You are on page 1of 10

3

‫تلخيص الدرس الثالث‬ ‫غيث الساري من هدايات البخاري‬

‫تلخيص الدرس الثالث‬

‫بسم هللا‪ ،‬والحمد هلل‪ ،‬والصالة والسالم عىل سيدنا محمد وعىل آله وأصحابه‬
‫ن‬
‫أجمعي‪.‬‬

‫** الحديث الثالث‪:‬‬

‫قال اإلمام البخاري رحمه هللا تعاىل‪:‬‬


‫َ ْ ُ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ْ‬ ‫َ َّ َ َ َ ْ َ ْ ُ ُ َ ْ َ َ َ َّ َ َ َّ ُ َ ْ ُ َ‬
‫ال‪ :‬حدثنا الل ْيث عن عق ْيل‪ ،‬عن اب ِن ِشهاب‪ ،‬عن ع ْر َوة ب ِن‬ ‫حدثنا يحي بن بكي‪ ،‬ق‬
‫ُّ َ ْ َ ْ َ َ َ ُ ِّ ر ْ ُ ْ نَ َ َّ َ َ َ ْ َ َّ ُ َ ُ َ َ ُ ُ َّ َ َّ َّ ُ َ َْ‬
‫اَّلل صىل اَّلل علي ِه‬ ‫الزب ِي‪ ،‬عن ع ِائشة أم المؤ ِم ِني أنها قالت‪ :‬أول ما ب ِدئ ب ِه رسول ِ‬
‫َ َ َ َ َ َ ِ ُ ْ َ َّ َ َ ْ ْ َ َ َ‬ ‫َّ َ ُ ن َّ‬ ‫ُّ ْ َ‬ ‫َو َس َّل َم م ْن ْال َو ْ‬
‫الص ِالحة ِ يف الن ْو ِم‪ ،‬فكان َل يرى رؤيا ِإَل جاءت ِمثل فل ِق‬ ‫الرؤيا‬ ‫ح‬ ‫ِ‬
‫َ ُ َ َّ َ ُّ ُ‬ ‫َ َ َ َ َّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َّ ُ ِّ ِي َ َ ْ ْ َ َ ُ َ َ َ َ ْ ُ َ‬ ‫ُّ ْ‬
‫يه ‪-‬وهو التعبد‪-‬‬ ‫الصب ِح‪ ،‬ثم حبب ِإلي ِه ال َخَلء‪ ،‬وكان َ يخلو ِبغ ِار ِحراء‪ ،‬فيتحنث ِف ِ‬
‫َ َ َ َ َ ََ ُ‬ ‫َََ ُ َ َ ُ َ‬ ‫ْ َْ َ َ ْ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫اىل َذ َ‬ ‫َّ‬
‫ات ال َعد ِد‪ ،‬ق ْب َل أن ي ن ِنيع ِإىل أه ِل ِه َوي ني َّود ِلذ ِلك ث َّم ي ْر ِج ُع ِإىل خ ِديجة ف َي ني َّود‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫الل َي َ‬
‫ي‬ ‫ِ‬
‫ََ َ‬ ‫ال‪ْ :‬اق َرْأ‪َ ،‬ق َ‬ ‫لم ْثل َها‪َ ،‬ح َّي َج َاء ُه ْال َح ُّق َو ُه َو نف َغار ح َراء‪َ ،‬ف َج َاء ُه ْال َم َل ُك َف َق َ‬
‫ال‪َ :‬ما أنا ِبق ِار رئ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫َ َ َ َ َ َ ن َ َ َّ ن َ َّ َ َ َ ِ ي نِّ ِ ْ َ ْ َ ُ َّ َ ْ َ َ ن َ َ َ ْ َ ْ ُ ْ ُ َ َ َ َ‬
‫قال‪ :‬فأخذ ِ ين فغط ِ يي حي بلغ ِم يي الجهد ثم أرسل ِ يي‪ ،‬فقال‪ :‬اقرأ‪ ،‬قلت‪ :‬ما أنا ِبق ِار رئ‪،‬‬
‫َ َ َ َ ن َ َ َّ ن َّ َ َ َ َّ َ َ َ نِّ ْ َ ْ َ ُ َّ َ ْ َ َ ن َ َ َ ْ ْ َ ُ ْ ُ َ َ َ‬
‫ال‪ :‬اق َرأ‪ ،‬فقلت َما أنا ِبق ِار رئ‪،‬‬ ‫فأخذ ِ ين فغط ِ يي الث ِانية حي بلغ ِم يي الجهد ثم أرسلي‪ ،‬فق‬
‫َ َ َ َ َ َ ْ ْ َ َ‬ ‫ْ َ ْ ْ ِ ي َ ِّ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ ن َ َ َّ ن َّ َ َ ُ َّ َ ْ َ َ ن َ َ‬
‫‪:‬‬
‫فأخذ ِ ين فغط ِ يي الث ِالثة ثم أرسل ِ يي‪ ،‬فقال ﴿اقرأ ِباس ِم ربك ال ِذي خلق * خلق ِاإلنسان‬
‫اَّلل َع َل ْيه َو َس َّل َم َي ْر ُج ُ‬ ‫ْ َ ْ َ َ ُّ َ ْ َ ْ َ ُ ‪َّ ُ ُ َ َ َ َ َ َ 1‬‬
‫اَّلل َص َّىل َّ ُ‬ ‫ْ ََ‬
‫ف‬ ‫ِ‬ ‫ِمن علق * اقرأ وربك اْل كرم﴾ ‪ ،‬فرجع ِبها رسول ِ‬
‫ون‪،‬‬ ‫ون‪َ ،‬ز ِّم ُل ن‬
‫ال‪َ :‬ز ِّم ُل ن‬‫اَّلل َع ْن َها‪َ -‬ف َق َ‬ ‫ض َّ ُ‬ ‫يج َة ب ْن ِت ُخ َو ْي ِلد ‪َ -‬ر ِن َ‬‫َُ ُ ُ ََ َ َ ََ َ َ‬
‫فؤاده‪ ،‬فدخل عىل خ ِد‬
‫َ َ َّ ُ ُ َ َّ َ َ َ َ ْ ُ َّ ْ ِ ُ َ َ َ َ َ ي َ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ ْ َ ِ ي ُ َ ِ يَ‬
‫فزملوه حي ذهب عنه الروع‪ ،‬فقال ِلخ ِديجة وأخ َيها الخ َي‪ :‬لقد خ ِشيت عىل‬
‫َ ْ‬
‫الر ِح َم‪َ ،‬وتح ِم ُل‬ ‫اَّلل َأ َب ًدا! إ َّن َك َل َتص ُل َّ‬ ‫يك َّ ُ‬ ‫َ َ َ ْ َ َ ُ ‪َ ْ ُ َ َّ َ َّ َ :‬‬
‫ز‬ ‫خ‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫اَّلل‬‫و‬ ‫َل‬‫ك‬ ‫ة‬ ‫يج‬ ‫د‬ ‫خ‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫س‬
‫َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ن ِ ي‬ ‫ف‬

