You are on page 1of 15

‫العنف األسري الموجه نحو األبناء‬

‫أ‪ :‬ليلى محمد الالفي – كلية التربية الزاوية جامعة الزاوية‬


‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫المقدمة‪:‬‬
‫العنف ظاهرة عامة تختلف من حيث حدتها ومظاهرها من مجتمع آلخر ومن فترة‬
‫زمنية ألخرى لكنها تمس كل المجتمعات االنسانية وتظهر على االنساق االجتماعية‬
‫كافة ‪ ،‬فتظهر نتيجة استجابة للعوامل المتعلقة بالوضعية التي يتم فيها ‪ ،‬فهو نتيجة لما‬
‫يسمى العنف االجتماعي أو الثقافي التي تكرسه منظومة القيم والتصورات التي تنتظم‬
‫عليها الحياة االجتماعية ويظهر أحيانا كنمط من العالقات التي تنظم حياة األفراد ‪،‬‬
‫فالحياة االجتماعية كانت وما زالت ممزوجة بالعنف لدرجة أنه على الرغم من الشعور‬
‫به إال أن المجتمعات البشرية ما زالت تعمل على تكريسه أكثر‪.‬‬
‫فالعنف الممارس ضد األبناء في الوسط األسري يرتبط بعوامل أسرية وبالمحيط‬
‫االجتماعي الخارجي ‪ ،‬فالعنف وسيلة يستخدمها اإلنسان في السيطرة على غيره من‬
‫أفراد البشر في محاولة منه في تسخيرهم لطاعته وتحقيق مصالحه ‪ ،‬فالمعروف عن‬
‫العنف أنه يؤثر سلبا على عالقات األفراد االجتماعية مع بعضهم البعض في الحاضر‬
‫والمستقبل ‪ ،‬على المستويين الفردي واالجتماعي ‪ ،‬كما يؤثر في عالقات المجتمعات مع‬
‫بعضهم عالميا‪.‬‬
‫أوال – إشكالية البحث‪:‬‬
‫إن االنتشار الواسع لظاهرة العنف األسري بين األفراد يمكن مالحظته بأشكاله المختلفة‬
‫في حياتنا اليومية ‪ ،‬بحيث أصبحت هذه الظاهرة من الظواهر االجتماعية الخطيرة لما‬
‫يترتب عليها من آثار سلبية على الصعيد الفردي واالجتماعي وكذلك ما ينتج عليها من‬
‫ظواهر مصاحبة مثل الجنوح والتشرد‪.‬‬
‫فأشكال العنف األسري التي تمارس بين أفراد األسرة الواحدة من جانب الوالدين أو‬
‫من يقومون برعاية األبناء والمتمثلة في (الضرب والشتم والسخرية والعقاب المتكرر‬
‫وكذلك الحرق واإلهانة والنبذ) كلها لها آثارها على المدى القريب البعيد على األبناء‬
‫داخل األسرة الواحدة تلك المؤسسة االجتماعية التي لها دور رئيسي في حياة أفرادها‬
‫وكذلك وظيفتها في إشباع حاجاتهم وقيامها بعملية التنشئة االجتماعية التي تمكن أبنائها‬
‫من االندماج بكل إيجابية في المجتمع ‪ ،‬فاألسرة هي المؤسسة التي ينمو فيها الطفل‬

‫‪388‬‬
‫ويتشرب منها كل القيم االجتماعية والدينية واألخالقية ‪ ،‬هذه القيم التي تشكل معايير‬
‫سلوكه وأفكاره واتجاهاته فهي التي تبنى عليها حياة أبنائها وهي التي تعمل على تشكيل‬
‫السلوك االجتماعي فإذا كان هذا البناء األسري سليم خالي من كل أشكال ومظاهر العنف‬
‫الجسدي واللفظي والنفسي فإنه ينتج لنا أفراد اجتماعيين قادرين على التوافق مع‬
‫متطلبات الحياة االجتماعية في المجتمع ‪ ،‬أما إذا كان العكس فإن األجواء األسرية تتسم‬
‫باالضطراب الوظيفي ‪ ،‬وبالتالي فهي تعد مصدرا للكثير من المشكالت السلوكية‬
‫األسرية والتي تعمل على تهديد التوازن االجتماعي لألبناء ‪ ،‬وعليه فإن العنف مناقضا‬
‫لما يتوقع اجتماعيا من األفراد الذين يقومون برعاية أبنائهم ‪ ،‬فما هي أسباب العنف‬
‫األسري الموجه نحو األبناء هل هو ناتج من اإلحباط الذي يعانيه األفراد والذي يزداد‬
‫حدته مع تعقد الحياة االقتصادية واالجتماعية ‪ ،‬أو هو نتيجة للتنشئة االجتماعية الخاطئة‬
‫التي تجيز استعمال العنف لغرض التربية‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬أهمية البحث‪:‬‬
‫تكمن أهمية البحث في جانبين رئيسيين هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬األهمية العلمية‪:‬‬
‫‪ -1‬المساهمة قدر اإلمكان في إثراء الرصيد المعرفي حول الظاهرة موضوع البحث‪.‬‬
‫‪ -2‬التعرف على طبيعة العنف األسري الموجه نحو األبناء وما يترتب عليه من آثار‬
‫سلبية تنعكس على األبناء فتساهم في انحرافهم اجتماعيا‪.‬‬
‫‪ -3‬محاولة إرشاد األهل إلى خطورة ممارسة العنف مع األبناء داخل األسرة لما له من‬
‫آثار تنعكس على سلوكياتهم وأفعالهم‪.‬‬
‫‪ -4‬التركيز على عملية التنشئة األسرية السليمة باعتبار أن األسرة هي المظلة‬
‫االجتماعية األولى والتي من خاللها يتشرب األبناء كافة أنماط سلوكهم وأفعالهم ‪،‬‬
‫حتى تتمكن من إعداد جيل خالي من أي انحرافات اجتماعية‪.‬‬
‫ب‪ -‬األهمية العملية‪:‬‬
‫تأتي أهمية البحث من الناحية العملية من خالل ما يتم التوصل إليه من نتائج وتوصيات‬
‫تفيد األسرة في كيفية إتباع أساليب سليمة في تربية أبنائها بعيدا عن أشكال العنف‬
‫المختلفة والتي ال فائدة من استخدامها في تربية األبناء‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬أهداف البحث‪:‬‬
‫‪ -1‬التعرف على ماهية العنف األسري الموجه نحو األبناء وأشكاله‪.‬‬
‫‪ -2‬التعرف على األسباب المؤدية للعنف األسري الموجه نحو األبناء‪.‬‬

