‫ﺻﺎديﻘﻲ ﻋﺒﺪاﻟﺮﺣﻴﻢ‬ ‫اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ بكﺎﻟو يﺎ ﺷﻌﺒﺔ اﻵداب واﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‬

‫ﻋﻨوان اﻟوﺣﺪة ‪:‬‬

‫اﻟكﺒﺮى ﻟﺴﻨﺔ ‪1929‬م‬ ‫أزمﺔ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺮأسمﺎ‬

‫دول‬ ‫بﺎ‬ ‫سﻨﺔ ‪1929‬م أزمﺔ اقتصﺎديﺔ اﻧطﻠﻘت من اﻟوﻻيﺎت اﻟمتحﺪة اﻷم يكﻴﺔ ثﻢ اﻧتشﺮت إ‬ ‫مﻘﺪمﺔ‪ :‬ﺷهﺪ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺮأسمﺎ‬

‫اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺮأسمﺎ مخﻠفﺔ ﻋﺪة ﻧتﺎئج سﻴﺎسﻴﺔ واقتصﺎديﺔ واجتمﺎﻋﻴﺔ ‪ ،‬وقﺪ ﺣﺎوﻟت اﻟﺪول اﻟﺮأسمﺎﻟﻴﺔ مواجهتهﺎ من ﺧﻼل ﻧهج ﻋﺪة‬

