‫‪1‬‬

‫النبذة الصغرى‬
‫أ‬ ‫ة‬ ‫ف‬
‫لمعر�� ا لرك ن� ا ل ار ب�ع م ن� � ركا ن� ا لد � ن‬
‫ي�‬
‫ا ل سط ا لص�غ‬
‫رى‬ ‫لك�رى و و ى و‬ ‫و ع ال ما �ته ا ب‬

‫بقلم‬
‫أيب بكر العدين ابن عيل املشهور‬
‫‪2‬‬

‫(ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ)‬
‫‪3‬‬

‫المقدمة‬
‫احلم�د هلل ال�ذي مجع يف الكتاب العزيز وس�نة نبي�ه حممد ‪ m‬قواعد‬
‫الدين ‪ ،‬والصالة والسالم عىل النبي اخلاتم األمني وعىل آله وأصحابه‬
‫امليامني ‪ ،‬وعىل التابعني هلم بإحسان من هذه األمة رجاالً ونسا ًء وكبار ًا‬
‫وصغار ًا إىل يوم الدين ‪.‬‬
‫وبعد فهذه َُنبذ ٌة خمترص ٌة مجع ُتها للمبتدئني من طالب وطالبات العلم‬
‫ُ‬
‫األب�وي النبوي الرشعي ع�ن الركن الرابع م�ن أركان الدين احلاوي‬
‫عىل عالمات الس�اعة الكربى والوسطى والصغرى ‪ ،‬وما يرتتب عىل‬
‫دراستها من معرفة علم فقه التحوالت وسنتيه املعروفتني بسنة املواقف‬
‫وس�نة الداللة آم ً‬
‫ال بأن ينتفع هبا اجلميع وتكون لنا وهلم خدمة علمية‬
‫وعملية لدعوة النبي الشفيع ‪ . m‬آمني اللهم آمني ‪.‬‬
‫املؤلف‬
‫‪4‬‬

‫الدرس األول‬

‫أركان الدين األربعة‬

‫أص�ل معرف�ة أركان الدي�ن األربعة عم�ق النظ�ر يف حديث جربيل‬
‫الس�نّة»‪ ،‬والذي‬
‫ش وه�و احلدي�ث املعروف لدى أهل العلم بـ «أ ّم ّ‬
‫رواه اإلمام مسلم يف صحيحه عن عمر بن اخلطاب ؤ (((‪ ،‬والذي‬
‫جاء فيه ‪:‬‬
‫بينام نحن عند رس�ول اهلل ‪ m‬ذات يوم ‪ ،‬إذ طلع علينا رجل ش�ديد‬
‫بياض الثياب ‪ ،‬شديد سواد الشعر ‪ ،‬ال يرى عليه أثر السفر وال يعرفه‬
‫منا أحد ‪ ،‬حتى جلس إىل النبي ‪ ، m‬فأسند ركبتيه إىل ركبتيه ‪ ،‬ووضع‬

‫(( ( برقم (‪. )8‬‬

‫‪5‬‬

‫كفيه عىل فخذيه ‪ ،‬وقال‪ :‬يا حممد! أخربين عن اإلسلام‪ .‬فقال رس�ول‬
‫� ْ َا ُ أَ نْ تَشْ َ َ أَ نْ �َّ ا �ٰ َه �َّ ا ٱ ّٰ ُ َأَ نَّ �ُ ََّ ً َ ُ ُ‬
‫��ح�م�دا ر�� �س �ول‬
‫اهلل ‪ « :m‬ا �ل� ��س�ل� � � � �����ه�د � � �ل� �ل�� �ل� � لله � �و� �م‬
‫�إِ �إِ‬ ‫�‬
‫َتُ �إِ َ � م ّ َا َة َتُ�ؤْ ت � زَّ َ ا َة َتَ ُ َ َ َ َ نَ َ تَ َُّ‬ ‫ٱ ّٰ‬
‫�‬
‫�‬ ‫�‬ ‫َ‬
‫��ص�ل� � ‪� � .‬و �� �ي� ا �ل�ك� � ‪� � .‬و�� �صو�م ر�م��‬
‫�ضا �‪� .‬و ��‬
‫ح‬ ‫� للِه ‪� � ،m‬و���قِ� ي�� ا �ل�‬
‫ِ‬
‫ج‬ ‫ا‬‫� َ ْ تَ ن ٱ ْ تَ �مَْ تَ �َ ْ َ ً‬
‫صدقت‪ .‬قال فعجبنا له يس�أله‬ ‫َ‬ ‫ا �لب�ي��� �إِ ِ� � ��س�����ط�ع� �إِ �لي��ِه ��سبِ��ي��ل� » قال‪:‬‬
‫ويصدقه‪.‬‬
‫أَ نْ تُ�ؤْ نَ َ�ٱ ّٰ َ َ َا َ ت َ ُ تُ‬
‫قال‪ :‬فأخربين عن اإليامن ‪ ،‬قال‪� �� � � � « :‬م� �ب� للِه‪� ،‬و�م�ل�ئِ��كِ��ِه‪� ،‬وك��بِ �ِه‪،‬‬
‫ِ‬
‫َتُ�ؤْ نَ ا �ْ َ َ َ ْ َ �َ ّ‬ ‫َ ُ ُ َ � َ ْ � �آ‬
‫صدقت‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ِهِ » قال‪:‬‬ ‫ر‬ ‫�‬
‫ِهِ �و����ش‬
‫�خ�ي ر‬ ‫�ق�د ِر�‬
‫�‬ ‫�ور��سِ��ل�ِه‪ � ،‬او �ل�ي �وِ�م ا �ل� خِ�ِر‪� � .‬و �� ِم� �بِ� ل�‬
‫�‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫�‬
‫���أَنَّ َ َت َ ُ فَ نْ‬ ‫أَ نْ تَ ْ َُ ٱ ّٰ َ َ‬
‫قال‪ :‬فأخربين عن اإلحسان ‪ ،‬قال‪���� � � « :‬عب��د � لله ك�� ���ك � اره ‪��� ،‬إِ�‬
‫َ� ْ تَ ُ نْ َت َ ُ فَ نَُّ َ َ َ‬
‫�ل�م ���ك� � اره ���إِ��ه ي� ار�ك » ‪.‬‬
‫َ‬ ‫�َ ْ ُ َ أَ‬
‫ّ‬ ‫�‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫�‬ ‫نْ َ‬ ‫َا ُ‬
‫�س�ؤ� �ول �ع��ها بِ� �ع�ل� ِ � ا ل���سائِ��ِل»‪،‬‬
‫�‬ ‫َ‬ ‫�‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫قال‪ :‬فأخربين عن الساعة ‪ ،‬قال‪�« :‬م� ا�لم� �‬
‫�ُ� َ َة‬ ‫�‬ ‫ٰ‬ ‫َ‬ ‫أَ نْ َ َ � �أََ ُ ََّ َ َ أَ نْم‬
‫ح��فا �‬ ‫تا‪ .‬قال‪� � � « :‬تِ��ل��د ا �ل� م�ة رت��ها ‪� َ� ،‬و� � �ى ا ل‬
‫َ‬ ‫ت‬ ‫هِ‬
‫ر‬ ‫�ب �‬ ‫قال‪ :‬فأخربين عن َأ َم َار َ‬
‫ا ���َُا ةَ ا ���َ �َ�ةَ َ َ � َّ َتََ �� ا َ ��ُ نَ �ف ا ��لُ نْ َ ن‬
‫لعر� ل�عا �ل� ِر��عا ء ا �ل����شا ِء ��ي ��ط� �و �لو� �ي� ب�����يا ِ� »‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫َا ُ َ ُ أَتَْ � َ ن � َّ ُ‬
‫فلبثت َم ِل ًّيا ‪ .‬ثم قال يل‪� « :‬ي� ���ع�مر! � ���د ِري� �مِ�ا �ل���سا �ئِ��ل؟»‬
‫ُ‬ ‫قال‪ :‬ثم انطلق ‪،‬‬
‫َ‬
‫�فَ نَّهُ � ْ ُ أتاَ ُ ْ �ُ�َ �ّلُ ُ ْ أُُ َ‬
‫قلت‪ :‬اهلل ورسوله أعلم ‪ ،‬قال‪�� « :‬إِ�� جِ ���بِر�ي��ل� �� ك�م ي�عِ� �مك�م � � �مور‬ ‫ُ‬
‫�ن ُ ْ‬
‫ِد ِ�ي�ك�م »‪.‬‬
‫و ُيعلم من س�ياق احلديث أن أركان الدي�ن أربعة ‪ ،‬وهي التي أكدها‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫‪� m‬فَ �نَّهُ � ْ � ُ �أ�تاَ ُ ْ �ُ��َ �ّلُ ُ ْ �أ�ُ َ � ن ُ ْ‬
‫قوله ‪ � � « :‬جِ ���بِر��ل � ك� يعِ� �مك� �مور ِد �ي�ك� » ‪.‬‬
‫م‬ ‫ِ‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫�إِ‬
‫‪7‬‬

