تأليف جورج اورول مت نرش هذه الطبعة يف مارس سنة 2020يف اجنلرتا بواسطة Obooko Publishing مع فائق الاحرتام و الامتنان للمؤلف مت نرشه وفقا حلقوق الطبع و النرش ,قانون التصماميت و براءات الاخرتاع لسنة 1988يف اململكة املتحدة ,حرصاي لالعضاء املسجلني Obookيف موقع انت تستطيع إستعامل هذه الطبعة اجملانية حرصا من اجل متعتك الشخصية فقط ,ال جيب ان ال يمت استضافهتا او إعادة تسجيلها عىل مواقع اخرى دون اذن كتايب من النارشين وال معروضة للبيع بأي شلك من الاشاكل ,إذا دفعت من أجل هذا الكتاب ,او لرحب الوصول اليه ,نقرتح عليك املطالبة إب سرتداد الاموال و الابالغ عن معامةل النارش صورة الغالف بيت لينفور لقد اكن يوم ابرد من اايم إبريل بسامئه الصافية ,و الساعات اكنت تشري اىل الواحدة بعد الظهر ,عندما اكن وينستون مسيث بذقنه املنكفئة عىل صدرة إتقاءا لرحي ابردة ,ينسل رسيعا عن طريق الابواب الزجاجية ملبىن النرص فيكتوري منشون ,انذفاعه الكبري دون دخول من الرحي احملمةل ابلغبار تفوح من املدخل راحئة امللفوف املسلوق وتوجد حصائر خرقة قدمية ,يف احد طرفهيا ملصق ملون ,كبري جدا يف العرض ادلاخيل ,مت تعليقه عىل احلائط ,مصور عليه بلك بساطة وجه خضم عرضه اكرب من مرت ,وجه الرجل اذلي يبلغ حوايل اخلامسة و الاربعون ,بشارب اسود و كثيف و مالمح وجه وسمية و ابرزة ,صعد وينستون السالمل ,ال فائدة من استخدام املصعد ,حىت يف افضل الاوقات اكن اندرا ما يعمل ,و حاليا مت قطع التيار الكهرابيئ خالل الهنار ,اكن جزء من خطة الاقتصاد للتتحضري ألسبوع الكراهية ,اكنت الشقة عبارة عن سبع طوابق ,و وينستون اذلي اكن يف التاسع و الثالثني من معره و اكن مصااب بكدمة دوايل فوق اكحهل الامين ,ذهب ببطئ ,ويسرتحي عدة مرات ,يف لك هبوط ,مقابل معود الرفع ,الرشيط ذو الوجه الضخم عيناه حتدق من احلائط , لقد اكن ذكل النوع من الصوراملفتعةل دلرجة ان العيون تتبعك ايامن ذهبت ’’ الاخ الاكرب يراقبمك ’’ هكذا اكنت التسمية التوضيحية حتهتا ركض داخل الشقة صوت عذب اكن يقرا قاآمة اشخاص دلهيم اشياء للقيام هبا تتعلق إبنتاج احلديد اخلام .الصوت اىت من لوحة معدنية مستطيةل مثل مرآة ابهتة تشلك جزء من سطح اجلدار الامين ,قلب وينستون مفتاح الكهرابء ف اخنفض الصوت قليال ,عىل الرمغ من ان اللكامت ال تزال ممزية .الاةل ( الشاشة ,اكنت تسمى ) ,ميكن ان تكون ابهتة ,لكن ال توجد هناك طريقة إلغالقها متاما ,لقد حترك ابجتاه النافذة ,خشصية هشة صغرية ,اكن يرتدي الزي الرمسي للحقةل ابللون الازرق ,شعره اكن فاحتا جدا ,وهجه بطبع متفاءل ,جدله خشن صابون خشن و شفرات حالقة غري حادة و برودة الشتاء اذلي انهتى لتوه يف اخلارج من خالل زجاج النافذة املغلق ,العامل يبدو ابردا ,اسفل يف دوامات الرحي الصغرية حيث اكن يدور الغبار و الورق املمزق يف لولبيات ,و عىل الرمغ من ذكل اكنت الشمس مرشقة و السامء شديدة الزرقة ,يبدو انه ال يوجد لون يف اي يشء ,إبستثناء امللصقات اليت مت لصقها يف لك ماكن ,وجه الشارب الاسود حمدقا يف لك ركن من اراكن القيادة اكن هناك واحد عىل واهجة املزنل املقابل مبارشة ’’ ,الاخ الكرب يراقبك ’’ ,التسمية تقول بيامن العينني السوداوتني تنظر بعمق لوينستون اسفل يف الشارع يوجد ملصق اخر ممزق .يف زاوية واحدة رفرفت بشلك متقطع يف همب الرحي تغطي و تكشف عن لكمة واحدة ابلتناوب يف مسافة بعيدة هبطت مروحية هليكوبرت فوق الاسطح ,مثل زجاجة زرقاء ,وانطلقت بعيدا مرة اخرى بتحليق منحين ,اكنت دورية للرشطة ,تتطفل عىل نوافذ الناس ,ادلورايت مل تكن هممة فقط فكرة وجود الرشطة يه املهمة خلف ظهر وينستون ال يزال الصوت املنبعث من الشاشة يرثثر بعيدا من شأن إنتاج احلديد اخلام و الارساع يف تنفيذ اخلطة الثالثية التاسعة ,الشاشة استقبلت و تغريت يف ان واحد ,اي صوت يصدره وينستون من مهس منخفض جدا ,سوف تلتقطه ,عالوة عىل ذكل ,طاملا بقي يف داخل جمال الرؤاي اذلي تغطيه اللوحة املعدنية ,ميكن رؤيته و سامعه ,وهنا ال يوجد ابلطبع طريقة ملعرفة ما إذا كنت مراقبا يف اي حلظة ,مك مرة ,او عىل اي نظام ,رشطة البحث قامت إبيصال اي فرد بسكل التخمني ,حىت اهنم اكنوا يشاهدون امجليع طوال الوقت ,ولكن عىل لك حال ميكهنم توصيل سلكك يف اي وقت ارادوا ,اكن عليك ان تعيش ,من العادة اليت اصبحت غريزة ,عىل افرتاض ان لك صوت مقت به يمت سامعه ,و ما عدا يف الظالم يمت حفص لك حركة ترك وينستون ظهره مستديرا اىل شاشة الرصد ,اكن هذا اكرث اماان ,عىل الرمغ من ذكل عرف انه ميكن ان يكشف عن طريق الظهر ,بكيلومرتات بعيدا عن وزارة احلقيقة ,ماكن معهل ,الشاهق الابيض فوق الطبيعة القامتة ,هذا ,فكر بنوع من النفور الغامض ,هذه اكنت لندن ,املدينة رمق الرئيسية و رمق واحد يف همبط الطائرات ,ويه نفسها اثلث اكرث املدن ساكن يف مقاطعات أوقيانوسيا,حاول ان خيرج بعض ذكرايت طفولته اىل اخلارج اليت من املفرتض ان ختربه ان لندن اكنت دامئا عىل هذا النحو ,هناك دامئا منازل القرن التاسع عرش املتعفنة ,جوانهبم مدمعة بعوارض اخلشب ,نوافذمه مرقعة ابلكرتون ,و أسقفها ابحلديد املموج ,جدراهنا املرتهةل و املهرتئة بلك الاجتاهات ؟ و املواقع اليت مت قصفها فهيا غبار و عشب الصفصاف فوق الانقاض ,والاماكن اليت مسحت فهيا القنابل رقعة اكرب و ظهرت هناك مستعمرات قذرة من مساكن خشبية مثل بيوت ادلجاج ,لكن مل تكن مستعمةل هو مل يستطع ان يتذكر ,ال يشء يتذكره من طفولته ما عدا سلسةل من اللوحات املضيئة و الغري مفهومة عىل الاغلب وزارة احلقيقة ,يف اللغة اجلديدة ( ,اللغة اجلديدة اكنت اللغة الرمسية ألوقيانوسيا ,للحصول عىل وصف لهيلكها و اصولها ,انظر امللحق) اكن خمتلفا بشلك مذهل عن اي يشء