Professional Documents
Culture Documents
السكان
ان دراسة العنصر البشرى في الدولة هو احد مجاالت الدراسة في
الجغرافيا السياسية .والمقصودة بالعناصر البشرية هو االنسان وما
يتعلق بة من انشطة اقتصادية واجتماعية ,لما لها من اثربالغ االهمية
على اتخاذ القرارات السياسية بالتالي على قوة الدولة ,ومكانتها
الدولية .وينظر الجغرافي السياسي للسكان واالقتصاد من زاوية
مختلفة عن تلك التي يستخدمها عالم الجغرافيا او للسكان او تلك التي
يستخدمها عالم االقتصاد ,او الباحث في الجغرافيا االقتصادية .ذلك
ان الباحث في الجغرافيا السياسية يدرس العناصر السكانية التي تؤثر
على القرارات واالحداث السياسية ,باعتبار ان االولى هي احد
العوامل الجغرافية ,وكذلك الحال بالنسبة للظواهر الجغرافية
االقتصادية فالسكان في اي دولة هم المنتجون والمستهلكون ,وهم
صانعو القرارات السياسية
اوال :العناصر السكانية المؤثرة على مقاومات الدولة
-1حجم السكان
ويؤثر حجم السكان على حجم الناتج القومي ,وبالتالي على قوة
الدولة ومكانتها الدولية .وقد سبق واشرنا الى طبيعة العالقة الوثيقة
بين عدد السكان والناتج القومي وقوة الدولة .ولحجم السكان ايضا
اثر مباشر على قوتها العسكرية ,ذلك ان السكان الدولة هم رافد
القوات المسلحة بالقوى العامة وكثيرا ما يصبح حجم السكان
الضخم عالة على الدولة اذا لم تتمكن من توفير الطعام لهم .وعلى
ذلك يمكن ان نورد بعض الدول االفريقية التي التمتلك مقومات قيام
الدولة ,او الموارد الالزمة الطعام سكانها ,ومع ذالك فان معدالت
المواليد فيها تزيد عن , 4باستثناء عدد قليل من هذة الدوال التي
تتراوح فيها معدالت المواليد بين 3, 99 -3وهذة الدوال هي
الجزائر والمغرب ومصر وبتسوانا وجنوب افريقيا ,بينما تونس هي
الدولة االفريقية الوحيدة التي تقل فيها معدالت المواليد عن 2شكل
رقم . 47ولذلك فقد يصبح التزايد السكاني عامل ضعف اكثر منة
عامل القوة .وليس هناك حجم افضل للسكان يمكن اعتبارة مقياسا
للدول تسعى الى تحقيقة .وقد تنبة الفيلسوف اليوناني ارسطو الى
هذة النقطة ,واشار الى ان افضل حجم للسكان هو الحجم الذي
اليترك فراغات كبيرة في الدولة .وهو الحجم الذي يساعد في الدفاع
عن ارض الدولة ,والي يتناسب مع حجم الدولة او مساحتها
ومواردها .والواقع ان تناسب حجم السكان مع الموارد المتاحة
للدولة هو في غاية االهمية .
والحجم االفضل للسكان هو الذي يحقق الرفاة والدخل الجيد
للسكان .فكما يشكل التخلخل السكاني ضعفا جيوبولتيكيا ,قد يهدد
كيان الدولة ,فان االزدحام السكاني هو االخر ضعف يهدد كيان
الدولة واستمرارها
النمو السكاني
يرتبط النمو السكاني ارتباطا وثيقا بقدرات الدولة البشرية واالقتصادية .وللنمو السكاني
عسكرية وجيبوبولتيكية تنعكس على قوة الدولة سلبا او ايجابا .فقد شجعت اليابان قبل
حرب العالمية الثانية سكانها على التزايد من اجل تحقيق قوة عسكرية ضخمة تمكنها
من مد نفوذها وسيطرتها على مناطق واقاليم عالمية جديدة .وقد كانت دعوة الحكومة
اليابانية لسكانها التكاثر رغم معرفتها بفقر مواردها الطبيعية وتربة بالدها ,وعدم
مقدرتها على اطعام المزيد من السكان .والواقع ان التزايد السكاني استخدم من قبل
اليابانين كمبرر للتوسع الستعماري .وهذا ما تستخدمة حكومة ( اسرائيل ) في فلسطين
,من استقدام المهاجرين اليهود من مختلف انحاء العالم ليصبح لديها المبرر الحتالل
المزيد من االراضي العربية ,اواالحتفاظ باالراضي التي احتلتها عام ,1967بحجة
ايواء واطعام المهاجرين الجدد.
