You are on page 1of 21

‫أسباب إخفاق األمم المتحدة في تحقيق السلم العالمي‬

‫األستاذ ‪ :‬بومدين محمد‬


‫جامعـــــة أدرار‬

‫مقدمة ‪:‬‬
‫رغم أن األمم المتحدة قد أنشئت من أجل أهداف سامية ومقاصـد‬
‫نبيلة ؛ في مقدمتها حفظ السـلم واألمـن الـدوليين م ومنـس األسـباب التـي تهـدد‬
‫السلم وازالتهـا م وتسـوية النزاتـات بـالارق السـلمية وتنميـة العلقـات الوديـة‬
‫بــين الــدول م وحــل المســائل الدوليــة انقتصــادية منهــا وانجتماتيــة وال قافيــة‬
‫وتعزيز احترام حقوق اإلنسان ؛ ورغم أن األمم المتحدة قـد سـاهمت فـي حفـظ‬
‫( ‪)1‬‬
‫م وفـي حـل بعـض القاـايا المرتباـة‬ ‫السلم في بعض المنـااق مـن العـالم‬
‫( ‪)2‬‬
‫م وتعزيـــز حقـــوق اإلنســـان وحقـــوق‬ ‫بالســـلم العـــالمي تصـــفية انســـتعمار‬
‫( ‪)3‬‬
‫م وتقــديم المســاتدات الدوليــة لــبعض الــدول الفقيــرة م واإلغا ــة‬ ‫الشــعوب‬

‫(‪)1‬‬
‫…‬ ‫– مثل حالة ناميبيا والسلفادور وكمبوديا وقبرص والصحراء الغربية ويوغسالفيا سااباا وااايت‬
‫برتا اران األم ااب المتح اادل م اان الح اار الب اااردل لا ا النظ اااب‬ ‫انظ اار ا ااذا النفاح اااس فا ا م ااوري‬
‫الااااارل ا ‪ 1994‬ص ‪-145‬‬ ‫العااالم الفديااد ترفمااة لجيااد فاارم دار المسااتابل العرب ا‬
‫‪. 146‬‬
‫(‪ – )2‬مثال توقياع واوبااس كاد كاال مان البرتغاال وروديسايا عرغامنمااا ولا مانع ا ساتاالل لل ااعو‬
‫األصلية المستعمرل انظر ‪ :‬د‪.‬وصاب الدين بسيب منظمة األمب المتحادل ككاديمياة ال ارجة‬
‫الااارل ‪ 1999‬ص ‪. 302-300‬‬
‫(‪)3‬‬
‫– انظر فنود األمب المتحدل وايئاتنا المتخصصة ف دوب وتجوير آلياس حماياة ااذا الحااوي فا‬
‫‪ :‬د‪.‬وماار سااعد اح حاااوي اعنسااان وحاااوي ال ااعو ‪ :‬العالقااة والمسااتفداس الاانونيااة دياوان‬
‫المجبوواااس الفامعيااة الف ائاار الجبعااة الثانيااة ‪ 1994‬ص‪ 206-190‬ود‪.‬محمااود اريد‬
‫‪63‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫م إن أنهــا قــد‬ ‫الدوليــة فــي حــانت ال ــوارث الابيعيــة أو مــن صــنس اإلنســان‬
‫أخفقــت فــي إحــلل الســلم العــالمي ألســباب مختلفــة يم ــن حصــر أهمهــا فــي‬
‫المباحث التالية ‪:‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬أسباب ذاتية م ترجـس إلـط ابيعـة ت ـوين األمـم المتحـدة ذاتهـا‬
‫وهيا لها ونظام تملها م وهذه تتم ل في ‪:‬‬
‫أونا ‪ :‬قيام األمم المتحدة تلط توازن القوى بـين الـدول المنتصـرة‬
‫في الحرب العالمية ال انية ‪.‬‬
‫اني ا ‪ :‬قيامها تلط أسس غير ديمقرااية ‪.‬‬
‫المبحــث ال ــاني ‪ :‬أســباب ترجــس إلــط ازدواجيــة التعامــل مــس القاــايا المرتباــة‬
‫بالسلم العالمي وهذه تتلخص في ‪:‬‬
‫أونا ‪ :‬انزدواجية في التعامل مس أسلحة الدمار الشامل ‪.‬‬
‫اني ا ‪ :‬انزدواجية في التدخل لحماية حقوق اإلنسان ‪.‬‬
‫ال ا ‪ :‬انزدواجية في التعامل مس لجان األمم المتحدة ‪.‬‬

‫المبحــث األول ‪ :‬أســباب ذاتيــة ترجــس إلــط ابيعــة ت ــوين األمــم المتحــدة ذاتهــا‬
‫وهيا لها ونظام تملها ‪:‬‬

‫رغم أن المؤسسين األوائل لألمم المتحدة حـاولوا تفـاد النقـائص‬


‫والعراقيل التي حالت دون استمرار تصبة األمم في إحـلل السـلم العـالمي بعـد‬

‫التف اريب ف ا الاااانون الفنااائ الاادول وحمايااة حاااوي اعنسااان فا حاااوي اعنسااان‬ ‫بساايون‬
‫دار العلب للماليين بيروس الجبعة األول ‪ 1989‬ص ‪. 456 -454‬‬ ‫المفلد الثان‬
‫(‪)4‬‬
‫‪Thouvenin Jean –Marc, l’internationalisation des secours en cas de catastrophe naturelle,‬‬
‫‪R.G.D.I.P., Tome 102, 1998/2,p.339. ; langeais G., les Nations Unies face aux catastrophe‬‬
‫‪naturelles,L.G.D.J.,1977,pp.10-13, voir aussi le rapport compler du secrétaire générale du 13‬‬
‫‪mai 1971, sur l’assistance en cas de catastrophe naturelle (E/4994)p. 58.‬‬
‫‪64‬‬
‫الحــرب العالميــة األولــط م إن أن إنشــال األمــم المتحــدة وفــق التصــورات التــي‬
‫ارحهـــا المؤسســـون فـــي مـــؤتمر ســـان فرانسيســـ و م وفـــي ظـــلل الظـــروف‬
‫المتواجدة آنذاك م لم تتم ن هذه المنظمة منذ بـدايتها مـن الوقـوف بحـزم اـد‬
‫األسباب التي تهدد السلم واألمن الـدوليين م فسـرتان مـا أ بتـت تجربـة الحـرب‬
‫ال ورية وتشتت القوى الدولية تلط تجز هذه المنظمة في مواجهة م ل هـذه‬
‫التحديات ‪.‬‬
‫وتــتلخص األســباب الذاتيــة التــي حالــت دون قيــام األمــم المتحــدة‬
‫بمهامها تلط أحسن وجه في إحل ل السلم العالمي في اتآتي ‪:‬‬
‫أونا ‪ :‬قيامهــا تلــط ت ـوازن القــوى بــين الــدول المنتصــرة فــي الحــرب العالميــة‬
‫ال انية ‪:‬‬

