You are on page 1of 38

‫جمهورية العراق‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعه تكريت ‪/‬كلية االداب ‪/‬قسم علم االجتماع‬

‫المخدرات وتأثيرها على المجتمع‬

‫بحث يتقدم به الطالب‬

‫)صفاء عامر جاسم(‬

‫الى مجلس كلية االداب وهو احد متطلبات نيل شهادة البكالوريوس في قسم علم االجتماع‬

‫بأشراف‬

‫) ا‪ .‬م‪ .‬د ظافر احمد منديل(‬

‫‪٢٠٢٤‬م‬ ‫‪‍١٤٤٥‬ه‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫ۖ َو ُقِل اْع َم ُلوا َفَس َيَر ى ُهَّللا َع َم َلُك ْم َو َر ُس وُلُه َو اْلُم ْؤ ِم ُنوَن‬

‫َو َس ُتَر ُّدوَن ِإَلٰى َع اِلِم اْلَغ ْي ِب َو الَّش َه اَد ِة َفُيَن ِّب ُئُك م ِبَم ا ُك نُتْم‬

‫َت ْع َم ُلوَن‬

‫سورة التوبة‪ :‬اية‪١٠٥ ،‬‬

‫أ‬
‫االهداء‬

‫أهدي هذا البحث الى من ساندتني في صالتها ودعائها الى من سهرت الليالي تنير دربي الى‬

‫من تشاركني أفراحي واحزاني الى والدتي العزيزة الى صاحبة اروع ابتسامه الى اروع أمراة‬
‫‪....‬في الوجود أمي الغالية‬

‫الى من علمني أن الدنيا كفاح وسالحها العلم والمعرفة الى الذي لم يبخل عليه بأي شي الى من‬

‫‪....‬سعى الجل راحتي ونجاحي الى أعظم وأعز رجل في الكون أبي العزيز‬

‫‪.‬الى كافة زمالء الدراسة بدون استثناء اهدي اليهم هذا البحث المتواضع‬

‫الباحث‬
‫ب‬

‫الشكر والتقدير‬

‫‪.‬الحمد هلل العزيز الحكيم العليم والصالة والسالم على سيدنا محمد نور الظالم وخير األنام‬

‫مع انتهائنا من كتابة هذا البحث نسجد هلل سبحانه وتعالى شاكرين فضله لما منحنا من قوة‬

‫وصبر على انجاز هذا العمل المتواضع ‪ ،‬وال يسعنا اال ان نتقدم بجزيل الشكر وخالص‬
‫التقدير وعظيم االمتنان إلى استاذنا ومعلمنا الذي أشرف على هذا البحث وكان لتوجيهاته‬
‫العلمية األثر البالغ في اتمامها على هذا الوجه جزاها هللا عني خير الجزاء‪ .‬كما نتقدم بالشكر‬
‫والتقدير العميق إلى عوائلنا امتنانًا واعترافًا بفضلهم وصبرهم الجميل‬

‫‪ .‬ومساندتهم لي‬

‫أخيرًا ‪ ،‬نشكر كل من مد لنا يد العون ولو بكلمة ونعتذر لمن لم يرد اسمه سهوًا ‪ ،‬وختامًا‬
‫‪.‬اللهم انا نسألك السداد في القول والعزيمة واالخالص في العمل ‪ ،‬اللهم آمين‬

‫الباحث‬
‫ج‬

‫عرفت المخدرات منذ القدم واستعملها بعض الناس في جلب المنفعة وفي تسكين اآلالم واألوجاع‪ ،‬ولكن كان‬

‫استعمالها محدودا وخطرها مجهوال‪ ،‬حتى الطب لم يدرك خطرها خارج النطاق الطبي إال منذ عهد قريب‬

‫وال شك أن اكتشاف هذه المواد جاء بصورة عفوية أو بطريق الصدفة‪ ،‬في البالد العربية عرفت المخدرات‬

‫أيضا منذ فترة طويلة وعلى المنوال السابق في بعض بالد العالم األخرى‪ ،‬فالحشيش كما يقول ابن البيطار‬

‫كان يزرع في مصر‪ ،‬وكان الفقراء يتعاطون هذا العقار‪ .‬أما القات فقد انتقل إلى اليمن حينما غزتها الحبشة‬

‫عام ‪ 925‬وانتقل من اليمن إلى بعض المناطق في فلسطين مع هجرة اليهود من اليمن وعرفت بالد‬

‫الرافدين وحضارة النيل سابقا األفيون‪ ،‬وتكلمت أوراق البردي المصري عنه منذ ‪ 1500‬قبل الميالد كما‬

‫سبق‪ ،‬إال أنه لم يتحول إلى موضوع للتعاطي كما تحول الحشيش والقات‪ .‬فالمادة المخدرة هي كل مادة خام‬

‫أو مستحضرة تحتوي على عناصر منبهة أو مسكنة من شأنها إذا استخدمت في غير األغراض الطبية‬

‫والصناعية الموجهة أن تؤدي إلى حالة من التعود أو اإلدمان عليها‪ ،‬مما يضر بالفرد والمجتمع جسميًا‬

‫ونفسيًا واجتماعيا‪ .‬وعرفت بأنها عقاقير تؤثر على الجهاز العصبي المركزي بالتنشيط أو التثبيط أو تسبب‬

‫الهلوسة والتخيالت‪ ،‬وتؤدي بمقتضاها إلى التعود واإلدمان‪ ،‬وينتج عن ذلك أضرار نفسية واجتماعية‬

‫واقتصادية ‪ ...‬وهكذا أصبح اإلدمان على المخدرات من أكبر المشاكل التي تواجه أي مجتمع حيث يزداد‬

‫في كل عام أعداد المدمنين مع زيادة أنواع المخدرات‪ ،‬وأشكالها كما يالحظ في الفترة األخيرة أن ظاهرة‬

‫اإلدمان لم تعد مقصورة على األغنياء فقط كما كان يحدث في الماضي‪ ،‬بل األمر أصبح يشمل فئات من‬

‫الطبقات الفقيرة وربما بشكل أكبر من عدد األغنياء المدمنين كما كان تناول المخدرات يقتصر في الماضي‬
‫بصورة كبيرة على فئة الذكور ‪ ،‬أما اآلن فأصبحت فئة اإلناث تتعاطى المخدرات المختلفة وذلك وفقا‬

‫ألحدث‬

‫‪١‬‬

‫‪.‬الدراسات‬

‫‪:‬مشكلة البحث‬

‫انتشرت في أواساط الشباب أنواع جديدة من المخدرات يتم تعاطيها في أشكال متنوعة كالحقن‬
‫واألقراص والبودرة‪ ،‬وقد تعددت األسماء من حشيش إلى أفيون إلى كوكايين وماريجوانا وقات وشبو أو‬
‫الكريستال إلى غيرها من مواد تشترك في تأثيرها التخريبي على العقول واألخالق واألموال واإلنتاج‬
‫والتنمية‪ ،‬فضًال عن مساهمتها في غشاعة السلوكيات الالأخالقية داخل المجتمع‪ ،‬وما لذلك من انعكاسات‬
‫وآثار معوقة على معدالت التنمية‪ ،‬تؤدي إلى تخريب اجتماعي واقتصادي وبيني مباشر على المجتمع‪ ،‬فتعد‬
‫واحدة من أعظم مشكالت العصر ؛ كونها تصيب الطاقة البشرية المرجو منهم بناء مستقبل مشرق‬
‫ومشرف‪ ،‬وتنهك الفاعلية الشبابية وروح العطاء المثمر‪ ،‬ال فرق في خطرها بين مجتمع متحضر متمدن‬
‫ومجتمعات دول العالم الثالث‪ ،‬فهي آفة فتاكة تصيب حاضر المجتمعات وتخيم الظالم على مستقبلها‪ ،‬وتؤثر‬
‫علي العقل وتوهن الجسد وتحط من القدرة االقتصادية وتضعف اإلنتاج وتؤثر على التنمية المستدامة‪ ،‬كما‬
‫أنها تجعل الدولة فريسة ألعدائها الذين طالما تعمدوا استخدام المخدرات في كسر شوكة الشعوب وتهديد‬
‫هيبتها والقضاء على مقوماتها وتقويض كيانها الداخلي للنيل منها وإخضاعها‪ ،‬كما أن ابتكار ألون جديدة‬
‫من المخدرات لم تكن معروفة من قبل‪ ،‬بعد أن كان األمر مقتصرا على مجموعة تقليدية من المخدرات‬
‫كالحشيش واألفيون والعقاقير والمركبات الطبية كالمهدئات والمنومات والمهلوسات ابتداع الشباب صورا‬
‫جديدة من اإلدمان مثل الشبو أو الكريستال أو مخدر الشوارع‪ ،‬عن طريق استنشاق المواد التي تدخل في‬
‫تكوين واألصباغ والبنزيين ‪ ...‬إلخ‪ .‬خاصة في ظل أزمة كورونا تضيف بعًد ا جديًد ا إلى المشكلة‪ ،‬ودخول‬
‫شرائح عمرية تتجة أعمارها إلى الصغر وأخرى مهنية إلى دائرة التعاطي واإلدمان‪.‬‬
‫‪٢‬‬

‫فقد أشارت الدراسات والبحوث والتقارير العالمية التي تناولت ظاهرة تعاطي إلى تأكيد تنامي‬
‫ظاهرة تعاطي المخدرات وإدمانها‪ ،‬وارتباط ذلك بزيادة عوامل الخطورة في البيئات التي تشهد نشاطا‬
‫شبابيا واضحا‪ ،‬إلى جانب ما ذهبت إليه دراسات أخرى حول تأثر األوضاع االقتصادية وازدياد معدالت‬
‫البطالة وعدم مالئمة الفرص التي يوفرها النظام االقتصادي بالمقارنة مع إمكانيات الشباب وتطلعاتهم‪ ،‬و إن‬
‫انتشار اإلدمان في أي مجتمع خطر كبير حيث يتسبب في قلة اإلنتاج وزيادة معدالت السرقة وانتشار‬
‫الجرائم بشكل كبير جدا حيث يلجأ معظم المدمنين إلى محاولة الحصول على المال المطلوب لشراء‬
‫المخدرات وفي سبيل ذلك يوافق المدمن على القيام بأي عمل يطلب منه ضاربا الحائط بكل المثل والقيم‬
‫التي تربى عليها في السابق لذلك وجب على المجتمع والدولة القيام بدورهما في حمالت التوعية بمخاطر‬
‫المخدرات على األفراد والمجتمعات بصفة عامة من خالل ندوات تثقيفية بالجامعات والمدارس اإلعدادية‬
‫والثانوية وفي األندية الرياضية وأماكن التجمع الشبابية وذلك حتى نستطيع المحافظة على الشباب الذي‬
‫يعد القلب النابض للوطن ومصدر قوته‬
‫‪:‬أهمية البحث‬

