You are on page 1of 527

‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪9 :‬‬

‫]الجزء الثالث[‬
‫سورة يونس‬
‫سورة يونس فضلها‪:‬‬
‫‪ -[1] /4827‬ابن بابويه‪ :‬بإسناده عن فضيل الرسان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬من قرأ سورة يونس‬
‫في كل شهرين أو ثلثة لم يخف عليه أن يكون من الجاهلين‪ ،‬و كان يوم القيامة من المقربين«‪.‬‬
‫العياشي‪ :‬عن فضيل الرسان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( الحديث بعينه »‪.«1‬‬
‫‪ -[2] /4828‬عن أبان بن عثمان‪ ،‬عن محمد‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو جعفر )عليه السلم(‪» :‬اقرأ«‪ .‬قلت‪ :‬من أي شيء أقرأ؟‬
‫قال‪:‬‬
‫»اقرأ من السورة السابعة« »‪.«2‬‬
‫سنى َو ِزياَدٌة َو ل‬ ‫حْ‬ ‫سُنوا اْل ُ‬‫حَ‬‫ن َأ ْ‬
‫قال‪ :‬فجعلت ألتمسها‪ ،‬فقال‪» :‬اقرأ سورة يونس« فقرأت حتى انتهيت إلى ِلّلِذي َ‬
‫جوَهُهْم َقَتٌر َو ل ِذّلٌة »‪ «3‬ثم قال‪» :‬حسبك‪ ،‬قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬اني لعجب كيف ل‬ ‫ق ُو ُ‬ ‫َيْرَه ُ‬
‫أشيب إذا قرأت القرآن!«‪.‬‬
‫‪ -[3] /4829‬و من كتاب )خواص القرآن(‪ :‬عن النبي )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬أنه قال‪» :‬من قرأ هذه السورة‬
‫اعطي من الجر و الحسنات بعدد من كذب يونس )عليه السلم( و صدق به‪ ،‬و من كتبها و جعلها في منزله و‬
‫سمى جميع من في الدار و كان بهم عيوب ظهرت‪ ،‬و من كتبها في طست و غسلها بماء نظيف و عجن بها دقيقا‬
‫على أسماء المتهمين و خبزه‪ ،‬و كسر لكل واحد منهم قطعة و أكلها المتهم‪ ،‬فل يكاد يبلعها‪ ،‬و ل يبلعها أبدا و يقر‬
‫بالسرقة«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬ثواب العمال‪.106 :‬‬
‫‪ -2‬تفسير العياشي ‪.1 /119 :2‬‬
‫‪ -3‬خواص القران‪» 2 :‬قطعة منه«‪.‬‬
‫)‪ (1‬تفسير العياشي ‪.2 /119 :2‬‬
‫)‪ (2‬قوله )السابعة( تصحيف )التاسعة( يؤّيده ما في الكافي ‪ 462 :2‬حيث روى نفس الحديث و فيه )التاسعة( و‬
‫ذلك بجعل النفال و التوبة سورة واحدة‪.‬‬
‫)‪ (3‬يونس ‪.26 :10‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪11 :‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫عْنَد‬
‫ق ِ‬ ‫صْد ٍ‬‫ن َلُهْم َقَدَم ِ‬‫ن آَمُنوا َأ ّ‬‫شِر اّلِذي َ‬
‫حِكيِم‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و َب ّ‬ ‫ب اْل َ‬
‫ت اْلِكتا ِ‬‫ك آيا ُ‬‫حيِم الر ِتْل َ‬‫ن الّر ِ‬ ‫حم ِ‬ ‫ل الّر ْ‬‫سِم ا ِّ‬
‫ِب ْ‬
‫َرّبِهْم ]‪[2 -1‬‬
‫‪ -[1] /4830‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا أبو الحسن محمد بن هارون الزنجاني‪ ،‬فيما كتب إلي على يدي علي بن‬
‫أحمد البغدادي الوراق‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا معاذ بن المثنى العنبري‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن أسماء‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا جويرية‪،‬‬
‫عن سفيان بن سعيد الثوري‪ ،‬قال‪ :‬قلت لجعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب )عليهم‬
‫السلم(‪ :‬يا بن رسول ال‪ ،‬ما معنى الر؟ قال )عليه السلم(‪» :‬معناه أنا ال الرءوف«‪.‬‬
‫‪ -[2] /4831‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬الر هو حرف من حروف السم العظم المقطع »‪ «1‬في القرآن‪ ،‬فإذا ألفه‬
‫ل ِمْنُهْم يعني رسول ال )صلى ال‬ ‫جٍ‬‫حْينا ِإلى َر ُ‬ ‫ن َأْو َ‬
‫جبًا َأ ْ‬
‫عَ‬‫س َ‬
‫ن ِللّنا ِ‬ ‫الرسول أو المام فدعا به أجيب‪ .‬ثم قال‪َ :‬أ كا َ‬
‫عْنَد َرّبِهْم‪.‬‬
‫ق ِ‬ ‫صْد ٍ‬‫ن َلُهْم َقَدَم ِ‬
‫ن آَمُنوا َأ ّ‬
‫شِر اّلِذي َ‬
‫س َو َب ّ‬‫ن َأْنِذِر الّنا َ‬‫عليه و آله(‪َ :‬أ ْ‬
‫ن آَمُنوا إلى آخر الية‪.‬‬ ‫شِر الِّذي َ‬‫‪ -[3] /4832‬العياشي‪ :‬عن يونس‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬في قول ال َو َب ّ‬
‫قال‪» :‬الولية«‪.‬‬
‫ن َلُهْم َقَدَم‬
‫ن آَمُنوا َأ ّ‬‫شِر اّلِذي َ‬‫‪ -[4] /4833‬عن يونس بن عبد الرحمن‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬في قوله‪َ :‬و َب ّ‬
‫عْنَد َرّبِهْم‪ ،‬قال‪» :‬الولية«‪.‬‬ ‫ق ِ‬ ‫صْد ٍ‬
‫ِ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬معاني الخبار‪.1 /22 :‬‬
‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.308 :1‬‬
‫‪ -3‬تفسير العّياشي ‪.3 /119 :2‬‬
‫‪ -4‬تفسير العّياشي ‪[.....] .4 /119 :2‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬المنقطع‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪12 :‬‬
‫شِر اّلِذي َ‬
‫ن‬ ‫‪ -[5] /4834‬عن إبراهيم بن عمر‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬في قوله تعالى‪َ :‬و َب ّ‬
‫عْنَد َرّبِهْم‪ ،‬قال‪» :‬هو رسول ال )صلى ال عليه و آله(«‪.‬‬ ‫ق ِ‬‫صْد ٍ‬
‫ن َلُهْم َقَدَم ِ‬ ‫آَمُنوا َأ ّ‬
‫‪ -[6] /4835‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن حماد بن عيسى‪ ،‬عن إبراهيم بن عمر اليماني‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫عْنَد َرّبِهْم‪ ،‬قال‪» :‬هو رسول ال )صلى ال عليه و‬ ‫ق ِ‬ ‫صْد ٍ‬‫ال )عليه السلم(‪ ،‬في قول ال تبارك و تعالى‪َ :‬قَدَم ِ‬
‫آله(«‪.‬‬
‫‪ -[7] /4836‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن حماد بن عيسى‪ ،‬عن إبراهيم بن عمر‬
‫ن َلُهْم َقَدَم‬
‫ن آَمُنوا َأ ّ‬
‫شِر اّلِذي َ‬‫اليماني‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬في قول ال تبارك و تعالى‪َ :‬و َب ّ‬
‫عْنَد َرّبِهْم‪ ،‬قال‪» :‬هو رسول ال )صلى ال عليه و آله(«‪.‬‬ ‫ق ِ‬ ‫صْد ٍ‬‫ِ‬
‫‪ -[8] /4837‬و عنه‪ :‬عن الحسين بن محمد‪ ،‬عن معلى بن محمد‪ ،‬عن محمد بن جمهور‪ ،‬عن يونس‪ ،‬قال‪:‬‬
‫عْنَد َرّبِهْم‪.‬‬ ‫ق ِ‬ ‫صْد ٍ‬‫ن َلُهْم َقَدَم ِ‬‫ن آَمُنوا َأ ّ‬‫شِر اّلِذي َ‬‫أخبرني من رفعه‪ ،‬إلى أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬في قوله تعالى‪َ :‬و َب ّ‬
‫قال‪» :‬ولية أمير المؤمنين )عليه السلم(«‪.‬‬
‫ق شفاعة محمد )صلى ال عليه و آله( لهم يوم القيامة‪ .‬قال‪ :‬و هو‬ ‫صْد ٍ‬‫‪ -[9] /4838‬الطبرسي‪ :‬قيل‪ :‬إن معنى َقَدَم ِ‬
‫المروي عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ش ]‪[3‬‬ ‫عَلى اْلَعْر ِ‬ ‫سَتوى َ‬ ‫سّتِة َأّياٍم ُثّم ا ْ‬
‫ض ِفي ِ‬ ‫لْر َ‬ ‫ت َو ا َْ‬
‫سماوا ِ‬ ‫ق ال ّ‬
‫خَل َ‬
‫ل اّلِذي َ‬‫ن َرّبُكُم ا ُّ‬‫ِإ ّ‬
‫‪ -[1] /4839‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن عبد ال بن سنان‪،‬‬
‫قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪» :‬إن ال خلق الخير يوم الحد‪ ،‬و ما كان ليخلق الشر قبل الخير‪ ،‬و‬
‫في يوم الحد و الثنين خلق الرضين‪ ،‬و خلق أقواتها في يوم الثلثاء‪ ،‬و خلق السماوات يوم الربعاء و يوم‬
‫سّتِة َأّياٍم‬‫ض َو ما َبْيَنُهما ِفي ِ‬ ‫لْر َ‬ ‫ت َو ا َْ‬
‫سماوا ِ‬ ‫خَلقَ ال ّ‬
‫الخميس‪ ،‬و خلق أقواتها يوم الجمعة‪ ،‬و ذلك قول ال عز و جل‪َ :‬‬
‫»‪.««1‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -5‬تفسير العّياشي ‪.5 /120 :2‬‬
‫‪ -6‬تفسير القّمي ‪.308 :1‬‬
‫‪ -7‬الكافي ‪.554 /364 :8‬‬
‫‪ -8‬الكافي ‪.50 /349 :1‬‬
‫‪ -9‬مجمع البيان ‪.134 :5‬‬
‫‪ -1‬الكافي ‪.117 /145 :8‬‬
‫)‪ (1‬الفرقان ‪ ،59 ،25‬السجدة ‪.4 :32‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪13 :‬‬
‫‪ -[2] /4840‬العياشي‪ :‬عن أبي جعفر‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬إن ال خلق السماوات و‬
‫الرض في ستة أيام‪ ،‬فالسنة تنقص ستة أيام«‪.‬‬
‫‪ -[3] /4841‬عن الصباح بن سيابة‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬قال‪ :‬إن ال خلق الشهور اثني عشر شهرا‪ ،‬و‬
‫هي ثلثمائة و ستون يوما‪ ،‬فحجز عنها »‪ «1‬ستة أيام خلق فيها السماوات و الرض‪ ،‬فمن ثم تقاصرت الشهور«‪.‬‬
‫‪ -[4] /4842‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬قال‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪» :‬إن ال جل ذكره‬
‫و تقدست أسماؤه خلق الرض قبل السماء‪ ،‬ثم استوى على العرش لتدبير المور«‪ .‬و معنى استوى يأتي‪ -‬إن شاء‬
‫ال تعالى‪ -‬في سورة طه »‪.«2‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ل ]‪[5‬‬ ‫ضياًء َو اْلَقَمَر ُنورًا َو َقّدَرُه َمناِز َ‬
‫س ِ‬ ‫شْم َ‬‫ل ال ّ‬
‫جَع َ‬‫ُهَو اّلِذي َ‬
‫‪ -[1] /4843‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن أبي عبد‬
‫ال الكوفي‪ ،‬عن موسى بن عمران النخعي‪ ،‬عن عمه الحسين بن يزيد‪ ،‬عن إسماعيل بن مسلم‪ ،‬عن أبي نعيم‬
‫البلخي‪ ،‬عن مقاتل بن حيان‪ ،‬عن عبد الرحمن بن أبي ذر‪ ،‬عن أبي ذر الغفاري )رحمه ال(‪ ،‬قال‪ :‬كنت آخذا بيد‬
‫النبي )صلى ال عليه و آله( و نحن نتماشى جميعا‪ ،‬فما زلنا ننظر إلى الشمس حتى غابت‪ ،‬فقلت‪ :‬يا رسول ال‪،‬‬
‫أين تغيب؟‬
‫قال‪» :‬في السماء‪ ،‬ثم ترفع من سماء إلى سماء‪ ،‬حتى ترفع إلى السماء السابعة العليا‪ ،‬حتى تكون تحت العرش‪،‬‬
‫فتخر ساجدة‪ ،‬فتسجد معها الملئكة الموكلون بها‪ ،‬ثم تقول‪ :‬يا رب‪ ،‬من أين تأمرني أن أطلع‪ ،‬أ من مشرقي أو من‬
‫ك َتْقِديُر اْلَعِزيِز اْلَعِليِم »‪ «4‬يعني بذلك صنع‬ ‫سَتَقّر َلها ذِل َ‬
‫جِري ِلُم ْ‬ ‫س َت ْ‬
‫شْم ُ‬
‫مغربي »‪«3‬؟ فذلك قوله عز و جل‪َ :‬و ال ّ‬
‫الرب العزيز في ملكه‪ ،‬العليم بخلقه‪ -‬قال‪ -‬فيأتيها جبرئيل )عليه السلم( بحلة ضوء من نور العرش‪ ،‬على مقدار‬
‫ساعات النهار‪ ،‬على طوله في أيام الصيف‪ ،‬أو قصره في الشتاء‪ ،‬أو ما بين ذلك في الخريف و الربيع‪ -‬قال‪-‬‬
‫فتلبس تلك الحلة كما يلبس أحدكم ثيابه‪ ،‬ثم ينطلق بها في جو السماء حتى تطلع من مطلعها«‪ .‬قال‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬تفسير العّياشي ‪.6 /120 :2‬‬
‫‪ -3‬تفسير العّياشي ‪.7 /120 :2‬‬
‫‪ -4‬تفسير العّياشي ‪.7 /120 :2‬‬
‫‪ -1‬التوحيد‪.7 /280 :‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر و »ط«‪ :‬فخرج منها‪.‬‬
‫)‪ (2‬يأتي في تفسير الية )‪ (5‬من سورة طه‪[.....] .‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬أمن مغربي أم من مطلعي‪.‬‬
‫)‪ (4‬يس ‪.38 :36‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪14 :‬‬
‫النبي )صلى ال عليه و آله(‪» :‬فكأني بها و قد حبست مقدار ثلث »‪ ،«1‬ثم ل تكسى ضوءا و تؤمر أن تطلع من‬
‫جوُم اْنَكَدَرتْ »‪.«2‬‬ ‫ت َو ِإَذا الّن ُ‬‫س ُكّوَر ْ‬ ‫شْم ُ‬ ‫مغربها‪ ،‬فذلك قوله عز و جل‪ِ :‬إَذا ال ّ‬
‫و القمر كذلك من مطلعه و مجراه في أفق السماء و مغربه‪ ،‬و ارتفاعه إلى السماء السابعة‪ ،‬و يسجد تحت العرش‪،‬‬
‫ضياًء َو اْلَقَمَر ُنورًا«‪ .‬قال‬ ‫س ِ‬ ‫شْم َ‬ ‫ل ال ّ‬
‫جَع َ‬‫ثم يأتيه جبرئيل بالحلة من نور الكرسي‪ ،‬فذلك قوله عز و جل‪ُ :‬هَو الِّذي َ‬
‫أبو ذر )رحمه ال(‪ :‬ثم اعتزلت مع رسول ال )صلى ال عليه و آله( و صلينا المغرب‪.‬‬
‫‪ -[2] /4844‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن محمد‪ ،‬عن علي بن العباس‪ ،‬عن علي بن حماد‪ ،‬عن عمرو بن شمر‪،‬‬
‫جِم ِإذا َهوى »‪ «3‬قال‪» :‬اقسم بقبض محمد‬ ‫عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬في قول ال عز و جل‪َ :‬و الّن ْ‬
‫ن اْلَهوى »‪ «5‬يقول ما يتكلم بفضل‬ ‫عِ‬ ‫ق َ‬ ‫طُ‬ ‫غوى َو ما َيْن ِ‬ ‫حُبُكْم »‪ «4‬بتفضيله أهل بيته َو ما َ‬ ‫ل صا ِ‬ ‫ضّ‬
‫إذا قبض‪ .‬ما َ‬
‫ي ُيوحى »‪.«6‬‬ ‫حٌ‬ ‫ل َو ْ‬ ‫ن ُهَو ِإ ّ‬ ‫أهل بيته بهواه‪ ،‬و هو قول ال عز و جل‪ِ :‬إ ْ‬
‫لْمُر َبْيِني َو َبْيَنُكْم »‬
‫ي ا َْ‬
‫ضَ‬‫ن ِبِه َلُق ِ‬
‫جُلو َ‬
‫سَتْع ِ‬‫عْنِدي ما َت ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ل َلْو َأ ّ‬
‫و قال ال عز و جل لمحمد )صلى ال عليه و آله(‪ُ :‬ق ْ‬
‫‪ «7‬قال‪ :‬لو أني أمرت أن أعلمكم الذي أخفيتم في صدوركم من استعجالكم بموتي لتظلموا أهل بيتي من بعدي‪،‬‬
‫حْوَلُه »‪ «8‬يقول‪:‬‬ ‫سَتْوَقَد نارًا َفَلّما َأضاَءتْ ما َ‬ ‫ل اّلِذي ا ْ‬ ‫فكان مثلكم كما قال ال عز و جل‪َ :‬كَمَث ِ‬
‫أضاءت الرض بنور محمد )صلى ال عليه و آله( كما تضيء الشمس‪ ،‬فضرب ال مثل محمد )صلى ال عليه و‬
‫ضياًء َو اْلَقَمَر ُنورًا‪ ،‬و قوله َو آَيٌة َلُهُم‬ ‫س ِ‬ ‫شْم َ‬ ‫ل ال ّ‬
‫جَع َ‬
‫آله( الشمس‪ ،‬و مثل الوصي القمر‪ ،‬و هو قول ال عز و جل‪َ :‬‬
‫تل‬ ‫ظُلما ٍ‬ ‫ل ِبُنوِرِهْم َو َتَرَكُهْم ِفي ُ‬‫ب ا ُّ‬ ‫ن »‪ ،«9‬و قوله عز و جل‪َ :‬ذَه َ‬ ‫ظِلُمو َ‬‫خ ِمْنُه الّنهاَر َفِإذا ُهْم ُم ْ‬
‫سَل ُ‬
‫ل َن ْ‬
‫الّلْي ُ‬
‫ن »‪ ،«10‬يعني قبض محمد )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و ظهرت الظلمة فلم يبصروا فضل أهل بيته‪ ،‬و هو‬ ‫صُرو َ‬ ‫ُيْب ِ‬
‫ن »‪.««11‬‬ ‫صُرو َ‬
‫ك َو ُهْم ل ُيْب ِ‬ ‫ن ِإَلْي َ‬
‫ظُرو َ‬ ‫سَمُعوا َو َتراُهْم َيْن ُ‬ ‫عوُهْم ِإَلى اْلُهدى ل َي ْ‬ ‫ن َتْد ُ‬‫قوله عز و جل‪َ :‬و ِإ ْ‬
‫‪ -[3] /4845‬و عنه‪ :‬بإسناده عن سهل بن زياد‪ ،‬عن علي بن حسان‪ ،‬عن علي بن أبي النوار‪ ،‬عن محمد بن‬
‫مسلم‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي جعفر )عليه السلم(‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬لي شيء صارت الشمس أشد حرارة من القمر؟ فقال‪:‬‬
‫»إن ال خلق الشمس من نور النار‪ ،‬و صفو الماء‪ ،‬طبقا من هذا و طبقا من هذا‪ ،‬حتى إذا كانت سبعة أطباق‬
‫ألبسها لباسا‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.574 /380 :8‬‬
‫‪ -3‬الكافي ‪.332 /241 :8‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر زيادة‪ :‬ليال‪.‬‬
‫)‪ (2‬التكوير ‪.2 -1 :81‬‬
‫)‪ (3‬النجم ‪.2 -1 :53‬‬
‫)‪ (4‬النجم ‪.2 -1 :53‬‬
‫)‪ (5‬النجم ‪.2 -1 :53‬‬
‫)‪ (6‬النجم ‪.2 -1 :53‬‬
‫)‪ (7‬النعام ‪.58 :6‬‬
‫)‪ (8‬البقرة ‪.17 :2‬‬
‫)‪ (9‬يس ‪.37 :36‬‬
‫)‪ (10‬البقرة ‪[.....] .17 :2‬‬
‫)‪ (11‬العراف ‪.198 :7‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪15 :‬‬
‫من نار‪ ،‬فمن ثم صارت أشد حرارة من القمر«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬و القمر؟ قال‪» :‬إن ال تعالى ذكره خلق القمر من ضوء نور النار و صفو الماء‪ ،‬طبقا من هذا‬
‫و طبقا من هذا‪ ،‬حتى إذا كانت سبعة أطباق ألبسها لباسا من ماء‪ ،‬فمن ثم صار القمر أبرد من الشمس«‪.‬‬
‫روى ابن بابويه هذا الحديث في )الخصال(‪ :‬عن محمد بن الحسن‪ ،‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن أحمد‪ ،‬عن‬
‫عيسى بن محمد‪ ،‬عن علي بن مهزيار »‪ ،«1‬عن أبي أيوب‪ ،‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي جعفر )عليه‬
‫السلم(‪ ،‬و ذكر الحديث »‪.«2‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪ -[1] /4846 [7‬و‬ ‫ن آياِتنا غاِفُلو َ‬ ‫عْ‬ ‫ن ُهْم َ‬ ‫طَمَأّنوا ِبها َو اّلِذي َ‬ ‫حياِة الّدْنيا َو ا ْ‬ ‫ضوا ِباْل َ‬‫ن ِلقاَءنا َو َر ُ‬ ‫جو َ‬ ‫ن ل َيْر ُ‬ ‫ن اّلِذي َ‬ ‫ِإ ّ‬
‫طَمَأّنوا ِبها‬ ‫حياةِ الّدْنيا َو ا ْ‬ ‫ضوا ِباْل َ‬‫ن ِلقاَءنا أي ل يؤمنون به َو َر ُ‬ ‫جو َ‬ ‫ن ل َيْر ُ‬ ‫ن اّلِذي َ‬‫قال علي بن إبراهيم‪ :‬قوله تعالى‪ِ :‬إ ّ‬
‫ن قال‪ :‬اليات‪ :‬أمير المؤمنين و الئمة )عليهم السلم(‪ ،‬و الدليل على ذلك‬ ‫ن آياِتنا غاِفُلو َ‬ ‫عْ‬‫ن ُهْم َ‬ ‫َو اّلِذي َ‬
‫قول أمير المؤمنين )عليه السلم(‪» :‬ما ل آية أكبر مني«‪.‬‬
‫‪ -[2] /4847‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن محمد بن أبي عمير أو غيره‪ ،‬عن‬
‫محمد بن الفضيل‪ ،‬عن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬قال‪ :‬قلت له‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬إن الشيعة يسألونك‬
‫ظيِم »‪ .«3‬قال‪» :‬ذلك إلي إن شئت أخبرتهم و إن شئت لم أخبرهم‪-‬‬ ‫ن الّنَبِإ اْلَع ِ‬‫عِ‬ ‫ن َ‬ ‫عّم َيَتساَءُلو َ‬ ‫عن تفسير هذه الية‪َ :‬‬
‫ثم قال‪ -:‬لكني أخبرك بتفسيرها«‪.‬‬
‫ن؟ قال‪ :‬فقال‪» :‬هي في أمير المؤمنين )صلوات ال عليه(‪ ،‬كان أمير المؤمنين )صلوات ال‬ ‫عّم َيَتساَءُلو َ‬ ‫قلت‪َ :‬‬
‫عليه( يقول‪ :‬ما ل عز و جل آية هي أكبر مني‪ ،‬و ل ل من نبأ أعظم مني«‪.‬‬
‫و سيأتي‪ -‬إن شاء ال تعالى‪ -‬تفسير اليات بالئمة )عليهم السلم( بالرواية في آخر السورة‪ ،‬في قوله تعالى‪ُ :‬ق ِ‬
‫ل‬
‫ض الية »‪.«4‬‬ ‫لْر ِ‬ ‫ت َو ا َْ‬ ‫سماوا ِ‬ ‫ظُروا ما ذا ِفي ال ّ‬ ‫اْن ُ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.309 :1‬‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.3 /161 :1‬‬
‫سان‪.‬‬ ‫ي بن ح ّ‬ ‫)‪ (1‬زاد في المصدر‪ :‬عن عل ّ‬
‫)‪ (2‬الخصال‪.39 /356 :‬‬
‫)‪ (3‬النبأ ‪.2 -1 :78‬‬
‫)‪ (4‬يأتي في الحديث )‪ (1‬من تفسير الية )‪ (101‬من هذه السورة‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪16 :‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫عواهُْم ِفيها‬ ‫ت الّنِعيِم َد ْ‬
‫جّنا ِ‬ ‫لْنهاُر ِفي َ‬ ‫ن َتحِْتِهُم ا َْ‬
‫جِري ِم ْ‬ ‫ت َيْهِديِهْم َرّبُهْم ِبِإيماِنِهْم َت ْ‬ ‫صاِلحا ِ‬ ‫عِمُلوا ال ّ‬ ‫ن آَمُنوا َو َ‬ ‫ن اّلِذي َ‬ ‫ِإ ّ‬
‫جُلُهْم ]‬ ‫ي ِإَلْيِهْم َأ َ‬
‫ضَ‬‫ن‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬لُق ِ‬ ‫ب اْلعاَلِمي َ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫حْمُد ِّ‬ ‫ن اْل َ‬‫عواُهْم َأ ِ‬ ‫خُر َد ْ‬ ‫سلٌم َو آ ِ‬ ‫حّيُتُهْم ِفيها َ‬‫ك الّلُهّم َو َت ِ‬‫سْبحاَن َ‬ ‫ُ‬
‫‪[11 -9‬‬
‫‪ -[1] /4848‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن عبد ال الوراق و محمد بن أحمد السناني‪ ،‬و علي بن أحمد بن محمد‬
‫)رضي ال عنهم(‪ ،‬قالوا‪ :‬حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا بكر بن عبد ال بن‬
‫حبيب‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا تميم بن بهلول‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جعفر بن سليمان البصري‪ ،‬عن عبد ال بن الفضل الهاشمي‪،‬‬
‫ضِل ْ‬
‫ل‬ ‫ن ُي ْ‬ ‫ل َفُهَو اْلُمْهَتِد َو َم ْ‬ ‫ن َيْهِد ا ُّ‬
‫قال‪ :‬سألت أبا عبد ال جعفر بن محمد )عليهما السلم( عن قول ال عز و جل‪َ :‬م ْ‬
‫شدًا »‪.«1‬‬ ‫جَد َلُه َوِلّيا ُمْر ِ‬
‫ن َت ِ‬‫َفَل ْ‬
‫فقال‪» :‬إن ال تبارك و تعالى يضل الظالمين يوم القيامة عن دار كرامته‪ ،‬و يهدي أهل اليمان و العمل الصالح‬
‫ن آَمُنوا َو‬ ‫ن اّلِذي َ‬‫ل ما َيشاُء »‪ «2‬و قال عز و جل‪ِ :‬إ ّ‬ ‫ل ا ُّ‬‫ن َو َيْفَع ُ‬ ‫ظاِلِمي َ‬
‫ل ال ّ‬ ‫ل ا ُّ‬
‫ضّ‬ ‫إلى جنته‪ ،‬كما قال عز و جل‪َ :‬و ُي ِ‬
‫ت الّنِعيِم«‪.‬‬‫جّنا ِ‬ ‫لْنهاُر ِفي َ‬ ‫حِتِهُم ا َْ‬ ‫ن َت ْ‬
‫جِري ِم ْ‬ ‫ت َيْهِديِهْم َرّبُهْم ِبِإيماِنِهْم َت ْ‬
‫صاِلحا ِ‬ ‫عِمُلوا ال ّ‬ ‫َ‬
‫‪ -[2] /4849‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن محمد بن إسحاق المدني‪،‬‬
‫شُر‬‫حُ‬ ‫عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬إن رسول ال )صلى ال عليه و آله( سئل عن قول ال عز و جل‪َ :‬يْوَم َن ْ‬
‫ن َوْفدًا »‪.«3‬‬ ‫حم ِ‬ ‫ن ِإَلى الّر ْ‬ ‫اْلُمّتِقي َ‬
‫فقال‪ :‬يا علي‪ ،‬إن الوفد ل يكونون إل ركبانا‪ ،‬أولئك رجال اتقوا ال فأحبهم ال عز ذكره و اختصهم و رضي‬
‫أعمالهم فسماهم المتقين‪ .‬ثم قال له‪ :‬يا علي‪ ،‬أما و الذي فلق الحبة و برأ النسمة إنهم ليخرجون من قبورهم‪ ،‬و إن‬
‫الملئكة تستقبلهم بنوق من نوق الجنة »‪ .«4‬عليها رحال الذهب‪ ،‬مكللة بالدر و الياقوت‪ ،‬و جلئلها الستبرق و‬
‫السندس‪ ،‬و خطمها جدل الرجوان‪ ،‬تطير بهم إلى المحشر‪ ،‬مع كل رجل منهم ألف ملك من قدامه و عن يمينه‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬التوحيد‪.1 /241 :‬‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.69 /95 :8‬‬
‫)‪ (1‬الكهف ‪.17 :18‬‬
‫)‪ (2‬إبراهيم ‪.27 :14‬‬
‫)‪ (3‬مريم ‪.85 :19‬‬
‫)‪ (4‬في المصدر‪ :‬العز‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪17 :‬‬
‫و عن شماله‪ ،‬يزفونهم زفا حتى ينتهوا بهم إلى باب الجنة العظم‪ .‬و على باب الجنة شجرة‪ ،‬إن الورقة منها‬
‫ليستظل تحتها ألف »‪ «1‬رجل من الناس‪ ،‬و عن يمين الشجرة عين مطهرة مزكية‪ -‬قال‪ -‬فيسقون منها شربة شربة‬
‫طُهورًا‬ ‫شرابًا َ‬ ‫سقاُهْم َرّبُهْم َ‬‫فيطهر ال بها قلوبهم من الحسد‪ ،‬و يسقط عن أبشارهم الشعر و ذلك قوله عز و جل‪َ :‬و َ‬
‫»‪ «2‬من تلك العين المطهرة‪ .‬قال‪ :‬ثم يصرفون إلى عين اخرى عن يسار الشجرة‪ ،‬فيغتسلون فيها‪ ،‬و هي عين‬
‫الحياة فل يموتون أبدا‪.‬‬
‫قال‪ :‬ثم يوقف بهم قدام العرش‪ ،‬و قد سلموا من الفات و السقام و الحر و البرد أبدا‪.‬‬
‫قال‪ :‬فيقول الجبار جل ذكره للملئكة الذين معهم‪ :‬احشروا أوليائي إلى الجنة‪ ،‬و ل توقفوهم مع الخلئق‪ ،‬فقد سبق‬
‫رضاي عنهم‪ ،‬و وجبت رحمتي لهم‪ ،‬و كيف أريد أن أوقفهم مع أصحاب الحسنات و السيئات! قال‪:‬‬
‫فتسوقهم الملئكة إلى الجنة«‪.‬‬
‫و ساق الحديث بطوله إلى أن قال في آخره ثم قال أبو جعفر )عليه السلم(‪» :‬أما الجنان المذكورة‪ ،‬في الكتاب‪،‬‬
‫فإنهن‪ :‬جنة عدن‪ ،‬و جنة الفردوس‪ ،‬و جنة النعيم‪ ،‬و جنة المأوى«‪ .‬قال‪» :‬فإن ل عز و جل جنانا محفوفة بهذه‬
‫الجنات‪ ،‬و إن المؤمن ليكون له من الجنان ما أحب و اشتهى‪ ،‬يتنعم فيهن كيف يشاء‪ ،‬و إذا أراد المؤمن شيئا أو‬
‫اشتهى إنما دعواه فيها إذا أراد‪ ،‬أن يقول‪ :‬سبحانك اللهم‪ ،‬فإذا قالها تبادرت إليه الخدم بما اشتهى من غير أن يكون‬
‫سلٌم يعني الخدام‪.‬‬ ‫حّيُتُهْم ِفيها َ‬ ‫ك الّلُهّم َو َت ِ‬‫سْبحاَن َ‬‫عواُهْم ِفيها ُ‬
‫طلبه منهم أو أمر به‪ ،‬و ذلك قوله عز و جل‪َ :‬د ْ‬
‫ن يعني بذلك عند ما يقضون من لذاتهم من الجماع و الطعام و‬ ‫ب اْلعاَلِمي َ‬
‫ل َر ّ‬‫حْمُد ِّ‬‫ن اْل َ‬‫عواُهْم َأ ِ‬‫خُر َد ْ‬ ‫قال‪َ :‬و آ ِ‬
‫الشراب يحمدون ال عز و جل عند فراغهم«‪.‬‬
‫ن َوْفدًا من سورة‬ ‫حم ِ‬ ‫ن ِإَلى الّر ْ‬ ‫شُر اْلُمّتِقي َ‬‫حُ‬ ‫و الحديث طويل‪ ،‬يأتي بطوله‪ -‬إن شاء ال تعالى‪ -‬في قوله تعالى‪َ :‬يْومَ َن ْ‬
‫مريم »‪.«3‬‬
‫‪ -[3] /4850‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن علي ما جيلويه‪ ،‬عن عمه محمد بن أبي القاسم‪ ،‬عن أحمد بن أبي‬
‫عبد ال البرقي‪ ،‬عن أبي الحسن علي بن الحسين البرقي‪ ،‬عن عبد ال بن جبلة‪ ،‬عن معاوية بن عمار‪ ،‬عن الحسن‬
‫بن عبد ال‪ ،‬عن أبى‪ ،‬عن جده الحسن بن علي بن أبي طالب )عليهما السلم( قال‪» :‬سأل يهودي رسول ال‬
‫)صلى ال عليه و آله( فقال‪ :‬أخبرني عن تفسير )سبحان ال‪ ،‬و الحمد ل‪ ،‬و ل اله إل ال‪ ،‬و ال اكبر(‪ ،‬قال النبي‬
‫)صلى ال عليه و آله(‪ :‬علم ال عز و جل أن بني آدم يكذبون على ال عز و جل‪ ،‬فقال‪) :‬سبحان ال( تنزيها عما‬
‫يقولون‪ .‬و أما قوله )الحمد ل( فإنه علم أن العباد ل يؤدون شكر نعمته‪ ،‬فحمد نفسه قبل أن يحمدوه‪ ،‬و هو أول‬
‫الكلم‪ ،‬لول ذلك لما أنعم ال على أحد بنعمته‪ .‬و قوله )ل إله إل ال( يعني وحدانيته‪ ،‬ل يقبل ال العمال إل بها‪،‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -3‬المالي‪[.....] .1 /157 :‬‬
‫)‪ (1‬في »ط«‪ :‬مائة ألف‪.‬‬
‫)‪ (2‬النسان ‪.21 :76‬‬
‫)‪ (3‬يأتي في الحديث )‪ (11‬من تفسير اليات )‪ (98 -73‬من سورة مريم‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪18 :‬‬
‫و هي كلمة التقوى‪ ،‬يثقل ال بها الموازين يوم القيامة‪ .‬و أما قوله تعالى‪ :‬و ال أكبر فهي كلمة أعلى الكلمات‪ ،‬و‬
‫أحبها إلى ال عز و جل‪ ،‬يعني أنه ليس شيء أكبر مني‪ ،‬ل تصح »‪ «1‬الصلة إل بها لكرامتها على ال‪ ،‬و هو‬
‫السم الكرم‪.‬‬
‫قال اليهودي‪ :‬صدقت‪ -‬يا محمد‪ -‬فما جزاء قائلها؟‬
‫قال‪ :‬إذا قال العبد‪) :‬سبحان ال( سبح معه مادون العرش‪ ،‬فيعطى قائلها عشر أمثالها‪ ،‬و إذا قال‪) :‬الحمد ل( أنعم‬
‫ال عليه بنعيم الدنيا موصول بنعيم الخرة‪ ،‬و هي الكلمة التي يقولها أهل الجنة إذا دخلوها‪ ،‬و ينقطع الكلم الذي‬
‫خُر‬‫سلٌم َو آ ِ‬‫حّيُتُهْم ِفيها َ‬
‫ك الّلُهّم َو َت ِ‬
‫سْبحاَن َ‬ ‫عواُهْم ِفيها ُ‬ ‫يقولونه في الدنيا ما خل )الحمد ل( و ذلك قوله جل و عز‪َ :‬د ْ‬
‫ن‪ ،‬و أما قوله‪) :‬ل إله إل ال( فالجنة جزاؤه‪ ،‬و ذلك قوله عز و جل‪:‬‬ ‫ب اْلعاَلِمي َ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫حْمُد ِّ‬
‫ن اْل َ‬ ‫عواُهْم َأ ِ‬‫َد ْ‬
‫ن »‪ «2‬يقول‪ :‬هل جزاء ل إله إل ال إل الجنة‪.‬‬ ‫حسا ُ‬‫لْ‬ ‫ل ا ِْ‬‫ن ِإ ّ‬
‫حسا ِ‬ ‫لْ‬ ‫جزاُء ا ِْ‬ ‫ل َ‬‫َه ْ‬
‫فقال اليهودي‪ :‬صدقت يا محمد«‪.‬‬
‫و روى هذا الحديث الشيخ المفيد في كتاب )الختصاص( »‪.«3‬‬

‫‪ -[4] /4851‬العياشي‪ :‬عن زيد الشحام‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سألته عن التسبيح؟ فقال‪» :‬هو اسم‬
‫من أسماء ال‪ ،‬و دعوى أهل الجنة«‪.‬‬
‫‪ -[5] /4852‬المفيد في )الختصاص(‪ :‬بإسناده عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده الحسين بن علي بن أبي‬
‫طالب )عليهم السلم(‪ ،‬عن النبي )صلى ال عليه و آله(‪ -‬في حديث طويل مع يهودي‪ ،‬و قد سأله عن مسائل‪ -‬قال‬
‫)صلى ال عليه و آله(‪» :‬إذا قال العبد‪) :‬سبحان ال( سبح كل شيء معه ما دون العرش‪ ،‬فيعطى قائلها عشر‬
‫أمثالها‪ ،‬و إذا قال‪) :‬الحمد ل( أنعم ال عليه بنعيم الدنيا حتى يلقاه بنعيم الخرة‪ ،‬و هي الكلمة التي يقولها أهل‬
‫سلٌم«‪.‬‬
‫حّيُتُهْم ِفيها َ‬
‫الجنة إذا دخلوها‪ ،‬و الكلم ينقطع في الدنيا ما خل الحمد ل‪ ،‬و ذلك قوله‪َ :‬ت ِ‬
‫جُلُهْم‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫ي ِإَلْيِهْم َأ َ‬
‫ضَ‬ ‫خْيِر َلُق ِ‬ ‫سِتْعجاَلُهْم ِباْل َ‬ ‫شّر ا ْ‬ ‫س ال ّ‬‫ل ِللّنا ِ‬ ‫ل ا ُّ‬‫جُ‬ ‫‪ -[6] /4853‬علي بن إبراهيم‪ :‬قوله تعالى‪َ :‬و َلْو ُيَع ّ‬
‫لو عجل ال لهم الشر كما يستعجلون الخير لقضي إليهم أجلهم‪ ،‬أي فرغ من أجلهم‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫سُه ]‪[12‬‬ ‫ضّر َم ّ‬ ‫عنا ِإلى ُ‬ ‫ن َلْم َيْد ُ‬ ‫ضّرهُ َمّر َكَأ ْ‬ ‫عْنُه ُ‬ ‫شْفنا َ‬‫عدًا َأْو قاِئمًا َفَلّما َك َ‬ ‫جْنِبِه َأْو قا ِ‬
‫ضّر َدعانا ِل َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫لْنسا َ‬ ‫س ا ِْ‬ ‫َو ِإذا َم ّ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -4‬تفسير العياشي ‪.9 /120 :2‬‬
‫‪ -5‬الختصاص‪.34 :‬‬
‫‪ -6‬تفسير القمي ‪.309 :1‬‬
‫)‪ (1‬في »ط«‪ :‬ل تصلح‪ ،‬و في المصدر‪ :‬ل تفتتح‪.‬‬
‫)‪ (2‬الرحمن ‪.60 :55‬‬
‫)‪ (3‬الختصاص‪.34 :‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪19 :‬‬
‫عدًا‪ ،‬قال‪ :‬الذي ل يقدر أن‬ ‫جْنِبِه العليل الذي ل يقدر أن يجلس َأْو قا ِ‬ ‫‪ -[1] /4854‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪َ :‬دعانا ِل َ‬
‫سُه‪.‬‬ ‫ضّر َم ّ‬ ‫عنا ِإلى ُ‬ ‫ن َلْم َيْد ُ‬‫ضّرُه َمّر أي ترك و مر و نسي َكَأ ْ‬ ‫عْنُه ُ‬ ‫شْفنا َ‬ ‫يقوم َأْو قاِئمًا‪ ،‬قال‪ :‬الصحيح‪ .‬و قوله‪َ :‬فَلّما َك َ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن َقْبِلِه َأ‬‫عُمرًا ِم ْ‬ ‫ت ِفيُكْم ُ‬ ‫ت‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬فَقْد َلِبْث ُ‬ ‫سُلُهْم ِباْلَبّينا ِ‬
‫ظَلُموا َو جاَءْتُهْم ُر ُ‬ ‫ن َقْبِلُكْم َلّما َ‬‫ن ِم ْ‬ ‫َو َلَقْد َأْهَلْكَنا اْلُقُرو َ‬
‫ظَلُموا َو‬ ‫ن َقْبِلُكْم َلّما َ‬ ‫ن ِم ْ‬ ‫ن ]‪ -[2] /4855 [16 -13‬علي بن إبراهيم‪ :‬في قوله تعالى‪َ :‬و َلَقْد َأْهَلْكَنا اْلُقُرو َ‬ ‫َفل َتْعِقُلو َ‬
‫ض ِم ْ‬
‫ن‬ ‫لْر ِ‬ ‫ف ِفي ا َْ‬ ‫خلِئ َ‬ ‫جَعْلناُكْم َ‬ ‫ت‪ ،‬قال‪ :‬يعني عادا و ثمود و من أهلكه ال‪ ،‬ثم قال‪ُ :‬ثّم َ‬ ‫سُلُهْم ِباْلَبّينا ِ‬ ‫جاَءْتُهْم ُر ُ‬
‫ن يعني حتى نرى‪ ،‬فوضع النظر مكان الرؤية‪.‬‬ ‫ف َتْعَمُلو َ‬ ‫ظَر َكْي َ‬ ‫َبْعِدِهْم ِلَنْن ُ‬
‫ن ِلي‬ ‫ل ما َيُكو ُ‬ ‫غْيِر هذا َأْو َبّدْلُه ُق ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ت ِبُقْرآ ٍ‬ ‫ن ِلقاَءَنا اْئ ِ‬
‫جو َ‬ ‫ن ل َيْر ُ‬ ‫ل اّلِذي َ‬
‫ت قا َ‬ ‫عَلْيِهْم آياُتنا َبّينا ٍ‬ ‫و قال‪ :‬و قوله‪َ :‬و ِإذا ُتْتلى َ‬
‫ي‪ ،‬قال‪ :‬فإن قريشا قالت لرسول ال )صلى ال عليه و آله(‪:‬‬ ‫ل ما ُيوحى ِإَل ّ‬ ‫ن َأّتِبُع ِإ ّ‬
‫سي ِإ ْ‬ ‫ن ِتْلقاِء َنْف ِ‬ ‫ن ُأَبّدَلُه ِم ْ‬‫َأ ْ‬
‫عَلْيُكْم َو ل‬ ‫ل ما َتَلْوُتُه َ‬ ‫ل لهم َلْو شاَء ا ُّ‬ ‫ائتنا بقرآن غير هذا‪ ،‬فإن هذا شيء تعلمته من اليهود و النصارى‪ ،‬قال ال‪ُ :‬ق ْ‬
‫ن أي لقد لبثت فيكم أربعين سنة قبل أن يوحى إلي و لم أتكلم »‬ ‫ن َقْبِلِه َأ َفل َتْعِقُلو َ‬
‫عُمرًا ِم ْ‬ ‫ت ِفيُكْم ُ‬ ‫َأْدراُكْم ِبِه َفَقْد َلِبْث ُ‬
‫‪ «1‬بشيء منه حتى أوحي إلي‪.‬‬
‫‪ -[3] /4856‬ثم قال علي بن إبراهيم‪ :‬و أما قوله َأْو َبّدْلُه فإنه حدثني الحسن بن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن حماد ا بن‬
‫غْيِر هذا َأْو َبّدْلُه‪:‬‬ ‫ن َ‬ ‫ت ِبُقْرآ ٍ‬ ‫عيسى‪ ،‬عن أبي السفاتج‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬في قول ال عز و جل اْئ ِ‬
‫ل ما‬ ‫ن َأّتِبُع ِإ ّ‬‫سي ِإ ْ‬ ‫ن ِتْلقاِء َنْف ِ‬ ‫ن ُأَبّدَلُه ِم ْ‬
‫ن ِلي َأ ْ‬‫ل ما َيُكو ُ‬ ‫»يعني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب )عليه السلم( ُق ْ‬
‫ي يعني في علي بن أبي طالب أمير المؤمنين )عليه السلم(«‪.‬‬ ‫ُيوحى ِإَل ّ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.309 :1‬‬
‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.309 :1‬‬
‫‪ -3‬تفسير القّمي ‪.310 :1‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬آتكم‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪20 :‬‬
‫‪ -[3] /4857‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن محمد‪ ،‬عن سهل بن زياد‪ ،‬عن أحمد بن الحسين‪ ،‬عن عمر بن يزيد‪،‬‬
‫عن محمد بن جمهور‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن المفضل بن عمر‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول‬
‫غْيِر هذا َأْو َبّدْلُه‪ ،‬قال‪» :‬قالوا‪ :‬أو بدل عليا )عليه السلم(«‪.‬‬ ‫ن َ‬ ‫ت ِبُقْرآ ٍ‬‫ال تعالى‪ :‬اْئ ِ‬
‫عَلْيِهْم آياُتنا‬‫‪ -[4] /4858‬العياشي‪ :‬عن الثمالي‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬في قول ال تعالى‪َ :‬و ِإذا ُتْتلى َ‬
‫ل ما‬ ‫ن َأّتِبُع ِإ ّ‬ ‫سي ِإ ْ‬ ‫ن ِتْلقاِء َنْف ِ‬‫ن ُأَبّدَلُه ِم ْ‬‫ن ِلي َأ ْ‬ ‫ل ما َيُكو ُ‬ ‫غْيِر هذا َأْو َبّدْلُه ُق ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ت ِبُقْرآ ٍ‬‫ن ِلقاَءَنا اْئ ِ‬ ‫جو َ‬ ‫ن ل َيْر ُ‬ ‫ل اّلِذي َ‬ ‫ت قا َ‬ ‫َبّينا ٍ‬
‫ي‪» :‬قالوا‪ :‬لو بدل مكان علي أبو بكر أو عمر اتبعناه«‪.‬‬ ‫ُيوحى ِإَل ّ‬
‫غْيِر هذا َأْو َبّدْلُه‪:‬‬ ‫ن َ‬ ‫ت ِبُقْرآ ٍ‬ ‫‪ -[5] /4859‬عن أبي السفاتج‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬في قول ال‪ :‬اْئ ِ‬
‫»يعني أمير المؤمنين )عليه السلم(«‪.‬‬
‫‪ -[6] /4860‬عن منصور بن حازم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬لم يزل رسول )صلى ال عليه و آله(‬
‫ظيٍم حتى نزلت سورة الفتح فلم يعد إلى ذلك الكلم«‪.‬‬ ‫عِ‬‫ب َيْوٍم َ‬ ‫عذا َ‬ ‫ت َرّبي َ‬ ‫صْي ُ‬ ‫ع َ‬‫ن َ‬ ‫ف ِإ ْ‬‫يقول‪ِ :‬إّني َأخا ُ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ل‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و َلْو ل َكِلَمٌة‬ ‫عْنَد ا ِّ‬‫شَفعاُؤنا ِ‬ ‫ن هُؤلِء ُ‬ ‫ضّرُهْم َو ل َيْنَفُعُهْم َو َيُقوُلو َ‬ ‫ل ما ل َي ُ‬ ‫ن ا ِّ‬ ‫ن ُدو ِ‬ ‫ن ِم ْ‬ ‫َو َيْعُبُدو َ‬
‫ي َبْيَنُهْم ]‪ -[1] /4861 [19 -18‬قال علي بن إبراهيم‪ :‬كانت قريش تعبد الصنام و يقولون‪:‬‬ ‫ضَ‬ ‫ك َلُق ِ‬ ‫ن َرّب َ‬ ‫ت ِم ْ‬ ‫سَبَق ْ‬
‫َ‬
‫ن ا َّ‬
‫ل‬ ‫إنما نعبدهم ليقربونا إلى ال زلفى‪ ،‬فإنا ل نقدر على عبادة ال‪ .‬فرد ال عليهم‪ ،‬فقال‪ :‬قل لهم‪ ،‬يا محمد‪َ :‬أ ُتَنّبُئو َ‬
‫ِبما ل َيْعَلُم أي ليس يعلم‪ ،‬فوضع حرفا مكان حرف‪ ،‬أي ليس له شريك يعبد‪.‬‬
‫ضيَ‬ ‫ك َلُق ِ‬ ‫ن َرّب َ‬
‫ت ِم ْ‬
‫سَبَق ْ‬
‫حَدًة أي على مذهب واحد َفاخَْتَلُفوا َو َلْو ل َكِلَمٌة َ‬ ‫ل ُأّمًة وا ِ‬ ‫س ِإ ّ‬
‫ن الّنا ُ‬ ‫و قال‪ :‬قوله‪َ :‬و ما كا َ‬
‫َبْيَنُهْم أي كان ذلك في علم ال السابق أن يختلفوا‪ ،‬و بعث فيهم النبياء و الئمة بعد النبياء‪ ،‬و لول ذلك لهلكوا عند‬
‫اختلفهم‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -3‬الكافي ‪[.....] .37 /347 :1‬‬
‫‪ -4‬تفسير العّياشي ‪.10 /120 :2‬‬
‫‪ -5‬تفسير العّياشي ‪.11 /120 :2‬‬
‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪.12 /120 :2‬‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.310 :1‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪21 :‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪[20‬‬ ‫ظِري َ‬
‫ن اْلُمْنَت ِ‬
‫ظُروا ِإّني َمَعُكْم ِم َ‬
‫ل َفاْنَت ِ‬
‫ب ِّ‬‫ل ِإّنَما اْلَغْي ُ‬
‫ن َرّبِه َفُق ْ‬
‫عَلْيِه آَيٌة ِم ْ‬
‫ل َ‬ ‫ن َلْو ل ُأْنِز َ‬‫َو َيُقوُلو َ‬
‫‪ -[1] /4862‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن أحمد الدقاق )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن أبي عبد ال‬
‫الكوفي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا موسى بن عمران النخعي‪ ،‬عن عمه الحسين بن يزيد‪ ،‬عن علي بن أبي حمزة‪ ،‬عن يحيى بن‬
‫ى ِلْلُمّتِقي َ‬
‫ن‬ ‫ب ِفيِه ُهد ً‬
‫ب ل َرْي َ‬ ‫ك اْلِكتا ُ‬ ‫أبي القاسم‪ ،‬قال‪ :‬سألت الصادق )عليه السلم( عن قول ال عز و جل‪ :‬الم ذِل َ‬
‫ب »‪.«1‬‬ ‫ن ِباْلَغْي ِ‬
‫ن ُيْؤِمُنو َ‬
‫اّلِذي َ‬
‫فقال‪» :‬المتقون‪ :‬شيعة علي )عليه السلم(‪ ،‬و الغيب‪ :‬هو الحجة القائم‪ ،‬و شاهد ذلك قول ال عز و جل‪:‬‬
‫ن«‪.‬‬ ‫ظِري َ‬
‫ن اْلُمْنَت ِ‬
‫ظُروا ِإّني َمَعُكْم ِم َ‬
‫ل َفاْنَت ِ‬‫ب ِّ‬
‫ل ِإّنَما اْلَغْي ُ‬
‫ن َرّبِه َفُق ْ‬
‫عَلْيِه آَيٌة ِم ْ‬
‫ل َ‬ ‫ن َلْو ل ُأْنِز َ‬‫َو َيُقوُلو َ‬
‫‪ -[2] /4863‬و عنه‪ :‬بإسناده عن محمد بن مسعود‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبو صالح خلف بن حماد الكشي »‪ ،«2‬قال‪:‬‬

‫حدثنا سهل بن زياد‪ ،‬قال‪ :‬حدثني محمد بن الحسين‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن أبي نصر‪ ،‬قال‪ :‬قال الرضا )عليه‬
‫ب »‪ «3‬و‬ ‫السلم(‪» :‬ما أحسن الصبر و انتظار الفرج! أما سمعت قول ال عز و جل‪َ :‬و اْرَتِقُبوا ِإّني َمَعُكْم َرِقي ٌ‬
‫ن‪ ،‬فعليكم بالصبر‪ ،‬فإنه إنما يجيء الفرج على اليأس‪ ،‬فقد كان الذين من قبلكم‬ ‫ظِري َ‬ ‫ن اْلُمْنَت ِ‬
‫ظُروا ِإّني َمَعُكْم ِم َ‬ ‫َفاْنَت ِ‬
‫أصبر منكم«‪.‬‬
‫‪ -[3] /4864‬و عنه‪ :‬بإسناده عن محمد بن الفضيل‪ ،‬عن أبي الحسن الرضا )عليه السلم(‪ ،‬قال‪ :‬سألته عن الفرج‪.‬‬
‫ن«‪.‬‬ ‫ظِري َ‬ ‫ن اْلُمْنَت ِ‬
‫ظُروا ِإّني َمَعُكْم ِم َ‬ ‫قال‪» :‬إن ال عز و جل يقول‪َ :‬فاْنَت ِ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫سُكْم ]‪[23‬‬ ‫على َأْنُف ِ‬ ‫س ِإّنما َبْغُيُكْم َ‬
‫يا َأّيَها الّنا ُ‬
‫‪ -[4] /4865‬العياشي‪ :‬عن منصور بن يونس‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪» :‬ثلث يرجعن على صاحبهن‪:‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬كمال الدين و تمام النعمة‪.17 :‬‬
‫‪ -2‬كمال الدين و تمام النعمة‪.5 /645 :‬‬
‫‪ -3‬كمال الدين و تمام النعمة‪.4 /645 :‬‬
‫‪ -4‬تفسير العّياشي ‪.13 /121 :2‬‬
‫)‪ (1‬البقرة ‪.2 -1 :2‬‬
‫)‪ (2‬في »س‪ ،‬ط«‪ :‬بن حامد الكنجي‪ ،‬تصحيف صوابه ما في المتن‪ ،‬ترجم له الشيخ الطوسي في رجاله‪ 472 :‬و‬
‫قال‪ :‬خلف بن حّماد يكّنى أبا صالح‪ ،‬من أهل كش‪.‬‬
‫)‪ (3‬هود ‪.93 :11‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪22 :‬‬
‫على َأْنُفسُِكْم«‪.‬‬ ‫س ِإّنما َبْغُيُكْم َ‬ ‫النكث‪ ،‬و البغي‪ ،‬و المكر‪ ،‬قال ال‪ :‬يا َأّيَها الّنا ُ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫خَذ ِ‬
‫ت‬ ‫حّتى ِإذا َأ َ‬
‫لْنعاُم َ‬ ‫س َو ا َْ‬
‫ل الّنا ُ‬‫ض ِمّما َيْأُك ُ‬
‫لْر ِ‬ ‫ت ا َْ‬‫ط ِبِه َنبا ُ‬ ‫خَتَل َ‬
‫سماِء َفا ْ‬
‫ن ال ّ‬ ‫حياِة الّدْنيا َكماٍء َأْنَزْلناُه ِم َ‬ ‫ل اْل َ‬
‫ِإّنما َمَث ُ‬
‫ن ]‪[24‬‬ ‫خُرَفها‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬يَتَفّكُرو َ‬ ‫ض ُز ْ‬‫لْر ُ‬ ‫ا َْ‬
‫‪ -[1] /4866‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن محمد بن الفضيل‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪،‬‬
‫قال‪ :‬قلت له‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬بلغنا أن لل جعفر راية‪ ،‬و لل العباس رايتين‪ ،‬فهل انتهى إليك من علم ذلك شيء؟‬
‫قال‪» :‬أما آل جعفر فليس بشيء‪ ،‬و ل إلى شيء‪ ،‬و أما آل العباس فإن لهم ملكا مبطئا »‪ ،«1‬يقربون فيه البعيد‪ ،‬و‬
‫يباعدون فيه القريب‪ ،‬و سلطانهم عسر ليس فيه يسر‪ ،‬حتى إذا أمنوا مكر ال و أمنوا عقابه‪ ،‬صيح فيهم صيحة ل‬
‫خُرَفها« الية‪.‬‬ ‫ض ُز ْ‬‫لْر ُ‬ ‫ت ا َْ‬
‫خَذ ِ‬‫حّتى ِإذا َأ َ‬‫يبقى لهم منال يجمعهم و ل رجال تمنعهم »‪ ،«2‬و هو قول ال‪َ :‬‬
‫قلت‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬متى يكون ذلك؟‬
‫قال‪» :‬أما إنه لم يوقت لنا فيه وقت‪ ،‬و لكن إذا حدثناكم بشيء فكان كما نقول‪ ،‬فقولوا‪ :‬صدق ال و رسوله و إن‬
‫كان بخلف ذلك‪ ،‬فقولوا‪ :‬صدق ال و رسوله تؤجروا مرتين‪ ،‬و لكن إذا اشتدت الحاجة و الفاقة و أنكر الناس‬
‫بعضهم بعضا‪ ،‬فعند ذلك توقعوا هذا المر صباحا و مساء«‪.‬‬

‫فقلت‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬الحاجة و الفاقة قد عرفناهما‪ ،‬فما إنكار الناس بعضهم بعضا؟‬
‫قال‪» :‬يأتي الرجل أخاه في حاجة فيلقاه بغير الوجه الذي كان يلقاه فيه‪ ،‬و يكلمه بغير الكلم الذي كان يكلمه«‪.‬‬
‫‪ -[2] /4867‬العياشي‪ :‬عن الفضل بن يسار‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي جعفر )عليه السلم(‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬إنا نتحدث أن لل‬
‫جعفر راية‪ ،‬و لل فلن راية‪ ،‬فهل في ذلك شيء؟‬
‫فقال‪» :‬أما لل جعفر فل‪ ،‬و أما راية بني فلن فإن لهم ملكا مبطئا‪ ،‬يقربون فيه البعيد‪ ،‬و يبعدون فيه القريب‪ ،‬و‬
‫سلطانهم عسر ليس فيه يسر‪ ،‬ل يعرفون في سلطانهم من أعلم الخير شيئا‪ ،‬يصيبهم فيه فزعات ثم فزعات‪ ،‬كل‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.310 :1‬‬
‫‪ -2‬تفسير العّياشي ‪.14 /121 :2‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬مبطنا‪[.....] .‬‬
‫)‪ (2‬في »ط«‪ :‬لي بقي لهم منال يجمعهم و ل يسعهم‪ .‬و الظاهر أّنها تصحيف ناد‪ -‬يجمعهم و ل يسعهم‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪23 :‬‬
‫ذلك يتجلى عنهم‪ ،‬حتى إذا أمنوا مكر ال‪ ،‬و أمنوا عذابه‪ ،‬و ظنوا أنهم قد استقروا‪ ،‬صيح فيهم صيحة لم يكن لهم‬
‫خُرَفها إلى قوله ِلَقْوٍم‬ ‫ض ُز ْ‬‫لْر ُ‬ ‫ت ا َْ‬ ‫خَذ ِ‬ ‫حّتى ِإذا َأ َ‬ ‫فيها مناد يسمعهم و ل يجمعهم »‪ ،«1‬و ذلك قول ال عز و جل‪َ :‬‬
‫ن أل إنه ليس أحد من الظلمة إل و لهم بقيا‪ ،‬إل آل فلن فإنهم ل بقيا لهم«‪.‬‬ ‫َيَتَفّكُرو َ‬
‫قال‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬أ ليس لهم بقيا؟‬
‫قال‪» :‬بلى‪ ،‬و لكنهم يصيبون منا دما‪ ،‬فبظلمهم نحن و شيعتنا فل بقيا لهم«‪.‬‬
‫يٍء الية‪،‬‬ ‫ش ْ‬‫ل َ‬ ‫ب ُك ّ‬
‫عَلْيِهْم َأْبوا َ‬
‫حنا َ‬ ‫سوا ما ذُّكُروا ِبِه َفَت ْ‬ ‫و قد مضى حديث في معنى الية بذلك في قوله تعالى‪َ :‬فَلّما َن ُ‬
‫من سورة النعام »‪.«2‬‬
‫‪ -[3] /4868‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى و علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫جميعا عن الحسن بن محبوب‪ ،‬عن عبد ال بن غالب السدي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن سعيد بن المسيب‪ ،‬قال‪ :‬كان علي بن‬
‫الحسين )عليهما السلم( يعظ الناس و يزهدهم في الدنيا‪ ،‬و يرغبهم في أعمال الخرة بهذا الكلم في كل جمعة‪،‬‬
‫في مسجد رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و حفظ عنه و كتب‪.‬‬
‫كان يقول‪» :‬أيها الناس‪ -‬و ساق الحديث إلى أن قال فيه‪ -‬فاتقوا ال عباد ال‪ ،‬و اعلموا أن ال عز و جل لم يحب‬
‫زهرة الدنيا و عاجلها لحد من أوليائه‪ ،‬و لم يرغبهم فيها و في عاجل زهرتها‪ ،‬و ظاهر بهجتها‪ ،‬و إنما خلق الدنيا‬
‫و خلق أهلها ليبلوهم فيها أيهم أحسن عمل لخرته‪.‬‬
‫و ايم ال‪ ،‬لقد ضرب لكم فيها المثال‪ ،‬و صرف اليام لقوم يعقلون‪ ،‬و ل قوة إل بال‪ ،‬فازهدوا فيما زهدكم ال عز‬
‫حياِة الّدْنيا َكماٍء َأْنَزْلناُه ِم َ‬
‫ن‬ ‫ل اْل َ‬ ‫و جل فيه من عاجل الحياة الدنيا‪ ،‬فإن ال عز و جل يقول و قوله الحق‪ِ :‬إّنما َمَث ُ‬
‫ن َأْهُلها‬‫ظّ‬ ‫ت َو َ‬ ‫خُرَفها َو اّزّيَن ْ‬ ‫ض ُز ْ‬ ‫لْر ُ‬ ‫ت ا َْ‬
‫خَذ ِ‬ ‫حّتى ِإذا َأ َ‬ ‫لْنعاُم َ‬ ‫س َو ا َْ‬
‫ل الّنا ُ‬‫ض ِمّما َيْأُك ُ‬‫لْر ِ‬ ‫ت ا َْ‬
‫ط ِبِه َنبا ُ‬
‫خَتَل َ‬
‫سماِء َفا ْ‬‫ال ّ‬
‫ت ِلَقْوٍم‬
‫ليا ِ‬‫لا ْ‬ ‫صُ‬ ‫ك ُنَف ّ‬‫س َكذِل َ‬ ‫لْم ِ‬ ‫ن ِبا َْ‬‫ن َلْم َتْغ َ‬
‫صيدًا َكَأ ْ‬‫ح ِ‬ ‫جَعْلناها َ‬‫ل َأْو َنهارًا َف َ‬‫عَلْيها َأتاها َأْمُرنا َلْي ً‬
‫ن َ‬ ‫َأّنُهْم قاِدُرو َ‬
‫ن‪.‬‬
‫َيَتَفّكُرو َ‬
‫فكونوا عباد ال من القوم الذين يتفكرون‪ :‬و ل تركنوا إلى الدنيا‪ ،‬فإن ال عز و جل قال لمحمد )صلى ال عليه و‬
‫آله(‪:‬‬
‫سُكُم الّناُر »‪ «3‬و ل تركنوا إلى زهرة الدنيا و ما فيها‪ ،‬ركون من اتخذها دار‬ ‫ظَلُموا َفَتَم ّ‬
‫ن َ‬‫َو ل َتْرَكُنوا ِإَلى اّلِذي َ‬
‫قرار و منزل استيطان‪ ،‬فانها دار بلغة »‪ ،«4‬و منزل قلعة »‪ ،«5‬و دار عمل‪ ،‬فتزودوا العمال الصالحة فيها قبل‬
‫تفرق أيامها‪ ،‬و قبل الذن من ال في خرابها‪ ،‬فكأن قد أخربها الذي عمرها أول مرة و ابتدأها‪ ،‬و هو ولي ميراثها‪،‬‬
‫فأسأل ال العون‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -3‬الكافي ‪.29 :75 :8‬‬
‫)‪ (1‬في »ط«‪ :‬منال يسعهم و ل يجمعهم‪.‬‬
‫)‪ (2‬تقّدم في الحديث )‪ (4‬من تفسير اليتين )‪ (45 -44‬من سورة النعام‪.‬‬
‫)‪ (3‬هود ‪.113 :11‬‬
‫)‪ (4‬البلغة‪ :‬ما يتبّلغ به من العيش و ل فضل فيه‪» .‬لسان العرب‪ -‬بلغ‪.«421 :8 -‬‬
‫)‪ (5‬منزل قلعة‪ :‬أي تحّول و ارتحال‪» .‬النهاية ‪.«102 :4‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪24 :‬‬
‫لنا و لكم على تزود التقوى و الزهد فيها‪ ،‬جعلنا ال و إياكم من الزاهدين في عاجل زهرة الحياة الدنيا‪ ،‬الراغبين‬
‫لجل ثواب الخرة‪ ،‬فإنما نحن له و به‪ ،‬و صلى ال على محمد النبي و آله و سلم‪ ،‬و السلم عليكم و رحمة ال و‬
‫بركاته«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫سَتِقيٍم ]‪[25‬‬ ‫ط ُم ْ‬
‫صرا ٍ‬ ‫ن َيشاُء ِإلى ِ‬
‫سلِم َو َيْهِدي َم ْ‬ ‫عوا ِإلى داِر ال ّ‬
‫ل َيْد ُ‬
‫َو ا ُّ‬
‫‪ -[1] /4869‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن عبد ال الوراق‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سعد بن عبد ال‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا العباس ا بن‬
‫سعد »‪ «1‬الزرق‪ -‬و كان من العامة‪ -‬قال‪ :‬حدثنا عبد الرحمن بن صالح‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا شريك بن عبد ال‪ ،‬عن‬
‫عوا ِإلى داِر‬ ‫ل َيْد ُ‬
‫العلء ا بن عبد الكريم‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول في قول ال عز و جل‪َ :‬و ا ُّ‬
‫سلِم‪ ،‬فقال‪» :‬إن السلم‪ ،‬هو ال عز و جل‪ ،‬و داره التي خلقها لوليائه الجنة«‪.‬‬ ‫ال ّ‬
‫‪ -[2] /4870‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الصقر الصائغ‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا موسى بن إسحاق‬
‫القاضي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا جرير بن عبد الحميد‪ ،‬عن عبد العزيز بن رفيع‪ ،‬عن أبي‬
‫ظبيان‪ ،‬عن ا بن عباس‪ ،‬أنه قال‪ :‬دار السلم الجنة‪ ،‬و أهلها لهم السلمة من جميع الفات و العاهات و المراض‬
‫و السقام‪ ،‬و لهم السلمة من الهرم و الموت و تغير الحوال عليهم‪ ،‬فهم المكرمون الذين ل يهانون أبدا‪ ،‬و هم‬
‫العزاء الذين ل يذلون أبدا‪ ،‬و هم الغنياء الذين ل يفتقرون أبدا‪ ،‬و هم السعداء الذين ل يسقون أبدا‪ ،‬و هم‬
‫الفرحون المسرورون »‪ «2‬الذين ل يغتمون و ل يهتمون أبدا‪ ،‬و هم الحياء الذين ل يموتون أبدا‪ ،‬فهم في قصور‬
‫صَبْرُتْم‬‫عَلْيُكْم ِبما َ‬
‫سلٌم َ‬ ‫ب َ‬ ‫ل با ٍ‬
‫ن ُك ّ‬
‫عَلْيِهْم ِم ْ‬
‫ن َ‬
‫خُلو َ‬
‫الدر و المرجان‪ ،‬أبوابها مشرعة إلى عرش الرحمن َو اْلَملِئَكُة َيْد ُ‬
‫عْقَبى الّداِر »‪.«3‬‬‫َفِنْعَم ُ‬
‫‪ -[3] /4871‬ابن شهر آشوب‪ :‬عن علي بن عبد ال بن عباس‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬و زيد بن علي بن الحسين )عليهم‬
‫سَتِقيٍم يعني به‬ ‫ط ُم ْ‬‫صرا ٍ‬ ‫ن َيشاُء ِإلى ِ‬ ‫سلِم‪» :‬يعني به الجنة َيْهِدي َم ْ‬ ‫عوا ِإلى داِر ال ّ‬‫ل َيْد ُ‬
‫السلم(‪ ،‬في قوله تعالى‪َ :‬و ا ُّ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬معاني الخبار‪.2 /176 :‬‬
‫‪ -2‬معاني الخبار‪.1 /176 :‬‬
‫‪ -3‬المناقب ‪ ،74 :3‬شواهد التنزيل ‪.358 /263 :1‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬العباس بن سعيد‪.‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬المستبشرون‪.‬‬
‫)‪ (3‬الرعد ‪ 23 :13‬و ‪.24‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪25 :‬‬

‫ولية علي بن أبي طالب )عليه السلم(«‪.‬‬


‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪[26‬‬ ‫جّنِة ُهْم ِفيها خاِلُدو َ‬ ‫ب اْل َ‬
‫صحا ُ‬
‫ك َأ ْ‬
‫جوَهُهْم َقَتٌر َو ل ِذّلٌة ُأولِئ َ‬ ‫ق ُو ُ‬
‫سنى َو ِزياَدٌة َو ل َيْرَه ُ‬ ‫حْ‬‫سُنوا اْل ُ‬ ‫حَ‬‫ن َأ ْ‬
‫ِلّلِذي َ‬
‫‪ -[1] /4872‬الشيخ في )أماليه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو عبد ال محمد بن محمد بن النعمان )رحمه ال(‪ ،‬قال‪ :‬أخبرني أبو‬
‫الحسن علي بن محمد بن حبيش الكتاب‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا الحسن بن علي الزعفراني‪ ،‬قال‪ :‬أخبرني أبو إسحاق إبراهيم‬
‫ابن محمد الثقفي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن محمد بن عثمان‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن محمد بن أبي سيف‪ ،‬عن فضيل بن‬
‫خديج »‪ ،«1‬عن أبي إسحاق الهمداني‪ ،‬عن أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ ،‬فيما كتب إلى محمد بن أبي بكر حين‬
‫سنى‬ ‫حْ‬‫سُنوا اْل ُ‬‫حَ‬‫ن َأ ْ‬ ‫وله مصر‪ ،‬و أمره أن يقرأه على أهل مصر‪ ،‬و فيما كتب )عليه السلم(‪» :‬قال ال تعالى‪ِ :‬لّلِذي َ‬
‫َو ِزياَدٌة فأما الحسنى فهي الجنة‪ ،‬و الزيادة هي الدنيا«‪.‬‬
‫سُنوا‬
‫حَ‬ ‫ن َأ ْ‬
‫‪ -[2] /4873‬علي بن إبراهيم‪ :‬في رواية أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬في قوله‪ِ :‬لّلِذي َ‬
‫سنى َو ِزياَدٌة‪» :‬فأما الحسنى فهي الجنة‪ ،‬و أما الزيادة فالدنيا‪ ،‬ما أعطاهم ال فيها لم يحاسبهم به في الخرة‪ ،‬و‬ ‫حْ‬‫اْل ُ‬
‫جوَهُهْم‬‫ق ُو ُ‬ ‫يجمع ال لهم ثواب الدنيا و الخرة‪ ،‬و يثيبهم بأحسن أعمالهم في الدنيا و الخرة‪ ،‬يقول ال‪َ :‬و ل َيْرَه ُ‬
‫ن«‪.‬‬ ‫جّنِة ُهْم ِفيها خاِلُدو َ‬
‫ب اْل َ‬
‫صحا ُ‬ ‫ك َأ ْ‬
‫َقَتٌر َو ل ِذّلٌة ُأولِئ َ‬
‫‪ -[3] /4874‬الطبرسي‪ :‬عن أبي جعفر الباقر )عليه السلم(‪» :‬الزيادة‪ :‬هي أن ما أعطاهم ال تعالى ]من النعم[‬
‫في الدنيا ل يحاسبهم به في الخرة«‪.‬‬
‫‪ -[4] /4875‬و عن علي )عليه السلم(‪» :‬أن الزيادة غرفة من لؤلؤة واحدة لها أربعة أبواب«‪.‬‬
‫‪ -[5] /4876‬و روي في )نهج البيان(‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬قال‪ :‬الزيادة هبة ال عز و جل‪َ :‬و ل َيْرَه ُ‬
‫ق‬
‫جوَهُهْم َقَتٌر َو ل ِذّلٌة‪ ،‬قال‪ :‬القتر‪ :‬الجوع و الفقر‪ ،‬و الذلة‪ :‬الخوف‪.‬‬ ‫ُو ُ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬المالي ‪ ،25 :1‬أمالي المفيد‪[.....] .3 /262 :‬‬
‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.311 :1‬‬
‫‪ -3‬مجمع البيان ‪.158 :5‬‬
‫‪ -4‬مجمع البيان ‪.158 :5‬‬
‫ل( و لم نجد الحديث في نهج البيان المخطوط‪.‬‬ ‫ل عّز و ج ّ‬ ‫‪ -5‬تفسير القّمي ‪ 311 :1‬و ليس فيه )الزيادة هبة ا ّ‬
‫)‪ (1‬في سند الحديث اختلفات سبقت الشارة إليها في الحديث )‪ (10‬من تفسير الية )‪ (32‬من سورة العراف‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪26 :‬‬
‫‪ -[6] /4877‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن منصور بن يونس‪ ،‬عن‬
‫محمد بن مروان »‪ ،«1‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬ما من شيء إل و له كيل أو وزن إل الدموع‪ ،‬فإن‬
‫القطرة تطفئ بحارا من نار‪ ،‬فإذا اغرورقت العين بمائها لم يرهق وجها قتر و ل ذلة‪ ،‬فإذا فاضت حرمه ال على‬
‫النار‪ ،‬و لو أن باكيا بكى في أمة لرحمها ال«‪.‬‬
‫‪ -[7] /4878‬و عنه‪ :‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن سهل بن زياد‪ ،‬عن ابن فضال‪ ،‬عن أبي جميلة و منصور بن‬
‫يونس‪ ،‬عن محمد بن مروان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬ما من عين إل و هي باكية يوم القيامة‪ ،‬إل‬
‫عينا بكت من خوف ال‪ ،‬و ما اغرورقت عين بمائها من خشية ال عز و جل إل حرم ال عز و جل سائر جسدها‬
‫على النار‪ ،‬و ل فاضت على خده فرهق ذلك الوجه قتر و ل ذلة‪ ،‬و ما من شيء إل و له كيل أو وزن إل الدمعة‪،‬‬
‫فإن ال عز و جل يطفئ باليسير منها البحار من النار‪ ،‬فلو أن عبدا بكى في أمة لرحم ال عز و جل تلك المة‬
‫ببكاء ذلك العبد«‪.‬‬
‫‪ -[8] /4879‬العياشي‪ :‬عن الفضيل بن يسار‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول‪» :‬قال رسول ال )صلى‬
‫ال عليه و آله(‪ :‬ما من عبد اغرورقت عيناه بمائها إل حرم ال ذلك الجسد على النار‪ ،‬و ما فاضت عين من خشية‬
‫ال إل لم يرهق ذلك الوجه قتر و ل ذلة«‪.‬‬
‫‪ -[9] /4880‬عن محمد بن مروان‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬ما من شيء إل و له وزن أو‬
‫ثواب إل الدموع‪ ،‬فإن القطرة تطفئ البحار من النار‪ ،‬فإذا اغرورقت عيناه بمائها حرم ال عز و جل سائر جسده‬
‫على النار‪ ،‬و إن سالت الدموع على خديه لم يرهق وجهه قتر و ل ذلة‪ ،‬و لو أن عبدا بكى في امة لرحمها ال«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪[27‬‬ ‫صٍم‪ -‬إلى قوله تعالى‪ -‬خاِلُدو َ‬ ‫ن عا ِ‬ ‫لِ ِم ْ‬
‫نا ّ‬ ‫سّيَئٍة ِبِمْثِلها َو َتْرَهُقُهْم ِذّلٌة ما َلُهْم ِم َ‬ ‫جزاُء َ‬ ‫ت َ‬ ‫سّيئا ِ‬‫سُبوا ال ّ‬ ‫ن َك َ‬ ‫َو اّلِذي َ‬
‫‪ -[1] /4881‬علي بن إبراهيم‪ :‬و في رواية أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬في قوله تعالى‪َ :‬و اّلِذي َ‬
‫ن‬
‫صٍم‪.‬‬
‫ن عا ِ‬ ‫ل ِم ْ‬‫ن ا ِّ‬‫سّيَئٍة ِبِمْثِلها َو َتْرَهُقُهْم ِذّلٌة ما َلُهْم ِم َ‬ ‫جزاُء َ‬ ‫ت َ‬ ‫سّيئا ِ‬ ‫سُبوا ال ّ‬ ‫َك َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -6‬الكافي ‪.1 /349 :2‬‬
‫‪ -7‬الكافي ‪.2 /349 :2‬‬
‫‪ -8‬تفسير العّياشي ‪.15 /121 :1‬‬
‫‪ -9‬تفسير العّياشي ‪.16 /122 :2‬‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.311 :1‬‬
‫)‪ (1‬في »س‪ ،‬ط«‪ :‬محمد بن مسلم‪ ،‬تصحيف صحيحه ما أثبتناه من المصدر‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪27 :‬‬
‫جوُهُهْم‬ ‫ت ُو ُ‬ ‫شَي ْ‬‫غِ‬‫قال‪» :‬هؤلء أهل البدع و الشبهات و الشهوات يسود ال وجوههم‪ ،‬ثم يلقونه‪ ،‬يقول ال‪َ :‬كَأّنما ُأ ْ‬
‫ب الّناِر ُهْم‬ ‫صحا ُ‬ ‫ك َأ ْ‬‫ظِلمًا يسود ال وجوههم يوم القيامة‪ ،‬و يلبسهم الذلة و الصغار‪ ،‬يقول ال‪ُ :‬أولِئ َ‬ ‫ل ُم ْ‬ ‫ن الّلْي ِ‬ ‫طعًا ِم َ‬‫ِق َ‬
‫ن«‪.‬‬ ‫ِفيها خاِلُدو َ‬
‫‪ -[2] /4882‬محمد بن يعقوب‪ :‬بإسناده‪ ،‬عن يحيى الحلبي‪ ،‬عن المثنى‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫ظِلمًا‪ ،‬قال‪» :‬أ ما ترى البيت إذا كان الليل‬ ‫ل ُم ْ‬ ‫ن الّلْي ِ‬
‫طعًا ِم َ‬ ‫جوُهُهْم ِق َ‬ ‫ت ُو ُ‬ ‫شَي ْ‬
‫غِ‬ ‫السلم(‪ ،‬في قول ال عز و جل‪َ :‬كَأّنما ُأ ْ‬
‫كان أشد سوادا من خارج‪ ،‬فلذلك هم يزدادون سوادا«‪.‬‬
‫طعًا‬ ‫جوُهُهْم ِق َ‬ ‫ت ُو ُ‬‫شَي ْ‬
‫غِ‬ ‫‪ -[3] /4883‬العياشي‪ :‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬في قول ال‪َ :‬كَأّنما ُأ ْ‬
‫ظِلمًا‪ ،‬قال‪» :‬أما ترى البيت إذا كان الليل كان أشد سوادا من خارج‪ ،‬فكذلك وجوههم تزداد سوادا«‪.‬‬ ‫ل ُم ْ‬ ‫ن الّلْي ِ‬
‫ِم َ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن َيْرُزُقُكْم‬ ‫ل َم ْ‬‫شَركاُؤُكْم َفَزّيْلنا َبْيَنُهْم‪ -‬إلى قوله تعالى‪ُ -‬ق ْ‬ ‫شَرُكوا َمكاَنُكْم َأْنُتْم َو ُ‬ ‫ن َأ ْ‬‫ل ِلّلِذي َ‬
‫جِميعًا ُثّم َنُقو ُ‬‫شُرُهْم َ‬ ‫حُ‬ ‫َو َيْوَم َن ْ‬
‫جِميعًا ُثّم َنُقو ُ‬
‫ل‬ ‫شُرُهْم َ‬ ‫حُ‬ ‫ض ]‪ -[1] /4884 [31 -28‬علي بن إبراهيم‪ ،‬في قوله تعالى‪َ :‬و َيْوَم َن ْ‬ ‫لْر ِ‬ ‫سماِء َو ا َْ‬ ‫ن ال ّ‬‫ِم َ‬
‫شَركاُؤُكْم َفَزّيْلنا َبْيَنُهْم قال‪ :‬يبعث ال نارا تزيل بين الكفار و المؤمنين‪.‬‬ ‫شَرُكوا َمكاَنُكْم َأْنُتْم َو ُ‬ ‫ن َأ ْ‬
‫ِلّلِذي َ‬
‫عْنُهْم ما‬‫ل َ‬ ‫ضّ‬‫ق َو َ‬ ‫حّ‬ ‫ل َمْولُهُم اْل َ‬ ‫ت أي تتبع ما قدمت َو ُرّدوا ِإَلى ا ِّ‬ ‫سَلَف ْ‬
‫س ما َأ ْ‬ ‫ل َنْف ٍ‬ ‫ك َتْبُلوا ُك ّ‬‫قال‪ :‬قوله تعالى‪ُ :‬هناِل َ‬
‫ن أي بطل عنهم ما كانوا يفترون‪.‬‬ ‫كاُنوا َيْفَتُرو َ‬
‫ن »‪«1‬‬ ‫ن ُكْنُتْم صاِدِقي َ‬ ‫ل ِإ ْ‬‫ن ا ِّ‬‫ن ُدو ِ‬ ‫طْعُتْم ِم ْ‬
‫سَت َ‬‫نا ْ‬ ‫عوا َم ِ‬ ‫ض إلى قوله‪َ :‬و اْد ُ‬ ‫لْر ِ‬ ‫سماِء َو ا َْ‬ ‫ن ال ّ‬
‫ن َيْرُزُقُكْم ِم َ‬ ‫ل َم ْ‬ ‫و قوله‪ُ :‬ق ْ‬
‫فإنه محكم‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫حِ‬
‫ق‬ ‫ل َيْهِدي ِلْل َ‬ ‫ل ا ُّ‬
‫ق ُق ِ‬
‫حّ‬ ‫ن َيْهِدي ِإَلى اْل َ‬ ‫شَركاِئُكْم َم ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫ل ِم ْ‬ ‫ل َه ْ‬‫ُق ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.355 /252 :8‬‬
‫‪ -3‬تفسير العّياشي ‪.17 /122 :2‬‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪[.....] .312 :1‬‬
‫)‪ (1‬يونس ‪.38 :10‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪28 :‬‬
‫ن ]‪[35‬‬ ‫حُكُمو َ‬
‫ف َت ْ‬‫ن ُيْهدى َفما َلُكْم َكْي َ‬ ‫ل َأ ْ‬ ‫ن ل َيِهّدي ِإ ّ‬‫ن ُيّتَبَع َأّم ْ‬
‫ق َأ ْ‬
‫حّ‬‫ق َأ َ‬‫حّ‬ ‫ن َيْهِدي ِإَلى اْل َ‬
‫َأ َفَم ْ‬
‫‪ -[1] /4885‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن أحمد بن أبي عبد ال‪ ،‬عن عمرو بن عثمان‪ ،‬عن علي‬
‫بن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬لقد قضى أمير المؤمنين )صلوات ال عليه(‬
‫بقضية‪ ،‬ما قضى بها أحد كان قبله‪ ،‬و كانت أول قضية قضى بها بعد رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و ذلك أنه‬
‫لما قبض رسول ال )صلى ال عليه و آله( و أفضى المر إلى أبي بكر أتي برجل قد شرب الخمر‪ ،‬فقال له أبو‬
‫بكر‪ :‬أشربت الخمر؟ فقال الرجل‪ :‬نعم‪ .‬فقال‪ :‬و لم شربتها و هي محرمة؟ فقال‪ :‬إني لما أسلمت و منزلي بين‬
‫ظهراني قوم يشربون الخمر و يستحلونها‪ ،‬و لو أعلم أنها حرام اجتنبتها«‪.‬‬
‫قال‪» :‬فالتفت أبو بكر إلى عمر‪ ،‬فقال‪ :‬ما تقول‪ -‬يا أبا حفص‪ -‬في أمر هذا الرجل؟ فقال‪ :‬معضلة و أبو الحسن لها‪.‬‬
‫فقال أبو بكر‪ :‬يا غلم‪ ،‬ادع لنا عليا‪ .‬فقال عمر‪ :‬بل يؤتى الحكم في منزله‪.‬‬
‫فأتوه و معهم سلمان الفارسي‪ ،‬فأخبروه بقضية »‪ «1‬الرجل‪ ،‬فاقتص عليه قصته‪ ،‬فقال علي )عليه السلم( لبي‬
‫بكر‪:‬‬
‫ابعث معه من يدور به على مجالس المهاجرين و النصار‪ ،‬فمن كان تل عليه آية التحريم فليشهد عليه‪ ،‬فإن لم‬
‫يكن تلي عليه آية التحريم فل شيء عليه‪ .‬ففعل أبو بكر بالرجل ما قال علي )عليه السلم(‪ ،‬فلم يشهد عليه أحد‪،‬‬
‫فخلى سبيله‪ .‬فقال سلمان لعلي )عليه السلم(‪ :‬لقد أرشدتهم؟ فقال علي )عليه السلم(‪ :‬إنما أردت أن أجدد تأكيد‬
‫ن«‪.‬‬‫حُكُمو َ‬
‫ف َت ْ‬
‫ن ُيْهدى َفما َلُكْم َكْي َ‬‫ل َأ ْ‬
‫ن ل َيِهّدي ِإ ّ‬ ‫ن ُيّتَبَع َأّم ْ‬
‫ق َأ ْ‬
‫حّ‬‫ق َأ َ‬
‫حّ‬‫ن َيْهِدي ِإَلى اْل َ‬ ‫هذه الية في و فيهم َأ َفَم ْ‬
‫و روى السيد الرضي هذا الحديث في كتاب )الخصائص( عن المام الصادق )عليه السلم( »‪.«2‬‬

‫‪ -[2] /4886‬و عنه‪ :‬عن أبي محمد القاسم بن العلء )رحمه ال(‪ ،‬بإسناده عن عبد العزيز بن مسلم‪ ،‬عن الرضا‬
‫)عليه السلم(‪ -‬في حديث‪ -‬قال فيه‪» :‬إن النبياء و الئمة )صلوات ال عليهم( يوفقهم ال و يؤتيهم من مخزون‬
‫حّ‬
‫ق‬ ‫ق َأ َ‬ ‫حّ‬ ‫ن َيْهِدي ِإَلى اْل َ‬‫علمه و حكمه ما ل يؤتيه غيرهم‪ ،‬فيكون علمهم فوق علم أهل زمانهم في قوله تعالى‪َ :‬أ َفَم ْ‬
‫ن«‪.‬‬ ‫حُكُمو َ‬ ‫ف َت ْ‬
‫ن ُيْهدى َفما َلُكْم َكْي َ‬ ‫ل َأ ْ‬‫ن ل َيِهّدي ِإ ّ‬ ‫ن ُيّتَبَع َأّم ْ‬
‫َأ ْ‬
‫ختاُر من سورة القصص »‪.«3‬‬ ‫ق ما َيشاُء َو َي ْ‬
‫خُل ُ‬
‫ك َي ْ‬
‫و الحديث طويل ذكرناه بطوله في قوله تعالى‪َ :‬و َرّب َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬الكافي ‪.4 /249 :7‬‬
‫‪ -2‬الكافي ‪ ،1 /157 :1‬معاني الخبار‪.100 :‬‬
‫صة‪.‬‬‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬فأخبره بق ّ‬
‫)‪ (2‬خصائص الئمة‪.81 :‬‬
‫)‪ (3‬يأتي في الحديث )‪ (2‬من تفسير اليتين )‪ (69 -68‬من سورة القصص‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪29 :‬‬
‫‪ -[3] /4887‬و عنه‪ :‬عن أبي علي الشعري‪ ،‬عن محمد بن عبد الجبار‪ ،‬عن ابن فضال و الحجال جميعا‪ ،‬عن‬
‫ثعلبة بن ميمون‪ ،‬عن عبد الرحمن بن مسلمة الحريري »‪ ،«1‬قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬يوبخوننا و‬
‫يكذبوننا أنا نقول‪ :‬إن صيحتين تكونان‪ ،‬يقولون‪ :‬من أين تعرف المحقة من المبطلة إذا كانتا؟‬
‫قال‪» :‬فما تردون عليهم؟« قلت‪ :‬ما نرد عليهم شيئا‪ .‬قال‪» :‬قولوا‪ :‬يصدق بها‪ -‬إذا كانت‪ -‬من يؤمن بها من قبل‪ ،‬إن‬
‫ن«‪.‬‬ ‫حُكُمو َ‬ ‫ف َت ْ‬
‫ن ُيْهدى َفما َلُكْم َكْي َ‬ ‫ل َأ ْ‬
‫ن ل َيِهّدي ِإ ّ‬
‫ن ُيّتَبَع َأّم ْ‬
‫ق َأ ْ‬
‫حّ‬ ‫ق َأ َ‬
‫حّ‬‫ن َيْهِدي ِإَلى اْل َ‬‫ال عز و جل يقول‪َ :‬أ َفَم ْ‬
‫‪ -[4] /4888‬و عنه‪ :‬عن أبي علي الشعري‪ ،‬عن محمد‪ ،‬عن ابن فضال و الحجال‪ ،‬عن داود بن فرقد‪ ،‬قال‪ :‬سمع‬
‫رجل من العجلية »‪ «2‬هذا الحديث‪ ،‬قوله‪» :‬ينادي مناد‪ :‬أل إن فلن بن فلن و شيعته هم الفائزون‪ .‬أول النهار و‬
‫ينادي آخر النهار‪ :‬أل إن عثمان و شيعته هم الفائزون« »‪ .«3‬فقال الرجل‪ :‬فما يدرينا أيما الصادق من الكاذب؟‬
‫ن ُيّتَبَع‬
‫ق َأ ْ‬‫حّ‬‫ق َأ َ‬
‫حّ‬ ‫ن َيْهِدي ِإَلى اْل َ‬‫فقال‪ :‬يصدقه عليها من كان يؤمن بها قبل أن ينادى‪ ،‬إن ال عز و جل يقول‪َ :‬أ َفَم ْ‬
‫ن‪.‬‬
‫حُكُمو َ‬‫ف َت ْ‬
‫ن ُيْهدى َفما َلُكْم َكْي َ‬ ‫ل َأ ْ‬
‫ن ل َيِهّدي ِإ ّ‬ ‫َأّم ْ‬
‫‪ -[5] /4889‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان‪،‬‬
‫عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن النضر بن سويد‪ ،‬عن يحيى الحلبي‪ ،‬عن الحارث بن المغيرة‪ ،‬عن ميمون البان‪ ،‬قال‪:‬‬
‫كنت عند أبي عبد ال )عليه السلم( »‪ «4‬في فسطاطه فرفع جانب الفسطاط‪ ،‬فقال‪» :‬إن أمرنا قد كان أبين من‬
‫هذه الشمس‪ -‬ثم قال‪ -‬ينادي مناد من السماء‪ :‬إن فلن بن فلن هو المام‪ .‬و ينادي باسمه‪ ،‬و ينادي إبليس لعنه ال‬
‫من الرض كما نادى برسول ال )صلى ال عليه و آله( ليلة العقبة«‪.‬‬
‫‪ -[6] /4890‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبي )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب‪ ،‬عن جعفر‬
‫بن بشير‪ ،‬عن هشام بن سالم‪ ،‬عن زرارة‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬ينادي مناد باسم القائم )عليه‬
‫السلم(«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬خاص أو عام؟ قال‪» :‬عام‪ ،‬يسمع كل قوم بلسانهم«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فمن يخالف القائم )عليه السلم( و قد نودي باسمه؟ قال‪» :‬ل يدعهم إبليس حتى ينادي فيشكك الناس«‪.‬‬
‫‪ -[7] /4891‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن علي ما جيلويه )رحمه ال(‪ ،‬عن محمد بن أبي القاسم‪ ،‬عن محمد بن‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -3‬الكافي ‪.252 /208 :8‬‬

‫‪ -4‬الكافي ‪.253 /209 :8‬‬

‫‪ -5‬كمال الدين و تمام النعمة‪.4 /650 :‬‬

‫‪ -6‬كمال الدين و تمام النعمة‪.8 /650 :‬‬

‫‪ -7‬كمال الدين و تمام النعمة‪.13 /652 :‬‬

‫)‪ (1‬كذا في النسخ و رجال البرقي‪ ،24 :‬و في المصدر و غيبة النعماني التي تحت الرقم )‪ (8‬و تنقيح المقال ‪:2‬‬
‫‪ :148‬الجريري‪ ،‬بالمعجمة‪.‬‬

‫)‪ (2‬العجلّية‪ :‬طائفة من الغلة‪ ،‬و هم أتباع عمير بن بيان العجلي‪» -‬معجم الفرق السلمية‪.«170 :‬‬

‫)‪ (3‬في المصدر زيادة‪ :‬قال‪ :‬و ينادي أول الهار منادي آخر النهار‪[.....] .‬‬

‫جاد و الباقر و الصادق )عليهم‬


‫)‪ (4‬في المصدر‪ :‬أبي جعفر‪ ،‬و ميمون البان معدود في أصحاب الئّمة الس ّ‬
‫السلم(‪ ،‬انظر معجم رجال الحديث ‪.112 :19‬‬

‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪30 :‬‬


‫علي الكوفي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي المغرا‪ ،‬عن المعلى بن خنيس‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬صوت‬
‫جبرئيل من السماء‪ ،‬و صوت إبليس من الرض‪ ،‬فاتبعوا الصوت الول‪ ،‬و إياكم و الخير أن تفتنوا به«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬الحاديث في المناديين مستفيضة‪ ،‬و ذكر منها ابن بابويه في آخر كتاب )كمال الدين و تمام النعمة( »‪ ،«1‬و‬
‫محمد بن إبراهيم النعماني في آخر كتاب )الغيبة( »‪ ،«2‬و سيأتي من ذلك‪ -‬إن شاء ال تعالى‪ -‬في قوله تعالى‪ِ :‬إ ْ‬
‫ن‬
‫ن من سورة الشعراء »‪.«3‬‬ ‫ضِعي َ‬
‫عناُقُهْم َلها خا ِ‬ ‫ت َأ ْ‬
‫ظّل ْ‬‫سماِء آَيًة َف َ‬ ‫ن ال ّ‬
‫عَلْيِهْم ِم َ‬
‫ل َ‬‫شْأ ُنَنّز ْ‬
‫َن َ‬
‫‪ -[8] /4892‬محمد بن إبراهيم النعماني‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد‪ ،‬قال‪ :‬حدثني علي بن الحسن‬
‫التيملي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن خالد‪ ،‬عن ثعلبة بن ميمون‪ ،‬عن عبد الرحمن بن مسلمة الحريري »‪ ،«4‬قال‪ :‬قلت‬
‫لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬إن الناس يوبخونا و يقولون‪ :‬من أين تعرف المحقة من المبطلة إذا كانتا؟‬
‫قال‪» :‬فما تردون عليهم؟ قلت‪ :‬ما نرد عليهم شيئا‪ ،‬فقال‪» :‬قولوا لهم‪ :‬يصدق بها‪ -‬إذا كانت‪ -‬من يؤمن بها قبل أن‬
‫ن ُيْهدى َفما َلُكْم َكْي َ‬
‫ف‬ ‫ل َأ ْ‬
‫ن ل َيِهّدي ِإ ّ‬ ‫ن ُيّتَبَع َأّم ْ‬
‫ق َأ ْ‬
‫حّ‬ ‫ق َأ َ‬
‫حّ‬‫ن َيْهِدي ِإَلى اْل َ‬ ‫تكون‪ ،‬إن ال عز و جل يقول‪َ :‬أ َفَم ْ‬
‫ن«‪.‬‬‫حُكُمو َ‬ ‫َت ْ‬
‫‪ -[9] /4893‬العياشي‪ :‬عن عمرو بن أبي القاسم‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( و ذكر أصحاب النبي‬
‫ن فقلنا‪ :‬من هو أصلحك ال؟‬ ‫حُكُمو َ‬ ‫ن ُيّتَبَع إلى قوله‪َ :‬ت ْ‬ ‫ق َأ ْ‬
‫حّ‬‫ق َأ َ‬‫حّ‬‫ن َيْهِدي ِإَلى اْل َ‬ ‫)صلى ال عليه و آله(‪ ،‬ثم قرأ‪َ :‬أ َفَم ْ‬
‫فقال‪» :‬بلغنا أن ذلك علي )عليه السلم(«‪.‬‬
‫‪ -[10] /4894‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬في رواية أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬في قوله‪َ :‬أ َفَم ْ‬
‫ن‬
‫ق فهم محمد‬ ‫حّ‬‫ن َيْهِدي ِإَلى اْل َ‬‫ن فأما َم ْ‬ ‫حُكُمو َ‬
‫ف َت ْ‬
‫ن ُيْهدى َفما َلُكْم َكْي َ‬ ‫ل َأ ْ‬
‫ن ل َيِهّدي ِإ ّ‬ ‫ن ُيّتَبَع َأّم ْ‬
‫ق َأ ْ‬
‫حّ‬‫ق َأ َ‬
‫حّ‬ ‫َيْهِدي ِإَلى اْل َ‬
‫ن ُيْهدى فهو من خالف‪ -‬من‬ ‫ل َأ ْ‬
‫)صلى ال عليه و آله( و آل محمد )عليهم السلم( من بعده‪ ،‬و أما من ل َيِهّدي ِإ ّ‬
‫قريش و غيرهم‪ -‬أهل بيته من بعده«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫طوا ِبِعْلِمِه َو َلّما َيْأِتِهْم َتْأِويُلُه‪ -‬إلى قوله تعالى‪-‬‬ ‫حي ُ‬
‫ل َكّذُبوا ِبما َلْم ُي ِ‬ ‫َب ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -8‬كتاب الغيبة‪.32 /266 :‬‬
‫‪ -9‬تفسير العّياشي ‪.18 /122 :2‬‬
‫‪ -10‬تفسير القّمي ‪.312 :1‬‬
‫)‪ (1‬كمال الدين و تمام النعمة‪ 649 :‬باب )‪.(57‬‬
‫)‪ (2‬كتاب الغيبة‪ 247 :‬باب )‪.(14‬‬
‫)‪ (3‬يأتي في تفسير الية )‪ (4‬من سورة الشعراء‪.‬‬
‫)‪ (4‬في المصدر‪ :‬الجريري‪ ،‬بالمعجمة‪ ،‬انظر هامش الحديث الثالث المتقّدم‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪31 :‬‬
‫ن ]‪ -[1] /4895 [46 -39‬قال علي بن إبراهيم‪ :‬قوله تعالى‪َ :‬بلْ َكّذُبوا‬ ‫على ما َيْفَعُلو َ‬ ‫شِهيٌد َ‬ ‫ل َ‬ ‫جُعُهْم ُثّم ا ُّ‬‫َفِإَلْينا َمْر ِ‬
‫ن َقْبِلِهْم‪ ،‬قال‪ :‬نزلت في الرجعة كذبوا‬ ‫ن ِم ْ‬ ‫ب اّلِذي َ‬
‫ك َكّذ َ‬ ‫طوا ِبِعْلِمِه َو َلّما َيْأِتِهْم َتْأِويُلُه أي لم يأتهم تأويله‪َ .‬كذِل َ‬ ‫حي ُ‬ ‫ِبما َلْم ُي ِ‬
‫بها‪ ،‬أي أنها ل تكون‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫ن‪.‬‬‫سِدي َ‬‫عَلُم ِباْلُمْف ِ‬
‫ك َأ ْ‬‫ن ِبِه َو َرّب َ‬ ‫ن ل ُيْؤِم ُ‬ ‫ن ِبِه َو ِمْنُهْم َم ْ‬ ‫ن ُيْؤِم ُ‬‫َو ِمْنُهْم َم ْ‬
‫ن ِبِه »فهم‬ ‫ن ل ُيْؤِم ُ‬ ‫‪ -[2] /4896‬قال‪ :‬و في رواية أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬في قوله‪َ :‬و ِمْنُهْم َم ْ‬
‫ن الفساد‪ :‬المعصية ل و لرسوله«‪.‬‬ ‫سِدي َ‬‫عَلُم ِباْلُمْف ِ‬
‫ك َأ ْ‬‫أعداء محمد و آل محمد من بعده َو َرّب َ‬
‫‪ -[3] /4897‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عن أبي يعقوب‬
‫إسحاق بن عبد ال‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬إن ال خص عباده بآيتين من كتابه أن ل يقولوا ما ل‬
‫حّ‬
‫ق‬ ‫ل اْل َ‬ ‫ل ِإ ّ‬ ‫عَلى ا ِّ‬‫ن ل َيُقوُلوا َ‬ ‫ب َأ ْ‬‫ق اْلِكتا ِ‬ ‫عَلْيِهْم ِميثا ُ‬‫خْذ َ‬ ‫يعلمون »‪ «1‬و ل يردوا ما ل يعلمون »‪ .««2‬ثم قرأ َأ َلْم ُيْؤ َ‬
‫»‪ ،«3‬و قال‪:‬‬
‫طوا ِبِعْلِمِه َو َلّما َيْأِتِهْم َتْأِويُلُه‪.‬‬ ‫حي ُ‬‫ل َكّذُبوا ِبما َلْم ُي ِ‬ ‫َب ْ‬
‫‪ -[4] /4898‬سعد بن عبد ال في )بصائر الدرجات(‪ :‬عن أحمد بن محمد بن عيسى و محمد بن الحسين بن أبي‬
‫الخطاب‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن أبي نصر‪ ،‬عن حماد بن عثمان‪ ،‬عن زرارة‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه‬
‫السلم( عن هذه المور العظام من الرجعة و أشباهها‪ .‬فقال‪» :‬إن هذا الذي تسألون عنه لم يجئ أوانه‪ ،‬و قد قال‬
‫ال عز و جل‪:‬‬
‫طوا ِبِعْلِمِه َو َلّما َيْأِتِهْم َتْأِويُلُه«‪.‬‬ ‫حي ُ‬‫ل َكّذُبوا ِبما َلْم ُي ِ‬ ‫َب ْ‬
‫‪ -[5] /4899‬العياشي‪ :‬عن مسعدة بن صدقة‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪ :‬سئل عن المور العظام التي‬
‫طوا ِبِعْلِمِه َو َلّما َيْأِتِهْم‬‫حي ُ‬ ‫ل َكّذُبوا ِبما َلْم ُي ِ‬ ‫تكون مما لم يكن‪ ،‬فقال‪» :‬لم يئن »‪ «4‬أو ان كشفها بعد‪ ،‬و ذلك قوله‪َ :‬ب ْ‬
‫َتْأِويُلُه«‪.‬‬
‫‪ -[6] /4900‬عن حمران‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا جعفر )عليه السلم( عن المور العظام من الرجعة و غيرها‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫طوا ِبِعْلِمِه َو َلّما َيْأِتِهْم َتْأِويُلُه«‪.‬‬‫حي ُ‬ ‫ل َكّذُبوا ِبما َلْم ُي ِ‬ ‫»إن هذا الذي تسألون عنه لم يأت أوانه‪ ،‬قال ال‪َ :‬ب ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.312 :1‬‬
‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.312 :1‬‬
‫‪ -3‬الكافي ‪.8 /34 :1‬‬
‫‪ -4‬مختصر بصائر الدرجات‪.24 :‬‬
‫‪ -5‬تفسير العّياشي ‪.19 /122 :2‬‬
‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪[.....] .20 /122 :2‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬حّتى يعلموا‪.‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬ما لم يعلموا‪.‬‬
‫)‪ (3‬العراف ‪.169 :7‬‬
‫)‪ (4‬في »ط«‪ :‬لم يكن‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪32 :‬‬
‫‪ -[7] /4901‬عن أبي السفاتج‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬آيتان في كتاب ال خص »‪ «1‬ال الناس أل‬
‫ل َكّذُبوا‬ ‫ق »‪ «2‬و قوله‪َ :‬ب ْ‬ ‫حّ‬ ‫ل اْل َ‬ ‫ل ِإ ّ‬‫عَلى ا ِّ‬ ‫ن ل َيُقوُلوا َ‬ ‫ب َأ ْ‬‫ق اْلِكتا ِ‬ ‫عَلْيِهْم ِميثا ُ‬ ‫خْذ َ‬ ‫يقولوا ما ل يعلمون‪ ،‬قول ال‪َ :‬أ َلْم ُيْؤ َ‬
‫طوا ِبِعْلِمِه َو َلّما َيْأِتِهْم َتْأِويُلُه«‪.‬‬ ‫حي ُ‬ ‫ِبما َلْم ُي ِ‬
‫‪ -[8] /4902‬عن إسحاق بن عبد العزيز‪ ،‬قال سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪» :‬إن ال خص هذه المة‬
‫ب »‪«3‬‬ ‫ق اْلِكتا ِ‬‫عَلْيِهْم ِميثا ُ‬‫خْذ َ‬ ‫بآيتين من كتابه أن ل يقولوا ما ل يعلمون و ل يردوا ما ل يعلمون«‪ .‬ثم قرأ َأ َلْم ُيْؤ َ‬
‫ن‪.‬‬‫ظاِلِمي َ‬
‫طوا ِبِعْلِمِه َو َلّما َيْأِتِهْم َتْأِويُلُه إلى قوله‪ :‬ال ّ‬ ‫حي ُ‬ ‫ل َكّذُبوا ِبما َلْم ُي ِ‬ ‫الية‪ ،‬و قوله‪َ :‬ب ْ‬
‫عَمُلُكْم إلى قوله‪َ :‬و ما كاُنوا‬ ‫ل ِلي عََمِلي َو َلُكْم َ‬ ‫ك َفُق ْ‬‫ن َكّذُبو َ‬ ‫‪ -[9] /4903‬علي بن إبراهيم‪ :‬في قوله تعالى‪َ :‬و ِإ ْ‬
‫ض اّلِذي َنِعُدُهْم من الرجعة و قيام القائم )عليه السلم( َأْو‬ ‫ك يا محمد َبْع َ‬ ‫ن أنه محكم‪ .‬ثم قال‪َ :‬و ِإّما ُنِرَيّن َ‬ ‫ُمْهَتِدي َ‬
‫ن‪.‬‬
‫على ما َيْفَعُلو َ‬ ‫شِهيٌد َ‬ ‫ل َ‬ ‫جُعُهْم ُثّم ا ُّ‬ ‫ك من قبل ذلك َفِإَلْينا َمْر ِ‬ ‫َنَتَوّفَيّن َ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪[47‬‬
‫ظَلُمو َ‬
‫ط َو ُهْم ل ُي ْ‬
‫سِ‬‫ي َبْيَنُهْم ِباْلِق ْ‬
‫ضَ‬ ‫سوُلُهْم ُق ِ‬ ‫ل َفِإذا جاَء َر ُ‬ ‫سو ٌ‬ ‫ل ُأّمٍة َر ُ‬
‫َو ِلُك ّ‬
‫سو ٌ‬
‫ل‬ ‫ل ُأّمٍة َر ُ‬
‫‪ -[1] /4904‬العياشي‪ :‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬قال‪ :‬سألته عن تفسير هذه الية‪ِ :‬لُك ّ‬
‫ن‪ ،‬قال‪» :‬تفسيرها بالباطن‪ :‬أن لكل قرن من هذه المة رسول‬ ‫ظَلُمو َ‬ ‫ط َو ُهْم ل ُي ْ‬ ‫سِ‬‫ي َبْيَنُهْم ِباْلِق ْ‬
‫ضَ‬ ‫سوُلُهْم ُق ِ‬‫َفِإذا جاَء َر ُ‬
‫من آل محمد يخرج إلى القرن الذي هو إليهم رسول‪ ،‬و هم الولياء‪ ،‬و هم الرسل«‪.‬‬
‫ن كما قال‬ ‫ظَلُمو َ‬‫ط‪ ،‬قال‪» :‬معناه أن الرسل يقضون بالقسط َو ُهْم ل ُي ْ‬ ‫سِ‬ ‫ي َبْيَنُهْم ِباْلِق ْ‬
‫ضَ‬‫سوُلُهْم ُق ِ‬ ‫و أما قوله‪َ :‬فِإذا جاَء َر ُ‬
‫ال«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -7‬تفسير العّياشي ‪.21 /122 :2‬‬
‫‪ -8‬تفسير العّياشي ‪.22 /123 :2‬‬
‫‪ -9‬تفسير القّمي ‪.312 :1‬‬
‫‪ -1‬تفسير العّياشي ‪.23 /123 :2‬‬
‫)‪ (1‬في »ط«‪ :‬حظر‪.‬‬
‫)‪ (2‬العراف ‪.169 :7‬‬
‫)‪ (3‬العراف ‪169 :7‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪33 :‬‬

‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ضَ‬
‫ي‬ ‫ب َو ُق ِ‬ ‫سّروا الّنداَمَة َلّما َرَأُوا اْلَعذا َ‬ ‫ن‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و َأ َ‬ ‫سَتْقِدُمو َ‬ ‫عًة َو ل َي ْ‬‫ن سا َ‬ ‫خُرو َ‬ ‫سَتْأ ِ‬
‫جُلُهْم َفل َي ْ‬
‫ِإذا جاَء َأ َ‬
‫ن ]‪[54 -49‬‬ ‫ظَلُمو َ‬ ‫ط َو ُهْم ل ُي ْ‬ ‫سِ‬ ‫َبْيَنُهْم ِباْلِق ْ‬
‫جُلُهْم َفل‬‫‪ -[1] /4905‬العياشي‪ :‬عن حمران‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول ال‪ِ :‬إذا جاَء َأ َ‬
‫ن‪ ،‬قال‪» :‬هو الذي سمي لملك الموت )عليه السلم( في ليلة القدر«‪.‬‬ ‫سَتْقِدُمو َ‬‫عًة َو ل َي ْ‬ ‫ن سا َ‬ ‫خُرو َ‬ ‫سَتْأ ِ‬
‫َي ْ‬
‫عْنَدهُ من أول سورة النعام »‪.«1‬‬ ‫سّمى ِ‬ ‫ل ُم َ‬‫جٌ‬ ‫ل َو َأ َ‬ ‫جً‬ ‫و قد تقدمت روايات في ذلك‪ ،‬في قوله تعالى‪ُ :‬ثّم َقضى َأ َ‬
‫ل َأ‬
‫‪ -[2] /4906‬علي بن إبراهيم‪ :‬و في رواية أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬في قوله تعالى‪ُ :‬ق ْ‬
‫ن فهذا عذاب ينزل في آخر الزمان‬ ‫جِرُمو َ‬ ‫ل ِمْنُه اْلُم ْ‬‫جُ‬ ‫سَتْع ِ‬
‫عذاُبُه َبياتًا‪» :‬يعني ليل أو نهارا ما ذا َي ْ‬ ‫ن َأتاُكْم َ‬ ‫َرَأْيُتْم ِإ ْ‬
‫على فسقة أهل القبلة و هم يجحدون نزول العذاب عليهم«‪.‬‬
‫‪ -[3] /4907‬و قال علي بن إبراهيم‪ ،‬في قوله تعالى‪َ :‬أ ُثّم ِإذا ما َوَقَع آَمْنُتْم ِبِه أي صدقتم في الرجعة‪ ،‬فيقال لهم‪:‬‬
‫ظَلُموا آل محمد‬ ‫ن َ‬ ‫ل ِلّلِذي َ‬‫ن‪ُ ،‬ثّم ِقي َ‬
‫جُلو َ‬ ‫سَتْع ِ‬
‫ن تؤمنون يعني بأمير المؤمنين )عليه السلم( َو َقْد ُكْنُتْم ِبِه من قبل َت ْ‬ ‫لَ‬ ‫آْ‬
‫ن‪ .‬ثم قال‪:‬‬ ‫سُبو َ‬ ‫ل ِبما ُكْنُتْم َتْك ِ‬
‫ن ِإ ّ‬
‫جَزْو َ‬‫ل ُت ْ‬
‫خْلِد َه ْ‬ ‫ب اْل ُ‬‫عذا َ‬‫حقهم ُذوُقوا َ‬
‫ق إمام‪.‬‬ ‫حّ‬ ‫ل ِإي َو َرّبي ِإّنُه َل َ‬ ‫ق ُهَو أي إمام هو ُق ْ‬ ‫حّ‬ ‫ك يا محمد‪ ،‬أهل مكة في علي َأ َ‬ ‫سَتْنِبُئوَن َ‬‫َو َي ْ‬
‫‪ -[4] /4908‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن القاسم بن محمد الجوهري‪ ،‬عن بعض‬
‫ل ِإي‬ ‫ق ُهَو‪ ،‬قال‪» :‬ما تقول في علي؟ ُق ْ‬ ‫حّ‬ ‫ك َأ َ‬‫سَتْنِبُئوَن َ‬
‫أصحابنا‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬في قوله تعالى‪َ :‬و َي ْ‬
‫ن«‪.‬‬‫جِزي َ‬ ‫ق َو ما َأْنُتْم ِبُمْع ِ‬ ‫حّ‬‫َو َرّبي ِإّنُه َل َ‬
‫ك َأ‬‫سَتْنِبُئوَن َ‬
‫‪ -[5] /4909‬العياشي‪ :‬عن يحيى بن سعيد‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( عن أبيه‪ ،‬في قول ال‪َ :‬و َي ْ‬
‫ل ِإي َو َرّبي ِإّنُه‬ ‫ق ُهَو‪ ،‬قال‪» :‬يستنبئك‪ -‬يا محمد‪ -‬أهل مكة عن علي بن أبي طالب )عليه السلم(‪ ،‬إمام هو؟ ُق ْ‬ ‫حّ‬ ‫َ‬
‫ق«‪.‬‬ ‫حّ‬ ‫َل َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير العّياشي ‪.24 /123 :2‬‬
‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.312 :1‬‬
‫‪ -3‬تفسير القّمي ‪[.....] .312 :1‬‬
‫‪ -4‬الكافي ‪.87 /356 :1‬‬
‫‪ -5‬تفسير العّياشي ‪.25 /123 :2‬‬
‫)‪ (1‬تقّدمت في تفسير الية )‪ (2‬من سورة النعام‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪34 :‬‬
‫ق ُهَو‪ ،‬قال‪» :‬يسألونك‪ -‬يا‬ ‫حّ‬ ‫ك َأ َ‬‫سَتْنِبُئوَن َ‬
‫‪ -[6] /4910‬ابن شهرآشوب‪ :‬عن الباقر )عليه السلم(‪ ،‬في قوله‪َ :‬و َي ْ‬
‫محمد‪ -‬علي وصيك؟ قل‪ :‬إي و ربي إنه لوصيي«‪.‬‬
‫لْفَتَد ْ‬
‫ت‬ ‫ض جميعا َ‬ ‫لْر ِ‬ ‫ت آل محمد حقهم ما ِفي ا َْ‬ ‫ظَلَم ْ‬ ‫س َ‬ ‫ل َنْف ٍ‬ ‫ن ِلُك ّ‬
‫‪ -[7] /4911‬علي بن إبراهيم‪ :‬قوله تعالى‪َ :‬و َلْو َأ ّ‬
‫ِبِه في ذلك الوقت‪ ،‬يعني الرجعة‪.‬‬
‫ط َو ُهْم ل‬ ‫سِ‬ ‫ي َبْيَنُهْم ِباْلِق ْ‬
‫ضَ‬‫ب َو ُق ِ‬ ‫سّروا الّنداَمَة َلّما َرَأُوا اْلَعذا َ‬ ‫‪ -[8] /4912‬علي بن إبراهيم‪ :‬في قوله تعالى‪َ :‬و َأ َ‬
‫ن‪ ،‬قال‪ :‬حدثني محمد بن جعفر‪ ،‬قال حدثني محمد بن أحمد‪ ،‬عن أحمد بن الحسين‪ ،‬عن صالح بن أبي حماد‬ ‫ظَلُمو َ‬ ‫ُي ْ‬
‫»‪ ،«1‬عن الحسن بن موسى الخشاب‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن حماد بن عيسى‪ ،‬عمن رواه‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫ب‪ ،‬قال‪ :‬قيل له‪ :‬ما ينفعهم إسرار‬
‫سّروا الّنداَمَة َلّما َرَأُوا اْلَعذا َ‬
‫السلم(‪ ،‬قال‪ :‬سئل عن قول ال تبارك و تعالى‪َ :‬و َأ َ‬
‫الندامة و هم في العذاب؟ قال‪» :‬كرهوا شماتة العداء«‪.‬‬
‫سّروا‬
‫العياشي‪ :‬عن حماد بن عيسى‪ ،‬عمن رواه‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪ :‬سئل عن قول ال‪َ :‬و َأ َ‬
‫ب و ذكر الحديث »‪.«2‬‬ ‫الّنداَمَة َلّما َرَأُوا اْلَعذا َ‬

‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ت َو ِإَلْيهِ‬ ‫ن ُهَو ُيحِيي َو ُيِمي ُ‬ ‫ن َأْكَثَرُهْم ل َيْعَلُمو َ‬ ‫ق َو لِك ّ‬‫حّ‬ ‫ل َ‬ ‫عَد ا ِّ‬
‫ن َو ْ‬ ‫ض َأل ِإ ّ‬‫لْر ِ‬ ‫ت َو ا َْ‬‫سماوا ِ‬ ‫ل ما ِفي ال ّ‬ ‫ن ِّ‬ ‫َأل ِإ ّ‬
‫ن ]‪ -[1] /4913 [58 -55‬علي بن إبراهيم‪ :‬في‬ ‫جَمُعو َ‬ ‫خْيٌر ِمّما َي ْ‬
‫حوا ُهَو َ‬ ‫ك َفْلَيْفَر ُ‬
‫ن‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬فِبذِل َ‬ ‫جُعو َ‬ ‫ُتْر َ‬
‫ت َو‬ ‫ن ُهَو ُيحِيي َو ُيِمي ُ‬ ‫ن َأْكَثَرُهْم ل َيْعَلُمو َ‬ ‫ق َو لِك ّ‬ ‫حّ‬ ‫ل َ‬ ‫عَد ا ِّ‬‫ن َو ْ‬‫ض َأل ِإ ّ‬‫لْر ِ‬ ‫ت َو ا َْ‬ ‫سماوا ِ‬ ‫ل ما ِفي ال ّ‬ ‫ن ِّ‬‫قوله تعالى‪َ :‬أل ِإ ّ‬
‫ى َو‬ ‫صُدوِر َو ُهد ً‬ ‫شفاٌء ِلما ِفي ال ّ‬ ‫ن َرّبُكْم َو ِ‬ ‫ظةٌ ِم ْ‬
‫عَ‬ ‫س َقْد جاَءْتُكْم َمْو ِ‬ ‫ن إنه محكم‪ .‬قال‪ :‬ثم قال‪ :‬يا َأّيَها الّنا ُ‬ ‫جُعو َ‬ ‫ِإَلْيِه ُتْر َ‬
‫حَمِتِه‬
‫ل َو ِبَر ْ‬ ‫ل ا ِّ‬ ‫ضِ‬ ‫ل لهم يا محمد ِبَف ْ‬ ‫ن‪ ،‬قال‪ :‬رسول ال )صلى ال عليه و آله( و القرآن‪ .‬ثم قال‪ُ :‬ق ْ‬ ‫حَمٌة ِلْلُمْؤِمِني َ‬‫َر ْ‬
‫حوا‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫ك َفْلَيْفَر ُ‬‫]قال‪ :‬الفضل رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و رحمته أمير المؤمنين )عليه السلم([ َفِبذِل َ‬
‫خْيٌر ِمّما أعطوا أعداؤنا من الذهب‬ ‫فليفرح شيعتنا ُهَو َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -6‬المناقب ‪ ،61 :3‬شواهد التزيل ‪ 363 /267 :1‬و ‪.364‬‬
‫‪ -7‬تفسير القّمي ‪.313 :1‬‬
‫‪ -8‬تفسير القّمي ‪.313 :1‬‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.313 :1‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬صالح بن أبي عّمار‪ ،‬و هو خطأ حسبما أشار له في معجم رجال الحديث ‪.54 :9‬‬
‫)‪ (2‬تفسير العّياشي ‪.26 /123 :2‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪35 :‬‬
‫و الفضة‪.‬‬
‫‪ -[2] /4914‬العياشي‪ :‬عن السكوني‪ ،‬عن أبي عبد ال‪ ،‬عن أبيه )عليهما السلم(‪ ،‬قال‪» :‬شكا رجل إلى النبي‬
‫صُدوِر«‪.‬‬ ‫شفاٌء ِلما ِفي ال ّ‬ ‫)صلى ال عليه و آله( وجعا في صدره‪ ،‬فقال‪ :‬استشف بالقرآن‪ ،‬لن ال يقول‪َ :‬و ِ‬
‫حَمِتِه َفِبذِل َ‬
‫ك‬ ‫ل َو ِبَر ْ‬ ‫ل ا ِّ‬ ‫ضِ‬ ‫ل ِبَف ْ‬‫‪ -[3] /4915‬عن الصبغ بن نباتة‪ ،‬عن أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ ،‬في قول ال‪ُ :‬ق ْ‬
‫حوا‪ ،‬قال‪» :‬فليفرح شيعتنا هو خير مما أعطي عدونا من الذهب و الفضة«‪.‬‬ ‫َفْلَيْفَر ُ‬
‫حوا‬ ‫ك َفْلَيْفَر ُ‬ ‫حَمِتِه َفِبذِل َ‬‫ل َو ِبَر ْ‬ ‫ل ا ِّ‬ ‫ضِ‬ ‫ل ِبَف ْ‬‫‪ -[4] /4916‬عن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ُ :‬ق ْ‬
‫ن؟ قال‪» :‬القرار بنبوة محمد )عليه و آله السلم( و الئتمام بأمير المؤمنين )عليه السلم( هو‬ ‫جَمُعو َ‬ ‫خْيٌر ِمّما َي ْ‬ ‫ُهَو َ‬
‫خير مما يجمع هؤلء في دنياهم«‪.‬‬
‫‪ -[5] /4917‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن عمر بن عبد العزيز‪ ،‬عن محمد‬
‫ن؟‬‫جَمُعو َ‬ ‫خْيٌر ِمّما َي ْ‬ ‫حوا ُهَو َ‬ ‫ك َفْلَيْفَر ُ‬
‫حَمِتِه َفِبذِل َ‬
‫ل َو ِبَر ْ‬ ‫ل ا ِّ‬‫ضِ‬‫ل ِبَف ْ‬‫بن الفضيل‪ ،‬عن الرضا )عليه السلم(‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ُ :‬ق ْ‬
‫قال‪» :‬بولية محمد و آل محمد )عليهم السلم( هو خير مما يجمع هؤلء من دنياهم«‪.‬‬
‫‪ -[6] /4918‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن أحمد بن عبد ال بن أحمد بن أبي عبد ال البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‬
‫أحمد بن أبي عبد ال البرقي‪ ،‬عن أبيه محمد بن خالد‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سهل بن المرزبان الفارسي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد‬
‫بن منصور‪ ،‬عن عبد ال بن جعفر‪ ،‬عن محمد بن الفيض بن المختار‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي جعفر محمد بن علي‬
‫الباقر‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده )عليهم السلم(‪ ،‬قال‪» :‬خرج رسول )صلى ال عليه و آله( ذات يوم و هو راكب‪ ،‬و‬
‫خرج علي )عليه السلم( و هو يمشي‪ ،‬فقال له‪ :‬يا أبا الحسن‪ ،‬إما أن تركب و إما أن تنصرف‪ ،‬فإن ال عز و جل‬
‫أمرني أن تركب إذا ركبت‪ ،‬و تمشي إذا مشيت‪ ،‬و تجلس إذا جلست‪ ،‬إل أن يكون حد من حدود ال ل بد لك من‬
‫القيام و القعود فيه‪ .‬و ما أكرمني ال بكرامة إل و قد أكرمك بمثلها‪ ،‬و خصني بالنبوة و الرسالة‪ ،‬و جعلك وليي‬
‫في ذلك‪ ،‬تقوم في حدوده و في صعب أموره‪.‬‬
‫و الذي بعث محمدا بالحق نبيا‪ ،‬ما آمن بي من أنكرك‪ ،‬و ل أقر بي من جحدك‪ ،‬و ل آمن بي »‪ «1‬من كفر بك‪ ،‬و‬
‫حَمِتِه َفِبذِل َ‬
‫ك‬ ‫ل َو ِبَر ْ‬ ‫ل ا ِّ‬ ‫ضِ‬‫ل ِبَف ْ‬ ‫إن فضلك لمن فضلي‪ ،‬و إن فضلي »‪ «2‬لفضل ال‪ ،‬و هو قول ال عز و جل‪ُ :‬ق ْ‬
‫ك قال‪ :‬بالنبوة و‬ ‫ن ففضل ال نبوة نبيكم‪ ،‬و رحمته ولية علي بن أبي طالب َفِبذِل َ‬ ‫جَمُعو َ‬‫خْيٌر ِمّما َي ْ‬‫حوا ُهَو َ‬ ‫َفْلَيْفَر ُ‬
‫الولية‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬تفسير العّياشي ‪.27 /124 :1‬‬
‫‪ -3‬تفسير العّياشي ‪.28 /124 :2‬‬
‫‪ -4‬تفسير العّياشي ‪.29 /124 :2‬‬
‫‪ -5‬الكافي ‪.55 /350 :1‬‬
‫‪ -6‬المالي‪[.....] .13 /399 :‬‬
‫ل‪.‬‬‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬با ّ‬
‫)‪ (2‬زاد في المصدر‪ :‬لك‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪36 :‬‬
‫ن يعني مخالفيهم‪ ،‬من الهل و المال و الولد في دار الدنيا‪.‬‬ ‫جَمُعو َ‬ ‫خْيٌر ِمّما َي ْ‬‫حوا يعني الشيعة ُهَو َ‬ ‫َفْلَيْفَر ُ‬
‫و ال‪ -‬يا علي‪ -‬ما خلقت إل لتعبد ربك‪ ،‬و لتعرف بك معالم الدين‪ ،‬و يصلح بك دارس السبيل‪ ،‬و لقد ضل من ضل‬
‫عنك‪ ،‬و لن يهتدي إلى ال عز و جل من لم يهتد إليك و إلى وليتك‪ ،‬و هو قول ربي عز و جل‪َ :‬و ِإّني َلَغّفاٌر ِلَم ْ‬
‫ن‬
‫ل صاِلحًا ُثّم اْهَتدى »‪ «1‬يعني إلى وليتك‪.‬‬ ‫عِم َ‬‫ن َو َ‬ ‫ب َو آَم َ‬ ‫تا َ‬
‫و لقد أمرني ربي تبارك و تعالى أن أفترض من خلقك ما أفترضه من حقي‪ ،‬و إن حقك لمفروض على من آمن‬
‫بي‪ ،‬و لولك لم يعرف حزب ال‪ ،‬و بك يعرف عدو ال‪ ،‬و من لم يلقه بوليتك لم يلقه بشيء‪ ،‬و لقد أنزل ال عز و‬
‫ت ِرساَلَتُه »‪ «2‬و‬ ‫ل َفما َبّلْغ َ‬ ‫ن َلْم َتْفَع ْ‬‫ك يعني في وليتك يا علي َو ِإ ْ‬ ‫ن َرّب َ‬ ‫ك ِم ْ‬‫ل ِإَلْي َ‬
‫ل َبّلْغ ما ُأْنِز َ‬‫سو ُ‬ ‫جل إلي‪ :‬يا َأّيَها الّر ُ‬
‫لو لم ابلغ ما أمرت به من وليتك لحبط عملي‪ ،‬و من لقي ال عز و جل بغير وليتك فقد حبط عمله‪ ،‬و عد ينجز‬
‫لي‪ ،‬و ما أقول إل قول ربي تبارك و تعالى‪ ،‬و إن الذي أقول لمن ال عز و جل أنزله فيك«‪.‬‬
‫‪ -[7] /4919‬الطبرسي‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو جعفر الباقر )عليه السلم(‪» :‬فضل ال‪ :‬رسول ال‪ ،‬و رحمته‪ :‬علي بن أبي‬
‫طالب )صلوات ال عليه(«‪.‬‬
‫‪ -[8] /4920‬الشيخ في )أماليه(‪ :‬قال‪ :‬أخبرنا أبو عمر‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا أحمد‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا يعقوب بن يوسف بن زياد‪،‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا نصر بن مزاحم‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن مروان‪ ،‬عن الكلبي‪ ،‬عن أبي صالح‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬قال‪:‬‬
‫حَمِتِه علي )عليه السلم(‪.‬‬ ‫ل النبي )صلى ال عليه و آله( َو ِبَر ْ‬ ‫ل ا ِّ‬‫ضِ‬‫ِبَف ْ‬
‫ن فالفضل‬ ‫جَمُعو َ‬ ‫خْيٌر ِمّما َي ْ‬ ‫حوا ُهَو َ‬ ‫ك َفْلَيْفَر ُ‬‫حَمِتِه َفِبذِل َ‬ ‫ل َو ِبَر ْ‬ ‫ل ا ِّ‬
‫ضِ‬ ‫ل ِبَف ْ‬ ‫‪ -[9] /4921‬ابن الفارسي‪ :‬قال ابن عباس‪ُ :‬ق ْ‬
‫من ال النبي )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و برحمته علي )عليه السلم(‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪] /4922 [59‬‬ ‫ل َتْفَتُرو َ‬
‫عَلى ا ِّ‬ ‫ن َلُكْم َأْم َ‬ ‫ل َأِذ َ‬
‫ل آ ُّ‬ ‫ل ُق ْ‬ ‫حل ً‬ ‫حرامًا َو َ‬ ‫جَعْلُتْم ِمْنُه َ‬‫ق َف َ‬‫ن ِرْز ٍ‬ ‫ل َلُكْم ِم ْ‬ ‫ل ا ُّ‬ ‫ل َأ َرَأْيُتْم ما َأْنَز َ‬‫ُق ْ‬
‫‪ -[1‬علي بن إبراهيم‪ :‬و هو ما أحلته و حرمته أهل الكتاب لقوله‪:‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -7‬مجمع البيان ‪.178 :5‬‬
‫‪ -8‬المالي ‪.260 :1‬‬
‫‪ -9‬روضة الواعظين‪ ،106 :‬تاريخ بغداد ‪ ،15 :5‬شواهد التنزيل ‪ ،365 /268 :1‬ترجمة المام علي )عليه‬
‫السلم( من تاريخ ابن عساكر ‪ ،934 /426 :2‬كفاية الطالب‪.237 :‬‬
‫‪ -1‬تفسير القمي ‪.313 :1‬‬
‫)‪ (1‬طه ‪.82 :20‬‬
‫)‪ (2‬المائدة ‪.67 :5‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪37 :‬‬
‫ل ِمّما َذَرَأ ِم َ‬
‫ن‬ ‫جَعُلوا ِّ‬ ‫جنا »‪ ،«1‬و قوله‪َ :‬و َ‬ ‫على َأْزوا ِ‬ ‫حّرٌم َ‬‫صٌة ِلُذُكوِرنا َو ُم َ‬ ‫لْنعاِم خاِل َ‬ ‫ن هِذِه ا َْ‬ ‫طو ِ‬ ‫َو قاُلوا ما ِفي ُب ُ‬
‫ن‪.‬‬‫ل َتْفَتُرو َ‬‫عَلى ا ِّ‬ ‫ن َلُكْم َأْم َ‬ ‫ل َأِذ َ‬‫ل آ ُّ‬ ‫صيبًا الية »‪ ،«2‬فاحتج ال عليهم‪ ،‬فقال‪ُ :‬ق ْ‬ ‫لْنعاِم َن ِ‬ ‫ث َو ا َْ‬ ‫حْر ِ‬ ‫اْل َ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪ -[1] /4923 [61‬علي بن إبراهيم‪:‬‬ ‫ب مُِبي ٍ‬ ‫ن‪ -‬إلى قوله تعالى‪ِ -‬كتا ٍ‬ ‫ن ُقْرآ ٍ‬ ‫ن َو ما َتْتُلوا ِمْنُه ِم ْ‬ ‫شْأ ٍ‬
‫ن ِفي َ‬ ‫َو ما َتُكو ُ‬
‫شُهودًا قال‪ :‬كان رسول ال )صلى‬ ‫عَلْيُكْم ُ‬ ‫ل ُكّنا َ‬ ‫ل ِإ ّ‬‫عَم ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫ن ِم ْ‬‫مخاطبة لرسول ال )صلى ال عليه و آله(‪َ :‬و ل َتْعَمُلو َ‬
‫ن أي في عمل تعمله خيرا أو‬ ‫شْأ ٍ‬‫ن ِفي َ‬ ‫ال عليه و آله( إذا قرأ هذه الية بكى بكاء شديدا‪ .‬و معنى قوله‪َ :‬و ما َتُكو ُ‬
‫ك َو ل‬ ‫ن ذِل َ‬‫صَغَر ِم ْ‬ ‫سماِء َو ل َأ ْ‬ ‫ض َو ل ِفي ال ّ‬ ‫لْر ِ‬ ‫ل َذّرٍة ِفي ا َْ‬‫ن ِمْثقا ِ‬ ‫ك أي ل يغيب عنه ِم ْ‬ ‫ن َرّب َ‬ ‫عْ‬ ‫ب َ‬ ‫شرا َو ما َيْعُز ُ‬
‫ن‪.‬‬‫ب ُمِبي ٍ‬‫ل ِفي ِكتا ٍ‬ ‫َأْكَبَر ِإ ّ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫حياِة الّدْنيا َو ِفي‬ ‫شرى ِفي اْل َ‬ ‫ن َلُهُم اْلُب ْ‬‫ن آَمُنوا َو كاُنوا َيّتُقو َ‬ ‫ن اّلِذي َ‬
‫حَزُنو َ‬ ‫عَلْيِهْم َو ل ُهْم َي ْ‬ ‫ف َ‬ ‫خْو ٌ‬ ‫لل َ‬ ‫ن َأْوِلياَء ا ِّ‬ ‫َأل ِإ ّ‬
‫ظيُم ]‪[64 -62‬‬ ‫ك ُهَو اْلَفْوُز اْلَع ِ‬ ‫ل ذِل َ‬ ‫ت ا ِّ‬‫ل ِلَكِلما ِ‬ ‫خَرِة ل َتْبِدي َ‬ ‫لِ‬‫اْ‬
‫‪ -[2] /4924‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن سهل بن زياد‪ ،‬عن ابن فضال‪ ،‬عن علي بن عقبة‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬قال‪ :‬قال لي أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬يا عقبة‪ ،‬ل يقبل ال من العباد يوم القيامة إل هذا المر الذي أنتم‬
‫عليه‪ ،‬و ما بين أحدكم و بين أن يرى ما تقربه عينه إل أن تبلغ نفسه إلى هذه«‪ .‬ثم أهوى بيده إلى الوريد‪ ،‬ثم اتكأ‪.‬‬
‫و كان معي المعلى فغمزني أن أسأله‪ ،‬فقلت‪ :‬يا بن رسول ال‪ ،‬فإذا بلغت نفسه هذه‪ ،‬أي شيء يرى؟ فقلت له بضع‬
‫عشرة مرة‪ :‬أي شيء؟ فقال في كلها‪» :‬يرى«‪ ،‬و ل يزيد عليها‪ ،‬ثم جلس في آخرها‪ ،‬فقال‪» :‬يا عقبة«‪ .‬فقلت‪:‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.313 :1‬‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.1 /128 :3‬‬
‫)‪ (1‬النعام ‪.139 :6‬‬
‫)‪ (2‬النعام ‪.136 :6‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪38 :‬‬
‫لبيك و سعديك‪ .‬فقال‪» :‬أبيت إل أن تعلم؟« فقلت‪ :‬نعم‪ -‬يا بن رسول ال‪ -‬إنما ديني مع دينك‪ ،‬فإذا ذهب ديني كان‬
‫ذلك »‪ ،«1‬كيف لي بك‪ -‬يا بن رسول ال‪ -‬كل ساعة »‪«2‬؟ و بكيت‪ ،‬فرق لي‪ ،‬فقال‪» :‬يراهما‪ ،‬و ال«‪ .‬فقلت‪ :‬بأبي‬
‫و أمي‪ ،‬من هما؟ قال‪» :‬ذلك رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و علي )عليه السلم(‪ -‬يا عقبة‪ -‬لن تموت نفس‬
‫مؤمنة أبدا حتى تراهما«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فإذا نظر إليهما المؤمن‪ ،‬أ يرجع إلى الدنيا؟ فقال‪» :‬ل‪ ،‬يمضي أمامه‪ ،‬إذا نظر إليهما«‪.‬‬
‫فقلت له‪ :‬يقولن شيئا؟ قال‪» :‬نعم‪ ،‬يدخلن جميعا على المؤمن‪ ،‬فيجلس رسول ال )صلى ال عليه و آله( عند‬
‫رأسه‪ ،‬و علي )عليه السلم( عند رجليه‪ ،‬فيكب عليه رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬فيقول‪ :‬يا ولي‪ -‬ال‪ ،‬أبشر‪،‬‬
‫أنا رسول ال‪ ،‬إني خير لك مما تركت من الدنيا‪ .‬ثم ينهض رسول ال )صلى ال عليه و آله( فيقوم علي )عليه‬
‫السلم( حتى يكب عليه‪ ،‬فيقول‪:‬‬
‫يا ولي ال‪ ،‬أبشر أنا علي بن أبي طالب الذي كنت تحب »‪ «3‬أما لنفعنك«‪ .‬ثم قال‪» :‬إن هذا في كتاب ال عز و‬
‫جل«‪.‬‬
‫ن آَمُنوا َو كاُنوا‬ ‫فقلت‪ :‬أين‪ -‬جعلني ال فداك‪ -‬هذا من كتاب ال؟ قال‪» :‬في يونس‪ ،‬قول ال عز و جل ها هنا‪ :‬اّلِذي َ‬
‫ظيُم«‪.‬‬ ‫ك ُهَو اْلَفْوُز اْلَع ِ‬ ‫ل ذِل َ‬‫ت ا ِّ‬
‫ل ِلَكِلما ِ‬‫خَرِة ل َتْبِدي َ‬‫لِ‬‫حياِة الّدْنيا َو ِفي ا ْ‬ ‫شرى ِفي اْل َ‬ ‫ن َلُهُم اْلُب ْ‬‫َيّتُقو َ‬
‫‪ -[2] /4925‬و عنه‪ :‬بإسناده عن أبان بن عثمان‪ ،‬عن عقبة أنه سمع أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪» :‬إن الرجل‬
‫إذا وقعت نفسه في صدره يرى«‪ .‬قلت‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬و ما يرى؟ قال‪» :‬يرى رسول ال )صلى ال عليه و آله(‬
‫فيقول له رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬أنا رسول ال‪ :‬أبشر‪ .‬ثم يرى علي بن أبي طالب )عليه السلم( فيقول‬
‫أنا علي بن أبي طالب الذي كنت تحب‪ ،‬أما لنفعنك »‪ «4‬اليوم«‪.‬‬
‫قال‪ :‬قلت له‪ :‬أ يكون أحد من الناس يرى هذا ثم يرجع إلى الدنيا؟ قال‪ :‬قال‪» :‬ل‪ ،‬إذا رأى هذا أبدا مات‪ ،‬و أعظم‬
‫حياِة الّدْنيا َو‬‫شرى ِفي اْل َ‬ ‫ن َلُهُم اْلُب ْ‬
‫ن آَمُنوا َو كاُنوا َيّتُقو َ‬ ‫ذلك« »‪ «5‬قال‪» :‬و ذلك في القرآن قول ال عز و جل‪ :‬اّلِذي َ‬
‫ل«‪.‬‬ ‫ت ا ِّ‬ ‫ل ِلَكِلما ِ‬ ‫خَرِة ل َتْبِدي َ‬ ‫لِ‬ ‫ِفي ا ْ‬
‫‪ -[3] /4926‬و عنه‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابن فضال‪ ،‬عن أبي جميلة‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن‬
‫أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬قال رجل لرسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬أخبرني عن قول ال عز و جل‪ُ:‬هُم‬
‫حياِة الّدْنيا‬
‫شرى ِفي اْل َ‬ ‫اْلُب ْ‬
‫‪ ،‬قال‪» :‬هي الرؤيا الحسنة‪ ،‬يرى المؤمن فيبشر بها في دنياه«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.8 /133 :3‬‬
‫‪ -3‬الكافي ‪[.....] .60 /90 :8‬‬
‫ن ديني إّنما يستقيم إذا كان موافقا لدينك‪ ،‬فإذا ذهب ديني لعدم علمي‬ ‫)‪ (1‬قال المجلسي في )البحار ‪ :(186 :6‬أي إ ّ‬
‫ي‪ ،‬أشار إليه مبهما لتفخيمه‪.‬‬ ‫بما تعتقده كان ذلك‪ ،‬أي الخسران و الهلك و العذاب البد ّ‬
‫ل ساعة‪.‬‬ ‫سر لي السؤال منك ك ّ‬ ‫)‪ (2‬أي ل يتي ّ‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬تحّبه‪.‬‬
‫ب أن أنفع‪.‬‬ ‫)‪ (4‬في المصدر‪ :‬كنت تحّبه‪ ،‬تح ّ‬
‫سلم( و‬ ‫)‪ (5‬قال المجلسي في )البحار ‪ :(294 :6‬قوله‪» :‬و أعظم ذلك« يحتمل أن يكون هذا كلمه )عليه ال ّ‬
‫سلم( أعظم كلمي و استغرب‬ ‫ن المّيت يعّد ذلك أمرا عظيما‪ ،‬أو من كلم الراوي‪ ،‬و المراد أّنه )عليه ال ّ‬ ‫المراد أ ّ‬
‫ما قلت له من جواز الرجوع إلى الدنيا بعد رؤية ذلك‪ ،‬و هو أظهر‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪39 :‬‬
‫‪ -[4] /4927‬ابن بابويه مرسل‪ ،‬قال‪ :‬أتى رسول ال )صلى ال عليه و آله( رجل من أهل البادية له حشم و‬
‫جمال‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫حياِة الّدْنيا َو ِفي‬ ‫شرى ِفي اْل َ‬ ‫ن َلُهُم اْلُب ْ‬
‫ن آَمُنوا َو كاُنوا َيّتُقو َ‬ ‫يا رسول ال‪ ،‬أخبرني عن قول ال عز و جل‪ :‬اّلِذي َ‬
‫خَرِة‪.‬‬‫لِ‬ ‫اْ‬
‫حياِة الّدْنيا فهي الرؤيا الحسنة‪ ،‬يراها المؤمن فيبشر بها في دنياه‪ ،‬و أما‬ ‫شرى ِفي اْل َ‬ ‫فقال‪» :‬أما قوله تعالى‪ُ:‬هُم اْلُب ْ‬
‫خَرِة‬
‫لِ‬ ‫قول ال عز و جل‪ِ :‬في ا ْ‬
‫فإنها بشارة المؤمن عند الموت‪ ،‬يبشر بها عند موته‪ ،‬إن ال قد غفر لك و لمن يحملك إلى قبرك«‪.‬‬
‫‪ -[5] /4928‬المفيد في )أماليه(‪ :‬قال‪ :‬أخبرني أبو عبيد ال محمد بن عمران المرزباني‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن‬
‫أحمد الكاتب‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا ابن أبي خيثمة‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبد ال »‪ «1‬بن داهر‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن عباية السدي‪ ،‬عن‬
‫ن َأْوِلياَء ا ِّ‬
‫ل‬ ‫ابن عباس رحمه ال‪ ،‬قال‪ :‬سئل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب )عليه السلم( عن قوله تعالى‪َ :‬أل ِإ ّ‬
‫ن‪ .‬فقيل له‪ :‬من هؤلء الولياء؟ فقال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪» :‬هم قوم‬ ‫حَزُنو َ‬ ‫عَلْيِهْم َو ل ُهْم َي ْ‬ ‫ف َ‬ ‫خْو ٌ‬ ‫ل َ‬
‫أخلصوا ل تعالى في عبادته‪ ،‬و نظروا الى باطن الدنيا حين نظر الناس إلى ظاهرها‪ ،‬فعرفوا آجلها حين غر‬
‫الخلق سواهم بعاجلها‪ ،‬فتركوا منها ما علموا أنه سيتركهم‪ ،‬و أماتوا منها ما علموا أنه سيميتهم«‪.‬‬
‫ثم قال‪» :‬أيها المعلل نفسه بالدنيا‪ ،‬الراكض على حبائلها‪ ،‬المجتهد في عمارة ما سيخرب منها‪ ،‬ألم تر إلى مصارع‬
‫آبائك في البلى »‪ ،«2‬و مضاجع أبنائك تحت الجنادل و الثرى‪ ،‬كم مرضت بيديك و عللت بكفيك‪ ،‬تستوصف لهم‬
‫الطباء و تستعتب لهم الحباء‪ ،‬فلم يغن عنهم غناؤك‪ ،‬و ل ينجع فيهم دواؤك«‪.‬‬
‫‪ -[6] /4929‬العياشي‪ :‬عن عبد الرحمن بن سالم الشل‪ ،‬عن بعض الفقهاء‪ ،‬قال‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه‬
‫ن‪ ،‬ثم قال‪» :‬تدرون من أولياء ال؟« قالوا‪ :‬من هم‪ ،‬يا‬ ‫حَزُنو َ‬ ‫عَلْيِهْم َو ل ُهْم َي ْ‬
‫ف َ‬ ‫خْو ٌ‬
‫لل َ‬ ‫ن َأْوِلياَء ا ِّ‬‫السلم(‪َ :‬أل ِإ ّ‬
‫أمير المؤمنين؟ فقال‪» :‬هم نحن و أتباعنا فمن تبعنا من بعدنا‪ ،‬طوبى لنا و طوبى لهم‪ ،‬و طوباهم أفضل من‬
‫طوبانا«‪.‬‬
‫قيل‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬ما شأن طوباهم أفضل من طوبانا؟ ألسنا نحن و هم على أمر؟ قال‪» :‬ل‪ ،‬لنهم حملوا ما لم‬
‫تحملوا‪ ،‬و أطاقوا ما لم تطيقوا«‪.‬‬
‫‪ -[7] /4930‬عن بريد العجلي‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬وجدنا في كتاب علي بن الحسين )عليه‬
‫السلم(‪:‬‬
‫ن قال‪ :‬إذا أدوا فرائض ال‪ ،‬و أخذوا بسنن رسول‬ ‫حَزُنو َ‬
‫عَلْيِهْم َو ل ُهْم َي ْ‬
‫ف َ‬
‫خْو ٌ‬ ‫لل َ‬ ‫ن َأْوِلياَء ا ِّ‬
‫َأل ِإ ّ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -4‬من ل يحضره الفقيه ‪ ،356 /79 :1‬الدر المنثور ‪.375 :4‬‬
‫‪ -5‬المالي‪.2 /86 :‬‬
‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪.30 /124 :2‬‬
‫‪ -7‬تفسير العّياشي ‪.31 /124 :2‬‬
‫ل بن داهر بن‬ ‫حة ما في المتن‪ ،‬و هو عبد ا ّ‬ ‫)‪ (1‬في »س‪ ،‬ط«‪ :‬و بعض نسخ المصدر‪ :‬عبد الملك‪ ،‬و الظاهر ص ّ‬
‫يحيى الرازي الحمري‪ ،‬روى عنه أحمد ابن أبي خيثمة‪ ،‬و روى هو عن أبيه عن العمش‪ ،‬تاريخ بغداد ‪:9‬‬
‫‪.453‬‬
‫)‪ (2‬البلى‪ :‬الفناء‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪40 :‬‬
‫ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و تورعوا عن محارم ال‪ ،‬و زهدوا في عاجل زهرة الدنيا‪ ،‬و رغبوا فيما عند ال‪ ،‬و‬
‫اكتسبوا الطيب من رزق ال‪ ،‬ل يريدون به التفاخر و التكاثر‪ ،‬ثم أنفقوا فيما يلزمهم من حقوق واجبة‪ ،‬فأولئك‬
‫الذين بارك ال لهم فيما اكتسبوا‪ ،‬و يثابون على ما قدموا لخرتهم«‪.‬‬
‫‪ -[8] /4931‬عن عبد الرحيم‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو جعفر )عليه السلم(‪» :‬إنما أحدكم حين تبلغ نفسه هاهنا‪ ،‬فينزل عليه‬
‫ملك الموت‪ ،‬فيقول له‪ :‬أما ما كنت ترجو فقد أعطيته‪ ،‬و أما ما كنت تخافه فقد أمنت منه‪ ،‬و يفتح له باب إلى منزله‬
‫من الجنة‪ ،‬و يقال له‪ :‬انظر إلى مسكنك من الجنة‪ ،‬و انظر هذا رسول ال و علي و الحسن و الحسين )عليهم‬
‫خَرِة«‪.‬‬ ‫لِ‬ ‫حياةِ الّدْنيا َو ِفي ا ْ‬ ‫شرى ِفي اْل َ‬ ‫ن َلُهُم اْلُب ْ‬
‫ن آَمُنوا َو كاُنوا َيّتُقو َ‬ ‫السلم( رفقاؤك‪ ،‬و هو قول ال‪ :‬اّلِذي َ‬
‫‪ -[9] /4932‬عن عقبة بن خالد‪ ،‬قال‪ :‬دخلت أنا و المعلى على أبي عبد ال )عليه السلم( فقال‪» :‬يا عقبة‪ ،‬ل يقبل‬
‫ال من العباد يوم القيامة إل هذا الدين الذي أنتم عليه‪ ،‬و ما بين أحدكم و بين أن يرى ما تقربه عينه إل أن تبلغ‬
‫نفسه إلى هذه« و أومأ بيده إلى الوريد‪ ،‬ثم اتكأ‪.‬‬
‫و غمزني المعلى أن سله‪ ،‬فقلت‪ :‬يا بن رسول ال‪ ،‬إذا بلغت نفسه إلى هذه‪ ،‬فأي شيء يرى‪ .‬فقال‪» :‬يرى«‪.‬‬
‫فقلت له بضع عشرة مرة‪ :‬أي شيء يرى؟ فقال ]في[ آخرها‪» :‬يا عقبة« فقلت‪ :‬لبيك و سعديك‪ ،‬فقال‪» :‬أبيت إل‬
‫أن تعلم؟« فقلت‪ :‬نعم‪ -‬يا بن رسول ال‪ -‬إنما ديني مع دينك »‪ ،«1‬فإذا ذهب ديني كان ذلك‪ ،‬فكيف بك‪ ،‬يا بن‬
‫رسول ال‪ ،‬كل ساعة؟ و بكيت‪ ،‬فرق لي‪ ،‬فقال‪» :‬يراهما‪ ،‬و ال« فقلت‪ :‬بأبي و أمي‪ ،‬من هما؟ فقال‪» :‬رسول ال‬
‫)صلى ال عليه و آله( و علي )عليه السلم(‪ .‬يا عقبة‪ ،‬لن تموت نفس مؤمنة أبدا حتى تراهما«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فإذا نظر إليهما المؤمن‪ ،‬أ يرجع إلى الدنيا؟ قال‪» :‬ل‪ ،‬مضى أمامه«‪.‬‬
‫فقلت له‪ :‬يقولن له شيئا‪ ،‬جعلت فداك؟ فقال‪» :‬نعم‪ ،‬يدخلن جميعا على المؤمن فيجلس رسول ال )صلى ال عليه‬
‫و آله( عن رأسه‪ ،‬و علي )عليه السلم( عن رجليه‪ ،‬فيكب عليه رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬فيقول‪ :‬يا ولي‬
‫ال‪ ،‬أبشر فإني رسول ال‪ ،‬إني خير لك مما تترك من الدنيا‪ .‬ثم ينهض رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬فيقوم‬
‫علي )عليه السلم( حتى يكب عليه‪ ،‬فيقول‪ :‬يا ولي ال‪ ،‬أبشر أنا علي بن أبي طالب الذي كنت تحبني‪ ،‬أما‬
‫لنفعنك«‪ .‬ثم قال‪» :‬أما إن هذا في كتاب ال«‪.‬‬
‫حياةِ الّدْنيا َو ِفي‬
‫شرى ِفي اْل َ‬ ‫ن َلُهُم اْلُب ْ‬
‫ن آَمُنوا َو كاُنوا َيّتُقو َ‬ ‫قال‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬أين في كتاب ال؟ قال‪» :‬في يونس اّلِذي َ‬
‫ظيُم‬
‫عِ‬‫خَرِة إلى قولهْ‪َ :‬‬ ‫لِ‬ ‫اْ‬
‫«‪.‬‬
‫‪ -[10] /4933‬عن أبي حمزة الثمالي‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي جعفر )عليه السلم(‪ :‬ما يصنع بأحد عند الموت؟‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -8‬تفسير العّياشي ‪.32 /124 :2‬‬
‫‪ -9‬تفسير العّياشي ‪.33 /125 :2‬‬
‫‪ -10‬تفسير العّياشي ‪[.....] .34 /126 :2‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬مع دمي‪ .‬قال المجلسي في )البحار ‪ :(186 :6‬المراد بالدم الحياة‪ ،‬أي ل أترك طلب الدين ما‬
‫ي‪،‬‬
‫ن ديني مقرون بحياتي‪ ،‬فمع عدم الدين فكأّني لست بح ّ‬‫دمت حّيا‪ .‬و قوله‪» :‬فإذا ذهب ديني كان ذلك« فالمعنى أ ّ‬
‫و قوله‪» :‬كان ذلك« أي كان الموت‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪41 :‬‬

‫قال‪» :‬أما و ال‪ -‬يا أبا حمزة‪ -‬ما بين أحدكم و بين أن يرى مكانه من ال و مكانه مما تقربه عينه إل أن تبلغ نفسه‬
‫ها هنا‪ -‬ثم أهوى بيده إلى نحره‪ -‬أل أبشرك‪ ،‬يا أبا حمزة؟« فقلت‪» :‬بلى‪ ،‬جعلت فداك‪.‬‬
‫فقال‪» :‬إذا كان ذلك أتاه رسول ال )صلى ال عليه و آله( و علي )عليه السلم( معه‪ ،‬فقعد عند رأسه‪ ،‬فقال له‪ -‬إذا‬
‫كان ذلك‪ -‬رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬أما تعرفني؟ أنا رسول ال‪ ،‬هلم إلينا‪ ،‬فما أمامك خير لك مما خلفت‪،‬‬
‫أما ما كنت تخاف فقد أمنته‪ ،‬و أما ما كنت ترجو فقد هجمت عليه‪ ،‬أيتها الروح اخرجي إلى روح ال و رضوانه‪.‬‬
‫و يقول له علي )عليه السلم( مثل قول رسول ال )صلى ال عليه و آله(«‪ .‬ثم قال‪» :‬يا أبا حمزة‪ ،‬أل أخبرك بذلك‬
‫من كتاب ال؟ قوله‪:‬‬
‫ن الية«‪.‬‬ ‫ن آَمُنوا َو كاُنوا َيّتُقو َ‬ ‫اّلِذي َ‬
‫‪ -[11] /4934‬سليم بن قيس الهللي‪ ،‬قال‪ :‬سألت علي بن أبي طالب )عليه السلم( قلت‪ :‬أصلحك ال‪ ،‬من لقي ال‬
‫مؤمنا عارفا بإمامه مطيعا له‪ ،‬من أهل الجنة هو؟ قال‪» :‬نعم‪ ،‬إذا لقى ال و هو »‪ «1‬من الذين قال ال تعالى‪:‬‬
‫ظْلٍم »‪.««3‬‬ ‫سوا ِإيماَنُهْم ِب ُ‬ ‫ن آَمُنوا َو َلْم َيْلِب ُ‬
‫ن‪ ،‬اّلِذي َ‬
‫ن آَمُنوا َو كاُنوا َيّتُقو َ‬‫ت »‪ «2‬اّلِذي َ‬ ‫صاِلحا ِ‬
‫عِمُلوا ال ّ‬ ‫ن آَمُنوا َو َ‬ ‫اّلِذي َ‬
‫قلت‪ :‬فمن لقي ال منهم على الكبائر؟ قال‪» :‬هو في مشيئة ال‪ ،‬إن عذبه فبذنبه‪ ،‬و إن تجاوز عنه فبرحمته«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فيدخله النار و هو مؤمن؟ قال‪» :‬نعم‪ ،‬لنه ليس من المؤمنين الذين عنى ال أنه ولي المؤمنين‪ ،‬لن الذين‬
‫عنى ال أنه لهم ولي‪ ،‬و أنه ل خوف عليهم و ل هم يحزنون‪ ،‬هم المؤمنون الذين يتقون ال‪ ،‬و الذين عملوا‬
‫الصالحات‪ ،‬و الذين لم يلبسوا إيمانهم بظلم«‪.‬‬
‫حياِة‬‫شرى ِفي اْل َ‬ ‫‪ -[12] /4935‬ابن شهر آشوب‪ :‬عن زريق‪ ،‬عن الصادق )عليه السلم(‪ ،‬في قوله تعالى‪ُ:‬هُم اْلُب ْ‬
‫الّدْنيا‬
‫‪ ،‬قال‪» :‬هو أن يبشراه بالجنة عند الموت«‪ .‬يعني محمدا و عليا )عليهما السلم(‪.‬‬
‫خَرِة‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في‬ ‫لِ‬ ‫حياِة الّدْنيا َو ِفي ا ْ‬‫شرى ِفي اْل َ‬ ‫‪ -[13] /4936‬الطبرسي‪ :‬في معنىُهُم اْلُب ْ‬
‫معنى البشارة‪» :‬أنها في الدنيا الرؤيا الصالحة يراها المؤمن لنفسه أو ترى له‪ ،‬و في الخرة الجنة‪ ،‬و هي ما‬
‫يبشرهم به الملئكة عند خروجهم من القبور‪ ،‬و في القيامة إلى أن يدخلوا الجنة يبشرونهم بها حال بعد حال«‪.‬‬
‫ثم قال‪ :‬و روي ذلك في حديث مرفوع عن النبي )صلى ال عليه و آله(‪.‬‬
‫‪ -[14] /4937‬و في )نهج البيان( في معنى ذلك‪ :‬روي عن الباقر و الصادق )عليهما السلم( قال‪» :‬هي الرؤيا‬
‫الصالحة‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -11‬كتاب سليم بن قيس‪.56 :‬‬
‫‪ -12‬المناقب ‪.223 :3‬‬
‫‪ -13‬مجمع البيان ‪.182 :5‬‬
‫‪ -14‬نهج البيان ‪» 144 :2‬مخطوط«‪.‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر زيادة‪ :‬مؤمن‪.‬‬
‫)‪ (2‬البقرة ‪.25 :2‬‬
‫)‪ (3‬النعام ‪.82 :6‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪42 :‬‬
‫ن َتَتَوّفاُهُم‬
‫يراها المؤمن‪ ،‬و في الخرة الجنة مما أعده ال له من النعم عند الموت‪ ،‬و هو قول ال تعالى‪ :‬اّلِذي َ‬
‫جّنَة »‪ «1‬أبدا ثم في الجنة«‪.‬‬ ‫خُلوا اْل َ‬‫عَلْيُكْم اْد ُ‬
‫سلٌم َ‬‫ن َ‬‫ن َيُقوُلو َ‬‫طّيِبي َ‬
‫اْلَملِئَكُة َ‬
‫ل عن علي بن الحسين )عليه السلم(‪» :‬أنهم الذين أدوا فرائض ال‪،‬‬ ‫‪ -[15] /4938‬الطبرسي‪ :‬في معنى َأْوِلياَء ا ِّ‬
‫و أخذوا بسنن رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و تورعوا عن محارم ال‪ ،‬و زهدوا في عاجل هذه الدنيا‪ ،‬و‬
‫رغبوا فيما عند ال‪ ،‬و اكتسبوا الطيب من رزق ال لمعاشهم‪ ،‬ل يريدون به التكاثر و التفاخر‪ ،‬ثم أنفقوه فيما‬
‫يلزمهم من الحقوق الواجبة‪ ،‬فأولئك الذين يبارك ال لهم فيما اكتسبوا‪ ،‬و يثابون على ما قدموا منه لخرتهم«‪.‬‬
‫‪ -[16] /4939‬و قال علي بن إبراهيم‪ ،‬في معنى الية‪ ،‬قال‪ :‬البشرى في الحياة الدنيا هي الرؤيا الصالحة »‪«2‬‬
‫عَلْيُكْم‬
‫سلٌم َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن َيُقوُلو َ‬ ‫طّيِبي َ‬
‫ن َتَتَوّفاُهُم اْلَملِئَكُة َ‬‫يراها المؤمن‪ ،‬و في الخرة الجنة عند الموت‪ ،‬و هو قول ال‪ :‬اّلِذي َ‬
‫جّنَة »‪.«3‬‬ ‫خُلوا اْل َ‬
‫اْد ُ‬
‫ت الِّ‬‫ل ِلَكِلما ِ‬
‫ثم قال‪ :‬و قوله‪َ :‬تْبِدي َ‬
‫أي ل تغيير للمامة‪ ،‬و الدليل على أن الكلمات المامة‪ ،‬قوله‪:‬‬
‫عِقِبِه »‪ «4‬يعني المامة‪.‬‬ ‫جَعَلها َكِلَمًة باِقَيًة ِفي َ‬ ‫َو َ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن]‬ ‫ظُرو ِ‬ ‫ي َو ل ُتْن ِ‬
‫ضوا ِإَل ّ‬‫غّمًة ُثّم اْق ُ‬ ‫عَلْيُكْم ُ‬‫ن َأْمُرُكْم َ‬ ‫جِميعًا‪ -‬إلى قوله تعالى‪ُ -‬ثّم ل َيُك ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ن اْلِعّزَة ِّ‬
‫ك َقْوُلُهْم ِإ ّ‬
‫حُزْن َ‬‫َو ل َي ْ‬
‫جِميعًا إلى قوله تعالى ِبما‬ ‫ل َ‬ ‫ن اْلِعّزةَ ِّ‬ ‫ك َقْوُلُهْم ِإ ّ‬‫حُزْن َ‬
‫‪ -[1] /4940 [71 -65‬علي بن إبراهيم قال في قوله‪َ :‬و ل َي ْ‬
‫ح أي خبر نوح ِإْذ قا َ‬
‫ل‬ ‫عَلْيِهْم مخاطبة لمحمد )صلى ال عليه و آله( َنَبَأ ُنو ٍ‬ ‫ل َ‬ ‫ن فإنه محكم‪ ،‬و قوله‪َ :‬و اْت ُ‬ ‫كاُنوا َيْكُفُرو َ‬
‫شَركاَءُكْم الذين‬ ‫جِمُعوا َأْمَرُكْم َو ُ‬ ‫ت َفَأ ْ‬‫ل َتَوّكْل ُ‬ ‫ل َفَعَلى ا ِّ‬ ‫ت ا ِّ‬‫عَلْيُكْم َمقاِمي َو َتْذِكيِري ِبآيا ِ‬ ‫ن َكُبَر َ‬ ‫ن كا َ‬ ‫ِلَقْوِمِه يا َقْوِم ِإ ْ‬
‫ن‪.‬‬
‫ظُرو ِ‬ ‫ي أي ادعوا علي َو ل ُتْن ِ‬ ‫ضوا ِإَل ّ‬ ‫غّمًة أي ل تغتموا ُثّم اْق ُ‬ ‫عَلْيُكْم ُ‬
‫ن َأْمُرُكْم َ‬ ‫تعبدون ُثّم ل َيُك ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -15‬مجمع البيان ‪.181 :5‬‬
‫‪ -16‬تفسير القّمي ‪.314 :1‬‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.314 :1‬‬
‫)‪ (1‬النحل ‪.32 :16‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬الحسنة‪.‬‬
‫)‪ (3‬النحل ‪[.....] .32 :16‬‬
‫)‪ (4‬الزخرف ‪.28 :43‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪43 :‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ل ]‪[74‬‬ ‫ن َقْب ُ‬‫ل‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬فما كاُنوا ِلُيْؤِمُنوا ِبما َكّذُبوا ِبِه ِم ْ‬ ‫سً‬‫ن َبْعِدِه ُر ُ‬ ‫ُثّم َبَعْثنا ِم ْ‬
‫‪ -[1] /4941‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل‪ ،‬عن صالح‬
‫بن عقبة‪ ،‬عن عبد ال بن محمد الجعفي و عقبة جميعا‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬إن ال عز و جل‬
‫خلق الخلق‪ ،‬فخلق من أحب‪ ،‬مما أحب‪ ،‬و كان ما أحب أن خلقه من طينة الجنة‪ .‬و خلق من أبغض مما أبغض‪ ،‬و‬
‫كان ما أبغض أن خلقه من طينة النار‪ ،‬ثم بعثهم في الظلل«‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬و أي شيء الظلل؟ فقال‪» :‬ألم تر إلى ظلك في الشمس شيئا و ليس بشيء؟ ثم بعث منهم النبيين‪ ،‬فدعوهم‬
‫ل »‪ ،«1‬ثم دعوهم إلى القرار‬ ‫ن ا ُّ‬
‫ن خََلَقُهْم َلَيُقوُل ّ‬‫سَأْلَتُهْم َم ْ‬‫ن َ‬‫إلى القرار بال عز و جل‪ ،‬و هو قوله عز و جل َو َلِئ ْ‬
‫بالنبيين‪ ،‬فأقر بعض و أنكر بعض‪ ،‬ثم دعوهم إلى وليتنا‪ ،‬فأقر بها و ال من أحب‪ ،‬و أنكرها من أبغض‪ ،‬و هو‬
‫ل«‪ .‬ثم قال‪ :‬أبو جعفر )عليه السلم(‪» :‬كان التكذيب ثم« »‪.«2‬‬ ‫ن َقْب ُ‬‫قوله‪َ :‬فما كاُنوا ِلُيْؤِمُنوا ِبما َكّذُبوا ِبِه ِم ْ‬
‫و روى هذا الحديث ابن بابويه في )العلل(‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن محمد ابن‬
‫إسماعيل بن بزيع‪ ،‬بباقي السند و المتن »‪.«3‬‬

‫‪ -[2] /4942‬العياشي‪ :‬عن زرارة و حمران‪ ،‬عن أبي جعفر و أبي عبد ال )عليهما السلم(‪ ،‬قال‪ :‬إن ال خلق‬
‫الخلق و هي أظلة‪ ،‬فأرسل رسوله محمدا )صلى ال عليه و آله( فمنهم من آمن به‪ ،‬و منهم من كذبه‪ ،‬ثم بعثه في‬
‫الخلق الخر فآمن به من كان آمن به في الظلة‪ ،‬و جحده من جحد به يومئذ‪ ،‬فقال‪َ :‬فما كاُنوا ِلُيْؤِمُنوا ِبما َكّذُبوا ِبِه‬
‫ل«‪.‬‬
‫ن َقْب ُ‬
‫ِم ْ‬
‫ل ِإلى َقْوِمِهْم إلى‬ ‫سً‬ ‫ن َبْعِدهِ ُر ُ‬
‫‪ -[3] /4943‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬في قوله‪ُ :‬ثّم َبَعْثنا ِم ْ‬
‫ل‪ ،‬قال‪» :‬بعث ال الرسل إلى الخلق و هم في أصلب الرجال و أرحام النساء‪ ،‬فمن صدق‬ ‫ن َقْب ُ‬
‫قوله ِبما َكّذُبوا ِبِه ِم ْ‬
‫حينئذ صدق بعد ذلك‪ ،‬و من كذب حينئذ كذب بعد ذلك«‪.‬‬
‫‪ -[4] /4944‬عن عبد ال بن محمد الجعفي‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬إن ال خلق الخلق‪ ،‬فخلق من‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬الكافي ‪.3 /8 :2‬‬
‫‪ -2‬تفسير العّياشي ‪.35 /126 :2‬‬
‫‪ -3‬تفسير العّياشي ‪.36 /126 :2‬‬
‫‪ -4‬تفسير العّياشي ‪.37 /126 :2‬‬
‫)‪ (1‬الزخرف ‪.87 :43‬‬
‫)‪ (2‬ثّم هنا‪ :‬ظرف ل يتصّرف‪ ،‬بمعنى هنالك‪.‬‬
‫)‪ (3‬علل الشرائع‪.3 /118 :‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪44 :‬‬
‫أحب مما أحب‪ ،‬و كان ما أحب أن يخلقه من طينة من الجنة‪ ،‬و خلق من أبغض‪ ،‬مما أبغض‪ ،‬و كان ما أبغض أن‬
‫خلقه من طينة من »‪ «1‬النار‪ ،‬ثم بعثهم في الظلل«‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬و أي شيء الظلل؟ فقال‪» :‬أما ترى ظلك في الشمس شيئا و ليس بشيء؟ ثم بعث فيهم النبيين يدعونهم إلى‬
‫القرار بال‪ ،‬فأقر بعض و أنكر بعض‪ ،‬ثم دعوهم إلى وليتنا‪ ،‬فأقربها‪ -‬و ال‪ -‬من أحب »‪ ،«2‬و أنكرها من‬
‫ل«‪ .‬ثم قال أبو جعفر )عليه السلم(‪» :‬كان التكذيب ثم«‪.‬‬ ‫ن َقْب ُ‬‫أبغض‪ ،‬و هو قوله‪َ :‬فما كاُنوا ِلُيْؤِمُنوا ِبما َكّذُبوا ِبِه ِم ْ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن اْلَقْوِم‬‫ك ِم َ‬ ‫حَمِت َ‬
‫جنا ِبَر ْ‬‫ن‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و َن ّ‬ ‫سِلِمي َ‬
‫ن ُكْنُتْم ُم ْ‬ ‫ل َفَعَلْيِه َتَوّكُلوا ِإ ْ‬ ‫ن ُكْنُتْم آَمْنُتْم ِبا ِّ‬‫ل ُموسى يا َقْوِم ِإ ْ‬ ‫َو قا َ‬
‫ن ]‪[86 -84‬‬ ‫اْلكاِفِري َ‬
‫‪ -[1] /4945‬قال علي بن إبراهيم‪ :‬و في رواية أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬في قوله تعالى‪َ :‬و‬
‫جَعْلنا ِفْتَنةً ِلْلَقْوِم‬
‫ل َتَوّكْلنا َرّبنا ل َت ْ‬
‫عَلى ا ِّ‬ ‫ن َفقاُلوا َ‬ ‫سِلِمي َ‬
‫ن ُكْنُتْم ُم ْ‬ ‫ل َفَعَلْيِه َتَوّكُلوا ِإ ْ‬ ‫ن ُكْنُتْم آَمْنُتْم ِبا ِّ‬‫ل ُموسى يا َقْوِم ِإ ْ‬ ‫قا َ‬
‫ن‪» :‬فإن قوم موسى استعبدهم آل فرعون‪ ،‬و قالوا‪ :‬لو كان لهؤلء على ال كرامة كما يقولون ما سلطنا‬ ‫ظاِلِمي َ‬‫ال ّ‬
‫ل َتَوّكْلنا َرّبنا ل‬ ‫عَلى ا ِّ‬‫ن َفقاُلوا َ‬‫سِلِمي َ‬‫ن كُْنُتْم ُم ْ‬
‫ل َفَعَلْيِه َتَوّكُلوا ِإ ْ‬‫ن ُكْنُتْم آَمْنُتْم ِبا ِّ‬ ‫عليهم‪ .‬فقال موسى لقومه‪ :‬يا َقْوِم ِإ ْ‬
‫ن«‪.‬‬ ‫ن اْلَقْوِم اْلكاِفِري َ‬ ‫ك ِم َ‬ ‫حَمِت َ‬ ‫جنا ِبَر ْ‬ ‫ن َو َن ّ‬ ‫ظاِلِمي َ‬ ‫جَعْلنا ِفْتَنًة ِلْلَقْوِم ال ّ‬
‫َت ْ‬
‫‪ -[2] /4946‬العياشي‪ :‬عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر و أبي عبد ال )عليهما السلم(‪،‬‬
‫عن قوله‪:‬‬
‫ن‪ ،‬قال‪» :‬ل تسلطهم علينا فتفتنهم بنا«‪.‬‬ ‫ظاِلِمي َ‬ ‫جَعْلنا ِفْتَنًة ِلْلَقْوِم ال ّ‬
‫َرّبنا ل َت ْ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫صلةَ ]‪[87‬‬ ‫جَعُلوا ُبُيوَتُكْم ِقْبَلًة َو َأِقيُموا ال ّ‬‫صَر ُبُيوتًا َو ا ْ‬ ‫ن َتَبّوءا ِلَقْوِمُكما ِبِم ْ‬ ‫خيِه َأ ْ‬‫حْينا ِإلى ُموسى َو َأ ِ‬ ‫َو َأْو َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.314 :1‬‬
‫‪ -2‬تفسير العّياشي ‪.38 /127 :2‬‬
‫)‪) (1‬من( ليس في المصدر‪.‬‬
‫ل‪.‬‬‫)‪ (2‬في المصدر زيادة‪ :‬ا ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪45 :‬‬
‫جَعُلوا ُبُيوَتُكْم ِقْبَلًة‪ ،‬قال‪ :‬يعني بيت المقدس‪.‬‬ ‫‪ -[1] /4947‬علي بن إبراهيم‪ ،‬في قوله تعالى‪َ :‬و ا ْ‬
‫‪ -[2] /4948‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا جعفر بن محمد بن مالك‪ ،‬عن عباد بن يعقوب‪ ،‬عن‬
‫محمد بن يعقوب‪ ،‬عن أبي جعفر الحول‪ ،‬عن منصور‪ ،‬عن أبي إبراهيم )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬لما خافت بنو‬
‫جَعُلوا ُبُيوَتُكْم‬ ‫صَر ُبُيوتًا َو ا ْ‬ ‫ن َتَبّوءا ِلَقْوِمُكما ِبِم ْ‬ ‫إسرائيل جبابرتها‪ ،‬أوحى ال إلى موسى و هارون )عليهما السلم( َأ ْ‬
‫ِقْبَلًة‪ -‬قال‪ -‬أمروا أن يصلوا في بيوتهم«‪.‬‬
‫‪ -[3] /4949‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب و جعفر بن محمد بن مسرور )رضي‬
‫ال عنهما(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن عبد ال بن جعفر الحميري‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الريان بن الصلت‪ ،‬قال‪ :‬حضر الرضا‬
‫)عليه السلم( مجلس المأمون »‪ ،«1‬و قد اجتمع في مجلسه جماعة من العلماء و الفقهاء و المتكلمين »‪،«2‬‬
‫فسألته العلماء عن الفرق بين العترة و المة و شرف العترة‪ ،‬و ذكر اثني عشر موطنا في تفسير الصطفاء من‬
‫القرآن‪ -‬إلى أن قال‪» -:‬و أخرج محمد )صلى ال عليه و آله( الناس من مسجده ما خل العترة حتى تكلم الناس في‬
‫ذلك‪ ،‬و تكلم العباس‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬لم تركت عليا و أخرجتنا؟ فقال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬ما أنا‬
‫تركته و أخرجتكم‪ ،‬و لكن ال عز و جل تركه و أخرجكم‪ ،‬و في هذا تبيان قوله )صلى ال عليه و آله( لعلي )عليه‬
‫السلم(‪ :‬أنت مني بمنزلة هارون من موسى«‪.‬‬
‫قالت العلماء‪ :‬و أين هذا من القرآن؟ قال الرضا )عليه السلم(‪» :‬أوجدكم في ذلك قرانا و أقرؤه عليكم؟« قالوا‪:‬‬
‫جَعُلوا ُبُيوَتُكْم ِقْبَلًة‬ ‫صَر ُبُيوتًا َو ا ْ‬
‫ن َتَبّوءا ِلَقْوِمُكما ِبِم ْ‬ ‫خيِه َأ ْ‬‫حْينا ِإلى ُموسى َو َأ ِ‬ ‫هات‪ .‬قال‪» :‬قول ال عز و جل‪َ :‬و َأْو َ‬
‫ففي هذه الية منزلة هارون من موسى‪ ،‬و فيها أيضا منزلة علي )عليه السلم( من رسول ال )صلى ال عليه و‬
‫آله(‪ ،‬و مع هذا دليل ظاهر »‪ «3‬في قول رسول ال )صلى ال عليه و آله( حين قال‪ :‬أل إن هذا المسجد ل يحل‬
‫لجنب إل لمحمد و آله«‪.‬‬
‫قالت العلماء يا أبا الحسن‪ ،‬هذا الشرح و هذا البيان ل يوجد إل عندكم معشر أهل بيت رسول ال )صلى ال عليه‬
‫و آله(‪ .‬فقال )عليه السلم(‪» :‬و من ينكر لنا ذلك‪ ،‬و رسول ال يقول‪ :‬أنا مدينة العلم و علي بابها‪ ،‬فمن أراد المدينة‬
‫فليأتها من بابها؟ و فيما أوضحنا و شرحنا من الفضل و الشرف و التقدمة و الصطفاء و الطهارة‪ ،‬ما ل ينكره إل‬
‫معاند ل عز و جل«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.314 :1‬‬
‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪[.....] .314 :1‬‬
‫سلم( ‪.1 /232 :1‬‬ ‫‪ -3‬عيون أخبار الّرضا )عليه ال ّ‬
‫)‪ (1‬في المصدر زيادة‪ :‬بمرو‪.‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬جماعة من علماء أهل العراق و خراسان‪.‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬واضح‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪46 :‬‬
‫‪ -[4] /4950‬العياشي‪ :‬عن أبي رافع‪ ،‬قال‪ :‬إن رسول ال )صلى ال عليه و آله( خطب الناس‪ ،‬فقال‪» :‬أيها الناس‪،‬‬
‫إن ال أمر موسى و هارون أن يبنيا لقومهما بمصر بيوتا‪ ،‬و أمرهما أن ل يبيت في مسجدهما جنب‪ ،‬و ل يقرب‬
‫فيه النساء إل هارون و ذريته‪ ،‬و إن عليا مني بمنزلة هارون و ذريته من موسى‪ ،‬فل يحل لحد أن يقرب النساء‬
‫في مسجدي‪ ،‬و ل يبيت فيه جنب إل علي و ذريته‪ ،‬فمن ساءه ذلك فهاهنا«‪ .‬و أشار بيده نحو الشام‪.‬‬
‫‪ -[5] /4951‬و من طريق المخالفين‪ :‬ما رواه ابن المغازلي الشافعي في )المناقب(‪ :‬يرفعه إلى حذيفة بن أسيد‬
‫الغفاري‪ ،‬قال‪ :‬لما قدم أصحاب رسول ال )صلى ال عليه و آله( المدينة‪ ،‬لم يكن لهم بيوت يبيتون فيها‪ ،‬فكانوا‬
‫يبيتون في المسجد فيحتلمون‪ ،‬فقال لهم رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪» :‬ل تبيتوا في المسجد‪ ،‬فتحتلموا«‪ .‬ثم إن‬
‫القوم بنوا بيوتا حول المسجد‪ ،‬و جعلوا أبوابها إلى المسجد‪ ،‬و إن النبي )صلى ال عليه و آله( بعث إليهم معاذ بن‬
‫جبل‪ ،‬فنادى أبا بكر‪ ،‬فقال‪ :‬إن رسول ال »‪ «1‬يأمرك أن تسد بابك الذي في المسجد‪ ،‬و تخرج من المسجد‪ .‬فقال‪:‬‬
‫سمعا و طاعة‪ ،‬فسد بابه و خرج من المسجد ثم أرسل إلى عمر‪ ،‬فقال‪ :‬إن رسول ال )صلى ال عليه و آله(‬
‫يأمرك أن تسد بابك الذي في المسجد و تخرج منه‪ ،‬فقال‪ :‬سمعا و طاعة ل و لرسوله‪ ،‬غير أني راغب إلى ال في‬
‫خوخة »‪ «2‬في المسجد‪ .‬فأبلغه معاذ ما قال عمر‪ ،‬ثم أرسل إلى عثمان و عنده رقية‪ ،‬فقال‪ :‬سمعا و طاعة‪ ،‬فسد‬
‫بابه‪ ،‬و خرج من المسجد‪ ،‬ثم أرسل إلى حمزة فسد بابه‪ ،‬و قال‪ :‬سمعا و طاعة ل و لرسوله‪ .‬و علي في ذلك‬
‫متردد »‪ ،«3‬ل يدري أهو فيمن يقيم أو فيمن يخرج‪ ،‬و كان النبي )صلى ال عليه و آله( قد بنى له بيتا في المسجد‬
‫بين أبياته‪ ،‬فقال له النبي )صلى ال عليه و آله(‪» :‬اسكن طاهرا مطهرا«‪.‬‬
‫فبلغ حمزة قول النبي )صلى ال عليه و آله( لعلي )عليه السلم(‪ ،‬فقال‪ :‬يا محمد‪ ،‬تخرجنا و تمسك غلمان بني عبد‬
‫المطلب! فقال النبي )صلى ال عليه و آله(‪» :‬لو كان المر إلي ما جعلت دونكم من أحد‪ ،‬و ال ما أعطاه إياه إل‬
‫ال‪ ،‬و إنك لعلى خير من ال و رسوله‪ ،‬أبشر« بشره النبي )صلى ال عليه و آله( فقتل يوم احد شهيدا‪.‬‬
‫و نفس »‪ «4‬ذلك رجال على علي )عليه السلم(‪ ،‬فوجدوا »‪ «5‬في أنفسهم‪ ،‬و تبين فضله عليهم و على غيرهم‬
‫من أصحاب النبي )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬فبلغ ذلك النبي )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬فقام خطيبا‪ ،‬فقال‪» :‬إن رجال‬
‫يجدون في أنفسهم في أني أسكنت عليا في المسجد‪ ،‬و ال ما أخرجتهم و ل أسكنته‪ ،‬إن ال عز و جل أوحى إلى‬
‫صلَة و أمر موسى أن ل يسكن‬ ‫جَعُلوا ُبُيوَتُكْم ِقْبَلًة َو َأِقيُموا ال ّ‬‫صَر ُبُيوتًا َو ا ْ‬ ‫ن َتَبّوءا ِلَقْوِمُكما ِبِم ْ‬‫موسى و أخيه‪َ :‬أ ْ‬
‫مسجده و ل ينكح فيه و ل يدخله جنب إل هارون و ذريته‪ ،‬و إن عليا مني بمنزلة هارون و موسى‪ ،‬و هو أخي‬
‫دون أهلي‪ ،‬و ل يحل‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -4‬تفسير العّياشي ‪.39 /127 :2‬‬
‫سلم(‪.303 /254 :‬‬ ‫ي بن أبي طالب )عليه ال ّ‬ ‫‪ -5‬مناقب عل ّ‬
‫ل تبارك و تعالى‪.‬‬ ‫نا ّ‬ ‫)‪ (1‬في »ط«‪ :‬إ ّ‬
‫)‪ (2‬في »ط«‪ :‬فرجة‪ ،‬و الخوخة‪ :‬باب صغير كالنافذة الكبيرة‪ ،‬و تكون بين بيتين ينصب عليها باب‪» .‬النهاية ‪:2‬‬
‫‪.«86‬‬
‫ي على ذلك يترّدد‪.‬‬ ‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬و عل ّ‬
‫)‪ (4‬نفس الشيء على فلن‪ ،‬حسده عليه و لم يره أهل له‪» .‬المعجم الوسيط‪ -‬نفس‪.«940 :2 -‬‬
‫)‪ (5‬وجدوا‪ :‬غضبوا أو حزنوا‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪47 :‬‬
‫مسجدي لحد ينكح فيه النساء إل علي و ذريته‪ ،‬فمن ساءه فها هنا« و أومأ بيده نحو الشام‪.‬‬
‫‪ -[6] /4952‬و من )مناقب ابن المغازلي الشافعي( أيضا‪ :‬يرفعه إلى عدي بن ثابت‪ ،‬قال‪ :‬خرج رسول ال )صلى‬
‫ال عليه و آله( إلى المسجد‪ ،‬فقال‪» :‬إن ال أوحى إلى نبيه موسى أن ابن لي مسجدا طاهرا ل يسكنه إل أنت و‬
‫هارون و ابنا هارون‪ ،‬و إن ال أوحى إلي أن أبني مسجدا طاهرا ل يسكنه إل انا و علي و فاطمة »‪ «1‬و ابنا‬
‫علي«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪ -[1] /4953 [89 -88‬و قال علي بن إبراهيم‪،‬‬ ‫ن ل َيْعَلُمو َ‬ ‫ل اّلِذي َ‬
‫سِبي َ‬
‫ك‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬‬ ‫ل ُموسى َرّبنا ِإّن َ‬ ‫َو قا َ‬
‫ضّلوا‬
‫حياةِ الّدْنيا َرّبنا ِلُي ِ‬
‫ل ِفي اْل َ‬ ‫لُه ِزيَنًة أي ملكا َو َأْموا ً‬ ‫ن َو َم َ‬ ‫عْو َ‬‫ت ِفْر َ‬ ‫ك آَتْي َ‬‫ل ُموسى َرّبنا ِإّن َ‬ ‫في قوله تعالى‪َ :‬و قا َ‬
‫شُدْد‬
‫على َأْمواِلِهْم أي أهلكها َو ا ْ‬ ‫س َ‬‫طِم ْ‬ ‫ك أي يفتنوا الناس بالموال و العطايا ليعبدوه و ل يعبدوك َرّبَنا ا ْ‬ ‫سِبيِل َ‬
‫ن َ‬ ‫عْ‬ ‫َ‬
‫سِبي َ‬
‫ل‬ ‫ن َ‬ ‫سَتِقيما َو ل َتّتِبعا ّ‬ ‫عَوُتُكما َفا ْ‬
‫ت َد ْ‬
‫جيَب ْ‬‫لِليَم فقال ال عز و جل‪َ :‬قْد ُأ ِ‬ ‫ب ا َْ‬
‫حّتى َيَرُوا اْلَعذا َ‬ ‫على ُقُلوِبِهْم َفل ُيْؤِمُنوا َ‬ ‫َ‬
‫ن أي ل تتبعا سبيل فرعون و أصحابه‪.‬‬ ‫ن ل َيْعَلُمو َ‬ ‫اّلِذي َ‬
‫‪ -[2] /4954‬قال المام الحسن العسكري )عليه السلم(‪» :‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ -‬في حديث طويل‪،‬‬
‫يذكر فيه أن لرسول ال )صلى ال عليه و آله( مثل آيات موسى )عليه السلم(‪ :‬و أما الطمس على أموال قوم‬
‫فرعون فقد كان مثله لمحمد و علي )عليهما السلم(‪ ،‬و ذلك أن شيخا كبيرا جاء بابنه إلى رسول ال )صلى ال‬
‫عليه و آله( و الشيخ يبكي و يقول‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬ابني هذا غذوته صغيرا‪ ،‬و ربيته طفل غريرا‪ ،‬و أعنته بمالي‬
‫كثيرا حتى اشتد أزره‪ ،‬و قوي ظهره‪ ،‬و كثر ماله‪ ،‬و فنيت قوتي‪ ،‬و ذهب مالي عليه‪ ،‬و صرت من الضعف إلى‬
‫ما ترى‪ ،‬قعد بي فل يواسيني بالقوت الممسك لرمقي‪.‬‬
‫فقال رسول ال )صلى ال عليه و آله( للشاب‪ :‬ماذا تقول؟ فقال‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬ل فضل معي عن قوتي و قوت‬
‫عيالي‪.‬‬
‫فقال رسول ال )صلى ال عليه و آله( للشيخ‪ :‬ما تقول؟ فقال‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬إن له أنابير »‪ «2‬حنطة و شعير و‬
‫تمر و زبيب‬
‫__________________________________________________‬
‫سلم(‪.301 /252 :‬‬ ‫ي بن أبي طالب )عليه ال ّ‬
‫‪ -6‬مناقب عل ّ‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.314 :1‬‬
‫سلم(‪[.....] .289 ،288 /421 :‬‬ ‫‪ -2‬التفسير المنسوب إلى المام العسكري )عليه ال ّ‬
‫)‪) (1‬فاطمة( ليس في المصدر‪.‬‬
‫)‪ (2‬النبار‪ :‬أكداس البّر واحدها‪ :‬نبر‪ ،‬و جمعها‪ :‬أنابير‪» .‬المعجم الوسيط‪ -‬نبر‪.«897 :2 -‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪48 :‬‬
‫و بدر »‪ «1‬الدراهم و الدنانير و هو غني‪.‬‬
‫فقال رسول ال )صلى ال عليه و آله( للبن‪ :‬ما تقول؟ فقال‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬ما لي شيء مما قال‪.‬‬
‫قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬اتق ال‪ -‬يا فتى‪ -‬و أحسن إلى والدك المحسن إليك‪ ،‬يحسن ال إليك‪ .‬قال‪ :‬ل‬
‫شيء لي‪.‬‬
‫قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬فنحن نعطيه عنك في هذا الشهر‪ ،‬فأعطه أنت فيما بعده‪ .‬و قال لسامة‪:‬‬
‫أعط الشيخ مائة درهم نفقة شهره لنفسه و عياله‪ ،‬ففعل‪.‬‬
‫فلما كان رأس الشهر جاء الشيخ و الغلم‪ ،‬فقال الغلم‪ ،‬ل شيء لي‪ .‬فقال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬لك‬
‫مال كثير‪ ،‬و لكنك تمسي اليوم و أنت فقير و قير »‪ ،«2‬أفقر من أبيك هذا‪ ،‬ل شيء لك‪.‬‬
‫فانصرف الشاب‪ ،‬فإذا جيران أنابيره قد اجتمعوا عليه‪ ،‬يقولون‪ :‬حول هذه النابير عنا‪ ،‬فجاء إلى أنابيره فإذا‬
‫الحنطة و الشعير و التمر و الزبيب قد نتن جميعه‪ ،‬و ففسد و هلك‪ ،‬و أخذوه بتحويل ذلك عن جوارهم‪ ،‬فاكترى‬
‫اجراء بأموال كثيرة فحولوها و أخرجوها بعيدا عن المدينة‪ ،‬ثم ذهب ليخرج إليهم الكراء من أكياسه التي فيها‬
‫دراهمه و دنانيره فإذا هي قد طمست و مسخت حجارة‪ ،‬و أخذه الحمالون بالجرة‪ ،‬فباع ما كان له من كسوة و‬
‫فرش و دار و أعطاها في الكبراء و خرج من ذلك كله صفراء‪ ،‬ثم بقي فقيرا و قيرا ل يهتدي إلى قوت يومه‪،‬‬
‫فسقم لذلك جسده و ضني‪ ،‬فقال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬يا أيها العاقون للباء و المهات‪ ،‬اعتبروا و‬
‫اعلموا أنه كما طمس في الدنيا على أمواله‪ ،‬فكذلك جعل بدل ما كان أعده له في الجنة من الدرجات معدا له في‬
‫النار من الدركات«‪.‬‬
‫قال المام العسكري‪» :‬و أما نظيرها لعلي بن أبي طالب )عليه السلم( فإن رجل من محبيه كتب إليه من الشام‪:‬‬
‫يا أمير المؤمنين‪ ،‬إني بعيالي مثقل‪ ،‬و عليهم إن خرجت خائف‪ ،‬و بأموالي التي اخلفها إن خرجت ضنين‪ ،‬و أحب‬
‫اللحاق بك‪ ،‬و الكون في جملتك‪ ،‬و الحضور »‪ «3‬في خدمتك‪ ،‬فجد لي يا أمير المؤمنين‪.‬‬
‫فبعث إليه علي )عليه السلم(‪ :‬اجمع أهلك و عيالك‪ ،‬و اجعل »‪ «4‬عندهم مالك‪ ،‬وصل على ذلك كله على محمد‬
‫و آله الطيبين‪ ،‬ثم قل‪ :‬اللهم هذه كلها ودائعي عندك‪ ،‬بأمر عبدك و وليك علي بن أبي طالب‪ .‬ثم قم و انهض إلي‬
‫ففعل الرجل ذلك‪ ،‬و اخبر معاوية بهربه إلى علي بن أبي طالب )عليه السلم(‪ ،‬فأمر معاوية أن يسبى عياله و‬
‫يسترقوا‪ ،‬و أن تنهب أمواله‪ .‬فذهبوا فألقى ال تعالى عليهم شبه عيال معاوية و حاشيته‪ ،‬و شبه أخص حاشية ليزيد‬
‫بن معاوية‪ ،‬يقولون‪ :‬نحن أخذنا هذا المال و هو لنا‪ ،‬و أما عياله فقد استرققناهم و بعثناهم إلى السوق‪ .‬فكفوا لما‬
‫رأوا ذلك‪ ،‬و عرف ال عياله أنه قد ألقى عليهم شبه عيال معاوية و عيال خاصة يزيد‪ ،‬فأشفقوا من أموالهم أن‬
‫يسرقها اللصوص‪ ،‬فمسخ ال المال عقارب و حيات‪ ،‬كلما قصد اللصوص ليأخذوا منه لدغوا و لسعوا‪ ،‬فمات منهم‬
‫قوم‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬البدر‪ :‬جمع بدرة‪ ،‬كمية من المال تقّدر بعشرة آلف درهم‪» .‬الصحاح‪ -‬بدر‪.«587 :2 -‬‬
‫)‪ (2‬الوفير‪ :‬الذليل المهان‪» .‬لسان العرب‪ -‬وقر‪.«292 :5 -‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬و الحفوف‪.‬‬
‫صل‪.‬‬
‫)‪ (4‬في المصدر‪ :‬و ح ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪49 :‬‬

‫و ضني آخرون«‪.‬‬
‫‪ -[3] /4955‬محمد بن يعقوب‪ :‬بإسناده عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن هشام بن سالم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪،‬‬
‫عَوُتُكما و بين أخذ فرعون أربعون عاما«‪.‬‬ ‫ت َد ْ‬ ‫جيَب ْ‬‫قال‪» :‬كان بنى قول ال عز و جل‪َ :‬قْد ُأ ِ‬
‫‪ -[4] /4956‬و عنه‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪،‬‬
‫قال‪:‬‬
‫»قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬دعا موسى )عليه السلم( و أمن هارون )عليه السلم( و أمنت الملئكة‬
‫سَتِقيما و من غزا في سبيل ال استجيب له كما أستجيب لكما‬ ‫عَوُتُكما َفا ْ‬ ‫ت َد ْ‬‫جيَب ْ‬ ‫)عليهم السلم(‪ ،‬فقال ال تعالى‪َ :‬قْد ُأ ِ‬
‫يوم القيامة«‪.‬‬
‫جيَب ْ‬
‫ت‬ ‫‪ -[5] /4957‬العياشي‪ :‬عن هشام بن سالم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬كان بين قوله‪َ :‬قْد ُأ ِ‬
‫عَوُتُكما و بين أن أخذ فرعون أربعون سنة«‪.‬‬ ‫َد ْ‬
‫جيَب ْ‬
‫ت‬ ‫‪ -[6] /4958‬المفيد في )الختصاص(‪ :‬قال الصادق )عليه السلم(‪ ،‬في قول ال تبارك و تعالى‪َ :‬قْد ُأ ِ‬
‫عَوُتُكما و بين أخذ فرعون أربعون سنة«‪.‬‬ ‫ت َد ْ‬ ‫جيَب ْ‬ ‫عَوُتُكما‪ ،‬قال‪» :‬كان بين أن قال‪َ :‬قْد ُأ ِ‬ ‫َد ْ‬
‫‪ -[7] /4959‬الطبرسي‪ :‬مكث فرعون بعد هذا الدعاء أربعين سنة‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ق‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و ِإ ّ‬
‫ن‬ ‫عْدوًا حَّتى ِإذا َأْدَرَكُه اْلَغَر ُ‬‫جُنوُدُه َبْغيًا َو َ‬
‫ن َو ُ‬ ‫عْو ُ‬ ‫حَر َفَأْتَبَعُهْم ِفْر َ‬ ‫ل اْلَب ْ‬‫سراِئي َ‬ ‫َو جاَوْزنا ِبَبِني ِإ ْ‬
‫ن ]‪[92 -90‬‬ ‫ن آياِتنا َلغاِفُلو َ‬ ‫عْ‬‫س َ‬ ‫ن الّنا ِ‬ ‫َكِثيرًا ِم َ‬
‫‪ -[1] /4960‬علي بن إبراهيم‪ :‬في رواية أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬في قوله تعالى‪َ :‬و جاَوْزنا‬
‫ن‪» :‬فإن بني إسرائيل قالوا‪:‬‬ ‫سِلِمي َ‬
‫ن اْلُم ْ‬
‫عْدوًا إلى قوله‪َ :‬و َأَنا ِم َ‬ ‫جُنوُدُه َبْغيًا َو َ‬ ‫ن َو ُ‬ ‫عْو ُ‬ ‫حَر َفَأْتَبَعُهْم ِفْر َ‬‫ل اْلَب ْ‬‫سراِئي َ‬‫ِبَبِني ِإ ْ‬
‫يا موسى‪ ،‬ادع ال أن يجعل لنا مما نحن فيه فرجا‪ .‬فدعا‪ ،‬فأوحى ال إليه‪ :‬أن أسر بهم‪ .‬قال‪ :‬يا رب‪ ،‬البحر أما‬
‫مهم‪ .‬قال‪ :‬امض‪ ،‬فإني آمره أن يطيعك و ينفرج لك‪.‬‬
‫فخرج موسى ببني إسرائيل‪ ،‬و أتبعهم فرعون حتى إذا كاد أن يلحقهم‪ ،‬و نظروا إليه و قد أظلهم‪ ،‬قال موسى‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -3‬الكافي ‪.5 /355 :2‬‬
‫‪ -4‬الكافي ‪.8 /370 :2‬‬
‫‪ -5‬تفسير العّياشي ‪.40 /127 :2‬‬
‫‪ -6‬الختصاص‪.266 :‬‬
‫‪ -7‬مجمع البيان ‪.196 :5‬‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.315 :1‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪50 :‬‬
‫للبحر‪ :‬انفرج لي‪ .‬قال‪ :‬ما كنت لفعل‪ .‬و قال بنو إسرائيل لموسى‪ :‬غررتنا و أهلكتنا‪ ،‬فليتك تركتنا يستعبدنا آل‬
‫فرعون‪ ،‬و لم نخرج إلى أن نقتل قتلة‪ .‬قال‪ :‬كل‪ ،‬إن معي ربي سيهديني‪.‬‬
‫و اشتد على موسى ما كان يصنع به عامة قومه‪ ،‬و قالوا‪ :‬يا موسى‪ ،‬إنا لمدركون‪ ،‬و زعمت أن البحر ينفرج لنا‬
‫حتى نمضي و نذهب‪ ،‬فقد رهقنا فرعون و قومه‪ ،‬و هم هؤلء نراهم قد دنوا منا‪ .‬فدعا موسى ربه‪ ،‬فأوحى ال‬
‫إليه‪:‬‬
‫حَر »‪ «1‬فضربه فانفلق البحر‪ ،‬فمضى موسى و أصحابه حتى قطعوا البحر‪ ،‬و أدركهم آل‬ ‫ك اْلَب ْ‬‫ب ِبَعصا َ‬ ‫ضِر ْ‬ ‫نا ْ‬ ‫َأ ِ‬
‫فرعون‪ ،‬فلما نظروا إلى البحر‪ ،‬قالوا لفرعون‪ :‬ما تعجب مما ترى؟ قال‪ :‬أنا فعلت هذا‪ .‬فمروا و مضوا فيه‪ ،‬فلما‬
‫ت َأّنُه‬‫ل آَمْن ُ‬‫توسط فرعون و من معه أمر ال البحر فأطبق عليهم‪ ،‬فأغرقهم أجمعين‪ ،‬فلما أدرك فرعون الغرق قا َ‬
‫سِدي َ‬
‫ن‬ ‫ن اْلُمْف ِ‬
‫ت ِم َ‬ ‫ل َو ُكْن َ‬‫ت َقْب ُ‬
‫صْي َ‬‫ع َ‬ ‫لنَ َو َقْد َ‬ ‫ن يقول ال‪ :‬آ ْ‬ ‫سِلِمي َ‬
‫ن اْلُم ْ‬‫ل َو َأَنا ِم َ‬ ‫سراِئي َ‬ ‫ت ِبِه َبُنوا ِإ ْ‬ ‫ل اّلِذي آَمَن ْ‬ ‫ل ِإلَه ِإ ّ‬
‫ك‪ -‬قال‪ -‬إن قوم فرعون ذهبوا أجمعين في البحر‪ ،‬فلم ير منهم أحد‪،‬‬ ‫ك ِبَبَدِن َ‬‫جي َ‬ ‫يقول‪ :‬كنت من العاصين َفاْلَيْوَم ُنَن ّ‬
‫هووا في البحر إلى النار‪ ،‬و أما فرعون فنبذه ال وحده فألقاه بالساحل لينظروا إليه و ليعرفوه‪ ،‬ليكون لمن خلفه‬
‫آية‪ ،‬و لئل يشك أحد في هلكه‪ ،‬لنهم كانوا اتخذوه ربا‪ ،‬فأراهم ال إياه جيفة ملقاة بالساحل‪ ،‬ليكون لمن خلفه‬
‫ن«‪.‬‬‫ن آياِتنا َلغاِفُلو َ‬‫عْ‬‫س َ‬ ‫ن الّنا ِ‬ ‫ن َكِثيرًا ِم َ‬ ‫عبرة و عظة‪ ،‬يقول ال‪َ :‬و ِإ ّ‬
‫‪ -[2] /4961‬و قال علي بن إبراهيم‪ :‬قال الصادق )عليه السلم(‪» :‬ما أتى جبرئيل رسول ال )صلى ال عليه و‬
‫ت َقْب ُ‬
‫ل‬ ‫عصَْي َ‬ ‫ن َو َقْد َ‬ ‫لَ‬ ‫آله( إل كئيبا حزينا‪ ،‬و لم يزل كذلك منذ أهلك ال فرعون‪ ،‬فلما أمره ال بنزول هذه الية‪ :‬آ ْ‬
‫ن نزل عليه و هو ضاحك مستبشر‪ ،‬فقال له رسول ال )صلى ال عليه و آله( ما أتيتني‪ -‬يا‬ ‫سِدي َ‬‫ن اْلُمْف ِ‬
‫ت ِم َ‬‫َو ُكْن َ‬
‫جبرئيل‪ -‬إل و تبينت الحزن في وجهك حتى الساعة؟ قال‪ :‬نعم‪ -‬يا محمد‪ -‬لما أغرق ال فرعون قال‪ :‬آمنت أنه ل‬
‫إله إل الذي آمنت به بنو إسرائيل و أنا من المسلمين‪ ،‬فأخذت حمأة »‪ «2‬فوضعتها في فيه‪ ،‬ثم قلت له‪ :‬آلن و قد‬
‫عصيت قبل و كنت من المفسدين؟! و عملت ذلك من غير أمر ال‪ ،‬خفت أن تلحقه الرحمة من ال‪ ،‬و يعذبني على‬
‫ما فعلت‪ ،‬فلما كان الن و أمرني ال أن أؤدي إليك ما قلته أنا لفرعون‪ ،‬أمنت و علمت أن ذلك كان ل رضا«‪.‬‬
‫ك‪» :‬فإن موسى )عليه السلم( أخبر بني إسرائيل أن ال قد أغرق‬ ‫ك ِبَبَدِن َ‬
‫جي َ‬ ‫و قال أيضا‪ ،‬في قوله تعالى‪َ :‬فاْلَيْوَم ُنَن ّ‬
‫فرعون فلم يصدقوه‪ ،‬فأمر ال البحر فلفظ به على ساحل البحر حتى رأوه ميتا«‪.‬‬
‫‪ -[3] /4962‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبد الواحد بن عبدوس »‪ «3‬النيسابوري العطار )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪:‬‬
‫حدثنا علي ابن محمد بن قتيبة النيسابوري‪ ،‬عن حمدان بن سليمان النيسابوري‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا إبراهيم بن محمد‬
‫الهمداني‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي الحسن الرضا )عليه السلم(‪ :‬لي علة أغرق ال عز و جل فرعون و قد آمن به و أقر‬
‫بتوحيده؟‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.316 :1‬‬
‫سلم( ‪[.....] .7 /77 :2‬‬ ‫‪ -3‬عيون أخبار الّرضا )عليه ال ّ‬
‫)‪ (1‬الشعراء ‪.62 :26‬‬
‫)‪ (2‬الحمأة‪ :‬الطين السود المنتن‪» .‬القاموس المحيط‪ -‬حمأ‪.«14 :1 -‬‬
‫)‪ (3‬نسبة إلى جّده عبدوس‪ ،‬و و عبد الواحد بن محمد بن عبدوس‪ ،‬انظر معجم رجال الحديث ‪ 36 :11‬و ما‬
‫بعدها‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪51 :‬‬
‫قال‪» :‬لنه آمن عند رؤية البأس‪ ،‬و اليمان عند رؤية البأس غير مقبول‪ ،‬و ذلك حكم ال تعالى في السلف و‬
‫ك َيْنَفُعُهْم ِإيماُنُهْم َلّما‬‫ن َفَلْم َي ُ‬
‫شِرِكي َ‬ ‫حَدُه َو َكَفْرنا ِبما ُكّنا ِبِه ُم ْ‬ ‫ل َو ْ‬
‫سنا قاُلوا آَمّنا ِبا ِّ‬ ‫الخلف‪ ،‬قال ال تعالى‪َ :‬فَلّما َرَأْوا َبْأ َ‬
‫سَب ْ‬
‫ت‬ ‫ل َأْو َك َ‬
‫ن َقْب ُ‬
‫ت ِم ْ‬ ‫ن آَمَن ْ‬ ‫ك ل َيْنَفُع َنْفسًا ِإيماُنها َلْم َتُك ْ‬ ‫ت َرّب َ‬ ‫ض آيا ِ‬ ‫سنا »‪ «1‬و قال عز و جل‪َ :‬يْوَم َيْأِتي َبْع ُ‬ ‫َرَأْوا َبْأ َ‬
‫ل َو‬‫سراِئي َ‬ ‫ت ِبِه َبُنوا ِإ ْ‬ ‫ل اّلِذي آَمَن ْ‬ ‫ت َأّنُه ل ِإلَه ِإ ّ‬ ‫ل آَمْن ُ‬‫ق قا َ‬ ‫حّتى ِإذا َأْدَرَكُه اْلَغَر ُ‬ ‫خْيرًا »‪ «2‬و هكذا فرعون َ‬ ‫ِفي ِإيماِنها َ‬
‫خْلَفكَ آَيًة و قد‬ ‫ن َ‬ ‫ن ِلَم ْ‬ ‫ك ِلَتُكو َ‬ ‫ك ِبَبَدِن َ‬
‫جي َ‬‫ن َفاْلَيْوَم ُنَن ّ‬
‫سِدي َ‬
‫ن اْلُمْف ِ‬
‫ت ِم َ‬ ‫ل َو ُكْن َ‬ ‫ت َقْب ُ‬
‫صْي َ‬ ‫ع َ‬ ‫ن َو َقْد َ‬ ‫لَ‬ ‫ن فقيل له آ ْ‬ ‫سِلِمي َ‬
‫ن اْلُم ْ‬
‫َأَنا ِم َ‬
‫كان فرعون من قرنه إلى قدمه في الحديد‪ ،‬و قد لبسه على بدنه‪ ،‬فلما غرق ألقاه ال تعالى على نجوة »‪ «3‬من‬
‫الرض ببدنه‪ ،‬ليكون لمن بعده علمة‪ ،‬فيرونه مع تثقله بالحديد على مرتفع من الرض‪ ،‬و سبيل الثقيل أن يرسب‬
‫و ل يرتفع‪ ،‬فكان ذلك آية و علمة‪.‬‬
‫و لعلة أخرى أغرق ال عز و جل فرعون‪ ،‬و هي أنه استغاث بموسى )عليه السلم( لما أدركه الغرق و لم‬
‫يستغث بال‪ ،‬فأوحى ال تعالى إليه‪ :‬يا موسى‪ ،‬لم تغث فرعون لنك لم تخلقه‪ ،‬و لو استغاث بي لغثته«‪.‬‬
‫‪ -[4] /4963‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا الحاكم أبو محمد جعفر بن نعيم بن شاذان النيسابوري )رضي ال عنه(‪ ،‬عن‬
‫عمه أبي عبد ال محمد بن شاذان‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا الحاكم أبو محمد جعفر بن نعيم بن شاذان النيسابوري )رضي ال‬
‫عنه(‪ ،‬عن عمه أبي عبد ال محمد بن شاذان‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا الفضل بن شاذان‪ ،‬عن محمد بن أبي عمير‪ ،‬قال‪ :‬قلت‬
‫لموسى بن جعفر )عليه السلم(‪ :‬أخبرني عن قول ال عز و جل لموسى و هارون )عليهما السلم(‪ :‬اْذَهبا ِإلى‬
‫خشى »‪.«4‬‬ ‫ل َلّينًا َلَعّلُه َيَتَذّكُر َأْو َي ْ‬
‫طغى َفُقول َلُه َقْو ً‬ ‫ن ِإّنُه َ‬‫عْو َ‬‫ِفْر َ‬
‫ل َلّينًا أي كنياه‪ ،‬و قول له‪ :‬يا أبا مصعب‪ ،‬و كان اسم فرعون أبا مصعب الوليد ابن‬ ‫فقال‪» :‬أما قوله َفُقول َلُه َقْو ً‬
‫خشى فإنما قال ليكون أحرص لموسى على الذهاب‪ ،‬و قد علم ال عز و جل‬ ‫مصعب و أما قوله‪َ :‬لَعّلُه َيَتَذّكُر َأْو َي ْ‬
‫ق قا َ‬
‫ل‬ ‫حّتى ِإذا َأْدَرَكُه اْلَغَر ُ‬ ‫أن فرعون ل يتذكر و ل يخشى إل عند رؤية البأس‪ ،‬أل تسمع ال عز و جل يقول‪َ :‬‬
‫ن فلم يقبل ال إيمانه‪ ،‬و قال‪:‬‬ ‫سِلِمي َ‬
‫ن اْلُم ْ‬‫ل َو َأَنا ِم َ‬‫سراِئي َ‬ ‫ت ِبِه َبُنوا ِإ ْ‬ ‫ل اّلِذي آَمَن ْ‬ ‫ت َأّنُه ل ِإلَه ِإ ّ‬‫آَمْن ُ‬
‫ن«‪.‬‬ ‫سِدي َ‬‫ن اْلُمْف ِ‬‫ت ِم َ‬ ‫ل َو ُكْن َ‬ ‫ت َقْب ُ‬
‫صْي َ‬ ‫ع َ‬ ‫ن َو َقْد َ‬ ‫لَ‬ ‫آْ‬
‫‪ -[5] /4964‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن الحسن القطان‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا الحسن بن علي السكري‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد‬
‫بن زكريا الجوهري‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا جعفر بن محمد بن عمارة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن سفيان بن سعيد‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد‬
‫ال جعفر بن محمد الصادق )عليه السلم(‪ -‬و كان و ال صادقا كما سمي‪ -‬يقول‪» :‬يا سفيان‪ ،‬عليك بالتقية فإنها‬
‫عْو َ‬
‫ن‬ ‫سنة إبراهيم الخليل )عليه السلم(‪ ،‬و إن ال عز و جل قال لموسى و هارون )عليهما السلم(‪ :‬اْذَهبا ِإلى ِفْر َ‬
‫طغى‬ ‫ِإّنُه َ‬

‫__________________________________________________‬
‫‪ -4‬علل الشرائع‪.1 /67 :‬‬
‫‪ -5‬معاني الخبار‪.20 /385 :‬‬
‫)‪ (1‬غافر ‪.85 -84 :40‬‬
‫)‪ (2‬النعام ‪.158 :6‬‬
‫)‪ (3‬النجوة‪ :‬المكان المرتفع‪» .‬لسان العرب‪ -‬نجا‪.«305 :15 -‬‬
‫)‪ (4‬طه ‪.44 -43 :20‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪52 :‬‬
‫خشى »‪ «1‬يقول ال عز و جل‪ :‬كنياه و قول له‪ :‬يا أبا مصعب‪ ،‬و إن رسول ال‬ ‫ل َلّينًا َلَعّلُه َيَتَذّكُر َأْو َي ْ‬
‫َفُقول َلُه َقْو ً‬
‫)صلى ال عليه و آله( كان إذا أراد سفرا ورى بغيره‪ ،‬و قال‪ :‬أمرني ربي بمداراة الناس‪ ،‬كما أمرني »‪ «2‬بأداء‬
‫حِميٌم‬
‫ي َ‬
‫عداَوٌة َكَأّنُه َوِل ّ‬
‫ك َو َبْيَنُه َ‬
‫سنُ َفِإَذا اّلِذي َبْيَن َ‬
‫حَ‬
‫ي َأ ْ‬
‫الفرائض‪ ،‬و لقد أدبه ال عز و جل بالتقية‪ ،‬فقال‪ :‬اْدَفْع ِباّلِتي ِه َ‬
‫ظيٍم »‪.«3‬‬ ‫عِ‬ ‫ظ َ‬ ‫حّ‬‫ل ُذو َ‬
‫صَبُروا َو ما ُيَلّقاها ِإ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫ل اّلِذي َ‬ ‫َو ما ُيَلّقاها ِإ ّ‬
‫يا سفيان من استعمل التقية في دين ال فقد تسنم الذروة العليا من العز‪ ،‬إن عز المؤمن في حفظ لسانه‪ ،‬و من لم‬
‫يملك لسانه ندم«‪.‬‬
‫قال سفيان‪ :‬فقلت له‪ :‬يا بن رسول ال‪ ،‬هل يجوز أن يطمع ال تعالى عباده في كون ما ل يكون؟ قال‪» :‬ل«‪.‬‬
‫خشى و قد علم أن فرعون ل‬ ‫قال‪ :‬فقلت‪ :‬فكيف قال ال عز و جل لموسى و هارون )عليه السلم(‪َ :‬لَعّلُه َيَتَذّكُر َأْو َي ْ‬
‫يتذكر و ل يخشى؟ فقال‪» :‬إن فرعون قد تذكر و خشي‪ ،‬و لكن عند رؤية البأس حيث لم ينفعه اليمان‪ ،‬أل تسمع‬
‫سِلِمي َ‬
‫ن‬ ‫ن اْلُم ْ‬ ‫ل َو َأَنا ِم َ‬ ‫سراِئي َ‬ ‫ت ِبِه َبُنوا ِإ ْ‬ ‫ل اّلِذي آَمَن ْ‬ ‫ت َأّنُه ل ِإلَه ِإ ّ‬‫ل آَمْن ُ‬‫ق قا َ‬‫حّتى ِإذا َأْدَرَكُه اْلَغَر ُ‬ ‫ال عز و جل يقول‪َ » :‬‬
‫ن ِلَم ْ‬
‫ن‬ ‫ك ِلَتُكو َ‬ ‫ك ِبَبَدِن َ‬
‫جي َ‬ ‫ن َفاْلَيْوَم ُنَن ّ‬‫سِدي َ‬
‫ن اْلُمْف ِ‬‫ت مِ َ‬ ‫ل َو ُكْن َ‬ ‫ت َقْب ُ‬
‫صْي َ‬
‫ع َ‬ ‫ن َو َقْد َ‬‫لَ‬ ‫فلم يقبل ال عز و جل إيمانه‪ ،‬و قال‪ :‬آ ْ‬
‫ك آَيًة يقول‪ :‬نلقيك على نجوة من الرض لتكون لمن بعدك علمة و عبرة«‪.‬‬ ‫خْلَف َ‬‫َ‬
‫‪ -[6] /4965‬العياشي‪ :‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن بعض أصحابنا‪ ،‬يرفعه‪ ،‬قال‪» :‬لما صار موسى في البحر أتبعه‬
‫فرعون و جنوده‪ ،‬قال‪ :‬فتهيب فرس فرعون أن يدخل البحر‪ ،‬فتمثل له جبرئيل )عليه السلم( على رمكة »‪،«4‬‬
‫فلما رأى الفرس الرمكة أتبعها فدخل البحر هو و أصحابه فغرقوا«‪.‬‬
‫‪ -[7] /4966‬المفيد في )الختصاص(‪ :‬عن عبد ال بن جندب‪ ،‬عن أبي الحسن الرضا )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬كان‬
‫على مقدمة فرعون ست مائة ألف و مائتا ألف‪ ،‬و على ساقته »‪ «5‬ألف ألف‪ -‬قال‪ -‬لما صار موسى )عليه السلم(‬
‫في البحر أتبعه فرعون و جنوده‪ -‬قال‪ -‬فتهيب فرس فرعون أن يدخل البحر‪ ،‬فتمثل له جبرئيل )عليه السلم( على‬
‫ماديانة »‪ ،«6‬فلما رأى فرس فرعون الماديانة أتبعها‪ ،‬فدخل البحر هو و أصحابه فغرقوا«‪.‬‬
‫و ستأتي‪ -‬إن شاء ال تعالى‪ -‬روايات في القصة في سورة الشعراء زيادة على ما هنا »‪.«7‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪.41 /127 :2‬‬
‫‪ -7‬الختصاص‪.266 :‬‬
‫)‪ (1‬طه ‪.44 -43 :20‬‬
‫)‪ (2‬في »ط«‪ :‬كان إذا يتذكر أو يخشى قريشا يقول لهم قول لينا‪ ،‬قال‪ :‬و إّنما أمره‪.‬‬
‫صلت ‪[.....] .35 -34 :41‬‬ ‫)‪ (3‬ف ّ‬
‫)‪ (4‬الّرمكة‪ :‬النثى من البراذين‪» .‬الصحاح‪ -‬رمك‪.«1588 :4 -‬‬
‫خره‪» .‬الصحاح‪ -‬سوق‪.«1499 :4 -‬‬ ‫)‪ (5‬ساقة الجيش‪ :‬مؤ ّ‬
‫)‪ (6‬الماديانة‪ :‬الّرمكة‪.‬‬
‫)‪ (7‬تأتي في تفسير اليات )‪ (63 -10‬من سورة الشعراء‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪53 :‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ق ]‪ -[1] /4967 [93‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬ردهم إلى مصر‪ ،‬و غرق فرعون‪.‬‬ ‫صْد ٍ‬
‫ل ُمَبّوَأ ِ‬ ‫سراِئي َ‬ ‫َو َلَقْد َبّوْأنا َبِني ِإ ْ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ِم َ‬
‫ن‬ ‫ك َفل َتُكوَن ّ‬ ‫ن َرّب َ‬ ‫ق ِم ْ‬ ‫حّ‬ ‫ك اْل َ‬
‫ك َلَقْد جاَء َ‬ ‫ن َقْبِل َ‬‫ب ِم ْ‬‫ن اْلِكتا َ‬
‫ن َيْقَرُؤ َ‬
‫ل اّلِذي َ‬
‫سَئ ِ‬
‫ك َف ْ‬
‫ك ِمّما َأْنَزْلنا ِإَلْي َ‬
‫شّ‬ ‫ت ِفي َ‬ ‫ن ُكْن َ‬ ‫َفِإ ْ‬
‫ن ]‪[94‬‬ ‫الُمْمَتِري َ‬
‫‪ -[2] /4968‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن عمرو بن سعيد الراشدي‪ ،‬عن ابن مسكان‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬لما أسري برسول ال )صلى ال عليه و آله( إلى السماء‪ ،‬فأوحى ال إليه في علي )صلوات‬
‫ال عليه( ما أوحى »‪ «1‬من شرفه و عظمه عند ال‪ ،‬و رد إلى البيت المعمور‪ ،‬و جمع له النبيين فصلوا خلفه‪،‬‬
‫عرض في نفس رسول ال )صلى ال عليه و آله( من عظم ما أوحى ال إليه في علي )عليه السلم(‪ ،‬فأنزل ال‪:‬‬
‫ك يعني النبياء‪ ،‬فقد أنزلنا عليهم في كتبهم من‬ ‫ن َقْبِل َ‬‫ب ِم ْ‬‫ن اْلِكتا َ‬
‫ن َيْقَرُؤ َ‬
‫ل اّلِذي َ‬
‫سَئ ِ‬
‫ك َف ْ‬
‫ك ِمّما َأْنَزْلنا ِإَلْي َ‬
‫شّ‬ ‫ت ِفي َ‬ ‫ن ُكْن َ‬ ‫َفِإ ْ‬
‫ت ا ِّ‬
‫ل‬ ‫ن َكّذُبوا ِبآيا ِ‬ ‫ن اّلِذي َ‬ ‫ن ِم َ‬ ‫ن‪َ ،‬و ل َتُكوَن ّ‬ ‫ن الُممَْتِري َ‬ ‫ن ِم َ‬ ‫ك َفل َتُكوَن ّ‬‫ن َرّب َ‬‫ق ِم ْ‬ ‫حّ‬‫ك اْل َ‬
‫فضله ما أنزلنا في كتابك َلَقْد جاَء َ‬
‫ن »‪ .««2‬فقال الصادق )عليه السلم(‪» :‬فوال ما شك و ما سأل«‪.‬‬ ‫سِري َ‬‫ن اْلخا ِ‬‫ن ِم َ‬ ‫َفَتُكو َ‬
‫‪ -[3] /4969‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا جعفر بن‬
‫محمد ابن مسعود‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن عبد ال‪ ،‬عن بكر بن صالح‪ ،‬عن أبي الخير »‪ ،«3‬عن محمد بن‬
‫حسان‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل الداري‪ ،‬عن محمد بن سعيد الذخري‪ -‬و كان ممن يصحب‬
‫موسى بن محمد بن علي الرضا )عليه السلم(‪ -‬أن موسى أخبره‪ ،‬أن يحيى بن أكثم كتب إليه يسأله عن مسائل‪،‬‬
‫ك من‬ ‫ن َقْبِل َ‬‫ب ِم ْ‬‫ن اْلِكتا َ‬ ‫ن َيْقَرُؤ َ‬ ‫ل اّلِذي َ‬‫سَئ ِ‬
‫ك َف ْ‬‫ك ِمّما َأْنَزْلنا إَِلْي َ‬‫شّ‬ ‫ت ِفي َ‬ ‫ن ُكْن َ‬‫فيها‪ :‬و أخبرني عن قول ال عز و جل‪َ :‬فِإ ْ‬
‫المخاطب‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.316 :1‬‬
‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.316 :1‬‬
‫‪ -3‬علل الشرائع‪.1 /129 :‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر زيادة‪ :‬ما يشاء‪.‬‬
‫)‪ (2‬يونس ‪.95 :10‬‬
‫)‪ (3‬في »ط«‪ :‬الحسن‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪54 :‬‬
‫بالية؟ فإن كان المخاطب بها النبي )صلى ال عليه و آله( أليس قد شك فيما أنزل ال عز و جل إليه؟ و إن كان‬
‫المخاطب غيره فعلى غيره إذن أنزل القرآن؟‬
‫ك ِمّما َأْنَزْلنا‬ ‫شّ‬ ‫ت ِفي َ‬ ‫ن ُكْن َ‬ ‫قال موسى‪ :‬فسألت أخي علي بن محمد )عليهما السلم( عن ذلك‪ ،‬فقال‪» :‬أما قوله‪َ :‬فِإ ْ‬
‫ك فإن المخاطب بذلك رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و لم يكن في شك‬ ‫ن َقْبِل َ‬
‫ب ِم ْ‬ ‫ن اْلِكتا َ‬
‫ن َيْقَرُؤ َ‬ ‫ل اّلِذي َ‬ ‫سَئ ِ‬‫ك َف ْ‬‫ِإَلْي َ‬
‫مما أنزل ال عز و جل‪ ،‬و لكن قالت الجهلة‪ :‬كيف ل يبعث إلينا نبيا من الملئكة؟ إنه لم يفرق بينه و بين غيره في‬
‫الستغناء عن المأكل و المشرب و المشي في السواق‪ .‬فأوحى ال عز و جل إلى نبيه )صلى ال عليه و آله(‪:‬‬
‫ك بمحضر من الجهلة‪ ،‬هل بعث ال رسول قبلك إل و هو يأكل الطعام و يمشي‬ ‫ن َقْبِل َ‬
‫ب ِم ْ‬‫ن اْلِكتا َ‬ ‫ن َيْقَرُؤ َ‬ ‫ل اّلِذي َ‬‫سَئ ِ‬‫َف ْ‬
‫ك و لم يكن »‪ ،«1‬و لكن لينصفهم‪ ،‬كما قال له )صلى‬ ‫شّ‬ ‫ت ِفي َ‬ ‫ن ُكْن َ‬ ‫في السواق؟ و لك بهم أسوة‪ ،‬و إنما قال‪َ :‬فِإ ْ‬
‫ال عليه و آله(‪:‬‬
‫ن»‬ ‫عَلى اْلكاِذِبي َ‬ ‫ل َ‬ ‫ت ا ِّ‬‫ل َلْعَن َ‬ ‫جَع ْ‬ ‫ل َفَن ْ‬‫سُكْم ُثّم َنْبَتِه ْ‬
‫سنا َو َأْنُف َ‬ ‫ع َأْبناَءنا َو َأْبناَءُكْم َو ِنساَءنا َو ِنساَءُكْم َو َأْنُف َ‬ ‫ل َتعاَلْوا َنْد ُ‬ ‫َفُق ْ‬
‫‪ «2‬و لو قال‪ :‬تعالوا نبتهل فنجعل لعنة ال عليكم‪ .‬لم يكونوا يجيبون للمباهلة و قد عرف أن نبيه )صلى ال عليه و‬
‫آله( مؤد عنه رسالته‪ ،‬و ما هو من الكاذبين‪ ،‬و كذلك عرف النبي )صلى ال عليه و آله( أنه صادق فيما يقول‪ ،‬و‬
‫لكن أحب أن ينصف من نفسه«‪.‬‬
‫‪ -[3] /4970‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن الحسن )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان‪ ،‬عن‬
‫الحسين بن سعيد‪ ،‬عن حماد بن عيسى‪ ،‬عن إبراهيم بن عمر »‪ ،«3‬رفعه إلى أحدهما )عليهما السلم(‪ ،‬في قول‬
‫ك‪.‬‬‫ن َقْبِل َ‬‫ب ِم ْ‬ ‫ن اْلِكتا َ‬ ‫ن َيْقَرُؤ َ‬‫ل اّلِذي َ‬ ‫سَئ ِ‬‫ك َف ْ‬‫ك ِمّما َأْنَزْلنا ِإَلْي َ‬ ‫شّ‬ ‫ت ِفي َ‬ ‫ن ُكْن َ‬ ‫ال عز و جل لنبيه )صلى ال عليه و آله(‪َ :‬فِإ ْ‬
‫قال‪» :‬قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬ل أشك و ل أسأل«‪.‬‬
‫‪ -[4] /4971‬العياشي‪ :‬عن محمد بن سعيد السدي »‪ :«4‬أن موسى بن محمد بن الرضا )عليه السلم( أخبره‪ :‬أن‬
‫ك ِمّما َأْنَزْلنا ِإَلْي َ‬
‫ك‬ ‫شّ‬ ‫ت ِفي َ‬ ‫ن ُكْن َ‬ ‫يحيى بن أكثم كتب إليه يسأله عن مسائل‪ :‬أخبرني عن قول ال تبارك و تعالى‪َ :‬فِإ ْ‬
‫ك من المخاطب بالية؟ فإن كان المخاطب بها النبي )صلى ال عليه و آله( أليس‬ ‫ن َقْبِل َ‬
‫ب ِم ْ‬‫ن اْلِكتا َ‬ ‫ن َيْقَرُؤ َ‬ ‫ل اّلِذي َ‬‫سَئ ِ‬‫َف ْ‬
‫قد شك فيما أنزل ال؟ و إن كان المخاطب بها غيره فعلى غيره إذن انزل الكتاب؟‬
‫ن اْلِكتا َ‬
‫ب‬ ‫ن َيْقَرُؤ َ‬ ‫ل اّلِذي َ‬
‫سَئ ِ‬‫ك َف ْ‬‫ك ِمّما َأْنَزْلنا ِإَلْي َ‬ ‫شّ‬ ‫ت ِفي َ‬ ‫ن ُكْن َ‬ ‫قال موسى‪ :‬فسألت أخي عن ذلك‪ ،‬فقال‪» :‬فأما قوله‪َ :‬فِإ ْ‬
‫ك فإن المخاطب بذلك رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و لم يك في شك مما أنزل ال‪ ،‬و لكن‬ ‫ن َقْبِل َ‬‫ِم ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -3‬علل الشرائع‪.2 /130 :‬‬
‫‪ -4‬تفسير العّياشي ‪.42 /128 :2‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬و لم يقل‪.‬‬
‫)‪ (2‬آل عمران ‪[.....] .61 :3‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬عمير‪ ،‬تصحيف صوابه ما في المتن‪ ،‬و هو إبراهيم بن عمر اليماني‪ ،‬روى عن أبي جعفر و‬
‫ل )عليهما السلم(‪ ،‬و له أصل رواه عنه حّماد بن عيسى‪ ،‬رجال النجاشي‪ ،20 :‬فهرست الطوسي‪.9 :‬‬ ‫أبي عبد ا ّ‬
‫)‪ (4‬في المصدر‪ :‬محمد بن سعيد الزدي‪ ،‬و تقّدم في الحديث )‪ (2‬الذخري‪ ،‬عن علل الشرائع‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪55 :‬‬
‫قالت الجهلة‪ :‬كيف لم يبعث إلينا نبيا من الملئكة؟ إنه لم يفرق بينه و بين غيره في الستغناء عن المأكل و‬
‫ك بمحضر الجهلة‪ :‬هل بعث‬ ‫ن َقْبِل َ‬‫ب ِم ْ‬ ‫ن اْلِكتا َ‬ ‫ن َيْقَرُؤ َ‬‫ل اّلِذي َ‬ ‫سَئ ِ‬‫المشرب و المشي في السواق‪ .‬فأوحى ال إلى نبيه‪َ :‬ف ْ‬
‫ت ِفي‬ ‫ن ُكْن َ‬ ‫ال رسول قبلك إل و هو يأكل الطعام و يشرب و يمشى في السواق؟ و لك بهم أسوة‪ ،‬و إنما قال‪َ :‬فِإ ْ‬
‫ع َأْبناَءنا َو َأْبناَءُكْم َو ِنساَءنا َو ِنساَءُكْم َو‬ ‫ل َتعاَلْوا َنْد ُ‬ ‫ك و لم يكن‪ ،‬و لكن ليتبعهم‪ ،‬كما قال له )عليه السلم(‪َ :‬فُق ْ‬ ‫شّ‬ ‫َ‬
‫ن »‪ «1‬و لو قال‪ :‬تعالوا نبتهل فنجعل لعنة ال عليكم‪ .‬لم‬ ‫عَلى اْلكاِذِبي َ‬ ‫ل َ‬‫ت ا ِّ‬‫ل َلْعَن َ‬ ‫جَع ْ‬
‫ل َفَن ْ‬
‫سُكْم ُثّم َنْبَتِه ْ‬
‫سنا َو َأْنُف َ‬ ‫َأْنُف َ‬
‫يكونوا يجيبون »‪ «2‬للمباهلة‪ ،‬و قد عرف أن نبيكم مؤد عنه رسالته‪ ،‬و ما هو من الكاذبين‪ ،‬و كذلك عرف النبي‬
‫)صلى ال عليه و آله( أنه صادق فيما يقول‪ ،‬و لكن أحب أن ينصف من نفسه«‪.‬‬
‫شّ‬
‫ك‬ ‫ت ِفي َ‬ ‫ن ُكْن َ‬ ‫‪ -[5] /4972‬و عنه‪ :‬عن عبد الصمد بن بشير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬في قول ال‪َ :‬فِإ ْ‬
‫ك‪.‬‬‫ن َقْبِل َ‬‫ب ِم ْ‬‫ن اْلِكتا َ‬‫ن َيْقَرُؤ َ‬ ‫ل اّلِذي َ‬
‫سَئ ِ‬ ‫ك َف ْ‬‫ِمّما َأْنَزْلنا ِإَلْي َ‬
‫قال‪» :‬لما أسري بالنبي )صلى ال عليه و آله( ففرغ من مناجاة ربه‪ ،‬رد إلى البيت المعمور‪ -‬و هو بيت في‬
‫السماء الرابعة‪ ،‬بحذاء الكعبة‪ -‬فجمع ال النبيين و الرسل و الملئكة‪ ،‬و أمر جبرئيل فأذن و أقام‪ ،‬فتقدم فصلى بهم‪،‬‬
‫ن«‪.‬‬ ‫ن الُمْمَتِري َ‬ ‫ك إلى قوله‪ِ :‬م َ‬ ‫ن َقْبِل َ‬‫ب ِم ْ‬ ‫ن اْلِكتا َ‬ ‫ن َيْقَرُؤ َ‬
‫ل اّلِذي َ‬‫سَئ ِ‬‫فلما فرغ التفت إليه‪ ،‬فقال‪َ :‬ف ْ‬
‫ك‪.‬‬
‫ن َقْبِل َ‬
‫ب ِم ْ‬ ‫ن اْلِكتا َ‬ ‫ن َيْقَرُؤ َ‬ ‫ل اّلِذي َ‬ ‫سَئ ِ‬
‫‪ -[6] /4973‬ابن شهر آشوب‪ :‬سئل الباقر )عليه السلم( عن قوله تعالى‪َ :‬ف ْ‬
‫فقال‪» :‬قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬لما أسري بي إلى السماء الرابعة أذن جبرئيل و أقام‪ ،‬و جمع النبيين‬
‫و الصديقين و الشهداء و الملئكة‪ ،‬ثم تقدمت و صليت بهم‪ ،‬فلما انصرفت »‪ «3‬قال لي جبرئيل‪ :‬قل لهم‪ :‬بم‬
‫تشهدون؟‬
‫قالوا‪ :‬نشهد أن ل إله إل ال‪ ،‬و أنك رسول ال‪ ،‬و أن عليا أمير المؤمنين«‪.‬‬
‫‪) -[7] /4974‬تفسير الثعلبي( و )أربعين الخطيب( بإسنادهما عن الحسين بن محمد الدينوري‪ ،‬بإسناده عن‬
‫علقمة‪ ،‬عن ابن مسعود‪ ،‬عن النبي )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬قال‪» :‬لما عرج بي إلى السماء‪ ،‬انتهيت مع جبرئيل إلى‬
‫السماء الرابعة‪ ،‬فرأيت بيتا من ياقوت أحمر‪ ،‬فقال جبرئيل‪ :‬هذا هو البيت المعمور‪ ،‬خلقه ال تعالى قبل السماوات‬
‫و الرض بخمسين ألف عام‪ ،‬ثم قال‪ :‬قم‪ -‬يا محمد‪ -‬فصل‪ .‬و جمع ال النبيين فصليت بهم‪ ،‬فلما سلمت أتاني ملك‬
‫من عند ربي‪ ،‬و قال يا محمد‪ ،‬ربك يقرئك السلم‪ ،‬و يقول لك‪ :‬سل الرسل على ماذا أرسلتهم من قبلك؟ فسألهم‪،‬‬
‫فقالوا‪ :‬على وليتك و ولية علي بن أبي طالب«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -5‬تفسير العّياشي ‪.43 /128 :2‬‬
‫‪ ،.... -6‬البحار ‪ 79 /338 :37‬عن تأول اليات‪ ،‬و لم نجده في مناقب ابن شهر آشوب‪.‬‬
‫‪ ،.... -7‬مائة منقبة‪ 82 /150 :‬عن ابن عباس‪ ،‬ينابيع المودة‪ 82 :‬عن ابن مسعود‪.‬‬
‫)‪ (1‬آل عمران ‪.61 :3‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر و »ط«‪ :‬يجيئون‪.‬‬
‫)‪ (3‬في »س«‪ :‬انصرف‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪56 :‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫لِليَم ]‪-[1] /4975 [97 -96‬‬ ‫ب ا َْ‬‫حّتى َيَرُوا اْلَعذا َ‬
‫ل آَيٍة َ‬‫ن َو َلْو جاَءْتُهْم ُك ّ‬‫ك ل ُيْؤِمُنو َ‬‫ت َرّب َ‬‫عَلْيِهْم َكِلَم ُ‬
‫ت َ‬ ‫حّق ْ‬
‫ن َ‬‫ن اّلِذي َ‬
‫ِإ ّ‬
‫ن قال‪:‬‬ ‫ك ل ُيْؤِمُنو َ‬ ‫ت َرّب َ‬ ‫عَلْيِهْم َكِلَم ُ‬
‫ت َ‬‫حّق ْ‬
‫علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬الذين جحدوا أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ ،‬و قوله‪َ :‬‬
‫عرضت عليهم الولية‪ ،‬و قد فرض ال عليهم اليمان بها‪ ،‬فلم يؤمنوا بها‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫حياةِ الّدْنيا َو َمّتْعناُهْم‬‫ي ِفي اْل َ‬ ‫خْز ِ‬ ‫ب اْل ِ‬
‫عذا َ‬‫عْنُهْم َ‬‫شْفنا َ‬
‫س َلّما آَمُنوا َك َ‬‫ل َقْوَم ُيوُن َ‬
‫ت َفَنَفَعها ِإيماُنها ِإ ّ‬
‫ت َقْرَيٌة آَمَن ْ‬
‫َفَلْو ل كاَن ْ‬
‫ن ]‪[98‬‬ ‫حي ٍ‬
‫ِإلى ِ‬
‫‪ -[2] /4976‬محمد بن يعقوب‪ ،‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن عبد ال بن سنان‪،‬‬
‫عن معروف بن خربوذ‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬إن ل عز و جل رياح رحمة و رياح عذاب‪ ،‬فإن‬
‫شاء ال أن يجعل العذاب من الرياح رحمة فعل‪ -‬قال‪ -‬و لن يجعل الرحمة من الريح عذابا‪ -‬قال‪ -‬و ذلك أنه لم‬
‫يرحم قوما قط أطاعوه‪ ،‬و كانت طاعتهم إياه وبال عليهم‪ ،‬إل من بعد تحولهم عن طاعته »‪.««1‬‬
‫قال‪» :‬و كذلك فعل بقوم يونس لما آمنوا رحمهم ال بعد ما قد كان قدر عليهم العذاب و قضاه‪ ،‬ثم تداركهم‬
‫برحمته‪ ،‬فجعل العذاب المقدر عليهم رحمة‪ ،‬فصرفه عنهم‪ ،‬و قد أنزله عليهم و غشيهم‪ ،‬و ذلك لما آمنوا به و‬
‫تضرعوا إليه«‪.‬‬
‫‪ -[3] /4977‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن أحمد بن محمد )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن أبي عبد ال‬
‫الكوفي‪ ،‬عن موسى بن عمران النخعي‪ ،‬عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي‪ ،‬عن علي بن سالم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي‬
‫بصير‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬لي علة صرف ال عز و جل العذاب عن قوم يونس و قد أظلهم‪،‬‬
‫و لم يفعل‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.317 :1‬‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.64 /92 :8‬‬
‫‪ -3‬علل الشرائع‪.1 /77 :‬‬
‫طط‪ -‬أطاعوه‪ ،‬و ما كانت طاعتهم إّياه وبال عليهم إلّ من بعد‬ ‫ن المراد »أّنه لم يعّذب قوما‪ -‬ق ّ‬ ‫)‪ (1‬كذا‪ ،‬و الظاهر أ ّ‬
‫ل العالم‪.‬‬ ‫تحّولهم عن طاعته« و ا ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪57 :‬‬

