فيهن من الضو و و و و ووعف غالبام عن القيام‬
‫بمصو و و و و ووالحهن‪ .‬ومن جميل تصو و و و و وورف البخاري رحمه هللا تعالأل أنه قد قدم أبواب‬
‫العناية بالبنات علأل أبواب البر بالولد‪ ،‬وخصووص لها أبواب متعدد ‪ ،‬منها باب‬
‫" من عال جاريتين أو واحد "‪ ،‬ثم باب" من عال ثالل بنات"‪ ،‬ثم باب " فضول‬
‫من ع و ووال ابنت و ووه المردود "‪ ،‬وختم بب و وواب " من كر أن يتمنأل موت البن و ووات"‪.‬‬
‫واألحوواديووث التي س و و و و و و وواقهووا البخوواري رحمووه هللا تعووالأل تحووت هووه األبواب كثير‪،‬‬
‫يبين فضو وول ا هتمام بالبنات واإلحسو ووان إليهن‪ ،‬وهو قوله‪َ " :‬ما‬
‫وسو وونأخه مثا م ّ‬

‫‪)1‬انظر‪ :‬الشوكاني‪ ،‬نيل األوطار للشوكاني ‪.)246-245/6‬‬

‫‪-2955 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫صو و و و ْح َبتَ ُه َما‪ ،‬ألإ ل أ َْد َخَلتَا ُ اْل َجلن َة" ‪ ،)1‬ويكون‬ ‫أل‬ ‫ألم ْن ُم ْسو و و ولألم تُْد ألرُك ُه ْاب َنتَ أل‬
‫ان‪َ ،‬ف ُي ْحسو و و و ُن ُ‬
‫اإلحس ووان إليهن بالنفقة وحس وون التربية والرحمة بهن والص ووبر عليهن‪ .‬وقريب من‬
‫صور اإلحسان إلأل البنات صور اإلحسان إلأل اليتيم في داخل األسر لما فيهما‬
‫صوه اإلمام البخاري بباب مسوتقل‪ ،‬بعنوان " خير‬ ‫من الضوعف والحاجة؛ ولها خ ّ‬
‫ال‬
‫ال‪َ :‬ق َ‬ ‫البيوت بيت فيه يتيم يحس و و و و و وون إليه"‪ ،‬وس و و و و و ووا تحته حديث أبي هرير َق َ‬
‫يم ُي ْح َسو ُن ألإَل ْي أله‪َ ،‬و َشو ُّر َب ْيت ألفي‬ ‫أل أل أل‬
‫ين َب ْي ٌت فيه َيت ٌ‬
‫أل أل‬ ‫أل‬
‫ّللا‪َ " :‬خ ْي ُر َب ْيت في اْل ُم ْسولم َ‬
‫رسوول ل أل‬
‫َُ ُ‬
‫يم ألفي اْل َجلن ألة َك َهاتَ ْي ألن" ُي ألشو و و و ُير‬
‫اء ألإَل ْي أله‪ ،‬أ ََنا َوَك ألاف ُل اْل َيألت أل‬
‫يم ُي َسو و و و ُ‬
‫أل أل أل‬
‫ين َب ْي ٌت فيه َيت ٌ‬
‫أل أل‬
‫اْل ُم ْسو و و ولم َ‬
‫ص َب َل ْي أله ‪.)2‬‬ ‫ألأل‬
‫بإ ْ‬
‫‪ -‬وثالث صوور حسون العشور ‪ ،‬اإلحسوان إلأل الجيران‪ ،‬ولتأكيد هه المكانة‬
‫الرفيعوة للجوار في اإلسو و و و و و ووالم‪ ،‬أن اإلموام البخواري بودأ ببر الوالودين‪ ،‬ثم صو و و و و و ولوة‬
‫الرحم‪ ،‬ثم اإلحسوان إلأل البنات واألو د‪ ،‬ثم الوصواية بالجار؛ و شوت بأن هها‬
‫التص و و و و وورف من اإلمام البخاري إظهار وتجلية لهه المنزلة العظيمة للجار‪ .‬و قد‬
‫أفرد البخاري لقيمة اإلحسان إلأل الجار ‪)16‬بابام‪ ،‬بدأها بباب‪" :‬الوصا بالجار"‬
‫ال‬
‫وسوا فيه حديث عائشوة رضوي هللا عنها المشوهور عن النبي ‪‬أنه قال‪َ " :‬ما َز َ‬

‫‪)1‬أخرجه أحمد ‪ ،)2104‬وابن ماجه في األدب ‪ ،)3670‬والحاكم ‪ )178/4‬وص ووححه‪،‬‬


‫وكها صححه أحمد شاكر في تعليقه علأل المسند‪.‬‬

‫‪)2‬أخرجه ابن ماجه في األدب ‪ ،)3679‬والطبراني في المعجم األوسو ووا ‪ ،)4785‬وذكر‬


‫األلباني في ضليف األدب المفرد إ جملة أنا وكافل اليتيم رقم ‪.)26‬‬

‫‪-2956 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫ظ َن ْن ُت أَلن ُه َس و و و و و ُي َوّألرثُ ُه" ‪ ،)1‬وحديث أبي ش و و و و وري‬ ‫ار‪َ ،‬حتلأل َ‬ ‫ص و و و و و أليني ألباْل َج أل‬
‫ألجب ألريل يو أل‬
‫ْ ُ ُ‬
‫اَّللأل َواْل َي ْو ألم ْاآل ألخ ألر‬
‫ان ُي ْؤ ألم ُن ألب ل‬‫الخزاعي رضو و و و و و ووي هللا عنه‪ ،‬عن النبي ‪‬قال‪َ " :‬م ْن َك َ‬
‫أل‬ ‫ار ‪ ،‬ومن َكان يؤ ألمن ألب ل أل‬ ‫أل‬
‫ان‬
‫ض و ْيَف ُه‪َ ،‬و َم ْن َك َ‬ ‫اَّلل َواْل َي ْو ألم ْاآلخ ألر َفْل ُي ْك ألرْم َ‬ ‫َفْل ُي ْحس و ْن ألإَلأل َج ألأل َ َ ْ َ ُ ْ ُ‬
‫أل‬ ‫أل‬ ‫يؤ ألمن ألب ل أل‬
‫صو و و ُم ْت" ‪ ،)2‬وقد أتت هه األبواب علأل‬ ‫اَّلل َواْل َي ْو ألم ْاآلخ ألر َفْل َيُق ْل َخ ْي مار أ َْو ل َي ْ‬ ‫ُْ ُ‬
‫كل القض و و ووايا التي تتعلق بالجار‪ ،‬من اإلحس و و ووان إليه‪ ،‬وكف األذى عنه‪ ،‬إلأل‬
‫كيفية ترتيب الجيران في اإلحس و ووان‪ ،‬بل أتت علأل مس و ووألة اإلحس و ووان إلأل الجار‬
‫اليهودي‪ .‬ويشو و و و و و وورح الحووافظ ابن حجر رحمووه هللا تعووالأل المراد بووالجووار‪ ،‬فيقول‪:‬‬
‫ار ي ْش و ومل اْلمس و ولألم واْل َك ألافر واْلع ألابد واْلَفا ألس و وق وال ل أل‬
‫يب‬ ‫يق َواْل َع ُدلو َواْل َغ ألر َ‬ ‫ص و ود َ‬ ‫َ َ‬ ‫" َوا ْس و و ُم اْل َج أل َ َ ُ ُ ْ َ َ َ َ َ َ َ‬
‫ار َو ْاأل َْب َعو َد‪َ ،‬وَلو ُه َم َارألتو ُب‬ ‫َج َنألب لي َو ْاألَْق َر َب َد ما‬ ‫وب َو ْاأل ْ‬ ‫َواْلَبَلو ألد لي َواللنو ألاف َ َوال ل‬
‫ض و و و و و و و لار َواْلَق ألري َ‬
‫ات ْاأل َُو ُل ُكُّل َها‪ ،‬ثُ لم أَ ْكثَ ُرَها َو َهُل لم‬ ‫أل أل أل‬ ‫أل‬
‫صوَف ُ‬ ‫اجتَ َم َع ْت فيه ال ّ‬ ‫َعَلأل َم ألن ْ‬ ‫َعَلأل م ْن َب ْعض‪َ ،‬فأ ْ‬ ‫أْ‬
‫طأل ُك ٌّل َحلق ُه‬ ‫أل أل أل‬ ‫أل أل‬
‫ُخ َرى‪َ ،‬ف ُي ْع َ‬ ‫ات ْاأل ْ‬ ‫ص و وَف ُ‬ ‫اجتَ َم َع ْت فيه ال ّ‬ ‫َج لار ألإَلأل اْل َواحد‪َ ،‬و َع ْك ُس و و ُه َم ألن ْ‬
‫ان َفتَُر ألّج ُ أ َْو تُ َسو ألاوي‪.)3 "..‬كما أن الحافظ يبين‬ ‫صوَفتَ أل‬ ‫ألبحسو ألب حالأل أله‪ ،‬وَق ْد تَتَعارض أل‬
‫ََ ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬
‫ان أَ ْهو ُل‬ ‫ان َوَكو َ‬ ‫ال ْأل‬
‫اإلي َمو أل‬ ‫ار ألم ْن َكمو أل‬ ‫ظ اْل َجو أل‬ ‫وجو اإلحسو و و و و و ووان إلأل الجوار‪ ،‬بقولوه‪ " :‬ألحْف ُ‬
‫َ‬
‫ان‬‫اإل ْح َس و أل‬ ‫وب ْأل‬ ‫ض ور أل‬ ‫لة ألب أله ألبألإي أل‬ ‫ص وي أل‬ ‫ظو َن عَلي أله ويحص ول امألتثَال اْلو أل‬ ‫أل أل أل أل‬
‫ص وال ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫اْل َجاهليلة ُي َحاف ُ َ ْ َ َ ْ ُ ُ ْ ُ َ‬
‫ط َالَق ألة اْل َو ْج أله ألع ْن َد لألَق ألائ أله َوتََفُّق ألد َحالأل أله َو ُم َع َاوَنألت أله‬ ‫الس َال ألم َو َ‬
‫لة َو ل‬ ‫الطاَق ألة َكاْله ألدي أل‬
‫َ‬
‫ألإَلي أله ألبحس ألب ل‬
‫ْ ََ‬
‫ف أ َْن َوا ألعو أله‬ ‫اخألت َال أل‬
‫اب ْاألَ َذى َع ْنو ُه َعَلأل ْ‬ ‫ف أَسو و و و و و و َبو أل‬‫أل‬ ‫أل‬
‫اج إَل ْيوه إَلأل َغ ْي ألر َذلو َت َوَك ّ ْ‬
‫ألفيموا َي ْحتَو ُ أل أل أل‬
‫َ‬

