You are on page 1of 4

‫مقياس الفرد والثقافة ( محاضرة ) أ‪ .

‬شلوف فريدة‬
‫سنة أولى (جدع مشترك)‬

‫المحاضرة التاسعة (الهوية)‬

‫أوال‪ -‬مفهوم الهوية ‪ :‬يعتبر مفيوم اليوية متعدد الجوانب‪ ،‬ويمكن مقارنتو من عدة زوايا‪ ،‬فاليوية بشكل‬

‫عام تتعمق بمفيوم الناس وتصورىم ألنفسيم ولما يعتقدون أنو ميم في حياتيم‪ ،‬ويشكل ىذا الفيم انطالقا‬

‫من خصائص محددة تتخذ مرتبة األولوية عن غيرىا من مصادر المعنى والداللة ومن مصادر اليوية‬

‫ىذه‪ :‬الجنوسة‪ ،‬التوجو الجنسي‪ ،‬الجنسية‪ ،‬الطبقة االجتماعية ويتحدث عمماء االجتماع في العادة عن‬

‫نوعين من اليوية ىما‪ :‬اليوية االجتماعية واليوية الذاتية (الشخصية) ويمكن التمييز بين ىذين النوعيين‬

‫عن طريق التحميل غير أنيما مترابطان بشكل وثيق‪ ،‬ويمكن النظر إلييما من خالل ىذه المؤشرات تحدد‬

‫موضع الشخص بين أفراد أخارين يشاركونو الخصائص نفسيا ومن األمثمة عن اليوية االجتماعية‪:‬‬

‫الطالب – األم – المحامي – المسمم – المتزوج‪ ...‬وغيرىا‪ .‬فقد يكون المرء في الوقت نفسو أم مسممة‬

‫ميندسة وتعدد اليويات االجتماعية يعكس أبعاد عديدة من حياة الناس وقد تكون التعددية في اليويات‬

‫االجتماعية مصد ار محتمال لمصراع بين الناس‪ ،‬غير أن األفراد في العادة ينظمون معاني حياتيم وتجاربيم‬

‫حول ىوية محورية أساسية تتميز باالستم اررية النسبية عبر الزمان والمكان‪.‬‬

‫وعمى ىذا األساس فإن اليويات االجتماعية تتضمن أبعادا جماعية فيي تعطي مؤشرات عمى أن األفراد‬

‫متشابيون مثميم مثل غيرىم من الناس واليويات المشتركة التي ترتكز عمى منظومة من األىداف والقيم‬

‫والتجارب المشتركة تستطيع أن تشكل قاعدة ميمة لمحركات االجتماعية ومن األمثمة عمى ذلك الحركات‬
‫النسوية‪ ،‬نقابات العمال‪ ...‬ففي مثل ىذه الحاالت تتخذ الحركات من اليوية االجتماعية المشتركة مرتك از‬

‫ومصد ار قويا لتوجياتيا وأنشطتيا‪.‬‬

‫واذا كانت اليويات االجتماعية دليال عمى التشابو بين األفراد‪ ،‬فإن اليوية الذاتية تضع الحدود المميزة لنا‬

‫بوصفنا أفرادا‪ ،‬وتشير اليوية الذاتية إلى عممية التنمية الذاتية التي ترسم من خالليا مالمح متميزة ألنفسنا‬

‫ولعالقتنا مع العالم حولنا‪ ،‬إذ يسيم التفاوض المستمر بين الفرد والعالم الخارجي في رسم واعادة تشكيل‬

‫تصوره عن نفسو كما يسيم التفاعل بين الذات والمجتمع في ربط العالمين الشخصي والفردي بعضيما‬

‫ببعض وفيما تعمل البيئة الثقافية واالجتماعية عمميا في تشكيل اليوية الذاتية‪ ،‬فإن العامل والخيار‬

‫الفرديين يقومان بدور مركزي ميم في ىذا المجال‪.‬‬

‫ففي عالم اليوم ىناك فرص لنصنع ألنفسنا ىوياتنا المتميزة‪ ،‬إن مواردنا تكمن في أعماق نفوسنا لتعريف‬

