You are on page 1of 17

‫المحاضرة الثانية‬

‫عاش سيدنا إسماعيل مع السيدة هاجر في مكة حياة كريمة وسط قبيلة جرهم وكانت الحياة ماشيه وكان‬
‫سيدنا إبراهيم كل فترة يجي يزورالسيدة هاجر ويزور ابنه إسماعيل ووصلنا من الزيارات دي أربع‬
‫زيارات‪.‬‬

‫أول زيارة‪:‬‬
‫وصلت لنا من سيدنا إبراهيم لسيدنا إسماعيل كان سيدنا إسماعيل ساعتها عمره سبع سنين سيدنا إبراهيم‬
‫كان في الشام رأى رؤية إنه بيدبح سيدنا إسماعيل فانطلق فورا إلى أن وصل إلى مكة كي يطيع أمر هللا‬
‫عز وجل ورؤيا األنبياء حق‪ ،‬فلما وصل لقى سيدنا إسماعيل قاعد مع السيدة هاجر وطبعا بقالهم فترة‬
‫طويلة ماشافوش بعض فترحيب بقى بينه وبين زوجته وبينه وبين ابنه وبعد كده أخد ابنه مباشرة ً طلع بيه‬
‫علي منى عند المنحر‪ ،‬وهما في الطريق إبليس متغاظ إزاي يعمل كده إزاي يطيع ربنا سبحانه وتعالي‬
‫الزم أوقعه في الغلط فتهيأ بهيئة رجل ووقف لسيدنا إبراهيم‪.‬‬
‫قاله‪ :‬إنت رايح فين؟‬
‫قاله‪ :‬رايح في حاجة‪.‬‬
‫قاله‪ :‬إيه الحاجة؟ رايح تدبح ابنك‪.‬‬
‫قاله‪ :‬هل رأيت والدا يذبح ولده‪.‬‬
‫قاله‪ :‬أنت تزعم أن هللا أمرك بذلك‪.‬‬
‫قاله‪ :‬قد أحسنت حيث أطعت هللا‪.‬‬
‫يعني أنا لوعملت كده فعال تمام بعد أمر ربنا سبحانه وتعالى يبقى أحسنت أنت بتوقفني ليه؟ وسابه ومشى‪،‬‬
‫إبليس بعدها قام طلع على أم سيدنا إسماعيل (السيدة هاجر)‪.‬‬
‫قالها‪ :‬ابنك فين؟‬
‫قالتله‪ :‬مع سيدنا إبراهيم راح في حاجة‪.‬‬
‫قالها‪ :‬دا رايح يدبحه‪.‬‬
‫فقامت قالتله‪ :‬وهل رأيت والدا يذبح ولده؟‬
‫قالها‪ :‬هو يزعم أن هللا أمره بذلك‪.‬‬
‫قالت له السيدة هاجر‪ :‬قد أحسن حيث أطاع هللا‪.‬‬
‫وبعدين قالك أعمل إيه؟ أل إيه العيلة دي؟ طب ده نبي طب دي إيه؟ زوجة النبي‪ ،‬طب هاتلي اللي عنده‬
‫بقى سبع سنين ده دا لسه صغير قام رايح على سيدنا إسماعيل وكان ماشي متأخر عن سيدنا إبراهيم‬
‫فقاله‪ :‬أين تذهب؟‬
‫قاله‪ :‬مع والدي في حاجته‪.‬‬
‫قاله‪ :‬دا عايز يدبحك‪.‬‬
‫فقاله‪ :‬هل رأيت والدا يذبح ولده؟‬
‫قاله‪ :‬هو يزعم أن هللا أمره بذلك‪.‬‬
‫فقاله‪ :‬لو فعل ‪-‬لو كان فعال الموضوع كده‪ -‬قد أحسن حيث أطاع هللا‪.‬‬
‫لو بجد دبحني يبقى أحسن حيث أطاع هللا ومشي سيدنا إسماعيل ورا سيدنا إبراهيم لحد ما وصلوا المنحر‬
‫أول ما وصلوا سيدنا إبراهيم(كأني أراه ينظر لسيدنا إسماعيل ابنه سبع سنين حاجه صعبه جدا ياجماعة)‬
‫يبصله كده ويقوله‪ :‬يعني هللا عز وجل أمرني إن أنا ادبحك يعني فانظر ماذا ترى؟(ساعتها سبحان هللا ولد‬
‫عنده سبع سنين هيقول إيه يعني؟ أنا مش متخيل ممكن يقول إيه)‬
‫بس سيدنا إسماعيل قال‪ :‬افعل ما تؤمر أنا صابر افعل ما تؤمر هللا عز وجل طاعته كلها خير كلها بركة‬
‫أنا صابر‪.‬‬
‫وبعد كده سأله سؤال قاله‪ :‬إنت قولت لوالدتي؟‬
‫قاله‪ :‬أل‪.‬‬
‫قاله‪ :‬أصبت ‪-‬صح كان الزم ماتقولهاش‪-‬‬
‫وبعد كده ابتدى ينصحه قاله‪ :‬يا أبتي لو حطيت السكينة على رقبتي بص الناحية التانية وابتدي بعد كده‬
‫إدبح ماتحطش السكينة وتدبح وإنت باصص دا أدعى إن إنت تصبر ألمر هللا عز وجل‪ ،‬شوف إحنا فين‬
‫شوف اإلبن الصالح اللي بيعين والده على طاعة هللا عز وجل ومش بيقف قدام والده‪.‬‬

‫وبالفعل سيدنا إبراهيم مسك السكينة وحطها على رقبة ابنه(وهللا الواحد لو تخيل الموقف وهللا قلبه‬
‫يوجعه)وإبتدى سيدنا إبراهيم إن هو يدبح أكنه نحاس في نحاس مابيدبحش خالص قام سيدنا إبراهيم مش‬
‫يقول بقى أحمدك يارب جت من عند ربنا أل جاب الحجر اللي هو بيحمي بيه السكينة وإبتدى يشحذ‬
‫السكينة تاني عشان خاطر تبقى حامية أكتر يحدها أكتر عشان خاطر يقطع ويدبح ابنه ويقوم حاطط‬
‫السكينه ويجي يدبح مابيدبحش عمل الموضوع ده مرتين أو تالتة يعني مش قال بقى خالص بقى الحمد هلل‬
‫جت من عند ربنا دا عمال يحاول مرة والتانية والتالتة عشان يدبح ابنه عشان ربنا‪.‬‬
‫{وإبراهيم الذي وفي{‬
‫إبراهيم وفى‪ ،‬إبرهيم كان قوي‪ ،‬إبراهيم كان أمه‪ ،‬حقيقة حاول مرة والتانية والتالتة بعد كده بيبص لقى أن‬
‫(هللا جل في عاله) أنزل وعل فداه فساعتها‪.‬‬
‫قاله‪ :‬خالص إرفع رأسك نزل فداك‪ ،‬وذبح الوعل وأخذه وانصرف إلي بيته‪.‬‬

‫افعَ ْل َما ت ُ ْؤ َم ُر‬ ‫ت ْ‬ ‫ي ِإ ِِّني أ َ َرى فِي ا ْل َمنَ ِام أ َ ِِّني أ َ ْذبَ ُحكَ فَا ْن ُ‬
‫ظ ْر َماذَا تَ َرى قَا َل يَا أَبَ ِ‬ ‫ي قَا َل يَا بُنَ َّ‬ ‫{فَلَ َّما بَلَ َغ َمعَهُ ال َّ‬
‫س ْع َ‬
‫ين (‪َ )103‬ونَا َد ْينَا ُه أ َ ْن يَا ِإب َْرا ِهي ُم‬‫سلَ َما َوتَلَّهُ ِل ْل َج ِب ِ‬‫ين (‪ )102‬فَلَ َّما أ َ ْ‬ ‫صا ِب ِر َ‬ ‫َّللاُ ِم َن ال َّ‬ ‫ستَ ِج ُد ِني ِإ ْن شَا َء َّ‬ ‫َ‬
‫ين (‪ )105‬إِ َّن َهذَا لَ ُه َو ا ْلبَ ََل ُء ا ْل ُم ِبينُ (‪َ )106‬وفَ َد ْينَاهُ‬ ‫س ِن َ‬ ‫الر ْؤيَا إِنَّا َكذَ ِلكَ نَجْ ِزي ا ْل ُمحْ ِ‬ ‫صد َّْقتَ ُّ‬ ‫(‪ )104‬قَ ْد َ‬
‫س ِن َ‬
‫ين‬ ‫علَى إِب َْرا ِهي َم (‪َ )109‬كذَ ِلكَ نَجْ ِزي ا ْل ُمحْ ِ‬ ‫س ََل ٌم َ‬ ‫ين (‪َ )108‬‬ ‫علَ ْي ِه فِي ْاْل ِخ ِر َ‬ ‫ِب ِذبْحٍ ع َِظي ٍم (‪َ )107‬وتَ َر ْكنَا َ‬
‫ين{‬‫(‪ِ )110‬إنَّهُ ِم ْن ِعبَا ِدنَا ا ْل ُم ْؤ ِم ِن َ‬
‫فيه زيارتين كمان‪:‬‬
‫من سيدنا إبراهيم لسيدنا إسماعيل والزيارتين دول كانوا بعد موت السيدة هاجر الزيارتين دول ماشافش‬
‫فيهم سيدنا إبراهيم سيدنا إسماعيل إلنه كان في الشغل بره البيت‪.‬‬