‫‪65‬‬
‫لقد تم ربا مسألة حفظ السلم واألمـن الـدوليين بـالتوافق الحاصـل‬
‫بين القوى المنتصرة فـي الحـرب العالميـة ال انيـة م وهـي دول التحـالف ال بـرى‬
‫المتم لة في الونيات المتحدة األمري ية وبرياانيا وفرنسا وانتحـاد السـوفييتي‬
‫سابق ا والصين ‪ .‬وتلط هـذا األسـاس ن يم ـن اتخـاذ أ قـرار مـن قبـل مجلـس‬
‫األمن في مواجهة أ تاو من هؤنل ‪ .‬وأل تاو من هؤنل الخمسـة حـق‬
‫انتتراض تلط الق اررات ‪ .‬و انت الف رة السائدة آنذاك أن هـذه الـدول الخمسـة‬
‫الدائمة العاوية في المجلس م ونظرا لتوافقها في القاـال تلـط دول المحـور‬
‫ـ ألمانيـا وايااليـا واليابـان ـ يم نهـا القيـام بمهمـة الحفـاظ تلـط السـلم العـالمي‬
‫مــن خــلل مجلــس األمــن ‪ .‬غيــر أن هـــذه الف ــرة ســرتان مــا تلشــت بعــد أول‬
‫تجربــة لعــدم توافــق هــذه القــوى فــي القاــية ال وريـــة م حيــث تبيــب انتحـــاد‬
‫( ‪)5‬‬
‫‪.‬‬ ‫السوفييتي تن أتمال المجلس احتجاجا تن مسألة تم يل الصين‬
‫وبعد بروز التناقض بين األف ار انشـت ار ية والرأسـمالية الليبراليـة‬
‫م تحولت األمم المتحـدة والعـالم مـن تـوازن القـوى بـين الـدول الخمـس الدائمـة‬
‫العاــوية إلــط تـوازن القــوى بــين القابــين ؛ القاــب انشــت ار ي بقيــادة انتحــاد‬
‫الســوفييتي م والقاــب الرأســمالي الليبرالــي أو البربــي بقيــادة الونيــات المتحــدة‬
‫األمري ية ‪ .‬وسادت الحرب الباردة بين القابين والتـي رغـم أنهـا لـم تـؤد إلـط‬
‫مواجهة مباشـرة بـين هـذين القابـين م إن أنهـا سـاهمت بفظاتـة فـي التسـابق‬
‫نحو التسلح إلط الحد الذ أرهق القاب انشت ار يم فأتلن انتحاد السـوفييتي‬
‫السـابق مـن جانـب واحــد نهايـة الحـرب البـاردة فــي تـام ‪ 1989‬بانسـحابه مــن‬

‫(‪)5‬‬
‫– د‪.‬فميل محمد حسين تجور ممارساس األمن الفماو الدول فا فتارل ماا بعاد الحار البااردل‬
‫فا كاوء كحكااب ميثااي األمااب المتحادل فا األماب المتحادل فا ظال التحاو س الرااناة فا لنظاااب‬
‫تحرير ‪ :‬د‪.‬حسن نافعة مرك البحوث والد ارسااس السياساية كلياة ا قتصااد والعلاوب‬ ‫الدول‬
‫السياسية ا فامعة الااارل ‪ 1994‬ص ‪. 87-85‬‬
‫‪66‬‬
‫دائــرة الصـراع العــالمي تار ـ ا للونيــات المتحــدة األمري يــة م انــة الصــدارة تلــط‬
‫( ‪)6‬‬
‫‪.‬‬ ‫الساحة العالمية‬
‫وانتقل العالم مرة أخرى مـن تـالم نـائي القاـب إلـط تـالم أحـاد‬
‫القابم األمر الذ فسح المجال واسع ا أمام الونيات المتحدة إلـط التـدخل فـي‬
‫منااق يرة من العالم (ليبيا م الصومال م العراق البوسنة والهرسك م هايتي‬
‫وأفبانســتان ) مــرة باســم األمــم المتحــدة ومــرة أخــرى باســم م افحــة اإلرهــاب‬
‫الــدولي ‪ .‬ولــم تجــد معاراــة جــادة مــن أيــة دولــة فــي العــالم م مــا تــدا بعــض‬
‫التنديــدات الصــادرة مــن حــين تآخــر مــن قبــل بعــض الجمعيــات الخيريــة غيــر‬
‫الح وميــة أو بعــض الجمعيــات الح وميــة فــي العــالم العربــي واإلســلمي م ــل‬
‫حالة التدخل في العراق واستمرار محاصـرته ومحاولـة تجريـده مـن أيـة أسـلحة‬
‫والعزم تلط تبيير نظامه ‪.‬‬
‫واتاح فيما بعد من شعار النظام العالمي الجديد الذ رفس أ نـال‬
‫الحرب تلط العراق من قبل الونيات المتحدة األمري يـة أن المقصـود منـه ـان‬
‫إيجاد أ بر تحالف دولي مناهض للعراق ‪ (( .‬ولم يلتفت إن تدد قليل جد ا مـن‬
‫المحللين والخبرال إلط حقيقة تدم بذل أ جهـد يـذ ر خـلل األزمـة نسـت مال‬
‫بنــال أو إتــادة إحيــال آليــات األمــن الجمــاتي التــي انــت قــد جمــدتها الحــرب‬
‫البــاردة انتفاقيــات الخاصــة ببنــال جــيج دولــي م لجنــة األر ــان … الــ) )) ‪.‬‬
‫مــا اتاــح أن الق ـرار األخيــر الــذ أصــدره مجلــس األمــن قبــل انــدنع الحــرب‬
‫وصرح فيه للدول المتحالفة اد العراق باستخدام القوة المسلحة م لم ي ـن لـه‬
‫إن نتيجــة تمليــة واحــدة وهــي تخلــي المجلــس تمامـ ا تــن إدارة األزمــة وتســليم‬
‫مفاتيح إدارتها بال امل إلط الونيات المتحدة األمري ية ‪ (( .‬وه ذا فإن مجلـس‬

‫(‪ – )6‬ياارل تيلفااورد رايااة اسااتراتيفية وامااة للوكااال العالميااة الثانيااة (‪ ) 2‬ف ا د ارساااس والميااة‬
‫مرك اعماراس للدراساس والبحوث ا ستراتيفية العدد ‪ 23‬ص ‪. 07‬‬
‫‪67‬‬
‫ان يبدو من قبل و أنه السـاحة الحقيقيـة إلدارة األزمـة أصـبح‬ ‫األمن والذ‬
‫منذ صدور قرار التصريح باستخدام القوة في ‪ 29‬نوفمبر ‪ 1990‬وحتـط نهايـة‬
‫العمليات العس رية غير قادر تلط التأ ير تلـط إ نحـو تلـط مسـار األحـداث‬
‫أو حتط مجرد اننعقاد ‪ .‬وأصبح قـرار بدايـة الحـرب ووقـف إاـلق النـار ونـوع‬
‫األســلحة المســـتخدمة واألهــــداف التـــي يتعـــين تحقيقهـــا لهـــا قـــ اررات أمري يـــة‬
‫خالصة )) (‪.)7‬‬
‫واذا انت األمم المتحدة قـد قامـت تلـط ف ـرة التـوازن بـين القـوى‬
‫المنتصرة في الحرب العالمية ال انية م فقد أصـبح مـن الاـرور إتـادة النظـر‬
‫فــي مي ــاق األمــم المتحــدة ننتفــال واختفــال تلــك الف ــرة مخاصــة بعــدما تحــول‬
‫العالم ما سبق بيانه من تالم متعـدد األقاـاب إلـط نـائي القاـب إلـط أحـاد‬
‫القاب تقوده قوى تظمط واحدة هي الونيات المتحدة األمري ية ‪.‬‬

