Professional Documents
Culture Documents
تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية
تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية
جلنة املناقشة
..............................................................رئيساً. /
. طبعة....................................................................... :ط
. صفحة.................................................................... :ص
P: ………………………………………………………………………………………..page.
)1جميل مونية ،المنافسة في الصفقات العمومية ،أطروحة لنيل شيادة الدكتوراه في القانون العام ،كمية الحقوق ،جامعة الجزائر1
بن يوسف بن خدة ،2012 ،ص .01
2
فحماية و السير عمى تكريس مبدأ المنافسة في مجال الصفقات العمومية يجب أن
يكون من أولويات الشخص العام ،فيي مستمدة من حماية المصالح المالية ليذا األخير ،لذلك كان
لزاما عمى الدولة الجزائرية في إطار مسارات اإلصالحات اليادفة إلى عصرنة أداء اإلدارات
والمؤسسات العمومية التفكير في إبرام معالم جديدة لتحديث أساليب التسيير المتعمقة بعقود اإلدارة
لذلك يعد المرسوم الرئاسي رقم 112/242المتعمق بالصفقات العمومية وتفويضات المرفق العام
اإلطار العام لتكريس ىذا المبدأ ،وذلك بإلزامو المصمحة المتعاقدة أن تضمن تطبيق مبدأ المنافسة
في الصفقة العمومية في جميع مراحميا ،حيث أن أحكامو مستوحاة من قانون المنافسة الذي ىو
في األصل قانون خاص بالنشاط االقتصادي ،و بالمقابل فقد عمد المشرع إلى إدراج أحكام تنتمي
إلى القانون العام في صمب قانون المنافسة الذي يحكم النشاط االقتصادي و التجاري بقصد
إضفاء المزيد من الحماية بمبدأ المنافسة في إبرام الصفقات العمومية.
و من أجل توفير الضمانات الالزمة لتكريس مبدأ المنافسة ،فإنو أضحى من الضروري
إخضاعيا لمرقابة التي تعد من أولويات الدولة كونيا مجاال معرضا لمختمف أنواع الفساد ،إذ
تخضع لنظام رقابي يقوم عمى نوعين ،يتمثل النوع األول في الرقابة اإلدارية و ذلك بدءا بالرقابة
الداخم ية في مرحمة اإلبرام التي تختص بيا لجنة فتح األظرفة و تقييم العروض ،إلى الرقابة
الخارجية التي تمارسيا ىيئات تتولى رقابة المالءمة و المشروعية المخولة لمجان الخارجية
لممصمحة المتعاقدة و المجنة القطاعية ،إضافة إلى الرقابة الوصائية التي تدخل ضمن آليات
الرقابة في مرحمة التنفيذ ،و رقابة لجنة الصفقات العمومية و تفويضات المرفق العام ىاتو األخيرة
التي لم يصدر المرسوم التنفيذي المنظم ليا بعد ،أما بالنسبة لمنوع الثاني فيتمثل في الرقابة
القضائية التي يختص بيا القضاء اإلداري ،و ذلك من خالل دعاوي فحص و تقدير المشروعية
و دعوى التفسير ،دعوى اإللغاء و دعوى القضاء الكامل.
)1المرسوم الرئاسي رقم 242/12المؤرخ في 12سبتمبر 2012المتضمن تنظيم الصفقات العمومية و تفويضات المرفق العام
ج.ج.ج.ر العدد ،20الصادر في 20سبتمبر 2012
3
و يستمد موضوع الدراسة أىميتو من المكانة التي تحتميا الصفقات العمومية باعتبارىا
األداة الفعالة لتنفيذ مخططات التنمية الوطنية و المحمية ،إذ أن الدولة ترصد ليا اعتمادات مالية
ضخمة مما استوجب إخضاعيا لنظام قانوني محكم و ذلك بيدف ترشيد النفقات العمومية و الحد
قدر اإلمكان من السموكيات السمبية و ىدر المال العام ،كما أن احترام المنافسة الحرة في إبرام
الصفقات العمومية يدل عمى وجود إرادة سياسية تيدف إلى تعميق آليات السوق و الحرية
االقتصادية و ىذا بتكريسيا في أجيزة الدولة و إدخاليا في المجال اإلداري ،و من ثمة إلزام
األشخاص العامة باحترام مبدأ المنافسة و مراعاتو أثناء إبرام الصفقات العمومية ،باإلضافة إلى أن
ىذا الموضوع يربط بين مفيومي المنافسة و الصفقات العمومية ،حيث نتعرف من خاللو عن مدى
استجابة الصفقات العمومية كأداة لتدخل الدولة في المجال االقتصادي لمبادئ ىذا المجال
المحكومة بقواعد المنافسة و في مقدمتيا مبدأ حرية المنافسة.
أما من الناحية العممية فتتجسد أىمية ىذا الموضوع في محاولة إيجاد تطابق بين ما ىو
نظري بما ىو عممي ،أي ىل ىناك تجانس بين األحكام و النصوص التنظيمية التي تعزز و تؤكد
عمى تطبيق مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية أو ىناك تجاوزات.
و نظ ار لألىمية التي يحظى بيا موضوع تطبيق مبدأ المنافسة في مجال الصفقات
العمومية خاصة في الوقت الراىن ،فقد أثار في نفسي فضوال عمميا لمتعمق في معناه و معرفة
خباياه ،و انطمقت في اختياري من دوافع ذاتية يتقدميا مجال التخصص ،إذ تعد المنافسة في
الصفقات العمومية من أىم موضوعات قانون األعمال ،و تمثل محور اىتمام الفقياء و الدارسين
خاصة في دول النظم الميبيرالية ،إلى جانب رغبتي و ميولي في التعمق في ىذا الموضوع نظ ار
لحركتو و أىميتو من جية ،و ارتباطو بمجال عممي من جية أخرى ،باإلضافة إلى رغبتي في
المساىمة و لو بجزء يسير في اثراء المكتبة القانونية و حتى االقتصادية.
أما بالنسبة لمدوافع الموضوعية التي كان ليا دور في تحريك عجمة البحث فترجع إلى
أىمية اعتماد المنافسة الحرة في االقتصاد بوجو عام و في الصفقات العمومية بوجو خاص ،حيث
يعد ىذا المبدأ من الشروط األساسية التي يتوقف عمييا نجاح الطمبات العمومية ،فالمنافسة بما
4
تثيره من تعدد في العروض و تنوع في الخيارات تسمح لإلدارات العمومية باستخدام الموارد
العمومية استخداما عقالنيا و رشيدا ،و تضفي عمى طمباتيا قد ار من الشفافية و النزاىة.
صعوبات الدراسة:
-مشكمة اتساع الموضوع و تشعب عناصره ،فالموضوع يجمع بين القانون العام و الخاص ،مع
العمم أن مجال التخصص ىو القانون الخاص.
-كثرة التعديالت التي شيدىا قانون الصفقات و غموض المصطمحات التي استعمميا المشرع
أحيانا و تميزىا بعدم الدقة والتحديد ،مما يفتح الباب واسعا لالحتماالت و الفرضيات.
-صعوبة التنقل إلثراء البحث بمراجع أكثر نظ ار لتزامن تحضيره مع انتشار وباء كورونا (كوفيد
)11في البالد.
منهج الدراسة:
اعتمدنا في دراستنا عمى المنهج الوصفي و ىذا بجمع و تقديم مختمف المعمومات حول
مبدأ حرية المنافسة و بيان آثاره المختمفة في مجال الصفقات العمومية ،و المنهج التحميمي من
خالل تحميل مختمف النصوص القانونية ذات الصمة بالدراسة.
اشكالية الدراسة:
انطالقا من المعطيات المذكورة سابقا توصمنا إلى طرح إشكالية ليذه الدراسة و المتمثمة
في :إلى أي مدى وفق المشرع الجزائري في تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية ؟
و لإلجابة عن ىذه اإلشكالية ارتأينا إلى تقسيم الدراسة إلى فصمين ،الفصل األول تحت
عنوان (التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية) ،و الفصل الثاني تحت
عنوان (ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية).
5
التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية الفصل األول:
تعتبر الهىافسة الحرة ىوع هف أىواع الحرية فْ هزاولة الىشاطات اإلىساىية عاهة
و االقتصادية خاصة و هف أجل ذلؾ اعترؼ بٍا القاىوف و عهل عمِ حهآتٍا ،فأغمبية األىظهة
الحدٓثة تتبىِ االقتصاد المٓبرالْ القائـ عمِ حرية العرض و الطمب و الذي ٓترتب عىً االخذ
بهبدأ حرية الهىافسة فْ األسواؽ االقتصادية ،و بذلؾ تعتبر الهىافسة الوسٓمة االساسية التْ تدفع
باقتصاد السوؽ إلِ أعمِ هستوياتً بغية إزالة كل العقبات و العراقٓل التْ تحوؿ دوف الدخوؿ إلِ
هختمف الهيادٓف و القطاعات االقتصادية.
إف ظٍور هبدأ الهىافسة الحرة و تكريسً فْ هختمف تشريعات الدوؿ الهعاصرة أدى إلِ
استدراجً فْ عدة هواضيع و هجاالت ،و هف بٓىٍا هجاؿ الصفقات العهوهية التْ تكتسْ أٌهية
كبٓرة فْ تىهية اقتصاد الدولة و تشكل أٌـ هسار تتحرؾ فيً االهواؿ العاهة و الوسٓمة القاىوىية
التْ وضعٍا الهشرع فْ ٓد اإلدارة العهوهية ،لذلؾ أقر الهشرع عمِ تفعٓل الشفافية و الىزاٌة فْ
كافة اجراءات الصفقة العهوهية و ٌو ها ٓجسد أكثر حرية الهىافسة بٓف الهتعاهمٓف لىٓل الصفقة
و عدـ التهٓٓز بٓىٍـ ،فالهىافسة تعتبر هف أٌـ الركائز األساسية لخمق بٓئة اقتصادية تىافسية قائهة
عمِ الكفاءة االقتصادية و تعهل وفقا لقواعد و آليات سميهة و عادلة فْ السوؽ و إعهاؿ ٌذا
الهبدأ فْ هجاؿ ا لصفقات العهوهية يعد هف الشروط األساسية التْ ٓتوقف عمٍٓا ىجاح الطمبات
العهوهية.
و قػد ركزىا فْ دراستىا فْ ٌذا الفصل عمِ البحث فْ كيفية ادراج هبدأ الهىافسة ضهف
إطار الصفقات العهوهية ،لذلؾ قهىا بتقسيهً إلِ هبحثٓف تىاولىا فْ (المبحــث األول) عالقة
الصفقات العهوهية بهبدأ الهىافسة ،و فْ (المبحـث الثاني) هظاٌر تكريس هبدأ الهىافسة فْ
الصفقات العهوهية.
7
التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية الفصل األول:
المبحث األول
عالقة مبدأ المنافسة بالصفقات العمومية
إف إعهاؿ هبدأ الهىافسة يعد هف الشروط األساسية التْ ٓتوقف عمٍٓا ىجاح الطمبات
العهوهية و تتجمِ عالقة الصفقات العهوهية بهبدأ الهىافسة هف خالؿ تكريس و تفعٓل ٌذا الهبدأ
فْ هختمف الهراحل التْ تهر بٍا الصفقات العهوهية ،و ال ٓتحقق ٌذا األهر إال هف خالؿ البحث
فْ هدى خضوع ٌذي االخٓرة لهبدأ الهىافسة ،و هف أجل اإللهاـ بٍذي الىقاط سوؼ ىتىاوؿ اهتداد
هبدأ الهىافسة إلِ هجاؿ الصفقات العهوهية (الهطمب األوؿ) و بعدٌا ىتطرؽ إلِ هدى خضوع
الصفقات العهوهية لهبدأ الهىافسة (الهطمب الثاىْ).
المطمـب األول :امتداد مبدأ المنافسة إلى مجال الصفقات العمومية.
لقد حرص الهشرع الجزائري عمِ تجسٓد فكرة الهىافسة فْ الصفقات العهوهية ،و ٓبدو
ذلؾ واضحا هف خالؿ التعديالت الهتعاقبة لقاىوف الصفقات العهوهية ،السيها الهرسوـ الرئاسْ
رقـ 247\15الهتضهف تىظيـ الصفقات العهوهية و تفويضات الهرفق العاـ ،و بٍذا الصدد سوؼ
ىتطرؽ إلِ تحدٓد هفٍوـ هبدأ الهىافسة (الفرع األوؿ) و هفٍوـ الصفقات العهوهية (الفرع الثاىْ)
و كذا هبررات األخذ بهبدأ الهىافسة فْ الصفقات العهوهية (الفرع الثالث).
الفرع األول :مفيوم مبدأ المنافسة
تعد الهىافسة أحد أٌـ الشروط الالزهة الحتراؼ الىشاط االقتصادي ،لذلؾ سىتطرؽ فْ ٌذا
الفرع إلِ تعريف هبدأ الهىافسة هف الىاحية المغوية و هف الىاحية االصطالحية إضافة إلِ تىاولىا
لىطاؽ تطبٓق هبدأ الهىافسة.
أوال :تعريف المنافسة:
)1التعريف المغوي:
ٌْ الرغبة فْ الشْء و االىفراد بً ،هصدر الفعل ىافس ،الهىافسة أو التىافس أي بذؿ جٍد
1
لتحقٓق التفوؽ و فْ عمـ الىفس بذؿ شخصٓف أو أكثر أقصِ جٍد لتحقٓق غرض ها.
)1قاهوس الهعاىْ الجاهع ،www.almaany.com ،اطمع عميً بتاريخ ،2019\02\14 :عمِ الساعة 20:00سا.
8
التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية الفصل األول:
كها يعرؼ التىافس فْ المغة بأىً ىزعة فطرية تدعو إلِ بذؿ الجٍد فْ سبٓل التفوؽ
1
و الهىافسة تقابل التىافس ،و التىافس فْ الشْء ٌو الهغاالة فْ طمبً و التزاهً عميً.
و هللا سبحاىً و تعالِ حث عبادي فْ القرآف الكريـ عمِ التىافس فْ عهل الخٓر و ذلؾ
س الْمُتَنَافِسُونَ ﴾ 2أي فمٓرغب ا
الرغبوف إلِ طاعة ِذلِكَ َفلْيَتَنَا َف
ٌ وَفِي َفْ أية الكريهة ﴿ :خِتَا ُمهُ مِ ِ
سك
هللا تعالِ.
وفْ الحدٓث الشريف الذي رواي ابف هاجً قولً ملسو هيلع هللا ىلص « فَ َو هاَّلل ما الْ َف ْق َر أَخ ََْش عَل َ ْي م ُْك َولَ ِك ْن أَخ َََش عَل َ ْي م ُْك
ُك َ َمَك أَهْلَ َكْتْ م ْم » 3هتفق عميً. أَ ْن تم ْب َسطَ عَل َ ْي م ُْك ادلُّ ن ْ َيا َ َمَك ب ِمس َط ْت عَ ََل َم ْن ََك َن قَ ْبلَ م ُْك فَتَنَافَ مسوهَا َ َمَك تَنَافَ مسوهَا َوُتم ْ ِلكَ م ْ
)2التعريف االصطالحي:
.1.2في االصطالح القانوني:
يعرؼ هبدأ الهىافسة بالهفٍوـ الواسع عمِ أىً هجهوعة هف القواعد القاىوىية التْ تتولِ
تدعيـ وجود هىافسة كافية و هالئهة داخل السوؽ و تطبق عمِ الهؤسسات الهتدخمة فيً ،كها
عرفٍا البعض اىٍا تسابق التجار و الهىتجٓف عمِ بذؿ غاية جٍدٌـ هف اجل اىتاج سمع و بضائع
و هىتجات بالسعر الهىاسب و بها يحقق هصالح الهستٍمكٓف و وفقا لمقواعد و األصوؿ الشرعية
أها الهفٍوـ الضٓق لهبدأ الهىافسة فٍو هجهوعة هف القواعد التْ تٍدؼ إلِ هىع الههارسات الهقٓدة
4
لمعبة التىافسية كاالتفاقات و االستغالؿ التعسفْ لوضعية الهٍيهف.
)1أبو العز عمْ دمحم أحهد ،التجارة االلكتروىية فْ الفقً االسالهْ ،ط ،1دار الىفاس ،األردف ،2008 ،ص .36
)2أية 26هف سورة الهطففٓف.
)3أبو عيسِ دمحم بف عيسِ الترهذي ،الجاهع الكبٓر ،الجزء الرابع ،دار إحياء التراث العربْ ،بٓروت ،د .ط ،د س ف ،ص.641
)4حمحاؿ هختارية ،هحاضرات فْ هقياس قاىوف الهىافسة ،ألقٓت عمِ طمبة تخصص قاىوف اقتصادي ،كمية الحقوؽ و العموـ
السياسية ،جاهعة هصطفِ اسطهبولْ ،هعسكر ،الجزائر ،2016 ،ص .17
9
التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية الفصل األول:
كها تـ تعريفٍا أيضا بأىٍا « :هجهوعة هف القواعد القاىوىية الهوضوعة هف قبل السمطة
العاهة قصد تىظيـ الحياة االقتصادية فيها بٓف الهتعاهمٓف االقتصادٓٓف ،هع ضهاف حقوقٍا
1
و التزاهاتٍا فيها بٓىٍا و هع غٓرٌا».
كها تـ تعريفٍا أيضا بأىٍا ىظاـ هف العالقات االقتصادية ٓىضوي تحتً عدد كبٓر هف
الهشتركٓف البائعٓف ،وكل هىٍـ ٓتصرؼ هستقال عف األخر لمبموغ بربحً إلِ الحد األقصِ ،و ٌو
ىظاـ ال تخضع فيً األسعار إال لتفاعل قوي اقتصادية هتحررة هف أي قٓد يفرض عمٍٓا ،وٌْ قوى
4
العرض والطمب.
)1شرواط حسٓف ،شرح قاىوف الهىافسة ،د.ط ،دار الٍدى لمطباعة و الىشر و التوزيع ،الجزائر ،2012 ،ص.13
الجزئر
ا الجزئر ،دوف طبعة ،دارٌوهة لمطباعة والىشر و التوزيع،
ا )2تٓورسْ دمحم ،الضوابط القاىوىية لمحرية التىافسية فْ
،2013ص.32
)3بوكحٓل لٓمِ ،هداخمة بعىواف دور القضاء اإلداري فْ حهاية هبدا حرية الهىافسة ،الهمتقِ الوطىْ حوؿ حرية الهىافسة فْ
القاىوف الجزائري ،كمية الحقوؽ و العموـ السياسية ،باجْ هختار ،عىتبةٓ ،وهْ 03و 04أفريل ،2013ص.2
)4هوسوعة الهصطمحات االقتصادية ،الهجمة العربية ،العدد ،360هارس ،2017ص .2
10
التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية الفصل األول:
)1 «la notion d’entreprises comprend toute entité exerçant une activités économique,
indépendamment du statut juridique de cette entité et de son mode de financement» (CJCE 23 avril
1991,HOFNER,Rec,I1979) voir Jean Bernard Blaise, Droit des affaires, commerçants, concurrence,
distributions, LGDJ, p :325.
)2الهادة 09هف األهر رقـ 06-95الهتعمق بالهىافسة الهؤرخ فْ 25جاىفْ ،1995ج.ر.ج.ج العدد ،90الصادر بتاريخ 22
فيفري 5001تعرؼ العوف االقتصادي " كل شخص طبيعْ أو هعىوي هٍها كاىت صفتً يهارس ىشاطات االىتاج و التوزيع و
الخدهات بها فٍٓا تمؾ التْ يقوـ بٍا األشخاص العهوهٓوف و الجهعيات"( ،همغِ).
)3قاىوف رقـ 05-10الهؤرخ فْ 15أوت ،2010يعدؿ و ٓتهـ االهر رقـ 03-03الهؤرخ فْ ٓ 19ولٓو 2003الهتعمق
بالهىافسة ،ج.ر.ج.ج العدد ،46الصادر بتاريخ 18أوت .2010
11
التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية الفصل األول:
و عميً يكوف الىشاط االقتصادي الصرؼ ،سواء االىتاجْ أو التوزيعْ أو الخدهْ ٌو
العبرة عىد تحدٓد هجاؿ إعهاؿ قاىوف الهىافسة ،بغض الىظر عف طبيعة الهؤسسة أو العوف
االقتصادي الههارس لٍذا الىشاط هف حٓث كوىً شخصا خاصا أو عاها فيها عدا الحاالت التْ
ٓتدخل فٍٓا ٌذا األخٓر باعتباري سمطة عاهة أو كاف ضروريا لتحقيقٍا ،و ٓتضح ذلؾ هثال فْ
الجزائري عمِ قاىوف الصفقات العهوهية فْ الكثٓر هف األحكاـ ،كاالهتيازات الههىوحة لمهىت
حساب الهىتجات األجىبية ،أو الشركات الجزائرية عمِ حساب الشركات األجىبية.
)2النطاق الموضوعي لتكريس مبدأ المنافسة:
ٓتـ تكريس هبدأ الهىافسة عمِ هختمف صور الىشاط االقتصادي داخل السوؽ ،و الهذكورة
فْ الهادة 02هف القاىوف رقـ 05-10الهتعمق بالهىافسة السالفة الذكر.
.1 .2نشاطات االنتاج و التوزيع و االستيراد:
عرفت الهادة /03ؼ 9هف القاىوف رقـ 09-18الهعدؿ و الهتتـ الهتعمق بحهاية الهستٍمؾ
و قهع الغش االىتاج بكوىً « :العمميات التي تتمثل في تربية المواشي و جمع المحصول و
الجني و الصيد البحري و الذبح و المعالجة و التصنيع و التحويل و التركيب و توظيب المنتج،
بما في ذلك تخزينو أثناء مرحمة تصنيعو و ىذا قبل تسويقو األول» ،1فاالىتاج يشهل جهيع
الىشاطات ذات الطابع الفالحْ و الطابع الصىاعْ ،أها الهىتوج فحسب الفقرة 10هف ىفس الهادة
ٌو« :كل سمعة أو خدمة يمكن أن تكون موضوع تنازل بمقابل أو مجانا» ،حٓث ٓتضح أف
2
الهشرع الجزائري هف خالؿ تعريفً لمهىتوج استخداهً هصطمح عاـ شاهل لمسمع و الخدهات هعا.
أها ىشاطات التوزيع و االستٓراد فٍْ ىشاطات توسط بٓف االىتاج و البيع الىٍائْ لمسمعة
(عهمية التسويق) ،كها تشهل ىشاطات هستورد السمع إلعادة بيعٍا عمِ حالٍا ،و يهتد قاىوف
الهىافسة ليطبق عمِ كل ٌذي الهراحل بها فْ ذلؾ عهميات البيع الىٍائْ لمسمع.
)1قاىوف رقـ 09/18الهؤرخ فْ 10جواف ،2018ج.ر.ج.ج العدد ،35الصادر بتاريخ 13جواف ،2018يعدؿ و ٓتهـ
القاىوف رقـ 03/09الهؤرخ فْ 25فيفري ،2009ج.ر.ج.ج العدد ،15الصادر بتاريخ 08هارس ،2009الهتعمق بحهاية
الهستٍمؾ و قهع الغش.