‫تأتي أهمية الدراسة الراهنة من الخطورة الناتجة عن تعاطي المخدرات وإدمانها‪ ،‬التي تشكل تهديدا‬
‫حقيقيا لمجتمعنا العربي بشكل عام‪ ،‬والمصري بخاصة كونها تستهدف الجيل الواعد‪ ،‬وهم الشباب الذين‬
‫يمثلون الدعامة األساسية والمرتكز الحقيقي للتنمية المستدامة للمجتمع‪ ،‬فينعكس أثرها سلبا على نواحي‬
‫الحياة كافة السيما الحياة االجتماعية واالقتصادية والبيئية التي ينشدها المجتمع المصري‪ ،‬كونه أصبح مرتغا‬
‫العصابات تهريب المخدرات لترويج مخدراتهم‪ ،‬وإيصال أنواع متعددة منها وبيعها على الشباب السيما‬
‫المراهقين منهم‪ .‬توفر أطر مرجعية تساعد المتخصصين في مختلف المجاالت على فهم وإدراك واستيعاب‬
‫ظاهرة تعاطي المخدرات وإدمانها وأثرها علي تحقيق أهداف وبرامج التنمية المستدامة‪ ،‬إذ تحاول أن تبحث‬
‫في أصولها وعواملها وطبيعتها األساس النظري والمعرفي)‪ ،‬وهل هي ظاهرة نفسية أو اجتماعية أو‬
‫ظاهرة أخرى‪ ،‬ألن معرفة كنتها وحقيقتها هو الذي يسمح‪ ،‬وإلى حد بعيد‪ ،‬بتحديد المهارات العملية‬
‫والتطبيقية الالزمة للعمل الميداني‪ ،‬إضافة إلى أنه يجعل من إستراتيجية المواجهة علمية وذات فائدة عندما‬
‫يتم التفكير في تكوين أو تطوير سياسات فعالة لمواجهة هذه اآلفة الخطيرة والحد من أثارها التنموية على‬
‫المجتمع تتمثل أهمية الدراسة في تناولها أهم وأبرز المشكالت الراهنة التي يواجهها عالمنا المعاصر‪ ،‬وهي‬
‫ظاهرة تعاطي المخدرات وإدمانها‪ ،‬وهي اآلفة التي من المحتمل أن يقع فيها أي أحد منا سواء عن طريق‬
‫الخطأ أو متعمدًا‪ .‬تساعد الدراسة المخططين في مجال مكافحة المخدرات الرسم خارطة طريق تسهم في‬
‫مكافحة المخدرات والتقليل من آثارها التنموية على المجتمع‪ ،‬كما تساعد متخذى القرار على العمل بذهنية‬
‫منفتحة حول المخدرات وحجم انتشارها وطرق دخولها للمجتمع المصري وطرق معالجتها‪.‬‬
‫‪:‬أهداف البحث‬

‫التعرف على اتجاهات الشباب نحو تعاطى المخدرات وإدمانها وأثرها على‪1.‬‬

‫مجتمع الدراسة‪.‬‬

‫‪.2‬محاولة فهم تعاطي المخدرات من طرف الشباب الفئة التي يعول عليها في بناء المجتمع واثرها على‬
‫المجتمع‪.‬‬

‫حدود البحث‪:‬‬

‫يتحدد البحث الحالي بمحافظة صالح الدين و للعام ‪.2023/2024‬‬


‫‪٥‬‬
‫‪:‬تحديد المصطلحات‬

‫‪-١‬التعريف اللغوي‪ :‬إن أصل كلمة مخدرات في اللغة العربية من الفعل خدر‪ ،‬وتعني الستر ويقال‬
‫جارية مخدرة إذا لزمت الخدر أي استترت ومن هنا استعملت كلمة مخدرات على أساس أنها مواد تستر‬
‫العقل وتغيبه‪.‬‬

‫يقال ( تخدر – واختدر) أي استتر‪ ،‬والخادر هو الفاتر الكسالن والخدر هو تشنج يصيب العضو فال‬
‫يستطيع الحركة‪ .‬وعليه فإن المخدر والمسكر والخمر هو التغطية والتستر والتعتيم والغموض والفتور‬
‫والكسل والمخدرات والمسكرات تنطبق عليها هذه المعاني تمامًا‪ ،‬فهي تغطي صاحبها عن الحقيقة‪ ،‬وتستر‬
‫على عقله‪ ،‬وتحجبه عن كل فضيلة‪ ،‬وتدفعه إلى الرذيلة ‪ ،‬فتجعل صاحبها يعيش في غموض وظالم وكسل‬
‫وفتور(‪.)١‬‬

‫‪-٢‬التعريف االصطالحي‪ :‬تعريف المخدرات على أنها كل مادة طبيعية أو مصنعة تذهب العقل‬
‫البشري جزئيًا أو كليًا‪ ،‬وتجعل صاحبه غير مدرك لما يفعل أو يتصرف‪ ،‬كما أنها تهيئ للشخص بعض‬
‫األمور غير الحقيقية‪ ،‬وقد يتم استخدام بعض األنواع من المخدرات في المجاالت الطبية تحت إشراف طبي‬
‫وللحاجة الماسة وبكميات قليلة ال تسبب اإلدمان(‪.)٢‬‬

‫وللمخدرات تعريفان‪ :‬تعريف علمي وعريف قانوني‪.‬‬

‫‪-٣‬التعريف العلمي هو مادة كيميائية تسبب النعاس والنوم وغياب الوعي المصحوب بتسكين‬
‫األلم‪ ،‬لذلك ال تعتبر المنشطات وال العقاقير المهلوسة وفق التعريف العلمي من المخدرات‪ ،‬بينما يعتبر‬
‫الخمر من المخدرات(‪.)٣‬‬

‫_____________‬
‫‪ - ١‬محمد عبد الرحمن محمد المعايطة ‪:‬دور العالم في مواجهة الظواهر السلوكية السالبة في المجتمع‪ ، :‬ظاهرة تعاطي‬
‫المخدرات‪ ،‬مجلة دراسات اجتماعية‪ ،‬مركز البحث في العلوم اإلسالمية والحضارة باألغواط ‪ ، 2018 3‬ص ‪45‬‬
‫‪ -٢‬محمد فتحي حمادة‪ :‬اإلدمان والمخدرات‪ ،‬دار فجر للنشر والتوزيع‪ ،‬الحدائق‪ ،‬ط‪ ،1‬مصر ‪ ،2004 ،‬ص ‪23‬‬
‫‪:-٣‬سعد المغربي‪:‬سيكولوجية تعاطي المخدرات رسالة دكتوراه)‪ ،‬كلية اآلداب جامعة عين شمس‪ ،1976 ،‬ص ‪17‬‬
‫‪٦‬‬

‫التعريف القانوني‪ :‬المادة التي تشكل خطرا على صحة الفرد وعلى المجتمع‪ ،‬أو هي مجموعة من‪-‬‬
‫المواد‬

‫التي تسبب اإلدمان وترهق الجهاز العصبي‪ ،‬ويحضر تداولها أو زراعتها أو صنعها إال ألغراض يحددها‬
‫القانون‪ ،‬وال تستعمل إال بترخيص لذلك‪ .‬علما بأنه ليس هناك تعريف عام متفق عليه يوضح مفهوم‬
‫المخدرات(‪.)١‬‬

‫مفهوم التعاطي‪ :‬ويعني استخدام أي عقار مخدر بأية صورة من الصور المعروفة في مجتمع ما للحصول‬
‫على تأثير نفسي أو عقلي معين‪ .‬وهناك من يعرف تعاطي المخدرات بأنه ‪ :‬رغبة غير طبيعية يظهرها‬
‫بعض األشخاص نحو مخدرات أو مواد سامة تعرف إراديا أو عن طريق المصادفة‪ ،‬على آثارها المسكنة‬
‫والمخدرة أو المنبهة والمنشطة ‪ ،‬وتسبب حالة اإلدمان‪ ،‬تضر بالفرد والمجتمع جسميًا ونفسيًا واجتماعيًا ‪.‬‬

‫والتعاطي هو حالة نفسية وأحيانا عضوية تحدث عند اإلنسان نتيجة التفاعل بينه وبين العقار‪ ،‬وتتميز هذه‬
‫الحالة بردود أفعال تؤكد وجود رغبة قوية لديه لتعاطي العقار بطريقة مستمرة ليشعر بآثار العقار النفسية‬
‫وليبعد عن نفسه الضيق والخوف (‪.)٢‬‬

‫_______________‬
‫‪-١.‬محمد فتحي حمادة‪:‬اإلدمان والمخدرات‪ :‬دار فجر للنشر والتوزيع‪ ،‬الحدائق‪ ،‬ط‪ ،1‬مصر‪ ،2004 ،‬ص ‪2٤‬‬

‫‪: - ٢‬شاكر سوسن ‪:‬المخدرات وآثارها النفسية واالجتماعية والصحية على الشباب الجامعي وآفة المخدرات‪ ،‬كنوز المعرفة‪،‬‬
‫ط‪ ،1‬عمان‪ ،2008 ،‬ص ‪172‬‬
‫‪٧‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫المطلب االول‬

‫انواع المخدرات‬
‫اوال‪ :‬الكحوليات‬

‫تعتبر الكحوليات من اق‪mm‬دم الم‪mm‬واد المخ‪mm‬درة واوس‪mm‬عها انتش‪mm‬ارًا في الع‪mm‬الم ‪ ،‬حيث عرفت‪mm‬ه‬
‫الكثير من الحضارات القديمة ‪ ،‬فقد وجد في بعض برديات المصرية القديمة عام ‪ 3500‬ق‪.‬م‪.‬‬
‫تأثيره الفسيولوجي يبدأ بعد وصوله الى الدم في فترة تتراوح بين (‪ )10-5‬دقائق ويتوق‪mm‬ف ه‪mm‬ذا‬
‫التأثير على نسبة تركيز مادة (الكحول االثيلي) ‪ ،‬فالخمور بأنواعه‪mm‬ا يك‪mm‬ون نس‪mm‬بة األث‪mm‬انين فيه‪mm‬ا‬
‫هي ‪ % 1-3‬وبذلك تكون خطورته‪mm‬ا اش‪mm‬د‪ ،‬ويعم‪mm‬ل الكح‪mm‬ول على تثبي‪mm‬ط وظيف‪mm‬ة قش‪mm‬رة المخ اذا‬
‫وص‪m‬ل ترك‪m‬يزه في ال‪m‬دم الى (‪ )%0,5‬حيث يب‪m‬دأ احس‪m‬اس المتن‪m‬اول ل‪m‬ه بت‪m‬أثير الخم‪m‬ر ونش‪m‬وته‬
‫المزيفة واذا زادت النسبة عن (‪ )%1‬فتتأثر مراكز الحركة في المخ ويبدأ معها فقدان السيطرة‬
‫وتعلثمه ‪ ،‬واذا بلغت نسبة التركيز عن (‪ )%۲‬فتسيطر على المخمور انفعاالت متض‪mm‬اربة ك‪mm‬ان‬
‫مثال ( يضحك ويبكي في نفس الوقت) ‪ ،‬واذا وص‪mm‬لت النس‪mm‬بة الى (‪ )%3‬فال يس‪mm‬تطيع الم‪mm‬دمن‬
‫ان يرى او يسمع او يشعر وتتوقف مراكز الحواس لديه تمامًا ‪ ،‬أم‪mm‬ا حينم‪mm‬ا تص‪mm‬ل النس‪m‬بة بين (‬
‫‪ )%5-4‬في‪mm‬دخل الم‪mm‬دمن في غيبوب‪mm‬ة من يم‪mm‬وت الن مراك‪mm‬ز التنفس وحرك‪mm‬ة القلب تص‪mm‬اب‬
‫بالشلل(‪.)١‬‬

‫_________‬
‫‪- ١‬محمد قاسم‪ :‬مدخل الى الصحه النفسية‪ :‬محمد قاسم‪ ،‬دار الفكر للطباعه والنشر‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫‪٢٠٠١.‬م‪ ،‬ص‪٩٠‬‬
‫‪٨‬‬