‫إجﺮاءات وﺗﺪابﻴﺮ‪.‬‬

‫فمﺎ اﻟﺴﻴﺎق اﻟتﺎ يخﻲ ومﻈﺎﻫﺮ ﻫﺬه اﻷزمﺔ؟‬ ‫‪‬‬

‫اﻟﻌﺎﻟﻢ؟‬ ‫ومﺎ ﻋوامﻞ ومﻈﺎﻫﺮ اﻧتشﺎر اﻷزمﺔ اﻻقتصﺎديﺔ‬ ‫‪‬‬

‫ومﺎ اﻟتﺪابﻴﺮ اﻟمتخﺬة ﻟمواجهﺔ اﻷزمﺔ اﻟﻌﺎﻟمﻴﺔ؟‬ ‫‪‬‬

‫أوﻻ‪ :‬اﻟﻈﺮوف اﻟتﺎ يخﻴﺔ ﻻﻧطﻼق اﻷزمﺔ اﻻقتصﺎديﺔ من اﻟوﻻيﺎت اﻟمتحﺪة‪ ،‬ومﻈﺎﻫﺮﻫﺎ‪.‬‬
‫‪ .1‬اﻟﻈﺮوف اﻟتﺎ يخﻴﺔ ﻻﻧطﻼق اﻷزمﺔ اﻻقتصﺎديﺔ من اﻟوﻻيﺎت اﻟمتحﺪة اﻷم يكﻴﺔ‪:‬‬
‫ﺷهﺪت اﻟوﻻيﺎت اﻟمتحﺪة اﻷم يكﻴﺔ ﺧﻼل اﻟفتﺮة مﺎ بﻴن ‪1922‬م و ‪1929‬م ازدﻫﺎرا واﻧتﻌﺎﺷﺎ ﻧﺴﺒﻴﺎ‪ ،‬ﺗﺠﺴﺪ من ﺧﻼل ارﺗفﺎع‬
‫طﻴﺎﺗه اﺧتﻼﻻت ﻋمﻴﻘﺔ ﺗمﺜﻠت‬ ‫مﺆﺷﺮ اﻹﻧتﺎج اﻟصﻨﺎﻋﻲ‪ ،‬و ﺗصﺎﻋﺪ ﻧﻈﺎم اﻟتﺮكﻴز‪ ،..‬غﻴﺮ أن ﻫﺬا اﻻزدﻫﺎر ﻟﻢ يكن ﺷموﻟﻴﺎ‪ ،‬إذ ﺣمﻞ‬
‫اﻹﻧتﺎج اﻟفﻼﺣﻲ واﻧخفﺎض اﻷسﻌﺎر وﺗﺮاجع اﻟمﺪاﺧﻴﻞ‪ ،‬بﺎﻹضﺎفﺔ إ‬ ‫ﺣﺪوث فﺎئض‬ ‫ﺣﺪوث أزمﺔ فﻼﺣﻴﺔ ﺗﺠﺴﺪت مﻈﺎﻫﺮﻫﺎ‬
‫اﻷسهﻢ‪ ،‬واﻟﻨﻈﺮة اﻟتفﺎؤﻟﻴﺔ اﻟمﺒﺎﻟغ‬ ‫ﻧﻈﺎم اﻟﻘﺮض واﻟﺜﻘﺔ اﻟمﺒﺎﻟغ فﻴهﺎ‬ ‫ﺗزايﺪ اﻟمضﺎ بﺎت اﻟمﺎﻟﻴﺔ داﺧﻞ اﻟﺒورﺻﺔ واﻟتﻲ قﺎمت ﻋ‬
‫فﻴهﺎ ﻋﻨﺪ اﻵم يكﻴﻴن‪.‬‬
‫اﻧطﻠﻘت اﻻزمﺔ من بو يﺔ "وول ست يت" بمﺪيﻨﺔ ﻧﻴويورك بﺎﻟوﻻيﺎت اﻟمتحﺪة اﻷم يكﻴﺔ يوم ‪ 24‬أ كتوبﺮ ‪) 1929‬اﻟخمﻴﺲ‬
‫اﻧخفﺎض‬ ‫‪ 12‬مﻠﻴون سهﻢ(‪ ،‬اﻟشﻲء اﻟﺬي أدي إ‬ ‫اﻷسود( بفﻌﻞ اﻧهﻴﺎر قﻴمﺔ اﻻسهﻢ اﻟمﻌﺮوضﺔ ﻟﻠﺒﻴع بﺴﺒب كﺜﺮة ﻋﺪدﻫﺎ )ﺣوا‬
‫اﻧﺪﻻع اﻷزمﺔ اﻟمﺎﻟﻴﺔ‪.‬‬ ‫اﻧهﻴﺎر قﻴمﺔ اﻻسهﻢ داﺧﻞ اﻟﺒورﺻﺔ وبﺎﻟتﺎ‬ ‫سﻌﺮﻫﺎ‪ ،‬مﺎ سﺎﻫﻢ‬