‫انيا ‪ :‬قيامها تلط أسس غير ديمقرااية ‪:‬‬

‫رغــم أن مي ــاق األمــم المتحــدة قــد أ ــد تلــط مبــدأ المســاواة بــين‬
‫جميس الدول في مادته ‪ 1/2‬المتامنة مبادئ األمم المتحدة م إن أنـه قـد أورد‬
‫نال تـن هـذا المبـدأ فيمـا يتعلـق بمجلـس األمـن م‬
‫في المادتين ‪ 23‬و ‪ 27‬است ا‬
‫حيث يتجلط هذا انست نال أو هذا الخرق لمبدأ المساواة من ناحيتين ‪:‬‬
‫أ – مــن حيــث التشـ يل ‪ :‬إذ يتشـ ل المجلــس مــن ‪ 15‬تاـوا يــتم انتخــاب ‪10‬‬
‫أتاال منهم من قبـل الـدول بينمـا تشـبل ـل مـن الصـين وروسـيا والونيـات‬
‫المتحدة األمري ية وفرنسا وبرياانيا المناصب الخمسة الدائمة العاوية ‪.‬‬

‫(‪)7‬‬
‫صااال األمااب المتحاادل مركا البحااوث والد ارساااس السياسااية كليااة ا قتصاااد‬ ‫– د‪.‬حساان نافعااة‬
‫والعلوب السياسية فامعة الااارل ‪ 1995‬ص ‪. 78‬‬
‫‪68‬‬
‫ب – مــن حيــث التصــويت ‪ :‬يــتم التصــويت تلــط قـ اررات المجلــس فــي المســائل‬
‫اإلجرائية بموافقة ‪ 09‬من أتاائه م بينما فـي المسـائل األخـرى يـتم التصـويت‬
‫بموافقة ‪ 09‬من بينها أصوات األتاال الدائمين جميعهم ‪.‬‬
‫وقد قيل في تبريـر هـذا انسـت نال أو الخـرق لمبـدأ المسـاواة بـين‬
‫الــدول أن الــدول ال بــرى تتحمــل مســؤوليات بيــرة فــي حمايــة الســلم واألمــن‬
‫الدوليين مأو أنها قادرة تلط تنفيذ الق اررات التـي توافـق تليهـا فـي مجـال حفـظ‬
‫السلم واألمن الدوليين تلط خلف الدول الصـبرىم أو أن السـبب هـو اخـتلف‬
‫األتبال واختلف مقدرة األتاال الدائمين تن غيرهمم وغير ذلك من األسباب‬
‫التي قال تنها الفقهال البربيين(‪.)8‬‬
‫غيـر أن التبريــر الحقيقـي لهــذا الخــرق ن يرجـــس سـببه إلــط حفــظ‬
‫السلم واألمن الدوليين وانما رغبة في حفظ مصالح التحالف الــذ انتصــر فـي‬
‫الحــرب العالميــة ال انيــة تلــط دول المحــور أو باألحـــرى حفــظ مصــالح الــدول‬
‫ال برى الدائمة العاوية في المجلس (‪.)9‬‬
‫إن تلك التبريرات القائمة تلط القوى م لم تعد صـالحة فـي الوقـت‬
‫الراهن مـس بـروز قـوى جديـدة انـت بـاألمس هـي القـوى المنهزمـة فـي الحـرب‬
‫العالميــة ال انيــة وهــي ألمانيــا واليابــان التــي أصــبحت مــن أ ــر الــدول قــوة‬
‫وفاتلية تلط المستوى الدولي ‪.‬‬
‫إن انتتبــارات الديمقراايــة تتالــب أن تشــارك جميــس الــدول تلــط‬
‫قدم المساواة في تملية صنس الق اررات المتعلقة بالمحافظة تلـط السـلم واألمـن‬

‫(‪)8‬‬
‫‪– Kelsen H., Théorie du droit international public, R.C.A.D.I, 1953,104 –201.‬‬
‫‪Goodrich.L.M. et al., charter of the U.N comentary and documents, NewYork, Columbia‬‬
‫‪University Press,1969 , P.37-38 .‬‬
‫(‪)9‬‬
‫ب اراايب الحاااوي والوافباااس الدوليااة ف ا وااالب متغياار دار الننكااة العربيااة الااااارل‬ ‫– د‪ .‬ول ا‬
‫‪ 1997‬ص ‪.80‬‬
‫‪69‬‬
‫(‪)10‬‬
‫م غير أن الخـرق الحاصـل لهـذا المبـدأ وانتتبـار الـديمقرااي قـد‬ ‫الدوليين‬
‫أدى إلط تبليـب الـدول القويـة لمصـالحها تلـط مصـالح األمـن والسـلم العـالمي‬
‫اوال الحرب الباردة م وحتط بعد بروز معالم النظام العالمي الجديد ‪.‬‬
‫إن التم يــل غيــر الـــديمقرااي فــي مجلــس األمـــن قــد دفــس األمـــم‬
‫المتحدة وتحت ابا فقهال القانون الدولي والدول غير المنحـازة إلـط اـرورة‬
‫النظر في تر يبة المجلس نحو توسيس أ ر ديمقراايـا ‪ .‬فقـد بـدأت المناقشـات‬
‫في نيويورك منذ تام ‪ 1993‬م حيث تبنـت الجمعيـة العامـة تقريـرا أتـده فريـق‬
‫تمل في بداية ‪ 1994‬بهدف دراسـة مسـألة التم يـل العـادل فـي مجلـس األمـن‬
‫وبزيادة تدد أتاائه م واالبـت الجمعيـة مـن هـذا الفريـق متابعـة أتمالـه فـي‬
‫(‪)11‬‬
‫‪.‬‬ ‫هذا الشأن‬
‫ون يـــرى فـــي األفـــق القريـــب تعـــديل للمي ـــاق رغـــم اإللحـــاح تلـــط‬
‫ارورة ذلك م ألن الدول ال برى وخاصة الونيات المتحدة لـن تتنـازل بسـهولة‬
‫تن امتيازاتها وانفرادها باستعمال حق الفيتـو اـد أ قـ اررات تمـس مصـالحها‬
‫أو مصالح حلفائها ‪.‬‬

‫المبحــث ال ــاني ‪ :‬أســباب ترجــس إلــط ازدواجيــة التعامــل مــس القاــايا المرتباــة‬
‫بالسلم العالمي ‪:‬‬