‫‪:‬ثانيًا‪ :‬المهبطات‬

‫تعمل هذه المجموعة على تثبيط نشاط الجهاز العصبي المركزي للمدمن وتنقسم الى‬
‫مجموعتين ‪ ،‬مهبطات ذات اصل طبيعي (كاالفيون والمورفين والكودايين) ومنها ما هو‬
‫مركب كيميائي ‪ ،‬ومنها ما يجمع بين الطبيعي والكيميائي(‪.)١‬‬
‫المهبطات الطبيعية ‪:‬‬
‫االفيون ‪:‬‬
‫يعتبر االفيون من اكثر المهبطات الطبيعية شهرة حيث يحتوي على اكثر من ‪ 35‬مركب‬
‫كيميائي اهمها المورفين والكودايين ‪ ،‬ويستخرج االفيون من العصارة اللبنية لنبات الخشخاش‬
‫الذي يزرع وسط مزارع القمح والشعيروقد ينمو تلقائيًا كما هو الحال في الدول الواقعة في‬
‫شمال البحر المتوسط ويعتبر االفيون من انواع المخدرات حيث يؤدي كمية قليلة منه الى‬
‫االعراض التالية‪-:‬‬
‫الرغبة في النوم والنعاس ‪.‬‬
‫ارتخاء في الجفون ونقص حركتها‪.‬‬
‫حكة بالجسد‪.‬‬
‫اصفرار الوجه‪.‬‬

‫ازدياد التعرق‪.‬‬
‫احتقان العينين والحدقة‪.‬‬

‫الشعور بالغثيان‪.‬‬

‫اضطراب العادة الشهرية عند النساء‪.‬‬

‫انخفاض كميات السائل المنوي‪.‬‬

‫االصابة بالزهري نتيجة استخدام ابر االفيون‪.‬‬


‫______________‬
‫‪- ١‬كمال علي‪ :‬النفس انفعالها وامراضها وعالجها‪ :‬كمال علي‪ ،‬دار وسط للطباعه والنشر‪ ،‬الطبعه الرابعه‪ ،‬بغداد‪١٩٩٠ ،‬م‪،‬‬
‫‪.‬ص‪١٢٢‬‬

‫‪٩‬‬
‫وعند تشريح جثث مدمني االفيون وجدت آثار تدل على تأثيره على الجهاز العصبي‬
‫متمثلة في احتقان المخ وقلة نشاطه وتعرضه للنزف وابطاء حركة التنفس وتقليل في نبض‬
‫القلب (‪Harold ,1991 ,p(375‬‬
‫المهبطات نصف التخليقيه‪:‬‬

‫الهيروين ‪Heroin :‬‬

‫وهو احد مشتقات المورفين واكثر انواع المخدرات ‪ ،‬والمادة االساسية في الهيروين هي‬
‫المورفين ‪،‬حيث تجري عليها بعض العمليات الكيميائية واضافة بعض المواد اليه مثل الكينين‪،‬‬
‫(‪ )Keinen‬والكافيي(‪ )Caffeine‬وفي بعض البلدان يضاف اليه مسحوق عظام جماجم‬
‫االموات كما هو الحال في مصر والذي يطلق عليه اسم ( ابو الجماجم) ويتعاطى المدمنون‬
‫الهيروين بطرق متعددة مثل الحقن في الوريد أو تحت الجلد‪.‬‬

‫فللروين اضرار فسيولوجية خطيرة على الكبد فباإلضافة الى تأثيره المباشر على خاليا الكبد‬
‫مما يؤدي الى تلفه ‪ ،‬فأنه وبخاصة عندما يتعاطون الكحول يؤدي الى تشحم الكبد (‬
‫‪ )Cirrhosis‬والتليف (‪ )Fibrosis‬خالل وقت قصير الن كال منهما يساعد األخر في احداث‬
‫اضراره ومتى ما نتج التليف فأن‪ ،‬الشخص المصاب يدخل في مشاكل متالحقة(‪.)١‬‬

‫_________‬
‫‪-١.‬جمال حسين‪ :‬االصحه النفسية‪ :‬جمال حسين‪ ،‬كلية التربية االولى‪ ،‬جامعه بغداد‪١٩٩٠ ،‬م‪ ،‬ص‪٩٨‬‬

‫‪١٠‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫اوال‪ :‬اسباب المخدرات‬
‫اوال‪:‬األسباب النفسية‪ :‬وهي تلك األسباب أو الدوافع الداخلية التي تعتمل في نفس الفرد‬
‫فتجعله يتعاطى المخدرات سواء اكان هذا التعاطي بصورة منتظمة أم فـي مـدد بحسب‬
‫المناسبات والظروف وان أول ما يلفت النظر في موضوع العوامل النفسية المسهمة في‬
‫التعاطي مسألة اإليجابية أو السلبية التي تتسم بهـا الخطـوات األولى للمتعاطي عند اقدامه على‬
‫تناول هذه المادة أو تلك والمقصود بااليجابية هنا اعتراف المتعاطي بأنه هو نفسـه كـان له‬
‫دور إيجابي قبل البدء الفعلي للتعاطي بمعنى أنه مثال كان لديه نوع من حب االستطالع يدفعه‬
‫دفعًا إلى ارتياد هذه الخبرة الستشكاف حقيقتها أو أنه كانت لديه الرغبة في ان يقلد بعض‬
‫المحيطين به من الزمالء أو المعارف أو أنه كانت لديه الرغبة في معائدة الكبار بأي شكل من‬
‫األشكال بما في ذلك خوض خبرة التعاطي(‪.)١‬‬
‫وان من أهم األسباب النفسية هي (نسيان الهموم وجلب السرور ودافع االستمتاع‬
‫الجنسي وأخرى بدوافع خاصة بالتعاطي كان يتعاطى المخدر للتخلص من االرق الذي يصيب‬
‫الفرد لتعرضه إلى احباطات مختلفة في حياته اليومية فيرجع الباحثين أسباب التعاطي إلى‬
‫نوع من الضغوط النفسية يصفها بعض منهم بالكبيرة نتيجة الفشل أو اإلحباط في عمل ما‬
‫ولكي يحاول نسيان مرارة ذلك اإلحباط أو الفشل فأنه يلجأ إلى المخدرات كمتعاطي ثم ما يلبث‬
‫ان يصبح مدمنا عليها ويرجع بعضهم أسباب التعاطي إلى شعور الشخص بنوع من التأنيب‬
‫للضمير على عمل اقدم عليه وتسبب بأذى الشخص أخر ضل هاجس الشعور بالذنب يطارده‬
‫ولكي يتخلص منه لجأ إلى المخدرات(‪.)٢‬‬

‫____________‬
‫‪-١.‬عبدالرحمن محمد العيسوي‪ ،‬المخدرات واخطارها‪ ،‬دار الفكر الجماعي الطبعه االولى‪ ،‬االسكندرية‪٢٠٠٥،‬م‪ ،‬ص‪٦٥‬‬

‫‪-٢.‬هاني عبدالقادر عمارة‪ :‬السموم والمخدرات بين الواقع والخيال‪ ،‬دار زهران‪ ،‬الطبعه االولى‪ ،‬االردن‪،٢٠٠٠ ،‬ص‪١٠٢‬‬
‫‪١١‬‬

‫الكثير من الدراسات ان الكثير من المنحرفين عن طريق السوي يسلكون في حياتهم‬


‫طرائق مختلفة لتحقيق ما تشتهيه انفسهم وإشباع غرائزهم ولما كانت المخدرات بأنواعها تؤثر‬
‫في المركز العقلية الحساسة وتسبب حالة من االرتياح فضًال عن ذلك فالدوافع النفسية الخاصة‬
‫من اثر في الدفع للتعاطي فالرغبة في قتل الفراغ ودفع الملل الناشئ عن الشعور بالوحدة‬
‫والعزلة دوافع تسبب في اتجاه بعض الناس)‪ .‬إلى االنغماس فيأسباب التعاطي إلى شعور‬
‫الشخص بنوع من التأنيب للضمير على عمل اقدم عليه وتسبب بأذى عالم المخدرات وتؤكد‬
‫الكثير من الدراسات ان من بين األسباب الرئيسة التي تدفع إلى المخدرات‪ ،‬الفشل والضجر‬
‫وان الفشل بين الصغار اخذ يتزايد يومًا بعد يوم مما يؤدي إلى شعورهم بالنقص والضعف‬
‫ويؤدي‬

‫هذا الشعور بالحاجة الماسة إلى ما ينسيهم ما هم عليه فيلجون إلى هذه السموم الخطرة مما‬
‫يؤدي إلى سوء اخالقهم واحتقارهم في هذه الحياة (‪.)١‬‬

‫‪ .2‬األسباب االجتماعية‪:‬‬
‫نستعرض في هذا المحور عدد من العوامل وهي‪:‬‬

‫ا المشكالت األسرية وأساليب التنشئة الخاطئة‪:‬‬

‫ان العالقات التربوية داخل األسرة تعد من أهم األسباب في انحراف الحدث فالعالقات‬
‫األسرية بين اآلباء واألبناء لها األثر الكبير في سلوك الصغير والحدث سلبًا وايجابيًا‬
‫فالعالقات اإليجابية في األسر الطبيعية يتوافر ألبنائها الحياة المعاشية الضرورية وتهيـا لـهـا‬
‫الحيـاة العاطفية ألن الصغير يحتاج إلى الحب والحنـان وبذلك يشـعر بالطمأنينة واألمان‬
‫والشعور باالنتماء الذي تولد لديه الثقة بالنفس‪ ،‬أما األسر المتصدعة ويقصد بها األسر ذات‬
‫العالقات السلبية فيتأثر بها سلوك أبنائها السلبي يدفعهم إلى االنحراف والجنوح وهناك بعض‬
‫المشاكل التي تدفع الفرد إلى التعاطي(‪.)٢‬‬
‫___________‬
‫‪-١‬سهير لطفي‪ :‬مخاطر المخدرات‪ ، :‬مجلة العالم االسالمي‪ ،‬العدد‪٢٠٠٢-١٧٦٨‬م‪.‬‬

‫‪- ٢‬احمد عبد العزيز االصغر‪ :‬عوامل انتشار ضاهرة التعاطي في المجتمع العربي‪ ،،‬اكاديمية نايف العربية للعلوم‬
‫االمنية‪،‬الطبعه االولى الرياض‪٢٠٠٥ ،‬م‪ ،‬ص‪.٣٢‬‬

‫‪١٢‬‬
‫ومن أهم هذه المشاكل هي مشكلة التفكك األسري الذي يأتي على صور عديدة كوفاة احد‬
‫الوالدين أو هجر احداهما المنزل نهائيًا أو اضطرار االب للعمل في مكان بعيد وعدم االستقرار‬
‫العاطفي وتكرار حاالت النزاع األسري(‪ ،)١‬وقد تتبع العائلة أسلوب القسوة والعقاب في عملية‬
‫الضبط االجتماعي األمر الذي يجعل من التنشئة عملية محفوفة باالضطهاد والقهر والضغط‬
‫وهذا يتوجب القيام بسلسلة من أعمال االكراه والقسوة والضرب حيث يخالف الطفل بعض‬
‫التعليمات األخالقية التي تتصل بإشباع بعض حاجاته الطبيعية وهذا يترك بصمات الحقد‬
‫والكراهية والخوف وعدم األمان والشعور بالذنب أو عدم احترامه السلطة أو النفور منها ومن‬
‫جهة أخرى قد يتعامل اإلباء مع أبنائهم بأسلوب التساهل واإلهمال لالبناء في تربيتهم فانعدام‬
‫الرقابة الكافية من الوالدين على األبناء وسلوكهم يعطي األبناء حرية التصرف كما يحلو لهم‬
‫مما يولد لهم فرص االحتكاك برفقة السوء وممارسة سلوك غير سوي معهم كتعاطي‬
‫المخدرات(‪.)٢‬‬

