You are on page 1of 110

‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬

‫جامعة آكلي حمهد أوحلاج ‪ -‬البويـرة ‪-‬‬


‫كلية احلقــوق و العلوم السياسية‬

‫قسم القانون اخلاص‬

‫تكريس مبدأ املنافسة يف الصفقات العمومية‬


‫يف القانون اجلزائري‬

‫مذكرة لنيل شهادة املاسرت يف احلقوق‬


‫ختصص قانون أعنال‬

‫إشراف األستاذة‪:‬‬ ‫إعداد الطالبـة‪:‬‬


‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬

‫جلنة املناقشة‬
‫‪ ..............................................................‬رئيساً‪.‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ..................................................‬مشرفًا و مقرراً‪.‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ............................................‬عضوًا ممتحناً‪.‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪‬‬

‫السنة اجلامعية‪9191 9102 :‬‬


‫كلمة شكر‬
‫أشكر هللا تعالى الذي بمغني ليذا و ما كنت ألبمغو لواله‬

‫و أتوجو بجزيل الشكر و العرفان إلى كل من ساعدني‬

‫في إنجاز ىذه المذكرة من قريب أو بعيد‪ ،‬و أخص بالذكر‬

‫األستاذة المشرفة "والي نادية" لقبوليا اإلشراف عمى ىذه‬

‫المذكرة و تصويبيا و تصحيحيا في جميع مراحميا‬

‫كما أشكر أعضاء لجنة المناقشة عمى قبوليم مناقشة ىذا‬

‫العمل و المساىمة في إثرائو من خالل المالحظات المقدمة‪.‬‬


‫إهــــــــــداء‬
‫إلى سبب وجودي في ىذه الحياة‬

‫شكرا‪ ،‬امتنانا و عرفانا أمي الغالية‬

‫إلى والدي الكريم‬

‫إلى إخوتي و أخواتي‬

‫إلى كل العائمة و األصدقاء‬

‫إلى كل من أحببت في هللا‬

‫أىدي ثمرة جيدي‪.‬‬


‫قائمة ألهم املختصرات املستعملة يف هذا البحث‬

:‫ باللغة العربية‬/ ‫ ﺃﻭ ًﻻ‬


.‫ جريدة رسمية للجمهورية الجزائرية‬.................................... :‫ج‬.‫ج‬.‫ر‬.‫ج‬ 

.‫ طبعة‬....................................................................... :‫ط‬ 

.‫ دون طبعة‬................................................................ :‫ط‬.‫د‬ 

.‫ دون سنة نشر‬......................................................... :‫د س ن‬ 

.‫ صفحة‬.................................................................... :‫ص‬ 

:‫ بالّلغة الفرنسية‬/‫ ثانيا‬


 L.G.D.J: …………………… Librairie Générale de Droit et de Jurisprudence.

 P: ………………………………………………………………………………………..page.

 C.C.A.G: . …….………….……Cahier des clauses administratives générales.

 C.P.C: ………………………………………. Cahier des prescriptions communes.

 C.P.S: ………………………………….……… Cahier des prescriptions spéciales.


‫تحتل الصفقات العمومية مكانة ىامة في االقتصاد الوطني‪ ،‬إذ تعتبر الوسيمة األساسية‬
‫التي تضبط مشاريع التنمية و الحياة االقتصادية و تمثل الشريان الذي يدعم عممية التنمية‪ ،‬كما‬
‫تعتبر النظام األفضل الستغالل األمـوال العموميـة خاصة في ظل اعتماد االقتصاد الوطني عمى‬
‫زيادة النفقـات من اجل تنشيط العجمة التنموية لمبـالد‪ ،‬و ألجل ذلك خصتيا السمطات العمومية‬
‫الجزائرية بإطار تنظيم يحدد كيفيات إعدادىا و إبراميا و تنفيذىا و الييئات و المصالح المعنية‬
‫باستخداميا‪ ،‬و إذا كانت الصفقات العمومية محل إنفاق لممال العام فإن ذلك يعتبر من المجاالت‬
‫الخصبة إلىداره مما يستدعي خمق آليات لحمايتو في القوانين المعمول بيا و ىو ما ال يمكن أن‬
‫يتحقق إال بمراعاة مبادئ حرية الوصول لمطمبات العمومية و المساواة بين المترشحين و شفافية‬
‫اإلجراءات‪ ،‬و ىو ما نطمق عميو اصطالحا عبارة أخرى ىي " مراعاة مبدأ المنافسة "‪.‬‬
‫إن إعمال المنافسة الحرة في مجال الصفقات العمومية‪ ،‬يعد من الشروط األساسية التي‬
‫يتوقف عمييا نجاح الطمبات العمومية‪ ،‬فالمنافسة بما تثيره من تعدد في العروض وتنوع الخيارات‬
‫تسمح لإلدارات العمومية باستخدام الموارد العمومية استخداما عقالنيا رشيدا‪ ،‬و يضفي عمى‬
‫طمباتيا قد ار من الشفافية والنزاىة‪ ،‬و ىي كذلك بما تتيحو لممؤسسات من فرص لموصول لتمك‬
‫الطمبات تعد أفضل وسيمة لتحقيق المنافسة المشروعة في ممارسة حريتي التجارة والصناعة‪ ،‬ليذه‬
‫األسباب فقد أولى المشرع الجزائري لموضوع حماية المنافسة في الصفقات العمومية عناية خاصة‬
‫و ذلك من خالل قانونين أساسيين‪ :‬ىما القانون المتعمق بالصفقات العمومية‪ ،‬الذي ييدف إلى‬
‫تحديد األحكام الخاصة بالتباري و المنافسة لنيل الطمبات العمومية‪ ،‬و القانون المتعمق بالمنافسة‬
‫الذي يرمي إلى تنظيم المنافسة تحديد قواعد حمايتيا لزيادة الفعالية االقتصادية و تحسين معيشة‬
‫المستيمكين و ىكذا يمكن استنباط نقاط التقاطع بينيما من حيث الضمانات المتعمقة بحرية‬
‫الوصول لمصفقات العمومية أو المساواة بين المتنافسين وتوفير العالنية والشفافية إلجراء‬
‫‪1‬‬
‫الصفقات‪.‬‬

‫‪ )1‬جميل مونية‪ ،‬المنافسة في الصفقات العمومية‪ ،‬أطروحة لنيل شيادة الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪1‬‬
‫بن يوسف بن خدة‪ ،2012 ،‬ص ‪.01‬‬

‫‪2‬‬
‫فحماية و السير عمى تكريس مبدأ المنافسة في مجال الصفقات العمومية يجب أن‬
‫يكون من أولويات الشخص العام‪ ،‬فيي مستمدة من حماية المصالح المالية ليذا األخير‪ ،‬لذلك كان‬
‫لزاما عمى الدولة الجزائرية في إطار مسارات اإلصالحات اليادفة إلى عصرنة أداء اإلدارات‬
‫والمؤسسات العمومية التفكير في إبرام معالم جديدة لتحديث أساليب التسيير المتعمقة بعقود اإلدارة‬
‫لذلك يعد المرسوم الرئاسي رقم ‪ 112/242‬المتعمق بالصفقات العمومية وتفويضات المرفق العام‬
‫اإلطار العام لتكريس ىذا المبدأ‪ ،‬وذلك بإلزامو المصمحة المتعاقدة أن تضمن تطبيق مبدأ المنافسة‬
‫في الصفقة العمومية في جميع مراحميا‪ ،‬حيث أن أحكامو مستوحاة من قانون المنافسة الذي ىو‬
‫في األصل قانون خاص بالنشاط االقتصادي‪ ،‬و بالمقابل فقد عمد المشرع إلى إدراج أحكام تنتمي‬
‫إلى القانون العام في صمب قانون المنافسة الذي يحكم النشاط االقتصادي و التجاري بقصد‬
‫إضفاء المزيد من الحماية بمبدأ المنافسة في إبرام الصفقات العمومية‪.‬‬
‫و من أجل توفير الضمانات الالزمة لتكريس مبدأ المنافسة‪ ،‬فإنو أضحى من الضروري‬
‫إخضاعيا لمرقابة التي تعد من أولويات الدولة كونيا مجاال معرضا لمختمف أنواع الفساد‪ ،‬إذ‬
‫تخضع لنظام رقابي يقوم عمى نوعين‪ ،‬يتمثل النوع األول في الرقابة اإلدارية و ذلك بدءا بالرقابة‬
‫الداخم ية في مرحمة اإلبرام التي تختص بيا لجنة فتح األظرفة و تقييم العروض‪ ،‬إلى الرقابة‬
‫الخارجية التي تمارسيا ىيئات تتولى رقابة المالءمة و المشروعية المخولة لمجان الخارجية‬
‫لممصمحة المتعاقدة و المجنة القطاعية‪ ،‬إضافة إلى الرقابة الوصائية التي تدخل ضمن آليات‬
‫الرقابة في مرحمة التنفيذ ‪ ،‬و رقابة لجنة الصفقات العمومية و تفويضات المرفق العام ىاتو األخيرة‬
‫التي لم يصدر المرسوم التنفيذي المنظم ليا بعد‪ ،‬أما بالنسبة لمنوع الثاني فيتمثل في الرقابة‬
‫القضائية التي يختص بيا القضاء اإلداري‪ ،‬و ذلك من خالل دعاوي فحص و تقدير المشروعية‬
‫و دعوى التفسير‪ ،‬دعوى اإللغاء و دعوى القضاء الكامل‪.‬‬

‫‪ )1‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 242/12‬المؤرخ في ‪ 12‬سبتمبر ‪ 2012‬المتضمن تنظيم الصفقات العمومية و تفويضات المرفق العام‬
‫ج‪.‬ج‪.‬ج‪.‬ر العدد ‪ ،20‬الصادر في ‪ 20‬سبتمبر ‪2012‬‬

‫‪3‬‬
‫و يستمد موضوع الدراسة أىميتو من المكانة التي تحتميا الصفقات العمومية باعتبارىا‬
‫األداة الفعالة لتنفيذ مخططات التنمية الوطنية و المحمية‪ ،‬إذ أن الدولة ترصد ليا اعتمادات مالية‬
‫ضخمة مما استوجب إخضاعيا لنظام قانوني محكم و ذلك بيدف ترشيد النفقات العمومية و الحد‬
‫قدر اإلمكان من السموكيات السمبية و ىدر المال العام‪ ،‬كما أن احترام المنافسة الحرة في إبرام‬
‫الصفقات العمومية يدل عمى وجود إرادة سياسية تيدف إلى تعميق آليات السوق و الحرية‬
‫االقتصادية و ىذا بتكريسيا في أجيزة الدولة و إدخاليا في المجال اإلداري‪ ،‬و من ثمة إلزام‬
‫األشخاص العامة باحترام مبدأ المنافسة و مراعاتو أثناء إبرام الصفقات العمومية‪ ،‬باإلضافة إلى أن‬
‫ىذا الموضوع يربط بين مفيومي المنافسة و الصفقات العمومية‪ ،‬حيث نتعرف من خاللو عن مدى‬
‫استجابة الصفقات العمومية كأداة لتدخل الدولة في المجال االقتصادي لمبادئ ىذا المجال‬
‫المحكومة بقواعد المنافسة و في مقدمتيا مبدأ حرية المنافسة‪.‬‬
‫أما من الناحية العممية فتتجسد أىمية ىذا الموضوع في محاولة إيجاد تطابق بين ما ىو‬
‫نظري بما ىو عممي‪ ،‬أي ىل ىناك تجانس بين األحكام و النصوص التنظيمية التي تعزز و تؤكد‬
‫عمى تطبيق مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية أو ىناك تجاوزات‪.‬‬
‫و نظ ار لألىمية التي يحظى بيا موضوع تطبيق مبدأ المنافسة في مجال الصفقات‬
‫العمومية خاصة في الوقت الراىن‪ ،‬فقد أثار في نفسي فضوال عمميا لمتعمق في معناه و معرفة‬
‫خباياه‪ ،‬و انطمقت في اختياري من دوافع ذاتية يتقدميا مجال التخصص‪ ،‬إذ تعد المنافسة في‬
‫الصفقات العمومية من أىم موضوعات قانون األعمال‪ ،‬و تمثل محور اىتمام الفقياء و الدارسين‬
‫خاصة في دول النظم الميبيرالية‪ ،‬إلى جانب رغبتي و ميولي في التعمق في ىذا الموضوع نظ ار‬
‫لحركتو و أىميتو من جية‪ ،‬و ارتباطو بمجال عممي من جية أخرى‪ ،‬باإلضافة إلى رغبتي في‬
‫المساىمة و لو بجزء يسير في اثراء المكتبة القانونية و حتى االقتصادية‪.‬‬
‫أما بالنسبة لمدوافع الموضوعية التي كان ليا دور في تحريك عجمة البحث فترجع إلى‬
‫أىمية اعتماد المنافسة الحرة في االقتصاد بوجو عام و في الصفقات العمومية بوجو خاص‪ ،‬حيث‬
‫يعد ىذا المبدأ من الشروط األساسية التي يتوقف عمييا نجاح الطمبات العمومية‪ ،‬فالمنافسة بما‬

‫‪4‬‬
‫تثيره من تعدد في العروض و تنوع في الخيارات تسمح لإلدارات العمومية باستخدام الموارد‬
‫العمومية استخداما عقالنيا و رشيدا‪ ،‬و تضفي عمى طمباتيا قد ار من الشفافية و النزاىة‪.‬‬
‫صعوبات الدراسة‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬مشكمة اتساع الموضوع و تشعب عناصره‪ ،‬فالموضوع يجمع بين القانون العام و الخاص‪ ،‬مع‬
‫العمم أن مجال التخصص ىو القانون الخاص‪.‬‬
‫‪ -‬كثرة التعديالت التي شيدىا قانون الصفقات و غموض المصطمحات التي استعمميا المشرع‬
‫أحيانا و تميزىا بعدم الدقة والتحديد‪ ،‬مما يفتح الباب واسعا لالحتماالت و الفرضيات‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة التنقل إلثراء البحث بمراجع أكثر نظ ار لتزامن تحضيره مع انتشار وباء كورونا (كوفيد‬
‫‪ )11‬في البالد‪.‬‬
‫منهج الدراسة‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫اعتمدنا في دراستنا عمى المنهج الوصفي و ىذا بجمع و تقديم مختمف المعمومات حول‬
‫مبدأ حرية المنافسة و بيان آثاره المختمفة في مجال الصفقات العمومية‪ ،‬و المنهج التحميمي من‬
‫خالل تحميل مختمف النصوص القانونية ذات الصمة بالدراسة‪.‬‬
‫اشكالية الدراسة‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫انطالقا من المعطيات المذكورة سابقا توصمنا إلى طرح إشكالية ليذه الدراسة و المتمثمة‬
‫في‪ :‬إلى أي مدى وفق المشرع الجزائري في تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية ؟‬

‫و لإلجابة عن ىذه اإلشكالية ارتأينا إلى تقسيم الدراسة إلى فصمين‪ ،‬الفصل األول تحت‬
‫عنوان (التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية)‪ ،‬و الفصل الثاني تحت‬
‫عنوان (ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية)‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تعتبر الهىافسة الحرة ىوع هف أىواع الحرية فْ هزاولة الىشاطات اإلىساىية عاهة‬
‫و االقتصادية خاصة و هف أجل ذلؾ اعترؼ بٍا القاىوف و عهل عمِ حهآتٍا‪ ،‬فأغمبية األىظهة‬
‫الحدٓثة تتبىِ االقتصاد المٓبرالْ القائـ عمِ حرية العرض و الطمب و الذي ٓترتب عىً االخذ‬
‫بهبدأ حرية الهىافسة فْ األسواؽ االقتصادية‪ ،‬و بذلؾ تعتبر الهىافسة الوسٓمة االساسية التْ تدفع‬
‫باقتصاد السوؽ إلِ أعمِ هستوياتً بغية إزالة كل العقبات و العراقٓل التْ تحوؿ دوف الدخوؿ إلِ‬
‫هختمف الهيادٓف و القطاعات االقتصادية‪.‬‬
‫إف ظٍور هبدأ الهىافسة الحرة و تكريسً فْ هختمف تشريعات الدوؿ الهعاصرة أدى إلِ‬
‫استدراجً فْ عدة هواضيع و هجاالت‪ ،‬و هف بٓىٍا هجاؿ الصفقات العهوهية التْ تكتسْ أٌهية‬
‫كبٓرة فْ تىهية اقتصاد الدولة و تشكل أٌـ هسار تتحرؾ فيً االهواؿ العاهة و الوسٓمة القاىوىية‬
‫التْ وضعٍا الهشرع فْ ٓد اإلدارة العهوهية‪ ،‬لذلؾ أقر الهشرع عمِ تفعٓل الشفافية و الىزاٌة فْ‬
‫كافة اجراءات الصفقة العهوهية و ٌو ها ٓجسد أكثر حرية الهىافسة بٓف الهتعاهمٓف لىٓل الصفقة‬
‫و عدـ التهٓٓز بٓىٍـ‪ ،‬فالهىافسة تعتبر هف أٌـ الركائز األساسية لخمق بٓئة اقتصادية تىافسية قائهة‬
‫عمِ الكفاءة االقتصادية و تعهل وفقا لقواعد و آليات سميهة و عادلة فْ السوؽ و إعهاؿ ٌذا‬
‫الهبدأ فْ هجاؿ ا لصفقات العهوهية يعد هف الشروط األساسية التْ ٓتوقف عمٍٓا ىجاح الطمبات‬
‫العهوهية‪.‬‬
‫و قػد ركزىا فْ دراستىا فْ ٌذا الفصل عمِ البحث فْ كيفية ادراج هبدأ الهىافسة ضهف‬
‫إطار الصفقات العهوهية‪ ،‬لذلؾ قهىا بتقسيهً إلِ هبحثٓف تىاولىا فْ (المبحــث األول) عالقة‬
‫الصفقات العهوهية بهبدأ الهىافسة‪ ،‬و فْ (المبحـث الثاني) هظاٌر تكريس هبدأ الهىافسة فْ‬
‫الصفقات العهوهية‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المبحث األول‬
‫عالقة مبدأ المنافسة بالصفقات العمومية‬
‫إف إعهاؿ هبدأ الهىافسة يعد هف الشروط األساسية التْ ٓتوقف عمٍٓا ىجاح الطمبات‬
‫العهوهية و تتجمِ عالقة الصفقات العهوهية بهبدأ الهىافسة هف خالؿ تكريس و تفعٓل ٌذا الهبدأ‬
‫فْ هختمف الهراحل التْ تهر بٍا الصفقات العهوهية‪ ،‬و ال ٓتحقق ٌذا األهر إال هف خالؿ البحث‬
‫فْ هدى خضوع ٌذي االخٓرة لهبدأ الهىافسة‪ ،‬و هف أجل اإللهاـ بٍذي الىقاط سوؼ ىتىاوؿ اهتداد‬
‫هبدأ الهىافسة إلِ هجاؿ الصفقات العهوهية (الهطمب األوؿ) و بعدٌا ىتطرؽ إلِ هدى خضوع‬
‫الصفقات العهوهية لهبدأ الهىافسة (الهطمب الثاىْ)‪.‬‬
‫المطمـب األول‪ :‬امتداد مبدأ المنافسة إلى مجال الصفقات العمومية‪.‬‬
‫لقد حرص الهشرع الجزائري عمِ تجسٓد فكرة الهىافسة فْ الصفقات العهوهية‪ ،‬و ٓبدو‬
‫ذلؾ واضحا هف خالؿ التعديالت الهتعاقبة لقاىوف الصفقات العهوهية‪ ،‬السيها الهرسوـ الرئاسْ‬
‫رقـ ‪ 247\15‬الهتضهف تىظيـ الصفقات العهوهية و تفويضات الهرفق العاـ‪ ،‬و بٍذا الصدد سوؼ‬
‫ىتطرؽ إلِ تحدٓد هفٍوـ هبدأ الهىافسة (الفرع األوؿ) و هفٍوـ الصفقات العهوهية (الفرع الثاىْ)‬
‫و كذا هبررات األخذ بهبدأ الهىافسة فْ الصفقات العهوهية (الفرع الثالث)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مفيوم مبدأ المنافسة‬
‫تعد الهىافسة أحد أٌـ الشروط الالزهة الحتراؼ الىشاط االقتصادي‪ ،‬لذلؾ سىتطرؽ فْ ٌذا‬
‫الفرع إلِ تعريف هبدأ الهىافسة هف الىاحية المغوية و هف الىاحية االصطالحية إضافة إلِ تىاولىا‬
‫لىطاؽ تطبٓق هبدأ الهىافسة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف المنافسة‪:‬‬
‫‪ )1‬التعريف المغوي‪:‬‬
‫ٌْ الرغبة فْ الشْء و االىفراد بً‪ ،‬هصدر الفعل ىافس‪ ،‬الهىافسة أو التىافس أي بذؿ جٍد‬
‫‪1‬‬
‫لتحقٓق التفوؽ و فْ عمـ الىفس بذؿ شخصٓف أو أكثر أقصِ جٍد لتحقٓق غرض ها‪.‬‬

‫‪ )1‬قاهوس الهعاىْ الجاهع‪ ،www.almaany.com ،‬اطمع عميً بتاريخ‪ ،2019\02\14 :‬عمِ الساعة ‪20:00‬سا‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫كها يعرؼ التىافس فْ المغة بأىً ىزعة فطرية تدعو إلِ بذؿ الجٍد فْ سبٓل التفوؽ‬
‫‪1‬‬
‫و الهىافسة تقابل التىافس‪ ،‬و التىافس فْ الشْء ٌو الهغاالة فْ طمبً و التزاهً عميً‪.‬‬

‫و هللا سبحاىً و تعالِ حث عبادي فْ القرآف الكريـ عمِ التىافس فْ عهل الخٓر و ذلؾ‬
‫س الْمُتَنَافِسُونَ ﴾‪ 2‬أي فمٓرغب ا‬
‫الرغبوف إلِ طاعة‬ ‫ِ‬‫ذلِكَ َفلْيَتَنَا َف‬
‫ٌ وَفِي َ‬‫فْ أية الكريهة‪ ﴿ :‬خِتَا ُمهُ مِ ِ‬
‫سك‬

‫هللا تعالِ‪.‬‬

‫وفْ الحدٓث الشريف الذي رواي ابف هاجً قولً ملسو هيلع هللا ىلص « فَ َو هاَّلل ما الْ َف ْق َر أَخ ََْش عَل َ ْي م ُْك َولَ ِك ْن أَخ َََش عَل َ ْي م ُْك‬
‫ُك َ َمَك أَهْلَ َكْتْ م ْم »‪ 3‬هتفق عميً‪.‬‬ ‫أَ ْن تم ْب َسطَ عَل َ ْي م ُْك ادلُّ ن ْ َيا َ َمَك ب ِمس َط ْت عَ ََل َم ْن ََك َن قَ ْبلَ م ُْك فَتَنَافَ مسوهَا َ َمَك تَنَافَ مسوهَا َوُتم ْ ِلكَ م ْ‬

‫‪ )2‬التعريف االصطالحي‪:‬‬
‫‪ .1.2‬في االصطالح القانوني‪:‬‬
‫يعرؼ هبدأ الهىافسة بالهفٍوـ الواسع عمِ أىً هجهوعة هف القواعد القاىوىية التْ تتولِ‬
‫تدعيـ وجود هىافسة كافية و هالئهة داخل السوؽ و تطبق عمِ الهؤسسات الهتدخمة فيً‪ ،‬كها‬
‫عرفٍا البعض اىٍا تسابق التجار و الهىتجٓف عمِ بذؿ غاية جٍدٌـ هف اجل اىتاج سمع و بضائع‬
‫و هىتجات بالسعر الهىاسب و بها يحقق هصالح الهستٍمكٓف و وفقا لمقواعد و األصوؿ الشرعية‬
‫أها الهفٍوـ الضٓق لهبدأ الهىافسة فٍو هجهوعة هف القواعد التْ تٍدؼ إلِ هىع الههارسات الهقٓدة‬
‫‪4‬‬
‫لمعبة التىافسية كاالتفاقات و االستغالؿ التعسفْ لوضعية الهٍيهف‪.‬‬

‫‪ )1‬أبو العز عمْ دمحم أحهد‪ ،‬التجارة االلكتروىية فْ الفقً االسالهْ‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الىفاس‪ ،‬األردف‪ ،2008 ،‬ص ‪.36‬‬
‫‪ )2‬أية ‪ 26‬هف سورة الهطففٓف‪.‬‬
‫‪ )3‬أبو عيسِ دمحم بف عيسِ الترهذي‪ ،‬الجاهع الكبٓر‪ ،‬الجزء الرابع‪ ،‬دار إحياء التراث العربْ‪ ،‬بٓروت‪ ،‬د‪ .‬ط‪ ،‬د س ف‪ ،‬ص‪.641‬‬
‫‪ )4‬حمحاؿ هختارية‪ ،‬هحاضرات فْ هقياس قاىوف الهىافسة‪ ،‬ألقٓت عمِ طمبة تخصص قاىوف اقتصادي‪ ،‬كمية الحقوؽ و العموـ‬
‫السياسية‪ ،‬جاهعة هصطفِ اسطهبولْ‪ ،‬هعسكر‪ ،‬الجزائر‪ ،2016 ،‬ص ‪.17‬‬

‫‪9‬‬
‫التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫كها تـ تعريفٍا أيضا بأىٍا‪ « :‬هجهوعة هف القواعد القاىوىية الهوضوعة هف قبل السمطة‬
‫العاهة قصد تىظيـ الحياة االقتصادية فيها بٓف الهتعاهمٓف االقتصادٓٓف‪ ،‬هع ضهاف حقوقٍا‬
‫‪1‬‬
‫و التزاهاتٍا فيها بٓىٍا و هع غٓرٌا»‪.‬‬

‫‪ .2 .2‬في االصطالح االقتصادي‪:‬‬


‫يقص ػػد بالهىافس ػػة ه ػػف الىاحي ػػة االقتص ػػادية « تم ػػؾ الوض ػػعية الت ػػْ يك ػػوف فٍٓ ػػا الهتع ػػاهموف‬
‫االقتصػػادٓوف أح ػرار لعػػرض بضػػائعٍـ وخػػدهاتٍـ فػػْ السػػوؽ و اختيػػار الهتعػػاهمٓف الػػذٓف يحصػػموف‬
‫إلِ جاىبٍـ عمِ سمع وخدهات‪ ،‬وبالتػالْ يكػوف العارضػوف فػْ تىػافس لكػْ ٓػتـ تفضػٓمٍـ هػف طػرؼ‬
‫الهستٍمكٓف‪ ،‬وٌؤالء أخروف فْ تىافس لموصوؿ إلِ العروض الهحػدودة »‪ ،2‬و تعػرؼ أيضػا بأىٍػا‬
‫وضػػعية تىػػافس اقتصػػادي بػػٓف هؤسسػػات هتهٓ ػزة بصػػدد عػػرض ىفػػس الهىػػت السػػمعْ أو الخػػدهاتْ‬
‫داخل السوؽ و تمبية لمحاجات ذاتٍا‪ ،‬عمِ أف تكوف لكػل هؤسسػة ىفػس الحػ هػف الػربح أو الخسػارة‬
‫‪3‬‬
‫أو ٌْ العهل فْ سوؽ ٓتعدد فيً الههارسوف لىفس الىشاط االقتصادي دوف قٓود‪.‬‬

‫كها تـ تعريفٍا أيضا بأىٍا ىظاـ هف العالقات االقتصادية ٓىضوي تحتً عدد كبٓر هف‬
‫الهشتركٓف البائعٓف‪ ،‬وكل هىٍـ ٓتصرؼ هستقال عف األخر لمبموغ بربحً إلِ الحد األقصِ‪ ،‬و ٌو‬
‫ىظاـ ال تخضع فيً األسعار إال لتفاعل قوي اقتصادية هتحررة هف أي قٓد يفرض عمٍٓا‪ ،‬وٌْ قوى‬
‫‪4‬‬
‫العرض والطمب‪.‬‬

‫‪ )1‬شرواط حسٓف‪ ،‬شرح قاىوف الهىافسة‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار الٍدى لمطباعة و الىشر و التوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2012 ،‬ص‪.13‬‬
‫الجزئر‬
‫ا‬ ‫الجزئر‪ ،‬دوف طبعة‪ ،‬دارٌوهة لمطباعة والىشر و التوزيع‪،‬‬
‫ا‬ ‫‪ )2‬تٓورسْ دمحم‪ ،‬الضوابط القاىوىية لمحرية التىافسية فْ‬
‫‪ ،2013‬ص‪.32‬‬
‫‪ )3‬بوكحٓل لٓمِ‪ ،‬هداخمة بعىواف دور القضاء اإلداري فْ حهاية هبدا حرية الهىافسة‪ ،‬الهمتقِ الوطىْ حوؿ حرية الهىافسة فْ‬
‫القاىوف الجزائري‪ ،‬كمية الحقوؽ و العموـ السياسية‪ ،‬باجْ هختار‪ ،‬عىتبة‪ٓ ،‬وهْ ‪ 03‬و ‪ 04‬أفريل ‪ ،2013‬ص‪.2‬‬
‫‪ )4‬هوسوعة الهصطمحات االقتصادية‪ ،‬الهجمة العربية‪ ،‬العدد ‪ ،360‬هارس ‪ ،2017‬ص ‪.2‬‬

‫‪10‬‬
‫التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬نطاق تكريس مبدأ المنافسة‪:‬‬


‫سىتىاوؿ فْ ٌذي الىقطة ىطاؽ تكريس الهىافسة عف طريق تىاوؿ الىطاؽ الشخصْ ثـ‬
‫الهوضوعْ لتكريس هبدأ الهىافسة‪.‬‬
‫النطاق الشخصي لتكريس مبدأ المنافسة‪:‬‬ ‫‪)1‬‬
‫تىطبق أحكاـ قاىوف الهىافسة عمِ كل شخص طبيعْ أو هعىوي أيا كاىت طبيعتً يهارس‬
‫بصفة دائهة ىشاطات االىتاج و التوزيع و الخدهات و االستراد و الصفقات العهوهية‪ ،‬و قد أطمق‬
‫القاىوف رقـ ‪ 05-10‬الهتعمق بالهىافسة تسهية "مؤسسة"‪ 1‬عمِ ٌؤالء األشخاص‪ ،‬حٓث كاف األهر‬
‫‪2‬‬
‫رقـ ‪ 03-03‬الهتعمق بالهىافسة يسهْ األشخاص الخاضعٓف لً "باألعوان االقتصاديين"‪.‬‬
‫جاء ىص الهادة ‪ ̸ 02‬ؼ‪ 1‬هف القاىوف رقـ ‪ 05-10‬الهتعمق بالهىافسة السالف الذكر‬
‫هوضحا األشخاص التْ تىطبق عمٍٓا أحكاـ قاىوف الهىافسة‪ ،‬حٓث ىصت عمِ‪« :‬ىشاطات‬
‫االىتاج‪ ،‬بها فٍٓا الىشاطات الفالحية و تربية الهواشْ‪ ،‬و ىشاطات التوزيع و هىٍا تمؾ التْ يقوـ‬
‫بٍا هستوردو السمع إلعادة بيعٍا عممِ حالٍا و الوكالء و وسطاء بيع الهواشْ و بائعو المحوـ‬
‫بالجهمة‪ ،‬و ىشاطات الخدهات و الصىاعات التقمٓدية و الصٓد البحري‪ ،‬و تمؾ التْ يقوـ بٍا‬
‫أشخاص هعىوية عهوهية و جهعيات و هىظهات هٍىية هٍها يكف وضعٍا القاىوىْ و شكمٍا‬
‫و ٌدفٍا»‪ 3،‬فقاىوف الهىافسة ال يهكف قصري عمِ األشخاص الطبيعية أو الهعىوية الخاصة‪ ،‬بل‬
‫يهتد إلِ كل شخص يهارس هختمف الىشاطات االقتصادية الهذكورة فْ ىص الهادة ‪ 02‬السالفة‬
‫الذكر بها فٍٓا تمؾ التْ يقوـ بٍا األشخاص العهوهٓوف‪.‬‬

‫)‪1‬‬ ‫‪«la notion d’entreprises comprend toute entité exerçant une activités économique,‬‬
‫‪indépendamment du statut juridique de cette entité et de son mode de financement» (CJCE 23 avril‬‬
‫‪1991,HOFNER,Rec,I1979) voir Jean Bernard Blaise, Droit des affaires, commerçants, concurrence,‬‬
‫‪distributions, LGDJ, p :325.‬‬
‫‪ )2‬الهادة ‪ 09‬هف األهر رقـ ‪ 06-95‬الهتعمق بالهىافسة الهؤرخ فْ ‪ 25‬جاىفْ ‪ ،1995‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪ ،90‬الصادر بتاريخ ‪22‬‬
‫فيفري ‪ 5001‬تعرؼ العوف االقتصادي " كل شخص طبيعْ أو هعىوي هٍها كاىت صفتً يهارس ىشاطات االىتاج و التوزيع و‬
‫الخدهات بها فٍٓا تمؾ التْ يقوـ بٍا األشخاص العهوهٓوف و الجهعيات"‪( ،‬همغِ)‪.‬‬
‫‪ )3‬قاىوف رقـ ‪ 05-10‬الهؤرخ فْ ‪ 15‬أوت ‪ ،2010‬يعدؿ و ٓتهـ االهر رقـ ‪ 03-03‬الهؤرخ فْ ‪ٓ 19‬ولٓو ‪ 2003‬الهتعمق‬
‫بالهىافسة‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪ ،46‬الصادر بتاريخ ‪ 18‬أوت ‪.2010‬‬
‫‪11‬‬
‫التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫و عميً يكوف الىشاط االقتصادي الصرؼ‪ ،‬سواء االىتاجْ أو التوزيعْ أو الخدهْ ٌو‬
‫العبرة عىد تحدٓد هجاؿ إعهاؿ قاىوف الهىافسة‪ ،‬بغض الىظر عف طبيعة الهؤسسة أو العوف‬
‫االقتصادي الههارس لٍذا الىشاط هف حٓث كوىً شخصا خاصا أو عاها فيها عدا الحاالت التْ‬
‫ٓتدخل فٍٓا ٌذا األخٓر باعتباري سمطة عاهة أو كاف ضروريا لتحقيقٍا‪ ،‬و ٓتضح ذلؾ هثال فْ‬
‫الجزائري عمِ‬ ‫قاىوف الصفقات العهوهية فْ الكثٓر هف األحكاـ‪ ،‬كاالهتيازات الههىوحة لمهىت‬
‫حساب الهىتجات األجىبية‪ ،‬أو الشركات الجزائرية عمِ حساب الشركات األجىبية‪.‬‬
‫‪ )2‬النطاق الموضوعي لتكريس مبدأ المنافسة‪:‬‬
‫ٓتـ تكريس هبدأ الهىافسة عمِ هختمف صور الىشاط االقتصادي داخل السوؽ‪ ،‬و الهذكورة‬
‫فْ الهادة ‪ 02‬هف القاىوف رقـ ‪ 05-10‬الهتعمق بالهىافسة السالفة الذكر‪.‬‬
‫‪ .1 .2‬نشاطات االنتاج و التوزيع و االستيراد‪:‬‬
‫عرفت الهادة ‪/03‬ؼ‪ 9‬هف القاىوف رقـ ‪ 09-18‬الهعدؿ و الهتتـ الهتعمق بحهاية الهستٍمؾ‬
‫و قهع الغش االىتاج بكوىً‪ « :‬العمميات التي تتمثل في تربية المواشي و جمع المحصول و‬
‫الجني و الصيد البحري و الذبح و المعالجة و التصنيع و التحويل و التركيب و توظيب المنتج‪،‬‬
‫بما في ذلك تخزينو أثناء مرحمة تصنيعو و ىذا قبل تسويقو األول»‪ ،1‬فاالىتاج يشهل جهيع‬
‫الىشاطات ذات الطابع الفالحْ و الطابع الصىاعْ‪ ،‬أها الهىتوج فحسب الفقرة ‪ 10‬هف ىفس الهادة‬
‫ٌو‪« :‬كل سمعة أو خدمة يمكن أن تكون موضوع تنازل بمقابل أو مجانا»‪ ،‬حٓث ٓتضح أف‬
‫‪2‬‬
‫الهشرع الجزائري هف خالؿ تعريفً لمهىتوج استخداهً هصطمح عاـ شاهل لمسمع و الخدهات هعا‪.‬‬
‫أها ىشاطات التوزيع و االستٓراد فٍْ ىشاطات توسط بٓف االىتاج و البيع الىٍائْ لمسمعة‬
‫(عهمية التسويق)‪ ،‬كها تشهل ىشاطات هستورد السمع إلعادة بيعٍا عمِ حالٍا‪ ،‬و يهتد قاىوف‬
‫الهىافسة ليطبق عمِ كل ٌذي الهراحل بها فْ ذلؾ عهميات البيع الىٍائْ لمسمع‪.‬‬

‫‪ )1‬قاىوف رقـ ‪ 09/18‬الهؤرخ فْ ‪ 10‬جواف ‪ ،2018‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪ ،35‬الصادر بتاريخ ‪ 13‬جواف ‪ ،2018‬يعدؿ و ٓتهـ‬
‫القاىوف رقـ ‪ 03/09‬الهؤرخ فْ ‪ 25‬فيفري ‪ ،2009‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪ ،15‬الصادر بتاريخ ‪ 08‬هارس ‪ ،2009‬الهتعمق بحهاية‬
‫الهستٍمؾ و قهع الغش‪.‬‬
‫‪ )2‬والْ ىادية‪ ،‬هحاضرات فْ هقياس قاىوف الهىافسة‪ ،‬ألقٓت عمِ طمبة السىة الثاىية هاستر‪ ،‬تخصص قاىوف األعهاؿ‪ ،‬كمية‬
‫الحقوؽ و العموـ السياسية‪ ،‬جاهعة آكمْ هحىد أولحاج‪ ،‬البويرة‪ ،2018 ،‬ص ‪.30‬‬
‫‪12‬‬
‫التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ .2 .2‬الخدمات و الصناعات التقميدية و الصيد البحري‪:‬‬


‫ب الىسبة لىشاط الخدهات يقصد بٍا الخدهات التْ يهكف تصدٓرٌا ىقدا و خارج عف توريد‬
‫الهىتوجات ذات طبيعة هادتً‪ ،‬و ٌْ كثٓرة و هتىوعة يصعب حصرٌا و تعدادٌا و تشهل قطاعات‬
‫هختمفة أٌهٍا خدهة التأهٓف و الهجاؿ الهصرفْ ‪ ،‬إلِ جاىب الخدهات التْ يقدهٍا أصحاب الهٍف‬
‫الحرة‪ ،‬كالتوثٓق و الهحاهاة و االستشارات القاىوىية؛‬
‫أها فيها ٓتعمق بالىشاطات التقمٓدية‪ ،‬فٍْ‪ ،‬كل ىشاط يهارسً الحرفْ ٓىدرج ضهف ٌذا‬
‫الىشاط و بالتالْ ٓخضع بصفة آلية لقاىوف الهىافسة‪ ،‬كها أدرج قاىوف الهىافسة ىشاط الصٓد‬
‫البحري ضهف ىطاؽ تطبيقً‪ ،‬و ٌو هايعكس إرادة الهشرع فْ اخضاع ٌذا الىشاط لقاىوف الهىافسة‬
‫ىظ ار ألٌهٓتً الكبٓرة‪ ،‬و توفر الجزائر عمِ اهكاىيات ضخهة فْ ٌذا القطاعبالذات لكف غٓر‬
‫‪1‬‬
‫هستغمة بشكل عقالىْ‪.‬‬
‫‪ .3 .2‬الصفقات العمومية‪:‬‬
‫أدرج الهشرع الجزائري الصفقات العهوهية ضهف الىشاطات الخاضعة لقاىوف الهىافسة‬
‫الوؿ هرة فْ تعدٓل الهػادة ‪/02‬ؼ‪ 2‬هف االهػر رقػـ ‪ 03-03‬بهوجب القاىوف رقـ ‪ 12-08‬الهؤرخ‬
‫فْ ‪ 25‬جواف ‪ 2008‬الهتعمق بالهىافسة حٓث ىصت عمِ‪« :‬الصفقات العمومية ابتداء من‬
‫اإلعالن عن المناقصة إلى غاية المنح النيائي لمصفقة»‪ 2،‬فالصفقات العهوهية ٌْ هف أٌـ‬
‫الوسائل التْ تستعهمً اإلدارة العاهة لههارسة ىشاطاتٍا الهتعمقة باستغالؿ و تسٓٓر الهاؿ العاـ‬
‫و الغرض هف اخضاع ٌذي الصفقات إلِ اختصاص هجمس الهىافسة إلِ جاىب اختصاص‬
‫القضاء اإلداري أو االستعجالْ ٌو هىح الهجاؿ لمهتعاهمٓف االقتصادٓٓف لمطعف و االخطار بأي‬
‫تصرؼ هقٓد لمهىافسة ٓتـ عىد هىح أو ابراـ الصفقات العهوهية‪ ،‬فالصفقة العهوهية ٌْ عقد إداري‬
‫لكف هوضوعٍا اقتصادي لذلؾ أخضعٍا الهشرع لقاىوف الهىافسة‪.‬‬