)2والْ ىادية ،هحاضرات فْ هقياس قاىوف الهىافسة ،ألقٓت عمِ طمبة السىة الثاىية هاستر ،تخصص قاىوف األعهاؿ ،كمية
الحقوؽ و العموـ السياسية ،جاهعة آكمْ هحىد أولحاج ،البويرة ،2018 ،ص .30
12
التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية الفصل األول:
)1األهر رقـ 90-67الهؤرخ فْ 17جواف 1967الهتضهف قاىوف الصفقات العهوهية ،ج.ر.ج.ج العدد ،52الصادر بتاريخ
27جواف ( ،1967همغِ).
)2الهرسوـ الرئاسْ رقـ 145-82الهؤرخ فْ 10أفريل ٓ 1982ىظـ الصفقات التْ ٓبرهٍا الهتعاهل العهوهْ ج.ر.ج.ج العدد
،15الصادر بتاريخ 13أفريل ( ،1982همغِ).
14
التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية الفصل األول:
الشروط الواردة في ىذا المرسوم قصد انجاز األشغال و اقتناء الموازم و الخدمات لحساب
1
المصمحة المتعاقدة».
.4 .1تعريف الصفقات العمومية وفق المرسوم الرئاسي رقم :250 -02
تـ تعريف الصفقات هف خالؿ الهادة 03هف الهرسوـ الرئاسْ رقـ 250/02الهتضهف
تىظيـ الصفقات العهوهية بىصٍا «:الصفقات العمومية عقود مكتوبة في مفيوم التشريع
المعمول بو ،تبرم وفق الشروط المنصوص عمييا في ىذا المرسوم قصد انجاز األشغال و اقتناء
2
المواد و الخدمات و الدراسات لحساب المصمحة المتعاقدة».
.5 .1تعريف الصفقات العمومية وفق المرسوم الرئاسي رقم :236 -10
تطرقت الهادة 04هف الهرسوـ الرئاسْ رقـ 236/10الهتضهف تىظيـ الصفقات العهوهية
إلِ تعريف الصفقة العهوهية بىصٍا « :الصفقات العمومية عقود مكتوبة في مفيوم التشريع
المعمول بو ،تبرم وفق الشروط المنصوص عمييا في ىذا المرسوم قصد انجاز األشغال و اقتناء
3
الموازم و الخدمات و الدراسات لحساب المصمحة المتعاقدة».
.6 .1تعريف الصفقات العمومية وفق المرسوم الرئاسي رقم :247 -15
عرفت الهادة 04هف الهرسوـ الرئاسْ رقـ 247/15الهتضهف تىظيـ الصفقات العهوهية
و تفويضات الهرفق العاـ الصفقة«:الصفقات العمومية عقود مكتوبة في مفيوم التشريع المعمول
)1الهرسوـ التىفٓذي رقـ 343-91الهؤرخ فْ 09ىوفهبر ،1991الهتضهف تىظيـ الصفقات العهوهية ج.ر.ج.ج العدد ،57
هؤرخة فْ 13ىوفهبر( ،1991همغِ).
)2الهرسوـ الرئاسْ رقـ 250/02الهؤرخ فْ ٓ 24ولٓو ،2002الهتضهف تىظيـ الصفقات العهوهية ،ج.ر.ج.ج العدد 52
الصادر بتاريخ ٓ 28ولٓو ،2002الهعدؿ و الهتهـ بهوجب الهرسوـ الرئاسْ 301/03الهؤرخ فْ 11سبتهبر 2003
ج.ر.ج.ج العدد ،55الصادر بتاريخ 14سبتهبر ،2003و الهرسوـ الرئاسْ 338/08الهؤرخ فْ 26أكتوبر 2008
ج.ر.ج.ج العدد ،62الصادر بتاريخ 09ىوفهبر( ،2008همغِ).
)3الهرسوـ الرئاسْ رقـ 236/10الهؤرخ فْ 07أكتوبر ،2010الهتضهف تىظيـ الصفقات العهوهية ،ج.ر.ج.ج العدد ،58
الصادر بتاريخ 07أكتوبر ،2010الهعدؿ و الهتهـ بهوجب الهرسوـ الرئاسْ 98/11الهؤرخ فْ 01هارس 2011
ج.ر.ج.ج العدد ،14الصادر بتاريخ 06هارس ،2011و الهرسوـ الرئاسْ 222/11الهؤرخ فْ ٓ 16وىٓو 2011
ج.ر.ج.ج العدد 34الصادر بتاريخ ٓ 19وىٓو ،2011و الهرسوـ الرئاسْ 23/12الهؤرخ فْ ٓ 18ىآر 2012ج.ر.ج.ج
العدد ،04الصادر بتاريخ ٓ 26ىآر ،2012و الهرسوـ الرئاسْ 03/13الهؤرخ فْ ٓ 13ىآر ،2013ج.ر.ج.ج العدد 02
الصادر بتاريخ ٓ 13ىآر ( ،2013همغِ).
15
التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية الفصل األول:
بو ،تبرم بمقابل مع متعاممين اقتصاديين وفق الشروط المنصوص عمييا في ىذا المرسوم
1
لتمبية حاجات المصمحة المتعاقدة في مجال األشغال و الموازم و الخدمات و الدراسات».
ها يالح هف ٌذا التعريف أف الهشرع أضاؼ عبارات هستحدثة لـ تعرؼ فْ أي ىص قاىوىْ
سابق ،حٓث أضاؼ عبارة "تبرم بمقابل" و ٌذا تهٓٓ از لمصفقة العهوهية عف عقود التبرع ،كالٍبات
و الوصايا التْ ترد إلِ اإلدارات العهوهية ،و أضاؼ عبارة "مع متعاممين اقتصاديين" و فْ ذلؾ
تأكٓد هىً عمِ عدـ ابراـ الصفقة العهوهية بٓف إدارتٓف عهوهٓتٓف بل تبرـ هع الخواص فقط.
ٓبدو هف خالؿ الىصوص السابقة و التْ صدرت فْ حقب زهىية هختمفة بل و فْ
هراحل اقتصادية و سياسية هختمفة ،هدى إصرار الهشرع الجزائري عمِ إعطاء تعريف لمصفقات
العهوهية و إف اختمفت صياغتً بٓف هرحمة و أخرى ،و ٌذا ىظ ار ألٌهية الصفقات العهوهية ألىٍا
تبرـ بطرؽ خاصة و تحكهٍا إجراءات هعقدة و تخضع ألىواع كثٓرة هف الرقابة ،كها أىٍا تتيح
2
لمجٍة اإلدارية ههارسة جهمة هف االهتيازات و السمطات.
)2التعريف القضائي:
عرؼ الهشرع الجزائري الصفقة فْ هختمف القواىٓف إال أف القضاء اإلداري الجزائري هف
خالؿ فصمً فْ الهىازعات اإلدارية الهتعمقة بٍذا الجاىب قدـ تعريفا لمصفقات العهوهية هف خالؿ
اجتٍاداتً و إضافاتً ،حٓث عرفٍا هجمس الدولة فْ قرار لً غٓر هىشور هؤرخ فْ 17ديسهبر
3
2002عمِ أىٍا «عقد يربط الدولة بالخواص حول مقاولة أو آداء مشروع أو انجاز خدمات».
ٓبدو هف خالؿ ٌذا الهقطع هف تعريف الصفقات العهوهية أف هجمس الدولة حصر هفٍوـ
الصفقة العهوهية عمِ أىٍا رباط عقدي ٓجهع الدولة بأحد الخواص ،فْ حٓف أف العقد اإلداري أو
)1الهرسوـ الرئاسْ رقـ 247/15الهؤرخ فْ 15سبتهبر 2015الهتضهف تىظيـ الصفقات العهوهية و تفويضات الهرفق العاـ
ج.ر.ج.ج العدد ،50الصادرة بتاريخ 20سبتهبر .2015
)2زواوي عباس ،طرؽ و ابراـ الصفقات العهوهية فْ ظل الهرسوـ الرئاسْ ،247/15أعهاؿ الٓوـ الدراسْ لمتىظيـ الجدٓد
لمصفقات العهوهية و تفويضات الهرفق العاـ ،جاهعة دمحم خيضر ،بسكرة 17 ،ديسهبر ،2015ص .31
)3سعٓد بوعمْ -ىسريف شريفْ – هريـ عهارة ،القاىوف اإلداري (التىظيـ اإلدارية – الىشاط اإلداري) ،دار بمقيس لمىشر ،د.ط
الجزائر ،2011 ،ص .126
16
التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية الفصل األول:
الصفقة العهوهية يهكف أف تجهع طرفا آخر غٓر الدولة هثل الوالية و البمدية و الهؤسسات
العهوهية ذات الطابع اإلداري ،خاصة و اف القواىٓف الجاري العهل بٍا تعترؼ لٍذي الٍٓئات بحق
التقاضْ و عمِ رأسٍا القاىوف الهدىْ فْ ىص هوادي 49و ،50و قاىوف البمدية و الوالية و
1
تىظيهات أخرى.
)3التعريف الفقيي:
رغـ الطابع القضائْ لىظرية العقد اإلداري و هحاولة الهشرعٓف فْ غالبية الىظـ تقىٓف
جواىب فْ الىشاط التعاقدي لإلدارة ،إال أف دور الفقً فْ تقىٓف األجزاء الهختمفة لٍذي الىظرية يظل
بار از فْ كل الدوؿ ،و إذا كاف العقد اإلداري ٓمتقْ هع العقد الهدىْ بالىظر أف كل هىٍها يعبر
عف توافق إرادتٓف بقصد إحداث األثر القاىوىْ الهترتب عمِ العقد ،إال أف تهٓٓز العقد اإلداري عف
العقد الهدىْ يظل واضحا فْ كثٓر هف الجواىب و األجزاء ،و ٌو ها تولِ الفقً اإلداري توضيحً
و تحمٓمً ،2فعرؼ العقد اإلداري عمِ أىً «العقد الذي يبرمو شخص من أشخاص القانون العام
بقصد إدارة مرفق عام أو بمناسبة تسييره ،و تظير نيتو في األخذ بأسموب القانون العام و ذلك
3
بتضمين العقد شرطا أو شروطا غير مألوفة في عقود القانون الخاص».
ثانيا :المعايير التشريعية لتحديد الصفقات العمومية:
بالرجوع إلِ الهرسوـ الرئاسْ رقـ 247/15الهتضهف تىظيـ الصفقات العهوهية و
تفويضات الهرفق العاـ ،يهكىىا حصر هعآٓر و شروط ابراـ الصفقات فْ الهعآٓر التالية:
)1المعيار العضوي:
طرفا الصفقة العهوهية ال ٓخرجاف عف واحد هف الوصفٓف التالٓٓف:
)1بعيط عائشة ،ضهاىات هبدأ الهىافسة فْ الصفقات العهوهية ،هذكرة لىٓل شٍادة الهاجستٓر ،كمية الحقوؽ ببف عكىوف ،هدرسة
الدكتوراي دولة و هؤسسات ،فرع الجمفة ،2014 ،ص.15
)2بعيط عائشة ،ضهاىات هبدأ الهىافسة فْ الصفقات العهوهية( ،ىفس الهرجع) ،ص.16
)3عباسة دمحم ،آلية الرقابة عمِ الصفقات العهوهية ،هذكرة لىٓل شٍادة هاستر أكاديهْ فْ العموـ التجارية ،تخصص هالية و
تجارة دولية ،كمية العموـ االقتصادية و التجارية و عموـ التسٓٓر ،جاهعة عبد الحهٓد بف باديس ،هستغاىـ ،2018 ،ص.5
17
التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية الفصل األول:
.1 .1المصمحة المتعاقدة:
ٓتهثل الشرط أو الهعيار العضوي لصحة الصفقة العهوهية فْ إلزاهية أف تكوف أحدى
الجٍات التْ حددٌا الهشرع فْ الهادة 06هف الهرسوـ الرئاسْ رقـ 247/15و الهتهثمة فْ
الدولة أو الجماعات االقميمية أو المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري ،أو المؤسسات
العمومية الخاضعة لمتشريع الذي يحكم النشاط التجاري ،عىدها تكمف باىجاز عهمية ههولة كميا
أو جزئيا بهساٌهة هؤقتة او ىٍائية هف الدولة أو هف الجهاعات االقميهية طرفا فْ العقد ،1أو
بهعىِ آخر وجوب كوف أحد أطراؼ الصفقة العهوهية شخصا هف أشخاص القاىوف العاـ ،و ذلؾ
لكوف العقد الذي ال يكوف أحد أطرافً شخصا هف أشخاص القاىوف العاـ الهحددٓف بهوجب القاىوف
ال يعد عقدا إداريا 2،و قد اصطمح الهشرع عمِ شخص القاىوف العاـ الذي ٓجب أف يكوف طرفا
فْ العقد حتِ ٓدخل فْ إطار الصفقات العهوهية بهصطمح "المصمحة المتعاقدة".
.2 .1المتعامل االقتصادي:
يكوف الهتعاهل االقتصادي غالبا شخص هف أشخاص القاىوف الخاص ،و الظاٌر اف
الهشرع الجزائري عهد إلِ تغٓٓر الهسهِ هف الهتعاهل الهتعاقد إلِ الهتعاهل االقتصادي ،و فْ
ذلؾ توحٓد لمهصطمح هع قاىوف الهىافسة ،و لمتوضيح أكثر فإف الهشرع الجزائري عهد إلِ تحدٓد
الهعيار العضوي بشكل أدؽ باالعتهاد عمِ العضو فاستثىِ العقود التالية:
-العقود الهبرهة هف طرؼ الٍٓئات و اإلدارات العهوهية و الهؤسسات العهوهية ذات الطابع
اإلداري فيها بٓىٍا.
-العقود الهبرهة هع الهؤسسات العهوهية الخاضعة لمتشريع الذي يحكـ الىشاط التجاري عىدها
تزاوؿ ىشاطا ال يكوف خاضعا لمهىافسة.
-العقود الهتعمقة باالشراؼ الهىتدب عمِ الهشاريع.
)3المعيار الموضوعي:
يقصد بالهعيار الهوضوعْ او الهادي الرجوع إلِ هحل أو هوضوع الصفقة ،و يقصد
بهحل الصفقة العهوهية هوضوع الخدهة التْ يقدهٍا الهتعاقد هع اإلدارة لٍاتً االخٓرة الهتعاقدة
هعً ،و بحكـ أف اإلدارة تبرـ عقود كثٓرة فإىً ال يهكف بأي حاؿ هف األحواؿ اعتبار جهيع ها
تبرهً هف عقود هختمفة بهثابة عقود إدارية ،بحٓث أف الشرط األساسْ العتبار العقد إداريا ٌو أف
تسمؾ اإلدارة فيً طريق القاىوف العاـ ،لذلؾ كاف لزاها عمٓىا ابعاد جهمة هف العقود التْ تبرهٍا
اإلدارات العهوهية و عدـ اطالؽ وصف الصفقة العهوهية عمٍٓا و هف أهثمتٍا :عقود التأهٓف
1
عقود الىقل و غٓرٌا هف العقود الخاصة.
و لقد اختمفت هواضيع الصفقات العهوهية هف خالؿ التعديالت التْ عرفٍا قاىوف
الصفقات العهوهية ابتداء هف األهر رقـ 90/67كاف هوضوع الصفقات العهوهية فْ شكل
أشغاؿ ،خدهات و توريدات ثـ الهرسوـ الرئاسْ رقـ 145/82حٓث كاف هوضوع الصفقات ٌو
اىجاز األشغاؿ اقتىاء الهواد و الخدهات ،و ٌْ ىفس الصفقات الهشار إلٍٓا فْ الهرسوـ التىفٓذي
رقـ 434/91فْ حٓف ىجد الهرسوـ الرئاسْ 247/15إضافة إلِ ذكري لعقود األشغاؿ ،الموازـ و
الخدهات فإىً أضاؼ عقود الدراسات كىوع هف أىواع الصفقات العهوهية ،و ٌو ىفس الهىٍ الذي
اىتٍجً فْ الهرسوـ الرئاسْ رقـ 36/10الهمغِ ،حٓث ىصت الهادة 29هف الهرسوـ الرئاسْ
رقـ 247/15عمِ «: :تشمل الصفقات العمومية إحدى العمميات اآلتية أو أكثر :انجاز
2
األشغال ،اقتناء الموازم إنجاز الدراسات ،تقديم الخدمات».
)4المعيار المالي:
ٓتهثل فْ قيهة أو هبمغ الصفقة و ٌو شرط هحدد قاىوىا بحٓث إذا كاىت الصفقة دوف ذلؾ
الهبمغ ال تسهِ صفقة ،فارتباط الصفقات العهوهية بالخزيىة العاهة يستمزـ ضبط حد هالْ أدىِ
)1عبود هٓمود و تيقاىْ العربْ ،الصفقات العهوهية فْ ظل الهرسوـ ،247/15الهفٍوـ ،الهبادئ و األحكاـ التشريعية الخاصة
.228 بٍا ،هجمة اقتصاديات الهاؿ و األعهاؿ ،العدد ،06جاهعة أحهد د اررية ،أدرار ،2018 ،ص
)2الهرسوـ الرئاسْ رقـ ( 247/15هرجع سابق).
20
التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية الفصل األول:
العتبار العقد صفقة عهوهية ،ذلؾ ألىً هف غٓر الهعقوؿ الزاـ جٍة اإلدارة عمِ الهتعاقد بهوجب
أحكاـ الصفقات العهوهية فْ كل الحاالت و أيا كاىت قيهة هبمغ الصفقة ،لها ٓىطوي عمِ ابراـ
الصفقة هف هراحل واجراءات طويمة ،و كوف الهشرع قد وضع لتعاقد الهصمحة الهتعاقدة جهمة هف
اإلجراءات الهعقدة فإىً هف غٓر الهىطقْ أف تخضع الهصمحة الهتعاقدة فْ كل عقودٌا لٍذا
1
الىظاـ.
و بالتالْ لف تخضع اإلدارة ألحكاـ تىظيـ الصفقات العهوهية إذا كاف هوضوع التعاقد يساوي
أو يقل عف الهبالغ الهالية الهحددة فْ الهادة 13هف الهرسوـ رقـ ،247/15و ٌْ كالتالْ:
.1.4بالنسبة لصفقة األشغال و الموازم:
حدد هبمغ صفقة األشغاؿ و الموازـ بػ :إثني عشر مميون دينار ( 12.000.000دج).
و ٌىاؾ عدة أسباب العتهاد و األخذ بهبدأ الهىافسة فْ الصفقات العهوهية ىذكر هىٍا:
)1آهىة ٌىاد و بشرى شعباف ،خضوع الصفقات العهوهية لقاىوف الهىافسة فْ الجزائر ،هذكرة لىٓل شٍادة الهاستر فْ القاىوف
تخصص قاىوف أعهاؿ ،كمية الحقوؽ و العموـ القاىوىية ،جاهعة 8هاي ،1945قالهة ،2019 ،ص.15
)2الهرسوـ الرئاسْ رقـ ( ،247/15هرجع سابق).
)3تياب ىادية ،آليات هواجٍة الفساد فْ هجاؿ الصفقات العهوهية ،رسالة لىٓل شٍادة الدكتوراي فْ العموـ ،تخصص قاىوف ،كمية
الحقوؽ و العموـ السياسية ،جاهعة هولود هعهري ،تٓزي وزو ،2013 ،ص.62
21
التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية الفصل األول:
-ابراـ الصفقة ٓجب أف يكوف قائها عمِ احتراـ هبادئ التعاقد فْ هجاؿ الخدهات العاهة و
الهساواة فْ هعاهمة الهترشحٓف و الشفافية فْ اإلجراءات ،فحرية الهىافسة ٓجب أف تراعْ هبدأ
1
الهساواة أهاـ الخدهات العاهة لمهرفق.
-ضهاف تىوع االقتراحات و العطاءات و ضرورة اختيار االفضل ،فالهىافسة تجعل اإلدارة همهة
2
بهعطيات السوؽ بشكل يسهح لٍا باالختيار الدقٓق و األفضل.
-تضهف الهىافسة حياد اإلدارة و ىزاٌة اإلجراءات ،وتبعد شبٍة الهحاباة عف اإلدارة وهوظفٍٓا
3
الذٓف توكل لٍـ هٍهة القياـ بإجراءات هىح الصفقات.
-توفٓر حهاية فعالة لمهاؿ العاـ ،حٓث سيسهح بإإلستعهاؿ العقالىْ لمهوارد العهوهية ويساٌـ فْ
4
القضاء عمِ هظاٌر الفساد و الهحسوبية فْ اإلدارة العاهة.
-اعتهاد هبدأ الهىافسة فيً حهاية لمهىافسة ذاتٍا و الهتىافسٓف و الهستٍمكٓف و السوؽ باعتباري
عف هجاؿ لمتىافس ،هف خالؿ حضر الههارسات الهقٓدة لمهىافسة كحضر التعسف الىات
وضعية الٍيهىة االقتصادية و حضر عهميات االحتكار بٍدؼ رفع األسعار و البيع بالخسارة
األهر الذي قد يعرقل لعبة الهىافسة و قد ٓؤدي إلِ اىسحاب األعواف االقتصادٓٓف األقل قدرة
اقتصاديا ،و بالتالْ ٌيهىة األعواف االقتصادٓٓف األكثر قدرة عمِ السوؽ ،و ها ٓتبعً هف
ارتفاع األسعار بشكل غٓر هبرر فْ السوؽ.
-ﺍإلصالحاﺕ ﺍالقتصاﺩٓة ﺍلتْ عﺭفتٍا ﺍلجﺯﺍئﺭ خاصة بعﺩ ﺍألﺯهة ﺍالقتصاﺩٓة ﺍلتْ هستٍا خالؿ
ﺍلثهاىٓاﺕ ،ىتٓجة ﺍىخفاﺽ عائﺩﺍﺕ ﺍلبتﺭَؿ َﺍىخفاﺽ ﺍلهستَُ ﺍلهعٓشْ و سوء ﺍألَضاﻉ
5
ﺍالجتهاعٓة ،ها ﺃﺩُ ﺇلِ تبىْ تحَالﺕ جﺫﺭٓة هسﺕ ﺍلىشاﻁ ﺍالقتصاﺩّ.
)5بعيط عائشة ،ضهاىات هبدأ الهىافسة فْ الصفقات العهوهية( ،هرجع سابق) ،ص.8
22
التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية الفصل األول:
-الﺩخَؿ فْ هفاَضاﺕ هع صىﺩَﻕ ﺍلىقﺩ ﺍلﺩَلْ ﺍلﺫّ فﺭﺽ عمِ ﺍلجﺯﺍئﺭ تحﺭٓﺭ ﺍلىشاﻁ
ﺍالقتصاﺩّ َ ،فتح ﺍلهجاؿ ﺃهان ﺍلهباﺩﺭﺓ ﺍلخاصة َﺍعتهاﺩ هبﺩﺃ حﺭٓة ﺍلهىافسة لمتىﻅٓن
1
ﺍالقتصاﺩّ.
و خالصة القوؿ فإف تبىْ هبدأ حرية الهىافسة وتجسٓدي فْ هجاؿ الصفقات العهوهية
إٓجابية يضهف فعالية أكبر لمىشاط اإلقتصادي ،وٌذا هف شأىً أف ٓؤدي إلِ تحقٓق ىتائ
لصالح اإلقتصاد الوطىْ هف خالؿ إىعاش الحياة اإلقتصادية ،زيادة الٓد العاهمة ،وكذا حهاية
2
هصالح الدولة وترشٓد إستٍالؾ الهاؿ العاـ.