‫ب‪ .‬جماعة األقران‪ :‬تعد جماعة األقران من الجماعات المرجعية التي تترك بصمات واضحة‬
‫المعالم على سلوك الفرد سواء أكان كبيرًا أم صغيرًا فهي خير مرأة عاكسة الخالقه وفي‬
‫مدى التزامه بالفضائل الكريمة والعادات الحميدة والقيم النبيلة من عدمها وقد يتجه بدافع التقليد‬
‫أو حب االستطالع أو المجاراة ألصدقائه والتفاخر بالجرأة والرجولة المبكرة إلى تعاطي‬
‫المخدرات والذي وجد أصدقائه يتعاطونه وهكذا نجد الشخص قد اتجه اتجاهًا غير قويم في‬
‫حياته وسلك السبل في دنيا المخدرات والتي تساندها الذات الجماعية الزمرة غير أنه تأكيد‬
‫سلبي هدفه زعزعة الطمأنينة في المجتمع تلك الطمأنينة التي افتقدوها في حياتهم‬
‫العائلية واالجتماعية (‪.)٣‬‬
‫____________‬

‫‪ -١.‬محمد سالمة غباري‪ :‬الدمان الخطر يهدد االمن االجتماعي‪ ،‬دار الوفاء‪ ،‬الطبعه االولى‪ ،‬االسكندرية‪٢٠٠٤ ،‬م‪ ،‬ص‪٩٨‬‬

‫‪-٢.‬صالح محمد عبد‪ :‬المراجعه والمخدرات‪ ،،‬هبة النيل للنشر والتوزيع‪٢٠٠٧ ،‬م‪ ،‬ص‪٦٧‬‬

‫‪-٣.‬اكرم نشأة ابراهيم‪ :‬علم النفس الجنائي‪ ،،‬مطبعه النيزك‪ ،‬الطبعه الثانية‪ ،‬بغداد‪١٩٩٨ ،‬م‪ ،‬ص‪٢٢‬‬

‫‪١٣‬‬

‫ج‪ .‬المدرسة‪ :‬يعد التعليم من أهم العوامل التي تكون البيئة الثقافية للمجتمع وهي البيئة‬
‫الخارجية التي ينتقل إليها الطفل من بيئته العائلية يلتقي فيها بعدد كبير من األطفال الذين نشأوا‬
‫في بيئات عائلية متباينة ولهم نزاعات وأهواء مختلفة ففي هذه البيئة الجديدة يتعرض الطفل‬
‫ألول تجربة اجتماعية مميزة بأهميتها الضطراره إلى االعتماد على نفسه والتزامه بالتكيف‬
‫مع مجتمعه الجديد فمهمة المدرسة ال تقتصر على التعليم بمعناه الدقيق المنصب على تزويد‬
‫التالميذ بالمعرفة العلمية طبقًا لمناهج الدراسة انما تشمل مهمتها اإلسهام في تنشئتهم السليمة‬
‫وترسيخ القيم األخالقية الحميدة في نفوسهم‪ ،‬فضًال عن دور المدرسة يعتمد إلى حد كبير على‬
‫شخصية المعلم الذي يمثل بالنسبة للتالميذ المثل األعلى والسلطة التي يجب طاعته‪،‬فيحرصون‬
‫على متابعة سلوكه واالقتداء به(‪.)١‬‬

‫___________‬
‫‪-١.‬خالد الجابري‪ :‬الضبط في االمن االجتماعي‪ ،‬بيت الحكمة‪ ،‬الطبعه االولى‪ ،‬بغداد‪١٩٩٧ ،‬م‪ ،‬ص‪٩-٨‬‬

‫‪١٤‬‬

‫فهي جهود خفض الطلب علي المخدرات‪ ،‬وهذه تشير الي جميع السياسات واإلجراءات‬
‫التي تستهدف خفض ومن رغبات المستهلكين في الحصول علي المواد المخدرة إلى أدني‬
‫درجة ممكنة‪ .‬ويقوم هذا النوع من الجهود علي ثالثة مكونات رئيسية هي‪ :‬الوقاية‪ ،‬والعالج‪،‬‬
‫وإعادة التأهيل‪.‬‬
‫ويمكن فيما يلي طرح تصور للوقاية وسبل المكافحة للمخدرات بإيجاز في األبعاد التالية‪:‬‬

‫اوال‪ :‬البعد التربوي‪:‬‬

‫يمثل البعد التربوي حجر الزاوية في مواجهة مشكلة المخدرات‪ .‬ونعني بالبعد التربوي‬
‫الدور األساسي الذي يجب أن تلعبه األسرة والمدرسة في تكوين الشخصية السليمة لألجيال‬
‫الصاعدة(‪.)١‬‬

‫ثانيا‪ :‬البعد القانوني‪:‬‬

‫تطوير التشريعات والقوانين الخاصة بظاهرة المخدرات لما للقانون من قوة ردع‬
‫وتجريم وعقاب‪ ،‬والعمل علي تشديد العقاب في جرائم إنتاج المخدرات وترويجها وتعاطيها(‬
‫‪)٢‬‬
‫ثالثا‪:‬البعد اإلعالمي‪:‬‬
‫يحتل اإلعالم في مواجهة مشكلة المخدرات مكانا بارزا من بين األبعاد األخري‪ ،‬وتأتي‬
‫أهمية اإلعالم من تعاظم دوره في مساندة كافة الجهود الصحية واإلجتماعية والقانونية‬
‫واألمنية في وقاية الفرد والمجتمع من مشكلة المخدرات وآثارها(‪.)٣‬‬
‫___________‬
‫‪-١‬احمد عبد العزيز‪ :‬وامل ضاهرة انتش‪m‬ار تع‪m‬اطي المخ‪m‬درات في المجتم‪m‬ع الع‪m‬ربي‪ ، :‬جامع‪m‬ه ن‪m‬ايف العربي‪m‬ة للعل‪m‬وم االمني‪m‬ة‪،‬‬
‫الرياض‪٢٠٠٤ ،‬م‪ ،‬ص‪.٢٥‬‬

‫‪-٢‬احمد عبد العزيز‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.٢٧‬‬

‫‪- ٢‬بريشتي مريامة‪ :‬تعاطي المخدرات وادمانها‪ ، :‬جامعه قصدى مرباح‪(،‬د‪ .‬ت)‪ ،‬الجزائر‪٢٠٢٠ ،‬م‪ ،‬ص‪.٣٥٨-٣٤١‬‬

‫‪١٥‬‬

‫‪:‬رابعا‪ :‬البعد األمني‬


‫من المؤكد أن القوانين والتشريعات تبقي عاجزة إذا لم تقم علي تنفيذها أجهزة‬
‫ومؤسسات قادرة علي أ أداء مهامها علي الوجه‪،‬األكمل ومن هذه األجهزة األمنية جهاز‬
‫الشرطة والدرك الوطني ورجال الجمارك‪ ،‬وذلك من خالل التكوين‬

‫خامسا‪:‬البعد الرعائي‪:‬‬

‫ونعني بالبعد الرعائي توفير كافة الخدمات اإلجتماعية والثقافية والصحية والدينية‬
‫ألفراد المجتمع وخاصة فئات األطفال والمراهقين والشباب ‪ .‬هذه النشاطات تتوجه للشباب‬
‫واألحداث بصورة عامة‪ ،‬والي الفئات المعرضة لخطر اإلنحراف بصورة خاصة علي أن‬
‫تقدم هذه النشاطات من قبل مؤسسات إجتماعية وتحت رعاية مهنية سليمة تسهر علي تلبية‬
‫حاجات الشباب النفسية والجسمية والروحية واإلجتماعية(‪.)١‬‬

‫سادسا‪:‬البعد العالجي والتأهيلي‪:‬‬

‫يعتبر العالج والتأهيل الخطوة الالحقة للوقاية‪ .‬ويهدف البعد العالجي والتأهيلي) الي‬
‫التقليل للمخدرات عن طريق ‪( Rehabilitation‬من عددلمدمنين والمتعاطين توفير خدمات‬
‫العالج بالمراكز اإلستشفائية‪ .‬وعليه‪ ،‬فإن العالج ضروري إلخراج من تم شفاؤهم من دائرة‬
‫التعاطي وتأهيلهم حتي ال يعودوا الي تعاطي المخدرات مرة أخري‪ ،‬من جديد العمل علي‬
‫إعادة ادماجهم في المجتمع كمواطنين مفيدين ألنفسهم وأسرهم ومجتمعهم (‪.)٢‬‬
‫‪ Resocializatio‬ومن ثم‬

‫__________‬
‫‪-١‬ميثم بدر‪ :‬الدمان من المجهول إلى المعلوم ‪ ،،‬منشأة المعارف‪(،‬د‪ .‬ت)‪ ،‬االسكندرية‪٢٠٠٨ ،‬م‪ ،‬ص‪.١٧‬‬

‫‪-٢‬ابو روس احمد‪ :‬مشكلة المخدرات واالدمان‪ ، :‬المكتب الجامعي الحديث‪(،‬د‪ .‬ت)‪ ،‬االسكندرية‪١٩٩٦ ،‬م‪ ،‬ص‪.١١‬‬

‫‪١٦‬‬
‫‪:‬سابعا‪:‬البعد الديني‬

‫من أهم عوامل الوقاية من الجريمة واإلنحراف الرعاية الروحية والتي تهدف الى صقل روح‬
‫الشباب‪ ،‬وبناء قواهم الروحية وتهذيب غرائزهم والسمو بها في ظل مبادئي الدين الحنيف‬
‫ذلك ألن االلتزام بأحكام وتعاليم الدين هو خير حافظ إنحراف وهو الضمانة األساسية لحماية‬
‫المجتمع من آفة الجريمة واإلنحراف ‪.‬‬

‫ثامنا‪:‬البعد البحثي‪:‬‬

‫لقد أكد المجتمع الدولي‪ ،‬والعديد من المؤتمرات الدولية واإلقليمية علي أهمية البحث العلمي في‬
‫دراسة ظاهرة المخدرات ‪،‬وذلك حتي تتمكن األجهزة المعنية من فهم الظاهرة فهما صحيحا‬
‫وواقعيا‪ ،‬األمر الذي سينعكس بالضرورة علي كافة اإلجراءات والسياسات الوقائية والعالجية‬
‫في مجال التصدي للظاهرة ومعالجة آثارها(‪.)١‬‬

‫________‬

‫‪ -١‬غنية بن حنة‪ :‬االثار االجتماعية لتعاطي المخدرات‪ ، :‬جامعه الشهيد‪ ،‬الجزائر‪٢٠٢٠ ،‬م‪ ،‬ص‪.١٨٠‬‬

‫‪- ٢‬زيان ملكية‪ :‬لنظريات والنماذج المعاصرة المفسرة لظاهرة تعاطي‪ :‬زيان ملكية‪ ،‬مجلة العلوم االجتماعية‪ ،‬المركز‬
‫الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية‪ ،‬ألمانيا ‪٢٠١٨ ،‬م‪ ،‬ص ‪٢٠٨-١٩٣‬‬