‫‪)1‬أخرجه البخاري في األدب ‪ ،)6015‬ومسلم في البر والصلة ‪.)2625‬‬

‫‪)2‬أخرجه مسلم في اإليمان ‪.)77‬‬

‫‪)3‬فت الباري ‪.)442/10‬‬

‫‪-2957 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫ان َع لم ْن َل ْم َيأ َْم ْن‬ ‫ل أل‬ ‫أل‬ ‫صو و و وللأل ل‬ ‫أل‬ ‫أل أل‬
‫يم َ‬ ‫ّللاُ َعَل ْيه َو َسو و و ول َم ْاإل َ‬ ‫ح ّسو و و ولي مة َك َان ْت أ َْو َم ْع َنولي مة َوَق ْد َنَفأل َ‬
‫ار‬‫يم َح ألّق اْل َجو أل‬ ‫وث اللو ألهي َيلألي ألوه َوألهي ُم َبواَل َغوةٌ تُْنألب ُ َع ْن تَ ْع ألظ أل‬ ‫جوار بو ألائَقوه َكموا ألفي اْلحو ألدي أل‬
‫َ‬ ‫َ ُ ُ ََ ُ َ‬
‫َ‬
‫ص والأل أل َو َغ ْي ألر‬ ‫ار ال ل‬ ‫الن ْس و َب ألة لألْل َج أل‬
‫ال ألفي َذلأل َت ألب ألّ‬ ‫ال َوَيْفتَ ألر ُ اْل َح ُ‬
‫أل‬ ‫أل‬
‫ض و َرَارُ م َن اْل َك َبائ ألر َق َ‬ ‫َن ألإ ْ‬ ‫َوأ ل‬
‫اء َل ُه‬ ‫الد َع ُ‬ ‫ظتُ ُه ألباْل ُح ْسو و و و و َنأل َو ُّ‬ ‫صو و و و والأل أل َو لال ألهي َي ْشو و و و و َم ُل اْل َج ألمي َ ألإ َرَاد ُ اْل َخ ْي ألر َل ُه َو َم ْو ألع َ‬‫ال ل‬
‫ض و و َرُار َل ُه ألباْلَق ْو ألل‬ ‫يه ْأل‬ ‫ض و و أل لال ألهي ي ألجب ألف أل‬ ‫اإلض و ور ألار َله ألإ ل ألفي اْلمو أل‬ ‫أل‬
‫اإل ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫َْ‬ ‫ك ْأل ْ َ ُ‬ ‫ألباْل أله َد َاية َوتَ ْر ُ‬
‫صو و و و والأل أل َكُّف ُه َع ألن لال ألهي‬ ‫صو و و و والأل َ ُه َو َج ألمي ُ َما تََق لد َم َو َغ ْي ُر ال ل‬ ‫ص ال ل‬ ‫َواْل ألف ْع ألل َو لال ألهي َي ُخ ُّ‬
‫وف َواللن ْه ألي َع ألن اْل ُم ْن َك ألر َوَي ألع ُ‬
‫ظ‬ ‫يرتَ ألكبه ألباْلحسو و ونأل عَلأل حسو و و ألب مرألات ألب ْاألَم ألر ألباْلمعر أل‬
‫َ ُْ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬ ‫َْ ُ ُ ُ ْ َ َ َ َ‬
‫اس َق ألب َما‬ ‫ظ اْلَف أل‬‫يه ألب ألرْفق َوَي ألع ُ‬ ‫اسنه والتلرألغيب ألف أل‬ ‫أل‬ ‫أل‬ ‫اْل َك ألاف َر ألب َع ْر أل‬
‫اإل ْس َال ألم َعَل ْيه َوُي َبألّي ُن َم َح َ ُ َ ْ َ‬ ‫ض ْأل‬
‫الرْف ألق أَيض و و وا ويس و و وتُر عَلي أله َزَّلل ع ْن َغي ألألر وي ْنها ألب ألرْفق َفألإ ْن أََف َاد َف ألب أله وألإ ل‬ ‫أل‬
‫َ‬ ‫ُي َناس و و و ُب ُه ألب ّأل ْ م َ َ ْ ُ َ ْ ََ ُ َ ْ َ َ َ ُ‬
‫ف" ‪.)1‬‬ ‫اص مدا تَأ ألْد َيب ُه َعَلأل َذلأل َت َم َ ألإ ْع َال ألم أله ألب ل‬
‫الس َب ألب لأل َي ُك ل‬ ‫َفيهجر َق أل‬
‫َ ْ ُ ُُ‬
‫‪ -4‬االحرتام‪:‬‬
‫جاء في تفسو و و و ووير التحرير والتنوير ‪:)2‬أن الحرمات جم حرمة بضو و و و وومتين‪،‬‬
‫وذكر أن معناها ما يجب احترامه)‪ ،‬وأن ا حترام هو‪ :‬اعتبار الش و و و وويء ذا حرم‬
‫وذلوت كنوايوة عن عودم الودخول فيوه أي عودم انتهواكوه بمخوالفوة أمر هللا في شو و و و و و ووأنه‪،‬‬
‫خص اإلموام البخواري رحموه هللا تعوالأل‬
‫ومن معوانيوه الظواهر التوقير والمهوابوة‪ .‬وقود ّ‬
‫هه القيمة بأبواب كثير ‪ ،‬ونعرض لمس ووألتين أو ص ووورتين توضو و قيمة ا حترام‬
‫والتوقير‪:‬‬

‫‪)1‬المرج السابق‪ ،‬الصفحة نفسها‪.‬‬

‫‪.)252 /17 )2‬‬

‫‪-2958 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫‪ -‬احترام الوالدين‪ ،‬وقد مضو ووأل معنا بر الوالدين‪ ،‬ولكن البخاري رحمه هللا‬
‫يؤكد علأل قيموة ا حترام ألهميتهوا وخطرها‪ ،‬وألن البعض قد يخط في التعوامل‬
‫م والديه دون أن يشو و و و و و ووعر؛ فيأتي بما يخدش ا حترام‪ ،‬وينزل والديه منزلة‬
‫تليق بهما‪ .‬ومما يخدش قيمة ا حترام‪ ،‬أن ينادي الرجل أبا باسومه‪ ،‬أو يجل‬
‫قبله‪ ،‬أو يتقدمه في المشو و و و ووي‪ ،‬وذكر البخاري هه المناسو و و و ووبة بابين‪ ،‬باب‪" :‬‬
‫قبله‪ ،‬و يمشي أمامه"‪ ،‬وباب‪" :‬هل يكني الرجل‬ ‫يسمي الرجل أبا ‪ ،‬و يجل‬
‫أبوا "‪ ،‬وتوأمول في فقوه اإلموام البخواري وتفصو و و و و و وويلوه في قيموة ا حترام‪ ،‬ففي البواب‬
‫األول جزم بوالنهي‪ ،‬وفي البواب الثواني بودأ بوا سو و و و و و ووتفهوام! بمعنأل أن نوداء الوالود‬
‫حرج فيها‪ ،‬كما فعل س ووالم م أبيه ابن عمر رض ووي هللا عنهما‪ ،‬وكما‬ ‫بكنيته‬
‫فعل ابن عمر نفسه م أبيه أبي حفص عمر بن الخطاب رضي هللا عنه‪ .‬وأورد‬
‫تحتهما أثر أبي هرير رض و ووي هللا عنه "أنه أبص و وور رجلين فقال‪ :‬ألحدهما ما هها‬
‫قبله" ‪ ،)1‬ثم أثر‬ ‫تسوومه باسوومه و تمش أمامه و تجل‬ ‫منت؟ فقال أبي فقال‪:‬‬
‫شووهر بن حوشووب قال‪ :‬خرجنا م ابن عمر‪ ،‬فقال له سووالم‪ :‬الصووال يا أبا عبد‬
‫الرحمن) ‪ ،)2‬وفي الباب نفسوه سوا أثر ابن عمر رضوي هللا عنهما قال‪ :‬لكن أبو‬

‫‪ ،)20134‬والبيهقي في شعب اإليمان ‪ ،)7894‬وصححه األلباني‬ ‫‪)1‬أخرجه عبد الر از‬


‫في صحي األدب المفرد ‪.)32‬‬

‫‪)2‬لم أجد من خرجه س و وووى البخاري في هها الكتاب‪ ،‬وض و ووعفه األلباني في ض و ووليف األدب‬
‫المفرد ‪.)45‬‬

‫‪-2959 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫حفص قضأل ‪.)1‬ومن صور ا حترام احترام الكبير‪ ،‬وقد خصص البخاري رحمه‬
‫هللا لهه الص و و و و ووور أبواب متعدد ‪ ،‬منها باب‪" :‬فض و و و و وول الكبير"‪ ،‬وباب‪" :‬إجالل‬
‫الكبير"‪ ،‬وباب‪" :‬يبدأ الكبير بالكالم والس و و و وؤال"‪ ،‬وباب‪" :‬إذا لم يتكلم الكبير هل‬
‫ل صو و و ووغر أن يتكلم"‪ ،‬باب‪" :‬تسو و و ووويد األكابر"‪ .‬وإن كان ا حترام من الصو و و ووغير‬
‫للكبير هو المطلوب في كول وقوت‪ ،‬إ أن موا يهمنوا هنوا هو احترام الكبير داخول‬
‫البيت‪ ،‬أو األسو وور الواحد ؛ ولها سو ووأورد الحديث الهي ينص علأل هه المسو ووألة‬
‫بن عاصووم‪ ،‬أن أبا‬ ‫أو العالقة األسورية‪ ،‬وأقربها في ذلت حديث حكيم بن قي‬
‫ّللاَ َو َس و و و وّألوُدوا أَ ْك َب ُرُك ْم‪َ ،‬فألإ لن اْلَق ْوَم ألإ َذا َس و و و ولوُدوا‬ ‫ال‪" :‬اتلُقوا ل‬ ‫أوصو و و ووأل عند موته بنيه َفَق َ‬
‫صو و و و و َغ َرُه ْم أ َْزَرى ألب أله ْم َذلأل َت ألفي أَ ْكَف ألائ أله ْم‪َ .‬و َعَل ْي ُك ْم‬
‫اه ْم‪َ ،‬وإأل َذا َسو و و و ولوُدوا أَ ْ‬ ‫أَ ْك َب َرُه ْم َخَلُفوا أ ََب ُ‬
‫اللألايمأل‪َ .‬وإألي ُ‬‫يم‪ ،‬ويس وتَ ْغنأل ألب أله ع ألن ل‬ ‫ال وا أل أل أل‬
‫لاك ْم َو َم ْس وأََل َة‬ ‫َ‬ ‫ص وط َناعه‪َ ،‬فألإلن ُه َم ْن َب َهةٌ لألْل َك ألر أل َ ُ ْ َ‬ ‫أل أل‬
‫باْل َم َ ْ‬
‫وحوا‪َ ،‬فوألإلنو ُه َل ْم ُي َن ْ َعَلأل‬ ‫آخ ألر َكس و و و و و و و ألب ل أل‬ ‫اس‪َ ،‬فوألإلنهوا ألم ْن أل‬ ‫اللنو أل‬
‫الر ُجول‪َ .‬وإأل َذا ُمو ُّت َف َال تَُن ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫وني ألبأ َْرض َ َي ْشو و ُع ُر ألب َد ْفألني َب ْك ُر ْب ُن َو ألائل‪َ ،‬فألإألّني ُك ْن ُت‬ ‫ّللاأل‪‬وإأل َذا م ُّت َف ْاد ألف ُن أل‬ ‫أل‬
‫َرُسو وول ل َ ُ‬
‫لة" ‪.)2‬‬ ‫اهلألي أل‬
‫أُغ ألافُلهم ألفي اْلج أل‬
‫َ‬ ‫َ ُْ‬

‫‪)1‬لم أجود من خرجوه سو و و و و و وووى البخواري في كتواب األدب المفرد‪ ،‬وذكر الشو و و و و و ووية األلبواني في‬
‫صحي األدب المفرد ‪.)33‬‬

‫‪ )2‬أخرجه أحمد ‪ ،)61/5‬والطبراني ‪/18‬رقم‪ ،)869‬وحسو و و وونه األلباني في صو و و ووحي األدب‬


‫المفرد ‪.)277‬‬

‫‪-2960 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫املطلب الرابع‬
‫الرمحة‪.‬‬
‫يجد بعض الباحثين ص و ووعوبة في التوص و وول إلأل تعريف دقيق للرحمة؛ ألن‬
‫شو و و و و و ووأن الرحمة كشو و و و و و ووأن معظم العواطف وا نفعا ت‪ ،‬إنما نقترب منها بمعرفة‬
‫ظواهرها ‪)1‬؛ ولها قال اإلمام النسو و و و و ووفي في "مكارم األخال " ‪" :)2‬الرحمة محثول‬
‫عليهوا‪ ،‬وهي من ثمرات رقوة القلوب‪ ."..‬وللرحموة مسو و و و و و ووتويوات وم ارتوب‪ ،‬وعنودموا‬
‫نتأمل كتاب " األدب المفرد" نجد بوض و وووح ص و ووور متعدد تحض و وور فيها الرحمة‪،‬‬
‫وتظهر فيها معانيها‪ ،‬من الرقة والعطف والحب‪ ،‬وهي قيم أس و ورّية فرعية تدخل‬
‫في دائر الرحمة‪ ،‬منها‪:‬‬