‫‪ )1‬والْ ىادية‪ ،‬هحاضرات فْ هقياس قاىوف الهىافسة‪ ( ،‬هرجع سابق)‪ ،‬ص‪.34‬‬


‫‪ )2‬القاىوف رقـ ‪ 12-08‬الهؤرخ فْ ‪ 25‬جواف ‪ ،2008‬يعدؿ و ٓتهـ االهر رقـ ‪ 03-03‬الهؤرخ فْ ‪ٓ 19‬ولٓو ‪ 2003‬الهتعمق‬
‫بالهىافسة‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪ ،36‬الصادر بتاريخ ‪ٓ 02‬ولٓو‪.2008‬‬
‫‪13‬‬
‫التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مفيوم الصفقات العمومية‪.‬‬


‫تعد الصفقات العهوهية هف أٌـ عقود اإلدارة التْ تبرهٍا الدولة‪ ،‬لذلؾ سىتطرؽ فْ ٌذا‬
‫الفرع إلِ تعريف الصفقات العهوهية هف الىاحية التشريعية و القضائية و الفقٍية‪ ،‬ثـ ىتىاوؿ‬
‫الهعآٓر التشريعية لمصفقات العهوهية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف الصفقات العمومية‪:‬‬
‫‪ )1‬التعريف التشريعي‪:‬‬
‫عرفٍا الهشرع الجﺰائري عبر قﻮاىٓﻦ الصفقات العهﻮهٓة‪ ،‬ىعرض ٌدي التعرٓفات حسب‬
‫التدرج الزهىْ‪.‬‬
‫‪ .1 .1‬تعريف الصفقات العمومية وفق قانون الصفقات األول أمر رقم ‪:90 -67‬‬
‫عرفت الهادة ‪ 01‬هف األهر رقـ ‪ 90/67‬الصفقات العهوهية كها ٓمْ‪ « :‬إن الصفقات‬
‫العمومية ىي عقود مكتوبة تبرميا الدولة أو العماالت أو البمديات أو المؤسسات و المكاتب‬
‫العمومية قصد انجاز أشغال أو توريدات أو خدمات ضمن الشروط المنصوص عمييا في ىذا‬
‫‪1‬‬
‫القانون »‪.‬‬
‫‪ .2 .1‬تعريف الصفقات العمومية وفق المرسوم الرئاسي رقم ‪:145 -82‬‬
‫عرفت الهادة ‪ 04‬هف الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪ 145/82‬الهتعمق بالصفقات التْ ٓبرهٍا‬
‫الهتعاهل العهوهْ الصفقات العهوهية عمِ أىٍا‪ « :‬صفقات المتعامل العمومي ىي عقود مكتوبة‬
‫حسب مفيوم التشريع الساري عمى العقود‪ ،‬و مبرمة وفق الشروط الواردة في ىذا المرسوم قصد‬
‫‪2‬‬
‫انجاز األشغال أو اقتناء المواد و الخدمات »‪.‬‬
‫‪ .3 .1‬تعريف الصفقات العمومية وفق المرسوم التنفيذي رقم ‪:343 -91‬‬
‫عرفت الهادة ‪ 03‬هف الهرسوـ التىفٓذي رقـ ‪ 343/91‬الهتضهف تىظيـ الصفقات العهوهية‬
‫كالتالْ‪ « :‬الصفقات العمومية عقود مكتوبة حسب التشريع الساري عمى العقود و مبرمة وفق‬

‫‪ )1‬األهر رقـ ‪ 90-67‬الهؤرخ فْ ‪ 17‬جواف ‪ 1967‬الهتضهف قاىوف الصفقات العهوهية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪ ،52‬الصادر بتاريخ‬
‫‪ 27‬جواف ‪( ،1967‬همغِ)‪.‬‬
‫‪ )2‬الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪ 145-82‬الهؤرخ فْ ‪ 10‬أفريل ‪ٓ 1982‬ىظـ الصفقات التْ ٓبرهٍا الهتعاهل العهوهْ ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد‬
‫‪ ،15‬الصادر بتاريخ ‪ 13‬أفريل ‪( ،1982‬همغِ)‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الشروط الواردة في ىذا المرسوم قصد انجاز األشغال و اقتناء الموازم و الخدمات لحساب‬
‫‪1‬‬
‫المصمحة المتعاقدة»‪.‬‬
‫‪ .4 .1‬تعريف الصفقات العمومية وفق المرسوم الرئاسي رقم ‪:250 -02‬‬
‫تـ تعريف الصفقات هف خالؿ الهادة ‪ 03‬هف الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪ 250/02‬الهتضهف‬
‫تىظيـ الصفقات العهوهية بىصٍا‪ «:‬الصفقات العمومية عقود مكتوبة في مفيوم التشريع‬
‫المعمول بو‪ ،‬تبرم وفق الشروط المنصوص عمييا في ىذا المرسوم قصد انجاز األشغال و اقتناء‬
‫‪2‬‬
‫المواد و الخدمات و الدراسات لحساب المصمحة المتعاقدة»‪.‬‬
‫‪ .5 .1‬تعريف الصفقات العمومية وفق المرسوم الرئاسي رقم ‪:236 -10‬‬
‫تطرقت الهادة ‪ 04‬هف الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪ 236/10‬الهتضهف تىظيـ الصفقات العهوهية‬
‫إلِ تعريف الصفقة العهوهية بىصٍا‪ « :‬الصفقات العمومية عقود مكتوبة في مفيوم التشريع‬
‫المعمول بو‪ ،‬تبرم وفق الشروط المنصوص عمييا في ىذا المرسوم قصد انجاز األشغال و اقتناء‬
‫‪3‬‬
‫الموازم و الخدمات و الدراسات لحساب المصمحة المتعاقدة»‪.‬‬
‫‪ .6 .1‬تعريف الصفقات العمومية وفق المرسوم الرئاسي رقم ‪:247 -15‬‬
‫عرفت الهادة ‪ 04‬هف الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪ 247/15‬الهتضهف تىظيـ الصفقات العهوهية‬
‫و تفويضات الهرفق العاـ الصفقة‪«:‬الصفقات العمومية عقود مكتوبة في مفيوم التشريع المعمول‬

‫‪ )1‬الهرسوـ التىفٓذي رقـ ‪ 343-91‬الهؤرخ فْ ‪ 09‬ىوفهبر ‪ ،1991‬الهتضهف تىظيـ الصفقات العهوهية ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪،57‬‬
‫هؤرخة فْ ‪ 13‬ىوفهبر‪( ،1991‬همغِ)‪.‬‬
‫‪ )2‬الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪ 250/02‬الهؤرخ فْ ‪ٓ 24‬ولٓو ‪ ،2002‬الهتضهف تىظيـ الصفقات العهوهية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪52‬‬
‫الصادر بتاريخ ‪ٓ 28‬ولٓو ‪ ،2002‬الهعدؿ و الهتهـ بهوجب الهرسوـ الرئاسْ ‪ 301/03‬الهؤرخ فْ ‪ 11‬سبتهبر ‪2003‬‬
‫ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪ ،55‬الصادر بتاريخ ‪ 14‬سبتهبر ‪ ،2003‬و الهرسوـ الرئاسْ ‪ 338/08‬الهؤرخ فْ ‪ 26‬أكتوبر ‪2008‬‬
‫ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪ ،62‬الصادر بتاريخ ‪ 09‬ىوفهبر‪( ،2008‬همغِ)‪.‬‬
‫‪ )3‬الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪ 236/10‬الهؤرخ فْ ‪ 07‬أكتوبر ‪ ،2010‬الهتضهف تىظيـ الصفقات العهوهية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪،58‬‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 07‬أكتوبر‪ ،2010‬الهعدؿ و الهتهـ بهوجب الهرسوـ الرئاسْ ‪ 98/11‬الهؤرخ فْ ‪ 01‬هارس ‪2011‬‬
‫ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪ ،14‬الصادر بتاريخ ‪ 06‬هارس ‪ ،2011‬و الهرسوـ الرئاسْ ‪ 222/11‬الهؤرخ فْ ‪ٓ 16‬وىٓو ‪2011‬‬
‫ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪ 34‬الصادر بتاريخ ‪ٓ 19‬وىٓو ‪ ،2011‬و الهرسوـ الرئاسْ ‪ 23/12‬الهؤرخ فْ ‪ٓ 18‬ىآر ‪ 2012‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‬
‫العدد ‪ ،04‬الصادر بتاريخ ‪ٓ 26‬ىآر ‪ ،2012‬و الهرسوـ الرئاسْ ‪ 03/13‬الهؤرخ فْ ‪ٓ 13‬ىآر ‪ ،2013‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪02‬‬
‫الصادر بتاريخ ‪ٓ 13‬ىآر ‪( ،2013‬همغِ)‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫بو‪ ،‬تبرم بمقابل مع متعاممين اقتصاديين وفق الشروط المنصوص عمييا في ىذا المرسوم‬
‫‪1‬‬
‫لتمبية حاجات المصمحة المتعاقدة في مجال األشغال و الموازم و الخدمات و الدراسات»‪.‬‬
‫ها يالح هف ٌذا التعريف أف الهشرع أضاؼ عبارات هستحدثة لـ تعرؼ فْ أي ىص قاىوىْ‬
‫سابق‪ ،‬حٓث أضاؼ عبارة "تبرم بمقابل" و ٌذا تهٓٓ از لمصفقة العهوهية عف عقود التبرع‪ ،‬كالٍبات‬
‫و الوصايا التْ ترد إلِ اإلدارات العهوهية‪ ،‬و أضاؼ عبارة "مع متعاممين اقتصاديين" و فْ ذلؾ‬
‫تأكٓد هىً عمِ عدـ ابراـ الصفقة العهوهية بٓف إدارتٓف عهوهٓتٓف بل تبرـ هع الخواص فقط‪.‬‬
‫ٓبدو هف خالؿ الىصوص السابقة و التْ صدرت فْ حقب زهىية هختمفة بل و فْ‬
‫هراحل اقتصادية و سياسية هختمفة‪ ،‬هدى إصرار الهشرع الجزائري عمِ إعطاء تعريف لمصفقات‬
‫العهوهية و إف اختمفت صياغتً بٓف هرحمة و أخرى‪ ،‬و ٌذا ىظ ار ألٌهية الصفقات العهوهية ألىٍا‬
‫تبرـ بطرؽ خاصة و تحكهٍا إجراءات هعقدة و تخضع ألىواع كثٓرة هف الرقابة‪ ،‬كها أىٍا تتيح‬
‫‪2‬‬
‫لمجٍة اإلدارية ههارسة جهمة هف االهتيازات و السمطات‪.‬‬
‫‪ )2‬التعريف القضائي‪:‬‬
‫عرؼ الهشرع الجزائري الصفقة فْ هختمف القواىٓف إال أف القضاء اإلداري الجزائري هف‬
‫خالؿ فصمً فْ الهىازعات اإلدارية الهتعمقة بٍذا الجاىب قدـ تعريفا لمصفقات العهوهية هف خالؿ‬
‫اجتٍاداتً و إضافاتً‪ ،‬حٓث عرفٍا هجمس الدولة فْ قرار لً غٓر هىشور هؤرخ فْ ‪ 17‬ديسهبر‬
‫‪3‬‬
‫‪ 2002‬عمِ أىٍا «عقد يربط الدولة بالخواص حول مقاولة أو آداء مشروع أو انجاز خدمات»‪.‬‬
‫ٓبدو هف خالؿ ٌذا الهقطع هف تعريف الصفقات العهوهية أف هجمس الدولة حصر هفٍوـ‬
‫الصفقة العهوهية عمِ أىٍا رباط عقدي ٓجهع الدولة بأحد الخواص‪ ،‬فْ حٓف أف العقد اإلداري أو‬

‫‪ )1‬الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪ 247/15‬الهؤرخ فْ ‪ 15‬سبتهبر ‪ 2015‬الهتضهف تىظيـ الصفقات العهوهية و تفويضات الهرفق العاـ‬
‫ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪ ،50‬الصادرة بتاريخ ‪ 20‬سبتهبر ‪.2015‬‬
‫‪ )2‬زواوي عباس‪ ،‬طرؽ و ابراـ الصفقات العهوهية فْ ظل الهرسوـ الرئاسْ ‪ ،247/15‬أعهاؿ الٓوـ الدراسْ لمتىظيـ الجدٓد‬
‫لمصفقات العهوهية و تفويضات الهرفق العاـ‪ ،‬جاهعة دمحم خيضر‪ ،‬بسكرة‪ 17 ،‬ديسهبر ‪ ،2015‬ص ‪.31‬‬
‫‪ )3‬سعٓد بوعمْ‪ -‬ىسريف شريفْ – هريـ عهارة‪ ،‬القاىوف اإلداري (التىظيـ اإلدارية – الىشاط اإلداري)‪ ،‬دار بمقيس لمىشر‪ ،‬د‪.‬ط‬
‫الجزائر‪ ،2011 ،‬ص ‪.126‬‬
‫‪16‬‬
‫التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الصفقة العهوهية يهكف أف تجهع طرفا آخر غٓر الدولة هثل الوالية و البمدية و الهؤسسات‬
‫العهوهية ذات الطابع اإلداري‪ ،‬خاصة و اف القواىٓف الجاري العهل بٍا تعترؼ لٍذي الٍٓئات بحق‬
‫التقاضْ و عمِ رأسٍا القاىوف الهدىْ فْ ىص هوادي ‪ 49‬و ‪ ،50‬و قاىوف البمدية و الوالية و‬
‫‪1‬‬
‫تىظيهات أخرى‪.‬‬
‫‪ )3‬التعريف الفقيي‪:‬‬
‫رغـ الطابع القضائْ لىظرية العقد اإلداري و هحاولة الهشرعٓف فْ غالبية الىظـ تقىٓف‬
‫جواىب فْ الىشاط التعاقدي لإلدارة‪ ،‬إال أف دور الفقً فْ تقىٓف األجزاء الهختمفة لٍذي الىظرية يظل‬
‫بار از فْ كل الدوؿ‪ ،‬و إذا كاف العقد اإلداري ٓمتقْ هع العقد الهدىْ بالىظر أف كل هىٍها يعبر‬
‫عف توافق إرادتٓف بقصد إحداث األثر القاىوىْ الهترتب عمِ العقد‪ ،‬إال أف تهٓٓز العقد اإلداري عف‬
‫العقد الهدىْ يظل واضحا فْ كثٓر هف الجواىب و األجزاء‪ ،‬و ٌو ها تولِ الفقً اإلداري توضيحً‬
‫و تحمٓمً‪ ،2‬فعرؼ العقد اإلداري عمِ أىً «العقد الذي يبرمو شخص من أشخاص القانون العام‬
‫بقصد إدارة مرفق عام أو بمناسبة تسييره‪ ،‬و تظير نيتو في األخذ بأسموب القانون العام و ذلك‬
‫‪3‬‬
‫بتضمين العقد شرطا أو شروطا غير مألوفة في عقود القانون الخاص»‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المعايير التشريعية لتحديد الصفقات العمومية‪:‬‬
‫بالرجوع إلِ الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪ 247/15‬الهتضهف تىظيـ الصفقات العهوهية و‬
‫تفويضات الهرفق العاـ‪ ،‬يهكىىا حصر هعآٓر و شروط ابراـ الصفقات فْ الهعآٓر التالية‪:‬‬
‫‪ )1‬المعيار العضوي‪:‬‬
‫طرفا الصفقة العهوهية ال ٓخرجاف عف واحد هف الوصفٓف التالٓٓف‪:‬‬

‫‪ )1‬بعيط عائشة‪ ،‬ضهاىات هبدأ الهىافسة فْ الصفقات العهوهية‪ ،‬هذكرة لىٓل شٍادة الهاجستٓر‪ ،‬كمية الحقوؽ ببف عكىوف‪ ،‬هدرسة‬
‫الدكتوراي دولة و هؤسسات‪ ،‬فرع الجمفة‪ ،2014 ،‬ص‪.15‬‬
‫‪ )2‬بعيط عائشة‪ ،‬ضهاىات هبدأ الهىافسة فْ الصفقات العهوهية‪( ،‬ىفس الهرجع)‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫‪ )3‬عباسة دمحم‪ ،‬آلية الرقابة عمِ الصفقات العهوهية‪ ،‬هذكرة لىٓل شٍادة هاستر أكاديهْ فْ العموـ التجارية‪ ،‬تخصص هالية و‬
‫تجارة دولية‪ ،‬كمية العموـ االقتصادية و التجارية و عموـ التسٓٓر‪ ،‬جاهعة عبد الحهٓد بف باديس‪ ،‬هستغاىـ‪ ،2018 ،‬ص‪.5‬‬

‫‪17‬‬
‫التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ .1 .1‬المصمحة المتعاقدة‪:‬‬
‫ٓتهثل الشرط أو الهعيار العضوي لصحة الصفقة العهوهية فْ إلزاهية أف تكوف أحدى‬
‫الجٍات التْ حددٌا الهشرع فْ الهادة ‪ 06‬هف الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪ 247/15‬و الهتهثمة فْ‬
‫الدولة أو الجماعات االقميمية أو المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري‪ ،‬أو المؤسسات‬
‫العمومية الخاضعة لمتشريع الذي يحكم النشاط التجاري‪ ،‬عىدها تكمف باىجاز عهمية ههولة كميا‬
‫أو جزئيا بهساٌهة هؤقتة او ىٍائية هف الدولة أو هف الجهاعات االقميهية طرفا فْ العقد‪ ،1‬أو‬
‫بهعىِ آخر وجوب كوف أحد أطراؼ الصفقة العهوهية شخصا هف أشخاص القاىوف العاـ‪ ،‬و ذلؾ‬
‫لكوف العقد الذي ال يكوف أحد أطرافً شخصا هف أشخاص القاىوف العاـ الهحددٓف بهوجب القاىوف‬
‫ال يعد عقدا إداريا‪ 2،‬و قد اصطمح الهشرع عمِ شخص القاىوف العاـ الذي ٓجب أف يكوف طرفا‬
‫فْ العقد حتِ ٓدخل فْ إطار الصفقات العهوهية بهصطمح "المصمحة المتعاقدة"‪.‬‬
‫‪ .2 .1‬المتعامل االقتصادي‪:‬‬
‫يكوف الهتعاهل االقتصادي غالبا شخص هف أشخاص القاىوف الخاص‪ ،‬و الظاٌر اف‬
‫الهشرع الجزائري عهد إلِ تغٓٓر الهسهِ هف الهتعاهل الهتعاقد إلِ الهتعاهل االقتصادي‪ ،‬و فْ‬
‫ذلؾ توحٓد لمهصطمح هع قاىوف الهىافسة‪ ،‬و لمتوضيح أكثر فإف الهشرع الجزائري عهد إلِ تحدٓد‬
‫الهعيار العضوي بشكل أدؽ باالعتهاد عمِ العضو فاستثىِ العقود التالية‪:‬‬
‫‪ -‬العقود الهبرهة هف طرؼ الٍٓئات و اإلدارات العهوهية و الهؤسسات العهوهية ذات الطابع‬
‫اإلداري فيها بٓىٍا‪.‬‬
‫‪ -‬العقود الهبرهة هع الهؤسسات العهوهية الخاضعة لمتشريع الذي يحكـ الىشاط التجاري عىدها‬
‫تزاوؿ ىشاطا ال يكوف خاضعا لمهىافسة‪.‬‬
‫‪ -‬العقود الهتعمقة باالشراؼ الهىتدب عمِ الهشاريع‪.‬‬

‫‪ )1‬الهادة ‪ 06‬هف الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪( 247/15‬هرجع سابق)‪.‬‬


‫‪ )2‬لعور بدرة‪ ،‬اإلطار الهفاٌيهْ لمصفقات العهوهية حسب التشريع الجزائري‪ ،‬الٓوـ الدراسْ لمتىظيـ الجدٓد لمصفقات العهوهية و‬
‫تفويضات الهرفق العاـ‪ ،‬كمية الحقوؽ و العموـ السياسية‪ ،‬جاهعة دمحم خيضر‪ ،‬بسكرة‪ 17 ،‬ديسهبر ‪ ،2015‬ص‪.5‬‬
‫‪18‬‬
‫التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬العقود الهتعمقة باقتىاء أو تأجٓر أراض أو عقارات‪.‬‬


‫‪ -‬العقود الهبرهة هع بىؾ الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬العقود الهبرهة بهوجب إجراءات الهىظهات و الٍٓئات الدولية أو بهوجب االتفاقات الدولية‬
‫عىدها يكوف ذلؾ هطموبا‪.‬‬
‫‪ -‬الهتعمقة بخدهات الصمح و التحكيـ‪.‬‬
‫‪ -‬الهبرهة هع هحاهٓف بالىسبة لخدهات الهساعدة و التهثٓل‪.‬‬
‫‪ -‬الهبرهة هع ٌٓئة هركزية لمشراء خاضعة ألحكاـ ٌذا الباب‪ ،‬و تتصرؼ لحساب الهصالح‬
‫‪1‬‬
‫الهتعاقدة‪.‬‬
‫‪ )2‬المعيار الشكمي‪:‬‬
‫ٓتهثل فْ هعيار الكتابة و هف خالؿ كل التشريعات الهتعمقة بالصفقات العهوهية ىجد‬
‫عمِ أف الهشرع الجزائري ثبت عمِ هبدأ واحد و ٌو أف الصفقات العهوهية عبارة عف عقود‬
‫هكتوبة‪ ،2‬و جاء الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪ 247/15‬فْ ىص الهادة ‪ 02‬هىً هثبتا القاعدة هرة أخرى‬
‫حٓث ىصت أف الصفقات العهوهية عقود هكتوبة‪ ،3‬و اشتراط الكتابة فْ ابراـ الصفقة العهوهية ٌو‬
‫شرط هىطقْ بالىظر لكوف الصفقة العهوهية تحهل حقوقا و التزاهات ال هثٓل لٍا فْ االحكاـ‬
‫العاهة لمعقود ككل‪ ،‬فوجب أف تكوف هكتوبة لتحدٓد الهركز القاىوىْ لكل هتعاقد‪ ،‬كها أف هبالغٍا‬
‫الضخهة تستوجب اف تكوف هكتوبة فال يعقل أف تتحهل الخزيىة العهوهية أعباء هالية ىاتجة عف‬
‫عقد شفٍْ‪ ،‬و أكد ذلؾ ضهف الهادة ‪ 03‬التْ ىصت عمِ‪«:‬تبرم الصفقات العمومية قبل أي‬
‫شروع في تنفيذ الخدمات»‪ ،4‬أف التىفٓذ عهمية الحقة عمِ االبراـ و ٌذا األخٓر هرٌوف بالكتابة‪،‬‬
‫فال تىفٓذ إال بعد توقيع الصفقة هف الجٍة الهخولة قاىوىا بذلؾ‪ ،‬و ٌذا ٓتهاشِ و الهىطق القاىوىْ‪.‬‬

‫‪ )1‬الهادة ‪ 07‬هف الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪( 247/15‬هرجع سابق)‪.‬‬


‫‪ )2‬عمار بوضياؼ‪ ،‬شرح تىظيـ الصفقات العهوهية طبقا لمهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪ ،247/15‬القسـ األوؿ‪ ،‬جسور لمىشر و التوزيع‬
‫الطبعة الخاهسة‪ ،‬الجﺰائر‪ ،2952 ،‬ص‪.595‬‬
‫‪ )3‬الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪( 247/15‬هرجع سابق)‪.‬‬
‫‪ )4‬الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪( 247/15‬هرجع سابق)‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ )3‬المعيار الموضوعي‪:‬‬
‫يقصد بالهعيار الهوضوعْ او الهادي الرجوع إلِ هحل أو هوضوع الصفقة‪ ،‬و يقصد‬
‫بهحل الصفقة العهوهية هوضوع الخدهة التْ يقدهٍا الهتعاقد هع اإلدارة لٍاتً االخٓرة الهتعاقدة‬
‫هعً‪ ،‬و بحكـ أف اإلدارة تبرـ عقود كثٓرة فإىً ال يهكف بأي حاؿ هف األحواؿ اعتبار جهيع ها‬
‫تبرهً هف عقود هختمفة بهثابة عقود إدارية‪ ،‬بحٓث أف الشرط األساسْ العتبار العقد إداريا ٌو أف‬
‫تسمؾ اإلدارة فيً طريق القاىوف العاـ‪ ،‬لذلؾ كاف لزاها عمٓىا ابعاد جهمة هف العقود التْ تبرهٍا‬
‫اإلدارات العهوهية و عدـ اطالؽ وصف الصفقة العهوهية عمٍٓا و هف أهثمتٍا‪ :‬عقود التأهٓف‬
‫‪1‬‬
‫عقود الىقل و غٓرٌا هف العقود الخاصة‪.‬‬
‫و لقد اختمفت هواضيع الصفقات العهوهية هف خالؿ التعديالت التْ عرفٍا قاىوف‬
‫الصفقات العهوهية ابتداء هف األهر رقـ ‪ 90/67‬كاف هوضوع الصفقات العهوهية فْ شكل‬
‫أشغاؿ‪ ،‬خدهات و توريدات ثـ الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪ 145/82‬حٓث كاف هوضوع الصفقات ٌو‬
‫اىجاز األشغاؿ اقتىاء الهواد و الخدهات‪ ،‬و ٌْ ىفس الصفقات الهشار إلٍٓا فْ الهرسوـ التىفٓذي‬
‫رقـ ‪ 434/91‬فْ حٓف ىجد الهرسوـ الرئاسْ ‪ 247/15‬إضافة إلِ ذكري لعقود األشغاؿ‪ ،‬الموازـ و‬
‫الخدهات فإىً أضاؼ عقود الدراسات كىوع هف أىواع الصفقات العهوهية‪ ،‬و ٌو ىفس الهىٍ الذي‬
‫اىتٍجً فْ الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪ 36/10‬الهمغِ‪ ،‬حٓث ىصت الهادة ‪ 29‬هف الهرسوـ الرئاسْ‬
‫رقـ ‪ 247/15‬عمِ‪ «: :‬تشمل الصفقات العمومية إحدى العمميات اآلتية أو أكثر‪ :‬انجاز‬
‫‪2‬‬
‫األشغال‪ ،‬اقتناء الموازم إنجاز الدراسات‪ ،‬تقديم الخدمات»‪.‬‬
‫‪ )4‬المعيار المالي‪:‬‬
‫ٓتهثل فْ قيهة أو هبمغ الصفقة و ٌو شرط هحدد قاىوىا بحٓث إذا كاىت الصفقة دوف ذلؾ‬
‫الهبمغ ال تسهِ صفقة‪ ،‬فارتباط الصفقات العهوهية بالخزيىة العاهة يستمزـ ضبط حد هالْ أدىِ‬

‫‪ )1‬عبود هٓمود و تيقاىْ العربْ‪ ،‬الصفقات العهوهية فْ ظل الهرسوـ ‪ ،247/15‬الهفٍوـ‪ ،‬الهبادئ و األحكاـ التشريعية الخاصة‬
‫‪.228‬‬ ‫بٍا‪ ،‬هجمة اقتصاديات الهاؿ و األعهاؿ‪ ،‬العدد ‪ ،06‬جاهعة أحهد د اررية‪ ،‬أدرار‪ ،2018 ،‬ص‬
‫‪ )2‬الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪( 247/15‬هرجع سابق)‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫العتبار العقد صفقة عهوهية‪ ،‬ذلؾ ألىً هف غٓر الهعقوؿ الزاـ جٍة اإلدارة عمِ الهتعاقد بهوجب‬
‫أحكاـ الصفقات العهوهية فْ كل الحاالت و أيا كاىت قيهة هبمغ الصفقة‪ ،‬لها ٓىطوي عمِ ابراـ‬
‫الصفقة هف هراحل واجراءات طويمة‪ ،‬و كوف الهشرع قد وضع لتعاقد الهصمحة الهتعاقدة جهمة هف‬
‫اإلجراءات الهعقدة فإىً هف غٓر الهىطقْ أف تخضع الهصمحة الهتعاقدة فْ كل عقودٌا لٍذا‬
‫‪1‬‬
‫الىظاـ‪.‬‬
‫و بالتالْ لف تخضع اإلدارة ألحكاـ تىظيـ الصفقات العهوهية إذا كاف هوضوع التعاقد يساوي‬
‫أو يقل عف الهبالغ الهالية الهحددة فْ الهادة ‪ 13‬هف الهرسوـ رقـ ‪ ،247/15‬و ٌْ كالتالْ‪:‬‬
‫‪ .1.4‬بالنسبة لصفقة األشغال و الموازم‪:‬‬
‫حدد هبمغ صفقة األشغاؿ و الموازـ بػ‪ :‬إثني عشر مميون دينار (‪ 12.000.000‬دج)‪.‬‬

‫‪ .2.4‬بالنسبة لصفقة الدراسات و الخدمات‪:‬‬


‫‪2‬‬
‫حدد هبمغ صفقة الدراسات و الخدهات بػ‪ :‬ستة ماليين دينار (‪ 6.000.000‬دج)‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أسباب األخذ بمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‪:‬‬


‫يقصد باألخذ بهبدأ الهىافسة فْ الصفقات العهوهية فتح الهجاؿ لألشخاص الطبيعية‬
‫والهعىوية الذٓف تتحقق فٍٓـ الشروط الهطموبة التقدـ بعروضٍـ أهاـ إحدى الٍٓئات اإلدارية الهؤٌمة‬
‫قاىوىا إلبراـ الصفقات العهوهية وفق الشروط التْ تضعٍا وتحددٌا هسبقا‪ ،‬بهعىِ أف تقف‬
‫الهصمحة الهتعاقدة هوقفا حياديا إزاء الهتىافسٓف دوف أي تحٓز أو تهٓٓ ز‪ ، 3‬وليست حرة فْ‬
‫استخداـ سمطتٍا التقدٓرية بتقرير الفئات التْ تدعوٌا وتمؾ التْ تستبعدٌا‪.‬‬

‫و ٌىاؾ عدة أسباب العتهاد و األخذ بهبدأ الهىافسة فْ الصفقات العهوهية ىذكر هىٍا‪:‬‬

‫‪ )1‬آهىة ٌىاد و بشرى شعباف‪ ،‬خضوع الصفقات العهوهية لقاىوف الهىافسة فْ الجزائر‪ ،‬هذكرة لىٓل شٍادة الهاستر فْ القاىوف‬
‫تخصص قاىوف أعهاؿ‪ ،‬كمية الحقوؽ و العموـ القاىوىية‪ ،‬جاهعة ‪ 8‬هاي ‪ ،1945‬قالهة‪ ،2019 ،‬ص‪.15‬‬
‫‪ )2‬الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪( ،247/15‬هرجع سابق)‪.‬‬
‫‪ )3‬تياب ىادية‪ ،‬آليات هواجٍة الفساد فْ هجاؿ الصفقات العهوهية‪ ،‬رسالة لىٓل شٍادة الدكتوراي فْ العموـ‪ ،‬تخصص قاىوف‪ ،‬كمية‬
‫الحقوؽ و العموـ السياسية‪ ،‬جاهعة هولود هعهري‪ ،‬تٓزي وزو‪ ،2013 ،‬ص‪.62‬‬
‫‪21‬‬
‫التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬ابراـ الصفقة ٓجب أف يكوف قائها عمِ احتراـ هبادئ التعاقد فْ هجاؿ الخدهات العاهة و‬
‫الهساواة فْ هعاهمة الهترشحٓف و الشفافية فْ اإلجراءات‪ ،‬فحرية الهىافسة ٓجب أف تراعْ هبدأ‬
‫‪1‬‬
‫الهساواة أهاـ الخدهات العاهة لمهرفق‪.‬‬
‫‪ -‬ضهاف تىوع االقتراحات و العطاءات و ضرورة اختيار االفضل‪ ،‬فالهىافسة تجعل اإلدارة همهة‬
‫‪2‬‬
‫بهعطيات السوؽ بشكل يسهح لٍا باالختيار الدقٓق و األفضل‪.‬‬
‫‪ -‬تضهف الهىافسة حياد اإلدارة و ىزاٌة اإلجراءات‪ ،‬وتبعد شبٍة الهحاباة عف اإلدارة وهوظفٍٓا‬
‫‪3‬‬
‫الذٓف توكل لٍـ هٍهة القياـ بإجراءات هىح الصفقات‪.‬‬
‫‪ -‬توفٓر حهاية فعالة لمهاؿ العاـ‪ ،‬حٓث سيسهح بإإلستعهاؿ العقالىْ لمهوارد العهوهية ويساٌـ فْ‬
‫‪4‬‬
‫القضاء عمِ هظاٌر الفساد و الهحسوبية فْ اإلدارة العاهة‪.‬‬
‫‪ -‬اعتهاد هبدأ الهىافسة فيً حهاية لمهىافسة ذاتٍا و الهتىافسٓف و الهستٍمكٓف و السوؽ باعتباري‬
‫عف‬ ‫هجاؿ لمتىافس‪ ،‬هف خالؿ حضر الههارسات الهقٓدة لمهىافسة كحضر التعسف الىات‬
‫وضعية الٍيهىة االقتصادية و حضر عهميات االحتكار بٍدؼ رفع األسعار و البيع بالخسارة‬
‫األهر الذي قد يعرقل لعبة الهىافسة و قد ٓؤدي إلِ اىسحاب األعواف االقتصادٓٓف األقل قدرة‬
‫اقتصاديا‪ ،‬و بالتالْ ٌيهىة األعواف االقتصادٓٓف األكثر قدرة عمِ السوؽ‪ ،‬و ها ٓتبعً هف‬
‫ارتفاع األسعار بشكل غٓر هبرر فْ السوؽ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺍإلصالحاﺕ ﺍالقتصاﺩٓة ﺍلتْ عﺭفتٍا ﺍلجﺯﺍئﺭ خاصة بعﺩ ﺍألﺯهة ﺍالقتصاﺩٓة ﺍلتْ هستٍا خالؿ‬
‫ﺍلثهاىٓاﺕ‪ ،‬ىتٓجة ﺍىخفاﺽ عائﺩﺍﺕ ﺍلبتﺭَؿ َﺍىخفاﺽ ﺍلهستَُ ﺍلهعٓشْ و سوء ﺍألَضاﻉ‬
‫‪5‬‬
‫ﺍالجتهاعٓة‪ ،‬ها ﺃﺩُ ﺇلِ تبىْ تحَالﺕ جﺫﺭٓة هسﺕ ﺍلىشاﻁ ﺍالقتصاﺩّ‪.‬‬

‫‪ )1‬الهادة ‪ 05‬هف الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪( ،247/15‬هرجع سابق)‪.‬‬


‫‪ )2‬بوكحٓل لٓمِ‪ ،‬الهرجع السابق‪ ،‬ص‪.5‬‬
‫‪ )3‬هٍىد هختار ىوح‪ ،‬اإلٓجاب و القبوؿ فْ العقد اإلداري‪ ،‬الطبعة االولِ‪ ،‬هىشو ارت الحمبْ الحقوقية‪ ،‬لبىاف‪ ،2005 ،‬ص ‪.501‬‬
‫‪ )4‬كتو دمحم الشريف‪ ،‬حهاية الهىافسة فْ الصفقات العهوهية‪ ،‬الهجمة الجزائرية لمعموـ القاىوىية و االقتصادية‪ ،‬جاهعة الجزائر‬
‫العدد‪ ،02‬سىة ‪ ،2010‬ص‪.75‬‬

‫‪ )5‬بعيط عائشة‪ ،‬ضهاىات هبدأ الهىافسة فْ الصفقات العهوهية‪( ،‬هرجع سابق)‪ ،‬ص‪.8‬‬
‫‪22‬‬
‫التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬الﺩخَؿ فْ هفاَضاﺕ هع صىﺩَﻕ ﺍلىقﺩ ﺍلﺩَلْ ﺍلﺫّ فﺭﺽ عمِ ﺍلجﺯﺍئﺭ تحﺭٓﺭ ﺍلىشاﻁ‬
‫ﺍالقتصاﺩّ‪ َ ،‬فتح ﺍلهجاؿ ﺃهان ﺍلهباﺩﺭﺓ ﺍلخاصة َﺍعتهاﺩ هبﺩﺃ حﺭٓة ﺍلهىافسة لمتىﻅٓن‬
‫‪1‬‬
‫ﺍالقتصاﺩّ‪.‬‬
‫و خالصة القوؿ فإف تبىْ هبدأ حرية الهىافسة وتجسٓدي فْ هجاؿ الصفقات العهوهية‬
‫إٓجابية‬ ‫يضهف فعالية أكبر لمىشاط اإلقتصادي‪ ،‬وٌذا هف شأىً أف ٓؤدي إلِ تحقٓق ىتائ‬
‫لصالح اإلقتصاد الوطىْ هف خالؿ إىعاش الحياة اإلقتصادية‪ ،‬زيادة الٓد العاهمة‪ ،‬وكذا حهاية‬
‫‪2‬‬
‫هصالح الدولة وترشٓد إستٍالؾ الهاؿ العاـ‪.‬‬

‫المطمـب الثاني‪ :‬مدى خضوع الصفقات العمومية لمبدأ المنافسة‪.‬‬


‫يعد الخضوع لهبدأ الهىافسة أه ار ضروريا فْ هجاؿ الصفقات العهوهية‪ ،‬بٍدؼ الوصوؿ‬
‫إلِ عدة عروض هف عدة هتىافسٓف هها يسهح بالحصوؿ عمِ أفضل عرض و يضهف حسف‬
‫استعهاؿ الهاؿ العاـ‪ ،‬و قد حرص الهشرع الجزائري عمِ تجسٓد قواعد الهىافسة فْ جهيع هراحل‬
‫ابراـ الصفقة‪ ،‬إال أف ٌذي القواعد ال يهكف تطبيقٍا بصفقة هطمقة هها استدعِ تقٓٓدٌا ببعض‬
‫الضوابط و االستثىاءات فرضتٍا الهصمحة العاهة هف جٍة‪ ،‬و هصمحة اإلدارة الهتعاقدة هف جٍة‬
‫أخرى‪.‬‬

‫و سىحاوؿ هف خالؿ ٌذا الهبحث التطرؽ لٍذي العىاصر هف خالؿ تحدٓد شروط خضوع‬
‫الصفقات العهوهية لهبدا الهىافسة (الفرع األوؿ)‪ ،‬و صور تطبٓق هبدأ الهىافسة فْ الصفقات‬
‫العهوهية (الفرع الثاىْ)‪ ،‬كها سٓتـ التطرؽ إلِ هختمف القٓود التْ أوردٌا الهشرع عمِ ٌذا الهبدأ‬
‫(الفرع الثالث)‪.‬‬

‫‪ )1‬طارؽ بجادي‪ ،‬ضهاىات تحقٓق هبدأ حرية الهىافسة فْ الصفقات العهوهية‪ ،‬هذكرة لىٓل شٍادة الهاستر فْ الحقوؽ‪ ،‬تخصص‬
‫قاىوف إداري‪ ،‬كمية الحقوؽ و العموـ القاىوىية‪ ،‬جاهعة دمحم خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،2014 ،‬ص‪.16‬‬
‫‪ )2‬عارؼ صالح هخمف و عمْ هخمف حهاد‪ ،‬هبدأ حرية الهىافسة بالتعاقد بالهىاقصة‪ ،‬هجمة جاهعة اإلٓثار لمعموـ القاىوىية و‬
‫‪.2005‬‬ ‫السياسية‪ ،‬بغداد‪ ،‬العدد ‪ ،05‬سىة‬

‫‪23‬‬
‫التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬شروط خضوع الصفقات العمومية لمبدأ المنافسة‬