‫‪389‬‬
‫‪ -3‬معرفة اآلثار المترتبة على العنف األسري الموجه نحو األبناء‪.‬‬
‫‪ -4‬معرفة االستراتيجيات الكفيلة المتبعة في الحد من العنف األسري الموجه نحو‬
‫األبناء‪.‬‬
‫رابعا‪ -‬تساؤالت البحث‪:‬‬
‫ما ماهية العنف األسري الموجه نحو األبناء وما هي أشكاله؟‬ ‫‪-1‬‬
‫ما هي األسباب المؤدية للعنف األسري الموجه نحو األبناء؟‬ ‫‪-2‬‬
‫ماهي اآلثار المترتبة على العنف األسري الموجه نحو األبناء؟‬ ‫‪-3‬‬
‫ما هي االستراتيجيات الكفيلة المتبعة في الحد من العنف األسري الموجه نحو‬ ‫‪-4‬‬
‫األبناء؟‬
‫خامسا‪ -‬المنهج المستخدم في البحث‪:‬‬
‫إلكمال هذه الدراسة ‪ ،‬تم استخدام المنهج الوصفي لمعرفة العنف األسري الموجه نحو‬
‫األبناء‪.‬‬
‫سادسا‪ -‬مفاهيم البحث‪:‬‬
‫‪-1‬العنف األسري‪ :‬يعد العنف األسري من أكثر أنواع العنف تأثيرا على األفراد‬
‫والمجتمع ‪ ،‬فهو يهدد استقرار األسرة اجتماعيا ‪ ،‬وهو سلوك عدواني انتقالي من الفرد‬
‫إلى المجتمع(‪.)1‬‬
‫ويعني أيضا بأنه‪ :‬كل سلوكيات العنف التي تحدث في إطار األسرة من قبل أحد‬
‫أفرادها لما له من سلطة أو عالقة بالطرف المعنف ‪ ،‬ويتضمن العنف األسري سوء في‬
‫المعاملة داخل األسرة الواحدة وله عدة صور منها العنف بين الزوجين ‪ ،‬وعنف اآلباء‬
‫اتجاه األبناء ‪ ،‬والعنف بين األبناء واآلباء(‪.)2‬‬
‫‪ -2‬العنف األسري نحو األبناء‪ :‬يعني به إلحاق األذى الجسدي والنفسي واللفظي من قبل‬
‫والديه أو من قبل من يقومون برعايته ‪ ،‬وذلك من خالل الضرب المبرح والسخرية‬
‫واإلهانة المستمرة لألبناء ‪ ،‬وكذلك استغالل األبناء في أعمال تفوق طاقاتهم أو عن‬
‫طريق اإلهمال وإساءة المعاملة(‪.)3‬‬
‫‪-3‬األسرة‪ :‬يعرفها علماء االجتماع بأنها‪ :‬الوحدة االجتماعية األولى التي تهدف إلى‬
‫المحافظة على النوع اإلنساني ‪ ،‬وتقوم على المقتضيات التي يرتضيها العقل الجمعي(‪.)4‬‬
‫وعرفها هربرت سبنسر بأنها‪ :‬وحدة بيولوجية واجتماعية ‪ ،‬ويعرفها "ميردوك" بأنها‪:‬‬
‫جماعة اجتماعية يجمعها مكان إقامة مشترك ولها عدة وظائف اقتصادية واجتماعية‬

‫‪390‬‬
‫وبيولوجية ‪ ،‬وتتكون من ذكر وأنثى تجمعهم رابطة الزواج ‪ ،‬وتتكون من طفل من نسلها‬
‫أو عن طريق التبني(‪.)5‬‬
‫كما عرفت أيضا‪ :‬بأنها جماعة اجتماعية تتكون من األب واألم واألبناء يتبادلون بينهم‬
‫المحبة والتعاون ويتقاسمون المسؤولية ‪ ،‬وتقوم األسرة بتربية األبناء حتى تمكنهم من‬
‫القيام بوظائفهم ‪ ،‬وهي أيضا تقوم بتوجيههم ليصبحوا أشخاصا اجتماعيين داخل‬
‫المجتمع(‪.)6‬‬
‫‪-4‬األبناء‪ :‬يقصد باألبناء كال من الذكور واإلناث الذين تقل أعمارهم عن تسعة عشرة‬
‫عاما والمقيمين في نفس المنزل مع الفرد القائم برعايتهم وقد تكون عالقة القرابة عالقة‬
‫أخوة أو أبناء‪.‬‬
‫سابعا ‪-‬الدراسات السابقة التي تناولت موضوع البحث‪:‬‬
‫‪-1‬دراسة عامر المصري ‪ ،‬بعنوان‪ :‬اإلساءة اللفظية من قبل الوالدين في محافظة‬
‫(‪)7‬‬
‫الكرك وعالقتها ببعض المتغيرات الديموغرافية ‪0222 ،‬م‬
‫هدفت الدراسة إلى مسح األلفاظ التي تستعمل من قبل الوالدين نحو األطفال ‪ ،‬ووجدت‬
‫الدراسة أن األلفاظ التي تستعمل من قبل الوالدين لها عالقة بالتوبيخ والتقليل من القدرات‬
‫العقلية وتشبيه الطفل بالجماد والدعوة بالمرض عليه ‪ ،‬كما بينت الدراسة أن زيادة عدد‬
‫أفراد األسرة يزيد من استخدام اإلساءة اللفظية ‪ ،‬باإلضافة إلى أن الوالدين ذوي الدخل‬
‫المتدني أكثر استخداما لإلساءة اللفظية‪.‬‬
‫‪-0‬دراسة يحي أبو نواس‪ ،‬بعنوان‪ :‬العالقة بين إساءة األطفال والقدرة على التفكير‪،‬‬
‫‪0222‬م(‪.)8‬‬
‫هدفت الدراسة إلى الكشف عن العالقة بين إساءة األطفال والقدرة على التفكير‪،‬‬
‫وتوصلت إلى أن أكثر أشكال اإلساءة شيوعا هي اإلساءة الجسدية والتي لها تأثير سلبي‬
‫والمتمثل في العدوانية ونقص المهارات االجتماعية واالعتماد والعزلة ‪،‬والتي لها صورة‬
‫سيئة على ذواتهم أكثر من األطفال الذين لم يتعرضوا لإلساءة‪.‬‬
‫(‪)9‬‬
‫‪-2‬دراسة مطاع بركات بعنوان ‪ :‬العنف الموجه نحو األطفال ‪0222،‬م ‪.‬‬
‫هدفت الدراسة إلى معرفة أكثر أساليب العنف الموجه نحو األطفال استخدما في‬
‫سورية ‪ ،‬وتنبع من هذا الهدف أهداف فرعية أخرى متصلة بكل متغير من متغيرات‬
‫البحث ‪،‬وأسفرت الدراسة عن النتائج التالية‪( :‬أن أكثر أنواع العنف شيوعا هي العنف‬
‫اللفظي ‪ ،‬أن اإلناث أكثر تعرضا للعنف من الذكور ‪ ،‬وأن أبناء الريف أكثر تعرضا‬
‫للعنف من أبناء المدينة) ‪.‬‬