‫اﻟوﻻيﺎت اﻟمتحﺪة اﻷم يكﻴﺔ‪:‬‬ ‫‪.2‬مﻈﺎﻫﺮ اﻷزمﺔ‬

‫ﺗﺴﺪيﺪ اﻟﻘﺮوض‬ ‫ﺧﺴﺎرة اﻟمﺴﺎﻫمﻴن وﻋﺪم قﺪرﺗهﻢ ﻋ‬ ‫سﺎﻫﻢ اﻧهﻴﺎر قﻴمﺔ اﻷسهﻢ داﺧﻞ بورﺻﺔ "وول ست يت"‬
‫ﺗﺮاجع اﻻﻧتﺎجﻴن اﻟفﻼﺣﻲ‬ ‫ﺗﺮاجع قﺮوض اﻻستهﻼك واﻻستﺜمﺎر‪ ،‬وبﺎﻟتﺎ‬ ‫ﻟﻠﺒﻨوك‪ ،‬واﻟتﻲ ﺗﻌﺮضت بﺪورﻫﺎ ﻟﻺفﻼس ممﺎ أدى إ‬
‫اﻻقتصﺎدي كمﺎ اﻧتﻘﻠت اﻟﻌﺪوى إ اﻟﺠﺎﻧب اﻻجتمﺎﻋﻲ‪ ،‬ﺣﻴث سﺎءت‬ ‫إ‬ ‫واﻟصﻨﺎﻋﻲ‪ ،‬ممﺎ ﻋحﻞ بﺎﻧتﻘﺎل اﻷزمﺔ من اﻟﻘطﺎع اﻟمﺎ‬
‫ذﻟك من ﺧﻼل اﻧتشﺎر اﻟﺒطﺎﻟﺔ وضﻌﻒ اﻟﻘﺪرة اﻟشﺮائﻴﺔ‪ ،‬واﻧتشﺎر مﻈﺎﻫﺮ اﻟﺒﺆس‬ ‫اﻷوضﺎع اﻻجتمﺎﻋﻴﺔ واﻟمﻌﻴشﻴﺔ ﻟﻠﺴكﺎن وﺗﺠ‬
‫ﺗصﺎﻋﺪ ﺣﺪة اﻟهﺠﺮة اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ بحﺜﺎ ﻋن اﻟﻌمﻞ واﻟطﻌﺎم‪.‬‬ ‫واﻹﻧتفﺎضﺎت واﻟمﻈﺎﻫﺮات اﻟﻌمﺎﻟﻴﺔ واﻟفﻼﺣﻴﺔ‪ ،‬بﺎﻹضﺎفﺔ إ‬
‫ﺻﺎديﻘﻲ ﻋﺒﺪاﻟﺮﺣﻴﻢ‬ ‫اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ بكﺎﻟو يﺎ ﺷﻌﺒﺔ اﻵداب واﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‬
‫اﻟوﻻيﺎت اﻟمتحﺪة اﻷم يكﻴﺔ و اﻧﻌكﺎسﺎﺗهﺎ‪.‬‬ ‫ثﺎﻧﻴﺎ‪ :‬مﻈﺎﻫﺮ اﻷزمﺔ‬
‫‪ .1‬اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻻقتصﺎديﺔ اﻟتﻲ ﻋﺮفت اﻻزمﺔ‪:‬‬
‫ﺗضﺮرت مختﻠﻒ اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻹقتصﺎديﺔ من اﻷزمﺔ‪:‬‬
‫اﻟفتﺮة مﺎبﻴن ‪1929‬م ‪1932 -‬م بﺴﺒب ﻋودة اﻟﺪول‬ ‫اﻟوﻻيﺎت اﻟمتحﺪة اﻷم يكﻴﺔ بﻨﺴﺒﺔ ‪%19.7‬‬ ‫‪-‬اﻧخفﺎض اﻻﻧتﺎج اﻟصﻨﺎﻋﻲ‬
‫ﺗزايﺪ‬ ‫سﻴﺎسﺔ اﻟحمﺎئﻴﺔ وﺗكﺪس اﻟﺒضﺎئع‪ ،‬بﻴﻨمﺎ اﻧهﺎرت اﻟمﻨتﺠﺎت اﻟفﻼﺣﻴﺔ وﺗﺪﻫورت اﻟمﺒﺎدﻻت اﻟتﺠﺎ يﺔ مﺎ أدى إ‬ ‫اﻟﺮأسمﺎﻟﻴﺔ إ‬
‫ﻋﺪد اﻟمﺆسﺴﺎت اﻟصﻨﺎﻋﻴﺔ واﻟتﺠﺎ يﺔ اﻟمفﻠﺴﺔ‪.‬‬
‫‪-‬اﻧخفﺎض اﻷسﻌﺎر و اﻻستﺜمﺎرات‪ ،‬ﺣﻴث اﻧخفضت ﻫﺬه اﻷﺧﻴﺮة بﺎﻟوﻻيﺎت اﻟمتحﺪة اﻷم يكﻴﺔ‪ ،‬مﺜﻼ من ‪ %17.6‬سﻨﺔ ‪1929‬م إ‬