‫(‪)10‬‬
‫– د‪ .‬حسن نافعة األمن الفماو بين الواقاع واألساجورل ‪ :‬قكاايا للمناق اة فا األماب المتحادل‬
‫مركا ا البح ااوث‬ ‫تحري اار د‪ .‬حس اان نافع ااة‬ ‫فا ا ظ اال التح ااو س الراان ااة فا ا النظ اااب ال اادول‬
‫ص ‪. 33‬‬ ‫والدراساس السياسية كلية ا قتصاد والعلوب السياسية فامعة الااارل ‪1994‬‬
‫(‪)11‬‬
‫العف ااة األم ااب المتح اادل ب ااين األ م ااة والتفدي ااد ترفم ااة ال اادكتور محم ااد و اار‬ ‫– ناا ااد ج ااال‬
‫للدراساس والترفمة والن ر دم ي الجبعة األول ‪ 1996‬ص ‪69‬‬ ‫صاصيال دار جال‬
‫‪.‬‬
‫‪70‬‬
‫إذا ــان قيــام األمــم المتحــدة تلــط أســس غيــر ديمقراايــة وتلــط‬
‫توازن القوى بين الدول المنتصرة في الحـرب العالميـة ال انيـة مـن أهـم أسـباب‬
‫فشـــل مهمتهـــا فـــي حفـــظ الســـلم واألمـــن الـــدوليين م فـــإن اتباتهـــا المعـــايير‬
‫المزدوجــة وال يــل بم يــالين تحــت تــأ ير الــدول القويــة المســيارة تلــط مجلــس‬
‫األمــن م قــد تمــق هــذا الفشــل ومــس بمصــداقية هــذه المؤسســة الدوليــة ذات‬
‫األهداف النبيلة والمقاصد السامية ‪.‬‬
‫ومــن أهــم القاــايا المرتباــة بالســلم العــالمي والتــي اتبعــت فيهــا‬
‫األمم المتحدة معايير انزدواجية وال يل بم يالين ‪:‬‬
‫*‪ -‬انزدواجية في التعامل مس أسلحة الدمار الشامل ‪.‬‬
‫*‪ -‬انزدواجية في التدخل لحماية حقوق اإلنسان ‪.‬‬
‫*‪ -‬انزدواجية في التعامل مس لجان األمم المتحدة ‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫أونا ‪ :‬انزدواجية في التعامل مس أسلحة الدمار الشامل ‪:‬‬

‫إذا ان السلم واألمن الدوليين وهما من األهداف األساسية لألمم‬


‫المتحدة ومجلس األمن تلط الخصوص م يقتايان إزالة شاملة لهذه األسلحة‬
‫المــدمرة م وتخفــيض التــوتر بــين الــدول مــن أجــل تحويــل النفقــات العس ـ رية‬
‫الباهاة نحو التنمية الشاملة م لما أ دت تلط ذلك األمم المتحدة فـي إتـلن‬
‫الحق في التنمية (( واذ تؤ د من جديد وجود تلقة بين نزع السلح والتنميـة‬
‫م وأن التقدم في ميدان نزع السـلح سـيعزز يـرا التقـدم فـي ميـدان التنميـة م‬
‫وأن الموارد المفرج تنها من خلل تدابير نزع السلح ينببي ت ريسها للتنميـة‬
‫انقتصـــادية وانجتماتيـــة لجميـــس الشعــــوب ولرفاهيتــــها م ون سيــــما شـــعوب‬
‫(‪)12‬‬
‫‪.‬‬ ‫البلدان النامية ))‬
‫إن أن الـدول القويـة المهيمنـة فـي مجلـس األمـن م وبـدنا مــن أن‬
‫تعمل تلط تحقيق سياسـة تادلـة ووااـحة فـي إاـار األمـم المتحـدة مـن أجـل‬
‫الحد من السباق نحـو التسـلح ونـزع أسـلحة الـدمار الشـامل أفـرزت سياسـتها‬
‫غير المتوازنة وتبليب مصالحها تلط مصـالح المجتمـس الـدولي م بحيـث أ ـرت‬
‫فــي مجلــس األمــن ودفعــت بــه إلــط اتبــاع سياســة ال يــل بم يــالين والتعامــل‬
‫بازدواجية في هذا الشأن مس الدول ‪.‬‬
‫وأبــرز مظــاهر هــذه انزدواجيــة م نــزع أســلحة الــدمار الشــامل فــي‬
‫العراق ‪.‬‬
‫لقد أصـدر مجلـس األمـن تقـب حـرب الخلـين ال انيـة تـدة قـ اررات‬
‫اـد العـراق أهمهـا القـرار رقـم ‪ 687‬الـذ حظـر بموجبــه تلـط العـراق ا تســاب‬

‫(‪)12‬‬
‫– الفاا ارل ‪ 12‬م اان و ااالن الح ااي فا ا التنمي ااة المعتم ااد باا ارار الفمعي ااة العام ااة للم ااب المتح اادل رق ااب‬
‫‪ 128/14‬المارخ ف ‪. 1986/12/04‬‬
‫‪72‬‬
‫أســلحة الــدمار الشــامل وأرغمــه تلــط تــدمير أســلحته ال يماويــة والبيولوجيــة‬
‫والنووية وغيرها م وجعله تحت المراقبة الدائمة والوصاية التامة ‪.‬‬
‫لقد دفس مجلس األمن دفعـ ا ن سـابق لـه فـي إزالـة أسـلحة العـراق‬
‫رغم الش وك ال يرة التي حامت حول المواوع وفي الح مة من جعل العراق "‬
‫دولــة اــعيفة " تلــط نحــو دائــم فــي الشــرق األوســا ‪ .‬ولــوحظ أن دونا يــرة‬
‫أخــــرى فــــي المناقــــة لــــديها صــــواري) بالســــتية ( لــــدى الســــعودية صــــواري)‬
‫سي‪.‬أس‪.‬أس‪.‬القوية ) وأسلحة يميائيـة ( ر بـت سـوريا رؤوسـ ا يميائيـة فـي‬
‫صــــواري) توشــــ ا أس‪.‬أس ‪ 21‬الســــوفيتية الصــــنس ) و انــــت مصــــر تصــــمم‬
‫صواريخها البالستية البعيدة المدى م ولم تبذل أيـة محاولـة لمنـس إسـرائيل مـن‬
‫تاوير أسلحتها النووية م هل من المقبول ترتيب دائم م حرمـان دولـة تاــو‬
‫فــي األمــم المتحــدة مــن وســائل دفــاع ملئمــة تنــدما ت ــون محااــة بجيــران‬
‫(‪)13‬‬
‫‪.‬‬ ‫معادين م تنمو قوتهم العس رية ؟‬
‫لقـد اســت نيت إسـرائيل مــن نــزع أســلحة الــدمار الشــامل واســت نيت‬
‫من التوقيـس تلـط معاهـدة حظـر انتشـار أسـلحة الـدمار الشـامل م وتـم الاـبا‬
‫من قبل الونيات المتحدة األمري ية تلط افة الدول العربية للتوقيس تلط هـذه‬
‫المعاهدة م وتـم ذلـك ؛ رغـم ماالبـة الـدول العربيـة لهـا بجعـل المناقـة خاليـة‬
‫من هذه األسلحة وماالبتها بارورة فتح إسرائيل منشآتها للتفتيج الدولي ‪.‬‬
‫بل األ ر من ذلك أن الونيـات المتحـدة وبعـض الـدول األوروبيـة‬
‫فرنسا وبرياانيا تقدم الدتم إلسرائيل لتاوير أسلحتها ‪ .‬ففـي ‪2002/06/15‬‬
‫أتلنت الونيات المتحدة األمري ية ـ أ نال التحاير لمؤتمر السلم الـذ دتـت‬
‫إليــه مــن أجـــل القاــية الفلســاينية وتخويفـا للح ومــات العربيــة مــن أجــل بــذل‬