‫‪[ 1‬العلق‪.]3-1 :‬‬

‫‪-2-‬‬
‫تلخيص الدرس الثالث‬ ‫غيث الساري من هدايات البخاري‬

‫ْ َ ِّ َ ْ َ َ َ ْ‬ ‫َّ ْ َ َ ُ نُ َ َ َ‬ ‫ْ َ َّ َ َ ْ ُ ْ َ ْ ُ َ َ ْ‬
‫ي عىل ن َو ِائ ِب الحق‪ ،‬فانطلقت ِب ِه‬ ‫وم‪َ ،‬وتق ِري الضيف‪ ،‬وت ِع‬ ‫الكل‪ ،‬وتك ِسب المعد‬
‫َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ْ ْ ُ َّ ْ َ َ ِّ َ َ َ َ َ َ‬ ‫َ َ ُ َ َّ َ َ ْ‬
‫خ ِديجة حي أتت ِب ِه ورقة بن نوف ِل ب ِن أس ِد ب ِن عب ِد العزى ابن عم خ ِديجة‪ ،‬وكان‬
‫يل‬ ‫ج‬
‫ْ ْ ْ‬
‫ن‬‫اإل‬ ‫ن‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ان‪َ ،‬ف َي ْك ُت ُ‬
‫اب ْال ِع َ ْ َي ن َّ‬ ‫ََ َ َ ُْ ُ ْ َ َ‬
‫ت‬ ‫ك‬‫ِ‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫ك‬‫ي‬ ‫ان‬ ‫ك‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬‫ِ‬
‫َّص نف ْال َجاهل َّ‬
‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْام َرًأ َق ْد َت َن َّ َ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِي‬ ‫ِي‬
‫ْ ْ َ َّ َ َ َ َّ ُ َ ْ َ ْ ُ َ َ َ َ َ ْ ً َ ً َ ْ َ َ َ َ َ ْ َ ُ َ َ ُ ‪َ ْ َ :‬‬
‫م‪ ،‬فقالت له خ ِديجة يا ابن‬ ‫بال ِع َي ِاني ِة ما شاء اَّلل أن يكتب‪ ،‬وكان شيخا كبيا قد ع ِ‬
‫َ َ ْ َ َ ُ َ ُ ُ َّ‬ ‫ِ َ ِّ ْ َ ْ ْ ْ َ َ َ َ َ َ ُ َ َ َ ُ َ ِ ْ َ َ ن َ ي َ ََ‬
‫اَّلل‬
‫ح ماذا ترى؟ فأخ َيه رسول ِ‬ ‫عم‪ ،‬اسمع ِمن اب ِن أ ِخيك‪ ،‬فق َال له ورقة‪ :‬يا ابن أ ِ‬
‫َ َّ َ َّ ُ َ َ‬ ‫َ َ َ َ ُ َ َ َ ُ َ ي َ َّ ُ ُ َّ‬ ‫َّ َ‬ ‫َّ ُ َ َ‬ ‫َّ‬
‫اَّلل عل ْي ِه َو َسل َم خ ََ َي َما َرأى‪ ،‬فقال له ورقة‪ :‬هذا الناموس ال ِذي نزل اَّلل عىل‬ ‫َصىل‬
‫َ َ َ ً َ ْ َ ن َ ُ ُ َ ًّ ْ ُ ْ ُ َ َ ْ ُ َ َ َ َ َ ُ ُ َّ‬ ‫َ ََْ‬ ‫ُ َ‬
‫موس‪ ،‬يا ليت ِ ن يي ِفيها َجذعا‪ ،‬ليت ِ يي أ كون حيا ِإذ يخ ِ ْرجك قومك‪ ،‬فقال رسول ِ‬
‫اَّلل‬
‫ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ ُّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ ُ ْ َّ ُ ْ َ َ َ‬
‫ال‪ :‬ن َع ْم‪ ،‬ل ْم يأ ِت َرج ٌل قط ِب ِمث ِل َما ِجئت ِب ِه‬ ‫صىل اَّلل علي ِه وسلم‪ :‬أومخر َِح هم؟ ق‬
‫َ َ ْ ُ ْ ْ ن َ ْ ُ َ ِ َ ي ْ ُ ْ َ َ ْ ً ُ َ َّ ً ُ َّ َ ْ َ ْ َ ْ َ َ َ ُ َ ْ ُ ُ نِّ َ َ َ ََ‬ ‫َّ ُ‬
‫ودي‪ ،‬و ِإن يد ِرك ِ يي يومك أنَّصك نَّصا مؤزرا‪ ،‬ثم لم ينشب ورقة أن تو يف‪ ،‬وفي‬ ‫ِإ َْل ِ‬
‫ع‬
‫ح‪.‬‬‫ال َو ْ ُ‬
‫ي‬