‫هف خالؿ القاىوف رقـ ‪ 12/08‬الهتعمق بالهىافسة ىالح إضافة الهشرع لفقرة جدٓدة إلِ‬
‫الهادة ‪ ،02‬أٓف يفٍـ هىٍا أف قواعد قاىوف الهىافسة الهوضوعية و اإلجرائية تطبق عمِ اجراءات‬
‫تىظيـ الصفقات العهوهية هف اإلعالف عف الهىاقصة إلِ غاية الهىح الىٍائْ لمصفقة‪ ،1‬غٓر أف‬
‫الهشرع استدرؾ األهر و ذلؾ بىصً عمِ أىً ال ٓجب أال يعٓق تطبٓق األحكاـ آداء هٍاـ الهرفق‬
‫العاـ أو ههارسة صالحيات السمطة العهوهية‪ ،‬هها يعىْ استبعاد تطبٓق االهر الهتعمق بالهىافسة‬
‫هف هراقبة الصفقات العهوهية لكوىٍا ىشاطا إداريا لمشخص العاـ ٓدخل فْ إطار أداء هٍاـ الهرفق‬
‫‪2‬‬
‫العاـ و ههارسة السمطة العهوهية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬عدم المساس بميام المرفق العام‪:‬‬
‫يعرؼ هصطمح الهرفق العاـ صعوبة فْ تحدٓد تعريف واضح لً‪ ،‬إال أىً يهكف تعريفً‬
‫بربطً بفكرة أخرى ٌْ فكرة الهصمحة العاهة التْ ٓجب اشباعٍا لدى كل األشخاص‪ ،‬و بالتالْ‬
‫يهكف تعريف الهرفق العاـ بأىً كل ىشاط ٓباشري شخص عاـ بقصد إشباع هصمحة عاهة هع‬
‫اإلشارة إلِ أىً حتِ األشخاص الخاصة يهكىٍا تسٓٓر الهارفق العاهة فْ إطار ها يسهِ بتفويض‬
‫تسٓٓر الهارفق العاه ة‪ ، 3‬و يهكف تعريفً أيضا بأىً‪" :‬ىشاط تقوـ بً السمطة العهوهية اتجاي‬
‫الهواطىٓف بصفة هباشرة أو غٓر هباشرة أي تحت رقابتٍا بٍدؼ تحقٓق الهصمحة العاهة‪ ،‬خاضعة‬
‫فْ ذلؾ و لو جزئيا إلِ قواعد القاىوف العهوهْ‪.4‬‬

‫و بالتالْ فإف اصطالح الهرفق العاـ يستعهل بهعىٓٓف أولٍها عضوي (شكمْ) و أخر‬
‫هادي (هوضوعْ)‪ ،‬فالعضوي يقصد بً الهىظهة التْ تهارس بعهالٍا و أهوالٍا الىشاطات ذات‬

‫‪ )1‬القاىوف رقـ ‪( 12/08‬هرجع سابق)‪.‬‬


‫‪ )2‬كتو دمحم الشريف‪ ،‬حهاية الهىافسة فْ الصفقات العهوهية‪( ،‬هرجع سابق)‪ ،‬ص ‪.101-73‬‬
‫‪ )3‬قٓراطْ ىصٓرة‪ ،‬تطبٓق قاىوف الهىافسة عمِ األشخاص الهعىوية العاهة‪ ،‬هذكرة لىٓل شٍادة الهاجستٓر‪ ،‬تخصص قاىوف أعهاؿ‬
‫كمية الحقوؽ و العموـ السياسية‪ ،‬قسـ العموـ القاىوىية و اإلدارية‪ ،‬جاهعة ‪ 8‬هاي ‪ ،1945‬قالهة‪ ،2016 ،‬ص‪.61‬‬
‫‪ )4‬لباد ىاصر‪ ،‬الوجٓز فْ القاىوف اإلداري‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬لباد لمىشر‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص ‪.193‬‬
‫‪24‬‬
‫التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الىفع العاـ هثل‪ :‬الجاهعات و الهستشفيات و الىقابات‪ ،‬أها الهادي فيقصد بً الىشاط الذي يهارسً‬
‫‪1‬‬
‫الهرفق تحقيقا لمىفع العاـ كالتعميـ و الىقل و صياىة االهف‪.‬‬

‫فالهرفق العاـ ٌو وسٓمة السمطة اإلدارية العاهة فْ تقديـ السمع و الخدهات الالزهة‬
‫الشباع الحاجات العاهة عمِ أفضل وجً‪ ،‬و بالتالْ فإف ٌدؼ تحقٓق الهصمحة العاهة ٌو عىصر‬
‫و ركف أساسْ هف أركاف و عىاصر الهرفق العاـ ‪ ،2‬إال اىً ٓجب اف يكوف ٌىاؾ توفٓق بٓف‬
‫هتطمبات الهصمحة العاهة و قواعد الهىافسة هف جٍة و ذلؾ حسب الفقرة االخٓرة هف الهادة ‪02‬‬
‫هف القاىوف رقـ ‪ 03/03‬الهتعمق بالهىافسة الهعدؿ و الهتهـ و التْ يفٍـ هىٍا أف تطبٓق ٌذي‬
‫االحكاـ هرٌوف بشرط عدـ هساسٍا بهٍاـ الهرفق العاـ و السٓر العادي لً‪ ،‬و هف جٍة أخرى‬
‫تكوف الهصمحة العاهة أولِ هف قواعد الهىافسة‪ ،‬و ذلؾ حسب الهادة ‪/01‬ؼ‪ 01‬هف القاىوف رقـ‬
‫‪ 04/18‬الهؤرخ فْ ‪ 10‬هاي ‪ 2018‬الذي يحدد القواعد العاهة الهتعمقة بالبريد و االتصاالت‬
‫اإللكتروىية حٓث ىصت عمِ‪ ....« :‬في مناخ تنافسي مع ضمان المصمحة العامة»‪ ،3‬ففكرة‬
‫الهىفعة العاهة هرتبطة بالتحوالت اإلقتصادية و بالتالْ فالجٍة التْ تقرر الصالح العاـ ٌْ‬
‫السمطات العهوهية و هف الىصوص القاىوىية التْ اشترطت ضرورة تحقٓق الهصمحة العاهة ىجد‬
‫هثال القاىوف رقـ ‪ 10/11‬الهتعمق بالبمدية و ذلؾ هف خالؿ الهٍاـ التْ يهارسٍا رئيس الهجمس‬
‫الشعبْ البمدي و التْ تىصب فْ إطار الهىفعة العاهة‪.4‬‬

‫لكف قد ىكوف هثال أهاـ تىازع فْ قواعد قاىوف الهىافسة و أداء الهرفق العاـ هها يستوجب‬
‫تقديـ الهصمحة العاهة عمِ قواعد الهىافسة‪ ،‬فهثال هرفق الصحة (هستشفِ عهوهْ) يحتاج إلِ‬

‫‪ )1‬أعهٓروش سهٓرة و عكوش لٓىدة‪ ،‬هبدأ الهىافسة الحرة و األشخاص الهعىوية العاهة‪ ،‬هذكرة لىٓل شٍادة الهاستر فْ الحقوؽ‪،‬‬
‫تخصص القاىوف العاـ لألعهاؿ‪ ،‬كمية الحقوؽ‪ ،‬قسـ قاىوف األعهاؿ‪ ،‬جاهعة عبد الرحهاف هٓرة‪ ،‬بجاية‪ ،2015 ،‬ص‪.18‬‬
‫‪ )2‬عوابدي عهار‪ ،‬القاىوف اإلداري (الىشاط اإلداري)‪ ،‬الجزء الثاىْ‪ ،‬دٓواف الهطبوعات الجاهعية‪ ،2007 ،‬ص‪.60‬‬
‫‪ )3‬القاىوف رقـ ‪ 04/18‬هؤرخ فْ ‪ 10‬هاي ‪ ،2018‬يحدد القواعد العاهة الهتعمقة بالبريد و اإلتصاالت اإللكتروىية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‬
‫العدد ‪ ،27‬الصادر بتاريخ ‪ 13‬هاي ‪ ،2018‬يحدد القواعد العاهة الهتعمقة بالبريد و االتصاالت اإللكتروىية‪.‬‬
‫‪ )4‬أىظر هواد الباب الثاىْ هف القاىوف رقـ ‪ 10/11‬هؤرخ فْ ‪ 22‬جواف ‪ٓ 2001‬تعمق بقاىوف البمدية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪37‬‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 03‬جويمية ‪.2011‬‬
‫‪25‬‬
‫التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أدوية هٍهة ٓرتبط توفٓرٌا بالصحة العهوهية‪ ،‬و هف جٍة اخرى الحصوؿ عمِ ٌذي االدوية ٓتطمب‬
‫اجراء صفقة عهوهية أٓف يستوجب احتراـ اإلشٍار و الهىافسة‪ ،‬فٍىا ٌل ىتبع اإلجراءات الطويمة‬
‫البراـ صفقة لشراء االدوية هع العمـ اف الهستشفِ بأهس الحاجة إلٍٓا إذ أف عدـ توفرٌا فْ أقرب‬
‫أجاؿ ٓؤدي إلِ ٌدر الصحة العهوهية‪ ،‬أـ ٓتـ شراؤٌا هباشرة دوف المجوء إلِ طريقة ابراـ صفقة‬
‫عهوهية أي استبعاد قواعد الهىافسة ؟‪ ،‬ففْ ٌذي الحالة ىرى أىً البد هف تقديـ الهصمحة العاهة‬
‫عمِ قواعد الهىافسة‪ ،‬لكف يشترط أف يحقق ٌذا االستبعاد الٍدؼ الهرغوب و ٌو تحقٓق األرباح‬
‫‪1‬‬
‫و إال فإىً ٓخضع لقواعد الهىافسة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬عدم اعاقة ممارسة امتيازات السمطة العامة‪:‬‬


‫تىص الفقرة األخٓرة هف الهادة ‪ 02‬هف القاىوف رقـ ‪ 05/10‬الهتعمق بالهىافسة عمِ‪:‬‬
‫«‪...‬غٓر أىً يجب أن ال يعيق تطبٓق ٌذي االحكاـ آداء هٍاـ الهرفق العاـ أو صالحيات السمطة‬
‫العامة»‬
‫هف خالؿ ٌذي الهادة يظٍر جميا بأف أشخاص القاىوف العاـ حٓىها تستعهل اهتيازات السمطة‬
‫العاهة تخضع لقاىوف الهىافسة إذا كاف ال يشكل عائقا أهاهٍا‪ ،‬بهفٍوـ الهخافة إذا كاىت أحكاـ‬
‫قاىوف الهىافسة تقف عائقا و حاج از أهاـ ٌذي األشخاص لههارسة صالحيات السمطة العاهة فالبد‬
‫‪2‬‬
‫هف استبعاد قاىوف الهىافسة و ذلؾ هف اجل تحقٓق الهصمحة العاهة‪.‬‬
‫فعىدها تتصرؼ الدولة بصفتٍا سمطة عاهة و ليس كعوف اقتصادي فإف صفة الهؤسسة‬
‫عمِ الىظاـ العاـ و تضهف االهف و العدالة‬ ‫تختفْ تهاها عىٍا‪ ،‬و الدولة فْ ٌذي الحالة تحاف‬
‫فٍْ إذف ىشاطات ترتبط ارتباطا وثيقا بالصالح العاـ هثل عهل الدولة عمِ حهاية البٓئة و الهواىئ‬

‫‪ )1‬قٓراطْ ىصٓرة‪ ،‬تطبٓق قاىوف الهىافسة عمِ األشخاص الهعىوية العاهة‪( ،‬هرجع سابق)‪ ،‬ص‪.110‬‬
‫‪ )2‬صويمح كريهة‪ ،‬تطبٓق قاىوف الهىافسة عمِ أشخاص القاىوف العاـ فْ القاىوف الجزائري‪ ،‬هذكرة لىٓل شٍادة الهاجستٓر فْ‬
‫القاىوف‪ ،‬فرع القاىوف العاـ‪ ،‬تخصص القاىوف العاـ لألعهاؿ‪ ،‬كمية الحقوؽ و العموـ السياسية ‪ ،‬جاهعة عبد الرحهاف هٓرة‬
‫بجاية‪ ،2012 ،‬ص ‪.39‬‬
‫‪26‬‬
‫التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫و الهطارات‪ ،1‬و أيضا فْ ههارسة الدولة لألىشطة التقمٓدية أو التىظيهية كالعدالة و الدفاع و صؾ‬
‫الىقود‪ ،‬فٍذي األىشطة تختص بٍا الدولة فقط باعتبارٌا تىدرج ضهف صالحيات السمطة العاهة‬
‫حٓث اف ٌذي األىشطة ال تىدرج ضهف طائفة األىشطة االقتصادية التْ ذكرٌا الهشرع فْ قاىوف‬
‫‪2‬‬
‫الهىافسة و الهتهثمة فْ االىتاج‪.‬‬
‫و كهثاؿ عف االىشطة التْ تىدرج ضهف صالحيات السمطة كسمطة ىجد سمطة وضع‬
‫القواىٓف والتىظيهات حتِ و لو كاىت ذات صبغة اقتصادية‪ ،‬أي تتعمق بتىظيـ هجاؿ اقتصادي‬
‫كأف تضع تىظيها يحدد أسعار بعض الخدهات‪ ،‬فٍذا التىظيـ يعد بهثابة عهل إداري صادر عف‬
‫‪3‬‬
‫سمطة إدارية ضهف صالحٓتٍا كسمطة عاهة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬صور تطبيق مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬


‫يعود أساس تطبٓق قاىوف الهىافسة عمِ عهمية ابراـ الصفقات العهوهية فْ الجزائر إلِ‬
‫األهر رقـ ‪ 06/65‬الهتعمق بالهىافسة هف خالؿ الهادة ‪ 02‬هىً و التْ حددت ىطاؽ تطبٓق قاىوف‬
‫الهىافسة‪ ،‬إذ تىص الفقرة الثاىية هىٍا عمِ ها ٓمْ‪ ...«:‬و يطبق أيضا عمى كل العقود و‬
‫االتفاقيات و التسويات أو االتفاقات التي يقصد بيا انجاز نشاطات انتاج و‪ /‬أو توزيع أو سمع‬
‫‪4‬‬
‫و خدمات»‪.‬‬
‫هف خالؿ الهادة ‪ 02‬يفٍـ عدـ استثىاء أي عقد هف تطبٓق أحكاـ األهر رقـ ‪06/95‬‬
‫الهتعمق بالهىافسة ها داـ هحمً ٓتعمق بإىجاز ىشاطات اىتاج و‪/‬أو توزيع و خدهات الهىافسة‪ ،‬لكف‬
‫لـ يكف بصيغة صريحة إلِ غاية صدور القاىوف رقـ ‪ 12/08‬الذي أخضع الصفقات العهوهية‬
‫صراحة لقاىوف الهىافسة بدءا هف اإلعالف إلِ غاية الهىح الهؤقت لمصفقة‪ ،‬حٓث هىع االتفاقات‬

‫‪ )1‬جالؿ هسعد‪ ،‬هدى تأثر الهىافسة الحرة بالههارسات التجارية‪ ،‬رسالة لىٓل درجة دكتوراي فْ القاىوف‪ ،‬فرع قاىوف األعهاؿ‪ ،‬كمية‬
‫الحقوؽ‪ ،‬جاهعة هولود هعهري‪ ،‬تٓزي وزو‪ ،2012 ،‬ص‪.20‬‬
‫‪ )2‬آهىة ٌىاد و بشرى شعباف‪ ،‬خضوع الصفقات العهوهية لقاىوف الهىافسة فْ الجزائر‪( ،‬هرجع سابق)‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫‪ )3‬قٓراطْ ىصٓرة‪ ،‬تطبٓق قاىوف الهىافسة عمِ األشخاص الهعىوية العاهة‪( ،‬هرجع سابق)‪ ،‬ص‪.64‬‬
‫‪ )4‬قاىوف رقـ ‪ٓ 06/95‬تعمق بالهىافسة‪( ،‬هرجع سابق)‪ ،‬همغِ‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الهىافية لمهىافسة التْ قد تقع بٓف الهترشحٓف لمصفقة (أوال)‪ ،‬أو بٓف اإلدارة و أحد الهترشحٓف هف‬
‫جٍة أخرى (ثاىيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تطبيق مبدأ المنافسة عمى المترشحين لمصفقة‪:‬‬


‫تتعدد أشكاؿ تقٓٓد الهىافسة بواسطة االتفاقات هف بٓىٍا التْ تحصل عىد ابراـ الصفقات‬
‫العهوهية‪ ،‬فيفتح الهجاؿ لمهىافسة بٓف الهؤسسات و ذلؾ بتقديـ العروض السرية فْ أظرفة هختوهة‬
‫ال تفتح إال هف قبل المجىة الهختصة بفتح األظرفة و تقٓيـ العروض‪ ،‬و تهىح الصفقة لمهؤسسة‬
‫التْ قدهت أحسف عرض بعد عهمية التقٓيـ التقىْ و الهالْ لمعروض‪ ،‬و ىظ ار لمهصالح الكبٓرة‬
‫التْ تحوـ حوؿ الصفقات العهوهية هف هزايا و أهواؿ عهوهية ضخهة فالكل سيعهل عمِ‬
‫الحصوؿ عمٍٓا بشتِ الوسائل‪ ،‬فكل هف لً اهكاىية االتصاؿ باألعواف أخريف لالتفاؽ عمِ‬
‫عروض ههاثمة سٓمجأ لذلؾ‪ ،‬أو االتفاؽ حوؿ تقديـ سعر واحد أو أسعار هتقاربة هها ٓىجر عىً‬
‫اقصاء بعض هىافسٍٓـ هىذ البداية‪ ،‬سيفعل لمحصوؿ عمِ ٌذي الصفقة بأفضل الشروط‪ ،‬و بالتالْ‬
‫ىكوف بصدد ههارسة هىافية لمهىافسة و ٌْ تحدٓد سعر الصفقة هف جٍة‪ ،‬و هف جٍة تقميص و‬
‫‪1‬‬
‫تقٓٓد الدخوؿ الشرعْ لمسوؽ الذي تقدهً الصفقة العهوهية بالىسبة لألعواف االقتصادٓٓف‪.‬‬
‫و ٌو بالذات ها قصدتً الهادة ‪ 06‬هف األهر رقـ ‪ 03/03‬الهتعمق بالهىافسة الهعدؿ و‬
‫الهتهـ حٓث ىصت عمِ‪ « :‬تحظر الممارسات و األعمال المدبرة و االتفاقيات و االتفاقات‬
‫الصريحة أو الضمنية عندما تيدف أو يمكن أن تيدف إلى عرقمة حرية المنافسة أو الحد منيا‬
‫‪2‬‬
‫أو االخالل بيا في نفس السوق أو في جزء جوىري منو‪.»...‬‬

‫و الهساس بالهىافسة عىد ابراـ الصفقات العهوهية ال ٓتـ بواسطة االتفاقات فحسب‪ ،‬بل ٓتـ‬
‫بوسٓمة أخرى غٓر االتفاؽ و ٌو ها يحدث عىدها ٓتقدـ أصحاب االحتكارات و ذو الهراكز‬

‫‪ )1‬جمٓل هوىية‪ ،‬الهىافسة فْ الصفقات العهوهية‪ ،‬أطروحة لىٓل شٍادة الدكتوراي فْ القاىوف العاـ‪ ،‬كمية الحقوؽ‪ ،‬جاهعة الجزائر‪1‬‬
‫بف ٓوسف بف خدة‪ ،2015 ،‬ص ‪.235-234‬‬
‫‪ )2‬االهر رقـ ‪ 03-03‬الهؤرخ فْ ‪ٓ 19‬ولٓو ‪ 2003‬الهتعمق بالهىافسة‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪ ،43‬الصادر بتاريخ ‪ٓ 20‬ولٓو ‪،2003‬‬
‫الهصادؽ عمٍٓا بالقاىوف رقـ ‪ 12/03‬الهؤرخ فْ ‪ 25‬اكتوبر ‪ ،2003‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪ 64‬الصادر بتاريخ ‪ 26‬أكتوبر ‪2003‬‬
‫هعدؿ و هتهـ بالقاىوف رقـ ‪ 12-08‬هؤرخ فْ ‪ 25‬جواف ‪ ،2008‬هعدؿ بالقاىوف رقـ ‪ 05-10‬الهؤرخ فْ ‪ 15‬غشت ‪.2010‬‬
‫‪28‬‬
‫التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الهٍيهىة بتقديـ عطاء هغري إلِ حد ٓجعل اإلدارة أو الشخص العهوهْ فْ هركز إذعاف‪ ،‬حٓث‬
‫تهثل الصفقات ا لعهوهية فرصة ألصحاب ٌاتً الهراكز ىظ ار لها تهثمً هف هبالغ ضخهة و ها قد‬
‫ٓىت عىٍا هف شٍرة و سهعة تجارية بعد تىفٓذٌا‪ ،‬و تعتبر الهراكز الهٍيهىة و االحتكارات حاالت‬
‫هشروعة إلِ حٓف أف ٓتعسف العوف االقتصادي الهوجود بٓف أصحاب العروض‪ ،‬و ٌذا سواء‬
‫‪1‬‬
‫قصد ذلؾ أو لـ يقصد طالها ٌذي الههارسة هف شأىٍا تقٓٓد الهىافسة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تطبيق مبدأ المنافسة عمى المصمحة المتعاقدة‪:‬‬
‫لـ يقتصر ىطاؽ تطبٓق قاىوف الهىافسة فْ هجاؿ الصفقات العهوهية عمِ الهترشحٓف‬
‫لمصفقة فقط‪ ،‬بل اهتد هجالً ليشهل حتِ الهصمحة الهتعاقدة و ٌذا ها يفٍـ هف ىص الهادة ‪06‬‬
‫هف القاىوف رقـ ‪ 12/08‬التْ تىص عمِ‪...« :‬السماح بمنح صفقة لفائدة أصحاب ىذه‬
‫الممارسات المقيدة»‪ ،2‬و ٌذا يعىْ أىً يهكف لإلدارة أف ٓىت عىٍا ههارسات هقٓدة لمهىافسة أثىاء‬
‫قياهٍا بإبراـ صفقة عهوهية‪ ،‬كأف تقوـ الهصمحة الهتعاقدة بهىح الصفقة ألحد األعواف االقتصادٓٓف‬
‫أصحاب اتفاؽ او ههارسة هحضورة هع درآتٍا بذلؾ‪ ،‬فٍىا الهصمحة الهتعاقدة بهىحٍا الصفقة‬
‫تعتبر هتواطئة هعٍـ و بذلؾ تكوف قد خالفت قاىوف الهىافسة هها يفتح الهجاؿ لكل ذي هصمحة‬
‫الهطالبة بإلغاء الهىح الهؤقت‪ ،‬و عالوة عمِ ذلؾ يهكف لٓد اإلدارة أف تهتد و تتدخل أيضا فْ ٌذي‬
‫‪3‬‬
‫التدابٓر عف طريق الهحاباة و الرشوة‪.‬‬
‫و عميً ٓجب عمِ الهصمحة الهتعاقدة أف تحترـ كل اجراءات و هبادئ ابراـ ٌذي الصفقات‬
‫كها ٓجب أف تأخذ بعٓف االعتبار احتراـ قواعد الهىافسة عىد ابراـ الصفقات العهوهية‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬القيود الواردة عمى تطبيق مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬
‫تتعدد القٓود الواردة عمِ ٌذا الهبدأ بحٓث هىٍا ها ىص عمٍٓا القاىوف‪ ،‬إذ عادة ها تحدد‬
‫ىصوص بعض القواىٓف فئات يهىع عمٍٓا الدخوؿ فْ الهىاقصات التْ تجريٍا اإلدارات العهوهية‬

‫‪ )1‬جمٓل هوىية‪ ،‬ىفس الهرجع‪ ،‬ص‪.240-239‬‬


‫‪ )2‬القاىوف رقـ ‪ 12/08‬الهتعمق بالهىافسة‪(،‬هرجع سابق)‪.‬‬
‫‪ )3‬قٓراطْ ىصٓرة‪ ،‬تطبٓق قاىوف الهىافسة عمِ األشخاص الهعىوية العاهة‪( ،‬هرجع سابق)‪ ،‬ص‪.104‬‬
‫‪29‬‬
‫التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الرتكابٍا لجرائـ أو هخالفات (أوال)‪ ،‬أو ألسباب عهمية فقد تحدد الهصالح الهتعاقدة بعض الشروط‬
‫و ٓؤدي فرضٍا جعل هجاؿ الهىافسة هحصور عمِ فئات هحددة (ثاىيا)‪ ،‬و ال يعتبر ذلؾ إخالال‬
‫هىٍا بهبدأ الهىافسة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تقييد المنافسة بناء عمى نص تشريعي‪:‬‬
‫تتهثل فْ القٓود يفرضٍا الهشرع و ٓترتب عمِ اعهالٍا هىع الهعىٓٓف بٍا الهشاركة فْ‬
‫الصفقات العهوهية‪ ،‬و ىذكر هىٍا ها جاءت بً الهادة ‪ 62‬هف األهر رقـ ‪ 31/96‬التْ تىص‬
‫عمِ‪ «:‬كل شخص حكم عميو قضائيا بحكم نيائي حائز لقوة الشيء المقضي فيو بسبب تورطو‬
‫في الغش الجبائي يمنع من المشاركة في الصفقات العمومية و لمدة عشرة سنوات»‪ ،1‬و هف‬
‫اجل اىتقاء أفضل الهتعاهمٓف هع الهصمحة الهتعاقدة‪ ،‬جاء الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪ 247/15‬ليحدد‬
‫حاالت اإلقصاء هف الهشاركة فْ الصفقات العهوهية‪ ،‬إذ ىصت الهادة ‪ 75‬هىً عمِ‪ «:‬يقصِ‬
‫بشكل هؤقت أو ىٍائْ هف الهشاركة فْ الصفقات العهوهية الهتعاهموف االقتصادٓوف‪:‬‬
‫‪ -‬الذٓف رفضوا استكهاؿ عروضٍـ أو تىازلوا عف تىفٓذ صفقة عهوهية قبل ىفاذ آجاؿ صالحية‬
‫العروض‪ ،‬حسب الشروط الهىصوص عمٍٓا فْ الهادتٓف ‪ 71‬و ‪.74‬‬
‫‪ -‬الذٓف ٌـ فْ حالة اإلفالس أو التصفية أو التوقف عف الىشاط أو التسوية القضائية أو الصمح‪.‬‬
‫‪ -‬الذٓف ٌـ هحل إجراء عهمية اإلفالس أو التصفية أو التوقف عف الىشاط أو التسوية القضائية أو‬
‫الصمح‪.‬‬
‫‪ -‬الذٓف كاىوا هحل حكـ قضائْ حاز قوة الشْء الهقضْ فيً بسبب هخالفة تهس بىزاٌتٍـ الهٍىية‬
‫‪ -‬الذٓف ال يستوفوف واجباتٍـ الجبائية و شبً الجبائية‪.‬‬
‫‪ -‬الذٓف ال يستوفوف االٓداع القاىوىْ لحساب شركاتٍـ‪.‬‬
‫‪ -‬الذٓف قاهوا بتصريح كاذب‪.‬‬

‫‪ )1‬األهر رقـ ‪ ،31/96‬هؤرخ فْ ‪ 30‬ديسهبر ‪ ،1996‬الهتضهف قاىوف الهالية لسىة ‪ ،1997‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪ ، 85‬الصادر فْ‬
‫‪. 1996‬‬
‫‪30‬‬
‫التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬الهسجموف فْ قائهة الهؤسسات الهخمة بالتزاهاتٍا بعدها كاىوا هحل هقررات الفسخ تحت‬
‫هسؤولٓتٍـ هف أصحاب الهشاريع‪.‬‬
‫‪ -‬الهسجموف فْ قائهة الهتعاهمٓف االقتصادٓٓف الههىوعٓف هف الهشاركة فْ الصفقات العهوهية‬
‫الهىصوص عمٍٓا فْ الهادة ‪ 89‬هف ٌذا الهرسوـ‪.‬‬
‫‪ -‬الهسجموف فْ البطاقية الوطىية لهرتكبْ الغش و هرتكبْ الهخالفات الخطٓرة لمتشريع و التىظيـ‬
‫فْ هجاؿ الجباية و الجهارؾ و التجارة‪.‬‬
‫‪ -‬الذٓف كاىوا هحل إداىة بسبب هخالفة خطٓرة لتشريع العهل و الضهاف االجتهاعْ‪.‬‬
‫‪ -‬الذٓف أخمو بالتزاهاتٍـ الهحددة فْ الهادة ‪ 84‬هف ٌذا الهرسوـ (تخص الهتعاهمٓف االقتصادٓٓف‬
‫‪1‬‬
‫األجاىب)‪.‬‬

‫و بالرجوع إلِ ىص الهادة ‪ 89‬الهذكورة أعالي التْ تىص عمِ‪« :‬دوف االخالؿ بالهتابعات‬
‫الجزائية‪ ،‬كل هف يقوـ بهىاورات أو أفعاؿ ترهْ إلِ تقديـ وعد لعوف عهوهْ بهىح أو تخصيص‬
‫بصفة هباشرة أو غٓر هباشرة إها لىفسً أو لكياف آخر هكافأة أو اهتياز هٍها كاىت طبيعتً بهىاسبة‬
‫تحضٓر صفقة عهوهية أو عقد أو همحق أو ابراهً أو هراقبتً أو التفاوض بشأف ذلؾ أو تىفٓذي هف‬
‫‪2‬‬
‫شاىً أف يشكل سببا كافيا التخاذ أي تدبٓر ردعْ السيها فسخ أو الغاء الصفقة العهوهية‪» ...‬‬
‫لذلؾ يشترط تقديـ صحيفة السوابق العدلية فْ همف العرض إذا تعمق األهر بشخص طبيعْ‬
‫‪3‬‬
‫و لمهسٓر إذا تعمق األهر بشخص هعىوي‪.‬‬
‫األصل أف هبدا حرية الهىافسة يشهل كل الهرشحٓف لمظفر بالصفقة سواء كاىوا وطىٓٓف أو‬
‫أجاىب‪ ،‬ﺇال ﺃو تىظيـ الصفقات العهوهية قد اورد فْ ىص الهادة ‪ 83‬هىً قٓدا عمِ ٌذي الحرية‬
‫ٓتهثل فْ قاعدة ترقية االىتاج الوطىْ و األداة الوطىية هف خالؿ رفع ٌاهش األفضمية لصالح‬

‫‪ )1‬الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪( ،247/15‬هرجع سابق)‪.‬‬


‫‪ )2‬الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪( ،247/15‬هرجع سابق)‪.‬‬
‫‪ )3‬طارؽ بجادي‪ ،‬ضهاىات تحقٓق هبدأ حرية الهىافسة فْ الصفقات العهوهية‪( ،‬هرجع سابق)‪ ،‬ص‪.17‬‬
‫‪31‬‬
‫التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الهؤسسات الوطىية عمِ حساب الهؤسسات األجىبية‪ ،‬بالىسبة لمهىشآت ذات الهىشأ الجزائري او‬
‫‪1‬‬
‫الخاضعة لمقاىوف الجزائري و ذلؾ بىسبة ‪.%25‬‬
‫أها عف كيفية تطبٓق ٌذي األحكاـ فٓتـ ذلؾ بقرار صادر عف الوزير الهكمف بالهالية‪ ،‬و‬
‫الزـ التىظيـ الجدٓد لمصفقات العهوهية كل عوف ٓرغب الدخوؿ و الهشاركة فْ طمب العروض‬
‫‪2‬‬
‫تقديـ تصريح بىزاٌتً و ٌذا ها ىصت عميً الهادة ‪ 67‬هف الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪.247/15‬‬

‫ثانيا‪ :‬تقييد المنافسة بناء الشروط التي تفرضيا المصمحة المتعاقدة‪:‬‬


‫إذا كاف هبدأ حرية الهىافسة هف الهبادئ التْ يقوـ عمٍٓا ابراـ الصفقات العهوهية‪ ،‬إال أىً‬
‫يحق لمهصمحة الهتعاقدة أف تفرض بعض الشروط الخاصة‪ ،‬خاصة ها تعمق هىٍا بالقدرة الهالية‬
‫و الفىية‪ ،‬فمٍا الحق فْ استبعاد األفراد الذٓف ٓثبت عدـ هقدرتٍـ الفىية أو الهالية ألداء األعهاؿ‬
‫الهطروحة فْ الهىاقصة ‪ ،‬و ٌذا ها يفسر وجوب تقديـ شٍادة التخصيص و التصىٓف الهٍىٓٓف هف‬
‫قبل الهؤسسات التْ ترغب فْ اىجاز الصفقات العهوهية فْ هٓداف البىاء و األشغاؿ العهوهية‬
‫و الري‪ ،3‬و ذلؾ تطبيقا ألحكاـ الهادة ‪ 03‬هف الهرسوـ التىفٓذي رقـ ‪ 114/05‬حٓث ألزهت حتِ‬
‫‪4‬‬
‫الهؤسسات األجىبية بٍا‪.‬‬
‫ىظ ار الرتباط ٌذي الشٍادة بضهاف حسف التىفٓذ و ألٌهٓتٍا‪ ،‬فقد ىص الهشرع عمِ الشروط‬
‫التْ يهىح عمِ أساسٍا التصىٓف و ذلؾ فْ الهادة ‪ 05‬هف الهرسوـ التىفٓذي رقـ ‪114/05‬‬
‫هستىدا إلِ الهعآٓر التالية‪:‬‬

‫‪ )1‬بالو هىية‪ ،‬حهاية هبدأ حرية الهىافسة فْ الصفقات العهوهية عمِ ضوء الهرسوـ الرئاسْ ‪ ،247/15‬هذكرة لىٓل شٍادة‬
‫الهاستر فْ القاىوف‪ ،‬تخصص دولة و هؤسسات‪ ،‬كمية الحقوؽ و العموـ السياسية‪ ،‬قسـ القاىوف العاـ‪ ،‬جاهعة أكمْ هحىد‬
‫أولحاج‪ ،‬البويرة‪ ،2017 ،‬ص‪.21‬‬
‫‪ )2‬الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪( ،247/15‬هرجع سابق)‪.‬‬
‫‪ )3‬تياب ىادية‪ ،‬آليات هواجٍة الفساد فْ هجاؿ الصفقات العهوهية‪( ،‬هرجع سابق)‪ ،‬ص‪.68‬‬
‫‪ )4‬هرسوـ تىفٓذي رقـ ‪ ،114/05‬هؤرخ فْ ‪ 07‬أفريل ‪ ،2005‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪ ،26‬الصادر فْ ‪ ،2005‬يعدؿ و ٓتهـ الهرسوـ‬
‫التىفٓذي رقـ ‪ ،289/93‬هؤرخ فْ ‪ 28‬ىوفهبر ‪ 1993‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪ ، 79‬الصادر بتاريخ ‪ ،1993‬الذي ٓوجب عمِ جهيع‬
‫الهؤسسات التْ تعهل فْ إطار اىجاز الصفقات العهوهية فْ هٓداف البىاء و األشغاؿ العهوهية و الري أف يكوف لٍا شٍادة‬
‫التخصص و التصىٓف الهٍىٓٓف‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬العدد اإلجهالْ لعهاؿ لمهؤسسة أو هجهوع الهؤسسات لمسىة االخٓرة الهصرح بٍا لصىدوؽ‬
‫الضهاف االجتهاعْ‪ ،‬الذي يظٍر فيً عدد عهاؿ التأطٓر التقىْ الهتكوف هف إطارات جاهعية‬
‫و أعواف التحكـ ذوي االختصاص الهتصل بىشاط البىاء و األشغاؿ العهوهية و الري‪ ،‬و ٓجب أف‬
‫يهثل التاطٓر عمِ األقل ها بٓف ‪ %10‬و ‪ %20‬هف العدد االجهالْ لمعهاؿ‪ ،‬لرفع درجة الكفاءة‬
‫و تحسٓف درجة التىفٓذ‪.‬‬
‫‪ -‬وسائل التدخل الهادية الخاصة بالهؤسسة أو هجهوعة الهؤسسات‪.‬‬
‫‪ -‬رأس هاؿ الهؤسسة أو هجهوعة الهؤسسات‪.‬‬
‫‪ -‬رقـ األعهاؿ الهحقق فْ قطاع السكف و األشغاؿ العهوهية و الري‪ ،‬كها ٌو هبٓف فْ الحصٓمة‬
‫الجبائية و هستخرج جدوؿ الضرائب لمسىوات الثالث األخٓرة‪.‬‬
‫‪ -‬الشٍادات اإلدارية التْ يسمهٍا صاحب او أصحاب الهشاريع التْ ٓثبت فٍٓا أٌهية األشغاؿ‬
‫التْ تىجزٌا الهؤسسة أو هجهوعة الهؤسسات و تكاليفٍا و ىوعٓتٍا التقىية‪ ،‬و كذا احتراـ آجاؿ‬
‫االىجاز الهحددة فْ العقد‪.‬‬
‫‪ -‬كل الوثائق التْ تشترطٍا الهصمحة الهتعاقدة‪ ،‬كالقاىوف األساسْ لمهؤسسة الىتعٍدة‪ ،‬السجل‬
‫التجاري‪ ،‬الحصائل الهالية و الهراجع الهصرفية‪.‬‬
‫‪ -‬الشٍػادات الجبائٓػة و شٍػادات ٌٓئػات الضهػاف االجتهاعػْ بالىسبػة لمهتعٍدٓػف الوطىٓٓػف‬
‫‪1‬‬
‫و الهتعٍدٓف االجاىب الذٓف عهموا فْ الجزائر‪.‬‬
‫و تشترط الهصالح الهتعاقدة ضرورة الحصوؿ عمِ ترخيص هسبق فيها ٓخص الهٍىدسٓف‬
‫أو الخبراء أو هكاتب الدراسات إلبراـ صفقات الدراسات هع إحدى الهصالح التابعة لموزرات الهكمفة‬
‫‪2‬‬
‫بالسكف و العهراف و األشغاؿ العهوهية و الهوارد الهائية‪.‬‬
‫ىستىت أف إحاطة هبدأ الهىافسة ببعض الشروط و الضوابط جاء رغبة هف الهشرع فْ حصر‬
‫هجاؿ الهىافسة بٓف أٌل الخبرة و االختصاص ههف يشٍد لٍـ بالكفاءة فْ األداء و األٌمية و كذا‬

‫‪ )1‬الهرسوـ التىفٓذي رقـ ‪( ،114/05‬هرجع سابق)‪.‬‬


‫‪ )2‬تياب ىادية‪ ،‬آليات هواجٍة الفساد فْ هجاؿ الصفقات العهوهية‪( ،‬هرجع سابق)‪ ،‬ص‪.70‬‬
‫‪33‬‬
‫التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫الهقدرة الهالية و الفىية و التقىية فْ األداء سعيا هىً لمتطبٓق االهثل لٍذا الهبدأ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫مظاىر تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬
‫جاء قاىوف الصفقات العهوهية فْ هجاؿ اجراءات التعاقد لتكريس العهل بقواعد حرية‬
‫الهىافسة و الشفافية و الهساواة كضهاف لتحقٓق الهىافسة العاهة بٓف الهترشحٓف لمصفقة دوف‬
‫اقصاء أو تعسف هف جاىب اإلدارة‪ ،‬و ٓبدو ذلؾ جميا هف خالؿ سف جهمة هف الىصوص القاىوىية‬
‫الهحددة لكيفيات ابراـ الصفقات العهوهية و اإلجراءات الكفٓمة بتحقيقٍا‪ ،‬ابتداء هف اإلعالف عف‬
‫الصفقة إلِ غاية الهىح الهؤقت‪.‬‬
‫و عميً سىتطرؽ فْ ٌذا الهبحث إلِ تكريس هبدأ الهىافسة هف خالؿ اجراءات هىح‬
‫الصفقة (الهطمب األوؿ)‪ ،‬و تكريس هبدأ الهىافسة هف خالؿ طرؽ اإلبراـ (الهطمب الثاىْ)‪.‬‬

‫المطمـب األول‪ :‬تكريس مبدأ المنافسة من خالل اجراءات منح الصفقة‪.‬‬


‫تقوـ عهمية ابراـ الصفقات العهوهية عمِ احتراـ هبادئ الهىافسة التْ كرسٍا الهشرع‬
‫الجزائري و أوجب االلتزاـ بٍا هف خالؿ تىظيـ الصفقات العهوهية‪ ،‬كها جاء القاىوف رقـ ‪01/06‬‬
‫الهتعمق ب الوقاية هف الفساد و هكافحتً لٓؤكد عمِ ضرورة تجسٓدٌا و وضع القواعد و االجراءات‬
‫الكفٓمة بتحقيقٍا فْ ىص الهادة ‪/09‬ؼ‪ 2‬هىً‪ ،‬و التْ جاء فٍٓا‪... «: :‬و يجب أن تكرس ىذه‬
‫القواعد عمى وجو الخصوص‪:‬‬
‫‪ -‬عالنية المعمومات المتعمقة بإجراءات ابرام الصفقات العمومية‪،‬‬
‫‪ -‬اإلعداد المسبق لشروط المشاركة و االنتقاء‪.2»...‬‬