اخر يف الافق ,اكن جمسم هرميي خضم من اخلرسانة البيضاء املتأل لئة ,حملق ( مرتفع ) , رشفة من بعد رشفة ,ثالمثئة مرت يف الهواء ,من حيث وقف وينستون اكن ميكن القراءة ,كتابة ابألبيض حبروف انيقة ,الشعارات الثالثة للحرب احلرب يه السالم احلرية يه العبودية اجلهل قوة وزارة احلقيقة قيل اهنا تتضمن ثالثة الاف غرفة فوق املستوى الاريض ,و الفروع القابةل لها ,منترشة حول لندن لقد اكن هناك حوال ثالث بناايت لها نفس الشلك و احلجم ,ومن خالل قصور النرص ميكنك رؤية البناايت الاربعة ,اكن هناك منازل الوزارات الاربعة بيامن مت تقسمي الاربع حكومات ,وزارة احلقيقة املعنية نفسها هبذا التقسمي ,التعلمي و الرتفيه و الفنون امجليةل ,وزارة السالم ,اليت اهمتت ابحلرب ,وزارة احملبة ,اليت اهمتت القانون و النظام ,ووزارة الوفرة ( املالية) ,و اليت اكنت معنية ابالمور الاقتصادية ,و اسامهئم ’.يف اللغة اجلديدة ’ مينيرت و,ميناابكس ,مينيلوف و مينيبالنيت اكنت وزارة احلب يه اخمليفة حقا ,مل يكن فهيا نوافذ عىل الاطالق ,وينستون مل يسبق هل ان يدخل اىل هذه الوزارة ابدا ,ومل يكن يف نطاق نصف كيلومرت بقرهبا ,اكن ماكن من املستحيل ان تدخل هل إال يف هممة رمسية ,و بعدما ان تقوم فقط ابخرتاق األسالك الشائكة املتشابكة والابواب الفوالذية اخمليفة و اعشاش الرشاش اخملفية ,حىت الشوارع اليت تؤدي اىل حواجزها اخلارجية اكنت حماطة حبراس ذو ,وجه الغوريال يرتدون الزي الاسود و مسلحني ابلهراوات استدار ونستون جفأة ,اكنت مالمح وهجه تبدو بتعبري متفائل و هادئ و اليت اكنت من املفرتض ان يرتديه عندما يقابل شاشة الرصد ,لقد عرب الغرفة يف املطبخ الصغري ,و مبغادرته الوزارة يف هذا الوقت من الهنار فقد حضى بغدائه يف املطعم ,و قد اكن يدرك انه ال يوجد طعام يف املطبخ ما عدا قطعة خزب داكنة اللون واليت اكنت من املفرتض ان يرتكها من اجل فطور اليوم املوايل ,انزل من الرف قنينة بلون ابيض فهيا سائل عدمي اللون مت وضع علهيا عنوان تنبعث منه راحئة زيتية كرهية مثل روح الارز الصيين ,سكب وينستون ما يقارب فنجان من الشاي ,شد نفسه و إبتلعه مثل جرعة دواء فورا وهجه حتول لونه اىل اللون القرمزي و عيناه تدمعان ,لقد اكن املرشوب مثل محض النيرتيك ,و إضافة اىل ذكل ,عند ابتالعه يشعر الفرد انه رضب هبراوة مطاطية اسفل رأسه ,لكن يف اللحظة التالية ,احلرق يف بطنه بدأ يتالىش و بدأ العامل يبدو أكرث هبجة ,اخذ سيجارة من علبة جسائر علهيا عالمة و مسكها بشلك غري حذرليضغها بشلك مستقمي ,عندها سقط التبغ عىل الارض,لكن ال يزال مشتعال ,بعدها غادر اىل غرفة اجللوس ليجلس عىل الطاوةل اليت توجد يف اجلهة اليرسى لشاشة العرض ,من درج الطاوةل اخرج حامل قمل ,قارورة حرب ,ومسيكة كتاب فارغة بظهر امحر و غطاء رخايم من بعض الاسباب الشاشة يف غرفة اجللوس اكنت