‫الوجه اْلول‪ :‬ما يتعلق باْلسانيد وتخري ج البخاري‪:‬‬


‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫‪ -١‬قد يذكر رواة الحديث مرة باللقب‪ ،‬ومرة باالسم اْلول‪ ،‬ومرة بالكنية‪ ،‬لنفس‬
‫ن‬
‫الراوي يف أحاديث مختلفة‪ ،‬وأهل الحديث يعرفون ذلك‪ ،‬وأما الذي ال تكون لديه‬
‫ن‬
‫لتميي‬ ‫الخية والمعرفة السابقة فإنه يحتاج أن يستعمل بعض اْلدوات الحديثية‬
‫َ‬
‫ن‬
‫هذا الراوي؛ فقد يقرأ القارئ صحيح البخاري وهو ال يعلم‪ ،‬فيمر عليه يف هذا اإلسناد‬
‫الثان الزهري‪ ،‬فيظن أنهما اثنان وهو واحد! ابن‬ ‫ابن شهاب‪ ،‬ويمر عليه نف اإلسناد ن‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫شهاب هو الزهري‪ ،‬وهذا ليس ً‬
‫فينبغ التنبه‬
‫ي‬ ‫خاصا بالزهري وإنما يف رواة متعددين‪،‬‬
‫لذلك‪.‬‬

‫‪ -٢‬من تالميذ عروة بن الزبي‪ :‬ابنه هشام بن عروة‪ ،‬والزهري الذي هو محمد بن‬
‫مسلم بن عبيد هللا بن شهاب الزهري‪.‬‬

‫ن‬
‫العي‪ -‬من أصحاب اإلمام الزهري‪.‬‬ ‫ُ‬
‫‪ -٣‬عقيل ‪-‬بضم‬

‫‪-3-‬‬
‫تلخيص الدرس الثالث‬ ‫غيث الساري من هدايات البخاري‬

‫وكلمة "أصحاب" غالبا ما ُتستعمل للداللة عىل ن‬


‫معي أعىل من مطلق التتلمذ‪ ،‬وأعىل‬
‫قدر زائد من العناية‬
‫من مطلق السماع‪ ،‬وأعىل من مطلق الرواية‪ ،‬وإنما تدل عىل ر‬
‫بحديث الراوي‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪ -٤‬من أصحاب الزهري‪ :‬عقيل‪ ،‬ومعمر‪ ،‬وإبراهيم بن سعد‪ ،‬وسفيان بن عيينة‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ضبطا واتقانا هو اإلمام مالك‪.‬‬ ‫وشعيب‪ ،‬وأعالهم‬

‫ن‬
‫المعان وغريب اْللفاظ‪:‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الوجه ن‬
‫ي‬ ‫بعض‬ ‫بيان‬ ‫الثان‬
‫ي‬
‫ُّ‬ ‫َّ‬
‫‪" -١‬يتحنث" فيها تفسيان من حيث البناء اللغوي‪ ،‬وتفسي "التحنث" بالتعبد هو‬
‫المتفق عليه‪.‬‬