‫في الزيارة األولى‪:‬‬


‫سيدنا إبراهيم راح بيت سيدنا إسماعيل وإستقبلته زوجة سيدنا إسماعيل ماكانتش تعرف إن هو حماها أبو‬
‫زوجها وال تعرف إن ده سيدنا إبراهيم ولكن وجدت شيخ كبيرعليه عالمات الوقار والصالح فاستقبلته ألن‬
‫هو ضيف زوجها وزوجها كده كده جي في السكة وإكرام الضيف واجب قعدت تتكلم معاه ويتكلم معاها‬
‫فسألها عن عيشهم عايشين إزاي؟ أخباركوا إيه؟ فاشتكت مر الشكوى فضلت تشتكي وتشتكي وتشتكي من‬
‫الضيق ومن الفقر ومن الشدة وسيدنا إبراهيم بيسمع بيسمع بيسمع وبعد كده‪ ،‬قالها‪ :‬أنا دلوقتي الزم‬
‫انصرف ‪-‬كان مستعجل سيدنا إبراهيم‪ -‬ولكن إذا جاء زوجك فاقرأيه مني السالم وقولي له غير عتبة بابك‪.‬‬
‫سمعت الوصية دي وخالص سجلتها و هتبقي تقولها لزوجها أول ماييجي‪ ،‬وانصرف سيدنا إبراهيم‬
‫سيدنا إسماعيل لما جه البيت كأنه آنس شيئا ً يعني فيه حاجة يعنى في حد زارنا‪ ،‬سالها كده في حد زارنا؟‬
‫قالتله‪ :‬أيوة جاء شيخ صفته كذا وكذا وصفتهوله فعرف إن ده والده‪.‬‬
‫قالها‪ :‬طب ماوصاكيش بحاجة؟‬
‫قالتله‪ :‬أيوة يقرئك السالم ويقول لك غير عتبة بيتك‪ ،‬ساعتها سيدنا إسماعيل عرف الرسالة وفهمها كويس‪.‬‬
‫قالها‪ :‬هذا أبي ويأمرني أن اطلقك وطلقها وقال لها إلحقي بأهلك‪.‬‬
‫بعد فترة سيدنا إسماعيل تزوج من إمرأة أخرى صالحة وبعد فترة سيدنا إبراهيم جه عشان يزوره‪.‬‬
‫في الزيارة الثانية‪:‬‬
‫فراح البيت ماالقهوش برده ولكن إستقبلته المرة دي الزوجة التانية‪ ،‬لما إستقبلته برده مكانتش تعرفه وال‬
‫تعرف إن ده سيدنا إبراهيم وال تعرف إن ده حماها والد زوجها ولكن وجدته شيخ كبير عليه عالمات‬
‫الصالح وعليه عالمات الوقار فاستقبلته إن هو ضيف وإكرام الضيف إيه؟ واجب‪ ،‬لما قعدت تتكلم معاه‬
‫ويتكلم معاها سأل عليها وسأل علي سيدنا إسماعيل وسأل على عيشهم فأثنت على (هللا عز وجل) خيرا‪.‬‬
‫وابتدت تتكلم ببشر وقالتله‪ :‬وهللا عايشين في خير حال نشرب الماء ونأكل اللحم ويعني راضية جدا‬
‫ومبسوطة جدا‪.‬‬
‫سيدنا إبراهيم بيسمع الكالم وهو مبسوط من الزوجة الراضية مبسوط من الزوجة المتدينة اللي بتثني على‬
‫(هللا عز وجل) خيرا مبسوط ألن هو عرف إن ابنه دلوقتى هيعيش سعيد وإن ابنه هيقدر إن هو يأدي اللي‬
‫عليه ألن زوجته مش عامالله الدوشة بتاعة عايزين إحنا مش قادرين إحنا تعبانين إحنا وإحنا‪ ،‬فساعتها‬
‫سيدنا إبراهيم برده كان مستعجل فقرر إن هو يمشي بس قبل مايمشي كان الزم يسيب رسالة عكس‬
‫الرسالة االوالنية‪.‬‬
‫قال لها‪ :‬إذا جاء زوجك فاقرأيه السالم وقولي له ثبت عتبة بابك‪.‬‬
‫وانصرف بعد كده دخل سيدنا إسماعيل وكأنه أيضا آنس شيئا بيحس بوالده‪.‬‬
‫قالها‪ :‬فيه حد زارنا؟‬
‫قالتله‪ :‬أيوة شيخ صالح وأثنت عليه وقالت صفته كذا وكذا‪ ،‬فعرف سيدنا إسماعيل إن ده والده بس‬
‫ماتكلمش‪.‬‬
‫قالها‪ :‬طب مأوصكيش بحاجة؟ ماقالكيش تقوليلي حاجة؟‬
‫قالتله‪ :‬أيوة أوصاني أن أقرئك السالم وأقول لك ثبت عتبة بابك‪ ،‬ساعتها سيدنا إسماعيل كأنه فرح كأنه‬
‫تبسم يعني لهذا الخبر وهذه النصيحة وهذه الوصية‪.‬‬
‫قالها‪ :‬هذا والدي ‪-‬ده أبي‪ -‬وأمرني أن أمسكك‪.‬‬

‫من أهم زيارات سيدنا إبراهيم لسيدنا إسماعيل زيارة بناء الكعبة‪:‬‬
‫سيدنا إبراهيم راح مكة وأول ما دخل لقى سيدنا إسماعيل جمب ماء زمزم بيبري النبل بتاعه فأول ما‬
‫شافه وكان مشتاق ليه جدا‪ ،‬وسيدنا إسماعيل برضو كان مشتاق ليه جدا‪ ،‬ففعل كما يفعل الوالد مع ولده‬
‫والولد مع والده لو بقالهم فترة طويلة مشافوش بعض‪.‬‬
‫وبعد كده سيدنا إبراهيم قال لسيدنا إسماعيل‪ :‬أن هللا أمرني أمرا‪.‬‬
‫اطع ربك‪ ،‬علطول اسمع كالم ربنا سبحانه وتعالى‪.‬‬ ‫فقال له سيدنا إسماعيل مباشرة‪ِ :‬‬
‫فقام قاله‪َ :‬أو تُعينني؟‬
‫قال‪ :‬نعم‪.‬‬
‫قال‪ :‬إن هللا عز وجل أمرني أن ابني هاهنا بيتا وأشار على مكان مرتفع‪ ،‬ومباشرة راح سيدنا إبراهيم‬
‫وسيدنا إسماعيل على المكان وابتدوا يحفروا علشان خاطر يوصلوا للقواعد‪.‬‬
‫س ِمي ُع ا ْلعَ ِلي ُم{‬‫س َما ِعي ُل َربَّنَا تَقَبَّ ْل ِمنَّا ِإنَّكَ أ َ ْنتَ ال َّ‬ ‫{ َو ِإ ْذ يَ ْرفَ ُع ِإب َْرا ِهي ُم ا ْلقَ َوا ِع َد ِم َن ا ْلبَ ْي ِ‬
‫ت َو ِإ ْ‬
‫وابتدوا يحفروا لحد ما وصلوا للقواعد‪ ،‬بعد كده ابتدى سيدنا إسماعيل يروح يجيب الحجارة وسيدنا‬
‫إبراهيم يُصف الحجارة‪ ،‬وابتدوا يتعاونوا وهما عمالين يدوروا حوالين البيت وهما بيبنوه وهما بيقولوا‪:‬‬
‫{ َربَّنَا تَقبل منَّا إنگ أنتَ السمي ُع العَليم{‬
‫بس كان في ركن البيت حجر الزم يكون قوي علشان بيعتمد عليه كل البيت‪ ،‬فسيدنا إبراهيم بيقول لسيدنا‬
‫إسماعيل‪ :‬روح هاتلي حجر قوي فسيدنا إسماعيل كان تعبان شوية يعني كان كسالن شوية فراح وكأنه‬
‫يعني مش في نفس درجة النشاط فسيدنا إبراهيم قاعد مستني سيدنا إسماعيل ييجي‪ ،‬لقى جبريل نزل عليه‬
‫بالحجر األسود‪ ،‬نزله بالحجر ده والحجر ده من الجنة‪ ،‬اصال جاله وجه قام وضعه في الركن‪ ،‬بعد كده‬
‫سيدنا إسماعيل جاي وشايل الحجر بيبص لقي إن سيدنا إبراهيم جاب حجر قوي جدا‪.‬‬
‫قال له‪ :‬من أين جئت بهذا الحجر؟ يعني أنا روحت بعيد أوي علشان خاطر االقي حاجة وأنت لقيته كده‬
‫على طول من أين جئته؟‬
‫قال له‪ :‬جاء به من هو أنشط منك‪.‬‬
‫وبنوا الكعبة وفضلوا يدوروا حواليها عمالين يحطوا حجر ورا حجر ورا حجر‪.‬‬
‫{ر َّبنَا تَقبل منَّا إنگ أنتَ السمي ُع العَليم{‬
‫َ‬
‫ولما البناء ابتدى يرتفع شوية جابوا حجر علشان خاطر سيدنا إبراهيم يقف عليه ويحط الحجارة‪ ،‬ومن‬
‫ُكتر ما سيدنا إبراهيم بيقف عليه علمت رجل سيدنا إبراهيم في الحجرده وهو ده مقام سيدنا إبراهيم‪.‬‬
‫{ َوإتَ ِخذُوا ِمن َمقَ ِام إِب َْرا ِهيم ُم َّ‬
‫صلي{‬
‫سبحان هللا ابتدى يدور وفضل يمشي ويدور حوالين الكعبة ويحط طوبة ورا طوبة ورا طوبة لحد ما‬
‫اكتمل بناءالكعبة بيت هللا عز وجل‪.‬‬
‫ومن ذُ ِ ِّرتى قَا َل ََل َينَا ُل عَهدِي‬ ‫اس إ َماما ً قَا َل ِ‬ ‫ت فَأَت َّم ُه َّن قَا َل إ ِنى َجا ِعلگ ِللنَ ِ‬ ‫لى ِإب َْرا ِهي َم َر ُّبهُ ِبكَل َمـ ٰـ ٍ‬‫{ َوإ ِذ ا ْبتَ ٰ ٰٓ‬
‫صلى َوع ُِه ْدنَا إلى‬ ‫اس َوأمنَا ً َواتَّ ِخذوا ِمن َمقَ ِام إِب َْرا ِهي َم ُم َّ‬ ‫لمين (‪َ )١٢٤‬وإذ َجعلنَا البَيتَ َمثَابةً ِللنَّ ِ‬ ‫ظ ٰـ ِ‬‫ال َ‬
‫ب‬ ‫س ُجو ِد (‪َ )125‬و ِإ ْذ قَا َل ِإب َْرا ِهي ُم َر ِِّ‬ ‫والر ِ ِّك ِع ال ُّ‬
‫ُّ‬ ‫ين َوالعَاك ِف َ‬
‫ين‬ ‫طآئ ِف َ‬ ‫ط ِهرا ِبي ِتى ِلل َّ‬ ‫ِإب َْرا ِهي َم َو إس َما ِعي َل أن َ‬
‫اَّلل َوا ْليَ ْو ِم ْاْل ِخ ِر قَا َل َو َم ْن َكفَ َر فَأ ُ َم ِتِّعُهُ قَ ِل ً‬
‫يَل‬ ‫ت َم ْن آ َم َن ِم ْن ُه ْم ِب َّ ِ‬ ‫ار ُزقْ أ َ ْهلَهُ ِم َن الثَّ َم َرا ِ‬ ‫آمنًا َو ْ‬ ‫اجْ عَ ْل َهذَا بَلَدًا ِ‬
‫س َما ِعي ُل َربَّنَا‬ ‫ت َوإِ ْ‬ ‫ير (‪َ )126‬وإِ ْذ يَ ْرفَ ُع إِب َْرا ِهي ُم ا ْلقَ َوا ِع َد ِم َن ا ْلبَ ْي ِ‬ ‫س ا ْل َم ِص ُ‬ ‫ب النَّ ِار َو ِبئْ َ‬ ‫عذَا ِ‬
‫ط ُّرهُ إِلَى َ‬ ‫ض َ‬ ‫ث ُ َّم أ َ ْ‬
‫س ِل َمةً لَكَ َوأ َ ِرنَا‬ ‫س ِل َمي ِْن لَكَ َو ِم ْن ذُ ِ ِّريَّ ِتنَا أ ُ َّمةً ُم ْ‬ ‫س ِمي ُع ا ْلعَ ِلي ُم (‪َ )127‬ربَّنَا َواجْ عَ ْلنَا ُم ْ‬ ‫تَقَبَّ ْل ِمنَّا إِنَّكَ أ َ ْنتَ ال َّ‬
‫علَي ِْه ْم آيَا ِتكَ‬ ‫وَل ِم ْن ُه ْم يَتْلُو َ‬ ‫س ً‬ ‫يه ْم َر ُ‬‫الر ِحي ُم (‪َ )128‬ربَّنَا َوا ْبعَ ْث فِ ِ‬ ‫اب َّ‬ ‫علَ ْينَا ِإنَّكَ أ َ ْنتَ التَّ َّو ُ‬
‫س َكنَا َوت ُ ْب َ‬ ‫َمنَا ِ‬
‫يز ا ْل َح ِكي ُم (‪{)129‬‬ ‫اب َوا ْل ِح ْك َمةَ َويُ َز ِك ِ‬
‫ِّيه ْم ِإنَّكَ أ َ ْنتَ ا ْلعَ ِز ُ‬ ‫َويُعَ ِلِّ ُم ُه ُم ا ْل ِكتَ َ‬
‫فلما اكتمل بناء الكعبه(كأنى ارى سيدنا إبراهيم و جمبه سيدنا إسماعيل بيبصواعلى الكعبه إى الجمال ده‬
‫و ايه الفرحة دى؟ إى الحالوة اإليمانية دى) يعنى انظر كده إلى حال نفسك لما تروح تعمل عمرة وال‬
‫تروح تعمل حج فرحتك بعد ما تعمل العمرة أو الحج‪ ،‬شوف بقى فرحة اللي بنى الكعبة ذات نفسها و‬
‫ينظر إليها اللهم لك الحمد‪.‬‬
‫{ربَّنَا تَقبل منَّا إنگ أنتَ السمي ُع العَليم{‬
‫َ‬
‫فرحة ما بعدها فرحة‪ ،‬ثم بعد ذلك أمر هللا عز وجل سيدنا إبراهيم أن يؤذن فى الناس بالحج‪ ،‬يؤذن فى‬
‫الناس‪ ،‬من الناس‪ ،‬كل الناس‪ ،‬فسيدنا إبراهيم سمع األمر وأذن فى كل الناس بالحج‪ ،‬إزاى يعني صوتي ال‬
‫يبلغ كل الناس‪ ،‬فاهلل عز وجل قال له عليك النداء و علينا البالغ‪.‬‬
‫يق{‬ ‫ام ٍر َيأ ْ ِت َ‬
‫ين ِمن ُك ِ ِّل فَ ِّجٍ ع َِم ٍ‬ ‫ض ِ‬‫علَ ٰى ُك ِ ِّل َ‬ ‫اس ِبا ْل َح ِّجِ َيأْت ُوكَ ِر َج ً‬
‫اَل َو َ‬ ‫{ َوأَذِِّن ِفي النَّ ِ‬