يف وضعية غري عادية ,بدال من وضعها العادي ,يف اجلدار اخللفي حيث ميكنه تغطية غرفة اكمةل ,اكن يف اجلدار الاطول و املقابل للنافذة ,اىل جانب منه اكن هناك الطاوةل اليت جيلس علهيا وينستون ,واليت عندما مت بناء الشقق اكنت خمصصة محلل ارفف الكتب ,و ابجللوس هبذه الطريقة يستطيع وينستون ان يكون خارج نطاق رصد الشاشة ,حىت الان ميكن سامعه لكن طاملا بقي يف موضعه احلايل ال ميكن رؤيته ,اكن جزئيا تصممي الغرفة اخلاصة به واذلي اكن مقرتحا للقيام به ولكن اكن ذكل مقرتحا كذكل من الكتب اذلي اخرجه من ادلرج ,لقد اكن كتااب مجيال بشلك غريب ,بورقه النامع الكرميي ( لون بين فاحت) ,و املصفر قليال(قدمي) ,اكن ذكل النوع من الكتب اذلي مل يمت تصنيعه منذ اربعني عامل تقريبا ,عىل ما يعتقد ان الكتاب اكن اقدم من ذكل ,لقد راه ملقى يف انفذة ملتجر خردة صغري يف يح فقري من املدينة( فقط اي ربع مل يتذكر لالن ) ,و جفأة اصبحت الاغلبية الساحقة ترغب يف امتالكه ,اكن من املفرتض ان ال يذهب اعضاء احلزب اىل املتاجر العادية ( اكن يطلق عليه’’ التعامل يف السوق احلرة’’) ,و لكن مل يمت التقيد ابلقاعدة بشلك صارم النه اكنت هناك اشياء مثل اربطة احلذاء و شفرات احلالقة و اليت اكن من املستحيل احلصول علهيا بأي طريقة اخرى .اكن قد القى نظرة رسيعة اىل اعىل و اسفل الشارع مث تسلل اىل ادلاخل و اشرتى الكتاب مقابل اثنني و مخسني دوالرا ,يف ذكل الوقت مل يكن كذكل مدراك لرغبته يف اي غرض معني ,وقد محهل بذنب يف حقيبته اىل املزنل ,حىت و ان مل يكن مكتوب عليه اي يشء اكنت حيازته مساومة اليشء اذلي اكن عىل وشك القيام به هو كتابه اليوميات وهذا اكن غري قانوين ( مل يكن هناك يشء غري قانوين حيث مل يعد هناك اي قوانني ) لكن اذا مت الكشف عليه بشلك مؤكد مفن املعقول انه سيعاقب عليه ابالعدام او ما ال يقل عن مخسة و عرشون عاما من معسكر العمل اجلربي ,ام ونستون برتكيب ريشة القمل للكتاب و قام مبصها إلزاةل الشحوم ,القمل اداة قدمية اندرا ما يمت استخدامه حىت يف التوقيعات ,وهو اشرتى واحدة ,بشلك خفي و ببعض الصعوبة ,بلك بساطة لفكرة ان الورق الكرميي يستحق ان يكون مكتواب بقمل حقيقي عوضا عن ان يكون مكتوب بقمل احلرب ,يف الواقع مل يكن معتادا عىل الكتابة ابليد ,ما عدا مالحظات قصرية جدا ,اكن من املعتاد مأل لك يشء بأةل الكتابة واذلي اكن ابلطبع من املستحيل ان يستخدهما لغرضه احلايل ,مغس القمل يف احلرب لثانية واحدة فقط ,رعشة يف ,امعاءه ,حتديد الورق اكن الفعل احلامس ,كتب يف رساةل قصرية ,ابريل 4 1984 جلس ,وقد اراتبه شعور ابلعجز التام ,ليبدأ ,مل يكن يعرف عىل وجه اليقني ان هذا اكن سنة ,جيب ان تكون حول هذا التارخي ,ألنه اكن متأكد من ان معره اكن يف التاسعة و الثالثني ذكل العام ,واكن يعتقد انه ودل يف او ,لكن مل يكن من املمكن يف الوقت احلارض حتديد اي اترخي يف غضون عام او عامني خطر هل جفأة ان يتساءل ,هل اكن يكتب هذه اليوميات من اجل املستقبل ؟