‫الدرس الثاني‬

‫الثوابت والمتغيرات‬
‫ُع ِر َ‬
‫ف من حديث جربيل ش أن الركن الرابع من أركان الدين هو‬
‫العلم بعالمات الساعة ‪.‬‬
‫العلم بأركان الدين إىل قسمني ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫وينقسم‬
‫‪1.1‬الثواب�ت ‪ ،‬وه�و م�ا يرتتب علي�ه معرفة عل�م العقي�دة والرشيعة‬
‫ومراتب السلوك ‪ :‬اإلسالم ‪ ،‬اإليامن ‪ ،‬اإلحسان‪.‬‬
‫‪2.2‬املتغيرات‪ ،‬وهو م�ا يرتتب عليه معرف�ة العلم بعالمات الس�اعة‬
‫وتفاصيلها‪ ،‬وهو علم (فقه التحوالت)‪.‬‬
‫‪8‬‬

‫الدرس الثالث‬
‫أركان العلم بعالمات الساعة‬
‫ينقس�م العلم بعالمات الس�اعة كام ورد يف حديث جربيل ش إىل‬
‫ركنني أساسيني‪:‬‬
‫الركن األول‪ :‬أن تلد األمة ربتها‪.‬‬
‫الركن الثاين‪ :‬أن ترى احلفاة يتطاولون يف البنيان‪.‬‬
‫فالرك�ن األول يشير إىل ما َحيصل َمن تغري يف ق�رار العلم واالعتقاد‬
‫‪ m‬أ نْ تَ � �َ � �أَ ةُ ََّتَ َ‬
‫‪ ،‬حت�ت معن�ى قول�ه ‪�ِ� � � « :‬ل�د ا �ل� م� �بر���ها » ويف رواي�ة البخ�اري‪:‬‬
‫ََ‬
‫َ َّ َ َّت َ (((‬ ‫« َ َّ��َ‬
‫ه�ا‬
‫ور���ها » ‪.‬‬
‫�ب‬ ‫�‬ ‫ا‬
‫ه‬ ‫�‬ ‫�‬
‫رب�‬ ‫«‬ ‫فقال‪:‬‬ ‫بينهام‬ ‫مجع‬ ‫البيهقي‬ ‫رواية‬ ‫ويف‬ ‫»‬ ‫رب�‬
‫والركن الثاين يشري إىل ما َحيصل من فساد يف قرار احلكم واالقتصاد‪،‬‬
‫َ‬ ‫�ُ� َ ةَ ا ���َُ َة ا ���َ �َ�ةَ َ َ � ّ‬
‫ل‬‫َأ نْ َت َ � ٰ �‬
‫حت�ت معنى قول�ه ‪� � «: m‬و� �رى ا ح��فا � لع ار� ل�عا �ل� ِر��عا ء ا �ل����شا ِء‬
‫َتََ �� ا َ ��ُ نَ �ف ا ��لُ نْ َ ن‬
‫��ي ��ط� �و �لو� �ي� ب�����يا ِ� »‪.‬‬
‫((( السنن الصغرى للبيهقي (‪ )14 :1‬وقال‪ :‬إسناده عىل رشط مسلم ‪ ،‬ورواية البخاري برقم (‪.)50‬‬
‫‪9‬‬

‫ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻌﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ‬ ‫وين�درج حتت هذين‬

‫»ﺭﻛﻨﺎ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻌﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ«‬
‫الركنني كافة عالمات‬
‫الس�اعة ومتغرياهت�ا ‪،‬‬
‫»ﺃﻥ ﺗﺮ￯ ﺍﳊﻔﺎﺓ ﺍﻟﻌﺮﺍﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﺔ ﺭﻋﺎﺀ‬
‫ويوضح ذلك الرس�م‬
‫»ﺃﻥ ﺗﻠﺪ ﺍﻷﻣﺔ ﺭﺑﺘﻬﺎ «‬
‫ﺍﻟﺸﺎﺀ ﻳﺘﻄﺎﻭﻟﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﺒﻨﻴﺎﻥ«‬ ‫اآليت‪:‬‬
‫ﻧﻘﺾ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ‬
‫ﻧﻘﺾ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﳊﻜﻢ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ‬