‫‪١٧‬‬

‫‪:‬ثالثا‪ :‬اآلثار اإلجتماعية للمخدرات علي المجتمع‬

‫يمكن تحديد اآلثار اإلجتماعية للمخدرات التي تنعكس علي المجتمع في المسائل التالية‪:‬‬
‫اوال‪ :‬هدار الموارد البشرية‪:‬‬
‫المتعاطون والمدمنون علي المخدرات يمثلون جزءا هاما من الموارد البشرية للمجتمع التي يعتمد عليها في‬
‫عملية التنمية اإلجتماعية الشاملة‪ .‬وبتعطيل هذا الجزء الهام من الثروة البشرية ‪ ،‬تتأثر حتما مسيرة التنمية‬
‫بالمجتمع‪ ،‬وهكذا يتبين أن للمخدرات آثارا ضارة علي اإلنتاج القومي وبرامج التنمية االقتصادية‬
‫واإلجتماعية‪ ،‬نتيجة تدهور الكفاية اإلنتاجية في المجتمع بسبب تدهور‬

‫إنتاجية المدمنين والمتاعطين للمخدرات ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إهدار الموارد المالية‪:‬‬


‫تعطيل جزء من الموارد البشرية بسبب تناول المخدرات ‪ ،‬يؤدي الي إهدار الموارد المالية للدولة‪ ،‬نظرا لما‬
‫تنفقه الدولة علي التعليم واإلعداد المهني لهؤالء األفراد‪ .‬كما أن انتشار المخدرات في المجتمع يتطلب من‬
‫الدولة أعباء مالية كبيرة من خالل زيادة أوجه اإلنفاق في المجاالت غير اإلنتاجية سواء في عالج مرضي‬
‫المخدرات أو في النفقات الخاصة برعاية المدمنين‪ ،‬أو في اقامة مستشفيات متخصصة للعالج وتوفير‬
‫األدوية‪ ،‬أو في حراستهم بالسجون‪ .‬باإلضافة الي النفقات الموجهة لمطاردة المهربين وتجار المخدرات من‬
‫قبل أجهزة مكافحة المخدرات كمصالح الجمارك ومصالح وزارة الصحة ووزارة العدل والشرطة والدرك‬
‫الوطني (‪.)٢‬‬

‫___________‬
‫‪-١‬أبو جناح رجب محمد‪ :‬مخدرات افه العصر‪ :‬دار الجماهير للنشر والتوزبع‪ ،‬الطبعه االولى‪ ،‬ليبيا‪،‬‬
‫‪٢٠٠٠‬م‪ ،‬ص‪.٣٩‬‬
‫‪ -٢‬أبو عمه عبدالرحمن‪،‬اكاديمية نايف العربية للعلوم االمنية‪:‬ظاهرة اإلستعمال غير المشروع للمخدرات‬
‫الطبعه االولى‪ ،‬الرياض‪١٩٩٧ ،‬م‪ ،‬ص‪.٥٤‬‬

‫‪١٨‬‬

‫‪:‬رابعا‪ :‬التفكك اإلجتماعي للمجتمع‬

‫إن األسرة هي نواة المجتمع وخليته األولي‪ ،‬وبالتالي فإن عدم استقرار األسرة وتصدعها ال يؤثر‬
‫علي أفرادها فقط‪ ،‬بل يمتد تأثيره الي المجتمع بأسره علي اعتبارأن المجتمع يمثل نسقا مكونا من مجموعة‬
‫من األنساق الفرعية المترابطة والمتكاملة وظيفيا‪ ،‬وأن فشل أحد هذه األنساق في القيام بوظائفه يؤثر علي‬
‫وظيفة النسق ككل) ومن ثم يحصل التفكك اإلجتماعي للمجتمع‪Parson .‬‬

‫‪ -١‬زيادة حوادث المرور‪:‬‬

‫يعد تعاطي المخدرات وإدمانها من األسباب الرئسية في زيادة معدالت حوادث المرور وبالتالي في‬
‫زيادة عدد الوفيات واإلصابات البليغة أو المعيقة في المجتمع‪ ،‬مما يتسبب في تكاليف مادية باهضة وخسائر‬
‫اجتماعية واقتصادية كبيرة قد يكون المجتمع غير قادر على تحملها (‪.)١‬‬

‫‪ - ٢‬إنتشار الجريمة واإلنحراف‪:‬‬

‫من اآلثار الناجمة عن تعاطي وادمان المخدرات زيادة ارتكاب الجرائم بأنواعها المختلفة‪ ،‬ويكاد ال‬
‫يخلو أي نوع من أنواع الجرائم من دور لتعاطي المخدرات واإلدمان عليها‪ .‬ومن األمثلة علي ذلك أن‬
‫المتعاطي يقوم بالسرقة والنهب والتزوير والقتل بغرض الحصول علي المال لشراء المخدرات (خليل‪،‬‬
‫‪1984‬؛ غالي (‪.)1988‬‬

‫___________‬
‫‪-١‬خليل احمد محمد‪ :‬جرائم المخدرات‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬الطبعه االولى االسكندرية‪١٩٨٤ ،‬م‪ ،‬ص‪.٢٣٩‬‬

‫‪ -٢‬صالح محمود‪ ،‬المجلة العربية للدراسات االمنية والتدريب‪ :‬المخدرات ورفقاء السوء‪ ،‬نوفمبر‪١٩٩٥ ،‬م‪ ،‬ص‪.٢٠-١٠‬‬

‫‪١٩‬‬
‫وقد أكدت الدراسة التي أجريت في بلتيمور بالواليات المتحدة األمريكية أن ارتفاع معدالت الجرائم‬
‫جاء نتيجة بدء ادمان أفراد العينة علي الهيروين‪ ،‬وجاء اإلرتفاع مقترنا)(‪ ،)١‬وفي الدراسة‪Ball, J.C.‬‬
‫باإلدمان‪ ،‬كما جاء اإلنخفاض مقترنا باإلقالع عن المخدرات (التي أجراها المركز القومي للبحوث‬
‫اإلجتماعية والجنائية في مصر حول تعاطي المخدرات‪ ،‬توصلت الدراسة الي وجود ارتباطات ايجابية قوية‬
‫بين ارتكاب مجموعة من السلوكات المنحرفة وتعاطي المخدرات (سويف وآخرون‪ .)1995 ،‬وقد جاءت‬
‫هذه النتيجة مؤيدة لنتيجة سابقة توصل إليها سويف في بحثه لظاهرة التعاطي بين تالميذ المدارس الثانوية‬
‫( سويف وآخرون‪.)١()1992 ،‬‬
‫وتذهب العديد من الدراسات الي تأكيد الصلة المتنامية بين جرائم اإلتجار غيرذات العالقة‬
‫‪ Organized Crime‬المشروع بالمخدرات والجرائم المنظمة األخري (مثل تحريب األسلحة‪ ،‬وتزوير‬
‫النقد‪ ،‬والعنف واإلرهاب‪ ،‬واستخدام أموال المخدرات من قبل عصابات المافيا لتنفيذ عملياتها اإلجرامية‪.‬‬

‫‪ -٣‬اآلثار اإلقتصادية‪:‬‬

‫من المعلوم أن ارتفاع معدالت اإلدخار تؤدي الي زيادة اإلستثمار‪ ،‬وزيادة اإلستثمار تلعب دورا حاسما في‬
‫تحقيق النمو اإلقتصادي‪ .‬ولكن إذا كانت شريحة عريضة من المجتمع تنفق أموالها للحصول علي‬
‫المخدرات بدال من اإلدخار فإن ذلك يؤثر علي النمو اإلقتصادي للبالد أضف الي ذلك أن جرائم المخدرات‬
‫من شأنها أن تحدد اإلستقرار المالي للبالد وذلك من خالل زعزعة ثقه المستثمرين وخاصه االجانب مما‬
‫يدفعهم الى البحث الى اسواق اخرى(‪.)٢‬‬

‫_____________‬
‫‪-١‬صالح محمود‪:‬تحديات المخدرات على مستوى الدولي ‪ ،‬مجلة الشرطه ديسمبر‪١٩٩٧ ،‬م‪ ،‬ديسمبر‪ ،‬ص‪.٢٢٣‬‬

‫‪ - ٢‬سيف مصطفى‪ :‬استراتيجية قومية متكاملة لمكافحة المخدرات ومعالجة مشكالت التعاطي واإلدمان‪ ،‬المركز القومي‬
‫للبحوث االجتماعية‪ ،‬القاهرة‪١٩٩٢ ،‬م‪ ،‬ص‪.٢٤٤‬‬

‫‪٢٠‬‬

‫‪.‬خامسا‪:‬مسيرة التنمية اإلقتصادية للبالد‬


‫‪ -١:‬اآلثار السياسية‬
‫من يتعرض المجتمع نتيجة انتشار تعاطي وادمان المخدرات لبعض اآلثار السياسية‪ ،‬ومن هذه‬
‫اآلثار أن انتشار المخدرات وما تؤدي اليه من مضاعفات كانتشار جرائم القتل والسرقة والتزوير واإلحتيال‬
‫والنصب واالنحرافات‪ ،‬تضعف الهيمنة السياسية للبالد‪ .‬كما أن ازدياد عدد المتعاطين والمدمنين للمخدرات‬
‫من شأنه أن يمكن العدو من تسخير البعض منهم لغرض الجوسسة والقيام باألعمال اإلرهابية والتخريبيه‬
‫ومن األمثلة على ذلك ما تقوم به المخابرات اإلسرائيلية (الموساد) في نشر الحشيش واألفيون والهيروين‬
‫في بعض البلدان العربية كمصر وفلسطين ولبنان والعراق واتخاذ بعض العمالء في هذه الدول ‪.‬وعليه‪،‬‬
‫ينبغي أن ال تغفل األبعاد السياسية لمشكلة المخدرات‪ ،‬وأن المخدرات في العصر الراهن أصبحت تستخدم‬
‫كسالح من أسلحة الحرب ضد الشعوب المستهدفة(‪.)١‬‬

‫‪-٢‬تخلف المجتمع‪:‬نتيجة لما تقدم‪ ،‬ونظرا أن مشكلة المخدرات تعد من المشكالت اإلجتماعية‬
‫الخطيرة التي يترتب عنها التفكك األسري‪،‬واإلنحرافات السلوكية والجريمة‪ ،‬والبطالة‪ ،‬والرسوب المدرسي‪،‬‬
‫والتغيب عن العمل وضعف اإلنتاجية‪ ،‬فإن هذه المشكالت من شأنها أن تؤدي في النهاية الى التفكك‬
‫اإلجتماعي للمجتمع وعدم استقراره‪ ،‬وبالتالي تخلفه في جميع مناحي الحياة السياسية واإلقتصادية‬
‫واإلجتماعية(‪.)٢‬‬

‫______________‬
‫‪-١‬غالي ادوار‪ :‬جرائم المخدرات‪ :‬غالي ادوار‪ ،‬مكتبة غريب‪ ،‬القاهرة‪١٩٨٨ ،‬م‪ ،‬ص‪.٩٣‬‬
‫‪- ٢‬عبدالحليم محمود‪ :‬شكالت المخدرات في الوطن العربي‪ ، :‬اكادمية نايف العربية للعلوم االمنية‪ ،‬الرياض‪١٩٩٧ ،‬م‪ ،‬ص‬
‫‪.٢١٢‬‬

‫‪-٢‬احمد محمد‪ :‬جرائم المخدرات‪ ،،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬االسكندريه‪١٩٨٤ ،‬م‪ ،‬ص‪.٧٧‬‬

‫‪٢١‬‬

‫‪:‬المبحث الثالث‬
‫‪:‬المطلب االول‬

‫‪:‬اوال‪:‬اآلثار اإلجتماعية للمخدرات علي المجتمع‬


‫يمكن تحديد اآلثار اإلجتماعية للمخدرات التي تنعكس علي المجتمع في المسائل التالية‪:‬‬