‫‪ -1‬الرفق‪:‬‬

‫الرفق هو لين الجوانوب بوالقول والفعول‪ ،‬واألخوه بواألسو و و و و و وهول‪ ،‬وهو ض و و و و و و وود‬
‫العنف ‪ ،)3‬وهو من ثمرات الرحم ووة أو من ظواهر الرحم ووة‪ ،‬وب ووه تكون حي ووا‬
‫األسر حيا محبة وتواصل في بياة منسجمة ومتصالحة‪.‬‬

‫‪-‬ومن ذلوت الرفق م الزوجوة واألهول‪ ،‬بول إن منهج حيوا النبي ‪‬قوائم علأل‬
‫الرفق‪ ،‬وكان هه هديه الهي يعامل به زوجاته وأهل بيته‪ ،‬ويش و و ووهد لهها حديث‬
‫ول‪َ ‬ب ْي َن أ َْم َرْي ألن ألإ ل ْ‬
‫اختَ َار‬ ‫عائش و و و و ووة رض و و و و ووي هللا عنها أَلن َها َقاَل ْت‪َ " :‬ما ُخألّي َر َرُسو و و و و و ُ‬

‫‪ )1‬انظر‪ :‬د‪.‬عبدالرحمن حبنكة‪ ،‬األخال اإلسالمية وأسسها ‪.)5/2‬‬

‫‪)2‬ص ‪.)83‬‬

‫‪)3‬فت الباري ‪.)464/10‬‬

‫‪-2961 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫ول‬
‫َو َما ْانتََق َم َرُس ُ‬ ‫اس ألم ْن ُه‪،‬‬ ‫ان أ َْب َع َد اللن أل‬ ‫ان ألإ ْث مما َك َ‬
‫أ َْي َس َرُه َما‪َ ،‬ما َل ْم َي ُك ْن ألإ ْث مما‪َ ،‬فألإ َذا َك َ‬
‫َو َج لل ألب َهوا"‪ ،‬وقد‬ ‫ّللاأل تَ َعواَلأل‪َ ،‬ف َي ْنتَ ألق ُم أللَّللأل َع لز‬ ‫أل أل‬ ‫ل أل‬
‫ّللا ‪ ‬لأل َنْفس و و و و و و وه‪ ،‬ألإ ل أ ْ‬
‫َن تُْنتَ َهو َت ُح ْرَمةُ ل‬
‫أورد هها الحديث اإلمام البخاري تحت باب‪" :‬حسن الخلق" كأنه يشير بأن الرفق‬
‫أحد أهم ركائز حسن الخلق‪ ،‬ولها جاء في أول أبواب حسن الخلق‪.‬‬

‫وكما رأى زوجاته وأصوحابه هها الهدي منه‪ ،‬نهاهم عن ضود وهو العنف‪،‬‬
‫وقد أورد اإلمام البخاري رحمه هللا تعالأل بعد أبواب حسو و و و و وون الخلق األبواب التي‬
‫المؤمن‬ ‫فيهوا موا يشو و و و و و ووير إلأل موا ينواقض حسو و و و و و وون الخلق‪ ،‬ومن ذلوت بواب‪" :‬لي‬
‫ّللاُ َع ْن َها‪:‬‬
‫ضو وي ل‬ ‫باللعان"‪ ،‬وس ووا تحته أحاديث كثير من أهمها حديث ع ألائشو وة ر أل‬
‫َ َ ََ َ‬
‫ام َعَل ْي ُك ْم‪َ ،‬فَقاَل ْت َع ألائ َشوةُ‪َ :‬و َعَل ْي ُك ْم‪َ ،‬وَل َع َن ُك ُم ل‬
‫ّللاُ‪،‬‬ ‫لأل‬
‫ودا أَتَُوا النب لي ‪َ‬فَقالُوا‪ :‬ال لسو ُ‬ ‫َن َي ُه م‬ ‫"أ ل‬
‫ف‬ ‫أل‬
‫الرْف ألق‪َ ،‬وإأليلاك َواْل ُع ْن َ‬ ‫«م ْه مال َيا َع ألائ َش و و و و و وةُ‪َ ،‬عَل ْي ألت ألب ّأل‬
‫ال‪َ :‬‬ ‫ّللاُ َعَل ْي ُك ْم‪َ ،‬ق َ‬
‫ض و و و و و و ُب ل‬ ‫و َغ أل‬
‫َ‬
‫ال‪« :‬أ ََو َل ْم تَ ْسو و و و َم ألعي َما ُقْل ُت؟ َرَد ْد ُت‬ ‫َواْلُف ْح َشو‪َ ،‬قاَل ْت‪ :‬أ ََو َل ْم تَ ْسو و و و َم ْ َما َقالُوا؟ َق َ‬
‫اب َل ُه ْم ألف لي"‪ ،‬بل من عجيب صو و و ووني‬ ‫يه ْم‪َ ،‬وَ ُي ْس و و و وتَ َج ُ‬‫اب لألي ألف أل‬
‫َعَل ْي أله ْم‪َ ،‬ف ُي ْس و و و وتَ َج ُ‬
‫البخوواري رحمووه هللا تعووالأل في التووأكيوود علأل قيمووة الرفق أنووه قوود ف ّ‬
‫صو و و و و و و ول فيهووا‪،‬‬
‫وخصو و و و و و وهووا بووأبواب متعوودد بعوود ذلووت‪ ،‬منهووا بوواب "الرفق"‪ ،‬وبوواب " الرفق في‬
‫المليش و و ووة"‪ ،‬ثم باب‪" :‬ما يعطأل العبد علأل الرفق"‪ ،‬وختمها بباب‪" :‬التس و و ووكين"‪،‬‬
‫كلها في الرفق والتيسير والمالطفة وحسن المدا ار ‪ .‬وكان من حسن خلقه ‪‬ورفقه‬
‫بزوجاته أنه قد س ّورب صواحبات عائشوة رضوي هللا عنها ليلعبن معها‪ ،‬وقد سوا‬
‫فيه البخاري رحمه هللا تعالأل في باب " مسو رأس الصوبي" حديث عائشوة رضوي‬
‫هللا عنهوا قالت‪" :‬كنوت ألعوب بالبنوات عنود النبي ‪ ،‬وكان لي صو و و و و و وواحب يلعبن‬
‫معي‪ ،‬فكووان رسو و و و و و ووول هللا ‪‬إذا دخوول ينقمعن منووه‪ ،‬فيسو و و و و و وربهن إلي‪ ،‬فليعبن‬
‫ّ‬

‫‪-2962 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫ص و و َال ُ َوال لس و و َال ُم ‪-‬‬ ‫يه ُح ْس و و ُن ُخلُ ألق أله ‪َ -‬عَل ْي أله ال ل‬‫معي" ‪.)1‬قال في طرح التثريب ‪ :)2‬أل"ف أل‬
‫وَل ألطيف معا َشو ورألت أله م َزوجألت أله وم ْن ي ُزورها ألم ْن صو وو أل‬
‫احألب َها ألبتَ ْم ألك ألين َها ألم ْن َذلأل َت َو َج ْم أل‬ ‫َ َ‬ ‫ُ َُ َ َ َ ْ َ َ َ َ ُ َ‬ ‫َ‬
‫اعدها عَلأل َذلألت عَليها وما َكان ه َها إ ل ألفي َزم أل أل‬
‫ص و و و و َغ ألر َقْب َل اْلُبلُوألا"‪.‬‬ ‫أل‬
‫ان ال ّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َْ َ َ َ َ‬ ‫َم ْن ُي َس و و و و ُ َ َ‬
‫وكوان من رفقوه ‪‬أنوه قود نهأل عن الغضو و و و و و ووب علأل األهول فيموا يعوهر فيوه المرء‪،‬‬
‫ومن ذلو ووت أن البخو وواري رحمو ووه هللا تعو ووالأل أورد في األبواب التي تتعلق بحفظ‬
‫البيوت‪ ،‬باب‪" :‬الشو و و وويطان يجيء بالعود والشو و و وويء يطرحه علأل الفراش"‪ ،‬وذكر‬
‫َح ألد ُك ْم‬
‫اش أ َ‬ ‫ان َيأألْتي ألإَلأل ألف َر أل‬
‫طَ‬ ‫فيه حديث‪" :‬أبي أمامة رضي هللا عنه يقول‪ :‬ألإ لن ل‬
‫الش ْي َ‬
‫ضو و َب ُه‬ ‫بعدما يْف ألرُشو وه أَهلُه ويهألياُونه‪َ ،‬فيْل ألقي عَلي أله اْلعود أ ألَو اْلحجر أ ألَو ال لشو ويء‪ ،‬لألي ْغ أل‬
‫َْ ُ‬ ‫َ ََ‬ ‫َْ ُ َ‬ ‫ُ ْ ُ َ َُّ َ ُ ُ‬ ‫ََْ َ َ‬
‫أل‬
‫َهألل وه‪َ ،‬ق وا َل‪ :‬ألألَلن و ُه ألم ْن َع َم و ألل‬ ‫أل‬ ‫أل‬ ‫عَلأل أ أل‬
‫َهل وه‪َ ،‬ف وألإ َذا َو َج و َد َذل و َت َف َال َي ْغ َ‬
‫ضو و و و و و و و ْب َعَلأل أ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ط أل‬‫ال لش و ْي َ‬
‫‪)3‬‬
‫ان" ‪ ،‬وقد سووبق معنا حديث مالت بن الحويرل رضووي هللا عنه وأصووحابه‬
‫في باب‪" :‬الرجل ار في أهله"‪ ،‬لما أقاموا عند النبي ‪‬في المدينة عش ورين ليلة‪،‬‬
‫واش ووتهوا العود إلأل أهليهم‪ ،‬فس ووألهم الرس ووول ‪‬عن من تركوا خلفهم من األهل‪،‬‬
‫قووال‪ :‬فووأخبرنووا ‪-‬وكووان رفيقوام رحيموام‪ -‬فقووال‪ :‬ارجعوا إلأل أهليكم‪ "..‬تووأموول دقووة نظر‬
‫الص و و و و و ووحابي ‪‬وأنه وجد من النبي ‪‬رفقام ورحمة بسو و و و و و وؤاله عن أهليهم وأمر لهم‬
‫بالعود إليهم‪.‬‬

‫‪)1‬أخرجه البخاري في األدب ‪ ،)6130‬ومسلم في فضائل الصحابة ‪.)2440‬‬

‫‪.)58/7 )2‬‬

‫‪)3‬لم أجد من خرجه س و وووى البخاري في األدب المفرد‪ ،‬وحس و وونه األلباني في ص و ووحي األدب‬
‫المفرد ‪.)907‬‬

‫‪-2963 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫‪ -‬الرفق م الصو و ووبيان‪ ،‬والرأفة بهم‪ ،‬وإدخال السو و وورور عليهم من الرحمة‪،‬‬
‫وقد أورد اإلمام البخاري أحاديث عديد تنقل صور دقيقة عن الرفق م الصبيان‬
‫الحصوور حديث ألبي هرير‬ ‫داخل البيوت أو األسوور ‪ ،‬منها علأل سووبيل المثال‬
‫رضووي هللا كله محبة وتواض و ورفق من النبي ‪‬م الصووبيان‪ ،‬يقول أبو هرير ‪:‬‬
‫"س و و ووم أذناي هاتان وبص و و وور عيناي هاتان رس و و ووول هللا ‪‬أخه بيديه جميعا بكفي‬
‫الحسن أو الحسين –رضي هللا عنهما ‪ -‬وقدميه علأل قدم رسول هللا ‪ ،‬ورسول‬
‫هللا ‪‬يقول‪ :‬ارقه) قال‪ :‬فرقأل الغالم حتأل وضو و و قدميه علأل ص و وودر رس و ووول هللا‬
‫ثم‪ ‬قال رسول هللا‪ :‬افت فاك) ثم قبله ثم قال‪ :‬اللهم أحبه) فإني أحبه" ‪.)1‬‬