و سىحاوؿ هف خالؿ ٌذا الهبحث التطرؽ لٍذي العىاصر هف خالؿ تحدٓد شروط خضوع
الصفقات العهوهية لهبدا الهىافسة (الفرع األوؿ) ،و صور تطبٓق هبدأ الهىافسة فْ الصفقات
العهوهية (الفرع الثاىْ) ،كها سٓتـ التطرؽ إلِ هختمف القٓود التْ أوردٌا الهشرع عمِ ٌذا الهبدأ
(الفرع الثالث).
)1طارؽ بجادي ،ضهاىات تحقٓق هبدأ حرية الهىافسة فْ الصفقات العهوهية ،هذكرة لىٓل شٍادة الهاستر فْ الحقوؽ ،تخصص
قاىوف إداري ،كمية الحقوؽ و العموـ القاىوىية ،جاهعة دمحم خيضر ،بسكرة ،2014 ،ص.16
)2عارؼ صالح هخمف و عمْ هخمف حهاد ،هبدأ حرية الهىافسة بالتعاقد بالهىاقصة ،هجمة جاهعة اإلٓثار لمعموـ القاىوىية و
.2005 السياسية ،بغداد ،العدد ،05سىة
23
التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية الفصل األول:
و بالتالْ فإف اصطالح الهرفق العاـ يستعهل بهعىٓٓف أولٍها عضوي (شكمْ) و أخر
هادي (هوضوعْ) ،فالعضوي يقصد بً الهىظهة التْ تهارس بعهالٍا و أهوالٍا الىشاطات ذات
الىفع العاـ هثل :الجاهعات و الهستشفيات و الىقابات ،أها الهادي فيقصد بً الىشاط الذي يهارسً
1
الهرفق تحقيقا لمىفع العاـ كالتعميـ و الىقل و صياىة االهف.
فالهرفق العاـ ٌو وسٓمة السمطة اإلدارية العاهة فْ تقديـ السمع و الخدهات الالزهة
الشباع الحاجات العاهة عمِ أفضل وجً ،و بالتالْ فإف ٌدؼ تحقٓق الهصمحة العاهة ٌو عىصر
و ركف أساسْ هف أركاف و عىاصر الهرفق العاـ ،2إال اىً ٓجب اف يكوف ٌىاؾ توفٓق بٓف
هتطمبات الهصمحة العاهة و قواعد الهىافسة هف جٍة و ذلؾ حسب الفقرة االخٓرة هف الهادة 02
هف القاىوف رقـ 03/03الهتعمق بالهىافسة الهعدؿ و الهتهـ و التْ يفٍـ هىٍا أف تطبٓق ٌذي
االحكاـ هرٌوف بشرط عدـ هساسٍا بهٍاـ الهرفق العاـ و السٓر العادي لً ،و هف جٍة أخرى
تكوف الهصمحة العاهة أولِ هف قواعد الهىافسة ،و ذلؾ حسب الهادة /01ؼ 01هف القاىوف رقـ
04/18الهؤرخ فْ 10هاي 2018الذي يحدد القواعد العاهة الهتعمقة بالبريد و االتصاالت
اإللكتروىية حٓث ىصت عمِ ....« :في مناخ تنافسي مع ضمان المصمحة العامة» ،3ففكرة
الهىفعة العاهة هرتبطة بالتحوالت اإلقتصادية و بالتالْ فالجٍة التْ تقرر الصالح العاـ ٌْ
السمطات العهوهية و هف الىصوص القاىوىية التْ اشترطت ضرورة تحقٓق الهصمحة العاهة ىجد
هثال القاىوف رقـ 10/11الهتعمق بالبمدية و ذلؾ هف خالؿ الهٍاـ التْ يهارسٍا رئيس الهجمس
الشعبْ البمدي و التْ تىصب فْ إطار الهىفعة العاهة.4
لكف قد ىكوف هثال أهاـ تىازع فْ قواعد قاىوف الهىافسة و أداء الهرفق العاـ هها يستوجب
تقديـ الهصمحة العاهة عمِ قواعد الهىافسة ،فهثال هرفق الصحة (هستشفِ عهوهْ) يحتاج إلِ
)1أعهٓروش سهٓرة و عكوش لٓىدة ،هبدأ الهىافسة الحرة و األشخاص الهعىوية العاهة ،هذكرة لىٓل شٍادة الهاستر فْ الحقوؽ،
تخصص القاىوف العاـ لألعهاؿ ،كمية الحقوؽ ،قسـ قاىوف األعهاؿ ،جاهعة عبد الرحهاف هٓرة ،بجاية ،2015 ،ص.18
)2عوابدي عهار ،القاىوف اإلداري (الىشاط اإلداري) ،الجزء الثاىْ ،دٓواف الهطبوعات الجاهعية ،2007 ،ص.60
)3القاىوف رقـ 04/18هؤرخ فْ 10هاي ،2018يحدد القواعد العاهة الهتعمقة بالبريد و اإلتصاالت اإللكتروىية ،ج.ر.ج.ج
العدد ،27الصادر بتاريخ 13هاي ،2018يحدد القواعد العاهة الهتعمقة بالبريد و االتصاالت اإللكتروىية.
)4أىظر هواد الباب الثاىْ هف القاىوف رقـ 10/11هؤرخ فْ 22جواف ٓ 2001تعمق بقاىوف البمدية ،ج.ر.ج.ج العدد 37
الصادر بتاريخ 03جويمية .2011
25
التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية الفصل األول:
أدوية هٍهة ٓرتبط توفٓرٌا بالصحة العهوهية ،و هف جٍة اخرى الحصوؿ عمِ ٌذي االدوية ٓتطمب
اجراء صفقة عهوهية أٓف يستوجب احتراـ اإلشٍار و الهىافسة ،فٍىا ٌل ىتبع اإلجراءات الطويمة
البراـ صفقة لشراء االدوية هع العمـ اف الهستشفِ بأهس الحاجة إلٍٓا إذ أف عدـ توفرٌا فْ أقرب
أجاؿ ٓؤدي إلِ ٌدر الصحة العهوهية ،أـ ٓتـ شراؤٌا هباشرة دوف المجوء إلِ طريقة ابراـ صفقة
عهوهية أي استبعاد قواعد الهىافسة ؟ ،ففْ ٌذي الحالة ىرى أىً البد هف تقديـ الهصمحة العاهة
عمِ قواعد الهىافسة ،لكف يشترط أف يحقق ٌذا االستبعاد الٍدؼ الهرغوب و ٌو تحقٓق األرباح
1
و إال فإىً ٓخضع لقواعد الهىافسة.
)1قٓراطْ ىصٓرة ،تطبٓق قاىوف الهىافسة عمِ األشخاص الهعىوية العاهة( ،هرجع سابق) ،ص.110
)2صويمح كريهة ،تطبٓق قاىوف الهىافسة عمِ أشخاص القاىوف العاـ فْ القاىوف الجزائري ،هذكرة لىٓل شٍادة الهاجستٓر فْ
القاىوف ،فرع القاىوف العاـ ،تخصص القاىوف العاـ لألعهاؿ ،كمية الحقوؽ و العموـ السياسية ،جاهعة عبد الرحهاف هٓرة
بجاية ،2012 ،ص .39
26
التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية الفصل األول:
و الهطارات ،1و أيضا فْ ههارسة الدولة لألىشطة التقمٓدية أو التىظيهية كالعدالة و الدفاع و صؾ
الىقود ،فٍذي األىشطة تختص بٍا الدولة فقط باعتبارٌا تىدرج ضهف صالحيات السمطة العاهة
حٓث اف ٌذي األىشطة ال تىدرج ضهف طائفة األىشطة االقتصادية التْ ذكرٌا الهشرع فْ قاىوف
2
الهىافسة و الهتهثمة فْ االىتاج.
و كهثاؿ عف االىشطة التْ تىدرج ضهف صالحيات السمطة كسمطة ىجد سمطة وضع
القواىٓف والتىظيهات حتِ و لو كاىت ذات صبغة اقتصادية ،أي تتعمق بتىظيـ هجاؿ اقتصادي
كأف تضع تىظيها يحدد أسعار بعض الخدهات ،فٍذا التىظيـ يعد بهثابة عهل إداري صادر عف
3
سمطة إدارية ضهف صالحٓتٍا كسمطة عاهة.
)1جالؿ هسعد ،هدى تأثر الهىافسة الحرة بالههارسات التجارية ،رسالة لىٓل درجة دكتوراي فْ القاىوف ،فرع قاىوف األعهاؿ ،كمية
الحقوؽ ،جاهعة هولود هعهري ،تٓزي وزو ،2012 ،ص.20
)2آهىة ٌىاد و بشرى شعباف ،خضوع الصفقات العهوهية لقاىوف الهىافسة فْ الجزائر( ،هرجع سابق) ،ص.22
)3قٓراطْ ىصٓرة ،تطبٓق قاىوف الهىافسة عمِ األشخاص الهعىوية العاهة( ،هرجع سابق) ،ص.64
)4قاىوف رقـ ٓ 06/95تعمق بالهىافسة( ،هرجع سابق) ،همغِ.
27
التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية الفصل األول:
الهىافية لمهىافسة التْ قد تقع بٓف الهترشحٓف لمصفقة (أوال) ،أو بٓف اإلدارة و أحد الهترشحٓف هف
جٍة أخرى (ثاىيا).
و الهساس بالهىافسة عىد ابراـ الصفقات العهوهية ال ٓتـ بواسطة االتفاقات فحسب ،بل ٓتـ
بوسٓمة أخرى غٓر االتفاؽ و ٌو ها يحدث عىدها ٓتقدـ أصحاب االحتكارات و ذو الهراكز
)1جمٓل هوىية ،الهىافسة فْ الصفقات العهوهية ،أطروحة لىٓل شٍادة الدكتوراي فْ القاىوف العاـ ،كمية الحقوؽ ،جاهعة الجزائر1
بف ٓوسف بف خدة ،2015 ،ص .235-234
)2االهر رقـ 03-03الهؤرخ فْ ٓ 19ولٓو 2003الهتعمق بالهىافسة ،ج.ر.ج.ج العدد ،43الصادر بتاريخ ٓ 20ولٓو ،2003
الهصادؽ عمٍٓا بالقاىوف رقـ 12/03الهؤرخ فْ 25اكتوبر ،2003ج.ر.ج.ج العدد 64الصادر بتاريخ 26أكتوبر 2003
هعدؿ و هتهـ بالقاىوف رقـ 12-08هؤرخ فْ 25جواف ،2008هعدؿ بالقاىوف رقـ 05-10الهؤرخ فْ 15غشت .2010
28
التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية الفصل األول:
الهٍيهىة بتقديـ عطاء هغري إلِ حد ٓجعل اإلدارة أو الشخص العهوهْ فْ هركز إذعاف ،حٓث
تهثل الصفقات ا لعهوهية فرصة ألصحاب ٌاتً الهراكز ىظ ار لها تهثمً هف هبالغ ضخهة و ها قد
ٓىت عىٍا هف شٍرة و سهعة تجارية بعد تىفٓذٌا ،و تعتبر الهراكز الهٍيهىة و االحتكارات حاالت
هشروعة إلِ حٓف أف ٓتعسف العوف االقتصادي الهوجود بٓف أصحاب العروض ،و ٌذا سواء
1
قصد ذلؾ أو لـ يقصد طالها ٌذي الههارسة هف شأىٍا تقٓٓد الهىافسة.
ثانيا :تطبيق مبدأ المنافسة عمى المصمحة المتعاقدة:
لـ يقتصر ىطاؽ تطبٓق قاىوف الهىافسة فْ هجاؿ الصفقات العهوهية عمِ الهترشحٓف
لمصفقة فقط ،بل اهتد هجالً ليشهل حتِ الهصمحة الهتعاقدة و ٌذا ها يفٍـ هف ىص الهادة 06
هف القاىوف رقـ 12/08التْ تىص عمِ...« :السماح بمنح صفقة لفائدة أصحاب ىذه
الممارسات المقيدة» ،2و ٌذا يعىْ أىً يهكف لإلدارة أف ٓىت عىٍا ههارسات هقٓدة لمهىافسة أثىاء
قياهٍا بإبراـ صفقة عهوهية ،كأف تقوـ الهصمحة الهتعاقدة بهىح الصفقة ألحد األعواف االقتصادٓٓف
أصحاب اتفاؽ او ههارسة هحضورة هع درآتٍا بذلؾ ،فٍىا الهصمحة الهتعاقدة بهىحٍا الصفقة
تعتبر هتواطئة هعٍـ و بذلؾ تكوف قد خالفت قاىوف الهىافسة هها يفتح الهجاؿ لكل ذي هصمحة
الهطالبة بإلغاء الهىح الهؤقت ،و عالوة عمِ ذلؾ يهكف لٓد اإلدارة أف تهتد و تتدخل أيضا فْ ٌذي
3
التدابٓر عف طريق الهحاباة و الرشوة.
و عميً ٓجب عمِ الهصمحة الهتعاقدة أف تحترـ كل اجراءات و هبادئ ابراـ ٌذي الصفقات
كها ٓجب أف تأخذ بعٓف االعتبار احتراـ قواعد الهىافسة عىد ابراـ الصفقات العهوهية.
الفرع الثالث :القيود الواردة عمى تطبيق مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية
تتعدد القٓود الواردة عمِ ٌذا الهبدأ بحٓث هىٍا ها ىص عمٍٓا القاىوف ،إذ عادة ها تحدد
ىصوص بعض القواىٓف فئات يهىع عمٍٓا الدخوؿ فْ الهىاقصات التْ تجريٍا اإلدارات العهوهية
الرتكابٍا لجرائـ أو هخالفات (أوال) ،أو ألسباب عهمية فقد تحدد الهصالح الهتعاقدة بعض الشروط
و ٓؤدي فرضٍا جعل هجاؿ الهىافسة هحصور عمِ فئات هحددة (ثاىيا) ،و ال يعتبر ذلؾ إخالال
هىٍا بهبدأ الهىافسة.
أوال :تقييد المنافسة بناء عمى نص تشريعي:
تتهثل فْ القٓود يفرضٍا الهشرع و ٓترتب عمِ اعهالٍا هىع الهعىٓٓف بٍا الهشاركة فْ
الصفقات العهوهية ،و ىذكر هىٍا ها جاءت بً الهادة 62هف األهر رقـ 31/96التْ تىص
عمِ «:كل شخص حكم عميو قضائيا بحكم نيائي حائز لقوة الشيء المقضي فيو بسبب تورطو
في الغش الجبائي يمنع من المشاركة في الصفقات العمومية و لمدة عشرة سنوات» ،1و هف
اجل اىتقاء أفضل الهتعاهمٓف هع الهصمحة الهتعاقدة ،جاء الهرسوـ الرئاسْ رقـ 247/15ليحدد
حاالت اإلقصاء هف الهشاركة فْ الصفقات العهوهية ،إذ ىصت الهادة 75هىً عمِ «:يقصِ
بشكل هؤقت أو ىٍائْ هف الهشاركة فْ الصفقات العهوهية الهتعاهموف االقتصادٓوف:
-الذٓف رفضوا استكهاؿ عروضٍـ أو تىازلوا عف تىفٓذ صفقة عهوهية قبل ىفاذ آجاؿ صالحية
العروض ،حسب الشروط الهىصوص عمٍٓا فْ الهادتٓف 71و .74
-الذٓف ٌـ فْ حالة اإلفالس أو التصفية أو التوقف عف الىشاط أو التسوية القضائية أو الصمح.
-الذٓف ٌـ هحل إجراء عهمية اإلفالس أو التصفية أو التوقف عف الىشاط أو التسوية القضائية أو
الصمح.
-الذٓف كاىوا هحل حكـ قضائْ حاز قوة الشْء الهقضْ فيً بسبب هخالفة تهس بىزاٌتٍـ الهٍىية
-الذٓف ال يستوفوف واجباتٍـ الجبائية و شبً الجبائية.
-الذٓف ال يستوفوف االٓداع القاىوىْ لحساب شركاتٍـ.
-الذٓف قاهوا بتصريح كاذب.
)1األهر رقـ ،31/96هؤرخ فْ 30ديسهبر ،1996الهتضهف قاىوف الهالية لسىة ،1997ج.ر.ج.ج العدد ، 85الصادر فْ
. 1996
30
التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية الفصل األول:
-الهسجموف فْ قائهة الهؤسسات الهخمة بالتزاهاتٍا بعدها كاىوا هحل هقررات الفسخ تحت
هسؤولٓتٍـ هف أصحاب الهشاريع.
-الهسجموف فْ قائهة الهتعاهمٓف االقتصادٓٓف الههىوعٓف هف الهشاركة فْ الصفقات العهوهية
الهىصوص عمٍٓا فْ الهادة 89هف ٌذا الهرسوـ.
-الهسجموف فْ البطاقية الوطىية لهرتكبْ الغش و هرتكبْ الهخالفات الخطٓرة لمتشريع و التىظيـ
فْ هجاؿ الجباية و الجهارؾ و التجارة.
-الذٓف كاىوا هحل إداىة بسبب هخالفة خطٓرة لتشريع العهل و الضهاف االجتهاعْ.
-الذٓف أخمو بالتزاهاتٍـ الهحددة فْ الهادة 84هف ٌذا الهرسوـ (تخص الهتعاهمٓف االقتصادٓٓف
1
األجاىب).
و بالرجوع إلِ ىص الهادة 89الهذكورة أعالي التْ تىص عمِ« :دوف االخالؿ بالهتابعات
الجزائية ،كل هف يقوـ بهىاورات أو أفعاؿ ترهْ إلِ تقديـ وعد لعوف عهوهْ بهىح أو تخصيص
بصفة هباشرة أو غٓر هباشرة إها لىفسً أو لكياف آخر هكافأة أو اهتياز هٍها كاىت طبيعتً بهىاسبة
تحضٓر صفقة عهوهية أو عقد أو همحق أو ابراهً أو هراقبتً أو التفاوض بشأف ذلؾ أو تىفٓذي هف
2
شاىً أف يشكل سببا كافيا التخاذ أي تدبٓر ردعْ السيها فسخ أو الغاء الصفقة العهوهية» ...
لذلؾ يشترط تقديـ صحيفة السوابق العدلية فْ همف العرض إذا تعمق األهر بشخص طبيعْ
3
و لمهسٓر إذا تعمق األهر بشخص هعىوي.
األصل أف هبدا حرية الهىافسة يشهل كل الهرشحٓف لمظفر بالصفقة سواء كاىوا وطىٓٓف أو
أجاىب ،ﺇال ﺃو تىظيـ الصفقات العهوهية قد اورد فْ ىص الهادة 83هىً قٓدا عمِ ٌذي الحرية
ٓتهثل فْ قاعدة ترقية االىتاج الوطىْ و األداة الوطىية هف خالؿ رفع ٌاهش األفضمية لصالح
الهؤسسات الوطىية عمِ حساب الهؤسسات األجىبية ،بالىسبة لمهىشآت ذات الهىشأ الجزائري او
1
الخاضعة لمقاىوف الجزائري و ذلؾ بىسبة .%25
أها عف كيفية تطبٓق ٌذي األحكاـ فٓتـ ذلؾ بقرار صادر عف الوزير الهكمف بالهالية ،و
الزـ التىظيـ الجدٓد لمصفقات العهوهية كل عوف ٓرغب الدخوؿ و الهشاركة فْ طمب العروض
2
تقديـ تصريح بىزاٌتً و ٌذا ها ىصت عميً الهادة 67هف الهرسوـ الرئاسْ رقـ .247/15
)1بالو هىية ،حهاية هبدأ حرية الهىافسة فْ الصفقات العهوهية عمِ ضوء الهرسوـ الرئاسْ ،247/15هذكرة لىٓل شٍادة
الهاستر فْ القاىوف ،تخصص دولة و هؤسسات ،كمية الحقوؽ و العموـ السياسية ،قسـ القاىوف العاـ ،جاهعة أكمْ هحىد
أولحاج ،البويرة ،2017 ،ص.21
)2الهرسوـ الرئاسْ رقـ ( ،247/15هرجع سابق).
)3تياب ىادية ،آليات هواجٍة الفساد فْ هجاؿ الصفقات العهوهية( ،هرجع سابق) ،ص.68
)4هرسوـ تىفٓذي رقـ ،114/05هؤرخ فْ 07أفريل ،2005ج.ر.ج.ج العدد ،26الصادر فْ ،2005يعدؿ و ٓتهـ الهرسوـ
التىفٓذي رقـ ،289/93هؤرخ فْ 28ىوفهبر 1993ج.ر.ج.ج العدد ، 79الصادر بتاريخ ،1993الذي ٓوجب عمِ جهيع
الهؤسسات التْ تعهل فْ إطار اىجاز الصفقات العهوهية فْ هٓداف البىاء و األشغاؿ العهوهية و الري أف يكوف لٍا شٍادة
التخصص و التصىٓف الهٍىٓٓف.
32
التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية الفصل األول:
-العدد اإلجهالْ لعهاؿ لمهؤسسة أو هجهوع الهؤسسات لمسىة االخٓرة الهصرح بٍا لصىدوؽ
الضهاف االجتهاعْ ،الذي يظٍر فيً عدد عهاؿ التأطٓر التقىْ الهتكوف هف إطارات جاهعية
و أعواف التحكـ ذوي االختصاص الهتصل بىشاط البىاء و األشغاؿ العهوهية و الري ،و ٓجب أف
يهثل التاطٓر عمِ األقل ها بٓف %10و %20هف العدد االجهالْ لمعهاؿ ،لرفع درجة الكفاءة
و تحسٓف درجة التىفٓذ.
-وسائل التدخل الهادية الخاصة بالهؤسسة أو هجهوعة الهؤسسات.
-رأس هاؿ الهؤسسة أو هجهوعة الهؤسسات.
-رقـ األعهاؿ الهحقق فْ قطاع السكف و األشغاؿ العهوهية و الري ،كها ٌو هبٓف فْ الحصٓمة
الجبائية و هستخرج جدوؿ الضرائب لمسىوات الثالث األخٓرة.
-الشٍادات اإلدارية التْ يسمهٍا صاحب او أصحاب الهشاريع التْ ٓثبت فٍٓا أٌهية األشغاؿ
التْ تىجزٌا الهؤسسة أو هجهوعة الهؤسسات و تكاليفٍا و ىوعٓتٍا التقىية ،و كذا احتراـ آجاؿ
االىجاز الهحددة فْ العقد.
-كل الوثائق التْ تشترطٍا الهصمحة الهتعاقدة ،كالقاىوف األساسْ لمهؤسسة الىتعٍدة ،السجل
التجاري ،الحصائل الهالية و الهراجع الهصرفية.
-الشٍػادات الجبائٓػة و شٍػادات ٌٓئػات الضهػاف االجتهاعػْ بالىسبػة لمهتعٍدٓػف الوطىٓٓػف
1
و الهتعٍدٓف االجاىب الذٓف عهموا فْ الجزائر.
و تشترط الهصالح الهتعاقدة ضرورة الحصوؿ عمِ ترخيص هسبق فيها ٓخص الهٍىدسٓف
أو الخبراء أو هكاتب الدراسات إلبراـ صفقات الدراسات هع إحدى الهصالح التابعة لموزرات الهكمفة
2
بالسكف و العهراف و األشغاؿ العهوهية و الهوارد الهائية.