‫‪ %9.3‬سﻨﺔ ‪1932‬م‪.‬‬

‫اﻟوضﻌﻴﺔ اﻻجتمﺎﻋﻴﺔ‪:‬‬ ‫‪.2‬اﻧﻌكﺎسﺎت اﻷزمﺔ اﻻقتصﺎديﺔ ﻋ‬

‫‪:‬‬ ‫اﻧتﻘﻠت اﻷزمﺔ من اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻻقتصﺎديﺔ ﻟتمﺲ اﻟﻘطﺎع اﻻجتمﺎﻋﻲ وﺗﺠﻠت‬
‫‪-‬ﺗﺮاجع اﻷجور ﻧتﻴﺠﺔ ﺗضﺮر اﻟمﺆسﺴﺎت اﻻقتصﺎديﺔ من اﻷزمﺔ‪.‬‬
‫‪-‬ﺗزايﺪ ﻋﺪد اﻟﻌﺎطﻠﻴن بفﻌﻞ إغﻼق بﻌض اﻟمﻌﺎمﻞ أو ﺗﺴ يح اﻟﻌمﺎل‪ ،‬ﺣﻴث بﻠغ ﻋﺪد اﻟﻌﺎطﻠﻴن بﺎﻟوﻻيﺎت اﻟمتحﺪة اﻷم يكﻴﺔ ﺣوا‬
‫اﻧخفﺎض اﻟﻘﺪرة اﻟشﺮائﻴﺔ ﻟﻠمواطن اﻷم يكﻲ‪ ،‬واﻧﺪﻻع مﻈﺎﻫﺮات اﻟﻌﺎطﻠﻴن ﻋن اﻟﻌمﻞ‪.‬‬ ‫‪ 11‬مﻠﻴون ﻋﺎطﻞ سﻨﺔ ‪1932‬م مﺎ أدى إ‬
‫ﺗمويﻞ اﻟﻌمﻠﻴﺎت اﻟفﻼﺣﻴﺔ‪.‬‬ ‫‪-‬استفحﺎل ﻇﺎﻫﺮة اﻟهﺠﺮة ﻧحو اﻟمﺪن بﺴﺒب ﻋﺪم قﺪرة اﻟفﻼﺣﻴن ﻋ‬

‫اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺮأسمﺎ ‪.‬‬ ‫ثﺎﻟﺜﺎ‪ :‬مﻈﺎﻫﺮ و ﻋوامﻞ اﻧتشﺎر اﻷزمﺔ‬

‫اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺮأسمﺎ ‪:‬‬ ‫‪ .1‬مﻈﺎﻫﺮ أزمﺔ ‪1929‬م‬
‫‪:‬‬ ‫اﻟﺪول اﻟﺮأسمﺎﻟﻴﺔ وﺗﺠﻠت مﻈﺎﻫﺮﻫﺎ‬ ‫اﻧتﻘﻠت اﻷزمﺔ إ‬

‫‪-‬ﺗﺮاجع اﻻﻧتﺎج ﺧﺎﺻتﺎ مﺎبﻴن ‪1929‬م‪1932-‬م‪ ،‬ﺣﻴث اﻧخفض اﻻﻧتﺎج بﺄﻟمﺎﻧﻴﺎ بﻨﺴﺒﺔ ‪ %15.7‬وفﺮﻧﺴﺎ بﻨﺴﺒﺔ ‪ %9.5‬وب يطﺎﻧﻴﺎ‬
‫‪.%6.4‬‬
‫‪-‬ﺗﺪﻫور اﻟمﺒﺎدﻻت اﻟتﺠﺎ يﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ بﻨﺴﺒﺔ ‪ ،%40‬ﺣﻴث اﻧخفضت اﻟصﺎدرات اﻟﺒ يطﺎﻧﻴﺔ بﻨﺴﺒﺔ ‪ ،%60‬وذﻟك بﺴﺒب ﺗزايﺪ سﻴﺎسﺔ‬
‫اﺗﻼف اﻟمﻨتحﺎت اﻻستهﻼكﻴﺔ‪.‬‬ ‫اﻟحمﺎئﻴﺔ واﻧخفﺎض ﺻﺎدرات اﻟمواد اﻷوﻟﻴﺔ مﺎ اضطﺮ مﻌه اﻟمﻨتﺠﻴن إ‬
‫مﻌﻈﻢ اﻟﺪول مﺎ بﻴن سﻨتﻲ ‪1929‬م ‪-‬‬ ‫ارﺗفﺎع اﻟﺒطﺎﻟﺔ‬ ‫اﻟﺒﻠﺪان اﻟﺮأسمﺎﻟﻴﺔ وﺗﺠﻠت‬ ‫اﻟﻘطﺎع اﻻجتمﺎﻋﻲ‬ ‫‪-‬اﻧتﻘﻠت اﻷزمﺔ إ‬
‫اﻧتشﺎر اﻻﺣتﺠﺎجﺎت ومﻈﺎﻫﺮ اﻟﺒﺆس اﻻجتمﺎﻋﻲ‪.‬‬ ‫أﻟمﺎﻧﻴﺎ وب يطﺎﻧﻴﺎ مﺎ أدى إ‬ ‫‪1932‬م وﺧﺎﺻﺔ‬