وتدرك بعض الدول التي تنخفض فيها معدالت النمو السكاني دون معدالت
التعويض للخطر الستراتيجي الذي ينتظرها,لذا تشجع هذه الدول سكانها على
زياده النسل ,بل ان البعض هذه الدول تمنح جوائز ومكافئات للعائالت التي
تنجب اكبر عدد ممكن من االطفال .وينطبق ذلك على فرنسا .وبعض الدول
االوربيه الشرقيه .وقد وصل الحد ببعض الدول مثل هنغاريا الى فرض
عقوبات على العائالت التي تستخدم وسائل منع الحمل او تحد من نسلها.
وفي المقابل تقوم بعض الدول بانتهاج سياسات للحد من النمو السكاني,
كالصين التي اتبعت سياسه الحد من النسل االجباري في السبعينيات من
القرن العشرين ,بحيث يحظر على كل عائله انجاب اكثر من طفل واحد,
تحت طائله العقاب االقتصادي الذي اليحتمل
.4الحركه السكانيه والهجرات الداخليه والخارجيه
يهتم الباحث الجغرافي السياسي بالحركه السكانيه من منطلق انها
قد توثر على االخالل في ميزان القوى او التوازن االقليمي للقوى
السياسيه داخل الدوله .فقد توثر الهجرات الخارجيه على استنزاف
القوى العامله .وخاصه العقول والكفائات البشريه .التي تعد احد
عناصر قوه الدوله .ومن اجل منع تسرب الكفائات العلميه
والعماليه اقامت حكومه المانيا الشرقيه سابقا ,سور برلين
العظيم,ليقف حائال امام هجرة كفاءاتها العلمية.كما سنت بعض
الدول قوانين تحضر على الشباب الهجرة خارج البالد .
فقد منعت المانيا قيل الحرب العالمية الثانية الشباب الذين تتراوح
اعمارهم بين 17و 25سنة من مغادرة البالد,ومنعت ايطاليا
الشياب الذين تتراوح اعمارهم بين 200- 20سنه من الهجرة
.وقد انتهج االتحاد السوفيتي وايطاليا طيلة حياته من 1917الى
,1990سياسة يحضر فيها على سكانه الهجرة للدول االخرى
واليهود خوفا من استنزاف الكفاءات البشرية فيه .وقد طبق ذلك
على اليهود الذين لم يتركو فرصة ال واثاروا هذا الموضوع امام
الراي العاه العالمي.
وعلى الصعيد الداخلي ,التشجع الحكومات على االنتقال السكاني بين االقاليم
حتى ال يختل التوازن في التوزيع السكاني والذي قد يوثر على ااالنتاجية
ااالقتصادية لالقاليم مما يودي الى ايجاد مشاكل اقليمية هي في غنى عنها
.وقد تؤدي الهجرة الداخلية للسكان الي تفريغ بعض المناطق ,مما يؤدي الى
تركها فريسة سهلة امام الطامعين .وقد سبق وتحدثنا عن اثر كثافة السكانية
على قوة الدولة ,حيث قيل ان افضل كثافة سكانية في الدولة هي تلك التي
التترك مساحات شاسعة من االرض فارغة من السكان .والهجرات الداخلية
قد تؤدي لجمع السكان والمراكز االنتاجة في اقليم معين ,وغالبا ما يكون هذا
االقليم هو العاصمة .وتجمع المراكز االنتاجية والسكان في بقعة جغرافية
محدودة له اثار سلبية على الدولة تبدا من حرمان االقليم االخرى من التطور
,وتنتهي في تجمع كل ما لديها من عناصر انتاجة في منطقة واحدة ,مما
يسهل تدميرها وشل اقتصادها .
ويدرس الجغرافي السياسي الهجرات البشرية بين االقاليم السياسية
لما لتلك الهجرات من اثار سلبية على العالقات السياسية بين الدوال
.فكثيرا مما تتوتر العالقات السياسية بين لواليات المتحدة
والمكسيك بسبب الهجرة غير مشروعة للمكسيكين الى الواليات
المتحدة .حيث يسعى بعض المهاجرين الى الحصول على فرص
عمل افضل في الواليات المتحدة .وينطبق ذلك على التوتر في
العالقات الدبلوماسية بين السعودية واليمن بسبب الهجرة غير
المشروعة لليمنين الى السعودية بحثا عن فرص عمل او هجرة
االيرانيين ,والهنود ,والباكستانين ,والبانغالديشين الى دول
الخليج النفطية لنفس االسباب
-توزيع السكان
يتاثر توزيع السكان في الدولة بعدة عوامل طبيعية واخرى بشرية فيجتمع
الناس في المناطق السهلية المفتوحة واحواض االنهار ,وحيث تتواجد التراب
الزراعية الخصبة .ويتشتتون في المناطق الصحراوي المقفرة ,والمناطق
الجبلية الشاهقة االرتفاع ,وحيث تنتشر التراب الفقيرة ,ومن الناحية
االقتصادية فان التكتل الجغرافي لالنشطة االقتصادية والمراكز االنتاجية
يؤدي الى تجمع السكان في المناطق التي تتركز فيها المؤسسات السياسية
كالعواصم .كما تؤثر السياسيات الحكومية ,واالحداث السياسية على توزيع
السكان داخل الدولة .فتؤدي مشاريع االسكان الحكومية الى تركيز السكان
في مواقع تلك المشاريع .وينطبق هذا ايضا على مشاريع توطين البدو .