ىستىت أف إحاطة هبدأ الهىافسة ببعض الشروط و الضوابط جاء رغبة هف الهشرع فْ حصر
هجاؿ الهىافسة بٓف أٌل الخبرة و االختصاص ههف يشٍد لٍـ بالكفاءة فْ األداء و األٌمية و كذا
المبحث الثاني
مظاىر تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية
جاء قاىوف الصفقات العهوهية فْ هجاؿ اجراءات التعاقد لتكريس العهل بقواعد حرية
الهىافسة و الشفافية و الهساواة كضهاف لتحقٓق الهىافسة العاهة بٓف الهترشحٓف لمصفقة دوف
اقصاء أو تعسف هف جاىب اإلدارة ،و ٓبدو ذلؾ جميا هف خالؿ سف جهمة هف الىصوص القاىوىية
الهحددة لكيفيات ابراـ الصفقات العهوهية و اإلجراءات الكفٓمة بتحقيقٍا ،ابتداء هف اإلعالف عف
الصفقة إلِ غاية الهىح الهؤقت.
و عميً سىتطرؽ فْ ٌذا الهبحث إلِ تكريس هبدأ الهىافسة هف خالؿ اجراءات هىح
الصفقة (الهطمب األوؿ) ،و تكريس هبدأ الهىافسة هف خالؿ طرؽ اإلبراـ (الهطمب الثاىْ).
)1بالو هىية ،حهاية هبدأ حرية الهىافسة فْ الصفقات العهوهية عمِ ضوء الهرسوـ الرئاسْ ( ،247/15هرجع سابق) ،ص.22
)2قاىوف رقـ 01/06هؤرخ فْ 20فيفري ،2006ج.ر.ج.ج العدد ،14الصادر بتاريخ 08هارس ،2006هعدؿ و هتهـ
بالقاىوف رقـ 05-10هؤرخ فْ 26أوت ،2010ج.ر.ج.ج العدد 50الصادر بتاريخ 01سبتهبر 2010و القاىوف رقـ
15/11هؤرخ فْ 02أوت ،2011ج.ر.ج.ج العدد ،44الصادر بتاريخ 10أوت ٓ ،2011تعمق بالوقاية هف الفساد و
هكافحتً.
34
التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية الفصل األول:
و ٌذا ها سىتىاولً فْ ٌذا الهطمب بالتفصٓل تبعا لمترتٓب الهعروؼ فْ ابراـ الصفقات
العهوهية بدء˜ باإلعداد الهسبق لشروط الهشاركة و االىتقاء (الفرع األوؿ) ،ثـ عالىية الهعموهات
الهتعمقة بإجراءات ابراـ الصفقات العهوهية (الفرع الثاىْ).
الفرع األول :اإلعداد المسبق لشروط المشاركة و االنتقاء
باعتبار الصفقة عقد هف عقود اإلذعاف ،فإف الهصمحة الهتعاقدة قبل اإلعالف عف الصفقة
تقوـ بإعداد الشروط و االحكاـ الهتعمقة بٍا بإرادتٍا الهىفردة باعتبارٌا صاحبة سمطة عاهة
وشروط التعاقد الهعدة هف طرؼ االدارة هسبقا تجهع فْ وثيقة إدارية هكتوبة يطمق عمٍٓا هصطمح
"دفتر الشروط" ،تع دٌا الهصمحة الهتعاقدة بعد تحدٓد حاجاتٍا هف العهمية التعاقدية بدقة
1
و هوضوعية.
أوال :التحديد الدقيق الحتياجات المصمحة المتعاقدة:
اف اختيار طريقة االبراـ ٓتحدد طبقا لمهبمغ و خصائص الخدهات التْ ستىفذ ،و ٌذا ها
ٓتطمب تحدٓدا دقيقا و واضحا لمحاجات قبل أي إعالف عف الصفقة ،و ٓجب عمِ أعواف اإلدارة
أف ٓبذلوا عىاية عىد إعداد الحاجات لكْ ٓتـ ابراـ صفقات تستجٓب لمتطمعات الهرجوة هىٍا فْ
ظل احتراـ تعدد العروض.
و لقد ىصت الهادة 27هف الهرسوـ الرئاسْ رقـ 247/15عمِ «:تحدد حاجات
المصمحة المتعاقدة الواجب تمبيتيا مسبقا قبل الشروع في أي اجراء إلبرام صفقة عمومية ،يحدد
مبمغ حاجات المصالح المتعاقدة استنادا إلى تقرير إداري صادق و عقالني ....و يجب إعداد
الحاجات من حيث طبيعتيا و مداىا بدقة استنادا إلى مواصفات تقنية.» ...
ٓجب اف يكوف تحدٓد الحاجات هفصال بشكل واضح ،و فيها ٓتعمق بالهىتوج ٓجب اف
توضح كل الهقآيس و الهعآٓر الهرتبطة بً دوف توجيً الحاجات ىحو هىتوج هعٓف.
)1برة الزٌرة ،تكريس هبدأ حرية الهىافسة فْ هجاؿ الصفقات العهوهية ،هذكرة لىٓل شٍادة الهاستر فْ الحقوؽ ،تخصص قاىوف
أعهاؿ ،كمية الحقوؽ و العموـ السياسية ،قسـ الحقوؽ ،جاهعة الشٍٓد حهة لخضر ،الوادي ،2015 ،ص.46
35
التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية الفصل األول:
كها ٓجب أف تراعْ اإلدارة عىد المجوء إلِ تخصيص الصفقات ،وجود الهىافسة بٓف
هختمف الهتعاهمٓف و ذلؾ هف خالؿ تبسيط الصفقات ،و ٌو ها يسهح ألكبر عدد هف الهؤسسات
بتقديـ عروضٍا ،خاصة ترقية دخوؿ الهؤسسات الصغٓرة و الهتوسطة لمصفقات العهوهية و ٌو
ها ذٌبت إليً الهادة 31هف الهرسوـ الرئاسْ رقـ «:247/15يمكن تمبية الحاجات المذكورة في
المادة 27أعاله في شكل حصة وحيدة أو حصص منفصمة ،و تخصيص الحصة الوحيدة
لشريك متعاقد واحد كما ىو محدد في المادة 37من ىذا المرسوم ،1»...حٓث تىص الهادة 37
هف ىفس الهرسوـ عمِ أىً «:يمكن لممتعامل المتعاقد أن يكون شخصا أو عدة أشخاص
طبيعيين أو معنويين يمتزمون بمقتضى الصفقة إما فرادى و إما في إطار تجمع مؤقت
لمؤسسات ،2» ...و تخصص الحصص الهىفصمة إلِ هتعاهل هتعاقد واحد أو اكثر و فْ ٌذي
الحالة ٓجب تقٓيـ العروض حسب كل حصة ،و المجوء لمتحصيص واجب القياـ بً كمها أهكف
ذلؾ ،حسب طبيعة و أٌهية العهمية و هراعاة الهزايا االقتصادية و الهالية و/أو التقىية التْ توفرٌا
ٌذي العهمية ،و ٌو هف اختصاص الهصمحة الهتعاقدة.
الصفقة ،لذلؾ ٓجب عمِ الهصمحة الهتعاقدة إعدادي بدقة تحقيقا لهبدأ شفافية اإلجراءات و ٓتـ
إعدادي حتِ بالىسبة لصفقات التراضْ ،1و عهوها فدفاتر الشروط ٓجب اف تتضهف بياىات هالئهة
إلعالـ الراغبٓف فْ التعاقد بشروط العقد.
وفقا لمهادة 26هف الهرسوـ الرئاسْ رقـ ،247/15فإف دفاتر الشروط الهحٓىة دوريا
توضح الشروط التْ تبرـ و تىفذ وفقٍا الصفقات العهوهية ،و ٌْ تشهل عمِ الخصوص ها يأتْ:
-دفاتر البىود اإلدارية العاهة (.)C.C.A.G
-دفاتر التعميهات التقىية الهشتركة (.)C.P.C
-دفاتر التعميهات الخاصة التْ تحدد الشروط الخاصة بكل صفقة (.)C.P.S
و تطبيقا ألحكاـ الهادة 169هف الهرسوـ الرئاسْ رقـ ،247/15و ىظ ار ألٌهية دفاتر
الشروط و ها تكتسيً هف خطورة باعتبارٌا اوؿ حمقة فْ ابراـ الصفقات العهوهية ،و كوف صالح
ٌذي الخطوة ٓؤدي إلِ صالح الهراحل الالحقة ،فقد اخضعٍا الهشرع لدراسة لجىة الصفقات
2
العهوهية لمهصمحة الهتعاقدة قبل اإلعالف عف طمب العروض.
)1تياب ىادية ،آليات هواجٍة الفساد فْ هجاؿ الصفقات العهوهية( ،هرجع سابق) ،ص.74
)2الهرسوـ الرئاسْ رقـ ( ،247/15هرجع سابق).
37
التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية الفصل األول:
الهجاؿ اهاـ كل الهرشحٓف لتقديـ عروضٍـ و تهكٓىٍـ هف الهعموهات الكافية و الهتعمقة بالصفقة
1
و كذا تهكٓىٍـ هف حق الطعف هف جٍة أخرى.
)1مضمون و الزامية اإلعالن:
االعالف عف طمب العروض الصادر هف اإلدارة ها ٌو إال دعوة لمتعاقد ،و ٌو الزاهْ
حتِ يكوف ٌىاؾ هجاؿ لمهىافسة بٓف الراغبٓف فْ التعاقد هع اإلدارة ،و يضهف احتراـ هبدأ
الهساواة ،و حددت الهادة 62هف الهرسوـ الرئاسْ رقـ 247/15البياىات اإللزاهية التْ ٓجب اف
يحتويٍا طمب العروض تتجمِ فْ:
-تسهية الهصمحة الهتعاقدة و عىواىٍا و رقـ تعريفٍا الجبائْ.
-كيفية طمب العروض.
-شروط التأٌٓل أو االىتقاء االولْ.
-هوضوع العهمية.
-قائهة هوجزة بالهستىدات الهطموبة هع إحالة القائهة الهفصمة إلِ أحكاـ دفتر الشروط ذات
الصمة.
-هدة تحضٓر العروض و هكاف إٓداع العروض.
-هدة صالحية العروض.
-الزاهية كفالة التعٍد إذا اقتضِ االهر.
-تقديـ العروض فْ ظرؼ هغمق باحكاـ تكتب عميً عبارة "ال يفتح إال هف طرؼ لجىة فتح
االظرفة و تقٓيـ العروض" و هراجع طمب العروض.
2
-ثهف الوثائق عىد االقتضاء.
)1كشرود فٓروز ،هبدأ الهىافسة فْ الصفقات العهوهية ،هذكرة لىٓل شٍادة الهاستر فْ الحقوؽ ،تخصص قاىوف إداري ،كمية
الحقوؽ و العموـ السياسية ،قسـ الحقوؽ ،جاهعة دمحم بوضياؼ ،الهسٓمة ،2018 ،ص.12
)2الهرسوـ الرئاسْ رقـ ( ،247/15هرجع سابق).
38
التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية الفصل األول:
)2طريقة اإلعالن:
ألزهت الهادة 61هف الهرسوـ الرئاسْ 247/15وجوبا عمِ الهصمحة الهتعاقدة باف تمجأ
إلِ االشٍار الصحفْ فْ حاالت طمب العروض بجهيع أىواعً و الهسابقة و التراضْ بعد
االستشارة عىد االقتضاء ،1و ٓتخذ االعالف شكمٓف ٌها:
.1.2اإلعالن المكتوب:
يحرر طمب العروض بالمغة الوطىية و بمغة أجىبية واحدة عمِ األقل ،و ٓىشر إجباريا فْ
الىشرة الرسهية لصفقات الهتعاهل العهوهْ( )BOMOPو عمِ األقل فْ جريدتٓف ٓوهٓتٓف
وطىٓتٓف هوزعتٓف عمِ الهستوى الوطىْ.
يهكف إعالف طمبات عروض الواليات و البمديات و الهؤسسات العهوهية الهوضوعة تحت
وصآتٍا و التْ تتضهف صفقات أشغاؿ أو لوازـ و دراسات أو خدهات يساوي هبمغٍا تبعا لتقدٓر
إداري ،عمِ التوالْ ،هائة همٓوف دٓىار( 100.000.000دج) أو يقل عىٍا ،و خهسٓف همٓوف
دٓىار( 50.000.000دج) أو يقل عىٍا ،أف تكوف هحل اشٍار هحمْ حسب الكيفيات التالية:
-ىشر إعالف طمب العروض فْ ٓوهٓتٓف هحمٓتٓف أو جٍويتٓف.
-إلصاؽ إعالف طمب العروض بالهقرات الهعىية :لموالية ،لكافة بمديات الوالية ،لغرؼ التجارة
و الصىاعة ،و الصىاعة التقمٓدية و الحرؼ ،و الفالحة لموالية ،و لمهدٓرية التقىية الهعىية فْ
2
الوالية.
.2.2اإلعالن االلكتروني:
أصبحت الوسائل اإللكتروىية الحدٓثة و خاصة االىترىت تمعب دور ٌاـ و كبٓر ٓتجسد فْ
االختصار باالتصاؿ االلكتروىْ ،و ٓتجمِ ذلؾ بتأسيس البوابة االلكتروىية و تبادؿ الهعموهات
3
بالطريقة االلكتروىية.
و عميً فقد هىح الهشرع اهكاىية االتصاؿ بالطريقة االلكتروىية و ذلؾ بأف تضع الهصمحة
الهتعاقدة وثائق الدعوة إلِ الهىافسة تحت تصرؼ الهترشحٓف عبر األىترىت ،ضف إلِ أىً هف
بٓف آجابيات تىظيـ الصفقات العهوهية لسىة 2015اىً حرص عمِ ابقاء الىشر االلكتروىْ الذي
1
أقر ألوؿ هرة فْ الهرسوـ السابق لً ( )236/10و زادي تفضيال.
ثانيا :وضع الوثائق المتعمقة بالصفقة تحت تصرف المترشحين:
تدعيها لهبدأ عالىية اجراءات الصفقة العهوهية ،و هف أجل ضهاف وصوؿ الهعموهات
الخاصة بالهىافسة إلِ كل الراغبٓف فْ التعاقد ،فرض الهشرع بهوجب الهادة 63هف الهرسوـ
الرئاسْ رقـ 247/15إعطاء الحق لكل الهؤسسات فْ الحصوؿ عمِ دفاتر الشروط الهتعمقة
بالصفقة لإلطالع عمٍٓا ،و وضعٍا تحت تصرفٍـ هع اهكاىية إرسالٍا لمهرشح الذي يطمبٍا ،2و
ذلؾ حتِ تكوف لً الهعموهات الكافية و الضرورية لتهكٓىً هف تقديـ تعٍدات هقبولة ،خاصة
بالىسبة لموثائق الواجب توافرٌا حسب دفتر الشروط ،و ٌذا بالىظر لخصوصية و احتياجات
الصفقة هحل العرض بالىظر لطابعٍا االقتصادي و التقىْ و كيفيات التسدٓد و صالحية العرض
3
و آجالً.
ثالثا :أجل تحضير العروض:
يعتبر اجل تحضٓر العروض هف بٓف أٌـ الىقاط الهؤثرة فْ الهىافسة ،و الذي ىصت عميً
الهادة /66ؼ 4هف الهرسوـ الرئاسْ رقـ 247/15بىصٍا «:و ميما يكن من أمر ،فإنو يجب
4
أن تفتح المدة المحددة لتحضير العروض ،المجال واسعا ألكبر عدد ممكن من المتنافسين».
ٓتضح هف ىص الهادة أف الهشرع الجزائري استعهل أجاؿ الهحددة لتحضٓر العروض
كهعيار لتفعٓل الهىافسة و استقطاب اكبر عدد هف الهشاركٓف لمترشح لمصفقة الهعمف عىٍا ،و ترؾ
)1آهىة ٌىاد و بشرى شعباف ،خضوع الصفقات العهوهية لقاىوف الهىافسة فْ الجزائر( ،هرجع سابق) ،ص.35
)2الهرسوـ الرئاسْ رقـ ( ،247/15هرجع سابق).
)3بف سميهاف فآزة ،حوكهة الصفقات العهوهية ،هذكرة لىٓل شٍادة الهاجستٓر فْ الحقوؽ ،شعبة القاىوف ،فرع ٌٓئات عهوهية و
حوكهة ،كمية الحقوؽ و العموـ السياسية ،جاهعة هعبد الرحهاف هٓرة ،بجاية ،2016 ،ص.51
)4الهرسوـ الرئاسْ رقـ ( ،247/15هرجع سابق).
40
التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية الفصل األول:
تحدٓد ٌذي أجاؿ لمهصمحة الهتعاقدة و لـ يحددٌا بىص قاىوىْ ،و يهكف اعتبار الهدة القصٓرة
لتحضٓر العروض اختراؽ لهبدأ الهساواة بٓف الهترشحٓف و بالتالْ لهبدا الهىافسة ،كها يهكف
لمهصمحة الهتعاقدة تهدٓد آجاؿ تحضٓر العروض إذا اقتضت الضرورة ذلؾ ،و فْ ٌذي الحالة
1
ٓجب أف تخبر الهترشحٓف بكل الوسائل لتفادي اإلعالف عف عدـ جدوى الصفقة.
)1بوجالؿ فتحْ ،زعالىْ رهزي ،دور القاضْ اإلداري فْ حهاية هبدأ الهىافسة فْ هجاؿ الصفقات العهوهية ،هذكرة لىٓل شٍادة
الهاستر فْ القاىوف ،تخصص قاىوف عاـ(هىازعات إدارية) ،كمية الحقوؽ و العموـ السياسية ،قسـ العموـ القاىوىية و اإلدارية
جاهعة 08هاي ،1945قالهة ،2016،ص.31-30
)2الهرسوـ الرئاسْ رقـ ( ،247/15هرجع سابق).
41
التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية الفصل األول:
عمًٓ األوصاؼ و الشروط الهحددة فْ اإلعالف ،و بإهكاف كؿ هف توفرت فٍٓـ الشروط العاهة
1
الهعمف عىٍا الهشاركة وتقدٓـ العرض.
)2طمب العروض المفتوح مع اشتراط قدرات دنيا (L’appel d’offres ouvet avec
:)exigence de capacités minimales
ٌو اجراء يسهح فيً لكل الهترشحٓف الذٓف تتوفر فٍٓـ بعض الشروط الدىيا الهؤٌمة التْ
تحددٌا الهصمحة الهتعاقدة هسبقا قبل اطالؽ االجراء ،بتقديـ تعٍد ،و ال ٓتـ اىتقاء قبمْ
لمهترشحٓف هف طرؼ الهصمحة الهتعاقدة ،و الشروط الهؤٌمة تخص القدرات التقىية و الهالية
2
و الهٍىية الضرورية لتىفٓذ الصفقة و تكوف هتىاسبة هع طبيعة و تعقٓد و أٌهية الهشروع.
)3طمب العروض المحدود):)L’appel d’offres restreint
عرفتً الهادة 45و 46هف الهرسوـ الرئاسْ رقـ 247/15عمِ أىً اجراء يكوف
الهرشحوف الهرخص لٍـ بتقديـ عرض فيً ٌـ الهدعووف خصيصا لمقياـ بذلؾ بعد اىتقاء أولْ ،و
ٌىا ىالح اف الهشرع الجزائري هىح اإل دارة قدر واسع هف الحرية هف خالؿ السهاح لٍا باالتصاؿ
بالهتعاهمٓف و اىتقائٍـ بكل حرية ،كها أكد عمِ ضرورة احتراـ هبادئ قياـ الصفقة العهوهية و
أعطِ الحٓز القاىوىْ لمعهمية اإلجرائية هف خالؿ بياف المجوء إلٍٓا إها عمِ هرحمتٓف أو هرحمة
3
واحدة هع بياف الهتطمبات و كيفيات االىتقاء األولْ بصورة تبعد اإلدارة هف دائرة التٍهة و الشؾ.
)4المسابقة ):)Le concours
عرفتٍا الهادة 47و دعهتٍا الهادة 48هف الهرسوـ الرئاسْ رقـ 247/15و ٌْ اإلجراء
الذي يضع رجاؿ الفف فْ هىافسة قصد اىجاز عهمية تشتهل عمِ جواىب تقىية أو اقتصادية أو
جهالية او فىية خاصة ،و ٌْ تتـ بهوجب جهمة هف اإلجراءات الهىظهة بهوجب الهادة 47التْ
ٓتبٓف هف خالؿ استقرائٍا بأف الهسابقة اجراء هخصص لألشخاص الطبيعٓٓف دوف الهعىويٓف ،ألىً
ٓركز عمِ الجاىب الفىْ هها ٓجعل الهادة هقٓدة جدا هقارىة بالغرض الهرجو هف اإلجراء و
1
الهتهثل فْ ابراـ الهىاقصة التْ قد تتـ هف طرؼ أشخاص طبيعٓٓف او هعىويٓف.
ثالثا :اجراءات طمب العروض:
يهر ابراـ الصفقة عف طريق طمب العروض باجراءات عدٓدة ىستعرضٍا عف طريق
الهراحل التالية:
)1إعداد دفتر الشروط:
ىظار ألٌهية ٌذي الخطوة ودورٌا فْ تكريس هبادئ الهىافسة وهكافحة الفساد بجهيع أشكالً
فقد ىظهٍا الهشرع وفق قواعد اجرائية هحددة و أخضعٍا لىظاـ رقابْ صارـ ،سبق التعرض لً فْ
الهطمب األوؿ هف ٌذا الهبحث.
)2اإلعالن عن طمب العروض:
اإلعالف عف طمب العروض ٌو اوؿ إجراء تقوـ بً اإلدارة العاهة بعد إعدادٌا لدفتر
الشروط ،و ٓتـ بواسطتً توجيً الدعوة لكافة الهقاولٓف و الهتعٍدٓف الراغبٓف فْ التعاقد هع اإلدارة
و قد تـ التطرؽ إليً فْ الهطمب االوؿ.
)3إيداع العروض:
بعد إعالف اإلدارة عف طمب العروض و افصاحٍا عف ىٓتٍا فْ التعاقد و تحدٓد شروطً
ٓتقدـ الهعىٓوف لسحب دفاتر الشروط التْ عمِ أساسٍا ٓتـ إعداد العرض فْ الهدة الهحددة ،و هف
ثـ إٓداع همفات ترشحٍـ ،2و تحضر العروض وفق ها ٌو هىصوص عميً فْ الهادة 67هف
الهرسوـ الرئاسْ رقـ ،247/15حٓث ٓجب اف تشتهل العروض عمِ همف الترشح و عرض تقىْ
و عرض هالْ ،و توضع فْ أظرفة هىفصمة و هقفمة باحكاـ ٓبٓف كل هىٍا تسهية الهؤسسة و
هرجع طمب العروض و هوضوعً و تتضهف عبارة "ممف الترشح" أو "عرض تقني" أو "عرض
مالي " حسب الحالة ،و توضع ٌذي األظرفة فْ ظرؼ آخر هقفل باحكاـ و هغفل و يحهل عبارة
"ال يفتح إال هف طرؼ لجىة فتح االظرفة و تقٓيـ العروض" -طمب العروض رقـ – ...:هوضوع
1
طمب العروض.