‫اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺮأسمﺎ ‪:‬‬ ‫‪.2‬ﻋوامﻞ اﻧتشﺎر اﻷزمﺔ‬

‫أو بﺎ بﺴﺒب اﻻرﺗﺒﺎط اﻟوثﻴق بﻴن اﻟﺮأسمﺎﻟﻴﺔ اﻷو بﻴﺔ واﻟﺮأسمﺎﻟﻴﺔ‬ ‫اﻧتﻘﻠت اﻻزمﺔ اﻻقتصﺎديﺔ من اﻟوﻻيﺎت اﻟمتحﺪة اﻷم يكﻴﺔ إ‬
‫اﻷم يكﻴﺔ مﻨﺬ اﻟحﺮب اﻟﻌﺎﻟمﻴﺔ اﻷو ‪ ،‬ﺣﻴث قﺎمت اﻟوﻻيﺎت اﻟمتحﺪة اﻷم يكﻴﺔ بﺴحب رسﺎمﻴﻠهﺎ وﺗوقﻴﻒ اﻟمﺴﺎﻋﺪات واﻟهﺒﺎت‬
‫ذمﺔ‬ ‫واﻟمﻌوﻧﺎت اﻟتﻲ ﺗمﻨحهﺎ ﻟﻠﺪول اﻷو بﻴﺔ كمﺎ ﻫو اﻟحﺎل بﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻷﻟمﺎﻧﻴﺎ واﻟﻨمﺴﺎ‪ ،‬كمﺎ طﺎﻟﺒت بﺎستﺮجﺎع اﻟﻘﺮوض اﻟتﻲ‬
‫اﻟﺪول اﻷو بﻴﺔ‪ ،‬ممﺎ أدى إ اﻧتﻘﺎل اﻷزمﺔ إﻟﻴهﺎ وفق ﺗﺴﻠﺴﻞ كﺮوﻧوﻟوجﻲ كﺎﻧت بﺪايته من اﻟﻨمﺴﺎ سﻨﺔ ‪1930‬م‪ ،‬ثﻢ أﻟمﺎﻧﻴﺎ‬
‫مﺴتﻌمﺮاﺗهﺎ بحكﻢ اﻻرﺗﺒﺎط فﻴمﺎ‬ ‫واﻧﺠﻠتﺮا سﻨﺔ ‪1931‬م‪ ،‬وفﺮﻧﺴﺎ سﻨﺔ ‪1932‬م‪ ،‬كمﺎ اﻧتﻘﻠت اﻷزمﺔ من ﻫﺬه اﻟﺪول اﻷو بﻴﺔ إ‬
‫بﻴﻨهمﺎ‪.‬‬
‫ﺻﺎديﻘﻲ ﻋﺒﺪاﻟﺮﺣﻴﻢ‬ ‫اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ بكﺎﻟو يﺎ ﺷﻌﺒﺔ اﻵداب واﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‬
‫رابﻌﺎ‪ :‬أسﺎﻟﻴب مواجهﺔ اﻷزمﺔ اﻻقتصﺎديﺔ اﻟﻌﺎﻟمﻴﺔ‪.‬‬
‫اﻟوﻻيﺎت اﻟمتحﺪة اﻷم يكﻴﺔ‪:‬‬ ‫‪ .1‬أسﺎﻟﻴب مواجهﺔ اﻷزمﺔ اﻻقتصﺎديﺔ‬
‫أ‪-‬اﻟخطﺔ اﻻقتصﺎديﺔ اﻟﺠﺪيﺪة و اجﺮاءاﺗهﺎ‪:‬‬
‫ﺣﻴن اﻧتخﺎب "فﺮاﻧكﻠﻴن روزفﻠت" رئﻴﺴﺎ‬ ‫أمﺎم قوة اﻷزمﺔ بﻘﻴت جمﻴع اﻹجﺮاءات اﻟتﻲ اﺗخﺬﺗهﺎ اﻟحكومﺔ اﻷم يكﻴﺔ دون جﺪوى إ‬
‫ﻟﻠﺒﻼد سﻨﺔ ‪1932‬م‪ ،‬فﺄطﻠق مﺎ سمﻲ "بﺎﻟخطﺔ اﻹقتصﺎديﺔ اﻟﺠﺪيﺪة" )ﻧﻴوديﻞ( من أجﻞ اﻟتخﻠﺺ من ﺗﺪاﻋﻴﺎت أزمﺔ ‪1929‬م‪ ،‬وقﺪ‬
‫ﺗضمﻨت ﻫﺬه اﻟخطﺔ مﺠموﻋﺔ من اﻟتﺪابﻴﺮ ﺗﻢ ﺗطﺒﻴﻘهﺎ مﺎبﻴن سﻨتﻲ ‪1933‬م و ‪1937‬م‪:‬‬