لذلين مل يودلوا بعد؟ ,خلبطة يف الافاكر بسبب التفكري املزدوج اوقفته عن الكتابة لوقت ,جفأة لك ما قام به يف الوطن عاد إىل عقهل ,كيف ميكنك ان تتواصل مع املستقبل؟ ,فهذا امر ....مستحيل ,اما ان يشبه املستقبل احلارض( الن العامل سيتغري) ,و إما ال ,ففي هذه احلاةل لن هيمت هل احد جلس حيدق اىل اورقة بشلك غيب ,شاشة الرصد تغريت لتصدر موسيقى عسكرية ,عىل الرمغ من هذا ال يبدو انه فقد الرغبة للتعبري عن نفسه ,و لكن نيس اصال ما اكن دليه ليقوهل ,فقد اكن يستعد لهذه اللحظة عىل مدى لك الاسابيع املاضية ,ومل خيطر بباهل ان حيتاج ليشء اخر سوى الشجاعة ,الكتابة احلالية ستكون سهةل ,لك ما اكن عليه فعهل هو نقل ما يفكر به اىل الورق الالمتنايه حماداثته الفردية اليت الهتدأ يف عقهل ,لسنوات حرفيا ,و يف ذكل الوقت ,حىت احملاداثت جفت ,عالوة عىل ذكل اكن دليه مرض ادلوايل و اذلي بدأ حبكة ال تطاق ,مل جيرأ عىل خدشها النه لو فعل ذكل سيصاب ابلهتاابت ,اكنت الثواين تدق ومل يفعل يشء سوى التحديق للورقة .البيضاء امامه ,احلكة فوق اكههل ,املوسيقى العسكرية الصاخبة ,و النعاس الطفيف اذلي يسببه التفكري جفأة بدأ يف الكتابة بذعر شديد ,فقط النه يدرك بعض ما اكن عليه ,خط يده الصغري اكن يأرحج من اعىل اىل اسفل الورقة ,البداية .اوال بأحرفه الكبرية و اخلتام بنقطة هناية ابريل , 1984اخر ليةل ,لك افالم احلرب ,واحد من احسن السفن احلربية اليت قصفت الالجئني يف ماكن ما يف البحر 4 الابيض املتوسط ,امجلهور تسىل كثريا بلقطات لرجل مسني اراد ان يسبح و طائرة هليكوبرت حتلق ورائه ,اوال انت تراه يتخبط يف املاء مثل ادللفني ,و بعدها تراه يتلقى قذاف الهليكوبرت ,بعدها امتال ابلثقوب و اصبح البحر من حوهل ورداي و غرق جفأة كام لو ان الثقوب مسحت بدخول املاء ,امجلهور يرصخ ابلضحك عندما يرصخ غرقت .و بعدها انت ترى قارب احلياة ممتلئ بأطفال و طائرة هليكوبرت حتوم حوهلم ,اكن هناك امرأة يف منتصف العمر اكنت تبدو هيودية ( من ادلاينة الهيودية ) جتلس يف وسط القارب مع طفل صغري يف ذراعهيا يبلغ من العمر حوايل ثالث سنوات ,الطفل الصغري يرصخ خبوف و يضع رأسه بني ثديهيا كام لو انه حياول ان خيتبأ داخلها ,و املرأة حتيطه بيدهيا وحتاول أن هتدأ ه عىل الرمغ من ان لوهنا اكن ازرق من الرعب ,يف لك الوقت حتيطه بيدهيا ظنا مهنا اهنا تستطيع حاميته من الرصاص ,مث قامت الهليكوبرت بريم قنبةل وزهنا حوايل 20كيلو يف وسط القارب بوميض قوي ذهب لك يشء الا خشب القارب ,مث هناك لقطة رائعة ذلراع طفل تطري اعىل يف الهواء البد ان هناك اكمريا يف مقدمة الهليكوبرت (انفها الامايم) متكنت من التقاطها ,اكن هناك الكثري من التصفيق