‫ﺍﻟﻌﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺼﻐﺮ￯‬ ‫ﺍﻟﻌﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ‬ ‫ﺍﻟﻌﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﻜﱪ￯‬

‫ﻋــــــﻠـــــﻮﻡ ﻓـــــﻘــــــﻪ ﺍﻟــــﺘــــﺤــــﻮﻻﺕ )ﺍﻟـﻤـﺘـﻐـﻴـﺮﺍﺕ(‬

‫ﻋﻠﻮﻡ ﻣﺴﺘﺠﺪﺍﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ‬

‫ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺙ ﻭﺍﻷﴍﺍﻁ ﺍﳌﻮﻋﻮﺩﺓ‬

‫ﻋﻠﻢ ﺭﺑﻂ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﺘﺎﺭﻳﺦ‬

‫ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺒﺸﺎﺭﺍﺕ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻭﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ‬
‫ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻨﻘﺎﺋﺾ ﻭﺍﻟﻨﻮﺍﻗﺾ ﻟﻠﻔﺘﻦ ﻭﻣﻀﻼﲥﺎ‬

‫ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﻦ ﻭﺣﺼﺎﻧﺔ ﺍﻟﻌﺪﻭﻝ ﻭﺍﻷﺳﺎﻧﻴﺪ‬

‫‪10‬‬

‫الدرس الرابع‬

‫فقه التحوالت‬
‫يطلق مس�مى فق�ه التحوالت عىل فقه النص�وص القرآنية واحلديثية‬
‫اخلاصة بعالمات الساعة و أرشاطها ‪.‬‬
‫وتعريف هذا الفقه ‪ :‬هو الفهم الرشعي ملا جيري من س�نن التغريات‬
‫الكونية أو ما يطرأ من مستجدات علمية وسلوكية سلبية وإجيابية وما‬
‫يط�رأ من احلوادث والفتن يف مراحل احلياة اإلنس�انية عموم ًا ومرحلة‬
‫األم�ة املحمدية خصوص� ًا من عالمات الس�اعة املجتمعة يف مدلوالت‬
‫الركنني األساسيني السابق ذكرمها وأقسامها اخلمسة اآلتية‪.‬‬
‫‪11‬‬

‫الدرس الخامس‬

‫أقسام فقه التحوالت‬

‫تنقسم مواضيع فقه التحوالت إىل مخسة أقسام‪:‬‬
‫‪1.1‬فق�ه عل�م الفتن ومضلات الفتن ‪ ،‬وم�ا يرتتب عليه�ا من نامذج‬
‫(النواقض والنقائض)‪.‬‬
‫‪2.2‬فق�ه عل�م مس�تجدات العل�وم النظري�ة والتطبيقي�ة والثقاف�ات‬
‫واملعارف السلبية واإلجيابية‪.‬‬
‫‪3.3‬فقه علم األرشاط والظواهر الكونية والكوارث واملالحم‪.‬‬
‫‪4.4‬فقه علم البش�ارات واإلشارات وأس�باب السالمة من الفتن وما‬
‫خيص حصانة السند كعلم وأوعيته كذوات‪.‬‬
‫‪5.5‬فقه الربط الرشعي بني التاريخ والديانة‪.‬‬
‫‪12‬‬

‫الدرس السادس‬

‫ملخص علم النواقض والنقائض‬

‫النواق���ض لغ ًة ‪ :‬مجع ناقض ‪ ،‬فمأخ�وذة من (نقض ينقض) ‪ ،‬وهو‬
‫م�ا يزيل الشيء من أصله‪ ،‬ويف اصطلاح فقه التحوالت‪ :‬اس�م لكل‬
‫م�ا ينق�ض العرى واألعامل ونق�ض القيم وثوابت اإلسلام واإليامن‬
‫واإلحسان بعوامل الفتن ومضالهتا(((‪.‬‬

‫ف‬‫حتو ٍل مخُ الِ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫صيب الفر َد أو ُ‬