‫وقص ووص الحس وون والحس ووين رض وي هللا عنهما كثير م النبي ‪ ،‬وكل هها‬
‫الرفق جاء كما سوبق معنا ثمر من ثمرات الرحمة؛ وفي باب آخر يورد البخاري‬
‫رحموه هللا تعوالأل موا يودل علأل عظم رحموة النبي ‪ ،‬ففي بواب " رحموة الليوال"‬
‫ان اللنألب ُّي ‪‬أ َْر َح َم‬
‫أورد حديثام يرويه صوواحبه أن بن مالت رضووي هللا عنه قال‪َ " :‬ك َ‬
‫ان ألظ ْا ُرُ َق ْي منا‪،‬‬ ‫أل أل أل أل‬ ‫أل‬ ‫اس ألباْل أللي أل‬
‫اللن أل‬
‫ضو و و و و ٌ في َناح َية اْل َمد َينة‪َ ،‬وَك َ‬ ‫ان َل ُه ْاب ٌن ُم ْسو و و و وتَ ْر َ‬
‫ال‪َ ،‬وَك َ‬ ‫َ‬
‫يه‪َ ،‬وَق ْد َد َخ َن اْل َب ْي ُت ألبألإ ْذ ألخر‪َ ،‬ف ُيَقألّبلُ ُه َوَي ُش ُّم ُه" ‪.)2‬‬ ‫وُكلنا نأألْت أل‬
‫َ َ‬
‫‪ -‬الرفق م الخوودم‪ ،‬وإعووانتهم‪ ،‬والتواضو و و و و و و لهم‪ ،‬وهووها من كمووال الوودين‬
‫اإلس و و ووالمي وجماله‪ ،‬حيث أوجب علأل ص و و وواحب العمل أن يتقي هللا فيمن تحت‬

‫‪)1‬أخرجه الطبراني ‪ ،)2653‬وابن أبي شيبة ‪ ،)32193‬وذكر األلباني في ضليف األدب‬


‫‪ ،)40‬وفي الباب عن البراء بن عازب في البخاري في فضائل الصحابة ‪!)3749‬‬

‫‪)2‬أخرجه مسلم في الفضائل ‪.)2316‬‬

‫‪-2964 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫يطيقون‪ ،‬ويتعواون معهم‪ ،‬ويعينهم في أمر ‪،‬‬ ‫يود من الخودم‪ ،‬و يكلفهم بموا‬
‫و يضو و و و وربهم‪ ،‬و يؤذيهم بالقول و الفعل‪ ،‬وعليه مراعا مش و و و وواعرهم ورحمتهم‪،‬‬
‫خص اإلمام البخاري هه القيمة بأبواب متعدد ‪ ،‬تتضومن إرشوادات ومعاني‬ ‫وقد ّ‬
‫لطيفة في التعامل والرفق بالخدم‪ ،‬ورصو وود لها في كتابه ما يزيد عن ‪ )20‬بابام‪،‬‬
‫ومن األمثلة لها‪ :‬باب‪" :‬العفو عن الخادم"‪ ،‬وسو و و ووا فيه أشو و و ووهر حديث في هه‬
‫ال‪َ" :‬قو ألد َم اللنألب ُّي ‪‬اْل َمو ألدي َنو َة َوَل ْي َ َلو ُه‬
‫القيموة‪ ،‬وهو حوديوث أن رضو و و و و و ووي هللا عنوه َقو َ‬
‫ال‪:‬‬ ‫أل‬
‫طَل َق ألبي َحتلأل أ َْد َخَلني َعَلأل اللنألب ألّي ‪َ ،‬فَقو َ‬ ‫طْل َحو َة ألب َيو ألدي‪َ ،‬فو ْان َ‬
‫َخو ألاد ٌم‪َ ،‬فوأَ َخو َه أ َُبو َ‬
‫ال‪َ :‬ف َخ َد ْمتُ ُه ألفي ال لس و و و و و وَف ألر‬ ‫يا نألب لي ل أل‬
‫ّللا‪ ،‬ألإ لن أ ََن مس و و و و و وا ُغ َال ٌم َكّيأل ٌ َلألب ٌ‬
‫يب‪َ ،‬فْل َي ْخ ُد ْم َت‪َ .‬ق َ‬ ‫َ َ‬
‫ص َن ْع َت‬ ‫أل‬ ‫واْلحض ألر‪ ،‬مْق َدمه اْلم ألد َين َة حتلأل تُوّألفي ‪ ،‬ما َق أل أل‬
‫ص َن ْع ُت‪ :‬ل َم َ‬ ‫ال لي ل َش ْيء َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ َ‬ ‫َ َ َ‬
‫أل‬ ‫أل‬
‫ص و و َن ْع ُه‪ :‬أَ َ َ‬‫ال لي ل َش و و ْيء َل ْم أَ ْ‬
‫‪)1‬‬
‫ص و و َن ْع َت َه َها َه َك َها؟" ‪.‬فانظر إلأل‬ ‫َه َها َه َك َها؟ َوَ َق َ‬
‫هوه األخال العظيموة والرحموة المتنواييوة من النبي ‪ ،‬والرفق بخوادموه‪ ،‬فكوان‬
‫يعترض عليووه‪ ،‬و يغض و و و و و و ووب منووه‪ ،‬و يزجر ‪ ،‬و يكثر عليووه اللوم‬ ‫لطيفوام‬
‫والتقري ! ثم أورد اإلمام البخاري رحمه هللا تعالأل بعد هه الباب‪ ،‬باب‪" :‬إذا سر‬
‫العبد"‪ ،‬وباب "الخادم يهنب"‪ ،‬وباب‪" :‬من ختم علأل خادمه مخافة سوووء الظن"‪،‬‬
‫يطم‬ ‫ويقص و و و و و و وود بووه أن يختموا علأل األطعمووة‪ ،‬ويكيلوهووا‪ ،‬ويعوودوهووا‪ ،‬حتأل‬
‫ُ‬
‫الخدم في الس و و ورقة‪ ،‬وحتأل يصو و ووون صو و وواحب المنزل نفسو و ووه من سو و وووء الظن في‬
‫خادمه‪ .‬وفي ذات المسألة وض بعد باب‪" :‬من عد علأل خادمه مخافة الظن"‪،‬‬
‫ثم بواب‪" :‬أدب الخوادم"‪ ،‬وبواب " تقول قب هللا وجهوه "‪ ،‬وبواب‪" :‬ليجتنوب الوجوه‬

‫‪)1‬أخرجه البخاري في الوصايا ‪ ،)2768‬ومسلم في الفضائل ‪.)2309‬‬

‫‪-2965 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫في الضوورب"‪ ،‬إلأل باب‪" :‬اكسوووهم مما تلبسووون"‪ ،‬وبعد باب‪" :‬هل يعين عبد "‪،‬‬
‫ال‬
‫وبوواب‪ " :‬يكلف عبوود من العموول مووا يطيق"‪ ،‬وأورد فيهحووديووث عظيم‪َ ،‬ق و َ‬
‫ور‪َ :‬م َرْرَنوا ألبوأألَبي َذّر َو َعَل ْيو أله ثَ ْو ٌب‪َ ،‬و َعَلأل ُغ َال ألمو أله ُحللوةٌ‪َ ،‬فُقْل َنوا‪َ :‬ل ْو أَ َخو ْه َت َهو َها‬ ‫َم ْع ُر ٌ‬
‫صللأل هللاُ َعَل ْي أله َو َسلل َم‪" :‬ألإ ْخ َو ُان ُك ْم‬ ‫ال‪َ :‬ق َ أل‬
‫ال اللنب ُّي َ‬
‫ل‬
‫ط ْي َت َه َها َغ ْي َرُ‪َ ،‬ك َان ْت ُحل ٌة‪َ ،‬ق َ‬ ‫َع َ‬ ‫َوأ ْ‬
‫َخوُ تَ ْحو و َت َيو و ألدأل ‪َ ،‬فْل ُي ْ‬
‫ط ألع ْمو و ُه ألم لمو وا َيو و ْأ ُكو و ُل‪،‬‬ ‫ان أ ُ‬
‫يك ْم‪َ ،‬ف َم ْن َكو و َ‬ ‫ّللاُ تَ ْحو و َت أَ ْيو و ألد ُ‬
‫َج َعَل ُه ُم ل‬
‫َوْلُيْل ألب ْسو ُه ألم لما َيْل َب ُ ‪َ ،‬وَ ُي َكّلألْف ُه َما َي ْغلأل ُب ُه‪َ ،‬فألإ ْن َكللَف ُه َما َي ْغلأل ُب ُه َفْل ُي ألع ْن ُه َعَل ْي أله" ‪.)1‬وختم‬
‫بوأربعوة أبواب في النفقوة علأل الخوادم‪ ،‬والجلوس معوه إذا أكول‪ ،‬وهي بواب‪" :‬نفقوة‬
‫الرجل علأل عبد وخادمه ص ودقة"‪ ،‬وباب‪" :‬إذا كر أن يأكل م عبد "‪ ،‬باب‪" :‬‬
‫خوادموه معوه إذا أكول"‪ ،‬وسو و و و و و ووا فيه‬ ‫ُيطعم العبود مموا يوأكول"‪ ،‬وبواب‪" :‬هول ُيجل‬
‫ح وودي ووث أبي هرير ‪‬عن النبي ‪‬أن ووه ق ووال‪" :‬إذا ج وواء أح وودكم خ ووادم ووه بطع ووام ووه‬
‫فليجلس و و و و ووه‪ ،‬فإن لم يقبل فليناوله منه" ‪ ،)2‬وكان هها هديه كله رفق وتواض و و و و و ‪،‬‬
‫م هؤ ء المس و و و و وواكين علأل مائد واحد فقد نهج نهج األنبياء عليهم‬ ‫ومن يجل‬
‫الصال والسالم‪ ،‬وخرج من زمر المتكبرين‪.‬‬

‫‪-2‬التقبيل والتكنية والمزاح‪:‬‬

‫وهه قيم أخالقية إذا ش وواعت في البيوت‪ ،‬فإنها تكس ووب األس وور الحب والود‬
‫بين أفرادهوا‪ ،‬وبمثلهوا يقترب الزوج من زوجتوه‪ ،‬والوالود من أو د ‪ ،‬وكلهوا تجيء‬
‫كثمر من ثمار الرحمة‪ ،‬يقول ابن بطال رحمه هللا تعالأل‪" :‬رحمة الولد الصغير‪،‬‬