‫أنفسنا‪ ،‬ولتحديد من أين أتينا والى أين سنتوجو‪ ،‬وأصبح العالم االجتماعي يواجينا بتشكيمة واسعة ومحيرة‬

‫من الخيارات واإلجابات عن ىذه األسئمة من دون أن يزودنا بأية إشارات لتحديد ما نؤثره من الخيارات‪،‬‬

‫ويرغمنا العالم الحديث عمى أن نكتشف أنفسنا‪ ،‬وبفضل قدرتنا بوصفنا بش ار واعين ألنفسنا ومدركين‬

‫لقدراتنا فإننا نخمق ىوياتنا‪ ،‬ونعيد خمقيا عمى الدوام‪.‬‬

‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫شخص ما نظ ار إلمكانية‬ ‫لمجموعة ما أو‬ ‫ثانيا‪ -‬الهوية الثقا فية‪ :‬ىي عبارة عن ثقافة ما‪ ،‬أو ّ‬
‫ىوية‬

‫الثقافية‪ ،‬أو ثقافتو التي ينتمي إلييا‪.‬‬


‫ّ‬ ‫تأثر ىذا الشخص بيوية المجموعة‬

‫إن اليوية ىي ذات الفرد‪،‬‬


‫اليوية ‪ ،‬حيث ّ‬
‫ّ‬ ‫الثقافية يماثل أو يتقاطع مع مصطمح سياسة‬
‫ّ‬ ‫اليوية‬
‫ّ‬ ‫مصطمح‬

‫وتتضمن في معناىا عدداً من القيم والمعايير‪ ،‬وتش ّكل ثقافة اإلنسان ومدى معرفتو في ٍ‬
‫عدد من المجاالت‬

‫المختمفة‪ ،‬إضافةً إلى إلمامو ووعيو بالقضايا المحيطة بو في المجتمع‪ ،‬حيث ّإنيا تمثل التراث الفكري لو‪.‬‬

‫األساسية الثابتة‪ ،‬إضافة ليذا فيي‬


‫ّ‬ ‫الثقافية‬
‫ّ‬ ‫الثقافية عمى أنيا مجموعة من المالمح واألشكال‬
‫ّ‬ ‫اليوية‬
‫ّ‬ ‫تعرف‬
‫و ّ‬

‫التطرف العرقي والطائفي في شتّى صوره‬


‫التعصب و ّ‬
‫ّ‬ ‫اليوية عن طريق نبذ‬
‫تعني التناسق بين العقل و ّ‬
‫مركب متجانس من التصورات والذكريات والرموز والقيم واإلبداعات‬
‫ٌ‬ ‫وتعرف أيضاً عمى أنيا‬
‫وأشكالو‪ّ ،‬‬
‫ٍ‬
‫مجموعة ما‪ ،‬وىذه المجموعة تشكل أمة بيويتيا وحضارتيا التي‬ ‫ٍ‬
‫لشخص ما أو‬ ‫والتعبيرات والتطمعات‬

‫ٍ‬
‫لمجموعة ما أو أمة‬ ‫يخية‬ ‫تختمف من ٍ‬
‫الخصوصية التار ّ‬
‫ّ‬ ‫الثقافية عن‬
‫ّ‬ ‫اليوية‬
‫ّ‬ ‫مكان آلخر في العالم‪ .‬كما تعبر‬

‫ما‪ ،‬إضافة إلى نظرة ىذه المجموعة أو األمة إلى الكون والموت والحياة‪ ،‬إضافةً إلى نظرتيا لإلنسان‬

‫وبالتالي تكون اليوية الثقافية عبارة عن ٍ‬


‫عدد من‬ ‫وميامو وحدوده وقدراتو‪ ،‬والمسموح لو والممنوع عنو‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬

‫فية‪ ،‬سواء كانت تمك المعارف تأتي انطالقاً من تقاليد وعادات في العائمة‬
‫الثقافية والمعر ّ‬
‫ّ‬ ‫التراكمات‬

‫والمجتمع المحيط بو‪ ،‬عاشيا الفرد منذ لحظة ميالده فكانت األساس في تكوينو طيمة أيام حياتو‪،‬‬

‫وأصبحت جزءاً من طبيعتو‪ ،‬أو انطالقاً من الدين‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬نتائج الهوية الثقافية‪:‬‬

‫‪ -‬يستحيل وقوعيا تحت مقولة العولمة‪ ،‬وذلك لتعدد الثقافات حول العالم‪ ،‬حيث ّإنيا ال توجد ىناك ثقافة‬

‫المتنوعة‬
‫عدد من الثقافات المتعددة و ّ‬
‫األيام‪ ،‬لكن المتواجد ٌ‬
‫عالميةٌ واحدة‪ ،‬ويستحيل أن تتواجد في يوم من ّ‬

‫عمى مستوى األفراد والجماعات واألمم‪.‬‬

‫ٍ‬
‫تدخل من أصحاب ىذه الثقافة‬ ‫وتمقائية‪ ،‬أو عن طريق‬
‫ّ‬ ‫عفوية‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬تعمل كل ثقافة من ىذه الثقافات بصو ٍرة‬

‫مقوماتيا وكيانيا الخاص‪ ،‬ومنيا ما يميل إلى االنكماش واالنغالق‪ ،‬ونوعٌ آخر من‬
‫بيدف الحفاظ عمى ّ‬

‫وجماعية‬
‫ّ‬ ‫فردية‬
‫الثقافية تغطّي ثالثة مستويات ّ‬
‫ّ‬ ‫فإن اليوية‬
‫التوسع واالنتشار‪ .‬إذا ّ‬
‫ّ‬ ‫الثقافات ييدف إلى‬

‫يتم تحديد العالقة بين ىذه المستويات بنوع اآلخر المواجو ليا‪ ،‬والعالقة بين‬
‫قومية؛ بحيث ّ‬
‫ووطنية أو ّ‬
‫ّ‬

‫المد والجزر‪.‬‬
‫األمة تأخذ شكل ّ‬
‫اليوية الثقافية وىم األفراد والجماعات والمجتمع أو ّ‬
‫ّ‬ ‫أطراف‬

‫كمعطى نيائي؛ حيث ّإنيا يمكن أن‬


‫يتطور‪ ،‬وال يمكن تحديدىا ُ‬ ‫الثقافية عبارة عن ٍ‬
‫كيان يمكن أن ّ‬ ‫ّ‬ ‫اليوية‬
‫ّ‬ ‫‪-‬‬

‫تسير في اتجاه االنكماش والتقمّص أو باتجاه االنتشار‪.‬‬


‫ِ‬
‫المعاناة التي مروا بيا ونجاحاتيم وانتصاراتيم‬ ‫وكم‬
‫‪ -‬تمتاز ىذه اليوية بغناىا الناتج عن تجارب أصحابيا ّ‬

‫ي األخرى التي تتداخل معيا بشكل أو‬


‫الثقاف‬
‫ة‬ ‫وتطمّعاتيم‪ ،‬إضافة إلى احتكاكيا اإليجابي أو السمبي باليويات‬

‫آخر‪.‬‬

‫العودة إلي المراجع التالية‪:‬‬


‫‪ -‬أنتوني غدنز‪ ،‬ترجمة فايز الصياع‪ ،‬عمم االجتماع‪ ،‬المنظمة العربية لمترجمة‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.2005 ،‬‬

‫‪ -‬غادة الحاليقة‪13 ،‬فبراير ‪.2018‬نقال عن الموقع‪https://mawdoo3.com :‬‬

‫الهدف من هذه المحاضرة‪:‬‬

‫‪ -‬فيم العالقة التي تجمع بين اليوية بالثقافة‪.‬‬

You might also like