‫‪ )1‬بالو هىية‪ ،‬حهاية هبدأ حرية الهىافسة فْ الصفقات العهوهية عمِ ضوء الهرسوـ الرئاسْ ‪( ،247/15‬هرجع سابق)‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫‪ )2‬قاىوف رقـ ‪ 01/06‬هؤرخ فْ ‪ 20‬فيفري ‪ ،2006‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪،14‬الصادر بتاريخ ‪ 08‬هارس ‪ ،2006‬هعدؿ و هتهـ‬
‫بالقاىوف رقـ ‪ 05-10‬هؤرخ فْ ‪ 26‬أوت ‪ ،2010‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪ 50‬الصادر بتاريخ ‪ 01‬سبتهبر ‪ 2010‬و القاىوف رقـ‬
‫‪ 15/11‬هؤرخ فْ ‪ 02‬أوت ‪ ،2011‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪ ،44‬الصادر بتاريخ ‪ 10‬أوت ‪ٓ ،2011‬تعمق بالوقاية هف الفساد و‬
‫هكافحتً‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫و ٌذا ها سىتىاولً فْ ٌذا الهطمب بالتفصٓل تبعا لمترتٓب الهعروؼ فْ ابراـ الصفقات‬
‫العهوهية بدء˜ باإلعداد الهسبق لشروط الهشاركة و االىتقاء (الفرع األوؿ)‪ ،‬ثـ عالىية الهعموهات‬
‫الهتعمقة بإجراءات ابراـ الصفقات العهوهية (الفرع الثاىْ)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬اإلعداد المسبق لشروط المشاركة و االنتقاء‬
‫باعتبار الصفقة عقد هف عقود اإلذعاف‪ ،‬فإف الهصمحة الهتعاقدة قبل اإلعالف عف الصفقة‬
‫تقوـ بإعداد الشروط و االحكاـ الهتعمقة بٍا بإرادتٍا الهىفردة باعتبارٌا صاحبة سمطة عاهة‬
‫وشروط التعاقد الهعدة هف طرؼ االدارة هسبقا تجهع فْ وثيقة إدارية هكتوبة يطمق عمٍٓا هصطمح‬
‫"دفتر الشروط"‪ ،‬تع دٌا الهصمحة الهتعاقدة بعد تحدٓد حاجاتٍا هف العهمية التعاقدية بدقة‬
‫‪1‬‬
‫و هوضوعية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬التحديد الدقيق الحتياجات المصمحة المتعاقدة‪:‬‬
‫اف اختيار طريقة االبراـ ٓتحدد طبقا لمهبمغ و خصائص الخدهات التْ ستىفذ‪ ،‬و ٌذا ها‬
‫ٓتطمب تحدٓدا دقيقا و واضحا لمحاجات قبل أي إعالف عف الصفقة‪ ،‬و ٓجب عمِ أعواف اإلدارة‬
‫أف ٓبذلوا عىاية عىد إعداد الحاجات لكْ ٓتـ ابراـ صفقات تستجٓب لمتطمعات الهرجوة هىٍا فْ‬
‫ظل احتراـ تعدد العروض‪.‬‬
‫و لقد ىصت الهادة ‪ 27‬هف الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪ 247/15‬عمِ‪ «:‬تحدد حاجات‬
‫المصمحة المتعاقدة الواجب تمبيتيا مسبقا قبل الشروع في أي اجراء إلبرام صفقة عمومية‪ ،‬يحدد‬
‫مبمغ حاجات المصالح المتعاقدة استنادا إلى تقرير إداري صادق و عقالني‪ ....‬و يجب إعداد‬
‫الحاجات من حيث طبيعتيا و مداىا بدقة استنادا إلى مواصفات تقنية‪.» ...‬‬
‫ٓجب اف يكوف تحدٓد الحاجات هفصال بشكل واضح‪ ،‬و فيها ٓتعمق بالهىتوج ٓجب اف‬
‫توضح كل الهقآيس و الهعآٓر الهرتبطة بً دوف توجيً الحاجات ىحو هىتوج هعٓف‪.‬‬

‫‪ )1‬برة الزٌرة‪ ،‬تكريس هبدأ حرية الهىافسة فْ هجاؿ الصفقات العهوهية‪ ،‬هذكرة لىٓل شٍادة الهاستر فْ الحقوؽ‪ ،‬تخصص قاىوف‬
‫أعهاؿ‪ ،‬كمية الحقوؽ و العموـ السياسية‪ ،‬قسـ الحقوؽ‪ ،‬جاهعة الشٍٓد حهة لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،2015 ،‬ص‪.46‬‬
‫‪35‬‬
‫التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫كها ٓجب أف تراعْ اإلدارة عىد المجوء إلِ تخصيص الصفقات‪ ،‬وجود الهىافسة بٓف‬
‫هختمف الهتعاهمٓف و ذلؾ هف خالؿ تبسيط الصفقات‪ ،‬و ٌو ها يسهح ألكبر عدد هف الهؤسسات‬
‫بتقديـ عروضٍا‪ ،‬خاصة ترقية دخوؿ الهؤسسات الصغٓرة و الهتوسطة لمصفقات العهوهية و ٌو‬
‫ها ذٌبت إليً الهادة ‪ 31‬هف الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪ «:247/15‬يمكن تمبية الحاجات المذكورة في‬
‫المادة ‪ 27‬أعاله في شكل حصة وحيدة أو حصص منفصمة‪ ،‬و تخصيص الحصة الوحيدة‬
‫لشريك متعاقد واحد كما ىو محدد في المادة ‪ 37‬من ىذا المرسوم‪ ،1»...‬حٓث تىص الهادة ‪37‬‬
‫هف ىفس الهرسوـ عمِ أىً‪ «:‬يمكن لممتعامل المتعاقد أن يكون شخصا أو عدة أشخاص‬
‫طبيعيين أو معنويين يمتزمون بمقتضى الصفقة إما فرادى و إما في إطار تجمع مؤقت‬
‫لمؤسسات‪ ،2» ...‬و تخصص الحصص الهىفصمة إلِ هتعاهل هتعاقد واحد أو اكثر و فْ ٌذي‬
‫الحالة ٓجب تقٓيـ العروض حسب كل حصة‪ ،‬و المجوء لمتحصيص واجب القياـ بً كمها أهكف‬
‫ذلؾ‪ ،‬حسب طبيعة و أٌهية العهمية و هراعاة الهزايا االقتصادية و الهالية و‪/‬أو التقىية التْ توفرٌا‬
‫ٌذي العهمية‪ ،‬و ٌو هف اختصاص الهصمحة الهتعاقدة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اعداد دفاتر الشروط )‪:(Cahiers de chardes‬‬


‫يقصد بدفتر الشروط وثيقة رسهية تضعٍا اإلدارة الهتعاقدة بإاردتٍا الهىفردة‪ ،‬تحدد بهوجبٍا‬
‫سائر الشروط الهتعمقة بقواعد الهىافسة بهختمف جواىبٍا‪ ،‬و شروط الهشاركة فٍٓا و كيفيات اختيار‬
‫الهتعاقد هعٍا‪.3‬‬
‫و بهعىِ آخر فإف دفتر الشروط ٌو عبارة عف وثيقة تتضهف هجهوعة هف البىود تتعمق‬
‫بهوضوع الصفقة و الوثائق الهكوىة لٍا‪ ،‬الشروط الهطموبة فْ الهترشحٓف‪ ،‬األسس التْ ٓتـ‬
‫االعتهاد عمٍٓا فْ اختيار الهتعاقد و كيفية التىقيط بالىسبة لمعرضٓف التقىْ و الهالْ‪ ،‬كها تقتضْ‬
‫دقة دفتر الشروط تحدٓد الخدهات أو السمع الهطموبة و جهيع الشروط التْ تبرـ و تىفد وفقٍا‬

‫‪ )1‬الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪( ،247/15‬هرجع سابق)‪.‬‬


‫‪ )2‬الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪( ،247/15‬هرجع سابق)‪.‬‬
‫‪ )3‬عهار بوضياؼ‪ ،‬شرح تىظيـ الصفقات العهوهية‪( ،‬هرجع سابق)‪ ،‬ص‪.242‬‬
‫‪36‬‬
‫التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الصفقة‪ ،‬لذلؾ ٓجب عمِ الهصمحة الهتعاقدة إعدادي بدقة تحقيقا لهبدأ شفافية اإلجراءات و ٓتـ‬
‫إعدادي حتِ بالىسبة لصفقات التراضْ‪ ،1‬و عهوها فدفاتر الشروط ٓجب اف تتضهف بياىات هالئهة‬
‫إلعالـ الراغبٓف فْ التعاقد بشروط العقد‪.‬‬
‫وفقا لمهادة ‪ 26‬هف الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪ ،247/15‬فإف دفاتر الشروط الهحٓىة دوريا‬
‫توضح الشروط التْ تبرـ و تىفذ وفقٍا الصفقات العهوهية‪ ،‬و ٌْ تشهل عمِ الخصوص ها يأتْ‪:‬‬
‫‪ -‬دفاتر البىود اإلدارية العاهة (‪.)C.C.A.G‬‬
‫‪ -‬دفاتر التعميهات التقىية الهشتركة (‪.)C.P.C‬‬
‫‪ -‬دفاتر التعميهات الخاصة التْ تحدد الشروط الخاصة بكل صفقة (‪.)C.P.S‬‬

‫و تطبيقا ألحكاـ الهادة ‪ 169‬هف الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪ ،247/15‬و ىظ ار ألٌهية دفاتر‬
‫الشروط و ها تكتسيً هف خطورة باعتبارٌا اوؿ حمقة فْ ابراـ الصفقات العهوهية‪ ،‬و كوف صالح‬
‫ٌذي الخطوة ٓؤدي إلِ صالح الهراحل الالحقة‪ ،‬فقد اخضعٍا الهشرع لدراسة لجىة الصفقات‬
‫‪2‬‬
‫العهوهية لمهصمحة الهتعاقدة قبل اإلعالف عف طمب العروض‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬عالنية المعمومات المتعمقة بإجراءات ابرام الصفقات العمومية‬


‫تعد العالىية هف أٌـ القواعد التْ تقوـ عمٍٓا عهمية إبارـ الصفقات ‪ ،‬وقد أقرٌا الهشرع‬
‫الج ازئري وفرضٍا ضهف تىظيـ الصفقات العهوهية وأكد عمِ تجسٓدٌا ضهف قاىوف الوقاية هف‬
‫الفساد وهكافحتً‪ ،‬وذلؾ كضهاف لتحقٓق الهىافسة بٓف الهترشحٓف لمصفقة دوف إقصاء أو تعسف‬
‫هف جاىب اإلدارة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الزامية االعالن عن الصفقة العمومية‪:‬‬
‫يعد االعالف أو االشٍار أٌـ اجراء لتجسٓد هبدأ الهىافسة عف طريق عالىية الهعموهات‬
‫الهتعمقة بالصفقة العهوهية‪ ،‬و ٌو اجراء ضروري حتِ يكوف ٌىاؾ هجاؿ حقيقْ لمهىافسة إذا‬
‫تضهف احتراـ هبدا الهساواة أٓف يسهح لإلدارة باختيار افضل العروض ٌذا هف جٍة‪ ،‬و فتح‬

‫‪ )1‬تياب ىادية‪ ،‬آليات هواجٍة الفساد فْ هجاؿ الصفقات العهوهية‪( ،‬هرجع سابق)‪ ،‬ص‪.74‬‬
‫‪ )2‬الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪( ،247/15‬هرجع سابق)‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الهجاؿ اهاـ كل الهرشحٓف لتقديـ عروضٍـ و تهكٓىٍـ هف الهعموهات الكافية و الهتعمقة بالصفقة‬
‫‪1‬‬
‫و كذا تهكٓىٍـ هف حق الطعف هف جٍة أخرى‪.‬‬
‫‪ )1‬مضمون و الزامية اإلعالن‪:‬‬
‫االعالف عف طمب العروض الصادر هف اإلدارة ها ٌو إال دعوة لمتعاقد‪ ،‬و ٌو الزاهْ‬
‫حتِ يكوف ٌىاؾ هجاؿ لمهىافسة بٓف الراغبٓف فْ التعاقد هع اإلدارة‪ ،‬و يضهف احتراـ هبدأ‬
‫الهساواة‪ ،‬و حددت الهادة ‪ 62‬هف الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪ 247/15‬البياىات اإللزاهية التْ ٓجب اف‬
‫يحتويٍا طمب العروض تتجمِ فْ‪:‬‬
‫‪ -‬تسهية الهصمحة الهتعاقدة و عىواىٍا و رقـ تعريفٍا الجبائْ‪.‬‬
‫‪ -‬كيفية طمب العروض‪.‬‬
‫‪ -‬شروط التأٌٓل أو االىتقاء االولْ‪.‬‬
‫‪ -‬هوضوع العهمية‪.‬‬
‫‪ -‬قائهة هوجزة بالهستىدات الهطموبة هع إحالة القائهة الهفصمة إلِ أحكاـ دفتر الشروط ذات‬
‫الصمة‪.‬‬
‫‪ -‬هدة تحضٓر العروض و هكاف إٓداع العروض‪.‬‬
‫‪ -‬هدة صالحية العروض‪.‬‬
‫‪ -‬الزاهية كفالة التعٍد إذا اقتضِ االهر‪.‬‬
‫‪ -‬تقديـ العروض فْ ظرؼ هغمق باحكاـ تكتب عميً عبارة "ال يفتح إال هف طرؼ لجىة فتح‬
‫االظرفة و تقٓيـ العروض" و هراجع طمب العروض‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬ثهف الوثائق عىد االقتضاء‪.‬‬

‫‪ )1‬كشرود فٓروز‪ ،‬هبدأ الهىافسة فْ الصفقات العهوهية‪ ،‬هذكرة لىٓل شٍادة الهاستر فْ الحقوؽ‪ ،‬تخصص قاىوف إداري‪ ،‬كمية‬
‫الحقوؽ و العموـ السياسية‪ ،‬قسـ الحقوؽ‪ ،‬جاهعة دمحم بوضياؼ‪ ،‬الهسٓمة‪ ،2018 ،‬ص‪.12‬‬
‫‪ )2‬الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪( ،247/15‬هرجع سابق)‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ )2‬طريقة اإلعالن‪:‬‬
‫ألزهت الهادة ‪ 61‬هف الهرسوـ الرئاسْ ‪ 247/15‬وجوبا عمِ الهصمحة الهتعاقدة باف تمجأ‬
‫إلِ االشٍار الصحفْ فْ حاالت طمب العروض بجهيع أىواعً و الهسابقة و التراضْ بعد‬
‫االستشارة عىد االقتضاء‪ ،1‬و ٓتخذ االعالف شكمٓف ٌها‪:‬‬
‫‪ .1.2‬اإلعالن المكتوب‪:‬‬
‫يحرر طمب العروض بالمغة الوطىية و بمغة أجىبية واحدة عمِ األقل‪ ،‬و ٓىشر إجباريا فْ‬
‫الىشرة الرسهية لصفقات الهتعاهل العهوهْ(‪ )BOMOP‬و عمِ األقل فْ جريدتٓف ٓوهٓتٓف‬
‫وطىٓتٓف هوزعتٓف عمِ الهستوى الوطىْ‪.‬‬
‫يهكف إعالف طمبات عروض الواليات و البمديات و الهؤسسات العهوهية الهوضوعة تحت‬
‫وصآتٍا و التْ تتضهف صفقات أشغاؿ أو لوازـ و دراسات أو خدهات يساوي هبمغٍا تبعا لتقدٓر‬
‫إداري‪ ،‬عمِ التوالْ‪ ،‬هائة همٓوف دٓىار(‪ 100.000.000‬دج) أو يقل عىٍا‪ ،‬و خهسٓف همٓوف‬
‫دٓىار(‪ 50.000.000‬دج) أو يقل عىٍا‪ ،‬أف تكوف هحل اشٍار هحمْ حسب الكيفيات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ىشر إعالف طمب العروض فْ ٓوهٓتٓف هحمٓتٓف أو جٍويتٓف‪.‬‬
‫‪ -‬إلصاؽ إعالف طمب العروض بالهقرات الهعىية‪ :‬لموالية‪ ،‬لكافة بمديات الوالية‪ ،‬لغرؼ التجارة‬
‫و الصىاعة‪ ،‬و الصىاعة التقمٓدية و الحرؼ‪ ،‬و الفالحة لموالية‪ ،‬و لمهدٓرية التقىية الهعىية فْ‬
‫‪2‬‬
‫الوالية‪.‬‬
‫‪ .2.2‬اإلعالن االلكتروني‪:‬‬
‫أصبحت الوسائل اإللكتروىية الحدٓثة و خاصة االىترىت تمعب دور ٌاـ و كبٓر ٓتجسد فْ‬
‫االختصار باالتصاؿ االلكتروىْ‪ ،‬و ٓتجمِ ذلؾ بتأسيس البوابة االلكتروىية و تبادؿ الهعموهات‬
‫‪3‬‬
‫بالطريقة االلكتروىية‪.‬‬

‫‪ )1‬الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪( ،247/15‬هرجع سابق)‪.‬‬


‫‪ )2‬الهادة ‪ 65‬هف الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪( ،247/15‬هرجع سابق)‪.‬‬
‫‪ )3‬الهواد ‪ 205 ،204 ،203‬هف الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪( ،247/15‬هرجع سابق)‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫و عميً فقد هىح الهشرع اهكاىية االتصاؿ بالطريقة االلكتروىية و ذلؾ بأف تضع الهصمحة‬
‫الهتعاقدة وثائق الدعوة إلِ الهىافسة تحت تصرؼ الهترشحٓف عبر األىترىت‪ ،‬ضف إلِ أىً هف‬
‫بٓف آجابيات تىظيـ الصفقات العهوهية لسىة ‪ 2015‬اىً حرص عمِ ابقاء الىشر االلكتروىْ الذي‬
‫‪1‬‬
‫أقر ألوؿ هرة فْ الهرسوـ السابق لً (‪ )236/10‬و زادي تفضيال‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬وضع الوثائق المتعمقة بالصفقة تحت تصرف المترشحين‪:‬‬
‫تدعيها لهبدأ عالىية اجراءات الصفقة العهوهية‪ ،‬و هف أجل ضهاف وصوؿ الهعموهات‬
‫الخاصة بالهىافسة إلِ كل الراغبٓف فْ التعاقد‪ ،‬فرض الهشرع بهوجب الهادة ‪ 63‬هف الهرسوـ‬
‫الرئاسْ رقـ ‪ 247/15‬إعطاء الحق لكل الهؤسسات فْ الحصوؿ عمِ دفاتر الشروط الهتعمقة‬
‫بالصفقة لإلطالع عمٍٓا‪ ،‬و وضعٍا تحت تصرفٍـ هع اهكاىية إرسالٍا لمهرشح الذي يطمبٍا‪ ،2‬و‬
‫ذلؾ حتِ تكوف لً الهعموهات الكافية و الضرورية لتهكٓىً هف تقديـ تعٍدات هقبولة‪ ،‬خاصة‬
‫بالىسبة لموثائق الواجب توافرٌا حسب دفتر الشروط‪ ،‬و ٌذا بالىظر لخصوصية و احتياجات‬
‫الصفقة هحل العرض بالىظر لطابعٍا االقتصادي و التقىْ و كيفيات التسدٓد و صالحية العرض‬
‫‪3‬‬
‫و آجالً‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬أجل تحضير العروض‪:‬‬
‫يعتبر اجل تحضٓر العروض هف بٓف أٌـ الىقاط الهؤثرة فْ الهىافسة‪ ،‬و الذي ىصت عميً‬
‫الهادة ‪/66‬ؼ‪ 4‬هف الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪ 247/15‬بىصٍا‪ «:‬و ميما يكن من أمر‪ ،‬فإنو يجب‬
‫‪4‬‬
‫أن تفتح المدة المحددة لتحضير العروض‪ ،‬المجال واسعا ألكبر عدد ممكن من المتنافسين»‪.‬‬
‫ٓتضح هف ىص الهادة أف الهشرع الجزائري استعهل أجاؿ الهحددة لتحضٓر العروض‬
‫كهعيار لتفعٓل الهىافسة و استقطاب اكبر عدد هف الهشاركٓف لمترشح لمصفقة الهعمف عىٍا‪ ،‬و ترؾ‬

‫‪ )1‬آهىة ٌىاد و بشرى شعباف‪ ،‬خضوع الصفقات العهوهية لقاىوف الهىافسة فْ الجزائر‪( ،‬هرجع سابق)‪ ،‬ص‪.35‬‬
‫‪ )2‬الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪( ،247/15‬هرجع سابق)‪.‬‬
‫‪ )3‬بف سميهاف فآزة‪ ،‬حوكهة الصفقات العهوهية‪ ،‬هذكرة لىٓل شٍادة الهاجستٓر فْ الحقوؽ‪ ،‬شعبة القاىوف‪ ،‬فرع ٌٓئات عهوهية و‬
‫حوكهة‪ ،‬كمية الحقوؽ و العموـ السياسية‪ ،‬جاهعة هعبد الرحهاف هٓرة‪ ،‬بجاية‪ ،2016 ،‬ص‪.51‬‬
‫‪ )4‬الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪( ،247/15‬هرجع سابق)‪.‬‬
‫‪40‬‬
‫التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تحدٓد ٌذي أجاؿ لمهصمحة الهتعاقدة و لـ يحددٌا بىص قاىوىْ‪ ،‬و يهكف اعتبار الهدة القصٓرة‬
‫لتحضٓر العروض اختراؽ لهبدأ الهساواة بٓف الهترشحٓف و بالتالْ لهبدا الهىافسة‪ ،‬كها يهكف‬
‫لمهصمحة الهتعاقدة تهدٓد آجاؿ تحضٓر العروض إذا اقتضت الضرورة ذلؾ‪ ،‬و فْ ٌذي الحالة‬
‫‪1‬‬
‫ٓجب أف تخبر الهترشحٓف بكل الوسائل لتفادي اإلعالف عف عدـ جدوى الصفقة‪.‬‬

‫المطمـب الثاني‪ :‬تكريس مبدأ المنافسة من خالل طرق اإلبرام‪.‬‬


‫إذا كاف اختيار الهتعاهل الهتعاقد فْ القاىوف الخاص ٓتحدد بىاء عمِ الهفاوضة عمِ‬
‫أساس أف العقد شريعة الهتعاقدٓف‪ ،‬فإف األهر هختمف بالىسبة لمصفقات العهوهية التْ يكوف‬
‫اختيار الهتعاهل الهتعاقد فٍٓا عمِ أساس اجارء طمب العروض كهبدأ عاـ‪ ،‬أو اجارء التارضْ‬
‫كاستثىاء‪ ،‬و ٌذا ها قضت بً الهادة ‪ 39‬هف الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪ 247/15‬بىصٍا‪ «:‬تبرم‬
‫الصفقات العمومية وفقا إلجراء طمب العروض الذي يشكل القاعدة العامة‪ ،‬أو و فق إجراء‬
‫‪2‬‬
‫التراضي»‪.‬‬
‫وهف خالؿ ٌذا الهطمب سوؼ ىتطرؽ لدارسة ٌاتٓف ألٓتٓف لتحدٓد هدى تجسٓد كل‬
‫هىٍها لهبدأ حرية التىافس فْ هجاؿ الصفقات العهوهية‪ ،‬و ٓتعمق األهر باجراء طمب العروض‬
‫باعتباري القاعدة العاهة (الفرع األوؿ )‪ ،‬و اجراء التراضْ باعتباري استثىاء (الفرع الثاىْ)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬طمب العروض كقاعدة عامة إلبرام الصفقات العمومية‬


‫يعد طمب العروض (‪ )Appel d’offre‬أحد أٌـ أسالٓب اختيار الهتعاهل هع الغدارة فْ‬
‫هجاؿ الصفقات العهوهية‪ ،‬لذلؾ سىتطرؽ فْ ٌذا الفرع إلِ التعريف بطمب العروض (أوال)‪ ،‬ثـ‬
‫أشكاؿ طمب العروض (ثاىيا)‪ ،‬و اجراءات طمب العروض (ثالثا)‪.‬‬

‫‪ )1‬بوجالؿ فتحْ‪ ،‬زعالىْ رهزي‪ ،‬دور القاضْ اإلداري فْ حهاية هبدأ الهىافسة فْ هجاؿ الصفقات العهوهية‪ ،‬هذكرة لىٓل شٍادة‬
‫الهاستر فْ القاىوف‪ ،‬تخصص قاىوف عاـ(هىازعات إدارية)‪ ،‬كمية الحقوؽ و العموـ السياسية‪ ،‬قسـ العموـ القاىوىية و اإلدارية‬
‫جاهعة ‪ 08‬هاي ‪ ،1945‬قالهة‪ ،2016،‬ص‪.31-30‬‬
‫‪ )2‬الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪( ،247/15‬هرجع سابق)‪.‬‬
‫‪41‬‬
‫التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف طمب العروض‪:‬‬


‫عرؼ الهشرع الجزائري طمب العروض هف خالؿ ىص الهادة ‪/40‬ؼ‪ 1‬هف القاىوف رقـ‬
‫‪ 247/15‬التْ ىصت عمِ‪ «:‬طمب العروض ىو اجراء يستيدف الحصول عمى عدة عروض من‬
‫عدة متعيدين متنافسين مع تخصيص الصفقة دون مفاوضات‪ ،‬لممتعيد الذي يقدم أحسن‬
‫عرض من حيث المزايا االقتصادية‪ ،‬استنادا إلى معايير اختيار موضوعية تعد قبل إطالق‬
‫‪1‬‬
‫اإلجراء»‪.‬‬
‫فْ تعريف طمب العروض ىجد عىاصر الهىافسة الهتهثمة فْ الدعوة إلِ تقديـ العروض‬
‫وجود عدة هتعٍدٓف هتىافسٓف و اعتهاد هعيار أفضل عرض إلرساء الصفقة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أشكال طمب العروض‪:‬‬
‫حسب الهادة ‪ 42‬هف الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪ «:247/15‬يهكف اف يكوف طمب العروض‬
‫وطىيا و‪/‬أو دوليا و يهكف أف ٓتـ حسب األشكاؿ التالية‪:‬‬
‫‪ -‬طمب العروض الهفتوح‪.‬‬
‫‪ -‬طمب العروض الهفتوح هع اشتراط قدرات دىيا‪.‬‬
‫‪ -‬طمب العروض الهحدود‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬الهسابقة‪.‬‬
‫‪ )1‬طمب العروض المفتوح )‪:)L’appel d’offres ouvet‬‬
‫عرفتً الهادة ‪ 43‬هف الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪ 247/15‬كالتالْ‪ «:‬طمب العروض المفتوح‬
‫ىو اجراء يمكن من خاللو أي مترشح مؤىل أن يقدم تعيدا»‪ ،3‬و عبارة العرض الهفتوح ال ٓعىْ‬
‫أف هجاؿ الهىافسة والهشاركة ٓفتح لكؿ عارض‪ ،‬بؿ فقط العارضٓف الهؤٌمٓف‪ ،‬وٌو ها ٓطمؽ‬

‫‪ )1‬الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪( ،247/15‬هرجع سابق)‪.‬‬


‫‪ )2‬الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪( ،247/15‬هرجع سابق)‪.‬‬
‫‪ )3‬الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪( ،247/15‬هرجع سابق)‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫عمًٓ األوصاؼ و الشروط الهحددة فْ اإلعالف‪ ،‬و بإهكاف كؿ هف توفرت فٍٓـ الشروط العاهة‬
‫‪1‬‬
‫الهعمف عىٍا الهشاركة وتقدٓـ العرض‪.‬‬
‫‪ )2‬طمب العروض المفتوح مع اشتراط قدرات دنيا ‪(L’appel d’offres ouvet avec‬‬
‫‪:)exigence de capacités minimales‬‬
‫ٌو اجراء يسهح فيً لكل الهترشحٓف الذٓف تتوفر فٍٓـ بعض الشروط الدىيا الهؤٌمة التْ‬
‫تحددٌا الهصمحة الهتعاقدة هسبقا قبل اطالؽ االجراء‪ ،‬بتقديـ تعٍد‪ ،‬و ال ٓتـ اىتقاء قبمْ‬
‫لمهترشحٓف هف طرؼ الهصمحة الهتعاقدة‪ ،‬و الشروط الهؤٌمة تخص القدرات التقىية و الهالية‬
‫‪2‬‬
‫و الهٍىية الضرورية لتىفٓذ الصفقة و تكوف هتىاسبة هع طبيعة و تعقٓد و أٌهية الهشروع‪.‬‬
‫‪ )3‬طمب العروض المحدود)‪:)L’appel d’offres restreint‬‬
‫عرفتً الهادة ‪ 45‬و ‪ 46‬هف الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪ 247/15‬عمِ أىً اجراء يكوف‬
‫الهرشحوف الهرخص لٍـ بتقديـ عرض فيً ٌـ الهدعووف خصيصا لمقياـ بذلؾ بعد اىتقاء أولْ‪ ،‬و‬
‫ٌىا ىالح اف الهشرع الجزائري هىح اإل دارة قدر واسع هف الحرية هف خالؿ السهاح لٍا باالتصاؿ‬
‫بالهتعاهمٓف و اىتقائٍـ بكل حرية‪ ،‬كها أكد عمِ ضرورة احتراـ هبادئ قياـ الصفقة العهوهية و‬
‫أعطِ الحٓز القاىوىْ لمعهمية اإلجرائية هف خالؿ بياف المجوء إلٍٓا إها عمِ هرحمتٓف أو هرحمة‬
‫‪3‬‬
‫واحدة هع بياف الهتطمبات و كيفيات االىتقاء األولْ بصورة تبعد اإلدارة هف دائرة التٍهة و الشؾ‪.‬‬
‫‪ )4‬المسابقة )‪:)Le concours‬‬
‫عرفتٍا الهادة ‪ 47‬و دعهتٍا الهادة ‪ 48‬هف الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪ 247/15‬و ٌْ اإلجراء‬
‫الذي يضع رجاؿ الفف فْ هىافسة قصد اىجاز عهمية تشتهل عمِ جواىب تقىية أو اقتصادية أو‬
‫جهالية او فىية خاصة‪ ،‬و ٌْ تتـ بهوجب جهمة هف اإلجراءات الهىظهة بهوجب الهادة ‪ 47‬التْ‬
‫ٓتبٓف هف خالؿ استقرائٍا بأف الهسابقة اجراء هخصص لألشخاص الطبيعٓٓف دوف الهعىويٓف‪ ،‬ألىً‬

‫‪ )1‬كشرود فٓروز‪ ،‬هبدأ الهىافسة فْ الصفقات العهوهية‪( ،‬هرجع سابق)‪ ،‬ص‪.22‬‬


‫‪ )2‬الهادة ‪ 44‬هف الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪( ،247/15‬هرجع سابق)‪.‬‬
‫‪ )3‬الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪( ،247/15‬هرجع سابق)‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ٓركز عمِ الجاىب الفىْ هها ٓجعل الهادة هقٓدة جدا هقارىة بالغرض الهرجو هف اإلجراء و‬
‫‪1‬‬
‫الهتهثل فْ ابراـ الهىاقصة التْ قد تتـ هف طرؼ أشخاص طبيعٓٓف او هعىويٓف‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬اجراءات طمب العروض‪:‬‬
‫يهر ابراـ الصفقة عف طريق طمب العروض باجراءات عدٓدة ىستعرضٍا عف طريق‬
‫الهراحل التالية‪:‬‬
‫‪ )1‬إعداد دفتر الشروط‪:‬‬
‫ىظار ألٌهية ٌذي الخطوة ودورٌا فْ تكريس هبادئ الهىافسة وهكافحة الفساد بجهيع أشكالً‬
‫فقد ىظهٍا الهشرع وفق قواعد اجرائية هحددة و أخضعٍا لىظاـ رقابْ صارـ‪ ،‬سبق التعرض لً فْ‬
‫الهطمب األوؿ هف ٌذا الهبحث‪.‬‬
‫‪ )2‬اإلعالن عن طمب العروض‪:‬‬
‫اإلعالف عف طمب العروض ٌو اوؿ إجراء تقوـ بً اإلدارة العاهة بعد إعدادٌا لدفتر‬
‫الشروط‪ ،‬و ٓتـ بواسطتً توجيً الدعوة لكافة الهقاولٓف و الهتعٍدٓف الراغبٓف فْ التعاقد هع اإلدارة‬
‫و قد تـ التطرؽ إليً فْ الهطمب االوؿ‪.‬‬
‫‪ )3‬إيداع العروض‪:‬‬
‫بعد إعالف اإلدارة عف طمب العروض و افصاحٍا عف ىٓتٍا فْ التعاقد و تحدٓد شروطً‬
‫ٓتقدـ الهعىٓوف لسحب دفاتر الشروط التْ عمِ أساسٍا ٓتـ إعداد العرض فْ الهدة الهحددة‪ ،‬و هف‬
‫ثـ إٓداع همفات ترشحٍـ‪ ،2‬و تحضر العروض وفق ها ٌو هىصوص عميً فْ الهادة ‪ 67‬هف‬
‫الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪ ،247/15‬حٓث ٓجب اف تشتهل العروض عمِ همف الترشح و عرض تقىْ‬
‫و عرض هالْ‪ ،‬و توضع فْ أظرفة هىفصمة و هقفمة باحكاـ ٓبٓف كل هىٍا تسهية الهؤسسة و‬
‫هرجع طمب العروض و هوضوعً و تتضهف عبارة "ممف الترشح" أو "عرض تقني" أو "عرض‬
‫مالي " حسب الحالة‪ ،‬و توضع ٌذي األظرفة فْ ظرؼ آخر هقفل باحكاـ و هغفل و يحهل عبارة‬

‫‪ )1‬الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪( ،247/15‬هرجع سابق)‪.‬‬


‫‪ )2‬الهادة ‪ 66‬هف الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪( ،247/15‬هرجع سابق)‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫"ال يفتح إال هف طرؼ لجىة فتح االظرفة و تقٓيـ العروض"‪ -‬طمب العروض رقـ‪ – ...:‬هوضوع‬
‫‪1‬‬
‫طمب العروض‪.‬‬
‫‪ )4‬مرحمة فتح األظرفة و تقييم العروض‪:‬‬
‫تحدث الهصمحة الهتعاقدة فْ إطار الرقابة الداخمية لجىة دائهة واحدة أو أكثر تكمف‬
‫بفتح األظرفة و تحمٓل العروض و البدائل و األسعار تدعِ لجىة فتح األظرفة و تقٓيـ العروض‬
‫)‪ ،)La commission d’ouverture des plis et d’évaluation des offres‬حٓث تقوـ‬
‫فْ جمسة أولِ عمىية بدعوة كل الهترشحٓف الهتقدهٓف لمهىاقصة العاهة لمحضور حٓث تقوـ بفتح‬
‫العروض‪ ،‬ثـ تقوـ فْ جمسة ثاىية تكوف سرية بدور تقىْ و ٌو تقٓيـ العروض و اقصاء العروض‬
‫الغٓر هطابقة لدفتر الشروط‪ ،‬و اختيار أحسف عرض هف الىاحية االقتصادية‪.2‬‬
‫‪ )5‬مرحمة منح و اعتماد الصفقة العمومية‪:‬‬
‫ٓتـ هىح و ارساء الصفقة عف طريق الهىح الهؤقت و إعالف ٌذا الهىح فْ الجرائد التْ تـ‬
‫اإلعالف فٍٓا عف الصفقة‪ ،‬و ٓجب أف ٓتضهف اإلعالف عف الهىح الهؤقت ىتائ تقٓيـ العروض‬
‫التقىية و الهالية لمحائز عمِ الصفقة هؤقتا و رقـ تعريفً الجبائْ عف اإلقتضاء و رقـ التعريف‬
‫الجبائْ لمهصمحة الهتعاقدة و آجاؿ الطعف‪ ،‬و هىح الهشرع الجزائري الحق لكل الهترشحٓف‬
‫اإلطالع عمِ ىتائ تقٓيهٍـ فْ أجل ثالثة (‪ )03‬أياـ هف الهىح الهؤقت لمصفقة‪ ،‬باإلضافة إلِ‬
‫حق الطعف فْ الهىح الهؤقت لمصفقة و ذلؾ أهاـ لجىة الصفقات الهختصة فْ أجل عشرة (‪)10‬‬
‫أياـ ابتداء هف تاريخ أوؿ ىشر إلعالف الهىح الهؤقت لمصفقة‪ ،3‬و يهكف اف ٓمغِ إجراء الهىح‬
‫الهؤقت هف طرؼ الهصمحة العاهة و ال يهكف لمهتعٍدٓف طمب أي تعويض فْ حالة عدـ اختيار‬
‫عروضٍـ‪ ،‬كها ٓمغِ ٌذا الهىح فْ حالة تىازؿ الهتعٍد الذي تـ هىحً الصفقة بصفة هؤقتة و تقوـ‬

‫‪ )1‬الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪( ،247/15‬هرجع سابق)‪.‬‬


‫‪ )2‬الهادة ‪ 71‬و ‪ 72‬هف الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪( ،247/15‬هرجع سابق)‪.‬‬
‫‪ )3‬الهادة ‪ 82‬هف الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪( ،247/15‬هرجع سابق)‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫بعدٌا الهصمحة الهتعاقدة بهواصمة تقٓيـ الهترشحٓف و هىح الصفقة لهتعٍد آخر‪ ،1‬و بعد الهىح‬
‫الهؤقت يأتْ الهىح الىٍائْ لمصفقة و ذلؾ بهوافقة السمطة الهختصة هسؤوؿ الٍٓئة العهوهية‪،‬‬
‫الوزير‪ ،‬و الهتهثمة فْ هسؤوؿ الٍٓئة العهوهية الوزير‪ ،‬الوالْ‪ ،‬رئيس الهجمس الشعبْ البمدي‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫الهدٓر العاـ او الهدٓر فيها ٓخص الهؤسسة العهوهية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬اعتماد التراضي كاستثناء في ابرام الصفقات العمومية‬
‫ٓتـ التعاقد بالتراضْ وفقا لمقواعد واإلجراءات التْ حددٌا القاىوف فْ طمب العرو ض هع‬
‫استبعاد اإلعالف عف التراضْ فْ الصحف والجرائد الٓوهية وها ٓترتب عمِ ذلؾ هف هواعٓد‬
‫واجراءات قاىوىية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف التراضي‪:‬‬
‫عرفت الهادة ‪ 41‬هف القاىوف رقـ ‪ 247/15‬التراضْ عمِ اىً‪«:‬اجراء تخصيص صفقة‬
‫لهتعاهل هتعاقد واحد دوف الدعوة الشكمية إلِ الهىافسة و يهكف اف يكتسْ التراضْ شكل التراضْ‬
‫‪3‬‬
‫البسيط أو شكل التراضْ بعد االستشارة‪ ،‬و تىظـ ٌذي االستشارة بكل الوسائل الهكتوبة الهالئهة»‪.‬‬
‫لذا فالتراضْ ىجدي اجراء استثىائْ كها سبق القوؿ‪ ،‬بهوجبً تقوـ الهصمحة الهتعاقدة باختيار‬
‫الهتعاقد هعٍا هتحررة هف كل القٓود الشكمية و االجرائية الهفروضة عمِ أسموب طمب العروض‬
‫بأشكالً الهختمفة‪ ،‬فإذا كاف إجراء طمب العروض ٓخضع لعدة هبادئ و ٌْ العالىية والهساواة فإف‬
‫إجراء التراضْ ال ٓخضع لٍذي الهبادئ‪ ،‬و ٌذا ها يستدعْ أف تهارس رقابة صارهة عمِ ٌذا‬
‫الىوع هف اإلجراء‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أشكال التراضي‪:‬‬
‫يأخذ التراضْ شكمٓف أساسٓف ىصت عمٍٓها الهادتٓف ‪ 49‬و ‪ 51‬هف الهرسوـ الرئاسْ‬
‫رقـ ‪ 247/15‬الهتضهف تىظيـ الصفقات العهوهية و تفويضات الهرفق العاـ‪ ،‬و ٓتهثل فْ‬
‫التراضْ البسيط و التراضْ بعد االستشارة‪.‬‬

‫‪ )1‬الهادة ‪ 73‬و ‪ 74‬هف الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪( ،247/15‬هرجع سابق)‪.‬‬