‫و هنا فيه نقطة مهمة جدا الزم كلنا نعرفها إن العرب كلهم كانوا على التوحيد العرب كلهم كانوا بيعبدوا‬
‫ربنا سبحانه و تعالى وحده ال شريك له العرب كلهم كانوا حنفاء على ملة سيدنا إبراهيم ولكن الشياطين ما‬
‫سكتت و أهل الشر ما سكتوا و الوساوس بدأت و الضالل دخل و الظالم دخل و الناس انحرفوا عن دين‬
‫هللا عزوجل و دخلت جزيرة العرب أديان أخرى‪.‬‬
‫كيف انتشرت الوثنيه فى جزيرة العرب؟‬
‫ذكرنا قبل ذلك أن سيدنا إسماعيل تزوج من إمرأة ثم طلقها ثم تزوج من أخرى‪ ،‬و األخرى دي‬
‫كانت بنت سيد قبيلة جرهم‪ ،‬و األخرى دي أنجبت له ‪12‬ولد و بنت واحدة‪.‬‬
‫و لما هللا جل فى عاله قبض سيدنا إسماعيل و قيل عن عمر(‪137‬سنة) انتقلت والية مكة من إسماعيل‬
‫الى ابنه الكبير نابت بن إسماعيل‪ ،‬ولكن قبيلة جرهم اللي هما أخوال أبناء إسماعيل غلبوا أبناء إسماعيل‬
‫على الحكم و حكموا هما مكة حكموها و الحكم بقى يتوارث منهم‪ ،‬و تركوهم تماما أبناء إسماعيل ما‬
‫نازعوهم فى الحكم و ما حاولوش إن هما ياخدوا الحكم منهم و يستردوه مرة أخرى ألن هما أخوالهم‬
‫فتعظيما لصلة الرحم و تعظيما للبيت تركوا الحكم عندهم و عاشوا ف مكة آمنين‪.‬‬
‫فى الوقت ده حصلت قصة عجيبة جدا لرجل اسمه إيساف و إمرأة اسمها نائله إيساف و نائله دول كانوا‬
‫من أهل اليمن و كانوا بيحبوا بعض جدا و كان نفسهم يتجوزوا ولكن والد نائله ماكانش موافق إنه هو‬
‫يجوز بنته إليساف و ماكانوش عارفين يتقابلوا‪ ،‬فقرروا إن هما يتقابلوا فى الحج و تواعدوا إن هما‬
‫يتقابلوا عند الحرم‪ ،‬فلما اتقابلوا عند الحرم فجر بها إيساف عند الكعبه زنا بنائله عند الكعبة‪ ،‬والزنا ا ً‬
‫صال‬
‫معصية عظيمة جدًا مابالك بقى واحد بيعملها عند الكعبة فاهلل عز وجل اشتد غضبه عليهم ثم مسخهم‬
‫صنمين من حجر‪ ،‬بقى إيساف صنم من حجر ونائله صنم من حجر على وضعهم‪ ،‬ولما انتشر الخبر‬
‫وعرف الناس إن هذا هو إيساف وهذه هى نائله وأن ما هم عليه اآلن من هذا الحال هو بسبب هذه‬
‫المعصية خدوا الصنم ده وخدوا الصنم ده وحطوا واحد على الصفا وواحد على المروة عشان خاطر طول‬
‫ما هما ماشيين يبصوا عليهم ويفتكروا إن اللي بيعصي ربنا هنا بيتعاقب وإن اللي بيعمل حاجة حرام في‬
‫هذه البلد بتنزل عليه العقوبة‪ ،‬بل تنزل عليه عقوبة تخزيه في الدنيا و في اآلخرة‪.‬‬
‫حكم مكة فضل مستقر في جرهم مئات السنين ينزل من جيل لجيل لجيل لجيل وأبناء إسماعيل ما‬
‫بيحكموش ‪-‬سبحان هللا الحرام ما بيدومش‪ -‬الظلم دب وسطيهم وبقى عندهم طغيان شديد‪ ،‬ما قدروش نعمة‬
‫ربنا سبحانه وتعالى عليهم‪ ،‬ما قدروش إن بعد مئات السنين دي هما مستقرين في مكة‪ ،‬رغم إن بالمناسبة‬
‫في قبائل تانية كانت من ساعة ما هما مشيوا من اليمن بردو مشيوا معاهم ولحد دلوقتي ماعرفوش‬
‫يوصلوا لمكان فيه إستقرار وفيه أمان وفيه ماء‪ ،‬لحد دلوقتي فيه ناس كانت عمالة بتدور ومن دول قبيلة‬
‫اسمها (قبيلة خزاعة)‪.‬‬

‫قبيلة خزاعة‪:‬‬
‫قررت في النهاية إن هي تروح مكة وتنازع جرهم على مكة وتدخل مكة وتحارب عشان خاطر تاخد‬
‫المكان ده‪ ،‬سبحان هللا ساعتها بنو إسماعيل قرروا إنهم يعتزلوا الحرب دي وحارب جرهم خزاعة‬
‫والحرب أسفرت في النهاية عن هزيمة جرهم‪ ،‬وخزاعة دخلت جوه مكة واحتلت مكة وهي اللي حكمتها‪،‬‬
‫ولكن جرهم قبل ما تنصرف وتجري وتهرب من مكة وترجع اليمن تاني قررت إن هى تفسد على خزاعة‬
‫مكة فقامت واخدة كل الكنوز اللي كانت موجودة جوه الكعبة " ألن العرب كانوا بيحطوا كنوز في الكعبة‬
‫تقربًا هلل عز وجل" فجابت الكنوز دي كلها وحطتها في بير زمزم وطمرت بير زمزم وخلت مالوش أي‬
‫وجود "هتاخدوا األرض خدوها بس مش هتخدوا الماء"‪.‬‬
‫فعال ولكن لألسف كان معاهم البيت بغير زمزم‪ ،‬كان سيد قبيلة خزاعة اسمه عمرو‬‫ساعتها خزاعة دخلوا ً‬
‫بن لحي‪ ،‬عمرو بن لحي كان كالمه في مكة كالشرع بيمشي على الكبير وعلى الصغير‪،‬‬
‫وكان رجل كريم جدًا‪ ،‬كان بيطعم الحجيج وحده وكان ال يُرد له أمر مطلقًا‪ ،‬وكان عنده تجارة واسعة فكان‬
‫طالع في قافلة في الشمال وهو طالع مر على العماليق فلما مر عليهم وجد إن العماليق بيعبدوا أصنام‬
‫فراح شاف كده إيه الموضوع ده أنتوا بتعبدوا األصنام دي ليه يعني؟ قالك األصنام دي يعني بنستنصرها‬
‫فعال في القتال! قالك اه‪ ،‬طيب واية كمان؟‬ ‫فتنصرنا‪ ،‬قال وهللا؟ يعني نطلب منها النصر فتنصركم ً‬
‫نستمطرها فتمطرنا‪ ،‬هللا ده بجد! احنا عندنا مشكلة في المياة تحت‪.‬‬
‫طيب إيه األخبار احنا ممكن ناخد صنم من دول؟ قالك اه ممكن نعملك صنم‪ ،‬وبالفعل عملوا له صنم اسمه‬
‫ُهبَل ورجع عمرو بن لحي من الشمال إلى مكة ومعه أول صنم اسمه ُهبَل نصبه عند الكعبة وأمر كل أهل‬
‫مكة بعبادة ُهبَل وتعظيم ُهبَل ولألسف األمر بعد كده أزداد سو ًء عمرو بن لحي فكر كده وقالك دلوقتي‬
‫الناس كلها قاعدة بتعبد ُهبَل عند الكعبة مفيش مشكلة إنما لو رجعوا البيت يعبدوا إيه؟ ما هو مفيش هناك‬
‫ُهبَل هيعملوا إيه؟ فطلع قرار فرمان كل بيت الزم يكون جواه صنم علشان الناس اللي جواه لما تحب تعبد‬
‫تعبد الصنم ده‪.‬‬
‫طيب دلوقتي في حاجة تانية‪ .‬إيه؟ الناس دي ممكن تسافر تعمل إيه لما تسافر؟ قالك أي واحد مسافر الزم‬
‫ياخد معاه صنم صغير كده يعبده في الطريق‪ ،‬هللا مش ده بيستنصره؟ مش ده بيستمطره؟‬
‫افرض تاه يعمل إيه؟ هيدعي‪ .‬هيدعي مين؟ ما هو ُهبَل هناك واإلله بتاعه في البيت‪ ،‬ياخد معاه واحد‬
‫صغير يدعيه في السكة ويمشي نفسه بيه‪.‬‬
‫طيب دلوقتي في قبائل محيطة بمكة‪ ،‬القبائل دي بتعبد مين؟ بتعبد ربنا سبحانه وتعالى‪ ،‬ولكن لسلطة عمرو‬
‫بن لحي قدر يقنعهم كلهم إن هما كلهم الزم يكون عندهم آلهة‪ ،‬فلألسف انتشرت عبادة األصنام في جزيرة‬
‫العرب بسبب الملعون عمرو بن لحي‪.‬‬
‫ومن عجائب هذا الزمان إن إيساف ونائله اللي فجروا عند الكعبة وربنا سبحانه وتعالى غضب عليهم‬
‫ومسخهم لصنمين من حجر واتحط واحد عند الصفا والتاني عند المروة والناس بقيت تمشي وتبص عليهم‬
‫وتعتبر‪ ،‬نزل الصنمين في صحن الحرم والناس بقت تعبدهم من دون هللا عز وجل ‪-‬سبحان هللا‪ -‬حصل‬
‫نوع من أنواع اإلنتكاس الفطري الغير عادي ناس بقت تقدس وتعظم األصنام بشكل غير عادي‪ ،‬الزم‬
‫كل قبيلة يكون عندها صنم بتعبده‪ ،‬يبقى عندها صنم بتدبح عنده‪ ،‬الزم كل بلد يكون عندها صنم بتتقرب‬
‫ليه‪ ،‬الناس بقتت عايشه تتقرب لألصنام بعد ما كانوا عايشين ورا سيدنا إبراهيم‪ ،‬بعد ما كانوا حنفاء‬
‫موحدين‪ ،‬بقى دلوقتي ماشين ورا عمرو بن لحي ومشركين بيعبدوا أي األصنام كل ده بتوجيه عمرو بن‬
‫لحي أول من بدل دين العرب‪ ،‬النبي صلى هللا عليه وسلم يقول‪ " :‬أنه رأه في النار وهو يجر أمعائه "‪،‬‬
‫عليه لعنة هللا‪.‬‬
‫من األمور ايضا التي افسدها عمرو بن لحي التلبية فأدخل في التلبية اللي كلها توحيد‪ ،‬الشرك يعني التلبية‬
‫معروفة "لبيك اللهم لبيك لبيك ال شريك لك لبيك إن الحمد والنعمه لك والملك ال شريك لك" هو زود عليها‬
‫بقى إال شريك لك تملكه وما ملكت‪ ،‬فسبحان هللا بقت أول التلبية توحيد وأخرها الشرك‪ ،‬والناس اتبعت‬
‫عمرو بن لحي على هذا الشرك‪.‬‬
‫من األمور ايضا التي افسدها أنه هو أخترع أنعام مقدسة بيتقرب بيها لأللهه هو عنده دلوقتي آلهه من‬
‫حجارة بقى يتقرب للحجاره دي بأنعام مقدسة اللي هي بهايم يعني ‪-‬سبحان هللا‪ -‬حتى حاجة ال تعقل بقى‬
‫في حاجه دلوقتي اسمها البحيره‪ ،‬البحيره دي محدش يحلب اللبن بتاعها تماما ً ليه؟ تقربا ً لأللهه‪ .‬طيب‬
‫والوصيله‪ ،‬الوصيله دي تُسيب محدش يجي جنبها تماما‪.‬‬
‫والسائبه برده تُسيب كده محدش يركبها ما محدش يحط عليها حاجة‪ .‬والحام من ُحمي ظهره محدش‬
‫يركبوا وال يحط عليه حاجة من الحاجات دي‪ ،‬كل واحدة من دول بمواصفات معينة لو بقيت المواصفات‬
‫تنطبق على هذه الدابة خالص دي تبقى سائبه ودي تبقى بحيره ودي تبقى حام بقى خالص الناس دلوقتي‬
‫تتقرب باألنعام دي لآللهه من باب تقديس اآللهه تقديس االنعام‪ .‬فأفسد على الناس دينهم و أفسد على الناس‬
‫كمان حياتهم ‪-‬سبحان هللا‪ -‬شيء حتى ال يعقل عشان كده ربنا سبحانه وتعالى في القرآن بيقول‪:‬‬
‫ٱَّلل ۡٱل َكذ َۖ َ‬
‫ِب‬ ‫علَى َّ ِ‬
‫ون َ‬ ‫سا ٰٓ ِئبَ ٖة َو ََل َو ِصيلَ ٖة َو ََل َح ٖام َو ٰلَ ِك َّن ٱلَّذ َ‬
‫ِين َكفَ ُرواْ يَ ۡفتَ ُر َ‬ ‫ٱَّللُ ِم ۢن بَ ِح َ‬
‫ير ٖة َو ََل َ‬ ‫{ َما َجعَ َل َّ‬
‫ون{‬‫َوأ َ ۡكثَ ُرهُمۡ ََل يَ ۡع ِقلُ َ‬