‫بي التعبد ن‬
‫وبي التحنث؟‬ ‫فائدة‪ :‬ما العالقة ن‬

‫ن‬ ‫َّ‬
‫الوجه اْلول‪ :‬قال بعضهم‪ :‬المقصود ب “يتحنث" من حيث البناء اللغوي أنها يف‬
‫اْلصل يتحنف بالفاء؛ يتحنف من الحنيفية‪ ،‬من اتباع دين إبراهيم عليه السالم‪،‬‬
‫ن‬ ‫وأن هذا اْلمر الذي هو إبدال الفاء ً‬
‫ثاء‪ ،‬موجود يف اللغة العربية‪ ،‬كما قال اإلمام ابن‬
‫ً ن‬ ‫ُ‬
‫كثي من كالمهم"‪ ،‬وأيد ابن حجر كالمه بواحدة من‬ ‫ر‬ ‫ف‬
‫ي‬ ‫ثاء‬ ‫بدل‬ ‫ت‬ ‫حجر‪" :‬والفاء‬
‫ً ن‬ ‫ن‬
‫روايات الحديث عند ابن هشام يف السية قد جاءت بالفاء أصَل يف نفس هذا‬
‫وجه من وجوه البناء اللغوي لهذه الكلمة‪.‬‬‫ٌ‬
‫الحديث‪ ،‬هذا‬
‫َّ‬ ‫ن‬
‫الحنث‪ ،‬كما قال اإلمام ابن حجر ‪-‬رحمه‬ ‫وه من إلقاء ِ‬‫الثان‪ :‬تحنث بالثاء ي‬ ‫ي‬ ‫الوجه‬
‫ََ ُ‬
‫﴿وكانوا‬ ‫الحنث هو الذنب واإلثم أصله اإلثم"‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬ ‫هللا تعاىل‪" :-‬هو أصل ِ‬
‫عي يقع‬
‫َّ‬
‫يتحنث ت ن‬ ‫أن‬ ‫البعض‬ ‫أذهان‬ ‫إىل‬ ‫يسبق‬ ‫فمما‬ ‫‪،‬‬ ‫﴾‬ ‫يم‬ ‫ظ‬ ‫ون َع َىل ْالحنث ْال َ‬
‫ع‬
‫ُ ُّ َ‬
‫ي َِّص‬
‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫‪-4-‬‬
‫تلخيص الدرس الثالث‬ ‫غيث الساري من هدايات البخاري‬

‫يتحنث ن‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫ن‬


‫الحنث‪ ،‬مثلما‬‫يعي يطلب إلقاء ِ‬ ‫ي‬ ‫الحنث‪ ،‬وإنما اْلمر بالعكس‪:‬‬ ‫يف اإلثم أو يف ِ‬
‫َ َ ُّ‬ ‫ٌ َْ‬ ‫َ‬ ‫ََ ْ‬ ‫ُ‬
‫ً‬
‫إلقاء‬ ‫يتحرج" أو "فالن يتأثم"‪" ،‬فأخ ََ َي ِبها ُم َعاذ ِعند َم ْو ِت ِه تأث ًما"‪ :‬أي‬ ‫َّ‬ ‫يقال‪" :‬فالن‬
‫ُّ‬ ‫ن‬ ‫ً‬
‫لإلثم‪ ،‬وخشية من الوقوع يف اإلثم‪ .‬فهذا فيما يتعلق بلفظ "التحنث" ذكرهما اإلمام‬
‫ابن حجر ‪-‬رحمه هللا تعاىل‪ -‬ن يف فتح الباري‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪ -٢‬قوله‪" :‬هذا الناموس الذي أنزل عىل موس"‪ ،‬الناموس أصله صاحب الرس‬
‫الرساح‪.‬‬ ‫جييل ‪-‬عليه السالم‪ -‬كما ذكر ر‬ ‫والمراد به‪َ :‬‬
‫ً‬
‫شابا‪ ،‬والجذع هو صغي الحيوانات‪.‬‬ ‫ليتي فيها َج َذع"‪ :‬أي يا ن‬
‫ليتي فيها‬ ‫ن‬
‫ي‬ ‫‪" -٣‬يا ي‬
‫َ‬
‫‪" -٤‬الكل"‪ :‬هو العالة عىل غيه الذي ال يقوم بنفسه‪.‬‬
‫ً‬ ‫ن‬
‫المعي ولكن رويت أيضا بلفظ‪" :‬ما‬ ‫‪" -٥‬ما يحزنك هللا أبدا" واضحة من حيث‬
‫ً‬
‫وه أيضا ن يف صحيح اإلمام البخاري رحمه هللا تعاىل‪.‬‬
‫يخزيك هللا أبدا"‪ ،‬ي‬

‫ُ‬
‫الي يمكن أن تستخلص‬
‫والعي ي‬
‫َ‬ ‫الوجه الثالث‪ :‬الوقوف عىل بعض الفوائد‬
‫من الحديث‪:‬‬
‫َّ‬
‫وسنة المعاداة ن‬ ‫َّ‬
‫سنة الَّصاع ن‬
‫بي أهل الحق وأهل الباطل‪،‬‬ ‫بي الحق والباطل‪،‬‬ ‫‪-١‬‬
‫ُ‬
‫ه مرتبطة بالحق الذي‬‫والقضية ليست متعلقة بحسن تعاملك مع الناس‪ ،‬وإنما ي‬
‫لديك‪ ،‬فإذا كنت صاحب حق وتدعو إىل هذا الحق‪ ،‬فذلك معناه أنك ستحارب‬
‫‪َ َ َ ُّ َ ْ َ ُ َ :‬‬ ‫ً‬
‫﴿وق ْل ج َاء الحق َوزهق‬ ‫شيئا من الباطل؛ ْلن الحق والباطل ال يجتمعان‪ ،‬قال تعاىل‬
‫َ َ َ ُ ً‬ ‫ْال َباط ُل ۚ إ َّن ْال َ‬
‫ن‬
‫ومعي ذلك أن أهل الباطل سيعادونك لقضية الحق‬ ‫اط َل كان زهوقا﴾‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ِ ِ‬
‫ً‬ ‫والباطل‪ ،‬ال لقضية أنك متسامح أو غي متسامح‪ ،‬إال إذا كان ن‬
‫معي التسامح مشوها!‬