من مقاعد اعضاء احلزب لكن هناك امرأة بدأت تثري جضة وترصخ بأنه ال جيوز عرض هذا امام الاطفال ,و ان ال __ يفعلوا ذكل فهذا معل غري حصيح ,فمت تسلميها للرشطة ,ال أظن ان احد سهيمت ملا سيحدث لها ,هذا هو رد الفعل املعتاد توقف وينستون عن الكتابة ,النه اكن يعاين من تشنج عضيل ,مل يعرف ما اذلي جعهل يصب اىل اخلارج هذه الكومة من الاوساخ ,لكن اليش الغريب من هذا انه عندما قام هبذا اتضحت ذاكرة خمتلفة متاما يف ذهنه ,اىل احلد اذلي جعهل يظن انه ال يشعر ابلرغبة يف تدويهنا مع انه يشعر انه يستطيع فعل ذكل ,لقد ادرك انه فعال بسبب هذه احلادثة الاخرية انه جفأة قرر العودة اىل املزنل و البدء يف كتابة ,اليوميات لقد حدث ذكل الصباح يف الوزارة ,اذا اكن هناك اي يشء غريب ميكن ان حيدث فقد حدث اكن ما يقارب حوايل مئة و الف ,و يف ادارة السجالت اكن وينستون يعمل ,اكنوا جيرون الكرايس خارج غرف املاكتب و جيمعوهنا يف وسط القاعة املقابةل لشاشة العرض الكبرية حتضريا لربانمج’’ دقيقتان من الكراهية ’’ ,اكن وينستون يأخذ ماكنه يف احد الصفوف الوسطى حيث اكن هناك خشصان يعرفهام مألوفان هل ,لكن مل يسبق هل ان نلكم معهم ,جاءا بشلك غري متوقع اىل الغرفة ,واحد مهنام اكنت فتاة صادفها كثريا يف املمرات ,ال يعمل امسها ,لكنه يعمل اهنا تعمل يف قسم الرواية ,ألنه قد راها من قبل ان يدهيا ملطختان بزيت التفحمي و مفتاح الربط ,اكن دلهيا بعض الاعامل املياكنيكية عىل احدى الات الرواايت ,اكنت فتاة جريئة املظهر ,تبلغ من العمر حوايل سبعة و عرشون ,مع شعر كثيف ,وجه ممنش وحراكت رايضية رسيعة ,حزام قرمزي ضيق العالمة من رابطة الشباب ’’انتيسكس’’ (ضد اجلنس) و بذةل معلها ,وفقط ابحاكم جيد ميكهنا ابراز جامل خرصها ,وينستون مل حيهبا من اول مرة رأها ,وهذا بسبب جو مالعب الهويك ,و امحلامات الباردة ,وجممتعات امليش الطويل ,و العقلية النظيفة ,اكن يكره مجيع النساء تقريبا ,و ابالخص الصغريات و امجليالت مهنن ,اكن دامئا النساء و الرجال الاكرث تعصبا يف احلزب و املنادين بشعاراته ,اجلواسيس الغري حمرتفني و الضعفاء خارج الارثودكس ,لكن هذه الفتاة اعطته الشعور بأهنا اخطر من معظمهم ,مرة مرت جبانبه من املمرات و اعطته نظرة جانبية رسيعة اليت بدت و أكهنا خترتقه وقد مأل الرعب للحظة ,حىت ان الفكرة اليت بدرت ذلهنه اهنا ميكن ان تكون معيةل لرشطة الفكر ,اكن هذا حصيحا ,اكن غري حممتل ان حيدث هذا ,اسمتر ابلشعور بعدم الارتياح الغريب ,و الشعور ابخلوف و العداء معا ,هذا يف لك وقت او ,ماكن تكون تكون ابلقرب منه الشخص الاخر اكن اوبراين ,عضو يف احلزب ادلاخيل و صاحب منصب همم و خاص دلرجة ان وينستون مل يكن دليه سوى معلومات ضعيفة عنه ,ساد مصت يف مجموعة من الاعضاء عند ريهتم لبذةل سوداء الحد اعضاء احلزب تقرتب ,اكن اوربراين رجل خضم قوي