‫كيف انتشرت اليهودية في جزيرة العرب؟‬


‫كده احنا عرفنا إزاي الوثنيه انتشرت في جزيرة العرب إزاي بقى اليهودية انتشرت في جزيرة العرب؟‬
‫خلينا نبدأ الرحلة من الجنوب من اليمن ومع رجل من أعظم ملوك اليمن واسمه ربيعه ابن نصر‪ ،‬ربيعه‬
‫بن نصر شاف رؤيا عجيبة في المنام خلته اتفزع قال الرؤية دي رؤية غير عادية دي إشارة دي عالمة‬
‫دي حاجة بتحذرني ُملكي سيهلك‪ ،‬ساعتها قال أنا الزم ادورعلى اللي يفسر لي الرؤية دي فجاب كل‬
‫العرافين والسحرة والمنجمين عايز يعرف إيه تفسير الرؤية ولكن محدش قدر يفسرها له‪ ،‬بس بصراحة‬
‫هو مش محدش عرف يفسرها له هو كان حاطت شرط غريب شوية قال‪ :‬اللي هيجي لي ده أنا مش‬
‫هاقول له الرؤية وهو يفسرها ال ده لو هو عنده علم اوي بقى يقول لي إيه هي الرؤية طالما أنت راجل‬
‫عراف وبتفهم وعندك علم يعني بالغيب وبتاع وبتعرف المستقبل كمان‪ ،‬خالص أنا مش هاقول لك على‬
‫حاجة قدام بس أنا هقول لك على حاجة قدام و حاجة حصلت اللي هى الرؤية‪ ،‬فقول لي إيه هى الرؤية‬
‫وكمان قول لي تفسيرها‪ ،‬فكل اللي ُجم ما كانوش يعرفوا إنهم يفسروا الرؤيا بتاعت ربيعه ابن نصر ولكن‬
‫كلهم اجتمعوا على إن هما مفيش إال اثنين هما اللي ممكن يساعدوك في هذا االمر‪ ،‬رجل اسمه ِشق وآخر‬
‫اسمه سطيح‪ ،‬دعى الملك شق وسطيح ولكن سطيح جاء قبل شق فلما دخل على الملك‪.‬‬
‫قال له الملك‪ :‬أني قد رأيت رؤيا هالتني وفظعت بها فأخبرني به فإنك إن أصبتها أصبت تأويلها‪.‬‬
‫فقال سطيح‪ :‬أفعل ثم تابع‪.‬‬
‫ظلمه فوقعت بأرض تهمه فأكلت منها كل ذات ُجمجمه‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬رأيت ُح َم َمه خرجت من ُ‬
‫فقال الملك‪ :‬ما اخطأت منها شيء يا سطيح فماعندك في تاويلها؟‬
‫فقال سطيح‪ :‬اقسم بما بين الحارتين من حنش لتهبطن أرضكم ال َحبش فليملكن ما بين أبين الى ُح َرش‪.‬‬
‫فقال الملك‪ :‬وابيك يا سطيح أن هذا لنا لغائط موجع فمتى هو كائن آخر زماني أم بعده؟‬
‫فقال سطيح‪ :‬ال بل بعده بحين أكثر من ستين أو سبعين يمضين من السنين‪.‬‬
‫فقال الملك‪ :‬أفيدوم سلطانهم أم قطع ينقطع‪.‬‬
‫قال سطيح‪ :‬ال بل ينقطع لبضع وسبعين من السنين ثم يقتلون و يخرجون منها هاربين‪.‬‬
‫قال الملك‪ :‬و من يلي ذلك من قتلهم و إخراجهم؟‬
‫قال سطيح‪ :‬يليهم يرم ذي يزن يخرج عليهم من عدن فال يترك منهم أحدا باليمن‪.‬‬
‫قال الملك‪ :‬أفيدوم ذلك من سلطانه أم ينقطع؟‬
‫قال سطيح‪ :‬بل ينقطع‪.‬‬
‫فقال الملك‪ :‬و من يقطعه؟‬
‫رد قائال‪ :‬نبي زكي يأتيه الوحي من قبل العلي‪.‬‬
‫فقال الملك‪ :‬ومن هذا النبي؟‬
‫قال‪ :‬رجل من ولد غالب بن فهر بن مالك بن النضر يكون الملك في أهله إلى آخر الدهر‪.‬‬
‫فقال الملك‪ :‬و هل للدهر من آخر؟‬
‫قال سطيح‪ :‬نعم يوم يجمع فيه األولون واألخرون يسعد فيه المحسنين ويشقي فيه المسيئون‪.‬‬
‫فقال الملك‪ :‬أحق ما تخبرني؟‬
‫فقال سطيح‪ :‬نعم والشفق والغسق والفلق إذا اتسق إن ما انبئتك به لحق‪.‬‬
‫بعد كده جاله شق و أراد الملك إنه يتأكد من تأويل الرؤية‪ ،‬فلما جاله ماحكلهوش إنه جاله قبل كده سطيح‬
‫وإنه فسرله الرؤية‪ ،‬فلما دخل عليه وسأله عن الرؤية‪.‬‬
‫قال شق‪ :‬رأيت حممه خرجت من ظلمه فوقعت بين روضة وأكمه فأكلت منها كل ذات نسمه‪.‬‬
‫فلما قال هذا الكالم وعلم أنه اتفق مع سطيح‪.‬‬
‫قال الملك‪ :‬ما أخطأت ياشق منها شيئا فما عندك من تأويلها‪.‬‬
‫فقال شق‪ :‬أحلف بما بين الحرتين من إنسان لينزلن أرضكم السودان فليغلبن على كل طفلة البنان و ليملكن‬
‫ما بين أبين إلى نجران‪.‬‬
‫فقال له الملك‪ :‬و أبيك يا شق إن هذا لنا لغائظ موجع فمتي هو كائن؟ أفي زماني أم بعده؟‬
‫قال شق‪ :‬ال بل بعده بزمان ثم يستنقذكم منهم عظيم ذو شأن فيذيقهم أشد الهوان‪.‬‬
‫فقال الملك‪ :‬ومن هذا العظيم الشأن؟‬
‫فقال شق‪ :‬غالم ليس بدنئ و ال مدن يخرج عليهم من بيت ذي يزن‪.‬‬
‫فقال الملك‪ :‬أفيدوم سلطانه أم ينقطع؟‬
‫فقال شق‪ :‬بل ينقطع برسول مرسل يأتي بالحق و العدل من أهل الدين والفضل يكون الملك في قومه إلى‬
‫يوم الفصل‪.‬‬
‫فقال الملك‪ :‬و ما يوم الفصل؟‬
‫فقال شق‪ :‬يوم نجي فيه الوالة يدعي فيه من السماء بدعوات يسمع منها األحياء واألموات و يجمع فيه‬
‫الناس للميقات يكون فيه لمن اتقي الفوز و الخيرات‪.‬‬
‫فقال الملك‪ :‬أحق ما تقول؟‬
‫فقال شق‪ :‬إي و رب السماء و األرض و ما بينهما ومن رفع و خفض إن ما أنبئتك به لحق ما فيه أمض‪.‬‬
‫يكاد يكون تفسير شق و سطيح لرؤية ربيعه بن نصر واحد‪ ،‬االتنين بيقولوا إن الحبشه هيحتلوا اليمن‪ ،‬و‬
‫االتنين بيقولوا إن اليمنيين هيستردوا الحكم مرة أخرى‪ ،‬و االتنين بيقولوا إن في نبي هينزل وساعتها‬
‫ينقطع حكم اليمن مرة أخرى‪ ،‬ولكن أكتر حاجة كانت شاغلة دماغ ربيعه بن نصر إن الموضوع ده هيبدأ‬
‫بعد ستين سبعين سنة‪ ،‬اه هو مش هيكون موجود زي ما هما قالوا ولكن أهله هيكونوا موجودين‪ ،‬أوالده‬
‫ممكن يكونوا موجودين‪ ،‬و بناء عليه خاف جدا و خد قرار إن هو يهجر كل أسرته إلي العراق‪ ،‬وبعتهم‬
‫للعراق و بعت معاهم رسالة ألحد ملوك الفرس‪ ،‬الرسالة دي توصية إن هو يهتم بيهم دول أحد أبناء ملك‬
‫من ملوك اليمن اللي هو ربيعه بن نصر‪ ،‬فأسكنهم هذا الملك مدينة الحيره‪ ،‬بعد ما مات ربيعه بن نصر‬
‫انتقل الحكم إلى تبان أسعد و أصبح هو ملك اليمن‪.‬‬
‫و بالمناسبة‪ ،‬ملك اليمن عند اليمنيين بيقولوا عليه تبع‪ ،‬تبع اليمن يعني ملك اليمن‪ ،‬زي ما الملك عند‬
‫األحباش بيبقي اسمه النجاشي‪ ،‬والملك عند الفرس بيبقي اسمه كسرى‪ ،‬والملك عند الروم اسمه قيصر‪.‬‬
‫المهم تبان أسعد ‪-‬اللي هو تبع اليمن‪ -‬كان رجل عظيم و كان عنده تجارة عظيمة‪ ،‬خد المال بتاعه و‬
‫التجارة بتاعته و كان طالع في قافلة من اليمن إلى الشام‪ ،‬وهو في الطريق عدى على يثرب‪ ،‬يثرب في‬
‫الوقت ده كمان بيسكنها قبائل من قبائل اليهود‪ ،‬طيب جت منين القبائل دي؟ في الوقت ده كان فيه الروم‬
‫مسيطرين على الشام و كان في قبائل كتير من اليهود عايشه في الشام فاضطهدوا عشان خاطر الروم‬
‫نصارى اضطهدوا اليهود جامد جدا‪ ،‬فبقت اليهود بتهاجر عماله تنتشر في الجزيرة العربية دول يروحوا‬
‫هنا و دول يروحوا هنا ففي قبائل راحت سكنت في يثرب‪.‬‬