‫‪)1‬أخرجه البخاري في العتق ‪ ،)2545‬ومسلم في األيمان ‪.)1661‬‬

‫‪)2‬أخرجه البخاري في العتق ‪ ،)2557‬ومسلم في األيمان ‪.)1663‬‬

‫‪-2966 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫ومعانقته‪ ،‬وتقبيله‪ ،‬والرفق به‪ ،‬من األعمال التي يرتضو و و وويها هللا ويجازي عليها‬
‫حين ذكر عن وود النبي ‪‬أن عن وود‬ ‫أ ترى إلأل قول النبي ‪ ‬ل قر بن ح وواب‬
‫ُيرحم" ‪.)1‬وذكر البخاري رحمه‬ ‫يرحم‬ ‫عشر من الولد ما قبل منهم أحدام‪" :‬من‬
‫ُيرحم"‪ ،‬وأورد‬ ‫يرحم‬ ‫تحوت بواب‪" :‬من‬ ‫هللا تعوالأل قصو و و و و و ووة األقر بن حواب‬
‫‪)2‬‬
‫فانظر وتأمل ألثر الرحمة والرقة في‬ ‫بلفظ مقارب تحت باب‪" :‬قبلة الص و و ووبيان"‬
‫اللطف من الصو و و ووغار وتقبيلهم! وكان من رحمة النبي ‪‬أنه كان يحمل الحسو و و وون‬
‫رض ووي هللا عنه علأل عاتقه‪ ،‬وهو يقول‪" :‬اللهم إني أحبه فأحبه" ‪ ،)3‬وس ووا هها‬
‫الحديث قريب من أبواب الرحمة وقبلة الصو و ووبيان‪ ،‬وعنوانه باب‪" :‬حمل الصو و ووبي‬
‫علأل العاتق"‪ .‬وكان يقبل النبي ‪‬ابنته فاطمة رضو ووي هللا عنها‪ ،‬وسو ووا في ذلت‬
‫البخاري رحمه هللا تعالأل حديث عائشوة أم لمؤمنين رضوي هللا عنها قالت‪َ :‬قاَل ْت‪:‬‬
‫ص و و وللأل هللاُ َعَل ْي أله َو َس و و ولل َم ألم ْن‬ ‫ول ل أل‬
‫ّللا َ‬
‫ان أَ ْش و و وب َه ح ألديثما وَك َالما ألبرس و و و أل‬
‫َ م َُ‬ ‫َ َ‬ ‫َح مدا َك َ‬‫" َما َأرَْي ُت أ َ‬
‫َجَل َسو و و و و و و َهوا ألفي‬ ‫أل‬ ‫أل‬
‫ام ألإَل ْي َهوا‪َ ،‬ف َر لحو َب ألب َهوا َوَقلبَل َهوا‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫أل‬
‫َفواط َمو َة‪َ ،‬وَكوا َنو ْت إ َذا َد َخَلو ْت َعَل ْيوه َقو َ‬
‫ان ألإ َذا َد َخو َل َعَل ْي َهوا َقوا َمو ْت ألإَل ْيو أله َفوأَ َخو َه ْت ألب َيو ألدأل ‪َ ،‬ف َر لح َبو ْت ألبو أله َوَقلبَل ْتو ُه‪،‬‬ ‫أل أل أل‬
‫َم ْجلس و و و و و و وه‪َ ،‬وَكو َ‬
‫ض و و و و و و أله لال ألهي تُُوّألفي‪َ ،‬ف َر لح َب ألب َها‬ ‫وأَجَلس و و و و و و ْته ألفي مجلأل ألس و و و و و وها‪َ ،‬فدخَل ْت عَلي أله ألفي مر أل‬
‫ََ‬ ‫َْ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ ْ َ ُ‬
‫َ‬
‫َوَقلبَل َها" ‪.)4‬‬

‫‪)1‬شرح بن بطال ‪.)211/9‬‬

‫‪)2‬أخرجه البخاري في األدب ‪ ،)5997‬ومسل في الفضائل ‪.)2318‬‬

‫‪)3‬أخرجه البخاري ‪ ،)3749‬ومسلم ‪ ،)2422‬كالهما في فضائل الصحابة‪.‬‬

‫‪)4‬أخرجه الترمهي في المناقب ‪ ،)3871‬وأبو داوود في األدب ‪.)5271‬‬

‫‪-2967 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫‪-‬أما التكنية‪ ،‬وهو أن ينادي الرجل زوجته بدل اس و وومها بكنية‪ ،‬أو أن يكني‬
‫أحد بناته أو أبنائه‪ .‬وهها فيه نو من التحبب والتودد والمالطفة‪ ،‬وقد أكنأل النبي‬
‫كنأل جمي‬ ‫‪‬كثي امر من أصو و ووحابه رضو و ووي هللا عنهم‪ ،‬وأكنأل الصو و ووغار منهم‪ ،‬بل ّ‬
‫ض وي‬‫زوجاته رض ووي هللا عنهن‪ ،‬ففي باب‪ " :‬كنية النس وواء" ذكر حديث عائش ووة ر أل‬
‫َ َ‬
‫اء َك‪َ ،‬فا ْكألنألني‪،‬‬ ‫ّللا ع ْنها َقاَلت‪" :‬أَتَيت اللنألب لي ‪َ‬فُقْلت‪ :‬يا رسو و و و وول ل أل ل أل‬
‫ّللا‪َ ،‬كن ْي َت ن َسو و و و و َ‬ ‫ُ َ َُ َ‬ ‫ُْ‬ ‫ْ‬ ‫لُ َ َ‬
‫ّللاألو ‪ ،)1‬فكوانوت رضو و و و و و ووي هللا عنهوا تكنأل بوأم عبود‬ ‫ُخألتو ألت َع ْبو ألد ل‬
‫ال‪« :‬تَ َكألّني ألبو ْاب ألن أ ْ‬
‫َفَقو َ‬
‫هللا‪ ،‬وعبد هللا هو ابن الزبير رضي هللا عنه‪.‬‬

‫‪-‬ومن رحمته ‪‬المزاح م األهل و األو د‪ ،‬و هو مما يدخل الس و و وورور في‬
‫البيت ويطرد الكلبة‪ ،‬و يههب الوحشو ووة من النفوس‪ ،‬وقد وض و و البخاري رحمه‬
‫هللا تعالأل باب " المزاح م الصو و ووبي"‪ ،‬وسو و ووا فيه حديث أبي هرير رضو و ووي هللا‬
‫عنه‪" :‬أن النبي ‪‬أخه بيد الحسون أو الحسوين رضوي هللا عنهما‪ ،‬ثم وضو قدميه‬
‫علأل قدميه‪ ،‬ثم قال‪ :‬تر ل " ‪.)2‬‬

‫وأخه أص و ووحابه هديه ‪‬واتبعوا طريقه‪ ،‬ففي باب‪" :‬حس و وون الخلق إذا فقهوا"‪،‬‬
‫م القوم‪ ،‬و‬ ‫وأورد تحتوه أثر ثوابوت بن عبيود قوال‪" :‬موا أريوت أحودام أج لول إذا جل‬

‫‪)1‬أخرجه ابن أبي شويبة ‪ ،)26290‬وأحمد ‪ ،)24619‬وصوححه األلباني في السولسولة الصوحيحة‬


‫‪.)133‬‬

‫‪ )2‬سبق تخريجه ص ‪.)68‬‬

‫‪-2968 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫في بيته من زيد بن ثابت رضوي هللا عنه" ‪ ،)2‬تأمل في حال الناس اليوم‬ ‫‪)1‬‬
‫أفكه‬
‫فقد خالفوا هها الهدي اللطيف‪ ،‬فتراهم يتعاملون خارج المنزل بأحس و و و وون األخال‬
‫وألطفها‪ ،‬وإذا دخلوا بيوتهم نزعوا إلأل سلوك الجفاء والقسو إ من رحم هللا‪.‬‬

‫ومازح النبي ‪‬النس و و و وواء‪ ،‬وكان فيهن زوجاته رض و و و ووي هللا عنهن‪ ،‬وقد عقد‬
‫رض و ووي هللا عنه‪ ،‬أن البراء‬ ‫البخاري بابام بعنوان" المزاح"‪ ،‬وأورد فيه حديث أن‬
‫بن مالت رضوي هللا عنه كان يحدوا بالرجال‪ ،‬وكان أنجشوه رضوي هللا عنه يحدو‬
‫بالنس و و وواء‪ ،‬وكان حس و و وون الص و و وووت‪ ،‬فقال النبي‪" :‬يا أنجش و و ووة! رويدك س و و وووقت‬
‫ل‬ ‫أل‬ ‫ل‬
‫بوالقوارير" ‪ ،‬وفي روايوة قوال أبو قالبوة‪َ :‬فتَ َكل َم اللنألب ُّأل‪ ‬ألب َكل َموة َل ْو تَ َكل َم َب ْع ُ‬
‫‪)3‬‬
‫ضو و و و و و و ُك ْم‬
‫َل ألع ْبتُ ُمو َها َعَل ْي أله َق ْولُ ُه َس ْوَق َت ألباْلَق َو ألار أل‬
‫ير!‬

‫‪-3‬عمل الرجل في منزله‪:‬‬

‫وهي قيم ووة أخالقي ووة‪ ،‬ت وودل علأل الرحم ووة والرق ووة‪ ،‬وفيه ووا روح التع وواون م‬
‫الزوجة‪ ،‬فمن الجميل أن يتشو و و و و ووارك أفراد األسو و و و و وور في بعض األعمال المنزلية‪،‬‬
‫وهها سوولوك قد يفهم البعض منه أنه ضووعف من الزوج‪ ،‬وفي الحقيقة هو سوولوك‬
‫حضواري‪ ،‬وفيه رفعة للعامل في منزله م زوجته وأبنائه؛ ولها عقد له البخاري‬

‫‪)1‬الفاكه‪ :‬المازح‪ ،‬وا سم الفكاهة‪ ،‬النهاية في غريب الحديث ‪.)466/3‬‬

‫‪)2‬أخرجه ابي أبي شو و و وويبة ‪ ،)25328‬والبيهقي في شو و و ووعب اإليمان ‪ ،)8200‬وصو و و ووححه‬


‫األلباني في صحي األدب المفرد ‪.)219‬‬

‫‪)3‬أخرجه البخاري في األدب ‪ ،)6149‬ومسلم في الفضائل ‪.)2323‬‬

‫‪-2969 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫باب" ما يعمل الرجل في بيته"‪ ،‬وسو و و و ووا فيه حديث عائشو و و و ووة رضو و و و ووي هللا عنها‬
‫بروايات متعدد ‪ ،‬تجيب فيها عن سو و و و و و وؤال‪" :‬ما كان ‪‬يص و و و و و وون في أهله أو في‬
‫بيته؟"‪ ،‬فأجابت في رواية األسود بجواب عام " كان يكون في مهنة أهله‪ -‬يعني‬
‫خدمتهم ‪!)1‬‬

‫ص و و َن ُ اللنألب ُّي ‪ ‬ألفي‬ ‫قال األسو ووود‪ :‬س و وأَلت ع ألائش و وة ر أل‬
‫ان َي ْ‬
‫ّللاُ َع ْن َها‪َ :‬ما َك َ‬
‫ض و وي ل‬
‫َ ُْ َ َ ََ َ‬
‫ضو َر ألت ال ل‬ ‫أَهلأل أله؟ َفَقاَلت‪َ :‬كان ي ُكون ألفي ألمهن ألة أ أل أل‬
‫صو َال ُ َخ َرَج‪ ،‬ثم فسوورت‬ ‫َهله‪َ ،‬فألإ َذا َح َ‬ ‫َْ ْ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫في روايات أخرى هه المهنة‪" :‬يخصف النعل‪ ،‬ويرق الثوب‪ ،‬ويخيا‪ ،‬ويحلب‬
‫شاته ‪.)2‬‬
‫‪)3‬‬
‫وحموول الشو و و و و و وويء علأل عوواتقووه إلأل أهلووه‬ ‫وفي بوواب‪" :‬الخروج إلأل المبقلووة‬
‫بالزبيل ‪")4‬أورد فيه قص ووة طويلة بين حهيفة وس وولمان رض ووي هللا عنهم‪ ،‬وفيها أن‬
‫يرون العمل في المنزل‪ ،‬وحمل ما يحتاجون إليه‬ ‫الص و ووحابة رض و ووي هللا عنهم‬
‫معيبوام أو منقص و و و و و و ووة كموا يظن بعض أهول الكبر و البطر‪ ،‬والروايوة طويلوة كموا‬

‫‪)1‬أخرجه البخاري في األدب ‪.)6039‬‬

‫‪ )2‬أخرجه الترمهي في الش وومائل ‪ ،)342‬وأخرجه ابن حبان ‪ ،)5675‬وص ووححه األلباني‬
‫‪.)5760‬‬ ‫في تخريج مشكا المصابي‬

‫‪ )3‬المبقلة‪ :‬موض و البقل‪ ،‬وقيل‪ :‬كل نبات اخضوورت له األرض فهو بقل‪ .‬مختار الصووحاح‬
‫ص‪.)38 :‬‬