‫األ َّم َة ‪،‬‬ ‫االبتالءات العا ّم ُة التي ُت ُ‬ ‫(( ( ِ‬
‫انحراف أو ُّ‬ ‫حصول‬ ‫ويكون هبا‬ ‫ُ‬ ‫الفت َُن هي‬
‫رب ِه واحتسابِه هللِ تعاىل كام‬
‫واألجر عند ص ِ‬
‫َ‬ ‫َّواب‬
‫ينال به الث َ‬ ‫للمسلم ُ‬
‫ِ‬ ‫اختبار‬
‫ٌ‬ ‫يعة‪ ،‬ومن ِ‬
‫الفت َِن ما هو‬ ‫ِ‬ ‫ألم ِر الشرّ‬
‫اهلل به لألنبياء‪ :‬ﮋ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ‬ ‫والو َل ِد ‪ ،‬ومن هذا ال َّنمو َذ ِج ما أشار ُ‬ ‫ِ‬
‫واملال َ‬ ‫هو يف ِفتن َِة األهلِ‬
‫لس ِّي ِدنا موسى‪ :‬ﮋ ﮈ ﮉ ﮊ [طه‪.]٤٠ :‬‬ ‫ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮊ وقال تعاىل َ‬
‫الط ِ‬
‫ريق‬ ‫القبيلة أو ُ‬
‫األ َّم ُة عن جا ّد ِة َّ‬ ‫ُ‬ ‫اجلامعة أو ُ‬
‫األرس ُة أو‬ ‫ُ‬ ‫الفرد أو‬
‫ُ‬ ‫وأما ُمضِلاّ ُت ِ‬
‫الفت َِن فهي ما خرج به‬
‫والش ِ‬
‫يطان‪.‬‬ ‫املرشوعة إىل ِخ ِ‬
‫دمة الشرَّ ِّ والدَّ َّج ِ‬
‫ال َّ‬ ‫ِ‬
‫‪13‬‬
‫�َتُنْقَ ضَ نَّ‬
‫أما يف اصطالح فقه التحوالت فمعنى جامع ملفهوم حديث‪� « :‬ل� �������‬
‫َ ُ ًُ ً‬ ‫ُ‬
‫� َ � ٰ ا � � ْ �ا � � ْ َ ة � ْ َ ة (((‬
‫عرى �ل�إِ� �س�لِم عر�و� عر�و� » ‪ ،‬ومن ذلك نقض احلكم والعلم ‪ ،‬ونقض‬
‫األعامل ‪ ،‬ونقض العالقات الرشعية‪ ،‬ونقض القيم‪.‬‬
‫أما النقائض لغ ًة فجمع نقيض ‪ ،‬مأخوذة من صيغة املفاعلة (ناقض‬
‫يناق�ض) أي‪ :‬جاء بام خيالف املأل�وف ويعارضه‪ ،‬ويأيت بمعنى اإلتيان‬
‫بضد اليشء أو ما يبطله‪.‬‬
‫�ََ�أْتَ نَّ‬
‫وأم�ا يف اصطالحَفقه التحوالت فمعنى جامع ملفهوم حديث «�لي�� �ِ�ي��‬
‫�ا ُ َ ُ خََّ نُ‬ ‫�َ‬ ‫� َّ ا قُ َ ُ َ َّ قُ‬ ‫ُ‬ ‫�ّ‬
‫�ذ‬ ‫َ َ � َّ �زَ َ نٌ ُ َ‬
‫�و� فِ�ي��ِه‬ ‫�� ب� فِ�ي��ِه ا �ل�ص� ِد ��‪� � ،‬و��ص�د �� فِ�ي��ِه ا � ك�‬
‫ل�� �ذِ ب�‪� ،‬يو��‬ ‫�ع��ل� ٰ ا �ل ن��ا �� �م�ا � �ي �‬
‫ك‬
‫ي‬ ‫َ‬ ‫َى سِ‬
‫� �أ نُ َ ُ�ؤت َ ُ ��خَ�ؤُ نُ َ َشْ َ ُ �َْ ُ َ �َ ْ ُ ْ تَ شْ َ ْ َ َ ْ ف ُ‬ ‫ْ‬
‫� �َ نْ� ��لَ ْ‬ ‫ا �ل� �م�� ‪� � ،‬و�� ��م ن ا ل‬
‫ح�ِ� �ل �إِو �م‬ ‫� �و�‪� ،‬و�����ه�د ا�ل�مرء �و �ل�م ي���س������ه�د‪� ،‬و�‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫�‬ ‫�‬
‫َ‬ ‫ُ ِ ي� ي �‬
‫�‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٰ‬
‫ّ‬ ‫ٱ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ا‬ ‫�‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫�ُٱ ُ � َ‬ ‫ُ‬
‫� نُ أ ْ َ ُ � َّا ا � ُّنَْا � َ‬ ‫� ْ تَ ْ َ ف ْ ََ ُ‬
‫َ‬ ‫�‬ ‫�ؤ‬ ‫�‬ ‫ي���س��‬
‫ح�� �ل�‪� ،‬و�ي���كو� � ��س�ع�د ا �ل ن�� ��سِ �بِ� �ل��د��ي�� �ل�ك�� � �ب ن� �ل�ك�� �ل� �ي �� �م ن� �بِ� للِه �ور�� �س �ول�ِه»(((‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫ع ٍ‬
‫(( ( رواه املنذري يف «الرتغيب والرتهيب» (‪ )263 :1‬وقال‪ :‬إسناده صحيح أو حسن أو ما قارهبام‪.‬‬
‫((( أخرجه السيوطي يف «اجلامع الصغري» (‪ )7528‬وحسنه‪.‬‬
‫‪14‬‬

‫الدرس السابع‬

‫ملخص علم معالجة شؤون الحياة‬

‫ومستجدات الثقافة والنظريات‬
‫ويطل�ق هذا التعريف على كافة عل�وم اآللة ولغاهتا وعل�وم الثقافة‬
‫واالجتامع والنظريات العلمية والتطبيقية ‪ ،‬س�لبية وإجيابية ‪ ،‬وما تفرع‬
‫عنها من االخرتاع واالكتش�اف واخلدمات املتنوعة ‪ ،‬وما أشارت إليه‬
‫األحاديث الرشيفة واآليات الكريمة من ظهور هذه العلوم وانتشارها‬
‫وتأثريها يف حياة اإلنسان‪.‬‬
‫‪15‬‬

‫الدرس الثامن‬
‫ملخص علم البشارات واإلشارات والحصانة‬
‫والسند وأسباب السالمة من الفتن‬

‫ويطل�ق هذا التعري�ف عىل جمموع آي�ات وأحاديث بش�ارات النبوة‬

‫بام س�يأيت من خري وسلام ونرصة الدين ‪ ،‬وما خيص حصانة الذوات‬
‫والفئ�ات واألف�راد ‪ ،‬كأه�ل بدر ‪ ،‬وأه�ل بيعة الش�جرة‪ ،‬وحصانة آل‬
‫البيت ‪ ،‬وحصانة السابقني لإلسالم ‪ ،‬وأهنم عدول جمتهدون‪.‬‬
‫كما يفيد هذا القس�م أس�باب السلامة من الفت�ن بدراس�ة أرباهبا ‪،‬‬
‫وق�راءة أحادي�ث الوقاية من الفتن ‪ ،‬كقراءة آيات الكهف لالس�تعاذة‬
‫من رش فتنة املسيخ الدجال‪ ،‬وكرس السيف ‪ ،‬واختاذ سيف من خشب‪،‬‬
‫‪16‬‬

‫وااللتجاء إىل معاذ يس�تعاذ به منها‪ ،‬والس�مع والطاع�ة ولو تأمر عبد‬
‫حبيش إال أن يكون كفرا بواحا‪ ..‬إىل غري ذلك‪.‬‬
‫‪17‬‬

‫الدرس التاسع‬

‫ملخص علم الكونيات والكوارث‬

‫واألشراط والمالحم‬
‫يطل�ق هذا التعريف عىل كل ما أخرب عنه ‪ m‬من اخلس�وفات والنار‬
‫احلارشة واملسخ والقذف‪ ،‬وكذلك األرشاط املوعود هبا كهدم الكعبة‬
‫ورفع القرآن وظهور الدابة وغريها‪.‬‬
‫وأما املالحم فهي احلروب الكربى بني األمم كحرب الذهب عندما‬
‫ينحسر الف�رات ‪ ،‬وحروب الس�فياين ‪ ،‬وحروب اإلم�ام املهدي مع‬
‫الكفار واليهود وغريها‪.‬‬
‫‪18‬‬