‫المهم تبان أسعد و هوماشي عدى على يثرب‪ ،‬ساب فيها مال وبضائع و ساب ابنه عشان خاطر يتاجر في‬
‫هذه البضائع وهذا المال وانطلق هو إلى الشام وابنه بيتاجر في يثرب‪ ،‬حصلت مشكلة بينه و بين واحد‬
‫فقتلوه‪ ،‬وصل الخبر لتبان أسعد فأقسم إن هو يأتي هذه البلدة فيخربها تماما‪ ،‬وصل تبان أسعد بجيشه عند‬
‫يثرب وبدأ القتال كان قتال شديد جرحى ودماء وقتلى ‪-‬قتال غير عادي‪ -‬ثم بعد ذلك حدث شيء عجيب‬
‫جدا‪ ،‬لما توقف القتال عشان خاطر الليل بدأ يدخل وراح أهل يثرب في يثرب وراح أهل اليمن في‬
‫المعسكر بتاعهم شوية ولقوا إن فيه وفد جي من يثرب على المعسكر بتاع أهل اليمن فتبان أسعد يعني‬
‫بيبص مين دول لقى إن الوفد ده جي بالطعام والشراب والكرم كله‪ ،‬إيه ده؟ إيه الناس العجيبة دي؟ يعني‬
‫الصبح كنا إحنا بنتقاتل بليل تكرمونا ناس عجيبه جدا‪ ،‬خد الحاجة وراحوا‪.‬‬
‫وتاني يوم قال ال مفيش يعني هما أكرمونا بليل بيسكتوني؟ ال أنا جي أنتقم إلبني وأنا عزمت وأقسمت إن‬
‫أنا سأدمر هذه المدينة المحاله خالص‪ ،‬تاني يوم راح عشان خاطر يقاتل أهل يثرب لقى إن هما جاهزين‬
‫ورايحين يقاتلوا عادي جدا‪ ،‬بردو قاتلوا قتال شديد وجرحي وقتلى وبعدين توقف القتال دول راحوا‬
‫للمعسكر بتاعهم ودول راحوا للمعسكر بتاعهم وشوية ولقى بردو الضيافة جايه والطعام والشراب إيه‬
‫ياجماعة الناس دي؟ رأى منهم عجبا يعني كانوا أصحاب كرم شديد يعني ناس غير عادية يعني تفكر في‬
‫حال هؤالء‪.‬‬
‫المهم يوم والتاني وبعد كده لقى اتنين طالعين من يثرب جاين علي معسكر تبان أسعد لما وصلوا االتنين‬
‫دول مكنوش محاربين إنما كانوا علماء يهود‪ ،‬لما وصلوا طلبوا إن هما يقابلوا تبان أسعد وقعدوا معاه‬
‫وسألوه إنت جاي ليه؟‬
‫قال لهم‪ :‬أنا جي عشان خاطر أدمر هذه المدينة إنتقاما منكم إلن أنتوا قتلتوا إبني‪.‬‬
‫فردوا عليه بكل ثقة قاال‪ :‬لن تدمرها‪.‬‬
‫فقالهم‪ :‬ليه؟‬
‫قالوا‪ :‬ألنها مهجر نبي المكان ده‪ ،‬البلد دي عمرها ماهتدمر ألن المكان ده هايجي عليه نبي بعد كده‪ ،‬نبي‬
‫آخر الزمان هيجي يهاجر هنا ويعيش هنا‪ ،‬فمينفعش البلد دي تدمر إطالقا‪.‬‬
‫فقالهم‪ :‬طب إنتوا عرفتوا منين؟‬
‫قالوا له‪ :‬ما احنا علماء ‪-‬علماء في اليهودية‪ -‬طب إيه هي اليهودية؟‬
‫فكلموه عن اليهودية وشرحوله اليهودية فاقتنع باليهودية وإعتنق اليهودية وطلب منهم إن هما يجوا معاه‬
‫إلي اليمن عشان خاطر يدعوا الناس لليهودية‪.‬‬
‫تبان أسعد دلوقتي بيتحرك من يثرب رايح اليمن‪ ،‬رايح معاه القافلة بتاعته التجارية ومعاه جيشه ‪-‬بس‬
‫لألسف معهوش ابنه‪ -‬بس معاه إتنين من علماء اليهود‪.‬‬
‫وهو في الطريق هيمر علي مكة بس قبل مايوصل لمكة خرج ليه أهل هذيل الهذليين أول ماخرجوله‬
‫قعدوا مع تبان أسعد وكانوا بيكرهوه وبيكرهوا أهل اليمن وبيكرهوا أهل مكة كمان فحبوا إنهم يعملوا‬
‫حاجه يخلصوا بيها من أهل اليمن ومن أهل مكة‪.‬‬
‫راحوا لتبان أسعد وقالوا له‪ :‬مش عايز دهب؟ مش عايز فضة؟ مش عايز كنوز؟‬
‫فطبعا هو يعني ملك وتاجر قالهم‪ :‬طبعا عايز‪.‬‬
‫قالوا له‪ :‬بص وإنت في الطريق لليمن هتالقي مكة‪ ،‬ادخل البلد دي فيها بيت إهدمه وخد كل‬
‫الكنوزالموجودة جوه‪ ،‬الكنوزدي موجودة من مئات السنين الناس عماله تحط جوا البيت ده كنوز هتالقي‬
‫كنوز كتير جدا وأي حد بقي يقف قدامك خلص عليه‪.‬‬
‫طبعا هو يعني حب المال بقى وهو ملك ومعاه الجيش بتاعه وفرصة دلوقتي دى على طريقي يعني وأنا‬
‫كده كده نازل اليمن هعدي على مكة واخد الكنوز دي‪.‬‬
‫هما بقي بيعملوا إيه؟ هما عارفين إن اللي هيتعرض للبيت ده ربنا هيهلكه‪ ،‬فهما عايزين ربنا يهلكه‬
‫فبيوقعوه في الغلط‪ ،‬وفي نفس الوقت هما عارفين إن هو ممكن يقتل أهل مكة بالكامل عشان خاطر ياخد‬
‫الكنوز دي فيبقي كده خلصوا من أهل مكة وخلصوا كمان من أهل اليمن‪.‬‬
‫لما عرف الموضوع ده وخالص بقي قرر إن هو يدخل دلوقتي عشان خاطر ياخد الكنوز دي قبل بس‬
‫ماياخد القرار كده طبعا الراجل لسه في البداية يعني‪ ،‬فقام جاب اإلتنين األحبار اليهود قال ياخد رأيهم‬
‫يعني إيه األخبار‪ ،‬فطلبهم يعني ياجماعة دلوقتي أنا أهل هذيل طلعولي قالوا لي إن المكان دا فيه كنوز‬
‫وإحنا عايزين ناخد الكنوز دي عشان خاطر نستخدمها في التجارة والفقراء يعني هناخد الكنوز يعني‬
‫فأنتوا إيه رأيكوا في الموضوع ده؟ أهدم الييت؟ وال البيت ده بيت مين؟ وال إيه الموضوع؟‬
‫فحذروه وقالوا له‪ :‬أوعى تعمل كده دول هما معملوش كده إال عشان خاطر إنت تهلك‪.‬‬
‫قالهم‪ :‬ليه؟‬
‫قالوا له‪ :‬إحنا ال نعلم أن هلل عز وجل بيت في األرض إال هذا البيت‪ ،‬طيب نعمل فيه إيه؟‬
‫قالوا له‪ :‬روح البيت وعظمه وطوف بيه‬
‫قالهم‪ :‬هللا طب انتوا مابتعملوش كده؟‬
‫قالوا‪ :‬ال إحنا علماء بني إسرائيل علماء يهود ماينفعش إن إحنا نروح نعمل فيه كده بعد ما أهله حطوا فيه‬
‫األصنام وعبدوا فيه غير (هللا عز وجل) إنما أنت عادي ممكن تروح ممكن تطوف بيه وتعمل العبادات‬
‫دي‪.‬‬
‫فساعتها جاب الهذليين وقطع إديهم ورجليهم‪ ،‬ذهب تبان أسعد إلي مكة وعظم البيت وطاف به وحلق‬
‫ونحر وأطعم الناس وسقاهم العسل كمان وبات في مكة ست أيام‪ ،‬ويوم وهو نايم رأى رؤية إن هو بيكسوا‬
‫الكعبة‪.‬‬
‫وبالمناسبة للوقت ده مكنش فيه كسوة علي الكعبة وكان بنيان الكعبة مكشوف هو رأى رؤية إن هو بيكسوا‬
‫الكعبة فلما استيقظ أمر فوضع على الكعبة كساء ولكن كان كساء غليظ‪ ،‬فلما نام نفس اليوم حلم ورأى‬
‫رؤية تانية إنه ال إن الكساء اللي بيتحط على الكعبة ده كساء جميل ورقيق كده فاستبدل تاني يوم الكساء ده‬
‫بكساء جميل ورقيق‪ ،‬وكل سنة كان بيتحط كساء على الكعبة كل سنة كساء على كساء على كساء مكنوش‬
‫بيشيلوا الكساء القديم ويحطوا الجديد لغاية زمن عبد المطلب خافوا بقى على الكعبة من كتر هذا الكم‬
‫الهائل األوزان الهائلة اللي فوق الكعبة إن هي تكون سبب في هدم الكعبة فشالوا كل ده وبقوا كل سنة‬
‫يشيلوا الكساء القديم ويحطوا كساء جديد‪ ،‬وهي دي قصة الكساء للكعبة‪.‬‬
‫ثم انطلق تبان أسعد بمن معه إلى اليمن فلما وصلوا إلى اليمن أهل اليمن رفضوا تبان أسعد رغم إن هو‬
‫الملك ليه؟ عشان خاطر وصلهم خبر إن هو ساب الدين إللي كانوا عليه وكانوا أهل أوثان وكانوا‬
‫يتحاكمون إلى النار‪ ،‬لما يختلفوا في حاجة يروحوا البيت بيبقي له باب وجواه نار بيفتحوها قدام الناس‬
