Professional Documents
Culture Documents
ابتكارات
ابتكارات
كان أحد رجال األعمال يقف في طابور طويل في إحدى المطارات ،الحظ
الرجل أن أغلفة تذاكر السفر بيضاء خالية ،ففكر في طباعة إعالنات على
هذه المغلفات وتوزيع هذه األغلفة مجانا ً على شركات الطيران ،وافقت
شركات الطيران على هذا العرض ،وتعاون رجل األعمال مع مدير إحدى
المطابع وتم هذا المشروع ،والنتيجة أرباح بماليين الدوالرات! الفكرة مبتكرة
وصغيرة ،لكنها جديدة ولم يفكر فيها أحد من قبل ،وصار لهذا الرجل زبائن
من الشركات الكبرى في الواليات المتحدة.
هذه بعض صفات المبتكرين ،التي يمكن أن تتعود عليها
وتغرسها في نفسك ،وحاول أن تعود طالبك واآلخرين عليها أيضاً.
- 1يبحثون عن الطرق والحلول البديلة وال يكتفون بحل أو طريقة واحدة.
-2لديهم تصميم وإرادة قوية.
-3لديهم أهداف واضحة يريدون الوصول إليها.
-4يتجاهلون تعليقات اآلخرين السلبية.
-5ال يخشون الفشل ( أديسون جرب 1800تجربة
قبل أن يخترع المصباح الكهربائي ).
-6ال يحبون الروتين.
-7يبادرون.
-8إيجابيون ومتفائلون.
وإذا لم تتوافر فيك هذه الصفات ال تظن بأنك غير مبتكر ،بل يمكنك أن تكتسب هذه
الصفات وتصبح عادات متأصلة لديك.
صور مبتكرة
- 1يوم بدر يوم الفرقان .يوم التقى الجمعان .فها هو الجيش
المسلم قد تمركز بالعدوة الدنيا عند أدنى ماء من بدر .وها هو
الحباب بن المنذر ينظر Eإلى مواضع تمركز القوات فيجد فيها
خلال ظاهرا .فيتقدم إلى رسول هللا بأدب الجندي مع القائد
ويقترح ضرEورEة تغيير Eمواضع تمرEكز القوات المسلمة ألسباب
ميدانية وجيهة .فيعجب الرسول برأيه ويأيد مقولته .وينزل –
وهو القائد عند رأي الجندي بل ويقول له :لقد أشرت بالرEأي.
ويأمر الجيش بالتمركز في المواقع الجديدة التي ارتآها الحباب
بن المنذر,وتدور المعركة ويتحقق النصر Eوكان لهذا الرأي
دور في تحقيق النصر يوم بدر.
إبداع
إن الذي فعله الحباب بن المنذر" في هذا الموقف أنه نظر إلي
األمور" بصورة مناقضة للواقع .نظر الي األمر المعتاد
بصورة غير معتادة إذ جرت عادة الجند تنفيذ أوامر" القادة
دون أية مناقشة أو تر"دد ولكن الشخصية اإلبتكارية غير ذلك.
الشخصية اإلبتكارية ال تكتفي بالنظر الي الواقع ولكنها دائما
تنظر" إلى ما وراء الواقع .وهذا ما فعله الحباب بن المنذر
رضي هللا عنه وأرضاه.
- 2عتبه بن غزوان لما أرسله الخليفة عمر Eعلى رأس جيش
لفتح مدينة البصرEة كان جيش عتبه قليل العدد والعدة (.ثالث مائة
رEجل وبضع نساء ) وكان علي أمل وصول المدد من المدينة
ليساعده في مهمة فتح هذه المدينة .وما أن وصل عتبه حتى هاله
قوة تحصينات المدينة وكثرة أبراج االستطالع المحيطة بها
وموقعها الحصين وكثرEة السفن ؟ .إضافة إلى كونها محاطة بمياه
النهر من عدة جهات فماذا فعل عتبه .؟
صف كل جنوده في طابور طويل يفصل بين الجندي واألخر
مسافة وأعد للنسوة رEايات رفعها على أعواد الرماح وأمرهن أن
يمشين خلف الجيش .
وقال لهن :
-إذا نحن اقتربنا من المدينة فأثرن التراب خلفنا حتى تمالن به
الجو .
وما أن اقتربت مقدمة جيش عتبة من المدينة .حتى خرج إليهم
جند الجيش الروماني .إال أن أبراج استطالع الجيش الروماني
رصدت صورة جيش جرار . Eمقدمته على أعتاب المدينة و
وراياته تخفق عالية في الخلف و غبار خيوله على مرمى
البصر .فقال بعضهم لبعض :
-إنها طليعة العسكر .وإن وراءهم جيشا جرارا يثير الغبار.
نحن قلة.
وسرEعان ما عم خبر هذا الجيش الجرEار بين جنود الجيش
الروماني .وسرعان ما عمت الفوضى بين الجند والقادة
.وسرعان ما دب في قلوبهم الذعر وسيطر Eعليهم الجزع .