‫(‪)13‬‬
‫التنكيل بالعراي ‪ :‬العاوباس والاانون والعدالة مركا د ارسااس الوحادل العربياة‬ ‫– فيد سيمون‬
‫بيروس ‪.‬لبنان ‪ .‬الجبعة األول ‪ .‬سبتمبر ‪ 1998‬ص ‪106-105‬‬
‫‪73‬‬
‫تنازنت أخرى لصالح إسرائيـل في المؤتمر ـ أن إسرائيل تجهـز ـلث غواصـات‬
‫(‪)14‬‬
‫‪.‬‬ ‫لصواري) روز تحمل رؤوس ا نووية‬
‫لقد أ بتت مسألة نزع أسلحة العـراق مـدى انحـراف مجلـس األمـن‬
‫وخاـوته لسياســة الونيــات المتحـدة ومصــالحها فــي المنظمـة ‪ .‬فقــد أ ــد أحــد‬
‫مفتشي هذه األسلحة ورئيس وحدة اإلخفال في يونيس وم والتي لفت من قبل‬
‫مجلـــس األمـــن بـــالتفتيج تـــن أســـلحة الـــدمار العراقيـــة أن " إحـــدى العقبـــات‬
‫الجديــدة إلتــادة تشـ يل الت ـزام نــزع ســلح الع ـراق مــن قبــل مجلــس األمــن هــي‬
‫السياسة األمري ية الراهنة التي تؤ د تلط تنحية الرئيس العراقي تـن السـلاة‬
‫والمنصوص تليها في قانون تحرير العراق لعام ‪ … 1998‬واذا انت الونيات‬
‫المتحــدة جــادة فــي نــزع ســلح الع ـراق فيجــب تليهــا أن تباــل قــانون تحريــر‬
‫الع ـراق وتعمــل اــمن إاــار مجلــس األمــن لتش ـ يل سياســة تــؤد إلــط إتــادة‬
‫سريعة ألتمـال تفتـيج تـن األسـلحة مرت ـزة تلـط المراقبـة فـي العـراق م وهـذا‬
‫سيتالب رفس العقوبات وليس تعليقها ببسااة " (‪.)15‬‬
‫باإلاــافة إلــط ذلــك م فــإن مجلــس األمــن لــم يســتاس اتخــاذ أ‬
‫تدابير اد ل مـن الهنـد وبا سـتان حيـث ازداد التنـافس بينهمـا نحـو تاـوير‬
‫األسلحة والصواري) القادرة تلط حمل رؤوس نووية ‪.‬‬
‫بل إن مجلس األمن لم يستاس حتط إدانـة مـا قامـت بـه الونيـات‬
‫المتحــدة مــؤخرا مــن انســحابها مــن معاهــدة حظــر انتشــار الصـواري) البالســتية‬
‫المبرمــة تــام ‪ 1972‬م وقامــت فــي ‪ 2002/06/14‬بــإجرال تجربــة ناجحــة فــي‬
‫!!‬ ‫هذا المجال من إحدى بوارجها في المحيا الهاد‬

‫(‪)14‬‬
‫– ذكرس ذلك وسائل اعوالب و بكة األخبار العربية وقنال الف يرل مساء يوب ‪. 2002/06/15‬‬
‫(‪)15‬‬
‫مرك ا‬ ‫– سااكوس ريتاار حااول نا ل كساالحة الاادمار ال ااامل ف ا العاراي مفلااة المسااتابل العربا‬
‫دراسة الوحدل العربية العدد ‪. 68 2000/7 257‬‬
‫‪74‬‬
‫لقـــد انتقـــد مفـــتج األســـلحة ورئـــيس وحـــدة اليونيســـ وم سياســـة‬
‫مجلس األمن انزدواجية مؤ د ا تلـط اـرورة تبييرهـا ‪ ( :‬ويجـب تلـط مجلـس‬
‫األمن ذلك أن يتابس قـدما الوتـد الـذ صـدر تنـه فـي الفقـرة ‪ 14‬مـن القـرار‬
‫رقــم ‪ 687‬التــي تتحــدث تــن نــزع ســلح إقليمــي ‪ .‬فبينمــا يجــب توقــس أتمــال‬
‫التفتيج المرت زة تلط المراقبة فـي العـراق إلـط مـا ن نهايـة م فـل يم ـن توقـس‬
‫اسمتراريتها في فراغ ‪ .‬واذا لم تتخذ ترتيبات للتعامل مـس بـرامن أسـلحة الـدمار‬
‫الشــامل فــي إيــران واســرائيل إلــط جانــب اننتشــار اإلقليمــي ألســلحة تقليديــة‬
‫متقدمة م فإن العراق لن يقبل أبد ا بنزع سلح دائم ) (‪.)16‬‬

‫انيا ‪ :‬انزدواجية في التدخل لحماية حقوق اإلنسان ‪:‬‬

‫لقد رفس مجلس األمن لوال الدفاع تن حقوق اإلنسان م وارورة‬


‫إقامة نظام تالمي إنساني جديـد ومـن ـم التـدخل لوقـف اننتها ـات الصـارخة‬
‫وخاصــة تنــدما يترتــب تــن ذلــك تعــريض الســلم واألمــن الــدوليين للتهديــد أو‬
‫الخار ‪ .‬غيـر أن هـذا الشـعار رغـم نبلـه وسـمو مقصـده لـم يسـلم تابيقـه مـن‬
‫مظاهر انزدواجية وال يل بم يالين ‪ .‬لقد أصدر مجلس األمن تلـط اـول ذلـك‬
‫يشـرع الحـق فـي التـدخل لحمايـة‬
‫الشعار قراره رقم ‪ 688‬الـذ اتتبـر أول قـرار ل‬
‫حقوق اإلنسان م حيث أدان فيه انتها ات السـلاات العراقيـة لحقـوق اإلنسـان‬
‫ل ل من األ راد في الشـمال والشـيعة فـي الجنـوب م واالـب فيـه العـراق بـال ف‬
‫تن هذه اننتها ات اـد األقليـة ال رديـة والسـماح للمنظمـات الدوليـة ولقوافـل‬
‫اإلغا ة بالوصول إلـط الاـحايا والمحتـاجين ‪ .‬وقـد اتخـذت هـذا القـرار ـل مـن‬