‫‪391‬‬
‫‪-4‬دراسة منيرة آل سعود‪ ،‬بعنوان‪ :‬إيذاء األطفال ‪ ،‬أنواعه وأسبابه وخصائص‬
‫المتعرضين له‪0222 ،‬م(‪.)11‬‬
‫هدفت الدراسة إلى التعرف على معدل حدوث حاالت اإليذاء لألطفال وأنواعه في‬
‫المستشفيات بمدينة الرياض ‪ ،‬وكذلك التعرف على أسبابه وخصائصه ‪ ،‬وتوصلت‬
‫الدراسة إلى نتيجة مفادها‪ :‬أن أكثر الحاالت كانت تتعرض لإليذاء الجسدي ‪ ،‬وأن األم‬
‫هي العنصر األول في أسباب اإليذاء‪.‬‬
‫‪-2‬دراسة نسرين الكركي ‪ ،‬بعنوان‪ :‬العالقة بين الصراعات الزوجية والعنف ضد‬
‫األطفال ‪0222 ،‬م(‪.)11‬‬
‫هدفت الدراسة إلى التعرف على العالقة بين الصراعات الزوجية والعنف ضد‬
‫األطفال وبيان أشكال العالقة التي تعرض لها الطفل ‪ ،‬وتوصلت الدراسة إلى أن أفراد‬
‫العينة تعرضوا للعنف في الصغر وشاهدوه في أسرهم ‪ ،‬وأن األب هو الشخص األكثر‬
‫ممارسة للعنف وأكثر أشكال العنف انتشارا هو العنف الجسدي ‪ ،‬كما أن هناك عالقة‬
‫موجبة بين مشاهدة العنف في األسرة والتعرض للعنف ضد األطفال‪.‬‬
‫‪-6‬دراسة لونة دنان‪ ،‬بعنوان‪ :‬العنف اللفظي واإلساءة اللفظية تجاه األطفال من قبل‬
‫الوالد وعالقته ببعض المتعلقة باألسرة ‪0226 ،‬م(‪.)12‬‬
‫هدفت الدراسة إلى الكشف عن عالقة بعض المتغيرات التي يعتقد بأنها ترتبط باإلساءة‬
‫اللفظية لألطفال ‪ ،‬وتوصلت الدراسة إلى نتيجة مفادها‪ :‬أن هناك فروق ذات داللة‬
‫إحصائية بين الذكور واإلناث من حيث التأثر باإلساءة اللفظية من قبل الوالد لصالح‬
‫اإلناث‪.‬‬
‫(‪.)12‬‬
‫‪-7‬دراسة أمينة الهيل بعنوان ‪:‬مظاهر العنف األسري و عوامله ‪0227،‬م‬
‫هدفت الدراسة إلى التعرف على المظاهر العنف األسري و عوامله و أجريت الدراسة‬
‫على الحاالت الطالبية المحولة من المدارس إلى إدارة التربية االجتماعية و قسم الرعاية‬
‫الفردية و متابعة اإلرشاد النفسي ولديهم تصدع أسري و تفكك في العالقات االجتماعية‬
‫‪ ،‬وتوصلت نتائجها إلى اختالف في أشكال العنف باختالف السن و الثقافة و الوضع‬
‫الطبقي ‪ ،‬وكذلك وجود عالقة بين بعض أساليب المعاملة الوالدية مثل القسوة و التسلط‬
‫و اإلهمال و عنف األبناء إضافة إلى التفكك وسوء العالقات األسرية داخل األسرة‬
‫الواحدة و الطالق ‪.‬‬

‫‪392‬‬
‫‪-8‬دراسة عبد الناصر السويطي بعنوان ‪ :‬العنف األسري الموجه نحو األبناء و عالقته‬
‫بالشعور باألمن ‪0210 ،‬م (‪.)12‬‬
‫هدفت الدراسة إلى التعرف على العنف األسرى الموجه نحو األبناء و عالقته بالشعور‬
‫باألمن لدى عينة من طلبة الصف التاسع في مدينة الخليل و الذي يشمل العنف الجسدي‬
‫و العنف النفسي و اإلهمال ‪ ،‬كما هدفت الدراسة إلى التعرف على درجة االختالف في‬
‫أشكال العنف األسري الموجه نحو األبناء تبعا للنوع االجتماعي و مستوى تعليم األب و‬
‫األم ‪.‬وتوصلت الدراسة إلى نتيجة هي أن الطلبة يتعرضون ألشكال العنف األسرى (‬
‫الجسدي و النفسي و اإلهمال ) بدرجات مختلفة ‪ ،‬حيث احتل العنف النفسي المرتبة األولى‬
‫من بين أشكال العنف و أن الطلبة الذكور أكثر عرضة للعنف األسري من اإلناث ‪.‬‬
‫‪-9‬دراسة أنس عباس الغزالي بعنوان ‪ :‬العنف األسري ضد األطفال و انعكاسه على‬
‫الشخصية ‪0212 ،‬م (‪.)12‬‬
‫هدفت الدراسة إلى تسليط الضوء على مدى تعرض األطفال للعنف األسري وماهي‬
‫صور هذا العنف وانعكاساته على شخصية األطفال ‪ ،‬وما مدى عالقته ببعض المتغيرات‬
‫االجتماعية و االقتصادية ‪ ،‬و توصلت الدراسة إلى ارتفاع نسبة األطفال الذين يتعرضون‬
‫للعنف األسري و العنف الجسدي و اللفظي ‪ ،‬اإلهمال ‪ ،‬وأن هناك عالقة معنوية بين‬
‫التحصيل الدراسي و المستوى االقتصادي لألسرة و تعرض الطفل للمشاكل العنف‬
‫األسري ‪.‬‬
‫‪-12‬دراسة ابتسام خليفة بعنوان ‪ :‬مظاهر العنف األسري ضد األطفال وأثره على‬
‫المجتمع ‪0218،‬م (‪.)16‬‬
‫هدفت الدراسة إلى التعرف على مظاهر العنف األسري ضد األطفال و أثره على‬
‫المجتمع و استراتيجيات الحد من هذه الظاهرة و توصلت الدراسة إلى عدة نتائج نجملها‬
‫في أن هناك العديد من العوامل التي تؤدى إلى ظاهرة العنف األسري ضد الطفل أهمها‬
‫التنشئة االجتماعية ألنها هي التي تكسب الفرد الخصائص الرئيسية للمجتمع الذي يعيش‬
‫فيه الطفل باإلضافة إلى أن أكثر أنواع أشكال العنف التي يتعرض لها األطفال هي‬
‫العنف اللفظي و المعنوي ‪ ،‬كما أن العنف األسري الموجه ضد األطفال يؤثر على إعاقة‬
‫عملية التنمية االجتماعية الشاملة و يهدد استقرار المجتمع ‪.‬‬
‫تعقيب عام ‪ :‬يتضح مما سبق عرضه أن الدراسات السابقة جميعها لها عالقة مباشرة‬
‫بموضوع البحث ( العنف األسري ) فجميعها تهدف إلى معرفة األسباب و العوامل و‬
‫اآلثار العنف األسري على الفرد و المجتمع ‪ ،‬كما تم االستفادة منها في تحديد االطار‬