‫‪+‬اﻻجﺮاءات اﻻقتصﺎديﺔ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻟﻘطﺎع اﻟمﺎ ‪ :‬إﺻﺪار قﺎﻧون اﻻﻧﻘﺎد اﻟﺒﻨكﻲ )مﺎي ‪1933‬م( مﻨح مهﻠﺔ ﻟﻠمﺪيﻨﻴن‪ ،‬ﺗخفﻴض قﻴمﺔ اﻟﺪوﻻر وقﻴمﺔ اﻟﺪيون‪،‬‬
‫اﻟمﺪاﺧﻴﻞ اﻟﻌﻠﻴﺎ‪.‬‬ ‫اﻟﺮفع من ﻧﺴﺒﺔ اﻟض يﺒﺔ ﻋ‬ ‫)غشت ‪1935‬م( اﻟﺬي ﻧﺺ ﻋ‬ ‫وإﺻﺪار اﻟﻘﺎﻧون اﻟمﺎ‬
‫اﻟحﺪ من اﻧهﻴﺎر أسﻌﺎر اﻟمﻨتﺠﺎت اﻟفﻼﺣﻴﺔ‬ ‫اﻟﻘطﺎع اﻟفﻼﺣﻲ‪ :‬وضع قﺎﻧون اﻟتوازن اﻟفﻼﺣﻲ )مﺎي ‪1933‬م(‪ ،‬واﻟﺬي يهﺪف إ‬ ‫‪-‬‬
‫وﺗﻘﺪيﻢ دﻋﻢ ﻟﻠفﻼﺣﻴن ﻟتﺴﺪيﺪ ديوﻧهﻢ واستﺮجﺎع اراضﻴهﻢ اﻟمحﺠوزة ﻟﺪى اﻷبﻨﺎك‪.‬‬
‫اﻟﻘطﺎع اﻟصﻨﺎﻋﻲ‪ :‬وضع قﺎﻧون اﻹﺻﻼح اﻟصﻨﺎﻋﻲ )يوﻧﻴو ‪1933‬م( اﻟﺬي يﻘضﻲ بمﻨع ﺗشﻐﻞ اﻷطفﺎل ووضع ﺣﺪ أد ﻟﻸجور‬ ‫‪-‬‬
‫ﻟﻠتخفﻴﻒ من اﻟﺒطﺎﻟﺔ‪.‬‬
‫‪+‬اﻻجﺮاءات اﻻجتمﺎﻋﻴﺔ‪ :‬ﺧﻠق اﻟمشﺎ يع اﻟكﺒﺮى‪ ،‬وضع قﺎﻧون اﻟضمﺎن اﻻجتمﺎﻋﻲ‪ ،‬وإﺻﺪار جﺪيﺪة ﻟﻸﺷﻐﺎل سﻨﺔ ‪1935‬م‪ ،‬ومﻨح‬
‫اﻟشﻴخوﺧﺔ‪.‬‬ ‫ﺗﻌويضﺎت ﻟﻠﻌﺎطﻠﻴن‪ ،‬واﻟتﺄمﻴن ﻋ‬
‫ب‪-‬ﻧتﺎئج اﻟخطﺔ اﻻقتصﺎديﺔ اﻟﺠﺪيﺪة‪:‬‬
‫اﻟﺴتوى اﻻقتصﺎدي‪:‬‬ ‫‪+‬ﻋ‬
‫‪-‬ارﺗفﺎع اﻻﻧتﺎج و امتصﺎص فﺎئض اﻻﻧتﺎج‪.‬‬
‫‪-‬ﺗطور اﻟمﺒﺎدﻻت اﻟتﺠﺎ يﺔ‪.‬‬
‫‪-‬ارﺗفﺎع اﻷسﻌﺎر‪.‬‬
‫‪-‬ﺗوفﻴﺮ مﺪاﺧﻴﻞ مهمﺔ ﻟخ يﻨﺔ اﻟﺪوﻟﺔ‪.‬‬
‫‪-‬إﻋﺎدة اﻟتوازن ﻟمزاﻧﻴﺔ اﻟﺪوﻟﺔ‪.‬‬
‫اﻟمﺴتوى اﻻجتمﺎﻋﻲ‪:‬‬ ‫‪+‬ﻋ‬
‫‪-‬ﺧﻠق مﻨﺎﺻب اﻟشﻐﻞ‪.‬‬
‫‪-‬ﺗحﺴﻴن مﺴتوى اﻟﻌﻴﺶ ‪.‬‬
‫‪-‬ارﺗفﺎع اﻟﺪﺧﻞ وﻧمو اﻻستهﻼك‪.‬‬
‫‪-‬ﺗﺮاجع ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺒطﺎﻟﺔ‪.‬‬
‫ﺻﺎديﻘﻲ ﻋﺒﺪاﻟﺮﺣﻴﻢ‬ ‫اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ بكﺎﻟو يﺎ ﺷﻌﺒﺔ اﻵداب واﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‬
‫أسﺎﻟﻴب مواجهﺔ اﻷزمﺔ ﺧﺎرح اﻟوﻻيﺎت اﻟمتحﺪة اﻷم يكﻴﺔ‪ :‬أﻟمﺎﻧﻴﺎ اﻟﻨﺎ يﺔ أﻧموذجﺎ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫ﻧتﺎئﺠهﺎ‬ ‫إجﺮاءات اﻟﺴﻴﺎسﺔ اﻻقتصﺎديﺔ‬