)4مرحمة فتح األظرفة و تقييم العروض:
تحدث الهصمحة الهتعاقدة فْ إطار الرقابة الداخمية لجىة دائهة واحدة أو أكثر تكمف
بفتح األظرفة و تحمٓل العروض و البدائل و األسعار تدعِ لجىة فتح األظرفة و تقٓيـ العروض
) ،)La commission d’ouverture des plis et d’évaluation des offresحٓث تقوـ
فْ جمسة أولِ عمىية بدعوة كل الهترشحٓف الهتقدهٓف لمهىاقصة العاهة لمحضور حٓث تقوـ بفتح
العروض ،ثـ تقوـ فْ جمسة ثاىية تكوف سرية بدور تقىْ و ٌو تقٓيـ العروض و اقصاء العروض
الغٓر هطابقة لدفتر الشروط ،و اختيار أحسف عرض هف الىاحية االقتصادية.2
)5مرحمة منح و اعتماد الصفقة العمومية:
ٓتـ هىح و ارساء الصفقة عف طريق الهىح الهؤقت و إعالف ٌذا الهىح فْ الجرائد التْ تـ
اإلعالف فٍٓا عف الصفقة ،و ٓجب أف ٓتضهف اإلعالف عف الهىح الهؤقت ىتائ تقٓيـ العروض
التقىية و الهالية لمحائز عمِ الصفقة هؤقتا و رقـ تعريفً الجبائْ عف اإلقتضاء و رقـ التعريف
الجبائْ لمهصمحة الهتعاقدة و آجاؿ الطعف ،و هىح الهشرع الجزائري الحق لكل الهترشحٓف
اإلطالع عمِ ىتائ تقٓيهٍـ فْ أجل ثالثة ( )03أياـ هف الهىح الهؤقت لمصفقة ،باإلضافة إلِ
حق الطعف فْ الهىح الهؤقت لمصفقة و ذلؾ أهاـ لجىة الصفقات الهختصة فْ أجل عشرة ()10
أياـ ابتداء هف تاريخ أوؿ ىشر إلعالف الهىح الهؤقت لمصفقة ،3و يهكف اف ٓمغِ إجراء الهىح
الهؤقت هف طرؼ الهصمحة العاهة و ال يهكف لمهتعٍدٓف طمب أي تعويض فْ حالة عدـ اختيار
عروضٍـ ،كها ٓمغِ ٌذا الهىح فْ حالة تىازؿ الهتعٍد الذي تـ هىحً الصفقة بصفة هؤقتة و تقوـ
بعدٌا الهصمحة الهتعاقدة بهواصمة تقٓيـ الهترشحٓف و هىح الصفقة لهتعٍد آخر ،1و بعد الهىح
الهؤقت يأتْ الهىح الىٍائْ لمصفقة و ذلؾ بهوافقة السمطة الهختصة هسؤوؿ الٍٓئة العهوهية،
الوزير ،و الهتهثمة فْ هسؤوؿ الٍٓئة العهوهية الوزير ،الوالْ ،رئيس الهجمس الشعبْ البمدي،
2
الهدٓر العاـ او الهدٓر فيها ٓخص الهؤسسة العهوهية.
الفرع الثاني :اعتماد التراضي كاستثناء في ابرام الصفقات العمومية
ٓتـ التعاقد بالتراضْ وفقا لمقواعد واإلجراءات التْ حددٌا القاىوف فْ طمب العرو ض هع
استبعاد اإلعالف عف التراضْ فْ الصحف والجرائد الٓوهية وها ٓترتب عمِ ذلؾ هف هواعٓد
واجراءات قاىوىية.
أوال :تعريف التراضي:
عرفت الهادة 41هف القاىوف رقـ 247/15التراضْ عمِ اىً«:اجراء تخصيص صفقة
لهتعاهل هتعاقد واحد دوف الدعوة الشكمية إلِ الهىافسة و يهكف اف يكتسْ التراضْ شكل التراضْ
3
البسيط أو شكل التراضْ بعد االستشارة ،و تىظـ ٌذي االستشارة بكل الوسائل الهكتوبة الهالئهة».
لذا فالتراضْ ىجدي اجراء استثىائْ كها سبق القوؿ ،بهوجبً تقوـ الهصمحة الهتعاقدة باختيار
الهتعاقد هعٍا هتحررة هف كل القٓود الشكمية و االجرائية الهفروضة عمِ أسموب طمب العروض
بأشكالً الهختمفة ،فإذا كاف إجراء طمب العروض ٓخضع لعدة هبادئ و ٌْ العالىية والهساواة فإف
إجراء التراضْ ال ٓخضع لٍذي الهبادئ ،و ٌذا ها يستدعْ أف تهارس رقابة صارهة عمِ ٌذا
الىوع هف اإلجراء.
ثانيا :أشكال التراضي:
يأخذ التراضْ شكمٓف أساسٓف ىصت عمٍٓها الهادتٓف 49و 51هف الهرسوـ الرئاسْ
رقـ 247/15الهتضهف تىظيـ الصفقات العهوهية و تفويضات الهرفق العاـ ،و ٓتهثل فْ
التراضْ البسيط و التراضْ بعد االستشارة.
)1التراضي البسيط:
التراضْ البسيط شكل هف أشكاؿ التراضْ ٓجعل الهصمحة الهتعاقدة هتحررة هف ضرورة
إقاهة الهىافسة بٓف الهتعٍدٓف ،و تقوـ باختيار الهتعاهل هعٍا هباشرة بعد التفاوض هعً ،و ٓتـ
التفاوض بعىواف التراضْ البسيط هع شخص بعٓىً دوف غٓري ،و ٓوفر المجوء إلِ ٌذي الصيغة
بساطة فْ اإلجراءات و بالتالْ السرعة فْ تمبية الحاجات و ربحا لموقت ،1و تمجأ اإلدارة إليً فْ
حاالت حددٌا الهشرع عمِ سبٓل الحصر فْ الهادة 49هف الهرسوـ الرئاسْ 247/15و ٌْ:
-عىدها ال يهكف تىفٓذ الخدهات إال عمِ ٓد هتعاهل هتعاقد وحٓد يحتل وضعية احتكارية ،أو
ٓىفرد باهتالؾ الطريقة التكىولوجية التْ اختارتٍا الهصمحة الهتعاقدة.
-فْ حالة االستعجاؿ الهمح الهعمل بوجود خطر داٌـ ٍٓدد االستثهار او الهمؾ العهوهْ قد
ٓتجسد فْ الهٓداف و ال يسعً التكٓف هع آجاؿ اجراءات ابراـ الصفقات العهوهية ،شرط أف ال
تتقع الهصمحة الهتعاقدة الظرؼ الهسبب لالستعجاؿ ،و اف ال تكوف الحالة االستعجالية ىاتجة
عف الههاطمة هف طرفٍا.
-فْ حالة التهويف الهستعجل لسد حاجات السكاف األساسية.
-عىدها ٓتعمق األهر بهشروع ذي أولوية و ذي اٌهية وطىية يكتسْ طابعا استعجاليا.
-عىدها ٓتعمق االهر بترقية االىتاج أو األداة الوطىية لالىتاج.
-عىدها يهىح ىص تىظيهْ أو تشريعْ هؤسسة عهوهية ذات طابع صىاعْ و تجاري حقا
ح صريا لمقياـ بهٍهة الخدهة العهوهية ،أو عىدها تىجز ٌذي الهؤسسة كل ىشاطٍا هع الٍٓئات
2
و اإلدارات العهوهية ،و الهؤسسات العهوهية ذات الطابع اإلداري.
)2التراضي بعد االستشارة:
التراضْ بعد االستشارة يعتبر صيغة تدخل ضهف الصيغ التفاوضية ،غٓر اىٍا تختمف
عف التراضْ البسيط فْ كوىٍا تضهف قد ار و لو قميال هف الهىافسة و التْ تىعدـ فْ ٌذا األخٓر
)1خرشْ الىوي ،تسٓٓر الهشاريع فْ إطار الصفقات العهوهية،دار الخمدوىية لمىشر و التوزيع ،د.ط ،الجزائر ،2011 ،ص.165
)2الهرسوـ الرئاسْ رقـ ( ،247/15هرجع سابق).
47
التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية الفصل األول:
كوىً ٓتـ فيً التفاوض هع شخص بعٓىً دوف غٓري ،فالتفاوض بعىواف التراضْ بعد االستشارة
يكوف هع هجهوعة هف الهترشحٓف هدعووف خصيصا بوسائل هكتوبة دوف المجوء إلِ االجراءات
الشكمية الهعتهدة فْ طمب العروض ،1و ٓتـ المجوء إليً فْ الحاالت التْ حددٌا الهشرع فْ
الهادة 51هف الهرسوـ الرئاسْ رقـ 247/15و ٌْ:
-عىدها يعمف عف عدـ جدوى طمب العروض لمهرة الثاىية.
-فْ حالة صفقات الدراسات و الموازـ و الخدهات الخاصة التْ ال تستمزـ طبيعتٍا المجوء إلِ
طمب عروض هثل سرية الصفقة و عدـ قابمٓتٍا لمهىافسة.
-فْ حالة صفقات األشغاؿ التابعة هباسرة لمهؤسسات العهوهية السيادية فْ الدولة.
-فْ حالة الصفقات الههىوحة و التْ كاىت هحل فسخ و ال تالئـ طبيعتٍا المجوء إلِ طمب
عروض جدٓد.
-فْ حالة العهميات الهىجزة فْ إطار استراتٓجيات التعاوف الحكوهْ ،أو فْ إطار اتفاقات ثىائية
تتعمق بالتهويالت االهتيازية و تحويل الدٓوف إلِ هشاريع تىهوية أو ٌبات عىدها تىص اتفاقات
2
التهويل الهذكورة عمِ ذلؾ.
شخصية أو هالية عمِ حساب الصفقة العهوهية والهصمحة العاهة ،إضافة إلِ ذلؾ ىسجل
غهوض أخر فْ ىص الهادة 49هف الهرسوـ الرئاسْ رقـ 15-247السالف الذكر ،التْ تىظـ
حاالت التراضْ البسيط ،بحٓث لـ يضبط الهشرع حاالت اإلستعجاؿ الهمح ،ألف ىص الهادة لـ
يفصل فْ ٌذي الحاالت بكل دقة ووضوح ،ها ٓؤدي بالهصمحة الهتعاقدة إلِ التحج دائها بحالة
1
اإلستعجاؿ هف أجل تهرير الصفقات العهوهية تحت طائمة االستعجاؿ.
)1جالب عالوة ،ىظاـ الرقابة عمِ قاىوف الصفقات العهوهية قبل تىفٓذٌا فْ الجزائر ،هذكرة لىٓل شٍادة الهاجستٓر فْ القاىوف
تخصص الٍٓئات العهوهية و الحوكهة ،كمية الحقوؽ و العموـ السياسية ،جاهعة عبد الرحهاف هٓرة ،بجاية ،2014 ،ص .42
49
التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية الفصل األول:
هف جٍة اخرى الحظىا اف الهشرع ألزـ الهصمحة الهتعاقدة بإعهاؿ جهمة هف اإلجراءات
و كاف ٌدفً تجسٓد هبدأ الهىافسة عمِ أرض الواقع فأصبحت الصفقات العهوهية تبرـ فْ ظل
احتراـ أحكاـ الهىافسة ،بٍدؼ ضهاف ىجاعة الطمبات العهوهية واالستعهاؿ الحسف لمهاؿ العاـ
الذي يقوـ عمِ فكرة تحدٓد الحاجات األساسية لمهصمحة الهتعاقدة بصفة دقيقة و وفق إطار
عقالىْ هدروس هبىْ عمِ أسس تىافسية ،وادراج ذلؾ ضهف دفتر الشروط الذي تعدي الهصمحة
الهتعاقدة ،باإلضافة إلِ عالىية االجراءات و وضع الوثائق الهتعمقة بالهىافسة تحت تصرؼ
الهترشحٓف هع اعطائٍـ الوقت الكافْ لتحضٓر عروضٍـ ،كها حدد طرؽ ابراـ الصفقات العهوهية
و حصرٌا فْ أسموبٓف فاعتبر طمب العروض كقاعدة عاهة و أوالٌا أٌهية خاصة هف خالؿ
ضبط أشكالٍا و تحدٓد اجراءاتٍا ،كها فسح هجاال هف الحرية لإلدارة العتهاد أسموب التراضْ هع
تقٓٓدي ببعض اإلجراءات حفاظا عمِ هبادئ الهىافسة و شفافية اإلجراءات.
50
ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية الفصل الثاني:
لما كان لمصفقات العمومية أىمية كبيرة في تنفيذ المشاريع العمومية و انجاز مشاريع
التنمية ،فقد أعطى المشرع ليذا النوع من العقود إطا ار تنظيميا خاصا عن طريق إخضاعيا لطرق
إبرام خاصة و معقدة ،خاصة بالنسبة لطمب العروض الذي يعتبر القاعدة العامة في التعاقد ،إال
أن ىذه اإلجراءات غير كافية لمحد من االنتياكات المستمرة لمبادئ المنافسة ،مما استمزم إيجاد
ضمانات فعالة من أجل تكريس و تجسيد ىذه المبادئ ،و من ثم إضفاء نوع من الثقة لدى
المتعام مين المتعاقدين الباحثين عن فرصة الدخول لمطمبات العمومية من خالل تحسين ظروف
التعاقد و إضفاء الشفافية عمى قواعد و إجراءات إبرام الصفقات العمومية ،حيث غالبا ما يشتكي
المتعاممون المتعاقدون من تحيز اإلدارة لطرف عمى حساب اآلخرين أو ما يعرف بالمحاباة ،لذا
كان ل ازما إدراج عدة أحكام و نصوص قانونية تضبط ىذه العممية و تكفل خاصة حقوق المتعامل
1
المتعاقد في مواجية السمطات الواسعة المخولة لممصمحة المتعاقدة.
و تجسيدا ليذا الغرض نص المشرع عمى إخضاع الصفقات العمومية لمرقابة اإلدارية
بأنواعيا كامتداد لسمسة القيود التي تضبط عمل المصالح المتعاقدة في عممية إبراميا لمصفقات
العمومية ،و ذلك بغرض التأكد من التزاميا بالتقيد بأحكام الصفقات العمومية بما يكرس المبادئ
الكبرى لمتعاقد كمبدأ الشفافية و حرية المنافسة و المساواة بين العارضين أو المتنافسين.
و من أجل نجاعة عممية اختيار المتعامل المتعاقد و تجنبا ألي تعسف أو إخالل قد
يحدث من قبل اإلدارة ،تم إخضاع الصفقات العمومية لرقابة القاضي اإلداري و ذلك عن طريق
وضع آليات لتسوية المنازعات الناشئة عن الممارسات المنافية لمبدأ المنافسة ،خاصة في مرحمة
إبرام الصفقة العمومية.
و بنـاء عمى ما سبق قمنا بتقسيم ىذا الفصل إلى مبحثين ،حيث تطرقنا في (المبحــث
الول) إلى إخضاع الصفقات العمومية لمرقابة اإلدارية ،و في (المبحـث الثاني) إلى إخضاع
الصفقات العمومية لمرقابة القضائية.
)1برة الزىرة ،تكريس مبدأ حرية المنافسة في مجال الصفقات العمومية( ،مرجع سابق) ،ص.84
52
ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية الفصل الثاني:
المبحث الول
اخضاع الصفقات العمومية لمرقابة اإلدارية
تعد الرقابة اإلدارية تمك الرقابة التي تباشرىا اإلدارة بنفسيا ،فيي رقابة ذاتية سواء تتم
داخل نفس اإلدارة (رقابة داخمية) أو خارجيا (خارج اإلدارة) ،و كذا (رقابة وصائية) و التي تيدف
إلى مطابقة الصفقات التي تبرميا المصالح المتعاقدة لمتنظيم المعمول بو.
و من أجل تفسير ىذه األنواع من الرقابة خصصت (المطمب الول) لمرقابة الداخمية و
(المطمب الثاني) لمرقابة الخارجية ،و (المطمب الثالث) لمرقابة الوصائية و سمطة ضبط الصفقات
العمومية التي تم استحداثيا بموجب المرسوم الرئاسي رقم .247/15
المطمـب الول :الرقابة الداخمية
تعتبر الرقابة الداخمية الممارسة عمى الصفقات العمومية من أىم أنواع الرقابة التي تمارسيا
السمطة اإلدارية تمقائيا عبر أجيزة رقابية منبثقة من داخل اإلدارة المبرمة لمصفقة ،و يستوي في
ذلك أن تكون الرقابة شاممة تضم كل أعمال اإلدارة في جوانبيا المختمفة أو تنصب عمى جانب من
1
جوانب أعماليا كاألعمال القانونية أو المحاسبية أو وثائقية تتعامل مع المستندات و األوراق.
و بالرجوع إلى األحكام المنظمة لمصفقات العمومية تقوم بالرقابة الداخمية لجنة تم
استحداثيا تدعى لجنة فتح األظرفة و تقييم العروض (الفرع الول) ،و التي سنتناول مياميا و
وظائفيا (الفرع الثاني).
)1تياب نادية ،آليات مواجية الفساد في مجال الصفقات العمومية( ،مرجع سابق) ،ص.118
53
ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية الفصل الثاني:
المجنة من موظفين مؤىمين تابعين لممصمحة المتعاقدة يختارون لكفاءتيم ،1و ىذه المجنة ليست
مكمفة إطالقا بمنح الصفقات العمومية بل تمارس عمال إداريا و تقنيا تعرضو عمى المصمحة
المتعاقدة ممثمة في اآلمر بالصرف و التي تقوم بمنح الصفقة أو اإلعالن عن عدم جدوى اإلجراء
أو إلغائو أو إلغاء المنح المؤقت لمصفقة ،و تصدر في ىذا الشأن رأيا مبر ار ،2و مسؤول المصمحة
المتعاقدة ىو من يممك صالحية تحديد تشكيمة لجنة فتح األظرفة و تقييم العروض و ذلك بموجب
مقرر في إطار اإلجراءات القانونية و التنظيمية المعمول بيا و ىذا ما نصت عميو المادة 162
من المرسوم الرئاسي رقم ،247/15و لم يشترط المشرع نصاب معين النعقاد المجنة عندما
تمارس ميمة فتح األظرفة ،و يتم إثبات أشغال المجنة في سجل أول خاص بفتح األظرفة و يكون
مرقم و مختوم من قبل اآلمر بالصرف ،و سجل ثاني يخصص لتقييم العروض مرقم كذلك و
3
مختوم من قبل الىمر بالصرف شأنو شأن السجل األول (أي سجمين منفصمين).
و قد حرص المشرع عمى تطبيق مجموعة من المبادئ نجدىا من خالل النصوص
القانونية المنظمة لسير لجنة فتح األظرفة و تقييم العروض أىميا يتمثل في مبدأ العمنية ،حيث
نص عمى أن يتم فتح األظرفة المتعمقة بممف الترشح و العروض التقنية في جمسة عمنية تكون
بحضور ممثمين عن المقاوالت و ىذا أساسا لضمان الشفافية و المنافسة الحرة بينيم ،4كما يعطي
رسالة مطمئنة لممقاولين و كذا القبول بالخسارة في حال عدم الفوز ما يحفزىم لممشاركة في
الصفقات القادمة.
الفرع الثاني :مهام لجنة فتح الظرفة و تقييم العروض.
تتجمى ميام لجنة فتح األظرفة و تقييم العروض في مرحمتين ،و ذلك عند فتح األظرفة
كمرحمة أولى ،و تقييم العروض في المرحمة الثانية.
-اقصاء الترشيحات و العروض غير المطابقة لمحتوى دفتر الشروط المعد طبقا ألحكام المرسوم
الرئاسي رقم 247/15و/أو لموضوع الصفقة؛
-تعمل عمى تحميل العروض الباقية في مرحمتين عمى أساس المعايير و المنيجية المنصوص
عمييا في دفتر الشروط عمى مرحمتين:
المرحمة الولى (التحميل التقني) :تقوم بالترتيب التقني لمعروض مع اقصاء العروض التي لم
تحصل عمى العالمة الدنيا الالزمة المنصوص عمييا في دفتر الشروط.
المرحمة الثانية (التحميل المالي) :تقوم بدراسة العروض المالية لممتعيدين الذين تم تأىيميم
االولي تقنيا ،مع مراع اة التخفيضات المحتممة عمى عروضيم ،و تقوم طبقا لدفتر الشروط
بانتقاء أحسن عرض من حيث المزايا اإلقتصادية و المتمثل في العرض:
)1األ قل ثمنا من بين العروض المالية لممرشحين المختارين ،عندما يسمح موضوع الصفقة بذلك
و في ىذه الحالة يستند تقييم العروض إلى معيار السعر فقط.
)2األقل ثمنا من بين العروض المؤىمة تقنيا ،إذا تعمق األمر بالخدمات العادية ،و في ىذه الحالة
يستند تقييم العروض إلى عدة معايير من بينيا معيار السعر.
)3الذي تحصل عمى أعمى نقطة استنادا إلى ترجيح عدة معايير من بينيا معيار السعر ،إذا كان
األختيار قائما أساسا عمى الجانب التقني لمخدمات.
-تقترح عمى المصمحة المتعاقدة رفض العرض المقبول إذا ثبت أن بعض ممارسات المتعيد
المعني تشكل تعسفا في وضعية ىيمنة عمى السوق أو قد تسبب في اختالل المنافسة في
القطاع المعني بأي طريقة كانت ،و يجب أن يبين ىذا الحكم في دفتر الشروط.
-إذا كان العرض المالي اإلجمالي لممتعامل اإلقتصادي المختار مؤقتا ،أو كان سعر واحد أو
أكثر من عرضو المالي يبدو منخفضا بشكل غير عادي لمرجع األسعار ،تطمب منو عن طريق
المصمحة المتعاقدة كتابيا التبريرات و التوضيحات التي يراىا مالئمة ،و بعد التحقق من
التبريرات المقدمة تقترح عمى المصمحة المتعاقدة أن ترفض ىذا العرض إذا أقرت أن جواب
56
ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية الفصل الثاني:
المتعيد غير مبرر من الناحية اإلقتصادية ،و ترفض المصمحة المتعاقدة ىذا العرض بمقرر
معمل.
-إذا أقرت أن العرض المالي لممتعامل اإلقتصادي المختار مؤقتا مبالغ فيو بالنسبة لمرجع
األسعار ،تقترح عمى المصمحة المتعاقدة أن ترفض ىذا العرض ،و ترفض المصمحة المتعاقدة
ىذا العرض بمقرر معمل.
و ترد عند االقتضاء عن طريق المصمحة المتعاقدة األظرفة المالية التي تتعمق بالعروض
التقنية التي تم إقصاؤىا إلى أصحابيا دون فتحيا.
و في حالة طمب العروض المحدود يتم انتقاء أحسن عرض من حيث المزايا االقتصادية
استنادا إلى ترجيح عدة معايير ،أما في حالة إجراء المسابقة تقترح المجنة عمى المصمحة المتعاقدة
قائمة بالفائزين المعتمدين ،و تدرس عروضيم المالية فيما بعد النتقاء أحسن عرض من حيث
1
المزايا االقتصادية استنادا إلى ترجيح عدة معايير.
المطمـب الثاني :الرقابة الخارجية
إلضفاء أكثر فاعمية لمرقابة اإلدارية عمى الصفقات العمومية ،كان لزاما فرض رقابة أخرى
خارجية و عدم اإلكتفاء بالرقابة الداخمية كونيا تتم داخل المصالح المتعاقدة من طرف اشخاص
معينين من قبميا و تابعين ليا ،عكس الرقابة الخارجية التي تتم من طرف أشخاص ال عالقة ليم
بالمصالح المتعاقدة يتدرجون من المستولى المحمي إلى المستوى المركزي ،حيث ييدف ىذا النوع
من الرقابة حسب المادة 163من المرسوم الرئاسي رقم 247/15إلى التحقق من مطابقة
الصفقات العمومية لمتشريع و التنظيم المعمول بيما ،و التحقق من مطابقة المصمحة المتعاقدة
لمعمل المبرمج بطريقة نظامية.
قسم المشرع المجان المكمفة بالرقابة الخارجية إلى قسمين ،يتعمق القسم األول بمجان الصفقات
لممصالح المتعاقدة (الفرع الول) ،و القسم الثاني بالمجنة القطاعية لمصفقات (الفرع الثاني).