‫ذلك بغيرهم من المم؟‬


‫فقال‪» :‬لنه كان في علم ال عز و جل أنه سيصرفه عنهم لتوبتهم‪ ،‬و إنما ترك إخبار يونس بذلك‪ ،‬لنه عز و جل‬
‫أراد أن يفرغه لعبادته في بطن الحوت‪ ،‬فيستوجب بذلك ثوابه و كرامته«‪.‬‬
‫‪ -[3] /4978‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن‬
‫الحسن الصفار‪ ،‬عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب‪ ،‬عن الحسن بن علي بن فضال‪ ،‬عن أبي المغرا حميد بن‬
‫المثنى العجلي‪ ،‬عن سماعة أنه سمعه )عليه السلم( و هو يقول‪» :‬ما رد ال العذاب عن قوم قد أظلهم إل قوم‬
‫يونس«‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬أ كان قد أظلهم؟ قال‪» :‬نعم‪ ،‬قد نالوه بأكفهم«‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬كيف كان ذلك؟ قال‪» :‬كان في العلم المثبت عند ال عز و جل الذي لم يطلع عليه أحد أنه سيصرفه عنهم«‪.‬‬
‫‪ -[4] /4979‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن جميل‪ ،‬قال‪ :‬قال لي أبو عبد ال )عليه‬
‫السلم(‪» :‬ما رد ال العذاب إل عن قوم يونس‪ ،‬و كان يونس يدعوهم إلى السلم فيأبون ذلك‪ ،‬فهم أن يدعو‬
‫عليهم‪ ،‬و كان فيهم رجلن‪ :‬عابد‪ ،‬و عالم‪ ،‬و كان اسم أحدهما تنوخا »‪ ،«1‬و الخر اسمه روبيل‪ ،‬فكان العابد‬
‫يشير على يونس بالدعاء عليهم‪ ،‬و كان العالم ينهاه‪ ،‬و يقول‪ :‬ل تدع عليهم‪ ،‬فإن ال يستجيب لك‪ ،‬و ل يحب هلك‬
‫عباده‪ .‬فقبل قول العابد‪ ،‬و لم يقبل قول العالم‪ ،‬فدعا عليهم‪ ،‬فأوحى ال عز و جل إليه‪ :‬يأتيهم العذاب في سنة كذا و‬
‫كذا‪ ،‬في شهر كذا و كذا‪ ،‬في يوم كذا و كذا‪.‬‬
‫فلما قرب الوقت خرج يونس من بينهم مع العابد و بقي العالم فيها‪ ،‬فلما كان في ذلك اليوم نزل العذاب‪ ،‬فقال العالم‬
‫لهم‪ :‬يا قوم‪ ،‬افزعوا إلى ال فلعله يرحمكم و يرد العذاب عنكم‪ .‬فقالوا‪ :‬كيف نصنع؟ قال‪ :‬اجتمعوا و اخرجوا إلى‬
‫المفازة‪ ،‬و فرقوا بين النساء و الولد‪ ،‬و بين البل و أولدها‪ ،‬و بين البقر و أولدها‪ ،‬و بين الغنم و أولدها‪ ،‬ثم‬
‫ابكوا و أدعوا‪ .‬فذهبوا و فعلوا ذلك‪ ،‬و ضجوا و بكوا‪ ،‬فرحمهم ال و صرف عنهم العذاب‪ ،‬و فرق العذاب على‬
‫الجبال‪ ،‬و قد كان نزل و قرب منهم‪.‬‬
‫فأقبل يونس لينظر كيف أهلكهم ال‪ ،‬فرأى الزارعين يزرعون في أرضهم‪ ،‬قال لهم‪ :‬ما فعل قوم يونس؟ فقالوا له‪،‬‬
‫و لم يعرفوه‪ :‬إن يونس دعا عليهم فاستجاب ال له‪ ،‬و نزل العذاب عليهم‪ ،‬فاجتمعوا و بكوا و دعوا فرحمهم ال‪ ،‬و‬
‫صرف ذلك عنهم‪ ،‬و فرق العذاب على الجبال‪ ،‬فهم إذن يطلبون يونس ليؤمنوا به‪.‬‬
‫فغضب يونس‪ ،‬و مر على وجهه مغاضبا‪ ،‬كما حكى ال تعالى‪ ،‬حتى انتهى إلى ساحل البحر‪ ،‬فإذا سفينة قد‬
‫شحنت‪ ،‬و أرادوا أن يدفعوها‪ ،‬فسألهم يونس أن يحملوه فحملوه‪ ،‬فلما توسطوا البحر بعث ال حوتا عظيما‪ ،‬فحبس‬
‫عليهم السفينة من قدامها‪ ،‬فنظر إليه يونس ففزع منه‪ ،‬و صار إلى مؤخر السفينة فدار إليه الحوت و فتح فاه‪،‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -3‬علل الشرائع‪.2 /77 :‬‬
‫‪ -4‬تفسير القّمي ‪[.....] .317 :1‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬مليخا‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪58 :‬‬
‫فخرج أهل السفينة‪ ،‬فقالوا‪ :‬فينا عاص‪ .‬فتساهموا »‪ «1‬فخرج سهم يونس‪ ،‬و هو قول ال عز و جل‪َ :‬فساَهَم َفكا َ‬
‫ن‬
‫ضي َ‬
‫ن‬ ‫ح ِ‬ ‫ن اْلُمْد َ‬
‫ِم َ‬
‫»‪ «2‬فأخرجوه فألقوه في البحر‪ ،‬فالتقمه الحوت و مر به في الماء‪.‬‬
‫و قد سأل بعض اليهود أمير المؤمنين )عليه السلم( عن سجن طاف أقطار الرض بصاحبه‪ .‬قال‪ :‬يا يهودي‪ ،‬أما‬
‫السجن الذي طاف أقطار الرض بصاحبه‪ ،‬فإنه الحوت الذي حبس يونس في بطنه‪ ،‬فدخل في بحر القلزم‪ ،‬ثم‬
‫خرج إلى بحر مصر‪ ،‬ثم دخل في بحر طبرستان‪ ،‬ثم خرج في دجلة الغور »‪ ،«3‬ثم مرت به تحت الرض حتى‬
‫لحقت بقارون‪ ،‬و كان قارون هلك في أيام موسى )عليه السلم(‪ ،‬و وكل ]ال[ به ملكا يدخله في الرض كل يوم‬
‫قامة رجل‪ ،‬و كان يونس في بطن الحوت يسبح ال و يستغفره‪ ،‬فسمع قارون صوته‪ ،‬فقال للملك الموكل به‪:‬‬
‫أنظرني فإني أسمع كلم آدمي‪ .‬فأوحى ال إلى الملك الموكل به‪ :‬أنظره‪ .‬فأنظره‪ ،‬ثم قال قارون‪ :‬من أنت؟ قال‬
‫يونس‪ ،‬أنا المذنب الخاطئ يونس بن متى‪.‬‬
‫قال‪ :‬فما فعل الشديد الغضب ل موسى بن عمران؟ قال‪ :‬هيهات! هلك‪.‬‬
‫قال‪ :‬فما فعل الرءوف الرحيم على قومه هارون بن عمران؟ قال‪ :‬هلك‪.‬‬
‫قال‪ :‬فما فعلت كلثم بنت عمران التي كانت سميت لي؟ قال‪ :‬هيهات! ما بقي من آل عمران أحد‪.‬‬
‫فقال قارون‪ :‬وا أسفا على آل عمران‪ .‬فشكر ال له ذلك‪ ،‬فأمر ال الملك الموكل به أن يرفع عنه العذاب أيام الدنيا‪،‬‬
‫فرفع عنه‪.‬‬
‫فلما رأى يونس ذلك نادى في الظلمات‪ :‬أن ل إله إل أنت سبحانك‪ ،‬إني كنت من الظالمين‪ .‬فاستجاب ال له‪ ،‬و أمر‬
‫الحوت أن يلفظه فلفظه على ساحل البحر‪ ،‬و قد ذهب جلده و لحمه‪ .‬و أنبت ال عليه شجرة من يقطين‪ -‬و هي‬
‫الدباء »‪ -«4‬فأظلته عن الشمس فشكر »‪ ،«5‬ثم أمر ال الشجرة فتنحت عنه‪ ،‬و وقعت الشمس عليه فجزع‪،‬‬
‫فأوحى ال إليه‪ :‬يا يونس‪ ،‬لم لم ترحم مائة ألف أو يزيدون‪ ،‬و أنت تجزع من ألم ساعة؟ فقال‪ :‬يا رب‪ ،‬عفوك‬
‫ل َقْوَم‬
‫ت َفَنَفَعها ِإيماُنها ِإ ّ‬
‫ت َقْرَيٌة آَمَن ْ‬
‫عفوك‪ ،‬فرد ال عليه بدنه و رجع إلى قومه و آمنوا به‪ ،‬و هو قوله‪َ :‬فَلْو ل كاَن ْ‬
‫ن«‪ .‬و قالوا‪ :‬مكث يونس في بطن‬ ‫حي ٍ‬
‫حياِة الّدْنيا َو َمّتْعناُهْم ِإلى ِ‬
‫ي ِفي اْل َ‬
‫خْز ِ‬
‫ب اْل ِ‬
‫عذا َ‬
‫عْنُهْم َ‬
‫شْفنا َ‬
‫س َلّما آَمُنوا َك َ‬
‫ُيوُن َ‬
‫الحوت تسع ساعات‪.‬‬
‫‪ -[5] /4980‬ثم قال‪ :‬و في رواية أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬لبث يونس )عليه السلم(‬
‫في بطن الحوت ثلثة أيام‪ ،‬و نادى في الظلمات الثلث‪ -‬ظلمة بطن الحوت‪ ،‬و ظلمة الليل‪ ،‬و ظلمة البحر‪ -‬أن ل‬
‫إله إل أنت‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -5‬تفسير القّمي ‪.319 :1‬‬
‫)‪ (1‬تساهموا‪ :‬تقارعوا‪» .‬الصحاح‪ -‬سهم‪.«1957 :5 -‬‬
‫)‪ (2‬الصافات ‪.141 :37‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬دجلة الغوراء‪ ،‬و في معجم البلدان‪ :‬دجلة العوراء‪ :‬اسم لدجلة البصرة‪ ،‬علم لها‪.‬‬
‫)‪ (4‬الّدّباء‪ :‬القرع‪» .‬المعجم الوسيط‪ -‬دب‪.«268 :1 -‬‬
‫)‪ (5‬في »ط«‪ :‬فسكن‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪59 :‬‬
‫سبحانك إني كنت من الظالمين‪ .‬فاستجاب له ربه‪ ،‬فأخرجه الحوت إلى الساحل‪ ،‬ثم قذفه فألقاه بالساحل‪ ،‬و أنبت ال‬
‫عليه شجرة من يقطين‪ -‬و هو القرع‪ -‬فكان يمصه و يستظل به و بورقه‪ ،‬و كان تساقط شعره ورق جلده‪.‬‬
‫و كان يونس يسبح و يذكر ال الليل و النهار‪ ،‬فلما أن قوي و اشتد بعث ال دودة‪ ،‬فأكلت أسفل القرع فذبلت‬
‫القرعة ثم يبست‪ ،‬فشق ذلك على يونس‪ ،‬فظل حزينا‪ ،‬فأوحى ال إليه‪ :‬مالك حزينا‪ ،‬يا يونس‪ ،‬قال‪ :‬يا رب‪ ،‬هذه‬
‫الشجرة التي كانت تنفعني سلطت عليها دودة فيبست‪ ،‬فقال‪ :‬يا يونس‪ ،‬أحزنت لشجرة لم تزرعها و لم تسقها و لم‬
‫تعي »‪ «1‬بها أن يبست حين استغنيت عنها و لم تجزع لمائة ألف أو يزيدون »‪ «2‬أردت أن ينزل عليهم العذاب؟!‬
‫إن أهل نينوى قد آمنوا و اتقوا فارجع إليهم‪.‬‬
‫فانطلق يونس إلى قومه‪ ،‬فلما دنا من نينوى استحيا أن يدخل‪ ،‬فقال لراع لقيه‪ :‬ائت أهل نينوى فقل لهم‪ :‬إن هذا‬
‫يونس قد جاء‪ .‬قال الراعي أ تكذب‪ ،‬أما تستحيي‪ ،‬و يونس قد غرق في البحر و ذهب‪ .‬قال له يونس‪ :‬إن نطقت‬
‫الشاة بأني يونس‪ ،‬قبلت مني؟ فقال الراعي‪ :‬بلى‪ .‬قال يونس‪ :‬اللهم أنطق هذه الشاة حتى تشهد له بأني يونس‬
‫فانطقت »‪ «3‬الشاة له بأنه يونس‪.‬‬
‫فلما أتى الراعي قومه و أخبرهم‪ ،‬أخذوه و هموا بضربه‪ ،‬فقال‪ :‬إن لي بينة لما أقول‪ .‬قالوا‪ :‬من يشهد؟ قال‪:‬‬
‫هذه الشاة تشهد‪ .‬فشهدت بأنه صادق و أن يونس قد رده ال إليهم‪ ،‬فخرجوا يطلبونه‪ ،‬فوجدوه فجاءوا به‪ ،‬و آمنوا و‬
‫حسن إيمانهم‪ ،‬فمتعهم ال إلى حين و هو الموت‪ ،‬و أجارهم من ذلك العذاب«‪.‬‬
‫‪ -[6] /4981‬العياشي‪ :‬عن أبي عبيدة الحذاء‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬قال‪ :‬سمعته يقول‪» :‬وجدنا في بعض‬
‫كتب أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ ،‬قال‪ :‬حدثني رسول ال )صلى ال عليه و آله( أن جبرئيل )عليه السلم( حدثه‬
‫أن يونس بن متى )عليه السلم( بعثه ال إلى قومه و هو ابن ثلثين سنة‪ ،‬و كان رجل تعتريه الحدة و كان قليل‬
‫الصبر على قومه و المداراة لهم‪ ،‬عاجزا عما حمل من ثقل حمل أوقار النبوة و أعلمها‪ ،‬و أنه تفسخ تحتها كما‬
‫يتفسخ تحتها كما يتفسخ الجذع تحت حمله »‪.«4‬‬
‫و أنه أقام فيهم يدعوهم إلى اليمان بال و التصديق به و اتباعه ثلثا و ثلثين سنة‪ ،‬فلم يؤمن به و لم يتبعه من‬
‫قومه إل رجلن اسم أحدهما روبيل‪ ،‬و اسم الخر تنوخا‪ ،‬و كان روبيل من أهل بيت العلم و النبوة و الحكمة‪ ،‬و‬
‫كان قديم الصحبة ليونس بن متى من قبل أن يبعثه ال بالنبوة‪ .‬و كان تنوخا رجل مستضعفا عابدا زاهدا‪ ،‬منهمكا‬
‫في العبادة‪ ،‬و ليس له علم و ل حكم‪ ،‬و كان روبيل صاحب غنم يرعاها و يتقوت منها‪ ،‬و كان تنوخا رجل حطابا‬
‫يحتطب على رأسه‪ ،‬و يأكل من كسبه‪ .‬و كان لروبيل منزلة من يونس غير منزلة تنوخا‪ ،‬لعلم روبيل و حكمته و‬
‫قديم صحبته‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪.44 /129 :2‬‬
‫)‪ (1‬في »ط«‪ :‬و لم تعبأ‪.‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬و لم تحزن لهل نينوى أكثر من مائة ألف‪.‬‬
‫ن هذه الشاة تشهد لك أّني يونس‪ .‬فنطقت‪.‬‬ ‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬و ذهب‪ .‬قال له‪ :‬اللهّم إ ّ‬
‫)‪ (4‬الجذع‪ :‬الشاب من البل‪ ،‬و الكلم كناية عن عدم التحّمل لما يعرض لها‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪60 :‬‬
‫فلما رأى يونس أن قومه ل يجيبونه و ل يؤمنون ضجر‪ ،‬و عرف من نفسه قله الصبر‪ ،‬فشكا ذلك إلى ربه‪ ،‬و كان‬
‫فيما شكا أن قال‪ :‬يا رب‪ ،‬إنك بعثتني إلى قومي و لي ثلثون سنة‪ ،‬فلبثت فيهم أدعوهم إلى اليمان بك و التصديق‬
‫برسالتي‪ ،‬و أخوفهم عذابك و نقمتك ثلثا و ثلثين سنة‪ ،‬فكذبوني و لم يؤمنوا بي‪ ،‬و جحدوا نبوتي و استخفوا‬
‫برسالتي‪ ،‬و قد تواعدوني و خفت أن يقتلوني‪ ،‬فأنزل عليهم عذابك‪ ،‬فإنهم قوم ل يؤمنون«‪.‬‬
‫قال‪» :‬فأوحى ال إلى يونس‪ :‬أن فيهم الحمل و الجنين و الطفل‪ ،‬و الشيخ الكبير و المرأة الضعيفة و المستضعف‬
‫المهين‪ ،‬و أنا الحكم العدل‪ ،‬سبقت رحمتي غضبي‪ ،‬ل اعذب الصغار بذنوب الكبار من قومك‪ ،‬و هم‪ -‬يا يونس‪-‬‬
‫عبادي و خلقي و بريتي في بلدي و في عيلتي‪ ،‬أحب أن أتأناهم و أرفق بهم و أنتظر توبتهم‪ ،‬و إنما بعثتك إلى‬
‫قومك لتكون حيطا عليهم‪ ،‬تعطف عليهم لسخاء الرحم الماسة منهم‪ ،‬و تتأناهم و برأفة النبوة‪ ،‬و تصبر معهم‬
‫بأحلم الرسالة‪ ،‬و تكون لهم كهيئة الطبيب المداوي العالم بمداواة الداء‪ ،‬فخرقت بهم »‪ ،«1‬و لم تستعمل قلوبهم‬
‫بالرفق‪ ،‬و لم تسسهم بسياسة المرسلين‪ ،‬ثم سألتني عن »‪ «2‬سوء نظرك العذاب لهم عند قلة الصبر منك‪ ،‬و عبدي‬
‫نوح كان أصبر منك على قومه‪ ،‬و أحسن صحبة‪ ،‬و أشد تأنيا في الصبر عندي‪ ،‬و أبلغ في العذر‪ ،‬فغضبت له‬
‫حين غضب لي‪ ،‬و أجبته حين دعاني‪.‬‬
‫فقال يونس‪ :‬يا رب‪ ،‬إنما غضبت عليهم فيك‪ ،‬و إنما دعوت عليهم حين عصوك‪ ،‬فوعزتك ل أتعطف عليهم برأفة‬
‫أبدا‪ ،‬و ل أنظر إليهم بنصيحة شفيق بعد كفرهم و تكذيبهم إياي‪ ،‬و جحدهم نبوتي‪ ،‬فأنزل عليهم عذابك‪ ،‬فإنهم ل‬
‫يؤمنون أبدا‪.‬‬
‫فقال ال‪ :‬يا يونس‪ ،‬إنهم مائة ألف أو يزيدون من خلقي‪ ،‬يعمرون بلدي‪ ،‬و يلدون عبادي‪ ،‬و محبتي أن أتأناهم‬
‫للذي سبق من علمي فيهم و فيك‪ ،‬و تقديري و تدبيري غير علمك و تقديرك‪ ،‬و أنت المرسل و أنا الرب الحكيم‪ ،‬و‬
‫علمي فيهم‪ -‬يا يونس‪ -‬باطن في الغيب عندي ل يعلم ما منتهاه‪ ،‬و علمك فيهم ظاهر ل باطن له‪ .‬يا يونس‪ ،‬قد‬
‫أجبتك إلى ما سألت من إنزال العذاب عليهم‪ ،‬و ما ذلك‪ -‬يا يونس‪ -‬بأوفر لحظك عندي‪ ،‬و ل أحمد »‪ «3‬لشأنك‪ ،‬و‬
‫سيأتيهم العذاب في شوال يوم الربعاء وسط الشهر بعد طلوع الشمس‪ ،‬فأعلمهم ذلك«‪.‬‬
‫قال‪» :‬فسر ذلك يونس و لم يسؤه‪ ،‬و لم يدر ما عاقبته‪ ،‬فانطلق يونس إلى تنوخا العابد‪ ،‬فأخبره بما أوحى ال إليه‬
‫من نزول العذاب على قومه في ذلك اليوم‪ ،‬و قال له‪ :‬انطلق حتى أعلمهم بما أوحى ال إلي من نزول العذاب‪.‬‬
‫فقال تنوخا‪ :‬فدعهم في غمرتهم و معصيتهم حتى يعذبهم ال تعالى‪.‬‬
‫فقال له يونس‪ :‬بل نلقى روبيل فنشاوره‪ ،‬فإنه رجل عالم حكيم من أهل بيت النبوة‪ ،‬فانطلقا إلى روبيل‪ ،‬فأخبره‬
‫يونس بما أوحى ال إليه من نزول العذاب على قومه في شوال يوم الربعاء في وسط الشهر بعد طلوع الشمس‪.‬‬
‫فقال له‪ :‬ما ترى؟ انطلق بنا حتى أعلمهم ذلك‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬أي لم ترفق بهم و تحسن معاملتهم‪.‬‬
‫)‪ (2‬في »ط« نسخة بدل‪ :‬مع‪[.....] .‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬و ل أجمل‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪61 :‬‬
‫فقال له روبيل‪ :‬ارجع إلى ربك رجعة نبي حكيم و رسول كريم‪ ،‬و سله أن يصرف عنهم العذاب فإنه غني عن‬
‫عذابهم‪ ،‬و هو يحب الرفق بعباده‪ ،‬و ما ذلك بأضر لك عنده و ل أسوأ لمنزلتك لديه‪ ،‬و لعل قومك بعد ما سمعت و‬
‫رأيت من كفرهم و جحودهم يؤمنون يوما‪ ،‬فصابرهم و تأنهم‪.‬‬
‫فقال له تنوخا‪ :‬و يحك يا روبيل! ما أشرف على يونس و أمرته به بعد كفرهم بال‪ ،‬و جحدهم لنبيه‪ ،‬و تكذيبهم‬
‫إياه‪ ،‬و إخراجهم إياه من مساكنه‪ ،‬و ما هموا به من رجمه! فقال روبيل لتنوخا‪ :‬اسكت‪ ،‬فانك رجل عابد‪ ،‬ل علم‬
‫لك‪ ،‬ثم أقبل على يونس‪ ،‬فقال‪ :‬أ رأيت يا يونس إذا أنزل ال العذاب على قومك‪ ،‬أ ينزله فيهلكهم جميعا أو يهلك‬
‫بعضا و يبقي بعضا؟ فقال له يونس‪ :‬بل يهلكهم ال جميعا‪ ،‬و كذلك سألته‪ ،‬ما دخلتني لهم رحمة تعطف فأراجع ال‬
‫فيها و أسأله أن يصرف عنهم‪.‬‬
‫فقال له روبيل‪ :‬أ تدري‪ -‬يا يونس‪ -‬لعل ال إذا أنزل عليهم العذاب فأحسوا به أن يتوبوا إليه و يستغفروا فيرحمهم‪،‬‬
‫فإنه أرحم الراحمين‪ ،‬و يكشف عنهم العذاب من بعد ما أخبرتهم عن ال أنه ينزل عليهم العذاب يوم الربعاء‪،‬‬
‫فتكون بذلك عندهم كذابا‪.‬‬
‫فقال له تنوخا‪ :‬ويحك‪ -‬يا روبيل‪ -‬لقد قلت عظيما‪ ،‬يخبرك النبي المرسل أن ال أوحى إليه بأن العذاب ينزل عليهم‪،‬‬
‫فترد قول ال و تشك فيه و في قول رسوله؟! اذهب فقد حبط عملك‪.‬‬
‫فقال روبيل لتنوخا‪ :‬لقد فشل رأيك‪ ،‬ثم أقبل على يونس‪ ،‬فقال‪ :‬إذا نزل الوحي و المر من ال فيهم على ما انزل‬
‫عليك فيهم من إنزال العذاب عليهم و قوله الحق‪ ،‬أ رأيت إذا كان ذلك فهلك قومك كلهم و خربت قريتهم‪ ،‬أليس‬
‫يمحوا ال اسمك من النبوة‪ ،‬و تبطل رسالتك‪ ،‬و تكون كبعض ضعفاء الناس‪ ،‬و يهلك على يديك مائة ألف أو‬
‫يزيدون من الناس؟‬
‫فأبى يونس أن يقبل وصيته‪ ،‬فانطلق و معه تنوخا إلى قومه‪ ،‬فأخبرهم أن ال أوحى إليه أنه منزل العذاب عليكم‬
‫يوم الربعاء في شوال في وسط الشهر بعد طلوع الشمس‪ .‬فردوا عليه قوله‪ ،‬فكذبوه و أخرجوه من قريتهم إخراجا‬
‫عنيفا‪ .‬فخرج يونس و معه تنوخا من القرية‪ ،‬و تنحيا عنهم غير بعيد‪ ،‬و أقاما ينتظران العذاب‪.‬‬
‫و أقام روبيل مع قومه في قريتهم‪ ،‬حتى إذا دخل عليهم شوال صرخ روبيل بأعلى صوته في رأس الجبل إلى‬
‫القوم‪ :‬أنا روبيل‪ ،‬شفيق عليكم‪ ،‬رحيم بكم‪ ،‬هذا شوال قد دخل عليكم‪ ،‬و قد أخبركم يونس نبيكم و رسول ربكم أن‬
‫ال أوحى إليه أن العذاب ينزل عليكم في شوال في وسط الشهر يوم الربعاء بعد طلوع الشمس‪ ،‬و لن يخلف ال‬
‫وعده رسول‪ ،‬فانظروا ما أنتم صانعون؟ فأفزعهم كلمه و وقع في قلوبهم تحقيق نزول العذاب‪ ،‬فأجفلوا نحو‬
‫روبيل‪ ،‬و قالوا له‪ :‬ماذا أنت مشير به علينا‪ -‬يا روبيل‪ -‬فإنك رجل عالم حكيم‪ ،‬لم نزل نعرفك بالرأفة »‪ «1‬علينا و‬
‫الرحمة لنا‪ ،‬و قد بلغنا ما أشرت به على يونس فينا‪ ،‬فمرنا بأمرك و أشر علينا برأيك‪.‬‬
‫فقال لهم روبيل‪ :‬فإني أرى لكم و أشير عليكم أن تنظروا و تعمدوا إذا طلع الفجر يوم الربعاء في وسط الشهر‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬بالرقة‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪62 :‬‬
‫أن تعزلوا الطفال عن المهات في أسفل الجبل في طريق الودية‪ ،‬و توقفوا النساء و كل المواشي جميعا عن‬
‫أطفالها في سفح الجبل‪ ،‬و يكون هذا كله قبل طلوع الشمس‪ ،‬فإذا رأيتم ريحا صفراء أقبلت من المشرق‪ ،‬فعجوا‬
‫عجيجا‪ ،‬الكبير منكم و الصغير بالصراخ و البكاء‪ ،‬و التضرع إلى ال‪ ،‬و التوبة إليه و الستغفار له‪ ،‬و ارفعوا‬
‫رؤوسكم إلى السماء‪ ،‬و قولوا‪ :‬ربنا ظلمنا أنفسنا و كذبنا نبيك و تبنا إليك من ذنوبنا‪ ،‬و إن لم تغفر لنا و ترحمنا‬
‫لنكونن من الخاسرين المعذبين‪ ،‬فاقبل توبتنا و ارحمنا يا أرحم الراحمين‪ .‬ثم ل تملوا من البكاء و الصراخ و‬
‫التضرع إلى ال و التوبة إليه حتى تتوارى الشمس بالحجاب‪ ،‬أو يكشف ال عنكم العذاب قبل ذلك‪ .‬فأجمع رأي‬
‫القوم جميعا على أن يفعلوا ما أشار به عليهم روبيل‪.‬‬
‫فلما كان يوم الربعاء الذي توقعوا فيه العذاب‪ ،‬تنحى روبيل عن القرية حيث يسمع صراخهم و يرى العذاب إذا‬
‫نزل‪ ،‬فلما طلع الفجر يوم الربعاء فعل قوم يونس ما أمرهم روبيل به‪ ،‬فلما بزغت الشمس أقبلت ريح صفراء‬
‫مظلمة مسرعة‪ ،‬لها صرير و حفيف و هدير‪ ،‬فلما رأوها عجوا جميعا بالصراخ و البكاء و التضرع إلى ال‪ ،‬و‬
‫تابوا إليه و استغفروه‪ ،‬و صرخت الطفال بأصواتها تطلب أمهاتها‪ ،‬و عجت سخال »‪ «1‬البهائم تطلب الثدي‪ ،‬و‬
‫عجت النعام تطلب الرعي‪ ،‬فلم يزالوا بذلك و يونس و تنوخا يسمعان ضجيجهم »‪ «2‬و صراخهم‪ ،‬و يدعوان ال‬
‫بتغليظ العذاب عليهم‪ ،‬و روبيل في موضعه يسمع صراخهم و عجيجهم‪ ،‬و يرى ما نزل‪ ،‬و هو يدعو ال بكشف‬
‫العذاب عنهم‪.‬‬
‫فلما أن زالت الشمس‪ ،‬و فتحت أبواب السماء‪ ،‬و سكن غضب الرب تعالى‪ ،‬رحمهم الرحمن فاستجاب دعاءهم‪ ،‬و‬
‫قبل توبتهم‪ ،‬و أقالهم عثرتهم‪ ،‬و أوحى ال إلى إسرافيل )عليه السلم(‪ :‬أن اهبط إلى قوم يونس‪ ،‬فإنهم قد عجوا إلي‬
‫بالبكاء و التضرع‪ ،‬و تابوا إلي و استغفروني‪ ،‬فرحمتهم و تبت عليهم‪ ،‬و أنا ال التواب الرحيم‪ ،‬أسرع إلى قبول‬
‫توبة عبدي التائب من الذنوب‪ ،‬و قد كان عبدي يونس و رسولي سألني نزول العذاب على قومه‪ ،‬و قد أنزلته‬
‫عليهم‪ ،‬و أنا ال أحق من وفى بعهده‪ ،‬و قد أنزلته عليهم‪ ،‬و لم يكن اشترط يونس حين سألني أن انزل عليهم‬
‫العذاب أن اهلكهم‪ ،‬فاهبط إليهم فاصرف عنهم ما قد نزل بهم من عذابي‪.‬‬
‫فقال إسرافيل‪ :‬يا رب‪ ،‬إن عذابك قد بلغ أكتافهم‪ ،‬و كاد أن يهلكهم‪ ،‬و ما أراه إل و قد نزل بساحتهم‪ ،‬فإلى أين‬
‫أصرفه؟‬
‫فقال ال‪ :‬كل إني قد أمرت ملئكتي أن يصرفوه‪ ،‬و ل ينزلوه عليهم حتى يأتيهم أمري فيهم و عزيمتي‪ ،‬فاهبط‪ -‬يا‬
‫إسرافيل‪ -‬عليهم‪ ،‬و اصرفه عنهم‪ ،‬و اضرب به إلى الجبال بناحية مفايض العيون و مجاري السيول في الجبال‬
‫العاتية‪ ،‬المستطيلة على الجبال‪ ،‬فأذلها به و لينها حتى تصير ملتئمة »‪ «3‬حديدا جامدا‪ .‬فهبط إسرافيل عليهم فنشر‬
‫أجنحته فاستاق بها ذلك العذاب‪ ،‬حتى ضرب بها تلك الجبال التي أوحى ال إليه أن يصرفه إليها‪ -‬قال أبو‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬السخال‪ :‬جمع سخلة‪ ،‬ولد الغنم ذكرا كان أو أنثى‪» .‬الصحاح‪ -‬سخل‪.«18728 :5 -‬‬
‫)‪ (2‬في »ط«‪ :‬صيحتهم‪.‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬ملّينة‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪63 :‬‬
‫جعفر )عليه السلم(‪ :‬و هي الجبال التي بناحية الموصل اليوم‪ -‬فصارت حديدا إلى يوم القيامة‪ .‬فلما رأى قوم‬
‫يونس أن العذاب قد صرف عنهم هبطوا إلى منازلهم من رؤوس الجبال‪ ،‬و ضموا إليهم نساءهم و أولدهم و‬
‫أموالهم‪ ،‬و حمدوا ال على ما صرف عنهم‪.‬‬
‫و أصبح يونس و تنوخا يوم الخميس في موضعهما الذي كانا فيه‪ ،‬ل يشكان أن العذاب قد نزل بهم و أهلكهم‬
‫جميعا‪ ،‬لما خفيت أصواتهم عنهما‪ ،‬فأقبل ناحية القرية يوم الخميس مع طلوع الشمس‪ ،‬ينظران إلى ما صار إليه‬
‫القوم‪ ،‬فلما دنوا من القوم و استقبلهم الحطابون و الحمارة »‪ «1‬و الرعاة بأغنامهم‪ ،‬و نظروا إلى أهل القرية‬
‫مطمئنين‪ ،‬قال يونس لتنوخا‪ :‬يا تنوخا‪ ،‬كذبني الوحي‪ ،‬و كذبت و عدي لقومي‪ ،‬ل و عزة ربي ل يرون لي وجها‬
‫أبدا بعد ما كذبني الوحي »‪ «2‬فانطلق يونس هاربا على وجهه‪ ،‬مغاضبا لربه »‪ ،«3‬ناحية بحر أيلة متنكرا‪ ،‬فرارا‬
‫عَلْيِه »‬
‫ن َنْقِدَر َ‬
‫ن َل ْ‬
‫ن َأ ْ‬
‫ظّ‬‫ضبًا َف َ‬
‫ب ُمغا ِ‬‫ن ِإْذ َذَه َ‬
‫من أن يراه أحد من قومه‪ ،‬فيقول له‪ :‬يا كذاب‪ ،‬فلذلك قال ال‪َ :‬و َذا الّنو ِ‬
‫‪ «4‬الية‪.‬‬
‫و رجع تنوخا إلى القرية‪ ،‬فلقي روبيل‪ ،‬فقال له‪ :‬يا تنوخا‪ ،‬أي الرأيين كان أصوب و أحق أن يتبع‪ :‬رأيي‪ ،‬أو‬
‫رأيك؟‬
‫فقال له تنوخا‪ :‬بل رأيك كان أصوب‪ ،‬و لقد كنت أشرت برأي الحكماء و العلماء‪.‬‬
‫و قال له تنوخا‪ :‬أما إني لم أزل أرى أني أفضل منك لزهدي و فضل عبادتي‪ ،‬حتى استبان فضلك لفضل علمك‪ ،‬و‬
‫ما أعطاك ال ربك من الحكمة مع التقوى أفضل من الزهد و العبادة بل علم‪ .‬فاصطحبا فلم يزال مقيمين مع‬
‫قومهما‪ ،‬و مضى يونس على وجهه مغاضبا لربه‪ ،‬فكان من قصته ما أخبر ال به في كتابه إلى قوله‪َ :‬فآَمُنوا‬
‫ن »‪.««5‬‬ ‫حي ٍ‬
‫َفَمّتْعناُهْم ِإلى ِ‬
‫قال أبو عبيدة‪ :‬قلت لبي جعفر )عليه السلم(‪ :‬كم كان غاب يونس عن قومه حتى رجع إليهم بالنبوة و الرسالة‬
‫فآمنوا به و صدقوه؟‬
‫قال‪» :‬أربعة أسابيع‪ :‬سبعا منها‪ :‬في ذهابه إلى البحر‪ ،‬و سبعا منها في رجوعه إلى قومه«‪.‬‬
‫فقلت له‪ :‬و ما هذه السابيع شهور‪ ،‬أو أيام‪ ،‬أو ساعات؟‬
‫فقال‪» :‬يا أبا عبيدة‪ ،‬إن العذاب أتاهم يوم الربعاء‪ ،‬في النصف من شوال‪ ،‬و صرف عنهم من يومهم ذلك‪ ،‬فانطلق‬
‫يونس مغاضبا فمضى يوم الخميس‪ ،‬سبعة أيام في مسيره إلى البحر‪ ،‬و سبعة أيام في بطن الحوت‪ ،‬و سبعة أيام‬
‫تحت الشجرة بالعراء‪ ،‬و سبعة أيام في رجوعه إلى قومه‪ ،‬فكان ذهابه و رجوعه مسير ثمانية و عشرين يوما‪ ،‬ثم‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬الحّمارة‪ :‬أصحاب الحمير في السفر‪» .‬الصحاح‪ -‬حمر‪.«637 :2 -‬‬
‫سلم(‪» :‬بعد ما كذبني الوحي« أي باعتقاد القوم‪ ،‬البحار ‪.399 :17‬‬ ‫ل(‪ :‬قوله )عليه ال ّ‬‫)‪ (2‬قال المجلسي )رحمه ا ّ‬
‫ل تعالى ل‬ ‫ل(‪ :‬قوله‪» :‬مغاضبا لرّبه« أي على قومه لرّبه تعالى‪ ،‬أي كان غضبه ّ‬ ‫)‪ (3‬قال المجلسي )رحمه ا ّ‬
‫للهوى‪ ،‬أو خائفا عن تكذيب قومه لما تخّلف عنه من وعد رّبه‪ ،‬البحار ‪.399 :17‬‬
‫)‪ (4‬النبياء ‪.87 :21‬‬
‫)‪ (5‬الصافات ‪.148 :37‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪64 :‬‬
‫س َلّما آَمُنوا‬
‫ل َقْوَم ُيوُن َ‬
‫ت َفَنَفَعها ِإيماُنها ِإ ّ‬
‫ت َقْرَيٌة آَمَن ْ‬
‫أتاهم فآمنوا به و صدقوه و اتبعوه‪ ،‬فلذلك قال ال‪َ :‬فَلْو ل كاَن ْ‬
‫ي«‪.‬‬‫خْز ِ‬ ‫ب اْل ِ‬
‫عذا َ‬
‫عْنُهْم َ‬
‫شْفنا َ‬
‫َك َ‬
‫‪ -[7] /4982‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬لما أضل قوم يونس العذاب دعوا ال فصرفه‬
‫عنهم«‪ .‬قلت‪ :‬كيف ذلك؟ قال‪» :‬كان في العلم أنه يصرفه عنهم«‪.‬‬
‫‪ -[8] /4983‬عن الثمالي‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬إن يونس لما آذاه قومه دعا ال عليهم‪ ،‬فأصبحوا‬
‫أول يوم و وجوههم صفر‪ ،‬و أصبحوا اليوم الثاني و وجوههم سود«‪ .‬قال‪» :‬و كان ال واعدهم أن يأتيهم العذاب‪،‬‬
‫فأتاهم العذاب حتى نالوه برماحهم‪ ،‬ففرقوا بين النساء و أولدهن و البقر و أولدها‪ ،‬و لبسوا المسوح و الصوف‪،‬‬
‫و وضعوا الحبال في أعناقهم‪ ،‬و الرماد على رؤوسهم‪ ،‬و صاحوا صيحة »‪ «1‬واحدة إلى ربهم‪ ،‬و قالوا آمنا بإله‬
‫يونس«‪.‬‬
‫قال‪» :‬فصرف ال عنهم العذاب إلى جبال آمد »‪ -«2‬قال‪ -‬و أصبح يونس و هو يظن أنهم هلكوا‪ ،‬فوجدهم في‬
‫ضبًا »‪ «3‬حتى ركب سفينة فيها رجلن‪ ،‬فاضطربت السفينة‪ ،‬فقال‬ ‫عافية‪ ،‬فغضب و خرج كما قال ال‪ُ :‬مغا ِ‬
‫الملح‪ :‬يا قوم‪ ،‬في سفينتي مطلوب‪ .‬فقال يونس‪ :‬أنا هو‪ ،‬و قام ليلقي نفسه‪ ،‬فأبصر السمكة و قد فتحت فاها‪ ،‬فها‬
‫بها‪ ،‬و تعلق به الرجلن‪ ،‬و قال له‪ :‬أنت و حدك و نحن رجلن نتساهم‪ .‬فتساهموا »‪ «4‬فوقعت السهام عليه‪،‬‬
‫فجرت السنة بأن السهام إذا كانت ثلث مرات فإنها ل تخطئ‪ ،‬فألقى نفسه فالتقمه الحوت‪ ،‬فطاف به البحار السبعة‬
‫حتى صار إلى البحر المسجور‪ ،‬و به يعذب قارون‪ ،‬فسمع قارون صوتا »‪ ،«5‬فسأل الملك عن ذلك‪ ،‬فأخبره أنه‬
‫يونس‪ ،‬و أن ال قد حبسه في بطن الحوت‪ .‬فقال له قارون‪ :‬أ تأذن لي أن أكلمه؟ فأذن له‪.‬‬
‫فقال‪ :‬يا يونس‪ ،‬فما فعل الشديد الغضب ل موسى بن عمران؟ فأخبره أنه مات فبكى‪.‬‬
‫قال‪ :‬فما فعل الرؤوف العطوف على قومه هارون بن عمران؟ فأخبره أنه مات‪ ،‬فبكى و جزع جزعا شديدا‪ ،‬و‬
‫سأله عن أخته كلثم‪ ،‬و كانت سميت »‪ «6‬له‪ ،‬فأخبره أنها ماتت‪ ،‬فقال‪ :‬وا أسفا على آل عمران‪ -‬قال‪ -‬فأوحى ال‬
‫إلى الملك الموكل به‪ :‬أن ارفع عنه العذاب بقية الدنيا لرقته على قومه« »‪.«7‬‬
‫‪ -[9] /4984‬عن معمر‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو الحسن الرضا )عليه السلم(‪» :‬إن يونس لما أمره ال بما أمره‪ ،‬فأعلم قومه‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -7‬تفسير العّياشي ‪.45 /136 :2‬‬
‫‪ -8‬تفسير العّياشي ‪.46 /136 :2‬‬
‫‪ -9‬تفسير العّياشي ‪.47 /137 :2‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬و ضجوا ضجة‪[.....] .‬‬
‫)‪ (2‬آمد‪ :‬بلد قديم حصين من أعظم مدن ديار بكر و أجّلها قدرا و أشهرها ذكرا‪» .‬معجم البلدان ‪.«56 :1‬‬
‫)‪ (3‬النبياء ‪.87 :21‬‬
‫)‪ (4‬في المصدر‪ :‬فساهمهم‪.‬‬
‫)‪ (5‬في المصدر‪ :‬دوّيا‪.‬‬
‫سماة‪.‬‬ ‫)‪ (6‬في المصدر‪ :‬م ّ‬
‫)‪ (7‬في المصدر‪ :‬قرابته‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪65 :‬‬
‫فأظلهم العذاب‪ ،‬ففرقوا بينهم و بين أولدهم و بين البهائم و أولدها‪ ،‬ثم عجوا إلى ال و ضجوا‪ ،‬فكف ال العذاب‬
‫عنهم‪ ،‬فذهب يونس مغاضبا فالتقمه الحوت‪ ،‬فطاف به سبعة أبحر«‪.‬‬
‫فقلت له‪ :‬كم بقي في بطن الحوت؟ قال‪» :‬ثلثة أيام‪ ،‬ثم لفظه الحوت و قد ذهب جلده و شعره‪ ،‬فأنبت ال عليه‬
‫شجرة من يقطين فأظلته‪ ،‬فلما قوي أخذت في اليبس‪ ،‬فقال‪ :‬يا رب‪ ،‬شجرة أظلتني يبست‪ ،‬فأوحى ال إليه‪ :‬يا‬
‫يونس‪ ،‬تجزع لشجرة أظلتك و ل تجزع لمائة ألف أو يزيدون من العذاب؟!«‬
‫و ستأتي‪ -‬إن شاء ال تعالى‪ -‬روايات في ذلك في سورة النبياء و سورة الصافات »‪.«1‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ُتْؤِم َ‬
‫ن‬ ‫س َأ ْ‬
‫ن ِلَنْف ٍ‬
‫ن َو ما كا َ‬ ‫حّتى َيُكوُنوا ُمْؤِمِني َ‬ ‫س َ‬ ‫ت ُتْكِرُه الّنا َ‬ ‫جِميعًا َأ َفَأْن َ‬ ‫ض ُكّلُهْم َ‬ ‫لْر ِ‬ ‫ن ِفي ا َْ‬ ‫ن َم ْ‬ ‫لَم َ‬‫ك َ‬ ‫َو َلْو شاَء َرّب َ‬
‫ن ]‪ -[1] /4985 [100 -99‬علي بن إبراهيم‪ :‬ثم قال ال لنبيه‬ ‫ن ل َيْعِقُلو َ‬ ‫عَلى اّلِذي َ‬ ‫س َ‬ ‫ج َ‬ ‫ل الّر ْ‬ ‫جَع ُ‬‫ل َو َي ْ‬ ‫ن ا ِّ‬
‫ل ِبِإْذ ِ‬‫ِإ ّ‬
‫حّتى َيُكوُنوا ُمْؤِمِني َ‬
‫ن‬ ‫س َ‬ ‫ت ُتْكِرهُ الّنا َ‬ ‫جِميعًا َأ َفَأْن َ‬ ‫ض ُكّلُهْم َ‬‫لْر ِ‬ ‫ن ِفي ا َْ‬ ‫ن َم ْ‬‫لَم َ‬‫ك َ‬ ‫)صلى ال عليه و آله(‪َ :‬و َلْو شاَء َرّب َ‬
‫يعني لو شاء ال أن يجبر الناس كلهم على اليمان لفعل‪.‬‬
‫‪ -[2] /4986‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا تميم عن عبد ال بن تميم القرشي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبي‪ ،‬عن أحمد بن علي‬
‫النصاري‪ ،‬عن أبي الصلت عبد السلم بن صالح الهروي‪ ،‬في مسائل سألها المأمون أبا الحسن علي بن موسى‬
‫ن ِفي‬ ‫ن َم ْ‬‫لَم َ‬‫ك َ‬ ‫الرضا )عليه السلم(‪ ،‬فكان فيما سأله أن قال له المأمون‪ :‬فما معنى قول ال تعالى‪َ :‬و َلْو شاَء َرّب َ‬
‫ل؟‪.‬‬
‫ن ا ِّ‬‫ل ِبِإْذ ِ‬
‫ن ِإ ّ‬
‫ن ُتْؤِم َ‬‫س َأ ْ‬‫ن ِلَنْف ٍ‬‫ن َو ما كا َ‬ ‫حّتى َيُكوُنوا ُمْؤِمِني َ‬ ‫س َ‬ ‫ت ُتْكِرُه الّنا َ‬ ‫جِميعًا َأ َفَأْن َ‬‫ض ُكّلُهْم َ‬ ‫لْر ِ‬ ‫ا َْ‬
‫فقال الرضا )عليه السلم(‪» :‬حدثني أبي موسى بن جعفر‪ ،‬عن أبيه جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه محمد بن علي‪ ،‬عن‬
‫أبيه علي بن الحسين‪ ،‬عن أبيه الحسين بن علي‪ ،‬عن أبيه علي بن أبي طالب )عليهم السلم(‪ ،‬قال‪ :‬إن المسلمين‬
‫قالوا لرسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬لو أكرهت‪ -‬يا رسول ال‪ -‬من قدرت عليه من الناس على السلم لكثر‬
‫عددنا و قوينا على عدونا‪ .‬فقال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬ما كنت للقى ال تعالى ببدعة لم يحدث لي فيها‬
‫شيئا‪ ،‬و ما أنا من المتكلفين‪.‬‬
‫جِميعًا على سبيل اللجاء و‬ ‫ض ُكّلُهْم َ‬ ‫لْر ِ‬ ‫ن ِفي ا َْ‬‫ن َم ْ‬ ‫لَم َ‬‫ك َ‬ ‫فأنزل ال تبارك و تعالى عليه‪ :‬يا محمد َو َلْو شاَء َرّب َ‬
‫الضطرار في الدنيا‪ ،‬كما يؤمنون عند المعاينة و رؤية البأس في الخرة‪ ،‬و لو فعلت ذلك بهم لم يستحقوا مني‬
‫ثوابا‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.319 :2‬‬
‫سلم( ‪.33 /134 :1‬‬ ‫‪ -2‬عيون أخبار الّرضا )عليه ال ّ‬
‫)‪ (1‬تأتي في تفسير الية )‪ (87‬من سورة النبياء‪ ،‬و تفسير اليات )‪ (177 -139‬من سورة الصافات‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪66 :‬‬
‫و ل مدحا‪ ،‬لكني أريد منهم أن يؤمنوا مختارين غير مضطرين‪ ،‬ليستحقوا منى الزلفى و الكرامة و دوام الخلود‬
‫ن‪.‬‬
‫حّتى َيُكوُنوا ُمْؤِمِني َ‬ ‫س َ‬ ‫ت ُتْكِرُه الّنا َ‬ ‫في جنة الخلد َأ َفَأْن َ‬
‫ل فليس ذلك على سبيل تحريم اليمان عليها‪ ،‬و لكن على‬ ‫ن ا ِّ‬‫ل ِبِإْذ ِ‬‫ن ِإ ّ‬
‫ن ُتْؤِم َ‬ ‫س َأ ْ‬
‫ن ِلَنْف ٍ‬‫و أما قوله تعالى‪َ :‬و ما كا َ‬
‫معنى أنها ما كانت لتؤمن إل بإذن ال‪ ،‬و إذنه أمره لها باليمان ما كانت مكلفة متعبدة‪ ،‬و إلجاؤه إياها إلى اليمان‬
‫عند زوال التكليف و التعبد عنها«‪.‬‬
‫فقال المأمون‪ :‬فرجت عني‪ -‬يا أبا الحسن‪ -‬فرج ال عنك‪.‬‬
‫‪ -[3] /4987‬العياشي‪ :‬عن علي بن عقبة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪» :‬اجعلوا أمركم‬
‫هذا ل و ل تجعلوه للناس‪ ،‬فإنه ما كان ل فهو ل‪ ،‬و ما كان للناس فل يصعد إلى ال‪ ،‬و ل تخاصموا الناس‬
‫ت َو‬ ‫حَبْب َ‬‫ن َأ ْ‬
‫ك ل َتْهِدي َم ْ‬ ‫بدينكم‪ ،‬فإن الخصومة ممرضة للقلب‪ ،‬إن ال قال لنبيه )صلى ال عليه و آله(‪ :‬يا محمد ِإّن َ‬
‫ن ذروا الناس‪ ،‬فإن الناس أخذوا من‬ ‫حّتى َيُكوُنوا ُمْؤِمِني َ‬ ‫س َ‬ ‫ت ُتْكِرُه الّنا َ‬ ‫ن َيشاُء »‪ «1‬و قال‪َ :‬أ َفَأْن َ‬ ‫ل َيْهِدي َم ْ‬ ‫ن ا َّ‬ ‫لِك ّ‬
‫الناس‪ ،‬و إنكم أخذتم من رسول ال و علي‪ ،‬و ل سواء‪ ،‬إني سمعت أبي )عليه السلم( و هو يقول‪ :‬إن ال إذا كتب‬
‫إلى عبد أن يدخل في هذا المر كان أسرع إليه من الطير إلى وكره«‪.‬‬
‫‪ -[4] /4988‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن يونس و علي بن محمد‪ ،‬عن‬
‫سهل بن زياد أبي سعيد‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عن ابن مسكان‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬الرجس هو الشك‪ ،‬و ال ل نشك في ربنا أبدا«‪.‬‬
‫و عنه‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن محمد بن خالد و الحسين بن سعيد‪ ،‬عن النضر بن‬
‫سويد‪ ،‬عن يحيى بن عمران الحلبي‪ ،‬عن أيوب بن الحر و عمران بن علي الحلبي‪ ،‬عن أبي بصير »‪ ،«2‬عن أبي‬
‫عبد ال )عليه السلم( مثل ذلك »‪.«3‬‬

‫‪ -[5] /4989‬محمد بن الحسن الصفار‪ :‬عن محمد بن خالد الطيالسي‪ ،‬عن سيف بن عميرة‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن‬
‫أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬الرجس هو الشك‪ ،‬و ل نشك في ديننا أبدا‪«.‬‬
‫ت َو‬
‫ل اْلَبْي ِ‬
‫س َأْه َ‬
‫ج َ‬
‫عْنُكُم الّر ْ‬
‫ب َ‬‫ل ِلُيْذِه َ‬
‫و ستأتي إن شاء ال تعالى زيادة رواية في ذلك‪ ،‬في قوله تعالى‪ِ :‬إّنما ُيِريُد ا ُّ‬
‫طِهيرًا »‪.«4‬‬ ‫طّهَرُكْم َت ْ‬‫ُي َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -3‬تفسير العّياشي ‪.48 /137 :2‬‬
‫‪ -4‬الكافي ‪.1 /226 :1‬‬
‫‪ -5‬بصائر الدرجات‪.13 /226 :‬‬
‫)‪ (1‬القصص ‪.56 :28‬‬
‫)‪) (2‬عن أبي بصير( ليس في المصدر‪[.....] .‬‬
‫)‪ (3‬الكافي ‪.1 /228 :1‬‬
‫)‪ (4‬تأتي في الحديث )‪ (4‬من تفسير الية )‪ (33‬من سورة الحزاب‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪67 :‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪[101‬‬ ‫ن َقْوٍم ل ُيْؤِمُنو َ‬‫عْ‬ ‫ت َو الّنُذُر َ‬
‫ليا ُ‬
‫ض َو ما ُتْغِني ا ْ‬
‫لْر ِ‬ ‫ت َو ا َْ‬
‫سماوا ِ‬ ‫ظُروا ما ذا ِفي ال ّ‬ ‫ل اْن ُ‬
‫ُق ِ‬
‫‪ -[1] /4990‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن الحسين بن محمد‪ ،‬عن معلى بن محمد‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عبد ال‪ ،‬عن‬
‫أحمد بن هلل‪ ،‬عن أمية بن علي‪ ،‬عن داود الرقي‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول ال تبارك و‬
‫تعالى‪:‬‬
‫ن‪ .‬قال‪» :‬اليات هم آل محمد »‪ ،«1‬و النذر هم النبياء )صلوات ال‬ ‫ن َقْوٍم ل ُيْؤِمُنو َ‬
‫عْ‬‫ت َو الّنُذُر َ‬
‫ليا ُ‬
‫َو ما ُتْغِني ا ْ‬
‫عليهم أجمعين(«‪.‬‬
‫و روى هذا الحديث علي بن إبراهيم‪ ،‬في تفسيره‪ ،‬بعين السند و المتن »‪.«2‬‬

‫‪ -[2] /4991‬و عنه‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن عبد ال بن يحيى‬
‫ن‪.‬‬‫ن َقْوٍم ل ُيْؤِمُنو َ‬
‫عْ‬
‫ت َو الّنُذُر َ‬
‫ليا ُ‬
‫الكاهلي‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال عز و جل‪َ :‬و ما ُتْغِني ا ْ‬
‫قال‪» :‬لما أسري برسول ال )صلى ال عليه و آله( أتاه جبرئيل )عليه السلم( بالبراق فركبها‪ ،‬فأتى بيت المقدس‪،‬‬
‫فلقي من لقي من إخوانه من النبياء )صلوات ال عليهم(‪ ،‬ثم رجع فحدث أصحابه‪ :‬إني أتيت بيت المقدس و‬
‫رجعت من الليلة‪ ،‬و قد جاءني جبرئيل بالبراق فركبتها‪ ،‬و آية ذلك أني مررت بعير لبي سفيان على ماء لبني‬
‫فلن‪ ،‬و قد أضلوا جمل لهم أحمر‪ ،‬و قد هم القوم في طلبه‪.‬‬
‫فقال بعضهم لبعض‪ :‬إنما جاء الشام و هو راكب سريع‪ ،‬و لكنكم قد أتيتم الشام و عرفتموها‪ ،‬فسلوه عن أسواقها و‬
‫أبوابها و تجارها‪ .‬فقالوا‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬كيف الشام‪ ،‬و كيف أسواقها؟« قال‪» :‬و كان رسول ال )صلى ال عليه و‬
‫آله( إذا سئل عن الشيء ل يعرفه شق ذلك عليه حتى يرى ذلك في وجهه‪ -‬قال‪ -‬فبينما هو كذلك إذ أتاه جبرئيل‬
‫)عليه السلم(‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬هذه الشام قد رفعت لك‪ .‬فالتفت رسول ال )صلى ال عليه و آله( فإذا هو‬
‫بالشام بأبوابها و أسواقها و تجارها‪ ،‬و قال‪ :‬أين السائل عن الشام؟ فقالوا له‪ :‬فلن و فلن‪ ،‬فأجابهم رسول ال‬
‫ليا ُ‬
‫ت‬ ‫)صلى ال عليه و آله( في كل ما سألوه‪ ،‬فلم يؤمن منهم إل قليل‪ ،‬و هو قول ال تبارك و تعالى‪َ :‬و ما ُتْغِني ا ْ‬
‫ن« ثم قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬نعوذ بال أن ل نؤمن بال و برسوله‪ ،‬آمنا بال و‬ ‫ن َقْوٍم ل ُيْؤِمُنو َ‬
‫عْ‬‫َو الّنُذُر َ‬
‫برسوله )صلى ال عليه و آله(«‪.‬‬
‫‪ -[3] /4992‬العياشي‪ :‬عن عبد ال بن يحيى الكاهلي‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪» :‬لما‬
‫أسري‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬الكافي ‪.1 /16 :1‬‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.555 /364 :8‬‬
‫‪ -3‬تفسير العّياشي ‪.49 /137 :2‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬هم الئمة‪.‬‬
‫)‪ (2‬تفسير القّمي ‪.320 :1‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪68 :‬‬
‫برسول ال )صلى ال عليه و آله( أتاه جبرئيل )عليه السلم( بالبراق فركبها‪ ،‬فأتى بيت المقدس‪ ،‬فلقي من لقي من‬
‫النبياء‪ ،‬ثم رجع فأصبح يحدث أصحابه‪ :‬إني أتيت بيت المقدس الليلة‪ ،‬و لقيت إخواني من النبياء‪ .‬فقالوا‪ :‬يا‬
‫رسول ال‪ ،‬و كيف أتيت بيت المقدس الليلة؟ فقال‪ :‬جاءني جبرئيل )عليه السلم( بالبراق‪ ،‬فركبته‪ ،‬و آية ذلك أني‬
‫مررت بعير لبي سفيان على ماء لبني فلن‪ ،‬و قد أضلوا جمل لهم و هم في طلبه«‪.‬‬
‫قال‪» :‬فقال القوم بعضهم لبعض‪ :‬إنما جاء راكبا سريعا‪ ،‬و لكنكم قد أتيتم الشام و عرفتموها‪ ،‬فسلوه عن أسواقها و‬
‫أبوابها و تجارها«‪ .‬قال‪» :‬فسألوه‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬كيف الشام و كيف أسواقها؟ و كان رسول ال )صلى ال‬
‫عليه و آله( إذا سئل عن الشيء ل يعرفه يشق عليه حتى يرى ذلك في وجهه‪ -‬قال‪ -‬فبينا هو كذلك إذ أتاه جبرئيل‬
‫)عليه السلم(‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬هذه الشام قد رفعت لك‪ ،‬فالتفت رسول ال )صلى ال عليه و آله( فإذا هو‬
‫بالشام و أبوابها و تجارها‪ ،‬فقال‪ :‬أين السائل عن الشام؟ فقالوا‪ :‬أين بيت فلن و مكان فلن »‪«1‬؟ فأجابهم عن كل‬
‫ن فنعوذ‬ ‫ن َقْوٍم ل ُيْؤِمُنو َ‬ ‫عْ‬ ‫ت َو الّنُذُر َ‬ ‫ليا ُ‬ ‫ما سألوه عنه‪ -‬قال‪ -‬فلم يؤمن منهم إل قليل‪ ،‬و هو قول ال‪َ :‬و ما ُتْغِني ا ْ‬
‫بال أن ل نؤمن بال و رسوله‪ ،‬آمنا بال و برسوله‪ ،‬آمنا بال و برسوله«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪[102‬‬ ‫ظِري َ‬ ‫ن اْلُمْنَت ِ‬‫ظُروا ِإّني َمَعُكْم ِم َ‬ ‫ل َفاْنَت ِ‬
‫ُق ْ‬
‫‪ -[1] /4993‬العياشي‪ :‬عن محمد بن الفضيل‪ ،‬عن أبي الحسن الرضا )عليه السلم( قال‪ :‬سألته عن شيء في‬
‫الفرج‪.‬‬
‫ن«‪.‬‬ ‫ظِري َ‬‫ن اْلُمْنَت ِ‬‫ظُروا ِإّني َمَعُكْم ِم َ‬ ‫فقال‪» :‬أو ليس تعلم أن انتظار الفرج من الفرج؟ إن ال يقول‪َ :‬فاْنَت ِ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن]‬‫خْيُر اْلحاِكِمي َ‬ ‫ل َو ُهَو َ‬ ‫حُكَم ا ُّ‬ ‫حّتى َي ْ‬ ‫صِبْر َ‬ ‫ك َو ا ْ‬ ‫ن‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و اّتِبْع ما ُيوحى ِإَلْي َ‬ ‫ج اْلُمْؤِمِني َ‬ ‫عَلْينا ُنْن ِ‬
‫حّقا َ‬ ‫ك َ‬ ‫َكذِل َ‬
‫‪[109 -103‬‬
‫‪ -[2] /4994‬العياشي‪ :‬عن مصقلة الطحان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬ما يمنعكم أن تشهدوا على من‬
‫ن«‪.‬‬ ‫ج اْلُمْؤِمِني َ‬ ‫عَلْينا ُنْن ِ‬
‫حّقا َ‬‫ك َ‬ ‫مات منكم على هذا المر أنه من أهل الجنة؟! إن ال يقول‪َ :‬كذِل َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير العّياشي ‪.50 /138 :2‬‬
‫‪ -2‬تفسير العّياشي ‪.51 /138 :2‬‬
‫)‪ (1‬في »ط«‪ :‬فقالوا‪ :‬أين فلن و أين فلن‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪69 :‬‬
‫عُبُد اّلِذي َ‬
‫ن‬ ‫ن ِديِني َفل َأ ْ‬ ‫ك ِم ْ‬ ‫شّ‬ ‫ن ُكْنُتْم ِفي َ‬ ‫س ِإ ْ‬‫ل يا محمد يا َأّيَها الّنا ُ‬ ‫‪ -[2] /4995‬و قال علي بن إبراهيم‪ :‬في قوله‪ُ :‬ق ْ‬
‫ل اّلِذي َيَتَوّفاُكْم فإنه محكم‪.‬‬ ‫عُبُد ا َّ‬‫ن َأ ْ‬‫ل َو لِك ْ‬ ‫ن ا ِّ‬ ‫ن ُدو ِ‬ ‫ن ِم ْ‬‫َتْعُبُدو َ‬
‫ن فإنه مخاطبة للنبي‬ ‫ظاِلِمي َ‬‫ن ال ّ‬ ‫ك ِإذًا ِم َ‬‫ت َفِإّن َ‬
‫ن َفَعْل َ‬‫ك َفِإ ْ‬‫ضّر َ‬‫ك َو ل َي ُ‬ ‫ل ما ل َيْنَفُع َ‬ ‫ن ا ِّ‬ ‫ن ُدو ِ‬ ‫ع ِم ْ‬ ‫ثم قال‪ :‬و قوله‪َ :‬و ل َتْد ُ‬
‫ن اْهَتدى َفِإّنما َيْهَتِدي‬ ‫ن َرّبُكْم َفَم ِ‬ ‫ق ِم ْ‬‫حّ‬ ‫س َقْد جاَءُكُم اْل َ‬ ‫ل يا َأّيَها الّنا ُ‬ ‫)صلى ال عليه و آله( و المعني للناس‪ .‬ثم قال‪ُ :‬ق ْ‬
‫ل أي لست بوكيل عليكم أحفظ أعمالكم‪ ،‬إنما علي أن‬ ‫عَلْيُكْم ِبَوِكي ٍ‬ ‫عَلْيها َو ما َأَنا َ‬ ‫ل َ‬ ‫ضّ‬ ‫ل َفِإّنما َي ِ‬ ‫ضّ‬ ‫ن َ‬ ‫سِه َو َم ْ‬ ‫ِلَنْف ِ‬
‫ن‪.‬‬
‫خْيُر اْلحاِكِمي َ‬ ‫ل َو ُهَو َ‬ ‫حُكَم ا ُّ‬ ‫حّتى َي ْ‬ ‫صِبْر َ‬ ‫ك َو ا ْ‬ ‫أدعوكم‪ .‬ثم قال‪َ :‬و اّتِبْع يا محمد ما ُيوحى ِإَلْي َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.320 :1‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪70 :‬‬
‫المستدرك )سورة يونس(‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ل َو الّنهاِر ]‪[6‬‬ ‫ف الّلْي ِ‬ ‫خِتل ِ‬ ‫ن ِفي ا ْ‬ ‫ِإ ّ‬
‫]‪ -[1‬الزمخشري في )ربيع البرار(‪ :‬عن علي )عليه السلم(‪» :‬من اقتبس علما من علم النجوم من حملة القرآن‪،‬‬
‫ل َو الّنهاِر الية‪.‬‬ ‫ف الّلْي ِ‬
‫خِتل ِ‬ ‫ن ِفي ا ْ‬ ‫ازداد به إيمانا و يقينا«‪ .‬ثم تل‪ِ :‬إ ّ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪ -[2] [95‬ابن شهر آشوب‪ :‬عن أبي القاسم الكوفي‪،‬‬ ‫سِري َ‬ ‫ن اْلخا ِ‬ ‫ن ِم َ‬ ‫ل َفَتُكو َ‬ ‫ت ا ِّ‬ ‫ن َكّذُبوا ِبآيا ِ‬ ‫ن اّلِذي َ‬ ‫ن ِم َ‬ ‫َو ل َتُكوَن ّ‬
‫ن يعني باليات ها هنا الوصياء‬ ‫ن اْلخاسِِري َ‬ ‫ن ِم َ‬‫ل َفَتُكو َ‬‫ت ا ِّ‬ ‫ن َكّذُبوا ِبآيا ِ‬ ‫ن اّلِذي َ‬
‫ن ِم َ‬ ‫في قوله تعالى‪َ :‬و ل َتُكوَن ّ‬
‫المتقدمين و المتأخرين‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬ربيع البرار ‪.117 :1‬‬
‫‪ -2‬المناقب ‪.253 :2‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪71 :‬‬
‫سورة هود‬
‫فضلها‬
‫‪ -[1] /4996‬ابن بابويه‪ :‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬من قرأ سورة هود في كل جمعة بعثه ال تعالى يوم‬
‫القيامة في زمرة النبيين‪ ،‬و لم تعرف له خطيئة عملها يوم القيامة«‪.‬‬
‫‪ -[2] /4997‬العياشي‪ :‬عن ابن سنان‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬من قرأ سورة هود في كل‬
‫جمعة بعثه ال »‪ «1‬في زمرة المؤمنين و النبيين‪ ،‬و حوسب حسابا يسيرا‪ ،‬و لم يعرف خطيئة عملها يوم القيامة«‪.‬‬
‫‪ -[3] /4998‬و من كتاب )خواص القرآن(‪ :‬روي عن النبي )صلى ال عليه و آله( أنه قال‪» :‬من قرأ هذه السورة‬
‫اعطي من الجر و الثواب بعدد من صدق هودا و النبياء )عليهم السلم( و من كذب بهم‪ ،‬و كان يوم القيامة في‬
‫درجة الشهداء‪ ،‬و حوسب حسابا يسيرا«‪.‬‬
‫‪ -[4] /4999‬و روي عن الصادق )عليه السلم(‪» :‬من كتب هذه السورة على رق ظبي« و يأخذها معه أعطاه‬
‫ال قوة و نصرا‪ ،‬و لو حاربه مائة رجل لنتصر عليهم و غلبهم‪ ،‬و إن صاح بهم انهزموا‪ ،‬و كل من رآه يخاف‬
‫منه«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬ثواب العمال‪[.....] .106 :‬‬
‫‪ -2‬تفسير العّياشي ‪.1 /139 :2‬‬
‫‪ -3‬عنه جامع الخبار و الثار ‪.4 /194 :2‬‬
‫‪ -4‬خواص القرآن‪» 42 :‬مخطوط«‪.‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر زيادة‪ :‬يوم القيامة‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪73 :‬‬
‫سورة هود‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪77 :‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪[6 -1‬‬ ‫ب ُمِبي ٍ‬‫ل ِفي ِكتا ٍ‬ ‫ت آياُتُه‪ -‬إلى قوله تعالى‪ُ -‬ك ّ‬ ‫حِكَم ْ‬ ‫ب ُأ ْ‬
‫حيِم الر ِكتا ٌ‬ ‫ن الّر ِ‬ ‫حم ِ‬ ‫ل الّر ْ‬‫سِم ا ِّ‬ ‫ِب ْ‬
‫‪ -[1] /5000‬ابن بابويه‪ :‬في رواية سفيان بن سعيد الثوري‪ ،‬في معنى الر‪ :‬قال الصادق )عليه السلم(‪» :‬معناه‪:‬‬
‫أنا ال الرؤوف«‪.‬‬
‫خِبيٍر يعني من عند ال تعالى‪.‬‬ ‫حِكيٍم َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن َلُد ْ‬‫ت ِم ْ‬‫صَل ْ‬‫ت آياُتُه ُثّم ُف ّ‬
‫حِكَم ْ‬
‫ب ُأ ْ‬‫‪ -[2] /5001‬قال علي بن إبراهيم‪ :‬الر ِكتا ٌ‬
‫سّمى‬‫ل ُم َ‬‫جٍ‬ ‫سنًا ِإلى َأ َ‬
‫حَ‬‫سَتْغِفُروا َرّبُكْم ُثّم ُتوُبوا ِإَلْيِه ُيَمّتْعُكْم َمتاعًا َ‬
‫نا ْ‬
‫شيٌر َو َأ ِ‬‫ل ِإّنِني َلُكْم ِمْنُه َنِذيٌر َو َب ِ‬
‫ل ا َّ‬ ‫ل َتْعُبُدوا ِإ ّ‬‫َأ ّ‬
‫ضَلُه و هو محكم‪.‬‬ ‫ل َف ْ‬ ‫ضٍ‬‫ل ِذي َف ْ‬ ‫ت ُك ّ‬ ‫َو ُيْؤ ِ‬
‫ت آياُتُه قال‪» :‬هو‬ ‫حِكَم ْ‬
‫ب ُأ ْ‬
‫‪ -[3] /5002‬قال‪ :‬و في رواية أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( الر ِكتا ٌ‬
‫سَتْغِفُروا َرّبُكْم »يعني المؤمنين« و قوله‪:‬‬ ‫نا ْ‬ ‫خِبيٍر قال‪» :‬من عند حكيم خبير« َو َأ ِ‬ ‫حِكيٍم َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن َلُد ْ‬
‫القرآن« ِم ْ‬
‫ضَلُه »هو علي بن أبي طالب )عليه السلم(«‪.‬‬ ‫ل َف ْ‬ ‫ضٍ‬‫ل ِذي َف ْ‬ ‫ت ُك ّ‬ ‫َو ُيْؤ ِ‬
‫‪ -[4] /5003‬ابن شهر آشوب‪ :‬روى رواية أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله تعالى‪َ :‬و ُيْؤ ِ‬
‫ت‬
‫ضَلُه‪» :‬أن المعني علي بن أبي طالب )عليه السلم(«‪.‬‬ ‫ل َف ْ‬ ‫ضٍ‬ ‫ل ِذي َف ْ‬ ‫ُك ّ‬
‫ضٍ‬
‫ل‬ ‫ل ِذي َف ْ‬ ‫ت ُك ّ‬‫‪ -[5] /5004‬و من طريق المخالفين‪ :‬ابن مردويه‪ ،‬بإسناده عن ابن عباس‪ ،‬قال‪ :‬قوله تعالى‪َ :‬و ُيْؤ ِ‬
‫ضَلُه‬
‫َف ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬معاني الخبار‪.1 /22 :‬‬
‫‪ -2‬تفسير القمي ‪.321 :1‬‬
‫‪ -3‬تفسير القمي ‪.321 :1‬‬
‫‪ -4‬المناقب ‪ ،98 :3‬شواهد التنزيل ‪.367 /271 :1‬‬
‫‪ -5‬تأويل اليات ‪ 1 /223 :1‬عن ابن مردويه‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪78 :‬‬

‫أن المعني به علي بن أبي طالب )عليه السلم(‪.‬‬


‫ب َيْوٍم َكِبيٍر قال‪:‬‬‫عذا َ‬ ‫عَلْيُكْم َ‬
‫ف َ‬‫ن َتَوّلْوا َفِإّني َأخا ُ‬ ‫‪ -[6] /5005‬و قال علي بن إبراهيم‪ :‬قوله تعالى‪َ :‬و ِإ ْ‬
‫الدخان و الصيحة‪.‬‬
‫خُفوا ِمْنُه يقول‪ :‬يكتمون ما في صدورهم من بغض علي )عليه‬ ‫سَت ْ‬
‫صُدوَرُهْم ِلَي ْ‬‫ن ُ‬ ‫ثم قال‪ :‬و قوله‪َ :‬أل ِإّنُهْم َيْثُنو َ‬
‫السلم(‪ .‬و‬
‫قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪» :‬إن آية المنافق بغض علي«‪ .‬فكان قوم يظهرون المودة لعلي )عليه‬
‫ن ِثياَبُهْم فإنه كان إذا حدث‬ ‫شو َ‬ ‫سَتْغ ُ‬
‫ن َي ْ‬
‫حي َ‬
‫السلم( عند النبي )صلى ال عليه و آله( »‪ «1‬و يسرون بغضه‪ .‬فقال‪َ :‬أل ِ‬
‫بشيء من فضل علي )عليه السلم(‪ ،‬أو تل عليهم ما أنزل ال فيه‪ ،‬نفضوا ثيابهم و قاموا‪ .‬يقول ال تعالى َيْعَلُم ما‬
‫صُدوِر‪.‬‬ ‫ت ال ّ‬ ‫عِليٌم ِبذا ِ‬ ‫ن حين قاموا ِإّنُه َ‬ ‫ن َو ما ُيْعِلُنو َ‬ ‫سّرو َ‬ ‫ُي ِ‬
‫‪ -[7] /5006‬محمد بن يعقوب‪ :‬بإسناده عن ابن محبوب‪ ،‬عن جميل بن صالح‪ ،‬عن سدير‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه‬
‫السلم( قال‪» :‬أخبرني جابر بن عبد ال‪ :‬أن المشركين كانوا إذا مروا برسول ال )صلى ال عليه و آله( حول‬
‫البيت طأطأ أحدهم رأسه و ظهره‪ -‬هكذا‪ -‬و غطى رأسه بثوبه حتى ل يراه رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪،‬‬
‫فأنزل ال عز و جل‪:‬‬
‫ن«‪.‬‬ ‫ن َو ما ُيْعِلُنو َ‬ ‫سّرو َ‬ ‫ن ِثياَبُهْم َيْعَلُم ما ُي ِ‬
‫شو َ‬‫سَتْغ ُ‬
‫ن َي ْ‬‫حي َ‬‫خُفوا ِمْنُه َأل ِ‬ ‫سَت ْ‬
‫صُدوَرُهْم ِلَي ْ‬‫ن ُ‬ ‫َأل ِإّنُهْم َيْثُنو َ‬
‫‪ -[8] /5007‬العياشي‪ :‬عن سدير‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬أخبرني جابر بن عبد ال‪ :‬أن المشركين‬
‫كانوا إذا مروا برسول ال )صلى ال عليه و آله( طأطأ أحدهم رأسه و ظهره‪ -‬هكذا‪ -‬و غطى رأسه بثوبه حتى ل‬
‫ن«‪.‬‬ ‫صُدوَرُهْم إلى قوله‪َ :‬و ما ُيْعِلُنو َ‬ ‫ن ُ‬ ‫يراه رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬فأنزل ال َأل ِإّنُهْم َيْثُنو َ‬
‫‪ -[9] /5008‬الطبرسي‪ :‬روي عن علي بن الحسين‪ ،‬و أبي جعفر‪ ،‬و جعفر بن محمد )عليهم السلم(‪) :‬يثنوني(‬
‫على مثال )يفعوعل(‪.‬‬
‫ل ِرْزُقها يقول‪ :‬تكفل بأرزاق‬ ‫عَلى ا ِّ‬ ‫ل َ‬ ‫ض ِإ ّ‬
‫لْر ِ‬ ‫ن َداّبٍة ِفي ا َْ‬ ‫‪ -[10] /5009‬و قال علي بن إبراهيم‪ :‬قوله‪َ :‬و ما ِم ْ‬
‫عها حيث تموت‪.‬‬ ‫سَتْوَد َ‬
‫سَتَقّرها يقول‪ :‬حيث تأوي بالليل َو ُم ْ‬ ‫الخلق‪ .‬قال‪ :‬قوله‪َ :‬و َيْعَلُم ُم ْ‬
‫‪ -[11] /5010‬العياشي‪ :‬عن محمد بن الفضيل‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬أتى رسول ال‬
‫)صلى ال عليه و آله( رجل من أهل البادية‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬إن لي بنين و بنات‪ ،‬و إخوة و أخوات‪ ،‬و بني‬
‫بنين و بني بنات‪ ،‬و بني إخوة و بني أخوات‪ ،‬و المعيشة علينا خفيفة‪ ،‬فإن رأيت‪ -‬يا رسول ال‪ -‬أن تدعوا ال أن‬
‫يوسع علينا؟‪-‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -6‬تفسير القّمي ‪.321 :1‬‬
‫‪ -7‬الكافي ‪.115 /144 :8‬‬
‫‪ -8‬تفسير العّياشي ‪.2 /139 :2‬‬
‫‪ -9‬مجمع البيان ‪.215 :5‬‬
‫‪ -10‬تفسير القّمي ‪[.....] .321 :1‬‬
‫‪ -11‬تفسير العّياشي ‪.3 /139 :2‬‬
‫ل عليه و آله( ليس في »ط«‪.‬‬ ‫ي )صلى ا ّ‬ ‫)‪) (1‬عند النب ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪79 :‬‬
‫عَلى ا ِّ‬
‫ل‬ ‫ل َ‬‫ض ِإ ّ‬
‫لْر ِ‬ ‫ن َداّبٍة ِفي ا َْ‬ ‫قال‪ -:‬و بكى‪ ،‬فرق له المسلمون‪ ،‬فقال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪َ :‬و ما ِم ْ‬
‫ن من كفل بهذه الفواه المضمونة على ال رزقها صب ال‬ ‫ب ُمِبي ٍ‬‫ل ِفي ِكتا ٍ‬‫عها ُك ّ‬
‫سَتْوَد َ‬
‫سَتَقّرها َو ُم ْ‬ ‫ِرْزُقها َو َيْعَلُم ُم ْ‬
‫عليه الرزق صبا كالماء المنهمر‪ ،‬إن قليل فقليل‪ ،‬و إن كثيرا فكثيرا‪ -‬قال‪ -:‬ثم دعا رسول ال )صلى ال عليه و‬
‫آله( و أمن له المسلمون«‪.‬‬
‫قال‪ :‬قال أبو جعفر )عليه السلم(‪» :‬فحدثني من رأى الرجل فى زمن عمر فسأله عن حاله‪ ،‬فقال‪ :‬من أحسن من‬
‫خوله حلل و أكثرهم مال«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ل ]‪[7‬‬ ‫عَم ً‬‫ن َ‬‫سُ‬ ‫حَ‬ ‫عَلى اْلماِء ِلَيْبُلَوُكْم َأّيُكْم َأ ْ‬‫شُه َ‬ ‫عْر ُ‬
‫ن َ‬ ‫سّتِة َأّياٍم َو كا َ‬
‫ض ِفي ِ‬‫لْر َ‬ ‫ت َو ا َْ‬ ‫سماوا ِ‬ ‫ق ال ّ‬
‫خَل َ‬
‫َو ُهَو اّلِذي َ‬
‫‪ -[1] /5011‬العياشي‪ :‬عن عبد ال بن سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬إن ال خلق الخير يوم الحد‪،‬‬
‫و ما كان ليخلق الشر قبل الخير‪ ،‬و خلق يوم الحد و الثنين الرضين و خلق يوم الثلثاء أقواتها‪ ،‬و خلق يوم‬
‫ت َو‬‫سماوا ِ‬ ‫ق ال ّ‬‫خَل َ‬‫الربعاء السماوات‪ ،‬و خلق يوم الخميس أقواتها‪ ،‬و الجمعة »‪ ،«1‬و ذلك في قوله تعالى‪َ :‬‬
‫سّتِة َأّياٍم فلذلك أمسكت اليهود يوم السبت«‪.‬‬ ‫ض ِفي ِ‬ ‫لْر َ‬ ‫ا َْ‬
‫و روى محمد بن يعقوب هذا الحديث‪ ،‬بإسناده‪ ،‬عن عبد ال بن سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( »‪.«2‬‬

‫و تقدم في أول سورة يونس »‪ ،«3‬و يأتي أيضا في غيرها إن شاء ال تعالى »‪.«4‬‬
‫‪ -[2] /5012‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن محمد بن الحسن‪ ،‬عن سهل بن زياد‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن عبدالرحمن ابن‬
‫عَلى اْلماِء‬
‫شُه َ‬
‫عْر ُ‬
‫ن َ‬
‫كثير‪ ،‬عن داود الرقي‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول ال عز و جل‪َ :‬و كا َ‬
‫فقال‪:‬‬
‫»ما يقولون؟« قلت‪ :‬يقولون‪ :‬إن العرش كان على الماء‪ ،‬و الرب فوقه! فقال )عليه السلم(‪» :‬كذبوا‪ ،‬من زعم‬
‫هذا فقد صير ال محمول‪ ،‬و وصفه بصفة المخلوقين‪ ،‬و لزمه أن الشيء الذي يحمله أقوى منه«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬بين لي‪ ،‬جعلت فداك‪ ،‬فقال‪» :‬إن ال حمل دينه و علمه الماء‪ ،‬قبل أن تكون أرض أو سماء‪ ،‬أو جن أو‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير العّياشي ‪.4 /140 :2‬‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.7 /103 :1‬‬
‫)‪) (1‬و الجمعة( ليس في »ط« و الذي في )الكافي ‪» :(118 /145 :8‬و خلق السماوات يوم الربعاء و يوم‬
‫الخميس‪ ،‬و خلق أقواتها يوم الجمعة«‪.‬‬
‫)‪ (2‬الكافي ‪.117 /145 :8‬‬
‫)‪ (3‬تقّدم في الحديث )‪ (1‬من تفسير الية )‪ (3‬من سورة يونس‪.‬‬
‫)‪ (4‬يأتي في الحديث )‪ (1‬من تفسير الية )‪ (59‬من سورة الفرقان‪ ،‬و الحديث )‪ (1‬من تفسير الية )‪ (4‬من سورة‬
‫السجدة‪ ،‬و الحديث )‪ (1‬من تفسير الية )‪ (4‬من سورة الحديد‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪80 :‬‬
‫إنس‪ ،‬أو شمس أو قمر‪ ،‬فلما أراد أن يخلق الخلق نثرهم بين يديه‪ ،‬فقال لهم‪ :‬من ربكم؟ فأول من نطق رسول ال‬
‫)صلى ال عليه و آله( و أمير المؤمنين و الئمة )عليهم السلم( فقالوا‪ :‬أنت ربنا‪ ،‬فحملهم العلم و الدين‪ .‬ثم قال‬
‫للملئكة‪ :‬هؤلء حملة ديني و علمي‪ ،‬و أمنائي في خلقي‪ ،‬و هم المسؤولون‪ .‬ثم قال لبني آدم‪ :‬أقروا ل بالربوبية‪ ،‬و‬
‫لهؤلء النفر بالولية و الطاعة‪ ،‬فقالوا‪ :‬نعم‪ -‬ربنا‪ -‬أقررنا‪ .‬فقال ال للملئكة‪ :‬اشهدوا فقالت الملئكة‪ :‬شهدنا على‬
‫أن ل يقولوا غدا‪ :‬إنا كنا عن هذا غافلين‪ ،‬أو يقولوا‪ :‬إنما أشرك آباؤنا من قبل‪ ،‬و كنا ذرية من بعدهم أ فتهلكنا بما‬
‫فعل المبطلون‪.‬‬
‫يا داود‪ ،‬وليتنا مؤكدة عليهم في الميثاق«‪.‬‬
‫و روى هذا الحديث ابن بابويه‪ ،‬في كتاب )التوحيد( هكذا‪ :‬حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق‪ ،‬قال‪:‬‬
‫حدثنا محمد بن أبي عبد ال الكوفي‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل البرمكي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا جدعان بن نصر أبو نصر‬
‫الكندي‪ ،‬قال‪ :‬حدثني سهل بن زياد الدمي‪ ،‬عن الحسن بن محبوب‪ ،‬عن عبد الرحمن بن كثير‪ ،‬عن داود الرقي‪،‬‬
‫عَلى اْلماِء فقال لي‪» :‬ما يقولون؟« و‬‫شُه َ‬
‫ن عَْر ُ‬
‫قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول ال عز و جل‪َ :‬و كا َ‬
‫ذكر مثله »‪.«1‬‬

‫‪ -[3] /5013‬و عنه‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن العلء بن رزين‪ ،‬عن محمد‬
‫بن مسلم و الحجال‪ ،‬عن العلء‪ ،‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬قال‪ :‬قال لي أبو جعفر )عليه السلم(‪» :‬كان كل شيء ماء‪ ،‬و‬
‫كان عرشه على الماء‪ ،‬فأمر ال عز ذكره الماء فاضطرم نارا‪ ،‬ثم أمر النار فخمدت‪ ،‬فارتفع من خمودها دخان‪،‬‬
‫فخلق ال عز و جل السماوات من ذلك الدخان‪ ،‬و خلق ال الرض من الرماد »‪ ،«2‬ثم اختصم الماء و النار و‬
‫الريح‪ ،‬فقال الماء‪ :‬أنا جند ال الكبر‪ ،‬و قالت النار‪ :‬أنا جند ال الكبر‪ ،‬و قالت الريح‪ :‬أنا جند ال الكبر‪ ،‬فأوحى‬
‫ال عز و جل إلى الريح‪ :‬أنت جندي الكبر«‪.‬‬
‫‪ -[4] /5014‬و عنه‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن القاسم بن محمد‪ ،‬عن المنقري‪ ،‬عن سفيان بن عيينة‪،‬‬
‫ل‪.‬‬
‫عَم ً‬
‫ن َ‬
‫سُ‬‫عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال عز و جل‪ِ :‬لَيْبُلَوُكْم َأّيُكْم َأحْ َ‬
‫قال‪» :‬ليس يعني أكثر عمل‪ ،‬و لكن أصوبكم عمل‪ ،‬و إنما الصابة خشية ال و النية الصادقة« »‪.«3‬‬
‫ثم قال‪» :‬البقاء على العمل حتى يخلص أشد من العمل‪ ،‬و العمل الخالص الذي ل تريد أن يحمدك عليه أحد إل‬
‫على شاِكَلِتِه‬ ‫ل َ‬‫ل َيْعَم ُ‬
‫ل ُك ّ‬
‫ال عز و جل‪ ،‬و النية أفضل من العمل‪ ،‬أل إن النية هي العمل‪ -‬ثم تل قوله عز و جل‪ُ -‬ق ْ‬
‫»‪ «4‬يعني على نيته«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -3‬الكافي ‪ 142 /153 :3‬و‪.68 /95 :‬‬
‫‪ -4‬الكافي ‪.4 /13 :2‬‬
‫)‪ (1‬التوحيد‪.1 /319 :‬‬
‫)‪ (2‬في »ط«‪ :‬الماء‪.‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر زيادة‪ :‬و الحسنة‪.‬‬
‫)‪ (4‬السراء ‪[.....] .84 :17‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪81 :‬‬
‫‪ -[5] /5015‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا تميم بن عبد ال بن تميم القرشي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبي‪ ،‬عن أحمد بن علي‬
‫النصاري‪ ،‬عن أبي الصلت عبد السلم بن صالح الهروي‪ ،‬قال‪ :‬سأل المأمون أبا الحسن علي بن موسى الرضا‬
‫عَلى اْلماِء‬ ‫شُه َ‬
‫عْر ُ‬‫ن َ‬ ‫سّتِة َأّياٍم َو كا َ‬
‫ض ِفي ِ‬‫لْر َ‬‫ت َو ا َْ‬‫سماوا ِ‬ ‫ق ال ّ‬ ‫خَل َ‬
‫)عليه السلم( عن قول ال عز و جل‪َ :‬و ُهَو اّلِذي َ‬
‫ل‪.‬‬
‫عَم ً‬
‫ن َ‬
‫سُ‬‫حَ‬ ‫ِلَيْبُلَوُكْم َأّيُكْم َأ ْ‬
‫فقال‪» :‬إن ال تبارك و تعالى خلق العرش و الماء و الملئكة قبل خلق السموات و الرض‪ ،‬و كانت الملئكة‬
‫تستدل بأنفسها و بالعرش و بالماء على ال عز و جل‪ ،‬ثم جعل عرشه على الماء‪ ،‬ليظهر بذلك قدرته للملئكة‪،‬‬
‫فيعلمون أنه على كل شيء قدير‪ ،‬ثم رفع العرش بقدرته و نقله فجعله فوق السماوات السبع‪ ،‬و خلق السماوات و‬
‫الرض في ستة أيام‪ ،‬و هو مستول على عرشه‪ ،‬و كان قادرا على أن يخلقها في طرفة عين‪ ،‬و لكنه عز و جل‬
‫خلقها في ستة أيام‪ ،‬ليظهر للملئكة ما يخلقه منها شيئا بعد شيء‪ ،‬فيستدل بحدوث ما يحدث على ال تعالى مرة‬
‫بعد اخرى‪ ،‬و لم يخلق ال عز و جل العرش لحاجة به إليه‪ ،‬لنه غني عن العرش و عن جميع ما خلق‪ ،‬و ل‬
‫يوصف بالكون على العرش‪ ،‬لنه ليس بجسم‪ ،‬تعالى ال عن صفة خلقه علوا كبيرا‪ ،‬و أما قوله عز و جل‪ِ :‬لَيْبُلَوُكْم‬
‫ل فإنه عز و جل خلق خلقه ليبلوهم بتكليف طاعته و عبادته‪ ،‬ل على سبيل المتحان و التجربة‪،‬‬ ‫عَم ً‬‫ن َ‬ ‫سُ‬ ‫حَ‬ ‫َأّيُكْم َأ ْ‬
‫لنه لم يزل عليما بكل شيء«‪.‬‬
‫فقال المأمون‪ :‬فرجت عني‪ -‬يا أبا الحسن‪ -‬فرج ال عنك‪.‬‬
‫‪ -[6] /5016‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد )رحمه ال(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن الحسن‬
‫الصفار‪ ،‬عن علي بن إسماعيل‪ ،‬عن حماد بن عيسى‪ ،‬عن إبراهيم بن عمر اليماني‪ ،‬عن أبي الطفيل‪ ،‬عن أبي‬
‫جعفر‪ ،‬عن علي بن الحسين )عليهما السلم( قال‪» :‬إن ال عز و جل خلق العرش أرباعا‪ ،‬لم يخلق قبله إل ثلثة‬
‫أشياء‪ :‬الهواء‪ ،‬و القلم‪ ،‬و النور‪ ،‬ثم خلقه من أنوار مختلفة‪ ،‬فمن ذلك النور نور أخضر اخضرت منه الخضرة‪ ،‬و‬
‫نور أصفر اصفرت منه الصفرة‪ ،‬و نور أحمر احمرت منه الحمرة‪ ،‬و نور أبيض و هو نور النوار‪ ،‬و منه ضوء‬
‫النهار‪ .‬ثم جعله سبعين ألف طبق‪ ،‬غلظ كل طبق كأول العرش إلى أسفل السافلين‪ ،‬ليس من ذلك طبق إل يسبح‬
‫بحمد ربه‪ ،‬و يقدسه بأصوات مختلفة‪ ،‬و ألسنة غير مشتبهة‪ ،‬و لو أذن للسان منها فأسمع شيئا مما تحته لهدم‬
‫الجبال و المدائن و الحصون‪ ،‬و لخسف البحار‪ ،‬و لهلك ما دونه‪ .‬له ثمانية أركان‪ ،‬على كل ركن منها من‬
‫الملئكة ما ل يحصي عددهم إل ال عز و جل‪ ،‬يسبحون في الليل و النهار ل يفترون‪ ،‬و لو أحسن شيء مما فوقه‬
‫ما قام لذلك طرفة عين‪ ،‬بينه و بين الحساس الجبروت و الكبرياء و العظمة و القدس و الرحمة ثم العلم‪ ،‬و ليس‬
‫وراء هذا مقال« »‪.«1‬‬
‫‪ -[7] /5017‬العياشي‪ :‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬كان ال تبارك و تعالى كما‬
‫وصف‬
‫__________________________________________________‬
‫سلم( ‪.33 /134 :1‬‬ ‫‪ -5‬عيون أخبار الّرضا )عليه ال ّ‬
‫‪ -6‬التوحيد‪.1 /324 :‬‬
‫‪ -7‬تفسير العّياشي ‪.5 /140 :2‬‬
‫)‪ (1‬في »ط«‪ :‬مّما فوقه لما زال عن ذلك طرفة عين بينه و بين إحساسه‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪82 :‬‬
‫نفسه‪ ،‬و كان عرشه على الماء‪ ،‬و الماء على الهواء‪ :‬و الهواء ل يجري«‪.‬‬
‫‪ -[8] /5018‬قال محمد بن عمران العجلي‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬أي شيء كان موضع البيت حيث‬
‫عَلى اْلماِء؟ قال‪» :‬كانت مهاة بيضاء« يعني درة‪.‬‬ ‫شُه َ‬ ‫عْر ُ‬
‫ن َ‬ ‫كان الماء في قول ال‪َ :‬و كا َ‬
‫‪ -[9] /5019‬و روي عن علي أمير المؤمنين )عليه السلم( أنه سئل عن مدة ما كان عرشه على الماء قبل أن‬
‫يخلق الرض و السماء؟ فقال )عليه السلم(‪» :‬تحسن أن تحسب؟« فقيل له‪ :‬نعم‪.‬‬
‫فقال‪» :‬لو أن الرض من المشرق إلى المغرب و من الرض إلى السماء حب خردل‪ ،‬ثم كلفت على ضعفك أن‬
‫تحمله حبة حبة من المشرق إلى المغرب حتى أفنيته‪ ،‬لكان ربع عشر جزء من سبعين ألف جزء من بقاء عرش‬
‫ربنا على الماء‪ ،‬قبل أن يخلق الرض و السماء‪ -‬ثم قال )عليه السلم(‪ -:‬إنما مثلت لك مثال«‪.‬‬
‫سَتوى »‪.«1‬‬ ‫شا ْ‬ ‫عَلى اْلَعْر ِ‬ ‫ن َ‬ ‫حم ُ‬‫و ستأتي إن شاء ال تعالى زيادة على ما هنا في سورة طه‪ ،‬في قوله تعالى‪ :‬الّر ْ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ت ]‪[11 -8‬‬ ‫صاِلحا ِ‬ ‫عِمُلوا ال ّ‬ ‫صَبُروا َو َ‬ ‫ن َ‬ ‫ل اّلِذي َ‬
‫ب ِإلى ُأّمٍة َمْعُدوَدٍة‪ -‬إلى قوله تعالى‪ِ -‬إ ّ‬ ‫عْنُهُم اْلَعذا َ‬
‫خْرنا َ‬‫ن َأ ّ‬
‫َو َلِئ ْ‬
‫‪ -[10] /5020‬محمد بن إبراهيم النعماني‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا حميد بن زياد‪ ،‬قال‪:‬‬
‫حدثنا علي بن الصباح‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو علي الحسن بن محمد الحضرمي قال‪ :‬حدثنا جعفر بن محمد‪ ،‬عن إبراهيم‬
‫عْنُهُم‬‫خْرنا َ‬ ‫ن َأ ّ‬ ‫بن عبد الحميد‪ ،‬عن إسحاق بن عبد العزيز‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله تعالى‪َ :‬و َلِئ ْ‬
‫ب ِإلى ُأّمٍة َمْعُدوَدٍة‪ .‬قال‪» :‬العذاب خروج القائم )عليه السلم(‪ ،‬و المة المعدودة ]عدة[ أهل بدر‪ ،‬أصحابه«‪.‬‬ ‫اْلَعذا َ‬
‫‪ -[11] /5021‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا أحمد بن إدريس‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن محمد‪ ،‬عن علي بن الحكم‪،‬‬
‫عن سيف‪ ،‬عن حسان‪ ،‬عن هاشم بن عمار‪ ،‬عن أبيه‪ -‬و كان من أصحاب علي )عليه السلم(‪ -‬عن علي(‬
‫سُه‪.‬‬‫حِب ُ‬
‫ن ما َي ْ‬‫ب ِإلى ُأّمٍة َمْعُدوَدٍة َلَيُقوُل ّ‬‫عْنُهُم اْلَعذا َ‬ ‫خْرنا َ‬ ‫ن َأ ّ‬
‫)صلوات ال عليه( في قوله تعالى‪َ :‬و َلِئ ْ‬
‫قال‪» :‬المة المعدودة‪ :‬أصحاب القائم )عليه السلم( الثلثمائة و البضعة عشر«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -8‬تفسير العّياشي ‪.6 /140 :2‬‬
‫‪ -9‬إرشاد القلوب‪» 377 :‬نحوه«‪.‬‬
‫‪ -10‬الغيبة‪.36 /241 :‬‬
‫‪ -11‬تفسير القّمي ‪.323 :1‬‬
‫)‪ (1‬يأتي في الحاديث )‪ (12 -1‬من تفسير الية )‪ (5‬من سورة طه‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪83 :‬‬
‫‪ -[3] /5022‬قال علي بن إبراهيم‪ :‬و المة في كتاب ال على وجوه كثيرة‪ ،‬فمنها‪ :‬المذهب‪ ،‬و هو قوله‪ :‬كا َ‬
‫ن‬
‫ن الّنا ِ‬
‫س‬ ‫عَلْيِه ُأّمًة ِم َ‬ ‫جَد َ‬‫حَدًة »‪ «1‬أي على مذهب واحد‪ .‬و منها‪ :‬الجماعة من الناس‪ ،‬و هو قوله‪َ :‬و َ‬ ‫س ُأّمًة وا ِ‬
‫الّنا ُ‬
‫حِنيفًا »‪.«3‬‬ ‫ل َ‬ ‫ن ُأّمًة قاِنتًا ِّ‬ ‫ن ِإْبراِهيَم كا َ‬ ‫ن »‪ «2‬أي جماعة‪ .‬و منها‪ :‬الواحد‪ ،‬قد سماه ال امة‪ ،‬و هو قوله‪ِ :‬إ ّ‬ ‫سُقو َ‬ ‫َي ْ‬
‫خل ِفيها َنِذيٌر »‪ .«4‬و منها‪ :‬أمة محمد )صلى ال‬ ‫ل َ‬ ‫ن ُأّمٍة ِإ ّ‬‫ن ِم ْ‬
‫و منها‪ :‬جميع أجناس الحيوان‪ ،‬و هو قوله‪َ :‬و ِإ ْ‬
‫ن َقْبِلها ُأَمٌم »‪ «5‬و هي أمة محمد )صلى ال عليه و‬ ‫ت ِم ْ‬ ‫خَل ْ‬‫ك ِفي ُأّمٍة َقْد َ‬ ‫سْلنا َ‬‫ك َأْر َ‬
‫عليه و آله(‪ ،‬و هو قوله‪َ :‬كذِل َ‬
‫ل اّلِذي َنجا ِمْنُهما َو اّدَكَر َبْعَد ُأمٍّة »‪ «6‬أي بعد وقت‪ .‬و قوله‪ِ :‬إلى ُأّمٍة‬ ‫آله(‪ .‬و منها‪ :‬الوقت‪ ،‬و هو قوله‪َ :‬و قا َ‬
‫ل ُأّمٍة ُتْدعى ِإلى ِكتاِبَها اْلَيْوَم »‪«7‬‬ ‫ل ُأمٍّة جاِثَيًة ُك ّ‬ ‫َمْعُدوَدٍة يعني به الوقت‪ .‬و منها‪ :‬الخلق كله‪ ،‬و هو قوله‪َ :‬و َترى ُك ّ‬
‫ن »‪ «8‬و مثله كثير‪.‬‬ ‫سَتْعَتُبو َ‬ ‫ن َكَفُروا َو ل هُْم ُي ْ‬ ‫ن ِلّلِذي َ‬‫شِهيدًا ُثّم ل ُيْؤَذ ُ‬
‫ل ُأّمٍة َ‬ ‫ن ُك ّ‬‫ث ِم ْ‬‫و قوله‪َ :‬و َيْوَم َنْبَع ُ‬
‫عْنُهُم اْلَعذا َ‬
‫ب‬ ‫خْرنا َ‬ ‫ن َأ ّ‬‫‪ -[4] /5023‬العياشي‪ :‬عن أبان بن مسافر‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال‪َ :‬و َلِئ ْ‬
‫عْنُهْم قال‪:‬‬ ‫صُروفًا َ‬ ‫س َم ْ‬ ‫سُه َأل َيْوَم َيْأِتيِهْم َلْي َ‬ ‫حِب ُ‬‫ن ما َي ْ‬ ‫ِإلى ُأّمٍة َمْعُدوَدٍة »يعني عدة كعدة بدر« َلَيُقوُل ّ‬
‫»العذاب«‪.‬‬
‫‪ -[5] /5024‬عن عبد العلى الحلبي‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو جعفر )عليه السلم(‪ :‬أصحاب القائم )عليه السلم( الثلثمائة‬
‫ب ِإلى ُأّمةٍ َمْعُدوَدٍة‪-‬‬ ‫عْنُهُم اْلَعذا َ‬ ‫خْرنا َ‬ ‫ن َأ ّ‬
‫و البضعة عشر رجل‪ ،‬هم و ال المة المعدودة التي قال ال في كتابه‪َ :‬و َلِئ ْ‬
‫قال‪ -‬يجمعون له في ساعة واحدة قزعا »‪ «9‬كقزع الخريف«‪.‬‬
‫ب ِإلى ُأّمٍة‬ ‫عْنُهُم اْلَعذا َ‬
‫خْرنا َ‬ ‫ن َأ ّ‬
‫‪ -[6] /5025‬عن الحسين‪ ،‬عن الخزاز »‪ ،«10‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪َ :‬و َلِئ ْ‬
‫َمْعُدوَدٍة‪ .‬قال‪» :‬هو القائم )عليه السلم( و أصحابه«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -3‬تفسير القّمي ‪.323 :1‬‬
‫‪ -4‬تفسير العّياشي ‪.7 /140 :2‬‬
‫‪ -5‬تفسير العّياشي ‪.8 /140 :2‬‬
‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪.9 /141 :2‬‬
‫)‪ (1‬البقرة ‪[.....] .213 :2‬‬
‫)‪ (2‬القصص ‪.23 :28 :28‬‬
‫)‪ (3‬النحل ‪.120 :16‬‬
‫)‪ (4‬فاطر ‪.24 :35‬‬
‫)‪ (5‬الرعد ‪.30 :13‬‬
‫)‪ (6‬يوسف ‪.45 :12‬‬
‫)‪ (7‬الجاثية ‪.28 :45‬‬
‫)‪ (8‬النحل ‪.84 :16‬‬
‫سحاب رقيقة‪» .‬الصحاح‪ -‬قزع‪.«1265 :3 -‬‬ ‫)‪ (9‬القزع‪ :‬قطع من ال ّ‬
‫)‪ (10‬في »ط« الحسين عن الحّر‪ ،‬و الظاهر أّنه تصحيف الحسين بن الحّر‪ ،‬انظر رجال البرقي‪ ،26 :‬معجم‬
‫رجال الحديث ‪.211 :5‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪84 :‬‬
‫‪ -[7] /5026‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن منصور بن يونس‪ ،‬عن‬
‫إسماعيل بن جابر‪ ،‬عن أبي خالد‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( »‪«1‬‬
‫ل جَِميعًا‬ ‫ت ِبُكُم ا ُّ‬ ‫ن ما َتُكوُنوا َيْأ ِ‬ ‫ت َأْي َ‬
‫خْيرا ِ‬
‫سَتِبُقوا اْل َ‬‫في قول ال عز و جل‪:‬ا ْ‬
‫»‪.«2‬‬
‫جِميعًا[ يعني أصحاب القائم )عليه‬ ‫ل َ‬ ‫ت ِبُكُم ا ُّ‬ ‫ن ما َتُكوُنوا َيْأ ِ‬ ‫]قال‪» :‬الخيرات‪ :‬الولية‪ ،‬و قوله تبارك و تعالى‪ْ:‬ي َ‬
‫السلم( الثلثمائة و البضعة عشر رجل‪ -‬قال‪ -‬هم و ال المة المعدودة‪ -‬قال‪ -‬يجتمعون و ال في ساعة واحدة‬
‫قزعا كقزع الخريف«‪.‬‬
‫‪ -[8] /5027‬الطبرسي‪ :‬قيل‪ :‬إن المة المعدودة هم أصحاب المهدي )عليه السلم( في آخر الزمان ثلثمائة و‬
‫بضعة عشر رجل‪ ،‬كعدة أهل بدر‪ ،‬يجتمعون في ساعة واحدة كما يجتمع قزع الخريف‪ .‬قال‪ :‬و هو المروي عن‬
‫أبي جعفر و أبي عبد ال )عليهما السلم(‪.‬‬
‫‪ -[9] /5028‬قال شرف الدين النجفي‪ :‬و يؤيده ما رواه محمد بن جمهور‪ ،‬عن حماد بن عيسى‪ ،‬عن حريز‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ب ِإلى ُأّمٍة َمْعُدوَدٍة‪.‬‬‫عْنُهُم اْلَعذا َ‬ ‫خْرنا َ‬ ‫ن َأ ّ‬
‫روى بعض أصحابنا‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله تعالى‪َ :‬و َلِئ ْ‬
‫قال‪» :‬العذاب هو القائم )عليه السلم(‪ ،‬و هو عذاب على أعدائه‪ ،‬و المة المعدودة هم الذين يقومون معه‪ ،‬بعدد‬
‫أهل بدر«‪.‬‬
‫ب ِإلى ُأّمٍة َمْعُدوَدٍة‪.‬‬ ‫عْنُهُم اْلَعذا َ‬ ‫خْرنا َ‬ ‫ن َأ ّ‬‫‪ -[10] /5029‬علي بن إبراهيم‪ ،‬في قوله تعالى‪َ :‬و َلِئ ْ‬
‫سُه أي يقولون‪ :‬أل ل‬ ‫حِب ُ‬‫ن ما َي ْ‬ ‫قال‪ :‬إن متعناهم في هذه الدنيا إلى خروج القائم )عليه السلم( فنردهم و نعذبهم َلَيُقوُل ّ‬
‫ق ِبِهْم ما كاُنوا ِبِه‬ ‫عْنُهْم َو حا َ‬ ‫صُروفًا َ‬ ‫س َم ْ‬ ‫يقوم القائم‪ ،‬و ل يخرج؟ على حد الستهزاء‪ ،‬فقال ال‪َ :‬أل َيْوَم َيْأِتيِهْم َلْي َ‬
‫ن‪.‬‬
‫سَتْهِزُؤ َ‬
‫َي ْ‬
‫س َكُفوٌر َو َلِئ ْ‬
‫ن‬ ‫عناها ِمْنُه ِإّنُه َلَيُؤ ٌ‬ ‫حَمًة ُثّم َنَز ْ‬ ‫ن ِمّنا َر ْ‬ ‫لْنسا َ‬ ‫ن َأَذْقَنا ا ِْ‬‫‪ -[11] /5030‬و قال علي بن إبراهيم‪ :‬قوله‪َ :‬و َلِئ ْ‬
‫عّني قال‪ :‬إذا أغنى ال العبد ثم افتقر أصابه اليأس و الجزع و‬ ‫ت َ‬ ‫سّيئا ُ‬ ‫ب ال ّ‬‫ن َذَه َ‬
‫سْتُه َلَيُقوَل ّ‬
‫ضّراَء َم ّ‬‫َأَذْقناُه َنْعماَء َبْعَد َ‬
‫عِمُلوا‬ ‫صَبُروا َو َ‬ ‫ن َ‬ ‫ل اّلِذي َ‬ ‫خوٌر ثم قال‪ِ :‬إ ّ‬ ‫ح َف ُ‬‫الهلع‪ ،‬و إذا كشف ال عنه ذلك فرح‪ ،‬و قال‪ :‬ذهب السيئات عني ِإّنُه َلَفِر ٌ‬
‫ت قال‪ :‬صبروا في الشدة‪ ،‬و عملوا الصالحات في الرخاء‪.‬‬ ‫صاِلحا ِ‬ ‫ال ّ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -7‬في المصدر‪ ،487 /313 :8 :‬ينابيع المودة‪.421 :‬‬
‫‪ -8‬مجمع البيان ‪ ،218 :5‬ينابيع المودة‪.424 :‬‬
‫‪ -9‬تأويل اليات ‪.3 /223 :1‬‬
‫‪ -10‬تفسير القّمي ‪.322 :1‬‬
‫‪ -11‬تفسير القّمي ‪[.....] .323 :1‬‬
‫سلم(‪ ،‬راجع معجم رجال الحديث ‪.384 :21‬‬ ‫ل )عليه ال ّ‬ ‫)‪ (1‬في »س‪ ،‬ط«‪ :‬أبي عبد ا ّ‬
‫)‪ (2‬البقرة ‪.148 :2‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪85 :‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ك ِإّنما َأْن َ‬
‫ت‬ ‫عَلْيِه َكْنٌز َأْو جاَء َمَعُه َمَل ٌ‬
‫ل َ‬‫ن َيُقوُلوا َلْو ل ُأْنِز َ‬ ‫ك َأ ْ‬
‫صْدُر َ‬ ‫ق ِبِه َ‬‫ك َو ضاِئ ٌ‬ ‫ض ما ُيوحى ِإَلْي َ‬ ‫ك َبْع َ‬ ‫ك تاِر ٌ‬ ‫َفَلَعّل َ‬
‫ل ]‪[12‬‬ ‫يٍء َوِكي ٌ‬‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫على ُك ّ‬ ‫ل َ‬ ‫َنِذيٌر َو ا ُّ‬
‫‪ -[1] /5031‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن محمد بن خالد‪ ،‬و الحسين بن سعيد‪،‬‬
‫عن النضر بن سويد‪ ،‬عن يحيى الحلبي‪ ،‬عن ابن مسكان‪ ،‬عن عمار بن سويد‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه‬
‫عَلْيِه َكْنٌز‬
‫ل َ‬‫ن َيُقوُلوا َلْو ل ُأْنِز َ‬
‫ك َأ ْ‬
‫صْدُر َ‬ ‫ك َو ضاِئقٌ ِبِه َ‬ ‫ض ما ُيوحى ِإَلْي َ‬ ‫ك َبْع َ‬ ‫ك تاِر ٌ‬
‫السلم( يقول في هذه الية‪َ :‬فَلَعّل َ‬
‫ك‪.‬‬
‫َأْو جاَء َمَعُه َمَل ٌ‬
‫فقال‪» :‬إن رسول ال )صلى ال عليه و آله( لما نزل قديدا »‪ ،«1‬قال لعلي )عليه السلم(‪ :‬يا علي‪ ،‬إني سألت ربي‬
‫أن يوالي بيني و بينك ففعل‪ ،‬و سألت ربي أن يؤاخي بيني و بينك ففعل‪ ،‬و سألت ربي أن يجعلك وصيي ففعل‪.‬‬
‫فقال رجلن من قريش‪ :‬و ال لصاع من تمر في شن »‪ «2‬بال أحب إلينا مما سأل محمد ربه‪ ،‬فهل سأل ربه ملكا‬
‫يعضده على عدوه‪ ،‬أو كنزا يستغني به عن فاقته؟! و ال ما دعاه »‪ «3‬إلى حق و ل باطل إل أجابه إليه‪ .‬فأنزل‬
‫ك إلى آخر الية«‪.‬‬ ‫صْدُر َ‬‫ق ِبِه َ‬‫ك َو ضاِئ ٌ‬ ‫ض ما ُيوحى ِإَلْي َ‬ ‫ك َبْع َ‬‫ك تاِر ٌ‬ ‫ال تبارك و تعالى‪َ :‬فَلَعّل َ‬
‫‪ -[2] /5032‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن النضر بن سويد‪ ،‬عن يحيى الحلبي‪ ،‬عن ابن مسكان‪ ،‬عن‬
‫عمارة بن سويد‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( أنه قال‪» :‬سبب نزول هذه الية أن رسول ال )صلى ال عليه و‬
‫آله( خرج ذات يوم‪ ،‬فقال لعلي )عليه السلم(‪ :‬يا علي‪ ،‬إني سألت ال الليلة‪ ،‬أن يجعلك وزيري ففعل‪ ،‬و سألته أن‬
‫يجعلك وصيي ففعل‪ ،‬و سألته أن يجعلك خليفتي في أمتي ففعل‪.‬‬
‫فقال رجل من الصحابة‪ :‬و ال لصاع من تمر في شن بال أحب إلي مما سأل محمد ربه‪ ،‬أل سأله ملكا يعضده أو‬
‫مال يستعين به على فاقته؟! فو ال ما دعا عليا قط إلى حق أو إلى باطل إل أجابه‪ .‬فأنزل ال على رسوله‪:‬‬
‫ك الية«‪.‬‬ ‫ك تاِر ٌ‬ ‫َفَلَعّل َ‬
‫‪ -[3] /5033‬الشيخ في )أماليه(‪ :‬روى هذا الحديث‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا أبو عبد ال محمد بن محمد‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬الكافي ‪.572 /378 :8‬‬

‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.324 :1‬‬

‫‪ -3‬المالي ‪.106 :1‬‬

‫)‪ (1‬قديد‪ :‬موضع قرب مكة‪» .‬معجم البلدان ‪.«313 :4‬‬

‫ن‪ :‬القربة الخلق‪» .‬الصحاح‪ -‬شنن‪.«2146 :5 -‬‬


‫)‪ (2‬الش ّ‬

‫)‪ (3‬في »ط«‪ :‬ما دعا عليا‪.‬‬

‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪86 :‬‬


‫حفص عمر بن محمد المعروف بابن الزيات‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو علي بن همام السكافي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن‬
‫جعفر الحميري‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن محمد بن عيسى‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن عبد ال بن المغيرة‪ ،‬عن ابن‬
‫مسكان‪ ،‬عن عمار بن يزيد »‪ ،«1‬عن أبي عبد ال جعفر بن محمد )عليه السلم( قال‪» :‬لما نزل رسول ال‬
‫)صلى ال عليه و آله( بطن قديد‪ ،‬قال لعلي بن أبي طالب )عليه السلم(‪ :‬يا علي‪ ،‬إني سألت ال عز و جل أن‬
‫يوالي بيني و بينك ففعل‪ ،‬و سألته أن يؤاخي بيني و بينك ففعل‪ ،‬و سألته أن يجعلك وصيي ففعل‪.‬‬
‫فقال رجل من القوم‪ :‬و ال لصاع من تمر في شن بال خير مما سأل محمد ربه‪ ،‬هل سأله ملكا يعضده على عدوه‪،‬‬
‫ض ما‬
‫ك َبْع َ‬
‫ك تاِر ٌ‬
‫أو كنزا يستعين به على فاقته‪ ،‬و ال ما دعاه إلى باطل إل أجابه إليه‪ .‬فأنزل ال تعالى‪َ :‬فَلَعّل َ‬
‫على ُك ّ‬
‫ل‬ ‫ل َ‬
‫ت َنِذيٌر َو ا ُّ‬
‫ك ِإّنما َأْن َ‬
‫عَلْيِه َكْنٌز َأْو جاَء َمَعُه َمَل ٌ‬
‫ل َ‬
‫ن َيُقوُلوا َلْو ل ُأْنِز َ‬
‫ك َأ ْ‬
‫صْدُر َ‬
‫ق ِبِه َ‬
‫ك َو ضاِئ ٌ‬
‫ُيوحى ِإَلْي َ‬
‫ل«‪.‬‬‫يٍء َوِكي ٌ‬
‫ش ْ‬
‫َ‬
‫و روى أيضا هذا الحديث المفيد في )أماليه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو حفص عمر بن محمد المعروف با بن الزيات )رحمه‬
‫ال(‪ ،‬و ساق الحديث بباقي السند و المتن‪ ،‬إل أن في آخر السند‪ :‬عن ابن مسكان‪ ،‬عن عمر بن يزيد‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫ال جعفر بن محمد )عليهما السلم( »‪ ،«2‬و ساق الحديث إلى آخره كما في أمالي الشيخ‪.‬‬

‫‪ -[4] /5034‬العياشي‪ :‬عن عمار بن سويد‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم(‪ :‬يقول في هذه الية‪َ :‬فَلَعّل َ‬
‫ك‬
‫ك‪.‬‬
‫ك إلى قوله‪َ :‬أْو جاَء َمَعهُ َمَل ٌ‬
‫صْدُر َ‬
‫ق ِبِه َ‬ ‫ك َو ضاِئ ٌ‬ ‫ض ما ُيوحى ِإَلْي َ‬ ‫ك َبْع َ‬
‫تاِر ٌ‬
‫سلم(‪ :‬إني سألت ربي أن‬ ‫ل عليه و آله( لما نزل قديدا »‪ ،«3‬قال‪ :‬لعلي )عليه ال ّ‬ ‫ل )صلى ا ّ‬ ‫قال‪» :‬إن رسول ا ّ‬
‫يوالي بيني و بينك ففعل‪ ،‬و سألت ربي أن يؤاخي بيني و بينك ففعل‪ ،‬و سألت ربي أن يجعلك وصيي ففعل‪.‬‬
‫فقال رجل »‪ «4‬من قريش‪ :‬و ال لصاع من تمر في شن بال أحب إلينا مما سأل محمد ربه‪ ،‬فهل سأله ملكا‬
‫يعضده على عدوه‪ ،‬أو كنزا يستعين به على فاقته؟! و ال ما دعاه إلى باطل إل أجابه إليه‪ .‬فأنزل ال عليه‪َ :‬فَلَعّل َ‬
‫ك‬
‫ك إلى آخر الية«‪.‬‬ ‫ض ما ُيوحى ِإَلْي َ‬ ‫ك َبْع َ‬
‫تاِر ٌ‬
‫قال‪» :‬و دعا رسول ال )صلى ال عليه و آله( لمير المؤمنين في آخر صلته‪ ،‬رافعا بها صوته‪ ،‬يسمع الناس‪:‬‬
‫ن آَمُنوا َو‬ ‫ن اّلِذي َ‬
‫اللهم هب لعلي المودة في صدور المؤمنين‪ ،‬و الهيبة و العظمة في صدور المنافقين‪ ،‬فأنزل ال‪ِ :‬إ ّ‬
‫ن ُوّدا‬
‫حم ُ‬
‫ل َلُهُم الّر ْ‬
‫جَع ُ‬ ‫سَي ْ‬
‫ت َ‬‫صاِلحا ِ‬
‫عِمُلوا ال ّ‬
‫َ‬

‫__________________________________________________‬
‫‪ -4‬تفسير العياشي ‪.11 /141 :2‬‬
‫)‪ (1‬كذا‪ ،‬و قد تقدم في الحديث )‪ (1‬و يأتي في الحديث )‪ (4‬عمار بن سويد‪ ،‬و في الحديث )‪ (2‬عمارة بن سويد‪،‬‬
‫و كلهما ممن روى عن الصادق )عليه السلم(‪ ،‬و روى عنهما ابن مسكان‪ ،‬و يأتي عن أمالي المفيد في ذيل هذا‬
‫الحديث‪ :‬عمر بن يزيد‪ ،‬و هو أيضا ممن روى عن الصادق )عليه السلم( و روى عنه ابن مسكان‪ ،‬و ل دليل‬
‫على التعيين‪.‬‬
‫)‪ (2‬المالي‪.5 /279 :‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬غديرا‪.‬‬
‫)‪ (4‬في المصدر‪ :‬رجلن‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪87 :‬‬
‫ن َو ُتْنِذَر ِبِه َقْومًا ُلّدا »‪ «1‬بني امية‪.‬‬ ‫شَر ِبِه اْلُمّتِقي َ‬ ‫ك ِلُتَب ّ‬‫سْرناُه ِبِلساِن َ‬ ‫َفِإّنما َي ّ‬
‫قال رجل‪ :‬و ال لصاع من تمر في شن بال أحب إلي مما سأل محمد ربه‪ ،‬أ فل سأله ملكا يعضده‪ ،‬أو كنزا‬
‫ك إلى َأْم َيُقوُلو َ‬
‫ن‬ ‫ض ما ُيوحى ِإَلْي َ‬ ‫ك َبْع َ‬ ‫ك تاِر ٌ‬ ‫يستظهر به على فاقته؟! فأنزل ال فيه عشر آيات من هود‪ ،‬أولها‪َ :‬فَلَعّل َ‬
‫جيُبوا َلُكْم في ولية علي )عليه الصلة و السلم(‬ ‫سَت ِ‬
‫ت إلى َفِإّلْم َي ْ‬ ‫سَوٍر ِمْثِلِه ُمْفَتَريا ٍ‬ ‫شِر ُ‬ ‫ل َفْأُتوا ِبَع ْ‬ ‫اْفَتراُه ولية علي ُق ْ‬
‫حياةَ الّدْنيا َو‬
‫ن ُيِريُد اْل َ‬‫ن كا َ‬ ‫ن »‪ «2‬لعلي وليته َم ْ‬ ‫سِلُمو َ‬ ‫ل َأْنُتْم ُم ْ‬
‫ل ُهَو َفَه ْ‬‫ن ل ِإلَه ِإ ّ‬ ‫ل َو َأ ْ‬ ‫ل ِبِعْلِم ا ِّ‬‫عَلُموا َأّنما ُأْنِز َ‬
‫َفا ْ‬
‫ن َرّبِه رسول ال )صلى ال عليه و‬ ‫على َبّيَنٍة ِم ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ن كا َ‬ ‫عماَلُهْم ِفيها »‪َ ،«3‬أ َفَم ْ‬ ‫ف ِإَلْيِهْم َأ ْ‬
‫ِزيَنَتها يعني فلنا و فلنا ُنَو ّ‬
‫حَمًة »‪ -«4‬قال‪ -‬كانت ولية‬ ‫ب ُموسى ِإمامًا َو َر ْ‬ ‫ن َقْبِلِه ِكتا ُ‬ ‫آله( َو َيْتُلوُه شاِهٌد ِمْنُه أمير المؤمنين )عليه السلم( َو ِم ْ‬
‫ك ِفي ِمْرَيٍة ِمْنُه »‪ «5‬في‬ ‫عُدهُ َفل َت ُ‬ ‫ب َفالّناُر َمْو ِ‬ ‫حزا ِ‬ ‫لْ‬ ‫ن ا َْ‬ ‫ن َيْكُفْر ِبِه ِم َ‬‫ن ِبِه َو َم ْ‬ ‫ك ُيْؤِمُنو َ‬ ‫علي في كتاب موسى ُأولِئ َ‬
‫على‬ ‫ن َكَذُبوا َ‬ ‫شهاُد »‪ «6‬هم الئمة )عليهم السلم( هُؤلِء اّلِذي َ‬ ‫لْ‬ ‫ل ا َْ‬
‫ك إلى قوله‪َ :‬و َيُقو ُ‬ ‫ن َرّب َ‬ ‫ق ِم ْ‬ ‫حّ‬ ‫ولية علي ِإّنُه اْل َ‬
‫ن« »‪.«7‬‬ ‫ل َأ َفل َتَذّكُرو َ‬ ‫ن َمَث ً‬ ‫سَتِويا ِ‬ ‫ل َي ْ‬ ‫َرّبِهْم إلى قوله‪َ :‬ه ْ‬
‫‪ -[5] /5035‬عن جابر بن أرقم‪ ،‬عن أخيه زيد بن أرقم‪ ،‬قال‪ :‬إن جبرئيل الروح المين نزل على رسول ال‬
‫)صلى ال عليه و آله( بولية علي بن أبي طالب )عليه السلم( عشية عرفة‪ ،‬فضاق بذلك صدر رسول ال )صلى‬
‫ال عليه و آله( مخافة تكذيب أهل الفك و النفاق‪ ،‬فدعا قوما أنا فيهم فاستشارهم في ذلك ليقوم به في الموسم‪ ،‬فلم‬
‫ندر ما نقول له و بكى )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬فقال له جبرئيل يا محمد‪ ،‬أ جزعت من أمر ال؟ فقال‪» :‬كل‪ -‬يا‬
‫جبرئيل‪ -‬و لكن قد علم ربي ما لقيت من قريش‪ ،‬إذ لم يقروا لي بالرسالة حتى أمرني بجهادهم‪ ،‬و أهبط إلي جنودا‬
‫ض ما ُيوحى‬ ‫ك َبْع َ‬ ‫ك تاِر ٌ‬ ‫من السماء فنصروني‪ ،‬فكيف يقرون لعلي من بعدي؟!« فانصرف عنه جبرئيل فنزل‪َ :‬فَلَعّل َ‬
‫ك‪.‬‬
‫صْدُر َ‬ ‫ق ِبِه َ‬ ‫ك َو ضاِئ ٌ‬ ‫ِإَلْي َ‬
‫‪ -[6] /5036‬ابن بابويه في )أماليه(‪ :‬قال‪ :‬حدثنا أبي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سعد بن عبد ال‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن أبي عبد‬
‫ال البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن خلف بن حماد السدي‪ ،‬عن أبي الحسن العبدي‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن عباية بن ربعي‪ ،‬عن‬
‫عبد ال بن عباس‪ ،‬قال‪ :‬إن رسول ال )صلى ال عليه و آله( لما أسري به إلى السماء‪ ،‬انتهى به جبرئيل إلى نهر‪،‬‬
‫يقال له‪:‬‬
‫ت َو الّنوَر »‪ «8‬فلما انتهى به إلى ذلك النهر‪ ،‬قال له جبرئيل )عليه‬ ‫ظُلما ِ‬ ‫ل ال ّ‬‫جَع َ‬‫النور‪ ،‬و هو قول ال عز و جل‪َ :‬و َ‬
‫السلم( يا محمد‪ ،‬اعبر على بركة ال‪ ،‬قد نور ال لك بصرك‪ ،‬و مد لك أمامك‪ ،‬فإن هذا نهر لم يعبره أحد‪ ،‬ل‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -5‬تفسير العّياشي ‪ ،10 /141 :2‬شواهد التنزيل ‪[.....] .368 /272 :1‬‬
‫‪ -6‬المالي‪.10 /290 :‬‬
‫)‪ (1‬مريم ‪.97 -96 :19‬‬
‫)‪ (2‬هود ‪.14 -13 :11‬‬
‫)‪ (3‬هود ‪.15 :11‬‬
‫)‪ (5 ،4‬هود ‪.17 :11‬‬
‫)‪ (6‬هود ‪.18 -17 :11‬‬
‫)‪ (7‬هود ‪.24 -18 :11‬‬
‫)‪ (8‬النعام ‪.1 :6‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪88 :‬‬
‫ملك مقرب و ل نبي مرسل‪ ،‬غير أن لي في كل يوم اغتماسة فيه‪ ،‬ثم أخرج منه فأنفض اجنحتي‪ ،‬فليس من قطرة‬
‫تقطر من أجنحتي إل خلق ال تبارك و تعالى منها ملكا مقربا‪ ،‬له عشرون ألف وجه و أربعون ألف لسان‪ ،‬كل‬
‫لسان يلفظ بلغة ل يفقهها اللسان الخر‪ .‬فعبر رسول ال )صلى ال عليه و آله( حتى انتهى به إلى الحجب‪ ،‬و‬
‫الحجب خمسمائة حجاب‪ ،‬من الحجاب إلى الحجاب مسيرة خمسمائة عام‪ ،‬ثم قال‪ :‬تقدم‪ ،‬يا محمد‪ .‬فقال له‪» :‬يا‬
‫جبرئيل‪ ،‬و لم ل تكون معي؟« قال‪ :‬ليس لي أن أجوز هذا المكان‪.‬‬
‫فتقدم رسول ال )صلى ال عليه و آله( ما شاء ال أن يتقدم حتى سمع ما قال الرب تبارك و تعالى‪ :‬أنا المحمود و‬
‫أنت محمد‪ ،‬شققت اسمك من اسمي‪ ،‬فمن وصلك وصلته‪ ،‬و من قطعك بتكته »‪ ،«1‬انزل إلى عبادي فأخبرهم‬
‫بكرامتي إياك‪ ،‬و أني لم أبعث نبيا إل جعلت له وزيرا‪ ،‬و أنك رسولي‪ ،‬و أن عليا وزيرك‪ .‬فهبط رسول ال )صلى‬
‫ال عليه و آله(‪ ،‬فكره أن يحدث الناس بشيء‪ ،‬كراهية أن يتهموه‪ ،‬لنهم كانوا حديثي عهد بالجاهلية‪ ،‬حتى مضى‬
‫ك فاحتمل رسول ال‬ ‫صْدُر َ‬‫ق ِبِه َ‬ ‫ك َو ضاِئ ٌ‬
‫ض ما ُيوحى ِإَلْي َ‬‫ك َبْع َ‬‫ك تاِر ٌ‬
‫لذلك ستة أيام‪ ،‬فأنزل ال تبارك و تعالى‪َ :‬فَلَعّل َ‬
‫ل ِإَلْي َ‬
‫ك‬ ‫ل َبّلْغ ما ُأْنِز َ‬‫سو ُ‬ ‫)صلى ال عليه و آله( ذلك حتى كان يوم الثامن‪ ،‬فأنزل ال تبارك و تعالى عليه‪ :‬يا َأّيَها الّر ُ‬
‫س »‪ «2‬فقال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪:‬‬ ‫ن الّنا ِ‬
‫ك ِم َ‬
‫صُم َ‬
‫ل َيْع ِ‬
‫ت ِرساَلَتُه َو ا ُّ‬ ‫ل َفما َبّلْغ َ‬
‫ن َلْم َتْفَع ْ‬
‫ك َو ِإ ْ‬‫ن َرّب َ‬
‫ِم ْ‬
‫»تهديد بعد وعيد‪ ،‬لمضين لمر »‪ «3‬ال عز و جل‪ ،‬فإن يتهموني و يكذبوني فهو أهون علي من أن يعاقبني ال‬
‫العقوبة الموجعة في الدنيا و الخرة«‪.‬‬
‫قال‪ :‬و سلم جبرئيل )عليه السلم( على علي )عليه السلم( بإمرة المؤمنين‪ ،‬فقال علي )عليه السلم( »يا رسول‬
‫ال‪ ،‬أسمع الكلم و لم أحس الرؤية«‪ .‬فقال‪» :‬يا علي‪ ،‬هذا جبرئيل أتاني من قبل ربي بتصديق ما وعدني‪ .‬ثم أمر‬
‫رسول ال )صلى ال عليه و آله( رجل فرجل من أصحابه حتى سلموا عليه بإمرة المؤمنين«‪.‬‬
‫ثم قال‪» :‬يا بلل‪ ،‬ناد في النسا‪ :‬أن ل يبقى غدا أحد‪ -‬إل عليل‪ -‬إل خرج إلى غدير خم«‪ .‬فلما كان من الغد خرج‬
‫رسول ال )صلى ال عليه و آله( بجماعة من »‪ «4‬أصحابه‪ ،‬فحمد ال و أثنى عليه‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫»أيها الناس‪ ،‬إن ال تبارك و تعالى أرسلني إليكم برسالة‪ ،‬و إني ضقت بها ذرعا مخافة أن تتهموني و تكذبوني‪،‬‬
‫حتى أنزل ال علي و عيدا بعد وعيد‪ ،‬فكان تكذيبكم إياي أيسر علي من عقوبة ال تعالى‪ .‬إن ال تبارك و تعالى‬
‫أسرى بي و أسمعني‪ ،‬و قال لي‪ :‬يا محمد‪ ،‬أنا المحمود و أنت محمد‪ ،‬شققت اسمك من اسمي‪ ،‬فمن وصلك‬
‫وصلته‪ ،‬و من قطعك بتكته‪ ،‬انزل إلى عبادي فأخبرهم بكرامتي إياك‪ ،‬و أني لم أبعث نبيا إل جعلت له وزيرا‪ ،‬و‬
‫أنك رسولي‪ ،‬و أن عليا وزيرك«‪ .‬ثم أخذ رسول ال )صلى ال عليه و آله( بيد علي بن أبي طالب )عليه السلم(‬
‫فرفعها حتى نظر الناس إلى بياض إبطيهما‪ ،‬و لم ير قبل ذلك‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫»أيها الناس‪ ،‬إن ال تبارك و تعالى مولي‪ ،‬و أنا مولى المؤمنين‪ ،‬فمن كنت موله فعلي موله‪ ،‬اللهم وال من‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬البتك‪ :‬القطع‪» .‬الصحاح‪ -‬بتك‪.«1574 :4 -‬‬
‫)‪ (2‬المائدة ‪.67 :5‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬أمر‪.‬‬
‫)‪) (4‬من( ليس في المصدر‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪89 :‬‬
‫واله‪ ،‬و عاد من عاداه‪ ،‬و انصر من نصره‪ ،‬و اخذل من خذله«‪ .‬فقال الشكاك و المنافقون و الذين في قلوبهم‬
‫مرض و زيغ‪ :‬نبرأ إلى ال من مقالته‪ ،‬ليس بحتم‪ ،‬و ل نرضى أن يكون علي وزيره‪ ،‬هذه منه عصبية فقال سلمان‬
‫ت َلُكْم ِديَنُكْم َو‬
‫و المقداد و أبو ذر و عمار بن ياسر‪ :‬و ال ما برحنا العرصة حتى نزلت هذه الية اْلَيْوَم َأْكَمْل ُ‬
‫سلَم ِدينًا »‪ «1‬فكرر رسول ال )صلى ال عليه و آله( ذلك ثلثا‪ ،‬ثم قال‪:‬‬ ‫لْ‬‫ت َلُكُم ا ِْ‬
‫ضي ُ‬ ‫عَلْيُكْم ِنْعَمِتي َو َر ِ‬ ‫ت َ‬‫َأْتَمْم ُ‬
‫»إن كمال الدين و تمام النعمة و رضى الرب بإرسالي إليكم بالولية بعدي لعلي بن أبي طالب )عليه السلم(«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن‪ -‬إلى قوله‬ ‫ن ُكْنُتْم صاِدِقي َ‬ ‫ل ِإ ْ‬‫ن ا ِّ‬
‫ن ُدو ِ‬ ‫طْعُتْم ِم ْ‬‫سَت َ‬
‫نا ْ‬‫عوا َم ِ‬ ‫ت َو اْد ُ‬‫سَوٍر ِمْثِلِه ُمْفَتَريا ٍ‬ ‫شِر ُ‬ ‫ل َفْأُتوا ِبَع ْ‬ ‫ن اْفَتراُه ُق ْ‬‫َأْم َيُقوُلو َ‬
‫ل ]‪ [14 -13‬تقدم في الية السابقة عن الصادق )عليه السلم( منها إلى عشر آيات‪ ،‬إلى‬ ‫ل ِبِعْلِم ا ِّ‬ ‫تعالى‪َ -‬أّنما ُأْنِز َ‬
‫ن »‪ «2‬فليؤخذ معناها من الحديث المذكور في الية السابقة »‪.«3‬‬ ‫ل َأ َفل َتَذّكُرو َ‬ ‫ن َمَث ً‬ ‫سَتِويا ِ‬ ‫ل َي ْ‬‫قوله تعالى‪َ :‬ه ْ‬
‫ن‪ :‬يعني قولهم‪ :‬إن ال لم يأمره‬ ‫ن إلى قوله‪ :‬صاِدِقي َ‬ ‫‪ -[1] /5037‬و قال علي بن إبراهيم‪ ،‬في قوله تعالى‪َ :‬أْم َيُقوُلو َ‬
‫بولية علي‪ ،‬و إنما يقول من عنده فيه‪.‬‬
‫ل أي بولية أمير المؤمنين )عليه السلم( من عند‬ ‫ل ِبِعْلِم ا ِّ‬
‫عَلُموا َأّنما ُأْنِز َ‬ ‫جيُبوا َلُكْم َفا ْ‬‫سَت ِ‬‫فقال ال عز و جل َفِإّلْم َي ْ‬
‫ال‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ل ما‬ ‫طٌ‬ ‫ن‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و با ِ‬ ‫سو َ‬ ‫خُ‬ ‫عماَلُهْم ِفيها َو ُهْم ِفيها ل ُيْب َ‬ ‫ف ِإَلْيِهْم َأ ْ‬
‫حياَة الّدْنيا َو ِزيَنَتها ُنَو ّ‬ ‫ن ُيِريُد اْل َ‬ ‫ن كا َ‬ ‫َم ْ‬
‫حياَة الّدْنيا َو ِزيَنَتها ُنَو ّ‬
‫ف‬ ‫ن ُيِريُد اْل َ‬
‫ن كا َ‬ ‫ن ]‪ -[2] /5038 [16 -15‬علي بن إبراهيم‪ ،‬في قوله تعالى‪َ :‬م ْ‬ ‫كاُنوا َيْعَمُلو َ‬
‫سو َ‬
‫ن‬ ‫خُ‬ ‫عماَلُهْم ِفيها َو ُهْم ِفيها ل ُيْب َ‬ ‫ِإَلْيِهْم َأ ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القمي ‪.324 :1‬‬
‫‪ -2‬تفسير القمي ‪[.....] .324 :1‬‬
‫)‪ (1‬المائدة ‪.3 :5‬‬
‫)‪ (2‬هود ‪.24 :11‬‬
‫)‪ (3‬تقدم في الحديث )‪ (4‬من تفسير الية )‪ (12‬من هذه السورة‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪90 :‬‬
‫ل الّناُر‪.‬‬‫خَرِة ِإ ّ‬‫لِ‬‫س َلُهْم ِفي ا ْ‬ ‫ن َلْي َ‬‫ك اّلِذي َ‬‫ُأولِئ َ‬
‫قال‪ :‬من عمل الخير على أن يعطيه ال ثوابه في الدنيا‪ ،‬أعطاه ثوابه في الدنيا‪ ،‬و كان له في الخرة النار‪.‬‬
‫‪ -[2] /5039‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه و علي بن محمد القاساني جميعا‪ ،‬عن القاسم ابن‬
‫محمد‪ ،‬عن سليمان بن داود المنقري‪ ،‬عن سفيان بن عيينة‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬سأل رجل أبي‬
‫بعد منصرفه من الموقف‪ ،‬فقال‪ :‬أ ترى يجيب »‪ «1‬ال هذا الخلق كله؟‬
‫فقال أبي‪ :‬ما وقف بهذا الموقف أحد إل غفر ال له‪ ،‬مؤمنا كان أو كافرا‪ ،‬إل أنهم في مغفرتهم على ثلث منازل‪-‬‬
‫و ذكر المنازل الثلث فقال في الثالثة‪ -‬و كافر وقف هذا الموقف‪ ،‬زينة الحياة الدنيا‪ ،‬غفر ال له ما تقدم من ذنبه‪،‬‬
‫إن تاب من الشرك فيما بقي من عمره‪ ،‬و إن لم يتب وفاه أجره و لم يحرمه أجر هذا الموقف‪ ،‬و ذلك قوله عز و‬
‫س َلُهْم ِفي‬‫ن َلْي َ‬‫ك اّلِذي َ‬‫ن ُأولِئ َ‬ ‫سو َ‬ ‫خُ‬‫عماَلُهْم ِفيها َو ُهْم ِفيها ل ُيْب َ‬ ‫ف ِإَلْيِهْم َأ ْ‬
‫حياَة الّدْنيا َو ِزيَنَتها ُنَو ّ‬ ‫ن ُيِريُد اْل َ‬ ‫ن كا َ‬ ‫جل‪َ :‬م ْ‬
‫ن«‪.‬‬ ‫ل ما كاُنوا َيْعَمُلو َ‬ ‫طٌ‬ ‫صَنُعوا ِفيها َو با ِ‬ ‫ط ما َ‬ ‫حِب َ‬‫ل الّناُر َو َ‬ ‫خَرِة ِإ ّ‬‫لِ‬ ‫اْ‬
‫ل َكِذْكِرُكْم آباَءُكْم »‪.«2‬‬ ‫سَكُكْم َفاْذُكُروا ا َّ‬ ‫ضْيُتْم َمنا ِ‬‫و قد تقدم الحديث بتمامه في قوله تعالى َفِإذا َق َ‬
‫حياَة‬
‫ن ُيِريُد اْل َ‬ ‫ن كا َ‬‫‪ -[3] /5040‬العياشي‪ :‬عن عمار بن سويد‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪َ» :‬م ْ‬
‫عماَلُهْم ِفيها«‪.‬‬ ‫ف ِإَلْيِهْم َأ ْ‬
‫الّدْنيا َو ِزيَنَتها يعني فلنا و فلنا ُنَو ّ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ِبِه‪ -‬إلى قوله‬ ‫ك ُيْؤِمُنو َ‬ ‫حَمًة ُأولِئ َ‬‫ب ُموسى ِإمامًا َو َر ْ‬ ‫ن َقْبِلِه ِكتا ُ‬‫ن َرّبِه َو َيْتُلوُه شاِهٌد ِمْنُه َو ِم ْ‬ ‫على َبّيَنٍة ِم ْ‬ ‫ن َ‬‫ن كا َ‬ ‫َأ َفَم ْ‬
‫ن ]‪[17‬‬ ‫تعالى‪ -‬ل ُيْؤِمُنو َ‬
‫‪ -[4] /5041‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن يحيى بن أبي عمران‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عن أبي بصير و‬
‫الفضيل‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬قال‪» :‬إنما نزلت‪) :‬أ فمن كان على بينة من ربه‪ -‬يعني رسول ال‬
‫)صلى ال عليه و آله(‪ ،-‬و يتلوه شاهد منه إماما و رحمة و من قبله كتاب موسى أولئك يؤمنون به( فقدموا و‬
‫أخروا في التأليف«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.10 /521 :4‬‬
‫‪ -3‬تفسير العّياشي ‪.11 /142 :2‬‬
‫‪ -4‬تفسير القّمي ‪.324 :1‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬يخيب‪.‬‬
‫)‪ (2‬تقّدم في الحديث )‪ (3‬من تفسير اليات )‪ (202 -200‬من سورة البقرة‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪91 :‬‬
‫‪ -[2] /5042‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن الحسين بن محمد‪ ،‬عن معلى بن محمد‪ ،‬عن الحسن بن علي‪ ،‬عن أحمد ابن‬
‫ن َرّبِه َو َيْتُلوُه‬‫على َبّيَنٍة ِم ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ن كا َ‬‫عمر الحلل‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا الحسن )عليه السلم( عن قول ال عز و جل‪َ :‬أ َفَم ْ‬
‫شاِهٌد ِمْنُه‪.‬‬
‫فقال‪» :‬أمير المؤمنين )صلوات ال عليه( الشاهد من رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و رسول ال )صلى ال‬
‫عليه و آله( على بينة من ربه«‪.‬‬
‫‪ -[3] /5043‬محمد بن الحسن الصفار‪ :‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن عبد ال بن حماد‪ ،‬عن أبي الجارود‪ ،‬عن‬
‫الصبغ بن نباتة‪ ،‬قال‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪» :‬لو كسرت لي الوسادة فقعدت عليها‪ ،‬لقضيت بين أهل‬
‫التوراة بتوراتهم‪ ،‬و أهل النجيل بإنجيلهم‪ ،‬و أهل الزبور بزبورهم‪ ،‬و أهل الفرقان بفرقانهم‪ ،‬بقضاء يصعد إلى‬
‫ال يزهر‪ .‬و ال ما نزلت آية في كتاب ال‪ ،‬في ليل أو نهار‪ ،‬إل و قد علمت فيمن أنزلت‪ ،‬و ل أحد ممن مرت على‬
‫رأسه المواسي من قريش إل و قد أنزلت فيه آية من كتاب ال‪ ،‬تسوقه إلى الجنة أو النار«‪.‬‬
‫على َبّيَنٍة‬
‫ن َ‬‫ن كا َ‬ ‫فقام إليه رجل‪ ،‬فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬ما الية التي نزلت فيك؟ قال‪» :‬أما سمعت ال يقول‪َ :‬أ َفَم ْ‬
‫ن َرّبِه َو َيْتُلوُه شاِهٌد ِمْنُه فرسول ال )صلى ال عليه و آله( على بينة من ربه‪ ،‬و أنا الشاهد له‪ ،‬و أتلوه منه« »‬ ‫ِم ْ‬
‫‪.«1‬‬
‫‪ -[4] /5044‬الشيخ في )أماليه(‪ :‬بإسناده عن أمير المؤمنين )عليه السلم( أنه كان يوم الجمعة يخطب على‬
‫المنبر‪ ،‬فقال‪» :‬و الذي فلق الحبة و برأ النسمة‪ ،‬ما من رجل من قريش جرت عليه المواسي إل و قد أنزلت فيه آية‬
‫من كتاب ال عز و جل‪ ،‬أعرفها كما أعرفه«‪.‬‬
‫فقام إليه رجل‪ ،‬فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين ما آيتك التي نزلت فيك؟ فقال‪» :‬إذا سألت فافهم‪ ،‬و ل عليك أل تسأل عنها‬
‫على‬ ‫ن َ‬
‫ن كا َ‬‫غيري‪ ،‬أقرأت سورة هود؟« فقال‪ :‬نعم‪ ،‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬قال‪» :‬أ فسمعت ال عز و جل يقول‪َ :‬أ َفَم ْ‬
‫ن َرّبِه َو َيْتُلوُه شاِهٌد ِمْنُه؟«‪ .‬قال‪ :‬نعم قال‪» :‬فالذي على بينة من ربه محمد )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و يتلوه‬
‫َبّيَنٍة ِم ْ‬
‫شاهد منه‪ -‬و هو الشاهد‪ ،‬و هو منه »‪ -«2‬أنا علي بن أبي طالب و أنا الشاهد و ال لنبيه‪ ،‬و أنا منه )صلى ال‬
‫عليه و آله(«‪.‬‬
‫‪ -[5] /5045‬و عنه‪ ،‬في )مجالسه(‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد‬
‫بن سعيد بن عبد الرحمن الهمداني بالكوفة‪ ،‬قال‪ :‬حدثني محمد بن المفضل بن إبراهيم بن قيس الشعري‪ ،‬قال‪:‬‬
‫حدثنا علي بن حسان الواسطي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبد الرحمن بن كثير‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.3 /147 :1‬‬

‫‪ -3‬بصائر الدرجات‪.2 /152 :‬‬

‫‪ -4‬المالي ‪.381 :1‬‬

‫‪ -5‬المالي ‪ ،174 :2‬ينابيع المودة‪.480 :‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬و أنا شاهد له فيه و أتلوه معه‪.‬‬

‫سلم(‪ ،‬و‬
‫ي )عليه ال ّ‬
‫ن قوله‪» :‬و هو الشاهد‪ ،‬و هو منه« من كلم الراوي‪ ،‬و »هو« يعود على عل ّ‬ ‫)‪ (2‬الظاهر أ ّ‬
‫ل عليه و آله(‪[.....] .‬‬
‫الهاء في »منه« تعود إلى الرسول )صلى ا ّ‬

‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪92 :‬‬


‫علي بن الحسين‪ ،‬عن الحسن )عليهم السلم(‪ -‬في خطبة طويلة خطبها بمحضر معاوية‪ -‬و قال فيها‪» :‬أقول معشر‬
‫الخلئق‪ -‬فاسمعوا‪ ،‬و لكم أفئدة و أسماع فعوا‪ ،‬إنا أهل بيت أكرمنا ال بالسلم‪ ،‬و اختارنا و اصطفانا و اجتبانا‪،‬‬
‫فأذهب عنا الرجس و طهرنا تطهيرا‪ -‬و الرجس‪ :‬هو الشك‪ -‬فل نشك في ال الحق و دينه أبدا‪ ،‬و طهرنا من كل‬
‫أفن »‪ «1‬و عيبة‪ ،‬مخلصين إلى آدم نعمة منه‪ .‬لم يفترق الناس قط فرقتين إل جعلنا ال في خيرهما‪ ،‬فأدت المور‪،‬‬
‫و أفضت الدهور‪ ،‬إلى أن بعث ال محمدا )صلى ال عليه و آله( بالنبوة‪ ،‬و اختاره للرسالة‪ ،‬و أنزل عليه كتابه‪ ،‬ثم‬
‫أمره بالدعاء إلى ال عز و جل‪ ،‬فكان أبي )عليه السلم( أول من استجاب ل تعالى و لرسوله )صلى ال عليه و‬
‫ن كا َ‬
‫ن‬ ‫آله(‪ ،‬و أول من آمن و صدق ال و رسوله‪ .‬و قد قال ال تعالى في كتابه المنزل على نبيه المرسل‪َ :‬أ َفَم ْ‬
‫ن َرّبِه َو َيْتُلوُه شاِهٌد ِمْنُه فرسول ال الذي على بينة من ربه‪ ،‬و أبي الذي يتلوه‪ ،‬و هو شاهد منه«‪ .‬و‬ ‫على َبّيَنٍة ِم ْ‬
‫َ‬
‫ساق الخطبة و هي طويلة‪.‬‬
‫‪ -[6] /5046‬الشيخ المفيد )في أماليه(‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا أبو الحسن علي بن بلل المهلبي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن عبد ال‬
‫بن أسد الصفهاني‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا إبراهيم بن محمد الثقفي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا إسماعيل بن أبان‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا الصباح بن‬
‫يحيى المزني‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن المنهال بن عمرو‪ ،‬عن عباد بن عبد ال‪ ،‬قال‪ :‬قام »‪ «2‬رجل إلى أمير المؤمنين‬
‫ن َرّبِه َو َيْتُلوُه شاِهٌد ِمْنُه‪.‬‬
‫على َبّيَنٍة ِم ْ‬
‫ن َ‬
‫ن كا َ‬
‫)عليه السلم( فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬أخبرني عن قول ال تعالى‪َ :‬أ فََم ْ‬
‫قال‪ :‬قال‪» :‬رسول ال )صلى ال عليه و آله( الذي كان على بينة من ربه‪ ،‬و أنا الشاهد له و منه‪ ،‬و الذي نفسي‬
‫بيده ما أحد جرت عليه المواسي من قريش إل و قد أنزل ال فيه من كتابه طائفة‪ .‬و الذي نفسي بيده لئن تكونوا‬
‫تعلمون ما قضى ال لنا أهل البيت على لسان النبي المي أحب إلي من أن يكون لي ملء هذه الرحبة ذهبا‪ ،‬و ال‬
‫ما مثلنا في هذه المة إل كمثل سفينة نوح و كباب حطة في بني إسرائيل«‪.‬‬
‫‪ -[7] /5047‬سليم بن قيس الهللي‪ :‬و من كتابه نسخت عن قيس بن سعد بن عبادة »‪ -«3‬في حديث له مع‬
‫معاوية‪ -‬قال قيس‪ :‬لقد قبض رسول ال )صلى ال عليه و آله( فاجتمعت النصار إلى أبي‪ ،‬ثم قالوا‪ :‬نبايع سعدا‪.‬‬
‫فجاءت قريش فخاصمونا بحجة علي و أهل بيته )عليهم السلم(‪ ،‬و خاصمونا بحقه و قرابته‪ ،‬فلم يعد قريش أن‬
‫يكونوا ظلموا النصار و آل محمد )عليهم السلم(‪ ،‬و لعمري ما لحد من النصار و ل من قريش و ل من‬
‫العرب و ل من العجم في الخلفة‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -6‬المالي‪ ،5 /145 :‬شواهد التنزيل ‪ ،375 /276 :1‬منتخب كنز العمال ‪.449 :1‬‬
‫)‪ (7‬كتاب سليم بن قيس‪.163 :‬‬
‫)‪ (1‬الفن‪ :‬النقص‪ ،‬و الفن‪ :‬ضعف الرأي‪» .‬الصحاح‪ -‬أفن‪.«2071 :5 -‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬قدم‪.‬‬
‫)‪ (3‬هو قيس بن سعد بن عبادة بن دليم النصاري‪ ،‬الخزرجي المدني‪ ،‬وال‪ ،‬صحابي‪ ،‬كان شريف قومه غير‬
‫سلم( في خلفته و‬ ‫ل عليه و آله(‪ ،‬و صحب عليا )عليه ال ّ‬ ‫ي )صلى ا ّ‬ ‫مدافع‪ ،‬و كان يحمل راية النصار مع النب ّ‬
‫سلم(‪ ،‬و رجع بعد الصلح إلى‬ ‫استعمله على مصر‪ ،‬و كان على مقّدمته يوم صفين‪ ،‬ثّم كان مع الحسن )عليه ال ّ‬
‫المدينة و توّفي بها سنة )‪ 60‬ه(‪ .‬و قيل‪ :‬هرب من معاوية سنة )‪ 58‬ه( و سكن تفليس فمات فيها‪ .‬المحّبر‪،155 :‬‬
‫الجرح و التعديل ‪ ،99 :7‬اسد الغابة ‪ ،215 :4‬سير أعلم النبلء ‪ ،102 :3‬تهذيب التهذيب ‪.395 :8‬‬
‫رهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪93 :‬‬
‫حق و ل نصيب مع علي بن أبي طالب و ولده من بعده )عليهم السلم(‪ .‬فغضب معاوية‪ ،‬و قال‪ :‬يا بن سعد‪ ،‬عمن‬
‫أخذت هذا‪ ،‬و عمن ترويه‪ ،‬و ممن سمعته‪ ،‬أبوك حدثك هذا و عنه أخذته؟‬
‫فقال قيس بن سعد‪ :‬أخذته عمن هو خير من أبي‪ ،‬و أعظم علي حقا من أبي‪ .‬قال‪ :‬من هو؟ قال‪ :‬علي بن أبي طالب‬
‫شِهيدًا َبْيِني َو َبْيَنُكْم‬
‫ل َ‬
‫ل َكفى ِبا ِّ‬ ‫)عليه السلم( عالم هذه المة و ربانيها‪ ،‬و صديقها و فاروقها‪ ،‬الذي أنزل ال فيه‪ُ :‬ق ْ‬
‫ب »‪ «1‬فلم يدع في علي )عليه السلم( آية نزلت في علي )عليه السلم( »‪ «2‬إل ذكرها‪.‬‬ ‫عْلُم اْلِكتا ِ‬
‫عْنَدُه ِ‬
‫ن ِ‬ ‫َو َم ْ‬
‫فقال معاوية‪ :‬إن صديقها أبو بكر‪ ،‬و فاروقها عمر‪ ،‬و الذي عنده علم الكتاب عبد ال بن سلم »‪.«3‬‬
‫ن َرّبِه َو َيْتُلوهُ شاِهٌد ِمْنُه و‬‫على َبّيَنٍة ِم ْ‬‫ن َ‬‫ن كا َ‬‫قال قيس‪ :‬أحق بهذه الشياء »‪ «4‬و أولى بها الذي أنزل ال فيه‪َ :‬أ َفمَ ْ‬
‫ل َقْوٍم هاٍد »‪ «5‬و الذي نصبه رسول ال )صلى ال عليه و آله( يوم غدير‬ ‫ت ُمْنِذٌر َو ِلُك ّ‬
‫الذي أنزل ال فيه‪ِ :‬إّنما َأْن َ‬
‫خم‪ ،‬فقال‪» :‬من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه« و قال في غزوة تبوك‪» :‬أنت مني بمنزلة هارون‬
‫من موسى إل أنه ل نبي بعدي«‪.‬‬
‫‪ -[8] /5048‬العياشي‪ :‬عن بريد بن معاوية العجلي‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬الذي على بينة من ربه‬
‫رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و الذي تله من بعده الشاهد منه أمير المؤمنين )عليه السلم( ثم أوصياؤه‬
‫واحدا بعد واحد«‪.‬‬
‫‪ -[9] /5049‬عن جابر بن عبد ال بن يحيى‪ ،‬قال‪ :‬سمعت عليا )عليه السلم( و هو يقول‪» :‬ما من رجل من‬
‫قريش إل و قد أنزلت فيه آية أو آيتان من كتاب ال«‪ .‬فقال له رجل من القوم‪ :‬فما نزل فيك‪ ،‬يا أمير المؤمنين؟‬
‫ن َرّبِه َو َيْتُلوهُ شاِهٌد ِمْنُه محمد )صلى ال عليه و آله(‬ ‫على َبّيَنٍة ِم ْ‬
‫ن َ‬
‫ن كا َ‬‫فقال‪» :‬أما تقرأ الية التي في هود‪َ :‬أ َفَم ْ‬
‫على بينة من ربه‪ ،‬و أنا الشاهد«‪.‬‬
‫‪) -[10] /5050‬كشف الغمة(‪ :‬قال عباد بن عبد ال السدي‪ :‬سمعت عليا يقول و هو على المنبر‪» :‬ما من رجل‬
‫من قريش إل و قد نزلت فيه آية أو آيتان«‪ .‬فقال رجل ممن تحته‪ :‬فما نزلت فيك أنت؟ فغضب ثم قال‪» :‬أما إنك لو‬
‫ن كا َ‬
‫ن‬ ‫لم تسألني على رؤوس الشهاد ما حدثتك‪ .‬و يحك‪ ،‬هل تقرأ سورة هود‪ -.‬ثم قرأ علي )عليه السلم( َأ َفَم ْ‬
‫ن َرّبِه َو َيْتُلوُه شاِهٌد ِمْنُه رسول ال )صلى ال عليه و آله( على بينة‪ ،‬و أنا الشاهد منه«‪.‬‬ ‫على َبّيَنٍة ِم ْ‬ ‫َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -8‬تفسير العّياشي ‪.12 /142 :2‬‬
‫‪ -9‬تفسير العّياشي ‪ ،13 /142 :2‬تفسير الطبري ‪ ،11 :12‬فرائد السمطين ‪ ،262 /340 :1‬الدر المنثور ‪:4‬‬
‫‪.409‬‬
‫‪ -10‬كشف الغمة ‪ ،315 :1‬النور المشتعل‪.28 -26 /106 :‬‬
‫)‪ (1‬الرعد ‪.43 :13‬‬
‫ي‪.‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬فلم يدع آية نزلت في عل ّ‬
‫ل عليه و آله( المدينة‪ ،‬اّتخذ‬ ‫ي )صلى ا ّ‬ ‫ل بن سلم بن الحارث السرائيلي‪ ،‬صحابي‪ ،‬أسلم عند قدوم النب ّ‬ ‫)‪ (3‬عبد ا ّ‬
‫في صّفين سيفا من خشب و اعتزلها‪ ،‬و أقام بالمدينة إلى أن مات سنة )‪ 43‬ه(‪ .‬الجرح و التعديل ‪ ،62 :5‬اسد‬
‫الغابة ‪ ،176 :3‬سير أعلم النبلء ‪ ،413 :2‬تهذيب التهذيب ‪ ،249 :5‬الصابة ‪.320 :2‬‬
‫)‪ (4‬في المصدر‪ :‬السماء‪.‬‬
‫)‪ (5‬الرعد ‪.7 :13‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪94 :‬‬

‫‪ -[11] /5051‬و عنه‪ :‬قال ابن عباس في معنى الية‪ :‬هو علي )عليه السلم( شهد للنبي )صلى ال عليه و آله( و‬
‫هو منه‪.‬‬
‫‪ -[12] /5052‬ابن شهر آشوب‪ :‬عن الطبري بإسناده‪ ،‬عن جابر بن عبد ال‪ ،‬عن علي )عليه السلم( و روى‬
‫الصبغ و زين العابدين و الباقر و الصادق و الرضا )عليهم السلم( أنه قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪َ» :‬أ َفَم ْ‬
‫ن‬
‫ن َرّبِه رسول ال )صلى ال عليه و آله( َو َيْتُلوُه شاِهدٌ أنا«‪.‬‬ ‫على َبّيَنٍة ِم ْ‬ ‫ن َ‬‫كا َ‬
‫على َبّيَنٍة‬ ‫ن َ‬ ‫ن كا َ‬ ‫‪ -[13] /5053‬عن الحافظ أبي نعيم بثلثة طرق‪ ،‬قال‪ :‬سمعت عليا يقول‪» :‬قول ال تعالى‪َ :‬أ َفَم ْ‬
‫ن َرّبِه َو َيْتُلوُه شاِهٌد ِمْنُه رسول ال )صلى ال عليه و آله( على بينة من ربه‪ ،‬و أنا الشاهد«‪.‬‬ ‫ِم ْ‬
‫ن َرّبِه قال‪ :‬هو رسول ال )صلى ال‬ ‫على َبّيَنٍة ِم ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ن كا َ‬ ‫‪ -[14] /5054‬حماد بن سلمة‪ ،‬عن ثابت‪ ،‬عن أنس‪َ :‬أ َفَم ْ‬
‫عليه و آله( َو َيْتُلوُه شاِهٌد ِمْنُه قال‪ :‬هو علي بن أبي طالب )عليه السلم(‪ ،‬كان‪ -‬و ال‪ -‬لسان رسول ال )صلى ال‬
‫عليه و آله(‪.‬‬
‫ن كا َ‬
‫ن‬ ‫‪ -[15] /5055‬كتاب )فصيح الخطيب(‪ :‬أنه سأله ابن الكواء‪ ،‬فقال‪ :‬و ما أنزل فيك؟ قال‪» :‬قوله تعالى‪َ :‬أ َفَم ْ‬
‫ن َرّبِه َو َيْتُلوُه شاِهٌد ِمْنُه و قد روى زاذان نحوا من ذلك‪.‬‬ ‫على َبّيَنٍة ِم ْ‬ ‫َ‬
‫ن َرّبِه رسول ال‬ ‫على َبّيَنٍة ِم ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ن كا َ‬ ‫‪ -[16] /5056‬الثعلبي‪ :‬عن الكلبي‪ ،‬عن أبي صالح‪ ،‬عن ابن عباس‪َ :‬أ َفَم ْ‬
‫)صلى ال عليه و آله( َو َيْتُلوُه شاِهٌد ِمْنُه الشاهد علي )عليه السلم(‪.‬‬
‫و رواه القاضي أبو عمر‪ ،‬و عثمان بن أحمد‪ ،‬و أبو نصر القشيري‪ ،‬في كتابيهما‪ .‬و رواه الفلكي المفسر‪ ،‬عن‬
‫مجاهد‪ ،‬و عن عبد ال بن شداد‪.‬‬
‫ن َرّبِه َو‬ ‫على َبّيَنٍة ِم ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ن كا َ‬ ‫‪ -[17] /5057‬و من طريق المخالفين‪ :‬ابن المغازلي الشافعي‪ ،‬في تفسير قوله‪َ :‬أ َفَم ْ‬
‫َيْتُلوُه شاِهٌد ِمْنُه قال‪ :‬قال علي )عليه السلم(‪» :‬رسول ال )صلى ال عليه و آله( على بينة من ربه‪ ،‬و أنا الشاهد‬
‫منه‪ ،‬أتلوه و اتبعه«‪.‬‬
‫‪ -[18] /5058‬و روى ابن المغازلي الشافعي‪ :‬بإسناده عن علي بن عابس‪ ،‬قال‪ :‬دخلت أنا و أبو مريم على عبد‬
‫ال بن عطاء‪ ،‬قال أبو مريم‪ :‬حدث عليا بالحديث الذي حدثتني به عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬كنت عند أبي‬
‫جعفر )عليه السلم( جالسا إذ مر علينا ابن عبد ال بن سلم‪ ،‬قلت‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬هذا ابن الذي عنده علم »‪«1‬‬
‫الكتاب؟‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -11‬كشف الغمة ‪[.....] .3087 :1‬‬
‫‪ -12‬المناقب ‪.85 :3‬‬
‫‪ -13‬المناقب ‪.85 :3‬‬
‫‪ -14‬المناقب ‪ ،85 :3‬شواهد التنزيل ‪.383 /280 :1‬‬
‫‪ -15‬المناقب ‪.86 :3‬‬
‫‪ -16‬المناقب ‪ ،86 :3‬شواهد التنزيل ‪.381 /279 :1‬‬
‫‪ -17‬المناقب للمغازلي‪.318 /270 :‬‬
‫‪ -18‬المناقب للمغازلي‪.358 /313 :‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر زيادة‪ :‬من‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪95 :‬‬
‫عْنَدُه‬‫ن ِ‬ ‫قال‪» :‬ل‪ ،‬و لكنه صاحبكم علي بن أبي طالب )عليه السلم( الذي نزلت فيه آيات من كتاب ال تعالى‪َ :‬و َم ْ‬
‫سوُلُه »‪ «2‬الية«‪.‬‬ ‫ل َو َر ُ‬ ‫ن َرّبِه‪ِ ،‬إّنما َوِلّيُكُم ا ُّ‬
‫على َبّيَنٍة ِم ْ‬‫ن َ‬
‫ن كا َ‬
‫ب »‪َ ،«1‬أ َفَم ْ‬ ‫عْلُم اْلِكتا ِ‬
‫ِ‬
‫ن َرّبِه َو َيْتُلوُه شاِهٌد ِمْنُه قال ابن عباس‪:‬‬ ‫على َبّيَنٍة ِم ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ن كا َ‬ ‫‪ -[19] /5059‬موفق بن أحمد‪ ،‬قال‪ :‬قوله تعالى‪َ :‬أ َفَم ْ‬
‫هو علي )عليه السلم( أول من يشهد للنبي )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و هو منه‪.‬‬
‫ن َرّبِه َو َيْتُلوهُ شاِهٌد ِمْنهُ علي‬ ‫على َبّيَنٍة ِم ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ن كا َ‬ ‫‪ -[20] /5060‬الثعلبي في )تفسيره( يرفعه إلى ابن عباس َأ َفَم ْ‬
‫خاصة‪.‬‬
‫‪ -[21] /5061‬و بإسناده عن الشعبي‪ ،‬يرفعه إلى علي )عليه السلم(‪ -‬في حديث طويل‪ -‬قال علي )عليه السلم(‪:‬‬
‫»ما من رجل من قريش إل و قد نزلت فيه الية أو اليتان‪ ،‬فقال له رجل‪ :‬فأي شيء نزل فيك؟ فقال‪ :‬أما تقرأ‬
‫الية التي في هود‪َ :‬و َيْتُلوُه شاِهٌد ِمْنُه«‪.‬‬
‫‪ -[22] /5062‬أبو بكر بن مردويه‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد السري بن يحيى التميمي‪ ،‬حدثنا المنذر‬
‫بن محمد بن المنذر‪ ،‬حدثنا أبي‪ ،‬حدثنا عمي الحسين بن سعيد بن أبي الجهم‪ ،‬حدثنا أبي‪ ،‬عن أبان بن تغلب‪ ،‬عن‬
‫مسلم‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا ذّر‪ ،‬و المقداد بن السود و سلمان الفارسي‪ ،‬قالوا‪ :‬كنا قعودا عند رسول ال )صلى ال عليه‬
‫و آله( ما معنا غيرنا‪ ،‬إذ أقبل ثلثة رهط من المهاجرين البدريين‪ ،‬فقال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪» :‬تفترق‬
‫امتي بعدي ثلث فرق‪ :‬فرقة أهل حق ل يشوبه باطل‪ ،‬مثلهم كمثل الذهب‪ ،‬كلما فتنته »‪ «3‬بالنار ازداد جودة و‬
‫طيبا‪ ،‬و إمامهم هذا‪ -‬لحد الثلثة‪ -‬و هو الذي أمر ال به في كتابه إماما و رحمة‪ .‬و فرقة أهل باطل ل يشوبونه‬
‫بحق‪ ،‬مثلهم كمثل خبث الحديد‪ ،‬كلما فتنته بالنار ازداد خبثا‪ ،‬و إمامهم هذا‪ -‬لحد الثلثة‪ .-‬و فرقة أهل ضللة‪،‬‬
‫مذبذبين بين ذلك‪ ،‬ل إلى هؤلء و ل إلى هؤلء‪ ،‬و إمامهم هذا‪ -‬لحد الثلثة‪.«-‬‬
‫قال‪ :‬فسألتهم عن أهل الحق و إمامهم‪ .‬فقالوا‪ :‬هذا علي بن أبي طالب )عليه السلم( إمام المتقين‪ ،‬و أمسكوا عن‬
‫الثنين‪ ،‬فجهدت أن يسموهما فلم يفعلوا‪.‬‬
‫و روى هذا الحديث أخطب خطباء خوارزم موفق بن أحمد‪ ،‬و رواه أيضا أبو الفرج المعافى‪ ،‬و هو شيخ البخاري‬
‫»‪.«4‬‬

‫__________________________________________________‬
‫‪ -19‬المناقب للخوارزمي‪.197 :‬‬
‫‪ ... -20‬مناقب ابن شهر آشوب ‪.86 :3‬‬
‫‪ ... -21‬تفسير الطبري ‪ ،11 :12‬فرائد السمطين ‪.362 /340 :1‬‬
‫‪ ... -22‬الطرائف‪.246 /241 :‬‬
‫)‪ (1‬الرعد ‪.43 :13‬‬
‫)‪ (2‬المائدة ‪[.....] .55 :5‬‬
‫)‪ (3‬الفتنة‪ :‬الختبار‪ .‬و فتنه بالنار‪ :‬أي أدخلها فيها ليتمّيز‪» .‬مجمع البحرين‪ -‬فتن‪.«291 :6 -‬‬
‫)‪ ... (4‬الطرائف‪ ،346 /241 :‬اليقين‪.184 /181 :‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪96 :‬‬
‫‪ -[23] /5063‬ابن المغازلي الشافعي‪ :‬يرفعه إلى عباد بن عبد ال‪ ،‬قال‪ :‬سمعت عليا )عليه السلم( يقول‪» :‬ما‬
‫نزلت آية من كتاب ال جل و عز إل و قد علمت متى أنزلت و فيمن أنزلت‪ ،‬و ما من قريش رجل إل و قد أنزلت‬
‫فيه آية من كتاب ال عز و جل‪ ،‬تسوقه إلى جنة أو نار«‪ .‬فقام إليه رجل‪ ،‬فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬فما نزل فيك؟‬
‫ن َرّبِه َو َيْتُلوُه شاِهٌد ِمْنُه‬
‫على َبّيَنٍة ِم ْ‬
‫ن َ‬
‫ن كا َ‬
‫قال‪» :‬لو ل أنك سألتني على رؤوس الشهاد لما حدثتك‪ ،‬أما تقرأ‪َ :‬أ فََم ْ‬
‫رسول ال )صلى ال عليه و آله( على بينة من ربه‪ ،‬و أنا الشاهد منه«‪.‬‬
‫و من )كتاب الحبري( مثله »‪ ،«1‬و من )رموز الكنوز( للرسعني مثله »‪.«2‬‬

‫‪ -[24] /5064‬محمد بن يعقوب‪ :‬بإسناده عن جابر بن يزيد‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( عن أمير المؤمنين‬
‫سْلنا َ‬
‫ك‬ ‫ن َتَوّلى َفما َأْر َ‬ ‫ل َو َم ْ‬ ‫ع ا َّ‬‫ل َفَقْد َأطا َ‬
‫سو َ‬ ‫طِع الّر ُ‬‫ن ُي ِ‬
‫)عليه السلم(‪ -‬في خطبة له‪ -‬قال‪» :‬و قال في محكم كتابه‪َ :‬م ْ‬
‫حِفيظًا »‪ «3‬فقرن طاعته بطاعته‪ ،‬و معصيته بمعصيته‪ ،‬فكان ذلك دليل على ما فوض إليه‪ ،‬و شاهدا له‬ ‫عَلْيِهْم َ‬
‫َ‬
‫على من اتبعه و عصاه‪ .‬و بين ذلك في غير موضع من الكتاب العظيم‪ ،‬فقال تبارك و تعالى‪ ،‬في التحريض على‬
‫ل َو َيْغِفْر َلُكْم ُذُنوَبُكْم »‬‫حِبْبُكُم ا ُّ‬
‫ل َفاّتِبُعوِني ُي ْ‬
‫ن ا َّ‬
‫حّبو َ‬
‫ن ُكْنُتْم ُت ِ‬
‫ل ِإ ْ‬
‫اتباعه‪ ،‬و الترغيب في تصديقه و القبول لدعوته‪ُ :‬ق ْ‬
‫‪ «4‬فاتباعه )صلى ال عليه و آله( محبة ال‪ ،‬و رضاه غفران الذنوب و كمال الفوز و وجوب الجنة‪ ،‬و في التولي‬
‫ن َيْكُفْر ِبهِ ِم َ‬
‫ن‬ ‫عنه و العراض محادة ال و غضبه و سخطه‪ .‬و البعد منه سكن النار‪ ،‬و ذلك قوله تعالى‪َ :‬و َم ْ‬
‫عُدُه يعني الجحود به و العصيان له«‪.‬‬ ‫ب َفالّناُر َمْو ِ‬‫حزا ِ‬ ‫لْ‬ ‫ا َْ‬
‫ك َبْع َ‬
‫ض‬ ‫ك تاِر ٌ‬ ‫و قد مضى حديث في معنى الية‪ ،‬عن العياشي‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله تعالى‪َ :‬فَلَعّل َ‬
‫ك الية فليطلب هناك »‪.«5‬‬ ‫ما ُيوحى ِإَلْي َ‬

‫قوله تعالى‪:‬‬
‫على َرّبِهْم ]‪[18‬‬
‫ن َ‬
‫ضو َ‬
‫ك ُيْعَر ُ‬
‫ل َكِذبًا ُأولِئ َ‬
‫عَلى ا ِّ‬
‫ن اْفَترى َ‬
‫ظَلُم ِمّم ِ‬
‫ن َأ ْ‬
‫َو َم ْ‬
‫‪ -[1] /5065‬العياشي‪ :‬عن أبي عبيدة‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا جعفر )عليه السلم( عن قوله‪:‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -23‬المناقب‪.318 /270 :‬‬
‫‪ -24‬الكافي ‪.4 /26 :8‬‬
‫‪ -1‬لم نجده في العياشي المطبوع‪.‬‬
‫)‪ (1‬تفسير الحبري‪ 36 /276 :‬عن زاذان نحوه«‪ ،‬و في مستدرك تفسير الحبري‪ 79 /340 :‬بروآية فرات في‬
‫تفسيره ص ‪ 69‬عن الحبري بالسناد عن عباد بن عبد ال السدي‪.‬‬
‫)‪ ... (2‬عنه تحفة البرار‪) 110 :‬مخطوط(‪.‬‬
‫)‪ (3‬النساء ‪.80 :4‬‬
‫)‪ (4‬آل عمران ‪.31 :3‬‬
‫)‪ (5‬تقديم في الحديث )‪ (4‬من تفسير الية )‪ (12‬من هذه السورة‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪97 :‬‬
‫عَوجًا »‪.«1‬‬ ‫على َرّبِهْم إلى قوله‪َ :‬يْبُغوَنها ِ‬ ‫ن َ‬
‫ضو َ‬ ‫ك ُيْعَر ُ‬ ‫ل َكِذبًا ُأولِئ َ‬‫عَلى ا ِّ‬ ‫ن اْفَترى َ‬ ‫ظَلُم ِمّم ِ‬
‫ن َأ ْ‬
‫َو َم ْ‬
‫قال‪» :‬أي يطلبون لسبيل ال زيغا عن الستقامة‪ ،‬يحرفونها بالتأويل و يصفونها بالنحراف عن الحق و‬
‫الصواب«‪.‬‬
‫‪ -[1] /5066‬و عن النبي )صلى ال عليه و آله( في خبر‪» :‬أن ال تعالى فرض على الخلق خمسة‪ ،‬فأخذوا أربعة‬
‫و تركوا واحدا‪ ،‬فسألوا عن الربعة‪ ،‬قال‪ :‬الصلة و الزكاة و الحج و الصوم«‪ .‬قالوا‪ :‬فما الواحد الذي تركوا؟ قال‪:‬‬
‫عَلى ا ِّ‬
‫ل‬ ‫ن اْفَترى َ‬ ‫ظَلُم ِمّم ِ‬
‫ن َأ ْ‬‫»ولية علي بن أبي طالب« قالوا‪ :‬هي واجبة من ال تعالى؟ قال‪» :‬نعم‪ ،‬قال ال‪َ :‬و َم ْ‬
‫َكِذبًا« اليات‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫عْنُهْم ما كاُنوا‬ ‫ل َ‬
‫ضّ‬ ‫سُهْم َو َ‬ ‫سُروا َأْنُف َ‬ ‫خِ‬ ‫ن َ‬ ‫ك اّلِذي َ‬
‫على َرّبِهْم‪ -‬إلى قوله تعالى‪ُ -‬أولِئ َ‬ ‫ن َكَذُبوا َ‬ ‫شهاُد هُؤلِء اّلِذي َ‬ ‫لْ‬‫ل ا َْ‬‫َو َيُقو ُ‬
‫َيْفَتُرو َ‬
‫ن‬
‫]‪[21 -18‬‬
‫شهاُد‪.‬‬ ‫لْ‬‫ل ا َْ‬
‫‪ -[2] /5067‬العياشي‪ :‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله تعالى‪َ :‬و َيُقو ُ‬
‫على َرّبِهْم«‪.‬‬‫ن َكَذُبوا َ‬ ‫قال‪» :‬هم الئمة )عليهم السلم(‪ :‬هُؤلِء اّلِذي َ‬
‫ظاِلِمي َ‬
‫ن‬ ‫عَلى ال ّ‬ ‫ل َ‬‫‪ -[3] /5068‬علي بن إبراهيم‪ ،‬في معنى الية‪ :‬يعني بالشهاد الئمة )عليهم السلم(‪َ ،‬أل َلْعَنُة ا ِّ‬
‫عَوجًا يعني‬ ‫ل َو َيْبُغوَنها ِ‬ ‫ل ا ِّ‬‫سِبي ِ‬
‫ن َ‬ ‫عْ‬‫ن َ‬ ‫صّدو َ‬‫ن َي ُ‬
‫لل محمد )صلى ال عليه و آله( حقهم‪ .‬ثم قال‪ :‬و قوله‪ :‬اّلِذي َ‬
‫عَوجًا يعني حرفوها إلى غيرها‪.‬‬ ‫يصدون عن طريق ال‪ ،‬و هي المامة َو َيْبُغوَنها ِ‬
‫سْمَع قال‪ :‬ما قدروا أن يسمعوا بذكر أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ .‬ثم قال‪ :‬و‬ ‫ن ال ّ‬‫طيُعو َ‬ ‫سَت ِ‬‫ثم قال‪ :‬و قوله‪ :‬ما كاُنوا َي ْ‬
‫ضَ‬
‫ل‬ ‫سُهْم َو َ‬ ‫سُروا َأْنُف َ‬‫خِ‬‫ن َ‬‫ك اّلِذي َ‬
‫قوله‪ُ :‬أولِئ َ‬
‫عْنُهْم ما كاُنوا َيْفَتُرو َ‬
‫ن‬ ‫أي بطل َ‬
‫يعني يوم القيامة‪ ،‬بطل الذي يدعونه »‪ «2‬غير أمير المؤمنين )عليه السلم(‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬مناقب ابن شهر آشوب ‪.199 :3‬‬
‫‪ -2‬تفسير العّياشي ‪.11 /142 :2‬‬
‫‪ -3‬تفسير القّمي ‪.325 :1‬‬
‫)‪ (1‬هود ‪[.....] .19 :11‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬الذين دعوا‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪98 :‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫خَبُتوا ِإلى َرّبِهْم ]‪ -[1] /5069 [23‬علي بن إبراهيم قال‪ :‬و قوله تعالى‪ِ :‬إ ّ‬
‫ن‬ ‫ت َو َأ ْ‬‫صاِلحا ِ‬ ‫عِمُلوا ال ّ‬ ‫ن آَمُنوا َو َ‬ ‫ن اّلِذي َ‬
‫ِإ ّ‬
‫خَبُتوا ِإلى َرّبِهْم أي تواضعوا ل و عبدوه‪.‬‬ ‫ت َو َأ ْ‬ ‫صاِلحا ِ‬ ‫عِمُلوا ال ّ‬
‫ن آَمُنوا َو َ‬ ‫اّلِذي َ‬
‫‪ -[2] /5070‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن حماد ابن‬
‫عيسى‪ ،‬عن الحسين بن المختار‪ ،‬عن زيد الشحام‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قلت له‪ :‬إن عندنا رجل‬
‫يقال له‪ :‬كليب‪ ،‬فل يجيء عنكم شيء إل قال‪ :‬أنا اسلم‪ ،‬فسميناه‪ :‬كليب تسليم؟ قال‪ :‬فترحم عليه‪ ،‬ثم قال‪» :‬أ تدرون‬
‫خَبُتوا ِإلى‬ ‫ت َو َأ ْ‬
‫صاِلحا ِ‬ ‫عِمُلوا ال ّ‬ ‫ن آَمُنوا َو َ‬ ‫ما التسليم؟« فسكتنا‪ ،‬فقال‪» :‬هو و ال الخبات‪ ،‬قول ال عز و جل‪ :‬اّلِذي َ‬
‫َرّبِهْم«‪.‬‬
‫‪ -[3] /5071‬سعد بن عبد ال‪ :‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن حماد بن عيسى‪ ،‬عن‬
‫الحسين بن المختار‪ ،‬عن أبي اسامة زيد الشحام‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قلت له‪ :‬إن عندنا رجل‬
‫يسمى كليبا‪ ،‬فل يخرج عنكم حديث و ل شيء إل قال‪ :‬أنا اسلم‪ ،‬فسميناه‪ :‬كليب تسليم؟ قال‪ :‬فترحم عليه‪ ،‬و قال‪:‬‬
‫ت َو‬ ‫صاِلحا ِ‬ ‫عِمُلوا ال ّ‬ ‫ن آَمُنوا َو َ‬ ‫»أ تدرون ما التسليم؟« فسكتنا‪ ،‬فقال‪» :‬هو و ال الخبات‪ ،‬قول ال عز و جل‪ :‬اّلِذي َ‬
‫خَبُتوا ِإلى َرّبِهْم«‪.‬‬ ‫َأ ْ‬
‫‪ -[4] /5072‬العياشي‪ :‬عن أبي اسامة‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬إن عندنا رجل يسمى كليبا‪ ،‬ل‬
‫يجيء عنكم شيء إل قال‪ :‬أنا اسلم‪ ،‬فسميناه‪ :‬كليب تسليم؟ قال‪ :‬فترحم عليه‪ ،‬ثم قال‪» :‬أ تدرون ما التسليم؟«‬
‫خَبُتوا ِإلى َرّبِهْم«‪.‬‬ ‫ت َو َأ ْ‬‫صاِلحا ِ‬ ‫عِمُلوا ال ّ‬ ‫ن آَمُنوا َو َ‬‫ن اّلِذي َ‬
‫فسكتنا‪ ،‬فقال‪» :‬هو و ال الخبات‪ ،‬قول ال‪ِ :‬إ ّ‬
‫الكشي‪ :‬عن علي بن إسماعيل‪ ،‬عن حماد بن عيسى‪ ،‬عن حسين بن المختار‪ ،‬عن أبي اسامة‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي عبد‬
‫ال )عليه السلم(‪ :‬إن عندنا رجل يسمى كليبا‪ ،‬فل يجيء عنكم شيء إل قال‪ :‬أنا اسلم‪ .‬و ذكر الحديث »‪.«1‬‬

‫قوله تعالى‪:‬‬
‫سَتِويا ِ‬
‫ن‬ ‫ل َي ْ‬
‫سِميِع َه ْ‬
‫صيِر َو ال ّ‬
‫صّم َو اْلَب ِ‬
‫ل َ‬
‫عمى َو ا َْ‬
‫لْ‬‫ن َكا َْ‬
‫ل اْلَفِريَقْي ِ‬
‫َمَث ُ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.325 :1‬‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.3 /321 :1‬‬
‫‪ -3‬مختصر بصائر الدرجات‪.75 :‬‬
‫‪ -4‬تفسير العّياشي ‪.15 /143 :2‬‬
‫)‪ (1‬رجال الكشي‪.627 /339 :‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪99 :‬‬
‫ن ]‪ -[1] /5073 [31 -24‬علي بن إبراهيم‪ :‬يعني‬ ‫ظاِلِمي َ‬‫ن ال ّ‬ ‫سِهْم ِإّني ِإذًا َلِم َ‬ ‫عَلُم ِبما ِفي َأْنُف ِ‬ ‫ل َأ ْ‬‫‪ -‬إلى قوله تعالى‪ -‬ا ُّ‬
‫المؤمنين و الكافرين »‪.«1‬‬
‫ي‪ :‬يعني الفقراء و المساكين الذين نراهم‬ ‫ي الّرْأ ِ‬ ‫ن ُهْم َأراِذُلنا باِد َ‬ ‫ل اّلِذي َ‬‫ك ِإ ّ‬‫ك اّتَبَع َ‬ ‫و قال في قوله تعالى‪َ :‬و ما َنرا َ‬
‫بادي الرأي‪.‬‬
‫عَلْيِه‬
‫سَئُلُكْم َ‬
‫عَلْيُكْم النبياء‪ :‬أي اشتبهت عليكم حتى لم تعرفوها و لم تفهموها َو يا َقْوِم ل َأ ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ثم قال‪ :‬و قوله‪َ :‬فُعّمَي ْ‬
‫ن آَمُنوا ِإّنُهْم ُملُقوا َرّبِهْم أي الفقراء الذين آمنوا به‪.‬‬ ‫ل َو ما َأَنا ِبطاِرِد اّلِذي َ‬ ‫عَلى ا ِّ‬ ‫ل َ‬ ‫ي ِإ ّ‬
‫ن َأجِر َ‬ ‫ل ِإ ْ‬
‫ما ً‬
‫عُيُنُكْم أي تقصر أعينكم عنهم و‬ ‫ن َتْزَدِري َأ ْ‬ ‫ل إلى قوله‪ِ :‬لّلِذي َ‬ ‫ن ا ِّ‬ ‫صُرِني ِم َ‬ ‫ن َيْن ُ‬ ‫ثم قال‪ :‬و قوله‪َ :‬و يا َقْوِم َم ْ‬
‫ن‪.‬‬‫ظاِلِمي َ‬
‫ن ال ّ‬ ‫سِهْم ِإّني ِإذًا َلِم َ‬ ‫عَلُم ِبما ِفي َأْنُف ِ‬ ‫ل َأ ْ‬‫خْيرًا ا ُّ‬ ‫ل َ‬ ‫ن ُيْؤِتَيُهُم ا ُّ‬ ‫تستحقرونهم َل ْ‬
‫ك الية »‪.«2‬‬ ‫ض ما ُيوحى ِإَلْي َ‬ ‫ك َبْع َ‬ ‫ك تاِر ٌ‬ ‫و قد تقدم في الية ]‪ [24‬حديث في قوله تعالى‪َ :‬فَلَعّل َ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ُيْغِوَيكُْم ]‪[34‬‬ ‫ل ُيِريُد َأ ْ‬ ‫ن ا ُّ‬ ‫ن كا َ‬ ‫ح َلُكْم ِإ ْ‬‫صَ‬ ‫ن َأْن َ‬ ‫ت َأ ْ‬
‫ن َأَرْد ُ‬ ‫حي ِإ ْ‬ ‫صِ‬ ‫َو ل َيْنَفُعُكْم ُن ْ‬
‫‪ -[2] /5074‬العياشي‪ :‬عن ابن أبي نصر البزنطي‪ ،‬عن أبي الحسن الرضا )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬قال ال في »‬
‫ن ُيْغِوَيُكْم‪ -.‬قال‪ -:‬المر إلى‬ ‫ل ُيِريُد َأ ْ‬ ‫ن ا ُّ‬‫ن كا َ‬ ‫ح َلُكْم إِ ْ‬‫صَ‬ ‫ن َأْن َ‬ ‫ت َأ ْ‬‫ن َأَرْد ُ‬ ‫حي ِإ ْ‬ ‫صِ‬ ‫‪ «3‬نوح )عليه السلم(‪َ :‬و ل َيْنَفُعُكْم ُن ْ‬
‫ال يهدي و يضل«‪.‬‬
‫ن َأَرْد ُ‬
‫ت‬ ‫حي ِإ ْ‬ ‫صِ‬ ‫‪ -[3] /5075‬عن أبي الطفيل‪ ،‬عن أبي جعفر‪ ،‬عن أبيه )عليهما السلم( في قوله‪َ :‬و ل َيْنَفُعُكْم ُن ْ‬
‫ح َلُكْم‪ .‬قال‪» :‬نزلت في العباس«‪.‬‬ ‫صَ‬ ‫ن َأْن َ‬ ‫َأ ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.325 :1‬‬
‫‪ -2‬تفسير العّياشي ‪.16 /143 :2‬‬
‫‪ -3‬تفسير العّياشي ‪.17 /144 :2‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬و الخاسرين‪.‬‬
‫)‪ (2‬تقّدم في الحديث )‪ (4‬من تفسير الية )‪ (12‬من هذه السورة‪.‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر زيادة‪ :‬قوم‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪100 :‬‬
‫عمى حديث مسند »‪.«1‬‬ ‫خَرِة َأ ْ‬ ‫لِ‬ ‫عمى َفُهَو ِفي ا ْ‬ ‫ن ِفي هِذِه َأ ْ‬ ‫ن كا َ‬ ‫و سيأتي إن شاء ال تعالى في قوله تعالى‪َ :‬و َم ْ‬
‫‪ -[1] /5076‬عن علي بن إبراهيم‪ :‬بإسناده عن أبي الطفيل‪ ،‬عن علي بن الحسين )عليهما السلم(‪» :‬أنه نزلت َو‬
‫حي في العباس«‪.‬‬ ‫صِ‬ ‫ل َيْنَفُعُكْم ُن ْ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن اْفَتراُه ]‪[35‬‬ ‫َأْم َيُقوُلو َ‬
‫‪ -[2] /5077‬الشيباني في )نهج البيان(‪ :‬عن مقاتل‪ ،‬قال‪ :‬إن كفار مكة قالوا‪ :‬إن محمدا افترى القرآن‪ .‬قال‪ :‬و‬
‫روي مثل ذلك عن أبي جعفر و أبي عبد ال )عليهما السلم(‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫حِينا‬‫عُيِننا َو َو ْ‬‫ك ِبَأ ْ‬
‫صَنِع اْلُفْل َ‬
‫ن َو ا ْ‬ ‫س ِبما كاُنوا َيْفَعُلو َ‬ ‫ن َفل َتْبَتِئ ْ‬ ‫ن َقْد آَم َ‬ ‫ل َم ْ‬ ‫ك ِإ ّ‬‫ن َقْوِم َ‬ ‫ن ِم ْ‬ ‫ن ُيْؤِم َ‬ ‫ح َأّنُه َل ْ‬
‫ي ِإلى ُنو ٍ‬ ‫حَ‬ ‫َو ُأو ِ‬
‫ن ]‪[49 -36‬‬ ‫ن اْلعاِقَبَة ِلْلُمّتِقي َ‬‫صِبْر ِإ ّ‬‫ن‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬فا ْ‬ ‫ظَلُموا ِإّنُهْم ُمْغَرُقو َ‬ ‫ن َ‬ ‫طْبِني ِفي اّلِذي َ‬ ‫َو ل ُتخا ِ‬
‫‪ -[3] /5078‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبي )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سعد بن عبد ال‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن‬
‫عيسى‪ ،‬عن العباس بن معروف‪ ،‬عن علي بن مهزيار‪ ،‬عن أحمد بن الحسن الميثمي‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( أنه قال‪» :‬كان اسم نوح )عليه السلم( عبد الغفار‪ ،‬و إنما سمي نوحا لنه كان ينوح على قومه« »‬
‫‪.«2‬‬
‫‪ -[4] /5079‬و عنه‪ :‬عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن الحسن‬
‫الصفار‪،‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.23 :2‬‬

‫‪ -2‬نهج البيان ‪) 146 :2‬مخطوط(‪[.....] .‬‬


‫‪ -3‬علل الشرائع‪.1 /28 :‬‬

‫‪ -4‬علل الشرائع‪.2 /28 :‬‬

‫)‪ (1‬يأتي في الحديث )‪ (4‬من تفسير الية )‪ (72‬من سورة السراء‪.‬‬

‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬على نفسه‪.‬‬

‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪101 :‬‬


‫عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن عبد الرحمن بن أبي نجران‪ ،‬عن سعيد بن جناح‪ ،‬عن بعض أصحابنا‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬كان اسم نوح عبد الملك‪ ،‬و إنما سمي نوحا لنه بكى خمسمائة سنة«‪.‬‬
‫‪ -[3] /5080‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبي )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن يحيى العطار‪ ،‬عن الحسين بن الحسن‬
‫بن أبان‪ ،‬عن محمد بن اورمة‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬عن سعيد بن جناح‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪:‬‬
‫»كان اسم نوح عبد العلى‪ ،‬و إنما سمي نوحا لنه بكى خمسمائة عام«‪.‬‬
‫ثم قال ابن بابويه‪ :‬الخبار في اسم نوح )عليه السلم( كلها متفقة غير مختلفة‪ ،‬تثبت له التسمية بالعبودية‪ ،‬و هو‬
‫عبد الغفار و الملك و العلى‪.‬‬
‫‪ -[4] /5081‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن إبراهيم‬
‫بن هاشم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عبد السلم بن صالح الهروي‪ ،‬عن الرضا )عليه السلم( قال‪ :‬قلت له‪ :‬لي علة أغرق ال‬
‫عز و جل الدنيا كلها في زمن نوح )عليه السلم(‪ ،‬و فيهم الطفال و من ل ذنب له؟‬
‫فقال‪» :‬ما كان فيهم الطفال‪ ،‬لن ال عز و جل أعقم أصلب قوم نوح و أرحام نسائهم أربعين عاما‪ ،‬فانقطع‬
‫نسلهم‪ ،‬فاغرقوا و ل طفل فيهم‪ ،‬ما كان ال عز و جل ليهلك بعذابه من ل ذنب له‪ .‬و أما الباقون من قوم نوح‬
‫)عليه السلم( فاغرقوا لتكذيبهم نبي ال نوحا )عليه السلم(‪ ،‬و سائرهم اغرقوا برضاهم تكذيب المكذبين‪ ،‬و من‬
‫غاب عن أمر فرضي به كان كمن شاهده و أتاه«‪.‬‬
‫‪ -[5] /5082‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن بعض أصحابه‪ ،‬عن الوشاء‪ ،‬عن علي بن أبي حمزة‪،‬‬
‫قال‪ :‬قال لي أبو الحسن )عليه السلم(‪» :‬إن سفينة نوح كانت مأمورة‪ ،‬طافت بالبيت حيث غرقت الرض‪ ،‬ثم أتت‬
‫منى في أيامها‪ ،‬ثم رجعت السفينة و كانت مأمورة‪ ،‬و طافت بالبيت طواف النساء«‪.‬‬
‫‪ -[6] /5083‬و عنه‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن الحسن بن صالح‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يحدث عطاء‪ ،‬قال‪» :‬كان طول سفينة نوح ألف ذراع و مائتي‬
‫ذراع‪ ،‬و عرضها ثمانمائة ذراع‪ ،‬و طولها في السماء مائتي ذراع‪ ،‬و طافت بالبيت و سعت بين الصفا و المروة‬
‫سبعة أشواط‪ ،‬ثم استوت على الجودي«‪.‬‬
‫‪ -[7] /5084‬و عنه‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن هشام الخراساني‪ ،‬عن المفضل بن‬
‫عمر‪ ،‬قال‪ :‬كنت عند أبي عبد ال )عليه السلم( بالكوفة أيام قدم على أبي العباس »‪ ،«1‬فلما انتهينا إلى الكناسة »‬
‫‪ ،«2‬قال‪:‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -3‬علل الشرائع‪.3 /28 :‬‬
‫‪ -4‬علل الشرائع‪.1 /30 :‬‬
‫‪ -5‬الكافي ‪.1 /212 :4‬‬
‫‪ -6‬الكافي ‪.2 /212 :4‬‬
‫‪ -7‬الكافي ‪.421 /279 :8‬‬
‫ل بن العباس بن عبد المطلب‪ ،‬أّول ملوك العّباسيين‪ ،‬ولد‬ ‫ي بن عبد ا ّ‬
‫ل بن محّمد بن عل ّ‬‫)‪ (1‬هو أبو العباس‪ ،‬عبد ا ّ‬
‫شراة سنة ‪ 104‬ه‪ ،‬و تولى‪ --‬الخلفة في ‪ 132‬ه‪ ،‬و توّفي في ‪ 136‬ه‪ .‬المحّبر‪ ،33 :‬تاريخ اليعقوبي ‪:3‬‬ ‫و منشأ بال ّ‬
‫‪ ،73‬تاريخ الطبري ‪ ،123 :9‬تاريخ بغداد ‪.46 :10‬‬
‫)‪ (2‬الكناسة‪ :‬محّلة مشهورة بالكوفة‪» .‬المعجم البلدان ‪.«481 :4‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪102 :‬‬

‫»هاهنا صلب عمي زيد )رحمه ال(« ثم مضى حتى انتهى إلى طاق الزياتين‪ ،‬و هو آخر السراجين‪ ،‬فنزل‪ ،‬و‬
‫قال‪» :‬انزل‪ ،‬فإن هذا الموضع كان مسجد الكوفة الول‪ ،‬الذي خطه آدم )عليه السلم(‪ ،‬و أنا أكره أن أدخله‬
‫راكبا«‪.‬‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬فمن غيره عن خطته؟ قال‪» :‬أما أول ذلك فالطوفان في زمن نوح )عليه السلم(‪ ،‬ثم غيره أصحاب‬
‫كسرى و النعمان »‪ ،«1‬ثم غيره بعد زياد بن أبي سفيان«‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬و كانت الكوفة و مسجدها في زمن نوح )عليه السلم(؟ فقال لي‪» :‬نعم‪ -‬يا مفضل‪ -‬و كان منزل نوح و‬
‫قومه في قرية على منزل من الفرات مما يلي غربي الكوفة‪ -‬قال‪ -‬و كان نوح )عليه السلم( رجل نجارا‪ ،‬فجعله‬
‫ال عز و جل نبيا و انتجبه‪ ،‬و نوح )عليه السلم( أول من عمل سفينة تجري على ظهر الماء‪ -‬قال‪ -‬و لبث نوح‬
‫)عليه السلم( في قومه ألف سنة إل خمسين عاما‪ ،‬يدعوهم إلى ال عز و جل‪ ،‬فيهزءون به و يسخرون منه‪ ،‬فلما‬
‫رأى ذلك منهم دعا عليهم‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫جرًا َكّفارًا »‪ «2‬فأوحى‬ ‫ل فا ِ‬‫ك َو ل َيِلُدوا ِإ ّ‬
‫عباَد َ‬
‫ضّلوا ِ‬‫ن َتَذْرُهْم ُي ِ‬
‫ك ِإ ْ‬
‫ن َدّيارًا ِإّن َ‬
‫ن اْلكاِفِري َ‬‫ض ِم َ‬
‫لْر ِ‬ ‫عَلى ا َْ‬
‫ب ل َتَذْر َ‬ ‫َر ّ‬
‫ال عز و جل إلى نوح‪ :‬أن اصنع سفينة و أوسعها‪ ،‬و عجل عملها‪ ،‬فعمل نوح سفينة في مسجد الكوفة بيده‪ ،‬فأتى‬
‫بالخشب من بعد حتى فرغ منها«‪.‬‬
‫قال المفضل‪ :‬ثم انقطع حديث أبي عبد ال )عليه السلم( عند زوال الشمس‪ ،‬فقام أبو عبد ال )عليه السلم( فصلى‬
‫الظهر و العصر‪ ،‬ثم انصرف من المسجد‪ ،‬فالتفت عن يساره‪ ،‬و أشار بيده إلى موضع الداريين »‪ ،«3‬و هو‬
‫موضع دار ابن حكيم‪ ،‬و ذلك فرات اليوم‪ ،‬فقال لي‪» :‬يا مفضل‪ ،‬و هاهنا نصبت أصنام قوم نوح )عليه السلم(‬
‫يغوث‪ ،‬و يعوق‪ ،‬و نسر«‪ .‬ثم مضى حتى ركب دابته‪ ،‬فقلت‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬في كم عمل نوح سفينته حتى فرغ‬
‫منها؟ قال‪» :‬في دورين«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬و كم الدوران؟ قال‪» :‬ثمانون سنة«‪.‬‬
‫حِينا«؟‬
‫قلت‪ :‬فإن العامة يقولون‪ :‬عملها في خمسمائة عام؟ فقال‪» :‬كل‪ ،‬كيف و ال يقول‪َ :‬و َو ْ‬
‫حّتى ِإذا جاَء َأْمُرنا َو فاَر الّتّنوُر فأين كان موضعه‪ ،‬و كيف كان؟‬ ‫قال‪ :‬قلت‪ :‬فأخبرني عن قول ال عز و جل‪َ :‬‬
‫فقال‪» :‬كان التنور في بيت عجوز مؤمنة في دبر قبلة ميمنة المسجد«‪.‬‬
‫فقلت له‪ :‬فأين ذلك؟ قال‪» :‬موضع زاوية باب الفيل اليوم«‪.‬‬
‫ثم قلت له‪ :‬و كان بدء خروج الماء من ذلك التنور؟ فقال‪» :‬نعم‪ ،‬إن ال عز و جل أحب أن يري قوم نوح آية‪ ،‬ثم‬
‫إن ال تبارك و تعالى أرسل عليهم المطر يفيض فيضا‪ ،‬و فاض الفرات فيضا‪ ،‬و العيون كلهن فيضا‪ ،‬فأغرقهم ال‬
‫عز و جل و أنجى نوحا و من معه في السفينة«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬هو النعمان بن المنذر الّلخمي‪ ،‬أبو قابوس‪ :‬من أشهر ملوك الحيرة في الجاهلية‪ .‬و التي كانت تابعة للفرس‪،‬‬
‫عز له كسرى في نهاية أمره و نفاه إلى خانقين‪ ،‬فسجن فيها حّتى مات سنة ‪ 15‬ق ه‪ .‬المحبّر‪ ،359 :‬تاريخ‬
‫اليعقوبي ‪ ،244 :1‬تاريخ الطبري ‪.115 :2‬‬
‫)‪ (2‬نوح ‪.27 -26 :71‬‬
‫)‪ (3‬في »ط«‪ :‬موضع دار الدارين‪[.....] .‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪103 :‬‬
‫فقلت له‪ :‬كم لبث نوح في السفينة حتى نضب الماء فنزل »‪ «1‬منها؟ فقال‪» :‬لبث فيها سبعة أيام و لياليها‪ ،‬و طافت‬
‫بالبيت أسبوعا‪ ،‬ثم استوت على الجودي و هو فرات الكوفة«‪.‬‬
‫فقلت له‪ :‬مسجد الكوفة قديم؟ فقال‪» :‬نعم‪ ،‬و هو مصلى النبياء‪ ،‬و لقد صلى فيه رسول ال )صلى ال عليه و آله(‬
‫حين أسري به إلى السماء‪ ،‬فقال له جبرئيل )عليه السلم(‪ :‬يا محمد‪ ،‬هذا مسجد أبيك آدم )عليه السلم(‪ ،‬و مصلى‬
‫النبياء )عليهم السلم(‪ ،‬فانزل فصل فيه‪ .‬فنزل رسول ال )صلى ال عليه و آله( فصلى فيه‪ ،‬ثم إن جبرئيل )عليه‬
‫السلم( عرج به إلى السماء«‪.‬‬
‫‪ -[8] /5085‬و عنه‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن أبي نصر‪ ،‬عن أبان بن عثمان‪ ،‬عن‬
‫أبي حمزة الثمالي‪ ،‬عن أبي رزين السدي‪ ،‬عن أمير المؤمنين )عليه السلم( أنه قال‪» :‬إن نوحا )صلى ال عليه(‬
‫لما فرغ من السفينة‪ ،‬و كان ميعاده فيما بينه و بين ربه في إهلك قومه أن يفور التنور‪ ،‬ففار التنور في بيت‬
‫امرأته‪ ،‬فقالت‪ :‬إن التنور قد فار‪ ،‬فقام إليه فختمه‪ ،‬فقام الماء »‪ ،«2‬و أدخل من أراد أن يدخل‪ ،‬و أخرج من أراد‬
‫لْر َ‬
‫ض‬ ‫جْرَنا ا َْ‬
‫سماِء ِبماٍء ُمْنَهِمٍر َو َف ّ‬
‫ب ال ّ‬
‫حنا َأْبوا َ‬
‫أن يخرج‪ ،‬ثّم جاء إلى خاتمه فنزعه‪ ،‬يقول ال عز و جل‪َ :‬فَفَت ْ‬
‫سٍر »‪.««3‬‬ ‫ح َو ُد ُ‬ ‫ت َأْلوا ٍ‬
‫على ذا ِ‬ ‫حَمْلناُه َ‬ ‫على َأْمٍر َقْد ُقِدَر َو َ‬
‫عُيونًا َفاْلَتَقى اْلماُء َ‬
‫ُ‬
‫قال‪» :‬و كان نجرها في وسط مسجدكم‪ ،‬و لقد نقص عن ذرعه سبعمائة ذراع«‪.‬‬
‫‪ -[9] /5086‬و عنه‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن الحسن بن علي‪ ،‬عن بعض أصحابه‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬جاءت امرأة نوح )عليه السلم( و هو يعمل السفينة‪ ،‬فقالت له‪ :‬إن التنور قد خرج‬
‫منه ماء‪.‬‬
‫فقام إليه مسرعا حتى جعل الطبق عليه و ختمه بخاتمه‪ ،‬فقام الماء‪ ،‬فلما فرغ من السفينة جاء إلى الخاتم ففضه‪ ،‬و‬
‫كشف الطبق‪ ،‬ففار الماء«‪.‬‬
‫‪ -[10] /5087‬و عنه‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن أبي نصر‪ ،‬عن أبان بن عثمان‪ ،‬عن‬
‫إسماعيل الجعفي‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬كانت شريعة نوح )عليه السلم( أن يعبد ال بالتوحيد و‬
‫الخلص و خلع النداد‪ ،‬و هي الفطرة التي فطر الناس عليها‪ ،‬و أخذ ال ميثاقه على نوح )عليه السلم( و على‬
‫النبيين )عليهم السلم( أن يعبدوا ال )تبارك و تعالى(‪ ،‬و ل يشركوا به شيئا‪ ،‬و أمر بالصلة و المر بالمعروف و‬
‫النهي عن المنكر و الحلل و الحرام‪ ،‬و لم يفرض عليه أحكام حدود و ل فرائض مواريث‪ ،‬فهذه شريعته‪ ،‬فلبث‬
‫فيهم نوح ألف سنة إل خمسين عاما‪،‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -8‬الكافي ‪.422 /281 :8‬‬
‫‪ -9‬الكافي ‪.423 /282 :8‬‬
‫‪ -10‬الكافي ‪.424 /282 :8‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬و خرجوا‪ ،‬و في »ط«‪ :‬و خرج‪.‬‬
‫)‪ (2‬قام الماء‪ :‬جمد‪» .‬الصحاح‪ -‬قوم‪.«2016 :5 -‬‬
‫)‪ (3‬القمر ‪.13 -11 :54‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪104 :‬‬
‫ن ُيْؤِم َ‬
‫ن‬ ‫يدعوهم سرا و علنية‪ ،‬فل أبو و عتوا‪ ،‬قال‪ :‬رب إني مغلوب فانتصره »‪ .«1‬فأوحى ال عز و جل اليه‪َ :‬ل ْ‬
‫جرًا َكّفارًا »‬ ‫ل فا ِ‬
‫ن فلذلك قال نوح )عليه السلم(‪َ :‬و ل َيِلُدوا ِإ ّ‬ ‫س ِبما كاُنوا َيْفَعُلو َ‬ ‫ن َفل َتْبَتِئ ْ‬ ‫ن َقْد آَم َ‬‫ل َم ْ‬ ‫ك ِإ ّ‬
‫ن َقْوِم َ‬
‫ِم ْ‬
‫ك« »‪.«3‬‬ ‫صَنِع اْلُفْل َ‬
‫نا ْ‬ ‫‪ «2‬فأوحى ال عز و جل إليه‪َ :‬أ ِ‬
‫‪ -[11] /5088‬و عنه‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه و محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد جميعا‪ ،‬عن الحسن‬
‫بن علي عن عمر بن أبان‪ ،‬عن إسماعيل الجعفي‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬إن نوحا )عليه السلم( لما‬
‫غرس النوى مر عليه قومه‪ ،‬فجعلوا يضحكون و يسخرون‪ ،‬و يقولون‪ :‬قد قعد غراسا‪ .‬حتى إذا طال النخل و كان‬
‫جبارا طوال‪ ،‬قطعه ثم نحته‪ ،‬فقالوا‪ :‬قد قعد نجارا‪ .‬ثم ألفه و جعله سفينة‪ ،‬فمروا عليه فجعلوا يضحكون و‬
‫يسخرون‪ ،‬و يقولون‪ :‬قد قعد ملحا في فلة من الرض‪ .‬حتى فرغ منها )صلى ال عليه و آله(«‪.‬‬
‫‪ -[12] /5089‬و عنه‪ :‬عن محمد بن أبي عبد ال‪ ،‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن إسماعيل‬
‫الجعفي و عبد الكريم بن عمرو‪ ،‬و عبد الحميد بن أبي الديلم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬حمل نوح‬
‫ن اْلَمْعِز‬
‫ن َو ِم َ‬
‫ن اْثَنْي ِ‬
‫ضْأ ِ‬
‫ن ال ّ‬
‫ج ِم َ‬
‫)عليه السلم( في السفينة الزواج الثمانية التي قال ال عز و جل‪َ :‬ثماِنَيَة َأْزوا ٍ‬
‫ن »‪ «4‬فكان من الضأن اثنين‪ :‬زوج داجنة تربيها الناس‪ ،‬و الزوج الخر‬ ‫ن اْلَبَقِر اْثَنْي ِ‬
‫ن َو ِم َ‬‫ل اْثَنْي ِ‬
‫لِب ِ‬
‫ن ا ِْ‬‫ن َو ِم َ‬
‫اْثَنْي ِ‬
‫الضأن التي تكون في الجبال الوحشية‪ ،‬أحل لهم صيدها و من المعز اثنين‪ :‬زوج داجنة يربيها الناس‪ ،‬و الزوج‬
‫الخر الظباء الوحشية التي تكون في المفاوز و من البل اثنين‪ :‬البخاتي‪ ،‬و العراب »‪ «5‬و من البقر اثنين‪ :‬زوج‬
‫داجنة يربيها الناس »‪ ،«6‬و الزوج الخر البقر الوحشية و كل طير طيب‪ :‬وحشي أو إنسي‪ ،‬ثم غرقت الرض«‪.‬‬
‫‪ -[13] /5090‬و عنه‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن الحسن بن علي‪ ،‬عن داود بن أبي يزيد‪،‬‬
‫عمن ذكره عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬ارتفع الماء على كل جبل‪ ،‬و على كل سهل خمسة عشر ذراعا«‪.‬‬
‫‪ -[14] /5091‬الشيخ‪ :‬بإسناده عن أبي القاسم جعفر بن محمد‪ ،‬عن محمد بن عبد ال بن جعفر الحميري‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن المفضل بن عمر الجعفي‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫)عليهم السلم( قال‪» :‬إن ال عز و جل أوحى إلى نوح )عليه السلم(‪ -‬و ذكر الحديث و قال فيه‪ -‬ثم ورد إلى باب‬
‫الكوفة‪،‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -11‬الكافي ‪.425 /283 :8‬‬
‫‪ -12‬الكافي ‪.427 /283 :8‬‬
‫‪ -13‬الكافي ‪.428 /284 :8‬‬
‫‪ -14‬التهذيب ‪.51 /22 :6‬‬
‫)‪ (1‬تضمين من سورة القمر ‪.10 :54‬‬
‫)‪ (2‬نوح ‪.27 :71‬‬
‫)‪ (3‬المؤمنون ‪.27 :23‬‬
‫)‪ (4‬النعام ‪ 143 :6‬و ‪[.....] .144‬‬
‫ي‪» .‬الصحاح‪ -‬عرب‪ 179 :1 -‬و لسان‬ ‫)‪ (5‬البخاتي‪ :‬البل الخراسانّية‪ ،‬و العرب‪ :‬خلفها‪ ،‬و واحدها عرب ّ‬
‫العرب‪ -‬بخت‪.«9 :2 -‬‬
‫)‪ (6‬في المصدر‪ :‬داجنة للناس‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪105 :‬‬
‫ك فبلعت ماءها من مسجد الكوفة‪ ،‬كما بدأ الماء منه »‬ ‫في وسط مسجدها‪ ،‬ففيها قال ال تعالى للرض‪ :‬اْبَلِعي ماَء ِ‬
‫‪ ،«1‬و تفرق الجمع الذي كان مع نوح )عليه السلم( في السفينة«‪.‬‬
‫‪ -[15] /5092‬ابن بابويه‪ :‬عن أبيه )رحمه ال(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن يحيى العطار‪ ،‬عن محمد بن أحمد بن‬
‫يحيى‪ ،‬عن موسى بن عمر‪ ،‬عن جعفر بن محمد بن يحيى‪ ،‬عن غالب‪ ،‬عن أبي خالد‪ ،‬عن حمران‪ ،‬عن أبي جعفر‬
‫ل‪ .‬قال‪» :‬كانوا ثمانية«‪.‬‬ ‫ل َقِلي ٌ‬
‫ن َمَعُه ِإ ّ‬
‫)عليه السلم( في قول ال عز و جل‪َ :‬و ما آَم َ‬
‫‪ -[16] /5093‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن إبراهيم‬
‫بن هاشم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عبد السلم بن صالح الهروي‪ ،‬قال‪ :‬قال الرضا )عليه السلم(‪» :‬لما هبط نوح )عليه‬
‫السلم( إلى الرض‪ ،‬كان هو و ولده و من تبعه ثمانين نفسا‪ ،‬فبنى حيث نزل قرية‪ ،‬فسماها قرية فسماها قرية‬
‫الثمانين‪ ،‬لنهم كانوا ثمانين«‪.‬‬
‫‪ -[17] /5094‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبي )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سعد بن عبد ال‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن‬
‫عيسى‪ ،‬عن الحسن بن علي الوشاء‪ ،‬عن الرضا )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪» :‬قال أبي )عليه السلم(‪ :‬قال‬
‫ك لنه كان مخالفا‬ ‫ن َأْهِل َ‬‫س ِم ْ‬‫ح ِإّنُه َلْي َ‬
‫أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬إن ال عز و جل قال لنوح )عليه السلم(‪ :‬يا ُنو ُ‬
‫له‪ ،‬و جعل من اتبعه من أهله« »‪.«2‬‬
‫قال‪ :‬و سألني »كيف يقرءون هذه الية في ابن نوح؟«‪ .‬فقلت‪ :‬يقرؤها الناس على وجهين‪) :‬إنه عمل غير صالح(‬
‫و )إنه عمل غير صالح( »‪ .«3‬فقال‪ :‬كذبوا هو ابنه‪ ،‬و لكن ال عز و جل نفاه عنه حين خالفه في دينه«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -15‬معاني الخبار‪.1 /151 :‬‬
‫‪ -16‬علل الشرائع‪.1 /30 :‬‬
‫سلم( ‪.3 /75 :2‬‬ ‫‪ -17‬عيون أخبار الّرضا )عليه ال ّ‬
‫)‪ (1‬في »ط«‪ :‬منها‪.‬‬
‫)‪ (2‬في »س«‪ :‬من أمته‪.‬‬
‫)‪ (3‬قرأ الكسائي و يعقوب و سهل‪) :‬إّنه عمل غير صالح( و قرأ الباقون‪) :‬عمل غير صالح(‪.‬‬
‫ن سؤالك ما ليس لك به علم عمل غير صالح‪ .‬و‬ ‫ح فالمراد أ ّ‬ ‫غْيُر صاِل ٍ‬ ‫ل َ‬‫عَم ٌ‬
‫ي الطبرسي‪ :‬من قرأ‪ِ :‬إّنُه َ‬ ‫قال أبو عل ّ‬
‫ن هود‪ ،42 :‬فيكون تقدره‪:‬‬ ‫ن َمَع اْلكاِفِري َ‬‫ب َمَعنا َو ل َتُك ْ‬‫ل عليه قوله‪ :‬اْرَك ْ‬ ‫يحتمل أن يكون الضمير في )إّنه( لما د ّ‬
‫ن كوّنك مع الكافرين و انحيازك إليهم و تركك الركوب معنا و الدخول في جملتنا‪ ،‬عمل غير صالح‪ .‬و يجوز أن‬ ‫أّ‬
‫يكون الضمير لبن نوح‪ ،‬كاّنه جعل عمل غير صالح‪ ،‬كما يجعل الشيء الشيء لكثرة ذلك منه‪ ،‬كقولهم‪ :‬الشعر‬
‫زهير‪ .‬أو يكون المراد أّنه ذو عمل غير صالح صالح فحذف المضاف‪.‬‬
‫ح و هو يجعل الضمير لبن‬ ‫غْيُر صاِل ٍ‬ ‫ل َ‬‫عَم ٌ‬
‫ح فيكون في المعنى كقراءة من قرأ‪ِ :‬إّنُه َ‬ ‫غْيُر صاِل ٍ‬ ‫ل َ‬‫عَم ٌ‬‫و من قرأ‪ِ :‬إّنُه َ‬
‫نوح‪ .‬و تكون القراءتان مّتفقتين في المعنى‪ ،‬و إن اختلفتا في اللفظ‪.‬‬
‫ن العرب ل تقول‪ :‬هو يعمل غير حسن‪ ،‬حّتى يقولوا‪ :‬عمل غير حسن‪ ،‬فالقول فيه‪:‬‬ ‫و من ضّعف هذه القراءة با ّ‬
‫إّنهم يقيمون الصفة مقام الموصوف عند ظهور المعنى‪ ،‬فيقول القائل‪ :‬قد فعلت صوابا‪ ،‬و قلت حسنا‪ ،‬بمعنى فعلت‬
‫فعل صوابا‪ ،‬و قلت قول حسنا‪.‬‬
‫قال عمر بن أبي ربيعة‪:‬‬
‫أخر الّنصح و أقلل عتابي‬ ‫أّيها القائل غير الصواب‬
‫مجمع البيان ‪.251 :5‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪106 :‬‬
‫‪ -[18] /5095‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن ابن سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪» :‬بقي نوح في قومه ثلثمائة سنة يدعوهم إلى ال عز و جل فلم يجيبوه‪ ،‬فهم أن يدعو عليهم‪ ،‬فوافاه‬
‫عند طلوع الشمس اثنا عشر ألف قبيل من قبائل ملئكة السماء الدنيا‪ ،‬و هم العظماء من الملئكة‪ ،‬فقال لهم نوح‬
‫)عليه السلم(‪ :‬من أنتم »‪«1‬؟ فقالوا‪ :‬نحن اثنا عشر ألف قبيل من قبائل ملئكة سماء الدنيا‪ ،‬و إن مسيرة غلظ‬
‫سماء الدنيا خمسمائة عام‪ ،‬و من سماء الدنيا إلى الدنيا مسيرة خمسمائة عام‪ ،‬و خرجنا عند طلوع الشمس‪ ،‬و‬
‫وافيناك في هذا الوقف‪ ،‬فنسألك أن ل تدعو على قومك‪ .‬فقال نوح‪ :‬قد أجلتهم »‪ «2‬ثلثمائة سنة‪.‬‬
‫فلما أتى عليهم ستمائة سنة و لم يؤمنوا‪ ،‬هم أن يدعو عليهم‪ ،‬فوافاه اثنا عشر ألف قبيل من قبائل ملئكة السماء‬
‫الثانية‪ ،‬فقال نوح‪ :‬من أنتم؟ فقالوا نحن اثنا عشر ألف قبيل من قبائل ملئكة السماء الثانية‪ ،‬و غلظ السماء الثانية‬
‫مسيرة خمسمائة عام‪ ،‬و من السماء الثانية إلى سماء الدنيا مسيرة خمسمائة عام‪ ،‬و من سماء الدنيا إلى الدنيا‬
‫مسيرة خمسمائة عام‪ ،‬خرجنا عند طلوع الشمس‪ ،‬و وافيناك ضحوة نسألك أن ل تدعو على قومك‪ .‬فقال نوح‪ :‬قد‬
‫أجلتهم »‪ «3‬ثلثمائة سنة‪.‬‬
‫ل َم ْ‬
‫ن‬ ‫ك ِإ ّ‬
‫ن َقْوِم َ‬
‫ن ِم ْ‬‫ن ُيْؤِم َ‬‫فلما أتى عليهم تسعمائة سنة و لم يؤمنوا‪ ،‬هم أن يدعو عليهم‪ ،‬فأنزل ال عز و جل‪َ :‬أّنُه َل ْ‬
‫ضّلوا‬
‫ن َتَذْرُهْم ُي ِ‬‫ك ِإ ْ‬
‫ن َدّيارًا ِإّن َ‬ ‫ن اْلكاِفِري َ‬
‫ض ِم َ‬‫لْر ِ‬ ‫عَلى ا َْ‬
‫ب ل َتَذْر َ‬ ‫ن فقال نوح‪َ :‬ر ّ‬ ‫س ِبما كاُنوا َيْفَعُلو َ‬‫ن َفل َتْبَتِئ ْ‬
‫َقْد آَم َ‬
‫جرًا َكّفارًا »‪.«4‬‬ ‫ل فا ِ‬
‫ك َو ل َيِلُدوا ِإ ّ‬‫عباَد َ‬‫ِ‬
‫فأمره ال أن يغرس النخل‪ ،‬فأقبل يغرس‪ ،‬فكان قومه يمرون به فيسخرون منه و يستهزئون به‪ ،‬و يقولون‪:‬‬
‫شيخ قد أتى له تسعمائة سنة يغرس النخل! و كانوا يرمونه بالحجارة‪ ،‬فلما أتى لذلك خمسون سنة و بلغ النخل و‬
‫خُروا ِمْنُه‬ ‫سِ‬ ‫ن َقْوِمِه َ‬ ‫ل ِم ْ‬ ‫عَلْيِه َم ٌَ‬‫استحكم أمر بقطعه‪ ،‬فسخروا منه‪ ،‬و قالوا‪ :‬بلغ النخل مبلغه‪ ،‬و هو قوله‪َ :‬و ُكّلما َمّر َ‬
‫ن‪.‬‬
‫ف َتْعَلُمو َ‬ ‫سْو َ‬ ‫ن َف َ‬ ‫خُرو َ‬ ‫سَ‬ ‫خُر ِمْنُكْم َكما َت ْ‬ ‫سَ‬ ‫خُروا ِمّنا َفِإّنا َن ْ‬ ‫سَ‬ ‫ن َت ْ‬‫ل ِإ ْ‬
‫قا َ‬
‫فأمره ال أن ينحت السفينة‪ ،‬و أمر جبرئيل أن ينزل عليه و يعلمه كيف يتخذها »‪ ،«5‬فقدر طولها في الرض‬
‫ألف و مائتا ذراع‪ ،‬و عرضها ثمانمائة ذراع‪ ،‬و طولها في السماء ثمانون ذراعا‪ .‬فقال‪ :‬يا رب من يعينني على‬
‫اتخاذها؟‬
‫فأوحى ال إليه‪ :‬ناد في قومك‪ :‬من أعانني عليها و نجر منها شيئا صار ما ينجره ذهبا و فضة‪ ،‬فنادى نوح فيهم‬
‫بذلك فأعانوه عليها‪ ،‬و كانوا يسخرون منه و يقولون يتخذ »‪ «6‬سفينة في البر!«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -18‬تفسير القّمي ‪.325 :1‬‬
‫)‪ (1‬في »ط«‪ :‬ما أنتم‪.‬‬
‫)‪ (2‬في »ط« نسخة بدل‪ :‬احتملتهم‪.‬‬
‫)‪ (3‬في »ط« نسخة بدل‪ :‬احتملتهم‪.‬‬
‫)‪ (4‬نوح ‪.27 -26 :71‬‬
‫)‪ (5‬في »ط«‪ :‬ينحتها‪[.....] .‬‬
‫)‪ (6‬في المصدر‪ :‬ينحت‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪107 :‬‬
‫‪ -[19] /5096‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن صفوان‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬لما‬
‫أراد ال عز و جل هلك قوم نوح عقم أرحام النساء أربعين سنة‪ ،‬فلم يولد فيهم مولود‪ ،‬فلما فرغ نوح من اتخاذ‬
‫السفينة أمره ال أن ينادي بالسريانية فل تبقى بهيمة و ل حيوان إل حضر‪ ،‬فأدخل من كل جنس من أجناس‬
‫ل ِفيها ِم ْ‬
‫ن‬ ‫حِم ْ‬ ‫الحيوان زوجين في السفينة‪ ،‬و كان الذين آمنوا به من جميع الدنيا ثمانين رجل‪ .‬فقال ال عز و جل‪ :‬ا ْ‬
‫ل و كان نجر السفينة في مسجد‬ ‫ل َقِلي ٌ‬
‫ن َمَعُه ِإ ّ‬‫ن َو ما آَم َ‬ ‫ن آَم َ‬‫ل َو َم ْ‬ ‫عَلْيِه اْلَقْو ُ‬
‫ق َ‬‫سَب َ‬
‫ن َ‬ ‫ل َم ْ‬ ‫ك ِإ ّ‬‫ن َو َأْهَل َ‬ ‫ن اْثَنْي ِ‬‫جْي ِ‬‫ل َزْو َ‬ ‫ُك ّ‬
‫الكوفة‪ ،‬فلما كان في اليوم الذي أراد ال إهلكهم‪ ،‬كانت امرأة نوح تخبز في الموضع الذي يعرف ب )فار التنور(‬
‫في مسجد الكوفة‪ ،‬و قد كان نوح اتخذ لكل ضرب من أجناس الحيوان موضعا في السفينة‪ ،‬و جمع لهم فيها جميع‬
‫ما يحتاجون من الغذاء‪ ،‬فصاحت امرأته لما فار التنور‪ ،‬فجاء نوح إلى التنور فوضع عليه طينا و ختمه‪ ،‬حتى‬
‫أدخل جميع الحيوان السفينة‪.‬‬
‫ثم جاء إلى التنور ففض الخاتم و رفع الطين‪ ،‬و انكسفت الشمس‪ ،‬و جاء من السماء ماء منهمر‪ ،‬صب بل قطر‪ ،‬و‬
‫عُيونًا َفاْلَتَقى‬ ‫ض ُ‬ ‫لْر َ‬ ‫جْرَنا ا َْ‬ ‫سماِء ِبماٍء ُمْنَهِمٍر َو َف ّ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫حنا َأْبوا َ‬ ‫تفجرت الرض عيونا‪ ،‬و هو قوله عز و جل‪َ :‬فَفَت ْ‬
‫جراها َو‬ ‫ل َم ْ‬ ‫سِم ا ِّ‬‫سٍر »‪ «1‬و قال ال عز و جل‪ :‬اْرَكُبوا ِفيها ِب ْ‬ ‫ح َو ُد ُ‬ ‫ت َأْلوا ٍ‬‫على ذا ِ‬ ‫حَمْلناُه َ‬ ‫على َأْمٍر َقْد ُقِدَر َو َ‬ ‫اْلماُء َ‬
‫ُمْرساها يقول‪ :‬مجراها‪ :‬أي مسيرها‪ ،‬و مرساها‪ :‬أي موقفها‪.‬‬
‫ن فقال ابنه‪ ،‬كما‬ ‫ن َمَع اْلكاِفِري َ‬ ‫ب َمَعنا َو ل َتُك ْ‬ ‫ي اْرَك ْ‬ ‫فدارت السفينة‪ ،‬و نظر نوح إلى ابنه يقع و يقوم‪ ،‬فقال له‪ :‬يا ُبَن ّ‬
‫حَم ثم قال‬ ‫ن َر ِ‬ ‫ل َم ْ‬‫ل ِإ ّ‬ ‫ن َأْمِر ا ِّ‬ ‫صَم اْلَيْوَم ِم ْ‬‫ن اْلماِء فقال نوح‪ :‬ل عا ِ‬ ‫صُمِني ِم َ‬ ‫ل َيْع ِ‬‫جَب ٍ‬
‫سآِوي ِإلى َ‬ ‫حكى ال عز و جل‪َ :‬‬
‫عَم ٌ‬
‫ل‬ ‫ك ِإّنُه َ‬ ‫ن َأْهِل َ‬‫س ِم ْ‬ ‫ح ِإّنُه َلْي َ‬ ‫ن فقال ال‪ :‬يا ُنو ُ‬ ‫حَكُم اْلحاِكِمي َ‬ ‫ت َأ ْ‬
‫ق َو َأْن َ‬ ‫حّ‬ ‫ك اْل َ‬‫عَد َ‬
‫ن َو ْ‬ ‫ن َأْهِلي َو ِإ ّ‬ ‫ن اْبِني ِم ْ‬ ‫ب ِإ ّ‬
‫نوح‪َ :‬ر ّ‬
‫عوُذ‬ ‫ب ِإّني َأ ُ‬ ‫ن فقال نوح‪ ،‬كما حكى ال‪َ :‬ر ّ‬ ‫ن اْلجاِهِلي َ‬ ‫ن ِم َ‬ ‫ن َتُكو َ‬‫ك َأ ْ‬‫ظَ‬ ‫عُ‬ ‫عْلٌم ِإّني َأ ِ‬‫ك ِبِه ِ‬ ‫س َل َ‬‫ن ما َلْي َ‬ ‫سَئْل ِ‬
‫ح َفل َت ْ‬ ‫غْيُر صاِل ٍ‬ ‫َ‬
‫ل َبْيَنُهَما‬‫ن فكان كما حكى ال‪َ :‬و حا َ‬ ‫سِري َ‬‫ن اْلخا ِ‬ ‫ن ِم َ‬‫حْمِني َأُك ْ‬ ‫ل َتْغِفْر ِلي َو َتْر َ‬ ‫عْلٌم َو ِإ ّ‬‫س ِلي ِبِه ِ‬ ‫ك ما َلْي َ‬ ‫سَئَل َ‬
‫ن َأ ْ‬‫ك َأ ْ‬
‫ِب َ‬
‫ن«‪.‬‬ ‫ن اْلُمْغَرِقي َ‬ ‫ن ِم َ‬ ‫ج َفكا َ‬ ‫اْلَمْو ُ‬
‫فقال‪ :‬أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬فدارت السفينة‪ ،‬فضربها الموج حتى وافت مكة و طافت بالبيت‪ ،‬و غرق جميع‬
‫الدنيا إل موضع البيت و إنما سمي البيت العتيق لنه أعتق من الغرق‪ ،‬فبقي الماء ينصب من السماء أربعين‬
‫صباحا‪ ،‬و من الرض عيونا‪ ،‬حتى ارتفعت السفينة‪ ،‬فسحت »‪ «2‬السماء‪ -‬قال‪ -‬فرفع نوح )عليه السلم( يده‪،‬‬
‫فقال‪ :‬يا دهمان‪ ،‬أيقن‪.‬‬
‫ك َو يا‬ ‫ض اْبَلِعي ماَء ِ‬ ‫ل يا َأْر ُ‬ ‫و تفسيرها يا رب احبس »‪ .«3‬فأمر ال الرض أن تبلغ ماءها‪ ،‬و هو قوله‪َ :‬و ِقي َ‬
‫ي فبلعت الرض ماءها‪ ،‬فأراد ماء‬ ‫جوِد ّ‬ ‫عَلى اْل ُ‬‫ت َ‬ ‫سَتَو ْ‬‫لْمُر َو ا ْ‬ ‫ي ا َْ‬ ‫ضَ‬ ‫ض اْلماُء َو ُق ِ‬ ‫غي َ‬ ‫سماُء َأْقِلِعي أي أمسكي َو ِ‬ ‫َ‬
‫السماء أن يدخل في الرض‪ ،‬فامتنعت الرض عن قبوله‪ ،‬و قالت‪ :‬إنما أمرني ال عز و جل أن أبلع مائي‪ ،‬فبقي‬
‫ماء‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -19‬تفسير القّمي ‪.326 :1‬‬
‫)‪ (1‬القمر ‪.13 -11 :54‬‬
‫ب‪ ،‬و سال من فوق‪» .‬الصحاح‪ -‬سحح‪.«373 :1 -‬‬ ‫ح الماء‪ :‬ص ّ‬ ‫)‪ (2‬س ّ‬
‫ب أحسن‪.‬‬ ‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬يا رهمان اخفرس )أ تغرك( تفسيرها ر ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪108 :‬‬
‫السماء على وجه الرض‪ ،‬و استوت السفينة على جبل الجودي‪ ،‬و هو بالموصل جبل عظيم‪ ،‬فبعث ال جبرئيل‬
‫على ُأَمٍم ِمّم ْ‬
‫ن‬ ‫ك َو َ‬‫عَلْي َ‬
‫ت َ‬ ‫سلٍم ِمّنا َو َبَركا ٍ‬ ‫ط ِب َ‬‫ح اْهِب ْ‬ ‫فساق الماء إلى البحار حول الدنيا‪ .‬و أنزل ال على نوح‪ :‬يا ُنو ُ‬
‫ب َأِليٌم فنزل نوح‪ -‬بالموصل‪ -‬من السفينة مع الثمانين‪ ،‬و بنوا مدينة‬ ‫عذا ٌ‬‫سُهْم ِمّنا َ‬
‫سُنَمّتُعُهْم ُثّم َيَم ّ‬ ‫ك َو ُأَمٌم َ‬‫َمَع َ‬
‫الثمانين‪ ،‬و كان لنوح بنت ركبت معه في السفينة‪ ،‬فتناسل الناس منها‪ ،‬و ذلك قول النبي )صلى ال عليه و آله(‪:‬‬
‫ن َقْب ِ‬
‫ل‬ ‫ك ِم ْ‬
‫ت َو ل َقْوُم َ‬ ‫ت َتْعَلُمها َأْن َ‬
‫ك ما ُكْن َ‬‫حيها ِإَلْي َ‬‫ب ُنو ِ‬‫ن َأْنباِء اْلَغْي ِ‬
‫ك ِم ْ‬ ‫نوح أحد البوين‪ .‬ثم قال ال تعالى لنبيه‪ِ :‬تْل َ‬
‫ن«‪.‬‬‫ن اْلعاِقَبَة ِلْلُمّتِقي َ‬‫صِبْر ِإ ّ‬
‫هذا َفا ْ‬
‫‪ -[20] /5097‬علي بن إبراهيم‪ :‬أخبرنا أحمد بن إدريس‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫محمد بن أبي نصر‪ ،‬عن أبان بن عثمان الحمر‪ ،‬عن موسى بن أكيل النميري‪ ،‬عن العلء بن سيابة‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫ح اْبَنُه‪.‬‬
‫ال )عليه السلم( في قول ال‪َ :‬و نادى ُنو ٌ‬
‫ب ِإّني‬ ‫فقال‪» :‬ليس بابنه‪ ،‬إنما هو ابنه من زوجته‪ ،‬و هو على لغة طيئ‪ ،‬يقولون ل بن المرأة )أبنه(‪ .‬فقال نوح‪َ :‬ر ّ‬
‫ن«‪.‬‬ ‫سِري َ‬‫ن اْلخا ِ‬
‫ن مِ َ‬ ‫حْمِني َأُك ْ‬‫ل َتْغِفْر ِلي َو َتْر َ‬ ‫عْلٌم َو ِإ ّ‬
‫س ِلي ِبِه ِ‬‫ك ما َلْي َ‬ ‫سَئَل َ‬
‫ن َأ ْ‬
‫ك َأ ْ‬
‫عوُذ ِب َ‬‫َأ ُ‬
‫‪ -[21] /5098‬محمد بن عبد ال بن جعفر الحميري‪ :‬بإسناده عن بكر بن محمد‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه‬
‫ح اْبَنُه أي ابنها‪ ،‬و هي لغة طيئ«‪.‬‬ ‫السلم( يقول‪َ :‬و نادى ُنو ٌ‬
‫‪ -[22] /5099‬ابن بابويه في )الفقيه(‪ :‬بإسناده عن كثير النواء‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬إن نوحا‬
‫)عليه السلم( ركب السفينة أول يوم من رجب‪ ،‬فأمر من معه أن يصوموا ذلك اليوم‪ ،‬و قال‪ :‬من صام ذلك اليوم‬
‫تباعدت عنه النيران »‪ «1‬مسيرة سنة«‪.‬‬
‫الشيخ في )أماليه( قال‪ :‬حدثنا والدي‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا محمد بن محمد‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد )رحمه‬
‫ال(‪ ،‬قال‪ :‬حدثني محمد بن الحسن بن مت الجوهري‪ ،‬عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الشعري‪ ،‬عن‬
‫أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي‪ ،‬عن أبان بن عثمان‪ ،‬عن كثير النواء‪ ،‬عن أبي عبد ال جعفر بن محمد‬
‫)عليهما السلم(‪ ،‬الحديث بعينه إل أن فيه‪» :‬تباعدت عنه النار« »‪.«2‬‬

‫‪ -[23] /5100‬العياشي‪ :‬عن إسماعيل الجعفي‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬كانت شريعة نوح )عليه‬
‫السلم( أن يعبد ال بالتوحيد و الخلص و خلع النداد‪ ،‬و هي الفطرة التي فطر الناس عليها‪ ،‬و أخذ ميثاقه على‬
‫نوح و النبيين أن يعبدوا ال و ل يشركوا به شيئا‪ ،‬و أمره بالصلة و المر و النهي و الحلل و الحرام‪ ،‬و لم‬
‫يفرض عليه أحكام حدود و ل‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -20‬تفسير القّمي ‪.328 :1‬‬
‫‪ -21‬قرب السناد‪.20 :‬‬
‫‪ -22‬من ل يحضره الفقيه ‪.243 /55 :2‬‬
‫‪ -23‬تفسير العّياشي ‪.18 /144 :2‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬النار‪.‬‬
‫)‪ (2‬المالي ‪.43 :1‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪109 :‬‬
‫فرض مواريث‪ ،‬فهذه شريعته‪ ،‬فلبث فيهم ألف سنة إل خمسين عاما‪ ،‬يدعوهم سرا و علنية‪ ،‬فلما أبوا و عتوا قال‪:‬‬
‫س ِبما كاُنوا َيْفَعُلو َ‬
‫ن‬ ‫ن َفل َتْبَتِئ ْ‬
‫ن َقْد آَم َ‬ ‫ل َم ْ‬
‫ك ِإ ّ‬
‫ن َقْوِم َ‬
‫ن ِم ْ‬
‫ن ُيْؤِم َ‬
‫رب اني مغلوب فانتصر »‪ .«1‬فأوحى ال‪َ :‬أّنُه َل ْ‬
‫ك« »‪.«3‬‬ ‫صَنِع اْلُفْل َ‬
‫نا ْ‬ ‫جرًا َكّفارًا »‪ «2‬و أوحى ال إليه‪َ :‬أ ِ‬ ‫ل فا ِ‬
‫فلذلك قال نوح‪َ :‬و ل َيِلُدوا ِإ ّ‬
‫‪ -[24] /5101‬عن المفضل بن عمر‪ ،‬قال‪ :‬كنت مع أبي عبد ال )عليه السلم( بالكوفة أيام قدم على أبي العباس‪،‬‬
‫فلما انتهينا إلى الكناسة‪ ،‬نظر عن يساره‪ ،‬ثم قال‪» :‬يا مفضل‪ ،‬ها هنا صلب عمي زيد )رحمه ال(«‪ .‬ثم مضى‬
‫حتى أتى طاق الزياتين و هو آخر السراجين‪ ،‬فنزل‪ ،‬فقال لي‪» :‬انزل‪ ،‬فإن هذا الموضع كان مسجد الكوفة الول‪،‬‬
‫الذي خطه آدم‪ ،‬و أنا أكره أن أدخله راكبا«‪.‬‬
‫فقلت له‪ :‬فمن غيره عن خطته فقال‪» :‬أما أول ذلك فالطوفان في زمن نوح‪ ،‬ثم غيره بعد أصحاب كسرى و‬
‫النعمان بن المنذر‪ ،‬ثم غيره زياد بن أبي سفيان«‪.‬‬
‫فقلت له‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬و كانت الكوفة و مسجدها في زمن نوح؟ فقال‪» :‬نعم‪ -‬يا مفضل‪ -‬و كان منزل نوح و قومه‬
‫في قرية على متن الفرات‪ ،‬مما يلي غربي الكوفة‪ -‬قال‪ -‬و كان نوح رجل نجارا‪ ،‬فأرسله »‪ «4‬ال و انتجبه‪ ،‬و‬
‫نوح أول من عمل سفينة تجري على ظهر الماء و إن نوحا لبث في قومه ألف سنة إل خمسين عاما‪ ،‬يدعوهم إلى‬
‫ن اْلكاِفِري َ‬
‫ن‬ ‫ض ِم َ‬
‫لْر ِ‬ ‫عَلى ا َْ‬‫ب ل َتَذْر َ‬ ‫الهدى‪ ،‬فيمرون به و يسخرون منه‪ ،‬فلما رأى ذلك منهم دعا عليهم‪ ،‬فقال‪َ :‬ر ّ‬
‫جرًا َكّفارًا »‪ -.«5‬قال‪ -‬فأوحى ال إليه‪ :‬يا نوح‪ ،‬أن اصنع الفلك و أوسعها‪ ،‬و عجل علمها‬ ‫ل فا ِ‬‫َدّيارًا إلى قوله‪ِ :‬إ ّ‬
‫بأعيننا‪ .‬و وحينا‪ ،‬فعمل نوح سفينته في مسجد الكوفة بيده‪ ،‬يأتي بالخشب من بعد حتى فرغ منها«‪.‬‬
‫قال المفضل‪ :‬ثم انقطع حديث أبي عبد ال )عليه السلم( عند ذلك‪ ،‬عند زوال الشمس‪ ،‬فقام فصلى الظهر ثم‬
‫العصر‪ ،‬ثم انصرف من المسجد‪ ،‬فالتفت عن يساره‪ ،‬و أشار بيده إلى موضع دار الداريين‪ ،‬و هي »‪ «6‬في‬
‫موضع دار ابن حكيم‪ ،‬و ذلك فرات اليوم‪ ،‬ثم قال لي‪» :‬يا مفضل ها هنا نصبت أصنام قوم نوح‪ :‬يغوث‪ ،‬و يعوق‪،‬‬
‫و نسر«‪ .‬ثم مضى حتى ركب دابته‪ ،‬فقلت له‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬في كم عمل نوح سفينته حتى فرغ منها؟ قال‪» :‬في‬
‫دورين«‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬و كم الدوران؟ قال‪» :‬ثمانون سنة«‪.‬‬
‫حِينا؟!«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فإن العامة تقول‪ :‬عملها في خمسمائة عام؟ فقال‪» :‬كل‪ ،‬كيف و ال يقول‪َ :‬و َو ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -24‬تفسير العّياشي ‪.19 /144 :2‬‬
‫)‪ (1‬تضمين من سورة القمر ‪.10 :54‬‬
‫)‪ (2‬نوح ‪[.....] .27 :71‬‬
‫)‪ (3‬المؤمنون ‪.27 :23‬‬
‫)‪ (4‬في »ط«‪ :‬فانتباه‪.‬‬
‫)‪ (5‬نوح ‪.27 -26 :71‬‬
‫)‪ (6‬في »س«‪ :‬دار الدارين‪ ،‬و هو‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪110 :‬‬

‫‪ -[25] /5102‬عن عيسى بن عبد ال العلوي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬كانت السفينة طولها أربع و أربعون في أربعين‬
‫سمكها‪ ،‬و كانت مطبقة »‪ «1‬بطبق‪ ،‬و كان معه خرزتان‪ ،‬تضيء إحداهما بالنار ضوء الشمس‪ ،‬و تضيء إحداهما‬
‫بالليل ضوء القمر‪ ،‬فكانوا يعرفون وقت الصلة‪ ،‬و كانت عظام آدم معه في السفينة‪ ،‬فلما خرج من السفينة صير‬
‫قبره تحت المنارة التي بمسجد منى »‪.«2‬‬
‫حّتى ِإذا جاَء َأْمُرنا َو فاَر‬‫‪ -[26] /5103‬عن المفضل‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬أ رأيت قول ال‪َ :‬‬
‫الّتّنوُر ما هذا التنور‪ ،‬و أين كان موضعه‪ ،‬و كيف كان؟ فقال‪» :‬كان التنور حيث و صفت لك«‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬فكان بدء خروج الماء من ذلك التنور؟ فقال‪ :‬نعم‪ ،‬إن ال أحب أن يري قوم نوح الية‪ ،‬ثم إن ال بعده أرسل‬
‫عليهم مطرا يفيض فيضا‪ ،‬و فاض الفرات فيضا أيضا‪ ،‬و العيون كلهن »‪ ،«3‬فغرقهم ال و أنجى نوحا و من معه‬
‫في السفينة«‪.‬‬
‫فقلت له‪ :‬و كم لبث نوح و من معه في السفينة حتى نضب الماء و خرجوا منها؟ فقال‪» :‬لبثوا فيها سبعة أيام و‬
‫لياليها‪ ،‬و طافت بالبيت‪ ،‬ثم استوت على الجودي‪ ،‬و هو فرات الكوفة«‪.‬‬
‫فقلت له‪ :‬إن مسجد الكوفة لقديم؟ فقال‪» :‬نعم‪ ،‬و هو مصلى النبياء‪ ،‬و لقد صلى فيه رسول ال )صلى ال عليه و‬
‫آله( حيث انطلق به جبرئيل على البراق‪ ،‬فلما انتهى به إلى دار السلم‪ ،‬و هو ظهر الكوفة‪ ،‬و هو يريد بيت‬
‫المقدس‪ ،‬قال له‪ :‬يا محمد‪ ،‬هذا مسجد أبيك آدم‪ ،‬و مصلى النبياء‪ ،‬فانزل فصل فيه‪ .‬فنزل رسول ال )صلى ال‬
‫عليه و آله( فصلى‪ ،‬ثم انطلق به إلى بيت المقدس فصلى‪ ،‬ثم إن جبرئيل عرج به إلى السماء«‪.‬‬
‫‪ -[27] /5104‬عن الحسن بن علي‪ ،‬عن بعض أصحابه‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬جاءت امرأة نوح‬
‫إليه و هو يعمل السفينة‪ ،‬فقالت له‪ :‬إن التنور قد خرج منه ماء‪ ،‬فقام إليه مسرعا حتى جعل الطبق عليه‪ ،‬فختمه‬
‫بخاتمه‪ ،‬فقام الماء‪ ،‬فلما فرغ نوح من السفينة جاء إلى خاتمه ففضه‪ ،‬و كشف الطبق‪ ،‬ففار الماء«‪.‬‬
‫‪ -[28] /5105‬أبو عبيدة الحذاء‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬مسجد الكوفة فيه فار التنور‪ ،‬و نجرت‬
‫السفينة‪ ،‬و هو سرة بابل‪ ،‬و مجمع النبياء«‪.‬‬
‫‪ -[29] /5106‬عن سلمان الفارسي‪ ،‬عن أمير المؤمنين )عليه السلم( في حديث له في فضل مسجد الكوفة‪» -‬فيه‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -25‬تفسير العّياشي ‪.20 /145 :2‬‬
‫‪ -26‬تفسير العّياشي ‪.21 /146 :2‬‬
‫‪ -27‬تفسير العّياشي ‪.22 /147 :2‬‬
‫‪ -28‬تفسير العّياشي ‪.23 /147 :2‬‬
‫‪ -29‬تفسير العّياشي ‪.24 /147 :2‬‬
‫)‪ (1‬في »ط«‪ :‬منطبقة‪.‬‬
‫ي‪ .‬البحار ‪.333 :11‬‬ ‫سلم( في الغر ّ‬ ‫ل على كون قبره )عليه ال ّ‬‫ل(‪ :‬و أكثر أخبارنا تد ّ‬
‫)‪ (2‬قال المجلسي )رحمه ا ّ‬
‫)‪ (3‬زاد في المصدر و »ط«‪ :‬عليها‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪111 :‬‬
‫نجرت سفينة نوح‪ ،‬و فيه فار التنور‪ ،‬و به كان بيت نوح و مسجده‪ ،‬و في الزاوية اليمنى فار التنور«‪ .‬يعني‬
‫بمسجد الكوفة‪.‬‬
‫حّتى ِإذا جاَء َأْمُرنا َو فاَر الّتّنوُر‪.‬‬
‫‪ -[30] /5107‬عن العمش‪ ،‬رفعه إلى علي )عليه السلم( في قوله‪َ :‬‬
‫فقال‪» :‬أما و ال ما هو تنور الخبز« ثم أومأ بيده إلى الشمس‪ ،‬فقال‪» :‬طلوعها«‪.‬‬
‫‪ -[31] /5108‬عن إسماعيل بن جابر الجعفي‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬صنعها في مائة سنة‪ ،‬ثم‬
‫أمره أن يحمل فيها من كل زوجين اثنين‪ ،‬الزواج الثمانية الحلل التي خرج بها آدم من الجنة‪ ،‬ليكون معيشة‬
‫لعقب نوح في الرض‪ ،‬كما عاش عقب آدم‪ ،‬فإن الرض تغرق و ما فيها إل ما كان معه في السفينة«‪.‬‬
‫ج »‪ِ ،«1‬م َ‬
‫ن‬ ‫لْنعاِم َثماِنَيَة َأْزوا ٍ‬ ‫ن ا َْ‬‫ل َلُكْم ِم َ‬
‫قال‪» :‬فحمل نوح في السفينة من الزواج الثمانية التي قال ال‪َ :‬و َأْنَز َ‬
‫ن اْلَبَقِر اْثَنْينِ »‪ «2‬فكان زوجين من الضأن‪ :‬زوج يربيها‬ ‫ن َو ِم َ‬
‫ل اْثَنْي ِ‬
‫لِب ِ‬
‫ن ا ِْ‬
‫ن ‪َ ...‬و ِم َ‬
‫ن اْلَمْعِز اْثَنْي ِ‬
‫ن َو ِم َ‬
‫ن اْثَنْي ِ‬
‫ضْأ ِ‬
‫ال ّ‬
‫الناس و يقومون بأمرها‪ ،‬و زوج من الضأن التي تكون في الجبال الوحشية‪ ،‬أحل لهم صيدها و من المعز اثنين‪:‬‬
‫زوج يربيه الناس‪ ،‬و زوج من الظباء‪ ،‬و من البقر اثنين‪ .‬زوج يربيه الناس‪ ،‬و زوج هو البقر الوحشي‪ ،‬و من‬
‫البل زوجين و هي‪ :‬البخاتي و العراب‪ ،‬و كل طير وحشي أو إنسي‪ ،‬ثم غرقت الرض«‪.‬‬
‫‪ -[32] /5109‬عن إبراهيم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( »أن نوحا حمل الكلب في السفينة‪ ،‬و لم يحمل ولد‬
‫الزنا«‪.‬‬
‫‪ -[33] /5110‬عن عبيد ال الحلبي‪ ،‬عنه )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬ينبغي لولد الزنا أن ل تجوز له شهادة‪ ،‬و ل يؤم‬
‫بالناس‪ ،‬لم يحمله نوح في السفينة و قد حمل فيها الكلب و الخنزير«‪.‬‬
‫ل‪.‬‬
‫ل َقِلي ٌ‬
‫ن َمَعُه ِإ ّ‬ ‫‪ -[34] /5111‬عن حمران‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قول ال‪َ :‬و ما آَم َ‬
‫قال‪» :‬كانوا ثمانية«‪.‬‬
‫ح اْبَنُه‪.‬‬
‫‪ -[35] /5112‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪َ :‬و نادى ُنو ٌ‬
‫قال‪» :‬إنما في لغة طيئ )أبنه( بنصب اللف يعني ابن امرأته«‪.‬‬
‫ح اْبَنُه‪.‬‬
‫‪ -[36] /5113‬عن موسى‪ ،‬عن العلء بن سيابة‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال‪َ :‬و نادى ُنو ٌ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -30‬تفسير العّياشي ‪.25 /147 :2‬‬
‫‪ -31‬تفسير العّياشي ‪[.....] .26 /147 :2‬‬
‫‪ -32‬تفسير العّياشي ‪.27 /148 :2‬‬
‫‪ -33‬تفسير العّياشي ‪.28 /148 :2‬‬
‫‪ -34‬تفسير العّياشي ‪.29 /148 :2‬‬
‫‪ -35‬تفسير العّياشي ‪.30 /148 :2‬‬
‫‪ -36‬تفسير العّياشي ‪.31 /148 :2‬‬
‫)‪ (1‬الزمر ‪.6 :39‬‬
‫)‪ (2‬النعام ‪.144 -143 :6‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪112 :‬‬
‫ك إلى‬ ‫عوُذ ِب َ‬
‫ب ِإّني َأ ُ‬
‫قال‪» :‬ليس بابنه‪ ،‬إنما هو ابن امرأته‪ ،‬و هي لغة طيئ يقولون لبن المرأة )أبنه( قال نوح‪َ :‬ر ّ‬
‫ن«‪.‬‬ ‫سِري َ‬ ‫اْلخا ِ‬
‫‪ -[37] /5114‬عن زرارة‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قول نوح‪) :‬يا بنى اركب معنا(‪ ،‬قال‪» :‬ليس بابنه«‪.‬‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬إن نوحا قال‪ :‬يا بني؟ قال‪» :‬فإن نوحا قال ذلك و هو ل يعلم«‪.‬‬
‫‪ -[38] /5115‬عن إبراهيم بن أبي العلء‪ ،‬عن غير واحد‪ ،‬عن أحدهما )عليهما السلم( قال‪» :‬لما قال ال‪ :‬يا‬
‫سماُء َأْقِلِعي قالت الرض‪ :‬إنما أمرت أن أبلع مائي أنا فقط‪ ،‬و لم أؤمر أن أبلع ماء‬ ‫ك َو يا َ‬ ‫ض اْبَلِعي ماَء ِ‬ ‫َأْر ُ‬
‫السماء‪ -،‬قال‪ -‬فبلعت الرض ماءها‪ ،‬و بقي ماء السماء فصير بحرا حول الدنيا« »‪.«1‬‬
‫ك‪.‬‬
‫ض اْبَلِعي ماَء ِ‬ ‫‪ -[39] /5116‬عن عبد الرحمن بن الحجاج‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله‪ :‬يا َأْر ُ‬
‫قال‪» :‬نزلت بلغة الهند‪ :‬اشربي«‪.‬‬
‫ك حبشية«‪.‬‬ ‫ض اْبَلِعي ماَء ِ‬ ‫‪ -[40] /5117‬و في رواية عباد‪ ،‬عنه )عليه السلم(‪ :‬يا َأْر ُ‬
‫‪ -[41] /5118‬عن الحسن بن صالح‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬سمعت أبا جعفر )عليه السلم(‪،‬‬
‫يحدث عطاء‪ ،‬قال‪ :‬كان ]طول[ سفينة نوح ألف ذراع و مائتي ذراع‪ ،‬و عرضها ثمانمائة ذراع‪ ،‬و طولها في‬
‫السماء ثمانين ذراعا‪ ،‬و طافت بالبيت سبعا‪ ،‬وسعت بين الصفا و المروة سبعة أشواط‪ ،‬ثم استوت على الجودي«‪.‬‬
‫‪ -[42] /5119‬عن المفضل بن عمر‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪» :‬استوت على الجودي‪ ،‬هو فرات الكوفة«‪.‬‬
‫‪ -[43] /5120‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي الحسن )عليه السلم( قال‪ :‬قال‪» :‬يا أبا محمد‪ ،‬إن ال أوحى إلى الجبال‬
‫أني واضع »‪ «2‬سفينة نوح على جبل منكن في الطوفان‪ ،‬فتطاولت و شمخت‪ ،‬و تواضع جبل عندكم بالموصل‪،‬‬
‫يقال له الجودي‪ ،‬فمرت السفينة تدور في الطوفان على الجبال كلها حتى انتهت إلى الجودي فوقعت عليه‪ ،‬فقال‬
‫نوح بالسريانية بارات قني بارات قني »‪ .««3‬قال‪ :‬قلت له‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬أي شيء هذا الكلم؟ فقال‪» :‬اللهم‬
‫أصلح‪ ،‬اللهم أصلح«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -37‬تفسير العّياشي ‪.32 /149 :2‬‬
‫‪ -38‬تفسير العّياشي ‪.33 /149 :2‬‬
‫‪ -39‬تفسير العّياشي ‪.34 /149 :2‬‬
‫‪ -40‬تفسير العّياشي ‪ 149 :2‬ذيل الحديث ‪.34‬‬
‫‪ -41‬تفسير العّياشي ‪.35 /149 :2‬‬
‫‪ -42‬تفسير العّياشي ‪.36 /149 :2‬‬
‫‪ -43‬تفسير العّياشي ‪[.....] .37 /15 :2‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬حول السماء و حول الدنيا‪.‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬إّني مهرق‪.‬‬
‫)‪ (3‬في »ط« بالسريانّية كلما‪ ،‬و في المصدر‪ :‬يا راتقي يا راتقي‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪113 :‬‬
‫‪ -[44] /5121‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي الحسن موسى )عليه السلم( قال‪» :‬كان نوح في السفينة‪ ،‬فلبث فيها ما‬
‫شاء ال‪ ،‬و كانت مأمورة فخلى سبيلها نوح‪ ،‬فأوحى ال إلى الجبال‪ :‬أني واضع سفينة عبدي نوح على جبل منكم‪،‬‬
‫فتطاولت الجبال و شمخت غير الجودي‪ ،‬و هو جبل بالموصل‪ ،‬فضرب جؤجؤ السفينة »‪ «1‬الجبل‪ ،‬فقال نوح عند‬
‫ذلك‪ :‬رب أتقن‪ .‬و هو بالعربية‪ :‬رب أصلح«‪.‬‬
‫‪ -[45] /5122‬و روى كثير النواء عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬يقول‪» :‬سمع نوح صرير السفينة على الجودي‪،‬‬
‫فخاف عليها‪ ،‬فأخرج رأسه من كوة كانت فيها‪ ،‬فرفع يده و أشار بإصبعه‪ ،‬و هو يقول‪ :‬يا رهمان »‪ «2‬أتقن‪،‬‬
‫تأويلها‪ :‬رب أحسن«‪.‬‬
‫‪ -[46] /5123‬عبد الحميد بن أبي الديلم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬لما ربك نوح في السفينة قيل‪ :‬بعدا‬
‫للقوم الظالمين«‪.‬‬
‫‪ -[47] /5124‬عن الحسن بن علي الوشاء‪ ،‬قال‪ :‬سمعت الرضا )عليه السلم( يقول‪» :‬قال أبو عبد ال )عليه‬
‫ك لنه كان مخالفا له‪ ،‬و جعل من اتبعه من أهله«‪.‬‬ ‫ن َأْهِل َ‬
‫س ِم ْ‬ ‫السلم(‪ :‬إن ال قال لنوح‪ِ :‬إّنُه َلْي َ‬
‫ح‪ ،‬و ِإّنُه‬‫غْيُر صاِل ٍ‬ ‫ل َ‬ ‫عَم ٌ‬‫قال‪ :‬و سألني‪» :‬كيف يقرءون هذه الية في نوح؟«‪ .‬قلت‪ :‬يقرؤها الناس على وجهين‪ِ :‬إّنُه َ‬
‫ح فقال‪» :‬كذبوا‪ ،‬هو ابنه‪ ،‬و لكن ال نفاه عنه حين خالفه في دينه«‪.‬‬ ‫غْيُر صاِل ٍ‬ ‫ل َ‬ ‫عَم ٌ‬
‫َ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫جرًا ِإ ْ‬
‫ن‬ ‫عَلْيِه َأ ْ‬
‫سَئُلُكْم َ‬
‫ن يا َقْوِم ل َأ ْ‬
‫ل ُمْفَتُرو َ‬
‫ن َأْنُتْم ِإ ّ‬
‫غْيُرُه ِإ ْ‬
‫ن ِإلٍه َ‬
‫ل ما َلُكْم ِم ْ‬
‫عُبُدوا ا َّ‬ ‫ل يا َقْوِم ا ْ‬ ‫َو ِإلى عاٍد َأخاُهْم ُهودًا قا َ‬
‫ن َل َ‬
‫ك‬ ‫حُ‬ ‫ك َو ما َن ْ‬ ‫ن َقْوِل َ‬
‫عْ‬‫ن ِبتاِرِكي آِلَهِتنا َ‬ ‫حُ‬ ‫ن‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و ما َن ْ‬ ‫طَرِني َأ َفل َتْعِقُلو َ‬ ‫عَلى اّلِذي َف َ‬
‫ل َ‬ ‫ي ِإ ّ‬
‫جِر َ‬ ‫َأ ْ‬
‫ن ]‪[53 -50‬‬ ‫ِبُمْؤِمِني َ‬
‫‪ -[1] /5125‬ابن شهر آشوب‪ :‬قيل لزين العابدين )عليه السلم(‪ :‬إن جدك كان يقول‪» :‬إخواننا بغوا علينا«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -44‬تفسير العّياشي ‪.38 /150 :2‬‬
‫‪ -45‬تفسير العّياشي ‪.39 /151 :2‬‬
‫‪ -46‬تفسير العّياشي ‪.40 /151 :2‬‬
‫‪ -47‬تفسير العّياشي ‪.41 /151 :2‬‬
‫‪ -1‬المناقب ‪ ،218 :3‬الحتجاج‪.312 :‬‬
‫)‪ (1‬جؤجؤ السفينة‪ :‬صدرها‪» .‬الصحاح‪ -‬جأجأ‪.«39 :1 -‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬و »ط«‪ :‬ربعمان‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪114 :‬‬
‫فقال )عليه السلم(‪» :‬أما تقرأ كتاب ال‪َ :‬و ِإلى عاٍد َأخاُهْم ُهودًا؟ فهو »‪ «1‬مثلهم‪ ،‬أنجاه ال و الذين معه‪ ،‬و أهلك‬
‫عادا بالريح العقيم«‪.‬‬
‫‪ -[2] /5126‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬قال‪ :‬إن عادا كانت بلدهم في البادية‪ ،‬من المشرق »‪ «2‬إلى الفجر »‪،«3‬‬
‫أربعة منازل‪ ،‬و كان لهم زرع و نخيل كثير‪ ،‬و لهم أعمار طويلة و أجسام طويلة‪ ،‬فعبدوا الصنام فبعث ال إليهم‬
‫هودا يدعوهم إلى السلم و خلع النداد‪ ،‬فأبوا و لم يؤمنوا بهود و آذوه‪ ،‬فكفت عنهم السماء سبع سنين حتى‬
‫قحطوا‪ ،‬و كان هود زراعا‪ ،‬و كان يسقي الزرع‪ ،‬فجاء قوم إلى بابه يريدونه فخرجت عليهم امرأة شمطاء »‪«4‬‬
‫عوراء‪ ،‬فقالت لهم‪:‬‬
‫من أنتم؟ فقالوا‪ :‬نحن من بلد كذا و كذا‪ ،‬أجدبت بلدنا فجئنا إلى هود نسأله أن يدعو ال لنا حتى نمطر و تخصب‬
‫بلدنا فقالت‪ :‬لو استجيب لهود لدعا لنفسه‪ ،‬فقد احترق زرعه لقلة الماء‪.‬‬
‫فقالوا‪ :‬و أين هو؟ قالت‪ :‬هو في موضع كذا و كذا‪ .‬فجاءوا إليه‪ ،‬فقالوا يا نبي ال‪ ،‬قد أجدبت بلدنا و لم نمطر‪،‬‬
‫فاسئل ال أن تخصب بلدنا و تمطر‪ .‬فتهيأ للصلة و صلى و دعا لهم‪ ،‬فقال لهم‪» :‬ارجعوا فقد أمطرتم و أخصبت‬
‫بلدكم«‪.‬‬
‫فقالوا‪ :‬يا نبي ال‪ ،‬إنا رأينا عجبا‪ .‬قال‪» :‬و ما رأيتم؟« قالوا‪ :‬رأينا في منزلك امرأة شمطاء عوراء‪ ،‬قالت لنا‪ :‬من‬
‫أنتم‪ ،‬و ما تريدون؟ قلنا‪ :‬جئنا إلى نبي ال هود ليدعو ال لنا فنمطر‪ .‬فقالت‪ :‬لو كان هود داعيا لدعا لنفسه‪ ،‬فإن‬
‫زرعه قد احترق‪.‬‬
‫فقال هود‪» :‬تلك أهلي‪ ،‬و أنا أدعو ال لها بطول العمر و البقاء« قالوا‪ .‬و كيف ذاك! قال‪» :‬لنه ما خلق ال مؤمنا‬
‫إل و له عدو يؤذيه‪ ،‬و هي عدوي‪ ،‬فلئن يكون عدوي ممن أملكه خير من أن يكون عدوي ممن يملكني«‪.‬‬
‫فبقي هود في قومه يدعوهم إلى ال‪ ،‬و ينهاهم عن عبادة الصنام حتى خصبت بلدهم‪ ،‬و أنزل ال عليهم المطر‪،‬‬
‫عَلْيُكْم ِمْدرارًا َو َيِزْدُكْم ُقّوًة ِإلى ُقّوِتُكْم َو‬
‫سماَء َ‬ ‫ل ال ّ‬‫سِ‬‫سَتْغِفُروا َرّبُكْم ُثّم ُتوُبوا ِإَلْيِه ُيْر ِ‬ ‫و هو قوله عز و جل‪َ :‬و يا َقْوِم ا ْ‬
‫ن َل َ‬
‫ك‬ ‫حُ‬‫ك َو ما َن ْ‬ ‫ن َقْوِل َ‬
‫عْ‬‫حنُ ِبتاِرِكي آِلَهِتنا َ‬ ‫جْئَتنا ِبَبّيَنٍة َو ما َن ْ‬
‫ن قالوا‪ ،‬كما حكى ال‪ :‬يا ُهوُد ما ِ‬ ‫جِرِمي َ‬‫ل َتَتَوّلْوا ُم ْ‬
‫ن الية‪ ،‬فلما لم يؤمنوا أرسل ال عليهم الريح الصرصر‪ ،‬يعني الباردة‪ ،‬و هو قوله في سورة القمر‪:‬‬ ‫ِبُمْؤِمِني َ‬
‫سَتِمّر »‪ «5‬و حكى في سورة‬ ‫س ُم ْ‬‫ح ٍ‬ ‫صرًا ِفي َيْوِم َن ْ‬‫صْر َ‬ ‫عَلْيِهْم ِريحًا َ‬ ‫سْلنا َ‬ ‫عذاِبي َو ُنُذِر ِإّنا َأْر َ‬ ‫ن َ‬‫ف كا َ‬‫ت عاٌد َفَكْي َ‬ ‫َكّذَب ْ‬
‫صٍر عاِتَيٍة‬ ‫صْر َ‬ ‫ح َ‬ ‫الحاقة‪ ،‬فقال‪َ :‬و َأّما عاٌد َفُأْهِلُكوا ِبِري ٍ‬

‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬تفسير القمي ‪.329 :1‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬فهم‪.‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬الشقيق‪ ،‬و في تفسير القمي ‪) 298 :2‬سورة الحقاف( قال‪ :‬و الحقاف بلد عاد من الشقوق‬
‫إلى الجفر‪ .‬و جميعا تطلق على عدة مواضع في البادية‪ .‬انظر »معجم البلدان ‪ 356 :3‬و ‪.«133 :5‬‬
‫)‪ (3‬الجفر‪ :‬موضع بين فيد و الخزيمية‪» .‬معجم البلدان ‪[.....] .«102 :1‬‬
‫)‪ (4‬الشمط‪ :‬بياض شعر الرأس يخالطه سواده‪» .‬الصحاح‪ -‬شمط‪.«1138 :3 -‬‬
‫)‪ (5‬القمر ‪.19 -18 :54‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪115 :‬‬
‫سومًا »‪ «1‬قال‪ :‬كان القمر منحوسا بزحل سبع ليال و ثمانية أيام‪.‬‬ ‫حُ‬ ‫ل َو َثماِنَيَة َأّياٍم ُ‬‫سْبَع َليا ٍ‬ ‫عَلْيِهْم َ‬
‫خَرها َ‬ ‫سّ‬ ‫َ‬
‫‪ -[3] /5127‬ثم قال علي بن إبراهيم‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن عبد ال بن سنان‪ ،‬عن معروف بن‬
‫خربوذ‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬الريح العقيم تخرج من تحت الرضين السبع‪ ،‬و ما يخرج منها شيء‬
‫قط إل على قوم عاد حين غضب ال عليهم‪ ،‬فأمر الخزان أن يخرجوا منها مثل سعة الخاتم‪ ،‬فعصت على الخزنة‪،‬‬
‫فخرج منها مثل مقدار منخر الثور تغيظا منها على قوم عاد‪ ،‬فضج الخزنة إلى ال من ذلك‪ ،‬و قالوا‪ :‬يا ربنا‪ ،‬إنها‬
‫قد عتت علينا‪ ،‬و نحن نخاف أن يهلك من لم يعصك من خلقك و عمار بلدك‪ ،‬فبعث ال عز و جل جبرئيل فردها‬
‫بجناحه‪ ،‬و قال لها‪ :‬اخرجي على ما أمرت به‪ .‬فرجعت و خرجت على ما أمرت به‪ ،‬فأهلكت قوم عاد و من كان‬
‫بحضرتهم«‪.‬‬
‫‪ -[4] /5128‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن عبد ال بن سنان‪،‬‬
‫عن معروف بن خربوذ‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ -‬في حديث‪ -‬قال‪ :‬قال‪» :‬و أما الريح العقيم فإنها ريح‬
‫عذاب‪ ،‬ل تذر »‪ «2‬شيئا من الرحام‪ ،‬و ل شيئا من النبات‪ ،‬و هي ريح تخرج من تحت الرضين السبع‪ ،‬و ما‬
‫خرجت منها ريح قط‪ ،‬إل على قوم عاد حين غضب ال تعالى عليهم«‪.‬‬
‫و ذكر الحديث كما تقدم بتغيير يسير في بعض اللفاظ‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫سَتِقيٍم ]‪[56‬‬ ‫ط ُم ْ‬ ‫صرا ٍ‬ ‫على ِ‬ ‫ن َرّبي َ‬ ‫ِإ ّ‬
‫على‬‫ن َرّبي َ‬ ‫‪ -[1] /5129‬العياشي‪ :‬عن أبي معمر السعدي‪ ،‬قال‪ :‬قال علي بن أبي طالب )عليه السلم( في قوله‪ِ :‬إ ّ‬
‫سَتِقيٍم‪» :‬يعني أنه على حق‪ ،‬يجزي بالحسان إحسانا‪ ،‬و بالسيء سيئا‪ ،‬و يعفو عمن يشاء و يغفر سبحانه‬ ‫ط ُم ْ‬
‫صرا ٍ‬ ‫ِ‬
‫و تعالى«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫سَتْعَمَرُكْم ِفيها‬
‫ض َو ا ْ‬
‫لْر ِ‬
‫ن ا َْ‬
‫شَأُكْم ِم َ‬
‫غْيُرُه ُهَو َأْن َ‬
‫ن ِإلٍه َ‬
‫ل ما َلُكْم ِم ْ‬
‫عُبُدوا ا َّ‬
‫ل يا َقْوِم ا ْ‬ ‫َو ِإلى َثُموَد َأخاُهْم صاِلحًا قا َ‬
‫ب ]‪[61‬‬ ‫جي ٌ‬
‫ب ُم ِ‬‫ن َرّبي َقِري ٌ‬ ‫سَتْغِفُروُه ُثّم ُتوُبوا ِإَلْيِه ِإ ّ‬
‫َفا ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -3‬تفسير القّمي ‪.330 :1‬‬
‫‪ -4‬الكافي ‪.64 /92 :8‬‬
‫‪ -1‬تفسير العّياشي ‪.42 /151 :2‬‬
‫)‪ (1‬الحاّقة ‪.7 -6 :69‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬ل تلقح‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪116 :‬‬
‫‪ -[1] /5130‬العياشي‪ :‬عن المفضل بن عمر‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬إن علي بن الحسين )صلوات‬
‫ال عليه( كان في المسجد الحرام جالسا‪ ،‬فقال له رجل من أهل الكوفة‪ .‬قال علي )عليه السلم(‪» :‬إن إخواننا بغوا‬
‫علينا«؟‬
‫فقال له علي بن الحسين )صلوات ال عليه(‪ :‬يا عبد ال‪ ،‬أما تقرأ كتاب ال‪َ :‬و ِإلى عاٍد َأخاُهْم ُهودًا »‪«1‬؟ فأهلك‬
‫ال عادا‪ ،‬و أنجى هودا‪َ :‬و ِإلى َثُموَد َأخاُهْم صاِلحًا فأهلك ال ثمودا و أنجى صالحا«‪.‬‬
‫‪ -[2] /5131‬عن يحيى بن المساور الهمداني‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬جاء رجل من أهل الشام إلى علي بن الحسين )عليه‬
‫السلم( فقال‪ :‬أنت علي بن الحسين؟ قال‪» :‬نعم«‪ .‬قال‪ :‬أبوك الذي قتل المؤمنين‪ ،‬فبكى علي بن الحسين ثم مسح‬
‫عينيه‪ ،‬فقال‪» :‬ويلك‪ ،‬كيف قطعت على أبي أنه قتل المؤمنين؟« قال‪ :‬قوله‪» :‬إخواننا قد بغوا علينا‪ ،‬فقاتلناهم على‬
‫بغيهم«‪.‬‬
‫شَعْيبًا »‪َ ،«2‬و ِإلى َثُموَد َأخاُهْم‬
‫ن َأخاُهْم ُ‬
‫فقال‪» :‬ويلك‪ ،‬أما تقرأ القرآن؟ قال‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪» :‬فقد قال ال‪َ :‬و ِإلى َمدَْي َ‬
‫صاِلحًا فكانوا إخوانهم في دينهم أو في عشيرتهم؟« قال له الرجل‪ :‬ل‪ ،‬بل في عشيرتهم‪.‬‬
‫قال‪» :‬فهؤلء إخوانهم في عشيرتهم و ليسوا إخوانهم في دينهم«‪ .‬قال‪ :‬فرجت عني‪ ،‬فرج ال عنك‪.‬‬
‫‪ -[3] /5132‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الحسن بن محبوب‪ ،‬عن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي‬
‫جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬قال‪» :‬إن رسول ال )صلى ال عليه و آله( سأل جبرئيل )عليه السلم( كيف كان مهلك‬
‫قوم صالح )عليه السلم(؟ فقال‪ :‬يا محمد‪ ،‬إن صالحا بعث إلى قومه و هو ابن ست عشرة سنة‪ ،‬فلبث فيهم حتى‬
‫بلغ عشرين و مائة سنة‪ ،‬ل يجيبونه إلى خير‪ ،‬قال‪ :‬و كان لهم سبعون صنما يعبدونها من دون ال عز ذكره فلما‬
‫رأى ذلك منهم‪ ،‬قال‪ :‬يا قوم‪ ،‬بعثت إليكم و أنا ابن ست عشرة سنة‪ ،‬و قد بلغت عشرين و مائة سنة‪ ،‬و أنا أعرض‬
‫عليكم أمرين‪ :‬إن شئتم فاسألوني حتى أسأل إلهي فيجيبكم فيما سألتموني الساعة‪ ،‬و إن شئتم سألت آلهتكم‪ ،‬فإن‬
‫أجابتني بالذي سألت خرجت عنكم‪ ،‬فقد سئمتكم و سئمتموني‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬لقد أنصفت‪ ،‬يا صالح‪ .‬فاتعدوا ليوم يخرجون فيه‪ ،‬قال‪ :‬فخرجوا بأصنامهم إلى ظهرهم‪ ،‬ثم قربوا طعامهم و‬
‫شرابهم فأكلوا و شربوا‪ ،‬فلما أن فرغوا دعوه‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا صالح اسأل‪ ،‬فقال لكبيرهم‪ :‬ما اسم هذا؟ قالوا‪:‬‬
‫فلن‪ .‬فقال له صالح‪ :‬يا فلن‪ ،‬أجب‪ .‬فلم يجبه‪ ،‬فقال صالح‪ :‬ماله ل يجيب؟ قالوا‪ :‬ادع غيره‪ .‬فدعاها كلها بأسمائها‬
‫فلم يجبه منها شيء‪ ،‬فأقبلوا على أصنامهم‪ ،‬فقالوا لها‪ :‬مالك ل تجيبين صالحا؟ فلم تجب‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير العّياشي ‪.43 /151 :2‬‬
‫‪ -2‬تفسير العّياشي ‪.53 /20 :2‬‬
‫‪ -3‬الكافي ‪.213 /185 :8‬‬
‫)‪ (1‬العراف ‪ ،65 :7‬هود ‪.50 :11‬‬
‫)‪ (2‬العراف ‪ ،85 :7‬هود ‪ ،84 :11‬العنكبوت ‪.36 :29‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪117 :‬‬
‫فقالوا‪ :‬تنح عنا‪ ،‬و دعنا و آلهتنا ساعة‪ .‬ثم نحوا بسطهم و فرشهم‪ ،‬و نحوا ثيابهم‪ ،‬و تمرغوا على التراب‪ ،‬و‬
‫طرحوا التراب على رؤوسهم‪ ،‬و قالوا لصنامهم‪ :‬لئن لم تجبن صالحا اليوم ليفضحنا »‪ .«1‬قال‪ :‬ثم دعوه فقالوا‪:‬‬
‫يا صالح‪ ،‬ادعها‪ .‬فدعاها فلم تجبه‪.‬‬
‫فقال لهم‪ :‬يا قوم‪ ،‬قد ذهب صدر النهار‪ ،‬و ل أرى آلهتكم تجيبني‪ ،‬فسألوني حتى أدعوا إلي فيجيبكم الساعة‪.‬‬
‫فانتدب له منهم سبعون رجل من كبرائهم و المنظور إليهم منهم‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا صالح‪ ،‬نحن نسألك‪ ،‬فإن أجابك ربك‬
‫اتبعناك و أجبناك‪ ،‬و يبايعك جميع أهل قريتنا‪.‬‬
‫فقال لهم صالح )عليه السلم(‪ :‬سلوني ما شئتم‪ .‬فقالوا‪ :‬تقدم بنا إلى هذا الجبل‪ .‬و كان الجبل قريبا منهم‪ ،‬فانطلق‬
‫معهم صالح‪ ،‬فلما انتهوا إلى الجبل‪ ،‬قالوا‪ :‬يا صالح‪ ،‬ادع لنا ربك يخرج لنا من هذا الجبل الساعة ناقة حمراء‬
‫شقراء وبراء عشراء‪ ،‬بين جنبيها ميل »‪ ،«2‬فقال لهم صالح‪ :‬قد سألتموني شيئا يعظم علي و يهون على ربي جل‬
‫و عز و تعالى‪.‬‬
‫قال‪ :‬فسأل ال تبارك و تعالى صالح ذلك‪ ،‬فانصدع الجبل صدعا كادت تطير منه عقولهم لما سمعوا ذلك‪ ،‬ثم‬
‫اضطرب ذلك الجبل اضطرابا شديدا‪ ،‬كالمرأة إذا أخذها المخاض‪ ،‬ثم لم يفجأهم إل رأسها قد طلع عليهم من ذلك‬
‫الصدع‪ ،‬فما استتمت رقبتها حتى اجترت‪ ،‬ثم خرج سائر جسدها‪ ،‬ثم استوت قائمة على الرض‪ ،‬فلما رأوا ذلك‪،‬‬
‫قالوا يا صالح‪ ،‬ما أسرع ما أجابك ربك! ادع لنا ربك يخرج لنا فصيلها‪ ،‬فسأل ال عز و جل‪ ،‬فرمت به‪ ،‬فدب‬
‫حولها‪.‬‬
‫فقال لهم‪ :‬يا قوم‪ ،‬أبقي شيء قالوا‪ :‬ل‪ ،‬انطلق بنا إلى قومنا نخبرهم بما رأينا و يؤمنون بك‪ .‬قال‪ :‬فرجعوا‪ ،‬فلم يبلغ‬
‫السبعون إليهم حتى ارتد منهم أربعة و ستون رجل‪ ،‬قالوا‪ :‬سحر و كذب‪ .‬قال‪ :‬فانتهوا إلى الجميع‪ ،‬فقال الستة‪:‬‬
‫حق‪ ،‬و قال الجميع‪ :‬كذب و سحر‪ ،‬قال‪ :‬فانصرفوا على ذلك ثم ارتاب من الستة واحد‪ ،‬فكان فيمن عقرها«‪.‬‬
‫قال ابن محبوب‪ :‬فحدثت بهذا الحديث رجل من أصحابنا‪ ،‬يقال له‪ :‬سعيد بن يزيد‪ ،‬فأخبرني أنه رأى الجبل الذي‬
‫خرجت منه بالشام‪ ،‬قال‪ :‬فرأيت جنبها قد حك الجبل فأثر جنبها فيه‪ ،‬و جبل آخر بينه و بين هذا ميل‪.‬‬
‫‪ -[4] /5133‬و عنه‪ :‬عن علي بن محمد‪ ،‬عن علي بن العباس‪ ،‬عن الحسن بن عبد الرحمن‪ ،‬عن علي بن أبي‬
‫حدًا‬
‫شرًا ِمّنا وا ِ‬
‫ت َثُموُد ِبالّنُذِر َفقاُلوا َأ َب َ‬
‫حمزة‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قلت له‪َ :‬كّذَب ْ‬
‫شٌر »‪«3‬؟‬ ‫ب َأ ِ‬
‫ل ُهَو َكّذا ٌ‬
‫ن َبْيِننا َب ْ‬
‫عَلْيِه ِم ْ‬
‫ي الّذْكُر َ‬
‫سُعٍر َأ ُأْلِق َ‬
‫ل َو ُ‬
‫ضل ٍ‬
‫َنّتِبُعُه ِإّنا ِإذًا َلِفي َ‬
‫قال‪» :‬هذا فيما كذبوا به صالحا‪ ،‬و ما أهلك ال عز و جل قوما قط حتى يبعث إليهم قبل ذلك الرسل‪ ،‬فيحتجوا‬
‫عليهم‪ ،‬فبعث ال إليهم صالحا فدعاهم إلى ال‪ ،‬فلم يجيبوه و عتوا عليه‪ ،‬و قالوا‪ :‬لن نؤمن لك حتى تخرج‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -4‬الكافي ‪.214 /187 :8‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬لتفضحن‪[.....] .‬‬
‫)‪ (2‬أي المسافة بين جنبيها قدر ميل‪.‬‬
‫)‪ (3‬القمر ‪.25 -23 :54‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪118 :‬‬

‫لنا من هذه الصخرة ناقة عشراء‪ ،‬و كانت الصخرة يعظمونها و يعبدونها‪ ،‬و يذبحون »‪ «1‬عندها في رأس كل‬
‫سنة‪ ،‬و يجتمعون عندها‪ ،‬فقالوا له‪ :‬إن كنت كما تزعم نبيا رسول‪ ،‬فادع لنا إلهك حتى يخرج لنا من هذه الصخرة‬
‫الصماء ناقة عشراء »‪ ،«2‬فأخرجها ال كما طلبوا منه‪.‬‬
‫ثم أوحى ال تبارك و تعالى إليه‪ :‬أن‪ -‬يا صالح‪ -‬قال لهم‪ :‬إن ال قد جعل لهذه الناقة من الماء شرب يوم‪ ،‬و لكم‬
‫شرب يوم‪ .‬و كانت الناقة إذا كان يوم شربها شربت الماء ذلك اليوم‪ ،‬فيحلبونها فل يبقى صغير و ل كبير إل‬
‫شرب من لبنها يومهم ذلك فإذا كان الليل و أصبحوا‪ ،‬غدوا إلى مائهم فشربوا منه ذلك اليوم‪ ،‬و لم تشرب الناقة‬
‫ذلك اليوم‪ ،‬فمكثوا بذلك ما شاء ال‪.‬‬
‫ثم إنهم عتوا على ال‪ ،‬و مشى بعضهم إلى بعض‪ ،‬و قالوا‪ :‬اعقروا هذه الناقة و استريحوا منها‪ ،‬ل نرضى أن‬
‫يكون لنا شرب يوم و لها شرب يوم‪ .‬ثم قالوا‪ :‬من الذي يلي قتلها‪ ،‬و نجعل له جعل ما أحب؟ فجاءهم رجل أحمر‬
‫أشقر أزرق‪ ،‬ولد زنا‪ ،‬ل يعرف له أب‪ ،‬يقال له‪ :‬قدار »‪ ،«3‬شقي من الشقياء‪ ،‬مشؤوم عليهم‪ ،‬فجعلوا له جعل‪،‬‬
‫فلما توجهت الناقة إلى الماء الذي كانت ترده‪ ،‬تركها حتى شربت و أقبلت راجعة‪ ،‬فقعد لها في طريقها‪ ،‬فضربها‬
‫بالسيف ضربة فلم تعمل شيئا‪ ،‬فضربها ضربة اخرى فقتلها‪ ،‬و خرت إلى الرض على جنبها‪ ،‬و هرب فصيلها‬
‫حتى صعد إلى الجبل‪ ،‬فرغا ثلث مرات إلى السماء‪ .‬و أقبل قوم صالح‪ ،‬فلم يبق منهم أحد إل شركه في ضربته‪،‬‬
‫و اقتسموا لحمها فيما بينهم‪ ،‬فلم يبق منهم صغير و ل كبير إل أكل منها‪.‬‬
‫فلما رأى ذلك صالح أقبل إليهم‪ ،‬فقال‪ :‬يا قوم‪ ،‬ما دعاكم إلى ما صنعتم‪ ،‬أ عصيتم أمر ربكم؟ فأوحى ال تبارك و‬
‫تعالى إلى صالح )عليه السلم(‪ :‬إن قومك قد طغوا و بغوا‪ ،‬و قتلوا ناقة بعثتها إليهم حجة عليهم‪ ،‬و لم يكن عليهم‬
‫فيها ضرر‪ ،‬و كان لهم منها أعظم المنفعة‪ ،‬فقل لهم‪ :‬إني مرسل عليهم عذابي إلى ثلثة أيام‪ ،‬فإن هم تابوا و‬
‫رجعوا قبلت توبتهم‪ ،‬و صددت عنهم‪ ،‬و إن هم لم يتوبوا و لم يرجعوا بعثت عليهم عذابي في اليوم الثالث‪.‬‬
‫فأتاهم صالح )عليه السلم(‪ ،‬فقال لهم‪ :‬يا قوم‪ ،‬إني رسول ربكم إليكم‪ ،‬و هو يقول لكم‪ :‬إن أنتم تبتم و رجعتم و‬
‫استغفرتم غفرت لكم‪ ،‬و تبت عليكم‪ ،‬فلما قال لهم ذلك كانوا أعتى ما كانوا و أخبث‪ ،‬و قالوا‪ :‬يا صالح‪ ،‬ائتنا بما‬
‫تعدنا إن كنت من الصادقين‪.‬‬
‫قال‪ :‬يا قوم‪ ،‬إنكم تصبحون غدا و وجوهكم مصفرة‪ ،‬و اليوم الثاني وجوهكم محمرة‪ ،‬و اليوم الثالث وجوهكم‬
‫مسودة‪ .‬فلما أن كان أول يوم أصبحوا و وجوههم مصفرة‪ ،‬فمشى بعضهم إلى بعض‪ ،‬و قالوا‪ :‬قد جاءكم ما قال‬
‫لكم صالح‪ ،‬فقال العتاة منهم‪ :‬ل نسمع قول صالح و ل نقبل قوله‪ ،‬و إن كان عظيما فلما كان اليوم الثاني أصبحت‬
‫وجوههم محمرة‪ ،‬فمشى بعضهم إلى بعض‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا قوم‪ ،‬قد جاءكم ما قال لكم صالح‪ .‬فقال العتاة منهم‪ :‬لو أهلكنا‬
‫جميعا ما سمعنا قول صالح‪ ،‬و ل تركنا آلهتنا التي كان آباؤنا يعبدونها‪ ،‬و لم يتوبوا و لم يرجعوا فلما كان اليوم‬
‫الثالث‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬في »س«‪ :‬و يدعون‪.‬‬
‫)‪ (2‬في »س«‪ :‬حمراء‪.‬‬
‫)‪ (3‬في »س«‪ :‬قذار‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪119 :‬‬
‫أصبحوا و وجوههم مسودة‪ ،‬فمشى بعضهم إلى بعض‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا قوم‪ ،‬أتاكم ما قال لكم صالح‪ .‬فقال العتاة منهم‪ :‬قد‬
‫أتانا ما قال لنا صالح فلما كان نصف الليل أتاهم جبرئيل )عليه السلم(‪ ،‬فصرخ بهم صرخة خرقت تلك الصرخة‬
‫أسماعهم‪ ،‬و فلقت »‪ .«1‬قلوبهم‪ ،‬و صدعت أكبادهم‪ ،‬و قد كانوا في تلك الثلثة أيام قد تحنطوا و تكفنوا‪ ،‬و علموا‬
‫أن العذاب نازل بهم‪ ،‬فماتوا جميعا في طرفة عين‪ ،‬صغيرهم و كبيرهم‪ ،‬فلم يبق لهم ناعقة و ل راغية و ل شيء‬
‫إل أهلكه ال‪ ،‬فأصبحوا في ديارهم و مضاجعهم موتى أجمعين‪ ،‬ثم أرسل ال عليهم مع الصيحة النار من السماء‬
‫فأحرقتهم أجمعين‪ ،‬و كانت هذه قصتهم«‪.‬‬
‫قد تقدم حديث أبي حمزة‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( من طريق العياشي ]في معنى الية[‪ ،‬في سورة العراف‬
‫»‪.«2‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫طْرنا‬‫حِنيٍذ‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و َأْم َ‬ ‫ل َ‬ ‫جٍ‬ ‫ث َأنْ جاَء ِبِع ْ‬ ‫سلٌم َفما َلِب َ‬ ‫ل َ‬ ‫سلمًا قا َ‬ ‫شرى قاُلوا َ‬ ‫سُلنا ِإْبراِهيَم ِباْلُب ْ‬
‫ت ُر ُ‬ ‫َو َلَقْد جاَء ْ‬
‫ن ِبَبِعيٍد ]‪[83 -69‬‬ ‫ظاِلِمي َ‬‫ن ال ّ‬‫ي ِم َ‬ ‫ك َو ما ِه َ‬ ‫عْنَد َرّب َ‬
‫سّوَمًة ِ‬ ‫ضوٍد ُم َ‬ ‫ل َمْن ُ‬ ‫جي ٍ‬‫سّ‬ ‫ن ِ‬‫حجاَرًة ِم ْ‬ ‫عَلْيها ِ‬
‫َ‬
‫‪ -[1] /5134‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن ابن فضال‪ ،‬عن داود بن‬
‫فرقد‪ ،‬عن أبي يزيد الحمار‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬إن ال تعالى بعث أربعة أملك في إهلك قوم‬
‫لوط‪ :‬جبرئيل‪ ،‬و ميكائيل‪ ،‬و إسرافيل‪ ،‬و كروبيل )عليهم السلم(‪ ،‬فمروا بإبراهيم )عليه السلم( و هم معتمون‪،‬‬
‫فسلموا عليه فلم يعرفهم‪ ،‬و رأى هيئة حسنة‪ ،‬فقال‪ :‬ل يخدم هؤلء أحد إل أنا بنفسي‪ ،‬و كان صاحب ضيافة‪،‬‬
‫فشوى لهم عجل سمينا حتى أنضجه ثم قربه إليهم‪ ،‬فلما وضعه بين أيديهم رأى أيديهم ل تصل إليه‪ ،‬نكرهم و‬
‫أوجس منهم خيفة‪ ،‬فلما رأى ذلك جبرئيل )عليه السلم( حسر العمامة عن وجهه و عن رأسه فعرفه إبراهيم )عليه‬
‫السلم(‪ ،‬فقال‪ :‬أنت هو؟ قال‪ :‬نعم‪:‬‬
‫و مرت امرأته سارة‪ ،‬فبشرها بإسحاق‪ ،‬و من وراء إسحاق يعقوب‪ .‬فقالت ما قال ال عز و جل‪ ،‬و أجابوها بما في‬
‫الكتاب العزيز‪.‬‬
‫فقال لهم إبراهيم )عليه السلم(‪ :‬لماذا جئتم؟ قالوا‪ :‬في إهلك قوم لوط‪ .‬فقال لهم‪ :‬إن كان فيها مائة من المؤمنين‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬الكافي ‪.505 /327 :8‬‬
‫)‪ (1‬في »س«‪ :‬و قلعت‪.‬‬
‫)‪ (2‬تقدم في الحديث )‪ (2‬من تفسير اليتين )‪ (76 -75‬من سورة العراف‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪120 :‬‬
‫أ تهلكونهم؟ قال جبرئيل ل‪ .‬قال‪ :‬و إن كان فيهم خمسون؟ قال‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬و إن كان فيهم ثلثون؟ قال‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬و إن‬
‫كان كان فيهم عشرون؟ قال‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬و إن كان فيهم عشرة؟ قال‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬و إن كان فيهم خمسة؟ قال‪ :‬ل‪ .‬قال‪:‬‬
‫فإن فيها لوطا‪ .‬قالوا‪ :‬نحن أعلم بمن فيها‪ ،‬لننجينه و أهله إل امرأته كانت من الغابرين‪ .‬ثم مضوا«‪.‬‬
‫قال‪ :‬و قال الحسن بن علي »‪ :«1‬ل أعلم هذا القول إل و هو يستبقيهم »‪ ،«2‬و هو قول ال عز و جل‪ُ :‬يجاِدُلنا ِفي‬
‫ط‪.‬‬‫َقْوِم ُلو ٍ‬
‫»فأتوا لوطا و هو في زراعة له قرب المدينة‪ ،‬فسلموا عليه و هم معتمون‪ ،‬فلما رآهم رأى هيئة حسنة‪ ،‬عليهم‬
‫عمائم بيض و ثياب بيض‪ ،‬فقال لهم‪ :‬المنزل؟ فقالوا‪ :‬نعم فتقدمهم و مشوا خلفه‪ ،‬فندم على عرضه المنزل عليهم‪،‬‬
‫فقال‪ :‬أي شيء صنعت‪ ،‬آتي بهم قومي و أنا أعرفهم؟‬
‫فالتفت إليهم‪ ،‬فقال‪ :‬إنكم لتأتون شرارا من خلق ال‪ .‬قال جبرئيل )عليه السلم( »‪ :«3‬ل تعجل عليهم حتى يشهد‬
‫عليهم ثلث مرات‪ .‬فقال جبرئيل )عليه السلم(‪ :‬هذه واحدة‪ .‬ثم مشى ساعة ثم التفت إليهم‪ ،‬فقال‪ :‬إنكم لتأتون‬
‫شرارا من خلق ال‪ .‬فقال جبرئيل )عليه السلم(‪ :‬هذه اثنتان‪ .‬ثم مضى فلما بلغ باب المدينة التفت إليهم‪ ،‬فقال‪ :‬إنكم‬
‫لتأتون شرارا من خلق ال‪ ،‬فقال جبرئيل )عليه السلم(‪ :‬هذه الثالثة‪.‬‬
‫ثم دخل و دخلوا معه‪ .‬حتى دخل منزله‪ ،‬فلما رأتهم امرأته رأت هيئة حسنة‪ ،‬فصعدت فوق السطح فصفقت »‪،«4‬‬
‫فلم يسمعوا‪ ،‬فدخنت‪ ،‬فلما رأوا الدخان أقبلوا يهرعون‪ ،‬حتى جاءوا إلى الباب‪ ،‬فنزلت إليهم‪ ،‬فقالت‪:‬‬
‫عندنا قوم ما رأيت قوما قط أحسن منهم هيئة‪ .‬فجاءوا إلى الباب ليدخلوا‪ ،‬فلما رآهم لوط قام إليهم‪ ،‬فقال لهم يا قوم‪:‬‬
‫طَهُر َلُكْم فدعاهم كلهم إلى‬ ‫ن َأ ْ‬
‫شيٌد ثم قال‪ :‬هُؤلِء َبناِتي ُه ّ‬ ‫ل َر ِ‬ ‫جٌ‬‫س ِمْنُكْم َر ُ‬‫ضْيِفي َأ َلْي َ‬‫ن ِفي َ‬ ‫خُزو ِ‬ ‫ل َو ل ُت ْ‬ ‫َفاّتُقوا ا َّ‬
‫ن ِلي ِبُكْم ُقّوةً َأْو آِوي ِإلى‬
‫ك َلَتْعَلُم ما ُنِريدُ فقال لهم‪َ :‬لْو َأ ّ‬ ‫ق َو ِإّن َ‬‫حّ‬‫ن َ‬ ‫ك ِم ْ‬ ‫ت ما َلنا ِفي َبناِت َ‬ ‫عِلْم َ‬‫الحلل‪ ،‬فقالوا‪َ :‬لَقْد َ‬
‫شِديٍد‪ -‬قال‪ -‬فقال جبرئيل )عليه السلم(‪ :‬لو يعلم أي قوة له! فكاثروه »‪ «5‬حتى دخلوا الباب‪ ،‬فصاح به‪:‬‬ ‫ن َ‬
‫ُرْك ٍ‬
‫جبرئيل‪ ،‬و قال‪ :‬يا لوط‪ ،‬دعهم يدخلون‪ ،‬فلما دخلوا أهوى جبرئيل بإصبعه نحوهم‪ ،‬فذهبت أعينهم‪ ،‬و هو قول ال‬
‫عُيَنُهْم »‪.«6‬‬ ‫سنا َأ ْ‬
‫طَم ْ‬‫عز و جل‪َ :‬ف َ‬
‫ل و قال له جبرئيل‪:‬‬ ‫ن الّلْي ِ‬
‫طٍع ِم َ‬ ‫ك ِبِق ْ‬
‫سِر ِبَأْهِل َ‬‫ك َفَأ ْ‬
‫صُلوا ِإَلْي َ‬
‫ن َي ِ‬ ‫ك َل ْ‬
‫ل َرّب َ‬ ‫سُ‬‫ثم ناداه جبرئيل‪ ،‬فقال له‪ِ :‬إّنا ُر ُ‬
‫ب فأمره فتحمل و من‬ ‫ح ِبَقِري ٍ‬
‫صْب ُ‬‫س ال ّ‬ ‫ح َأ َلْي َ‬‫صْب ُ‬‫عَدُهُم ال ّ‬ ‫ن َمْو ِ‬ ‫إنا بعثنا في إهلكهم‪ .‬فقال‪ :‬يا جبرئيل‪ ،‬عجل‪ .‬فقال‪ِ :‬إ ّ‬
‫معه إل امرأته‪ ،‬ثم اقتلعها‪ -‬يعني المدينة‪ -‬جبرئيل بجناحه من سبع أرضين‪ ،‬ثم رفعها حتى سمع أهل السماء‬
‫__________________________________________________‬
‫ضال‪ .‬البحار ‪ ،19 :12‬و في المصدر‪ :‬الحسن العسكري أبو محّمد‪.‬‬ ‫ل(‪ :‬أي ابن ف ّ‬ ‫)‪ (1‬قال المجلسي )رحمه ا ّ‬
‫سلم( كان استبقاء و الشفاعة لهم‪ ،‬ل محض‬ ‫ن غرض إبراهيم )عليه ال ّ‬ ‫ل(‪ :‬أي أظ ّ‬ ‫)‪ (2‬قال المجلسي )رحمه ا ّ‬
‫إنجاء لوط من بينهم‪ .‬البحار ‪.169 :12‬‬
‫ل لجبرئيل‪.‬‬ ‫)‪ (3‬كذا‪ ،‬و الظاهر فقال ا ّ‬
‫)‪ (4‬في المصدر‪ :‬و صعقت‪.‬‬
‫)‪ (5‬كاثره‪ :‬غلبه بالكثرة‪» .‬الصحاح‪ -‬كثر‪.«803 :2 -‬‬
‫)‪ (6‬القمر ‪[.....] .37 :54‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪121 :‬‬
‫الدنيا نباح الكلب و صراخ الديوك‪ ،‬ثم قلبها و أمطر عليها و على من حول المدينة حجارة من سجيل«‪.‬‬
‫‪ -[2] /5135‬و عنه‪ :‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن خالد‪ ،‬عن محمد بن سعيد‪ ،‬قال‪ :‬أخبرني‬
‫زكريا بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عمرو‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬كان قوم لوط من أفضل قوم خلقهم‬
‫ال‪ ،‬فطلبهم إبليس الطلب الشديد‪ ،‬و كان من فضلهم و خيرتهم أنهم إذا خرجوا إلى العمل خرجوا بأجمعهم‪ ،‬و تبقى‬
‫النساء خلفهم‪ ،‬فلم يزل إبليس يعتادهم »‪ ،«1‬فكانوا إذا رجعوا خرب إبليس ما يعملون‪ ،‬فقال بعضهم لبعض‪ :‬تعالوا‬
‫نرصد هذا الذي يخرب متاعنا‪.‬‬
‫فرصدوه فإذا هو غلم أحسن ما يكون من الغلمان‪ ،‬فقالوا له‪ :‬أنت الذي تخرب متاعنا مرة بعد اخرى‪ ،‬فاجتمع‬
‫رأيهم على أن يقتلوه‪ ،‬فبيتوه عند رجل‪ ،‬فلما كان الليل صاح‪ ،‬فقال له‪ :‬ما لك؟ فقال‪ :‬كان أبي ينومني على بطنه‪.‬‬
‫فقال له‪ :‬تعال فنم على بطني‪ -‬قال‪ -‬فلم يزل يدلك الرجل حتى علمه أن »‪ «2‬يفعل بنفسه‪ ،‬فأول علمه إبليس‪ ،‬و‬
‫الثانية علمه هو »‪ ،«3‬ثم انسل ففر منهم‪ ،‬و أصبحوا فجعل الرجل يخبر بما فعل بالغلم‪ ،‬و يعجبهم منه‪ ،‬و هم ل‬
‫يعرفونه‪ ،‬فوضعوا أيديهم فيه حتى اكتفى الرجال بعضهم ببعض‪ .‬ثم جعلوا يرصدون مارة الطريق فيفعلون بهم‪،‬‬
‫حي تنكب »‪ «4‬مدينتهم الناس‪ ،‬ثم تركوا نساءهم و أقبلوا على الغلمان‪ ،‬فلما رأى أنه قد أحكم أمره في الرجال‬
‫جاء إلى النساء‪ ،‬فصير نفسه امرأة‪ ،‬فقال‪ :‬إن رجالكن يفعل بعضهم ببعض‪ :‬قلن‪ :‬نعم قد رأينا ذلك‪ ،‬و كل ذلك‬
‫يعظهم لوط و يوصيهم‪ ،‬و إبليس يغويهم حتى استغنى النساء بالنساء‪.‬‬
‫فلما كملت عليهم الحجة‪ ،‬بعث ال جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل )عليهم السلم( في زي غلمان عليهم أقبية‪ ،‬فمروا‬
‫بلوط و هو يحرث‪ ،‬فقال‪ :‬أين تريدون‪ ،‬ما رأيت أجمل منكم قط! فقالوا‪ :‬إنا رسل سيدنا إلى رب هذه المدينة‪.‬‬
‫قال‪ :‬أ و لم يبلغ سيدكم ما يفعل أهل هذه المدينة؟ يا بني إنهم و ال يأخذون الرجال فيفعلون بهم حتى يخرج الدم‪.‬‬
‫فقالوا‪ :‬أمرنا سيدنا أن نمر وسطها‪.‬‬
‫قال‪ :‬فلي إليكم حاجة؟ قالوا‪ :‬و ما هي؟ قال‪ :‬تصبرون ها هنا إلى اختلط الظلم‪ -‬قال‪ -‬فجلسوا‪ -‬قال‪ -‬فبعث ابنته‪،‬‬
‫و قال‪ :‬جيئي لهم بخبز‪ ،‬و جيئي لهم بماء في القربة »‪ ،«5‬و جيئي لهم عباء يتغطون بها من البرد‪.‬‬
‫فلما أن ذهبت البنة أقبل المطر بالوادي‪ ،‬فقال لوط‪ :‬الساعة يذهب بالصبيان الوادي‪ .‬فقال‪ :‬قوموا حتى نمضي‪ .‬و‬
‫جعل لوط يمشي في أصل الحائط‪ ،‬و جعل جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل يمشون وسط الطريق‪ .‬فقال‪ :‬يا‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.5 /544 :5‬‬
‫ل يوم‪.‬‬‫)‪ (1‬أي يعتاد المجيء إليهم ك ّ‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬أّنه‪.‬‬
‫ل المعنى أّنه كان‪ -‬إبليس‪ -‬أّول معّلم هذا الفعل حيث عّلمه ذلك الرجل‪ ،‬ثّم صار ذلك الرجل‬ ‫)‪ (3‬قال المجلسي‪ :‬لع ّ‬
‫معّلم الناس‪ .‬و استظهر كونها تصحيف )عمله(‪ .‬مرآة العقول ‪.391 :20‬‬
‫)‪ (4‬تنّكب‪ :‬عدل‪» .‬الصحاح‪ -‬نكب‪.«228 :1 -‬‬
‫)‪ (5‬في المصدر‪ :‬القرعة‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪122 :‬‬
‫بني‪ ،‬امشوا هاهنا‪ .‬فقالوا‪ :‬أمرنا سيدنا أن نمر في وسطها‪ .‬و كان لوط يستغنم الظلم‪ ،‬و مر إبليس‪ ،‬فأخذ من حجر‬
‫امرأة صبيا فطرحه في البئر‪ ،‬فتصايح أهل المدينة كلهم على باب لوط‪ ،‬فلما أن نظروا إلى الغلمان في منزل لوط‪،‬‬
‫قالوا‪ :‬يا لوط‪ ،‬قد دخلت في عملنا‪ .‬فقال‪ :‬هؤلء ضيفي‪ ،‬فل تفضحوني في ضيفي‪ .‬قالوا‪ :‬هم ثلثة‪ ،‬خذ واحدا و‬
‫أعطنا اثنين‪ -‬قال‪ -‬فأدخلهم الحجرة‪ ،‬و قال لو أن لي أهل بيت يمنعونني منكم«‪.‬‬
‫ن َيصُِلوا ِإَلْي َ‬
‫ك‬ ‫ك َل ْ‬
‫ل َرّب َ‬‫سُ‬ ‫قال‪» :‬و تدافعوا على الباب‪ ،‬و كسروا باب لوط‪ ،‬و طرحوا لوطا‪ ،‬فقال له جبرئيل‪ِ :‬إّنا ُر ُ‬
‫فأخذ كفا من بطحاء‪ ،‬فضرب بها وجوههم‪ ،‬و قال‪ :‬شاهت الوجوه »‪ ،«1‬فعمي أهل المدينة كلهم‪ ،‬و قال لهم لوط‪:‬‬
‫يا رسل ربي‪ ،‬فما أمركم ربي فيهم؟ قالوا‪ :‬أمرنا أن نأخذهم بالسحر‪ .‬قال‪ :‬فلي إليكم حاجة قالوا‪ :‬و ما حاجتك؟‬
‫ح ِبَقِري ٍ‬
‫ب‬ ‫صْب ُ‬
‫س ال ّ‬ ‫ح َأ َلْي َ‬‫صْب ُ‬
‫عَدُهُم ال ّ‬
‫ن َمْو ِ‬
‫قال‪ :‬تأخذونهم الساعة‪ ،‬فاني أخاف أن يبدو لربي فيهم‪ ،‬فقالوا يا لوط‪ِ :‬إ ّ‬
‫لمن يريد أن يأخذ‪ ،‬فخذ أنت بناتك و امض ودع امرأتك«‪.‬‬
‫ن ِلي‬ ‫فقال أبو جعفر )عليه السلم(‪ :‬رحم ال لوطا‪ ،‬لو يدري من معه في الحجرة لعلم أنه منصور حيث يقول‪َ :‬لْو َأ ّ‬
‫شِديٍد أي ركن أشد من جبرئيل معه في الحجرة! فقال ال عز و جل لمحمد )صلى ال‬ ‫ن َ‬ ‫ِبُكْم ُقّوًة َأْو آِوي ِإلى ُرْك ٍ‬
‫ن ِبَبِعيٍد من ظالمي أمتك‪ ،‬إن علموا ما عمل قوم لوط«‪ .‬قال‪» :‬و قال رسول ال‬ ‫ظاِلِمي َ‬
‫ن ال ّ‬‫ي ِم َ‬
‫عليه و آله( َو ما ِه َ‬
‫)صلى ال عليه و آله(‪ :‬من ألح في وطء الرجال لم يمت حتى يدعو الرجال إلى نفسه«‪.‬‬
‫‪ -[3] /5136‬و عنه‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن محمد بن أبي حمزة‪ ،‬عن يعقوب بن‬
‫طَهُر َلُكْم‪.‬‬‫ن َأ ْ‬
‫شعيب‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول لوط )عليه السلم(‪ :‬هُؤلِء َبناِتي ُه ّ‬
‫قال‪» :‬عرض عليهم التزويج«‪.‬‬
‫‪ -[4] /5137‬و عنه‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عثمان بن سعيد‪ ،‬عن محمد بن سليمان‪ ،‬عن ميمون‬
‫حجاَرًة ِم ْ‬
‫ن‬ ‫عَلْيها ِ‬ ‫طْرنا َ‬ ‫البان‪ ،‬قال‪ :‬كنت عند أبي عبد ال )عليه السلم( فقرئ عنده آيات من هود‪ ،‬فلما بلغ َو َأْم َ‬
‫ن ِبَبِعيٍد قال‪ :‬فقال‪» :‬من مات مصرا على اللواط لم يمت‬ ‫ظاِلِمي َ‬
‫ن ال ّ‬
‫ي ِم َ‬‫ك َو ما ِه َ‬‫عْنَد َرّب َ‬
‫سّوَمًة ِ‬
‫ضوٍد ُم َ‬
‫ل َمْن ُ‬
‫جي ٍ‬‫سّ‬ ‫ِ‬
‫حتى يرميه ال بحجر من تلك الحجارة‪ ،‬تكون فيه منيته‪ ،‬و ل يراه أحد«‪.‬‬
‫‪ -[5] /5138‬الشيخ‪ :‬بإسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن موسى بن عبد الملك‪ ،‬و الحسين بن علي بن‬
‫يقطين‪ ،‬و موسى بن عبد الملك‪ ،‬عن رجل‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا الحسن الرضا )عليه السلم( عن إتيان الرجل المرأة‬
‫من خلفها‪.‬‬
‫طَهُر َلُكْم و قد علم أنهم ل يريدون الفرج«‪.‬‬ ‫ن َأ ْ‬
‫فقال‪» :‬أحلتها آية من كتاب ال عز و جل‪ ،‬قول لوط‪ :‬هُؤلِء َبناِتي ُه ّ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -3‬الكافي ‪.7 /548 :5‬‬
‫‪ -4‬الكافي ‪.9 /548 :5‬‬
‫‪ -5‬التهذيب ‪.1659 /414 :7‬‬
‫)‪ (1‬شاهت الوجوه‪ :‬قبحت‪» .‬الصحاح‪ -‬شوه‪.«2238 :6 -‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪123 :‬‬
‫‪ -[6] /5139‬ابن بابويه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن يعقوب بن يزيد‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن عبد‬
‫ق‪.‬‬‫سحا َ‬ ‫شْرناها ِبِإ ْ‬ ‫ت َفَب ّ‬
‫حَك ْ‬
‫ضِ‬‫الرحمن بن الحجاج‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال عز و جل‪َ :‬ف َ‬
‫قال‪» :‬حاضت«‪.‬‬
‫‪ -[7] /5140‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا الحسن بن علي بن مهزيار‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن بعض‬
‫أصحابنا‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬ما بعث ال نبيا بعد لوط إل في عز من قومه«‪.‬‬
‫‪ -[8] /5141‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثني محمد بن جعفر‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن أحمد‪ ،‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن موسى‬
‫بن سعدان‪ ،‬عن عبد ال بن القاسم‪ ،‬عن صالح‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬في قوله تعالى‪ُ :‬قّوًة‪.‬‬
‫قال‪» :‬القوة‪ :‬القائم )عليه السلم(‪ ،‬و الركن الشديد‪ :‬ثلثمائة و ثلثة عشر«‪.‬‬
‫‪ -[9] /5142‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن سليمان الديلمي‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في‬
‫قوله‪:‬‬
‫سّوَمًة‪.‬‬
‫ضوٍد ُم َ‬‫ل َمْن ُ‬‫جي ٍ‬
‫سّ‬‫ن ِ‬ ‫حجاَرًة ِم ْ‬‫عَلْيها ِ‬
‫طْرنا َ‬‫َو َأْم َ‬
‫قال‪» :‬ما من عبد يخرج من الدنيا يستحل عمل قوم لوط إل رماه ال جندلة من تلك الحجارة‪ ،‬تكون منيته فيها‪ ،‬و‬
‫لكن الخلق ل يرونه«‪.‬‬
‫‪ -[10] /5143‬العياشي‪ :‬عن أبي حمزة الثمالي‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬إن ال تبارك و تعالى لما‬
‫قضى عذاب قوم لوط و قدره‪ ،‬أحب أن يعوض إبراهيم من عذاب قوم لوط بغلم عليم‪ ،‬يسلي به مصابه بهلك‬
‫قوم لوط‪ -‬قال‪ -‬فبعث ال رسل إلى إبراهيم يبشرونه بإسماعيل‪ -‬قال‪ -‬فدخلوا عليه ليل ففزع منهم و خاف أن‬
‫ك ِبُغلٍم‬‫شُر َ‬ ‫ل ِإّنا ُنَب ّ‬
‫جْ‬‫ن قاُلوا ل َتْو َ‬‫جُلو َ‬
‫ل ِإّنا ِمْنُكْم َو ِ‬
‫سلمًا قا َ‬‫يكونوا سراقا‪ ،‬فلما رأته الرسل فزعا مذعورا َفقاُلوا َ‬
‫عِليٍم »‪ ««1‬قال أبو جعفر )عليه السلم(‪» :‬و الغلم العليم هو إسماعيل من »‪ «2‬هاجر‪.‬‬ ‫َ‬

‫ن»‬‫طي َ‬
‫ن اْلقاِن ِ‬‫ن ِم َ‬
‫ق َفل َتُك ْ‬
‫حّ‬ ‫ك ِباْل َ‬
‫شْرنا َ‬ ‫ن قاُلوا َب ّ‬‫شُرو َ‬‫ي اْلِكَبُر َفِبَم ُتَب ّ‬ ‫سِن َ‬
‫ن َم ّ‬ ‫على َأ ْ‬ ‫شْرُتُموِني َ‬ ‫فقال إبراهيم للرسل‪َ :‬أ َب ّ‬
‫ن »‪ «4‬قوم لوط إنهم كانوا قوما‬ ‫جِرِمي َ‬ ‫سْلنا ِإلى َقْوٍم ُم ْ‬
‫طُبُكْم بعد البشارة قاُلوا ِإّنا ُأْر ِ‬ ‫خ ْ‬‫‪ «3‬قال إبراهيم للرسل‪َ :‬فما َ‬
‫فاسقين لننذرهم عذاب رب العالمين«‪ .‬قال أبو جعفر )عليه السلم(‪» :‬قال إبراهيم‪:‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -6‬معاني الخبار‪.1 /224 :‬‬
‫‪ -7‬تفسير القمي ‪.335 :1‬‬
‫‪ -8‬تفسير القمي ‪.335 :1‬‬
‫‪ -9‬تفسير القمي ‪[.....] .336 :1‬‬
‫‪ -10‬تفسير العياشي ‪ 44 /152 :2‬و ‪.45‬‬
‫)‪ (1‬الحجر ‪.53 -52 :15‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬بن‪.‬‬
‫)‪ (3‬الحجر ‪.55 -54 :15‬‬
‫)‪ (4‬الحجر ‪.58 -57 :15‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪124 :‬‬
‫ن »‪.«2‬‬ ‫ن اْلغاِبِري َ‬‫ل اْمَرَأَتُه »‪َ ،«1‬قّدْرنا ِإّنها َلِم َ‬ ‫جَيّنُه َو َأْهَلُه ِإ ّ‬
‫ن ِفيها َلُنَن ّ‬
‫عَلُم ِبَم ْ‬
‫ن َأ ْ‬‫حُ‬ ‫ن ِفيها ُلوطًا قاُلوا َن ْ‬ ‫ِإ ّ‬
‫فلما عذبهم ال أرسل إلى إبراهيم رسل يبشرونه بإسحاق‪ ،‬و يعزونه بهلك قوم لوط‪ ،‬و ذلك قوله‪َ :‬و َلَقْد جاَء ْ‬
‫ت‬
‫حِنيٍذ يعني زكيا مشويا‬ ‫ل َ‬ ‫جٍ‬ ‫ن جاَء ِبِع ْ‬ ‫ث َأ ْ‬
‫سلٌم قوم منكرون »‪َ «3‬فما لَِب َ‬ ‫ل َ‬ ‫سلمًا قا َ‬ ‫شرى قاُلوا َ‬ ‫سُلنا ِإْبراِهيَم ِباْلُب ْ‬
‫ُر ُ‬
‫ط َو اْمَرَأُتُه‬‫سْلنا ِإلى َقْوِم ُلو ٍ‬ ‫ف ِإّنا ُأْر ِ‬‫خ ْ‬
‫خيَفًة قاُلوا ل َت َ‬ ‫س ِمْنُهْم ِ‬‫ج َ‬ ‫ل ِإَلْيِه َنِكَرُهْم َو َأْو َ‬ ‫صُ‬ ‫نضيجا َفَلّما َرأى َأْيِدَيُهْم ل َت ِ‬
‫ب‬
‫ق َيْعُقو َ‬‫سحا َ‬ ‫ن َوراِء ِإ ْ‬ ‫ق َو ِم ْ‬ ‫سحا َ‬ ‫شْرناها ِبِإ ْ‬ ‫قاِئَمٌة«‪ .‬قال أبو جعفر )عليه السلم(‪» :‬إنما عنى سارة قائمة َفَب ّ‬
‫ت قال‪ :‬حاضت‪ -‬و قالت‪:‬‬ ‫حَك ْ‬ ‫ضِ‬ ‫فضحكت »‪ «4‬يعني فعجبت من قولهم‪ -‬و في رواية أبي عبد ال )عليه السلم(‪َ :‬ف َ‬
‫جيٌد‪.‬‬‫حِميٌد َم ِ‬ ‫ب إلى قوله‪َ :‬‬ ‫جي ٌ‬ ‫عِ‬ ‫يٌء َ‬
‫ش ْ‬‫ن هذا َل َ‬ ‫شْيخًا ِإ ّ‬ ‫جوٌز َو هذا َبْعِلي َ‬ ‫عُ‬ ‫يا َوْيَلتى َأ َأِلُد َو َأَنا َ‬
‫فلما جاءت إبراهيم البشارة بإسحاق‪ ،‬فذهب عنه الروح‪ ،‬أقبل يناجي ربه في قوم لوط و يسأله كشف البلء عنهم‪،‬‬
‫ب بعد طلوع الشمس من يومك‬ ‫عذا ٌ‬ ‫ك َو ِإّنهُْم آِتيِهْم َ‬ ‫ن هذا ِإّنُه َقْد جاَء َأْمُر َرّب َ‬ ‫عْ‬ ‫ض َ‬ ‫عِر ْ‬ ‫فقال ال تعالى‪ :‬يا ِإْبراِهيُم َأ ْ‬
‫غْيُر َمْرُدوٍد«‪.‬‬ ‫محتوما َ‬
‫‪ -[11] /5144‬عن أبي يزيد الحمار‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬إن ال بعث أربعة أملك بإهلك قوم‬
‫لوط‪:‬‬
‫جبرئيل‪ ،‬و ميكائيل‪ ،‬و إسرافيل‪ ،‬و كروبيل‪ ،‬فمروا بإبراهيم و هم معتمون‪ ،‬فسلموا عليه فلم يعرفهم‪ ،‬و رأى هيئة‬
‫حسنة‪ ،‬فقال‪ :‬ل يخدم هؤلء إل أنا بنفسي‪ ،‬و كان صاحب أضياف‪ ،‬فشوى لهم عجل سمينا حتى أنضجه‪ ،‬ثم قربه‬
‫إليهم‪ ،‬فلما وضعه بين أيديهم رأى أيديهم ل تصل إليه نكرهم و أوجس منهم خيفة‪ .‬فلما رأى ذلك جبرئيل حسر‬
‫العمامة عن وجهه‪ ،‬فعرفه إبراهيم‪ ،‬فقال له‪ :‬أنت هو؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬و مرت امرأته سارة فبشرها بإسحاق‪ ،‬و من‬
‫وراء إسحاق يعقوب‪ ،‬قالت ما قال ال‪ ،‬و أجابوها بما في الكتاب‪.‬‬
‫فقال إبراهيم‪ :‬فيما جئتم؟ قالوا‪ ،‬في هلك قوم لوط‪ .‬فقال لهم‪ :‬إن كان فيها مائة من المؤمنين‪ ،‬أ تهلكونهم؟‬
‫فقال له جبرئيل‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬فإن كانوا خمسين؟ قال‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬فإن كانوا ثلثين؟ قال‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬فإن كانوا عشرين؟ قال‪:‬‬
‫ل قال‪ :‬فإن كانوا عشرة؟ قال‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬فإن كانوا خمسة؟ قال‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬فإن كانوا واحدا؟ قال‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬إن فيها‬
‫ن »‪ «5‬ثم مضوا«‪.‬‬ ‫ن اْلغاِبِري َ‬ ‫ت ِم َ‬ ‫ل اْمَرَأَتُه كاَن ْ‬‫جَيّنُه َو َأْهَلُه ِإ ّ‬
‫ن ِفيها َلُنَن ّ‬‫عَلُم ِبَم ْ‬
‫ن َأ ْ‬
‫حُ‬‫لوطا‪ .‬قالوا َن ْ‬
‫ط‪.‬‬
‫قال‪ :‬و قال الحسن بن علي‪ :‬ل أعلم هذا القول إل و هو يستبقيهم‪ ،‬و هو قول ال‪ُ :‬يجاِدُلنا ِفي َقْوِم ُلو ٍ‬
‫عن عبد ال بن هلل‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( مثله‪ ،‬و زاد فيه‪» :‬فقال‪ :‬كلوا‪ ،‬فقالوا‪ :‬إنا ل نأكل حتى‬
‫تخبرنا ما ثمنه‪ ،‬فقال‪ :‬إذا أكلتم فقولوا‪ :‬بسم ال‪ ،‬و إذا فرغتم فقولوا‪ :‬الحمد ل«‪ .‬قال‪» :‬فالتفت جبرئيل إلى‬
‫أصحابه‪ ،‬و كانوا‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -11‬تفسير العّياشي ‪.46 /153 :2‬‬
‫)‪ (1‬العنكبوت ‪.32 :29‬‬
‫)‪ (2‬الحجر ‪.60 :15‬‬
‫)‪ (3‬هذا اللفظ في سورة الذاريات ‪.25 :51‬‬
‫خر هنا للتفسير‪.‬‬ ‫شرناها( و أ ّ‬ ‫)‪ (4‬قوله‪) :‬فضحكت( في الية مقّدم على قوله )فب ّ‬
‫)‪ (5‬العنكبوت ‪.32 :29‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪125 :‬‬
‫أربعة رئيسهم جبرئيل‪ ،‬فقال‪ :‬حق ال أن يتخذه خليل« »‪.«1‬‬
‫حِنيٍذ‪.‬‬
‫ل َ‬ ‫جٍ‬ ‫‪ -[12] /5145‬عن عبد ال بن سنان‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬يقول‪ :‬جاَء ِبِع ْ‬
‫قال‪» :‬مشويا نضيجا‪«.‬‬
‫‪ -[13] /5146‬عن الفضل بن أبي قرة‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪» :‬أوحى ال إلى إبراهيم‪ :‬أنه‬
‫سيولد لك‪ .‬فقال لسارة‪ ،‬فقالت‪ :‬أ ألد و أنا عجوز؟ فأوحى ال إليه‪ :‬أنها ستلد و يعذب أولدها أربعمائة سنة بردها‬
‫الكلم علي«‪ .‬قال‪» :‬فلما طال على بني إسرائيل العذاب ضجوا و بكوا إلى ال أربعين صباحا‪ ،‬فأوحى ال إلى‬
‫موسى و هارون أن يخلصهم من فرعون‪ ،‬فحط عنهم سبعين و مائة سنة«‪.‬‬
‫قال‪ :‬و قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬هكذا أنتم لو فعلتم لفرج ال عنا‪ ،‬فأما إذا لم تكونوا فإن المر ينتهي إلى‬
‫منتهاه«‪.‬‬
‫‪ -[14] /5147‬عن أبي عبيدة‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬إن علي بن أبي طالب )عليه السلم( مر بقوم‬
‫فسلم عليهم‪ ،‬فقالوا‪ :‬و عليكم السلم و رحمة ال و بركاته و مغفرته و رضوانه‪ ،‬فقال لهم أمير المؤمنين )عليه‬
‫عَلْيُكْم َأْه َ‬
‫ل‬ ‫ل َو َبَركاُتُه َ‬ ‫ت ا ِّ‬
‫حَم ُ‬ ‫السلم(‪ :‬ل تجاوزوا بنا ما قالت النبياء لبينا إبراهيم )عليه السلم(‪ ،‬إنما قالوا‪َ :‬ر ْ‬
‫جيٌد«‪.‬‬ ‫حِميٌد َم ِ‬
‫ت ِإّنُه َ‬‫اْلَبْي ِ‬
‫و روى الحسن بن محمد مثله‪ ،‬غير أنه قال‪» :‬ما قالت الملئكة لبينا )عليه السلم(«‪.‬‬
‫‪ -[15] /5148‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن جميل‪ ،‬عن‬
‫أبي عبيدة الحذاء‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬مر أمير المؤمنين علي )عليه السلم( بقوم فسلم عليهم‪،‬‬
‫فقالوا‪:‬‬
‫عليك السلم و رحمة ال و بركاته و مغفرته و رضوانه‪ .‬فقال لهم أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬ل تجاوزوا بنا‬
‫ت«‪.‬‬‫ل اْلَبْي ِ‬
‫عَلْيُكْم َأْه َ‬
‫ل َو َبَركاُتُه َ‬ ‫حَمتُ ا ِّ‬ ‫مثل ما قالت الملئكة لبينا إبراهيم )عليه السلم(‪ ،‬إنما قالوا‪َ :‬ر ْ‬
‫حِليٌم َأّواٌه‬
‫ن ِإْبراِهيَم َل َ‬
‫‪ -[16] /5149‬العياشي‪ :‬عن عبد الرحمن‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال‪ِ :‬إ ّ‬
‫ب‪ .‬قال‪» :‬دعاء«‪.‬‬‫ُمِني ٌ‬
‫عن زرارة‪ ،‬و حمران و محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر و أبي عبد ال )عليهما السلم(‪ ،‬مثله‪.‬‬
‫‪ -[17] /5150‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن حماد بن عيسى‪ ،‬عن حريز‪ ،‬عن زرارة‪،‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -12‬تفسير العّياشي ‪.48 /154 :2‬‬

‫‪ -13‬تفسير العّياشي ‪.49 /154 :2‬‬

‫‪ -14‬تفسير العّياشي ‪[.....] .50 /154 :2‬‬

‫‪ -15‬الكافي ‪.13 /472 :2‬‬

‫‪ -16‬تفسير العّياشي ‪.51 /154 :2‬‬

‫‪ -17‬الكافي ‪.1 /338 :2‬‬

‫)‪ (1‬تفسير العّياشي ‪.47 /153 :2‬‬

‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪126 :‬‬

‫عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬الواه هو الدعاء«‪.‬‬


‫‪ -[18] /5151‬العياشي‪ :‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أحدهما )عليهما السلم( قال‪» :‬إن إبراهيم )عليه السلم( جادل في‬
‫عْ‬
‫ن‬ ‫ض َ‬ ‫عِر ْ‬ ‫ن ِفيها »‪ «1‬فزاده إبراهيم‪ ،‬فقال جبرئيل‪ :‬يا ِإْبراِهيُم َأ ْ‬ ‫عَلُم ِبَم ْ‬
‫ن َأ ْ‬‫حُ‬‫ن ِفيها ُلوطًا قاُلوا َن ْ‬ ‫قوم لوط‪ ،‬و قال‪ِ :‬إ ّ‬
‫غْيُر َمْرُدوٍد«‪.‬‬ ‫ب َ‬ ‫عذا ٌ‬ ‫ك َو ِإّنُهْم آِتيِهْم َ‬ ‫هذا ِإّنُه َقْد جاَء َأْمُر َرّب َ‬
‫‪ -[19] /5152‬عن أبي يزيد الحمار‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬إن ال تعالى بعث أربعة أملك في‬
‫إهلك قوم لوط‪ :‬جبرئيل‪ ،‬و ميكائيل‪ ،‬و إسرافيل‪ ،‬و كروبيل‪ ،‬فأتوا لوطا و هو في زراعة قرب القرية‪ ،‬فسلموا‬
‫عليه و هم معتمون‪ ،‬فلما رآهم رأى هيئة حسنة‪ ،‬عليهم ثياب بيض‪ ،‬و عمائم بيض‪ ،‬فقال لهم‪ :‬المنزل؟ فقالوا‪ :‬نعم‪.‬‬
‫فتقدمهم و مشوا خلفه‪ ،‬فندم على عرضه المنزل عليهم‪ ،‬فقال‪ :‬أي شيء صنعت‪ ،‬آتي بهم قومي و أنا أعرفهم؟!‪.‬‬
‫فالتفت إليهم فقال لهم‪ :‬إنكم لتأتون شرارا من خلق ال‪ .‬فقال جبرئيل »‪ :«2‬ل تعجل عليهم حتى يشهد عليهم ثلث‬
‫مرات‪ .‬فقال جبرئيل‪ :‬هذه واحدة‪ .‬ثم مضى ساعة‪ ،‬ثم التفت إليهم‪ ،‬فقال‪ :‬إنكم لتأتون شرارا من خلق ال‪.‬‬
‫فقال جبرئيل‪ :‬هذه الثانية‪ ،‬ثم مشى‪ ،‬فلما بلغ باب المدينة التفت إليهم‪ ،‬فقال‪ :‬إنكم لتأتون شرارا من خلق ال‪ .‬فقال‬
‫جبرئيل‪ :‬هذه الثالثة‪.‬‬
‫ثم دخل و دخلوا معه حتى دخل منزله‪ ،‬فلما رأتهم امرأته رأت هيئة حسنة‪ ،‬فصعدت فوق السطح فصفقت »‪،«3‬‬
‫فلم يسمعوا‪ ،‬فدخنت‪ ،‬فلما رأو الدخان أقبلوا يهرعون حتى جاءوا إلى الباب‪ ،‬فنزلت المرأة إليهم و قالت‪ :‬عنده قوم‬
‫ما رأيت قوما قط أحسن هيئة منهم‪ .‬فجاءوا إلى الباب ليدخلوها‪ ،‬فلما رآهم لوط قام إليهم‪ ،‬فقال لهم‪ :‬يا قوم َفاّتُقوا‬
‫طَهُر َلُكْم فدعاهم إلى الحلل‪ ،‬فقالوا‪:‬‬ ‫ن َأ ْ‬
‫شيٌد و قال‪ :‬هُؤلِء َبناِتي ُه ّ‬ ‫ل َر ِ‬ ‫جٌ‬ ‫س ِمْنُكْم َر ُ‬‫ضْيِفي َأ َلْي َ‬ ‫ن ِفي َ‬ ‫خُزو ِ‬‫ل َو ل ُت ْ‬ ‫ا َّ‬
‫شِديٍد‪ -‬قال‪ -‬فقال جبرئيل‪:‬‬ ‫ن َ‬
‫ن ِلي ِبُكْم ُقّوةً َأْو آِوي ِإلى ُرْك ٍ‬ ‫ك َلَتْعَلُم ما ُنِريُد قال لهم‪َ :‬لْو َأ ّ‬ ‫ق َو ِإّن َ‬ ‫حّ‬ ‫ن َ‬‫ك ِم ْ‬‫ما َلنا ِفي َبناِت َ‬
‫لو يعلم أي قوة له‪ -.‬فقال‪ -‬فكاثروه حتى دخلوا المنزل‪ ،‬فصاح به جبرئيل‪ ،‬و قال‪ :‬يا لوط دعهم يدخلون‪ ،‬فلما‬
‫دخلوا أهوى جبرئيل بإصبعه نحوهم فذهبت أعينهم‪ ،‬و هو قول ال‪:‬‬
‫عُيَنُهْم »‪.«4‬‬ ‫سنا َأ ْ‬
‫طَم ْ‬‫َف َ‬
‫ل و قال له جبرئيل‪ :‬إنا بعثنا في إهلكهم‬ ‫ن الّلْي ِ‬
‫طٍع ِم َ‬
‫ك ِبِق ْ‬
‫سِر ِبَأْهِل َ‬
‫ك َفَأ ْ‬
‫صُلوا ِإَلْي َ‬
‫ن َي ِ‬ ‫ك َل ْ‬
‫ل َرّب َ‬ ‫سُ‬ ‫ثم ناداه جبرئيل‪ِ :‬إّنا ُر ُ‬
‫ح ِبَقِريبٍ فأمره فتحمل و من معه إل امرأته‪ ،‬ثم‬ ‫صْب ُ‬
‫س ال ّ‬ ‫ح َأ َلْي َ‬
‫صْب ُ‬‫عَدُهُم ال ّ‬ ‫ن َمْو ِ‬‫فقال‪ :‬يا جبرئيل‪ ،‬عجل‪ ،‬فقال‪ِ :‬إ ّ‬
‫اقتلعها‪ -‬يعني المدينة‪ -‬جبرئيل بجناحه من سبع أرضين‪ ،‬ثم رفعها حتى سمع أهل السماء الدنيا نباح‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -18‬تفسير العّياشي ‪.52 /154 :2‬‬
‫‪ -19‬تفسير العّياشي ‪.53 /155 :2‬‬
‫)‪ (1‬العنكبوت ‪.32 :29‬‬
‫ل لجبرئيل‪.‬‬ ‫)‪ (2‬كذا‪ ،‬و الظاهر فقال ا ّ‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬فصعقت‪.‬‬
‫)‪ (4‬القمر ‪.37 :54‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪127 :‬‬
‫الكلب و صراخ الديوك‪ ،‬ثم قلبها و أمطر عليها و على من حول المدينة حجارة من سجيل«‪.‬‬
‫‪ -[20] /5153‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أحدهما )عليهما السلم( قال‪» :‬إن جبرئيل لما أتى لوطا في هلك قومه‪ ،‬و‬
‫ن ِفي‬‫خُزو ِ‬ ‫ل َو ل ُت ْ‬ ‫دخلوا عليه‪ ،‬و جاءه قومه يهرعون إليه‪ -‬قال‪ -‬فوضع يده على الباب‪ ،‬ثم ناشدهم‪ ،‬فقال‪َ :‬فاّتُقوا ا َّ‬
‫ق َو ِإّن َ‬
‫ك‬ ‫حّ‬ ‫ن َ‬‫ك ِم ْ‬ ‫ن »‪ «1‬ثم عرض عليهم بناته بنكاح‪ ،‬فقالوا‪ :‬ما َلنا ِفي َبناِت َ‬ ‫ن اْلعاَلِمي َ‬‫عِ‬‫ك َ‬ ‫ضْيِفي‪ ،‬قاُلوا َأ َو َلْم َنْنَه َ‬ ‫َ‬
‫شِديٍد‪ -‬قال‪ -‬و‬ ‫ن َ‬ ‫ن ِلي ِبُكْم ُقّوًة َأْو آِوي ِإلى ُرْك ٍ‬ ‫َلَتْعَلُم ما ُنِريُد‪ .‬قال‪ :‬فما منكم رجل رشيد؟‪ -‬قال‪ -‬فأبوا‪ ،‬فقال‪َ :‬لْو َأ ّ‬
‫جبرئيل ينظر إليهم فقال‪ :‬لو يعلم أي قوة له! ثم دعاه و أتاه‪ ،‬ففتحوا الباب و دخلوا‪ ،‬فأشار جبرئيل بيده‪ ،‬فرجعوا‬
‫عميان يلتمسون الجدران بأيديهم‪ ،‬يعاهدون ال لئن أصبحنا ل نستبقي أحدا من آل لوط«‪.‬‬
‫ك قال له لوط‪ :‬يا جبرئيل‪ ،‬عجل‪ .‬قال‪ :‬نعم‪ .‬ثم قال‪ :‬يا جبرئيل‪ ،‬عجل‪ .‬قال‪:‬‬ ‫ل َرّب َ‬ ‫سُ‬‫فقال‪» :‬فلما قال جبرئيل‪ِ :‬إّنا ُر ُ‬
‫الصبح موعدهم‪ ،‬أليس الصبح بقريب؟ ثم قال جبرئيل‪ :‬يا لوط‪ ،‬اخرج منها أنت و ولدك حتى تبلغ موضع كذا و‬
‫كذا‪ .‬فقال‪ :‬جبرئيل‪ ،‬إن حمراتي حمرات ضعاف‪ .‬قال‪ :‬ارتحل فاخرج منها‪ .‬فارتحل حتى إذا كان السحر نزل إليها‬
‫جبرئيل‪ ،‬فأدخل جناحه تحتها حتى إذا استقلت »‪ «2‬قلبها عليهم‪ ،‬و رمى جبرئيل المدينة بحجارة من سجيل‪ ،‬و‬
‫سمعت امرأة لوط الهدة‪ ،‬فهلكت منها«‪.‬‬
‫ن ِلي ِبُكْم ُقّوًة َأْو آِوي ِإلى‬ ‫‪ -[21] /5154‬عن صالح بن سعد‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله تعالى‪َ :‬لْو َأ ّ‬
‫شِديٍد‪.‬‬
‫ن َ‬ ‫ُرْك ٍ‬
‫قال‪» :‬قوة‪ :‬القائم )عليه السلم(‪ ،‬و الركن الشديد‪ :‬الثلثمائة و ثلثة عشر أصحابه« »‪.«3‬‬
‫‪ -[22] /5155‬عن الحسين بن علي بن يقطين‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا الحسن )عليه السلم( عن إتيان الرجل المرأة من‬
‫خلفها‪.‬‬
‫طَهُر َلُكْم و قد علم أنهم ليس الفرج يريدون«‪.‬‬ ‫ن َأ ْ‬
‫قال‪» :‬أحلتها آية في كتاب ال‪ ،‬قول لوط‪ :‬هُؤلِء َبناِتي ُه ّ‬
‫‪ -[23] /5156‬عن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬إن رسول ال )صلى ال عليه و آله( سأل‬
‫جبرئيل )عليه السلم(‪ :‬كيف كان مهلك قوم لوط؟‬
‫فقال‪ :‬يا محمد‪ ،‬إن قوم لوط كانوا أهل قرية ل يتنظفون من الغائط‪ ،‬و ل يتطهرون من الجنابة‪ ،‬بخلء أشحاء‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -20‬تفسير العّياشي ‪.54 /156 :2‬‬
‫‪ -21‬تفسير العّياشي ‪.55 /156 :2‬‬
‫‪ -22‬تفسير العّياشي ‪.56 /157 :2‬‬
‫‪ -23‬تفسير العّياشي ‪[.....] .57 /157 :2‬‬
‫)‪ (1‬الحجر ‪.70 15‬‬
‫)‪ (2‬أي ارتفعت‪.‬‬
‫ل عليه الحديث التي برقم )‪(27‬‬ ‫سلم( و أصحابنا مثل أصحابه‪ ،‬يد ّ‬ ‫)‪ (3‬أي إّنه تمّنى قّوة مثل قّوة القائم )عليه ال ّ‬
‫عن كمال الدين‪.26 /673 :‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪128 :‬‬
‫على الطعام‪ ،‬و إن لوطا لبث فيهم ثلثين سنة‪ ،‬و إنما كان نازل عليهم و لم يكن منهم‪ ،‬و ل عشيرة له فيهم و ل‬
‫قوم‪ ،‬و إنه دعاهم إلى اليمان بال و اتباعه‪ ،‬و كان ينهاهم عن الفواحش‪ ،‬و يحثهم على طاعة ال فلم يجيبوه‪ ،‬و لم‬
‫يتبعوه‪.‬‬
‫و إن ال لما هم بعذابهم بعث إليهم رسل منذرين عذرا و نذرا‪ ،‬فلما عتوا عن أمره بعث ال إليهم ملئكة ليخرجوا‬
‫من كان في قريتهم من المؤمنين‪ ،‬فما وجدوا »‪ «1‬فيها غير بيت من المسلمين فأخرجوهم منها‪ ،‬و قالوا للوط‪:‬‬
‫ن »‪.«2‬‬ ‫ث ُتْؤَمُرو َ‬ ‫حْي ُ‬‫ضوا َ‬ ‫حٌد َو اْم ُ‬
‫ت ِمْنُكْم َأ َ‬
‫ل َو اّتِبْع َأْدباَرُهْم َو ل َيْلَتِف ْ‬‫ن الّلْي ِ‬
‫طٍع ِم َ‬‫ك في هذه الليلة ِبِق ْ‬ ‫سِر ِبَأْهِل َ‬‫َفَأ ْ‬
‫قال‪ :‬فلما انتصف الليل سار لوط ببناته‪ ،‬و تولت امرأته مدبرة فانطلقت إلى قومها تسعى بلوط‪ ،‬و تخبرهم أن لوطا‬
‫قد سار ببناته‪.‬‬
‫و إني نوديت من تلقاء العرش لما طلع الفجر‪ :‬يا جبرئيل‪ ،‬حق القول من ال بحتم عذاب قوم لوط اليوم‪ ،‬فاهبط إلى‬
‫قرية قوم لوط و ما حوت فاقتلعها من تحت سبع أرضين‪ ،‬ثم اعرج بها إلى السماء‪ ،‬ثم أوقفها حتى يأتيك أمر‬
‫الجبار في قلبها‪ ،‬ودع منها آية بينة‪ -‬منزل لوط‪ -‬عبره للسيارة‪.‬‬
‫فهبطت على أهل القرية الظالمين‪ ،‬فضربت بجناحي اليمن على ما حوى عليه شرقها‪ ،‬و ضربت بجناحي اليسر‬
‫على ما حوى غربها‪ ،‬فاقتلعتها‪ -‬يا محمد‪ -‬من تحت سبع أرضين إل منزل لوط آية للسيارة‪ ،‬ثم عرجت بها في‬
‫خوافي »‪ «3‬جناحي إلى السماء‪ ،‬و أوقفتها حتى سمع أهل السماء زقاء »‪ «4‬ديوكها و نباح كلبها فلما أن طلعت‬
‫الشمس نوديت من تلقاء العرش‪ :‬يا جبرئيل‪ ،‬اقلب القرية على القوم المجرمين‪ ،‬فقلبتها عليهم حتى صار أسفلها‬
‫أعلها‪ ،‬و أمطر ال عليهم حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك‪ ،‬و ما هي‪ -‬يا محمد‪ -‬من الظالمين من‬
‫أمتك ببعيد«‪.‬‬
‫قال‪» :‬فقال له رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬يا جبرئيل‪ ،‬و أين كانت قريتهم من البلد؟ قال‪ :‬كان موضع‬
‫قريتهم إذ ذلك في موضع »‪ «5‬بحيرة طبرية »‪ «6‬اليوم‪ ،‬و هي في نواحي الشام‪.‬‬
‫فقال له رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬يا جبرئيل‪ ،‬أ رأيت حيث قلبتها عليهم في أي موضع من الرض وقعت‬
‫القرية و أهلها؟ فقال‪ :‬يا محمد‪ ،‬وقعت فيما بين الشام إلى مصر‪ ،‬فصارت تلل في البحر«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬في »س«‪ :‬وجدنا‪.‬‬
‫)‪ (2‬الحجر ‪.65 :15‬‬
‫)‪ (3‬الخوافي‪ :‬الريش الصغار التي في جناح الطير عند القوادم‪» .‬مجمع البحرين‪ -‬خفا‪.«129 :1 -‬‬
‫صدى يزقو و يزقى زقاء‪ :‬أي صاح‪» .‬الصحاح‪ -‬زقا‪.«2368 :6 -‬‬ ‫)‪ (4‬زقا ال ّ‬
‫)‪ (5‬في »ط« و المصدر زيادة‪ :‬الحيرة و‪.‬‬
‫)‪ (6‬بحيرة طبرّية‪ :‬بركة تحيط بها الجبال‪ ،‬تصب إليها فضلت أنهار كثيرة‪ ،‬و مدينة طبرّية مشرفة عليها‪ ،‬و هي‬
‫من أعمال الردن‪» .‬معجم البلدان ‪:1‬‬
‫‪ 351‬و ‪.«17 :4‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪129 :‬‬
‫‪ -[24] /5157‬عن علي بن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال‪» :‬إنا رسل ربك لن يصلوا‬
‫إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل مظلما قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬و هكذا قراءة أمير المؤمنين )عليه‬
‫السلم(«‪.‬‬
‫‪ -[25] /5158‬عن ميمون البان‪ ،‬قال‪ :‬كنت عند أبي عبد ال )عليه السلم( فقرئ عنده آيات من هود‪ ،‬فلما بلغ َو‬
‫ن ِبَبِعيٍد قال‪» :‬من مات مصرا على‬ ‫ظاِلِمي َ‬‫ن ال ّ‬ ‫ي ِم َ‬‫ك َو ما ِه َ‬ ‫عْنَد َرّب َ‬
‫سّوَمًة ِ‬ ‫ضوٍد ُم َ‬ ‫ل َمْن ُ‬ ‫جي ٍ‬‫سّ‬ ‫ن ِ‬ ‫حجاَرًة ِم ْ‬ ‫عَلْيها ِ‬ ‫طْرنا َ‬ ‫َأْم َ‬
‫اللواط لم يمت حتى يرميه ال بحجر من تلك الحجارة‪ ،‬تكون فيه منيته‪ ،‬و ل يراه أحد«‪.‬‬
‫‪ -[26] /5159‬عن السكوني‪ ،‬عن أبي جعفر عن أبيه )عليهما السلم( قال‪» :‬قال النبي )صلى ال عليه و آله(‪ :‬لما‬
‫عمل قوم لوط ما عملوا‪ ،‬بكت الرض إلى ربها حتى بلغت دموعها إلى السماء‪ ،‬و بكت السماء حتى بلغت‬
‫دموعها العرش‪ ،‬فأوحى ال إلى السماء أن احصبيهم‪ ،‬و أوحى إلى الرض أن اخسفي بهم«‪.‬‬
‫‪ -[27] /5160‬ابن بابويه‪ :‬بإسناده عن أبي بصير‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬ما كان قول لوط )عليه‬
‫شِديٍد إل تمنيا لقوة القائم )عليه السلم(‪ ،‬و ما الركن »‪ «1‬إل‬ ‫ن َ‬‫ن ِلي ِبُكْم ُقّوًة َأْو آِوي ِإلى ُرْك ٍ‬ ‫السلم( لقومه‪َ :‬لْو َأ ّ‬
‫شدة أصحابه‪ ،‬فإن الرجل منهم ليعطى قوة أربعين رجل‪ ،‬و إن قلبه أشد من زبر الحديد‪ ،‬و لو مروا بجبال الحديد‬
‫لتدكدكت‪ ،‬و ل يكفون سيوفهم حتى يرضى ال عز و جل«‪.‬‬
‫ن ِإَلْيِه أي يسرعون و يعدون‪ .‬و قال في‬ ‫عو َ‬ ‫‪ -[28] /5161‬و قال علي بن إبراهيم‪ ،‬في قوله‪َ :‬و جاَءُه َقْوُمُه ُيْهَر ُ‬
‫سّوَمًة‪ :‬أي منقطة »‪.«2‬‬ ‫قوله تعالى ُم َ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫خْيٍر‬ ‫ن ِإّني َأراُكْم ِب َ‬ ‫ل َو اْلِميزا َ‬ ‫صوا اْلِمْكيا َ‬ ‫غْيُرُه َو ل َتْنُق ُ‬ ‫ن ِإلٍه َ‬ ‫ل ما َلُكْم ِم ْ‬ ‫عُبُدوا ا َّ‬ ‫ل يا َقْوِم ا ْ‬‫شَعْيبًا قا َ‬ ‫ن َأخاُهْم ُ‬ ‫َو ِإلى َمْدَي َ‬
‫شياَءُهْم َو ل‬ ‫س َأ ْ‬ ‫سوا الّنا َ‬ ‫خُ‬ ‫ط َو ل َتْب َ‬ ‫سِ‬ ‫ل َو اْلِميزانَ ِباْلِق ْ‬ ‫ط َو يا َقْوِم َأْوُفوا اْلِمْكيا َ‬ ‫حي ٍ‬‫ب َيْوٍم ُم ِ‬‫عذا َ‬ ‫عَلْيُكْم َ‬‫ف َ‬ ‫َو ِإّني َأخا ُ‬
‫ن‪ -‬إلى قوله‬ ‫سِدي َ‬ ‫ض ُمْف ِ‬‫لْر ِ‬ ‫َتْعَثْوا ِفي ا َْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -24‬تفسير العّياشي ‪.58 /158 :2‬‬
‫‪ -25‬تفسير العّياشي ‪.59 /158 :2‬‬
‫‪ -26‬تفسير العّياشي ‪.60 /159 :2‬‬
‫‪ -27‬كمال الدين و تمام النعمة‪.26 /673 :‬‬
‫‪ -28‬تفسير القّمي ‪ 335 :1‬و ‪[.....] .336‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬و ل ذكر‪.‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬منقوطة‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪130 :‬‬
‫ب ]‪ -[1] /5162 [101 -84‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬بعث ال شعيبا إلى مدين‪ ،‬و هي‬ ‫غْيَر َتْتِبي ٍ‬‫تعالى‪َ -‬و ما زاُدوُهْم َ‬
‫ك ما َيْعُبُد آباُؤنا‬‫ن َنْتُر َ‬ ‫ك َأ ْ‬
‫ك َتْأُمُر َ‬ ‫صلُت َ‬ ‫ب َأ َ‬ ‫شَعْي ُ‬ ‫قرية على طريق الشام‪ ،‬فلم يؤمنوا به‪ ،‬و حكى ال قولهم‪ ،‬قال‪ :‬يا ُ‬
‫شيُد‪.‬‬‫حِليُم الّر ِ‬ ‫إلى قوله‪ :‬اْل َ‬
‫شيُد و إنما أهلكهم ال‬ ‫حِليُم الّر ِ‬ ‫ت اْل َ‬‫لْن َ‬ ‫ك َ‬ ‫قال‪ :‬قالوا‪ :‬إنك لنت السفيه الجاهل‪ .‬فكنى ال عز و جل قولهم فقال‪ِ :‬إّن َ‬
‫سنًا َو ما ُأِريُد َأ ْ‬
‫ن‬ ‫حَ‬ ‫ن َرّبي َو َرَزَقِني ِمْنُه ِرْزقًا َ‬ ‫على َبّيَنٍة ِم ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ن ُكْن ُ‬ ‫بنقص المكيال و الميزان‪ ،‬قال‪ :‬يا َقْوِم َأ َرَأْيُتْم ِإ ْ‬
‫ب‪.‬‬
‫ت َو ِإَلْيِه ُأِني ُ‬‫عَلْيِه َتَوّكْل ُ‬‫ل َ‬ ‫ل ِبا ِّ‬‫ت َو ما َتْوِفيِقي ِإ ّ‬ ‫طْع ُ‬‫سَت َ‬‫ح َما ا ْ‬‫صل َ‬ ‫ل ْ‬ ‫ل ا ِْ‬
‫ن ُأِريُد ِإ ّ‬
‫عْنُه ِإ ْ‬‫ُأخاِلَفُكْم ِإلى ما َأْنهاُكْم َ‬
‫صيَبُكْم‬
‫ن ُي ِ‬ ‫شقاِقي َأ ْ‬ ‫جِرَمّنُكْم ِ‬ ‫ثم قال علي بن إبراهيم‪ :‬ثم ذكرهم و خوفهم بما نزل بالمم الماضية‪ ،‬فقال‪ :‬يا َقْوِم ل َي ْ‬
‫ب ما َنْفَقُه َكِثيرًا ِمّما َتُقو ُ‬
‫ل‬ ‫شَعْي ُ‬ ‫ط ِمْنُكمْ ِبَبِعيٍد‪ ،‬قاُلوا يا ُ‬ ‫ح َو ما َقْوُم ُلو ٍ‬ ‫ح َأْو َقْوَم ُهوٍد َأْو َقْوَم صاِل ٍ‬ ‫ب َقْوَم ُنو ٍ‬ ‫ل ما َأصا َ‬ ‫ِمْث ُ‬
‫عَلْينا ِبَعِزيٍز إلى قوله‪ِ :‬إّني‬ ‫ت َ‬ ‫ك َو ما َأْن َ‬ ‫جْمنا َ‬‫ك َلَر َ‬
‫طَ‬ ‫ضِعيفًا و كان قد ضعف بصره َو َلْو ل َرْه ُ‬ ‫ك ِفينا َ‬ ‫َو ِإّنا َلَنرا َ‬
‫ن آَمُنوا‬ ‫شَعْيبًا َو اّلِذي َ‬
‫جْينا ُ‬ ‫ب‪ .‬أي انتظروا‪ .‬فبعث ال عليهم صيحة فماتوا‪ ،‬و هو قوله‪َ :‬و َلّما جاَء َأْمُرنا َن ّ‬ ‫َمَعُكْم َرِقي ٌ‬
‫ن َكما‬ ‫ن َلْم َيْغَنْوا ِفيها َأل ُبْعدًا ِلَمْدَي َ‬ ‫ن َكَأ ْ‬‫حوا ِفي ِدياِرِهْم جاِثِمي َ‬ ‫صَب ُ‬
‫حُة َفَأ ْ‬ ‫صْي َ‬
‫ظَلُموا ال ّ‬ ‫ن َ‬‫ت اّلِذي َ‬‫خَذ ِ‬‫حَمٍة ِمّنا َو َأ َ‬ ‫َمَعُه ِبَر ْ‬
‫ت َثُموُد‪.‬‬‫َبِعَد ْ‬
‫‪ -[2] /5163‬العياشي‪ :‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن بعض أصحابه‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في‬
‫خْيٍر‪.‬‬‫قول ال‪ِ :‬إّني َأراُكْم ِب َ‬
‫قال‪» :‬كان سعرهم رخيصا«‪.‬‬
‫‪ -[3] /5164‬عن محمد بن الفضيل‪ ،‬عن الرضا )عليه السلم( قال‪ :‬سألته عن انتظار الفرج‪.‬‬
‫فقال‪» :‬أو ليس تعلم أن انتظار الفرج من الفرج؟‪ -‬ثم قال‪ -‬إن ال تبارك و تعالى يقول‪َ :‬و اْرَتِقُبوا ِإّني َمَعُكْم‬
‫ب«‪.‬‬‫َرِقي ٌ‬
‫‪ -[4] /5165‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي )رحمه ال(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا‬
‫محمد بن مسعود‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبو صالح خلف بن حماد الكشي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سهل بن زياد‪ ،‬قال‪ :‬حدثني محمد بن‬
‫الحسين‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن أبي نصر‪ ،‬قال‪ :‬قال الرضا )عليه السلم(‪» :‬ما أحسن الصبر و انتظار الفرج‪،‬‬
‫ن »‪ «1‬فعليكم‬ ‫ظِري َ‬‫ن اْلُمْنَت ِ‬‫ظُروا ِإّني َمَعُكْم ِم َ‬ ‫ب و َفاْنَت ِ‬ ‫أما سمعت قول ال عز و جل‪َ :‬و اْرَتِقُبوا ِإّني َمَعُكْم َرِقي ٌ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.337 :1‬‬
‫‪ -2‬تفسير العّياشي ‪.61 /159 :2‬‬
‫‪ -3‬تفسير العّياشي ‪.62 /159 :2‬‬
‫‪ -4‬كمال الدين و تمام النعمة‪.5 /645 :‬‬
‫)‪ (1‬العراف ‪ ،71 :7‬يونس ‪.102 :10‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪131 :‬‬
‫بالصبر فإنه إنما يجيء الفرج على اليأس‪ ،‬فقد كان الذين من قبلكم اصبر منكم«‪.‬‬
‫‪ -[5] /5166‬و عنه‪ :‬عن علي بن عبد ال الوراق‪ ،‬و محمد بن أحمد السناني‪ ،‬و علي بن أحمد بن محمد )رضي‬
‫ال عنهم(‪ ،‬قالوا‪ :‬حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا بكر بن عبد ال بن حبيب‪ ،‬قال‪:‬‬
‫حدثنا تميم بن بهلول‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جعفر بن سليمان البصري‪ ،‬عن عبد ال بن الفضل الهاشمي‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا‬
‫ل و قوله عز و جل‪ِ :‬إ ْ‬
‫ن‬ ‫ل ِبا ِّ‬
‫عبد ال جعفر بن محمد )عليه السلم(‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬فقوله عز و جل‪َ :‬و ما َتْوِفيِقي ِإ ّ‬
‫ن َبْعدِهِ »‪.«1‬‬ ‫صُرُكْم ِم ْ‬ ‫ن َذا اّلِذي َيْن ُ‬ ‫خُذْلُكْم َفَم ْ‬
‫ن َي ْ‬
‫ب َلُكْم َو ِإ ْ‬
‫ل َفل غاِل َ‬ ‫صْرُكُم ا ُّ‬‫َيْن ُ‬
‫فقال‪» :‬إذا فعل العبد ما أمره ال عز و جل به من الطاعة‪ ،‬كان فعله وفقا لمر ال عز و جل‪ ،‬و سمي العبد به‬
‫موفقا‪ ،‬و إذا أراد العبد أن يدخل في شيء من معاصي ال‪ ،‬فحال ال تبارك و تعالى بينه و بين تلك المعصية‬
‫فتركها‪ ،‬كان تركه لها بتوفيق ال تعالى ذكره‪ ،‬و متى خلى بينه و بين تلك المعصية فلم يحل بينه و بينها حتى‬
‫يرتكبها »‪ ،«2‬فقد خذله و لم ينصره و لم يوفقه«‪.‬‬
‫سْلنا ُموسى‬ ‫‪ -[6] /5167‬و قال علي بن إبراهيم‪ :‬ثم ذكر عز و جل قصة موسى )عليه السلم(‪ :‬فقال‪َ :‬و َلَقْد َأْر َ‬
‫س الّرْفُد اْلَمْرُفوُد‬ ‫ن إلى قوله تعالى َو ُأْتِبُعوا ِفي هِذِه َلْعَنًة يعني الهلك و الغرق َو َيْوَم اْلِقياَمِة ِبْئ َ‬ ‫ن ُمِبي ٍ‬‫سْلطا ٍ‬ ‫ِبآياِتنا َو ُ‬
‫ك يا محمد‬ ‫عَلْي َ‬
‫صُه َ‬‫ن َأْنباِء اْلُقرى أي أخبارها َنُق ّ‬ ‫ك ِم ْ‬
‫أي يرفدهم ال بالعذاب‪ .‬ثم قال لنبيه )صلى ال عليه و آله(‪ :‬ذِل َ‬
‫ب أي غير تخسير‪.‬‬ ‫غْيَر َتْتِبي ٍ‬
‫صيٌد إلى قوله‪َ :‬و ما زاُدوُهْم َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ِمْنها قاِئٌم َو َ‬
‫‪ -[7] /5168‬العياشي‪ :‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬قرأ »فمنها قائما و حصيدا« بالنصب‪ ،‬ثم‬
‫قال‪:‬‬
‫»يا أبا محمد‪ ،‬ل يكون حصيدا إل بالحديد«‪.‬‬
‫و‬
‫في رواية اخرى‪» :‬فمنها قائم و حصيد‪ .‬أ يكون الحصيد إل بالحديد« »‪.«3‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫شُهوٌد ]‪ -[1] /5169 [103‬علي‬ ‫ك َيْوٌم َم ْ‬‫س َو ذِل َ‬‫ع َلُه الّنا ُ‬ ‫جُمو ٌ‬‫ك َيْوٌم َم ْ‬‫خَرِة ذِل َ‬ ‫لِ‬ ‫با ْ‬ ‫عذا َ‬ ‫ف َ‬ ‫ن خا َ‬ ‫لَيًة ِلَم ْ‬
‫ك َ‬ ‫ن ِفي ذِل َ‬ ‫ِإ ّ‬
‫بن إبراهيم‪ :‬أي يشهد عليهم النبياء و الرسل‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -5‬التوحيد‪.1 /241 :‬‬
‫‪ -6‬تفسير القّمي ‪.337 :1‬‬
‫‪ -7‬تفسير العّياشي ‪.63 /159 :2‬‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.338 :1‬‬
‫)‪ (1‬آل عمران ‪.160 :3‬‬
‫)‪ (2‬في »س«‪» ،‬ط«‪ :‬يتركها‪.‬‬
‫)‪ (3‬تفسير العّياشي ‪ .64 /159 :2‬و في نور الثقلين ‪ 205 /394 :2‬هذه الرواية بالنصب أيضا‪[.....] .‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪132 :‬‬
‫‪ -[2] /5170‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن إدريس‪ ،‬عن محمد بن أحمد بن يحيى و محمد بن‬
‫علي بن محبوب‪ ،‬عن محمد بن عيسى بن عبيد‪ ،‬عن صفوان بن يحيى‪ ،‬عن إسماعيل بن جابر‪ ،‬عن رجاله‪ ،‬عن‬
‫شُهوٌد‪.‬‬
‫ك َيْوٌم َم ْ‬
‫س َو ذِل َ‬
‫ع َلُه الّنا ُ‬ ‫جُمو ٌ‬‫ك َيْوٌم َم ْ‬
‫أبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬في قول ال عز و جل‪ :‬ذِل َ‬
‫قال‪» :‬المشهود‪ :‬يوم عرفة‪ ،‬و المجموع له الناس‪ :‬يوم القيامة«‪.‬‬
‫‪ -[3] /5171‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن الحسن‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪،‬‬
‫عن النضر بن سويد‪ ،‬عن محمد بن هاشم‪ ،‬عمن روى عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬سأله البرش الكلبي عن‬
‫شُهوٍد »‪.«1‬‬ ‫قول ال عز و جل‪َ :‬و شاِهٍد َو َم ْ‬
‫فقال‪ :‬أبو جعفر )عليه السلم(‪» :‬و ما قيل لك؟« فقال‪ :‬قالوا‪ :‬الشاهد‪ :‬يوم الجمعة‪ ،‬و المشهود‪ :‬يوم عرفة‪ .‬فقال أبو‬
‫جعفر )عليه السلم(‪ :‬ليس كما قيل لك‪ ،‬الشاهد‪ :‬يوم عرفة‪ ،‬و المشهود‪ :‬يوم القيامة‪ ،‬أما تقرأ القرآن؟ قال ال عز و‬
‫جل‪:‬‬
‫شُهوٌد«‪.‬‬ ‫ك َيْوٌم َم ْ‬‫س َو ذِل َ‬ ‫ع َلُه الّنا ُ‬ ‫جُمو ٌ‬ ‫ك َيْوٌم َم ْ‬‫ذِل َ‬
‫ك َيْوٌم‬
‫‪ -[4] /5172‬العياشي‪ :‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أحدهما )عليهما السلم(‪ ،‬قال‪ :‬في قول ال عز و جل‪ :‬ذِل َ‬
‫شُهوٌد‪.‬‬‫ك َيْوٌم َم ْ‬ ‫س َو ذِل َ‬ ‫ع َلُه الّنا ُ‬ ‫جُمو ٌ‬ ‫َم ْ‬
‫قال‪» :‬فذلك يوم القيامة‪ ،‬و هو اليوم الموعود«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ِفيها ما‬‫ق خاِلِدي َ‬
‫شِهي ٌ‬
‫شُقوا َفِفي الّناِر َلُهْم ِفيها َزِفيٌر َو َ‬ ‫ن َ‬ ‫سِعيٌد َفَأّما اّلِذي َ‬‫ي َو َ‬ ‫شِق ّ‬‫ل ِبِإْذِنِه َفِمْنُهْم َ‬
‫س ِإ ّ‬‫ت ل َتَكّلُم َنْف ٌ‬ ‫َيْوَم َيْأ ِ‬
‫جّنِة‪ -‬إلى قوله تعالى‪-‬‬ ‫سِعُدوا َفِفي اْل َ‬
‫ن ُ‬ ‫ل ِلما ُيِريُد َو َأّما اّلِذي َ‬
‫ك َفّعا ٌ‬‫ن َرّب َ‬ ‫ك ِإ ّ‬
‫ل ما شاَء َرّب َ‬ ‫ض ِإ ّ‬‫لْر ُ‬ ‫ت َو ا َْ‬‫سماوا ُ‬ ‫ت ال ّ‬‫داَم ِ‬
‫جُذوٍذ ]‪[108 -105‬‬ ‫غْيَر َم ْ‬‫َ‬
‫‪ -[1] /5173‬الحسين بن سعيد الهوازي‪ ،‬في كتاب )الزهد(‪ :‬عن النضر بن سويد‪ ،‬عن درست‪ ،‬عن أبي جعفر‬
‫الحول‪ ،‬عن حمران‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬إنه بلغنا أنه يأتي على جهنم حتى تصفق أبوابها‪.‬‬
‫فقال‪» :‬ل‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬معاني الخبار‪.1 /298 :‬‬
‫‪ -3‬معاني الخبار‪.5 /299 :1 :‬‬
‫‪ -4‬تفسير العّياشي ‪.65 /159 :2‬‬
‫‪ -1‬كتاب الزهد‪.265 /98 :‬‬
‫)‪ (1‬البروج ‪.3 :85‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪133 :‬‬
‫و ال إنه الخلود«‪.‬‬
‫ك؟ فقال‪» :‬هذه في الذين يخرجون من النار«‪.‬‬ ‫ل ما شاَء َرّب َ‬ ‫ض ِإ ّ‬‫لْر ُ‬ ‫ت َو ا َْ‬‫سماوا ُ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫ن ِفيها ما داَم ِ‬ ‫قلت‪ :‬خاِلِدي َ‬
‫‪ -[2] /5174‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا فضالة‪ ،‬عن القاسم بن بريد‪ ،‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه‬
‫السلم( عن الجهنميين‪.‬‬
‫فقال‪» :‬كان أبو جعفر )عليه السلم( يقول‪ :‬يخرجون منها فينتهى بهم إلى عين عند باب الجنة‪ .‬تسمى عين‬
‫الحيوان‪ ،‬فينضح عليهم من مائها‪ ،‬فينبتون كما ينبت الزرع‪ ،‬تنبت لحومهم و جلودهم و شعورهم«‪.‬‬
‫‪ -[3] /5175‬و عنه‪ :‬عن فضالة بن أيوب‪ ،‬عن عمر بن أبان‪ ،‬عن أديم أخي أيوب‪ ،‬عن حمران‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي‬
‫عبد ال )عليه السلم(‪ :‬إنهم يقولون‪ :‬ل تعجبون من قوم يزعمون أن ال يخرج قوما من النار فيجعلهم من‬
‫أصحاب الجنة مع أوليائه‪.‬‬
‫ن »‪ «1‬إنها جنة دون جنة‪ ،‬و نار دون نار‪ ،‬إنهم ل‬ ‫جّنتا ِ‬
‫ن ُدوِنِهما َ‬ ‫فقال‪» :‬أما يقرءون قول ال تبارك و تعالى‪َ :‬و ِم ْ‬
‫يساكنون أولياء ال‪ -‬و قال‪ -‬إن بينهما و ال منزلة »‪ ،«2‬و لكن ل أستطيع أن أتكلم‪ ،‬إن أمرهم لضيق من الحلقة‪،‬‬
‫إن القائم إذ اقام بدأ بهؤلء«‪.‬‬
‫‪ -[4] /5176‬و عنه‪ :‬عن فضالة‪ ،‬عن عمر بن أبان‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عمن ادخل في النار‪ ،‬ثم‬
‫اخرج منها‪ :‬ثم ادخل الجنة‪.‬‬
‫فقال‪» :‬إن شئت حدثتك بما كان يقول فيه أبي‪ ،‬قال‪ :‬إن أناسا يخرجون من النار بعد ما كانوا حمما »‪ ،«3‬فينطلق‬
‫بهم إلى نهر عند باب الجنة‪ ،‬يقال له‪ :‬الحيوان‪ ،‬فينضح عليهم من مائه فتنبت لحومهم و دماؤهم و شعورهم«‪.‬‬
‫‪ -[5] /5177‬و عنه‪ :‬عن فضالة‪ ،‬عن عمر بن أبان‪ ،‬قال‪ :‬سمعت عبدا صالحا يقول في الجهنميين‪» :‬إنهم يدخلون‬
‫النار بذنوبهم‪ ،‬و يخرجون بعفو ال«‪.‬‬
‫‪ -[6] /5178‬و عنه‪ :‬عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عن ابن مسكان‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا جعفر )عليه السلم(‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬كتاب الزهد‪.256 /95 :‬‬

‫‪ -3‬كتاب الزهد‪.257 /95 :‬‬

‫‪ -4‬كتاب الزهد‪.258 /96 :‬‬

‫‪ -5‬كتاب الزهد‪.259 /96 :‬‬

‫‪ -6‬كتاب الزهد‪.260 /96 :‬‬

‫)‪ (1‬الرحمن ‪.62 :55‬‬

‫)‪ (2‬في المصدر نسخة بدل‪ :‬منزلتين‪.‬‬

‫)‪ (3‬في المصدر نسخة بدل‪ :‬حميما‪.‬‬

‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪134 :‬‬

‫يقول‪» :‬إن قوما يحرقون بالنار حتى إذا صاروا حمما »‪ «1‬أدركتهم الشفاعة‪ -‬قال‪ -‬فينطلق بهم إلى نهر يخرج‬
‫من رشح أهل الجنة فيغتسلون فيه‪ ،‬فتنبت لحومهم و دماؤهم‪ ،‬و يذهب عنهم قشف »‪ «2‬النار‪ ،‬و يدخلون الجنة‪،‬‬
‫فيسمون الجهنميين فينادون بأجمعهم‪ :‬اللهم أذهب عنا هذا السم‪ -‬قال‪ -‬فيذهب عنهم«‪.‬‬
‫ثم قال‪» :‬يا أبا بصير‪ ،‬إن أعداء علي هم الخالدون في النار ل تدركهم الشفاعة«‪.‬‬
‫‪ -[7] /5179‬و عنه‪ :‬عن فضالة‪ ،‬عن ربعي‪ ،‬عن الفضيل‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬إن آخر من يخرج‬
‫من النار لرجل يقال له‪ :‬همام »‪ ،«3‬فينادي‪ :‬يا رباه »‪ ،«4‬يا حنان‪ ،‬يا منان«‪.‬‬
‫‪ -[8] /5180‬و عنه‪ :‬عن محمد بن أبي عمير‪ ،‬عن عبد الرحمن بن الحجاج‪ ،‬عن الحول‪ ،‬عن حمران‪ ،‬قال‪:‬‬
‫سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول‪» :‬إن الكفار و المشركين يرون »‪ «5‬أهل التوحيد في النار‪ ،‬فيقولون‪ :‬ما‬
‫نرى توحيدكم أغنى عنكم شيئا‪ ،‬و ما نحن و أنتم إل سواء‪ -‬قال‪ -‬فيأنف لهم الرب عز و جل‪ ،‬فيقول للملئكة‪:‬‬
‫اشفعوا‪ ،‬فيشفعون لمن شاء ال‪ ،‬و يقول للمؤمنين مثل ذلك‪ ،‬حتى إذا لم يبق أحد إل تبلغه الشفاعة‪ ،‬قال ال تبارك و‬
‫تعالى‪ :‬أنا أرحم الراحمين‪ ،‬اخرجوا برحمتي‪ ،‬فيخرجون كما يخرج الفراش« »‪.«6‬‬
‫جّنِة‬
‫سِعُدوا َفِفي اْل َ‬
‫ن ُ‬ ‫‪ -[9] /5181‬العياشي‪ :‬عن زرارة‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا جعفر )عليه السلم( عن قول ال‪َ :‬و َأّما اّلِذي َ‬
‫إلى آخر اليتين‪.‬‬
‫قال‪» :‬هاتان اليتان في غير أهل الخلود من أهل الشقاوة و السعادة‪ ،‬إن شاء ال يجعلهم خارجين‪ .‬و ل تزعم‪ -‬يا‬
‫زرارة‪ -‬إني أزعم ذلك«‪.‬‬
‫ن ِفيها ما‬‫‪ -[10] /5182‬عن حمران‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي جعفر )عليه السلم(‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬قول ال تعالى‪ :‬خاِلِدي َ‬
‫ت‬
‫ن ِفيها ما داَم ِ‬ ‫ك‪] .‬لهل النار‪ ،‬أ فرأيت قوله لهل الجنة‪ :‬خاِلِدي َ‬ ‫ل ما شاَء َرّب َ‬ ‫ض ِإ ّ‬
‫لْر ُ‬ ‫ت َو ا َْ‬‫سماوا ُ‬ ‫ت ال ّ‬
‫داَم ِ‬
‫ك[؟ قال‪» :‬نعم‪ ،‬إن شاء جعل لهم دينا فردهم‪ ،‬و ما شاء«‪.‬‬ ‫ل ما شاَء َرّب َ‬ ‫ض ِإ ّ‬‫لْر ُ‬ ‫ت َو ا َْ‬
‫سماوا ُ‬ ‫ال ّ‬
‫ك‪ .‬قال‪» :‬هذه في الذين يخرجون‬ ‫ل ما شاَء َرّب َ‬
‫ض ِإ ّ‬
‫لْر ُ‬
‫ت َو ا َْ‬
‫سماوا ُ‬
‫ت ال ّ‬‫ن ِفيها ما داَم ِ‬ ‫و سألته عن قول ال‪ :‬خاِلِدي َ‬
‫من النار«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -7‬كتاب الزهد‪[.....] .261 /96 :‬‬
‫‪ -8‬كتاب الزهد‪.264 /97 :‬‬
‫‪ -9‬تفسير العّياشي ‪.67 /160 :1‬‬
‫‪ -10‬تفسير العّياشي ‪.68 /160 :2‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر نسخة بدل‪ :‬حميما‪.‬‬
‫)‪ (2‬قشف قشفا‪ :‬إذا لّوحته الشمس فتغّير‪» .‬الصحاح‪ -‬قشف‪.«1616 :4 -‬‬
‫)‪ (3‬و في المصدر نسخة بدل‪ :‬هام‪.‬‬
‫)‪ (4‬في المصدر‪ :‬ينادي فيها عمرا‪.‬‬
‫)‪ (5‬في »ط«‪ :‬يعّبرون‪.‬‬
‫سلم(‪ ،‬ثّم مّدت العمد و أعمدت )و أصمدت( عليهم و كان‬ ‫)‪ (6‬في المصدر زيادة‪ :‬قال ثّم قال أبو جعفر )عليه ال ّ‬
‫ل الخلود‪.‬‬ ‫وا ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪135 :‬‬
‫سِعيٌد‪.‬‬‫ي َو َ‬‫شِق ّ‬‫‪ -[11] /5183‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله‪َ :‬فِمْنُهْم َ‬
‫جّنِة خاِلِدي َ‬
‫ن‬ ‫سِعُدوا َفِفي اْل َ‬ ‫ن ُ‬‫قال‪» :‬في ذكر أهل النار استثناء‪ ،‬و ليس في ذكر أهل الجنة استثناء »‪َ «1‬و َأّما اّلِذي َ‬
‫جُذوٍذ«‪.‬‬ ‫غْيَر َم ْ‬‫عطاًء َ‬ ‫ك َ‬‫ل ما شاَء َرّب َ‬ ‫ض ِإ ّ‬
‫لْر ُ‬ ‫ت َو ا َْ‬‫سماوا ُ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫ِفيها ما داَم ِ‬
‫و في رواية اخرى‪ :‬عن حماد‪ ،‬عن حريز عن أبي عبد ال )عليه السلم( »عطاء غير مجدود« بالدال »‪.«2‬‬
‫‪ -[12] /5184‬عن مسعدة بن صدقة‪ ،‬قال‪ :‬قص أبو عبد ال )عليه السلم( قصص أهل الميثاق‪ ،‬من أهل الجنة و‬
‫أهل النار‪ ،‬فقال في صفات أهل الجنة‪» :‬فمنهم من لقي ال شهيدا لرسله«‪ .‬ثم مر »‪ «3‬في صفتهم حتى بلغ من‬
‫قوله‪» :‬ثم جاء الستثناء من ال في الفريقين جميعا‪ ،‬فقال الجاهل بعلم التفسير‪ :‬إن هذا الستثناء من ال إنما هو‬
‫لمن دخل الجنة و النار‪ ،‬و ذلك أن الفريقين جميعا يخرجان منهما‪ ،‬فيبقيان و ليس فيهما أحد‪ .‬و كذبوا‪ ،‬لكن عنى‬
‫بالستثناء أن ولد آدم كلهم و ولد الجان معهم على الرض‪ ،‬و السماوات تظلهم‪ ،‬فهو ينقل المؤمنين حتى يخرجهم‬
‫لْر ُ‬
‫ض‬ ‫ت َو ا َْ‬ ‫سماوا ُ‬ ‫ت ال ّ‬‫إلى ولية الشياطين‪ ،‬و هي النار‪ ،‬فذلك الذي عنى ال في أهل الجنة و أهل النار‪ :‬ما داَم ِ‬
‫يقول‪:‬‬
‫في الدنيا‪ ،‬و ال تبارك و تعالى ليس بمخرج أهل الجنة منها أبدا‪ ،‬و ل كل أهل النار منها أبدا‪ ،‬و كيف يكون ذلك‬
‫ن ِفيِه َأَبدًا »‪ «4‬ليس فيها استثناء؟! و كذلك قال أبو جعفر )عليه السلم(‪ :‬من دخل في‬ ‫و قد قال ال في كتابه‪ :‬ماِكِثي َ‬
‫ولية آل محمد )عليهم السلم( دخل الجنة‪ ،‬و من دخل في ولية عدوهم دخل النار‪ ،‬و هذا الذي عنى ال من‬
‫الستثناء في الخروج من الجنة و النار و الدخول«‪.‬‬
‫‪ -[13] /5185‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا الحسين بن يحيى‪ ،‬عن ضريس البجلي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو‬
‫جعفر محمد بن عمارة السكري السرياني‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا إبراهيم بن عاصم بقزوين‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن هارون‬
‫الكرخي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو جعفر أحمد بن عبد ال بن زيد بن سلم بن عبد ال‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي عبد ال بن زيد‪،‬‬
‫قال‪:‬‬
‫حدثني أبي زيد بن سلم‪ ،‬عن أبيه سلم بن عبد ال‪ ،‬عن عبد ال بن سلم مولى رسول ال )صلى ال عليه و آله(‬
‫أنه قال‪ :‬سألت رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬فقلت‪ :‬أخبرني أ يعذب ال عز و جل خلقا بل حجة؟ فقال‪» :‬معاذ‬
‫ال عز و جل«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فأولد المشركين في الجنة أم في النار؟ فقال‪» :‬إن ال تبارك و تعالى أولى بهم‪ ،‬إنه إذا كان يوم القيامة‪ ،‬و‬
‫جمع ال عز و جل الخلئق لفصل القضاء يأتي بأولد المشركين‪ ،‬فيقول لهم‪ :‬عبيدي و إمائي‪ ،‬من ربكم‪ ،‬و ما‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -11‬تفسير العّياشي ‪.69 /160 :2‬‬
‫‪ -12‬تفسير العّياشي ‪.66 /159 :2‬‬
‫‪ -13‬التوحيد‪.1 /390 :‬‬
‫سلم( لم يكن الستثناء في حال‬ ‫ن في مصحف أهل البيت )عليهم ال ّ‬ ‫)‪ (1‬قال المجلسي‪ :‬ظاهر خبر أبي بصير أ ّ‬
‫أهل الجّنة بل كان فيه )خالدين فيها ما دامت السماوات و الرض عطاء غير مجذوذ( و إّنما زيد في الخبر من‬
‫سلم( تفسير للستثناء في الحديث )‪.(12‬‬ ‫ساخ »بحار النوار ‪ .10 /349 :8‬و سيأتي عن الصادق )عليه ال ّ‬ ‫الن ّ‬
‫)‪ (2‬تفسير العّياشي ‪[.....] .70 /161 :2‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬من‪.‬‬
‫)‪ (4‬الكهف ‪.3 :18‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪136 :‬‬
‫دينكم‪ ،‬و ما أعمالكم؟‪ -‬قال‪ -‬فيقولون‪ :‬اللهم ربنا أنت خلقتنا »‪ ،«1‬و أنت أمتنا »‪ ،«2‬و لم تجعل لنا ألسنة ننطق‬
‫بها‪ ،‬و ل أسماعا نسمع بها‪ ،‬و ل كتابا نقرؤه‪ ،‬و ل رسول فنتبعه‪ ،‬و ل علم لنا إل ما علمتنا«‪.‬‬
‫قال‪» :‬فيقول لهم عز و جل‪ :‬عبيدي و إمائي‪ ،‬إن أمرتكم بأمر أ تفعلونه؟ فيقولون‪ :‬السمع و الطاعة لك‪ ،‬يا ربنا‪.‬‬
‫فيأمر ال عز و جل نارا يقال لها الفلق‪ ،‬أشد شيء في جهنم عذابا‪ ،‬فتخرج من مكانها سوداء مظلمة بالسلسل و‬
‫الغلل‪ ،‬فيأمرها ال عز و جل أن تنفخ في وجوه الخلئق نفخة‪ ،‬فتنفخ‪ ،‬فمن شدة نفختها تنقطع السماء‪ ،‬و‬
‫تنطمس النجوم‪ ،‬و تجمد البحار‪ ،‬و تزول الجبال‪ ،‬و تظلم البصار‪ ،‬و تضع الحوامل حملها‪ ،‬و تشيب الولدان من‬
‫هولها يوم القيامة‪ ،‬ثم يأمر ال تبارك و تعالى أطفال المشركين أن يلقوا أنفسهم في تلك النار‪ ،‬فمن سبق له في علم‬
‫ال عز و جل أن يكون سعيدا‪ ،‬ألقى نفسه فيها‪ ،‬فكانت النار عليه بردا و سلما‪ ،‬كما كانت على إبراهيم )عليه‬
‫السلم(‪ ،‬و من سبق له في علم ال عز و جل أن يكون شقيا‪ ،‬امتنع فلم يلق نفسه في النار‪ ،‬فيأمر ال تبارك و‬
‫تعالى النار فتلتقطه لتركه أمر ال‪ ،‬و امتناعه من الدخول فيها‪ ،‬فيكون تبعا لبائه في جهنم‪ ،‬و ذلك قوله عز و جل‪:‬‬
‫ض ِإ ّ‬
‫ل‬ ‫لْر ُ‬ ‫ت َو ا َْ‬ ‫سماوا ُ‬ ‫ت ال ّ‬‫ن ِفيها ما داَم ِ‬ ‫ق خاِلِدي َ‬ ‫شِهي ٌ‬
‫شُقوا َفِفي الّناِر َلُهْم ِفيها َزِفيٌر َو َ‬ ‫ن َ‬ ‫سِعيٌد َفَأّما اّلِذي َ‬‫ي َو َ‬ ‫شِق ّ‬‫َفِمْنُهْم َ‬
‫ل ما‬‫لْرضُ ِإ ّ‬ ‫ت َو ا َْ‬
‫سماوا ُ‬ ‫ت ال ّ‬
‫ن ِفيها ما داَم ِ‬ ‫جّنِة خاِلِدي َ‬
‫سِعُدوا َفِفي اْل َ‬
‫ن ُ‬ ‫ل ِلما ُيِريُد َو َأّما اّلِذي َ‬‫ك َفّعا ٌ‬ ‫ن َرّب َ‬ ‫ك ِإ ّ‬
‫ما شاَء َرّب َ‬
‫جُذوٍذ«‪.‬‬ ‫غْيَر َم ْ‬ ‫عطاًء َ‬ ‫ك َ‬ ‫شاَء َرّب َ‬
‫سِعيٌد َفَأّما‬‫ي َو َ‬ ‫شِق ّ‬‫ل ِبِإْذِنِه َفِمْنُهْم َ‬
‫س ِإ ّ‬
‫ت ل َتَكّلُم َنْف ٌ‬ ‫‪ -[14] /5186‬و قال علي بن إبراهيم‪ ،‬في قوله تعالى‪َ :‬يْوَم َيْأ ِ‬
‫ت َو‬‫سماوا ُ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫ن ِفيها‪ :‬فهذا في نار الدنيا قبل يوم القيامة‪ :‬ما داَم ِ‬ ‫ق خاِلِدي َ‬ ‫شِهي ٌ‬ ‫شُقوا َفِفي الّناِر َلُهْم ِفيها َزِفيٌر َو َ‬ ‫ن َ‬ ‫اّلِذي َ‬
‫ن ِفيها يعني في جنان الدنيا التي تنقل إليها أرواح‬ ‫جّنِة خاِلِدي َ‬ ‫سِعُدوا َفِفي اْل َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ض قال‪ :‬و قوله‪َ :‬و َأّما اّلِذي َ‬ ‫لْر ُ‬ ‫ا َْ‬
‫جُذوٍذ يعني غير مقطوع من نعيم الخرة في‬ ‫غْيَر َم ْ‬ ‫عطاًء َ‬ ‫ك َ‬ ‫ل ما شاَء َرّب َ‬ ‫ض ِإ ّ‬‫لْر ُ‬ ‫ت َو ا َْ‬ ‫سماوا ُ‬ ‫ت ال ّ‬‫المؤمنين ما داَم ِ‬
‫الجنة يكون متصل به‪ ،‬و هو رد على من ينكر عذاب القبر و الثواب و العقاب في الدنيا في البرزخ قبل يوم‬
‫القيامة‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫طَغْوا ]‪[112 -111‬‬ ‫ك َو ل َت ْ‬ ‫ب َمَع َ‬ ‫ن تا َ‬ ‫سَتِقْم َكما ُأِمْرتَ َو َم ْ‬ ‫عماَلُهْم‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬فا ْ‬ ‫ك َأ ْ‬‫ل َلّما َلُيَوّفَيّنُهْم َرّب َ‬
‫ن ُك ّ‬ ‫َو ِإ ّ‬
‫عماَلُهْم قال‪ :‬في القيامة‪،‬‬ ‫ك َأ ْ‬
‫ل َلّما َلُيَوّفَيّنُهْم َرّب َ‬
‫ن ُك ّ‬ ‫‪ -[1] /5187‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال في قوله تعالى‪َ :‬و ِإ ّ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -14‬تفسير القّمي ‪.338 :1‬‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.338 :1‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر زيادة‪ :‬و لم نخلق شيئا‪.‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر زيادة‪ :‬و لم نمت شيئا‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪137 :‬‬
‫طَغْوا أي في الدنيا ل تطغوا‪.‬‬ ‫ك َو ل َت ْ‬ ‫ب َمَع َ‬ ‫ن تا َ‬ ‫ت َو َم ْ‬ ‫سَتِقْم َكما ُأِمْر َ‬ ‫ثم قال لنبيه )صلى ال عليه و آله(‪َ :‬فا ْ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫سُكُم الّناُر ]‪[113‬‬ ‫ظَلُموا َفَتَم ّ‬ ‫ن َ‬ ‫َو ل َتْرَكُنوا ِإَلى اّلِذي َ‬
‫‪ -[1] /5188‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن سهل بن زياد رفعه‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‬
‫سُكُم الّناُر‪.‬‬ ‫ظَلُموا َفَتَم ّ‬‫ن َ‬ ‫في قول ال عز و جل‪َ :‬و ل َتْرَكُنوا ِإَلى اّلِذي َ‬
‫قال‪» :‬هو الرجل يأتي السلطان فيحب بقاءه إلى أن يدخل يده إلى كيسه فيعطيه«‪.‬‬
‫‪ -[2] /5189‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬ركون مودة و نصيحة و طاعة‪.‬‬
‫ظَلُموا‬
‫ن َ‬ ‫‪ -[3] /5190‬العياشي‪ :‬عن بعض أصحابنا‪ :‬قال أحدهم‪ :‬إنه سئل عن قوله ال‪َ :‬و ل َتْرَكُنوا ِإَلى اّلِذي َ‬
‫سُكُم الّناُر‪.‬‬
‫َفَتَم ّ‬
‫قال‪» :‬هو الرجل من شيعتنا يقول بقول هؤلء الجائرين«‪.‬‬
‫ظَلُموا‬‫ن َ‬ ‫‪ -[4] /5191‬عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪َ :‬و ل َتْرَكُنوا ِإَلى اّلِذي َ‬
‫سُكُم الّناُر‪.‬‬
‫َفَتَم ّ‬
‫قال‪» :‬أما إنه لم يجعلها خلودا و لكن تمسكم النار‪ ،‬فل تركنوا إليهم«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪[114‬‬ ‫ك ِذْكرى ِللّذاِكِري َ‬ ‫ت ذِل َ‬ ‫سّيئا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ت ُيْذِهْب َ‬
‫سنا ِ‬ ‫حَ‬‫ن اْل َ‬‫ل ِإ ّ‬
‫ن الّلْي ِ‬
‫ي الّنهاِر َو ُزَلفًا ِم َ‬ ‫طَرَف ِ‬ ‫صلَة َ‬ ‫َو َأِقِم ال ّ‬
‫‪ -[5] /5192‬الشيخ‪ :‬بإسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن حماد بن عيسى‪ ،‬عن حريز‪ ،‬عن زرارة‪ ،‬عن أبي‬
‫جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬سألته عما فرض ال من الصلة‪ .‬فقال‪» :‬خمس صلوات في الليل و النهار«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬الكافي ‪.12 /108 :5‬‬
‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.338 :1‬‬
‫‪ -3‬تفسير العّياشي ‪.71 /161 :2‬‬
‫‪ -4‬تفسير العّياشي ‪.72 /161 :2‬‬
‫‪ -5‬التهذيب ‪.954 /241 :2‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪138 :‬‬
‫صلَة‬ ‫فقلت‪ :‬هل سماهن و بينهن في كتابه؟ فقال‪» :‬نعم‪ ،‬قال ال عز و جل لنبيه )صلى ال عليه و آله(‪َ :‬أِقِم ال ّ‬
‫ل »‪ «1‬و دلوكها‪ :‬زوالها‪ ،‬ففي ما بين دلوك الشمس إلى غسق الليل أربع صلوات‪،‬‬ ‫ق الّلْي ِ‬‫سِ‬‫غَ‬ ‫س ِإلى َ‬ ‫شْم ِ‬ ‫ك ال ّ‬‫ِلُدُلو ِ‬
‫شُهودًا »‪ «2‬فهذه‬ ‫ن َم ْ‬‫جِر كا َ‬ ‫ن اْلَف ْ‬‫ن ُقْرآ َ‬
‫جِر ِإ ّ‬ ‫ن اْلفَ ْ‬‫سماهن و بينهن و وقتهن‪ ،‬و غسق الليل‪ :‬انتصافه‪ .‬ثم قال‪َ :‬و ُقْرآ َ‬
‫الخامسة‪.‬‬
‫ل و هي صلة العشاء‬ ‫ن الّلْي ِ‬
‫ي الّنهاِر و طرفاه‪ :‬المغرب و الغداة َو ُزَلفًا ِم َ‬ ‫طَرَف ِ‬ ‫صلَة َ‬ ‫و قال في ذلك‪َ :‬و َأِقِم ال ّ‬
‫سطى »‪ «3‬و هي صلة الظهر‪ ،‬و هي أول صلة صلها‬ ‫صلِة اْلُو ْ‬ ‫ت َو ال ّ‬ ‫صَلوا ِ‬ ‫عَلى ال ّ‬ ‫ظوا َ‬ ‫الخرة‪ ،‬و قال‪ :‬حاِف ُ‬
‫رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و هي وسط النهار‪ ،‬و وسط صلتين بالنهار‪ :‬صلة الغداة‪ ،‬و صلة العصر«‪.‬‬
‫و في بعض القراءات‪» :‬حافظوا على الصلوات و الصلة الوسطى صلة لعصر و قوموا ل قانتين«‪.‬‬
‫قال‪» :‬و نزلت هذه الية يوم الجمعة‪ ،‬و رسول ال )صلى ال عليه و آله( في سفر‪ ،‬فقنت فيها و تركها على حالها‬
‫في السفر و الحضر‪ ،‬و أضاف للمقيم ركعتين‪ ،‬و إنما وضعت الركعتان اللتان أضافهما النبي )صلى ال عليه و‬
‫آله( يوم الجمعة للمقيم لمكان الخطبتين مع المام‪ ،‬فمن صلى يوم الجمعة في غير جماعة فليصلها أربع ركعات‬
‫كصلة الظهر في سائر اليام«‪.‬‬
‫‪ -[2] /5193‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن‬
‫الفضل بن عثمان المرادي‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪» :‬قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪:‬‬
‫أربع من كن فيه لم يهلك على ال بعد هن إل هالك‪ :‬يهم العبد بالحسنة أن يعملها‪ ،‬فإن هو لم يعملها كتب ال له‬
‫حسنة بحسن نيته‪ ،‬و إن هو عملها كتب ال له عشرا و يهم بالسيئة أن يعملها‪ ،‬فإن لم يعملها لم يكتب عليه شيء‪ ،‬و‬
‫إن هو عملها اجل سبع ساعات‪ ،‬و قال صاحب الحسنات لصاحب السيئات‪ ،‬و هو صاحب الشمال‪ :‬ل تعجل‪،‬‬
‫ت‪ .‬أو استغفار‪ ،‬فإن هو قال‪:‬‬ ‫سّيئا ِ‬
‫ن ال ّ‬‫ت ُيْذِهْب َ‬
‫سنا ِ‬
‫حَ‬‫ن اْل َ‬
‫عسى أن يتبعها بحسنة تمحوها‪ ،‬فإن ال عز و جل يقول‪ِ :‬إ ّ‬
‫أستغفر ال الذي ل إله إل هو‪ ،‬عالم الغيب و الشهادة‪ ،‬العزيز الحكيم‪ ،‬الغفور الرحيم‪ ،‬ذا الجلل و الكرام و أتوب‬
‫إليه‪ .‬لم يكتب عليه شيء‪ ،‬و إن مضت سبع ساعات و لم يتبعها بحسنة أو استغفار‪ ،‬قال صاحب الحسنات لصاحب‬
‫السيئات‪:‬‬
‫اكتب على الشقي المحروم«‪.‬‬
‫‪ -[3] /5194‬و عنه‪ :‬عن محمد بن إسماعيل‪ ،‬عن الفضل بن شاذان‪ ،‬عن حماد بن عيسى‪ ،‬عن إبراهيم بن عمر‬
‫ت‪.‬‬‫سّيئا ِ‬
‫ن ال ّ‬‫ت ُيْذِهْب َ‬
‫سنا ِ‬
‫حَ‬‫ن اْل َ‬
‫اليماني‪ ،‬عمن حدثه‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال عز و جل‪ِ :‬إ ّ‬
‫قال‪» :‬صلوات »‪ «4‬المؤمن بالليل يذهبن »‪ «5‬بما عمل من ذنب النهار« »‪.«6‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.4 /313 :2‬‬
‫‪ -3‬الكافي ‪.10 /266 :3‬‬
‫)‪ (1‬السراء ‪[.....] .78 :17‬‬
‫)‪ (2‬السراء ‪.78 :17‬‬
‫)‪ (3‬البقرة ‪.238 :2‬‬
‫)‪ (4‬في المصدر‪ :‬صلة‪.‬‬
‫)‪ (5‬في المصدر‪ :‬تذهب‪.‬‬
‫)‪ (6‬في المصدر‪ :‬بالنهار‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪139 :‬‬
‫‪ -[4] /5195‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي )رحمه ال(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن حماد بن‬
‫سنا ِ‬
‫ت‬ ‫حَ‬‫ن اْل َ‬
‫عيسى‪ ،‬عن إبراهيم بن عمر‪ ،‬عمن حدثه‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال عز و جل‪ِ :‬إ ّ‬
‫ت‪ ،‬قال‪» :‬صلوات المؤمن بالليل يذهبن بما عمل من ذنب النهار«‪.‬‬ ‫سّيئا ِ‬
‫ن ال ّ‬‫ُيْذِهْب َ‬
‫‪ -[5] /5196‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي )رحمه ال(‪ ،‬قال‪ :‬حدثني محمد بن يحيى‪ ،‬عن الحسين بن إسحاق التاجر‪،‬‬
‫عن علي بن مهزيار‪ ،‬عمن رواه‪ ،‬عن الحارث بن الحول صاحب الطاق‪ ،‬عن جميل بن صالح‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو عبد‬
‫ال )عليه السلم(‪» :‬ل يغرنك الناس من نفسك‪ ،‬فإن المر يصل إليك من دونهم‪ ،‬ل تقطع النهار بكذا و كذا‪ ،‬فإن‬
‫معك من يحفظ عليك‪ .‬و لم أر شيئا قط أشد طلبا و ل أسرع دركا من الحسنة للذنب العظيم القديم‪ .‬و ل تستصغر‬
‫شيئا من الخير فإنك تراه غدا حيث يسرك‪ ،‬و ل تستصغر شيئا من الشر فإنك تراه غدا حيث يسوؤك‪ ،‬إن ال عز‬
‫و جل يقول‪:‬‬
‫ن«‪.‬‬
‫ك ِذْكرى ِللّذاِكِري َ‬
‫ت ذِل َ‬
‫سّيئا ِ‬
‫ن ال ّ‬
‫ت ُيْذِهْب َ‬
‫سنا ِ‬
‫حَ‬ ‫ن اْل َ‬‫ِإ ّ‬
‫و روى هذا الحديث المفيد في )أماليه(‪ :‬عن الصادق )عليه السلم( »‪.«1‬‬

‫‪ -[6] /5197‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثني محمد بن الحسن‪ ،‬عن الحسين بن الحسن بن أبان‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن‬
‫سناتِ‬
‫حَ‬‫ن اْل َ‬
‫حماد بن عيسى‪ ،‬عن إبراهيم بن عمر‪ ،‬رفعه إلى أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال عز و جل‪ِ :‬إ ّ‬
‫ت‪.‬‬
‫سّيئا ِ‬
‫ن ال ّ‬
‫ُيْذِهْب َ‬
‫قال‪» :‬صلة المؤمن بالليل تذهب بما عمل من ذنب بالنهار«‪.‬‬
‫‪ -[7] /5198‬الحسين بن سعيد‪ ،‬في كتاب )الزهد(‪ :‬عن فضالة بن أيوب‪ ،‬عن عبد ال بن يزيد‪ ،‬عن علي بن‬
‫يعقوب‪ ،‬قال‪ :‬قال لي أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬ل يغرنك الناس من نفسك‪ ،‬فإن المر »‪ «2‬يصل إليك دونهم‪ ،‬و‬
‫ل تقطع عنك النهار بكذا و كذا‪ ،‬فإن معك من يحفظ عليك‪ .‬و ل تستقل قليل الخير فإنك تراه غدا بحيث يسرك‪ ،‬و‬
‫ل تستقل قليل الشر فإنك تراه غدا بحيث يسوؤك‪ ،‬و أحسن فإني لم أر شيئا أشد طلبا و ل أسرع دركا من حسنة‬
‫ن«‪.‬‬
‫ك ِذْكرى ِللّذاِكِري َ‬
‫ت ذِل َ‬
‫سّيئا ِ‬
‫ن ال ّ‬
‫ت ُيْذِهْب َ‬
‫سنا ِ‬
‫حَ‬‫ن اْل َ‬
‫لذنب قديم‪ ،‬فإن ال تبارك و تعالى يقول‪ِ :‬إ ّ‬
‫‪ -[8] /5199‬الشيخ في )أماليه( قال‪ :‬حدثنا أبو عبد ال محمد بن محمد بن النعمان )رحمه ال(‪ ،‬قال‪ :‬أخبرني أبو‬
‫الحسن علي بن محمد بن حبيش الكاتب‪ ،‬قال‪ :‬أخبرني الحسن بن علي الزعفراني‪ ،‬قال‪ :‬أخبرني أبو إسحاق‬
‫إبراهيم بن محمد الثقفي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن محمد بن عثمان‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن محمد بن أبي سعيد‪ ،‬عن‬
‫فضيل بن الجعد‪ ،‬عن أبي إسحاق الهمداني‪ ،‬قال‪ :‬لما ولى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب )عليه السلم( محمد‬
‫بن‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -4‬علل الشرائع‪.7 /363 :‬‬
‫‪ -5‬ثواب العمال‪ ،134 :‬الختصاص‪.231 :‬‬
‫‪ -6‬ثواب العمال‪.42 :‬‬
‫‪ -7‬كتاب الزهد‪.31 /16 :‬‬
‫‪ -8‬المالي ‪ ،24 :1‬الغارات‪.147 :‬‬
‫)‪ (1‬المالي‪.3 /67 :‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬الجر‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪140 :‬‬
‫أبي بكر مصر و أعمالها‪ ،‬كتب له كتابا‪ ،‬و أمره أن يقرأه على أهل مصر‪ ،‬و ليعمل بما وصاه به فيه‪ ،‬و كان‬
‫الكتاب‪:‬‬
‫»بسم ال الرحمن الرحيم‪.‬‬
‫من عبد ال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب إلى أهل مصر‪ ،‬و محمد بن أبي بكر‪ .‬سلم عليكم‪ ،‬فإني أحمد إليكم‬
‫ال الذي ل إله إل هو‪.‬‬
‫س ِبما‬ ‫ل َنْف ٍ‬ ‫أما بعد‪ :‬فإني أوصيكم بتقوى ال فيما أنتم عنه مسئولون‪ ،‬و إليه تصيرون‪ ،‬فإن ال تعالى يقول‪ُ :‬ك ّ‬
‫عّما‬‫ن َ‬ ‫جَمِعي َ‬ ‫سَئَلّنُهْم َأ ْ‬
‫ك َلَن ْ‬
‫صيُر »‪ «2‬و يقول‪َ :‬فَو َرّب َ‬ ‫ل اْلَم ِ‬‫سُه َو ِإَلى ا ِّ‬ ‫ل َنْف َ‬
‫حّذُرُكُم ا ُّ‬ ‫ت َرِهيَنٌة »‪ «1‬و يقول‪َ :‬و ُي َ‬ ‫سَب ْ‬
‫َك َ‬
‫ن »‪ «3‬و اعلموا‪ -‬عباد ال‪ -‬أن ال عز و جل سائلكم عن الصغير من عملكم و الكبير‪ ،‬فإن يعذب‬ ‫كاُنوا َيْعَمُلو َ‬
‫فنحن أظلم‪ ،‬و إن يعف فهو أرحم الراحمين‪.‬‬
‫يا عباد ال‪ ،‬إن أقرب ما يكون العبد الى المغفرة و الرحمة حين يعمل ل بطاعته و ينصحه بالتوبة‪ ،‬عليكم بتقوى‬
‫ال فإنها تجمع الخير و ل خير غيرها‪ ،‬و يدرك بها من الخير ما ل يدرك بغيرها من خير الدنيا و خير الخرة‪،‬‬
‫خَرِة‬ ‫لِ‬ ‫سَنٌة َو َلداُر ا ْ‬ ‫حَ‬ ‫سُنوا ِفي هِذهِ الّدْنيا َ‬ ‫حَ‬‫خْيرًا ِلّلِذينَ َأ ْ‬
‫ل َرّبُكْم قاُلوا َ‬ ‫ن اّتَقْوا ما ذا َأْنَز َ‬ ‫ل ِلّلِذي َ‬
‫قال ال عز و جل‪َ :‬و ِقي َ‬
‫ن »‪.«4‬‬ ‫خْيٌر َو َلِنْعَم داُر اْلُمّتِقي َ‬
‫َ‬
‫اعلموا‪ -‬عباد ال‪ -‬أن المؤمن من يعمل لثلث من الثواب إما لخير ]الدنيا[ »‪ «5‬فإن ال يثيبه بعمله في دنياه‪ ،‬قال‬
‫ن »‪ «6‬فمن عمل ل‬ ‫حي َ‬‫صاِل ِ‬‫ن ال ّ‬ ‫خَرِة َلِم َ‬
‫لِ‬ ‫جَرُه ِفي الّدْنيا َو ِإّنُه ِفي ا ْ‬ ‫ال سبحانه لبراهيم )عليه السلم(‪َ :‬و آَتْيناُه َأ ْ‬
‫ن آَمُنوا اّتُقوا َرّبُكْم ِلّلِذي َ‬
‫ن‬ ‫عباِد اّلِذي َ‬‫تعالى آتاه أجره في الدنيا و الخرة‪ ،‬و كفاه المهم فيهما‪ ،‬و قد قال ال تعالى‪ :‬يا ِ‬
‫ب »‪ «7‬فما أعطاهم ال في‬ ‫حسا ٍ‬ ‫جَرُهْم ِبَغْيِر ِ‬ ‫ن َأ ْ‬‫صاِبُرو َ‬ ‫سَعٌة ِإّنما ُيَوّفى ال ّ‬ ‫ل وا ِ‬ ‫ض ا ِّ‬ ‫سَنٌة َو َأْر ُ‬ ‫حَ‬‫سُنوا ِفي هِذِه الّدْنيا َ‬ ‫حَ‬ ‫َأ ْ‬
‫سنى َو ِزياَدٌة »‪ «8‬و الحسنى هي الجنة‪ ،‬و‬ ‫حْ‬ ‫سُنوا اْل ُ‬
‫حَ‬ ‫ن َأ ْ‬
‫الدنيا لم يحاسبهم به في الخرة‪ ،‬قال ال تعالى‪ِ :‬لّلِذي َ‬
‫الزيادة هي الدنيا‪.‬‬
‫سّيئا ِ‬
‫ت‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ت ُيْذِهْب َ‬‫سنا ِ‬ ‫حَ‬‫ن اْل َ‬‫]و إما لخير الخرة[ »‪ ،«9‬فإن ال تعالى يكفر بكل حسنة سيئة‪ ،‬قال ال عز و جل‪ِ :‬إ ّ‬
‫ن حتى إذا كان يوم القيامة حسبت لهم حسناتهم‪ ،‬ثم أعطاهم بكل واحدة عشرة‬ ‫ك ِذْكرى ِللّذاِكِري َ‬ ‫ذِل َ‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬المدثر ‪.38 :74‬‬
‫)‪ (2‬آل عمران ‪[.....] .28 :3‬‬
‫)‪ (3‬الحجر ‪.93 -92 :15‬‬
‫)‪ (4‬النحل ‪.30 :16‬‬
‫)‪ (5‬من الغارات‪.‬‬
‫)‪ (6‬العنكبوت ‪.27 :29‬‬
‫)‪ (7‬الزمر ‪.10 :39‬‬
‫)‪ (8‬يونس ‪.26 :10‬‬
‫)‪ (9‬من الغارات‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪141 :‬‬
‫جزاُء‬ ‫ك َلُهْم َ‬ ‫حسابًا »‪ «1‬و قال‪َ :‬فُأولِئ َ‬ ‫عطاًء ِ‬ ‫ك َ‬ ‫ن َرّب َ‬
‫جزاًء ِم ْ‬ ‫أمثالها إلى سبعمائة ضعف‪ ،‬و قال ال عز و جل‪َ :‬‬
‫ن »‪ «2‬فارغبوا في هذا يرحمكم ال‪ ،‬و اعملوا له‪ ،‬و تحاضوا عليه‪.‬‬ ‫ت آِمُنو َ‬ ‫عِمُلوا َو ُهْم ِفي اْلُغُرفا ِ‬ ‫ف ِبما َ‬ ‫ضْع ِ‬ ‫ال ّ‬
‫و اعلموا‪ -‬يا عباد ال‪ -‬أن المتقين حازوا عاجل الخير و آجله‪ ،‬و شاركوا أهل الدنيا في دنياهم‪ ،‬و لم يشاركهم أهل‬
‫خَر َ‬
‫ج‬ ‫ل اّلِتي َأ ْ‬ ‫حّرَم ِزيَنَة ا ِّ‬ ‫ن َ‬ ‫ل َم ْ‬‫الدنيا في آخرتهم‪ ،‬أباحهم ال في الدنيا ما كفاهم به و أغناهم‪ ،‬قال ال عز و جل‪ُ :‬ق ْ‬
‫ت ِلَقْوٍم‬
‫ليا ِ‬ ‫لا ْ‬ ‫صُ‬ ‫ك ُنَف ّ‬ ‫صًة َيْوَم اْلِقياَمِة َكذِل َ‬‫حياِة الّدْنيا خاِل َ‬ ‫ن آَمُنوا ِفي اْل َ‬ ‫ي ِلّلِذي َ‬
‫ل ِه َ‬ ‫ق ُق ْ‬
‫ن الّرْز ِ‬ ‫ت ِم َ‬‫طّيبا ِ‬‫ِلِعباِدِه َو ال ّ‬
‫ن »‪ «3‬سكنوا الدنيا بأفضل ما سكنت‪ ،‬و أكلوها بأفضل ما أكلت‪ ،‬و شاركوا أهل الدنيا في دنياهم فأكلوا‬ ‫َيْعَلُمو َ‬
‫معهم من طيبات‪ ،‬ما يأكلون‪ ،‬و شربوا من طيبات ما يشربون‪ ،‬و لبسوا من أفضل ما يلبسون‪ ،‬و سكنوا من أفضل‬
‫ما يسكنون‪ ،‬و تزوجوا من أفضل ما يتزوجون‪ ،‬و ركبوا من أفضل ما يركبون‪ ،‬أصابوا لذة الدنيا مع أهل الدنيا‪ ،‬و‬
‫هم غدا جيران ال تعالى‪ ،‬يتمنون عليه فيعطيهم ما يتمنون‪ ،‬ل ترد لهم دعوة‪ ،‬و ل ينقص لهم نصيب من اللذة‪،‬‬
‫فإلى هذا‪ -‬يا عباد ال‪ -‬يشتاق من كان له عقل‪ ،‬و يعمل له بتقوى ال‪ ،‬و ل حول و ل قوة إل بال‪.‬‬
‫يا عباد ال‪ ،‬إن اتقيتم و حفظتم نبيكم في أهل بيته فقد عبدتموه بأفضل ما عبد‪ ،‬و ذكرتموه بأفضل ما ذكر‪ ،‬و‬
‫شكرتموه بأفضل ما شكر‪ ،‬و أخذتم بأفضل الصبر و الشكر‪ ،‬و اجتهدتم أفضل الجتهاد و إن كان غيركم أطول‬
‫منكم صلة‪ ،‬و أكثر منكم صياما‪ ،‬فأنتم أتقى ل منه‪ ،‬و أنصح لولي المر‪.‬‬
‫احذروا‪ -‬يا عباد ال‪ -‬الموت و سكرته‪ ،‬فأعدوا له عدته‪ ،‬فإنه يفجأكم بأمر عظيم‪ ،‬بخير ل يكون معه شر أبدا‪ ،‬و‬
‫بشر ل يكون معه خيرا أبدا‪ ،‬فمن أقرب إلى الجنة من عاملها؟ و من أقرب إلى النار من عاملها؟ إنه ليس أحد من‬
‫الناس تفارق روحه جسده حتى يعلم إلى أي المنزلين يصير‪ :‬إلى الجنة‪ ،‬أم إلى النار‪ ،‬أعدو هو ل أم ولي؟ فإن‬
‫كان وليا ل فتحت له أبواب الجنة و شرعت له طرقها‪ ،‬و رأى ما أعد ال له فيها‪ ،‬ففرغ من كل شغل‪ ،‬و وضع‬
‫عنه كل ثقل‪ ،‬و إن كان عدوا ل فتحت له أبواب النار‪ ،‬و شرعت له طرقها‪ ،‬و نظر إلى ما أعد ال له فيها‪ ،‬و‬
‫فاستقبل كل مكروه‪ ،‬و ترك كل سرور‪ ،‬كل هذا يكون عند الموت‪ ،‬و عنده يكون بيقين‪ ،‬قال ال تعالى‪ :‬اّلِذي َ‬
‫ن‬
‫ن َتَتَوّفاُهُم اْلَملِئَكُة‬
‫ن »‪ ،«4‬و يقول‪ :‬اّلِذي َ‬ ‫جّنَة ِبما ُكْنُتْم َتْعمَُلو َ‬
‫خُلوا اْل َ‬
‫عَلْيُكْم اْد ُ‬
‫سلٌم َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن َيُقوُلو َ‬
‫طّيِبي َ‬
‫َتَتَوّفاُهُم اْلَملِئَكُة َ‬
‫ن ِفيها‬‫جَهّنَم خاِلِدي َ‬
‫ب َ‬ ‫خُلوا َأْبوا َ‬
‫ن َفاْد ُ‬
‫عِليٌم ِبما ُكْنُتْم َتْعَمُلو َ‬‫ل َ‬
‫ن ا َّ‬‫سوٍء َبلى ِإ ّ‬ ‫ن ُ‬ ‫ل ِم ْ‬ ‫سَلَم ما ُكّنا َنْعَم ُ‬‫سِهْم َفَأْلَقُوا ال ّ‬
‫ظاِلِمي َأْنُف ِ‬
‫ن »‪.«5‬‬ ‫س َمْثَوى اْلُمَتَكّبِري َ‬ ‫َفَلِبْئ َ‬
‫يا عباد ال‪ ،‬إن الموت ليس منه فوت‪ ،‬فاحذروه قبل وقوعه‪ ،‬و أعدوا له عدته‪ ،‬فإنكم طرائد »‪ «6‬الموت‪ ،‬إن أقمتم‬
‫له أخذكم‪ ،‬و إن فررتم منه أدرككم‪ ،‬و هو ألزم لكم من ظلكم‪ ،‬الموت معقود بنواصيكم‪ ،‬و الدنيا تطوى خلفكم‪،‬‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬النباء ‪.36 :78‬‬
‫)‪ (2‬سبأ ‪.37 :34‬‬
‫)‪ (3‬العراف ‪.32 :7‬‬
‫)‪ (4‬النحل ‪.32 :16‬‬
‫)‪ (5‬النحل ‪.29 -28 :16‬‬
‫)‪ (6‬الطرائد‪ :‬جمع طريدة‪ ،‬ما طردت من صيد و غيره‪» .‬لسان العرب‪ -‬طرد‪.«267 :3 -‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪142 :‬‬

‫فأكثروا ذكر الموت عند ما تنازعكم إليه أنفسكم من الشهوات‪ ،‬و كفى بالموت واعظا‪ ،‬و كان رسول ال )صلى‬
‫ال عليه و آله( كثيرا ما يوصي أصحابه بذكر الموت‪ ،‬فيقول أكثروا ذكر الموت‪ ،‬فإنه هادم اللذات‪ ،‬حائل بينكم و‬
‫بين الشهوات‪.‬‬
‫يا عباد ال‪ ،‬ما بعد الموت لمن ل يغفر له أشد من الموت‪ ،‬القبر‪ ،‬فاحذروا ضيقه »‪ «1‬و ضنكه و ظلمته و غربته‪،‬‬
‫إن القبر يقول كل يوم‪ :‬أنا بيت الغربة‪ ،‬أنا بيت التراب‪ ،‬أنا بيت الوحشة‪ ،‬أنا بيت الدود و الهوام‪ .‬و القبر روضة‬
‫من رياض الجنة‪ ،‬أو حفرة من حفر النار‪ ،‬إن العبد المؤمن إذا دفن قالت له الرض‪ :‬مرحبا و أهل‪ ،‬قد كنت ممن‬
‫أحب أن يمشي على ظهري‪ ،‬فإذا وليتك فستعلم كيف صنعي بك‪ ،‬فيتسع له مد البصر‪ ،‬و إن الكفار إذا دفن قالت له‬
‫الرض‪ :‬ل مرحبا بك و ل أهل‪ ،‬لقد كنت ممن أبغض أن يمشي »‪ «2‬على ظهري‪ ،‬فإذا وليتك فستعلم كيف‬
‫صنعي بك‪ ،‬فتضمه حتى تلتقي أضلعه‪ .‬و إن المعيشة الضنك التي حذر ال منها عدوه‪ :‬عذاب القبر‪ ،‬إنه يسلط‬
‫على الكافر في قبره تسعة و تسعين تنينا‪ ،‬فينهشن لحمه و يكسرن عظمه‪ ،‬و يترددن عليه كذلك إلى يوم يبعث‪ ،‬لو‬
‫أن تنينا منها نفخ في الرض لم تنبت زرعا أبدا‪.‬‬
‫يا عباد ال‪ ،‬إن أنفسكم الضعيفة و أجسادكم الناعمة الرقيقة التي يكفيها اليسير تضعف عن هذا‪ ،‬فإن استطعتم أن‬
‫تجزعوا لجسادكم و أنفسكم مما ل طاقة لكم به و ل صبر لكم عليه‪ ،‬فاعملوا بما أحب ال‪ ،‬و اتركوا ما كره ال‪.‬‬
‫يا عباد ال‪ ،‬إن بعد البعث ما هو أشد من القبر‪ ،‬يوم يشيب فيه الصغير‪ ،‬و يسكر منه الكبير‪ ،‬و يسقط فيه الجنين‪ ،‬و‬
‫تذهل كل مرضعة عما أرضعت‪ ،‬يوم عبوس قمطرير‪ ،‬يوم كان شره مستطيرا‪ ،‬إن فزع ذلك اليوم ليرهب‬
‫الملئكة الذين ل ذنب لهم‪ ،‬و ترعد »‪ «3‬منه السبع الشداد‪ ،‬و الجبال الوتاد‪ ،‬و الرض المهاد‪ ،‬و تنشق السماء‬
‫فهي يومئذ واهية‪ ،‬و تتغير فكأنها وردة كالدهان‪ ،‬و تكون الجبال كثيبا »‪ «4‬مهيل بعد ما كانت صما صلبا‪ ،‬و‬
‫ينفخ في الصور فيفزع من في السماوات و من في الرض إل من شاء ال‪ ،‬فكيف من عصى بالسمع و البصر و‬
‫اللسان و اليد و الرجل و الفرج و البطن‪ ،‬إن لم يغفر ال له و يرحمه »‪ «5‬من ذلك اليوم! لنه يقضي و يصير‬
‫إلى غيره‪ ،‬إلى نار قعرها بعيد‪ ،‬و حرها شديد‪ ،‬و شرابها صديد‪ ،‬و عذابها جديد‪ ،‬و مقامعها حديد‪ ،‬ل يفتر عذابها‪،‬‬
‫و ل يموت ساكنها‪ ،‬دار ليس فيها رحمة‪ ،‬و ل يسمع لهلها دعوة‪.‬‬
‫و اعلموا‪ -‬يا عباد ال‪ -‬أن مع هذا رحمة ال التي ل تعجز عن العباد‪ ،‬و جنة عرضها كعرض السماوات و‬
‫الرض أعدت للمتقين‪ ،‬ل يكون معها شر أبدا‪ ،‬لذاتها ل تمل‪ ،‬و مجتمعها ل يتفرق‪ ،‬سكانها قد جاوروا الرحمن‪ ،‬و‬
‫قام بين أيديهم الغلمان بصحاف من الذهب‪ ،‬فيها الفاكهة و الريحان‪ .‬ثم اعلم‪ -‬يا محمد بن أبي بكر‪ -‬أني قد وليتك«‪.‬‬
‫و ساق الحديث إلى آخره‪.‬‬
‫و روى هذا الحديث المفيد في )أماليه(‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن حبيش الكاتب‪ ،‬قال‪:‬‬
‫أخبرني الحسن بن علي الزعفراني‪ ،‬قال‪ :‬أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الثقفي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن‬
‫محمد بن عثمان‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن محمد بن أبي سعيد‪ ،‬عن فضيل بن الجعد‪ ،‬عن أبي إسحاق الهمداني‪ ،‬قال‪:‬‬
‫لما ولى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب )عليه السلم( محمد بن أبي بكر مصر و أعمالها‪ ،‬كتب إليه كتابا‪ ،‬و‬
‫أمره أن يقرأه‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ضيهته‪[.....] .‬‬

‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬من أبغض من يمشي‪.‬‬

‫)‪ (3‬في »س« و المصدر‪ :‬و ترغب‪.‬‬

‫)‪ (4‬في المصدر‪ :‬سرابا‪.‬‬

‫ل له‪.‬‬
‫ل‪ -‬أن ما بعد ذلك اليوم أشدّ و أدهى على من لم يغفر ا ّ‬
‫)‪ (5‬في الغارات زيادة‪ :‬و اعلموا‪ -‬عباد ا ّ‬

‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪143 :‬‬


‫على أهل مصر‪ ،‬و ليعمل بما وصاه فيه‪ .‬فكان الكتاب‪» :‬بسم ال الرحمن الرحيم« و ساق الحديث إلى آخره »‪.«1‬‬

‫ت‪.‬‬
‫سّيئا ِ‬ ‫ن ال ّ‬
‫ت ُيْذِهْب َ‬ ‫سنا ِ‬ ‫حَ‬ ‫ن اْل َ‬‫‪ -[9] /5200‬و عنه‪ :‬بإسناده‪ ،‬قال‪ :‬قال الصادق )عليه السلم( في قوله تعالى‪ِ :‬إ ّ‬
‫قال‪» :‬صلة الليل تذهب بذنوب النهار«‪.‬‬
‫ي الّنهاِر و طرفاه‪:‬‬ ‫طَرَف ِ‬ ‫صلةَ َ‬ ‫‪ -[10] /5201‬العياشي‪ :‬عن حريز‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪َ» :‬أِقِم ال ّ‬
‫ل و هي صلة العشاء الخرة«‪.‬‬ ‫ن الّلْي ِ‬
‫المغرب و الغداة َو ُزَلفًا ِم َ‬
‫‪ -[11] /5202‬عن أبي حمزة الثمالي‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أحدهما )عليهما السلم( يقول‪» :‬إن عليا )عليه السلم( أقبل‬
‫ك ِبِه َو َيْغِفُر ما ُدو َ‬
‫ن‬ ‫شَر َ‬ ‫ن ُي ْ‬ ‫ل ل َيْغِفُر َأ ْ‬ ‫ن ا َّ‬
‫على الناس‪ ،‬فقال‪ :‬أي آية في كتاب ال أرجى عندكم؟ فقال بعضهم‪ :‬إِ ّ‬
‫طوا ِم ْ‬
‫ن‬ ‫سِهْم ل َتْقَن ُ‬ ‫على َأْنُف ِ‬ ‫سَرُفوا َ‬ ‫ن َأ ْ‬‫ي اّلِذي َ‬
‫عباِد َ‬
‫ن َيشاُء »‪ .«2‬قال‪ :‬حسنة‪ ،‬و ليست إياها‪ .‬فقال بعضهم‪ :‬يا ِ‬ ‫ك ِلَم ْ‬
‫ذِل َ‬
‫سُهْم َذَكُروا ا َّ‬
‫ل‬ ‫ظَلُموا َأْنُف َ‬ ‫شًة َأْو َ‬ ‫حَ‬ ‫ن ِإذا َفَعُلوا فا ِ‬
‫ل »‪ «3‬قال‪ :‬حسنة‪ ،‬و ليست إياها‪ .‬و قال بعضهم‪َ :‬و اّلِذي َ‬ ‫حَمِة ا ِّ‬‫َر ْ‬
‫سَتْغَفُروا ِلُذُنوِبِهْم »‪ «4‬قال‪ :‬حسنة‪ ،‬و ليست إياها«‪.‬‬ ‫َفا ْ‬
‫قال‪» :‬ثم أحجم الناس‪ ،‬فقال‪ :‬ما لكم‪ ،‬يا معشر المسلمين؟ قالوا‪ :‬ل و ال‪ ،‬ما عندنا شيء‪ .‬قال‪ :‬سمعت رسول ال‬
‫ل و قرأ الية‬ ‫ن الّلْي ِ‬ ‫ي الّنهاِر َو ُزَلفًا ِم َ‬ ‫صلَة طََرَف ِ‬‫)صلى ال عليه و آله( يقول‪ :‬أرجى آية في كتاب ال‪َ :‬و َأِقِم ال ّ‬
‫كلها‪ ،‬و قال‪ :‬يا علي‪ ،‬و الذي بعثني بالحق بشيرا و نذيرا‪ ،‬إن أحدكم ليقوم إلى وضوئه فتساقط من جوارحه‬
‫الذنوب‪ ،‬فإذا استقبل ال بوجهه و قلبه لم ينفتل عن صلته و عليه من ذنوبه شيء‪ ،‬كما ولدته أمه‪ ،‬فإذا أصاب‬
‫شيئا بين الصلتين كان له مثل ذلك حتى عد الصلوات الخمس‪ .‬ثم قال‪ :‬يا علي‪ ،‬إنما منزلة الصلوات الخمس‬
‫لمتي كنهر جار على باب أحدكم‪ ،‬فما ظن أحدكم لو كان في جسده درن ثم اغتسل في ذلك النهر خمس مرات في‬
‫اليوم‪ ،‬أ كان يبقى في جسده درن؟ فكذلك و ال الصلوات الخمس لمتي«‪.‬‬
‫‪ -[12] /5203‬عن إبراهيم الكرخي‪ ،‬قال‪ :‬كنت عند أبي عبد ال )عليه السلم( فدخل عليه مولى له‪ .‬فقال‪» :‬يا‬
‫فلن‪ ،‬متى جئت؟« فسكت‪ .‬فقال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬جئت من هاهنا و من هاهنا‪ ،‬انظر بما تقطع به‬
‫يومك‪ ،‬فإن معك ملكا موكل‪ ،‬يحفظ عليك ما تعمل‪ ،‬فل تحتقر سيئة‪ ،‬و إن كانت صغيرة‪ ،‬فإنها ستسوؤك يوما‪ ،‬و‬
‫ل تحتقر حسنة فإنه ليس شيء‪ -‬أشد طلبا و ل أسرع دركا من الحسنة‪ ،‬إنها لتدرك الذنب العظيم القديم فتذهب به‪،‬‬
‫و قال ال في كتابه‪:‬‬
‫ت‪ -‬قال‪ :‬قال‪ -‬صلة الليل تذهب بذنوب النهار‪ -‬قال‪ -‬تذهب بما جرحتم«‪.‬‬ ‫سّيئا ِ‬‫ن ال ّ‬ ‫ت ُيْذِهْب َ‬
‫سنا ِ‬
‫حَ‬ ‫ن اْل َ‬
‫ِإ ّ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -9‬المالي ‪.300 :1‬‬
‫‪ -10‬تفسير العّياشي ‪.73 /161 :2‬‬
‫‪ -11‬تفسير العّياشي ‪.74 /161 :2‬‬
‫‪ -12‬تفسير العّياشي ‪.75 /162 :2‬‬
‫)‪ (1‬المالي‪.3 /260 :‬‬
‫)‪ (2‬النساء ‪ 48 :4‬و ‪.116‬‬
‫)‪ (3‬الزمر ‪.53 :39‬‬
‫)‪ (4‬آل عمران ‪.135 :3‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪144 :‬‬
‫ي الّنهاِر‪-‬‬ ‫طَرَف ِ‬‫صلَة َ‬ ‫‪ -[13] /5204‬عن إبراهيم بن عمر‪ ،‬رفعه إلى أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال‪َ :‬أِقِم ال ّ‬
‫ت‪ ،‬فقال‪» :‬صلة المؤمن بالليل تذهب بما عمل من ذنب النهار«‪.‬‬ ‫سّيئا ِ‬ ‫إلى‪ -‬ال ّ‬
‫‪ -[14] /5205‬عن سماعة بن مهران‪ ،‬قال‪ :‬سأل أبا عبد ال )عليه السلم( رجل من أهل الجبال عن رجل أصاب‬
‫سنا ِ‬
‫ت‬ ‫حَ‬‫ن اْل َ‬
‫مال من أعمال السلطان‪ ،‬فهو يتصدق منه‪ ،‬و يصل قرابته‪ ،‬و يحج ليغفر له ما اكتسب‪ ،‬و هو يقول‪ِ :‬إ ّ‬
‫ت‪.‬‬
‫سّيئا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ُيْذِهْب َ‬
‫فقال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬إن الخطيئة ل تكفر الخطيئة‪ ،‬و لكن الحسنة تكفر الخطيئة«‪ .‬ثم قال أبو عبد ال‬
‫)عليه السلم(‪» :‬إن كان خلط الحلل حراما فاختلط جميعا فلم يعرف الحلل من الحرام‪ ،‬فل بأس«‪.‬‬
‫‪ -[15] /5206‬و عنه‪ :‬في رواية المفضل بن سويد‪ ،‬أنه قال‪» :‬انظر ما أصبت به فعد به على إخوانك‪ ،‬فإن ال‬
‫ت«‪.‬‬ ‫سّيئا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ت ُيْذِهْب َ‬
‫سنا ِ‬ ‫حَ‬ ‫ن اْل َ‬ ‫يقول‪ِ :‬إ ّ‬
‫قال المفضل‪ :‬كنت خليفة أخي على الديوان‪ ،‬قال‪ :‬و قد قلت جعلت فداك‪ ،‬قد ترى مكاني من هؤلء القوم‪ ،‬فما‬
‫ترى؟ قال‪ :‬لو لم يكن كتب« »‪.«1‬‬
‫‪ -[16] /5207‬عن المفضل بن مزيد الكاتب‪ ،‬قال‪ :‬دخل علي أبو عبد ال )عليه السلم( و قد أمرت أن اخرج‬
‫لبني هاشم جوائز‪ ،‬فلم أعلم إل و هو على رأسي‪ ،‬و أنا مستخل‪ ،‬فوثبت إليه‪ ،‬فسألني عما أمر لهم‪ ،‬فناولته الكتاب‪،‬‬
‫فقال‪:‬‬
‫»ما أرى لسماعيل هاهنا شيئا«؟ فقلت‪ :‬هذا الذي خرج إلينا‪.‬‬
‫ثم قلت له‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬قد ترى مكاني من هؤلء القوم؟ فقال لي‪» :‬انظر ما أصبت به فعد به على إخوانك‪ ،‬فإن‬
‫ت«‪.‬‬ ‫سّيئا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ت ُيْذِهْب َ‬‫سنا ِ‬ ‫حَ‬‫ن اْل َ‬‫ال يقول‪ِ :‬إ ّ‬
‫‪ -[17] /5208‬عن إبراهيم الكرخي‪ ،‬قال‪ :‬كنت عند أبي عبد ال )عليه السلم( إذ دخل عليه رجل من أهل‬
‫المدينة‪ ،‬فقال له أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬يا فلن‪ ،‬من أين جئت؟« فسكت‪ .‬فقال أبو عبد ال )عليه السلم(‪:‬‬
‫»جئت من هاهنا و هاهنا‪ ،‬لغير معاش تطلبه‪ ،‬و ل لعمل آخرة‪ ،‬انظر بما تقطع به يومك و ليلتك‪ ،‬و اعلم أن معك‬
‫ملكا كريما موكل بك‪ ،‬يحفظ عليك ما تفعل‪ ،‬و يطلع على سرك الذي تخفيه من الناس‪ ،‬فاستحي و ل تحقرن سيئة‪،‬‬
‫فإنها ستسوؤك يوما‪ ،‬و ل تحقرن حسنة و إن صغرت عندك‪ ،‬و قلت في عينك‪ ،‬فإنها ستسرك يوما‪.‬‬
‫و اعلم أنه ليس شيء أضر عاقبة و ل أسرع ندامة من الخطيئة‪ ،‬و أنه ليس شيء أشد طلبا و ل أسرع دركا‬
‫للخطيئة من الحسنة‪ ،‬أما إنها لتدرك الذنب العظيم القديم ]المنسي عند عامله[ فتحذفه و تسقطه و تذهب به بعد‬
‫ن«‪.‬‬‫ك ِذْكرى ِللّذاِكِري َ‬ ‫ت ذِل َ‬
‫سّيئا ِ‬‫ن ال ّ‬‫ت ُيْذِهْب َ‬
‫سنا ِ‬ ‫حَ‬ ‫ن اْل َ‬‫إساءته‪ ،‬و ذلك قول ال ِإ ّ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -13‬تفسير العّياشي ‪.76 /162 :2‬‬
‫‪ -14‬تفسير العّياشي ‪[.....] .77 /162 :2‬‬
‫‪ -15‬تفسير العّياشي ‪.78 /163 :2‬‬
‫‪ -16‬تفسير العّياشي ‪.79 /163 :2‬‬
‫‪ -17‬تفسير العّياشي ‪.80 /163 :2‬‬
‫شي‪701 /374 :‬‬ ‫ن أخاك ما اشتغل في كتابة الديوان‪ ،‬و لم تكن خليفته‪ .‬و في نسخة من رجال الك ّ‬ ‫)‪ (1‬أي ليت أ ّ‬
‫)لو لم يكن كيت( و هو ينصرف إلى نفس المعنى‪ .‬أي ليت المر لم يكن كما ذكرت‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪145 :‬‬
‫ت‪.‬‬
‫سّيئا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ت ُيْذِهْب َ‬
‫سنا ِ‬ ‫حَ‬ ‫ن اْل َ‬
‫‪ -[18] /5209‬عن ابن خراش‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ِ :‬إ ّ‬
‫قال‪» :‬صلة الليل تكفر ما كان من ذنوب النهار«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫جُع الَْْمُر ُكّلُه‬‫ض َو ِإَلْيِه ُيْر َ‬‫لْر ِ‬ ‫ت َو ا َْ‬ ‫سماوا ِ‬ ‫ب ال ّ‬‫غْي ُ‬‫ل َ‬ ‫حَدًة‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و ِّ‬ ‫س ُأّمًة وا ِ‬ ‫ل الّنا َ‬ ‫جَع َ‬
‫ك َل َ‬‫َو َلْو شاَء َرّب َ‬
‫ن ]‪ -[1] /5210 [123 -118‬علي بن إبراهيم‪َ :‬و َلْو شاَء َرّب َ‬
‫ك‬ ‫عّما َتْعَمُلو َ‬‫ل َ‬ ‫ك ِبغاِف ٍ‬ ‫عَلْيِه َو ما َرّب َ‬ ‫ل َ‬ ‫عُبْدُه َو َتَوّك ْ‬‫َفا ْ‬
‫خَلَقُهْم‪.‬‬
‫ك َ‬ ‫ك َو ِلذِل َ‬‫حَم َرّب َ‬ ‫ن َر ِ‬‫ل َم ْ‬‫ن ِإ ّ‬
‫خَتِلِفي َ‬
‫ن ُم ْ‬‫حَدًة أي على مذهب واحد َو ل َيزاُلو َ‬ ‫س ُأّمًة وا ِ‬ ‫ل الّنا َ‬ ‫جَع َ‬‫َل َ‬
‫‪ -[2] /5211‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن أبي نصر‪ ،‬عن حماد بن عثمان‪،‬‬
‫عن أبي عبيدة الحذاء‪ ،‬قال سألت أبا جعفر )عليه السلم( عن الستطاعة و قول الناس‪ ،‬فقال و تل هذه الية‪َ :‬و ل‬
‫خَلَقُهْم »يا أبا عبيدة‪ ،‬الناس مختلفون في إصابة القول‪ ،‬و كلهم هالك«‪.‬‬ ‫ك َ‬ ‫ك َو ِلذِل َ‬ ‫حَم َرّب َ‬ ‫ن َر ِ‬ ‫ل َم ْ‬‫ن ِإ ّ‬‫خَتِلِفي َ‬
‫ن ُم ْ‬‫َيزاُلو َ‬
‫خَلَقُهْم يقول‪ :‬لطاعة‬ ‫ك َ‬ ‫ك؟ قال‪» :‬هم شيعتنا‪ ،‬و لرحمته خلقهم‪ ،‬و هو قوله‪َ :‬و ِلذِل َ‬ ‫حَم َرّب َ‬ ‫ن َر ِ‬ ‫ل َم ْ‬‫قال‪ :‬قلت‪ :‬قوله‪ِ :‬إ ّ‬
‫يٍء »‪ «1‬يقول‪ :‬علم المام‪ ،‬و وسع علمه الذي هو من علمه‬ ‫ش ْ‬‫ل َ‬‫ت ُك ّ‬‫سَع ْ‬‫حَمِتي َو ِ‬ ‫المام‪ ،‬الرحمة التي يقول‪َ :‬و َر ْ‬
‫كل شيء‪ ،‬هم شيعتنا‪.‬‬
‫عْنَدُهْم ِفي الّتْوراِة وَ‬‫جُدوَنُه َمْكُتوبًا ِ‬
‫ن »‪ «2‬يعني ولية غير المام و طاعته‪ ،‬ثم قال‪َ :‬ي ِ‬ ‫ن َيّتُقو َ‬
‫سَأْكُتُبها ِلّلِذي َ‬
‫ثم قال‪َ :‬ف َ‬
‫عِ‬
‫ن‬ ‫ف »‪ «4‬إذا قام َو َيْنهاُهْم َ‬ ‫ل »‪ «3‬يعني النبي )صلى ال عليه و آله( و الوصي و القائم‪َ ،‬يْأُمُرُهْم ِباْلَمْعُرو ِ‬ ‫جي ِ‬
‫لْن ِ‬
‫ا ِْ‬
‫ت »‪ «6‬و هو »‪ «7‬أخذ العلم من أهله َو‬ ‫طّيبا ِ‬ ‫ل َلُهُم ال ّ‬ ‫حّ‬‫اْلُمْنَكِر »‪ «5‬و المنكر من أنكر فضل المام و جحده َو ُي ِ‬
‫صَرُهْم »‪ «9‬و هي الذنوب التي كانوا فيها‬ ‫عْنُهْم إِ ْ‬ ‫ضُع َ‬ ‫ث »‪ «8‬و الخبائث‪ :‬قول من خالف َو َي َ‬ ‫خباِئ َ‬ ‫عَلْيِهُم اْل َ‬
‫حّرُم َ‬‫ُي َ‬
‫عَلْيِهْم »‪ «10‬و الغلل‪ :‬ما كانوا يقولون مما لم يكونوا أمروا به‬ ‫ت َ‬‫ل اّلِتي كاَن ْ‬ ‫غل َ‬‫لْ‬ ‫قبل معرفتهم فضل المام َو ا َْ‬
‫من ترك فضل المام‪ ،‬فلما عرفوا فضل المام وضع عنهم إصرهم و الصر الذنب‪ ،‬و هي الصار‪.‬‬
‫ن آَمُنوا ِبِه »‪ «11‬يعني بالمام‬ ‫ثم نسبهم‪ ،‬فقال‪َ :‬فاّلِذي َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -18‬تفسير العياشي ‪ 164 :2‬ذيل الحديث ‪.80‬‬
‫‪ -1‬تفسير القمي ‪.338 :1‬‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.83 /355 :1‬‬
‫)‪ (1‬العراف ‪.156 :7‬‬
‫)‪ (2‬العراف ‪.156 :7‬‬
‫)‪ (3‬العراف ‪.157 :7‬‬
‫)‪ (4‬العراف ‪.157 :7‬‬
‫)‪ (5‬العراف ‪.157 :7‬‬
‫)‪ (6‬العراف ‪.157 :7‬‬
‫)‪) (7‬و هو( ليس في المصدر‪[.....] .‬‬
‫)‪ (8‬العراف ‪.157 :7‬‬
‫)‪ (9‬العراف ‪.157 :7‬‬
‫)‪ (10‬العراف ‪.157 :7‬‬
‫)‪ (11‬العراف ‪.157 :7‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪146 :‬‬
‫ن »‪ «1‬يعني الذين اجتنبوا الجبت و‬ ‫حو َ‬ ‫ك ُهُم اْلُمْفِل ُ‬‫ل َمَعُه ُأولِئ َ‬‫صُروُه َو اّتَبُعوا الّنوَر اّلِذي ُأْنِز َ‬ ‫عّزُروُه َو َن َ‬ ‫َو َ‬
‫الطاغوت أن يعبدونها‪ ،‬و الجبت و الطاغوت‪ :‬فلن و فلن و فلن‪ ،‬و العبادة‪ :‬طاعة الناس لهم‪.‬‬
‫خَرِة‬
‫لِ‬‫حياةِ الّدْنيا َو ِفي ا ْ‬ ‫شرى ِفي اْل َ‬ ‫سِلُموا َلُه »‪ «2‬ثم جزاهم فقال‪ُ:‬هُم اْلُب ْ‬ ‫ثم قال‪َ :‬و َأِنيُبوا ِإلى َرّبُكْم َو َأ ْ‬
‫»‪ «3‬و المام يبشرهم بقيام القائم و بظهوره‪ ،‬و بقتل أعدائهم‪ ،‬و بالنجاة في الخرة‪ ،‬و الورود على محمد )صلى‬
‫ال عليه و آله الصادقين( على الحوض«‪.‬‬
‫‪ -[3] /5212‬و عنه‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن عبد ال بن سنان‪ ،‬قال‪ :‬سئل أبو عبد‬
‫حَم‬
‫ن َر ِ‬
‫ل َم ْ‬
‫ن ِإ ّ‬
‫خَتِلِفي َ‬
‫ن ُم ْ‬
‫حَدًة َو ل َيزاُلو َ‬‫س ُأّمًة وا ِ‬ ‫ل الّنا َ‬ ‫جَع َ‬‫ك َل َ‬
‫ال )عليه السلم( عن قول ال تعالى‪َ :‬و َلْو شاَء َرّب َ‬
‫ك‪.‬‬
‫َرّب َ‬
‫فقال‪» :‬كانوا امة واحدة‪ ،‬فبعث ال النبيين ليتخذ عليهم الحجة«‪.‬‬
‫ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن الحسن الصفار‪،‬‬
‫عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن النضر بن سويد‪ ،‬عن عبد ال بن سنان‪ ،‬قال‪:‬‬
‫سئل أبو عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬مثله »‪.«4‬‬

‫‪ -[4] /5213‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن أحمد الشيباني )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن أبي عبد ال‬
‫الكوفي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا موسى بن عمران النخعي‪ ،‬عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي‪ ،‬عن علي بن سالم‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫س ِإ ّ‬
‫ل‬ ‫لْن َ‬
‫ن َو ا ِْ‬
‫جّ‬‫ت اْل ِ‬
‫خَلْق ُ‬
‫عن أبي بصير‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول ال عز و جل‪َ :‬و ما َ‬
‫ن »‪ «5‬قال‪» :‬خلقهم ليأمرهم بالعبادة«‪.‬‬ ‫ِلَيْعُبُدو ِ‬
‫خَلَقُهْم قال‪» :‬خلقهم ليفعلوا ما‬ ‫ك َ‬
‫ك َو ِلذِل َ‬
‫حَم َرّب َ‬‫ن َر ِ‬ ‫ل َم ْ‬
‫ن ِإ ّ‬
‫خَتِلِفي َ‬
‫ن ُم ْ‬
‫قال‪ :‬و سألته عن قوله عز و جل‪َ :‬و ل َيزاُلو َ‬
‫يستوجبون به رحمته فيرحمهم«‪.‬‬
‫‪ -[5] /5214‬علي بن إبراهيم‪ :‬عن أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬ل يزالون مختلفين‪ -‬في‬
‫خَلَقُهْم يعني أهل رحمة ل يختلفون في‬ ‫ك َ‬ ‫الدين‪ -‬إل من رحم ربك‪ ،‬يعني آل محمد و أتباعهم‪ ،‬يقول ال‪َ :‬و ِلذِل َ‬
‫الدين«‪.‬‬
‫‪ -[6] /5215‬العياشي‪ :‬عن عبد ال بن سنان‪ ،‬قال‪ :‬سئل أبو عبد ال )عليه السلم( عن قوله ال‪َ :‬و َلْو شاَء َرّب َ‬
‫ك‬
‫ك‪.‬‬
‫حَم َرّب َ‬
‫ن َر ِ‬
‫حَدًة‪ -‬إلى‪َ -‬م ْ‬
‫س ُأّمًة وا ِ‬
‫ل الّنا َ‬
‫جَع َ‬‫َل َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -3‬الكافي ‪.573 /379 :8‬‬
‫‪ -4‬علل الشرائع‪.10 /13 :‬‬
‫‪ -5‬تفسير القّمي ‪.338 :1‬‬
‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪.81 /164 :2‬‬
‫)‪ (1‬العراف ‪.157 :7‬‬
‫)‪ (2‬الزمر ‪.54 :39‬‬
‫)‪ (3‬يونس ‪.64 :10‬‬
‫)‪ (4‬علل الشرائع‪.2 /120 :‬‬
‫)‪ (5‬الذاريات ‪.56 :51‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪147 :‬‬
‫قال‪» :‬كانوا امة واحدة‪ ،‬فبعث ال النبيين ليتخذ عليهم الحجة«‪.‬‬
‫‪ -[7] /5216‬عن عبد ال بن غالب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن رجل‪ ،‬قال‪ :‬سألت علي بن الحسين )عليه السلم( عن قول ال‪:‬‬
‫ن قال‪» :‬عنى بذلك من خالفنا من هذه المة‪ ،‬و كلهم يخالف بعضهم بعضا في دينهم‪ ،‬و أما‬ ‫خَتِلِفي َ‬
‫ن ُم ْ‬ ‫َو ل َيزاُلو َ‬
‫خَلَقُهْم فأولئك أولياؤنا من المؤمنين‪ ،‬و لذلك خلقهم من الطينة الطيبة‪ ،‬أما تسمع‬ ‫ك َ‬ ‫ك َو ِلذِل َ‬ ‫حَم َرّب َ‬ ‫ن َر ِ‬ ‫ل َم ْ‬ ‫قوله‪ِ :‬إ ّ‬
‫ل »‪ -«1‬قال‪ -‬إيانا عنى و أولياءه‬ ‫ن ِمْنُهْم ِبا ِّ‬‫ن آَم َ‬‫ت َم ْ‬‫ن الّثَمرا ِ‬ ‫ق َأْهَلُه ِم َ‬‫ل هذا َبَلدًا آِمنًا َو اْرُز ْ‬ ‫جَع ْ‬‫با ْ‬ ‫لقول إبراهيم‪َ :‬ر ّ‬
‫ب الّناِر »‪ -«2‬قال‪ -‬عنى بذلك و ال من‬ ‫عذا ِ‬ ‫طّرُه ِإلى َ‬ ‫ضَ‬‫ل ُثّم َأ ْ‬ ‫ن َكَفَر َفُأَمّتُعُه َقِلي ً‬‫و شيعته و شيعة وصيه‪ ،‬قال‪َ :‬و َم ْ‬
‫جحد وصيه و لم يتبعه من أمته‪ ،‬و كذلك و ال حال هذه المة«‪.‬‬
‫ن َو‬‫جّ‬ ‫ت اْل ِ‬‫خَلْق ُ‬‫‪ -[8] /5217‬عن يعقوب بن سعيد‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سألته عن قول ال‪َ :‬و ما َ‬
‫ن »‪ «3‬قال‪» :‬خلقهم للعبادة«‪.‬‬ ‫ل ِلَيْعُبُدو ِ‬ ‫س ِإ ّ‬
‫لْن َ‬ ‫ا ِْ‬
‫خَلَقُهْم؟ فقال‪» :‬نزلت هذه بعد تلك«‪.‬‬ ‫ك َ‬ ‫ك َو ِلذِل َ‬‫حَم َرّب َ‬ ‫ن َر ِ‬ ‫ل َم ْ‬‫ن ِإ ّ‬‫خَتِلِفي َ‬
‫ن ُم ْ‬‫قال‪ :‬قلت‪ :‬و قوله‪َ :‬و ل َيزاُلو َ‬
‫ل َم ْ‬
‫ن‬ ‫ن ِإ ّ‬‫خَتِلِفي َ‬
‫ن ُم ْ‬ ‫‪ -[9] /5218‬عن سعيد بن المسيب‪ ،‬عن علي بن الحسين )عليه السلم( في قوله‪َ :‬و ل َيزاُلو َ‬
‫خَلَقُهْم‪.‬‬
‫ك َ‬ ‫ك َو ِلذِل َ‬ ‫حَم َرّب َ‬‫َر ِ‬
‫جَعلْ هذا َبَلدًا‬ ‫با ْ‬ ‫قال‪» :‬أولئك هم أولياؤنا من المؤمنين‪ ،‬و لذلك خلقهم من الطينة الطيبة أما تسمع لقول إبراهيم‪َ :‬ر ّ‬
‫ل »‪ -«4‬قال‪ -‬إيانا عنى بذلك و أولياءه و شيعته و شيعة وصيه َو‬ ‫ن ِمْنُهْم ِبا ِّ‬‫ن آَم َ‬ ‫ت َم ْ‬‫ن الّثَمرا ِ‬ ‫ق َأْهَلُه ِم َ‬‫آِمنًا َو اْرُز ْ‬
‫ب الّناِر »‪ «5‬عنى بذلك‪ -‬و ال‪ -‬من جحد وصيه و لم يتبعه من أمته‪ ،‬و‬ ‫عذا ِ‬ ‫طّرُه ِإلى َ‬ ‫ضَ‬ ‫ل ُثّم َأ ْ‬ ‫ن َكَفَر َفُأَمّتُعُه َقِلي ً‬‫َم ْ‬
‫كذلك و ال حال هذه المة«‪.‬‬
‫ن هم الذين‬ ‫جَمِعي َ‬ ‫س َأ ْ‬
‫جّنِة َو الّنا ِ‬
‫ن اْل ِ‬
‫جَهّنَم ِم َ‬‫ن َ‬ ‫لْملَ ّ‬ ‫ك َ‬‫ت َكِلَمُة َرّب َ‬ ‫‪ -[10] /5219‬علي بن إبراهيم‪ :‬قوله تعالى‪َ :‬و َتّم ْ‬
‫سبق الشقاء لهم‪ ،‬فحق عليهم القول أنهم للنار خلقوا‪ ،‬و هم الذين حقت عليهم كلمة ربك أنهم ل يؤمنون‪.‬‬
‫ك َو‬ ‫ت ِبهِ ُفؤاَد َ‬ ‫ل أي أخبارهم ما ُنَثّب ُ‬ ‫سِ‬‫ن َأْنباِء الّر ُ‬ ‫ك ِم ْ‬‫عَلْي َ‬
‫ص َ‬ ‫ل َنُق ّ‬ ‫قال علي بن إبراهيم‪ :‬ثم خاطب ال نبيه‪ ،‬فقال‪َ :‬و ُك ّ‬
‫ن ل ُيْؤِمُنو َ‬
‫ن‬ ‫ل ِلّلِذي َ‬
‫ق في القرآن‪ ،‬و هذه السورة من أخبار النبياء و هلك المم‪ .‬ثم قال‪َ :‬و ُق ْ‬ ‫حّ‬ ‫ك ِفي هِذِه اْل َ‬ ‫جاَء َ‬
‫جُع‬ ‫ض َو ِإَلْيِه ُيْر َ‬‫لْر ِ‬ ‫ت َو ا َْ‬ ‫سماوا ِ‬‫ب ال ّ‬‫غْي ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ن َو ِّ‬ ‫ظُرو َ‬ ‫ظُروا ِإّنا ُمْنَت ِ‬ ‫ن أي نعاقبكم َو اْنَت ِ‬ ‫على َمكاَنِتُكْم ِإّنا عاِمُلو َ‬ ‫عَمُلوا َ‬ ‫اْ‬
‫ن‪.‬‬‫عّما َتْعَمُلو َ‬ ‫ل َ‬ ‫ك ِبغاِف ٍ‬ ‫عَلْيِه َو ما َرّب َ‬ ‫ل َ‬ ‫عُبْدُه َو َتَوّك ْ‬‫لْمُر ُكّلُه َفا ْ‬ ‫ا َْ‬

‫__________________________________________________‬
‫‪ -7‬تفسير العّياشي ‪[.....] .82 /164 :2‬‬
‫‪ -8‬تفسير العّياشي ‪.83 /164 :2‬‬
‫‪ -9‬تفسير العّياشي ‪.84 /164 :2‬‬
‫‪ -10‬تفسير القّمي ‪.338 :1‬‬
‫)‪ (1‬البقرة ‪.126 :2‬‬
‫)‪ (2‬البقرة ‪.126 :2‬‬
‫)‪ (3‬الذاريات ‪.56 :51‬‬
‫)‪ (4‬البقرة ‪.126 :2‬‬
‫)‪ (5‬البقرة ‪.126 :2‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪148 :‬‬
‫باب في معنى التوكل‬
‫‪ -[1] /5220‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سعد بن عبد ال‪ ،‬عن أحمد بن أبي عبد ال‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬في‬
‫حديث مرفوع إلى النبي )صلى ال عليه و آله( قال‪» :‬جاء جبرئيل )عليه السلم( إلى النبي )صلى ال عليه و‬
‫آله(‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬إن ال تبارك و تعالى أرسلني إليك بهدية لم يعطها أحدا قبلك‪ ،‬قال رسول ال )صلى ال‬
‫عليه و آله(‪ :‬قلت‪ :‬و ما هي؟ قال‪:‬‬
‫الصبر‪ ،‬و أحسن منه‪ .‬قلت‪ :‬و ما هو؟ قال‪ :‬الرضا‪ ،‬و أحسن منه‪ .‬قلت‪ :‬و ما هو؟ قال‪ :‬الزهد‪ ،‬و أحسن منه‪ .‬قلت‪:‬‬
‫و ما هو؟ قال‪ :‬الخلص‪ ،‬و أحسن منه‪ .‬قلت‪ :‬و ما هو؟ قال‪ :‬اليقين‪ ،‬و أحسن منه‪ ،‬قلت‪ :‬و ما هو‪ ،‬يا جبرئيل؟‬
‫قال‪ :‬إن مدرجة »‪ «1‬ذلك التوكل على ال عز و جل فقلت‪ :‬و ما التوكل على ال عز و جل؟ فقال‪ :‬العلم بأن‬
‫المخلوق ل يضر و ل ينفع‪ ،‬و ل يعطي و ل يمنع‪ ،‬و استعمال اليأس من الخلق‪ ،‬فإذا كان العبد كذلك لم يعمل لحد‬
‫سوى ال‪ ،‬و لم يرج و لم يخف سوى ال‪ ،‬و لم يطمع في أحد سوى ال‪ ،‬فهذا هو التوكل‪.‬‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬يا جبرئيل‪ ،‬فما تفسير الصبر؟ قال‪ :‬تصبر في الضراء كما تصبر في السراء‪ ،‬و في الفاقة كما تصبر‬
‫في الغناء‪ ،‬و في البلء كما تصبر في العافية‪ ،‬و ل يشكو حاله عند المخلوق بما يصيبه من البلء‪.‬‬
‫قلت‪ :‬و ما تفسير القناعة؟ قال‪ :‬يقنع بما يصيبه من الدنيا‪ ،‬يقنع بالقليل و يشكر اليسير‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فما تفسير الرضا؟ فقال‪ :‬الرضا أن »‪ «2‬ل يسخط على سيده‪ ،‬أصاب من الدنيا أو لم يصب‪ ،‬و ل يرضى‬
‫لنفسه باليسير من العمل‪.‬‬
‫قلت‪ :‬يا جبرئيل‪ ،‬فما تفسير الزهد؟ قال‪ :‬الزاهد يحب من يحب خالقه‪ ،‬و يبغض من يبغض خالقه‪ ،‬و يتحرج من‬
‫حلل الدنيا و ل يلتفت إلى حرامها‪ ،‬فإن حللها حساب و حرامها عقاب‪ ،‬و يرحم جميع المسلمين كما يرحم نفسه‪،‬‬
‫و يتحرج من الكلم كما يتحرج من الميتة التي قد اشتد نتنها‪ ،‬و يتحرج عن حطام الدنيا و زينتها كما يجتنب النار‬
‫أن يغشاها »‪ «3‬و أن يقصر أمله و كأن بين عينيه أجله‪.‬‬
‫قلت‪ :‬يا جبرئيل‪ ،‬فما تفسير الخلص؟ قال‪ :‬المخلص الذي ل يسأل الناس شيئا حتى يجد‪ ،‬و إذا وجد رضي‪ ،‬و إذا‬
‫بقي عنده شيء أعطاه في ال‪ ،‬فإن من لم يسأل المخلوق فقد أقر ل عز و جل بالعبودية‪ ،‬و إذا وجد فرضي‪ ،‬فهو‬
‫عن ال راض‪ ،‬و ال تبارك و تعالى عنه راض‪ ،‬و إذا أعطى ل عز و جل فهو على حد الثقة بربه عز و جل‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فما تفسير اليقين؟ قال‪ :‬الموقن يعمل ل كأنه يراه‪ ،‬فإن لم يكن يرى ال فإن ال يراه‪ ،‬و أن يعلم يقينا أن ما‬
‫أصابه لم يكن ليخطئه‪ ،‬و إن ما أخطأه لم يكن ليصيبه‪ ،‬و هذا كله أغصان التوكل‪ ،‬و مدرجة الزهد«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬معاني الخبار‪.1 /260 :‬‬
‫)‪ (1‬المدرجة‪ :‬الطريق‪ ،‬و ممّر الشياء على الطريق‪.‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬قال الراضي‪.‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬تغشاه‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪149 :‬‬
‫المستدرك )سورة هود(‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪[116‬‬‫جِرِمي َ‬
‫ن َقْبِلُكْم‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و كاُنوا ُم ْ‬ ‫ن ِم ْ‬
‫ن اْلُقُرو ِ‬ ‫ن ِم َ‬ ‫َفَلْو ل كا َ‬
‫]‪ -[1‬فرات بن إبراهيم الكوفي في )تفسيره( معنعنا عن زيد بن علي )عليه السلم( في قوله تعالى‪َ :‬فَلْو ل كا َ‬
‫ن‬
‫ض إلى آخر الية‪ ،‬قال‪ :‬تخرج الطائفة منا‪ ،‬و مثلنا كمن‬ ‫لْر ِ‬ ‫ن اْلَفساِد ِفي ا َْ‬
‫عِ‬‫ن َ‬ ‫ن َقْبِلُكْم ُأوُلوا َبِقّيٍة َيْنَهْو َ‬
‫ن ِم ْ‬ ‫ن اْلُقُرو ِ‬
‫ِم َ‬
‫كان قبلنا من القرون‪ ،‬فمنهم من يقتل‪ ،‬و تبقى منهم بقية ليحيوا ذلك المر يوما ما‪.‬‬
‫]‪ -[2‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثني جعفر بن محمد الفزاري معنعنا عن زيد بن علي )عليه السلم(‪ ،‬في قوله‪َ :‬فَلْو ل كا َ‬
‫ن‬
‫ن َقْبِلُكْم قال‪ :‬نزلت هذه فينا‪.‬‬ ‫ن ِم ْ‬ ‫ن اْلُقُرو ِ‬
‫ِم َ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪[117‬‬ ‫حو َ‬ ‫صِل ُ‬
‫ظْلٍم َو َأْهُلها ُم ْ‬
‫ك اْلُقرى ِب ُ‬ ‫ك ِلُيْهِل َ‬‫ن َرّب َ‬ ‫َو ما كا َ‬
‫]‪ -[3‬الطبرسي في )مكارم الخلق(‪ ،‬في موعظة رسول ال )صلى ال عليه و آله( لبن مسعود قال‪ :‬قال له‪:‬‬
‫»يا ابن مسعود‪ :‬أنصف الناس من نفسك‪ ،‬و انصح المة و ارحمهم‪ ،‬فإذا كنت كذلك و غضب ال على أهل بلدة‬
‫ظْلٍم‬
‫ك اْلُقرى ِب ُ‬
‫ك ِلُيْهِل َ‬
‫ن َرّب َ‬
‫أنت فيها‪ ،‬و أراد أن ينزل عليهم العذاب‪ ،‬نظر إليك فرحمهم بك‪ ،‬يقول ال تعالى‪َ :‬و ما كا َ‬
‫ن«‪.‬‬ ‫حو َ‬ ‫صِل ُ‬
‫َو َأْهُلها ُم ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير فرات‪.63 :‬‬
‫‪ -2‬تفسير فرات‪[.....] .63 :‬‬
‫‪ -3‬مكارم الخلق‪.457 :‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪151 :‬‬
‫سورة يوسف‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪153 :‬‬

‫سورة يوسف فضلها‬


‫‪ -[1] /5221‬ابن بابويه‪ :‬بإسناده عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬من قرأ سورة يوسف‬
‫)عليه السلم( في كل يوم أو في كل ليلة‪ ،‬بعثه ال تعالى يوم القيامة و جماله مثل جمال يوسف )عليه السلم(‪ ،‬و‬
‫ل يصيبه فزع يوم القيامة‪ ،‬و كان من خيار عباد ال الصالحين«‪ .‬و قال‪» :‬إنها كانت في التوراة مكتوبة«‪.‬‬
‫‪ -[2] /5222‬العياشي‪ :‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪» :‬من قرأ سورة يوسف‬
‫)عليه السلم( في كل يوم أو في كل ليلة‪ ،‬بعثه ال يوم القيامة و جماله على جمال يوسف )عليه السلم(‪ ،‬و ل‬
‫يصيبه يوم القيامة ما يصيب الناس من الفزع‪ ،‬و كان جيرانه من عباد ال الصالحين«‪ .‬ثم قال‪» :‬إن يوسف كان‬
‫من عباد ال الصالحين و أومن في الدنيا أن يكون زانيا أو فحاشا«‪.‬‬
‫‪ -[3] /5223‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪» :‬قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬ل تنزلوا النساء بالغرف‪ ،‬و ل تعلموهن الكتابة‪ ،‬و ل‬
‫تعلموهن سورة يوسف »‪ ،«1‬و علموهن المغزل و سورة النور«‪.‬‬
‫‪ -[4] /5224‬و عنه‪ :‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن سهل بن زياد‪ ،‬عن علي بن أسباط‪ ،‬عن عمه يعقوب بن سالم‪،‬‬
‫رفعه‪ ،‬قال‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪» :‬ل تعلموا نساءكم سورة يوسف‪ ،‬و ل تقرئوهن إياها فإن فيها‬
‫الفتن‪،‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬ثواب العمال‪.106 :‬‬
‫‪ -2‬تفسير العّياشي ‪.1 /166 :2‬‬
‫‪ -3‬الكافي ‪.1 /516 :5‬‬
‫‪ -4‬الكافي ‪.2 /516 :5‬‬
‫ن سورة يوسف( ليس في المصدر‪.‬‬ ‫)‪) (1‬و ل تعلموه ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪154 :‬‬
‫و علموهن سورة النور فإن فيها المواعظ«‪.‬‬
‫‪) -[5] /5225‬مجمع البيان(‪ :‬عن رسول ال )صلى ال عليه و آله( أنه قال‪» :‬علموا أرقاءكم سورة يوسف‪ ،‬فإنه‬
‫أيما مسلم تلها و علمها أهله و ما ملكت يمينه‪ ،‬هون ال تعالى عليه سكرات الموت‪ ،‬و أعطاه من القوة أن ل‬
‫يحسده مسلم«‪.‬‬
‫‪ -[6] /5226‬و من )خواص القرآن( في سورة يوسف‪ :‬قال الصادق )عليه السلم(‪» :‬من كتبها و جعلها في منزله‬
‫ثلثة أيام و أخرجها منه إلى جدار من جدران من خارج البيت و دفنها »‪ «1‬لم يشعر إل و رسول السلطان يدعوه‬
‫إلى خدمته‪ ،‬و يصرفه إلى حوائجه بإذن ال تعالى‪ .‬و أحسن من هذا كله أن يكتبها و يشربها يسهل ال له الرزق‪،‬‬
‫و يجعل له الحظ بإذن ال تعالى«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -5‬مجمع البيان ‪.315 :5‬‬
‫‪ -6‬خواص القرآن‪» 3 :‬مخطوط«‪.‬‬
‫)‪) (1‬و دفنها( ليس في المصدر‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪155 :‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪[3 -1‬‬ ‫ن اْلغاِفِلي َ‬ ‫ن َقْبِلِه َلِم َ‬
‫ت ِم ْ‬
‫ن ُكْن َ‬‫ن‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و ِإ ْ‬ ‫ب اْلُمِبي ِ‬
‫ت اْلِكتا ِ‬‫ك آيا ُ‬ ‫حيِم الر ِتْل َ‬‫ن الّر ِ‬ ‫حم ِ‬ ‫ل الّر ْ‬ ‫سِم ا ِّ‬
‫ِب ْ‬
‫ن‪:‬‬
‫عَرِبّيا َلَعّلُكْم َتْعِقُلو َ‬
‫ن ِإّنا َأْنَزْلناُه ُقْرآنًا َ‬
‫ب اْلُمِبي ِ‬
‫ت اْلِكتا ِ‬‫ك آيا ُ‬ ‫‪ -[1] /5227‬علي بن إبراهيم‪ :‬في قوله تعالى‪ :‬الر ِتْل َ‬
‫ن َو ِإ ْ‬
‫ن‬ ‫ك هَذا اْلُقْرآ َ‬ ‫حْينا ِإَلْي َ‬
‫ص ِبما َأْو َ‬
‫ص ِ‬ ‫سنَ اْلَق َ‬ ‫حَ‬ ‫ك َأ ْ‬
‫عَلْي َ‬
‫ص َ‬
‫ن َنُق ّ‬ ‫حُ‬ ‫أي كي تعقلوا‪ .‬قال‪ :‬ثم خاطب ال نبيه‪ ،‬فقال‪َ :‬ن ْ‬
‫ن‪.‬‬
‫ن اْلغاِفِلي َ‬
‫ن َقْبِلِه َلِم َ‬
‫ت ِم ْ‬‫ُكْن َ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن‪ -‬إلى قوله تعالى‪-‬‬ ‫جِدي َ‬ ‫س َو اْلَقَمَر َرَأْيُتُهْم ِلي سا ِ‬ ‫شْم َ‬ ‫شَر َكْوَكبًا َو ال ّ‬ ‫عَ‬‫حَد َ‬‫ت َأ َ‬‫ت ِإّني َرَأْي ُ‬ ‫لِبيِه يا َأَب ِ‬
‫ف َِ‬ ‫س ُ‬ ‫ل ُيو ُ‬ ‫ِإْذ قا َ‬
‫ن ]‪ -[2] /5228 [33 -4‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا‬ ‫ن اْلجاِهِلي َ‬‫ن ِم َ‬‫ن َو َأُك ْ‬‫ب ِإَلْيِه ّ‬‫ص ُ‬‫َأ ْ‬
‫محمد بن أحمد‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن محمد‪ ،‬عمن حدثه‪ ،‬عن المنقري‪ ،‬عن عمرو بن شمر‪ ،‬عن إسماعيل السدي‪،‬‬
‫شَر‬‫عَ‬ ‫حَد َ‬ ‫ت َأ َ‬
‫عن عبد الرحمن بن سابط القرشي‪ ،‬عن جابر بن عبد ال النصاري‪ ،‬في قول ال عز و جل‪ِ :‬إّني َرَأْي ُ‬
‫ن‪.‬‬
‫جِدي َ‬
‫س َو اْلَقَمَر َرَأْيُتُهْم ِلي سا ِ‬ ‫شْم َ‬ ‫َكْوَكبًا َو ال ّ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القمي ‪.339 :1‬‬
‫‪ -2‬تفسير القمي ‪.339 :1‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪156 :‬‬
‫قال في تسمية النجوم‪ :‬هي الطارق و حوبان »‪ «1‬و الذيال »‪ «2‬و ذو الكتفين »‪ «3‬و وثاب و قابس و عمودان و‬
‫فليق »‪ «4‬و مصبح و الصرح و الفروع »‪ «5‬و الضياء و النور‪ -‬يعني الشمس و القمر‪ -‬و كل هذه النجوم‬
‫محيطة بالسماء‪.‬‬
‫‪ -[2] /5229‬قال‪ :‬و في رواية أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬تأويل هذه الرؤيا أنه سيملك‬
‫مصر‪ ،‬و يدخل عليه أبواه و إخوته‪ ،‬فأما الشمس فأم يوسف راحيل‪ ،‬و القمر يعقوب‪ ،‬و أما الحد عشر كوكبا‬
‫فإخوته‪ ،‬فلما دخلوا عليه سجدوا شكرا ل و حده حين نظروا إليه‪ ،‬و كان ذلك السجود ل«‪.‬‬
‫‪ -[3] /5230‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل )رضي ال عنه( قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن جعفر‬
‫الحميري‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن الحسن بن محبوب‪ ،‬عن مالك بن عطية‪ ،‬عن الثمالي‪ ،‬قال‪ :‬صليت‬
‫مع علي بن الحسين )عليهما السلم( الفجر بالمدينة يوم جمعة‪ ،‬فلما فرغ من صلته و سبحته »‪ ،«6‬نهض إلى‬
‫منزله و أنا معه‪ ،‬فدعا مولة له تسمى سكينة‪ ،‬فقال لها‪» :‬ل يعبر على بابي سائل إل أطعمتموه فإن اليوم يوم‬
‫الجمعة«‪.‬‬
‫قلت له‪ :‬ليس كل من يسأل مستحقا؟ فقال‪» :‬يا ثابت‪ ،‬أخاف أن يكون بعض من يسألنا محقا فل نطعمه و نرده‪،‬‬
‫فينزل بنا‪ -‬أهل البيت‪ -‬ما نزل بيعقوب و آله‪ ،‬أطعموهم أطعموهم‪.‬‬
‫إن يعقوب كان يذبح كل يوم كبشا فيتصدق منه‪ ،‬و يأكل هو و عياله منه‪ ،‬و إن سائل مؤمنا صواما محقا‪ ،‬له عند‬
‫ال منزلة‪ ،‬و كان مجتازا غريبا اعتر »‪ «7‬على باب يعقوب عشية جمعة عند أوان إفطاره يهتف على بابه‪:‬‬
‫أطعموا السائل المجتاز الغريب الجائع من فضل طعامكم‪ .‬يهتف بذلك على بابه مرارا‪ ،‬و هم يسمعونه و قد جهلوا‬
‫حقه‪ ،‬و لم يصدقوا قوله‪ ،‬فلما أيس أن يطعموه و غشيه الليل استرجع و استعبر و شكا جوعه إلى ال عز و جل‪ ،‬و‬
‫بات طاويا‪ ،‬و أصبح صائما جائعا صابرا حامدا ل تعالى و بات يعقوب و آل يعقوب شباعا بطانا‪ ،‬و أصبحوا و‬
‫عندهم فضل من طعامهم«‪.‬‬
‫قال‪» :‬فأوحى ال عز و جل إلى يعقوب في صبيحة تلك الليلة‪ :‬لقد أذللت‪ -‬يا يعقوب‪ -‬عبدي ذلة استجررت بها‬
‫غضبي‪ ،‬و استوجبت بها أدبي‪ ،‬و نزول عقوبتي و بلواي عليك و على ولدك‪ .‬يا يعقوب‪ ،‬إن أحب أنبيائي إلي و‬
‫أكرمهم علي من رحم مساكين عبادي‪ ،‬و قربهم إليه‪ ،‬و أطعمهم‪ ،‬و كان له مأوى و ملجأ‪ .‬يا يعقوب‪ ،‬أما رحمت‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.339 :1‬‬
‫‪ -3‬علل الشرائع‪.1 /45 :‬‬
‫)‪ (1‬في »س«‪» ،‬ط«‪ :‬و خربان‪[.....] .‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر نسخة بدل‪ :‬الدبال‪.‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر نسخة بدل‪ :‬ذو الكنفين‪.‬‬
‫)‪ (4‬في المصدر نسخة بدل‪ :‬فيلق‪.‬‬
‫)‪ (5‬في المصدر نسخة بدل‪ :‬القروع‪ .‬و يأتي ذكرها في الحديث )‪ (13‬مع بعض الختلف‪.‬‬
‫)‪ (6‬السبحة‪ :‬النافلة‪» .‬مجمع البحرين‪ -‬سبح‪ «370 :2 -‬و في »ط«‪ :‬و تسبيحه‪.‬‬
‫)‪ (7‬اعّتر‪ :‬تعّرض للسؤال‪» .‬مفردات ألفاظ القرآن‪ -‬عّر‪.«328 :-‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪157 :‬‬
‫ذميال عبدي‪ ،‬المجتهد في عبادته‪ ،‬القانع باليسير من ظاهر »‪ «1‬الدنيا‪ ،‬عشاء أمس‪ ،‬لما اعتر »‪ «2‬ببابك عند‬
‫أوان إفطاره‪ ،‬و هتف بكم‪ :‬أطعموا السائل الغريب المجتاز القانع‪ .‬فلم تطعموه شيئا‪ ،‬فاسترجع و استعبر و شكا ما‬
‫به إلي‪ ،‬و بات طاويا‪ ،‬حامدا لي‪ ،‬و أصبح لي صائما‪ ،‬و أنت‪ -‬يا يعقوب‪ -‬و ولدك شباع‪ ،‬و أصبحت و عندكم‬
‫فضل من طعامكم‪.‬‬
‫أو ما علمت‪ -‬يا يعقوب‪ -‬أن العقوبة و البلوى إلى أوليائي أسرع منها إلى أعدائي؟ و ذلك حسن النظر مني‬
‫لوليائي‪ ،‬و استدراج مني لعدائي‪ ،‬أما و عزتي لنزلن بك بلواي‪ ،‬و لجعلنك و ولدك غرضا لمصابي‪ ،‬و‬
‫لؤدبنك بعقوبتي‪ ،‬فاستعدوا لبلواي‪ ،‬و ارضوا بقضائي‪ ،‬و اصبروا للمصائب«‪.‬‬
‫فقلت لعلي بن الحسين )عليه السلم(‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬متى رأى يوسف الرؤيا؟ فقال‪» :‬في تلك الليلة التي بات فيها‬
‫يعقوب و آل يعقوب شباعا‪ ،‬و بات فيها ذميال طاويا جائعا‪ ،‬فلما رأى يوسف الرؤيا و أصبح يقصها على أبيه‬
‫يعقوب‪ ،‬فاغتم يعقوب لما سمع من يوسف و بقي مغتما‪ ،‬فأوحى ال عز و جل إليه‪ :‬أن استعد للبلء‪ .‬فقال يعقوب‬
‫ليوسف‪ :‬ل تقصص رؤياك على إخوتك فإني أخاف أن يكيدوا لك كيدا‪ ،‬فلم يكتم يوسف رؤياه و قصها على‬
‫إخوته«‪.‬‬
‫قال‪ :‬علي بن الحسين )عليه السلم(‪» :‬و كانت أول بلوى نزلت بيعقوب و آل يعقوب الحسد ليوسف لما سمعوا‬
‫منه الرؤيا‪ -‬قال‪ -‬فاشتدت رقة يعقوب على يوسف‪ ،‬و خاف أن يكون ما أوحى ال عز و جل إليه من الستعداد‬
‫للبلء هو في يوسف خاصة‪ ،‬فاشتدت رقته عليه من بين ولده‪ ،‬فلما رأى إخوة يوسف ما يصنع يعقوب بيوسف و‬
‫خوُه‬‫ف َو َأ ُ‬ ‫س ُ‬ ‫تكرمته إياه و إيثاره إياه عليهم‪ ،‬اشتد ذلك عليهم و بدأ البلء منهم »‪ «3‬فتآمروا فيما بينهم و قالوا‪َ :‬لُيو ُ‬
‫جُه َأِبيُكْم َو‬
‫ل َلُكْم َو ْ‬
‫خُ‬ ‫حوهُ َأْرضًا َي ْ‬ ‫طَر ُ‬‫ف َأِو ا ْ‬
‫س َ‬ ‫ن اْقُتُلوا ُيو ُ‬
‫ل ُمِبي ٍ‬
‫ضل ٍ‬ ‫ن َأبانا َلِفي َ‬ ‫صَبٌة ِإ ّ‬
‫ع ْ‬‫ن ُ‬ ‫حُ‬
‫ب ِإلى َأِبينا ِمّنا َو َن ْ‬
‫ح ّ‬‫َأ َ‬
‫حو َ‬
‫ن‬ ‫ف َو ِإّنا َلُه َلناصِ ُ‬‫س َ‬ ‫على ُيو ُ‬ ‫ك ل َتْأَمّنا َ‬ ‫ن أي تتوبون‪ ،‬فعند ذلك قالوا‪ :‬يا َأبانا ما َل َ‬ ‫حي َ‬
‫ن َبْعِدِه َقْومًا صاِل ِ‬‫َتُكوُنوا ِم ْ‬
‫عْنُه غاِفُلو َ‬
‫ن‬ ‫ب َو َأْنُتْم َ‬‫ن َيْأُكَلُه الّذْئ ُ‬
‫ف َأ ْ‬
‫ن َتْذَهُبوا ِبِه َو َأخا ُ‬ ‫حُزُنِني َأ ْ‬
‫غدًا َيْرَتْع الية‪ .‬فقال يعقوب‪ِ :‬إّني َلَي ْ‬ ‫سْلُه َمَعنا َ‬‫َأْر ِ‬
‫فانتزعه حذرا عليه من أن تكون البلوى من ال عز و جل على يعقوب في يوسف خاصة لموقعه من قلبه و حبه‬
‫له«‪.‬‬
‫قال‪» :‬فغلبت قدرة ال و قضاؤه و نافذ أمره في يعقوب و يوسف و إخوته‪ ،‬فلم يقدر يعقوب على دفع البلء عن‬
‫نفسه‪ ،‬و ل عن يوسف و ولده‪ ،‬فدفعه إليهم و هو لذلك كاره متوقع للبلوى من ال في يوسف‪ ،‬فلما خرجوا من‬
‫منزلهم لحقهم مسرعا فانتزعه من أيديهم و ضمه إليه و اعتنقه و بكى و دفعه إليهم‪ ،‬فانطلقوا به مسرعين مخافة‬
‫أن يأخذه منهم و ل يدفعه إليهم‪ ،‬فلما أمعنوا »‪ «4‬به أتوا به غيضة »‪ «5‬أشجار‪ ،‬فقالوا‪ :‬نذبحه و نلقيه تحت هذه‬
‫الشجرة‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬في »س«‪ :‬طاهر‪.‬‬
‫)‪ (2‬في »ط«‪ :‬عبر‪.‬‬
‫)‪ (3‬في »ط« و المصدر‪ :‬فيهم‪.‬‬
‫)‪ (4‬أمعن‪ :‬أبعد‪» .‬لسان العرب‪ -‬معن‪.«409 :13 -‬‬
‫)‪ (5‬الغيضة‪ :‬مغيض ماء يجتمع فينبت فيه الشجر‪» .‬لسان العرب‪ -‬غيض‪.«202 :7 -‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪158 :‬‬
‫ن ُكْنُتْم‬
‫سّياَرِة ِإ ْ‬
‫ض ال ّ‬
‫طُه َبْع ُ‬ ‫ب َيْلَتِق ْ‬
‫ج ّ‬‫ت اْل ُ‬
‫غياَب ِ‬
‫ف و لكن َأْلُقوُه ِفي َ‬ ‫س َ‬ ‫فيأكله الذئب الليلة‪ .‬فقال كبيرهم‪ :‬ل َتْقُتُلوا ُيو ُ‬
‫ن فانطلقوا به إلى الجب فألقوه فيه‪ ،‬و هم يظنون أنه يغرق فيه‪ ،‬فلما صار في قعر الجب ناداهم‪ :‬يا ولد‬ ‫عِلي َ‬
‫فا ِ‬
‫رومين‪ ،‬أقرئوا يعقوب مني السلم‪ .‬فلما سمعوا كلمه قال بعضهم لبعض‪ :‬ل تزولوا من هنا حتى تعلموا أنه قد‬
‫مات‪.‬‬
‫عْنَد‬
‫سفَ ِ‬ ‫ق َو َتَرْكنا ُيو ُ‬ ‫سَتِب ُ‬
‫ن قاُلوا يا َأبانا ِإّنا َذَهْبنا َن ْ‬
‫عشاًء َيْبُكو َ‬‫فلم يزالوا بحضرته حتى أيسوا »‪َ «1‬و جاُؤ َأباُهْم ِ‬
‫ب فلما سمع مقالتهم استرجع و استعبر‪ ،‬و ذكر ما أوحى ال عز و جل إليه من الستعداد للبلء‪،‬‬ ‫عنا َفَأَكَلُه الّذْئ ُ‬‫َمتا ِ‬
‫سُكْم َأْمرًا و ما كان ال ليطعم لحم يوسف الذئب من قبل أن‬ ‫ت َلُكْم َأْنُف ُ‬
‫سّوَل ْ‬
‫ل َ‬ ‫فصبر و أذعن للبلوى‪ ،‬و قال لهم‪َ :‬ب ْ‬
‫أرى تأويل رؤياه الصادقة«‪.‬‬
‫قال أبو حمزة‪ :‬ثم انقطع حديث علي بن الحسين )عليه السلم( عند هذا‪.‬‬
‫‪ -[4] /5231‬الشيخ عمر بن إبراهيم الوسي »‪ ،«2‬قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه و آله( لجبرئيل )عليه‬
‫السلم(‪» :‬أنت مع قوتك هل أعييت قط؟« يعني أصابك تعب و مشقة‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪ -‬يا محمد‪ -‬ثلث مرات‪ :‬يوم ألقي‬
‫إبراهيم في النار‪ ،‬أوحى ال إلي‪ ،‬أن أدركه‪ ،‬فوعزتي و جللي لئن سبقك إلى النار لمحون اسمك من ديوان‬
‫الملئكة‪ .‬فنزلت إليه بسرعة و أدركته بين النار و الهواء‪ ،‬فقلت‪ :‬يا إبراهيم‪ ،‬هل لك حاجة؟ قال‪ :‬إلى ال فنعم‪ ،‬و‬
‫أما إليك فل‪.‬‬
‫و الثانية‪ :‬حين امر إبراهيم بذبح ولده إسماعيل‪ ،‬أوحى ال إلي‪ :‬أن أدركه‪ ،‬فوعزتي و جللي لئن سبقك السكين‬
‫إلى حلقه لمحون اسمك من ديوان الملئكة‪ .‬فنزلت بسرعة حتى حولت السكين و قلبتها في يده و أتيته بالفداء‪.‬‬
‫و الثالثة‪ :‬حين رمي يوسف في الجب‪ ،‬فأوحى ال تعالى إلي‪ :‬يا جبرئيل‪ ،‬أدركه‪ ،‬فو عزتي و جللي إن سبقك إلى‬
‫قعر الجب لمحون اسمك من ديوان الملئكة‪ .‬فنزلت إليه بسرعة و أدركته إلى الفضاء‪ ،‬و رفعته إلى الصخرة‬
‫التي كانت في قعر الجب‪ ،‬و أنزلته عليها سالما فعييت‪ ،‬و كان الجب مأوى الحيات و الفاعي‪ ،‬فلما حست به‪،‬‬
‫قالت كل واحدة لصاحبتها‪ :‬إياك أن تتحركي‪ ،‬فإن نبيا كريما نزل بنا و حل بساحتنا‪ ،‬فلم تخرج واحدة من وكرها‬
‫إل الفاعي فإنها خرجت و أرادت لدغه فصحت بهن صيحة صمت آذانهن إلى يوم القيامة‪.‬‬
‫قال ابن عباس‪ :‬لما استقر يوسف )عليه السلم( في قعر الجب سالما و اطمأن من المؤذيات‪ ،‬جعل ينادي إخوته‪:‬‬
‫»إن لكل ميت وصية‪ ،‬و وصيتي إليكم إذا رجعتم فاذكروا وحدتي‪ ،‬و إذا أمنتم فاذكروا وحشتي‪ ،‬و إذا طعمتم‬
‫فاذكروا جوعتي‪ ،‬و إذا شربتم فاذكروا عطشي‪ ،‬و إذا رأيتم شابا فاذكروا شبابي«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪...... -4‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬أمسوا‪.‬‬
‫)‪ (2‬و هو عمر بن إبراهيم النصاري الوسي المالكي المتوّفى نحو سنة )‪ 751‬ه(‪ ،‬له كتاب )زهر الكمال( في‬
‫ل مجلس يبدأ بخطبة و أشار و حكايات و‬ ‫سلم(‪ ،‬مرّتب على سبعة عشر مجلسا و ك ّ‬ ‫صة يوسف )عليه الصلة ال ّ‬ ‫ق ّ‬
‫ل(‪ .‬كشف الظنون ‪ ،961 :2‬هدية العارفين ‪ ،796 :5‬رياض العلماء‬ ‫أخبار‪ ،‬و نقل عنه السيد البحراني )رحمه ا ّ‬
‫‪ ،299 :4‬الذريعة ‪ 71 :12‬و فيه‪» :‬زهر الكلم«‪[.....] .‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪159 :‬‬
‫فقال له جبرئيل )عليه السلم(‪ :‬يا يوسف‪ ،‬أمسك عن هذا‪ ،‬و اشتغل بالدعاء‪ ،‬و قل‪ :‬يا كاشف كل كربة‪ ،‬و يا‬
‫مجيب كل دعوة‪ ،‬و يا جابر كل كسير‪ ،‬و يا حاضر كل بلوى‪ ،‬و يا مؤنس كل وحيد‪ ،‬و يا صاحب كل غريب‪ ،‬و يا‬
‫شاهد كل نجوى‪ ،‬أسألك بحق ل إله إل أنت أن تجعل لي من أمري فرجا و مخرجا‪ ،‬و أن تجعل في قلبي حبك‬
‫حتى ل يكون لي هم و شغل سواك‪ ،‬برحمتك يا أرحم الراحمين‪.‬‬
‫فقالت الملئكة‪ :‬يا ربنا‪ ،‬نسمع صوتا و دعاء‪ ،‬أما الصوت فصوت نبي‪ ،‬و أما الدعاء فدعاء نبي‪ ،‬فأوحى ال تعالى‬
‫إليهم‪ :‬هو نبيي يوسف‪ ،‬و أوحى تعالى إلى جبرئيل‪ :‬أن اهبط على يوسف‪ ،‬و قل له‪َ :‬لُتَنّبَئّنُهْم ِبَأْمِرِهْم هذا َو ُهْم ل‬
‫ن‪.‬‬‫شُعُرو َ‬ ‫َي ْ‬
‫و سئل ابن عباس عن الموثق الذي أخذه يعقوب على أولده‪ .‬فقال‪ :‬قال لهم‪» :‬معشر أولدي‪ ،‬إن جئتموني بولدي‬
‫و إل فأنتم براء من النبي المي الذي يكون في آخر الزمان‪ ،‬له أمة يهدون بالحق و به يعدلون‪ ،‬أهل كلمة عظيمة‪،‬‬
‫أعظم من السماوات و الرض‪ ،‬ل إله إل ال‪ ،‬محمد رسول ال‪ ،‬علي ولي ال‪ ،‬صاحب الناقة و القضيب‪ ،‬الذي‬
‫سماه ال حبيب‪ ،‬ذو الوجه القمر‪ ،‬و الجبين الزهر‪ ،‬و الحوض و الكوثر‪ ،‬و المقام المشهود‪ ،‬له ابن عم يسمى‬
‫حيدرة‪ ،‬زوج ابنته‪ ،‬و خليفته على قومه‪ ،‬علي بن أبي طالب‪ ،‬تأتونه و هو معرض عنكم بوجهه يوم القيامة‪ ،‬إن‬
‫خْيٌر‬
‫ل َ‬‫ن »‪ ««1‬قالوا‪ :‬نعم‪َ :‬فا ُّ‬ ‫حِمي َ‬
‫حُم الّرا ِ‬ ‫خْيٌر حاِفظًا َو ُهَو أَْر َ‬ ‫ل َ‬ ‫خنتموني في ولدي«‪ .‬قالوا‪ :‬نعم قال‪ :‬يعقوب‪َ :‬فا ُّ‬
‫ن‪.‬‬‫حِمي َ‬‫حُم الّرا ِ‬ ‫حاِفظًا َو ُهَو َأْر َ‬
‫و سئل ابن عباس‪ :‬بم عرفوا يوسف‪ ،‬يعني إخوته؟ قال‪ :‬كانت له علمة بقرنه‪ ،‬و ليعقوب مثلها و لسحاق و‬
‫لسارة‪ ،‬و هي شامة‪ ،‬قد جاء فرفع التاج من رأسه و فيه رائحة المسك فشموها فعرفوه‪.‬‬
‫‪ -[5] /5232‬نرجع إلى رواية أبي حمزة »‪ «2‬عن علي بن الحسين )عليه السلم(‪ :‬قال أبو حمزة‪ :‬فلما كان من‬
‫الغد غدوت عليه‪ ،‬فقلت له‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬إنك حدثتني أمس بحديث يعقوب و ولده ثم قطعته‪ ،‬فما كان من قصة‬
‫إخوة يوسف و قصة يوسف بعد ذلك؟ فقال‪» :‬إنهم لما أصبحوا‪ ،‬قالوا‪ :‬انطلقوا بنا حتى ننظر ما حال يوسف‪ ،‬أمات‬
‫أم هو حي؟ فلما انتهوا إلى الجب وجدوا بحضرة الجب سيارة‪ ،‬و قد أرسلوا واردهم فأدلى دلوه‪ ،‬فمل جذب دلوه‬
‫غلٌم فلما أخرجوه أقبل إليهم إخوة يوسف‪ ،‬فقالوا‪ :‬هذا‬ ‫شرى هذا ُ‬ ‫فإذا هو غلم متعلق بدلوه‪ ،‬فقال لصحابه يا ُب ْ‬
‫عبدنا سقط منا أمس في هذا الجب‪ ،‬و جئنا اليوم لنخرجه فانتزعوه من أيديهم‪ ،‬و تنحوا به ناحية‪ ،‬فقالوا‪ :‬إما أن‬
‫تقر لنا أنك عبد لنا فنبيعك على بعض هذه السيارة أن تقتلك؟ فقال لهم يوسف‪ :‬ل تقتلوني و اصنعوا ما شئتم‪.‬‬
‫فأقبلوا به إلى السيارة‪ ،‬فقالوا‪ :‬من منك يشتري منا هذا العبد فاشتراه رجل منهم بعشرين درهما‪ ،‬و كان إخوته فيه‬
‫من الزاهدين‪ ،‬و سار به الذي اشتراه من البدو حتى أدخله مصر‪ ،‬فباعه الذي اشتراه من البدو من ملك مصر‪ ،‬و‬
‫خَذهُ َوَلدًا«‪.‬‬‫ن َيْنَفَعنا َأْو َنّت ِ‬
‫عسى َأ ْ‬ ‫لْمَرَأِتِه َأْكِرِمي َمْثواهُ َ‬ ‫صَر ِ‬ ‫ن ِم ْ‬ ‫شَتراُه ِم ْ‬ ‫ل اّلِذي ا ْ‬ ‫ذلك قول ال عز و جل‪َ :‬و قا َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -5‬علل الشرائع‪.1 /48 :‬‬
‫)‪ (1‬يوسف ‪.64 :12‬‬
‫)‪ (2‬المتقدمة في الحديث )‪ (3‬من تفسير هذه اليات‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪160 :‬‬
‫قال أبو حمزة‪ :‬فقلت لعلي بن الحسين )عليه السلم(‪ :‬ابن كم كان يوسف يوم ألقوه في الجب؟ فقال‪ :‬كان ابن تسع‬
‫سنين«‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬كم كان بين منزل يعقوب يومئذ و بين مصر؟ فقال‪» :‬مسيرة اثني عشر يوما«‪.‬‬
‫قال‪» :‬و كان يوسف من أجمل أهل زمانه‪ ،‬فلما راهق يوسف راودته امرأة الملك عن نفسه‪ ،‬فقال لها‪ :‬معاذ ال‪ ،‬إنا‬
‫من أهل بيت ل يزنون‪ ،‬فغلقت البواب عليها و عليه‪ ،‬و قالت‪ :‬ل تخف‪ .‬و ألقت نفسها عليه‪ ،‬فأفلت منها هاربا إلى‬
‫سّيَدها َلَدى اْلبا ِ‬
‫ب‬ ‫الباب ففتحه فلحقته‪ ،‬فجذبت قميصه من خلفه فأخرجته منه‪ ،‬فأفلت يوسف منها في ثيابه َو َأْلَفيا َ‬
‫ب َأِليٌم‪ -‬قال‪ -‬فهم الملك بيوسف ليعذبه‪ ،‬فقال له يوسف‪ :‬و‬ ‫عذا ٌ‬ ‫ن َأْو َ‬ ‫جَ‬ ‫سَ‬ ‫ن ُي ْ‬
‫ل َأ ْ‬‫سوءًا ِإ ّ‬ ‫ك ُ‬ ‫ن َأراَد ِبَأْهِل َ‬ ‫جزاُء َم ْ‬ ‫ت ما َ‬ ‫قاَل ْ‬
‫اله يعقوب‪ ،‬ما أردت بأهلك سوءا‪ ،‬بل هي راودتني عن نفسي‪ ،‬فسل هذا الصبي‪ :‬أينا راود صاحبه عن نفسه؟‪-‬‬
‫قال‪ -‬و كان عندها من أهلها صبي زائر لها‪ .‬فأنطق ال الصبي لفصل القضاء‪ ،‬فقال‪ :‬أيها الملك انظر إلى قميص‬
‫يوسف‪ ،‬فإن كان مقدودا من قدامه فهو الذي راودها‪ ،‬و إن كان مقدودا من خلفه فهي التي راودته‪.‬‬
‫فلما سمع الملك كلم الصبي و ما اقتصه‪ ،‬أفزعه ذلك فزعا شديدا‪ ،‬فجيء بالقميص فنظر إليه‪ ،‬فلما رآه مقدودا من‬
‫ن هذا و ل يسمعه منك أحد‪ ،‬و اكتمه‪-‬‬ ‫عْ‬ ‫ض َ‬ ‫عِر ْ‬ ‫ظيٌم و قال ليوسف‪َ :‬أ ْ‬ ‫عِ‬ ‫ن َ‬‫ن َكْيَدُك ّ‬‫ن ِإ ّ‬ ‫ن َكْيِدُك ّ‬ ‫خلفه‪ ،‬قال لها‪ِ :‬إّنُه ِم ْ‬
‫سِه فبلغها‬ ‫ن َنْف ِ‬‫عْ‬ ‫ت اْلَعِزيِز ُتراِوُد َفتاها َ‬ ‫قال‪ -‬فلم يكتمه يوسف‪ ،‬و أذاعه في المدينة حتى قالت نسوة منهن‪ :‬اْمَرَأ ُ‬
‫ذلك‪ ،‬فأرسلت إليهن‪ ،‬و هيأت لهن طعاما و مجلسا‪ ،‬ثم أتتهن بأترج و أتت كل واحدة منهن سكينا‪ ،‬ثم قالت‬
‫ن ما قلن‪ ،‬فقالت لهن‪:‬‬ ‫ن َو ُقْل َ‬‫ن َأْيِدَيُه ّ‬‫طْع َ‬‫ن َفَلّما َرَأْيَنُه َأْكَبْرَنُه َو َق ّ‬ ‫عَلْيِه ّ‬
‫ج َ‬ ‫خُر ْ‬‫ليوسف‪ :‬ا ْ‬
‫ن اّلِذي ُلْمُتّنِني ِفيِه يعني في حبه‪ .‬و خرجت النسوة من عندها‪ ،‬فأرسلت كل واحدة منهن إلى يوسف سرا من‬ ‫َفذِلُك ّ‬
‫ن فصرف ال‬ ‫ن اْلجاِهِلي َ‬ ‫ن ِم َ‬‫ن َو َأُك ْ‬‫ب ِإَلْيِه ّ‬
‫ص ُ‬‫ن َأ ْ‬ ‫عّني َكْيَدُه ّ‬ ‫ف َ‬‫صِر ْ‬ ‫ل َت ْ‬ ‫صاحبتها تسأله الزيارة فأبى عليهن‪ ،‬و قال‪ِ :‬إ ّ‬
‫عنه كيدهن‪ .‬فلما شاع أمر يوسف و امرأة العزيز و النسوة في مصر‪ ،‬بدا للملك بعد ما سمع قول الصبي ليسجنن‬
‫يوسف‪ ،‬فسجنه في السجن‪ ،‬و دخل السجن مع يوسف فتيان‪ ،‬و كان من قصتهما و قصة يوسف ما قصه ال في‬
‫الكتاب«‪.‬‬
‫قال أبو حمزة‪ :‬ثم انقطع حديث علي بن الحسين )عليه السلم(‪.‬‬
‫‪ -[6] /5233‬و روى ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬روي في خبر عن الصادق )عليه السلم( أنه قال‪» :‬دخل يوسف السجن و‬
‫هو ابن اثنتي عشرة سنة‪ ،‬و مكث فيه ثماني عشرة سنة‪ ،‬و مكث بعد خروجه ثمانين سنة فذلك مائة و عشر‬
‫سنين«‪.‬‬
‫‪ -[7] /5234‬العياشي‪ :‬عن مسعدة بن صدقة‪ ،‬قال‪ :‬قال جعفر بن محمد )عليهما السلم(‪» :‬قال والدي )عليه‬
‫السلم(‪ :‬و ال إني لصانع بعض ولدي‪ ،‬و أجلسه على فخذي‪ ،‬و اكثر له المحبة‪ ،‬و اكثر له الشكر‪ ،‬و إن الحق‬
‫لغيره من ولدي‪ ،‬و لكن‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -6‬أمالي الصدوق‪ 208 :‬ذيل الحديث )‪.(7‬‬
‫‪ -7‬تفسير العّياشي ‪.2 /166 :2‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪161 :‬‬