‫‪ )2‬الهادة ‪ 04‬هف الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪( ،247/15‬هرجع سابق)‪.‬‬
‫‪ )3‬الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪( ،247/15‬هرجع سابق)‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ )1‬التراضي البسيط‪:‬‬
‫التراضْ البسيط شكل هف أشكاؿ التراضْ ٓجعل الهصمحة الهتعاقدة هتحررة هف ضرورة‬
‫إقاهة الهىافسة بٓف الهتعٍدٓف‪ ،‬و تقوـ باختيار الهتعاهل هعٍا هباشرة بعد التفاوض هعً‪ ،‬و ٓتـ‬
‫التفاوض بعىواف التراضْ البسيط هع شخص بعٓىً دوف غٓري‪ ،‬و ٓوفر المجوء إلِ ٌذي الصيغة‬
‫بساطة فْ اإلجراءات و بالتالْ السرعة فْ تمبية الحاجات و ربحا لموقت‪ ،1‬و تمجأ اإلدارة إليً فْ‬
‫حاالت حددٌا الهشرع عمِ سبٓل الحصر فْ الهادة ‪ 49‬هف الهرسوـ الرئاسْ ‪ 247/15‬و ٌْ‪:‬‬
‫‪ -‬عىدها ال يهكف تىفٓذ الخدهات إال عمِ ٓد هتعاهل هتعاقد وحٓد يحتل وضعية احتكارية‪ ،‬أو‬
‫ٓىفرد باهتالؾ الطريقة التكىولوجية التْ اختارتٍا الهصمحة الهتعاقدة‪.‬‬
‫‪ -‬فْ حالة االستعجاؿ الهمح الهعمل بوجود خطر داٌـ ٍٓدد االستثهار او الهمؾ العهوهْ قد‬
‫ٓتجسد فْ الهٓداف و ال يسعً التكٓف هع آجاؿ اجراءات ابراـ الصفقات العهوهية‪ ،‬شرط أف ال‬
‫تتقع الهصمحة الهتعاقدة الظرؼ الهسبب لالستعجاؿ‪ ،‬و اف ال تكوف الحالة االستعجالية ىاتجة‬
‫عف الههاطمة هف طرفٍا‪.‬‬
‫‪ -‬فْ حالة التهويف الهستعجل لسد حاجات السكاف األساسية‪.‬‬
‫‪ -‬عىدها ٓتعمق األهر بهشروع ذي أولوية و ذي اٌهية وطىية يكتسْ طابعا استعجاليا‪.‬‬
‫‪ -‬عىدها ٓتعمق االهر بترقية االىتاج أو األداة الوطىية لالىتاج‪.‬‬
‫‪ -‬عىدها يهىح ىص تىظيهْ أو تشريعْ هؤسسة عهوهية ذات طابع صىاعْ و تجاري حقا‬
‫ح صريا لمقياـ بهٍهة الخدهة العهوهية‪ ،‬أو عىدها تىجز ٌذي الهؤسسة كل ىشاطٍا هع الٍٓئات‬
‫‪2‬‬
‫و اإلدارات العهوهية‪ ،‬و الهؤسسات العهوهية ذات الطابع اإلداري‪.‬‬
‫‪ )2‬التراضي بعد االستشارة‪:‬‬
‫التراضْ بعد االستشارة يعتبر صيغة تدخل ضهف الصيغ التفاوضية‪ ،‬غٓر اىٍا تختمف‬
‫عف التراضْ البسيط فْ كوىٍا تضهف قد ار و لو قميال هف الهىافسة و التْ تىعدـ فْ ٌذا األخٓر‬

‫‪ )1‬خرشْ الىوي‪ ،‬تسٓٓر الهشاريع فْ إطار الصفقات العهوهية‪،‬دار الخمدوىية لمىشر و التوزيع‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬الجزائر‪ ،2011 ،‬ص‪.165‬‬
‫‪ )2‬الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪( ،247/15‬هرجع سابق)‪.‬‬
‫‪47‬‬
‫التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫كوىً ٓتـ فيً التفاوض هع شخص بعٓىً دوف غٓري‪ ،‬فالتفاوض بعىواف التراضْ بعد االستشارة‬
‫يكوف هع هجهوعة هف الهترشحٓف هدعووف خصيصا بوسائل هكتوبة دوف المجوء إلِ االجراءات‬
‫الشكمية الهعتهدة فْ طمب العروض‪ ،1‬و ٓتـ المجوء إليً فْ الحاالت التْ حددٌا الهشرع فْ‬
‫الهادة ‪ 51‬هف الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪ 247/15‬و ٌْ‪:‬‬
‫‪ -‬عىدها يعمف عف عدـ جدوى طمب العروض لمهرة الثاىية‪.‬‬
‫‪ -‬فْ حالة صفقات الدراسات و الموازـ و الخدهات الخاصة التْ ال تستمزـ طبيعتٍا المجوء إلِ‬
‫طمب عروض هثل سرية الصفقة و عدـ قابمٓتٍا لمهىافسة‪.‬‬
‫‪ -‬فْ حالة صفقات األشغاؿ التابعة هباسرة لمهؤسسات العهوهية السيادية فْ الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬فْ حالة الصفقات الههىوحة و التْ كاىت هحل فسخ و ال تالئـ طبيعتٍا المجوء إلِ طمب‬
‫عروض جدٓد‪.‬‬
‫‪ -‬فْ حالة العهميات الهىجزة فْ إطار استراتٓجيات التعاوف الحكوهْ‪ ،‬أو فْ إطار اتفاقات ثىائية‬
‫تتعمق بالتهويالت االهتيازية و تحويل الدٓوف إلِ هشاريع تىهوية أو ٌبات عىدها تىص اتفاقات‬
‫‪2‬‬
‫التهويل الهذكورة عمِ ذلؾ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬اجراءات التراضي‪:‬‬


‫تقوـ الهصمحة الهتعاقدة فْ حالة التراضْ البسيط بتحدٓد حاجاتٍا و التأكد هف قدرات‬
‫الهتعاهل االقتصادي‪ ،‬ثـ اختيار هتعاهل اقتصادي يقدـ احسف عرض هف الىاحية االقتصادية‪ ،‬اها‬
‫التراضْ بعد االستشارة فتستشٓر اإلدارة كل الهؤسسات التْ شاركت فْ طمب العروض عف‬
‫طريق رسالة استشارة هع هراعاة االحكاـ الهىصوص عمٍٓا فْ الهادة ‪ 52‬هف الهرسوـ ‪.247/15‬‬
‫ى الح أف الهشرع لـ يقـ بتأطٓر إجراءات التراضْ بعد اإلستشارة بدقة ألف الىص ورد عمِ‬
‫عهوهً وذلؾ بإستعهالً لهصطمح " بكل الوسائل المكتوبة "‪ ،‬وٌذا ها يفتح الهجاؿ لمهصمحة‬
‫الهتعاقدة فْ إستعهاؿ الوسٓمة الهىاسبة إلقصاء بعض الهترشحٓف عهدا‪ ،‬لمحصوؿ عمِ أغراض‬

‫ص‪.165‬‬ ‫‪ )1‬خرشْ الىوي‪ ،‬تسٓٓر الهشاريع فْ إطار الصفقات العهوهية‪(،‬هرجع سابق)‪،‬‬


‫‪ )2‬الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪( ،247/15‬هرجع سابق)‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫شخصية أو هالية عمِ حساب الصفقة العهوهية والهصمحة العاهة‪ ،‬إضافة إلِ ذلؾ ىسجل‬
‫غهوض أخر فْ ىص الهادة ‪ 49‬هف الهرسوـ الرئاسْ رقـ ‪ 15-247‬السالف الذكر‪ ،‬التْ تىظـ‬
‫حاالت التراضْ البسيط‪ ،‬بحٓث لـ يضبط الهشرع حاالت اإلستعجاؿ الهمح‪ ،‬ألف ىص الهادة لـ‬
‫يفصل فْ ٌذي الحاالت بكل دقة ووضوح‪ ،‬ها ٓؤدي بالهصمحة الهتعاقدة إلِ التحج دائها بحالة‬
‫‪1‬‬
‫اإلستعجاؿ هف أجل تهرير الصفقات العهوهية تحت طائمة االستعجاؿ‪.‬‬

‫‪ )1‬جالب عالوة‪ ،‬ىظاـ الرقابة عمِ قاىوف الصفقات العهوهية قبل تىفٓذٌا فْ الجزائر‪ ،‬هذكرة لىٓل شٍادة الهاجستٓر فْ القاىوف‬
‫تخصص الٍٓئات العهوهية و الحوكهة‪ ،‬كمية الحقوؽ و العموـ السياسية‪ ،‬جاهعة عبد الرحهاف هٓرة‪ ،‬بجاية‪ ،2014 ،‬ص ‪.42‬‬
‫‪49‬‬
‫التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫خالصة الفصل األول‬


‫هف خالؿ ها سبق و هف خالؿ دراستىا لهفٍوـ هبدأ الهىافسة الحظىا أف الهشرع ربط ٌذا‬
‫الهبدأ بهختمف االىشطة االقتصادية سواء كاىت ذو عالقة بالشخص العاـ أو الخاص‪ ،‬حٓث يهكف‬
‫القوؿ أف هبدأ الهىافسة ٌو هف أٌـ الهبادئ التْ يصحب التحكـ فْ الهٓداف االقتصادي ىظ ار‬
‫لطبيعة االىساف التىافسية و حب الذات بها ٓؤدي إلِ حدوث تجاوزات فْ السوؽ تهس بهبدأ‬
‫الهىافسة خاصة فْ الصفقات العهوهية‪ ،‬لذلؾ اهتدت الهىافسة إلِ ٌذي االخٓرة هف خالؿ تفعٓل‬
‫هبادئ حرية الوصوؿ لمطمبات العهوهية و شفافية اإلجراءات و كذا الهساواة فْ الهعاهمة هع‬
‫الهترشحٓف‪ ،‬حٓث هىع العدٓد هف الههارسات التْ تهس باإلجراءات الهتعمقة بإبراـ الصفقات‬
‫العهوهية و التْ قد ترتكب هف الهتعاهمٓف الهتعاقدٓف أو الهصمحة الهتعاقدة‪ ،‬إال أف ٌذا الهبدأ ترد‬
‫عميً بعض االستثىاءات حٓث ٓجب اف ال يهس بهٍاـ الهرفق العاـ كها ٓجب اف ال يعٓق‬
‫ههارسة اهتيازات السمطة العاهة‪ ،‬و ترد عميً بعض القٓود و تكوف هبىية إها عمِ ىص تشريعْ أو‬
‫عمِ الشروط التْ تفرضٍا الهصمحة الهتعاقدة‪.‬‬

‫هف جٍة اخرى الحظىا اف الهشرع ألزـ الهصمحة الهتعاقدة بإعهاؿ جهمة هف اإلجراءات‬
‫و كاف ٌدفً تجسٓد هبدأ الهىافسة عمِ أرض الواقع فأصبحت الصفقات العهوهية تبرـ فْ ظل‬
‫احتراـ أحكاـ الهىافسة‪ ،‬بٍدؼ ضهاف ىجاعة الطمبات العهوهية واالستعهاؿ الحسف لمهاؿ العاـ‬
‫الذي يقوـ عمِ فكرة تحدٓد الحاجات األساسية لمهصمحة الهتعاقدة بصفة دقيقة و وفق إطار‬
‫عقالىْ هدروس هبىْ عمِ أسس تىافسية‪ ،‬وادراج ذلؾ ضهف دفتر الشروط الذي تعدي الهصمحة‬
‫الهتعاقدة‪ ،‬باإلضافة إلِ عالىية االجراءات و وضع الوثائق الهتعمقة بالهىافسة تحت تصرؼ‬
‫الهترشحٓف هع اعطائٍـ الوقت الكافْ لتحضٓر عروضٍـ‪ ،‬كها حدد طرؽ ابراـ الصفقات العهوهية‬
‫و حصرٌا فْ أسموبٓف فاعتبر طمب العروض كقاعدة عاهة و أوالٌا أٌهية خاصة هف خالؿ‬
‫ضبط أشكالٍا و تحدٓد اجراءاتٍا‪ ،‬كها فسح هجاال هف الحرية لإلدارة العتهاد أسموب التراضْ هع‬
‫تقٓٓدي ببعض اإلجراءات حفاظا عمِ هبادئ الهىافسة و شفافية اإلجراءات‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫لما كان لمصفقات العمومية أىمية كبيرة في تنفيذ المشاريع العمومية و انجاز مشاريع‬
‫التنمية‪ ،‬فقد أعطى المشرع ليذا النوع من العقود إطا ار تنظيميا خاصا عن طريق إخضاعيا لطرق‬
‫إبرام خاصة و معقدة‪ ،‬خاصة بالنسبة لطمب العروض الذي يعتبر القاعدة العامة في التعاقد‪ ،‬إال‬
‫أن ىذه اإلجراءات غير كافية لمحد من االنتياكات المستمرة لمبادئ المنافسة‪ ،‬مما استمزم إيجاد‬
‫ضمانات فعالة من أجل تكريس و تجسيد ىذه المبادئ‪ ،‬و من ثم إضفاء نوع من الثقة لدى‬
‫المتعام مين المتعاقدين الباحثين عن فرصة الدخول لمطمبات العمومية من خالل تحسين ظروف‬
‫التعاقد و إضفاء الشفافية عمى قواعد و إجراءات إبرام الصفقات العمومية‪ ،‬حيث غالبا ما يشتكي‬
‫المتعاممون المتعاقدون من تحيز اإلدارة لطرف عمى حساب اآلخرين أو ما يعرف بالمحاباة‪ ،‬لذا‬
‫كان ل ازما إدراج عدة أحكام و نصوص قانونية تضبط ىذه العممية و تكفل خاصة حقوق المتعامل‬
‫‪1‬‬
‫المتعاقد في مواجية السمطات الواسعة المخولة لممصمحة المتعاقدة‪.‬‬
‫و تجسيدا ليذا الغرض نص المشرع عمى إخضاع الصفقات العمومية لمرقابة اإلدارية‬
‫بأنواعيا كامتداد لسمسة القيود التي تضبط عمل المصالح المتعاقدة في عممية إبراميا لمصفقات‬
‫العمومية‪ ،‬و ذلك بغرض التأكد من التزاميا بالتقيد بأحكام الصفقات العمومية بما يكرس المبادئ‬
‫الكبرى لمتعاقد كمبدأ الشفافية و حرية المنافسة و المساواة بين العارضين أو المتنافسين‪.‬‬
‫و من أجل نجاعة عممية اختيار المتعامل المتعاقد و تجنبا ألي تعسف أو إخالل قد‬
‫يحدث من قبل اإلدارة‪ ،‬تم إخضاع الصفقات العمومية لرقابة القاضي اإلداري و ذلك عن طريق‬
‫وضع آليات لتسوية المنازعات الناشئة عن الممارسات المنافية لمبدأ المنافسة‪ ،‬خاصة في مرحمة‬
‫إبرام الصفقة العمومية‪.‬‬
‫و بنـاء عمى ما سبق قمنا بتقسيم ىذا الفصل إلى مبحثين‪ ،‬حيث تطرقنا في (المبحــث‬
‫الول) إلى إخضاع الصفقات العمومية لمرقابة اإلدارية‪ ،‬و في (المبحـث الثاني) إلى إخضاع‬
‫الصفقات العمومية لمرقابة القضائية‪.‬‬

‫‪ )1‬برة الزىرة‪ ،‬تكريس مبدأ حرية المنافسة في مجال الصفقات العمومية‪( ،‬مرجع سابق)‪ ،‬ص‪.84‬‬
‫‪52‬‬
‫ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث الول‬
‫اخضاع الصفقات العمومية لمرقابة اإلدارية‬
‫تعد الرقابة اإلدارية تمك الرقابة التي تباشرىا اإلدارة بنفسيا‪ ،‬فيي رقابة ذاتية سواء تتم‬
‫داخل نفس اإلدارة (رقابة داخمية) أو خارجيا (خارج اإلدارة)‪ ،‬و كذا (رقابة وصائية) و التي تيدف‬
‫إلى مطابقة الصفقات التي تبرميا المصالح المتعاقدة لمتنظيم المعمول بو‪.‬‬
‫و من أجل تفسير ىذه األنواع من الرقابة خصصت (المطمب الول) لمرقابة الداخمية و‬
‫(المطمب الثاني) لمرقابة الخارجية‪ ،‬و (المطمب الثالث) لمرقابة الوصائية و سمطة ضبط الصفقات‬
‫العمومية التي تم استحداثيا بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪.247/15‬‬
‫المطمـب الول‪ :‬الرقابة الداخمية‬
‫تعتبر الرقابة الداخمية الممارسة عمى الصفقات العمومية من أىم أنواع الرقابة التي تمارسيا‬
‫السمطة اإلدارية تمقائيا عبر أجيزة رقابية منبثقة من داخل اإلدارة المبرمة لمصفقة‪ ،‬و يستوي في‬
‫ذلك أن تكون الرقابة شاممة تضم كل أعمال اإلدارة في جوانبيا المختمفة أو تنصب عمى جانب من‬
‫‪1‬‬
‫جوانب أعماليا كاألعمال القانونية أو المحاسبية أو وثائقية تتعامل مع المستندات و األوراق‪.‬‬
‫و بالرجوع إلى األحكام المنظمة لمصفقات العمومية تقوم بالرقابة الداخمية لجنة تم‬
‫استحداثيا تدعى لجنة فتح األظرفة و تقييم العروض (الفرع الول)‪ ،‬و التي سنتناول مياميا و‬
‫وظائفيا (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع الول‪ :‬استحداث لجنة دائمة لفتح الظرفة و تقييم العروض‪.‬‬


‫تحدث المصمحة المتعاقدة في إطار الرقابة الداخمية لجنة واحدة أو أكثر تكمف بفتح‬
‫األظرفة و تحميل العروض و البدائل و األسعار تطبيقا لنص المادة ‪ 160‬من المرسوم الرئاسي‬
‫‪ ،247/15‬و تدعى في صمب الموضوع " لجنة فتح الظرفة و تقييم العروض "‪ ،‬تتشكل ىذه‬

‫‪ )1‬تياب نادية‪ ،‬آليات مواجية الفساد في مجال الصفقات العمومية‪( ،‬مرجع سابق)‪ ،‬ص‪.118‬‬

‫‪53‬‬
‫ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المجنة من موظفين مؤىمين تابعين لممصمحة المتعاقدة يختارون لكفاءتيم‪ ،1‬و ىذه المجنة ليست‬
‫مكمفة إطالقا بمنح الصفقات العمومية بل تمارس عمال إداريا و تقنيا تعرضو عمى المصمحة‬
‫المتعاقدة ممثمة في اآلمر بالصرف و التي تقوم بمنح الصفقة أو اإلعالن عن عدم جدوى اإلجراء‬
‫أو إلغائو أو إلغاء المنح المؤقت لمصفقة‪ ،‬و تصدر في ىذا الشأن رأيا مبر ار‪ ،2‬و مسؤول المصمحة‬
‫المتعاقدة ىو من يممك صالحية تحديد تشكيمة لجنة فتح األظرفة و تقييم العروض و ذلك بموجب‬
‫مقرر في إطار اإلجراءات القانونية و التنظيمية المعمول بيا و ىذا ما نصت عميو المادة ‪162‬‬
‫من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،247/15‬و لم يشترط المشرع نصاب معين النعقاد المجنة عندما‬
‫تمارس ميمة فتح األظرفة‪ ،‬و يتم إثبات أشغال المجنة في سجل أول خاص بفتح األظرفة و يكون‬
‫مرقم و مختوم من قبل اآلمر بالصرف‪ ،‬و سجل ثاني يخصص لتقييم العروض مرقم كذلك و‬
‫‪3‬‬
‫مختوم من قبل الىمر بالصرف شأنو شأن السجل األول (أي سجمين منفصمين)‪.‬‬
‫و قد حرص المشرع عمى تطبيق مجموعة من المبادئ نجدىا من خالل النصوص‬
‫القانونية المنظمة لسير لجنة فتح األظرفة و تقييم العروض أىميا يتمثل في مبدأ العمنية‪ ،‬حيث‬
‫نص عمى أن يتم فتح األظرفة المتعمقة بممف الترشح و العروض التقنية في جمسة عمنية تكون‬
‫بحضور ممثمين عن المقاوالت و ىذا أساسا لضمان الشفافية و المنافسة الحرة بينيم‪ ،4‬كما يعطي‬
‫رسالة مطمئنة لممقاولين و كذا القبول بالخسارة في حال عدم الفوز ما يحفزىم لممشاركة في‬
‫الصفقات القادمة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مهام لجنة فتح الظرفة و تقييم العروض‪.‬‬
‫تتجمى ميام لجنة فتح األظرفة و تقييم العروض في مرحمتين‪ ،‬و ذلك عند فتح األظرفة‬
‫كمرحمة أولى‪ ،‬و تقييم العروض في المرحمة الثانية‪.‬‬

‫‪ )1‬المرسوم الرئاسي رقم ‪( ،247/15‬مرجع سابق)‪.‬‬


‫‪ )2‬المادة ‪ 161‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪( ،247/15‬مرجع سابق)‪.‬‬
‫‪ )3‬المرسوم الرئاسي رقم ‪( ،247/15‬مرجع سابق)‪.‬‬
‫‪ )4‬مويسات سمية‪ ،‬الرقابة عمى الصفقات العمومية‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماستر في عموم التسيير‪ ،‬تخصص تسيير عمومي‪ ،‬كمية‬
‫العموم االقتصادية و التجارية و عموم التسيير‪ ،‬قسم عموم التسيير‪ ،‬جامعة دمحم بوضياف‪ ،‬المسيمة‪ ،2018 ،‬ص‪.35‬‬
‫‪54‬‬
‫ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أوال‪ :‬مهام المجنة في مرحمة فتح الظرفة‪:‬‬


‫تقوم المجنة في ىذه المرحمة بعمل إداري منصوص عميو في المادة ‪ 71‬من المرسوم‬
‫الرئاسي رقم ‪ 247/15‬و المتمثل في‪:‬‬
‫‪ -‬تثبيت صحة تسجيل العروض؛‬
‫‪ -‬تقوم بإعداد قائمة المترشحين أو المتعيدين حسب ترتيب تاريخ وصول أظرفة ممفات ترشحيم‬
‫أو عروضيم مع توضيح محتوى و مبالغ المقترحات و التخفيضات المحتممة؛‬
‫‪ -‬إعداد قائمة الوثائق التي يتكون منيا كل عرض؛‬
‫‪ -‬توقع باألحرف االولى عمى وثائق األظرفة المفتوحة التي ال تكون محل طمب استكمال‪.‬‬
‫‪ -‬تحرر محضر أثناء انعقاد الجمسة الذي يوقعو جميع أعضاء المجنة الحاضرين‪ ،‬و الذي يجب‬
‫أن يتضمن التحفظات المحتممة المقدمة من قبل أعضاء المجنة؛‬
‫‪ -‬دعوة المترشحين أو المتعيدين‪ ،‬عند االقتضاء‪ ،‬كتابيا عن طريق المصمحة المتعاقدة‪ ،‬إلى‬
‫استكمال عروضيم التقنية تحت طائمة رفض عروضيم‪ ،‬بالوثائق الناقصة أو غير الكاممة‬
‫المطموبة‪ ،‬باستثناء المذكرة التقنية التبريرية في أجل أقصاه عشرة (‪ )10‬أيام‪ ،‬ابتداء من تاريخ‬
‫فتح األظرفة‪ ،‬و تستثنى من طمب االستكمال كل الوثائق الصادرة عن المتعيد و المتعمقة بتقييم‬
‫العروض؛‬
‫‪ -‬تقترح عمى المصمحة المتعاقدة عند اإلقتضاء في المحضر‪ ،‬إعالن عدم جدوى اإلجراء حسب‬
‫الشروط المنصوص عمييا في المادة ‪ 40‬من ىذا المرسوم؛‬
‫‪ -‬ترجع عن طريق المصمحة المتعاقدة األظرفة غير المفتوحة إلى أصحابيا من المتعاممين‬
‫‪1‬‬
‫االقتصاديين‪ ،‬عند اإلقتضاء‪ ،‬حسب الشروط المنصوص عمييا في ىذا المرسوم‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مهام المجنة في مرحمة تقييم العروض‪:‬‬
‫يتمثل العمل التقني لمجنة في تقييم العروض المنصوص عميو في المادة ‪ 72‬من المرسوم‬
‫الرئاسي رقم ‪ 247/15‬كالتالي‪:‬‬

‫‪ )1‬المرسوم الرئاسي رقم ‪( ،247/15‬مرجع سابق)‪.‬‬


‫‪55‬‬
‫ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬اقصاء الترشيحات و العروض غير المطابقة لمحتوى دفتر الشروط المعد طبقا ألحكام المرسوم‬
‫الرئاسي رقم ‪ 247/15‬و‪/‬أو لموضوع الصفقة؛‬
‫‪ -‬تعمل عمى تحميل العروض الباقية في مرحمتين عمى أساس المعايير و المنيجية المنصوص‬
‫عمييا في دفتر الشروط عمى مرحمتين‪:‬‬
‫‪ ‬المرحمة الولى (التحميل التقني)‪ :‬تقوم بالترتيب التقني لمعروض مع اقصاء العروض التي لم‬
‫تحصل عمى العالمة الدنيا الالزمة المنصوص عمييا في دفتر الشروط‪.‬‬
‫‪ ‬المرحمة الثانية (التحميل المالي)‪ :‬تقوم بدراسة العروض المالية لممتعيدين الذين تم تأىيميم‬
‫االولي تقنيا‪ ،‬مع مراع اة التخفيضات المحتممة عمى عروضيم‪ ،‬و تقوم طبقا لدفتر الشروط‬
‫بانتقاء أحسن عرض من حيث المزايا اإلقتصادية و المتمثل في العرض‪:‬‬
‫‪ )1‬األ قل ثمنا من بين العروض المالية لممرشحين المختارين‪ ،‬عندما يسمح موضوع الصفقة بذلك‬
‫و في ىذه الحالة يستند تقييم العروض إلى معيار السعر فقط‪.‬‬
‫‪ )2‬األقل ثمنا من بين العروض المؤىمة تقنيا‪ ،‬إذا تعمق األمر بالخدمات العادية‪ ،‬و في ىذه الحالة‬
‫يستند تقييم العروض إلى عدة معايير من بينيا معيار السعر‪.‬‬
‫‪ )3‬الذي تحصل عمى أعمى نقطة استنادا إلى ترجيح عدة معايير من بينيا معيار السعر‪ ،‬إذا كان‬
‫األختيار قائما أساسا عمى الجانب التقني لمخدمات‪.‬‬
‫‪ -‬تقترح عمى المصمحة المتعاقدة رفض العرض المقبول إذا ثبت أن بعض ممارسات المتعيد‬
‫المعني تشكل تعسفا في وضعية ىيمنة عمى السوق أو قد تسبب في اختالل المنافسة في‬
‫القطاع المعني بأي طريقة كانت‪ ،‬و يجب أن يبين ىذا الحكم في دفتر الشروط‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان العرض المالي اإلجمالي لممتعامل اإلقتصادي المختار مؤقتا‪ ،‬أو كان سعر واحد أو‬
‫أكثر من عرضو المالي يبدو منخفضا بشكل غير عادي لمرجع األسعار‪ ،‬تطمب منو عن طريق‬
‫المصمحة المتعاقدة كتابيا التبريرات و التوضيحات التي يراىا مالئمة‪ ،‬و بعد التحقق من‬
‫التبريرات المقدمة تقترح عمى المصمحة المتعاقدة أن ترفض ىذا العرض إذا أقرت أن جواب‬

‫‪56‬‬
‫ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المتعيد غير مبرر من الناحية اإلقتصادية‪ ،‬و ترفض المصمحة المتعاقدة ىذا العرض بمقرر‬
‫معمل‪.‬‬
‫‪ -‬إذا أقرت أن العرض المالي لممتعامل اإلقتصادي المختار مؤقتا مبالغ فيو بالنسبة لمرجع‬
‫األسعار‪ ،‬تقترح عمى المصمحة المتعاقدة أن ترفض ىذا العرض‪ ،‬و ترفض المصمحة المتعاقدة‬
‫ىذا العرض بمقرر معمل‪.‬‬
‫و ترد عند االقتضاء عن طريق المصمحة المتعاقدة األظرفة المالية التي تتعمق بالعروض‬
‫التقنية التي تم إقصاؤىا إلى أصحابيا دون فتحيا‪.‬‬
‫و في حالة طمب العروض المحدود يتم انتقاء أحسن عرض من حيث المزايا االقتصادية‬
‫استنادا إلى ترجيح عدة معايير‪ ،‬أما في حالة إجراء المسابقة تقترح المجنة عمى المصمحة المتعاقدة‬
‫قائمة بالفائزين المعتمدين‪ ،‬و تدرس عروضيم المالية فيما بعد النتقاء أحسن عرض من حيث‬
‫‪1‬‬
‫المزايا االقتصادية استنادا إلى ترجيح عدة معايير‪.‬‬
‫المطمـب الثاني‪ :‬الرقابة الخارجية‬
‫إلضفاء أكثر فاعمية لمرقابة اإلدارية عمى الصفقات العمومية‪ ،‬كان لزاما فرض رقابة أخرى‬
‫خارجية و عدم اإلكتفاء بالرقابة الداخمية كونيا تتم داخل المصالح المتعاقدة من طرف اشخاص‬
‫معينين من قبميا و تابعين ليا‪ ،‬عكس الرقابة الخارجية التي تتم من طرف أشخاص ال عالقة ليم‬
‫بالمصالح المتعاقدة يتدرجون من المستولى المحمي إلى المستوى المركزي‪ ،‬حيث ييدف ىذا النوع‬
‫من الرقابة حسب المادة ‪ 163‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 247/15‬إلى التحقق من مطابقة‬
‫الصفقات العمومية لمتشريع و التنظيم المعمول بيما‪ ،‬و التحقق من مطابقة المصمحة المتعاقدة‬
‫لمعمل المبرمج بطريقة نظامية‪.‬‬
‫قسم المشرع المجان المكمفة بالرقابة الخارجية إلى قسمين‪ ،‬يتعمق القسم األول بمجان الصفقات‬
‫لممصالح المتعاقدة (الفرع الول)‪ ،‬و القسم الثاني بالمجنة القطاعية لمصفقات (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫‪ )1‬المرسوم الرئاسي رقم ‪( ،247/15‬مرجع سابق)‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفرع الول‪ :‬رقابة لجان الصفقات العمومية لممصمحة المتعاقدة‪.‬‬


‫تختص لجنة صفقات المصمحة المتعاقدة بتقديم مساعدتيا في مجال تحضير الصفقات‬
‫العمومية و اتمام تراتيبيا‪ ،‬و دراسة دفاتر الشروط و الصفقات و المالحق و معالجة الطعون التي‬
‫يقدميا المتعيدون حسب الشروط المنصوص عمييا في المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،1247/15‬و الذي‬
‫أنشأ لجان الصفقات التالية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬المجنة الجهوية لمصفقات‪:‬‬
‫تختص ىذه المجنة حسب المادة ‪ 171‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 247/15‬بدراسة مشاريع‬
‫دفاتر الشروط و الصفقات و المالحق الخاصة بالمصالح الجيوية لإلدارات المركزية في حدود‬
‫المستويات المحددة في المطات ‪ 1‬إلى ‪ 4‬من المادة ‪ 184‬و في المادة ‪ 139‬من المرسوم الرئاسي‬
‫رقم ‪ ،247/15‬و تتشكل المجنة من‪:‬‬
‫‪ -‬الوزير المعني أو ممثمو‪ ،‬رئيسا؛‬
‫‪ -‬ممثل المممثل المصمحة المتعاقدة؛‬
‫‪ -‬ممثمين إثنين (‪ )2‬عن الوزير المكمف بالمالية (مصمحة الميزاية و مصمحة المحاسبة)؛‬
‫‪ -‬ممثل عن الوزير المعني بالخدمة‪ ،‬حسب موضوع الصفقة (بناء‪ ،‬أشغال عمومية‪ ،‬ري)‪ ،‬عند‬
‫االقتضاء‪.‬‬
‫‪ -‬ممثل عن الوزير المكمف بالتجارة؛‬
‫‪2‬‬
‫تحدد قائمة اليياكل التي يسمح ليا بإنشاء ىذه المجنة بموجب قرار من الوزير المعني‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬لجنة الصفقات لممؤسسة العمومية الوطنية و الهيكل غير الممركز لممؤسسة العمومية‬
‫ذات الطابع اإلداري‪:‬‬
‫تختص ىذه المجنة حسب المادة ‪ 172‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 247/15‬بدراسة مشاريع‬
‫دفاتر الشروط و الصفقات و المالحق الخاصة بيذه المؤسسات‪ ،‬ضمن حدود المستويات المحددة‬

‫‪ )1‬المادة ‪ 169‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪( ،247/15‬مرجع سابق)‪.‬‬


‫‪ )2‬المرسوم الرئاسي رقم ‪( ،247/15‬مرجع سابق)‪.‬‬
‫‪58‬‬
‫ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫في المطات ‪ 1‬إلى ‪ 4‬من المادة ‪ 184‬و في المادة ‪ 139‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪247/15‬‬
‫حسب الحالة‪ ،‬و تتشكل المجنة من‪:‬‬
‫‪ -‬ممثل عن السمطة الوصية‪ ،‬رئيسا؛‬
‫‪ -‬المدير العام أو مدير المؤسسة أو ممثمو؛‬
‫‪ -‬ممثمين إثنين (‪ )2‬عن الوزير المكمف بالمالية (المديرية العامة لمميزانية و المديرية العامة‬
‫لممحاسبة)؛‬
‫‪ -‬ممثل عن الوزير المعني بالخدمة‪ ،‬حسب موضوع الصفقة (بناء‪ ،‬أشغال عمومية‪ ،‬ري)‪ ،‬عند‬
‫االقتضاء‪.‬‬
‫ممثل عن الوزير المكمف بالتجارة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫تحدد قائمة اليياكل غير الممركزة لممؤسسات العمومية الوطنية المذكورة أعاله‪ ،‬بموجب‬
‫‪1‬‬
‫قرار من الوزير المعني‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬المجنة الوالئية لمصفقات‪:‬‬
‫تختص بدراسة مشاريع دفاتر الشروط و الصفقاتو المالحق التي تبرميا الوالية و المصالح‬
‫غير الممركزة لمدولة‪ ،‬و المصالح الخارجية لإلدارات المركزية غير تمك المذكورة في المادة ‪172‬‬
‫ضمن حدود المستويات المحددة في المطات ‪ 1‬إلى ‪ 4‬من المادة ‪ 184‬و في المادة ‪ 139‬من‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ 247/15‬حسب الحالة‪ ،‬و تدرس أيظا مشاريع دفاتر الشروط و الصفقات‬
‫التي تبرميا البمدية و المؤسسات العمومية المحمية التي يفوق التقدير اإلداري لمحاجات أو الصفقة‬
‫مائتي مميون دينار (‪ 200.000.000‬دج) بالنسبة لألشغال و الموازم‪ ،‬و خمسين مميون دينار‬
‫(‪ 50.000.000‬دج) بالنسبة لصفقات الخدمات‪ ،‬و عشرين مميون دينار (‪ 20.000.000‬دج)‬
‫بالنسبة لصفقات الدراسات‪ ،‬باإلضافة إلى المالحق التي تبرميا البمدية و المؤسسات العمومية‬
‫المحمية ضمن حدود المستويات المحددة في المادة ‪ 139‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪.247/15‬‬
‫و تتشكل المجنة من‪:‬‬

‫‪ )1‬المرسوم الرئاسي رقم ‪( ،247/15‬مرجع سابق)‪.‬‬


‫‪59‬‬
‫ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬الوالي أو ممثمو‪ ،‬رئيسا؛‬


‫‪ -‬ممثل المصمحة المتعاقدة؛‬
‫‪ -‬ثالثة (‪ )03‬ممثمين عن المجمس الشعبي الوالئي؛‬
‫‪ -‬ممثمين إثنين (‪ )2‬عن الوزير المكمف بالمالية (مصمحة الميزاية و مصمحة المحاسبة)؛‬
‫‪ -‬مدير المصمحة التقنية المعنية بالخدمة بالوالية‪ ،‬حسب موضوع الصفقة (بناء‪ ،‬أشغال عمومية‬
‫ري)‪ ،‬عند االقتضاء؛‬
‫‪1‬‬
‫ممثل التجارة بالوالية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫رابعا‪ :‬المجنة البمدية لمصفقات‪:‬‬


‫تختص المجنة البمدية لمصفقات بدراسة مشاريع دفاتر الشروط و الصفقات و المالحق‬
‫الخاصة بالبمدية‪ ،‬ضمن الحدود و المستويات المنصوص عمييا حسب الحالة في المادتين ‪139‬‬
‫و ‪ 173‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،247/15‬و تتشكل ىذه المجنة من‪:‬‬
‫‪ -‬رئيس المجمس الشعبي البمدي أو ممثمو‪ ،‬رئيسا؛‬
‫‪ -‬ممثل المصمحة المتعاقدة؛‬
‫‪ -‬منتخبين إثنين (‪ )2‬يمثالن المجمس الشعبي البمدي‪.‬‬
‫‪ -‬ممثمين إثنين (‪ )2‬عن الوزير المكمف بالمالية (مصمحة الميزاية و مصمحة المحاسبة)؛‬
‫‪ -‬ممثل عن المصمحة التقنية المعنية بالخدمة بالوالية‪ ،‬حسب موضوع الصفقة (بناء‪ ،‬أشغال‬
‫‪2‬‬
‫عمومية‪ ،‬ري)‪ ،‬عند االقتضاء‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬لجنة الصفقات لممؤسسة العمومية المحمية و الهيكل غير الممركز لممؤسسة العمومية‬
‫ذات الطابع اإلداري‪:‬‬
‫تختص لجنة الصفقات لممؤسسة العمومية المحمية و الييكل غير الممركز لممؤسسة‬
‫العمومية ذات الطابع اإلداري بدراسة مشاريع دفاتر الشروط و الصفقات و المالحق الخاصة‬

‫‪ )1‬المادة ‪ 173‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪( ،247/15‬مرجع سابق)‪.‬‬


‫‪ )2‬المادة ‪ 174‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪( ،247/15‬مرجع سابق)‪.‬‬
‫‪60‬‬
‫ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫بالمؤسسة‪ ،‬ضمن حدود المستويات المنصوص عمييا حسب الحالة‪ ،‬في المادتين ‪ 139‬و ‪173‬‬
‫من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،247/15‬و تتشكل ىذه المجنة من‪:‬‬
‫‪ -‬ممثل السمطة الوصية‪ ،‬رئيسا؛‬
‫‪ -‬المدير العام أو مدير المؤسسة أو ممثمو؛‬
‫‪ -‬ممثل منتخب عن مجمس المجموعة االقميمية المعنية؛‬
‫‪ -‬ممثمين إثنين (‪ )2‬عن الوزير المكمف بالمالية (مصمحة الميزانية و مصمحة المحاسبة)؛‬
‫‪ -‬ممثل عن المصمحة التقنية المعنية بالخدمة بالوالية‪ ،‬حسب موضوع الصفقة (بناء‪ ،‬أشغال‬
‫‪1‬‬
‫عمومية‪ ،‬ري)‪ ،‬عند االقتضاء‪.‬‬

‫جدير بالذكر أن المشرع خص لجان الصفقات العمومية لممصمحة المتعاقدة ببعض‬


‫األحكام القانونية الخاصة‪ ،‬منيا أن أعضاء لجان الصفقات و مستخمفوىم يعينون من طرف‬
‫إدارتيم لمدة ثالث (‪ )03‬سنوات قابمة لمتجديد باستثناء المعينون بحكم الوظيفة‪ ،‬زيادة إلى منح‬
‫المسؤول االول لممصمحة المتعاقدة سمطة تعيين عضو مستخمف من خارج المجنة الستخالف‬
‫رئيس المجنة في حالة الغياب‪ ،‬و يحضر األعضاء الذين يمثمون المصمحة المتعاقدة و المصمحة‬
‫المستفيدة من الخدمات االجتماعات بانتظام و تبعا لجدول األعمال بصوت استشاري‪ ،‬و يكمف‬
‫مسؤول المصمحة المتعاقدة بتزويد أعضاء المجنة بكل المعمومات الالزمة و الضرورية الستيعاب‬
‫‪2‬‬
‫محتوى الصفقة‪.‬‬
‫و أخي ار نصت المادة ‪ 178‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 247/15‬عمى أن رقابة لجنة الصفقات‬
‫لممصمحة المتعاقدة تتوج بمقرر منح التأشيرة أو رفضيا خالل أجل أقصاه عشرون (‪ )20‬يوما‬
‫‪3‬‬
‫ابتداء من تاريخ إيداع الممف كامال لدى كتابة ىذه المجنة‪.‬‬

‫‪ )1‬المادة ‪ 175‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪( ،247/15‬مرجع سابق)‪.‬‬


‫‪ )2‬المادة ‪ 176‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪( ،247/15‬مرجع سابق)‪.‬‬
‫‪ )3‬المرسوم الرئاسي رقم ‪( ،247/15‬مرجع سابق)‪.‬‬
‫‪61‬‬
‫ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬رقابة المجنة القطاعية لمصفقات العمومية‪.‬‬