‫(‪)16‬‬
‫– سكوس ريتر المرفع السابي ص ‪. 68‬‬
‫‪75‬‬
‫الونيــات المتحــدة وبرياانيــا وفرنســا غاــال للشــرتية وذريعــة للتــدخل وقامــت‬
‫بإنشال منااق آمنة في شمال العراق لحماية األ راد ‪.‬‬
‫لقد انت معـايير التمييـز وانزدواجيـة وااـحة فـي هـذا المجـال م‬
‫حيث أن مجلس األمن تن اريق الونيـات المتحـدة وبرياانيـا وفرنسـا تصـدى‬
‫للق ـوات العراقيــة وانتها اتهــا لأل ـراد م وتبااــط تــن انتها ــات حقــوق األ ـراد‬
‫أنفســــهم تلــــط أيــــد القــــوات التر يــــة التــــي اســــتمرت فــــي التن يــــل بــــاأل راد‬
‫وملحقــتهم حتــط داخــل األرااــي العراقيــة وانتهــاك ســيادة الع ـراق م ـ اررا م بــل‬
‫احتلل بعض أجزال من أراايه في الشمال تام ‪ 1997‬م أقامت فيهـا شـب ات‬
‫(‪)17‬‬
‫‪.‬‬ ‫اإلنذار المب ر لرصد تحر ات األ راد بالمناقة‬
‫فأ مصداقية في موقف مجلس األمن إذا ـان يمنـس اننتها ـات‬
‫تلــط األ ـراد مــن قبــل الع ـراق ويســمح بهــا أو يتبااــط تنهــا م تلــط األ ـراد‬
‫تمييز أو ازدواجية في المعـايير أ ـر مـن هـذا ؟!‬ ‫أنفسهم من قبل تر يا ؟ وأ‬
‫‪.‬‬
‫ولمـــاذا لـــم يتـــدخل مجلـــس األمـــن لوقـــف اننتها ـــات الصـــارخة‬
‫لحقوق الشعب الفلسايني تلـط أيـد القـوات اإلسـرائيلية م رغـم إجمـاع دولـي‬
‫تلــط إدانــة هــذه اننتها ــات ورغــم صــدور ق ـ اررات مــن األمــم المتحــدة ومــن‬
‫مجلس األمن نفسه تلط ذلك منها ‪:‬‬
‫‪ -‬ق ـرار ر رقــم ‪ 672‬المــؤرف فــي ‪ 12‬أ تــوبر ‪ 1990‬أدان فيــه‬
‫أتمال العنف التـي ارت بتهـا القـوات اإلسـرائيلية تقـب مذبحـة‬
‫المسجد األقصط ‪.‬‬

‫(‪)17‬‬
‫التدخل اعنسان ف العاراي فا قكاايا حااوي اعنساان المنظماة العربياة‬ ‫– كميرل وبد الفتا‬
‫‪ 1997‬ص ‪. 49‬‬ ‫لحاوي اعنسان اعصدار الثان‬
‫‪76‬‬
‫‪ -‬قـراره رقــم ‪ 673‬المــؤرف فــي ‪ 24‬أ تــوبر ‪ 1990‬بإدانــة رفــض‬
‫إســـرائيل اســـتقبال البع ـــة التـــي أرســـلها األمـــين العـــام لألمـــم‬
‫المتحدة إ ر تلك المذبحة ‪.‬‬
‫‪ -‬قراره رقم ‪ 681‬الصادر في ‪ 20‬ديسمبر ‪ 1990‬يعبر فيه تن‬
‫قلقه الشديد من تعنت السلاات اإلسرائيلية ورفاها للقـرارين‬
‫(‪)18‬‬
‫‪.‬‬ ‫السالفين‬
‫‪ -‬قــــراره رقــــم ‪ 799‬تقــــب إبعــــاد الســــلاات اإلســــرائيلية ‪115‬‬
‫فلسايني ا في ‪ 1992/12/16‬م منته ة اتفاقيات جنيـف التـي‬
‫تنص تلط حماية المدنيين أ نال الحـرب أو تحـت انحـتلل م‬
‫حيــث االــب مجلــس األمــن فــي هــذا الق ـرار إس ـرائيل بإتــادة‬
‫هــؤنل المبعــدين فــو ار إلــط ديــارهم دون قيــد أو شــرا ‪ .‬إن أن‬
‫(‪)19‬‬
‫إسرائيل تجاهلت هذا القرار بيره من الق اررات السابقة‬

‫ال ا ‪ :‬انزدواجية في التعامل مس لجان األمم المتحدة ‪:‬‬

‫ومن مظاهر انزدواجية الفاحشة التي ميزت تعامل مجلس األمـن‬


‫باسم األمـم المتحـدة فـي األمـور المتعلقـة بالسـلم واألمـن الـدوليين مـس اللجـان‬
‫المنشأة في هذا اإلاار وت رست هذه انزدواجيـة باريقـة مفاـوحة بعـد بـروز‬

‫(‪)18‬‬
‫– مارس اايل مي اارل ك م ااة الخل اايع والنظ اااب الع ااالم الفدي ااد ترفم ااة د‪.‬حس اان نافع ااة مركا ا اب اان‬
‫‪ – 1992‬ص ‪. 93‬‬ ‫الجبعة األول‬ ‫خلدون للدراساس اعنمائية دار سعاد الصبا‬
‫(‪)19‬‬
‫– الا ارراس رقب ‪ 468،469،484 :‬لعاب ‪ 1980‬والا ارراس رقب ‪ 608 607‬لعاب ‪ 1988‬والارار‬
‫رقب ‪ 636‬لعاب ‪ 1989‬والارار رقب ‪ 681‬لعاب ‪ 1990‬وغيراا انظر ‪ :‬وبد اح صالع كحمد‬
‫المبعدون الفلسجينيون ‪ :‬الاكية وكبعاداا مفلة السياسة الدولية العدد ‪ 112‬كبريل ‪1993‬‬
‫‪ .‬ص ‪ 122‬وما بعداا ‪.‬‬
‫‪77‬‬
‫معــالم النظــام الــدولي الجديــد م وحتــط بعــد تأ يــد الــدول القويــة تلــط اــرورة‬
‫فرض الشرتية الدولية م يم ن إيراد نموذجين لهذه انزدواجية في التعامل ‪:‬‬
‫* التعامــل مــس لجــان التفتــيج اــد أســلحة الــدمار الشــامل فــي‬
‫العراق ‪.‬‬
‫* التعامل مس لجنة تقصـي الحقـائق اـد المجـازر التـي ارت بتهـا‬
‫إسرائيل تام ‪ 2002‬في فلساين ‪.‬‬
‫أصر ـ تحت اـبا‬
‫ففي ما يتعلق باألولط ؛ فإن مجلس األمن قد ل‬
‫الـدول ال بـرى خاصـة الونيـات المتحـدة األمري يـة وبرياانيـا ـ تلـط أن يسـمح‬
‫العراق دون قيد أو شرا لهـذه اللجـان بممارسـة ـل مهامهـا فـي التفتـيج بمـا‬
‫فــي ذلــك تفتــيج القصــور الرئاســية ‪ .‬ورغــم أن الع ـراق قــد احــتن م ـ ار ار تلــط‬
‫تش يلة هذه اللجان وانحرافها تن البرض األساسي لعملها إلط التجسس تلط‬
‫الع ـراق لحســاب الونيــات المتحــدة واس ـرائيل م واالــب بــأن تاــم هــذه اللجــان‬
‫أتاـــال مـــن دول محايـــدة م إن أن البـــه رفـــض رغـــم بـــوت هـــذا اننحـــراف‬
‫والتجســـس م فقـــد اتتـــرف ســـ وت ريتـــر ؛ رئـــيس قســـم اإلخفـــال فـــي اللجنـــة‬
‫الخاصــة التــي تقــوم بــالتفتيج تــن أســلحة العـراق بعــد اســتقالته فــي ‪ 26‬أوت‬
‫‪ 1998‬م تــن وجــود هــذا العمــل التجسســي م وبــأن اللجنــة التــي ــان يرأســها‬
‫ريتشارد باتلر انت تقوم بتزويد أجهزة المخـابرات فـي أ ـر مـن خمـس دول م‬
‫وأن رئيس اللجنة بـاتلر ـان تلـط تلـم بـذلك م و ـان هـو أياـ ا يقـوم بإتاـال‬
‫بعض المعلومات إلط الجهات األمنية األمري ية ‪ .‬ما اتترف س وت ريتر أنه‬
‫ان يتعاون مس إدارة الموساد ويزودها بمعلومات م حيث شف تن زيارة قـام‬
‫بهــا إلــط ال يــان الصــهيوني لبحــث التعــاون بــين هــذه اللجنــة الخاصــة وبــين‬
‫المخابرات اإلسرائيلية ‪ .‬وقد سربت وسائل اإلتلم احتمال خاوع س وت ريتـر‬