‫مخافة »‪ «1‬عليه من غيره‪ ،‬لئل يصنعوا به ما فعل بيوسف و إخوته‪ ،‬و ما أنزل ال سورة يوسف إل أمثال لكي‬
‫ل يحسد بعضنا بعضا كما حسد يوسف إخوته و بغوا عليه‪ ،‬فجعلها رحمة على من تولنا و دان بحبنا و جحد‬
‫أعداءنا‪ ،‬و حجة على من نصب لنا الحرب و العداوة«‪.‬‬
‫‪ -[8] /5235‬عن زرارة‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬النبياء على خمسة أنواع‪ :‬منهم من يسمع الصوت‬
‫مثل صوت السلسلة فيعلم ما عني به‪ ،‬و منهم من ينبأ في منامه مثل يوسف و إبراهيم‪ ،‬و منهم من يعاين‪ ،‬و منهم‬
‫من ينكت في قلبه‪ ،‬و يوقر »‪ «2‬في اذنه«‪.‬‬
‫‪ -[9] /5236‬عن أبي خديجة‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬إنما ابتلي يعقوب بيوسف أنه ذبح‬
‫كبشا سمينا‪ ،‬و رجل من أصحابه يدعى )بقوم( »‪ «3‬محتاج لم يجد ما يفطر عليه‪ ،‬فأغفله و لم يطعمه‪ ،‬فابتلي‬
‫بيوسف‪ ،‬و كان بعد ذلك كل صباح مناديه ينادي‪ :‬من لم يكن صائما فليشهد غداء يعقوب‪ .‬فإذا كان المساء نادى‪:‬‬
‫من كان صائما فليشهد عشاء يعقوب«‪.‬‬
‫‪ -[10] /5237‬عن أبي حمزة الثمالي‪ ،‬قال‪ :‬صليت مع علي بن الحسين )صلوات ال عليه( الفجر بالمدينة في يوم‬
‫جمعة‪ ،‬فدعا مولة له يقال لها‪ :‬سكينة‪ ،‬و قال لها‪» :‬ل يقفن علي بابي اليوم سائل إل أعطيتموه‪ ،‬فإن اليوم‬
‫الجمعة«‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬ليس كل من يسأل محق‪ ،‬جعلت فداك؟ فقال‪» :‬يا ثابت‪ ،‬أخاف أن يكون بعض من يسألنا محقا فل نطعمه و‬
‫نرده‪ ،‬فينزل بنا أهل البيت ما نزل بيعقوب و آله‪ ،‬أطعموهم‪ ،‬أطعموهم«‪.‬‬
‫ثم قال‪» :‬إن يعقوب كان كل يوم يذبح كبشا يتصدق منه و يأكل هو و عياله‪ ،‬و إن سائل مؤمنا صواما قواما‪ ،‬له‬
‫عند ال منزلة‪ ،‬مجتازا غريبا اعتر بباب يعقوب عشية جمعة‪ ،‬عند أوان إفطاره‪ ،‬فهتف ببابه‪ :‬أطعموا السائل‬
‫المجتاز الغريب الجائع من فضل طعامكم‪ .‬يهتف بذلك على بابه مرارا و هم يسمعونه‪ ،‬جهلوا حقه و لم يصدقوا‬
‫قوله‪ .‬فلما أيس منهم أن يطعم و تغشاه الليل استرجع و استعبر و شكا جوعه إلى ال‪ ،‬و بات طاويا‪ ،‬و أصبح‬
‫صائما جائعا صابرا‪ ،‬حامدا ل‪ ،‬و بات يعقوب و أولده شباعا بطانا‪ ،‬و أصبحوا و عندهم فضلة من طعامهم«‪.‬‬
‫قال‪» :‬فأوحى ال إلى يعقوب في صبيحة تلك الليلة‪ :‬لقد أذللت عبدي ذلة استجررت بها غضبي‪ ،‬و استوجبت بها‬
‫أدبي و نزول عقوبتي و بلواي عليك و على ولدك‪ .‬يا يعقوب‪ ،‬أما علمت أن أحب أنبيائي إلي‪ ،‬و أكرمهم علي‪ ،‬من‬
‫رحم مساكين عبادي‪ ،‬و قربهم إليه‪ ،‬و أطعمهم‪ ،‬و كان لهم مأوى و ملجأ‪ .‬يا يعقوب‪ ،‬أما رحمت ذميال عبدي‪،‬‬
‫المجتهد في عبادتي‪ ،‬القانع باليسير من ظاهر الدنيا عشاء أمس لما اعتر ببابك عند أوان إفطاره‪،‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -8‬تفسير العّياشي ‪.3 /166 :2‬‬
‫‪ 9‬تفسير العّياشي ‪.4 /167 :2‬‬
‫‪ -10‬تفسير العّياشي ‪.5 /167 :2‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬محافظة‪.‬‬
‫)‪ (2‬وقر في أذنه‪ :‬سكن فيها و ثبت و بقي أقره‪.‬‬
‫ن اسمه )ذميال(‪.‬‬‫)‪ (3‬في نسخة من »ط«‪ :‬بيوم‪ .‬و تقّدم في الحديث )‪ .(3‬و يأتي في الحديث )‪ (10‬أ ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪162 :‬‬
‫يهتف بكم‪ .‬أطعموا السائل الغريب المجتاز‪ .‬فلم تطعموه شيئا‪ ،‬و استرجع و استعبر و شكا ما به إلي‪ ،‬و بات طاويا‬
‫حامدا صابرا‪ ،‬و أصبح لي صائما‪ ،‬و بت‪ -‬يا يعقوب‪ -‬و ولدك ليلكم شباعا و أصبحتم و عندكم فضلة من طعامكم‪.‬‬
‫أو ما علمت‪ -‬يا يعقوب‪ -‬أني بالعقوبة و البلوى إلى أوليائي أسرع مني بها إلى أعدائي‪ ،‬و ذلك مني حسن نظر إلى‬
‫أوليائي‪ ،‬و استدراج مني لعدائي‪ ،‬أما و عزتي لنزلن بك بلواي‪ ،‬و لجعلنك و ولدك غرضا لمصائبي‪ ،‬و‬
‫لؤدبنك بعقوبتي‪ ،‬فاستعدوا لبلئي و ارضوا بقضائي‪ ،‬و اصبروا للمصائب«‪.‬‬
‫قال‪ :‬أبو حمزة‪ :‬فقلت لعلي بن الحسين )عليه السلم(‪ :‬متى رأى يوسف الرؤيا؟ فقال‪» :‬في تلك الليلة التي بات‬
‫فيها يعقوب و ولده شباعا‪ ،‬و بات فيها ذميال جائعا‪ ،‬رآها فأصبح فقصها على يعقوب من الغد‪ ،‬فاغتم يعقوب لما‬
‫سمع من يوسف الرؤيا مع ما أوحي إليه‪ :‬أن استعد للبلء‪ ،‬فقال ليوسف‪ :‬ل تقصص رؤياك هذه على إخوتك‪،‬‬
‫فإني أخاف أن يكيدوا لك‪ ،‬فلم يكتم يوسف رؤياه‪ ،‬و قصها على إخوته«‪.‬‬
‫فقال علي بن الحسين )عليه السلم(‪» :‬فكانت أول بلوى نزلت بيعقوب و آله الحسد ليوسف لما سمعوا منه الرؤيا‬
‫التي رآها‪ -‬قال‪ -‬و اشتدت رقة يعقوب على يوسف‪ ،‬و خاف أن يكون ما أوحى ال إليه من الستعداد للبلء إنما‬
‫ذلك في يوسف‪ ،‬فاشتدت رقته عليه و خاف أن ينزل به البلء في يوسف من بين ولده‪ .‬فلما أن رأى إخوة يوسف‬
‫ما يصنع يعقوب بيوسف من إكرامه و إيثاره إياه عليهم‪ ،‬اشتد ذلك عليهم‪ ،‬و ابتدأ البلء فيهم‪ ،‬فتأمروا فيما بينهم‪،‬‬
‫جهُ َأِبيُكْم َو‬ ‫ل َلُكْم َو ْ‬‫خُ‬‫حوهُ َأْرضًا َي ْ‬ ‫طَر ُ‬ ‫ف َأِو ا ْ‬‫س َ‬ ‫صَبٌة‪ ،‬اْقُتُلوا ُيو ُ‬
‫ع ْ‬‫ن ُ‬ ‫حُ‬ ‫ب ِإلى َأِبينا ِمّنا َو َن ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫خوُه َأ َ‬ ‫ف َو َأ ُ‬‫س ُ‬‫و قالوا‪َ :‬لُيو ُ‬
‫غدًا‬ ‫سْلُه َمَعنا َ‬‫ف‪َ ،‬أْر ِ‬ ‫س َ‬ ‫على ُيو ُ‬ ‫ك ل َتْأَمّنا َ‬ ‫ن أي تتوبون‪ ،‬فعند ذلك قالوا‪ :‬يا َأبانا ما َل َ‬ ‫حي َ‬‫ن َبْعِدِه َقْومًا صاِل ِ‬ ‫َتُكوُنوا ِم ْ‬
‫ن حذرا منه عليه‬ ‫عْنُه غاِفُلو َ‬‫ب َو َأْنُتْم َ‬‫ن َيْأُكلَُه الّذْئ ُ‬
‫ف َأ ْ‬
‫ن َتْذَهُبوا ِبِه َو َأخا ُ‬ ‫حُزُنِني َأ ْ‬ ‫ب قال يعقوب‪ِ :‬إّني َلَي ْ‬ ‫َيْرَتْع َو َيْلَع ْ‬
‫أن تكون البلوى من ال على يعقوب في يوسف و كان يعقوب مستعدا للبلوى في يوسف خاصة«‪.‬‬
‫قال‪» :‬فغلبت قدرة ال و قضاؤه و نافذ أمره في يعقوب و يوسف و إخوته‪ ،‬فلم يقدر يعقوب على دفع البلء عن‬
‫نفسه و ل عن يوسف و إخوته‪ ،‬فدفعه إليهم و هو لذلك كاره‪ ،‬متوقع البلء من ال في يوسف خاصة‪ ،‬لموقعه من‬
‫قلبه و حبه له فلما خرجوا به من منزله لحقهم مسرعا‪ ،‬فانتزعه من أيديهم و ضمه إليه‪ ،‬و اعتنقه و بكى‪ ،‬ثم دفعه‬
‫إليهم و هو كاره‪ ،‬فانطلقوا به مسرعين مخافة أن يأخذه منهم ثم ل يدفعه إليهم‪ ،‬فلما أمعنوا مالوا به إلى غيضة‬
‫غياَب ِ‬
‫ت‬ ‫ف َو َأْلُقوهُ ِفي َ‬ ‫س َ‬ ‫أشجار‪ ،‬فقالوا‪ :‬نذبحه و نلقيه تحت هذا الشجر فيأكله الذئب الليلة‪ .‬فقال كبيرهم‪ :‬ل َتْقُتُلوا ُيو ُ‬
‫ن‪ .‬فانطلقوا به إلى الجب‪ ،‬فألقوه في غيابت الجب و هم يظنون أنه يغرق‬ ‫عِلي َ‬‫ن ُكْنُتْم فا ِ‬‫سّياَرِة ِإ ْ‬‫ض ال ّ‬‫طُه َبْع ُ‬ ‫ب َيْلَتِق ْ‬
‫ج ّ‬
‫اْل ُ‬
‫فيه‪ ،‬فلما صار في قعر الجب ناداهم‪ ،‬يا ولد رومين »‪ «1‬أقرئوا يعقوب مني السلم‪ ،‬فلما سمعوا كلمه قال‬
‫بعضهم لبعض‪ :‬ل تفرقوا من هنا حتى تعلموا‪ -‬أنه قد مات‪ -‬قال‪ -‬فلم يزالوا بحضرته حتى أيسوا َو جاُؤ َأباُهْم‬
‫ب‪ .‬فلما‬ ‫عنا َفَأَكَلُه الّذْئ ُ‬‫عْنَد َمتا ِ‬
‫ف ِ‬ ‫س َ‬ ‫ق َو َتَرْكنا ُيو ُ‬ ‫سَتِب ُ‬
‫ن قاُلوا يا َأبانا ِإّنا َذَهْبنا َن ْ‬ ‫عشاًء َيْبُكو َ‬ ‫ِ‬
‫__________________________________________________‬
‫ل‪.‬‬
‫)‪ (1‬في »س«‪ :‬يا ولد رسول ا ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪163 :‬‬
‫سمع مقالتهم استرجع و استعبر‪ ،‬و ذكر ما أوحى ال عز و جل إليه من الستعداد للبلء‪ ،‬فصبروا و أذعن للبلوى‪،‬‬
‫ل و ما كان ال ليطعم لحم يوسف الذئب من قبل أن أرى تأويل‬ ‫جِمي ٌ‬‫صْبٌر َ‬ ‫سُكْم َأْمرًا َف َ‬ ‫ت َلُكْم َأْنُف ُ‬
‫سّوَل ْ‬‫ل َ‬‫و قال لهم‪َ :‬ب ْ‬
‫رؤياه الصادقة«‪.‬‬
‫قال أبو حمزة ثم انقطع حديث علي بن الحسين )عليه السلم( عند هذا الموضع‪.‬‬
‫‪ -[11] /5238‬عن مسمع أبي سيار‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬لما القي يوسف في الجب نزل عليه‬
‫جبرئيل )عليه السلم(‪ ،‬فقال له‪ :‬يا غلم‪ ،‬ما تصنع هاهنا؟ من طرحك في هذا الجب؟ فقال‪ :‬إخوتي‪ ،‬لمنزلتي من‬
‫أبي حسدوني‪ ،‬و لذلك في هذا الجب طرحوني‪ ،‬فقال له جبرئيل )عليه السلم(‪ :‬أ تحب أن تخرج من هذا الجب؟‬
‫فقال‪ :‬ذلك إلى إله إبراهيم و إسحاق و يعقوب‪.‬‬
‫فقال له جبرئيل‪ :‬فإن إله إبراهيم و إسحاق و يعقوب يقول لك‪ :‬قل‪ :‬اللهم إني أسألك بأن لك الحمد‪ ،‬ل إله إل أنت‬
‫المنان‪ ،‬بديع السماوات و الرض‪ ،‬ذو الجلل و الكرام‪ ،‬أن تصلي على محمد و آل محمد‪ ،‬و أن تجعل لي من‬
‫أمري فرجا و مخرجا‪ ،‬و ترزقني من حيث ل أحتسب‪ .‬فقالها يوسف‪ ،‬فجعل ال له من الجب يومئذ فرجا‪ ،‬و من‬
‫كيد المرأة مخرجا‪ ،‬و آتاه ملك مصر من حيث لم يحتسب«‪.‬‬
‫و‬
‫من رواية أخرى عنه )عليه السلم(‪» :‬و ترزقني من حيث أحتسب و من حيث ل أحتسب«‪.‬‬
‫‪ -[12] /5239‬عن زيد الشحام‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال‪َ :‬لُتَنّبَئّنُهْم ِبَأْمِرِهْم هذا َو ُهْم ل‬
‫ن‪ .‬قال‪» :‬كان ابن سبع سنين«‪.‬‬ ‫شُعُرو َ‬ ‫َي ْ‬
‫س َو اْلقََمَر‬
‫شْم َ‬ ‫شَر َكْوَكبًا َو ال ّ‬ ‫عَ‬‫حَد َ‬ ‫ت َأ َ‬
‫‪ -[13] /5240‬عن جابر بن عبد ال النصاري‪ ،‬في قول ال‪ِ :‬إّني َرأَْي ُ‬
‫ن‪.‬‬
‫جِدي َ‬‫َرَأْيُتُهْم ِلي سا ِ‬
‫قال في تسمية النجوم‪ :‬هي الطارق و حوبان و أمان و ذو الكتاف و وابس و وثاب و عروان »‪ «1‬و فليق و‬
‫فصيح و الصرح و الفروع »‪ «2‬و الضياء و النور‪ -‬يعني الشمس و القمر‪ -‬و كل هذه النجوم محيطة بالسماء‪.‬‬
‫‪ -[14] /5241‬عن أبي جميلة‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬لما أتي بقميص يوسف إلى‬
‫يعقوب قال‪ :‬اللهم لقد كان ذئبا رفيقا حين لم يشق القميص‪ -‬قال‪ -‬و كان به نضح من دم«‪.‬‬
‫‪ -[15] /5242‬عن أبي حمزة‪ ،‬قال‪ :‬ثم انقطع ما قال علي بن الحسين )عليه السلم( عند هذا الموضع »‪ ،«3‬فلما‬
‫كان‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -11‬تفسير العّياشي ‪.6 /170 :2‬‬
‫‪ -12‬تفسير العّياشي ‪[.....] .7 /170 :2‬‬
‫‪ -13‬تفسير العّياشي ‪.8 /179 :2‬‬
‫‪ -14‬تفسير العّياشي ‪.9 /171 :2‬‬
‫‪ -15‬تفسير العّياشي ‪.10 /171 :2‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬و حوبان و الريان و ذو الكنفان و وابس )قابس( و وثاب و عمران‪.‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬و البدوع‪ .‬و قد تقّدم ذكرها في الحديث )‪ (1‬مع بعض الختلف‪.‬‬
‫)‪ (3‬تقّدم في الحديث )‪ (10‬من تفسير هذه اليات‪ ،‬رواية أبي حمزة‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪164 :‬‬
‫من غد غدوت إليه‪ ،‬فقلت له‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬إنك حدثتني أمس حديث يعقوب و ولده ثم قطعته‪ ،‬فما كان من قصة‬
‫يوسف بعد ذلك؟‬
‫فقال‪» :‬إنهم لما أصبحوا قالوا‪ :‬انطلقوا بنا حتى ننظر ما حال يوسف‪ ،‬مات أم هو حي؟ فلما انتهوا إلى الجب‬
‫وجدوا بحضرة الجب السيارة قد أرسلوا واردهم فأدلى دلوه‪ ،‬فلما جذب دلوه فإذا هو بغلم متعلق به‪ ،‬فقال‬
‫غلٌم فلما أخرجه أقبل إليه إخوة يوسف‪ ،‬فقالوا‪ :‬هذا عبدنا سقط منا أمس في هذا الجب‪ ،‬و‬ ‫شرى هذا ُ‬ ‫لصحابه‪ :‬يا ُب ْ‬
‫جئنا اليوم لنخرجه‪ .‬فانتزعوه من أيديهم و تنحوا به ناحية‪ ،‬ثم قالوا له‪ :‬إما أن تقر لنا أنك عبد لنا فنبيعك من بعض‬
‫هذه السيارة‪ ،‬أو نقتلك؟ فقال لهم يوسف‪ :‬ل تقتلوني و اصنعوا ما شئتم‪ .‬فأقبلوا به إلى السيارة‪ ،‬فقالوا‪ :‬هل منكم‬
‫أحد يشتري منا هذا العبد؟ فاشتراه رجل منهم بعشرين درهما‪ ،‬و كان إخوته فيه من الزاهدين‪ ،‬و سار به الذي‬
‫شَتراُه ِم ْ‬
‫ن‬ ‫ل اّلِذي ا ْ‬ ‫اشتراه حتى دخل مصر‪ ،‬فباعه الذي اشتراه من البدو من ملك مصر‪ ،‬و ذلك قول ال‪َ :‬و قا َ‬
‫خَذُه َوَلدًا«‪.‬‬
‫ن َيْنَفَعنا َأْو َنّت ِ‬
‫عسى َأ ْ‬‫لْمَرَأِتِه َأْكِرِمي َمْثواُه َ‬
‫صَر ِ‬ ‫ِم ْ‬
‫س َدراِهَم‬‫خ ٍ‬ ‫ن َب ْ‬
‫شَرْوهُ ِبَثَم ٍ‬‫‪ -[16] /5243‬عن الحسن‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬في قوله‪َ :‬و َ‬
‫َمْعُدوَدٍة‪ ،‬قال‪» :‬كانت عشرين درهما«‪.‬‬
‫‪ -[17] /5244‬عن أبي الحسن الرضا )عليه السلم( مثله‪ ،‬و زاد فيه‪» :‬البخس‪ :‬النقص‪ ،‬و هي قيمة كلب الصيد‪،‬‬
‫إذا قتل كانت ديته عشرين درهما«‪.‬‬
‫‪ -[18] /5245‬عن عبد ال بن سليمان‪ ،‬عن جعفر بن محمد )عليهما السلم( قال‪» :‬قد كان يوسف بين أبويه‬
‫مكرما‪ ،‬ثم صار عبدا حتى بيع بأبخس و أوكس الثمن‪ ،‬ثم لم يمنع ال أن بلغ به حتى صار ملكا«‪.‬‬
‫س َدراِهَم َمْعُدوَدٍة‪.‬‬ ‫خ ٍ‬ ‫ن َب ْ‬ ‫شَرْوُه ِبَثَم ٍ‬
‫‪ -[19] /5246‬عن ابن حصين‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قول ال‪َ :‬و َ‬
‫قال‪» :‬كانت الدراهم ثمانية عشر درهما«‪.‬‬
‫‪ -[20] /5247‬و بهذا السناد‪ ،‬عن الرضا )عليه السلم( قال‪» :‬كانت الدراهم عشرين درهما‪ ،‬و هي قيمة كلب‬
‫الصيد إذا قتل‪ ،‬و البخس‪ :‬النقص«‪.‬‬
‫‪ -[21] /5248‬قال أبو حمزة‪ :‬قلت لعلي بن الحسين )عليهما السلم(‪ :‬ابن كم كان يوسف يوم القي في الجب؟ قال‪:‬‬
‫»ابن سبع سنين«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -16‬تفسير العّياشي ‪.11 /172 :2‬‬
‫‪ -17‬تفسير العّياشي ‪.12 /172 :2‬‬
‫‪ -18‬تفسير العّياشي ‪.13 /172 :2‬‬
‫‪ -19‬تفسير العّياشي ‪.14 /172 :2‬‬
‫‪ -20‬تفسير العّياشي ‪.15 /172 :2‬‬
‫‪ -21‬تفسير العّياشي ‪.16 /172 :2‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪165 :‬‬
‫قلت‪ :‬فكم كان بين منزل يعقوب يومئذ و بين مصر؟ قال‪» :‬مسيرة ثمانية عشر يوما«‪.‬‬
‫قال‪» :‬و كان يوسف من أجمل أهل زمانه‪ ،‬فلما راهق راودته امرأة الملك عن نفسه فقال لها‪ :‬معاذ ال‪ ،‬أنا من أهل‬
‫بيت ل يزنون‪ ،‬فغلقت البواب عليها و عليه‪ ،‬و قالت‪ :‬ل تخف‪ ،‬و ألقت نفسها عليه‪ ،‬فأفلت منها هاربا إلى الباب‬
‫ففتحه‪ ،‬و لحقته فجذبت قميصه من خلفه فأخرجته منه‪ ،‬و أفلت يوسف منها في ثيابه«‪.‬‬
‫‪ -[22] /5249‬عن بعض أصحابنا‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬لما همت به و هم بها‪ ،‬قالت‪ :‬كما أنت‪.‬‬
‫قال‪:‬‬
‫و لم؟ قالت‪ :‬حتى اعطي وجه الصنم ل يرانا‪ .‬فذكر ال عند ذلك‪ ،‬و قد علم أن ال يراه‪ ،‬ففر منها هاربا«‪.‬‬
‫‪ -[23] /5250‬عن محمد بن قيس‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪» :‬إن يوسف لما حل سراويله‬
‫رأى مثال يعقوب قائما عاضا على إصبعه‪ ،‬و هو يقول له‪ :‬يا يوسف! فهرب«‪.‬‬
‫ثم قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬لكني و ال ما رأيت عورة أبي قط‪ ،‬و ل رأى أبي عورة جدي قط‪ ،‬و ل رأى‬
‫جدي عورة أبيه قط‪ -‬قال‪ -‬و هو عاض على إصبعه‪ ،‬فوثب و خرج الماء من إبهام رجله«‪.‬‬
‫‪ -[24] /5251‬عن بعض أصحابنا‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬أي شيء يقول الناس في قول ال عز و‬
‫جل‪:‬‬
‫ن َرّبِه«؟ قلت‪ :‬يقولون‪ :‬رأى يعقوب عاضا على إصبعه‪ ،‬فقال‪» :‬ل‪ ،‬ليس كما يقولون«‪.‬‬ ‫ن َرأى ُبْرها َ‬ ‫َلْو ل َأ ْ‬
‫قلت‪ :‬فأي شيء رأى؟ قال‪» :‬لما همت به و هم بها‪ ،‬قامت إلى صنم معها في البيت‪ ،‬فألقت عليه ثوبا‪ ،‬فقال لها‬
‫يوسف‪ :‬ما صنعت؟ قالت‪ :‬طرحت عليه ثوبا‪ ،‬أستحي أن يرانا‪ ،‬فقال يوسف‪ :‬فأنت تستحين من صنمك و هو ل‬
‫يسمع و ل يبصر‪ ،‬و ل أستحي أنا من ربي؟!«‪.‬‬
‫‪ -[25] /5252‬عمر بن إبراهيم الوسي‪ ،‬قال‪ :‬روي عن رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪» :‬إن كيد النساء أعظم‬
‫ضِعيفًا« »‪.«1‬‬ ‫ن َ‬ ‫ن كا َ‬ ‫شْيطا ِ‬ ‫ن َكْيَد ال ّ‬ ‫من كيد الشيطان‪ ،‬لن ال قال‪ِ :‬إ ّ‬
‫ت ما‬ ‫ب قاَل ْ‬ ‫سّيَدها َلَدى اْلبا ِ‬ ‫‪ -[26] /5253‬نرجع إلى حديث أبي حمزة »‪» :«2‬و أفلت يوسف منها في ثيابه َو َأْلَفيا َ‬
‫ب َأِليٌم‪ -‬قال‪ -‬فهم الملك بيوسف ليعذبه‪ ،‬فقال له يوسف‪:‬‬ ‫عذا ٌ‬ ‫ن َأْو َ‬ ‫جَ‬ ‫سَ‬ ‫ن ُي ْ‬‫ل َأ ْ‬
‫سوءًا ِإ ّ‬ ‫ك ُ‬ ‫ن َأراَد ِبَأْهِل َ‬‫جزاُء َم ْ‬ ‫َ‬
‫و إله يعقوب ما أردت بأهلك سواء هي راودتني عن نفسي‪ ،‬فاسأل هذا الصبي‪ ،‬أينا راود صاحبه عن نفسه؟‪ -‬قال‪-‬‬
‫و كان عندها صبي من أهلها زائرا لها في المهد‪ ،‬فقال‪ :‬هذا طفل لم ينطق‪ .‬فقال‪ :‬كلمه ينطقه ال‪ .‬فكلمه فأنطق ال‬
‫الصبي بفصل القضاء‪ ،‬فقال للملك‪ :‬انظر أيها الملك إلى القميص‪ ،‬فإن كان مقدودا من قدامه فهو راودها‪ ،‬و إن‬
‫كان‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -22‬تفسير العّياشي ‪.17 /173 :2‬‬
‫‪ -23‬تفسير العّياشي ‪[.....] .18 /173 :2‬‬
‫‪ -24‬تفسير العّياشي ‪.19 /174 :2‬‬
‫‪.... -25‬‬
‫‪ -26‬تفسير العّياشي ‪.174 :2‬‬
‫)‪ (1‬النساء ‪.76 :4‬‬
‫)‪ (2‬المتقّدم في الحديث )‪ (15‬من تفسير هذه اليات‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪166 :‬‬
‫مقدودا من خلفه فهي التي راودته عن نفسه‪ ،‬و صدق و هي من الكاذبين«‪.‬‬
‫فلما سمع الملك كلم الصبي و ما اقتص به‪ ،‬أفزعه ذلك فزعا شديدا‪ ،‬فدعا بالقميص فنظر إليه‪ ،‬فلما رأى القميص‬
‫ن هذا فل يسمعه منك أحد و‬ ‫عْ‬ ‫ض َ‬ ‫عِر ْ‬ ‫ظيٌم و قال ليوسف‪َ :‬أ ْ‬ ‫عِ‬ ‫ن َ‬ ‫ن َكْيَدُك ّ‬ ‫ن ِإ ّ‬‫ن َكْيِدُك ّ‬‫مقدودا من خلفه‪ ،‬قال لها‪ِ :‬إّنُه ِم ْ‬
‫سِه فبلغها‬ ‫ن َنْف ِ‬
‫عْ‬
‫ت اْلَعِزيِز ُتراِوُد َفتاها َ‬ ‫اكتمه‪ ،‬فلم يكتمه يوسف‪ ،‬و أذاعه في المدينة حتى قال نسوة منهن‪ :‬امَْرَأ ُ‬
‫ذلك‪ ،‬فأرسلت إليهن و هيأت لهن طعاما و مجلسا‪ ،‬ثم أتتهن بأترج و آتت كل واحدة منهن سكينا‪ ،‬و قالت ليوسف‪:‬‬
‫ن اّلِذي ُلْمُتّنِني ِفيِه في حبه‪ -‬قال‪-‬‬ ‫ن ما قلن‪ ،‬فقالت لهن‪َ :‬فذِلُك ّ‬ ‫ن َو ُقْل َ‬‫ن َأْيِدَيُه ّ‬ ‫طْع َ‬‫ن َفَلّما َرَأْيَنُه َأْكَبْرَنُه َو َق ّ‬
‫عَلْيِه ّ‬
‫ج َ‬‫خُر ْ‬‫اْ‬
‫فخرج النسوة من عندها‪ ،‬فأرسلت كل واحدة منهن إلى يوسف سرا من صواحبها‪ ،‬تسأله الزيارة‪ ،‬فأبى عليهن‪ ،‬و‬
‫ن اْلجاِهِلينَ فلما ذاع أمر يوسف و أمر امرأة العزيز و‬ ‫ن ِم َ‬‫ن َو َأُك ْ‬ ‫ب ِإَلْيِه ّ‬
‫ص ُ‬ ‫ن َأ ْ‬ ‫عّني َكْيَدُه ّ‬ ‫ف َ‬ ‫صِر ْ‬ ‫ل َت ْ‬ ‫ب ‪ِ ...‬إ ّ‬ ‫قال‪َ :‬ر ّ‬
‫النسوة في مصر‪ ،‬بدا للملك بعد ما سمع من قول الصبي ما سمع ليسجنن يوسف‪ ،‬فحبسه في السجن‪ ،‬و دخل مع‬
‫يوسف في السجن فتيان‪ ،‬فكان من قصتهما و قصة يوسف ما قصه ال في كتابه«‪.‬‬
‫قال أبو حمزة‪ :‬ثم انقطع حديث علي بن الحسين )عليه السلم( عند ذلك‪.‬‬
‫‪ -[27] /5254‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن عمرو بن شمر‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪:‬‬
‫»أنه كان من خبر يوسف )عليه السلم(‪ ،‬أنه كان له أحد عشر أخا‪ ،‬و كان له من امه أخ‪ ،‬واحد يسمى بنيامين‪ ،‬و‬
‫كان يعقوب إسرائيل ال‪ ،‬و معنى إسرائيل ال‪ :‬أي خالص ال‪ ،‬ابن إسحاق نبي ال بن إبراهيم خليل ال‪ ،‬فرأى‬
‫ك َفَيِكيُدوا‬ ‫خَوِت َ‬‫على ِإ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ص ُرْؤيا َ‬ ‫ص ْ‬ ‫ي ل َتْق ُ‬ ‫يوسف هذه الرؤيا و له تسع سنين‪ ،‬فقصها على أبيه‪ ،‬فقال يعقوب‪ :‬يا ُبَن ّ‬
‫ث َو ُيِتّم ِنْعَمَتُه‬ ‫لحاِدي ِ‬ ‫ل ا َْ‬ ‫ن َتْأِوي ِ‬
‫ك ِم ْ‬ ‫ك َو ُيَعّلُم َ‬ ‫ك َرّب َ‬‫جَتِبي َ‬‫ك َي ْ‬
‫ك َكْيدًا أي يحتالون عليك‪ ،‬و قال يعقوب ليوسف َو َكذِل َ‬ ‫َل َ‬
‫حِكيٌم‪.‬‬‫عِليٌم َ‬ ‫ك َ‬ ‫ن َرّب َ‬ ‫ق ِإ ّ‬‫سحا َ‬ ‫ل ِإْبراِهيَم َو ِإ ْ‬ ‫ن َقْب ُ‬‫ك ِم ْ‬ ‫على َأَبَوْي َ‬ ‫ب َكما َأَتّمها َ‬ ‫ل َيْعُقو َ‬ ‫على آ ِ‬ ‫ك َو َ‬ ‫عَلْي َ‬
‫َ‬
‫و كان يوسف من أحسن الناس وجها‪ ،‬و كان يعقوب يحبه و يؤثره على أولده‪ ،‬فحسده إخوته على ذلك‪ ،‬و قالوا‬
‫ضل ٍ‬
‫ل‬ ‫ن َأبانا َلِفي َ‬ ‫صَبٌة ِإ ّ‬‫ع ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫حُ‬ ‫ب ِإلى َأِبينا ِمّنا َو َن ْ‬ ‫ح ّ‬‫خوُه َأ َ‬‫ف َو َأ ُ‬ ‫س ُ‬ ‫فيما بينهم ما حكى ال عز و جل‪ِ :‬إْذ قاُلوا َلُيو ُ‬
‫ن فعمدوا على قتل يوسف‪ ،‬فقالوا‪ :‬نقتله حتى يخلو لنا وجه أبينا‪ .‬فقال ل وي‪ :‬ل يجوز قتله‪ ،‬و لكن نغيبه عن‬ ‫ُمِبي ٍ‬
‫سْلُه‬‫ن َأْر ِ‬ ‫حو َ‬ ‫صُ‬ ‫ف َو ِإّنا َلُه َلنا ِ‬ ‫س َ‬ ‫على ُيو ُ‬ ‫ك ل َتْأَمّنا َ‬ ‫أبينا و نخلو نحن به‪ .‬فقالوا كما حكى ال عز و جل‪ :‬يا َأبانا ما َل َ‬
‫ن َتْذَهُبوا ِبِه‬ ‫حُزُنِني َأ ْ‬ ‫ن فأجرى ال على لسان يعقوب‪ِ :‬إّني َلَي ْ‬ ‫ظو َ‬ ‫ب َو ِإّنا َلُه َلحاِف ُ‬ ‫غدًا َيْرَتْع أي يرعى الغنم َو َيْلَع ْ‬ ‫َمَعنا َ‬
‫صَبٌة ِإّنا ِإذًا‬‫ع ْ‬ ‫ن ُ‬‫حُ‬ ‫ب َو َن ْ‬ ‫ن َأَكَلُه الّذْئ ُ‬
‫ن فقالوا كما حكى ال عز و جل‪َ :‬لِئ ْ‬ ‫عْنُه غاِفُلو َ‬ ‫ب َو َأْنُتْم َ‬‫ن َيْأُكَلُه الّذْئ ُ‬
‫ف َأ ْ‬ ‫َو َأخا ُ‬
‫حْينا ِإَلْيِه‬
‫ب َو َأْو َ‬‫ج ّ‬ ‫ت اْل ُ‬ ‫غياَب ِ‬ ‫جَعُلوهُ ِفي َ‬ ‫ن َي ْ‬‫جَمُعوا أَ ْ‬ ‫ن و العصبة‪ :‬عشرة إلى ثلثة عشر َفَلّما َذَهُبوا ِبِه َو َأ ْ‬ ‫سُرو َ‬ ‫َلخا ِ‬
‫ن أي لتخبرنهم بما هموا به«‪.‬‬ ‫شُعُرو َ‬ ‫َلُتَنّبَئّنُهْم ِبَأْمِرِهْم هذا َو ُهْم ل َي ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -27‬تفسير القّمي ‪.339 :1‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪167 :‬‬
‫‪ -[28] /5255‬قال‪ :‬و في رواية أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله‪َ :‬لُتَنّبَئّنُهْم ِبَأْمِرِهْم هذا َو ُهْم ل‬
‫ن‪.‬‬‫شُعُرو َ‬‫َي ْ‬
‫يقول‪» :‬ل يشعرون أنك أنت يوسف‪ ،‬أتاه جبرئيل و أخبره بذلك«‪.‬‬
‫عِلي َ‬
‫ن‬ ‫ن ُكْنُتْم فا ِ‬‫سّياَرِة ِإ ْ‬‫ض ال ّ‬ ‫طُه َبْع ُ‬ ‫ب َيْلَتِق ْ‬‫ج ّ‬ ‫ت اْل ُ‬‫غياَب ِ‬ ‫‪ -[29] /5256‬و قال علي بن إبراهيم‪ :‬فقال لوي‪َ :‬أْلُقوُه ِفي َ‬
‫فأدنوه من رأس الجب‪ ،‬فقالوا له‪ :‬انزع قميصك‪ ،‬فبكى‪ ،‬و قال‪ :‬يا إخوتي‪ ،‬ل تجردوني‪ .‬فسل واحد منهم عليه‬
‫السكين‪ ،‬و قال‪ :‬لئن لم تنزعه لقتلنك‪ .‬فنزعه‪ ،‬فدلوه في البئر و تنحوا عنه‪ ،‬فقال يوسف في الجب‪ :‬يا إله إبراهيم‬
‫و إسحاق و يعقوب‪ ،‬ارحم ضعفي و قلة حيلتي و صغري‪ .‬فنزلت سيارة من أهل مصر‪ ،‬فبعثوا رجل ليستقي لهم‬
‫الماء من الجب‪ ،‬فلما أدلى الدلو على يوسف تشبث بالدلو‪ ،‬فجروه فنظروا إلى غلم من أحسن الناس وجها‪ ،‬فعدوا‬
‫إلى صاحبهم فقالوا‪ :‬يا بشرى هذا غلم‪ ،‬فنخرجه و نبيعه و نجعله بضاعة لنا‪ .‬فبلغ إخوته فجاءوا و قالوا‪ :‬هذا عبد‬
‫لنا‪ .‬ثم قالوا ليوسف‪ :‬لئن لم تقر لنا بالعبودية لنقتلنك‪ .‬فقالت السيارة ليوسف‪ :‬ما تقول؟ قال‪ :‬نعم أنا عبدهم‪.‬‬
‫س َدراِهَم َمْعُدوَدٍة‬ ‫خ ٍ‬ ‫ن َب ْ‬‫شَرْوُه ِبَثَم ٍ‬
‫فقالت السيارة‪ :‬فتبيعونه منا؟ قالوا‪ :‬نعم‪ .‬فباعوه منهم على أن يحملوه إلى مصر َو َ‬
‫ن قال‪ :‬الثمن الذي بيع به يوسف ثمانية عشر درهما‪ ،‬و كان عندهم كما قال ال تعالى‪َ :‬و‬ ‫ن الّزاِهِدي َ‬
‫َو كاُنوا ِفيِه ِم َ‬
‫ن‪.‬‬
‫ن الّزاِهِدي َ‬‫كاُنوا ِفيِه ِم َ‬
‫‪ -[30] /5257‬و قال علي بن إبراهيم‪ :‬أخبرنا أحمد بن إدريس‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫س َدراِهَم َمْعُدوَدٍة‪.‬‬ ‫خ ٍ‬ ‫ن َب ْ‬ ‫شَرْوُه ِبَثَم ٍ‬‫محمد بن أبي نصر‪ ،‬عن الرضا )عليه السلم( في قول ال‪َ :‬و َ‬
‫قال‪» :‬كانت عشرين درهما‪ -‬و البخس‪ :‬النقص‪ -‬و هي قيمة كلب الصيد‪ ،‬إذا قتل كانت قيمته عشرين درهما«‪.‬‬
‫صِه ِبَدٍم‬
‫على َقِمي ِ‬ ‫‪ -[31] /5258‬و قال‪ :‬و في رواية أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله‪َ :‬و جاُؤ َ‬
‫ب‪ .‬قال‪» :‬إنهم ذبحوا جديا على قميصه«‪.‬‬ ‫َكِذ ٍ‬
‫‪ -[32] /5259‬قال علي بن إبراهيم‪ :‬و رجع إخوته فقالوا‪ :‬نعمد إلى قميصه فنلطخه بالدم‪ ،‬و نقول لبينا‪ :‬إن‬
‫الذئب أكله‪ .‬فلما فعلوا ذلك قال لهم لوي‪ :‬يا قوم‪ ،‬ألسنا بني يعقوب إسرائيل ال بن إسحاق نبي ال بن إبراهيم‬
‫خليل ال‪ ،‬فتظنون أن ال يكتم هذا الخبر عن أنبيائه؟‬
‫فقالوا‪ :‬و ما الحيلة؟ فقال‪ :‬نقوم و نغتسل و نصلي جماعة و نتضرع إلى ال تعالى أن يكتم ذلك عن نبيه فإنه جواد‬
‫كريم‪ .‬فقاموا و اغتسلوا‪ ،‬و كان في سنة إبراهيم و إسحاق و يعقوب أنهم ل يصلون جماعة حتى يبلغوا أحد عشر‬
‫رجل‪ ،‬فيكون واحد منهم إماما و عشرة يصلون خلفه‪ ،‬فقالوا‪ :‬كيف نصنع و ليس لنا إمام؟ فقال لوي‪ :‬نجعل‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -28‬تفسير القّمي ‪.340 :1‬‬
‫‪ -29‬تفسير القّمي ‪.340 :1‬‬
‫‪ -30‬تفسير القّمي ‪.341 :1‬‬
‫‪ -31‬تفسير القّمي ‪.341 :1‬‬
‫‪ -32‬تفسير القّمي ‪.341 :1‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪168 :‬‬
‫ن و معهم‬ ‫عشاًء َيْبُكو َ‬ ‫ال إمامنا‪ .‬فصلوا و تضرعوا و بكوا‪ ،‬و قالوا‪ :‬يا رب اكتم علينا هذا‪ .‬ثم َو جاُؤ َأباُهْم ِ‬
‫ب َو ما َأْن َ‬
‫ت‬ ‫عنا َفَأَكَلُه الّذْئ ُ‬ ‫عْنَد َمتا ِ‬‫ف ِ‬ ‫س َ‬ ‫ق أي نعدو َو َتَرْكنا ُيو ُ‬ ‫سَتِب ُ‬‫القميص قد لطخوه بالدم قاُلوا يا َأبانا ِإّنا َذَهْبنا َن ْ‬
‫ن ثم قال يعقوب‪ :‬ما كان أشد غضب ذلك الذئب على يوسف‬ ‫صُفو َ‬
‫على ما َت ِ‬ ‫ن إلى قوله‪َ :‬‬ ‫ن َلنا َو َلْو ُكّنا صاِدِقي َ‬ ‫ِبُمْؤِم ٍ‬
‫و أشفقه على قميصه‪ ،‬حيث أكل يوسف و لم يمزق قميصه! قال‪ :‬فحملوا يوسف إلى مصر و باعوه من عزيز‬
‫خَذهُ َوَلدًا و لم يكن له ولد‪ ،‬فأكرموه و‬ ‫ن َيْنَفَعنا َأْو َنّت ِ‬
‫عسى َأ ْ‬ ‫لْمَرَأِتِه َأْكِرِمي َمْثواُه أي مكانه َ‬ ‫مصر‪ ،‬فقال العزيز ِ‬
‫ربوه‪ ،‬فلما بلغ أشده هوته امرأة العزيز‪ ،‬و كانت ل تنظر إلى يوسف امرأة إل هوته‪ ،‬و ل رجل إل أحبه‪ ،‬و كان‬
‫وجهه مثل القمر ليلة البدر‪ .‬فراودته امرأة العزيز‪ ،‬و هو قوله‪:‬‬
‫ي ِإّنُه ل‬‫ن َمْثوا َ‬ ‫سَ‬ ‫حَ‬ ‫ل ِإّنُه َرّبي َأ ْ‬ ‫ل َمعاَذ ا ِّ‬ ‫ك قا َ‬ ‫ت لَ َ‬ ‫ت َهْي َ‬ ‫ب َو قاَل ْ‬
‫لْبوا َ‬ ‫ت ا َْ‬‫غّلَق ِ‬‫سِه َو َ‬ ‫ن َنْف ِ‬
‫عْ‬‫َو راَوَدْتُه اّلِتي ُهَو ِفي َبْيِتها َ‬
‫ن َرأى ُبْرها َ‬
‫ن‬ ‫ت ِبِه َو َهّم ِبها َلْو ل َأ ْ‬ ‫ن فما زالت تخدعه‪ ،‬حتى كان كما قال ال عز و جل‪َ :‬و َلَقْد َهّم ْ‬ ‫ظاِلُمو َ‬‫ح ال ّ‬ ‫ُيْفِل ُ‬
‫َرّبِه فقامت امرأة العزيز و غلقت البواب‪ ،‬فلما هما رأى يوسف صورة يعقوب في ناحية البيت عاضا على‬
‫إصبعه‪ ،‬يقول‪ :‬يا يوسف‪ ،‬أنت في السماء مكتوب في النبيين‪ ،‬و تريد أن تكتب في الرض من الزناة؟! فعلم أنه قد‬
‫أخطأ‪.‬‬
‫ل قال‪» :‬بل شكوى«‪.‬‬ ‫جِمي ٌ‬‫صْبٌر َ‬ ‫‪ -[33] /5260‬الشيخ في )أماليه(‪ :‬بإسناده‪ ،‬في قوله عز و جل‪ ،‬في قول يعقوب‪َ :‬ف َ‬
‫قلت‪ :‬هذا الحديث في )المالي( مسبوق بحديث عن الصادق )عليه السلم(‪.‬‬
‫‪ -[34] /5261‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني‪ ،‬و الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام‬
‫المكتب‪ ،‬و علي بن عبد ال الوراق )رضي ال عنهم(‪ ،‬قالوا‪ :‬حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا القاسم‬
‫بن محمد البرمكي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو الصلت الهروي‪ ،‬قال‪ :‬لما جمع المأمون لعلي بن موسى الرضا )عليه السلم(‬
‫أهل المقالت‪ ،‬من أهل السلم و الديانات من اليهود و النصارى و المجوس و الصابئين و سائر أهل المقالت‪،‬‬
‫فلم يقم أحد إل و قد ألزمه حجته‪ ،‬كأنه القم حجرا‪ ،‬قام إليه علي بن محمد بن الجهم‪ ،‬فقال‪ :‬يا بن رسول ال‪ ،‬أتقول‬
‫ت ِبِه َو َهّم ِبها؟‬ ‫بعصمة النبياء؟ قال‪» :‬نعم«‪ .‬فقال له‪ :‬فما تقول في قوله عز و جل في يوسف‪َ .‬و َلَقْد َهّم ْ‬
‫ت ِبِه َو َهّم ِبها فإنها همت بالمعصية‪ ،‬و‬ ‫فقال )عليه السلم(‪» :‬أما قوله تعالى في يوسف )عليه السلم(‪َ :‬و َلَقْد َهّم ْ‬
‫هم يوسف بقتلها إن أجبرته‪ ،‬لعظم ما تداخله‪ ،‬فصرف ال عنه قتلها و الفاحشة‪ ،‬و هو قوله عز و جل‪َ :‬كذِل َ‬
‫ك‬
‫حشاَء و السوء‪ :‬القتل‪ ،‬و الفحشاء‪ :‬الزنا«‪.‬‬ ‫سوَء َو اْلَف ْ‬
‫عْنُه ال ّ‬
‫ف َ‬ ‫صِر َ‬
‫ِلَن ْ‬
‫‪ -[35] /5262‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا تميم بن عبد ال بن تميم القرشي )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبي‪ ،‬عن حمدان‬
‫بن سليمان النيشابوري‪ ،‬عن علي بن محمد بن الجهم‪ ،‬قال‪ :‬حضرت مجلس المأمون و عنده الرضا علي بن‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -33‬المالي ‪.300 :1‬‬
‫سلم( ‪.1 /191 :1‬‬ ‫‪ -34‬عيون أخبار الّرضا )عليه ال ّ‬
‫سلم( ‪[.....] .1 /201 :1‬‬ ‫‪ -35‬عيون أخبار الّرضا )عليه ال ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪169 :‬‬
‫موسى )عليهما السلم( فقال له المأمون‪ :‬يا بن رسول ال‪ ،‬أليس من قولك‪» :‬إن النبياء معصومون«؟ قال‪:‬‬
‫ن َرأى‬ ‫ت ِبِه َو َهّم ِبها َلْو ل َأ ْ‬
‫»بلى«‪ .‬و ذكر الحديث‪ ،‬إلى أن قال فيه‪ :‬فأخبرني عن قول ال تعالى‪َ :‬و َلَقْد َهّم ْ‬
‫ن َرّبِه‪.‬‬‫ُبْرها َ‬
‫فقال الرضا )عليه السلم(‪» :‬لقد همت به‪ ،‬و لو ل أن رأى برهان ربه لهم بها كما همت به‪ ،‬لكنه كان معصوما‪ ،‬و‬
‫المعصوم ل يهم بذنب و ل يأتيه‪ .‬و لقد حدثني أبي‪ ،‬عن أبيه الصادق )عليه السلم(‪ ،‬أنه قال‪ :‬همت بأن تفعل‪ ،‬و‬
‫هم بأن ل يفعل«‪ .‬فقال المأمون‪ :‬ل درك‪ ،‬يا أبا الحسن‪.‬‬
‫‪ -[36] /5263‬و عنه‪ :‬عن أبيه )رحمه ال(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سعد بن عبد ال‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن خالد‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫سوَء َو‬
‫عْنُه ال ّ‬
‫ف َ‬ ‫صِر َ‬‫ك ِلَن ْ‬‫عن محمد بن سنان‪ ،‬عن خلف بن حماد‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪َ :‬كذِل َ‬
‫حشاَء »يعني أن يدخل في الزنا«‪.‬‬ ‫اْلَف ْ‬
‫ن َرأى‬‫‪ -[37] /5264‬و عنه‪ :‬بإسناده عن علي بن الحسين )عليهما السلم( أنه قال في قول ال تعالى‪َ :‬لْو ل َأ ْ‬
‫ن َرّبِه‪.‬‬‫ُبْرها َ‬
‫قال‪» :‬قامت امرأة العزيز إلى الصنم فألقت عليه ثوبا‪ ،‬فقال لها يوسف‪ :‬ما هذا؟ فقال‪ :‬أستحي من الصنم أن يرانا‪.‬‬
‫فقال لها يوسف‪ :‬أ تستحين ممن ل يسمع و ل يبصر و ل يفقه و ل يأكل و ل يشرب‪ ،‬و ل أستحي أنا ممن خلق‬
‫ن َرّبِه«‪.‬‬‫ن َرأى ُبْرها َ‬
‫النسان و علمه؟! فذلك قوله عز و جل‪َ :‬لْو ل َأ ْ‬
‫و روي هذا الحديث في )صحيفة الرضا )عليه السلم(( عن علي بن الحسين )عليهما السلم( ببعض الختلف‬
‫اليسير »‪.«1‬‬

‫‪ -[38] /5265‬عن ابن بسطام‪ ،‬في كتاب )طب الئمة )عليهم السلم( عن محمد بن القاسم بن منجاب‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا‬
‫خلف بن حماد‪ ،‬عن عبد ال بن مسكان‪ ،‬عن جابر بن يزيد‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو جعفر الباقر )عليه السلم(‪» :‬قال جل‬
‫جلله‪:‬‬
‫حشاَء فالسوء ها هنا الزنا«‪.‬‬
‫سوَء َو اْلَف ْ‬
‫عْنُه ال ّ‬
‫ف َ‬
‫صِر َ‬‫ك ِلَن ْ‬‫ن َرّبِه َكذِل َ‬ ‫ن َرأى ُبْرها َ‬ ‫ت ِبِه َو َهّم ِبها َلْو ل َأ ْ‬
‫َو َلَقْد َهّم ْ‬
‫‪ -[39] /5266‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبي )رحمه ال(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن أحمد‪ ،‬عن أحمد‬
‫بن هلل‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن محمد بن عبد ال بن رباط‪ ،‬عن محمد بن النعمان الحول‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫حْكمًا َو عِْلمًا‪ ،‬قال‪» :‬أشده‪ :‬ثماني عشرة سنة‪ ،‬و‬ ‫شّدُه آَتْيناُه ُ‬
‫)عليه السلم(‪ :‬في قول ال عز و جل‪َ :‬و َلّما َبَلَغ َأ ُ‬
‫استوى‪ :‬التحى«‪.‬‬
‫‪ -[40] /5267‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبي‪ ،‬عن بعض رجاله‪ ،‬رفعه‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪:‬‬
‫»لما‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -36‬معاني الخبار‪.1 /172 :‬‬
‫سلم( ‪.162 /45 :2‬‬ ‫‪ -37‬عيون أخبار الّرضا )عليه ال ّ‬
‫‪ -38‬طب الئمة )عليهم السلم(‪.55 :‬‬
‫‪ -39‬معاني الخبار‪.1 /226 :‬‬
‫‪ -40‬تفسير القّمي ‪.342 :1‬‬
‫سلم(‪.186 /257 :‬‬ ‫)‪ (1‬صحيفة الرضا )عليه ال ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪170 :‬‬
‫همت به و هم بها‪ ،‬قامت إلى صنم في بيتها‪ ،‬فألقت عليه ملءة »‪ «1‬لها‪ ،‬فقال لها يوسف‪ :‬ما تعملين؟ قالت‪ :‬القي‬
‫على هذا الصنم ثوبا ل يرانا‪ ،‬فإني أستحي منه‪ ،‬فقال يوسف‪ :‬فأنت تستحين من صنم ل يسمع و ل يبصر‪ ،‬و ل‬
‫أستحي أنا من ربي؟! فوثب وعدا‪ ،‬و عدت من خلفه‪ ،‬و أدركهما العزيز على هذه الحالة‪ ،‬و هو قول ال تعالى‪َ :‬و‬
‫ب‪.‬‬
‫سّيَدها َلَدى اْلبا ِ‬ ‫ن ُدُبٍر َو َأْلَفيا َ‬
‫صُه ِم ْ‬
‫ت َقِمي َ‬ ‫ب َو َقّد ْ‬‫سَتَبَقا اْلبا َ‬
‫اْ‬
‫ب َأِليٌم فقال يوسف‬ ‫عذا ٌ‬ ‫ن َأْو َ‬ ‫جَ‬ ‫سَ‬ ‫ن ُي ْ‬‫ل َأ ْ‬
‫سوءًا إِ ّ‬ ‫ك ُ‬ ‫ن َأراَد ِبَأْهِل َ‬‫جزاُء َم ْ‬ ‫فبادرت امرأة العزيز‪ ،‬فقالت للعزيز‪ :‬ما َ‬
‫ن َأْهِلها فألهم ال يوسف أن قال للملك‪ :‬سل هذا الصبي في المهد‪،‬‬ ‫شِهَد شاِهٌد ِم ْ‬ ‫سي َو َ‬ ‫ن َنْف ِ‬‫عْ‬ ‫ي راَوَدْتِني َ‬ ‫للعزيز‪ِ :‬ه َ‬
‫ن كا َ‬
‫ن‬ ‫فإنه يشهد أنها راودتني عن نفسي‪ ،‬فقال العزيز للصبي‪ ،‬فأنطق ال الصبي في المهد ليوسف‪ ،‬حتى قال‪ِ :‬إ ْ‬
‫ن فلما رأى‬ ‫صاِدِقي َ‬‫ن ال ّ‬ ‫ت َو ُهَو ِم َ‬ ‫ن ُدُبٍر َفَكَذَب ْ‬ ‫صُه ُقّد ِم ْ‬ ‫ن َقِمي ُ‬ ‫ن كا َ‬ ‫ن َو ِإ ْ‬ ‫ن اْلكاِذِبي َ‬‫ت َو ُهَو ِم َ‬ ‫صَدَق ْ‬ ‫ل َف َ‬ ‫ن ُقُب ٍ‬
‫صُه ُقّد ِم ْ‬ ‫َقِمي ُ‬
‫ظيمٌ ثم قال ليوسف‪:‬‬ ‫عِ‬ ‫ن َ‬ ‫ن َكْيَدُك ّ‬‫ن ِإ ّ‬
‫ن َكْيِدُك ّ‬‫قميصه قد تخرق من دبر قال لمرأته‪ِ :‬إّنُه ِم ْ‬
‫ن و شاع الخبر بمصر‪ ،‬و جعل النساء يتحدثن بحديثها و‬ ‫طِئي َ‬
‫ن اْلخا ِ‬ ‫ت ِم َ‬ ‫ك ُكْن ِ‬‫ك ِإّن ِ‬‫سَتْغِفِري ِلَذْنِب ِ‬ ‫ن هذا َو ا ْ‬ ‫عْ‬‫ض َ‬ ‫عِر ْ‬ ‫َأ ْ‬
‫شَغَفها‬ ‫سِه َقْد َ‬‫ن َنْف ِ‬
‫عْ‬ ‫ت اْلَعِزيِز ُتراِوُد َفتاها َ‬ ‫سَوٌة ِفي اْلَمِديَنِة اْمَرَأ ُ‬ ‫ل ِن ْ‬‫يعذلنها »‪ «2‬و يذكرنها‪ ،‬و هو قوله تعالى‪َ :‬و قا َ‬
‫حّبا«‪.‬‬‫ُ‬
‫شَغَفها‬ ‫‪ -[41] /5268‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬و في رواية أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله‪َ :‬قْد َ‬
‫حّبا يقول‪» :‬قد حجبها حبه عن الناس‪ ،‬فل تعقل غيره« و الحجاب‪ :‬هو الشغاف‪ ،‬و الشغاف‪ :‬هو حجاب القلب‪.‬‬ ‫ُ‬
‫‪ -[42] /5269‬ثم قال علي بن إبراهيم‪ :‬فبلغ ذلك امرأة العزيز‪ ،‬فبعثت إلى كل امرأة رئيسة‪ ،‬فجمعتهن في منزلها‪،‬‬
‫و هيأت لهن مجلسا‪ ،‬و دفعت إلى كل امرأة اترجة و سكينا‪ .‬فقالت‪ :‬اقطعن‪ .‬ثم قالت ليوسف‪ :‬اخرج عليهن‪ -‬و كان‬
‫سِمَع ْ‬
‫ت‬ ‫في بيت‪ -‬فخرج يوسف عليهن‪ ،‬فلما نظرن إليه‪ ،‬أقبلن يقطعن أيديهن‪ ،‬و قلن كما حكى ال عز و جل‪َ :‬فَلّما َ‬
‫ن َفَلّما َرَأْيَنُه‬‫عَلْيِه ّ‬
‫ج َ‬ ‫خُر ْ‬ ‫تا ْ‬ ‫سّكينًا َو قاَل ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫حَدٍة ِمْنُه ّ‬‫ل وا ِ‬ ‫ت ُك ّ‬‫ن ُمّتَكًأ أي أترجة َو آَت ْ‬ ‫ت َلُه ّ‬‫عَتَد ْ‬ ‫ن َو َأ ْ‬ ‫ت ِإَلْيِه ّ‬‫سَل ْ‬‫ن َأْر َ‬ ‫ِبَمْكِرِه ّ‬
‫ك َكِريٌم‪.‬‬ ‫ل َمَل ٌ‬ ‫ن هذا ِإ ّ‬ ‫َأْكَبْرَنُه إلى قوله‪ِ :‬إ ْ‬
‫صَم أي امتنع‪ ،‬ثم‬ ‫سَتْع َ‬ ‫سِه أي دعوته َفا ْ‬ ‫ن َنْف ِ‬
‫عْ‬ ‫ن اّلِذي ُلْمُتّنِني ِفيِه أي في حبه َو َلَقْد راَوْدُتُه َ‬ ‫فقالت امرأة العزيز‪َ :‬فذِلُك ّ‬
‫ن فما أمسى يوسف في ذلك اليوم »‪ «3‬حتى بعثت إليه‬ ‫غِري َ‬ ‫صا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ن َو َلَيُكونًا ِم َ‬ ‫جَن ّ‬‫سَ‬‫ل ما آُمُرُه َلُي ْ‬ ‫ن َلْم َيْفَع ْ‬‫قالت‪َ :‬و َلِئ ْ‬
‫عّني‬ ‫ف َ‬ ‫صِر ْ‬ ‫ل َت ْ‬ ‫عوَنِني ِإَلْيِه َو ِإ ّ‬ ‫ي ِمّما َيْد ُ‬ ‫ب ِإَل ّ‬
‫ن َأحَ ّ‬ ‫جُ‬ ‫سْ‬ ‫ب ال ّ‬‫كل امرأة رأته تدعوه إلى نفسها‪ ،‬فضجر يوسف‪ ،‬فقال‪َ :‬ر ّ‬
‫ن أي‪ :‬أميل إليهن‪ .‬و أمرت امرأة العزيز بحبسه‪ ،‬فحبس في السجن‪.‬‬ ‫ب ِإَلْيِه ّ‬
‫ص ُ‬ ‫ن أي حيلتهن َأ ْ‬ ‫َكْيَدُه ّ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -41‬تفسير القّمي ‪.357 :1‬‬
‫‪ -42‬تفسير القّمي ‪.343 :1‬‬
‫)‪ (1‬الملءة‪ :‬كل ثوب لّين رقيق »مجمع البحرين ‪.«398 :1‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬ز يعّيرنها‪.‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ ،‬و »ط« نسخة بدل‪ :‬البيت‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪171 :‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ث َيشاُء ]‪[56 -35‬‬ ‫حْي ُ‬ ‫ت‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬يَتَبّوُأ ِمْنها َ‬ ‫ليا ِ‬ ‫ن َبْعِد ما َرَأُوا ا ْ‬ ‫ُثّم َبدا َلُهْم ِم ْ‬
‫‪ -[1] /5270‬ثم قال علي بن إبراهيم‪ :‬و في رواية أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله‪ُ :‬ثّم َبدا َلُهْم‬
‫ن‪» :‬فاليات‪ :‬شهادة الصبي‪ ،‬و القميص المخرق من دبر‪ ،‬و استباقهما‬ ‫حي ٍ‬‫حّتى ِ‬ ‫جُنّنُه َ‬ ‫سُ‬ ‫ت َلَي ْ‬
‫ليا ِ‬ ‫ن َبْعِد ما َرَأُوا ا ْ‬ ‫ِم ْ‬
‫جَ‬
‫ن‬ ‫سْ‬ ‫ل َمَعُه ال ّ‬ ‫خَ‬ ‫الباب حتى سمع مجاذبتها إياه على الباب‪ ،‬فلما عصاها لم تزل ملحة »‪ «1‬بزوجها حتى حبسه َو َد َ‬
‫ن يقول‪ :‬عبدان للملك‪ ،‬أحدهما خباز‪ ،‬و الخر صاحب الشراب‪ ،‬و الذي كذب و لم ير المنام هو الخباز«‪.‬‬ ‫َفَتيا ِ‬
‫‪ -[2] /5271‬رجع إلى حديث علي بن إبراهيم »‪ ،«2‬قال‪ :‬و وكل الملك بيوسف رجلين يحفظانه‪ ،‬فلما دخل‬
‫صُر‬‫ع ِ‬ ‫السجن‪ ،‬قال له‪ :‬ما صناعتك؟ قال‪ :‬اعبر الرؤيا‪ .‬فرأى أحد الموكلين في منامه‪ ،‬كما قال ال عز و جل‪َ :‬أ ْ‬
‫حِم ُ‬
‫ل‬ ‫خُر ِإّني َأراِني َأ ْ‬ ‫لَ‬ ‫لا ْ‬ ‫خْمرًا قال يوسف‪ :‬تخرج‪ ،‬و تصير على شراب الملك‪ ،‬و ترتفع »‪ «3‬منزلتك عنده‪َ :‬و قا َ‬ ‫َ‬
‫طْيُر ِمْنُه و لم يكن رأى ذلك‪ ،‬فقال له يوسف‪ :‬أنت يقتلك الملك و يصلبك‪ ،‬و تأكل الطير‬ ‫ل ال ّ‬ ‫خْبزًا َتْأُك ُ‬‫سي ُ‬ ‫ق َرْأ ِ‬‫َفْو َ‬
‫ن َأّما‬ ‫جِ‬ ‫سْ‬‫ي ال ّ‬ ‫حَب ِ‬
‫من رأسك‪ .‬فضحك »‪ «4‬الرجل‪ ،‬و قال‪ :‬إني لم أر ذلك‪ .‬فقال يوسف‪ ،‬كما حكى ال تعالى‪ :‬يا صا ِ‬
‫ن‪.‬‬‫سَتْفِتيا ِ‬
‫لْمُر اّلِذي ِفيِه َت ْ‬ ‫ي ا َْ‬‫ضَ‬ ‫سِه ُق ِ‬ ‫ن َرْأ ِ‬ ‫طْيُر ِم ْ‬ ‫ل ال ّ‬‫ب َفَتْأُك ُ‬
‫صَل ُ‬‫خُر َفُي ْ‬ ‫لَ‬ ‫خْمرًا َو َأّما ا ْ‬ ‫سِقي َرّبُه َ‬ ‫حُدُكما َفَي ْ‬ ‫َأ َ‬
‫ن قال‪» :‬كان يقوم على المريض‪ ،‬و يلتمس‬ ‫سِني َ‬ ‫حِ‬ ‫ن اْلُم ْ‬‫ك ِم َ‬‫و قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬في قوله‪ِ :‬إّنا َنرا َ‬
‫المحتاج‪ ،‬و يوسع على المحبوس«‪ .‬فلما أراد‪ -‬من رأى في نومه يعصر خمرا‪ -‬الخروج من الحبس‪ ،‬قال له‬
‫يوسف‪:‬‬
‫ن ِذْكَر َرّبِه‪.‬‬ ‫شْيطا ُ‬ ‫ك فكان كما قال ال عز و جل‪َ :‬فَأْنساُه ال ّ‬ ‫عْنَد َرّب َ‬‫اْذُكْرِني ِ‬
‫‪ -[3] /5272‬ثم قال علي بن إبراهيم‪ :‬أخبرنا الحسن بن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن إسماعيل بن عمر‪ ،‬عن شعيب‬
‫العقرقوفي‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬إن يوسف أتاه جبرئيل‪ ،‬فقال له‪ :‬يا يوسف‪ ،‬إن رب العالمين‬
‫يقرئك‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.344 :1‬‬
‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.344 :1‬‬
‫‪ -3‬تفسير القّمي ‪[.....] .344 :1‬‬
‫)‪ (1‬في »ط«‪ :‬مولعة‪.‬‬
‫)‪ (2‬حديث )‪ (42‬المتقّدم آنفا‪.‬‬
‫)‪ (3‬في »س‪ ،‬ط«‪ :‬نسخة بدل‪ :‬ترفع‪.‬‬
‫)‪ (4‬في المصدر‪ :‬من دماغك‪ ،‬فجحد‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪172 :‬‬
‫السلم‪ ،‬و يقول لك‪ :‬من جعلك في أحسن خلقه؟ قال‪ :‬فصاح و وضع خده على الرض‪ ،‬ثم قال‪ :‬أنت يا رب ثم قال‬
‫له‪ :‬و يقول لك‪ :‬من حببك إلى أبيك دون إخوتك؟‪ -‬قال‪ -:‬فصاح و وضع خده على الرض‪ ،‬و قال‪ :‬أنت يا رب‬
‫قال‪:‬‬
‫و يقول لك‪ :‬و من أخرجك من الجب بعد أن طرحت فيها‪ ،‬و أيقنت بالهلكة؟‪ -‬قال‪ -:‬فصاح و وضع خده على‬
‫ن«‪.‬‬ ‫سِني َ‬
‫ضعَ ِ‬ ‫ن ِب ْ‬ ‫جِ‬ ‫سْ‬ ‫ث ِفي ال ّ‬ ‫الرض‪ ،‬ثم قال‪ :‬أنت يا رب‪ .‬قال‪ :‬فإن ربك قد جعل لك عقوبة في استغاثتك بغيره َفَلِب َ‬
‫قال‪» :‬فلما انقضت المدة‪ ،‬و أذن ال له في دعاء الفرج‪ ،‬فوضع خده على الرض‪ ،‬ثم قال‪ :‬اللهم إن كانت ذنوبي قد‬
‫أخلقت وجهي عندك‪ ،‬فإني أتوجه إليك بوجه آبائي الصالحين إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب‪.‬‬
‫ففرج ال عنه«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬أ ندعوا نحن بهذا الدعاء؟ فقال‪» :‬أدع بمثله‪ :‬اللهم إن كانت ذنوبي قد أخلقت وجهي عندك‪،‬‬
‫فإني أتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة محمد )صلى ال عليه و آله( و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و الئمة‬
‫)عليهم السلم(«‪.‬‬
‫سْبَع َبَقرا ٍ‬
‫ت‬ ‫‪ -[4] /5273‬و قال علي بن إبراهيم‪ :‬ثم إن الملك رأى رؤيا‪ ،‬فقال لوزرائه‪ :‬إني رأيت في نومي َ‬
‫تو‬ ‫خَر ياِبسا ٍ‬ ‫ضٍر َو ُأ َ‬ ‫خ ْ‬ ‫ت ُ‬ ‫سْنُبل ٍ‬ ‫سْبَع ُ‬‫ف أي مهازيل‪ ،‬و رأيت َ‬ ‫عجا ٌ‬ ‫سْبٌع ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ن َيْأُكُلُه ّ‬ ‫سما ٍ‬ ‫ِ‬
‫قرأ »‪ «1‬أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬سبع سنابل »‪.««2‬‬
‫ن فلم يعرفوا تأويل ذلك‪ ،‬فذكر الذي كان على رأس‬ ‫ن ُكْنُتْم ِللّرْءيا َتْعُبُرو َ‬ ‫ي ِإ ْ‬ ‫ل َأْفُتوِني ِفي ُرْءيا َ‬ ‫ثم قال‪ :‬يا َأّيَها اْلَم َُ‬
‫ل اّلِذي َنجا ِمْنُهما َو اّدَكَر َبْعَد ُأّمٍة أي بعد‬ ‫الملك رؤياه التي رآها‪ ،‬و ذكر يوسف بعد سبع سنين‪ ،‬و هو قوله‪َ :‬و قا َ‬
‫عجا ٌ‬
‫ف‬ ‫سْبٌع ِ‬‫ن َ‬ ‫ن َيْأُكُلُه ّ‬
‫سما ٍ‬ ‫ت ِ‬ ‫سْبِع َبَقرا ٍ‬ ‫ق َأْفِتنا ِفي َ‬ ‫صّدي ُ‬ ‫ن فجاء إلى يوسف فقال‪َ :‬أّيَها ال ّ‬ ‫سُلو ِ‬ ‫حين َأَنا ُأَنّبُئُكْم ِبَتْأِويِلِه َفَأْر ِ‬
‫ت؟‬‫خَر ياِبسا ٍ‬ ‫ضٍر َو ُأ َ‬ ‫خ ْ‬ ‫ت ُ‬ ‫سْنُبل ٍ‬ ‫سْبِع ُ‬ ‫َو َ‬
‫ن أي ل يدوسوه فإنه يفسد في‬ ‫ل ِمّما َتْأُكُلو َ‬ ‫ل َقِلي ً‬ ‫سْنُبِلِه ِإ ّ‬
‫صْدُتْم َفَذُروُه ِفي ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ن َدَأبًا َفما َ‬ ‫سِني َ‬‫سْبَع ِ‬ ‫ن َ‬ ‫عو َ‬ ‫قال يوسف‪َ :‬تْزَر ُ‬
‫ن أي سبع سنين‬ ‫ن ما َقّدْمُتْم َلُه ّ‬ ‫شداٌد َيْأُكْل َ‬‫سْبٌع ِ‬ ‫ك َ‬ ‫ن َبْعِد ذِل َ‬ ‫طول سبع سنين‪ ،‬و إذا كان في سنبله ل يفسد ُثّم َيْأِتي ِم ْ‬
‫مجاعة شديدة‪ ،‬يأكلن ما قدمتم لهن في السبع سنين الماضية‪.‬‬
‫قال الصادق )عليه السلم(‪» :‬إنما نزل‪ :‬ما قربتم لهن »‪.««3‬‬
‫ن أي يمطرون‪.‬‬ ‫صُرو َ‬ ‫س َو ِفيِه َيْع ِ‬ ‫ث الّنا ُ‬ ‫ك عاٌم ِفيِه ُيغا ُ‬ ‫ن َبْعِد ذِل َ‬ ‫ُثّم َيْأِتي ِم ْ‬
‫ك عاٌم ِفيِه ُيغا ُ‬
‫ث‬ ‫ن َبْعِد ذِل َ‬ ‫قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬قرأ رجل على أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ُ :‬ثّم َيْأِتي ِم ْ‬
‫ن »‪ «4‬على البناء للفاعل‪ ،‬فقال‪ :‬و يحك‪ ،‬أي شيء يعصرون‪ ،‬يعصرون الخمر؟! قال‬ ‫صُرو َ‬ ‫س َو ِفيِه َيْع ِ‬ ‫الّنا ُ‬
‫ن أي يمطرون بعد سني المجاعة‪ ،‬و الدليل‬ ‫صُرو َ‬ ‫الرجل‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬كيف أقرأها؟ فقال‪ :‬إنما نزلت َو ِفيِه َيْع ِ‬
‫على ذلك‪ ،‬قوله‪:‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -4‬تفسير القمي ‪.345 :1‬‬
‫)‪ (1‬في »س‪ ،‬ط«‪ :‬قال‪.‬‬
‫)‪ (2‬انظر مجمع البيان ‪.361 :5‬‬
‫)‪ (3‬انظر مجمع البيان ‪.361 :5‬‬
‫)‪ (4‬قرأ الصادق )عليه السلم(‪ ،‬و العرج‪ ،‬و عيسى بن عمر )يعصرون( بياء مضمومة و صاد مفتوحة‪ ،‬و قرأ‬
‫حمزة و الكسائي و خلف )تعصرون( بتاء‪-‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪173 :‬‬
‫جاجًا« »‪.«1‬‬ ‫ت ماًء َث ّ‬ ‫صرا ِ‬ ‫ن اْلُمْع ِ‬ ‫َو َأْنَزْلنا ِم َ‬
‫ك يعني‬ ‫جْع ِإلى َرّب َ‬ ‫ل اْر ِ‬ ‫ل قا َ‬ ‫سو ُ‬ ‫فرجع الرجل إلى الملك فأخبره بما قال يوسف‪ ،‬فقال الملك‪ :‬اْئُتوِني ِبِه َفَلّما جاَءُه الّر ُ‬
‫عِليٌم فجمع الملك النسوة‪ ،‬فقال لهن‪ :‬ما‬ ‫ن َ‬ ‫ن َرّبي ِبَكْيِدِه ّ‬ ‫ن ِإ ّ‬
‫ن َأْيِدَيُه ّ‬
‫طْع َ‬‫لِتي َق ّ‬ ‫سَوِة ال ّ‬ ‫ل الّن ْ‬ ‫سَئْلُه ما با ُ‬ ‫إلى الملك َف ْ‬
‫حّ‬
‫ق‬ ‫ص اْل َ‬‫ح َ‬ ‫صَ‬‫ح ْ‬ ‫ن َ‬ ‫لَ‬ ‫ت اْمَرَأةُ اْلَعِزيِز ا ْ‬ ‫سوٍء قاَل ِ‬ ‫ن ُ‬‫عَلْيِه ِم ْ‬ ‫عِلْمنا َ‬ ‫ل ما َ‬ ‫ش ِّ‬ ‫ن حا َ‬ ‫سِه ُقْل َ‬
‫ن َنْف ِ‬‫عْ‬ ‫ف َ‬ ‫س َ‬ ‫ن ُيو ُ‬ ‫ن ِإْذ راَوْدُت ّ‬ ‫طُبُك ّ‬‫خ ْ‬‫َ‬
‫ن أي ل أكذب‬ ‫ل ل َيْهِدي َكْيَد اْلخاِئِني َ‬ ‫ن ا َّ‬‫ب َو َأ ّ‬ ‫خْنُه ِباْلَغْي ِ‬ ‫ك ِلَيْعَلَم َأّني َلْم َأ ُ‬
‫ن ذِل َ‬‫صاِدِقي َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫سِه َو ِإّنُه َلِم َ‬ ‫ن َنْف ِ‬
‫عْ‬ ‫َأَنا راَوْدُتُه َ‬
‫حَم‬
‫سوِء أي تأمر بالسوء ِإلّ ما َر ِ‬ ‫لّماَرٌة ِبال ّ‬ ‫س َ‬ ‫ن الّنْف َ‬ ‫سي ِإ ّ‬ ‫ئ َنْف ِ‬
‫عليه الن كما كذبت عليه من قبل‪ .‬ثم قالت‪َ :‬و ما ُأَبّر ُ‬
‫ن فاسأل حاجتك؟‬ ‫ن َأِمي ٌ‬‫ك اْلَيْوَم َلَدْينا َمِكي ٌ‬ ‫ل ِإّن َ‬‫سي فلما نظر إلى يوسف قا َ‬ ‫صُه ِلَنْف ِ‬
‫خِل ْ‬ ‫سَت ْ‬
‫َرّبي فقال الملك‪ :‬اْئُتوِني ِبِه َأ ْ‬
‫عِليٌم يعني‪ :‬على الكناديج »‪ «2‬و النابير »‪ ،«3‬فجعله عليها‪ ،‬و هو‬ ‫ظ َ‬ ‫حِفي ٌ‬‫ض ِإّني َ‬ ‫لْر ِ‬ ‫ن ا َْ‬‫خزاِئ ِ‬ ‫على َ‬ ‫جَعْلِني َ‬ ‫لا ْ‬ ‫قا َ‬
‫ث َيشاُء‪.‬‬ ‫حْي ُ‬ ‫ض َيَتَبّوُأ ِمْنها َ‬ ‫لْر ِ‬ ‫ف ِفي ا َْ‬ ‫س َ‬ ‫ك َمّكّنا ِلُيو ُ‬ ‫قوله‪َ :‬و َكذِل َ‬
‫‪ -[5] /5274‬الطبرسي في كتاب )النبوة(‪ :‬بالسناد عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن الحسين بن علي بن بنت‬
‫إلياس‪ ،‬قال‪ :‬سمعت الرضا )عليه السلم( يقول‪» :‬و أقبل يوسف )عليه السلم( على جمع الطعام‪ ،‬فجمع في السبع‬
‫سنين المخصبة‪ ،‬فكبسه في الخزائن‪ ،‬فلما مضت تلك السنون‪ ،‬و أقبلت السنون المجدبة‪ ،‬أقبل يوسف على بيع‬
‫الطعام‪ ،‬فباعهم في السنة الولى بالدراهم و الدنانير‪ ،‬حتى لم يبق بمصر و ما حولها دينار و ل درهم إل صار في‬
‫ملك يوسف‪:‬‬
‫و باعهم في السنة الولى بالدراهم و الدنانير‪ ،‬حتى لم يبق بمصر و ما حولها حلي و ل جواهر إل صار في ملكه‪.‬‬
‫و باعهم في السنة الثانية بالحلي و الجواهر‪ ،‬حتى لم يبق بمصر و ما حولها حلي و ل جواهر إلى صار في ملكه‪.‬‬
‫و باعهم في السنة الثالثة بالدواب و المواشي‪ ،‬حتى لم يبق بمصر و ما حولها دابة و ماشية إل صار في ملكه‪ ،‬و‬
‫باعهم في السنة الرابعة بالعبيد و الماء‪ ،‬حتى لم يبق بمصر و ما حولها عبد و ل أمة إل صار في ملكه و باعهم‬
‫في السنة الخامسة بالدور و العقار‪ ،‬حتى لم يبق بمصر و ما حولها دار و ل عقار إل صار في ملكه و باعهم في‬
‫السنة السادسة بالمزارع و النهار‪ ،‬حتى لم يبق بمصر و ما حولها نهر و ل مزرعة إل صار في ملكه‪ ،‬و باعهم‬
‫في السنة السابعة برقابهم‪ ،‬حتى لم يبق بمصر و ما حولها عبد و ل حر إل صار عبدا ليوسف‪ .‬فملك أحرارهم و‬
‫عبيدهم و أموالهم‪ ،‬و قال الناس‪:‬‬
‫ما رأينا و ل سمعنا بملك أعطاه ال من الملك ما أعطي هذا الملك حكما و علما و تدبيرا‪.‬‬
‫ثم قال يوسف للملك‪ :‬أيها الملك‪ ،‬ما ترى فيما خولني ربي من ملك مصر و ما حولها«؟ أشر علينا برأيك‪ ،‬فإني لم‬
‫أصلحهم لفسدهم و لم أنجهم من البلء لكون بلء عليهم‪ ،‬و لكن ال تعالى أنجاهم على يدي‪ .‬قال الملك‪:‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -5‬مجمع البيان ‪.372 :5‬‬
‫‪ -‬مفتوحة و صاد مكسورة‪ ،‬و الباقون بالياء‪ ،‬مجمع البيان ‪ ،361 :5‬النشر في القراءات العشر ‪ ،295 :2‬كتاب‬
‫التيسير في القراءات السبع‪.129 :‬‬
‫)‪ (1‬النبأ ‪.14 :78‬‬
‫)‪ (2‬الكندوج‪ :‬شبه المخزن‪ ،‬معّرب كندو‪» .‬القاموس المحيط ‪.«212 :1‬‬
‫)‪ (3‬النابير‪ :‬جمع أنبار‪ :‬أكداس الطعام‪» .‬تاج العروس‪ -‬نبر‪[.....] .«553 :3 -‬‬
‫)‪ (4‬في المصدر‪ :‬و أهلها‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪174 :‬‬
‫الرأي رأيك‪.‬‬
‫قال يوسف‪ :‬إني اشهد ال و أشهدك أيها الملك أني قد أعتقت أهل مصر كلهم‪ ،‬و رردت عليهم أموالهم و عبيدهم‪،‬‬
‫و رددت عليك أيها الملك خاتمك »‪ «1‬و سريرك و تاجك‪ ،‬على أن ل تسير إل بسيرتي‪ ،‬و ل تحكم إل بحكمي‪.‬‬
‫قال له الملك‪ :‬إن ذلك لزيني و فخري أن ل أسير إل بسيرتك‪ ،‬و ل أحكم إل بحكمك‪ ،‬و لولك ما قويت عليه و ل‬
‫اهتديت له‪ ،‬و لقد جعلت سلطاني عزيزا ل يرام‪ ،‬و أنا أشهد أن ل إله إل ال‪ ،‬وحده ل شريك له‪ ،‬و أنك رسوله‪،‬‬
‫فأقم على ما وليتك‪ ،‬فإنك لدينا مكين أمين«‪.‬‬
‫‪ -[6] /5275‬ابن بابويه‪ ،‬في كتاب )الغيبة(‪ :‬في حديث مسند‪ ،‬قال‪ :‬رؤي بلطة مكتوب عليها بالحبشة‪ ،‬قرأها‬
‫السقف‪ ،‬و فسر ما فيها بالحبشية‪ ،‬ثم نقلت إلى العربية‪ ،‬فإذا فيها مكتوب‪ :‬أنا الريان بن دومغ‪ ،‬فسئل أبو عبد ال‬
‫المديني عن الريان‪ ،‬من كان؟ فقال‪ :‬هو والد العزيز الملك الذي كان في زمان يوسف النبي )عليه السلم(‪ ،‬و اسمه‬
‫الريان ابن دومغ‪ ،‬و قد كان عمر العزيز سبعمائة سنة‪ ،‬و عمر الريان والده ألف و سبعمائة سنة‪ ،‬و عمر دومغ‬
‫ثلثة آلف سنة‪.‬‬
‫فإذا فيها‪ :‬أنا الريان بن دومغ‪ ،‬خرجت في طلب النيل العظم لعلم فيضه و منبعه‪ ،‬إذ كنت أرى مفيضه‪،‬‬
‫فخرجت و معي ممن صحبت أربعة آلف ألف رجل‪ ،‬فسرت ثمانين سنة‪ ،‬إلى أن انتهيت إلى الظلمات و البحر‬
‫المحيط بالدنيا‪ ،‬فرأيت النيل يقطع البحر المحيط و يعبر فيه‪ ،‬و لم يكن لي منفذ‪ ،‬و تماوت أصحابي‪ ،‬و بقيت في‬
‫أربعة آلف رجل‪ ،‬فخشيت على ملكي‪ ،‬فرجعت إلى مصر‪ ،‬و بنيت الهرام و البراني‪ ،‬و بنيت الهرمين و‬
‫أودعتهما كنوزي و ذخائري‪ ،‬و قلت في ذلك شعرا‪ -‬و ذكر الشعار‪ ،‬و هي كثيرة‪ ،‬و من جملتها‪:-‬‬
‫و باني برانيها بها و المقدم‬ ‫أنا صاحب الهرام في مصر كلها‬

‫على الدهر ل تبلى و ل تتهدم‬ ‫تركت بها آثار كفي و حكمتي‬

‫و للدهر إمر »‪ «2‬مرة و تهجم‬ ‫و فيها كنوز جمة و عجائب‬

‫ولي لربي آخر الدهر ينجم‬ ‫سيفتح أقفالي و يبدي عجائبي‬


‫و ل بد أن يعلو و يسمو به السم‬ ‫بأكناف بيت ال تبدو أموره‬

‫قال ابن بابويه‪ :‬قال أبو الجيش خمارويه »‪ «3‬بن أحمد بن طولون‪ :‬هذا شيء ليس لحد فيه حيلة إل القائم من آل‬
‫محمد )عليه السلم(‪ .‬وردت البلطة كما كانت مكانها‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -6‬كما الدين و تمام النعمة‪.563 :‬‬
‫)‪ (1‬في »ط«‪ :‬عليك الملك و خاتمك‪.‬‬
‫)‪ (2‬المر‪ :‬المر العظيم الشنيع‪» .‬لسان العرب‪ -‬أمر ‪.«33 :4‬‬
‫)‪ (3‬في »ط« أبو الحسن حمدويه‪ ،‬تصحيف صحيحه ما أثبتناه‪ ،‬انظر أنساب السمعاني ‪ ،160 :5‬النجم الزاهرة‬
‫‪.49 :3‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪175 :‬‬
‫‪ -[7] /5276‬العياشي‪ :‬عن محمد بن مروان‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬إن يوسف خطب‬
‫امرأة جميلة كانت في زمانه‪ ،‬فردت عليه‪ :‬إن عبد الملك إياي يطلب!‪ -‬قال‪ -‬فطلبها إلى أبيها‪ ،‬فقال له أبوها‪ :‬إن‬
‫المر أمرها‪ -.‬قال‪ -‬فطلبها إلى ربه‪ ،‬و بكى‪ ،‬فأوحى ال إليه إني قد زوجتكها‪ ،‬ثم أرسل إليها‪ :‬إني أريد أن‬
‫أزوركم‪.‬‬
‫فأرسلت إليه‪ :‬أن تعال‪ .‬فلما دخل عليها‪ ،‬أضاء البيت لنوره‪ ،‬فقالت‪ :‬ما هذا إل ملك كريم‪ .‬فاستسقى‪ ،‬فقامت إلى‬
‫الطاس لتسقيه‪ ،‬فجعل يتناول الطاس من يدها‪ ،‬فتناوله فاها‪ ،‬فجعل يقول‪ :‬انتظري و ل تجعلي‪ -‬قال‪ -‬فتزوجها«‪.‬‬
‫‪ -[8] /5277‬عن العباس بن هلل‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا الحسن الرضا )عليه السلم( يقول‪» :‬إن يوسف النبي‪ ،‬قال له‬
‫السجان‪ :‬إني لحبك‪ .‬فقال له يوسف‪ :‬ل تقل هكذا‪ .‬فإن عمتي أحبتني فسرقتني‪ ،‬و إن أبي أحبني فحسدني إخوتي‬
‫فباعوني‪ ،‬و إن امرأة العزيز أحبتني فحبستني«‪.‬‬
‫‪ -[9] /5278‬عن ابن سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬جاء جبرئيل إلى يوسف في السجن‪ ،‬فقال‪ :‬قل‬
‫في دبر كل صلة فريضة‪ :‬اللهم اجعل لي فرجا و مخرجا‪ ،‬و ارزقني من حيث أحتسب‪ ،‬و من حيث ل أحتسب«‪.‬‬
‫‪ -[10] /5279‬عن طربال‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬لما أمر الملك بحبس يوسف في السجن‪ ،‬ألهمه‬
‫ال تأويل الرؤيا‪ ،‬فكان يعبر لهل السجن رؤياهم‪ ،‬و إن فتيين أدخل معه السجن يوم حبسه‪ ،‬فلما باتا‪ ،‬أصبحا فقال‬
‫له‪:‬‬
‫إنا رأينا رؤيا‪ ،‬فعبرها لنا‪.‬‬
‫قال‪ :‬و ما رأيتما؟ قال أحدهما‪ :‬إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه‪ .‬و قال الخر‪ :‬إني رأيت أني‬
‫أسقي الملك خمرا‪ .‬فعبر لهما رؤياهما على ما في الكتاب‪ ،‬ثم قال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك‪ -‬قال‪-‬‬
‫ن«‪.‬‬ ‫سِني َ‬
‫ضعَ ِ‬‫ن ِب ْ‬
‫جِ‬‫سْ‬
‫ث ِفي ال ّ‬
‫ن ِذْكَر َرّبِه َفَلِب َ‬
‫شْيطا ُ‬
‫و لم يفزع يوسف في حاله إلى ال فيدعوه‪ ،‬فلذلك قال ال‪َ :‬فَأْنساُه ال ّ‬
‫قال‪ :‬فأوحى ال إلى يوسف في ساعته تلك‪ :‬يا يوسف‪ ،‬من أراك الرؤيا التي رأيتها؟ فقال‪ :‬أنت يا رب‪ .‬قال‪:‬‬
‫فمن حببك إلى أبيك؟ قال‪ :‬أنت يا رب‪ .‬قال‪ :‬فمن وجه السيارة إليك؟ فقال‪ :‬أنت يا رب‪ .‬قال‪ :‬فمن علمك الدعاء‬
‫الذي دعوت به حتى جعل لك من الجب فرجا؟ قال‪ :‬أنت يا رب‪ .‬قال‪ :‬فمن جعل لك من كيد المرأة مخرجا؟ قال‪:‬‬
‫أنت يا رب‪ .‬قال‪ :‬فمن ألهمك تأويل الرؤيا؟ قال‪ :‬أنت يا رب‪ .‬قال‪ :‬فكيف استغثت بغيري‪ ،‬و لم تستغث بي و‬
‫تسألني أن أخرجك من السجن‪ ،‬و استغثت و أمك عبدا من عبادي‪ ،‬ليذكرك إلى مخلوق من خلقي‪ ،‬في قبضتي‪ ،‬و‬
‫لم تفزع إلي؟! البث في السجن بذنبك بضع سنين‪ ،‬بإرسالك عبدا إلى عبد«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -7‬تفسير العّياشي ‪.20 /175 :2‬‬
‫‪ -8‬تفسير العّياشي ‪.21 /175 :2‬‬
‫‪ -9‬تفسير العّياشي ‪.22 /176 :2‬‬
‫‪ -10‬تفسير العّياشي ‪.23 /176 :2‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪176 :‬‬

‫‪ -[11] /5280‬قال ابن أبي عمير‪ :‬قال ابن أبي حمزة‪ :‬فمكث في السجن عشرين سنة‪.‬‬
‫ك قال‪ :‬هو العزيز‪.‬‬‫عْنَد َرّب َ‬
‫‪ -[12] /5281‬سماعة‪ ،‬عن قول ال‪ :‬اْذُكْرِني ِ‬
‫خْبزًا‪.‬‬
‫سي ُ‬
‫ق َرْأ ِ‬
‫ل َفْو َ‬
‫حِم ُ‬
‫خُر ِإّني َأراِني َأ ْ‬
‫لَ‬‫لا ْ‬
‫‪ -[13] /5282‬ابن أبي يعفور‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬قا َ‬
‫قال‪ :‬أحمل فوق رأسي جفنة فيها خبز‪ ،‬تأكل الطير منه«‪.‬‬
‫‪ -[14] /5283‬يعقوب بن شعيب‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬قال ال ليوسف‪ :‬أ لست الذي حببتك إلى‬
‫أبيك‪ ،‬و فضلتك على الناس بالحسن؟ أ و لست الذي سقت إليك السيارة‪ ،‬فأنقدتك و أخرجتك من الجب؟ أ و لست‬
‫الذي صرفت عنك كيد النسوة؟ فما حملك على أن ترفع رغبتك‪ ،‬أو تدعو مخلوقا هو دوني؟! فالبث لما قلت‪ ،‬في‬
‫السجن بضع سنين«‪.‬‬
‫‪ -[15] /5284‬عن عبد ال بن عبد الرحمن‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬عنه )عليه السلم( قال‪» :‬لما قال للفتى‪ :‬اذكرني عند‬
‫ربك‪.‬‬
‫أتاه جبرئيل )عليه السلم(‪ ،‬فضرب برجله حتى كشط له عن الرض السابعة‪ ،‬فقال له‪ :‬يا يوسف‪ ،‬انظر ماذا‬
‫ترى؟ قال‪:‬‬
‫أرى حجرا صغيرا‪ ،‬ففلق الحجر‪ ،‬فقال‪ :‬ماذا ترى؟ قال‪ :‬أرى دودة صغيرة‪ .‬قال‪ :‬فمن رازقها؟ قال‪ :‬ال‪ .‬قال‪ :‬فإن‬
‫ربك يقول‪ :‬لم أنس هذه الدودة‪ ،‬في ذلك الحجر‪ ،‬في قعر الرض السابعة‪ ،‬أ ظننت أني أنساك‪ ،‬حتى تقول للفتى‪:‬‬
‫اذكرني عند ربك؟! لتلبثن في السجن بمقالتك هذه بضع سنين‪ -‬قال‪ -‬فبكى يوسف عند ذلك‪ ،‬حتى بكت لبكائه‬
‫الحيطان‪ ،‬قال‪ :‬فتأذى به أهل السجن‪ ،‬فصالحهم على أن يبكي يوما‪ ،‬و يسكت يوما‪ ،‬فكان في اليوم الذي يسكت‬
‫أسوء حال«‪.‬‬
‫‪ -[16] /5285‬عن هشام بن سالم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬ما بكى أحد بكاء ثلثة‪ :‬آدم‪ ،‬و يوسف‪ ،‬و‬
‫داود«‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬ما بلغ من بكائهم؟ فقال‪» :‬أما آدم‪ ،‬فبكى حين اخرج من الجنة‪ ،‬و كان رأسه في باب من أبواب السماء‪،‬‬
‫فبكى حتى تأذى به أهل السماء‪ ،‬فشكوا ذلك إلى ال‪ ،‬فحط من قامته‪ .‬و أما داود‪ ،‬فإنه بكى حتى هاج العشب من‬
‫دموعه‪ ،‬و إنه كان ليزفر الزفرة‪ ،‬فتحرق ما نبت من دموعه‪ .‬و أما يوسف‪ ،‬فإنه كان يبكي على أبيه يعقوب‪ ،‬و هو‬
‫في السجن‪ ،‬فتأذى به أهل السجن‪ ،‬فصالحهم على أن يبكي يوما‪ ،‬و يسكت يوما«‪.‬‬
‫‪ -[17] /5286‬عن شعيب العقرقوفي‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪» :‬إن يوسف أتاه جبرئيل‪ ،‬فقال‪ :‬يا يوسف‬
‫إن‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -11‬تفسير العّياشي ‪ 176 :2‬ذيل الحديث ‪.23‬‬
‫‪ -12‬تفسير العّياشي ‪.24 /177 :2‬‬
‫‪ -13‬تفسير العّياشي ‪.25 /177 :2‬‬
‫‪ -14‬تفسير العّياشي ‪.26 /177 :2‬‬
‫‪ -15‬تفسير العّياشي ‪[.....] .27 :177‬‬
‫‪ -16‬تفسير العّياشي ‪.28 /177 :2‬‬
‫‪ -17‬تفسير العّياشي ‪.29 /178 :2‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪177 :‬‬
‫رب العالمين يقرئك السلم‪ ،‬و يقول لك‪ :‬من جعلك أحسن خلقه؟‪ -‬قال‪ -‬فصاح‪ ،‬و وضع خده على الرض‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫أنت يا رب‪ ،‬ثم قال له‪ :‬و يقول لك‪ :‬من حببك إلى أبيك دون إخوتك؟‪ -‬قال‪ -‬فصاح‪ ،‬و وضع خده على الرض‪ ،‬ثم‬
‫قال‪ :‬أنت يا رب‪ .‬قال‪ :‬و يقول لك‪ :‬من أخرجك من الجب‪ ،‬بعد أن طرحت فيها‪ ،‬و أيقنت بالهلكة؟ قال‪ :‬فصاح‪ ،‬و‬
‫وضع خده على الرض‪ ،‬ثم قال‪ :‬أنت يا رب‪ ،‬ثم قال‪ :‬فإن ربك قد جعل لك عقوبة في استغاثتك بغيره‪ ،‬فالبث في‬
‫السجن بضع سنين«‪.‬‬
‫قال‪» :‬فلما انقضت المدة‪ ،‬أذن له في دعاء الفرج‪ ،‬و وضع خده على الرض‪ ،‬ثم قال‪ :‬اللهم إن كانت ذنوبي قد‬
‫أخلقت وجهي عندك‪ ،‬فإني أتوجه إليك بوجه آبائي الصالحين‪ ،‬إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ففرج ال عنه«‪.‬‬
‫قال‪ :‬فقلت له‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬أ ندعو نحن بهذا الدعاء؟ فقال‪» :‬ادع بمثله‪ ،‬اللهم إن كانت ذنوبي قد أخلقت وجهي‬
‫عندك‪ ،‬فإني أتوجه إليك بوجه نبيك نبي الرحمة )صلى ال عليه و آله( و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و‬
‫الئمة )عليهم السلم(«‪.‬‬
‫ث ِفي‬
‫‪ -[18] /5287‬عن يعقوب بن يزيد‪ ،‬رفعه‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال في قول ال تعالى‪َ :‬فَلِب َ‬
‫ن‪ ،‬قال‪» :‬سبع »‪ «1‬سنين«‪.‬‬ ‫سِني َ‬
‫ضَع ِ‬
‫ن ِب ْ‬
‫جِ‬‫سْ‬
‫ال ّ‬
‫‪ -[19] /5288‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬رأت فاطمة )عليها السلم( في النوم‪ ،‬كأن‬
‫الحسن و الحسين )عليهما السلم( ذبحا‪ ،‬أو قتل‪ ،‬فأحزنها ذلك‪ -‬قال‪ -‬فأخبرت به رسول ال )صلى ال عليه و‬
‫آله(‪ ،‬فقال‪ :‬يا رؤيا‪ .‬فتمثلت‪ ،‬بين يديه‪ ،‬فقال‪ :‬أريت فاطمة هذا البلء؟ فقالت‪ :‬ل‪ ،‬يا رسول ال‪ .‬فقال‪ :‬يا أضغاث‪،‬‬
‫أنت أريت فاطمة هذا البلء؟‬
‫فقالت‪ :‬نعم‪ ،‬يا رسول ال‪ .‬قال‪ :‬فما أردت بذلك؟ قالت‪ :‬أردت أن أحزنها‪ ،‬فقال لفاطمة )عليها السلم(‪ :‬اسمعي‪،‬‬
‫ليس هذا بشيء«‪.‬‬
‫‪ -[20] /5289‬عن أبان‪ ،‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أحدهما »‪) «2‬عليهما السلم( قال‪» :‬إن رسول ال )صلى ال‬
‫عليه و آله( قال‪:‬‬
‫لو كنت بمنزلة يوسف‪ ،‬حين أرسل إليه الملك يسأله عن رؤياه‪ ،‬ما حدثته حتى أشترط عليه أن يخرجني من‬
‫السجن‪ ،‬و عجبت لصبره عن شأن امرأة الملك‪ ،‬حتى أظهر ال عذره«‪.‬‬
‫‪ -[21] /5290‬عن ابن أبي يعفور‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقرأ‪» :‬سبع سنابل »‪ «3‬خضر«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -18‬تفسير العّياشي ‪.30 /178 :2‬‬
‫‪ -19‬تفسير العّياشي ‪.31 /178 :2‬‬
‫‪ -20‬تفسير العّياشي ‪.32 /179 :2‬‬
‫‪ -21‬تفسير العّياشي ‪.33 /179 :2‬‬
‫)‪ (1‬في »ط«‪ :‬تسع‪.‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬عنهما‪.‬‬
‫)‪ (3‬في »ط«‪ :‬سنبلت‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪178 :‬‬
‫‪ -[22] /5291‬عن حفص بن غياث‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬كانت سنين »‪ «1‬يوسف و الغلء‬
‫الذي أصاب الناس‪ ،‬و لم يتمن »‪ «2‬الغلء لحد قط‪ -‬قال‪ -‬فأتاه التجار‪ ،‬فقالوا‪ :‬بعنا‪ .‬فقال‪ :‬اشتروا‪ .‬فقالوا‪ :‬نأخذ كذا‬
‫بكذا‪.‬‬
‫فقال‪ :‬خذوا‪ .‬و أمر فكالوهم‪ ،‬فحملوا و مضوا‪ ،‬حتى دخلوا المدينة‪ ،‬فلقيهم قوم تجار‪ .‬فقالوا لهم‪ :‬كيف أخذتم؟‬
‫قالوا‪ :‬كذا بكذا‪ .‬و أضعفوا الثمن‪ -‬قال‪ -‬فقدموا أولئك على يوسف‪ ،‬فقالوا‪ :‬بعنا‪ ،‬فقال‪ :‬اشتروا‪ ،‬كيف تأخذون؟ قالوا‪:‬‬
‫بعنا كما بعت كذا بكذا‪ .‬فقال‪ :‬ما هو كما تقولون‪ ،‬و لكن خذوا‪ .‬فأخذوا‪ ،‬ثم مضوا حتى دخلوا المدينة‪ ،‬فلقيهم‬
‫آخرون‪ ،‬فقالوا‪ :‬كيف أخذتم؟ فقالوا‪ :‬كذا بكذا‪ .‬و أضعفوا الثمن‪ -‬قال‪ -‬فعظم الناس ذلك الغلء‪ ،‬و قالوا‪ :‬اذهبوا بنا‬
‫حتى نشتري‪ -‬قال‪ -‬فذهبوا إلى يوسف‪ ،‬فقالوا‪ :‬بعنا‪ .‬فقال‪ :‬اشتروا‪ .‬فقالوا‪ :‬بعنا كما بعت‪ .‬فقال‪ :‬و كيف بعت؟ قالوا‪:‬‬
‫كذا بكذا‪ .‬فقال‪ :‬ما هو كذلك‪ ،‬و لكن خذوا‪ -‬قال‪ -‬فأخذوا‪ ،‬و رجعوا إلى المدينة‪ ،‬فأخبروا الناس‪ .‬و قالوا‪ :‬فيما بينهم‪:‬‬
‫تعالوا حتى نكذب في الرخص كما كذبنا في الغلء‪ -‬قال‪ -‬فذهبوا إلى يوسف‪ ،‬فقالوا له‪ :‬بعنا‪ .‬فقال‪ :‬اشتروا‪ .‬فقالوا‪:‬‬
‫بعنا كما بعت‪ .‬قال‪ :‬و كيف بعت؟ قالوا‪ :‬كذا بكذا‪ -‬بالحط من السعر‪ -‬فقال‪ :‬ما هو هكذا‪ ،‬و لكن خذوا‪ .‬قال‪ :‬فأخذوا‪،‬‬
‫و ذهبوا إلى المدينة‪ ،‬فلقيهم الناس‪ ،‬فسألوهم‪ :‬بكم اشتريتم؟ فقالوا‪ :‬كذا بكذا‪ .‬بنصف الحط الول‪ .‬فقال الخرون‪:‬‬
‫اذهبوا بنا حتى نشتري‪ .‬فذهبوا إلى يوسف فقالوا‪ :‬بعنا فقال‪ :‬اشتروا‪ ،‬فقالوا‪ :‬بعنا كما بعت‪ .‬فقال‪ :‬و كيف بعت؟‬
‫فقالوا‪ :‬كذا بكذا‪ -.‬بالحط من النصف‪ -‬فقال‪ :‬ما هو كما تقولون‪ ،‬و لكن خذوا‪ .‬فلم يزالوا يتكاذبون‪ ،‬حتى رجع‬
‫السعر إلى المر الول‪ ،‬كما أراد ال تعالى«‪.‬‬
‫‪ -[23] /5292‬عن محمد بن علي الصيرفي‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪» :‬عام فيه يغاث الناس و‬
‫جاجًا« »‪.«3‬‬ ‫ت ماًء َث ّ‬ ‫صرا ِ‬ ‫ن اْلُمْع ِ‬
‫فيه يعصرون« بضم الياء‪ :‬يمطرون‪ ،‬ثم قال‪ :‬أما سمعت قوله‪َ :‬و َأْنَزْلنا ِم َ‬
‫‪ -[24] /5293‬عن علي بن معمر‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬في قول ال‪» :‬عام فيه يغاث الناس‬
‫جاجًا« »‪.«4‬‬ ‫ت ماًء َث ّ‬ ‫صرا ِ‬ ‫ن اْلُمْع ِ‬‫و فيه يعصرون« مضمومة‪ ،‬ثم قال‪» :‬أما سمعت قول ال‪َ :‬و َأْنَزْلنا مِ َ‬
‫سَوِة‪ ،‬قال‪» :‬يعني العزيز«‪.‬‬ ‫ل الّن ْ‬
‫سَئْلُه ما با ُ‬
‫ك َف ْ‬
‫جْع ِإلى َرّب َ‬ ‫‪ -[25] /5294‬عن سماعة‪ ،‬قال‪ :‬سألته عن قول ال‪ :‬اْر ِ‬
‫‪ -[26] /5295‬عن الحسن بن موسى‪ ،‬قال‪ :‬روى أصحابنا‪ ،‬عن الرضا )عليه السلم( قال له رجل‪ :‬أصلحك ال‪،‬‬
‫كيف‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -22‬تفسير العّياشي ‪.34 /179 :2‬‬
‫‪ -23‬تفسير العّياشي ‪.. 35 /180 :2‬‬
‫‪ -24‬تفسير العّياشي ‪.. 36 /180 :2‬‬
‫‪ -25‬تفسير العّياشي ‪.37 /180 :2‬‬
‫‪ -26‬تفسير العّياشي ‪ 38 /180 :2‬و ‪[.....] .39‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر نسخة بدل‪ :‬كان سبق‪.‬‬
‫)‪ (2‬في »ط«‪ :‬يمّر‪.‬‬
‫)‪ (3‬النبأ ‪.14 :78‬‬
‫)‪ (4‬النبأ ‪.14 :78‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪179 :‬‬
‫صرت إلى ما صرت إليه من المأمون؟ فكأنه أنكر ذلك عليه‪ ،‬فقال له أبو الحسن )عليه السلم(‪» :‬يا هذا‪ ،‬أيهما‬
‫أفضل‪ ،‬النبي أو الوصي؟« فقال‪ :‬ل بل النبي‪ .‬قال‪» :‬فأيهما أفضل‪ ،‬مسلم أو مشرك؟« قال‪ :‬ل بل مسلم‪ .‬قال‪» :‬فإن‬
‫العزيز‪ -‬عزيز مصر‪ -‬كان مشركا‪ ،‬و كان يوسف نبيا‪ ،‬و إن المأمون مسلم‪ ،‬و أنا وصي‪ ،‬و يوسف سأل العزيز‬
‫أن يوليه‪ ،‬حتى قال‪:‬‬
‫استعملني على خزائن الرض إنى حفيظ عليم‪ .‬و المأمون أخبرني على ما أنا فيه«‪.‬‬
‫عِليٌم قال‪» :‬حافظ لما في يدي‪ ،‬عالم بكل لسان«‪.‬‬ ‫ظ َ‬ ‫حِفي ٌ‬‫قال‪ :‬و قال في قوله‪َ :‬‬
‫‪ -[2/5296‬قال سليمان‪ :‬قال سفيان‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬ما يجوز أن يزكي الرجل نفسه؟ قال‪:‬‬
‫عِليٌم و قول العبد الصالح‪:‬‬ ‫ظ َ‬ ‫حِفي ٌ‬‫ض ِإّني َ‬ ‫لْر ِ‬ ‫ن ا َْ‬
‫خزاِئ ِ‬‫على َ‬ ‫جَعْلِني َ‬ ‫»نعم‪ ،‬إذا اضطر إليه‪ ،‬أما سمعت قول يوسف‪ :‬ا ْ‬
‫ن« »‪.«1‬‬ ‫ح َأِمي ٌ‬
‫صٌ‬‫َأَنا َلُكْم نا ِ‬
‫‪ -[28] /5297‬ابن بابويه‪ :‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن الحسن )رحمه ال(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سعد بن عبد ال‪ ،‬عن محمد بن‬
‫الحسين بن أبي الخطاب‪ ،‬عن شريف بن سابق التفليسي‪ ،‬عن الفضل بن أبي قرة‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‬
‫عِليٌم‪ ،‬قال‪» :‬حفيظ بما تحت يدي‪ ،‬عليم بكل لسان«‪.‬‬ ‫ظ َ‬ ‫حِفي ٌ‬‫ض ِإّني َ‬ ‫لْر ِ‬ ‫ن ا َْ‬ ‫خزاِئ ِ‬‫على َ‬ ‫جَعْلِني َ‬ ‫في قول يوسف‪ :‬ا ْ‬
‫‪ -[29] /5298‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثني‬
‫جعفر بن محمد بن مسعود العياشي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن نصير‪ ،‬عن الحسن بن موسى‪ ،‬قال روى‬
‫أصحابنا‪ ،‬عن الرضا )عليه السلم( أنه قال له رجل‪ :‬أصلحك ال‪ ،‬كيف صرت إلى ما صرت إليه من المأمون؟‬
‫فكأنه أنكر ذلك عليه‪ ،‬فقال له أبو الحسن الرضا )عليه السلم(‪» :‬يا هذا أيهما أفضل‪ ،‬النبي أو الوصي؟« فقال‪ :‬ل‪،‬‬
‫بل النبي‪ .‬قال‪:‬‬
‫»فأيهما أفضل‪ ،‬مسلم أو مشرك؟« قال‪ :‬لبل مسلم قال‪» :‬فإن عزيز مصر كان مشركا‪ ،‬و كان يوسف )عليه‬
‫على‬ ‫جَعْلِني َ‬ ‫السلم( نبيا‪ ،‬و إن المأمون مسلم‪ ،‬و أنا وصي‪ ،‬و يوسف سأل العزيز أن يوليه‪ ،‬حتى »‪ «2‬قال‪ :‬ا ْ‬
‫عِليٌم و المأمون أجبرني على ما أنا فيه« »‪.«3‬‬ ‫ظ َ‬ ‫حِفي ٌ‬
‫ض ِإّني َ‬ ‫لْر ِ‬ ‫ن ا َْ‬ ‫خزاِئ ِ‬ ‫َ‬
‫عِليٌم قال‪» :‬حافظ لما في يدي‪ ،‬عالم بكل لسان«‪.‬‬ ‫ظ َ‬ ‫حِفي ٌ‬
‫قال‪ :‬و قال )عليه السلم( في قوله تعالى‪َ :‬‬
‫‪ -[30] /5299‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن إبراهيم بن‬
‫هاشم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الريان بن الصلت‪ ،‬قال‪ :‬دخلت على علي بن موسى الرضا )عليه السلم( فقلت له‪ :‬يا بن‬
‫رسول ال‪ ،‬إن الناس يقولون‪ :‬إنك قبلت ولية العهد‪ ،‬مع إظهارك الزهد في الدنيا‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -27‬تفسير العّياشي ‪.40 /181 :2‬‬
‫‪ -28‬علل الشرائع‪.4 /125 :‬‬
‫سلم( ‪.1 /138 :2‬‬ ‫‪ -29‬عيون أخبار الّرضا )عليه ال ّ‬
‫سلم( ‪.2 /139 :2‬‬ ‫‪ -30‬عيون أخبار الّرضا )عليه ال ّ‬
‫)‪ (1‬العراف ‪.68 :7‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬حين‪.‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬و أنا أجبرت على ذلك‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪180 :‬‬
‫قال )عليه السلم(‪» :‬قد علم ال تعالى كراهتي لذلك‪ ،‬فلما خيرت بين قبول ذلك‪ ،‬و بين القتل‪ ،‬اخترت القبول على‬
‫القتل‪ .‬ويحهم‪ ،‬أما علموا أن يوسف )عليه السلم( كان نبيا و رسول‪ ،‬و لما دفعته الضرورة إلى تولي خزائن‬
‫عِليٌم و دفعتني الضرورة إلى قبول ذلك على إكراه و‬ ‫ظ َ‬ ‫حِفي ٌ‬‫ض ِإّني َ‬ ‫لْر ِ‬ ‫ن ا َْ‬‫خزاِئ ِ‬‫على َ‬ ‫جَعْلِني َ‬ ‫العزيز‪ ،‬قال له‪ :‬ا ْ‬
‫إجبار‪ ،‬و بعد الشراف على الهلك‪ ،‬على أني ما دخلت في هذا المر إل دخول خارج منه‪ .‬فإلى ال المشتكى و‬
‫هو المستعان«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪ -[1] /5300 [82 -58‬رجعت رواية علي بن إبراهيم »‬ ‫ف‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و ِإّنا َلصاِدُقو َ‬ ‫س َ‬ ‫خَوُة ُيو ُ‬ ‫َو جاَء ِإ ْ‬
‫‪ ،«1‬قال‪ :‬فأمر يوسف أن تبنى كناديج من صخر‪ ،‬و طينها بالكلس‪ ،‬ثم أمر بزروع مصر‪ ،‬فحصدت‪ ،‬و دفع إلى‬
‫كل إنسان حصة‪ ،‬و ترك الباقي في سنبله‪ ،‬و لم يدسه‪ ،‬و وضعها في الكناديج‪ ،‬ففعل ذلك سبع سنين‪.‬‬
‫فلما جاءت سني الجدب‪ ،‬كان يخرج السنبل‪ ،‬فيبيع بما شاء‪ ،‬و كان بينه و بين أبيه ثمانية عشر يوما‪ ،‬و كانوا في‬
‫بادية‪ ،‬و كان الناس من الفاق يخرجون إلى مصر ليمتاروا طعاما‪ ،‬و كان يعقوب و ولده نزول في بادية فيها مقل‬
‫»‪ ،«2‬فأخذ إخوة يوسف من ذلك المقل‪ ،‬و حملوه إلى مصر‪ ،‬ليمتاروا طعاما‪ ،‬و كان يوسف يتولى البيع بنفسه‪،‬‬
‫جهاِزِهْم‬ ‫جّهَزُهْم ِب َ‬
‫ن َو َلّما َ‬ ‫فلما دخل إخوته عليه‪ ،‬عرفهم و لم يعرفوه‪ ،‬كما حكى ال عز و جل‪َ :‬و ُهْم َلُه ُمْنِكُرو َ‬
‫فأعطاهم‪ ،‬و أحسن إليهم في الكيل‪ ،‬قال لهم‪» :‬من أنتم؟« قالوا‪ :‬نحن بنو يعقوب بن ابراهيم‪ ،‬خليل ال الذي ألقاه‬
‫نمرود في النار فلم يحترق‪ ،‬و جعلها ال عليه بردا و سلما‪ ،‬قال‪» :‬فما فعل أبوكم«؟‬
‫قالوا‪ :‬شيخ ضعيف‪ ،‬قال‪» :‬فلكم أخ غيركم«؟ قالوا‪ :‬لنا أخ من أبينا‪ ،‬ل من امنا‪ .‬قال‪» :‬فإذا رجعتم إلي فائتوني به«‬
‫ل َلُكْم‬‫ن َلْم َتْأُتوِني ِبِه َفل َكْي َ‬ ‫ن َفِإ ْ‬
‫خْيُر اْلُمْنِزِلي َ‬‫ل َو َأَنا َ‬
‫ن َأّني ُأوِفي اْلَكْي َ‬ ‫ن َأِبيُكْم َأ ل َتَرْو َ‬ ‫خ َلُكْم ِم ْ‬
‫و هو قوله‪ :‬اْئُتوِني ِبَأ ٍ‬
‫ن‪.‬‬‫عُلو َ‬ ‫عْنُه َأباُه َو ِإّنا َلفا ِ‬‫سُنراِوُد َ‬ ‫ن قاُلوا َ‬ ‫عْنِدي َو ل َتْقَرُبو ِ‬ ‫ِ‬
‫ثم قال يوسف لقومه‪» :‬ردوا هذه البضاعة التي حملوها إلينا‪ ،‬و اجعلوها فيما بين رحالهم‪ ،‬حتى إذا رجعوا إلى‬
‫جَعُلوا ِبضاعََتُهْم ِفي ِرحاِلِهْم َلَعّلُهْم َيْعِرُفوَنها ِإَذا اْنَقَلُبوا ِإلى‬ ‫ل ِلِفْتياِنِه ا ْ‬
‫منازلهم و رأوها‪ ،‬رجعوا إلينا و هو قوله‪َ :‬و قا َ‬
‫جُعوا ِإلى َأِبيِهْم قاُلوا يا َأبانا ُمِنَع ِمّنا اْلَكْي ُ‬
‫ل‬ ‫ن يعني‪ :‬كي يرجعوا‪َ :‬فَلّما َر َ‬ ‫جُعو َ‬ ‫َأْهِلِهْم َلَعّلُهْم َيْر ِ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القمي ‪.346 :1‬‬
‫)‪ (1‬المتقدمة في الحديث )‪ (4‬من تفسير اليات )‪ (56 -35‬من هذه السورة‪.‬‬
‫)‪ (2‬المقل‪ :‬ثمر الدوم‪ ،‬و الدوم‪ :‬شجر عظام من الفصيلة النخلية‪ ،‬يكثر في صعيد مصر و بلد العرب‪.‬‬
‫»الصحاح‪ -‬مقل‪ ،1820 :5 -‬المعجم الوسيط‪ -‬دوم‪[.....] .«305 :1 -‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪181 :‬‬
‫خْيٌر‬
‫ل َ‬ ‫ل َفا ُّ‬
‫ن َقْب ُ‬
‫خيِه ِم ْ‬ ‫على َأ ِ‬ ‫ل َكما َأِمْنُتُكْم َ‬ ‫عَلْيهِ ِإ ّ‬
‫ل آَمُنُكْم َ‬ ‫ن فقال يعقوب‪َ :‬ه ْ‬ ‫ظو َ‬‫ل َو ِإّنا َلُه َلحاِف ُ‬ ‫ل َمَعنا َأخانا َنْكَت ْ‬ ‫سْ‬ ‫َفَأْر ِ‬
‫ت ِإَلْيِهْم في رحالهم التي حملوها إلى مصر‬ ‫عَتُهْم ُرّد ْ‬ ‫جُدوا ِبضا َ‬ ‫عُهْم َو َ‬‫حوا َمتا َ‬ ‫ن َو َلّما َفَت ُ‬‫حِمي َ‬‫حُم الّرا ِ‬ ‫حاِفظًا َو ُهَو َأْر َ‬
‫ل َبِعيٍر ذِلكَ َكْي ٌ‬
‫ل‬ ‫ظ َأخانا َو َنْزداُد َكْي َ‬ ‫حَف ُ‬ ‫ت ِإَلْينا َو َنِميُر َأْهَلنا َو َن ْ‬ ‫عُتنا ُرّد ْ‬‫قاُلوا يا َأبانا ما َنْبِغي أي ما نريد هِذِه ِبضا َ‬
‫ط ِبُكْم َفَلّما آَتْوهُ َمْوِثَقُهْم قا َ‬
‫ل‬ ‫ن ُيحا َ‬ ‫ل َأ ْ‬ ‫ل َلَتْأُتّنِني ِبِه ِإ ّ‬
‫ن ا ِّ‬
‫ن َمْوِثقًا ِم َ‬‫حّتى ُتْؤُتو ِ‬ ‫سَلُه َمَعُكْم َ‬ ‫ن ُأْر ِ‬
‫سيٌر فقال يعقوب‪َ :‬ل ْ‬ ‫َي ِ‬
‫ن َأْبوا ٍ‬
‫ب‬ ‫خُلوا ِم ْ‬‫حٍد َو اْد ُ‬ ‫ب وا ِ‬ ‫ن با ٍ‬ ‫خُلوا ِم ْ‬ ‫ي ل َتْد ُ‬ ‫ل فخرجوا‪ ،‬و قال لهم يعقوب‪ :‬يا َبِن ّ‬ ‫ل َوِكي ٌ‬‫على ما َنُقو ُ‬ ‫ل َ‬ ‫يعقوب‪ :‬ا ُّ‬
‫ن إلى قوله ل‬ ‫ل اْلُمَتَوّكُلو َ‬‫عَلْيِه َفْلَيَتَوّك ِ‬
‫ت َو َ‬ ‫عَلْيِه َتَوّكْل ُ‬ ‫ل َ‬‫ل ِّ‬ ‫حْكُم ِإ ّ‬
‫ن اْل ُ‬
‫يٍء ِإ ِ‬‫ش ْ‬
‫ن َ‬ ‫ل ِم ْ‬‫ن ا ِّ‬‫عْنُكْم ِم َ‬‫غِني َ‬ ‫ُمَتَفّرَقٍة َو ما ُأ ْ‬
‫ن‪.‬‬‫َيْعَلُمو َ‬
‫عَلى ا ِّ‬
‫ل‬ ‫‪ -[2] /5301‬ابن بابويه في )الفقيه( مرسل‪ ،‬عن الصادق )عليه السلم(‪ :‬في قول ال عز و جل‪َ :‬و َ‬
‫ن‪ ،‬قال‪» :‬الزارعون« »‪.«1‬‬ ‫ل اْلُمَتَوّكُلو َ‬‫َفْلَيَتَوّك ِ‬
‫‪ -[3] /5302‬العياشي‪ :‬عن الثمالي‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬ملك يوسف مصر و براريها‪ ،‬لم‬
‫يجاوزها إلى غيرها«‪.‬‬
‫‪ -[4] /5303‬عن أبي بصير‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يحدث‪ ،‬قال‪» :‬لما فقد يعقوب يوسف اشتد‬
‫حزنه عليه و بكاؤه حتى ابيضت عيناه من الحزن‪ ،‬و احتاج حاجة شديدة و تغيرت حاله‪ ،‬و كان يمتار القمح من‬
‫مصر لعياله في السنة مرتين‪ ،‬للشتاء و الصيف‪ ،‬و إنه بعث عدة من ولده ببضاعة يسيرة إلى مصر مع رفقة‬
‫خرجت‪ ،‬فلما دخلوا على يوسف‪ ،‬و ذلك بعد ما وله العزيز مصر‪ ،‬فعرفهم يوسف و لم يعرفه إخوته لهيبة الملك‬
‫و عزته‪ .‬فقال لهم‪:‬‬
‫هلموا بضاعتكم قبل الرفاق‪ .‬و قال لفتيانه‪ :‬عجلوا لهؤلء الكيل و أوفوهم‪ ،‬فإذا فرغتم فاجعلوا بضاعتهم هذه في‬
‫رحالهم‪ ،‬و ل تعلموهم بذلك‪ .‬ففعلوا‪.‬‬
‫ثم قال لهم يوسف‪ :‬قد بلغني أنه قد كان لكم أخوان لبيكم‪ ،‬فما فعل؟ قالوا‪ :‬أما الكبير منهما فإن الذئب أكله‪ ،‬و أما‬
‫ن َلْم‬‫الصغير فخلفناه عند أبيه و هو به ضنين و عليه شفيق‪ .‬قال‪ :‬فإني أحب أن تأتوني به معكم إذا جئتم لتمتاروا َفِإ ْ‬
‫ن فلما رجعوا إلى أبيهم و فتحوا‬ ‫عُلو َ‬ ‫عْنُه َأباُه َو ِإّنا َلفا ِ‬‫سُنراِوُد َ‬ ‫ن قاُلوا َ‬ ‫عْنِدي َو ل َتْقَرُبو ِ‬ ‫ل َلُكْم ِ‬ ‫َتْأُتوِني ِبِه َفل َكْي َ‬
‫ت ِإَلْينا و كيل لنا كيل قد زاد حمل‬ ‫عُتنا ُرّد ْ‬ ‫متاعهم‪ ،‬وجدوا بضاعتهم في رحالهم‪ ،‬قالوا‪ :‬يا َأبانا ما َنْبِغي هِذِه ِبضا َ‬
‫ل‪.‬‬
‫ن َقْب ُ‬
‫خيِه ِم ْ‬ ‫على َأ ِ‬ ‫ل َكما َأِمْنُتُكْم َ‬ ‫عَلْيِه ِإ ّ‬
‫ل آَمُنُكْم َ‬‫ل َه ْ‬ ‫ن قا َ‬‫ظو َ‬‫ل َو ِإّنا َلُه َلحاِف ُ‬ ‫ل َمَعنا َأخانا َنْكَت ْ‬ ‫سْ‬ ‫بعير َفَأْر ِ‬
‫فلما احتاجوا إلى الميرة بعد ستة أشهر‪ ،‬بعثهم يعقوب‪ ،‬و بعث معهم بضاعة يسيرة‪ ،‬و بعث معهم بنياميل »‪«2‬‬

‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬من ل يحضره الفقيه ‪.703 /160 :3‬‬
‫‪ -3‬تفسير العّياشي ‪.41 /181 :2‬‬
‫‪ -4‬تفسير العّياشي ‪.42 /81 :2‬‬
‫)‪ (1‬إبراهيم ‪.12 :14‬‬
‫)‪ (2‬كذا و في الرواية التية في ذيل هذه الرواية )بنيامين( و هو الموافق لغلب المصادر‪ ،‬انظر تاريخ اليعقوبي‬
‫‪ ،33 :1‬الكامل في التاريخ ‪.126 :1‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪182 :‬‬
‫و أخذ عليهم بذلك موثقا من ال‪ ،‬لتأتنني به إل أن يحاط بكم أجمعين‪ ،‬فانطلقوا مع الرفاق حتى دخلوا على يوسف‪،‬‬
‫فقال لهم‪ :‬معكم بنياميل؟ قالوا‪ :‬نعم هو في الرحل‪ .‬قال لهم‪ :‬فائتوني به‪.‬‬
‫فأتوا به و هو في دار الملك‪ .‬قال‪ :‬أدخلوه وحده‪ .‬فأدخلوه عليه‪ ،‬فضمه إليه و بكى‪ ،‬و قال له‪ :‬أنا أخوك يوسف فل‬
‫تبتئس بما تراني أعمل‪ ،‬و اكتم ما أخبرتك به و ل تحزن و ل تخف‪ .‬ثم أخرجه إليهم و أمر فتيته أن يأخذوا‬
‫بضاعتهم و يعجلوا لهم الكيل‪ ،‬فإذا فرغوا جعلوا المكيال في رحل بنياميل‪ ،‬ففعلوا به ذلك‪.‬‬
‫ن قاُلوا َو َأْقَبُلوا‬‫و ارتحل القوم مع الرفقة فمضوا‪ ،‬فلحقهم يوسف و فتيته فنادوا فيهم قال‪َ :‬أّيُتَها اْلِعيُر ِإّنُكْم َلساِرُقو َ‬
‫جْئنا‬‫عِلْمُتْم ما ِ‬‫ل َلَقْد َ‬
‫عيٌم قاُلوا َتا ِّ‬ ‫ل َبِعيٍر َو َأَنا ِبِه َز ِ‬ ‫حْم ُ‬‫ن جاَء ِبِه ِ‬ ‫ك َو ِلَم ْ‬
‫ع اْلَمِل ِ‬‫صوا َ‬‫ن قاُلوا َنْفِقُد ُ‬ ‫عَلْيِهْم ما ذا َتْفِقُدو َ‬ ‫َ‬
‫جزاُؤُه‬ ‫حِلِه َفُهَو َ‬
‫جَد ِفي َر ْ‬ ‫ن ُو ِ‬‫جزاُؤهُ َم ْ‬ ‫ن قاُلوا َ‬ ‫ن ُكْنُتْم كاِذِبي َ‬‫جزاُؤُه ِإ ْ‬ ‫ن قاُلوا َفما َ‬ ‫ض َو ما ُكّنا ساِرِقي َ‬ ‫لْر ِ‬ ‫سَد ِفي ا َْ‬ ‫ِلُنْف ِ‬
‫ل فقال لهم‬ ‫ن َقْب ُ‬
‫خ َلُه ِم ْ‬
‫ق َأ ٌ‬
‫سَر َ‬‫ق َفَقْد َ‬ ‫سِر ْ‬‫ن َي ْ‬
‫خيِه‪ ،‬قاُلوا ِإ ْ‬ ‫ن ِوعاِء َأ ِ‬ ‫جها ِم ْ‬ ‫خَر َ‬
‫سَت ْ‬
‫خيِه ُثّم ا ْ‬‫ل ِوعاِء َأ ِ‬ ‫عَيِتِهْم َقْب َ‬
‫قال‪َ :‬فَبَدَأ ِبَأْو ِ‬
‫خْذ‬
‫شْيخًا َكِبيرًا و قد أخذ علينا موثقا من ال لنرد به إليه‪َ :‬ف ُ‬ ‫ن َلُه َأبًا َ‬‫يوسف‪ :‬ارتحلوا عن بلدنا‪ :‬قاُلوا يا َأّيَها اْلَعِزيُز ِإ ّ‬
‫عْنَدهُ فقال كبيرهم‪ :‬إني‬ ‫عنا ِ‬ ‫جْدنا َمتا َ‬‫ن َو َ‬‫ل َم ْ‬ ‫خَذ ِإ ّ‬
‫ن َنْأ ُ‬
‫ل َأ ْ‬‫ل َمعاَذ ا ِّ‬ ‫ن إن فعلت قا َ‬ ‫سِني َ‬‫حِ‬‫ن اْلُم ْ‬
‫ك ِم َ‬‫حَدنا َمكاَنُه ِإّنا َنرا َ‬ ‫َأ َ‬
‫لست أبرح الرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم ال لي‪.‬‬
‫و مضى إخوة يوسف حتى دخلوا على يعقوب‪ ،‬فقال لهم‪ :‬فأين بنياميل؟ قالوا‪ :‬بنياميل سرق مكيال الملك‪ ،‬فأخذه‬
‫الملك بسرقته‪ ،‬فحبس عنده‪ ،‬فاسأل أهل القرية و العير حتى يخبروك بذلك‪ ،‬فاسترجع و استعبر و اشتد حزنه‪،‬‬
‫حتى تقوس ظهره«‪.‬‬
‫عن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عنه )عليه السلم( ذكر فيه )بنيامين( و لم يذكر فيه )بنياميل( »‪.«1‬‬

‫‪ -[5] /5304‬عن أبان الحمر‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬لما دخل إخوة يوسف عليه‪ -‬و قد جاءوا‬
‫بأخيهم معهم وضع لهم الموائد‪ ،‬ثم قال‪ :‬يمتار كل واحد منكم مع أخيه لمه على الخوان‪ ،‬فجلسوا‪ ،‬و بقي أخوه‬
‫قائما‪.‬‬
‫فقال له‪ :‬مالك ل تجلس مع إخوتك؟ قال‪ :‬ليس لي منهم أخ من امي‪ .‬قال‪ :‬فلك أخ من أمك‪ ،‬زعم هؤلء أن الذئب‬
‫أكله؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬فاقعد و كل معي‪ -‬قال‪ -‬فترك إخوته الكل‪ ،‬و قالوا‪ :‬إنا نريد أمرا‪ ،‬و يأبى ال إل أن يرفع ولد‬
‫يامين علينا«‪.‬‬
‫قال‪» :‬ثم حين فرغوا من جهازهم‪ ،‬أمر أن يوضع الصاع »‪ «2‬فى رحل أخيه‪ ،‬فلما فصلوا نادى مناد‪َ :‬أّيُتَها اْلِعيُر‬
‫حِلِه َفُهَو‬‫جَد ِفي َر ْ‬ ‫ن ُو ِ‬ ‫جزاُؤُه َم ْ‬
‫ك إلى قوله‪َ :‬‬ ‫ع اْلَمِل ِ‬
‫صوا َ‬ ‫ن قاُلوا َنْفِقُد ُ‬ ‫ن‪ -‬قال‪ -‬فرجعوا‪ ،‬فقالوا‪ :‬ما ذا َتْفِقُدو َ‬ ‫ِإّنُكْم َلساِرُقو َ‬
‫خيِه‬‫ن ِوعاِء َأ ِ‬ ‫جها ِم ْ‬ ‫خَر َ‬
‫سَت ْ‬
‫خيِه ُثّم ا ْ‬
‫ل ِوعاِء َأ ِ‬ ‫عَيِتِهْم َقْب َ‬
‫جزاُؤُه يعنون السنة التي تجري فيهم‪ ،‬أن يحبسه‪َ ،‬فَبَدَأ ِبَأْو ِ‬ ‫َ‬
‫ل«‪.‬‬‫ن َقْب ُ‬
‫خ َلُه ِم ْ‬
‫ق َأ ٌ‬
‫سَر َ‬
‫ق َفَقْد َ‬‫سِر ْ‬ ‫ن َي ْ‬‫فقالوا‪ِ :‬إ ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -5‬تفسير العّياشي ‪.44 /183 :2‬‬
‫)‪ (1‬تفسير العّياشي ‪.43 /183 :2‬‬
‫)‪ (2‬الصاع‪ :‬الذي يكال به‪ ،‬و هو أربعة أمداد‪ ،‬و الصوع‪ :‬لغة في الصاع‪ ،‬و يقال‪ :‬هو إناء يشرب فيه‪.‬‬
‫»الصحاح‪ -‬صوع‪.«1247 :2 -‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪183 :‬‬
‫قال الحسن بن علي الوشاء‪ :‬فسمعت الرضا )عليه السلم( يقول‪» :‬يعنون المنطقة »‪ .«1‬فلما فرغ من غذائه‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ما بلغ من حزنك على أخيك؟ فقال‪ :‬ولد لي عشرة أولد‪ ،‬فكلهم شققت لهم اسما من اسمه‪ -‬قال‪ -‬فقال له‪ :‬ما أراك‬
‫حزنت عليه حيث اتخذت النساء من بعده‪ .‬قال‪ :‬أيها العزيز‪ ،‬إن لي أبا شيخا كبيرا صالحا‪ ،‬فقال‪ :‬يا بني‪ ،‬تزوج‪،‬‬
‫لعلك تصيب ولدا يثقل الرض بشهادة أن ل إله إل ال«‪.‬‬
‫قال أبو محمد عبد ال بن محمد‪ :‬هذا من رواية الرضا )عليه السلم(‪.‬‬
‫‪ -[6] /5305‬عن علي بن مهزيار‪ ،‬عن بعض أصحابنا‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬و قد كان‬
‫هيأ لهم طعاما‪ .‬فلما دخلوا عليه‪ ،‬قال‪ :‬ليجلس كل بني أم على مائدة‪ -‬قال‪ -‬فجلسوا‪ ،‬و بقي بنيامين قائما‪ ،‬فقال له‬
‫يوسف‪:‬‬
‫مالك ل تجلس؟ قال له‪ :‬إنك قلت‪ :‬ليجلس كل بني أم على مائدة‪ ،‬و ليس لي منهم ابن ام‪ .‬فقال يوسف‪ :‬أ ما كان لك‬
‫ابن ام؟ قال له بنيامين‪ :‬بلى‪ .‬قال يوسف‪ :‬فما فعل؟ قال‪ :‬زعم هؤلء أن الذئب أكله‪ .‬قال‪ :‬فما بلغ من حزنك عليه؟‬
‫قال‪ :‬ولد لي أحد عشر ابنا‪ ،‬كلهم شققت له اسما من أسمه‪ .‬فقال له يوسف‪ :‬أراك قد عانقت النساء و شممت الولد‬
‫من بعده‪ .‬قال له بنيامين‪ :‬إن لي أبا صالحا‪ ،‬و إنه قال‪ :‬تزوج‪ ،‬لعل ال أن يخرج منك ذرية تثقل الرض بالتسبيح؟‬
‫فقال له‪ :‬تعال فاجلس معي على مائدتي؟ فقال أخوة يوسف‪ :‬لقد فضل ال يوسف و أخاه‪ ،‬حتى أن الملك قد أجلسه‬
‫معه على مائدته«‪.‬‬
‫‪ -[7] /5306‬عن جابر بن يزيد‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬قلت له‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬لم سمي أمير المؤمنين‬
‫)أمير المؤمنين(؟ قال‪» :‬لنه يميرهم العلم‪ ،‬أما سمعت كلم ال‪َ :‬و َنِميُر َأْهَلنا«‪.‬‬
‫‪ -[8] /5307‬عن أبي بصير‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول‪» :‬ل خير فيمن ل تقية له‪ ،‬و لقد قال‬
‫يوسف‪:‬‬
‫ن و ما سرقوا«‪.‬‬ ‫َأّيُتَها اْلِعيُر ِإّنُكْم َلساِرُقو َ‬
‫‪ -[9] /5308‬و في رواية أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( »‪ «2‬قال‪ :‬قيل له‪ ،‬و أنا عنده‪ :‬إن سالم بن‬
‫حفصة يروي عنك‪ :‬أنك تكلم على سبعين وجها لك منها المخرج؟‬
‫سِقيٌم »‬ ‫فقال‪» :‬ما يريد سالم مني‪ ،‬أ يريد أن أجيء بالملئكة‪ ،‬فو ال ما جاء بهم النبيون‪ ،‬و لقد قال إبراهيم‪ِ :‬إّني َ‬
‫ل َفَعَلُه َكِبيُرُهْم »‪ .«4‬و ما فعله كبيرهم‪ ،‬و ما كذب‪ ،‬و لقد قال‬ ‫‪ .«3‬و و ال ما كان سقيما‪ ،‬و ما كذب‪ ،‬و لقد قال‪َ :‬ب ْ‬
‫ن‪ .‬و ال ما كانوا سرقوا‪ ،‬و ما كذب«‪.‬‬ ‫يوسف‪َ :‬أّيُتَها اْلِعيُر ِإّنُكْم َلساِرُقو َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪.45 /183 :2‬‬
‫‪ -7‬تفسير العّياشي ‪.46 /184 :2‬‬
‫‪ -8‬تفسير العّياشي ‪.47 /184 :2‬‬
‫‪ -9‬تفسير العّياشي ‪.49 /184 :2‬‬
‫)‪ (1‬المنطقة‪ :‬ما يشّد به الوسط‪ ،‬و سيأتي بيانها في الحاديث )‪ (13‬و )‪ (14‬و )‪ (28‬و )‪ (29‬و )‪.(30‬‬
‫سلم(‪[.....] .‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬أبي جعفر )عليه ال ّ‬
‫)‪ (3‬الصافات ‪.89 :37‬‬
‫)‪ (4‬النبياء ‪.63 :21‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪184 :‬‬

‫‪ -[10] /5309‬عن رجل من أصحابنا‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سألته عن قول ال في يوسف‪َ :‬أّيُتَها‬
‫ن‪.‬‬
‫اْلِعيُر ِإّنُكْم َلساِرُقو َ‬
‫قال‪» :‬إنهم سرقوا يوسف من أبيه‪ ،‬أل ترى أنه قال لهم‪ ،‬حين قالوا و أقبلوا عليهم‪ :‬ماذا تفقدون؟ قالوا‪ :‬نفقد صواع‬
‫الملك‪ .‬و لم يقولوا‪ :‬سرقتم صواع الملك‪ .‬إنما عنى‪ ،‬أنكم سرقتم يوسف من أبيه«‪.‬‬
‫ك طاسه الذي‬ ‫ع اْلَمِل ِ‬
‫صوا َ‬ ‫‪ -[11] /5310‬عن أبي حمزة الثمالي‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪ُ » :‬‬
‫يشرب فيه«‪.‬‬
‫ك‪.‬‬‫ع اْلَمِل ِ‬
‫صوا َ‬ ‫‪ -[12] /5311‬عن محمد بن أبي حمزة‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله‪ُ :‬‬
‫قال‪» :‬كان قدحا من ذهب‪ -‬و قال‪ -‬كان صواع يوسف إذا »‪ «1‬كيل به قال‪ :‬لعن ال الخوان‪ ،‬و ل تخونوا به‪،‬‬
‫بصوت حسن«‪.‬‬
‫ق َأ ٌ‬
‫خ‬ ‫سَر َ‬ ‫ق َفَقْد َ‬ ‫سِر ْ‬ ‫ن َي ْ‬‫‪ -[13] /5312‬عن إسماعيل بن همام‪ ،‬قال‪ :‬قال الرضا )عليه السلم( في قول ال تعالى‪ِ :‬إ ْ‬
‫سِه َو َلْم ُيْبِدها َلُهْم‪.‬‬
‫ف ِفي َنْف ِ‬ ‫س ُ‬ ‫سّرها ُيو ُ‬‫ل َفَأ َ‬
‫ن َقْب ُ‬
‫َلُه ِم ْ‬
‫قال‪» :‬كانت لسحاق النبي )عليه السلم( منطقة‪ ،‬يتوارثها النبياء و الكابر‪ ،‬فكانت عند عمة يوسف‪ ،‬و كان‬
‫يوسف عندها‪ ،‬و كان تحبه‪ ،‬فبعث إليها أبوه‪ :‬أن ابعثيه إلي‪ ،‬و أرده إليك‪ .‬فبعثت إليه‪ :‬أن دعه عندي الليلة‪ ،‬لشمه‬
‫ثم أرسله إليك غدوة‪ .‬فلما أصبحت‪ ،‬أخذت المنطقة فربطتها في حقوه«‪ ،‬و ألبسته قميصا‪ ،‬و بعثت به إليه‪ ،‬و قالت‪:‬‬
‫سرقت المنطقة‪ .‬فوجدت عليه‪ ،‬و كان إذا سرق أحد في ذلك الزمان‪ ،‬دفع إلى صاحب السرقة‪ ،‬فأخذته‪ ،‬فكان‬
‫عندها«‪.‬‬
‫‪ -[14] /5313‬عن الحسن بن علي الوشاء‪ ،‬قال‪ :‬سمعت الرضا )عليه السلم( يقول‪» :‬كانت الحكومة في بني‬
‫إسرائيل‪ ،‬إذا سرق أحد شيئا استرق به‪ ،‬و كان يوسف عند عمته و هو صغير‪ ،‬و كانت تحبه‪ ،‬و كانت لسحاق‬
‫منطقة ألبسها يعقوب‪ ،‬و كانت عند أخته‪ ،‬و إن يعقوب طلب يوسف أن يأخذه من عمته‪ ،‬فاغتمت لذلك‪ ،‬و قالت له‪:‬‬
‫دعه‪ ،‬حتى أرسله إليك‪ .‬فأرسلته‪ ،‬و أخذت المنطقة فشدتها في وسطه تحت الثياب‪ ،‬فلما أتى يوسف أباه‪ ،‬جاءت‬
‫فقالت‪ :‬سرقت المنطقة‪ .‬ففتشته‪ ،‬فوجدتها في وسطه‪ .‬فلذلك قال إخوة يوسف‪ ،‬حيث جعل الصاع في وعاء أخيه‬
‫فقال لهم يوسف‪ :‬ما جزاء من وجد في رحله؟‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -10‬تفسير العّياشي ‪.50 /185 :2‬‬
‫‪ -11‬تفسير العّياشي ‪.51 /185 :2‬‬
‫‪ -12‬تفسير العّياشي ‪.52 /185 :2‬‬
‫‪ -13‬تفسير العّياشي ‪.53 /185 :2‬‬
‫‪ -14‬تفسير العّياشي ‪.54 /186 :2‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬إذ‪.‬‬
‫)‪ (2‬الحقو‪ :‬الخصر و مشّد الزار‪» .‬الصحاح‪ -‬حقا‪.«2317 :6 -‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪185 :‬‬
‫قالوا ]هو[ جزاؤه‪ .‬بإجراء السنة التي تجري فيهم‪ ،‬فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه‪ ،‬ثم استخرجها من وعاء أخيه‪،‬‬
‫سِه َو َلْم ُيْبِدها‬ ‫ف ِفي َنْف ِ‬ ‫س ُ‬
‫سّرها ُيو ُ‬
‫ل يعنون المنطقة َفَأ َ‬
‫ن َقْب ُ‬
‫خ َلُه ِم ْ‬‫ق َأ ٌ‬
‫سَر َ‬ ‫ق َفَقْد َ‬‫سِر ْ‬ ‫ن َي ْ‬
‫فلذلك قال إخوة يوسف‪ِ :‬إ ْ‬
‫َلُهْم«‪.‬‬
‫عن الحسن بن علي الوشاء‪ ،‬عن الرضا )عليه السلم(‪ ،‬و ذكر مثله »‪.«1‬‬

‫‪ -[15] /5314‬عن الحسين بن أبي العلء‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬ذكر بني يعقوب‪ ،‬قال‪» :‬كانوا إذا‬
‫غضبوا‪ ،‬اشتد غضبهم حتى تقطر جلودهم دما أصفر‪ ،‬و هم يقولون‪ :‬خذ أحدنا مكانه‪ ،‬يعني جزاءه‪ ،‬فأخذ الذي‬
‫وجد الصاع عنده«‪.‬‬
‫‪ -[16] /5315‬عن هشام بن سالم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬لما استيأس إخوة يوسف من أخيهم‪ ،‬قال‬
‫ن‪ -‬قال‪ -‬و رجع‬ ‫خْيُر اْلحاِكِمي َ‬
‫ل ِلي َو ُهَو َ‬
‫حُكَم ا ُّ‬
‫ن ِلي َأِبي َأْو َي ْ‬
‫حّتى َيْأَذ َ‬
‫ض َ‬
‫لْر َ‬
‫ح ا َْ‬
‫ن َأْبَر َ‬
‫لهم يهودا‪ ،‬و كان أكبرهم‪َ :‬فَل ْ‬
‫إلى يوسف يكلمه في أخيه‪ ،‬فكلمه حتى ارتفع الكلم بينهما‪ ،‬حتى غضب يهودا‪ ،‬و كان إذا غضب قامت شعرة في‬
‫كتفه و خرج منها الدم«‪.‬‬
‫قال‪» :‬و كان بين يدي يوسف ابن له صغير‪ ،‬معه رمانة من ذهب‪ ،‬و كان الصبي يلعب بها‪ -‬قال‪ -‬فأخذها يوسف‬
‫من الصبي‪ ،‬فدحرجها نحو يهودا‪ ،‬و حبا الصبي نحو يهودا ليأخذها‪ ،‬فمس يهودا‪ ،‬فسكن يهودا‪ .‬ثم عاد إلى‬
‫يوسف‪ ،‬فكلمه في أخيه حتى ارتفع الكلم بينهما حتى غضب يهودا‪ ،‬و قامت الشعرة‪ ،‬و سال منها الدم‪ ،‬فأخذ‬
‫يوسف الرمانة من الصبي فد حرجها نحو يهودا‪ ،‬و حبا الصبي نحو يهودا فسكن يهودا‪ .‬و قال يهودا‪ :‬إن في البيت‬
‫معنا لبعض ولد يعقوب«‪.‬‬
‫ن« »‪.«2‬‬ ‫خيِه ِإذْ َأْنُتْم جاِهُلو َ‬ ‫ف َو َأ ِ‬ ‫س َ‬
‫عِلْمُتْم ما َفَعْلُتْم ِبُيو ُ‬‫ل َ‬ ‫قال‪» :‬فعند ذلك قال لهم يوسف‪َ :‬ه ْ‬
‫‪ -[17] /5316‬و في رواية هشام بن سالم‪ ،‬عنه )عليه السلم( قال‪» :‬لما أخذ يوسف أخاه‪ ،‬اجتمع عليه إخوته‪ ،‬و‬
‫قالوا له‪ :‬خذ أحدنا مكانه‪ ،‬و جلودهم تقطر دما أصفر‪ .‬و هم يقولون‪ :‬خذ أحدنا مكانه‪ -‬قال‪ -‬فلما أبى عليهم و‬
‫ل ِلي َو‬ ‫حُكَم ا ُّ‬ ‫ن ِلي َأِبي َأْو َي ْ‬‫حّتى َيْأَذ َ‬ ‫ض َ‬ ‫لْر َ‬ ‫ح ا َْ‬
‫ن َأْبَر َ‬ ‫خرجوا من عنده قال لهم يهودا‪ :‬قد علمتم ما فعلتم بيوسف‪َ :‬فَل ْ‬
‫ن«‪.‬‬ ‫خْيُر اْلحاِكِمي َ‬‫ُهَو َ‬
‫قال‪» :‬فرجعوا إلى أبيهم‪ ،‬و تخلف يهودا‪ -‬قال‪ -‬فدخل على يوسف و كلمه في أخيه‪ ،‬حتى ارتفع الكلم بينه و بينه‪،‬‬
‫فغضب‪ ،‬و كان على كتفه شعرة إذا غضب قامت الشعرة‪ ،‬فل تزال تقذف بالدم حتى يمسه بعض ولد يعقوب«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -15‬تفسير العّياشي ‪.55 /186 :2‬‬
‫‪ -16‬تفسير العّياشي ‪.56 /176 :2‬‬
‫‪ -17‬تفسير العّياشي ‪ /187 :2‬ذيل الحديث )‪.(56‬‬
‫)‪ (1‬تفسير العّياشي ‪ /186 :2‬ذيل الحديث ‪.54‬‬
‫)‪ (2‬يوسف ‪[.....] .89 :12‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪186 :‬‬
‫قال‪» :‬فكان بين يدي يوسف ابن له صغير‪ ،‬في يده رمانة من ذهب‪ ،‬يلعب بها‪ ،‬فلما رآه يوسف قد غضب و قامت‬
‫الشعرة تقذف بالدم‪ ،‬أخذ الرمانة من يد الصبي‪ ،‬ثم دحرجها نحو يهودا‪ ،‬و اتبعها الصبي ليأخذها‪ ،‬فوقعت يده على‬
‫يهودا‪ -‬قال‪ -‬فذهب غضبه‪ -‬قال‪ -‬فارتاب يهودا‪ ،‬و رجع الصبي بالرمانة إلى يوسف‪ .‬ثم ارتفع الكلم بينهما حتى‬
‫غضب و قامت الشعرة‪ ،‬فجعلت تقذف بالدم‪ ،‬فلما رآه يوسف دحرج الرمانة نحو يهودا و اتبعها الصبي ليأخذها‪،‬‬
‫فوقعت يده على يهودا‪ ،‬فسكن غضبه‪ -‬قال‪ -‬فقال يهودا‪ :‬إن في البيت لمن ولد يعقوب‪ ،‬حتى صنع ذلك ثلث‬
‫مرات«‪.‬‬
‫‪ -[18] /5317‬نرجع إلى رواية علي بن إبراهيم »‪ :«1‬فخرجوا و خرج معهم بنيامين‪ ،‬فكان ل يؤاكلهم و ل‬
‫يجالسهم و ل يكلمهم‪ ،‬فلما وافوا مصر‪ ،‬و دخلوا على يوسف و سلموا‪ ،‬نظر يوسف إلى أخيه فعرفه‪ ،‬فجلس منهم‬
‫بالبعد‪ .‬فقال يوسف‪» :‬أنت أخوهم؟«‪ .‬قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬فلم ل تجلس معهم؟« قال‪ :‬لنهم أخرجوا أخي من أبي و‬
‫أمي‪ ،‬فرجعوا و لم يردوه‪ ،‬و زعموا أن الذئب أكله‪ ،‬فآليت على نفسي أل أجتمع معهم على أمر ما دمت حيا‪.‬‬
‫قال‪ :‬فهل تزوجت؟ قال‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪» :‬فولد لك ولد؟« قال‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪» :‬كم ولد لك؟« قال‪ :‬ثلث بنين‪ .‬قال‪» :‬فما‬
‫سميتهم؟« قال‪ :‬سميت واحدا منهم الذئب‪ ،‬و واحدا القميص‪ ،‬و واحدا الدم‪ .‬قال‪» :‬و كيف اخترت هذه السماء؟«‬
‫قال‪ :‬لئل أنسى أخي‪ ،‬كلما دعوت واحدا من ولدي ذكرت أخي‪ ،‬قال يوسف لهم‪» :‬أخرجوا« و حبس بنيامين عنده‪.‬‬
‫ن«‪ .‬ثم قال له‪:‬‬ ‫س ِبما كاُنوا َيْعَمُلو َ‬ ‫فلما خرجوا من عنده‪ ،‬قال يوسف لخيه‪» :‬أنا أخوك يوسف َفل َتْبَتِئ ْ‬
‫»أنا أحب أن تكون عندي«‪ .‬قال‪ :‬ل يدعني إخوتي‪ ،‬فإن أبي قد أخذ عليهم عهد ال و ميثاقه أن يردوني إليه‪ .‬قال‪:‬‬
‫جهاِزِهْم و أعطاهم و أحسن‬ ‫جّهَزُهْم ِب َ‬‫فأنا أحتال بحيلة‪ ،‬فل تنكر إذا رأيت شيئا‪ ،‬و ل تخبرهم«‪ .‬فقال‪ :‬ل‪َ .‬فَلّما َ‬
‫إليهم‪ ،‬قال لبعض قوامه‪» :‬اجعلوا هذا الصاع في رحل هذا«‪ .‬و كان الصاع الذي يكيلون به من ذهب‪ ،‬فجعلوه في‬
‫رحله‪ ،‬من حيث لم يقف عليه إخوته‪ .‬فلما ارتحلوا‪ ،‬بعث إليهم يوسف و حبسهم‪ ،‬ثم أمر مناديا ينادي‪َ :‬أّيُتَها اْلِعيُر‬
‫عيٌم أي‬ ‫ل َبِعيٍر َو َأَنا ِبِه َز ِ‬‫حْم ُ‬
‫ن جاَء ِبِه ِ‬ ‫ك َو ِلَم ْ‬ ‫ع اْلَمِل ِ‬‫صوا َ‬ ‫ن قاُلوا َنْفِقُد ُ‬ ‫ن‪ .‬فقال إخوة يوسف‪ :‬ما ذا َتْفِقُدو َ‬ ‫ِإّنُكْم َلساِرُقو َ‬
‫كفيل‪.‬‬
‫‪ -[19] /5318‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن أبي نصر‪ ،‬عن حماد ابن‬
‫عثمان‪ ،‬عن الحسن الصيقل قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬إنا قد روينا عن أبي جعفر )عليه السلم( في‬
‫ن؟ فقال‪» :‬و ال ما سرقوا‪ ،‬و ما كذب‪ ،‬و قال إبراهيم )عليه‬ ‫قول يوسف )عليه السلم(‪َ :‬أّيُتَها اْلِعيُر ِإّنُكْم َلساِرُقو َ‬
‫ن »‪ «2‬فقال‪ -‬و ال ما فعلوا‪ ،‬و ما كذب«‪.‬‬ ‫طُقو َ‬ ‫ن كاُنوا َيْن ِ‬ ‫سَئُلوُهْم ِإ ْ‬
‫ل َفَعَلُه َكِبيُرُهْم هذا َف ْ‬
‫السلم(‪َ :‬ب ْ‬
‫قال‪ :‬فقال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬ما عندكم فيها‪ ،‬يا صيقل؟« قال‪ :‬فقلت‪ :‬ما عندنا فيها إل التسليم‪ .‬قال‪ :‬فقال‪:‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -18‬تفسير القّمي ‪.348 :1‬‬
‫‪ -19‬الكافي ‪.17 /255 :2‬‬
‫)‪ (1‬المتقّدمة في الحديث )‪ (1‬من تفسير هذه اليات‪.‬‬
‫)‪ (2‬النبياء ‪.63 :21‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪187 :‬‬
‫»إن ال أحب اثنين‪ ،‬و أبغض اثنين‪ :‬أحب الخطر »‪ «1‬فيما بين الصفين‪ ،‬و أحب الكذب في الصلح‪ ،‬و أبغض‬
‫ل َفَعَلُه َكِبيُرُهْم هذا‬ ‫الخطر في الطرقات‪ ،‬و أبغض الكذب في غير الصلح‪ .‬إن إبراهيم )عليه السلم( إنما قال‪َ :‬ب ْ‬
‫إرادة الصلح‪ ،‬و دللة على أنهم ل يفعلون‪ ،‬و قال يوسف )عليه السلم( إرادة الصلح«‪.‬‬
‫‪ -[20] /5319‬و عنه‪ :‬عن أبي علي الشعري‪ ،‬عن محمد بن عبد الجبار‪ ،‬عن الحجال »‪ ،«2‬عن ثعلبة بن‬
‫ميمون‪ ،‬عن معمر بن عمر »‪ ،«3‬عن عطاء‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬قال رسول ال )صلى ال‬
‫عليه و آله(‪ :‬ل كذب على مصلح‪.‬‬
‫ن كاُنوا‬ ‫سَئُلوُهْم ِإ ْ‬ ‫ل َفَعَلُه َكِبيُرُهْم هذا َف ْ‬ ‫ن ثم قال‪ :‬و ال ما سرقوا و ما كذب‪ .‬ثم تل‪َ :‬ب ْ‬ ‫ثم تل‪َ :‬أّيُتَها اْلِعيُر ِإّنُكْم َلساِرُقو َ‬
‫ن »‪ «4‬ثم قال‪ :‬و ال ما فعلوه و ما كذب«‪.‬‬ ‫طُقو َ‬
‫َيْن ِ‬
‫‪ -[21] /5320‬و عنه‪ :‬عدة من أصحابنا‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن خالد‪ ،‬عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عن سماعة‪ ،‬عن‬
‫أبي بصير‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬التقية من دين ال«‪ .‬قلت‪ :‬من دين ال؟ قال‪» :‬إي و ال من دين‬
‫ن‪ -‬ثم قال‪ -‬و ال ما كانوا سرقوا شيئا‪ ،‬و لقد قال‬ ‫ال‪ ،‬و لقد قال يوسف )عليه السلم(‪َ :‬أّيُتَها اْلِعيُر ِإّنُكْم َلساِرُقو َ‬
‫سِقيٌم »‪ «5‬و ال ما كان سقيما«‪.‬‬ ‫إبراهيم )عليه السلم(‪ِ :‬إّني َ‬
‫‪ -[22] /5321‬ابن بابويه‪ :‬قال‪ :‬حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا جعفر بن‬
‫محمد بن مسعود‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا إبراهيم بن علي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا إبراهيم بن إسحاق‪ ،‬عن يونس بن عبد‬
‫الرحمن‪ ،‬عن علي بن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول‪» :‬ل خير فيمن ل‬
‫ن و ما سرقوا«‪.‬‬ ‫تقية له‪ ،‬و لقد قال يوسف‪َ :‬أّيُتَها اْلِعيُر ِإّنُكْم َلساِرُقو َ‬
‫‪ -[23] /5322‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا جعفر بن‬
‫محمد بن مسعود‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬حدثنا محمد بن أبي نصر‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن الحسين بن‬
‫سعيد‪ ،‬عن عثمان بن عيسى عن سماعة‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬التقية من دين ال‬
‫عز و جل«‪ .‬قلت‪ :‬من دين ال؟ قال فقال‪» :‬إي و ال من دين ال‪ ،‬لقد قال يوسف )عليه السلم(‪َ :‬أّيُتَها اْلِعيُر ِإّنُكْم‬
‫ن و ال ما كانوا سرقوا شيئا«‪.‬‬ ‫َلساِرُقو َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -20‬الكافي ‪.22 /256 :2‬‬
‫‪ -21‬الكافي ‪.3 /172 :2‬‬
‫‪ -22‬علل الشرائع‪.1 /51 :‬‬
‫‪ -23‬علل الشرائع‪.2 /51 :‬‬
‫)‪ (1‬الخطر‪ :‬التبختر في المشي »الصحاح‪ -‬خطر‪.«648 :2 :‬‬
‫جاج‪.‬‬ ‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬الح ّ‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬معمر بن عمرو‪ ،‬و يحتمل كونه معمر بن عمر بن عطاء‪ .‬انظر رجال البرقي‪ ،11 :‬معجم‬
‫رجال الحديث ‪ 404 :3‬و ‪.267 :18‬‬
‫)‪ (4‬النبياء ‪.63 :21‬‬
‫)‪ (5‬الصافات ‪.89 :37‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪188 :‬‬
‫‪ -[24] /5323‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبي )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫محمد بن أبي عمير‪ ،‬عن هشام بن الحكم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول يوسف )عليه السلم(‪َ :‬أّيُتَها‬
‫ن قال‪» :‬ما سرقوا و ما كذب«‪.‬‬ ‫اْلِعيُر ِإّنُكْم َلساِرُقو َ‬
‫‪ -[25] /5324‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا جعفر بن‬
‫محمد ابن مسعود‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن أحمد‪ ،‬عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي‪ ،‬عن صالح بن سعيد‪ ،‬عن‬
‫رجل من أصحابنا‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سألته عن قول ال عز و جل في يوسف )عليه السلم(‪:‬‬
‫ن‪.‬‬‫َأّيُتَها اْلِعيُر ِإّنُكْم َلساِرُقو َ‬
‫قال‪» :‬إنهم سرقوا يوسف من أبيه‪ ،‬أل ترى أنه قال لهم حين قالوا‪ :‬ما ذا تفقدون؟ قالوا‪ :‬نفقد صواع الملك‪.‬‬
‫و لم يقولوا‪ :‬سرقتم صواع الملك‪ .‬إنما عنى أنكم سرقتم يوسف من أبيه«‪.‬‬
‫‪ -[26] /5325‬و عنه‪ ،‬عن أبيه )رحمه ال(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن يحيى العطار‪ ،‬عن محمد بن أحمد‪ ،‬عن أبي‬
‫إسحاق إبراهيم بن هاشم‪ ،‬عن صالح بن سعيد‪ ،‬عن رجل من أصحابنا‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قلت قوله‬
‫ن قال‪» :‬إنهم سرقوا يوسف من أبيه«‪.‬‬ ‫في يوسف )عليه السلم(‪َ :‬أّيُتَها اْلِعيُر ِإّنُكْم َلساِرُقو َ‬
‫سَد ِفي‬ ‫جْئنا ِلُنْف ِ‬
‫عِلْمُتْم ما ِ‬
‫ل َلَقْد َ‬‫‪ -[27] /5326‬نرجع إلى رواية علي بن إبراهيم »‪ :«1‬فقال إخوة يوسف‪َ :‬تا ِّ‬
‫حِلِه‬
‫جَد ِفي َر ْ‬ ‫ن ُو ِ‬ ‫جزاُؤهُ َم ْ‬‫ن قاُلوا َ‬ ‫ن كُْنُتْم كاِذِبي َ‬
‫جزاُؤُه ِإ ْ‬ ‫ن‪ ،‬قال يوسف )عليه السلم(‪َ :‬فما َ‬ ‫ض َو ما ُكّنا ساِرِقي َ‬ ‫لْر ِ‬ ‫ا َْ‬
‫خيِه‬ ‫ن ِوعاِء َأ ِ‬ ‫جها ِم ْ‬‫خَر َ‬‫سَت ْ‬
‫خيِه ُثّم ا ْ‬ ‫ل ِوعاِء َأ ِ‬
‫عَيِتِهْم َقْب َ‬
‫ن َفَبَدَأ ِبَأْو ِ‬
‫ظاِلِمي َ‬
‫جِزي ال ّ‬ ‫ك َن ْ‬‫جزاُؤُه َكذِل َ‬ ‫فخذه و احبسه َفُهَو َ‬
‫ن َيشاَء‬ ‫ك ِإلّ َأ ْ‬ ‫ن اْلَمِل ِ‬ ‫خَذ َأخاُه ِفي ِدي ِ‬
‫ن ِلَيْأ ُ‬‫ف أي احتلنا له‪ :‬ما كا َ‬ ‫س َ‬ ‫ك ِكْدنا ِلُيو ُ‬ ‫فتشبثوا بأخيه و حبسوه‪ ،‬و هو قوله‪َ :‬كذِل َ‬
‫عِليٌم‪.‬‬
‫عْلٍم َ‬‫ل ِذي ِ‬ ‫ق ُك ّ‬‫ن َنشاُء َو َفْو َ‬ ‫ت َم ْ‬
‫ل َنْرَفُع َدَرجا ٍ‬ ‫ا ُّ‬
‫ن قال‪» :‬ما سرقوا و ما كذب يوسف )عليه السلم(‬ ‫فسئل الصادق )عليه السلم( عن قوله‪َ :‬أّيُتَها اْلِعيُر ِإّنُكْم َلساِرُقو َ‬
‫فإنما عنى سرقتم يوسف من أبيه«‪.‬‬
‫ل اْلَقْرَيَة اّلِتي ُكّنا ِفيها َو اْلِعيَر اّلِتي َأْقَبْلنا ِفيها يعني‪:‬‬ ‫سَئ ِ‬
‫و قوله‪َ :‬أّيُتَها اْلِعيُر أي يا أهل العير‪ ،‬و مثله قولهم لبيهم‪َ :‬و ْ‬
‫ل يعنون‬ ‫ن َقْب ُ‬
‫خ َلُه ِم ْ‬ ‫ق َأ ٌ‬
‫سَر َ‬ ‫ق َفَقْد َ‬‫سِر ْ‬ ‫أهل العير‪ .‬فلما اخرج ليوسف الصواع من رحل أخيه‪ ،‬قال إخوته‪ِ :‬إنْ َي ْ‬
‫شّر َمكانًا‬ ‫ل َأْنُتْم َ‬
‫سِه َو َلْم ُيْبِدها َلُهْم قا َ‬ ‫ف ِفي َنْف ِ‬ ‫سّرها ُيوسُ ُ‬ ‫يوسف )عليه السلم(‪ :‬فتغافل يوسف عليهم‪ ،‬و هو قوله‪َ :‬فَأ َ‬
‫ن‪.‬‬
‫صُفو َ‬ ‫عَلُم ِبما َت ِ‬ ‫ل َأ ْ‬
‫َو ا ُّ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -24‬علل الشرائع‪[.....] .3 /52 :‬‬
‫‪ -25‬علل الشرائع‪.4 /52 :‬‬
‫‪ -26‬معاني الخبار‪.1 /209 :‬‬
‫‪ -27‬تفسير القّمي ‪.348 :1‬‬
‫)‪ (1‬المتقّدمة في الحديث )‪ (18‬من تفسير هذه اليات‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪189 :‬‬
‫‪ -[28] /5327‬ابن بابويه قال‪ :‬حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪:‬‬
‫حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن عبد ال العلوي‪ ،‬قال‪ :‬حدثني علي بن محمد‬
‫العلوي العمري‪ ،‬قال‪ :‬حدثني إسماعيل بن همام‪ ،‬قال‪ :‬قال الرضا )عليه السلم( في قول ال عز و جل‪ :‬قاُلوا ِإ ْ‬
‫ن‬
‫سِه َو َلْم ُيْبِدها َلُهْم‪.‬‬‫ف ِفي َنْف ِ‬ ‫س ُ‬ ‫سّرها ُيو ُ‬ ‫ل َفَأ َ‬‫ن َقْب ُ‬‫خ َلُه ِم ْ‬‫ق َأ ٌ‬‫سَر َ‬‫ق َفَقْد َ‬ ‫سِر ْ‬ ‫َي ْ‬
‫قال‪» :‬كانت لسحاق النبي )عليه السلم( منطقة يتوارثها النبياء و الكابر‪ ،‬و كانت عند عمة يوسف‪ ،‬و كان‬
‫يوسف عندها‪ ،‬و كانت تحبه‪ ،‬فبعث إليها أبوه و قال‪ :‬ابعثيه إلي و أرده إليك‪ .‬فبعثت إليه‪ :‬دعه عندي الليلة أشمه‪،‬‬
‫ثم أرسله إليك غدوة‪ -‬قال‪ -‬فلما أصبحت أخذت المنطقة‪ ،‬فربطتها في حقوه‪ ،‬و لبسته قميصا‪ ،‬و بعثت به إليه‪ ،‬فلما‬
‫خرج من عندها طلبت المنطقة‪ ،‬و قالت‪ :‬سرقت المنطقة‪ ،‬فوجدت عليه‪ ،‬و كان إذا سرق أحد في ذلك الزمان‪ ،‬دفع‬
‫إلى صاحب السرقة‪ ،‬و كان عبده«‪.‬‬
‫‪ -[29] /5328‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا جعفر بن‬
‫محمد ابن مسعود‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عبد ال بن محمد بن خالد‪ ،‬قال‪ :‬حدثني الحسن بن علي الوشاء‪ ،‬قال‪ :‬سمعت علي‬
‫بن موسى الرضا )عليه السلم( يقول‪» :‬كانت الحكومة في بني إسرائيل‪ ،‬إذا سرق أحد شيئا استرق به‪ ،‬و كان‬
‫يوسف )عليه السلم( عند عمته و هو صغير‪ ،‬و كانت تحبه‪ ،‬و كانت لسحاق )عليه السلم( منطقة ألبسها‬
‫يعقوب‪ ،‬و كانت عند ابنته‪ ،‬و أن يعقوب طلب يوسف أن يأخذه من عمته‪ ،‬فاغتمت لذلك‪ ،‬و قالت له‪ :‬دعه حتى‬
‫أرسله إليك‪ ،‬فأرسلته و أخذت المنطقة فشدتها في وسطه تحت الثياب‪ ،‬فلما أتى يوسف أباه‪ ،‬جاءت و قالت‪ :‬سرقت‬
‫ق َفَقْد‬‫سِر ْ‬‫ن َي ْ‬
‫المنطقة‪ ،‬ففتشته‪ ،‬فوجدتها في وسطه‪ .‬فلذلك قال إخوة يوسف حيث جعل الصاع في وعاء أخيه‪ِ :‬إ ْ‬
‫ل فقال لهم يوسف‪ :‬فما جزاء من وجدنا في رحله؟ قالوا‪ :‬هو جزاؤه‪ .‬كما جرت السنة التي‬ ‫ن َقْب ُ‬
‫خ َلُه ِم ْ‬
‫ق َأ ٌ‬‫سَر َ‬ ‫َ‬
‫ق َفَقْد‬ ‫سِر ْ‬ ‫ن َي ْ‬
‫تجري فيهم‪ ،‬فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه‪ ،‬ثم استخرجها من وعاء أخيه‪ ،‬و لذلك قال إخوة يوسف‪ِ :‬إ ْ‬
‫سِه َو َلْم ُيْبِدها َلُهْم«‪.‬‬ ‫ف ِفي َنْف ِ‬ ‫س ُ‬ ‫سّرها ُيو ُ‬ ‫ل يعنون المنطقة‪َ :‬فَأ َ‬ ‫ن َقْب ُ‬
‫خ َلُه ِم ْ‬
‫ق َأ ٌ‬‫سَر َ‬ ‫َ‬
‫‪ -[30] /5329‬علي بن إبراهيم‪ :‬قال‪ :‬أخبرنا الحسن بن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الحسن بن علي بن بنت إلياس و‬
‫إسماعيل بن همام‪ ،‬عن أبي الحسن )عليه السلم( قال‪ :‬كانت الحكومة في بني إسرائيل‪ ،‬إذا سرق أحد شيئا استرق‬
‫به و كان يوسف عند عمته و هو صغير‪ ،‬و كانت تحبه‪ ،‬و كانت لسحاق منطقة ألبسها يعقوب‪ ،‬و كانت عند‬
‫أخته‪ ،‬و أن يعقوب طلب يوسف ليأخذه من عمته‪ ،‬فاغتمت لذلك‪ ،‬و قالت‪ :‬دعه حتى أرسله إليك‪ ،‬و أخذت‬
‫المنطقة‪ ،‬و شدت بها وسطه تحت الثياب‪ ،‬فلما أتى يوسف أباه‪ ،‬جاءت فقالت‪ :‬قد سرقت المنطقة‪ .‬ففتشته‪ ،‬فوجدتها‬
‫معه في وسطه‪ ،‬فلذلك قال إخوة يوسف‪ ،‬لما حبس يوسف أخاه‪ ،‬حيث جعل الصواع في وعاء أخيه‪ ،‬فقال يوسف‪:‬‬
‫ق َفَقْد‬ ‫سِر ْ‬ ‫ن َي ْ‬
‫ما جزاء من وجد في رحله؟ قالوا‪] :‬هو[ جزاؤه‪ -.‬السنة التي تجري فيهم‪ -‬فلذلك قال إخوة يوسف‪ِ :‬إ ْ‬
‫سِه َو َلْم ُيْبِدها َلُهْم‪.‬‬‫ف ِفي َنْف ِ‬ ‫س ُ‬ ‫سّرها ُيو ُ‬ ‫ل َفَأ َ‬
‫ن َقْب ُ‬
‫خ َلُه ِم ْ‬
‫ق َأ ٌ‬‫سَر َ‬ ‫َ‬
‫__________________________________________________‬
‫سلم( ‪.5 /76 :2‬‬ ‫‪ -28‬عيون أخبار الّرضا )عليه ال ّ‬
‫سلم( ‪.6 /76 :2‬‬ ‫‪ -29‬عيون أخبار الّرضا )عليه ال ّ‬
‫‪ 30‬تفسير القّمي ‪.355 :1‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪190 :‬‬
‫‪ -[31] /5330‬نرجع إلى رواية علي بن إبراهيم »‪ :«1‬قال‪ :‬فاجتمعوا إلى يوسف‪ ،‬و جلودهم تقطر دما أصفر‪،‬‬
‫فكانوا يجادلونه في حبسه‪ -‬و كان ولد يعقوب إذا غضبوا خرج من ثيابهم شعر و يقطر من رؤوسهم دم أصفر‪ -‬و‬
‫ن فأطلق عن هذا‪ .‬فلما رأى‬ ‫سِني َ‬
‫حِ‬ ‫ن اْلُم ْ‬‫ك ِم َ‬‫حَدنا َمكاَنُه ِإّنا َنرا َ‬ ‫خْذ َأ َ‬‫شْيخًا َكِبيرًا َف ُ‬ ‫ن َلُه َأبًا َ‬‫هم يقولون‪ :‬يا َأّيَها اْلَعِزيُز ِإ ّ‬
‫ن َفَلّما‬ ‫عْنَدُه و لم يقل‪ :‬إل من سرق متاعنا‪ِ :‬إّنا ِإذًا َلظاِلُمو َ‬ ‫عنا ِ‬ ‫جْدنا َمتا َ‬ ‫ن َو َ‬
‫ل َم ْ‬ ‫خَذ ِإ ّ‬
‫ن َنْأ ُ‬‫ل َأ ْ‬‫يوسف ذلك‪ ،‬قال‪َ :‬معاَذ ا ِّ‬
‫عَلْيُكْم َمْوِثقًا ِم َ‬
‫ن‬ ‫خَذ َ‬ ‫ن َأباُكْم َقْد َأ َ‬
‫سوا ِمْنُه و أرادوا النصراف إلى أبيهم‪ ،‬قال لهم لوي بن يعقوب‪َ :‬أ َلْم َتْعَلُموا َأ ّ‬ ‫سَتْيَأ ُ‬
‫اْ‬
‫ن ِلي َأِبي َأوْ‬ ‫حّتى َيْأَذ َ‬ ‫ف فارجعوا أنتم إلى أبيكم‪ ،‬فأما أنا‪ ،‬فل ارجع إليه َ‬ ‫س َ‬‫طُتْم ِفي ُيو ُ‬ ‫ل ما َفّر ْ‬ ‫ن َقْب ُ‬ ‫ل في هذا َو ِم ْ‬ ‫ا ِّ‬
‫ل ِبما‬‫شِهْدنا ِإ ّ‬‫ق َو ما َ‬ ‫سَر َ‬ ‫ك َ‬ ‫ن اْبَن َ‬
‫جُعوا ِإلى َأِبيُكْم َفُقوُلوا يا َأبانا ِإ ّ‬ ‫ن ثم قال لهم‪ :‬اْر ِ‬ ‫خْيُر اْلحاِكِمي َ‬ ‫ل ِلي َو ُهَو َ‬ ‫حُكَم ا ُّ‬ ‫َي ْ‬
‫ل اْلَقْرَيَة اّلِتي ُكّنا ِفيها َو اْلِعيَر اّلِتي َأْقَبْلنا ِفيها أي أهل القرية و أهل العير َو ِإّنا‬ ‫سَئ ِ‬
‫ن َو ْ‬ ‫ظي َ‬ ‫ب حاِف ِ‬ ‫عِلْمنا َو ما ُكّنا ِلْلَغْي ِ‬ ‫َ‬
‫ن‪.‬‬
‫َلصاِدُقو َ‬
‫قال‪ :‬فرجع إخوة يوسف إلى أبيهم و تخلف يهودا‪ ،‬فدخل على يوسف‪ ،‬فكلمه حتى ارتفع الكلم بينه و بين يوسف‬
‫و غضب‪ ،‬و كانت على كتف يهودا شعرة‪ ،‬فقامت الشعرة فأقبلت تقذف بالدم‪ ،‬و كان ل يسكن حتى يمسه بعض‬
‫أولد يعقوب‪ -‬قال‪ -‬و كان بين يدي يوسف ابن له‪ ،‬في يده رمانة من ذهب يلعب بها‪ ،‬فلما رأى يوسف أن يهودا قد‬
‫غضب و قامت الشعرة تقذف بالدم‪ ،‬أخذ الرمانة من الصبي‪ ،‬ثم دحرجها نحو يهودا و تبعها الصبي ليأخذها‪،‬‬
‫فوقعت يده علي يهودا‪ ،‬فذهب غضبه‪ .‬قال‪ :‬فارتاب يهودا‪ ،‬و رجع الصبي بالرمانة إلى يوسف‪ ،‬ثم ارتفع الكلم‬
‫بينهما حتى غضب يهودا‪ ،‬و قامت الشعرة تقذف بالدم‪ ،‬فلما رأى ذلك يوسف دحرج الرمانة نحو يهودا فتبعها‬
‫الصبي ليأخذها‪ ،‬فوقعت يده على يهودا‪ ،‬فسكن غضبه‪ ،‬و قال‪ :‬إن في البيت لمن ولد يعقوب‪ .‬حتى صنع ذلك ثلث‬
‫مرات‪.‬‬
‫‪ -[32] /5331‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫ن‪.‬‬
‫سِني َ‬‫حِ‬ ‫ن اْلُم ْ‬
‫ك ِم َ‬ ‫)عليه السلم( في قول ال عز و جل‪ِ :‬إّنا َنرا َ‬
‫قال‪» :‬كان يوسف يوسع المجلس‪ ،‬و يستقرض للمحتاج‪ ،‬و يعين الضعيف«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪[101 -83‬‬ ‫حي َ‬ ‫صاِل ِ‬
‫حْقِني ِبال ّ‬ ‫سُكْم‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و َأْل ِ‬ ‫ت َلُكْم َأْنُف ُ‬
‫سّوَل ْ‬‫ل َ‬ ‫ل َب ْ‬
‫قا َ‬
‫‪ -[1] /5332‬نرجع إلى رواية علي بن إبراهيم »‪ :«2‬فلما رجع إخوة يوسف إلى أبيهم‪ ،‬و أخبروه بخبر أخيهم‪،‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -31‬تفسير القّمي ‪.349 :1‬‬
‫‪ -32‬الكافي ‪.3 /465 :2‬‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.350 :1‬‬
‫)‪ (1‬المتقّدمة في الحديث )‪ (27‬من تفسير هذه اليات‪.‬‬
‫)‪ (2‬المتقّدمة في الحديث )‪ (31‬من تفسير اليات )‪ (82 -58‬من هذه السورة‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪191 :‬‬
‫حِكيُم ثم َتَوّلى‬ ‫جِميعًا ِإّنُه ُهَو اْلَعِليُم اْل َ‬ ‫ن َيْأِتَيِني ِبِهْم َ‬
‫ل َأ ْ‬‫سى ا ُّ‬ ‫عَ‬ ‫ل َ‬ ‫جِمي ٌ‬‫صْبٌر َ‬ ‫سُكْم َأْمرًا َف َ‬‫ت َلُكْم َأْنُف ُ‬‫سّوَل ْ‬ ‫ل َ‬ ‫قال يعقوب‪َ :‬ب ْ‬
‫ظيٌم أي محزون‪ ،‬و‬ ‫ن يعني عميتا من البكاء َفُهَو َك ِ‬ ‫حْز ِ‬ ‫ن اْل ُ‬
‫عْيناُه ِم َ‬‫ت َ‬ ‫ض ْ‬‫ف َو اْبَي ّ‬ ‫س َ‬‫على ُيو ُ‬ ‫سفى َ‬ ‫ل يا َأ َ‬
‫عْنُهْم َو قا َ‬ ‫َ‬
‫السف أشد الحزن‪.‬‬
‫و سئل أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬ما بلغ من حزن يعقوب على يوسف؟ قال‪» :‬حزن سبعين ثكلى بأولدها‪ -‬و‬
‫ف أي ل‬ ‫س َ‬ ‫ل َتْفَتُؤا َتْذُكُر ُيو ُ‬ ‫ف فقالوا له‪َ :‬تا ِّ‬ ‫س َ‬ ‫على ُيو ُ‬ ‫سفى َ‬ ‫قال‪ -‬إن يعقوب لم يعرف السترجاع‪ ،‬و من هنا قال‪ :‬يا َأ َ‬
‫عَلُم‬‫ل َو َأ ْ‬‫حْزِني ِإَلى ا ِّ‬ ‫شُكوا َبّثي َو ُ‬ ‫ل ِإّنما َأ ْ‬‫ن اْلهاِلِكينَ قا َ‬ ‫ن ِم َ‬ ‫حَرضًا أي ميتا َأْو َتُكو َ‬ ‫ن َ‬ ‫حّتى َتُكو َ‬ ‫تفتؤ عن ذكر يوسف َ‬
‫ن«‪.‬‬ ‫ل ما ل َتْعَلُمو َ‬ ‫ن ا ِّ‬
‫ِم َ‬
‫‪ -[/5333‬الحسين بن سعيد‪ ،‬في كتاب )التمحيص(‪ :‬عن جابر‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي جعفر )عليه السلم( ما الصبر‬
‫الجميل؟‬
‫قال‪» :‬ذلك صبر ليس فيه شكوى إلى أحد من الناس‪ ،‬إن إبراهيم بعث يعقوب »‪ «1‬إلى راهب من الرهبان عابد‬
‫من العباد في حاجة‪ ،‬فلما رآه الراهب حسبه إبراهيم‪ ،‬فوثب إليه فاعتنقه ثم قال له‪ :‬مرحبا بخليل الرحمن‪.‬‬
‫فقال له يعقوب‪ :‬إني لست بخليل الرحمن‪ ،‬و لكن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم‪ .‬قال له الراهب‪ :‬فما الذي بلغ بك‬
‫ما أرى من الكبر؟ قال‪ :‬الهم و الحزن و السقم‪ -‬قال‪ -‬فما جاز عتبة الباب حتى أوحى ال إليه‪ :‬يا يعقوب‪ ،‬شكوتني‬
‫إلى العباد‪ .‬فخر ساجدا عند عتبة الباب‪ ،‬يقول‪ :‬رب ل أعود‪ .‬فأوحى ال إليه‪ :‬إني قد غفرت لك‪ ،‬فل تعد إلى مثلها‪.‬‬
‫ل ما ل‬ ‫ن ا ِّ‬‫عَلُم ِم َ‬‫ل َو َأ ْ‬‫حْزِني ِإَلى ا ِّ‬ ‫شُكوا َبّثي َو ُ‬ ‫فما شكا شيئا مما أصابه من نوائب الدنيا‪ ،‬إل أنه قال يوما‪ّ:‬نما َأ ْ‬
‫ن«‪.‬‬ ‫َتْعَلُمو َ‬
‫‪ -[3] /5334‬ابن بابويه‪ :‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن علي ماجيلويه )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن يحيى‬
‫العطار‪ ،‬عن الحسين بن الحسن بن أبان‪ ،‬عن محمد بن اورمة‪ ،‬عن أحمد بن الحسن الميثمي‪ ،‬عن الحسن‬
‫الواسطي‪ ،‬عن هشام بن سالم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬قدم أعرابي على يوسف )عليه السلم(‬
‫ليشتري منه طعاما‪ ،‬فباعه‪ ،‬فلما فرغ قال له يوسف )عليه السلم(‪ :‬أين منزلك؟ قال له‪ :‬بموضع كذا و كذا‪ .‬فقال‬
‫له‪ :‬فإذا مررت بوادي كذا و كذا‪ ،‬فقف و ناد‪:‬‬
‫يا يعقوب‪ ،‬يا يعقوب‪ ،‬فإنه سيخرج لك رجل عظيم جميل »‪ «2‬و سيم‪ ،‬فقل له‪ :‬لقيت رجل بمصر و هو يقرئك‬
‫السلم‪ ،‬و يقول لك‪ :‬إن وديعتك عند ال عز و جل لن تضيع«‪.‬‬
‫قال‪» :‬فمضى العرابي حتى انتهى إلى الموضع‪ ،‬فقال لغلمانه‪ :‬احفظوا علي البل‪ .‬ثم نادى‪ :‬يا يعقوب‪ ،‬يا‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬التمحيص‪.143 /63 :‬‬
‫‪ -3‬كمال الدين و تمام النعمة‪[.....] .9 /141 :‬‬
‫)‪ (1‬قال المجلسي‪ :‬بعث إبراهيم يعقوب )عليهما السلم( بعد كبر يعقوب‪ ،‬غريب‪ ،‬و لعّله كان بعد فوت إبراهيم‪،‬‬
‫ل بعث« و هو الصواب‪ .‬بحار النوار ‪.311 :12‬‬ ‫و كان البعث على سبيل الوصّيه‪ ،‬و في بعض النسخ‪» :‬إن ا ّ‬
‫)‪ (2‬في المصدر زيادة‪ :‬جسيم‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪192 :‬‬

‫يعقوب‪ .‬فخرج إليه رجل أعمى طويل جسيم جميل يتقى الحائط بيده حتى أقبل‪ ،‬فقال له الرجل‪ :‬أنت يعقوب؟‬
‫قال‪ :‬نعم‪ ،‬فأبلغه ما قال يوسف‪ ،‬فسقط مغشيا عليه‪ ،‬ثم أفاق‪ ،‬و قال للعرابي‪ :‬يا أعرابي‪ ،‬أ لك حاجة إلى ال عز و‬
‫جل؟ فقال له‪ :‬نعم‪ ،‬إني رجل كثير المال‪ ،‬و لي ابنة عم ليس يولد لي منها‪ ،‬و أحب ان تدعو ال أن يرزقني ولدا‪-.‬‬
‫قال‪ -‬فتوضأ يعقوب‪ ،‬و صلى ركعتين‪ ،‬ثم دعا ال عز و جل‪ ،‬فرزق أربعة بطون‪ -‬أو قال‪ :‬ستة أبطن‪ -‬في كل‬
‫بطن اثنان‪.‬‬
‫فكان يعقوب )عليه السلم( يعلم أن يوسف )عليه السلم( حي لم يمت‪ ،‬و أن ال تعالى ذكره سيظهره له بعد‬
‫ن و كان بنوه و أهله و أقرباؤه يفندونه على ذكره ليوسف‪،‬‬ ‫ل ما ل َتْعَلُمو َ‬ ‫ن ا ِّ‬
‫عَلُم ِم َ‬
‫غيبته‪ ،‬و كان يقول لبنيه‪ِ :‬إّني َأ ْ‬
‫ك اْلَقِديِم َفَلّما َأ ْ‬
‫ن‬ ‫ضلِل َ‬ ‫ك َلِفي َ‬ ‫ل ِإّن َ‬‫ن قاُلوا َتا ِّ‬ ‫ن ُتَفّنُدو ِ‬
‫ف َلْو ل َأ ْ‬
‫س َ‬ ‫ح ُيو ُ‬‫جُد ِري َ‬
‫لِ‬‫حتى إنه لما وجد ريح يوسف‪ ،‬قال‪ِ :‬إّني َ‬
‫ل ما ل‬ ‫ن ا ِّ‬
‫عَلُم ِم َ‬‫ل َلُكْم ِإّني َأ ْ‬‫ل َأ َلْم َأُق ْ‬
‫صيرًا قا َ‬‫جِهِه َفاْرَتّد َب ِ‬‫على َو ْ‬ ‫شيُر و هو يهودا ابنه‪ ،‬فألقى قميص يوسف َ‬ ‫جاَء اْلَب ِ‬
‫ن«‪.‬‬‫َتْعَلُمو َ‬
‫‪ -[4] /5335‬محمد بن يعقوب‪ :‬بإسناده‪ ،‬عن الحسن بن محبوب‪ ،‬عن حنان بن سدير‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه‬
‫خيِه أ كان يعلم‬ ‫ف َو َأ ِ‬
‫س َ‬ ‫ن ُيو ُ‬ ‫سوا ِم ْ‬ ‫سُ‬ ‫حّ‬‫السلم( قال‪ :‬قلت له‪ :‬أخبرني عن قول يعقوب )عليه السلم( لبنيه‪ :‬اذَْهُبوا َفَت َ‬
‫أنه حي‪ ،‬و قد فارقه منذ عشرين سنة؟ قال‪» :‬نعم«‪.‬‬

‫قال‪ :‬قلت‪ :‬كيف علم؟ قال‪» :‬إنه دعا في السحر‪ ،‬و سأل ال عز و جل أن يهبط عليه ملك الموت‪ ،‬فهبط عليه تربال‬
‫»‪ «1‬و هو ملك الموت‪ ،‬فقال له تربال‪ :‬ما حاجتك‪ ،‬يا يعقوب؟ قال‪ :‬أخبرني عن الرواح‪ ،‬تقبضها مجتمعة أو‬
‫متفرقة؟ قال‪ :‬بل أقبضها متفرقة روحا روحا‪ .‬قال له‪ :‬فأخبرني هل مر بك »‪ «2‬روح يوسف فيما مر بك؟ قال‪:‬‬
‫خيِه«‪.‬‬
‫ف َو َأ ِ‬
‫ن ُيوسُ َ‬
‫سوا ِم ْ‬
‫سُ‬
‫حّ‬‫ل‪ .‬فعلم يعقوب أنه حي‪ ،‬فعند ذلك قال لولده‪ :‬اْذَهُبوا َفَت َ‬
‫ابن بابويه‪ :‬قال‪ :‬حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا جعفر بن محمد بن‬
‫مسعود‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن نصير‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن العباس بن معروف‪ ،‬عن علي بن‬
‫مهزيار‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل‪ ،‬عن حنان بن سدير‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي جعفر )عليه السلم(‪ :‬أخبرني عن‬
‫خيِه و ساق الحديث بنحو ما تقدم »‪.«3‬‬ ‫ف َو َأ ِ‬‫س َ‬ ‫ن ُيو ُ‬
‫سوا ِم ْ‬
‫سُ‬‫حّ‬
‫يعقوب حين قال لولده‪ :‬اْذَهُبوا َفَت َ‬

‫‪ -[5] /5336‬علي بن إبراهيم‪ :‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن حنان بن سدير‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪:‬‬
‫خيِه‪ ،‬أ كان علم أنه حي‪ ،‬و قد فارقه‬ ‫ف َو َأ ِ‬‫ن ُيوسُ َ‬ ‫سوا ِم ْ‬ ‫سُ‬
‫حّ‬‫قلت له‪ :‬أخبرني عن يعقوب حين قال لولده‪ :‬اْذَهُبوا َفَت َ‬
‫منذ عشرين سنة‪ ،‬و ذهبت عيناه من البكاء عليه؟‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -4‬الكافي ‪.238 /199 :8‬‬
‫‪ -5‬تفسير القّمي ‪.350 :1‬‬
‫)‪ (1‬في »س« في الموضعين‪ :‬قربال‪ ،‬و المصدر في الموضعين‪ :‬بريال‪.‬‬
‫)‪ (2‬في »ط«‪ :‬قال‪ :‬فمّر بك روح يوسف‪.‬‬
‫)‪ (3‬علل الشرائع‪.1 /52 :‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪193 :‬‬
‫قال‪» :‬نعم‪ ،‬علم أنه حي‪ ،‬إنه دعا ربه في السحر أن يهبط عليه ملك الموت‪ ،‬فهبط عليه ملك الموت في أطيب‬
‫رائحة و أحسن صورة‪ ،‬فقال له‪ :‬من أنت؟ قال‪ :‬أنا ملك الموت‪ ،‬أليس سألت ال أن ينزلني عليك؟ قال‪ :‬نعم‪.‬‬
‫قال‪ :‬ما حاجتك‪ ،‬يا يعقوب؟‬
‫قال له‪ :‬أخبرني عن الرواح‪ ،‬تقبضها جملة أو تفاريقا؟ قال‪ :‬يقبضها أعواني متفرقة ثم تعرض علي مجتمعة‪.‬‬
‫قال يعقوب‪ :‬فأسألك بإله إبراهيم و إسحاق و يعقوب‪ ،‬هل عرض عليك في الرواح روح يوسف؟ فقال‪ :‬ل‪ .‬فعند‬
‫ن َرْو ِ‬
‫ح‬ ‫س ِم ْ‬
‫ل ِإّنُه ل َيْيَأ ُ‬
‫ح ا ِّ‬
‫ن َرْو ِ‬
‫سوا ِم ْ‬ ‫خيِه َو ل َتْيَأ ُ‬‫ف َو َأ ِ‬
‫س َ‬‫ن ُيو ُ‬‫سوا ِم ْ‬ ‫سُ‬‫حّ‬‫ذلك علم أنه حي‪ ،‬فقال لولده‪ :‬اْذَهُبوا َفَت َ‬
‫ن«‪.‬‬
‫ل اْلَقْوُم اْلكاِفُرو َ‬
‫ل ِإ ّ‬
‫ا ِّ‬
‫و كتب عزيز مصر إلى يعقوب‪ :‬أما بعد فهذا ابنك قد اشتريته بثمن بخس دراهم معدودة‪ -‬و هو يوسف‪ -‬و اتخذته‬
‫عبدا‪ ،‬و هذا ابنك بنيامين أخذته‪ -‬و قد سرق »‪ -«1‬و اتخذته عبدا‪ .‬فما ورد على يعقوب شيء كان أشد عليه من‬
‫ذلك الكتاب‪ .‬فقال للرسول‪» :‬مكانك حتى أجيبه« فكتب إليه يعقوب )عليه السلم(‪:‬‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‪ :‬من يعقوب إسرائيل ال بن إسحاق بن إبراهيم خليل ال‪ .‬أما بعد‪ .‬فقد فهمت كتابك تذكر‬
‫فيه‪ :‬أنك اشتريت ابني و اتخذته عبدا‪ ،‬فإن البلء موكل ببني آدم‪ ،‬إن جدي إبراهيم ألقاه نمرود ملك الدنيا في النار‪،‬‬
‫فلم يحترق‪ ،‬و جعلها ال عليه بردا و سلما‪ ،‬و إن أبي إسحاق »‪ «2‬أمر ال تعالى جدي أن يذبحه بيده‪ ،‬فلما أراد‬
‫أن يذبحه‪ ،‬فداه ال بكبش عظيم‪.‬‬
‫و إنه كان لي ولد لم يكن في الدنيا أحد أحب إلي منه‪ .‬و كان قرة عيني و ثمرة فؤادي‪ ،‬فأخرجه إخوته ثم رجعوا‬
‫إلي‪ ،‬و زعموا أن الذئب أكله‪ ،‬فاحدودب لذلك ظهري‪ ،‬و ذهب من كثرة البكاء عليه بصري‪ .‬و كان له أخ من امه‬
‫كنت آنس به‪ ،‬فخرج مع إخوته إلى ما قبلك »‪ «3‬ليمتاروا لنا طعاما‪ ،‬فرجعوا و ذكروا أنه سرق صواع الملك‪ ،‬و‬
‫أنك حبسته‪ ،‬و إنا أهل بيت ل يليق بنا السرق و ل الفاحشة‪ ،‬و أنا أسألك بإله إبراهيم و إسحاق و يعقوب إل ما‬
‫مننت علي به و تقربت إلى ال‪ ،‬و رددته إلي«‪.‬‬
‫فلما ورد الكتاب على يوسف‪ ،‬أخذه و وضعه على وجهه‪ ،‬و قبله و بكى بكاء شديدا‪ ،‬ثم نظر إلى إخوته فقال لهم‪:‬‬
‫ن ا ُّ‬
‫ل‬ ‫خي َقْد َم ّ‬‫ف َو هذا َأ ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ل َأَنا ُيو ُ‬
‫ف قا َ‬ ‫س ُ‬ ‫ت ُيو ُ‬
‫لْن َ‬ ‫ك َ‬‫ن قاُلوا َأ ِإّن َ‬‫خيِه ِإْذ َأْنُتْم جاِهُلو َ‬‫ف َو َأ ِ‬‫س َ‬ ‫عِلْمُتْم ما َفَعْلُتْم ِبُيو ُ‬ ‫ل َ‬ ‫َه ْ‬
‫عَلْينا َو‬‫ل َ‬‫ك ا ُّ‬‫ن فقالوا له كما حكى ال عز و جل‪َ :‬لَقْد آَثَر َ‬ ‫سِني َ‬‫حِ‬‫جَر اْلُم ْ‬
‫ضيُع َأ ْ‬ ‫ل ل ُي ِ‬ ‫ن ا َّ‬‫صِبْر َفِإ ّ‬
‫ق َو َي ْ‬ ‫ن َيّت ِ‬ ‫عَلْينا ِإّنُه َم ْ‬
‫َ‬
‫ن«‪.‬‬ ‫حِمي َ‬‫حُم الّرا ِ‬‫ل َلُكْم َو ُهَو َأْر َ‬‫عَلْيُكُم اْلَيْوَم أي ل تخليط َيْغِفُر ا ُّ‬ ‫ب َ‬ ‫ل ل َتْثِري َ‬ ‫ن قا َ‬ ‫طِئي َ‬‫ن ُكّنا َلخا ِ‬ ‫ِإ ْ‬
‫‪ -[6] /5337‬العياشي‪ :‬عن جابر‪ ،‬قال‪ ،‬قلت لبي جعفر )عليه السلم(‪ :‬رحمك ال‪ ،‬ما الصبر الجميل؟‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪.57 /188 :2‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬بنيامين‪ ،‬و قد وجدت متاعي عنده‪.‬‬
‫سلم(‪ ،‬راجع مجمع البيان ‪ ،707 :8‬تفسير‬ ‫ن الذبيح هو إسماعيل )عليه ال ّ‬ ‫)‪ (2‬الذي عليه أغلب الروايات أ ّ‬
‫الميزان ‪.155 :17‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬إلى ملكك‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪194 :‬‬
‫فقال‪» :‬ذاك صبر ليس فيه شكوى إلى الناس‪ ،‬إن إبراهيم بعث يعقوب إلى راهب من الرهبان‪ ،‬عابد من العباد في‬
‫حاجة‪ ،‬فلما رآه الراهب حسبه إبراهيم‪ ،‬فوثب إليه فاعتنقه‪ ،‬ثم قال‪ :‬مرحبا بخليل الرحمن‪ ،‬قال يعقوب‪:‬‬
‫إني لست بإبراهيم‪ ،‬و لكني يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم‪ ،‬فقال له الراهب‪ :‬فما بلغ بك ما أرى من الكبر؟ قال‪:‬‬
‫اللهم و الحزن و السقم‪ .‬فما جاوز عتبة الباب حتى أوحى ال إليه‪ :‬أن يا يعقوب شكوتني إلى العباد! فخر ساجدا‬
‫عند عتبة الباب يقول‪ :‬رب ل أعود‪ .‬فأوحى ال إليه‪ :‬أني قد غفرتها لك‪ ،‬فل تعودن إلى مثلها‪ ،‬فما شكا شيئا مما‬
‫ن«‪.‬‬‫ل ما ل َتْعَلُمو َ‬ ‫ن ا ِّ‬
‫عَلُم ِم َ‬
‫ل َو َأ ْ‬‫حْزِني ِإَلى ا ِّ‬ ‫شُكوا َبّثي َو ُ‬ ‫أصابه من نوائب الدنيا‪ ،‬إل أنه قال يوماّنما َأ ْ‬
‫‪ -[7] /5338‬عن هشام بن سالم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال له بعض أصحابنا‪ :‬ما بلغ من حزن‬
‫يعقوب على يوسف؟ قال‪» :‬حزن سبعين ثكلى حرى«‪.‬‬
‫‪ -[8] /5339‬و بهذا السناد عنه‪ ،‬قال‪ :‬قيل له‪ :‬كيف يحزن يعقوب على يوسف و قد أخبره جبرئيل أنه لم يمت و‬
‫أنه سيرجع إليه؟ فقال‪» :‬إنه نسي ذلك«‪.‬‬
‫‪ -[9] /5340‬محمد بن سهل البحراني‪ ،‬عن بعض أصحابنا‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬البكاءون‬
‫خمسة‪:‬‬
‫آدم‪ ،‬و يعقوب‪ ،‬و يوسف‪ ،‬و فاطمة بنت محمد‪ ،‬و علي بن الحسين )عليهم السلم(‪ ،‬و أما يعقوب فبكى على‬
‫ن«‪.‬‬ ‫ن اْلهاِلِكي َ‬‫ن ِم َ‬‫حَرضًا َأْو َتُكو َ‬ ‫ن َ‬ ‫حّتى َتُكو َ‬ ‫ف َ‬ ‫س َ‬ ‫يوسف حتى ذهب بصره‪ ،‬و حتى قيل له‪َ :‬تْفَتُؤا َتْذُكُر ُيو ُ‬
‫‪ -[10] /5341‬عن إسماعيل بن جابر‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬إن يعقوب أتى ملكا بناحيتهم يسأله‬
‫الحاجة‪ ،‬فقال له الملك‪ :‬أنت إبراهيم؟ قال‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬و أنت إسحاق بن إبراهيم؟ قال‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬فمن أنت؟ قال‪ :‬أنا‬
‫يعقوب بن إسحاق‪ .‬قال‪ :‬فما بلغ بك ما أرى مع حداثة السن؟ قال‪ :‬الحزن على ابني يوسف‪ .‬قال‪ :‬لقد بلغ بك‬
‫الحزن‪ -‬يا يعقوب‪ -‬كل مبلغ! فقال‪ :‬إنا معاشر النبياء أسرع شيء البلء إلينا‪ ،‬ثم المثل فالمثل من الناس‪ .‬فقضى‬
‫حاجته‪ ،‬فلما جاوز صغير بابه »‪ «1‬هبط عليه جبرئيل‪ ،‬فقال له‪ :‬يا يعقوب‪ ،‬ربك يقرئك السلم‪ ،‬و يقول لك‪:‬‬
‫شكوتني إلى الناس! فعفر و وجهه في التراب‪ ،‬و قال‪ :‬يا رب زلة أقلنيها فل أعود بعد هذا أبدا‪ .‬ثم عاد إليه‬
‫جبرئيل‪ ،‬فقال‪ :‬يا يعقوب‪ ،‬ارفع رأسك‪ ،‬إن ربك يقرئك السلم‪ ،‬و يقول لك‪ :‬قد أقلتك‪ ،‬فل تعد تشكوني إلى خلقي‪.‬‬
‫حْزِني ِإَلى ا ِّ‬
‫ل‬ ‫شُكوا َبّثي َو ُ‬ ‫فما رؤي ناطقا بكلمة مما كان فيه‪ ،‬حتى أتاه بنوه‪ ،‬فصرف وجهه إلى الحائط‪ ،‬و قالّنما َأ ْ‬
‫ل ما ل َتْعَلُمو َ‬
‫ن‬ ‫ن ا ِّ‬‫عَلُم ِم َ‬
‫َو َأ ْ‬

‫و‬
‫في حديث آخر عنه‪ :‬جاء يعقوب إلى نمرود في حاجة‪ ،‬فلما دخل عليه‪ -‬و كان أشبه الناس بإبراهيم‪ -‬قال‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -7‬تفسير العّياشي ‪.58 /188 :2‬‬
‫‪ -8‬تفسير العّياشي ‪.59 /188 :2‬‬
‫‪ -9‬تفسير العّياشي ‪[.....] .60 /188 :2‬‬
‫‪ -10‬تفسير العّياشي ‪.61 /189 :2‬‬
‫صغير‪ ،‬بإضافة الصفة إلى الموصوف‪.‬‬ ‫)‪ (1‬أي بابه ال ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪195 :‬‬
‫له‪ :‬أنت إبراهيم خليل الرحمن؟ قال ل‪ ،‬الحديث »‪.«1‬‬
‫‪ -[11] /5342‬الفضيل بن يسار‪ .‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪» :‬إنما أشكو بثي و حزني إلى ال‬
‫منصوبة«‪.‬‬
‫‪ -[12] /5343‬عن حنان بن سدير‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬قلت لبي جعفر )عليه السلم(‪ :‬أخبرني عن يعقوب حين قال‪:‬‬
‫خيِه أ كان علم أنه حي‪ ،‬و قد فارقه منذ عشرين سنة‪ ،‬و ذهبت عيناه من الحزن؟‬ ‫ف َو َأ ِ‬
‫س َ‬‫ن ُيو ُ‬
‫سوا ِم ْ‬ ‫سُ‬ ‫حّ‬
‫اْذَهُبوا َفَت َ‬
‫قال‪» :‬نعم‪ ،‬علم أنه حي«‪.‬‬
‫قال‪ :‬و كيف علم؟ قال‪» :‬إنه دعا في السحر أن يهبط عليه ملك الموت‪ ،‬فهبط عليه‪ ،‬تربال »‪ ،«2‬و هو ملك‬
‫الموت‪ ،‬فقال له تربال‪ :‬ما حاجتك‪ ،‬يا يعقوب؟ قال‪ :‬أخبرني عن الرواح‪ ،‬تقبضها مجتمعة أو متفرقة؟ قال‪ :‬بل‬
‫سوا‬‫سُ‬‫حّ‬‫متفرقة‪ ،‬روحا روحا‪ .‬قال‪ :‬فمر بك روح يوسف؟ قال‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬فعند ذلك علم أنه حي‪ ،‬فقال لولده‪ :‬اْذَهُبوا َفَت َ‬
‫خيِه«‪.‬‬ ‫ف َو َأ ِ‬
‫س َ‬ ‫ن ُيو ُ‬‫ِم ْ‬
‫و في خبر أخر‪» :‬عزرائيل و هو ملك الموت« و ذكر نحوه عنه‪.‬‬
‫‪ -[13] /5344‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ -‬عاد إلى الحديث الول »‪ -«3‬قال‪» :‬و اشتد حزنه‪-‬‬
‫يعني يعقوب‪ -‬حتى تقوس ظهره‪ ،‬و أدبرت الدنيا عن يعقوب و ولده‪ ،‬حتى احتاجوا حاجة شديدة و فنيت ميرتهم‪،‬‬
‫ح ا ِّ‬
‫ل‬ ‫ن َرْو ِ‬ ‫س ِم ْ‬‫ل ِإّنُه ل َيْيَأ ُ‬
‫ح ا ِّ‬
‫ن َرْو ِ‬
‫سوا ِم ْ‬
‫خيِه َو ل َتْيَأ ُ‬
‫ف َو َأ ِ‬
‫س َ‬‫ن ُيو ُ‬
‫سوا ِم ْ‬
‫سُ‬‫حّ‬
‫فعند ذلك‪ ،‬قال يعقوب لولده‪ :‬اْذَهُبوا َفَت َ‬
‫ن فخرج منهم نفر و بعث معهم ببضاعة يسيرة‪ ،‬و كتب معهم كتابا إلى عزيز مصر يتعطفه على‬ ‫ل اْلَقْوُم اْلكاِفُرو َ‬‫ِإ ّ‬
‫نفسه و ولده‪ ،‬و أوصى ولده أن يبدءوا بدفع كتابه قبل البضاعة‪ ،‬فكتب‪:‬‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‪ :‬إلى عزيز مصر‪ ،‬و مظهر العدل و موفي الكيل‪ ،‬من يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل‬
‫ال‪ ،‬صاحب نمرود الذي جمع لبراهيم الحطب و النار ليحرقه بها‪ ،‬فجعلها ال عليه بردا و سلما و أنجاه منها‪:‬‬
‫أخبرك‪ -‬أيها العزيز‪ -‬إنا أهل بيت قديم‪ ،‬لم يزل البلء إلينا سريعا من ال‪ ،‬ليبلونا بذلك عند السراء و الضراء‪ ،‬و‬
‫أن مصائب تتابعت علي منذ عشرين سنة أولها‪ :‬أنه كان لي ابن سميته يوسف‪ ،‬و كان سروري من بين ولدي‪ ،‬و‬
‫قرة عيني و ثمرة فؤادي‪ ،‬و أن إخوته من غير امه سألوني أن أبعثه معهم يرتع و يلعب‪ ،‬فبعثته معهم بكرة‪ ،‬و‬
‫أنهم جاءوني عشاء يبكون‪ ،‬و جاءوني على قميصه بدم كذب‪ ،‬فزعموا أن الذئب أكله فاشتد لفقده حزني‪ ،‬و كثر‬
‫على‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -11‬تفسير العّياشي ‪.63 /189 :2‬‬
‫‪ -12‬تفسير العّياشي ‪.64 /189 :2‬‬
‫‪ -13‬تفسير العّياشي ‪.65 /190 :2‬‬
‫)‪ (1‬تفسير العّياشي ‪.62 /189 :2‬‬
‫)‪ (2‬في »س« في موضعين‪ :‬قربال‪.‬‬
‫)‪ (3‬الحديث )‪ (4‬من تفسير اليات )‪ (82 -58‬من هذه السورة‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪196 :‬‬
‫فراقه بكائي‪ ،‬حتى ابيضت عيناي من الحزن‪ .‬و أنه كان له أخ من خالته »‪ ،«1‬و كنت به معجبا و عليه رفيقا‪ ،‬و‬
‫كان لي أنيسا‪ ،‬و كنت إذا ذكرت يوسف ضممته إلى صدري‪ ،‬فيسكن بعض ما أجد في صدري‪ ،‬و أن إخوته‬
‫ذكروا لي أنك‪ -‬أيها العزيز‪ -‬سألتهم عنه و أمرتهم أن يأتوك به‪ ،‬و إن لم يأتوك به منعتهم الميرة لنا من القمح من‬
‫مصر‪ ،‬فبعثته معهم ليمتاروا لنا قمحا‪ ،‬فرجعوا إلي فليس هو معهم‪ ،‬و ذكروا أنه سرق مكيال الملك‪ ،‬و نحن أهل‬
‫بيت ل نسرق‪ ،‬و قد حبسته و فجعتني به‪ ،‬و قد اشتد لفراقه حزني حتى تقوس لذلك ظهري و عظمت به مصيبتي‪،‬‬
‫مع مصائب متتابعات علي‪ .‬فمن علي بتخلية سبيله و إطلقه من حبسك‪ ،‬و طيب لنا القمح‪ ،‬و اسمح لنا في السعر‪،‬‬
‫و عجل بسراح آل يعقوب‪.‬‬
‫فلما مضى ولد يعقوب من عنده نحو مصر بكتابه‪ ،‬نزل جبرئيل على يعقوب فقال له‪ :‬يا يعقوب‪ ،‬إن ربك يقول‬
‫لك‪ :‬من ابتلك بمصائبك التي كتبت بها إلى عزيز مصر؟ قال يعقوب‪ :‬أنت بلوتني بها عقوبة منك و أدبا لي‪ ،‬قال‬
‫ال‪ :‬فهل كان يقدر على صرفها عنك أحد غيري؟ قال يعقوب‪ :‬اللهم ل‪ .‬قال‪ :‬أ فما استحييت مني حين شكوت‬
‫مصائبك إلى غيري‪ ،‬و لم تستغث بي و تشكو ما بك إلي؟ فقال يعقوب‪ :‬أستغفرك يا إلهي و أتوب إليك‪ .‬و أشكو‬
‫بثي و حزني إليك‪.‬‬
‫فقال ال تبارك و تعالى‪ :‬قد بلغت بك‪ -‬يا يعقوب‪ -‬و بولدك الخاطئين الغاية في أدبي‪ ،‬و لو كنت‪ -‬يا يعقوب‪-‬‬
‫شكوت مصائبك إلي عند نزولها بك‪ ،‬و استغفرت و تبت إلي من ذنبك‪ ،‬لصرفتها عنك بعد تقديري إياها عليك‪ ،‬و‬
‫لكن الشيطان أنساك ذكري‪ ،‬فصرت إلى القنوط من رحمتي و أن ال الجواد الكريم‪ ،‬أحب عبادي المستغفرين‬
‫التائبين الراغبين إلي فيما عندي‪ .‬يا يعقوب‪ ،‬أنا راد إليك يوسف و أخاه‪ ،‬و معيد إليك ما ذهب من مالك و لحمك و‬
‫دمك‪ ،‬و راد إليك بصرك‪ ،‬و مقوم لك ظهرك‪ ،‬و طب نفسا‪ ،‬و قر عينا‪ ،‬و إن الذي فعلته بك كان أدبا مني لك‪،‬‬
‫فاقبل أدبي‪.‬‬
‫سنا‬ ‫قال‪ :‬و مضى ولد يعقوب بكتابه نحو مصر‪ ،‬حتى دخلوا على يوسف في دار المملكة‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا َأّيَها اْلَعِزيُز َم ّ‬
‫عَلْينا بأخينا بنيامين‪ ،‬و هذا كتاب أبينا يعقوب إليك‬ ‫ق َ‬ ‫صّد ْ‬‫ل َو َت َ‬‫ف َلَنا اْلَكْي َ‬‫عٍة ُمْزجاٍة َفَأْو ِ‬‫جْئنا ِبِبضا َ‬ ‫ضّر َو ِ‬ ‫َو َأْهَلَنا ال ّ‬
‫في أمره‪ .‬يسألك تخلية سبيله‪ ،‬و أن تمن به عليه‪ -،‬قال‪ -‬فأخذ يوسف كتاب يعقوب‪ ،‬فقبله‪ ،‬و وضعه على عينيه‪ ،‬و‬
‫ف من قبل َو‬ ‫س َ‬ ‫عِلْمُتْم ما َفَعْلُتْم ِبُيو ُ‬ ‫ل َ‬ ‫بكى و انتحب حتى بلت دموعه القميص الذي عليه‪ .‬ثم أقبل عليهم‪ ،‬فقال‪َ :‬ه ْ‬
‫عَلْينا فل‬ ‫ل َ‬ ‫ك ا ُّ‬‫ل َلَقْد آَثَر َ‬
‫عَلْينا‪ ،‬قاُلوا َتا ِّ‬ ‫ل َ‬ ‫ن ا ُّ‬
‫خي َقْد مَ ّ‬ ‫ف َو هذا َأ ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ل َأَنا ُيو ُ‬ ‫ف قا َ‬ ‫س ُ‬ ‫ت ُيو ُ‬
‫لْن َ‬
‫ك َ‬‫خيِه من بعد؟ قاُلوا َأ ِإّن َ‬ ‫َأ ِ‬
‫ل َلُكْم‪.‬‬
‫عَلْيُكُم اْلَيْوَم َيْغِفُر ا ُّ‬
‫ب َ‬
‫ل ل َتْثِري َ‬ ‫تفضحنا‪ ،‬و ل تعاقبنا اليوم‪ ،‬و اغفر لنا‪ ،‬قا َ‬
‫و في رواية أخرى عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( نحوه‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫ن بنيامين لم يكن من أّم يوسف بل من خالته‪ ،‬و يأتي في الحديث )‪ (51‬ما يؤّيد أّنه من‬ ‫ل على أ ّ‬ ‫)‪ (1‬هذا الخبر يد ّ‬
‫خالته أيضا‪ .‬و في بعض كتب التاريخ أّنهما من أّم واحدة و هي راحيل‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪197 :‬‬
‫سنا َو َأْهَلَنا‬‫‪ -[14] /5345‬عن عمرو بن عثمان‪ ،‬عن بعض أصحابنا‪ ،‬قال‪ :‬لما قال إخوة يوسف‪ :‬يا َأّيَها اْلَعِزيُز َم ّ‬
‫خيِه إلى آخر الية‪.‬‬ ‫ف َو َأ ِ‬‫س َ‬ ‫عِلْمُتْم ما َفَعْلُتْم ِبُيو ُ‬‫ل َ‬ ‫ضّر قال يوسف‪ :‬ل صبر على ضر آل يعقوب‪ ،‬فقال عند ذلك‪َ :‬ه ْ‬ ‫ال ّ‬
‫عٍة‬‫جْئنا ِبِبضا َ‬ ‫‪ -[15] /5346‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن أبي الحسن الرضا )عليه السلم( قال‪ :‬سألته عن قوله‪َ :‬و ِ‬
‫ُمْزجاٍة قال‪» :‬المقل«‪.‬‬
‫و في هذه الرواية‪) :‬و جئنا ببضاعة مزجئة( »‪ «1‬قال‪» :‬كانت المقل‪ ،‬و كانت بلدهم بلد المقل‪ ،‬و هي‬
‫البضاعة«‪.‬‬
‫‪ -[16] /5347‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن بعض أصحابنا‪ ،‬رفعه‪ ،‬قال‪» :‬كتب يعقوب النبي إلى يوسف‪ :‬من يعقوب‬
‫ابن إسحاق ذبيح ال ابن إبراهيم خليل ال‪ ،‬إلى عزيز مصر‪ .‬أما بعد‪ ،‬فإنا أهل بيت لم يزل البلء سريعا إلينا‪،‬‬
‫ابتلي جدي إبراهيم‪ ،‬فألقي في النار‪ ،‬ثم ابتلي أبي إسحاق بالذبح‪ ،‬فكان لي ابن و كان قرة عيني‪ ،‬و كنت أسر به‪،‬‬
‫فابتليت بأن أكله الذئب‪ ،‬فذهب بصري حزنا عليه من البكاء‪ ،‬و كان له أخ‪ ،‬و كنت أسر به بعده‪ ،‬فأخذته في سرق‪،‬‬
‫و إنا أهل بيت لم نسرق قط‪ ،‬و ل يعرف لنا سرق‪ ،‬فإن رأيت أن تمن علي به فعلت«‪.‬‬
‫قال‪» :‬فلما أوتي يوسف بالكتاب‪ ،‬فتحه و قرأه فصاح‪ ،‬ثم قام و دخل منزله فقرأه و بكى‪ ،‬ثم غسل وجهه ثم خرج‬
‫إلى إخوته‪ ،‬ثم عاد فقرأه فصاح و بكى‪ ،‬ثم قام فدخل منزله‪ ،‬فقرأه و بكى‪ ،‬ثم غسل وجهه و عاد إلى إخوته‪ ،‬فقال‬
‫ن و أعطاهم قميصه‪ ،‬و هو قميص إبراهيم‪ ،‬و كان يعقوب‬ ‫خيِه ِإْذ َأْنُتْم جاِهُلو َ‬‫ف َو َأ ِ‬
‫س َ‬‫عِلْمُتْم ما َفَعْلُتْم ِبُيو ُ‬
‫ل َ‬
‫لهم‪َ :‬ه ْ‬
‫ك َلِفي‬
‫ل ِإّن َ‬
‫ن قاُلوا َتا ِّ‬ ‫ن ُتَفّنُدو ِ‬ ‫ف َلْو ل َأ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ح ُيو ُ‬
‫جُد ِري َ‬ ‫لِ‬ ‫بالرملة‪ ،‬فلما فصلوا بالقميص من مصر‪ ،‬قال يعقوب‪ِ :‬إّني َ‬
‫ك اْلَقِديِم«‪.‬‬
‫ضلِل َ‬ ‫َ‬
‫‪ -[17] /5348‬عن المفضل بن عمر‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬ليس رجل من ولد فاطمة يموت و ل‬
‫عَلْينا«‪.‬‬‫ل َ‬ ‫ك ا ُّ‬‫ل َلَقْد آَثَر َ‬‫يخرج من الدنيا‪ ،‬حتى يقر للمام بإمامته‪ ،‬كما أقر ولد يعقوب ليوسف حين قالوا‪َ :‬تا ِّ‬
‫ت اْلِعيُر‪.‬‬ ‫صَل ِ‬‫‪ -[18] /5349‬عن أخي مرازم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله‪َ :‬و َلّما َف َ‬
‫قال‪» :‬وجد يعقوب ريح قميص إبراهيم‪ ،‬حين فصلت العير من مصر و هو بفلسطين«‪.‬‬
‫‪ -[19] /5350‬عن مفضل الجعفي‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪» :‬أ تدري ما كان قميص‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -14‬تفسير العّياشي ‪.66 /192 :2‬‬
‫‪ -15‬تفسير العّياشي ‪.67 /192 :2‬‬
‫‪ -16‬تفسير العّياشي ‪.68 /192 :2‬‬
‫‪ -17‬تفسير العّياشي ‪.69 /193 :2‬‬
‫‪ -18‬تفسير العّياشي ‪[.....] .70 /193 :2‬‬
‫‪ -19‬تفسير العّياشي ‪.71 /193 :2‬‬
‫جاة« بتشديد الجيم‪ ،‬أو »مزجّية«‬ ‫سلم( قرأ )مز ّ‬ ‫ل(‪ :‬و في رواية اخرى لعله )عليه ال ّ‬ ‫)‪ (1‬قال المجلسي )رحمه ا ّ‬
‫بكسر الجيم و تشديد الياء‪ ،‬و لم ينقل في القراءة الشاّذة غير القراءة المشهورة‪ .‬البحار ‪.315 :12‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪198 :‬‬
‫يوسف؟« قال‪ :‬قلت‪ :‬ل‪ .‬قال‪» :‬إن إبراهيم لما أوقدوا النار له‪ ،‬أتاه جبرئيل من ثياب الجنة فألبسه إياه‪ ،‬فلم يضره‬
‫معه حر و ل برد‪ ،‬فلما حضر إبراهيم الموت‪ ،‬جعله في تميمة‪ ،‬و علقه على إسحاق‪ ،‬و علقه إسحاق على يعقوب‪،‬‬
‫فلما ولد ليعقوب يوسف‪ .‬علقه عليه‪ ،‬و كان في عضده حتى كان من أمره ما كان‪ ،‬فلما أخرج يوسف القميص من‬
‫ن فهو ذلك القميص الذي انزل من‬ ‫ن ُتَفّنُدو ِ‬‫ف َلْو ل َأ ْ‬‫س َ‬‫ح ُيو ُ‬
‫جُد ِري َ‬
‫لِ‬‫التميمة وجد يعقوب ريحه‪ ،‬و هو قوله‪ِ :‬إّني َ‬
‫الجنة«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬فإلى من صار ذلك القميص؟ فقال‪» :‬إلى أهله‪ -‬ثم قال‪ -‬كل نبي ورث علما أو غيره فقد انتهى‬
‫إلى محمد )صلى ال عليه و آله(«‪.‬‬
‫‪ -[2/5351‬عن محمد بن إسماعيل بن بزيع‪ ،‬رفعه بإسناد له‪ ،‬قال‪» :‬إن يعقوب وجد ريح قميص يوسف من‬
‫مسيرة عشر ليال‪ ،‬و كان يعقوب ببيت المقدس و يوسف بمصر‪ ،‬و هو القميص الذي نزل على إبراهيم من الجنة‪،‬‬
‫فدفعه إبراهيم إلى إسحاق‪ ،‬و إسحاق إلى يعقوب‪ ،‬و دفعه يعقوب إلى يوسف )عليهم السلم(«‪.‬‬
‫‪ -[21] /5352‬عن نشيط بن صالح العجلي‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬أ كان إخوة يوسف )صلوات‬
‫ال عليه( أنبياء؟‬
‫ك اْلَقِديِم«‪.‬‬
‫ضلِل َ‬ ‫ك َلِفي َ‬ ‫ل ِإّن َ‬
‫قال‪» :‬ل‪ ،‬و ل بررة أتقياء‪ ،‬و كيف و هم يقولون لبيهم‪َ :‬تا ِّ‬
‫‪ -[22] /5353‬عن سليمان بن عبد ال الطلحي‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬ما حال بني يعقوب‪ ،‬هل‬
‫خرجوا من اليمان؟ فقال‪» :‬نعم«‪.‬‬
‫قلت له‪ :‬فما تقول في آدم؟ قال‪» :‬دع آدم«‪.‬‬
‫‪ -[23] /5354‬عن بعض أصحابنا‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬إن بني يعقوب بعد ما صنعوا بيوسف‬
‫أذنبوا‪ ،‬فكانوا أنبياء؟! »‪.««1‬‬
‫‪ -[24] /5355‬عن نشيط‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سألته‪ ،‬أ كان ولد يعقوب أنبياء؟‬
‫ك اْلَقِديِم«‪.‬‬
‫ضلِل َ‬‫ك َلِفي َ‬ ‫ل ِإّن َ‬
‫قال‪» :‬ل‪ ،‬و ل بررة أتقياء‪ ،‬كيف يكونون كذلك و هم يقولون ليعقوب‪َ :‬تا ِّ‬
‫‪ -[25] /5356‬عن مقرن‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬كتب عزيز مصر إلى يعقوب‪ :‬أما بعد فهذا ابنك‬
‫يوسف اشتريته بثمن بخس دراهم معدودة و اتخذته عبدا‪ ،‬و هذا ابنك بنيامين أخذته‪ ،‬قد سرق و اتخذته عبدا‪-‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -20‬تفسير العّياشي ‪.73 /194 :2‬‬
‫‪ -21‬تفسير العّياشي ‪.74 /194 :2‬‬
‫‪ -22‬تفسير العّياشي ‪.75 /194 :2‬‬
‫‪ -23‬تفسير العّياشي ‪.76 /194 :2‬‬
‫‪ -24‬تفسير العّياشي ‪.77 /195 :2‬‬
‫‪ -25‬تفسير العّياشي ‪.78 /195 :2‬‬
‫ل(‪ :‬استفهام على النكار‪ ،‬البحار ‪.316 :12‬‬ ‫)‪ (1‬قال المجلسي )رحمه ا ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪199 :‬‬
‫قال‪ -‬فما ورد على يعقوب شيء أشد عليه من ذلك الكتاب‪ ،‬فقال للرسول‪ :‬مكانك حتى أجيبه‪ ،‬فكتب إليه يعقوب‪:‬‬
‫أما بعد‪ ،‬فقد فهمت كتابك بأنك أخذت ابني بثمن بخس و اتخذته عبدا‪ ،‬و أنك اتخذت ابني بنيامين و قد سرق‬
‫فاتخذته عبدا‪ ،‬فإنا أهل بيت ل نسرق‪ ،‬و لكنا أهل بيت نبتلى‪ ،‬و قد ابتلي أبونا إبراهيم بالنار‪ ،‬فوقاه ال‪ ،‬و ابتلي‬
‫أبونا إسحاق بالذبح‪ ،‬فوقاه ال‪ ،‬و اني قد ابتليت بذهاب بصري‪ ،‬و ذهاب ابني‪ ،‬و عسى ال أن يأتيني بهم جميعا«‪.‬‬
‫قال‪» :‬فلما ولى الرسول عنه‪ ،‬رفع يده إلى السماء‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا حسن الصحبة‪ ،‬يا كريم »‪ «1‬المعونة‪ ،‬يا خير كلمة‬
‫»‪ ،«2‬ائتني بروح و فرج من عندك‪ -‬قال‪ -‬فهبط عليه جبرئيل‪ ،‬فقال ليعقوب‪ :‬أل أعلمك دعوات يرد ال بها‬
‫بصرك‪ ،‬و يرد عليك ابنيك؟ فقال‪ :‬بلى‪ .‬فقال‪ :‬قل‪ :‬يا من ل يعلم أحد كيف هو و حيث هو و قدرته إل هو‪ ،‬يا من‬
‫سد الهواء بالسماء‪ ،‬و كبس الرض على الماء‪ ،‬و اختار لنفسه أحسن السماء‪ ،‬ائتني بروح منك و فرج من‬
‫عندك‪ .‬فما انفجر عمود الصبح‪ ،‬حتى أتي بالقميص‪ ،‬فطرح على وجهه‪ ،‬فرد ال عليه بصره و رد عليه ولده«‪.‬‬
‫لل‬ ‫‪ -[26] /5357‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ -‬عاد إلى الحديث الول الذي قطعناه »‪» :«3‬قا َ‬
‫صيرًا لو‬
‫ت َب ِ‬
‫جِه َأِبي َيْأ ِ‬‫على َو ْ‬‫صي هذا الذي بلته دموع عيني َفَأْلُقوهُ َ‬ ‫ل َلُكْم‪ ،‬اْذَهُبوا ِبَقِمي ِ‬‫عَلْيُكُم اْلَيْوَم َيْغِفُر ا ُّ‬
‫ب َ‬
‫َتْثِري َ‬
‫ن و ردهم إلى يعقوب في ذلك اليوم‪ ،‬و جهزهم بجميع ما يحتاجون إليه‪ ،‬فلما‬ ‫جَمِعي َ‬‫قد شم بريحي َو ْأُتوِني ِبَأْهِلُكْم َأ ْ‬
‫فصلت عيرهم من مصر‪ ،‬وجد يعقوب ريح يوسف‪ ،‬فقال لمن بحضرته من ولده‪:‬‬
‫ن«‪.‬‬‫ن ُتَفّنُدو ِ‬
‫ف َلْو ل َأ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ح ُيو ُ‬ ‫جُد ِري َ‬ ‫لِ‬‫ِإّني َ‬
‫قال‪» :‬و أقبل ولده يحثون السير بالقميص‪ ،‬فرحا و سرورا بما رأوا من حال يوسف‪ ،‬و الملك الذي أعطاه ال‪ ،‬و‬
‫العز الذي صاروا إليه في سلطان يوسف‪ ،‬و كان مسيرهم من مصر إلى بلد يعقوب تسعة أيام‪ ،‬فلما أن جاء‬
‫البشير‪ ،‬ألقى القميص على وجهه فارتد بصيرا‪ ،‬و قال لهم‪ :‬ما فعل بنيامين؟ قالوا‪ :‬خلفناه عند أخيه صالحا‪ -.‬قال‪-‬‬
‫فحمد ال يعقوب عند ذلك‪ ،‬و سجد لربه سجدة الشكر‪ ،‬و رجع إليه بصره‪ ،‬و تقوم له ظهره‪ ،‬و قال لولده‪ :‬تحملوا‬
‫إلى يوسف في يومكم هذا بأجمعكم‪ .‬فساروا إلى يوسف و معهم يعقوب و خالة يوسف )ياميل( فأحثوا السير فرحا‬
‫و سرورا‪ ،‬فساروا تسعة أيام إلى مصر«‪.‬‬
‫‪ -[27] /5358‬الشيخ‪ ،‬في )أماليه(‪ :‬قال‪ :‬أخبرنا جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬قال‪ :‬حدثني محمد بن جعفر بن رباح‬
‫الشجعي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عباد بن يعقوب السدي‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا أرطاة بن حبيب‪ ،‬عن زياد بن المنذر‪ ،‬عن أبي جعفر‬
‫محمد بن علي )عليهما السلم( قال‪» :‬لما أصابت امرأة العزيز الحاجة‪ ،‬قيل لها‪ :‬لو أتيت يوسف؟ فشاورت في‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -26‬تفسير العّياشي ‪.79 /196 :2‬‬
‫‪ -27‬المالي ‪.71 :2‬‬
‫)‪ (1‬في البحار ‪ 138 /316 :12‬نسخة بدل‪ :‬يا كثير‪.‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬يا خيرا كّله‪.‬‬
‫)‪ (3‬الحديث )‪ (13‬من تفسير هذه اليات‪[.....] .‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪200 :‬‬

‫ذلك‪ ،‬فقيل لها‪ :‬إنا نخافه عليك‪ ،‬قالت‪ :‬كل‪ ،‬إني ل أخاف من يخاف ال‪ .‬فلما دخلت عليه فرأته في ملكه‪ ،‬قالت‪:‬‬
‫الحمد ل الذي جعل العبيد ملوكا بطاعته‪ ،‬و جعل الملوك عبيدا بمعصيته‪ ،‬فتزوجها فوجدها بكرا‪ ،‬فقال لها‪ :‬أليس‬
‫هذا أحسن‪ ،‬أليس هذا أجمل؟ فقالت‪ :‬إني كنت بليت منك بأربع خلل‪ ،‬كنت أجمل أهل زماني‪ ،‬و كنت أجمل أهل‬
‫زمانك‪ ،‬و كنت بكرا‪ ،‬و كان زوجي عنينا‪.‬‬
‫فلما كان من أمر إخوة يوسف ما كان‪ ،‬كتب يعقوب إلى يوسف )عليهما السلم( و هو ل يعلم أنه يوسف‪:‬‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‪ ،‬من يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل ال عز و جل إلى عزيز آل فرعون‪ :‬سلم عليك‪،‬‬
‫فإني أحمد ال إليك الذي ل إله إل هو‪ .‬أما بعد‪ ،‬فإنا أهل بيت مولعة بنا أسباب البلء‪ ،‬كان جدي إبراهيم )عليه‬
‫السلم( القي في النار في طاعة ربه‪ ،‬فجعلها ال عز و جل عليه بردا و سلما‪ ،‬و أمر ال جدي أن يذبح أبي‪ ،‬ففداه‬
‫بما فداه به‪ ،‬و كان لي ابن و كان من أعز الناس علي‪ ،‬ففقدته‪ ،‬فأذهب حزني عليه نور بصري‪ ،‬و كان له أخ من‬
‫امه‪ ،‬فكنت إذا ذكرت المفقود ضممت أخاه هذا إلى صدري‪ ،‬فيذهب عني بعض وجدي‪ ،‬و هو المحبوس عندك في‬
‫صي‬ ‫السرقة‪ ،‬فإني أشهدك أني لم أسرق و لم ألد سارقا‪ .‬فلما قرأ يوسف الكتاب‪ ،‬بكى و صاح‪ ،‬و قال‪ :‬اْذَهُبوا ِبَقِمي ِ‬
‫ن«‪.‬‬ ‫جَمِعي َ‬
‫صيرًا َو ْأُتوِني ِبَأْهِلُكْم َأ ْ‬‫ت َب ِ‬‫جِه َأِبي َيْأ ِ‬
‫على َو ْ‬ ‫هذا َفَأْلُقوُه َ‬
‫‪ -[28] /5359‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الخالق‪ ،‬قال‪:‬‬
‫حدثنا أبو همام الوليد بن شجاع السكوني‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا مخلد بن الحسين‪ ،‬بالمصيصة »‪ ،«1‬عن موسى بن سعيد »‬
‫‪ «2‬الرقاشي‪ ،‬قال‪ :‬لما قدم يعقوب على يوسف )عليهما السلم(‪ ،‬خرج يوسف )عليه السلم( فاستقبله في موكبه‪،‬‬
‫فمر بامرأة العزيز و هي تعبد في غرفة لها‪ ،‬فلما رأته عرفته‪ ،‬فنادته بصوت حزين‪ :‬أيها الذاهب »‪ ،«3‬طالما‬
‫أحزنتني‪ ،‬ما أحسن التقوى‪ ،‬كيف حررت العبيد! و ما أقبح الخطيئة‪ ،‬كيف عبدت الحرار!‬
‫‪ -[29] /5360‬ابن بابويه‪ :‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد‬
‫بن محمد بن سعيد الهمداني‪ -‬مولى بني هاشم‪ -‬قال‪ :‬أخبرنا المنذر بن محمد‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا إسماعيل بن إبراهيم‬
‫الخزاز‪ ،‬عن إسماعيل بن الفضل الهاشمي‪ ،‬قال‪ :‬قلت لجعفر بن محمد )عليهما السلم(‪ :‬أخبرني عن يعقوب )عليه‬
‫سَتْغِفُر َلُكْم َرّبي فأخر الستغفار لهم‪،‬‬ ‫ف َأ ْ‬
‫سْو َ‬
‫ل َ‬‫ن قا َ‬ ‫طِئي َ‬‫سَتْغِفْر َلنا ُذُنوَبنا ِإّنا ُكّنا خا ِ‬‫السلم(‪ ،‬لما قال له بنوه‪ :‬يا َأباَنا ا ْ‬
‫عَلْيُكُم اْلَيْوَم َيْغِفُر ا ُّ‬
‫ل‬ ‫ب َ‬
‫ل ل َتْثِري َ‬
‫ن قا َ‬
‫طِئي َ‬
‫ن ُكّنا َلخا ِ‬
‫عَلْينا َو ِإ ْ‬
‫ل َ‬ ‫ك ا ُّ‬‫ل َلَقْد آَثَر َ‬
‫و يوسف )عليه السلم( لما قالوا له‪َ :‬تا ِّ‬
‫ن؟‬
‫حِمي َ‬
‫حُم الّرا ِ‬
‫َلُكْم َو ُهَو َأْر َ‬
‫قال‪» :‬لن قلب الشاب أرق من قلب الشيخ‪ ،‬و كانت جناية ولد يعقوب على يوسف‪ ،‬و جنايتهم على يعقوب‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -28‬المالي ‪.72 :2‬‬
‫‪ -29‬علل الشرائع‪.1 /54 :‬‬
‫)‪ (1‬و هي بلدة كبيرة على ساحل بحر الشام‪ .‬أنساب السمعاني ‪ ،315 :5‬تهذيب التهذيب ‪.72 :10‬‬
‫)‪ (2‬لعّله تصحيف موسى بن عقبة‪ ،‬انظر تهذيب التهذيب ‪.72 :10‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬الراكب‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪201 :‬‬
‫إنما كانت بجنايتهم على يوسف‪ ،‬فبادر يوسف إلى العفو عن حقه‪ ،‬و أخر يعقوب العفو لن عفوه إنما كان عن حق‬
‫غيره‪ ،‬فأخرهم إلى السحر ليلة الجمعة«‪.‬‬
‫‪ -[30] /5361‬نرجع إلى رواية علي بن إبراهيم »‪ :«1‬قال‪» :‬فلما ولى الرسول إلى الملك بكتاب يعقوب‪ ،‬رفع‬
‫يعقوب يديه إلى السماء فقال‪ :‬يا حسن الصحبة‪ ،‬يا كريم المعونة‪ ،‬يا خير كلمة »‪ ،«2‬ائتني بروح منك و فرج من‬
‫عندك‪ .‬فهبط عليه جبرئيل )عليه السلم( فقال‪ :‬يا يعقوب‪ ،‬أل أعلمك دعوات يرد ال عليك بصرك و ابنيك؟ قال‪:‬‬
‫نعم‪.‬‬
‫قال‪ :‬قل‪ :‬يا من ل يعلم أحد كيف هو إل هو‪ ،‬يا من سد »‪ «3‬السماء بالهواء‪ ،‬و كبس الرض على الماء‪ ،‬و اختار‬
‫لنفسه أحسن السماء‪ ،‬ائتني بروح منك و فرج من عندك‪ .‬قال‪ :‬فما انفجر عمود الصبح‪ ،‬حتى أتي بالقميص فطرح‬
‫عليه‪ ،‬و رد ال عليه بصره و ولده«‪.‬‬
‫قال‪» :‬و لما أمر الملك بحبس يوسف في السجن‪ ،‬ألهمه ال تأويل الرؤيا‪ .‬فكان يعبر لهل السجن‪ ،‬فلما سأله الفتيان‬
‫ك »‪ .«4‬و لم يفزع في تلك الحالة إلى ال‪،‬‬ ‫عْنَد َرّب َ‬
‫الرؤيا‪ :‬و عبر لهما‪ ،‬و قال للذي ظن أنه ناج منهما‪ :‬اْذُكْرِني ِ‬
‫فأوحى ال إليه‪ :‬من أراك الرؤيا التي رأيتها؟ قال يوسف‪ :‬أنت يا رب‪ .‬قال‪ :‬فمن حببك إلى أبيك؟ قال‪ :‬أنت يا رب‪.‬‬
‫قال‪ :‬فمن وجه إليك السيارة التي رأيتها؟ قال‪ :‬أنت يا رب‪ .‬قال‪ :‬فمن علمك الدعاء الذي دعوت به حتى جعلت لك‬
‫من الجب فرجا؟ قال‪ :‬أنت يا رب‪ .‬قال‪ :‬فمن أنطق لسان الصبي بعذرك؟ قال‪ :‬أنت يا رب‪ .‬قال‪ :‬فمن ألهمك تأويل‬
‫الرؤيا؟ قال‪ :‬أنت يا رب‪ .‬قال‪ :‬فكيف استعنت بغيري و لم تستعن بي‪ ،‬و أملت عبدا من عبيدي ليذكرك إلى مخلوق‬
‫من خلقي و في قبضتي‪ ،‬و لم تفزع إلي؟ فالبث في السجن بضع سنين‪.‬‬
‫فقال يوسف‪ :‬أسألك بحق آبائي عليك إل فرجت عني‪ .‬فأوحى ال إليه‪ :‬يا يوسف و أي حق لبائك علي‪ ،‬إن كان‬
‫أبوك آدم‪ ،‬خلقته بيدي‪ ،‬و نفخت فيه من روحي‪ ،‬و أسكنته جنتي‪ ،‬و أمرته أن ل يقرب شجرة منها‪ ،‬فعصاني و‬
‫سألني فتبت عليه و إن كان أبوك نوح‪ ،‬انتجبته من بين خلقي‪ ،‬و جعلته رسول إليهم‪ ،‬فلما عصوا دعاني فاستجبت‬
‫له فأغرقتهم و أنجيته و من معه في الفلك‪ ،‬و إن كان أبوك إبراهيم‪ ،‬اتخذته خليل‪ ،‬و أنجيته من النار‪ ،‬و جعلتها‬
‫عليه بردا و سلما‪ ،‬و إن كان أبوك يعقوب‪ ،‬و هبت له اثني عشر ولدا‪ ،‬فغيبت عنه واحدا‪ ،‬فما زال يبكي حتى‬
‫ذهب بصره‪ ،‬و قعد على الطريق يشكوني إلى خلقي‪ ،‬فأي حق لبائك علي؟‬
‫قال »فقال له‪ :‬جبرئيل يا يوسف‪ ،‬قل‪ :‬أسألك بمنك العظيم‪ ،‬و إحسانك »‪ «5‬القديم‪ ،‬و لطفك العميم‪ ،‬يا رحمن يا‬
‫رحيم‪ .‬فقالها‪ ،‬فرأى الملك الرؤيا فكان فرجه فيها«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -30‬تفسير القّمي ‪.352 :1‬‬
‫)‪ (1‬الحديث )‪ (5‬من تفسير هذه اليات‪.‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬يا خيرا كله‪.‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬شّيد‪.‬‬
‫)‪ (4‬يوسف ‪.42 :12‬‬
‫)‪ (5‬في المصدر‪ :‬و سلطانك‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪202 :‬‬
‫‪ -[31] /5362‬قال علي بن إبراهيم‪ :‬و حدثني أبي عن العباس بن هلل‪ ،‬عن أبي الحسن الرضا )عليه السلم(‬
‫قال‪» :‬قال السجان ليوسف‪ :‬إني لحبك‪ ،‬فقال يوسف‪ :‬ما أصابني بلء إل من الحب‪ ،‬إن كانت عمتي أحبتني‪،‬‬
‫سرقتني‪.‬‬
‫و إن كان أبي أحبني‪ ،‬حسدني إخوتي‪ ،‬و إن كانت امرأة العزيز أحبتني‪ ،‬حبستني«‪.‬‬
‫ثم قال‪» :‬و شكا يوسف في السجن إلى ال تعالى‪ ،‬فقال‪ :‬رب بماذا استحققت السجن؟ فأوحى ال إليه أنت اخترته‬
‫عوَنِني ِإَلْيِه »‪ «1‬هل قلت‪ :‬العافية أحب إلي مما يدعونني إليه؟«‪.‬‬ ‫ي ِمّما َيْد ُ‬ ‫ب ِإَل ّ‬
‫ح ّ‬‫ن َأ َ‬
‫جُ‬‫سْ‬‫ب ال ّ‬‫حين قلت‪َ :‬ر ّ‬
‫‪ -[32] /5363‬قال علي بن إبراهيم‪ :‬و حدثني أبي عن الحسن بن محبوب‪ ،‬عن الحسن بن عمارة‪ ،‬عن أبي سيار‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬لما طرح إخوة يوسف يوسف في الجب‪ ،‬دخل عليه جبرئيل و هو في الجب‪،‬‬
‫فقال‪ :‬يا غلم‪ ،‬من طرحك في هذا الجب؟ فقال له يوسف‪ :‬إخوتي‪ ،‬لمنزلتي من أبي حسدوني‪ ،‬و لذلك في الجب‬
‫طرحوني‪ ،‬قال‪ :‬فتحب أن تخرج منها؟ فقال له يوسف‪ :‬ذلك إلى إله إبراهيم و إسحاق و يعقوب‪ ،‬قال‪ :‬فإن إله‬
‫إبراهيم و إسحاق و يعقوب يقول لك‪ ،‬قل‪ :‬اللهم إني اسألك فإن لك الحمد كله‪ ،‬ل إله إل أنت الحنان المنان‪ ،‬بديع‬
‫السماوات و الرض‪ ،‬ذو الجلل و الكرام‪ ،‬صل على محمد و آل محمد‪ ،‬و اجعل لي من أمري فرجا و مخرجا‪،‬‬
‫و ارزقني من حيث أحتسب و من حيث ل أحتسب‪ .‬فدعا ربه‪ ،‬فجعل ال له من الجب فرجا‪ ،‬و من كيد المرأة‬
‫مخرجا‪ ،‬و آتاه ملك مصر من حيث ل يحتسب«‪.‬‬
‫‪ -[33] /5364‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن محمد‪ ،‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل‪ ،‬عن أبي إسماعيل‬
‫السراج‪ ،‬عن بشر بن جعفر‪ ،‬عن مفضل بن عمر عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪» :‬أ تدري ما‬
‫كان قميص يوسف )عليه السلم(؟« قال‪ :‬قلت‪ :‬ل‪ .‬قال‪» :‬إن إبراهيم )عليه السلم( لما أوقدت له النار‪ ،‬أتاه‬
‫جبرئيل )عليه السلم( بثوب من ثياب الجنة فألبسه إياه‪ ،‬فلم يضره معه حر و ل برد‪ ،‬فلما حضر إبراهيم الموت‬
‫جعله في تميمة »‪ «2‬و علقه على إسحاق‪ ،‬و علقة إسحاق على يعقوب‪ ،‬فلما ولد يوسف )عليه السلم(‪ ،‬علقه عليه‬
‫فكان في عضده حتى كان من أمره ما كان‪ ،‬فلما أخرجه يوسف بمصر من التميمة‪ ،‬وجد يعقوب ريحه‪ ،‬و هو‬
‫ن فهو ذلك القميص الذي أنزله ال من الجنة«‪.‬‬ ‫ن ُتَفّنُدو ِ‬
‫ف َلْو ل َأ ْ‬ ‫س َ‬‫ح ُيو ُ‬‫جُد ِري َ‬
‫لِ‬ ‫قوله‪ِ :‬إّني َ‬
‫قلت‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬فإلى من صار ذلك القميص؟ قال‪» :‬إلى أهله‪ -‬ثم قال‪ -‬كل نبي ورث علما أو غيره فقد انتهى‬
‫إلى محمد )صلى ال عليه و آله(« »‪.«3‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -31‬تفسير القّمي ‪.354 :1‬‬
‫‪ -32‬تفسير القّمي ‪.354 :1‬‬
‫‪ -33‬الكافي ‪[.....] .5 /181 :1‬‬
‫)‪ (1‬يوسف ‪.33 :12‬‬
‫)‪ (2‬الّتميمة‪ :‬عوذة تعّلق على صغار النسان مخافة العين‪ .‬و مراده هنا الخرقة التي توضع فيها التميمة‪.‬‬
‫ل عليه و آله(‪.‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬آل محّمد )صلى ا ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪203 :‬‬
‫و روى محمد بن الحسن الصفار في )بصائر الدرجات( هذا الحديث‪ ،‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن محمد بن‬
‫إسماعيل‪ ،‬عن أبي إسماعيل السراج‪ ،‬عن بشر بن جعفر‪ ،‬عن مفضل الجعفي‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‬
‫مثله«‪.‬‬

‫و رواه أيضا ابن بابويه‪ :‬في )العلل( هكذا‪ :‬حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪:‬‬
‫حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن نصير‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن‬
‫العباس بن معروف‪ ،‬عن علي بن مهزيار‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل السراج‪ ،‬عن بشر بن جعفر‪ ،‬عن مفضل‬
‫الجعفي‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪» :‬أ تدري ما كان قميص يوسف؟« و ذكر مثله »‪.«2‬‬

‫‪ -[34] /5365‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا جعفر بن‬
‫محمد بن مسعود‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن نصير‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن العباس بن معروف‪ ،‬عن‬
‫علي بن مهزيار‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن إبراهيم بن أبي البلد‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‬
‫قال‪» :‬كان القميص الذي أنزل به على إبراهيم من الجنة في قصبة من فضة‪ ،‬و كان إذا لبس كان واسعا كبيرا‪،‬‬
‫ف عنى ريح الجنة حين‬ ‫س َ‬
‫ح ُيو ُ‬
‫جُد ِري َ‬
‫لِ‬‫فلما فصلوا بالقميص‪ ،‬و يعقوب بالرملة و يوسف بمصر‪ ،‬قال يعقوب‪ِ :‬إّني َ‬
‫فصلوا بالقميص لنه كان من الجنة«‪.‬‬
‫‪ -[35] /5366‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبي )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫صَل ِ‬
‫ت‬ ‫محمد بن أبي عمير‪ ،‬عن حفص أخي مرازم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال عز و جل‪َ :‬و َلّما َف َ‬
‫ن‪.‬‬
‫ن ُتَفّنُدو ِ‬
‫ف َلْو ل َأ ْ‬
‫س َ‬‫ح ُيو ُ‬
‫جُد ِري َ‬
‫لِ‬‫ل َأُبوُهْم ِإّني َ‬
‫اْلِعيُر قا َ‬
‫قال‪» :‬وجد يعقوب ريح قميص إبراهيم حين فصلت العير من مصر و هو بفلسطين«‪.‬‬
‫‪ -[36] /5367‬علي بن إبراهيم‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن علي بن مهزيار‪ ،‬عن إسماعيل السراج‪ ،‬عن يونس بن يعقوب‪،‬‬
‫عن المفضل الجعفي‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪ :‬قال‪» :‬أخبرني ما كان قميص يوسف؟« قلت‪ :‬ل‬
‫أدري‪.‬‬
‫قال‪» :‬إن إبراهيم لما أوقدت له النار‪ ،‬أتاه جبرئيل بثوب من ثياب الجنة فألبسه إياه‪ ،‬فلم يصبه معه حر و ل برد‪،‬‬
‫فلما حضر إبراهيم الموت‪ ،‬جعله في تميمة و علقه على إسحاق‪ ،‬و علقه إسحاق على يعقوب‪ ،‬فلما ولد ليعقوب‬
‫يوسف‪ ،‬علقه عليه فكان في عنقه‪ ،‬حتى كان من أمره ما كان‪ ،‬فلما أخرج يوسف القميص من التميمة‪ ،‬وجد‬
‫ن و هو ذلك القميص الذي انزل من الجنة«‪.‬‬ ‫ن ُتَفّنُدو ِ‬
‫ف َلْو ل َأ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ح ُيو ُ‬
‫جُد ِري َ‬‫لِ‬‫يعقوب ريحه‪ ،‬و هو قوله‪ِ :‬إّني َ‬
‫قلت له‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬فإلى من صار ذلك القميص؟ فقال‪» :‬إلى أهله‪ -‬ثم قال‪ -‬كل نبي ورث علما أو غيره‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -34‬علل الشرائع‪.1 /53 :‬‬
‫‪ -35‬علل الشرائع‪.3 /53 :‬‬
‫‪ -36‬تفسير القّمي ‪.354 :1‬‬
‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪.58 /209 :‬‬
‫)‪ (2‬علل الشرائع‪.2 /53 :‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪204 :‬‬
‫فقد انتهى إلى محمد )عليه السلم(‪ -‬و كان يعقوب بفلسطين و فصلت العير من مصر فوجد يعقوب ريحه‪ ،‬و هو‬
‫من ذلك القميص الذي اخرج من الجنة‪ -‬و نحن ورثته )صلى ال عليه و آله(«‪.‬‬
‫‪ -[37] /5368‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن ابن أبي نجران‪ ،‬عن‬
‫فضالة بن أيوب‪ ،‬عن سدير الصيرفي‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪» :‬إن في صاحب هذا المر‬
‫شبها من يوسف )عليه السلم(«‪ .‬قال‪ :‬قلت له‪ :‬كأنك تذكر حياته أو غيبته؟‬
‫قال‪ :‬فقال لي‪» :‬و ما تنكر من ذلك هذه المة أشباه الخنازير؟ إن إخوة يوسف )عليه السلم( كانوا أسباطا أولد‬
‫النبياء‪ ،‬تاجروا يوسف و بايعوه و خاطبوه و هم إخوته و هو أخوهم‪ ،‬فلم يعرفوه حتى قال‪ :‬أنا يوسف‪ ،‬و هذا‬
‫أخي‪ ،‬فما تنكر هذه المة الملعونة أن يفعل ال عز و جل بحجته في وقت من الوقات كما فعل بيوسف )عليه‬
‫السلم(«؟‬
‫إن يوسف )عليه السلم( كان إليه ملك بمصر‪ ،‬و كان بينه و بين والده مسيرة ثمانية عشر يوما‪ ،‬فلو أراد أن يعلمه‬
‫لقدر على ذلك‪ ،‬لقد سار يعقوب )عليه السلم( و ولده عند البشارة تسعة أيام من بدوهم إلى مصر‪ ،‬فما تنكر هذه‬
‫المة أن يفعل ال عز و جل بحجته كما فعل بيوسف؟ أن يمشي في أسواقهم‪ ،‬و يطأ بسطهم‪ ،‬حتى يأذن ال في‬
‫ف؟«‪.‬‬‫س ُ‬
‫ل َأَنا ُيو ُ‬
‫ف قا َ‬
‫س ُ‬
‫ت ُيو ُ‬
‫لْن َ‬
‫ك َ‬
‫ذلك له‪ ،‬كما أذن ليوسف‪ ،‬قالوا‪َ :‬أ ِإّن َ‬
‫‪ -[38] /5369‬و عنه‪ :‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن خالد‪ ،‬عن شريف بن سابق‪ ،‬عن الفضل بن‬
‫أبي قرة‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬خير وقت دعوتم ال عز و‬
‫سَتْغِفُر َلُكْم َرّبي قال‪ :‬أخرهم إلى‬
‫ف َأ ْ‬
‫سْو َ‬
‫جل فيه السحار‪ ،‬و تل هذه الية في قول يعقوب )عليه السلم(‪َ :‬‬
‫السحر«‪.‬‬
‫‪ -[39] /5370‬ابن بابويه في )الفقيه(‪ :‬بإسناده عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول يعقوب‬
‫سَتْغِفُر َلُكْم َرّبي‪ ،‬قال‪» :‬أخرهم إلى السحر من ليلة الجمعة«‪.‬‬ ‫ف َأ ْ‬
‫سْو َ‬
‫لبنيه‪َ :‬‬
‫و قد مر أيضا حديث إسماعيل بن الفضل الهاشمي‪ ،‬عن الصادق )عليه السلم( في معنى ذلك »‪.«1‬‬

‫‪ -[40] /5371‬الطبرسي‪ :‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬وجد يعقوب ريح قميص يوسف حين فصلت‬
‫العير من مصر و هو بفلسطين‪ ،‬من مسيرة عشر ليال«‪.‬‬
‫‪ -[41] /5372‬نرجع إلى رواية علي بن إبراهيم »‪» :«2‬ثم رحل يعقوب و أهله من البادية‪ ،‬بعد ما رجع إليه بنوه‬
‫ل ما ل َتْعَلُمو َ‬
‫ن‬ ‫ن ا ِّ‬
‫عَلُم ِم َ‬
‫ل َلُكْم ِإّني َأ ْ‬
‫بالقميص‪ ،‬فألقوه على وجهه فارتد بصيرا‪ ،‬فقال له‪َ :‬أ َلْم َأُق ْ‬

‫__________________________________________________‬
‫‪ -37‬الكافي ‪.4 /271 :1‬‬
‫‪ -38‬الكافي ‪.6 /346 :2‬‬
‫‪ -39‬من ل يحضره الفقيه ‪.1240 /272 :1‬‬
‫‪ -40‬مجمع البيان ‪.402 :5‬‬
‫‪ -41‬تفسير القمي ‪.355 :1‬‬
‫)‪ (1‬تقدم في الحديث )‪ (29‬من تفسير هذه اليات‪[.....] .‬‬
‫)‪ (2‬المتقدمة في الحديث )‪ (36‬من تفسير هذه اليات‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪205 :‬‬
‫حيُم قال‪ :‬أخرهم إلى‬ ‫سَتْغِفُر َلُكْم َرّبي ِإّنُه ُهَو اْلَغُفوُر الّر ِ‬ ‫ف َأ ْ‬
‫سْو َ‬ ‫ل َ‬ ‫ن قا َ‬ ‫طِئي َ‬‫سَتْغِفْر َلنا ُذُنوَبنا ِإّنا ُكّنا خا ِ‬ ‫قاُلوا يا َأباَنا ا ْ‬
‫السحر‪ ،‬لن الدعاء و الستغفار فيه مستجاب‪.‬‬
‫فلما وافى يعقوب و أهله و ولده مصر‪ ،‬قعد يوسف على سريره‪ ،‬و وضع تاج الملك على رأسه‪ ،‬فأراد أن يراه‬
‫ن َقْب ُ‬
‫ل‬ ‫ي ِم ْ‬‫ل ُرْءيا َ‬‫ت هذا َتْأِوي ُ‬ ‫أبوه على تلك الحالة‪ ،‬فلما دخل أبوه لم يقم له‪ ،‬فخروا له كلهم سجدا‪ ،‬فقال يوسف‪ :‬يا َأَب ِ‬
‫ن َبْيِني َو َبْي َ‬
‫ن‬ ‫شْيطا ُ‬‫غ ال ّ‬‫ن َنَز َ‬
‫ن َبْعِد َأ ْ‬
‫ن اْلَبْدِو ِم ْ‬
‫ن َو جاَء ِبُكْم ِم َ‬ ‫جِ‬ ‫سْ‬ ‫ن ال ّ‬‫جِني ِم َ‬ ‫خَر َ‬ ‫ن ِبي ِإْذ َأ ْ‬‫سَ‬ ‫حَ‬ ‫حّقا َو َقْد َأ ْ‬
‫جَعَلها َرّبي َ‬ ‫َقْد َ‬
‫حِكيُم«‪.‬‬ ‫ف ِلما َيشاُء ِإّنُه ُهَو اْلَعِليُم اْل َ‬ ‫طي ٌ‬ ‫ن َرّبي َل ِ‬‫خَوِتي ِإ ّ‬ ‫ِإ ْ‬
‫‪ -[42] /5373‬ثم قال علي بن إبراهيم‪ :‬و حدثني محمد بن عيسى‪ ،‬أن يحيى بن أكثم سأل موسى بن محمد بن‬
‫علي بن موسى مسائل‪ ،‬فعرضها على أبي الحسن )عليه السلم(‪ ،‬و كان أحدها‪ :‬أخبرني عن قول ال عز و جل‪:‬‬
‫جدًا أسجد يعقوب و ولده ليوسف و هم أنبياء؟‬ ‫سّ‬ ‫خّروا َلُه ُ‬ ‫ش َو َ‬ ‫عَلى اْلَعْر ِ‬ ‫َو َرَفَع َأَبَوْيِه َ‬
‫فأجاب أبو الحسن )عليه السلم(‪» :‬أما سجود يعقوب و ولده ليوسف‪ ،‬فإنه لم يكن ليوسف‪ ،‬و إنما كان ذلك من‬
‫يعقوب و ولده طاعة ل‪ ،‬و تحية ليوسف‪ ،‬كما كان السجود من الملئكة لدم و لك يكن لدم‪ ،‬و إنما كان ذلك منهم‬
‫طاعة ل و تحية لدم‪ ،‬فسجد يعقوب و ولده و سجد يوسف معهم شكرا ل تعالى لجتماع شملهم‪ ،‬ألم تر أنه يقول‬
‫ت َوِلّيي‬ ‫ض َأْن َ‬
‫لْر ِ‬ ‫ت َو ا َْ‬‫سماوا ِ‬ ‫طَر ال ّ‬ ‫ث فا ِ‬‫لحاِدي ِ‬ ‫ل ا َْ‬
‫ن َتْأِوي ِ‬
‫عّلْمَتِني ِم ْ‬
‫ك َو َ‬ ‫ن اْلُمْل ِ‬‫ب َقْد آَتْيَتِني ِم َ‬‫في شكره ذلك الوقت‪َ :‬ر ّ‬
‫ن‪.‬‬
‫حي َ‬‫صاِل ِ‬‫حْقِني ِبال ّ‬ ‫سِلمًا َو َأْل ِ‬
‫خَرِة َتَوّفِني ُم ْ‬ ‫لِ‬‫ِفي الّدْنيا َو ا ْ‬
‫فنزل عليه جبرئيل‪ ،‬فقال له‪ :‬يا يوسف‪ ،‬أخرج يدك‪ ،‬فأخرجها فخرج من بين أصابعه نور‪ ،‬فقال‪ :‬ما هذا النور‪ ،‬يا‬
‫جبرئيل؟ فقال‪ :‬هذه النبوة‪ ،‬أخرجها ال من صلبك لنك لم تقم لبيك‪ .‬فحط ال نوره‪ ،‬و محا النبوة من صلبه‪ ،‬و‬
‫غياَب ِ‬
‫ت‬ ‫ف َو َأْلُقوهُ ِفي َ‬‫س َ‬‫جعلها في ولد لوي أخي يوسف‪ ،‬و ذلك لنهم لما أرادوا قتل يوسف قال‪ :‬ل َتْقُتُلوا ُيو ُ‬
‫ب »‪ «1‬فشكر ال له ذلك‪ ،‬و لما أرادوا ان يرجعوا إلى أبيهم من مصر و قد حبس يوسف أخاه‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫ج ّ‬ ‫اْل ُ‬
‫ن »‪ «2‬فشكر ال له ذلك‪ ،‬فكان أنبياء بني‬ ‫خْيُر اْلحاكِِمي َ‬ ‫ل ِلي َو ُهَو َ‬ ‫حُكَم ا ُّ‬‫ن ِلي َأِبي َأْو َي ْ‬ ‫حّتى َيْأَذ َ‬ ‫ض َ‬‫لْر َ‬ ‫ح ا َْ‬
‫ن َأْبَر َ‬ ‫َفَل ْ‬
‫إسرائيل من ولد لوي‪ ،‬و كان موسى من ولده‪ ،‬و هو موسى بن عمران بن يصهر بن واهث بن لوي بن يعقوب‬
‫ابن إسحاق بن إبراهيم‪.‬‬
‫فقال يعقوب لبنه‪ :‬يا بني أخبرني ما فعل بك إخوتك حين أخرجوك من عندي؟ قال‪ :‬يا أبت أعفني من ذلك‪ .‬قال‪:‬‬
‫فأخبرني ببعضه‪ ،‬فقال‪ :‬يا أبت‪ ،‬إنهم لما أدنوني من الجب قالوا‪ :‬انزع قميصك‪ .‬فقلت لهم‪ :‬يا إخوتي‪ ،‬اتقوا ال و ل‬
‫تجردوني‪ .‬فسلوا علي السكين‪ ،‬و قالوا‪ :‬لئن لم تنزع لنذبحنك‪ .‬فنزعت القميص‪ ،‬فألقوني في الجب عريانا‪ -‬قال‪-‬‬
‫فشهق يعقوب شهقة و اغمي عليه‪ ،‬فلما أفاق‪ ،‬قال‪ :‬يا بني حدثني فقال‪ :‬يا أبت‪ ،‬أسألك بإله إبراهيم و إسحاق و‬
‫يعقوب إلى أعفيتني‪ .‬فأعفاه«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -42‬تفسير القّمي ‪.356 :1‬‬
‫)‪ (1‬يوسف ‪.10 :12‬‬
‫)‪ (2‬يوسف ‪.80 :12‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪206 :‬‬
‫‪ -[43] /5374‬ابن بابويه‪ :‬قال أبي )رحمه ال(‪ :‬حدثنا أحمد بن إدريس‪ ،‬و محمد بن يحيى العطار‪ ،‬عن محمد بن‬
‫أحمد بن يحيى‪ ،‬عن يعقوب بن يزيد‪ ،‬عن غير واحد‪ ،‬رفعوه إلى أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬لما تلقى يوسف‬
‫يعقوب‪ ،‬ترجل له يعقوب و لم يترجل له يوسف‪ ،‬فلم ينفصل من العناق حتى أتاه جبرئيل )عليه السلم( فقال له‪ :‬يا‬
‫يوسف‪ ،‬ترجل لك الصديق و لم تترجل له‪ ،‬ابسط يدك‪ .‬فبسطها‪ ،‬فخرج نور من راحته‪ ،‬فقال له يوسف‪ :‬ما هذا؟‬
‫قال‪ :‬هذا أنه »‪ «1‬ل يخرج من صلبك »‪ «2‬نبي عقوبة«‪.‬‬
‫‪ -[44] /5375‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن علي ما جيلويه‪ ،‬عن محمد بن يحيى العطار‪ ،‬عن الحسين بن الحسن‬
‫بن أبان‪ ،‬عن محمد بن اورمة‪ ،‬عن محمد بن أبي عمير‪ ،‬عن هشام بن سالم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪:‬‬
‫»لما أقبل يعقوب )عليه السلم( إلى مصر‪ ،‬خرج يوسف )عليه السلم( ليستقبله‪ ،‬فلما رآه يوسف‪ ،‬هم بأن يترجل‬
‫ليعقوب‪ ،‬ثم نظر إلى ما هو فيه من الملك فلم يفعل‪ ،‬فلما سلم على يعقوب‪ ،‬نزل عليه جبرئيل )عليه السلم( فقال‬
‫له‪ :‬يا يوسف‪ ،‬إن ال تبارك و تعالى يقول لك‪ :‬ما منعك أن تنزل إلى عبدي الصالح »‪«3‬؟ ما أنت فيه؟ ابسط يدك‪.‬‬
‫فبسطها‪ ،‬فخرج من بين أصابعه نور‪ ،‬فقال‪ :‬ما هذا‪ ،‬يا جبرئيل؟ فقال‪ :‬هذا أنه »‪ «4‬ل يخرج من صلبك نبي أبدا‪،‬‬
‫عقوبة لك بما صنعت بيعقوب إذ لم تنزل إليه«‪.‬‬
‫‪ -[45] /5376‬نرجع إلى رواية على بن إبراهيم »‪ «5‬قال‪» :‬و لما مات العزيز‪ -‬و ذلك في السنين المجدبة‪-‬‬
‫افتقرت امراة العزيز و احتاجت حتى سألت الناس‪ ،‬فقالوا لها‪ :‬ما يضرك لو قعدت للعزيز‪ -‬و كان يوسف يسمى‬
‫العزيز‪ -‬فقالت‪ :‬أستحي منه‪ ،‬فلم يزالوا بها حتى قعدت له على الطريق فأقبل يوسف في موكبه‪ ،‬فقامت إليه‪ ،‬و‬
‫قالت‪:‬‬
‫سبحان من جعل الملوك بالمعصية عبيدا‪ ،‬و جعل العبيد بالطاعة ملوكا‪.‬‬
‫فقال لها يوسف‪ :‬أنت هاتيك؟ فقالت‪ :‬نعم‪ -‬و كان اسمها زليخا‪ -‬فقال لها‪ :‬هل لك في؟ قالت‪ :‬أنى! بعد ما كبرت‪ ،‬أ‬
‫تهزأ بي؟ قال‪ :‬ل »‪ .«6‬فأمر بها‪ ،‬فحولت إلى منزله‪ ،‬و كانت هرمة‪ ،‬فقال لها يوسف‪ :‬أ لست فعلت بي كذا و كذا؟‬
‫فقالت‪ :‬يا نبي ال‪ ،‬ل تلمني‪ ،‬فإني بليت ببلية لم يبل بها أحد‪.‬‬
‫قال‪ :‬و ما هي؟ قالت‪ :‬بليت بحبك‪ ،‬و لم يخلق ال لك في الدنيا نظيرا‪ ،‬و بليت »‪ «7‬بأنه لم تكن بمصر امرأة‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -43‬علل الشرائع‪.1 /55 :‬‬
‫‪ -44‬علل الشرائع‪.2 /55 :‬‬
‫‪ -45‬تفسير القّمي ‪.357 :1‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬آية‪.‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬عقبك‪.‬‬
‫ل‪.‬‬
‫)‪ (3‬زاد في المصدر‪ :‬إ ّ‬
‫)‪ (4‬في المصدر‪ :‬آية‪.‬‬
‫)‪ (5‬المتقّدمة في الحديث )‪ (42‬من تفسير هذه اليات‪.‬‬
‫)‪ (6‬في المصدر‪ :‬قالت‪ :‬دعني بعد ما كبرت‪ ،‬أ تهزأ بي؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬قالت‪ :‬نعم‪.‬‬
‫)‪ (7‬في المصدر زيادة‪ :‬بحسني‪[.....] .‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪207 :‬‬
‫أجمل مني‪ ،‬و ل أكثر مال مني‪ ،‬نزع عني مالي و ذهب عني جمالي‪ ،‬و بليت بزوج عنين‪.‬‬
‫فقال لها يوسف‪ :‬و ما حاجتك؟ قالت‪ :‬تسأل ال أن يرد علي شبابي‪ .‬فسأل ال‪ ،‬فرد عليها شبابها‪ ،‬فتزوجها و هي‬
‫بكر«‪ .‬قالوا‪ :‬إن العزيز الذي كان زوجها أول كان عنينا‪.‬‬
‫‪ -[46] /5377‬ابن بابويه‪ :‬أبي )رحمه ال(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سعد بن عبد ال‪ ،‬عن إبراهيم بن هاشم‪ ،‬عن عبد ال بن‬
‫المغيرة‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬استأذنت زليخا على يوسف‪ ،‬فقيل لها‪ :‬إنا نكره أن‬
‫نقدم‪ ،‬بك عليه لما كان منك إليه‪ ،‬قالت‪ :‬إني ل أخاف من يخاف ال‪ .‬فلما دخلت قال‪ :‬يا زليخا‪ ،‬ما لي أراك قد تغير‬
‫لونك؟‬
‫قالت‪ :‬سبحان الذي جعل الملوك بمعصيتهم عبيدا‪ ،‬و جعل العبيد بطاعتهم ملوكا‪.‬‬
‫قال لها‪ :‬ما الذي دعاك‪ -‬يا زليخا‪ -‬إلى ما كان منك؟ قال‪ :‬حسن وجهك‪ ،‬يا يوسف‪.‬‬
‫فقال لها‪ :‬كيف لو رأيت نبيا يقال له محمد )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬يكون في آخر الزمان‪ ،‬أحسن مني وجها‪ ،‬و‬
‫أحسن مني خلقا‪ ،‬و أسمح مني كفا؟ قالت‪ :‬صدقت‪.‬‬
‫قال‪ :‬و كيف علمت أني صدقت؟ قالت‪ :‬لنك حين ذكرته وقع حبه في قلبي‪ .‬فأوحى ال عز و جل إلى يوسف‪ :‬أنها‬
‫قد صدقت‪ ،‬و أني قد أحببتها لحبها محمدا‪ ،‬فأمره ال تبارك و تعالى أن يتزوجها«‪.‬‬
‫‪ -[47] /5378‬العياشي‪ :‬عن محمد بن أبي عمير‪ ،‬عن بعض أصحابنا‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله‪:‬‬
‫سَتْغِفُر َلُكْم َرّبي‪.‬‬
‫ف َأ ْ‬
‫سْو َ‬
‫َ‬
‫فقال‪» :‬أخرهم إلى السحر ليلة الجمعة »‪ ،«1‬قال‪ :‬يا رب‪ ،‬إنما ذنبهم فيما بيني و بينهم‪ ،‬فأوحى ال عز و جل‪:‬‬
‫أني قد غفرت لهم«‪.‬‬
‫سَتْغِفُر َلُكْم َرّبي‪.‬‬‫ف َأ ْ‬
‫سْو َ‬
‫‪ -[48] /5379‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله‪َ :‬‬
‫قال‪» :‬أخرهم إلى السحر ليلة الجمعة«‪.‬‬
‫‪ -[49] /5380‬عن محمد بن سعيد الزدي‪ ،‬صاحب موسى بن محمد بن الرضا )عليه السلم( عن موسى‪ :‬أنه‬
‫ش َو‬
‫عَلى اْلَعْر ِ‬
‫قال لخيه‪ :‬إن يحيى بن أكثم كتب إليه يسأله عن مسائل« فقال‪ :‬أخبرني عن قول ال‪َ :‬و َرَفَع َأَبَوْيِه َ‬
‫جدًا أسجد يعقوب و ولده ليوسف؟‬ ‫سّ‬ ‫خّروا َلُه ُ‬‫َ‬
‫قال‪ :‬فسألت أخي عن ذلك‪ ،‬فقال‪» :‬أما سجود يعقوب و ولده ليوسف‪ ،‬فشكرا ل تعالى لجتماع شملهم‪ ،‬أل ترى أنه‬
‫ث الية«‪.‬‬ ‫لحاِدي ِ‬
‫ل ا َْ‬
‫ن َتْأِوي ِ‬
‫عّلْمَتِني ِم ْ‬
‫ك َو َ‬
‫ن اْلُمْل ِ‬
‫ب َقْد آَتْيَتِني ِم َ‬
‫يقول في شكر ذلك الوقت‪َ :‬ر ّ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -46‬علل الشرائع‪.1 /55 :‬‬
‫‪ -47‬تفسير العّياشي ‪.80 /196 :2‬‬
‫‪ -48‬تفسير العّياشي ‪.81 /196 :2‬‬
‫‪ -49‬تفسير العّياشي ‪.82 /197 :2‬‬
‫)‪) (1‬ليلة الجمعة( ليس في المصدر‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪208 :‬‬