‫أسفﺮت اﻻجﺮاءات اﻟتﻲ اﺗخﺬﺗهﺎ أﻟمﺎﻧﻴﺎ ﻋن‪:‬‬ ‫ﻟمواجهﺔ اﻷزمﺔ اﻻقتصﺎديﺔ اﺗخﺬت أﻟمﺎﻧﻴﺎ سﻴﺎسﺔ اقتصﺎديﺔ ﺗﺮﺗكز‬
‫اﻟمﺠﺎﻟﻴن اﻟفﻼﺣﻲ وﺻﻨﺎﻋﻲ‪.‬‬ ‫‪-‬ﺗطور اﻻقتصﺎد‬ ‫مﺎي ‪:‬‬ ‫ﻋ‬
‫‪-‬اﻧخفﺎض مﻌﺪل اﻟﺒطﺎﻟﺔ‪.‬‬ ‫اﻻقتصﺎد‪.‬‬ ‫‪-‬ﺗوجﻴﺔ وﺗﺪﺧﻞ اﻟﺪوﻟﺔ‬
‫‪-‬ﺗﻘويﺔ اﻻقتصﺎد ﻟخﺪمﺔ اﻟحﺮب‪.‬‬ ‫‪-‬فﺮض ﻧﻈﺎم اﻟتﻌﺎوﻧﻴﺎت اﻟمختﻠطﺔ‪ ،‬وﺗشﺠﻴع اﻟمﻠكﻴﺎت اﻟزراﻋﻴﺔ‪.‬‬
‫‪-‬ﺗكوين جﻴﺶ قوي ستﻈهﺮ قوﺗه ﺧﻼل اﻟحﺮب اﻟﻌﺎﻟمﻴﺔ‬ ‫‪-‬ﻧهج سﻴﺎسﻴﺔ ﺗﻘشفﻴﺔ‪.‬‬
‫اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪.‬‬ ‫‪-‬ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﻌمﻠﺔ‪.‬‬
‫‪-‬فتح اوراش كﺒﺮى‪.‬‬