‫‪393‬‬
‫المفاهيمي للبحث الحالي المتمثل في أسباب العنف و أشكاله و آثاره في محاولة لرصد‬
‫أهم االستراتيجيات التي يمكن أن تحد من انتشار وتنامي ظاهرة العنف األسري ‪.‬‬
‫ولتحقيق األهداف السالفة الذكر قسمت الورقة البحثية للمحاور الرئيسة‬
‫التالية‪:‬‬
‫أوال‪ -‬ماهية العنف األسري وأشكاله‪:‬‬
‫أ‪ -‬ماهية العنف األسري‪:‬‬
‫العنف لغة هو الخرق باألمر و قلة الرفق به و هو عنيف إذا لم يكن رفيقا في أمره و‬
‫هو ضد الرفق و أعنف الشيء أخده (‪.)17‬‬
‫ويعرف العنف بأنه استخدام الضغط أو القوة استخداما غير مشروع أو غير مطابق‬
‫للقانون من شأنه التأثير على إرادة فرد ما ‪.‬‬
‫أيضا العنف هو كل شيء يخرج عن المألوف أو المقبول اجتماعيا في التعامل مع‬
‫األ شخاص و الممتلكات بطريقة مؤدية كالقتل و الخنق و الضرب و غيرها من مظاهر‬
‫استخدام القوة ‪.‬‬
‫أما منظمة الصحة العالمية ( ‪ )O:M:S‬فإنها تعرف العنف بأنه هو االستعمال‬
‫المتعمد للقوة المادية سواء بالتهديد أو االستعمال الفعلي لها من قبل شخص ضد شخص‬
‫أخر بحيث يؤدي إلى احتمال حدوث إصابة نفسية أو موت (‪.)18‬‬
‫أما (النر ‪ )LANER‬يعرف العنف بأنه‪ :‬ممارسة القوة البدنية إللحاق األذى‬
‫باألشخاص أو الممتلكات أو إساءة المعاملة ألحداث أثر جسمانيا أو تدخل في الحرية‬
‫الشخصية ‪.‬‬
‫أما ( مصطفى عمر التير ) فيعرف العنف بأنه‪ :‬كل فعل أو تهديد يتضمن استخدام‬
‫القوة و الحاق األذى بالنفس أو باآلخرين و ممتلكاتهم ‪ ،‬و العنف كالظاهرة اجتماعية‬
‫تتكون من عدد من األفعال لمجموعة من الفاعلين يحدث في محيط معين و تكون لها‬
‫درجة من االستمرارية تمثل فترة زمنية معينة ‪ .‬أما ( ولسن ‪ )WILSON‬فإنه يعرف‬
‫العنف بأنه‪ :‬هو ممارسة القوة البدنية النزال األذى باألشخاص و الممتلكات ‪ ،‬كما يعرف‬
‫العنف حسب رأي عالمي االجتماع ( جاراهام و جبر ) بأنه سلوك يميل إلى إيقاع أذى‬
‫جسدي باألفراد و أموالهم سواء كان هذا الفعل فردي أو جماعي (‪.)11‬‬
‫ونالحظ في الكثير من الدراسات الحديثة مفهومين مرادفين للعنف هما ‪:‬‬
‫العدوان و اإلساءة ‪ ،‬حيث أن معناها هو كل سلوك يصدر عن الفرد أو الجماعة نحو‬
‫فرد أخر أو جماعة أخرى لفظي أو مادي ‪،‬إيجابي أو سلبي ‪ ،‬مباشر أو غير مباشر‬

‫‪394‬‬
‫ويكون سببه مواقف مختلفة مثل الغضب و اإلحباط و الرغبة في االنتقام و ينتج عليه‬
‫إلحاق األذى البدني و المادي و النفسي بالطرف اآلخر(‪.)21‬‬
‫ب‪ -‬أشكال العنف ‪:‬‬
‫‪-1‬العنف الجسدي ‪ :‬العنف الجسدي هو أي فعل ينتج عنه إلحاق األذى بشكل متعمد‬
‫ألحد أفراد األسرة من فرد أخر ‪ ،‬و هذا الفعل يكون مقصودا و تكون اإلصابة من قبل‬
‫فرد أخر ‪ ،‬و هذا الفعل يكون مقصودا و تكون اإلصابة موجودة بالفعل مثل الضرب و‬
‫العض و شد الشعر و القذف بأي أداة أو جسم صلب وكذلك الحبس في مكان مظلم و‬
‫غير مالئم فهو فعل يلحق األذى بأفراد األسرة بطريقة تفوق المتوقع عملية التربية‬
‫األسرية و تهذيب السلوك لألبناء ‪ .‬كذلك يعرف العنف الجسدي بأنه‪ :‬اعتداء‪ ،‬من شأنه‬
‫أن يلحق إصابة بجسم األبناء سواء كان ذلك باستخدام األيدي أو وسيلة أخرى و يكون‬
‫األذى الواقع متمثل في كسور أو جروح أو حروق ‪ ،‬وأحيانا يصل العنف الموجه ضد‬
‫األبناء إلى الخنق أو القتل (‪.)21‬‬
‫ينتشر العنف الجسدي الموجه ضد األبناء بشكل كبير في حياتنا االجتماعية فأحيانا‬
‫كثيرة يعد أداة أو وسيلة تربوية وفق اعتقادات تقليدية خاطئة من شأنها أن تسبب في‬
‫عاهات مستديمة عند األبناء في األسرة وأحيانا تؤدي إلى الموت ‪ ،‬وفي هذا أوضح (‬
‫الياسين ‪1181،‬م) أن األمهات يعاملن أبنائهن بالعدوان اللفظي و يستخدمن العنف‬
‫الجسدي في تعاملهم مع أبنائهم حين يرتكبون أخطاء ومن أشكال العنف المتبعة الضرب‬
‫باليد أو بخرطوم الماء و بالعصا أو الضرب و الرفس و كذلك الحرق بالنار ‪ ،‬كل هذه‬
‫(‪.)22‬‬
‫أساليب و أشكال عنف جسدي توجه نحو األبناء‬
‫‪-2‬العنف النفسي و اللفظي ‪ :‬العنف النفسي هو فعل يؤدي بنفسية الطفل مثل التوبيخ و‬
‫اللوم و الترويع و كذلك االحتقار و السخرية و الحبس المنزلي و النعت بألفاظ غير‬
‫مقبولة ‪ ،‬هذا النوع من العنف له أثاره المؤثرة و العميقة في نفسية األبن وخاصة في‬
‫مرحلة مهمة من مراحله العمرية في حياته فهو في هذه الحالة سوف يفقد الثقة بنفسه و‬
‫بوالديه ودائما متردد في اتخاذ قرارته و مشككا فيها و في قدراته وهذا الوضع يؤثر‬
‫على تعلمه و يعيق نموه و بالتالي نجد األبن يدخل في دوامة االكتئاب و االنطواء على‬
‫نفسه و منعزل على ذاته و اآلخرين (‪ .)23‬وهذا ما أثبتته دراسة (عبدالناصر السويطي ‪،‬‬
‫‪2112‬م) بأن العنف النفسي من أكثر أشكال العنف الموجه ضد األبناء‪.‬‬
‫‪-2‬العنف الجنسي ‪ :‬يعرف بأنه اعتداء يلحق اإلصابة بالطفل و هو استدراج بالقوة أو‬
‫التهديد أو استخدام األوالد إلشباع رغبات جنسية لشخص أخر وهو أحد أشكال العنف‬