‫الدرس العاشر‬

‫ملخص علم ربط الديانة بالتاريخ‬

‫وملخ�ص هذا العلم إعادة القراءة التارخيية للحياة ومسيرة البرشية‬
‫م�ن خالل نصوص القرآن والس�نة‪ ،‬ال من خالل احلوادث واملفاصل‬
‫التارخيية الزمنية‪.‬‬
‫ويعن�ى هذا العلم بتصحيح مفهوم القراءة للتاريخ كله بدءا بمفهوم‬
‫اإلنس�ان األول‪ ،‬وأصل املش�كلة يف النظريات املادي�ة ‪ ،‬وهناية بانتهاء‬
‫الكون وتفسري ذلك‪ ،‬واعتامد الثوابت القرآنية واحلديثية الصحيحة يف‬
‫تفسري بدء اخللق وتطور احلياة البرشية ‪ ،‬ومصري اإلنسان ‪ ،‬وغاياته يف‬
‫الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫‪19‬‬

‫الدرس الحادي عشر‬

‫سنة المواقف وسنة الداللة‬

‫(السنة الحسنة)‬
‫سنة املواقف‪ :‬هي ما خيص (فقه احلال) أو (فقه احلالة) اخلاص بالنبي‬
‫‪ m‬وخلفائ�ه الراش�دين املهديني إىل ي�وم الدين‪ ،‬والقائ�ل عنه ‪:m‬‬
‫َ ُّ‬ ‫�ُ�َ� َ ا �� َّ ش نَ ا �ل�َ ْ �ّ� نَ‬ ‫َ‬ ‫َ �َ ْ ُ‬
‫�َ��ْع�د �‬ ‫َ ُ نَّ �‬
‫�خ‬
‫ل‬ ‫كْ � ُ��سنّ���ت‬
‫� �وا‬‫��‪� ،‬ع �ض‬
‫ب ِ ي‬ ‫�و��س���ةِ ا �ل��فا ِء لرا�ِ���دِ�ي � م��ه ِ�دِي�ي�‬ ‫�م بِ ِ �ي�‬ ‫«�ع�ل�ي‬
‫َ‬ ‫ََ‬
‫� �لْ َ � ا ��ل نَّا � (((‬
‫ع�ي���ها بِ� ��و جِ���ذِ » ‪.‬‬
‫ومثال�ه ‪ :‬موق�ف النبي ‪ m‬م�ن املنافقني وزيارهت�م والصالة عليهم‬

‫(( ( رواه البزار يف «جامع بيان العلم» (‪ )924 :2‬وصححه‪ ،‬و لفظ أيب داود فيام صححه «أوصيكم بتقوى‬
‫اهلل والسمع والطاعة وإن عبدا حبشيا ‪ ،‬فإنه من يعش منكم بعدي فسريى اختالفا كثريا ‪ ،‬فعليكم بسنتي‬
‫وسنة اخللفاء املهديني الراشدين متسكوا هبا ‪ ،‬وعضوا عليها بالنواجذ» (‪.)4607‬‬
‫‪20‬‬

‫والسماح هل�م باملش�اركة يف اجله�اد وفعل اخلير‪ ،‬وتوقفه ع�ن معاقبة‬

‫الطلق�اء يف مك�ة واملنافقني يف املدينة‪ ،‬وموقفه من حاطب بن أيب بلتعة‬
‫‪� َّ َ�َ�� m‬ٱل ّٰ هَ �َق‬
‫بعد وقوع رسالته التي بعث هبا إىل كفار مكة‪ ،‬وقوله ‪ « :‬ل�ع�ل ل ِ�د‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ٱ �َََّ َ أَ ْ َْ فَ �َ ٱ ْ ُ ۟ َ ش ئُْت ْ فَ �قَ ْ غَ �فَ ْ ُت �َ‬
‫� ر� �لك�م»(((‪.‬‬ ‫م�� �ل او �م�ا �ِ������ ��� �د � �‬ ‫ع��ل ٰ � ��ه� ���د ����َ‬
‫�قا �ل‪� � :‬ع��َ‬ ‫� ���ط��ل� ��َ �ى ِل ب ٍر‬
‫م‬ ‫ع‬
‫سنة الداللة ‪ :‬هي الضابط الرشعي الذي حيدد سالمة فعل اليشء أو‬
‫عدم�ه ‪ ،‬بداللة نصية من القرآن أو الس�نة ‪ ،‬مم�ا مل يندرج حتت ضوابط‬
‫الس�نة القولية والفعلية والتقريرية وحتتاج له األمة أو اجلامعة أو الفرد‬
‫‪ َ� m‬نْ‬
‫�‬ ‫م‬ ‫«‬ ‫‪:‬‬ ‫قول�ه‬ ‫من‬ ‫لس�بب قائ�م أو م ِلح‪ ،‬حت�ت مفهوم ٍرشعي ٍ‬
‫ثابت‬
‫َ‬ ‫ٍّ‬ ‫َ‬ ‫ً ُ ٍّ‬
‫أ ْ�ُ َ َأ ْ�ُ �َ نْ َ َ َ‬ ‫�َ ُ‬ ‫َ ا نَ‬ ‫َ َ نَ �ةً‬ ‫ُ نَّ �ةً‬ ‫� ْ َ‬ ‫َ نَّ‬
‫�ف‬
‫� ج�ر��ها � �و ج�ر م� ���ع��مِ �ل ���ها‬ ‫�ل�ه‬ ‫ك� �‬ ‫�‬
‫ح��س��‬ ‫��س��‬ ‫ا �ل� ��س�ل�ا �‬ ‫��س�‬
‫�ي�‬
‫بِ‬ ‫�إِ ِم‬ ‫َْ َ ُ‬
‫ب���ع�ده» ‪.‬‬
‫(((‬

‫(( ( رواه أمحد يف املسند (‪ )36 :2‬وقال أمحد شاكر يف خترجيه‪ :‬إسناده صحيح‪.‬‬
‫(( ( مسلم (‪.)1017‬‬
‫‪21‬‬

‫ومن ذلك تعظيم امليالد النبوي كمناسبة ‪ ،‬وكذلك اهلجرة ‪ ،‬واإلرساء‬

‫واملع�راج ‪ ،‬واالحتف�ال هب�ا ‪ ،‬ملا يدل على ذلك من نص�وص الكتاب‬
‫والس�نة عن أخبارها وأحواهلا ‪ ،‬والربط من خالل املناس�بة بني النص‬
‫القرآين والنبوي وبني الواقع‪.‬‬
‫وم�ن ذل�ك خدم�ة الديان�ة بالوس�ائل احلديث�ة وإدخ�ال األجه�زة‬
‫واإللكرتوني�ات يف خدم�ة الدعوة إىل اهلل وتعليم القرآن والس�نة بام مل‬
‫يسبق له مثيل‪.‬‬
‫وتدخ�ل ه�ذه األمور أيض�ا يف مدلول (الس�نة احلس�نة) ‪ ،‬وهي ما مل‬
‫يندرج حتت مس�مى الس�نن القولية والفعلية والتقريري�ة من املواقف‬
‫والدالالت واألعامل الصاحلات‪.‬‬
‫‪22‬‬