‫إهدار الموارد البشرية‪:‬‬


‫المتعاطون والمدمنون علي المخدرات يمثلون جزءا هاما من الموارد البشرية للمجتمع‬
‫التي يعتمد عليها في عملية التنمية اإلجتماعية الشاملة‪ .‬وبتعطيل هذا الجزء الهام من الثروة‬
‫البشرية ‪ ،‬تتأثر حتما مسيرة التنمية بالمجتمع‪ ،‬وهكذا يتبين أن للمخدرات آثارا ضارة علي‬
‫اإلنتاج القومي وبرامج التنمية االقتصادية واإلجتماعية‪ ،‬نتيجة تدهور الكفاية اإلنتاجية في‬
‫المجتمع بسبب تدهور إنتاجية المدمنين والمتاعطين للمخدرات(‪.)١‬‬
‫إهدار الموارد المالية‪:‬‬

‫تعطيل جزء من الموارد البشرية بسبب تناول المخدرات ‪ ،‬يؤدي الي إهدار الموارد‬
‫المالية للدولة‪ ،‬نظرا لما تنفقه الدولة علي التعليم واإلعداد المهني لهؤالء األفراد‪ .‬كما أن‬
‫انتشار المخدرات في المجتمع يتطلب من الدولة أعباء مالية كبيرة من خالل زيادة أوجه‬
‫اإلنفاق في المجاالت غير اإلنتاجية سواء في عالج مرضي المخدرات أو في النفقات الخاصة‬
‫برعاية المدمنين‪ ،‬أو في اقامة مستشفيات متخصصة للعالج وتوفير األدوية‪ ،‬أو في حراستهم‬
‫بالسجون‪ .‬باإلضافة الي النفقات الموجهة لمطاردة المهربين وتجار المخدرات من قبل أجهزة‬
‫مكافحة المخدرات كمصالح الجمارك ومصالح وزارة الصحة ووزارة العدل والشرطة والدرك‬
‫الوطني (‪)٢‬‬
‫____________‬
‫‪- ١‬أبو جناح رجب محمد‪ :‬مخدرات افه العصر‪ :‬دار الجماهير للنشر والتوزبع‪ ،‬الطبعه االولى‪ ،‬ليبيا‪٢٠٠٠ ،‬م‪ ،‬ص‪.٣٩‬‬

‫‪ - ٢‬أبو عمه عبدالرحمن‪،‬اكاديمية نايف العربية للعلوم االمنية‪:‬ظاهرة اإلستعمال غير المشروع للمخدرات الطبعه االولى‪،‬‬
‫الرياض‪١٩٩٧ ،‬م‪ ،‬ص‪.٥٤‬‬

‫‪٢٢‬‬

‫‪:‬ثانيا‪:‬التفكك اإلجتماعي للمجتمع‬

‫إن األسرة هي نواة المجتمع وخليته األولي‪ ،‬وبالتالي فإن عدم استقرار األسرة وتصدعها ال‬
‫يؤثر علي أفرادها فقط‪ ،‬بل يمتد تأثيره الي المجتمع بأسره علي اعتبارأن المجتمع يمثل نسقا‬
‫مكونا من مجموعة من األنساق الفرعية المترابطة والمتكاملة وظيفيا‪ ،‬وأن فشل أحد هذه‬
‫األنساق في القيام بوظائفه يؤثر علي وظيفة النسق ككل) ومن ثم يحصل التفكك اإلجتماعي‬
‫للمجتمع‪Parson .‬‬
‫‪ -١‬زيادة حوادث المرور‪:‬‬

‫يعد تعاطي المخدرات وإدمانها من األسباب الرئسية في زيادة معدالت حوادث المرور‪.‬‬
‫وبالتالي في زيادة عدد الوفيات واإلصابات البليغة أو المعيقة في المجتمع‪ ،‬مما يتسبب في‬
‫تكاليف مادية باهضة وخسائر اجتماعية واقتصادية كبيرة قد يكون المجتمع غير قادر على‬
‫تحملها (‪.)١‬‬
‫‪ - ٢‬إنتشار الجريمة واإلنحراف‪:‬من اآلثار الناجمة عن تعاطي وادمان المخدرات زيادة‬
‫ارتكاب الجرائم بأنواعها المختلفة‪ ،‬ويكاد ال يخلو أي نوع من أنواع الجرائم من دور لتعاطي‬
‫المخدرات واإلدمان عليها‪ .‬ومن األمثلة علي ذلك أن المتعاطي يقوم بالسرقة والنهب والتزوير‬
‫والقتل بغرض الحصول علي المال لشراء المخدرات (خليل‪1984 ،‬؛ غالي‬
‫‪.)٢()1988‬‬

‫__________‬
‫‪-١‬خليل احمد محمد‪ :‬جرائم المخدرات‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬الطبعه االولى االسكندرية‪١٩٨٤ ،‬م‪ ،‬ص‪.٢٣٩‬‬

‫‪ -٢‬صالح محمود‪ ،‬المجلة العربية للدراسات االمنية والتدريب‪ :‬المخدرات ورفقاء السوء‪ ،‬نوفمبر‪١٩٩٥ ،‬م‪ ،‬ص‪.٢٠-١٠‬‬

‫‪٢٣‬‬
‫وقد أكدت الدراسة التي أجريت في بلتيمور بالواليات المتحدة األمريكية أن ارتفاع معدالت‬
‫الجرائم جاء نتيجة بدء ادمان أفراد العينة علي الهيروين‪ ،‬وجاء اإلرتفاع مقترنا)(‪ ،)١‬وفي‬
‫باإلدمان‪ ،‬كما جاء اإلنخفاض مقترنا باإلقالع عن المخدرات (التي أجراها ‪.Ball, J.C‬الدراسة‬
‫المركز القومي للبحوث اإلجتماعية والجنائية في مصر حول تعاطي المخدرات‪ ،‬توصلت‬
‫الدراسة الي وجود ارتباطات ايجابية قوية بين ارتكاب مجموعة من السلوكات المنحرفة‬
‫وتعاطي المخدرات (سويف وآخرون‪ .)1995 ،‬وقد جاءت هذه النتيجة مؤيدة لنتيجة سابقة‬
‫توصل إليها سويف في بحثه لظاهرة التعاطي بين تالميذ المدارس الثانوية ( سويف وآخرون‪،‬‬
‫‪)١()1992.‬‬

‫وتذهب العديد من الدراسات الي تأكيد الصلة المتنامية بين جرائم اإلتجار غيرذات العالقة‪،‬‬
‫‪ Organized Crime‬المشروع بالمخدرات والجرائم المنظمة األخري (مثل تحريب األسلحة‪،‬‬
‫وتزوير النقد‪ ،‬والعنف واإلرهاب‪ ،‬واستخدام أموال المخدرات من قبل عصابات المافيا لتنفيذ‬
‫عملياتها اإلجرامية‪.‬‬

‫‪ -٣‬اآلثار اإلقتصادية‪:‬‬

‫من المعلوم أن ارتفاع معدالت اإلدخار تؤدي الي زيادة اإلستثمار‪ ،‬وزيادة اإلستثمار تلعب‬
‫دورا حاسما في تحقيق النمو اإلقتصادي‪ .‬ولكن إذا كانت شريحة عريضة من المجتمع تنفق‬
‫أموالها للحصول علي المخدرات بدال من اإلدخار فإن ذلك يؤثر علي النمو اإلقتصادي للبالد‬
‫أضف الي ذلك أن جرائم المخدرات من شأنها أن تحدد اإلستقرار المالي للبالد وذلك من‬
‫خالل زعزعة ثقه المستثمرين وخاصه االجانب مما يدفعهم الى البحث الى اسواق اخرى(‪.)٢‬‬
‫_________‬
‫‪-١‬صالح محمود‪:‬تحديات المخدرات على مستوى الدولي ‪ ،‬مجلة الشرطه ديسمبر‪١٩٩٧ ،‬م‪ ،‬ديسمبر‪ ،‬ص‪.٢٢٣‬‬

‫‪ - ٢‬سيف مصطفى‪ :‬استراتيجية قومية متكاملة لمكافحة المخدرات ومعالجة مشكالت التعاطي واإلدمان‪ ،‬المركز القومي‬
‫للبحوث االجتماعية‪ ،‬القاهرة‪١٩٩٢ ،‬م‪ ،‬ص‪.٢٤٤‬‬

‫‪٢٤‬‬
‫‪.‬ثالثا‪:‬مسيرة التنمية اإلقتصادية للبالد‬

‫‪.‬اآلثار السياسية‪ :‬مسيرة التنمية اإلقتصادية للبالد‬

‫‪ -١‬اآلثار السياسية‪:‬‬
‫من يتعرض المجتمع نتيجة انتشار تعاطي وادمان المخدرات لبعض اآلثار السياسية‪ ،‬ومن‬
‫هذه اآلثار أن انتشار المخدرات وما تؤدي اليه من مضاعفات كانتشار جرائم القتل‬
‫والسرقة والتزوير واإلحتيال والنصب واإلنحرافات‪ ،‬تضعف الهيمنة السياسية للبالد‪ .‬كما‬
‫أن ازدياد عدد المتعاطين والمدمنين للمخدرات من شأنه أن يمكن العدو من تسخير البعض‬
‫منهم لغرض الجوسسة والقيام باألعمال اإلرهابية والتخريبيه ومن األمثلة على ذلك ما تقوم‬
‫به المخابرات اإلسرائيلية (الموساد) في نشر الحشيش واألفيون والهيروين في بعض‬
‫البلدان العربية كمصر وفلسطين ولبنان والعراق واتخاذ بعض العمالء في هذه الدول‬
‫وعليه‪ ،‬ينبغي أن ال تغفل األبعاد السياسية لمشكلة المخدرات‪ ،‬وأن المخدرات في العصر‬
‫الراهن أصبحت تستخدم كسالح من أسلحة الحرب ضد الشعوب المستهدفة(‪.)١‬‬

‫تخلف المجتمع‪:‬نتيجة لما تقدم‪ ،‬ونظرا أن مشكلة المخدرات تعد من المشكالت اإلجتماعية‬
‫الخطيرة التي يترتب عنها التفكك األسري‪،‬واإلنحرافات السلوكية والجريمة‪ ،‬والبطالة‪،‬‬
‫والرسوب المدرسي‪ ،‬والتغيب عن العمل وضعف اإلنتاجية‪ ،‬فإن هذه المشكالت من شأنها‬
‫أن تؤدي في النهاية الى التفكك اإلجتماعي للمجتمع وعدم استقراره‪ ،‬وبالتالي تخلفه في‬
‫جميع مناحي الحياة السياسية واإلقتصادية واإلجتماعية(‪.)٢‬‬

‫_________‬
‫‪-١.‬غالي ادوار‪ :‬جرائم المخدرات‪ :‬غالي ادوار‪ ،‬مكتبة غريب‪ ،‬القاهرة‪١٩٨٨ ،‬م‪ ،‬ص‪٩٣‬‬

‫‪- ٢‬عبدالحليم محمود‪ :‬شكالت المخدرات في الوطن العربي‪ ، :‬اكادمية نايف العربية للعلوم‬
‫‪.‬االمنية‪ ،‬الرياض‪١٩٩٧ ،‬م‪ ،‬ص‪٢١٢‬‬