‫الوع وواء ُي ْحم وول ألفي و ألوه‪.‬‬


‫الزْنألبي وول‪َ ،‬فووألإذا َجمعوا َق والُوا َزَن وابي وول‪ .‬وألقي و َول أل‬
‫َ‬
‫الزبألي وول‪ :‬أل‬
‫الجراب‪َ ،‬و ُه َو ّأل‬ ‫‪ )4‬ل ُ‬
‫انظر‪:‬تههيب اللغة ‪ ،)148 /13‬ولسان العرب ‪.)300 /11‬‬

‫‪-2970 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫أل أل‬
‫ض‬ ‫َع َر َ‬ ‫ال‪:‬‬ ‫أسلفت‪ ،‬وسأورد محل الشاهد منها‪َ " :‬ع ْن َع ْم ألرو ْب ألن أألَبي ُق لرَ اْلك ْند ألّي َق َ‬
‫ُق لرَ أَلن ُه‬ ‫ال َل َها‪ُ :‬بَق ْي َرُ‪َ ،‬فَبَل َغ أ ََبا‬‫ان أُ ْختَ ُه‪َ ،‬فأ ََبأل َوتَ َزلو َج َم ْوَ م َل ُه‪ُ ،‬يَق ُ‬ ‫أألَبي َعَلأل َسوْل َم َ‬
‫َفتََو لج َه‬ ‫َخ َب َر أَلن ُه ألفي َم ْبَقَلة َل ُه‪،‬‬‫طلُ ُب ُه‪َ ،‬فأ ْ‬
‫ان َشو و و ْي ٌء‪َ ،‬فأَتَا ُ َي ْ‬ ‫ان َب ْي َن ُح َه ْيَف َة َو َسو و وْل َم َ‬ ‫َك َ‬
‫الزبألي ألول ‪َ -‬و ُه َو َعَلأل‬ ‫ألإَل ْيو أله‪َ ،‬فَل ألق َيو ُه م َعو ُه َزبأليٌل ألفي ألوه َبْقو ٌل‪َ ،‬قو ْد أ َْد َخو َل َعص و و و و و و وا ُ ألفي ُع ْروأل ل‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ان‪:‬‬ ‫أل‬ ‫أل‬ ‫أل أل أل‬
‫ول َسو و و و و و وْل َم ُ‬
‫ال‪َ :‬يُق ُ‬ ‫ان َب ْي َن َت َوَب ْي َن ُح َه ْيَف َة؟ َق َ‬
‫ّللا‪َ ،‬ما َك َ‬‫ال‪َ :‬يا أ ََبا َع ْبد ل‬ ‫َعاتقه ‪َ -‬فَق َ‬
‫ﱣ ﱰﱱﱲﱢ[اإلسراء‪.)1 "..]11 :‬‬

‫‪)1‬أخرج ووه أحم وود ‪ ،)23721‬والطبراني ‪ ،)6156‬ومن رواي ووة أبي هرير في صو و و و و و ووحي‬
‫البخاري ‪ )6361‬ومسلم ‪.)2601‬‬

‫‪-2971 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫اخلامتة‬
‫وفي ختام البحث أحمد هللا جل في عال أن يسو و وور لي إتمامه‪ ،‬كما أسو و ووأله‬
‫سبحانه وتعالأل أن ييسر قبوله والنف به‪ ،‬و فيما يلي أبرز النتائج التي توصلت‬
‫إليها‪ ،‬وأهم التوصيات‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬النتائج‪:‬‬

‫ترش و وود إلأل القيم‬ ‫‪ -1‬أن الس و وونة النبوية مص و وودر ثري للقيم األسو و ورية‪ ،‬بل إنها‬
‫الكلية فحسب‪ ،‬بل توض القيم الفرعية والتفاصيل الصغير في كل قيمة‪.‬‬

‫‪ -2‬أن كتاب األدب المفرد موس و و و و وووعة في القيم واألخال بكل أنواعها‪ ،‬بل كل‬
‫نو تحته مصفوفة من القيم المتعدد ‪ ،‬و أكثرها حضو امر هي القيم األسرية‪،‬‬
‫حيث خصت بعدد كبير من األحاديث واآلثار‪.‬‬

‫‪ -3‬أن علماء اإلسالم قد ساهموا في الكتابة األخالقية من وقت مبكر‪ ،‬وعلماء‬


‫ينكر‪.‬‬ ‫الحديث كان لهم قصب السبق في ذلت‪ ،‬والجهد العظيم الهي‬

‫‪ -4‬أن القيم األس و و و و و ورية الكلية هي قيم تتعلق بجمي أفراد األس و و و و و وور ‪ ،‬و تخص‬
‫أحدهم دون اآلخر‪ ،‬علأل أن الحظ األكبر كان من نصو و و وويب رب األسو و و وور ‪،‬‬
‫والوالدين‪ ،‬فعليهم مسؤولية خاصة‪ ،‬ولهلت كانت األحاديث التي تشرح هها‬
‫القيم تركز الضوء عليهما‪.‬‬

‫‪-2972 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫‪ -5‬أن الوصو و ووول أو النص علأل القيم الكلية والفرعية‪ ،‬ووضو و ووعه في مصو و ووفوفة‬
‫معينة هي مسوألة اجتهادية‪ ،‬كل باحث قد يسوتخرج مصوفوفة تخصوه‪ ،‬لكن‬
‫األحاديث – حقيقة‪ -‬قد غطت جمي أنوا القيم األسرية‪ ،‬كليها وفرعيها‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬التوصيات‪:‬‬

‫في ضووء النتائج السوابقة؛ فإن أهم التوصويات التي ينبغي األخه‬
‫بها ما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬ضوورور توجيه الباحثين إلأل د ارسووة القيم من خالل السوونة النبوية‪ ،‬حيث إنها‬
‫هي المصو و و و وودر الثاني من مصو و و و ووادر التش و و و و وري ‪ ،‬كما أنها تزخر بكنوز من‬
‫التفاصيل المهمة التي ترتبا بالقيم األخالقية‪.‬‬

‫‪-2‬ضو و و و و و وورور العنوايوة بكتواب األدب المفرد‪ ،‬ففيوه فقوه عظيم سو و و و و و ووتخراج القيم‬
‫اإلس ووالمية وإبرازها‪ ،‬وإبراز محاس وون اإلس ووالم و تش وريعاته الرحيمة‪ ،‬كما أن‬
‫الكتواب لم يخودم علأل الوجوه المطلوب‪ ،‬حيوث إن الشو و و و و و ووروح والتعواليق عليوه‬
‫شووحيحة جدام‪ ،‬مما يوجب علأل طلبة الد ارسووات العليا أن يصوومدوا لمثل هه‬
‫الكتب العلمية بالشرح والبحث واستخراج ما فيها من كنوز معرفية‪.‬‬

‫‪ -3‬نظ امر لمكووانووة اإلمووام البخوواري‪ ،‬و أهميووة كتوواب األدب المفرد؛ فووإني أقترح‬
‫تدرس ماد القيم واألخال أن‬ ‫علأل أقس و و ووام الدعو والثقافة اإلس و و ووالمية التي ّ‬
‫تجع وول ه ووها الكت وواب من أهم مراج مواده ووا‪ ،‬و ك ووهل ووت أقترح أن يكون هو‬
‫المنهج التطبيقي للمقرر أو أن يكون مواد لقراء تحليليوة في بعض أبوابوه و‬
‫األحاديث الوارد فيه‪.‬‬

‫‪-2973 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫‪ -4‬التأكيد علأل تبني المراكز التي تهتم باألسور أو البرامج األسورية د ارسوة كتاب‬
‫األدب المفرد‪ ،‬حيث إنه سويسواهم مسواهمة بالغة في حسون التصوور للقضوايا‬
‫األسرية‪ ،‬وحسن معالجة مشكالتها‪.‬‬
‫‪ -5‬أقترح علأل أئمة المساجد و طالب العلم أن يق أروا هها الكتاب في مساجدهم‪،‬‬
‫حماية للمجتم واألس وور ؛ فاألس وور اليوم هي آخر معاقل الص وومود أمام هه‬
‫العولمة التقنية المكتسحة للفضائل والمدمر للقيم‪.‬‬

‫‪-2974 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫فهرس املصادر واملراجع‬


‫ا تجا األخالقي في اإلسالم‪ ،‬مقدار يالجن‪ ،‬مكتبة الخانجي‪ ،‬القاهر ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫أثر الوالدين في تكوين الشخصية‪ -‬دراسة موضوعية في سورية‪ ،‬أنطون‬ ‫‪-2‬‬
‫رحمة‪ ،‬سوريا‪.‬‬
‫إحياء علوم الدين‪ ،‬أبو حامد الغزالي‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫األخال اإلسالمية وأسسها‪ ،‬عبد الرحمن حبنكة‪ ،‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪،‬‬ ‫‪-4‬‬
‫‪1432‬هو‪.‬‬
‫األخال بين الثبات والتغير‪ ،‬أ‪.‬عبد الرحمن الجهني‪ ،‬جامعة الملت عبد‬ ‫‪-5‬‬
‫العزيز‪ ،‬جد ‪1437 ،‬هو‪.‬‬
‫األخال بين الفلسفة اليونانية وحكماء اإلسالم‪ ،‬عبد المقصود عبد‬ ‫‪-6‬‬
‫الغني‪ ،‬مكتبة الزهراء‪ ،‬القاهر ‪1993 ،‬م‪.‬‬
‫األخال في آيات األحكام‪ ،‬د‪ .‬شوكت طالفحة‪ ،‬عالم الكتب الحديث‪،‬‬ ‫‪-7‬‬
‫األردن‪2020 ،‬م‪.‬‬
‫األخال والرهانات اإلنسانية‪ ،‬د‪.‬نور بوحناش‪ ،‬دار أفريقيا الشر ‪،‬‬ ‫‪-8‬‬
‫المغرب‪2013 ،‬م‪.‬‬
‫األخال والقيم التربوية في اإلسالم‪ ،‬ضمن نضر النليم في أخال‬ ‫‪-9‬‬
‫الرسول الكريم ‪ ،‬مجموعة من المختصين‪ ،‬بإشراف الشية صال بن‬
‫حميد‪ ،‬دار الوسيلة‪1418 ،‬ه‪ ،‬جد ‪.‬‬
‫‪ -10‬األخال ‪ ،‬أحمد أمين‪ ،‬دار العالم العربي‪2016 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -11‬أدب الدنيا والدين‪ ،‬أبو الحسن الماوردي‪ ،‬تحقيق‪ :‬علأل عبد المقصود‬
‫رمضان‪ ،‬مكتبة اآلداب‪ ،‬بيروت‪1432 ،‬هو‪.‬‬