‫‪395‬‬
‫الخطيرة جدا و الذي يتم التستر عليها وكتمانها نتيجة الخوف من االنتقام ومن جهة‬
‫أخرى عدم وقوف المجتمع بجانب الضحية و مقابلة لها باللوم و اإلساءة (‪.)24‬‬
‫وفي هذا تؤكد دراسة كل من‪ ( :‬يحي أبو نواس العالقة بين إساءة الطفل و القدرة على‬
‫التفكير‪2113 ،‬م ) ‪ ،‬دراسة (الكركي ‪2115،‬م ) الصراعات الزوجية و العنف لدى‬
‫األطفال‪.‬‬
‫أن األبناء الذين يتعرضون للعنف األسري بجميع أشكاله ( الجسدي و اللفظي و‬
‫الجنسي و اإلهمال ) لديهم مشاكل نفسية سلوكية و اجتماعية مثل عدم القدرة على‬
‫إقامة عالقات و تفاعالت اجتماعية مع اآلخرين ‪،‬أي أنهم غير اجتماعيين و‬
‫عدوانيين و لديهم احترام ذات و أكثر انطوائية من األطفال الذين لم يتعرضوا للعنف‬
‫األسري ‪.‬‬
‫‪-2‬اإلهمال العائلي ‪ :‬يعد اإلهمال بالنسبة لألبناء أكبر مهدد اجتماعي له فاإلهمال بشكل‬
‫عام يعني ضعف األسرة في تأمين كل احتياجات أفرادها االجتماعية و النفسية و‬
‫االقتصادية ‪ ،‬فهناك الكثير من اآلباء اللذين يتخلون عن واجباتهم في رعاية أبنائهم في‬
‫األسرة و تركهم يواجهون مصيرهم المجهول و يتحملون أعباء الحياة لوحدهم ‪ ،‬حيث‬
‫أن من اآلباء من يهجر أبنائه و ال يسأل عنهم نهائيا و بالتالي حرمانهم من تلبية الحاجات‬
‫الضرورية للحياة مثل الحنان العاطفي فسلطة األبوين تعد األساس األول في تشكيل و‬
‫تعديل السلوك االجتماعي ‪ ،‬وعند غيابها نجد األبناء ينجرون تلقائيا إلى االنحراف نظرا‬
‫لعدم وجود الرادع لتصرفاتهم السلبية و الغير السوية ‪ .‬أيضا اإلهمال العائلي يوجد‬
‫حتى بوجود اآلباء داخل األسرة فعدم قيام األب و األم بتوفير احتياجاتهم و تركهم في‬
‫الشارع لوقت طويل من دون رقابة كل هذه تجعل األبناء أشخاص غير متوازنين‬
‫اجتماعيا (‪ . )25‬وهذا ما أكدته دراسة (أمينة الهيل ‪2115،‬م) والتي ترى أن هناك عالقة‬
‫بين أساليب المعاملة الوالدية المتمثلة في القسوة والتسلط واإلهمال والعنف عند األبناء‬
‫في األسرة الواحدة‪.‬‬
‫مما سبق نستنتج أن األسرة هي المسئولة األولى على انحراف أبنائها وارتكابهم سلوكا‬
‫و أفعال مشينة مثل الجريمة و االنحراف نظرا لعدم قيامها بواجباتها تجاههم وكذلك‬
‫غياب السلطة األبوية باعتبارها الرادع األول لسلوكيات األبناء وأفعالهم ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ -‬أسباب العنف األسري الموجه نحو األبناء ‪:‬‬
‫إن اإلساءة لألبناء و طرق المعاملة السلبية معهم واستعمال أنواع مختلفة من العنف‬
‫معهم ال يمكن إرجاعها إلى سبب واحد كما أكد عليها ( اليوسف و آخرون ‪2115 ،‬م )‬
‫فأسباب العنف ضد األبناء والمعاملة السيئة تعود إلى أسباب عديدة متداخلة و مترابطة‬
‫‪396‬‬
‫خاصة بالوالدين و الطفل معا و كذلك حجم الضغوط التي يوجهها الوالدين وطبيعة نظام‬
‫األسرة ‪.‬‬
‫وسوف يتم عرض أهم األسباب المؤدية الرتكاب العنف ضد األبناء ‪:‬‬
‫‪-1‬العالقات االجتماعية األسرية ‪ :‬هناك العديد من األسباب التي تجعل أفراد األسرة‬
‫(الوالدين) يمارسون العنف ضد األبناء منها التدخل في األغراض الشخصية و استعمالها‬
‫و عدم احترام مبدأ التعايش في األسرة ‪ ،‬تدخل الوالدين في األبناء بمعنى إخبار الوالدين‬
‫بكل ما يفعله األبن (كل كبيرة و صغيرة ) داخل و خارج المنزل ‪ ،‬عدم االحترام و عدم‬
‫التفاهم و االختالف في اآلراء كذلك الشجار المستمر بين الزوجين ( األب و األم ) كل‬
‫هذا يقابل برد فعل هذا العنف المتلقي وذلك بعدم احترام النظام داخل األسرة ‪ ،‬وهذا‬
‫بدوره سوف يدفع بأحد أفراد األسرة إلى ممارسة العنف على أبنائها لغرض السيطرة و‬
‫إعادة النظام داخل األسرة في محاولة منه لتسوية الوضع و استخدام العنف ضدهم كحجة‬
‫على أنه وسيلة لتقويم السلوك المنحرف (‪.)26‬‬
‫‪-2‬حالة األبن في حد ذاته ‪ :‬فالطفل القليل النمو أو الذى يعانى من إعاقة ذهنية أو مرض‬
‫مزمن أو عاهة جسدية يكون عرضة لممارسة العنف عليه باستمرار‪.‬‬
‫‪ -3‬العبء االقتصادي ‪ :‬تنعكس الضغوط الخارجية على األسرة فاألحوال االقتصادية‬
‫الصعبة و التي يوجهها رب األسرة لتلبية متطلبات الحياة األسرية تساهم بشكل كبير في‬
‫ارتكاب أشكال العنف األسري ضد األبناء ‪ ،‬فمشاكل العمل وعدم االستقرار داخل العمل‬
‫من شأنه أن يعمل على تزايد الغضب و الشعور باإلحباط و التعاسة و هذا بدوره ينعكس‬
‫على األبناء في ممارسة العنف عليهم و ذلك بقيام األب بالعقاب المتكرر ألبنائه من دون‬
‫سبب مقنع و ألتفه األسباب ‪.‬‬
‫وهذا ما تؤكده دراسة ( المصري ‪2114،‬م) و التي هدفت إلى مسح األلفاظ التي‬
‫تستعمل من قبل الوالدين ضد األطفال حيث وجدت أن الوالدين ذوي الدخل المتدني أكثر‬
‫استخداما لإلساءة اللفظية على األبناء ( العنف اللفظي )‪.‬‬
‫‪-4‬المفاهيم الثقافية السائدة في المجتمع ‪ :‬هناك العديد من األساليب التربوية السلبية‬
‫التي تستعمل بحجة التربية و التقويم داخل األسرة وخارجها بحيث يالقي هذا العنف‬
‫قبوال من أفراد المجتمع مما يجعله ينعكس في معتقدات خاصة حول أساليب التنشئة‬
‫االجتماعية األسرية و التي تؤكد على أن التنشئة السليمة هي تقتضى استخدام قدر من‬
‫العقاب سواء كان هذا العقاب جسدي أو نفسي أو لفظي وهذا ما تؤكده "نظرية التفاعل‬
‫الرمزي" التي ترى أن العنف سلوك يتم تعلمه من خالل التفاعل االجتماعي وأن تعلم‬
‫السلوك العنيف يتم من خالل عملية التنشئة االجتماعية وإتباع أو تقليد الشخصية القدوة‬
‫‪397‬‬
‫" األب" مثال ‪ ،‬باإلضافة إلى انتشار ثقافة العنف داخل المجتمع فتكون لدى األفراد قيم‬
‫ومعايير تحبذ السلوك العنيف وتؤيده (‪ ، )27‬هذا بدوره يكون قد ساهم و لو بقدر معين‬
‫في تنامي وانتشار ظاهرة العنف األسري ضد األبناء‪.‬‬
‫‪-2‬وسائل اإلعالم و البرامج التي تشجع العنف‪ :‬يلعب اإلعالم دور فاعل في حياة‬
‫األفراد وذلك مع كثرة القنوات في كافة البرامج السياسية و الثقافية و األفالم ‪ ،‬و التي‬
‫تجعل المتابع لها مع اختالف جنسيته و عمره ينشد لها و لساعات طويلة ‪ ،‬و نشاهد‬
‫بعض البرامج الذى يبثها ذات مشاهدات عنيفة و تجعل من بعض األطفال يستهينون‬
‫بحجم العنف الذى يشاهدوه و حيث أنه يبعث في نفس المتفرج بعض من العدائية تجاه‬
‫األخر وذلك نتيجة مشاهدة تلفزيونية عنيفة (‪ .)28‬وهذا ما أكدت عليه نظرية التعلم‬
‫االجتماعي بأن لوسائل اإلعالم دور بارز وغاية في األهمية حيث يتم اكتساب العنف‬
‫من خالل مشاهدة برامج العنف التي تعمل على تأصيل العنف في شخصية الطفل من‬
‫خالل نماذج السلوك العدواني التي يقوم الطفل بتقليدها فيما بعد(‪.)21‬‬
‫‪-6‬التصورات الحضارية ‪ :‬يرى الدكتور – ناصر محمد المهيزع – أستاذ علم االجتماع‬
‫‪ ،‬أن ظاهرة العنف األسري جاءت نتيجة للحياة العصرية إذ أن من ضرائب التنمية و‬