‫‪78‬‬
‫نســتجواب مــن قبــل م تــب التحقيــق الفيــدرالي بســبب تســريبه تلــك المعلومــات‬
‫(‪)20‬‬
‫‪.‬‬ ‫التي حصل تليها من العراق إلسرائيل‬
‫ومن أتمال التجسس التي فاحها العـراق و شـفها لألمـين العـام‬
‫لألمم المتحدة ‪:‬‬
‫* قيام مفتج أمري ي وآخـر مـن الشيلــي بالتجسـس م وااـارت‬
‫اللجنـــة إلــط ســحبهما ‪ :‬األول بتــاري) ‪ 1998/10/08‬وال ــاني‬
‫بتاري) ‪. 1998/10/22‬‬
‫* تســهيل اللجنــة الخاصــة ألربعـــة (‪ )04‬اــباا مــن المخـــابرات‬
‫اإلســــرائيلية بالــــدخول إلــــط العــــراق للتجســــس بقبعــــات األمــــم‬
‫المتحــدة وجـوازات ســفر مــزورة وبأســمال وهميــة وهــم ‪ :‬العقيــد‬
‫روبـــين حخـــام خـــدور مـــن شـــعبة العـــراق فـــي انســـتخبارات‬
‫العس ـ رية اإلس ـرائيلية م والمقــدم بس ـرائيل تســيم شــاحا مــن‬
‫شعبة الشؤون العربية في جهـاز الموسـاد م والمقـدم فريـدمان‬
‫يعقــوب ري ــس الخبيــر الــذر فــي انســتخبارات اإلس ـرائيلية م‬
‫والمقــدم جــدتون بينائيــل شمشــوني مــن جنــاح الصـواري) فــي‬
‫(‪)21‬‬
‫انستخبارات اإلسرائيلية‬
‫أما فيما يتعلق باللجنة ال انية وابيعة تعامل مجلس األمـن معهـا‬
‫فقــد انــت مخالفــة تمام ـ ا لمعاملــة لجــان التفتــيج اــد الع ـراق م فبعــد احــتلل‬
‫القـوات اإلسـرائيلية ألرااــي الح ــم الــذاتي الفلســاينية وارت ابهــا مجــازر بشــعة‬
‫في حق الفلساينيين وخاصة مجـزرة جنـين فـي بدايـة شـهر أبريـل ‪ 2002‬راح‬

‫(‪)20‬‬
‫الف ائار – كفريال ‪ 1999‬ص‬ ‫العربا‬ ‫من ا ستثناء دار الكتاا‬ ‫العراي ف‬ ‫يح‬ ‫– واا‬
‫‪. 227-226‬‬
‫(‪)21‬‬
‫المرفع السابي ص ‪. 228‬‬ ‫يح‬ ‫– واا‬
‫‪79‬‬
‫اــحيتها أ ــر مــن مــائتي قتيــل وتشـرات الج ــث تحــت األنقــاض فــي الشـوارع‬
‫(‪)22‬‬
‫‪.‬‬ ‫وداخل المنازل دون أن تتم ن الفرق الابية من الوصول إليها‬
‫وبعــد انحتجــاج الــدولي والـ أر العــام العــالمي والمنظمــات الدوليــة‬
‫لحقــوق اإلنســان أصــدر مجلــس األمــن ق ـراره رقــم ‪ 1402‬يــدتو إس ـرائيل إلــط‬
‫اننســحاب مــن أرااــي الح ــم الــذاتي الخااــعة للســلاة الفلســاينية م وبعــد‬
‫تعنت إسرائيل أصدر قراره رقم ‪ 1403‬يؤ د فيه قراره السابق م ـم قـراره ‪1404‬‬
‫يؤ ــد فيــه ق ارراتــه الســابقة وي ـدتو إس ـرائيل إلــط الســماح للمنظمــات اإلنســانية‬
‫بالوصول إلط الاحايا إلسعافهم وتقديم المساتدات لهم ‪.‬‬
‫وأمام استمرار المجازر واحتجاجـات الـ أر العـام العـالمي م أصـدر‬
‫بنال تلط اقتـراح مـن‬
‫مجلس األمن في يوم ‪ 19‬أبريل ‪ 2002‬قراره رقم ‪ 1405‬ا‬
‫األمين العام لألمم المتحدة بإرسال فريق تقصي الحقائق إلط األرااي المحتلة‬
‫م و انت الونيات المتحدة األمري ية قد هـددت باسـتخدام حـق الفيتـو تجـاه أ‬
‫قرار يدين إسرائيل ويتامن التحقيـق فـي تلـك الجـرائم م وتليـه وافـق المجلـس‬
‫تلــط فريــق تقصــي حقــائق تــن الواــس دون إصــدار نتــائن أو إصــدار أح ــام‬
‫بتلــك الج ـرائم ‪ .‬مــا أصــر المجلــس تلــط أن ن ي ــون الفريــق تابع ـ ا لمجلــس‬
‫األمــن وانمــا تابع ـا لألمــين العــام لألمــم المتحــدة م تلــط أن يــتم نحق ـا تحديــد‬
‫أتاــال الفريــق وابيعــة تملــه وتــاري) انتقالــه إلــط األرااــي المحتلــة ‪ .‬وبعــد‬
‫تش يل الفريق من قبل األمين العام األممي م اتترات تليه إسـرائيل واالبـت‬
‫بإاافة خبرال متخصصين فـي اإلرهـاب و واسـتجاب األمـين العـام لهـذا الالـب‬
‫اإلس ـرائيلي م فعــين أحــد العس ـ ريين األمــري يين فيــه م إن أن إس ـرائيل االبــت‬
‫تأجيل إرسال الفريق م تراجعت نهائيا تـن ـل مـا سـبق م ورفاـت ليـة هـذا‬