57
ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية الفصل الثاني:
في المطات 1إلى 4من المادة 184و في المادة 139من المرسوم الرئاسي رقم 247/15
حسب الحالة ،و تتشكل المجنة من:
-ممثل عن السمطة الوصية ،رئيسا؛
-المدير العام أو مدير المؤسسة أو ممثمو؛
-ممثمين إثنين ( )2عن الوزير المكمف بالمالية (المديرية العامة لمميزانية و المديرية العامة
لممحاسبة)؛
-ممثل عن الوزير المعني بالخدمة ،حسب موضوع الصفقة (بناء ،أشغال عمومية ،ري) ،عند
االقتضاء.
ممثل عن الوزير المكمف بالتجارة. -
تحدد قائمة اليياكل غير الممركزة لممؤسسات العمومية الوطنية المذكورة أعاله ،بموجب
1
قرار من الوزير المعني.
ثالثا :المجنة الوالئية لمصفقات:
تختص بدراسة مشاريع دفاتر الشروط و الصفقاتو المالحق التي تبرميا الوالية و المصالح
غير الممركزة لمدولة ،و المصالح الخارجية لإلدارات المركزية غير تمك المذكورة في المادة 172
ضمن حدود المستويات المحددة في المطات 1إلى 4من المادة 184و في المادة 139من
المرسوم الرئاسي رقم 247/15حسب الحالة ،و تدرس أيظا مشاريع دفاتر الشروط و الصفقات
التي تبرميا البمدية و المؤسسات العمومية المحمية التي يفوق التقدير اإلداري لمحاجات أو الصفقة
مائتي مميون دينار ( 200.000.000دج) بالنسبة لألشغال و الموازم ،و خمسين مميون دينار
( 50.000.000دج) بالنسبة لصفقات الخدمات ،و عشرين مميون دينار ( 20.000.000دج)
بالنسبة لصفقات الدراسات ،باإلضافة إلى المالحق التي تبرميا البمدية و المؤسسات العمومية
المحمية ضمن حدود المستويات المحددة في المادة 139من المرسوم الرئاسي رقم .247/15
و تتشكل المجنة من:
بالمؤسسة ،ضمن حدود المستويات المنصوص عمييا حسب الحالة ،في المادتين 139و 173
من المرسوم الرئاسي رقم ،247/15و تتشكل ىذه المجنة من:
-ممثل السمطة الوصية ،رئيسا؛
-المدير العام أو مدير المؤسسة أو ممثمو؛
-ممثل منتخب عن مجمس المجموعة االقميمية المعنية؛
-ممثمين إثنين ( )2عن الوزير المكمف بالمالية (مصمحة الميزانية و مصمحة المحاسبة)؛
-ممثل عن المصمحة التقنية المعنية بالخدمة بالوالية ،حسب موضوع الصفقة (بناء ،أشغال
1
عمومية ،ري) ،عند االقتضاء.
و تتشكل المجنة القطاعية لمصفقات من الوزير المعني أو ممثمو رئيسا ،ممثل الوزير
المعني نائب لمرئيس ،ممثل المصمحة المتعاقدة ،ممثالن ( )02عن القطاع المعني ،ممثالن عن
وزير المالية (المديرية العامة لمميزانية و المديرية العامة لممحاسبة) ،و ممثل عن الوزير المكمف
بالتجارة.
)1تياب نادية ،آليات مواجية الفساد في مجال الصفقات العمومية( ،مرجع سابق) ،ص.155
)2المرسوم الرئاسي رقم ( ،247/15مرجع سابق).
)3بالو منية ،حماية مبدأ حرية المنافسة في الصفقات العمومية عمى ضوء المرسوم الرئاسي ( ،247/15مرجع سابق) ،ص.41
64
ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية الفصل الثاني:
مراقبتيا و تسوية الطعون و النزاعات التي تثار بشأنيا و اتخاذ الق اررات النيائية بخصوصيا حتى
تصبح صفقات قانونية نيائية في الميدان ،و يمكن ابراز أىم الصالحيات و الميام و المحددة
بموجب نص المادة 188و المادة /213ف ، 2فيما يمي:
-إعداد تنظيم الصفقات العمومية و تفويضات المرفق العام و مراقبة تنفيذه؛
-إعالم و نشر و تعميم كل الوثائق و المعمومات المتعمقة بالصفقات العمومية و تفويضات
المرفق العام؛
-إجراء إحصاء اقتصادي لمطمب العمومي سنويا؛
-تحميل المعطيات المتعمقة بالجانب االقتصادي و التقني لمطمب العمومي و تقديم توصيات
لمحكومة؛
-تشكيل مكان لمتشاور في إطار مرصد لمطمب العمومي؛
-التدقيق في إجراءات ابرام الصفقات العمومية و تفويضات المرفق العام؛
-البت في النزاعات الناتجة عن تنفيذ الصفقات العمومية المبرمة مع متعاممين اقتصاديين
أجانب؛
2
-التعاون مع الييئات األجنبية في الصفقات العمومية.
من خالل ما سبق نستنتج أن إنشاء ىذه السمطة و منحيا العديد من الصالحيات يعتبر من أىم
اآلليات التي نص عمييا المرسوم الرئاسي رقم ،247/15كآلية لمواجية الفساد اإلداري و تجسيدا
لمبدأ المنافسة و الشفافية في مجال الصفقات العمومية ،رغم افتقارىا لمفعالية في بعض األحيان.
)1تنص المادة 88من المرسوم الرئاسي رقم 247/15عمى أنو " :تعد سمطة ضبط الصفقات العمومية و تفويضات المرفق
العام المنشأة بموجب أحكام المادة 213من ىذا المرسوم ،مدونة أدبيات و أخالقيات المينة لألعوان العموميين المتدخمين
في ابرام و تنفيذ الصفقات العمومية و تفويضات المرفق العام ،يوافق عمييا الوزير المكمف بالمالية .يطمع األعوان العموميون
المذكورون أعاله عمى المدونة ،و يتعيدون باحتراميا بموجب تصريح ،كما يجب عمييم اإلمضاء عمى تصريح بعدم وجود
تضارب المصالح ،و يرفق نموذجا ىذين التصريحين بالمدونة.
)2المرسوم الرئاسي رقم ( ،247/15مرجع سابق).
66
ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية الفصل الثاني:
المبحث الثاني
اخضاع الصفقات العمومية لمرقابة القضائية
يعتبر القضاء من أىم أجيزة الرقابة عمى الصفقات العمومية ،خاصة في ظل زيادة حجم
التجاوزت في ىذا المجال و عجز آليات الرقابة اإلدارية عمى احتوائيا و الحد منيا ،مما استوجب
ا
المجوء إلى القضاء باعتباره األداة األكثر فعالية ،حيث تحتل الرقابة القضائية مكانة متميزة ضمن
أفراد. أشكال و صور الرقابة التي تيدف إلى احترام مبدأ المشروعية خدمة لممصمحة العامة إدارة و
فالصفقة باعتبارىا عقدا تثير بال شك منازعات عمى مستوى اإلبرام أو أثناء التنفيذ نتيجة
تصادم مصمحة اإلدارة مع مصمحة المتعامل المتعاقد ،مما استدعى وضع نظام قانوني متكامل
لفض ىذه المنازعات عن طريق القضاء اإلداري.
تتجسد رقابة القاضي اإلداري عمى منازعات الصفقات العمومية في نوعين من الرقابة
أوليا رقابة القضاء االستعجالي (المطمب األول) ،و ثانييا رقابة قاضي الموضوع (المطمب
الثاني).
المطمب الول :رقابة القضاء االستعجالي
نظم المشرع الجزائري أحكام االستعجال اإلداري في مادة الصفقات العمومية بموجب
القانون رقم 09/08المتضمن قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية في المادتين 946و 947منو
و ذلك بيدف تعزيز آليات حماية المال في إطار الصفقات العمومية ،عمى أساس أن قضاء
االستعجال من شأنو أن يشكل وقاية من جرائم الفساد التي يمكن أن ترتكب عند ابرام أو تنفيذ
1
الصفقات العمومية.
و عميو سنتطرق في ىذا المطمب إلى تعريف اإلستعجال قبل التعاقدي في مجال الصفقات
العمومية (الفرع األول) ،ثم شروط دعوى االستعجال ما قبل التعاقدي (الفرع الثاني) ،باإلضافة إلى
سمطات قاضي االستعجال (الفرع الثالث).
)1خضري حمزة ،الرقابة القضائية عمى الصفقات العمومية في الجزائر ،مجمة الفكر ،العدد ،13كمية الحقوق و العموم السياسية
جامعة المسيمة ،د.س.ن ،ص .203
67
ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية الفصل الثاني:
)1لعالم دمحم ميدي ،القضاء االستعجالي قبل التعاقدي في مجال الصفقات العمومية ،المجمة المصرية لمدراسات القانونية و
االقتصادية ،العدد الخامس ،2015 ،ص .18
)2جميل مونية ،المنافسة في الصفقات العمومية ،مرجع سابق ،ص .174
)3جميل مونية ،المنافسة في الصفقات العمومية ،مرجع سابق ،ص .176
68
ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية الفصل الثاني:
من خالل ىذا النص يتبين أنو لمقيام بمباشرة الدعوى االستعجالية في مجال الصفقات
العمومية ،يجب توفر الشروط التالية:
)1بزاجي سموى ،رقابة القضاء االستعجالي قبل التعاقدي في مجال الصفقات العمومية في التشريع الجزائري ،المجمة األكاديمية
لمبحث القانوني ،العدد األول ،بجاية ،2012 ،ص .34
)2أنظر المادة 918من القانون رقم 09/08المؤرخ في 18صفر 1429الموافق ل 25فبراير سنة ،2008يتضمن قانون
اإلجراءات المدنية و اإلدارية ،ج.ر.ج.ج العدد ،21الصادرة بتاريخ 23أفريل .2008
)3بزاجي سموى( ،نفس المرجع) ،ص .36 ،35
)4القانون رقم 09/08يتضمن قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية( ،نفس المرجع).
69
ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية الفصل الثاني:
دعوى االستعجال قبل التعاقدي إال إذا توفرت المصمحة لدى الطاعن ،و تتمثل المصمحة في عدم
االشترك فعي المنافسة و نيل حظوظو كاممة لمفوز بالصفقة عمى قدم
ا تمكينو من استيفاء حقو في
المسا واة و بالتالي تتضرر المصمحة بمجرد أن يسبب اإلخالل بقواعد العمنية و المنافسة إلى
االنتقاص من فرصة المتنافس في نيل الصفقة ،و تعتبر ىذه المصمحة حد أدنى ال يمكن النزول
عنو ،فال تقبل الدعوى ممن ليسعت لو أية فرصة لالشتراك في المنافسة ،فيجب أن يكون المدعى
1
قد استبعد من الدخول في المنافسة دون وجو حق أو نتيجة لخمل في اإلعالن عن الصفقة.
اكتساب صفة المدعي بحكم القانون :حيث أن المدعي في ىذه الحالة ال يكون أحد ب.
المتنافسين المتضررين من خرق التزامات العمنية و المنافسة ،و إنما جية رسمية أعطاىا القانون
حق رفع الدعوى االستعجالية حماية لقواعد النزاىة و الشفافية ،حيث أنو و بالرجوع إلى الفقرة
الثانية من المادة 946نجدىا سمحت لموالي بصفتو ممثال لمدولة عمى مستوى الوالية ممارسة ىذا
النوع من الدعاوي ،و ذلك إذا تعمق األمر بصفقات الجماعات المحمية أو المؤسسات العمومية
2
المحمية و ذلك من أجل الحفاظ عمى المصمحة العامة.
)2شرط وجود اخالل بالتزامات اإلشهار و المنافسة:
إن جوىر المجوء لقضاء االستعجال في مادة ابرام الصفقات الصفقات العمومية يرتبط أساسا
باإلخالل بقواعد المنافسة و اإلشيار ،و يعتبر انتياكا ليذه القواعد ما يمي:
)1شريف سمية ،رقابة القاضي اإلداري عمى منازعات الصفقات العمومية ،مذكرة لنيل شيادة الماجستير في القانون ،فرع قانون
المنازعات اإلدارية ،كمية الحقوق و العموم السياسية ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو ،2016 ،ص.58
)2بن أحمد حورية ،دور القاضي اإلداري في حل المنازعات المتعمقة بالصفقات العمومية ،مذكرة لنيل شيادة الماجستير
تخصص قانون عام ،كمية الحقوق ،جامعة أبوبكر بمقايد ،تممسان ،2011ص.57
70
ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية الفصل الثاني:
خرق قواعد اإلعالن عن الصفقة العمومية :و يتجسد ذلك بعدم قيام اإلدارة باإلعالن عن أ.
الصفقة مطمقا ،أو قياميا بإعالن معيب بنشره عمى سبيل المثال في جريدة يومية واحدة أو
اإلعالن الغامض.
إختيار اإلدارة إلجارء إبارم غير مناسب :حدد المشرع الجزائري آليات ابرام الصفقات ب.
العمومية من المادة 39إلى المادة 59من قانون الصفقات العمومية 247/15وفق شروط
قانونية ممزمة ال يجوز الخروج عنيا ،لذلك فإن استخدام تقنيات اإلبرام في غير موضعيا يؤدي
إلى خرق قواعد المنافسة.
مخالفة المواصفات و الخصوصيات التقنية :بحيث يجب أن ال تكون ىذه المواصفات و ت.
الخصوصيات التقنية المتعمقة بالصفقة تنطوي عمى عنصر تفضيمي ألحد المترشحين عمى حساب
1
المتعاممين العموميين اآلخرين ،و إال اعتبر انتياكا لقواعد المنافسة.
الحرمان أو االستبعاد من الصفقة دون وجه حق :فإن أقصت اإلدارة مرشح ما دون سند ث.
قانوني كان لو حق رفع الدعوى اإلستعجالية ،و نفس األمر بالنسبة لحالة تعسف اإلدارة في
2
استعمال حقيا في اإلستبعاد.
اإلخالل بقواعد إختيار المتعامل المتعاقد :لم يغفل المشرع الجزائري عن معايير اختيار ج.
)1تياب نادية ،آليات مواجية الفساد في مجال الصفقات العمومية( ،مرجع سابق) ،ص.270
)2آمنة ىناد و بشرى شعبان ،خضوع الصفقات العمومية لقانون المنافسة في الجزائر ( ،مرجع سابق) ،ص.91
)3بوجالل فتحي ،زعالني رمزي ،دور القاضي اإلداري في حماية مبدأ المنافسة في مجال الصفقات العمومية( ،مرجع سابق)
ص .67
71
ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية الفصل الثاني:
)1شريف سمية ،رقابة القاضي اإلداري عمى منازعات الصفقات العمومية( ،مرجع سابق) ،ص.61
)2ميند مختار نوح ،اإليجاب و القبول في العقد اإلداري( ،مرجع سابق) ،ص.872 ،871
)3أنظر المادة /946ف 4من القانون رقم 09/08يتضمن قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية( ،مرجع سابق).
72
ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية الفصل الثاني:
و بالتالي ال يوجد أي مبرر قانوني لمقاضي اإلداري بعدم توجيو أوامر لإلدارة من أجل
1
اإلمتثال اللتزاماتيا فيما يخص المنافسة و الشفافية في ابرام العقود و الصفقات العمومية.
ثانيا :سمطة فرض الغرامة التهديدية:
الغارمة التيديدية ىي إجارء اليدف منو تنفيذ األحكام القضائية ،حيث يجوز لمقاضي
االستعجالي طبقا لممادة / 946ف 5أن يحكم بالغارمة التيديدية ابتداء من تاريخ انقضاء األجل
الذي حدده القضاء ،حيث جاء في نص ىذه المادة « و يمكن لها أيضا الحكم بغارمة تهديدية
2
تسري من تاريﺦ انقضاء الجل المحدد».
و الغرامة التيديدية ىي ذلك المبمغ المالي الذي يفرضو القاضي اإلداري عمى اإلدارة جزاء
لتأخرىا أو تماطميا في تنفيذ األحكام المتعمقة بقواعد اإلشيار و المنافسة ،و تحدد بصفة عامة
بمبمغ مالي معين من المال عن كل يوم تأخير في تنفيذ الحكم ،و بالتالي فإن الخاصية التي تتمتع
3
بيا الغرامة التيديدية ىي ارتباطيا بمدى تنفيذ الحكم الصادر عن المحكمة اإلدارية.
ثالثا :سمطة تأجيل إمضاء الصفقة:
يمكن لمقاضي االستعجالي أن يطمب تأجيل إمضاء العقد إلى غاية اتمام اإلجراءات التي
أمر بيا ،4لكن دون أن تتجازو مدة التأجيل 20يوما و ذلك ضمانا لسيرورة المرفق العام و تمبية
لحاجاتو التي تقتضييا المصمحة العامة ،5حيث نصت المادة /946ف 6عمى « و يمكن لها
كذلك و بمجرد إخطا رها أن تأمر بتأجيل إمضاء العقد إلى نهاية اإلجراءات و لمدة ال تتجاوز
6
عشرين ( )22يوما ».
)1بن أحمد حورية ،دور القاضي اإلداري في حل المنازعات المتعمقة بالصفقات العمومية( ،مرجع سابق) ،ص .64
)2القانون رقم 09/08يتضمن قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية( ،مرجع سابق).
)3رحماني راضية ،النظام القانوني لتسوية منازعات الصفقات العمومية ،أطروحة لنيل شيادة الدكتوراه ل.م.د في الحقوق،
تخصص إدارة و مالية ،كمية الحقوق ،جامعة الجزائر 1بن يوسف بن خدة ،2017 ،ص.305 ،304
ص.460 )4خرشي النوي ،تسيير المشاريع في إطار الصفقات العمومية(،مرجع سابق)،
غني أمينة ،قضاء االستعجال في المواد اإلدارية ،دار ىومة لمطباعة و النشر و التوزيع ،الجزائر ،2014 ،ص.265 )5
و يحقق ىذا التأجيل ىدفا ىاما مفاده تجنب األمر الواقع الذي قد تفرضو اإلدارة إذا ما
سارعت إلى إمضاء العقد ،كما يعد وسيمة ضغط عمى اإلدارة لتفي بااللتزامات و ىي سمطة خطيرة
1
تشل عمميات العقد و تؤثر عمى سير المرفق العام بانتظام.
المطمب الثاني :رقابة قاضي الموضوع
باعتبار أن العقود االدارية عموما و الصفقات العمومية عمى وجو الخصوص ىي
المجال الخصب إلعمال مبدأ حرية المنافسة في القانون اإلداري ،وجب توفير الضمانة القضائية
ليذا المبدأ من خالل رقابة قاضي الموضوع عمييا ،فقد تكون ىذه الرقابة في إطار دعوى فحص
و تقدير المشروعية و دعوى التفسير و التي سنتطرق إلييا في (الفرع األول) ،ثم دعوى اإللغاء
في (الفرع الثاني) ،كما تكون في إطار دعوى القضاء الكامل و ىذا عند رقابة العقد ككل و طمب
التعويض عنو ،و التي سنعرضيا في (الفرع الثالث).
الفرع الول :دعوى فحص و تقدير المشروعية و دعوى التفسير
تعد دعوى فحص و تقدير المشروعية و دعوة التفسير من أىم دعاوي القضاء اإلداري من
خالل الدور الذي يقومان بو في سبيل ضمان تطبيق مبدأ المنافسة ،و ىو ما سنتناولو فيما يمي:
أوال :تعريف دعوى فحص و تقدير المشروعية و دور القاضي في ضمان تكريس المنافسة:
تقوم دعوى فحص و تقدير المشروعية في أساسيا عمى فحص مدى مشروعية القرار و
مدى مطابقتو لمقانون ،لذلك سنتطرق إلى تعريفيا و دور القاضي المختص في ضمان تكريس
المنافسة من خالليا.
)1تعريفها:
تعرف دعوى فحص و تقدير المشروعية بأنيا دعوى يرفعيا صاحب المصمحة أمام
2
الجيات القضائية المختصة بغرض المطالبة بفحص مشروعية قرار إداري من عدمو.
)1دمحم فقير ،رقابة القضاء اإلداري االستعجالي عمى الصفقات العمومية قبل ابراميا في التشريع الجزائري و التشريع المقارن ،آلية
وقائية لحماية المال العام ،مداخمة ،16جامعة الجزائر ،ص.16
)2عوابدي عمار ،دعوى تقدير الشرعية في القضاء اإلداري ،دراسة عممية تحميمية و مقارنة بين القضاء اإلداري الفرنسي و
النظام القضائي الجزائري ،دار ىومة ،الجزائر ،2007 ،ص.07
74
ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية الفصل الثاني:
و يقصد بيا تمك الدعوى القضائية التي تحرك ضد الق اررات اإلدارية الصادرة عن الواليات
و المصالح غير الممركزة في الدولة عمى مستوى الوالية ،و الق اررات اإلدارية الصادرة عن البمديات
و المصالح اإلدارية األخرى لمبمديات ،و الق اررات اإلدارية الصادرة عن المؤسسات العمومية
1
المحمية ذات الصبغة اإلدارية.
)2دور القاضي في دعوى فحص و تقدير المشروعية:
ال يتمتع القاضي في دعوى فحص وتقدير المشروعية بأي سمطة في إلغاء القرار اإلداري
و ال في تحديد معنى واضح لمقرار الغامض ،بل تقتصر سمطتو في الفصل في مدى مشروعية أو
عدم مشروعية القرار اإلداري المطعون فيو ،و مدى صحتو و أركانو ،و بعد قيام القاضي بفحص
القرار من حيث مطابقتو لمقانون أو ال ،يقوم بالتصريح إما بمشروعية القرار المطعون فيو إذا كانت
أركانو مطابقة و موافقة لمنظام القانوني السائد ،أو التصريح بعدم مشروعيتو إذا كان مشوب بعيب
2
من العيوب ،و يكون ذلك في كمتا الحالتين بمقرر قضائي حائز لقوة الشيء المقضي فيو.
ثانيا :تعريف دعوى التفسير و دور القاضي في ضمان تكريس المنافسة:
تقوم ىذه الدعوى في الحاالت التي في الحاالت التي يكون فييا القرار اإلداري غامضا و
غير واضح ،لذلك سنتطرق إلال تعريفيا و دور القاضي في ضمان تكريس المنافسة من خالليا.
)1تعريفها:
ىي الدعوى التي ترفع من ذوي الصفة و المصمحة مباشرة أو عن طريق اإلحالة
القضائية أمام الجية القضائية المختصة و المتمثمة في المحاكم اإلدارية بالنسبة لدعوى تفسير
األعمال و التصرفات القانونية الصادرة عن الييئات اإلدارية المحمية ،و مجمس الدولة بالنسبة
لدعوى تفسير أعمال وتصرفات السمطات اإلدارية المركزية.
حيث يطمب فييا من القضاء المختص إعطاء المعني الحقيقي والصحيح الخفي لمعمل
3
القانوني اإلداري المطعون والمدفوع فيو بالغموض واإلبيام.
)1أنظر المادة 801من القانون رقم 09/08يتضمن قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية( ،مرجع سابق).