‫‪ -[50] /5381‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ -‬عاد إلى الحديث الول«‬
‫‪ -‬قال‪» :‬فساروا تسعة أيام إلى مصر‪ ،‬فلما دخلوا على يوسف في دار الملك‪ ،‬اعتنق أباه فقبله و بكى و رفعه و‬
‫رفع خالته على سرير الملك‪ ،‬ثم دخل منزله‪ ،‬فادهن و اكتحل و لبس ثياب العز و الملك‪ ،‬ثم رجع »‪ «2‬إليهم‪ .‬فما‬
‫ل إلى قوله‪َ :‬بْيِني َو َبْي َ‬
‫ن‬ ‫ن َقْب ُ‬
‫ي ِم ْ‬
‫ل ُرْءيا َ‬
‫ت هذا َتْأِوي ُ‬
‫رأوه سجدوا جميعا إعظاما و شكرا ل‪ ،‬فعند ذلك قال‪ :‬يا َأَب ِ‬
‫خَوِتي‪ -‬قال‪ -‬و لم يكن يوسف في تلك العشرين سنة يدهن و ل يكتحل و ل يتطيب و ل يضحك و ل يمس النساء‬ ‫ِإ ْ‬
‫حتى جمع ال ليعقوب شمله‪ ،‬و جمع بينه و بين يعقوب و إخوته«‪.‬‬
‫‪ -[51] /5382‬عن الحسن بن أسباط‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا الحسن )عليه السلم( في كم دخل يعقوب من ولده على‬
‫يوسف؟ قال‪» :‬في أحد عشر ابنا له«‪ ،‬فقيل له‪ :‬أسباط؟ قال‪» :‬نعم«‪.‬‬
‫و سألته عن يوسف و أخيه‪ ،‬أ كان أخاه لمه‪ ،‬أم ابن خالته؟ قال‪» :‬ابن خالته«‪.‬‬
‫‪ -[52] /5383‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن بعض أصحابنا‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال‪َ :‬و َرَفَع َأَبَوْيِه‬
‫ش قال‪» :‬العرش‪ :‬السرير«‪.‬‬ ‫عَلى اْلَعْر ِ‬‫َ‬
‫جدًا قال‪» :‬كان سجودهم ذلك عبادة ل«‪.‬‬ ‫سّ‬
‫خّروا َلُه ُ‬
‫و في قوله‪َ :‬و َ‬
‫‪ -[53] /5384‬عن محمد بن بهروز‪ ،‬عن جعفر بن محمد )عليهما السلم( قال‪» :‬إن يعقوب قال ليوسف حيث‬
‫التقيا‪:‬‬
‫أخبرني‪ -‬يا بني‪ -‬كيف صنع بك؟ فقال له يوسف‪ :‬انطلق بي فأقعدت على رأس الجب‪ ،‬فقيل لي‪ :‬انزع القميص‪.‬‬
‫فقلت لهم‪ :‬إني أسألكم بوجه أبي الصديق يعقوب‪ ،‬ل تبدوا عورتي و ل تسلبوني قميصي‪ ،‬قال‪ :‬فأخرج علي فلن‬
‫السكين‪ .‬فغشي على يعقوب‪ ،‬فلما أفاق‪ ،‬قال له يعقوب‪ :‬حدثني كيف صنع بك؟ فقال له يوسف‪» :‬إني أطالب‪ -‬يا‬
‫أبتاه‪ -‬لما كففت‪ .‬فكف«‪.‬‬
‫‪ -[54] /5385‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي جعفر )عليه السلم(‪ :‬كم عاش يعقوب مع يوسف بمصر بعد‬
‫ما جمع ال ليعقوب شمله‪ ،‬و أراه تأويل رؤيا يوسف الصادقة؟ قال‪» :‬عاش حولين«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فمن كان يومئذ الحجة ل في الرض‪ ،‬يعقوب أم يوسف؟ قال‪» :‬كان يعقوب الحجة‪ ،‬و كان الملك ليوسف‪،‬‬
‫فلما مات يعقوب حمل يوسف عظام يعقوب في تابوت إلى أرض الشام‪ ،‬فدفنه في بيت المقدس‪ ،‬ثم كان يوسف بن‬
‫يعقوب الحجة«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -50‬تفسير العّياشي ‪.83 /197 :2‬‬
‫‪ -51‬تفسير العّياشي ‪.84 /197 :2‬‬
‫‪ -52‬تفسير العّياشي ‪.85 /197 :2‬‬
‫‪ -53‬تفسير العّياشي ‪.86 /198 :2‬‬
‫‪ -54‬تفسير العّياشي ‪.87 /198 :2‬‬
‫)‪ (1‬المتقّدم في الحديث )‪ (26‬من تفسير هذه اليات‪.‬‬
‫)‪ (2‬في »س‪ ،‬ط«‪ :‬نسخة بدل‪ :‬خرج‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪209 :‬‬
‫‪ -[55] /5386‬عن إسحاق بن يسار‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( أنه قال‪» :‬إن ال بعث إلى يوسف‪ -‬و هو في‬
‫السجن‪ -‬يا بن يعقوب‪ ،‬ما أسكنك مع الخطائين؟ قال‪ :‬جرمي‪ -‬قال‪ -‬فاعترف بجرمه فاخرج »‪ «1‬و اعترف‬
‫بمجلسه منها مجلس الرجل من أهله »‪ ،«2‬فقال له‪ :‬ادع بهذا الدعاء‪ :‬يا كبير كل كبير‪ ،‬يا من ل شريك له و ل‬
‫وزير‪ ،‬يا خالق الشمس و القمر المنير‪ ،‬يا عصمة المضطر الضرير‪ ،‬يا قاصم كل جبار مبير »‪ ،«3‬يا مغني‬
‫البائس الفقير‪ ،‬يا جابر العظم الكسير‪ ،‬يا مطلق المكبل السير‪ ،‬أسألك بحق محمد و آل محمد‪ ،‬أن تجعل لي من‬
‫أمري فرجا و مخرجا‪ ،‬و ترزقني من حيث أحتسب و من حيث ل أحتسب‪ -‬قال‪ -‬فلما أصبح‪ ،‬دعابة »‪ «4‬الملك‪،‬‬
‫ن«‪.‬‬ ‫جِ‬‫سْ‬ ‫ن ال ّ‬
‫جِني ِم َ‬ ‫خَر َ‬
‫ن ِبي ِإْذ َأ ْ‬
‫سَ‬‫حَ‬ ‫فخلى سبيله‪ ،‬و ذلك قوله‪َ :‬و َقْد َأ ْ‬
‫‪ -[56] /5387‬عن عباس بن يزيد‪ ،‬قال سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪» :‬بينا رسول ال )صلى ال عليه‬
‫و آله( جالس في أهل بيته‪ ،‬إذ قال‪ :‬أحب يوسف أن يستوثق لنفسه‪ ،‬قال‪ :‬فقيل‪ :‬بماذا‪ ،‬يا رسول ال؟ قال‪ :‬لما عزل‬
‫له عزيز مصر عن مصر‪ ،‬لبس ثوبين جديدين‪ -‬أو قال‪ :‬لطيفين »‪ -«5‬و خرج إلى فلة من الرض‪ ،‬فصلى‬
‫طَر‬
‫ث فا ِ‬
‫لحاِدي ِ‬
‫ل ا َْ‬
‫ن َتْأِوي ِ‬
‫عّلْمَتِني ِم ْ‬
‫ك َو َ‬
‫ن اْلُمْل ِ‬
‫ب َقْد آَتْيَتِني ِم َ‬
‫ركعات‪ ،‬فلما فرغ رفع يده إلى السماء‪ ،‬فقال‪َ :‬ر ّ‬
‫خَرِة‪ -‬قال‪ -‬فهبط إليه جبرئيل‪ ،‬فقال له‪ :‬يا يوسف‪ ،‬ما حاجتك؟ قال‪:‬‬ ‫لِ‬‫ت َوِلّيي ِفي الّدْنيا َو ا ْ‬ ‫ض َأْن َ‬‫لْر ِ‬ ‫ت َو ا َْ‬
‫سماوا ِ‬ ‫ال ّ‬
‫ن« فقال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬خشي الفتن«‪.‬‬ ‫حي َ‬
‫صاِل ِ‬
‫حْقِني ِبال ّ‬ ‫سِلمًا َو َأْل ِ‬ ‫رب َتَوّفِني ُم ْ‬
‫‪ -[57] /5388‬محمد بن يعقوب‪ :‬بإسناده عن سهل بن زياد‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن العباس بن هلل الشامي‬
‫مولى أبي الحسن )عليه السلم( عنه‪ ،‬قال‪ :‬قلت له‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬ما أعجب إلى الناس من يأكل الجشب و يلبس‬
‫الخشن و يتخشع؟‬
‫فقال‪» :‬أما علمت أن يوسف )عليه السلم( نبي ابن نبي‪ ،‬كان يلبس أقبية الديباج مزرورة بالذهب‪ ،‬و يجلس في‬
‫مجالس آل فرعون »‪ «6‬يحكم‪ ،‬فلم يحتج الناس إلى لباسه‪ ،‬و إنما احتاجوا إلى قسطه‪ ،‬و إنما يحتاج من المام في‬
‫أن إذا قال صدق‪ ،‬و إذا وعد أنجز‪ ،‬و إذا حكم عدل‪ ،‬لن ال ل يحرم طعاما و ل شرابا من حلل‪ ،‬و إنما حرم‬
‫الحرام‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -55‬تفسير العّياشي ‪.88 /198 :2‬‬
‫‪ -56‬تفسير العّياشي ‪[.....] .89 /199 :2‬‬
‫‪ -57‬الكافي ‪.5 /453 :6‬‬
‫ن الصحيح‪ :‬فاعترف بجرمك فاخرج‪.‬‬ ‫)‪ (1‬الظاهر أ ّ‬
‫سلم( المؤّكدة في الكتاب الكريم‪ ،‬كقوله تعالى‪َ :‬و‬ ‫)‪ (2‬في الحديث غرابة‪ ،‬و هو يخالف عصمة يوسف )عليه ال ّ‬
‫صَم يوسف‪ ،32 :‬و كذلك في سائر روايات هذا الباب‪.‬‬ ‫سَتْع َ‬‫سِه َفا ْ‬ ‫ن َنْف ِ‬ ‫عْ‬‫َلَقْد راَوْدُتُه َ‬

‫)‪ (3‬أي مهلك يسرف في إهلك الناس‪» .‬أقرب الموارد‪ -‬بور‪.«67 :1 -‬‬
‫)‪ (4‬في المصدر‪ :‬دعاه‪.‬‬
‫)‪ (5‬في المصدر‪ :‬نظيفين‪.‬‬
‫)‪ (6‬المراد ملك مصر‪ ،‬و هو غير فرعون موسى كما يستفاد من السير‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪210 :‬‬
‫ق »‪.««1‬‬ ‫ن الّرْز ِ‬
‫ت ِم َ‬
‫طّيبا ِ‬
‫ج ِلِعباِدِه َو ال ّ‬
‫خَر َ‬
‫ل اّلِتي َأ ْ‬
‫حّرَم ِزيَنَة ا ِّ‬
‫ن َ‬
‫ل َم ْ‬
‫قل أو كثر‪ ،‬و قد قال ال عز و جل‪ُ :‬ق ْ‬
‫ل »‪ «2‬الية‪.‬‬ ‫حّرمَ ِزيَنَة ا ِّ‬‫ن َ‬‫ل َم ْ‬
‫و قد تقدم هذا الحديث من طريق العياشي في قوله تعالى‪ُ :‬ق ْ‬
‫‪ -[58] /5389‬و عنه‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن هارون بن مسلم‪ ،‬عن مسعدة بن صدقة‪ ،‬قال‪ :‬دخل سفيان‬
‫الثوري على أبي عبد ال )عليه السلم( فرأى عليه ثيابا بيضا كأنها غرقئ »‪ «3‬البيض‪ ،‬فقال له‪ :‬إن هذا اللباس‬
‫ليس من لباسك؟‬
‫فقال له‪» :‬اسمع مني و ع ما أقول لك‪ ،‬فإنه خير لك عاجل و آجل‪ ،‬إن أنت مت على السنة و الحق و لم تمت على‬
‫بدعة‪ ،‬أخبرك أن رسول ال )صلى ال عليه و آله( كان في زمان مقفر جدب‪ ،‬فأما إذا أقبلت الدنيا‪ ،‬فأحق أهلها بها‬
‫أبرارها ل فجارها‪ ،‬و مؤمنوها ل منافقوها‪ ،‬و مسلموها ل كفارها‪ ،‬فما أنكرت يا ثوري؟ فو ال إنني لمع ما ترى‬
‫ما أتى علي مذ عقلت‪ ،‬صباح و ل مساء و ل في مالي حق أمرني أن أضعه موضعا إل وضعته«‪.‬‬
‫قال‪ :‬و أتاه قوم ممن يظهرون الزهد و يدعون الناس أن يكونوا معهم على مثل الذي هم عليه من التقشف‪.‬‬
‫و أظهروا الحتجاج بينهم و بينه )عليه السلم( و أبطل حجتهم‪ ،‬و قال )عليه السلم(‪» :‬أعلموا‪ -‬أيها النفر‪ -‬أني‬
‫سمعت أبي يروي عن آبائه )عليهم السلم( أن رسول ال )صلى ال عليه و آله( قال يوما‪ :‬ما عجبت من شيء‬
‫كعجبي من المؤمن أنه إن قرض جسده في دار الدنيا بالمقاريض كان خيرا له‪ ،‬و إن ملك ما بين مشارق الرض‬
‫و مغاربها كان خيرا له‪ ،‬و كل ما يصنع ال عز و جل به فهو خير له‪ .‬و أخبروني أين أنتم عن سليمان بن داود‬
‫)عليه السلم(‪ ،‬حيث سأل ال ملكا ل ينبغي لحد من بعده‪ ،‬فأعطاه ال جل اسمه ذلك‪ ،‬و كان يقول الحق و يعمل‬
‫به‪ ،‬ثم لم نجد ال عز و جل عاب عليه ذلك‪ ،‬و ل أحدا من المؤمنين‪ ،‬و داود النبي )عليه السلم( قبله في ملكه و‬
‫عِليٌم »‬
‫ظ َ‬ ‫حِفي ٌ‬
‫ض ِإّني َ‬ ‫لْر ِ‬ ‫ن ا َْ‬
‫خزاِئ ِ‬
‫على َ‬
‫جَعْلِني َ‬
‫شدة سلطانه‪ ،‬ثم يوسف النبي )عليه السلم( حيث قال لملك مصر‪ :‬ا ْ‬
‫‪ «4‬فكان من أمره الذي كان‪ ،‬أن اختار مملكة الملك و ما حولها إلى اليمن‪ ،‬و كانوا يمتارون الطعام من عنده‬
‫لمجاعة أصابتهم‪ ،‬و كان يقول الحق و يعمل به‪ ،‬فلم نجد أحدا عاب ذلك عليه ثم ذي القرنين‪ ،‬كان عبدا أحب ال‬
‫فأحبه ال‪ ،‬و طوى له السباب‪ ،‬و ملكه مشارق الرض و مغاربها‪ ،‬و كان يقول الحق و يعمل به‪ ،‬ثم لم نجد أحدا‬
‫عاب ذلك عليه«‪.‬‬
‫‪ -[59] /5390‬عمر بن إبراهيم الوسي‪ :‬عن عبد ال‪ ،‬قال‪ :‬عاش يعقوب و العيص مائة سنة و سبعة و أربعين‬
‫ك َو‬‫ن اْلُمْل ِ‬
‫ب َقْد آَتْيَتِني ِم َ‬‫سنة‪ ،‬فلما جمع ال ليوسف شمله‪ ،‬و أقر عينيه بمراده‪ ،‬تمنى الموت خلف أبيه‪ ،‬فقال‪َ :‬ر ّ‬
‫لحاِدي ِ‬
‫ث‬ ‫ل ا َْ‬
‫ن َتْأِوي ِ‬
‫عّلْمَتِني ِم ْ‬
‫َ‬

‫قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪» :‬ما تمنى أحد من النبياء الموت إل‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -58‬الكافي ‪ 65 :5‬و ‪.1 /69‬‬
‫‪ ... -59‬قصص النبياء للثعلبي‪» 124 :‬نحوه«‪.‬‬
‫)‪ (1‬العراف ‪.32 :7‬‬
‫)‪ (2‬تقّدم في الحديث )‪ (14‬من تفسير الية )‪ (7‬من سورة العراف‪.‬‬
‫)‪ (3‬الغرقى‪ :‬القشرة الملتزقة ببياض البيض »لسان العرب‪ -‬غرق‪.«286 :10 -‬‬
‫)‪ (4‬يوسف ‪.44 :12‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪211 :‬‬
‫يوسف«‪.‬‬
‫فلما حضره الموت‪ ،‬أوصى إخوته أن يحملوه إلى الشام‪ ،‬و يدفنوه مع آبائه‪ ،‬ثم استخلف من بعده يهودا‪ ،‬ثم روبيل‪،‬‬
‫ثم ريالون‪ ،‬ثم شمعون‪ ،‬ثم معجز »‪ «1‬ثم معمائيل‪ ،‬ثم دان‪ ،‬ثم لوي‪ ،‬ثم شدخ‪ ،‬ثم خبير »‪ «2‬و كان هارون و‬
‫موسى )على نبينا و آله و عليهما السلم( من نسل لوي‪ ،‬و كان بين دخول يوسف مصر و دخول موسى‬
‫أربعمائة سنة و ثمانون سنة‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫عْنها‬ ‫ن‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و ُهْم َ‬ ‫جَمُعوا َأْمَرُهْم َو ُهْم َيْمُكُرو َ‬
‫ت َلَدْيِهْم ِإْذ َأ ْ‬
‫ك َو ما ُكْن َ‬ ‫حيِه ِإَلْي َ‬
‫ب ُنو ِ‬ ‫ن َأْنباِء اْلَغْي ِ‬ ‫ك ِم ْ‬ ‫ذِل َ‬
‫ك َو‬
‫حيِه ِإَلْي َ‬
‫ب ُنو ِ‬
‫ن َأْنباِء اْلَغْي ِ‬
‫ك ِم ْ‬‫ن ]‪ -[1] /5391 [105 -102‬قال علي بن إبراهيم‪ :‬ثم قال ال لنبيه‪ :‬ذِل َ‬ ‫ضو َ‬ ‫ُمْعِر ُ‬
‫ن‪.‬‬
‫ت ِبُمْؤِمِني َ‬
‫ص َ‬ ‫حَر ْ‬ ‫س َو َلْو َ‬‫ن ثم قال‪َ :‬و ما َأْكَثُر الّنا ِ‬ ‫جَمُعوا َأْمَرُهْم َو ُهْم َيْمُكُرو َ‬ ‫ت َلَدْيِهْم ِإْذ َأ ْ‬‫ما ُكْن َ‬
‫ن قال‪:‬‬ ‫ضو َ‬ ‫عْنها ُمْعِر ُ‬ ‫عَلْيها َو ُهْم َ‬‫ن َ‬‫ض َيُمّرو َ‬ ‫لْر ِ‬ ‫ت َو ا َْ‬ ‫سماوا ِ‬ ‫ن آَيٍة ِفي ال ّ‬‫ن ِم ْ‬ ‫قال‪ :‬و قوله تعالى‪َ :‬و َكَأّي ْ‬
‫الكسوف و الزلزلة و الصواعق‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪[106‬‬ ‫شِرُكو َ‬ ‫ل َو ُهْم ُم ْ‬ ‫ل ِإ ّ‬ ‫ن َأْكَثُرُهْم ِبا ِّ‬ ‫َو ما ُيْؤِم ُ‬
‫‪ -[2] /5392‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن سهل بن زياد‪ ،‬عن يحيى بن المبارك‪ ،‬عن عبد ال ابن‬
‫جبلة‪ ،‬عن سماعة‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬و إسحاق بن عمار‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال عز و جل‪َ :‬و‬
‫ن‪ ،‬قال‪» :‬يطيع الشيطان من حيث ل يعلم‪ ،‬فيشرك«‪.‬‬ ‫شِرُكو َ‬ ‫ل َو ُهْم ُم ْ‬ ‫ل ِإ ّ‬ ‫ن َأْكَثُرُهْم ِبا ِّ‬ ‫ما ُيْؤِم ُ‬
‫‪ -[3] /5393‬و عنه‪ :‬عن علي بن ابراهيم‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عن ابن بكير‪ ،‬عن ضريس‪ ،‬عن‬
‫أبي‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪[.....] .357 :1‬‬

‫‪ -2‬الكافي ‪.3 /292 :2‬‬

‫‪ -3‬الكافي ‪.4 /292 :2‬‬

‫)‪ (1‬في »س«‪ :‬سجر‪.‬‬

‫)‪ (2‬في »س«‪ :‬خيبر‪.‬‬


‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪212 :‬‬
‫ن‪ ،‬قال‪» :‬شرك طاعة‪ ،‬و‬ ‫شِرُكو َ‬ ‫ل َو ُهْم ُم ْ‬
‫لِ ِإ ّ‬
‫ن َأْكَثُرُهْم ِبا ّ‬
‫عبد ال )عليه السلم( في قول ال عز و جل‪َ :‬و ما ُيْؤِم ُ‬
‫ليس شرك عبادة«‪.‬‬
‫‪ -[3] /5394‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا أحمد بن إدريس‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن محمد‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن‬
‫ل ِإلّ َو ُهْم‬ ‫ن َأْكَثُرُهْم ِبا ِّ‬‫موسى بن بكر‪ ،‬عن الفضيل‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬في قول ال تعالى‪َ :‬و ما ُيْؤِم ُ‬
‫ن‪.‬‬
‫شِرُكو َ‬‫ُم ْ‬
‫قال‪» :‬شرك طاعة و ليس شرك عبادة‪ ،‬و المعاصي التي يرتكبون فهي شرك طاعة‪ ،‬أطاعوا فيها الشيطان‬
‫فأشركوا بال في الطاعة لغيره‪ ،‬و ليس بإشراك عبادة‪ ،‬أن يعبدوا غير ال«‪.‬‬
‫ل َو‬
‫ل ِإ ّ‬‫ن َأْكَثُرُهْم ِبا ِّ‬ ‫‪ -[4] /5395‬العياشي‪ :‬عن زرارة‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا جعفر )عليه السلم( عن قول ال‪َ :‬و ما ُيْؤِم ُ‬
‫ن‪.‬‬
‫شِرُكو َ‬
‫ُهْم ُم ْ‬
‫قال‪» :‬من ذلك قول الرجل‪ :‬ل‪ ،‬و حياتك«‪.‬‬
‫ل َو ُهْم‬ ‫ل ِإ ّ‬
‫ن َأْكَثُرُهْم ِبا ِّ‬
‫‪ -[5] /5396‬عن يعقوب بن شعيب‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم(‪َ :‬و ما ُيْؤِم ُ‬
‫ن‪ ،‬قال‪» :‬كانوا يقولون‪ :‬نمطر بنوء »‪ «1‬كذا‪ ،‬و بنوء كذا ل نمطر »‪ .«2‬و منهم أنهم كانوا يأتون الكهان‬ ‫شِرُكو َ‬‫ُم ْ‬
‫فيصدقونهم بما يقولون«‪.‬‬
‫‪ -[6] /5397‬عن محمد بن الفضيل‪ ،‬عن الرضا )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬شرك ل يبلغ به الكفر«‪.‬‬
‫‪ -[7] /5398‬عن زرارة‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬شرك طاعة‪ ،‬قول الرجل‪ :‬ل و ال و فلن‪ .‬و لو ل‬
‫ال فلن »‪ ،«3‬و المعصية منه«‪.‬‬
‫‪ -[8] /5399‬أبو بصير‪ ،‬عن أبي إسحاق‪ ،‬قال‪ :‬هو قول الرجل‪ :‬لو ل ال و أنت ما فعل بي كذا و كذا‪ ،‬و أشباه‬
‫ذلك‪.‬‬
‫‪ -[9] /5400‬عن زرارة‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬شرك طاعة و ليس بشرك عبادة‪ ،‬و المعاصي التي‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -3‬تفسير القّمي ‪.358 :1‬‬
‫‪ -4‬تفسير العّياشي ‪.90 /199 :2‬‬
‫‪ -5‬تفسير العّياشي ‪.91 /199 :2‬‬
‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪.92 /199 :2‬‬
‫‪ -7‬تفسير العّياشي ‪.93 /199 :2‬‬
‫‪ -8‬تفسير العّياشي ‪.94 /199 :2‬‬
‫‪ -9‬تفسير العّياشي ‪.95 /199 :2‬‬
‫ل ليلة‬ ‫)‪ (1‬النوء‪ :‬سقوط نجم من المنازل في المغرب مع الفجر و طلوع رقيبه من المشرق يقابله من ساعته في ك ّ‬
‫إلى ثلثة عشر يوما‪ ،‬و كانت العرب تضيف المطار و الرباح و الحّر و البرد إلى الساقط منها‪ ،‬و قال‬
‫الصمعي‪ :‬إلى الطالع منها في سلطانه‪ ،‬فتقول‪ :‬مطرنا بنوء كذا‪ ،‬و الجمع‪ ،‬أنواء و نوءان‪» .‬الصحاح‪ -‬نوأ‪:1 -‬‬
‫‪.«79‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬لعطى‪.‬‬
‫ل لو كلت فلنا‪[.....] .‬‬ ‫)‪ (3‬في »ط« و المصدر‪ :‬لو ل ا ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪213 :‬‬
‫يرتكبون مما أوجب ال عليها النار‪ ،‬شرك طاعة‪ ،‬أطاعوا الشيطان و أشركوا بال في طاعته‪ ،‬و لم يكن بشرك‬
‫عبادة‪ ،‬فيعبدون مع ال غيره«‪.‬‬
‫ل َو ُهْم‬‫ل ِإ ّ‬‫ن َأْكَثُرُهْم ِبا ِّ‬
‫‪ -[1/5401‬عن مالك بن عطية‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله‪َ :‬و ما ُيْؤِم ُ‬
‫ن‪.‬‬
‫شِرُكو َ‬‫ُم ْ‬
‫قال‪» :‬هو الرجل يقول‪ :‬لو ل فلن لهلكت‪ ،‬و لو ل فلن لصبت كذا و كذا‪ ،‬و لو ل فلن لضاع عيالي‪ ،‬أل ترى‬
‫أنه قد جعل ل شريكا في ملكه‪ ،‬يرزقه و يدفع عنه«‪.‬‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬فيقول‪ :‬لو ل أن ال من علي بفلن لهلكت؟ قال‪» :‬نعم‪ ،‬ل بأس بهذا«‪.‬‬
‫‪ -[11] /5402‬عن زرارة‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬شرك طاعة و ليس شرك عبادة في المعاصي‬
‫التي يرتكبون‪ ،‬فهي شرك طاعة‪ ،‬أطاعوا فيها الشيطان‪ ،‬فأشركوا في ال في طاعة غيره‪ ،‬و ليس بإشراك عبادة‬
‫أن يعبدوا غيره«‪.‬‬
‫‪ -[12] /5403‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق )رحمه ال(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد‬
‫ابن أبي عبد ال الكوفي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا الحسين بن الحسن‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪،‬‬
‫عن حنان بن سدير‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن العرش و الكرسي‪ ،‬و ذكر الحديث إلى أن قال‪» :‬و‬
‫عوُه ِبها َو َذُروا اّلِذي َ‬
‫ن‬ ‫له السماء الحسنى التي ل يسمى بها غيره‪ ،‬و هي التي وصفها في الكتاب‪ ،‬فقال‪َ :‬فاْد ُ‬
‫سماِئِه »‪ «1‬جهل بغير علم‪ ،‬فالذي يلحد في أسمائه بغير علم‪ ،‬يشرك و هو ل يعلم‪ ،‬و يكفر به و هو‬ ‫ن ِفي َأ ْ‬
‫حُدو َ‬
‫ُيْل ِ‬
‫شِرُكونَ فهم الذين يلحدون في أسمائه بغير علم‪،‬‬ ‫ل َو ُهْم ُم ْ‬
‫ل ِإ ّ‬
‫ن َأْكَثُرُهْم ِبا ِّ‬
‫يظن أنه يحسن‪ ،‬فذلك قال‪َ :‬و ما ُيْؤِم ُ‬
‫فيضعونها بغير مواضعها«‪.‬‬
‫ظيِم »‪ «2‬من سورة النمل‪.‬‬ ‫ش اْلَع ِ‬
‫ب اْلَعْر ِ‬
‫و الحديث بتمامه يأتي‪ -‬إن شاء ال تعالى‪ -‬في قوله تعالى‪ُ :‬هَو َر ّ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪[108‬‬ ‫شِرِكي َ‬
‫ن اْلُم ْ‬
‫ل َو ما َأَنا ِم َ‬
‫ن ا ِّ‬
‫سْبحا َ‬
‫ن اّتَبَعِني َو ُ‬‫صيَرٍة َأَنا َو َم ِ‬‫على َب ِ‬ ‫ل َ‬ ‫عوا ِإَلى ا ِّ‬
‫سِبيِلي َأْد ُ‬
‫ل هِذِه َ‬
‫ُق ْ‬
‫‪ -[1] /5404‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -10‬تفسير العّياشي ‪.96 /200 :2‬‬

‫‪ -11‬تفسير العّياشي ‪.98 /200 :2‬‬

‫‪ -12‬التوحيد‪.1 /321 :‬‬

‫‪ -1‬الكافي ‪.66 /342 :1‬‬

‫)‪ (1‬العراف ‪.180 :7‬‬

‫)‪ (2‬يأتي في الحديث )‪ (1‬من تفسير الية )‪ (26‬من سورة النمل‪.‬‬

‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪214 :‬‬


‫على‬ ‫ل َ‬ ‫عوا ِإَلى ا ِّ‬ ‫سِبيِلي َأْد ُ‬‫ل هِذهِ َ‬ ‫الحول‪ ،‬عن سلم بن المستنير‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬في قوله تعالى‪ُ :‬ق ْ‬
‫ن اّتَبَعِني‪ ،‬قال‪» :‬ذلك رسول ال )صلى ال عليه و آله( و أمير المؤمنين و الوصياء من بعدهما‬ ‫صيَرٍة َأَنا َو َم ِ‬ ‫َب ِ‬
‫)عليهم السلم(«‪.‬‬
‫‪ -[2] /5405‬و عنه‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬قال علي بن حسان لبي جعفر )عليه السلم(‪ :‬يا‬
‫سيدي‪ ،‬إن الناس ينكرون عليك حداثة سنك‪.‬‬
‫عوا ِإَلى‬ ‫سِبيِلي َأْد ُ‬‫ل هِذِه َ‬‫فقال‪» :‬و ما ينكرون من ذلك »‪«1‬؟ لقد قال ال عز و جل لنبيه )صلى ال عليه و آله(‪ُ :‬ق ْ‬
‫ن اّتَبَعِني فو ال ما تبعه إل علي )عليه السلم( و له تسع سنين‪ ،‬و أنا ابن تسع سنين«‪.‬‬ ‫صيَرٍة َأَنا َو َم ِ‬‫على َب ِ‬ ‫ل َ‬‫ا ِّ‬
‫‪ -[3] /5406‬و عنه‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن بكر بن صالح‪ ،‬عن القاسم بن بريد‪ ،‬عن أبي عمرو‬
‫صيَرٍة َأَنا َو‬ ‫على َب ِ‬ ‫ل َ‬ ‫عوا ِإَلى ا ِّ‬ ‫سِبيِلي َأْد ُ‬
‫ل هِذهِ َ‬
‫الزبيري‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬في قوله تبارك و تعالى‪ُ :‬ق ْ‬
‫ن اّتَبَعِني‪.‬‬
‫َم ِ‬
‫قال‪» :‬يعني عليا )عليه السلم( أول من اتبعه على اليمان به و التصديق له بما جاء به من عند ال عز و جل‪،‬‬
‫من المة التي بعث فيها و منها و إليها قبل الخلق‪ ،‬ممن لم يشرك بال قط‪ ،‬و لم يلبس إيمانه بظلم و هو الشرك«‪.‬‬
‫‪ -[4] /5407‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن علي بن أسباط‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي جعفر الثاني )عليه السلم(‪:‬‬
‫يا سيدي‪ ،‬إن الناس ينكرون عليك حداثة سنك‪.‬‬
‫عوا ِإَلى ا ِّ‬
‫ل‬ ‫سِبيِلي َأْد ُ‬
‫ل هِذهِ َ‬ ‫قال‪» :‬و ما ينكرون علي من ذلك؟ فو ال لقد قال ال لنبيه )صلى ال عليه و آله(‪ُ :‬ق ْ‬
‫ن اّتَبَعِني فما اتبعه غير علي )عليه السلم(‪ ،‬و كان ابن تسع سنين‪ -‬قال‪ -‬و أنا ابن تسع‬ ‫صيَرٍة َأَنا َو َم ِ‬
‫على َب ِ‬ ‫َ‬
‫سنين«‪.‬‬
‫على‬‫ل َ‬ ‫عوا ِإَلى ا ِّ‬ ‫سِبيِلي َأْد ُ‬‫ل هِذِه َ‬ ‫‪ -[5] /5408‬و في رواية أبي الجارود‪ :‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله‪ُ :‬ق ْ‬
‫ن اّتَبَعِني‪ ،‬فقال‪» :‬يعني نفسه‪ ،‬و من اتبعه علي بن أبي طالب )عليه السلم( »‪.««2‬‬ ‫صيَرٍة َأَنا َو َم ِ‬ ‫َب ِ‬
‫عوا ِإَلى ا ِّ‬
‫ل‬ ‫سِبيِلي َأْد ُ‬
‫ل هِذِه َ‬ ‫‪ -[6] /5409‬العياشي‪ :‬عن إسماعيل الجعفي‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو جعفر )عليه السلم(‪ُ :‬ق ْ‬
‫ن اّتَبَعِني‪.‬‬
‫صيَرٍة َأَنا َو َم ِ‬
‫على َب ِ‬ ‫َ‬
‫قال‪ :‬فقال‪» :‬علي بن أبي طالب )عليه السلم( خاصة« و إل فل أصابتني شفاعة محمد )صلى ال عليه و آله(‪.‬‬
‫‪ -[7] /5410‬عن علي بن أسباط‪ ،‬عن أبي الحسن الثاني )عليه السلم( قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬إنهم يقولون في‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.8 /315 :1‬‬
‫‪ -3‬الكافي ‪.1 /14 :5‬‬
‫‪ -4‬تفسير القّمي ‪.358 :1‬‬
‫‪ -5‬تفسير القّمي ‪.358 :1‬‬
‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪.99 /200 :2‬‬
‫‪ -7‬تفسير العّياشي ‪.100 /200 :2‬‬
‫ل‪.‬‬
‫ل عّز و ج ّ‬ ‫)‪ (1‬في المصدر زيادة‪ :‬قوله ا ّ‬
‫)‪ (2‬في المصدر زيادة‪ :‬و آل محّمد )عليهم السلم(‪[.....] .‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪215 :‬‬
‫حداثة سنك‪.‬‬
‫ن اّتَبَعِني فو‬‫صيَرةٍ َأَنا َو َم ِ‬
‫على َب ِ‬ ‫ل َ‬ ‫عوا ِإَلى ا ِّ‬ ‫سِبيِلي َأْد ُ‬
‫ل هِذِه َ‬
‫قال‪» :‬ليس شيء يقولون »‪ ،«1‬إن ال تعالى يقول‪ُ :‬ق ْ‬
‫ال ما كان اتبعه إل علي )عليه السلم( و هو ابن تسع سنين‪ ،‬و مضى أبي و أنا ابن تسع سنين‪ ،‬فما عسى أن‬
‫سِليمًا »‪.««2‬‬ ‫سّلُموا َت ْ‬
‫ك إلى قوله‪َ :‬و ُي َ‬ ‫حّكُمو َ‬ ‫حّتى ُي َ‬
‫ن َ‬‫ك ل ُيْؤِمُنو َ‬
‫يقولوا؟! إن ال يقول‪َ :‬فل َو َرّب َ‬
‫على‬‫ل َ‬ ‫عوا ِإَلى ا ِّ‬ ‫سِبيِلي َأْد ُ‬
‫ل هِذِه َ‬ ‫‪ -[8] /5411‬عن سلم بن المستنير‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله‪ُ :‬ق ْ‬
‫ن اّتَبَعِني‪ ،‬قال‪» :‬ذاك رسول ال )صلى ال عليه و آله( و علي )عليه السلم(‪ ،‬و الوصياء من‬ ‫صيَرٍة َأَنا َو َم ِ‬
‫َب ِ‬
‫بعدهما«‪.‬‬
‫سِبيِلي يعني نفس رسول ال )صلى ال‬ ‫ل هذِهِ َ‬ ‫‪ -[9] /5412‬ابن شهر آشوب‪ :‬عن الباقر )عليه السلم( قال‪ُ» :‬ق ْ‬
‫عليه و آله( و عليا )عليه السلم( ]و[ من تبعه‪ :‬آل محمد«‪.‬‬
‫‪ -[10] /5413‬و في رواية‪» :‬يعني بالسبيل عليا )عليه السلم( و ل ينال ما عند ال إل بوليته«‪.‬‬
‫على‬‫ل َ‬ ‫عوا ِإَلى ا ِّ‬ ‫سِبيِلي َأْد ُ‬
‫ل هِذهِ َ‬ ‫‪ -[11] /5414‬ابن الفارسي في )الروضة(‪ :‬قال‪ :‬قال الباقر )عليه السلم(‪ُ :‬ق ْ‬
‫ن اّتَبَعِني‪ .‬قال‪» :‬علي اتبعه«‪.‬‬ ‫صيَرٍة َأَنا َو َم ِ‬
‫َب ِ‬
‫‪ -[12] /5415‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن محمد بن عيسى بن عبيد‪ ،‬عن يونس بن عبد الرحمن‪،‬‬
‫ل قال‪» :‬أنفة »‪ «3‬ال«‪.‬‬ ‫سْبحانَ ا ِّ‬ ‫عن هشام بن الحكم‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن ُ‬
‫‪ -[13] /5416‬و عنه‪ :‬عن أحمد بن مهران‪ ،‬عن عبد العظيم بن عبد ال الحسني‪ ،‬عن علي بن أسباط‪ ،‬عن‬
‫سْبحا َ‬
‫ن‬ ‫سليمان مولى طربال‪ ،‬عن هشام الجواليقي‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول ال عز و جل‪ُ :‬‬
‫ل ما يعنى به؟ قال‪» :‬تنزيهه«‪.‬‬ ‫ا ِّ‬
‫‪ -[14] /5417‬ابن بابويه‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم‪ ،‬عن محمد بن عيسى بن عبيد‪ ،‬عن‬
‫ل فقال‪) :‬عليه‬ ‫ن ا ِّ‬
‫سْبحا َ‬ ‫يونس بن عبد الرحمن‪ ،‬عن هشام بن الحكم‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن ُ‬
‫السلم(‪:‬‬
‫»أنفة ال عز و جل«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -8‬تفسير العّياشي ‪.101 /201 :2‬‬
‫‪ -9‬المناقب ‪.72 :3‬‬
‫‪ -10‬المناقب ‪.72 :3‬‬
‫‪ -11‬روضة الواعظين‪ ،105 :‬شواهد التنزيل ‪ 391 /286 :1‬و ‪.392‬‬
‫‪ -12‬الكافي ‪.10 /92 :1‬‬
‫‪ -13‬الكافي ‪.11 /92 :1‬‬
‫‪ -14‬التوحيد ‪.2 /312‬‬
‫)‪ (1‬في البحار ‪ ،2 /101 :25‬أي شيء يقولون‪.‬‬
‫)‪ (2‬النساء ‪.65 :4‬‬
‫)‪ (3‬النفة‪ :‬علّزة و الحمّية‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪216 :‬‬

‫‪ -[15] /5418‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن الحسن الصفار‪ ،‬عن‬
‫محمد بن الحسين بن أبي الخطاب‪ ،‬عن علي بن أسباط‪ ،‬عن سليمان مولى طربال‪ ،‬عن هشام الجواليقي‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ل ما يعنى به؟ قال‪» :‬تنزيهه«‪.‬‬
‫ن ا ِّ‬
‫سْبحا َ‬
‫سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول ال عز و جل‪ُ :‬‬
‫‪ -[16] /5419‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن محمد بن عبد الوهاب‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن‬
‫عبد ال بن حمزة الشعراني العماري‪ ،‬من ولد عمار بن ياسر )رحمه ال(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو محمد عبيد ال بن يحيى‬
‫بن عبد الباقي الذني بأذنه »‪ ،«1‬قال‪ :‬حدثنا علي بن الحسن المعاني‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن يزيد‪ ،‬عن يحيى بن‬
‫عقبة بن أبي العيزار‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن حجار »‪ ،«2‬عن يزيد بن الصم‪ ،‬قال‪ :‬سأل رجل عمر بن الخطاب‪،‬‬
‫ل؟‬
‫ن ا ِّ‬
‫سْبحا َ‬
‫فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬ما تفسير ُ‬
‫فقال‪ :‬إن في هذا الحائط رجل كان إذا سئل أنبأ‪ ،‬و إذا سكت ابتدأ »‪ .«3‬فدخل الرجل فإذا هو علي بن أبي طالب‬
‫ل؟ قال‪» :‬هو تعظيم جلل ال عز و جل‪ .‬و تنزيهه عما قال‬ ‫ن ا ِّ‬
‫سْبحا َ‬
‫)عليه السلم(‪ ،‬فقال‪ :‬يا أبا الحسن ما تفسير ُ‬
‫فيه كل مشرك‪ ،‬فإذا قالها العبد صلى عليه كل ملك«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ل اْلُقرى ]‪[109‬‬ ‫ن َأْه ِ‬
‫حي ِإَلْيِهْم ِم ْ‬
‫ل ُنو ِ‬
‫ل ِرجا ً‬ ‫ك ِإ ّ‬
‫ن َقْبِل َ‬
‫سْلنا ِم ْ‬‫َو ما َأْر َ‬
‫‪ -[1] /5420‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن القاسم المفسر المعروف بأبي الحسن الجرجاني )رضي ال عنه(‪،‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا يوسف بن محمد بن زياد و علي بن محمد بن سيار‪ ،‬عن أبو يهما‪ ،‬عن الحسن بن علي‪ ،‬عن أبيه علي‬
‫بن محمد‪ ،‬عن أبيه محمد بن علي‪ ،‬عن أبيه علي بن موسى‪ ،‬عن أبيه موسى بن جعفر‪ ،‬عن أبيه الصادق جعفر بن‬
‫محمد )عليهم السلم(‪ -‬في حديث‪ -‬قال فيه مخاطبا‪» :‬أو لست تعلم أن ال تعالى لم يخل الدنيا من نبي قط أو إمام‬
‫ن َأْهلِ اْلُقرى؟‬ ‫حي ِإَلْيِهْم ِم ْ‬
‫ل ُنو ِ‬
‫ل ِرجا ً‬
‫ك يعني إلى الخلق‪ِ :‬إ ّ‬
‫ن َقْبِل َ‬
‫سْلنا ِم ْ‬
‫من البشر؟ أو ليس ال تعالى يقول‪َ :‬و ما َأْر َ‬
‫فأخبر أنه لم يبعث الملئكة إلى الرض‪ ،‬فيكونوا أئمة و حكاما‪ ،‬و إنما أرسلوا إلى أنبياء ال«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -15‬معاني الخبار‪.2 /9 :‬‬
‫‪ -16‬التوحيد‪.1 /311 :‬‬
‫سلم( ‪.1 /270 :1‬‬ ‫‪ -1‬عيون أخبار الّرضا )عليه ال ّ‬
‫صيصة‪ -‬من ثغور الشام‪ -‬خرج منه جماعة من أهل العلم و سكنه آخرون‪.‬‬ ‫)‪ (1‬أذنة‪ :‬بلد من الّثغور قرب الم ّ‬
‫»معجم البلدان ‪[.....] .«133 :1‬‬
‫)‪ (2‬الظاهر أّنه محّمد بن جحادة‪ .‬انظر تاريخ بغداد ‪.112 :14‬‬
‫)‪ (3‬في »ط«‪ :‬أنبأ‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪217 :‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫صُرنا ]‪[110‬‬
‫ظّنوا َأّنُهْم َقْد ُكِذُبوا جاَءُهْم َن ْ‬‫ل َو َ‬ ‫سُ‬‫س الّر ُ‬ ‫سَتْيَأ َ‬‫حّتى ِإَذا ا ْ‬‫َ‬
‫‪ -[1] /5421‬قال علي بن إبراهيم‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن محمد بن أبي عمير‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم(‪ ،‬قال‪» :‬و كلهم إلى أنفسهم‪ ،‬فظنوا أن الشياطين قد تمثلت لهم في صورة الملئكة«‪.‬‬
‫‪ -[2] /5422‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا تميم بن عبد ال بن تميم القرشي )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن‬
‫حمدان بن سليمان النيسابوري‪ ،‬عن علي بن محمد بن الجهم‪ ،‬قال‪ :‬حضرت مجلس المأمون و عنده الرضا علي‬
‫بن موسى )عليه السلم(‪ ،‬فقال له المأمون‪ :‬يا بن رسول ال‪ ،‬أليس من قولك‪ ،‬إن النبياء معصومون؟ قال‪» :‬بلى«‬
‫حّتى ِإَذا‬
‫و ذكر الحديث إلى أن قال فيه‪ :‬فقال المأمون لبي الحسن )عليه السلم(‪ :‬فأخبرني عن قول ال تعالى‪َ :‬‬
‫صُرنا‪.‬‬
‫ظّنوا َأّنُهْم َقْد ُكِذُبوا جاَءُهْم َن ْ‬‫ل َو َ‬ ‫سُ‬ ‫س الّر ُ‬‫سَتْيَأ َ‬‫اْ‬
‫قال الرضا )عليه السلم(‪» :‬يقول ال تعالى حتى إذا استيأس الرسل من قومهم‪ ،‬و ظن قومهم أن الرسل قد كذبوا‪،‬‬
‫جاء الرسل نصرنا«‪.‬‬
‫سَتْيَأ َ‬
‫س‬ ‫حّتى ِإَذا ا ْ‬‫‪ -[/5423‬العياشي‪ :‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي جعفر و أبي عبد ال )عليهما السلم( في قول ال‪َ :‬‬
‫ظّنوا َأّنُهْم َقْد ُكِذُبوا‪ .‬مخففة‪ ،‬قال‪» :‬ظنت الرسل أن الشياطين تمثل لهم على صورة الملئكة«‪.‬‬ ‫ل َو َ‬ ‫سُ‬ ‫الّر ُ‬
‫‪ -[4] /5424‬عن ابن شعيب‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬و كلهم ال إلى أنفسهم أقل من طرفة عين«‪.‬‬
‫‪ -[5] /5425‬عن يعقوب‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪ :‬أما أهل الدنيا فقد أظهروا الكذب‪ ،‬و ما كانوا إل‬
‫من الذين و كلهم ال إلى أنفسهم ليمن عليهم«‪.‬‬
‫‪ -[6] /5426‬عن محمد بن هارون‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬ما علم رسول ال )صلى ال عليه و‬
‫آله( أن جبرئيل من عند ال إل بالتوفيق«‪.‬‬
‫‪ -[7] /5427‬عن زرارة‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬كيف لم يخف رسول ال )صلى ال عليه و آله(‬
‫فيما يأتيه من‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.358 :1‬‬
‫سلم( ‪.1 /201 :1‬‬ ‫‪ -2‬عيون أخبار الّرضا )عليه ال ّ‬
‫‪ -3‬تفسير العّياشي ‪.102 /201 :2‬‬
‫‪ -4‬تفسير العّياشي ‪.103 /201 :2‬‬
‫‪ -5‬تفسير العّياشي ‪.104 /201 :2‬‬
‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪.105 /201 :2‬‬
‫‪ -7‬تفسير العّياشي ‪.106 /201 :2‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪218 :‬‬
‫قبل ال أن يكون ذلك مما ينزغ به الشيطان؟‬
‫قال‪ :‬فقال‪» :‬إن ال إذا اتخذ عبدا رسول أنزل عليه السكينة و الوقار‪ ،‬فكان الذي يأتيه من قبل ال مثل الذي يراه‬
‫بعينه«‪.‬‬
‫‪ -[8] /5428‬أبو جعفر بن جرير الطبري‪ :‬بإسناده إلى أبي علي النهاوندي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو عبد ال محمد بن أحمد‬
‫القاساني‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن سليمان‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن يوسف‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن المفضل بن عمر‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬جاء رجل إلى أمير المؤمنين )عليه السلم( فشكا إليه طول دولة الجور‪ ،‬فقال‬
‫له أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬و ال ل يكون ما تأملون حتى يهلك المبطلون‪ ،‬و يضمحل الجاهلون‪ ،‬و يأمن‬
‫المتقون‪ ،‬و قليل ما يكون حتى ل يكون لحدكم موضع قدمه‪ ،‬و حتى تكونوا على الناس أهون من الميتة عند‬
‫ل َو‬‫سُ‬‫س الّر ُ‬
‫سَتْيَأ َ‬‫حّتى ِإَذا ا ْ‬ ‫صاحبها‪ ،‬فبينا أنتم كذلك إذ جاء نصر ال و الفتح و هو قول ربي عز و جل في كتابه‪َ :‬‬
‫صُرنا«‪.‬‬
‫ظّنوا َأّنُهْم َقْد ُكِذُبوا جاَءُهْم َن ْ‬
‫َ‬
‫ذكر هذا الحديث الطبري في كتابه في أبواب القائم )عليه السلم(‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪ -[1] /5429 [111‬و قال علي بن إبراهيم‪:‬‬ ‫ب‪ -‬إلى قوله تعالى‪ُ -‬يْؤِمُنو َ‬ ‫لْلبا ِ‬
‫لوِلي ا َْ‬
‫عْبَرٌة ُِ‬ ‫صِهْم ِ‬
‫ص ِ‬ ‫ن ِفي َق َ‬ ‫َلَقْد كا َ‬
‫حِديثًا ُيْفَترى يعني‬ ‫ن َ‬ ‫ب يعني لولي العقول‪ :‬ما كا َ‬ ‫لْلبا ِ‬
‫لوِلي ا َْ‬‫عْبَرٌة ُِ‬
‫صِهْم ِ‬
‫ص ِ‬ ‫ن ِفي َق َ‬‫ثم قال ال عز و جل‪َ :‬لَقْد كا َ‬
‫ن‪.‬‬
‫حَمًة ِلَقْوٍم ُيْؤِمُنو َ‬
‫ى َو َر ْ‬
‫يٍء َو ُهد ً‬
‫ش ْ‬‫ل ُكلّ َ‬
‫صي َ‬
‫ن َيَدْيِه يعني من كتب النبياء َو َتْف ِ‬ ‫ق اّلِذي َبْي َ‬
‫صِدي َ‬
‫ن َت ْ‬‫القرآن لِك ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -8‬دلئل المامة‪.251 :‬‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.358 :1‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪219 :‬‬
‫سورة الرعد‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪221 :‬‬
‫سورة الرعد فضلها‬
‫‪ -[1] /5430‬ابن بابويه‪ :‬بإسناده‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( أنه قال‪» :‬من أكثر من قراءة سورة الرعد لم‬
‫يصبه ال بصاعقة أبدا‪ ،‬و لو كان ناصبيا‪ ،‬و إذا كان مؤمنا أدخله الجنة بغير حساب‪ ،‬و يشفع في جميع من يعرفه‬
‫من أهل بيته و إخوانه«‪.‬‬
‫‪ -[2] /5431‬العياشي‪ :‬عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عن الحسين بن أبي العلء‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪:‬‬
‫»من أكثر قراءة سورة الرعد لم تصبه صاعقة أبدا‪ ،‬و إن كان ناصبيا‪ ،‬فإنه ل يكون أشر من الناصب‪ ،‬و إن كان‬
‫مؤمنا أدخله ال الجنة بغير حساب‪ ،‬و يشفع في جميع من يعرف من أهل بيته و إخوانه من المؤمنين«‪.‬‬
‫‪ -[3] /5432‬و من )خواص القرآن(‪ :‬روي عن النبي )صلى ال عليه و آله( أنه قال‪» :‬من قرأ هذه السورة كان‬
‫له من الجر عشر حسنات بوزن كل سحاب مضى‪ ،‬و كل سحاب يكون‪ ،‬و يبعث يوم القيامة من الموفين بعهد‬
‫ال‪ ،‬و من كتبها و علقها في ليلة مظلمة بعد صلة العشاء الخرة على ضوء نار‪ ،‬و جعلها من ساعته على باب‬
‫سلطان جائر و ظالم‪ ،‬هلك و زال ملكه«‪.‬‬
‫‪ -[4] /5433‬و عن الصادق )عليه السلم(‪» :‬من كتبها في ليلة مظلمة بعد صلة العتمة‪ ،‬و جعلها من ساعته على‬
‫باب السلطان الجائر الظالم‪ ،‬قام عليه عسكره و رعيته‪ ،‬فل يسمع كلمه‪ ،‬و يقصر عمره و قوله‪ ،‬و يضيق‬
‫صدره‪ ،‬و إن جعلت على باب ظالم أو كافر أو زنديق‪ ،‬فهي تهلكه بإذن ال تعالى«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬ثواب العمال‪.106 :‬‬
‫‪ -2‬تفسير العّياشي ‪.1 /202 :2‬‬
‫‪ -3‬خواص القرآن‪ ،3 :‬مجمع البيان ‪[.....] .419 :6‬‬
‫‪ -4‬خواص القرآن‪» 42 :‬مخطوط«‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪223 :‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫حيِم المر ]‪[1‬‬ ‫ن الّر ِ‬
‫حم ِ‬
‫ل الّر ْ‬ ‫سِم ا ِّ‬
‫ِب ْ‬
‫‪ -[1] /5434‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا أبو الحسن محمد بن هارون الزنجاني‪ ،‬فيما كتب إلي على يدي علي بن‬
‫أحمد البغدادي الوراق‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا معاذ بن المثنى العنبري‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن محمد بن أسماء‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا‬
‫جويرية‪ ،‬عن سفيان بن سعيد الثوري‪ ،‬قال‪ :‬قلت لجعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب‬
‫)عليهم السلم(‪ :‬يا بن رسول ال‪ ،‬ما معنى قول ال عز و جل‪ :‬المر؟‬
‫قال‪» :‬المر معناه‪ :‬أنا ال المحيي المميت الرزاق«‪.‬‬
‫‪ -[2] /5435‬العياشي‪ :‬عن أبي لبيد‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬يا أبا لبيد‪ ،‬إن في حروف القرآن لعلما‬
‫ب »‪ «1‬فقام محمد )صلى ال عليه و آله( حتى ظهر نوره‪ ،‬و ثبتت‬ ‫ك اْلِكتا ُ‬
‫جما‪ ،‬إن ال تبارك و تعالى أنزل الم ذِل َ‬
‫كلمته‪ ،‬و ولد يوم ولد و قد مضى من اللف السابع مائة سنة و ثلث سنين‪ -‬ثم قال‪ -:‬و تبيانه في كتاب ال في‬
‫الحروف المقطعة إذا عددتها من غير تكرار‪ ،‬و ليس من حروف مقطعة حرف تنقضي أيامه إل و قائم من بني‬
‫هاشم عند انقضائه‪ -‬ثم قال‪ -‬اللف واحد‪ ،‬و اللم ثلثون‪ ،‬و الميم أربعون‪ ،‬و الصاد تسعون »‪ ،«2‬فذلك مائة و‬
‫ل »‪ «4‬فلما بلغت مدتها »‪ «5‬قام‬ ‫إحدى و ستون »‪ ،«3‬ثم كان بدء خروج الحسين بن علي )عليه السلم(‪ :‬الم ا ُّ‬
‫قائم من ولد العباس عند‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬معاني الخبار‪.1 /22 :‬‬
‫‪ -2‬تفسير العّياشي ‪.2 /202 :2‬‬
‫)‪ (1‬البقرة ‪.2 -1 :2‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬سّتون‪.‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬و ثلثون‪.‬‬
‫)‪ (4‬آل عمران ‪.2 -1 :3‬‬
‫)‪ (5‬في المصدر‪ :‬مّدته‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪224 :‬‬

‫المص »‪ «1‬و يقوم قائمنا عند انقضائها‪ .‬المر فافهم ذلك و عه و اكتمه«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫عَمٍد َتَرْوَنها ]‪ -[1] /5436 [2‬علي بن إبراهيم‪ :‬يعني بغير اسطوانة‪.‬‬ ‫ت ِبَغْيِر َ‬
‫سماوا ِ‬ ‫ل اّلِذي َرَفَع ال ّ‬ ‫ا ُّ‬
‫‪ -[2] /5437‬ثم قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن الحسين بن خالد‪ ،‬عن أبي الحسن الرضا )عليه السلم(‪ ،‬قال‪ :‬قلت له‪:‬‬
‫ك »‪ .«2‬فقال‪» :‬هي محبوكة إلى الرض« و شبك بين‬ ‫حُب ِ‬
‫ت اْل ُ‬
‫سماِء ذا ِ‬ ‫أخبرني عن قول ال عز و جل‪َ :‬و ال ّ‬
‫أصابعه‪.‬‬
‫عَمٍد َتَرْوَنها؟ فقال‪» :‬سبحان ال! أ ليس‬ ‫ت ِبَغْيِر َ‬
‫سماوا ِ‬‫فقلت كيف تكون محبوكة إلى الرض‪ ،‬و ال يقول‪َ :‬رَفَع ال ّ‬
‫عَمٍد َتَرْوَنها؟« فقلت‪ :‬بلى‪ .‬فقال )عليه السلم(‪» :‬ثم عمد‪ ،‬و لكن ل ترونها«‪.‬‬ ‫ال يقول‪ِ :‬بَغْيِر َ‬
‫قلت‪ :‬كيف ذلك‪ ،‬جعلني ال‪ ،‬فداك؟ قال‪ :‬فبسط كفه اليسرى‪ ،‬ثم وضع اليمنى عليها‪ ،‬فقال‪» :‬هذه أرض الدنيا‪ ،‬و‬
‫السماء الدنيا عليها فوقها قبة‪ ،‬و الرض الثانية فوق السماء الدنيا‪ ،‬و السماء الثانية فوقها قبة‪ ،‬و الرض الثالثة‬
‫فوق السماء الثانية‪ ،‬و السماء الثالثة فوقها قبة‪ ،‬و الرض الرابعة فوق السماء الثالثة‪ ،‬و السماء الرابعة فوقها قبة‪،‬‬
‫و الرض الخامسة فوق السماء الرابعة‪ ،‬و السماء الخامسة فوقها قبة‪ ،‬و الرض السادسة فوق السماء الخامسة‪ ،‬و‬
‫السماء السادسة فوقها قبة‪ ،‬و الرض السابعة فوق السماء السادسة‪ ،‬و السماء السابعة فوقها قبة‪ ،‬و عرش الرحمن‬
‫ن َيَتَنّز ُ‬
‫ل‬ ‫ض ِمْثَلُه ّ‬
‫لْر ِ‬ ‫ن ا َْ‬‫ت طباقا َو ِم َ‬ ‫سماوا ٍ‬ ‫سْبَع َ‬
‫ق َ‬
‫خَل َ‬
‫تبارك و تعالى فوق السماء السابعة‪ ،‬و هو قوله عز و جل‪َ :‬‬
‫ن »‪ «3‬فأما صاحب المر فهو رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و الوصي بعد رسول ال )صلى ال‬ ‫لْمُر َبْيَنُه ّ‬ ‫ا َْ‬
‫عليه و آله( قائم على وجه الرض‪ ،‬فإنما يتنزل المر إليه من فوق السماء من بين السماوات و الرضين«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فما تحتنا إل أرض واحدة؟ فقال‪» :‬ما تحتنا إل أرض واحدة‪ ،‬و إن الست لهن فوقنا« »‪.«4‬‬
‫‪ -[3] /5438‬العياشي‪ :‬عن الحسين بن خالد‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي الحسن الرضا )عليه السلم(‪ :‬أخبرني عن قول ال‪:‬‬
‫ك »‪ «5‬قال‪» :‬محبوكة إلى الرض« و شبك بين أصابعه‪.‬‬ ‫حُب ِ‬
‫ت اْل ُ‬
‫سماِء ذا ِ‬ ‫َو ال ّ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.359 :1‬‬
‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.328 :2‬‬
‫‪ -3‬تفسير العّياشي ‪.3 /203 :2‬‬
‫)‪ (1‬العراف ‪.1 :7‬‬
‫)‪ (2‬الذاريات ‪.7 :51‬‬
‫)‪ (3‬الطلق ‪[.....] .12 :65‬‬
‫)‪ (4‬في المصدر‪ :‬فوقها‪.‬‬
‫)‪ (5‬الذاريات ‪.7 :51‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪225 :‬‬
‫عَمٍد َتَرْوَنها؟ فقال‪» :‬سبحان ال! أ ليس‬ ‫ت ِبَغْيِر َ‬‫سماوا ِ‬‫فقلت‪ :‬كيف تكون محبوكة إلى الرض‪ ،‬و هو يقول‪َ :‬رَفَع ال ّ‬
‫عَمٍد َتَرْوَنها؟!«‪.‬‬‫يقول‪ِ :‬بَغْيِر َ‬
‫فقلت‪ :‬بلى‪ .‬فقال‪» :‬ثم عمد و لكن ل ترى«‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬كيف ذاك؟ فبسط كفه اليسرى ثم وضع اليمنى عليها‪ ،‬فقال‪ :‬هذه الرض الدنيا و السماء الدنيا عليها قبة«‪.‬‬
‫ش سيأتي‪ -‬إن شاء ال تعالى‪ -‬معنى ذلك في سورة طه »‪.«1‬‬ ‫عَلى اْلَعْر ِ‬ ‫سَتوى َ‬ ‫قوله تعالى‪ُ :‬ثّم ا ْ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫خَل ْ‬
‫ت‬ ‫سَنِة َو َقْد َ‬ ‫حَ‬‫ل اْل َ‬
‫سّيَئِة َقْب َ‬
‫ك ِبال ّ‬
‫جُلوَن َ‬
‫سَتْع ِ‬
‫ب‪ -‬إلى قول تعالى‪َ -‬و َي ْ‬ ‫عنا ٍ‬‫ن َأ ْ‬
‫ت ِم ْ‬
‫جّنا ٌ‬
‫ت َو َ‬‫طٌع ُمَتجاِورا ٌ‬ ‫ض ِق َ‬
‫لْر ِ‬ ‫َو ِفي ا َْ‬
‫ت ]‪[6 -4‬‬ ‫ن َقْبِلِهُم اْلَمُثل ُ‬‫ِم ْ‬
‫‪ -[1] /5439‬ابن شهر آشوب‪ :‬عن الخركوشي في )شرف المصطفى( و الثعلبي في )الكشف و البيان( و الفضل‬
‫ابن شاذان في )المالي( و اللفظ له‪ ،‬بإسنادهم عن جابر بن عبد ال‪ ،‬قال‪ :‬سمعت رسول ال )صلى ال عليه و آله(‬
‫ب َو‬ ‫عنا ٍ‬ ‫ن َأ ْ‬
‫ت ِم ْ‬‫جّنا ٌ‬
‫يقول لعلي )عليه السلم(‪» :‬الناس من شجر شتى‪ ،‬و أنا و أنت من شجرة واحدة‪ -‬ثم قرأ‪َ -‬و َ‬
‫حٍد بالنبي و بك«‪.‬‬ ‫سقى ِبماٍء وا ِ‬ ‫ن ُي ْ‬
‫صْنوا ٍ‬ ‫غْيُر ِ‬ ‫ن َو َ‬‫صْنوا ٌ‬ ‫ل ِ‬ ‫خي ٌ‬‫ع َو َن ِ‬ ‫َزْر ٌ‬
‫قال‪ :‬و رواه النطنزي في )الخصائص( عن سلمان‬
‫‪،‬و‬
‫في رواية‪» :‬أنا و علي من شجرة‪ ،‬و الناس من أشجار شتى«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬و روى حديث جابر بن عبد ال‪ ،‬الطبرسي‪ ،‬و علي بن عيسى في )كشف الغمة( »‪.«2‬‬
‫‪ -[2] /5440‬العياشي‪ :‬عن الخطاب العور‪ ،‬رفعه إلى أهل العلم و الفقه من آل محمد )عليه و آله السلم(‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ت يعني‪ :‬هذه الرض الطيبة مجاورة لهذه الرض المالحة و ليست منها‪ ،‬كما‬ ‫طٌع ُمَتجاِورا ٌ‬ ‫ض ِق َ‬‫لْر ِ‬ ‫»َو ِفي ا َْ‬
‫يجاور القوم القوم و ليسوا منهم«‪.‬‬
‫ت أي متصلة بعضها ببعض‬ ‫طٌع ُمَتجاِورا ٌ‬ ‫ض ِق َ‬ ‫لْر ِ‬ ‫‪ -[3] /5441‬و قال علي بن إبراهيم‪ :‬و قوله‪َ :‬و ِفي ا َْ‬
‫__________________________________________________‬
‫سلم(‬ ‫‪ ،... -1‬المناقب ل بن المغازلي‪ ،454 /400 :‬شواهد التنزيل ‪ ،395 /288 :1‬ترجمة المام علي )عليه ال ّ‬
‫من تاريخ ابن عساكر ‪ ،178 /142 :1‬تفسير القرطبي ‪ ،283 :9‬فرائد السمطين ‪ ،17 /52 :1‬الدّر المنثور ‪:4‬‬
‫‪ ،605‬تاريخ الخلفاء للسيوطي‪ ،136 :‬الصواعق المحرقة‪.123 :‬‬
‫‪ -2‬تفسير العّياشي ‪.4 /203 :2‬‬
‫‪ -3‬تفسير القّمي ‪.359 :1‬‬
‫)‪ (1‬يأتي في تفسير الية )‪ (5‬من سورة طه‪.‬‬
‫)‪ (2‬مجمع البيان ‪ ،424 :6‬كشف الغمة ‪.295 :1‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪226 :‬‬
‫ن و الصنوان‪ :‬التالة »‪ «1‬التي تنبت من أصل الشجرة َو‬ ‫صْنوا ٌ‬
‫ل ِ‬ ‫خي ٌ‬ ‫ع َو َن ِ‬ ‫ب أي بساتين َو َزْر ٌ‬ ‫عنا ٍ‬ ‫ن َأ ْ‬‫ت ِم ْ‬‫جّنا ٌ‬ ‫َو َ‬
‫ل فمنه حلو‪ ،‬و منه حامض‪ ،‬و منه مر‪ ،‬يسقى‬ ‫لُك ِ‬
‫ض ِفي ا ُْ‬ ‫على َبْع ٍ‬ ‫ضها َ‬ ‫ل َبْع َ‬ ‫ضُ‬‫حٍد َو ُنَف ّ‬ ‫سقى ِبماٍء وا ِ‬ ‫ن ُي ْ‬‫صْنوا ٍ‬ ‫غْيُر ِ‬ ‫َ‬
‫ن‪.‬‬‫ت ِلَقْوٍم َيْعِقُلو َ‬
‫ليا ٍ‬‫ك َ‬ ‫ن ِفي ذِل َ‬ ‫بماء واحد ِإ ّ‬
‫جِديٍد‬ ‫ق َ‬ ‫خْل ٍ‬
‫ب َقْوُلُهْم َأ ِإذا ُكّنا ُترابًا َأ ِإّنا َلِفي َ‬
‫ب َفَعجَ ٌ‬‫ج ْ‬ ‫ن َتْع َ‬‫ثم حكى ال عز و جل قول الدهرية من قريش‪ ،‬فقال‪َ :‬و ِإ ْ‬
‫ن و كانوا‬ ‫ب الّناِر ُهْم ِفيها خاِلُدو َ‬ ‫صحا ُ‬ ‫ك َأ ْ‬‫عناِقِهْم َو ُأولِئ َ‬ ‫ل ِفي َأ ْ‬ ‫غل ُ‬ ‫لْ‬ ‫ك ا َْ‬ ‫ن َكَفُروا ِبَرّبِهْم َو ُأولِئ َ‬ ‫ك اّلِذي َ‬‫ثم قال‪ُ :‬أولِئ َ‬
‫ت أي‬ ‫ن َقْبِلِهُم اْلَمُثل ُ‬
‫ت ِم ْ‬‫خَل ْ‬
‫سَنِة َو َقْد َ‬ ‫ل اْلحَ َ‬
‫سّيَئِة َقْب َ‬
‫ك ِبال ّ‬ ‫جُلوَن َ‬
‫سَتْع ِ‬
‫يستعجلون بالعذاب‪ ،‬فقال ال عز و جل‪َ :‬و َي ْ‬
‫العذاب‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ظْلِمِهْم ]‪[6‬‬ ‫على ُ‬ ‫س َ‬ ‫ك َلُذو َمْغِفَرٍة ِللّنا ِ‬ ‫ن َرّب َ‬‫َو ِإ ّ‬
‫‪ -[1] /5442‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي بنيسابور‪ ،‬سنة اثنتين و خمسين و‬
‫ثلثمائة‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا محمد بن يحيى الصولي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا ابن ذكوان‪ ،‬قال‪ :‬سمعت إبراهيم بن العباس يقول‪ :‬كنا‬
‫في مجلس الرضا )عليه السلم( فتذاكرنا الكبائر‪ ،‬و قول المعتزلة فيها‪ :‬إنها ل تغفر‪ ،‬فقال الرضا )عليه السلم(‪:‬‬
‫ك َلُذو َمْغِفَرٍة‬ ‫ن َرّب َ‬
‫»قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ :‬قد نزل القرآن بخلف قول المعتزلة‪ ،‬قال ال جل جلله‪َ :‬و ِإ ّ‬
‫ظْلِمِهْم«‪.‬‬ ‫على ُ‬ ‫س َ‬ ‫ِللّنا ِ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ت ُمْنِذٌر َو ِلُكلّ َقْوٍم هاٍد ]‪[7‬‬ ‫ن َرّبِه ِإّنما َأْن َ‬ ‫عَلْيِه آَيٌة ِم ْ‬
‫ل َ‬ ‫ن َكَفُروا َلْو ل ُأْنِز َ‬ ‫ل اّلِذي َ‬ ‫َو َيُقو ُ‬
‫‪ -[/5443‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن إسماعيل‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن همام‪ ،‬عن عبد ال بن جعفر الحميري‪،‬‬
‫عن موسى بن مسلم‪ ،‬عن مسعدة‪ ،‬قال‪ :‬كنت عند الصادق )عليه السلم( إذ أتاه شيخ كبير قد انحنى متكئا على‬
‫عصاه‪ ،‬فسلم فرد عليه أبو عبد ال )عليه السلم( الجواب‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا بن رسول ال‪ ،‬ناولني يدك لقبلها‪ .‬فأعطاه‬
‫يده‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬التوحيد‪.4 /406 :‬‬
‫‪ -2‬كفاية الثر‪.260 :‬‬
‫)‪ (1‬التال‪ :‬صغار الّنخل‪» .‬المعجم الوسيط‪ -‬تال‪.«90 :1 -‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪227 :‬‬
‫فقبلها ثم بكى‪ ،‬فقال له أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬ما يبكيك يا شيخ؟« فقال‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬أقمت على قائمكم منذ‬
‫مائة سنة‪ ،‬أقول‪ :‬هذا الشهر‪ ،‬و هذه السنة‪ .‬و قد كبر سني ورق جلدي و دق عظمي و اقترب أجلي‪ ،‬و ل أرى فيكم‬
‫ما أحب‪ ،‬أراكم مقتولين »‪ «1‬مشردين‪ ،‬و أرى أعداءكم يطيرون بالجنحة‪ ،‬فكيف ل أبكي؟! فدمعت عينا أبي عبد‬
‫ال )عليه السلم( ثم قال‪» :‬يا شيخ‪ ،‬إن أبقاك ال حتى ترى قائمنا كنت معنا في السنام العلى‪ ،‬و إن حلت بك‬
‫المنية جئت يوم القيامة مع ثقل محمد )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و نحن ثقله‪ ،‬فقال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬إني مخلف‬
‫فيكم الثقلين فتمسكوا بهما لن تضلوا‪ :‬كتاب ال‪ ،‬و عترتي أهل بيتي«‪ .‬فقال الشيخ‪ :‬ل ابالي بعد ما سمعت هذا‬
‫الخبر‪.‬‬
‫ثم قال‪» :‬يا شيخ‪ ،‬اعلم أن قائمنا يخرج من صلب الحسن‪ ،‬و الحسن يخرج من صلب علي‪ ،‬و علي يخرج من‬
‫صلب محمد‪ ،‬و محمد يخرج من صلب علي‪ ،‬و علي يخرج من صلب ابني هذا‪ -‬و أشار إلى ابنه موسى )عليه‬
‫السلم(‪ -‬و هذا خرج من صلبي‪ .‬نحن اثنا عشر‪ ،‬كلنا معصومون مطهرون«‪.‬‬
‫فقال الشيخ‪ :‬يا سيدي‪ ،‬بعضكم أفضل من بعض؟ فقال‪» :‬ل‪ ،‬نحن في الفضل سواء‪ ،‬و لكن بعضنا أعلم من‬
‫بعض«‪ .‬ثم قال‪» :‬يا شيخ‪ ،‬و ال لو لم يبق من الدنيا إل يوم واحد لطول ال ذلك اليوم حتى يخرج قائمنا أهل‬
‫البيت‪ ،‬أل و إن شيعتنا يقعون في فتنة و حيرة في غيبته‪ ،‬هناك يثبت ال على هداه المخلصين‪ ،‬اللهم أعنهم على‬
‫ذلك«‪.‬‬
‫‪ -[2] /5444‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن الحسن بن محمد‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عتبة بن عبد ال الحمصي »‪ «2‬بمكة‬
‫قراءة عليه سنة ثمانين و ثلثمائة‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن موسى الغطفاني‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن يوسف الحمصي‪،‬‬
‫قال‪:‬‬

‫حدثني محمد بن عكاشة‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا حسين بن زيد بن علي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن الحسن‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الحسن‬
‫)عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬خطب رسول ال )صلى ال عليه و آله( يوما‪ ،‬فقال بعد ما حمد ال و أثنى عليه‪:‬‬
‫معاشر الناس‪ ،‬كأني ادعى فأجيب‪ ،‬و إني تارك فيكم الثقلين‪ :‬كتاب ال و عترتي أهل بيتي‪ ،‬ما إن تمسكتم بهما لن‬
‫تضلوا‪ ،‬فتعلموا منهم‪ ،‬و ل تعلموهم فإنهم أعلم منكم‪ ،‬ل تخلو الرض منهم‪ ،‬و لو خلت إذن لساخت بأهلها‪.‬‬
‫ثم قال )عليه السلم(‪ :‬اللهم إني أعلم أن العلم ل يبيد و ل ينقطع‪ ،‬و أنك ل تخلي الرض من حجة لك على خلقك‪،‬‬
‫ظاهر ليس بالمطاع‪ ،‬أو خائف مغمور كي ل تبطل حجتك‪ ،‬و ل يضل أو لياؤك بعد إذ هديتهم‪ ،‬أولئك القلون‬
‫عددا‪ ،‬العظمون قدرا عند ال‪.‬‬
‫فلما نزل عن منبره قلت له‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬أما أنت الحجة على الخلق كلهم؟ قال‪ :‬يا حسن‪ ،‬إن ال يقول‪:‬‬
‫ل َقْوٍم هاٍد فأنا المنذر‪ ،‬و علي الهادي‪.‬‬
‫ت ُمْنِذٌر َو ِلُك ّ‬
‫ِإّنما َأْن َ‬
‫قلت‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬فقولك‪ :‬إن الرض ل تخلو من حجة؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬علي هو المام و الحجة بعدي و أنت المام و‬
‫الحجة بعده و الحسين المام و الحجة و الخليفة بعدك و لقد نبأني اللطيف الخبير أنه يخرج من صلب‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬كفاية الثر‪.162 :‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬معتلين‪ .‬العتل‪ :‬أن تأخذ بتلبيب الرجل فتجّره جّرا عنيفا و تذهب به إلى حبس أو بلّية‪» .‬لسان‬
‫العرب‪ -‬عتل‪.«424 :11 -‬‬
‫)‪ (2‬في »س«‪ :‬الجعفي‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪228 :‬‬
‫الحسين ولد يقال له علي سمي جده علي‪ ،‬فإذا مضى الحسين قام بالمر بعده علي ابنه‪ ،‬و هو المام و الحجة بعد‬
‫أبيه و يخرج ال من صلب علي ولدا سميي‪ ،‬و أشبه الناس بي علمه علمي‪ ،‬و حكمه حكمي‪ ،‬و هو المام و الحجة‬
‫بعد أبيه و يخرج ال تعالى من صلب محمد مولودا يقال له جعفر‪ ،‬أصدق الناس قول و فعل‪ ،‬و هو المام و‬
‫الحجة بعد أبيه و يخرج ال تعالى من صلب جعفر مولودا يقال له موسى‪ ،‬سمي موسى بن عمران )عليه السلم(‪،‬‬
‫أشد الناس تعبدا‪ ،‬فهو المام و الحجة بعد أبيه‪ ،‬و يخرج ال تعالى من صلب موسى ولدا يقال له علي‪ ،‬معدن علم‬
‫ال‪ ،‬و موضع حكمه‪ ،‬و هو المام و الحجة بعد أبيه و يخرج ال من صلب علي مولدا يقال له محمد‪ ،‬فهو المام و‬
‫الحجة بعد أبيه و يخرج ال تعالى من صلب محمد ولدا يقال له علي‪ ،‬فهو المام و الحجة بعد أبيه و يخرج ال‬
‫تعالى من صلب علي مولودا يقال له الحسن‪ ،‬فهو المام و الحجة بعد أبيه و يخرج ال تعالى من صلب الحسن‬
‫الحجة القائم إمام شيعته‪ ،‬و منقذ أوليائه‪ ،‬يغيب حتى ل يرى‪ ،‬فيرجع عن أمره قوم‪ ،‬و يثبت عليه آخرون َو َيُقوُلو َ‬
‫ن‬
‫ن »‪ «1‬و لو لم يكن »‪ «2‬من الدنيا إل يوم واحد لطول ال عز و جل ذلك اليوم‬ ‫ن ُكْنُتْم صاِدِقي َ‬
‫عُد ِإ ْ‬
‫َمتى هَذا اْلَو ْ‬
‫حتى يخرج قائمنا‪ ،‬فيمل الرض قسطا و عدل‪ ،‬كما ملئت ظلما و جورا‪ ،‬فل تخلو الرض منكم‪ ،‬أعطاكم ال‬
‫علمي و فهمي‪ ،‬و لقد دعوت ال تبارك و تعالى أن يجعل العلم و الفقه في عقبي و عقب عقبي و زرعي و زرع‬
‫زرعي«‪.‬‬
‫‪ -[3] /5445‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن النضر ابن‬
‫سويد‪ ،‬و فضالة بن أيوب‪ ،‬عن موسى بن بكر‪ ،‬عن الفضيل‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول ال عز‬
‫ل َقْوٍم هاٍد‪ ،‬فقال‪» :‬كل إمام هاد للقرن الذي هو فيهم«‪.‬‬ ‫و جل‪ِ :‬لُك ّ‬
‫‪ -[4] /5446‬و عنه‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن أبي عمير‪ ،‬عن ابن أذينة‪ ،‬عن بريد العجلي‪،‬‬
‫ل َقْوٍم هاٍد‪.‬‬
‫ت ُمْنِذٌر َو ِلُك ّ‬
‫عن أبي جعفر )عليه السلم( في قول ال عز و جل‪ِ :‬إّنما َأْن َ‬
‫فقال‪» :‬رسول ال )صلى ال عليه و آله( المنذر‪ ،‬و لكل زمان منا هاد يهديهم إلى ما جاء به النبي )صلى ال عليه‬
‫و آله(‪ ،‬ثم الهداة من بعده علي )عليه السلم(‪ ،‬ثم الوصياء واحدا بعد واحد«‪.‬‬
‫‪ -[5] /5447‬و عنه‪ :‬عن الحسين بن محمد الشعري‪ ،‬عن معلى بن محمد‪ ،‬عن محمد بن جمهور‪ ،‬عن محمد ابن‬
‫ل َقْوٍم هاٍد؟‬ ‫ت ُمْنِذٌر َو ِلُك ّ‬
‫إسماعيل‪ ،‬عن سعدان‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ِ :‬إّنما َأْن َ‬
‫فقال‪» :‬رسول ال )صلى ال عليه و آله( المنذر‪ ،‬و علي )عليه السلم( الهادي‪ ،‬يا أبا محمد‪ ،‬هل من هاد اليوم؟«‬
‫قلت‪ :‬بلى‪ -‬جعلت فداك‪ -‬ما زال منكم هاد من نور هاد حتى رفعت »‪ «3‬إليك‪ ،‬فقال‪» :‬رحمك ال‪ -‬يا أبا محمد‪ -‬لو‬
‫كان إذا نزلت‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -3‬الكافي ‪ ،1 /147 :1‬بصائر الدرجات‪[.....] .6 /50 :‬‬
‫‪ -4‬الكافي ‪ ،2 /148 :1‬بصائر الدرجات‪.1 /49 :‬‬
‫‪ -5‬الكافي ‪ ،3 /148 :1‬بصائر الدرجات‪.9 /51 :‬‬
‫)‪ (1‬يونس ‪ ،48 :10‬النبياء ‪ ،38 :21‬النمل ‪ ،71 :27‬سبأ ‪ ،29 :34‬يس ‪ ،48 :36‬الملك ‪.25 :67‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬يبق‪.‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬هاد بعد هاد حّتى دفعت‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪229 :‬‬
‫آية على رجل ثم مات ذلك الرجل‪ ،‬ماتت الية‪ ،‬مات الكتاب‪ ،‬و لكنه حي يجري فيمن بقي كما جرى فيمن‬
‫مضى«‪.‬‬
‫‪ -[6] /5448‬و عنه‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن صفوان‪ ،‬عن منصور‪،‬‬
‫ل َقْوٍم هاٍد‪.‬‬
‫ت ُمْنِذٌر َو ِلُك ّ‬‫عن عبد الرحيم القصير‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قول ال تبارك و تعالى‪ِ :‬إّنما َأْن َ‬
‫فقال‪» :‬رسول ال )صلى ال عليه و آله( المنذر‪ ،‬و علي )عليه السلم( الهادي‪ ،‬أما و ال ما ذهبت منا‪ ،‬و ما زالت‬
‫فينا إلى الساعة«‪.‬‬
‫و روى محمد بن الحسن الصفار‪ ،‬في كتاب )بصائر الدرجات( هذه الحاديث »‪.«1‬‬

‫‪ -[7] /5449‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق )رحمه ال(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو أحمد عبد العزيز‬
‫بن يحيى البصري‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا المغيرة بن محمد‪ ،‬قال‪ :‬حدثني إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن الزدي سنة ست‬
‫عشرة و مائة »‪ ،«2‬قال‪ :‬حدثنا قيس بن الربيع و منصور بن أبي السود‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن المنهال بن عمرو‪،‬‬
‫عن عباد ابن عبد ال‪ ،‬قال‪ :‬قال علي )عليه السلم(‪» :‬ما نزلت من القرآن آية إل و قد علمت أين نزلت‪ ،‬و فيمن‬
‫نزلت‪ ،‬و في أي شيء نزلت‪ ،‬و في سهل نزلت أو في جبل«‪.‬‬
‫ل َقْوٍم هاٍد‬
‫ت ُمْنِذٌر َو ِلُك ّ‬
‫قيل‪ :‬فما نزل فيك؟ فقال‪» :‬لو ل أنكم سألتموني ما أخبرتكم‪ ،‬نزلت في هذه الية‪ِ :‬إّنما َأْن َ‬
‫فرسول ال )صلى ال عليه و آله( المنذر‪ ،‬و أنا الهادي إلى ما جاء به«‪.‬‬
‫‪ -[8] /5450‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبي و محمد بن الحسن )رضي ال عنهما(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سعد بن عبد ال‪ ،‬قال‪:‬‬
‫حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب و يعقوب بن يزيد جميعا‪ ،‬عن حماد بن عيسى‪ ،‬عن حريز بن عبد ال‪،‬‬
‫ل َقْوٍم هاٍد‪.‬‬‫ت ُمْنِذٌر َو ِلُك ّ‬
‫عن محمد بن مسلم‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم( في قوله تعالى‪ِ :‬إّنما َأْن َ‬
‫قال‪» :‬كل إمام هاد لكل قوم في زمانهم«‪.‬‬
‫‪ -[9] /5451‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبي )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سعد بن عبد ال‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن محمد بن‬
‫عيسى‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن ابن أذينة‪ ،‬عن بريد بن معاوية العجلي‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي جعفر )عليه‬
‫السلم(‪:‬‬
‫ل َقْوٍم هاٍد‪.‬‬
‫ت ُمْنِذٌر َو ِلُك ّ‬
‫ِإّنما َأْن َ‬
‫فقال‪» :‬المنذر رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و علي )عليه السلم( الهادي‪ ،‬و في كل وقت و زمان إمام منا‬
‫يهديهم إلى ما‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -6‬الكافي ‪ ،4 /148 :1‬ينابيع الموّدة‪.100 :‬‬
‫‪ -7‬المالي‪ ،13 /227 :‬شواهد التنزيل ‪.413 /300 :1‬‬
‫‪ -8‬كمال الدين و تمام النعمة‪ ،9 /667 :‬ينابيع المودة‪.100 :‬‬
‫‪ -9‬كمال الدين و تمام النعمة‪.10 /667 :‬‬
‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪.9 ،7 ،6 ،1 /51 -49 :‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬و مائتين‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪230 :‬‬
‫جاء به رسول ال )صلى ال عليه و آله(«‪.‬‬
‫‪ -[10] /5452‬محمد بن الحسن الصفار‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن الحسن بن محبوب‪ ،‬عن‬
‫أبي حمزة الثمالي‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول‪» :‬دعا رسول ال )صلى ال عليه و آله( بطهور فلما‬
‫ل َقْوٍم هاٍد‬ ‫ت ُمْنِذٌر ثم ضم يده إلى صدره‪ ،‬و قال‪َ :‬و ِلُك ّ‬ ‫فرغ أخذ بيد علي )عليه السلم( فألزمها يده‪ ،‬ثم قال‪ِ :‬إّنما َأْن َ‬
‫ثم قال‪ :‬يا علي‪ ،‬أنت أصل الدين‪ ،‬و منار اليمان‪ ،‬و غاية الهدى‪ ،‬و قائد الغر المحجلين‪ ،‬أشهد لك بذلك«‪.‬‬
‫‪ -[11] /5453‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن حماد‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪:‬‬
‫»المنذر‪ :‬رسول )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و الهادي‪ :‬أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ ،‬و بعده الئمة )عليهم السلم(‪ ،‬و‬
‫ل َقْوٍم هاٍد أي في كل زمان إمام هدى »‪ «1‬مبين« فهو رد على من أنكر أن في كل عصر و زمان‬ ‫هو قوله‪َ :‬و ِلُك ّ‬
‫إماما‪ ،‬و أنه ل تخلو الرض من حجة‪ ،‬كما قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪» :‬ل تخلو الرض من إمام قائم‬
‫بحجة ال‪ ،‬إمام ظاهر مشهور‪ ،‬و إما خائف مغمور‪ ،‬لئل تبطل حجج ال و بيناته«‪.‬‬
‫ل َقْوٍم هاٍد أي إمام مبين و منه‪:‬‬ ‫و الهدى في كتاب ال على وجوه‪ ،‬فمنه‪ :‬الئمة )عليهم السلم(‪ ،‬و هو قوله‪َ :‬و ِلُك ّ‬
‫البيان و هو قوله تعالى‪َ :‬أ َو َلْم َيْهِد َلُهْم »‪ «2‬أي يبين لهم و قوله تعالى‪َ :‬و َأّما َثُموُد َفَهَدْيناُهْم »‪ «3‬أي بينا لهم‪ ،‬و‬
‫ن »‪ «4‬أي‬ ‫سِني َ‬‫حِ‬ ‫ل َلَمَع اْلُم ْ‬
‫ن ا َّ‬‫سُبَلنا َو ِإ ّ‬
‫ن جاَهُدوا ِفينا َلَنْهِدَيّنُهْم ُ‬ ‫مثله كثير و منه‪ :‬الثواب‪ ،‬و هو قوله تعالى‪َ :‬و اّلِذي َ‬
‫ن »‪ «5‬أي سينجيني و منه‪ :‬الدللة‪ ،‬و هو قوله‬ ‫سَيْهِدي ِ‬‫ن َمِعي َرّبي َ‬ ‫ل ِإ ّ‬‫لنثيبنهم و منه‪ :‬النجاة‪ ،‬و هو قوله تعالى‪َ :‬ك ّ‬
‫ك »‪ «6‬أي أدلك‪.‬‬ ‫ك ِإلى َرّب َ‬ ‫تعالى‪َ :‬و َأْهِدَي َ‬
‫‪ -[12] /5454‬الشيخ في )مجالسه(‪ :‬بإسناده عن الحسين‪ ،‬عن المفضل‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬ما‬
‫بعث ال نبيا أكرم من محمد )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و ل خلق قبله أحدا‪ ،‬و ل أنذر ال خلقه بأحد من خلقه قبل‬
‫ل َقْوٍم‬
‫ت ُمْنِذٌر َو ِلُك ّ‬ ‫لولى »‪ .«7‬و قال‪ِ :‬إّنما َأْن َ‬ ‫ن الّنُذِر ا ُْ‬ ‫محمد )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬فذلك قوله تعالى‪ :‬هذا َنِذيٌر ِم َ‬
‫هاٍد فلم يكن قبله مطاع في الخلق‪ ،‬و ل يكون بعده إلى أن تقوم الساعة‪ ،‬في كل قرن‪ ،‬إلى أن يرث ال الرض و‬
‫من عليها«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -10‬بصائر الدرجات‪.8 /50 :‬‬
‫‪ -11‬تفسير القّمي ‪.359 :1‬‬
‫‪ -12‬المالي ‪[.....] .282 :2‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬هاد‪.‬‬
‫)‪ (2‬السجدة ‪.26 :32‬‬
‫)‪ (3‬فصلت ‪.17 :41‬‬
‫)‪ (4‬العنكبوت ‪.69 :29‬‬
‫)‪ (5‬الشعراء ‪.62 :26‬‬
‫)‪ (6‬النازعات ‪.19 :79‬‬
‫)‪ (7‬النجم ‪.56 :43‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪231 :‬‬
‫‪ -[13] /5455‬سليم بن قيس الهللي‪ :‬في حديث قيس بن سعد مع معاوية‪ ،‬قال قيس‪ :‬أنزل ال في أمير المؤمنين‬
‫ل َقْوٍم هاٍد‪.‬‬‫ت ُمْنِذٌر َو ِلُك ّ‬
‫)عليه السلم(‪ِ :‬إّنما َأْن َ‬
‫‪ -[14] /5456‬العياشي‪ :‬عن مسعدة بن صدقة‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬قال‪ :‬قال أمير المؤمنين‬
‫ل َقْوٍم هاٍد‪ .‬فقال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬أنا‬ ‫ت ُمْنِذٌر َو ِلُك ّ‬‫)عليه السلم(‪» :‬فينا نزلت هذه الية‪ِ :‬إّنما َأْن َ‬
‫المنذر و أنت الهادي‪ -‬يا علي‪ -‬فمنا الهادي و النجاة و السعادة إلى يوم القيامة«‪.‬‬
‫‪ -[15] /5457‬عن عبد الرحيم القصير‪ ،‬قال‪ :‬كنت يوما من اليام عند أبي جعفر )عليه السلم( فقال‪» :‬يا عبد‬
‫ل َقْوٍم هاٍد إذ قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬أنا‬ ‫ت ُمْنِذٌر َو ِلُك ّ‬‫الرحيم« قلت‪ :‬لبيك‪ :‬قال‪» :‬قول ال‪ِ :‬إّنما َأْن َ‬
‫المنذر و علي الهادي‪ ،‬فمن الهادي اليوم؟« قال‪ :‬فسكت طويل‪ ،‬ثم رفعت رأسي‪ ،‬فقلت‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬هي فيكم‪،‬‬
‫توارثونها رجل فرجل حتى انتهت إليك‪ ،‬فأنت‪ -‬جعلت فداك‪ -‬الهادي‪ ،‬قال‪» :‬صدقت‪ -‬يا عبد الرحيم‪ -‬إن القرآن‬
‫حي ل يموت‪ ،‬و الية حية ل تموت‪ ،‬فلو كانت الية إذا نزلت في أقوام فماتوا مات القرآن‪ ،‬و لكن هي جارية في‬
‫الباقين كما جرت في الماضين«‪.‬‬
‫و قال عبد الرحيم‪ :‬قال‪ :‬أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬إن القرآن حي لم يمت‪ ،‬و إنه يجري كما يجري الليل و‬
‫النهار‪ ،‬و كما تجري الشمس و القمر‪ ،‬و يجري على آخرنا كما يجري على أولنا«‪.‬‬
‫‪ -[16] /5458‬عن حنان بن سدير‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول في قول ال تبارك و‬
‫ل َقْوٍم هاٍد فقال‪» :‬قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬أنا المنذر و علي الهادي‪ ،‬و‬ ‫ت ُمْنِذٌر َو ِلُك ّ‬‫تعالى‪ِ :‬إّنما َأْن َ‬
‫كل إمام هاد للقرن الذي هو فيه«‪.‬‬
‫ل َقْوٍم هاٍد‪.‬‬ ‫ت ُمْنِذٌر َو ِلُك ّ‬‫‪ -[17] /5459‬عن بريد بن معاوية‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قول ال‪ِ :‬إّنما َأْن َ‬
‫فقال‪» :‬قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬أنا المنذر و في كل زمان إمام منا يهديهم إلى ما جاء به نبي ال‬
‫)صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و الهداة من بعده‪ :‬علي )عليه السلم(‪ ،‬ثم الوصياء من بعده‪ ،‬واحد بعد واحد‪ ،‬أما و ال ما‬
‫ذهبت منا‪ ،‬و ما زالت فينا إلى الساعة‪ ،‬رسول ال )صلى ال عليه و آله( المنذر‪ ،‬و بعلي )عليه السلم( يهتدي‬
‫المهتدون«‪.‬‬
‫‪ -[1/5460‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬قال النبي )صلى ال عليه و آله(‪ :‬أنا المنذر‪ ،‬و علي‬
‫الهادي إلى أمري«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ ،... -13‬ينابيع المودة‪ .104 :‬عن كتاب سليم بن قيس‪.‬‬
‫‪ -14‬تفسير العّياشي ‪.5 /203 :2‬‬
‫‪ -15‬تفسير العّياشي ‪.6 /203 :2‬‬
‫‪ -16‬تفسير العّياشي ‪.7 /204 :2‬‬
‫‪ -17‬تفسير العّياشي ‪.8 /204 :2‬‬
‫‪ -18‬تفسير العّياشي ‪.9 /204 :2‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪232 :‬‬

‫‪ -[19] /5461‬أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسين بن شاذان‪ :‬بإسناده عن عبد ال بن عمر‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ت ُمْنِذٌر َو ِلُك ّ‬
‫ل‬ ‫قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪» :‬بي أنذرتم‪ ،‬و بعلي بن أبي طالب اهتديتم‪ -‬و قرأ‪ِ :‬إّنما َأْن َ‬
‫َقْوٍم هاٍد‪ -‬و بالحسن أعطيتم الحسان و بالحسين تسعدون و به تشقون‪ ،‬أل و إن الحسين باب من أبواب الجنة‪ ،‬من‬
‫عاداه حرم ال عليه ريح الجنة«‪.‬‬

‫‪ -[20] /5462‬الحاكم أبو القاسم الحسكاني‪ ،‬بإسناده عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن حكيم بن‬
‫جبير‪ ،‬عن أبي برزة السلمي‪ ،‬قال‪ :‬دعا رسول ال )صلى ال عليه و آله( بالطهور‪ ،‬و عنده علي بن أبي طالب‬
‫)عليه السلم(‪ ،‬فأخذ رسول ال )صلى ال عليه و آله( بيد علي )عليه السلم( بعد ما تطهر فألصقها بصدره‪ ،‬ثم‬
‫ل َقْوٍم هاٍد ثم قال‪» :‬إنك‬ ‫ت ُمْنِذٌر‪ -‬و يعني نفسه‪ -‬ثم ردها إلى صدر علي )عليه السلم( ثم قال‪َ :‬و ِلُك ّ‬ ‫قال‪ِ :‬إّنما َأْن َ‬
‫منار النام‪ ،‬و غاية الهدى‪ ،‬و أمير القراء‪ ،‬أشهد على ذلك أنك كذلك«‪.‬‬
‫ل َقْوٍم هاٍد المنذر‪:‬‬
‫ت ُمْنِذٌر َو ِلُك ّ‬
‫‪ -[21] /5463‬ابن الفارسي في )الروضة( قال‪ :‬قال علي )عليه السلم(‪ِ» :‬إّنما َأْن َ‬
‫محمد )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و لكل قوم هاد‪ :‬أنا«‪.‬‬
‫‪ -[22] /5464‬ابن شهرآشوب‪ ،‬عن الحسكاني في )شواهد التنزيل(‪ ،‬و المرزباني في )ما نزل من القرآن في‬
‫أمير المؤمنين )عليه السلم((‪ ،‬قال أبو برزة‪ :‬دعا رسول ال )صلى ال عليه و آله( بالطهور‪ ،‬و عنده علي بن‬
‫أبي طالب )عليه السلم( فأخذ بيد علي بعد ما تطهر‪ ،‬فألصقها بصدره‪ ،‬ثم قال‪» :‬إنما أنا منذر«‪ .‬ثم ردها إلى‬
‫صدر علي )عليه السلم(‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫ل َقْوٍم هاٍد‪ ،‬ثم قال‪» :‬أنت منار النام‪ ،‬و رواية الهدى‪ ،‬و أمين القرآن‪ ،‬و أشهد على ذلك أنك كذلك«‪.‬‬ ‫َو ِلُك ّ‬
‫‪ -[23] /5465‬الثعلبي في )الكشف( عن عطاء بن السائب‪ ،‬عن سعيد بن جبير‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬قال‪ :‬لما نزلت‬
‫هذه الية‪ ،‬وضع رسول ال )صلى ال عليه و آله( يده على صدره‪ ،‬و قال‪» :‬أنا المنذر« و أومأ بيده إلى منكب‬
‫علي )عليه السلم( فقال‪» :‬أنت الهادي يا علي‪ ،‬بك يهتدي المهتدون بعدي«‪.‬‬
‫‪ -[24] /5466‬عبد ال بن عطاء‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪» :‬فالنبي المنذر‪ ،‬و بعلي )عليه السلم( يهتدي‬
‫المهتدون«‪.‬‬
‫‪ -[25] /5467‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬النبي المنذر‪ ،‬و علي الهادي«‪.‬‬
‫‪ -[26] /5468‬سعيد بن المسيب‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬سألت رسول ال )صلى ال عليه و آله( عن هذه الية‪،‬‬
‫فقال لي‪:‬‬
‫__________________________________________________‬
‫سلم( للخوارزمي ‪[.....] .145 :1‬‬ ‫‪ -19‬مائة منقبة‪ ،4 /22 :‬مقتل الحسين )عليه ال ّ‬
‫‪ -20‬شواهد التنزيل ‪.414 /301 :1‬‬
‫‪ -21‬روضة الواعظين‪.116 ،104 :‬‬
‫‪ -22‬المناقب ‪.83 :3‬‬
‫‪ -23‬المناقب ‪.84 :23‬‬
‫‪ -24‬المناقب ‪» 84 :3‬نحوه«‪.‬‬
‫‪ -25‬لمن نجده في المناقب‪.‬‬
‫‪ -26‬المناقب ‪.84 :3‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪233 :‬‬
‫»هادي هذه المة علي بن أبي طالب«‪.‬‬
‫‪ -[27] /5469‬الثعلبي‪ ،‬عن السدي‪ ،‬عن عبد خير‪ ،‬عن علي )عليه السلم( قال‪» :‬المنذر‪ :‬النبي )صلى ال عليه و‬
‫آله(‪ ،‬و الهادي‪ :‬رجل من بني هاشم«‪ .‬يعني نفسه )عليه السلم(‪.‬‬
‫ل َقْوٍم هاٍد‬ ‫ت ُمْنِذٌر رسول ال )صلى ال عليه و آله( َو ِلُك ّ‬ ‫‪ -[28] /5470‬ابن عباس و الضحاك و الزجاج‪ِ :‬إّنما َأْن َ‬
‫علي بن أبي طالب )عليه السلم(‪.‬‬
‫قلت‪ :‬و الرواية عن ابن عباس في هذه الية بهذا المعنى مستفيضة من طرق الخاصة و العامة‪ ،‬يطول الكتاب‬
‫بذكرها‪.‬‬
‫ت ُمْنِذٌر َو ِلُك ّ‬
‫ل‬ ‫‪ -[29] /5471‬قال ابن شهر آشوب‪ :‬صنف أحمد بن محمد بن سعيد كتابا في قوله تعالى‪ِ :‬إّنما َأْن َ‬
‫َقْوٍم هاٍد أنها نزلت في أمير المؤمنين )عليه السلم(‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫شهاَدةِ اْلَكِبيُر‬ ‫ب َو ال ّ‬ ‫عْنَدهُ ِبِمْقداٍر عاِلُم اْلَغْي ِ‬ ‫يٍء ِ‬
‫ش ْ‬
‫ل َ‬‫لْرحاُم َو ما َتْزداُد َو ُك ّ‬ ‫ض ا َْ‬
‫ل ُأْنثى َو ما َتِغي ُ‬ ‫ل ُك ّ‬‫حِم ُ‬‫ل َيْعَلُم ما َت ْ‬
‫ا ُّ‬
‫ل ]‪[9 -8‬‬ ‫اْلُمَتعا ِ‬
‫‪ -[1] /5472‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن حماد ابن‬
‫ل ُأْنثى َو‬ ‫ل ُك ّ‬ ‫حِم ُ‬‫ل َيْعَلُم ما َت ْ‬ ‫عيسى‪ ،‬عن حريز‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬عن أحدهما )عليهما السلم( في قول ال عز و جل‪ :‬ا ُّ‬
‫لْرحاُم َو ما َتْزداُد‪.‬‬ ‫ض ا َْ‬ ‫ما َتِغي ُ‬
‫قال‪» :‬الغيض‪ :‬كل حمل دون تسعة أشهر‪َ :‬و ما َتْزداُد‪ :‬كل شيء يزداد على تسعة أشهر‪ ،‬فكلما رأت المرأة الدم‬
‫الخالص في حملها‪ ،‬فإنها تزداد بعدد اليام التي رأت في حملها من الدم«‪.‬‬
‫ل ُأْنثى َو ما‬ ‫ل ُك ّ‬ ‫حِم ُ‬‫ل َيْعَلُم ما َت ْ‬ ‫‪ -[2] /5473‬العياشي‪ :‬عن حريز‪ ،‬رفعه إلى أحدهما )عليهما السلم( في قول ال‪ :‬ا ُّ‬
‫لْرحاُم َو ما َتْزداُد‪.‬‬ ‫ض ا َْ‬‫َتِغي ُ‬
‫قال‪» :‬الغيض‪ :‬كل حمل دون تسعة أشهر َو ما َتْزداُد‪ :‬كل شيء يزداد على تسعة أشهر‪ ،‬و كلما رأت الدم‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -27‬المناقب ‪ ،84 :3‬مسند أحمد بن حنبل ‪ ،126 :1‬شواهد التنزيل ‪ 410 /299 :1‬و‪ ،412 /300 :‬ينابيع الموّدة‪:‬‬
‫‪.99‬‬
‫‪ -28‬المناقب ‪ ،83 :3‬تفسير الحبري‪.38 /281 :‬‬
‫‪ -29‬المناقب ‪.83 :3‬‬
‫‪ -1‬الكافي ‪.2 /12 :6‬‬
‫‪ -2‬تفسير العّياشي ‪.10 /204 :2‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪234 :‬‬
‫في حملها من الحيض يزداد بعدد اليام التي رأت في حملها من الدم«‪.‬‬
‫ل ُأْنثى »يعني الذكر‬ ‫ل ُك ّ‬‫حِم ُ‬‫‪ -[3] /5474‬عن زرارة‪ ،‬عن أبي جعفر و أبي عبد ال )عليهما السلم( في قوله‪ :‬ما َت ْ‬
‫لْرحاُم‪ -‬قال‪ -‬الغيض‪ :‬ما كان أقل من الحمل َو ما َتْزداُد‪ :‬ما زاد على الحمل‪ ،‬فهو مكان ما‬ ‫ض ا َْ‬ ‫و النثى َو ما َتِغي ُ‬
‫رأت من الدم في حملها«‪.‬‬
‫ل ُأْنثى من أنثى‬ ‫ل ُك ّ‬‫حِم ُ‬ ‫‪ -[4] /5475‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬و حمران‪ ،‬و زرارة‪ ،‬عنهما )عليهما السلم( قال‪» :‬ما َت ْ‬
‫لْرحاُم‪ -‬قال‪ -‬ما لم يكن حمل َو ما َتْزداُد من أنثى أو ذكر«‪.‬‬ ‫ض ا َْ‬
‫أو ذكر َو ما َتِغي ُ‬
‫ل ُأْنثى َو‬ ‫ل ُك ّ‬‫حِم ُ‬ ‫ل َيْعَلُم ما َت ْ‬‫‪ -[5] /5476‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول ال‪ :‬ا ُّ‬
‫لْرحاُم‪.‬‬ ‫ض ا َْ‬‫ما َتِغي ُ‬
‫قال‪ :‬ما لم يكن حمل َو ما َتْزداُد‪ -‬قال‪ -‬الذكر و النثى جميعا«‪.‬‬
‫ل ُأْنثى قال‪» :‬الذكر و‬ ‫ل ُك ّ‬ ‫حِم ُ‬‫ل َيْعَلُم ما َت ْ‬
‫‪ -[6] /5477‬عن زرارة‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال‪ :‬ا ُّ‬
‫لْرحاُم قال‪» :‬ما كان دون التسعة فهو غيض« َو ما َتْزداُد قال‪» :‬كلما رأت الدم في حال‬ ‫ض ا َْ‬‫النثى« َو ما َتِغي ُ‬
‫حملها ازداد به على التسعة أشهر‪ ،‬إن كانت رأت الدم خمسة أيام أو أقل أو أكثر‪ ،‬زاد ذلك على التسعة أشهر«‪.‬‬
‫‪ -[7] /5478‬ابن بابويه‪ :‬قال‪ :‬حدثنا أبي )رحمه ال(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سعد بن عبد ال‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪،‬‬
‫عن الحسن بن علي بن فضال‪ ،‬عن ثعلبة بن ميمون‪ ،‬عن بعض أصحابنا‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول‬
‫شهاَدِة‪.‬‬‫ب َو ال ّ‬ ‫ال عز و جل‪ :‬عاِلُم اْلَغْي ِ‬
‫فقال‪» :‬الغيب‪ :‬ما لم يكن‪ ،‬و الشهادة‪ :‬ما قد كان«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ب ِبالّنهاِر ]‪[10‬‬ ‫ل َو ساِر ٌ‬
‫ف ِبالّلْي ِ‬
‫خ ٍ‬‫سَت ْ‬‫ن ُهَو ُم ْ‬
‫جَهَر ِبِه َو َم ْ‬‫ن َ‬ ‫ل َو َم ْ‬ ‫سّر اْلَقْو َ‬ ‫ن َأ َ‬
‫سواٌء ِمْنُكْم َم ْ‬ ‫َ‬
‫‪ -[1] /5479‬قال علي بن إبراهيم‪ :‬و في رواية أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله تعالى‪:‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -3‬تفسير العياشي ‪.11 /204 :2‬‬
‫‪ -4‬تفسير العياشي ‪[.....] .12 /204 :2‬‬
‫‪ -5‬تفسير العياشي ‪.13 /205 :2‬‬
‫‪ -6‬تفسير العياشي ‪.14 /205 :2‬‬
‫‪ -7‬معاني الخبار‪.1 /146 :‬‬
‫‪ -1‬تفسير القمي ‪.360 :1‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪235 :‬‬
‫جَهَر ِبِه‪ ،‬قال‪» :‬فالسر و العلنية عنده سواء«‪.‬‬ ‫ن َ‬ ‫ل َو َم ْ‬ ‫سّر اْلَقْو َ‬‫ن َأ َ‬‫سواٌء ِمْنُكْم َم ْ‬ ‫َ‬
‫ل مستخف في جوف بيته‪.‬‬ ‫ف ِبالّلْي ِ‬
‫خ ٍ‬ ‫سَت ْ‬
‫ن ُهَو ُم ْ‬ ‫‪ -[2] /5480‬و قال علي بن إبراهيم في قوله تعالى‪َ :‬و َم ْ‬
‫ب ِبالّنهاِر يعني تحت الرض‪ ،‬فذلك كله عند ال عز و جل واحد يعلمه‪.‬‬ ‫َو ساِر ٌ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ل ]‪[11‬‬ ‫ن َأْمِر ا ِّ‬
‫ظوَنُه ِم ْ‬ ‫حَف ُ‬ ‫خْلِفِه َي ْ‬
‫ن َ‬ ‫ن َيَدْيِه َو ِم ْ‬ ‫ن َبْي ِ‬‫ت ِم ْ‬ ‫َلُه ُمَعّقبا ٌ‬
‫‪ -[3] /5481‬علي بن إبراهيم‪ :‬إنها قرئت عند أبي عبد ال )عليه السلم( فقال لقارئها‪» :‬أ لستم عربا‪ ،‬فكيف تكون‬
‫المعقبات من بين يديه؟! و إنما المعقب من خلفه«‪.‬‬
‫فقال الرجل‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬كيف هذا؟ فقال‪» :‬إنما نزلت )له معقبات من خلفه و رقيب من بين يديه يحفظونه بأمر‬
‫ال( و من ذا الذي يقدر أن يحفظ الشيء من أمر ال؟ و هم الملئكة الموكلون بالناس«‪.‬‬
‫ن َيَدْيِه َو ِم ْ‬
‫ن‬ ‫ن َبْي ِ‬‫ت ِم ْ‬‫‪ -[4] /5482‬قال‪ :‬و في رواية أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله‪َ :‬لُه ُمَعّقبا ٌ‬
‫ل‪.‬‬
‫ن َأْمِر ا ِّ‬ ‫ظوَنُه ِم ْ‬ ‫حَف ُ‬‫خْلِفِه َي ْ‬
‫َ‬
‫يقول‪» :‬بأمر ال‪ ،‬من أن يقع في ركي »‪ ،«1‬أو يقع عليه حائط‪ ،‬أو يصيبه شيء حتى إذا جاء القدر‪ ،‬خلوا بينه و‬
‫بينه‪ ،‬يدفعونه إلى المقادير‪ ،‬و هما ملكان يحفظانه بالليل‪ ،‬و ملكان بالنهار يتعاقبانه«‪.‬‬
‫ن ِإ ّ‬
‫ل‬ ‫شْيطا ُ‬ ‫و تقدم حديث جابر عن النبي )صلى ال عليه و آله( في قوله تعالى‪َ :‬يِعُدُهْم َو ُيَمّنيِهْم َو ما َيِعُدُهُم ال ّ‬
‫غُرورًا من سورة النساء‪ ،‬أن ابن آدم له ملكان يحفظانه »‪.«2‬‬ ‫ُ‬
‫ن َبْي ِ‬
‫ن‬ ‫ت ِم ْ‬ ‫‪ -[5] /5483‬العياشي‪ :‬عن بريد العجلي‪ ،‬قال‪ :‬سمعني أبو عبد ال )عليه السلم( و أنا أقرأ َلُه ُمَعّقبا ٌ‬
‫ل فقال‪» :‬مه‪ ،‬و كيف تكون المعقبات من بين يديه؟ إنما تكون المعقبات من‬ ‫ن َأْمِر ا ِّ‬ ‫ظوَنُه ِم ْ‬ ‫حَف ُ‬‫خْلِفِه َي ْ‬
‫ن َ‬ ‫َيَدْيِه َو ِم ْ‬
‫خلفه إنما أنزلها ال )له رقيب من بين يديه و معقبات من خلفه‪ .‬يحفظونه بأمر ال(«‪.‬‬
‫ل‪.‬‬
‫ن َأْمِر ا ِّ‬ ‫ظوَنُه ِم ْ‬‫حَف ُ‬‫‪ -[6] /5484‬عن مسعدة بن صدقة‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬في قوله تعالى‪َ :‬ي ْ‬
‫قال‪» :‬بأمر ال‪ -‬ثم قال‪ -‬ما من عبد إل و معه ملكان يحفظانه‪ ،‬فإذا جاء المر من عند ال‪ ،‬خليا بينه و بين أمر‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.360 :1‬‬
‫‪ -3‬تفسير القّمي ‪.360 :1‬‬
‫‪ -4‬تفسير القّمي ‪.360 :1‬‬
‫‪ -5‬تفسير العّياشي ‪.15 /205 :2‬‬
‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪.16 /205 :2‬‬
‫ي‪ :‬جنس للّركّية‪ ،‬و هي البئر‪ ،‬و جمعها‪ ،‬ركايا »النهاية‪ -‬ركا‪.«261 :2 -‬‬ ‫)‪ (1‬الّرك ّ‬
‫)‪ (2‬تقدم في الحديث )‪ (1‬من تفسير الية )‪ (120‬من سورة النساء‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪236 :‬‬
‫ال«‪.‬‬
‫ن َبْي ِ‬
‫ن‬ ‫ت ِم ْ‬ ‫‪ -[5] /5485‬عن فضيل بن عثمان سكرة‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال في هذه الية َلُه ُمَعّقبا ٌ‬
‫َيَدْيِه الية‪ ،‬قال‪» :‬هن المقدمات المؤخرات المعقبات الباقيات الصالحات«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ل]‬ ‫ن وا ٍ‬ ‫ن ُدوِنِه ِم ْ‬ ‫سْوءًا َفل َمَرّد َلُه َو ما َلُهْم ِم ْ‬ ‫ل ِبَقْوٍم ُ‬ ‫سِهْم َو ِإذا َأراَد ا ُّ‬ ‫حّتى ُيَغّيُروا ما ِبَأْنُف ِ‬ ‫ل ل ُيَغّيُر ما ِبَقْوٍم َ‬ ‫ن ا َّ‬ ‫ِإ ّ‬
‫ن ُدوِنِه‬ ‫سْوءًا َفل َمَرّد َلُه َو ما َلُهْم ِم ْ‬ ‫ل ِبَقْوٍم ُ‬ ‫‪ -[1] /5486 [11‬قال علي بن إبراهيم‪ :‬في قوله تعالى‪َ :‬و ِإذا َأراَد ا ُّ‬
‫ل أي من دافع‪.‬‬ ‫ن وا ٍ‬ ‫ِم ْ‬
‫‪ -[2] /5487‬عبد ال بن جعفر الحميري‪ :‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن أبي نصر‪ ،‬قال‪ :‬سمعته‪-‬‬
‫سِهْم َو‬ ‫حّتى ُيَغّيُروا ما ِبَأْنُف ِ‬ ‫ل ل ُيَغّيُر ما ِبَقْوٍم َ‬ ‫ن ا َّ‬‫يعني الرضا )عليه السلم(‪ -‬يقول‪ ،‬في قول ال تبارك و تعالى‪ِ :‬إ ّ‬
‫سْوءًا َفل َمَرّد َلُه‪.‬‬ ‫ل ِبَقْوٍم ُ‬ ‫ِإذا َأراَد ا ُّ‬
‫سْوءًا َفل‬ ‫ل ِبَقْوٍم ُ‬ ‫فقال‪» :‬إن القدرية يحتجون بأولها‪ ،‬و ليس كما يقولون‪ ،‬أل ترى أن ال تعالى يقول‪َ :‬و ِإذا َأراَد ا ُّ‬
‫ن ُيْغِوَيُكْم«‬
‫ل ُيِريُد َأ ْ‬ ‫ن ا ُّ‬‫ن كا َ‬ ‫ح َلُكْم ِإ ْ‬‫صَ‬‫ن َأْن َ‬ ‫ت َأ ْ‬
‫ن َأَرْد ُ‬‫حي ِإ ْ‬ ‫صِ‬ ‫َمَرّد َلُه و قال نوح‪َ :‬و ل َيْنَفُعُكْم ُن ْ‬
‫‪ -‬قال‪ -‬المر إلى ال يهدي من يشاء«‪.‬‬
‫‪ -[3] /5488‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن الحسن القطان‪ ،‬قال حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان‪ ،‬قال‪:‬‬
‫حدثنا بكر بن عبد ال بن حبيب‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا تميم بن بهلول‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عبد ال بن الفضل‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪:‬‬
‫سمعت أبا خالد الكابلي يقول‪ :‬سمعت زين العابدين علي بن الحسين )عليهما السلم( يقول‪» :‬الذنوب التي تغير‬
‫النعم‪:‬‬
‫البغي على الناس‪ ،‬و الزوال عن العادة في الخير و اصطناع المعروف‪ ،‬و كفران النعم‪ ،‬و ترك الشكر‪ ،‬قال ال‬
‫عز و جل‪:‬‬
‫سِهْم«‪.‬‬ ‫حّتى ُيَغّيُروا ما ِبَأْنُف ِ‬ ‫ل ل ُيَغّيُر ما ِبَقْوٍم َ‬ ‫ن ا َّ‬‫ِإ ّ‬
‫‪ -[4] /5489‬العياشي‪ :‬عن سليمان بن عبد ال‪ ،‬قال‪ :‬كنت عند أبي الحسن موسى )عليه السلم( قاعدا‪ ،‬فأتي‬
‫بامرأة‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -5‬تفسير العّياشي ‪.17 /205 :2‬‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.360 :1‬‬
‫‪ -2‬قرب السناد‪[.....] .158 :‬‬
‫‪ -3‬معاني الخبار‪.2 /270 :‬‬
‫‪ -4‬تفسير العّياشي ‪.18 /205 :2‬‬
‫)‪ (1‬هود ‪.34 :11‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪237 :‬‬
‫قد صار وجهها قفاها‪ ،‬فوضع يده اليمنى في جبينها‪ ،‬و يده اليسرى من خلف ذلك‪ ،‬ثم عصر وجهها عن اليمين‪ ،‬ثم‬
‫سِهْم فرجع وجهها‪ ،‬و قال‪» :‬احذري أن تفعلي كما فعلت«‪.‬‬ ‫حّتى ُيَغّيُروا ما ِبَأْنُف ِ‬ ‫ل ل ُيَغّيُر ما ِبَقْوٍم َ‬ ‫ن ا َّ‬
‫قال‪ِ :‬إ ّ‬
‫فقالوا‪ :‬يا بن رسول ال‪ ،‬و ما فعلت؟ فقال‪» :‬ذلك مستور إل أن تتكلم به« فسألوها‪ ،‬فقالت‪ :‬كانت لي ضرة‪ ،‬فقمت‬
‫اصلي‪ ،‬فظننت أن زوجي معها‪ ،‬فالتفت إليها فرأيتها قاعدة و ليس هو معها‪ .‬فرجع وجهها على ما كان‪.‬‬
‫‪ -[5] /5490‬عن أبي عمرو المدائني‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬إن أبي كان يقول‪ :‬إن ال قضى‬
‫قضاء حتما ل ينعم على عبد بنعمة فيسلبها إياه قبل أن يحدث العبد ذنبا يستوجب بذلك الذنب سلب تلك النعمة‪ ،‬و‬
‫سِهْم«‪.‬‬‫حّتى ُيَغّيُروا ما ِبَأْنُف ِ‬ ‫ل ل ُيَغّيُر ما ِبَقْوٍم َ‬ ‫ن ا َّ‬
‫ذلك قول ال‪ِ :‬إ ّ‬
‫حّتى‬ ‫ل ل ُيَغّيُر ما ِبَقْوٍم َ‬ ‫ن ا َّ‬ ‫‪ -[6] /5491‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن أبي الحسن الرضا )عليه السلم( في قول ال‪ِ :‬إ ّ‬
‫سْوءًا َفل َمَرّد َلُه »فصار المر إلى ال تعالى«‪.‬‬ ‫ل ِبَقْوٍم ُ‬‫سِهْم َو ِإذا َأراَد ا ُّ‬ ‫ُيَغّيُروا ما ِبَأْنُف ِ‬
‫‪ -[7] /5492‬عن الحسين بن سعيد المكفوف‪ ،‬كتب إليه )عليه السلم( في كتاب له‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬يا سيدي‪ ،‬علم‬
‫مولك ما ل يقبل لقائله دعوة‪ ،‬و ما ل يؤخر لفاعله دعوة‪ ،‬و ما حد الستغفار الذي وعد عليه نوح‪ ،‬و الستغفار‬
‫ل »‪ «2‬و قوله‪َ :‬فَم ِ‬
‫ن‬ ‫عَلى ا ِّ‬ ‫ل َ‬ ‫ن َيَتَوّك ْ‬
‫ل »‪َ «1‬و َم ْ‬ ‫ق ا َّ‬
‫ن َيّت ِ‬
‫الذي ل يعذب قائله‪ ،‬و كيف يلفظ بهما؟ و معنى قوله‪َ :‬و َم ْ‬
‫سِهْم؟ و كيف يغير‬ ‫حّتى ُيَغّيُروا ما ِبَأْنُف ِ‬ ‫ل ل ُيَغّيُر ما ِبَقْوٍم َ‬ ‫ن ا َّ‬ ‫ن ِذْكِري »‪ «4‬و ِإ ّ‬ ‫عْ‬‫ض َ‬ ‫عَر َ‬ ‫ن َأ ْ‬‫ي »‪َ ،«3‬و َم ْ‬ ‫اّتَبَع ُهدا َ‬
‫القوم ما بأنفسهم؟‬
‫فكتب )صلوات ال عليه(‪» :‬كافأكم ال عني بتضعيف الثواب‪ ،‬و الجزاء الحسن الجميل‪ ،‬و عليكم جميعا السلم و‬
‫رحمة ال و بركاته‪ ،‬الستغفار ألف‪ ،‬و التوكل‪ :‬من توكل على ال فهو حسبه‪ ،‬و من يتق ال يجعل له مخرجا و‬
‫ي أي من قال بالئمة و اتبع أمرهم بحسن طاعتهم‪ ،‬و أما‬ ‫ن اّتَبَع ُهدا َ‬ ‫يرزقه من حيث ل يحتسب‪ ،‬و أما قوله‪َ :‬فَم ِ‬
‫التغير فإنه ل يسيء إليهم حتى يتولوا ذلك بأنفسهم بخطاياهم‪ ،‬و ارتكابهم ما نهى عنه« و كتب بخطه‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ب الّثقا َ‬
‫ل‬ ‫سحا َ‬‫ئ ال ّ‬ ‫شُ‬‫طَمعًا َو ُيْن ِ‬ ‫خْوفًا َو َ‬ ‫ق َ‬ ‫ُهَو اّلِذي ُيِريُكُم اْلَبْر َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -5‬تفسير العّياشي ‪.19 /206 :2‬‬
‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪.20 /206 :2‬‬
‫‪ -7‬تفسير العّياشي ‪.21 /206 :2‬‬
‫)‪ (1‬الطلق ‪.5 ،4 ،2 :65‬‬
‫)‪ (2‬النفال ‪.49 :8‬‬
‫)‪ (3‬طه ‪.123 :20‬‬
‫)‪ (4‬طه ‪.124 :20‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪238 :‬‬
‫ل َو ُهَو‬
‫ن ِفي ا ِّ‬‫ن َيشاُء َو ُهْم ُيجاِدُلو َ‬ ‫صيبُ ِبها َم ْ‬ ‫ق َفُي ِ‬‫عَ‬‫صوا ِ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫سُ‬
‫خيَفِتِه َو ُيْر ِ‬ ‫ن ِ‬‫حْمِدِه َو اْلَملِئَكُة ِم ْ‬ ‫عُد ِب َ‬
‫ح الّر ْ‬ ‫سّب ُ‬
‫َو ُي َ‬
‫ل ]‪[13 -12‬‬ ‫شِديُد اْلِمحا ِ‬ ‫َ‬
‫‪ -[1] /5493‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن الحسن القطان‪ ،‬و محمد بن بكران النقاش‪ ،‬و محمد بن إبراهيم ابن‬
‫إسحاق الطالقاني )رضي ال عنهم(‪ ،‬قالوا‪ :‬حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا علي بن الحسن‬
‫طَمعًا‪.‬‬
‫خْوفًا َو َ‬ ‫ق َ‬ ‫بن فضال‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬قال الرضا )عليه السلم( في قوله تعالى‪ :‬هَُو اّلِذي ُيِريُكُم اْلَبْر َ‬
‫قال )عليه السلم(‪» :‬خوفا للمسافر‪ ،‬و طمعا للمقيم«‪.‬‬
‫‪ -[2] /5494‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن هارون بن مسلم‪ ،‬عن مسعدة بن صدقة‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫ال )عليه السلم( قال‪» :‬كان علي )عليه السلم( يقوم في المطر أول ما تمطر حتى يبتل رأسه و لحيته و ثيابه‪،‬‬
‫فقيل له‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬الكن »‪ «1‬الكن‪ ،‬فقال‪ :‬إن هذا ماء قريب العهد بالعرش‪ ،‬ثم أنشأ يحدث‪ ،‬فقال‪ :‬إن تحت‬
‫العرش بحرا فيه ماء ينبت أرزاق الحيوانات‪ ،‬فإذا أراد ال )عز ذكره( أن ينبت به ما يشاء لهم رحمة منه لهم‪،‬‬
‫أوحى ال إليه فمطر ما شاء من سماء إلى سماء‪ ،‬حتى يصير إلى سماء الدنيا‪ -‬فيما أظن‪ -‬فيلقيه إلى السحاب‪ ،‬و‬
‫السحاب بمنزلة الغربال‪ ،‬ثم يوحي ال إلى الريح أن اطحنيه و أذيبيه ذوبان الماء‪ ،‬ثم انطلقي به إلى موضع كذا و‬
‫كذا فامطري عليهم‪.‬‬
‫فيكون كذا و كذا عبابا و غير ذلك‪ ،‬فتقطر عليهم على النحو الذي يأمرها به‪ ،‬فليس من قطرة تقطر إل و معها‬
‫ملك حتى يضعها موضعها‪ ،‬و لم تنزل من السماء قطرة من مطر إل بعدد و وزن معلوم‪ ،‬إل ما كان من يوم‬
‫الطوفان على عهد نوح )عليه السلم(‪ ،‬فإنه نزل ماء منهمر بل وزن و ل عدد«‪.‬‬
‫‪ -[3] /5495‬قال‪ :‬و حدثني أبو عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬قال لي أبي )عليه السلم( قال أمير المؤمنين )عليه‬
‫السلم(‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬إن ال عز و جل جعل السحاب غرابيل للمطر‪ ،‬هي تذيب البرد‬
‫حتى يصير ماء كي ل يضر به شيئا يصيبه‪ ،‬و الذي ترون فيه من البرد و الصواعق نقمة من ال عز و جل‬
‫يصيب بها من يشاء من عباده‪ .‬ثم قال‪:‬‬
‫قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬ل تشيروا إلى المطر‪ ،‬و ل إلى الهلل‪ ،‬فإن ال يكره ذلك«‪.‬‬
‫و روى ذلك الحميري في )قرب السناد( بإسناده‪ ،‬عن مسعدة بن صدقة‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( »‪.«2‬‬

‫__________________________________________________‬
‫سلم( ‪.51 /294 :1‬‬ ‫‪ -1‬عيون أخبار الّرضا )عليه ال ّ‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.326 /239 :8‬‬
‫‪ -3‬الكافي ‪ 240 :8‬ذيل الحديث )‪.(326‬‬
‫ن‪ :‬ما يرد الحّر و البرد من البنية و المساكن‪» .‬النهاية‪ -‬كنن‪[.....] .«206 :4 -‬‬ ‫)‪ (1‬الك ّ‬
‫)‪ (2‬قرب السناد‪.35 :‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪239 :‬‬
‫‪ -[4] /5496‬و عنه‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل‪ ،‬عن محمد ابن‬
‫الفضيل‪ ،‬عن أبي الصباح الكناني‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬يموت المؤمن بكل ميتة إل الصاعقة‪ ،‬ل‬
‫تأخذه و هو يذكر ال عز و جل«‪.‬‬
‫‪ -[5] /5497‬و عنه‪ :‬عن حميد بن زياد‪ ،‬عن الحسن بن محمد بن سماعة‪ ،‬عن وهيب بن حفص‪ ،‬عن أبي بصير‪،‬‬
‫قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن ميتة المؤمن؟‬
‫قال‪» :‬يموت المؤمن بكل ميتة‪ ،‬يموت غرقا‪ ،‬و يموت بالهدم‪ ،‬و يبتلى بالسبع‪ ،‬و يموت بالصاعقة‪ ،‬و ل تصيب‬
‫ذاكر ال عز و جل«‪.‬‬
‫‪ -[6] /5498‬و عنه‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن ابن أذينة‪ ،‬عن بريد بن معاوية‬
‫العجلي‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬إن الصواعق ل تصيب ذاكرا« قال‪ :‬قلت‪ :‬و ما الذاكر؟ قال‪» :‬من‬
‫قرأ مائة آية«‪.‬‬
‫‪ -[7] /5499‬العياشي‪ :‬عن يونس بن عبد الرحمن‪ ،‬أن داود قال‪ :‬كنا عنده فأرعدت السماء‪ ،‬فقال هو‪» :‬سبحان‬
‫من يسبح له الرعد بحمده و الملئكة من خيفته« فقال له أبو بصير‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬إن للرعد كلما؟ فقال‪» :‬يا أبا‬
‫محمد‪ ،‬سل عما يعنيك‪ ،‬و دع ما ل يعنيك«‪.‬‬
‫‪ -[8] /5500‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سألته عن الرعد‪ ،‬أي شيء يقول؟ قال‪» :‬إنه‬
‫بمنزلة الرجل يكون في البل فيزجرها‪ ،‬هاي هاي‪ ،‬كهيئة ذلك«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فما البرق؟ قال لي‪» :‬تلك من مخاريق »‪ «1‬الملئكة‪ ،‬تضرب السحاب فتسوقه إلى الموضع الذي قضى ال‬
‫فيه المطر«‪.‬‬
‫‪ -[9] /5501‬محمد بن إبراهيم النعماني‪ :‬بإسناده عن الصبغ بن نباتة‪ ،‬قال‪ :‬سمعت عليا )عليه السلم(‪ -‬في‬
‫ل قال‪» :‬يريد المكر«‪.‬‬ ‫شِديُد اْلِمحا ِ‬
‫حديث‪ ،‬فيه‪ -‬في قوله تعالى‪َ :‬و ُهَو َ‬
‫طَمعًا يعني يخافه قوم‪ ،‬و يطمع فيه قوم‪،‬‬ ‫خْوفًا َو َ‬‫ق َ‬ ‫‪ -[10] /5502‬قال علي بن إبراهيم‪ :‬قوله‪ُ :‬هَو اّلِذي ُيِريُكُم اْلَبْر َ‬
‫حْمِدِه و هو الملك الذي يسوق‬ ‫عُد ِب َ‬
‫سّبحُ الّر ْ‬
‫ل يعني يرفعها من الرض‪َ .‬و ُي َ‬ ‫ب الّثقا َ‬‫سحا َ‬ ‫ئ ال ّ‬‫شُ‬ ‫أن يمطروا‪َ :‬و ُيْن ِ‬
‫شِديُد اْلِمحا ِ‬
‫ل‬ ‫ل َو ُهَو َ‬
‫ن ِفي ا ِّ‬
‫ن َيشاُء َو ُهْم ُيجاِدُلو َ‬ ‫ب ِبها َم ْ‬ ‫صي ُ‬‫ق َفُي ِ‬
‫عَ‬ ‫صوا ِ‬ ‫ل ال ّ‬‫سُ‬ ‫خيَفِتِه َو ُيْر ِ‬
‫ن ِ‬‫السحاب َو اْلَملِئَكُة ِم ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -4‬الكافي ‪.1 /363 :2‬‬
‫‪ -5‬الكافي ‪.3 /363 :2‬‬
‫‪ -6‬الكافي ‪.2 /363 :2‬‬
‫‪ -7‬تفسير العياشي ‪.22 /207 :2‬‬
‫‪ -8‬تفسير العياشي ‪.23 /207 :2‬‬
‫‪ -9‬الغيبة‪.62 /278 :‬‬
‫‪ -10‬تفسير القمي ‪.361 :1‬‬
‫)‪ (1‬المخراق‪ :‬منديل أو نحوه يلوى فيضرب به‪ ،‬أو يلف فيفزع به‪ ،‬و أراد هنا أنها آلة تزجر بها الملئكة‬
‫السحاب و تسوقه‪ ،‬انظر »لسان العرب‪ -‬خرق‪.«76 :10 -‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪240 :‬‬

‫أي شديد الغضب‪.‬‬


‫‪ -[11] /5503‬الشيخ في )المالي(‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا نصر بن القاسم بن نصر‬
‫أبو ليث الفرائضي‪ ،‬و عمرو بن أبي حسان »‪ «1‬الزيادي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا ديلم بن‬
‫غزوان العبدي‪ ،‬و علي بن أبي سارة الشيباني‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا ثابت البناني‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬أن رسول ال )صلى‬
‫ال عليه و آله( بعث رجل إلى فرعون من فراعنة العرب يدعوه إلى ال عز و جل‪ ،‬فقال لرسول النبي )صلى ال‬
‫عليه و آله(‪ :‬أخبرني عن هذا الذي تدعوني إليه‪ ،‬أمن فضة هو‪ ،‬أم من ذهب‪ ،‬أم من حديد؟ فرجع إلى النبي )صلى‬
‫ال عليه و آله(‪ ،‬و أخبره بقوله‪ ،‬فقال النبي )صلى ال عليه و آله(‪» :‬ارجع إليه فادعه«‪ ،‬قال‪ :‬يا نبي ال‪ ،‬إنه أعتى‬
‫من ذلك‪.‬‬
‫قال‪» :‬إرجع إليه« فرجع إليه‪ ،‬فقال كقوله‪ ،‬فبينا هو يكلمه إذ رعدت سحابة رعدة فألقت على رأسه صاعقة ذهبت‬
‫شِديُد‬‫ل َو ُهَو َ‬ ‫ن ِفي ا ِّ‬ ‫ب ِبها َمنْ َيشاُء َو ُهْم ُيجاِدُلو َ‬ ‫صي ُ‬ ‫ق َفُي ِ‬‫عَ‬ ‫صوا ِ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫سُ‬‫بقحف رأسه‪ ،‬فأنزل ال جل ثناؤه‪َ :‬و ُيْر ِ‬
‫ل‪.‬‬‫اْلِمحا ِ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ط َكّفْيِه ِإَلى اْلماِء ِلَيْبُلَغ فاهُ َو ما هَُو ِبباِلِغِه‬
‫سِ‬‫ل َكبا ِ‬ ‫يٍء ِإ ّ‬ ‫ش ْ‬
‫ن َلُهْم ِب َ‬‫جيُبو َ‬ ‫سَت ِ‬
‫ن ُدوِنِه ل َي ْ‬ ‫ن ِم ْ‬‫عو َ‬
‫ن َيْد ُ‬ ‫ق َو اّلِذي َ‬‫حّ‬ ‫عَوُة اْل َ‬‫َلُه َد ْ‬
‫ل ]‪[14‬‬ ‫ضل ٍ‬ ‫ل ِفي َ‬ ‫ن ِإ ّ‬‫َو ما ُدعاُء اْلكاِفِري َ‬
‫‪ -[1] /5504‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬في رواية أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله‪َ :‬و اّلِذي َ‬
‫ن‬
‫يٍء »فهذا مثل ضربه ال للذين يعبدون الصنام‪ ،‬و الذين يعبدون آلهة من‬ ‫ش ْ‬
‫ن َلُهْم ِب َ‬
‫جيُبو َ‬‫سَت ِ‬‫ن ُدوِنِه ل َي ْ‬ ‫ن ِم ْ‬ ‫عو َ‬ ‫َيْد ُ‬
‫ط َكّفْيِه ِإَلى اْلماِء ليبلغ فاه ليتناوله من بعيد و ل يناله«‪.‬‬ ‫سِ‬ ‫ل َكبا ِ‬ ‫دون ال‪ ،‬فل يستجيبون لهم بشيء‪ ،‬و ل ينفعهم ِإ ّ‬
‫ل أي في بطلن‪.‬‬ ‫ضل ٍ‬‫ل ِفي َ‬ ‫ن ِإ ّ‬‫‪ -[2] /5505‬و قال علي بن إبراهيم في قوله‪َ :‬و ما ُدعاُء اْلكاِفِري َ‬
‫‪ -[3] /5506‬ثم قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن أحمد بن النضر‪ ،‬عن عمرو بن شمر‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه‬
‫السلم( قال‪» :‬جاء رجل إلى النبي )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬رأيت أمرا عظيما‪ ،‬فقال‪ :‬و ما‬
‫رأيت؟ قال‪ :‬كان لي‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -11‬المالي ‪.99 :2‬‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.361 :1‬‬
‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.361 :1‬‬
‫‪ -3‬تفسير القّمي ‪.361 :1‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬عمرو بن أبي هشام‪[.....] .‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪241 :‬‬
‫مريض‪ ،‬و نعت له ماء من بئر بالحقاف »‪ «1‬يستشفى به في برهوت »‪ ،«2‬قال‪ :‬فانتهيت و معي قربة و قدح‬
‫لخذ من مائها و أصب في القربة و إذا بشيء قد هبط من جو السماء كهيئة السلسلة‪ ،‬و هو يقول‪ :‬يا هذا‪ ،‬اسقني‪،‬‬
‫الساعة أموت‪ .‬فرفعت رأسي‪ ،‬و رفعت إليه القدح لسقيه‪ ،‬فإذا رجل في عنقه سلسلة‪ ،‬فلما ذهبت أناوله القدح‪،‬‬
‫اجتذب مني حتى علق بالشمس‪ ،‬ثم أقبلت على الماء أغترف إذ أقبل الثانية و هو يقول‪ :‬العطش العطش‪ ،‬يا هذا‪،‬‬
‫اسقني‪ ،‬الساعة أموت‪ .‬فرفعت القدح لسقيه‪ ،‬فاجتذب مني حتى علق بالشمس‪ ،‬حتى فعل ذلك الثالثة‪ ،‬فقمت و‬
‫شددت قربتي و لم أسقه‪.‬‬
‫ن ِم ْ‬
‫ن‬ ‫عو َ‬ ‫ن َيْد ُ‬
‫فقال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬ذاك قابيل بن آدم الذي قتل أخاه‪ ،‬و هو قوله عز و جل‪َ :‬و اّلِذي َ‬
‫ل«‪.‬‬ ‫ضل ٍ‬ ‫ل ِفي َ‬ ‫يٍء إلى قوله‪ِ :‬إ ّ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن َلُهْم ِب َ‬‫جيُبو َ‬‫سَت ِ‬
‫ُدوِنِه ل َي ْ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ل ]‪ -[1] /5507 [15‬قال علي‬ ‫لصا ِ‬ ‫ظلُلُهْم ِباْلُغُدّو َو ا ْ‬‫طْوعًا َو َكْرهًا َو ِ‬ ‫ض َ‬ ‫لْر ِ‬ ‫ت َو ا َْ‬‫سماوا ِ‬ ‫ن ِفي ال ّ‬ ‫جُد َم ْ‬‫سُ‬ ‫ل َي ْ‬ ‫َو ِّ‬
‫ل قال‪:‬‬‫لصا ِ‬ ‫ظلُلُهْم ِباْلُغُدّو َو ا ْ‬
‫طْوعًا َو كَْرهًا َو ِ‬ ‫ض َ‬ ‫لْر ِ‬ ‫ت َو ا َْ‬ ‫سماوا ِ‬ ‫ن ِفي ال ّ‬ ‫جُد َم ْ‬
‫سُ‬‫ل َي ْ‬‫بن إبراهيم‪ :‬قوله‪َ :‬و ِّ‬
‫بالعشي‪ ،‬قال‪ :‬ظل المؤمن يسجد طوعا‪ ،‬و ظل الكافر يسجد كرها‪ ،‬و هو نموهم و حركتهم و زيادتهم و نقصانهم‪.‬‬
‫سماوا ِ‬
‫ت‬ ‫ن ِفي ال ّ‬ ‫جُد َم ْ‬ ‫سُ‬‫ل َي ْ‬
‫‪ -[2] /5508‬قال‪ :‬و في رواية أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله‪َ :‬و ِّ‬
‫طْوعًا َو َكْرهًا الية‪» :‬أما من يسجد من أهل السماوات طوعا‪ ،‬فالملئكة يسجدون ل طوعا‪ ،‬أما من‬ ‫ض َ‬ ‫لْر ِ‬ ‫َو ا َْ‬
‫يسجد من أهل الرض طوعا‪ ،‬فمن »‪ «3‬ولد في السلم فهو يسجد له طوعا‪ ،‬و أما من يسجد له كرها‪ ،‬فمن اجبر‬
‫على السلم‪ ،‬و أما من لم يسجد فظله يسجد له بالغداة و العشي«‪.‬‬
‫‪ -[3] /5509‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن علي بن أسباط‪ ،‬عن غالب بن عبد ال‪ ،‬عن‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.361 :1‬‬

‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.362 :1‬‬

‫‪ -3‬الكافي ‪.1 /379 :2‬‬

‫)‪ (1‬في »س«‪ :‬بين الحقاف‪.‬‬

‫)‪ (2‬برهوت‪ :‬بفتح الول و الثاني و ضّم الهاء و سكون الواو‪ ،‬باليمن يوضع فيه أرواح الكفار‪ ،‬و قيل‪ :‬بئر‬
‫بحضرموت‪ ،‬و قيل‪ :‬هو اسم للبلد الذي فيه هذا البئر‪» .‬معجم البلدان ‪.«405 :1‬‬

‫)‪ (3‬في »س« و »ط«‪ :‬الرض ممن‪.‬‬

‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪242 :‬‬


‫ل‪.‬‬
‫لصا ِ‬ ‫ظلُلُهْم ِباْلُغُدّو َو ا ْ‬ ‫أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال تبارك و تعالى‪َ :‬و ِ‬
‫قال‪» :‬هو الدعاء قبل طلوع الشمس و قبل غروبها‪ ،‬و هي ساعة إجابة«‪.‬‬
‫‪[/5510‬‬
‫‪ -‬العياشي‪ :‬عن عبد ال بن ميمون القداح‪ ،‬قال‪ :‬سمعت زيد بن علي يقول‪ :‬يا معشر من يحبنا‪ ،‬أل ينصرنا »‪«1‬‬
‫من الناس أحد؟ فإن الناس لو يستطيعون أن يحبونا لحبونا‪ ،‬و ال لحبتنا أشد خزانة من الذهب و الفضة‪ ،‬إن ال‬
‫طْوعًا َو َكْرهًا الية‪ ،‬ثم‬ ‫ض َ‬ ‫لْر ِ‬ ‫ت َو ا َْ‬‫سماوا ِ‬ ‫ن ِفي ال ّ‬ ‫جُد َم ْ‬ ‫سُ‬ ‫ل َي ْ‬‫خلق ما هو خالق ثم جعلهم أظلة‪ ،‬ثم تل هذه الية َو ِّ‬
‫أخذ ميثاقنا و ميثاق شيعتنا‪ ،‬فل ينقص منها واحد‪ ،‬و ل يزداد فينا واحد‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫حُد اْلَقّهاُر ]‪-[5] /5511 [16‬‬ ‫يٍء َو ُهَو اْلوا ِ‬ ‫ل شَ ْ‬ ‫ق ُك ّ‬‫ل خاِل ُ‬ ‫ل ا ُّ‬ ‫ض‪ -‬إلى قوله تعالى‪ُ -‬ق ِ‬ ‫لْر ِ‬ ‫ت َو ا َْ‬ ‫سماوا ِ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫ن َر ّ‬ ‫ل َم ْ‬
‫ُق ْ‬
‫سِهْم َنْفعًا‬‫لْنُف ِ‬
‫ن َِ‬
‫ن ُدوِنِه َأْوِلياَء ل َيْمِلُكو َ‬ ‫خْذُتْم ِم ْ‬ ‫ل َأ َفاّت َ‬
‫ل ُق ْ‬‫ل ا ُّ‬‫ض ُق ِ‬ ‫لْر ِ‬ ‫ت َو ا َْ‬ ‫سماوا ِ‬ ‫ب ال ّ‬‫ن َر ّ‬ ‫ل َم ْ‬ ‫قال علي بن إبراهيم‪ُ :‬ق ْ‬
‫ت َو الّنوُر أما الظلمات‬ ‫ظُلما ُ‬ ‫سَتِوي ال ّ‬ ‫ل َت ْ‬‫صيُر يعني المؤمن و الكافر َأْم َه ْ‬ ‫عمى َو اْلَب ِ‬ ‫لْ‬ ‫سَتِوي ا َْ‬ ‫ل َي ْ‬ ‫ل َه ْ‬ ‫ضّرا ُق ْ‬‫َو ل َ‬
‫ل‪ :‬الية محكمة‪.‬‬ ‫ل ا ُّ‬‫ض ُق ِ‬‫لْر ِ‬ ‫ت َو ا َْ‬ ‫سماوا ِ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫ن َر ّ‬ ‫ل َم ْ‬ ‫فالكفر‪ ،‬و أما النور فهو اليمان‪ ،‬ثم قال في قوله‪ُ :‬ق ْ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫س اْلِمهاُد ]‪ -[6] /5512 [18 -17‬و قال‬ ‫جَهّنُم َو ِبْئ َ‬ ‫ت َأْوِدَيٌة‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و َمْأواُهْم َ‬ ‫سماِء ماًء َفساَل ْ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ل ِم َ‬‫َأْنَز َ‬
‫ت َأْوِدَيٌة ِبَقَدِرها يقول‪ :‬الكبير على قدر كبره‪ ،‬و الصغير على‬ ‫سماِء ماًء َفساَل ْ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ل ِم َ‬ ‫علي بن إبراهيم‪ :‬قوله‪َ :‬أْنَز َ‬
‫ع َزَبٌد ِمْثُلُه‪.‬‬ ‫حْلَيٍة َأْو َمتا ٍ‬‫عَلْيِه ِفي الّناِر اْبِتغاَء ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ل َزَبدًا راِبيًا َو ِمّما ُيوِقُدو َ‬ ‫سْي ُ‬
‫ل ال ّ‬ ‫حَتَم َ‬‫قدر صغره‪َ :‬فا ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -4‬تفسير العّياشي ‪.24 /207 :2‬‬
‫‪ -5‬تفسير القّمي ‪.362 :1‬‬
‫‪ -6‬تفسير القّمي ‪.362 :1‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ل ينصرنا‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪243 :‬‬
‫سماِء ماًء يقول‪ :‬أنزل الحق من السماء فاحتملته القلوب بأهوائها‪ ،‬ذو اليقين على قدر‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ل ِم َ‬ ‫ثم قال‪ :‬قول ال‪َ :‬أْنَز َ‬
‫يقينه‪ ،‬و ذو الشك على قدر شكه‪ ،‬فاحتمل الهوى باطل كثيرا و جفاء‪ ،‬فالماء هو الحق‪ ،‬و الودية هي القلوب‪ ،‬و‬
‫ل َفَأّما‬ ‫طَ‬
‫ق َو اْلبا ِ‬‫حّ‬ ‫ل اْل َ‬ ‫ب ا ُّ‬ ‫ضِر ُ‬ ‫ك َي ْ‬ ‫السيل هو الهوى‪ ،‬و الزبد هو الباطل‪ ،‬و الحلية و المتاع هو الحق‪ ،‬قال ال‪َ :‬كذِل َ‬
‫ض فالزبد و خبث الحديد »‪ «1‬هو الباطل‪ ،‬و المتاع و‬ ‫لْر ِ‬ ‫ث ِفي ا َْ‬ ‫س َفَيْمُك ُ‬ ‫جفاًء َو َأّما ما َيْنَفُع الّنا َ‬ ‫ب ُ‬ ‫الّزَبُد َفَيْذَه ُ‬
‫الحلية هو الحق‪ ،‬من أصاب الزبد و خبث الحديد »‪ «2‬في الدنيا لم ينتفع به‪ ،‬و كذلك صاحب الباطل يوم القيامة ل‬
‫ينتفع به‪ ،‬و أما المتاع و الحلية فهو الحق‪ ،‬من أصاب الحلية و المتاع في الدنيا انتفع به‪ ،‬و كذلك صاحب الحق يوم‬
‫ل‪.‬‬
‫لْمثا َ‬ ‫ل ا َْ‬
‫ب ا ُّ‬ ‫ضِر ُ‬ ‫ك َي ْ‬ ‫القيامة ينتفع به‪َ ،‬كذِل َ‬
‫ل َزَبدًا راِبيًا أي مرتفعا‪َ ،‬و‬ ‫سْي ُ‬
‫ل ال ّ‬ ‫حَتَم َ‬
‫ت َأْوِدَيٌة ِبَقَدِرها َفا ْ‬ ‫سماِء ماًء َفساَل ْ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ل ِم َ‬‫‪ -[2] /5513‬ثم قال أيضا‪ :‬قوله‪َ :‬أْنَز َ‬
‫ع َزَبٌد ِمْثُلُه يعني ما يخرج من الماء من الجواهر و هو مثل‪ ،‬أي يثبت‬ ‫حْلَيٍة َأْو َمتا ٍ‬ ‫عَلْيِه ِفي الّناِر اْبِتغاَء ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ِمّما ُيوِقُدو َ‬
‫جفاًء‬‫ب ُ‬ ‫ل َفَأّما الّزَبُد َفَيْذَه ُ‬ ‫طَ‬ ‫ق َو اْلبا ِ‬ ‫حّ‬ ‫ل اْل َ‬‫ب ا ُّ‬‫ضِر ُ‬ ‫ك َي ْ‬ ‫الحق في قلوب المؤمنين‪ ،‬و في قلوب الكفار ل يثبت َكذِل َ‬
‫ض و هذا مثل للمؤمنين و المشركين‪ ،‬و قال ال عز و جل‪َ :‬كذِل َ‬
‫ك‬ ‫لْر ِ‬ ‫ث ِفي ا َْ‬ ‫س َفَيْمُك ُ‬ ‫يعني يبطل َو َأّما ما َيْنَفُع الّنا َ‬
‫جِميعًا َو ِمْثَلُه‬‫ض َ‬ ‫لْر ِ‬ ‫ن َلُهْم ما ِفي ا َْ‬ ‫جيُبوا َلُه َلْو َأ ّ‬ ‫سَت ِ‬
‫ن َلْم َي ْ‬‫سنى َو اّلِذي َ‬ ‫حْ‬ ‫سَتجاُبوا ِلَرّبِهُم اْل ُ‬ ‫نا ْ‬ ‫ل ِلّلِذي َ‬
‫لْمثا َ‬ ‫ل ا َْ‬‫ب ا ُّ‬
‫ضِر ُ‬ ‫َي ْ‬
‫س اْلِمهاُد فالمؤمن إذا سمع الحديث ثبت في قلبه و‬ ‫جَهّنُم َو ِبْئ َ‬ ‫ب َو َمْأواُهْم َ‬ ‫حسا ِ‬ ‫سوُء اْل ِ‬ ‫ك َلُهْم ُ‬ ‫لْفَتَدْوا ِبِه ُأولِئ َ‬ ‫َمَعُه َ‬
‫أجابه »‪ «3‬و آمن به‪ ،‬فهو مثل الماء الذي يبقى »‪ «4‬في الرض فينبت النبات‪ ،‬و الذي ل ينتفع به يكون مثل‬
‫الزبد الذي تضربه الرياح فيبطل‪.‬‬
‫‪ -[3] /5514‬الطبرسي في )الحتجاج(‪ :‬عن أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ ،‬في حديث يذكره في »‪ «5‬أحوال‬
‫ض فالزبد في هذا‬ ‫لْر ِ‬ ‫ث ِفي ا َْ‬ ‫س َفَيْمُك ُ‬‫جفاًء َو َأّما ما َيْنَفُع الّنا َ‬ ‫ب ُ‬ ‫الكفار‪» :‬و ضرب مثلهم بقوله‪َ :‬فَأّما الّزَبُد َفَيْذَه ُ‬
‫الموضع كلم الملحدين الذين أثبتوه في القرآن‪ ،‬فهو يضمحل و يبطل و يتلشى عند التحصيل‪ ،‬و الذي ينفع الناس‬
‫منه فالتنزيل الحقيقي الذي ل يأتيه الباطل من بين يديه و ل من خلفه‪ ،‬و القلوب تقبله‪ ،‬و الرض في هذا الموضع‬
‫هي محل العلم و قراره«‪.‬‬
‫‪ -[4] /5515‬و قال الطبرسي في معنى سوء الحساب‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪» :‬هو أن »‪ «6‬ل يقبل‬
‫منهم‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬تفسير العّياشي ‪.363 :1‬‬
‫‪ -3‬الحتجاج‪.249 :‬‬
‫‪ -4‬مجمع البيان ‪.442 :6‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬الحلية‪[.....] .‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬الحلية‪.‬‬
‫)‪ (3‬في »س«‪ :‬و رجا ربه‪.‬‬
‫)‪ (4‬في »ط«‪ :‬يقع‪.‬‬
‫)‪ (5‬في »س«‪ :‬يذكر من‪.‬‬
‫)‪ (6‬في »س«‪ :‬هؤلء‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪244 :‬‬
‫حسنة‪ ،‬و ل يغفر لهم سيئة«‪.‬‬
‫س اْلِمهاُد قال‪ :‬يمتهدون »‪ «1‬في النار‪.‬‬ ‫‪ -[1] /5516‬علي بن إبراهيم‪ ،‬في قوله‪َ :‬و ِبْئ َ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ب ]‪[19‬‬ ‫لْلبا ِ‬‫عمى ِإّنما َيَتَذّكُر ُأوُلوا ا َْ‬ ‫ن ُهَو َأ ْ‬ ‫ق َكَم ْ‬‫حّ‬ ‫ك اْل َ‬
‫ن َرّب َ‬
‫ك ِم ْ‬ ‫ل ِإَلْي َ‬
‫ن َيْعَلُم َأّنما ُأْنِز َ‬
‫َأ َفَم ْ‬
‫ن َرّب َ‬
‫ك‬ ‫ك ِم ْ‬
‫ل ِإَلْي َ‬
‫ن َيْعَلُم َأّنما ُأْنِز َ‬
‫‪ -[2] /5517‬ابن شهر آشوب‪ :‬عن أبي الورد‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( َأ َفَم ْ‬
‫ق‪ .‬قال‪» :‬علي بن أبي طالب )عليه السلم(«‪.‬‬ ‫حّ‬‫اْل َ‬
‫‪ -[3] /5518‬عن محمد بن مروان‪ ،‬عن السدي‪ ،‬عن الكلبي‪ ،‬عن أبي صالح‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬في قوله تعالى‪:‬‬
‫ق‪،‬‬‫حّ‬ ‫ك اْل َ‬
‫ن َرّب َ‬
‫ك ِم ْ‬ ‫ل ِإَلْي َ‬
‫ن َيْعَلُم َأّنما ُأْنِز َ‬
‫َأ َفَم ْ‬
‫عمى قال‪ :‬الول‪.‬‬ ‫ن ُهَو َأ ْ‬
‫قال‪ :‬علي )عليه السلم( َكَم ْ‬
‫‪ -[4] /5519‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن أبي عبد ال الشعري‪ ،‬عن بعض أصحابنا رفعه‪ ،‬عن هشام بن الحكم‪ ،‬عن‬
‫أبي الحسن موسى بن جعفر )عليه السلم( في حديث طويل‪ -‬قال‪» :‬يا هشام‪ ،‬ثم ذكر اولي اللباب بأحسن الذكر‪،‬‬
‫عمى ِإّنما َيَتَذّكُر ُأوُلوا‬ ‫ن ُهَو َأ ْ‬ ‫ق َكَم ْ‬‫حّ‬ ‫ك اْل َ‬
‫ن َرّب َ‬
‫ك ِم ْ‬ ‫ل ِإَلْي َ‬
‫ن َيْعَلُم َأّنما ُأْنِز َ‬‫و حلهم بأحسن التحلية »‪ ،«2‬و قال‪َ :‬أ َفَم ْ‬
‫ب‪.‬‬
‫لْلبا ِ‬‫ا َْ‬
‫‪ -[5] /5520‬و قال الحسن بن علي )عليهما السلم(‪» :‬إذا طلبتم الحوائج فاطلبوها من أهلها‪ ،‬قيل‪ :‬يا بن رسول‬
‫ب‪ -‬قال‪ -‬هم أولو‬ ‫لْلبا ِ‬
‫ال‪ ،‬و من أهلها؟ قال‪» :‬الذين قص »‪ «3‬ال في كتابه و ذكرهم‪ ،‬فقال‪ِ :‬إّنما َيَتَذّكُر ُأوُلوا ا َْ‬
‫العقول«‪.‬‬
‫‪ -[6] /5521‬العياشي‪ :‬عن عقبة بن خالد‪ ،‬قال‪ :‬دخلت على أبي عبد ال )عليه السلم( فأذن لي‪ ،‬و ليس هو في‬
‫مجلسه‪ ،‬فخرج علينا من جانب البيت من عند نسائه و ليس عليه جلباب‪ ،‬فلما نظر إلينا‪ ،‬قال‪» :‬أحب لقاءكم« ثم‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.363 :1‬‬
‫‪ -2‬المناقب ‪.61 :3‬‬
‫‪ -3‬المناقب ‪.60 :3‬‬
‫‪ -4‬الكافي ‪.12 :1‬‬
‫‪ -5‬الكافي ‪.12 /15 :1‬‬
‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪.25 /207 :2‬‬
‫)‪ (1‬في »س«‪ :‬يتمّهدون‪ ،‬و في المصدر‪ :‬يمهدون‪ .‬و المهاد‪ :‬الفراض‪ ،‬و مهد لنفسه‪ :‬كسب و عمل‪ ،‬و مهد لنفسه‬
‫خيرا و امتهده‪ :‬هّيأه و توطأه »لسان العرب‪ -‬مهد‪ «410 :3 -‬و التمّهد‪ :‬التمّكن »الصحاح‪ -‬مهد‪.«541 :3 -‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬الحلية‪.‬‬
‫ص‪[.....] .‬‬ ‫)‪ (3‬في »ط«‪ :‬خ ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪245 :‬‬
‫ب«‪.‬‬ ‫لْلبا ِ‬‫جلس‪ ،‬ثم قال‪» :‬أنتم أولو اللباب في كتاب ال‪ ،‬قال ال‪ِ :‬إّنما َيَتَذّكُر ُأوُلوا ا َْ‬
‫‪ -[6] /5522‬عن أبي العباس‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬تفكر ساعة خير من عبادة سنة‪ ،‬قال ال‪ِ :‬إّنما‬
‫ب«‪.‬‬ ‫لْلبا ِ‬‫َيَتَذّكُر ُأوُلوا ا َْ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن َرّبُهْم َو َيخاُفو َ‬
‫ن‬ ‫شْو َ‬
‫خَ‬‫ل َو َي ْ‬ ‫صَ‬‫ن ُيو َ‬ ‫ل ِبِه َأ ْ‬
‫ن ما َأَمَر ا ُّ‬‫صُلو َ‬‫ن َي ِ‬
‫ق َو اّلِذي َ‬
‫ن اْلِميثا َ‬
‫ضو َ‬‫ل َو ل َيْنُق ُ‬ ‫ن ِبَعْهِد ا ِّ‬‫ن ُيوُفو َ‬ ‫اّلِذي َ‬
‫ب ]‪[21 -20‬‬ ‫حسا ِ‬ ‫سوَء اْل ِ‬ ‫ُ‬
‫‪ -[1] /5523‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن الحسين بن محمد‪ ،‬عن معلى بن محمد‪ ،‬عن الحسن بن علي الوشاء‪ ،‬عن علي‬
‫بن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪» :‬إن الرحم معلقة بالعرش‪،‬‬
‫صُلو َ‬
‫ن‬ ‫ن َي ِ‬ ‫تقول‪ :‬اللهم صل من وصلني و اقطع من قطعني‪ ،‬و هي رحم آل محمد‪ ،‬و هو قول ال عز و جل‪َ :‬و اّلِذي َ‬
‫ل و رحم كل ذي رحم«‪.‬‬ ‫صَ‬‫ن ُيو َ‬ ‫ل ِبِه َأ ْ‬
‫ما َأَمَر ا ُّ‬
‫‪ -[2] /5524‬و عنه‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن صفوان‬
‫الجمال‪ ،‬قال‪ :‬وقع بين أبي عبد ال )عليه السلم( و بين عبد ال بن الحسن كلم‪ ،‬حتى وقعت الضوضاء بينهم‪ ،‬و‬
‫اجتمع الناس‪ ،‬فافترقا عشيتهما بذلك‪ ،‬و غدوت في حاجة‪ ،‬فإذا أنا بأبي عبد ال )عليه السلم( على باب عبد ال بن‬
‫الحسن‪ ،‬و هو يقول‪» :‬يا جارية‪ ،‬قولي لبي محمد يخرج« قال‪ :‬فخرج فقال‪ :‬يا أبا عبد ال‪ ،‬ما بكر بك؟ فقال‪:‬‬
‫»إني تلوت آية في كتاب ال عز و جل البارحة‪ ،‬فأقلقتني«‪ .‬قال‪ :‬و ما هي؟ قال‪» :‬قول ال جل و عز ذكره‪ :‬اّلِذي َ‬
‫ن‬
‫ب« فقال‪ :‬صدقت‪ ،‬لكأني لم أقرأ هذه الية‬ ‫حسا ِ‬ ‫سوَء اْل ِ‬‫ن ُ‬‫ن َرّبُهْم َو َيخاُفو َ‬‫شْو َ‬
‫خَ‬‫ل َو َي ْ‬
‫صَ‬‫ن ُيو َ‬ ‫ل ِبِه َأ ْ‬
‫ن ما َأَمَر ا ُّ‬ ‫صُلو َ‬ ‫َي ِ‬
‫من كتاب ال جل و عز قط‪ ،‬فاعتنقا و بكيا‪.‬‬
‫‪ -[3] /5525‬و عنه‪ :‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن أحمد بن أبي عبد ال‪ ،‬عن ابن فضال‪ ،‬عن ابن بكير‪ ،‬عن عمر‬
‫صَ‬
‫ل‬ ‫ن ُيو َ‬ ‫ل ِبِه َأ ْ‬‫ن ما َأَمَر ا ُّ‬ ‫صُلو َ‬‫ن َي ِ‬ ‫بن يزيد‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول ال عز و جل‪ :‬اّلِذي َ‬
‫فقال‪:‬‬
‫»قرابتك«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪.26 /208 :2‬‬
‫‪ -1‬الكافي ‪.7 /121 :2‬‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.23 /124 :2‬‬
‫‪ -3‬الكافي ‪.27 /125 :2‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪246 :‬‬
‫‪ -[4] /5526‬و عنه‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن حماد بن عثمان و هشام بن الحكم‪،‬‬
‫ل ِبِه‬‫ن ما َأَمَر ا ُّ‬ ‫صُلو َ‬ ‫ن َي ِ‬
‫و درست بن أبي منصور‪ ،‬عن عمر بن يزيد‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم( اّلِذي َ‬
‫ل؟‬‫صَ‬‫ن ُيو َ‬ ‫َأ ْ‬
‫قال‪» :‬نزلت في رحم آل محمد )عليه السلم( و قد تكون في قرابتك« ثم قال‪» :‬فل تكونن ممن يقول للشيء إنه‬
‫في شيء واحد« »‪.«1‬‬
‫‪ -[5] /5527‬و عنه‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عن سماعة بن مهران‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬و مما فرض ال عز و جل أيضا في المال من غير الزكاة‪ ،‬قوله عز و جل‪:‬‬
‫ل«‪.‬‬‫صَ‬ ‫ن ُيو َ‬‫ل ِبِه َأ ْ‬‫ن ما َأَمَر ا ُّ‬ ‫صُلو َ‬ ‫ن َي ِ‬‫اّلِذي َ‬
‫‪ -[6] /5528‬و عنه‪ :‬عن الحسين بن محمد‪ ،‬عن معلى بن محمد‪ ،‬عن الحسن بن علي‪ ،‬عن حماد بن عثمان قال‪:‬‬
‫دخل رجل على أبي عبد ال )عليه السلم( فشكا إليه رجل من أصحابه‪ ،‬فلم يلبث أن جاء المشكو‪ ،‬فقال له أبو عبد‬
‫ال )عليه السلم(‪» :‬ما لفلن يشكوك؟« فقال له‪ :‬يشكوني أني أستقضيت »‪ «2‬منه حقي‪ .‬قال‪ :‬فجلس أبو عبد ال‬
‫)عليه السلم( مغضبا‪ ،‬ثم قال‪» :‬كأنك إذا استقضيت حقك لم تسئ؟! أ رأيت ما حكى ال عز و جل في كتابه‪:‬‬
‫ب؟ أ ترى أنهم خافوا ال أن يجور عليهم؟ ل و ال ما خافوا إل الستقضاء‪ ،‬فسماه ال عز و‬ ‫حسا ِ‬ ‫سوَء اْل ِ‬ ‫ن ُ‬‫َيخاُفو َ‬
‫جل‪ :‬سوء الحساب‪ ،‬فمن استقضى فقد أساء«‪.‬‬
‫‪ -[7] /5529‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي عن محمد بن الفضيل‪ ،‬عن أبي الحسن )عليه السلم( قال‪» :‬إن‬
‫رحم آل محمد )صلى ال عليه و آله( معلقة بالعرش تقول‪ :‬اللهم صل من وصلني و اقطع من قطعني‪ ،‬و هي‬
‫تجري في كل رحم‪ ،‬و نزلت هذه الية في آل محمد‪ ،‬و ما عاهدهم عليه‪ ،‬و ما أخذ عليهم من الميثاق في الذر من‬
‫ق الية‪،‬‬ ‫ن اْلِميثا َ‬‫ضو َ‬ ‫ل َو ل َيْنُق ُ‬ ‫ن ِبَعْهِد ا ِّ‬
‫ن ُيوُفو َ‬ ‫ولية أمير المؤمنين و الئمة )عليهم السلم( بعده‪ ،‬و هو قوله‪ :‬اّلِذي َ‬
‫ثم ذكر أعداهم‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫ن َبْعِد ِميثاِقِه »‪ «3‬يعني في أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ ،‬و هو الذي أخذ ال عليهم‬ ‫ل ِم ْ‬ ‫عْهَد ا ِّ‬ ‫ن َ‬ ‫ضو َ‬ ‫ن َيْنُق ُ‬‫َو اّلِذي َ‬
‫سوُء الّداِر »‬ ‫ك َلُهُم الّلْعَنُة َو َلُهْم ُ‬
‫في الذر‪ ،‬و أخذ عليهم رسول ال )صلى ال عليه و آله( بغدير خم ثم قال‪ُ :‬أولِئ َ‬
‫‪.««4‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -4‬الكافي ‪.28 /125 :2‬‬
‫‪ -5‬الكافي ‪.8 /498 :3‬‬
‫‪ -6‬الكافي ‪ ،1 /100 :5‬تفسير القّمي ‪.363 :1‬‬
‫‪ -7‬تفسير القّمي ‪.363 :1‬‬
‫صص حكمها بذلك المر بل‬ ‫ص‪ ،‬فل تخ ّ‬ ‫ل(‪ :‬يعني إذا نزلت آية في شيء خا ّ‬ ‫)‪ (1‬قال الفيض الكاشاني )رحمه ا ّ‬
‫عّممه في نظائره‪ ،‬الوافي ‪:5‬‬
‫‪.442 /505‬‬
‫)‪ (2‬في تفسير القّمي‪ :‬بالصاد المهملة في المواضع كافة‪ ،‬و معنى استقضيت منه‪ :‬طلبت منه حّقي أن يقضيه‪ .‬و‬
‫استقصى المسألة‪ :‬بلغ النهاية في طلبها‪.‬‬
‫)‪ (3‬الرعد ‪.25 :13‬‬
‫)‪ (4‬الرعد ‪.25 :13‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪247 :‬‬
‫‪ -[8] /5530‬ابن بابويه‪ ،‬عن أبيه )رحمه ال(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سعد بن عبد ال‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫محمد بن يحيى‪ ،‬عن حماد بن عثمان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( أنه قال لرجل‪» :‬يا فلن‪ ،‬ما لك و لخيك؟«‬
‫فقال‪:‬‬
‫جعلت فداك‪ ،‬كان لي عليه شيء فاستقصيت »‪ «1‬في حقي‪ ،‬فقال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬أخبرني عن قول‬
‫ب أ تراهم خافوا أن يجور عليهم أو يظلمهم؟ ل‪ ،‬و لكنهم خافوا الستقصاء و‬ ‫حسا ِ‬‫سوَء اْل ِ‬
‫ن ُ‬ ‫ال عز و جل‪َ :‬و َيخاُفو َ‬
‫المداقة« »‪.«2‬‬
‫‪ -[9] /5531‬الحسين بن سعيد‪ :‬عن القاسم‪ ،‬عن عبد الصمد بن بشير‪ ،‬عن معاوية‪ ،‬قال‪ :‬قال لي أبو عبد ال )عليه‬
‫ن َرّبُهْم َو‬
‫شْو َ‬‫خَ‬ ‫ل َو َي ْ‬
‫صَ‬‫ن ُيو َ‬ ‫ل ِبِه َأ ْ‬
‫ن ما َأَمَر ا ُّ‬ ‫صُلو َ‬‫السلم(‪» :‬إن صلة الرحم تهون الحساب يوم القيامة« ثم قرأ‪َ :‬ي ِ‬
‫ب‪.‬‬
‫حسا ِ‬ ‫سوَء اْل ِ‬ ‫ن ُ‬‫َيخاُفو َ‬
‫‪ -[10] /5532‬العياشي‪ :‬عن العلء بن الفضيل‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬الرحم معلقة بالعرش‪،‬‬
‫تقول‪:‬‬
‫صُلو َ‬
‫ن‬ ‫ن َي ِ‬‫اللهم صل من وصلني و اقطع من قطعني‪ ،‬و هي رحم آل محمد و رحم كل مؤمن‪ ،‬و هو قول ال‪ :‬اّلِذي َ‬
‫ل«‪.‬‬‫صَ‬‫ن ُيو َ‬ ‫ل ِبِه َأ ْ‬‫ما َأَمَر ا ُّ‬
‫‪ -[11] /5533‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬بر الوالدين‬
‫ن َرّبُهْم َو َيخاُفو َ‬
‫ن‬ ‫شْو َ‬
‫خَ‬‫ل َو َي ْ‬ ‫صَ‬‫ن ُيو َ‬ ‫ل ِبِه َأ ْ‬
‫ن ما َأَمَر ا ُّ‬
‫صُلو َ‬
‫ن َي ِ‬
‫و صلة الرحم يهون الحساب‪ .‬ثم تل هذه الية َو اّلِذي َ‬
‫ب‪.‬‬
‫حسا ِ‬ ‫سوَء اْل ِ‬ ‫ُ‬
‫ن ما َأَمَر ا ُّ‬
‫ل‬ ‫صُلو َ‬‫ن َي ِ‬‫‪ -[12] /5534‬عن محمد بن الفضيل‪ ،‬قال‪ :‬سمعت العبد الصالح )عليه السلم( يقول‪َ :‬و اّلِذي َ‬
‫ل قال‪» :‬هي رحم آل محمد‪ ،‬معلقة بالعرش تقول‪ :‬اللهم صل من وصلني‪ ،‬و اقطع من قطعني‪ ،‬و هي‬ ‫صَ‬ ‫ن ُيو َ‬ ‫ِبِه َأ ْ‬
‫تجري في كل رحم«‪.‬‬
‫ل ِبِه‬
‫ن ما َأَمَر ا ُّ‬ ‫صُلو َ‬‫ن َي ِ‬‫‪ -[13] /5535‬عن عمر بن مريم‪ ،‬قال سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول ال‪ :‬اّلِذي َ‬
‫ل‪.‬‬‫صَ‬‫ن ُيو َ‬ ‫َأ ْ‬
‫قال‪» :‬من ذلك‪ ،‬صلة الرحم‪ ،‬و غاية تأويلها صلتك إيانا«‪.‬‬
‫‪ -[14] /5536‬عن صفوان بن مهران الجمال‪ ،‬قال‪ :‬وقع بين عبد ال بن الحسن و بين أبي عبد ال )صلوات ال‬
‫عليه(‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -8‬معاني الخبار‪.1 /246 :‬‬
‫‪ -9‬الزهد‪[.....] .99 /37 :‬‬
‫‪ -10‬تفسير العّياشي ‪.27 /208 :2‬‬
‫‪ -11‬تفسير العّياشي ‪.28 /208 :2‬‬
‫‪ -12‬تفسير العّياشي ‪.29 /208 :2‬‬
‫‪ -13‬تفسير العّياشي ‪.30 /208 :2‬‬
‫‪ -14‬تفسير العّياشي ‪.31 /208 :2‬‬
‫)‪ (1‬في »ط« زيادة‪ :‬عليه‪.‬‬
‫)‪ (2‬داّقه في الحساب‪ :‬أي حاسبه بالدّقة‪» .‬المعجم الوسيط ‪.«291 :1‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪248 :‬‬

‫كلم‪ ،‬حتى ارتفعت أصواتهما‪ ،‬و اجتمع الناس‪ ،‬ثم افترقا تلك العشية‪ ،‬فلما أصبحت غدوت في حاجة لي‪ ،‬فإذا أبو‬
‫عبد ال )عليه السلم( على باب عبد ال بن الحسن‪ ،‬و هو يقول‪» :‬قولي‪ -‬يا جارية‪ -‬لبي محمد‪ :‬هذا أبو عبد ال‬
‫بالباب« فخرج عبد ال بن الحسن و هو يقول‪ :‬يا أبا عبد ال‪ ،‬ما بكر بك؟ قال‪» :‬إني تلوت البارحة آية من كتاب‬
‫ال فأقلقتني«‪.‬‬
‫سوَء‬
‫ن ُ‬
‫ن َرّبُهْم َو َيخاُفو َ‬
‫شْو َ‬
‫خَ‬
‫ل َو َي ْ‬
‫صَ‬‫ن ُيو َ‬
‫ل ِبِه َأ ْ‬
‫ن ما َأَمَر ا ُّ‬
‫صُلو َ‬
‫ن َي ِ‬
‫قال‪ :‬و ما هي؟ قال‪» :‬قوله عز و جل‪ :‬اّلِذي َ‬
‫ب«‪ .‬قال‪ :‬فاعتنقا و بكيا جميعا ثم قال عبد ال بن الحسن‪ :‬صدقت‪ -‬و ال‪ -‬يا أبا عبد ال‪ ،‬كأن لم تمر بي هذه‬ ‫حسا ِ‬‫اْل ِ‬
‫الية قط‪.‬‬

‫‪ -[15] /5537‬و كتب إلينا الفضل بن شاذان‪ ،‬عن أبي عبد ال قال‪ :‬حدثنا إبراهيم بن عبد الحميد‪ ،‬عن سالمة‪-‬‬
‫مولة ام ولد كانت لبي عبد ال‪ -‬قالت‪ :‬كنت عند أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬حين حضرته الوفاة‪ ،‬فأغمي عليه‪،‬‬
‫فلما أفاق‪ ،‬قال‪» :‬اعطوا الحسن بن علي بن الحسين‪ -‬و هو الفطس‪ -‬سبعين دينارا«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬أ تعطي رجل حمل عليك بالشفرة »‪«1‬؟ قال‪» :‬ويحك‪ ،‬أما تقرئين القرآن؟«‪ .‬قالت‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪» :‬أما سمعت‬
‫ب« قال‪» :‬و‬ ‫حسا ِ‬‫سوَء اْل ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫ن َرّبُهْم َو َيخاُفو َ‬ ‫خشَْو َ‬‫ل َو َي ْ‬‫صَ‬ ‫ن ُيو َ‬ ‫ل ِبِه َأ ْ‬‫ن ما َأَمَر ا ُّ‬‫صُلو َ‬
‫ن َي ِ‬ ‫قول ال تبارك و تعالى‪ :‬اّلِذي َ‬
‫ل‪ -‬قال‪ -‬هو صلة المام«‪.‬‬ ‫صَ‬‫ن ُيو َ‬ ‫ل ِبِه َأ ْ‬
‫ن ما َأَمَر ا ُّ‬ ‫صُلو َ‬
‫قال‪َ :‬ي ِ‬
‫‪ -[16] /5538‬عن الحسن بن موسى قال‪ :‬روى أصحابنا أنه سئل أبو عبد ال )عليه السلم( عن قول تعالى‪:‬‬
‫ل‪.‬‬
‫صَ‬‫ن ُيو َ‬ ‫ل ِبِه َأ ْ‬
‫ن ما َأَمَر ا ُّ‬ ‫صُلو َ‬‫ن َي ِ‬‫َو اّلِذي َ‬
‫قال‪» :‬هو صلة المام في كل سنة بما قل أو كثر« ثم قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬و ما أريد بذلك إل‬
‫تزكيتكم«‪.‬‬
‫ل‪.‬‬‫صَ‬‫ن ُيو َ‬ ‫ل ِبِه َأ ْ‬
‫ن ما َأَمَر ا ُّ‬‫صُلو َ‬‫ن َي ِ‬ ‫‪ -[17] /5539‬عن سماعة‪ ،‬قال‪ :‬سألته عن قول ال‪ :‬اّلِذي َ‬
‫فقال‪» :‬هو ما افترض ال في المال غير الزكاة‪ ،‬و من أدى ما فرض ال عليه‪ ،‬فقد قضى ما عليه«‪.‬‬
‫‪ -[18] /5540‬عن سماعة‪ ،‬قال‪ :‬إن ال فرض للفقراء من أموال الغنياء فريضة‪ ،‬ل يحمدون بأدائها‪ ،‬و هي‬
‫الزكاة‪ ،‬بها حقنوا دماءهم‪ ،‬و بها سموا مسلمين‪ ،‬و لكن ال فرض في الموال حقوقا غير الزكاة‪ ،‬و مما فرض ال‬
‫ل و من أدى ما فرض ال عليه فقد قضى ما‬ ‫صَ‬ ‫ن ُيو َ‬ ‫ل ِبِه َأ ْ‬
‫ن ما َأَمَر ا ُّ‬ ‫صُلو َ‬
‫ن َي ِ‬‫في المال غير الزكاة‪ ،‬قوله‪ :‬اّلِذي َ‬
‫عليه‪ ،‬و أدى شكر ما أنعم ال عليه من ماله‪ ،‬إذا هو حمده على ما أنعم عليه‪ ،‬بما فضله به من السعة على غيره‪ ،‬و‬
‫لما وفقه لداء ما افترض ال‪ ،‬و أعانه عليه‪.‬‬
‫ب‪» :‬ل تقبل حسناتهم‪ ،‬و يؤخذون‬ ‫حسا ِ‬ ‫سوَء اْل ِ‬ ‫‪ -[19] /5541‬عن أبي إسحاق‪ ،‬قال‪ :‬سمعته يقول في ُ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -15‬تفسير العّياشي ‪ 32 /209 :2‬و ‪.33‬‬
‫‪ -16‬تفسير العّياشي ‪.34 /209 :2‬‬
‫‪ -17‬تفسير العّياشي ‪.35 /209 :2‬‬
‫‪ -18‬تفسير العّياشي ‪ ،36 /210 :2‬الكافي ‪.8 /498 :3‬‬
‫‪ -19‬تفسير العّياشي ‪.37 /210 :2‬‬
‫شفرة‪ -‬بالفتح‪ :‬السّكين العظيم‪» .‬الصحاح‪ -‬شفر‪.«701 :2 -‬‬ ‫)‪ (1‬ال ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪249 :‬‬
‫بسيئاتهم«‪.‬‬
‫ب‪.‬‬
‫حسا ِ‬ ‫سوَء اْل ِ‬
‫ن ُ‬ ‫‪ -[20] /5542‬عن هشام بن سالم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله‪َ :‬يخاُفو َ‬
‫قال‪» :‬تحسب عليهم السيئات‪ ،‬و ل »‪ «1‬تحسب لهم الحسنات‪ ،‬و هو الستقصاء«‪.‬‬
‫ب‪.‬‬
‫حسا ِ‬ ‫سوَء اْل ِ‬ ‫ن ُ‬‫‪ -[21] /5543‬عن هشام بن سالم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله‪َ :‬و َيخاُفو َ‬
‫قال‪» :‬الستقصاء و المداقة« و قال‪» :‬تحسب عليهم السيئات‪ ،‬و ل تحسب لهم الحسنات«‪.‬‬
‫‪ -[22] /5544‬عن حماد بن عثمان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( أنه قال لرجل‪» :‬يا فلن‪ ،‬مالك و لخيك؟«‬
‫قال‪:‬‬
‫جعلت فداك‪ ،‬كان لي عليه حق فاستقصيت منه حقي‪ .‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬أخبرني عن قول ال‪َ :‬و‬
‫ب أ تراهم خافوا أن يجور عليهم أو يظلمهم؟ ل و ال‪ ،‬خافوا الستقصاء و المداقة«‪.‬‬ ‫حسا ِ‬ ‫سوَء اْل ِ‬‫ن ُ‬ ‫َيخاُفو َ‬
‫‪ -[23] /5545‬قال محمد بن عيسى‪ :‬و بهذا السناد‪ ،‬أن أبا عبد ال )عليه السلم( قال لرجل شكاه بعض إخوانه‪:‬‬
‫»ما لخيك فلن يشكوك؟« قال‪ :‬أ يشكوني إذا استقصيت حقي؟ قال‪ :‬فجلس مغضبا ثم قال‪» :‬كأنك إذا استقصيت‬
‫حسابِ أخافوا أن يجور عليهم ال؟ ل و ال ما‬ ‫سوَء اْل ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫لم تسئ؟! أ رأيت ما حكى ال تبارك و تعالى‪َ :‬و َيخاُفو َ‬
‫ب فمن استقصى فقد أساء«‪.‬‬ ‫حسا ِ‬ ‫سوَء اْل ِ‬‫خافوا إل الستقصاء‪ ،‬فسماه ال عز و جل‪ُ :‬‬
‫‪ -[24] /5546‬عن الحسين بن عثمان‪ ،‬عمن ذكره عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬إن صلة الرحم تزكي‬
‫العمال‪ ،‬و تنمي الموال‪ ،‬و تيسر الحساب‪ ،‬و تدفع البلوى‪ ،‬و تزيد في العمر« »‪.«2‬‬
‫‪ -[25] /5547‬ابن شهر آشوب‪ :‬عن محمد بن الفضيل »‪ ،«3‬عن موسى بن جعفر )عليهما السلم( في قوله‬
‫تعالى‪:‬‬
‫ل‪ ،‬قال‪» :‬هي رحم آل محمد )عليهم السلم(«‪.‬‬ ‫صَ‬‫ن ُيو َ‬ ‫ل ِبِه َأ ْ‬‫ن ما َأَمَر ا ُّ‬‫صُلو َ‬‫ن َي ِ‬‫َو اّلِذي َ‬
‫‪ -[26] /5548‬الطبرسي‪ :‬عن هشام بن سالم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬سوء الحساب أن يحسب‬
‫عليهم السيئات‪ ،‬و ل يحسب لهم الحسنات‪ ،‬و هو الستقصاء«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -20‬تفسير العّياشي ‪[.....] .38 /210 :2‬‬
‫‪ -21‬تفسير العّياشي ‪.39 /210 :2‬‬
‫‪ -22‬تفسير العّياشي ‪.40 /210 :2‬‬
‫‪ -23‬تفسير العّياشي ‪.41 /210 :2‬‬
‫‪ -24‬تفسير العّياشي ‪.41 /210 :2‬‬
‫‪ -25‬المناقب ‪.168 :2‬‬
‫‪ -26‬مجمع البيان ‪.444 :6‬‬
‫)‪) (1‬ل( ليس في »س«‪.‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬العمار‪.‬‬
‫سلم(‪.‬‬ ‫ضل‪ .‬و كلهما روى عن المام موسى بن جعفر )عليه ال ّ‬ ‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬محّمد بن المف ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪250 :‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫سّيَئَة‬
‫سَنِة ال ّ‬
‫حَ‬‫ن ِباْل َ‬
‫علِنَيًة َو َيْدَرُؤ َ‬ ‫سّرا َو َ‬ ‫صلَة َو َأْنَفُقوا ِمّما َرَزْقناُهْم ِ‬‫جِه َرّبِهْم َو َأقاُموا ال ّ‬ ‫صَبُروا اْبِتغاَء َو ْ‬ ‫ن َ‬ ‫َو اّلِذي َ‬
‫سّيَئَة يعني يدفعون‪.‬‬ ‫سَنِة ال ّ‬
‫حَ‬ ‫ن ِباْل َ‬
‫عْقَبى الّداِر ]‪ -[1] /5549 [22‬علي بن إبراهيم‪َ :‬و َيْدَرُؤ َ‬ ‫ك َلُهْم ُ‬
‫ُأولِئ َ‬
‫‪ -[2] /5550‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬و حدثني أبي‪ ،‬عن حماد‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬قال‬
‫رسول ال )صلى ال عليه و آله( لعلي )صلوات ال عليه(‪ :‬يا علي‪ ،‬ما من دار فيها فرحة إل تبعتها ترحة‪ ،‬و ما‬
‫من هم إل و له فرج‪ ،‬إل هم أهل النار‪ ،‬فإذا عملت سيئة فأتبعها بحسنة تمحها سريعا‪ ،‬و عليك بصنائع الخير‪ ،‬فإنها‬
‫تدفع مصارع السوء‪ .‬و إنما قال رسول )صلى ال عليه و آله( لمير المؤمنين )عليه السلم( على حد التأديب‬
‫للناس‪ ،‬ل بأن لمير المؤمنين )عليه السلم( سيئات عملها«‪.‬‬
‫‪ -[3] /5551‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن النضر بن سويد‪ ،‬عن محمد بن قيس‪ ،‬عن أبي سيار‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( قال‪» :‬أقبل رسول ال )صلى ال عليه و آله( يوما‪ ،‬واضعا يده على كتف العباس‪ ،‬فاستقبله أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم(‪ ،‬فعانقه رسول ال )صلى ال عليه و آله( و قبل ما بين عينيه‪ ،‬ثم سلم العباس على علي‬
‫)عليه السلم( فرد عليه ردا خفيفا »‪ ،«1‬فغضب العباس‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬ل يدع علي زهوه‪ .‬فقال رسول ال‬
‫)صلى ال عليه و آله(‪ :‬يا عباس‪ ،‬ل تقل ذلك في علي‪ ،‬فإني لقيت جبرئيل آنفا‪ ،‬فقال لي‪ :‬لقيني الملكان الموكلن‬
‫بعلي الساعة‪ ،‬فقال‪ :‬ما كتبنا عليه ذنبا منذ ولد إلى هذا اليوم«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ل با ٍ‬
‫ب‬ ‫ن ُك ّ‬‫عَلْيِهْم ِم ْ‬
‫ن َ‬‫خُلو َ‬‫جِهْم َو ُذّرّياِتِهْم َو اْلَملِئَكُة َيْد ُ‬
‫ن آباِئِهْم َو َأْزوا ِ‬
‫ح ِم ْ‬
‫صَل َ‬
‫ن َ‬ ‫خُلوَنها َو َم ْ‬‫ن َيْد ُ‬
‫عْد ٍ‬
‫ت َ‬ ‫جّنا ُ‬ ‫َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.364 :1‬‬
‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.364 :1‬‬
‫‪ -3‬تفسير القّمي ‪.364 :1‬‬
‫)‪ (1‬في »ص«‪ :‬خفيا‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪251 :‬‬
‫عْقَبى الّداِر ]‪ -[1] /5552 [24 -23‬علي بن إبراهيم‪ :‬قال‪ :‬نزلت في الئمة )عليهم‬ ‫صَبْرُتْم َفِنْعَم ُ‬
‫عَلْيُكْم ِبما َ‬
‫سلٌم َ‬ ‫َ‬
‫السلم( و شيعتهم الذين صبروا‪.‬‬
‫‪ -[2] /5553‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬و حدثني أبي‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن جميل‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪:‬‬
‫»نحن صبر و شيعتنا أصبر منا‪ ،‬لنا صبرنا بعلم‪ ،‬و صبروا على ما ل يعلمون«‪.‬‬
‫‪ -[3] /5554‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن أبي علي الشعري‪ ،‬عن معلى بن محمد‪ ،‬عن الوشاء‪ ،‬عن بعض أصحابه‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬إنا صبر و شيعتنا أصبر منا«‪ ،‬قلت‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬كيف صارت شيعتكم‬
‫أصبر منكم؟‬
‫قال‪» :‬لنا نصبر على ما نعلم‪ ،‬و شيعتنا يصبرون على ما ل يعلمون«‪.‬‬
‫‪ -[4] /5555‬و عنه‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابن سنان‪ ،‬عن أبي الجارود‪ ،‬عن الصبغ‪،‬‬
‫قال‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪» :‬الصبر صبران‪ :‬صبر عند المصيبة حسن جميل‪ ،‬و أحسن من ذلك‬
‫الصبر عند ما حرم ال عز و جل عليك‪ ،‬و الذكر ذكران‪ :‬ذكر ال عز و جل عند المصيبة‪ ،‬و أفضل من ذلك ذكر‬
‫ال عند ما حرم عليك فيكون حاجزا«‪.‬‬
‫‪ -[5] /5556‬و عنه‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬قال‪ :‬أخبرني يحيى بن سليم الطائفي‪،‬‬
‫قال‪ :‬أخبرني عمرو بن شمر اليماني‪ ،‬يرفع الحديث إلى علي )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬قال رسول ال )صلى ال عليه‬
‫و آله(‪ :‬الصبر ثلثة‪ :‬صبر عند المصيبة‪ ،‬و صبر على الطاعة‪ ،‬و صبر المعصية فمن صبر على المصيبة حتى‬
‫يردها بحسن عزائها‪ ،‬كتب ال له ثلثمائة درجة‪ ،‬ما بين الدرجة‪ ،‬إلى الدرجة‪ ،‬كما بين السماء إلى الرض و من‬
‫صبر على الطاعة‪ ،‬كتب ال له ستمائة درجة‪ ،‬ما بين الدرجة إلى الدرجة‪ ،‬كما بنى تخوم الرض إلى العرش و‬
‫من صبر عن المعصية‪ ،‬كتب ال له تسعمائة درجة‪ ،‬ما بين الدرجة إلى الدرجة‪ ،‬كما بين تخوم الرض إلى منتهى‬
‫العرش«‪.‬‬
‫‪ -[6] /5557‬و عنه‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن سيف بن عميرة‪ ،‬عن أبي حمزة‬
‫الثمالي‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬من ابتلي من المؤمنين ببلء فصبر عليه‪ ،‬كان له من الجر مثل »‬
‫‪ «1‬ألف شهيد«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪[.....] .365 :1‬‬
‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.365 :1‬‬
‫‪ -3‬الكافي ‪.25 /76 :2‬‬
‫‪ -4‬الكافي ‪.11 /74 :2‬‬
‫‪ -5‬الكافي ‪.15 /75 :2‬‬
‫‪ -6‬الكافي ‪.17 /75 :2‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬له مثل أجر‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪252 :‬‬
‫‪ -[7] /5558‬و عنه‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن عبد ال بن مرحوم‪ ،‬عن أبي سيار‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬إذا دخل المؤمن في قبره‪ ،‬كانت الصلة عن يمينه‪ ،‬و الزكاة عن يساره‪ ،‬و‬
‫البر مطل عليه‪ ،‬و يتنحى الصبر ناحية‪ ،‬فإذا دخل عليه الملكان اللذان يليان مساءلته‪ ،‬قال الصبر للصلة و الزكاة‬
‫و البر‪ :‬دونكم صاحبكم‪ ،‬فإن عجزتم عنه فأنا دونه«‪.‬‬
‫‪ -[8] /5559‬العياشي‪ :‬عن الحسن بن محبوب‪ ،‬عن أبي ولد‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬جعلت‬
‫فداك‪ ،‬إن رجل من أصحابنا ورعا مسلما كثير الصلة‪ ،‬قد ابتلي بحب اللهو‪ ،‬و هو يسمع الغناء؟ فقال‪» :‬أ يمنعه‬
‫ذلك من الصلة لوقتها‪ ،‬أو من صوم‪ ،‬أو من عبادة مريض‪ ،‬أو حضور جنازة‪ ،‬أو زيارة أخ؟« قال‪ :‬قلت‪ :‬ل‪ ،‬ليس‬
‫يمنعه ذلك من شيء من الخير و البر‪ .‬قال‪ :‬فقال‪» :‬هذا من خطوات الشيطان‪ ،‬مغفور له ذلك إن شاء ال«‪.‬‬
‫ثم قال‪» :‬إن طائفة من الملئكة عابوا ولد آدم في اللذات و الشهوات‪ ،‬أعني لكم الحلل ليس الحرام‪ -،‬قال‪ -‬فأنف‬
‫ال للمؤمنين من ولد آدم من تعيير الملئكة لهم‪ -‬قال‪ -‬فألقى ال في هم أولئك الملئكة اللذات و الشهوات‪ ،‬كيل‬
‫يعيبوا المؤمنين‪ -‬قال‪ -‬فلما جرى ذلك في »‪ «1‬همهم‪ ،‬عجوا إلى ال من ذلك‪ ،‬فقالوا‪ :‬ربنا عفوك عفوك‪ ،‬ردنا إلى‬
‫ما خلقتنا له و اخترتنا »‪ «2‬عليه‪ ،‬فإنا نخاف أن نصير في أمر مريج »‪ -«3‬قال‪ -‬فنزع ال ذلك من همهم‪ -‬قال‪-‬‬
‫فإذا كان يوم القيامة‪ ،‬و صار أهل الجنة في الجنة‪ ،‬استأذن أولئك الملئكة على أهل الجنة‪ ،‬فيؤذن لهم‪ ،‬فيدخلون‬
‫صَبْرُتْم في الدنيا عن اللذات و الشهوات الحلل«‪.‬‬ ‫عَلْيُكْم ِبما َ‬ ‫سلٌم َ‬ ‫عليهم فيسلمون عليهم‪ ،‬و يقولون لهم‪َ :‬‬
‫صَبْرُتْم على الفقر‬ ‫عَلْيُكْم ِبما َ‬‫سلٌم َ‬‫‪ -[9] /5560‬عن محمد بن الهيثم‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪َ :‬‬
‫عْقَبى الّداِر‪ -‬قال‪ -‬يعني الشهداء«‪.‬‬ ‫في الدنيا َفِنْعَم ُ‬
‫ب في سورة مريم‪ ،‬في قوله تعالى‪:‬‬ ‫ل با ٍ‬ ‫عَلْيِهْم ِمنْ ُك ّ‬
‫ن َ‬ ‫خُلو َ‬
‫و سيأتي‪ -‬إن شاء ال تعالى‪ -‬معنى قوله‪َ :‬و اْلَملِئَكُة َيْد ُ‬
‫ن َوْفدًا »‪.«4‬‬ ‫حم ِ‬ ‫ن ِإَلى الّر ْ‬ ‫شُر اْلُمّتِقي َ‬‫حُ‬‫َيْوَم َن ْ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ل ]‪[25‬‬ ‫صَ‬‫ن ُيو َ‬ ‫ل ِبِه َأ ْ‬
‫ن ما َأَمَر ا ُّ‬ ‫طُعو َ‬‫ن َبْعِد ِميثاِقِه َو َيْق َ‬
‫ل ِم ْ‬‫عْهَد ا ِّ‬ ‫ن َ‬ ‫ضو َ‬ ‫ن َيْنُق ُ‬
‫َو اّلِذي َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -7‬الكافي ‪.8 /73 :2‬‬
‫‪ -8‬تفسير العّياشي ‪.42 /211 :2‬‬
‫‪ -9‬تفسير العّياشي ‪.43 /211 :2‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬فلّما أحسوا ذلك من‪.‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬أجبرتنا‪.‬‬
‫)‪ (3‬مرج المر و مروجا‪ ،‬مرجا‪ :‬التبس و اختلط فهو مارج‪ ،‬و مريج‪» .‬المعجم الوسيط‪ -‬مرج‪.«860 :2 -‬‬
‫)‪ (4‬مريم ‪.85 :19‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪253 :‬‬
‫ق َو اّلِذي َ‬
‫ن‬ ‫ن اْلِميثا َ‬
‫ضو َ‬
‫ل َو ل َيْنُق ُ‬‫ن ِبَعْهِد ا ِّ‬
‫ن ُيوُفو َ‬‫تقدم عن قريب حديث في معنى هذه الية‪ ،‬في قوله تعالى‪ :‬اّلِذي َ‬
‫ل رواية محمد بن الفضيل‪ ،‬عن أبي الحسن )عليه السلم( »‪.«1‬‬ ‫صَ‬ ‫ن ُيو َ‬ ‫ل ِبِه َأ ْ‬
‫ن ما َأَمَر ا ُّ‬ ‫صُلو َ‬‫َي ِ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ب ]‪ -[1] /5561 [29 -28‬علي بن‬ ‫ن َمآ ٍ‬‫سُ‬
‫حْ‬‫طوبى َلُهْم َو ُ‬‫ل‪ -‬إلى قوله تعالى‪ُ -‬‬ ‫ن ُقُلوُبُهْم ِبِذْكِر ا ِّ‬ ‫طَمِئ ّ‬
‫ن آَمُنوا َو َت ْ‬‫اّلِذي َ‬
‫ن آَمُنوا‪ :‬الشيعة‪ ،‬و ذكر ال‪ :‬أمير المؤمنين و الئمة )عليهم السلم(‪ ،‬ثم قال‪:‬‬ ‫إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬اّلِذي َ‬
‫ب أي حسن مرجع‪.‬‬ ‫ن َمآ ٍ‬
‫سُ‬‫حْ‬ ‫طوبى َلُهمْ َو ُ‬‫ت ُ‬‫صاِلحا ِ‬
‫عِمُلوا ال ّ‬
‫ن آَمُنوا َو َ‬ ‫ب اّلِذي َ‬‫ن اْلُقُلو ُ‬ ‫طَمِئ ّ‬
‫ل َت ْ‬
‫َأل ِبِذْكِر ا ِّ‬
‫طَمِئ ّ‬
‫ن‬ ‫ل َت ْ‬‫‪ -[2] /5562‬العياشي‪ :‬عن خالد بن نجيح‪ ،‬عن جعفر بن محمد )عليهما السلم(‪ ،‬في قوله‪َ :‬أل ِبِذْكِر ا ِّ‬
‫ب‪.‬‬
‫اْلُقُلو ُ‬
‫فقال‪» :‬بمحمد )عليه و آله السلم( تطمئن القلوب‪ ،‬و هو ذكر ال و حجابه«‪.‬‬
‫ن ُقُلوُبُهْم‬
‫طَمِئ ّ‬‫ن آَمُنوا َو َت ْ‬
‫‪ -[3] /5563‬و عن أنس بن مالك‪ ،‬أنه قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬اّلِذي َ‬
‫ب ثم قال لي‪» :‬أ تدري يا بن ام سليم‪ ،‬من هم؟« قلت‪ :‬من هم‪ ،‬يا رسول ال؟‬ ‫ن اْلُقُلو ُ‬
‫طَمِئ ّ‬‫ل َت ْ‬‫ل َأل ِبِذْكِر ا ِّ‬ ‫ِبِذْكِر ا ِّ‬
‫قال‪:‬‬
‫»نحن أهل البيت‪ ،‬و شيعتنا«‪.‬‬
‫‪ -[4] /5564‬علي بن إبراهيم‪ :‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن الحسن بن محبوب‪ ،‬عن علي بن رئاب‪ ،‬عن أبي عبيدة‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬طوبى‪ :‬شجرة في الجنة‪ ،‬في دار أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ ،‬و ليس أحد من‬
‫شيعته إل و في داره غصن من أغصانها‪ ،‬و الورقة من أوراقها تستظل تحتها امة من المم«‪.‬‬
‫و قال‪» :‬كان رسول ال )صلى ال عليه و آله( يكثر تقبيل فاطمة )عليها السلم(‪ ،‬فأنكرت ذلك عائشة‪ ،‬فقال‬
‫رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬يا عائشة‪ ،‬إني لما أسري بي إلى السماء‪ ،‬دخلت الجنة‪ ،‬فأدناني جبرئيل من‬
‫شجرة طوبى‪،‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪[.....] .365 :1‬‬
‫‪ -2‬تفسير العّياشي ‪.44 /211 :2‬‬
‫ح‪ ،‬ل ّ‬
‫ن‬ ‫‪ ... -3‬خصائص الوحي المبين‪ ،138 /185 :‬تأويل اليات ‪ 11 /233 :1‬و فيه‪ :‬عن ابن عباس‪ ،‬و ل يص ّ‬
‫أّم سليم الوارد ذكرها في الخبر هي أّم أنس و ليست أّم ابن عباس‪.‬‬
‫‪ -4‬تفسير القّمي ‪.365 :1‬‬
‫)‪ (1‬تقدم في الحديث )‪ (7‬من تفسير اليات )‪ (21 -20‬من سورة الرعد‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪254 :‬‬
‫و ناولني من ثمارها فأكلته‪ ،‬فحول ال تعالى ذلك ماء‪ ،‬في ظهري‪ ،‬فلما هبطت إلى الرض‪ ،‬واقعت خديجة‬
‫فحملت بفاطمة‪ ،‬فما قبلتها قط إل وجدت رائحة شجرة طوبى منها«‪.‬‬
‫‪ -[5] /5565‬و عنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن أبي عمير‪ ،‬عن هشام بن سالم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ -‬في‬
‫حديث السراء بالنبي )صلى ال عليه و آله(‪ ،-‬قال فيما رأى ليلة السراء‪ ،‬قال‪» :‬فإذا شجرة لو أرسل طائر في‬
‫أصلها‪ ،‬ما دارها سبعمائة »‪ «1‬سنة‪ ،‬و ليس في الجنة منزل إل و فيه فنن »‪ «2‬منها‪ .‬فقلت‪ :‬ما هذه يا جبرئيل؟‬
‫ب«‪.‬‬
‫ن َمآ ٍ‬
‫سُ‬‫حْ‬
‫طوبى َلُهْم َو ُ‬‫فقال‪ :‬هذه شجرة طوبى‪ ،‬قال ال تعالى‪ُ :‬‬
‫‪ -[6] /5566‬ابن بابويه‪ :‬قال‪ :‬حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا جعفر بن‬
‫محمد ابن مسعود‪ ،‬عن أبيه محمد بن مسعود العياشي‪ ،‬عن جعفر بن أحمد‪ ،‬عن العمركي البوفكي‪ ،‬عن الحسن بن‬
‫علي ابن فضال‪ ،‬عن مروان بن مسلم‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬قال‪ :‬قال الصادق )عليه السلم(‪» :‬طوبى لمن تمسك‬
‫بأمرنا في غيبة قائمنا‪ ،‬فلم يزغ قلبه بعد الهداية«‪.‬‬
‫فقلت له‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬و ما طوبى؟ قال‪» :‬شجرة في الجنة‪ ،‬أصلها في دار علي بن أبي طالب )عليه السلم(‪ ،‬و‬
‫ب«‪.‬‬ ‫ن َمآ ٍ‬ ‫سُ‬ ‫حْ‬‫طوبى َلُهْم َو ُ‬ ‫ليس من مؤمن ال و في داره غصن من أغصانها‪ ،‬و ذلك قول ال عز و جل‪ُ :‬‬
‫‪ -[7] /5567‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن خالد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عبد ال بن‬
‫القاسم‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬إن لهل الدين‬
‫علمات يعرفون بها‪ :‬صدق الحديث‪ ،‬و أداء المانة و وفاء العهد‪ ،‬و صلة الرحام‪ ،‬و رحمة الضعفاء‪ ،‬و قلة‬
‫المراقبة للنساء‪ -‬أو قال‪ :‬قلة المؤاتاة للنساء‪ -‬و بذل المعروف‪ ،‬و حسن الخلق‪ ،‬و سعة الخلق‪ ،‬و اتباع العلم و ما‬
‫ب و طوبى‪ :‬شجرة في الجنة أصلها في دار النبي محمد‬ ‫ن َمآ ٍ‬
‫سُ‬ ‫حْ‬‫طوبى َلُهْم َو ُ‬ ‫يقرب إلى ال عز و جل زلفى ُ‬
‫)صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و ليس من مؤمن إل و في داره عصن منها‪ ،‬ل يخطر على قلبه شهوة شيء إل أتاه به‬
‫ذلك‪ ،‬و لو أن راكبا مجدا سار في ظلها مائة عام‪ ،‬ما خرج منه‪ ،‬و لو طار من أسفلها غراب ما بلغ أعلها حتى‬
‫يسقط هرما‪ .‬أل ففي هذا فارغبوا‪ ،‬إن المؤمن من نفسه في شغل‪ ،‬و الناس منه في راحة‪ ،‬إذا جن عليه الليل افترش‬
‫وجهه و سجد ل عز و جل بمكارم بدنه‪ ،‬يناجي الذي خلقه في فكاك رقبته‪ ،‬أل فهكذا كونوا«‪.‬‬
‫و روى هذا الحديث‪ ،‬ابن بابويه‪ ،‬في )أماليه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبي‪ ،‬عن أحمد‬
‫بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عبد ال بن القاسم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‬
‫عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم( مثله‪ ،‬إل أن فيه‪» :‬و قلة المؤاتاة للنساء« و ساق‬
‫الحديث بتغيير‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -5‬تفسير القّمي ‪.11 :2‬‬

‫‪ -6‬معاني الخبار‪ ،1 /112 :‬و نحوه في تفسير الحبري‪ ،40 /284 :‬و خصائص الوحي المبين‪ ،177 /231 :‬و‬
‫العمدة‪.675 /351 :‬‬

‫‪ -7‬في المصدر‪.30 /187 :2 :‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬تسعمائة‪.‬‬

‫)‪ (2‬في »ط«‪ :‬غصن‪ ،‬و في المصدر‪ :‬فيها فرع‪ ،‬و جميعها بمعنى‪.‬‬

‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪255 :‬‬


‫يسير في بعض اللفاظ‪.‬‬
‫هذا مما يحضرني من نسخة الكتاب‪ ،‬و هو في المجلس التاسع و الثلثين »‪.«1‬‬
‫‪ -[8] /5568‬العياشي‪ :‬عن عمرو بن شمر‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر محمد بن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه )عليهم‬
‫السلم(‪ ،‬قال‪» :‬بينا رسول ال )صلى ال عليه و آله( جالس ذات يوم‪ ،‬إذ دخلت عليه ام أيمن و في ملحفتها »‪«2‬‬
‫شيء‪ ،‬فقال لها رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬يا ام أيمن‪ ،‬أي شيء في ملحفتك؟ فقالت‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬فلنة‬
‫بنت فلنة أملكوها فنثروا عليها‪ ،‬فأخذت من نثارها شيئا‪ .‬ثم إن ام أيمن بكت‪ ،‬فقال لها رسول ال )صلى ال عليه‬
‫و آله(‪ :‬ما يبكيك؟ فقالت‪:‬‬
‫فاطمة زوجتها فلم تنثر عليها شيئا! فقال لها رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬ل تبكي‪ ،‬فو الذي بعثني بالحق‬
‫بشيرا و نذيرا‪ ،‬لقد شهد إملك فاطمة جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل في ألوف من الملئكة‪ ،‬و لقد أمر ال طوبى‬
‫فنثرت عليهم من حللها و سندسها و إستبرقها و درها و زمردها و ياقوتها و عطرها‪ ،‬فأخذوا منه حتى ما دروا ما‬
‫يصنعون به‪ ،‬و لقد نحل ال طوبى في مهر فاطمة‪ ،‬فهي في دار علي بن أبي طالب«‪.‬‬
‫‪ -[9] /5569‬عن أبان بن تغلب‪ ،‬قال‪ :‬كان النبي )صلى ال عليه و آله(‪ :‬يكثر تقبيل فاطمة )صلوات ال عليها(‪،‬‬
‫قال‪ :‬فعاتبته على ذلك عائشة‪ ،‬فقالت‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬إنك لتكثر تقبيل فاطمة؟ فقال لها‪» :‬ويلك‪ ،‬لما أن عرج بي إلى‬
‫السماء‪ ،‬مر بي جبرئيل على شجرة طوبى‪ ،‬فناولني من ثمرها فأكلتها‪ ،‬فحول ال ذلك إلى ظهري‪ ،‬فلما أن هبطت‬
‫إلى الرض‪ ،‬واقعت خديجة فحملت بفاطمة‪ ،‬فما قبلت فاطمة إل وجدت رائحة شجرة طوبى منها«‪.‬‬
‫‪ -[10] /5570‬عن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬طوبى‪ :‬شجرة تخرج من جنة عدن‪ ،‬قد‬
‫غرسها ربنا بيده«‪.‬‬
‫ب قال‪:‬‬
‫ن َمآ ٍ‬
‫سُ‬‫حْ‬
‫طوبى َلُهْم َو ُ‬
‫‪ -[11] /5571‬عن أبي قتيبة تميم بن ثابت‪ ،‬عن ابن سيرين‪ ،‬في قوله‪ُ :‬‬
‫طوبى‪ :‬شجرة في الجنة‪ ،‬أصلها في حجرة علي )عليه السلم(‪ ،‬و ليس في الجنة حجرة إل فيها غصن من‬
‫أغصانها‪.‬‬
‫‪ -[12] /5572‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬إن المؤمن إذا لقي أخاه و تصافحا‪ ،‬لم تزل‬
‫الذنوب تتحات عنهما ما داما متصافحين‪ ،‬كتحات الورق عن الشجر‪ ،‬فإذا افترقا‪ ،‬قال ملكاهما‪ :‬جزا كما ال خيرا‬
‫عن أنفسكما‪ ،‬فإذا التزم كل واحد منهما صاحبه‪ ،‬ناداهما مناد‪ ،‬طوبى لكما و حسن مآب‪ ،‬و طوبى‪ :‬شجرة في‬
‫الجنة‪،‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -8‬تفسير العّياشي ‪.45 /211 :2‬‬
‫‪ -9‬تفسير العّياشي ‪ ،46 /212 :2‬و نحوه في ذخائر العقبى‪ ،36 :‬و ينابيع المودة‪.197 :‬‬
‫‪ -10‬تفسير العّياشي ‪.47 /212 :2‬‬
‫‪ -11‬تفسير العّياشي ‪ ،48 /212 :2‬مناقب ابن المغازلي‪ ،315 /268 :‬الدر المنثور ‪.644 :4‬‬
‫‪ -12‬تفسير العّياشي ‪[.....] .49 /212 :2‬‬
‫)‪ (1‬المالي‪.7 /183 :‬‬
‫)‪ (2‬الملحفة‪ :‬اللباس الذي فوق سائر اللباس‪ ،‬من دثار البرد و نحوه »لسان العرب‪ -‬لحف‪.«314 :9 -‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪256 :‬‬

‫أصلها في دار أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ ،‬و فرعها في منازل أهل الجنة‪ ،‬فإذا افترقا ناداهما ملكان كريمان‪:‬‬
‫أبشرا يا وليي ال بكرامة ال‪ ،‬و الجنة من ورائكما«‪.‬‬
‫‪ -[13] /5573‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬كان أمير المؤمنين )عليه السلم( يقول‪ :‬إن‬
‫لهل التقوى علمات يعرفون بها‪ :‬صدق الحديث‪ ،‬و أداء المانة‪ ،‬و وفاء العهد‪ ،‬و قلة العجز و البخل‪ ،‬و صلة‬
‫الرحام‪ ،‬و رحمة الضعفاء‪ ،‬و قلة المؤاتاة للنساء‪ ،‬و بذل المعروف‪ ،‬و حسن الخلق‪ ،‬و سعة الحلم‪ ،‬و اتباع العلم‬
‫ب و طوبى‪ :‬شجرة في الجنة‪ ،‬أصلها في دار رسول ال )صلى ال‬ ‫ن َمآ ٍ‬
‫سُ‬‫حْ‬‫طوبى َلُهْم َو ُ‬‫فيما يقرب إلى ال زلفى‪ُ :‬‬
‫عليه و آله(‪ ،‬فليس من مؤمن إل و في داره غصن من أغصانها‪ ،‬ل ينوي في قلبه شيئا إل أتاه به ذلك الغصن‪ ،‬و‬
‫لو أن راكبا مجدا سار في ظلها مائة عام‪ ،‬ما خرج منها‪ ،‬و لو أن غرابا طار من أصلها‪ ،‬ما بلغ أعلها حتى‬
‫يبياض هرما‪ ،‬أل ففي هذا فارغبوا‪ .‬إن للمؤمن في نفسه شغل‪ ،‬و الناس منه في راحة‪ ،‬إذا جن عليه الليل فرش‬
‫وجهه‪ ،‬و سجد ل بمكارم بدنه‪ ،‬يناجي الذي خلقه في فكاك رقبته‪ ،‬أل فهكذا فكونوا«‪.‬‬
‫‪ -[14] /5574‬الطبرسي‪ :‬روى الحاكم أبو القاسم الحسكاني‪ ،‬بالسناد عن موسى بن جعفر‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه‬
‫)عليهم السلم(‪ ،‬قال‪» :‬سئل رسول ال )صلى ال عليه و آله( عن طوبى‪ ،‬قال‪ :‬شجرة أصلها في داري‪ ،‬و‬
‫فروعها على أهل الجنة‪ ،‬ثم سئل عنها مرة اخرى‪ ،‬فقال‪ :‬في دار علي‪ .‬فقيل له في ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬إن داري و دار‬
‫علي في الجنة بمكان واحد«‪.‬‬
‫‪ -[15] /5575‬و في كتاب )صفة الجنة و النار( »‪ «1‬بالسناد عن عوف‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه‬
‫ب »يعني و حسن‬ ‫ن َمآ ٍ‬
‫سُ‬‫حْ‬
‫طوبى َلُهْم َو ُ‬‫السلم( عن النبي )صلى ال عليه و آله( في قول ال تبارك و تعالى‪ُ :‬‬
‫مرجع‪ ،‬فأما طوبى فإنها شجرة في الجنة‪ ،‬ساقها في دار محمد )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و لو أن طائرا طار من‬
‫ساقها لم يبلغ فرعها حتى يقتله الهرم‪ ،‬على كل ورقة منها ملك يذكر ال‪ ،‬و ليس في الجنة دار إل و فيها غصن‬
‫من أغصانها‪ ،‬و إن أغصانها لترى من وراء سور الجنة‪ ،‬تحمل لهم ما يشاءون من حليها و حللها و ثمارها‪ ،‬ل‬
‫يؤخذ منها شيء إل أعاده ال كما كان‪ ،‬بأنهم كسبوا طيبا‪ ،‬و أنفقوا قصدا‪ ،‬و قدموا فضل‪ ،‬فقد أفلحوا و أنجحوا«‪.‬‬
‫‪ -[16] /5576‬الشيخ الفقيه أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان‪ ،‬في )مناقب أمير المؤمنين(‪:‬‬
‫بإسناده عن بلل بن حمامة »‪ ،«2‬قال‪ :‬طلع علينا النبي )صلى ال عليه و آله( ذات يوم و وجهه مشرق كدائرة‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -13‬تفسير العّياشي ‪.50 /213 :2‬‬
‫‪ -14‬مجمع البيان ‪ ،448 :6‬شواهد التنزيل ‪ ،417 /304 :1‬ينابيع المودة‪ ،96 :‬تفسير القرطبي ‪.317 :9‬‬
‫‪ -15‬الختصاص‪.358 :‬‬
‫‪ -16‬مائة منقبة‪.92 /166 :‬‬
‫)‪ (1‬من كتاب )الختصاص(‪.‬‬
‫ل عليه و آله( و خازنه على بيت المال‪ .‬و‬ ‫ل )صلى ا ّ‬ ‫ل‪ ،‬مؤّذن رسول ا ّ‬ ‫)‪ (2‬هو بلل بن رباح الحبشي‪ ،‬أبو عبد ا ّ‬
‫ل عليه و آله(‪ .‬توّفي في دمشق‬ ‫ل )صلى ا ّ‬ ‫حمامة اّمه‪ ،‬و هو أحد السابقين للسلم‪ ،‬شهد المشاهد كّلها مع رسول ا ّ‬
‫سنة ‪ 20‬ه‪ .‬تقريب التهذيب ‪ ،110 :1‬العلم للّزركلي ‪.73 :2‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪257 :‬‬
‫القمر‪ ،‬فقام عبد الرحمن بن عوف‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬ما هذا النور؟‬
‫فقال‪» :‬بشارة أتتني من ربي في أخي و ابن عمي‪ ،‬و ابنتي‪ ،‬و إن ال قد زوج عليا بفاطمة‪ ،‬و أمر رضوان خازن‬
‫الجنان فهز شجرة طوبى‪ ،‬فحملت رقاعا‪ -‬يعني صكاكا‪ -‬بعدد محبي أهل بيتي‪ ،‬و أنشأ من تحتها ملئكة من نور‪،‬‬
‫و دفع إلى كل ملك صكا‪ ،‬فإذا استوت القيامة بأهلها‪ ،‬نادت الملئكة في الخلئق‪ :‬يا محبي علي بن أبي طالب‪،‬‬
‫هلموا خذوا ودائعكم‪ .‬فل تلقى محبا »‪ «1‬لنا أهل البيت إل دفعت الملئكة إليه صكا فيه فكاكه من النار‪ ،‬فبأخي و‬
‫ابن عمي و ابنتي فكاك رجال و نساء من النار »‪.«2‬‬
‫و سيأتي هذا الحديث من طريق الجمهور »‪.«3‬‬
‫‪ -[17] /5577‬كتاب )الخرائج(‪ :‬إن رسول ال )صلى ال عليه و آله( قال‪» :‬يا فاطمة‪ ،‬إن بشارة أتتني من ربي‬
‫في أخي و ابن عمي‪ ،‬و ابنتي‪ ،‬بأن ال عز و جل زوج عليا بفاطمة‪ ،‬و أمر رضوان‪ -‬خازن الجنة‪ -‬فهز شجرة‬
‫طوبى‪ ،‬فحملت رقاعا بعدد محبي أهل بيتي‪ ،‬و أنشأ ملئكة من تحتها من نور‪ ،‬و دفع إلى كل ملك خطا‪ ،‬فإذا‬
‫استقرت القيامة بأهلها‪ ،‬فل تلقي تلك الملئكة محبا لنا إل دفعت إليه صكا فيه براءة من النار«‪.‬‬
‫‪ -[18] /5578‬ابن بابويه‪ :‬بإسناده‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬من أطعم ثلثة نفر من المؤمنين‪،‬‬
‫أطعمه ال من ثلث جنان ملكوت السماء‪ :‬الفردوس‪ ،‬و جنة عدن‪ ،‬و طوبى‪ ،‬و هي شجرة من جنة عدن غرسها‬
‫ربي بيده«‪.‬‬
‫‪ -[19] /5579‬و عنه‪ :‬بإسناده‪ ،‬عن الصبغ بن نباتة‪ ،‬قال‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪» :‬قال رسول ال‬
‫بو‬‫ن َمآ ٍ‬ ‫سُ‬‫حْ‬
‫طوبى َلُهْم َو ُ‬ ‫)صلى ال عليه و آله(‪ -‬و ذكر تفسير حروف )أبجد( إلى آخرها‪ -‬فقال‪ :‬و أما الطاء‪ ،‬ف ُ‬
‫هي شجرة غرسها ال عز و جل‪ ،‬و نفخ فيها من روحه‪ ،‬و إن أغصانها لترى من وراء سور الجنة‪ ،‬تنبت بالحلي‬
‫و الحلل‪ ،‬و الثمار متدلية على أفواهم«‪.‬‬
‫‪ -[20] /5580‬و عنه‪ :‬بإسناده‪ ،‬عن الحسين بن أبي العلء‪ ،‬عن الصادق جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه‬
‫)عليهم السلم(‪ ،‬قال‪» :‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬دخلت أم أيمن على النبي )صلى ال عليه و آله( و في‬
‫ملحفتها شيء‪ ،‬فقال لها رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬ما معك يا أم أيمن؟ فقالت‪ :‬إن فلنة أملكوها فنثروا‬
‫عليها‪ ،‬فأخذت من نثارها‪ .‬ثم بكت أم أيمن‪ ،‬فقالت‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬فاطمة زوجتها و لم تنثر عليها شيئا! فقال رسول‬
‫ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬يا أم أيمن‪ ،‬لم تبكين؟ إن ال تبارك و تعالى لما زوجت فاطمة عليا‪ ،‬أمر أشجار‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -17‬الخرائج و الجرائح ‪.11 /536 :2‬‬
‫‪ -18‬ثواب العمال‪.136 :‬‬
‫‪ -19‬معاني الخبار‪ ،46 :‬ينابيع المودة‪ 96 :‬و ‪.132‬‬
‫‪ -20‬امالي الصدوق‪.3 /236 :‬‬
‫ب‪.‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬فل يبقى مح ّ‬
‫ب علي بن أبي طالب و فاطمة ابنتي و أولدهما‪[.....] .‬‬ ‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬فكاكه من الرجال و النساء بعوض ح ّ‬
‫)‪ (3‬يأتي في الحديث )‪ (28‬من تفسير هذه اليات‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪258 :‬‬
‫الجنة أن تنثر عليهم من حليها و حللها و ياقوتها و درها و زمردها و إستبرقها‪ ،‬فأخذوا منها ما ل يعلمون‪ ،‬و لقد‬
‫نحل ال طوبى في مهر فاطمة‪ ،‬فجعلها في منزل علي«‪.‬‬
‫‪ -[21] /5581‬ابن شهر آشوب‪ :‬عن ابن بطة‪ ،‬و ابن المؤذن‪ ،‬و السمعاني‪ ،‬في كتبهم‪ ،‬بالسناد‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬و‬
‫أنس بن مالك‪ ،‬قال‪ :‬بينا رسول ال )صلى ال عليه و آله( جالس‪ ،‬إذ جاء علي )عليه السلم( فقال‪» :‬يا علي‪ ،‬ما‬
‫جاء بك؟« قال‪:‬‬
‫»جئت اسلم عليك«‪ ،‬قال‪» :‬هذا جبرئيل يخبرني أن ال تعالى زوجك فاطمة‪ ،‬و أشهد على ذلك أربعين ألف ملك‪،‬‬
‫و أوحى ال إلى شجرة طوبى أن انثري عليهم الدر و الياقوت‪ .‬فنثرت عليهم الدر و الياقوت‪ ،‬فابتدرت إليه الحور‬
‫العين يلتقطن في أطباق الدر و الياقوت‪ ،‬و هن يتهادين بينهن إلى يوم القيامة‪ ،‬و كانوا يتهادون و يقولون‪ :‬هذه‬
‫تحفة خير النساء«‪.‬‬
‫و‬
‫في رواية ابن بطة عن عبد ال‪» :‬فمن أخذ منه يومئذ شيئا أكثر مما أخذه صاحبه أو أحسن‪ ،‬افتخر به على صاحبه‬
‫إلى يوم القيامة«‪.‬‬
‫‪ -[22] /5582‬و عن خباب بن الرت‪ ،‬في حديث‪» :‬أن ال تعالى أوحى إلى جبرئيل‪ :‬زوج النور من النور‪ ،‬فكان‬
‫الولي ال‪ ،‬و الخطيب جبرئيل‪ ،‬و المنادي ميكائيل‪ ،‬و الداعي إسرافيل‪ ،‬و الناثر عزرائيل‪ ،‬و الشهود ملئكة‬
‫السماوات و الرضين‪ .‬ثم أوحى إلى شجرة طوبى‪ :‬أن انثري ما عليك‪ ،‬فنثرت الدر البيض‪ ،‬و الياقوت الحمر‪،‬‬
‫و الزبرجد الخضر و اللؤلؤ الرطب‪ ،‬فبادرت الحور العين يلتقطن و يهدين بعضهن إلى بعض«‪.‬‬
‫‪) -[23] /5583‬كشف الغمة(‪ :‬عن جابر بن سمرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪» :‬أيها الناس‪ ،‬هذا‬
‫علي بن أبي طالب‪ ،‬و أنتم تزعمون أني زوجته ابنتي فاطمة‪ ،‬و لقد خطبها إلي أشراف قريش فلم أزوجها »‪،«1‬‬
‫كل ذلك أتوقع الخبر من السماء‪ ،‬حتى جاءني جبرئيل ليلة أربع و عشرين من شهر رمضان‪ ،‬فقال‪ :‬يا محمد‪،‬‬
‫العلي العلى يقرأ عليك السلم‪ ،‬و قد جمع الروحانيين و الكروبيين في واد يقال له‪ :‬الفيح‪ ،‬تحت شجرة طوبى‪ ،‬و‬
‫زوج فاطمة عليا‪ ،‬و أمرني فكنت الخاطب‪ ،‬و ال تعالى الولي‪ ،‬و أمر شجرة طوبى فحملت الحلي و الدر و‬
‫الياقوت‪ ،‬ثم نثرته‪ ،‬و أمر الحور العين فاجتمعن و التقطن ]فهن[ يتهادينه إلى يوم القيامة‪ ،‬و يقلن‪ :‬هذا نثار‬
‫فاطمة«‪.‬‬
‫طوبى َلُهْم قال‪ :‬هي شجرة في الجنة‪ ،‬أصلها في حجرة‬ ‫‪ -[24] /5584‬و عن محمد بن سيرين في قوله تعالى‪ُ :‬‬
‫علي )عليه السلم(‪ ،‬و ليس في الجنة حجرة إل و فيها غصن من أغصانها‪.‬‬
‫ب طوبى شجرة‬ ‫ن َمآ ٍ‬
‫سُ‬‫حْ‬
‫طوبى َلُهْم َو ُ‬
‫‪ -[25] /5585‬ابن الفارسي في )الروضة(‪ ،‬قال‪ :‬قال ابن عباس‪ُ :‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -21‬المناقب ‪ ،346 :3‬نزهة المجالس ‪.223 :2‬‬
‫‪ -22‬المناقب ‪.346 :3‬‬
‫‪ -23‬كشف الغمة ‪.367 :1‬‬
‫‪ -24‬كشف الغمة ‪ ،323 :1‬مناقب ابن المغازلي‪.315 /268 :‬‬
‫‪ -25‬روضة الواعظين‪.105 :‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬فلم أجب‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪259 :‬‬
‫في الجنة‪ ،‬في دار علي )عليه السلم(‪ ،‬ما في الجنة دار إل و فيها غصن من أغصانها‪ ،‬ما خلق ال من شيء إل و‬
‫هو تحت طوبى‪ ،‬و تحتها مجمع أهل الجنة‪ ،‬يذكرون نعمة ال عليهم‪ ،‬لما تحت طوبى من كثبان المسك كما تحت‬
‫»‪ «1‬شجر الدنيا من الرمل‪.‬‬
‫‪ -[26] /5586‬ابن بابويه في )أماليه(‪ :‬بإسناده‪ ،‬عن عبد ال بن سليمان‪ -‬و كان قارئا للكتب‪ -‬في حديث يذكر فيه‬
‫صفة النبي )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬حديث قدسي عن ال عز و جل‪ ،‬قال فيه لعيسى )عليه السلم( في صفة النبي‬
‫)صلى ال عليه و آله(‪ ،‬قال سبحانه في الصفة‪ :‬لم ير قبله مثله و ل بعده‪ ،‬طيب الريح‪ ،‬نكاح النساء‪ ،‬ذو النسل‬
‫القليل‪ ،‬إنما نسله من مباركة لها بيت في الجنة‪ ،‬ل صخب فيه و ل نصب‪ ،‬يكفلها في آخر الزمان كما كفل زكريا‬
‫أمك‪ ،‬لها فرخان مستشهدان‪ ،‬كلمه القرآن‪ ،‬و دينه السلم و أنا السلم‪ ،‬طوبى لمن أدرك زمانه‪ ،‬و شهد أيامه‪ ،‬و‬
‫سمع كلمه‪.‬‬
‫قال عيسى‪ :‬يا رب‪ ،‬و ما طوبى؟ قال‪ :‬شجرة في الجنة‪ ،‬أنا غرستها‪ ،‬تظل الجنان‪ ،‬أصلها من رضوان‪ ،‬ماؤها من‬
‫تسنيم‪ ،‬برده برد الكافور‪ ،‬و طعمه طعم الزنجبيل‪ ،‬من يشرب من تلك العين شربة لم يظمأ بعدها أبدا‪.‬‬
‫فقال عيسى‪ :‬أللهم اسقني منها‪ .‬قال‪ :‬حرام‪ -‬يا عيسى‪ -‬على البشر أن يشربوا منها حتى يشرب ذلك النبي‪ ،‬و حرام‬
‫على المم أن يشربوا حتى تشرب امة ذلك النبي‪ ،‬أرفعك إلي‪ ،‬ثم أهبطك في آخر الزمان لترى من امة ذلك النبي‬
‫العجائب‪ ،‬و لتعينهم على اللعين الدجال‪ ،‬أهبطك في وقت الصلة لتصلي معهم‪ ،‬إنهم امة مرحومة‪.‬‬
‫‪ -[27] /5587‬و من طريق المخالفين‪ ،‬ما رواه موفق بن أحمد‪ ،‬في كتاب )المناقب(‪ :‬بإسناده عن أحمد بن عامر‬
‫بن سليمان‪ ،‬عن الرضا علي بن موسى )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬حدثني موسى بن جعفر‪ ،‬حدثني أبي جعفر بن‬
‫محمد‪ ،‬حدثني أبي محمد بن علي‪ ،‬حدثني أبي علي بن الحسين‪ ،‬حدثني أبي الحسين بن علي‪ ،‬حدثني أبي علي بن‬
‫أبي طالب )عليهم السلم(‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬أتاني ملك فقال‪ :‬يا محمد‪ ،‬إن ال عز و‬
‫جل يقرأ عليك السلم‪ ،‬و يقول‪ :‬قد زوجت فاطمة من علي‪ ،‬فزوجها منه‪ ،‬و قد أمرت شجرة طوبى أن تحمل الدر‬
‫و الياقوت و المرجان‪ ،‬و إن أهل السماء قد فرحوا بذلك‪ ،‬و سيولد منهما ولدان سيدا شباب أهل الجنة‪ ،‬و بهما‬
‫يزين أهل الجنة‪ ،‬فأبشر يا محمد‪ ،‬فإنك خير الولين و الخرين«‪.‬‬
‫و روى هذا الحديث من طريق الخاصة ابن بابويه‪ ،‬عن الرضا )عليه السلم( »‪.«2‬‬

‫‪ -[28] /5588‬و عن موفق بن أحمد‪ :‬بإسناده‪ ،‬عن بلل بن حمامة‪ ،‬قال‪ :‬طلع علينا النبي ذات يوم‪ ،‬و وجهه‬
‫مشرق كدارة القمر‪ ،‬فقام عبد الرحمن بن عوف‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬ما هذا النور؟‬
‫فقال‪» :‬بشارة أتتني من ربي في أخي و ابن عمي‪ ،‬و ابنتي‪ ،‬أن ال تعالى قد زوج عليا من فاطمة‪ ،‬و أمر رضوان‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -26‬المالي‪.8 /224 :‬‬
‫‪ -27‬المناقب‪.246 :‬‬
‫‪ -28‬المناقب‪.246 :‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬المسك أكثر مّما تحت‪.‬‬
‫سلم( ‪.12 /27 :2‬‬ ‫)‪ (2‬عيون أخبار الّرضا )عليه ال ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪260 :‬‬
‫‪ -‬خازن الجنان‪ -‬فهز شجرة طوبى‪ ،‬فحملت رقاعا‪ -‬يعني صكاكا‪ -‬بعدد محبي أهل بيتي‪ ،‬و أنشأ من تحتها ملئكة‬
‫من نور‪ ،‬و دفع إلى كل ملك صكا‪ ،‬فإذا كان يوم القيامة‪ ،‬و استوت القيامة بأهلها‪ ،‬نادت الملئكة في الخلئق‪ ،‬فل‬
‫تلقى محبا لنا أهل البيت إل دفعت إليه صكا فيه فكاكه من النار‪ ،‬فبأخي و ابن عمي و ابنتي فكاك رقاب رجال و‬
‫نساء من امتي من النار«‪.‬‬
‫‪ -[29] /5589‬و عنه أيضا‪ :‬بإسناده عن أم سلمة‪ ،‬و سلمان الفارسي‪ ،‬و علي بن أبي طالب )عليه السلم( و كل‬
‫قالوا‪ -‬و ذكر حديث تزويج علي من فاطمة )عليهما السلم(‪ -‬و إن ال )عز و جل( لما أشهد على تزويج فاطمة‬
‫من علي بن أبي طالب )عليهما السلم( ملئكته‪ ،‬أمر شجرة طوبى أن تنثر حملها و ما فيها من الحلي و الحلل‪،‬‬
‫فنثرت الشجرة ما فيها‪ ،‬و التقطته الملئكة و الحور العين‪ ،‬و إن الحور و الملئكة ليتهادينه و يفتخرن به إلى يوم‬
‫القيامة‪.‬‬
‫‪ -[30] /5590‬و عن أنس بن مالك‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪» :‬إن في الجنة شجرة يقال لها‬
‫طوبى‪ ،‬ما في الجنة دار و ل قصر و ل حجرة و ل بيت إل و فيه غصن من تلك الشجرة‪ ،‬و إن أصلها في‬
‫داري«‪.‬‬
‫ثم أتى عليه ما شاء ال‪ ،‬ثم حدثهم يوما آخر‪ ،‬فقال‪» :‬إن في الجنة شجرة يقال لها طوبى‪ ،‬ما في الجنة قصر و ل‬
‫بيت و ل دار إل و فيه من تلك الشجرة غصن‪ ،‬و إن أصلها في دار علي« فقام عمر فقال‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬أو ليس‬
‫حدثنا عن هذه‪ ،‬و قلت‪ :‬أصلها في داري؟ ثم حدثتنا ثانيا و تقول‪ :‬أصلها في دار علي؟ فرفع النبي )صلى ال عليه‬
‫و آله( رأسه و قال‪» :‬أو ما علمت بأن داري و دار علي واحدة‪ ،‬و حجرتي و حجرة علي واحدة‪ ،‬و قصري و‬
‫قصر علي واحد‪ ،‬و درجتي و درجة علي واحدة و ستري و ستر »‪ «1‬علي واحد«‪.‬‬
‫فقال‪ :‬إذا أراد أحدكم أن يأتي أهله‪ ،‬كيف يصنع؟ قال النبي )صلى ال عليه و آله(‪» :‬إذا أراد أن يأتي أحدنا أهله‪،‬‬
‫ضرب ال بيني و بينه حجابا من نور‪ ،‬فإذا فرغنا من تلك الحاجة‪ ،‬رفع ال عنا ذلك الحجاب« فعرف عمر حق‬
‫علي )عليه السلم(‪.‬‬
‫‪ -[31] /5591‬و من تفسير الثعلبي‪ :‬يرفع السناد إلى جابر‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬سئل رسول ال‬
‫)صلى ال عليه و آله( عن طوبى‪ ،‬فقال‪ :‬شجرة في الجنة‪ ،‬أصلها في دار علي‪ ،‬و فرعها على أهل الجنة‪.‬‬
‫فقالوا‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬سألناك فقلت‪ :‬أصلها في داري‪ ،‬و فرعها على أهل الجنة؟! فقال‪ :‬داري و دار علي واحدة‬
‫في الجنة‪ ،‬بمكان واحد«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ض َأْو ُكّلَم ِبِه اْلَمْوتى ]‪[31‬‬ ‫لْر ُ‬ ‫ت ِبِه ا َْ‬ ‫طَع ْ‬ ‫ل َأْو ُق ّ‬‫جبا ُ‬
‫ت ِبِه اْل ِ‬
‫سّيَر ْ‬‫ن ُقْرآنًا ُ‬‫َو َلْو َأ ّ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -29‬المناقب‪.251 :‬‬
‫‪ -30‬جامع الخبار‪[.....] .174 :‬‬
‫‪ ... -31‬العمدة‪ ،676 /351 :‬ينابيع المودة‪.96 :‬‬
‫)‪ (1‬في »س‪ ،‬ط« نسخة بدل‪ :‬و سّري و سّر‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪261 :‬‬
‫‪ -[1] /5592‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬لو كان شيء من القرآن كذلك‪ ،‬لكان هذا‪.‬‬
‫‪ -[2] /5593‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن أبي زاهر‪ -‬أو غيره‪ -‬عن محمد بن حماد‪ ،‬عن‬
‫أخيه أحمد بن حماد‪ ،‬عن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي الحسن الول )عليه السلم(‪ ،‬قال‪ :‬قلت له‪ :‬جعلت فداك‪،‬‬
‫أخبرني عن النبي )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬ورث النبيين كلهم؟ قال‪» :‬نعم«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬من لدن آدم حتى انتهى إلى نفسه؟ قال‪» :‬ما بعث ال نبيا إل و محمد )صلى ال عليه و آله( أعلم منه«‪.‬‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬إن عيسى بن مريم كان يحيي الموتى بإذن ال؟ قال‪» :‬صدقت‪ ،‬و سليمان بن داود كان يفهم منطق‬
‫الطير‪ ،‬و كان رسول ال )صلى ال عليه و آله( يقدر على هذه المنازل«‪.‬‬
‫ن ِم َ‬
‫ن‬ ‫ي ل َأَرى اْلُهْدُهَد َأْم كا َ‬ ‫قال‪ :‬و قال‪» :‬إن سليمان بن داود قال للهدهد حين فقده و شك في أمره‪ ،‬فقال‪ :‬ما ِل َ‬
‫ن »‪ «2‬و إنما‬ ‫ن ُمِبي ٍ‬ ‫سْلطا ٍ‬‫حّنُه َأْو َلَيْأِتَيّني ِب ُ‬
‫لْذَب َ‬
‫شِديدًا َأْو َ‬
‫عذابًا َ‬‫عّذَبّنُه َ‬
‫لَ‬ ‫ن »‪ «1‬حين فقده فغضب عليه‪ ،‬فقال‪َُ :‬‬ ‫اْلغاِئِبي َ‬
‫غضب لنه كان يدله على الماء‪ ،‬فهذا و هو طائر قد اعطي ما لم يعط سليمان‪ ،‬و قد كانت الريح و النمل و النس‬
‫و الجن و الشياطين و المردة له طائعين‪ ،‬و لم يكن يعرف الماء تحت الهواء‪ ،‬و كان الطير يعرفه‪ .‬و إن ال يقول‬
‫ض َأْو ُكّلَم ِبِه اْلَمْوتى و قد ورثنا نحن هذا القرآن الذي‬ ‫لْر ُ‬ ‫ت ِبِه ا َْ‬
‫طَع ْ‬ ‫ل َأْو ُق ّ‬‫جبا ُ‬ ‫ت ِبِه اْل ِ‬
‫سّيَر ْ‬‫ن ُقْرآنًا ُ‬‫في كتابه َو َلْو َأ ّ‬
‫فيه ما تسير به الجبال و تقطع به البلدان و تحيا به الموتى‪ ،‬و نحن نعرف الماء تحت الهواء‪ .‬و إن في كتاب ال‬
‫ليات ما يراد بها أمر إل أن يأذن ال به‪ ،‬مع ما قد يأذن ال مما كتبه الماضون‪ ،‬و جعله ال لنا في ام الكتاب‪ ،‬إن‬
‫طَفْينا‬
‫ن اصْ َ‬‫ب اّلِذي َ‬ ‫ن »‪ «3‬ثم قال‪ُ :‬ثّم َأْوَرْثَنا اْلِكتا َ‬ ‫ب ُمِبي ٍ‬
‫ل ِفي ِكتا ٍ‬ ‫ض ِإ ّ‬‫لْر ِ‬ ‫سماِء َو ا َْ‬ ‫ن غاِئَبٍة ِفي ال ّ‬ ‫ال يقول‪َ :‬و ما ِم ْ‬
‫عباِدنا »‪ «4‬فنحن الذين اصطفانا ال عز و جل و أورثنا هذا الذي فيه تبيان كل شيء«‪.‬‬ ‫ن ِ‬ ‫ِم ْ‬
‫و روى هذا الحديث محمد بن الحسن الصفار في )بصائر الدرجات( عن محمد بن الحسين »‪ ،«5‬عن حماد‪ ،‬عن‬
‫إبراهيم بن عبد الحميد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي الحسن الول )عليه السلم( ببعض التغيير اليسير »‪.«6‬‬

‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.365 :1‬‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.7 /176 :1‬‬
‫)‪ (1‬النمل ‪.20 :27‬‬
‫)‪ (2‬النمل ‪.21 :27‬‬
‫)‪ (3‬النمل ‪.75 :27‬‬
‫)‪ (4‬فاطر ‪.32 :35‬‬
‫)‪ (5‬في المصدر‪ :‬محمد بن الحسن‪ ،‬أنظر معجم رجال الحديث ‪.190 :6‬‬
‫)‪ (6‬بصائر الدرجات‪.3 /134 :‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪262 :‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ضُه ]‪-31‬‬ ‫ن ُيْنِكُر َبْع َ‬
‫ب َم ْ‬‫حزا ِ‬ ‫لْ‬‫ن ا َْ‬
‫جِميعًا‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و ِم َ‬ ‫س َ‬ ‫ل َلَهَدى الّنا َ‬
‫ن َلْو َيشاُء ا ُّ‬
‫ن آَمُنوا َأ ْ‬
‫س اّلِذي َ‬
‫َأ َفَلْم َيْيَأ ِ‬
‫جِميعًا‬
‫س َ‬ ‫ل َلَهَدى الّنا َ‬ ‫ن َلْو َيشاُء ا ُّ‬
‫ن آَمُنوا َأ ْ‬
‫س اّلِذي َ‬‫‪ -[1] /5594 [36‬قال علي بن إبراهيم في قوله تعالى‪َ :‬أ َفَلْم َيْيَأ ِ‬
‫عٌة أي عذاب‪.‬‬ ‫صَنُعوا قاِر َ‬ ‫صيُبُهْم ِبما َ‬ ‫ن َكَفُروا ُت ِ‬ ‫ل اّلِذي َ‬
‫يعني جعلهم كلهم مؤمنين‪ .‬و قوله‪َ :‬و ل َيزا ُ‬
‫ل اّلِذي َ‬
‫ن‬ ‫‪ -[2] /5595‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬و في رواية أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله‪َ :‬و ل َيزا ُ‬
‫ن داِرِهْم فتحل بقوم غيرهم‪ ،‬فيرون ذلك و‬ ‫ل َقِريبًا ِم ْ‬ ‫حّ‬ ‫عٌة‪» :‬و هي النقمة َأْو َت ُ‬ ‫صَنُعوا قاِر َ‬ ‫صيُبُهْم ِبما َ‬ ‫َكَفُروا ُت ِ‬
‫يسمعون به‪ ،‬و الذين حلت بهم عصاة كفار مثلهم‪ ،‬و ل يتعظ بعضهم ببعض‪ ،‬و ل يزالون كذلك حتى يأتي وعد‬
‫ال الذي وعد المؤمنين من النصر‪ ،‬و يخزي ال الكافرين«‪.‬‬
‫خْذُتُهْم أي طولت لهم المل‪ ،‬ثم أهلكتهم‪.‬‬ ‫ن َكَفُروا ُثّم َأ َ‬‫ت ِلّلِذي َ‬‫‪ -[3] /5596‬ثم قال علي بن إبراهيم‪ ،‬في قوله‪َ :‬فَأْمَلْي ُ‬
‫‪ -[4] /5597‬ثم قال علي بن إبراهيم‪ :‬و في رواية أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬في قوله‪َ :‬أ َفَمنْ‬
‫ض َأْم ِبظاهٍِر ِم َ‬
‫ن‬ ‫لْر ِ‬ ‫سّموُهْم َأْم ُتَنّبُئوَنُه ِبما ل َيْعَلُم ِفي ا َْ‬‫ل َ‬ ‫شَركاَء ُق ْ‬ ‫ل ُ‬
‫جَعُلوا ِّ‬ ‫ت َو َ‬ ‫سَب ْ‬‫س ِبما َك َ‬ ‫ل َنْف ٍ‬
‫على ُك ّ‬ ‫ُهَو قاِئٌم َ‬
‫ل »الظاهر من القول هو الرزق«‪.‬‬ ‫اْلَقْو ِ‬
‫ن وا ٍ‬
‫ق‬ ‫ل ِم ْ‬ ‫ن ا ِّ‬
‫‪ -[5] /5598‬ثم قال علي بن إبراهيم في قوله‪َ :‬و ما َلُهْم ِم َ‬
‫ن الّناُر أي عاقبة ثوابهم النار‪.‬‬ ‫عْقَبى اْلكاِفِري َ‬ ‫أي من دافع َو ُ‬
‫‪ -[6] /5599‬و عنه‪ :‬قال‪ :‬أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬إن ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم‪ ،‬و قد‬
‫أطفئت سبعين مرة بالماء ثم التهبت‪ ،‬و لو ل ذلك ما استطاع آدمي أن يطفئها‪ ،‬و إنها ليؤتى بها يوم القيامة حتى‬
‫توضع على النار‪ ،‬فتصرخ صرخة ل يبقى ملك مقرب و ل نبي مرسل إل جثا على ركبتيه فزعا من صرختها«‪.‬‬
‫‪ -[7] /5600‬ثم قال علي بن إبراهيم‪ :‬و في رواية أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله‪:‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القمي ‪.365 :1‬‬
‫‪ -2‬تفسير القمي ‪.365 :1‬‬
‫‪ -3‬تفسير القمي ‪.366 :1‬‬
‫‪ -4‬تفسير القمي ‪[.....] .366 :1‬‬
‫‪ -5‬تفسير القمي ‪.366 :1‬‬
‫‪ -6‬تفسير القمي ‪.366 :1‬‬
‫‪ -7‬تفسير القمي ‪.366 :1‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪263 :‬‬
‫ك »فرحوا بكتاب ال إذا تلي عليهم‪ ،‬و إذا تلوه تفيض أعينهم دمعا من‬ ‫ل ِإَلْي َ‬
‫ن ِبما ُأْنِز َ‬‫حو َ‬ ‫ب َيْفَر ُ‬‫ن آَتْيناُهُم اْلِكتا َ‬‫اّلِذي َ‬
‫الفزع و الحزن‪ ،‬و هو علي بن أبي طالب )عليه السلم(«‪.‬‬
‫و هي في قراءة ابن مسعود‪) :‬و الذي أنزلنا إليك الكتاب هو الحق‪ ،‬و من يؤمن به( أي علي بن أبي طالب )عليه‬
‫ضُه أنكروا من تأويله ما أنزله في علي و آل محمد )صلوات ال‬ ‫ن ُيْنِكُر َبْع َ‬‫ب َم ْ‬‫حزا ِ‬ ‫لْ‬‫ن ا َْ‬ ‫السلم( يؤمن به َو ِم َ‬
‫عليهم(‪ ،‬و آمنوا ببعضه‪ ،‬فأما المشركون‪ ،‬فأنكروه كله‪ ،‬أوله و آخره‪ ،‬و أنكروا أن محمدا رسول ال‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫جَعْلنا َلُهْم َأْزواجًا َو ُذّرّيًة ]‪[38‬‬ ‫ك َو َ‬ ‫ن َقْبِل َ‬
‫ل ِم ْ‬‫سً‬‫سْلنا ُر ُ‬‫َو َلَقْد َأْر َ‬
‫‪ -[1] /5601‬محمد بن يعقوب‪ :‬بإسناده عن سهل‪ ،‬عن الحسن بن علي‪ ،‬عن عبد ال بن الوليد الكندي‪ ،‬قال‪ :‬دخلنا‬
‫على أبي عبد ال )عليه السلم( في زمن مروان‪ ،‬فقال‪» :‬من أنتم؟« فقلنا‪ :‬من أهل الكوفة‪ ،‬فقال‪» :‬ما من بلدة من‬
‫البلدان أكثر محبا لنا من أهل الكوفة‪ ،‬و ل سيما هذه العصابة‪ ،‬إن ال جل ذكره هداكم لمر جهله الناس‪ ،‬و‬
‫أحببتمونا و أبغضنا الناس‪ ،‬و اتبعتمونا و خالفنا الناس‪ ،‬و صدقتمونا و كذبنا الناس‪ ،‬فأحياكم ال محيانا‪ ،‬و أماتكم‬
‫مماتنا‪ ،‬فأشهد على أبي أنه كان يقول‪ :‬ما بين أحدكم و بين أن يرى ما يقر ال به عينيه و يغتبط إل أن تبلغ نفسه‬
‫جَعْلنا َلُهْم‬
‫ك َو َ‬
‫ن َقْبِل َ‬
‫ل ِم ْ‬
‫سً‬ ‫سْلنا ُر ُ‬
‫إلى هذه‪ -‬و أهوى بيده إلى حلقه‪ -‬و قد قال ال عز و جل في كتابه‪َ :‬و َلَقْد َأْر َ‬
‫َأْزواجًا َو ُذّرّيًة فنحن ذرية رسول ال )صلى ال عليه و آله(«‪.‬‬
‫و روى هذا الحديث الشيخ في )أماليه(‪ ،‬بإسناده عن العباس‪ ،‬عن عبد ال بن الوليد‪ ،‬قال‪ :‬دخلنا على أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( فسلمنا عليه‪ ،‬و جلسنا بين يديه‪ ،‬فسألنا‪» :‬من أنتم؟« فقلنا‪ :‬من أهل الكوفة‪ ،‬و ذكر الحديث »‪.«1‬‬