‫المختلفين لو حد إتحرق يبقى ده اللي عليه الغلط والتاني اللي ينجوا ده يبقى هو إللي معاه الحق وهو ده‬
‫بالنسبالهم العدل‪ ،‬المهم لما تبان أسعد دخل قالوا له إنت مش هتحكمنا تاني ورفضوا إن هما يدخلوه‬
‫فقالهم‪ :‬طيب نتحاكم إلى النار‪.‬‬
‫فراح قال للرهبان‪ :‬دلوقتي الموضوع واحد إتنين تالتة واحنا بنتحاكم للنار روحوا عند النار وهنجيب‬
‫الكهان باألصنام بتاعتهم وبالحجات اللي هما بيقولوها التعاويذ بتاعتهم هيروحوا برده يقفوا عند بيت النار‬
‫ونفتح النارعليكوا إنتوا االتنين ولو النار اكلتهم يبقي انتوا اللي على الحق ولو النار أكلتكم يبقى هما اللىي‬
‫على الحق‪.‬‬
‫راحوا فعال ووقفوا قدام البيت وفتحوا النار والنار دخلت فيهم هما االتنين فخرجوا هما عرقانين بس‬
‫والتوراه معاهم محصلهاش أي حاجة‪ ،‬اما التانين فقد احترقت كل األصنام اللي معاهم واقتنع أهل اليمن‬
‫باليهودية وكلهم اعتنقوها وبكده انتشرت اليهودية في أهل اليمن‪.‬‬
‫بعد ما مات تبان أسعد حكم ابنه حسان ابن تبان أسعد‪ ،‬وحسان كان عنده شخصية متكبرة وكان عنده‬
‫شخصية عندها تعجرف كده وأحالم توسعية وإن هو يحكم األرض كلها ويطئ العرب والعجم‪ ،‬وكان‬
‫واخد البلد كلها معاه عملها جيش وبيبني بقي أمجاد نفسه وبيفتح البالد اللي حواليه وبيسيطر على كل‬
‫األراضي كان عنده أحالم توسعية غير عادية‪ ،‬وطبعا دى خلى الناس اللي حواليه ماتحبوش ألن هيعيشوا‬
‫طول عمرهم بيقاتلوا عشان خاطر يبنوا شخص واحد هما مالهومش أي عالقه بيه‪ ،‬فكانت الناس‬
‫مابتحبوش وهو كان عارف ده كويس فكان حاطط احتياطاته بقى إن أي حد بيدخل عليه الزم يتفتش‬
‫كويس جدا وميكنش معاه سالح إال شخص واحد بس وهو أخوه عمرو‪.‬‬
‫فضلوا بقى الجيش ماشي بالفتوحات بتاعته والسيطرة بتاعته لغاية ماوصلوا للعراق‪ ،‬طب احنا خالص في‬
‫العراق دلوقتي تعالى نرجع بقي لليمن يعني خالص عايز سيطرة أكتر من كده إيه؟ كل المنطقة دي بقت‬
‫تحت سيطرتك‪ ،‬وهو ال عايز يكمل عايز يروح الروم‪ ،‬ال هقضي على الروم‪ ،‬ياعم طب انزل بيحاولوا‬
‫يقنعوه مابيقتنعش‪ ،‬طيب ينفع نقتله؟ برده ماينفعش نقتله‪ ،‬طيب نعمل إيه؟‬
‫فأهل حمير اللي هما أهل اليمن الموجودين معاه في الجيش قرروا إن هما يروحوا ألخوه عمرو ويقنعوه‬
‫إن هو يقتل أخوه ويطمعوه في الحكم كده وتقتله ونرجع بعد كده اليمن ونعيش بقى الحياة الرغدى وأنت‬
‫شخص ذكي وشخص حكيم وفضلوا ينفخوه ويقنعوه لغاية ماطمعوه فعال في الحكم‪ ،‬ففكر إنه يفكر في‬
‫الموضوع بجدية وابتدى يستشير الناس اللي حواليه‪ ،‬لألسف كل الناس أشارت عليه‪ ،‬أيوه عشان خاطر‬
‫المشكلة تتحل وعشان خاطر القتال اللي مابينتهيش ده الزم ينتهي الزم تروح تقتل أخوك‬
‫ولكن فيه واحد بس اسمه ذو ُرعين قاله‪ :‬ال إياك أن تفعل أشار عليه أال يفعل ولكن ذو ُرعين لقى إن هو‬
‫لوحده إللي بيقول كده وإن عمرو مش سامع كالمه اوي‪.‬‬
‫فقاله‪ :‬خالص يعني مادام إنت دلوقتي مش هتسمع كالمي أنا هكتب كتاب معين ورقة معينة وهسبها معاك‬
‫أمانة بس لو سمحت حافظ عليها وهطلبها منك فقاله ماشي كتب الكتاب وادهوله وقاله‪ :‬دي أمانة عندك‬
‫هطلبها منك‪.‬‬
‫وبالفعل عمرو خد األمانة وخد خنجر ودخل على أخوه وقتل أخوه وخد الجيش ورجع لليمن‪ ،‬لما وصل‬
‫س ِل َ‬
‫ط عليه السهر‬ ‫عمرو بالجيش لليمن‪ ،‬اه دلوقتى بقى ملك اليمن و لكن بقى عنده مشكلة ضخمة ُ‬
‫ماكنش بينام‪ ،‬يحط دماغه على المخدة مينمش يتعب نفسه مينمش يعمل أى حاجة مينمش‪ ،‬جاب المنجمين‬
‫و جاب األطباء و جاب العرافين جاب أى حد ممكن يساعده كلهم قالوله حاجه واحده بس ال نعرف أحدا ً‬
‫قتل أخاه إال و سلط عليه السهر‪ ،‬فلما سمع الكالم ده قال‪ :‬بس أنا الزم انتقم كل الناس اللى نصحتنى إن أنا‬
‫اقتل أخويا حسان الزم اقتلهم‪ ،‬و فضل يقتلهم واحد ورا التاني لغاية ما وصل لذو ُرعين جابه علشان‬
‫خاطر يقتله‪.‬‬
‫قاله‪ :‬أنا منصحتكش بكده‪.‬‬
‫قاله‪ :‬ال كلكم هتتقتلوا كلكم كنتوا موجودين‪.‬‬
‫قاله‪ :‬أنا منصحتكش‪ ،‬طيب مش أنا كنت سايبلك بطاقة‪.‬‬
‫قاله‪ :‬اه‪.‬‬
‫قاله‪ :‬ممكن تطلعها و تديهالى قبل ما تقتلنى‪.‬‬
‫قاله‪ :‬ماشى‪.‬‬
‫فلما طلعها وجد مكتوب فيها‪:‬‬
‫عين‬
‫قرير ِ‬
‫َ‬ ‫أال من يشترى سهرأ بنوم سعي ًد من يَبيت‬
‫فأ َّما ِحميَر غدرت وخانت فمعذره االله لذى رعين‬
‫فلما قرأ ما فيها ترك ذو ُرعين‪.‬‬
‫إشتد حزن عمرو بن تبان أسعد وبقى عنده اكتئاب شديد جدا ً وفضل الحزن يزيد و يزيد لغاية ما الحزن‬
‫قتله ومات من حزنه على قتل أخوه ‪ ،‬وبعد كده حصلت فتنة فى اليمن و بقى فى نزاع على الحكم و فيه‬
‫غفلة من الناس‪.‬‬
‫وثب على الحكم رجل فاسق قاتل طريق اسمه لخنيعه‪ ،‬لخنيعه كان راجل فاسق رجل سوء حكم اليمن‬
‫حوالي سبع و عشرين سنة وكان بيعمل أعمال قوم لوط و كان عنده مكان مخصص لهذه الفاحشة وكان‬
‫بيتعمد إنه يجيب أبناء األمراء والناس اللي كانوا هيبقوا حكام فى البلد ديه يجيبهم و يجيب أبنائهم و يعمل‬
‫معاهم الفاحشة‪ ،‬و بعد كده يخرج من الغرفة قدام الناس كلها و قدام الجنود و هو متفاخر بنفسه و حاطت‬
‫السواك فى بُقه كده والتاني ياعيني يخرج وراه وهو غلبان‪ ،‬فالناس كلها تعرف إن لخنيعه عمل الفاحشة‬
‫فى فالن الفالني فينكسر طول عمره و عمره ما يحلم يرجع ملك تانى‪.‬‬
‫ولكن سبحان هللا الحال مادمش على كده حفر قبره بإيده‪ ،‬بعت لشاب معين جميل و لكن هو بعتله عشان‬
‫خاطر مش بس هو جميل بس عشان خاطر يكسره هو كمان‪ ،‬بن تبان أسعد الصغير أخو عمرو وأخو‬
‫حسان كان إسمه زرعه ذى نواس‪.‬‬
‫زرعه ذى نواس كان ولد ساعتها صغير جدا ً من زمان بقى أول ما اغتصب لخنيعه الحكم و لكن دلوقتى‬
‫ذى نواس بقى كبير و بقى شاب وسيم‪ ،‬عرف إنه هو عاوزه فطبعا ً لبس و تهيأ و جاب خنجر و حطه فى‬
‫نعل الجزمة و راح له أول ما رح له في هذا المكان وثب عليه وقتله و قطع رأسه و بعد كده ساب رأسه‬
‫ونزل‪ ،‬فالناس بصت لقت إن ذى نواس نازل لوحده إيه الحكاية؟ فى إيه؟ بيبصوا لقوا الراجل مقتول جوه‬
‫و رأسه مفصولة عن جسمه فأول ما شافوا المنظر ده قالوا‪ :‬بس الحكم يرجعلك تاني أنت الملك أنت اللي‬
‫قدرت تخلصنا من هذا الرجل السوء هذا الرجل الفاسق يبقى أنت اللي تحكمنا‪ ،‬ورجع الحكم تاني في والد‬
‫تبان أسعد فى ذى نواس‪.‬‬