البنية ,مع رقبة مسيكة و خشن ,مرح ,صارم ,ابلرمغ من ذكل اكن دليه حسر معني يف الاسلوب ,___ ,بطريقة ال ميكن حتديدها , و بفضول همذب ,اكنت اشارة ,اذا اكن اي خشص ال يزال يفكر هبذه الطريقة ,احامتل ان يتذكر احد النبالء من القرن الثامن عرش ,___, لقد رأى وينستون اوبراين عدة مرات يف سنوات عديدة ,شعر إب جنذاب معيق هل ,ليس فقط النه كن مفتوان بتناقض اوبراين بل كذكل من بلياقته البدنية ,و اكرث الاسباب بسبب اعتقاده رسا او ليس إبعتقاد بل فقط امل بأن اميان اوبراين ابالرثودكسية مل يكن اكمال ,يشء يف وهجه يويح بذكل بشلك واحض ,و مرة اخرى رمبا مل يكن كذكل ,مل يكن هذا مكتواب عىل وهجه لكن جمرد ذاكء ,لكن عىل لك حال هو يبدو انه خشص ميكنك التحدث معه اذا كنت تستطيع التحايل عىل شاشة الرصد و احصل عليه مبفردك ,مل يبذل اي هجد ملعرفة لك هذا هو فقط اكن خيمن النه مل تكن هناك طريقة اخرى ملعرفة هذا ,يف هذه اللحظة نظر اوبراين اىل ساعة يده ,اكن عىل وشك ان تشري اىل احلادية عرش ,وقرر البقاء يف قسم السجالت اىل ان ينهتي برانمج دقيقتني من الكراهية ,اخذ كريس يف نفس صف وينستون ,و بعيد عنه مباكنني ,أمراة صغرية ذات شعر مموج تعمل يف غرفة املكتب جبوار وينستون اكنت البنت ذات الشعر ادلاكن جتلس وراءه مبارشة يف هذه اللحظة ,انبعث صوت قوي وشنيع أكنه صوت اةل من دون زيت التشحمي من الشاشة الكبرية اليت توجد اخر الغرفة , اكن ذكل الضجيج اذلي جيعل املرأ يف حاةل من اذلعر و ضغط عىل الاسنان و مسك اطراف الشعر يف اخر الرأس ,برانمج الكراهية قد .بدأ اكلعادة وجه اميانويل غودلشتاين ,ظهر عدو الشعب عىل الشاشة ,اكن هناك متمتة هنا و هناك بني امجلهور ,املراة الصغرية ذات الشعر اجملد رصخت رصخة خمتلطة ابخلوف و الامشزئاز ,اكن غودلشتان العايص و النحرف ذات مرة ,منذ فرتة طويةل (مدة طويةل مل يتذكر احد ) ,اكن واحد من الشخصيات البارزة يف احلزب ,اكن ياكد ان يكون يف دورالاخ الاكرب بنفسه ,و بعدها اخنرط يف انشطة معادية للثورة ,حمك عليه ابإلعدام ,بعدها هرب و اختفى يف ظروف غامضة ,برانمج دقيقتان من الكراهية ختتلف من يوم اىل اخر , لكن مل يبق من قبل ان غودلشتان اكن هو الشخصية الرئيسية ,لقد اكن اخلائن الاول ,اكرب مفسد لنظام احلزب ,اتبع مجيع اجلرامئ ضد احلرب ,لك غدر و اعامل التخريب ,نشأالاحاد و الاحنرافات بعد حمكه مبارشة ,يف ماكن ما او اخر اكن ال يزال يعقد مامراته ,رمبا يف ماكن ما وراء البحر ,حتت حامية امني اخلزينة الاجنيب ,رمبا حىت – ذلكل ترددت شائعات بني احلني و الاخر -انه يف خمبأ ما يف .