‫‪-2975 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫األدب المفرد‪ ،‬لإلمام البخاري‪ ،‬تحقيق‪ :‬علأل عبد المقصود رضوان‪،‬‬ ‫‪-12‬‬
‫دار ابن الجوزي‪ ،‬الدمام‪1440 ،‬هو‪.‬‬
‫األسر والمجتم ‪ ،‬علي وافي‪ ،‬دار نهضة مصر‪ ،‬مصر‪2016 ،‬م‪.‬‬ ‫‪-13‬‬
‫أصول األخال في ضوء القرآن الكريم‪ ،‬عبد الستار محمد نوير‪ ،‬بحث‬ ‫‪-14‬‬
‫منشور علأل الشبكة العنكبوتية‪.‬‬
‫آفا القيمة‪ ،‬رالف بيري‪ ،‬ترجمة‪ :‬عبد المحسن سالم‪ ،‬مكتبة نهضة‬ ‫‪-15‬‬
‫مصر‪ ،‬مصر‪1986 ،‬م‪.‬‬
‫إكمال المعلم بفوائد مسلم‪ ،‬القاضي عياض‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬يحأل إسماعيل‪،‬‬ ‫‪-16‬‬
‫دار الوفاء‪ ،‬مصر‪1419 ،‬هو‪.‬‬
‫بهجة قلوب األبرار وقر عيون األخيار في شرح جوام األخبار‪ ،‬الشية‬ ‫‪-17‬‬
‫بن سعدي‪ ،‬تحقيق‪ :‬آل الدريني‪ ،‬مكتبة الرشد‪ ،‬الرياض‪1422 ،‬هو‪.‬‬
‫تاج العروس من جواهر القاموس‪ ،‬الزبيدي‪ ،‬تحقيق‪ :‬مجموعة من‬ ‫‪-18‬‬
‫المحققين‪ ،‬دار الهداية‪.‬‬
‫تارية األدب العربي‪ ،‬شوقي ضيف‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬مصر‪1995 ،‬م‪.‬‬ ‫‪-19‬‬
‫تارية دمشق‪ ،‬ألبي القاسم بن عساكر‪ ،‬تحقيق‪ :‬عمرو العمروي‪ ،‬در‬ ‫‪-20‬‬
‫الفكر‪1415 ،‬هو‪.‬‬
‫تحفة المودود بأحكام المولود‪ ،‬ابن القيم الجوزية‪ ،‬تحقيق‪ :‬فواز زمرلي‪،‬‬ ‫‪-21‬‬
‫دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪1417 ،‬هو‪.‬‬
‫تهكر الحفاظ‪ ،‬لإلمام الههبي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪1419 ،‬هو‪.‬‬ ‫‪-22‬‬
‫تعليم القيم فريضة غائبة‪ ،‬مجلة المسلم المعاصر‪ ،‬العدد ‪.)66-65‬‬ ‫‪-23‬‬
‫تههيب اآلثار‪ ،‬ابن جرير الطبري‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمود شاكر‪ ،‬مطبعة المدني‪،‬‬ ‫‪-24‬‬
‫القاهر‪.‬‬

‫‪-2976 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫تههيب األخال وتطهير األعراف‪ ،‬أبو علي مسكويه‪ ،‬تحقيق‪ :‬ابن‬ ‫‪-25‬‬
‫الخطيب‪ ،‬مكتبة الثقافة الدينية‪ ،‬القاهر ‪.‬‬
‫تههيب الكمال في أسماء الرجال‪ ،‬أبو الحجاج المزي‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬بشار‬ ‫‪-26‬‬
‫عواد‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪1400 ،‬هو‪.‬‬
‫تههيب اللغة‪ ،‬أبو منصور محمد بن أحمد بن األزهري الهروي‪،‬‬ ‫‪-27‬‬
‫المحقق‪ :‬محمد عوض مرعب‪ ،‬دار إحياء الترال العربي – بيروت‪،‬‬
‫‪2001‬م‪.‬‬
‫الثقات‪ ،‬أبو حاتم ابن حبان‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد خان‪ ،‬دائر المعارف‬ ‫‪-28‬‬
‫العثمانية بحيدر آباد‪1393 ،‬هو‪.‬‬
‫الجام ألحكام القرآن‪ ،‬محمد بن أحمد القرطبي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪،‬‬ ‫‪-29‬‬
‫بيروت‪1417 ،‬هو‪.‬‬
‫جهود العلماء في بيان الشمائل النبوية‪ ،‬منصور يوسف‪ ،‬مجلة جامعة‬ ‫‪-30‬‬
‫المدينة العالمية المحكمة‪ ،‬العدد ‪.)7‬‬
‫حقو اإلنسان في مجال األسر من منظور إسالمي‪ ،‬د‪ .‬مفرح القوسي‪،‬‬ ‫‪-31‬‬
‫جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية‪1438 ،‬هو‪.‬‬
‫حلية األولياء وطبقات األصفياء‪ ،‬أبو نليم األصبهاني‪ ،‬السعاد ‪،‬‬ ‫‪-32‬‬
‫القاهر ‪1394 ،‬هو‪.‬‬
‫حياتي‪ ،‬أحمد أمين‪ ،‬دار الشرو ‪ ،‬القاهر ‪2008 ،‬م‪.‬‬ ‫‪-33‬‬
‫دراسات إسالمية في العالقات الدولية وا جتماعية‪ ،‬محمد دراز‪،‬‬ ‫‪-34‬‬
‫تحقيق‪ :‬أحمد مصطفأل‪ ،‬دار القلم‪ ،‬الكويت‪2009 ،‬م‪.‬‬
‫دستور األخال في القرآن‪ ،‬محمد دراز‪ ،‬ترجمة‪ :‬عبد الصبور شاهين‪،‬‬ ‫‪-35‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪1418 ،‬هو‪.‬‬

‫‪-2977 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫دليل الفالحين لطر رياض الصالحين‪ ،‬محمد الصديقي الشافعي‪،‬‬ ‫‪-36‬‬


‫تحقيق‪ :‬خليل شيحا‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪1425 ،‬هو‪.‬‬
‫الهريعة إلأل مكارم الشريعة‪ ،‬الراغب األصفهاني‪ ،‬تحقيق‪ :‬أبو اليزيد‬ ‫‪-37‬‬
‫العجمي‪ ،‬دار السالم‪ ،‬القاهر ‪1428 ،‬هو‪.‬‬
‫ذم المالهي‪ ،‬أبوبكر بن أبي الدنيا‪ ،‬تحقيق‪ :‬عمرو سليم‪ ،‬مكتبة ابن‬ ‫‪-38‬‬
‫تيمية‪ ،‬القاهر ‪1416 ،‬هو‪.‬‬
‫الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المشرفة‪ ،‬محمد بن جعفر‬ ‫‪-39‬‬
‫الكتاني‪ ،‬دار البشائر‪ ،‬بيروت‪1414 ،‬هو‪.‬‬
‫روح القيم وحرية المفاييم‪ ،‬عبد الر از بلعقروز‪ ،‬المؤسسة العربية‬ ‫‪-40‬‬
‫للفكرواإلبدا ‪2017 ،‬م‪.‬‬
‫سلسلة األحاديث الصحيحة‪ ،‬محمد ناصر الدين األلباني‪ ،‬مكتبة‬ ‫‪-41‬‬
‫المعارف‪ ،‬الرياض‪1415 ،‬هو‪.‬‬
‫السنة قبل التدوين‪ ،‬محمد عجاج الخطيب‪ ،‬مكتبة ويبة‪ ،‬القاهر ‪،‬‬ ‫‪-42‬‬
‫‪1408‬هو‪.‬‬
‫سنن أبي داوود‪ ،‬أبوداوود سليمان بن األشعث‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد محي‬ ‫‪-43‬‬
‫الدين عبد الحميد‪ ،‬المكتبة العصرية‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫سنن الترمهي‪ ،‬محمد بن عيسأل الترمهي‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد شاكر وآخرون‪،‬‬ ‫‪-44‬‬
‫شركة البابي الحلبي‪ ،‬مصر‪1395 ،‬هو‪.‬‬
‫السنن الكبرى للبيهقي‪ ،‬أبو بكر البيهقي‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد عطا‪ ،‬دار‬ ‫‪-45‬‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪1424 ،‬هو‪.‬‬
‫سؤال العمل‪ ،‬طه عبد الرحمن‪ ،‬دار أبي رق ار للطباعة والنشر‪،‬‬ ‫‪-46‬‬
‫المغرب‪1433 ،‬هو‪.‬‬

‫‪-2978 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫سير أعالم النبالء‪ ،‬لإلمام الههبي‪ ،‬مجموعة من المحققين بإشراف‬ ‫‪-47‬‬


‫شعيب األرنا وم‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪1405 ،‬ه‪.‬‬
‫شجر المعارف واألحوال وصال األقوال واألفعال‪ ،‬العز بن عبد السالم‪،‬‬ ‫‪-48‬‬
‫تحقيق‪ :‬حسان عبد المنان‪ ،‬بيت األفكار الدولية‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫شخصية المسلم كما يصوغها اإلسالم في الكتاب والسنة‪ ،‬الدكتور محمد‬ ‫‪-49‬‬
‫الهاشمي‪ ،‬دار البشائر اإلسالمية‪ ،‬األردن‪1423 ،‬هو‪.‬‬
‫شرح الطيبي علأل مشكا المصابي = الكاشف عن حقائق السنن‪ ،‬لشرف‬ ‫‪-50‬‬
‫الدين الطيبي‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬الهنداوي‪ ،‬مكتبة نزار الباز‪ ،‬مكة‪1416 ،‬هو‪.‬‬
‫شرح النووي علأل مسلم=المنهاج شرح صحي مسلم بن الحجاج‪ ،‬شرف‬ ‫‪-51‬‬
‫الدين النووي‪ ،‬دار إحياء الترال العربي‪ ،‬بيروت‪1392 ،‬هو‪.‬‬
‫شرح رياض الصالحين‪ ،‬ابن عثيمين‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمود بن الجميل‪-‬خالد‬ ‫‪-52‬‬
‫بن عثمان‪ ،‬مكتبة الصفا‪ ،‬القاهر ‪1423 ،‬هو‪.‬‬
‫شرح صحي البخاري‪ ،‬ابن بطال علي بن خلف‪ ،‬تحقيق‪ :‬أبو تميم‬ ‫‪-53‬‬
‫ياسر بن إبراييم‪ ،‬مكتبة الرشد‪ ،‬الرياض‪1423 ،‬هو‪.‬‬
‫شعب اإليمان‪ ،‬أبوبكر البيهقي‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد العلي حامد‪ ،‬مكتبة‬ ‫‪-54‬‬
‫الرشد‪ ،‬الرياض‪1423 ،‬هو‪.‬‬
‫صحي ابن حبان بترتيب بن بلبان‪ ،‬أبو حاتم بن حبان‪ ،‬تحقيق‪ :‬شعيب‬ ‫‪-55‬‬
‫األرنا وم‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪1414 ،‬هو‪.‬‬
‫صحي البخاري= الجام المسند الصحي المختصر من أمور رسول هللا‬ ‫‪-56‬‬
‫‪ ‬وسننه وأيامه‪ ،‬اإلمام البخاري‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد زهير‪ ،‬دار طو‬
‫النجا ‪1422 ،‬هو‪.‬‬
‫صحي مسلم‪ ،‬مسلم ابن الحجاج النيسابوري‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد فؤاد عبد‬ ‫‪-57‬‬
‫الباقي‪ ،‬دار إحياء الترال العربي‪ ،‬بيروت‪.‬‬

‫‪-2979 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫ضليف األدب المفرد‪ ،‬الشية ناصر الدين األلباني‪ ،‬دار الصديق‪،‬‬ ‫‪-58‬‬
‫‪1419‬هو‪.‬‬
‫طرح التثريب بشرح التقريب‪ ،‬زين الدين العراقي‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد أبو‬ ‫‪-59‬‬
‫زرعة‪ ،‬دار إحياء الترال العربي‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫عادات اإلمام البخاري في صحيحه‪ ،‬عبد الحق الهاشمي المكي‪،‬‬ ‫‪-60‬‬
‫تحقيق‪ :‬محمد ناصر العجمي‪ ،‬مكتب الشؤون الفنية‪ ،‬الكويت‪،‬‬
‫‪1428‬هو‪.‬‬
‫عبقرية البخاري‪ ،‬د‪.‬حماد القباج‪ ،‬مركز يقين‪1440 ،‬هو‪.‬‬ ‫‪-61‬‬
‫علم ا جتما العائلي‪ ،‬مصطفأل الخشاب‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬ ‫‪-62‬‬
‫بيروت‪1405 ،‬هو‪.‬‬
‫علم النف ا جتماعي‪ ،‬د‪ .‬حامد زهران‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬القاهر ‪1977 ،‬م‪.‬‬ ‫‪-63‬‬
‫الليال‪ ،‬ألبي بكر ابن أبي الدينا‪ ،‬تحقيق‪ :‬نجم عبد الرحمن خلف‪ ،‬دار‬ ‫‪-64‬‬
‫ابن القيم‪ ،‬الدمام‪1410 ،‬هو‪.‬‬
‫غهاء األلباب شرح منظومة اآلداب‪ ،‬الشية محمد بن أحمد السفاريني‪،‬‬ ‫‪-65‬‬
‫دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪1423 ،‬هو‪.‬‬
‫فت الباري شرح صحي البخاري‪ ،‬بن حجر العسقالني‪ ،‬تحقيق‪:‬‬ ‫‪-66‬‬
‫الشية عبد العزيز بن باز وآخرون‪ ،‬المطبعة السلفية‪ ،‬القاهر ‪.‬‬
‫فت الرحيم الملت العالم في علم العقائد والتوحيد واألخال واألحكام‬ ‫‪-67‬‬
‫المستنبطة من القرآن‪ ،‬الشية عبد الرحمن بن سعدي‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد‬
‫الر از البدر‪ ،‬دار ابن الجوزي‪ ،‬الدمام‪1431 ،‬هو‪.‬‬
‫فضل هللا الصمد في توضي األدب المفرد‪ ،‬فضل هللا الجيالني‪،‬‬ ‫‪-68‬‬
‫المطبعة السلفية‪ ،‬القاهر ‪1378 ،‬هو‪.‬‬