‫‪-5-‬‬
‫تلخيص الدرس الثالث‬ ‫غيث الساري من هدايات البخاري‬

‫ِّ‬ ‫بمعي أن رسالتك إذا ُق ِّدمت عىل أنها ر ٌ‬


‫أي من اآلراء‪ ،‬ولم تقدم عىل أنها الحق‪ ،‬فهنا‬ ‫ن‬
‫ُ ِّ‬
‫يمكن أن يقبل أهل الباطل الحق إذا قدم عىل أنه مجرد رأي‪.‬‬
‫ً‬
‫سؤاَل نف غاية االستنكار والتعجب‪َ :‬‬
‫"أو ُم َ َّ‬
‫خرح‬‫ي‬ ‫ي‬ ‫فالني صىل هللا عليه وسلم سأل‬
‫َي‬
‫هم؟"‪ ،‬وهذا اليكيب يختلف عن‪" :‬هل سيخرجون ن يي؟"‪ ،‬فأجابه ورقة وقال‪" :‬نعم‪،‬‬
‫َ‬ ‫ٌ‬
‫بمثل ما جئت به إال عودي"‪.‬‬
‫ِ‬ ‫رجل قط‬ ‫يأت‬
‫لم ِ‬

‫ن‬ ‫ن‬ ‫نن‬


‫رض هللا عنها‪ -‬ودور المرأة الصالحة يف حياة الداعية‪،‬‬
‫‪ -٢‬فضل وميلة خديجة ‪ -‬ي‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫اْلكي يف تثبيت‬
‫َ‬ ‫وف الدعوة ونَّصة الحق‪ .‬فخديجة ‪ -‬ي‬
‫رض هللا عنها‪ -‬كان لها الموقف‬ ‫ي‬
‫ً‬ ‫ن‬
‫وف الترسية عنه وازالة الوحشة من صدره‪ ،‬وكانت امرأة‬‫الني صىل هللا عليه وسلم‪ ،‬ي‬
‫َي‬
‫عاقلة عظيمة‪.‬‬

‫** الحديث الرابع‪:‬‬


‫َ َ ْ َ َ ن َ ُ َ َ َ َ ْ ُ َ ْ َّ ْ َ َ َّ َ َ ْ َ َ ْ َّ ْ َ ْ‬ ‫َ َ ْ ُ َ‬
‫اَّلل اْلن َص ِار َّي‬ ‫ِ ِ‬ ‫د‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫اب‬ ‫ج‬ ‫ن‬
‫ِ َ ََ َ ِ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫الر‬ ‫د‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫ة‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫و‬ ‫ب‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫ي‬
‫َ َ ِ ْي‬ ‫خ‬ ‫أ‬‫و‬ ‫‪:‬‬ ‫اب‬ ‫ه‬ ‫قال ابن ِش‬
‫ْ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ال نف َح ِد ِيث ِه‪َ :‬ب ْينا أنا أ ْم ِر‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ال‪َ :‬و ُه َو ُي َح ِّدث َع ْن ف َية ال َو ْح فق َ‬ ‫ُ‬ ‫َق َ‬
‫س ِإذ َس ِم ْعت َص ْوتا ِمن‬ ‫ي‬ ‫َ ِ َ ْ َ ِي َّ ِ ي‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫ٌ َ َ ُ ْ ٍّ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ت َب َ‬ ‫َّ َ َ َ َ ْ ُ‬
‫س بي السم ِاء‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫ىل‬ ‫ع‬ ‫س‬ ‫ال‬
‫ِ‬ ‫ج‬ ‫اء‬
‫ر‬ ‫ح‬‫ِ‬ ‫ب‬
‫ِي ِ‬‫ن‬ ‫اء‬ ‫ج‬ ‫ي‬ ‫ذ‬
‫ِ‬ ‫ال‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫ا‬‫ذ‬ ‫إ‬ ‫ف‬
‫ِ ِ‬ ‫ي‬ ‫َّص‬ ‫السم ِاء فرفع‬
‫َ ُ ْ ُ ْ ُ َ َ َ ْ ُ َ ُ ْ ُ ‪ ُ ِّ َ :‬ن َ ِّ ُ ن َ َ ْ َ َ َّ ُ َ َ َ ‪َ ُّ َ َ :‬‬ ‫َ َْ‬
‫اْل ْ‬
‫ون‪ ،‬فأنزل اَّلل تعاىل ﴿يا أيها‬ ‫َِ ي‬ ‫ل‬ ‫م‬‫ز‬ ‫‪،‬‬ ‫ون‬‫َ ِي‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ز‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ع‬ ‫ج‬ ‫ر‬ ‫ف‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫ب‬ ‫ع‬
‫و ِّ ِ ُ َ ِ‬
‫ر‬ ‫ف‬ ‫ض‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ْال ُم َّدث ُر ق ْم فأنذ ْر﴾ إىل ق ْوله‪َ ﴿ :‬و ُّ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ح َوتتاب َع"‪ .‬ثم قال‬
‫َ‬ ‫م ال َو ْ ُ‬ ‫الر ْج َز فاه ُج ْر﴾ ‪ ،2‬ف َح ِ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫َ َ َ َ ُ َ ُ ْ ُ َ َّ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫‪ُ َ َ َ ُ ُ ُ ْ َّ ُ ْ َ ُ َ َ َ :‬‬
‫اَّلل بن يوسف وأبو ص ِال رح وتابعه ِهَلل بن رداد عن‬ ‫اإلمام البخاري تابعه عبد ِ‬
‫ُّ ْ ِّ َ َ َ ُ ُ‬
‫س َو َم ْع َم ٌر َب َو ِاد ُر ُه‪.‬‬ ‫ون ُ‬ ‫الزه ِري وقال ي‬