‫لقد كرس المرسوم الرئاسي رقم ‪ 247/15‬اصالحات ميمة تتعمق بالرقابة اإلدارية‬
‫الخارجية عمى الصفقات العمومية‪ ،‬و يتجمى ذلك عمى وجو الخصوص من خالل إدماج المجنة‬
‫الو ازرية لمصفقات في المجنة القطاعية لمصفقات و إلغاء المجان الوطنية و تحوبل صالحياتيا إلى‬
‫المجان القطاعية التي تنصب عمى مستوى كل و ازرة‪ ،‬األمر الذي سيساىم في تقميص المدة الطويمة‬
‫‪1‬‬
‫التي تستغرقيا دراسة ممفات دفاتر الشروط و الصفقات العمومية‪.‬‬
‫و يتمثل اختصاص المجنة القطاعية من خالل دور رقابي إلى جانب دورىا التنظيمي‪ ،‬و‬
‫في حدود اختصاصيا المالي و تندرج اختصاصات ىذه المجنة في‪:‬‬
‫أوال‪ :‬اإلختصاص الرقابي‪:‬‬
‫جاء في المادة ‪ 182‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 247/15‬عمى أن المجنة تقوم عمى‬
‫المستوى الرقابي‪ ،‬بدراسة مشاريع دفاتر الشروط و الصفقات و المالحق و الطعون المنصوص‬
‫عمييا في المادة ‪ 82‬من ىذا المرسوم المتعمقة بكل المصالح المتعاقدة التابعة لمقطاع المعني‪ ،2‬و‬
‫ال تفوتنا اإلشارة إلى أن الرقابة التي تمارسيا المحنة القطاعية تتوج بمقرر منح أو رفض منح‬
‫‪3‬‬
‫التأشيرة في أجل أقصاه ‪ 45‬يوما ابتداء من تاريخ إيداع الممف لدى أمانة كتابة المجنة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬االختصاص التنظيمي‪:‬‬
‫لقد ورد في نص المادة ‪ 183‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 247/15‬أن المجنة القطاعية‬
‫لمصفقات تتولى في مجال التنظيم جممة من اإلختصاصات‪ ،‬فيي تقترح أي تدبير من شانو تحسين‬
‫ظروف مراقبة صحة ابرام الصفقات العمومية‪ ،‬و ليا حق اقتراح نظام داخمي نموذجي يحكم عمل‬
‫‪4‬‬
‫المجان‪.‬‬

‫‪ )1‬مويسات سمية‪ ،‬الرقابة عمى الصفقات العمومية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.42،43‬‬


‫‪ )2‬المرسوم الرئاسي رقم ‪( ،247/15‬مرجع سابق)‪.‬‬
‫‪ )3‬المادة ‪ 189‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪( ،247/15‬نفس المرجع)‪.‬‬
‫‪ )4‬المرسوم الرئاسي رقم ‪( ،247/15‬نفس المرجع)‪.‬‬
‫‪62‬‬
‫ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ثالثا‪ :‬االختصاص المالي‪:‬‬


‫بالنسبة لحدود مستويات االختصاص المالي لمجنة القطاعية‪ ،‬تم تحديدىا كما جاء في‬
‫المادة ‪ 184‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 247/15‬عمى النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -‬بالنسبة لصفقات الشغال‪ :‬التي يقل مبمغيا أو يساوي مميار دينار (‪ 1.000.000.000‬دج) و‬
‫كل ممحق في حدود المستوى المبين في المادة ‪139‬؛‬
‫‪ -‬بالنسبة لصفقات الموازم‪ :‬التي يقل مبمغيا أو يساوي ثالث مائة مميون دينار (‪300.000.000‬‬

‫دج) و كل ممحق في حدود المستوى المبين في المادة ‪139‬؛‬


‫‪ -‬بالنسبة لصفقات الخدمات‪ :‬التي يقل مبمغيا أو يساوي مائتي مميون دينار (‪ 200.000.000‬دج)‬

‫و كل ممحق في حدود المستوى المبين في المادة ‪139‬؛‬


‫‪ -‬بالنسبة لصفقات الدراسات‪ :‬التي يقل مبمغيا أو يساوي مائة مميون دينار (‪100.000.000‬‬

‫دج)‪ ،‬و كل ممحق في حدود المستوى المبين في المادة ‪.139‬‬


‫باإلضافة إلى ذلك تقوم بدراسة دفتر الشروط و الصفقات لإلدارة المركزية كالتالي‪:‬‬
‫‪ -‬بالنسبة لصفقات الشغال أو الموازم‪ :‬التي يفوق مبمغ التقدير اإلداري لمحاجات أو الصفقة إثنى‬
‫عشر مميون دينار (‪ 12.000.000‬دج) و كل ممحق في حدود المستوى المبين في المادة ‪139‬‬
‫‪ -‬بالنسبة لصفقات الدراسات أو الخدمات‪ :‬التي يفوق مبمغ التقدير اإلداري لمحاجات أو الصفقة‬
‫‪1‬‬
‫ستة ماليين دينار (‪ 6.000.000‬دج) و كل ممحق في حدود المستوى المبين في المادة ‪.139‬‬

‫و تتشكل المجنة القطاعية لمصفقات من الوزير المعني أو ممثمو رئيسا‪ ،‬ممثل الوزير‬
‫المعني نائب لمرئيس‪ ،‬ممثل المصمحة المتعاقدة‪ ،‬ممثالن (‪ )02‬عن القطاع المعني‪ ،‬ممثالن عن‬
‫وزير المالية (المديرية العامة لمميزانية و المديرية العامة لممحاسبة)‪ ،‬و ممثل عن الوزير المكمف‬
‫بالتجارة‪.‬‬

‫‪ )1‬المرسوم الرئاسي رقم ‪( ،247/15‬مرجع سابق)‪.‬‬


‫‪ )2‬المادة ‪ 185‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪( ،247/15‬مرجع سابق)‪.‬‬
‫‪63‬‬
‫ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المطمـب الثالث‪ :‬الرقابة الوصائية و سمطة ضبط الصفقات العمومية‬


‫سنتناول في ىذا المطمب نوع آخر من الرقابة و ىي الرقابة الوصائية في (الفرع األول)‬
‫ثم نتعرض إلى إحدى سمطات الضبط المستقمة المستحدثة بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪247/15‬‬
‫و ىي سمطة ضبط الصفقات العمومية و تفويضات المرفق العام (الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع الول‪ :‬الرقابة الوصائية‬
‫الرقابة الوصائية فيي تمك الرقابة الممارسة من طرف السمطات الوصية‪ ،‬و التي تيدف‬
‫إلى التحقق من مطابقة الصفقات التي تبرميا المصالح المتعاقدة لمتنظيم المعمول بو‪ ،1‬وقد نصت‬
‫عمييا المادة ‪ 164‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 247/15‬حيث جاء فييا أن غاية الرقابة الوصائية‬
‫التي تمارسيا السمطة الوصية تتمثل في التحقق من مطابقة الصفقات التي تبرميا المصمحة‬
‫المتعاقدة ألىداف الفعالية و اإلقتصاد‪ ،‬و التأكد من كون العممية موضوع الصفقة تدخل فعال في‬
‫إطار البرامج و األسبقيات المرسومة لمقطاع‪ ،‬حيث تعد المصمحة المتعاقدة عند االستالم النيائي‬
‫لممشروع تقري ار تقييمي عن ظروف انجازه و كمفتو االجمالية مقارنة باليدف المسطر أصال‪ ،‬و‬
‫يرسل ىذا التقرير حسب طبيعة النفقة الممتزم بيا إلى مسؤول الييئة العمومية أو الوزير أو الوالي‬
‫أو رئيس المجمس الشعبي البمدي المعني ‪ ،‬و كذلك إلى ىيئة الرقابة الخارجية المختصة‪ ،‬كما يتم‬
‫ارسال نسخة من ىذا التقرير إلى سمطة ضبط الصفقات العمومية و تفويضات المرفق العام‬
‫‪2‬‬
‫المنشأة بموجب المادة ‪ 213‬من ىذا المرسوم‪.‬‬
‫تختمف رقابة الوصاية عن الرقابة الداخمية و الرقابة الخارجية في أنيا من اختصاص‬
‫السمطة الوصية عمى المصمحة المتعاقدة‪ ،‬و ليست من اختصاص ىيئة خارجية أو من اختصاص‬
‫المصمحة المتعاقدة‪ ،‬كما تختمف عنيما من حيث اليدف المتوخى منيا و المتمثل في التأكد من أن‬
‫‪3‬‬
‫الصفقات المبرمة من طرف اإلدارة المتعاقدة مطابقة و موافقة لمبرامج و األسبقيات القطاعية‪.‬‬

‫‪ )1‬تياب نادية‪ ،‬آليات مواجية الفساد في مجال الصفقات العمومية‪( ،‬مرجع سابق)‪ ،‬ص‪.155‬‬
‫‪ )2‬المرسوم الرئاسي رقم ‪( ،247/15‬مرجع سابق)‪.‬‬
‫‪ )3‬بالو منية‪ ،‬حماية مبدأ حرية المنافسة في الصفقات العمومية عمى ضوء المرسوم الرئاسي ‪( ،247/15‬مرجع سابق)‪ ،‬ص‪.41‬‬
‫‪64‬‬
‫ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬سمطة ضبط الصفقات العمومية و تفويضات المرفق العام‬


‫استحدث المرسوم الرئاسي رقم ‪ 247/15‬سمطة ضبط مستقمة في مجال الصفقات‬
‫العمومية و تفويضات المرفق العام ال تممك الشخصية المعنوية‪ ،‬و ذلك بموجب المادة ‪ 213‬منو‬
‫التي نصت عمى أنو تنشأ لدى الوزير المكمف بالمالية سمطة ضبط الصفقات العمومية و‬
‫تفويضات المرفق العام‪ ،‬تتمتع باستقاللية التسيير و تشمل مرصدا لمطمب العمومي و ىيئة وطنية‬
‫‪1‬‬
‫لتسوية النزاعات‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريفها‪:‬‬
‫تعتبر سمطة ضبط الصفقات العمومية من بين السمطات اإلدارية المستقمة التي لم تكن‬
‫موجودة أصال في الجزائر‪ ،‬و بالتالي تضاف إلى أنواع السمطات اإلدارية المستقمة الموجودة قبميا‬
‫و يتم انشاؤىا لدى الوزير المكمف بالمالية‪ ،‬تتمتع ىذه السمطة باالستقاللية في التسيير دون‬
‫االستقالل اإلداري و المالي‪ ،‬فيي تابعة لو ازرة المالية كما تتمقى اعتماداتيا المالية من الميزانية‬
‫العامة لمدولة‪ ،‬و ىي سمطة مفتقرة لمفعالية إذ ال تممك سمطة التقرير و التحقيق و البحث و التحري‬
‫في مجال مخالفات ابرام الصفقات العمومية و تنظيميا و سيرىا‪.‬‬
‫يحدد تنظيم و كيفيات سيرىا بموجب مرسوم تنفيذي‪ ،2‬ىذا األخير الذي لم يتم اصداره‬
‫بعد‪.‬‬
‫و بالنسبة لتفويض المرفق العام فيو أمر جديد في التنظيم الجديد الخاص بالصفقات‬
‫العمومية‪ ،‬و ذلك من خالل اإلشارة إليو في عنوان المرسوم بـ‪" :‬تنظيم الصفقات العمومية و‬
‫تفويضات المرفق العام"‪ ،‬عمى خالف المراسيم السابقة التي تسمى بـ‪" :‬تنظيم الصفقات العمومية"‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬اختصاصاتها‪:‬‬
‫تعمل سمطة ضبط الصفقات العمومية و تفويضات المرفق العام عمى القيام بعممية ضبط‬
‫كل األعمال التي تتم عمى مستوى ابرام الصفقات العمومية‪ ،‬و بذلك تكون المختصة بتنظيميا و‬

‫‪ )1‬المرسوم الرئاسي رقم ‪( ،247/15‬مرجع سابق)‪.‬‬


‫‪ )2‬أنظر المادة ‪ 213‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪( ،247/15‬مرجع سابق)‪.‬‬
‫‪65‬‬
‫ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫مراقبتيا و تسوية الطعون و النزاعات التي تثار بشأنيا و اتخاذ الق اررات النيائية بخصوصيا حتى‬
‫تصبح صفقات قانونية نيائية في الميدان‪ ،‬و يمكن ابراز أىم الصالحيات و الميام و المحددة‬
‫بموجب نص المادة ‪ 188‬و المادة ‪/213‬ف‪ ، 2‬فيما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬إعداد تنظيم الصفقات العمومية و تفويضات المرفق العام و مراقبة تنفيذه؛‬
‫‪ -‬إعالم و نشر و تعميم كل الوثائق و المعمومات المتعمقة بالصفقات العمومية و تفويضات‬
‫المرفق العام؛‬
‫‪ -‬إجراء إحصاء اقتصادي لمطمب العمومي سنويا؛‬
‫‪ -‬تحميل المعطيات المتعمقة بالجانب االقتصادي و التقني لمطمب العمومي و تقديم توصيات‬
‫لمحكومة؛‬
‫‪ -‬تشكيل مكان لمتشاور في إطار مرصد لمطمب العمومي؛‬
‫‪ -‬التدقيق في إجراءات ابرام الصفقات العمومية و تفويضات المرفق العام؛‬
‫‪ -‬البت في النزاعات الناتجة عن تنفيذ الصفقات العمومية المبرمة مع متعاممين اقتصاديين‬
‫أجانب؛‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬التعاون مع الييئات األجنبية في الصفقات العمومية‪.‬‬
‫من خالل ما سبق نستنتج أن إنشاء ىذه السمطة و منحيا العديد من الصالحيات يعتبر من أىم‬
‫اآلليات التي نص عمييا المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،247/15‬كآلية لمواجية الفساد اإلداري و تجسيدا‬
‫لمبدأ المنافسة و الشفافية في مجال الصفقات العمومية‪ ،‬رغم افتقارىا لمفعالية في بعض األحيان‪.‬‬

‫‪ )1‬تنص المادة ‪ 88‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 247/15‬عمى أنو‪ " :‬تعد سمطة ضبط الصفقات العمومية و تفويضات المرفق‬
‫العام المنشأة بموجب أحكام المادة ‪ 213‬من ىذا المرسوم ‪ ،‬مدونة أدبيات و أخالقيات المينة لألعوان العموميين المتدخمين‬
‫في ابرام و تنفيذ الصفقات العمومية و تفويضات المرفق العام‪ ،‬يوافق عمييا الوزير المكمف بالمالية‪ .‬يطمع األعوان العموميون‬
‫المذكورون أعاله عمى المدونة‪ ،‬و يتعيدون باحتراميا بموجب تصريح‪ ،‬كما يجب عمييم اإلمضاء عمى تصريح بعدم وجود‬
‫تضارب المصالح‪ ،‬و يرفق نموذجا ىذين التصريحين بالمدونة‪.‬‬
‫‪ )2‬المرسوم الرئاسي رقم ‪( ،247/15‬مرجع سابق)‪.‬‬
‫‪66‬‬
‫ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫اخضاع الصفقات العمومية لمرقابة القضائية‬
‫يعتبر القضاء من أىم أجيزة الرقابة عمى الصفقات العمومية‪ ،‬خاصة في ظل زيادة حجم‬
‫التجاوزت في ىذا المجال و عجز آليات الرقابة اإلدارية عمى احتوائيا و الحد منيا‪ ،‬مما استوجب‬
‫ا‬
‫المجوء إلى القضاء باعتباره األداة األكثر فعالية‪ ،‬حيث تحتل الرقابة القضائية مكانة متميزة ضمن‬
‫أفراد‪.‬‬ ‫أشكال و صور الرقابة التي تيدف إلى احترام مبدأ المشروعية خدمة لممصمحة العامة إدارة و‬
‫فالصفقة باعتبارىا عقدا تثير بال شك منازعات عمى مستوى اإلبرام أو أثناء التنفيذ نتيجة‬
‫تصادم مصمحة اإلدارة مع مصمحة المتعامل المتعاقد‪ ،‬مما استدعى وضع نظام قانوني متكامل‬
‫لفض ىذه المنازعات عن طريق القضاء اإلداري‪.‬‬
‫تتجسد رقابة القاضي اإلداري عمى منازعات الصفقات العمومية في نوعين من الرقابة‬
‫أوليا رقابة القضاء االستعجالي (المطمب األول)‪ ،‬و ثانييا رقابة قاضي الموضوع (المطمب‬
‫الثاني)‪.‬‬
‫المطمب الول‪ :‬رقابة القضاء االستعجالي‬
‫نظم المشرع الجزائري أحكام االستعجال اإلداري في مادة الصفقات العمومية بموجب‬
‫القانون رقم ‪ 09/08‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية في المادتين ‪ 946‬و ‪ 947‬منو‬
‫و ذلك بيدف تعزيز آليات حماية المال في إطار الصفقات العمومية‪ ،‬عمى أساس أن قضاء‬
‫االستعجال من شأنو أن يشكل وقاية من جرائم الفساد التي يمكن أن ترتكب عند ابرام أو تنفيذ‬
‫‪1‬‬
‫الصفقات العمومية‪.‬‬
‫و عميو سنتطرق في ىذا المطمب إلى تعريف اإلستعجال قبل التعاقدي في مجال الصفقات‬
‫العمومية (الفرع األول)‪ ،‬ثم شروط دعوى االستعجال ما قبل التعاقدي (الفرع الثاني)‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫سمطات قاضي االستعجال (الفرع الثالث)‪.‬‬

‫‪ )1‬خضري حمزة‪ ،‬الرقابة القضائية عمى الصفقات العمومية في الجزائر‪ ،‬مجمة الفكر‪ ،‬العدد ‪ ،13‬كمية الحقوق و العموم السياسية‬
‫جامعة المسيمة‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ن‪ ،‬ص ‪.203‬‬
‫‪67‬‬
‫ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفرع الول‪ :‬تعريف اإلستعجال ما قبل التعاقدي‪:‬‬


‫يعرف اإلستعجال ما قبل التعاقدي عمى أنو ضرورة الحصول عمى الحماية القانونية العاجمة‬
‫التي ال تتحقق من خالل اتباع اإلجراءات العادية لمتقاضي‪ ،‬نتيجة ظروف تمثل خط ار عمى حقوق‬
‫‪1‬‬
‫الخصم أو تتضمن ضر ار يتعذر تداركو‪.‬‬
‫و يعرف القضاء االستعجالي السابق لمتعاقد في الصفقات العمومية بأنو اجراء قضائي‬
‫تحفظي مستعجل خاص‪ ،‬اليدف منو حماية قواعد العالنية والمنافسة بشكل فعال قبل اتمام ابرام‬
‫الصفقة العمومية‪ ،‬و ذلك عن طريق اعطاء القاضي سمطات واسعة غير مألوفة في اإلجراءات‬
‫‪2‬‬
‫القضائية االستعجالية العامة‪.‬‬
‫فالقاضي اإلداري تتحدد ميمتو في ىذه الدعوى في مارقبة مدى احتارم اإلدارة اللتازماتيا‬
‫المتعمقة بحماية المنافسة و اإلشيار‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬شروط دعوى االستعجال ما قبل التعاقدي‬
‫لرفع الدعوى اإلستعجالية البد من توافر مجموعة من الشروط العامة التي يتطمب القانون‬
‫رقم ‪ 09/08‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية توفرىا في الدعوى اإلستعجالية‪،‬‬
‫وشروط خاصة تنفرد بيا الدعوى اإلستعجالية في الصفقة العمومية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الشروط العامة‪:‬‬
‫‪ )1‬االستعجال‪:‬‬
‫لم يورد المشرع الج ازئري تعريفا لالستعجال رغم أنو يعتبره شرطا جوىريا لرفع دعوى‬
‫االستعجال‪ ،‬و يعرف الفقو االستعجال بأنو الضرورة التي ال تحتمل تأخي ار أو أنو الخطر المباشر‬
‫الذي ال يكفي إلتقاءه رفع الدعوى بالطريق المعتاد‪ ،‬بحيث يممك القاضي الفاصل سمطة تقدير‬
‫‪3‬‬
‫حجم الحالة االستعجالية‪.‬‬

‫‪ )1‬لعالم دمحم ميدي‪ ،‬القضاء االستعجالي قبل التعاقدي في مجال الصفقات العمومية‪ ،‬المجمة المصرية لمدراسات القانونية و‬
‫االقتصادية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،2015 ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪ )2‬جميل مونية‪ ،‬المنافسة في الصفقات العمومية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.174‬‬
‫‪ )3‬جميل مونية‪ ،‬المنافسة في الصفقات العمومية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.176‬‬
‫‪68‬‬
‫ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ )2‬عدم المساس بأصل الحق‪:‬‬


‫ىو امتناع القاضي المستعجل عن المساس بأصل الحق و ال يتطرق إلى صميم الموضوع‬
‫‪1‬‬
‫ألن دوره ىو البحث عن األمور الظاىرة‪ ،‬فيو يتدخل التخاذ تدابير وقائية ال تمس بأصل الحق‬
‫و ىو ما اشترطتو المادة ‪ 918‬من قانون االجراءات المدنية و اإلدارية بصريح العبارة « يأمر‬
‫القاضي اإلستعجالي بالتدابير المؤقتة‪ ،‬ال ينظر في أصل الحق‪.2»...‬‬
‫‪ )3‬شرط الجدية‪:‬‬
‫إن عدم توفر الجدية في الدعوى اإلستعجالية تخول لمقاضي عدم قبول الدعوى بحيث يكفي‬
‫‪3‬‬
‫لنشات الدعوى أن يكون ىناك احتمال لوجود حق يعبر عن جدية طمب المدعي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الشروط الخاصة‪:‬‬
‫بالرجوع إلى المادة ‪ 946‬من قانون اإلجارءات المدنية واإلدارية التي تعد اإلطار القانوني‬
‫ليذه الدعوى‪ ،‬حيث تنص عمى « يجوز إخطار المحكمة اإلدارية بعريضة‪ ،‬وذلك في حالة‬
‫إبرم العقود اإلدارية و‬
‫بالتزمات اإلشهار أو المنافسة التي تخضع لها عمميات ا‬
‫ا‬ ‫اإلخالل‬
‫إبرم العقد الذي قد يتضرر‬
‫الصفقات العمومية‪ ،‬يتم هذا اإلخطار من قبل كل من له مصمحة في ا‬
‫من هذا اإلخالل وكذلك لممثل الدولة عمى مستوى الوالية إذا أبرم العقد أو سيبرم من طرف‬
‫‪4‬‬
‫جماعة إقميمية أو مؤسسة عمومية محمية‪ ،‬يجوز إخطار المحكمة اإلدارية قبل ابرام العقد‪.»...‬‬

‫من خالل ىذا النص يتبين أنو لمقيام بمباشرة الدعوى االستعجالية في مجال الصفقات‬
‫العمومية‪ ،‬يجب توفر الشروط التالية‪:‬‬

‫‪ )1‬بزاجي سموى‪ ،‬رقابة القضاء االستعجالي قبل التعاقدي في مجال الصفقات العمومية في التشريع الجزائري‪ ،‬المجمة األكاديمية‬
‫لمبحث القانوني‪ ،‬العدد األول‪ ،‬بجاية‪ ،2012 ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪ )2‬أنظر المادة ‪ 918‬من القانون رقم ‪ 09/08‬المؤرخ في ‪ 18‬صفر ‪ 1429‬الموافق ل ‪ 25‬فبراير سنة ‪ ،2008‬يتضمن قانون‬
‫اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪ ،21‬الصادرة بتاريخ ‪ 23‬أفريل ‪.2008‬‬
‫‪ )3‬بزاجي سموى‪( ،‬نفس المرجع)‪ ،‬ص ‪.36 ،35‬‬
‫‪ )4‬القانون رقم ‪ 09/08‬يتضمن قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪( ،‬نفس المرجع)‪.‬‬
‫‪69‬‬
‫ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ )1‬شرط صفة المدعي‪:‬‬


‫تكتسب ىذه الصفة إما بحكم المصمحة أو بحكم القانون‪:‬‬
‫اكتساب صفة المدعي بحكم المصمحة‪ :‬إذ أنو و طبقا لممادة ‪ 946‬سالفة الذكر‪ ،‬ال تقبل‬ ‫‌أ‪.‬‬

‫دعوى االستعجال قبل التعاقدي إال إذا توفرت المصمحة لدى الطاعن‪ ،‬و تتمثل المصمحة في عدم‬
‫االشترك فعي المنافسة و نيل حظوظو كاممة لمفوز بالصفقة عمى قدم‬
‫ا‬ ‫تمكينو من استيفاء حقو في‬
‫المسا واة و بالتالي تتضرر المصمحة بمجرد أن يسبب اإلخالل بقواعد العمنية و المنافسة إلى‬
‫االنتقاص من فرصة المتنافس في نيل الصفقة‪ ،‬و تعتبر ىذه المصمحة حد أدنى ال يمكن النزول‬
‫عنو‪ ،‬فال تقبل الدعوى ممن ليسعت لو أية فرصة لالشتراك في المنافسة‪ ،‬فيجب أن يكون المدعى‬
‫‪1‬‬
‫قد استبعد من الدخول في المنافسة دون وجو حق أو نتيجة لخمل في اإلعالن عن الصفقة‪.‬‬
‫اكتساب صفة المدعي بحكم القانون‪ :‬حيث أن المدعي في ىذه الحالة ال يكون أحد‬ ‫ب‪.‬‬
‫‌‬

‫المتنافسين المتضررين من خرق التزامات العمنية و المنافسة‪ ،‬و إنما جية رسمية أعطاىا القانون‬
‫حق رفع الدعوى االستعجالية حماية لقواعد النزاىة و الشفافية‪ ،‬حيث أنو و بالرجوع إلى الفقرة‬
‫الثانية من المادة ‪ 946‬نجدىا سمحت لموالي بصفتو ممثال لمدولة عمى مستوى الوالية ممارسة ىذا‬
‫النوع من الدعاوي‪ ،‬و ذلك إذا تعمق األمر بصفقات الجماعات المحمية أو المؤسسات العمومية‬
‫‪2‬‬
‫المحمية و ذلك من أجل الحفاظ عمى المصمحة العامة‪.‬‬
‫‪ )2‬شرط وجود اخالل بالتزامات اإلشهار و المنافسة‪:‬‬
‫إن جوىر المجوء لقضاء االستعجال في مادة ابرام الصفقات الصفقات العمومية يرتبط أساسا‬
‫باإلخالل بقواعد المنافسة و اإلشيار‪ ،‬و يعتبر انتياكا ليذه القواعد ما يمي‪:‬‬

‫‪ )1‬شريف سمية‪ ،‬رقابة القاضي اإلداري عمى منازعات الصفقات العمومية‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماجستير في القانون‪ ،‬فرع قانون‬
‫المنازعات اإلدارية‪ ،‬كمية الحقوق و العموم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،2016 ،‬ص‪.58‬‬
‫‪ )2‬بن أحمد حورية‪ ،‬دور القاضي اإلداري في حل المنازعات المتعمقة بالصفقات العمومية‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماجستير‬
‫تخصص قانون عام‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة أبوبكر بمقايد‪ ،‬تممسان ‪ ،2011‬ص‪.57‬‬
‫‪70‬‬
‫ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫خرق قواعد اإلعالن عن الصفقة العمومية‪ :‬و يتجسد ذلك بعدم قيام اإلدارة باإلعالن عن‬ ‫‌أ‪.‬‬

‫الصفقة مطمقا‪ ،‬أو قياميا بإعالن معيب بنشره عمى سبيل المثال في جريدة يومية واحدة أو‬
‫اإلعالن الغامض‪.‬‬
‫إختيار اإلدارة إلجارء إبارم غير مناسب‪ :‬حدد المشرع الجزائري آليات ابرام الصفقات‬ ‫ب‪.‬‬
‫‌‬

‫العمومية من المادة ‪ 39‬إلى المادة ‪ 59‬من قانون الصفقات العمومية ‪ 247/15‬وفق شروط‬
‫قانونية ممزمة ال يجوز الخروج عنيا‪ ،‬لذلك فإن استخدام تقنيات اإلبرام في غير موضعيا يؤدي‬
‫إلى خرق قواعد المنافسة‪.‬‬
‫مخالفة المواصفات و الخصوصيات التقنية‪ :‬بحيث يجب أن ال تكون ىذه المواصفات و‬ ‫ت‪.‬‬
‫‌‬

‫الخصوصيات التقنية المتعمقة بالصفقة تنطوي عمى عنصر تفضيمي ألحد المترشحين عمى حساب‬
‫‪1‬‬
‫المتعاممين العموميين اآلخرين‪ ،‬و إال اعتبر انتياكا لقواعد المنافسة‪.‬‬
‫الحرمان أو االستبعاد من الصفقة دون وجه حق‪ :‬فإن أقصت اإلدارة مرشح ما دون سند‬ ‫ث‪.‬‬
‫‌‬

‫قانوني كان لو حق رفع الدعوى اإلستعجالية‪ ،‬و نفس األمر بالنسبة لحالة تعسف اإلدارة في‬
‫‪2‬‬
‫استعمال حقيا في اإلستبعاد‪.‬‬
‫اإلخالل بقواعد إختيار المتعامل المتعاقد‪ :‬لم يغفل المشرع الجزائري عن معايير اختيار‬ ‫ج‪.‬‬
‫‌‬

‫المتعامل المتعاقد‪ ،‬فجاءت المواد من ‪ 53‬إلى ‪ 58‬من القانون ‪ 247/15‬المتعمق بالصفقات‬


‫العمومية و تفويضات المرفق العام لتؤكد لنا عمى إلزامية التأكد من مؤىالت المترشحين‪ ،‬كما‬
‫منعت المادة ‪ 80‬منو المصمحة المتعاقدة من التفاوض مع المتعيدين بعد فتح األظرفة و أثناء‬
‫تقييم العروض لختيار المتعامل المتعاقد‪ ،‬فإن ثبت عدم التزام اإلدارة بمعايير اإلختيار كان ذلك‬
‫‪3‬‬
‫دليال عمى خرق صارخ و خطير لمبدأ المنافسة‪.‬‬

‫‪ )1‬تياب نادية‪ ،‬آليات مواجية الفساد في مجال الصفقات العمومية‪( ،‬مرجع سابق)‪ ،‬ص‪.270‬‬
‫‪ )2‬آمنة ىناد و بشرى شعبان‪ ،‬خضوع الصفقات العمومية لقانون المنافسة في الجزائر ‪( ،‬مرجع سابق)‪ ،‬ص‪.91‬‬
‫‪ )3‬بوجالل فتحي‪ ،‬زعالني رمزي‪ ،‬دور القاضي اإلداري في حماية مبدأ المنافسة في مجال الصفقات العمومية‪( ،‬مرجع سابق)‬
‫ص ‪.67‬‬
‫‪71‬‬
‫ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ )3‬أجل رفع الدعوى االستعجالية‪:‬‬


‫يتضح من خالل نص المادة ‪ 946‬أن المشرع الجازئري لم يحدد صارحة أجال أو مدة‬
‫زمنية معينة لرفع ىذه الدعوى‪ ،‬ولكن يفيم من خالل استعمالو لعبارة " إذا أبرم العقد أو سيبرم " أنو‬
‫يجيز رفع دعوى اإلستعجال قبل إبارم العقد أو بعده‪ ،‬وبذلك يتقرر حق المجوء إلى القضاء‬
‫اإلستعجالي سواء قبل إبارم الصفقة أو بعد إبارميا‪ ،‬ولكن إذا كان من المنطق المجوء إلى ىذا‬
‫القضاء قبل إبارم العقد عمى أساس أن الغاية من ىذه الدعوى في األصل ىو حماية قواعد الشفافية‬
‫والمنافسة التي يكون مجاليا في الغالب خالل فترة إبارم الصفقة‪ ،‬فإن السماح برفع ىذه الدعوى بعد‬
‫إبارم الصفقة يظير التناقض الصريح بين الطابع الوقائي الذي تتسم بو ىذه الدعوى و إمكانية‬
‫‪1‬‬
‫رفعيا بعد عممية اإلبرام‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬سمطات القاضي في دعوى االستعجال ما قبل التعاقدي‬
‫إن طبيعة الدعوى اإلستعجالية تقتضي اتخاذ القاضي اإلداري لتدابير احت ارزية وقائية‬
‫لتفادي وقوع ما ال يمكن تداركو في المستقبل‪ ،‬و يتجمى ذلك في دعوى إستعجال ما قبل التعاقد في‬
‫مجال الصفقات العمومية حيث أن المادة ‪ 946‬من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية منحت‬
‫القاضي االستعجالي جممة من السمطات تتمثل في‪:‬‬
‫أوال‪ :‬سمطة المر‪:‬‬
‫ىي سمطة تمنح لمقضاء إللزام اإلدارة بالقيام بعمل معين أو اإلمتناع عنو‪ ،‬أو تيديدىا‬
‫لمقيام بعمل أو اإلمتناع عنو‪ ، 2‬و يممك القاضي االستعجالي في إطار ىذه الدعوى أن يأمر‬
‫المتسبب في اإلخالل باالمتثال اللتزاماتو و التقيد بالنصوص الجاري العمل بيا ضمن أجل تحدده‬
‫المحكمة و ىذا ما نجده في قانون اإلجارءات المدنية و اإلدارية « يمكن لممحكمة اإلدارية أن‬
‫‪3‬‬
‫تأمر المتسبب في اإلخالل باالمتثال اللتازماتها‪ ،‬وتحدد الجل الذي تمتثل فيه»‪.‬‬

‫‪ )1‬شريف سمية‪ ،‬رقابة القاضي اإلداري عمى منازعات الصفقات العمومية‪( ،‬مرجع سابق)‪ ،‬ص‪.61‬‬
‫‪ )2‬ميند مختار نوح‪ ،‬اإليجاب و القبول في العقد اإلداري‪( ،‬مرجع سابق)‪ ،‬ص‪.872 ،871‬‬
‫‪ )3‬أنظر المادة ‪/946‬ف‪ 4‬من القانون رقم ‪ 09/08‬يتضمن قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪( ،‬مرجع سابق)‪.‬‬
‫‪72‬‬
‫ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫و بالتالي ال يوجد أي مبرر قانوني لمقاضي اإلداري بعدم توجيو أوامر لإلدارة من أجل‬
‫‪1‬‬
‫اإلمتثال اللتزاماتيا فيما يخص المنافسة و الشفافية في ابرام العقود و الصفقات العمومية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬سمطة فرض الغرامة التهديدية‪:‬‬
‫الغارمة التيديدية ىي إجارء اليدف منو تنفيذ األحكام القضائية‪ ،‬حيث يجوز لمقاضي‬
‫االستعجالي طبقا لممادة ‪/ 946‬ف‪ 5‬أن يحكم بالغارمة التيديدية ابتداء من تاريخ انقضاء األجل‬
‫الذي حدده القضاء‪ ،‬حيث جاء في نص ىذه المادة « و يمكن لها أيضا الحكم بغارمة تهديدية‬
‫‪2‬‬
‫تسري من تاريﺦ انقضاء الجل المحدد»‪.‬‬
‫و الغرامة التيديدية ىي ذلك المبمغ المالي الذي يفرضو القاضي اإلداري عمى اإلدارة جزاء‬
‫لتأخرىا أو تماطميا في تنفيذ األحكام المتعمقة بقواعد اإلشيار و المنافسة‪ ،‬و تحدد بصفة عامة‬
‫بمبمغ مالي معين من المال عن كل يوم تأخير في تنفيذ الحكم‪ ،‬و بالتالي فإن الخاصية التي تتمتع‬
‫‪3‬‬
‫بيا الغرامة التيديدية ىي ارتباطيا بمدى تنفيذ الحكم الصادر عن المحكمة اإلدارية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬سمطة تأجيل إمضاء الصفقة‪:‬‬
‫يمكن لمقاضي االستعجالي أن يطمب تأجيل إمضاء العقد إلى غاية اتمام اإلجراءات التي‬
‫أمر بيا‪ ،4‬لكن دون أن تتجازو مدة التأجيل ‪ 20‬يوما و ذلك ضمانا لسيرورة المرفق العام و تمبية‬
‫لحاجاتو التي تقتضييا المصمحة العامة‪ ،5‬حيث نصت المادة ‪/946‬ف‪ 6‬عمى « و يمكن لها‬
‫كذلك و بمجرد إخطا رها أن تأمر بتأجيل إمضاء العقد إلى نهاية اإلجراءات و لمدة ال تتجاوز‬
‫‪6‬‬
‫عشرين (‪ )22‬يوما »‪.‬‬

‫‪ )1‬بن أحمد حورية‪ ،‬دور القاضي اإلداري في حل المنازعات المتعمقة بالصفقات العمومية‪( ،‬مرجع سابق)‪ ،‬ص ‪.64‬‬
‫‪ )2‬القانون رقم ‪ 09/08‬يتضمن قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪( ،‬مرجع سابق)‪.‬‬
‫‪ )3‬رحماني راضية‪ ،‬النظام القانوني لتسوية منازعات الصفقات العمومية‪ ،‬أطروحة لنيل شيادة الدكتوراه ل‪.‬م‪.‬د في الحقوق‪،‬‬
‫تخصص إدارة و مالية‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ 1‬بن يوسف بن خدة‪ ،2017 ،‬ص‪.305 ،304‬‬
‫ص‪.460‬‬ ‫‪ )4‬خرشي النوي‪ ،‬تسيير المشاريع في إطار الصفقات العمومية‪(،‬مرجع سابق)‪،‬‬
‫غني أمينة‪ ،‬قضاء االستعجال في المواد اإلدارية‪ ،‬دار ىومة لمطباعة و النشر و التوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2014 ،‬ص‪.265‬‬ ‫‪)5‬‬

‫‪ )6‬القانون رقم ‪ 09/08‬يتضمن قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪( ،‬نفس المرجع)‪.‬‬


‫‪73‬‬
‫ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫و يحقق ىذا التأجيل ىدفا ىاما مفاده تجنب األمر الواقع الذي قد تفرضو اإلدارة إذا ما‬
‫سارعت إلى إمضاء العقد‪ ،‬كما يعد وسيمة ضغط عمى اإلدارة لتفي بااللتزامات و ىي سمطة خطيرة‬
‫‪1‬‬
‫تشل عمميات العقد و تؤثر عمى سير المرفق العام بانتظام‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬رقابة قاضي الموضوع‬
‫باعتبار أن العقود االدارية عموما و الصفقات العمومية عمى وجو الخصوص ىي‬
‫المجال الخصب إلعمال مبدأ حرية المنافسة في القانون اإلداري‪ ،‬وجب توفير الضمانة القضائية‬
‫ليذا المبدأ من خالل رقابة قاضي الموضوع عمييا‪ ،‬فقد تكون ىذه الرقابة في إطار دعوى فحص‬
‫و تقدير المشروعية و دعوى التفسير و التي سنتطرق إلييا في (الفرع األول)‪ ،‬ثم دعوى اإللغاء‬
‫في (الفرع الثاني)‪ ،‬كما تكون في إطار دعوى القضاء الكامل و ىذا عند رقابة العقد ككل و طمب‬
‫التعويض عنو‪ ،‬و التي سنعرضيا في (الفرع الثالث)‪.‬‬
‫الفرع الول‪ :‬دعوى فحص و تقدير المشروعية و دعوى التفسير‬
‫تعد دعوى فحص و تقدير المشروعية و دعوة التفسير من أىم دعاوي القضاء اإلداري من‬
‫خالل الدور الذي يقومان بو في سبيل ضمان تطبيق مبدأ المنافسة‪ ،‬و ىو ما سنتناولو فيما يمي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف دعوى فحص و تقدير المشروعية و دور القاضي في ضمان تكريس المنافسة‪:‬‬
‫تقوم دعوى فحص و تقدير المشروعية في أساسيا عمى فحص مدى مشروعية القرار و‬
‫مدى مطابقتو لمقانون‪ ،‬لذلك سنتطرق إلى تعريفيا و دور القاضي المختص في ضمان تكريس‬
‫المنافسة من خالليا‪.‬‬
‫‪ )1‬تعريفها‪:‬‬
‫تعرف دعوى فحص و تقدير المشروعية بأنيا دعوى يرفعيا صاحب المصمحة أمام‬
‫‪2‬‬
‫الجيات القضائية المختصة بغرض المطالبة بفحص مشروعية قرار إداري من عدمو‪.‬‬