‫(‪– )22‬‬
‫‪ 200 :‬انيد وككثاار ماان ‪ 1500‬فريااع‬ ‫المفااا ر مساتمرل فا فنااين ونااابل‬ ‫وباد الاااادر فااار‬
‫ومئاس المعتالين واألسرى فريدل الخبر ا ثنين ‪ 08‬كبريل ‪ 2002‬ص ‪. 11‬‬
‫‪80‬‬
‫الفريق أو غيره ‪ .‬ولم يجد األمين العام أ مخرج أمام هـذا الـرفض سـوى حـل‬
‫هــذا الفريــق والبــال مهمتــه وتقــديم تقريــر بــذلك إلــط مجلــس األمــن الــذ لــم‬
‫يستاس أن يرغم إسرائيل تلط قبول الفريق األممـي الـذ شـ له المجلـس رغـم‬
‫ش لية مهمته ‪.‬‬
‫وه ذا تتاح المعايير المزدوجة فـي التعامـل مـس اللجـان المنشـأة‬
‫من قبـل األمـم المتحـدة أو مجلـس األمـن م فحيـث يـرغم العـراق تحـت القصـف‬
‫والحصار تلط قبول لجان التفتـيج دون قيـد ون شـرا تـرفض إسـرائيل فريـق‬
‫أممي رغم تفاهة مهمته وتتدخل في تش يله م ترفاه جملة وتفصيلا‬

‫‪81‬‬
‫خاتمة ‪:‬‬

‫لقد تبين مما سبق بأن من أهم أسباب إخفاق األمم المتحـدة فـي‬
‫تحقيــق الســلم العــالمي يرجــس إلــط ابيعــة ت وينهــا ونظــام تملهــا المتم ــل فــي‬
‫تر يــز الســلاة بيــد مجلــس األمــن وتر يــز ســلاة المجلــس فــي يــد األتاــال‬
‫الخمســة الــدائمين م وقيــام األمــم المتحــدة فــي حفــظ الســلم العــالمي تلــط ف ــرة‬
‫دوام التوافق بين هؤنل األتاال المنتصرون في الحرب العالمية ال انية ‪ .‬لقد‬
‫بــت بــأن األواــاع التــي قامــت تليهــا تلــك األســس واألف ــار قــد تبيــرت م ممــا‬
‫يستوجب إتادة النظر في مي اق األمم المتحدة وارورة تعديله بما يتللم مس‬
‫األوااع الراهنة م خاصة وأن األمم المتحدة ذاتها أيقنت بارورة هذا التبييـر‬
‫ما سلف الذ ر‪.‬‬
‫إن انتشار الف ر الديمقرااي في العالم وتصد األمم المتحدة في‬
‫ال ير من المرات من أجـل دتـم الديمقراايـة واإلشـراف تلـط اننتخابـات قصـد‬
‫‪1‬‬
‫م ل ذلك يستدتي تابيق الف ر الديمقرااي تلـط‬ ‫امان شفافيتها ونزاهتها‬
‫المستوى الدولي وتلط منظمـة األمـم المتحـدة ذاتهـا فـل يعقـل أن يبقـط العـالم‬
‫لــه يســير مــن قبــل دولتــين أو ــلث دول أو مــن دولــة واحــدة تظمــط هــي‬
‫‪2‬‬
‫؟ و ما أواح ذلك الـد تور سـليم الحـص رئـيس‬ ‫الونيات المتحدة األمري ية‬

‫‪ -‬مثلمااا كوكااع ذلااك األمااين العاااب للمااب المتح اادل ف ا كلمت ا ا فتتاحيااة للماااتمر العااالم لحا ااوي‬ ‫‪1‬‬

‫اعنسااان فينااا ف ا ‪ 14‬يونيااو ‪ 1993‬والمن ااورل ف ا حاااوي اعنسااان الثاافااة العربيااة والنظاااب‬
‫الااارل ‪ 1993‬ص ‪. 357-346‬‬ ‫اتحاد المحامين العر‬ ‫العالم‬
‫انااك‬ ‫‪ '' -‬يبلغ ودد سكان الغر (‪ )800‬مليون نسامة وي اكل البااق نحاو (‪ )4,7‬ملياار ‪ .‬ولاي‬ ‫‪2‬‬

‫ول الصعياد الوجن كي مفتمع غرب يابل وكعا ياوب فيا ‪ % 15‬من سكان بالت اريع ل ا ‪85‬‬
‫العفة المرفع السابي ص ‪71.‬‬ ‫‪ %‬الباقية '' ناال ون نااد جال‬
‫‪82‬‬
‫الوزرال اللبناني فـي محااـرته فـي بيـروت تـام ‪ (( : 1991‬يـف يجـوز لـدوا‬
‫تتن ـــر للديمقراايـــة تلـــط مســـتوى العلقـــات الدوليـــة أن تـــدتو إلـــط احتـــرام‬
‫‪3‬‬
‫الديمقرااية وحقوق اإلنسان امن األنظمة الداخلية للدول األخرى ؟ … ))‬
‫‪.‬‬
‫إن هذا الخلل في الديمقرااية تلط مسـتوى العلقـات الدوليـة هـو‬
‫الــذ أنــتن ازدواجيــة العاملــة أو المعــايير المزدوجــة المتبعــة مــن قبــل مجلــس‬
‫األمــن فــي ال يــر مــن القاــايا خاصــة فــي التعامــل مــس نــزع أســلحة الــدمار‬
‫الشامل م وفي التدخل لحماية حقوق اإلنسان م وفـي التعامـل مـس لحـان األمـم‬
‫المتحدة ‪.‬‬
‫إن إصلح األمم المتحدة ومجلس األمـن أصـبح اـرورة ملحـة ن‬
‫يم ـــن انســـتبنال تنهـــا أو التمااـــل فـــي تحقيقهـــا مـــن أجـــل أن تـــؤد األمـــم‬
‫المتحدة دورها النبيل في حفظ السلم واألمن الـدوليين تلـط أسـس مـن العدالـة‬
‫والديمقرااية واإلنصاف ‪.‬‬

‫التكامن الادول فا موافناة العادوان ( رساالة دكتاوراا) فامعاة‬ ‫‪ -‬ياسين سيد وبد اح ال يبان‬ ‫‪3‬‬

‫الا اااارل ‪ 1997‬ص ‪ 412‬وكيك ااا و ااامر حس اان في اااط الديماراجي ااة الليبرالي ااة فا ا مركب اااس‬
‫مركا ا‬ ‫مفلااة المس ااتابل العرب ا‬ ‫وتوفناااس السياسااة الخارفي ااة األمريكيااة اء ال ااوجن العرب ا‬
‫دراساس الوحدل العربية العدد ‪ 2000/11 261‬ص ‪ 158‬وما بعداا ‪.‬‬
‫‪83‬‬

You might also like