اوقيانوسيا اكن احلجاب الفاصل لغرفة مكتب وينستون عائقا هل ,مل يمتكن من رؤية وجه غودلشتان من دون مشاعر خمتلطة ابالمل ,اكن وهجا هيوداي هزيال و شاحبا مع شعر ابيض و حلية قليةل (ذقن صغري) ,وجه ذيك لكنه نوعا ما حقري ,مع بعض من عالمات الشيخوخة و انفه الطويل الهزيل ,يف هناية رقبته اكن زوج من النظارات معلق ,اعطته انطباع اجلبان و صوته ايضا ,اكنت ذات جودة رديئة ,اكن غودلشتان يوجه جهومه السام املعتاد عليه ضد مذاهب احلزب – جهوم مبالغ فيه و منحرف دلرجة ان الطفل قادرا عىل الرؤية من خالهل , وذلكل فهي اكفية لبعث شعور القلق يف الاخرين ,اقل مستوى ابلرئاسة من نفسه ,ميكن ان يؤخذ هبا ,اكنت الاساءة لأل خ الاكرب ,اكن ضد دكتاتورية احلزب ,اكن يطالب الابرام الفوري للسالم مع اوراسيا ,اكن يدافع عن حرية التعبري عن الرأي ,حرية الصحافة ,حرية التجمعات ,حرية الفكر ,اكن يبيك بشلك هستريي بأن الثورة تعرضت للخيانة ,ولك هذا يف مقاطع متعددة رسيعة وهو يتلكم بطريقة ساخرة من اسلوب خطباء احلزب ,وحىت اهنا حتتوي عىل الغة اجلديدة الواردة ,واملزيد من اللكامت اجلديدة ,و اليت يف الواقع يستطيع اي عضو يف احلزب استخداهما يف حياته احلقيقية ,و طوال الوقت لئال ينبغي للمرء ان يكون يف شك حول الواقع اذلي غطاه هراء غودلشتان ,خلف رأسه يظهر يف شاشة الرصد صفوف معودية ال هناية لها من اجليش الاورايس ,صف بعده صف من الرجال ذوي املظهر القوي مع وجوه اسياوية بال تعبريات ,اذلين يسريون حىت منتصف الشاشة ليختفوا و يظهر بعدمه وجوه اخرى تشهبهم , مشلكني صوت خلفية لغودلشتان بأصوات احذيهتم قبل ان تنهتي الكراهية ملدة ثالثني اثنية ,اكن الغضب ينفرج من وسط الناس حبيث ال ميكن السيطرة علهيم ,و الواثق من نفسه ذو وجه املاعز ,و القوة املرعبة للجيش األورايس من وراءه ,اكن هناك الكثري لتحمهل ,اىل جانب اىل جانب ذكل ااثرت فكرة وجود غودلشتان اخلوف والغضب بني امجلهور ,اكن موضوع الكراهية اكرث وجودا يف اوراسيا ا و رشق اسيا ,اوقيانوسيا اكنت دامئا يف حاةل حرب مع هذه القوى و يف سالم مع القوى الاخرى ,ولكن الغريب انه عىل الرمغ من ان غودلشتان اكن مكروها و حيتقره امجليع ,عىل الرمغ من لك يوم والف مرة يف اليوم ,عىل املنصات ,عىل الشاشة ,يف الصحف ,يف الكتب مت دحض نظرايته ,حطموه ,خسروا منه , لكنه مصد أمام القاممة اليت اكنوا يتبعوهنا ,ابلرمغ من لك هذا ,قد اكن هل تأثري كبري نوعا ما .اكن هناك دامئا سذج يريدون إغواءه ,مل مير يوم الا و رشطة الفكر تعمل عىل بعث جواسيس و خمربون حتت توجهيات ,لقد اكن قائدا جليش واسع غامض ,شبكة رسية من املتامرين لالحاطة ابملنظامت و اكن من املفرتض ان يكون امسها ’,الاخوية’ ,اكن هناك ايضا قصص كتاب رهيب ,للك البدع اليت قام غودلشتان بتأليفها ,وقد مت نرشه برسية هنا و هناك ,اكن كتاب بدون عنوان فاكن الناس يشريون هل عىل بلكمة ’الكتاب’ ,لكن الفرد يعمل هذه الاشياء فقط من خالل الاشاعات الصادرة من الغرابء ,لكن مل يكون اي عضو ابحلزب يريد توضيح كيفية تفادي ما يقوم به ’’’’ .الاخوية ’’ او ’’الكتاب