‫‪ )1‬دمحم فقير‪ ،‬رقابة القضاء اإلداري االستعجالي عمى الصفقات العمومية قبل ابراميا في التشريع الجزائري و التشريع المقارن‪ ،‬آلية‬
‫وقائية لحماية المال العام‪ ،‬مداخمة ‪ ،16‬جامعة الجزائر‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫‪ )2‬عوابدي عمار‪ ،‬دعوى تقدير الشرعية في القضاء اإلداري‪ ،‬دراسة عممية تحميمية و مقارنة بين القضاء اإلداري الفرنسي و‬
‫النظام القضائي الجزائري‪ ،‬دار ىومة‪ ،‬الجزائر‪ ،2007 ،‬ص‪.07‬‬
‫‪74‬‬
‫ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫و يقصد بيا تمك الدعوى القضائية التي تحرك ضد الق اررات اإلدارية الصادرة عن الواليات‬
‫و المصالح غير الممركزة في الدولة عمى مستوى الوالية‪ ،‬و الق اررات اإلدارية الصادرة عن البمديات‬
‫و المصالح اإلدارية األخرى لمبمديات‪ ،‬و الق اررات اإلدارية الصادرة عن المؤسسات العمومية‬
‫‪1‬‬
‫المحمية ذات الصبغة اإلدارية‪.‬‬
‫‪ )2‬دور القاضي في دعوى فحص و تقدير المشروعية‪:‬‬
‫ال يتمتع القاضي في دعوى فحص وتقدير المشروعية بأي سمطة في إلغاء القرار اإلداري‬
‫و ال في تحديد معنى واضح لمقرار الغامض‪ ،‬بل تقتصر سمطتو في الفصل في مدى مشروعية أو‬
‫عدم مشروعية القرار اإلداري المطعون فيو‪ ،‬و مدى صحتو و أركانو‪ ،‬و بعد قيام القاضي بفحص‬
‫القرار من حيث مطابقتو لمقانون أو ال‪ ،‬يقوم بالتصريح إما بمشروعية القرار المطعون فيو إذا كانت‬
‫أركانو مطابقة و موافقة لمنظام القانوني السائد‪ ،‬أو التصريح بعدم مشروعيتو إذا كان مشوب بعيب‬
‫‪2‬‬
‫من العيوب‪ ،‬و يكون ذلك في كمتا الحالتين بمقرر قضائي حائز لقوة الشيء المقضي فيو‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تعريف دعوى التفسير و دور القاضي في ضمان تكريس المنافسة‪:‬‬
‫تقوم ىذه الدعوى في الحاالت التي في الحاالت التي يكون فييا القرار اإلداري غامضا و‬
‫غير واضح‪ ،‬لذلك سنتطرق إلال تعريفيا و دور القاضي في ضمان تكريس المنافسة من خالليا‪.‬‬
‫‪ )1‬تعريفها‪:‬‬
‫ىي الدعوى التي ترفع من ذوي الصفة و المصمحة مباشرة أو عن طريق اإلحالة‬
‫القضائية أمام الجية القضائية المختصة و المتمثمة في المحاكم اإلدارية بالنسبة لدعوى تفسير‬
‫األعمال و التصرفات القانونية الصادرة عن الييئات اإلدارية المحمية‪ ،‬و مجمس الدولة بالنسبة‬
‫لدعوى تفسير أعمال وتصرفات السمطات اإلدارية المركزية‪.‬‬
‫حيث يطمب فييا من القضاء المختص إعطاء المعني الحقيقي والصحيح الخفي لمعمل‬
‫‪3‬‬
‫القانوني اإلداري المطعون والمدفوع فيو بالغموض واإلبيام‪.‬‬

‫‪ )1‬أنظر المادة ‪ 801‬من القانون رقم ‪ 09/08‬يتضمن قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪( ،‬مرجع سابق)‪.‬‬
‫‪ )2‬بوعمي سعيد‪ ،‬المنازعات اإلدارية في ظل القانون الجزائري‪ ،‬دار بمقيس لمنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،2014 ،‬ص‪.196 ،195‬‬
‫‪ )3‬بجادي طارق‪ ،‬ضمانات تحقيق مبدأ حرية المنافسة في الصفقات العمومية‪( ،‬مرجع سابق)‪ ،‬ص‪.35‬‬
‫‪75‬‬
‫ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ )2‬دور القاضي في دعوى التفسير‪:‬‬


‫تنحصر سمطة القاضي اإلداري المختص في البحث في المعنى الحقيقي واألصمي لمعمل‬
‫القانوني اإلداري المطعون فيو ‪ ،‬لرفع الغموض و اإلبيام عنو إلبقاء القواعد التقنية و القيمة السائدة‬
‫في مجال تفسير القانون‪ ،‬لذا فإن قاضي التفسير ليس لو سمطة البحث عن مدى شرعية القرار‬
‫المطعون فيو بموجب دعوى التفسير‪ ،‬كما ليس لو أن يمغيو‪ ،1‬فالقاضي ال يتعدى عممو عن إطار‬
‫توضيح و شرح المعاني الغامضة و المبيمة في القرار اإلداري‪ ،‬و إعطائيا المعنى الصحيح و‬
‫الحقيقي عن طريق اإلعالن عنو في حكم قضائي نيائي‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬دعوى اإللغاء‬
‫تستمد دعوى اإللغاء أساسيا القانوني من نص المادة ‪ 161‬من الدستور الجزائري لسنة‬
‫‪ 2016‬التي تنص عمى أنو‪« :‬ينظر القضاء في الطعن في ق اررات السمطات اإلدارية»‪ ،2‬فالقانون‬
‫الجزائري يسمح بالطعن بإلغاء الق اررات اإلدارية الصادرة عن مختمف السمطات اإلدارية أمام‬
‫الييئات القضائية اإلدارية‪ ،‬سواء أمام المحاكم اإلدارية و ذلك وفقا لممادة ‪ 801‬من قانون‬
‫اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪ ،‬أو أمام مجمس الدولة وفقا لممادة ‪ 901‬من نفس القانون‪.3‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم دعوى اإللغاء‪:‬‬
‫اختمفت و تعددت تسميات دعوى اإللغاء‪ ،‬فيناك من يسمييا دعوى البطالن و أحيانا‬
‫طمبات اإللغاء و أحيانا دعوى تجاوز السمطة‪ ،‬و بالرغم من اختالف التسميات فيي تتعمق بدعوى‬
‫‪4‬‬
‫إلغاء قرار إداري يعتقد رافعيا أنو غير قانوني‪.‬‬

‫‪ )1‬بعمي دمحم الصغير‪ ،‬الوجيز في اإلجراءات القضائية اإلدارية‪ ،‬دار العموم لمنشر و التوزيع‪ ،‬عنابة‪ ،2010 ،‬ص‪.82‬‬
‫‪ )2‬دستور الجميورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الصادر في ‪ 6‬مارس ‪ ،2016‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪ ،14‬الصادر بتاريخ ‪07‬‬
‫مارس ‪.2016‬‬
‫‪ )3‬القانون رقم ‪ 09/08‬يتضمن قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪( ،‬مرجع سابق)‪.‬‬
‫‪ )4‬خرشي النوي‪ ،‬تسيير المشاريع في إطار الصفقات العمومية‪( ،‬مرجع سابق)‪ ،‬ص‪.460‬‬
‫‪76‬‬
‫ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫فدعوى اإللغاء ىي الدعوى المرفوعة أمام إحدى الجيات القضائية اإلدارية (المحاكم‬
‫اإلدارية و مجمس الدولة) التي تستيدف إلغاء قرار إداري بسبب عدم مشروعيتو لما يشوب أركانو‬
‫عيب من العيوب‪.1‬‬
‫و تعرف أيضا بأنيا تمك الدعوى التي تحرك أمام ىيئة قضائية إدارية تستيدف إلغاء‬
‫القرار اإلداري النافذ و المخالف لمقاعدة القانونية‪ ،‬و عميو فالمتضرر من القرار ىو الذي يطمب‬
‫من المحكمة اإلدارية القيام بمراقبة مدى مشروعية قرار اإلدارة و الحكم بإلغائو كميا أو جزئيا‪ ،‬حيث‬
‫تستيدف دعوى اإللغاء غاية مثمى في تحقيق مبدأ المشروعية و ضمان حقوق األفراد و حرياتيم‬
‫من تعسف اإلدارة و الدفاع عن المصمحة الذاتية لمطاع ن‪ ، 2‬فيي بذلك إجراء قانوني يراقب‬
‫القاضي اإلداري بواسطتيا مشروعية الق اررات اإلدارية‪.‬‬
‫و تتمثل األشخاص المؤىمة قانونا بممارسة دعوى اإللغاء في‪:‬‬
‫‌ح‪ .‬الغيـــر‪ :‬يقصد بو الشخص الخارج عن عقد الصفقة العمومية‪ ،‬إذ أن ىذا األخير إذا تضرر‬
‫‪3‬‬
‫من قرار إداري أصدرتو المصمحة المتعاقدة و استوفت فيو الشروط القانونية كشرط المصمحة‪.‬‬
‫‌خ‪ .‬المتعامل المتعاقد‪ :‬ىو الذي تمت معو العممية التعاقدية لمصفقة العمومية‪ ،‬و األصل فيو‬
‫أنو ال يمكنو المطالبة بإلغاء قارر ساىم في إتمام الصفقة ألن إلغاء القرارت اإلدارية المنفصمة‬
‫يكون سابقا إلبارم العقد‪ ،‬لكن يمكنو المجوء إلى قضاء اإللغاء إذا صدر من المصمحة المتعاقدة‬
‫قرارت غير مشروعة بصفة أخرى‪ ،‬فينا يكون المتعامل المتعاقد كمواطن عادي لو أن يطالب‬
‫بإلغاء القارر اإلداري إذا استوفى شرط المصمحة و كان القرار المطموب إلغاؤه غير مشروع‪ ،‬بشرط‬
‫‪4‬‬
‫أن تكون ىذه القرارت ليست ليا عالقة مباشرة بعقد الصفقة العمومية‪.‬‬

‫‪ )1‬بعمي دمحم الصغير‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬دعوى اإللغاء‪ ،‬دار العموم لمنشر و التوزيع‪ ،‬عنابة‪ ،2007 ،‬ص‪.31‬‬
‫‪ )2‬بوجادي عمر‪ ،‬اختصاص القضاء اإلداري في الجزائر‪ ،‬رسالة لنيل درجة دكتوراه دولة في القانون‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة مولود‬
‫معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،2011 ،‬ص ‪.98‬‬
‫‪ )3‬كموفي عز الدين‪ ،‬نظام المنازعة في مجال الصفقات العمومية عمى ضوء قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار‬
‫النشر جيمطي‪ ،‬الجزائر‪ ،2012 ،‬ص‪.117‬‬
‫‪ )4‬كموفي عز الدين‪( ،‬نفس المرجع)‪ ،‬ص‪.118،119‬‬
‫‪77‬‬
‫ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬نظرية الق اررات المنفصمة كأساس لمطعن باإللغاء في منازعات الصفقات العمومية‪:‬‬
‫يعرف القرار اإلداري المنفصل عمى أنو قرار يساىم في تكوين العقد اإلداري و يستيدف‬
‫إتمامو‪ ،‬إال أ نو ينفصل و يختمف عنو في طبيعتو‪ ،‬فيو قرار يسبق عممية اإلبرام نظ ار ألنو يميد‬
‫‪1‬‬
‫ليا‪ ،‬فيو ال يدخل في نطاق الرابطة التعاقدية مما يجوز الطعن فيو باإللغاء استقالال عن العقد‪.‬‬
‫و يمكن تعريف القرارت اإلدارية المنفصمة عن الصفقة العمومية عمى أنيا القرارت اإلدارية‬
‫التي تتخذ بمناسبة إبارم صفقة عمومية‪ ،‬تيدف لمتمييد إلبارم الصفقة أو إلبراميا أو عدم إبراميا‬
‫تصدر ىذه الق اررات عن المصمحة المتعاقدة نفسيا أو عن الجية التي خوليا القانون سمطة‬
‫إصدارىا‪ ،‬تكون ىذه الق اررات رغم صمتيا بالصفقة قائمة بذاتيا و قابمة إلحداث آثار قانونية‬
‫‪2‬‬
‫منفصمة عنيا‪ ،‬فتقبل الطعن فييا استقالال أمام قاضي تجاوز السمطة‪.‬‬
‫و مجال دعوى اإللغاء في نطاق منازعات العقود اإلدارية بصفقة عامة و منازعات‬
‫الصفقات العمومية بصفة خاصة محدود بنظرية الق اررات اإلدارية المنفصمة و التي تقوم عمى‬
‫مبدأين أساسين ىما‪:‬‬
‫المبدأ الول‪ :‬أن ىذه الدعوى ال ترفع عمى العقود بل وجب أن توجو إلى قرار إداري‪.‬‬ ‫‌د‪.‬‬

‫المبدأ الثاني‪ :‬في مجال دعوى اإللغاء ال يمكن اإلستناد إلى مخالفة اإلدارة اللتزاماتيا‬ ‫‌ذ‪.‬‬

‫التعاقدية كسبب من األسباب التي تجيز طمب إلغاء القرار اإلداري‪ ،‬فدعوى اإللغاء جزء لمبدأ‬
‫‪3‬‬
‫المشروعية‪ ،‬و اإللتزامات المترتبة عن العقود اإلدارية ىي التزامات شخصية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬ضمان تكريس مبدأ المنافسة من خالل دعوى اإللغاء‪:‬‬
‫تمثل مختمف الق اررات اإلدارية المنفصمة التي تصدرىا المصمحة المتعاقدة أثناء المراحل‬
‫التمييدية إلعداد و إبرام الصفقات العمومية مجاال لتطبيق دعوى اإللغاء‪ ،‬كما أنيا المجال الذي‬
‫تجاوزت مبادئ حرية و شفافية المنافسة‪.‬‬
‫ا‬ ‫تظير فيو‬

‫‪ )1‬بن أحمد حورية‪ ،‬دور القاضي اإلداري في حل المنازعات المتعمقة بالصفقات العمومية‪( ،‬مرجع سابق)‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫‪ )2‬شريف سمية‪ ،‬رقابة القاضي اإلداري عمى منازعات الصفقات العمومية‪( ،‬مرجع سابق)‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫‪ )3‬آمنة ىناد و بشرى شعبان‪ ،‬خضوع الصفقات العمومية لقانون المنافسة في الجزائر‪( ،‬مرجع سابق)‪ ،‬ص‪.84‬‬
‫‪78‬‬
‫ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫و تتجسد تصرفات المصمحة المتعاقدة لتمك األعمال في الق اررات اإلدارية التالية‪ :‬قرار‬
‫اإلعالن عن الصفقة‪ ،‬قرار المنح المؤقت لمصفقة‪ ،‬قرار إستبعاد أي عطاء‪ ،‬قرار الحرمان من‬
‫دخول المنافسة‪ ،‬و كذا الق اررات الخاصة بالتصديق عمى الصفقة العمومية و السيما من قبيل‬
‫السمطة الوصية‪ ،‬قرار إلغاء الصفقة قبل إبراميا‪ ،‬و أخي ار قرار ابرام الصفقة في حد ذاتو‪ ،1‬حيث‬
‫يقوم القاضي بموجب دعوى اإللغاء بفحص القرار الذي تم الطعن فيو من طرف المتقاضي و بيان‬
‫العيوب التي تشوبو‪ ،‬و يقوم إما بإلغاء القرار المطعون فيو أو يرفض الدعوى لعدم التأسيس‪.‬‬
‫من خالل ما سبق يمكن القول أن دعوى اإللغاء ضمانة أساسية لتطبيق مبدأ المنافسة‪ ،‬إذ‬
‫تعد إجراء قانوني يراقب مشروعية الق اررات اإلدارية و بالتالي حماية حقوق األفراد و حرياتيم من‬
‫التعسف‪ ،‬كما تقف حاج از أما تجاوزات السمطة العامة‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬دعوى القضاء الكامل‬
‫أطمق عمى ىذا النوع من الدعاوي القضاء الكامل‪ ،‬نظ ار لتعدد و اتساع سمطات القاضي‬
‫المختص مقارنة بسمطاتو المحدودة في دعاوي اإللغاء و التفسير و فحص مشروعية الق اررات‬
‫اإلدارية‪ ،‬و تدخل في إطار ىذه الدعاوى تمك المتعمقة باإلخالل بمبدأ جوىري في إبرام الصفقات‬
‫العمومية أال و ىو مبدأ المنافسة‪.2‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم دعوى القضاء الكامل‪:‬‬
‫تم النص عمى دعوى القضاء الكامل في المادة ‪/801‬ف‪ 2‬من قانون اإلجراءات المدنية‬
‫و اإلدارية‪ ،‬كما نستمدىا بصفة ضمنية من المواد ‪ 960 ،953 ،949 ،903 ،902 ،800‬من‬
‫‪3‬‬
‫نفس القانون‪ ،‬و ىذه المواد تشير إلى إمكانية الطعن في األحكام الصادرة عن المحاكم اإلدارية‪.‬‬

‫‪ )1‬كموفي عز الدين‪ ،‬نظام المنازعة في مجال الصفقات العمومية عمى ضوء قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪( ،‬مرجع سابق)‬
‫ص‪.116‬‬
‫‪ )2‬بربيح محي الدين‪ ،‬دور القضاء اإلداري في حماية مبدأ المنافسة‪ ،‬أعمال الممتقى الوطني حول " قانون المنافسة بين تحرير‬
‫المبادرة و ضبط السوق "‪ ،‬يومي ‪ 16‬و ‪ 17‬مارس ‪ ،2015‬كمية الحقوق و العموم السياسية‪ ،‬جامعة ‪ 08‬ماي ‪ ،1945‬قالمة‬
‫‪ ،2015‬ص‪.7‬‬
‫‪ )3‬قانون اإلجراءات المدنية و الجزائية‪( ،‬مرجع سابق)‪.‬‬
‫‪79‬‬
‫ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫دعوى القضاء الكامل ىي تمك الدعوى التي ال تيدف إلى تفسير قرار إداري أو مقرر‬
‫‪1‬‬
‫قضائي إداري أو تقدير مشروعية ق اررات السمطات اإلدارية أو إلغائيا‪.‬‬
‫تعرف أيظا بانيا الدعوى التي يرفعيا المدعي صاحب الصفة و المصمحة أمام الجية‬
‫القضائية المختصة من أجل المطالبة و االعتراف بوجود حقوق شخصية مكتسبة‪ ،‬و تقرير ما إذا‬
‫كانت قد أصابتيا أضرار مادية أو معنوية و تقديرىا‪ ،‬ثم تقرير التعويض الكامل العادل إلصالح‬
‫تمف األضرار التي أصابت الحقوق الشخصية و الحكم عمى السمطات اإلدارية المدعى عمييا‬
‫بالتعويض‪ ،‬و عميو فالقاضي يممك سمطات واسعة و ال يقتصر دوره في مجرد إلغاء القرار غير‬
‫المشروع كما ىو الحال في دعوى اإللغاء‪ ،‬بل يتسع إذا ما طمب منو ذلك ليشمل جميع آثاره من‬
‫‪2‬‬
‫تعديل الق اررات المعيبة‪ ،‬استبداليا الحكم بالتعويض و تقدير التعويض‪.‬‬
‫و تندرج دعاوى الصفقات العمومية ضمن دعاوى القضاء الكامل‪ ،‬حيث يتمتع القاضي‬
‫بسمطات متصمة بالعقد اإلداري بما في ذلك انعقاده‪ ،‬صحتو‪ ،‬تنفيذه أو إنيائو‪ ،3‬و تختص المحاكم‬
‫اإلدارية بالفصل في المنازعات التي تثور بشأن قضايا منظمة بقوانين و نصوص خاصة طبقا‬
‫لنص المادة ‪/801‬ف‪ 3‬التي تنص عمى أن المحاكم اإلدارية تختص كذلك في القضايا المخولة‬
‫ليا بموجب نصوص خاصة‪ ، 4‬و من ىذه المنازعات التي تحميا نصوص خاصة منازعات‬
‫الصفقات العمومية‪ ،‬و التي يشترط فييا شروط خاصة في مختمف المنازعات المتعمقة بيا‪.‬‬
‫إن رفع دعوى القضاء الكامل في منازعات الصفقات العمومية تخضع لنفس الشروط التي‬
‫يخضع ليا رفع دعوى القضاء الكامل في القواعد العامة في المنازعات االدارية و ىي توفر الصفة‬
‫و المصمحة في المدعي حسب نص المادة ‪ 15‬من قانون االجراءات المدنية و اإلدارية‪ ،‬و عمى‬

‫‪ )1‬خموفي رشيد‪ ،‬قانون المنازعات اإلدارية‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2013 ،‬ص‪.185‬‬
‫‪ )2‬عوابدي عمار‪ ،‬النظرية العامة لممنازعات اإلدارية في النظام القضائي‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،2003 ،‬الجزائر‬
‫ص‪.199‬‬
‫‪ )3‬عبد المطيف رزايقية‪ ،‬دعاوى الصفقات العمومية‪ ،‬مجمة االجتيادات لمدراسات القانونية و االقتصادية‪ ،‬المجمد‪ ،08‬العدد ‪01‬‬
‫‪ ،2019‬ص‪.268‬‬
‫‪ )4‬قانون اإلجراءات المدنية و الجزائية‪( ،‬مرجع سابق)‪.‬‬
‫‪80‬‬
‫ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المدعي أن يؤسس دعواه بناءا عمى توفر حالة من حاالت إخالل طرف من العقد بالتزاماتو سواءا‬
‫كانت عقدية او غير عقدية‪ ،‬وقد يمكن تأسيسيا عمى أساس ضرر قابل لتعويض بسببو أحد طرفي‬
‫‪1‬‬
‫العقد اآلخر‪.‬‬
‫و تعتبر دعوى التعويض من أىم دعاوى القضاء الكامل‪ ،‬سواء تعمق األمر بتعويض مبمغ‬
‫‪2‬‬
‫مالي أو أجر متفق عميو أو أي سبب بني عميو طمب التعويض المالي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ضمان تكريس مبدأ المنافسة من خالل دعوى القضاء الكامل‪:‬‬
‫يؤدي المساس بحرية المنافسة في الصفقات العمومية إلى تحريك اختصاص القضاء‬
‫الكامل كما سبق القول‪ ،‬حيث ينصب ىذا األخير في مرحمة ابرام الصفقات العمومية عمى الحقوق‬
‫الشخصية التي ينتيي فييا بطمب التعويض عن األضرار التي تمحق بالمترشح لمصفقة‪ ،‬بسبب‬
‫مخالفة اإلدارة اللتزاماتيا القانونية‪ ،‬كتعويض المتعامل المتعاقد عن قرار اإلقصاء من المشاركة في‬
‫‪3‬‬
‫الصفقة أو عن حرمانو من المنح المؤقت أو التعويض عن الممارسات المقيدة لممنافسة‪.‬‬
‫يؤدي القاضي اإلداري دو ار فعاال لضمان مبدأ المنافسة في مجال الصفقات العمومية عن‬
‫طريق فتح الطريق جيدا أمام المتنافسين المستبعدين من الصفقة لتقديم طعونيم أمام قاضي العقد‬
‫لمخاصمة صحة العقد أو بنوده القابمة لإلنفصال‪ ،‬ففي القضاء الفرنسي إذا رأى قاضي العقد بأن‬
‫ىناك عيب يمس بصحة العقد فيقوم بترتيب األحكام التالية‪:‬‬
‫‪ -‬الحكم بفسخ الصفقة العمومية أو بتعديل أحد بنودىا‪.‬‬
‫‪ -‬الحكم بمواصمة تنفيذ الصفقة مع توجيو أمر لإلدارة لتصحيح إجراءات الصفقة بما يتالءم مع‬
‫قواعد المنافسة‪.‬‬
‫‪ -‬الحكم بالتعويض لمطرف المتضرر من المخالفة‪.‬‬

‫‪ )1‬خرشي النوي‪ ،‬تسيير المشاريع في إطار الصفقات العمومية‪( ،‬مرجع سابق)‪ ،‬ص ‪.480 ،479‬‬
‫‪ )2‬بن سميمان فايزة‪ ،‬حوكمة الصفقات العمومية‪( ،‬مرجع سابق)‪ ،‬ص ‪.130‬‬
‫‪ )3‬جالب عالوة‪ ،‬نظام الرقابة عمى قانون الصفقات العمومية قبل تنفيذىا في الجزائر‪( ،‬مرجع سابق)‪( ،‬مرجع سابق)‪ ،‬ص ‪130‬‬
‫‪81‬‬
‫ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬أخي ار بعد التأكد من أن القرار ال يمس بالمصمحة العامة و مصمحة المتعاقدين يمكن لمقاضي‬
‫إلغاء العقد جزئيا أو كميا مع أثر مؤجل‪.1‬‬
‫عودة إلى قرار مجمس الدولة الجزائري رقم‪ ،14637 :‬المتمق بقضية بمدية العممة ضد‬
‫(ه‪.‬ع) الصادر بتاريخ‪ 2004/06/15 :‬و الذي أقر فيو القاضي التعويض لمسيد (ه‪.‬ع) نتيجة‬
‫‪2‬‬
‫مخالفة البمدية إلجراءات ابرام الصفقة العمومية ما انجر عنو ضرر لمسيد (ه‪.‬و)‪.‬‬

‫‪ )1‬رحماني راضية‪ ،‬النظام القانوني لتسوية منازعات الصفقات العمومية‪( ،‬مرجع سابق)‪ ،‬ص‪.270‬‬
‫‪ )2‬قرار مجمس الدولة رقم‪ ،14637 :‬المتعمق بقضية ‪ ،2004/06/15‬بمدية العممة ضد (ه‪.‬ع)‪ ،‬مجمة مجمس الدولة‪ ،‬العدد ‪5‬‬
‫‪ ،2004‬ص‪.132‬‬
‫‪82‬‬
‫ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫خالصة الفصل الثاني‬


‫من خالل ما تطرقنا لو في ىذا الفصل نستنتج أن المشرع كرس آليات الرقابة في مجال‬
‫الصفقات العمومية من أجل ضمان التطبيق الفعمي لمبدأ المنافسة‪ ،‬حيث أحدث مستجدات من‬
‫خالل إعادة ىيكمة الرقابة اإلدارية‪ ،‬بإنشاء لجنة فتح األظرفة و تقييم العروض وذلك لضمان أن ال‬
‫يتم منح الصفقة العمومية لغير المتنافس المؤىل قانونيا وعمميا و كذا لجان الصفقات العمومية‬
‫باختالف مستوياتيا‪ ،‬باإلضافة إلى الرقابة الوصائية و سمطة ضبط الصفقات العمومية‪ ،‬كما‬
‫يسعى القضاء اإلداري بدوره لضمان تطبيق المنافسة من قبل قاضي االستعجال و قاضي‬
‫الموضوع‪.‬‬
‫كل ىذه المساعي فرضيا الواقع العممي بيدف ضمان حماية تسيير األموال العمومية‬
‫و يتجمى ذلك من خالل اجتياد المشرع عمى تجسيد ىذه اآلليات عمى أرض الواقع سواء في‬
‫صورتيا الوقائية و حتى الردعية‪ ،‬تتضمن في طياتيا ميكانيزمات و تدابير جذابة تعكس إرادة‬
‫الدولة الصادقة في محاربة ظاىرة الفساد باعتباره سرطان خبيث ييدم مقومات دولة القانون‬
‫و ينشر الألمن‪ ،‬و التصدي لتطور و احتارفية اإلجارم المالي الميدد لمؤسسات الدولة وكيانيا‪ ،‬بما‬
‫أن منظمة الشفافية الدولية لسنة ‪ 2012‬صنفت الجزائر في المرتبة ‪ 105‬في مؤشر الدول األكثر‬
‫فساد في العالم‪ ،‬بالرغم من أن ىذه القوانين تتخمميا ثغرات ونقائص تحول دون تحقيق الفعالية‬
‫المرجوة‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫لقد أثبت الواقع االقتصادي أن مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية يعد الوسيمة األنجع‬
‫لضمان حسن تسيير المال العام و االنفاق العمومي و مواكبة النمو االقتصادي الذي تشيده‬
‫الجازئر خاصة فيما يتعمق بموضوع الصفقات العمومية‪ ،‬وذلك لضمان منافسة نزيية و شفافة مع‬
‫تكريسيا وفق منظومة قانونية مدعمة بترسانة من القوانين تسيل التطبيق الفعمي لقواعد قانون‬
‫المنافسة عمى الصفقات العمومية‪ ،‬باعتبار ىذه األخيرة من العقود اإلدارية التي تتميز بيا اإلدارة‬
‫كصاحبة سمطة وسيادة في استخدام الموارد العمومية واستعماليا استعماال عقالنيا لضمان المنافسة‬
‫في السوق‪.‬‬
‫و ضمان المنح العادل لمصفقات العمومية ال يتأتى إال بوضع المنافسة موضع التطبيق‬
‫الفعمي‪ ،‬حيث جاء التنظيم الجديد لمصفقات العمومية و تفويضات المرفق العام الصادر بموجب‬
‫المرسوم الرئاسي ‪ 247/15‬المؤرخ في ‪ 16‬سبتمبر ‪ ،2015‬لتحقيق مجموعة من األىداف أىميا‬
‫التخفيف من حدة اإلجراءات البيروقراطية التي تعرفيا عممية ابرام الصفقات العمومية و التي تمس‬
‫بالمبادئ األساسية إلبرام الصفقات العمومية‪ ،‬و عمى رأسيا مبدأ حرية المنافسة و الوصول إلى‬
‫الطمبات العمومية من خالل النص عمييا في المادة ‪ 05‬و المادة ‪ ،74‬و تكريسو لمجموعة من‬
‫اإلجراءات التي تضمن تكريس مبدأ المنافسة و كذا التأكيد عمى وجوب احترام ىذا المبدأ في‬
‫نصوص متفرقة من بينيا المادة ‪ 80‬و المادة ‪ 81‬من نفس المرسوم‪.‬‬
‫و من باب الموضوعية يجب االعتراف أن المشرع الجزائري وفق إلى حد بعيد في تقنين‬
‫اإلجراءات و الضمانات الالزمة لتكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‪ ،‬حيث أن النصوص‬
‫القانونية المنظمة لعممية ابرام الصفقات العمومية عمى اختالف أنواعيا و درجاتيا كفيمة بتجسيد‬
‫ىذا المبدأ و حمايتو عمى األقل من الناحية النظرية‪ ،‬عمى الرغم من تسجيل بعض الثغ ارت التي قد‬
‫تؤدي إلى المساس بتكريس مبدأ المنافسة أو اإلخالل بو إذا تم استغالليا بطرق احتيالية‪ ،‬و يمكن‬
‫اختصار النتائج المتوصل إلييا في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪85‬‬
‫‪ -‬عدم امكانية تكريس مبدأ حرية المنافسة بصفة مطمقة مما دفع بالمشرع الجزائري إلى إدراج‬
‫أحكام استثنائية تشكل في مجمميا قيودا لمبدأ المنافسة‪ ،‬وذلك بغرض تحقيق أىداف أخرى ذات‬
‫أولوية من ضمنيا مثال تجسيد مبدأ األفضمية الوطنية و تفعيل أداة المنتوج المحمي و حمايتو‪.‬‬
‫‪ -‬فسح مجال واسع من ا لحرية لممصمحة المتعاقدة لوضع الشروط و المواصفات الالزمة لمتعاقد‬
‫مما يؤدي إلى تعسفيا في تحديد تمك الشروط و حصر مجال التنافس بين عدد محدد من‬
‫المتعاممين‪ ،‬خاصة في ظل ىشاشة النظام الرقابي المطبق عمى دفتر الشروط‪ ،‬حيث أن المشرع‬
‫لم ينص عمى اخضاعو لرقابة القضاء االستعجالي ما قبل التعاقدي و اكتفى بالنص عمى‬
‫الرقابة الممارسة من طرف لجنة الصفقات‪.‬‬
‫‪ -‬االعتماد عمى قواعد شفافية اإلجراءات من خالل آلية االشيار و اإلعالن عن كيفيات و شروط‬
‫إبرام الصفقة‪ ،‬يساىم في القضاء عمى مظاىر الفساد و المحسوبية و بالتالي إعمال مبدأ‬
‫المنافسة‪ ،‬غي ر أن بدائية نظام إشيار الصفقات العمومية في الجزائر حيث مازال يعتمد عمى‬
‫النشر الصحفي الورقي الذي يتميز بمحدوديتو و قصوره في إيصال المعمومة إلى المتعاممين‬
‫المتنافسين‪ ،‬عمى الرغم من اعتماد المشرع الجزائري لطريقة النشر اإللكتروني‪ ،‬إال أن عدم‬
‫تفعيل العمل بو يقمل من الشفافية في مجال ابرام الصفقات العمومية رغم صدور القرار المؤرخ‬
‫في ‪ 17‬نوفمبر ‪ 2013‬الذي يحدد محتوى البوابة اإللكترونية لمصفقات العمومية و كيفيات‬
‫تسييرىا و كيفيات تبادل المعمومات بالطريقة اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -‬منح أجل لتحضير العروض يعد معيار لتفعيل المنافسة و استقطاب اكبر عدد من المشاركين‬
‫لمترشح لمصفقة المعمن عنيا‪ ،‬غير أن عدم تحديد مدة تحضير العروض و ترك المسألة‬
‫التقديرية لممصمحة المتعاقدة الختيار األجل الذي يناسبيا قد يؤدي بيذه األخيرة إلى وضع مدة‬
‫قصيرة قد ال تتجاوز خمسة (‪ )05‬أيام‪ ،‬مما يحرم الكثير من المعنيين من إيداع عروضيم‪ ،‬ذلك‬
‫ان اآلجال القصيرة من شأنيا أن تحد من المنافسة و نجاعة الدعوة إلييا‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫‪ -‬جعل لطمب العروض كقاعدة عامة إلبرام الصفقات العمومية يعتبر ضمانة ميمة ضد الفساد‬
‫غير أن اإلجراءات الطويمة و المعقدة التي يتميز بيا ىذا األخير قد تؤدي بالمصمحة المتعاقدة‬
‫إلى النفور من ىذا األسموب و المجوء لمتعاقد عن طريق التراضي رغم عدم توفر حاالتو‪.‬‬
‫‪ -‬المجوء إلى التراضي في الحاالت المحددة حص ار في المادتين ‪ 49‬و ‪ ،50‬حيث حاول المشرع‬
‫أن يدخل أسموب التراضي ضمن آلياتو الوقائية حماية لممال العام الموظف في مجال الصفقات‬
‫الصفقات العمومية من خالل تكريس طابعو االستثنائي بتحديد حاالت مشروعيتو حصرا‪ ،‬غير‬
‫أنو لم يستطع تأمين ضمانات كافية نظ ار لمرونة اجراءاتو و غموض الضوابط القانونية المؤطرة‬
‫لو‪ ،‬مما يتيح استغاللو في توفير غطاء قانوني لممارسة مشبوىة و تالعبات خفية و حصر‬
‫التنافس بين عدد محدود من المتعاممين‪ ،‬و من ثم اإلخالل بمبدأ المنافسة و استغالل المال‬
‫العام استغالال معيبا مما يجعمو مجاال خصبا لمفساد‪.‬‬
‫‪ -‬إدراج لجنة فتح األظرفة و تقييم العروض كجية رقابة عمى المستوى الداخمي‪ ،‬حيث تيدف إلى‬
‫تجسيد مبدأ الشفافية و تحميل العروض بطريقة عادلة بما يحقق المساواة بين جميع العارضين‬
‫لكن ىذه الرقابة ال تحقق الفعالية كونيا تعترييا بعض النقائص التي تبعدىا عن إرساء الشفافية‬
‫و ذلك بعدم تحديد عدد أعضاء المجنة و كذا النصاب القانوني الذي تصح بو اجتماعاتيا‪ ،‬و‬
‫المدة التي تفصل بين العرض المالي و التقني‪ ،‬إضافة إلى الطابع غير الممزم لق ارراتيا إذ ال‬
‫فائدة من وجودىا إن كان لممصمحة المتعاقدة إمكانية عدم األخذ بق اررات ىذه المجنة‪.‬‬
‫‪ -‬ضمان تطبيق مبدأ المنافسة من خالل الرقابة الخارجية فيي رقابة اجرائية ذات أىمية بالغة‬
‫غايتيا التأكد من إبرام الصفقة العمومية وفق اإلجراءات المنصوص عمييا في تنظيم الصفقات‬
‫العمومية‪ ،‬إال أن ما يعاب عمى ىذه الرقابة ىو التضييق من اختصاصاتيا إذ أن أغمبيا‬
‫استشارية‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة لمرقابة الوصائية فيي تيدف إلى التحقق من مطابقة الصفقات التي تبرميا المصالح‬
‫المتعاقدة لمتنظيم المعمول بو‪ ،‬و قد خصيا المشرع الجزائري بمادة واحدة ىي المادة ‪ 164‬من‬
‫أحكام المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،247/15‬غير أن ىذه المادة غير كافية لإلحاطة بأحكام الرقابة‬

‫‪87‬‬
‫الوصائية و ىذا ما يجعميا مفرغة في ىدفيا‪ ،‬إذ يجب سن مواد أخرى لتوضيح خصوصية ىذه‬
‫الرقابة في مجال الصفقات العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬حماية قواعد العالنية والمنافسة بشكل فعال قبل اتمام ابرام الصفقة العمومية من خالل دعوى‬
‫قضاء االستعجال‪ ،‬غير أن غموض النصوص القانونية المكرسة ليذا األخير من خالل‬
‫المادتين ‪ 946‬و ‪ 947‬من القانون رقم ‪ 09/08‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‬
‫تضمنتا أحكام مقتضبة تحتاج إلى مزيد من التفضيل و التوضيح‪ ،‬كما أن السماح برفع ىذه‬
‫الدعوى بعد عممية ابرام الصفقة يضير التناقض الصريح بين الطابع الوقائي الذي تتسم بو و‬
‫إمكانية رفعيا بعد عممية اإلبرام‪ ،‬ذلك أن تطرق القاضي االستعجالي إلى مشروعية العمنية و‬
‫المنافسة بعد إبرام العقد يخرجو من رقابة المشروعية الوقائية إلى نطاق رقابة المشروعية‬
‫العالجية‪.‬‬
‫‪ -‬و نشير إلى أن تجاوزات مبدأ حرية المنافسة في مجال الصفقات العمومية ال يرجع إلى قصور‬
‫النصوص القانونية المتعمقة بالصفقات العمومية فحسب‪ ،‬بل يمكن أن يكون نتيجة التقصير في‬
‫تطبيق ىذه النصوص‪ ،‬حيث أن أغمبية موظفي اإلدارات القائمين عمى عممية ابرام و تنفيذ‬
‫الصفقات العمومية يفتقرون إلى الكفاءة الالزمة ألداء ىذه الميام‪ ،‬وذلك نتيجة عدم تمكنيم من‬
‫اإللمام بالنصوص القانونية العديدة و المتفرقة المنظمة ليذه العممية‪ ،‬حيث يصعب حتى عمى‬
‫دارسي القانون اإلحاطة بيا فما بالك بالموظف العادي الذي لم يتمق تكوينا في المجال‪.‬‬

‫و بنا ًء على ما تقدم ذكره يمكن إدراج التوصيات و االقتراحات التالية‪:‬‬


‫‪ -‬عصرنة نظام إشيار الصفقات العمومية و إعتماد التكنولوجيا الحديثة في عممية نشر و تبادل‬
‫الوثائق المتعمقة بعممية ابراميا‪ ،‬و ذلك من خالل تفعيل البوابة اإللكترونية الخاصة بالصفقات‬
‫العمومية‪ ،‬و إلزام اإلدارات التعامل بيا باعتبارىا تشكل دعامة إضافية لتكريس مبدأ العالنية و‬
‫الشفافية‪ ،‬مع ضمان توفير نظام معموماتي قوي غير قابل لإلختراق و القرصنة‪.‬‬
‫‪ -‬وضع حد أدنى و مراعاتو و عدم النزول عنو بخصوص مدة اإلعالن عن المنافسة و تحضير‬
‫العروض‪ ،‬و ذلك حتى يتمكن المعنيون من تحضير عروضيم و المشاركة في المنافسة‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫‪ -‬إعادة النظر في الطريقة التي نظم بيا أسموب التراضي بتحديد إجراءاتو بدقة و إفراغ حاالتو من‬
‫الثغرات و الغموض و مراعاة طابعو الخاص و المتميز‪ ،‬مع تجريم حاالت المجوء التعسفي ليذه‬
‫الطريقة في التعاقد و تشديد عقوبتيا‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة التنسيق بين األجيزة الرقابية لضمان الفعالية و الجدوى‪ ،‬فتعدد األجيزة الرقابية مع‬
‫غياب التنسيق بينيا يؤدي حتما إلى إىدار الرقابة و حقوق األفراد بشكل عام‪.‬‬
‫‪ -‬البد من وضع نظام داخمي لمجنة فتح األظرفة و تقييم العروض مثمما ىو الحال بالنسبة لمجان‬
‫الصفقات العمومية لممصمحة المتعاقدة‪ ،‬تفاديا ألي لبس أو غموض يحول دون القيام بدورىا‬
‫الرقابي‪ ،‬باإلضافة إلى تمكينيا من قدر من اإلستقاللية المادية و البشرية حتى تتمكن من‬
‫ممارسة مياميا بكل نزاىة و شفافية و إضفاء الطابع اإللزامي لق ارراتيا‪.‬‬
‫‪ -‬إثراء الرقابة الوصائية عمى الصفقات العمومية بنصوص قانونية أكثر دقة و تفصيل و وضوح‪.‬‬
‫‪ -‬الفصل بين القضاء اإلستعجالي ما قبل التعاقدي و القضاء اإلستعجالي التعاقدي و تحديد‬
‫إختصاص كل نوع عمى حدى‪ ،‬مع توسيع سمطات قاضي اإلستعجالما قبل التعاقدي لتشمل‬
‫سمطتي إلغاء الق اررات و البنود التعاقدية المخالفة اللتزامات العالنية و المنافسة‪.‬‬
‫‪ -‬فرض شروط صارمة تتعمق بالنزاىة و الكفاءة الالزمة لمتعيين في الوظائف التي يشرف‬
‫أصحابيا عمى ابرام و تنفيذ الصفقات العمومية‪ ،‬و عمى الجيات اإلدارية المعنية القيام بدورات‬
‫تكوينية مكثفة لموظفييا حول قواعد و إجراءات ابرام و تنفيذ الصفقات العمومية‪ ،‬خاصة في‬
‫إطار التعديالت العديدة و المستمرة لتنظيم الصفقات العمومية‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫قائمة المراجع و المصادر‬