‫‪-2980 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫الفلسفة األخالقية في الفكر اإلسالمي‪ ،‬د‪ .‬أحمد محمود صبحي‪ ،‬دار‬ ‫‪-69‬‬
‫النهضة‪ ،‬مصر‪1992 ،‬م‪.‬‬
‫فيض القدير شرح الجام الصغير‪ ،‬لمحمد المناوي‪ ،‬دار المعرفة‪،‬‬ ‫‪-70‬‬
‫بيروت‪1391 ،‬هو‪.‬‬
‫القاموس المحيا‪ ،‬مجد الدين الفيروز آبادي‪ ،‬دار العلم‪ ،‬بيروت‪،‬‬ ‫‪-71‬‬
‫‪1426‬هو‪.‬‬
‫القيم األسرية أهميتها وواجب اإلنسان نحوها في ضوء القرآن الكريم‪،‬‬ ‫‪-72‬‬
‫نو ار بنت قاسم‪ ،‬الشبكة العالمية‪.‬‬
‫القيم اإلسالمية في المنظومة التربوية‪ ،‬خالد الصمدي‪ ،‬اإليسيسكو‪،‬‬ ‫‪-73‬‬
‫الربام‪2017 ،‬م‪.‬‬
‫القيم بين اإلسالم والغرب‪ ،‬د‪.‬مان المان ‪ ،‬دار الفضيلة‪ ،‬الرياض‪،‬‬ ‫‪-74‬‬
‫‪1426‬هو‪.‬‬
‫القيم ومسؤولية المواطنة‪ ،‬د‪ .‬عبد الودود مكروم‪ ،‬دار الفكر العربي‪،‬‬ ‫‪-75‬‬
‫القاهر ‪2008 ،‬م‪.‬‬
‫الكامل في ضعفاء الرجال‪ ،‬أبو أحمد بن عدي‪ ،‬تحقيق‪ :‬عادل عبد‬ ‫‪-76‬‬
‫الموجود‪ -‬علي معوض‪ ،‬الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪1418 ،‬هو‪.‬‬
‫كشف المشكل من حديث الصحيحين‪ ،‬جمال الدين ابن الجوزي‪،‬‬ ‫‪-77‬‬
‫تحقيق‪ :‬علي البواب‪ ،‬دار الوطن‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫الكليات األساسية للشريعة اإلسالمية‪ ،‬د‪ .‬أحمد الريسوني‪ ،‬دار السالم‪،‬‬ ‫‪-78‬‬
‫مصر‪1431 ،‬هو‬
‫لسان العرب‪ ،‬محمد بن مكرم بن منظور‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪،‬‬ ‫‪-79‬‬
‫‪141‬ز‪4‬هو‪.‬‬
‫مجلة إسالمية المعرفة‪ ،‬السنة ‪ ،14‬عدد ‪1429 ،54‬هو‪.‬‬ ‫‪-80‬‬

‫‪-2981 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫مجم الزوائد ومنب الفوائد‪ ،‬أبو الحسن الهيثمي‪ ،‬تحقيق‪ :‬حسام الدين‬ ‫‪-81‬‬
‫القدسي‪ ،‬مكتبة القدسي‪ ،‬القاهر ‪1414 ،‬هو‪.‬‬
‫مختار الصحاح‪ ،‬زين الدين أبو عبد هللا محمد بن أبي بكر بن عبد‬ ‫‪-82‬‬
‫القادر الحنفي الرازي‪ ،‬تحقيق‪ :‬يوسف الشية محمد‪ ،‬المكتبة العصرية‬
‫‪ -‬الدار النموذجية‪ ،‬بيروت م‪ :‬الخامسة‪1420 ،‬هو‪.‬‬
‫مختصر منهاح القاصدين‪ ،‬بن قدامة المقدسي‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد أحمد‬ ‫‪-83‬‬
‫دهمان‪ ،‬دار البيان‪ ،‬دمشق‪1398 ،‬هو‪.‬‬
‫المخصص‪ ،‬أبو الحسن علي بن إسماعيل بن سيد المرسي‪ ،‬تحقيق‪:‬‬ ‫‪-84‬‬
‫خليل إبراهم جفال‪ ،‬دار إحياء الترال العربي – بيروت‪ ،‬م األولأل‪،‬‬
‫‪1417‬هو‪.‬‬
‫مدارج السالكين‪ ،‬ابن القيم الجوزية‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد المعتصم باَّلل‬ ‫‪-85‬‬
‫البغدادي‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬هو‪.‬‬
‫المستدرك علأل الصحيحين‪ ،‬أبو عبد هللا الحاكم‪ ،‬تحقيق‪ :‬مصطفأل‬ ‫‪-86‬‬
‫عبد القادر عطا‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪1411 ،‬هو‪.‬‬
‫مسند أحمد‪ ،‬لإلمام أحمد بن حنبل‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد شاكر‪ ،‬دار الحديث‪،‬‬ ‫‪-87‬‬
‫القاهر ‪1416 ،‬هو‪.‬‬
‫مسند البزار= البحر الزخار‪ ،‬أبو بكر البزار‪ ،‬تحقيق‪ :‬محفوظ الرحمن‬ ‫‪-88‬‬
‫زين هللا وآخرون‪ ،‬مكتبة العلوم والحكم‪ ،‬المدينة المنور ‪2009 ،‬م‪.‬‬
‫مشكا المصابي ‪ ،‬أبو عبد هللا التبريزي‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد ناصر الدين‬ ‫‪-89‬‬
‫األلباني‪ ،‬المكتب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪1985 ،‬م‪.‬‬
‫مصنف ابن أبي شيبة = المصنف في األحاديث واآلثار‪ ،‬أبو بكر ابن‬ ‫‪-90‬‬
‫أبي شيبة‪ ،‬تحقيق‪ :‬كمال الحوت‪ ،‬مكتبة الرشد‪ ،‬الرياض‪1409 ،‬هو‪.‬‬

‫‪-2982 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫مصنف عبد الر از ‪ ،‬أبو بكر عبد الر از بن همام الصنعاني‪ ،‬تحقيق‪:‬‬ ‫‪-91‬‬
‫حبيب الرحمن األعظمي‪ ،‬المجل العلمي‪ ،‬الهند‪1403 ،‬هو‪.‬‬
‫معجم الطبراني الكبير‪ ،‬ألبي القاسم الطبراني‪ ،‬تحقيق‪ :‬حمدي عبد‬ ‫‪-92‬‬
‫المجيد السلفي‪ ،‬مكتبة ابن تيمية‪ ،‬القاهر ‪1415 ،‬هو‪.‬‬
‫معجم الطبراني ألوسا‪ ،‬ألبي القاسم الطبراني‪ ،‬تحقيق‪ :‬طار بن‬ ‫‪-93‬‬
‫عوض‪ ،‬دار الحرمين‪ ،‬القاهر ‪1415 ،‬هو‪.‬‬
‫المعجم الفلسفي‪ ،‬جميل صليبا‪ ،‬الشركة العالمية للكتاب‪ ،‬بيروت‪،‬‬ ‫‪-94‬‬
‫‪1994‬م‪.‬‬
‫معجم المؤلفين‪ ،‬عمر رضا كحالة‪ ،‬مكتبة المثنأل‪ ،‬بيروت‪.‬‬ ‫‪-95‬‬
‫مفردات ألفاظ القرآن الكريم‪ ،‬الراغب األصفهاني‪ ،‬تحقيق‪ :‬صفوان عدنان‬ ‫‪-96‬‬
‫الداودي‪ ،‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪1412 ،‬هو‪.‬‬
‫مقاربات في المسألة األخالقية‪ ،‬مصطفأل بن حمز ‪ ،‬دار األمان‪،‬‬ ‫‪-97‬‬
‫المغرب؟‬
‫مقاصد الشريعة وعالقتها بالقيم األخالقية‪ ،‬الخادمي؟‬ ‫‪-98‬‬
‫مكارم األخال ‪ ،‬برهان الدين النسفي‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد القونوي‪ ،‬دار‬ ‫‪-99‬‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪2011 ،‬م‪.‬‬
‫مكانة األخال في الفكر اإلسالمي‪ ،‬د‪ .‬جمال نصار‪ ،‬دار الوفاء‬ ‫‪-100‬‬
‫للنشر‪ ،‬القاهر ‪2000 ،‬م‪.‬‬
‫موسوعة فقه القلوب‪ ،‬محمد بن إبراييم التويجري‪ ،‬بيت األفكار الدولية‪،‬‬ ‫‪-101‬‬
‫األردن‪ -‬السعودية‪.‬‬
‫نضر النليم في مكارم أخال النبي الرسول الكريم ‪ ،‬عدد من‬ ‫‪-102‬‬
‫المختصين بإشراف الشية صال بن حميد‪ ،‬دار الوسيلة‪ ،‬جد ‪.‬‬

‫‪-2983 -‬‬
‫(دكتور‪ /‬حممد بن نايف املطريي)‬ ‫القيم األسرية الكلية‬

‫نظرية القيم التعليمية في الفكر اإلسالمي‪ ،‬تسنيم نور الدين المهيدات‪،‬‬ ‫‪-103‬‬
‫عالم الكتب الحديث‪ ،‬األردن‪2016 ،‬م‪.‬‬
‫النهاية في غريب الحديث واألثر‪ ،‬أبو السعادات ابن األثير‪ ،‬تحقيق‪:‬‬ ‫‪-104‬‬
‫طاهر الزاوي‪-‬محمود الطناحي‪ ،‬المكتبة العلمية‪ ،‬بيروت‪1399 ،‬هو‪.‬‬
‫نيل األوطار‪ ،‬محمد بن علي الشوكاني‪ ،‬تحقيق‪ :‬عصام الدين‬ ‫‪-105‬‬
‫الصبابطي‪ ،‬دار الحديث‪ ،‬مصر‪1413 ،‬هو‪.‬‬
‫هدي الساري مقدمة فت الباري‪ ،‬ابن حجر العسقالني‪ ،‬تحقيق‪ :‬محب‬ ‫‪-106‬‬
‫الدين الخطيب‪ ،‬المكتبة السلفية‪ ،‬القاهر ‪.‬‬
‫هل أرن المسلمون لعلم أخال إسالمي؟‪ ،‬د‪ .‬أبو اليزيد العجمي‪،‬‬ ‫‪-107‬‬
‫حوليات دار العلوم‪ ،‬العدد ‪1983 ،)11‬م‪.‬‬
‫الواض في مناهج المحدثين‪ ،‬د‪ .‬ياسر الشمالي‪ ،‬دار الحامد‪ ،‬األردن‪،‬‬ ‫‪-108‬‬
‫‪1427‬هو‪.‬‬

‫‪-2984 -‬‬

You might also like