‫ﺧﺎﺗمﺔ‪:‬‬
‫اﻟﺬي اﻧتﻘﻞ من مﺮﺣﻠﺔ‬ ‫مﺴﺎر اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺮأسمﺎ‬ ‫ﺷكﻠت اﻷزمﺔ اﻻقتصﺎديﺔ اﻟكﺒﺮى ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ اﻟﺮأسمﺎ ﻧﻘطﺔ ﺗحول ﺣﺎسمﺔ‬
‫اﻷﻧﻈمﺔ اﻟﺪيمﻘﺮاطﻴﺔ بﺴﺒب ﻋﺠزﻫﺎ ﻋن‬ ‫فﻘﺪان اﻟتﻘﺔ‬ ‫مﺮﺣﻠﺔ اﻟﻠﻴﺒﺮاﻟﻴﺔ اﻟتﺪﺧﻠﻴﺔ‪ ،‬كمﺎ سﺎﻫمت اﻻزمﺔ‬ ‫اﻟﻴﺒﺮاﻟﻴﺔ اﻟمطﻠﻘﺔ إ‬
‫ﺗﻌ يز مكﺎﻧﺔ اﻷﻧﻈمﺔ اﻟﺪكتﺎﺗو يﺔ‪.‬‬ ‫مواجهﺔ اﻷزمﺔ‪ ،‬وبﺎﻟتﺎ‬

‫مصطﻠحﺎت اﻟﺪرس‪:‬‬
‫‪+‬اﻻزمﺔ اﻻقتصﺎديﺔ اﻟكﺒﺮى‪ :‬أزمﺔ اقتصﺎديﺔ ومﺎﻟﻴﺔ ض بت اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺮأسمﺎ ‪ ،‬اﻧطﻠﻘت بﺴﺒب اﻧهﻴﺎر‬
‫دول اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺮأسمﺎ‬ ‫بﺎ‬ ‫بورﺻﺔ وول ست يت بﺎﻟوﻻيﺎت اﻟمتحﺪة اﻷم يكﻴﺔ يوم ‪ 24‬أ كتوبﺮ ‪1929‬م ثﻢ اﻧتﻘﻠت إ‬ ‫اﻷسهﻢ‬
‫ومﺴتﻌمﺮاﺗه‪.‬‬
‫‪+‬اﻟخطﺔ اﻻقتصﺎديﺔ اﻟﺠﺪيﺪة )اﻟﻨﻴوديﻞ(‪ :‬ﻋﺒﺎرة ﻋن ﻋﺪة إجﺮاءات اقتصﺎديﺔ واجتمﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬اﺗخﺬﻫﺎ اﻟﺮئﻴﺲ اﻷم يكﻲ روزفﻠت سﻨﺔ‬
‫‪1933‬م ﻟتﺠﺎوز أثﺎر اﻷزمﺔ اﻻقتصﺎديﺔ ﻟﺴﻨﺔ ‪1929‬م‪.‬‬