‫‪٢٥‬‬
‫‪:‬المطلب الثاني‬

‫‪:‬اوال‪ :‬االثار النفسية‬

‫(‪Depression‬االكتئاب( العدوانية ‪ )Violence‬والعنف وكثيرًا ما تنجم عن تعاطي‬


‫المخدرات مآسي إجراميه(هيلز روبرت ‪ : ۱۹۹۹ ،‬ص‪)68-61‬‬

‫تحكمها في حياتهم نتيجة االعتماد النفسي عليها (التعود الذي ينتهي باالضطراب النفسي عند‬
‫عدم الحصول على المادة وتناولها)‬

‫االعتماد النفسي العضوي (الذي يتجلى باألثار التي تظهر في جسم المدمن)ضعف‬
‫سيطرة المدمن على انفعاالته حيث يثور ألتفه االسباب ونقل انفعاالته للمواقف التي يفترض‬
‫تجنب االنفعال فيها بسبب الضعف العام في الجهاز العصبي (المخ) يؤدي الى ضعف االنتباه‬
‫وضعف يقظته‪( .‬االلوسي‪،۱۹۹۰: ۱۹۲(.،‬الحاجة المستمرة للشعور بالثقة واالمتياز والشجاعة‬
‫ودائمًا يشعرون بالقلق والتوتر مما يدفع الشخص‪ ،‬الى الهروب فدائمًا نراهم غرباء منبوذين‪.‬‬
‫اآلثار النفسية لبعض انواع المخدرات ‪- :‬‬
‫فاألثار النفسية لمدمني االفيون في البداية يشعر المتعاطي بالسعادة الوهمية والتخفيف‬
‫من االعباء والخلو الذهني ويهيا للمدمن أن لديه قدرة اكبر على العمل ويربط االطباء بين‬
‫االفيون واالنحرافات السلوكيه (السرقة ‪ ،‬الشذوذ الجنسي) كما يشعر المدمن بعد االنقطاع عن‬
‫المخدرات باالنسحاب والقلق واالكتئاب بعد عشر ساعات تقريبًا(‪.)١‬‬

‫_________‬
‫‪١.‬جالل سعد‪ :‬القياس النفسي (المقايس واالختبارات)‪ ، :‬مكتبة المعارف الحديثة‪ ،‬مصر‪١٩٨٥ ،‬م‪ ،‬ص‪٧٨‬‬

‫‪٢٦‬‬

‫أما اآلثار النفسية للمنومات تظهر على المدمنين عليها ميول عدوانية ‪ ،‬وفي حالة‬
‫االقالل من الجرعة فان المدمن يصاب بالخوف ورعشة في األطراف وارتفاع درجة الحرارة‬
‫مما يؤدي الى الصرع أما المهلوسات بكافة انواعها فتتركز برحلة الهلوسة السيئة التي يصبح‬
‫المتعاطي معرضًا الى التقلب السريع في المزاج والسعادة الكاذبة وال تسبب اال ادمانًا نفسيًا‬
‫فقط‪ ،‬أما القات وهو من المنشطات الطبيعية فيشعر المتعاطي بنشوة وسعادة وهمية ولكن بعد‬
‫ساعات تنتابه شعور باالضطرابات نفسية متمثلة باألرق واألحساس بالتقلب المزاجي‬
‫واالكتئاب(‪.)١‬‬

‫اما المنشطات التخليقيه مثل بعض العقاقير (االمفيتامينات) فتسبب للمتعاطي انفصام‬
‫بالشخصية ‪ )Schizophrenia‬او الى الجنون‪.‬‬

‫‪ ،Tranquillizers‬خامسا‪ :‬المهدئات‬

‫سادسًا ‪ :‬المنشطات التخليقيه‬


‫ثامنًا ‪ :‬المستنشقات‬

‫سابعا ‪ :‬المنومات‬

‫ثامنا ‪ :‬المنشطات الطبيعية‬


‫تاسعا ‪ :‬المهلوسات‬

‫للمخدرات عمومًا آثار صعبة وانعكاسات نفسية خطيرة على المدمن فبعض هذه المخدرات‬
‫يؤدي الى الهزال والضعف مثل الحشيش وبعضها يؤدي الى نزف في المخ كما تم شرحه‬
‫مسبقًا وانحطاط في الشخصية(‪)٢‬‬
‫__________‬
‫‪-١‬سيف مصطفى‪ :‬المخدرات والمجتمع‪ ، :‬مكتبة المعارف الحديثة‪ ،‬مصر‪١٩٩٦ ،‬م‪ ،‬ص‬
‫‪٣١٢.‬‬
‫‪ ١-٢‬جالل سعد‪ :‬القياس النفسي (المقايس واالختبارات)‪ ، :‬مكتبة المعارف الحديثة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪١٩٨٥.‬م‪ ،‬ص‪٧٨‬‬

‫‪٢٧‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫اساليب الوقاية والعالج من المخدرات‬
‫اوال‪ :‬اساليب الوقاية والعالج من المخدرات‬

‫إن المدرسة ال يقتصر دورها على التعليم فقط بل أصبحت مؤسسة اجتماعية تعمل على رفع شأن‬
‫المجتمع وأفراده وتساهم في اإلصالح االجتماعي بكل أنواعه‪ ،‬وأصبح لزاما عليها أن تهتم بالتلميذ ككل‬
‫داخل المدرسة وخارجها‪ ،‬فقد أصبحت التربية الحديثة تهتم بالنمو االنفعالي واالجتماعي ومشكالت‪ ،‬التالميذ‬
‫االنفعالية وأساليب التوافق النفسي ومن هنا نشأت الخدمات النفسية بالمدارس (‪.)١‬‬

‫ومن هنا فقد برز مجال اإلرشاد من قبل وزارة التربية والتعليم لتقديم المساعدة للطالب عن طريق‬
‫المدارس إلزالة أي عقبات أو مشاكل تواجه الطالب سواء كانت خارج أو داخل النظام التعليمي فالبد من‬
‫ضرورة االهتمام بالتوجيه واإلرشاد الطالبي‪،‬وإعداد القوى البشرية لتلك الوظائف(‪.)٢‬‬

‫فمشكلة تعاطي المخدرات تعتبر من المشاكل النفسية والسلوكية‪ ،‬فهي نوع من السلوك الخاطئ الذي‬
‫تم تعلمه في موقف ما (مناسبة اجتماعية‪ -‬ظروف سيئة – على سبيل التقليد وغير ذلك) ثم يتلقى الفرد تدعيم‬
‫إيجابي على هذا السلوك من خالل تشجيع األصدقاء‪ ،‬أو ألن المتعاطى لم يتلق العقاب منذ البداية (‪.)٣‬‬

‫______________‬
‫‪-١.‬ايناس الجعفري‪ :‬لوقاية والعالج من االدمان‪ ،‬دار العرب للنشر‪ ،‬القاهرة‪٢٠١٥ ،‬م‪ ،‬ص‪١٥‬‬

‫‪-٢.‬جمال أبو العزائم‪ :‬ادمان اسبابه واثاره‪ ، :‬دار العرب للنشر‪ ،‬القاهرة‪١٩٩٩ ،‬م‪ ،‬ص‪٢٧-١٩‬‬
‫‪-٣.‬سيد جمعه‪ :‬الوقاية من تعاطى المخدرات بين الواقع والمأمول‪ ، :‬دار غريب القاهرة‪٢٠٠٥ ،‬م‪ ،‬ص‪٧٨‬‬

‫‪٢٨‬‬

‫أهم طرق اإلرشاد‬

‫‪-١‬اإلرشاد الفردي‬
‫يشير إلى تعامل المرشد مع مسترشد واحد ويتم الحوار في جو من الحرية ويتم تفسير المشكالت‬
‫ووضع خطط لحلها‪.‬‬

‫‪ -٢‬اإلرشاد الجماعي‬
‫يتم إرشاد عدد من األفراد لحل مشكلة جماعية على أسس اجتماعية تربوية‪ ،‬فمعظم المشكالت منها‬
‫مشكلة التعاطي قائمة على اضطرابات اجتماعية ومشكالت نفسية ناتجة عن العزلة االجتماعية‪ ،‬ويستخدم‬
‫هذا النوع من اإلرشاد مع األطفال والشباب ولتوجيه الوالدين للمساعدة في إرشاد أوالدهم ومع األشخاص‬
‫الذين يعانون من االنطواء والشعور بالنقص(‪.)١‬‬

‫‪-٣‬اإلرشاد الديني‬

‫اإلرشاد الديني واجب على جميع المسلمين وخصوصا ألصحاب العلم منهم‪ ،‬وقال هللا تعالى (وقال‬
‫الذي آمن يقوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد)(‪( ،)٢‬سورة غافر اآلية ‪)38‬‬

‫___________‬
‫‪١.‬محمد سلمان‪ :‬المؤسسات التربوية فى الحد من تعاطى المخدرات‪ ، :‬عالم الكتب‪ ،‬القاهرة‪٢٠٠٥ ،‬م‪ ،‬ص‪٢٠‬‬

‫‪-٢.‬سيد عبد السالم‪ :‬سيكولوجية اإلدمان‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬القاهرة‪١٩٧٧ ،‬م‪ ،‬ص‪٢٦‬‬

‫‪٢٩‬‬
‫الخاتمة‬

‫الحمدهلل الذي انعم علي بكتابه هذا البحث والصالة والسالم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين‬
‫اما بعد‪..... .....‬‬

‫ففي ختامي لهذا البحث توصلت الى اهم النتائج االتية‪:‬‬

‫‪-١‬أن ظاهرة المخدرات واإلدمان عليها ظاهرة قديمة عرفتها الحضارات‪ ،‬وأنها ظاهرة عالمية واسعة‬
‫االنتشار تعاني منها الدول المتقدمة والنامية وأنها مشكلة تهدد المجتمعات واألفراد خاصة الشباب منهم‬
‫الذين يعول عليهم قيادة قاطرة التنمية‪ ،‬وأن إدمانهم للمخدرات وتعاطيها يعيق المسعي التنموي للدول‬
‫ويؤثر على المستوي االقتصادي واالجتماعي والصحى والبيئي لألفراد والمجتمع‪.‬‬

‫‪-٢‬تعتبر مشكلة تعاطي المخدرات من المشكالت التي تؤثر في بناء المجتمع وأفراده لما يترتب عليها‬
‫من آثار اجتماعية واقتصادية ونفسية سيئة على الفرد وعلى المجتمع‪ ،‬كما أنها ظاهرة اجتماعية‬
‫مرضية تدفع إليها عوامل عديدة؛ بعضها يتعلق بالفرد والبعض اآلخر باألسرة والثالث بالبناء‬
‫االجتماعي ككل‪.‬‬

‫‪-٣‬أن هناك اتجاه إيجابي نحو تعاطى المخدرات وإدمانها بشكل مرتفع من أفراد عينة الدراسة بمتوسط‬
‫حسابي(‪.)2.5‬‬

‫‪-٤‬يعكس تعاطي المخدرات وإدمانها أثر وضرر كبير على تحقيق التنمية المستدامة في المجتمع‬
‫المصري بشكل عام ومجتمع الدراسة (سوهاج) بشكل خاص‪ ،‬بدرجة كبيرة‪ ،‬إذ بلغ المتوسط العام (‬
‫‪ ،)2.6‬حيث جاء الضرر واألثر االقتصادي بمتوسط(‪ ،)2.8‬ثم الضرر واألثر االجتماعي بمتوسط(‬
‫‪ ،)2.7‬واألضرار واألثر النفسي على الفرد‪.‬‬

