You are on page 1of 12

‫سودة بنت زمعة‬

‫رضي ال عنها‬
‫هي سودة بنت زمعة بن قيس القرشية‬
‫العامرية ‪ ،‬ثان زوجات النب صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬كرية النسب ‪ ،‬فأمها‬
‫هي الشموس ب نت ق يس بن زيد‬
‫النصارية ‪ ،‬من بن عدي بن النجار ‪،‬‬
‫وأخوها هو مالك بن زمعة ‪.‬‬
‫كانت رضي ال عنها سيدة ً جليلة‬
‫نبيلة ‪ ،‬تزوجت بداي ةً من السكران‬
‫بن عمرو ‪ ،‬أ خي سهيل بن عمرو‬
‫العامري ‪ ،‬وهاجرت مع زوجها إل‬
‫البشة فرارا بدينها ‪ ،‬ولا منه خسة‬
‫أولد ‪.‬‬
‫ول يلبث أن شعر الهاجرون هناك بضرورة العودة‬
‫إل مكة ‪ ،‬فعادت هي وزوجها معهم ‪ ،‬وبينما هي‬
‫كذلك إذ رأت ف النام‪  ‬أن قمرا انقض عليها من‬
‫الس ماء وه ي مضطجع ة ‪ ،‬فأخ بت زوجها‬
‫السكران فقال ‪ :‬وال لئن صدقت رؤياك ل ألبث‬
‫إل ي سيا ح ت أموت وتتزوج ي من بعدي ‪،‬‬
‫فاشتكى السكران من يومه ذلك وثقل عليه الرض‬
‫‪ ،‬حت أدركته النيّة ‪.‬‬
‫وبعد وفاة زوجها جاءت خولة بنت حكيم بن الوقص السلمية‬
‫امرأة عثمان بن مظعون إل رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فقالت‬
‫‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬كأن أراك قد دخلتك خلة – أي الزن ‪ -‬لفقد‬
‫خدية ؟ ‪ ،‬فقال ‪ ( :‬أجل ‪ ،‬كانت أم العيال ‪ ،‬وربة البيت ) ‪ ،‬قالت‬
‫‪ :‬أفل أخطب عليك ؟ ‪ ،‬قال ‪ ( :‬بلى ؛ فإنكن معشر النساء أرفق‬
‫بذلك ) ‪ ،‬فلما حلّت سودة من عدّتا أرسل إليها رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم فخطبها ‪ ،‬فقالت ‪ :‬أمري إليك يا رسول ال ‪ ،‬فقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬مري رجلً من قومك يزوّجك )‬
‫‪ ،‬فأمرت حاطب بن عمرو بن عبد شس بن عبد ود فزوّجها ‪،‬‬
‫وذلك ف رمضان سنة عشر من البعثة النبوية ‪ ،‬وقيل ف شوّال كما‬
‫قرّره المام ابن كثي ف البداية والنهاية ‪.‬‬
‫وهي أول امرأة تزوجها رسول ال صلى ال عليه وسلم بعد خدية ‪ ،‬ول‬
‫يتزوج معها صلى ال عليه وسلم نوا من ثلث سني أو أكثر ‪ ،‬حت‬
‫دخل بعائشة رضي ال عنها‪.‬‬
‫وحينما نطالع سيتا العطرة ‪ ،‬نراها سيدةً جعت من الشمائل أكرمها ‪،‬‬
‫ومن الصال أنبلها ‪ ،‬وقد ضمّت إل ذلك لطافةً ف العشر ‪ ،‬ودعابةً ف‬
‫الروح ؛ ما جعلها تنجح ف إذكاء السعادة والبهجة ف قلب النب صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ ،‬ومن قبيل ذلك ما أورده ابن سعد ف الطبقات أنا‬
‫صلّت خلف النب صلى ال عليه وسلم ذات مرّة ف تجّده ‪ ،‬فثقلت‬
‫عليها الصلة ‪ ،‬فلما أصبحت قالت لرسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫" صليت خلفك البارحة ‪ ،‬فركع تَ ب حت أمسكت بأنفي ؛ مافة أن‬
‫يقطر الدم ‪ ،‬فضحك رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وكانت تضحكه‬
‫الحيان بالشيء " ‪.‬‬
‫وب ثل هذا الشعور كان زوجات ال نب صلى ال عل يه وسلم‬