‫‪[ 2‬المدثر‪.]5-1 :‬‬

‫‪-6-‬‬
‫تلخيص الدرس الثالث‬ ‫غيث الساري من هدايات البخاري‬

‫ن‬ ‫ن‬
‫من شيوخ الزهري‪ :‬يف الرواية اْلوىل عروة بن الزبي‪ ،‬ي‬
‫وف هذه الرواية أبو سلمة وهو‬
‫يرو عن أبيه رواية‬ ‫ن‬
‫رض هللا عنه‪ ،‬ولم ِ‬
‫الصحان الجليل عبد الرحمن بن عوف ي‬ ‫َي‬ ‫ابن‬
‫توف وهو صغي‪.‬‬ ‫ن‬
‫سماع ْلن والده ي‬

‫** الحديث الخامس‪:‬‬


‫قال اإلمام البخاري ‪-‬رحمه هللا تعاىل‪:-‬‬
‫َ َ َ َ َّ َ َ َ ُ َ َ َ َ َ َ َ َّ َ َ ُ َ ْ ُ َ َ َ َ‬ ‫َ َّ َ َ ُ َ ْ ُ‬
‫وس بن أ َِ ين ع ِائشة‪،‬‬ ‫وس بن ِإ ْس َم ِاعيل‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو عوانة‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا م‬ ‫حدثنا م‬
‫َ َ َ‬ ‫ن َ ْ َ َ َ ‪ْ ِّ َ ُ َ :‬‬ ‫ََّ‬ ‫َ َ ‪ْ ْ َ ْ َ ُ ُ ْ ُ َ َ َ َّ َ :‬‬
‫اس ِ يف قو ِل ِه تعاىل ﴿َل تحرك ِب ِه ِلسانك‬ ‫قال حدثنا س ِعيد بن جبي عن ابن عب‬
‫َّ ً‬ ‫‪ ُ َ َ َ َ َ 3‬ر ُ َّ ِ َ َّ ر َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ ُ َ ُ ْ َّ ن نْ‬ ‫َ َ‬
‫يل ِشدة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫اَّلل صىل اَّلل علي ِه وسلم يع ِالج ِمن الت ِي‬ ‫ِ‬ ‫ِلت ْعج َل ِب ِه﴾ ‪ ،‬قال‪ :‬كان رسول‬
‫َ َ َ ُ َ ِّ ُ ُ َ َ ُ ْ َ َ َ َ َ ُ ُ َّ َ َّ‬ ‫ال ْاب ُن َع َّ‬ ‫ان م َّما ُي َح ِّر ُك َش َف َت ْيه‪َ ،‬ف َق َ‬ ‫ََ َ‬
‫اَّلل صىل‬ ‫اس َ‪ :‬فأ ُنا أحركهما لك َم كما كان رسول ِ‬ ‫ٌ ر‬ ‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وك‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ال َسعيد‪ :‬أنا أح ِّركه َما ك َما َرأيت ابن ع َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫اَّلل عل ْيه و َسل َم يح ِّركه َما‪ ،‬وق َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫اس يح ِّركه َما‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّ َ َ ْ َ َ ْ َ ُ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َ ُ َ ْ‬ ‫َ َ َّ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ َ َّ ُ َ َ‬
‫اَّلل ت َعاىل‪َ﴿ :‬ل تح ِّرك ِب ِه ِل َسانك ِلت ْعج َل ِب ِه * ِإن علينا جمعه‬ ‫فحرك شفتي ِه‪ ،‬فأنزل‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ ْ َ ُ ‪َ َ َ 10‬‬
‫ال ج ْم ُعه لك ِ يف َصد ِرك َوتق َرأه ‪-‬وهناك لفظ آخر‪﴿ :-‬ف ِإذا ق َرأناه فات ِب ْع‬ ‫وقرآنه﴾ ‪ ،‬ق‬
‫ُ َّ َّ َ َ ْ َ َ َ َ ُ ‪ُ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ َ َّ َّ ُ 10‬‬ ‫ُ ْ َ ُ ‪ْ ْ َ َ ُ َ ْ َ ْ َ َ َ 10‬‬
‫قرآنه﴾ ‪ ،‬قال فاست ِمع له وأن ِصت‪﴿ ،‬ثم ِإن علينا بيانه﴾ ‪ ،‬ثم ِإن علينا أن تقرأه‬
‫َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ ُ ْ ُ ْ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ َ َ ُ ُ َّ‬
‫اَّلل َصىل اَّلل علي ِه وسلم بعد ذ ِلك ِإذا أتاه ِج َ ِييل استمع ف ِإذا انطلق‬ ‫ِ‬ ‫فكان رسول‬
‫ْ ُ َ َ َ ُ َّ ُّ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ َ َ َ ‪ُ.‬‬
‫ِج َ ِييل قرأه الن َِ يي صىل اَّلل علي ِه وسلم كما قرأه‬