)2بوعمي سعيد ،المنازعات اإلدارية في ظل القانون الجزائري ،دار بمقيس لمنشر ،الجزائر ،2014 ،ص.196 ،195
)3بجادي طارق ،ضمانات تحقيق مبدأ حرية المنافسة في الصفقات العمومية( ،مرجع سابق) ،ص.35
75
ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية الفصل الثاني:
)1بعمي دمحم الصغير ،الوجيز في اإلجراءات القضائية اإلدارية ،دار العموم لمنشر و التوزيع ،عنابة ،2010 ،ص.82
)2دستور الجميورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الصادر في 6مارس ،2016ج.ر.ج.ج العدد ،14الصادر بتاريخ 07
مارس .2016
)3القانون رقم 09/08يتضمن قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية( ،مرجع سابق).
)4خرشي النوي ،تسيير المشاريع في إطار الصفقات العمومية( ،مرجع سابق) ،ص.460
76
ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية الفصل الثاني:
فدعوى اإللغاء ىي الدعوى المرفوعة أمام إحدى الجيات القضائية اإلدارية (المحاكم
اإلدارية و مجمس الدولة) التي تستيدف إلغاء قرار إداري بسبب عدم مشروعيتو لما يشوب أركانو
عيب من العيوب.1
و تعرف أيضا بأنيا تمك الدعوى التي تحرك أمام ىيئة قضائية إدارية تستيدف إلغاء
القرار اإلداري النافذ و المخالف لمقاعدة القانونية ،و عميو فالمتضرر من القرار ىو الذي يطمب
من المحكمة اإلدارية القيام بمراقبة مدى مشروعية قرار اإلدارة و الحكم بإلغائو كميا أو جزئيا ،حيث
تستيدف دعوى اإللغاء غاية مثمى في تحقيق مبدأ المشروعية و ضمان حقوق األفراد و حرياتيم
من تعسف اإلدارة و الدفاع عن المصمحة الذاتية لمطاع ن ، 2فيي بذلك إجراء قانوني يراقب
القاضي اإلداري بواسطتيا مشروعية الق اررات اإلدارية.
و تتمثل األشخاص المؤىمة قانونا بممارسة دعوى اإللغاء في:
ح .الغيـــر :يقصد بو الشخص الخارج عن عقد الصفقة العمومية ،إذ أن ىذا األخير إذا تضرر
3
من قرار إداري أصدرتو المصمحة المتعاقدة و استوفت فيو الشروط القانونية كشرط المصمحة.
خ .المتعامل المتعاقد :ىو الذي تمت معو العممية التعاقدية لمصفقة العمومية ،و األصل فيو
أنو ال يمكنو المطالبة بإلغاء قارر ساىم في إتمام الصفقة ألن إلغاء القرارت اإلدارية المنفصمة
يكون سابقا إلبارم العقد ،لكن يمكنو المجوء إلى قضاء اإللغاء إذا صدر من المصمحة المتعاقدة
قرارت غير مشروعة بصفة أخرى ،فينا يكون المتعامل المتعاقد كمواطن عادي لو أن يطالب
بإلغاء القارر اإلداري إذا استوفى شرط المصمحة و كان القرار المطموب إلغاؤه غير مشروع ،بشرط
4
أن تكون ىذه القرارت ليست ليا عالقة مباشرة بعقد الصفقة العمومية.
)1بعمي دمحم الصغير ،القضاء اإلداري ،دعوى اإللغاء ،دار العموم لمنشر و التوزيع ،عنابة ،2007 ،ص.31
)2بوجادي عمر ،اختصاص القضاء اإلداري في الجزائر ،رسالة لنيل درجة دكتوراه دولة في القانون ،كمية الحقوق ،جامعة مولود
معمري ،تيزي وزو ،2011 ،ص .98
)3كموفي عز الدين ،نظام المنازعة في مجال الصفقات العمومية عمى ضوء قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ،د.ط ،دار
النشر جيمطي ،الجزائر ،2012 ،ص.117
)4كموفي عز الدين( ،نفس المرجع) ،ص.118،119
77
ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية الفصل الثاني:
ثانيا :نظرية الق اررات المنفصمة كأساس لمطعن باإللغاء في منازعات الصفقات العمومية:
يعرف القرار اإلداري المنفصل عمى أنو قرار يساىم في تكوين العقد اإلداري و يستيدف
إتمامو ،إال أ نو ينفصل و يختمف عنو في طبيعتو ،فيو قرار يسبق عممية اإلبرام نظ ار ألنو يميد
1
ليا ،فيو ال يدخل في نطاق الرابطة التعاقدية مما يجوز الطعن فيو باإللغاء استقالال عن العقد.
و يمكن تعريف القرارت اإلدارية المنفصمة عن الصفقة العمومية عمى أنيا القرارت اإلدارية
التي تتخذ بمناسبة إبارم صفقة عمومية ،تيدف لمتمييد إلبارم الصفقة أو إلبراميا أو عدم إبراميا
تصدر ىذه الق اررات عن المصمحة المتعاقدة نفسيا أو عن الجية التي خوليا القانون سمطة
إصدارىا ،تكون ىذه الق اررات رغم صمتيا بالصفقة قائمة بذاتيا و قابمة إلحداث آثار قانونية
2
منفصمة عنيا ،فتقبل الطعن فييا استقالال أمام قاضي تجاوز السمطة.
و مجال دعوى اإللغاء في نطاق منازعات العقود اإلدارية بصفقة عامة و منازعات
الصفقات العمومية بصفة خاصة محدود بنظرية الق اررات اإلدارية المنفصمة و التي تقوم عمى
مبدأين أساسين ىما:
المبدأ الول :أن ىذه الدعوى ال ترفع عمى العقود بل وجب أن توجو إلى قرار إداري. د.
المبدأ الثاني :في مجال دعوى اإللغاء ال يمكن اإلستناد إلى مخالفة اإلدارة اللتزاماتيا ذ.
التعاقدية كسبب من األسباب التي تجيز طمب إلغاء القرار اإلداري ،فدعوى اإللغاء جزء لمبدأ
3
المشروعية ،و اإللتزامات المترتبة عن العقود اإلدارية ىي التزامات شخصية.
ثالثا :ضمان تكريس مبدأ المنافسة من خالل دعوى اإللغاء:
تمثل مختمف الق اررات اإلدارية المنفصمة التي تصدرىا المصمحة المتعاقدة أثناء المراحل
التمييدية إلعداد و إبرام الصفقات العمومية مجاال لتطبيق دعوى اإللغاء ،كما أنيا المجال الذي
تجاوزت مبادئ حرية و شفافية المنافسة.
ا تظير فيو
)1بن أحمد حورية ،دور القاضي اإلداري في حل المنازعات المتعمقة بالصفقات العمومية( ،مرجع سابق) ،ص.13
)2شريف سمية ،رقابة القاضي اإلداري عمى منازعات الصفقات العمومية( ،مرجع سابق) ،ص.16
)3آمنة ىناد و بشرى شعبان ،خضوع الصفقات العمومية لقانون المنافسة في الجزائر( ،مرجع سابق) ،ص.84
78
ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية الفصل الثاني:
و تتجسد تصرفات المصمحة المتعاقدة لتمك األعمال في الق اررات اإلدارية التالية :قرار
اإلعالن عن الصفقة ،قرار المنح المؤقت لمصفقة ،قرار إستبعاد أي عطاء ،قرار الحرمان من
دخول المنافسة ،و كذا الق اررات الخاصة بالتصديق عمى الصفقة العمومية و السيما من قبيل
السمطة الوصية ،قرار إلغاء الصفقة قبل إبراميا ،و أخي ار قرار ابرام الصفقة في حد ذاتو ،1حيث
يقوم القاضي بموجب دعوى اإللغاء بفحص القرار الذي تم الطعن فيو من طرف المتقاضي و بيان
العيوب التي تشوبو ،و يقوم إما بإلغاء القرار المطعون فيو أو يرفض الدعوى لعدم التأسيس.
من خالل ما سبق يمكن القول أن دعوى اإللغاء ضمانة أساسية لتطبيق مبدأ المنافسة ،إذ
تعد إجراء قانوني يراقب مشروعية الق اررات اإلدارية و بالتالي حماية حقوق األفراد و حرياتيم من
التعسف ،كما تقف حاج از أما تجاوزات السمطة العامة.
الفرع الثالث :دعوى القضاء الكامل
أطمق عمى ىذا النوع من الدعاوي القضاء الكامل ،نظ ار لتعدد و اتساع سمطات القاضي
المختص مقارنة بسمطاتو المحدودة في دعاوي اإللغاء و التفسير و فحص مشروعية الق اررات
اإلدارية ،و تدخل في إطار ىذه الدعاوى تمك المتعمقة باإلخالل بمبدأ جوىري في إبرام الصفقات
العمومية أال و ىو مبدأ المنافسة.2
أوال :مفهوم دعوى القضاء الكامل:
تم النص عمى دعوى القضاء الكامل في المادة /801ف 2من قانون اإلجراءات المدنية
و اإلدارية ،كما نستمدىا بصفة ضمنية من المواد 960 ،953 ،949 ،903 ،902 ،800من
3
نفس القانون ،و ىذه المواد تشير إلى إمكانية الطعن في األحكام الصادرة عن المحاكم اإلدارية.
)1كموفي عز الدين ،نظام المنازعة في مجال الصفقات العمومية عمى ضوء قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية( ،مرجع سابق)
ص.116
)2بربيح محي الدين ،دور القضاء اإلداري في حماية مبدأ المنافسة ،أعمال الممتقى الوطني حول " قانون المنافسة بين تحرير
المبادرة و ضبط السوق " ،يومي 16و 17مارس ،2015كمية الحقوق و العموم السياسية ،جامعة 08ماي ،1945قالمة
،2015ص.7
)3قانون اإلجراءات المدنية و الجزائية( ،مرجع سابق).
79
ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية الفصل الثاني:
دعوى القضاء الكامل ىي تمك الدعوى التي ال تيدف إلى تفسير قرار إداري أو مقرر
1
قضائي إداري أو تقدير مشروعية ق اررات السمطات اإلدارية أو إلغائيا.
تعرف أيظا بانيا الدعوى التي يرفعيا المدعي صاحب الصفة و المصمحة أمام الجية
القضائية المختصة من أجل المطالبة و االعتراف بوجود حقوق شخصية مكتسبة ،و تقرير ما إذا
كانت قد أصابتيا أضرار مادية أو معنوية و تقديرىا ،ثم تقرير التعويض الكامل العادل إلصالح
تمف األضرار التي أصابت الحقوق الشخصية و الحكم عمى السمطات اإلدارية المدعى عمييا
بالتعويض ،و عميو فالقاضي يممك سمطات واسعة و ال يقتصر دوره في مجرد إلغاء القرار غير
المشروع كما ىو الحال في دعوى اإللغاء ،بل يتسع إذا ما طمب منو ذلك ليشمل جميع آثاره من
2
تعديل الق اررات المعيبة ،استبداليا الحكم بالتعويض و تقدير التعويض.
و تندرج دعاوى الصفقات العمومية ضمن دعاوى القضاء الكامل ،حيث يتمتع القاضي
بسمطات متصمة بالعقد اإلداري بما في ذلك انعقاده ،صحتو ،تنفيذه أو إنيائو ،3و تختص المحاكم
اإلدارية بالفصل في المنازعات التي تثور بشأن قضايا منظمة بقوانين و نصوص خاصة طبقا
لنص المادة /801ف 3التي تنص عمى أن المحاكم اإلدارية تختص كذلك في القضايا المخولة
ليا بموجب نصوص خاصة ، 4و من ىذه المنازعات التي تحميا نصوص خاصة منازعات
الصفقات العمومية ،و التي يشترط فييا شروط خاصة في مختمف المنازعات المتعمقة بيا.
إن رفع دعوى القضاء الكامل في منازعات الصفقات العمومية تخضع لنفس الشروط التي
يخضع ليا رفع دعوى القضاء الكامل في القواعد العامة في المنازعات االدارية و ىي توفر الصفة
و المصمحة في المدعي حسب نص المادة 15من قانون االجراءات المدنية و اإلدارية ،و عمى
)1خموفي رشيد ،قانون المنازعات اإلدارية ،الجزء الثاني ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،2013 ،ص.185
)2عوابدي عمار ،النظرية العامة لممنازعات اإلدارية في النظام القضائي ،ديوان المطبوعات الجامعية ،2003 ،الجزائر
ص.199
)3عبد المطيف رزايقية ،دعاوى الصفقات العمومية ،مجمة االجتيادات لمدراسات القانونية و االقتصادية ،المجمد ،08العدد 01
،2019ص.268
)4قانون اإلجراءات المدنية و الجزائية( ،مرجع سابق).
80
ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية الفصل الثاني:
المدعي أن يؤسس دعواه بناءا عمى توفر حالة من حاالت إخالل طرف من العقد بالتزاماتو سواءا
كانت عقدية او غير عقدية ،وقد يمكن تأسيسيا عمى أساس ضرر قابل لتعويض بسببو أحد طرفي
1
العقد اآلخر.
و تعتبر دعوى التعويض من أىم دعاوى القضاء الكامل ،سواء تعمق األمر بتعويض مبمغ
2
مالي أو أجر متفق عميو أو أي سبب بني عميو طمب التعويض المالي.
ثانيا :ضمان تكريس مبدأ المنافسة من خالل دعوى القضاء الكامل:
يؤدي المساس بحرية المنافسة في الصفقات العمومية إلى تحريك اختصاص القضاء
الكامل كما سبق القول ،حيث ينصب ىذا األخير في مرحمة ابرام الصفقات العمومية عمى الحقوق
الشخصية التي ينتيي فييا بطمب التعويض عن األضرار التي تمحق بالمترشح لمصفقة ،بسبب
مخالفة اإلدارة اللتزاماتيا القانونية ،كتعويض المتعامل المتعاقد عن قرار اإلقصاء من المشاركة في
3
الصفقة أو عن حرمانو من المنح المؤقت أو التعويض عن الممارسات المقيدة لممنافسة.
يؤدي القاضي اإلداري دو ار فعاال لضمان مبدأ المنافسة في مجال الصفقات العمومية عن
طريق فتح الطريق جيدا أمام المتنافسين المستبعدين من الصفقة لتقديم طعونيم أمام قاضي العقد
لمخاصمة صحة العقد أو بنوده القابمة لإلنفصال ،ففي القضاء الفرنسي إذا رأى قاضي العقد بأن
ىناك عيب يمس بصحة العقد فيقوم بترتيب األحكام التالية:
-الحكم بفسخ الصفقة العمومية أو بتعديل أحد بنودىا.
-الحكم بمواصمة تنفيذ الصفقة مع توجيو أمر لإلدارة لتصحيح إجراءات الصفقة بما يتالءم مع
قواعد المنافسة.
-الحكم بالتعويض لمطرف المتضرر من المخالفة.
)1خرشي النوي ،تسيير المشاريع في إطار الصفقات العمومية( ،مرجع سابق) ،ص .480 ،479
)2بن سميمان فايزة ،حوكمة الصفقات العمومية( ،مرجع سابق) ،ص .130
)3جالب عالوة ،نظام الرقابة عمى قانون الصفقات العمومية قبل تنفيذىا في الجزائر( ،مرجع سابق)( ،مرجع سابق) ،ص 130
81
ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية الفصل الثاني:
-أخي ار بعد التأكد من أن القرار ال يمس بالمصمحة العامة و مصمحة المتعاقدين يمكن لمقاضي
إلغاء العقد جزئيا أو كميا مع أثر مؤجل.1
عودة إلى قرار مجمس الدولة الجزائري رقم ،14637 :المتمق بقضية بمدية العممة ضد
(ه.ع) الصادر بتاريخ 2004/06/15 :و الذي أقر فيو القاضي التعويض لمسيد (ه.ع) نتيجة
2
مخالفة البمدية إلجراءات ابرام الصفقة العمومية ما انجر عنو ضرر لمسيد (ه.و).
)1رحماني راضية ،النظام القانوني لتسوية منازعات الصفقات العمومية( ،مرجع سابق) ،ص.270
)2قرار مجمس الدولة رقم ،14637 :المتعمق بقضية ،2004/06/15بمدية العممة ضد (ه.ع) ،مجمة مجمس الدولة ،العدد 5
،2004ص.132
82
ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية الفصل الثاني:
83
لقد أثبت الواقع االقتصادي أن مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية يعد الوسيمة األنجع
لضمان حسن تسيير المال العام و االنفاق العمومي و مواكبة النمو االقتصادي الذي تشيده
الجازئر خاصة فيما يتعمق بموضوع الصفقات العمومية ،وذلك لضمان منافسة نزيية و شفافة مع
تكريسيا وفق منظومة قانونية مدعمة بترسانة من القوانين تسيل التطبيق الفعمي لقواعد قانون
المنافسة عمى الصفقات العمومية ،باعتبار ىذه األخيرة من العقود اإلدارية التي تتميز بيا اإلدارة
كصاحبة سمطة وسيادة في استخدام الموارد العمومية واستعماليا استعماال عقالنيا لضمان المنافسة
في السوق.
و ضمان المنح العادل لمصفقات العمومية ال يتأتى إال بوضع المنافسة موضع التطبيق
الفعمي ،حيث جاء التنظيم الجديد لمصفقات العمومية و تفويضات المرفق العام الصادر بموجب
المرسوم الرئاسي 247/15المؤرخ في 16سبتمبر ،2015لتحقيق مجموعة من األىداف أىميا
التخفيف من حدة اإلجراءات البيروقراطية التي تعرفيا عممية ابرام الصفقات العمومية و التي تمس
بالمبادئ األساسية إلبرام الصفقات العمومية ،و عمى رأسيا مبدأ حرية المنافسة و الوصول إلى
الطمبات العمومية من خالل النص عمييا في المادة 05و المادة ،74و تكريسو لمجموعة من
اإلجراءات التي تضمن تكريس مبدأ المنافسة و كذا التأكيد عمى وجوب احترام ىذا المبدأ في
نصوص متفرقة من بينيا المادة 80و المادة 81من نفس المرسوم.
و من باب الموضوعية يجب االعتراف أن المشرع الجزائري وفق إلى حد بعيد في تقنين
اإلجراءات و الضمانات الالزمة لتكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية ،حيث أن النصوص
القانونية المنظمة لعممية ابرام الصفقات العمومية عمى اختالف أنواعيا و درجاتيا كفيمة بتجسيد
ىذا المبدأ و حمايتو عمى األقل من الناحية النظرية ،عمى الرغم من تسجيل بعض الثغ ارت التي قد
تؤدي إلى المساس بتكريس مبدأ المنافسة أو اإلخالل بو إذا تم استغالليا بطرق احتيالية ،و يمكن
اختصار النتائج المتوصل إلييا في النقاط التالية:
85
-عدم امكانية تكريس مبدأ حرية المنافسة بصفة مطمقة مما دفع بالمشرع الجزائري إلى إدراج
أحكام استثنائية تشكل في مجمميا قيودا لمبدأ المنافسة ،وذلك بغرض تحقيق أىداف أخرى ذات
أولوية من ضمنيا مثال تجسيد مبدأ األفضمية الوطنية و تفعيل أداة المنتوج المحمي و حمايتو.
-فسح مجال واسع من ا لحرية لممصمحة المتعاقدة لوضع الشروط و المواصفات الالزمة لمتعاقد
مما يؤدي إلى تعسفيا في تحديد تمك الشروط و حصر مجال التنافس بين عدد محدد من
المتعاممين ،خاصة في ظل ىشاشة النظام الرقابي المطبق عمى دفتر الشروط ،حيث أن المشرع
لم ينص عمى اخضاعو لرقابة القضاء االستعجالي ما قبل التعاقدي و اكتفى بالنص عمى
الرقابة الممارسة من طرف لجنة الصفقات.
-االعتماد عمى قواعد شفافية اإلجراءات من خالل آلية االشيار و اإلعالن عن كيفيات و شروط
إبرام الصفقة ،يساىم في القضاء عمى مظاىر الفساد و المحسوبية و بالتالي إعمال مبدأ
المنافسة ،غي ر أن بدائية نظام إشيار الصفقات العمومية في الجزائر حيث مازال يعتمد عمى
النشر الصحفي الورقي الذي يتميز بمحدوديتو و قصوره في إيصال المعمومة إلى المتعاممين
المتنافسين ،عمى الرغم من اعتماد المشرع الجزائري لطريقة النشر اإللكتروني ،إال أن عدم
تفعيل العمل بو يقمل من الشفافية في مجال ابرام الصفقات العمومية رغم صدور القرار المؤرخ
في 17نوفمبر 2013الذي يحدد محتوى البوابة اإللكترونية لمصفقات العمومية و كيفيات
تسييرىا و كيفيات تبادل المعمومات بالطريقة اإللكترونية.
-منح أجل لتحضير العروض يعد معيار لتفعيل المنافسة و استقطاب اكبر عدد من المشاركين
لمترشح لمصفقة المعمن عنيا ،غير أن عدم تحديد مدة تحضير العروض و ترك المسألة
التقديرية لممصمحة المتعاقدة الختيار األجل الذي يناسبيا قد يؤدي بيذه األخيرة إلى وضع مدة
قصيرة قد ال تتجاوز خمسة ( )05أيام ،مما يحرم الكثير من المعنيين من إيداع عروضيم ،ذلك
ان اآلجال القصيرة من شأنيا أن تحد من المنافسة و نجاعة الدعوة إلييا.
86
-جعل لطمب العروض كقاعدة عامة إلبرام الصفقات العمومية يعتبر ضمانة ميمة ضد الفساد
غير أن اإلجراءات الطويمة و المعقدة التي يتميز بيا ىذا األخير قد تؤدي بالمصمحة المتعاقدة
إلى النفور من ىذا األسموب و المجوء لمتعاقد عن طريق التراضي رغم عدم توفر حاالتو.
-المجوء إلى التراضي في الحاالت المحددة حص ار في المادتين 49و ،50حيث حاول المشرع
أن يدخل أسموب التراضي ضمن آلياتو الوقائية حماية لممال العام الموظف في مجال الصفقات
الصفقات العمومية من خالل تكريس طابعو االستثنائي بتحديد حاالت مشروعيتو حصرا ،غير
أنو لم يستطع تأمين ضمانات كافية نظ ار لمرونة اجراءاتو و غموض الضوابط القانونية المؤطرة
لو ،مما يتيح استغاللو في توفير غطاء قانوني لممارسة مشبوىة و تالعبات خفية و حصر
التنافس بين عدد محدود من المتعاممين ،و من ثم اإلخالل بمبدأ المنافسة و استغالل المال
العام استغالال معيبا مما يجعمو مجاال خصبا لمفساد.
-إدراج لجنة فتح األظرفة و تقييم العروض كجية رقابة عمى المستوى الداخمي ،حيث تيدف إلى
تجسيد مبدأ الشفافية و تحميل العروض بطريقة عادلة بما يحقق المساواة بين جميع العارضين
لكن ىذه الرقابة ال تحقق الفعالية كونيا تعترييا بعض النقائص التي تبعدىا عن إرساء الشفافية
و ذلك بعدم تحديد عدد أعضاء المجنة و كذا النصاب القانوني الذي تصح بو اجتماعاتيا ،و
المدة التي تفصل بين العرض المالي و التقني ،إضافة إلى الطابع غير الممزم لق ارراتيا إذ ال
فائدة من وجودىا إن كان لممصمحة المتعاقدة إمكانية عدم األخذ بق اررات ىذه المجنة.
-ضمان تطبيق مبدأ المنافسة من خالل الرقابة الخارجية فيي رقابة اجرائية ذات أىمية بالغة
غايتيا التأكد من إبرام الصفقة العمومية وفق اإلجراءات المنصوص عمييا في تنظيم الصفقات
العمومية ،إال أن ما يعاب عمى ىذه الرقابة ىو التضييق من اختصاصاتيا إذ أن أغمبيا
استشارية.