‫يعاملنها ‪ ،‬ويتحيّ نّ الفرصة للمزاح معها ومداعبتها ‪ ،‬حت إن‬
‫حفصة و عائشة أرادتا أن توهانا أن الدجال قد خرج ‪ ،‬فأصابا‬
‫الذعر من ذلك ‪ ،‬وسارعت للختباء ف بيتٍ كانوا يوقدون‬
‫فيه ‪ ،‬وضحكت حفصة و عائشة من تصرّفها ‪ ،‬ولا جاء رسول‬
‫ال ورآها تضحكان قال لما ‪ ( :‬ما شأنكما ) ‪ ،‬فأخبتاه با‬
‫كان من أمر سودة ‪ ،‬فذهب إليها ‪ ،‬وما إن رأته حت هتفت ‪ :‬يا‬
‫رسول ال ‪ ،‬أخرج الدجال ؟ فقال ‪ ( :‬ل ‪ ،‬وكأنْ قد خرج ) ‪،‬‬
‫فاطمأنّت وخر جت من ا لبيت ‪ ،‬وجع لت تن فض عن ها بيض‬
‫العنكبوت ‪.‬‬
‫ومن مزاياها أنا كانت معطاءة تكثر من الصدقة ‪ ،‬حت إن‬
‫عمر بن الطاب رضي ال عنه بعث إليها بغِرارة – وعاء تُوضع‬
‫ف يه الطع مة ‪ -‬من درا هم ‪ ،‬فقا لت ‪ :‬ما هذه ؟ ‪ ،‬قالوا ‪:‬‬
‫دراهم ‪ ،‬قالت ‪ :‬ف غرارة مثل التمر ؟ ففرقتها بي الساكي ‪.‬‬
‫وهي الت وهبت يومها ل عائشة ‪ ،‬رعايةً لقلب رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫ففي صحيح البخاري ‪ ( :‬أن سودة بنت زمعة وهبت يومها‬
‫وليلتها ل عائشة زوج النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬تبتغي بذلك‬
‫رضا رسول ال صلى ال عليه وسلم ) ‪.‬‬
‫وف صحيح مسلم عن عائشة رضي ال عنها قالت ‪:‬‬
‫( ما رأيت امرأة أحب إل أن أكون ف مسلخها ‪-‬أي‬
‫جلدها ‪ -‬من سودة بنت زمعة من امرأة فيها حدة) ‪،‬‬
‫‪-‬ومعناه تَمنّت أن تكو نَ ف مثل هدْيها وطريقتها ‪ ،‬ول‬
‫ترد عائشة عيب سودة بذلك بل وصفتها بقوة النفس‬
‫وجودة القري ة و هي الدة ‪-‬قا لت ‪ ( :‬فل ما كبت‬
‫جعلت يومها من رسول ال صلى ال عليه وسلم ل) ‪،‬‬
‫قالت يا رسول ال‪ ( :‬قد جعلت يومي منك لعائشة ) ‪.‬‬
‫فكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقسم ل عائشة‬
‫يومي يومها ويوم سودة ‪.‬‬
‫وعن ابن عباس رضي ال عنهما ق ال‪:‬‬
‫" خشِيت سودة أن يطلقها رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم فقا لت ‪ :‬يا ر سول ال ‪ ،‬ل تطلقن‬
‫وأمسكن واجعل يومي لعائشة ‪  ،‬ففعل "‪ ،‬ونزلت‬
‫هذه الية‪ { :‬وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو‬
‫إعراضا فل جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا‬
‫والصلح خي } (النساء‪ . )128:‬قال ابن عباس‬
‫‪ :‬فما اصطلحا عليه من شيء فهو جائز ‪ .‬رواه‬
‫البيهقي ف "سننه" ‪.‬‬
‫ولا حجّت نساء النب صلى ال عليه وسلم ف‬
‫ع هد ع مر ل ت جّ مع هم ‪ ،‬وقا لت ‪ :‬قد‬
‫حججت واعتمرت مع رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬فأنا أقعد ف بيت كما أمرن ال ‪،‬‬
‫وظلّت كذ لك ‪ ‬ح ت توف يت ف شوال سنة‬
‫أربع وخسي بالدينة ‪ ،‬ف خلفة معاوية بن أب‬
‫سفيان بعد أن أوصت ببيتها لعائشة ‪ ،‬أسكنهنّ‬
‫ال فسيح جنّاته ‪.‬‬
‫أخذت الادة من موقع الشبكة السلمية ‪:‬‬
‫‪http://www.islamweb.net/‬‬
‫وت التصميم من قبل‬
‫أخوكم‬

You might also like