‫‪٣٠‬‬

‫اهم التوصيات‪:‬‬

‫‪- ١‬ان ظاهرة المخدرات واإلدمان عليها ظاهرة قديمة عرفتها الحضارات‪ ،‬وأنها ظاهرة عالمية واسعة‬
‫االنتشار تعاني منها الدول المتقدمة والنامية وأنها مشكلة تهدد المجتمعات واألفراد خاصة الشباب منهم‬
‫الذين يعول عليهم قيادة قاطرة التنمية‪ ،‬وأن إدمانهم للمخدرات وتعاطيها يعيق المسعي التنموي للدول‬
‫ويؤثر على المستوي االقتصادي واالجتماعي والصحى والبيئي لألفراد والمجتمع‪.‬‬

‫‪-٢‬تعتبر مشكلة تعاطي المخدرات من المشكالت التي تؤثر في بناء المجتمع وأفراده لما يترتب عليها‬
‫من آثار اجتماعية واقتصادية ونفسية سيئة على الفرد وعلى المجتمع‪ ،‬كما أنها ظاهرة اجتماعية‬
‫مرضية تدفع إليها عوامل عديدة؛ بعضها يتعلق بالفرد والبعض اآلخر باألسرة والثالث بالبناء‬
‫االجتماعي ككل‪.‬‬

‫‪- ٣‬أن هناك اتجاه إيجابي نحو تعاطى المخدرات وإدمانها بشكل مرتفع من أفراد عينه الدراسة بمتوسط‬
‫حسابي‬

‫‪-٤‬يعكس تعاطي المخدرات وإدمانها أثر وضرر كبير على تحقيق التنمية المستدامة في المجتمع‬
‫المصري بشكل عام ومجتمع الدراسة (سوهاج) بشكل خاص‪ ،‬بدرجة كبيرة‪ ،‬إذ بلغ المتوسط العام‬
‫حيث جاء الضرر واألثر االقتصادي ثم الضرر واألثر االجتماعي بمتوسط واألضرار واألثر النفسي‬
‫على الفرد‬

‫‪٣١‬‬

‫قائمة المصادر‬
‫‪-١‬دور العالم في مواجهة الظواهر السلوكية السالبة في المجتمع‪:‬محمد عبد الرحمن محمد المعايطة ‪ ،‬ظاهرة‬
‫تعاطي المخدرات‪ ،‬مجلة دراسات اجتماعية‪ ،‬مركز البحث في العلوم اإلسالمية والحضارة باألغواط ‪3‬‬
‫‪.2018‬‬

‫‪-٢‬اإلدمان والمخدرات‪ :‬محمد فتحي حمادة‪ ،‬دار فجر للنشر والتوزيع‪ ،‬الحدائق‪ ،‬ط‪ ،1‬صر‪.2004 ،‬‬

‫‪ -٣‬سيكولوجية تعاطي المخدرات‪:‬سعد المغربي‪ (،‬رسالة دكتوراه)‪ ،‬كلية اآلداب جامعة عين شمس‪،‬‬
‫‪.1976‬‬

‫‪-٤‬االدمان والمخدرات‪ :‬محمد فتحي حمادة‪ ،‬دار فجر للنشر والتوزيع‪ ،‬الحدائق‪ ،‬ط‪ ،1‬صر‪.2004 ،‬‬

‫‪ -٥‬المخدرات وآثارها النفسية واالجتماعية والصحية على الشباب الجامعي وآفة المخدرات‪:‬شاكر‬
‫سوسن ‪،‬كنوز المعرفة‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪.2008 ،‬‬

‫‪-٦‬المخدرات افه العصر‪ :‬أبو جناح رجب محمد‪ ،‬دار الجماهير للنشر والتوزبع‪ ،‬الطبعه االولى‪ ،‬ليبيا‪،‬‬
‫‪٢٠٠٠‬م‪.‬‬

‫‪--٧‬ظاهرة اإلستعمال غير المشروع للمخدرات‪ :‬أبو عمه عبدالرحمن‪،‬اكاديمية نايف العربية للعلوم االمنية‬
‫الطبعه االولى‪ ،‬الرياض‪١٩٩٧ ،‬م‪.‬‬

‫‪-٨‬جرائم المخدرات‪ :‬خليل احمد محمد‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬الطبعه االولى االسكندرية‪١٩٨٤ ،‬م‪.‬‬

‫‪٣٢‬‬

‫‪-٩‬المخدرات ورفقاء السوء‪ :‬صالح محمود‪ ،‬المجلة العربية للدراسات االمنية والتدريب‪ ،‬نوفمبر‪١٩٩٥ ،‬م‪.‬‬

‫‪-١٠‬تحديات المخدرات على مستوى الدولي‪ :‬صالح محمود‪ ،‬مجلة الشرطه ديسمبر‪١٩٩٧ ،‬م‪ ،‬ديسمبر‬
‫‪-١٢‬استراتيجية قومية متكاملة لمكافحة المخدرات ومعالجة مشكالت التعاطي واإلدمان‪:‬سيف مصطفى‬
‫المركز القومي للبحوث االجتماعية‪ ،‬القاهرة‪١٩٩٢ ،‬م‪.‬‬

‫‪-١٢‬جرائم المخدرات‪ :‬غالي ادوار‪ ،‬مكتبة غريب‪ ،‬القاهرة‪١٩٨٨ ،‬م‪.‬‬

‫‪-١٣‬مشكالت المخدرات في الوطن العربي‪ :‬عبد الحليم محمود‪ ،‬اكادمية نايف العربية للعلوم‬
‫االمنية‪،‬الرياض‪١٩٩٧ ،‬م‪.‬‬

‫‪-١٤‬جرائم المخدرات‪ :‬احمد محمد‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬االسكندريه‪١٩٨٤ ،‬م‪.‬‬

‫‪-١٥‬تعاطي المخدرات‪ :‬العقباوي‪ ،‬دراسة ميدانية‪ ،‬جامعه قطر‪ ،‬قطر‪(،‬د‪ ،‬ت)‪.‬‬

‫‪-١٦‬التورط في المخدرات‪ :‬المرزوقي‪ ،‬مركز جريمة مكافحه الجريمة‪ ،‬الرياض‪١٩٩٧ ،‬م‪.‬‬

‫‪-٢٧‬عوامل ضاهرة انتشار تعاطي المخدرات في المجتمع العربي‪ :‬احمد عبد العزيز‪ ،‬جامعه نايف العربية‬
‫للعلوم االمنية‪ ،‬الرياض‪٢٠٠٤ ،‬م‪.‬‬

‫‪-٢٨‬تعاطي المخدرات وادمانها‪ :‬بريشي مريامه‪ ،‬جامعه قصدى مرباح‪(،‬د‪ .‬ت)‪ ،‬الجزائر‪٢٠٢٠ ،‬م‪.‬‬

‫‪-٢٩‬االدمان من المجهول إلى المعلوم ‪ :‬ميثم بدر‪ ،‬منشأة المعارف‪(،‬د‪ .‬ت)‪ ،‬االسكندرية‪٢٠٠٨ ،‬م‪.‬‬

‫‪-٣٠‬مشكلة المخدرات واالدمان‪ :‬أبو روس احمد‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪(،‬د‪ .‬ت)‪ ،‬االسكندرية‪١٩٩٦ ،‬م‪.‬‬

‫‪--٣١‬النظريات والنماذج المعاصرة المفسرة لظاهرة تعاطي‪ :‬زيان ملكية‪ ،‬مجلة العلوم االجتماعية‪ ،‬المركز‬
‫الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية‪ ،‬ألمانيا ‪٢٠١٨ ،‬م‪.‬‬

‫‪٣٣‬‬

‫‪-٣٢‬لقياس النفسي (المقايس واالختبارات)‪ :‬جالل سعد‪ ،‬مكتبة المعارف الحديثة‪ ،‬مصر‪١٩٨٥ ،‬م‪.‬‬

‫‪-٣٤‬االدمان اسبابه واثاره‪ :‬جمال أبو العزائم‪ ،‬دار العرب للنشر‪ ،‬القاهرة‪١٩٩٩ ،‬م‪.‬‬

‫‪-٣٥‬الوقاية من تعاطى المخدرات بين الواقع والمأمول‪ :‬سيد جمعه‪ ،‬دار غريب القاهرة‪٢٠٠٥ ،‬م‪.‬‬

‫‪-٣٦‬المؤسسات التربوية فى الحد من تعاطى المخدرات‪ :‬محمد سليمان‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬القاهرة‪٢٠٠٥ ،‬م‪،‬‬
‫‪-٣٧‬المخدرات واخطارها‪ :‬عبدالرحمن محمد العيسوي‪ ،‬دار الفكر الجماعي الطبعه االولى‪،‬‬
‫االسكندرية‪٢٠٠٥،‬م‪.‬‬

‫‪-٣٨‬السموم والمخدرات بين الواقع والخيال‪ :‬هاني عبد القادر عمارة‪ ،‬دار زهران‪ ،‬الطبعه االولى‪ ،‬االردن‬
‫‪٢٠٠٠‬م‪.‬‬

‫‪-٣٩‬عوامل انتشار ضاهرة التعاطي في المجتمع العربي‪ :‬احمد عبد العزيز االصغر‪ ،‬اكاديمية نايف العربية‬
‫للعلوم االمنية‪،‬الطبعه االولى الرياض‪٢٠٠٥ ،‬م‪.‬‬

‫‪-٤٠‬االدمان الخطر يهدد االمن االجتماعي‪ :‬محمد سالمه غباري‪ ،‬دار الوفاء‪ ،‬الطبعه االولى‪ ،‬االسكندرية‪،‬‬
‫‪٢٠٠٤‬م‪.‬‬

‫‪-٤١‬علم النفس الجنائي‪ :‬اكرم نشأة ابراهيم‪ ،‬مطبعه النيزك‪ ،‬الطبعه الثانية‪ ،‬بغداد‪١٩٩٨ ،‬م‪.‬‬

‫‪-٤٢‬دور مؤسسات الضبط في االمن االجتماعي‪ :‬خالد الجابري‪ ،‬بيت الحكمة‪ ،‬الطبعه االولى‪ ،‬بغداد‪،‬‬
‫‪١٩٩٧‬م‪.،‬‬

‫‪-٤٣‬إدمان والمخدرات‪ :‬محمد فتحي حمادة‪ ،‬دار فجر للنشر والتوزيع‪ ،‬الحدائق‪ ،‬ط‪ ،1‬صر‪.،2004 ،‬‬

‫‪ -٤٤‬المخدرات وآثارها النفسية واالجتماعية والصحية على الشباب الجامعي وآفة المخدرات‪:‬شاكر‬
‫سوسن ‪ ،‬كنوز المعرفة‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪،2008 ،‬‬

‫‪٣٤‬‬

‫‪-٤٥‬المخدرات افه العصر‪ :‬أبو جناح رجب محمد‪ ،‬دار الجماهير للنشر والتوزبع‪ ،‬الطبعه االولى‪ ،‬ليبيا‪،‬‬
‫‪٢٠٠٠‬م‪.‬‬

‫‪-٤٦‬ظاهرة اإلستعمال غير المشروع للمخدرات‪ :‬أبو عمه عبدالرحمن‪،‬اكاديمية نايف العربية للعلوم االمنية‬
‫الطبعه االولى‪ ،‬الرياض‪١٩٩٧ ،‬م‪. ،‬‬

‫‪-٤٧‬جرائم المخدرات‪ :‬خليل احمد محمد‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬الطبعه االولى االسكندرية‪١٩٨٤ ،‬م‪. ،‬‬

‫‪٤٨‬المخدرات ورفقاء السوء‪ :‬صالح محمود‪ ،‬المجلة العربية للدراسات االمنية والتدريب‪ ،‬نوفمبر‪،‬‬
‫‪١٩٩٥‬م‪. ،‬‬
٣٥

You might also like