‫‪ -[2] /5602‬العياشي‪ :‬عن معاوية بن وهب‪ ،‬قال‪ :‬سمعته يقول‪» :‬الحمد ل‪ ،‬نافع عبد آل عمر »‪ «2‬كان في بيت‬
‫حفصة و يأتيه الناس وفودا‪ ،‬فل يعاب ذلك عليهم‪ ،‬و ل يقبح عليهم‪ ،‬و إن أقواما يأتونا صلة لرسول ال )صلى ال‬
‫ل ِم ْ‬
‫ن‬ ‫سً‬‫سْلنا ُر ُ‬
‫عليه و آله(‪ ،‬فيأتونا خائفين مستخفين‪ ،‬يعاب ذلك و يقبح عليهم‪ ،‬و لقد قال ال في كتابه‪َ :‬و َلَقْد َأْر َ‬
‫جَعْلنا َلُهْم َأْزواجًا َو ُذّرّيًة فما كان لرسول ال )صلى ال عليه و آله( إل كأحد أولئك‪ ،‬جعل ال له أزواجا‪،‬‬ ‫ك َو َ‬
‫َقْبِل َ‬
‫و جعل له ذرية‪ ،‬ثم لم يسلم مع أحد من النبياء ]مثل[ من أسلم مع رسول ال )صلى ال عليه و آله( من أهل بيته‪،‬‬
‫أكرم ال بذلك رسوله )صلى ال عليه و آله(«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬الكافي ‪.38 /81 :8‬‬
‫‪ -2‬تفسير العّياشي ‪.51 /213 :2‬‬
‫)‪ (1‬المالي ‪.291 :2‬‬
‫ل الذي قدح عند آل عمر‪.‬‬ ‫)‪ (2‬في »ط«‪ :‬و المصدر‪ :‬الحمد ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪264 :‬‬
‫‪ -[3] /5603‬عن بشير الدهان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬ما آتى ال أحدا من المرسلين شيئا‪ ،‬إل و قد‬
‫سْلنا‬‫آتاه محمدا )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و قد آتى ال محمدا كما آتى المرسلين من قبله« ثم تل هذه الية‪َ :‬و َلَقْد َأْر َ‬
‫جَعْلنا َلُهْم َأْزواجًا َو ُذّرّيًة‪.‬‬ ‫ك َو َ‬ ‫ن َقْبِل َ‬‫ل ِم ْ‬
‫سً‬ ‫ُر ُ‬
‫‪ -[4] /5604‬عن علي بن عمر بن أبان الكلبي‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬أشهد على أبي أنه كان‬
‫يقول‪ :‬ما بين أحدكم و بين أن يغبط أو يرى ما تقربه عينه‪ ،‬إل أن تبلغ نفسه هذه‪ -‬و أهوى إلى حلقه‪ ،-‬قال ال في‬
‫كتابه‪:‬‬
‫جَعْلنا َلُهْم َأْزواجًا َو ُذّرّيًة فنحن ذرية رسول ال )صلى ال عليه و آله(«‪.‬‬ ‫ك َو َ‬ ‫ن َقْبِل َ‬
‫ل ِم ْ‬ ‫سً‬ ‫سْلنا ُر ُ‬ ‫َو َلَقْد َأْر َ‬
‫‪ -[5] /5605‬عن المفضل بن صالح‪ ،‬عن جعفر بن محمد )عليهما السلم(‪ ،‬قال‪» :‬قال رسول ال )صلى ال عليه‬
‫و آله(‪ :‬خلق ال الخلق قسمين‪ ،‬فألقى قسما‪ ،‬و أمسك قسما‪ ،‬ثم قسم ذلك القسم على ثلثة أثلث‪ ،‬فألقى ثلثين و‬
‫أمسك ثلثا‪ ،‬ثم اختار من ذلك الثلث قريشا‪ ،‬ثم اختار من قريش بني عبد المطلب‪ ،‬ثم اختار من بني عبد المطلب‬
‫رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬فنحن ذريته‪ ،‬فإن قلت للناس‪ :‬لرسول ال ذرية‪ ،‬جحدوا‪ ،‬و لقد قال ال‪َ :‬و َلَقْد‬
‫جَعْلنا َلُهْم َأْزواجًا َو ُذّرّيًة فنحن ذريته«‪.‬‬ ‫ك َو َ‬ ‫ن َقْبِل َ‬
‫ل ِم ْ‬
‫سً‬ ‫سْلنا ُر ُ‬‫َأْر َ‬
‫قال‪ :‬فقلت‪ :‬أنا أشهد أنكم ذريته‪ .‬ثم قلت له‪ :‬ادع ال لي‪ -‬جعلت فداك‪ -‬أن يجعلني معكم في الدنيا و الخرة‪ .‬فدعا‬
‫لي ذلك‪ ،‬قال‪ :‬و قبلت باطن يده‪.‬‬
‫‪ -[6] /5606‬و في رواية شعيب‪ ،‬عنه )عليه السلم( أنه قال‪» :‬نحن ذرية رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و‬
‫ال ما أدري على ما يعادوننا! إل لقرابتنا من رسول ال )صلى ال عليه و آله(«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ب ]‪[39‬‬ ‫عْنَدُه ُأّم اْلِكتا ِ‬
‫ت َو ِ‬‫ل ما َيشاُء َو ُيْثِب ُ‬ ‫حوا ا ُّ‬ ‫َيْم ُ‬
‫‪ -[1] /5607‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن هشام بن سالم‪ ،‬و حفص‬
‫ت قال‪ :‬فقال‪:‬‬ ‫ل ما َيشاُء َو ُيْثِب ُ‬
‫حوا ا ُّ‬
‫ابن البختري و غيرهما‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال في هذه الية‪َ :‬يْم ُ‬
‫»و هل يمحى إل ما كان ثابتا‪ ،‬و هل يثبت إل ما لم يكن؟«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -3‬تفسير العّياشي ‪.52 /214 :2‬‬
‫‪ -4‬تفسير العّياشي ‪.53 /214 :2‬‬
‫‪ -5‬تفسير العّياشي ‪.54 /214 :2‬‬
‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪.55 /214 :2‬‬
‫‪ -1‬الكافي ‪.2 /113 :1‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪265 :‬‬
‫‪ -[2] /5608‬و عنه‪ :‬عن محمد بن إسماعيل‪ ،‬عن الفضل بن شاذان‪ ،‬عن حماد بن عيسى‪ ،‬عن ربعي بن عبد ال‪،‬‬
‫عن الفضيل بن يسار‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول‪» :‬العلم علمان‪ :‬فعلم عند ال مخزون لم يطلع‬
‫عليه أحدا من خلقه‪ ،‬و علم علمه ملئكته و رسله‪ ،‬فما عليه ملئكته و رسله فإنه سيكون‪ ،‬ل يكذب نفسه و ل‬
‫ملئكته و ل رسله و علم عنده مخزون‪ ،‬يقدم منه ما يشاء‪ ،‬و يؤخر منه ما يشاء‪ ،‬و يثبت ما يشاء«‪.‬‬
‫‪ -[3] /5609‬و عنه‪ :‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن خالد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن خلف بن حماد‪ ،‬عن عبد‬
‫ال بن سنان قال‪ :‬لما قدم أبو عبد ال )عليه السلم( على أبي العباس‪ ،‬و هو بين الحيرة »‪ «1‬و الكوفة »‪ «2‬و‬
‫معه ابن شبرمة القاضي‪ ،‬فقال له‪ :‬إلى أين يا أبا عبد ال؟ فقال‪» :‬أردتك« فقال‪ :‬قد قصر ال خطاك‪ .‬قال‪ :‬فمضى‬
‫معه‪.‬‬
‫فقال له ابن شبرمة‪ :‬ما تقول يا أبا عبد ال‪ ،‬في شيء سألني عنه المير‪ ،‬فلم يكن عندي فيه شيء؟ فقال‪» :‬و ما‬
‫هو؟« قال‪ :‬سألني عن أول كتاب كتب في الرض‪ .‬فقال‪» :‬نعم‪ ،‬إن ال عز و جل عرض على آدم )عليه السلم(‬
‫ذريته عرض العين في صور الذر‪ ،‬نبيا فنبيا‪ ،‬و ملكا فملكا‪ ،‬و مؤمنا فمؤمنا‪ ،‬و كافرا فكافرا‪ ،‬فلما انتهى إلى داود‬
‫)عليه السلم(‪ ،‬قال‪ :‬من هذا الذي نبأته و كرمته و فصرت عمره؟‪ -‬قال‪ -‬فأوحى ال عز و جل إليه‪ :‬هذا ابنك‬
‫داود‪ ،‬عمره أربعون سنة‪ ،‬و إني قد كتبت الجال و قسمت الرزاق‪ ،‬و أنا أمحو ما أشاء و اثبت و عندي أم‬
‫الكتاب‪ ،‬فإن جعلت له شيئا من عمرك‪ ،‬ألحقته له‪ .‬قال‪ :‬يا رب‪ ،‬قد جعلت له من عمري ستين سنة تمام المائة‪-،‬‬
‫قال‪ -‬فقال ال عز و جل لجبرئيل و ميكائيل و ملك الموت‪ :‬اكتبوا عليه كتابا فإنه سينسى‪ -‬قال‪ -‬فكتبوا عليه كتابا و‬
‫ختموه بأجنحتهم من طينة عليين«‪.‬‬
‫قال‪» :‬فلما حضرت آدم الوفاة‪ ،‬أتاه ملك الموت‪ ،‬فقال آدم‪ :‬يا ملك الموت‪ ،‬ما جاء بك؟ قال‪ :‬جئت لقبض روحك‪.‬‬
‫قال‪ :‬قد بقي من عمري ستون سنة‪ ،‬فقال‪ :‬إنك جعلتها ل بنك داود‪ -‬قال‪ -‬و نزل عليه جبرئيل‪ ،‬و أخرج له الكتاب«‬
‫فقال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬فمن أجل ذلك‪ ،‬إذا اخرج الصك على المديون ذل المديون‪ ،‬فقبض روحه«‪.‬‬
‫‪ -[4] /5610‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل )رحمه ال(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن جعفر‬
‫الحميري‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن مالك بن عطية‪ ،‬عن أبي حمزة الثمالي‪ ،‬عن أبي‬
‫جعفر الباقر )عليه السلم( قال‪» :‬إن ال عز و جل‪ ،‬عرض على آدم أسماء النبياء و أعمارهم‪ -‬قال‪ -‬فمر بآدم‬
‫اسم داود النبي‪ ،‬فإذا عمره في العالم أربعون سنة‪ ،‬فقال آدم )عليه السلم(‪ :‬يا رب‪ ،‬ما أقل عمر داود و ما أكثر‬
‫عمري! يا رب‪ ،‬إن أنا زدت داود من عمري ثلثين سنة‪ ،‬أثبت ذلك له؟ قال‪ :‬نعم يا آدم‪ .‬قال‪ :‬فإني قد زدته من‬
‫عمري ثلثين سنة‪ ،‬فأنفذ ذلك له‪ ،‬و أثبتها له عندك و اطرحها من عمري«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.6 /114 :1‬‬
‫‪ -3‬الكافي ‪[.....] .1 /378 :7‬‬
‫‪ -4‬علل الشرائع‪.1 /553 :‬‬
‫)‪ (1‬الحيرة‪ :‬مدينة كانت على ثلثة أميال من الكوفة‪» .‬معجم البلدان ‪.«328 :2‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬و هو بالحيرة‪ ،‬خرج يوما يريد عيسى بن موسى فاستقبله بين الحيرة و الكوفة‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪266 :‬‬
‫قال أبو جعفر )عليه السلم(‪» :‬فأثبت ال عز و جل لداود في عمره ثلثين سنة‪ ،‬و كانت له عند ال مثبتة‪ ،‬و ذلك‬
‫ب‪ -‬قال‪ -‬فمحا ال ما كان عنده مثبتا لدم‪ ،‬و أثبت‬ ‫عْنَدُه ُأّم اْلِكتا ِ‬
‫ت َو ِ‬
‫ل ما َيشاُء َو ُيْثِب ُ‬
‫حوا ا ُّ‬ ‫قول ال عز و جل‪َ :‬يْم ُ‬
‫لداود ما لم يكن عنده مثبتا«‪.‬‬
‫قال‪» :‬فمضى عمر آدم‪ ،‬فهبط عليه ملك الموت ليقبض روحه‪ ،‬فقال له آدم‪ :‬يا ملك الموت‪ ،‬إنه قد بقي من عمري‬
‫ثلثون سنة‪ .‬فقال له ملك الموت‪ :‬يا آدم‪ ،‬ألم تجعلها ل بنك داود النبي‪ ،‬و طرحتها من عمرك حين عرض عليك‬
‫أسماء النبياء من ذريتك‪ ،‬و عرضت عليك أعمارهم‪ ،‬و أنت يومئذ بوادي الروحاء؟‪ -‬قال‪ -‬فقال له آدم‪ :‬ما أذكر‬
‫هذا‪ -‬قال‪ -‬فقال له ملك الموت‪ :‬يا آدم‪ ،‬ل تجحد‪ ،‬ألم تسأل ال عز و جل أن يثبتها لداود‪ ،‬و يمحوها من عمرك‪،‬‬
‫فأثبتها لداود في الزبور و محاها من عمرك في الذكر؟ قال آدم‪ :‬حتى أعلم ذلك«‪.‬‬
‫قال أبو جعفر )عليه السلم(‪» :‬و كان آدم صادقا‪ ،‬لم يذكر و لم يجحد‪ ،‬فمن ذلك اليوم أمر ال تبارك و تعالى‬
‫العباد‪ ،‬أن يكتبوا بينهم إذا تداينوا و تعاملوا إلى أجل مسمى‪ ،‬لنسيان آدم و جحوده ما جعل على نفسه«‪.‬‬
‫‪ -[5] /5611‬علي بن إبراهيم‪ :‬قال حدثني أبي‪ ،‬عن النضر بن سويد‪ ،‬عن يحيى الحلبي‪ ،‬عن عبد ال بن مسكان‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬إذا كانت ليلة القدر‪ ،‬نزلت الملئكة و الروح و الكتبة إلى سماء الدنيا‪،‬‬
‫فيكتبون ما يكون من قضاء ال تبارك و تعالى في تلك السنة‪ ،‬فإذا أراد ال أن يقدم أو يؤخر أو ينقص شيئا أو‬
‫يزيده‪ ،‬أمر الملك أن يمحو ما يشاء‪ ،‬ثم أثبت الذي أراد«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬و كل شيء عنده بمقدار مثبت في كتابه؟ قال‪» :‬نعم«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فأي شيء يكون بعد؟ قال‪» :‬سبحان ال‪ ،‬ثم يحدث ال أيضا ما يشاء‪ ،‬تبارك ال و تعالى«‪.‬‬
‫‪ -[6] /5612‬الشيخ في )أماليه(‪ :‬عن شيخه )رحمه ال(‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا محمد بن محمد‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا أبو الحسن‬
‫أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن الحسن الصفار‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن‬
‫الحسن بن محبوب‪ ،‬عن العلء بن رزين‪ ،‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬قال‪ :‬سئل أبو جعفر )عليه السلم( عن ليلة القدر‪،‬‬
‫فقال‪:‬‬
‫»تنزل فيها الملئكة و الروح و الكتبة إلى سماء الدنيا‪ ،‬فيكتبون ما هو كائن في أمر السنة‪ ،‬و ما يصيب العباد‬
‫حوا ا ُّ‬
‫ل‬ ‫فيها‪ ،‬و أمر موقوف ل تعالى فيه »‪ «1‬المشيئة‪ ،‬يقدم فيه ما يشاء‪ ،‬و يؤخر ما يشاء‪ ،‬و هو قوله تعالى‪َ :‬يْم ُ‬
‫ب«‪.‬‬‫عْنَدُه ُأّم اْلِكتا ِ‬
‫ت َو ِ‬
‫ما َيشاُء َو ُيْثِب ُ‬
‫‪ -[7] /5613‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى‬
‫الهاشمي بسر من رأى‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي عبد الصمد بن موسى‪ ،‬قال‪ :‬حدثني عمي عبد الوهاب بن محمد بن‬
‫إبراهيم‪ ،‬عن أبيه محمد بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬بعث أبو جعفر المنصور إلى أبي عبد ال جعفر بن محمد‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -5‬تفسير القّمي ‪.366 :1‬‬
‫‪ -6‬المالي ‪.59 :1‬‬
‫‪ -7‬المالي ‪.94 :2‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬منه‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪267 :‬‬
‫الصادق )عليهما السلم(‪ ،‬و أمر بفرش فطرحت إلى جانبه‪ ،‬فأجلسه عليها‪ ،‬ثم قال‪ :‬علي بمحمد‪ ،‬علي بالمهدي‪.‬‬
‫يقول ذلك مرارا‪ ،‬فقيل له‪ :‬الساعة يأتي يا أمير المؤمنين‪ ،‬ما يحبسه إل أنه يتبخر‪ .‬فما لبث أن وافى‪ ،‬و قد سبقته‬
‫رائحته‪ ،‬فأقبل المنصور على جعفر )عليه السلم(‪ ،‬فقال‪ :‬يا أبا عبد ال‪ ،‬حديث حدثنيه في صلة الرحم‪ ،‬اذكره‬
‫يسمعه المهدي‪.‬‬
‫قال‪» :‬نعم‪ ،‬حدثني أبي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن علي )عليهم السلم(‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪:‬‬
‫إن الرجل ليصل رحمه و قد بقي من عمره ثلث سنين‪ ،‬فيصيرها ال عز و جل ثلثين سنة‪ ،‬و يقطعها و قد بقي‬
‫ت َو‬‫ل ما َيشاُء َو ُيْثِب ُ‬
‫حوا ا ُّ‬
‫من عمره ثلثون سنة‪ ،‬فيصيرها ال عز و جل ثلث سنين‪ ،‬ثم تل )عليه السلم(‪َ :‬يْم ُ‬
‫ب« الية‪.‬‬ ‫عْنَدُه ُأّم اْلِكتا ِ‬
‫ِ‬
‫قال‪ :‬هذا حسن‪ -‬يا أبا عبد ال‪ -‬و ليس إياه أردت‪ ،‬قال أبو عبد ال‪» :‬نعم‪ ،‬حدثني أبي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن‬
‫علي )عليهم السلم(‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬صلة الرحم تعمر الديار‪ ،‬و تزيد في العمار‪ ،‬و‬
‫إن كان أهلها غير أخيار«‪.‬‬
‫قال‪ :‬هذا حسن يا أبا عبد ال‪ ،‬و ليس هذا أردت‪ ،‬فقال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬نعم‪ ،‬حدثني أبي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫جده‪ ،‬عن علي )عليهم السلم(‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬صلة الرحم تهون الحساب‪ ،‬و تقي‬
‫ميتة السوء« قال المنصور‪ :‬نعم إياه أردت‪.‬‬
‫‪ -[8] /5614‬العياشي‪ :‬عن علي بن عبد ال بن مروان‪ ،‬عن أيوب بن نوح‪ ،‬قال‪ :‬قال لي أبو الحسن العسكري‬
‫)عليه السلم(‪ -‬و أنا واقف بين يديه بالمدينة‪ -‬ابتداء من غير مسألة‪» :‬يا أيوب‪ ،‬إنه ما نبأ ال من نبي إل بعد أن‬
‫يأخذ عليه ثلث خصال‪ :‬شهادة أن ل إله إل ال‪ ،‬و خلع النداد من دون ال‪ ،‬و أن ل المشيئة يقدم ما يشاء‪ ،‬و‬
‫يؤخر ما يشاء‪ ،‬أما إنه إذا جرى الختلف بينهم‪ ،‬لم يزل الختلف بينهم إلى أن يقوم صاحب المر«‪.‬‬
‫‪ -[9] /5615‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬ما بعث ال نبيا حتى يأخذ عليه ثلث‬
‫خلل‪ :‬القرار ل بالعبودية‪ ،‬و خلع النداد‪ ،‬و أن ال يقدم ما يشاء و يؤخر ما يشاء«‪.‬‬
‫‪ -[10] /5616‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬سألته عن ليلة القدر‪ .‬فقال‪» :‬ينزل فيها‬
‫الملئكة و الكتبة‪ ،‬إلى السماء الدنيا فيكتبون ما يكون من أمر السنة‪ ،‬و ما يصيب العباد‪ ،‬و أمر عنده موقوف‪ ،‬له‬
‫فيه المشيئة‪ ،‬فيقدم منه ما يشاء‪ ،‬و يؤخر ما يشاء‪ ،‬و يمحو و يثبت‪ ،‬و عنده أم الكتاب«‪.‬‬
‫‪ -[11] /5617‬عن زرارة‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬كان علي بن الحسين )عليه السلم( يقول‪» :‬لو ل‬
‫آية في كتاب ال‪ ،‬لحدثتكم بما يكون إلى يوم القيامة«‪.‬‬
‫ب«‪.‬‬ ‫عْنَدُه ُأّم اْلِكتا ِ‬
‫ت َو ِ‬
‫ل ما َيشاُء َو ُيْثِب ُ‬
‫حوا ا ُّ‬
‫فقلت له‪ :‬أية آية؟ فقال‪» :‬قول ال‪َ :‬يْم ُ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -8‬تفسير العّياشي ‪.56 /215 :2‬‬
‫‪ -9‬تفسير العّياشي ‪.57 /215 :2‬‬
‫‪ -10‬تفسير العّياشي ‪.58 /215 :2‬‬
‫‪ -11‬تفسير العّياشي ‪.59 /215‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪268 :‬‬
‫عْنَدُه ُأّم‬
‫ت َو ِ‬‫ل ما َيشاُء َو ُيْثِب ُ‬ ‫حوا ا ُّ‬
‫‪ -[12] /5618‬عن جميل بن دراج‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله‪َ :‬يْم ُ‬
‫ب‪.‬‬
‫اْلِكتا ِ‬
‫قال‪» :‬هل يثبت إل ما لم يكن‪ ،‬و هل يمحو إل ما كان«‪.‬‬
‫‪ -[13] /5619‬عن الفضيل بن يسار‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬إن ال لم يدع شيئا كان أو يكون إل‬
‫كتبه في كتاب‪ ،‬فهو موضوع بين يديه ينظر إليه‪ ،‬فما شاء منه قدم‪ ،‬و ما شاء منه أخر‪ ،‬و ما شاء منه محا‪ ،‬و ما‬
‫شاء منه كان‪ ،‬و ما لم يشأ لم يكن«‪.‬‬
‫ب؟‬ ‫عْنَدُه ُأّم اْلِكتا ِ‬
‫ت َو ِ‬
‫ل ما َيشاُء َو ُيْثِب ُ‬‫حوا ا ُّ‬‫‪ -[14] /5620‬عن حمران‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم(‪َ :‬يْم ُ‬
‫فقال‪» :‬يا حمران‪ ،‬إنه إذا كان ليلة لقدر‪ ،‬و نزلت الملئكة الكتبة إلى السماء الدنيا‪ ،‬فيكتبون ما يقضى في تلك‬
‫السنة من أمر‪ ،‬فإذا أراد ال أن يقدم شيئا أو يؤخره‪ ،‬أو ينقص منه أو يزيد‪ ،‬أمر الملك فمحا ما يشاء‪ ،‬ثم أثبت الذي‬
‫أراد«‪.‬‬
‫قال‪ :‬فقلت له عند ذلك‪ :‬فكل شيء يكون فهو عند ال في كتاب؟ قال‪» :‬نعم«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فيكون كذا و كذا‪ ،‬ثم كذا و كذا حتى ينتهي إلى آخره؟ قال‪» :‬نعم«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فأي شيء يكون بيده بعد؟ قال‪» :‬سبحان ال‪ ،‬ثم يحدث ال أيضا ما شاء‪ ،‬تبارك ال و تعالى«‪.‬‬
‫‪ -[15] /5621‬عن الفضيل‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول‪» :‬العلم علمان‪ :‬علم علمه ملئكته و رسله‬
‫و أنبياءه‪ ،‬و علم عنده مخزون‪ ،‬لم يطلع عليه أحد‪ ،‬يحدث فيه ما يشاء«‪.‬‬
‫‪ -[16] /5622‬عن الفضيل بن يسار‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬إن ال تبارك و تعالى كتب كتابا فيه‬
‫ما كان و ما هو كائن‪ ،‬فوضعه بين يديه‪ ،‬فما شاء منه قدم‪ ،‬و ما شاء منه آخر‪ ،‬و ما شاء منه محا‪ ،‬و ما شاء منه‬
‫أثبت‪ ،‬و ما شاء منه كان‪ ،‬و ما لم يشأ لم يكن«‪.‬‬
‫‪ -[17] /5623‬عن الفضيل‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول‪» :‬من المور أمور محتومة كائنة ل‬
‫محالة‪ ،‬و من المور امور موقوفة عند ال‪ ،‬يقدم فيها ما يشاء و يمحو ما يشاء و يثبت منها ما يشاء‪ ،‬لم يطلع على‬
‫ذلك أحدا‪ -‬يعني الموقوفة‪ -‬فأما ما جاءت به الرسل‪ ،‬فهي كائنة‪ ،‬ل يكذب نفسه و ل نبيه و ل ملئكته«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -12‬تفسير العّياشي ‪.60 /215‬‬
‫‪ -13‬تفسير العّياشي ‪.61 /215‬‬
‫‪ -14‬تفسير العّياشي ‪[.....] .62 /216‬‬
‫‪ -15‬تفسير العّياشي ‪.63 /216‬‬
‫‪ -16‬تفسير العّياشي ‪.64 /216‬‬
‫‪ -17‬تفسير العّياشي ‪.65 /217‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪269 :‬‬
‫‪ -[18] /5624‬عن أبي حمزة الثمالي‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو جعفر و أبو عبد ال )عليهما السلم(‪» :‬يا أبا حمزة‪ ،‬إن‬
‫حدثناك بأمر أنه يجيء من ها هنا فجاء من ها هنا‪ ،‬فإن ال يصنع ما يشاء‪ ،‬و إن حدثناك اليوم بحديث‪ ،‬و حدثناك‬
‫غدا بخلفه‪ ،‬فإن ال يمحو ما يشاء و يثبت«‪.‬‬
‫‪ -[19] /5625‬عن حماد بن عيسي‪ ،‬عن ربعي‪ ،‬عن الفضيل بن يسار‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول‪:‬‬
‫»العلم علمان‪ :‬فعلم عند ال مخزون لم يطلع عليه أحدا من خلقه و علم علمه ملئكته و رسله و أنبياءه‪ ،‬فما علم‬
‫ملئكته ]و رسله[ »‪ «1‬فإنه سيكون‪ ،‬ل يكذب نفسه و ل ملئكته و ل رسله‪ ،‬علم عنده مخزون‪ ،‬يقدم فيه ما‬
‫يشاء‪ ،‬و يؤخر ما يشاء‪ ،‬و يمحو ما يشاء‪ ،‬و يثبت ما يشاء«‪.‬‬
‫‪ -[20] /5626‬عن عمرو بن الحمق‪ ،‬قال‪ :‬دخلت على أمير المؤمنين )عليه السلم( حين ضرب على قرنه‪ ،‬فقال‬
‫لي‪:‬‬
‫»يا عمرو‪ ،‬إني مفارقكم«‪ ،‬ثم قال‪» :‬سنة إلى السبعين فيها بلء« قالها ثلثا‪.‬‬
‫فقلت فهل بعد البلء رخاء؟ فلم يجبني‪ ،‬و اغمنى عليه‪ ،‬فبكت ام كلثوم فأفاق فقال‪ :‬يا ام كلثوم ل تؤذيني‪ ،‬فانك لو‬
‫قد ترين ما ارى لم تبكى‪ ،‬ان الملئكة فى السماوات السبع بعضهم خلف بعض و النبيين خلفهم و هذا محمد )صلى‬
‫ال عليه و آله( أخذ بيدي‪ ،‬يقول‪ :‬انطلق يا على فما امامك خير لك مما أنت فيه فقلت‪ :‬بأبي أنت و أمي‪ ،‬قلت لي‪:‬‬
‫ل ما َيشاُء َو‬
‫حوا ا ُّ‬ ‫إلي السبعين بلء‪ ،‬فهل بعد السبعين رخاء؟ فقال‪» :‬نعم يا عمرو‪ ،‬و إن بعد البلء رخاء و َيْم ُ‬
‫ب«‪.‬‬
‫عْنَدُه ُأّم اْلِكتا ِ‬
‫ت َو ِ‬
‫ُيْثِب ُ‬
‫‪ -[21] /5627‬قال أبو حمزة‪ :‬قلت لبي جعفر )عليه السلم(‪ :‬إن عليا كان يقول‪» :‬إلى السبعين بلء‪ ،‬و بعد‬
‫السبعين رخاء« و قد مضت السبعون و لم يروا رخاء؟‬
‫فقال لي أبو جعفر )عليه السلم(‪» :‬يا ثابت‪ ،‬إن ال كان قد وقت هذا المر في السبعين‪ ،‬فلما قتل الحسين )صلوات‬
‫ال عليه(‪ ،‬اشتد غضب ال على أهل الرض‪ ،‬فأخره إلى أربعين و مائة سنة‪ ،‬فحدثناكم فأذعتم الحديث و كشفتم‬
‫ب‪.‬‬
‫عْنَدهُ ُأّم اْلِكتا ِ‬
‫ت َو ِ‬
‫لُ ما َيشاُء َو ُيْثِب ُ‬
‫حوا ا ّ‬
‫قناع الستر‪ ،‬فأخره ال و لم يجعل لذلك عندنا وقتا« ثم قال‪َ :‬يْم ُ‬
‫‪ -[22] /5628‬عن أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬إن ال إذا أراد فناء قوم‪ ،‬أمر الفلك فأسرع‬
‫الدور بهم‪ ،‬فكان ما يريد من النقصان‪ ،‬فإذا أراد ال بقاء قوم‪ ،‬أمر الفلك فأبطأ الدور بهم‪ ،‬فكان ما يريد من‬
‫الزيادة‪ ،‬فل تنكروا‪ ،‬فإن ال يمحو ما يشاء و يثبت و عنده ام الكتاب«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -18‬تفسير العّياشي ‪.66 /217‬‬
‫‪ -19‬تفسير العّياشي ‪.67 /217‬‬
‫‪ -20‬تفسير العّياشي ‪.68 /217‬‬
‫‪ -21‬تفسير العّياشي ‪.69 /218‬‬
‫‪ -22‬تفسير العّياشي ‪.70 /218‬‬
‫)‪ (1‬من الكافي ‪ ،6 /114 :1‬و قد تقّدمت الرواية في الحديث )‪ (2‬من تفسير هذه اليات‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪270 :‬‬
‫‪ -[23] /5629‬عن ابن سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( يقول‪» :‬إن ال يقدم ما يشاء‪ ،‬و يؤخر ما يشاء‪ ،‬و‬
‫يمحو ما يشاء‪ ،‬و يثبت ما يشاء‪ ،‬و عنده ام الكتاب‪ -،‬و قال‪ -‬لكل أمر يريده ال فهو في علمه قبل أن يصنعه‪ ،‬و‬
‫ليس شيء يبدو له إل و قد كان في علمه‪ ،‬إن ال ل يبدو له من جهل«‪.‬‬
‫‪ -[24] /5630‬عن أبي حمزة الثمالي‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬إن ال تبارك و تعالى أهبط إلى‬
‫الرض ظلل من الملئكة على آدم )عليه السلم( و هو بواد يقال له الروحاء‪ ،‬و هو واد بين الطائف و مكة‪ -‬قال‪-‬‬
‫فمسح على ظهر آدم ثم صرخ بذريته و هم ذر‪ -‬قال‪ -‬فخرجوا كما يخرج النحل من كورها‪ ،‬فاجتمعوا على شفير‬
‫الوادي‪ .‬فقال ال تعالى لدم )عليه السلم(‪ :‬انظر ما ذا ترى؟ فقال آدم )عليه السلم(‪ :‬ذرا كثيرا على شفير‬
‫الوادي‪ .‬فقال ال‪ :‬يا آدم‪ ،‬هؤلء ذريتك أخرجتهم من ظهرك لخذ عليهم الميثاق لي بالربوبية‪ ،‬و لمحمد بالنبوة‪،‬‬
‫كما أخذت عليهم في السماء‪.‬‬
‫قال آدم )عليه السلم(‪ :‬يا رب‪ ،‬و كيف وسعتهم ظهري؟ قال ال تعالى‪ :‬يا آدم‪ ،‬بلطف صنعي و نافذ قدرتي‪ .‬قال‬
‫آدم‪ :‬يا رب‪ ،‬فما تريد منهم في الميثاق؟ فقال ال‪ :‬أن ل يشركوا بي شيئا‪ .‬قال آدم‪ :‬فمن أطاعك منهم يا رب‪ ،‬فما‬
‫جزاؤه؟ قال ال‪ :‬اسكنه جنتي‪ ،‬قال آدم‪ :‬فمن عصاك فما جزاؤه؟ قال‪ :‬اسكنه ناري‪ .‬قال آدم‪ :‬يا رب‪ ،‬لقد عدلت‬
‫فيهم‪ ،‬و ليعصينك أكثرهم إن لم تعصمهم«‪.‬‬
‫قال أبو جعفر )عليه السلم(‪» :‬ثم عرض ال على آدم أسماء النبياء‪ ،‬و أعمارهم‪ -‬قال‪ -‬فمر آدم باسم داود النبي‬
‫)عليه السلم(‪ ،‬فإذا عمره أربعون سنة‪ ،‬فقال‪ :‬يا رب‪ ،‬ما أقل عمر داود و أكثر عمري! يا رب‪ ،‬إن أنا زدت داود‬
‫من عمري ثلثين سنة‪ ،‬أ ينفذ ذلك له‪ .‬قال‪ :‬نعم يا آدم‪ .‬قال‪ :‬فإني قد زدته من عمري ثلثين سنة فأنفذ ذلك له‪ ،‬و‬
‫أثبتها له عندك‪ ،‬و اطرحها من عمري«‪.‬‬
‫قال‪» :‬فأثبت ال لداود من عمره ثلثين سنة‪ ،‬و لم تكن له عند ال مثبتة‪ ،‬و محا من عمر آدم ثلثين سنة‪ ،‬و كانت‬
‫ب‪-‬‬‫عْنَدهُ ُأّم اْلِكتا ِ‬‫ت َو ِ‬
‫ل ما َيشاُء َو ُيْثِب ُ‬ ‫حوا ا ُّ‬ ‫له عند ال مثبتة«‪ .‬فقال أبو جعفر )عليه السلم(‪» :‬فذلك قول ال‪َ :‬يْم ُ‬
‫قال‪ -‬فمحا ال ما كان عنده مثبتا لدم‪ ،‬و أثبت لداود )عليه السلم( ما لم يكن عنده مثبتا«‪.‬‬
‫قال‪» :‬فلما دنا عمر آدم )عليه السلم(‪ ،‬هبط عليه ملك الموت )عليه السلم( ليقبض روحه‪ ،‬فقال له آدم )عليه‬
‫السلم(‪ :‬يا ملك الموت‪ ،‬قد بقي من عمري ثلثون سنة‪.‬‬
‫فقال له ملك الموت‪ :‬أ لم تجعلها لبنك داود النبي‪ ،‬و طرحتها من عمرك حيث عرض ال عليك أسماء النبياء من‬
‫ذريتك‪ ،‬و عرض عليك أعمارهم‪ ،‬و أنت يومئذ بوادي الروحاء؟ فقال آدم‪ :‬يا ملك الموت‪ ،‬ما أذكر هذا‪.‬‬
‫فقال له ملك الموت‪ :‬يا آدم‪ ،‬ل تجهل‪ ،‬أ لم تسأل ال أن يثبتها لداود و يمحوها من عمرك‪ ،‬فأثبتها لداود في الزبور‪،‬‬
‫و محاها من عمرك من الذكر؟‪ -‬قال‪ -‬فقال آدم‪ :‬فأحضر الكتاب حتى أعلم ذلك«‪.‬‬
‫قال أبو جعفر )عليه السلم(‪» :‬و كان آدم صادقا‪ ،‬لم يذكر و لم يجحد«‪ .‬قال أبو جعفر )عليه السلم(‪» :‬فمن ذلك‬
‫اليوم‪،‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -23‬تفسير العّياشي ‪.71 /218‬‬
‫‪ -24‬تفسير العّياشي ‪.73 /218‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪271 :‬‬
‫أمر ال العباد أن يكتبوا بينهم إذا تداينوا و تعاملوا إلى أجل مسمى‪ ،‬لنسيان آدم و جحوده ما جعل على نفسه«‪.‬‬
‫ل ما َيشاُء َو ُيْثِب ُ‬
‫ت‬ ‫حوا ا ُّ‬
‫‪ -[25] /5631‬عن عمار بن موسى‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( سئل عن قول ال‪َ :‬يْم ُ‬
‫ب‪.‬‬
‫عْنَدُه ُأّم اْلِكتا ِ‬ ‫َو ِ‬
‫قال‪» :‬إن ذلك الكتاب كتاب يمحو ال فيه ما يشاء و يثبت‪ ،‬فمن ذلك الذي يرد الدعاء القضاء‪ ،‬و ذلك الدعاء‬
‫مكتوب عليه‪ :‬الذي يرد به القضاء‪ ،‬حتى إذا صار إلى أم الكتاب‪ ،‬لم يغن الدعاء فيه شيئا«‪.‬‬
‫‪ -[26] /5632‬عن الحسين بن زيد بن علي‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه )عليهما السلم(‪ ،‬قال‪» :‬قال رسول ال‬
‫)صلى ال عليه و آله(‪ :‬إن المرء ليصل رحمه و ما بقي من عمره إل ثلث سنين فيمدها ال إلى ثلث و ثلثين‬
‫سنة‪ ،‬و إن المرء ليقطع رحمه و قد بقي من عمره ثلث و ثلثون سنة‪ ،‬فيقصرها ال ثلث سنين أو أدنى« قال‬
‫ب‪.‬‬
‫عْنَدهُ ُأّم اْلِكتا ِ‬
‫ت َو ِ‬ ‫ل ما َيشاُء َو ُيْثِب ُ‬ ‫حوا ا ُّ‬ ‫الحسين‪ :‬و كان جعفر )عليه السلم( يتلو هذه الية َيْم ُ‬
‫‪ -[27] /5633‬صاحب )الثاقب في المناقب( عن أبي هاشم الجعفري‪ ،‬قال‪ :‬سأل محمد بن صالح الرضي أبا‬
‫ب‪.‬‬
‫عْنَدهُ ُأّم اْلِكتا ِ‬
‫ت َو ِ‬ ‫ل ما َيشاُء َو ُيْثِب ُ‬ ‫حوا ا ُّ‬‫محمد‪ ،‬يعني الحسن العسكري )عليه السلم( عن قول ال‪َ :‬يْم ُ‬
‫فقال )عليه السلم(‪» :‬هل يمحو إل ما كان‪ ،‬و هل يثبت إل ما لم يكن؟!«‪.‬‬
‫فقلت في نفسي‪ :‬هذا خلف قول هشام‪ ،‬إنه ل يعلم بالشيء حتى يكون‪ .‬فنظر إلي أبو محمد )عليه السلم(‪ ،‬و قال‪:‬‬
‫»ال تعالى‪ ،‬الجبار‪ ،‬العالم بالشياء قبل كونها‪ ،‬الخالق إذ ل مخلوق‪ ،‬و الرب إذ ل مربوب‪ ،‬و القادر قبل المقدور‬
‫عليه«‪ ،‬فقلت‪ :‬أشهد أنك حجة ال‪ ،‬و وليه بقسط‪ ،‬و أنك على منهاج أمير المؤمنين )عليه السلم(‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫عْقَبى الّداِر ]‪[42 -41‬‬ ‫ن ُ‬ ‫سَيْعَلُم اْلُكّفاُر ِلَم ْ‬‫طراِفها‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و َ‬ ‫ن َأ ْ‬
‫صها ِم ْ‬
‫ض َنْنُق ُ‬
‫لْر َ‬
‫َأ َو َلْم َيَرْوا َأّنا َنْأِتي ا َْ‬
‫‪ -[1] /5634‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن محمد بن علي‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬عن‬
‫جابر‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬كان علي بن الحسين )عليهما السلم(‪ ،‬يقول‪ :‬إنه يسخي نفسي في‬
‫طراِفها و هو فقد »‪«1‬‬ ‫ن َأ ْ‬‫صها ِم ْ‬ ‫ض َنْنُق ُ‬
‫لْر َ‬ ‫سرعة الموت أو القتل فينا‪ ،‬قول ال عز و جل‪َ :‬أ َو َلْم َيَرْوا َأّنا َنْأِتي ا َْ‬
‫العلماء«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -25‬تفسير العّياشي ‪.74 /220‬‬
‫‪ -26‬تفسير العّياشي ‪.75 /220‬‬
‫‪ -27‬الثاقب في المناقب‪[.....] .507 /566 :‬‬
‫‪ -1‬الكافي ‪.6 /30 :1‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر و هو‪ :‬ذهاب‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪272 :‬‬

‫‪ -[2] /5635‬الطبرسي‪ :‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪» :‬ننقصها بذهاب علمائها و فقهائها و خيار أهلها«‪.‬‬
‫‪ -[3] /5636‬ابن شهر آشوب‪ :‬عن تفسير وكيع‪ ،‬و سفيان‪ ،‬و السدي‪ ،‬و أبي صالح‪ ،‬أن عبد ال بن عمر قرأ قوله‬
‫طراِفها يوم قتل أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ ،‬و قال‪ :‬يا أمير‬
‫ن َأ ْ‬
‫صها ِم ْ‬
‫ض َنْنُق ُ‬
‫لْر َ‬
‫تعالى‪َ :‬أ َو َلْم َيَرْوا َأّنا َنْأِتي ا َْ‬
‫المؤمنين‪ ،‬لقد كنت الطرف الكبر في العلم‪ ،‬اليوم نقص علم السلم‪ ،‬و مضى ركن اليمان‪.‬‬
‫‪ -[4] /5637‬الزعفراني‪ ،‬عن المزني‪ ،‬عن الشافعي‪ ،‬عن مالك‪ ،‬السدي‪ ،‬عن أبي صالح‪ ،‬قال‪ :‬لما قتل علي بن‬
‫أبي طالب )عليه السلم(‪ ،‬قال ابن عباس‪ :‬هذا اليوم نقص »‪ «1‬العلم من أرض المدينة‪ .‬ثم قال‪ :‬إن نقصان‬
‫الرض‪ ،‬نقصان علمائها و خيار أهلها‪ ،‬إن ال ل يقبض هذا العلم انتزاعا ينتزعه من صدور الرجال‪ ،‬و لكنه‬
‫يقبض العلم بقبض العلماء‪ ،‬حتى إذا لم يبق عالم‪ ،‬اتخذ الناس رؤساء جهال‪ ،‬فيسألوا فيفتوا بغير علم‪ ،‬فضلوا و‬
‫أضلوا‪.‬‬
‫‪ -[5] /5638‬ابن بابويه في )الفقيه( مرسل‪ :‬عن الصادق )عليه السلم( أنه سئل عن قول ال عز و جل‪َ :‬أ َو َلْم‬
‫طراِفها فقال‪» :‬فقد العلماء«‪.‬‬ ‫ن َأ ْ‬‫صها ِم ْ‬ ‫ض َنْنُق ُ‬ ‫لْر َ‬ ‫َيَرْوا َأّنا َنْأِتي ا َْ‬
‫حْكِمِه أي‬ ‫ب ِل ُ‬‫حُكُم ل ُمَعّق َ‬
‫ل َي ْ‬
‫‪ -[6] /5639‬علي بن إبراهيم‪ :‬في معنى الية‪ ،‬قال‪ :‬موت علمائها‪ .‬و قال‪ :‬قوله‪َ :‬و ا ُّ‬
‫سَيْعَلُم اْلُكّفاُر‬
‫جِميعًا قال‪ :‬المكر من ال هو العذاب َو َ‬ ‫ن َقْبِلِهْم َفِلّلِه اْلَمْكُر َ‬‫ن ِم ْ‬
‫ل مدافع »‪ .«2‬و قوله َو َقْد َمَكَر اّلِذي َ‬
‫عْقَبى الّداِر أي ثواب القيامة‪.‬‬ ‫ن ُ‬ ‫ِلَم ْ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ب ]‪[43‬‬ ‫عْلُم اْلِكتا ِ‬
‫عْنَدهُ ِ‬
‫ن ِ‬
‫شِهيدًا َبْيِني َو َبْيَنُكْم َو َم ْ‬‫ل َ‬ ‫ل َكفى ِبا ِّ‬ ‫ل ُق ْ‬‫سً‬ ‫ت ُمْر َ‬ ‫س َ‬‫ن َكَفُروا َل ْ‬‫ل اّلِذي َ‬
‫َو َيُقو ُ‬
‫‪ -[1] /5640‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬و محمد بن يحيي‪ ،‬عن محمد بن الحسن‪ ،‬عمن‬
‫ذكره‪ ،‬جميعا عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن ابن أذينة‪ ،‬عن بريد بن معاوية‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي جعفر )عليه السلم(‪:‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬مجمع البيان ‪.461 :6‬‬
‫‪ -3‬المناقب ‪.308 :3‬‬
‫‪ -4‬المناقب ‪.308 :3‬‬
‫‪ -5‬من ل يحضره الفقيه ‪.560 /118 :1‬‬
‫‪ -6‬تفسير القمي ‪.367 :1‬‬
‫‪ -1‬الكافي ‪.6 /179 :1‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬هذا نقص الفقه و‪.‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬ل مانع‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪273 :‬‬
‫ب‪ ،‬قال‪» :‬إيانا عنى‪ ،‬و علي )عليه السلم( أولنا و أفضلنا و‬ ‫عْلُم اْلِكتا ِ‬ ‫عْنَدُه ِ‬ ‫ن ِ‬
‫شِهيدًا َبْيِني َو َبْيَنُكْم َو َم ْ‬‫ل َ‬‫ل َكفى ِبا ِّ‬ ‫ُق ْ‬
‫خيرنا بعد النبي )صلى ال عليه و آله(«‪.‬‬
‫‪ -[2] /5641‬و عنه‪ :‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن محمد بن الحسن‪ ،‬عن عباد بن سليمان‪ ،‬عن محمد بن سليمان‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن سدير قال‪ :‬كنت أنا و أبو بصير و يحيى البزاز و داود بن كثير في مجلس أبي عبد ال )عليه السلم( إذ‬
‫خرج إلينا و هو مغضب‪ ،‬فلما أخذ مجلسه قال‪» :‬يا عجبا لقوام يزعمون أنا نعلم الغيب! ما يعلم الغيب إل ال عز‬
‫و جل‪ ،‬لقد هممت بضرب جاريتي فلنة فهربت مني‪ ،‬فما علمت في أي بيوت الدار هي«‪.‬‬
‫قال سدير‪ :‬فلما أن قام من مجلسه و صار في منزله‪ ،‬دخلت أنا أبو بصير و ميسر‪ ،‬و قلنا له‪ :‬جعلنا فداك‪ ،‬سمعناك‬
‫و أنت تقول كذا و كذا في أمر جاريتك‪ ،‬و نحن نعلم أنك تعلم علما كثيرا‪ ،‬و ل ننسبك إلى علم الغيب! قال‪:‬‬
‫ل اّلِذي‬ ‫فقال‪» :‬يا سدير‪ ،‬أما تقرأ القرآن؟« قلت‪ :‬بلى‪ .‬قال‪» :‬فهل وجدت فيما قرأت من كتاب ال عز و جل »قا َ‬
‫ك »‪ ««1‬قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬قد قرأته‪ .‬قال‪» :‬فهل‬ ‫طْرُف َ‬ ‫ك َ‬ ‫ن َيْرَتّد ِإَلْي َ‬
‫ل َأ ْ‬
‫ك ِبِه َقْب َ‬
‫ب َأَنا آِتي َ‬
‫ن اْلِكتا ِ‬
‫عْلٌم ِم َ‬
‫عْنَدُه ِ‬ ‫ِ‬
‫عرفت الرجل‪ ،‬و هل علمت ما كان عنده من علم الكتاب؟« قال‪ :‬قلت‪ :‬أخبرني به‪ ،‬قال‪» :‬قدر قطرة من الماء في‬
‫البحر الخضر‪ ،‬فما يكون ذلك من علم الكتاب؟« قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬ما أقل هذا! فقال‪» :‬يا سدير‪ ،‬ما أكثر‬
‫هذا أن ينسبه ال عز و جل إلى العلم الذي أخبرك به! يا سدير‪ ،‬فهل وجدت فيما قرأت من كتاب ال عز و جل‬
‫أيضا‪:‬‬
‫ب«؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬قد قرأته‪ ،‬جعلت فداك‪ ،‬قال‪» :‬أ فمن عنده‬ ‫عْلُم اْلِكتا ِ‬ ‫عْنَدُه ِ‬ ‫ن ِ‬
‫شِهيدًا َبْيِني َو َبْيَنُكْم َو َم ْ‬‫ل َ‬ ‫ل َكفى ِبا ِّ‬ ‫ُق ْ‬
‫علم الكتاب كله أفهم‪ ،‬أم من عنده علم الكتاب بعضه؟«‪ .‬قلت‪ :‬ل‪ ،‬بل من عنده علم الكتاب كله‪ ،‬فأومأ بيده إلى‬
‫صدره‪ ،‬و قال‪» :‬علم الكتاب و ال كله عندنا‪ ،‬علم الكتاب و ال كله عندنا«‪.‬‬
‫و روى هذا الحديث الصفار‪ :‬في )بصائر الدرجات( بتغيير يسير بزيادة و نقصان »‪.«2‬‬

‫‪ -[3] /5642‬علي بن إبراهيم‪ :‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن عمر بن أذينة‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪» :‬الذي عنده علم الكتاب هو أمير المؤمنين )عليه السلم(«‪.‬‬
‫و سئل عن الذي عنده علم من الكتاب أعلم‪ ،‬أم الذي عنده علم الكتاب؟ فقال‪» :‬ما كان علم الذي عنده علم من‬
‫الكتاب عند الذي عنده علم الكتاب‪ ،‬إل بقدر ما تأخذ البعوضة بجناحها من ماء البحر‪ .‬و قال أمير المؤمنين )عليه‬
‫السلم(‪ :‬أل إن العلم الذي هبط به آدم )عليه السلم( من السماء إلى الرض‪ ،‬و جميع ما فضلت به النبيون إلى‬
‫خاتم النبيين‪ ،‬في عترة خاتم النبيين )صلى ال عليه و آله(«‪.‬‬
‫‪ -[4] /5643‬محمد بن الحسن الصفار‪ :‬عن يعقوب بن يزيد‪ ،‬عن الحسن بن علي بن فضال‪ ،‬عن عبد ال بن‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.3 /200 :1‬‬

‫‪ -3‬تفسير القّمي ‪.367 :1‬‬

‫‪ -4‬بصائر الدرجات‪.1 /232 :‬‬

‫)‪ (1‬النمل ‪[.....] .40 :27‬‬

‫)‪ (2‬بصائر الدرجات‪.3 /233 :‬‬

‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪274 :‬‬


‫بكير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬كنت عنده فذكروا سليمان و ما أعطى من العلم‪ ،‬و ما اوتى من الملك‪،‬‬
‫فقال لي‪:‬‬
‫ل َكفى‬ ‫»و ما اعطي سليمان بن داود؟ إنما كان عنده حرف واحد من السم العظم‪ ،‬و صاحبكم الذي قال ال‪ُ :‬ق ْ‬
‫ب كان و ال عند علي )عليه السلم( علم الكتاب«‪.‬‬ ‫عْلُم اْلِكتا ِ‬
‫عْنَدُه ِ‬
‫ن ِ‬‫شِهيدًا َبْيِني َو َبْيَنُكْم َو َم ْ‬‫ل َ‬ ‫ِبا ِّ‬
‫فقلت‪ :‬صدقت و ال‪ ،‬جعلت فداك‪.‬‬
‫‪ -[5] /5644‬و عنه‪ :‬عن أحمد بن موسى‪ ،‬عن الحسن بن موسى الخشاب‪ ،‬عن عبد الرحمن بن كثير الهاشمي‪،‬‬
‫ك »‪ «1‬قال‪:‬‬ ‫طْرُف َ‬
‫ك َ‬ ‫ن َيْرَتّد ِإَلْي َ‬ ‫ل َأ ْ‬
‫ك ِبِه َقْب َ‬
‫ب َأَنا آِتي َ‬
‫ن اْلِكتا ِ‬ ‫عْلٌم ِم َ‬
‫عْنَدُه ِ‬
‫ل اّلِذي ِ‬ ‫عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قا َ‬
‫ففرج أبو عبد ال )عليه السلم( بين أصابعه‪ ،‬فوضعها على صدره‪ ،‬ثم قال‪» :‬و ال عندنا علم الكتاب كله«‪.‬‬
‫‪ -[6] /5645‬و عنه‪ :‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن النضر بن شعيب‪ ،‬عن محمد بن الفضيل‪ ،‬عن أبي حمزة‬
‫ب‪.‬‬
‫عْلُم اْلِكتا ِ‬
‫عْنَدُه ِ‬‫ن ِ‬ ‫الثمالي‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول في قول ال تبارك و تعالى‪َ :‬و َم ْ‬
‫قال‪» :‬الذي عنده علم الكتاب هو علي بن أبي طالب )عليه السلم(«‪.‬‬
‫‪ -[7] /5646‬و عنه‪ :‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن النضر بن سويد‪ ،‬عن القاسم بن سليمان‪ ،‬عن‬
‫ب‪.‬‬
‫عْلُم اْلِكتا ِ‬
‫عْنَدُه ِ‬
‫ن ِ‬ ‫شِهيدًا َبْيِني َو َبْيَنُكْم َو َم ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ل َكفى ِبا ِّ‬ ‫جابر‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو جعفر )عليه السلم( في هذه الية ُق ْ‬
‫قال‪» :‬هو علي بن أبي طالب )عليه السلم(«‪.‬‬
‫‪ -[8] /5647‬و عنه‪ :‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬و يعقوب بن يزيد‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن عمر بن أذينة‪ ،‬عن بريد‬
‫ب‪.‬‬‫عْلُم اْلِكتا ِ‬
‫عْنَدُه ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫شِهيدًا َبْيِني َو َبْيَنُكْم َو َم ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ل َكفى ِبا ِّ‬ ‫ابن معاوية‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي جعفر )عليه السلم(‪ُ :‬ق ْ‬
‫‪ -[9] /5648‬و عنه‪ :‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن النضر بن سويد‪ ،‬عن يحيى الحلبي‪ ،‬عن بعض‬
‫أصحابنا‪ ،‬قال‪ :‬كنت مع أبي جعفر )عليه السلم( في المسجد أحدثه‪ ،‬إذ مر بعض ولد عبد ال بن سلم‪ ،‬فقلت‪:‬‬
‫جعلت فداك‪ ،‬هذا ابن الذي يقول الناس‪ :‬عنده علم الكتاب‪.‬‬
‫شِهيدًا َبْيِني َو‬‫ل َ‬‫ل َكفى ِبا ِّ‬ ‫فقال‪» :‬ل‪ ،‬إنما ذاك علي بن أبي طالب )عليه السلم( نزلت فيه خمس آيات‪ ،‬إحداها‪ُ :‬ق ْ‬
‫ب«‪.‬‬‫عْلُم اْلِكتا ِ‬‫عْنَدُه ِ‬
‫ن ِ‬ ‫َبْيَنُكْم َو َم ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -5‬بصائر الدرجات‪.2 /232 :‬‬
‫‪ -6‬بصائر الدرجات‪.19 /236 :‬‬
‫‪ -7‬بصائر الدرجات‪.4 /233 :‬‬
‫‪ -8‬بصائر الدرجات‪.12 /234 :‬‬
‫‪ -9‬بصائر الدرجات‪.11 /234 :‬‬
‫)‪ (1‬النمل ‪.40 :27‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪275 :‬‬
‫‪ -[10] /5649‬و عنه‪ :‬عن عبد ال‪ ،‬بن محمد‪ ،‬عمن رواه‪ ،‬عن الحسن بن علي بن النعمان‪ ،‬عن محمد بن‬
‫شِهيدًا َبْيِني َو‬‫ل َ‬‫ل َكفى ِبا ِّ‬ ‫مروان‪ ،‬عن الفضيل بن يسار‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قول ال عز و جل‪ُ :‬ق ْ‬
‫ب‪.‬‬
‫عْلُم اْلِكتا ِ‬‫عْنَدُه ِ‬
‫ن ِ‬ ‫َبْيَنُكْم َو َم ْ‬
‫قال‪» :‬نزلت في علي بن أبي طالب )عليه السلم(‪ ،‬إنه عالم هذه المة بعد النبي )صلى ال عليه و آله(«‪.‬‬
‫‪ -[11] /5650‬و عنه‪ :‬عن أبي الفضل العلوي‪ ،‬قال‪ :‬حدثني سعيد بن عيسى الكريزي البصري‪ ،‬عن إبراهيم بن‬
‫الحكم بن ظهير‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن شريك بن عبد ال‪ ،‬عن عبد العلى الثعلبي‪ ،‬عن أبي تمام‪ ،‬عن سلمان الفارسي‬
‫شِهيدًا َبْيِني َو َبْيَنُكْم َو َم ْ‬
‫ن‬ ‫ل َ‬ ‫ل َكفى ِبا ِّ‬ ‫)رحمه ال(‪ ،‬عن أمير المؤمنين )عليه السلم( في قول ال تبارك و تعالى‪ُ :‬ق ْ‬
‫ب‪.‬‬
‫عْلُم اْلِكتا ِ‬
‫عْنَدُه ِ‬
‫ِ‬
‫فقال‪» :‬أنا هو الذي عنده علم الكتاب«‪ .‬و قد صدقه ال و أعطاه الوسيلة في الوصية‪ ،‬فل تخلى أمته »‪ «1‬من‬
‫سيَلَة »‪.«2‬‬ ‫ل َو اْبَتُغوا ِإَلْيِه اْلَو ِ‬ ‫ن آَمُنوا اّتُقوا ا َّ‬ ‫وسيلة إليه و إلى ال‪ ،‬فقال‪ :‬يا َأّيَها اّلِذي َ‬
‫‪ -[12] /5651‬ابن بابويه‪ :‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن يحيى العطار‪ ،‬قال‪:‬‬
‫حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن القاسم بن يحيى‪ ،‬عن جده الحسن بن راشد‪ ،‬عن عمرو بن مغلس‪ ،‬عن خلف‪،‬‬
‫عن عطية العوفي‪ ،‬عن أبي سعيد الخدري‪ ،‬قال‪ :‬سألت رسول ال )صلى ال عليه و آله( عن قول ال جل ثناؤه‪:‬‬
‫ب »‪ «3‬قال‪» :‬ذاك وصي أخي سليمان بن داود«‪.‬‬ ‫ن اْلِكتا ِ‬‫عْلٌم ِم َ‬‫عْنَدُه ِ‬
‫ل اّلِذي ِ‬ ‫قا َ‬
‫ب قال‪» :‬ذاك‬ ‫عْلُم اْلِكتا ِ‬ ‫عْنَدُه ِ‬‫ن ِ‬ ‫شِهيدًا َبْيِني َو َبْيَنُكْم َو َم ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ل َكفى ِبا ِّ‬ ‫فقلت له‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬فقول ال عز و جل‪ُ :‬ق ْ‬
‫أخي علي بن أبي طالب )عليه السلم(«‪.‬‬
‫شِهيدًا‬‫ل َ‬ ‫ل َكفى ِبا ِّ‬ ‫‪ -[13] /5652‬العياشي‪ :‬عن بريد بن معاوية العجلي‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي جعفر )عليه السلم( ُق ْ‬
‫ب‪.‬‬‫عْلُم اْلِكتا ِ‬ ‫عْنَدُه ِ‬
‫ن ِ‬ ‫َبْيِني َو َبْيَنُكْم َو َم ْ‬
‫قال‪» :‬إيانا عنى‪ ،‬و علي أولنا و أفضلنا و خيرنا بعد النبي )صلى ال عليه و آله(«‪.‬‬
‫‪ -[14] /5653‬عن عبد ال بن عطاء‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي جعفر )عليه السلم( هذا ابن عبد ال بن سلم‪ ،‬يزعم أن أباه‬
‫ب؟ قال‪» :‬كذب‪ ،‬هو علي بن أبي‬ ‫عْلُم اْلِكتا ِ‬ ‫عْنَدُه ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫شِهيدًا َبْيِني َو َبْيَنُكْم َو َم ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ل َكفى ِبا ِّ‬ ‫الذي يقول ال‪ُ :‬ق ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -10‬بصائر الدرجات‪.18 /236 :‬‬
‫‪ -11‬بصائر الدرجات‪.21 /236 :‬‬
‫‪ -12‬أمالي الصدوق‪.3 /453 :‬‬
‫‪ -13‬تفسير العّياشي ‪.76 /220 :2‬‬
‫‪ -14‬تفسير العّياشي ‪.77 /220 :2‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬اّمة‪.‬‬
‫)‪ (2‬المائدة ‪[.....] .35 :5‬‬
‫)‪ (3‬النمل ‪.40 :27‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪276 :‬‬
‫طالب )عليه السلم(«‪.‬‬
‫شِهيدًا‬‫ل َ‬ ‫ل َكفى ِبا ِّ‬ ‫‪ -[15] /5654‬عن عبد ال بن عجلن‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬سألته عن قول ال‪ُ :‬ق ْ‬
‫ب‪.‬‬‫عْلُم اْلِكتا ِ‬ ‫عْنَدُه ِ‬
‫ن ِ‬ ‫َبْيِني َو َبْيَنُكْم َو َم ْ‬
‫فقال‪» :‬نزلت في علي )عليه السلم( بعد رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و في الئمة بعده‪ ،‬و علي )عليه‬
‫السلم( عنده علم الكتاب«‪.‬‬
‫ب‪.‬‬‫عْلُم اْلِكتا ِ‬‫عْنَدهُ ِ‬‫ن ِ‬ ‫‪ -[16] /5655‬و عن الفضيل بن يسار‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله‪َ :‬و َم ْ‬
‫قال‪» :‬نزلت في علي )عليه السلم(‪ ،‬إنه عالم هذه المة بعد النبي )صلى ال عليه و آله(«‪.‬‬
‫ب علي بن أبي‬ ‫عْلُم اْلِكتا ِ‬ ‫عْنَدهُ ِ‬
‫ن ِ‬ ‫‪ -[17] /5656‬ابن الفارسي في )الروضة(‪ ،‬قال‪ :‬قال الباقر )عليه السلم(‪َ» :‬و َم ْ‬
‫طالب )عليه السلم( عنده علم الكتاب‪ ،‬الول و الخر«‪.‬‬
‫‪ -[18] /5657‬الطبرسي في كتاب )الحتجاج(‪ :‬روي عن محمد بن أبي عمير‪ ،‬عن عبد ال بن الوليد السمان‪،‬‬
‫قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬ما تقول الناس في اولي العزم‪ ،‬و عن صاحبكم؟« يعني أمير المؤمنين‬
‫)عليه السلم(‪ .‬قال‪:‬‬
‫قلت‪ :‬ما يقدمون على اولي العزم أحدا‪.‬‬
‫ظًة »‪ «1‬و لم يقل‪:‬‬ ‫عَ‬ ‫يٍء َمْو ِ‬ ‫ش ْ‬‫ل َ‬ ‫ن ُك ّ‬
‫ح ِم ْ‬ ‫لْلوا ِ‬‫قال‪ :‬فقال‪» :‬إن ال تبارك و تعالى قال عن موسى‪َ :‬و َكَتْبنا َلُه ِفي ا َْ‬
‫ن ِفيِه »‪ «2‬و لم يقل‪ :‬كل الذي تختلفون‪ ،‬و قال عن‬ ‫خَتِلُفو َ‬ ‫ض اّلِذي َت ْ‬ ‫ن َلُكْم َبْع َ‬ ‫لَبّي َ‬
‫كل شيء‪ .‬و قال عن عيسى‪َ :‬و ُِ‬
‫ب و قال ال‬ ‫عْلُم اْلِكتا ِ‬‫عْنَدهُ ِ‬‫ن ِ‬ ‫شِهيدًا َبْيِني َو َبْيَنُكْم َو َم ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ل َكفى ِبا ِّ‬ ‫صاحبكم‪ -‬يعني أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ُ :-‬ق ْ‬
‫ن »‪ «3‬و علم هذا الكتاب عنده«‪.‬‬ ‫ب ُمِبي ٍ‬‫ل ِفي ِكتا ٍ‬ ‫س ِإ ّ‬ ‫ب َو ل ياِب ٍ‬ ‫ط ٍ‬ ‫عز و جل‪َ :‬و ل َر ْ‬
‫‪ -[19] /5658‬ابن شهر آشوب‪ :‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬و أبي حمزة الثمالي‪ ،‬و جابر بن يزيد‪ ،‬عن الباقر )عليه‬
‫السلم(‪ ،‬و علي بن فضال و الفضيل بن يسار‪ ،‬و أبي بصير‪ ،‬عن الصادق )عليه السلم(‪ ،‬و أحمد بن عمر‬
‫الحلبي‪ ،‬و محمد بن الفضيل‪ ،‬عن الرضا )عليه السلم(‪ ،‬و قد روي عن موسى بن جعفر‪ ،‬و عن زيد بن علي‬
‫)عليهم السلم(‪ ،‬و عن محمد بن الحنفية‪ ،‬و عن سلمان الفارسي‪ ،‬و عن أبي سعيد الخدري )رضي ال عنهم( و‬
‫ب‪» :‬هو علي‬ ‫عْلُم اْلِكتا ِ‬‫عْنَدهُ ِ‬‫ن ِ‬ ‫شِهيدًا َبْيِني َو َبْيَنُكْم َو َم ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ل َكفى ِبا ِّ‬ ‫عن إسماعيل السدي‪ :‬أنهم قالوا في قوله تعالى‪ُ :‬ق ْ‬
‫بن أبي طالب )عليه السلم(«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -15‬تفسير العّياشي ‪.78 /221 :2‬‬
‫‪ -16‬تفسير العّياشي ‪.79 /221 :2‬‬
‫‪ -17‬روضة الواعظين‪.105 :‬‬
‫‪ -18‬الحتجاج‪.375 :‬‬
‫‪ -19‬المناقب ‪.29 :2‬‬
‫)‪ (1‬العراف ‪.145 :7‬‬
‫)‪ (2‬الزخرف ‪.63 :43‬‬
‫)‪ (3‬النعام ‪.59 :6‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪277 :‬‬
‫‪ -[20] /5659‬و الثعلبي في )تفسيره( بإسناده عن أبي معاوية‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن أبي صالح‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬و‬
‫روي عن عبد ال بن عطاء‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬أنه قيل لهما‪ ،‬زعموا أن الذي عنده علم الكتاب عبد ال‬
‫بن سلم؟‬
‫قال‪» :‬ل‪ ،‬ذلك علي بن أبي طالب )عليه السلم(«‪.‬‬
‫عْلُم اْلِكتابِ عبد ال بن سلم؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬و كيف و هذه‬ ‫عْنَدُه ِ‬‫ن ِ‬ ‫‪ -[21] /5660‬و روي أنه سئل سعيد بن جبير َو َم ْ‬
‫السورة مكية؟‬
‫‪ -[22] /5661‬و قد روي عن ابن عباس‪ :‬ل و ال‪ ،‬ما هو إل علي بن أبي طالب )عليه السلم(‪ ،‬لقد كان عالما‬
‫بالتفسير و التأويل و الناسخ و المنسوخ و الحلل و الحرام‪.‬‬
‫‪ -[23] /5662‬و روي عن ابن الحنفية‪ :‬أن علي بن أبي طالب )عليه السلم( عنده علم الكتاب‪ ،‬الول و الخر‪،‬‬
‫رواه النطنزي في )الخصائص(‪.‬‬
‫ب أنه علي ابن‬ ‫عْلُم اْلِكتا ِ‬ ‫عْنَدُه ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫‪ -[24] /5663‬و من طريق المخالفين‪ :‬ما رواه الثعلبي بطريقين في معني َو َم ْ‬
‫أبي طالب )عليه السلم(«‪.‬‬
‫‪ -[25] /5664‬و ما رواه الفقيه ابن المغازلي الشافعي بإسناده‪ ،‬عن علي بن عابس‪ ،‬قال‪ :‬دخلت أنا و أبو مريم‬
‫علي عبد ال بن عطاء‪ ،‬قال أبو مريم‪ :‬حدث عليا بالحديث الذي حدثتني عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬كنت‬
‫عند أبي جعفر )عليه السلم( جالسا إذ مر عليه ابن عبد ال بن سلم‪ ،‬قلت‪ :‬جعلني ال فداك‪ ،‬هذا ابن الذي عنده‬
‫علم الكتاب؟ قال‪» :‬ل‪ ،‬و لكنه صاحبكم علي بن أبي طالب )عليه السلم( الذي نزلت فيه آيات من كتاب ال عز و‬
‫سوُلُه »‪«2‬‬ ‫ل َو َر ُ‬ ‫ن َرّبِه َو َيْتُلوُه شاهٌِد ِمْنُه »‪ِ ،«1‬إّنما َوِلّيُكُم ا ُّ‬ ‫على َبّيَنٍة ِم ْ‬
‫ن َ‬ ‫ن كا َ‬ ‫ب‪َ ،‬أ َفَم ْ‬‫عْلُم اْلِكتا ِ‬
‫عْنَدُه ِ‬
‫ن ِ‬ ‫جل َو َم ْ‬
‫الية‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -20‬المناقب ‪ ،29 :2‬شواهد التنزيل ‪.425 /308 :1‬‬
‫‪ -21‬المناقب ‪ ،29 :2‬شواهد التنزيل ‪ ،427 /310 :1‬ينابيع الموّدة‪.104 :‬‬
‫‪ -22‬المناقب ‪.29 :2‬‬
‫‪ -23‬المناقب ‪.29 :2‬‬
‫‪ -24‬المناقب ‪ ،29 :2‬و نحوه في النور المشتعل‪ ،125 :‬و خصائص الوحي المبين‪ 158 /210 :‬و ‪ ،159‬و‬
‫العمدة‪[.....] .477 /291 :‬‬
‫‪ -25‬المناقب‪.314 :‬‬
‫)‪ (1‬هود ‪.17 :11‬‬
‫)‪ (2‬المائدة ‪.55 :5‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪279 :‬‬
‫المستدرك )سورة الرعد(‬
‫قوله تعالي‪:‬‬
‫ع ]‪[26‬‬ ‫ل َمتا ٌ‬ ‫خَرِة ِإ ّ‬‫لِ‬ ‫حياُة الّدْنيا ِفي ا ْ‬
‫حياِة الّدْنيا َو َما اْل َ‬‫حوا ِباْل َ‬ ‫َو َفِر ُ‬
‫]‪ -[1‬الطبرسي في )مكارم الخلق( عن عبد ال بن مسعود‪ -‬في حديث طويل‪ -‬عن رسول ال )صلي ال عليه و‬
‫حياةِ الّدْنيا َو ُهْم‬ ‫ن اْل َ‬ ‫ن ظاِهرًا ِم َ‬ ‫آله( أنه قال له‪» :‬يا ابن مسعود‪ :‬ما ينفع من يتنعم في الدنيا إذا أخلد في النار َيْعَلُمو َ‬
‫ن »‪ «1‬يبنون الدور و يشيدون القصور‪ ،‬و يزخرفون المساجد‪ ،‬ليست همتهم إل الدنيا‪،‬‬ ‫خَرِة ُهْم غاِفُلو َ‬ ‫لِ‬ ‫نا ْ‬‫عِ‬ ‫َ‬
‫شُتْم‬‫طْ‬ ‫شُتْم َب َ‬
‫طْ‬‫ن َو ِإذا َب َ‬ ‫خُلُدو َ‬‫ن َمصاِنَع َلَعّلُكْم َت ْ‬ ‫خُذو َ‬‫عاكفون عليها‪ ،‬معتمدون فيها‪ ،‬آلهتهم بطونهم‪ ،‬قال ال تعالي‪َ :‬و َتّت ِ‬
‫على‬ ‫خَتَم َ‬‫عْلٍم َو َ‬‫على ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ضّلُه ا ُّ‬
‫خَذ ِإلَهُه َهواهُ َو َأ َ‬ ‫ن اّت َ‬‫ت َم ِ‬
‫ن »‪ .«2‬و قال ال تعالي‪َ :‬أ َفَرَأْي َ‬ ‫طيُعو ِ‬‫ل َو َأ ِ‬‫ن َفاّتُقوا ا َّ‬ ‫جّباِري َ‬
‫َ‬
‫ن »‪ «3‬و ما هو إل منافق‪ ،‬جعل دينه هواه و إلهه بطنه‪ ،‬كل ما اشتهي من‬ ‫سْمِعِه َو َقْلِبِه إلي قوله‪َ :‬أ َفل َتَذّكُرو َ‬ ‫َ‬
‫ع«‪.‬‬ ‫ل َمتا ٌ‬‫خَرةِ ِإ ّ‬ ‫لِ‬‫حياُة الّدْنيا ِفي ا ْ‬ ‫حياِة الّدْنيا َو َما اْل َ‬
‫حوا ِباْل َ‬ ‫الحلل و الحرام لم يمتنع منه‪ ،‬قال ال تعالي‪َ :‬و َفِر ُ‬
‫قوله تعالي‪:‬‬
‫ن ]‪[30‬‬ ‫حم ِ‬‫ك ِفي ُأّمٍة‪ -‬إلي قوله تعالي‪ِ -‬بالّر ْ‬ ‫سْلنا َ‬ ‫ك َأْر َ‬‫َكذِل َ‬
‫ك ِفي ُأّمٍة ‪...‬‬ ‫سْلنا َ‬ ‫ك َأْر َ‬‫]‪ -[2‬الطبرسي في )مجمع البيان(‪ :‬عن قتادة و مقاتل و ابن جريج‪ ،‬في قوله تعالي‪َ :‬كذِل َ‬

‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬مكارم الخلق‪.449 :‬‬
‫‪ -2‬مجمع البيان ‪.450 :6‬‬
‫)‪ (1‬الروم ‪.7 :30‬‬
‫)‪ (2‬الشعراء ‪.131 -129 :26‬‬
‫)‪ (3‬الجاثية ‪.23 :45‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪280 :‬‬

‫نزلت في صلح الحديبية حين أرادوا كتاب الصلح فقال رسول ال )صلي ال عليه و آله( لعلي )عليه السلم(‪:‬‬
‫»اكتب‪:‬‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم«‪ .‬فقال‪ :‬سهيل بن عمرو و المشركون‪ :‬ما نعرف الرحمن إل صاحب اليمامة‪ -‬يعنون‬
‫مسيلمة الكذاب‪ -‬اكتب‪ :‬باسمك اللهم‪ .‬و هكذا كان أهل الجاهلية يكتبون‪.‬‬
‫ثم قال رسول ال )صلي ال عليه و آله(‪» :‬اكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول ال«‪ .‬فقال مشركو قريش‪ :‬لئن‬
‫كنت رسول ال ثم قاتلناك و صددناك لقد ظلمناك‪ ،‬و لكن اكتب‪ :‬هذا ما صالح محمد بن عبد ال‪ .‬فقال اصحاب‬
‫رسول ال )صلي ال عليه و آله(‪ :‬دعنا نقاتلهم‪ .‬قال‪» :‬ل‪ ،‬و لكن اكتبوا كما يريدون« فأنزل ال عز و جل َكذِل َ‬
‫ك‬
‫ك ِفي ُأّمٍة الية‪.‬‬ ‫سْلنا َ‬
‫َأْر َ‬
‫و‬
‫عن ابن عباس‪ :‬انها نزلت في كفار قريش حين قال لهم النبي )صلي ال عليه و آله(‪ :‬اسجدوا للرحمن قالوا‪ :‬و ما‬
‫الرحمن!‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪281 :‬‬
‫سورة ابراهيم‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪283 :‬‬
‫سورة ابراهيم فضلها‬
‫‪ -[1] /5665‬ابن بابويه‪ :‬بإسناده عن عنبسة بن مصعب‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( انه قال‪» :‬من قرا سورة‬
‫ابراهيم و الحجر في ركعتين جميعا في كل جمعة‪ ،‬لم يصبه فقر ابدا‪ ،‬و ل جنون و ل بلوى«‪.‬‬
‫‪ -[2] /5666‬العياشي‪ :‬عن عنبسة بن مصعب‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬من قرا سورة ابراهيم و‬
‫الحجر في ركعتين جميعا في كل جمعة‪ ،‬لم يصبه فقر ابدا‪ ،‬و ل جنون‪ ،‬و ل بلوى«‪.‬‬
‫‪ -[3] /5667‬و من )خواص القرآن(‪ :‬روي عن النبي )صلي ال عليه و آله( انه قال‪» :‬من قرا هذه السورة‬
‫اعطي من الحسنات بعدد من عبد الصنام‪ ،‬و عدد من لم يعبدها‪ ،‬و من كتبها في خرقة بيضاء و علقها علي طفل‪،‬‬
‫امن عليه من البكاء و الفزع‪ ،‬و مما يصيب الصبيان«‪.‬‬
‫‪ -[4] /5668‬و قال الصادق )عليه السلم(‪» :‬من كتبها علي خرقة بيضاء و جعلها علي عضد طفل صغير‪ ،‬امن‬
‫من البكاء و الفزع و التوابع‪ ،‬و سهل ال فطامه عليه بإذن ال تعالي«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬ثواب العمال‪.107 :‬‬
‫‪ -2‬تفسير العياشي ‪.1 /222 :2‬‬
‫‪... -3‬‬
‫‪ -4‬خواص القرآن‪) 43 :‬مخطوط(‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪285 :‬‬
‫قوله تعالي‪:‬‬
‫ت ِإَلى الّنوِر‪ -‬الي قوله تعالي‪َ -‬و َوْي ٌ‬
‫ل‬ ‫ظُلما ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫س ِم َ‬
‫ج الّنا َ‬
‫خِر َ‬
‫ك ِلُت ْ‬
‫ب َأْنَزْلناُه ِإَلْي َ‬‫حيِم الر ِكتا ٌ‬ ‫ن الّر ِ‬ ‫حم ِ‬ ‫ل الّر ْ‬ ‫سِم ا ِّ‬
‫ِب ْ‬
‫حيِم الر‬ ‫ن الّر ِ‬‫حم ِ‬
‫ل الّر ْ‬
‫سِم ا ِّ‬
‫شِديٍد ]‪ -[1] /5669 [2 -1‬قال علي بن ابراهيم‪ :‬في قوله تعالي‪ِ :‬ب ْ‬ ‫ب َ‬ ‫عذا ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫ن ِم ْ‬ ‫ِلْلكاِفِري َ‬
‫صرا ِ‬
‫ط‬ ‫ن َرّبِهْم يعني من الكفر الي اليمان ِإلى ِ‬ ‫ت ِإَلى الّنوِر ِبِإْذ ِ‬
‫ظُلما ِ‬
‫ن ال ّ‬ ‫س ِم َ‬ ‫ج الّنا َ‬ ‫خِر َ‬‫ك يا محمد ِلُت ْ‬ ‫ب َأْنَزْلناُه ِإَلْي َ‬
‫ِكتا ٌ‬
‫حِميِد و الصراط‪ :‬الطريق الواضح‪ ،‬و امامة الئمة )عليهم السلم(‪.‬‬ ‫اْلَعِزيِز اْل َ‬
‫شِديٍد انه محكم‪.‬‬ ‫ب َ‬ ‫عذا ٍ‬ ‫ن َ‬
‫ن ِم ْ‬
‫ل ِلْلكاِفِري َ‬
‫ض َو َوْي ٌ‬ ‫لْر ِ‬‫ت َو ما ِفي ا َْ‬ ‫سماوا ِ‬ ‫ل اّلِذي َلُه ما ِفي ال ّ‬ ‫ثم قال‪ :‬و قوله‪ :‬ا ِّ‬
‫قوله تعالي‪:‬‬
‫ن َلُهْم ]‪[4‬‬‫ن َقْوِمِه ِلُيَبّي َ‬ ‫ل ِبِلسا ِ‬‫ل ِإ ّ‬
‫سو ٍ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫سْلنا ِم ْ‬ ‫َو ما َأْر َ‬
‫‪ -[2] /5670‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن ابراهيم بن إسحاق الطالقاني )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا ابو‬
‫العباس احمد بن إسحاق الماذرائي بالبصرة‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا ابو قلبة عبد الملك بن محمد‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا غانم بن الحسن‬
‫السعدي‪ ،‬قال حدثنا مسلم بن خالد المكي‪ ،‬عن جعفر بن محمد )عليهما السلم(‪ ،‬قال‪» :‬ما انزل ال تبارك و تعالي‬
‫كتابا و ل وحيا ال بالعربية‪ ،‬و كان يقع في مسامع النبياء )عليهم السلم(‪ ،‬بألسنة قومهم‪ ،‬و كان يقع في مسامع‬
‫نبينا )صلي ال عليه و آله( بالعربية‪ ،‬فإذا كلم به قومه كلمهم بالعربية‪ ،‬فيقع في مسامعهم بلسانهم‪ ،‬و كان احد ل‬
‫يخاطب رسول‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.367 :1‬‬
‫‪ -2‬علل الشرائع‪[.....] .8 /126 :‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪286 :‬‬
‫ال )صلي ال عليه و آله( بأي لسان خاطبه ال وقع في مسامعه بالعربية‪ ،‬كل ذلك يترجم له جبرئيل )عليه‬
‫السلم(‪ ،‬تشريفا من ال عز و جل له )صلي ال عليه و آله(«‪.‬‬
‫قوله تعالي‪:‬‬
‫شُكوٍر ]‪[5‬‬ ‫صّباٍر َ‬ ‫ل‪ -‬الي قوله تعالي‪َ -‬‬ ‫َو َذّكْرُهْم ِبَأّياِم ا ِّ‬
‫‪ -[1] /5671‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا احمد بن محمد بن يحيي العطار‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سعد بن عبد ال‪ ،‬قال‪:‬‬
‫حدثني يعقوب بن يزيد‪ ،‬عن محمد بن الحسن الميثمي‪ ،‬عن مثني الحناط‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا جعفر )عليه السلم(‬
‫يقول‪» :‬ايام ال عز و جل ثلثة‪ :‬يوم يقوم القائم‪ ،‬و يوم الكرة‪ ،‬و يوم القيامة«‪.‬‬
‫‪ -[2] /5672‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبي )رحمه ال(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن جعفر الحميري‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا ابراهيم بن‬
‫هاشم‪ ،‬عن محمد بن أبي عمير‪ ،‬عن مثني الحناط‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه )عليهما السلم(‪ ،‬قال‪» :‬ايام ال‬
‫عز و جل ثلثة‪ :‬يوم يقوم القائم‪ ،‬و يوم الكرة‪ ،‬و يوم القيامة«‪.‬‬
‫‪ -[3] /5673‬سعد بن عبد ال‪ :‬عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب‪ ،‬و يعقوب بن يزيد‪ ،‬عن احمد بن الحسن‬
‫الميثمي‪ ،‬عن ابان بن عثمان‪ ،‬عن مثني الحناط‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪» :‬ايام ال ثلثة‪ :‬يوم‬
‫يقوم القائم‪ ،‬و يوم الكرة‪ ،‬و يوم القيامة«‪.‬‬
‫‪ -[4] /5674‬الشيخ في )اماليه( قال‪ :‬أخبرنا جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا ابو احمد عبيد ال بن الحسين‬
‫بن ابراهيم العلوي النصيبي )رحمه ال( ببغداد‪ ،‬قال‪ :‬سمعت جدي ابراهيم بن علي يحدث‪ ،‬عن أبيه علي بن عبيد‬
‫ال‪ ،‬قال‪ :‬حدثني شيخان بران من أهلنا سيدان‪ ،‬عن موسى بن جعفر‪ ،‬عن أبيه جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه محمد بن‬
‫علي‪ ،‬عن أبيه )عليهم السلم(‪ ،‬و حدثنيه الحسين بن زيد بن علي ذو الدمعة‪ ،‬قال‪ :‬حدثني عمي عمر بن علي‪،‬‬
‫قال‪ :‬حدثني اخي محمد بن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده الحسين )صلي ال عليهم(‪ .‬قال ابو جعفر )عليه السلم(‪» :‬و‬
‫حدثني عبد ال بن العباس و جابر بن عبد ال النصاري‪ ،‬و كان بدريا أحديا شجريا‪ ،‬و ممن محض من اصحاب‬
‫رسول ال )صلي ال عليه و آله( في مودة امير المؤمنين )عليه السلم(‪ ،‬قالوا‪ :‬بينا رسول ال )صلي ال عليه و‬
‫آله( في مسجده في رهط من الصحابة‪ ،‬فيهم‪ :‬ابو بكر‪ ،‬و ابو عبيدة »‪ ،«1‬و عمر‪ ،‬و عثمان‪ ،‬و عبد الرحمن‪ ،‬و‬
‫رجلن من قراء الصحابة‪ ،‬هما‪ :‬من‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬الخصال‪ ،75 /108 :‬ينابيع المودة‪.424 :‬‬
‫‪ -2‬معاني الخبار‪ ،1 /365 :‬ينابيع المودة‪.424 :‬‬
‫‪ -3‬مختصر بصائر الدرجات‪ ،18 :‬ينابيع المودة‪.424 :‬‬
‫‪ -4‬المالي ‪.105 :2‬‬
‫)‪) (1‬و أبو عبيدة( ليس في المصدر‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪287 :‬‬
‫المهاجرين عبد ال بن ام عبد‪ ،‬و من النصار أبي بن كعب‪ ،‬و كانا بدريين‪ ،‬فقرا عبد ال من السورة التي يذكر‬
‫طَنًة الية »‪ ،«1‬و قرا أبي من السورة التي‬ ‫عَلْيُكْم ِنَعَمُه ظاِهَرًة َو با ِ‬
‫سَبَغ َ‬‫فيها لقمان حتي أتي علي هذه الية‪َ :‬و َأ ْ‬
‫شُكوٍر قالوا‪ :‬قال رسول ال‬‫صّباٍر َ‬
‫ل َ‬‫لياتٍ ِلُك ّ‬‫ك َ‬ ‫ن ِفي ذِل َ‬
‫ل ِإ ّ‬
‫يذكر فيها ابراهيم )عليه السلم(‪َ :‬و َذّكْرُهْم ِبَأّياِم ا ِّ‬
‫)صلي ال عليه و آله(‪ :‬ايام ال نعماؤه و بلؤه‪ ،‬و هي مثلته »‪ «2‬سبحانه‪.‬‬
‫ثم اقبل )صلي ال عليه و آله( علي من شهده من الصحابة‪ ،‬فقال‪ :‬اني لتخولكم بالموعظة »‪ «3‬تخول مخالفة‬
‫السآمة عليكم‪ ،‬و قد اوحي الي ربي جل جلله ان أذكركم بالنعمة‪ ،‬و أنذركم بما اقتص عليكم من كتابه‪ ،‬و تل‪َ :‬و‬
‫عَلْيُكْم ِنَعَمُه الية‪ .‬ثم قال لهم‪ :‬قولوا الن قولكم‪ ،‬ما أول نعمة رغبكم ال فيها و بلكم بها؟ فخاض القوم‬ ‫سَبَغ َ‬‫َأ ْ‬
‫جميعا فذكروا نعم ال التي أنعم عليهم و احسن إليهم بها‪ ،‬من المعاش و الرياش و الذرية و الزواج‪ ،‬الي سائر ما‬
‫بلهم ال عز و جل به من أنعمه الظاهرة‪.‬‬
‫فلما امسك القوم اقبل رسول ال )صلي ال عليه و آله( على علي )عليه السلم(‪ ،‬فقال‪ :‬يا أبا الحسن‪ ،‬قل‪ ،‬فقد قال‬
‫أصحابك‪ .‬فقال‪ :‬و كيف لي بالقول‪ -‬فداك أبي و امي‪ -‬و انما هدانا ال بك؟ قال‪ :‬و مع ذلك فهات‪ .‬قل ما أول نعمة‬
‫بلك ال عز و جل‪ ،‬و أنعم عليك بها؟ قال‪ :‬ان خلقني جل ثناؤه و لم أك شيئا مذكورا‪ .‬قال‪ :‬صدقت‪ ،‬فما الثانية؟‬
‫قال‪:‬‬
‫ال احسن بي إذ خلقني فجعلني حيا ل مواتا‪ .‬قال‪ :‬صدقت‪ ،‬فما الثالثة؟ قال‪ :‬ان انشأني‪ -‬فله الحمد‪ -‬في احسن‬
‫صورة و اعدل تركيب‪ .‬قال‪ :‬صدقت‪ ،‬فما الرابعة؟ قال‪ :‬ان جعلني متفكرا واعيا ل ابله ساهيا‪ .‬قال‪ :‬صدقت‪ ،‬فما‬
‫الخامسة؟ قال‪ :‬ان جعل لي مشاعر أدرك ما ابتغيت بها‪ ،‬و جعل لي سراجا منيرا‪ .‬قال‪ :‬صدقت‪ ،‬فما السادسة؟‬
‫قال‪:‬‬
‫ان هداني لدينه‪ ،‬و لم يضلني عن سبيله‪ .‬قال‪ :‬صدقت‪ ،‬فما السابعة؟ قال‪ :‬ان جعل لي مردا في حياة ل انقطاع لها‪.‬‬
‫قال‪ :‬صدقت‪ ،‬فما الثامنة؟ قال‪ :‬ان جعلني ملكا مالكا ل مملوكا‪ .‬قال‪ :‬صدقت‪ ،‬فما التاسعة؟ قال‪ :‬ان سخر لي سماءه‬
‫و ارضه و ما فيهما و ما بينهما من خلقه‪ ،‬قال صدقت‪ ،‬فما العاشرة؟ قال‪ :‬ان جعلنا سبحانه ذكرانا قواما علي‬
‫لل‬ ‫ت ا ِّ‬‫ن َتُعّدوا ِنْعَم َ‬
‫حلئلنا ل إناثا‪ ،‬قال‪ :‬صدقت‪ ،‬فما بعد هذا؟ قال‪ :‬كثرت نعم ال‪ -‬يا نبي ال‪ -‬فطابت‪ ،‬و تل َو ِإ ْ‬
‫صوها »‪ .«4‬فتبسم رسول ال )صلي ال عليه و آله(‪ ،‬و قال‪ :‬لتهنئك الحكمة‪ ،‬ليهنئك العلم‪ -‬يا أبا الحسن‪ -‬و‬ ‫ح ُ‬ ‫ُت ْ‬
‫أنت وارث علمي‪ ،‬و المبين لمتي ما اختلفت فيه من بعدي‪ ،‬من أحبك لدينك و أخذ بسبيلك فهو ممن هدي الي‬
‫صراط مستقيم‪ ،‬و من رغب عن هداك‪ ،‬و أبغضك و تخلك‪ ،‬لقي ال يوم القيامة ل خلق له«‪.‬‬
‫‪ -[5] /5675‬العياشي‪ :‬عن ابراهيم بن عمر‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال‪َ :‬و َذّكْرُهْم‬
‫ل‪.‬‬
‫ِبَأّياِم ا ِّ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -5‬تفسير العّياشي ‪.2 /222 :2‬‬
‫)‪ (1‬لقمان ‪.20 :31‬‬
‫)‪ (2‬المثلت‪ :‬جمع مثلة‪ ،‬بفتح الميم و ضم الفاء‪ :‬العقوبة‪» .‬لسان العرب‪ -‬مثل‪.«615 :11 -‬‬
‫)‪ (3‬أتخّولكم بالموعظة‪ :‬أي أتعّهدكم‪» .‬النهاية ‪.«88 :2‬‬
‫)‪ (4‬إبراهيم ‪ ،34 :14‬النحل ‪.18 :16‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪288 :‬‬
‫قال‪» :‬بآلء ال« يعني نعمه‪.‬‬
‫‪ -[6] /5676‬و قال علي بن ابراهيم‪ :‬ايام ال ثلثة‪ :‬يوم القائم )صلوات ال عليه(‪ ،‬و يوم الموت‪ ،‬و يوم القيامة‪.‬‬
‫‪ -[7] /5677‬الطبرسي‪ :‬المروي عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪» :‬ذكرهم بنعم ال سبحانه في سائر أيامه«‪.‬‬
‫قوله تعالي‪:‬‬
‫شِديٌد ]‪[7‬‬
‫عذاِبي َل َ‬
‫ن َ‬
‫ن َكَفْرُتْم ِإ ّ‬
‫لِزيَدّنُكْم َو َلِئ ْ‬
‫شَكْرُتْم َ‬
‫ن َ‬‫ن َرّبُكْم َلِئ ْ‬
‫َو ِإْذ َتَأّذ َ‬
‫‪ -[1] /5678‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن سهل بن زياد‪ ،‬عن يحيي بن المبارك‪ ،‬عن عبد ال ابن‬
‫جبلة‪ ،‬عن معاوية بن وهب‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬من اعطي الشكر اعطي الزيادة‪ ،‬يقول ال عز‬
‫و جل‪:‬‬
‫لِزيَدّنُكْم«‪.‬‬‫شَكْرُتْم َ‬ ‫ن َ‬ ‫َلِئ ْ‬
‫‪ -[2] /5679‬و عنه‪ :‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن احمد بن محمد بن خالد‪ ،‬عن بعض أصحابنا‪ ،‬عن محمد بن‬
‫هشام‪ ،‬عن ميسر‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬شكر النعمة‪ :‬اجتناب المحارم‪ ،‬و تمام الشكر‪ :‬قول‬
‫الرجل‪ :‬الحمد ل رب العالمين«‪.‬‬
‫‪ -[3] /5680‬و عنه‪ :‬عن أبي علي الشعري‪ ،‬عن محمد بن عبد الجبار‪ ،‬عن صفوان‪ ،‬عن إسحاق بن عمار‪ ،‬عن‬
‫رجلين من أصحابنا سمعاه‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬ما أنعم ال علي عبد من نعمة فعرفها بقلبه‪ ،‬و‬
‫حمد ال ظاهرا بلسانه‪ ،‬فتم كلمه بالحمد »‪ «1‬حتي امر له بالمزيد«‪.‬‬
‫‪ -[4] /5681‬و عنه‪ :‬عن علي بن ابراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن علي بن عيينة‪ ،‬عن عمر بن يزيد‪،‬‬
‫قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪» :‬شكر كل نعمة‪ -‬و ان عظمت‪ -‬ان تحمد ال عز و جل عليها«‪.‬‬
‫‪ -[5] /5682‬و عنه‪ :‬عن محمد بن يحيي‪ ،‬عن احمد بن محمد بن عيسي‪ ،‬عن معمر بن خلد‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -6‬تفسير القّمي ‪.367 :1‬‬

‫‪ -7‬مجمع البيان ‪.467 :6‬‬

‫‪ -1‬الكافي ‪.8 /78 :2‬‬

‫‪ -2‬الكافي ‪[.....] .10 /78 :2‬‬

‫‪ -3‬الكافي ‪.9 /78 :2‬‬

‫‪ -4‬الكافي ‪.11 /78 :2‬‬

‫‪ -5‬الكافي ‪.13 /78 :2‬‬


‫)‪) (1‬بالحمد( ليس في »س« و المصدر‪.‬‬

‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪289 :‬‬

‫الحسن )عليه السلم( يقول‪» :‬من حمد ال على النعمة فقد شكره‪ ،‬و كان الحمد أفضل من تلك النعمة«‪.‬‬
‫‪ -[6] /5683‬و عنه‪ :‬بإسناده عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن صفوان الجمال‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬قال لي‪» :‬ما أنعم ال على عبد بنعمة صغرت أو كبرت فقال‪ :‬الحمد ل‪ .‬إل أدى شكرها«‪.‬‬
‫‪ -[7] /5684‬و عنه‪ :‬عن الحسين بن محمد‪ ،‬عن معلي بن محمد‪ ،‬عن الوشاء‪ ،‬عن حماد بن عثمان‪ ،‬قال‪ :‬خرج‬
‫أبو عبد ال )عليه السلم( من المسجد‪ ،‬و قد ضاعت دابته‪ ،‬فقال‪» :‬لئن ردها ال علي لشكرن ال حق شكره«‬
‫قال‪» :‬فما لبث أن أتي بها‪ ،‬فقال‪» :‬الحمد ل« فقال قائل له‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬أ لست قلت‪ :‬لشكرن ال حق شكره؟!‬
‫فقال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬ألم تسمعني قلت‪ :‬الحمد ل؟«‪.‬‬
‫‪ -[8] /5685‬و عنه‪ :‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن خالد‪ ،‬عن إسماعيل بن مهران‪ ،‬عن سيف ابن‬
‫عميرة‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬هل للشكر حد إذا فعله العبد كان شاكرا؟ قال‪:‬‬
‫»نعم«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬و ما هو؟ قال‪» :‬يحمد ال علي كل نعمة عليه في أهل و مال‪ ،‬و ان كان فيما أنعم ال عليه في ماله حق أداه‪،‬‬
‫ب َأْنِزْلِني ُمْنَز ً‬
‫ل‬ ‫ن »‪ .«1‬و منه قوله تعالى‪َ :‬ر ّ‬ ‫خَر َلنا هذا َو ما ُكّنا َلُه ُمْقِرِني َ‬ ‫سّ‬ ‫ن اّلِذي َ‬ ‫سْبحا َ‬ ‫و منه قوله عز و جل‪ُ :‬‬
‫ل ِلي ِم ْ‬
‫ن‬ ‫جَع ْ‬‫ق َو ا ْ‬ ‫صْد ٍ‬‫ج ِ‬ ‫خَر َ‬‫جِني ُم ْ‬ ‫خِر ْ‬ ‫ق َو َأ ْ‬‫صْد ٍ‬‫ل ِ‬ ‫خَ‬‫خْلِني ُمْد َ‬
‫ب َأْد ِ‬
‫ن »‪ .«2‬و قوله‪َ :‬ر ّ‬ ‫خْيُر اْلُمْنِزِلي َ‬
‫ت َ‬ ‫ُمباَركًا َو َأْن َ‬
‫صيرًا »‪.««3‬‬ ‫سْلطانًا َن ِ‬ ‫ك ُ‬‫َلُدْن َ‬
‫‪ -[9] /5686‬و عنه‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن بكر بن صالح‪ ،‬عن القاسم بن بريد‪ ،‬عن أبي عمرو‬
‫الزبيري‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪ :‬قلت له‪ :‬أخبرني عن وجوه الكفر في كتاب ال عز و جل؟ قال‪:‬‬
‫عَلْيِهْم َأ‬
‫سواٌء َ‬ ‫»الكفر في كتاب ال علي خمسة أوجه«‪ .‬و ذكر الحديث‪ ،‬و قد ذكرناه بتمامه في قوله تعالى‪َ :‬‬
‫ن من سورة البقرة »‪.«4‬‬ ‫َأْنَذْرَتُهْم َأْم َلْم ُتْنِذْرُهْم ل ُيْؤِمُنو َ‬
‫و‬
‫قال في الحديث‪» :‬الوجه الثالث من وجوه الكفر‪ :‬كفر النعم‪ ،‬و ذلك قول ال تعالى يحكي قول سليمان )عليه‬
‫ي َكِريٌم »‬ ‫غِن ّ‬‫ن َرّبي َ‬ ‫ن َكَفَر َفِإ ّ‬‫سِه َو َم ْ‬‫شُكُر ِلَنْف ِ‬‫شَكَر َفِإّنما َي ْ‬‫ن َ‬ ‫شُكُر َأْم َأْكُفُر َو َم ْ‬‫ل َرّبي ِلَيْبُلَوِني َأ َأ ْ‬ ‫ضِ‬ ‫ن َف ْ‬ ‫السلم(‪ :‬هذا ِم ْ‬
‫شِديٌد و قال‪:‬‬ ‫عذاِبي َل َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن َكَفْرُتْم ِإ ّ‬
‫لِزيَدّنُكْم َو َلِئ ْ‬ ‫شَكْرُتْم َ‬ ‫ن َ‬ ‫‪ .««5‬و قال‪َ :‬لِئ ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -6‬الكافي ‪.14 /79 :2‬‬
‫‪ -7‬الكافي ‪.18 /79 :2‬‬
‫‪ -8‬الكافي ‪.12 /78 :2‬‬
‫‪ -9‬الكافي ‪.1 /287 :2‬‬
‫)‪ (1‬الزخرف ‪.13 :43‬‬
‫)‪ (2‬المؤمنون ‪.29 :23‬‬
‫)‪ (3‬السراء ‪.80 :17‬‬
‫)‪ (4‬تقدم في الحديث )‪ (1‬من تفسير الية )‪ (6‬من سورة البقرة‪.‬‬
‫)‪ (5‬النمل ‪.40 :27‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪290 :‬‬
‫ن »‪.««1‬‬ ‫شُكُروا ِلي َو ل َتْكُفُرو ِ‬ ‫َفاْذُكُروِني َأْذُكْرُكْم َو ا ْ‬
‫‪ -[10] /5687‬الشيخ في )أماليه( قال‪ :‬حدثنا الشيخ أبو عبد ال الحسين بن عبيد ال الغضائري )رحمه ال(‪ ،‬عن‬
‫أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن همام‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن الحسين الهمداني‪ ،‬قال‪:‬‬
‫حدثنا أبو عبد ال محمد بن خالد البرقي‪ ،‬عن أبي قتادة القمي‪ ،‬عن داود بن سرحان‪ ،‬قال‪ :‬كنا عند أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( إذ دخل عليه سدير الصيرفي‪ ،‬فسلم و جلس‪ ،‬فقال له‪» :‬يا سدير‪ ،‬ما كثر مال رجل قط ال عظمت‬
‫الحجة ل تعالى عليه‪ ،‬فإن قدرتم أن تدفعوها عن أنفسكم فافعلوا‪ .‬فقال له‪ :‬يا بن رسول ال‪ ،‬بماذا؟ قال‪» :‬بقضاء‬
‫حوائج إخوانكم من أموالكم«‪.‬‬
‫ثم قال‪» :‬تلقوا النعم‪ -‬يا سدير‪ -‬بحسن مجاورتها‪ ،‬و اشكروا من أنعم عليكم‪ ،‬و أنعموا علي من شكركم‪ ،‬فإنكم إذا‬
‫لِزيَدّنُكْم‪.‬‬‫شَكْرُتْم َ‬ ‫ن َ‬ ‫كنتم كذلك استوجبتم من ال تعالى الزيادة‪ ،‬و من إخوانكم المناصحة«‪ .‬ثم تل‪َ :‬لِئ ْ‬
‫‪ -[11] /5688‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر بن هشام بن بلس »‪«2‬‬
‫المعدل البغدادي النميري بدمشق‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن إسماعيل بن عليه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا وهب بن جرير‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن الفضيل بن يسار‪ ،‬عن أبي جعفر محمد بن علي )صلوات ال عليهما(‪ ،‬قال‪» :‬من اعطي الدعاء لم يحرم‬
‫لِزيَدّنُكْم‪.‬‬ ‫شَكْرُتْم َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن َرّبُكْم َلِئ ْ‬ ‫الجابة‪ ،‬و من أعطي الشكر لم يمنع الزيادة« و تل أبو جعفر )عليه السلم(‪َ :‬و ِإْذ َتَأّذ َ‬
‫‪ -[12] /5689‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا حيان بن بشر أبو بشر »‪ «3‬السدي‬
‫القاضي بالمصيصة »‪ ،«4‬قال‪ :‬حدثني خالي أبو عكرمة عامر بن عمران الضبي الكوفي‪ ،‬قال‪ :‬حدثني محمد بن‬
‫المفضل بن سلمة الضبي‪ ،‬عن أبيه المفضل بن سلمة‪ ،‬عن مالك بن أعين الجهني‪ ،‬قال‪ :‬أوصي علي بن الحسين‬
‫)عليه السلم( بعض ولده‪ ،‬فقال‪» :‬يا بني‪ ،‬اشكر ال لما أنعم عليك‪ ،‬و أنعم علي من شكرك‪ ،‬فإنه ل زوال للنعمة‬
‫إذا شكرت‪ ،‬و ل بقاء لها إذا كفرت‪ ،‬و الشاكر بشكره أسعد منه بالنعمة التي وجب عليه الشكر بها«‪ -‬و تل‪ -‬يعني‬
‫لِزيَدّنُكْم الي آخر الية‪.‬‬ ‫ن شََكْرُتْم َ‬ ‫ن َرّبُكْم َلِئ ْ‬
‫علي ابن الحسين )عليه السلم(‪ -‬قول ال تعالى‪َ :‬و ِإْذ َتَأّذ َ‬
‫‪ -[13] /5690‬العياشي‪ :‬عن أبي عمرو المدائني‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪» :‬أيما عبد أنعم ال‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -10‬المالي ‪[.....] .309 :1‬‬
‫‪ -11‬المالي ‪.67 :2‬‬
‫‪ -12‬المالي ‪.114 :2‬‬
‫‪ -13‬تفسير العّياشي ‪.3 /222 :2‬‬
‫)‪ (1‬البقرة ‪.152 :2‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬ملبس‪.‬‬
‫)‪ (3‬في »س‪ ،‬ط«‪ :‬أبو سرحان بن بشير‪ ،‬و في المصدر‪ :‬أبو بشر حنان بن بشر‪ .‬انظر تاريخ بغداد ‪.284 :8‬‬
‫صيصة‪ :‬مدينة على شاطئ نهر جيحان من ثغور الشام بين أنطاكية و بلد الروم‪» .‬معجم البلدان ‪:5‬‬ ‫)‪ (4‬الم ّ‬
‫‪.«144‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪291 :‬‬
‫عليه بنعمة فعرفها بقلبه‪ -‬و في رواية اخرى‪ :‬فأقربها بقلبه‪ -‬و حمد ال عليها بلسانه‪ ،‬لم ينفد كلمه حتي يأمر ال‬
‫لِزيَدّنُكْم«‪.‬‬ ‫شَكْرُتْم َ‬ ‫ن َ‬ ‫له بالزيادة‪ -‬و في رواية أبي إسحاق المدائني‪ :‬حتي يأذن ال له بالزيادة‪ -‬و هو قوله‪َ :‬لِئ ْ‬
‫‪ -[14] /5691‬و عن أبي ولد‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬أ رأيت هذه النعمة الظاهرة علينا من ال‪ ،‬أ‬
‫لِزيَدّنُكْم؟‬ ‫شَكْرُتْم َ‬
‫ن َ‬ ‫ليس ان شكرناه عليها و حمدناه زادنا‪ ،‬كما قال ال في كتابه‪َ :‬لِئ ْ‬
‫فقال‪» :‬نعم‪ ،‬من حمد ال علي نعمه و شكره‪ ،‬و علم أن ذلك منه ل من غيره‪ ،‬زاد ال نعمه«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ب ]‪-[15] /5692 [9‬‬ ‫عوَننا ِإَلْيِه ُمِري ٍ‬ ‫ك ِمّما َتْد ُ‬
‫شّ‬ ‫ح‪ -‬الي قوله تعالى‪َ -‬و ِإّنا َلِفي َ‬ ‫ن َقْبِلُكْم َقْوِم ُنو ٍ‬ ‫ن ِم ْ‬‫َأ َلْم َيْأِتُكْم َنَبُؤا اّلِذي َ‬
‫ح الي قوله‪َ :‬فَرّدوا َأْيِدَيُهْم ِفي َأْفواِهِهْم يعني في‬ ‫ن َقْبِلُكْم َقْوِم ُنو ٍ‬ ‫ن ِم ْ‬‫قال علي بن ابراهيم‪ ،‬قوله‪َ :‬أ َلْم َيْأِتُكْم َنَبُؤا اّلِذي َ‬
‫ب‪.‬‬
‫عوَننا ِإَلْيِه ُمِري ٍ‬ ‫ك ِمّما َتْد ُ‬
‫شّ‬ ‫سْلُتْم ِبِه َو ِإّنا َلِفي َ‬ ‫أفواه النبياء قاُلوا ِإّنا َكَفْرنا ِبما ُأْر ِ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪[12‬‬ ‫ل اْلُمَتَوّكُلو َ‬ ‫ل َفْلَيَتَوّك ِ‬‫عَلى ا ِّ‬ ‫َو َ‬
‫عَلى ا ِّ‬
‫ل‬ ‫‪ -[16] /5693‬العياشي‪ :‬الحسن بن ظريف‪ ،‬عن محمد‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله‪َ :‬و َ‬
‫ن قال‪» :‬الزارعون«‪.‬‬ ‫ل اْلُمَتَوّكُلو َ‬ ‫َفْلَيَتَوّك ِ‬
‫ل َفْلَيَتَوّك ِ‬
‫ل‬ ‫عَلى ا ِّ‬ ‫‪ -[17] /5694‬ابن بابويه في )الفقيه( مرسل عن الصادق )عليه السلم( في قوله عز و جل‪َ :‬و َ‬
‫ن‪ .‬قال‪» :‬الزارعون«‪.‬‬ ‫اْلُمَتَوّكُلو َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -14‬تفسير العّياشي ‪.5 /222 :2‬‬
‫‪ -15‬تفسير القّمي ‪.368 :1‬‬
‫‪ -16‬تفسير العّياشي ‪.6 /222 :2‬‬
‫‪ -17‬من ل يحضره الفقيه ‪.703 /160 :3‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪292 :‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ض ِم ْ‬
‫ن‬ ‫لْر َ‬ ‫سِكَنّنُكُم ا َْ‬ ‫ن ِفي ِمّلِتنا‪ -‬الي قوله تعالى‪َ -‬و َلُن ْ‬ ‫ضنا َأْو َلَتُعوُد ّ‬ ‫ن َأْر ِ‬ ‫جّنُكْم ِم ْ‬ ‫خِر َ‬ ‫سِلِهْم َلُن ْ‬
‫ن َكَفُروا ِلُر ُ‬ ‫ل اّلِذي َ‬‫َو قا َ‬
‫َبْعِدِهْم ]‪[14 -13‬‬
‫‪ -[1] /5695‬علي بن ابراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي رفعه الي النبي )صلى ال عليه و آله( قال‪» :‬من آذى جاره طمعا‬
‫ن َو‬
‫ظاِلِمي َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫سِلِهْم‪ -‬الي قوله‪َ -‬فَأْوحى ِإَلْيِهْم َرّبُهْم َلُنْهِلَك ّ‬ ‫ن َكَفُروا ِلُر ُ‬ ‫ل اّلِذي َ‬
‫في مسكنه ورثه ال داره‪ ،‬و هو قوله‪َ :‬و قا َ‬
‫ن َبْعِدِهْم«‪.‬‬ ‫ض ِم ْ‬‫لْر َ‬ ‫سِكَنّنُكُم ا َْ‬‫َلُن ْ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫عِنيٍد ]‪[15‬‬ ‫جّباٍر َ‬ ‫ل َ‬ ‫ب ُك ّ‬‫حوا َو خا َ‬ ‫سَتْفَت ُ‬
‫َو ا ْ‬
‫‪ -[2] /5696‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن سهل بن زياد‪ ،‬عن محمد بن سليمان‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫أبي بصير‪ ،‬عنه )عليه السلم( قال‪» :‬بينا رسول ال )صلى ال عليه و آله( ذات يوم جالسا إذ أقبل أمير المؤمنين‬
‫)عليه السلم(‪ ،‬فقال له رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬ان فيك شبها من عيسي بن مريم‪ ،‬و لو ل أن تقول فيك‬
‫طوائف من امتي ما قالت النصارى في عيسي بن مريم‪ ،‬لقلت فيك قول ل تمر بمل من الناس ال أخذوا التراب‬
‫من تحت قدميك‪ ،‬يلتمسون بذلك البركة«‪.‬‬
‫قال‪» :‬فغضب العرابيان و المغيرة بن شعبة و عدة من قريش معهم‪ ،‬فقالوا‪ :‬ما رضي أن يضرب لبن عمه مثل‬
‫صّدو َ‬
‫ن‬ ‫ك ِمْنُه َي ِ‬‫ل ِإذا َقْوُم َ‬
‫ن َمْرَيَم َمَث ً‬ ‫ب اْب ُ‬‫ضِر َ‬ ‫ال عيسي بن مريم‪ ،‬فأنزل ال علي نبيه )صلى ال عليه و آله(‪َ :‬و َلّما ُ‬
‫جَعْلناُه َمَث ً‬
‫ل‬ ‫عَلْيِه َو َ‬
‫عْبٌد َأْنَعْمنا َ‬
‫ل َ‬ ‫ن ُهَو ِإ ّ‬ ‫ن ِإ ْ‬
‫صُمو َ‬ ‫خ ِ‬ ‫ل ُهْم َقْوٌم َ‬ ‫ل َب ْ‬ ‫جَد ً‬‫ل َ‬ ‫ك ِإ ّ‬
‫ضَرُبوُه َل َ‬
‫خْيٌر َأْم ُهَو ما َ‬ ‫َو قاُلوا َأ آِلَهُتنا َ‬
‫ن »‪.««1‬‬ ‫خُلُفو َ‬‫ض َي ْ‬‫لْر ِ‬ ‫جَعْلنا ِمْنُكْم‪ -‬يعني من بني هاشم‪َ -‬ملِئَكًة ِفي ا َْ‬ ‫ل َو َلْو َنشاُء َل َ‬ ‫سراِئي َ‬ ‫ِلَبِني ِإ ْ‬
‫قال‪» :‬فغضب الحارث بن عمرو الفهري‪ ،‬فقال‪» :‬اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك‪ -‬أن بني هاشم يتوارثون‬
‫هرقل بعد هرقل‪ -‬فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم‪ .‬فأنزل ال عليه مقالة الحارث‪ ،‬و نزلت هذه‬
‫ن »‪.««2‬‬ ‫سَتْغِفُرو َ‬ ‫ل ُمَعّذَبُهْم َو ُهْم َي ْ‬‫ن ا ُّ‬ ‫ت ِفيِهْم َو ما كا َ‬ ‫ل ِلُيَعّذَبُهْم َو َأْن َ‬
‫ن ا ُّ‬
‫الية‪َ :‬و ما كا َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.368 :1‬‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.18 /57 :8‬‬
‫)‪ (1‬الزخرف ‪[.....] .60 -57 :43‬‬
‫)‪ (2‬النفال ‪.33 :8‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪293 :‬‬
‫ثم قال له‪ :‬يا بن عمرو‪ ،‬اما تبت و اما رحلت‪ .‬فقال‪ :‬يا محمد‪ ،‬بل تجعل لسائر قريش شيئا مما في يدك‪ ،‬فقد ذهبت‬
‫بنو هاشم بمكرمة العرب و العجم‪ .‬فقال له النبي )صلى ال عليه و آله(‪ :‬ليس ذلك الي‪ ،‬ذلك الي ال تبارك و‬
‫تعالى‪ ،‬فقال‪ :‬يا محمد‪ ،‬قلبي ما يتابعني علي التوبة‪ ،‬و لكن أرحل عنك‪ .‬فدعا براحلته فركبها‪ ،‬فلما صار بظهر‬
‫ل ساِئلٌ ِبَعذا ٍ‬
‫ب‬ ‫سَأ َ‬
‫المدينة أتته جندلة فرضت »‪ «1‬هامته‪ ،‬ثم أتي الوحي الي النبي )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬فقال‪َ :‬‬
‫ج »‪.««2‬‬ ‫ل ِذي اْلَمعاِر ِ‬ ‫ن ا ِّ‬‫س َلُه داِفٌع ِم َ‬
‫ن بولية علي َلْي َ‬ ‫واِقٍع ِلْلكاِفري َ‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬انا ل نقرؤها هكذا‪ .‬فقال‪» :‬هكذا أنزل ال بها جبرئيل علي محمد )صلى ال عليه و آله(‪،‬‬
‫و هكذا هو و ال مثبت في مصحف فاطمة )عليها السلم(‪ ،‬فقال رسول ال )صلى ال عليه و آله( لمن حوله من‬
‫عِنيٍد«‪.‬‬‫جّباٍر َ‬‫ل َ‬ ‫ب ُك ّ‬‫حوا َو خا َ‬ ‫سَتْفَت ُ‬
‫المنافقين‪ :‬انطلقوا الي صاحبكم‪ ،‬فقد أتاه ما استفتح به‪ ،‬قال ال عز و جل‪َ :‬و ا ْ‬
‫عِنيٍد أي خسر‪.‬‬ ‫جّباٍر َ‬ ‫ل َ‬ ‫ب ُك ّ‬ ‫حوا أي دعوا َو خا َ‬ ‫سَتْفَت ُ‬‫‪ -[2] /5697‬علي بن ابراهيم‪ :‬قوله تعالى‪َ :‬و ا ْ‬
‫‪ -[3] /5698‬ثم قال‪ :‬و في رواية أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬العنيد‪ :‬المعرض عن الحق«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ظ ]‪ -[4] /5699 [17 -16‬قال‬ ‫غِلي ٌ‬‫ب َ‬ ‫عذا ٌ‬ ‫ن َوراِئِه َ‬ ‫صِديٍد‪ -‬الي قوله تعالى‪ِ -‬م ْ‬ ‫ن ماٍء َ‬ ‫سقى ِم ْ‬ ‫جَهّنُم َو ُي ْ‬
‫ن َوراِئِه َ‬ ‫ِم ْ‬
‫صِديٍد قال‪ :‬ماء يخرج من فروج الزواني‪.‬‬ ‫ن ماٍء َ‬ ‫سقى ِم ْ‬ ‫جَهّنُم َو ُي ْ‬ ‫ن َوراِئِه َ‬ ‫علي بن ابراهيم‪ ،‬في قوله تعالى‪ِ :‬م ْ‬
‫‪ -[5] /5700‬الطبرسي‪ :‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪» :‬أي و يسقي مما يسيل من الدم و القيح من فروج‬
‫الزواني في النار«‪.‬‬
‫ن َو ما ُهَو ِبَمّي ٍ‬
‫ت‬ ‫ل َمكا ٍ‬ ‫ن ُك ّ‬‫ت ِم ْ‬‫سيُغُه َو َيْأِتيِه اْلَمْو ُ‬ ‫عُه َو ل َيكاُد ُي ِ‬ ‫جّر ُ‬ ‫‪ -[6] /5701‬قال علي بن ابراهيم‪ :‬و قوله‪َ :‬يَت َ‬
‫قال‪ :‬يقرب اليه فيكرهه‪ ،‬فإذا دنا منه شوى و جهه‪ ،‬و وقعت فروة رأسه‪ ،‬فإذا شرب تقطعت أمعاؤه‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.368 :1‬‬
‫‪ -3‬تفسير القّمي ‪.368 :1‬‬
‫‪ -4‬تفسير القّمي ‪.368 :1‬‬
‫‪ -5‬مجمع البيان ‪.474 :6‬‬
‫‪ -6‬تفسير القّمي ‪.368 :1‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬فرضخت‪.‬‬
‫)‪ (2‬المعارج ‪.3 -1 :70‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪294 :‬‬
‫و مزقت »‪ «1‬تحت قدميه‪ ،‬و انه ليخرج من أحدهم مثل الوادي صديدا و قيحا‪ .‬ثم قال‪ :‬و انهم ليبكون حتي تسيل‬
‫دموعهم فوق وجوههم جداول‪ ،‬ثم تنقطع الدموع فتسيل الدماء حتي لو أن السفن أجريت فيها لجرت‪ ،‬و هو قوله‪:‬‬
‫طَع َأْمعاَءُهْم »‪.«2‬‬ ‫حِميمًا َفَق ّ‬‫سُقوا ماًء َ‬ ‫َو ُ‬
‫‪ -[4] /5702‬العياشي‪ :‬عن مسعدة بن صدقة‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده )عليهم السلم(‪ ،‬قال‪» :‬قال‬
‫أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬ان أهل النار لما غلي الزقوم و الضريع في بطونهم كغلي الحميم سألوا الشراب‪،‬‬
‫ت َو ِمنْ‬ ‫ن َو ما ُهَو ِبَمّي ٍ‬ ‫ل َمكا ٍ‬ ‫ن ُك ّ‬‫ت ِم ْ‬ ‫سيُغُه َو َيْأِتيِه اْلَمْو ُ‬ ‫عُه َو ل َيكاُد ُي ِ‬ ‫جّر ُ‬‫فاتوا بشراب غساق »‪ «3‬و صديد َيَت َ‬
‫ت ُمْرَتَفقًا »‪.«4‬‬ ‫ب َو ساَء ْ‬ ‫شرا ُ‬ ‫س ال ّ‬ ‫جوهَ ِبْئ َ‬‫شِوي الُْو ُ‬ ‫ل َي ْ‬ ‫ظ و حميم تغلي به جهنم منذ خلقت‪َ ،‬كاْلُمْه ِ‬ ‫غِلي ٌ‬‫ب َ‬‫عذا ٌ‬ ‫َوراِئِه َ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ل اْلَبِعيُد ]‪ -[1] /5703 [18‬قال علي بن‬ ‫ضل ُ‬ ‫عماُلُهْم َكَرماٍد‪ -‬الي قوله تعالى‪ُ -‬هَو ال ّ‬ ‫ن َكَفُروا ِبَرّبِهْم َأ ْ‬ ‫ل اّلِذي َ‬
‫َمَث ُ‬
‫ف قال‪ :‬من لم يقر بولية‬ ‫ص ٍ‬ ‫ح ِفي َيْوٍم عا ِ‬ ‫ت ِبِه الّري ُ‬ ‫شَتّد ْ‬‫عماُلُهْم َكَرماٍد ا ْ‬ ‫ن َكَفُروا ِبَرّبِهْم َأ ْ‬ ‫ل اّلِذي َ‬‫ابراهيم‪ :‬و قوله‪َ :‬مَث ُ‬
‫أمير المؤمنين )عليه السلم( بطل عمله‪ ،‬مثل الرماد الذي تجيء الريح فتحمله‪.‬‬
‫‪ -[2] /5704‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن محمد بن يحيي‪ ،‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن صفوان بن يحيي‪ ،‬عن العلء بن‬
‫رزين‪ ،‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول‪» :‬كل من دان ال بعبادة يجهد فيها نفسه و‬
‫ل امام له من ال‪ ،‬فسعيه غير مقبول‪ ،‬و هو ضال متحير‪ ،‬و ال شانئ لعماله‪ ،‬و مثله كمثل شاة ضلت عن‬
‫راعيها و قطيعها‪ ،‬فهجمت ذاهبة و جائية يومها‪ ،‬فلما جنها الليل بصرت بقطيع من غير راعيها‪ ،‬فحنت إليها و‬
‫اغترت بها‪ ،‬فباتت معها في مربضها »‪ ،«5‬فلما أن ساق الراعي قطيعه أنكرت راعيها و قطيعها‪ ،‬فضلت »‪«6‬‬
‫متحيرة تطلب راعيها‪ ،‬و قطيعها‪ ،‬فبصرت بغنم مع راعيها فحنت إليها‪ ،‬و اغترت بها‪ ،‬فصاح بها الراعي‪ :‬الحقي‬
‫براعيك و قطيعك‪ ،‬فإنك‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -4‬تفسير العّياشي ‪.7 /223 :2‬‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.368 :1‬‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.2 /306 :1‬‬
‫)‪ (1‬زاد في المصدر‪ :‬إلى‪.‬‬
‫)‪ (2‬محمد ‪.15 :47‬‬
‫ساق‪ :‬ما يغسق من صديد أهل النار‪ ،‬أي يسيل‪» .‬مجمع البحرين‪ -‬غسق‪[.....] .«223 :5 -‬‬ ‫)‪ (3‬الغ ّ‬
‫)‪ (4‬الكهف ‪.29 :18‬‬
‫)‪ (5‬في »س«‪ :‬مربطها‪.‬‬
‫)‪ (6‬في »س«‪ :‬و المصدر‪ :‬فهجمت‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪295 :‬‬
‫تائهة متحيرة عن راعيك و قطيعك‪ ،‬فهجمت ذعرة متحيرة نادة »‪ ،«1‬ل راعي لها يرشدها الي مرعاها أو‬
‫يردها‪ ،‬فبينا هي كذلك إذ اغتنم الذئب ضيعتها فأكلها‪.‬‬
‫و كذلك و ال‪ -‬يا محمد‪ -‬من أصبح من هذه المة ل امام له من ال عز و جل ظاهرا عادل‪ ،‬أصبح ضال تائها‪ ،‬و‬
‫ان مات علي هذه الحال مات ميتة كفر و نفاق‪ ،‬و اعلم‪ -‬يا محمد‪ -‬أن أئمة الجور و أتباعهم لمعزولون عن دين‬
‫ال‪ ،‬قد ضلوا و أضلوا‪ ،‬فأعمالهم التي يعملونها كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف‪ ،‬ل يقدرون مما كسبوا‬
‫علي شيء‪ ،‬ذلك هو الضلل البعيد«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن َقْبلُ ]‪ -[1] /5705 [22 -21‬علي بن ابراهيم‪:‬‬ ‫ن ِم ْ‬ ‫شَرْكُتُمو ِ‬ ‫ت ِبما َأ ْ‬
‫جِميعًا‪ -‬الي قوله تعالى‪ِ -‬إّني َكَفْر ُ‬ ‫ل َ‬ ‫َو َبَرُزوا ِّ‬
‫جِميعًا معناه مستقبل‪ ،‬أنهم يبرزون‪ ،‬و لفظه ماض‪.‬‬ ‫ل َ‬ ‫قوله تعالى‪َ :‬و َبَرُزوا ِّ‬
‫صَبْرنا ما َلنا‬ ‫عنا َأْم َ‬ ‫جِز ْ‬‫عَلْينا َأ َ‬‫سواٌء َ‬ ‫ل َلَهَدْيناُكْم فالهدى ها هنا هو الثواب َ‬ ‫‪ -[2] /5706‬ثم قال‪ :‬و قوله‪َ :‬لْو َهداَنا ا ُّ‬
‫ن ا َّ‬
‫ل‬ ‫لْمُر أي لما فرغ من أمر الدنيا من أوليائه ِإ ّ‬ ‫ي ا َْ‬‫ضَ‬ ‫ن َلّما ُق ِ‬ ‫شْيطا ُ‬‫ل ال ّ‬‫ص أي مفر‪ .‬قال‪ :‬قوله‪َ :‬و قا َ‬ ‫حي ٍ‬ ‫ن َم ِ‬‫ِم ْ‬
‫جْبُتْم ِلي َفل َتُلوُموِني َو‬ ‫سَت َ‬
‫عْوُتُكْم َفا ْ‬
‫ن َد َ‬‫ل َأ ْ‬
‫ن ِإ ّ‬
‫سْلطا ٍ‬ ‫ن ُ‬ ‫عَلْيُكْم ِم ْ‬‫ن ِلي َ‬ ‫خَلْفُتُكْم َو ما كا َ‬
‫عْدُتُكْم َفَأ ْ‬
‫ق َو َو َ‬ ‫حّ‬‫عَد اْل َ‬‫عَدُكْم َو ْ‬ ‫َو َ‬
‫ل يعني‬ ‫ن َقْب ُ‬
‫ن ِم ْ‬‫شَرْكُتُمو ِ‬‫ت ِبما َأ ْ‬‫ي أي بمغيثي ِإّني َكَفْر ُ‬ ‫خّ‬ ‫صِر ِ‬ ‫خُكْم أي بمغيثكم َو ما َأْنُتْم ِبُم ْ‬ ‫صِر ِ‬ ‫سُكْم ما َأَنا ِبُم ْ‬ ‫ُلوُموا َأْنُف َ‬
‫في الدنيا‪.‬‬
‫‪ -[3] /5707‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن ابراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن بكر بن صالح‪ ،‬عن القاسم بن بريد‪ ،‬عن أبي‬
‫عمرو الزبيري‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ .‬قال‪» :‬قال عز و جل يذكر إبليس و تبريه من أوليائه من النس‬
‫يوم القيامة‪:‬‬
‫ل«‪.‬‬ ‫ن َقْب ُ‬
‫ن ِم ْ‬‫شَرْكُتُمو ِ‬ ‫ت ِبما َأ ْ‬ ‫ِإّني َكَفْر ُ‬
‫ن َلّما‬‫شْيطا ُ‬‫ل ال ّ‬‫‪ -[4] /5708‬العياشي‪ :‬عن حريز‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قول ال‪َ :‬و قا َ‬
‫ن ال و هو الثاني«‪.‬‬ ‫شْيطا ُ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫لْمُر‪ ،‬قال‪» :‬هو الثاني‪ ،‬و ليس في القرآن َو قا َ‬ ‫ي ا َْ‬‫ضَ‬ ‫ُق ِ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.368 :1‬‬
‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.368 :1‬‬
‫‪ -3‬الكافي ‪ 287 :2‬ضمن الحديث ‪.1‬‬
‫‪ -4‬تفسير العّياشي ‪.8 /223 :2‬‬
‫)‪ (1‬نّد‪ :‬نفر و ذهب على وجهه شاردا‪» .‬الصحا‪ -‬ندد‪.«543 :2 -‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪296 :‬‬
‫‪ -[5] /5709‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪» :‬أنه إذا كان يوم القيامة يؤتي بإبليس في سبعين‬
‫غل و سبعين كبل »‪ ،«1‬فينظر الول الي زفر في عشرين و مائة كبل و عشرين و مائة غل‪ ،‬فينظر إبليس‪،‬‬
‫فيقول‪ :‬من هذا الذي أضعف ال له العذاب‪ ،‬و أنا أغويت هذا الخلق جميعا؟ فيقال‪ :‬هذا زفر‪ .‬فيقول‪ :‬بما حدد له هذا‬
‫العذاب؟‬
‫فيقال‪ :‬ببغيه علي علي )عليه السلم(‪ .‬فيقول له إبليس‪ :‬ويل لك و ثبور لك‪ ،‬أما علمت أن ال أمرني بالسجود لدم‬
‫عباِدي َلْي َ‬
‫س‬ ‫ن ِ‬ ‫فعصيته‪ ،‬و سألته أن يجعل لي سلطانا علي محمد و أهل بيته و شيعته‪ ،‬فلم يجبني الي ذلك و قال‪ِ :‬إ ّ‬
‫جُد َأْكَثَرُهْم‬‫ن »‪ «2‬و ما عرفتهم حين »‪ «3‬استثناهم‪ ،‬إذ قلت َو ل َت ِ‬ ‫ن اْلغاِوي َ‬ ‫ك ِم َ‬‫ن اّتَبَع َ‬‫ل َم ِ‬‫ن ِإ ّ‬
‫سْلطا ٌ‬‫عَلْيِهْم ُ‬
‫ك َ‬ ‫َل َ‬
‫ن »‪«4‬؟ فمنتك به نفسك غرورا فتوقف بين يدي الخلئق‪ .‬ثم قال له‪ :‬ما الذي كان منك الي علي و الي‬ ‫شاِكِري َ‬
‫الخلق الذي اتبعوك علي الخلف؟ فيقول الشيطان‪ -‬و هو زفر‪ -‬لبليس‪ :‬أنت أمرتني بذلك‪.‬‬
‫عْدُتُكْم‬
‫ق َو َو َ‬ ‫حّ‬ ‫عَد اْل َ‬
‫عَدُكْم َو ْ‬
‫ل َو َ‬‫ن ا َّ‬
‫فيقول له إبليس‪ :‬فلم عصيت ربك و أطعتني؟ فيرد زفر عليه ما قال ال‪ِ :‬إ ّ‬
‫ن الي آخر الية«‪.‬‬ ‫سْلطا ٍ‬ ‫ن ُ‬ ‫عَلْيُكْم ِم ْ‬
‫ن ِلي َ‬ ‫خَلْفُتُكْم َو ما كا َ‬
‫َفَأ ْ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ِبِإْذ ِ‬
‫ن‬ ‫حي ٍ‬ ‫ل ِ‬ ‫سماِء ُتْؤِتي ُأُكَلها ُك ّ‬ ‫عها ِفي ال ّ‬ ‫ت َو َفْر ُ‬
‫صُلها ثاِب ٌ‬
‫طّيَبٍة َأ ْ‬
‫جَرٍة َ‬
‫شَ‬‫طّيَبًة َك َ‬‫ل َكِلَمًة َ‬ ‫ل َمَث ً‬ ‫ب ا ُّ‬‫ضَر َ‬ ‫ف َ‬ ‫َأ َلْم َتَر َكْي َ‬
‫ن َقراٍر ]‪[26 -24‬‬ ‫ن‪ -‬الي قوله تعالى‪ -‬ما َلها ِم ْ‬ ‫س َلَعّلُهْم َيَتَذّكُرو َ‬
‫ل ِللّنا ِ‬‫لْمثا َ‬ ‫ل ا َْ‬
‫ب ا ُّ‬‫ضِر ُ‬‫َرّبها َو َي ْ‬
‫‪ -[1] /5710‬محمد بن يعقوب‪ :‬عدة من أصحابنا‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن علي بن سيف‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عمرو‬
‫عها ِفي‬ ‫ت َو َفْر ُ‬ ‫صُلها ثاِب ٌ‬‫طّيَبٍة َأ ْ‬‫جَرةٍ َ‬‫شَ‬ ‫بن حريث‪ ،‬قال سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول ال تعالى‪َ :‬ك َ‬
‫سماِء‪.‬‬ ‫ال ّ‬
‫قال‪ :‬فقال‪» :‬رسول ال )صلى ال عليه و آله( أصلها‪ ،‬و أمير المؤمنين )عليه السلم( فرعها‪ ،‬و الئمة من‬
‫ذريتهما أغصانها‪،‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -5‬تفسير العّياشي ‪.9 /223 :2‬‬
‫‪ -1‬الكافي ‪.80 /355 :1‬‬
‫)‪ (1‬الكبل‪ :‬القيد الضخم‪» .‬الصحاح‪ -‬كبل‪.«1808 :5 -‬‬
‫)‪ (2‬الحجر ‪.42 :15‬‬
‫)‪ (3‬في »س« و »ط« نسخة بدل‪ :‬حتى‪.‬‬
‫)‪ (4‬العراف ‪[.....] .17 :7‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪297 :‬‬

‫و علم الئمة ثمرتها‪ ،‬و شيعتهم المؤمنون ورقها‪ ،‬هل فيها فضل »‪«1‬؟« قال‪ :‬قلت‪ :‬ل و ال‪ .‬قال‪» :‬و ال إن‬
‫المؤمن ليولد فتورق ورقة فيها‪ ،‬و إن المؤمن ليموت فتسقط ورقة منها«‪.‬‬
‫‪ -[2] /5711‬محمد بن الحسن الصفار‪ :‬عن الحسن بن موسى الخشاب‪ ،‬عن عمرو بن عثمان‪ ،‬عن محمد بن‬
‫طّيَبٍة‬
‫جَرٍة َ‬‫شَ‬ ‫عذافر‪ ،‬عن أبي حمزة الثمالي‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬سألته عن قول ال تبارك و تعالى‪َ :‬ك َ‬
‫ن َرّبها‪.‬‬
‫ن ِبِإْذ ِ‬
‫حي ٍ‬
‫ل ِ‬
‫سماِء ُتْؤِتي ُأُكَلها ُك ّ‬
‫عها ِفي ال ّ‬
‫ت َو َفْر ُ‬‫صُلها ثاِب ٌ‬
‫َأ ْ‬
‫فقال‪» :‬قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬أنا أصلها‪ ،‬و علي فرعها‪ ،‬و الئمة أغصانها‪ ،‬و علمنا ثمرها‪ ،‬و‬
‫شيعتنا ورقها‪ .‬يا أبا حمزة‪ ،‬هل ترى فيها فضل؟« قال‪» :‬قلت‪ :‬ل و ال‪ ،‬ل ارى فيها‪ .‬قال‪ :‬فقال‪» :‬يا أبا حمزة‪ ،‬و‬
‫ال ان المولود ليولد من شيعتنا فتورق ورقة منها‪ ،‬و يموت فتسقط ورقة منها«‪.‬‬
‫‪ -[3] /5712‬و عنه‪ :‬عن يعقوب بن يزيد‪ ،‬عن الحسن بن محبوب‪ ،‬عن الحول‪ ،‬عن سلم بن المستنير‪ ،‬قال‪:‬‬
‫سماِء ُتْؤِتي‬ ‫عها ِفي ال ّ‬
‫ت َو َفْر ُ‬
‫صُلها ثاِب ٌ‬
‫جَرٍة طَّيَبٍة َأ ْ‬
‫شَ‬‫سألت أبا جعفر )عليه السلم( عن قول ال تبارك و تعالى‪َ :‬ك َ‬
‫ن َرّبها‪ ،‬فقال‪» :‬الشجرة رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬نسبة ثابت في بني هاشم‪ ،‬و فرع‬ ‫ن ِبِإْذ ِ‬
‫حي ٍ‬
‫ل ِ‬‫ُأُكَلها ُك ّ‬
‫الشجرة علي )عليه السلم(‪ ،‬و عنصر الشجرة فاطمة )عليها السلم( و أغصانها الئمة‪ ،‬و ورقها الشيعة‪ ،‬و ان‬
‫الرجل منهم ليموت فتسقط منها ورقة »‪ ،«2‬و ان المولود منهم ليولد فتورق ورقة »‪.««3‬‬

‫ن َرّبها؟ قال‪» :‬هو ما يخرج من المام من الحلل‬ ‫ن ِبِإْذ ِ‬


‫حي ٍ‬
‫ل ِ‬‫قال‪ :‬قلت له‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬قوله تعالى‪ُ :‬تْؤِتي ُأُكَلها ُك ّ‬
‫و الحرام في كل سنة الى شيعته«‪.‬‬
‫‪ -[4] /5713‬و عنه‪ :‬عن احمد بن محمد‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن المفضل بن صالح‪ ،‬عن محمد الحلبي‪ ،‬عن‬
‫سماِء‪.‬‬
‫عها ِفي ال ّ‬
‫ت َو َفْر ُ‬
‫صُلها ثاِب ٌ‬
‫طّيَبٍة َأ ْ‬
‫جَرةٍ َ‬
‫شَ‬‫طّيَبًة َك َ‬
‫أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال تبارك و تعالى‪َ :‬كِلَمًة َ‬
‫قال‪» :‬النبي )صلى ال عليه و آله( و الئمة هم الصل الثابت‪ ،‬و الفرع‪ :‬الولية لمن دخل فيها«‪.‬‬
‫‪ -[5] /5714‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن ابراهيم بن إسحاق الطالقاني )رحمه ال(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبد العزيز‬
‫بن يحيي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن محمد الضبي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن هلل‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا نائل بن نجيح‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬بصائر الدرجات‪.1 /78 :‬‬

‫‪ -3‬بصائر الدرجات‪.2 /79 :‬‬

‫‪ -4‬بصائر الدرجات‪.1 /80 :‬‬

‫‪ -5‬معاني الخبار‪.61 /400 :‬‬

‫)‪ (1‬قال المجلسي قوله‪» :‬فضل« أي شيء آخر غير ما ذكرنا‪ ،‬فل يدخل في هذه الشجرة‪ ،‬و ل يلحق بالنبيّ‬
‫ل عليه و آله( غير من ذّكر‪ ،‬فالمخالفون و سائر الخلق داخلون في الشجرة الخبيثة‪ ،‬و ملحقون بها‪ .‬و‬
‫)صلى ا ّ‬
‫ق‪ ،‬و في بعض النسخ‪» :‬شوب« مكان »فضل« أي هل فيها شوب خطأ‬ ‫قيل‪ :‬أي هل في هذه الكلمة فضل عن الح ّ‬
‫ق بالباطل أو خلط شيء غير ما ذكر‪ .‬مرآة القول ‪.104 :5‬‬‫و بطلن‪ ،‬أو شوب ح ّ‬

‫)‪ (2‬في »س«‪ :‬ورقته‪.‬‬

‫)‪ (3‬في »س«‪ :‬ورقته‪.‬‬

‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪298 :‬‬


‫عمرو بن شمر‪ ،‬عن جابر الجعفي‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا جعفر محمد بن علي الباقر )عليهما السلم( عن قول ال عز و‬
‫جل‪:‬‬
‫ن َرّبها«‪.‬‬ ‫ن ِبِإذْ ِ‬
‫حي ٍ‬
‫ل ِ‬
‫سماِء ُتْؤِتي ُأُكَلها ُك ّ‬‫عها ِفي ال ّ‬ ‫ت َو َفْر ُ‬‫صُلها ثاِب ٌ‬‫طّيَبٍة َأ ْ‬
‫جَرٍة َ‬
‫شَ‬ ‫َك َ‬
‫قال‪» :‬اما الشجرة فرسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و فرعها علي )عليه السلم(‪ ،‬و غصن الشجرة فاطمة بنت‬
‫رسول ال )صلوات ال عليهما(‪ ،‬و ثمرها أولدها )عليهم السلم(‪ ،‬و ورقها شيعتنا« ثم قال )عليه السلم(‪» :‬ان‬
‫المؤمن من شيعتنا ليموت فتسقط من الشجرة ورقة‪ ،‬و ان المولود من شيعتنا ليولد فتورق الشجرة ورقة«‪.‬‬
‫‪ -[6] /5715‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا جماعة من أصحابنا‪ ،‬قالوا‪ :‬حدثنا محمد بن همام‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا جعفر بن محمد بن‬
‫مالك الفزاري‪ ،‬قال‪ :‬حدثني جعفر بن إسماعيل الهاشمي‪ ،‬قال‪ :‬سمعت خالي محمد بن علي‪ ،‬يروي عن عبد‬
‫صُلها‬
‫الرحمن بن حماد‪ ،‬عن عمر بن سالم بياع السابري‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن هذه الية َأ ْ‬
‫سماِء قال‪» :‬أصلها رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و فرعها امير المؤمنين )عليه السلم(‪،‬‬ ‫عها ِفي ال ّ‬ ‫ت َو َفْر ُ‬‫ثاِب ٌ‬
‫و الحسن و الحسين ثمرها‪ ،‬و تسعة من ولد الحسين أغصانها‪ ،‬و الشيعة ورقها‪ ،‬و ال ان الرجل منهم ليموت‬
‫فتسقط ورقة من تلك الشجرة«‪.‬‬
‫ن َرّبها؟ قال‪» :‬ما يخرج من علم المام إليكم في كل سنة من حج و‬ ‫ن ِبِإْذ ِ‬
‫حي ٍ‬
‫ل ِ‬ ‫قلت‪ :‬قوله تعالى‪ُ :‬تْؤِتي ُأُكَلها ُك ّ‬
‫عمرة«‪.‬‬
‫‪ -[7] /5716‬علي بن ابراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن الحسن بن محبوب‪ ،‬عن أبي جعفر الحول‪ ،‬عن سلم بن‬
‫طّيَبًة الية‪ .‬قال‪» :‬الشجرة رسول ال‬ ‫ل َكِلَمًة َ‬‫المستنير‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬قال‪ :‬سألته عن قول ال‪َ :‬مَث ً‬
‫)صلى ال عليه و آله( و أصلها نسبه ثابت في بني هاشم‪ ،‬و فرع الشجرة علي بن أبي طالب )عليه السلم(‪ ،‬و‬
‫غصن الشجرة فاطمة )عليها السلم(‪ ،‬و ثمرها الئمة من ولد علي و فاطمة )عليهم السلم(‪ ،‬و شيعتهم ورقها‪ ،‬و‬
‫ان المؤمن من شيعتنا ليموت فتسقط من الشجرة ورقه‪ ،‬و ان المؤمن ليولد فتورق الشجرة ورقة«‪.‬‬
‫ن َرّبها؟ قال‪» :‬يعني بذلك ما يفتي به الئمة شيعتهم في كل حج‬ ‫ن ِبِإْذ ِ‬
‫حي ٍ‬
‫ل ِ‬ ‫قلت‪ :‬أ رأيت قوله تعالى‪ُ :‬تْؤِتي ُأُكَلها ُك ّ‬
‫جُتّث ْ‬
‫ت‬ ‫خِبيَثٍة ا ْ‬
‫جَرٍة َ‬
‫شَ‬‫خِبيَثٍة َك َ‬
‫ل َكِلَمٍة َ‬
‫و عمرة من الحلل و الحرام«‪ .‬ثم ضرب ال لعداء آل محمد مثل‪ ،‬فقال‪َ :‬و َمَث ُ‬
‫ن َقراٍر‪.‬‬ ‫ض ما َلها ِم ْ‬ ‫لْر ِ‬ ‫ق ا َْ‬
‫ن َفْو ِ‬
‫ِم ْ‬
‫‪ -[8] /5717‬ثم قال‪ :‬و في رواية أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪» :‬كذلك الكافرون ل تصعد اعمالهم‬
‫الى السماء‪ ،‬و بنو امية ل يذكرون ال في مجلس و ل في مسجد‪ ،‬و ل تصعد اعمالهم الي السماء ال قليل منهم«‪.‬‬
‫‪ -[9] /5718‬الطبرسي‪ ،‬قال‪ :‬روى ابو الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪» :‬ان هذا مثل بني امية«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -6‬كمال الدين و تمام النعمة‪.30 /345 :‬‬
‫‪ -7‬تفسير القّمي ‪.369 :1‬‬
‫‪ -8‬تفسير القّمي ‪.369 :1‬‬
‫‪ -9‬مجمع البيان ‪.481 :6‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪299 :‬‬
‫‪ -[10] /5719‬العياشي‪ :‬عن محمد بن علي الحلبي‪ ،‬عن زرارة و حمران‪ ،‬عن أبي جعفر و أبي عبد ال )عليهما‬
‫سماِء‪.‬‬‫عها ِفي ال ّ‬ ‫ت َو َفْر ُ‬ ‫صُلها ثاِب ٌ‬
‫طّيَبٍة َأ ْ‬
‫جَرٍة َ‬
‫شَ‬ ‫طّيَبًة َك َ‬
‫ل َكِلَمًة َ‬
‫ل َمَث ً‬ ‫ب ا ُّ‬
‫ضَر َ‬ ‫السلم( في قول ال‪َ :‬‬
‫قال‪» :‬يعني النبي )صلى ال عليه و آله( و الئمة من بعده‪ ،‬و هم الصل الثابت‪ ،‬و الفرع الولية لمن دخل فيها«‪.‬‬
‫‪ -[11] /5720‬عن محمد بن يزيد‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( فرعها‪ ،‬و الئمة من ذريتهما أغصانها‪،‬‬
‫و علم الئمة ثمرها‪ ،‬و شيعتهم ورقها‪ ،‬فهل ترى فيها فضل؟« قلت‪ :‬ل و ال‪ .‬قال‪» :‬و ال ان المؤمن ليموت‬
‫فتسقط ورقة من تلك الشجرة‪ ،‬و انه ليولد فتورق ورقة فيها«‪.‬‬
‫ن َرّبها قال‪» :‬يعني ما يخرج الى الناس من علم المام في كل حين يسأل عنه«‪.‬‬ ‫ن ِبِإْذ ِ‬‫حي ٍ‬
‫ل ِ‬ ‫قال‪ :‬قلت‪ُ :‬تْؤِتي ُأُكَلها ُك ّ‬
‫ل َمَثلً َكِلَمًة‬ ‫ب ا ُّ‬
‫ضَر َ‬ ‫‪ -[12] /5721‬عن عبد الرحمن بن سالم الشل‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( َ‬
‫جَرٍة‬ ‫شَ‬ ‫خِبيَثٍة َك َ‬ ‫ل َكِلَمٍة َ‬‫طّيَبٍة اليتان‪ ،‬قال‪» :‬هذا مثل ضربه ال لهل بيت نبيه‪ ،‬و لمن عاداهم هو َمَث ُ‬ ‫جَرٍة َ‬ ‫شَ‬ ‫طّيَبًة َك َ‬
‫َ‬
‫ن َقراٍر«‪.‬‬ ‫ض ما َلها ِم ْ‬ ‫لْر ِ‬ ‫ق ا َْ‬‫ن َفْو ِ‬ ‫ت ِم ْ‬ ‫جُتّث ْ‬‫خِبيَثٍة ا ْ‬
‫َ‬
‫‪ -[13] /5722‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن ابراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪،‬‬
‫عن آبائه )عليهم السلم(‪» :‬ان عليا )صلوات ال عليه( قال في رجل نذر ان يصوم زمانا‪ ،‬قال‪ :‬الزمان خمسة‬
‫ن َرّبها«‪.‬‬ ‫ن ِبِإْذ ِ‬
‫حي ٍ‬
‫ل ِ‬‫أشهر‪ ،‬و الحين ستة أشهر‪ ،‬ان ال عز و جل يقول‪ُ :‬تْؤِتي ُأُكَلها ُك ّ‬
‫‪ -[14] /5723‬و عنه‪ :‬عن علي بن ابراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الحسن بن محبوب‪ ،‬عن خالد بن جرير‪ ،‬عن أبي‬
‫الربيع‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( انه سئل عن رجل قال‪ :‬ل علي ان أصوم حينا‪ ،‬و ذلك في شكر‪.‬‬
‫فقال ابو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬قد أتي علي )عليه السلم( في مثل هذا‪ ،‬فقال‪ :‬صم ستة أشهر‪ ،‬فإن ال عز و جل‬
‫يقول‪:‬‬
‫ن َرّبها يعني ستة أشهر«‪.‬‬ ‫ن ِبِإْذ ِ‬
‫حي ٍ‬‫ل ِ‬ ‫ُتْؤِتي ُأُكَلها ُك ّ‬
‫‪ -[15] /5724‬العياشي‪ :‬عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه )عليهما السلم(‪ :‬ان‬
‫عليا )عليه السلم( قال في رجل نذر ان يصوم زمانا‪ ،‬قال‪ :‬الزمان خمسة أشهر‪ ،‬و الحين ستة أشهر‪ ،‬لن ال‬
‫ن«‪.‬‬‫حي ٍ‬ ‫ل ِ‬ ‫يقول‪ُ :‬تْؤِتي ُأُكَلها ُك ّ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -10‬تفسير العّياشي ‪.10 /224 :2‬‬
‫‪ -11‬تفسير العّياشي ‪.11 /224 :2‬‬
‫‪ -12‬تفسير العّياشي ‪[.....] .15 /225 :2‬‬
‫‪ -13‬الكافي ‪.5 /142 :4‬‬
‫‪ -14‬الكافي ‪.6 /142 :4‬‬
‫‪ -15‬تفسير العّياشي ‪.12 /224 :2‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪300 :‬‬
‫‪ -[16] /5725‬عن الحلبي‪ ،‬قال‪ :‬سئل ابو عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬عن رجل جعل ل عليه صوما حينا في شكر‪.‬‬
‫قال‪ :‬فقال‪» :‬قد سئل علي بن أبي طالب )عليه السلم( عن هذا‪ ،‬فقال‪ :‬فليصم ستة أشهر‪ ،‬ان ال يقول‪ُ :‬تْؤِتي ُأُكَلها‬
‫ن َرّبها و الحين ستة أشهر«‪.‬‬ ‫ن ِبِإْذ ِ‬‫حي ٍ‬
‫ل ِ‬ ‫ُك ّ‬
‫‪ -[17] /5726‬عن خالد بن جرير‪ ،‬قال‪ :‬سئل ابو عبد ال )عليه السلم( عن رجل قال‪ :‬ل علي ان أصوم حينا‪ ،‬و‬
‫ذلك في شكر‪.‬‬
‫فقال ابو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬قد أتي علي )عليه السلم( في مثل هذا‪ ،‬فقال‪ :‬صم ستة أشهر‪ ،‬فإن ال يقول‪:‬‬
‫ن يعني ستة أشهر«‪.‬‬ ‫حي ٍ‬‫ل ِ‬ ‫ُتْؤِتي ُأُكَلها ُك ّ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ل ما َيشاُء ]‪[27‬‬ ‫ل ا ُّ‬‫ن َو َيْفَع ُ‬
‫ظاِلِمي َ‬
‫ل ال ّ‬‫ل ا ُّ‬‫ضّ‬‫خَرِة َو ُي ِ‬
‫لِ‬ ‫حياِة الّدْنيا َو ِفي ا ْ‬
‫ت ِفي اْل َ‬ ‫ل الّثاِب ِ‬‫ن آَمُنوا ِباْلَقْو ِ‬ ‫ل اّلِذي َ‬ ‫ت ا ُّ‬
‫ُيَثّب ُ‬
‫‪ -[1] /5727‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن سهل بن زياد‪ ،‬عن عبد الرحمن بن أبي نجران‪ ،‬عن‬
‫عاصم بن حميد‪ ،‬عن أبي بصير قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪» :‬إذا وضع الرجل في قبره أتاه‬
‫ملكان‪ ،‬ملك عن يمينه و ملك عن يساره‪ ،‬و أقيم الشيطان بين عينيه‪ ،‬عيناه من نحاس‪ ،‬فيقال له‪ :‬كيف تقول في‬
‫الرجل الذي كان بين ظهرانيكم؟‪ -‬قال‪ -‬فيفزع له فزعة‪ ،‬فيقول إذا كان مؤمنا‪ :‬أ عن محمد رسول ال )صلى ال‬
‫عليه و آله( تسألن؟ فيقولن له‪:‬‬
‫ت ا ُّ‬
‫ل‬ ‫نم نومة ل حلم فيها‪ ،‬و يفسح له في قبره تسعة اذرع‪ ،‬و يرى مقعده من الجنة‪ ،‬و هو قول ال عز و جل‪ُ :‬يَثّب ُ‬
‫خَرِة و إذا كان كافرا‪ ،‬قال له‪ :‬من هذا الرجل الذي خرج بين‬ ‫لِ‬‫حياِة الّدْنيا َو ِفي ا ْ‬ ‫ت ِفي اْل َ‬ ‫ل الّثاِب ِ‬‫ن آَمُنوا ِباْلَقْو ِ‬ ‫اّلِذي َ‬
‫ظهرانيكم؟ فيقول‪ :‬ل ادري‪ .‬فيخليان بينه و بين الشيطان«‪.‬‬
‫و روى هذا الحديث الحسين بن سعيد في كتاب )الزهد( قال‪ :‬حدثنا النضر بن سويد‪ ،‬عن عاصم بن حميد‪ ،‬عن‬
‫أبي بصير‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪» :‬إذا وضع الرجل في قبره« و ساق الحديث الي آخره »‬
‫‪.«1‬‬
‫‪ -[2] /5728‬و عنه‪ :‬عن محمد بن يحيي‪ ،‬عن احمد بن محمد بن عيسي‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن القاسم‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -16‬تفسير العّياشي ‪.13 /224 :2‬‬

‫‪ -17‬تفسير العّياشي ‪.14 /224 :2‬‬

‫‪ -1‬الكافي ‪.10 /28 :3‬‬

‫‪ -2‬الكافي ‪.12 /239 :3‬‬

‫)‪ (1‬الزهد‪.231 /86 :‬‬

‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪301 :‬‬


‫ابن محمد‪ ،‬عن علي بن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬ان المؤمن إذا اخرج‬
‫من بيته شيعته الملئكة الي قبره‪ ،‬يزدحمون عليه‪ ،‬حتى إذا انتهي به الى قبره‪ ،‬قالت له الرض‪ :‬مرحبا بك و‬
‫أهل‪ ،‬اما و ال لقد كنت أحب ان يمشي علي مثلك‪ ،‬لترين ما اصنع بك‪ .‬فيوسع له مد بصره‪ ،‬و يدخل عليه في‬
‫قبره ملكا القبر و هما قعيدا القبر‪ :‬منكر و نكير‪ ،‬فيلقيان فيه الروح الي حقويه »‪ ،«1‬فيقعدانه و يسألنه‪ ،‬فيقولن‬
‫له‪ :‬من ربك؟ فيقول‪:‬‬
‫ال‪ .‬فيقولن‪ :‬ما دينك؟ فيقول‪ :‬السلم‪ .‬فيقولن‪ :‬و من نبيك؟ فيقول‪ :‬محمد )صلى ال عليه و آله(‪ .‬فيقولن‪ :‬و من‬
‫امامك؟‬
‫فيقول‪ :‬فلن‪ -‬قال‪ -‬فينادي مناد من السماء‪ :‬صدق عبدي‪ ،‬افرشوا له في قبره من الجنة‪ ،‬و افتحوا له في قبره بابا‬
‫الي الجنة‪ ،‬و البسوه من ثياب الجنة‪ ،‬حتى يأتينا و ما عندنا خير له‪ ،‬ثم يقال له‪ :‬نم نومة العروس‪ ،‬ل حلم فيها‪.‬‬
‫قال‪ :‬و ان كان كافرا خرجت الملئكة تشيعه الى قبره يلعنونه‪ ،‬حتى إذا انتهى به الى قبره‪ ،‬قالت له الرض‪:‬‬
‫ل مرحبا بك و ل أهل‪ ،‬اما و ال لقد كنت ابغض ان يمشي علي مثلك‪ ،‬ل جرم لترين ما اصنع بك اليوم‪ .‬فتضيق‬
‫عليه حتى تلتقي جوانحه‪ -‬قال‪ -‬ثم يدخل عليه ملكا القبر‪ ،‬و هما قعيدا القبر‪ :‬منكر و نكير«‪.‬‬
‫قال ابو بصير‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬يدخلن علي المؤمن و الكافر في صورة واحدة؟ فقال‪» :‬ل«‪.‬‬
‫قال‪» :‬فيقعدانه فيلقيان فيه الروح الي حقويه‪ ،‬فيقولن له‪ :‬من ربك؟ فيتلجلج‪ ،‬و يقول‪ :‬قد سمعت الناس يقولون‪.‬‬
‫فيقولن له‪ :‬ل دريت‪ .‬و يقولن له‪ :‬ما دينك؟ فيتلجلج‪ ،‬فيقولن له‪ :‬ل دريت‪ .‬و يقولن له‪ :‬من نبيك؟ فيقول‪:‬‬
‫قد سمعت الناس يقولون‪ ،‬فيقولن له‪ :‬ل دريت‪ .‬و يسألنه عن امام زمانه‪ -‬قال‪ :-‬فينادي مناد من السماء‪ :‬كذب‬
‫عبدي‪ ،‬افرشوا له في قبره من النار‪ ،‬و البسوه من ثياب النار‪ ،‬و افتحوا له بابا الى النار‪ ،‬حتى يأتينا‪ ،‬و ما عندنا‬
‫شر له‪ ،‬فيضربانه بمرزبة »‪ «2‬ثلث ضربات‪ ،‬ليس منها ضربة ال يتطاير قبره نارا‪ ،‬لو ضربت بتلك المرزبة‬
‫جبال تهامة لكانت رميما«‪.‬‬
‫و قال ابو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬و يسلط ال عليه في قبره الحيات تنهشه نهشا‪ ،‬و الشيطان يغمه غما‪ -‬قال‪ -‬و‬
‫يسمع عذابه من خلق ال ال الجن و النس‪ -‬قال‪ -‬و انه ليسمع خفق نعالهم و نفض أيديهم‪ ،‬و هو قول ال عز و‬
‫جل‪:‬‬
‫ل ما َيشاُء«‪.‬‬
‫ل ا ُّ‬
‫ن َو َيْفَع ُ‬
‫ظاِلِمي َ‬
‫ل ال ّ‬
‫ل ا ُّ‬
‫ضّ‬‫خَرِة َو ُي ِ‬
‫لِ‬‫حياِة الّدْنيا َو ِفي ا ْ‬
‫ت ِفي اْل َ‬
‫ل الّثاِب ِ‬
‫ن آَمُنوا ِباْلَقْو ِ‬
‫ل اّلِذي َ‬
‫ت ا ُّ‬
‫ُيَثّب ُ‬
‫‪ -[3] /5729‬و عنه‪ :‬عن علي بن ابراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عمرو بن عثمان‪ ،‬و عدة من أصحابنا‪ ،‬عن سهل بن‬
‫زياد‪ ،‬عن احمد بن محمد بن أبي نصر‪ ،‬و الحسن بن علي‪ ،‬جميعا‪ ،‬عن أبي جميلة مفضل بن صالح‪ ،‬عن جابر‪،‬‬
‫عن عبد العلى و علي بن ابراهيم‪ ،‬عن محمد بن عيسي‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عن ابراهيم بن عبد العلى‪ ،‬عن سويد بن‬
‫غفلة‪ ،‬قال‪ :‬قال امير المؤمنين )عليه السلم(‪» :‬ان ابن آدم إذا كان في آخر يوم من ايام الدنيا‪ ،‬و أول يوم من ايام‬
‫الخرة‪ ،‬مثل له ماله و ولده و عمله‪ ،‬فيلتفت الي ماله فيقول له‪ :‬و ال اني كنت عليك حريصا شحيحا‪ ،‬فمالي‬
‫عندك؟ فيقول‪ :‬خذ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -3‬الكافي ‪.1 /231 :3‬‬
‫)‪ (1‬الحقو‪ :‬الخصر و مشّد الزار‪» .‬الصحاح‪ -‬حقا‪.«2317 :6 -‬‬
‫)‪ (2‬المرزّبة‪ :‬المطرقة الكبيرة تكسر بها الحجارة‪» .‬المعجم الوسيط‪ -‬رزب‪.«341 :1 -‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪302 :‬‬
‫مني كفنك‪ -‬قال‪ -‬فيلتفت الي ولده‪ ،‬فيقول‪ :‬و ال اني كنت لكم محبا‪ ،‬و اني كنت عليكم محاميا فما ذا لي عندكم؟‬
‫فيقولون‪ :‬نؤديك الي حفرتك‪ ،‬نواريك فيها‪ -‬قال‪ -‬فيلتفت الي عمله فيقول‪ :‬و ال اني كنت فيك الزاهدا‪ ،‬و ان كنت‬
‫علي لثقيل‪ ،‬فما لي عندك؟ فيقول‪ :‬انا قرينك في قبرك و يوم نشرك‪ ،‬حتى اعرض انا و أنت علي ربك«‪.‬‬
‫قال‪» :‬فإن كان ل وليا‪ ،‬أتاه أطيب الناس ريحا و أحسنهم منظرا‪ ،‬و أحسنهم رياشا »‪ ،«1‬فيقول‪ :‬ابشر بروح و‬
‫ريحان و جنة نعيم و مقدمك خير مقدم‪ ،‬فيقول له‪ :‬من أنت؟ فيقول‪ :‬انا عملك الصالح‪ ،‬ارتحل من الدنيا الي الجنة‪،‬‬
‫و انه ليعرف غاسله و يناشد حامله ان يعجله‪ ،‬فإذا ادخل قبره‪ ،‬أتاه ملكا القبر يجران اشعارهما‪ ،‬و يخدان »‪«2‬‬
‫الرض بأقدامهما‪ ،‬أصواتهما كالرعد القاصف »‪ ،«3‬و أبصارهما كالبرق الخاطف‪ ،‬فيقولن له‪ :‬من ربك؟ و ما‬
‫دينك؟‬
‫و من نبيك؟ فيقول ال ربي‪ ،‬و ديني السلم‪ ،‬و نبيي محمد )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬فيقولن له‪ :‬ثبتك ال فيما تحب‬
‫و ترضي‪.‬‬
‫خَرِة ثم يفسحان له في قبره‬ ‫لِ‬
‫حياةِ الّدْنيا َو ِفي ا ْ‬
‫ت ِفي اْل َ‬
‫ل الّثاِب ِ‬
‫ن آَمُنوا ِباْلَقْو ِ‬
‫ل اّلِذي َ‬
‫ت ا ُّ‬
‫و هو قول ال عز و جل‪ُ :‬يَثّب ُ‬
‫مد بصره‪ ،‬ثم يفتحان له بابا الي الجنة‪ ،‬ثم يقولن له‪ :‬نم قرير العين‪ ،‬نوم الشاب الناعم‪ ،‬فإن ال عز و جل يقول‪:‬‬
‫ل »‪.««4‬‬ ‫ن َمِقي ً‬‫سُ‬‫حَ‬‫سَتَقّرا َو َأ ْ‬
‫خْيٌر ُم ْ‬
‫جّنِة َيْوَمِئٍذ َ‬
‫ب اْل َ‬
‫صحا ُ‬
‫َأ ْ‬
‫قال‪» :‬و إذا كان لربه عدوا‪ ،‬فإنه يأتيه أقبح من خلق ال زيا و رؤيا‪ ،‬و أنتنه ريحا‪ ،‬فيقول له‪ :‬ابشر بنزل من‬
‫حميم‪ ،‬و تصلية جحيم‪ .‬و انه ليعرف غاسله‪ ،‬و يناشد حملته ان يحبسوه‪ ،‬فإذا ادخل القبر أتاه ممتحنا القبر فألقيا‬
‫عنه أكفانه‪ ،‬ثم يقولن له‪ :‬من ربك؟ و ما دينك؟ و من نبيك؟ فيقول‪ :‬ل ادري‪ .‬فيقولن‪ :‬ل دريت و ل هديت‪.‬‬
‫فيضربان يأفوخه بمرزبة معهما ضربة ما خلق ال عز و جل من دابة ال و تذعر لها‪ ،‬ما خل الثقلين‪ ،‬ثم يفتحان‬
‫له بابا الي النار‪ ،‬ثم يقولن له‪ :‬نم بشر حال‪ ،‬فيه من الضيق مثل ما فيه القنا »‪ «5‬من الزج »‪ ،«6‬حتى ان دماغه‬
‫ليخرج من بين ظفره و لحمه‪ ،‬و يسلط ال عليه حيات الرض و عقاربها و هوامها‪ ،‬فتنهشه حتى يبعثه ال من‬
‫قبره و انه ليتمني قيام الساعة فيما هو فيه من الشر«‪.‬‬
‫و‬
‫قال جابر‪ :‬قال ابو جعفر )عليه السلم(‪» :‬قال النبي )صلى ال عليه و آله(‪ :‬اني كنت انظر الي البل و الغنم و انا‬
‫أرعاها‪ ،‬و ليس من نبي ال و قد رعي الغنم‪ ،‬و كنت انظر إليها قبل النبوة و هي متمكنة في المكينة »‪ ،«7‬ما‬
‫حولها شيء يهيجها‪ ،‬حتى تذعر و تطير‪ ،‬فأقول‪ :‬ما هذا؟ و اعجب‪ ،‬حتى حدثني جبرئيل )عليه السلم(‪ :‬ان الكافر‬
‫يضرب ضربة ما خلق ال شيئا ال سمعها و يذعر لها‪ ،‬ال الثقلين‪ ،‬فقلت‪ :‬ذلك لضربة الكافر‪ ،‬فنعوذ بال من‬
‫عذاب القبر«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬الّرياش‪ :‬الّلباس الفاخر »المجم الوسيط‪ -‬راش‪.«385 :1 -‬‬
‫)‪ (2‬خّد الرض‪ :‬حفرها »المعجم الوسيط‪ -‬خّد‪.«220 :1 -‬‬
‫)‪ (3‬قصف الّرعد‪ :‬اشتّد صوته »المعجم الوسيط‪ -‬قصف‪[.....] .«740 :2 -‬‬
‫)‪ (4‬الفرقان ‪.24 :25‬‬
‫)‪ (5‬القنا‪ :‬اسم الجنس الجمعي من )القناة( و هي الرمح الجوف‪ ،‬انظر »المعجم الوسيط‪ -‬قنا‪.«764 :2 -‬‬
‫)‪ (6‬الّزج‪ :‬الحديدة في أسفل الّرمح »المعجم الوسيط‪ -‬زج‪.«389 :1 -‬‬
‫)‪ (7‬أي في مكان استقرارها و تمّكنها‪ ،‬و لعّلها تصحيف )المكنة( بمعنى المكان‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪303 :‬‬
‫و روى هذا الحديث علي بن ابراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن علي بن مهزيار‪ ،‬عن عمرو بن عثمان‪ ،‬عن المفضل بن‬
‫صالح‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن ابراهيم بن عبد العلى‪ ،‬عن سويد بن غفلة‪ ،‬عن امير المؤمنين )عليه السلم(‪ ،‬ال ان في‬
‫رواية محمد بن يعقوب زيادة في آخر الحديث ذكرناها »‪.«1‬‬

‫و روى ايضا هذا الحديث الشيخ في )اماليه(‪ ،‬بإسناده عن عباد‪ ،‬عن عمه‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن ابراهيم ابن‬
‫عبد العلى‪ ،‬عن سويد بن غفلة‪ ،‬ذكر ان علي بن أبي طلب )عليه السلم(‪ ،‬و عبد ال بن عباس‪ ،‬ذكر ان ابن آدم‬
‫إذا كان في آخر يوم من الدنيا‪ ،‬و أول يوم من الخرة‪ ،‬و ساق الحديث الي آخره »‪.«2‬‬

‫‪ -[4] /5730‬الشيخ في )اماليه(‪ :‬عن الحفار‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا إسماعيل‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا اخي دعبل‪ ،‬قال‪:‬‬
‫حدثنا شعبة بن الحجاج‪ ،‬عن علقمة بن مرشد‪ ،‬عن سعد بن عبيدة‪ ،‬عن البراء بن عازب‪ ،‬عن النبي )صلى ال‬
‫خَرِة‪.‬‬
‫لِ‬‫حياةِ الّدْنيا َو ِفي ا ْ‬
‫ت ِفي اْل َ‬‫ل الّثاِب ِ‬
‫ن آَمُنوا ِباْلَقْو ِ‬
‫ل اّلِذي َ‬
‫ت ا ُّ‬‫عليه و آله( في قوله تعالى‪ُ :‬يَثّب ُ‬
‫قال‪» :‬في القبر إذا سئل الموتى«‪.‬‬
‫‪ -[5] /5731‬العياشي‪ :‬عن صفوان بن مهران‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬ان الشيطان ليأتي الرجل‬
‫من أوليائنا فيأتيه عند موته‪ ،‬يأتيه عن يمينه و عن يساره ليصده عما هو عليه‪ ،‬فيأبى ال له ذلك‪ ،‬و كذلك قال ال‪:‬‬
‫خَرِة«‪.‬‬
‫لِ‬ ‫حياِة الّدْنيا َو ِفي ا ْ‬ ‫ت ِفي اْل َ‬ ‫ل الّثاِب ِ‬‫ن آَمُنوا ِباْلَقْو ِ‬
‫ل اّلِذي َ‬
‫ت ا ُّ‬
‫ُيَثّب ُ‬
‫‪ -[6] /5732‬عن زرارة‪ ،‬و حمران‪ ،‬و محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر و أبي عبد ال )عليهما السلم( قال‪» :‬إذا‬
‫وضع الرجل في قبره أتاه ملكان‪ :‬ملك عن يمينه‪ ،‬و ملك عن شماله‪ ،‬و أقيم الشيطان بين يديه‪ ،‬عيناه من نحاس‪،‬‬
‫فيقال له‪:‬‬
‫ما تقول في هذا الرجل الذي خرج من بين ظهرانيكم يزعم انه رسول ال؟ فيفزع لذلك فزعة فيقول‪ -‬ان كان‬
‫مؤمنا‪ :-‬محمد رسول ال‪ .‬فيقال له عند ذلك‪ :‬نم نومة ل حلم فيها‪ ،‬و يفسح له في قبره تسعة اذرع‪ ،‬و يرى مقعده‬
‫خَرِة‪ .‬و ان كان كافرا‪ ،‬قالوا‪:‬‬
‫لِ‬‫حياةِ الّدْنيا َو ِفي ا ْ‬
‫ت ِفي اْل َ‬
‫ل الّثاِب ِ‬
‫ن آَمُنوا ِباْلَقْو ِ‬
‫ل اّلِذي َ‬
‫ت ا ُّ‬
‫من الجنة‪ ،‬و هو قول ال‪ُ :‬يَثّب ُ‬
‫من هذا الرجل الذي كان بين ظهرانيكم يقول انه رسول ال؟ فيقول‪ :‬ما ادري‪ .‬فيخلي بينه و بين الشيطان«‪.‬‬
‫‪ -[7] /5733‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪» :‬ان الميت إذا اخرج من بيته شيعته الملئكة الى‬
‫قبره يترحمون عليه‪ ،‬حتى إذا انتهي به الي قبره‪ ،‬قالت الرض له‪ :‬مرحبا بك و أهل و سهل‪ ،‬و ال لقد كنت أحب‬
‫ان يمشي علي مثلك‪ ،‬ل جرم لترى ما اصنع بك‪ ،‬فيوسع له مد بصره‪ ،‬و يدخل عليه في قبره قعيدا القبر منكر و‬
‫نكير‪ ،‬فيلقيان فيه الروح الي حقويه‪ ،‬فيقعدانه فيسألنه‪ ،‬فيقولن له‪ :‬من ربك؟ فيقول‪ :‬ال‪ .‬فيقولن‪ :‬و ما دينك؟‬
‫فيقول‪:‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -4‬المالي ‪.386 :1‬‬
‫‪ -5‬تفسير العّياشي ‪.16 /225 :2‬‬
‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪.17 /225 :2‬‬
‫‪ -7‬تفسير العّياشي ‪.18 /225 :2‬‬
‫)‪ (1‬تفسير القّمي ‪.369 :1‬‬
‫)‪ (2‬المالي ‪.357 :1‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪304 :‬‬

‫السلم‪ .‬فيقولن‪ :‬و من نبيك؟ فيقول‪ :‬محمد )صلى ال عليه و آله(‪ .‬فيقولن‪ :‬و من امامك؟ فيقول‪ :‬علي‪ .‬فينادي‬
‫مناد من السماء‪ :‬صدق عبدي‪ ،‬افرشوا له في القبر من الجنة‪ ،‬و البسوه من ثياب الجنة‪ ،‬و افتحوا له في قبره بابا‬
‫الى الجنة‪ ،‬حتى يأتينا و ما عندنا خير له‪ .‬ثم يقولن له‪ :‬نم نومة العروس‪ ،‬نم نومة ل حلم فيها‪.‬‬
‫و ان كان كافرا‪ ،‬أخرجت له ملئكة يشيعونه الي قبره يلعنونه‪ ،‬حتى إذا انتهي الي الرض‪ ،‬قالت الرض‪ :‬ل‬
‫مرحبا بك و ل أهل‪ ،‬اما و ال لقد كنت ابغض ان يمشي علي مثلك‪ ،‬ل جرم لترين ما اصنع بك اليوم‪ ،‬فتضايق‬
‫عليه حتى تلتقي جوانحه‪ .‬و يدخل عليه ملكا القبر‪ ،‬و هما قعيدا القبر منكر و نكير‪ -‬قال‪ :‬قلت له‪ :‬جعلت فداك‪،‬‬
‫يدخلن علي المؤمن و الكافر في صورة واحدة؟ فقال‪» :‬ل«‪ .‬فيقعدانه فيقولن له‪ :‬من ربك؟ فيقول‪ :‬سمعت الناس‬
‫يقولون‪] ،‬فيقولن‪ :‬ل دريت‪ ،‬فما دينك؟ فيقول‪ :‬سمعت الناس يقولون‪ [.‬و يتلجلج لسانه‪ .‬فيقولن‪ :‬ل دريت‪ ،‬فمن‬
‫نبيك؟‬
‫فيقول‪ :‬سمعت الناس يقولون‪ ،‬و يتلجلج لسانه‪ .‬فيقولن‪ :‬ل دريت‪ .‬فينادي مناد‪ .‬من السماء‪ :‬كذب عبدي‪ ،‬افرشوا له‬
‫في قبره من النار‪ ،‬و البسوه من ثياب النار‪ ،‬و افتحوا له بابا الي النار‪ ،‬حتى يأتينا و ما له عندنا شر له‪ -‬قال‪ -‬ثم‬
‫يضربانه بمرزبة معهما ثلث ضربات ليس منها ضربة ال تطاير قبره نارا‪ ،‬و لو ضربت تلك الضربة علي‬
‫جبال تهامة‪ ،‬لكانت رميما«‪.‬‬
‫قال ابو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬و يسلط ال عليه في قبره الحيات و العقارب تنهشه نهشا‪ ،‬و الشياطين تغمه غما‪،‬‬
‫ت ا ُّ‬
‫ل‬ ‫يسمع عذابه من خلق ال ال الجن و النس‪ ،‬و انه ليسمع خفق نعالهم‪ ،‬و نفض أيديهم‪ ،‬و هو قول ال‪ُ :‬يَثّب ُ‬
‫ن َو‬‫ظاِلِمي َ‬‫ل ال ّ‬
‫ل ا ُّ‬ ‫ضّ‬‫خَرِة‪ -‬قال‪ -‬في قبره َو ُي ِ‬
‫لِ‬‫حياِة الّدْنيا‪ -‬قال‪ -‬عند موته َو ِفي ا ْ‬
‫ت ِفي اْل َ‬
‫ل الّثاِب ِ‬
‫ن آَمُنوا ِباْلَقْو ِ‬‫اّلِذي َ‬
‫ل ما َيشاُء«‪.‬‬ ‫ل ا ُّ‬‫َيْفَع ُ‬
‫‪ -[8] /5734‬عن سويد بن غفلة‪ ،‬عن علي بن أبي طالب )عليه السلم( قال‪» :‬ان ابن آدم إذا كان في آخر يوم من‬
‫الدنيا و أول يوم من الخرة‪ ،‬مثل له ماله و ولده و عمله‪ ،‬فيلتفت الى ماله‪ ،‬فيقول‪ :‬و ال اني كنت عليك لحريصا‬
‫شحيحا‪ ،‬فما عندك؟ فيقول‪ :‬خذ مني كفنك‪ .‬فيلتفت الي ولده‪ ،‬فيقول‪ :‬و ال اني كنت لكم محبا‪ ،‬و اني كنت عليكم‬
‫لمحاميا‪ ،‬فما ذا عندكم؟ فيقولون‪ :‬نؤديك الى حفرتك و نواريك فيها‪ .‬فيلتفت الي عمله‪ ،‬فيقول‪ :‬و ال اني كنت لكم‬
‫محبا‪ ،‬و اني كنت عليكم لمحاميا‪ ،‬فما ذا عندكم؟ فيقولون‪ :‬نؤديك الي حفرتك و نواريك فيها‪ .‬فيلتفت الي عمله‪،‬‬
‫فيقول‪ :‬و ال اني كنت فيك لزاهدا‪ ،‬و ان كنت علي لثقيل‪ ،‬فما عندك؟ فيقول‪ :‬انا قرينك في قبرك و يوم نشرك‬
‫حين اعرض انا و أنت علي ربك‪.‬‬
‫فإن كان ل وليا‪ ،‬أتاه أطيب الناس ريحا و أحسنهم رياشا‪ ،‬فيقول‪ :‬ابشر بروح و ريحان و جنة نعيم‪ ،‬قدمت خير‬
‫مقدم‪ ،‬فيقول‪ :‬من أنت؟ فيقول‪ :‬انا عملك الصالح‪ ،‬ارتحل من الدنيا الي الجنه و انه ليعرف غاسله و يناشد حامله‬
‫ان يعجله‪ ،‬فإذا ادخل قبره أتاه اثنان‪ ،‬هما فتانا القبر‪ ،‬يجران اشعارهما‪ ،‬و يبحثان الرض بأنيابهما‪ ،‬أصواتهما‬
‫كالرعد العاصف‪ ،‬و أبصارهما كالبرق الخاطف‪ ،‬ثم يقولن‪ :‬من ربك‪ ،‬و ما دينك‪ ،‬و من نبيك؟ فيقول‪ :‬ال ربي‪،‬‬
‫ن آَمُنوا ِباْلَقْو ِ‬
‫ل‬ ‫ل اّلِذي َ‬
‫ت ا ُّ‬
‫و ديني السلم‪ ،‬و نبيي محمد‪ .‬فيقولن‪ :‬ثبتك ال فيما يحب و يرضي‪ .‬و هو قول ال‪ُ :‬يَثّب ُ‬
‫خَرِة‪ .‬ثم يفسحان له في قبره مد بصره‪ ،‬و يفتحان له بابا الي الجنة‪ ،‬ثم يقولن له‪:‬‬ ‫لِ‬ ‫حياِة الّدْنيا َو ِفي ا ْ‬‫ت ِفي اْل َ‬ ‫الّثاِب ِ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -8‬تفسير العّياشي ‪ 10 /227 :2‬و ‪.21‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪305 :‬‬
‫ل »‪.«1‬‬ ‫ن َمِقي ً‬ ‫سُ‬‫حَ‬ ‫سَتَقّرا َو َأ ْ‬
‫خْيٌر ُم ْ‬
‫جّنِة َيْوَمِئٍذ َ‬
‫ب اْل َ‬
‫صحا ُ‬ ‫نم قرير العين‪ ،‬نوم الشاب الناعم‪ ،‬فإنه يقول ال‪َ :‬أ ْ‬
‫و أما إن كان لربه عدوا‪ ،‬فإنه يأتيه أقبح من خلق ال رياشا‪ ،‬و أنتنهم ريحا فيقول‪ :‬أبشر ينزل من حميم و تصلية‬
‫جحيم‪ .‬و انه ليعرف غاسله و يناشد حامله ان يحبسه‪ ،‬فإذا ادخل في قبره أتاه ممتحنا القبر‪ ،‬فألقيا أكفانه‪ ،‬ثم قال له‪:‬‬
‫من ربك‪ ،‬و ما دينك‪ ،‬و من نبيك؟ فيقول‪ :‬ل ادري‪ .‬فيقولن‪ :‬ل دريت و ل هديت‪ .‬فيضربان يأفوخه بمرزبة‬
‫ضربة ما خلق ال من دابة ال تذعر لها‪ ،‬ما خل الثقلين‪ ،‬ثم يفتح له باب الى النار‪ ،‬ثم يقولن له‪ :‬نم بشر حال‪ ،‬فإنه‬
‫من الضيق مثل ما فيه القناة من الزج‪ ،‬حتى ان دماغه ليخرج مما بين ظفره و لحمه‪ ،‬و يسلط ال عليه حيات‬
‫الرض و عقاربها و هو أمها فتنهشه حتى يبعثه من قبره‪ ،‬و انه ليتمني قيام الساعة مما هو فيه من الشر«‪.‬‬
‫قال جابر »‪ :«2‬قال ابو جعفر )عليه السلم(‪» :‬قال النبي )صلى ال عليه و آله(‪ :‬اني كنت لنظر الى الغنم و‬
‫البل و انا أرعاها‪ ،‬و ليس من نبي ال قد رعي‪ ،‬فكنت انظر إليها قبل النبوة و هي متمكنة فيه المكنية‪ ،‬ما حولها‬
‫شيء يهيجها حتى تذعر‪ ،‬فأنظر فأقول‪ :‬ما هذا؟ و اعجب‪ ،‬حتى حدثني جبرئيل )عليه السلم(‪ :‬ان الكافر يضرب‬
‫ضربة ما خلق ال شيئا ال سمعها و يذعر لها ال الثقلن‪ ،‬فعلمت ان ذلك انما كان بضربة الكافر‪ ،‬فنعوذ بال من‬
‫عذاب القبر«‪.‬‬
‫‪ -[9] /5735‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬إذا وضع الرجل في قبره أتاه ملكان‪ :‬ملك‬
‫عن يمينه‪ ،‬و ملك عن شماله‪ ،‬و أقيم الشيطان بين يديه‪ ،‬عيناه من نحاس‪ ،‬فيقال له‪ :‬كيف تقول في هذا الرجل الذي‬
‫خرج بين ظهرانيكم؟‪ -‬قال‪ -‬فيفزع لذلك‪ ،‬فيقول‪ -‬ان كان مؤمنا‪ :-‬عن محمد تسألني؟ فيقولن له عند ذلك‪ :‬نم نومة‬
‫ل حلم فيها‪ .‬و يفسح له في قبره تسعة »‪ «3‬اذرع‪ ،‬و يرى مقعدة من الجنة‪.‬‬
‫و ان كان كافرا‪ ،‬قيل له‪ :‬ما تقول في هذا الرجل الذي خرج بين ظهرانيكم؟ فيقول‪ :‬ما أدرى‪ ،‬و يخلي بينه و بين‬
‫ل الّثاِب ِ‬
‫ت‬ ‫ن آَمُنوا ِباْلَقْو ِ‬ ‫ل اّلِذي َ‬
‫ت ا ُّ‬
‫الشيطان‪ ،‬و يضرب بمرزبة من حديد يسمع صوته كل شيء‪ ،‬و هو قول ال‪ُ :‬يَثّب ُ‬
‫ل ما َيشاُء«‪.‬‬ ‫ل ا ُّ‬‫ن َو َيْفَع ُ‬
‫ظاِلِمي َ‬
‫ل ال ّ‬
‫ل ا ُّ‬
‫ضّ‬
‫خَرِة َو ُي ِ‬
‫لِ‬
‫حياِة الّدْنيا َو ِفي ا ْ‬
‫ِفي اْل َ‬
‫ن آَمُنوا ِباْلَقْو ِ‬
‫ل‬ ‫ل اّلِذي َ‬
‫ت ا ُّ‬
‫‪ -[10] /5736‬و من طريق المخالفين‪ :‬ما رواه النطنزي‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬في قوله‪ُ :‬يَثّب ُ‬
‫ت‪ ،‬قال‪ :‬بولية علي بن أبي طالب )عليه السلم(‪.‬‬ ‫الّثاِب ِ‬
‫‪ -[11] /5737‬ابن بابويه‪ :‬قال‪ :‬حدثنا علي بن عبد ال الوراق‪ ،‬و محمد بن احمد السناني‪ ،‬و علي بن احمد بن‬
‫محمد بن عمران الدقاق )رحمه ال(‪ ،‬قالوا‪ :‬حدثنا ابو العباس احمد بن يحيي بن زكريا القطان‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا بكر بن‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -9‬تفسير العّياشي ‪.19 /227 :2‬‬

‫‪ ... -10‬تفسير الحبري‪ ،42 /288 :‬شواهد التنزيل ‪.434 /314 :1‬‬

‫‪ -11‬التوحيد‪[.....] .1 /241 :‬‬

‫)‪ (1‬الفرقان ‪.24 :25‬‬

‫)‪ (2‬وقع جابر في السند المتقّدم في أول هذا الحديث و قد حذف من أسانيد العّياشي‪ ،‬انظر أسانيد الحديث )‪ (3‬من‬
‫تفسير هذه اليات‪ ،‬عن الكافي و تفسير القّمي و أمالي الشيخ‪.‬‬

‫)‪ (3‬في »ط«‪ :‬سبعة‪ ،‬و في المصدر‪ :‬خمسة‪.‬‬

‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪306 :‬‬


‫عبد ال بن حبيب‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا تميم بن بهلول‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جعفر بن سليمان البصري‪ ،‬عن عبد ال بن الفضل‬
‫ل َفُهَو اْلُمْهَتِد َو‬
‫ن َيْهِد ا ُّ‬
‫الهاشمي‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال جعفر بن محمد )عليهما السلم( عن قول ال عز و جل‪َ :‬م ْ‬
‫شدًا »‪.«1‬‬ ‫جَد َلُه َوِلّيا ُمْر ِ‬
‫ن َت ِ‬‫ل َفَل ْ‬
‫ضِل ْ‬
‫ن ُي ْ‬‫َم ْ‬
‫فقال‪» :‬ان ال تبارك و تعالى يضل الظالمين يوم القيامة عن دار كرامته‪ ،‬و يهدي اهل اليمان و العمل الصالح‬
‫عِمُلوا‬ ‫ن آَمُنوا َو َ‬ ‫ن اّلِذي َ‬
‫ل ما َيشاُء و قال عز و جل‪ِ :‬إ ّ‬ ‫ل ا ُّ‬
‫ن َو َيْفَع ُ‬ ‫ظاِلِمي َ‬‫ل ال ّ‬‫ل ا ُّ‬‫ضّ‬‫الى جنته‪ ،‬كما قال عز و جل‪َ :‬و ُي ِ‬
‫ت الّنِعيِم »‪.««2‬‬ ‫جّنا ِ‬
‫لْنهاُر ِفي َ‬ ‫حِتِهُم ا َْ‬
‫ن َت ْ‬
‫جِري ِم ْ‬ ‫ت َيْهِديِهْم َرّبُهْم ِبِإيماِنِهْم َت ْ‬‫صاِلحا ِ‬ ‫ال ّ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫س اْلَقراُر ]‪[29 -28‬‬ ‫صَلْوَنها َو ِبْئ َ‬
‫جَهّنمَ َي ْ‬
‫حّلوا َقْوَمُهْم داَر اْلَبواِر َ‬ ‫ل ُكْفرًا َو َأ َ‬
‫ت ا ِّ‬‫ن َبّدُلوا ِنْعَم َ‬ ‫َأ َلْم َتَر ِإَلى اّلِذي َ‬
‫‪ -[1] /5738‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن الحسين بن محمد‪ ،‬عن معلي بن محمد‪ ،‬عن بسطام بن مرة‪ ،‬عن إسحاق ابن‬
‫حسان‪ ،‬عن الهيثم بن واقد‪ ،‬عن علي بن الحسين العبدي‪ ،‬عن سعد السكاف‪ ،‬عن الصبغ بن نباتة قال‪ :‬قال امير‬
‫المؤمنين )عليه السلم(‪» :‬ما بال أقوام غيروا سنة رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و عدلوا عن وصيه‪ ،‬ل‬
‫حّلوا َقْوَمُهْم داَر اْلَبواِر‬‫ل ُكْفرًا َو َأ َ‬ ‫ت ا ِّ‬
‫ن َبّدُلوا ِنْعَم َ‬
‫يتخوفون ان ينزل بهم العذاب؟« ثم تل هذه الية‪َ :‬أ َلْم َتَر ِإَلى اّلِذي َ‬
‫جَهّنَم ثم قال‪» :‬نحن النعمة التي أنعم ال بها علي عباده‪ ،‬و بنا يفوز من فاز يوم القيامة«‪.‬‬ ‫َ‬
‫‪ -[2] /5739‬و عنه‪ :‬عن الحسين بن محمد‪ ،‬عن معلي بن محمد‪ ،‬عن محمد بن اورمة‪ ،‬عن علي بن حسان‪ ،‬عن‬
‫ن َبّدُلوا ِنْعَم َ‬
‫ت‬ ‫عبد الرحمن بن كثير‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول ال عز و جل‪َ :‬أ َلْم َتَر ِإَلى اّلِذي َ‬
‫ل ُكْفرًا الية‪.‬‬ ‫ا ِّ‬
‫قال‪» :‬عني بها قريشا قاطبة‪ ،‬الذين عادوا رسول ال )صلى ال عليه و آله( و نصبوا له الحرب‪ ،‬و جحدوا وصية‬
‫وصيه«‪.‬‬
‫‪ -[3] /5740‬و عنه‪ :‬عن الحسين بن محمد الشعري‪ ،‬عن معلي بن محمد‪ ،‬عن الوشاء‪ ،‬عن ابان بن عثمان‪ ،‬عن‬
‫ت ا ِّ‬
‫ل‬ ‫ن َبّدُلوا ِنْعَم َ‬
‫الحارث بن المغيرة النصري‪ ،‬قال سألت أبا جعفر )عليه السلم( عن قول ال عز و جل‪ :‬اّلِذي َ‬
‫ُكْفرًا‬

‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬الكافي ‪.1 /169 :1‬‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.4 /169 :1‬‬
‫‪ -3‬الكافي ‪.77 /103 :8‬‬
‫)‪ (1‬الكهف ‪.17 :18‬‬
‫)‪ (2‬يونس ‪.9 :20‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪307 :‬‬
‫قال‪» :‬ما تقولون في ذلك؟«‪ .‬قلت‪ :‬نقول‪ :‬هم الفجران من قريش‪ :‬بنو امية و بنو المغيرة‪.‬‬
‫قال‪ :‬ثم قال‪» :‬هي و ال قريش قاطبة‪ ،‬ان ال تبارك و تعالى خاطب نبيه )صلى ال عليه و آله( فقال‪ :‬اني فضلت‬
‫قريشا علي العرب‪ ،‬و أتممت عليهم نعمتي‪ ،‬و بعثت إليهم رسولي‪ ،‬فبدلوا نعمتي كفرا و أحلوا قومهم دار البوار«‪.‬‬
‫‪ -[4] /5741‬علي بن ابراهيم‪ :‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن محمد بن أبي عمير‪ ،‬عن عثمان بن عيسي‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫ل ُكْفرًا‪.‬‬
‫ت ا ِّ‬
‫ن َبّدُلوا ِنْعَم َ‬‫)عليه السلم(‪ ،‬قال‪ :‬سألته عن قول ال عز و جل‪َ :‬أ َلْم َتَر ِإَلى اّلِذي َ‬
‫قال‪» :‬نزلت في الفجرين من قريش‪ :‬بني امية و بني المغيرة‪ ،‬فأما بنو المغيرة فقطع ال دابرهم يوم بدر‪ ،‬و اما‬
‫بنو امية فمتعوا الى حين‪ -‬ثم قال‪ -‬و نحن و ال نعمة ال التي أنعم بها علي عباده‪ ،‬و بنا يفوز من فاز‪ ،‬ثم قال لهم‪:‬‬
‫صيَرُكْم ِإَلى الّناِر »‪.««1‬‬
‫ن َم ِ‬ ‫َتَمّتُعوا َفِإ ّ‬
‫‪ -[5] /5742‬ثم قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن إسحاق بن الهيثم‪ ،‬عن سعد بن طريف‪ ،‬عن الصبغ بن نباتة‪ ،‬عن علي‬
‫)عليه السلم( قال‪» :‬ما بال قوم غيروا سنة رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و عدلوا عن وصيه »‪ ،«2‬ل‬
‫جَهّنَم‬
‫حّلوا َقْوَمُهْم داَر اْلَبواِر َ‬ ‫ل ُكْفرًا َو َأ َ‬
‫ت ا ِّ‬‫ن َبّدُلوا ِنْعَم َ‬ ‫يخافون ان ينزل بهم العذاب؟« ثم تل هذه الية اّلِذي َ‬
‫س اْلَقراُر ثم قال‪» :‬نحن‪ -‬و ال‪ -‬نعمة ال التي أنعم بها علي عباده‪ ،‬و بنا فاز من فاز«‪.‬‬ ‫صَلْوَنها َو ِبْئ َ‬‫َي ْ‬
‫ن َبّدُلوا ِنْعَم َ‬
‫ت‬ ‫‪ -[6] /5743‬العياشي‪ :‬عن عمرو بن سعيد‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول ال‪ :‬اّلِذي َ‬
‫حّلوا َقْوَمُهْم داَر اْلَبواِر قال‪ :‬فقال‪» :‬ما تقولون في ذلك؟« فقلت‪ :‬نقول‪ :‬هما الفجران من قريش‪ :‬بنو‬ ‫ل ُكْفرًا َو َأ َ‬‫ا ِّ‬
‫امية و بنو المغيرة‪.‬‬
‫فقال‪» :‬بلي‪ ،‬هي قريش قاطبة‪ ،‬ان ال خاطب نبيه )صلى ال عليه و آله( فقال‪ :‬اني قد فضلت قريشا علي العرب‪،‬‬
‫و أتممت عليهم نعمتي‪ ،‬و بعث إليهم رسول‪ ،‬فبدلوا نعمتي و كذبوا رسولي«‪.‬‬
‫‪ -[7] /5744‬و في رواية زيد الشحام‪ ،‬عنه )عليه السلم(‪ ،‬قال‪ :‬قلت له‪ :‬بلغني ان امير المؤمنين )عليه السلم(‬
‫سئل عنها‪ ،‬فقال‪» :‬عني بذلك الفجرين من قريش‪ :‬امية و محزوم‪ ،‬فأما مخزوم فقتلها ال يوم بدر‪ ،‬و اما امية‬
‫فمتعوا الى حين«؟‬
‫فقال ابو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬عني ال و ال بها قريشا قاطبة‪ ،‬الذين عادوا رسول ال و نصبوا له الحرب«‪.‬‬
‫ن َبّدُلوا‬
‫‪ -[8] /5745‬عن الصبغ بن نباتة‪ ،‬قال‪ :‬قال امير المؤمنين )عليه السلم( في قوله تعالى‪َ :‬أ َلْم َتَر ِإَلى اّلِذي َ‬
‫ل ُكْفرًا‪.‬‬‫ت ا ِّ‬‫ِنْعَم َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -4‬تفسير القّمي ‪.371 :1‬‬
‫‪ -5‬تفسير القّمي ‪.86 :1‬‬
‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪.22 /229 :2‬‬
‫‪ -7‬تفسير العّياشي ‪.23 /229 :2‬‬
‫‪ -8‬تفسير العّياشي ‪.24 /229 :2‬‬
‫)‪ (1‬إبراهيم ‪[.....] .30 :14‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬عن وصيته في حق علي و الئمة )عليهم السلم( و‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪308 :‬‬
‫قال‪» :‬نحن نعمة ال التي أنعم ال بها علي العباد«‪.‬‬
‫‪ -[9] /5746‬عن ذريح‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪ :‬سمعته يقول‪» :‬جاء ابن الكواء الى امير المؤمنين‬
‫حّلوا َقْوَمُهْم داَر اْلَبواِر‪ .‬قال‪:‬‬ ‫ل ُكْفرًا َو َأ َ‬ ‫ت ا ِّ‬
‫ن َبّدُلوا ِنْعَم َ‬ ‫)عليه السلم( فسأله عن قول ال‪َ :‬أ َلْم َتَر ِإَلى اّلِذي َ‬
‫تلك قريش‪ ،‬بدلوا نعمة ال كفرا‪ ،‬و كذبوا نبيه )صلى ال عليه و آله( يوم بدر«‪.‬‬
‫‪ -[10] /5747‬عن محمد بن سابق بن طلحة النصاري‪ ،‬قال‪ :‬كان مما قال هارون لبي الحسن موسى )عليه‬
‫السلم( حين ادخل عليه ما هذه الدار‪ ،‬و دار من هي؟ قال‪» :‬لشيعتنا فترة‪ ،‬و لغيرهم فتنة«‪ .‬قال‪ :‬فما بال صاحب‬
‫الدار ل يأخذها؟ قال‪» :‬أخذت منه عامرة‪ ،‬و ل يأخذها ال معمورة« فقال‪ :‬اين شيعتكم؟ فقرا ابو الحسن )عليه‬
‫حّتى َتْأِتَيُهُم اْلَبّيَنُة »‪ «1‬قال له‪ :‬فنحن كفار؟ قال‪:‬‬ ‫ن َ‬ ‫ن ُمْنَفّكي َ‬ ‫شِرِكي َ‬‫ب َو اْلُم ْ‬‫ل اْلِكتا ِ‬ ‫ن َأْه ِ‬
‫ن َكَفُروا ِم ْ‬
‫ن اّلِذي َ‬
‫السلم(‪َ :‬لْم َيُك ِ‬
‫حّلوا َقْوَمُهْم داَر اْلَبواِر« فغضب عند‬ ‫ل ُكْفرًا َو َأ َ‬‫ت ا ِّ‬ ‫ن َبّدُلوا ِنْعَم َ‬ ‫»ل‪ ،‬و لكن كما قال ال عز و جل‪َ :‬أ َلْم َتَر ِإَلى اّلِذي َ‬
‫ذلك و غلظ عليه‪.‬‬
‫‪ -[11] /5748‬علي بن حاتم‪ ،‬قال‪ :‬وجدت في كتاب أبي‪ ،‬عن حمزة الزيات‪ ،‬عن عمر بن مرة‪ ،‬قال‪ :‬قال ابن‬
‫حّلوا َقْوَمُهْم داَر اْلَبواِر قال‪:‬‬ ‫ل ُكْفرًا َو َأ َ‬ ‫ت ا ِّ‬‫ن َبّدُلوا ِنْعَم َ‬ ‫عباس لعمر‪ :‬يا امير المؤمنين‪ ،‬هذه الية‪َ :‬أ َلْم َتَر ِإَلى اّلِذي َ‬
‫هما الفجران من قريش‪ ،‬أخوالي و أعمامك‪ ،‬فأما أخوالي فاستأصلهم ال يوم بدر‪ ،‬و اما أعمامك فأملي ال لهم‬
‫الى حين‪.‬‬
‫حّلوا َقْوَمُهْم داَر اْلَبواِر‪.‬‬ ‫‪ -[12] /5749‬عن مسلم المشوف‪ ،‬عن علي بن أبي طالب )عليه السلم( في قوله‪َ :‬و َأ َ‬
‫قال‪» :‬هما الفجران من قريش‪ :‬بنو امية و بنو المغيرة«‪.‬‬
‫ل ُكْفرًا‪:‬‬‫ت ا ِّ‬
‫ن َبّدُلوا ِنْعَم َ‬ ‫‪ -[13] /5750‬ابن شهر آشوب‪ :‬عن مجاهد‪ ،‬في قوله تعالى‪َ :‬أ َلْم َتَر ِإَلى اّلِذي َ‬
‫كفرت بنو امية بمحمد )صلى ال عليه و آله( و اهل بيته‪.‬‬
‫ن َبّدُلوا ِنْعَم َ‬
‫ت‬ ‫‪ -[14] /5751‬عن أبي الطفيل‪ :‬عن امير المؤمنين )عليه السلم(‪ ،‬قال‪ :‬يقول ال‪َ :‬أ َلْم َتَر ِإَلى اّلِذي َ‬
‫صَلْوَنها‪ ،‬قال‪» :‬تلك في الفجرين من قريش«‪.‬‬ ‫جَهّنَم َي ْ‬ ‫حّلوا َقْوَمُهْم داَر اْلَبواِر َ‬‫ل ُكْفرًا َو َأ َ‬‫ا ِّ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -9‬تفسير العّياشي ‪.25 /229 :2‬‬
‫‪ -10‬تفسير العّياشي ‪.26 /229 :2‬‬
‫‪ -11‬تفسير العّياشي ‪.27 /230 :2‬‬
‫‪ -12‬تفسير العّياشي ‪.28 /230 :2‬‬
‫‪ -13‬المناقب ‪.99 :3‬‬
‫‪ -14‬تفسير العّياشي ‪ ،31 /283 :2‬فرائد السمطين ‪ 331 /395 :1‬ضمن حديث طويل‪.‬‬
‫)‪ (1‬البّينة ‪.1 /98‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪309 :‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ي َيْوٌم ل َبْيٌع ِفيِه َو ل‬ ‫ن َيْأِت َ‬
‫ل َأ ْ‬‫ن َقْب ِ‬
‫علِنَيًة ِم ْ‬ ‫سّرا َو َ‬ ‫صلَة َو ُيْنِفُقوا ِمّما َرَزْقناُهْم ِ‬ ‫ن آَمُنوا ُيِقيُموا ال ّ‬‫ي اّلِذي َ‬‫ل ِلِعباِد َ‬‫ُق ْ‬
‫ل ]‪[31‬‬ ‫خل ٌ‬ ‫ِ‬
‫‪ -[1] /5752‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن محمد بن يحيي‪ ،‬عن احمد بن محمد‪ ،‬عن عثمان بن عيسي‪ ،‬عن سماعة ابن‬
‫مهران‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬ان ال عز و جل فرض للفقراء له في اموال الغنياء فريضة ل‬
‫يحمدون ال بأدائها‪ ،‬و هي الزكاة‪ ،‬بها حقنوا دماءهم‪ ،‬و بها سموا مسلمين‪ ،‬و لكن ال عز و جل فرض في اموال‬
‫حُروِم »‪ «1‬فالحق المعلوم‬ ‫ل َو اْلَم ْ‬ ‫ساِئ ِ‬‫ق َمْعُلوٌم ِلل ّ‬‫حّ‬ ‫ن ِفي َأْمواِلِهْم َ‬ ‫الغنياء حقوقا غير الزكاة‪ ،‬فقال عز و جل‪َ :‬و اّلِذي َ‬
‫غير الزكاة‪ ،‬و هو شيء يفرضه النسان علي نفسه في ماله‪ ،‬يجب عليه ان يفرضه علي قدر طاقته و سعة حاله »‬
‫‪ ،«2‬فيؤدي الذي فرض علي نفسه كل يوم‪ ،‬و ان شاء في كل جمعة‪ ،‬و ان شاء في كل شهر‪ .‬و قال ال عز و جل‬
‫سّرا َو‬ ‫سنًا »‪ «3‬و هذا غير الزكاة‪ ،‬و قد قال ال عز و جل ايضا ُيْنِفُقوا ِمّما َرَزْقناهُْم ِ‬ ‫حَ‬
‫ل َقْرضًا َ‬ ‫ضوا ا َّ‬ ‫ايضا‪َ :‬أْقَر ُ‬
‫علِنَيًة و الماعون ايضا‪ ،‬و هو القرض يقرضه‪ ،‬و المتاع يعيره‪ ،‬و المعروف يصنعه‪ .‬و مما فرض ال عز و جل‬ ‫َ‬
‫ل »‪ «4‬و من ادى ما فرض‬ ‫صَ‬ ‫ن ُيو َ‬ ‫ل ِبِه َأ ْ‬‫ن ما َأَمَر ا ُّ‬ ‫صُلو َ‬ ‫ن َي ِ‬ ‫ايضا في المال من غير الزكاة‪ ،‬قوله عز و جل‪ :‬اّلِذي َ‬
‫ال عليه فقد قضي ما عليه‪ ،‬و ادى شكر ما أنعم ال عليه في ماله‪ ،‬إذا هو حمده علي ما أنعم ال عليه فيه مما‬
‫فضله به من السعة علي غيره‪ ،‬و لما وفقه لداء ما فرض ال عز و جل‪ ،‬و أعانه عليه«‪.‬‬
‫‪ -[2] /5753‬العياشي‪ :‬عن زرعة‪ ،‬عن سماعة‪ ،‬قال‪ :‬ان ال فرض للفقراء في اموال الغنياء فريضة ل يحمدون‬
‫بأدائها و هي الزكاة‪ ،‬بها حقنوا دماءهم‪ ،‬و بها سموا مسلمين و لكن ال فرض في الموال حقوقا غير الزكاة‪ ،‬و قد‬
‫علِنَيًة‪.‬‬ ‫سّرا َو َ‬ ‫قال ال تبارك و تعالى‪َ :‬و ُيْنِفُقوا ِمّما َرَزْقناُهْم ِ‬
‫ل اي ل صداقة‪.‬‬ ‫خل ٌ‬ ‫‪ -[3] /5754‬علي بن ابراهيم‪ :‬قوله‪َ :‬يْوٌم ل َبْيٌع ِفيِه َو ل ِ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬الكافي ‪.8 /498 :3‬‬
‫‪ -2‬تفسير العّياشي ‪.29 /230 :2‬‬
‫‪ -3‬تفسير القّمي ‪.371 :1‬‬
‫)‪ (1‬المعارج ‪.24 :70‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬ماله‪.‬‬
‫)‪ (3‬الحديد ‪[.....] .18 :57‬‬
‫)‪ (4‬الرعد ‪.21 :13‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪310 :‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫خَر َلُكُم‬ ‫سّ‬ ‫ت‪ -‬الى قوله تعالى‪َ -‬و َ‬ ‫ن الّثَمرا ِ‬
‫ج ِبِه ِم َ‬
‫خَر َ‬ ‫سماِء ماًء َفَأ ْ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ل ِم َ‬‫ض َو َأْنَز َ‬
‫لْر َ‬ ‫ت َو ا َْ‬ ‫سماوا ِ‬ ‫ق ال ّ‬
‫خَل َ‬‫ل اّلِذي َ‬ ‫ا ُّ‬
‫ن اي‬ ‫س َو اْلَقَمَر داِئَبْي ِ‬‫شْم َ‬‫خَر َلُكُم ال ّ‬
‫سّ‬‫ن ]‪ -[1] /5755 [33 -32‬علي بن ابراهيم‪ :‬و قوله‪َ :‬و َ‬ ‫س َو اْلَقَمَر داِئَبْي ِ‬
‫شْم َ‬ ‫ال ّ‬
‫علي الولء‪.‬‬
‫لْر َ‬
‫ض‬ ‫ت َو ا َْ‬ ‫سماوا ِ‬ ‫ق ال ّ‬
‫خَل َ‬
‫و كيفية خلق السماوات و الرض تقدم في أول سورة هود‪ ،‬في قوله تعالى‪َ :‬و ُهَو اّلِذي َ‬
‫سماِء ماًء تقدم الحديث في أول سورة البقرة‪ ،‬في‬ ‫ن ال ّ‬‫ل ِم َ‬ ‫عَلى اْلماِء »‪ .«1‬و قوله‪َ :‬و َأْنَز َ‬ ‫شُه َ‬‫عْر ُ‬ ‫ن َ‬ ‫سّتِة َأّياٍم َو كا َ‬
‫ِفي ِ‬
‫س َو‬‫شْم َ‬ ‫خَر َلُكُم ال ّ‬ ‫سّ‬ ‫سماِء ماًء »‪ .«2‬و قوله َو َ‬ ‫ن ال ّ‬‫ل ِم َ‬‫سماَء ِبناًء َو َأْنَز َ‬ ‫ض ِفراشًا َو ال ّ‬ ‫لْر َ‬ ‫ل َلُكُم ا َْ‬
‫جَع َ‬ ‫قوله تعالى اّلِذي َ‬
‫ضياًء َو اْلَقَمَر ُنورًا »‪.«3‬‬ ‫س ِ‬ ‫شْم َ‬ ‫ل ال ّ‬‫جَع َ‬
‫اْلَقَمَر تقدم حديثها في سورة يونس‪ ،‬في قوله تعالى‪ُ :‬هَو اّلِذي َ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫حيٌم ]‬‫غُفوٌر َر ِ‬ ‫ك َ‬ ‫عصاِني َفِإّن َ‬ ‫ن َ‬ ‫صوها‪ -‬الى قوله تعالى‪َ -‬و َم ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫ل ل ُت ْ‬ ‫ت ا ِّ‬ ‫ن َتُعّدوا ِنْعَم َ‬
‫سَأْلُتُموُه َو ِإ ْ‬‫ل ما َ‬ ‫ن ُك ّ‬ ‫َو آتاُكْم ِم ْ‬
‫‪[36 -34‬‬
‫‪ -[2] /5756‬العياشي‪ :‬عن حسين بن هارون‪ -‬شيخ من اصحاب أبي جعفر )عليه السلم(‪ -‬عن أبي جعفر )عليه‬
‫سَأْلُتُموُه‪ .‬قال‪ :‬ثم قال ابو جعفر )عليه السلم(‪» :‬الثوب‪ ،‬و‬ ‫ل ما َ‬ ‫ن ُك ّ‬‫السلم( قال‪ :‬سمعته يقرا هذه الية‪َ :‬و آتاُكْم ِم ْ‬
‫الشيء لم تسأله إياه أعطاك«‪.‬‬
‫‪ -[3] /5757‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن محمد‪ ،‬عن بعض أصحابه‪ ،‬رفعه‪ ،‬قال‪ :‬كان علي بن الحسين‬
‫صوها يقول‪» :‬سبحان من لم يجعل في احد‬ ‫ح ُ‬ ‫ل ل ُت ْ‬ ‫ت ا ِّ‬‫ن َتُعّدوا ِنْعَم َ‬‫)عليهما السلم( إذا قرا هذه الية‪َ :‬و ِإ ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.371 :1‬‬
‫‪ -2‬تفسير العّياشي ‪.30 /230 :2‬‬
‫‪ -3‬الكافي ‪.592 /394 :8‬‬
‫)‪ (1‬تقّدم في الحاديث )‪ (6 ،5 ،3 ،2 ،1‬من تفسير الية )‪ (7‬من سورة هود‪.‬‬
‫)‪ (2‬تقّدم في الحديث )‪ (1‬من تفسير الية )‪ (22‬من سورة البقرة‪.‬‬
‫)‪ (3‬تقّدم في الحاديث )‪ (3 -1‬من تفسير الية )‪ (5‬من سورة يونس‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪311 :‬‬

‫من معرفة نعمه ال المعرفة بالتقصير عن معرفتها‪ ،‬كما لم يجعل في احد من معرفة إدراكه اكثر من العلم انه ل‬
‫يدركه‪ ،‬فشكر جل و عز معرفة العارفين بالتقصير عن معرفة شكره‪ ،‬فجعل معرفتهم بالتقصير شكرا‪ ،‬كما علم‬
‫علم العالمين انهم ل يدركونه فجعله ايمانا‪ ،‬علما منه انه قد »‪ «1‬وسع العباد‪ ،‬فل يتجاوز ذلك‪ ،‬فإن شيئا من خلقه‬
‫ل يبلغ مدى عبادته‪ ،‬و كيف يبلغ مدى عبادته من ل مدى له و ل كيف؟! تعالى ال عن ذلك علوا كبيرا«‪.‬‬
‫ل »‪.«2‬‬ ‫و تقدم حديث في معني الية في قوله تعالى‪َ :‬و َذّكْرُهْم ِبَأّياِم ا ِّ‬
‫ل َهَذا اْلَبَلَد آِمنًا يعني‬‫جَع ْ‬
‫با ْ‬ ‫ل ِإْبراِهيُم َر ّ‬ ‫‪ -[3] /5758‬علي بن ابراهيم‪ :‬قال‪ :‬و قوله يحكي قول ابراهيم‪َ :‬و ِإْذ قا َ‬
‫س فإن الصنام لم تضل‪ ،‬و انما ضل الناس‬ ‫ن الّنا ِ‬‫ن َكِثيرًا ِم َ‬ ‫ضَلْل َ‬
‫ن َأ ْ‬
‫ب ِإّنُه ّ‬
‫صناَم َر ّ‬
‫ل ْ‬
‫ن َنْعُبَد ا َْ‬
‫ي َأ ْ‬
‫جُنْبِني َو َبِن ّ‬
‫مكة َو ا ْ‬
‫بها‪.‬‬
‫‪ -[4] /5759‬العياشي‪ :‬عن الزهري‪ ،‬قال‪ :‬أتي رجل أبا عبد ال )عليه السلم( فسأله عن شيء فلم يجبه‪ ،‬فقال له‬
‫الرجل‪ :‬فإن كنت ابن أبيك‪ ،‬فإنك من أبناء عبدة الصنام‪ ،‬فقال له‪» :‬كذبت‪ ،‬ان ال امر ابراهيم )عليه السلم( ان‬
‫ي َأ ْ‬
‫ن‬ ‫جُنْبِني َو َبِن ّ‬
‫ل َهَذا اْلَبَلَد آِمنًا َو ا ْ‬
‫جَع ْ‬‫با ْ‬ ‫ينزل إسماعيل )عليه السلم( بمكة ففعل‪ ،‬فقال ابراهيم )عليه السلم(‪َ :‬ر ّ‬
‫صناَم فلم يعبد احد من ولد إسماعيل صنما قط‪ ،‬و لكن العرب عبدة الصنام‪ ،‬و قالت بنو إسماعيل‪ :‬هؤلء‬ ‫ل ْ‬‫َنْعُبَد ا َْ‬
‫شفعاؤنا عند ال‪ ،‬فكفرت و لم تعبد الصنام«‪.‬‬
‫‪ -[5] /5760‬عن أبي عبيدة‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬من أحبنا فهو منا اهل البيت«‪ .‬فقلت‪ :‬جعلت‬
‫ن َتِبَعِني َفِإّنُه ِمّني؟«‪.‬‬ ‫فداك‪ ،‬منكم؟ قال‪» :‬منا و ال‪ ،‬اما سمعت قول ابراهيم )عليه السلم(‪َ :‬فَم ْ‬
‫‪ -[6] /5761‬عن محمد الحلبي‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬من اتقي ال منكم و أصلح فهو منا اهل‬
‫ن َتِبَعِني َفِإّنُه ِمّني »‪.««3‬‬ ‫البيت« قال‪ :‬منكم اهل البيت؟ قال‪» :‬منا اهل البيت‪ ،‬قال فيها ابراهيم )عليه السلم(‪َ :‬فَم ْ‬
‫قال عمر بن يزيد‪ :‬قلت له‪ :‬من آل محمد؟ قال‪» :‬اي و ال من آل محمد‪ ،‬اي و ال من أنفسهم‪ ،‬اما تسمع ال يقول‪:‬‬
‫ن َتِبَعِني َفِإّنُه ِمّني؟«‪.‬‬ ‫ن اّتَبُعوُه »‪«4‬؟ و قول ابراهيم )عليه السلم(‪َ :‬فَم ْ‬ ‫س ِبِإْبراِهيَم َلّلِذي َ‬‫ن َأْوَلى الّنا ِ‬ ‫ِإ ّ‬
‫‪ -[7] /5762‬عن أبي عمرو الزبيري‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬من أحب »‪ «5‬آل محمد و قدمهم‬
‫علي‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -3‬تفسير القّمي ‪.371 :1‬‬
‫‪ -4‬تفسير العّياشي ‪.31 /230 :2‬‬
‫‪ -5‬تفسير العّياشي ‪.32 /231 :2‬‬
‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪.33 /231 :2‬‬
‫‪ -7‬تفسير العّياشي ‪.34 /231 :2‬‬
‫)‪ (1‬القّد‪ :‬المقدار »المعجم الوسيط‪ -‬قّد‪.«718 :2 -‬‬
‫)‪ (2‬تقدم في الحديث )‪ (4‬من تفسير الية )‪ (5‬من هذه السورة‪[.....] .‬‬
‫)‪ (3‬في »س«‪ :‬فأحبنا‪.‬‬
‫)‪ (4‬آل عمران ‪.68 :3‬‬
‫)‪ (5‬في المصدر‪ :‬توّلى‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪312 :‬‬
‫جميع الناس بما قدمهم من قرابة رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬فهو من آل محمد )عليه السلم( لتوليه آل‬
‫محمد )عليهم السلم(‪ ،‬لنه من القوم بأعيانهم‪ ،‬و انما هو منهم بتوليه و اتباعه إياهم‪ ،‬و كذلك حكم ال في كتابه َو‬
‫حيٌم«‪.‬‬ ‫غُفوٌر َر ِ‬ ‫ك َ‬‫عصاِني َفِإّن َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن َتِبَعِني َفِإّنُه ِمّني َو َم ْ‬
‫ن َيَتَوّلُهْم ِمْنُكْم َفِإّنُه ِمْنُهْم »‪ «1‬و قول ابراهيم‪َ :‬فَم ْ‬ ‫َم ْ‬
‫صناَم‪:‬‬‫ل ْ‬ ‫ن َنْعُبَد ا َْ‬
‫ي َأ ْ‬‫جُنْبِني َو َبِن ّ‬
‫‪ -[8] /5763‬ابن شهر آشوب‪ :‬قال النبي )صلى ال عليه و آله( في قوله تعالى‪َ :‬و ا ْ‬
‫»فانتهت الدعوة الى و الى علي« و في خبر‪» :‬انا دعوة ابراهيم« و انما عني بذلك الطاهرين‪ ،‬لقوله )صلى ال‬
‫عليه و آله(‪:‬‬
‫»نقلت من أصلب الطاهرين الى أرحام الطاهرات لم يمسني سفاح الجاهلية« »‪.«2‬‬
‫عُل َ‬
‫ك‬ ‫و قد تقدمت رواية عبد ال بن مسعود في معني الية عن النبي )صلى ال عليه و آله( في قوله تعالى‪ِ :‬إّني جا ِ‬
‫س ِإمامًا‪ -‬الية‪ -‬من سورة البقرة‪ ،‬من طريق أصحابنا و الجمهور »‪.«3‬‬ ‫ِللّنا ِ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫س َتْهِوي‬ ‫ن الّنا ِ‬ ‫ل َأْفِئَدةً ِم َ‬
‫جَع ْ‬
‫صلةَ َفا ْ‬ ‫حّرِم َرّبنا ِلُيِقيُموا ال ّ‬
‫ك اْلُم َ‬
‫عْنَد َبْيِت َ‬
‫ع ِ‬‫غْيِر ِذي َزْر ٍ‬‫ن ُذّرّيِتي ِبواٍد َ‬ ‫ت ِم ْ‬
‫سَكْن ُ‬ ‫َرّبنا ِإّني َأ ْ‬
‫ن ]‪[37‬‬ ‫شُكُرو َ‬
‫ت َلَعّلُهْم َي ْ‬
‫ن الّثَمرا ِ‬
‫ِإَلْيِهْم َو اْرُزْقُهْم ِم َ‬
‫‪ -[1] /5764‬علي بن ابراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن النضر بن سويد‪ ،‬عن هشام‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‬
‫قال‪» :‬ان ابراهيم )عليه السلم( كان نازل في بادية الشام‪ ،‬فلما ولد له من هاجر إسماعيل )عليه السلم(‪ ،‬اغتمت‬
‫سارة من ذلك غما شديدا لنه لم يكن له منها ولد‪ ،‬فكانت تؤذي ابراهيم )عليه السلم( في هاجر و تغمه‪ ،‬فشكا‬
‫ابراهيم )عليه السلم( ذلك الى ال عز و جل فأوحي ال اليه‪ :‬انما مثل المراة مثل الضلع العوجاء‪ ،‬ان تركتها‬
‫استمتعت بها‪ ،‬و ان أقمتها كسرتها‪ ،‬ثم امره ان يخرج إسماعيل و امه‪ .‬فقال ابراهيم‪ :‬يا رب‪ ،‬الى اي مكان؟ قال‪:‬‬
‫الى حرمي و امني و أول بقعة خلقتها من الرض‪ ،‬و هي مكة‪ .‬فأنزل ال عليه جبرئيل بالبراق‪ ،‬فحمل هاجر و‬
‫إسماعيل و ابراهيم )عليهما السلم(‪ ،‬و كان ابراهيم )عليه السلم( ل يمر بموضع حسن فيه شجر و نخل و زرع‬
‫ال قال‪ :‬يا جبرئيل‪ ،‬الى ها هنا‪ ،‬الى ها هنا‪ .‬فيقول جبرئيل‪ :‬ل‪ ،‬امض امض‪ ،‬حتى وافي مكة‪ ،‬فوضعه في موضع‬
‫البيت‪.‬‬
‫و قد كان ابراهيم )عليه الصلة و السلم( عاهد سارة ان ل ينزل حتى يرجع إليها‪ ،‬فلما نزلوا في ذلك المكان كان‬
‫فيه‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -8‬مناقب ابن شهر آشوب ‪.176 :2‬‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.60 :1‬‬
‫)‪ (1‬المائدة‪.51 :5 :‬‬
‫)‪ (2‬يأتي في تفسير الية التالية )‪ (37‬من هذه السورة الحديث ‪ (6‬و هو تابع إلى تفسير الية )‪ (36‬فموضعه‬
‫الصحيح هنا‪.‬‬
‫)‪ (3‬تقّدم في الحديثين )‪ 13‬و ‪ (14‬من تفسير الية )‪ (124‬من سورة البقرة‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪313 :‬‬
‫شجر‪ ،‬فألقت هاجر على ذلك الشجر كساء كان معها‪ ،‬فاستظلوا تحته‪ ،‬فلما سرحهم إبراهيم )عليه السلم( و‬
‫وضعهم و أراد النصراف عنهم إلى سارة‪ ،‬قالت له هاجر‪ :‬يا إبراهيم‪ ،‬لم تدعنا في موضع ليس فيه أنيس و ل‬
‫ماء و ل زرع؟‬
‫فقال إبراهيم )عليه السلم(‪ :‬ال الذي أمرني أن أضعكم في هذا المكان و هو يكفيكم‪ ،‬ثم انصرف عنهم‪ .‬فلما بلغ‬
‫غْيِر ِذي‬ ‫ن ُذّرّيِتي ِبواٍد َ‬ ‫ت ِم ْ‬
‫سَكْن ُ‬ ‫كدى‪ -،‬و هو جبل بذي طوى‪ -‬التفت إليهم إبراهيم )عليه السلم(‪ ،‬فقال‪َ :‬رّبنا ِإّني َأ ْ‬
‫ت َلَعّلُهمْ‬
‫ن الّثَمرا ِ‬ ‫س َتْهِوي ِإَلْيِهْم َو اْرُزْقُهْم ِم َ‬
‫ن الّنا ِ‬
‫ل َأْفِئَدًة ِم َ‬
‫جَع ْ‬
‫صلَة َفا ْ‬
‫حّرِم َرّبنا ِلُيِقيُموا ال ّ‬
‫ك اْلُم َ‬
‫عْنَد َبْيِت َ‬
‫ع ِ‬ ‫َزْر ٍ‬
‫ن ثم مضى‪ ،‬و بقيت هاجر« و الحديث طويل ذكرناه في سورة البقرة عند قوله تعالى‪َ :‬و ِإْذ َيْرَفُع ِإْبراِهيُم‬ ‫شُكُرو َ‬ ‫َي ْ‬
‫ل »‪.«1‬‬ ‫عي ُ‬
‫سما ِ‬‫ت َو ِإ ْ‬
‫ن اْلَبْي ِ‬‫عَد ِم َ‬ ‫اْلَقوا ِ‬
‫ت ِم ْ‬
‫ن‬ ‫سَكْن ُ‬ ‫‪ -[2] /5765‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن حنان‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله‪َ :‬رّبنا ِإّني َأ ْ‬
‫ُذّرّيِتي الية‪ ،‬قال‪» :‬نحن و ال بقية تلك العترة«‪.‬‬
‫‪ -[3] /5766‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن ابن أذينة‪ ،‬عن الفضيل‪،‬‬
‫عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬نظر إلى الناس يطوفون حول الكعبة‪ ،‬فقال‪» :‬هكذا كانوا يطوفون في الجاهلية‪،‬‬
‫إنما أمروا أن يطوفوا بها ثم ينفروا إلينا فيعلمونا وليتهم و مودتهم‪ ،‬و يعرضوا علينا نصرتهم« ثم قرأ هذا الية‪:‬‬
‫س َتْهِوي ِإَلْيِهْم‪.‬‬‫ن الّنا ِ‬‫ل َأْفِئَدًة ِم َ‬
‫جَع ْ‬
‫َفا ْ‬
‫‪ -[4] /5767‬ابن بابويه‪ :‬قال‪ :‬حدثنا علي بن حاتم‪ ،‬قال‪ :‬حدثني محمد بن جعفر و علي بن سليمان‪ ،‬قال‪:‬‬
‫حدثنا أحمد بن محمد‪ ،‬قال‪ :‬قال الرضا )عليه السلم(‪» :‬أ تدري لم سميت )الطائف( الطائف؟« قلت‪ :‬ل‪ .‬قال‪:‬‬
‫»لن ال عز و جل لما دعاه إبراهيم )عليه السلم( أن يرزق أهله من كل الثمرات‪ ،‬أمر قطعة من الردن فسارت‬
‫بثمارها حتى طافت بالبيت‪ ،‬ثم أمرها أن تنصرف إلى هذا الموضع الذي سمي الطائف‪ ،‬فلذلك سميت الطائف«‪.‬‬
‫‪ -[5] /5768‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبي )رحمه ال(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سعد بن عبد ال‪ ،‬عن إبراهيم بن مهزيار‪ ،‬عن أخيه‬
‫علي بإسناده‪ ،‬قال‪ :‬قال‪ :‬أبو الحسن )عليه السلم( في الطائف‪» :‬أ تدري لم سمي الطائف؟« قلت‪ :‬ل‪ .‬فقال‪» :‬إن‬
‫إبراهيم )عليه السلم( دعا ربه أن يرزق أهله من كل الثمرات‪ ،‬فقطع لهم قطعة من الردن فأقبلت حتى طافت‬
‫بالبيت سبعا‪ ،‬ثم أقرها ال عز و جل في موضعها‪ ،‬فإنما سميت الطائف للطواف بالبيت«‪.‬‬
‫‪ -[6] /5769‬المفيد‪ :‬في )الختصاص(‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبو عبد ال محمد بن أحمد الكوفي الخزاز‪ ،‬قال‪:‬‬
‫حدثني أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي‪ ،‬عن ابن فضال‪ ،‬عن إسماعيل بن مهران‪ ،‬عن أبي مسروق النهدي‪ ،‬عن‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.371 :1‬‬

‫‪ -3‬الكافي ‪.1 /322 :1‬‬

‫‪ -4‬علل الشرائع‪.2 /442 :‬‬

‫‪ -5‬علل الشرائع‪.1 /442 :‬‬

‫‪ -6‬الختصاص‪ ،85 :‬و هذا الحديث تابع إلى تفسير الية )‪ (36‬من هذه السورة‪ ،‬و قد أشرنا إليه في محّله‪.‬‬

‫)‪ (1‬تقدم فى الحديث )‪ (4‬من تفسير اليات )‪ (129 -126‬من سورة البقرة‪[.....] .‬‬

‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪314 :‬‬


‫مالك بن عطية‪ ،‬عن أبي حمزة‪ ،‬قال‪ :‬دخل سعد بن عبد الملك‪ -‬و كان أبو جعفر )عليه السلم( يسميه سعد الخير‪،‬‬
‫و هو من ولد عبد العزيز بن مروان‪ -‬على أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬فنشج »‪ «1‬كما تنشج النساء‪ -‬قال‪ -‬فقال له‬
‫أبو جعفر )عليه السلم(‪» :‬ما يبكيك يا سعد؟« قال‪ :‬و كيف ل أبكي و أنا من الشجرة الملعونة في القرآن؟‬
‫ن َتِبَعِني َفِإّنُه‬
‫فقال له‪» :‬لست منهم‪ ،‬أنت أموي منا أهل البيت‪ ،‬أما سمعت قول ال عز و جل يحكي عن إبراهيم‪َ :‬فَم ْ‬
‫ِمّني »‪.««2‬‬
‫ن ُذّرّيِتي ِبواٍد‬‫ت ِم ْ‬‫سَكْن ُ‬ ‫‪ -[7] /5770‬العياشي‪ :‬عن رجل ذكره‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قول ال‪ِ :‬إّني َأ ْ‬
‫ن‪.‬‬
‫شُكُرو َ‬ ‫حّرِم إلى قوله‪َ :‬لَعّلُهْم َي ْ‬ ‫ك اْلُم َ‬
‫عْنَد َبْيِت َ‬
‫ع ِ‬‫غْيِر ِذي َزْر ٍ‬ ‫َ‬
‫قال‪ :‬فقال أبو جعفر )عليه السلم(‪» :‬نحن منهم‪ ،‬و نحن بقية تلك الذرية«‪.‬‬
‫‪ -[8] /5771‬و في رواية اخرى‪ ،‬عن حنان بن سدير‪ ،‬عنه )عليه السلم(‪» :‬نحن بقية تلك العترة«‪.‬‬
‫‪ -[9] /5772‬عن الفضل بن موسى الكاتب‪ ،‬عن أبي الحسن موسى بن جعفر )عليهما السلم( قال‪» :‬إن إبراهيم‬
‫)عليه السلم( لما أسكن إسماعيل )عليه السلم( و هاجر مكة و ودعهما لينصرف عنهما بكيا‪ ،‬فقال لهما إبراهيم‬
‫)عليه السلم(‪ :‬ما يبكيكما؟ فقد خلفتكما في أحب الرض إلى ال‪ ،‬و في حرم ال‪ .‬فقالت له هاجر‪ :‬يا إبراهيم‪ ،‬ما‬
‫كنت أرى أن نبيا مثلك يفعل ما فعلت‪ .‬قال‪ :‬و ما فعلت؟ فقالت‪ :‬إنك خلفت امرأة ضعيفة و غلما ضعيفا‪ ،‬ل حيلة‬
‫لهما‪ ،‬بل أنيس من بشر‪ ،‬و ل ماء يظهر‪ ،‬و ل زرع قد بلغ‪ ،‬و ل ضرع يحلب! قال‪ :‬فرق إبراهيم )عليه السلم( و‬
‫دمعت عيناه عند ما سمع منها‪ ،‬فأقبل حتى انتهى إلى باب بيت ال الحرام‪ ،‬فأخذ بعضادتي الكعبة‪ ،‬ثم قال‪ :‬اللهم‬
‫س َتْهِوي‬ ‫ن الّنا ِ‬ ‫ل َأْفِئَدًة ِم َ‬
‫جَع ْ‬
‫صلةَ َفا ْ‬
‫حّرِم َرّبنا ِلُيِقيُموا ال ّ‬‫ك اْلُم َ‬
‫عْنَد َبْيِت َ‬
‫ع ِ‬ ‫غْيِر ِذي َزْر ٍ‬ ‫ن ُذّرّيِتي ِبواٍد َ‬ ‫ت ِم ْ‬ ‫سَكْن ُ‬
‫ِإّني َأ ْ‬
‫ن«‪.‬‬ ‫شُكُرو َ‬‫ت َلَعّلُهْم َي ْ‬
‫ن الّثَمرا ِ‬ ‫ِإَلْيِهْم َو اْرُزْقُهْم ِم َ‬
‫قال أبو الحسن )عليه السلم(‪» :‬فأوحى ال إلى إبراهيم )عليه السلم( أن اصعد أبا قبيس فناد في الناس‪ :‬يا معشر‬
‫الخلئق‪ ،‬إن ال يأمركم بحج هذا البيت الذي بمكة محرما من استطاع إليه سبيل فريضة من ال؟‪ -‬قال‪ -‬فصعد‬
‫إبراهيم )عليه السلم( أبا قبيس‪ ،‬فنادى في الناس بأعلى صوته‪ ،‬يا معشر الخلئق‪ ،‬إن ال يأمركم بحج هذا البيت‬
‫الذي بمكة محرما من استطاع إليه سبيل فريضة من ال‪ -‬قال‪ -‬فمد ال لبراهيم في صوته‪ ،‬حتى أسمع به أهل‬
‫المشرق و المغرب و ما بينهما من جميع ما قدر ال و قضى في أصلب الرجال من النطف‪ ،‬و جميع ما قدر ال‬
‫و قضى في أرحام النساء إلى يوم القيامة‪ ،‬فهناك‪ -‬يا فضل‪ -‬وجب الحج على جميع الخلئق‪ ،‬فالتلبية من الحاج في‬
‫أيام الحج هي إجابة لنداء إبراهيم )عليه السلم( يومئذ بالحج عن ال«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -7‬تفسير العّياشي ‪.35 /231 :2‬‬
‫‪ -8‬تفسير العّياشي ‪.36 /232 :2‬‬
‫‪ -9‬تفسير العّياشي ‪.37 /232 :2‬‬
‫)‪ (1‬نشج الباكي‪ ،‬نشجا و نشيجا‪ :‬ترّدد البكاء في صدره من غير انتحاب‪» .‬المعجم الوسيط‪ -‬نشج‪.«921 :2 -‬‬
‫)‪ (2‬إبراهيم ‪.36 :14‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪315 :‬‬
‫‪ -[10] /5773‬عن أحمد بن محمد بن أبي نصر‪ ،‬عن أبي الحسن الرضا )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪» :‬إن‬
‫إبراهيم خليل الرحمن )صلوات ال عليه(‪ ،‬سأل ربه حين أسكن ذريته الحرم‪ ،‬فقال‪ :‬رب ارزقهم من الثمرات‬
‫لعلهم يشكرون‪ ،‬فأمر ال تبارك و تعالى قطعة من الردن حتى جاءت فطافت بالبيت سبعا‪ ،‬ثم أمر ال أن تقول‪:‬‬
‫الطائف‪ ،‬فسميت الطائف لطوافها بالبيت«‪.‬‬
‫س َتْهِوي ِإَلْيِهْم‪» :‬أما أنه لم يعن‬ ‫ن الّنا ِ‬ ‫ل َأفِْئَدةً ِم َ‬
‫جَع ْ‬
‫‪ -[11] /5774‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله تعالى َفا ْ‬
‫الناس كلهم‪ ،‬أنتم أولئك و نظراؤكم‪ ،‬إنما مثلكم في الناس مثل الشعرة البيضاء في الثور السود‪ ،‬أو متل العشرة‬
‫السوداء في الثور البيض‪ ،‬ينبغي للناس أن يحجوا هذا البيت و يعظموه لتعظيم ال إياه‪ ،‬و إن يلقونا حيث كنا‪،‬‬
‫نحن الدلء على ال«‪.‬‬
‫‪ -[12] /5775‬عن ثعلبة بن ميمون‪ ،‬عن ميسر‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬إن أبانا إبراهيم كان مما‬
‫س َتْهِوي ِإَلْيِهْم«‪.‬‬
‫ن الّنا ِ‬
‫ل َأْفِئَدًة ِم َ‬
‫جَع ْ‬
‫اشترط على ربه أن قال‪َ :‬فا ْ‬
‫‪ -[13] /5776‬و في رواية اخرى عنه‪ ،‬قال‪ :‬كنا في الفسطاط عند أبي جعفر )عليه السلم( نحوا من خمسين‬
‫رجل‪ ،‬قال‪ :‬فجلس بعد سكوت كان منا طويل فقال‪» :‬ما لكم ل تنطقون‪ ،‬لعلكم ترون أني نبي؟ ل و ال ما أنا‬
‫كذلك‪ ،‬و لكن في قرابة من رسول ال )صلى ال عليه و آله( قريبة‪ ،‬و ولدة‪ ،‬من وصلها وصله ال‪ ،‬و من أحبها‬
‫أحبه ال‪ ،‬و من أكرمها أكرمه ال‪ ،‬أ تدرون أي البقاع أفضل عند ال منزلة؟«‪ .‬فلم يتكلم أحد‪ ،‬فكان هو الراد على‬
‫نفسه‪ ،‬فقال‪» :‬تلك مكة الحرام‪ ،‬التي رضيها لنفسه حرما‪ ،‬و جعل بيته فيها«‪.‬‬
‫ثم قال‪» :‬أ تدرون أي البقاع أفضل من مكة؟« فلم يتكلم أحد‪ ،‬فكان هو الراد على نفسه‪ ،‬فقال‪» :‬ما بين الحجر‬
‫السود إلى باب الكعبة‪ ،‬ذلك حطيم إبراهيم )عليه السلم( نفسه الذي كان يذود فيه غنمه و يصلي فيه‪ ،‬فو ال لو‬
‫أن عبدا صف قدميه في ذلك المكان‪ ،‬قام النهار مصليا حتى يجنه الليل‪ ،‬و قام الليل مصليا حتى يجنه النهار‪ ،‬ثم لم‬
‫يعرف لنا حقا أهل البيت و حرمنا حقنا‪ ،‬لم يقبل ال منه شيئا أبدا‪.‬‬
‫س َتْهِوي ِإَلْيِهْم أما إنه لم‬
‫ن الّنا ِ‬
‫ل َأْفِئَدًة ِم َ‬
‫جَع ْ‬‫إن أبانا إبراهيم )صلوات ال عليه( كان فيما اشترط على ربه أن قال‪َ :‬فا ْ‬
‫يقل‪ :‬الناس كلهم‪ ،‬أنتم أولئك رحمكم ال و نظراؤكم‪ ،‬فإنما مثلكم في الناس مثل الشعرة البيضاء في الثور السود‪،‬‬
‫أو الشعرة السوداء في الثور البيض‪ ،‬و ينبغي للناس أن يحجوا هذا البيت‪ ،‬و أن يعظموه لتعظيم ال إياه‪ ،‬و أن‬
‫يلقونا أينما كنا‪ ،‬نحن الدلء على ال«‪.‬‬
‫و‬
‫في خبر آخر‪» :‬أ تدرون أي بقعة أعظم حرمة عند ال؟« فلم يتكلم أحد‪ ،‬و كان هو الراد على نفسه‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫»ذلك ما بين الركن السود و المقام‪ ،‬إلى باب الكعبة‪ ،‬ذلك حطيم إسماعيل )عليه السلم( الذي كان يذود فيه‬
‫غنمه«‪ .‬ثم‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -10‬تفسير العّياشي ‪.38 /232 :2‬‬
‫‪ -11‬تفسير العّياشي ‪.39 /232 :2‬‬
‫‪ -12‬تفسير العّياشي ‪.40 /233 :1‬‬
‫‪ -13‬تفسير العّياشي ‪.41 /233 :2‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪316 :‬‬
‫ذكر الحديث »‪.«1‬‬
‫‪ -[14] /5777‬عن الفضيل بن يسار‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬نظر إلى الناس يطوفون حول الكعبة‪،‬‬
‫فقال‪:‬‬
‫»هكذا كانوا يطوفون في الجاهلية‪ ،‬إنما أمروا أن يطوفوا ثم ينفروا إلينا فيعلمونا وليتهم‪ ،‬و يعرضون علينا‬
‫س َتْهِوي ِإَلْيِهْم فقال‪» :‬آل محمد‪ ،‬ثم قال‪ -‬إلينا إلينا«‪.‬‬ ‫ن الّنا ِ‬ ‫ل َأْفِئَدًة ِم َ‬
‫جَع ْ‬ ‫نصرتهم« ثم قرأ هذه الية‪َ :‬فا ْ‬
‫و تقدم حديث الباقر )عليه السلم( مع قتادة‪ ،‬في باب مقدمات الكتاب »‪ ،«2‬و يأتي في قوله تعالى‪َ :‬و َقّدْرنا ِفيَها‬
‫ن »‪.«3‬‬ ‫ي َو َأّيامًا آِمِني َ‬ ‫سيُروا ِفيها َلياِل َ‬ ‫سْيَر ِ‬ ‫ال ّ‬
‫جِميعًا َو ل َتَفّرُقوا من سورة آل عمران‪ ،‬حديث جابر بن عبد ال‪،‬‬ ‫ل َ‬ ‫ل ا ِّ‬‫حْب ِ‬‫صُموا ِب َ‬ ‫عَت ِ‬ ‫و تقدم في قوله تعالى‪َ :‬و ا ْ‬
‫عن رسول ال )صلى ال عليه و آله( »‪.«4‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ل ]‪[46 -38‬‬ ‫جبا ُ‬‫ل ِمْنُه اْل ِ‬‫ن َمْكُرُهْم ِلَتُزو َ‬ ‫ن كا َ‬ ‫ن‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و ِإ ْ‬ ‫خِفي َو ما ُنْعِل ُ‬ ‫ك َتْعَلُم ما ُن ْ‬ ‫َرّبنا ِإّن َ‬
‫خِفي َو ما‬ ‫ك َتْعَلُم ما ُن ْ‬ ‫‪ -[1] /5778‬العياشي‪ :‬عن السري‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقرأ‪َ» :‬رّبنا ِإّن َ‬
‫يٍء شأن إسماعيل‪ ،‬و ما أخفى أهل البيت«‪.‬‬ ‫ش ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ل ِم ْ‬
‫عَلى ا ِّ‬ ‫خفى َ‬ ‫ن َو ما َي ْ‬ ‫ُنْعِل ُ‬
‫‪ -[2] /5779‬عن حريز بن عبد ال‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬عن أحدهما )عليهما السلم(‪ ،‬أنه كان يقرأ هذه الية‪» :‬رب‬
‫اغفر لي و لولدي« يعني إسماعيل و إسحاق‪.‬‬
‫ي قال‪:‬‬ ‫غِفْر ِلي َو ِلواِلَد ّ‬ ‫‪ -[3] /5780‬و في رواية اخرى‪ :‬عمن ذكره‪ ،‬عن أحدهما )عليهما السلم(‪ ،‬أنه قرأ‪َ :‬رّبَنا ا ْ‬
‫»آدم و حواء«‪.‬‬
‫ي‪.‬‬
‫غِفْر ِلي َو ِلواِلَد ّ‬ ‫‪ -[4] /5781‬عن جابر‪ ،‬قال سألت أبا جعفر )عليه السلم( عن قول ال تعالى‪َ :‬رّبَنا ا ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -14‬تفسير العّياشي ‪.43 /234 :2‬‬
‫‪ -1‬تفسير العّياشي ‪.44 /234 :2‬‬
‫‪ -2‬تفسير العّياشي ‪.45 /234 :2‬‬
‫‪ -3‬تفسير العّياشي ‪.46 /234 :2‬‬
‫‪ -4‬تفسير العّياشي ‪[.....] .47 /2352‬‬
‫)‪ (1‬تفسير العّياشي ‪.42 /233 :2‬‬
‫)‪ (2‬تقّدم في الحديث )‪ (3‬باب )‪ (6‬في النهي عن تفسير القرآن بالرأي و النهي عن الجدال‪.‬‬
‫)‪ (3‬يأتي في الحديث )‪ (4‬من تفسير اليات )‪ (19 -15‬من سورة سبأ‪.‬‬
‫)‪ (4‬تقّدم في الحديث )‪ (2‬من تفسير الية )‪ (103‬من سورة آل عمران‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪317 :‬‬
‫قال‪» :‬هذه كلمة صحفها الكتاب‪ ،‬إنما كان استغفار إبراهيم )عليه السلم( لبيه عن موعدة وعدها إياه‪ ،‬و إنما قال‪:‬‬
‫رب اغفر لي و لولدي‪ .‬يعني إسماعيل و إسحاق‪ .‬و الحسن و الحسين و ال ابنا رسول ال )صلى ال عليه و‬
‫آله(«‪.‬‬
‫ي قال‪ :‬إنما أنزلت‪) :‬و لولدي( إسماعيل و‬ ‫غِفْر ِلي َو ِلواِلَد ّ‬ ‫‪ -[5] /5782‬علي بن إبراهيم‪ :‬و أما قوله َرّبَنا ا ْ‬
‫لْبصاُر قال‪:‬‬ ‫ص ِفيِه ا َْ‬ ‫خ ُ‬ ‫شَ‬ ‫خُرُهْم ِلَيْوٍم َت ْ‬‫ن ِإّنما ُيَؤ ّ‬ ‫ظاِلُمو َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫عّما َيْعَم ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ل غاِف ً‬ ‫ن ا َّ‬ ‫سَب ّ‬‫حَ‬‫إسحاق‪ ،‬و قوله‪َ :‬و ل َت ْ‬
‫تبقى أعينهم مفتوحة من هول جهنم‪ ،‬ل يقدرون أن يطرفوها‪ .‬قال‪َ :‬و َأْفِئَدُتُهْم َهواٌء قال‪ :‬قلوبهم تتصدع من‬
‫ج ْ‬
‫ب‬ ‫ب ُن ِ‬ ‫ل َقِري ٍ‬ ‫جٍ‬ ‫خْرنا ِإلى َأ َ‬ ‫ظَلُموا َرّبنا َأ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫ل اّلِذي َ‬‫ب َفَيُقو ُ‬ ‫س يا محمد َيْوَم َيْأِتيِهُم اْلَعذا ُ‬ ‫الخفقان‪ .‬ثم قال‪َ :‬و َأْنِذِر الّنا َ‬
‫سَكْنُتْم ِفي َمساِك ِ‬
‫ن‬ ‫ل أي ل تهلكون َو َ‬ ‫ن َزوا ٍ‬ ‫ل أي حلفتم ما َلُكْم ِم ْ‬ ‫ن َقْب ُ‬‫سْمُتْم ِم ْ‬‫ل َأ َو َلْم َتُكوُنوا َأْق َ‬ ‫سَ‬‫ك َو َنّتِبِع الّر ُ‬ ‫عَوَت َ‬‫َد ْ‬
‫ل َو َقْد َمَكُروا‬ ‫لْمثا َ‬ ‫ضَرْبنا َلُكُم ا َْ‬ ‫ف َفَعْلنا ِبِهْم َو َ‬ ‫ن َلُكْم َكْي َ‬ ‫سُهْم يعني ممن قد هلكوا من بني امية َو َتَبّي َ‬ ‫ظَلُموا َأْنُف َ‬
‫ن َ‬ ‫اّلِذي َ‬
‫ل قال‪ :‬مكر بني فلن‪.‬‬ ‫جبا ُ‬ ‫ل ِمْنُه اْل ِ‬‫ن َمْكُرُهْم ِلَتُزو َ‬ ‫ن كا َ‬ ‫ل َمْكُرُهْم َو ِإ ْ‬ ‫عْنَد ا ِّ‬‫َمْكَرُهْم َو ِ‬
‫‪ -[6] /5783‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن أبي الصباح‬
‫بن عبد الحميد‪ ،‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬و ال للذي صنعه الحسن بن علي‬
‫)عليهما السلم( كان خيرا لهذه المة مما طلعت عليه الشمس‪ ،‬فو ال‪ ،‬فيه »‪ «1‬نزلت هذه الية‪َ :‬أ َلْم َتَر ِإَلى اّلِذي َ‬
‫ن‬
‫عَلْيِهُم‬‫ب َ‬ ‫صلَة َو آُتوا الّزكاَة »‪ «2‬إنما هي طاعة المام‪ ،‬و طلبوا القتال َفَلّما ُكِت َ‬ ‫ل َلُهْم ُكّفوا َأْيِدَيُكْم َو َأِقيُموا ال ّ‬ ‫ِقي َ‬
‫ج ْ‬
‫ب‬ ‫ب »‪ُ ،«4‬ن ِ‬ ‫ل َقِري ٍ‬ ‫جٍ‬‫خْرَتنا ِإلى َأ َ‬ ‫ل َلْو ل َأ ّ‬ ‫عَلْيَنا اْلِقتا َ‬
‫ت َ‬ ‫ل »‪ «3‬مع الحسين )عليه السلم( قاُلوا َرّبنا ِلَم َكَتْب َ‬ ‫اْلِقتا ُ‬
‫ل أرادوا تأخير ذلك إلى القائم )عليه السلم(«‪.‬‬ ‫سَ‬‫ك َو َنّتِبِع الّر ُ‬ ‫عَوَت َ‬‫َد ْ‬
‫ن ِقيلَ َلُهْم ُكّفوا‬ ‫‪ -[7] /5784‬العياشي‪ :‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله‪َ :‬أ َلْم َتَر ِإَلى اّلِذي َ‬
‫ل »‪ «6‬مع‬ ‫عَلْيِهُم اْلِقتا ُ‬‫ب َ‬ ‫صلَة َو آُتوا الّزكاَة »‪» «5‬إنما هي طاعة المام‪ ،‬و طلبوا القتال َفَلّما ُكِت َ‬ ‫َأْيِدَيُكْم َو َأِقيُموا ال ّ‬
‫ك َو َنّتِبِع‬‫عَوَت َ‬‫ب َد ْ‬ ‫ج ْ‬ ‫ب »‪ُ ،«7‬ن ِ‬ ‫ل َقِري ٍ‬ ‫جٍ‬ ‫خْرَتنا ِإلى َأ َ‬ ‫ل َلْو ل َأ ّ‬ ‫عَلْيَنا اْلِقتا َ‬
‫ت َ‬‫الحسين )عليه السلم( قاُلوا َرّبنا ِلَم َكَتْب َ‬
‫ل أرادوا تأخير ذلك إلى القائم )عليه السلم(«‪.‬‬ ‫سَ‬ ‫الّر ُ‬
‫‪ -[8] /5785‬عن سعد بن عمر‪ ،‬عن غير واحد ممن حضر أبا عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬و رجل يقول‪ :‬قد ثبت دار‬
‫صالح و دار عيسى بن علي‪ -‬ذكر دور العباسين‪ -‬فقال رجل‪ :‬أراناها ال خرابا‪ ،‬أو خربها بأيدينا‪ .‬فقال له أبو‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -5‬تفسير القّمي ‪.372 :1‬‬
‫‪ -6‬الكافي ‪.506 /330 :8‬‬
‫‪ -7‬تفسير العّياشي ‪.48 /235 :2‬‬
‫‪ -8‬تفسير العّياشي ‪.49 /235 :2‬‬
‫ل لقد‪.‬‬ ‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬و ا ّ‬
‫)‪ (2‬النساء ‪.77 :4‬‬
‫)‪ (3‬النساء ‪.77 :4‬‬
‫)‪ (4‬النساء ‪.77 :4‬‬
‫)‪ (5‬النساء ‪.77 :4‬‬
‫)‪ (6‬النساء ‪[.....] .77 :4‬‬
‫)‪ (7‬النساء ‪.77 :4‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪318 :‬‬
‫سَكْنُتْم ِفي َمساِك ِ‬
‫ن‬ ‫عبد ال )عليه السلم(‪» :‬ل تقل هكذا‪ ،‬بل تكون مساكن القائم و أصحابه‪ ،‬أما سمعت ال يقول‪َ :‬و َ‬
‫سُهْم؟«‪.‬‬ ‫ظَلُموا َأْنُف َ‬
‫ن َ‬ ‫اّلِذي َ‬
‫ل ِمْنُه‬‫ن َمْكُرُهْم ِلَتُزو َ‬
‫ن كا َ‬
‫‪ -[9] /5786‬عن جميل بن دراج‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪َ» :‬و ِإ ْ‬
‫ل و إن كان مكر بني العباس بالقائم لتزول منه قلوب الرجال«‪.‬‬ ‫جبا ُ‬ ‫اْل ِ‬
‫‪ -[10] /5787‬عن الحارث‪ ،‬عن علي بن أبي طالب )عليه السلم( قال‪» :‬إن نمرود أراد أن ينظر إلى ملك‬
‫السماء‪ ،‬فأخذ نسورا أربعة فرباهن حتى كن نشاطا‪ ،‬و جعل تابوتا من خشب‪ ،‬و أدخل فيه رجل‪ ،‬ثم شد قوائم‬
‫النسور بقوائم التابوت‪ ،‬ثم أطارهن‪ ،‬ثم جعل في وسط التابوت عمودا‪ ،‬و جعل في رأس العمود لحما‪ ،‬فلما رأى‬
‫النسور اللحم طرن‪ ،‬و طرن بالتابوت و الرجل‪ ،‬فارتفعن إلى السماء‪ ،‬فمكثن ما شاء ال‪ .‬ثم إن الرجل أخرج من‬
‫التابوت رأسه فنظر إلى السماء فإذا هي على حالها‪ ،‬و نظر إلى الرض فإذا هو ل يرى الجبال إل كالذر‪ ،‬ثم‬
‫مكث ساعة فنظر إلى السماء فإذا هي على حالها‪ ،‬و نظر إلى الرض فإذا هو ل يرى إل الماء‪ ،‬ثم مكث ساعة‬
‫فنظر إلى السماء فإذا هي على حالها‪ ،‬و نظر إلى الرض فإذا هو ل يرى شيئا فلما نزل اللحم »‪ «1‬إلى سفل‬
‫ن كا َ‬
‫ن‬ ‫العمود‪ ،‬و طلبت النسور اللحم‪ ،‬سمعت الجبال هدة النسور فخافت من أمر السماء‪ ،‬و هو قول ال‪َ :‬و ِإ ْ‬
‫ل«‪.‬‬ ‫جبا ُ‬‫ل ِمْنُه اْل ِ‬
‫َمْكُرُهْم ِلَتُزو َ‬
‫‪ -[11] /5788‬الشيخ في )مجالسه(‪ :‬قال‪ :‬أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو عبد ال محمد ابن‬
‫وهبان‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو القاسم علي بن حبشي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو الفضل العباس بن محمد بن الحسين‪ ،‬قال‪:‬‬
‫حدثنا أبي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا صفوان بن يحيى‪ ،‬عن الحسين بن أبي غندر‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال‬
‫)عليه السلم( يقول‪» :‬اتقوا ال‪ ،‬و عليكم بالطاعة لئمتكم‪ ،‬قولوا ما يقولون‪ ،‬و اصمتوا عما صمتوا‪ ،‬فإنكم في‬
‫ل‪ -‬يعني بذلك ولد العباس‪ -‬فاتقوا ال فإنكم في هدنة‪،‬‬ ‫جبا ُ‬
‫ل ِمْنُه اْل ِ‬
‫ن َمْكُرُهْم ِلَتُزو َ‬
‫ن كا َ‬ ‫سلطان من قال ال تعالى‪َ :‬و ِإ ْ‬
‫صلوا في عشائرهم‪ ،‬و اشهدوا جنائزهم‪ ،‬و أدوا المانة إليهم‪ ،‬و عليكم بحج هذا البيت فأدمنوه‪ ،‬فإن في إدمانكم‬
‫الحج دفع مكاره الدنيا عنكم و أهوال يوم القيامة«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫حِد اْلَقّهاِر ]‪[48‬‬
‫ل اْلوا ِ‬‫ت َو َبَرُزوا ِّ‬ ‫سماوا ُ‬ ‫ض َو ال ّ‬‫لْر ِ‬ ‫غْيَر ا َْ‬‫ض َ‬ ‫لْر ُ‬ ‫ل ا َْ‬
‫َيْوَم ُتَبّد ُ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -9‬تفسير العّياشي ‪.50 /235 :2‬‬
‫‪ -10‬تفسير العّياشي ‪.51 /235 :2‬‬
‫‪ -11‬المالي ‪.280 :2‬‬
‫)‪ (1‬في البحار ‪ :36 /44 :12‬ل يرى شيئا‪ ،‬ثّم وقع في ظلمة لم ير ما فوقه و ما تحته‪ ،‬ففزع فألقى اللحم‪ ،‬فأتبعته‬
‫ضات‪.‬‬ ‫النسور منق ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪319 :‬‬