‫التحضر ظهور المشاكل االجتماعية التي لم تكن موجودة في المجتمعات التقليدية ‪ ،‬كما‬
‫أن زحام المدينة و المنافسة على سوق العمل وازدياد االستهالك مع ضعف الموارد‬
‫وانخفاض الدخول و تراكم الديون على األفراد وعجزهم على تلبية احتياجات الحياة‬
‫األساسية وضعف الروابط األسرية كل هذه الضغوط االقتصادية واألسرية قد ساهمت‬
‫في ازدياد العنف األسري ‪ ،‬كما يرجع المهيزع العنف األسري إلى أنه سلوك مكتسب‬
‫يتعلمه الفرد من خالل التنشئة االجتماعية (‪.)31‬‬
‫و هذا ما تؤكده نظرية التفاعل الرمزي التي ترى أن العنف سلوك يتم تعمله من‬
‫خالل عملية التفاعل االجتماعي فاألفراد يتعلمون سلوك العنف بنفس الطريقة التي‬
‫يتعلمون بها أي نمط أخر من أنماط السلوك االجتماعي ‪ ،‬السوي والغير سوي وتتم‬
‫عملية تعلم السلوك العنيف عن طريق عملية التنشئة االجتماعية و تقليد الشخصية القدوة‬
‫كتقليد األبن ألبوه‪.‬‬
‫ثالثا ‪ -‬آثار العنف األسري على األبناء ‪:‬‬
‫للعنف األسري آثار وخيمة على المدى القريب البعيد تنعكس بدورها على األبناء من‬
‫بين اآلثار السلبية العميقة توجد العدائية واالنطواء ‪ ،‬و فقدان الثقة باآلخرين ‪ ،‬وضعف‬
‫التحصيل العلمي ‪ ،‬والهروب من المنزل ‪ ،‬أيضا التدخين وتعاطي المخدرات ‪،‬واالنحراف‬
‫و الجريمة واالنتحار نتيجة للوصول إلى مرحلة االكتئاب بفعل العنف المتكرر الذي‬
‫‪398‬‬
‫يتعرض له األبناء من الوالدين أو أحد األفراد القائمين على رعايتهم و المتمثل في العنف‬
‫النفسي و اللفظي ‪ .‬كل هذه آثار على الصعيد الفردي و االجتماعي وتعد عامل مهدد‬
‫الستقرار األسرة و المجتمع و تعيق عملية التقديم ‪ ،‬فالعنف الموجه نحو األبناء يؤدي‬
‫إلى عدم القدرة على التعامل اإليجابي مع المجتمع و االستثمار األمثل للطاقات الذاتية‬
‫للحصول على إنتاج جديد فعدم استقرار الحياة األسرية و العالقات االجتماعية يحد من‬
‫(‪.)31‬‬
‫فعالية و نشاط الفرد في تحقيق ذاته و مساهمته في تنمية مجتمعة‬
‫و في هذا أثبتت بعض الدراسات العربية دراسة (لونة عبد هللا دنان ‪2114 ،‬م) أن‬
‫هناك فروق إحصائية بين الذكور واإلناث من حيث األثر واإلساءة اللفظية من قبل الوالد‬
‫لصالح اإلناث ‪ ،‬ودراسة ( منيرة بنت عبد الرحمن أل سعود ‪ 2115،‬م ‪ )272 :‬التي‬
‫توصلت أن أكثر اإليذاء المنتشر في المستشفيات هو اإليذاء البدني و يأخذ المرتبة‬
‫األولى وأنه العنصر األول في إلحاق األذى باألبناء ‪.‬‬
‫رابعا‪ -‬استراتيجيات الحد من ظاهرة العنف األسري الموجه ضد األبناء ‪:‬‬
‫من خالل ما تم عرضه يمكن لنا أن نبين بعض االستراتيجيات أو األليات التي يتم من‬
‫خاللها مواجهه هذه الظاهرة الخطيرة و التي لها تأثير كبير على الصعيد الفردي و‬
‫االجتماعي و ذلك من خالل تبني استراتيجية متكاملة تهدف إلى حماية األبناء داخل‬
‫األسرة و العمل على توفير بيئة سليمة لنمو الطفل ‪.‬‬
‫‪-1‬األسرة ‪ :‬لألسرة مكانة اجتماعية هامة في مواجهه ظاهرة العنف ضد األبناء ‪ ،‬لكونها‬
‫هي المتسبب الرئيسي في وجوده لذلك يمكن مع األسرة وعن طريق اإلرشاد والتوجيه‬
‫االجتماعي و النفسي العائلي تجنب سلوكيات العنف لألطفال ‪ ،‬نظرا آلثار السلبية الناجمة‬
‫عنه وذلك بهدف التقليل من هذه الظاهرة‪.‬‬
‫‪-2‬المساجد ‪ :‬تعتبر المساجد من أهم المؤسسات االجتماعية المهمة التي ترتبط بالحياة‬
‫االجتماعية بكل خصائصها و تداعياتها و تتطلع إلى االهتمام باألطفال و توفير الحياة‬
‫الكريمة لهم من منطلق مبادئ الدين اإلسالمي الذي من أهم مقاصده الحفاظ على اإلنسان‬
‫باعتباره أساس الحياة االجتماعية ‪ ،‬وللمسجد دور توجيهي لألفراد خاصة إذا تعلق األمر‬
‫بالعنف ضد األبناء كطريقة تربوية مستمدة من الفهم الخاطئ لبعض اآلباء لبعض‬
‫االحاديث الدينية باإلضافة إلى ضرورة تنمية الوازع الديني لدى اآلباء لتفادي ممارسة‬
‫العنف على أبنائهم ‪.‬‬
‫‪-3‬مؤسسات التعليم ‪ :‬ضرورة التأكيد على وجود اإلرشاد و التوجيه النفسي في كل‬
‫مراحل التعليم بهدف تعليم الناشئة خطورة ممارسة هذه الظاهرة فاألطفال اليوم هم جيل‬
‫الغد وهم مستقبل المجتمع ‪.‬‬
‫‪399‬‬
‫‪-4‬وسائل اإلعالم ‪ :‬من المعروف أن وسائل اإلعالم هي أهم وسيط نصل من خالله إلى‬
‫عقول األفراد ‪ ،‬فمن الضروري استعمال وسائل اإلعالم المسموعة و المرئية و المكتوبة‬
‫في نقل مبادئ التعامل اإليجابي مع أبنائنا باإلضافة إلى توضيح طرق وأساليب التريبة‬
‫الحديثة لألطفال و كذلك التنشئة االجتماعية السليمة لألبناء فال بد من توعية اآلباء وحثهم‬
‫على اتباع تعاليم الدين اإلسالمي في تربية أبنائهم و االبتعاد عن العنف في تربية أبنائهم‬
‫‪ ،‬و على وسائل اإلعالم أيضا تكريس برامجها للحد من هذه الظاهرة فالبد من عرض‬
‫نماذج محببة في التعامل مع األطفال في األسرة حتى يتم اكتسابها و تجسيدها في اآلباء‪.‬‬
‫‪-2‬مؤسسات المجتمع المدني ‪ :‬إن معالجة ظاهرة العنف األسري هي مسئولية اجتماعية‬
‫و أخالقية ولم تعد السلطات وحدها هي المسئولة على الحد من خطورتها فالبد لألحزاب‬
‫السياسية و الجمعيات المحلية و الوطنية أن تعمل لردع كل من يقوم بتصنيف أبنائه‬
‫داخل أسرته تحت أي شكل من األشكال ‪،‬كما أنه البد لهذه المؤسسات أن تنظم ملتقيات‬
‫توجيهيه للتقليل من سلوكيات العنف الموجه ضد األبناء‪.‬‬
‫ملخص النتائج ‪:‬‬
‫‪-1‬يقصد بالعنف األسري إلحاق األذى بأحد أفراد األسرة باستخدام القوة المادية أو‬
‫المعنوية بطريقة غير مشروعة وهو أشد أنواع العنف خطورة على الفرد من الناحيتين‬
‫النفسية واالجتماعية وتكمن خطورته في أن آثاره ال تقتصر فقط على نتائجه مباشرة بل‬
‫تتعدى ذلك إلى النتائج غير المباشرة المتمثلة في عالقات القوة غير المتكافئة داخل األسرة‬
‫والتي غالبا ما تحدث خلال في نسق القيم واهتزازا في نمط الشخصية خاصة عند األطفال‬
‫والمراهقين يتبعه إعادة إنتاج العنف سواء داخل األسرة أو خارجها ‪،‬ومن أشكاله يعتبر‬
‫العنف اللفظي و الجسدي من أكثر أشكال العنف التي يتعرض لها األبناء داخل أسرهم ‪.‬‬
‫‪-2‬هناك العديد من األسباب متداخلة و مترابطة و التي تؤدى إلى نشوء ظاهرة العنف‬
‫األسري ضد األبناء أهمها األساليب التربوية السلبية و التي تؤكد على أن التنشئة السليمة‬
‫هي التي تتطلب استخدام قدر من العقاب سواء كان جسديا أو نفسيا أو لفظيا ‪.‬‬
‫‪-3‬من آثار العنف األسري الموجه نحو األبناء أنه يؤثر على المجتمع في كونه عامل‬
‫مهدد الستقرار األسرة و كذلك المجتمع ألنه يعيق عملية التنمية االجتماعية و االستثمار‬
‫األمثل للطاقات الذاتية و البيئية للحصول على إنتاج جديد ‪.‬‬
‫‪-4‬من أهم االستراتيجيات الكفيلة من الحد من هذه الظاهرة العمل على تفعيل دور األسرة‬
‫و االبتعاد عن أساليب العنف التقليدية في محاولة العمل على تعزيز الثقة بأنفسهم و‬
‫تحمل المسئولية‪.‬‬