ومشاريع توطين المهاجرين كما هو الحال بالنسبة لتوطين المهاجرين اليهود
الفلسطينين المحتلة وعلية فان القرار السياسي باختيار المواقع الجغرافية لتلك
المشاريع يؤثر على توزيع السكان
ويؤدي الضطهاد العرقي والديني لمجموعات وفئات سكانية معينة الى التأثير
على توزيعها وتجميعها وتكتلهافي مناطق محددة ذاتى مساحات قليلة ,غالبا
ما تكون في المناطق الجبلية صعبة المنال ,او في المناطق الصحراوية
الصعبة .والتوزيع السكاني اثر على تحديد مراكز القوة االنتاجية في البلد .
وتحديد حدود القلب الحيوي للدولة والمراكز االقتصادية فيها .
ولقد سبق وتحدثنا عن دور الحكومات في اعادة توزيع السكان ,ونشر
التطور االقتصادي عن طريق نقل العاصمة ,كما حدث في البرازيل حين
نقلت العاصمة من ريودوجانيرو الى برازيليا ,وحين نقلت العاصمة
اللمالوية من زومبا الى ليلنغوي في وسط الدولة ونستطيع ان ندرك مدى
اختالف التوازن العالمي في توزيع السكان عندما نعرف ان 90من سكان
العالم يسكنون اقل من 10من مساحة اليابسة وان 57من سكان العالم
يعيشون على اقل من 5من مساحة اليابسة .وعالميا فان قارتي اسيا واوربا
هما اعلى القارات كثافة سكانية وخاصة في الهند والصين .في حين تعد
كل من استراليا وامريكا الجنوبية والى حد ما امريكا الشمالية من االقاليم
التي تقل فيها معدالت الكثافة السكانية ,حيث تعد الكثافة السكانية هنا اقل
من القدرة االستيعابية لهذة القارات .
وتكاد بعض مناطق العالم تخلو من السكان مثل الصحاري الباردة
والحارة ,والغابات االستوائية
والشخصية القومية هي احد عناصر القوة في الدولة ,او على االقل احد العناصر المميزة
للشعوب .ومميزات الشخصية القومية للسكان تحدد حجم وقوة الدعم الذي تحتاجه
الحكومات لتنفيذ خططها .وتتكون الشخصية القومية نتيجة تفاعل عناصر حضارية
وبيئية مختلفة .وكامثلة على الشخصيات القومية اورد الباحث االمريكي كونتور
contor Rبعض الصفات التي تميز الشخصية القومية لبعض الشعوب .فيمتاز
االمريكيون بالمبادرة الشخصية واالبداع والتفاؤل والفردية ,ويتميز الروس بالقوة
والتصميم وعدم الثقة باالخرين ,وااللمان بالنظام والنظرة المستقبلية والتشاؤوم.
وكفاءة القيادات السياسية هي االخرى على درجة عالية من االهمية .وعلى الرغم ان
الديمقراطيات العالمية تحكمها دساتير وقوانين ثابتة وواضحة غير ان السياسات الدولية
التسير دائما وفق اسس وقوانين ثابتة ,ولذلك غالبا ما يجد القادة السياسيون انفسهم امام
خيارات وفرص تحتاج الى اتخاذ قرارات تعبر عن كفاءتهم وقدراتهم .ويتمتع القادة
العظام بتأييد شعبي كبير ,لما يتصفون به من كفاءات قيادية واحترام دولي.
التركيب الحضاري
لقد سبق واوضحنا طبيعة الفرق بين الدولة والقومية ,وقلنا ان القومية
تختلف عن الدولة في انها قد تفتقر لوجود حكومة .والقومية nationهي
رابطة تجمع مجموعة من الناس يعيشون في بقعة جغرافية محددة ,
ويتكلمون لغة مشتركة ,ولهم شعور دفاعي محدد وتاريخ واهداف ومشاعر
مشتركة ,وادراك واضح لهويتهم القومية .وتشتمل القومية على احساس
بقيمة الشعب وصفاته ومميزاته .والقومية شكل من اشكال التجمع البشري.
ولكل قومية صفات حضارية ورموز تميزها عن غيرها من القوميات .وقد
يرتبط بعض الناس باكثر من قومية ,كارتباط اليهود االمريكيون بالقومية
االمريكية واالسرائيلية .وتشير الدالئل الى والء اليهود السرائيل اكثر من
امريكا .ومن االمثلة االخرى على تعدد القوميات هو ارتباط االسكتلنديين
باسكتلندا وبريطانيا في الوقت نفسه.