-بالنسبة لمرقابة الوصائية فيي تيدف إلى التحقق من مطابقة الصفقات التي تبرميا المصالح
المتعاقدة لمتنظيم المعمول بو ،و قد خصيا المشرع الجزائري بمادة واحدة ىي المادة 164من
أحكام المرسوم الرئاسي رقم ،247/15غير أن ىذه المادة غير كافية لإلحاطة بأحكام الرقابة
87
الوصائية و ىذا ما يجعميا مفرغة في ىدفيا ،إذ يجب سن مواد أخرى لتوضيح خصوصية ىذه
الرقابة في مجال الصفقات العمومية.
-حماية قواعد العالنية والمنافسة بشكل فعال قبل اتمام ابرام الصفقة العمومية من خالل دعوى
قضاء االستعجال ،غير أن غموض النصوص القانونية المكرسة ليذا األخير من خالل
المادتين 946و 947من القانون رقم 09/08المتضمن قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية
تضمنتا أحكام مقتضبة تحتاج إلى مزيد من التفضيل و التوضيح ،كما أن السماح برفع ىذه
الدعوى بعد عممية ابرام الصفقة يضير التناقض الصريح بين الطابع الوقائي الذي تتسم بو و
إمكانية رفعيا بعد عممية اإلبرام ،ذلك أن تطرق القاضي االستعجالي إلى مشروعية العمنية و
المنافسة بعد إبرام العقد يخرجو من رقابة المشروعية الوقائية إلى نطاق رقابة المشروعية
العالجية.
-و نشير إلى أن تجاوزات مبدأ حرية المنافسة في مجال الصفقات العمومية ال يرجع إلى قصور
النصوص القانونية المتعمقة بالصفقات العمومية فحسب ،بل يمكن أن يكون نتيجة التقصير في
تطبيق ىذه النصوص ،حيث أن أغمبية موظفي اإلدارات القائمين عمى عممية ابرام و تنفيذ
الصفقات العمومية يفتقرون إلى الكفاءة الالزمة ألداء ىذه الميام ،وذلك نتيجة عدم تمكنيم من
اإللمام بالنصوص القانونية العديدة و المتفرقة المنظمة ليذه العممية ،حيث يصعب حتى عمى
دارسي القانون اإلحاطة بيا فما بالك بالموظف العادي الذي لم يتمق تكوينا في المجال.
88
-إعادة النظر في الطريقة التي نظم بيا أسموب التراضي بتحديد إجراءاتو بدقة و إفراغ حاالتو من
الثغرات و الغموض و مراعاة طابعو الخاص و المتميز ،مع تجريم حاالت المجوء التعسفي ليذه
الطريقة في التعاقد و تشديد عقوبتيا.
-ضرورة التنسيق بين األجيزة الرقابية لضمان الفعالية و الجدوى ،فتعدد األجيزة الرقابية مع
غياب التنسيق بينيا يؤدي حتما إلى إىدار الرقابة و حقوق األفراد بشكل عام.
-البد من وضع نظام داخمي لمجنة فتح األظرفة و تقييم العروض مثمما ىو الحال بالنسبة لمجان
الصفقات العمومية لممصمحة المتعاقدة ،تفاديا ألي لبس أو غموض يحول دون القيام بدورىا
الرقابي ،باإلضافة إلى تمكينيا من قدر من اإلستقاللية المادية و البشرية حتى تتمكن من
ممارسة مياميا بكل نزاىة و شفافية و إضفاء الطابع اإللزامي لق ارراتيا.
-إثراء الرقابة الوصائية عمى الصفقات العمومية بنصوص قانونية أكثر دقة و تفصيل و وضوح.
-الفصل بين القضاء اإلستعجالي ما قبل التعاقدي و القضاء اإلستعجالي التعاقدي و تحديد
إختصاص كل نوع عمى حدى ،مع توسيع سمطات قاضي اإلستعجالما قبل التعاقدي لتشمل
سمطتي إلغاء الق اررات و البنود التعاقدية المخالفة اللتزامات العالنية و المنافسة.
-فرض شروط صارمة تتعمق بالنزاىة و الكفاءة الالزمة لمتعيين في الوظائف التي يشرف
أصحابيا عمى ابرام و تنفيذ الصفقات العمومية ،و عمى الجيات اإلدارية المعنية القيام بدورات
تكوينية مكثفة لموظفييا حول قواعد و إجراءات ابرام و تنفيذ الصفقات العمومية ،خاصة في
إطار التعديالت العديدة و المستمرة لتنظيم الصفقات العمومية.
89
قائمة المراجع و المصادر
.Iباللغة العربية:
.
.1سورة المطففين.
.1أبو العز عمي دمحم أحمد ،التجارة االلكترونية في الفقو االسالمي ،ط ،1دار النفاس األردن،
سنة .2008
.2أبو عيسى دمحم بن عيسى الترمذي ،الجامع الكبير ،الجزء الرابع ،دار إحياء التراث العربي
بيروت ،د .ط ،د س ن.
.3بعمي دمحم الصغير ،القضاء اإلداري ،دعوى اإللغاء ،دار العموم لمنشر و التوزيع ،عنابة سنة
.2007
.4بعمي دمحم الصغير ،الوجيز في اإلجراءات القضائية اإلدارية ،دار العموم لمنشر و التوزيع
عنابة ،سنة .2010
.5بوعمي سعيد ،المنازعات اإلدارية في ظل القانون الجزائري ،دار بمقيس لمنشر ،الجزائر سنة
.2014
.6بوضياف عمار ،شرح تنظيم الصفقات العمومية طبقا لممرسوم الرئاسي ،247/15القسم
األول ،جسور لمنشر و التوزيع ،الطبعة الخامسة ،الجزائر ،سنة .2017
الجزئر ،دون طبعة ،دارىومة لمطباعة
ا .7تيورسي دمحم ،الضوابط القانونية لمحرية التنافسية في
الجزئر ،سنة .2013
ا والنشر و التوزيع،
.8خرشي النوي ،تسيير المشاريع في إطار الصفقات العمومية ،دار الخمدونية لمنشر و التوزيع
دون طبعة ،الجزائر ،سنة .2011
.9خموفي رشيد ،قانون المنازعات اإلدارية ،الجزء الثاني ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر
سنة .2013
91
قائمة المراجع و المصادر
.11سعيد بوعمي -نسرين شريفي – مريم عمارة ،القانون اإلداري (التنظيم اإلدارية – النشاط
اإلداري) ،دار بمقيس لمنشر ،د.ط ،الجزائر ،سنة .2011
.11شرواط حسين ،شرح قانون المنافسة ،دون طبعة ،دار اليدى لمطباعة و النشر و التوزيع
الجزائر ،سنة .2012
.12عوابدي عمار ،النظرية العامة لممنازعات اإلدارية في النظام القضائي ،ديوان المطبوعات
الجامعية ،الجزائر ،سنة .2003
.13عوابدي عمار ،القانون اإلداري (النشاط اإلداري) ،الجزء الثاني ،ديوان المطبوعات الجامعية،
الجزائر ،سنة .2007
.14عوابدي عمار ،دعوى تقدير الشرعية في القضاء اإلداري ،دراسة عممية تحميمية و مقارنة بين
القضاء اإلداري الفرنسي و النظام القضائي الجزائري ،دار ىومة ،الجزائر سنة .2007
.15غني أمينة ،قضاء االستعجال في المواد اإلدارية ،دار ىومة لمطباعة و النشر و التوزيع
الجزائر ،سنة .2014
.16كموفي عز الدين ،نظام المنازعة في مجال الصفقات العمومية عمى ضوء قانون اإلجراءات
المدنية و اإلدارية ،دون طبعة ،دار النشر جيمطي ،الجزائر ،سنة .2012
.17لباد ناصر ،الوجيز في القانون اإلداري ،الطبعة الثالثة ،لباد لمنشر ،الجزائر ،سنة .2009
.18ميند مختار نوح ،اإليجاب و القبول في العقد اإلداري ،الطبعة االولى ،منشورات الحمبي
الحقوقية ،لبنان.2005 ،
أ.
.1بوجادي عمر ،اختصاص القضاء اإلداري في الجزائر ،رسالة لنيل درجة دكتوراه دولة في
القانون ،كمية الحقوق ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو.2011 ،
92
قائمة المراجع و المصادر
.2تياب نادية ،آليات مواجية الفساد في مجال الصفقات العمومية ،رسالة لنيل شيادة الدكتوراه
في العموم ،تخصص قانون ،كمية الحقوق و العموم السياسية ،جامعة مولود معمري ،تيزي
وزو.2013 ،
.3جالل مسعد ،مدى تأثر المنافسة الحرة بالممارسات التجارية ،رسالة لنيل درجة دكتوراه في
القانون ،فرع قانون األعمال ،كمية الحقوق ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو.2012 ،
.4جميل مونية ،المنافسة في الصفقات العمومية ،أطروحة لنيل شيادة الدكتوراه في القانون العام
كمية الحقوق ،جامعة الجزائر 1بن يوسف بن خدة.2015 ،
.5رحماني راضية ،النظام القانوني لتسوية منازعات الصفقات العمومية ،أطروحة لنيل شيادة
الدكتوراه ل.م.د في الحقوق ،تخصص إدارة و مالية ،كمية الحقوق ،جامعة الجزائر 1بن
يوسف بن خدة.2017 ،
ب.
.1بعيط عائشة ،ضمانات مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية ،مذكرة لنيل شيادة الماجستير
كمية الحقوق ببن عكنون ،مدرسة الدكتوراه دولة و مؤسسات ،فرع الجمفة.2014 ،
.2بن أحمد حورية ،دور القاضي اإلداري في حل المنازعات المتعمقة بالصفقات العمومية ،مذكرة
لنيل شيادة الماجستير ،تخصص قانون عام ،كمية الحقوق ،جامعة أبوبكر بمقايد ،تممسان
.2011
.3بن سميمان فايزة ،حوكمة الصفقات العمومية ،مذكرة لنيل شيادة الماجستير في الحقوق ،شعبة
القانون ،فرع ىيئات عمومية و حوكمة كمية الحقوق و العموم السياسية ،جامعة عبد الرحمان
ميرة ،بجاية.2016 ،
.4جالب عالوة ،نظام الرقابة عمى قانون الصفقات العمومية قبل تنفيذىا في الجزائر ،مذكرة لنيل
شيادة الماجستير في القانون ،تخصص الييئات العمومية و الحوكمة ،كمية الحقوق و العموم
السياسية ،جامعة عبد الرحمان ميرة ،بجاية.2014 ،
93
قائمة المراجع و المصادر
.5شريف سمية ،رقابة القاضي اإلداري عمى منازعات الصفقات العمومية ،مذكرة لنيل شيادة
الماجستير في القانون ،فرع قانون المنازعات اإلدارية ،كمية الحقوق و العموم السياسية ،جامعة
مولود معمري ،تيزي وزو.2016 ،
.6صويمح كريمة ،تطبيق قانون المنافسة عمى أشخاص القانون العام في القانون الجزائري
مذكرة لنيل شيادة الماجستير في القانون ،فرع القانون العام ،تخصص القانون العام لألعمال
كمية الحقوق و العموم السياسية ،جامعة عبد الرحمان ميرة ،بجاية.2012 ،
.7قيراطي نصيرة ،تطبيق قانون المنافسة عمى األشخاص المعنوية العامة ،مذكرة لنيل شيادة
الماجستير ،تخصص قانون أعمال كمية الحقوق و العموم السياسية ،قسم العموم القانونية و
اإلدارية ،جامعة 8ماي ،1945قالمة.2016 ،
.1أعميروش سميرة و عكوش ليندة ،مبدأ المنافسة الحرة و األشخاص المعنوية العامة ،مذكرة
لنيل شيادة الماستر في الحقوق ،تخصص القانون العام لألعمال ،كمية الحقوق ،قسم قانون
األعمال ،جامعة عبد الرحمان ميرة ،بجاية.2015 ،
.2بجادي طارق ،ضمانات تحقيق مبدأ حرية المنافسة في الصفقات العمومية ،مذكرة لنيل شيادة
الماستر في الحقوق ،تخصص قانون إداري ،كمية الحقوق و العموم القانونية ،جامعة دمحم
خيضر ،بسكرة.2014 ،
.3برة الزىرة ،تكريس مبدأ حرية المنافسة في مجال الصفقات العمومية ،مذكرة لنيل شيادة
الماستر في الحقوق ،تخصص قانون أعمال ،كمية الحقوق و العموم السياسية ،قسم الحقوق
جامعة الشييد حمة لخضر ،الوادي.2015 ،
.4بوجالل فتحي و زعالني رمزي ،دور القاضي اإلداري في حماية مبدأ المنافسة في مجال
الصفقات العمومية ،مذكرة لنيل شيادة الماستر في القانون ،تخصص قانون عام(منازعات
إدارية) ،كمية الحقوق و العموم السياسية ،قسم العموم القانونية و اإلدارية ،جامعة 08ماي
،1945قالمة.2016 ،
94
قائمة المراجع و المصادر
.5عباسة دمحم ،آليات الرقابة عمى الصفقات العمومية ،مذكرة لنيل شيادة ماستر أكاديمي في
العموم التجارية ،تخصص مالية و تجارة دولية ،كمية العموم االقتصادية و التجارية و عموم
التسيير ،جامعة عبد الحميد بن باديس ،مستغانم.2018 ،
.6كشرود فيروز ،مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية ،مذكرة لنيل شيادة الماستر في الحقوق
تخصص قانون إداري ،كمية الحقوق و العموم السياسية ،قسم الحقوق ،جامعة دمحم بوضياف
المسيمة.2018 ،
.7مويسات سمية ،الرقابة عمى الصفقات العمومية ،مذكرة لنيل شيادة الماستر في عموم التسيير
تخصص تسيير عمومي ،كمية العموم االقتصادية و التجارية و عموم التسيير ،قسم عموم
التسيير ،جامعة دمحم بوضياف ،المسيمة.2018 ،
.8ىناد آمنة و شعبان بشرى ،خضوع الصفقات العمومية لقانون المنافسة في الجزائر ،مذكرة
لنيل شيادة الماستر في القانون ،تخصص قانون أعمال ،كمية الحقوق و العموم السياسية ،قسم
العموم القانونية و اإلدارية ،جامعة 8ماي ،1945قالمة.2019 ،
.1حمحال مختارية ،محاضرات في مقياس قانون المنافسة ،ألقيت عمى طمبة تخصص قانون
اقتصادي ،كمية الحقوق و العموم السياسية ،جامعة مصطفى اسطمبولي ،معسكر.2016 ،
.2والي نادية ،محاضرات في مقياس قانون المنافسة ،محاضرات ألقيت عمى طمبة السنة الثانية
ماستر ،تخصص قانون األعمال ،كمية الحقوق و العموم السياسية ،جامعة آكمي محند أولحاج
البويرة.2018 ،
.1بزاجي سموى ،رقابة القضاء االستعجالي قبل التعاقدي في مجال الصفقات العمومية في
التشريع الجزائري ،المجمة األكاديمية لمباحث القانوني ،العدد األول ،بجاية.2012 ،
.2خضري حمزة ،الرقابة القضائية عمى الصفقات العمومية في الجزائر ،مجمة الفكر ،العدد 13
كمية الحقوق و العموم السياسية جامعة المسيمة ،د.س.ن.
95
قائمة المراجع و المصادر
.3عارف صالح مخمف و عمي مخ مف حماد ،مبدأ حرية المنافسة بالتعاقد بالمناقصة ،مجمة
جامعة اإليثار لمعموم القانونية و السياسية ،بغداد ،العدد ،05سنة .2005
.4عبد المطيف رزايقية ،دعاوى الصفقات العمومية ،مجمة االجتيادات لمدراسات القانونية و
االقتصادية ،المجمد ،08العدد .2019 ،01
.5عبود ميمود و تيقاني العربي ،الصفقات العمومية في ظل المرسوم ،247/15المفيوم
المبادئ و األحكام التشريعية الخاصة بيا ،مجمة اقتصاديات المال و األعمال ،العدد 06
جامعة أحمد د اررية ،أدرار.2018 ،
.6كتو دمحم الشريف ،حماية المنافسة في الصفقات العمومية ،المجمة الجزائرية لمعموم القانونية و
االقتصادية ،جامعة الجزائر ،العدد ،02سنة .2010
.7لعالم دمحم ميدي ،القضاء االستعجالي قبل التعاقدي في مجال الصفقات العمومية ،المجمة
المصرية لمدراسات القانونية و االقتصادية ،العدد الخامس.2015 ،
.8موسوعة المصطمحات االقتصادية ،المجمة العربية ،العدد ، 360مارس .2017
.1بربيح محي الدين ،دور القضاء اإلداري في حماية مبدأ المنافسة ،أعمال الممتقى الوطني حول
" قانون المنافسة بين تحرير المبادرة و ضبط السوق " ،كمية الحقوق و العموم السياسية،
جامعة 08ماي ،1945قالمة ،يومي 16و 17مارس .2015
.2بوكحيل ليمى ،مداخمة بعنوان دور القضاء اإلداري في حماية مبدا حرية المنافسة ،الممتقى
الوطني حول حرية المنافسة في القانون الجزائري ،كمية الحقوق و العموم السياسية ،باجي
مختار ،عنابة ،يومي 03و 04أفريل .2013
.3زواوي عباس ،طرق و ابرام الصفقات العمومية في ظل المرسوم الرئاسي ،247/15أعمال
اليوم الدراسي لمتنظيم الجديد لمصفقات العمومية و تفويضات المرفق العام ،جامعة دمحم
خيضر ،بسكرة ،يوم 17ديسمبر .2015
96
قائمة المراجع و المصادر
.4لعور بدرة ،اإلطار المفاىيمي لمصفقات العمومية حسب التشريع الجزائري ،اليوم الدراسي
لمتنظيم الجديد لمصفقات العمومية و تفويضات المرفق العام ،كمية الحقوق و العموم السياسية،
جامعة دمحم خيضر ،بسكرة 17 ،ديسمبر .2015
.5دمحم فقير ،رقابة القضاء اإلداري االستعجالي عمى الصفقات العمومية قبل ابراميا في التشريع
الجزائري و التشريع المقارن ،آلية وقائية لحماية المال العام ،مداخمة ،16جامعة الجزائر.
.1دستور الجميورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الصادر في 6مارس ،2016ج.ر عدد 14
الصادرة في 07مارس .2016
97
قائمة المراجع و المصادر
98
قائمة المراجع و المصادر
.1قرار مجمس الدولة رقم ،14637 :المتعمق بقضية ،2004/06/15بمدية العممة ضد (ه.ع)،
مجمة مجمس الدولة ،2004 ،العدد .5
99
فهرس المحتويات
كهمة شكر
اإلهداء
20 مقدمة .............................................................................................................................
20 ..................... الفصل األول :التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية
20 العمومية..................................................... المبحـث األول :عالقة مبدأ المنافسة بالصفقات
20 ....................................... المطمـب األول :امتداد مبدأ المنافسة إلى مجال الصفقات العمومية
20 .................................................................................... الفرع األول :مفهوم مبدأ المنافسة
20 المنافسة .......................................................................................... ............. أوال :تعريف
20 المغوي................................................................................................. )1التعريف
20 االصطالحي......................................................................................... )0التعريف
11 المنافسة ................................................................................... ثانيا :نطاق تكريس قانون
11 المنافسة.......................................................... )1النطاق الشخصي لتكريس قانون
)0النطاق الموضوعي لتكريس قانون المنافسة 10........................................................
11 ............................................................................. الفرع الثاني :مفهوو انصفقات انعمومية
11 ......................................................................................... أوال :تعريف انصفقات انعمومية
)1التعريف التشريعي11 .............................................................................................
)0التعريف القضائي11 ..............................................................................................
)3التعريف الفقهي10.............................................................................................. ...
ثانيا :انمعايير انتشريعية نتحديد انصفقات انعمومية 10...........................................................
)1المعيار العضوي10 ................................................................................................
10 الشكمي................................................................................................. )0المعيار
02 الموضوعي..................................................................................... ...... )3المعيار
)1المعيار المالي01 ..................................................................................... .............
الفرع الثالث :أسباب األخذ بمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية01 .....................................
101
فهرس المحتويات
102
فهرس المحتويات
103
فهرس المحتويات
104
فهرس المحتويات
أوال :تعريف دعوى فحص و تقدير المشروعية و دور القاضي في ضمان تكريس المنافسة01 ..
)1تعريفها01 .................................................................................................................
)0دور القاضي في دعوى فحص و تقدير المشروعية05 ...................................................
ثانيا :تعريف دعوى التفسير و دورها في ضمان تكريس المنافسة05 .....................................
)1تعريفها05 ................................................. ...............................................................
01 التفسير.............................................................................. )0دور القاضي في دعوى
الفرع الثاني :دعوى اإللغاء01 .......................... ...............................................................
أوال :مفهوم دعوى اإللغاء01 ............................ ...............................................................
ثانيا :نظرية الق اررات المنفصمة كأساس لمطعن باإللغاء في منازعات الصفقات العمومية00 ......
ثالثا :ضمان تكريس مبدأ المنافسة من خالل دعوى اإللغاء00 ..............................................
الفرع الثاني :دعوى القضاء الكامل00 ................................................................................
أوال :مفهوم دعوى القضاء الكامل9; ...................................................................................
ثاويا :ضمان تكريس مبدأ انمىافسة مه خالل دعوى انقضاء انكامم01 ....................................
خاتمة 05 .........................................................................................................................
قائمة انمراجع01 ............................... ...............................................................................
فهرس انمحتويات121......................................... ..............................................................
105
تعد الصفقات العمومية األداة االستارتيجية التي وضعها المشرع في أيدي السمطة العامة
و تعتبر قاعدة المنافسة،لمقيام بالعمميات المالية المتعمقة بإنجاز و تسيير و تجهيز المارفق العامة
الركيزة األساسية في إبرام الصفقات العمومية حيث تعطي المجال لكل من تتوفر فيه الشروط
و لتعزيز تطبيق مبدأ المنافسة،القانونية لمخوض بكل حرية لمظفر بالصفقة دون تأثير خارجي
أثناء إبرام الصفقات العمومية أعطى المشرع عناية خاصة بتوفير الضمانات التي تكفل قواعد
الشفافية و المنافسة الشريفة بما يتالءم و تطور األنظمة القانونية لمصفقات العمومية من خالل
.إحاطتها بآليات رقابية إدارية و قضائية فعالة
بالرغم من ذلك إال أن مجال الصفقات العمومية ال يخمو من التالعبات والنقائص التي
.تعيق السير الحسن في كل المارحل التي تمر بها الصفقات العمومية
Les marchés publics sont l'outil stratégique que le législateur a mis entre les
mains de l'autorité publique pour mener à bien les opérations financières liées à
l'achèvement, au fonctionnement et à l'équipement des équipements publics, et la
base de la concurrence est le principal pilier dans la conclusion des marchés
publics car elle donne le champ à tous ceux qui ont les conditions légales pour aller
jusqu'au bout pour remporter l'affaire sans influence Externe, et pour renforcer
l'application du principe de concurrence lors de la conclusion des marchés publics,
le législateur a pris un soin particulier à apporter des garanties garantissant les
règles de transparence et de concurrence loyale d'une manière compatible avec le
développement des systèmes juridiques des marchés publics en les entourant de
mécanismes de contrôle administratif et judiciaire efficaces
Malgré cela, le domaine des marchés publics n'est pas exempt de
manipulations et de lacunes qui entravent le bon déroulement de toutes les étapes
106