‫‪ -[1] /5789‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن سليمان بن جعفر‪ ،‬عن‬
‫هشام بن سالم‪ ،‬عن زرارة‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال سأله البرش الكلبي عن قول ال عز و جل‪َ :‬يْوَم‬
‫ض‪ .‬قال‪» :‬تبدل خبزة نقية يأكل الناس منها حتى يفرغ من الحساب«‪.‬‬
‫لْر ِ‬
‫غْيَر ا َْ‬
‫ض َ‬
‫لْر ُ‬
‫ل ا َْ‬‫ُتَبّد ُ‬
‫فقال البرش‪ :‬فقلت‪ :‬إن الناس يومئذ لفي شغل عن الكل! فقال أبو جعفر )عليه السلم(‪» :‬هم في النار ل يشتغلون‬
‫عن أكل الضريع و شرب الحميم و هم في العذاب‪ ،‬فكيف يشتغلون عنه في الحساب؟«‪.‬‬
‫‪ -[2] /5790‬و عنه‪ :‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن أحمد بن أبي عبد ال‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن القاسم بن عروة‪ ،‬عن عبد‬
‫لْر ُ‬
‫ض‬ ‫ل ا َْ‬
‫ال بن بكير‪ ،‬عن زرارة‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال »‪) «1‬عليه السلم( عن قول ال عز و جل‪َ :‬يْوَم ُتَبّد ُ‬
‫ض‪ .‬قال‪» :‬تبدل خبزا نقيا يأكل منه الناس حتى يفرغوا من الحساب«‪.‬‬ ‫لْر ِ‬‫غْيَر ا َْ‬
‫َ‬
‫فقال له قائل‪ :‬إنهم لفي شغل يومئذ عن الكل و الشرب! فقال‪» :‬إن ال عز و جل خلق ابن آدم أجوف‪ ،‬و ل بد له‬
‫سَتِغيُثوا‬
‫ن َي ْ‬‫من الطعام و الشراب‪ ،‬أهم أشد شغل يومئذ أم من في النار و قد استغاثوا؟ و ال عز و جل يقول‪َ :‬و ِإ ْ‬
‫ب »‪«2‬؟«‪.‬‬ ‫شرا ُ‬
‫س ال ّ‬‫جوَه ِبْئ َ‬ ‫شِوي اْلُو ُ‬ ‫ل َي ْ‬ ‫ُيغاُثوا ِبماٍء َكاْلُمْه ِ‬
‫‪ -[3] /5791‬و عنه‪ :‬عدة من أصحابنا‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن خالد‪ ،‬عن الحسن بن محبوب‪ ،‬عن أبي حمزة ثابت‬
‫بن دينار الثمالي‪ ،‬و أبو منصور‪ ،‬عن أبي الربيع‪ ،‬قال سأل نافع أبا جعفر )عليه السلم( فقال‪ :‬أخبرني عن قول‬
‫ت أي أرض تبدل يومئذ؟ فقال أبو جعفر )عليه السلم(‪:‬‬ ‫سماوا ُ‬ ‫ض َو ال ّ‬ ‫لْر ِ‬‫غْيَر ا َْ‬
‫ض َ‬ ‫لْر ُ‬ ‫ل ا َْ‬
‫ال عز و جل‪َ :‬يْوَم ُتَبّد ُ‬
‫»أرض تبقى خبزة يأكلون منها حتى يفرغ ال عز و جل من الحساب«‪.‬‬
‫فقال نافع‪ :‬إنهم عن الكل لمشغولون؟ فقال أبو جعفر )عليه السلم(‪» :‬أهم يومئذ أشغل‪ ،‬أم إذ هم في النار؟« فقال‬
‫نافع‪ :‬بل إذ هم في النار‪ .‬قال‪» :‬و ال ما شغلهم إذ دعوا بالطعام فأطعموا الزقوم‪ ،‬و دعوا بالشراب فسقوا الحميم«‪.‬‬
‫فقال‪ :‬صدقت‪ ،‬يا بن رسول ال‪.‬‬
‫‪ -[4] /5792‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن أحمد بن محمد )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا حمزة بن القاسم‬
‫العلوي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن الحسين بن الجنيد البزاز‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا إبراهيم بن موسى الفراء‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن‬
‫ثور‪ ،‬عن معمر‪ ،‬عن يحيى بن أبي كثير‪ ،‬عن عبد ال بن مرة‪ ،‬عن ثوبان‪ :‬أن يهوديا جاء إلى النبي )صلى ال‬
‫عليه و آله( فقال له‪ :‬يا‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬الكافي ‪.1 /286 :6‬‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.4 /286 :6‬‬
‫‪ -3‬الكافي ‪.93 /120 :8‬‬
‫‪ -4‬علل الشرائع‪.5 /96 :‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬أبا جعفر‪.‬‬
‫)‪ (2‬الكهف ‪.29 :18‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪320 :‬‬
‫محمد‪ ،‬أسألك فتخبرني فيه‪ .‬فرفسه ثوبان برجله‪ ،‬و قال له‪ :‬قل يا رسول ال‪ .‬فقال‪ :‬ل أدعوه إل بما سماه أهله‪.‬‬
‫قال‪:‬‬
‫ت أين الناس يومئذ؟ قال‪» :‬في الظلمة دون‬ ‫سماوا ُ‬ ‫ض َو ال ّ‬ ‫لْر ِ‬ ‫غْيَر ا َْ‬‫ض َ‬‫لْر ُ‬ ‫ل ا َْ‬
‫أ رأيت قول ال عز و جل‪َ :‬يْوَم ُتَبّد ُ‬
‫المحشر«‪.‬‬
‫قال‪ :‬فما أول ما يأكل أهل الجنة إذا دخلوها؟ قال‪» :‬كبد الحوت«‪ .‬قال‪ :‬فما شرابهم على أثر ذلك؟ قال‪:‬‬
‫»السلسبيل« قال‪ :‬صدقت‪ ،‬يا محمد‪.‬‬
‫‪ -[5] /5793‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن‬
‫الحسن الصفار‪ ،‬عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب‪ ،‬عن محمد بن عبد ال بن هلل‪ ،‬عن العلء بن رزين‪،‬‬
‫عن محمد بن مسلم‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول‪» :‬لقد خلق ال عز و جل في الرض منذ خلقها‬
‫سبعة عالمين ليس هم من ولد آدم‪ ،‬خلقهم من أديم الرض‪ ،‬فأسكنهم فيها واحدا بعد واحد مع عالمه‪ ،‬ثم خلق ال‬
‫عز و جل آدم أبا هذا البشر‪ ،‬و خلق ذريته منه‪ ،‬و ل و ال ما خلت الجنة من أرواح المؤمنين منذ خلقها‪ ،‬و ل‬
‫خلت النار من أرواح الكفار و العصاة منذ خلقها عز و جل‪ ،‬لعلكم ترون إذا كان يوم القيامة و صير ال أبدان أهل‬
‫الجنة مع أرواحهم في الجنة‪ ،‬و صير أبدان أهل النار مع أرواحهم في النار‪ ،‬أن ال تعالى ل يعبد في بلده‪ ،‬و ل‬
‫يخلق خلقا يعبدونه و يوحدونه و يعظمونه! بلى و ال‪ ،‬ليخلقن ال خلقا من غير فحولة و ل إناث‪ ،‬يعبدونه و‬
‫لْر ُ‬
‫ض‬ ‫ل ا َْ‬‫يوحدونه و يعظمونه‪ ،‬و يخلق لهم أرضا تحملهم‪ ،‬و سماء تظلهم‪ ،‬أليس ال عز و جل يقول‪َ :‬يْوَم ُتَبّد ُ‬
‫جِديٍد« »‪.«1‬‬ ‫ق َ‬ ‫خْل ٍ‬
‫ن َ‬
‫س ِم ْ‬
‫ل ُهْم ِفي َلْب ٍ‬
‫ل َب ْ‬
‫لّو ِ‬
‫ق ا َْ‬
‫خْل ِ‬
‫ت‪ ،‬و قال ال عز و جل‪َ :‬أ َفَعِيينا ِباْل َ‬ ‫سماوا ُ‬ ‫ض َو ال ّ‬ ‫لْر ِ‬ ‫غْيَر ا َْ‬
‫َ‬
‫‪ -[6] /5794‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن الحسن بن محبوب‪ ،‬عن محمد بن النعمان الحول‪ ،‬عن‬
‫سلم بن المستنير‪ ،‬عن ثوير بن أبي فاختة‪ ،‬عن علي بن الحسين )عليهما السلم( في حديث يصف فيه المحشر‪،‬‬
‫ض يعني بأرض لم تكسب عليها الذنوب‪ ،‬بارزة ليس عليها جبال و ل نبات‪ ،‬كما‬ ‫لْر ِ‬ ‫غْيَر ا َْ‬
‫ض َ‬ ‫لْر ُ‬ ‫ل ا َْ‬
‫قال‪ُ» :‬تَبّد ُ‬
‫دحاها أول مرة«‪.‬‬
‫‪ -[7] /5795‬المفيد في )إرشاده( قال‪ :‬أخبرني الشريف أبو محمد الحسن بن محمد‪ ،‬قال‪ :‬حدثني جدي‪ ،‬قال‪:‬‬
‫حدثني الزبير بن أبي بكر‪ ،‬قال حدثني عبد الرحمن بن عبيد ال الزهري‪ ،‬قال‪ :‬حج هشام بن عبد الملك‪ ،‬فدخل‬
‫المسجد الحرام متكئا على يد سالم موله‪ ،‬و محمد بن علي بن الحسين )عليهم السلم( جالس في المسجد‪ ،‬فقال له‬
‫سالم موله‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬هذا محمد بن علي بن الحسين‪ .‬قال هشام‪ :‬المفتون به أهل العراق؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬فقال‪:‬‬
‫اذهب إليه‪ ،‬فقل له‪ ،‬يقول لك أمير المؤمنين‪ :‬ما الذي يأكل الناس و يشربون إلى أن يفصل بينهم يوم القيامة؟ فقال‬
‫أبو جعفر )عليه السلم(‪» :‬يحشر الناس على مثل قرص نقي‪ ،‬فيها أنهار متفجرة‪ ،‬يأكلون و يشربون حتى يفرغ‬
‫من‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -5‬الخصال‪.45 /358 :‬‬
‫‪ -6‬تفسير القّمي ‪.252 :2‬‬
‫‪ -7‬الرشاد‪[.....] .264 :‬‬
‫)‪ (1‬سورة ق ‪.15 :50‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪321 :‬‬
‫الحساب«‪.‬‬
‫قال‪ :‬فرأى هشام أنه قد ظفر به‪ ،‬فقال‪ :‬ال أكبر‪ ،‬اذهب إليه فقل له‪ :‬يقول لك ما أشغلهم عن الكل و الشرب‬
‫عَلْينا ِم َ‬
‫ن‬ ‫ضوا َ‬
‫يومئذ؟! فقال له أبو جعفر )عليه السلم(‪» :‬هم في النار أشغل‪ ،‬و لم يشتغلوا عن أن »‪ «1‬قالوا‪َ :‬أِفي ُ‬
‫ل »‪ .««2‬فسكت هشام ل يرجع كلما‪.‬‬ ‫اْلماِء َأْو ِمّما َرَزَقُكُم ا ُّ‬
‫الطبرسي في )الحتجاج(‪ :‬عن عبد الرحمن بن عبيد ال الزهري‪ ،‬قال‪ :‬حج هشام بن عبد الملك‪ ،‬و ذكر الحديث‬
‫بعينه »‪.«3‬‬

‫غْيَر‬
‫لْرضُ َ‬ ‫ل ا َْ‬‫‪ -[8] /5796‬العياشي‪ :‬عن ثوير بن أبي فاختة‪ ،‬عن علي بن الحسين )عليه السلم(‪ .‬قال‪ُ» :‬تَبّد ُ‬
‫ض يعني بأرض لم تكتسب عليها الذنوب‪ ،‬بارزة ليست عليها جبال و ل نبات‪ ،‬كما دحاها أول مرة«‪.‬‬ ‫لْر ِ‬ ‫ا َْ‬
‫غْيَر‬
‫ض َ‬ ‫لْر ُ‬ ‫ل ا َْ‬‫‪ -[9] /5797‬عن زرارة‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال »‪) «4‬عليه السلم( عن قول ال‪َ :‬يْوَم ُتَبّد ُ‬
‫ض‪.‬‬
‫لْر ِ‬ ‫ا َْ‬
‫طعاَم »‬ ‫ن ال ّ‬ ‫سدًا ل َيْأُكُلو َ‬ ‫جَ‬ ‫جَعْلناُهْم َ‬‫قال‪» :‬تبدل خبزة نقية‪ ،‬يأكل الناس منها حتى يفرغ من الحساب‪ ،‬قال ال َو ما َ‬
‫‪.««5‬‬
‫‪ -[10] /5798‬عن محمد‪ ،‬عن محمد بن هاشم‪ ،‬عمن أخبره‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬قال له البرش‬
‫ض أنها تبدل خبزة؟‬ ‫لْر ِ‬ ‫غْيَر ا َْ‬‫ض َ‬ ‫لْر ُ‬ ‫ل ا َْ‬‫الكلبي‪ :‬بلغني أنك قلت في قول ال‪َ :‬يْوَم ُتَبّد ُ‬
‫فقال أبو جعفر )عليه السلم(‪» :‬صدقوا‪ ،‬تبدل الرض خبزة نقية في الموقف‪ ،‬يأكلون منها«‪ .‬فضحك البرش‪ ،‬و‬
‫قال‪ :‬أما لهم شغل بما هم فيه عن أكل الخبز؟ فقال‪» :‬ويحك‪ ،‬في أي المنزلتين هم أشد شغل و أسوء حال‪ ،‬إذ هم‬
‫ن َزّقوٍم‬‫جٍر ِم ْ‬ ‫شَ‬ ‫ن َ‬ ‫ن ِم ْ‬ ‫لِكُلو َ‬ ‫في الموقف‪ ،‬أو في النار يعذبون«؟ فقال‪ :‬ل‪ ،‬في النار‪ .‬فقال‪» :‬ويحك‪ ،‬و إن ال يقول‪َ :‬‬
‫ب اْلِهيِم »‪ ««6‬قال‪ :‬فسكت‪.‬‬ ‫شْر َ‬ ‫ن ُ‬ ‫حِميِم َفشاِرُبو َ‬ ‫ن اْل َ‬ ‫عَلْيِه ِم َ‬
‫ن َ‬
‫ن َفشاِرُبو َ‬‫طو َ‬ ‫ن ِمْنَها اْلُب ُ‬ ‫َفماِلُؤ َ‬
‫‪ -[11] /5799‬و في خبر آخر عنه )عليه السلم( قال‪» :‬و هم في النار ل يشغلون عن أكل الضريع و شرب‬
‫الحميم و هم في العذاب‪ ،‬فكيف يشتغلون عنه في الحساب؟«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -8‬تفسير العّياشي ‪.52 /236 :2‬‬
‫‪ -9‬تفسير العّياشي ‪.53 /327 :2‬‬
‫‪ -10‬تفسير العّياشي ‪.54 /237 :2‬‬
‫‪ -11‬تفسير العّياشي ‪.55 /237 :2‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬يشغلوا إلى أن‪.‬‬
‫)‪ (2‬العراف ‪.50 :7‬‬
‫)‪ (3‬الحتجاج ‪.323 :2‬‬
‫)‪ (4‬في المصدر‪ :‬أبا جعفر‪.‬‬
‫)‪ (5‬النبياء ‪.8 :21‬‬
‫)‪ (6‬الواقعة ‪.55 -52 :56‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪322 :‬‬
‫لْر ُ‬
‫ض‬ ‫ل ا َْ‬‫‪ -[12] /5800‬عن عبد ال بن سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬في قول ال عز و جل‪َ :‬يْوَم ُتَبّد ُ‬
‫ض قال‪» :‬تبدل خبزة نقية‪ ،‬يأكل الناس منها حتى يفرغ من الحساب«‪.‬‬ ‫لْر ِ‬ ‫غْيَر ا َْ‬ ‫َ‬
‫فقال له قائل‪» :‬إنهم يومئذ في شغل عن الكل و الشرب؟! فقال له‪» :‬ابن آدم خلق أجوف‪ ،‬ل بد له من الطعام و‬
‫ل »‪«1‬؟«‪.‬‬ ‫سَتِغيُثوا ُيغاُثوا ِبماٍء َكاْلُمْه ِ‬‫ن َي ْ‬
‫الشراب‪ ،‬أهم أشد شغل‪ ،‬أم و هم في النار و قد استغاثوا؟ فقال‪َ :‬و ِإ ْ‬
‫‪ -[13] /5801‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول‪» :‬لقد خلق ال في الرض منذ‬
‫خلقها سبعة عالمين ليس هم من ولد آدم‪ ،‬خلقهم من أديم الرض‪ ،‬فأسكنوها واحدا بعد واحد مع عالمه‪ ،‬ثم خلق ال‬
‫آدم أبا هذا البشر‪ ،‬و خلق ذريته منه‪ ،‬و ل و ال ما خلت الجنة من أرواح المؤمنين منذ خلقها ال‪ ،‬و ل خلت النار‬
‫من أرواح الكافرين منذ خلقها ال‪ .‬لعلكم ترون أنه إذا كان يوم القيامة‪ ،‬و صير ال أبدان أهل الجنة مع أرواحهم‬
‫في الجنة‪ ،‬و صير أبدان أهل النار مع أرواحهم في النار‪ ،‬أن ال تبارك و تعالى ل يعبد في بلده‪ ،‬و ل يخلق خلقا‬
‫يعبدونه و يوحدونه! بلى و ال‪ ،‬ليخلقن خلقا من غير فحولة و ل إناث‪ ،‬يعبدونه و يوحدونه و يعظمونه‪ ،‬و يخلق‬
‫ت و قال ال‪:‬‬ ‫سماوا ُ‬ ‫ض َو ال ّ‬
‫لْر ِ‬‫غْيَر ا َْ‬
‫ض َ‬‫لْر ُ‬ ‫ل ا َْ‬ ‫لهم أرضا تحملهم و سماء تظلهم‪ ،‬أليس ال يقول‪َ :‬يْوَم ُتَبّد ُ‬
‫جِديٍد »‪.««2‬‬ ‫ق َ‬ ‫خْل ٍ‬
‫ن َ‬ ‫س ِم ْ‬‫ل ُهْم ِفي َلْب ٍ‬
‫ل َب ْ‬
‫لّو ِ‬
‫ق ا َْ‬‫خْل ِ‬
‫َأ َفَعِيينا ِباْل َ‬
‫ض قال‪ :‬تبدل خبزة بيضاء نقية في‬ ‫لْر ِ‬ ‫غْيَر ا َْ‬
‫ض َ‬ ‫لْر ُ‬ ‫ل ا َْ‬‫‪ -[14] /5802‬قال علي بن إبراهيم‪ :‬قوله‪َ :‬يْوَم ُتَبّد ُ‬
‫الموقف‪ ،‬يأكل منها المؤمنون‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ب ]‪ -[1] /5803 [52 -49‬قال‬ ‫لْلبا ِ‬
‫صفاِد‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و ِلَيّذّكَر ُأوُلوا ا َْ‬ ‫ل ْ‬ ‫ن ِفي ا َْ‬ ‫ن َيْوَمِئٍذ ُمَقّرِني َ‬
‫جِرِمي َ‬
‫َو َتَرى اْلُم ْ‬
‫سراِبيُلُهْم ِم ْ‬
‫ن‬ ‫صفاِد قال‪ :‬مقيدين بعضهم إلى بعض‪َ :‬‬ ‫ل ْ‬ ‫ن ِفي ا َْ‬ ‫ن َيْوَمِئٍذ ُمَقّرِني َ‬
‫جِرِمي َ‬‫علي بن إبراهيم‪ :‬قوله‪َ :‬و َتَرى اْلُم ْ‬
‫ن قال‪ :‬السرابيل‪ :‬القمص‪.‬‬ ‫طرا ٍ‬ ‫َق ِ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -12‬تفسير العّياشي ‪.56 /238 :2‬‬
‫‪ -13‬تفسير العّياشي ‪.57 /238 :2‬‬
‫‪ -14‬تفسير القّمي ‪[.....] .372 :1‬‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.372 :1‬‬
‫)‪ (1‬الكهف ‪.29 :18‬‬
‫)‪ (2‬سورة ق ‪.15 :50‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪323 :‬‬
‫ن‪» :‬و هو‬ ‫طرا ٍ‬ ‫ن َق ِ‬‫سراِبيُلُهْم ِم ْ‬ ‫‪ -[2] /5804‬قال‪ :‬و في رواية أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله‪َ :‬‬
‫جوَهُهُم الّناُر سربلوا ذلك الصفر فتغشى‬ ‫الصفر الحار الذائب‪ ،‬انتهى حره‪ ،‬يقول ال عز و جل‪َ :‬و َتْغشى ُو ُ‬
‫وجوههم النار«‪.‬‬
‫حٌد َو ِلَيّذّكَر ُأوُلوا‬ ‫س‪ :‬يعني محمدا َو ِلُيْنَذُروا ِبِه َو ِلَيْعَلُموا َأّنما ُهَو ِإلٌه وا ِ‬ ‫غ ِللّنا ِ‬
‫‪ -[3] /5805‬و قال في قوله‪ :‬هذا َبل ٌ‬
‫ب أي أولو العقول‪.‬‬ ‫لْلبا ِ‬
‫ا َْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.372 :1‬‬
‫‪ -3‬تفسير القّمي ‪.372 :1‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪325 :‬‬
‫المستدرك )سورة إبراهيم(‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫عيِد ]‪[14‬‬ ‫ف َو ِ‬‫ف َمقاِمي َو خا َ‬ ‫ن خا َ‬ ‫ك ِلَم ْ‬
‫ذِل َ‬
‫]‪ -[1‬تحف العقول‪ :‬عن المام علي بن الحسين )عليه السلم( أنه قال‪ -‬في حديث طويل‪» :-‬فخافوا ال أيها‬
‫عيِد فاحذروا زهرة الحياة‬ ‫ف َو ِ‬
‫ف َمقاِمي َو خا َ‬ ‫ن خا َ‬ ‫ك ِلَم ْ‬
‫المؤمنون من البيات خوف أهل التقوى‪ ،‬فإن ال يقول‪ :‬ذِل َ‬
‫الدنيا و غرورها و شرورها‪ ،‬و تذكروا ضرر عاقبة الميل إليها‪ ،‬فإن زينتها فتنة‪ ،‬و حبها خطيئة«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تحف العقول‪.273 :‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪327 :‬‬
‫سورة الحجر‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪329 :‬‬
‫سورة الحجر فضلها‬

‫‪ -[1] /5806‬خواص القرآن‪ :‬روي عن النبي )صلى ال عليه و آله( أنه قال‪» :‬من قرأ هذه السورة اعطي من‬
‫الحسنات بعدد المهاجرين و النصار‪ ،‬و من كتبها بزعفران و سقاها امرأة قليلة اللبن كثر لبنها‪ ،‬و من كتبها و‬
‫جعلها في عضده‪ ،‬و هو يبيع و يشتري‪ ،‬كثر بيعه و شراؤه‪ ،‬و يحب الناس معاملته‪ ،‬و كثر رزقه بإذن ال تعالى‬
‫ما دامت عليه«‪.‬‬
‫‪ -[2] /5807‬و قال الصادق )عليه السلم(‪» :‬من كتبها بزعفران و سقاها امرأة قليلة اللبن كثر لبنها‪ ،‬و من كتبها‬
‫و جعلها في خزينته أو جيبه‪ ،‬و غدا و خرج و هي في صحبته فإنه يكثر كسبه‪ ،‬و ل يعدل أحد عنه بما يكون عنده‬
‫مما يبيع و يشتري‪ ،‬و تحب الناس معاملته«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬خواص القرآن‪» 3 :‬قطعة منه«‪.‬‬
‫‪ -2‬خواص القرآن‪.3 :‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪331 :‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن‪ -‬إلى قوله‬
‫سِلِمي َ‬
‫ن َكَفُروا َلْو كاُنوا ُم ْ‬
‫ن ُرَبما َيَوّد اّلِذي َ‬
‫ن ُمِبي ٍ‬
‫ب َو ُقْرآ ٍ‬
‫ت اْلِكتا ِ‬
‫ك آيا ُ‬
‫حيِم الر ِتْل َ‬
‫ن الّر ِ‬
‫حم ِ‬
‫ل الّر ْ‬ ‫سِم ا ِّ‬
‫ِب ْ‬
‫ن ]‪ [3 -1‬معنى الر قد تقدم »‪.«1‬‬ ‫تعالى‪َ -‬يْعَلُمو َ‬
‫‪ -[1] /5808‬علي بن إبراهيم‪ :‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن محمد بن أبي عمير‪ ،‬عن عمر بن أذينة‪ ،‬عن رفاعة‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬إذا كان يوم القيامة‪ ،‬نادى مناد من عند ال‪ :‬ل يدخل الجنة إل مسلم‪ .‬فيومئذ يود‬
‫ن«‪.‬‬
‫ف َيْعَلُمو َ‬
‫سْو َ‬‫ل أي يشغلهم َف َ‬ ‫لَم ُ‬‫الذين كفروا لو كانوا مسلمين‪ .‬ثم قال‪َ :‬ذْرُهْم َيْأُكُلوا َو َيَتَمّتُعوا َو ُيْلِهِهُم ا َْ‬
‫‪ -[2] /5809‬سعد بن عبد ال‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن عمار ابن‬
‫مروان‪ ،‬عن المنخل بن جميل‪ ،‬عن جابر بن يزيد‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو عبد ال »‪) «2‬عليه السلم(‪» :‬قال أمير المؤمنين‬
‫ن قال‪ :‬هو إذا خرجت أنا و شيعتي‪ ،‬و‬ ‫سِلِمي َ‬
‫ن َكَفُروا َلْو كاُنوا ُم ْ‬ ‫)عليه السلم( في قول ال عز و جل‪ُ :‬رَبما َيَوّد اّلِذي َ‬
‫خرج عثمان و شيعته‪ ،‬و نقتل بني امية‪ ،‬فعندها يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين«‪.‬‬
‫‪ -[3] /5810‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا الحسن بن علي بن النعمان‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عبد ال بن مسكان‪ ،‬عن كامل التمار‪،‬‬
‫ن بفتح السين‬‫سِلِمي َ‬‫ن َكَفُروا َلْو كاُنوا ُم ْ‬‫قال‪ :‬و قال أبو عبد ال )عليه السلم( في قول ال عز و جل‪ُ :‬رَبما َيَوّد اّلِذي َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.372 :1‬‬
‫‪ -2‬مختصر بصائر الدرجات‪.18 :‬‬
‫‪ -3‬مختصر بصائر الدرجات‪.71 :‬‬
‫)‪ (1‬تقّدم في الحديث )‪ 1‬و ‪ (2‬من تفسير اليات )‪ (2 -1‬من سورة يونس‪ ،‬و الحديث )‪ (1‬من تفسير اليات )‪-1‬‬
‫‪ (6‬من سورة هود‪.‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬أبو جعفر‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪332 :‬‬
‫مثقلة اللم‪ ،‬هكذا قرأها‪.‬‬
‫شْيئًا‬
‫س َ‬
‫ن َنْف ٍ‬
‫عْ‬
‫س َ‬‫جِزي َنْف ٌ‬ ‫‪ -[4] /5811‬المام العسكري )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬قال ال عز و جل‪َ :‬و اّتُقوا َيْومًا ل َت ْ‬
‫عٌة »‪ «2‬يشفع لها بتأخير الموت عنها َو ل‬ ‫شفا َ‬ ‫ل ِمْنها َ‬ ‫»‪ «1‬ل تدفع عنها عذابا قد استحقته عند النزع َو ل ُيْقَب ُ‬
‫ل »‪ «3‬ل يقبل منها فداء مكانه‪ ،‬يمات و يترك هو فداء‪«4» .‬‬ ‫عْد ٌ‬
‫خُذ ِمْنها َ‬
‫ُيْؤ َ‬

‫قال الصادق )عليه السلم(‪ :‬و هذا اليوم يوم الموت‪ ،‬فإن الشفاعة و الفداء ل يغني عنه‪ ،‬فأما في القيامة‪ ،‬فإنا و‬
‫أهلنا نجزي عن شيعتنا كل جزاء‪ ،‬ليكونن على العراف‪ -‬بين الجنة و النار‪ -‬محمد‪ ،‬و علي‪ ،‬و فاطمة‪ ،‬و الحسن‪،‬‬
‫و الحسين )عليهم السلم(‪ ،‬و الطيبون من آلهم‪ ،‬فنرى بعض شيعتنا في تلك العرصات‪ ،‬ممن كان مقصرا‪ ،‬في‬
‫بعض شدائدها‪ ،‬فنبعث عليهم خيار شيعتنا‪ ،‬كسلمان‪ ،‬و المقداد‪ ،‬و أبي ذر‪ ،‬و عمار‪ ،‬و نظرائهم في العصر الذي‬
‫يليهم‪ ،‬ثم في كل عصر إلى يوم القيامة‪ ،‬فينقضون عليهم كالبزاة و الصقور‪ ،‬و يتناولونهم كما تتناول البزاة و‬
‫الصقور صيدها‪ ،‬فيزفونهم إلى الجنة زفا‪ .‬و إنا لنبعث على آخرين من محبينا من خيار شيعتنا كالحمام‪،‬‬
‫فيلتقطونهم من العرصات كما يلتقط الطير الحب‪ ،‬و ينقلونهم إلى الجنان بحضرتنا‪ .‬و سيؤتى بالواحد من مقصري‬
‫شيعتنا في أعماله‪ ،‬بعد أن قد حاز الولية و التقية و حقوق إخوانه‪ ،‬و يوقف بإزائه ما بين مائه و أكثر من ذلك‪،‬‬
‫إلى مائة ألف من النصاب‪ ،‬فيقال له‪:‬‬
‫هؤلء‪ -‬فداؤك من النار فيدخل هؤلء المؤمنون الجنة‪ ،‬و أولئك النصاب النار‪ ،‬و ذلك ما قال ال عز و جل‪ُ :‬رَبما‬
‫ن في الدنيا‪ ،‬منقادين للمامة‪ ،‬ليجعل مخالفوهم فداءهم من النار«‪.‬‬ ‫سِلِمي َ‬
‫ن َكَفُروا يعني بالولية‪َ :‬لْو كاُنوا ُم ْ‬ ‫َيَوّد اّلِذي َ‬
‫‪ -[5] /5812‬العياشي‪ :‬عن عبد ال بن عطاء المكي‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا جعفر )عليه السلم( عن قول ال‪ُ :‬رَبما َيَوّد‬
‫ن‪.‬‬
‫سِلِمي َ‬
‫ن َكَفُروا َلْو كاُنوا ُم ْ‬ ‫اّلِذي َ‬
‫قال‪» :‬ينادي مناد يوم القيامة يسمع الخلئق‪ :‬أنه ل يدخل الجنة إل مسلم‪ .‬ثم يود سائر الخلق أنهم كانوا مسلمين«‪.‬‬
‫‪ -[6] /5813‬و بهذا السناد عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪» :‬فثم يود الخلق أنهم كانوا مسلمين«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪[8 -4‬‬ ‫ظِري َ‬ ‫ب َمْعُلوٌم‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و ما كاُنوا ِإذًا ُمْن َ‬ ‫ل َو َلها ِكتا ٌ‬ ‫ن َقْرَيٍة ِإ ّ‬
‫َو ما َأْهَلْكنا ِم ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫سلم(‪[.....] .241 :‬‬ ‫‪ -4‬التفسير المنسوب إلى المام العسكري )عليه ال ّ‬
‫‪ -5‬تفسير العّياشي ‪.1 /239 :2‬‬
‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪.2 /239 :2‬‬
‫)‪ (1‬البقرة ‪.48 :2‬‬
‫)‪ (2‬البقرة ‪.48 :2‬‬
‫)‪ (3‬البقرة ‪.48 :2‬‬
‫)‪» (4‬فداء« ليس في المصدر‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪333 :‬‬
‫ب َمْعُلوٌم أي أجل مكتوب‪ .‬ثم حكى‬ ‫ل َو َلها ِكتا ٌ‬ ‫ن َقْرَيٍة ِإ ّ‬
‫‪ -[1] /5814‬و قال علي بن إبراهيم‪ :‬قوله‪َ :‬و ما َأْهَلْكنا ِم ْ‬
‫ن َلْو ما َتْأِتينا ِباْلَملِئَكِة ِإ ْ‬
‫ن‬ ‫جُنو ٌ‬
‫ك َلَم ْ‬
‫عَلْيِه الّذْكُر ِإّن َ‬
‫ل َ‬ ‫قول قريش لرسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬يا َأّيَها اّلِذي ُنّز َ‬
‫ق َو ما كاُنوا‬ ‫حّ‬ ‫ل ِباْل َ‬
‫ل اْلَملِئَكَة ِإ ّ‬
‫ن أي هل تأتينا بالملئكة؟ فرد ال عز و جل عليهم‪ ،‬فقال‪ :‬ما ُنَنّز ُ‬ ‫صاِدِقي َ‬
‫ن ال ّ‬ ‫ت ِم َ‬‫ُكْن َ‬
‫ن قال‪ :‬لو أنزلنا الملئكة لم ينظروا و هلكوا‪.‬‬ ‫ظِري َ‬ ‫ِإذًا ُمْن َ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫حنا‬‫ن ]‪ -[2] /5815 [18 -14‬علي بن إبراهيم قال‪َ :‬و َلْو َفَت ْ‬ ‫ب ُمِبي ٌ‬
‫شها ٌ‬ ‫عَلْيِهْم بابًا‪ -‬إلى قوله تعالى‪ِ -‬‬ ‫حنا َ‬ ‫َو َلْو َفَت ْ‬
‫جَعْلنا ِفي‬‫ن َو َلَقْد َ‬ ‫حوُرو َ‬ ‫سُ‬‫ن َقْوٌم َم ْ‬
‫حُ‬‫ل َن ْ‬
‫ت َأْبصاُرنا َب ْ‬‫سّكَر ْ‬
‫ن َلقاُلوا ِإّنما ُ‬ ‫جو َ‬‫ظّلوا ِفيِه َيْعُر ُ‬
‫سماِء َف َ‬ ‫ن ال ّ‬‫عَلْيِهْم بابًا ِم َ‬‫أيضا َ‬
‫سماِء ُبُروجًا قال‪ :‬منازل الشمس و القمر‪.‬‬ ‫ال ّ‬
‫ن بالكواكب‪.‬‬ ‫ظِري َ‬ ‫َو َزّيّناها ِللّنا ِ‬
‫و رواه الطبرسي عن أبي عبد ال )عليه السلم( »‪.«1‬‬
‫جيٍم معنى الرجيم تقدم حديثه في سورة آل عمران‪ ،‬في قوله تعالى‪:‬‬ ‫ن َر ِ‬
‫شْيطا ٍ‬ ‫ل َ‬ ‫ن ُك ّ‬‫ظناها ِم ْ‬ ‫حِف ْ‬‫َو َ‬
‫جيِم »‪.«2‬‬ ‫ن الّر ِ‬‫شْيطا ِ‬ ‫ن ال ّ‬‫ك َو ُذّرّيَتها ِم َ‬ ‫عيُذها ِب َ‬ ‫َو ِإّني ُأ ِ‬
‫ن قال‪ :‬لم تزل الشياطين تصعد إلى السماء‬ ‫ب ُمِبي ٌ‬
‫شها ٌ‬
‫سْمَع َفَأْتَبَعُه ِ‬‫ق ال ّ‬‫سَتَر َ‬
‫نا ْ‬ ‫ل َم ِ‬‫‪ -[3] /5816‬علي بن إبراهيم‪ِ :‬إ ّ‬
‫و تتجسس‪ ،‬حتى ولد النبي )صلى ال عليه و آله(‪.‬‬
‫‪ -[4] /5817‬قال علي بن إبراهيم‪ :‬و روي عن آمنة ام النبي )صلى ال عليه و آله( أنها قالت‪ :‬لما حملت برسول‬
‫ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬لم أشعر بالحمل‪ ،‬و لم يصبني ما يصيب النساء من ثقل الحمل‪ ،‬و رأيت في نومي كأن‬
‫آتيا أتاني‪ ،‬فقال لي‪ :‬قد حملت بخير النام‪ .‬ثم وضعته يتقي الرض بيديه و ركبتيه‪ ،‬و رفع رأسه إلى السماء‪ ،‬و‬
‫خرج مني نور‪،‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.373 :1‬‬
‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.373 :1‬‬
‫‪ -3‬تفسير القّمي ‪.373 :1‬‬
‫‪ -4‬تفسير القّمي ‪.373 :1‬‬
‫)‪ (1‬مجمع البيان ‪ .509 :6‬و فيه‪ :‬بالكواكب النّيرة‪.‬‬
‫)‪ (2‬آل عمران ‪ .36 :3‬و لم يرد هناك حديث في معنى الرجيم‪ ،‬و الرجيم‪ :‬هو المرجوم باللعن‪ ،‬المشؤوم‪،‬‬
‫ل لعنه‪ .‬و قيل‪ :‬المرمي بالشهب‪ .‬انظر التفسير المنسوب إلى‬ ‫المطرود من مواضع الخير‪ :‬إذ ل يذكره مؤمن إ ّ‬
‫سلم(‪ ،16 :‬مجمع البيان ‪ ،509 :2‬مجمع البحرين‪ -‬رجم‪ .68 :6 -‬و ستأتي أحاديث بهذا‬ ‫المام العسكري )عليه ال ّ‬
‫المعنى في تفسير اليات )‪ (100 -98‬من سورة النحل‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪334 :‬‬
‫أضاء ما بين السماء و الرض‪.‬‬
‫و رميت الشياطين بالنجوم‪ ،‬و حجبوا من السماء‪ ،‬و رأت قريش الشهب تتحرك و تزول و تسير في السماء‬
‫ففزعوا‪ ،‬و قالوا‪ :‬هذا قيام الساعة‪ .‬و اجتمعوا إلى الوليد بن المغيرة‪ ،‬و كان شيخا كبيرا مجربا‪ ،‬فسألوه عن ذلك‪،‬‬
‫فقال‪:‬‬
‫انظروا إلى هذه النجوم التي تهتدون بها في ظلمات البر و البحر‪ ،‬فإن كانت قد زالت فهي الساعة‪ ،‬و إن كانت‬
‫ثابتة فهو لمر قد حدث‪.‬‬
‫و كان بمكة رجل يهودي يقال له‪ :‬يوسف‪ ،‬فلما رأى النجوم تتحرك و تسير في السماء‪ ،‬خرج إلى نادي قريش و‬
‫قال‪ :‬يا معشر قريش‪ ،‬هل ولد الليلة فيكم مولود؟ فقالوا‪ :‬ل‪ ،‬فقال‪ :‬أخطأتم و التوراة‪ ،‬قد ولد في هذه الليلة آخر‬
‫النبياء و أفضلهم‪ ،‬و هو الذي نجده في كتبنا‪ ،‬أنه إذا ولد ذلك النبي رجمت الشياطين‪ ،‬و حجبوا من السماء‪ .‬فرجع‬
‫كل واحد إلى منزله يسأل أهله‪ ،‬فقالوا‪ :‬قد ولد لعبد ال بن عبد المطلب ابن‪ .‬فقال اليهودي‪ :‬اعرضوه علي‪ .‬فمشوا‬
‫معه إلى باب آمنة‪ ،‬فقالوا لها‪ :‬أخرجي ابنك ينظر إليه هذا اليهودي‪ ،‬فأخرجته في قماطه‪ ،‬فنظر في عينيه‪ ،‬و كشف‬
‫عن كتفه‪ ،‬فرأى شامة سوداء عليها شعرات‪ ،‬فسقط إلى الرض مغشيا عليه‪ ،‬فضحكوا منه‪ ،‬فقال‪ :‬أ تضحكون‪ ،‬يا‬
‫معشر قريش؟ هذا نبي السيف‪ ،‬ليبيدنكم‪ ،‬و ذهبت النبوة من بني إسرائيل إلى آخر البد‪ .‬و تفرق الناس يتحدثون‬
‫بخير اليهودي‪.‬‬
‫فلما رميت الشياطين بالنجوم أنكرت ذلك‪ ،‬و اجتمعوا إلى إبليس‪ ،‬فقالوا‪ :‬قد منعنا من السماء‪ ،‬و قد رمينا بالشهب!‬
‫فقال‪ :‬اطلبوا‪ ،‬فإن أمرا قد حدث في الدنيا‪ .‬فتفرقوا‪ ،‬فرجعوا‪ ،‬و قالوا‪ :‬لم نر شيئا‪ .‬فقال إبليس‪ :‬أنا لها بنفسي‪ .‬فجال‬
‫ما بين المشرق و المغرب‪ ،‬حتى انتهى إلى الرحم فرآه محفوفا بالملئكة‪ ،‬و جبرئيل على باب الحرم بيده حربة‪،‬‬
‫فأراد إبليس أن يدخل‪ ،‬فصاح به جبرئيل‪ ،‬فقال‪ :‬اخسأ يا ملعون‪ .‬فجاء من قبل حراء‪ ،‬فصار مثل الصر »‪ ،«1‬ثم‬
‫قال‪ :‬يا جبرئيل حرف أسألك عنه‪ .‬قال‪ :‬و ما هو؟ قال‪ :‬ما هذا‪ ،‬و ما اجتماعكم في الدنيا؟ فقال‪ :‬نبي هذه المة قد‬
‫ولد‪ ،‬و هو آخر النبياء و أفضلهم‪ .‬قال‪ :‬هل لي فيه نصيب؟ قال‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬ففي أمته؟ قال‪ :‬بلى‪ .‬قال‪ :‬قد رضيت‪.‬‬
‫‪ -[4] /5818‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن أحمد بن عبد ال بن أحمد بن أبي عبد ال البرقي‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪،‬‬
‫عن جده أحمد بن أبي عبد ال‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي‪ ،‬عن أبان بن عثمان‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫الصادق )عليه السلم( قال‪» :‬كان إبليس )لعنة ال( يخترق السماوات السبع‪ ،‬فلما ولد عيسى )عليه السلم(‪ ،‬حجب‬
‫عن ثلث سماوات‪ ،‬و كان يخترق أربع سماوات‪ ،‬فلما ولد رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬حجب عن السبع‬
‫كلها‪ ،‬و رميت الشياطين بالنجوم‪ ،‬و قالت قريش‪ :‬هذا قيام الساعة‪ ،‬كنا نسمع أهل الكتب يذكرونه‪ .‬و قال عمرو بن‬
‫أمية‪ ،‬و كان من أزجر »‪ «2‬أهل الجاهلية‪ :‬انظروا هذه النجوم التي يهتدى بها‪ ،‬و يعرف بها أزمان الشتاء و‬
‫الصيف‪ ،‬فإن كان رمي بها‪،‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -4‬المالي‪.1 /235 :‬‬
‫صّر‪،‬‬
‫صّر‪ :‬طائر كالعصفور أصفر‪» .‬أقرب الموارد‪ -‬صرر‪ «643 :-‬و في الحديث التي‪ :‬ثّم صار مثل ال ّ‬ ‫)‪ (1‬ال ّ‬
‫و هو العصفور‪[.....] .‬‬
‫)‪ (2‬الّزجر‪ :‬العيافة‪ ،‬و هو ضرب من الّتكّهن‪» .‬لسان العرب‪ -‬زجر‪.«319 :4 -‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪335 :‬‬
‫فهو هلك كل شيء‪ ،‬و إن كانت ثبتت و رمي بغيرها‪ ،‬فهو أمر حدث‪.‬‬
‫و أصبحت الصنام كلها صبيحة مولد النبي ليس منها صنم إل و هو منكب على وجهه‪ ،‬و ارتجس »‪ «1‬في تلك‬
‫الليلة إيوان كسرى‪ ،‬و سقطت منه أربعة عشر شرفة‪ ،‬و غاضت بحيرة ساوة‪ ،‬و فاض وادي السماوة‪ ،‬و خمدت‬
‫نيران فارس‪ ،‬و لم تخمد قبل ذلك بألف عام‪ ،‬و رأى الموبذان »‪ «2‬في تلك الليلة في المنام إبل صعابا تقود خيل‬
‫عرابا‪ ،‬و قد قطعت دجلة و انتشرت »‪ «3‬في بلدهم‪ ،‬و انقصم طاق الملك كسرى من وسطه‪ ،‬و انخرقت عليه‬
‫دجلة العوراء »‪ ،«4‬و انتشر في تلك الليلة نور من قبل الحجاز‪ ،‬ثم استطار حتى بلغ المشرق‪ ،‬و لم يبق سرير‬
‫لملك من ملوك الدنيا إل أصبح منكوسا‪ ،‬و الملك مخرسا ل يتكلم يومه ذلك‪ ،‬و انتزع علم الكهنة‪ ،‬و بطل سحر‬
‫السحرة‪ ،‬و لم تبق كاهنة في العرب إل حجبت عن صاحبها‪ ،‬و عظمت قريش في العرب‪ ،‬سموا آل ال عز و جل‪-‬‬
‫قال أبو عبد ال الصادق )عليه السلم(‪ -‬إنما سموا آل ال عز و جل لنهم في بيت ال الحرام‪.‬‬

‫و قالت آمنة‪ :‬إن ابني‪ -‬و ال‪ -‬سقط فاتقى الرض بيده‪ ،‬ثم رفع رأسه إلى السماء فنظر إليها‪ ،‬ثم خرج مني نور‬
‫أضاء له كل شيء‪ ،‬و سمعت في الضوء قائل يقول‪ :‬إنك قد ولدت سيد الناس‪ ،‬فسميه محمدا‪ .‬و أتي به عبد‬
‫المطلب لينظر إليه‪ ،‬و قد بلغه ما قالت امه‪ ،‬فأخذه و وضعه في حجره‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫هذا الغلم الطيب الردان‬ ‫الحمد ل الذي أعطاني‬

‫وفاق شأنه جميع الشان »‪«5‬‬ ‫قد ساد في المهد على الغلمان‬
‫ثم عوذه بأركان الكعبة‪ ،‬و قال فيه أشعارا«‪.‬‬
‫قال‪» :‬و صاح إبليس )لعنه ال( في أبالستة‪ ،‬فاجتمعوا إليه‪ ،‬و قالوا‪ :‬ما الذي أفزعك يا سيدنا؟ فقال لهم‪ :‬ويلكم‪ ،‬لقد‬
‫أنكرت السماوات و الرض منذ الليلة‪ ،‬لقد حدث في الرض حدث عظيم ما حدث مثله منذ رفع »‪ «6‬عيسى بن‬
‫مريم‪ ،‬فاخرجوا و انظروا ما هذا الحدث الذي قد حدث‪ .‬فافترقوا‪ ،‬ثم اجتمعوا إليه‪ ،‬فقالوا‪ :‬ما وجدنا شيئا‪ .‬فقال‬
‫إبليس )لعنه ال(‪ ،‬أنا لهذا المر‪ ،‬ثم انغمس في الدنيا‪ ،‬فجالها حتى انتهى إلى الحرم‪ ،‬فوجد الحرم محفوفا »‪«7‬‬
‫بالملئكة‪ ،‬فذهب ليدخل‪ ،‬فصاحوا به فرجع‪ ،‬ثم صار مثل الصر‪ -‬و هو العصفور‪ -‬فدخل من قبل حراء‪ ،‬فقال له‬
‫جبرئيل‪:‬‬
‫وراءك‪ ،‬لعنك ال‪ .‬فقال له‪ :‬حرف أسألك عنه يا جبرئيل‪ ،‬ما هذا الحدث الذي حدث منذ الليلة في الرض؟ فقال له‪:‬‬
‫ولد محمد )صلى ال عليه و آله(‪ .‬فقال له‪ :‬هل لي فيه نصيب؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬ففي أمته؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬رضيت«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫صوت الشديد‪ ،‬و ارتجس البناء‪ :‬رجف‪ .‬انظر »المعجم الوسيط‪ -‬رجس‪.«330 :1 -‬‬ ‫)‪ (1‬الّرجس‪ :‬ال ّ‬
‫)‪ (2‬الموبذان للمجوس‪ :‬كقاضي القضاة عند المسلمين‪ ،‬و الموبذ‪ :‬القاضي‪» .‬لسان العرب‪ -‬موبذ‪.«511 :3 -‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬و انسربت‪.‬‬
‫)‪ (4‬دجلة العوراء‪ :‬اسم لدجلة البصرة‪ ،‬علم لها‪» .‬معجم البلدان ‪.«442 :2‬‬
‫)‪) (5‬وفاق ‪ ...‬الشأن( ليس في »س‪ ،‬و المصدر«‪.‬‬
‫)‪ (6‬في المصدر‪ :‬ولد‪.‬‬
‫)‪ (7‬في المصدر‪ :‬محفوظا‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪336 :‬‬
‫‪ -[1] /5819‬العياشي‪ :‬عن بكر بن محمد الزدي‪ ،‬عن عمه عبد السلم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬يا‬
‫عبد السلم‪ ،‬احذر الناس و نفسك«‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬بأبي أنت و أمي‪ ،‬أما الناس فقد أقدر على أن أحذرهم‪ ،‬فأما نفسي فكيف؟‬
‫قال‪» :‬إن الخبيث المسترق السمع يجيئك فيسترق‪ ،‬ثم يخرج في صورة آدمي‪ ،‬فيقول‪ :‬قال عبد السلم«‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬بأبي أنت و أمي‪ ،‬هذا ما ل حيلة له‪ .‬قال‪» :‬هو ذلك«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪ -[2] /5820 [20 -19‬علي بن‬ ‫سُتْم َلُه ِبراِزِقي َ‬
‫ن َل ْ‬‫ي‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و َم ْ‬ ‫سَ‬ ‫ض َمَدْدناها َو َأْلَقْينا ِفيها َروا ِ‬ ‫لْر َ‬ ‫َو ا َْ‬
‫جَعْلنا‬‫ن َو َ‬‫يٍء َمْوُزو ٍ‬‫ش ْ‬ ‫ل َ‬‫ن ُك ّ‬ ‫ي أي الجبال‪َ :‬و َأْنَبْتنا ِفيها ِم ْ‬ ‫سَ‬ ‫ض َمَدْدناها َو َأْلَقْينا ِفيها َروا ِ‬ ‫لْر َ‬ ‫إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬قوله‪َ :‬و ا َْ‬
‫ن قال‪ :‬لكل ضرب من الحيوان قدرنا شيئا مقدرا‪.‬‬ ‫سُتْم َلُه ِبراِزِقي َ‬‫ن َل ْ‬
‫ش َو َم ْ‬‫َلُكْم ِفيها َمعاِي َ‬
‫يٍء‬
‫ش ْ‬‫ل َ‬‫ن ُك ّ‬
‫‪ -[3] /5821‬قال‪ :‬و في رواية أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله‪َ :‬و َأْنَبْتنا ِفيها ِم ْ‬
‫ن‪» :‬فإن ال تبارك و تعالى أنبت في الجبال الذهب و الفضة و الجوهر و الصفر و النحاس و الحديد و‬ ‫َمْوُزو ٍ‬
‫الرصاص و الكحل و الزرنيخ‪ ،‬و أشباه ذلك ل يباع إل وزنا«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ل ِبَقَدٍر َمْعُلوٍم ]‪ -[4] /5822 [21‬علي بن إبراهيم‪ ،‬في قوله‪َ :‬و ِإ ْ‬
‫ن‬ ‫خزاِئُنُه َو ما ُنَنّزُلُه ِإ ّ‬ ‫عْنَدنا َ‬ ‫ل ِ‬‫يٍء ِإ ّ‬
‫ش ْ‬
‫ن َ‬ ‫ن ِم ْ‬‫َو ِإ ْ‬
‫ل ِبَقَدٍر َمْعُلوٍم قال‪:‬‬ ‫خزاِئُنُه َو ما ُنَنّزُلُه ِإ ّ‬‫عْنَدنا َ‬‫ل ِ‬‫يٍء ِإ ّ‬
‫ش ْ‬‫ن َ‬ ‫ِم ْ‬
‫الخزانة‪ :‬الماء الذي ينزل من السماء فينبت لكل ضرب من الحيوان ما قدر ال له من الغذاء‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير العّياشي ‪.3 /239 :2‬‬
‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.374 :1‬‬
‫‪ -3‬تفسير القّمي ‪.374 :1‬‬
‫‪ -4‬تفسير القّمي ‪.375 :1‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪337 :‬‬
‫‪ -[2] /5823‬ابن الفارسي في )الروضة(‪ :‬روي عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده )عليهم السلم( أنه قال‪:‬‬
‫خزاِئُنُه و‬‫عْنَدنا َ‬
‫ل ِ‬ ‫يٍء ِإ ّ‬
‫ش ْ‬‫ن َ‬ ‫ن ِم ْ‬
‫»في العرش تمثال جميع ما خلق ال في البر و البحر‪ -‬قال‪ -‬و هذا تأويل قوله‪َ :‬و ِإ ْ‬
‫إن بين القائمة من قوائم العرش‪ ،‬و القائمة الثانية خفقان الطير المسرع مسيرة ألف عام‪ ،‬و العرش يكسى كل يوم‪.‬‬
‫سبعين »‪ «1‬لونا من النور‪ ،‬ل يستطيع أن ينظر إليه خلق من خلق ال‪ ،‬و الشياء كلها في العرش كحلقة في فلة‪.‬‬
‫و إن كان ل ملكا يقال له‪ :‬حزقائيل‪ ،‬له ثمانية عشر ألف جناح‪ ،‬ما بين الجناح إلى الجناح خمسمائة عام‪ ،‬فخطر له‬
‫خاطر بأن قال‪ :‬هل فوق العرش شيء؟ فزاده ال مثلها أجنحة اخرى‪ ،‬فكان له ست و ثلثون ألف جناح‪ ،‬ما بين‬
‫الجناح‪ ،‬إلى الجناح خمسمائة عام‪ ،‬ثم أوحى ال إليه‪ :‬أيها الملك‪ ،‬طر‪ ،‬فطار مقدار عشرين ألف عام و لم ينل‬
‫رأس قائمة من قوائم العرش‪ ،‬ثم ضاعف ال له في الجناح و القوة‪ ،‬و أمره أن يطير‪ ،‬فطار مقدار عشرين ألف‬
‫عام‪ ،‬و لم ينل أيضا‪ ،‬فأوحى ال إليه‪ :‬أيها الملك‪ ،‬لو طرت إلى نفخ الصور مع أجنحتك و قوتك‪ ،‬لم تبلغ إلى ساق‬
‫عَلى »‪ «2‬فقال النبي )صلى ال‬ ‫لْ‬ ‫ك ا َْ‬
‫سَم َرّب َ‬ ‫حا ْ‬
‫سّب ِ‬‫العرش‪ .‬فقال الملك‪ :‬سبحان ربي العلى‪ ،‬فأنزل ال عز و جل‪َ :‬‬
‫عليه و آله(‪:‬‬
‫اجعلوها في سجودكم«‪.‬‬
‫‪ -[3] /5824‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن هارون بن مسلم‪ ،‬عن مسعدة بن صدقة‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫ال )عليه السلم( قال‪» :‬كان علي )عليه السلم( يقوم في المطر أول ما تمطر حتى يبتل رأسه و لحيته و ثيابه‪.‬‬
‫فقيل له‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬الكن الكن‪ .‬فقال‪ :‬إن هذا ماء قريب عهد بالعرش‪ .‬ثم أنشأ يحدث‪ ،‬فقال‪ :‬إن تحت العرش‬
‫بحرا فيه ماء‪ ،‬ينبت أرزاق الحيوانات‪ ،‬فإذا أراد ال عز و جل أن ينبت به لهم ما يشاء‪ ،‬رحمة منه لهم‪ ،‬أوحى إليه‬
‫فمطر ما شاء من سماء إلى سماء‪ ،‬حتى يصير إلى سماء الدنيا‪ -‬فيما أظن‪ -‬فيلقيه إلى السحاب‪ ،‬و السحاب بمنزلة‬
‫الغربال‪ ،‬ثم يوحي ال إلى الريح أن اطحنيه و أذيبيه ذوبان الماء‪ ،‬ثم انطلقي به إلى موضع كذا و كذا فامطري‬
‫عليهم‪ .‬فيكون كذا و كذا عبابا »‪ «3‬و غير ذلك‪ ،‬فتقطر عليهم على النحو الذي يأمرها به‪ ،‬فليس من قطرة تقطرا‬
‫إل و معها ملك‪ ،‬حتى يضعها موضعها‪ ،‬و لم تنزل من السماء قطرة من مطر إل بعدد معدود و وزن معلوم‪ ،‬إل‬
‫ما كان من يوم الطوفان على عهد نوح )عليه السلم(‪ ،‬فإنه نزل ماء منهمر بل وزن و ل عدد«‪.‬‬
‫‪ -[4] /5825‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬و حدثني أبو عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬قال لي أبي )عليه السلم(‪ :‬قال أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم( قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬إن ال عز و جل جعل السحاب غرابيل للمطر‪،‬‬
‫هي تذيب البرد حتى يصير ماء لكيل يضربه شيئا يصيبه‪ ،‬و الذي ترون فيه من البرد و الصواعق نقمة من ال‬
‫عز و جل‪ ،‬يصيب بها من يشاء من عباده‪ .‬ثم‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬روضة الواعظين ‪.47‬‬
‫‪ -3‬الكافي ‪[.....] .326 /239 :8‬‬
‫‪ -4‬الكافي ‪.326 /240 :8‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر زيادة‪ :‬ألف‪.‬‬
‫)‪ (2‬العلى ‪.1 :87‬‬
‫)‪ (3‬العباب‪ :‬المطر الكثير‪» .‬لسان العرب‪ -‬عبب‪.«573 :1 -‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪338 :‬‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬ل تشيروا إلى المطر‪ ،‬و ل إلى الهلل‪ ،‬فإن ال يكره ذلك«‪.‬‬
‫و روى ذلك الحميري في )قرب السناد( بإسناده‪ ،‬عن مسعدة بن صدقة‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( »‪.«1‬‬

‫‪ -[5] /5826‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور )رحمه ال(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا الحسين بن محمد بن‬
‫عامر‪ ،‬عن عمه عبد ال بن عامر »‪ ،«2‬عن الحسن بن محبوب‪ ،‬عن مقاتل بن سليمان‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو عبد ال‬
‫الصادق )عليه السلم(‪» :‬لما صعد موسى )عليه السلم( الطور‪ ،‬فنادى ربه عز و جل‪ ،‬قال‪ :‬رب أرني خزائنك‬
‫قال‪ :‬يا موسى‪:‬‬
‫إنما خزائني إذا أردت شيئا أن أقول له‪ :‬لكن‪ :‬فيكون«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ح ]‪ -[1] /5827 [22‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬التي تلقح الشجار‪.‬‬ ‫ح َلواِق َ‬‫سْلَنا الّريا َ‬ ‫َو َأْر َ‬
‫‪ -[2] /5828‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن الحسن بن محبوب‪ ،‬عن‬
‫علي بن رئاب‪ ،‬و هشام بن سالم‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( حين سأله عن الرياح‪ ،‬قال‪» :‬و ل‬
‫عز ذكره رياح رحمة لواقح و غير ذلك‪ ،‬ينشرها بين يدي رحمته‪ ،‬منها ما يهيج السحاب للمطر‪ ،‬و منها رياح‬
‫تحبس السحاب بين السماء و الرض‪ ،‬و رياح تعصر السحاب فتمطره بإذن ال«‪.‬‬
‫‪ -[3] /5829‬العياشي‪ :‬عن ابن وكيع‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن أمير المؤمنين )عليه السلم( قال‪» :‬قال رسول ال )صلى‬
‫ال عليه و آله(‪ :‬ل تسبوا الريح‪ ،‬فإنها بشر »‪ ،«3‬و إنها نذر‪ ،‬و إنها لواقح‪ ،‬فاسألوا ال من خيرها‪ ،‬و تعوذوا به‬
‫من شرها«‪.‬‬
‫‪ -[4] /5830‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬ل رياح رحمة لواقح‪ ،‬ينشرها بين يدي‬
‫رحمته«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -5‬التوحيد‪.17 /133 :‬‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.375 :1‬‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.63 /91 :8‬‬
‫‪ -3‬تفسير العّياشي ‪.4 /239 :2‬‬
‫‪ -4‬تفسير العّياشي ‪.5 /239 :2‬‬
‫)‪ (1‬قرب السناد‪.35 :‬‬
‫ل بن عامر( ليس في »ط«‪.‬‬ ‫)‪) (2‬عن عمه عبد ا ّ‬
‫شر بالمطر‪ .‬جمعها بشر‪» .‬المعجم الوسيط‪ -‬بشر‪.«58 :1 -‬‬ ‫)‪ (3‬البشور‪ ،‬من الرياح‪ :‬التي تب ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪339 :‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪[23 -22‬‬ ‫ن اْلواِرُثو َ‬ ‫حُ‬
‫ت َو َن ْ‬‫حِيي َو ُنِمي ُ‬ ‫ن ُن ْ‬
‫حُ‬
‫ن َو ِإّنا َلَن ْ‬‫سَقْيناُكُموُه َو ما َأْنُتْم َلُه ِبخاِزِني َ‬ ‫سماِء ماًء َفَأ ْ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫َفَأْنَزْلنا ِم َ‬
‫ن أي ل‬ ‫سَقْيناُكُموهُ َو ما َأْنُتْم َلُه ِبخاِزِني َ‬ ‫سماِء ماًء َفَأ ْ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫‪ -[1] /5831‬علي بن إبراهيم‪ :‬في قوله تعالى‪َ :‬فَأْنَزْلنا ِم َ‬
‫ن أي نرث الرض و من عليها‪.‬‬ ‫ن اْلواِرُثو َ‬ ‫حُ‬ ‫ت َو َن ْ‬ ‫حِيي َو ُنِمي ُ‬ ‫ن ُن ْ‬
‫حُ‬‫تقدرون أن تخزنوه‪َ :‬و ِإّنا َلَن ْ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪[24‬‬ ‫خِري َ‬ ‫سَتْأ ِ‬
‫عِلْمَنا اْلُم ْ‬
‫ن ِمْنُكْم َو َلَقْد َ‬ ‫سَتْقِدِمي َ‬
‫عِلْمَنا اْلُم ْ‬
‫َو َلَقْد َ‬
‫عِلْمَنا‬
‫ن ِمْنُكْم َو َلَقْد َ‬‫سَتْقِدِمي َ‬
‫عِلْمَنا اْلُم ْ‬
‫‪ -[2] /5832‬العياشي‪ :‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪َ :‬و َلَقْد َ‬
‫ن‪ ،‬قال‪» :‬هم المؤمنون من هذه المة«‪.‬‬ ‫خِري َ‬ ‫سَتْأ ِ‬
‫اْلُم ْ‬
‫‪ -[3] /5833‬الشيباني في )نهج البيان( قال‪ :‬روي عن الصادق )عليه السلم(‪» :‬أن المستقدمين أصحاب‬
‫الحسنات‪ ،‬و المستأخرين أصحاب السيئات«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ِم ْ‬
‫ن‬ ‫لْنسا َ‬ ‫خَلْقَنا ا ِْ‬
‫ن ]‪ -[4] /5834 [26‬علي بن إبراهيم‪َ :‬و َلَقْد َ‬ ‫سُنو ٍ‬ ‫حَمٍإ َم ْ‬‫ن َ‬ ‫ل ِم ْ‬‫صْلصا ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫ن ِم ْ‬‫لْنسا َ‬‫خَلْقَنا ا ِْ‬
‫َو َلَقْد َ‬
‫ن قال‪ :‬حمأ متغير‪.‬‬ ‫سُنو ٍ‬ ‫حَمٍإ َم ْ‬‫ن َ‬ ‫ل قال‪ :‬الماء المتصلصل بالطين‪ِ :‬م ْ‬ ‫صْلصا ٍ‬ ‫َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.375 :1‬‬
‫‪ -2‬تفسير العّياشي ‪[.....] .6 /240 :2‬‬
‫‪ -3‬نهج البيان ‪» .161 :2‬مخطوط«‪.‬‬
‫‪ -4‬تفسير القّمي ‪.375 :1‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪340 :‬‬
‫‪ -[2] /5835‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن النضر بن شعيب‪ ،‬عن عبد‬
‫الغفار الجازي‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬إن ال عز و جل خلق المؤمن من طينة الجنة‪ ،‬و خلق‬
‫الكافر من طينة النار‪ -‬و قال‪ -‬إذا أراد ال عز و جل بعبد خيرا‪ ،‬طيب روحه و جسده‪ ،‬فل يسمع شيئا من الخير إل‬
‫عرفه‪ ،‬و ل يسمع شيئا من المنكر إل أنكره«‪.‬‬
‫قال‪ :‬و سمعته يقول‪» :‬الطينات ثلث‪ :‬طينة النبياء‪ ،‬و المؤمن من تلك الطينة‪ ،‬إل أن النبياء من صفوتها‪ ،‬هم‬
‫الصل و لهم فضلهم‪ ،‬و المؤمنون الفرع من طين لزب‪ ،‬كذلك ل يفرق ال عز و جل بينهم و بين شيعتهم‪ -‬و‬
‫قال‪ -‬طينة الناصب من حمأ مسنون‪ ،‬و أما المستضعفون فمن تراب‪ ،‬ل يتحول مؤمن عن إيمانه‪ ،‬و ل ناصب عن‬
‫نصبه‪ ،‬و ل المشيئة فيهم«‪.‬‬
‫‪ -[3] /5836‬العياشي‪ :‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬قال ال‬
‫للملئكة‪:‬‬
‫ن »‪ «1‬قال‪:‬‬ ‫جِدي َ‬
‫حي َفَقُعوا َلُه سا ِ‬ ‫ن ُرو ِ‬ ‫ت ِفيِه ِم ْ‬‫خ ُ‬‫سّوْيُتُه َو َنَف ْ‬‫ن َفِإذا َ‬
‫سُنو ٍ‬ ‫حَمٍإ َم ْ‬
‫ن َ‬ ‫ل ِم ْ‬‫صْلصا ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫شرًا ِم ْ‬ ‫ق َب َ‬
‫ِإّني خاِل ٌ‬
‫و كان ذلك من ال تقدمة منه إلى الملئكة احتجاجا منه عليهم‪ ،‬و ما كان ال ليغير ما بقوم إل بعد الحجة عذرا و‬
‫نذرا‪ ،‬فاغترف ال غرفة بيمينه‪ -‬و كلتا يديه يمين »‪ -«2‬من الماء العذب الفرات‪ ،‬فصلصلها في كفه فجمدت‪ ،‬ثم‬
‫قال‪ :‬منك أخلق النبيين و المرسلين و عبادي الصالحين‪ ،‬الئمة المهديين‪ ،‬الدعاة إلى الجنة‪ ،‬و أتباعهم إلى يوم‬
‫القيامة و ل ابالي‪ ،‬و ل اسأل عما أفعل و هم يسألون‪.‬‬
‫ثم اغترف ال غرفة بكفه الخرى من الماء الملح الجاج‪ ،‬فصلصلها في كفه فجمدت‪ ،‬ثم قال لها‪ :‬منك أخلق‬
‫الجبارين‪ ،‬و الفراعنة‪ ،‬و العتاة‪ ،‬و إخوان الشياطين‪ ،‬و أئمة الكفر‪ ،‬و الدعاة إلى النار‪ ،‬و أتباعهم إلى يوم القيامة‪،‬‬
‫و ل ابالي‪ ،‬و ل أسأل عما أفعل و هم يسألون‪ .‬و اشترط في ذلك البداء فيهم‪ ،‬و لم يشترط في أصحاب اليمين‬
‫البداء ل فيهم‪ ،‬ثم خلط الماءين في كفه جميعا فصلصلهما‪ ،‬ثم أكفأهما قدام عرشه‪ ،‬و هما بلة من طين«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫سُنو ٍ‬
‫ن‬ ‫حَمٍإ َم ْ‬‫ن َ‬‫ل ِم ْ‬
‫صْلصا ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫شرًا ِم ْ‬‫ق َب َ‬‫ك ِلْلَملِئَكِة ِإّني خاِل ٌ‬ ‫ل َرّب َ‬
‫سُموِم َو ِإْذ قا َ‬ ‫ن ناِر ال ّ‬ ‫ل ِم ْ‬
‫ن َقْب ُ‬‫خَلْقناُه ِم ْ‬
‫ن َ‬ ‫جا ّ‬‫َو اْل َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.2 /2 :2‬‬
‫‪ -3‬تفسير العّياشي ‪.7 /240 :2‬‬
‫)‪ (1‬الحجر ‪ 28 :15‬و ‪.29‬‬
‫ل(‪ :‬لّما كانت اليد كناية عن القدرة‪ ،‬فيحتمل أن يكون المراد باليمين القدرة على‬ ‫)‪ (2‬قال المجلسي )رحمه ا ّ‬
‫ن عذابه و قهره و‬ ‫الرحمة و النعمة و الفضل‪ ،‬و بالشمال القدرة على العذاب و القهر و البتلء‪ ،‬فالمعنى‪ :‬أ ّ‬
‫إمراضه و إماتته و سائر المصائب و العقوبات لطف و رحمة لشتماله على الحكم الخفّية و المصالح العامة‪ ،‬و‬
‫سر ما ورد في الدعاء‪ :‬و الخير في يديك‪ .‬بحار النوار ‪.238 :5‬‬ ‫به يمكن أن يف ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪341 :‬‬
‫ن ]‪[35 -27‬‬ ‫ن‪ -‬إلى قوله تعالى‪ِ -‬إلى َيْوِم الّدي ِ‬ ‫جِدي َ‬
‫حي َفَقُعوا َلُه سا ِ‬ ‫ن ُرو ِ‬ ‫ت ِفيِه ِم ْ‬‫خ ُ‬ ‫سّوْيُتُه َو َنَف ْ‬
‫َفِإذا َ‬
‫‪) -[1] /5837‬تحفة الخوان( قال‪ :‬ذكر بعض المفسرين‪ ،‬بحذف السناد‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن الصادق جعفر بن‬
‫محمد )عليهما السلم(‪ ،‬أنه قال‪ :‬أخبرني عن خلق آدم‪ ،‬كيف خلقه ال تعالى؟‬
‫قال‪» :‬إن ال تعالى لما خلق نار السموم‪ ،‬و هي نار ل حر لها و ل دخان‪ ،‬فخلق منها الجان‪ ،‬فذلك معنى قوله‬
‫سُموِم و سماه مارجا‪ ،‬و خلق منه زوجه و سماها مارجة‪ ،‬فواقعها فولدت‬ ‫ن ناِر ال ّ‬ ‫ل ِم ْ‬‫ن َقْب ُ‬‫خَلْقناُه ِم ْ‬
‫ن َ‬ ‫جا ّ‬‫تعالى‪َ :‬و اْل َ‬
‫الجان‪ ،‬ثم ولد الجان ولدا و سماه الجن‪ ،‬و منه تفرعت قبائل الجن‪ ،‬و منهم إبليس اللعين‪ ،‬و كان يولد الجان الذكر‬
‫و النثى‪ ،‬و يولد الجن كذلك توأمين‪ ،‬فصاروا تسعين ألفا ذكرا و أنثى‪ ،‬و ازدادوا حتى بلغوا عدة الرمال‪.‬‬
‫و تزوج إبليس بامرأة من ولد الجان يقال لها‪ :‬لهبا بنت روحا »‪ «1‬بن سلساسل »‪ ،«2‬فولدت منه بيلقيس »‪ «3‬و‬
‫طونة في بطن واحد‪ ،‬ثم شعل و شعيلة في بطن واحد‪ ،‬ثم دوهر و دوهرة في بطن واحد‪ ،‬ثم شوظا و شيظة في‬
‫بطن واحد‪ ،‬ثم فقطس و فقطسة في بطن واحد‪ ،‬فكثر أولد إبليس )لعنة ال( حتى صاروا ل يحصون‪ ،‬و كانوا‬
‫يهيمون على وجوههم كالذر‪ ،‬و النمل‪ ،‬و البعوض‪ ،‬و الجراد‪ ،‬و الطير‪ ،‬و الذباب‪ .‬و كانوا يسكنون المفاوز »‪«4‬‬
‫و القفار‪ ،‬و الحياض‪ ،‬و الجام‪ ،‬و الطرق‪ ،‬و المزابل‪ ،‬و الكنف »‪ ،«5‬و النهار‪ ،‬و البار‪ ،‬و النواويس »‪ ،«6‬و‬
‫كل موضع وحش‪ ،‬حتى امتلت الرض منهم‪ .‬ثم تمثلوا بولد آدم بعد ذلك‪ ،‬و هم على صور الخيل‪ ،‬و الحمير‪ ،‬و‬
‫البغال‪ ،‬و البل‪ ،‬و المعز‪ ،‬و البقر‪ ،‬و الغنم‪ ،‬و الكلب‪ ،‬و السباع‪ ،‬و السلحف‪.‬‬
‫فلما امتلت الرض من ذرية إبليس )لعنه ال( أسكن ال الجان الهواء دون السماء‪ ،‬و أسكن ولد الجن في سماء‬
‫ن »‪.«7‬‬ ‫ل ِلَيْعُبُدو ِ‬
‫س ِإ ّ‬‫لْن َ‬
‫ن َو ا ِْ‬‫جّ‬‫ت اْل ِ‬
‫خَلْق ُ‬‫الدنيا‪ ،‬و أمرهم بالعبادة و الطاعة و هو قوله تعالى‪َ :‬و ما َ‬
‫و كانت السماء تفتخر على الرض‪ ،‬و تقول‪ :‬إن ربي رفعني فوقك‪ ،‬و أنا مسكن الملئكة‪ ،‬و في العرش و‬
‫الكرسي و الشمس و القمر و النجوم‪ ،‬و خزائن الرحمة‪ ،‬و مني ينزل الوحي‪ .‬فقالت الرض‪ :‬إن ربي بسطني و‬
‫استودعني عروق الشجار و النبات و العيون‪ ،‬و خلق في الثمرات و النهار و الشجار‪ .‬فقالت لها السماء‪ :‬ليس‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تحفة الخوان‪» 62 :‬مخطوط«‪.‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬دوحا‪.‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬سلبائيل‪.‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬بلقيس‪.‬‬
‫)‪ (4‬المفاوز‪ :‬جمع مفازة‪ ،‬البّرّية القفر‪» .‬لسان العرب‪ -‬فوز‪.«393 :5 -‬‬
‫)‪ (5‬الكنف‪ :‬واحدها الكنيف‪ ،‬و هو الحضيرة المّتخذة للبل و الغنم‪ ،‬و المرحاض‪» .‬المعجم الوسيط‪ -‬كنف‪:2 -‬‬
‫‪.«801‬‬
‫)‪ (6‬النواويس‪ :‬جمع ناووس أو ناءوس‪ ،‬مقبرة النصارى‪ .‬و يطلق على حجر منقور تجعل فيه جّثة المّيت‪.‬‬
‫»أقرب الموارد‪ -‬نوس‪.«1358 :2 -‬‬
‫)‪ (7‬الذاريات ‪[.....] .56 :51‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪342 :‬‬
‫عليك أحد يذكر ال تعالى؟‬
‫فقالت الرض‪ :‬يا رب‪ ،‬إن السماء تفتخر علي‪ ،‬إذ ليس علي أحد يذكرك‪ .‬فنوديت الرض‪ :‬أن اسكني‪ ،‬فإني أخلق‬
‫من أديمك صورة ل مثل لها من الجن »‪ ،«1‬و أرزقه العقل و العلم و الكتاب و اللسان‪ ،‬و انزل عليه من كلمي‪،‬‬
‫ثم أمل بطنك و ظهرك و شرقك و غربك على مزاج تربك في اللون‪ ،‬و الحرية‪ ،‬و السرية‪ ،‬و افتخري يا أرض‬
‫على السماء بذلك‪.‬‬
‫ثم استقرت الرض و سألت ربها أن يهبط إليها خلقا‪ ،‬فأذن لها بذلك‪ ،‬على أن يعبدوه و ل يعصوه‪ -‬قال‪ -‬و هبط‬
‫الجن و إبليس اللعين و سكنا الرض‪ ،‬فأعطوا على ذلك العهد‪ ،‬و نزلوا و هم سبعون ألف قبيلة يعبدون ال حق‬
‫عبادته دهرا طويل‪.‬‬
‫ثم رفع ال إبليس إلى سماء الدنيا لكثرة عبادته‪ ،‬فعبد ال تعالى فيها ألف سنة‪ ،‬ثم رفع إلى السماء الثانية‪ ،‬فعبد ال‬
‫تعالى فيها ألف سنة‪ ،‬و لم يزل يعبد ال في كل سماء ألف سنة حتى رفعه ال إلى السماء السابعة‪ ،‬و كان أول يوم‬
‫في السماء الولى السبت‪ ،‬و الحد في الثانية‪ ،‬حتى كان يوم الجمعة صير في السماء السابعة‪ ،‬و كان يعبد ال حق‬
‫عبادته‪ ،‬و يوحده حق توحيده‪ ،‬و كان بمنزلة عظيمة حتى إذا مر به جبرئيل و ميكائيل‪ ،‬يقول بعضهم لبعض‪:‬‬
‫لقد أعطي هذا العبد من القوة على طاعة ال و عبادته ما لم يعط أحد من الملئكة‪.‬‬
‫فلما كان بعد ذلك بدهر طويل‪ ،‬أمر ال تعالى جبرئيل أن يهبط إلى الرض‪ ،‬و يقبض من شرقها و غربها و قعرها‬
‫و بسطها قبضة‪ ،‬ليخلق منها خلقا جديدا‪ ،‬ليجعله أفضل الخلئق«‪.‬‬
‫‪ -[2] /5838‬و عنه‪ :‬قال ابن عباس‪ :‬فنزل إبليس )لعنه ال( فوقف وسط الرض‪ ،‬و قال‪ :‬يا أيتها الرض‪ ،‬إني‬
‫جئتك ناصحا لك‪ ،‬إن ال تعالى يريد أن يخلق منك خلقا يفضله على جميع الخلق‪ ،‬و أخاف أن يعصيه‪ ،‬و قد أرسل‬
‫ال إليك جبرئيل‪ ،‬فإذا جاءك فاقسمي عليه أن ل يقبض منك شيئا‪ .‬فلما هبط جبرئيل بإذن ربه‪ ،‬نادته الرض‪ ،‬و‬
‫قالت‪:‬‬
‫يا جبرئيل‪ ،‬بحق من أرسلك إلي‪ ،‬ل تقبض مني شيئا‪ ،‬فإني أخاف أن يعصيه ذلك الخلق‪ ،‬فيعذبه في النار‪ .‬قال‪:‬‬
‫فارتعد جبرئيل من هذا القسم‪ ،‬و رجع إلى السماء و لم يقبض منها شيئا‪ ،‬فأخبر ال تعالى بذلك‪ ،‬فبعث ال تعالى‬
‫ميكائيل ثانية‪ ،‬فجرى له مثل ما جرى لجبرئيل‪ ،‬فبعث ال عزرائيل ملك الموت‪ ،‬فلما هم بها أن يقبض منها‪ ،‬قالت‬
‫له مثل ما قالت لهما‪ ،‬فقال‪ :‬و عزة ربي ل أعصي له أمرا‪ .‬ثم قبض منها قبضة من شرقها و غربها و حلوها و‬
‫مرها و طيبها و مالحها و خسيسها »‪ «2‬و قعرها و بسطها‪ ،‬فقدم ملك الموت بالقبضة‪ ،‬و وقف أربعين عاما ل‬
‫ينطق‪ ،‬فأتاه النداء أن يا ملك الموت‪ ،‬ما صنعت؟ فأخبره بجميع القضية‪ .‬قال ال تعالى‪ :‬و عزتي و جللي‬
‫لسلطنك على قبض أرواح هذا الخلق الذي أخلقه لقلة رحمتك‪ .‬فجعل ال نصف تلك القبضة في الجنة‪ ،‬و النصف‬
‫الخر في النار‪ .‬قال‪:‬‬
‫و خلق ال آدم من سبع أرضين‪ :‬فرأسه من الرض و الولى‪ ،‬و عنقه من الثانية‪ ،‬و صدره من الثالثة‪ ،‬و يداه من‬
‫الرابعة‪،‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬تحفة الخوان‪» 63 :‬مخطوط«‪.‬‬
‫)‪ (1‬في »س«‪ :‬الحسن‪.‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬و حسنها‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪343 :‬‬
‫و بطنه و ظهره من الخامسة‪ ،‬و فخذاه و عجزه من السادسة‪ ،‬و ساقاه و قدماه من السابعة‪.‬‬
‫‪ -[3] /5839‬و عنه‪ :‬قال ابن عباس‪ :‬خلق ال آدم )عليه السلم( على القاليم‪ :‬فرأسه من تربة الكعبة‪ ،‬و صدره‬
‫من تربة الدهناء »‪ ،«1‬و بطنه و ظهره من تربة الهند‪ ،‬و يداه من تربة المشرق‪ ،‬و رجله من تربة المغرب‪ .‬و‬
‫فيه تسعة أبواب‪ :‬سبعة في رأسه‪ ،‬و هي‪ :‬عيناه و أذناه و منخراه و فمه‪ ،‬و اثنان في بدنه‪ ،‬و هما‪ :‬قبله و دبره‪ .‬و‬
‫خلق فيه الحواس‪ :‬ففي العينين حاسة البصر‪ ،‬و في الذنين حاسة السمع‪ ،‬و في منخرية الشم‪ ،‬و في فمه الذوق‪ ،‬و‬
‫في يديه اللمس‪ ،‬و في رجليه المشي‪ ،‬و خلق ال له لسانا ينطق‪ ،‬و خلق له أسنانا‪ :‬أربع ثنيات‪ ،‬و أربع رباعيات‪ ،‬و‬
‫أربعة أنياب‪ ،‬و ستة عشر ضرسا‪.‬‬
‫ثم ركب في رقبته ثمان فقرات‪ ،‬و في ظهره أربع عشرة فقرة‪ ،‬و في جنبه اليمن ثمانية أضلع‪ ،‬و في اليسر‬
‫سبعة‪ ،‬و واحد أعوج للعلم السابق‪ ،‬لنه خلق منه حواء )عليها السلم(‪.‬‬
‫ثم خلق القلب فجعله في الجانب اليسر من الصدر‪ ،‬و خلق المعدة أمام القلب‪ ،‬و خلق الرية‪ ،‬و هي كالمروحة‬
‫للقلب‪ ،‬و خلق الكبد و جعله في الجانب اليمن‪ ،‬و ركب فيها المرارة‪ ،‬و خلق الطحال في الجانب اليسر محاذي‬
‫الكبد‪ ،‬و خلق الكليتين إحداهما فوق الكبد و الخرى فوق الطحال‪ ،‬و خلق ما بين ذلك حجبا و أمعاء‪ ،‬و ركب سن‬
‫»‪ «2‬الصدر و دخله في الضلع‪ ،‬و خلق العظام‪ ،‬ففي الكتف عظم‪ ،‬و في الساعدين عظمين‪ ،‬و في الكف خمسة‬
‫أعظم و في كل إصبع ثلثة أعظم‪ ،‬إل البهام ففيه عظمان‪ ،‬و جعل في الوركين عظمين‪.‬‬
‫ثم ركب فيها العروق و جعل أصلها الوتين‪ ،‬و هو بيت الدم الذي ينفجر منه إلى البدن‪ ،‬و هي عروق مختلفة‪،‬‬
‫أربعة تسقي الدماغ‪ ،‬و أربعة تسقي العينين‪ ،‬و أربعة تسقي الذنين‪ ،‬و أربعة تسقي المنخرين‪ ،‬و أربعة تسقي‬
‫الشفتين‪ ،‬و اثنان يسقيان الصدغين‪ ،‬و عرقان في اللسان‪ ،‬و عرقان في الفم يسقيان السنان إلى الدماغ‪ ،‬و سبعة‬
‫تسقي العنق‪ ،‬و سبعة تسقي الصدر‪ ،‬و عشرة تسقي الظهر‪ ،‬و عشرة تسقي البطن‪ ،‬و سائر العروق تسقي سائر‬
‫البدن متفرقة‪ ،‬ل يعلم عددها إل ال تعالى خالقها‪.‬‬
‫و اللسان ترجمان‪ ،‬و العينان سراجان‪ ،‬و الذنان سماعان‪ ،‬و المنخران نقيبان‪ ،‬و اليدان جناحان‪ ،‬و الرجلن‬
‫سياران‪ ،‬و الكبد فيه الرحمة‪ ،‬و الطحال فيه الضحك‪ ،‬و الكليتان فيهما المكر‪ ،‬و الرئة فيها الخفة‪ ،‬و هي مروحة‬
‫القلب‪ ،‬و المعدة خزانة‪ ،‬و القلب عماد الجسد‪ ،‬فإذا صلح صلح الجسد‪.‬‬
‫قال‪ :‬فلما خلق ال تعالى آدم على هذه الصورة‪ ،‬أمر الملئكة فحملوه‪ ،‬و وضعوه على باب الجنة عدة من‬
‫الملئكة‪ ،‬و كان جسدا ل روح فيه‪ ،‬و كانت الملئكة تتعجب منه و من صفته و صورته‪ ،‬لنهم لم يكونوا رأوا‬
‫ن شَْيئًا َمْذُكورًا »‪ «3‬يعني لم يكن إنسانا‬ ‫ن الّدْهِر َلْم َيُك ْ‬ ‫ن ِم َ‬‫حي ٌ‬
‫ن ِ‬ ‫لْنسا ِ‬
‫عَلى ا ِْ‬‫ل َأتى َ‬ ‫مثله‪ ،‬فذلك قوله تعالى‪َ :‬ه ْ‬
‫موصوفا‪ .‬و كان إبليس ممن يطيل النظر إليه‪ ،‬و يقول‪ :‬ما خلق ال تعالى هذا إل لمر‪ ،‬فربما أدخل في فيه و‬
‫أخرج‪،‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -3‬تحفة الخوان‪» 63 :‬مخطوط«‪.‬‬
‫)‪ (1‬الّدهناء‪ :‬الفلة و الّدهناء‪ :‬موضع كّله رمل‪» .‬لسان العرب‪ -‬دهن‪.«163 :13 -‬‬
‫ن‪ :‬حرف الفقار‪ ،‬و في »ط«‪ :‬سيف‪.‬‬ ‫سّ‬ ‫)‪ (2‬ال ّ‬
‫)‪ (3‬النسان ‪.1 :76‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪344 :‬‬
‫فإنه خلق ضعيف خلق من طين‪ ،‬و هو أجوف‪ ،‬و الجوف ل بد له من مطعم‪ .‬و قيل‪ :‬إنه قال يوما للملئكة‪ :‬أما‬
‫تعلمون أنتم لم فضل هذا الخلق عليكم؟ قالوا‪ :‬نطيع ربنا و ل نعصيه‪ ،‬و هو يقول في ذلك‪ :‬لئن فضل هذا الخلق‬
‫علي لعصينه‪ ،‬و إن فضلت عليه لهلكنه‪.‬‬
‫قال‪ :‬فلما أراد ال أن ينفخ فيه الروح‪ ،‬خلق روح آدم )عليه السلم( ليست كالرواح‪ ،‬و هي روح فضلها ال تعالى‬
‫حي َفَقُعوا َلُه‬
‫ن ُرو ِ‬ ‫ت ِفيِه ِم ْ‬
‫خ ُ‬
‫سّوْيُتُه َو َنَف ْ‬‫على جميع أرواح الخلق من الملئكة و غيرها‪ ،‬فذلك قوله تعالى‪َ :‬فِإذا َ‬
‫ن َأْمِر َرّبي »‪ .«1‬قال‪ :‬فلما خلق ال تعالى روح آدم‬ ‫ح ِم ْ‬ ‫ل الّرو ُ‬ ‫ح ُق ِ‬
‫ن الّرو ِ‬ ‫عِ‬
‫ك َ‬ ‫سَئُلوَن َ‬
‫ن‪ ،‬و قال ال تعالى‪َ :‬و َي ْ‬ ‫جِدي َ‬
‫سا ِ‬
‫)عليه السلم( أمر بغمسها في جميع النوار‪ ،‬ثم أمرها أن تدخل في جسد آدم )عليه السلم( بالتأني دون‬
‫الستعجال‪ ،‬فرأت الروح مدخل ضيقا و منافذ ضيقة‪ ،‬فقالت‪ :‬يا رب‪ ،‬كيف أدخل من الفضاء إلى الضيق؟‬
‫فنوديت‪ :‬أن ادخلي كرها‪ .‬فدخلت الروح من يافوخه إلى عينيه ففتحهما آدم )عليه السلم(‪ ،‬فجعل ينظر إلى بدنه و‬
‫ل يقدر على الكلم‪ ،‬و نظر إلى سرادق العرش مكتوبا عليه‪ :‬ل إله إل ال‪ ،‬محمد رسول ال )صلى ال عليه و‬
‫آله(‪ ،‬فصارت الروح إلى أذنيه‪ ،‬فجعل يسمع تسبيح الملئكة‪ .‬ثم جعلت الروح تدور في رأسه و دماغه‪ ،‬و‬
‫الملئكة قبل خلقه بذلك‪ ،‬قوله تعالى‪:‬‬
‫ن »‪ .«2‬ثم‬ ‫جِدي َ‬
‫حي َفَقُعوا َلُه سا ِ‬ ‫ن ُرو ِ‬ ‫ت ِفيهِ ِم ْ‬
‫خ ُ‬ ‫سّوْيُتُه َو َنَف ْ‬‫ن َفِإذا َ‬
‫طي ٍ‬‫ن ِ‬‫شرًا ِم ْ‬‫ق َب َ‬‫ك ِلْلَملِئَكِة ِإّني خاِل ٌ‬
‫ل َرّب َ‬‫ِإْذ قا َ‬
‫صارت الروح إلى الخياشيم‪ ،‬ففتحت العطسة المجاري المسدودة و سارت إلى اللسان‪ ،‬فقال آدم )عليه السلم(‪:‬‬
‫»الحمد ل الذي لم يزل«‪ .‬فهي أول كلمة قالها‪ ،‬فناداه الرب‪ :‬يرحمك ربك‪ -‬يا آدم‪ -‬لهذا خلقتك‪ ،‬و هذا لك و‬
‫لذريتك‪ ،‬و لمن قال مثل مقالتك‪.‬‬
‫قال النبي )صلى ال عليه و آله(‪» :‬ليس على إبليس أشد من تسميت العاطس«‪.‬‬
‫قال‪:‬‬
‫فصارت الروح في جسد آدم )عليه السلم( حتى بلغت الساقين و القدمين‪ ،‬فاستوى آدم قائما على قدميه في يوم‬
‫الجمعة‪ ،‬عند زوال الشمس‪.‬‬
‫قال جعفر بن محمد الصادق )عليه السلم(‪» :‬كانت الروح في رأس آدم )عليه السلم( مائة عام‪ ،‬و في صدره‬
‫مائة عام‪ ،‬و في ظهرة مائة عام‪ ،‬و في بطنه مائة عام‪ ،‬و في عجزه و في وركيه مائة عام‪ ،‬و في ساقيه و قدميه‬
‫مائة عام«‪.‬‬
‫فلما استوى آدم قائما‪ ،‬نظرت إليه الملئكة كأنه الفضة البيضاء‪ ،‬فأمرهم ال بالسجود له‪ ،‬فأول من بارد إلى‬
‫السجود جبرئيل‪ ،‬ثم ميكائيل‪ ،‬ثم عزرائيل‪ ،‬ثم إسرافيل‪ ،‬ثم الملئكة المقربون‪ .‬و كان السجود لدم يوم الجمعة عند‬
‫الزوال‪ ،‬فبقيت الملئكة في سجودها إلى العصر‪ ،‬فجعل ال تعالى هذا اليوم عيدا لدم )عليه السلم( و لولده‪ ،‬و‬
‫أعطاه ال تعالى فيه الجابة في الدعاء‪ ،‬و في يوم الجمعة و ليلتها أربع و عشرون ساعة‪ ،‬في كل ساعة يعتق‬
‫سبعون ألف عتيق من النار‪.‬‬
‫‪ -[4] /5840‬و عنه‪ :‬قال جعفر الصادق )عليه السلم(‪» :‬و أبى إبليس )لعنه ال( من أن يسجد لدم )عليه السلم(‬
‫استكبارا‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -4‬تحفة الخوان‪» 65 :‬مخطوط«‪.‬‬
‫)‪ (1‬السراء ‪.85 :17‬‬
‫)‪ (2‬سورة ص ‪ 71 :38‬و ‪.72‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪345 :‬‬
‫خَلْقَتِني‬
‫خْيٌر ِمْنُه َ‬
‫ل َأَنا َ‬
‫ن قا َ‬
‫ن اْلعاِلي َ‬‫ت ِم َ‬‫ت َأْم ُكْن َ‬
‫سَتْكَبْر َ‬
‫ي َأ ْ‬
‫ت ِبَيَد ّ‬
‫خَلْق ُ‬
‫جَد ِلما َ‬
‫سُ‬‫ن َت ْ‬
‫ك َأ ْ‬
‫و حسدا‪ ،‬فقال ال تعالى‪ :‬ما َمَنَع َ‬
‫ن »‪ «1‬و النار تأكل الطين‪ ،‬و أنا الذي عبدتك دهرا طويل قبل أن تخلقه‪ ،‬و أنا الذي‬ ‫طي ٍ‬‫ن ِ‬
‫خَلْقَتُه ِم ْ‬
‫ن ناٍر َو َ‬
‫ِم ْ‬
‫كسوتني الريش و النور‪ ،‬و أنا الذي عبدتك في أكناف السماوات مع الكروبيين و الصافين و المسبحين »‪ «2‬و‬
‫الروحانيين و المقربين‪ .‬قال ال تعالى‪ :‬لقد علمت في سابق علمي من ملئكتي الطاعة و منك المعصية‪ ،‬فلم ينفعك‬
‫طول العبادة لسابق العلم فيك‪ ،‬و قد أبلستك »‪ «3‬من الخير كله إلى آخر البد‪ ،‬و جعلتك مذموما مدحورا شيطانا‬
‫رجيما لعينا‪ .‬فعند ذلك تغيرت خلقته الحسنة إلى خلقة كريهة مشوهة‪ ،‬فوثب عليه الملئكة بحرابها و هم يلعنونه‪،‬‬
‫و يقولون له‪ :‬رجيم ملعون‪ ،‬رجيم ملعون‪ .‬فأول من طعنه جبرئيل‪ ،‬ثم ميكائيل‪ ،‬ثم إسرافيل‪ ،‬ثم عزرائيل‪ ،‬ثم جميع‬
‫الملئكة‪ ،‬من كل ناحية و هو هارب من بين أيديهم‪ ،‬حتى ألقوه في البحر المسجور‪ ،‬فبادرت إليه الملئكة بحراب‬
‫من نار‪ ،‬فلم يزالوا يطعنونه حتى بلغوه القرار‪ ،‬و غاب عن عيون الملئكة‪ ،‬و الملئكة في اضطراب و السماوات‬
‫سماَء ُكّلها »‪ «4‬حتى عرف‬ ‫لْ‬ ‫عّلَم آَدَم ا َْ‬
‫في رجفان من جرأة إبليس اللعين و عصيانه أمر ال‪ .‬قال ال تعالى‪َ :‬و َ‬
‫اللغات كلها‪ ،‬حتى لغات الحيات و الضفادع‪ ،‬و جميع ما في البر و البحر«‪.‬‬
‫قال ابن عباس‪ :‬لقد تكلم آدم )عليه السلم( بسبعمائة »‪ «5‬ألف ألف لغة‪ ،‬أفضلها العربية ثم أمر ال تعالى الملئكة‬
‫أن يحملوا آدم )عليه السلم( على أكتافهم ليكون عاليا عليهم‪ ،‬و هم يقولون‪ :‬سبوح قدوس ل خروج عن طاعتك‪.‬‬
‫و سارت به في طرق السماوات و قد اصطفت حوله الملئكة‪ ،‬فل يمر آدم )عليه السلم( على صف إل و يقول‪:‬‬
‫»السلم عليكم و رحمة ال‪ ،‬يا ملئكة ربي«‪ .‬فيجيبونه‪ :‬و عليك السلم و رحمة ال و بركاته‪ ،‬يا صفوة ال و‬
‫روحه و فطرته‪.‬‬
‫و ضرب له في الصفيح العلى قبابا من الياقوت الحمر‪ ،‬و من الزبرجد الخضر‪ ،‬فما مر آدم )عليه السلم(‬
‫بموقف من الملئكة و مقام النبيين إل و سماه باسمه و اسم أصحابه‪ ،‬و على آدم )عليه السلم( يومئذ ثياب‬
‫السندس الخضر في رقة الهواء‪ ،‬و له ظفيرتان مرصعتان بالدر و الجواهر‪ ،‬محشوتان بالمسك الذفر »‪ «6‬و‬
‫العنبر على قامة آدم )عليه السلم( من رأسه إلى قدميه‪ ،‬و على رأسه تاج من ذهب مرصع بالجوهر و العنبر و‬
‫الفيروزج الخضر‪ ،‬له أربعة أركان‪ ،‬و في كل ركن منها درة عظيمة يغلب ضوؤها على ضوء الشمس و القمر‪،‬‬
‫و في أصابعه خواتيم الكرامة‪ ،‬و في وسطه منطقة الرضوان‪ ،‬و لها نور يسطع في كل غرفة‪ ،‬فوقف آدم على‬
‫المنبر في هذه الزينة‪ ،‬و قد علمه السماء كلها‪ ،‬و أعطاه قضيبا من نور‪ ،‬فتحير الملئكة فيه‪ ،‬فقالوا‪ :‬إلهنا‪ ،‬خلقت‬
‫خلقا أكرم من هذا؟ فقال ال تعالى‪» :‬ليس من خلقته بيدي كمن قلت له‪ :‬كن فيكون«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬سورة ص ‪ 75 :38‬و ‪.76‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬و الحاّفين‪.‬‬
‫ل‪ :‬أي يئس‪» .‬الصحاح‪ -‬بلس‪.«909 :3 -‬‬ ‫)‪ (3‬البلس‪ :‬النكسار و الحزن‪ .‬و إبليس من رحمة ا ّ‬
‫)‪ (4‬البقرة ‪[.....] .31 :2‬‬
‫)‪ (5‬في المصدر‪ :‬بتسعمائة‪.‬‬
‫ل ريح ذكّية من طيب أو نتن‪ .‬يقال‪ :‬مسك أذفر‪» .‬الصحاح‪ -‬ذفر‪.«663 :2 -‬‬ ‫)‪ (6‬الّذفر‪ :‬ك ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪346 :‬‬
‫فانتصب آدم على منبره قائما‪ ،‬و سلم على الملئكة‪ ،‬و قال‪» :‬السلم عليكم‪ ،‬يا ملئكة ربي و رحمة ال و بركاته«‬
‫فأجابه الملئكة‪ :‬و عليك السلم و رحمة ال و بركاته‪ .‬فإذا النداء‪ :‬يا آدم‪ ،‬لهذا خلقتك‪ ،‬و هذا السلم تحية لك و‬
‫لذريتك إلى يوم القيامة«‪.‬‬
‫قال النبي )صلى ال عليه و آله( »ما فشا السلم في قوم إل أمنوا من العذاب‪ ،‬فإن فعلتموه دخلتم الجنة«‪.‬‬
‫و قال النبي )صلى ال عليه و آله( »أل أدلكم على شيء إن فعلتموه دخلتم الجنة« قالوا‪ :‬بلى يا رسول ال‪ ،‬قال‪:‬‬
‫»أطعموا الطعام‪ ،‬و أفشوا السلم‪ ،‬و صلوا في الليل و الناس نيام‪ ،‬تدخلوا الجنة بسلم«‪.‬‬
‫و قال النبي )صلى ال عليه و آله(‪» :‬إذا سلم المؤمن على أخيه‪ ،‬يبكي إبليس لعنه ال‪ ،‬و يقول‪ :‬يا ويلتاه‪ .‬و لم‬
‫يفترقا حتى يغفر ال لهما«‪.‬‬
‫قال‪ :‬فأخذ آدم في خطبته فبدأ يقول‪» :‬الحمد ل« فصار ذلك سنة لولده‪ ،‬و أثنى على ال تعالى بما هو أهله‪ ،‬ثم‬
‫ذكر علم السماوات و الرضين و ما فيها من خلق رب العالمين‪ ،‬فعند ذلك قال ال تعالى للملئكة‪:‬‬
‫عْلَم َلنا ِإ ّ‬
‫ل‬ ‫كل ِ‬ ‫سْبحاَن َ‬
‫ن »‪ «1‬فشهدت الملئكة على أنفسها و أقرت‪ ،‬و قالت‪ُ :‬‬ ‫ن ُكْنُتْم صاِدِقي َ‬ ‫سماِء هُؤلِء ِإ ْ‬ ‫َأْنِبُئوِني ِبَأ ْ‬
‫سماِئِهْم »‪ «3‬فجعل آدم يخبرهم بأسماء كل‬ ‫حِكيُم »‪ «2‬قال ال تعالى‪ :‬يا آَدُم َأْنِبْئُهْم ِبَأ ْ‬ ‫ت اْلَعِليُم اْل َ‬‫ك َأْن َ‬
‫عّلْمَتنا ِإّن َ‬
‫ما َ‬
‫شيء‪ ،‬خفيها و ظاهرها‪ ،‬برها و بحرها‪ ،‬حتى الذرة و البعوضة‪ ،‬فتعجبت الملئكة من ذلك‪ ،‬قال ال تعالى‪َ :‬أ َلْم‬
‫ن »‪ «4‬يعني ما كتم إبليس من‬ ‫ن َو ما ُكْنُتْم َتْكُتُمو َ‬ ‫عَلُم ما ُتْبُدو َ‬
‫ض َو َأ ْ‬
‫لْر ِ‬ ‫ت َو ا َْ‬ ‫سماوا ِ‬ ‫ب ال ّ‬‫غْي َ‬ ‫عَلُم َ‬‫ل َلُكْم ِإّني َأ ْ‬
‫َأُق ْ‬
‫إضمار المعصية‪.‬‬
‫قال‪ :‬و نزل آدم )عليه السلم( من منبره‪ ،‬و زاد ال في حسنه أضعافا زيادة على ما كان عليه من الحسن و‬
‫الجمال‪ ،‬فلما نزل قرب إليه قطف »‪ «5‬من عنب أبيض فأكله‪ ،‬و هو أول شيء أكله من طعام الجنة‪ ،‬فلما استوفاه‪،‬‬
‫قال‪» :‬الحمد ل رب العالمين«‪ ،‬فقال ال تعالى‪ :‬يا آدم‪ ،‬لهذا خلقتك‪ ،‬و هو سنتك و سنة ذريتك إلى آخر الدهر‪ .‬ثم‬
‫أخذته السنة‪ ،‬أي النعاس‪ ،‬مبادئ النوم‪ ،‬لنه ل راحة لبدن يأكل إل النوم‪ ،‬ففزعت الملئكة‪ ،‬و قالت‪ :‬النوم هو‬
‫الموت‪ .‬فلما سمع إبليس بأكل آدم )عليه السلم( فرح و تسلى ببعض ما فيه‪ ،‬و قال‪ :‬سوف أغويه‪.‬‬
‫قال النبي )صلى ال عليه و آله(‪» :‬من علمة الموت النوم‪ ،‬و من علمة القيامة اليقظة«‪.‬‬
‫و قال‪» :‬سألت بنو إسرائيل موسى )عليه السلم(‪ :‬هل ينام ربنا؟ فأوحى ال إليه‪ :‬لو نمت لسقطت السماوات على‬
‫الرض«‪.‬‬
‫و سألت اليهود نبينا محمدا )صلى ال عليه و آله(‪ :‬هل ينام ربك؟ فأنزل ال تعالى جبرئيل بهذه الية‪:‬‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬البقرة ‪.31 :2‬‬
‫)‪ (2‬البقرة ‪.32 :2‬‬
‫)‪ (4 ،3‬البقرة ‪.33 :2‬‬
‫)‪ (5‬القطف‪ :‬العنقود ساعة يقطف‪» .‬أقرب الموارد‪ -‬قطف‪.«1016 :2 -‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪347 :‬‬
‫سَنٌة َو ل َنْوٌم »‪ .«1‬فقالوا‪ :‬أ ينام أهل الجنة؟ فقال النبي )صلى ال عليه و‬ ‫خُذُه ِ‬ ‫ي اْلَقّيوُم ل َتْأ ُ‬‫حّ‬ ‫ل ُهَو اْل َ‬‫ل ل ِإلَه ِإ ّ‬ ‫ا ُّ‬
‫آله(‪» :‬ل ينامون‪ ،‬لن النوم أخو الموت‪ ،‬و أهل الجنة ل يموتون‪ ،‬و كذلك أهل النار ل يموتون لنهم معذبون‬
‫دائما«‪.‬‬
‫‪ -[5] /5841‬و عنه‪ :‬قال جعفر بن محمد الصادق )عليهما السلم(‪» :‬فلما نام آدم )عليه السلم(‪ ،‬خلق ال من‬
‫ضلع جنبه اليسر ما يلي الشراسيف »‪ «2‬و هو ضلع أعوج‪ ،‬فخلق منه حواء‪ ،‬و إنما سميت بذلك لنها خلقت من‬
‫جها »‪ «3‬فكانت‬ ‫ق ِمْنها َزْو َ‬
‫خَل َ‬
‫حَدةٍ َو َ‬
‫س وا ِ‬ ‫ن َنْف ٍ‬ ‫خَلَقُكْم ِم ْ‬ ‫س اّتُقوا َرّبُكُم اّلِذي َ‬‫حي‪ ،‬و ذلك قوله تعالى‪ :‬يا َأّيَها الّنا ُ‬
‫حواء على خلق آدم )عليه السلم(‪ ،‬و على حسنه و جماله‪ ،‬و لها سبعمائة ظفيرة مرصعات بالياقوت و اللؤلؤ و‬
‫الجواهر و الدر‪ ،‬محشوة بالمسك‪ ،‬شكلء »‪ ،«4‬دعجاء »‪ ،«5‬غنجاء »‪ ،«6‬غضة »‪ ،«7‬بيضاء‪ ،‬مخضوبة‬
‫الكفين‪ ،‬تسمع لذوائبها خشخشة‪ ،‬و هي نفيسة »‪ «8‬متوجة‪ ،‬و هي على صورة آدم )عليه السلم( غير أنها أرق‬
‫منه جلدا‪ ،‬و أصفى منه لونا‪ ،‬و أحسن منه صوتا‪ ،‬و أدعج منه عينا‪ ،‬و أقنى منه أنفا‪ ،‬و أصفى منه سنا‪ ،‬و أصغر‬
‫منه سنا‪ ،‬و ألطف منه نباتا »‪ ،«9‬و ألين منه كفا‪ ،‬فلما خلقها ال تعالى‪ ،‬أجلسها عند رأس آدم و قد رآها في نومه‪،‬‬
‫و قد تمكن حبها في قلبه‪ -‬قال‪ -‬فانتبه آدم )عليه السلم( من نومته فقال‪ :‬يا رب‪ ،‬من هذه؟ فقال ال تعالى‪ :‬هذه أمتي‬
‫حواء‪ .‬قال‪ :‬يا رب‪ ،‬لمن خلقتها؟ قال‪ :‬لمن أخذ بها المانة‪ ،‬و أصدقها الشكر‪ .‬قال‪ :‬يا رب‪ ،‬أقبلها على هذا‪.‬‬
‫فتزوجها‪ -‬قال‪ -‬فزوجه إياها قبل دخول الجنة«‪.‬‬
‫قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب )عليه السلم(‪» :‬رأى هذا في المنام و هي تكلمه‪ ،‬و هي تقول له‪ :‬أنا أمة ال‬
‫و أنت عبد ال‪ ،‬فاخطبني من ربك«‪.‬‬
‫و‬
‫قال أمير المؤمنين علي )عليه السلم(‪» :‬طيبوا النكاح‪ ،‬فإن النساء عند الرجال ل يملكن لنفسهن ضرا و ل نفعا‪،‬‬
‫و إنهن أمانة ال عندكم فل تضاروهن و ل تعضلوهن«‪.‬‬
‫‪ -[6] /5842‬و عنه‪ :‬قال جعفر بن محمد الصادق )عليهما السلم(‪» :‬إن آدم )عليه السلم( رأى حواء في المنام‪،‬‬
‫فلما انتبه‪ ،‬قال‪ :‬يا رب‪ ،‬من هذه التي أنست بقربها؟ قال ال تعالى‪ :‬هذه أمتي‪ ،‬و أنت عبدي‪ ،‬يا آدم‪ ،‬ما خلقت خلقا‬
‫هو أكرم علي منكما‪ ،‬إذا أنتما عبدتماني و أطعتماني‪ ،‬و قد خلقت لكما دارا‪ ،‬و سميتها جنتي‪ ،‬فمن دخلها كان وليي‬
‫حقا‪،‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -5‬تحفة الخوان‪» 66 :‬مخطوط«‪.‬‬
‫‪ -6‬تحفة الخوان‪» 67 :‬مخطوط«‪.‬‬
‫)‪ (1‬البقرة ‪.255 :2‬‬
‫ضلع مّما يلي البطن‪ ،‬جمعها شراسيف‪» .‬المعجم الوسيط‪ -‬شرس‪.«478 :1 -‬‬ ‫شرسوف‪ :‬الطرف الّلّين من ال ّ‬ ‫)‪ (2‬ال ّ‬
‫)‪ (3‬النساء ‪.1 :4‬‬
‫)‪ (4‬الشكلء‪ :‬مؤنث الشكل‪ ،‬و هو ما فيه حمرة و بياض مختلطان‪» .‬أقرب الموارد‪ -‬شكل‪.«607 -606 :1 -‬‬
‫)‪ (5‬دعجت العين‪ :‬اشتّد سوادها و بياضها و اّتسعت‪ ،‬فهي دعجاء‪» .‬المعجم الوسيط«‪ -‬دعج‪.«284 :1 -‬‬
‫)‪ (6‬غنجت المرأة‪ :‬تدّللت على زوجها بملحة‪ ،‬كأنها تخالفه و ليس بها خلف‪» .‬المعجم الوسيط‪ -‬غنج‪:2 -‬‬
‫‪[.....] .«664‬‬
‫ض‪.«654 :2 -‬‬ ‫ل شيء‪» .‬المعجم الوسيط‪ -‬غ ّ‬ ‫ي الحديث من ك ّ‬ ‫ض‪ :‬الطر ّ‬ ‫)‪ (7‬الغ ّ‬
‫)‪ (8‬في المصدر‪ :‬نسقة‪.‬‬
‫)‪ (9‬في المصدر‪ :‬بيانا‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪348 :‬‬
‫و من لم يدخلها كان عدوي حقا‪ .‬فقال آدم )عليه السلم(‪ :‬و لك يا رب‪ ،‬عدو و أنت رب السماوات؟ قال ال تعالى‪:‬‬
‫يا آدم‪ ،‬لو شئت أجعل الخلق كلهم أوليائي لفعلت و لكني أفعل ما أشاء‪ ،‬و أحكم ما أريد‪ .‬قال آدم )عليه السلم(‪ :‬يا‬
‫رب‪ ،‬فهذه أمتك حواء قد رق لها قلبي‪ ،‬فلمن خلقتها؟ قال ال تعالى‪ :‬خلقتها لك لتسكن الدنيا فل تكن وحيدا في‬
‫جنتي قال‪:‬‬
‫فأنكحنيها يا رب‪ .‬قال‪ :‬أنكحتكها بشرط أن تعلمها مصالح ديني‪ ،‬و تشكرني عليها‪ ،‬فرضي آدم بذلك‪ ،‬فاجتمعت‬
‫الملئكة‪ ،‬فأوحى ال تعالى إلى جبرئيل أن اخطب‪ .‬فكان الولي رب العالمين‪ ،‬و الخطيب جبرئيل المين‪ ،‬و‬
‫الشهود الملئكة المقربين‪ ،‬و الزوج آدم )عليه السلم( أبا النبيين‪ ،‬فتزوج آدم )عليه السلم( بحواء على الطاعة و‬
‫التقى و العمل الصالح‪ ،‬فنثرت الملئكة عليهما من نثار الجنة«‪.‬‬
‫قال ابن عباس‪ :‬أعلموا بالنكاح فإنه سنة أبيكم آدم )عليه السلم( و قال‪ :‬ليس شيء مباح أحب إلى ال من النكاح‪،‬‬
‫فإذا اغتسل المؤمن من حلله بكى إبليس‪ ،‬و قال‪ :‬يا ويلتاه‪ ،‬هذا العبد أطاع ربه و غفر له ذنبه‪ ،‬و ل شيء مباح‬
‫أبغض إلى ال تعالى من الطلق‪ .‬قال الصادق )عليه السلم(‪» :‬لعن ال الذواق و الذواقة«‪.‬‬
‫‪ -[7] /5843‬و عنه‪ :‬قال أبو بصير‪ :‬أخبرني كيف كان خروج آدم )عليه السلم( من الجنة؟‬
‫فقال الصادق )عليه السلم(‪» :‬لما تزوج آدم )عليه السلم( بحواء أوحى ال تعالى إليه‪ :‬يا آدم‪ ،‬أن اذكر نعمتي‬
‫عليك‪ ،‬فإني جعلتك بديع فطرتي‪ ،‬و سويتك بشرا على مشيئتي‪ ،‬و نفخت فيك من روحي‪ ،‬و أسجدت لك ملئكتي‪،‬‬
‫و حملتك على أكتافهم‪ ،‬و جعلتك خطيبهم‪ ،‬و أطلقت لسانك بجميع اللغات‪ ،‬و جعلت ذلك كله شرفا لك و فخرا‪ ،‬و‬
‫هذا إبليس اللعين قد أبلسته و لعنته حين أبى أن يسجد لك و قد خلقتك كرامة لمتي‪ ،‬و خلقت أمتي نعمة لك‪ ،‬و ما‬
‫نعمة أكرم من زوجة صالحة‪ ،‬تسرك إذا نظرت إليها‪ ،‬و قد بنيت لكما دار الحيوان من قبل أن أخلقكما بألف »‪«1‬‬
‫عام‪ ،‬على أن تدخلها بعهدي و أمانتي‪.‬‬
‫و كان ال تعالى عرض هذه المانة على السماوات و الرضين‪ ،‬و على الملئكة جميعا‪ ،‬و هي أن تكافئوا على‬
‫الحسان‪ ،‬و تعدلوا عن الساءة‪ .‬فأبوا عن قبولها‪ ،‬فعرضها على آدم )عليه السلم(‪ ،‬فتقبلها‪ ،‬فتعجبت الملئكة من‬
‫جبا ِ‬
‫ل‬ ‫ض َو اْل ِ‬
‫لْر ِ‬
‫ت َو ا َْ‬
‫سماوا ِ‬ ‫عَلى ال ّ‬ ‫لماَنَة َ‬
‫ضَنا ا َْ‬‫عَر ْ‬‫جرأة آدم )عليه السلم( في قبول المانة‪ ،‬يقول ال تعالى‪ِ :‬إّنا َ‬
‫ل »‪ «2‬و ما كان بين أن قبل المانة آدم و‬ ‫جُهو ً‬ ‫ظُلومًا َ‬‫ن َ‬ ‫ن ِإّنُه كا َ‬
‫لْنسا ُ‬
‫حَمَلَها ا ِْ‬
‫ن ِمْنها َو َ‬
‫شَفْق َ‬
‫حِمْلَنها َو َأ ْ‬
‫ن َي ْ‬‫ن َأ ْ‬
‫َفَأَبْي َ‬
‫بين أن عصى ربه إل كما بين الظهر و العصر‪ ،‬ثم مثل ال تعالى لدم )عليه السلم( و لحواء‪ ،‬اللعين إبليس‪،‬‬
‫شقى »‪ «4‬ثم ناداه الرب‪:‬‬ ‫جّنِة َفَت ْ‬
‫ن اْل َ‬
‫جّنُكما ِم َ‬
‫خِر َ‬‫ك َفل ُي ْ‬
‫جَ‬ ‫ك َو ِلَزْو ِ‬
‫عُدّو َل َ‬
‫حتى نظر إلى سماجته »‪ ،«3‬فقيل له‪ :‬هذا َ‬
‫إن من عهدي إليكما أن تدخل الجنة‪ ،‬و تأكل منها رغدا حيث شئتما‪ ،‬و ل تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين‪،‬‬
‫فقبل هذا العهد كله‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -7‬تحفة الخوان‪» 67 :‬مخطوط«‪.‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬بألفي‪.‬‬
‫)‪ (2‬الحزاب ‪.72 :33‬‬
‫)‪ (3‬سمج الشيء‪ :‬قبح‪ ،‬يسمج سماجة‪ ،‬إذا لم يكن فيه ملحة‪» .‬لسان العرب‪ -‬سمج‪.«300 :2 -‬‬
‫)‪ (4‬طه ‪.117 :20‬‬
‫رهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪349 :‬‬
‫يا آدم‪ ،‬أنت عندي أكرم من ملئكتي إذا أطعتني و رعيت عهدي‪ ،‬و لم تكن جبارا كفورا‪ .‬و في كل ذلك يقبل‬
‫المانة و العهد‪ ،‬و ل يسأل ربه التوفيق و العصمة‪ ،‬و شهد الملئكة عليه‪.‬‬
‫ثم مكث آدم )عليه السلم( و حواء مكللين متوجين مكرمين لما دخل الجنة حتى كانا في وسط جنات عدن‪ ،‬نظر‬
‫آدم و إذا هو بسرير من جوهر‪ ،‬له سبعمائة قائمة من أنواع الجواهر‪ ،‬و له سرادقات »‪ «1‬كثيرة‪ ،‬و على ذلك‬
‫السرير فرش من السندس و الستبرق‪ ،‬و بين الفراشين كثبان من المسك و الكافور و العنبر‪ ،‬و على السرير أربع‬
‫قباب‪ :‬فيه الرضوان و الغفران و الخلد و الكرم‪ ،‬فناداه السرير‪ :‬إلي يا آدم‪ ،‬فلك خلقت‪ ،‬و لك زينت‪ .‬فنزل آدم عن‬
‫فرسه‪ ،‬و حواء عن ناقتها‪ ،‬و جلسا على السرير بعد أن طافا على جميع نواحي الجنة‪ ،‬ثم قدم لهما من عنب الجنة‬
‫و فواكهها فأكل منها‪ ،‬ثم تحول إلى قبة الكرم‪ ،‬و هي أزين القباب‪ ،‬و عن يمين السرير يومئذ جبل من مسك‪ ،‬و‬
‫عن يساره جبل من عنبر‪ ،‬و شجرة طوبى قد أظلت على السرير‪ ،‬فأحب أدم )عليه السلم( أن يدنو من حواء‪،‬‬
‫فأسبلت القباب ستورها‪ ،‬و انظمت البواب‪ ،‬و تغشاها و كان معها كأهل الجنة في الجنة خمسمائة عام من أعوام‬
‫الدنيا في أتم السرور و أنعم الحوال‪ .‬و كان آدم )عليه السلم( ينزل عن السرير‪ ،‬و يمشي في منابر الجنة‪ ،‬و‬
‫حواء خلفه تسحب سندسها‪ ،‬و كلما تقدما من قصر نثرت عليهما من ثمار الجنة حتى يرجعا إلى السرير‪ ،‬و إبليس‬
‫)لعنه ال( خائف لما جرى عليه من طعنهم له بالحراب و رجمهم إياه‪ ،‬و صار مختفيا عن آدم )عليه السلم( و‬
‫حواء‪ ،‬فبينما هو كذلك و إذا هو بصوت عال‪ :‬يا أهل السماوات‪ ،‬قد سكن آدم و حواء الجنة بالعهد و الميثاق‪ ،‬و‬
‫أبحت لهما جميع ما في الجنة إل شجرة الخلد‪ ،‬فإن قرباها و أكل منها كانا من الظالمين«‪.‬‬
‫قال‪» :‬فلما سمع إبليس اللعين ذلك فرح فرحا شديدا‪ ،‬و قال‪ :‬لخرجنهما من الجنة‪ .‬ثم أتى مستخفيا في طرق‬
‫السماوات‪ .‬حتى وقع على باب الجنة‪ ،‬و إذا بالطاوس و قد خرج من الجنة‪ ،‬و له جناحان‪ ،‬إذا نشر أحدهما غطى‬
‫به سدرة المنتهى‪ ،‬و له ذنب من زمردة صفراء‪ ،‬و هو من الجواهر‪ ،‬و على كل جوهر منه ريشة بيضاء‪ ،‬و هو‬
‫أطيب طيور الجنة صوتا و تغريدا‪ ،‬و أحسنها ألحانا بالتسبيح و الثناء ل رب العالمين‪ ،‬و كان يخرج في وقت و‬
‫يمر صفح »‪ «2‬السماوات السبع‪ ،‬يخطر في مشيه‪ ،‬و يرجع في تسبيحه‪ ،‬فيعجب جميع الملئكة من حسن صورته‬
‫و تسبيحه‪ ،‬فيرجع إلى الجنة‪ .‬فلما رآه إبليس دعا به بكلم لين‪ ،‬و قال‪ :‬أيها الطائر العجيب الخلقة‪ ،‬حسن اللوان‪،‬‬
‫طيب الصوت‪ ،‬أي طائر أنت من طيور الجنة؟ قال‪ :‬أنا طاوس الجنة‪ ،‬و لكن مالك‪ -‬أيها الشخص‪ -‬مذعور‪ ،‬كأنك‬
‫تخاف طالبا يطلبك؟ فقال إبليس‪ :‬أنا ملك من ملئكة الصفيح »‪ «3‬العلى‪ ،‬مع الملئكة الكروبين الذين ل يفترون‬
‫عن التسبيح ساعة و ل طرفة عين‪ ،‬جئت أنظر إلى الجنة و إلى ما أعد ال لهلها فيها‪ ،‬فهل لك أن تدخلني الجنة‬
‫و أعلمك ثلث كلمات‪ ،‬من قالهن ل يهرم و ل يسقم و ل يموت؟ فقال الطاوس‪ :‬و يحك‪ -‬أيها الشخص‪ -‬أهل الجنة‬
‫يموتون؟ قال إبليس‪ :‬نعم‪ ،‬يموتون و يهرمون و يسقمون إل من كانت عنده هذه الكلمات‪ .‬و حلف على ذلك‪ ،‬فوثق‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬السرادقات‪ :‬جمع سرادق‪ ،‬ما أحاط بالبناء‪» .‬لسان العرب‪ -‬سردق‪.«157 :10 -‬‬
‫ل شيء‪ :‬وجهه و ناحيته‪» .‬لسان العرب‪ -‬صفح‪.«516 :2 -‬‬ ‫)‪ (2‬صفح ك ّ‬
‫سماء‪» .‬النهاية‪ -‬صفح‪.«35 :3 -‬‬ ‫صفيح‪ :‬من أسماء ال ّ‬
‫)‪ (3‬ال ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪350 :‬‬
‫به الطاوس و لم يظن أن أحدا يحلف بال كاذبا‪ ،‬فقال‪ :‬أيها الشخص‪ ،‬ما أحوجني إلى هذه الكلمات‪ ،‬غير أني أخاف‬
‫أن رضوان خازن الجنان يستخبرني عنك‪ ،‬لكن أبعث إليك بالحية‪ ،‬فإنها سيدة دواب الجنة«‪.‬‬
‫قال‪» :‬و دخل الطاوس الجنة‪ ،‬و ذكر للحية جميع ذلك فقالت‪ :‬و ما أحوجني و إياك إلى هذه الكلمات‪ .‬قال‬
‫الطاوس‪ :‬قد ضمنت له أن أبعث بك إليه‪ ،‬فانطلقي إليه سريعا قبل أن يسبقك سواك‪ ،‬فكانت الحية يومئذ على‬
‫صورة الجمل‪ ،‬و لها قوائم‪ ،‬و لها زغب مثل العبقري »‪ «1‬ما بين أسود و أبيض و أحمر و أخضر و أصفر‪ ،‬و‬
‫لها رائحة كرائحة المسك المشاب بالعنبر‪ ،‬و كان مسكنها في جنة المأوى‪ ،‬و مبركها على ساحل نهر الكوثر‪ ،‬و‬
‫كلمها التسبيح و الثناء ل رب العالمين‪ ،‬و قد خلقها ال تعالى قبل أن يخلق آدم )عليه السلم( بمائة عام‪ ،‬و كانت‬
‫تأنس بحواء و آدم )عليه السلم( و تخبرهما بكل شجرة في الجنة‪.‬‬
‫فخرجت الحية مسرعة من باب الجنة فرأت إبليس لعنه ال على ما وصفه الطاوس‪ ،‬فتقدم إليها إبليس بالكلم‬
‫الطيب‪ ،‬و قال لها مثل ما قال للطاوس‪ ،‬فقالت الحية‪ :‬و كيف أدخلك و ل يحل لك ركوبي؟ فقال لها إبليس‪:‬‬
‫إني أرى بين نابيك فرجة واسعة‪ ،‬و اعلمي أنها تسعني‪ ،‬و اجعليني فيها و أدخليني الجنة حتى أعلمك هذه الكلمات‬
‫الثلث‪ .‬فقالت الحية‪ :‬إذا حملتك في فمي‪ ،‬فكيف أتكلم إذا كلمني رضوان؟ فقال لها اللعين‪ :‬ل عليك‪ ،‬فإن معي‬
‫أسماء ربي‪ ،‬إذا قلتها ل ينطق بي و ل بك أحد من الملئكة‪ .‬فدخلت و الملئكة ساهون عن محاورتهما‪ ،‬غير أن‬
‫حواء كانت قد افتقدت الحية فلم تجدها‪ ،‬و كانت مؤتلفة بها لحسن حديثها‪ ،‬و الحية مع إبليس يحلف لها و يخادعها‪-‬‬
‫قال‪ -‬و لم يزل إبليس يحلف لها و يخدعها‪ ،‬حتى وثقت به و فتحت فاها‪ ،‬فوثب إبليس و قعد بين أنيابها‪ ،‬و خرج‬
‫منه ريح فصار نابها سما إلى آخر البد‪ -‬قال‪ -‬فضمته الحية و دخلت الجنة‪ ،‬و لم يكلمها رضوان للقدر و القضاء‬
‫السابق بعلم الرحمن‪ ،‬حتى إذا توسطت الحية الجنة‪ ،‬قالت له‪ :‬اخرج فمي و عجل قبل أن يفطن بك رضوان‪ .‬قال‬
‫إبليس‪ :‬ل تعجلي‪ ،‬فإنما حاجتي في الجنة آدم و حواء‪ ،‬فإني أريد أن أكلمهما من فيك‪ ،‬فإن فعلت ذلك علمتك‬
‫الكلمات الثلث‪ .‬فقالت الحية‪ :‬هاتيك قبة حواء فاخرج إليها و كلمها‪ .‬قال‪ :‬ل أكلمها إل من فيك‪ ،‬فحملته الحية إلى‬
‫قبة حواء‪ ،‬فقال إبليس من فم الحية‪ :‬يا حواء‪ ،‬يا زينة الجنة‪ ،‬أ لست تعلمين أني معك في الجنة‪ ،‬و أني أحدثك و‬
‫أخبرك بكل ما في الجنة‪ ،‬و أني صادقة في كل ما أحدثك به؟ فقالت حواء‪ :‬نعم‪ ،‬و ما عرفتك إل بصدق الحديث‪.‬‬
‫قال إبليس‪ :‬يا حواء‪ ،‬أخبريني ما الذي أحل لكما في الجنة‪ ،‬و حرم عليكما؟ فأخبرته بما نهاهما عنه‪.‬‬
‫فقال إبليس‪ :‬و لماذا نهاكما ربكما عن شجرة الخلد؟ قالت‪ :‬ل علم لي بذلك‪ .‬قال إبليس‪ :‬أنا أعلم‪ ،‬إنما نهاكما ربكما‬
‫لنه أراد أن يفعل بكما مثل ما فعل بذلك العبد الذي مأواه تحت الشجرة‪ ،‬الذي أدخله قبل دخولكما بألف »‪«2‬‬
‫عام«‪.‬‬
‫قال‪» :‬فوثبت حواء من سريرها لتنظر ذلك العبد‪ ،‬فخرج إبليس من فم الحية كالبرق الخاطف‪ ،‬حتى قعد‬
‫__________________________________________________‬
‫ي‪ :‬ضرب من البسط‪» .‬تاج العروس‪ -‬عبقر‪.«379 :3 -‬‬ ‫)‪ (1‬العبقر ّ‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬بألفي‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪351 :‬‬
‫تحت الشجرة‪ ،‬فأقبلت حواء فرأته‪ ،‬فلما قربت منه‪ ،‬نادته‪ :‬أيها الشخص‪ ،‬من أنت؟ قال‪ :‬أنا خلق من خلق ال‬
‫تعالى‪ ،‬و أنا في هذه الجنة منذ ألف عام‪ ،‬خلقني كما خلقكما بيده‪ ،‬و نفخ في روحه‪ ،‬و أسجد لي ملئكته و أسكنني‬
‫جنته‪ ،‬و نهاني عن أكل هذه الشجرة‪ ،‬فكنت ل آكل منها حتى نصحني بعض الملئكة‪ ،‬و قال لي‪ :‬كل منها‪ ،‬فإن‬
‫من أكل منها كان مخلدا في الجنة أبدا و حلف لي أنه لمن الناصحين‪ ،‬فوثقت بيمينه و أكلت منها‪ ،‬فأنا في الجنة‬
‫إلى يومي هذا كما ترين‪ ،‬و قد أمنت من الهرم و السقم و الموت و الخروج من الجنة‪ .‬فقال لها إبليس بعد ما حكى‬
‫لها‪:‬‬
‫و ال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إل أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين‪ .‬فناداها‪ :‬يا حواء‪ ،‬كلي منها‪ ،‬فإنها‬
‫أطيب ما أكلت من ثمار الجنة‪ ،‬فأسرعي إليها و اسبقي زوجك‪ ،‬فإن من سبق كان له الفضل على صاحبه‪ ،‬أما‬
‫تنظرين إلي كيف آكل منها؟ هذا و الحية واقفة تسمع ما يقول إبليس )لعنه ال( لحواء‪ ،‬فالتفتت حواء للحية‪ ،‬و‬
‫قالت‪ :‬أنت معي منذ أدخلني ال الجنة‪ ،‬و لم تخبريني بهذا الكلم؟! و سكتت الحية‪ ،‬و لم تدر ما يقول إبليس اللعين‬
‫في جواب حواء »‪ ،«1‬و رغبت عن الكلم‪ ،‬و ما كان من أمرها الذي قد ضمن لها إبليس أن يعلمها الثلث‬
‫كلمات‪.‬‬
‫فأقبلت حواء إلى آدم )عليه السلم(‪ ،‬و كانت مسرورة بقول الحية لها‪ ،‬و مقالة إبليس تحت الشجرة‪ ،‬و أخبرته‬
‫ن »‪ «2‬و‬ ‫حي َ‬
‫صِ‬‫ن الّنا ِ‬
‫سَمُهما ِإّني َلُكما َلِم َ‬
‫بخبر الحية و الشخص و قد حلف لهما نصحا‪ ،‬و ذلك قوله تعالى‪َ :‬و قا َ‬
‫قرب القدر المقدور و القضاء المبرم‪ ،‬و خروجهم من الجنة‪ ،‬و هو المر المحتوم‪ ،‬فركنا جميعا إلى قول إبليس‬
‫اللعين و قسمه فتقدمت حواء إلى تلك الشجرة‪ ،‬و لها أغصان ل تحصى‪ ،‬و على الغصان سنابل‪ ،‬كل حبة منها‬
‫مثل القلة‪ ،‬و لها رائحة كالمسك الذفر‪ ،‬أشد بياضا من اللبن‪ ،‬و أحلى من العسل‪ ،‬فأخذت سبع سنابل من سبعة‬
‫أغصان‪ ،‬فقال اللعين‪ :‬كلي منها يا حواء‪ ،‬يا زينة الجنة‪ .‬فأكلت واحدة‪ ،‬و ادخرت لها واحدة‪ ،‬و جاءت بخمس منها‬
‫إلى آدم )عليه السلم(‪ ،‬و لم يكن لدم )عليه السلم( في ذلك أمر و ل نهي‪ ،‬بل كان ذلك في سابق علم ال تعالى‬
‫حين افتخرت السماء على الرض‪ ،‬و شكت الرض إلى ربها‪ ،‬و قال‪ :‬يا أرض اسكني‪ .‬و قال للملئكة‪ِ :‬إّني‬
‫خِليَفًة »‪ .«3‬فتناول آدم )عليه السلم( من السنابل سنبلة واحدة من يدها‪ ،‬و قد نسي العهد‬ ‫ض َ‬‫لْر ِ‬‫ل ِفي ا َْ‬
‫عٌ‬‫جا ِ‬
‫عْزمًا »‪ ،«4‬أي جزما‪ -‬قال‪ -‬فذاق آدم )عليه السلم( من‬ ‫جْد َلُه َ‬
‫ي َو َلْم َن ِ‬
‫سَ‬‫المأخوذ عليه‪ ،‬فذلك قوله تعالى‪َ :‬فَن ِ‬
‫سْوآُتُهما »‪.«5‬‬ ‫ت َلُهما َ‬
‫جَرَة َبَد ْ‬
‫شَ‬
‫الشجرة كما ذاقت حواء‪ ،‬فذلك قوله تعالى‪َ :‬فَلّما ذاَقا ال ّ‬
‫‪ -[8] /5844‬و عنه‪ :‬قال ابن عباس )رضي ال عنه( سمعت رسول ال )صلى ال عليه و آله( يقول‪» :‬و الذي‬
‫نفسي بيده‪ ،‬ما ساغ آدم )عليه السلم( من تلك السنابل إل سنبلة واحدة حتى طار التاج عن رأسه‪ ،‬و تعارى من‬
‫لباسه‪ ،‬و انتزعت‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -8‬تحفة الخوان‪» 70 :‬مخطوط«‪[.....] .‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ما تقول و خافت من رضوان‪.‬‬
‫)‪ (2‬العراف ‪.21 :7‬‬
‫)‪ (3‬البقرة ‪.30 :2‬‬
‫)‪ (4‬طه ‪.115 :20‬‬
‫)‪ (5‬العراف ‪.22 :7‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪352 :‬‬
‫خواتيمه‪ ،‬و سقط كل ما كان على حواء من لباسها‪ ،‬و حليها‪ ،‬و زينتها‪ ،‬و كل شيء طار عنها‪ ،‬و ناداه لباسه و‬
‫تاجه‪ :‬يا آدم‪ ،‬طال حزنك‪ ،‬و كثرت حسرتك‪ ،‬و عظمت مصيبتك‪ ،‬فعليك السلم‪ ،‬و هذه الساعة الفراق إلى يوم‬
‫التلق‪ ،‬فإن رب العزة عهد إلينا أن ل نكون إل على عبد مطيع خاشع‪ .‬و انتفض السرير من فراشه و طار في‬
‫الهواء‪ ،‬و هو ينادي‪:‬‬
‫آدم المصطفى قد عصى الرحمن و أطاع الشيطان‪ ،‬و حواء قد انتفضت ذوائبها عنها‪ ،‬و ما كان فيها من الدهر و‬
‫الجواهر و اللؤلؤ‪ ،‬و انحلت المنطقة من وسطها‪ ،‬و هي تقول‪ :‬لقد عظمت مصيبتكما و طال حزنكما‪ ،‬و لم يبق‬
‫جّنِة أي ورق التين َو‬ ‫ق اْل َ‬
‫ن َوَر ِ‬
‫عَلْيِهما أي يرقعان عليهما ِم ْ‬ ‫ن َ‬ ‫صفا ِ‬‫خ ِ‬ ‫طِفقا أي أقبل‪َ :‬ي ْ‬ ‫عليهما من لباسهما شيء َو َ‬
‫ن »‪.«1‬‬ ‫عُدّو ُمِبي ٌ‬
‫ن َلُكما َ‬
‫شْيطا َ‬
‫ن ال ّ‬
‫ل َلُكما ِإ ّ‬
‫جَرِة َو َأُق ْ‬‫شَ‬‫ن ِتْلُكَما ال ّ‬ ‫عْ‬‫ناداُهما َرّبُهما َأ َلْم َأْنَهُكما َ‬
‫قال ابن عباس‪ :‬إن ال تعالى حذر أولد آدم كما حذر آدم )عليه السلم( في قوله تعالى‪ :‬يا َبِني آَدَم ل َيْفِتَنّنُكُم‬
‫سُهما »‪ .«2‬قال‪ :‬و جعل كل واحد منهما ينظر إلى عورة‬ ‫عْنُهما ِلبا َ‬ ‫ع َ‬ ‫جّنِة َيْنِز ُ‬
‫ن اْل َ‬
‫ج َأَبَوْيُكْم ِم َ‬
‫خَر َ‬
‫ن َكما َأ ْ‬‫شْيطا ُ‬
‫ال ّ‬
‫صاحبه‪ ،‬و هرب إبليس مبادرا‪ ،‬و صار مختفيا في بعض طرق السماوات‪ ،‬و لم يبق شيء إل نادى آدم‪ :‬يا‬
‫عاصي‪.‬‬
‫و غض أهل الجنة أبصارهم عنهما‪ ،‬و قالوا‪ :‬أخرجتما من جنتكما! و ناداه فرسه الميمون‪ -‬و قد خلقه ال من مسك‬
‫الجنة و جميع طيبها من الكافور و الزعفران و العنبر و غير ذلك‪ ،‬و عجن بماء الحيوان‪ ،‬و عرفه من المرجان‪،‬‬
‫و ناصيته من الياقوت‪ ،‬و حافره من الزبرجد الخضر‪ ،‬و سرجه من الزمرد‪ ،‬و لجامه من الياقوت‪ ،‬و له أجنحة‬
‫من أنواع الجواهر‪ ،‬و ليس في الجنة دابة أحسن من فرس آدم )عليه السلم( إل البراق‪،‬‬
‫قال النبي )صلى ال عليه و آله(‪» :‬فضل البراق على سائر دواب الجنة‪ ،‬كفضلي على سائر النبيين«‬
‫‪ ،‬و قال ابن عباس‪ :‬قد خلق ال الميمون فرس آدم )عليه السلم( قبل أن يخلق آدم )عليه السلم( بخمسمائة عام‪:-‬‬
‫يا آدم‪ ،‬هكذا العهد بينك و بين ال تعالى؟! و انقبضت أشجار الجنة عنهما حتى لم يتمكنا أن يستترا بشيء منها‪،‬‬
‫فكلما قرب من شجرة‪ ،‬نادته‪ :‬إليك عنى يا عاصي‪ .‬فلما كثرت عليه الملمة و التوبيخ‪ ،‬مر هاربا‪ ،‬و إذا هو بشجرة‬
‫الطلح قد التفت على ساقيه فمسكته بأغصانها‪ ،‬و نادته إلى أين تهرب‪ ،‬يا عاصي؟ فوقف آدم فزعا مرعوبا‬
‫مبهوتا‪ ،‬و ظن أن العذاب قد أتاه‪ ،‬و جعل ينادي‪ :‬المان‪ ،‬المان‪ ،‬و حواء مجتهدة أن تستر نفسها بشعرها‪ ،‬و هو‬
‫ينكشف عنها‪ ،‬فلما أكثرت عليه‪ ،‬ناداها‪ :‬يا بادية السوء‪ ،‬هل تقدرين على أن تستري بي‪ ،‬و قد عصيت ربك؟‬
‫فقعدت حواء عند ذلك‪ ،‬و وضعت ذقنها على ركبتها كيل يراها أحد‪ ،‬و هي تحت الشجرة و آدم واقف قد قبضت‬
‫عليه شجرة الطلح‪.‬‬
‫قال ابن عباس‪ :‬فنودي جبرئيل‪» :‬أل ترى إلى بديع فطرتي آدم‪ ،‬كيف عصاني؟ يا جبرئيل‪ ،‬أل ترى إلى حواء‬
‫أمتي‪ ،‬كيف عصتني‪ ،‬و طاوعت عدوي إبليس؟« فاضطرب جبرئيل المين لما سمع نداء رب العالمين‪ ،‬و داخله‬
‫الخوف و خر ساجدا‪ ،‬و حملة العرش قد سكنت حركاتهم‪ ،‬و هم يقولون‪ :‬سبحانك‪ ،‬قدوس قدوس‪ ،‬سبوح سبوح‪،‬‬
‫المان المان‪ .‬فأخذ جبرئيل )عليه السلم( يعد على آدم )عليه السلم( ما أنعم ال تعالى به عليه‪ ،‬و يعاتبه على‬
‫المعصية‪،‬‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬العراف ‪.22 :7‬‬
‫)‪ (2‬العراف ‪.27 :7‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪353 :‬‬

‫فاضطرب آدم )عليه السلم( فزعا‪ ،‬و ارتعد خوفا‪ ،‬حتى ذهب كلمه‪ ،‬و جعل يشير إلى جبرئيل )عليه السلم(‪:‬‬
‫»دعني أهرب من الجنة خوفا من ربي‪ ،‬و حياء منه«‪ .‬قال جبرئيل )عليه السلم(‪ :‬إلى أين تهرب‪ -‬يا آدم‪ -‬و ربك‬
‫أقرب القربين‪ ،‬و مدرك الهاربين؟ فقال آدم )عليه السلم( »يا جبرئيل‪ ،‬ردني أنظر إلى الجنة نظرة الوداع«‪.‬‬
‫فجعل آدم )عليه السلم( ينظر عن يمينه و عن شماله‪ ،‬و جبرئيل ل يفارقه‪ ،‬حتى صار قريبا من باب الجنة‪ ،‬و قد‬
‫أخرج رجله اليمنى و بقيت رجله اليسرى‪ ،‬فنودي‪:‬‬
‫»يا جبرئيل‪ ،‬قف به على باب الجنة حتى يخرج معه أعداؤه الذين حملوه على أكل الشجرة‪ ،‬يراهم و يرى ما‬
‫يفعل بهم«‪ .‬فأوقفه جبرئيل‪ ،‬و ناداه الرب‪» :‬يا آدم‪ ،‬و خلقتك لتكون عبدا شكورا‪ ،‬ل لتكون عبدا كفورا«‪.‬‬
‫فقال آدم )عليه السلم(‪» :‬يا رب‪ ،‬أسألك أن تعيدني إلى تربتي التي خلقت منها ترابا كما كنت أول«‪ .‬فأجابه‬
‫الرب‪» :‬يا آدم‪ ،‬قد سبق في علمي‪ ،‬و كتبت في اللوح أن أمل من ظهرك الجنة و النار«‪ .‬فسكت آدم‪.‬‬
‫قال ابن عباس‪ :‬لما أمرت حواء بالخروج‪ ،‬و ثبت إلى ورقة من ورق تين الجنة‪ ،‬طولها و عرضها ل يعلمه إل ال‬
‫تعالى لتستتر بها‪ ،‬فلما أخذتها‪ ،‬سقطت من يدها‪ ،‬و نطقت‪ :‬يا حواء‪ ،‬إنك لفي غرور‪ ،‬إنه ل يسترك شيء في الجنة‬
‫بعد أن عصيت ال تعالى‪ .‬فعندها بكت حواء بكاء شديدا‪ ،‬و أمر ال الورقة أن تجيبها‪ ،‬فاستترت بها‪ ،‬فقبض‬
‫جبرئيل )عليه السلم( بناصيتها حتى أتى بها إلى آدم )عليه السلم( و هو على باب الجنة‪ ،‬فلما رأت آدم )عليه‬
‫السلم(‪ ،‬صاحت صيحة عظيمة‪ ،‬و قالت‪ :‬يا لها من حسرة‪ ،‬يا جبرئيل‪ ،‬ردني أنظر إلى الجنة نظر الوداع‪.‬‬
‫فجعلت تومئ بنظرها إلى الجنة يمينا و شمال‪ ،‬و تنظر إليها بحسرة‪ ،‬فاخرجا من الجنة‪ ،‬و الملئكة صفوف ل‬
‫يعلم عددهم إل ال تعالى‪ ،‬ينظرون إليهما‪ .‬ثم أتي بالطاوس‪ ،‬و قد طعنته الملئكة حتى سقطت أرياشه‪ ،‬و جبرئيل‬
‫يجره‪ ،‬و يقول له‪ :‬اخرج من الجنة خروج آيس‪ ،‬فإنك مشؤوم أبدا ما بقيت‪ ،‬و سلبه تاجه‪ ،‬و اجتث أجنحته‪.‬‬
‫قال ابن عباس‪ :‬أحب الطيور إلى إبليس الطاوس‪ ،‬و أبغضها إليه الديك‪.‬‬
‫و‬
‫قال النبي )صلى ال عليه و آله(‪» :‬أكثروا في بيوتكم الديوك‪ ،‬فإن إبليس ل يدخل بيتا فيه ديك أفرق« »‪.«1‬‬
‫و‬
‫قال )صلى ال عليه و آله(‪» :‬ما أحب من الدنيا إل أربعة‪ :‬فرسا أجاهد بها في سبيل ال‪ ،‬و شاة أفطر على لبنها‪ ،‬و‬
‫سيفا أدفع به عن عيالي‪ ،‬و ديكا يوقظني عند الصلة«‪.‬‬
‫و‬
‫قال )صلى ال عليه و آله(‪» :‬إذا صاح الديك في السحر‪ ،‬نادى مناد من الجنان‪ :‬أين الخاشعون‪ ،‬الذاكرون‪،‬‬
‫الراكعون‪ ،‬الساجدون‪ ،‬السائحون‪ ،‬المستغفرون؟ فأول من يسمع ذلك ملك من الملئكة في السماوات‪ ،‬و هو على‬
‫صورة الديك‪ ،‬له زغب و ريش أبيض‪ ،‬و رأسه تحت العرش‪ ،‬و رجله تحت الرض السفلى‪ ،‬و جناحاه‬
‫منشوران‪ ،‬فإذا سمع ذلك النداء من الجنة‪ ،‬ضرب جناحيه ضربة‪ ،‬و قال‪ :‬يا غافلين‪ ،‬اذكروا ال تعالى الذي‬
‫وسعت رحمته كل شيء«‪.‬‬
‫و‬
‫روي أن النبي سليمان بن داود )عليه السلم( لما حشر الطير‪ ،‬و أحب أن يستنطق الطير‪ ،‬و كان حاشرها جبرئيل‬
‫و ميكائيل‪ ،‬فأما جبرئيل فكان يحشر طيور المشرق و المغرب من البراري‪ ،‬و أما ميكائيل فكان يحشر طيور‬
‫الهواء و الجبال‪ ،‬فنظر سليمان )عليه السلم( إلى عجائب خلقتها‪ ،‬و اختلف صورها‪ ،‬و جعل يسأل كل صنف‬
‫منهم‪ ،‬و هم‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬يقال‪ :‬ديك أفرق‪ ،‬للذي عرفه مفروق‪» .‬الصحاح‪ -‬فرق‪.«1542 :4 -‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪354 :‬‬
‫يجيبونه بمساكنهم‪ ،‬و معايشهم‪ ،‬و أوكارهم‪ ،‬و أعشاشهم‪ ،‬و كيف تبيض‪ ،‬و كيف تحيض‪ ،‬و كان آخر من تقدم بين‬
‫يديه الديك‪ ،‬فوقف بين يديه في حسنه و جماله و بهائه‪ ،‬و مد عنقه‪ ،‬و ضرب بجناحه‪ ،‬و صاح صيحة أسمع‬
‫الملئكة و الطيور و جميع من حضر‪ :‬يا غافلين‪ ،‬اذكروا ال‪ .‬ثم قال‪ :‬يا نبي ال‪ ،‬إني كنت مع أبيك آدم )عليه‬
‫السلم( أوقظه لوقت الصلة‪ ،‬و كنت مع نوح )عليه السلم( في الفلك‪ ،‬و كنت مع إبراهيم الخليل )عليه السلم(‪،‬‬
‫حين أظفره ال بعدوه نمرود‪ ،‬و نصره عليه بالبعوض »‪ ،«1‬و كنت أكثر ما أسمع أباك إبراهيم )عليه السلم( »‬
‫ن َتشاُء »‪ «3‬إلى آخر الية‪ ،‬و أعلم‬‫ك ِمّم ْ‬
‫ع اْلُمْل َ‬
‫ن َتشاُء َو َتْنِز ُ‬
‫ك َم ْ‬
‫ك ُتْؤِتي اْلُمْل َ‬
‫ك اْلُمْل ِ‬
‫ل الّلُهّم ماِل َ‬
‫‪ «2‬يقرأ آية الملك‪ُ :‬ق ِ‬
‫يا نبي ال‪ ،‬أني ل أصيح صيحة في ليل أو نهار إل أفزعت بها الجن و الشياطين‪ ،‬و أما إبليس فإنه يذوب كما‬
‫يذوب الرصاص في النار‪.‬‬
‫قال‪ :‬ثم أتي بالحية‪ ،‬و قد جذبتها الملئكة جذبة هائلة‪ ،‬و قد قطعوا يديها و رجليها‪ ،‬و إذا هي مسحوبة على‬
‫وجهها‪ ،‬مبطوحة على بطنها‪ ،‬ل قوائم لها‪ ،‬و صارت ممدودة‪ ،‬و منعت النطق فصارت خرساء مشقوقة اللسان‪،‬‬
‫فقالت لها الملئكة‪ :‬ل رحمك ال تعالى و ل رحم ال من يرحمك‪ ،‬و نظر إليها آدم و حواء‪ ،‬و الملئكة يرجمونها‬
‫من كل ناحية‪.‬‬
‫و‬
‫روي عن النبي )صلى ال عليه و آله(‪ :‬أنه قال‪» :‬من قتل الحية فله سبع حسنات‪ ،‬و من تركها و لم يقتلها مخافة‬
‫شرها لم يكن في ذلك له أجر‪ ،‬و من قتل وزغا »‪ «4‬فله حسنة‪ ،‬و من قتل حية فله حسنات مضاعفة«‪.‬‬
‫و قال ابن عباس )رضي ال عنه(‪ :‬قتل حية أحب إلي من قتل كافر‪.‬‬
‫قال‪ :‬ثم اخرج آدم )عليه السلم( من الجنة‪ ،‬و أبرزه جبرئيل إلى السماوات‪ ،‬و حجبت عنه حواء فلم يرها و‬
‫نظرت الملئكة إلى آدم )عليه السلم( و هو عريان‪ ،‬ففزعت منه‪ ،‬و جعلت تقول‪ :‬إلهنا‪ ،‬و هذا آدم بديع فطرتك‪،‬‬
‫أقله و ل تخذله‪.‬‬
‫و آدم )عليه السلم( قد وضع يده اليمنى على باب الجنة »‪ ،«5‬و اليسرى على سوأته‪ ،‬و دموعه تجري على‬
‫خديه‪ ،‬فوقف آدم )عليه السلم(‪ ،‬و ناداه الرب جل و عل‪» :‬يا آدم«‪ .‬قال‪» :‬لبيك يا ربي و سيدي و مولي و‬
‫خالقي‪ ،‬تراني و ل أراك‪ ،‬و أنت علم الغيوب«‪ .‬قال ال تعالى‪» :‬يا آدم‪ ،‬قد سبق في علمي‪ ،‬إذا تاب العاصي تبت‬
‫عليه‪ ،‬و أتفضل عليه برحمتي‪ .‬يا آدم‪ ،‬ما أهون الخلق علي إذا عصوني‪ ،‬و ما أكرمهم علي إذا أطاعوني«‪.‬‬
‫فقال آدم )عليه السلم(‪» :‬بحق من هو الشرف الكبر‪ ،‬إل ما أقلت عثرتي‪ ،‬و عفوت عني« فأتاه النداء‪» ،‬يا آدم‪،‬‬
‫من الذي سألتني بحقه؟«‪.‬‬
‫فقال آدم )عليه السلم(‪» :‬إلهي و سيدي و مولي و ربي‪ ،‬هذا صفيك و حبيبك و خاصتك و خالصتك و رسولك‬
‫محمد بن عبد ال‪ ،‬فلقد رأيت اسمه مكتوبا على العرش‪ ،‬و في اللوح المحفوظ‪ ،‬و على صفح السماوات‪ ،‬و على‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪) (1‬بالبعوض(‪ :‬ليس في المصدر‪.‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬آدم‪.‬‬
‫)‪ (3‬آل عمران ‪.26 :3‬‬
‫)‪ (4‬الوزغ‪ :‬حيوان صغير يقال له‪ :‬سام أبرص‪» .‬مجمع البحرين‪ -‬وزغ‪.«18 :5 -‬‬
‫)‪ (5‬في المصدر‪ :‬على رأسه‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪355 :‬‬
‫أبواب الجنان‪ ،‬و قد علمت‪ -‬يا رب‪ -‬أنك ل تفعل به ذلك إل و هو أكرم الخليقة عندك«‪.‬‬
‫قال ابن عباس‪ :‬فنوديت حواء‪» :‬يا حواء«‪ ،‬قالت‪» :‬لبيك لبيك‪ ،‬يا سيدي و مولي و ربي‪ ،‬ل إله إل أنت‪ ،‬قد ذهبت‬
‫زينتي‪ ،‬و عظمت مصيبتي‪ ،‬و حلت شقوتي‪ ،‬و بقيت عريانة ل يسترني شيء من جنتك‪ ،‬يا رب«‪ .‬فنوديت‪» :‬يا‬
‫حواء‪ ،‬من الذي صرف عنك هذه الخيرات التي كنت فيها‪ ،‬و الزينة التي كنت عليها؟«‪.‬‬
‫قالت‪ :‬إلهي و سيدي‪ ،‬ذلك خطيئتي‪ ،‬و قد خدعني إبليس بغروره و أغواني‪ ،‬و أقسم لي بحقك و عزتك إنه لمن‬
‫الناصحين لي‪ ،‬و ما ظننت أن عبدا يحلف بك كاذبا‪.‬‬
‫قال‪» :‬الن اخرجي أبدا‪ ،‬فقد جعلتك ناقصة العقل و الدين و الميراث و الشهادة و الذكر‪ ،‬معوجة الخلقة »‪،«1‬‬
‫شاخصة البصر‪ ،‬و جعلتك أسيرة أيام حياتك‪ ،‬و أحرمتك أفضل الشياء‪ :‬الجمعة‪ ،‬و الجماعة‪ ،‬و السلم‪ ،‬و التحية‪،‬‬
‫و قضيت عليك بالطمث‪ -‬و هو الدم‪ -‬و جهد الحبل‪ ،‬و الطلق‪ ،‬و الولدة‪ ،‬فل تلدين حتى تذوقي طعم الموت‪ ،‬فأنت‬
‫أكثر حزنا‪ ،‬و أكسر قلبا‪ ،‬و أكثر دمعة‪ ،‬و جعلتك دائمة الحزان‪ ،‬و لم أجعل منكن حاكما‪ ،‬و ل أبعث منكن نبيا«‪.‬‬
‫فقال آدم‪» :‬يا رب‪ ،‬إنك أخرجتني من الجنة‪ ،‬و تريد أن تجمع بيني و بين عدوي إبليس اللعين‪ ،‬فقوني عليه‪ ،‬يا‬
‫رب«‪.‬‬
‫فقال له‪» :‬يا آدم‪ ،‬تقوا عليه بتقواي و توحيدي و ذكري‪ ،‬و هو أن تقول‪ :‬ل إله إل ال محمد رسول ال و أكثر من‬
‫ذلك‪ ،‬فإنها لعدوي و عدوك مثل الشهاب القاتل‪ .‬يا آدم‪ ،‬قد جعلت مسكنك المساجد‪ ،‬و طعامك الحلل الذي ذكر‬
‫عليه اسمي‪ ،‬و شرابك ما أجريته من ماء معين‪ ،‬و ليكن شعارك ذكري‪ ،‬و دثارك ما أنسجته بيدك«‪.‬‬
‫فقال آدم‪» :‬زدني‪ ،‬يا رب«‪ .‬قال‪» :‬أحفظك بملئكتي« فقال‪» :‬يا رب‪ ،‬زدني«‪ .‬فقال‪» :‬ل يولد لك ولد إل وكلت به‬
‫ملئكة يحرسونه«‪ .‬قال‪» :‬يا رب‪ ،‬زدني« قال‪» :‬ل أنزع التوبة منك و ل من ذريتك ما تابوا إلي«‪ .‬قال‪» :‬زدني‪،‬‬
‫يا رب«‪.‬‬
‫قال‪» :‬أغفر لك و لولدك و ل أبالي‪ ،‬و أنا الرب العلي المتعالي«‪.‬‬
‫قال‪ :‬فعندها تكلمت حواء‪ ،‬و قالت‪ :‬إلهي‪ ،‬خلقتني من ضلع أعوج‪ ،‬و جعلتني ناقصة العقل و الدين و الشهادة و‬
‫الميراث و الذكر‪ ،‬و حرمتني أفضل الشياء‪ ،‬و ألزمتني الحبل و الطلق‪ ،‬و صيرتني بالنجاسة‪ ،‬و كيف أخرج من‬
‫الجنة و قد حرمتني جميع الخيرات؟ فنوديت‪» :‬أن اخرجي‪ ،‬فإني ارفق قلوب عبادي عليكن«‪.‬‬
‫قال ابن عباس‪ :‬لقد جعل بين الرجال و النساء اللفة و النس‪ ،‬فاحبسوهن في البيوت‪ ،‬و أحسنوا إليهن ما‬
‫استطعتم‪.‬‬
‫قال النبي )صلى ال عليه و آله(‪» :‬المرأة ضلع مكسور فاجبروه«‪.‬‬
‫و‬
‫قال )عليه السلم(‪» :‬المرأة ريحانة‪ ،‬و ليست بقهرمانة«‪.‬‬
‫و‬
‫قال النبي )صلى ال عليه و آله(‪» :‬كل امرأة صالحة عبدت ربها‪ ،‬و أدت فرضها‪ ،‬و أطاعت زوجها‪ ،‬دخلت‬
‫الجنة«‪.‬‬
‫فنوديت‪» :‬اخرجي‪ ،‬فإني مخرج منكما ما يمل الجنة و النار‪ ،‬فأما الذين يملؤون الجنة فمن نبي و صديق‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬في »س«‪ :‬الخلق‪[.....] .‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪356 :‬‬
‫و شهيد و مستغفر‪ ،‬و من يصلي عليكما‪ ،‬و يستغفر لكما«‪ .‬قال )عليه السلم(‪» :‬ما من مؤمن و ل مؤمنة يستغفر‬
‫لدم و حواء إل عرض الستغفار عليهما‪ ،‬فيفرحان‪ ،‬و يقولن‪ :‬يا رب‪ ،‬هذا ولدنا فلن قد استغفر لنا‪ ،‬و صلى‬
‫علينا‪ ،‬فتفضل عليه‪ ،‬و زد من كرمك و إحسانك إليه«‪ .‬و روي‪ :‬أن من لم يصل عليهما عند ذكرهما‪ ،‬فقد عقهما‪.‬‬
‫فقالت حواء‪ :‬أسألك‪ -‬يا رب‪ -‬أن تعطيني كما أعطيت آدم‪ .‬فقال الرب عز و جل‪» :‬إني قد وهبتك الحياء و الرحمة‬
‫و النس‪ ،‬و كتبت لك من ثواب الغتسال و الولدة ما لو رأيته من الثواب الدائم‪ ،‬و النعيم المقيم‪ ،‬و الملك الكبير‪،‬‬
‫لقرت به عينك‪ .‬يا حواء‪ ،‬أيما امرأة ماتت في ولدتها حشرتها مع الشهداء‪ ،‬يا حواء‪ ،‬أيما امرأة أخذها الطلق إل‬
‫كتبت لها أجر شهيد‪ ،‬فإن تحملت »‪ «1‬و ولدت‪ ،‬غفرت لها ذنوبها و لو كانت مثل زبد البحر و رمل البر و ورق‬
‫الشجر‪ ،‬و إن ماتت فهي شهيدة‪ ،‬و حضرتها الملئكة عند قبض روحها‪ ،‬و بشروها بالجنة‪ ،‬و تزف إلى بعلها في‬
‫الخرة‪ ،‬و تفضل على سائر الحور العين بسبعين درجة« فقالت حواء‪ :‬حسبي ما أعطيت‪.‬‬
‫قال‪ :‬و تكلم إبليس اللعين‪ ،‬و قال‪ :‬يا رب إنك أغويتني و أبلستني‪ ،‬و كان ذلك في سابق علمك‪ ،‬فأنظرني إلى يوم‬
‫ن َلُهْم‬
‫غَوْيَتِني لَْقُعَد ّ‬
‫ت اْلَمْعُلوِم »‪ «2‬و هي النفخة الولى‪ .‬قال‪َ :‬فِبما َأ ْ‬ ‫ن ِإلى َيْوِم اْلَوْق ِ‬ ‫ظِري َ‬ ‫ن اْلُمْن َ‬
‫ك ِم َ‬
‫يبعثون‪ .‬قال‪َ :‬فِإّن َ‬
‫ن»‬ ‫جُد َأْكَثَرُهْم شاِكِري َ‬ ‫شماِئِلِهْم َو ل َت ِ‬
‫ن َ‬ ‫عْ‬ ‫ن َأْيماِنِهمْ َو َ‬ ‫عْ‬
‫خْلِفِهْم َو َ‬
‫ن َ‬‫ن َأْيِديِهْم َو ِم ْ‬
‫ن َبْي ِ‬
‫لِتَيّنُهْم ِم ْ‬
‫سَتِقيَم ُثّم َ‬
‫ك اْلُم ْ‬
‫طَ‬ ‫صرا َ‬
‫ِ‬
‫ن »‪.«4‬‬ ‫جَمِعي َ‬
‫جَهّنَم ِمْنكُْم َأ ْ‬
‫ن َ‬
‫لّ‬ ‫لْم َ‬
‫ك ِمْنُهْم َ‬‫ن َتِبَع َ‬
‫حورًا َلَم ْ‬ ‫ج ِمْنها َمْذُؤمًا َمْد ُ‬ ‫خُر ْ‬ ‫‪ «3‬قال‪ :‬ا ْ‬
‫قال‪ :‬إنك أنظرتني‪ ،‬فأين مسكني إذا هبطت إلى الرض؟ قال‪» :‬المزابل«‪ .‬قال‪ :‬فما قراءتي؟ قال‪» :‬الشعر« قال‪:‬‬
‫فما مؤذني؟ قال‪» :‬المزمار«‪ .‬قال‪ :‬فما طعامي؟ قال‪» :‬ما لم يذكر عليه اسمي«‪ .‬قال‪ :‬فما شرابي؟ قال‪» :‬الخمور‬
‫جميعها«‪ .‬قال‪ :‬فما بيتي؟ قال‪» :‬الحمام«‪ .‬قال‪ :‬فما مجلسي؟ قال‪» :‬السواق‪ ،‬و محافل النساء النائحات«‪ .‬قال‪ :‬فما‬
‫شعاري؟ قال‪» :‬الغناء« قال‪ :‬فما دثاري؟ قال‪» :‬سخطي« قال‪ :‬فما مصائدي؟ قال‪» :‬النساء«‪.‬‬
‫قال إبليس‪ :‬ل خرجت محبة النساء من قلبي‪ ،‬و ل من قلوب بني آدم‪ ،‬فنودي‪» .‬يا ملعون‪ ،‬إني ل أنزع التوبة من‬
‫بني آدم حتى ينزعوا بالموت‪ ،‬فاخرج منها فإنك رجيم‪ ،‬و إن عليك لعنتي إلى يوم الدين«‪.‬‬
‫فقال آدم‪ :‬يا رب‪ ،‬هذا عدوي و عدوك أعطيته النظرة‪ ،‬و قد أقسم بعزتك أنه يغوي أولدي‪ ،‬فبم أحترز عن‬
‫مصائده و مكائده؟« فنودي‪» :‬يا آدم‪ ،‬قد مننت عليك بثلث خصال‪ :‬واحدة لي‪ ،‬و واحدة لك‪ ،‬و واحدة بيني و بينك‬
‫أما التي لي‪ ،‬فهي أن تعبدني و ل تشرك بي شيئا‪ ،‬و أما التي لك‪ ،‬فهو ما عملت من صغيرة و كبيرة من الحسنات‪،‬‬
‫فلك الحسنة بعشر أمثالها‪ ،‬و العشر بمائة‪ ،‬و المائة بألف‪ ،‬و أضعفها لك كالجبال الرواسي‪ ،‬و إن عملت سيئة‪،‬‬
‫فواحدة بواحدة‪ ،‬و إن أنت استغفرتني‪ ،‬غفرتها لك‪ ،‬و أنا الغفور الرحيم و أما التي بيني و بينك فلك الدعاء‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬سلمت‪.‬‬
‫)‪ (2‬الحجر ‪ 37 :15‬و ‪.38‬‬
‫)‪ (3‬العراف ‪ 16 :7‬و ‪.17‬‬
‫)‪ (4‬العراف ‪.18 :7‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪357 :‬‬
‫و المسألة‪ ،‬و مني الجابة‪ ،‬فابسط يديك فادعني‪ ،‬فإني قريب مجيب«‪.‬‬
‫قال‪ :‬فلما سمع بذلك اللعين‪ ،‬صاح بأعلى صوته‪ ،‬حسدا لدم )عليه السلم(‪ ،‬قال‪ :‬كيف أكيد بولد آدم الن؟‬
‫ن ِإ ّ‬
‫ل‬ ‫شْيطا ُ‬
‫عْدُهْم َو ما َيِعُدُهُم ال ّ‬
‫لْولِد َو ِ‬‫لْموالِ َو ا َْ‬ ‫ك َو شاِرْكُهْم ِفي ا َْ‬ ‫جِل َ‬
‫ك َو َر ِ‬ ‫خْيِل َ‬
‫عَلْيِهْم ِب َ‬
‫ب َ‬‫جِل ْ‬
‫فنودي‪» :‬يا ملعون َأ ْ‬
‫غُرورًا »‪ ««1‬قال إبليس‪ :‬يا رب‪ ،‬زدني‪ .‬قال‪» :‬ل يولد لدم ولد إل و يولد لك سبعة«‪ .‬قال‪ :‬يا رب‪ ،‬زدني‪ .‬قال‪:‬‬ ‫ُ‬
‫»زدتك أن تجري بهم مجرى الدم في عروقهم و توسوس و تسكن في صدورهم‪ ،‬و تخنس »‪ «2‬في قلوبهم« قال‬
‫إبليس‪ :‬يا رب‪ ،‬فبم أهبط إلى الرض؟ قال‪» :‬على اليأس من رحمتي«‪.‬‬
‫قال النبي )صلى ال عليه و آله(‪» :‬أخلفوا ظن إبليس اللعين فيما سأل ربه‪ ،‬فإن شركه في الموال المكتسبة من‬
‫غير حلها‪ ،‬و شركه في الولد الحرام‪ ،‬فطيبوا النكاح‪ ،‬و ازدجروا عن الزنا«‪.‬‬
‫و‬
‫قال )عليه السلم(‪» :‬إذا جامعتم أزواجكم فاذكروا ال تعالى على كل حال‪ ،‬و إل يدخل إبليس اللعين ذكره كما‬
‫يدخل الرجل ذكره في فرج امرأته‪ ،‬و يفعل بها كما يفعل زوجها«‪.‬‬
‫و‬
‫قال )عليه السلم(‪» :‬إذا سمع إبليس ذكر ال أو تسبيحه‪ ،‬ذاب كما يذوب الملح في الماء«‪.‬‬
‫و‬
‫قال )عليه السلم(‪» :‬لقد أعطى ال هذه المة سورتين‪ ،‬من قرأهما قبل طلوع الشمس و قبل غروبها و لي عنه‬
‫إبليس‪ ،‬و انصرف و له نبيح كنبيح الكلب‪ ،‬و هما المعوذتان«‪.‬‬
‫حٌد »‪ «3‬قال جبرئيل‪ :‬يا محمد‪ ،‬ل تخف على أمتك منذ نزلت هذه السورة‬ ‫ل َأ َ‬
‫ل ُهَو ا ُّ‬ ‫و قال ابن عباس‪ :‬لما نزلت‪ُ :‬ق ْ‬
‫الشريفة‪ .‬يا محمد‪ ،‬ما من أحد من أمتك يقرأها موقنا بثوابها‪ ،‬إل دخل الجنة‪ .‬يا محمد‪ ،‬من قرأها كان بينه و بين‬
‫الشياطين حجاب‪ .‬يا محمد‪ ،‬من قرأها أمن من الخسف و المسخ و الغرق و الرجف‪.‬‬
‫قال‪ :‬فلما اعطي كل واحد منهم ما سأل‪ ،‬نظر آدم )عليه السلم( إلى الحية‪ ،‬فقال‪» :‬يا رب‪ ،‬هذه اللعينة التي أعانت‬
‫عدوي‪ ،‬فبماذا أتقوى عليها إذا أهبطتها إلى الرض؟«‪ .‬فنودي‪» :‬يا آدم‪ ،‬إني جعلت مسكنها الظلمات‪ ،‬و طعامها‬
‫التراب‪ ،‬فل أمانة لها‪ ،‬فإذا رأيتها فاشدخ رأسها«‪.‬‬
‫قال ابن عباس‪ :‬لو ل قعود إبليس ما بين نابيها ما كان لها سم‪ ،‬فاقتلوها حيث وجدتموها‪ ،‬و قال‪ :‬رحم ال من قتل‬
‫حية‪ ،‬و قيل للطاوس‪» :‬مسكنك أطراف الدنيا‪ ،‬و رزقك ما أنبتت الرض‪ ،‬و القي عليك المحبة في قلوب بني‬
‫آدم«‪.‬‬
‫‪ -[9] /5845‬و عنه‪ :‬قال جعفر بن محمد الصادق )عليه السلم(‪» :‬فلما اعطي هؤلء ما اعطوا‪ ،‬أمروا أن‬
‫ن »‪«4‬‬ ‫حي ٍ‬
‫ع ِإلى ِ‬ ‫سَتَقّر َو َمتا ٌ‬
‫ض ُم ْ‬
‫لْر ِ‬ ‫عُدّو َو َلُكْم ِفي ا َْ‬
‫ض َ‬‫ضُكْم ِلَبْع ٍ‬
‫طوا َبْع ُ‬ ‫يهبطوا إلى الرض‪ ،‬فقال تعالى‪ :‬اْهِب ُ‬
‫فالمستقر‪:‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -9‬تحفة الخوان‪» 74 :‬مخطوط«‪.‬‬
‫)‪ (1‬السراء ‪.64 :17‬‬
‫)‪ (2‬أي تتوارى‪ ،‬و في »ط«‪ :‬تجلس‪.‬‬
‫)‪ (3‬الخلص ‪.1 :112‬‬
‫)‪ (4‬العراف ‪.24 :7‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪358 :‬‬
‫القبر‪ ،‬و الحين‪ :‬القيامة‪ ،‬فهبط آدم )عليه السلم( من الجنة من باب التوبة‪ ،‬و حواء من باب الرحمة‪ ،‬و إبليس من‬
‫باب اللعنة‪ ،‬و الطاوس من باب الغضب‪ ،‬و الحية من باب السخط‪ ،‬و كان نزولهم وقت العصر فمن هذه البواب‪،‬‬
‫تنزل التوبة و الرحمة و اللعنة و الغضب و السخط«‪.‬‬
‫و‬
‫قال )عليه السلم(‪» :‬خلق ال تعالى آدم )عليه السلم( يوم الجمعة‪ ،‬و فيها جمع بين روحه و جسده‪ ،‬و فيها زوجه‬
‫حواء‪ ،‬و فيها دخل الجنة و أقام فيها نصف يوم مقدار خمسمائة عام من أعوام الدنيا‪ ،‬و هبط ما بين الظهر و‬
‫العصر من باب يقال له‪ :‬المبرم‪ ،‬و هو حذاء البيت المعمور‪ ،‬و قيل من باب المعارج »‪ ،«1‬فهبط آدم )عليه‬
‫السلم( إلى بلد الهند على جبل من جبالها‪ ،‬يقال له‪ :‬بود‪ ،‬و هو جبل معلوم محيط بأرض الهند‪ ،‬و هبطت حواء‬
‫بجدة برستمسام »‪ ،«2‬و الحية بأصفهان‪ ،‬و الطاوس بأطراف البحر‪ ،‬فلم ير بعضهم بعضا حين اهبطوا‪ ،‬و لم يكن‬
‫على آدم )عليه السلم( حين اهبط إل ورقة من أوراق الجنة ملتصقة إلى جلده‪ ،‬فرمتها الريح في بلد الهند‬
‫فصارت معدن الطيب جميعه‪.‬‬
‫و أخذ آدم في البكاء مائة عام شوقا إلى الجنة‪ ،‬و هو واقف منكس رأسه خوفا من ال تعالى‪ ،‬و خرج من عينه‬
‫اليمنى ماء يمل دجلة‪ ،‬و من عينه اليسرى ماء يمل الفرات‪ ،‬و صار لدموعه مجار في الرض‪ ،‬و رسخت عروق‬
‫رجليه في الرض‪ ،‬و عاش تسعمائة سنة و ثلثين سنة‪ ،‬و ما فرغ من حزنه على الجنة‪ ،‬و مات حزينا عليها‪.‬‬
‫و قد أنبت ال من دموعه العود الرطب و الصندل »‪ «3‬و الكافور‪ ،‬و جميع أنواع الطيب‪ ،‬و امتلت الودية‬
‫بالشجار الطيبة‪ ،‬و بكت حواء كذلك حتى أنبت من دموعها الزنجبيل و القرنفل و الهيل‪ ،‬و جميع أنواع ذلك‪ .‬و‬
‫كانت الريح تحمل كلم آدم إلى حواء و حواء إلى آدم )عليهما السلم(‪ ،‬فيصير كل واحد منهما قريبا من صاحبه‬
‫و بينهما البلد البعيدة‪ .‬و كانا يبكيان حتى رحمهما الملئكة‪ ،‬و بقيت حواء شاخصة بصرها إلى ال تعالى أعواما‪،‬‬
‫و قد وضعت يدها على رأسها‪ ،‬فأورثت ذلك بناتها«‪.‬‬
‫‪ -[10] /5846‬و عنه‪ :‬قال ابن عباس‪ :‬أول من علم هبوط آدم )عليه السلم( النسر‪ ،‬فأتاه و بكى معه‪ ،‬و كان‬
‫النسر وحشيا‪ ،‬فسقط على ساحل البحر‪ ،‬فنظر إلى حوت يضطرب في الماء‪ ،‬فأنس إليه لنه لم يكن له انس‪ ،‬فلما‬
‫علم النسر بنزول آدم )عليه السلم( أخبر الحوت به‪ ،‬و قال له‪ :‬إني رأيت اليوم خلقا عظيما‪ ،‬يقبض و يبسط‪ ،‬و‬
‫يقوم و يقعد‪ ،‬و يأكل و يشرب‪ ،‬و ينام و يستيقظ‪ ،‬و يبول و يتغوط‪ ،‬و يجيء و يذهب‪ ،‬معتدل القامة‪ ،‬بادي البشرة‪،‬‬
‫حسن الصورة! فقال الحوت‪ :‬إن كان كما تقول فقد كاد أن ل يكون لي معه مستقر في البحر‪ ،‬و ل لك معه مستقر‬
‫في البر‪ ،‬و هذا الوداع بيني و بينك‪ .‬و في بعضها‪ :‬أن الحوت قال‪ :‬إنك لتخبرني عن خلق عظيم يأكل و يشرب‪،‬‬
‫فإن كنت صادقا فإنه سيجرني من بحري‪ ،‬و يأخذك من برك‪.‬‬
‫و في بعضها‪ :‬إن آدم )عليه السلم( لما هبط من الجنة نادى ملك‪ :‬أيتها الرض و من عليها و فيها من الخلق‪ ،‬قد‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -10‬تحفة الخوان‪» 75 :‬مخطوط«‪.‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر )المعراج(‪.‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬برستمام‪.‬‬
‫صندل‪ :‬شجر خشبه طّيب الرائحة‪ ،‬و له ألوان مختلفة‪ :‬حمر و بيض و صفر‪» .‬لسان العرب ‪.«386 :11‬‬ ‫)‪ (3‬ال ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪359 :‬‬
‫هبط إليكم إنسان نسي عهد ربه‪ ،‬فسماه إنسانا‪ ،‬فأول ما سمع النسر بذلك انفض إلى الحوت و أخبره بذلك ففزع‪ ،‬و‬
‫قال كل واحد منهما لصاحبه‪ :‬هذا وقت الوداع بيني و بينك‪ ،‬فويل لهل البحر و البر من هذا النسان‪.‬‬
‫قال‪ :‬و بقي آدم )عليه السلم( باكيا ساجدا ل تعالى حتى شربت الطير من دموعه‪ ،‬و نبتت الشجار و رسخت‬
‫عروق رجليه في الرض كما ترسخ الشجار‪ ،‬و بكت معه السباع‪ ،‬فلما لقيته ولت عنه هاربة‪ ،‬و قالت‪ :‬نحن‬
‫سكان الرض قبلك يا آدم‪ ،‬و قد أفزعتنا و أبكيتنا لبكائك‪ ،‬و أورثتنا حزنا طويل‪ .‬فمن ذلك »‪ «1‬صارت ل تأنس‬
‫ببني آدم‪ ،‬و يقال‪ :‬تفرقت عنه جميع الطيور أيضا إل النسر‪ ،‬فإنه كان يساعده‪.‬‬
‫ثم أنبت ال له الشعر و اللحية‪ ،‬فكان آدم )عليه السلم( قبل ذلك اليوم أمرد كأنه الفضة البيضاء‪ ،‬فلما نظر آدم‬
‫)عليه السلم( إلى اللحية‪ ،‬قال‪» :‬يا رب‪ ،‬ما هذا الذي لم أعهده منك في الجنة؟«‪ .‬قال‪» :‬هذه لحيتك‪ ،‬غير أنها‬
‫زينتك‪ ،‬ليعرف الذكر من النثى«‪.‬‬
‫و‬
‫روي أنه أقام على البكاء ثلثمائة عام ل يرفع رأسه نحو السماء‪ ،‬و هو يقول‪» :‬بأي وجه أنظر إلى السماء‪ ،‬و‬
‫هبطت منها عريانا عاصيا؟« فبكت النعام و الطيور و السباع‪ ،‬و لقد أبكى الكروبيين و الروحانيين‪ ،‬و قالوا‪:‬‬
‫إلهنا‪ ،‬أقل عثرته فإنه في حرقة من الذنب‪.‬‬
‫و‬
‫قال )عليه السلم(‪» :‬لو وضع بكاء يعقوب على يوسف‪ ،‬و بكاء جميع الخلق إلى آخر البد لرجح بكاء آدم على‬
‫بكائهم‪ ،‬و ذلك لنه بقي من دموعه في الرض بعد أن كف عن البكاء مائة عام‪ ،‬تشرب منه الوحوش و السباع و‬
‫الطيور‪ ،‬و لدموعه رائحة كرائحة المسك الذفر‪ ،‬و لذلك كثر الطيب في بلد الهند«‪.‬‬
‫فعند ذلك أمر ال تعالى جبرئيل‪» :‬أن آدم بديع فطرتي‪ ،‬قد أبكى السماوات السبع و الرضين السبع‪ ،‬و لم يذكر‬
‫أحدا غيري و ل يخاف سواي‪ ،‬و لقد أحرقت قلبه خطيئته‪ ،‬و هو أول من عبدني‪ ،‬و أول من دعاني بأسمائي‬
‫الحسنى‪ ،‬و أنا الرحمن »‪ «2‬الذي سبقت رحمتي غضبي‪ ،‬و لقد قضيت في سابق علمي أن من دعاني نادما على‬
‫ذنبه متضرعا‪ ،‬أن تدركه رحمتي‪ ،‬و ها أنا قد خصصته بكلمات تكون له توبة‪ ،‬تخرجه من الظلمات إلى النور«‪.‬‬
‫فنزل بها جبرئيل و له نور‪ ،‬و هو ضاحك مستبشر على آدم )عليه السلم(‪ ،‬فقال‪ :‬السلم عليك يا طويل الحزن و‬
‫البكاء‪ ،‬فلم يسمع آدم )عليه السلم( ذلك لغليان صدره‪ ،‬حتى ناداه بصوت رفيع‪ :‬السلم عليك يا آدم‪ ،‬قد قبل ال‬
‫توبتك و غفر لك خطيئتك‪ ،‬ثم أمر بجناحه على صدره و وجهه حتى هذأ من بكائه‪ ،‬و سكن غليان صدره‪ ،‬و سمع‬
‫الصوت‪ .‬فقال آدم )عليه السلم(‪» :‬و عليك السلم يا خليلي‪ ،‬ابتداء سخط أم ابتداء إحسان و غفران؟« قال‬
‫جبرئيل‪ :‬بل ابتداء رحمة و غفران‪ -‬يا آدم‪ -‬لقد أبكيت أهل السماوات و الرضين‪ ،‬فدونك هذه الكلمات‪ ،‬فإنها‬
‫كلمات التوبة و الرحمة و الغفران‪.‬‬
‫قيل‪ :‬هذه الكلمات التي قالها يونس )عليه السلم( في ظلمات ثلث‪:‬‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬يومئذ‪[.....] .‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬أنا ال الرحمن الرحيم‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪360 :‬‬

‫ن »‪ .«1‬و قال عبد ال بن عمرو بن العاص »‪ :«2‬كان قوله‪َ :‬رّبنا‬ ‫ظاِلِمي َ‬‫ن ال ّ‬‫ت ِم َ‬
‫ك ِإّني ُكْن ُ‬ ‫سْبحاَن َ‬ ‫ت ُ‬ ‫ل َأْن َ‬
‫ل ِإلَه ِإ ّ‬
‫ن »‪ «3‬و قيل‪ :‬كان قوله‪ :‬سبحانك ل إله إل أنت عملت‬ ‫سِري َ‬
‫ن اْلخا ِ‬
‫ن ِم َ‬
‫حْمنا َلَنُكوَن ّ‬
‫ن َلْم َتْغِفْر َلنا َو َتْر َ‬
‫سنا َو ِإ ْ‬‫ظَلْمنا َأْنُف َ‬
‫َ‬
‫ن َرّبِه َكِلما ٍ‬
‫ت‬ ‫سوءا و ظلمت نفسي‪ ،‬فتب علي يا خير التوابين‪ ،‬قال‪ :‬فهذه الكلمات التي قالها ال تعالى‪َ :‬فَتَلّقى آَدُم ِم ْ‬
‫عَلْيِه »‪ «4‬قال‪ :‬فلما قالها آدم )عليه السلم( في سجوده نشر صوته »‪ «5‬في الفاق‪ ،‬فجعلت الرض و‬ ‫ب َ‬ ‫َفتا َ‬
‫الجبال و البحار و الشجار و الطيار‪ ،‬يقولون له‪ :‬يا آدم‪ ،‬قرت عيناك‪ ،‬و هناك في توبتك‪.‬‬
‫ثم أمر ال تعالى أن يبعث هذه الكلمات إلى حواء‪ ،‬فذكرها آدم )عليه السلم( فحملتها الريح إلى حواء فلما سمعتها‬
‫استبشرت‪ ،‬و قالت‪ :‬هذه كلمات و لغات لم أسمعهن قط و قد جعلهن توبة و رحمة‪ ،‬و هو أرحم الراحمين‪.‬‬
‫قال‪ :‬فتكلمت بها و سجدت‪ ،‬و كانت توبتها‪ ،‬فلما فرغت من الكلمات‪ ،‬قال لها جبرئيل‪ :‬ارفعي رأسك‪ ،‬فرفعته‪ ،‬فإذا‬
‫لها حجاب من نور‪ ،‬و فتحت لها أبواب السماوات‪ ،‬و نودي لها بالتوبة و الغفران‪.‬‬
‫و قيل له‪ :‬يا آدم‪ ،‬إن ال قبل توبتك‪ .‬ثم ذهب ليقوم يمشي فلم يقدر‪ ،‬لن رجليه رسخت في الرض كعروق الشجر‪،‬‬
‫حتى اقتلعه جبرئيل )عليه السلم( كاقتلع العرق‪ ،‬فصاح آدم )عليه السلم( من اللم الذي داخله‪ ،‬و قال‪» :‬ما ذا‬
‫تفعل الخطيئة!«‪ .‬فنظرت إليه الملئكة‪ ،‬و قد تغير لونه‪ ،‬و نحل جسمه‪ ،‬و ذهب نوره و بهاؤه‪ ،‬و قد حفرت‬
‫الدموع في وجنتيه نهرين‪ ،‬فقالت الملئكة‪ :‬يا آدم‪ ،‬ما الذي نزل بك من تغير الحال بعد الزينة و الحسن و الجمال‪،‬‬
‫ع ِفيها َو ل‬ ‫جو َ‬ ‫ل َت ُ‬
‫ك َأ ّ‬
‫ن َل َ‬‫أين نور الجنان؟ أين لباس الرضوان؟ قال آدم‪» :‬هذا الذي وعدني فيه ربي‪ ،‬حين قال‪ِ :‬إ ّ‬
‫ضحى »‪ .««6‬فقال جبرئيل )عليه السلم( للملئكة‪ ،‬كفوا عن آدم‪ ،‬و ل تعيروه‬ ‫ظَمُؤا ِفيها َو ل َت ْ‬ ‫ك ل َت ْ‬ ‫َتْعرى َو َأّن َ‬
‫بخطيئته‪ ،‬و ل توبخوه بذنبه‪ ،‬فقد محيت خطيئته‪ ،‬و غفر ذنبه‪ .‬فعند ذلك استغفرت له الملئكة‪ ،‬فضرب جبرئيل‬
‫بجناح الرحمة‪ ،‬فانفجرت عين ماء أشد رائحة من المسك‪ ،‬فاغتسل آدم )عليه السلم( بذلك الماء‪ ،‬و هو يقول‪:‬‬
‫»اللهم طهرتني من خطيئتي‪ ،‬و أخرجتني من كربي«‪ .‬فكساه حلتين من سندس الجنة‪.‬‬
‫و بعث ال ميكائيل إلى حواء‪ ،‬فبشرها و كساها‪ ،‬فلما عرفت قبول توبتها‪ ،‬انطلقت إلى الساحل و اغتسلت‪ ،‬و هي‬
‫تبكي شوقا إلى آدم )عليه السلم(‪ ،‬فكل قطرة سقطت من دموعها في البحر انقلبت لؤلؤة و مرجانة و دررا و‬
‫يواقيت‪ ،‬فانصرفت إلى موضعها تنتظر قدوم آدم )عليه السلم(‪ ،‬فجعل آدم )عليه السلم( يسأل جبرئيل )عليه‬
‫السلم( عن‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬النبياء ‪.87 :21‬‬
‫ل بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم‪ ،‬صحابي‪ ،‬كان يكّنى أبا محّمد‪ ،‬و قيل‪:‬‬ ‫)‪ (2‬هو عبد ا ّ‬
‫أبو عبد الرحمن‪ ،‬أسلم قبل أبيه‪ ،‬و شهد صفين مع معاوية‪ ،‬و وله معاوية الكوفة لفترة قصيرة‪ ،‬و مات سنة خمس‬
‫و سّتين عن اثنتين و سبعين سنة‪» .‬طبقات ابن سعد ‪ ،261 :4‬الصابة ‪ ،351 :2‬حيلة الولياء ‪.«283 :1‬‬
‫)‪ (3‬العراف ‪.23 :7‬‬
‫)‪ (4‬البقرة ‪.37 :2‬‬
‫)‪ (5‬في »ط« و المصدر‪ :‬دعوته‪.‬‬
‫)‪ (6‬طه ‪ 118 :20‬و ‪.119‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪361 :‬‬
‫حواء‪ ،‬فأخبره أن ال تعالى قد قبل توبتها‪ ،‬و بشره بأن ال تعالى يجمع بينهما في أشرف »‪ «1‬البقاع و أكرم‬
‫العياد‪ ،‬و أعلمه أن ال تعالى أمره أن يبني له بيتا فيطوف به و يسعى‪ ،‬و يؤدي صلته فيه‪ ،‬كما رأى الملئكة‬
‫يفعلون حول البيت المعمور‪ ،‬و أنه سيعرض عليه إبليس هناك فيرجمه كما رجمته الملئكة حين امتنع من‬
‫السجود‪ ،‬فعند ذلك ضحك آدم )عليه السلم(‪ ،‬و وثب قائما‪ ،‬و كان رأسه في الهواء‪ ،‬فأمر ال تعالى الملئكة و‬
‫الحيوانات حتى النمل و الجراد و البعوض أن يهنئوه بالتوبة‪ ،‬ففعلوا ذلك‪ ،‬و أمر ال تعالى جبرئيل )عليه السلم(‬
‫أن يضع قدمه على رأس آدم من طوله‪ ،‬فاغتم آدم )عليه السلم( من ذلك‪ ،‬لما فاته من تسبيح الملئكة‪ .‬فقال له‬
‫المين جبرئيل‪ :‬ل يغمك ذلك‪ ،‬فإن ال تعالى يفعل ما يريد‪ .‬فأمره ببناء بيت يشبه البيت المعمور بحذائه‪ ،‬ليطوف‬
‫به هو و أولده كما تطوف الملئكة حول البيت المعمور‪ ،‬و هو في السماء الرابعة بحذاء الكعبة و بقدرها‪.‬‬
‫ثم سار جبرئيل مع آدم )عليه السلم( إلى موضع البيت‪ ،‬و كان كلما وضع قدمه في موضع‪ ،‬صار ذلك المكان‬
‫عمارة‪ ،‬و بين الخطوتين مفازة‪ ،‬إلى أن وصل مكة فبناها‪ ،‬و هي أول قرية بنيت‪ ،‬و أول بيت بني‪ ،‬فأوحى ال‬
‫إليه‪» :‬يا آدم‪ ،‬ابن لي الن بيتا الذي وضعته في الرض قبل أن تخلق بألف عام‪ ،‬و قد أمرت الملئكة أن تعينك‬
‫على بنائه‪ ،‬فإذا بنيته فطف حوله و سبحني‪ ،‬و اذكرني‪ ،‬و قد سني‪ ،‬و ل تجزع على زوجتك حواء‪ ،‬فإني سأجمع‬
‫بينكما في مشاعر بيتي‪ ،‬و أجعل هذا البيت القبلة الكبرى‪ ،‬قبلة للنبي محمد‪ ،‬فحسبك‪ -‬يا آدم‪ -‬بمحمد شرفا‪ ،‬و قد‬
‫علمت‪ -‬يا آدم‪ -‬ما بقلبك من حواء‪ ،‬و ما بقلبها منك من المحبة و الوداد‪ ،‬فإذا رأيتها فكن بها لطيفا‪ ،‬فإني جعلتها أم‬
‫النبيين«‪.‬‬
‫قال‪ :‬فخر آدم ساجدا لربه‪ ،‬و هو يقول‪ :‬حسبي ربي ما أوحيت إلي من فضائل هذا البيت و مناسكه‪ .‬فبناه آدم و‬
‫ساعدته الملئكة‪ ،‬فلما تم بناؤه‪ ،‬علمه جبرئيل )عليه السلم( جميع المناسك‪ ،‬و جمع ال تعالى بين آدم )عليه‬
‫السلم( و حواء على جبل عرفات‪ ،‬فتعارفا فيه‪ ،‬و ذلك يوم الجمعة‪ ،‬و الحمد ل رب العالمين‪.‬‬
‫‪ -[11] /5847‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن القاسم‪ -‬المفسر المعروف بأبي الحسن الجرجاني )رضي ال‬
‫عنه(‪ -‬قال‪ :‬حدثنا يوسف بن محمد بن زياد‪ ،‬و علي بن محمد بن سيار‪ ،‬عن أبويهما‪ ،‬عن الحسن بن علي‪ ،‬عن أبيه‬
‫علي ابن محمد‪ ،‬عن أبيه محمد بن علي‪ ،‬عن أبيه الرضا علي بن موسى‪ ،‬عن أبيه موسى بن جعفر‪ ،‬عن أبيه‬
‫الصادق جعفر بن محمد )عليهم السلم(‪ ،‬و ذكر الحديث‪ ،‬قال‪ :‬فقلنا له‪ :‬فعلى هذا لم يكن إبليس لعنه ال أيضا‬
‫ملكا؟‬
‫ن ِم َ‬
‫ن‬ ‫س كا َ‬‫ل ِإْبِلي َ‬
‫جُدوا ِإ ّ‬ ‫سَ‬ ‫لَدَم َف َ‬
‫جُدوا ِ‬‫سُ‬ ‫فقال‪ :‬ل‪ ،‬بل كان من الجن‪ ،‬أما تسمعان ال تعالى يقول‪َ :‬و ِإْذ ُقْلنا ِلْلَملِئَكِة ا ْ‬
‫ن ناِر‬
‫ل ِم ْ‬ ‫ن َقْب ُ‬
‫خَلْقناُه ِم ْ‬
‫ن َ‬‫جا ّ‬
‫ن »‪ «2‬فأخبر عز و جل أنه كان من الجن‪ ،‬و هو الذي قال ال تعالى‪َ :‬و اْل َ‬ ‫جّ‬‫اْل ِ‬
‫سُموِم«‪.‬‬
‫ال ّ‬
‫سُموِم‪.‬‬ ‫ن ناِر ال ّ‬‫ل ِم ْ‬
‫ن َقْب ُ‬
‫خَلْقناُه ِم ْ‬
‫ن َ‬
‫جا ّ‬ ‫‪ -[12] /5848‬و قال علي بن إبراهيم‪ ،‬في قوله تعالى‪َ :‬و اْل َ‬
‫__________________________________________________‬
‫سلم( ‪.1 /266 :1‬‬ ‫‪ -11‬عيون أخبار الّرضا )عليه ال ّ‬
‫‪ -12‬تفسير القّمي ‪.375 :1‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬أبرك‪.‬‬
‫)‪ (2‬الكهف ‪.50 :18‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪362 :‬‬
‫قال‪ :‬هو أبو إبليس‪ ،‬و قال‪ :‬الجن من ولد الجان‪ ،‬منهم مؤمنون و منهم كافرون و يهود و نصارى‪ ،‬و تختلف‬
‫أديانهم‪ ،‬و الشياطين من ولد إبليس‪ ،‬و ليس فيهم مؤمن إل واحد اسمه هام بن هيم بن ل قيس بن إبليس‪ ،‬جاء إلى‬
‫رسول ال )صلى ال عليه و آله( فرآه جسيما عظيما و امرءا مهول‪ ،‬فقال له‪» :‬من أنت؟« قال‪ :‬أنا هام بن هيم بن‬
‫ل قيس بن إبليس‪ ،‬قد كنت يوم قتل قابيل هابيل غلما ابن أعوام أنهى عن العتصام‪ ،‬و آمر بإفساد الطعام‪ .‬فقال‬
‫له رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪» :‬بئس‪ -‬لعمري‪ -‬الشاب المؤمل‪ ،‬و الكهل المؤمر« »‪ .«1‬فقال‪ :‬دع عنك‬
‫هذا‪ -‬يا محمد‪ -‬فقد جرت توبتي على يد نوح‪ ،‬و لقد كنت معه في السفينة‪ ،‬فعاتبته على دعائه على قومه‪ ،‬و لقد‬
‫كنت مع إبراهيم حيث ألقي في النار‪ ،‬فجعلها ال عليه بردا و سلما‪ ،‬و لقد كنت مع موسى حين أغرق ال‬
‫فرعون‪ ،‬و نجى بني إسرائيل‪ ،‬و لقد كنت مع هود حين دعا على قومه فعاتبته‪ ،‬و لقد كنت مع صالح فعاتبته على‬
‫دعائه على قومه‪ ،‬و لقد قرأت الكتب كلها‪ ،‬فكلها تبشرني بك‪ ،‬و النبياء يقرءونك السلم‪ ،‬و يقولون‪ :‬أنت أفضل‬
‫النبياء و أكرمهم‪ ،‬فعلمني مما أنزل ال عليك شيئا‪ .‬فقال رسول ال )صلى ال عليه و آله( لمير المؤمنين )عليه‬
‫السلم(‪» :‬علمه«‪ .‬فقال هام‪ :‬يا محمد‪ ،‬إنا ل نطيع إل نبيا أو وصي نبي‪ ،‬فمن هذا؟ قال‪» :‬هذا أخي و وصيي و‬
‫وزيري و وارثي علي بن أبي طالب«‪ .‬قال نعم‪ ،‬نجدا اسمه في الكتب‪ :‬إليا‪ ،‬فعلمه أمير المؤمنين )عليه السلم(‪،‬‬
‫فلما كانت ليلة الهرير بصفين‪ ،‬جاء إلى أمير المؤمنين )عليه السلم(‪.‬‬
‫قلت‪ :‬حديث الهام بن الهيم بن ل قيس بن إبليس متكرر في الكتب رواه الصفار في )البصائر( »‪ :«2‬عن الصادق‬
‫)عليه السلم(‪ ،‬و رواه غيره أيضا‪ ،‬ليس هذا موضع ذكره‪.‬‬
‫‪ -[13] /5849‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن‬
‫عمر بن أذينة‪ ،‬عن الحول‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن الروح التي في آدم )عليه السلم( في قوله‪:‬‬
‫حي‪ .‬قال‪» :‬هذه روح مخلوقة‪ ،‬و الروح التي في عيسى )عليه السلم( مخلوقة«‪.‬‬ ‫ن ُرو ِ‬
‫ت ِفيِه ِم ْ‬
‫خ ُ‬
‫سّوْيُتُه َو َنَف ْ‬
‫َفِإذا َ‬
‫‪ -[14] /5850‬و عنه‪ :‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن الحجال‪ ،‬عن ثعلبة‪ ،‬عن‬
‫ح ِمْنُه »‪ .«3‬قال‪» :‬هي روح ال‬‫حمران‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول ال عز و جل‪َ :‬و ُرو ٌ‬
‫مخلوقة‪ ،‬خلقها ال في آدم و عيسى )عليهما السلم(«‪.‬‬
‫‪ -[15] /5851‬و عنه‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن محمد بن خالد‪ ،‬عن القاسم بن عروة‪ ،‬عن‬
‫ت ِفيِه‬
‫خ ُ‬
‫عبد الحميد الطائي‪ ،‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول ال عز و جل‪َ :‬و َنَف ْ‬
‫حي‬ ‫ن ُرو ِ‬ ‫ِم ْ‬

‫__________________________________________________‬
‫‪ -13‬الكافي ‪.1 /103 :1‬‬
‫‪ -14‬الكافي ‪.2 /103 :1‬‬
‫‪ -15‬الكافي ‪[.....] .3 /103 :1‬‬
‫)‪ (1‬قال المجلسي )رحمه ال(‪ :‬المؤمل‪ ،‬على بناء المفعول‪ ،‬أي بئس حالك عند شبابك حيث كانوا يأملون منك‬
‫الخير‪ ،‬و في حال كونك كهل حيث أمروك عليهم‪» .‬بحار النوار ‪.«14 :27‬‬
‫)‪ (2‬بصائر الدرجات‪.8 /118 :‬‬
‫)‪ (3‬النساء ‪.171 :4‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪363 :‬‬
‫كيف هذا النفخ؟‬
‫فقال‪» :‬إن الروح متحرك كالريح‪ ،‬و إنما سمي روحا لنه اشتق اسمه من الريح‪ ،‬و إنما أخرجه على لفظ »‪«1‬‬
‫الريح لن الرواح مجانسة للريح‪ ،‬و إنما أضافه إلى نفسه لنه اصطفاه على سائر الرواح‪ ،‬كما قال لبيت من‬
‫البيوت‪:‬‬
‫بيتي و لرسول من الرسل‪ :‬رسولي »‪ «2‬و أشباه ذلك‪ ،‬و كل ذلك مخلوق مصنوع محدث مربوب مدبر«‪.‬‬
‫‪ -[16] /5852‬و عنه‪ :‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن خالد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عبد ال بن بحر‪ ،‬عن‬
‫أبي أيوب الخزاز‪ ،‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا جعفر )عليه السلم( عما يروون‪ :‬أن ال تعالى خلق آدم‬
‫)عليه السلم( على صورته! فقال‪» :‬هي صورة محدثة مخلوقة‪ ،‬اصطفاها ال و اختارها على سائر الصور‬
‫المختلفة‪ ،‬و فأضافها إلى نفسه كما أضاف الكعبة إلى نفسه‪ ،‬و الروح إلى نفسه‪ ،‬فقال‪ :‬بيتي‪ ،‬و نفخت فيه من‬
‫روحي«‪.‬‬
‫‪ -[17] /5853‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا حمزة بن محمد العلوي )رحمه ال(‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا علي بن إبراهيم بن‬
‫هاشم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن عمر بن أذينة‪ ،‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا جعفر )عليه السلم(‬
‫حي‪.‬‬‫ن ُرو ِ‬
‫ت ِفيِه ِم ْ‬
‫خ ُ‬
‫عن قول ال عز و جل‪َ :‬و َنَف ْ‬
‫قال‪» :‬روح اختاره ال و اصطفاه و خلقه‪ ،‬و أضافه إلى نفسه‪ ،‬و فضله على جميع الرواح‪ ،‬فأمر فنفخ منه في‬
‫آدم )عليه السلم(«‪.‬‬
‫‪ -[18] /5854‬و عنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سعد بن عبد ال‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن ابن‬
‫فضال‪ ،‬عن الحلبي و زرارة‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬إن ال تبارك و تعالى أحد صمد‪ ،‬ليس له‬
‫جوف‪ ،‬و إنما الروح خلق من خلقه‪ ،‬نصر و تأييد و قوة‪ ،‬يجعله ال في قلوب الرسل و المؤمنين«‪.‬‬
‫‪ -[19] /5855‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن‬
‫أبي عمير‪ ،‬عن عمر بن أذينة‪ ،‬عن أبي جعفر الصم‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا جعفر )عليه السلم( عن الروح التي في آدم‬
‫)عليه السلم( و التي في عيسى )عليه السلم(‪ ،‬ما هما؟‬
‫قال‪» :‬روحان مخلوقان‪ ،‬اختارهما ال و اصطفاهما‪ ،‬روح آدم و روح عيسى )صلوات ال عليهما(«‪.‬‬
‫‪ -[20] /5856‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق )رحمه ال(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -16‬الكافي ‪.4 /104 :1‬‬

‫‪ -17‬التوحيد‪.1 /170 :‬‬

‫‪ -18‬التوحيد‪.2 /171 :‬‬

‫‪ -19‬التوحيد‪.4 /171 :‬‬


‫‪ -20‬التوحيد ‪.5 /172‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬عن لفظة‪.‬‬

‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬خليلي‪.‬‬

‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪364 :‬‬


‫أبي عبد ال الكوفي‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل البرمكي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن العباس‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن أسباط‪ ،‬عن‬
‫حي‪.‬‬ ‫ن ُرو ِ‬ ‫ت ِفيِه ِم ْ‬
‫خ ُ‬ ‫سيف بن عميرة‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قول ال عز و جل‪َ :‬و َنَف ْ‬
‫قال‪» :‬من قدرتي«‪.‬‬
‫‪ -[21] /5857‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن أحمد السناني‪ ،‬و الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب‪ ،‬و‬
‫علي بن أحمد بن محمد بن عمران )رضي ال عنه(‪ ،‬قالوا‪ :‬حدثنا محمد بن أبي عبد ال الكوفي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد‬
‫بن إسماعيل البرمكي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن العباس‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبيس بن هشام‪ ،‬عن عبد الكريم بن عمرو‪ ،‬عن‬
‫حي‪.‬‬ ‫ن ُرو ِ‬‫ت ِفيِه ِم ْ‬ ‫خ ُ‬ ‫سّوْيُتُه َو َنَف ْ‬
‫أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله عز و جل‪َ :‬فِإذا َ‬
‫قال‪» :‬إن ال عز و جل خلق خلقا و خلق روحا‪ ،‬ثم أمر ملكا فنفخ فيه‪ ،‬و ليست بالتي نقصت »‪ «1‬من قدرة ال‬
‫شيئا‪ ،‬هي من قدرته«‪.‬‬
‫ت ِفيِه‬‫خ ُ‬ ‫‪ -[22] /5858‬العياشي‪ :‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬سألته عن قول ال‪َ :‬و َنفَ ْ‬
‫ن‪ ،‬قال‪» :‬روح خلقها ال فنفخ في آدم منها«‪.‬‬ ‫جِدي َ‬‫حي َفَقُعوا َلُه سا ِ‬ ‫ن ُرو ِ‬ ‫ِم ْ‬
‫‪ -[23] /5859‬عن محمد بن اورمة‪ ،‬عن أبي جعفر الحول‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سألته عن‬
‫حي‪.‬‬ ‫ن ُرو ِ‬ ‫ت ِفيِه ِم ْ‬‫خ ُ‬ ‫سّوْيُتُه َو َنَف ْ‬
‫الروح التي في آدم )عليه السلم( في قوله‪َ :‬فِإذا َ‬
‫قال‪» :‬هذه روح مخلوقة ل‪ ،‬و الروح التي في عيسى بن مريم )عليهما السلم( مخلوقة ل«‪.‬‬
‫حي‪.‬‬ ‫ن ُرو ِ‬ ‫ت ِفيِه ِم ْ‬‫خ ُ‬ ‫سّوْيُتُه َو َنَف ْ‬
‫‪ -[24] /5860‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬في قوله‪َ :‬فِإذا َ‬
‫قال‪» :‬خلق خلقا و خلق روحا‪ ،‬ثم أمر الملك فنفخ فيه‪ ،‬و ليست بالتي نقصت من ال شيئا‪ ،‬هي من قدرته تبارك و‬
‫تعالى«‪.‬‬
‫‪ -[25] /5861‬و في رواية سماعة‪ ،‬عنه )عليه السلم(‪» :‬خلق آدم فنفخ فيه«‪ .‬و سألته عن الروح‪ ،‬قال‪» :‬هي من‬
‫قدرته من الملكوت«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ظِري َ‬
‫ن‬ ‫ن اْلُمْن َ‬
‫ك ِم َ‬
‫ل َفِإّن َ‬
‫ن قا َ‬
‫ظْرِني ِإلى َيْوِم ُيْبَعُثو َ‬ ‫ب َفَأْن ِ‬
‫ل َر ّ‬ ‫قا َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -21‬التوحيد‪.6 /172 :‬‬
‫‪ -22‬تفسير العّياشي ‪.8 /241 :2‬‬
‫‪ -23‬تفسير العّياشي ‪.9 /241 :2‬‬
‫‪ -24‬تفسير العّياشي ‪[.....] .10 /241 :2‬‬
‫‪ -25‬تفسير العّياشي ‪.11 /241 :2‬‬
‫)‪ (1‬في »ط«‪ :‬انقضت‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪365 :‬‬
‫ت اْلَمْعُلوِم ]‪[38 -36‬‬ ‫ِإلى َيْوِم اْلَوْق ِ‬
‫‪ -[1] /5862‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا علي بن حبشي بن قوني )رحمه ال( فيما كتب إلي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا حميد بن‬
‫زياد‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا القاسم بن إسماعيل‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن سلمة‪ ،‬عن يحيى بن أبي العلء الرازي‪ :‬أن رجل دخل‬
‫ظِري َ‬
‫ن‬ ‫ن اْلُمْن َ‬‫ك ِم َ‬‫على أبي عبد ال )عليه السلم( فقال‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬أخبرني عن قول ال عز و جل لبليس‪َ :‬فِإّن َ‬
‫ت اْلَمْعُلوِم‪.‬‬
‫ِإلى َيْوِم اْلَوْق ِ‬
‫قال‪» :‬إلى يوم الوقت المعلوم‪ ،‬يوم ينفخ في الصور نفخة واحدة‪ ،‬فيموت إبليس ما بين النفخة الولى و الثانية«‪.‬‬
‫‪ -[2] /5863‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا أحمد بن إدريس‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن محمد‪ ،‬عن محمد بن يونس‪،‬‬
‫ل َفِإّنكَ ِم َ‬
‫ن‬ ‫ن قا َ‬‫ظْرِني ِإلى َيْوِم ُيْبَعُثو َ‬ ‫عن رجل‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال تبارك و تعالى‪َ :‬فَأْن ِ‬
‫ت اْلَمْعُلوِم‪.‬‬‫ن ِإلى َيْوِم اْلَوْق ِ‬ ‫ظِري َ‬‫اْلُمْن َ‬
‫قال‪» :‬يوم الوقت المعلوم‪ ،‬يوم يذبحه رسول ال )صلى ال عليه و آله( على الصخرة التي في بيت المقدس«‪.‬‬
‫‪ -[3] /5864‬سعد بن عبد ال‪ :‬عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب‪ ،‬عن موسى بن سعدان‪ ،‬عن عبد ال بن‬
‫القاسم الحضرمي‪ ،‬عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪» :‬إبليس قال‪:‬‬
‫ت اْلَمْعُلوِم فإذا كان يوم الوقت‬ ‫ظِرينَ ِإلى َيْوِم اْلَوْق ِ‬ ‫ن اْلُمْن َ‬
‫ك ِم َ‬
‫أنظرني إلى يوم يبعثون‪ ،‬فأبى ال ذلك عليه‪ ،‬فقال‪َ :‬فِإّن َ‬
‫المعلوم ظهر إبليس لعنه ال في جميع أشياعه منذ خلق ال آدم )عليه السلم( إلى يوم الوقت المعلوم‪ ،‬و هي آخر‬
‫كرة يكرها أمير المؤمنين )عليه السلم(«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬و إنها لكرات؟ قال‪» :‬نعم‪ ،‬إنها لكرات و كرات‪ ،‬ما من إمام في قرن إل و يكر في قرنه‪ ،‬و يكر معه البر و‬
‫الفاجر في دهره‪ ،‬حتى يديل ال عز و جل المؤمن من الكافر‪ ،‬فإذا كان يوم الوقت المعلوم كر أمير المؤمنين‬
‫)عليه السلم( في أصحابه‪ ،‬و جاء إبليس في أصحابه‪ ،‬و يكون ميقاتهم في أرض من أراضي الفرات يقال لها‬
‫)الروحاء( قريبا من كوفتكم‪ ،‬فيقتتلون قتال لم يقتتل مثله منذ خلق ال عز و جل العالمين‪ ،‬فكأني أنظر إلى‬
‫أصحاب أمير المؤمنين )عليه السلم( قد رجعوا إلى خلفهم القهقرى مائة قدم‪ ،‬و كأني أنظر إليهم و قد وقعت‬
‫لْمُر »‬
‫ي ا َْ‬
‫ضَ‬ ‫ن اْلَغماِم َو اْلَملِئَكُة َو ُق ِ‬ ‫ل ِم َ‬‫ظَل ٍ‬
‫بعض أرجلهم في الفرات‪ ،‬فعند ذلك يهبط الجبار »‪ «1‬عز و جل ِفي ُ‬
‫‪ «2‬و رسول ال )صلى ال عليه و آله( أمامه‪ ،‬بيده حربة من نور‪ ،‬فإذا نظر إليه إبليس رجع القهقرى ناكصا على‬
‫عقبيه‪ ،‬فيقولون له‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬علل الشرائع‪.2 /402 :‬‬
‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.245 :2‬‬
‫‪ -3‬مختصر بصائر الدرجات‪.26 :‬‬
‫)‪ (1‬تقّدم تأويلها في الحديث )‪ (1‬من تفسير الية )‪ (210‬من سورة البقرة‪.‬‬
‫)‪ (2‬البقرة ‪.210 :2‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪366 :‬‬
‫أصحابه‪ :‬أين تريد و قد ظفرت؟ فيقول‪ :‬إني أرى مال ترون‪ ،‬إني أخاف ال رب العالمين‪ ،‬فيلحقه النبي )صلى ال‬
‫عليه و آله(‪ ،‬فيطعنه طعنة بين كتفيه‪ ،‬فيكون هلكه و هلك جميع أشياعه‪ ،‬فعند ذلك يعبد ال عز و جل و ل‬
‫يشرك به شيء‪ ،‬و يملك أمير المؤمنين )عليه السلم( أربعا و أربعين ألف سنة‪ ،‬حتى يلد الرجل من شيعة علي‬
‫)عليه السلم( ألف ولد من صلبه ذكر‪ ،‬في كل سنة ذكر‪ ،‬و عند ذلك تظهر الجنتان المدهامتان‪ ،‬عند مسجد الكوفة‬
‫و ما حوله بما شاء ال«‪.‬‬
‫‪ -[4] /5865‬العياشي‪ :‬عن أبان‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬إن علي بن الحسين )عليه السلم( إذا أتى‬
‫الملتزم »‪ ،«1‬قال‪ :‬اللهم إن عندي أفواجا من ذنوب و أفواجا من خطايا‪ ،‬و عندك أفواجا من رحمة و أفواجا من‬
‫ن استجب لي‪ ،‬و افعل بي كذا و كذا«‪.‬‬ ‫ظْرِني ِإلى َيْوِم ُيْبَعُثو َ‬ ‫مغفرة‪ ،‬يا من استجاب لبغض خلقه إليه إذ قال‪َ :‬فَأْن ِ‬
‫‪ -[5] /5866‬عن الحسن بن عطية‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪» :‬إن إبليس عبد ال في السماء‬
‫الرابعة في ركعتين ستة آلف سنة‪ ،‬و كان من إنظار ال إياه إلى يوم الوقت المعلوم بما سبق من تلك العبادة«‪.‬‬
‫‪ -[6] /5867‬عن وهب بن جميع مولى إسحاق بن عمار‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول إبليس‪:‬‬
‫ت اْلَمْعُلوِم قال له وهب‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬أي يوم‬ ‫ن ِإلى َيْوِم اْلَوْق ِ‬ ‫ظِري َ‬ ‫ن اْلُمْن َ‬
‫ك ِم َ‬‫ل َفِإّن َ‬‫ن قا َ‬
‫ظْرِني ِإلى َيْوِم ُيْبَعُثو َ‬
‫ب َفَأْن ِ‬
‫َر ّ‬
‫هو؟‬
‫قال‪» :‬يا وهب‪ ،‬أ تحسب أنه يوم يبعث ال فيه الناس؟ إن ال أنظره إلى يوم يبعث فيه قائمنا‪ ،‬فإذا بعث ال قائمنا‬
‫كان في مسجد الكوفة‪ ،‬و جاء إبليس حتى يجثو بين يديه على ركبتيه‪ ،‬فيقول‪ :‬يا ويله من هذا اليوم‪ ،‬فيأخذ بناصيته‬
‫فيضرب عنقه‪ ،‬فذلك اليوم هو الوقت المعلوم«‪.‬‬
‫‪ -[7] /5868‬شرف الدين النجفي‪ :‬بحذف السناد‪ ،‬مرفوعا إلى وهب بن جميع‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪،‬‬
‫ت اْلَمْعُلوِم أي‬
‫ن ِإلى َيْوِم اْلَوْق ِ‬
‫ظِري َ‬‫ن اْلُمْن َ‬‫ك ِم َ‬
‫ل َفِإّن َ‬‫ن قا َ‬‫ظْرِني ِإلى َيْوِم ُيْبَعُثو َ‬ ‫ب َفَأْن ِ‬‫قال‪ :‬سألته عن إبليس و قوله‪َ :‬ر ّ‬
‫يوم هو؟‬
‫قال‪» :‬يا وهب‪ ،‬أ تحسب أنه يوم يبعث ال الناس؟ ل‪ ،‬و لكن ال عز و جل أنظره إلى يوم يبعث قائمنا‪ ،‬فيأخذ‬
‫بناصيته فيضرب عنقه‪ ،‬فذلك اليوم هو الوقت المعلوم«‪.‬‬
‫‪) -[8] /5869‬تحفة الخوان(‪ :‬بحذف السناد‪ ،‬عن محمد بن يونس‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن أبي عبد ال جعفر بن‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -4‬تفسير العّياشي ‪.12 /241 :2‬‬

‫‪ -5‬تفسير العّياشي ‪.13 /241 :2‬‬

‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪.14 /242 :2‬‬

‫‪ -7‬تأويل اليات ‪.12 /509 :2‬‬

‫‪ -8‬تحفة الخوان‪» .77 :‬مخطوط«‪.‬‬


‫)‪ (1‬الملتزم‪ :‬هو ما بين الحجر السود و الساب‪ ،‬من الكعبة المعظمة بمكة‪ ،‬و يقال له‪ :‬المدعى و المتعوذ‪.‬‬
‫»مراصد الطلع ‪.«1305 :3‬‬

‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪367 :‬‬


‫محمد )عليهما السلم( قال‪» :‬يوم الوقت المعلوم‪ ،‬يوم يذبحه رسول ال )صلى ال عليه و آله( »‪ «1‬على الصخرة‬
‫التي في بيت المقدس«‪.‬‬
‫‪ -[9] /5870‬الطبرسي في )الحتجاج(‪ :‬عن أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ -‬في حديث طويل‪ -‬قال فيه‪» :‬و من‬
‫سلم المور لمالكها‪ ،‬لم يستكبره عن أمره كما استكبر إبليس عن السجود لدم )عليه السلم(‪ ،‬و استكبر أكثر المم‬
‫عن طاعة أنبيائهم‪ ،‬فلم ينفعهم التوحيد كما لم ينفع إبليس ذلك السجود الطويل‪ ،‬فإنه سجد سجدة واحدة أربعة آلف‬
‫عام‪ ،‬لم يرد بها غير زخرف الدنيا‪ ،‬و التمكين من النظرة‪ .‬فلذلك ل تنفع الصلة و الصيام »‪ «2‬إل مع الهتداء‬
‫إلى سبيل النجاة و طريق الحق‪ ،‬و قد قطع ال عذر عباده بتبيين آياته و إرسال رسله لئل يكون للناس على ال‬
‫حجة بعد الرسل‪ ،‬و لم يخل أرضه من عالم تحتاج الخليقة إليه‪ ،‬و متعلم على سبيل نجاة‪ ،‬أولئك هم القلون عددا«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪[42 -41‬‬
‫ن اْلغاِوي َ‬
‫ك ِم َ‬
‫ن اّتَبَع َ‬
‫ل َم ِ‬
‫ن ِإ ّ‬
‫سْلطا ٌ‬
‫عَلْيِهْم ُ‬
‫ك َ‬‫س َل َ‬
‫عباِدي َلْي َ‬
‫ن ِ‬
‫سَتِقيٌم ِإ ّ‬
‫ي ُم ْ‬
‫عَل ّ‬
‫ط َ‬‫صرا ٌ‬‫ل هذا ِ‬ ‫قا َ‬
‫‪ -[1] /5871‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن أحمد بن مهران‪ ،‬عن عبد العظيم‪ ،‬عن هشام بن الحكم‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( قال‪» :‬هذا صراط علي مستقيم«‪.‬‬
‫‪ -[2] /5872‬سعد بن عبد ال‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا موسى بن جعفر بن وهب البغدادي‪ ،‬عن علي بن أسباط‪ ،‬عن محمد بن‬
‫ل هذا‬
‫الفضيل‪ ،‬عن أبي حمزة الثمالي‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سألته عن قول ال عز و جل‪ :‬قا َ‬
‫سَتِقيٌم‪ ،‬قال‪» :‬هو‪ -‬و ال‪ -‬علي )عليه السلم(‪ ،‬هو‪ -‬و ال‪ -‬الميزان و الصراط المستقيم«‪.‬‬ ‫ي ُم ْ‬
‫عَل ّ‬
‫ط َ‬
‫صرا ٌ‬‫ِ‬
‫‪ -[3] /5873‬أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسين بن شاذان‪ ،‬في )مناقب أمير المؤمنين )عليه السلم(‬
‫المائة( قال‪ :‬الخامس و الثمانون‪ :‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن علي بن الحسين )عليه السلم( عن أبيه‬
‫)عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬قام عمر بن الخطاب إلى النبي )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬فقال‪ :‬إنك ل تزال تقول لعلي بن أبي‬
‫طالب‪ :‬أنت مني بمنزلة هارون من موسى و قد ذكر ال هارون في القرآن و لم يذكر عليا؟ فقال النبي )صلى ال‬
‫عليه و آله(‪ :‬يا غليظ‪ ،‬يا أعرابي‪ ،‬إنك‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -9‬الحتجاج‪[.....] .247 :‬‬
‫‪ -1‬الكافي ‪.63 /351 :1‬‬
‫‪ -2‬مختصر بصائر الدرجات‪.68 :‬‬
‫‪ -3‬مائة منقبة‪.85 /160 :‬‬
‫)‪ (1‬زاد في المصدر‪ :‬بيده الشريفة‪.‬‬
‫)‪ (2‬في »ط« و المصدر‪ :‬و الصدقة‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪368 :‬‬

‫ما تسمع ال يقول‪ :‬هذا صراط علي مستقيم«‪.‬‬


‫‪ -[4] /5874‬العياشي‪ :‬عن أبي جميلة‪ ،‬عن عبد ال بن أبي جعفر‪ ،‬عن أخيه جعفر الصادق )عليه السلم(‪ ،‬عن‬
‫قوله‪:‬‬
‫سَتِقيٌم‪ ،‬قال‪» :‬هو أمير المؤمنين )عليه السلم(«‪.‬‬
‫ي ُم ْ‬‫عَل ّ‬
‫ط َ‬‫صرا ٌ‬‫هذا ِ‬
‫عَلْيِهْم‬
‫ك َ‬ ‫س َل َ‬
‫عباِدي َلْي َ‬ ‫ن ِ‬‫‪ -[5] /5875‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬قلت‪ :‬أ رأيت قول ال‪ِ :‬إ ّ‬
‫ن ما تفسير هذا؟ قال‪» :‬قال ال‪ :‬إنك ل تملك أن تدخلهم جنة و ل نارا«‪.‬‬ ‫سْلطا ٌ‬
‫ُ‬
‫عباِدي‬‫ن ِ‬ ‫‪ -[6] /5876‬عن علي بن النعمان‪ ،‬عن بعض أصحابنا‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال‪ِ :‬إ ّ‬
‫ن‪ ،‬قال‪» :‬ليس على هذه العصابة خاصة سلطان«‪.‬‬ ‫سْلطا ٌ‬‫عَلْيِهْم ُ‬
‫ك َ‬
‫س َل َ‬
‫َلْي َ‬
‫ن أن‬ ‫سْلطا ٌ‬ ‫عَلْيِهْم ُ‬
‫ك َ‬‫س َل َ‬
‫قال‪ :‬قلت و كيف‪ -‬جعلت فداك‪ -‬و فيهم ما فيهم؟ قال‪» :‬ليس حيث تذهب‪ ،‬إنما قوله‪َ :‬لْي َ‬
‫يجيب إليهم الكفر و يبغض إليهم اليمان«‪.‬‬
‫‪ -[7] /5877‬عن أبي بصير‪ ،‬قال‪ :‬سمعت جعفر بن محمد )عليهما السلم( و هو يقول‪» :‬نحن أهل بيت الرحمة و‬
‫بيت النعمة و بيت البركة‪ ،‬و نحن في الرض بنيان‪ ،‬و شيعتنا عرى السلم‪ ،‬و ما كانت دعوة إبراهيم )عليه‬
‫ن«‪.‬‬‫سْلطا ٌ‬ ‫عَلْيِهْم ُ‬‫ك َ‬‫س َل َ‬
‫عباِدي َلْي َ‬ ‫ن ِ‬
‫السلم( إل لنا و لشيعتنا‪ ،‬و لقد استثنى ال إلى يوم القيامة على إبليس‪ ،‬فقال‪ِ :‬إ ّ‬
‫‪ -[8] /5878‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن سهل بن زياد‪ ،‬عن محمد بن سليمان‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪:‬‬
‫كنت عند أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬إذ دخل عليه أبو بصير و قد حفزه »‪ «1‬النفس‪ ،‬فلما أخذ مجلسه‪ ،‬قال له أبو‬
‫عبد ال )عليه السلم(‪» :‬يا أبا محمد‪ ،‬ما هذا النفس العالي؟« و ذكر الحديث إلى أن قال‪ :‬قال‪» :‬يا أبا محمد‪ ،‬لقد‬
‫سْلطانٌ و ال‪ ،‬ما أراد بهذا إل الئمة )عليهم‬
‫عَلْيِهْم ُ‬
‫ك َ‬
‫س َل َ‬
‫عباِدي َلْي َ‬
‫ن ِ‬
‫ذكركم ال عز و جل في كتابه‪ ،‬فقال‪ِ :‬إ ّ‬
‫السلم( و شيعتهم«‪.‬‬
‫و روى هذا الحديث ابن بابويه في )فضائل الشيعة« »‪.«2‬‬

‫‪ -[9] /5879‬ابن بابويه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن يحيى العطار‪ ،‬عن محمد بن أحمد‪ ،‬عن يعقوب بن يزيد‪ ،‬عن‬
‫س َل َ‬
‫ك‬ ‫عباِدي َلْي َ‬‫ن ِ‬‫علي بن النعمان‪ ،‬عن بعض أصحابنا‪ ،‬رفعه إلى أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله عز و جل‪ِ :‬إ ّ‬
‫ن قال‪» :‬ليس له على هذه العصابة خاصة سلطان«‪.‬‬ ‫سْلطا ٌ‬ ‫عَلْيِهْم ُ‬
‫َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -4‬تفسير العّياشي ‪.15 /242 :2‬‬
‫‪ -5‬تفسير العّياشي ‪.16 /242 :2‬‬
‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪.17 /242 :2‬‬
‫‪ -7‬تفسير العّياشي ‪.18 /243 :2‬‬
‫‪ -8‬الكافي ‪.6 /33 :8‬‬
‫‪ -9‬معاني الخبار‪.158 :‬‬
‫)‪ (1‬الحفز‪ :‬الحث و العجال‪» .‬لسان العرب‪ -‬حفز‪.«337 :5 -‬‬
‫)‪ (2‬فضائل الشيعة‪.18 /62 :‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪369 :‬‬
‫ن أن‬ ‫سْلطا ٌ‬
‫عَلْيِهْم ُ‬
‫ك َ‬
‫س َل َ‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬و كيف‪ -‬جعلت فداك‪ -‬و فيهم ما فيهم؟ قال‪» :‬ليس حيث تذهب‪ ،‬إنما قوله‪َ :‬لْي َ‬
‫يحبب لهم الكفر‪ ،‬و يبغض لهم اليمان«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫سوٌم ]‪[44 -43‬‬‫جْزٌء َمْق ُ‬
‫ب ِمْنُهْم ُ‬
‫ل با ٍ‬
‫ب ِلُك ّ‬
‫سْبَعُة َأْبوا ٍ‬
‫ن َلها َ‬
‫جَمِعي َ‬
‫عُدُهْم َأ ْ‬
‫جَهّنَم َلَمْو ِ‬
‫ن َ‬‫َو ِإ ّ‬
‫‪ -[1] /5880‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن الحسن القطان‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان‪ ،‬قال‪:‬‬
‫حدثنا بكر بن عبد ال بن حبيب‪ ،‬قال‪ :‬حدثني محمد بن عبد ال‪ ،‬قال‪ :‬حدثني علي بن الحكم‪ ،‬عن أبان بن عثمان‪،‬‬
‫عن محمد بن الفضيل الزرقي‪ ،‬عن أبي عبد ال‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده )عليهم السلم( قال‪» :‬للنار سبعة أبواب‪ :‬باب‬
‫يدخل منه فرعون و هامان و قارون‪ ،‬و باب يدخل منه المشركون و الكفار ممن لم يؤمن بال طرفة عين‪ ،‬و باب‬
‫يدخل منه بنو امية‪ ،‬هو لهم خاصة ل يزاحمهم فيه أحد‪ ،‬و هو باب لظى‪ ،‬و هو باب سقر‪ ،‬و هو باب الهاوية‪،‬‬
‫تهوي بهم سبعين خريفا‪ ،‬فكلما فارت بهم فورة‪ ،‬قذف بهم في أعلها سبعين خريفا »‪ ،«1‬فل يزالون هكذا أبدا‬
‫خالدين مخلدين‪ ،‬و باب يدخل منه مبغضونا و محاربونا و خاذلونا‪ ،‬و إنه لعظم البواب و أشدها حرا«‪.‬‬
‫قال محمد بن الفضيل الزرقي‪ :‬فقلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬الباب الذي ذكرته‪ -‬عن أبيك عن جدك )عليهما‬
‫السلم(‪ -‬أنه يدخل منه بنو امية‪ ،‬يدخل منه من مات منهم على الشرك‪ ،‬أو من أدرك منهم السلم؟ فقال‪:‬‬
‫»ل ام لك‪ ،‬ألم تسمعه يقول‪ :‬و باب يدخل منه المشركون و الكفار‪ ،‬فهذا الباب يدخل منه كل مشرك و كل كافر ل‬
‫يؤمن بيوم الحساب‪ ،‬و هذا الباب الخر يدخل منه بنو امية لنه هو لبي سفيان و معاوية و آل مروان خاصة‪،‬‬
‫يدخلون من ذلك الباب‪ ،‬فتحطبهم النار حطبا »‪ ،«2‬ل تسمع لهم فيها واعية‪ ،‬و ل يحيون فيها و ل يموتون«‪.‬‬
‫‪ -[2] /5881‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن الحسن القطان‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان‪ ،‬قال‪:‬‬
‫حدثنا بكر بن عبد ال بن حبيب‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن عبد ال قال‪ :‬حدثنا علي بن الحكم‪ ،‬عن أبان بن عثمان‪ ،‬عن‬
‫محمد بن الفضيل الزرقي‪ ،‬عن أبي عبد ال‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن علي )عليهم السلم(‪ ،‬قال‪» :‬إن للجنة ثمانية‬
‫أبواب‪ :‬باب يدخل منه النبيون و الصديقون‪ ،‬و باب يدخل منه الشهداء و الصالحون‪ ،‬و خمسة أبواب يدخل منها‬
‫شيعتنا و محبونا‪ ،‬فل أزال واقفا على الصراط أدعو و أقول‪ :‬رب سلم شيعتي و محبي و أنصاري‪ ،‬و من تولني‬
‫في دار‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬الخصال‪[.....] .51 /361 :‬‬
‫‪ -2‬الخصال‪.6 /407 :‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر زيادة‪ :‬ثّم تهوي بهم كذلك سبعين خريفا‪.‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬فتحطمهم النار حطما‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪370 :‬‬
‫الدنيا فإذا النداء من بطنان العرش‪ :‬قد أجبت دعوتك‪ ،‬و شفعتك في شيعتك و يشفع كل رجل من شيعتي‪ ،‬و من‬
‫تولني و نصرني‪ ،‬و حارب من حاربني بفعل أو قول‪ ،‬في سبعين ألفا من جيرانه و أقربائه‪ .‬و باب يدخل منه‬
‫سائر المسلمين ممن يشهد أن ل إله إل ال‪ ،‬و لم يكن في قلبه مثقال »‪ «1‬ذرة من بغضنا أهل البيت«‪.‬‬
‫‪ -[3] /5882‬العياشي‪ :‬عن أبي بصير‪ ،‬عن جعفر بن محمد )عليهما السلم( قال‪» :‬يؤتى بجهنم لها سبعة أبواب‪:‬‬
‫بابها الول للظالم و هو زريق‪ ،‬و بابها الثاني لحبتر‪ ،‬و الباب الثالث للثالث‪ ،‬و الرابع لمعاوية‪ ،‬و الباب الخامس‬
‫لعبد الملك‪ ،‬و الباب السادس لعسكر بن هوسر‪ ،‬و الباب السابع لبي سلمة‪ ،‬فهم أبواب لمن تبعهم«‪.‬‬
‫‪ -[4] /5883‬عن أحمد بن محمد بن أبي نصر‪ ،‬عن أبي الحسن )عليه السلم( قال‪ :‬سأله رجل‪ ،‬عن الجزء و‬
‫جزء الشيء‪.‬‬
‫سوٌم«‪.‬‬ ‫جْزٌء َمْق ُ‬‫ب ِمْنُهْم ُ‬‫ل با ٍ‬‫ب ِلُك ّ‬‫سْبَعُة َأْبوا ٍ‬ ‫فقال‪» :‬من سبعة«‪ ،‬إن ال يقول‪َ :‬لها َ‬
‫‪ -[5] /5884‬عن إسماعيل بن همام الكوفي‪ ،‬قال‪ :‬قال الرضا )عليه السلم( في رجل أوصى بجزء من ماله‪.‬‬
‫فقال‪:‬‬
‫سوٌم«‪.‬‬‫جْزٌء َمْق ُ‬‫ب ِمْنُهْم ُ‬‫ل با ٍ‬ ‫ب ِلُك ّ‬
‫سْبَعُة َأْبوا ٍ‬‫»جزء من سبعة‪ ،‬إن ال يقول في كتابه‪َ :‬لها َ‬
‫‪ -[6] /5885‬علي بن إبراهيم‪ ،‬في معنى الية قال‪ :‬يدخل في كل باب أهل مذهب »‪ ،«2‬و للجنة ثمانية أبواب‪.‬‬
‫عُدُهْم‬
‫جَهّنَم َلَمْو ِ‬
‫ن َ‬ ‫‪ -[7] /5886‬ثم قال‪ :‬و في رواية أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله تعالى‪َ :‬و ِإ ّ‬
‫ن »فوقوفهم على الصراط«‪.‬‬ ‫جَمِعي َ‬
‫َأ ْ‬
‫سوٌم فبلغني‪ -‬و ال أعلم‪ -‬أن ال جعلها سبع درجات‪ ،‬أعلها الجحيم‪،‬‬ ‫جْزٌء َمْق ُ‬ ‫ب ِمْنُهْم ُ‬ ‫ل با ٍ‬ ‫ب ِلُك ّ‬
‫سْبَعُة َأْبوا ٍ‬
‫و أما‪َ :‬لها َ‬
‫يقوم أهلها على الصفا منها‪ ،‬تغلي أدمغتهم فيها كغلي القدور بما فيها‪.‬‬
‫جَمَع َفَأْوعى »‪.«3‬‬ ‫ن َأْدَبَر َو َتَوّلى َو َ‬ ‫عوا َم ْ‬ ‫شوى َتْد ُ‬ ‫عًة ِلل ّ‬‫و الثانية‪ :‬لظى‪َ :‬نّزا َ‬
‫شَر »‪.«4‬‬ ‫عَ‬ ‫سَعَة َ‬‫عَلْيها ِت ْ‬‫شِر َ‬ ‫حٌة ِلْلَب َ‬‫و الثالثة‪ :‬سقر ل ُتْبِقي َو ل َتَذُر َلّوا َ‬
‫صْفٌر »‪ «5‬تذر كل من صار إليها مثل الكحل‪ ،‬فل تموت‬ ‫ت ُ‬ ‫جماَل ٌ‬ ‫صِر َكَأّنُه ِ‬ ‫شَرٍر َكاْلَق ْ‬ ‫و الرابعة‪ :‬الحطمة َتْرِمي ِب َ‬
‫الروح‪ ،‬كلما صاروا مثل الكحل عادوا‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -3‬تفسير العّياشي ‪.19 /243 :2‬‬
‫‪ -4‬تفسير العّياشي ‪.20 /243 :2‬‬
‫‪ -5‬تفسير العّياشي ‪.21 /244 :2‬‬
‫‪ -6‬تفسير القّمي ‪.376 :1‬‬
‫‪ -7‬تفسير القّمي ‪.376 :1‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬مقدار‪.‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬مّلة‪.‬‬
‫)‪ (3‬المعارج ‪.18 -16 :70‬‬
‫)‪ (4‬المدثر ‪.30 -28 :74‬‬
‫)‪ (5‬المرسلت ‪ 32 :77‬و ‪.33‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪371 :‬‬
‫و الخامسة‪ :‬الهاوية‪ ،‬فيها مالك‪ ،‬و يدعون‪ :‬يا مالك‪ ،‬أغثنا فإذا أغاثهم جعل لهم آنية »‪ «1‬من صفر من نار‪ ،‬فيها‬
‫صديد‪ :‬ماء يسيل من جلودهم‪ -‬كأنه مهل »‪ ،«2‬فإذا رفعوه ليشربوا منه‪ ،‬تساقط لحم وجوههم فيها من شدة حرها‪،‬‬
‫ت ُمْرَتَفقًا »‪ «3‬و من هوى‬ ‫ب َو ساَء ْ‬ ‫شرا ُ‬ ‫س ال ّ‬‫جوَه ِبْئ َ‬‫شِوي اْلُو ُ‬ ‫ل َي ْ‬‫سَتِغيُثوا ُيغاُثوا ِبماٍء َكاْلُمْه ِ‬ ‫ن َي ْ‬
‫و هو قول ال‪َ :‬و ِإ ْ‬
‫فيها هوى سبعين عاما في النار‪ ،‬كلما احترق جلده‪ ،‬بدل جلدا غيره‪.‬‬
‫و السادسة‪ :‬السعير‪ ،‬فيها ثلثمائة سرادق من نار‪ ،‬في كل سرادق ثلثمائة قصر‪ ،‬ثلثمائة بيت من نار‪ ،‬في كل‬
‫بيت ثلثمائة لون من عذاب النار‪ ،‬فيها حيات من نار‪ ،‬و جوامع من نار‪ ،‬و عقارب من نار‪ ،‬و سلسل من نار‪ ،‬و‬
‫سِعيرًا »‪.«4‬‬ ‫ل َو َ‬ ‫غل ً‬ ‫سلَ َو َأ ْ‬ ‫سل ِ‬ ‫ن َ‬‫عَتْدنا ِلْلكاِفِري َ‬
‫أغلل من نار‪ ،‬و هو الذي يقول ال تعالى‪ِ :‬إّنا َأ ْ‬
‫و السابعة‪ :‬جهنم‪ ،‬و فيها الفلق‪ ،‬و هو جب في جهنم‪ ،‬إذا فتح أسعر النار سعرا‪ ،‬و هو أشد النار عذابا و أما‬
‫صعود‪ ،‬فجبل من صفر من نار وسط جهنم و أما أثام‪ ،‬فهو واد من صفر مذاب‪ ،‬يجري حول الجبل‪ ،‬فهو أشد‬
‫النار عذابا‪.‬‬
‫‪ -[8] /5887‬ابن طاوس في )الدروع الواقية(‪ ،‬قال‪ :‬في كتاب )زهد النبي )صلى ال عليه و آله(( لبي محمد‬
‫جَمِعي َ‬
‫ن‬ ‫عُدهُْم َأ ْ‬
‫جَهّنَم َلَمْو ِ‬
‫ن َ‬
‫جعفر بن أحمد القمي‪ ،‬قال‪ :‬إنه لما نزلت هذه الية على النبي )صلى ال عليه و آله( َو ِإ ّ‬
‫سوٌم بكى النبي )صلى ال عليه و آله( بكاء شديدا‪ ،‬و بكى أصحابه لبكائه‪،‬‬ ‫جْزٌء َمْق ُ‬ ‫ب ِمْنُهْم ُ‬‫ل با ٍ‬ ‫ب ِلُك ّ‬
‫سْبَعُة َأْبوا ٍ‬
‫َلها َ‬
‫فلم يدروا ما نزل به جبرئيل )عليه السلم(‪ ،‬و لم يستطع أحد من أصحابه أن يكلمه‪ .‬و كان النبي )صلى ال عليه‬
‫و آله( إذا رأى فاطمة )عليها السلم( فرح بها‪ ،‬فانطلق بعض أصحابه إلى باب بيتها‪ ،‬فوجد بين يديها شعيرا و‬
‫خْيٌر َو َأْبقى »‪ «5‬فسلم عليها‪ ،‬و أخبرها بخبر النبي )صلى ال عليه و آله(‬ ‫ل َ‬ ‫عْنَد ا ِّ‬‫هي تطحن فيه‪ ،‬و تقول‪َ :‬و ما ِ‬
‫و بكائه‪ ،‬فنهضت و التفت بشملة »‪ «6‬لها خلق »‪ ،«7‬قد خيطت في اثني عشر مكانا بسعف النخل‪ .‬فلما خرجت‬
‫نظر سلمان الفارسي إلى الشملة و بكى‪ ،‬و قال‪ :‬وا حزناه‪ ،‬إن قيصر و كسرى في الحرير و السندس‪ ،‬و ابنة‬
‫محمد رسول ال )صلى ال عليه و آله( عليها شملة صوف خلق قد خيطت في اثني عشر مكانا! فلما دخلت فاطمة‬
‫)عليها السلم( على النبي )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬قالت‪» :‬يا رسول ال‪ ،‬إن سلمان تعجب من لباسي‪ ،‬فو الذي‬
‫بعثك بالحق نبيا‪ ،‬ما لي و لعلي منذ خمس سنين إل مسك »‪ «8‬كبش نعلف عليه بالنهار بعيرنا‪ ،‬فإذا كان الليل‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -8‬الدروع الواقية‪» 58 :‬مخطوط«‪[.....] .‬‬
‫)‪ (1‬في »س« و »ط«‪ :‬نسخة بدل‪ :‬أكّنة‪.‬‬
‫)‪ (2‬المهل‪ :‬ما ذاب من صفر أو حديد‪ ،‬و ضرب من القطران‪» .‬لسان العرب‪ -‬مهل‪.«633 :11 -‬‬
‫)‪ (3‬الكهف ‪.29 :18‬‬
‫)‪ (4‬النسان ‪.4 :76‬‬
‫)‪ (5‬القصص ‪.60 :28‬‬
‫شملة‪ :‬كساء من صوف أو شعر‪» .‬المعجم الوسيط‪ -‬شمل‪.«495 :1 -‬‬ ‫)‪ (6‬ال ّ‬
‫)‪ (7‬الخلق‪ :‬البالي من الثياب و الجلد و غيرهما‪» .‬المعجم الوسيط‪ -‬خلق‪.«252 :1 -‬‬
‫)‪ (8‬المسك‪ :‬الجلد‪» .‬المعجم الوسيط‪ -‬مسك‪.«869 :2 -‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪372 :‬‬
‫افترشناه‪ ،‬و إن مرفقتنا »‪ «1‬لمن أدم حشوها ليف«‪ .‬فقال النبي )صلى ال عليه و آله(‪» :‬يا سلمان‪ ،‬إن ابنتي لفي‬
‫الخيل السبق«‪.‬‬
‫ثم قالت‪» :‬يا أبت‪ -‬فدتك نفسي‪ -‬ما الذي أبكاك؟«‪ .‬فذكر لها ما نزل به جبرئيل )عليه السلم( من اليتين‬
‫المتقدمتين‪ .‬قال‪ :‬فسقطت فاطمة )عليها السلم( على وجهها‪ ،‬و هي تقول‪» :‬الويل ثم الويل لمن دخل النار«‪ .‬فسمع‬
‫سلمان‪ ،‬فقال‪ :‬يا ليتني كنت كبشا لهلي‪ ،‬فأكلوا لحمي و مزقوا جلدي‪ ،‬و لم أسمع بذكر النار‪.‬‬
‫و قال أبو ذر‪ :‬يا ليت امي كانت عاقرا و لم تلدني‪ ،‬و لم أسمع بذكر النار‪ ،‬و قال عمار‪ :‬يا ليتني كنت طائرا أطير‬
‫في القفار‪ ،‬و لم يكن علي حساب و ل عقاب‪ ،‬و لم أسمع بذكر النار‪.‬‬
‫و قال علي )عليه السلم(‪» :‬يا ليت السباع مزقت »‪ «2‬لحمي‪ ،‬و ليت امي لم تلدني‪ ،‬و لم أسمع بذكر النار« ثم‬
‫وضع علي )عليه السلم( يده على رأسه و جعل يبكي‪ ،‬و يقول‪ :‬وا بعد سفراه‪ ،‬وا قلة زاداه‪ ،‬في سفر القيامة‬
‫يذهبون‪ ،‬و في النار يترددون‪ ،‬و بكلليب النار يتخطفون‪ ،‬مرضى ل يعاد سقيمهم‪ ،‬و جرحى ل يداوى جريحهم‪،‬‬
‫و أسرى ل يفك أسيرهم‪ .‬من النار يأكلون‪ ،‬و منها يشربون‪ ،‬و بين أطباقها يتقلبون‪ ،‬و بعد لبس القطن و الكتان‬
‫مقطعات النيران يلبسون‪ ،‬و بعد معانقة الزواج مع الشياطين مقرنون«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪ -[1] /5888 [47‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬العداوة‪.‬‬ ‫سُرٍر ُمَتقاِبِلي َ‬
‫على ُ‬
‫خوانًا َ‬ ‫ل ِإ ْ‬
‫غّ‬‫ن ِ‬
‫صُدوِرِهْم ِم ْ‬
‫عنا ما ِفي ُ‬ ‫َو َنَز ْ‬
‫‪ -[2] /5889‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن سهل بن زياد‪ ،‬عن محمد بن سليمان‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪:‬‬
‫كنت عند أبي عبد ال )عليه السلم( إذ دخل عليه أبو بصير‪ -‬و ذكر حديثا‪ -‬قال له‪» :‬يا أبا محمد‪ ،‬لقد ذكركم ال‬
‫ن و ال‪ ،‬ما أراد بهذا غيركم«‪.‬‬ ‫سُرٍر ُمَتقاِبِلي َ‬
‫على ُ‬ ‫خوانًا َ‬‫في كتابه‪ ،‬فقال‪ِ :‬إ ْ‬
‫و رواه ابن بابويه في كتاب )فضائل الشيعة( »‪.«3‬‬