‫كيف انتشرت النصرانية في جزيرة العرب؟‬


‫حنا دلوقتى عرفنا إزاي انتشرت الوثنيه فى جزيرة العرب وكمان اليهودية‪ ،‬ؤطيب إزاى انتشرت‬
‫النصرانية؟‬
‫خلينى احكيلكوا قصة فميون‪ ،‬فميون ده رجل صالح على دين المسيح كان يعيش في الشام و كان له عباده‬
‫و له كرامات عجيبة جدا ً‪ ،‬وكانت الناس بتتناقل الكرامات بتاعته و ابتدت تتعامل معاه فى البلد اللي هو‬
‫عايش فيها معاملة مختلفة‪ ،‬ابتدوا إن هما يعظموه طبعا ً هو كرجل صالح مابيحبش إن الناس تتعامل معاه‬
‫بهذه الطريقة فخد بعضه و واحد صاحبه كان رفيقه و مشوا و دخلوا فى جزيرة العرب‪ ،‬اتخطفوا في‬
‫جزيرة العرب واتباعوا كرقيق في نجران في اليمن لرجل من أشراف اليمن‪.‬‬
‫أهل نجران في الوقت ده كانوا بيعبدوا نخلة وكانوا بيقدسوا النخلة وعاملين للنخلة يوم عيد يحطوا عليها‬
‫أجود أنواع الثياب وأجود أنواع ال ُحلي‪ ،‬وكان صاحب البيت اللي بيخدم فيه فميون برضوا بيعبد نفس‬
‫النخلة وكان مش فارقة معاه فكرة إن فميون ما بيعبدش النخلة إلنه في اآلخرعبد وأهم حاجة إنه هو‬
‫يكون بيخدم كويس ويؤدي شغله كويس‪ ،‬وكان فميون شايف الباطل بس مابيتكلمش هو بيجتهد جدًا في‬
‫كثيرا ويذكر هللا عز وجل ويدعوا هللا‬‫ً‬ ‫خدمة أهل البيت‪ ،‬يجي بالليل كان بيعبد ربنا سبحانه وتعالى ويصلي‬
‫عز وجل ولكن مابيتكلمش في الموضوع ده خالص‪ ،‬وفي مرة صاحب البيت كده و هو ماشي في البيت‬
‫لقى البيت بالليل منور أوي‪ ،‬إيه ده؟ البيت منور اوي كده ليه؟ إيه النور ده؟ دور على مصدر النور لقى‬
‫إن مصدر النور المكان اللي فيه فميون راح فتح عليه لقاه بيصلي ولقى النور من عنده‪ ،‬إيه النور ده؟‬
‫منين؟ كرامة من كرامات فميون جعلها هللا عزوجل له آيه‪.‬‬
‫فساعتها قعد معاه وقال له‪ :‬إيه ده؟ إيه اللي أنت بتعمله؟‬
‫قال له‪ :‬بصلي‪.‬‬
‫قال له‪ :‬بتصلي لمين؟ مين اإلله بتاعك؟‬
‫ابتدى يتكلم معاه عن دين المسيح ابتدى يتكلم معاه عن التوحيد عن ربنا ابتدى يتكلم معاه عن الدين اللي‬
‫بيعبدوا فيه نخلة (يعني النخلة يافندم دي آخرها تجيب بلح يعني مش هينفع إن هى تنفع أو تضر)‪.‬‬
‫طيب إنتوا إزاي تعبدوها ؟ دى كذا دى‪ ،‬ابتدى يتكلم معاه وإن هو يحرك عقله شوية‪ ،‬الراجل برضوا‬
‫متربس شويتين (بقاله فترة طويلة برده بيعبد نخلة)‬
‫ولكن في النهاية قال له‪ :‬طب احنا حنعمل تحدي‪ ،‬نعمل إيه؟ نجمع مجموعة من الناس ونروح عند النخلة‬
‫لو أنا إلهي أهلك إلهكم يبقى أنا إلهي حق‪ ،‬لو أنتم إلهكم محصلوش أي حاجة من إلهي يبقي أنتم إلهكم اللي‬
‫حق‪ ،‬ساعتها الراجل دى راح جمع مجموعة من الناس وراحوا عند النخلة وراح فميون فضل يدعي‬
‫يدعي يدعي يدعي يدعي ربنا سبحانه وتعالى لغاية ما هللا جل في عاله أرسل على هذه النخلة ريح‬
‫فاقتلعتها وكل الناس اللي واقفة تقريبا آمنوا باهلل عز وجل وكفرت بهذه النخلة‪.‬‬
‫طبعًا بعد الحادث دي ماكانش ينفع إن الراجل اللي اشتري فميون إن هو يأخذ فميون معاه البيت ويخدمه‬
‫تاني الوضع اتغير‪ ،‬فميون دلوقتي بقى له مكانة حتي في قلب الرجل وفي قلب المجموعة اللي آمنت بدين‬
‫فترك فميون تركه إن هو يروح يعبد ربنا سبحانه وتعالي في مكان علي أطراف‬ ‫َ‬ ‫المسيح واتبعت فميون‪،‬‬
‫المدينة‪.‬‬
‫في الوقت دى حصل حاجة في المدينة دي مدينة نجران‪ ،‬ملك نجران كان عنده ساحر الساحر ده ماكانش‬
‫جوه المدينة كان موجود في قرية جنب المدينة كان فيها جبل كده كان هو موجود في القرية دي وكان‬
‫عايش فيها‪ ،‬فقرر إن هو بعد ما كبر في السن إن هو يطلب من الملك إنه يبعتله ِغلمان علشان خاطر‬
‫يعلمهم السحر ألن هو كبر ومبقاش قادر على السحر زي زمان والشغل زي زمان وعشان خاطر الشغل‬
‫يفضل مستمر ومصالح الدولة ومصالح الحاكم تفضل ماشية الزم يكون عندك ساحر فابعتلي والد عشان‬
‫خاطر اعلمهم السحر‪ ،‬ساعتها كل واحد عنده ولد بعت للساحر كل واحد الشروط منطبقة عليه كان الزم‬
‫يودي ابنه ألن طبعا دى هيبقي قريب جدًا من الملك يعني دى لو وصل إنه يبقى الطفل الصغير دى بقى‬
‫هو ساحر الملك دى هيبقى يعني يُشبه الملك‪ ،‬كل أب وأم حلمهم ابنهم يكون ساحر الملك‪.‬‬
‫ومن األبناء دول ولد اسمه عبدهللا بن الثامر أبوه وأمه بعتوه علشان خاطر يتعلم السحر من هذا الساحر‪،‬‬
‫وكان عبد هللا بن الثامر كل شوية يقوم واخد بعضه وطالع على الساحر من مدينة نجران إلى هذه القرية‬
‫اللي موجود فيها الساحر يقعد فيها ويتعلم ويرجع رايح جاي رايح جاي‪ ،‬لغاية مرة وهو في الطريق سمع‬
‫شدُه إيه الصوت دى؟ بيبص داخل المكان‬ ‫صوت كده على حدود مدينة نجران صوت همهمه كده صوت َ‬
‫اللي طالع منه الصوت لقى راجل جميل جدا ووضيئ جدا عليه عالمات الصالح وعليه الوقار‪ ،‬مين‬
‫الراجل ده؟ الراجل ده هو فميون‪.‬‬
‫عبدهللا بن الثامر ابتدى يسمع كالم فميون ويفهم كالم فميون ويآمن بكالم فميون وابتدى يعرف إن فميون‬
‫هو الحق والساحر هو الباطل وحصلتله عالمات في حياته تثبتله إن فميون هو الحق وإن هو الصح وإن‬
‫هو اللي الزم يَتٌبً ٌع‪ ،‬وبقى ينفر من إن هو يروح للساحر وبقى يحصله مشاكل بسبب ده‪ ،‬بس كمل عشان‬
‫خاطر إيمانه‪.‬‬
‫ابتدى يحس إنه هو عنده ميزة إن دعاؤه بيستجاب فابتدى يستغل الدعاء المستجاب ده فى الدعوة وابتدى‬
‫يتكلم مع الناس عن الدين وعن التوحيد وابتدى يشوف أى واحد عيان مثالً يروح يقوله بص لو آمنت باهلل‬
‫هدعيلك ربنا سبحانه وتعالى وحتشفى‪ ،‬فبقت الناس تروحله عشان خاطر تحل مشاكلها فبقى يحل لهم‬
‫مشاكلهم بشرط إن هما يآمنوا باهلل فبقوا يؤمنوا باهلل‪ ،‬واإليمان انتشر لدرجة إن اإليمان وصل لغاية قصر‬
‫الملك‪ ،‬الناس اللى بتقعد مع الملك طالتهم الدعوة وآمنوا باهلل عزوجل سبحان هللا‪.‬‬
‫األمر انكشف وملك نجران إللي كان فاكر نفسه إله‪ ،‬وهو كان بيحكم بإسم اإلله‪ ،‬هو كان بيحلل ويحرم‪،‬‬
‫ماهو النخلة مش هتقول حالل وحرام‪ ،‬إنما هو كان فاكر نفسه إله‪ ،‬عمل إيه؟ جاب الناس كلها وابتدى‬
‫يدور مين اللي بيقولكم كده؟ مين اللي بيقولكوا فى إله غيري؟ لغاية ماعرف إن فى حد عنده كمان جوه‬
‫القصر من الناس اللي بتقعد معاه آمنوا‪ ،‬جابه فضل يعذبه لحد ما دل على الغالم وشاف الغالم جاب الكالم‬
‫منين؟ من فميون‪ ،‬قتل فميون وقتل صاحبه وجاب عبدهللا بن الثامر وهدده ارجع‪ ،‬ارجع وحاول يقتله مرة‬
‫والتانية‪ ،‬وداه فوق جبل عشان خاطر يرميه عشان خاطر يرجع وما عرفش‪ ،‬حاول يقتله إن هو يغرقه‬
‫وبرده ماعرفش‪.‬‬
‫عبدهللا بن الثامر فى اآلخر راح ووقف قدام الملك وقاله مش هتعرف تقتلنى إال لو جبت سهم وقولت بسم‬
‫هللا رب الغالم‪ ،‬كأنه بيقوله مش هتعرف تقتلنى إال لوكنت مؤمن زيي‪ ،‬مش هتعرف تقتلنى غير كده‪،‬‬
‫وبالفعل جمع الناس كلهم بشرط عبدهللا بن الثامر نجمع الناس كلها وتقتلنى قدام الناس كلها‪ ،‬جمع الناس‬
‫كل الناس واقفة كل الناس بتتفرج‪ ،‬وقف عبدهللا بن الثامر مسك السهم الملك وخد القوس شد الوتر جامد‬
‫ونشن عليه‪ ،‬وقف عبدهللا بن الثامر بيشاورله على الحتة اللي تضربنى فيها‪ ،‬وقام قايل الملك بسم هللا رب‬
‫الغالم وساب السهم انطلق دخل ف جسمه قطعه‪ ،‬مات عبدهللا بن الثامر بس آمن ‪ 20‬ألف بني آدم في‬
‫اللحظة دى‪.‬‬
‫فاكرين ذو نواس اللي احنا لسه كنا بنتكلم عليه أحد ملوك اليمن ‪،‬ذونواس بقى سمع إن نجران جمبه تحول‬
‫دينها كله إلى النصرانية‪ ،‬طبعا ً إزاى يعني تتحول للنصرانية؟ إزاي يبقوا مابيعبدوش زيي مثال؟ وعلى‬
‫نفس الديانة بتاعتي اليهودية؟ طيب ماهما ماكانوش اصالً كده‪ ،‬يعني إيه المشكلة أنت إيه اللي مزعلك؟ ال‬
‫هما يعبدوا نخلة ماشى‪ ،‬إنما طالما هيتحولوا يبقى يتحولوا يبقوا زيي يا إما يفضلوا زي ما كانوا‪.‬‬
‫كبرت في دماغه إن هما الزم يبقوا على نفس دينه‪ ،‬وطبعا عرف الوقت ده إن ملك نجران ذات نفسه مات‬
‫من كتر الحزن والكآبة‪ ،‬فجهز جيشه وانطلق إلى نجران يريد أن يحول البلد بالكامل إلى اليهودية‪ ،‬أول ما‬
‫وصل هناك لقى الناس مؤمنة باهلل عزوجل أوي ومؤمنة بدينها جدا‪ ،‬وابتدى يعرض عليهم إن انتوا يا إما‬
‫هتكونوا يهود زيي وبالطريقة اللي أنا بقول عليها يا إما هقتلكم‪ ،‬فابتدوا الناس تبين إن هما مستحيل‬
‫يتغيروا ومستحيل إن هما يسيبوا دينهم‪ ،‬فحفر لهم األخاديد حفر لهم حفر كبيرة جدا ً جدا ً جدا ً وولع فيها‬
‫النار وبقى كل واحد إما إن أنت تؤمن إما إن أنت تترمى‪ ،‬لألسف قتلهم كلهم وما نجاش منهم إال واحد‬
‫بس‪.‬‬