‫‪[ 3‬القيامة‪.]19-16 :‬‬

‫‪-7-‬‬
‫تلخيص الدرس الثالث‬ ‫غيث الساري من هدايات البخاري‬

‫الوجه اْلول‪ :‬ما يتعلق باْلسانيد وتخري ج البخاري‪:‬‬


‫ن‬
‫رض هللا عنه‪ :-‬سعيد بن جبي‪ ،‬وعطاء بن َ ي‬
‫أن‬ ‫‪ -١‬من أصحاب عبد هللا بن عباس ‪ -‬ي‬
‫رً ً‬
‫مكيا جدا ولكنه من الثقات‪.‬‬ ‫رباح‪ ،‬وعبيد هللا بن عبد هللا بن عتبة‪ ،‬وإن كان ليس‬
‫‪ -٢‬موس بن أن عائشة كان ممن يظهر عليه سمات الخشية والصالح‪ ،‬وإذا َ‬
‫رؤي‬ ‫ِ‬ ‫َي‬
‫رً ً‬ ‫ُ‬
‫أن عائشة ليس مكيا جدا‪.‬‬
‫َي‬ ‫بن‬ ‫وموس‬ ‫وتعاىل‪،‬‬ ‫سبحانه‬ ‫هللا‬ ‫كر‬‫ذ‬

‫ن‬
‫المعان وغريب اْللفاظ‪:‬‬ ‫الوجه ن‬
‫ي‬ ‫الثان‪ :‬بيان بعض‬
‫ي‬
‫‪" -١‬يعالج من ن ن‬
‫التييل شدة"‪ ،‬قال ابن حجر‪" :‬المعالجة محاولة ر‬
‫السء بمشقة"‪.‬‬
‫ي‬

‫ُ‬
‫الي يمكن أن تستخلص‬
‫والعي ي‬
‫َ‬ ‫الوجه الثالث‪ :‬الوقوف عىل بعض الفوائد‬
‫من الحديث‪:‬‬
‫ً‬
‫الني صىل هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫َي‬ ‫عىل‬ ‫ا‬‫شديد‬ ‫الوح كان‬
‫ي‬ ‫‪-١‬‬

‫للوح‪.‬‬
‫ي‬ ‫للوح وفيما يتعلق بطبيعة تلقيه‬
‫ي‬ ‫الني صىل هللا عليه وسلم‬
‫‪ -٢‬محبة َ ي‬
‫ُ‬
‫﴿ث َّم إ َّن َع َل ْي َنا َب َي َان ُه﴾ أي بيان هذا القرآن‪ ،‬والبيان هنا حمله ٌ‬
‫كثي من المفرسين‬ ‫ِ‬ ‫‪-٣‬‬
‫نوع البيان‪ :‬بيان البالغ‪ ،‬وبيان التفسي‪ ،‬ومن هنا استدل بعض من أهل العلم‬
‫ي‬ ‫عىل‬
‫ٌ‬ ‫َّ‬
‫الوح× ْلنها ُمبينة للقرآن‪.‬‬
‫ي‬ ‫عىل أن السنة من‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫وف النقل‪ ،‬واْلساليب المساعدة للتفهيم‪،‬‬
‫ي‬ ‫التعليم‬ ‫ف‬
‫العمىل ي‬
‫ي‬ ‫‪ -٤‬استعمال اْلسلوب‬
‫فكان ابن عباس يحرك شفتيه كما كان الرسول صىل هللا عليه وسلم يحركهما‪،‬‬

‫‪-8-‬‬
‫تلخيص الدرس الثالث‬ ‫غيث الساري من هدايات البخاري‬

‫ً‬ ‫ُ‬
‫الني‬
‫وسعيد بن جبي يحرك شفتيه كما كان ابن عباس يحرك شفتيه حكاية لفعل يَ‬
‫صىل هللا عليه وسلم‪ ،‬وهذا فيه عدة أمور من ضمنها محبتهم لمعلمهم‪ ،‬ومن‬
‫ن‬
‫ضمنها جواز المحاكاة يف باب يكون فيه فائدة محاكاة اإلنسان لغيه‪ ،‬ومنها أن‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫فهم من أمامك أو تزيد اْلمر‬
‫ِ‬ ‫ت‬ ‫حي‬ ‫بجسدك‬ ‫كات‬‫حر‬ ‫تفعل‬ ‫أن‬ ‫ا‬ ‫أحيان‬ ‫التعليم يحتاج‬
‫ً‬
‫بيانا‪.‬‬