‫‪400‬‬
‫التوصيات‪:‬‬
‫‪-1‬على األسرة أن تتبع الطريقة الديموقراطية في معاملة أبنائها وإتباع أسلوب الحوار‬
‫اإليجابي و المناقشة الهادفة بطريقة حضارية و ترك الحرية لهم للتعبير عن أنفسهم‬
‫بصورة صحيحة بعيدا عن أساليب المتسلطة و المعنقة‪.‬‬
‫‪-2‬دعوة المؤسسات الحكومية و الغير الحكومية لتعزيز الثقافة االجتماعية النابذة للعنف‬
‫ضد األبناء ‪.‬‬
‫‪-3‬تطوير البرامج والخطط لمواجهه المخاطر المحتمل حدوثها و دعم المتضررين و‬
‫مساندتهم و نشر ثقافة الوعي بالمشكلة ‪.‬‬
‫‪-4‬تكثيف دور اإلعالم في نشر الوعي حول موضوع العنف األسري و أثاره السلبية و‬
‫أضراره و كيفية الوقاية منه و التصدي له ‪.‬‬
‫الهوامش‪:‬‬
‫‪-1‬رجاء مكي ‪ ،‬سامي نجم ‪ ،‬إشكالية العنف المشروع والعنف المدان ‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات‬
‫‪ ،‬بيروت ‪2118 ،‬م ‪ ،‬ص ‪. 71‬‬
‫‪-2‬سعد الدين بوطبال ‪ ،‬عبدالحفيظ معوشة ‪ ،‬العنف األسري الموجه ضد الطفل ‪ ،‬الملتقى الوطني الثاني‬
‫حول االتصال وجودة حياة األسرة ‪ ،‬المركز الجامعي ‪ ،‬عليوان ‪2113 ،‬م ‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪-3‬نايف بن محمد المرواني ‪ ،‬العنف األسري ‪ ،‬جامعة نايف العربية ‪ ،‬المجلة العربية للدراسات األمنية‬
‫‪ ،‬المجلد (‪ ، )26‬الرياض ‪2111 ،‬م ‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪ -4‬كاظم الشيب ‪ ،‬العنف األسري براءة في الظاهر من أجل مجتمع سليم ‪ ،‬المركز الثقافي العربي ‪،‬‬
‫المغرب ‪2117 ،‬م ‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪-5‬أحمد عبادلية ‪ ،‬دور األسرة في تحقيق التفوق الدراسي لدى أبنائها ‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‬
‫‪ ،‬جامعة تبسة ‪2111 ،‬م ‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪-6‬محمد عاطف غيث ‪ ،‬علم االجتماع ‪ ،‬دار المعارف الجامعية ‪ ،‬القاهرة ‪1181 ،‬م ‪ ،‬ص ‪.227‬‬
‫‪ -7‬عامر المصري ‪ ،‬اإلساءة ضد األطفال من قبل الوالدين في محافظة الكرك وعالقته ببعض‬
‫المتغيرات الديموغرافية ‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة ‪ ،‬األردن ‪2111 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -8‬يحي أبو نواس ‪ ،‬مقارنة للخصائص النفسية واالجتماعية بين األطفال الذين تعرضوا لإلساءة‬
‫واألطفال الذين لم يتعرضوا لها ‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة ‪ ،‬جامعة مؤتة ‪ ،‬األردن ‪2113 ،‬م‪.‬‬
‫‪-1‬مطاع بركات ‪ ،‬العنف ضد األطفال في سوريا ‪ ،‬دراسة مسحية لواقع أطفال المدارس في القطر‬
‫العربي السوري ‪ ،‬وزارة التربية ‪ ،‬سوريا ‪2114 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -11‬منيرة بنت عبدالرحمن آل سعود ‪ ،‬إيذاء األطفال أنواعه وأسبابه وخصائص المتعرضين له ‪،‬‬
‫رسالة ماجستير غير منشورة ‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ‪ ،‬الرياض ‪2115 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -11‬نسرين الكركي ‪ ،‬العالقة بين أساليب حل الصراعات الزوجية والعنف ضد األطفال في محافظة‬
‫الكرك ‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة ‪ ،‬جامعة مؤتة ‪ ،‬األردن ‪2115 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -12‬لونة دنان ‪ ،‬العنف اللفظي واإلساءة اللفظية تجاه األطفال من قبل الوالد‪ ،‬رسالة ماجستير غير‬
‫منشورة ‪ ،‬الخرطوم ‪2116 ،‬م‪.‬‬