‫الدرس الثاني عشر‬

‫أقسام عالمات الساعة‬

‫تنقسم عالمات الساعة إىل ثالثة أقسام‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬العلم الواجب بالعالمات الكربى‪.‬‬
‫القسم الثاين‪ :‬العلم الالزم بالعالمات الوسطى‪.‬‬
‫القسم الثالث‪ :‬العلم املطلق بالعالمات الصغرى‪.‬‬
‫‪23‬‬

‫الدرس الثالث عشر‬

‫العالمات الكبرى إجماال‬

‫‪1.1‬املهدي ‪ ،‬ويمثل ظهور اخلالفة اإلسالمية والعدل االجتامعي بعد‬
‫مراحل اجلور‪.‬‬
‫‪2.2‬الدج�ال ‪ ،‬ويمث�ل إعاثة الفس�اد يف العامل ‪ ،‬ويك�ون ظهوره نرصة‬
‫لليهود والكفر العاملي ‪.‬‬
‫‪3.3‬عيس�ى ب�ن مري�م ش‪ ،‬ينزل بالش�ام ويكسر الصلي�ب ويقتل‬
‫اخلنزير ويقيم العدل ويقتل الدجال ومن معه من اليهود‪.‬‬
‫‪4.4‬يأجوج ومأجوج‪ ،‬خيرجون من جهة املرشق ويكتسحون األرض‬
‫حتى يموتون يف أرض الشام يف آخر مرحلة عيسى ش‪.‬‬
‫‪24‬‬

‫‪5.5‬ظهور الدخان‪.‬‬
‫‪6.6‬اخلسوفات الثالثة‬
‫‪7.7‬النار احلارشة‬
‫‪8.8‬الدابة‬
‫‪9.9‬طلوع الشمس من مغرهبا‪.‬‬
‫‪ 1010‬النفخ يف الصور‪.‬‬
‫‪25‬‬

‫الدرس الرابع عشر‬

‫العالمات الوسطى‬
‫وهي العالمات املتوسطة بني مبعث النبي حممد ‪ m‬إىل ظهور اإلمام‬
‫املهدي ‪ ،‬ومنها ‪:‬‬
‫‪1.1‬مبعث النبي ‪ m‬بالرسالة‬
‫‪2.2‬موت النبي ‪m‬‬
‫‪3.3‬مقتل اخلليفة عمر ؤ‬
‫‪4.4‬مقتل اخلليفة عثامن ؤ‬
‫‪5.5‬وقعتا اجلمل وصفني وظهور اخلوارج‬
‫‪6.6‬مقتل اإلمام عيل ؤ‬
‫‪7.7‬تنازل اإلمام احلسن بن عيل ؤ عن اخلالفة‬
‫‪26‬‬

‫‪8.8‬مقتل اإلمام احلسني ؤ‬

‫‪9.9‬وقعة احلرة واستباحة املدينة‬
‫‪1010‬مراحل امللك العضوض ( األموية والعباسية )‬
‫‪1111‬مراحل الدويالت والتمزق‬
‫‪1212‬عودة قرار اخلالفة يف عهد الدولة العثامنية‬
‫‪1313‬سقوط قرار اخلالفة‬
‫‪1414‬املرحلة الغثائية ‪،‬وتنقسم إىل مرحلة األحالس ‪ ،‬والرساء‪،‬‬
‫والدهيماء‪ ،‬والفتنة الرابعة البكامء العمي�اء الصامء التي يؤول أمر‬
‫األمة فيها إىل الكافر‬
‫‪1515‬املرحلة السفيانية األوىل والثانية ‪.‬‬
‫‪27‬‬

‫الدرس الخامس عشر‬

‫العالمات الصغرى‬
‫وهي العالمات والفت�ن املضلة والتحوالت قبل امليالد النبوي‪ ،‬وما‬
‫تال ذلك من األمارات املحددة يف أحاديث عالمات الس�اعة ‪ ،‬وحتى‬
‫هناي�ة الك�ون ونفخ إرسافي�ل ش يف الصور ‪ ،‬وهي كثيرة ومتنوعة‬
‫ومنها ‪:‬‬
‫‪1.1‬بشارات األنبياء ب بالنبي اخلاتم ‪m‬‬
‫‪2.2‬حتذير األنبياء ب من الدجال وفتنته‬
‫‪3.3‬عالمات ظهور نبوة النبي حممد ‪m‬‬
‫‪4.4‬غزوة بدر وأحد واألحزاب‬
‫‪28‬‬

‫‪5.5‬ظهور مدارس النفاق واإلرجاف‬

‫‪6.6‬ظهور مدارس الكذب‬
‫‪7.7‬احلروب االختالف يف الدين‬
‫‪8.8‬تناكر القلوب‬
‫‪9.9‬التهاون بالسنن‬
‫‪1010‬كثرة املطر وقلة اإلنبات‬
‫‪1111‬فتن املرشق‬
‫‪1212‬نقض العلم وقبض العلامء وكثرة اجلهل‬
‫‪1313‬ظهور الزنا والربا‬
‫‪1414‬ظهور الكاسيات العاريات‬
‫‪1515‬بيع الدين بالدنيا‬
‫‪29‬‬

‫‪1616‬اختاذ القينات واملعازف‬

‫‪1717‬رشب اخلمر وتسميتها بغري اسمها‬
‫‪1818‬كثرة القراء وقلة الفقهاء‬
‫‪1919‬كثرة األسواق وقلة األرباح‬
‫‪2020‬بيع ا ُ‬
‫حلكْم‬
‫‪2121‬زخرفة املساجد مع خراب القلوب‬
‫‪2222‬تعظيم رب املال‬
‫‪2323‬انتشار السحر والسحرة‬
‫‪2424‬ذهاب الصاحلني وكثرة األسافل‬
‫‪2525‬التامس العلم عند األصاغر‬
‫‪2626‬صدق رؤيا املؤمن‬
‫‪30‬‬