‫‪ .I‬باللغة العربية‪:‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ .1‬سورة المطففين‪.‬‬

‫‪ .1‬أبو العز عمي دمحم أحمد‪ ،‬التجارة االلكترونية في الفقو االسالمي‪ ،‬ط‪ ،1‬دار النفاس األردن‪،‬‬
‫سنة ‪.2008‬‬
‫‪ .2‬أبو عيسى دمحم بن عيسى الترمذي‪ ،‬الجامع الكبير‪ ،‬الجزء الرابع‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‬
‫بيروت‪ ،‬د‪ .‬ط‪ ،‬د س ن‪.‬‬
‫‪ .3‬بعمي دمحم الصغير‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬دعوى اإللغاء‪ ،‬دار العموم لمنشر و التوزيع‪ ،‬عنابة سنة‬
‫‪.2007‬‬
‫‪ .4‬بعمي دمحم الصغير‪ ،‬الوجيز في اإلجراءات القضائية اإلدارية‪ ،‬دار العموم لمنشر و التوزيع‬
‫عنابة‪ ،‬سنة ‪.2010‬‬
‫‪ .5‬بوعمي سعيد‪ ،‬المنازعات اإلدارية في ظل القانون الجزائري‪ ،‬دار بمقيس لمنشر‪ ،‬الجزائر سنة‬
‫‪.2014‬‬
‫‪ .6‬بوضياف عمار‪ ،‬شرح تنظيم الصفقات العمومية طبقا لممرسوم الرئاسي ‪ ،247/15‬القسم‬
‫األول‪ ،‬جسور لمنشر و التوزيع‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سنة ‪.2017‬‬
‫الجزئر‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬دارىومة لمطباعة‬
‫ا‬ ‫‪ .7‬تيورسي دمحم‪ ،‬الضوابط القانونية لمحرية التنافسية في‬
‫الجزئر‪ ،‬سنة ‪.2013‬‬
‫ا‬ ‫والنشر و التوزيع‪،‬‬
‫‪ .8‬خرشي النوي‪ ،‬تسيير المشاريع في إطار الصفقات العمومية‪ ،‬دار الخمدونية لمنشر و التوزيع‬
‫دون طبعة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سنة ‪.2011‬‬
‫‪ .9‬خموفي رشيد‪ ،‬قانون المنازعات اإلدارية‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‬
‫سنة ‪.2013‬‬

‫‪91‬‬
‫قائمة المراجع و المصادر‬

‫‪ .11‬سعيد بوعمي‪ -‬نسرين شريفي – مريم عمارة‪ ،‬القانون اإلداري (التنظيم اإلدارية – النشاط‬
‫اإلداري)‪ ،‬دار بمقيس لمنشر‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سنة ‪.2011‬‬
‫‪ .11‬شرواط حسين‪ ،‬شرح قانون المنافسة‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬دار اليدى لمطباعة و النشر و التوزيع‬
‫الجزائر‪ ،‬سنة ‪.2012‬‬
‫‪ .12‬عوابدي عمار‪ ،‬النظرية العامة لممنازعات اإلدارية في النظام القضائي‪ ،‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سنة ‪.2003‬‬
‫‪ .13‬عوابدي عمار‪ ،‬القانون اإلداري (النشاط اإلداري)‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬سنة ‪.2007‬‬
‫‪ .14‬عوابدي عمار‪ ،‬دعوى تقدير الشرعية في القضاء اإلداري‪ ،‬دراسة عممية تحميمية و مقارنة بين‬
‫القضاء اإلداري الفرنسي و النظام القضائي الجزائري‪ ،‬دار ىومة‪ ،‬الجزائر سنة ‪.2007‬‬
‫‪ .15‬غني أمينة‪ ،‬قضاء االستعجال في المواد اإلدارية‪ ،‬دار ىومة لمطباعة و النشر و التوزيع‬
‫الجزائر‪ ،‬سنة ‪.2014‬‬
‫‪ .16‬كموفي عز الدين‪ ،‬نظام المنازعة في مجال الصفقات العمومية عمى ضوء قانون اإلجراءات‬
‫المدنية و اإلدارية‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬دار النشر جيمطي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سنة ‪.2012‬‬
‫‪ .17‬لباد ناصر‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬لباد لمنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سنة ‪.2009‬‬
‫‪ .18‬ميند مختار نوح‪ ،‬اإليجاب و القبول في العقد اإلداري‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬منشورات الحمبي‬
‫الحقوقية‪ ،‬لبنان‪.2005 ،‬‬

‫أ‪.‬‬
‫‪ .1‬بوجادي عمر‪ ،‬اختصاص القضاء اإلداري في الجزائر‪ ،‬رسالة لنيل درجة دكتوراه دولة في‬
‫القانون‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪.2011 ،‬‬

‫‪92‬‬
‫قائمة المراجع و المصادر‬

‫‪ .2‬تياب نادية‪ ،‬آليات مواجية الفساد في مجال الصفقات العمومية‪ ،‬رسالة لنيل شيادة الدكتوراه‬
‫في العموم‪ ،‬تخصص قانون‪ ،‬كمية الحقوق و العموم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي‬
‫وزو‪.2013 ،‬‬
‫‪ .3‬جالل مسعد‪ ،‬مدى تأثر المنافسة الحرة بالممارسات التجارية‪ ،‬رسالة لنيل درجة دكتوراه في‬
‫القانون‪ ،‬فرع قانون األعمال‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪.2012 ،‬‬
‫‪ .4‬جميل مونية‪ ،‬المنافسة في الصفقات العمومية‪ ،‬أطروحة لنيل شيادة الدكتوراه في القانون العام‬
‫كمية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ 1‬بن يوسف بن خدة‪.2015 ،‬‬
‫‪ .5‬رحماني راضية‪ ،‬النظام القانوني لتسوية منازعات الصفقات العمومية‪ ،‬أطروحة لنيل شيادة‬
‫الدكتوراه ل‪.‬م‪.‬د في الحقوق‪ ،‬تخصص إدارة و مالية‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ 1‬بن‬
‫يوسف بن خدة‪.2017 ،‬‬

‫ب‪.‬‬

‫‪ .1‬بعيط عائشة‪ ،‬ضمانات مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماجستير‬
‫كمية الحقوق ببن عكنون‪ ،‬مدرسة الدكتوراه دولة و مؤسسات‪ ،‬فرع الجمفة‪.2014 ،‬‬
‫‪ .2‬بن أحمد حورية‪ ،‬دور القاضي اإلداري في حل المنازعات المتعمقة بالصفقات العمومية‪ ،‬مذكرة‬
‫لنيل شيادة الماجستير‪ ،‬تخصص قانون عام‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة أبوبكر بمقايد‪ ،‬تممسان‬
‫‪.2011‬‬
‫‪ .3‬بن سميمان فايزة‪ ،‬حوكمة الصفقات العمومية‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماجستير في الحقوق‪ ،‬شعبة‬
‫القانون‪ ،‬فرع ىيئات عمومية و حوكمة كمية الحقوق و العموم السياسية‪ ،‬جامعة عبد الرحمان‬
‫ميرة‪ ،‬بجاية‪.2016 ،‬‬
‫‪ .4‬جالب عالوة‪ ،‬نظام الرقابة عمى قانون الصفقات العمومية قبل تنفيذىا في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫شيادة الماجستير في القانون‪ ،‬تخصص الييئات العمومية و الحوكمة‪ ،‬كمية الحقوق و العموم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة عبد الرحمان ميرة‪ ،‬بجاية‪.2014 ،‬‬

‫‪93‬‬
‫قائمة المراجع و المصادر‬

‫‪ .5‬شريف سمية‪ ،‬رقابة القاضي اإلداري عمى منازعات الصفقات العمومية‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة‬
‫الماجستير في القانون‪ ،‬فرع قانون المنازعات اإلدارية‪ ،‬كمية الحقوق و العموم السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪.2016 ،‬‬
‫‪ .6‬صويمح كريمة‪ ،‬تطبيق قانون المنافسة عمى أشخاص القانون العام في القانون الجزائري‬
‫مذكرة لنيل شيادة الماجستير في القانون‪ ،‬فرع القانون العام‪ ،‬تخصص القانون العام لألعمال‬
‫كمية الحقوق و العموم السياسية ‪ ،‬جامعة عبد الرحمان ميرة‪ ،‬بجاية‪.2012 ،‬‬
‫‪ .7‬قيراطي نصيرة‪ ،‬تطبيق قانون المنافسة عمى األشخاص المعنوية العامة‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة‬
‫الماجستير‪ ،‬تخصص قانون أعمال كمية الحقوق و العموم السياسية‪ ،‬قسم العموم القانونية و‬
‫اإلدارية‪ ،‬جامعة ‪ 8‬ماي ‪ ،1945‬قالمة‪.2016 ،‬‬

‫‪ .1‬أعميروش سميرة و عكوش ليندة‪ ،‬مبدأ المنافسة الحرة و األشخاص المعنوية العامة‪ ،‬مذكرة‬
‫لنيل شيادة الماستر في الحقوق‪ ،‬تخصص القانون العام لألعمال‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬قسم قانون‬
‫األعمال‪ ،‬جامعة عبد الرحمان ميرة‪ ،‬بجاية‪.2015 ،‬‬
‫‪ .2‬بجادي طارق‪ ،‬ضمانات تحقيق مبدأ حرية المنافسة في الصفقات العمومية‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة‬
‫الماستر في الحقوق‪ ،‬تخصص قانون إداري‪ ،‬كمية الحقوق و العموم القانونية‪ ،‬جامعة دمحم‬
‫خيضر‪ ،‬بسكرة‪.2014 ،‬‬
‫‪ .3‬برة الزىرة‪ ،‬تكريس مبدأ حرية المنافسة في مجال الصفقات العمومية‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة‬
‫الماستر في الحقوق‪ ،‬تخصص قانون أعمال‪ ،‬كمية الحقوق و العموم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‬
‫جامعة الشييد حمة لخضر‪ ،‬الوادي‪.2015 ،‬‬
‫‪ .4‬بوجالل فتحي و زعالني رمزي‪ ،‬دور القاضي اإلداري في حماية مبدأ المنافسة في مجال‬
‫الصفقات العمومية‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماستر في القانون ‪ ،‬تخصص قانون عام(منازعات‬
‫إدارية)‪ ،‬كمية الحقوق و العموم السياسية‪ ،‬قسم العموم القانونية و اإلدارية‪ ،‬جامعة ‪ 08‬ماي‬
‫‪ ،1945‬قالمة‪.2016 ،‬‬

‫‪94‬‬
‫قائمة المراجع و المصادر‬

‫‪ .5‬عباسة دمحم‪ ،‬آليات الرقابة عمى الصفقات العمومية‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة ماستر أكاديمي في‬
‫العموم التجارية‪ ،‬تخصص مالية و تجارة دولية‪ ،‬كمية العموم االقتصادية و التجارية و عموم‬
‫التسيير‪ ،‬جامعة عبد الحميد بن باديس‪ ،‬مستغانم‪.2018 ،‬‬
‫‪ .6‬كشرود فيروز‪ ،‬مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماستر في الحقوق‬
‫تخصص قانون إداري‪ ،‬كمية الحقوق و العموم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬جامعة دمحم بوضياف‬
‫المسيمة‪.2018 ،‬‬
‫‪ .7‬مويسات سمية‪ ،‬الرقابة عمى الصفقات العمومية‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماستر في عموم التسيير‬
‫تخصص تسيير عمومي‪ ،‬كمية العموم االقتصادية و التجارية و عموم التسيير‪ ،‬قسم عموم‬
‫التسيير‪ ،‬جامعة دمحم بوضياف‪ ،‬المسيمة‪.2018 ،‬‬
‫‪ .8‬ىناد آمنة و شعبان بشرى‪ ،‬خضوع الصفقات العمومية لقانون المنافسة في الجزائر‪ ،‬مذكرة‬
‫لنيل شيادة الماستر في القانون‪ ،‬تخصص قانون أعمال‪ ،‬كمية الحقوق و العموم السياسية‪ ،‬قسم‬
‫العموم القانونية و اإلدارية‪ ،‬جامعة ‪ 8‬ماي ‪ ،1945‬قالمة‪.2019 ،‬‬

‫‪ .1‬حمحال مختارية‪ ،‬محاضرات في مقياس قانون المنافسة‪ ،‬ألقيت عمى طمبة تخصص قانون‬
‫اقتصادي‪ ،‬كمية الحقوق و العموم السياسية‪ ،‬جامعة مصطفى اسطمبولي‪ ،‬معسكر‪.2016 ،‬‬
‫‪ .2‬والي نادية‪ ،‬محاضرات في مقياس قانون المنافسة‪ ،‬محاضرات ألقيت عمى طمبة السنة الثانية‬
‫ماستر‪ ،‬تخصص قانون األعمال‪ ،‬كمية الحقوق و العموم السياسية‪ ،‬جامعة آكمي محند أولحاج‬
‫البويرة‪.2018 ،‬‬

‫‪ .1‬بزاجي سموى‪ ،‬رقابة القضاء االستعجالي قبل التعاقدي في مجال الصفقات العمومية في‬
‫التشريع الجزائري‪ ،‬المجمة األكاديمية لمباحث القانوني‪ ،‬العدد األول‪ ،‬بجاية‪.2012 ،‬‬
‫‪ .2‬خضري حمزة‪ ،‬الرقابة القضائية عمى الصفقات العمومية في الجزائر‪ ،‬مجمة الفكر‪ ،‬العدد ‪13‬‬
‫كمية الحقوق و العموم السياسية جامعة المسيمة‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ن‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫قائمة المراجع و المصادر‬

‫‪ .3‬عارف صالح مخمف و عمي مخ مف حماد‪ ،‬مبدأ حرية المنافسة بالتعاقد بالمناقصة‪ ،‬مجمة‬
‫جامعة اإليثار لمعموم القانونية و السياسية‪ ،‬بغداد‪ ،‬العدد ‪ ،05‬سنة ‪.2005‬‬
‫‪ .4‬عبد المطيف رزايقية‪ ،‬دعاوى الصفقات العمومية‪ ،‬مجمة االجتيادات لمدراسات القانونية و‬
‫االقتصادية‪ ،‬المجمد‪ ،08‬العدد ‪.2019 ،01‬‬
‫‪ .5‬عبود ميمود و تيقاني العربي‪ ،‬الصفقات العمومية في ظل المرسوم ‪ ،247/15‬المفيوم‬
‫المبادئ و األحكام التشريعية الخاصة بيا‪ ،‬مجمة اقتصاديات المال و األعمال‪ ،‬العدد ‪06‬‬
‫جامعة أحمد د اررية‪ ،‬أدرار‪.2018 ،‬‬
‫‪ .6‬كتو دمحم الشريف‪ ،‬حماية المنافسة في الصفقات العمومية‪ ،‬المجمة الجزائرية لمعموم القانونية و‬
‫االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬العدد‪ ،02‬سنة ‪.2010‬‬
‫‪ .7‬لعالم دمحم ميدي‪ ،‬القضاء االستعجالي قبل التعاقدي في مجال الصفقات العمومية‪ ،‬المجمة‬
‫المصرية لمدراسات القانونية و االقتصادية‪ ،‬العدد الخامس‪.2015 ،‬‬
‫‪ .8‬موسوعة المصطمحات االقتصادية‪ ،‬المجمة العربية‪ ،‬العدد ‪ ، 360‬مارس ‪.2017‬‬

‫‪ .1‬بربيح محي الدين‪ ،‬دور القضاء اإلداري في حماية مبدأ المنافسة‪ ،‬أعمال الممتقى الوطني حول‬
‫" قانون المنافسة بين تحرير المبادرة و ضبط السوق "‪ ،‬كمية الحقوق و العموم السياسية‪،‬‬
‫جامعة ‪ 08‬ماي ‪ ،1945‬قالمة‪ ،‬يومي ‪ 16‬و ‪ 17‬مارس ‪.2015‬‬
‫‪ .2‬بوكحيل ليمى‪ ،‬مداخمة بعنوان دور القضاء اإلداري في حماية مبدا حرية المنافسة‪ ،‬الممتقى‬
‫الوطني حول حرية المنافسة في القانون الجزائري‪ ،‬كمية الحقوق و العموم السياسية‪ ،‬باجي‬
‫مختار‪ ،‬عنابة‪ ،‬يومي ‪ 03‬و ‪ 04‬أفريل ‪.2013‬‬
‫‪ .3‬زواوي عباس‪ ،‬طرق و ابرام الصفقات العمومية في ظل المرسوم الرئاسي ‪ ،247/15‬أعمال‬
‫اليوم الدراسي لمتنظيم الجديد لمصفقات العمومية و تفويضات المرفق العام‪ ،‬جامعة دمحم‬
‫خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬يوم ‪ 17‬ديسمبر ‪.2015‬‬

‫‪96‬‬
‫قائمة المراجع و المصادر‬

‫‪ .4‬لعور بدرة‪ ،‬اإلطار المفاىيمي لمصفقات العمومية حسب التشريع الجزائري‪ ،‬اليوم الدراسي‬
‫لمتنظيم الجديد لمصفقات العمومية و تفويضات المرفق العام‪ ،‬كمية الحقوق و العموم السياسية‪،‬‬
‫جامعة دمحم خيضر‪ ،‬بسكرة‪ 17 ،‬ديسمبر ‪.2015‬‬
‫‪ .5‬دمحم فقير‪ ،‬رقابة القضاء اإلداري االستعجالي عمى الصفقات العمومية قبل ابراميا في التشريع‬
‫الجزائري و التشريع المقارن‪ ،‬آلية وقائية لحماية المال العام‪ ،‬مداخمة ‪ ،16‬جامعة الجزائر‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪ .1‬دستور الجميورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الصادر في ‪ 6‬مارس ‪ ،2016‬ج‪.‬ر عدد ‪14‬‬
‫الصادرة في ‪ 07‬مارس ‪.2016‬‬

‫‪ .1‬قانون رقم ‪ 01/06‬مؤرخ في ‪ 20‬فيفري ‪ ،2006‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ 14‬صادر في ‪ 08‬مارس‬


‫‪ 2006‬معدل و متمم بالقانون رقم ‪ 05-10‬مؤرخ في ‪ 26‬أوت ‪ ،2010‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪50‬‬
‫الصادر في ‪ 01‬سبتمبر ‪ 2010‬و القانون رقم ‪ 15/11‬مؤرخ في ‪ 02‬أوت ‪،2011‬‬
‫ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪ 44‬الصادر في ‪ 10‬أوت ‪ ،2011‬يتعمق بالوقاية من الفساد و مكافحتو‪،‬‬
‫يتعمق بالوقاية من الفساد و مكافحتو‪.‬‬
‫‪ .2‬قانون رقم ‪ 09/08‬مؤرخ في ‪ 18‬صفر ‪ 1429‬الموافق ل ‪ 25‬فبراير سنة ‪ ،2008‬يتضمن‬
‫قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪ ،21‬الصادر في ‪ 23‬أفريل ‪.2008‬‬
‫‪ .3‬قانون رقم ‪ 09/18‬المؤرخ في ‪ 10‬جوان ‪ ،2018‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪ ،35‬الصادر بتاريخ ‪13‬‬
‫جوان ‪ ،2018‬يعدل و يتمم القانون رقم ‪ 03/09‬المؤرخ في ‪ 25‬فيفري ‪ 2009‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‬
‫العدد ‪ ،15‬الصادر بتاريخ ‪ 08‬مارس ‪ ،2009‬المتعمق بحماية المستيمك و قمع الغش‪.‬‬
‫‪ .4‬قانون رقم ‪ 10/11‬مؤرخ في ‪ 22‬جوان ‪ 2001‬يتعمق بقانون البمدية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪37‬‬
‫الصادر في ‪ 03‬جويمية ‪.2011‬‬

‫‪97‬‬
‫قائمة المراجع و المصادر‬

‫‪ .5‬قانون رقم ‪ 04/18‬مؤرخ في ‪ 10‬ماي ‪ ،2018‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪ ،27‬الصادر في ‪ 13‬ماي‬


‫‪ ،2018‬يحدد القواعد العامة المتعمقة بالبريد و االتصاالت اإللكترونية‪.‬‬

‫‪ .1‬األمر رقم ‪ 90-67‬المؤرخ في ‪ 17‬جوان ‪ 1967‬المتضمن قانون الصفقات العمومية‬


‫ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪ ،52‬الصادر في ‪ 27‬جوان ‪ ،1967‬ممغى‪.‬‬
‫‪ .2‬األمر رقم ‪ 06-95‬المتعمق بالمنافسة المؤرخ في ‪ 25‬جانفي ‪ ،1995‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪9‬‬
‫الصادر في ‪ 22‬فيفري ‪ ،1995‬ممغى‪.‬‬
‫‪ .3‬األمر رقم ‪ ،31/96‬مؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر ‪ ،1996‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪1997‬‬
‫ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪ ، 85‬الصادر في ‪.1996‬‬
‫‪ .4‬األمر رقم ‪ 03-03‬المؤرخ في ‪ 19‬يوليو ‪ 2003‬المتعمق بالمنافسة‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪43‬‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 20‬يوليو ‪ ،2003‬المصادق عمييا بالقانون رقم ‪ 12/03‬المؤرخ في ‪25‬‬
‫اكتوبر ‪ ،2003‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪ 64‬الصادر في ‪ 26‬أكتوبر ‪ ،2003‬معدل و متمم بالقانون‬
‫رقم ‪ 12-08‬مؤرخ في ‪ 25‬جوان ‪ ،2008‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪ 36‬الصادر في ‪ 02‬يوليو‬
‫‪ ،2008‬معدل بالقانون رقم ‪ 05-10‬المؤرخ في ‪ 15‬غشت ‪ ،2010‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪46‬‬
‫الصادر في ‪ 18‬غشت ‪.2010‬‬

‫‪ .1‬المرسوم رقم ‪ 145-82‬المؤرخ في ‪ 10‬أفريل ‪ 1982‬ينظم الصفقات التي يبرميا المتعامل‬


‫العمومي‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪ ،15‬الصادر في ‪ 13‬أفريل ‪ ،1982‬ممغى‪.‬‬
‫‪ .2‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 343-91‬المؤرخ في ‪ 09‬نوفمبر ‪ 1991‬المتضمن تنظيم الصفقات‬
‫ممغى‪.‬‬ ‫العمومية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪ ،57‬الصادر في ‪ 13‬نوفمبر‪،1991‬‬
‫‪ .3‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 250/02‬المؤرخ في ‪ 24‬يوليو ‪ ،2002‬المتضمن تنظيم الصفقات‬
‫العمومية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪ ،52‬الصادر في ‪ 28‬يوليو ‪ ،2002‬المعدل و المتمم بموجب‬
‫المرسوم الرئاسي ‪ 301/03‬المؤرخ في ‪ 11‬سبتمبر ‪ 2003‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪ ،55‬الصادر‬

‫‪98‬‬
‫قائمة المراجع و المصادر‬

‫في ‪ 14‬سبتمبر ‪ ،2003‬و المرسوم الرئاسي ‪ 338/08‬المؤرخ في ‪ 26‬أكتوبر ‪2008‬‬


‫ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪ ،62‬الصادر في ‪ 09‬نوفمبر‪ ،2008‬ممغى‪.‬‬
‫‪ .4‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،114/05‬مؤرخ في ‪ 07‬أفريل ‪ ،2005‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪ ،26‬الصادر‬
‫في ‪ ،2005‬يعدل و يتمم المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،289/93‬مؤرخ في ‪ 28‬نوفمبر ‪1993‬‬
‫ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪ ،79‬الصادر بتاريخ ‪ ،1993‬الذي يوجب عمى جميع المؤسسات التي تعمل‬
‫في إطار انجاز الصفقات العمومية في ميدان البناء و األشغال العمومية و الري أن يكون ليا‬
‫المينيين‪.‬‬ ‫شيادة التخصص و التصنيف‬
‫‪ .5‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 236/10‬المؤرخ في ‪ 07‬أكتوبر ‪ ،2010‬المتضمن تنظيم الصفقات‬
‫العمومية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪ ،58‬الصادر في ‪ 07‬أكتوبر‪ ،2010‬المعدل و المتمم بموجب‬
‫المرسوم الرئاسي ‪ 98/11‬المؤرخ في ‪ 01‬مارس ‪ ،2011‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪ ،14‬الصادر في‬
‫‪ 06‬مارس ‪ ،2011‬و المرسوم الرئاسي ‪ 222/11‬المؤرخ في ‪ 16‬يونيو ‪ 2011‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‬
‫العدد ‪ ،34‬الصادر في ‪ 19‬يونيو ‪ ،2011‬و المرسوم الرئاسي ‪ 23/12‬المؤرخ في ‪ 18‬يناير‬
‫‪ ،2012‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪ ،04‬الصادر في ‪ 26‬يناير ‪ ،2012‬و المرسوم الرئاسي ‪03/13‬‬
‫المؤرخ في ‪ 13‬يناير ‪ ،2013‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪ ،02‬الصادر في ‪ 13‬يناير ‪ ،2013‬ممغى‪.‬‬
‫‪ .6‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 247/15‬المؤرخ في ‪ 15‬سبتمبر ‪ 2015‬المتضمن تنظيم الصفقات‬
‫العمومية و تفويضات المرفق العام‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪ ،50‬الصادر في ‪ 20‬سبتمبر ‪.2015‬‬

‫‪ .1‬قرار مجمس الدولة رقم‪ ،14637 :‬المتعمق بقضية ‪ ،2004/06/15‬بمدية العممة ضد (ه‪.‬ع)‪،‬‬
‫مجمة مجمس الدولة‪ ،2004 ،‬العدد ‪.5‬‬

‫‪ .1‬قاموس المعاني الجامع‪.www.almaany.com ،‬‬


‫‪ .II‬باللغة األجنبية‪:‬‬
‫‪1. Jean Bernard Blaise, Droit des affaires, commerçants, concurrence,‬‬
‫‪distributions, 8eme édition, LGDJ, France, 2015‬‬

‫‪99‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫كهمة شكر‬
‫اإلهداء‬
‫‪20‬‬ ‫مقدمة ‪.............................................................................................................................‬‬

‫‪20‬‬ ‫‪.....................‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬التكريس القانوني لمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬
‫‪20‬‬ ‫العمومية‪.....................................................‬‬ ‫المبحـث األول‪ :‬عالقة مبدأ المنافسة بالصفقات‬
‫‪20‬‬ ‫‪.......................................‬‬ ‫المطمـب األول‪ :‬امتداد مبدأ المنافسة إلى مجال الصفقات العمومية‬
‫‪20‬‬ ‫‪....................................................................................‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مفهوم مبدأ المنافسة‬
‫‪20‬‬ ‫المنافسة ‪.......................................................................................... .............‬‬ ‫أوال‪ :‬تعريف‬
‫‪20‬‬ ‫المغوي‪.................................................................................................‬‬ ‫‪ )1‬التعريف‬
‫‪20‬‬ ‫االصطالحي‪.........................................................................................‬‬ ‫‪ )0‬التعريف‬
‫‪11‬‬ ‫المنافسة ‪...................................................................................‬‬ ‫ثانيا‪ :‬نطاق تكريس قانون‬
‫‪11‬‬ ‫المنافسة‪..........................................................‬‬ ‫‪ )1‬النطاق الشخصي لتكريس قانون‬
‫‪ )0‬النطاق الموضوعي لتكريس قانون المنافسة ‪10........................................................‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪.............................................................................‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مفهوو انصفقات انعمومية‬
‫‪11‬‬ ‫‪.........................................................................................‬‬ ‫أوال‪ :‬تعريف انصفقات انعمومية‬
‫‪ )1‬التعريف التشريعي‪11 .............................................................................................‬‬
‫‪ )0‬التعريف القضائي‪11 ..............................................................................................‬‬
‫‪ )3‬التعريف الفقهي‪10.............................................................................................. ...‬‬
‫ثانيا‪ :‬انمعايير انتشريعية نتحديد انصفقات انعمومية ‪10...........................................................‬‬
‫‪ )1‬المعيار العضوي‪10 ................................................................................................‬‬
‫‪10‬‬ ‫الشكمي‪.................................................................................................‬‬ ‫‪ )0‬المعيار‬
‫‪02‬‬ ‫الموضوعي‪..................................................................................... ......‬‬ ‫‪ )3‬المعيار‬
‫‪ )1‬المعيار المالي‪01 ..................................................................................... .............‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬أسباب األخذ بمبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‪01 .....................................‬‬

‫‪101‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫المطمـب الثاني‪ :‬مدى خضوع الصفقات العمومية لمبدأ المنافسة‪01 .........................................‬‬


‫الفرع األول‪ :‬شروط خضوع الصفقات العمومية لمبدأ المنافسة‪01 ..........................................‬‬
‫‪01‬‬ ‫العام‪............................................................................‬‬ ‫أوال‪ :‬عدم المساس بمهام المرفق‬
‫ثانيا‪ :‬عدم إعاقة ممارسة امتيازات السمطة العامة‪01 .............................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬صور تطبيق مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‪00 .......................................‬‬
‫أوال‪ :‬تطبيق مبدأ المنافسة عمى المترشحين لمصفقة‪00 ..........................................................‬‬
‫‪00‬‬ ‫المتعاقدة‪........................................................‬‬ ‫ثانيا‪ :‬تطبيق مبدأ المنافسة عمى المصمحة‬
‫الفرع الثالث‪ :‬القيود الواردة عمى تطبيق مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‪00 ....................‬‬
‫‪32‬‬ ‫تشريعي‪....................................................................‬‬ ‫أوال‪ :‬تقييد المنافسة بناء عمى نص‬
‫‪30‬‬ ‫المتعاقدة‪..........................‬‬ ‫ثانيا‪ :‬تقييد المنافسة بناء عمى الشروط التي تفرضها المصمحة‬
‫‪31‬‬ ‫العمومية‪................................‬‬ ‫المبحـث الثانـي‪ :‬مظاهر تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات‬
‫‪31‬‬ ‫الصفقة‪...............................‬‬ ‫المطمـب األول‪ :‬تكريس مبدأ المنافسة من خالل اجراءات منح‬
‫‪35‬‬ ‫االنتقاء‪................................................‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬اإلعداد المسبق لشروط المشاركة و‬
‫‪35‬‬ ‫المتعاقدة‪..........................................................‬‬ ‫أوال‪ :‬التحديد الدقيق الحتياجات المصمحة‬
‫‪31‬‬ ‫الشروط‪............................................................................................‬‬ ‫ثانيا‪ :‬اعداد دفاتر‬
‫الفرع الثاني‪ :‬عالنية المعمومات المتعمقة بإجراءات ابرام الصفقات العمومية‪30 .......................‬‬
‫‪30‬‬ ‫العمومية‪......................................................................‬‬ ‫أوال‪ :‬الزامية االعالن عن الصفقة‬
‫‪12‬‬ ‫المترشحين‪......................................‬‬ ‫ثانيا‪ :‬وضع الوثائق المتعمقة بالمنافسة تحت تصرف‬
‫‪12‬‬ ‫العروض‪..........................................................................................‬‬ ‫ثالثا‪ :‬أجل تحضير‬
‫‪11‬‬ ‫اإلبرام‪...........................................‬‬ ‫المطمـــب الثاني‪ :‬تكريس مبدأ المنافسة من خالل طرق‬
‫‪11‬‬ ‫العمومية‪...................................‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬طمب العروض كقاعدة عامة إلبرام الصفقات‬
‫‪10‬‬ ‫العروض‪.............................................................................................‬‬ ‫أوال‪ :‬تعريف طمب‬
‫‪10‬‬ ‫العروض‪............................................................................................‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أشكال طمب‬

‫‪102‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪11‬‬ ‫العروض‪.........................................................................................‬‬ ‫ثالثا‪ :‬اجراءات طمب‬


‫الفرع الثاني‪ :‬اعتماد التراضي كاستثناء في ابرام الصفقات العمومية‪11 ..................................‬‬
‫‪11‬‬ ‫التراضي‪.....................................................................................................‬‬ ‫أوال‪ :‬تعريف‬
‫‪11‬‬ ‫التراضي‪....................................................................................................‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أشكال‬
‫‪10‬‬ ‫التراضي‪..................................................................................................‬‬ ‫ثالثا‪ :‬اجراءات‬

‫‪50‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬ضمانات تكريس مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‬


‫‪.....................‬‬

‫المبحـث األول‪ :‬اخضاع الصفقات العمومية لمرقابة اإلدارية‪53 .............................................‬‬


‫‪53‬‬ ‫الداخمية‪.....................................................................................‬‬ ‫المطمـــب األول‪ :‬الرقابة‬
‫الفرع األول‪ :‬استحداث لجنة دائمة لفتح األظرفة و تقييم العروض‪53 .....................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مهام لجنة فتح األظرفة و تقييم العروض‪51 .....................................................‬‬
‫أوال‪ :‬مهام المجنة في مرحمة فتح األظرفة‪55 .........................................................................‬‬
‫‪55‬‬ ‫األظرفة‪.....................................................................‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مهام المجنة في مرحمة تقييم‬
‫المطمـــب الثاني‪ :‬الرقابة الخارجية‪50 ...................................................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬رقابة لجان الصفقات العمومية لممصمحة المتعاقدة‪50 ........................................‬‬
‫أوال‪ :‬المجنة الجهوية لمصفقات‪50 ........................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬لجنة الصفقات لممؤسسة العمومية الوطنية و الهيكل غير الممركز لممؤسسة العمومية‬
‫ذات الطابع اإلداري‪50 .......................................................................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬المجنة الوالئية لمصفقات‪50 .......................................................................................‬‬
‫‪12‬‬ ‫لمصفقات‪........................................................................................‬‬ ‫رابعا‪ :‬المجنة البمدية‬
‫خامسا‪ :‬لجنة الصفقات لممؤسسة العمومية المحمية و الهيكل غير الممركز لممؤسسة العمومية‬
‫ذات الطابع اإلداري‪12 ........................................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬رقابة المجنة القطاعية لمصفقات العمومية‪10 ....................................................‬‬
‫أوال‪ :‬االختصاص الرقابي‪10 ................................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬االختصاص التنظيمي‪10 ............................................................................................‬‬

‫‪103‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫ثالثا‪ :‬االختصاص المالي‪13 ................................................................................................‬‬


‫‪11‬‬ ‫العمومية‪...................................‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬الرقابة الوصائية و سمطة ضبط الصفقات‬
‫‪11‬‬ ‫الوصائية‪........................................................................................‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الرقابة‬
‫الفرع الثاني‪ :‬سمطة ضبط الصفقات العمومية و تفويضات المرفق العام‪15..............................‬‬
‫‪15‬‬ ‫تعريفها‪.................................................................................................................‬‬ ‫أوال‪:‬‬
‫‪15‬‬ ‫اختصاصاتها‪.......................................................................................................‬‬ ‫ثانيا‪:‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬اخضاع الصفقات العمومية لمرقابة القضائية‪10 ...........................................‬‬
‫المطمــــب األول‪ :‬رقابة القضاء االستعجالي‪10 .......................................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف االستعجال ما قبل التعاقدي‪8: ...............................................................‬‬
‫‪8:‬‬ ‫التعاقدي‪....................................................‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬شروط دعوى االستعجال ما قبل‬
‫أوال‪ :‬الشروط العامة‪8: .......................................................................................................‬‬
‫‪ )1‬االستعجال‪10 ..........................................................................................................‬‬
‫‪ )0‬عدم المساس بأصل الحق‪10 .......................................................................................‬‬
‫‪ )3‬شرط الجدية‪10 ........................................... ...............................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬الشروط الخاصة‪10 .................................. ...............................................................‬‬
‫‪ )1‬شرط صفة المدعي‪02 ......................................... .......................................................‬‬
‫‪ )0‬شرط وجود اخالل بالتزامات اإلشهار و المنافسة‪02 .......................................................‬‬
‫‪ )3‬أجل رفع الدعوى االستعجالية‪00 ..................................................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬سمطات القاضي في دعوى االستعجال ما قبل التعاقدي‪00 ................................‬‬
‫أوال‪ :‬سمطة األمر‪00 .......................................... ...............................................................‬‬
‫‪03‬‬ ‫التهديدية‪............... ...............................................................‬‬ ‫ثانيا‪ :‬سمطة فرض الغرامة‬
‫‪03‬‬ ‫الصفقة‪................................................................................‬‬ ‫ثالثا‪ :‬سمطة تأجيل إمضاء‬
‫‪01‬‬ ‫الموضوع‪............................................................................‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬رقابة قاضي‬
‫الفرع األول‪ :‬دعوى فحص و تقدير المشروعية و دعوى التفسير‪01 ......................................‬‬

‫‪104‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫أوال‪ :‬تعريف دعوى فحص و تقدير المشروعية و دور القاضي في ضمان تكريس المنافسة‪01 ..‬‬
‫‪ )1‬تعريفها‪01 .................................................................................................................‬‬
‫‪ )0‬دور القاضي في دعوى فحص و تقدير المشروعية‪05 ...................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬تعريف دعوى التفسير و دورها في ضمان تكريس المنافسة‪05 .....................................‬‬
‫‪ )1‬تعريفها‪05 ................................................. ...............................................................‬‬
‫‪01‬‬ ‫التفسير‪..............................................................................‬‬ ‫‪ )0‬دور القاضي في دعوى‬
‫الفرع الثاني‪ :‬دعوى اإللغاء‪01 .......................... ...............................................................‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم دعوى اإللغاء‪01 ............................ ...............................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬نظرية الق اررات المنفصمة كأساس لمطعن باإللغاء في منازعات الصفقات العمومية‪00 ......‬‬
‫ثالثا‪ :‬ضمان تكريس مبدأ المنافسة من خالل دعوى اإللغاء‪00 ..............................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬دعوى القضاء الكامل‪00 ................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم دعوى القضاء الكامل‪9; ...................................................................................‬‬
‫ثاويا‪ :‬ضمان تكريس مبدأ انمىافسة مه خالل دعوى انقضاء انكامم‪01 ....................................‬‬
‫خاتمة ‪05 .........................................................................................................................‬‬
‫قائمة انمراجع‪01 ............................... ...............................................................................‬‬
‫فهرس انمحتويات‪121......................................... ..............................................................‬‬

‫‪105‬‬
‫تعد الصفقات العمومية األداة االستارتيجية التي وضعها المشرع في أيدي السمطة العامة‬
‫ و تعتبر قاعدة المنافسة‬،‫لمقيام بالعمميات المالية المتعمقة بإنجاز و تسيير و تجهيز المارفق العامة‬
‫الركيزة األساسية في إبرام الصفقات العمومية حيث تعطي المجال لكل من تتوفر فيه الشروط‬
‫ و لتعزيز تطبيق مبدأ المنافسة‬،‫القانونية لمخوض بكل حرية لمظفر بالصفقة دون تأثير خارجي‬
‫أثناء إبرام الصفقات العمومية أعطى المشرع عناية خاصة بتوفير الضمانات التي تكفل قواعد‬
‫الشفافية و المنافسة الشريفة بما يتالءم و تطور األنظمة القانونية لمصفقات العمومية من خالل‬
.‫إحاطتها بآليات رقابية إدارية و قضائية فعالة‬
‫بالرغم من ذلك إال أن مجال الصفقات العمومية ال يخمو من التالعبات والنقائص التي‬
.‫تعيق السير الحسن في كل المارحل التي تمر بها الصفقات العمومية‬

Les marchés publics sont l'outil stratégique que le législateur a mis entre les
mains de l'autorité publique pour mener à bien les opérations financières liées à
l'achèvement, au fonctionnement et à l'équipement des équipements publics, et la
base de la concurrence est le principal pilier dans la conclusion des marchés
publics car elle donne le champ à tous ceux qui ont les conditions légales pour aller
jusqu'au bout pour remporter l'affaire sans influence Externe, et pour renforcer
l'application du principe de concurrence lors de la conclusion des marchés publics,
le législateur a pris un soin particulier à apporter des garanties garantissant les
règles de transparence et de concurrence loyale d'une manière compatible avec le
développement des systèmes juridiques des marchés publics en les entourant de
mécanismes de contrôle administratif et judiciaire efficaces
Malgré cela, le domaine des marchés publics n'est pas exempt de
manipulations et de lacunes qui entravent le bon déroulement de toutes les étapes

que traversent les marchés publics.

106

You might also like