‫‪401‬‬
‫‪-13‬أمينة الهيل ‪ ،‬العالقة بين العنف األسري والتوافق النفسي لدى األبناء في المجتمع القطري ‪ ،‬قطر‬
‫‪2117 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -14‬عبدالناصر السويطي ‪ ،‬العنف األسري نحو األبناء وعالقته بالشعور باألمن لدى عينة من طلبة‬
‫الصف التاسع في مدينة الخليل ‪ ،‬مجلة جامعة األزهر ‪ ،‬غزة ‪ ،‬المجلد (‪ ، )14‬العدد (‪2112 ، )1‬م ‪،‬‬
‫ص ‪.28‬‬
‫‪ -15‬أنس عباس الغزالي ‪ ،‬العنف األسري ضد األطفال وانعكاسه على الشخصية ‪2115 ،‬م‪.‬‬
‫‪-16‬ابتسام سالم خليفة ‪ ،‬مظاهر العنف األسري ضد األطفال وأثرها على المجتمع واستراتيجيات الحد‬
‫منه ‪ ،‬كلية التربية العجيالت ‪ ،‬مجلة كلية التربية الزاوية ‪ ،‬العدد (‪2118 ، )12‬م ‪ ،‬ص ‪. 66‬‬
‫‪ -17‬عبداللطيف رشاد وآخرون ‪ ،‬االتجاهات المجتمعية نحو أسر السجناء والمحتجزين بين السلم‬
‫والعنف ‪ ،‬معهد الدراسات الحقوقية والدستورية ‪ ،‬مصر ‪2118 ،‬م ‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫‪-18‬أدم قبي ‪ ،‬رؤية نظرية حول العنف السياسي ‪ ،‬مجلة الباحث ‪ ،‬جامعة ورقلة ‪ ،‬العدد (‪2112 ، )1‬م‬
‫‪ ،‬ص ‪.42‬‬
‫‪ -11‬محمد مهيب ‪ ،‬سليمان عزة ‪ ،‬العنف لدى الشباب الجامعي ‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ‪،‬‬
‫الرياض ‪2117 ،‬م ‪ ،‬ص‪.18‬‬
‫‪ -21‬رشيد الدين خان ‪ ،‬العنف والتنمية االجتماعية واالقتصادية ‪ ،‬ترجمة‪ :‬راشد البدراوي ‪ ،‬المجلة‬
‫الدولية للعلوم االجتماعية ‪ ،‬العدد (‪1171 ، )37‬م ‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫‪-21‬إجالل إسماعيل حلمي ‪ ،‬العنف األسري ‪ ،‬دار قباء للطباعة والنشر ‪ ،‬القاهرة ‪1111 ،‬م ‪ ،‬ص‪.35‬‬
‫‪-22‬مربوحة بولحبال ‪ ،‬الممارسة التعليمية وأشكال العنف المدرسي ‪ ،‬مجلة البحوث والدراسات‬
‫االنسانية ‪ ،‬جامعة سكيكدة ‪ ،‬العدد (‪2116 ، )2‬م ‪ ،‬ص ‪.153‬‬
‫‪ -23‬سناء محمد سليمان ‪ ،‬مشكلة العنف والعدوان لدى األطفال والشباب ‪ ،‬عالم الكتب ‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬
‫‪2118‬م ‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫‪-24‬جبرين علي جبرين ‪ ،‬العنف األسري خالل مراحل الحياة ‪ ،‬مكتبة الملك فهد الوطنية ‪ ،‬الرياض ‪،‬‬
‫‪2115‬م ‪ ،‬ص ‪.47‬‬
‫‪-25‬سعد الدين بوطبال وعبدالحفيظ معوشة ‪ ،‬العنف األسري الموجه نحو األبناء ‪ ،‬الملتقى الوطني‬
‫الثاني حول االتصال وجودة الحياة في األسرة ‪2113 ،‬م ‪ ،‬ص‪.6‬‬
‫‪ -26‬سعد الدين بوطبال وعبدالحفيظ معوشة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 7‬‬
‫‪ -27‬محت أبو النصير ‪ ،‬مفهوم وأشكال العنف ضد األطفال ‪ ،‬مجلة خطوة ‪ ،‬العدد (‪2118 ، )28‬م ‪،‬‬
‫ص‪.51‬‬
‫‪-28‬سعد الدين بوطبال وعبدالحفيظ معوشة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 8‬‬
‫‪ -21‬خليفة عبدالقادر ‪ ،‬قصي عطية ‪ ،‬العنف ضد األطفال " أسبابه وآثاره" ‪ ،‬مجلة العلوم االنسانية‬
‫واالجتماعية ‪ ،‬العدد (‪ ، )28‬الجزائر ‪2117 ،‬م ‪ ،‬ص ‪.288‬‬
‫‪31-Chaud ; violence et poligu e- pause, gullim url, 1987,pzo‬‬
‫‪ -31‬خالد سعود الحليبي ‪ ،‬العنف األسري أسبابه ومظاهره وآثاره وعالجه ‪ ،‬دار الوطن للنشر ‪،‬‬
‫الرياض ‪2111 ،‬م ‪ ،‬ص‪.12‬‬

‫‪402‬‬

You might also like