‫‪2727‬كثرة الكتابة وانتشارها‬

‫‪2828‬ظهور َّقراء للقرآن ال جياوز حناجرهم‬
‫‪2929‬قطيعة األرحام وعقوق الوالدين‬
‫‪3030‬ظهور الرشك وعبادة األصنام بعد عيسى ش‬
‫‪3131‬هدم الكعبة‬
‫‪3232‬رفع القرآن‬
‫‪3333‬الريح القابضة للمؤمنني‬
‫‪31‬‬

‫الدرس السادس عشر‬

‫توزيع العالمات على مسير‬

‫المراحل المتتابعة‬
‫عندم�ا نق�رأ العالم�ات واألرشاط املتنوعة جيب أن نعرف التقس�يم‬
‫الرشع�ي هلا وفق املراح�ل املتتابعة ‪ ،‬فالعالم�ات الكربى ال عالقة هلا‬
‫باملراح�ل األوىل‪ ،‬وإنما يبت�دئ م�ن املرحل�ة املهدية حتى هناي�ة احلياة‬
‫اإلنس�انية‪ ،‬والعالمات الوسطى تبدأ بمبعث النبي ‪ m‬وتنتهي بنهاية‬
‫املرحل�ة الس�فيانية الثانية‪ ،‬بينام العالمات الصغ�رى تبدأ بام قبل ميالد‬
‫الرس�ول ‪ m‬ومتتد إىل س�اعة النفخ يف الصور‪ ،‬وكلها جتري متداخلة‬
‫يف مسرية األزمنة واألمكنة وال تعرف إال بالعالمات والدالالت‪.‬‬
‫‪32‬‬

‫وعىل هذا االستقراء نوزع املراحل هنا وفق التعريف الرشعي هلا من‬
‫كالم النبي ‪ m‬توزيع إمجاليا‪:‬‬
‫عالمات وسطى وصغرى‬ ‫ ‬
‫مرحلة النبوة والوحي والعصمة‬
‫=‬ ‫=‬ ‫=‬ ‫ ‬
‫مرحلة اخلالفة الراشدة‬
‫=‬ ‫=‬ ‫=‬ ‫مرحلة امللك العضوض األوىل ‬
‫=‬ ‫=‬ ‫=‬ ‫ ‬
‫مرحلة امللك العضوض الثانية‬
‫=‬ ‫=‬ ‫=‬ ‫ ‬
‫مرحلة الدويالت والتمزق‬
‫=‬ ‫=‬ ‫مرحلة عودة القرار العام باخلالفة العثامنية =‬
‫املرحلة الغثائية‪ ،‬وتبدأ بمرحلة األحالس االستعامر – العلامنية‬
‫االستهتار – العلمنة‬ ‫ ‬
‫مرحلة الرساء‬
‫االستثامر – العوملة‬ ‫ ‬
‫مرحلة الدهيامء‬
‫‪33‬‬

‫االستثامر ‪ -‬العوملة‬ ‫ ‬
‫(((‬
‫مرحلة الفتنة الرابعة‬
‫الصيلمة‬ ‫ ‬
‫مرحلة االستنفار‬
‫املهدية ‪ ،‬عالمات كربى وصغرى‬ ‫ ‬
‫مرحلة االستقرار‬
‫=‬ ‫=‬ ‫الدجالية =‬ ‫ ‬
‫مرحلة احلصار‬
‫=‬ ‫=‬ ‫العيسوية =‬ ‫ ‬
‫مرحلة االنتصار‬
‫=‬ ‫=‬ ‫اليأجوجية =‬ ‫ ‬
‫مرحلة االنحدار‬
‫=‬ ‫=‬ ‫انقطاع التوحيد =‬ ‫ ‬
‫مرحلة االهنيار‬
‫قيام الساعة ‪ ،‬عالمة كربى‬ ‫ ‬
‫مرحلة الدمار‬

‫((( التي يؤول أمر األمة فيها إىل الكفر‪.‬‬

‫‪34‬‬

‫الدرس السابع عشر‬

‫موقف المسلم من الفتن‬

‫والعالمات واألشراط‬
‫جي�ب عىل املس�لم املوقن ب�اهلل واليوم اآلخر أن يع�رف الواجب من‬
‫العلم يف شأن العالمات واألمارات والفتن املضلة حتى ال يقع بعلمه‬
‫يف يشء منها ‪:‬‬
‫كما جيب عليه أن يع�رف املوقف الرشعي من الفتن وم�ا يلزمه أمام‬
‫كل حت�ول وتغري س�لبي ‪ ،‬ويف ذلك يق�ول ‪ m‬يف قوله تعاىل‪( :‬ﭫ‬
‫ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ )[املائ�دة‪:]105:‬‬
‫َ‬
‫�ُمتّ�ََ��ً َ ُ �نْ َ �ُ�ؤَْث َ ًة‬ ‫�إِ�ذَ َأ ْ َت ��شُ�� ًّ ُ َ � ا ً َ َ َ�ً‬
‫�حا �م ��ط� ��عا �و�ه�وى ب �عا �ود ���يا �م �ر�‬ ‫« ‪ ...‬ا �ر��ي� �‬
‫‪35‬‬
‫نْ ُ َف َ �َ ْ � َ‬ ‫َأْ َ َأَْ تَ أَْ ً �َ ا َُّ �َ� َ‬ ‫أْ‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫�جا � �ك� �� �ر �‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫�‬
‫�بِر�يِهِ �و �ر��ي� � �م ار �ل� �ب��د �ل�ك �ِم��ه ���ع�لي��ك‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫�‬ ‫�و ع‬
‫�‬
‫�يٍ‬ ‫�ذِ‬ ‫ِ‬
‫�إِنَ�فْ � َ ((( َ َ ْ َ نْ � َ أَْ َ � َ َ ّ فَ نَّ َ َ َ ُ ْ أَّاَ َ � َّ �ْ‬
‫��صب�ِر ‪،‬‬ ‫��بِ �� ِ��س�ك �ود �ع��ك � �مر ا �ل� �عوِا�م ‪��� ،‬إِ� �وراء ك�م � �ي� �م ا �ل�‬
‫ْ‬ ‫َ أَ‬ ‫ْ‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َع‬ ‫َ‬
‫ّ‬
‫عا � � هِ� ن � �ُ‬ ‫َ‬ ‫�‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ٰ‬ ‫َ‬ ‫َ‬‫ض‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ْ‬‫ن‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫ّ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬‫ن‬ ‫َ‬
‫�‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ج‬ ‫�‬ ‫ا‬ ‫�‬
‫��صب� ر فِ�ي�هِ��ك� � ك�م� ب������ع��ل�ى ����مرِ ‪ِ ،‬لل� �مِ �ِل فِ�ي� � ج�ر‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫� �م��‬‫��ف‬
‫�‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫� َْ نَ َ ُ ًا �َ ْ َ ُ نَ ثْ َ‬
‫��خ�م ِ��س��ي� ر ج��ل� ي����ع�م�� �لو� �ِم���ل���ع�مِ�ل�ِه» قال‪ :‬يا رسول اهلل‪..‬مخسني منهم؟‬ ‫�‬
‫ْ (((‬
‫أَ ْ ُ ��َْ نَ ْن ُ‬
‫�ر��خ�م ِ��س��ي� �مِ�ك�م» ‪.‬‬ ‫قال‪ �« :‬ج�‬