‫اب ْاأل ُ ْخدُو ِد (‪ )4‬ال َّن ِار‬ ‫ص َح ُ‬ ‫ش ُهو ٍد (‪ )3‬قُ ِت َل أ َ ْ‬ ‫ت ا ْلبُ ُروجِ (‪َ )1‬وا ْليَ ْو ِم ا ْل َم ْوعُو ِد (‪َ )2‬وشَا ِه ٍد َو َم ْ‬ ‫اء ذَا ِ‬‫س َم ِ‬‫{ َوال َّ‬
‫ش ُهو ٌد (‪َ )7‬و َما نَقَ ُموا ِم ْن ُه ْم ِإ ََّل‬ ‫ين ُ‬ ‫ون ِبا ْل ُم ْؤ ِم ِن َ‬‫علَى َما يَ ْفعَلُ َ‬ ‫علَ ْي َها قُعُو ٌد (‪َ )6‬و ُه ْم َ‬ ‫ت ا ْل َوقُو ِد (‪ِ )5‬إ ْذ ُه ْم َ‬ ‫ذَا ِ‬
‫ش ْي ٍء ش َِهي ٌد (‪ )9‬إِ َّن‬ ‫علَى ُك ِ ِّل َ‬ ‫َّللاُ َ‬‫ض َو َّ‬ ‫ت َو ْاأل َ ْر ِ‬ ‫اوا ِ‬ ‫س َم َ‬‫اَّلل ا ْلعَ ِز ِيز ا ْل َح ِمي ِد (‪ )8‬الَّذِي لَهُ ُم ْلكُ ال َّ‬ ‫أ َ ْن يُ ْؤ ِمنُوا ِب َّ ِ‬
‫يق (‪ )10‬إِ َّن الَّذ َ‬
‫ِين‬ ‫اب ا ْل َح ِر ِ‬ ‫عذَ ُ‬ ‫اب َج َهنَّ َم َولَ ُه ْم َ‬ ‫عذَ ُ‬ ‫ت ث ُ َّم لَ ْم يَتُوبُوا فَلَ ُه ْم َ‬ ‫ِين فَتَنُوا ا ْل ُم ْؤ ِم ِن َ‬
‫ين َوا ْل ُم ْؤ ِمنَا ِ‬ ‫الَّذ َ‬
‫ار ذَ ِلكَ ا ْلفَ ْو ُز ا ْل َك ِب ُ‬
‫ير {‬ ‫ت لَ ُه ْم َجنَّاتٌ تَجْ ِري ِم ْن تَحْ ِت َها ْاأل َ ْن َه ُ‬ ‫آ َمنُوا َوع َِملُوا ال َّ‬
‫صا ِل َحا ِ‬

‫الوحيد اللي عرف يهرب من المحرقة دي كان دوس ذو ثعلبان‪ ،‬خد بعضه على الفرس بتاعه في طريق‬
‫رملي زي الصاروخ‪ ،‬انطلق إلى الشمال في الشام عشان يروح للروم ويقابل قيصر ويقول له اللي حصل‬
‫في إخوانه النصارى‪ ،‬يحاول إن هو يستعطفه ويبعت معاه جيش عشان خاطر ينتقم له‪ ،‬لكن لألسف قيصر‬
‫اعتذر وقاله‪ :‬إن المسافة طويلة جدا وقاله‪ :‬اللي أنا ممكن اعمله معاك إني ابعت معك رسالة للنجاشي في‬
‫الجنوب في الحبشه‪ ،‬روح له وهو قريب وممكن يتصرف‪ ،‬وبالفعل كتب الرسالة‪ ،‬ودوس أخد‬
‫الرسالة وطلع على الحبشة وراح للنجاشي وحكاله كل اللي حصل واداله الرسالة بتاعت قيصر‪ ،‬النجاشي‬
‫غضب غضب شديد جدا‪ ،‬وابتدى إن هو يتحرك فورا جهز جيش من سبعين ألف مقاتل‪ ،‬يتحرك عشان‬
‫خاطر ينتقم من هذا الرجل الذي قتل إخوانه النصارى‪.‬‬
‫انطلق الجيش الحبشي من الحبشه إلى اليمن بقيادة قائد اسمه أرياط‪ ،‬وكان من أهم القادة الموجودين في‬
‫الجيش قائد معروف اسمه أبرهه له دور قدام هنتكلم عليه‪.‬‬
‫لما أرياط اخذ الجيش بتاعه وطلع على اليمن ووقف أمام جيش اليمن بقياده ذو نواس حصل مقتلة شديدة‬
‫ولكن لم يستطع الجيش اليمني وذو نواس أن يصبروا كثير أمام جيش األحباش‪ ،‬ولما احس ذو نواس إن‬
‫هو هينهزم عزة نفسه يعني لم تقبل إن هو يكون أسير أو إن هو يشوف جيشه منهزم‪ ،‬فدخل جوه البحر‬
‫وغرق نفسه ومات منتحر‪ ،‬وساعتها انتصر الجيش الحبشي وسيطر على اليمن وحكم اليمن وبكده‬
‫تكون تحققت رؤية ربيعة ابن نصر‪.‬‬
‫الحبشه حكموا اليمن فترة من الزمان وكان الحاكم هو أرياط‪ ،‬وكان أرياط حاكم ظالم بيظلم اليمنيين‬
‫وكمان بيظلم األحباش‪ ،‬وده ماعجبش ناس كثير في الجيش وعلى رأسهم أبرهه وحصل انقسام في الجيش‬
‫بقى قسم مع أبرهة وقسم مع أرياط‪ ،‬وبالفعل حصل تواعد و كان هيحصل قتال بين الجيش وبعضه ولكن‬
‫يوم اللقاء أبرهه وأرياط اتفقوا مع بعض إن هما مايدخلوش الجيش في الموضوع ده‪ ،‬وإن هما اإلثنين‬
‫بس اللي يتقاتلوا واحد يتقتل والتاني يأخذ الجيش كله و يحكم اليمن‪.‬‬
‫وبالفعل حصل قتال بين أبرهه وأرياط‪ ،‬وأبرهه قتل أرياط‪ ،‬وأخذ الجيش وهو اللي حكم اليمن‪ ،‬أول ما‬
‫النجاشي ملك الحبشه عرف اللي حصل في الوالية بتاعته في اليمن‪ ،‬وإن القائد بتاعه اتقتل من قائد أصغر‬
‫منه‪ ،‬افتكر إن ده إنفصال وأقسم إن هو مش هيسيب أبرهه بعد ما قتل أرياط إال بعد ما يطأ تراب اليمن‬
‫ويحلقله شعره‪ ،‬وساعتها عرف أبرهه القسم ده وقرر إن هو طبعا يبقى على نفسه فبعت رسالة وطرد‬
‫لملك الحبشه‪.‬‬
‫الرسالة فيها‪ :‬إن ده خالف بيني وبين أرياط وحلناه مع بعض بإن أنا أقتله‪ ،‬وهو كان أقل مني في‬
‫اإلمكانيات‪ ،‬وأنا أقدرعلى سياسة البلد منه‪ ،‬إنما والءنا احنا اإلتنين ليك واحنا اإلثنين كنا خدامين عندك‬
‫فالوضع على ماهو عليه‪ ،‬أما القسم بتاعك‪ ،‬فبعت له شوال فيه تراب اليمن دوس عليه‪ ،‬وأما شعره فهو‬
‫حلقه لنفسه‪ ،‬وبعتهوله علشان خاطر يبقى القسم تمام‪ ،‬وملك الحبشه رضى من أبرهه بذلك‪.‬‬
‫زيادة في التجويد أبرهه أمر ببناء كنيسة عظيمة تابعة للكنيسة األم في الحبشة واسمها القليس‪ ،‬وسخر كل‬
‫أهل اليمن إن هما يبنوا هذه الكنيسة‪ ،‬وكان بيشق عليهم جدا‪ ،‬وبعد مابناها أمر كل العرب إنهم ييجوا‬
‫عشان خاطر يحجوا في هذه الكنيسة‪ ،‬لماالعرب استقبلوا رسائل أبرهه إن أنتو الزم كلكم ترحوا تحجوا في‬
‫القليس غضبوا جدا واستشاطوا‪ ،‬يعني إزاي تؤمرنا بحاجة زى كده؟ احنا أصال بنحج في بيت هللا عز‬
‫وجل بنروح عند الكعبة إزاي تؤمرنا بحاجه زي كده؟ ولكن محدش رد إال رجل واحد فقط من كنانة‪ ،‬أخد‬
‫بعضه وقام طالع على القليس ودخل القليس وتغوط جواه تغوط ونجس المكان وقام ملحوس المكان تماما‬
‫انتقاما منه‪ ،‬وبعد كده رجع تاني واألمر اتكشف واتعرف إن اللي عمل كده رجل من كنانه‪ ،‬من الذين‬
‫يتوجهون إلى الكعبة‪ ،‬من الذين يتوجهون الى بيت هللا عز وجل في مكة‪ ،‬عرف الموضوع ده أبرهه وقرر‬
‫حينها أن ينتقم‪.‬‬
‫**********************************************************************************‬

You might also like