‫** الحديث السادس‪:‬‬

‫قال اإلمام البخاري ‪-‬رحمه هللا تعاىل‪:-‬‬


‫الز ْهر ِّي ح و َح َّد َث َنا ب رْ ُ‬ ‫َ َّ َ َ َ ْ َ ُ َ َ ‪ُّ ْ َ ُ ُ ُ َ َ َ ْ َ : َ َ َّ ُ ْ َ َ َ َ ْ َ :‬‬
‫رس‬ ‫َِ‬ ‫ِ‬ ‫اَّلل‪ ،‬قال أخ َينا يونس عن‬ ‫حدثنا عبدان‪ ،‬ق َال أخ َينا عبد ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬
‫س َو َم ْع َم ٌر عن الزهر ِّي نح َوه‪ ،‬ق َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ال‪ :‬أخ ََ َينا يون ُ‬ ‫َ‬ ‫اَّلل‪َ ،‬ق َ‬‫ْ ُ ُ َ َّ َ َ ‪َّ ُ ْ َ َ َ َ ْ :‬‬
‫ال‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫بن محمد‪ ،‬قال أخ َينا عبد‬
‫َّ ُ َ َْ‬ ‫َ َ َ َ َ ُ ُ َّ ِ َ َّ‬ ‫اَّلل َع ْن ْابن َع َّ‬ ‫َ ْ َ َ ن ُ َ ْ ُ َّ ْ ُ َ ْ َّ‬
‫اَّلل صىل اَّلل علي ِه‬ ‫اس‪ ،‬قال‪ :‬كان رسول ِ‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫اَّلل بن عب ِد‬
‫أخ َي ِ ين َ عبيد ِ‬
‫َ ُ ن‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ي َيلق ُاه ج ْي ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الناس‪َ ،‬وكان أ ْج َود َما َيكون نف َر َمضان ح نَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َّ َ ْ َ َ َّ‬
‫يل‪َ ،‬وكان يلقاه ِ يف‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وسلم أجود‬
‫ْ‬ ‫ْ َ َ َ ِ َ َ ُ َ ُ ُ ْ ُ ْ َ َ َ َ ِ ُ ي ُ َّ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ ِ َ َّ َ َ ْ َ ُ ْ َ‬ ‫ُ ِّ َ ْ َ‬
‫اَّلل صىل اَّلل علي ِه وسلم أجود ِبالخ ِي‬ ‫كل ليلة ِمن رمضان فيد ِارسه القرآن‪ ،‬فلرسول ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫م ْن ِّ‬
‫الري ِح ال ُم ْر َسل ِة‪.‬‬ ‫ِ‬

‫الوجه اْلول‪ :‬ما يتعلق باْلسانيد وتخري ج البخاري‪:‬‬


‫ن‬
‫‪ -١‬عبد هللا يف الحديث هو ابن المبارك‪ ،‬ولن تعرف ذلك بحفظ االسم فقط‪ ،‬وإنما‬
‫بمعرفة طبقة كل راوي ودرجته من حيث عالقاته‪ ،‬وموقعه من شبكة اْلسانيد‪،‬‬
‫وهذا الياكم ُيحدث َ‬
‫اْلثر‪ ،‬وهو معرفة آلية نقل السنة‪.‬‬

‫‪-9-‬‬
‫تلخيص الدرس الثالث‬ ‫غيث الساري من هدايات البخاري‬

‫ن‬
‫المعان وغريب اْللفاظ‪:‬‬ ‫الوجه ن‬
‫الثان‪ :‬بيان بعض‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الحديث واضح اْللفاظ‪.‬‬

‫ُ‬
‫الي يمكن أن تستخلص من‬
‫والعي ي‬
‫َ‬ ‫الوجه الثالث‪ :‬الوقوف عىل بعض الفوائد‬
‫الحديث‪:‬‬
‫ٌ‬
‫جامع لخصال‬ ‫ً‬
‫جامعا لخصال الخي فقط‪ ،‬وإنما هو‬ ‫‪ -١‬لم يكن صىل هللا عليه وسلم‬
‫ٌ‬
‫الني صىل هللا‬
‫الخي ومحقق للدرجة العليا من كل خصلة‪ ،‬فابن عباس ال يصف يَ‬
‫ً‬
‫جوادا فقط‪ ،‬وإنما يصفه بأنه كان أجود الناس‪.‬‬ ‫عليه وسلم بأنه كان‬
‫ن‬ ‫فالني صىل هللا عليه وسلم إذا َ‬
‫جييل وجلس يف‬ ‫لق َ‬‫ي‬ ‫‪ -٢‬تأثي الصحبة عىل اإليمان‪ َ ،‬ي‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وكرما إىل كرمه‪،‬‬ ‫ذلك المجلس معه‪ ،‬وتذاكر وإياه القرآن يزداد جودا إىل جوده‪،‬‬
‫ً‬
‫جييل أجود بالخي من‬
‫وفضَل إىل فضله صىل هللا عليه وسلم‪ ،‬فيكون إذا لقيه َ‬
‫الري ح المرسلة‪ ،‬عىل أنه أجود الناس قبل ذلك وبعده‪.‬‬

‫وضورة أن يزاد االهتمام بالقرآن ن يف رمضان‪.‬‬


‫‪ -٣‬مركزية القرآن والعناية به نف رمضان ن‬
‫ي‬

‫ن‬
‫أجمعي‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫وصل اللهم وسلم عىل نبينا محمد وعىل آله وصحبه‬

‫‪- 10 -‬‬

You might also like