‫كما أمرن�ا الدين باالس�تعاذة باهلل م�ن الفتن وعدم املش�اركة فيها أو‬
‫االنتصار ألهلها ‪ ،‬وأن نقرأ فواتح سورة الكهف للعصمة من الدجال‪،‬‬
‫� نُ‬ ‫نٌ تَ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أْ‬
‫�‬ ‫َ‬ ‫�ز‬ ‫�َ� � �َ ٰ � َّ‬
‫�‬ ‫ت‬
‫ك‬‫�‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫�‬‫�‬
‫وأن نتجن�ب مواقع الفتن وأرباهب�ا « ي� ِ�ي� �ع��ل�ى ا ل��ن سِ م � و�‬
‫�‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬ ‫�‬ ‫ا‬
‫� َ ا �� �ف �َ َا � � ا �� �لقَ�ْ ��� �َ� ُّ‬
‫ل‬‫� غَ نَ ُ � َ ْ�َ َ ا � �ُ ْ � َتْ َُ َ ا شَ َ ف َ ��‬
‫ا �ل�� �� فِي��ِه �‬
‫�خ�ي ر�م� �ِل ا�لم��سِ�ل� ‪� ،‬ي���ب�� ���ه� ���� �‬
‫ع طرِ ‪ ،‬ي��فِر‬ ‫ع� ا جِ�ب�� ِل ‪� ،‬ي� �موقِ�‬ ‫بِ‬ ‫�‬
‫ِ‬ ‫ِم ع‬ ‫م‬

‫((( ويف رواية‪« :‬فعليك بخويصة نفسك»‪ ، )28 :1( .‬رواه ابن كثري يف «هناية البداية والنهاية» وقال‪ :‬ثابت‪.‬‬
‫(( ( رواه احلافظ يف «ختريج مشكاة املصابيح» (‪ )486 :4‬وحسنه‪ ،‬ورواه أبوداود يف سننه (‪ )4341‬بلفظ آخر‬
‫وصححه‪.‬‬
‫‪36‬‬

‫ن‬ ‫ن نَ � تَ‬
‫�بِ� ِ�د��يِ��ِه �ِم� ا � �فِ�ل ��ِ� » ‪ ،‬م�ع االش�تغال بطاعة اهلل ونرش العلم والدعوة إىل‬
‫(((‬

‫اهلل باحلكم�ة واملوعظة احلس�نة والنصح لكل مس�لم إىل أن يقيض اهلل‬
‫أمر ًا كان مفعوالً ‪.‬‬
‫كام فتح لنا اإلسلام باب التفاؤل من خالل هذا العلم باألخذ املفيد‬
‫للعل�وم النظري�ة والتطبيقي�ة مع ربطه�ا باخلالق وحده ‪ ،‬وأنه املس�بب‬
‫إلجيادها وشموهلا واالنتفاع هبا ‪.‬‬
‫وإن ج�اءت على ي�د الكافر وامللحد فه�ي عليهم حجة‪ ،‬وللمس�لم‬
‫املوق�ن هب�ا نف�ع وفائ�دة‪ ،‬وال يتعارض الدي�ن مع العل�م واألخذ به ‪،‬‬
‫وإنام يتعارض الدين مع العقل الكافر وامللحد الذي يتعس�ف األمور‬
‫ويفرسها تفسيرا ماديا جمردا‪ ،‬كام جيب علينا اختاذ هذه العلوم وس�يلة‬
‫حياة وسبب ًا يدل عىل القدرة اإلهلية العظمى ‪.‬‬

‫((( البخاري (‪.)3600‬‬

‫‪37‬‬

‫انتهى كتيب «النبذة الصغرى»‬

‫ونسأل اهلل التوفيق للجميع‬

‫وآخر دعوانا أن احلمد هلل‬

‫رب العاملني‬
‫‪38‬‬
‫الفهرس‬
‫‪3‬‬ ‫ ‬
‫املقدمة‬
‫‪4‬‬ ‫ ‬‫أركان الدين األربعة‬
‫‪7‬‬ ‫ ‬‫الثوابت واملتغريات‬
‫‪8‬‬ ‫ ‬‫أركان العلم بعالمات الساعة‬
‫‪9‬‬ ‫ ‬
‫خمطط أركان العلم بعالمات الساعة‬
‫‪10‬‬ ‫ ‬
‫فقه التحوالت‬
‫‪11‬‬ ‫ ‬‫أقسام فقه التحوالت‬
‫‪12‬‬ ‫ ‬
‫ملخص علم النواقض والنقائض‬
‫‪14‬‬ ‫ ‬‫ملخص علم معاجلة شؤون احلياة ومستجدات الثقافة والنظريات‬
‫‪15‬‬ ‫ ‬
‫ملخص علم البشارات واإلشارات واحلصانة والسند وأسباب السالمة من الفتن‬
‫‪17‬‬ ‫ملخص علم الكونيات والكوارث واألرشاط واملالحم ‬
‫‪18‬‬ ‫ ‬
‫ملخص علم ربط الديانة بالتاريخ‬
‫‪19‬‬ ‫ ‬
‫سنة املواقف وسنة الداللة (السنة احلسنة)‬
‫‪22‬‬ ‫ ‬
‫أقسام عالمات الساعة‬
‫‪23‬‬ ‫ ‬
‫العالمات الكربى إمجاال‬
‫‪25‬‬ ‫العالمات الوسطى ‬
‫‪27‬‬ ‫ ‬‫العالمات الصغرى‬
‫‪31‬‬ ‫ ‬
‫توزيع العالمات عىل مسري املراحل املتتابعة‬
‫‪34‬‬ ‫موقف املسلم من الفتن والعالمات واألرشاط ‬