فطفقوا يحملون ما خف وزنه وغال ثمنه .وقفزEوا في السفن
الراسية في مياه نهر الفرات .وتركوا المدينة هاربين فارين .
ودخلها عتبة بن غزEوان وجنوده دونما قتال
ابتكار
إن الذي فعله عتبه أمام تلك المعضلة التي واجهها .انه كانت
لديه القدرة علي توليد فكرة جديدة ..بسيطة ..مفيدة .استطاع
بها حل هذه المشكلة .وهذه أحد سمات الشخصية اإلبتكارية. .
ما الفرق بين اإلبداع واالختراع واالبتكار ؟
-مع األخذ بعين االعتبار بأن هنالك أكثر من تعريف وأنه
يمكن استخدام هذه الكلمات في تعريف هذه المفاهيم
كمرادفات :
اإلبداع :هو عبارEة عن عملية أو أسلوب أو طريقة إلنشاء
شيء جديد من غير مثال سابق .واإلبداع يشمل االبتكارE
واالختراع.
االختر"اع :هو استخدام اإلبتكار إلنشاء شيء جديد.
االبتكار :هو إيجاد طرEيقة جديدة الستخدام اختراع سابق
بشكل مفيد.
اإلبتكار
إن هذا الموقف Eالذي اتخذه هذا المعلم يساوي نفس الموقف الذي
اتخذه الحباب بن المنذر ويساوي نفس الموقف الذي اتخذه عتبه.
فكل منهم عاش مشكلة .وكل منهم تعامل مع مشكلته بموقف
إبداعي .
الموقفالثالث
هذا موقف أل ُ ُم ليست ككل األمهات ،لقد أدركت بحسها المرهف وفطنتها
وذكائها أن تربية األبناء ليست كتربية الماشية مأكل ومشرب وينتهي األمر
عند هذا الحد ..فتربية األبناء ليست باألمر الهين ،فموقف يحتاج منها إلى
اللين فتلين ..وموقف آخر يحتاج منها الحزم فال تترد فيه ،ولكن ما يميز
بطلتنا هذه عن غيرها أنها ال تنساق وراء عواطف األمومة انسياقا ً أعمى
يقود األبناء إلى الضياع بحجة محبتهم والعطف عليهم ،ويبدأ موقف بطلتنا
هذه في صباح يوم دراسي باكر عندما أرادت أن توقظ أحد أبنائها الصغار
ليذهب كعادته للمدرسة فتظاهر الصغير بالمرض ..وأخذ يئن ويتوجع ..
سألته األم عن موضع األلم فقال :هنا ..ال بل هنا ..أدركت األم أن الطفل
ال يشكو من شيء ولكنه ال يرغب في الذهاب للمدرسة لسبب ما يُزعجه
في المدرسة ..فتركته يُكمل نومه ..
وتحدثت مع والده في األمر Eوطلبت منه أن يذهب للمدرسة قبل
ذهابه لعمله للسؤال عن مستوى الطفل في المدرسة وسلوكه
داخلها ..وما أن أحس الصغير أن والده قد ذهب ،وأن موعد
الذهاب إلى المدرسة قد انتهى ..حتى نهض من فراشه وذهب
يلعب ويجري داخل سور EالمنزEل ُ ..ك ُل ذلك واألم ترقبه دون أن
يشعر ..ثم التفتت إليه وقالت :ألم تقل إنك مريض ..المريض
ال يقوم من فراشه و ال يلعب فهو يحتاج إلى النوم والرEاحة ..
عاد الصغير إلى الفراش والحزن يسبقه ..أحضرEت األم إفطارها
وبدأت تأكل والطفل ينظر إليها ..ولما رأته َي ِه ُم بالنهوض ليأكل
معها ..قالت له :أنت مرEيض ..والمرEيض ال يأكل ألنه يتألم ..
عاد الصبي إلى فراشه والندم يُغالبه ..كل ذلك واألم تراقبه ..
أدرك الصبي الصغير أن بقاءه في المنزل لم َيع ُْد عليه بفائدة ..فاللعب
واألكل الذي َت َع ْو َد عليه في المدرسة افتقده اليوم ..التفت الطفل إلى والدته
وقال :هل تظنين أن باب المدرسة مازال مفتوحا ً أم أغلقه المدير ..تبسمت
األم وقالت :بالتأكيد أنها مُغلقة اآلن ولكن إذا شفاك هللا ..فغداً تذهب …
َفلِ َل ِه قدر هذه األم على حُسن تصرفها تجاه هذا الطفل لحرصها على ما
ينفعه في مستقبل حياته ،رغم ما كانت ُتغالبه من عاطفة األمومة الحانية .
وحسن تصرفها َع َّل َم الطفل درسا ً عمليا ً لن ينساه . -1ذكاء هذه األم ُ
-2الطفل بطبعه ينظر ألول ردة فعل تجاه تصرفه الخاطئ ،فإن رأى
تساهالً من األهل وإال تراجع .
شكرا لجميع الحضور
أعد العرض
أ.سعود الزهيمي