‫‪ -[3] /5890‬و عنه‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن عمرو بن أبي المقدام‪ ،‬قال‪ :‬سمعت‬
‫أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪» :‬خرجت أنا و أبي‪ ،‬حتى إذا كنا بين القبر و المنبر‪ ،‬إذا هو بأناس من الشيعة‪،‬‬
‫فسلم عليهم‪،‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.377 :1‬‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.35 :8‬‬
‫‪ -3‬الكافي ‪.259 /212 :8‬‬
‫)‪ (1‬المرفقة‪ :‬المّتكأ و المخّدة‪» .‬أقرب الموارد‪ -‬رفق‪.«420 :1 -‬‬
‫)‪ (2‬في »ط« و المصدر‪ :‬فّرقت‪.‬‬
‫)‪ (3‬فضائل الشيعة‪[.....] .18 /61 :‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪373 :‬‬
‫ثم قال‪ :‬إني‪ -‬و ال‪ -‬لحب أرياحكم و أرواحكم‪ ،‬فأعينوني على ذلك بورع و اجتهاد‪ ،‬و اعلموا أن وليتنا ل تنال‬
‫إل بالورع و الجتهاد‪ .‬و من ائتم منكم بعبد فليعمل بعمله‪ ،‬أنتم شيعة ال‪ ،‬و أنتم أنصار ال‪ ،‬و أنتم السابقون‬
‫الولون‪ ،‬و السابقون الخرون‪ ،‬و السابقون في الدنيا‪ ،‬و السابقون في الخرة إلى الجنة‪ ،‬قد ضمنا لكم الجنة‬
‫بضمان ال عز و جل‪ ،‬و ضمان رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪.‬‬
‫و ال‪ ،‬ما على درجة الجنة أكثر أرواحا منكم‪ ،‬فتنافسوا في فضائل الدرجات‪ ،‬أنتم الطيبون‪ ،‬و نساؤكم الطيبات‪،‬‬
‫كل مؤمنة حوراء عيناء‪ ،‬و كل مؤمن صديق‪ ،‬و لقد قال أمير المؤمنين )عليه السلم( لقنبر‪ :‬يا قنبر‪ ،‬أبشر و بشر‬
‫و استبشر‪ ،‬فو ال لقد مات رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و هو على أمته ساخط إل الشيعة‪.‬‬
‫أل و إن لكل شيء عزا‪ ،‬و عز السلم الشيعة‪ ،‬أل و إن لكل شيء دعامة‪ ،‬و دعامة السلم الشيعة‪ ،‬أل و إن لكل‬
‫شيء ذروة‪ ،‬و ذروة السلم الشيعة‪ .،‬ل و إن لكل شيء شرفا‪ ،‬و شرف السلم الشيعة‪ ،‬أل و إن لكل شيء سيدا‪،‬‬
‫و سيد المجالس مجلس الشيعة‪ ،‬أل و إن لكل شيء إماما‪ ،‬و إمام الرض أرض تسكنها الشيعة‪ .‬و ال‪ ،‬لول ما في‬
‫الرض منكم‪ ،‬ما رأيت بعين عشبا أبدا‪ .‬و ال‪ ،‬لو ل ما في الرض منكم‪ ،‬ما أنعم ال على أهل خلفكم‪ ،‬و ل‬
‫أصابوا الطيبات‪ ،‬ما لهم في الدنيا و ل لهم في الخرة من نصيب‪ ،‬كل ناصب و إن تعبد و اجتهد منسوب إلى هذه‬
‫صلى نارًا حاِمَيًة »‪ «1‬فكل ناصب مجتهد فعمله هباء‪ ،‬شيعتنا ينطقون بنور »‪ «2‬ال عز و‬ ‫صَبٌة َت ْ‬
‫الية عاِمَلٌة نا ِ‬
‫جل‪ ،‬و من يخالفهم ينطقون بتفلت »‪.«3‬‬
‫و ال‪ ،‬ما عن عبد من شيعتنا ينام إل أصعد ال عز و جل روحه إلى السماء‪ ،‬فيبارك عليها‪ ،‬فإن كان قد أتى عليها‬
‫أجلها‪ ،‬جعلها في كنوز من رحمته‪ ،‬و في رياض جنته‪ ،‬و في ظل عرشه‪ ،‬و إن كان أجلها متأخرا بعث بها مع‬
‫أمنته من الملئكة‪ ،‬ليردوها إلى الجسد الذي خرجت منه‪ ،‬لتسكن فيه‪ -‬و ال‪ -‬إن حاجكم و عماركم لخاصة ال عز‬
‫و جل‪ ،‬و إن فقراءكم لهل الغنى‪ ،‬و إن أغنياءكم لهل القناعة‪ ،‬و إنكم كلكم لهل دعوته‪ ،‬و أهل إجابته«‪.‬‬
‫‪ -[4] /5891‬و عنه‪ :‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن سهل بن زياد‪ ،‬عن محمد بن الحسن بن شمون‪ ،‬عن عبد ال بن‬
‫عبد الرحمن‪ ،‬عن عبد ال بن القاسم‪ ،‬عن عمرو بن أبي المقدام‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬مثله‪ ،‬و زاد فيه‪:‬‬
‫»أل و أن لكل شيء جواهرا‪ ،‬و جوهر ولد آدم محمد )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و نحن‪ ،‬و شيعتنا بعدنا‪ .‬حبذا شيعتنا‬
‫ما أقربهم من عرش ال عز و جل و أحسن صنع ال إليهم يوم القيامة‪.‬‬
‫و ال‪ -‬لول أن يتعاظم الناس ذلك أو يدخلهم زهو‪ ،‬لسلمت عليهم الملئكة قبل‪ .‬و ال ما من عبد من شيعتنا يتلو‬
‫القرآن في صلته قائما إل و له بكل حرف مائة حسنة‪ ،‬و ل قرأ في صلته جالسا إل و له بكل حرف خمسون‬
‫حسنة‪ ،‬و ل في غير صلة إل و له بكل حرف عشر حسنات‪ ،‬و إن للصامت من شيعتنا لجر من قرأ القرآن ممن‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -4‬الكافي ‪.260 /214 :8‬‬
‫)‪ (1‬الغاشية ‪ 3 :88‬و ‪.4‬‬
‫)‪ (2‬في »ط«‪ :‬بأمر‪.‬‬
‫)‪ (3‬في »ط«‪ :‬بتغّلب‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪374 :‬‬
‫خالفه‪ .‬أنتم‪ -‬و ال‪ -‬على فرشكم نيام‪ ،‬لكم أجر المجاهدين‪ ،‬و أنتم‪ -‬و ال‪ -‬في صلتكم لكم أجر الصافين في سبيله‪،‬‬
‫ن إنما شيعتنا‬ ‫سُرٍر ُمَتقاِبِلي َ‬‫على ُ‬ ‫خوانًا َ‬ ‫ل ِإ ْ‬
‫غّ‬‫ن ِ‬ ‫صُدوِرِهْم ِم ْ‬ ‫عنا ما ِفي ُ‬ ‫و أنتم‪ -‬و ال‪ -‬الذين قال ال عز و جل‪َ :‬و َنَز ْ‬
‫أصحاب الربعة أعين عينين في الرأس‪ ،‬و عينين في القلب‪ ،‬أل و الخلئق كلهم كذلك‪ ،‬أل إن ال عز و جل فتح‬
‫أبصاركم‪ ،‬و أعمى أبصارهم«‪.‬‬
‫ن‪.‬‬
‫سُرٍر ُمَتقاِبِلي َ‬ ‫على ُ‬ ‫خوانًا َ‬
‫‪ -[5] /5892‬العياشي‪ :‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله‪ِ :‬إ ْ‬
‫قال‪» :‬و ال ما عنى غيركم«‪.‬‬
‫‪ -[6] /5893‬عن عمرو بن أبي المقدام‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪ :‬سمعته يقول‪» :‬أنتم‪ -‬و ال‪ -‬الذين‬
‫ن إنما شيعتنا أصحاب الربعة أعين‪ :‬عينين في‬ ‫سُرٍر ُمَتقاِبِلي َ‬‫على ُ‬ ‫خوانًا َ‬ ‫ل ِإ ْ‬
‫غّ‬‫ن ِ‬
‫صُدوِرِهْم ِم ْ‬‫عنا ما ِفي ُ‬ ‫قال ال‪َ :‬و َنَز ْ‬
‫الرأس‪ ،‬و عينين في القلب‪ ،‬أل و الخلئق كلهم كذلك‪ ،‬إل أن ال فتح أبصاركم و أعمى أبصارهم«‪.‬‬
‫‪ -[7] /5894‬عن محمد بن مروان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬ليس منكم رجل و ل امرأة إل و ملئكة‬
‫ن«‪.‬‬ ‫سُرٍر ُمَتقاِبِلي َ‬‫على ُ‬ ‫خوانًا َ‬ ‫ل ِإ ْ‬
‫غّ‬‫ن ِ‬ ‫صُدوِرِهْم ِم ْ‬ ‫عنا ما ِفي ُ‬ ‫ال يأتونه بالسلم‪ ،‬و أنتم الذين قال ال‪َ :‬و َنَز ْ‬
‫‪ -[8] /5895‬و من طريق المخالفين‪ ،‬ما نقله أبو نعيم الحافظ‪ ،‬عن رجاله‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال علي بن أبي‬
‫طالب )عليه السلم(‪» :‬يا رسول ال‪ ،‬أيما أحب إليك‪ ،‬أنا أم فاطمة؟ قال‪ :‬فاطمة أحب إلي منك‪ ،‬و أنت أعز علي‬
‫منها‪.‬‬
‫و قال‪ :‬و كأني بك و أنت على حوضي تذود عنه الناس‪ ،‬و إن عليه أباريق عدد نجوم السماء‪ ،‬و إني و أنت و‬
‫ن و أنت معي و شيعتك‪ ،‬ثم قرأ رسول ال‬ ‫سُرٍر ُمَتقاِبِلي َ‬ ‫على ُ‬ ‫خوانًا َ‬ ‫الحسن و الحسين و حمزة و جعفر في الجنة‪ِ :‬إ ْ‬
‫ن ل ينظر أحدكم في قفا‬ ‫سُرٍر ُمَتقاِبِلي َ‬ ‫على ُ‬ ‫خوانًا َ‬ ‫ل ِإ ْ‬
‫غّ‬‫ن ِ‬‫صُدوِرِهْم ِم ْ‬ ‫عنا ما ِفي ُ‬ ‫)صلى ال عليه و آله(‪َ :‬و َنَز ْ‬
‫صاحبه«‪.‬‬
‫‪ -[9] /5896‬أحمد بن حنبل في )مسنده(‪ :‬يرفعه إلى زيد بن أبي أوفى‪ ،‬قال‪ :‬دخلت على رسول ال )صلى ال‬
‫عليه و آله( في مسجده‪ ،‬فذكر قصة مؤاخاة رسول ال )صلى ال عليه و آله( بين أصحابه‪ ،‬فقال علي )عليه‬
‫السلم( له‪ -‬يعني لرسول ال )صلى ال عليه و آله(‪» ::‬لقد ذهبت روحي و انقطع ظهري حين رأيتك فعلت‪،‬‬
‫بأصحابك ما فعلت‪ ،‬غيري‪ ،‬فإن كان هذا من سخط علي فلك العتبى و الكرامة«‪ .‬فقال رسول ال )صلى ال عليه‬
‫و آله(‪» :‬و الذي بعثني بالحق نبيا‪ ،‬ما أخرتك إل لنفسي‪ ،‬فأنت مني بمنزلة هارون من موسى‪ ،‬إل أنه ل نبي‬
‫بعدي‪ ،‬و أنت أخي و وارثي«‪.‬‬
‫قال‪» :‬و ما أرث منك يا رسول ال؟« قال‪» :‬ما أورث النبياء قبلي«‪ .‬قال‪» :‬ما أورث النبياء قبلك؟« قال‪:‬‬
‫»كتاب ال و سنة نبيهم و أنت معي في قصري في الجنة مع ابنتي فاطمة‪ ،‬و أنت أخي و رفيقي« ثم تل رسول‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -5‬تفسير العّياشي ‪.22 /244 :2‬‬
‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪.23 /244 :2‬‬
‫‪ -7‬تفسير العّياشي ‪.24 /244 :2‬‬
‫‪ ... -8‬مجمع الزوائد ‪.173 :9‬‬
‫‪ ... -9‬فضائل الصحابة لحمد بن حنبل ‪ ،1085 /638 :2‬فرائد السمطين ‪ 80 /115 :1‬و ‪ ،83 /121 :1‬ترجمة‬
‫ي بن أبي طالب من تاريخ ابن عساكر ‪.138 /123 :1‬‬
‫المام عل ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪375 :‬‬

‫ن‪» ،‬المتحابون في ال ينظر بعضهم إلى بعض«‪.‬‬ ‫سُرٍر ُمَتقاِبِلي َ‬ ‫على ُ‬ ‫خوانًا َ‬ ‫ال )صلى ال عليه و آله(‪ِ :‬إ ْ‬
‫‪ -[10] /5897‬ابن المغازلي الشافعي في )المناقب( يرفعه إلى زيد بن أرقم‪ ،‬قال‪ :‬دخلت على رسول ال )صلى‬
‫ال عليه و آله( فقال‪» :‬إني مؤاخ بينكم كما آخى ال بين الملئكة«‪ .‬ثم قال لعلي‪» :‬أنت أخي و رفيقي«‪ .‬ثم تل هذه‬
‫ن »الخلء في ال ينظر بعضهم إلى بعض«‪.‬‬ ‫سُرٍر ُمَتقاِبِلي َ‬ ‫على ُ‬ ‫خوانًا َ‬‫الية ِإ ْ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪[72 -48‬‬ ‫سْكَرِتِهْم َيْعَمُهو َ‬‫ك ِإّنُهْم َلِفي َ‬‫ن‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬لَعْمُر َ‬ ‫جي َ‬‫خَر ِ‬‫ب َو ما ُهْم ِمْنها ِبُم ْ‬ ‫ص ٌ‬ ‫سُهْم ِفيها َن َ‬ ‫ل َيَم ّ‬
‫عباِدي أي‬‫ئ ِ‬‫ب أي تعب و عناء قوله تعالى‪َ :‬نّب ْ‬ ‫ص ٌ‬ ‫سُهْم ِفيها َن َ‬ ‫‪ -[1] /5898‬علي بن إبراهيم‪ :‬قوله تعالى‪ :‬ل َيَم ّ‬
‫ف ِإْبراِهيَم فقد كتبنا خبرهم في سورة‬ ‫ضْي ِ‬‫ن َ‬ ‫لِليُم َو َنّبْئُهْم عَ ْ‬
‫ب ا َْ‬‫عذاِبي ُهَو اْلَعذا ُ‬ ‫ن َ‬ ‫حيُم َو َأ ّ‬ ‫أخبرهم َأّني َأَنا اْلَغُفوُر الّر ِ‬
‫هود )عليه السلم( »‪ «1‬و نزيد هنا من طريق العياشي »‪.«2‬‬
‫ن داِبَر هُؤلِء يعني قوم لوط‬ ‫لْمَر أي أعلمناه َأ ّ‬ ‫ك ا َْ‬‫ضْينا ِإَلْيِه ذِل َ‬
‫‪ -[2] /5899‬علي بن إبراهيم‪ :‬و قوله تعالى‪َ :‬و َق َ‬
‫ن فهذه فضيلة لرسول ال )صلى‬ ‫سْكَرِتِهْم َيْعَمُهو َ‬‫ك أي و حياتك يا محمد ِإّنُهْم َلِفي َ‬ ‫ن و قوله‪َ :‬لَعْمُر َ‬ ‫حي َ‬ ‫صِب ِ‬
‫ع ُم ْ‬‫طو ٌ‬ ‫َمْق ُ‬
‫ال عليه و آله( على النبياء‪.‬‬
‫‪ -[3] /5900‬العياشي‪ :‬عن محمد بن القاسم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬إن سارة قالت لبراهيم )عليه‬
‫السلم(‪:‬‬
‫قد كبرت‪ ،‬فلو دعوت ال أن يرزقك ولدا فتقر أعيننا‪ ،‬فإن ال قد اتخذك خليل‪ ،‬و هو مجيب دعوتك إن شاء ال‪،‬‬
‫فسأل إبراهيم )عليه السلم( ربه أن يرزقه غلما عليما »‪ .«3‬فأوحى ال إليه‪ :‬أني واهب لك غلما حليما‪ ،‬ثم‬
‫أبلوك فيه بالطاعة لي‪ -‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪ -:‬فمكث إبراهيم بعد البشارة ثلث سنين‪ ،‬ثم جاءته البشارة‬
‫من ال بإسماعيل مرة اخرى بعد ثلث سنين«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ ... -10‬العمدة لبن بطريق‪ ،263 /170 :‬تحفة البرار‪.87 :‬‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.377 :1‬‬
‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.377 :1‬‬
‫‪ -3‬تفسير العّياشي ‪.25 /244 :2‬‬
‫)‪ (1‬تقّدم في الحديث )‪ (1‬من تفسير اليات )‪ (83 -69‬من سورة هود‪[.....] .‬‬
‫)‪ (2‬الحديث )‪ (4 ،3‬من تفسير هذه اليات‪.‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬حليما‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪376 :‬‬
‫‪ -[4] /5901‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬قلت له‪ :‬أصلحك ال‪ ،‬أ كان رسول ال )صلى ال‬
‫عليه و آله( يتعوذ من البخل؟ قال‪» :‬نعم‪ -‬يا أبا محمد‪ -‬في كل صباح و مساء‪ ،‬و نحن نعوذ بال من البخل‪ ،‬إن ال‬
‫يقول في كتابه‪:‬‬
‫ن »‪ «1‬و سأنبئك عن عاقبة البخل‪ ،‬إن قوم لوط كانوا أهل قرية بخلء‬ ‫حو َ‬‫ك ُهُم اْلُمْفِل ُ‬ ‫سِه َفُأولِئ َ‬‫ح َنْف ِ‬‫شّ‬‫ق ُ‬‫ن ُيو َ‬‫َو َم ْ‬
‫أشحاء على الطعام‪ ،‬فأعقبهم ال داء ل دواء له في فروجهم«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬و ما أعقبهم؟ قال‪» :‬إن قرية قوم لوط كانت على طريق السيارة إلى الشام و مصر‪ ،‬فكانت المارة تنزل بهم‬
‫فيضيفونهم‪ ،‬فلما أن كثر ذلك عليهم‪ ،‬ضاقوا بهم ذرعا و بخل و لؤما‪ ،‬فدعاهم البخل إلى أن كان إذا نزل بهم‬
‫الضيف فضحوه من غير شهوة بهم إلى ذلك‪ ،‬و إنما كانوا يفعلون ذلك بالضيف حتى تنكل النازعة عنهم‪ ،‬فشاع‬
‫أمرهم في القرى‪ ،‬و حذرتهم المارة‪ ،‬فأورثهم البخل بلء ل يدفعونه عن أنفسهم‪ ،‬من غير شهوة لهم إلى ذلك »‬
‫‪ ،«2‬حتى صاروا يطلبونه من الرجال في البلد‪ ،‬و يعطونهم عليه الجعل‪ ،‬فأي داء أعدى من البخل‪ ،‬و ل أضر‬
‫عاقبة‪ ،‬و ل أفحش عند ال«‪.‬‬
‫قال أبو بصير‪ ،‬فقلت له‪ :‬أصلحك ال‪ ،‬هل كان أهل قرية لوط كلهم هكذا مبتلين؟ قال‪» :‬نعم‪ ،‬إل أهل بيت من‬
‫ن »‪.««3‬‬ ‫سِلِمي َ‬
‫ن اْلُم ْ‬
‫ت ِم َ‬
‫غْيَر َبْي ٍ‬‫جْدنا ِفيها َ‬ ‫ن َفما َو َ‬ ‫ن اْلُمْؤِمِني َ‬ ‫ن ِفيها ِم َ‬ ‫ن كا َ‬ ‫جنا َم ْ‬ ‫خَر ْ‬ ‫المسلمين‪ ،‬أما تسمع لقوله‪َ :‬فَأ ْ‬
‫ثم قال أبو جعفر )عليه السلم(‪» :‬إن لوطا لبث مع قومه ثلثين سنة‪ ،‬يدعوهم إلى ال و يحذرهم عقابه‪ -‬قال‪ -‬و‬
‫كانوا قوما ل يتنظفون من الغائط‪ ،‬و ل يتطهرون من الجنابة‪ ،‬و كان لوط و آله يتنظفون من الغائط‪ ،‬و يتطهرون‬
‫من الجنابة‪ ،‬و كان لوط ابن خالة إبراهيم‪ ،‬و إبراهيم ابن خالة لوط )عليهما السلم(‪ ،‬و كانت امرأة إبراهيم )عليه‬
‫السلم( سارة اخت لوط )عليه السلم(‪ ،‬و كان إبراهيم و لوط )عليهما السلم( نبيين مرسلين منذرين‪ ،‬و كان لوط‬
‫)عليه السلم( رجل سخيا كريما يقري الضيف إذا نزل به و يحذره قومه‪ -‬قال‪ -‬فلما رأى قوم لوط ذلك‪ ،‬قالوا‪ :‬إنا‬
‫ننهاك عن العالمين‪ ،‬ل تقر ضيفا نزل بك‪ ،‬فإنك إن فعلت فضحنا ضيفك‪ ،‬و أخزيناك فيه‪ .‬و كان لوط )عليه‬
‫السلم( إذا نزل به الضيف كتم أمره‪ ،‬مخافة أن يفضحه قومه‪ ،‬و ذلك أن لوطا )عليه السلم( كان فيهم ل عشيرة‬
‫له‪ -‬قال‪ -‬و إن لوطا و إبراهيم )عليهما السلم( يتوقعان نزول العذاب على قوم لوط‪ ،‬و كانت لبراهيم و لوط‬
‫)عليهما السلم( منزلة من ال شريفة‪ ،‬و إن ال تبارك و تعالى كان إذا هم بعذاب قوم لوط‪ ،‬أدركته فيهم مودة‬
‫إبراهيم )عليه السلم( و خلته‪ ،‬و محبة لوط )عليه السلم(‪ ،‬فيراقبهم فيه فيؤخر عذابهم«‪.‬‬
‫قال أبو جعفر )عليه السلم(‪» :‬فلما اشتد أسف ال تعالى »‪ «4‬على قوم لوط و قدر عذابهم و قضاه‪ ،‬أحب أن‬
‫يعوض إبراهيم )عليه السلم( من عذاب قوم لوط بغلم حليم‪ ،‬فيسلي به مصابه بهلك قوم لوط‪ ،‬فبعث ال رسل‬
‫إلى‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -4‬تفسير العّياشي ‪.26 /244 :2‬‬
‫)‪ (1‬الحشر ‪ ،9 :59‬التغابن ‪.16 :64‬‬
‫)‪ (2‬في »ط‪ ،‬س« و المصدر‪ :‬في شهوة بهم إليه‪ .‬و ما أثبتناه من بحار النوار ‪ ،1 /147 :12‬علل الشرايع‪:‬‬
‫‪.4 /549‬‬
‫)‪ (3‬الذاريات ‪ 35 :51‬و ‪.36‬‬
‫)‪ (4‬أي غضبه‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪377 :‬‬
‫إبراهيم )عليه السلم( يبشرونه بإسماعيل‪ ،‬فدخلوا عليه ليل‪ ،‬ففزع منهم‪ ،‬و خاف أن يكونوا سراقا‪ ،‬فلما أن رأته‬
‫عِليٍم« قال أبو‬ ‫ك ِبُغلٍم َ‬ ‫شُر َ‬ ‫ل ِإّنا ُنَب ّ‬‫جْ‬ ‫ن قاُلوا ل َتْو َ‬ ‫جُلو َ‬ ‫ل ِإّنا ِمْنُكْم َو ِ‬‫سلٌم »‪ ،«1‬قا َ‬ ‫ل َ‬ ‫سلمًا قا َ‬ ‫الرسل فزعا وجل قاُلوا َ‬
‫سِن َ‬
‫ي‬ ‫ن َم ّ‬ ‫على َأ ْ‬ ‫شْرُتُموِني َ‬ ‫جعفر )عليه السلم(‪» :‬و الغلم العليم هو إسماعيل من هاجر‪ ،‬فقال إبراهيم للرسل‪َ :‬أ َب ّ‬
‫طُبُكْم؟ بعد‬ ‫خ ْ‬‫ن فقال إبراهيم )عليه السلم( للرسل‪َ :‬فما َ‬ ‫طي َ‬ ‫ن اْلقاِن ِ‬‫ن ِم َ‬‫ق َفل َتُك ْ‬‫حّ‬ ‫ك ِباْل َ‬
‫شْرنا َ‬ ‫ن قاُلوا َب ّ‬ ‫شُرو َ‬ ‫اْلِكَبُر َفِبَم ُتَب ّ‬
‫ن قوم لوط‪ ،‬إنهم كانوا قوما فاسقين‪ ،‬لننذرهم عذاب رب العالمين‪ ،‬قال أبو‬ ‫جِرِمي َ‬‫سْلنا ِإلى َقْوٍم ُم ْ‬ ‫البشارة قاُلوا ِإّنا ُأْر ِ‬
‫جَيّنُه َو َأْهَلُه‬‫ن ِفيها َلُنَن ّ‬‫عَلُم ِبَم ْ‬‫ن َأ ْ‬‫حُ‬ ‫ن ِفيها ُلوطًا قاُلوا َن ْ‬ ‫جعفر )عليه السلم(‪» :‬فقال إبراهيم )عليه السلم( للرسل‪ِ :‬إ ّ‬
‫ك ِبما‬ ‫جْئنا َ‬‫ل ِ‬ ‫ن قاُلوا َب ْ‬‫ل ِإّنُكْم َقْوٌم ُمْنَكُرو َ‬ ‫ن قا َ‬ ‫سُلو َ‬ ‫ط اْلُمْر َ‬ ‫ل ُلو ٍ‬ ‫ن »‪ «2‬قال‪َ :‬فَلّما جاَء آ َ‬ ‫ن اْلغاِبِري َ‬ ‫ت ِم َ‬‫ل اْمَرَأَتُه كاَن ْ‬ ‫ِإ ّ‬
‫ك‪ -‬يا لوط‪ -‬إذا مضى من يومك هذا سبعة‬ ‫سِر ِبَأْهِل َ‬‫ن يقول‪ :‬من عذاب ال‪ ،‬لتنذر قومك العذاب َفَأ ْ‬ ‫كاُنوا ِفيِه َيْمَتُرو َ‬
‫صيُبها ما َأصاَبُهْم‬ ‫ك ِإّنُه ُم ِ‬ ‫ل اْمَرَأَت َ‬ ‫حٌد ِإ ّ‬
‫ت ِمْنُكْم َأ َ‬‫ل ]إذا مضى نصف الليل[ »‪َ «3‬و ل َيْلَتِف ْ‬ ‫ن الّلْي ِ‬
‫طٍع ِم َ‬ ‫أيام بلياليها ِبِق ْ‬
‫»‪.«4‬‬
‫ن‪ -‬قال أبو جعفر )عليه‬ ‫حي َ‬ ‫صِب ِ‬‫ع ُم ْ‬ ‫طو ٌ‬ ‫ن داِبَر هُؤلِء َمْق ُ‬ ‫لْمَر َأ ّ‬‫ك ا َْ‬‫قال أبو جعفر )عليه السلم(‪» :‬فقضوا إلى لوط ذِل َ‬
‫السلم(‪ -‬فلما كان اليوم الثامن مع طلوع الفجر‪ ،‬قدم ال رسل إلى إبراهيم )عليه السلم( يبشرونه بإسحاق‪ ،‬و‬
‫سلٌم‬ ‫ل َ‬ ‫سلمًا قا َ‬ ‫شرى قاُلوا َ‬ ‫سُلنا ِإْبراِهيَم ِباْلُب ْ‬ ‫ت ُر ُ‬ ‫يعزونه بهلك قوم لوط‪ ،‬و ذلك قول ال في سورة هود‪َ :‬و َلَقْد جاَء ْ‬
‫س ِمْنُهْم‬ ‫ج َ‬ ‫ل ِإَلْيِه َنِكَرُهْم َو َأْو َ‬ ‫صُ‬ ‫حِنيٍذ »‪ «5‬يعني ذكيا مشويا نضيجا َفَلّما َرأى أَْيِدَيُهْم ل َت ِ‬ ‫ل َ‬ ‫جٍ‬ ‫ن جاَء ِبِع ْ‬ ‫ث َأ ْ‬‫َفما َلِب َ‬
‫ط َو اْمَرَأُتُه قاِئَمٌة »‪ -«6‬قال أبو جعفر )عليه السلم(‪ -‬إنما عنى امرأة‬ ‫سْلنا ِإلى َقْوِم ُلو ٍ‬‫ف ِإّنا ُأْر ِ‬‫خ ْ‬ ‫خيَفًة قاُلوا ل َت َ‬ ‫ِ‬
‫جوٌز َو‬ ‫عُ‬ ‫ت يا َوْيَلتى َأ َأِلُد َو َأَنا َ‬ ‫ب قاَل ْ‬ ‫ق َيْعُقو َ‬ ‫سحا َ‬ ‫ن َوراِء ِإ ْ‬ ‫ق َو ِم ْ‬ ‫سحا َ‬ ‫إبراهيم )عليه السلم( سارة قائمة فبشروها ِبِإ ْ‬
‫جيٌد »‪.««7‬‬ ‫حِميٌد َم ِ‬ ‫شْيخًا إلى قوله‪ِ :‬إّنُه َ‬ ‫هذا َبْعِلي َ‬
‫قال أبو جعفر )عليه السلم(‪» :‬فلما أن جاءت البشارة بإسحاق ذهب عنه الروع‪ ،‬و أقبل يناجي ربه في قوم لوط‪،‬‬
‫غْيُر‬‫ب َ‬ ‫عذا ٌ‬ ‫ك َو ِإّنُهْم آِتيِهْم َ‬ ‫ن هذا ِإّنُه َقْد جاَء َأْمُر َرّب َ‬ ‫عْ‬ ‫ض َ‬ ‫عِر ْ‬ ‫و يسأله كشف العذاب عنهم‪ ،‬قال ال‪ :‬يا ِإْبراِهيُم َأ ْ‬
‫َمْرُدوٍد »‪ «8‬بعد طلوع الشمس من يومك هذا‪ ،‬محتوم غير مردود«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬سيأتي هذا الحديث‪ -‬إنشاء ال تعالى‪ -‬مسندا من طريق ابن بابويه‪ ،‬في سورة الذاريات »‪.«9‬‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬هود ‪.69 :11‬‬
‫)‪ (2‬العنكبوت ‪.32 :29‬‬
‫)‪ (3‬أثبتناه من علل الشرايع‪ ،4 /549 :‬و بحار النوار ‪.1 /149 :12‬‬
‫)‪ (4‬هود ‪.81 :11‬‬
‫)‪ (5‬هود ‪.69 :11‬‬
‫)‪ (6‬هود ‪ 70 :11‬و ‪.71‬‬
‫)‪ (7‬هود ‪[.....] .73 -71 :11‬‬
‫)‪ (8‬هود ‪.76 :11‬‬
‫)‪ (9‬يأتي في الحديث )‪ (1‬من تفسير اليات )‪ (47 -24‬من سورة الذاريات‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪378 :‬‬
‫‪ -[5] /5902‬عن صفوان الجمال‪ ،‬قال‪ :‬صليت خلف أبي عبد ال )عليه السلم( فأطرق‪ ،‬ثم قال‪» :‬اللهم ل تقنطني‬
‫ن«‪.‬‬
‫ضاّلو َ‬
‫ل ال ّ‬ ‫حَمِة َرّبِه ِإ ّ‬ ‫ن َر ْ‬ ‫ط ِم ْ‬ ‫ن َيْقَن ُ‬
‫من رحمتك‪ ،‬ثم جهر‪ ،‬فقال‪َ :‬و َم ْ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ل ُمِقيٍم ]‪[76 -75‬‬ ‫سِبي ٍ‬
‫ن َو ِإّنها َلِب َ‬‫سِمي َ‬ ‫ت ِلْلُمَتَو ّ‬
‫ليا ٍ‬‫ك َ‬ ‫ن ِفي ذِل َ‬ ‫ِإ ّ‬
‫‪ -[1] /5903‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن أحمد بن مهران‪ ،‬عن عبد العظيم بن عبد ال الحسني‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪،‬‬
‫ن ِفي ذِل َ‬
‫ك‬ ‫عن أسباط بياع الزطي‪ ،‬قال‪ :‬كنت عند أبي عبد ال )عليه السلم( فسأله رجل عن قول ال عز و جل‪ِ :‬إ ّ‬
‫ل ُمِقيٍم‪ ،‬قال‪ :‬فقال‪» :‬نحن المتوسمون‪ ،‬و السبيل فينا مقيم«‪.‬‬ ‫سِبي ٍ‬
‫ن َو ِإّنها َلِب َ‬ ‫سِمي َ‬
‫ت ِلْلُمَتَو ّ‬
‫ليا ٍ‬
‫َ‬
‫‪ -[2] /5904‬و عنه‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن سلمة بن الخطاب‪ ،‬عن يحيى بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أسباط بن‬
‫سالم‪ ،‬قال‪ :‬كنت عند أبي عبد ال )عليه السلم( فدخل عليه رجل من أهل هيت‪ ،‬فقال له‪ :‬أصلحك ال‪ ،‬ما تقول في‬
‫ل ُمِقيٍم‪ ،‬قال‪» :‬نحن المتوسمون‪ ،‬و السبيل فينا مقيم«‪.‬‬ ‫سِبي ٍ‬
‫ن َو ِإّنها َلِب َ‬ ‫سِمي َ‬‫ت ِلْلُمَتَو ّ‬
‫ليا ٍ‬ ‫ك َ‬ ‫ن ِفي ذِل َ‬ ‫قول ال عز و جل‪ِ :‬إ ّ‬
‫‪ -[3] /5905‬و عنه‪ :‬عن محمد بن إسماعيل‪ ،‬عن الفضل بن شاذان‪ ،‬عن حماد بن عيسى‪ ،‬عن ربعي بن عبد ال‪،‬‬
‫ن‪.‬‬
‫سِمي َ‬
‫ت ِلْلُمَتَو ّ‬
‫ليا ٍ‬
‫ك َ‬
‫ن ِفي ذِل َ‬
‫عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قول ال عز و جل‪ِ :‬إ ّ‬
‫قال‪» :‬هم الئمة )عليهم السلم(‪ ،‬قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬اتقوا فراسة المؤمن‪ ،‬فإنه ينظر بنور ال‬
‫ن«‪.‬‬ ‫سِمي َ‬ ‫ت ِلْلُمَتَو ّ‬
‫ليا ٍ‬ ‫ك َ‬ ‫ن ِفي ذِل َ‬ ‫عز و جل في قول ال تعالى‪ِ :‬إ ّ‬
‫و روى محمد بن الحسن الصفار في )بصائر الدرجات(‪ :‬عن العباس بن معروف‪ ،‬عن حماد بن عيسى‪ ،‬عن‬
‫ربعي‪ ،‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( مثله »‪.«1‬‬

‫و رواه أيضا المفيد في )الختصاص( »‪ «2‬بالسند و المتن‪.‬‬

‫‪ -[4] /5906‬و عنه‪ :‬عن أحمد بن إدريس و محمد بن يحيى‪ ،‬عن الحسن بن علي الكوفي‪ ،‬عن عبيس بن هشام‪،‬‬
‫عن عبد ال بن سليمان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سألته عن المام‪ ،‬فوض ال إليه كما فوض إلى‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -5‬تفسير العّياشي ‪.27 /247 :2‬‬
‫‪ -1‬في المصدر‪.1 /169 :1 :‬‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.2 /170 :1‬‬
‫‪ -3‬الكافي ‪.3 /170 :1‬‬
‫‪ -4‬الكافي ‪.3 /364 :1‬‬
‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪.4 /375 :‬‬
‫)‪ (2‬الختصاص‪.307 :‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪379 :‬‬
‫سليمان بن داود؟ فقال‪» :‬نعم‪ ،‬و ذلك أن رجل سأله عن مسألة‪ ،‬فأجابه فيها‪ ،‬و سأله آخر عن تلك المسألة‪ ،‬فأجابه‬
‫بغير جواب الول‪ ،‬ثم سأله آخر عنها‪ ،‬فأجابه بغير جواب الولين‪ ،‬ثم قال‪) :‬هذا عطاؤنا فامنن أو أعط بغير‬
‫حساب( »‪ «1‬و هكذا ]هي[ في قراءة علي )عليه السلم(«‪.‬‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬أصلحك ال‪ ،‬فحين أجابهم بهذا الجواب‪ ،‬يعرفهم المام؟ قال‪» :‬سبحان ال‪ ،‬ألم تسمع ال يقول‪:‬‬
‫ن؟ و هم الئمة‪ ،‬و إنها لبسبيل مقيم ل يخرج منها أبدا‪ -‬ثم قال‪ -‬نعم‪ ،‬إن المام إذا‬ ‫سِمي َ‬‫ت ِلْلُمَتَو ّ‬
‫ليا ٍ‬ ‫ك َ‬
‫ن ِفي ذِل َ‬ ‫ِإ ّ‬
‫أبصر إلى الرجل عرفه و عرف لونه‪ ،‬و إن سمع كلمه من خلف حائط عرفه و عرف ما هو‪ ،‬إن ال تعالى‬
‫يقول‪:‬‬
‫ن »‪ «2‬و هم العلماء‪،‬‬ ‫ت ِلْلعاِلِمي َ‬
‫ليا ٍ‬
‫ك َ‬
‫سَنِتُكْم َو َأْلواِنُكْم ِإنّ ِفي ذِل َ‬
‫ف َأْل ِ‬
‫خِتل ُ‬
‫ض َو ا ْ‬
‫لْر ِ‬
‫ت َو ا َْ‬
‫سماوا ِ‬ ‫ق ال ّ‬ ‫خْل ُ‬
‫ن آياِتِه َ‬
‫َو ِم ْ‬
‫فليس يسمع شيئا من المر ينطق به إل عرفه‪ ،‬ناج أو هالك‪ ،‬فلذلك يجيبهم بالذي يجيبهم«‪.‬‬
‫و روى الصفار هذا الحديث في )بصائر الدرجات(‪ :‬بالسناد عن عبد ال بن سليمان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( في عدة مواضع من الكتاب »‪.«3‬‬

‫‪ -[5] /5907‬محمد بن الحسن الصفار‪ ،‬قال‪ :‬حدثني سندي بن الربيع‪ ،‬عن الحسن بن علي بن فضال‪ ،‬عن علي‬
‫ابن رئاب‪ ،‬عن أبي بكر الحضرمي‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬ليس مخلوق إل و بين عينيه مكتوب‪:‬‬
‫مؤمن أو كافر و ذلك محجوب عنكم‪ ،‬و ليس بمحجوب عن الئمة من آل محمد )صلوات ال عليهم أجمعين(‪ ،‬ثم‬
‫ن »فهم‬
‫سِمي َ‬
‫ت ِلْلُمَتَو ّ‬
‫ليا ٍ‬
‫ك َ‬
‫ن ِفي ذِل َ‬
‫ليس يدخل عليهم أحد إل عرفوه مؤمن هو أو كافر« ثم تل هذه الية‪ِ :‬إ ّ‬
‫المتوسمون«‪.‬‬
‫‪ -[6] /5908‬عن أحمد بن الحسين‪ ،‬عن أحمد بن إبراهيم‪ ،‬و الحسن بن البراء‪ ،‬عن علي بن حسان‪ ،‬عن عبد‬
‫الرحمن بن كثير‪ ،‬قال‪ :‬حججت مع أبي عبد ال )عليه السلم( فلما صرنا في بعض الطريق صعد على جبل‪،‬‬
‫فأشرف ينظر إلى الناس‪ ،‬فقال‪» :‬ما أكثر الضجيج و أقل الحجيج!«‪ .‬فقال له داود الرقي‪ :‬يا بن رسول ال‪ ،‬هل‬
‫يستجيب ال دعاء هذا الجمع الذي أرى؟ قال‪» :‬ويحك‪ -‬يا أبا سليمان‪ -‬إن ال ل يغفر أن يشرك به‪ ،‬إن الجاحد‬
‫لولية علي )عليه السلم( كعابد وثن«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬هل تعرفون محبيكم و مبغضيكم؟ قال‪» :‬ويحك‪ -‬يا أبا سليمان‪ -‬إنه ليس من عبد يولد إل كتب‬
‫بين عينيه‪ :‬مؤمن أو كافر ]و إن الرجل ليدخل إلينا بوليتنا و بالبراءة من أعدائنا‪ ،‬فنرى مكتوبا بين عينيه‪:‬‬
‫ن نعرف عدونا من ولينا«‪.‬‬‫سِمي َ‬
‫ت ِلْلُمَتَو ّ‬
‫ليا ٍ‬
‫ك َ‬
‫ن ِفي ذِل َ‬
‫مؤمن أو كافر قال ال[ عز و جل‪ِ :‬إ ّ‬
‫‪ -[7] /5909‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا تميم بن عبد ال بن تميم القرشي )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبي‪ ،‬قال‪:‬‬
‫حدثني‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -5‬بصائر الدرجات‪.1 /374 :‬‬

‫‪ -6‬بصائر الدرجات‪.15 /378 :‬‬

‫سلم( ‪.1 /200 :2‬‬


‫‪ -7‬عيون أخبار الّرضا )عليه ال ّ‬

‫ب‪.‬‬
‫حسا ٍ‬
‫ك ِبَغْيِر ِ‬
‫س ْ‬
‫ن َأْو َأْم ِ‬
‫عطاُؤنا َفاْمُن ْ‬
‫)‪ (1‬سورة ص ‪ 39 :38‬و هي في المصحف الشريف‪ :‬هذا َ‬

‫)‪ (2‬الروم ‪[.....] .22 :30‬‬

‫)‪ (3‬بصائر الدرجات‪ 1 /381 :‬و ‪.13 /407‬‬

‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪380 :‬‬


‫أحمد بن علي النصاري‪ ،‬عن الحسن بن الجهم‪ ،‬قال‪ :‬حضرت مجلس المأمون يوما و عنده علي بن موسى‬
‫الرضا )عليه السلم( و قد اجتمع الفقهاء‪ ،‬و أهل الكلم من الفرق المختلفة‪ ،‬فسأله بعضهم‪ ،‬فقال له‪ :‬يا ابن رسول‬
‫ال‪ ،‬بأي شيء تصح المامة لمدعيها؟ قال‪» :‬بالنص و الدليل«‪.‬‬
‫قال له‪ :‬فدللة المام فيما هي؟ قال‪» :‬في العلم‪ ،‬و استجابة الدعوة«‪.‬‬
‫قال‪ :‬فما وجه إخباركم بما يكون؟ قال‪» :‬ذلك بعهد معهود إلينا من رسول ال )صلى ال عليه و آله(«‪.‬‬
‫قال‪ :‬فما وجه إخباركم بما في قلوب الناس؟ قال )عليه السلم( له‪» :‬أما بلغك قول رسول ال )صلى ال عليه و‬
‫آله(‪ :‬اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور ال؟«‪ .‬قال‪ :‬بلى‪ .‬قال‪» :‬فما من مؤمن إل و له فراسة‪ ،‬ينظر بنور ال‬
‫على قدر إيمانه‪ ،‬و مبلغ استبصاره و علمه‪ ،‬و قد جمع ال للئمة منا ما فرقه في جميع المؤمنين‪ ،‬و قال ال تعالى‬
‫ن فأول المتوسمين رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬ثم أمير‬ ‫سِمي َ‬‫ت ِلْلُمَتَو ّ‬
‫ليا ٍ‬
‫ك َ‬ ‫ن ِفي ذِل َ‬‫في كتابه العزيز‪ِ :‬إ ّ‬
‫المؤمنين )عليه السلم( من بعده‪ ،‬ثم الحسن و الحسين و الئمة من ولد الحسين )عليهم السلم( إلى يوم القيامة«‪.‬‬
‫‪ -[8] /5910‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو علي أحمد بن يحيى المكتب‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن محمد الوراق‪ ،‬قال‪:‬‬
‫حدثنا بشر بن سعيد بن قيلويه »‪ «1‬المعدل بالرافقة »‪ ،«2‬قال‪ :‬حدثنا عبد الجبار بن كثير التميمي اليماني‪ ،‬قال‪:‬‬
‫سمعت محمد بن حرب الهللي‪ -‬أمير المدينة‪ -‬يقول‪ :‬سألت جعفر بن محمد )عليه السلم( فقلت‪ :‬له‪ :‬يا بن رسول‬
‫ال‪ ،‬في نفسي مسألة أريد أن أسألك عنها‪ .‬فقال‪» :‬إن شئت أخبرتك بمسألتك قبل أن تسألني‪ ،‬و إن شئت فسل«‪.‬‬
‫قال‪ :‬قلت له‪ :‬يا بن رسول ال‪ ،‬و بأي شيء تعرف ما في نفسي قبل سؤالي؟ فقال‪» :‬بالتوسم و التفرس‪ ،‬أما سمعت‬
‫ن‪ ،‬و قول رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬اتقوا فراسة المؤمن‬ ‫سِمي َ‬
‫ت ِلْلُمَتَو ّ‬
‫ليا ٍ‬‫ك َ‬‫ن ِفي ذِل َ‬
‫قول ال عز و جل‪ِ :‬إ ّ‬
‫فإنه ينظر بنور ال؟!«‪.‬‬
‫قال‪ :‬فقلت له‪ :‬يا بن رسول ال‪ ،‬فأخبرني بمسألتي‪ .‬قال‪» :‬أردت أن تسألني عن رسول ال )صلى ال عليه و آله(‬
‫لم لم يطق حمله علي بن أبي طالب )عليه السلم( عند حط الصنام عن سطح الكعبة؟« و ساق الحديث إلى أن‬
‫قال‪ :‬هذا و ال ما أردت أن أسألك يا بن رسول ال‪ .‬و الحديث طويل‪.‬‬
‫‪ -[9] /5911‬ابن الفارسي في )روضة الواعظين(‪ :‬قال الصادق )عليه السلم(‪» :‬إذا قام قائم آل محمد )عليهم‬
‫السلم( حكم بين الناس بحكم داود )عليه السلم(‪ ،‬ل يحتاج إلى بينة‪ ،‬يلهمه ال تعالى فيحكم بعلمه‪ ،‬و يخبر كل‬
‫سِبي ٍ‬
‫ل‬ ‫ن َو ِإّنها َلِب َ‬
‫سِمي َ‬
‫ت ِلْلُمَتَو ّ‬
‫ليا ٍ‬
‫ك َ‬
‫قوم بما استبطنوه‪ ،‬و يعرف وليه من عدوه بالتوسم‪ ،‬قال ال تعالى‪ِ :‬إنّ ِفي ذِل َ‬
‫ُمِقيٍم«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -8‬علل الشرائع‪.1 /173 :‬‬
‫‪ -9‬روضة الواعظين‪.266 :‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر )قلبويه(‪.‬‬
‫)‪ (2‬الرافقة‪ :‬بلد مّتصل البناء بالّرّقة‪ ،‬و هما على ضفة الفرات‪ ،‬و الرافقة أيضا‪ :‬من قرى البحرين‪» .‬معجم‬
‫البلدان ‪.«15 :3‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪381 :‬‬
‫‪ -[10] /5912‬الشيخ‪ ،‬في )أماليه(‪ :‬عن أبي محمد الفحام‪ ،‬بإسناده‪ ،‬قال‪ :‬قال الباقر )عليه السلم(‪» :‬اتقوا فراسة‬
‫ن‪.‬‬
‫سِمي َ‬
‫ت ِلْلُمَتَو ّ‬
‫ليا ٍ‬
‫ك َ‬‫ن ِفي ذِل َ‬
‫المؤمن فإنه ينظر بنور ال« ثم تل هذه الية‪ِ :‬إ ّ‬
‫‪ -[11] /5913‬الشيخ المفيد في كتاب )الختصاص(‪ :‬عن السندي بن الربيع البغدادي‪ ،‬عن الحسن بن علي ابن‬
‫فضال‪ ،‬عن علي بن غراب‪ ،‬عن أبي بكر بن محمد الحضرمي‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪:‬‬
‫»ما من مخلوق إل و بين عينيه مكتوب‪ :‬مؤمن أو كافر‪ ،‬و ذلك محجوب عنكم و ليس بمحجوب عن الئمة من آل‬
‫ن ِفي ذِل َ‬
‫ك‬ ‫محمد )صلوات ال عليهم(‪ ،‬ثم ليس يدخل عليهم أحد إل عرفوه‪ ،‬مؤمنا أو كافرا« ثم تل هذه الية‪ِ :‬إ ّ‬
‫ن »فهم المتوسمون«‪.‬‬ ‫سِمي َ‬
‫ت ِلْلُمَتَو ّ‬
‫ليا ٍ‬
‫َ‬
‫‪ -[12] /5914‬و عنه‪ :‬عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب و إبراهيم بن هاشم‪ ،‬عن عمرو بن عثمان الخزاز‪،‬‬
‫عن إبراهيم بن أيوب‪ ،‬عن عمرو بن شمر‪ ،‬عن جابر بن يزيد‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬بينا أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم( في مسجد الكوفة إذ جاءت امرأة مستعدية على زوجها فقضى لزوجها عليها فغضبت‪ ،‬و‬
‫قالت‪:‬‬
‫ل و ال ما الحق فيما قضيت‪ ،‬و ما تقضي بالسوية‪ ،‬و ل تعدل في الرعية‪ ،‬و ل قضيتك عند ال بالمرضية‪ -‬قال‪-‬‬
‫»فنظر إليها مليا‪ ،‬ثم قال‪ :‬كذبت يا جرية‪ ،‬يا بذية‪ ،‬يا سلفع »‪ ،«1‬يا سلقلقية »‪ ،«2‬يا التي ل تحمل من حيث تحمل‬
‫النساء«‪.‬‬
‫قال‪» :‬فولت المرأة هاربة مولولة و تقول‪ :‬ويلي ويلي ويلي‪ ،‬لقد هتكت‪ -‬يا بن أبي طالب‪ -‬سترا كان مستورا‪ -‬قال‪-‬‬
‫فلحقها عمرو بن حريث‪ ،‬فقال‪ :‬يا أمة ال‪ ،‬لقد استقبلت عليا بكلم سررتني به‪ ،‬ثم إنه نزع لك بكلم فوليت عنه‬
‫هاربة تولولين؟ فقالت‪ :‬إن عليا‪ -‬و ال‪ -‬أخبرني بالحق و بما أكتمه من زوجي منذ و لي عصمتي و من أبوي‪.‬‬
‫فعاد عمرو إلى أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ ،‬فأخبره بما قالت له المرأة‪ ،‬و قال له فيما يقول‪ :‬ما أعرفك بالكهانة!‬
‫فقال له علي )عليه السلم(‪ :‬ويلك‪ ،‬إنها ليست بالكهانة مني‪ ،‬و لكن ال خلق الرواح قبل البدان بألفي عام‪ ،‬فلما‬
‫ركب الرواح في أبدانها كتب بين أعينهم‪ :‬كافر و مؤمن و ما هو مبتلين به‪ ،‬و ما هم عليه من سيء عملهم و‬
‫سِمي َ‬
‫ن‬ ‫ت ِلْلُمَتَو ّ‬
‫ليا ٍ‬ ‫ك َ‬
‫ن ِفي ذِل َ‬
‫حسنه في قدر اذن الفأرة‪ ،‬ثم أنزل بذلك قرآنا على نبيه )صلى ال عليه و آله( فقال‪ِ :‬إ ّ‬
‫فكان رسول ال )صلى ال عليه و آله( المتوسم‪ ،‬ثم أنا من بعده‪ ،‬و الئمة من ذريتي هم المتوسمون‪ ،‬فلما تأملتها‬
‫عرفت ما فيها و ما هي عليه بسيماها«‪.‬‬
‫و روى هذا الحديث‪ ،‬الصفار في )بصائر الدرجات( »‪.«3‬‬

‫__________________________________________________‬
‫‪ -10‬المالي ‪.300 :1‬‬
‫‪ -11‬الختصال‪.302 :‬‬
‫‪ -12‬الختصاص‪ ،302 :‬شواهد التنزيل ‪.447 /323 :1‬‬
‫سليطة‪» .‬الصحاح‪ -‬سلفع‪.«1231 :3 -‬‬ ‫سلفع‪ :‬الجريئة ال ّ‬ ‫)‪ (1‬ال ّ‬
‫سلقلقّية‪ :‬المرأة التي تحيض من دبرها‪» .‬لسان العرب‪ -‬سلق‪.«163 :10 -‬‬ ‫)‪ (2‬ال ّ‬
‫)‪ (3‬بصائر الدرجات‪.2 /374 :‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪382 :‬‬
‫‪ -[13] /5915‬الحسن بن موسى الخشاب‪ ،‬عن علي بن حسان و أحمد بن الحسين‪ ،‬عن أحمد بن إبراهيم‪ ،‬و‬
‫الحسن بن البراء‪ ،‬عن علي بن حسان‪ ،‬عن عبد الرحمن بن كثير‪ ،‬قال‪ :‬حججت مع أبي عبد ال )عليه السلم( فأنا‬
‫معه في بعض الطريق إذ صعد على جبل فنظر إلى الناس‪ ،‬فقال‪» :‬ما أكثر الضجيج‪ ،‬و أقل الحجيج!« فقال له‬
‫داود بن كثير الرقي‪ :‬يا بن رسول ال‪ ،‬هل يستجيب ال دعاء الجمع الذي أرى؟ فقال‪» :‬ويحك‪ -‬يا أبا سليمان‪ -‬إن‬
‫ال ل يغفر أن يشرك به‪ ،‬إن الجاحد لولية علي )عليه السلم( كعابد وثن«‪.‬‬
‫فقلت له‪ :‬جعلت فداك هل تعرفون محبيكم من مبغضيكم؟ فقال‪» :‬ويحك‪ -‬يا أبا سليمان‪ -‬إنه ليس من عبد يولد إل‬
‫كتب بين عينيه‪ :‬مؤمن أو كافر و إن الرجل ليدخل إلينا يتولنا و يتبرأ من عدونا فنرى مكتوبا بين عينيه‪:‬‬
‫ن فنحن نعرف عدونا من ولينا«‪.‬‬ ‫سِمي َ‬
‫ت ِلْلُمَتَو ّ‬
‫ليا ٍ‬
‫ك َ‬
‫ن ِفي ذِل َ‬
‫مؤمن‪ ،‬قال ال عز و جل‪ِ :‬إ ّ‬
‫‪ -[14] /5916‬يعقوب بن يزيد‪ ،‬عن محمد بن أبي عمير‪ ،‬عن أسباط بن سالم بياع الزطي‪ ،‬قال‪ :‬كنت عند أبي‬
‫ن َو ِإّنها‬
‫سِمي َ‬
‫ت ِلْلُمَتَو ّ‬
‫ليا ٍ‬
‫ك َ‬
‫ن ِفي ذِل َ‬
‫عبد ال )عليه السلم( فسأله رجل من أهل هيت »‪ «1‬عن قول ال عز و جل‪ِ :‬إ ّ‬
‫ل ُمِقيٍم‪.‬‬‫سِبي ٍ‬
‫َلِب َ‬
‫فقال‪» :‬نحن المتوسمون‪ ،‬و السبيل فينا مقيم«‪.‬‬
‫‪ -[15] /5917‬الحسن بن علي بن المغيرة‪ ،‬عن عبيس بن هشام‪ ،‬عن عبد الصمد بن بشير‪ ،‬عن عبد ال بن‬
‫سليمان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سألته عن المام‪ ،‬أفوض ال إليه كما فوض إلى سليمان؟ فقال‪» :‬نعم‪،‬‬
‫و ذلك أن رجل سأله عن مسألة فأجابه فيها و سأله آخر عن تلك المسألة فأجابه بغير جواب الول‪ ،‬ثم سأله آخر‬
‫عنها فأجابه بغير جواب الولين‪ ،‬ثم قال‪» :‬هذا عطاؤنا فأمسك أو أعط بغير حساب« »‪ ،«2‬و هكذا هي في قراءة‬
‫علي )عليه السلم(«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬أصلحك ال‪ ،‬حين أجابهم بهذا الجواب يعرفهم المام؟ فقال‪» :‬سبحان ال‪ ،‬أما تسمع ال يقول في كتابه‪ِ :‬إ ّ‬
‫ن‬
‫ل ُمِقيٍم ل تخرج منهم أبدا‪ -‬ثم قال لي‪ -‬نعم‪ ،‬إن المام إذا نظر‬ ‫سِبي ٍ‬
‫ن و هم الئمة َو ِإّنها َلِب َ‬ ‫سِمي َ‬
‫ت ِلْلُمَتَو ّ‬
‫ليا ٍ‬ ‫ك َ‬
‫ِفي ذِل َ‬
‫إلى الرجل عرفه و عرف ما هو عليه و عرف لونه‪ ،‬و إن سمع كلمه من وراء حائط عرفه و عرف ما هو‪ ،‬إن‬
‫ن »‪ «3‬فهم‬ ‫ت ِلْلعاِلِمي َ‬
‫ليا ٍ‬
‫ك َ‬‫ن ِفي ذِل َ‬ ‫سَنِتُكْم َو َأْلواِنُكْم ِإ ّ‬
‫ف َأْل ِ‬
‫خِتل ُ‬
‫ض َو ا ْ‬‫لْر ِ‬ ‫ت َو ا َْ‬
‫سماوا ِ‬‫ق ال ّ‬
‫خْل ُ‬
‫ن آياِتِه َ‬ ‫ال يقول‪َ :‬و ِم ْ‬
‫العلماء‪ ،‬و ليس يسمع شيئا من اللسن تنطق إل عرفه ناج أو هالك‪ ،‬فلذلك يجيبهم بالذي يجيبهم به«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -13‬الختصاص‪.303 :‬‬
‫‪ -14‬الختصاص‪.303 :‬‬
‫‪ -15‬الختصاص‪[.....] .306 :‬‬
‫)‪ (1‬هيت‪ :‬بلدة على الفرات فوق النبار‪ ،‬و هيت أيضا‪ :‬من قرى حوران من أعمال دمشق‪» .‬معجم البلدان ‪:5‬‬
‫‪.«421‬‬
‫ب‪.‬‬
‫حسا ٍ‬ ‫ك ِبَغْيِر ِ‬
‫س ْ‬
‫ن َأْو َأْم ِ‬
‫عطاُؤنا َفاْمُن ْ‬ ‫)‪ (2‬سورة ص ‪ 39 :38‬و هي في المصحف الشريف‪ :‬هذا َ‬
‫)‪ (3‬الروم ‪.22 :30‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪383 :‬‬

‫ليا ٍ‬
‫ت‬ ‫ك َ‬‫ن ِفي ذِل َ‬
‫‪ -[16] /5918‬العياشي‪ :‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قول ال‪ِ :‬إ ّ‬
‫ن‪ ،‬قال‪» :‬هم الئمة‪ .‬قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور ال‪،‬‬ ‫سِمي َ‬‫ِلْلُمَتَو ّ‬
‫ن«‪.‬‬‫سِمي َ‬
‫ت ِلْلُمَتَو ّ‬‫ليا ٍ‬
‫ك َ‬ ‫ن ِفي ذِل َ‬ ‫لقوله‪ِ :‬إ ّ‬
‫ن ِفي‬
‫‪ -[17] /5919‬عن أسباط بن سالم قال‪ :‬سأل رجل من أهل هيت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول ال‪ِ :‬إ ّ‬
‫ل ُمِقيٍم‪ ،‬قال‪» :‬نحن المتوسمون و السبيل فينا مقيم«‪.‬‬ ‫سِبي ٍ‬
‫ن َو ِإّنها َلِب َ‬
‫سِمي َ‬
‫ت ِلْلُمَتَو ّ‬
‫ليا ٍ‬ ‫ك َ‬ ‫ذِل َ‬
‫ن‪ ،‬قال‪» :‬هم آل محمد الوصياء‬ ‫سِمي َ‬
‫ت ِلْلُمَتَو ّ‬
‫ليا ٍ‬
‫‪ -[18] /5920‬عن عبد الرحمن بن سالم الشل‪ ،‬رفعه في قوله‪َ :‬‬
‫)عليهم السلم(«‪.‬‬
‫‪ -[19] /5921‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪» :‬إن في المام آية للمتوسمين‪ ،‬و هو السبيل‬
‫المقيم‪ ،‬ينظر بنور ال و ينطق عن ال‪ ،‬ل يعزب عنه شيء مما أراد«‪.‬‬
‫‪ -[20] /5922‬عن جابر بن يزيد الجعفي‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو جعفر )عليه السلم(‪» :‬بينما أمير المؤمنين )عليه السلم(‬
‫جالس في مسجد الكوفة قد احتبى »‪ «1‬بسيفه‪ ،‬و القى برنسه »‪ «2‬وراء ظهره إذ أتته امرأة مستعدية على‬
‫زوجها‪ ،‬فقضى للزوج على المرأة‪ ،‬فغضبت‪ ،‬فقالت‪ :‬ل و ال ما هو كما قضيت‪ ،‬ل و ال ما تقضي بالسوية‪ ،‬و ل‬
‫تعدل في الرعية‪ ،‬و ل قضيتك عند ال بالمرضية‪ -‬قال‪ -‬فنظر إليها أمير المؤمنين )عليه السلم( فتأملها‪ ،‬ثم قال‬
‫لها‪ :‬كذبت يا جرية‪ ،‬يا بذية‪ ،‬يا سلسع‪ ،‬يا سلفع يا التي تحيض من حيث ل تحيض النساء«‪.‬‬
‫قال‪» :‬فولت هاربة‪ ،‬و هي تولول و تقول‪ :‬يا ويلي يا ويلي يا ويلي ثلثا‪ -‬قال‪ -‬فلحقها عمرو بن حريث‪ ،‬فقال لها‪:‬‬
‫يا أمة ال‪ ،‬أسألك؟ فقالت‪ :‬ما للرجال و النساء في الطرقات؟ فقال‪ :‬إنك استقبلت أمير المؤمنين عليا بكلم سررتني‬
‫به‪ ،‬ثم قرعك »‪ «3‬أمير المؤمنين بكلمة فوليت مولولة؟ فقالت‪ :‬إن ابن أبي طالب‪ -‬و ال‪ -‬استقبلني فأخبرني بما‬
‫هو في‪ ،‬و بما كتمته من بعلي منذ و لي عصمتي‪ ،‬ل و ال ما رأيت طمثا قط من حيث تراه النساء‪ -‬قال‪ -‬فرجع‬
‫عمرو بن حريث إلى أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ ،‬فقال له‪ :‬و ال يا أمير المؤمنين‪ ،‬ما نعرفك بالكهانة؟ فقال له‪:‬‬
‫و ما ذلك يا بن حريث؟ فقال له‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬إن هذه المرأة ذكرت أنك أخبرتها بما هو فيها‪ ،‬و أنها لم تر‬
‫طمثا قط من حيث تراه النساء‪ .‬فقال له‪ :‬ويلك‪ -‬يا بن حريث‪ -‬إن ال تبارك و تعالى خلق الرواح قبل البدان بألفي‬
‫عام‪ ،‬و ركب‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -16‬تفسير العّياشي ‪.28 /247 :2‬‬
‫‪ -17‬تفسير العّياشي ‪.29 /247 :2‬‬
‫‪ -18‬تفسير العّياشي ‪.30 /247 :2‬‬
‫‪ -19‬تفسير العّياشي ‪.31 /248 :2‬‬
‫‪ -20‬تفسير العّياشي ‪.32 /248 :2‬‬
‫)‪ (1‬الحيباء‪ :‬ضّم الساقين إلى البطن بالثوب أو اليدين‪» .‬مجمع البحرين‪ -‬حبا‪.«94 :1 -‬‬
‫ساك يلبسونها في صدر السلم‪» .‬الصحاح‪ -‬برنس‪.«908 :3 -‬‬ ‫)‪ (2‬البرنس‪ :‬قلنسوة طويلة‪ ،‬و كان الن ّ‬
‫)‪ (3‬في »ط«‪ :‬فزعك‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪384 :‬‬
‫الرواح في البدان‪ ،‬فكتب بين أعينها‪ :‬كافر و مؤمن‪ .‬و ما هي مبتله به إلى يوم القيامة‪ ،‬ثم أنزل بذلك قرآنا على‬
‫ن و كان رسول ال )صلى ال عليه و آله(‬ ‫سِمي َ‬
‫ت ِلْلُمَتَو ّ‬
‫ليا ٍ‬
‫ك َ‬‫ن ِفي ذِل َ‬ ‫محمد )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬فقال‪ِ :‬إ ّ‬
‫المتوسم‪ ،‬ثم أنا من بعده‪ ،‬ثم الوصياء من ذريتي من بعدي‪ ،‬إني لما رأيتها تأملتها‪ ،‬فأخبرتها بما هو فيها‪ ،‬و لم‬
‫أكذب«‪.‬‬
‫‪ -[21] /5923‬شرف الدين النجفي‪ ،‬قال‪ :‬روى الفضل بن شاذان )رحمه ال( بإسناده عن رجاله‪ ،‬عن عمار بن‬
‫أبي مطروف‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪» :‬ما من أحد إل و مكتوب بين عينيه‪ :‬مؤمن أو‬
‫كافر‪.‬‬
‫ن ثم‬ ‫سِمي َ‬‫ت ِلْلُمَتَو ّ‬
‫ليا ٍ‬ ‫ك َ‬ ‫ن ِفي ذِل َ‬ ‫محجوبة »‪ «1‬عن الخلئق إل الئمة و الوصياء‪ ،‬فليس بمحجوب عنهم« ثم تل ِإ ّ‬
‫قال‪» :‬نحن المتوسمون‪ ،‬و ليس‪ -‬و ال‪ -‬أحد يدخل علينا إل عرفناه بتلك السمة«‪.‬‬
‫‪ -[22] /5924‬علي بن إبراهيم‪ ،‬في معنى الية قال‪ :‬قال‪» :‬نحن المتوسمون‪ ،‬و السبيل فينا مقيم‪ ،‬و السبيل‪:‬‬
‫طريق الجنة«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫لْيَكِة‬
‫ب ا َْ‬
‫صحا ُ‬ ‫ن َأ ْ‬ ‫ن كا َ‬ ‫ن ]‪ -[1] /5925 [78‬علي بن إبراهيم‪ :‬في قوله تعالى‪َ :‬و ِإ ْ‬ ‫لْيَكِة َلظاِلِمي َ‬ ‫ب ا َْ‬‫صحا ُ‬ ‫ن َأ ْ‬ ‫ن كا َ‬ ‫َو ِإ ْ‬
‫ن‪.‬‬
‫يعني‪ :‬أصحاب الغيضة »‪ ،«2‬و هم قوم شعيب َلظاِلِمي َ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪ -[2] /5926 [80‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬كان لقريتهم ماء‪ ،‬و هي الحجر‬ ‫سِلي َ‬
‫جِر اْلُمْر َ‬ ‫حْ‬ ‫ب اْل ِ‬‫صحا ُ‬ ‫ب َأ ْ‬ ‫َو َلَقْد َكّذ َ‬
‫التي ذكرها ال في كتابه في قوله تعالى‪:‬‬
‫ن‪.‬‬
‫سِلي َ‬
‫جِر اْلُمْر َ‬ ‫حْ‬ ‫ب اْل ِ‬‫صحا ُ‬ ‫ب َأ ْ‬ ‫َو َلَقْد َكّذ َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -21‬تأويل اليات ‪.10 /251 :1‬‬
‫‪ -22‬تفسير القّمي ‪.377 :1‬‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪[.....] .377 :1‬‬
‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.331 :1‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬محجوب‪.‬‬
‫)‪ (2‬الغيضة‪ :‬الجمة‪ ،‬و هي مغيض ماء يجتمع فينبت فيه الشجر‪» .‬الصحاح‪ -‬غيض‪.«1097 :3 -‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪385 :‬‬
‫و قد تقدمت قصة قوم صالح في سورة هود »‪.«1‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ل ]‪[85‬‬ ‫جِمي َ‬ ‫ح اْل َ‬
‫صْف َ‬‫ح ال ّ‬ ‫صَف ِ‬
‫َفا ْ‬
‫‪ -[1] /5927‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد‬
‫الهمداني‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن الحسن بن فضال‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬قال الرضا )عليه السلم( في قول ال عز و جل‬
‫ل‪ ،‬قال‪» :‬العفو من غير عتاب«‪.‬‬ ‫جِمي َ‬ ‫ح اْل َ‬
‫صْف َ‬‫ح ال ّ‬ ‫صَف ِ‬
‫َفا ْ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ظيَم ]‪[87‬‬ ‫ن اْلَع ِ‬
‫ن اْلَمثاِني َو اْلُقْرآ َ‬ ‫سْبعًا ِم َ‬‫ك َ‬ ‫َو َلَقْد آَتْينا َ‬
‫‪ -[2] /5928‬الشيخ في )التهذيب(‪ :‬بإسناده عن محمد بن علي بن محبوب‪ ،‬عن العباس‪ ،‬عن محمد بن أبي عمير‪،‬‬
‫عن أبي أيوب‪ ،‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن السبع المثاني و القرآن العظيم‪ ،‬هي‬
‫فاتحة الكتاب؟ قال‪» :‬نعم«‪.‬‬
‫حيِم من السبع؟ قال‪» :‬نعم‪ ،‬هي أفضلهن«‪.‬‬ ‫ن الّر ِ‬ ‫حم ِ‬ ‫ل الّر ْ‬ ‫سِم ا ِّ‬‫قلت‪ِ :‬ب ْ‬
‫‪ -[3] /5929‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن القاسم المفسر المعروف بأبي الحسن الجرجاني )رضي ال عنه(‪،‬‬
‫قال حدثني يوسف بن محمد بن زياد‪ ،‬و علي بن محمد بن سيار‪ ،‬عن أبيهما‪ ،‬عن الحسن بن علي‪ ،‬عن أبيه علي‬
‫بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬محمد بن علي‪ ،‬عن أبيه الرضا علي بن موسى‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن أمير المؤمنين‬
‫حم ِ‬
‫ن‬ ‫ل الّر ْ‬ ‫سِم ا ِّ‬
‫حيِم آية من فاتحة الكتاب‪ ،‬و هي سبع آيات تمامها ِب ْ‬ ‫ن الّر ِ‬ ‫حم ِ‬‫ل الّر ْ‬ ‫سِم ا ِّ‬‫)عليهم السلم( أنه قال‪ِ :‬ب ْ‬
‫سْبعًا ِم َ‬
‫ن‬ ‫ك َ‬‫حيِم سمعت رسول ال )صلى ال عليه و آله( يقول‪ :‬إن ال تعالى قال لي‪ :‬يا محمد َو َلَقْد آَتْينا َ‬ ‫الّر ِ‬
‫ظيَم فأفرد المتنان علي بفاتحة الكتاب‪ ،‬و جعلها بإزاء القرآن العظيم«‪.‬‬ ‫ن اْلَع ِ‬‫اْلَمثاِني َو اْلُقْرآ َ‬
‫‪ -[4] /5930‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا أحمد بن إدريس‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أحمد بن محمد‪ ،‬عن محمد بن‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬معاني الخبار‪.1 /373 :‬‬
‫‪ -2‬التهذيب ‪.1157 /289 :2‬‬

‫سلم( ‪.60 /301 :1‬‬


‫‪ -3‬عيون أخبار الّرضا )عليه ال ّ‬

‫‪ -4‬تفسير القّمي ‪.377 :1‬‬

‫)‪ (1‬تقّدمت في الحديثين )‪ 3‬و ‪ (4‬من تفسير الية )‪ (61‬من سورة هود‪.‬‬

‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪386 :‬‬


‫سنان‪ ،‬عن سورة بن كليب‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬نحن المثاني التي أعطاها ال تعالى نبينا‪ ،‬و نحن‬
‫وجه ال تعالى‪ ،‬نتقلب في الرض بين أظهركم‪ ،‬من عرفنا فأمامه اليقين‪ ،‬و من جهلنا فأمامه السعير«‪.‬‬
‫‪ -[4] /5931‬العياشي‪ :‬عن سورة بن كليب‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول‪» :‬نحن المثاني التي اعطي‬
‫نبينا )صلى ال عليه و آله(«‪.‬‬
‫سْبعًا ِم َ‬
‫ن‬ ‫‪ -[5] /5932‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أحدهما )عليهما السلم( قال‪ :‬سألته‪ ،‬عن قوله تعالى‪َ :‬و َلَقْد آَتْيناكَ َ‬
‫اْلَمثاِني‪.‬‬
‫قال‪» :‬فاتحة الكتاب يثنى فيها القول«‪.‬‬
‫‪ -[6] /5933‬عن أبي بكر الحضرمي‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال‪» :‬إذا كانت لك حاجة فاقرأ‬
‫المثاني و سورة اخرى‪ ،‬و صل ركعتين و ادع ال«‪.‬‬
‫ن »‪.««1‬‬ ‫ب اْلعاَلِمي َ‬‫ل َر ّ‬ ‫حْمُد ِّ‬ ‫حيِم اْل َ‬‫ن الّر ِ‬‫حم ِ‬ ‫ل الّر ْ‬ ‫سِم ا ِّ‬ ‫قلت‪ :‬أصلحك ال‪ ،‬و ما المثاني؟ قال‪» :‬فاتحة الكتاب‪ِ :‬ب ْ‬
‫‪ -[7] /5934‬عن سورة بن كليب‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪» :‬نحن المثاني التي اعطي‬
‫نبينا‪ ،‬و نحن وجه ال تعالى في الرض نتقلب بين أظهركم‪ ،‬من عرفنا فأمامه اليقين‪ ،‬و من أنكرنا فأمامه‬
‫السعير«‪.‬‬
‫‪ -[8] /5935‬عن يونس بن عبد الرحمن‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬رفعه‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول ال‪:‬‬
‫ظيَم‪ ،‬قال‪» :‬إن ظاهرها الحمد‪ ،‬و باطنها ولد الولد‪ ،‬و السابع منها القائم‬ ‫ن اْلَع ِ‬‫ن اْلَمثاِني َو اْلُقْرآ َ‬
‫سْبعًا ِم َ‬‫ك َ‬ ‫َو َلَقْد آَتْينا َ‬
‫)عليه السلم(«‪.‬‬
‫ن اْلَمثاِني َو‬‫سْبعًا ِم َ‬‫ك َ‬‫‪ -[9] /5936‬قال حسان العامري‪ :‬سألت أبا جعفر )عليه السلم( عن قول ال‪َ :‬و َلَقْد آَتْينا َ‬
‫ظيَم ولد‬ ‫ن اْلَع ِ‬
‫ن اْلَمثاِني نحن هم َو اْلُقْرآ َ‬ ‫سْبعًا ِم َ‬‫ك َ‬ ‫ظيَم‪ ،‬قال‪» :‬ليس هكذا تنزيلها »‪ ،«2‬إنما هي َو َلَقْد آَتْينا َ‬ ‫ن اْلَع ِ‬
‫اْلُقْرآ َ‬
‫الولد«‪.‬‬
‫ن اْلَمثاِني َو‬ ‫سْبعًا ِم َ‬‫ك َ‬ ‫‪ -[10] /5937‬عن القاسم بن عروة‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬في قول ال‪َ :‬و َلَقْد آَتْينا َ‬
‫ظيَم‪ ،‬قال‪» :‬سبعة أئمة و القائم«‪.‬‬ ‫ن اْلَع ِ‬
‫اْلُقْرآ َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -4‬تفسير العّياشي ‪.33 /249 :2‬‬
‫‪ -5‬تفسير العّياشي ‪.34 /249 :2‬‬
‫‪ --6‬تفسير العّياشي ‪.25 /249 :2‬‬
‫‪ -7‬تفسير العّياشي ‪.36 /249 :2‬‬
‫‪ -8‬تفسير العّياشي ‪.37 /250 :2‬‬
‫‪ -9‬تفسير العّياشي ‪[.....] .38 /250 :2‬‬
‫‪ -10‬تفسير العّياشي ‪.39 /250 :2‬‬
‫)‪ (1‬الفاتحة ‪ 1 :1‬و ‪.2‬‬
‫)‪ (2‬أي ليس معناها ظننت‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪387 :‬‬
‫ن اْلَمثاِني فاتحة الكتاب«‪.‬‬ ‫سْبعًا ِم َ‬
‫‪ -[11] /5938‬عن السدي‪ ،‬عمن سمع عليا )عليه السلم( يقول‪َ » :‬‬
‫ظيَم‪،‬‬
‫ن اْلَع ِ‬
‫ن اْلَمثاِني َو اْلُقْرآ َ‬ ‫سْبعًا ِم َ‬ ‫ك َ‬ ‫‪ -[12] /5939‬عن سماعة‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو الحسن )عليه السلم(‪َ :‬و َلَقْد آَتْينا َ‬
‫قال‪» :‬لم يعط النبياء إل محمد‪ ،‬و هم السبعة الئمة الذين يدور عليهم الفلك‪ ،‬و القرآن العظيم‪:‬‬
‫محمد )صلى ال عليه و آله(«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪[88‬‬ ‫ك ِلْلُمْؤِمِني َ‬ ‫حَ‬ ‫جنا َ‬ ‫ض َ‬‫خِف ْ‬ ‫عَلْيِهْم َو ا ْ‬‫ن َ‬ ‫حَز ْ‬
‫ك ِإلى ما َمّتْعنا ِبِه َأْزواجًا ِمْنُهْم َو ل َت ْ‬ ‫عْيَنْي َ‬
‫ن َ‬‫ل َتُمّد ّ‬
‫‪ -[1] /5940‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا أحمد بن إدريس‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن محمد‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن‬
‫ك ِإلى ما َمّتْعنا ِبِه َأْزواجًا‬ ‫عْيَنْي َ‬‫ن َ‬ ‫المفضل بن عمر‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬لما نزلت هذه الية ل َتُمّد ّ‬
‫ن قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬من لم يتعز بعزاء ال‬ ‫ك ِلْلُمْؤِمِني َ‬
‫حَ‬ ‫جنا َ‬‫ض َ‬ ‫خِف ْ‬ ‫عَلْيِهْم َو ا ْ‬ ‫ن َ‬ ‫حَز ْ‬ ‫ِمْنُهْم َو ل َت ْ‬
‫تقطعت نفسه على الدنيا حسرات‪ ،‬و من رمى ببصره إلى ما في يدي غيره كثر همه‪ ،‬و لم يشف غيظه‪ ،‬و من لم‬
‫يعلم أن ل عليه نعمة‪ ،‬ل في مطعم و ل في مشرب و ل في ملبس »‪ ،«1‬فقد قصر عمله و دنا عذابه‪ ،‬و من‬
‫أصبح على الدنيا حزينا أصبح على ال ساخطا‪ ،‬و من شكا مصيبة نزلت به فإنما يشكو ربه‪ ،‬و من دخل النار من‬
‫هذه المة ممن قرأ القرآن فهو ممن يتخذ آيات ال هزوا‪ ،‬و من أتى ذا ميسرة فتخشع له طلبا لما في يديه ذهب ثلثا‬
‫دينه‪ .‬ثم قال‪ :‬و ل تعجل‪ ،‬و ليس يكون الرجل ينال »‪ «2‬من الرجل الرفق فيبجله و يوقره‪ ،‬فقد يجب ذلك له عليه‪،‬‬
‫و لكن تراه أنه يريد بتخشعه ما عند ال‪ ،‬و يريد أن يحيله »‪ «3‬عما في يديه«‪.‬‬
‫عْيَنْي َ‬
‫ك‬ ‫ن َ‬‫‪ -[2] /5941‬العياشي‪ :‬عن حماد‪ ،‬عن بعض أصحابه عن أحدهما )عليهما السلم(‪ ،‬في قول ال‪ :‬ل َتُمّد ّ‬
‫ِإلى ما َمّتْعنا ِبِه َأْزواجًا ِمْنُهْم‪.‬‬
‫قال‪» :‬إن رسول ال )صلى ال عليه و آله( نزل به ضيقة‪] ،‬فاستسلف من يهودي[ فقال اليهودي‪ :‬و ال ما لمحمد‬
‫ثاغية‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -11‬تفسير العّياشي ‪.40 /251 :2‬‬
‫‪ -12‬تفسير العّياشي ‪.41 /251 :2‬‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.381 :1‬‬
‫‪ -2‬تفسير العّياشي ‪.42 /251 :2‬‬
‫ل في مطعم أو ملبس‪.‬‬ ‫)‪ (1‬في البحار ‪ .89 :73‬إ ّ‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬و »ط«‪ :‬يسأل‪.‬‬
‫)‪ (3‬في »ط« نسخة بدل‪ :‬يخليه‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪388 :‬‬
‫و ل راغية »‪ ،«1‬فعلم أسلفه؟ فقال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬إني لمين ال في سمائه و أرضه‪ ،‬و لو‬
‫ك ِإلى ما‬ ‫عْيَنْي َ‬‫ن َ‬ ‫ائتمنني على شيء لديته إليه‪ -‬قال‪ -‬فبعث بدرقة »‪ «2‬له‪ ،‬فرهنها عنده‪ ،‬فنزلت عليه َو ل َتُمّد ّ‬
‫حياِة الّدْنيا »‪.««3‬‬ ‫َمّتْعنا ِبِه َأْزواجًا ِمْنُهْم َزْهَرَة اْل َ‬
‫‪ -[3] /5942‬الحسين بن سعيد في كتاب )الزهد(‪ :‬عن النضر‪ ،‬عن درست‪ ،‬عن إسحاق بن عمار‪ ،‬عن ميسر‪،‬‬
‫ك ِإلى ما َمّتْعنا ِبِه َأْزواجًا ِمْنُهْم َزْهَرَة‬ ‫عْيَنْي َ‬
‫ن َ‬ ‫عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬لما نزلت هذه الية‪َ :‬و ل َتُمّد ّ‬
‫حياِة الّدْنيا »‪ «4‬استوى رسول ال )صلى ال عليه و آله( جالسا‪ ،‬ثم قال‪ :‬من لم يتعز بعزاء ال تقطعت نفسه‬ ‫اْل َ‬
‫حسرات على الدنيا‪ ،‬و من أتبع بصره ما في أيدي الناس طال همه و لم يشف غيظه‪ ،‬و من لم يعرف ل عليه‬
‫نعمة‪ ،‬إل في مطعم أو مشرب‪ ،‬فقد قصر عمله و دنا عذابه«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪ -[4] /5943 [93 -91‬علي بن إبراهيم‪ ،‬في‬ ‫عّما كاُنوا َيْعَمُلو َ‬ ‫ن‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬‬ ‫ضي َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫جَعُلوا اْلُقْرآ َ‬
‫ن َ‬‫اّلِذي َ‬
‫جَمِعي َ‬
‫ن‬ ‫سَئَلّنُهْم َأ ْ‬
‫ن قال‪ :‬قسموا القرآن و لم يؤلفوه على ما أنزل ال‪ ،‬فقال‪َ :‬لَن ْ‬ ‫ضي َ‬‫ع ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫جَعُلوا اْلُقْرآ َ‬ ‫ن َ‬ ‫قوله تعالى‪ :‬اّلِذي َ‬
‫ن‪.‬‬
‫عّما كاُنوا َيْعَمُلو َ‬ ‫َ‬
‫ن قال‪ :‬هم قريش«‪.‬‬ ‫ضي َ‬‫ع ِ‬‫ن ِ‬‫جَعُلوا اْلُقْرآ َ‬
‫ن َ‬ ‫‪ -[5] /5944‬العياشي‪ :‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أحدهما‪ ،‬قال في اّلِذي َ‬
‫‪ -[6] /5945‬عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر و أبي عبد ال )عليهما السلم(‪ ،‬عن قوله‬
‫ن‪ .‬قال‪» :‬هم قريش«‪.‬‬ ‫ضي َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫جَعُلوا اْلُقْرآ َ‬
‫ن َ‬‫اّلِذي َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -3‬كتاب الزهد‪.125 /46 :‬‬
‫‪ -4‬تفسير القّمي ‪.377 :1‬‬
‫‪ -5‬تفسير العّياشي ‪.43 /251 :2‬‬
‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪[.....] .44 /252 :2‬‬
‫)‪ (1‬الثاغية‪ :‬الشاة‪» .‬الصحاح‪ -‬ثغا‪ ،«2293 :6 -‬و الراغية‪ :‬الناقة‪» .‬الصحاح‪ -‬رغا‪.«2360 :4 -‬‬
‫)‪ (2‬الدرقة‪ :‬ترس من المجلد‪» .‬لسان العرب‪ -‬درق‪.«95 :10 -‬‬
‫)‪ (3‬طه ‪.131 :20‬‬
‫)‪ (4‬طه ‪.131 :20‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪389 :‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪[95 -94‬‬ ‫سَتْهِزِئي َ‬
‫ك اْلُم ْ‬
‫ن ِإّنا َكَفْينا َ‬
‫شِرِكي َ‬‫ن اْلُم ْ‬‫عِ‬‫ض َ‬ ‫عِر ْ‬ ‫ع ِبما ُتْؤَمُر َو َأ ْ‬ ‫صَد ْ‬
‫َفا ْ‬
‫‪ -[1] /5946‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن الحسن‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سعد بن عبد ال‪ ،‬و محمد بن الحسن الصفار‬
‫جميعا‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب و محمد بن عيسى بن عبيد‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا صفوان بن يحيى‪،‬‬
‫عن عبد ال بن مسكان‪ ،‬عن محمد بن علي الحلبي‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬اكتتم رسول ال )صلى‬
‫ال عليه و آله( بمكة مختفيا خائفا خمس سنين‪ ،‬ليس يظهر أمره‪ ،‬و علي )عليه السلم( معه و خديجة‪ ،‬ثم أمره ال‬
‫عز و جل أن يصدع بما امر به‪ ،‬فظهر رسول ال )صلى ال عليه و آله( و أظهر أمره«‪.‬‬
‫‪ -[2] /5947‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبي‪ ،‬و محمد بن الحسن )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سعد بن عبد ال و عبد ال‬
‫بن جعفر الحميري و محمد بن يحيى العطار و أحمد بن إدريس جميعا‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى و محمد بن‬
‫الحسين بن أبي الخطاب و إبراهيم بن هاشم جميعا‪ ،‬عن الحسن بن محبوب‪ ،‬عن علي بن رئاب‪ ،‬عن عبيد ال بن‬
‫علي الحلبي‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪» :‬مكث رسول ال )صلى ال عليه و آله( بمكة بعد ما‬
‫جاءه الوحي عن ال تبارك و تعالى ثلث عشرة سنة‪ ،‬منها ثلث سنين مختفيا خائفا ل يظهر حتى أمره ال عز و‬
‫جل أن يصدع بما أمره به‪ ،‬فأظهر حينئذ الدعوة«‪.‬‬
‫‪ -[3] /5948‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن إبراهيم‬
‫بن هاشم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن أبي عمير‪ ،‬عن أبان بن عثمان الحمر‪ ،‬رفعه‪ ،‬قال‪» :‬المستهزئون برسول ال‬
‫)صلى ال عليه و آله( خمسة‪ :‬الوليد بن المغيرة المخزومي‪ ،‬و العاص بن وائل السهمي‪ ،‬و السود بن عبد يغوث‬
‫الزهري‪ ،‬و السود بن المطلب‪ ،‬و الحارث بن الطلطلة الثقفي«‪.‬‬
‫‪ -[4] /5949‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن الحسن القطان‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد الحسيني‪،‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا أبو العباس محمد بن علي الخراساني‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو سعيد سهل بن صالح العباسي‪ ،‬عن أبيه و‬
‫إبراهيم بن عبد الرحمن الملي »‪ ،«1‬قال‪ :‬حدثنا موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي‬
‫طالب‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا جعفر بن محمد‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي محمد بن علي‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي علي بن الحسين‪ ،‬قال‪:‬‬

‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬كمال الدين و تمام النعمة‪.28 /344 :‬‬

‫‪ -2‬كمال الدين و تمام النعمة‪.29 /344 :‬‬

‫‪ -3‬الخصال‪.24 /278 :‬‬

‫‪ -4‬الخصال‪.25 /279 :‬‬

‫)‪ (1‬في »س« و المصدر‪ :‬اليلي‪ ،‬في »ط«‪ :‬البلي‪ ،‬تصحيف صحيحه ما أثبتناه‪ ،‬انظر الجامع في الرجال ‪:1‬‬
‫‪ ،48‬الخصال‪.10 /532 :‬‬

‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪390 :‬‬


‫حدثني أبي الحسين بن علي )عليهم السلم(‪» :‬أن أمير المؤمنين )عليه السلم( قال ليهودي من يهود الشام و‬
‫أحبارهم‪ ،‬و قد أخبره فيما أجاب عنه من جواب مسائله‪ :‬فأما المستهزئون‪ ،‬فقال ال عز و جل‪ِ :‬إّنا َكَفْيناكَ‬
‫ن فقتل ال خمستهم‪ ،‬قد قتل كل واحد منهم بغير قتلة صاحبه في يوم واحد أما الوليد بن المغيرة‪ ،‬فإنه مر‬ ‫سَتْهِزِئي َ‬
‫اْلُم ْ‬
‫بنبل لرجل من بني خزاعة قد راشه »‪ «1‬في الطريق‪ ،‬فأصابته شظية منه فانقطع أكحله »‪ «2‬حتى أدماه‪ ،‬فمات‬
‫و هو يقول‪ :‬قتلني رب محمد و أما العاص بن وائل السهمي‪ ،‬فإنه خرج في حاجة له إلى كداء »‪ ،«3‬فتدهده »‪«4‬‬
‫تحته حجر‪ ،‬فسقط فتقطع قطعة قطعة‪ ،‬فمات و هو يقول‪ :‬قتلني رب محمد و أما السود بن عبد يغوث‪ ،‬فإنه خرج‬
‫يستقبل ابنه زمعة »‪ ،«5‬و معه غلم له‪ ،‬فاستظل بشجرة تحت كداء‪ ،‬فأتاه جبرئيل )عليه السلم(‪ ،‬فأخذ رأسه‬
‫فنطح به الشجرة‪ ،‬فقال لغلمه‪:‬‬
‫امنع عني هذا فقال‪ :‬ما أرى أحدا يصنع بك شيئا إل نفسك‪ .‬فقتله و هو يقول‪ :‬قتلني رب محمد«‪.‬‬
‫قال مصنف هذا الكتاب‪ :‬و في خبر آخر في السود‪ ،‬يقال‪» :‬إن النبي )صلى ال عليه و آله( كان قد دعا عليه أن‬
‫يعمي ال بصره‪ ،‬و أن يثكله بولده‪ .‬فلما كان في ذلك اليوم‪ ،‬جاء حتى صار إلى كداء‪ ،‬فأتاه جبرئيل )عليه السلم(‬
‫بورقة خضراء‪ ،‬فضرب بها وجهه فعمي‪ ،‬و بقي حتى أثكله ال عز و جل بولده يوم بدر‪ ،‬ثم مات«‪.‬‬
‫»و أما الحارث بن الطلطلة‪ ،‬فإنه خرج من بيته في السموم‪ ،‬فتحول حبشيا‪ ،‬فرجع إلى أهله‪ ،‬فقال‪ :‬أنا الحارث‪.‬‬
‫فغضبوا عليه و قتلوه‪ ،‬و هو يقول‪ :‬قتلني رب محمد و أما السود بن المطلب‪ ،‬فإنه أكل حوتا مالحا‪ ،‬فأصابه غلبة‬
‫العطش‪ ،‬فلم يزل يشرب الماء حتى انشق بطنه فمات‪ ،‬و هو يقول‪ :‬قتلني رب محمد‪ .‬و كل ذلك في ساعة واحدة‪،‬‬
‫و ذلك انهم كانوا بين يدي رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬فقالوا له‪ :‬يا محمد‪ ،‬ننتظر بك إلى الظهر‪ ،‬فإن‬
‫رجعت عن قولك و إل قتلناك‪ .‬فدخل النبي )صلى ال عليه و آله( منزله‪ ،‬فأغلق عليه بابه مغتما بقولهم‪ ،‬فأتاه‬
‫ع ِبما ُتْؤَمُر يعني أظهر‬ ‫صَد ْ‬
‫جبرئيل )عليه السلم( ساعته‪ ،‬فقال له‪ :‬يا محمد‪ ،‬السلم يقرئك السلم‪ ،‬و هو يقول‪َ :‬فا ْ‬
‫ن‪ .‬قال‪ :‬يا جبرئيل‪ ،‬كيف أصنع بالمستهزئين و ما أو عدوني؟‬ ‫شِرِكي َ‬
‫ن اْلُم ْ‬
‫عِ‬
‫ض َ‬
‫عِر ْ‬
‫أمرك لهل مكة و ادع‪َ ،‬و َأ ْ‬
‫ن‪ .‬قال‪ :‬يا جبرئيل‪ ،‬كانوا عندي الساعة بين يدي‪ .‬فقال‪ :‬قد كفيتهم‪ .‬فأظهر أمره عند‬ ‫سَتْهِزِئي َ‬
‫ك اْلُم ْ‬
‫قال‪ِ :‬إّنا َكَفْينا َ‬
‫ذلك«‪.‬‬
‫ك َو ل ُتخاِف ْ‬
‫ت‬ ‫صلِت َ‬
‫جَهْر ِب َ‬
‫‪ -[5] /5950‬العياشي‪ :‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله‪َ :‬و ل َت ْ‬
‫ع ِبما ُتْؤَمُر«‪.‬‬
‫صَد ْ‬
‫ِبها »‪ ،«6‬قال‪» :‬نسختها َفا ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -5‬تفسير العّياشي ‪.45 /252 :2‬‬
‫)‪ (1‬راش السهم‪ :‬رّكب عليه الّريش‪» .‬المعجم الوسيط‪ -‬ريش‪.«385 :1 -‬‬
‫)‪ (2‬الكحل‪ :‬وريد في وسط الذراع‪» .‬المعجم الوسيط‪ -‬كحل‪.«778 :2 -‬‬
‫صب‪» .‬معجم البلدان‪ -‬كداء‪.«439 :4 -‬‬ ‫)‪ (3‬كداء‪ :‬ثنية بأعلى مّكة عند المح ّ‬
‫)‪ (4‬تدهده‪ :‬تدحرج‪» .‬المعجم الوسيط‪ -‬دهده‪[.....] .«299 :1 -‬‬
‫)‪ (5‬في »س«‪ :‬ابن ربيعة‪.‬‬
‫)‪ (6‬السراء ‪.110 :17‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪391 :‬‬

‫‪ -[6] /5951‬عن أبان بن عثمان الحمر‪ ،‬رفعه‪ ،‬قال‪ :‬كان المستهزئون خمسة من قريش‪ :‬الوليد بن المغيرة‬
‫المخزومي‪ ،‬و العاص بن وائل السهمي‪ ،‬و الحارث بن حنظلة‪ ،‬و السود بن عبد يغوث بن وهب الزهري‪ ،‬و‬
‫ن علم رسول ال )صلى ال عليه و آله( أنه قد‬ ‫سَتْهِزِئي َ‬
‫ك اْلُم ْ‬
‫السود ابن المطلب بن أسد‪ ،‬فلما قال ال‪ِ :‬إّنا َكَفْينا َ‬
‫أخزاهم‪ ،‬فأماتهم ال بشر ميتات«‪.‬‬
‫‪ -[7] /5952‬عن محمد بن علي الحلبي‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬اكتتم رسول ال )صلى ال عليه و‬
‫آله( بمكة سنين‪ ،‬ليس يظهر‪ ،‬و علي )عليه السلم( معه و خديجة‪ ،‬ثم أمره ال أن يصدع بما يؤمر‪ ،‬فظهر رسول‬
‫ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬فجعل يعرض نفسه على قبائل العرب‪ ،‬فإذا أتاهم‪ ،‬قالوا‪ :‬كذاب‪ ،‬امض عنا«‪.‬‬
‫‪ -[8] /5953‬الطبرسي في )الحتجاج(‪ :‬عن موسى بن جعفر‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم(‪ ،‬عن الحسين‬
‫)عليه السلم( قال‪» :‬إن يهوديا من يهود الشام و أحبارهم كان قد قرأ التوراة و النجيل و الزبور و صحف‬
‫النبياء )عليهم السلم(‪ ،‬و عرف دلئلهم‪ ،‬أتى إلى المسجد فجلس‪ ،‬و فيه أصحاب رسول ال )صلى ال عليه و‬
‫آله(‪ ،‬و فيهم علي ابن أبي طالب )عليه السلم(‪ ،‬و ابن عباس »‪ ،«1‬و أبو معبد الجهني‪ ،‬فقال‪ :‬يا امة محمد‪ ،‬ما‬
‫تركتم لنبي درجة‪ ،‬و ل لمرسل فضيلة إل نحلتموها نبيكم‪ ،‬فهل تجيبوني عما أسألكم عنه؟ فكاع القوم »‪ «2‬عنه‪،‬‬
‫فقال علي بن أبي طالب )عليه السلم(‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬ما أعطى ال عز و جل نبيا درجة‪ ،‬و ل مرسل فضيلة إل و قد جمعها لمحمد )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و زاد‬
‫محمدا )صلى ال عليه و آله( على النبياء أضعافا مضاعفة‪.‬‬
‫فقال له اليهودي‪ :‬فهل أنت مجيبي؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬سأذكر لك اليوم من فضائل رسول ال )صلى ال عليه و آله( ما يقر‬
‫ال به أعين المؤمنين‪ ،‬و يكون فيه إزالة لشك الشاكين في فضائله )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬إنه كان إذا ذكر لنفسه‬
‫فضيلة‪ ،‬قال‪ :‬و ل فخر و أنا أذكر لك فضائله غير مزر بالنبياء‪ ،‬و ل منتقص لهم‪ ،‬و لكن شكرا ل على ما أعطى‬
‫محمدا )صلى ال عليه و آله( مثل ما أعطاهم‪ ،‬و ما زاده ال‪ ،‬و ما فضله عليهم‪.‬‬
‫فقال اليهودي‪ :‬اني أسألك فأعد له جوابا‪ .‬قال له علي )عليه السلم(‪ :‬هات‪ .‬فذكر له اليهودي ما أعطى ال عز و‬
‫جل النبياء‪ ،‬فذكر له أمير المؤمنين )عليه السلم( ما أعطى ال عز و جل محمدا )صلى ال عليه و آله( في‬
‫مقابلة ما أعطى ال تعالى النبياء و زاد محمدا )صلى ال عليه و آله( عليهم‪.‬‬
‫و كان فيما قال له اليهودي‪ :‬فإن هذا موسى بن عمران )عليه السلم( قد أرسله ال إلى فرعون‪ ،‬و أراه الية‬
‫الكبرى‪.‬‬
‫قال له علي )عليه السلم(‪ :‬لقد كان كذلك‪ ،‬و محمد )صلى ال عليه و آله( أرسله إلى فراعنة شتى مثل‪ :‬أبي جهل‬
‫بن هشام‪ ،‬و عتبة ابن ربيعة‪ ،‬و شيبة‪ ،‬و أبي البختري‪ ،‬و النضر بن الحارث‪ ،‬و أبي بن خلف‪ ،‬و منبه و نبيه ابني‬
‫الحجاج‪ ،‬و إلى الخمسة‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪.46 /252 :2‬‬
‫‪ -7‬تفسير العّياشي ‪.47 /252 :2‬‬
‫‪ -8‬الحتجاج‪.210 :‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر زيادة‪ :‬و ابن مسعود‪.‬‬
‫)‪ (2‬كعت عن الشيء أكيع لغة كععت عنه أكّع إذا هبته و جبنت عنه‪» .‬لسان العرب‪ -‬كوع‪.«317 :8 -‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪392 :‬‬
‫المستهزئين‪ :‬الوليد بن المغيرة المخزومي‪ ،‬و العاص بن وائل السهمي‪ ،‬و السود بن عبد يغوث الزهري‪ ،‬و‬
‫السود ابن المطلب‪ ،‬و الحارث بن الطلطلة‪ .‬فأراهم اليات في الفاق و في أنفسهم‪ ،‬حتى تبين لهم أنه الحق‪.‬‬
‫قال له اليهودي‪ ،‬لقد انتقم ال عز و جل لموسى )عليه السلم( من فرعون‪ .‬قال له علي )عليه السلم(‪ :‬لقد كان‬
‫كذلك‪ ،‬و لقد انتقم ال جل اسمه لمحمد )صلى ال عليه و آله( من الفراعنة‪ ،‬فأما المستهزئون‪ ،‬فقال ال عز و جل‪:‬‬
‫ن فقتل ال خمستهم‪ ،‬كل واحد منهم بغير قتلة صاحبه في يوم واحد فأما الوليد بن المغيرة فمر‬ ‫سَتْهِزِئي َ‬
‫ك اْلُم ْ‬
‫ِإّنا َكَفْينا َ‬
‫بنبل لرجل من خزاعة قد راشه و وضعه في الطريق‪ ،‬فأصابته شظية منه‪ ،‬فانقطع أكحله حتى أدماه‪ ،‬فمات و هو‬
‫يقول‪ :‬قتلني رب محمد و أما العاص بن وائل السهمي‪ ،‬فإنه خرج في حاجة له إلى موضع فتدهده تحته حجر‪،‬‬
‫فسقط فتقطع قطعة قطعة‪ ،‬فمات و هو يقول‪ :‬قتلني رب محمد و أما السود بن عبد يغوث‪ ،‬فإنه خرج يستقبل ابنه‬
‫زمعة‪ ،‬فاستظل بشجرة‪ ،‬فأتاه جبرئيل‪ ،‬فأخذ رأسه فنطح به الشجرة‪ ،‬فقال لغلمه‪ :‬امنع هذا عني فقال‪ :‬ما أرى‬
‫أحدا يصنع بك شيئا إل نفسك‪ ،‬فقتله و هو يقول‪ :‬قتلني رب محمد و أما السود بن المطلب‪ ،‬فإن النبي )صلى ال‬
‫عليه و آله( دعا عليه أن يعمي ال بصره‪ ،‬و أن يثكله بولده‪ ،‬فلما كان في ذلك اليوم‪ ،‬خرج حتى صار إلى‬
‫موضع‪ ،‬أتاه جبرئيل بورقة خضراء‪ ،‬فضرب بها وجهه فعمي‪ ،‬و بقي حتى أثكله ال عز و جل بولده و أما‬
‫الحارث بن الطلطلة‪ ،‬فإنه خرج من بيته في السموم‪ ،‬فتحول حبشيا‪ ،‬فرجع إلى أهله‪ ،‬فقال‪ :‬أنا الحارث‪ ،‬فغضبوا‬
‫عليه و قتلوه‪ ،‬و هو يقول‪ :‬قتلني رب محمد«‪.‬‬
‫و‬
‫روي أن السود بن الحارث أكل حوتا مالحا‪ ،‬فأصابه غلبة العطش‪ ،‬فلم يزل يشرب الماء حتى انشق بطنه فمات‬
‫و هو يقول‪ :‬قتلني رب محمد‪.‬‬
‫»كل ذلك في ساعة واحدة‪ ،‬و ذلك أنهم كانوا بين يدي رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬فقالوا له‪ :‬يا محمد‪،‬‬
‫ننتظر بك إلى الظهر‪ ،‬فإن رجعت عن قولك و إل قتلناك‪ .‬فدخل النبي )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬فأغلق عليه بابه‬
‫مغتما لقولهم‪ ،‬فأتاه جبرئيل )عليه السلم( عن ال من ساعته‪ ،‬فقال‪» :‬يا محمد‪ ،‬السلم يقرأ عليك السلم‪ ،‬و هو‬
‫ن يعني أظهر أمرك لهل مكة‪ ،‬و ادعهم إلى اليمان‪ .‬قال‪ :‬يا‬ ‫شِرِكي َ‬ ‫ن اْلُم ْ‬
‫عِ‬‫ض َ‬ ‫عِر ْ‬ ‫ع ِبما ُتْؤَمُر َو َأ ْ‬‫صَد ْ‬‫يقول لك‪َ :‬فا ْ‬
‫ن‪ .‬قال‪ :‬يا جبرئيل‪ ،‬كانوا الساعة‬ ‫سَتْهِزِئي َ‬
‫ك اْلُم ْ‬
‫جبرئيل‪ ،‬كيف أصنع بالمستهزئين و ما أو عدوني؟ فقال له‪ِ :‬إّنا َكَفْينا َ‬
‫بين يدي؟ قال‪:‬‬
‫كفيتهم‪ .‬فأظهر أمره عند ذلك‪ ،‬و أما بقيتهم من الفراعنة‪ ،‬فقتلوا يوم بدر بالسيف‪ ،‬و هزم ال الجمع و ولوا الدبر«‪.‬‬
‫‪ -[9] /5954‬علي بن إبراهيم‪ ،‬في معنى الية‪ :‬في معنى الية‪ :‬فإنها نزلت بمكة‪ ،‬بعد أن نبئ رسول ال )صلى‬
‫ال عليه و آله( بثلث سنين‪ ،‬و ذلك أن النبوة نزلت على رسول ال )صلى ال عليه و آله( يوم الثنين‪ ،‬و أسلم‬
‫علي )عليه السلم( يوم الثلثاء‪ ،‬ثم أسلمت خديجة بنت خويلد زوج النبي )صلى ال عليه و آله(‪ .‬ثم دخل أبو‬
‫طالب إلى النبي )صلى ال عليه و آله( و هو يصلي‪ ،‬و علي )عليه السلم( بجنبه‪ ،‬و كان مع أبي طالب جعفر‪،‬‬
‫فقال له أبو طالب‪ :‬صل جناح ابن عمك فوقف جعفر عن يسار رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬فبدر رسول ال‬
‫)صلى ال عليه و آله( من بينهما‪ ،‬فكان رسول ال )صلى ال عليه و آله( يصلي‪،‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -9‬تفسير القّمي ‪.378 :1‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪393 :‬‬
‫و علي )عليه السلم( و جعفر و زيد بن حارثة و خديجة يأتمون به فلما أتى لذلك ثلث سنين »‪ «1‬أنزل ال عليه‪:‬‬
‫ن‪.‬‬‫سَتْهِزِئي َ‬
‫ك اْلُم ْ‬
‫ن ِإّنا َكَفْينا َ‬
‫شِرِكي َ‬‫ن اْلُم ْ‬
‫عِ‬ ‫ض َ‬ ‫عِر ْ‬ ‫ع ِبما ُتْؤَمُر َو َأ ْ‬
‫صَد ْ‬ ‫َفا ْ‬
‫و كان المستهزئون برسول ال )صلى ال عليه و آله( خمسة‪ :‬الوليد بن المغيرة‪ ،‬و العاص بن وائل‪ ،‬و السود بن‬
‫المطلب‪ ،‬و السود بن عبد يغوث‪ ،‬و الحارث بن الطلطلة الخزاعي‪ .‬أما الوليد فكان رسول ال )صلى ال عليه و‬
‫آله( دعا عليه لما كان يبلغه من إيذائه و استهزائه‪،‬‬
‫فقال‪» :‬اللهم أعم بصره‪ ،‬و أثكله بولده«‬
‫فعمي بصره‪ ،‬و قتل ولده ببدر‪ ،‬و كذلك دعا على السود بن عبد يغوث و الحارث بن طلطلة الخزاعي‪ ،‬فمر‬
‫الوليد بن المغيرة برسول ال )صلى ال عليه و آله( و معه جبرئيل )عليه السلم(‪ ،‬فقال جبرئيل )عليه السلم(‪ :‬يا‬
‫محمد‪ ،‬هذا الوليد بن المغيرة‪ ،‬و هو من المستهزئين بك‪ .‬قال‪ :‬نعم‪ .‬و قد كان مر برجل من خزاعة على باب‬
‫المسجد و هو يريش نبل‪ ،‬فوطئ على بعضها‪ ،‬فأصاب عقبه قطعة من ذلك فدميت‪ ،‬فلما مر بجبرئيل )عليه‬
‫السلم( أشار إلى ذلك الموضع‪ ،‬فرجع الوليد إلى منزله‪ ،‬و نام على سريره‪ ،‬و كانت ابنته نائمة أسفل منه‪ ،‬فانفجر‬
‫الموضع الذي أشار إليه جبرئيل )عليه السلم( أسفل عقبه‪ ،‬فسال منه الدم حتى صار إلى فراش ابنته‪ ،‬فانتبهت‬
‫ابنته‪ ،‬فقالت‪ :‬يا جارية‪ ،‬انحل وكاء »‪ «2‬القربة‪ .‬قال الوليد‪ :‬ما هذا وكاء القربة‪ ،‬و لكنه دم أبيك‪ ،‬فاجمعي لي ولدي‬
‫و ولد أخي فإني ميت‪ .‬فجمعتهم‪ ،‬فقال لعبد ال بن أبي ربيعة‪ :‬إن عمارة بن الوليد بأرض الحبشة بدار مضيقة »‬
‫‪ ،«3‬فخذ كتابا من محمد إلى النجاشي أن يرده‪ .‬ثم قال لبنه هاشم‪ ،‬و هو أصغر ولده‪ :‬يا بني‪ ،‬أوصيك بخمس‬
‫خصال فاحفظها‪ :‬أوصيك بقتل أبي درهم الدوسي‪ ،‬فإنه غلبني على امرأتي و هي بنته‪ ،‬و لو تركها و بعلها كانت‬
‫تلد لي ابنا مثلك‪ ،‬و دمي في خزاعة‪ ،‬و ما تعمدوا قتلي‪ ،‬و أخاف أن تنسوا بعدي‪ ،‬و دمي في بني خزيمة بن‬
‫عامر‪ ،‬و دياتي في ثقيف فخذها‪ ،‬و لسقف نجران علي مائتا دينار فاقضها‪ ،‬ثم فاضت نفسه‪.‬‬
‫و مر السود بن المطلب برسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬فأشار جبرئيل )عليه السلم( إلى بصره فعمي و‬
‫مات‪ .‬و مر به السود بن عبد يغوث‪ ،‬فأشار جبرئيل )عليه السلم( إلى بطنه‪ ،‬فلم يزل يستسقي حتى انشق بطنه‪.‬‬
‫و مر العاص بن وائل‪ ،‬فأشار جبرئيل )عليه السلم( إلى رجليه‪ ،‬فدخل عود في أخمص قدمه‪ ،‬و خرج من ظاهره‬
‫و مات‪ .‬و مر الحارث بن الطلطلة‪ ،‬فأشار جبرئيل )عليه السلم( إلى وجهه‪ ،‬فخرج إلى جبال تهامة‪ ،‬فأصابتها‬
‫ن‪.‬‬
‫سَتْهِزِئي َ‬
‫ك اْلُم ْ‬
‫من السماء ديم‪ ،‬فاستسقى حتى انشق بطنه‪ ،‬و هو قول ال‪ِ :‬إّنا َكَفْينا َ‬
‫فخرج رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬فقام على الحجر‪ ،‬فقال‪» :‬يا معشر قريش‪ ،‬يا معشر العرب‪ ،‬أدعوكم إلى‬
‫شهادة أن ل إله إل ال و أني رسول ال‪ ،‬و آمركم بخلع النداد و الصنام‪ ،‬فأجيبوني تملكوا بها العرب‪ ،‬و تدين‬
‫لكم العجم‪ ،‬و تكونوا ملوكا في الجنة«‬
‫فاستهزءوا منه‪ ،‬و قالوا‪ :‬جن محمد بن عبد ال‪ ،‬و لم يجسروا عليه لموضع أبي طالب‪ .‬فاجتمعت قريش إلى أبي‬
‫طالب‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا أبا طالب‪ ،‬إن ابن أخيك قد سفه أحلمنا‪ ،‬و سب آلهتنا‪ ،‬و أفسد‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬في »ط«‪ :‬سنتين‪.‬‬
‫سّرة و الكيس و القربة و نحوها‪» .‬مجمع البحرين‪ -‬وكأ‪.«453 :1 -‬‬ ‫)‪ (2‬الوكاء‪ :‬خيط يشّد به ال ّ‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬مضيعة‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪394 :‬‬
‫شباننا‪ ،‬و فرق جماعتنا فإن كان يحمله على ذلك العدم‪ ،‬جمعنا له مال‪ ،‬فيكون أكثر قريش مال‪ ،‬و نزوجه أي‬
‫امرأة شاء من قريش‪.‬‬
‫فقال له أبو طالب‪ :‬ما هذا‪ ،‬يا بن أخي؟‬
‫فقال‪» :‬يا عم‪ ،‬هذا دين ال‪ ،‬الذي ارتضاه لنبيائه و رسله‪ ،‬بعثني ال رسول إلى الناس«‪.‬‬
‫فقال‪ :‬يا بن أخي‪ ،‬إن قومك قد أتوني يسألوني أن أسألك أن تكف عنهم‪ .‬فقال‪» :‬يا عم‪ ،‬ل أستطيع أن أخالف أمر‬
‫ربي«‬
‫فكف عنه أبو طالب‪.‬‬
‫ثم اجتمعوا إلى أبي طالب‪ ،‬فقالوا‪ :‬أنت سيد من ساداتنا‪ ،‬فادفع إلينا محمدا لنقتله‪ ،‬و تملك علينا‪ .‬فقال أبو طالب‬
‫قصيدته الطويلة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫و قد قطعوا أكل العرى و الوسائل‬ ‫و لما رأيت القوم ل ود عندهم‬

‫و لما نطاعن دونه و نناضل‬ ‫كذبتم و بيت ال يبزى »‪ «1‬محمد‬

‫و نذهل عن أبنائنا و الحلئل‬ ‫و نسلمه حتى نصرع حوله‬


‫فلما اجتمعت قريش على قتل رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و كتبوا الصحيفة القاطعة‪ ،‬جمع أبو طالب بني‬
‫هاشم »‪ ،«2‬و حلف لهم بالبيت و الركن و المقام و المشاعر في الكعبة‪ ،‬لئن شاكت محمدا شوكة لتين عليكم يا‬
‫بني هاشم‪ .‬فأدخله الشعب‪ ،‬و كان يحرسه بالليل و النهار‪ ،‬قائما على رأسه بالسيف أربع سنين‪.‬‬
‫فلما خرجوا من الشعب حضرت أبا طالب الوفاة‪ ،‬فدخل عليه رسول ال )صلى ال عليه و آله( و هو يجود بنفسه‪،‬‬
‫فقال‪» :‬يا عم‪ ،‬ربيت صغيرا و كفلت يتيما‪ ،‬فجزاك ال عني خيرا‪ ،‬أعطني كلمة أشفع لك بها عند ربي« فروي أنه‬
‫لم يخرج من الدنيا حتى أعطى رسول ال )صلى ال عليه و آله( الرضا‪ ،‬و قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪:‬‬
‫»لو قمت المقام المحمود لشفعت في أبي و أمي و عمي‪ ،‬و أخ كان لي مؤاخيا في الجاهلية«‪.‬‬
‫‪ -[10] /5955‬ثم قال علي بن إبراهيم‪ :‬و حدثني أبي‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن سيف بن عميرة و عبد ال بن‬
‫سنان و أبي حمزة الثمالي‪ ،‬قالوا‪ :‬سمعنا أبا عبد ال جعفر بن محمد )عليهما السلم(‪ ،‬يقول‪» :‬لما حج رسول ال‬
‫)صلى ال عليه و آله( حجة الوداع نزل بالبطح‪ ،‬و وضعت له وسادة فجلس عليها‪ ،‬ثم رفع يده إلى السماء‪ ،‬و‬
‫بكى بكاء شديدا‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا رب‪ ،‬إنك وعدتني في أبي و امي و عمي أل تعذبهم بالنار‪ -‬قال‪ -‬فأوحى ال إليه‪ :‬أني‬
‫آليت على نفسي أل يدخل جنتي إل من شهد أن ل إله إل ال و أنك عبدي و رسولي‪ ،‬و لكن ائت الشعب فنادهم‪،‬‬
‫فإن أجابوك فقد وجبت لهم رحمتي‪ .‬فقام النبي )صلى ال عليه و آله( إلى الشعب‪ ،‬فناداهم‪ ،‬و قال‪ :‬يا أبتاه‪ ،‬و يا‬
‫أماه‪ ،‬و يا عماه‪ ،‬فخرجوا ينفضون التراب عن رؤوسهم‪ ،‬فقال لهم رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬أل ترون إلى‬
‫هذه الكرامة التي أكرمني ال بها؟‬
‫فقالوا‪ :‬نشهد أن ل إله إل ال و أنك رسول ال حقا حقا‪ ،‬و أن جميع ما أتيت به من عند ال فهو الحق‪ .‬فقال‪:‬‬
‫ارجعوا‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -10‬تفسير القّمي ‪.380 :1‬‬
‫)‪ (1‬يبزى‪ :‬أي يقهر و يغلب‪ ،‬أراد ل يبزى فحذف )ل( من جواب القسم‪ ،‬و هي مراده‪ ،‬أي ل يقهر و لم نقاتل‬
‫عنه و ندافع‪» .‬النهاية ‪.«125 :1‬‬
‫ن عليكم بني هاشم‪[.....] .‬‬ ‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬لبث ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪395 :‬‬
‫إلى مضاجعكم‪.‬‬
‫و دخل رسول ال )صلى ال عليه و آله( مكة و قدم عليه علي بن أبي طالب )عليه السلم( من اليمن‪ ،‬فقال رسول‬
‫ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬أل أبشرك‪ ،‬يا علي؟ فقال‪ :‬بأبي أنت و أمي‪ ،‬لم تزل مبشرا‪ .‬فقال‪ :‬أل ترى إلى ما‬
‫رزقنا ال تبارك و تعالى في سفرنا هذا؟ و أخبره الخبر‪ .‬فقال علي )عليه السلم(‪ :‬الحمد ل‪ -‬قال‪ -‬فأشرك رسول‬
‫ال )صلى ال عليه و آله( في بدنته أباه و أمه و عمه«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪[98 -97‬‬ ‫جِدي َ‬ ‫سا ِ‬‫ن ال ّ‬
‫ن ِم َ‬‫ك َو ُك ْ‬ ‫حْمِد َرّب َ‬ ‫ح ِب َ‬
‫سّب ْ‬‫ن َف َ‬‫ك ِبما َيُقوُلو َ‬ ‫صْدُر َ‬‫ق َ‬ ‫ضي ُ‬ ‫ك َي ِ‬ ‫َو َلَقْد َنْعَلُم َأّن َ‬
‫‪ -[1] /5956‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬و علي بن محمد القاساني جميعا‪ ،‬عن القاسم ابن‬
‫محمد الصفهاني‪ ،‬عن سليمان بن داود المنقري‪ ،‬عن حفص بن غياث‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬يا‬
‫حفص إن من صبر صبر قليل‪ ،‬و من جزع جزع قليل‪ ،‬ثم قال‪ :‬عليك بالصبر في جميع أمورك‪ ،‬فإن ال عز و‬
‫جرًا‬ ‫جْرهُْم َه ْ‬ ‫ن َو اْه ُ‬ ‫على ما َيُقوُلو َ‬ ‫صِبْر َ‬
‫جل بعث محمدا )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬فأمره بالصبر و الرفق‪ ،‬فقال‪َ :‬و ا ْ‬
‫ن َفِإَذا اّلِذي َبْيَنكَ َو َبْيَنُه‬ ‫سُ‬ ‫حَ‬‫ي َأ ْ‬
‫ن ُأوِلي الّنْعَمِة »‪ ،«1‬و قال تبارك و تعالى‪ :‬اْدَفْع ِباّلِتي ِه َ‬ ‫ل َو َذْرِني َو اْلُمَكّذِبي َ‬ ‫جِمي ً‬ ‫َ‬
‫ظيٍم »‪ «2‬فصبر رسول ال )صلى ال‬ ‫عِ‬ ‫ظ َ‬ ‫حّ‬ ‫ل ُذو َ‬ ‫صَبُروا َو ما ُيَلّقاها ِإ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫ل اّلِذي َ‬
‫حِميٌم َو ما ُيَلّقاها ِإ ّ‬ ‫ي َ‬ ‫عداَوٌة َكَأّنُه َوِل ّ‬ ‫َ‬
‫ضي ُ‬
‫ق‬ ‫ك َي ِ‬ ‫عليه و آله( حتى نالوه بالعظائم و رموه بها‪ ،‬فضاق صدره‪ ،‬فأنزل ال عز و جل عليه‪َ :‬و َلَقْد َنْعَلُم َأّن َ‬
‫ن«‪.‬‬ ‫جِدي َ‬ ‫سا ِ‬ ‫ن ال ّ‬‫ن ِم َ‬ ‫ك َو ُك ْ‬‫حْمِد َرّب َ‬ ‫ح ِب َ‬‫سّب ْ‬
‫ن َف َ‬ ‫ك ِبما َيُقوُلو َ‬ ‫صْدُر َ‬ ‫َ‬
‫ن أي بما يكذبونك‪ ،‬و‬ ‫ك ِبما َيُقوُلو َ‬ ‫صْدُر َ‬ ‫ضيقُ َ‬ ‫ك َي ِ‬ ‫‪ -[2] /5957‬و قال علي بن إبراهيم‪ :‬ثم قال ال‪َ :‬و َلَقْد َنْعَلُم َأّن َ‬
‫جِدي َ‬
‫ن‬ ‫سا ِ‬‫ن ال ّ‬‫ن ِم َ‬‫ك َو ُك ْ‬ ‫حْمِد َرّب َ‬ ‫ح ِب َ‬ ‫سّب ْ‬
‫يذكرون ال َف َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬الكافي ‪.3 /71 :2‬‬
‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.381 :1‬‬
‫)‪ (1‬المزمل ‪ 10 :73‬و ‪.11‬‬
‫)‪ (2‬فصلت ‪ 34 :41‬و ‪.35‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪397 :‬‬
‫المستدرك )سورة الحجر(‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ل الّذْكِر »‪ «1‬و قوله‬ ‫سَئُلوا َأْه َ‬ ‫ن ]‪ -[1] [9‬ابن شهر آشوب‪ ،‬في قوله تعالى‪َ :‬ف ْ‬ ‫ظو َ‬ ‫ن َنّزْلَنا الّذْكَر َو ِإّنا َلُه َلحاِف ُ‬ ‫حُ‬‫ِإّنا َن ْ‬
‫ن‪.‬‬
‫ظو َ‬ ‫ن َنّزْلَنا الّذْكَر َو ِإّنا َلُه َلحاِف ُ‬ ‫حُ‬ ‫تعالى‪ِ :‬إّنا َن ْ‬
‫قال‪ :‬في تفسير يوسف القطان‪ ،‬و وكيع بن الجراح‪ ،‬و إسماعيل السدي‪ ،‬و سفيان الثوري‪ ،‬أنه‪ :‬قال الحارث‪ :‬سألت‬
‫أمير المؤمنين )عليه السلم( عن هذه الية؟ فقال‪» :‬و ال إنا نحن أهل الذكر‪ ،‬نحن أهل العلم‪ ،‬نحن معدن التأويل‬
‫و التنزيل«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪ -[2] [10‬الطبرسي‪ :‬في )مجمع البيان( عن عطاء‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬في‬ ‫لّوِلي َ‬‫شَيِع ا َْ‬
‫ك ِفي ِ‬ ‫ن َقْبِل َ‬
‫سْلنا ِم ْ‬ ‫َو َلَقْد َأْر َ‬
‫ن‪ :‬في أمم الولين‪.‬‬ ‫لّوِلي َ‬‫شَيِع ا َْ‬ ‫قوله تعالى ِفي ِ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬مناقب ابن شهر آشوب ‪.179 :4‬‬
‫‪ -2‬مجمع البيان ‪.508 :6‬‬
‫)‪ (1‬النحل ‪ ،43 :16‬النبياء ‪.7 :21‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪398 :‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن َلُهْم ]‪[39‬‬ ‫لَزّيَن ّ‬‫غَوْيَتِني َُ‬ ‫ب ِبما َأ ْ‬ ‫َر ّ‬
‫]‪) -[1‬نهج البلغة(‪ :‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم( في الخطبة القاصعة‪» :‬فاحذروا عباد ال عدو ال أن‬
‫يعديكم بدائه‪ ،‬و أن يستفزكم بندائه‪ ،‬و أن يجلب عليكم بخيله و رجله‪ ،‬فلعمري لقد فوق لكم سهم الوعيد‪ ،‬و أغرق‬
‫غِوَيّنُهْم‬‫لْ‬ ‫ض َو َُ‬ ‫لْر ِ‬ ‫ن َلُهْم ِفي ا َْ‬
‫لَزّيَن ّ‬
‫غَوْيَتِني َُ‬‫ب ِبما َأ ْ‬ ‫إليكم بالنزع الشديد‪ ،‬و رماكم من مكان قريب‪ ،‬فقال‪َ :‬ر ّ‬
‫ن‪.‬‬‫جَمِعي َ‬ ‫َأ ْ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪[46‬‬ ‫سلٍم آِمِني َ‬ ‫خُلوها ِب َ‬ ‫اْد ُ‬
‫]‪ -[2‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن علي بن رئاب و يعقوب السراج‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪» :‬أن أمير المؤمنين )عليه السلم( خطب الناس فقال فيها‪ :‬أل و إن التقوى مطايا‬
‫ذلل حمل عليها أهلها‪ ،‬و اعطوا أزمتها فأوردتهم الجنة‪ ،‬و فتحت لهم أبوابها‪ ،‬و وجدوا ريحها و طيبها‪ ،‬و قيل‬
‫ن‪.‬‬‫سلٍم آِمِني َ‬ ‫خُلوها ِب َ‬ ‫لهم‪ :‬اْد ُ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪[99‬‬‫ك اْلَيِقي ُ‬
‫حّتى َيْأِتَي َ‬
‫ك َ‬ ‫عُبْد َرّب َ‬
‫َو ا ْ‬
‫]‪ -[3‬في كتاب )مصباح الشريعة(‪ :‬قال الصادق )عليه السلم(‪» :‬هلك العاملون إل العابدون‪ ،‬و هلك العابدون إل‬
‫العالمون‪ ،‬و هلك العالمون إل الصادقون‪ ،‬و هلك الصادقون إل المخلصون‪ ،‬و هلك المخلصون إل المتقون‪ ،‬و‬
‫ن‪.‬‬
‫ك اْلَيِقي ُ‬
‫حّتى َيْأِتَي َ‬
‫ك َ‬
‫عُبْد َرّب َ‬
‫هلك المتقون إل الموقنون‪ ،‬و إن الموقنين لعلى خلق عظيم‪ ،‬قال ال تعالى‪َ :‬و ا ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬نهج البلغة‪ 287 :‬الخطبة ‪.192‬‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.23 /67 :8‬‬
‫‪ -3‬مصباح الشريعة‪.37 :‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪399 :‬‬
‫سورة النحل‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪401 :‬‬

‫سورة النحل فضلها‬


‫‪ -[1] /5958‬ابن بابويه‪ :‬بإسناده‪ ،‬عن عاصم بن حميد الحناط‪ ،‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‬
‫قال‪» :‬من قرأ سورة النحل في كل شهر‪ ،‬كفي المغرم في الدنيا‪ .‬و سبعين نوعا من أنواع البلء أهونه الجنون و‬
‫الجذام و البرص‪ ،‬و كان مسكنه في جنة عدن‪ ،‬و هي وسط الجنان«‪.‬‬
‫‪ -[2] /5959‬العياشي‪ :‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬من قرأ سورة النحل في كل شهر‬
‫دفع ال عنه المغرم »‪ «1‬في الدنيا و سبعين نوعا من أنواع البلء أهونه الجنون و الجذام و البرص‪ ،‬و كان‬
‫مسكنه في جنة عدن«‪ .‬و قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬و جنة عدن هي وسط الجنان«‪.‬‬
‫‪ -[3] /5960‬و من )خواص القرآن(‪ :‬روي عن النبي )صلى ال عليه و آله( أنه قال‪» :‬من قرأ هذه السورة لم‬
‫يحاسبه ال تعالى بما أنعم عليه‪ ،‬و إن مات يومه أو ليلته و تلها كان له من الجر كالذي مات و أحسن الوصية‪،‬‬
‫و من كتبها و دفنها في بستان احترق جميعه‪ ،‬و إن تركت في منزل قوم هلكوا قبل السنة جميعهم«‪.‬‬
‫‪ -[4] /5961‬و عن الصادق )عليه السلم( قال‪» :‬من كتبها و جعلها في حائط البستان لم تبق شجرة تحمل إل و‬
‫سقط حملها و تنثر‪ ،‬و إن جعلها في منزل قوم بادوا و انقرضوا »‪ «2‬من أولهم إلى آخرهم في تلك السنة‪ ،‬فاتق‬
‫ال‪ -‬يا فاعله‪ -‬و ل تعمله إل لظالم«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬ثواب العمال‪.107 :‬‬
‫‪ -2‬تفسير العّياشي ‪.1 /254 :2‬‬
‫‪ ... -3‬مجمع البيان ‪ 535 :6‬مثله‪.‬‬
‫‪ -4‬خواص القرآن‪) 43 :‬مخطوط(‪[.....] .‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬المعّرة‪.‬‬
‫)‪ (2‬في »ط«‪ :‬و انصرفوا‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪403 :‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن َأْمِرِه‬
‫ح ِم ْ‬
‫ل اْلَملِئَكَة ِبالّرو ِ‬
‫ن ُيَنّز ُ‬
‫شِرُكو َ‬
‫عّما ُي ْ‬
‫سْبحاَنُه َو َتعالى َ‬
‫جُلوُه ُ‬ ‫سَتْع ِ‬
‫ل َفل َت ْ‬ ‫حيِم َأتى َأْمُر ا ِّ‬ ‫ن الّر ِ‬ ‫حم ِ‬‫ل الّر ْ‬‫سِم ا ِّ‬
‫ِب ْ‬
‫ن ]‪[2 -1‬‬ ‫ل َأَنا َفاّتُقو ِ‬
‫ن َأْنِذُروا َأّنُه ل ِإلَه ِإ ّ‬
‫عباِدِه َأ ْ‬
‫ن ِ‬ ‫ن َيشاُء ِم ْ‬ ‫على َم ْ‬ ‫َ‬
‫‪ -[1] /5962‬محمد بن إبراهيم النعماني‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا علي بن أحمد‪ ،‬عن عبيد ال بن موسى العلوي‪ ،‬قال‪:‬‬
‫حدثنا علي بن الحسين‪ ،‬عن علي بن حسان‪ ،‬عن عبد الرحمن بن كثير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله‬
‫عز و جل‪:‬‬
‫جُلوُه‪.‬‬‫سَتْع ِ‬
‫ل َفل َت ْ‬‫َأتى َأْمُر ا ِّ‬
‫قال‪» :‬هو أمرنا‪ ،‬أمر ال عز و جل أن ل يستعجل »‪ «1‬به حتى يؤيده ال بثلثة أجناد‪ :‬الملئكة‪ ،‬و المؤمنين‪ ،‬و‬
‫ن َبْيِت َ‬
‫ك‬ ‫ك َرّبكَ ِم ْ‬
‫جَ‬‫خَر َ‬‫الرعب‪ ،‬و خروجه كخروج رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و ذلك قوله عز و جل‪َ :‬كما َأ ْ‬
‫ق »‪.««2‬‬ ‫حّ‬‫ِباْل َ‬
‫و رواه المفيد في كتاب )الغيبة(‪ :‬بإسناده عن عبد الرحمن بن كثير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( »‪.«3‬‬

‫‪ -[2] /5963‬أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في )مسند فاطمة(‪ :‬قال‪ :‬أخبرني أبو المفضل محمد بن‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬الغيبة‪.43 /243 :‬‬

‫‪ -2‬دلئل المامة‪.252 :‬‬

‫ل تستعجل‪.‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬أ ّ‬

‫)‪ (2‬النفال ‪.5 :8‬‬

‫ل مراد صاحب تأويل اليات من المفيد‪:‬‬


‫)‪ (3‬أخرجه في تأويل اليات عن المفيد في )الغيبة( ‪ 1 /252 :1‬و لع ّ‬
‫النعماني‪.‬‬

‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪404 :‬‬


‫عبد ال‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا محمد بن همام‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا جعفر بن محمد بن مالك‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن يونس الخزاز‪،‬‬
‫عن إسماعيل بن عمر بن أبان‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬إذا أراد ال قيام القائم )عليه‬
‫السلم(‪ ،‬بعث جبرئيل )عليه السلم( في صورة طائر أبيض‪ ،‬فيضع إحدى رجليه على الكعبة و الخرى على‬
‫جُلوُه‪ -‬قال‪ -‬فيحضر القائم فيصلي عند مقام إبراهيم‬ ‫سَتْع ِ‬‫ل َفل َت ْ‬
‫بيت المقدس‪ ،‬ثم ينادي بأعلى صوته َأتى َأْمُر ا ِّ‬
‫ركعتين‪ ،‬ثم ينصرف و حواليه أصحابه‪ ،‬و هم ثلثمائة و ثلثة عشر رجل‪ ،‬إن فيهم لمن يسري من فراشه ليل‬
‫فيخرج و معه الحجر‪ ،‬فيلقيه فتعشب الرض«‪.‬‬
‫‪ -[3] /5964‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن‬
‫الحسن الصفار‪ ،‬عن يعقوب بن يزيد‪ ،‬عن محمد بن أبي عمير‪ ،‬عن أبان بن عثمان‪ ،‬عن أبان بن تغلب‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬إن أول من يبايع القائم )عليه السلم( جبرئيل )عليه السلم( ينزل في صورة طير‬
‫أبيض فيبايعه‪ ،‬ثم يضع رجل على بيت ال الحرام و رجل على بيت المقدس‪ ،‬ثم ينادي بصوت طلق يسمعه‬
‫جُلوُه«‪.‬‬ ‫سَتْع ِ‬‫ل َفل َت ْ‬‫الخلئق‪َ :‬أتى َأْمُر ا ِّ‬
‫‪ -[4] /5965‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن علي بن أسباط‪ ،‬عن الحسين بن‬
‫أبي العلء‪ ،‬عن سعد السكاف‪ ،‬قال‪ :‬أتى رجل أمير المؤمنين )عليه السلم( يسأله عن الروح‪ ،‬أليس هو جبرئيل؟‬
‫فقال له أمير المؤمنين )عليه السلم(‪» :‬جبرئيل )عليه السلم( من الملئكة‪ ،‬و الروح غير جبرئيل« فكرر ذلك‬
‫على الرجل‪ ،‬فقال له‪ :‬لقد قلت عظيما من القول‪ ،‬ما أحد يزعم أن الروح غير جبرئيل‪.‬‬
‫فقال له أمير المؤمنين )عليه السلم(‪» :‬إنك ضال تروي عن أهل الضلل‪ ،‬يقول ال عز و جل لنبيه )صلى ال‬
‫عليه و آله(‪:‬‬
‫ح و الروح غير الملئكة«‪.‬‬ ‫ل اْلَملِئكََة ِبالّرو ِ‬
‫ن ُيَنّز ُ‬
‫شِرُكو َ‬‫عّما ُي ْ‬
‫سْبحاَنُه َو َتعالى َ‬ ‫جُلوُه ُ‬‫سَتْع ِ‬
‫ل َفل َت ْ‬ ‫َأتى َأْمُر ا ِّ‬
‫‪ -[5] /5966‬سعد بن عبد ال‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد و محمد بن الحسين‪ ،‬و موسى بن عمر بن‬
‫يزيد الصيقل‪ ،‬عن علي بن أسباط‪ ،‬عن علي بن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪:‬‬
‫عباِدِه‪.‬‬
‫ن ِ‬ ‫ن َيشاُء ِم ْ‬‫على َم ْ‬ ‫ن َأْمِرِه َ‬‫ح ِم ْ‬‫ل اْلَملِئَكَة ِبالّرو ِ‬
‫سألته عن قول ال عز و جل‪ُ :‬يَنّز ُ‬
‫فقال‪» :‬جبرئيل الذي انزل على النبياء‪ ،‬و الروح يكون معهم و مع الوصياء‪ ،‬ل يفارقهم‪ ،‬يفقههم »‪ «1‬و يسددهم‬
‫من عند ال‪ ،‬و أنه ل إله إل هو‪ ،‬محمد رسول ال‪ ،‬و بهما عبد ال و استعبد الخلق »‪ «2‬على هذا‪ ،‬الجن‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -3‬كمال الدين و تمام النعمة‪.18 /671 :‬‬
‫‪ -4‬الكافي ‪.6 /215 :1‬‬
‫‪ -5‬مختصر بصائر الدرجات‪.3 :‬‬
‫)‪) (1‬يفّقههم( ليس في المصدر‪.‬‬
‫)‪ (2‬في »ط« و بهما قد استعبد‪ .‬الخلق‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪405 :‬‬
‫و النس و الملئكة‪ ،‬و لم يعبد ال ملك »‪ «1‬و ل إنس و ل جان إل بشهادة أن ل إله إل ال و أن محمدا رسول‬
‫ال‪ ،‬و ما خلق ال عز و جل خلقا إل لعبادته«‪.‬‬
‫‪ -[6] /5967‬العياشي‪ :‬عن هشام بن سالم‪ ،‬عن بعض أصحابنا‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سألته عن‬
‫جُلوُه‪.‬‬‫سَتْع ِ‬
‫ل َفل َت ْ‬‫قول ال َأتى َأْمُر ا ِّ‬
‫جُلوهُ حتى يأتي‬
‫سَتْع ِ‬
‫ل َفل َت ْ‬
‫قال‪» :‬إذا أخبر ال النبي )صلى ال عليه و آله( بشيء إلى الوقت فهو قوله َأتى َأْمُر ا ِّ‬
‫ذلك الوقت«‪ .‬و قال‪» :‬إن ال إذا أخبر أن شيئا كائن فكأنه قد كان«‪.‬‬
‫‪ -[7] /5968‬عن أبان بن تغلب‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪» :‬أن أول من يبايع القائم جبرئيل )عليه السلم(‪،‬‬
‫ينزل عليه في صورة طير أبيض فيبايعه‪ ،‬ثم يضع رجل على البيت الحرام و رجل على بيت المقدس‪ ،‬ثم ينادي‬
‫جُلوُه«‪.‬‬
‫سَتْع ِ‬
‫ل َفل َت ْ‬
‫بصوت رفيع يسمع الخلئق‪َ :‬أتى َأْمُر ا ِّ‬
‫و في رواية اخرى عن أبان‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬نحوه »‪.«2‬‬

‫‪ -[8] /5969‬و قال علي بن إبراهيم‪ :‬نزلت لما سألت قريش رسول ال )صلى ال عليه و آله( أن ينزل عليهم‬
‫ن َأْمِرِه يعني بالقوة‬ ‫ح ِم ْ‬
‫ل اْلَملِئَكَة ِبالّرو ِ‬ ‫جُلوُه و قوله‪ُ :‬يَنّز ُ‬ ‫سَتْع ِ‬ ‫ل َفل َت ْ‬‫العذاب‪ ،‬فأنزل ال تبارك و تعالى‪َ :‬أتى َأْمُر ا ِّ‬
‫التي جعلها ال فيهم‪.‬‬
‫عباِدِه َأ ْ‬
‫ن‬ ‫ن ِ‬
‫ن َيشاُء ِم ْ‬
‫على َم ْ‬ ‫‪ -[9] /5970‬ثم قال‪ :‬و في رواية أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله َ‬
‫ن يقول‪» :‬بالكتاب و النبوة«‪.‬‬ ‫ل َأَنا َفاّتُقو ِ‬‫َأْنِذُروا َأّنُه ل ِإلَه ِإ ّ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪] /5971 [6 -4‬‬ ‫حو َ‬‫سَر ُ‬ ‫ن َت ْ‬
‫حي َ‬ ‫ن َو ِ‬ ‫حو َ‬ ‫ن ُتِري ُ‬‫حي َ‬‫ن‪ -‬إلى قوله تعالى‪ِ -‬‬ ‫صيٌم ُمِبي ٌ‬
‫خ ِ‬ ‫طَفٍة َفِإذا ُهَو َ‬ ‫ن ُن ْ‬
‫ن ِم ْ‬ ‫لْنسا َ‬‫ق ا ِْ‬
‫خَل َ‬
‫َ‬
‫ن قال‪ :‬خلقه من‬ ‫صيٌم ُمِبي ٌ‬ ‫خ ِ‬ ‫طَفٍة َفِإذا ُهَو َ‬ ‫ن ُن ْ‬ ‫ن ِم ْ‬‫لْنسا َ‬ ‫ق ا ِْ‬‫خَل َ‬
‫‪ -[1‬و قال علي بن إبراهيم‪ ،‬في قوله‪َ :‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪.2 /254 :2‬‬
‫‪ -7‬تفسير العّياشي ‪[.....] .3 /254 :2‬‬
‫‪ -8‬تفسير القّمي ‪.382 :1‬‬
‫‪ -9‬تفسير القّمي ‪.382 :1‬‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.382 :1‬‬
‫ي‪.‬‬
‫)‪ (1‬زاد في المصدر‪ :‬و ل نب ّ‬
‫)‪ (2‬تفسير العّياشي ‪.4 /254 :2‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪406 :‬‬
‫قطرة من ماء مهين »‪ ،«1‬فيكون خصيما متكلما بليغا‪.‬‬
‫فٌء َو َمناِفُع و الدفء‪:‬‬ ‫خَلَقها َلُكمْ ِفيها ِد ْ‬ ‫لْنعاَم َ‬ ‫‪ -[2] /5972‬ثم قال‪ :‬و قال أبو الجارود في قوله‪َ :‬و ا َْ‬
‫حواشي البل‪ ،‬و يقال‪ :‬بل هي الدفاء من البيوت و الثياب‪.‬‬
‫فٌء أي ما يستدفئون به‪ ،‬مما يتخذ من صوفها و وبرها‪.‬‬ ‫‪ -[3] /5973‬ثم قال علي بن إبراهيم في قوله‪ِ :‬د ْ‬
‫ن قال‪ :‬حين ترجع من المرعى‪َ ،‬و‬ ‫حو َ‬ ‫سَر ُ‬ ‫ن َت ْ‬
‫حي َ‬‫ن َو ِ‬ ‫حو َ‬ ‫ن ُتِري ُ‬ ‫حي َ‬ ‫ل ِ‬‫جما ٌ‬ ‫‪ -[4] /5974‬ثم قال‪ :‬و قوله‪َ :‬و َلُكْم ِفيها َ‬
‫ن حين تخرج إلى المرعى‪.‬‬ ‫حو َ‬ ‫سَر ُ‬‫ن َت ْ‬
‫حي َ‬‫ِ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫حيٌم ]‪[7‬‬ ‫ف َر ِ‬ ‫ن َرّبُكْم َلَرُؤ ٌ‬ ‫س ِإ ّ‬‫لْنُف ِ‬ ‫ق ا َْ‬
‫شّ‬ ‫ل ِب ِ‬
‫ل َأْثقاَلُكْم ِإلى َبَلٍد َلْم َتُكوُنوا باِلِغيِه ِإ ّ‬
‫حِم ُ‬
‫َو َت ْ‬
‫‪ -[5] /5975‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن أبي علي الشعري‪ ،‬عن محمد بن عبد الجبار‪ ،‬عن صفوان بن يحيى‪ ،‬عن‬
‫عبد ال بن يحيى الكاهلي‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ -‬و ذكر الحج‪ -‬فقال‪» :‬قال رسول ال‬
‫)صلى ال عليه و آله(‪ :‬هو أحد الجهادين‪ ،‬و هو جهاد الضعفاء و نحن الضعفاء‪ ،‬أما إنه ليس شيء أفضل من‬
‫الحج إل الصلة‪ ،‬و في الحج ها هنا صلة‪ ،‬و ليس في الصلة قبلكم حج‪ ،‬ل تدع الحج و أنت تقدر عليه‪ ،‬أما ترى‬
‫أنه يشعث فيه رأسك‪ ،‬و يقشف »‪ «2‬فيه جلدك‪ ،‬و تمنع فيه من النظر إلى النساء‪.‬‬
‫و إنا نحن لها هنا‪ ،‬و نحن قريب‪ ،‬و لنا مياه متصلة‪ ،‬ما نبلغ الحج حتى يشق علينا‪ ،‬فكيف أنتم في بعد البلد؟‬
‫و ما من ملك و ل سوقة يصل إلى الحج إل بمشقة‪ ،‬من تغيير مطعم أو مشرب أو ريح أو شمس ل يستطيع ردها‪،‬‬
‫حيٌم«‪.‬‬
‫ف َر ِ‬‫ن َرّبُكْم َلَرُؤ ٌ‬‫س ِإ ّ‬
‫لْنُف ِ‬ ‫ق ا َْ‬‫ل ِبشِ ّ‬
‫ل َأْثقاَلُكْم ِإلى َبَلٍد َلْم َتُكوُنوا باِلِغيِه ِإ ّ‬ ‫حِم ُ‬
‫و ذلك قوله عز و جل‪َ :‬و َت ْ‬
‫‪ -[6] /5976‬العياشي‪ :‬عن الكاهلي‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يذكر الحج‪ ،‬فقال‪» :‬إن رسول ال‬
‫)صلى ال عليه و آله( قال‪ :‬هو أحد الجهادين‪ ،‬هو جهاد الضعفاء‪ ،‬و نحن الضعفاء‪ ،‬إنه ليس شيء أفضل من‬
‫الحج إل‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.382 :1‬‬
‫‪ -3‬تفسير القّمي ‪.382 :1‬‬
‫‪ -4‬تفسير القّمي ‪.382 :1‬‬
‫‪ -5‬الكافي ‪.7 /253 :4‬‬
‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪.5 /254 :2‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬قطرة ماء منتن‪.‬‬
‫)‪ (2‬القشف‪ :‬قّدر الجلد‪ .‬قشف يقشف‪ :‬لم يتعّهد الغسل و النظافة‪» .‬لسان العرب‪ -‬قشف‪.«282 :9 -‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪407 :‬‬
‫الصلة‪ ،‬و في الحج ها هنا صلة‪ ،‬و ليس في الصلة قبلكم حج‪ ،‬ل تدع الحج و أنت تقدر عليه‪ ،‬أل ترى أنه‬
‫يشعث فيه رأسك‪ ،‬و يقشف فيه جلدك‪ ،‬و تمنع فيه من النظر إلى النساء‪ ،‬إنا ها هنا و نحن قريب‪ ،‬و لنا مياه‬
‫متصلة‪ ،‬فما نبلغ الحج حتى يشق علينا‪ ،‬فكيف أنتم في بعد البلد؟ و ما من ملك و ل سوقة يصل إلى الحج إل‬
‫ل َأْثقاَلُكْم ِإلى َبَلٍد َلْم‬ ‫حِم ُ‬‫بمشقة‪ ،‬من تغيير مطعم أو مشرب أو ريح أو شمس ل يستطيع ردها‪ ،‬و ذلك قول ال‪َ :‬و َت ْ‬
‫حيٌم«‪.‬‬‫ف َر ِ‬ ‫ن َرّبُكْم َلَرُؤ ٌ‬ ‫س ِإ ّ‬‫لْنُف ِ‬‫ق ا َْ‬‫شّ‬ ‫ل ِب ِ‬ ‫َتُكوُنوا باِلِغيِه ِإ ّ‬
‫‪ -[3] /5977‬علي بن إبراهيم في معنى الية‪ ،‬قال‪ :‬إلى مكة و المدينة و جميع البلدان‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن َتِميَد ِبُكْم َو َأْنهارًا َو‬ ‫ي َأ ْ‬
‫سَ‬ ‫ض َروا ِ‬ ‫لْر ِ‬ ‫حِميَر ِلَتْرَكُبوها َو ِزيَنًة‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و َأْلقى ِفي ا َْ‬ ‫ل َو اْل َ‬ ‫ل َو اْلِبغا َ‬ ‫خْي َ‬
‫َو اْل َ‬
‫ن ]‪[15 -8‬‬ ‫ل َلَعّلُكْم َتْهَتُدو َ‬
‫سُب ً‬‫ُ‬
‫‪ -[1] /5978‬العياشي‪ :‬عن زرارة‪ ،‬عن أحدهما )عليهما السلم(‪ ،‬قال‪ :‬سألته عن أبوال الخيل و البغال و الحمير‪.‬‬
‫قال‪:‬‬
‫فٌء َو َمناِفُع َو ِمْنها‬ ‫خَلَقها َلُكْم ِفيها ِد ْ‬ ‫لْنعاَم َ‬ ‫فكرهها‪ .‬قلت‪ :‬أليس لحمها حلل؟ قال‪ :‬فقال‪» :‬أليس قد بين ال لكم‪َ :‬و ا َْ‬
‫ن »‪ «1‬و قال في الخيل و البغال و الحمير‪ِ :‬لَتْرَكُبوها َو ِزيَنًة فجعل للكل النعام التي قص ال في الكتاب‪،‬‬ ‫َتْأُكُلو َ‬
‫و جعل للركوب الخيل و البغال و الحمير‪ ،‬و ليس لحومها بحرام و لكن الناس عافوها«‪.‬‬
‫‪ -[2] /5979‬الشيخ في )التهذيب(‪ :‬بإسناده عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن محمد بن خالد‪ ،‬عن القاسم بن عروة‪ ،‬عن ابن‬
‫بكير‪ ،‬عن زرارة‪ ،‬عن أحدهما )عليهما السلم( في أبوال الدواب تصيب الثوب‪ ،‬فكرهه‪ ،‬فقلت‪ :‬أليس لحومها‬
‫حلل؟ قال‪» :‬بلى‪ ،‬و لكن ليس مما جعله ال للكل«‪.‬‬
‫حِميَر ِلَتْرَكُبوها و لم يقل عز و جل لتركبوها و تأكلوها‪،‬‬ ‫ل َو اْل َ‬‫ل َو اْلِبغا َ‬ ‫خْي َ‬
‫‪ -[4] /5980‬علي بن إبراهيم‪ :‬قال‪َ :‬و اْل َ‬
‫ل َو‬ ‫سِبي ِ‬ ‫صُد ال ّ‬ ‫ل َق ْ‬ ‫عَلى ا ِّ‬ ‫ن قال‪ :‬العجائب التي خلقها ال في البر و البحر َو َ‬ ‫ق ما ل َتْعَلُمو َ‬ ‫خُل ُ‬
‫كما قال في النعام‪َ .‬و َي ْ‬
‫جٌر‬‫شَ‬ ‫ب َو ِمْنُه َ‬ ‫شرا ٌ‬ ‫سماِء ماًء َلُكْم ِمْنُه َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ل ِم َ‬‫ِمْنها جاِئٌر يعني الطريق »‪ «2‬و قوله‪ُ :‬هَو اّلِذي َأْنَز َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -3‬تفسير القّمي ‪.382 :1‬‬
‫‪ -1‬تفسير العّياشي ‪[.....] .6 /255 :2‬‬
‫‪ -2‬التهذيب ‪.772 /264 :1‬‬
‫‪ -4‬تفسير القّمي ‪.382 :1‬‬
‫)‪ (1‬النحل ‪.5 :16‬‬
‫ن يعني الطريق‪.‬‬ ‫جَمِعي َ‬ ‫)‪ (2‬في المصدر زيادة‪َ :‬و َلْو شاَء َلَهداُكْم َأ ْ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪408 :‬‬
‫ت يعني‬ ‫ل الّثَمرا ِ‬ ‫ن ُك ّ‬ ‫ب َو ِم ْ‬ ‫عنا َ‬‫لْ‬ ‫ل َو ا َْ‬ ‫خي َ‬‫ن َو الّن ِ‬ ‫ع َو الّزْيُتو َ‬‫ت َلُكْم ِبِه الّزْر َ‬ ‫ن أي تزرعون و قوله‪ُ :‬يْنِب ُ‬ ‫سيُمو َ‬ ‫ِفيِه ُت ِ‬
‫ن‪.‬‬
‫لَيًة ِلَقْوٍم َيَتَفّكُرو َ‬‫ك َ‬ ‫ن ِفي ذِل َ‬ ‫بالمطر‪ِ :‬إ ّ‬
‫ن قوله‪َ :‬و‬ ‫لَيًة ِلَقْوٍم َيّذّكُرو َ‬‫ك َ‬ ‫ن ِفي ذِل َ‬ ‫خَتِلفًا َأْلواُنُه ِإ ّ‬
‫ض أي خلق فأخرج ُم ْ‬ ‫لْر ِ‬ ‫ثم قال‪ :‬قوله تعالى‪َ :‬و ما َذَرَأ َلُكْم ِفي ا َْ‬
‫سوَنها يعني ما يخرج من البحر من أنواع‬ ‫حْلَيًة َتلَْب ُ‬
‫جوا ِمْنُه ِ‬ ‫خِر ُ‬‫سَت ْ‬
‫طِرّيا َو َت ْ‬ ‫حمًا َ‬ ‫حَر ِلَتْأُكُلوا ِمْنُه َل ْ‬‫خَر اْلَب ْ‬ ‫سّ‬ ‫ُهَو اّلِذي َ‬
‫ن َتِميَد ِبُكْم يعني الجبال‬ ‫ي َأ ْ‬‫سَ‬ ‫ض َروا ِ‬ ‫لْر ِ‬ ‫خَر ِفيِه يعني السفن‪ .‬قال‪ :‬و قوله‪َ :‬و َأْلقى ِفي ا َْ‬ ‫ك َموا ِ‬ ‫الجواهر َو َتَرى اْلُفْل َ‬
‫ن يعني كي تهتدوا‪.‬‬ ‫ل يعني طرقا َلَعّلُكْم َتْهَتُدو َ‬ ‫سُب ً‬
‫َو َأْنهارًا َو ُ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪[16‬‬ ‫جِم ُهْم َيْهَتُدو َ‬ ‫ت َو ِبالّن ْ‬ ‫علما ٍ‬ ‫َو َ‬
‫‪ -[1] /5981‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن الحسين بن محمد الشعري‪ ،‬عن معلى بن محمد‪ ،‬عن أبي داود المسترق‪،‬‬
‫ن‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫جِم ُهْم َيْهَتُدو َ‬ ‫ت َو ِبالّن ْ‬‫علما ٍ‬ ‫قال‪ :‬حدثنا داود الجصاص‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪َ :‬و َ‬
‫»النجم‪ :‬رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و العلمات‪ :‬الئمة )عليهم السلم(«‪.‬‬
‫‪ -[2] /5982‬و عنه‪ :‬عن الحسين بن محمد‪ ،‬عن معلى بن محمد‪ ،‬عن الوشاء‪ ،‬عن أسباط بن سالم‪ ،‬قال‪ :‬سأل‬
‫ن‪.‬‬
‫جِم ُهْم َيْهَتُدو َ‬ ‫ت َو ِبالّن ْ‬‫علما ٍ‬ ‫الهيثم أبا عبد ال )عليه السلم(‪ -‬و أنا عنده‪ -‬عن قوله عز و جل‪َ :‬و َ‬
‫فقال‪» :‬رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬النجم‪ ،‬و العلمات‪ :‬الئمة )عليهم السلم(«‪.‬‬
‫‪ -[3] /5983‬و عنه‪ :‬عن الحسين بن محمد‪ ،‬عن معلى بن محمد‪ ،‬عن الوشاء‪ ،‬قال‪ :‬سألت الرضا )عليه السلم(‬
‫ن‪ ،‬قال‪» :‬نحن العلمات‪ ،‬و النجم‪ :‬رسول ال )صلى ال‬ ‫جِم ُهْم َيْهَتُدو َ‬‫ت َو ِبالّن ْ‬ ‫علما ٍ‬ ‫عن قول ال عز و جل‪َ :‬و َ‬
‫عليه و آله(«‪.‬‬
‫‪ -[4] /5984‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن النضر بن سويد‪ ،‬عن القاسم بن سليمان‪ ،‬عن معلى بن‬
‫خنيس‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬النجم‪ :‬رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و العلمات‪ :‬الئمة )عليهم‬
‫السلم(«‪.‬‬
‫‪ -[5] /5985‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن الحسين بن خالد‪ ،‬عن أبي الحسن الرضا )عليه السلم( قال‪َ :‬و‬
‫ن‪ ،‬قال‪» :‬العلمات‪ :‬الوصياء‪ ،‬و النجم‪ :‬رسول ال )صلى ال عليه و آله(«‪.‬‬ ‫جِم ُهْم َيْهَتُدو َ‬ ‫ت َو ِبالّن ْ‬ ‫علما ٍ‬ ‫َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬الكافي ‪.1 /160 :1‬‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.2 /161 :1‬‬
‫‪ -3‬الكافي ‪.3 /161 :1‬‬
‫‪ -4‬تفسير القّمي ‪.383 :1‬‬
‫‪ -5‬تفسير القّمي ‪.343 :2‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪409 :‬‬

‫‪ -[6] /5986‬الشيخ في )أماليه(‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا محمد بن محمد‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه‬
‫)رحمه ال(‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن الحسن بن‬
‫محبوب‪ ،‬عن منصور بن بزرج‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال عز و جل‪َ :‬و‬
‫ن‪ ،‬قال‪» :‬النجم‪ :‬رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و العلمات‪ :‬الئمة من بعده )عليه‬ ‫جِم ُهْم َيْهَتُدو َ‬ ‫ت َو ِبالّن ْ‬
‫علما ٍ‬ ‫َ‬
‫و عليهم السلم(«‪.‬‬
‫‪ -[7] /5987‬العياشي‪ :‬عن المفضل بن صالح‪ ،‬عن بعض أصحابه‪ ،‬عن أحدهما )عليهما السلم(‪ ،‬في قوله‪:‬‬
‫ن قال‪» :‬هو أمير المؤمنين )عليه السلم(«‪.‬‬ ‫جِم ُهْم َيْهَتُدو َ‬‫ت َو ِبالّن ْ‬ ‫علما ٍ‬ ‫َو َ‬
‫ن‪.‬‬‫جِم ُهْم َيْهَتُدو َ‬ ‫ت َو ِبالّن ْ‬ ‫علما ٍ‬‫‪ -[8] /5988‬عن معلى بن خنيس‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله‪َ :‬و َ‬
‫قال‪» :‬النجم‪ :‬رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و العلمات‪ :‬الوصياء‪ ،‬بهم يهتدون«‪.‬‬
‫ن‪.‬‬
‫جِم ُهْم َيْهَتُدو َ‬ ‫ت َو ِبالّن ْ‬
‫علما ٍ‬‫‪ -[9] /5989‬عن أبي مخلد الخياط‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي جعفر )عليه السلم(‪َ :‬و َ‬
‫قال‪» :‬النجم‪ :‬محمد )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و العلمات‪ :‬الوصياء )صلوات ال عليهم(«‪.‬‬
‫جِم هُْم‬‫ت َو ِبالّن ْ‬ ‫علما ٍ‬ ‫‪ -[10] /5990‬عن محمد بن الفضيل‪ ،‬عن أبي الحسن )عليه السلم(‪ ،‬في قول ال‪َ :‬و َ‬
‫ن‪ ،‬قال‪» :‬نحن العلمات‪ ،‬و النجم‪ :‬رسول ال )صلى ال عليه و آله(«‪.‬‬ ‫َيْهَتُدو َ‬
‫ن‪.‬‬
‫جِم ُهْم َيْهَتُدو َ‬ ‫ت َو ِبالّن ْ‬‫علما ٍ‬ ‫‪ -[11] /5991‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال‪َ :‬و َ‬
‫قال‪» :‬هم الئمة«‪.‬‬
‫‪ -[12] /5992‬عن إسماعيل بن أبي زياد‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن علي بن أبي طالب‬
‫ن قال‪ :‬هو الجدي‪ ،‬لنه نجم ل‬ ‫جِم ُهْم َيْهَتُدو َ‬
‫)عليهم السلم( قال‪» :‬قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪َ :‬و ِبالّن ْ‬
‫يزول »‪ ،«1‬و عليه بناء القبلة‪ ،‬و به يهتدي أهل البر و البحر«‪.‬‬
‫جِم ُهْم‬‫ت َو ِبالّن ْ‬ ‫علما ٍ‬ ‫‪ -[13] /5993‬عن إسماعيل بن أبي زياد‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله‪َ :‬و َ‬
‫ن‪.‬‬
‫َيْهَتُدو َ‬
‫قال‪» :‬ظاهر و باطن‪ ،‬الجدي‪ ،‬عليه تبنى القبلة‪ ،‬و به يهتدي أهل البر و البحر لنه ل يزول«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -6‬المالي ‪.164 :1‬‬
‫‪ -7‬تفسير العّياشي ‪ ،7 /255 :2‬شواهد التنزيل ‪.453 /327 :1‬‬
‫‪ -8‬تفسير العّياشي ‪.8 /255 :2‬‬
‫‪ -9‬تفسير العّياشي ‪ ،9 /256 :2‬شواهد التنزيل ‪.454 /327 :1‬‬
‫‪ -10‬تفسير العّياشي ‪[.....] .10 /256 :2‬‬
‫‪ -11‬تفسير العّياشي ‪.11 /256 :2‬‬
‫‪ -12‬تفسير العّياشي ‪.12 /256 :2‬‬
‫‪ -13‬تفسير العّياشي ‪.13 /256 :2‬‬
‫)‪ (1‬في »ط«‪ :‬ل يدور‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪410 :‬‬
‫‪ -[14] /5994‬الطبرسي‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬نحن العلمات‪ ،‬و النجم رسول ال )صلى ال‬
‫عليه و آله(‪ ،‬و لقد قال‪ :‬إن ال جعل النجوم أمانا لهل السماء‪ ،‬و جعل أهل بيتي أمانا لهل الرض«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫حيٌم ]‪[18‬‬ ‫ل َلَغُفوٌر َر ِ‬‫ن ا َّ‬ ‫صوها ِإ ّ‬‫ح ُ‬ ‫ل ل ُت ْ‬ ‫ن َتُعّدوا ِنْعَمَة ا ِّ‬
‫َو ِإ ْ‬
‫‪ -[1] /5995‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن محمد‪ ،‬عن بعض أصحابه‪ ،‬رفعه‪ ،‬قال‪ :‬كان علي بن الحسين‬
‫صوها يقول‪» :‬سبحان من لم يجعل في أحد من‬ ‫ح ُ‬‫ل ل ُت ْ‬
‫ن َتُعّدوا ِنْعَمَة ا ِّ‬
‫)عليهما السلم( إذا قرأ هذه الية‪َ :‬و ِإ ْ‬
‫معرفة نعمه إل المعرفة بالتقصير عن معرفتها‪ ،‬كما لم يجعل في أحد من معرفة إدراكه أكثر من العلم أنه ل‬
‫يدركه‪ ،‬فشكر جل و عز معرفة العارفين بالتقصير عن معرفة شكره‪ ،‬فجعل معرفتهم بالتقصير شكرا‪ .‬كما علم‬
‫علم العالمين أنهم ل يدركونه فجعله إيمانا‪ ،‬علما منه أنه قد »‪ «1‬وسع العباد فل يتجاوز ذلك‪ ،‬فإن شيئا من خلقه ل‬
‫يبلغ مدى عبادته‪ ،‬و كيف يبلغ مدى عبادته من ل مدى له و ل كيف؟ تعالى ال قدرا عن ذلك علوا كبيرا«‪.‬‬
‫لل‬ ‫ت ا ِّ‬
‫ن َتُعّدوا ِنْعَم َ‬ ‫سَأْلُتُموُه َو ِإ ْ‬
‫ل ما َ‬ ‫ن ُك ّ‬ ‫و قد تقدم في هذه الية هذا الحديث و غيره في قوله تعالى‪َ :‬و آتاُكْم ِم ْ‬
‫صوها من سورة إبراهيم »‪.«2‬‬ ‫ح ُ‬ ‫ُت ْ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن‪ -‬إلى قوله‬ ‫ن ُيْبَعُثو َ‬‫ن َأّيا َ‬‫شُعُرو َ‬ ‫حياٍء َو ما َي ْ‬ ‫غْيُر َأ ْ‬‫ت َ‬ ‫ن َأْموا ٌ‬ ‫خَلُقو َ‬‫شْيئًا َو ُهْم ُي ْ‬
‫ن َ‬‫خُلُقو َ‬‫ل ل َي ْ‬ ‫ن ا ِّ‬‫ن ُدو ِ‬ ‫ن ِم ْ‬‫عو َ‬ ‫ن َيْد ُ‬
‫َو اّلِذي َ‬
‫ن ]‪ -[2] /5996 [25 -20‬علي بن إبراهيم‪ :‬إنه رد على عبدة الصنام‪ ،‬قال‪ :‬و قوله‪َ :‬و‬ ‫تعالى‪َ -‬أل ساَء ما َيِزُرو َ‬
‫ن يعني أكاذيب الولين‪.‬‬ ‫لّوِلي َ‬‫طيُر ا َْ‬ ‫ل َرّبُكْم في علي قاُلوا َأسا ِ‬ ‫ل َلُهْم ما ذا َأْنَز َ‬ ‫ِإذا ِقي َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -14‬مجمع البيان ‪.545 :5‬‬
‫‪ -1‬الكافي ‪.592 /394 :8‬‬
‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.383 :1‬‬
‫)‪ (1‬القد‪ :‬قدر الشيء و تقطيعه‪» .‬لسان العرب‪ -‬قدد‪.«345 :3 -‬‬
‫)‪ (2‬تقّدم في الحديث )‪ (2‬من تفسير اليات )‪ (36 -34‬من سورة إبراهيم‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪411 :‬‬
‫‪ -[2] /5997‬علي‪ ،‬بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثني جعفر بن أحمد‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم‪ ،‬عن محمد بن‬
‫علي‪ ،‬عن محمد بن الفضيل‪ ،‬عن أبي حمزة الثمالي‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول في قوله‪:‬‬
‫خَرِة‪» :‬يعني أنهم ل يؤمنون بالرجعة أنها حق قُُلوُبُهْم ُمْنِكَرٌة يعني أنها كافرة َو ُهْم‬ ‫لِ‬‫ن ِبا ْ‬‫ن ل ُيْؤِمُنو َ‬ ‫َفاّلِذي َ‬
‫ن ِإّنُه ل‬‫ن َو ما ُيْعِلُنو َ‬ ‫سّرو َ‬ ‫ل َيْعَلُم ما ُي ِ‬
‫ن ا َّ‬‫جَرَم َأ ّ‬ ‫ن يعني أنهم عن ولية علي )عليه السلم( مستكبرون ل َ‬ ‫سَتْكِبُرو َ‬ ‫ُم ْ‬
‫ن عن ولية علي )عليه السلم(«‪.‬‬ ‫سَتْكِبِري َ‬
‫ب اْلُم ْ‬‫ح ّ‬ ‫ُي ِ‬
‫ن«‪.‬‬ ‫لّوِلي َ‬‫طيُر ا َْ‬ ‫ل َرّبُكْم في علي قاُلوا َأسا ِ‬ ‫ل َلُهْم ما ذا َأْنَز َ‬ ‫و قال‪» :‬نزلت هذه الية هكذا‪َ :‬و ِإذا ِقي َ‬
‫ن ُدو ِ‬
‫ن‬ ‫ن ِم ْ‬‫عو َ‬ ‫ن َيْد ُ‬
‫‪ -[3] /5998‬العياشي‪ :‬عن جابر عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬قال‪ :‬سألته عن هذه الية َو اّلِذي َ‬
‫ن‪.‬‬
‫ن َأّيانَ ُيْبَعُثو َ‬ ‫شُعُرو َ‬ ‫حياٍء َو ما َي ْ‬ ‫غْيُر َأ ْ‬
‫ت َ‬ ‫ن َأْموا ٌ‬ ‫خَلُقو َ‬
‫شْيئًا َو ُهْم ُي ْ‬
‫ن َ‬ ‫خُلُقو َ‬‫ل ل َي ْ‬ ‫ا ِّ‬
‫قال‪» :‬الذين يدعون من دون ال‪ :‬الول و الثاني و الثالث‪ ،‬كذبوا رسول ال )صلى ال عليه و آله( بقوله‪ :‬والوا‬
‫عليا و اتبعوه‪ .‬فعادوا عليا )عليه السلم( و لم يوالوه‪ ،‬و دعوا الناس إلى ولية أنفسهم‪ ،‬فذلك قول ال‪َ :‬و اّلِذي َ‬
‫ن‬
‫ل«‪.‬‬‫ن ا ِّ‬ ‫ن ُدو ِ‬ ‫ن ِم ْ‬‫عو َ‬ ‫َيْد ُ‬
‫ن فإنه يعني و هم يعبدون‪ ،‬و أما قوله‪:‬‬ ‫خلَُقو َ‬ ‫شْيئًا فإنه يعني ل يعبدون شيئا َو ُهْم ُي ْ‬ ‫ن َ‬‫خُلُقو َ‬‫قال‪» :‬و أما قوله‪ :‬ل َي ْ‬
‫ن فإنه يعني أنهم ل يؤمنون‪ ،‬أنهم‬ ‫ن ُيْبَعُثو َ‬
‫شُعُرونَ َأّيا َ‬ ‫حياٍء يعني كفارا غير مؤمنين‪ ،‬و أما قوله‪َ :‬و ما َي ْ‬ ‫غْيُر َأ ْ‬‫ت َ‬ ‫َأْموا ٌ‬
‫ن فإنه يعني عن ولية علي )عليه السلم(‬ ‫ن ل ُيْؤِمُنو َ‬ ‫حٌد فإنه كما قال ال‪ .‬و أما قوله‪َ :‬فاّلِذي َ‬ ‫يشركون ِإلُهُكْم ِإلٌه وا ِ‬
‫سَتْكِبِري َ‬
‫ن‬ ‫ب اْلُم ْ‬‫ح ّ‬ ‫ن ِإّنُه ل ُي ِ‬ ‫ن َو ما ُيْعِلُنو َ‬ ‫سّرو َ‬ ‫ل َيْعَلُم ما ُي ِ‬‫ن ا َّ‬ ‫جَرَم َأ ّ‬‫مستكبرون‪ ،‬قال ال لمن فعل ذلك وعيدا منه‪ :‬ل َ‬
‫عن ولية علي )عليه السلم(«‪.‬‬
‫عن أبي حمزة الثمالي‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬مثله سواء »‪.«1‬‬

‫‪ -[4] /5999‬عن مسعدة بن صدقة‪ ،‬قال‪ :‬مر الحسين بن علي )عليه السلم( بمساكين قد بسطوا كساء لهم‪ ،‬فألقوا‬
‫ن ثم قال‪» :‬قد‬ ‫سَتْكِبِري َ‬‫ب اْلُم ْ‬
‫ح ّ‬‫عليه كسرا‪ ،‬فقالوا‪ :‬هلم يا بن رسول ال‪ ،‬فثنى وركه فأكل معهم‪ ،‬ثم تل ِإّنُه ل ُي ِ‬
‫أجبتكم فأجيبوني« قالوا‪ :‬نعم‪ -‬يا ابن رسول ال‪ -‬و تعمى عين‪ ،‬فقاموا معه حتى أتوا منزله‪ ،‬فقال للرباب‪:‬‬
‫»أخرجي ما كنت تدخرين«‪.‬‬
‫ل َلُهْم ما‬ ‫‪ -[5] /6000‬عن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬نزل جبرئيل هذه الية هكذا‪َ :‬و ِإذا ِقي َ‬
‫ن يعنون بني إسرائيل«‪.‬‬ ‫لّوِلي َ‬
‫طيُر ا َْ‬
‫ل َرّبُكْم في علي قاُلوا َأسا ِ‬ ‫ذا َأْنَز َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.383 :1‬‬
‫‪ -3‬تفسير العّياشي ‪.14 /256 :2‬‬
‫‪ -4‬تفسير العّياشي ‪.15 /257 :2‬‬
‫‪ -5‬تفسير العّياشي ‪ ،17 /257 :2‬شواهد التنزيل ‪.456 /331 :1‬‬
‫)‪ (1‬تفسير العّياشي ‪ /257 :2‬ذيل حديث )‪[.....] .(14‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪412 :‬‬
‫ل َرّبُكْم في علي قاُلوا‬ ‫ل َلُهْم ما ذا َأْنَز َ‬ ‫‪ -[6] /6001‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله‪َ :‬و ِإذا ِقي َ‬
‫حِمُلوا َأْوزاَرُهْم‬ ‫ن‪ ،‬و أما قوله‪ِ :‬لَي ْ‬ ‫لّوِلي َ‬‫طيُر ا َْ‬‫ن‪» :‬سجع أهل الجاهلية في جاهليتهم‪ ،‬فذلك قوله‪َ :‬أسا ِ‬ ‫لّوِلي َ‬
‫طيُر ا َْ‬‫َأسا ِ‬
‫عْلٍم‬
‫ضّلوَنُهْم ِبَغْيِر ِ‬‫ن ُي ِ‬ ‫ن َأْوزاِر اّلِذي َ‬ ‫كاِمَلًة َيْوَم اْلِقياَمِة فإنه يعني ليستكملوا »‪ «1‬الكفر يوم القيامة‪ ،‬و أما قوله‪َ :‬و ِم ْ‬
‫ن«‪.‬‬
‫يعني يتحملون كفر الذين يتولونهم‪ ،‬قال ال‪َ :‬أل ساَء ما َيِزُرو َ‬
‫ضّلوَنُهْم‬‫ن ُي ِ‬ ‫ن َأْوزاِر اّلِذي َ‬ ‫حِمُلوا َأْوزاَرُهْم كاِمَلًة َيْوَم اْلِقياَمِة َو ِم ْ‬
‫‪ -[7] /6002‬علي بن إبراهيم‪ :‬قال ال عز و جل‪ِ :‬لَي ْ‬
‫عْلٍم قال‪ :‬يحملون آثامهم‪ ،‬يعني الذين غصبوا أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ ،‬و آثام كل من اقتدى بهم‪ ،‬و هو‬ ‫ِبَغْيِر ِ‬
‫قول الصادق )عليه السلم(‪» :‬و ال ما أهريقت محجمة من دم‪ ،‬و ل قرع عصا بعصا‪ ،‬و ل غصب فرج حرام‪ ،‬و‬
‫ل أخذ مال من غير حله‪ ،‬إل و وزر ذلك في أعناقهما‪ ،‬من غير أن ينقص من أوزار العاملين شيئا«‪.‬‬
‫‪ -[8] /6003‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن الحسين بن محمد الشعري‪ ،‬عن معلى بن محمد‪ ،‬عن الوشاء‪ ،‬عن أبان‪ ،‬عن‬
‫عقبة بن بشير السدي‪ ،‬عن الكميت بن زيد السدي‪ ،‬قال‪ :‬دخلت على أبي جعفر )عليه السلم( فقال‪» :‬و ال‪ -‬يا‬
‫كميت‪ -‬لو كان عندنا مال لعطيناك منه‪ ،‬و لكن لك ما قال رسول ال )صلى ال عليه و آله( لحسان بن ثابت‪ :‬لن‬
‫يزال معك روح القدس ما ذببت عنا«‪.‬‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬خبرني عن الرجلين؟ قال‪ :‬فأخذ الوسادة فكسرها في صدره‪ ،‬ثم قال‪» :‬و ال‪ -‬يا كميت‪ -‬ما أهريقت‬
‫محجمة من دم‪ ،‬و ل أخذ مال من غير حله‪ ،‬و ل قلب حجر عن حجر‪ ،‬إل ذاك في أعناقهما«‪.‬‬
‫‪ -[9] /6004‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن جميل‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‬
‫قال‪» :‬خطب أمير المؤمنين )عليه السلم( بعد ما بويع له بخمسة أيام خطبة‪ ،‬فقال فيها‪ :‬و اعلموا أن لكل حق‬
‫طالبا‪ ،‬و لكل دم ثائرا‪ ،‬و الطالب لحقنا كقيام الثائر بدمائنا‪ ،‬و الحاكم في حق نفسه هو العادل الذي ل يحيف‪ ،‬و‬
‫الحاكم الذي ل يجوز‪ ،‬و هو ال الواحد القهار‪.‬‬
‫و اعلموا أن على كل شارع بدعة وزره و وزر كل مقتد »‪ «2‬به من بعده‪ ،‬من غير أن ينقص من أوزار العاملين‬
‫شيئا‪ ،‬و سينتقم ال من الظلمة مأكل بمأكل و مشربا بمشرب‪ ،‬من لقم العلقم و مشارب الصبر الدهم »‪،«3‬‬
‫فليشربوا بالصب »‪ «4‬من الراح »‪ «5‬السم المداف‪ ،‬و ليلبسوا دثار »‪ «6‬الخوف دهرا طويل‪ ،‬و لهم بكل ما أتوا‬
‫و عملوا من‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪.18 /257 :2‬‬
‫‪ -7‬تفسير القّمي ‪.383 :1‬‬
‫‪ -8‬الكافي ‪.75 /102 :8‬‬
‫‪ -9‬تفسير القّمي ‪.384 :1‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ليتكّلموا‪.‬‬
‫)‪ (2‬في »ط«‪ :‬معتقد‪.‬‬
‫)‪ (3‬الدهم‪ :‬السود‪» .‬لسان العرب‪ -‬دهم‪.«209 :12 -‬‬
‫)‪ (4‬في »ط«‪ :‬معتقد‪.‬‬
‫)‪ (5‬الراح‪ :‬الخمر‪» .‬الصحاح‪ -‬روح‪.«368 :1 -‬‬
‫ل ما كان من الثياب فوق الشعار‪» .‬الصحاح‪ -‬دثر‪.«655 :2 -‬‬ ‫)‪ (6‬الدثار‪ :‬ك ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪413 :‬‬
‫أفاويق »‪ «1‬الصبر الدهم فوق ما أتوا و عملوا‪ ،‬أما إنه لم يبق إل الزمهرير من شتائهم‪ ،‬و ما لهم من الصيف إل‬
‫رقدة‪ ،‬ويحهم ما تزودوا و جمعوا على ظهورهم من الثام و الخطايا‪.‬‬
‫فيا مطايا الخطايا‪ ،‬و يا زور الزور‪ ،‬و أوزار الثام مع الذين ظلموا‪ ،‬اسمعوا و اعقلوا و توبوا‪ ،‬و ابكوا على‬
‫أنفسكم‪ ،‬فسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون‪.‬‬
‫فاقسم ثم اقسم‪ ،‬لتحملنها بنو امية من بعدي‪ ،‬و ليعرفنها في دار غيرهم عما قليل‪ ،‬فل يبعد ال إل من ظلم‪ ،‬و على‬
‫البادي‪ -‬يعني الول‪ -‬ما سهل لهم من سبيل الخطايا مثل أوزارهم و أوزار كل من عمل بوزرهم إلى يوم القيامة‪،‬‬
‫و من أوزار الذين يضلونهم بغير علم‪ ،‬أل ساء ما يزرون«‪.‬‬
‫‪ -[10] /6005‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبي )رحمه ال(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سعد بن عبد ال‪ ،‬عن محمد بن أحمد‪ ،‬عن‬
‫أحمد بن محمد السياري‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن عبد ال بن مهران الكوفي‪ ،‬قال‪ :‬حدثني حنان بن سدير‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن أبي إسحاق الليثي‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي جعفر محمد بن علي الباقر )عليه السلم(‪ :‬يا بن رسول ال‪ ،‬أخبرني عن‬
‫المؤمن المستبصر إذا بلغ في المعرفة و كمل‪ ،‬هل يزني؟ قال‪» :‬اللهم ل«‪ .‬قلت‪ :‬فيلوط؟ قال‪» :‬اللهم ل«‪ .‬قلت‪:‬‬
‫فيسرق؟ قال‪:‬‬
‫»ل«‪ .‬قلت‪ :‬فيشرب الخمر؟ قال‪» :‬ل«‪ .‬قلت‪ :‬فيأتي بكبيرة من هذه الكبائر أو فاحشة من هذه الفواحش؟ قال‪:‬‬
‫»ل«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فيذنب ذنبا؟ قال‪» :‬نعم‪ ،‬هو مؤمن مذنب ملم«‪ .‬قلت‪ :‬ما معنى ملم؟ قال‪» :‬الملم بالذنب ل يلزمه و ل يصير‬
‫عليه«‪.‬‬
‫قال‪ :‬فقلت‪ :‬سبحان ال! ما أعجب هذا‪ ،‬ل يزني‪ ،‬و ل يلوط‪ ،‬و ل يسرق‪ ،‬و ل يشرب الخمر‪ ،‬و ل يأتي بكبيرة من‬
‫الكبائر و ل فاحشة! فقال‪» :‬ل تعجب من أمر ال‪ ،‬إن ال عز و جل يفعل ما يشاء‪ ،‬و ل يسأل عما يفعل و هم‬
‫يسألون‪ ،‬فمم عجبت يا إبراهيم؟ سل و ل تستنكف و ل تستح‪ ،‬فإن هذا العلم ل يتعلمه مستكبر و ل مستحيي«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬يا بن رسول ال‪ ،‬إني أجد من شيعتكم من يشرب الخمر‪ ،‬و يقطع الطريق‪ ،‬و يخيف السبيل‪ ،‬و يزني‪ ،‬و‬
‫يلوط‪ ،‬و يأكل الربا‪ ،‬و يرتكب الفواحش‪ ،‬و يتهاون بالصلة و الصيام و الزكاة‪ ،‬و يقطع الرحم‪ ،‬و يأتي الكبائر‪،‬‬
‫فكيف هذا‪ ،‬و لم ذاك؟ فقال‪» :‬يا إبراهيم‪ ،‬هل يختلج في صدرك شيء غير هذا؟« قلت‪ :‬نعم‪ -‬يا بن رسول ال‪-‬‬
‫اخرى أعظم من ذلك‪ .‬فقال‪» :‬و ما هو‪ ،‬يا أبا إسحاق؟« قال‪ :‬فقلت‪ :‬يا بن رسول ال‪ ،‬و أجد من أعدائكم‪ ،‬و من‬
‫مناصبيكم من يكثر من الصلة و من الصيام‪ ،‬و يخرج الزكاة‪ ،‬و يتابع بين الحج و العمرة‪ ،‬و يحرص على‬
‫الجهاد‪ ،‬و يأثر »‪ «2‬على البر و على صلة الرحام‪ ،‬و يقضي حقوق إخوانه‪ ،‬و يواسيهم من ماله‪ ،‬و يتجنب شرب‬
‫الخمر و الزنا و اللواط‪ ،‬و سائر الفواحش‪ ،‬فمم ذاك؟ و لم ذلك؟ فسره لي با بن رسول ال و برهنه و بينه‪ ،‬فقد‪ -‬و‬
‫ال‪ -‬كثر فكري‪ ،‬و أسهر ليلي و ضاق ذرعي‪.‬‬
‫قال‪ :‬فتبسم الباقر )صلوات ال عليه(‪ ،‬ثم قال‪» :‬يا إبراهيم‪ ،‬خذ إليك بيانا شافيا فيما سألت‪ ،‬و علما مكنونا من‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -10‬علل الشرائع‪.81 /606 :‬‬
‫)‪ (1‬الفاويق‪ :‬ما اجتمع من الماء في السحاب‪ ،‬فهو يمطر ساعة بعد ساعة‪ .‬و الفاويق أيضا جميع )الفيقة( اسم‬
‫ى به هنا عن استمرار العذاب‪.‬‬ ‫ضرع بين الحلبتين‪ .‬و كن ّ‬ ‫اللبن الذي يجتمع في ال ّ‬
‫)‪ (2‬أثر أن يفعل ذلك المر‪ :‬أي فرغ له و عّزم عليه‪» .‬لسان العرب‪ -‬أثر‪.«8 :4 -‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪414 :‬‬
‫خزائن علم ال و سره‪ ،‬أخبرني‪ -‬يا إبراهيم‪ -‬كيف تجد اعتقادهما؟«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬يا بن رسول ال‪ ،‬أجد محبيكم و شيعتكم على ما هم فيه مما و صفته من أفعالهم‪ ،‬لو أعطي أحدهم ما بين‬
‫المشرق و المغرب ذهبا و فضة أن يزول عن وليتكم و محبتكم إلى موالة غيركم و محبتهم‪ ،‬ما زال‪ ،‬و لو‬
‫ضربت خياشيمه بالسيوف فيكم‪ ،‬و لو قتل فيكم ما ارتدع و ل رجع عن محبتكم و وليتكم‪ .‬و أرى الناصب على‬
‫ما هو عليه مما وصفته من أفعالهم‪ ،‬لو اعطي أحدهم ما بين المشرق و المغرب ذهبا و فضة أن يزول عن محبة‬
‫الطواغيت و موالتهم إلى موالتكم‪ ،‬ما فعل و ل زال‪ ،‬و لو ضربت خياشيمه بالسيوف فيهم‪ ،‬و لو قتل فيهم‪ ،‬ما‬
‫ارتدع و ل رجع‪ ،‬و إذا سمع أحدهم منقبة لكم و فضل اشمأز من ذلك و تغير لونه‪ ،‬و رؤي كراهية ذلك في‬
‫وجهه‪ ،‬بغضا لكم و محبة لهم‪.‬‬
‫قال‪ :‬فتبسم الباقر )عليه السلم(‪ ،‬ثم قال‪» :‬يا إبراهيم‪ ،‬ها هنا هلكت العاملة الناصبة‪ ،‬تصلى نارا حامية‪ ،‬تسقى من‬
‫جَعْلناهُ َهباًء َمْنُثورًا »‪ «1‬ويحك‪ -‬يا‬
‫ل َف َ‬
‫عَم ٍ‬
‫ن َ‬
‫عِمُلوا ِم ْ‬
‫عين آنية‪ ،‬و من أجل ذلك قال ال عز و جل‪َ :‬و َقِدْمنا ِإلى ما َ‬
‫إبراهيم‪ -‬أ تدري ما السبب و القصة في ذلك‪ ،‬و ما الذي قد خفي على الناس منه«؟‬
‫قلت‪ :‬يا بن رسول ال‪ ،‬فبينه لي و اشرحه و برهنه‪.‬‬
‫قال‪» :‬يا إبراهيم‪ ،‬إن ال تبارك و تعالى لم يزل عالما قديما‪ ،‬خلق الشياء ل من شيء‪ ،‬و من زعم أن ال عز و‬
‫جل خلق الشياء من شيء فقد كفر‪ ،‬لنه لو كان ذلك الشيء الذي خلق منه الشياء قديما معه في أزليته و هويته‪،‬‬
‫كان ذلك الشيء أزليا‪ ،‬بل خلق ال عز و جل الشياء كلها ل من شيء‪ ،‬فكان مما خلق ال عز و جل أرضا طيبة‪،‬‬
‫ثم فجر منها ماء عذبا زلل‪ ،‬فعرض عليها وليتنا أهل البيت فقبلتها‪ ،‬فأجرى ذلك الماء عليها سبعة أيام فطبقها »‬
‫‪ «2‬و عمها‪ ،‬ثم نضب ذلك الماء عنها‪ ،‬فأخذ من صفوة ذلك الطين طينا‪ ،‬فجعله طين الئمة )عليهم السلم(‪ ،‬ثم‬
‫أخذ ثفل »‪ «3‬ذلك الطين‪ ،‬فخلق منه شيعتنا‪ ،‬و لو ترك طينتكم‪ -‬يا إبراهيم‪ -‬على حالها كما ترك طينتنا‪ ،‬لكنتم و‬
‫نحن شيئا واحدا«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬يا بن رسول ال‪ ،‬فما فعل بطينتنا؟‬
‫قال‪» :‬أخبرك‪ -‬يا إبراهيم‪ -‬خلق ال عز و جل بعد ذلك أرضا سبخة خبيثة منتنة‪ ،‬ثم فجر منها ماء أجاجا آسنا »‬
‫‪ «4‬مالحا‪ ،‬فعرض عليها وليتنا أهل البيت‪ ،‬فلم تقبلها‪ ،‬فأجرى ذلك الماء عليها سبعة أيام حتى طبقها و عمها‪ ،‬ثم‬
‫نضب ذلك الماء عنها‪ ،‬ثم أخذ من ذلك الطين‪ ،‬فخلق منه الطغاة و أئمتهم‪ ،‬ثم مزجه بثفل طينتكم‪ ،‬و لو ترك‬
‫طينتهم على حالها و لم يمزج بطينتكم لم يشهدوا الشهادتين‪ ،‬و ل صلوا و ل صاموا و ل زكوا و ل حجوا و ل‬
‫أدوا‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬الفرقان ‪[.....] .23 :25‬‬
‫)‪ (2‬طبقها‪ :‬غشاها و عّمها‪» .‬المعجم الوسيط‪ -‬طبق‪.«550 :2 -‬‬
‫)‪ (3‬الّثفل‪ :‬ما استقّر تحت الماء و نحوه من كدر‪» .‬المعجم الوسيط‪ -‬ثفل‪.«97 :1 -‬‬
‫)‪ (4‬في »س«‪ :‬منتنا‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪415 :‬‬
‫أمانة‪ ،‬و ل أشبهوكم في الصور‪ ،‬و ليس شيء أشد »‪ «1‬على المؤمن من أن يرى صورة عدوه مثل صورته«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬يا بن رسول ال‪ ،‬فما صنع بالطينتين؟‬
‫قال‪» :‬مزج بينهما بالماء الول و الماء الثاني‪ ،‬ثم عركها عرك الديم‪ ،‬ثم أخذ من ذلك قبضة‪ ،‬فقال‪ :‬هذه إلى الجنة‬
‫و ل ابالي و أخذ قبضة اخرى‪ ،‬و قال‪ :‬هذه إلى النار و ل ابالي ثم خلط بينهما‪ ،‬فوقع من سنخ المؤمن و طينته‬
‫على سنخ الكافر و طينته‪ ،‬و وقع من سنخ الكافر و طينته على سنخ المؤمن و طينته‪ .‬فما رأيته من شيعتنا من زنا‬
‫أو لواط أو ترك صلة أو صيام أو حج أو جهاد‪ ،‬أو جناية »‪ ،«2‬أو كبيرة من هذه الكبائر‪ ،‬فهو من طينة الناصب‬
‫و عنصره الذي قد مزج فيه‪ ،‬لن من سنخ الناصب و عنصره و طينته اكتساب المآثم و الفواحش و الكبائر‪ ،‬و ما‬
‫رأيت من الناصب‪ ،‬و مواظبته على الصلة و الصيام و الزكاة و الحج و الجهاد و أبواب البر‪ ،‬فهو من طينة‬
‫المؤمن و سنخه الذي قد مزج فيه‪ ،‬لن من سنخ المؤمن و عنصره و طينته اكتساب الحسنات و استعمال الخير و‬
‫اجتناب المآثم‪.‬‬
‫فإذا عرضت هذه العمال كلها على ال عز و جل‪ ،‬قال‪ :‬أنا عدل ل أجور‪ ،‬و منصف ل أظلم‪ ،‬و حكم ل أحيف و‬
‫ل أميل و ل أشطط‪ ،‬ألحقوا العمال السيئة التي اجترحها المؤمن بسنخ الناصب و طينته‪ ،‬و ألحقوا العمال‬
‫الحسنة التي اكتسبها الناصب بسنخ المؤمن و طينته‪ ،‬ردوها كلها إلى أصلها‪ ،‬فإني أنا ال ل إله إل أنا عالم السر و‬
‫أخفى‪ ،‬و أنا المطلع على قلوب عبادي‪ ،‬ل أحيف و ل أظلم‪ ،‬و ل الزم أحدا إل بما عرفته منه قبل أن أخلقه«‪.‬‬
‫ثم قال الباقر )عليه السلم(‪» :‬يا إبراهيم‪ ،‬اقرأ هذه الية« قلت‪ :‬يا بن رسول ال‪ ،‬أية آية؟ قال‪» :‬قوله تعالى‪ :‬قا َ‬
‫ل‬
‫ن »‪ «3‬هو في الظاهر ما تفهمونه‪ ،‬و هو‪ -‬و ال‪ -‬في‬ ‫عْنَدُه ِإّنا ِإذًا َلظاِلُمو َ‬
‫عنا ِ‬
‫جْدنا َمتا َ‬
‫ن َو َ‬
‫ل َم ْ‬
‫خَذ ِإ ّ‬
‫ن َنْأ ُ‬‫ل َأ ْ‬
‫َمعاَذ ا ِّ‬
‫الباطن هذا بعينه‪ .‬يا إبراهيم‪ ،‬إن للقرآن ظاهرا و باطنا‪ ،‬و محكما و متشابها‪ ،‬و ناسخا و منسوخا«‪.‬‬
‫ثم قال‪» :‬أخبرني‪ -‬يا إبراهيم‪ -‬عن الشمس إذا طلعت‪ ،‬و بدأ شعاعها في البلدان‪ ،‬أهو بائن من القرص؟« قلت‪ :‬في‬
‫حال طلوعه بائن‪ .‬قال‪» :‬أليس إذا غابت الشمس اتصل ذلك الشعاع بالقرص حتى يعود إليه؟« قلت‪ :‬نعم‪.‬‬
‫قال‪» :‬كذلك يعود كل شيء إلى سنخه و جوهره و أصله‪ ،‬فإذا كان يوم القيامة‪ ،‬نزع ال عز و جل سنخ الناصب و‬
‫طينته مع أثقاله و أوزاره من المؤمن‪ ،‬فيلحقها كلها بالناصب‪ ،‬و ينزع سنخ المؤمن و طينته مع حسناته و أبواب‬
‫بره و اجتهاده من الناصب‪ ،‬فيلحقها كلها بالمؤمن‪ ،‬أفترى ها هنا ظلما أو عدوانا؟« قلت‪ :‬ل‪ ،‬يا بن رسول ال‪.‬‬
‫قال‪» :‬هذا‪ -‬و ال‪ -‬القضاء الفاصل‪ ،‬و الحكم القاطع‪ ،‬و العدل البين‪ ،‬ل يسأل عما يفعل و هم يسألون‪ ،‬هذا‪ -‬يا‬
‫إبراهيم‪ -‬الحق من ربك‪ ،‬فل تكن من الممترين‪ ،‬و هذا من حكم الملكوت«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬يا بن رسول ال‪ ،‬و ما حكم الملكوت؟‬
‫طيَع‬
‫سَت ِ‬
‫ن َت ْ‬
‫ك َل ْ‬
‫قال‪» :‬حكم ال و حكم أنبيائه‪ ،‬و قصة الخضر و موسى )عليهما السلم( حين استصحبه‪ ،‬فقال‪ِ :‬إّن َ‬
‫صْبرًا‬‫ي َ‬ ‫َمِع َ‬

‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬أكبر‪.‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬أو خيانة‪.‬‬
‫)‪ (3‬يوسف ‪.79 :12‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪416 :‬‬

‫خْبرًا »‪ «1‬افهم‪ -‬يا إبراهيم‪ -‬و اعقل‪ ،‬أنكر موسى على الخضر‪ ،‬و استفظع‬ ‫ط ِبِه ُ‬ ‫ح ْ‬‫على ما َلْم ُت ِ‬ ‫صِبُر َ‬ ‫ف َت ْ‬‫َو َكْي َ‬
‫أفعاله حتى قال له الخضر‪ :‬يا موسى‪ ،‬ما فعلته عن أمري‪ ،‬إنما فعلته عن أمر ال عز و جل‪ .‬من هذا‪ -‬ويحك يا‬
‫إبراهيم‪ -‬قرآن يتلى‪ ،‬و أخبار تؤثر عن ال عز و جل‪ ،‬من رد منها حرفا فقد كفر و أشرك‪ ،‬و رد على ال عز و‬
‫جل«‪.‬‬
‫قال الليثي‪ :‬فكأني لم أعقل اليات و أنا أقرأها أربعين سنة إل ذلك اليوم‪ ،‬فقلت‪ :‬يا بن رسول ال‪ ،‬ما أعجب هذا‪،‬‬
‫تؤخذ حسنات أعدائكم فترد على شيعتكم‪ ،‬و تؤخذ سيئات محبيكم فترد على مبغضيكم؟‬
‫قال‪» :‬إي و ال الذي ل إله إل هو‪ ،‬فالق الحبة و بارئ النسمة و فاطر الرض و السماء‪ ،‬ما أخبرتك إل بالحق‪ ،‬و‬
‫ما أنبأتك إل الصدق‪ ،‬و ما ظلمهم ال‪ ،‬و ما ال بظلم للعبيد‪ ،‬و إن ما أخبرتك لموجود في القرآن كله«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬هذا بعينه يوجد في القرآن؟‬
‫قال‪» :‬نعم‪ ،‬يوجد في أكثر من ثلثين موضعا في القرآن‪ ،‬أ تحب أن أقرأ ذلك عليك؟« قلت‪ :‬بلى‪ ،‬يا بن رسول ال‪.‬‬
‫ن ِم ْ‬
‫ن‬ ‫خطاياُكْم َو ما ُهْم ِبحاِمِلي َ‬ ‫ل َ‬ ‫حِم ْ‬
‫سِبيَلنا َو ْلَن ْ‬
‫ن آَمُنوا اّتِبُعوا َ‬ ‫ن َكَفُروا ِلّلِذي َ‬ ‫ل اّلِذي َ‬‫فقال‪» :‬قال ال عز و جل‪َ :‬و قا َ‬
‫ل َمَع َأْثقاِلِهْم »‪ «2‬الية‪ .‬أزيدك‪ ،‬يا إبراهيم؟« قلت‪ :‬بلى‪ ،‬يا‬ ‫ن َأْثقاَلُهْم َو َأْثقا ً‬
‫حِمُل ّ‬
‫ن َو َلَي ْ‬‫يٍء ِإّنُهْم َلكاِذُبو َ‬ ‫ش ْ‬‫ن َ‬ ‫خطاياُهْم ِم ْ‬ ‫َ‬
‫عْلٍم َأل ساَء ما َيِزُرو َ‬
‫ن‬ ‫ضّلوَنُهْم ِبَغْيِر ِ‬ ‫ن ُي ِ‬‫ن َأْوزاِر اّلِذي َ‬ ‫حِمُلوا َأْوزاَرُهْم كاِمَلًة َيْوَم اْلِقياَمِة َو ِم ْ‬ ‫بن رسول ال‪ .‬قال‪ِ» :‬لَي ْ‬
‫حيمًا »‬ ‫غُفورًا َر ِ‬ ‫ل َ‬‫ن ا ُّ‬
‫ت َو كا َ‬ ‫سنا ٍ‬ ‫حَ‬ ‫سّيئاِتِهْم َ‬ ‫لُ َ‬
‫لا ّ‬ ‫ك ُيَبّد ُ‬
‫أ تحب أن أيدك؟« قلت‪ :‬بلى‪ ،‬يا بن رسول ال‪ .‬قال‪َ» :‬فُأْولِئ َ‬
‫‪ «3‬يبدل ال سيئات شيعتنا حسنات‪ ،‬و يبدل ال حسنات أعدائنا سيئات‪ ،‬و جلل ال و وجه ال »‪ «4‬إن هذا لمن‬
‫عدله و إنصافه‪ ،‬ل راد لقضائه‪ ،‬و ل معقب لحكمه‪ ،‬و هو السميع العليم‪ ،‬ألم أبين لك أمر المزاج و الطينتين من‬
‫ن َرّب َ‬
‫ك‬ ‫ل الّلَمَم ِإ ّ‬
‫ش ِإ ّ‬
‫ح َ‬ ‫لْثِم َو اْلَفوا ِ‬
‫ن َكباِئَر ا ِْ‬‫جَتِنُبو َ‬
‫ن َي ْ‬‫القرآن؟« قلت‪ :‬بلى‪ ،‬يا بن رسول ال‪ .‬قال‪» :‬اقرأ‪ -‬إبراهيم‪ -‬اّلِذي َ‬
‫ض »‪ «5‬يعني من الرض الطيبة‪ ،‬و الرض المنتنة َفل ُتَزّكوا‬ ‫لْر ِ‬ ‫ن ا َْ‬
‫شَأُكْم ِم َ‬ ‫عَلُم ِبُكْم ِإْذ َأْن َ‬
‫سُع اْلَمْغِفَرِة ُهَو َأ ْ‬
‫وا ِ‬
‫ن اّتقى »‪ «6‬يقول‪ :‬ل يفتخر أحدكم بكثرة صلته و صيامه و زكاته و نسكه‪ ،‬لن ال عز و جل‬ ‫عَلُم ِبَم ِ‬
‫سُكْم ُهَو َأ ْ‬
‫َأْنُف َ‬
‫أعلم بمن اتقى منكم‪ ،‬فإن ذلك من قبل اللمم‪ ،‬و هو المزاج‪ ،‬أزيدك يا إبراهيم؟« قلت‪ :‬بلى‪ ،‬يا بن رسول ال قال‪:‬‬
‫ل »‪ «7‬يعني‬ ‫ن ا ِّ‬
‫ن ُدو ِ‬‫ن َأْوِلياَء ِم ْ‬‫طي َ‬ ‫شيا ِ‬‫خُذوا ال ّ‬ ‫ضلَلُة ِإّنُهُم اّت َ‬‫عَلْيِهُم ال ّ‬ ‫ق َ‬ ‫حّ‬ ‫ن َفِريقًا َهدى َو َفِريقًا َ‬ ‫»َكما َبَدَأُكْم َتُعوُدو َ‬
‫أئمة الجور‪ ،‬دون أئمة الحق‪ ،‬و يحسبون أنهم مهتدون‪ ،‬خذها إليك‪ -‬يا أبا إسحاق‪ -‬فو ال إنه لمن غرر أحاديثنا‪ ،‬و‬
‫بواطن سرائرنا‪ ،‬و مكنون خزائننا‪ ،‬انصرف و ل تطلع على سرنا أحدا إل مؤمنا مستبصرا‪ ،‬فإنك إن أذعت سرنا‬
‫بليت في نفسك و مالك و أهلك و ولدك«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬الكهف ‪.68 -67 :18‬‬
‫)‪ (2‬العنكبوت ‪.13 -12 :29‬‬
‫)‪ (3‬الفرقان ‪.70 :25‬‬
‫ل( ليس في المصدر‪.‬‬ ‫)‪) (4‬و وجه ا ّ‬
‫)‪ (6 ،5‬النجم ‪.32 :53‬‬
‫)‪ (7‬العراف ‪.30 -29 :7‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪417 :‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ثل‬ ‫حْي ُ‬‫ن َ‬ ‫ب ِم ْ‬ ‫ن َفْوِقِهْم َو َأتاُهُم اْلَعذا ُ‬ ‫ف ِم ْ‬ ‫سْق ُ‬ ‫عَلْيِهُم ال ّ‬‫خّر َ‬ ‫عِد َف َ‬
‫ن اْلَقوا ِ‬ ‫ل ُبْنياَنُهْم ِم َ‬‫ن َقْبِلِهْم َفَأَتى ا ُّ‬‫ن ِم ْ‬‫َقْد َمَكَر اّلِذي َ‬
‫ن ]‪[26‬‬ ‫شُعُرو َ‬ ‫َي ْ‬
‫‪ -[1] /6006‬ابن بابويه‪ :‬بإسناده عن الرضا )عليه السلم( عن آبائه‪ ،‬عن علي )عليه السلم( قال‪» :‬يوم الربعاء‬
‫خر عليهم السقف من فوقهم«‪.‬‬
‫‪ -[2] /6007‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن محمد بن أبي عمير‪ ،‬عن أبي أيوب‪ ،‬عن محمد بن مسلم‪،‬‬
‫ف ِم ْ‬
‫ن‬ ‫سْق ُ‬ ‫عَلْيِهُم ال ّ‬‫خّر َ‬ ‫عِد َف َ‬‫ن اْلَقوا ِ‬‫ل ُبْنياَنُهْم ِم َ‬
‫ن َقْبِلِهْم َفَأَتى ا ُّ‬ ‫ن ِم ْ‬ ‫عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله‪َ :‬قْد َمَكَر اّلِذي َ‬
‫ن‪.‬‬
‫شُعُرو َ‬ ‫ث ل َي ْ‬ ‫حْي ُ‬‫ن َ‬ ‫ب ِم ْ‬ ‫َفْوِقِهْم َو َأتاُهُم اْلَعذا ُ‬
‫قال‪» :‬بيت مكرهم‪ ،‬أي ماتوا فألقاهم »‪ «1‬ال في النار‪ ،‬و هو مثل لعداء آل محمد )عليه و عليهم السلم(«‪.‬‬
‫ل ُبْنياَنُهْم ِم َ‬
‫ن‬ ‫‪ -[3] /6008‬العياشي‪ :‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قول ال‪َ :‬فَأَتى ا ُّ‬
‫عِد‪ ،‬قال‪» :‬كان بيت غدر يجتمعون فيه«‪.‬‬ ‫اْلَقوا ِ‬
‫‪ -[4] /6009‬عن أبي السفاتج‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( أنه قرأ »فأتى ال بيتهم من القواعد يعني بيت‬
‫مكرهم«‪.‬‬
‫عِد‪.‬‬
‫ن اْلَقوا ِ‬‫ل ُبْنياَنُهْم ِم َ‬ ‫‪ -[5] /6010‬عن كليب‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سألته عن قول ال‪َ :‬فَأَتى ا ُّ‬
‫قال‪» :‬ل‪ ،‬فأتى ال بيتهم من القواعد و إنما كان بيتا«‪.‬‬
‫ن ِم ْ‬
‫ن‬ ‫‪ -[6] /6011‬عن الحسن بن زياد الصيقل‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪َ» :‬قْد َمَكَر اّلِذي َ‬
‫ف« قال محمد بن كليب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫سْق ُ‬ ‫عَلْيِهُم ال ّ‬‫خّر َ‬ ‫عِد َف َ‬‫ن اْلَقوا ِ‬ ‫ل ُبْنياَنُهْم ِم َ‬‫َقْبِلِهْم و لم يعلم الذين آمنوا َفَأَتى ا ُّ‬
‫قال‪» :‬إنما كان بيتا« »‪.«2‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬الخصال‪.78 /388 :‬‬
‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪[.....] .384 :1‬‬
‫‪ -3‬تفسير العّياشي ‪.19 /258 :2‬‬
‫‪ -4‬تفسير العّياشي ‪.20 /258 :2‬‬
‫‪ -5‬تفسير العّياشي ‪.21 /258 :2‬‬
‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪.22 /258 :2‬‬
‫)‪ (1‬في »ط«‪ :‬و أبقاهم‪.‬‬
‫ل عليه(‪ :‬قوله‪ :‬بيت مكرهم‪ ،‬أي المراد بالبنيان بيت مكرهم الذي بنوه مجازا‪ .‬قال في‬ ‫قال المجلسي )رضوان ا ّ‬
‫ل مكرهم من أصله‪ ،‬أي عاد ضرر المكر إليهم‪.‬‬ ‫ل لستيصالهم‪ ،‬و المعنى‪ :‬فأتى ا ّ‬ ‫مجمع البيان‪ :‬قيل‪ :‬مثل ضربه ا ّ‬
‫»بحار النوار ‪) 8‬الطبعة الحجرية(‪.«365 :‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬قال‪ :‬أتى بيتا‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪418 :‬‬
‫عِد‪.‬‬
‫ن اْلَقوا ِ‬ ‫ل ُبْنياَنُهْم ِم َ‬
‫‪ -[7] /6012‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪َ :‬فَأَتى ا ُّ‬
‫قال‪» :‬كان بيت غدر يجتمعون فيه إذا أرادوا الشر«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪ -[1] /6013 [29 -27‬قال علي بن إبراهيم‪:‬‬ ‫س َمْثَوى اْلُمَتَكّبِري َ‬ ‫خِزيِهْم‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬فَلِبْئ َ‬ ‫ُثّم َيْوَم اْلِقياَمِة ُي ْ‬
‫خْز َ‬
‫ي‬ ‫ن اْل ِ‬
‫ن ُأوُتوا اْلِعْلَم ِإ ّ‬ ‫ل اّلِذي َ‬
‫ن ِفيِهْم قا َ‬‫شاّقو َ‬ ‫ن ُكْنُتْم ُت َ‬
‫ي اّلِذي َ‬ ‫شَركاِئ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ل َأْي َ‬
‫خِزيِهْم َو َيُقو ُ‬ ‫قوله تعالى‪ُ :‬ثّم َيْوَم اْلِقياَمِة ُي ْ‬
‫ن قال‪ :‬الذين أوتوا العلم‪:‬‬ ‫عَلى اْلكاِفِري َ‬ ‫سوَء َ‬ ‫اْلَيْوَم َو ال ّ‬
‫الئمة )عليهم السلم( يقولون لعدائهم‪ :‬أين شركاؤكم‪ ،‬و من أطعتموهم في الدنيا؟ ثم قال فيهم أيضا‪ :‬اّلِذي َ‬
‫ن‬
‫سوٍء فرد ال‬ ‫ن ُ‬ ‫ل ِم ْ‬ ‫سَلَم سلموا لما أصابهم من البلء‪ ،‬ثم يقولون‪ :‬ما ُكّنا َنْعَم ُ‬ ‫سِهْم َفَأْلَقُوا ال ّ‬‫َتَتَوّفاُهُم اْلَملِئَكُة ظاِلِمي َأْنُف ِ‬
‫ن‪.‬‬‫س َمْثَوى اْلُمَتَكّبِري َ‬ ‫ن ِفيها َفَلِبْئ َ‬‫جَهّنَم خاِلِدي َ‬ ‫ب َ‬ ‫خُلوا َأْبوا َ‬ ‫ن َفاْد ُ‬ ‫عِليٌم ِبما ُكْنُتْم َتْعَمُلو َ‬ ‫ل َ‬ ‫ن ا َّ‬
‫عليهم‪ ،‬فقال‪َ :‬بلى ِإ ّ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫خْيٌر َو َلِنْعَم داُر‬
‫خَرةِ َ‬
‫لِ‬‫سَنٌة َو َلداُر ا ْ‬
‫حَ‬
‫سُنوا ِفي هِذِه الدّْنيا َ‬‫حَ‬‫ن َأ ْ‬
‫خْيرًا ِلّلِذي َ‬
‫ل َرّبُكْم قاُلوا َ‬
‫ن اّتَقْوا ما ذا َأْنَز َ‬
‫ل ِلّلِذي َ‬
‫َو ِقي َ‬
‫ل ]‪[37 -30‬‬ ‫ضّ‬
‫ن ُي ِ‬ ‫ل ل َيْهِدي َم ْ‬‫ن ا َّ‬
‫على ُهداُهْم َفِإ ّ‬ ‫ص َ‬‫حِر ْ‬ ‫ن َت ْ‬
‫ن‪ -‬إلى قوله تعالى‪ِ -‬إ ْ‬ ‫اْلُمّتِقي َ‬
‫‪ -[2] /6014‬الشيخ في )أماليه( قال‪ :‬حدثنا أبو عبد ال محمد بن محمد بن النعمان )رحمه ال(‪ ،‬قال‪ :‬أخبرني أبو‬
‫الحسن علي بن محمد بن حبيش الكاتب‪ ،‬قال‪ :‬أخبرني الحسن بن علي الزعفراني‪ ،‬قال‪ :‬أخبرني أبو إسحاق‬
‫إبراهيم بن محمد الثقفي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن محمد بن عثمان‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن محمد بن أبي سعيد‪ ،‬عن‬
‫فضيل بن الجعد‪ ،‬عن أبي إسحاق الهمداني‪ ،‬عن أمير المؤمنين )عليه السلم( فيما كتب لمحمد بن أبي بكر‪ ،‬و‬
‫لهل‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -7‬تفسير العّياشي ‪.23 /258 :2‬‬

‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.384 :1‬‬

‫‪ -2‬المالي ‪.24 :1‬‬

‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪419 :‬‬


‫مصر حين وله مصر‪ -‬في حديث طويل‪ -‬قال )عليه السلم(‪» :‬يا عباد ال‪ ،‬إن أقرب ما يكون العبد من المغفرة و‬
‫الرحمة حين يعمل ]ل[ بطاعته و ينصحه في توبته‪ ،‬عليكم بتقوى ال فإنها تجمع الخير‪ ،‬و ل خير غيرها‪ ،‬و‬
‫ن اّتقَْوا ما ذا‬ ‫ل ِلّلِذي َ‬
‫يدرك بها من الخير ما ل يدرك بغيرها من خير الدنيا و خير الخرة‪ ،‬قال ال عز و جل‪َ :‬و ِقي َ‬
‫ن«‪.‬‬‫خْيٌر َو َلِنْعَم داُر اْلُمّتِقي َ‬ ‫خَرِة َ‬ ‫لِ‬ ‫سَنٌة َو َلداُر ا ْ‬ ‫حَ‬ ‫سُنوا ِفي هِذِه الّدْنيا َ‬ ‫حَ‬ ‫ن َأ ْ‬‫خْيرًا ِلّلِذي َ‬
‫ل َرّبُكْم قاُلوا َ‬ ‫َأْنَز َ‬
‫ن‪.‬‬
‫‪ -[2] /6015‬العياشي‪ :‬عن ابن مسكان‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله‪َ :‬و َلِنْعَم داُر اْلُمّتِقي َ‬
‫قال‪» :‬الدنيا«‪.‬‬
‫ن قوله‪:‬‬ ‫طّيِبي َ‬‫ن َتَتَوّفاُهُم اْلَملِئَكُة َ‬ ‫‪ -[3] /6016‬و قال علي بن إبراهيم‪ :‬ثم ذكر المؤمنين فقال‪ :‬اّلِذي َ‬
‫ن َتْأِتَيُهُم اْلَملِئَكُة َأْو َيْأِت َ‬
‫ي‬ ‫ل َأ ْ‬
‫ن ِإ ّ‬
‫ظُرو َ‬ ‫ل َيْن ُ‬
‫ن قال‪ :‬هم المؤمنون الذين طابت مواليدهم في الدنيا‪ .‬ثم قال‪ :‬قوله‪ْ :‬‬ ‫طّيِبي َ‬
‫َ‬
‫َأْمُر َرّب َ‬
‫ك‬
‫سُهْم‬
‫ن كاُنوا َأْنُف َ‬ ‫ل َو لِك ْ‬ ‫ظَلَمُهُم ا ُّ‬‫ن َقْبِلِهْم َو ما َ‬ ‫ن مِ ْ‬ ‫ل اّلِذي َ‬‫ك َفَع َ‬‫]من العذاب و الموت‪ ،‬و خروج القائم )عليه السلم(ذِل َ‬
‫ظِلُمو َ‬
‫ن‬ ‫َي ْ‬
‫ن[ من العذاب في الرجعة‪.‬‬ ‫سَتْهِزُؤ َ‬ ‫ق ِبِهْم ما كاُنوا ِبِه َي ْ‬ ‫عِمُلوا َو حا َ‬ ‫ت ما َ‬ ‫سّيئا ُ‬ ‫‪ ،‬و قوله‪َ :‬فَأصاَبُهْم َ‬
‫ن ُدوِنِه ِم ْ‬
‫ن‬ ‫حّرْمنا ِم ْ‬ ‫ن َو ل آباُؤنا َو ل َ‬ ‫حُ‬ ‫يٍء َن ْ‬‫ن شَ ْ‬ ‫ن ُدوِنِه ِم ْ‬ ‫عَبْدنا ِم ْ‬
‫ل ما َ‬ ‫شَرُكوا َلْو شاَء ا ُّ‬ ‫ن َأ ْ‬‫ل اّلِذي َ‬‫ثم قال‪ :‬قوله‪َ :‬و قا َ‬
‫ن ]فإنه محكم[ ثم قال‪ :‬قوله‪:‬‬ ‫غ اْلُمِبي ُ‬‫ل اْلَبل ُ‬‫ل ِإ ّ‬‫سِ‬ ‫عَلى الّر ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ن َقْبِلِهْم َفَه ْ‬‫ن ِم ْ‬‫ل اّلِذي َ‬
‫ك َفَع َ‬‫يٍء َكذِل َ‬ ‫ش ْ‬‫َ‬
‫ل َو ِمْنُهْم َم ْ‬
‫ن‬ ‫ن َهَدى ا ُّ‬ ‫ت يعني الصنام َفِمْنُهْم َم ْ‬ ‫غو َ‬ ‫طا ُ‬‫جَتِنُبوا ال ّ‬‫ل َو ا ْ‬ ‫عُبُدوا ا َّ‬‫نا ْ‬ ‫ل َأ ِ‬
‫سو ً‬ ‫ل ُأّمٍة َر ُ‬‫َو َلَقْد َبَعْثنا ِفي ُك ّ‬
‫ن أي انظروا في أخبار من هلك من قبل‪.‬‬ ‫ن عاِقَبُة اْلُمَكّذِبي َ‬ ‫ف كا َ‬‫ظُروا َكْي َ‬ ‫ض َفاْن ُ‬
‫لْر ِ‬ ‫سيُروا ِفي ا َْ‬ ‫ضلَلُة َف ِ‬ ‫عَلْيِه ال ّ‬‫ت َ‬ ‫حّق ْ‬ ‫َ‬
‫‪ -[4] /6017‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن حماد ابن‬
‫عيسى‪ ،‬عن الحسين بن المختار‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬كل راية ترفع قبل قيام‬
‫القائم‪ ،‬فصاحبها طاغوت يعبد من دون ال عز و جل«‪.‬‬
‫‪ -[5] /6018‬العياشي‪ :‬عن خطاب بن مسلمة‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو جعفر )عليه السلم(‪» :‬ما بعث ال نبيا قط إل بوليتنا‬
‫جَتِنُبوا‬
‫ل َو ا ْ‬ ‫عُبُدوا ا َّ‬ ‫نا ْ‬ ‫ل َأ ِ‬‫سو ً‬ ‫ل ُأّمٍة َر ُ‬‫و البراءة من أعدائنا‪ ،‬و ذلك قول ال عز و جل في كتابه‪َ :‬و َلَقْد َبَعْثنا ِفي ُك ّ‬
‫ضلَلُة بتكذيبهم آل محمد )صلوات ال عليهم أجمعين(‪ ،‬ثم‬ ‫عَلْيِه ال ّ‬‫ت َ‬ ‫حّق ْ‬ ‫ن َ‬‫ل َو ِمْنُهْم َم ْ‬ ‫ن َهَدى ا ُّ‬ ‫ت َفِمْنُهْم َم ْ‬
‫غو َ‬ ‫طا ُ‬ ‫ال ّ‬
‫قال‪:‬‬
‫ن«‪.‬‬‫ن عاِقَبُة اْلُمَكّذِبي َ‬ ‫ف كا َ‬ ‫ظُروا َكْي َ‬ ‫ض َفاْن ُ‬‫لْر ِ‬ ‫سيُروا ِفي ا َْ‬ ‫َف ِ‬
‫على ُهداُهْم مخاطبة للنبي )صلى ال عليه و آله(‬ ‫ص َ‬ ‫حِر ْ‬ ‫ن َت ْ‬‫‪ -[6] /6019‬و قال علي بن إبراهيم‪ :‬و قوله‪ِ :‬إ ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬تفسير العياشي ‪.24 /258 :2‬‬
‫‪ -3‬تفسير القمي ‪.385 :1‬‬
‫‪ -4‬الكافي ‪.452 /295 :8‬‬
‫‪ -5‬تفسير العياشي ‪.25 /258 :2‬‬
‫‪ -6‬تفسير القمي ‪[.....] .385 :1‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪420 :‬‬
‫ل أي من يعذب‪.‬‬ ‫ضّ‬ ‫ن ُي ِ‬ ‫ل ل َيْهِدي أي ل يثيب‪َ ،‬م ْ‬ ‫ن ا َّ‬ ‫َفِإ ّ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن‪ -‬إلى قوله‬ ‫س ل َيْعَلُمو َ‬ ‫ن َأْكَثَر الّنا ِ‬ ‫حّقا َو لِك ّ‬
‫عَلْيِه َ‬
‫عدًا َ‬ ‫ت َبلى َو ْ‬ ‫ن َيُمو ُ‬ ‫ل َم ْ‬‫ث ا ُّ‬
‫جْهَد َأْيماِنِهْم ل َيْبَع ُ‬ ‫ل َ‬ ‫سُموا ِبا ِّ‬ ‫َو َأْق َ‬
‫ن ]‪[39 -38‬‬ ‫ن َكَفُروا َأّنُهْم كاُنوا كاِذِبي َ‬ ‫تعالى‪َ -‬و ِلَيْعَلَم اّلِذي َ‬
‫‪ -[1] /6020‬محمد بن يعقوب‪ :‬بإسناده عن سهل‪ ،‬عن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي عبد ال‬
‫حّقا َو لِك ّ‬
‫ن‬ ‫عَلْيِه َ‬
‫عدًا َ‬ ‫ت َبلى َو ْ‬ ‫ن َيُمو ُ‬ ‫ل َم ْ‬
‫ث ا ُّ‬
‫جْهَد َأْيماِنِهْم ل َيْبعَ ُ‬‫ل َ‬ ‫سُموا ِبا ِّ‬
‫)عليه السلم(‪ :‬قوله تبارك و تعالى‪َ :‬و َأْق َ‬
‫ن؟‬‫س ل َيْعَلُمو َ‬ ‫َأْكَثَر الّنا ِ‬
‫قال‪ :‬فقال لي‪» :‬يا أبا بصير‪ ،‬ما تقول في هذه الية؟« قال‪ :‬قلت‪ :‬إن المشركين يزعمون و يحلفون لرسول ال‬
‫)صلى ال عليه و آله( أن ال ل يبعث الموتى‪ .‬قال‪ :‬فقال‪» :‬تبا لمن قال هذا »‪ ،«1‬هل كان المشركون يحلفون بال‬
‫أم باللت و العزى؟«‪.‬‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬فأوجدنيه؟ قال‪ :‬فقال لي‪» :‬يا أبا بصير‪ ،‬لو قد قام قائمنا بعث ال إليه قوما من شيعتنا‪،‬‬
‫قبائع »‪ «2‬سيوفهم على عواتقهم‪ ،‬فيبلغ ذلك قوما من شيعتنا لم يموتوا‪ ،‬فيقولون‪ :‬بعث فلن و فلن و فلن من‬
‫قبورهم‪ ،‬و هم مع القائم‪ .‬فيبلغ ذلك قوما من عدونا‪ ،‬فيقولون‪ :‬يا معشر الشيعة‪ ،‬ما أكذبكم! هذه دولتكم و أنتم‬
‫سُموا‬ ‫تقولون فيها الكذب! ل و ال ما عاش هؤلء و ل يعيشون إلى يوم القيامة‪ -‬قال‪ -‬فحكى ال قولهم فقال‪َ :‬و َأْق َ‬
‫ت«‪.‬‬ ‫ن َيُمو ُ‬‫ل َم ْ‬‫ث ا ُّ‬ ‫جْهَد َأْيماِنِهْم ل َيْبَع ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ِبا ِّ‬
‫عَلْيِه‬
‫عدًا َ‬ ‫ت َبلى َو ْ‬ ‫ن َيُمو ُ‬ ‫ل َم ْ‬‫ث ا ُّ‬
‫جْهَد َأْيماِنِهْم ل َيْبَع ُ‬
‫ل َ‬ ‫سُموا ِبا ِّ‬‫‪ -[2] /6021‬علي بن إبراهيم‪ ،‬في قوله تعالى‪َ :‬و َأْق َ‬
‫س ل َيْعَلُمو َ‬
‫ن‬ ‫ن َأْكَثَر الّنا ِ‬ ‫حّقا َو لِك ّ‬ ‫َ‬
‫قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن بعض رجاله‪ ،‬رفعه إلى أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬ما تقول الناس فيها؟«‪ .‬قال‪:‬‬
‫يقولون‪ :‬نزلت في الكفار‪.‬‬
‫فقال‪» :‬إن الكفار كانوا ل يحلفون بال‪ ،‬و إنما نزلت في قوم من امة محمد )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬قيل لهم‪:‬‬
‫ن ِفيِه َو ِلَيْعَلَم‬‫خَتِلُفو َ‬‫ن َلُهُم اّلِذي َي ْ‬
‫ترجعون بعد الموت قبل القيامة‪ ،‬فحلفوا أنهم ل يرجعون‪ ،‬فرد ال عليهم فقال‪ِ :‬لُيَبّي َ‬
‫ن َكَفُروا َأّنُهْم كاُنوا كاِذِبي َ‬
‫ن‬ ‫اّلِذي َ‬

‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬الكافي ‪.14 /50 :8‬‬
‫‪ -2‬تفسير القمي ‪.385 :1‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر زيادة‪ :‬سلهم‪.‬‬
‫)‪ (2‬قبائع‪ :‬جمع قبيعة‪ ،‬و هي ما على طرف مقبض السيف من فضة أو ذهب‪» .‬الصحاح‪ -‬قبع‪.«1260 :3 -‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪421 :‬‬
‫يعني في الرجعة‪ ،‬يردهم فيقتلهم و يشفي صدور المؤمنين منهم«‪.‬‬
‫جْهَد َأْيماِنِهْم ل‬ ‫ل َ‬‫سُموا ِبا ِّ‬ ‫‪ -[3] /6022‬العياشي‪ :‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله‪َ :‬و َأْق َ‬
‫ت‪.‬‬‫ن َيُمو ُ‬ ‫ل َم ْ‬ ‫ث ا ُّ‬‫َيْبَع ُ‬
‫قال‪» :‬ما يقولون فيها؟«‪ .‬قلت‪ :‬يزعمون أن المشركين كانوا يحلفون لرسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬أن ال ل‬
‫يبعث الموتى‪ .‬قال‪» :‬تبا لمن قال هذا‪ ،‬ويلهم‪ ،‬هل كان المشركون يحلفون بال أم باللت و العزى؟«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬فأوجدنيه أعرفه‪ .‬قال‪» :‬لو قام قائمنا بعث ال إليه قوما من شيعتنا‪ ،‬قبائع سيوفهم على عواتقهم‪،‬‬
‫فيبلغ ذلك قوما من شيعتنا لم يموتوا‪ ،‬فيقولون‪ :‬بعث فلن و فلن من قبورهم مع القائم‪ .‬يبلغ ذلك قوما من أعدائنا‪،‬‬
‫فيقولون‪ :‬يا معشر الشيعة‪ ،‬ما أكذبكم! هذه دولتكم و أنتم تكذبون فيها! ل و ال ما عاشوا و ل يعيشون إلى يوم‬
‫جْهَد َأْيماِنِهْم«‪.‬‬ ‫ل َ‬ ‫سُموا ِبا ِّ‬ ‫القيامة‪ .‬فحكى ال قولهم فقال‪َ :‬و َأْق َ‬
‫سَلَم‬
‫‪ -[4] /6023‬عن أبي عبد ال صالح بن ميثم‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا جعفر )عليه السلم( عن قول ال تعالى‪َ :‬و َلُه َأ ْ‬
‫طْوعًا َو َكْرهًا »‪.«1‬‬ ‫ض َ‬ ‫لْر ِ‬ ‫ت َو ا َْ‬
‫سماوا ِ‬ ‫ن ِفي ال ّ‬ ‫َم ْ‬
‫ل َم ْ‬
‫ن‬ ‫ث ا ُّ‬ ‫جْهَد َأْيماِنِهْم ل َيْبَع ُ‬ ‫ل َ‬‫سُموا ِبا ِّ‬ ‫قال‪» :‬ذلك حين يقول علي )عليه السلم(‪ :‬أنا أولى الناس بهذه الية َو َأْق َ‬
‫ن َكَفُروا َأّنُهْم كاُنوا‬ ‫ن ِفيِه َو ِلَيْعَلَم اّلِذي َ‬‫خَتِلُفو َ‬
‫ن َلُهُم اّلِذي َي ْ‬
‫ن ِلُيَبّي َ‬
‫س ل َيْعَلُمو َ‬ ‫ن َأْكَثَر الّنا ِ‬ ‫حّقا َو لِك ّ‬
‫عَلْيِه َ‬‫عدًا َ‬‫ت َبلى َو ْ‬ ‫َيُمو ُ‬
‫ن«‪.‬‬ ‫كاِذِبي َ‬
‫‪ -[5] /6024‬عن سيرين‪ ،‬قال‪ :‬كنت عند أبي عبد ال )عليه السلم( إذ قال‪» :‬ما يقول الناس في هذه الية َو‬
‫ت؟« قال‪ :‬يقولون‪ :‬ل قيامة و ل بعث و ل نشور‪.‬‬ ‫ن َيُمو ُ‬ ‫ل َم ْ‬
‫ث ا ُّ‬ ‫جْهَد َأْيماِنِهْم ل َيْبَع ُ‬‫ل َ‬ ‫سُموا ِبا ِّ‬ ‫َأْق َ‬
‫فقال‪» :‬كذبوا و ال‪ ،‬إنما ذلك إذا قام القائم‪ ،‬و كر معه المكرون‪ ،‬فقال أهل خلفكم‪ :‬قد ظهرت دولتكم‪ ،‬يا معشر‬
‫الشيعة‪ ،‬و هذا من كذبكم‪ ،‬تقولون‪ :‬رجع فلن و فلن و فلن‪ .‬ل و ال ل يبعث ال من يموت‪ ،‬أل ترى أنه قال‪:‬‬
‫عدًا‬‫جْهَد َأْيماِنِهْم كان المشركون أشد تعظيما للت و العزى من أن يقسموا بغيرها‪ ،‬فقال ال‪َ :‬بلى َو ْ‬ ‫ل َ‬ ‫سُموا ِبا ِّ‬ ‫َو َأْق َ‬
‫ل َلُه‬‫ن َنُقو َ‬‫يٍء ِإذا َأَرْدناهُ َأ ْ‬
‫ش ْ‬ ‫ن ِإّنما َقْوُلنا ِل َ‬‫ن َكَفُروا َأّنُهْم كاُنوا كاِذِبي َ‬ ‫ن ِفيِه َو ِلَيْعَلَم اّلِذي َ‬‫خَتِلُفو َ‬
‫ن َلُهُم اّلِذي َي ْ‬
‫حّقا‪ِ ،‬لُيَبّي َ‬‫عَلْيِه َ‬‫َ‬
‫ن »‪.««2‬‬ ‫ن َفَيُكو ُ‬‫ُك ْ‬
‫‪ -[6] /6025‬عن الفضيل‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪] :‬إن خرج السفياني ما تأمرني؟ قال‪» :‬إذا كان‬
‫ذلك‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -3‬تفسير العّياشي ‪.26 /259 :2‬‬
‫‪ -4‬تفسير العّياشي ‪.27 /259 :2‬‬
‫‪ -5‬تفسير العّياشي ‪.28 /259 :2‬‬
‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪.29 /260 :2‬‬
‫)‪ (1‬آل عمران ‪.83 :3‬‬
‫)‪ (2‬النحل ‪ 39 :16‬و ‪.40‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪422 :‬‬
‫كتبت إليك«‪ .‬قلت‪ «1» [:‬أعلمني آية كتابك؟ قال‪» :‬أكتب إليك بعلمة كذا و كذا« و قرأ »‪ «2‬آية من القرآن‪.‬‬
‫قلت لفضيل‪ :‬و ما تلك الية؟ قال‪ :‬ما حدثت بها أحدا غير بريد العجلي‪ .‬قال زرارة‪ :‬أنا أحدثك بها‪:‬‬
‫جْهَد َأْيماِنِهْم إلى آخر الية‪ ،‬قال‪ :‬فسكت الفضيل‪ ،‬و لم يقل ل‪ ،‬و ل نعم‪.‬‬ ‫ل َ‬ ‫سُموا ِبا ِّ‬ ‫َو َأْق َ‬
‫‪ -[7] /6026‬أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في )مسند فاطمة )عليها السلم( قال‪ :‬أخبرنا أبو الحسن علي بن‬
‫هبة ال‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبي عن سعد بن‬
‫عبد ال‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا يعقوب بن يزيد‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن أبي عمير‪ ،‬عن عمر بن أذينة‪ ،‬عن فضيل بن يسار‪،‬‬
‫قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬إن خرج السفياني ما تأمرني؟ قال‪» :‬إذا كان ذلك كتبت إليك«‪ .‬قلت‪:‬‬
‫أعلمني آية كتابك »‪«3‬؟ قال‪» :‬أكتب إليك بعلمة كذا و كذا« و قرأ آية من القرآن‪.‬‬
‫قال‪ :‬فقلت لفضيل‪ :‬ما تلك الية؟ قال‪ :‬ما حدثت بها أحدا غير بريد العجلي‪ .‬قال زرارة‪ :‬أنا أحدثك بها‪ ،‬هي‪:‬‬
‫حّقا قال‪ :‬فسكت الفضيل و لم يقل ل‪ ،‬و ل نعم‪.‬‬ ‫عَلْيِه َ‬
‫عدًا َ‬
‫ت َبلى َو ْ‬ ‫ن َيُمو ُ‬ ‫ل َم ْ‬
‫ث ا ُّ‬‫جْهَد َأْيماِنِهْم ل َيْبَع ُ‬‫ل َ‬ ‫سُموا ِبا ِّ‬ ‫َو َأْق َ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪-40‬‬‫خَرةِ َأْكَبُر َلْو كاُنوا َيْعَلُمو َ‬
‫لِ‬‫جُر ا ْ‬
‫لْ‬ ‫ن‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و َ‬ ‫ن َفَيُكو ُ‬
‫ل َلُه ُك ْ‬
‫ن َنُقو َ‬‫يٍء ِإذا َأَرْدناُه َأ ْ‬
‫ش ْ‬ ‫ِإّنما َقْوُلنا ِل َ‬
‫‪[41‬‬
‫‪ -[1] /6027‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن أحمد بن إدريس‪ ،‬عن محمد بن عبد الجبار‪ ،‬عن صفوان بن يحيى‪ ،‬قال‪:‬‬
‫قلت لبي الحسن )عليه السلم(‪ :‬أخبرني عن الرادة‪ ،‬من ال و من الخلق؟‬
‫قال‪ :‬فقال‪» :‬الرادة من الخلق الضمير‪ ،‬و ما يبدو لهم بعد ذلك من الفعل و أما من ال تعالى فإرادته إحداثه‪ ،‬ل‬
‫غير ذلك‪ ،‬لنه ل يروي و ل يهم‪ ،‬و ل يتفكر‪ ،‬و هذه الصفات منفية عنه‪ ،‬و هي صفات الخلق‪ ،‬فإرادة ال الفعل‪،‬‬
‫ل غير ذلك‪ ،‬يقول له‪ :‬كن فيكون‪ ،‬بل لفظ و ل نطق بلسان‪ ،‬و ل همة‪ ،‬و ل تفكر‪ ،‬و ل كيف لذلك‪ ،‬كما أنه ل كيف‬
‫له«‪.‬‬
‫ل أي هاجروا و تركوا الكفار في ال‬ ‫جُروا ِفي ا ِّ‬ ‫ن ها َ‬‫‪ -[2] /6028‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬قوله تعالى‪َ :‬و اّلِذي َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -7‬دلئل المامة‪.248 :‬‬
‫‪ -1‬الكافي ‪.3 /85 :1‬‬
‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.385 :1‬‬
‫)‪ (1‬أثبتناه من الحديث التي عن محّمد بن جرير الطبري‪[.....] .‬‬
‫)‪ (2‬في »س«‪ :‬و هو‪.‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬قلت‪ :‬فكيف أعلم أّنه كتابك‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪423 :‬‬

‫ن‪.‬‬‫خَرِة َأْكَبُر َلْو كاُنوا َيْعلَُمو َ‬


‫لِ‬ ‫جُر ا ْ‬ ‫لْ‬ ‫سَنًة َو َ‬ ‫حَ‬ ‫َلُنَبّوَئّنُهْم أي لنؤتينهم ِفي الّدْنيا َ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ت َو الّزُبِر َو َأْنَزْلنا ِإَلْي َ‬
‫ك‬ ‫ن ِباْلَبّينا ِ‬
‫ن ُكْنُتْم ل َتْعَلُمو َ‬
‫ل الّذْكِر ِإ ْ‬‫سَئُلوا َأْه َ‬
‫حي ِإَلْيِهْم َف ْ‬
‫ل ُنو ِ‬ ‫ل ِرجا ً‬ ‫ك ِإ ّ‬‫ن َقْبِل َ‬
‫سْلنا ِم ْ‬
‫َو ما َأْر َ‬
‫ن ]‪[44 -43‬‬ ‫ل ِإَلْيِهْم َو َلَعّلُهْم َيَتَفّكُرو َ‬
‫س ما ُنّز َ‬ ‫ن ِللّنا ِ‬‫الّذْكَر ِلُتَبّي َ‬
‫‪ -[1] /6029‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن الحسين بن محمد‪ ،‬عن معلى بن محمد‪ ،‬عن الوشاء‪ ،‬عن عبد ال بن عجلن‪،‬‬
‫ن قال‪» :‬قال رسول ال‬ ‫ن ُكْنُتْم ل َتْعَلُمو َ‬‫ل الّذْكِر ِإ ْ‬
‫سَئُلوا َأْه َ‬
‫عن أبي جعفر )عليه السلم( في قول ال عز و جل‪َ :‬ف ْ‬
‫)صلى ال عليه و آله(‪ :‬الذكر أنا‪ ،‬و الئمة )عليهم السلم(‪ ،‬أهل الذكر«‪.‬‬
‫ن »‪ «1‬قال أبو جعفر )عليه السلم(‪» :‬نحن قومه‪ ،‬و‬ ‫سَئُلو َ‬‫ف ُت ْ‬
‫سْو َ‬ ‫ك َو َ‬ ‫ك َو ِلَقْوِم َ‬ ‫و قوله عز و جل‪َ :‬و ِإّنُه َلِذْكٌر َل َ‬
‫نحن المسؤولون«‪.‬‬
‫‪ -[2] /6030‬و عنه‪ :‬عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد‪ ،‬عن محمد بن اورمة‪ ،‬عن علي بن حسان‪ ،‬عن‬
‫ن؟ قال‪:‬‬ ‫ن ُكْنُتْم ل َتْعَلُمو َ‬
‫ل الّذْكِر ِإ ْ‬‫سَئُلوا َأْه َ‬‫عمه عبد الرحمن بن كثير‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪َ :‬ف ْ‬
‫»الذكر‪ :‬محمد )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و نحن أهله المسؤولون«‪.‬‬
‫ن »‪«2‬؟ قال‪» :‬إيانا عنى‪ ،‬و نحن أهل الذكر‪ ،‬و نحن‬ ‫سَئُلو َ‬
‫ف ُت ْ‬
‫سْو َ‬ ‫ك َو َ‬ ‫ك َو ِلَقْوِم َ‬ ‫قال‪ :‬قلت‪ :‬قوله‪َ :‬و ِإّنُه َلِذْكٌر َل َ‬
‫المسؤولون«‪.‬‬
‫‪ -[3] /6031‬و عنه‪ :‬عن الحسين بن محمد‪ ،‬عن معلى بن محمد‪ ،‬عن الوشاء‪ ،‬قال‪ :‬سألت الرضا )عليه السلم(‬
‫ن؟ فقال‪» :‬نحن أهل الذكر‪ ،‬و نحن المسؤولون«‪.‬‬ ‫ن ُكْنُتْم ل َتْعَلُمو َ‬‫ل الّذْكِر ِإ ْ‬ ‫سَئُلوا َأْه َ‬
‫فقلت له‪ :‬جعلت فداك َف ْ‬
‫قلت‪ :‬فأنتم المسؤولون‪ ،‬و نحن السائلون؟ قال‪» :‬نعم«‪ .‬قلت‪ :‬حقا علينا أن نسألكم؟ قال‪» :‬نعم«‪ .‬قلت‪ :‬حقا عليكم أن‬
‫عطاُؤنا‬
‫تجيبونا؟ قال‪» :‬ل‪ ،‬ذاك إلينا‪ ،‬إن شئنا فعلنا‪ ،‬و إن شئنا لم نفعل‪ ،‬أما تسمع قول ال تبارك و تعالى‪ :‬هذا َ‬
‫ب »‪.««3‬‬ ‫حسا ٍ‬ ‫ك ِبَغْيِر ِ‬ ‫س ْ‬‫ن َأْو َأْم ِ‬
‫َفاْمُن ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬الكافي ‪.1 /163 :1‬‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.2 /164 :1‬‬
‫‪ -3‬الكافي ‪.3 /164 :1‬‬
‫)‪ (1‬الزخرف ‪.44 :43‬‬
‫)‪ (2‬الزخرف ‪.44 :43‬‬
‫)‪ (3‬سورة ص ‪.39 :38‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪424 :‬‬
‫‪ -[4] /6032‬و عنه‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل‪ ،‬عن منصور بن يونس‪،‬‬
‫عن أبي بكر الحضرمي‪ ،‬قال‪ :‬كنت عند أبي جعفر )عليه السلم( و دخل عليه الورد أخو الكميت‪ ،‬فقال‪ :‬جعلني‬
‫ال فداك‪ ،‬اخترت لك سبعين مسألة‪ ،‬ما يحضرني منها مسألة واحدة‪ .‬قال‪» :‬و ل واحدة يا ورد؟« قال‪ :‬بلى‪ ،‬قد‬
‫حضرني منها واحدة‪ .‬قال‪» :‬و ما هي؟«‪.‬‬
‫ن من هم؟ قال‪» :‬نحن أهل الذكر‪ ،‬و نحن‬ ‫ن ُكْنُتْم ل َتْعَلُمو َ‬‫ل الّذْكِر ِإ ْ‬
‫سَئُلوا َأْه َ‬‫قال‪ :‬قول ال تبارك و تعالى‪َ :‬ف ْ‬
‫مسئولون«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فأنتم المسؤولون‪ ،‬و نحن السائلون »‪«1‬؟ قال‪» :‬نعم«‪ .‬قلت‪ :‬علينا »‪ «2‬أن نسألكم؟ قال‪» :‬نعم«‪ .‬قلت‪:‬‬
‫عليكم أن تجيبونا؟ قال‪» :‬ذاك إلينا«‪.‬‬
‫و روى هذا الحديث محمد بن الحسن الصفار في )بصائر الدرجات(‪ :‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬و ساق السند و المتن‬
‫بعينه بتغيير يسير في المتن »‪.«3‬‬

‫‪ -[5] /6033‬و عنه‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن صفوان بن يحيى‪ ،‬عن العلء بن رزين‪،‬‬
‫سَئُلوا َأْهلَ‬
‫عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬إن من عندنا يزعمون أن قول ال عز و جل‪َ :‬ف ْ‬
‫ن أنهم اليهود و النصارى‪ ،‬قال‪» :‬إذن يدعونكم إلى دينهم« ثم قال بيده إلى صدره‪» :‬نحن‬ ‫ن ُكْنُتْم ل َتْعَلُمو َ‬
‫الّذْكِر ِإ ْ‬
‫أهل الذكر‪ ،‬و نحن المسؤولون«‪.‬‬
‫و روى هذا الحديث محمد بن العباس‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن سليمان الرازي‪ ،‬عن محمد بن خالد الطيالسي‪ ،‬عن‬
‫العلء بن رزين القلء‪ ،‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( و ذكر الحديث بعينه »‪.«4‬‬

‫‪ -[6] /6034‬و عنه‪ :‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن الوشاء‪ ،‬عن أبي الحسن الرضا )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪» :‬قال علي بن الحسين )عليه السلم(‪ :‬على الئمة من الفرض ما ليس على شيعتهم‪ ،‬و‬
‫ن‪ -‬قال‪-‬‬‫ن ُكْنُتْم ل َتْعَلُمو َ‬
‫ل الّذْكِر ِإ ْ‬
‫سَئُلوا َأْه َ‬
‫على شيعتنا ما ليس علينا‪ ،‬أمرهم ال عز و جل أن يسألونا‪ ،‬قال‪َ :‬ف ْ‬
‫فأمرهم أن يسألونا‪ ،‬و ليس علينا الجواب‪ ،‬إن شئنا أجبنا‪ ،‬و إن شئنا أمسكنا«‪.‬‬
‫‪ -[7] /6035‬أحمد بن محمد‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن أبي نصر‪ ،‬قال‪ :‬كتبت إلى الرضا )عليه السلم( مسائل »‬
‫‪،«5‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -4‬الكافي ‪.6 /164 :1‬‬
‫‪ -5‬الكافي ‪.7 /165 :1‬‬
‫‪ -6‬الكافي ‪.8 /165 :1‬‬
‫‪ -7‬الكافي ‪.9 /165 :1‬‬
‫)‪) (1‬نحن أهل الذكر ‪ ...‬و نحن السائلون( لم يرد في المصدر‪.‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬من هم؟ قال‪ :‬نحن‪ .‬قلت‪ :‬علينا‪[.....] .‬‬
‫)‪ (3‬بصائر الدرجات‪.1 /58 :‬‬
‫)‪ (4‬تأويل اليات ‪.3 /324 :1‬‬
‫)‪ (5‬في المصدر‪ :‬كتابا‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪425 :‬‬
‫ن و قال ال عز و جل‪َ :‬و ما كا َ‬
‫ن‬ ‫ن ُكْنُتْم ل َتْعَلُمو َ‬‫ل الّذْكِر ِإ ْ‬ ‫سَئُلوا َأْه َ‬
‫فكان في بعض ما كتب‪» :‬قال ال عز و جل‪َ :‬ف ْ‬
‫جُعوا ِإَلْيِهْم‬ ‫ن َو ِلُيْنِذُروا َقْوَمُهْم ِإذا َر َ‬‫ل ِفْرَقٍة ِمْنُهْم طاِئَفٌة ِلَيَتَفّقُهوا ِفي الّدي ِ‬
‫ن ُك ّ‬
‫ن ِلَيْنِفُروا َكاّفًة َفَلْو ل َنَفَر ِم ْ‬
‫اْلُمْؤِمُنو َ‬
‫جيُبوا‬ ‫سَت ِ‬‫ن َلْم َي ْ‬
‫ن »‪ «1‬فقد فرضت عليكم المسألة‪ ،‬و لم يفرض علينا الجواب‪ ،‬قال ال عز و جل‪َ :‬فِإ ْ‬ ‫حَذُرو َ‬ ‫َلَعّلُهْم َي ْ‬
‫ل »‪.««2‬‬ ‫ن ا ِّ‬‫ى ِم َ‬
‫ن اّتَبَع َهواُه ِبَغْيِر ُهد ً‬ ‫ل ِمّم ِ‬‫ضّ‬‫ن َأ َ‬‫ن َأْهواَءُهْم َو َم ْ‬ ‫عَلْم َأّنما َيّتِبُعو َ‬
‫ك َفا ْ‬
‫َل َ‬
‫و روى هذين الحديثين الصفار أيضا‪ ،‬عن أحمد بن محمد بباقي السند و المتن »‪.«3‬‬

‫‪ -[8] /6036‬و عنه‪ :‬عن محمد بن الحسين و غيره‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن محمد بن عيسى و محمد بن يحيى و محمد‬
‫ابن الحسين‪ ،‬جميعا عن محمد بن سنان‪ ،‬عن إسماعيل بن جابر‪ ،‬و عبد الكريم بن عمرو‪ ،‬عن عبد الحميد بن أبي‬
‫ن‪.‬‬‫ن ُكْنُتْم ل َتْعَلُمو َ‬ ‫ل الّذْكِر ِإ ْ‬‫سَئُلوا َأْه َ‬ ‫الديلم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬قال جل ذكره‪َ :‬ف ْ‬
‫قال‪» :‬الكتاب‪ :‬الذكر‪ ،‬و أهله‪ :‬آل محمد )عليهم السلم(‪ ،‬أمر ال عز و جل بسؤالهم و لم يأمر بسؤال الجهال‪ ،‬و‬
‫ل ِإَلْيِهْم َو َلَعّلُهْم‬
‫س ما ُنّز َ‬ ‫ن ِللّنا ِ‬
‫ك الّذْكَر ِلُتَبّي َ‬‫سمى ال عز و جل القرآن ذكرا‪ ،‬فقال تبارك و تعالى‪َ :‬و َأْنَزْلنا ِإَلْي َ‬
‫ن »‪.««4‬‬ ‫سَئُلو َ‬ ‫ف ُت ْ‬
‫سْو َ‬ ‫ك َو َ‬‫ك َو ِلَقْوِم َ‬
‫ن و قال عز و جل‪َ :‬و ِإّنُه َلِذْكٌر َل َ‬ ‫َيَتَفّكُرو َ‬
‫‪ -[9] /6037‬و عنه‪ :‬عن محمد‪ ،‬عن أحمد‪ ،‬عن ابن فضال‪ ،‬عن ابن بكير‪ ،‬عن حمزة بن الطيار‪ ،‬أنه عرض على‬
‫أبي عبد ال )عليه السلم( بعض خطب أبيه‪ ،‬حتى إذا بلغ موضعا منها‪ ،‬قال له‪» :‬كف و اسكت«‪ .‬ثم قال أبو عبد‬
‫ال )عليه السلم(‪» :‬ل يسعكم فيما ينزل بكم مما ل تعلمون إل الكف عنه و التثبت‪ ،‬و الرد إلى أئمة الهدى حتى‬
‫سَئُلوا َأْهلَ الّذْكِر‬ ‫يحملوكم فيه على القصد‪ ،‬و يجلوا عنكم العمى‪ ،‬و يعرفوكم فيه الحق‪ ،‬قال ال تبارك و تعالى‪َ :‬ف ْ‬
‫ن«‪.‬‬
‫ن ُكْنُتْم ل َتْعَلُمو َ‬
‫ِإ ْ‬
‫‪ -[10] /6038‬سعد بن عبد ال‪ :‬عن إبراهيم بن هاشم‪ ،‬عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عن حماد الطنافسي‪ ،‬عن الكلبي‪،‬‬
‫ل ِإَلْيُكْم ِذْكرًا‬‫ل ا ُّ‬ ‫ن آَمُنوا َقْد َأْنَز َ‬‫ب اّلِذي َ‬ ‫لْلبا ِ‬‫ل يا ُأوِلي ا َْ‬ ‫عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قوله تعالى‪َ :‬فاّتُقوا ا َّ‬
‫ل »‪«5‬؟ قال‪» :‬الذكر‪ :‬اسم من أسماء محمد )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و نحن أهل الذكر‪ ،‬فاسأل‪ -‬يا كلبي‪ -‬عما‬ ‫سو ً‬ ‫َر ُ‬
‫بدا لك«‪ .‬فقال‪ :‬نسيت‪ -‬و ال‪ -‬القرآن كله‪ ،‬فما حفظت حرفا أسأله عنه‪.‬‬
‫‪ -[11] /6039‬محمد بن الحسن الصفار‪ :‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن فضالة بن أيوب‪،‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -8‬الكافي ‪ .3 /234 :1‬قطعة منه‪.‬‬

‫‪ -9‬الكافي ‪.10 /40 :1‬‬

‫‪ -10‬مختصر بصائر الدرجات‪.68 :‬‬

‫‪ -11‬بصائر الدرجات‪.23 /62 :‬‬

‫)‪ (1‬التوبة ‪.122 :9‬‬

‫)‪ (2‬القصص ‪.50 :28‬‬

‫)‪ (3‬بصائر الدرجات‪ 2 /58 :‬و ‪.3‬‬

‫)‪ (4‬الزخرف ‪.44 :43‬‬

‫)‪ (5‬الطلق ‪.11 -10 :65‬‬

‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪426 :‬‬


‫ل الّذْكِر ِإ ْ‬
‫ن‬ ‫سَئُلوا َأْه َ‬
‫عن أبان بن عثمان‪ ،‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قول ال تعالى‪َ :‬ف ْ‬
‫ن‪.‬‬
‫ُكْنُتْم ل َتْعَلُمو َ‬
‫قال‪» :‬الذكر‪ :‬القرآن‪ ،‬و آل رسول ال )صلى ال عليه و آله( أهل الذكر‪ ،‬و هم المسؤولون«‪.‬‬
‫‪ -[12] /6040‬و عنه‪ :‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن أبي داود سليمان بن سفيان‪ ،‬عن ثعلبة بن ميمون‪ ،‬عن زرارة‪،‬‬
‫ن من المعنون‬ ‫ن ُكْنُتْم ل َتْعَلُمو َ‬
‫ل الّذْكِر ِإ ْ‬
‫سَئُلوا َأْه َ‬
‫قال‪ :‬قلت لبي جعفر )عليه السلم(‪ :‬قول ال تبارك و تعالى‪َ :‬ف ْ‬
‫بذلك؟ قال‪» :‬نحن«‪.‬‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬فأنتم المسؤولون؟ قال‪» :‬نعم« قلت‪ :‬و نحن السائلون؟ قال‪» :‬نعم« قلت‪ :‬فعلينا ان نسألكم؟ قال‪:‬‬
‫عطاُؤنا‬ ‫»نعم« قلت‪ :‬و عليكم أن تجيبونا؟ قال‪» :‬ل‪ ،‬ذلك إلينا‪ ،‬إن شئنا فعلنا‪ ،‬و إن شئنا لم نفعل‪ ،‬ثم قال‪ :‬هذا َ‬
‫ب »‪.««1‬‬‫حسا ٍ‬
‫ك ِبَغْيِر ِ‬
‫س ْ‬
‫ن َأْو َأْم ِ‬
‫َفاْمُن ْ‬
‫و روى هذا الحديث‪ ،‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثني محمد بن جعفر‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن محمد‪ ،‬عن أبي داود‬
‫ن ُكْنُتْم ل‬
‫ل الّذْكِر ِإ ْ‬
‫سَئُلوا َأْه َ‬
‫سليمان بن سفيان‪ ،‬عن ثعلبة‪ ،‬عن زرارة‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله‪َ :‬ف ْ‬
‫ن من المعنون بذلك؟ فقال‪» :‬نحن و ال«‪ .‬فقلت‪ :‬و أنتم المسؤولون؟ قال‪» :‬نعم« و ساق الحديث إلى آخره‪،‬‬ ‫َتْعَلُمو َ‬
‫إل أن فيه‪» :‬و إن شئنا تركنا« الحديث »‪.«2‬‬

‫‪ -[13] /6041‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب و جعفر بن محمد بن مسرور )رضي‬
‫ال عنهما(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن عبد ال بن جعفر الحميري‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الريان بن الصلت‪ ،‬قال‪ :‬حضر الرضا‬
‫)عليه السلم( مجلس المأمون بمرو و قد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء العراق و خراسان‪ ،‬و ذكر الحديث‬
‫ن ُكْنُتْم ل‬
‫ل الّذْكِر ِإ ْ‬‫سَئُلوا َأْه َ‬
‫إلى أن قال فيه الرضا )عليه السلم(‪» :‬نحن أهل الذكر الذين قال ال في كتابه‪َ :‬ف ْ‬
‫ن فنحن أهل الذكر‪ ،‬فاسألونا إن كنتم ل تعلمون«‪.‬‬ ‫َتْعَلُمو َ‬
‫فقالت العلماء‪ :‬إنما عنى ال بذلك اليهود و النصارى‪ .‬فقال أبو الحسن )عليه السلم(‪» :‬سبحان ال‪ ،‬و هل يجوز‬
‫ذلك؟ إذن يدعونا إلى دينهم‪ ،‬و يقولون‪ :‬هو أفضل من دين السلم«‪.‬‬
‫فقال المأمون‪ :‬فهل عندك في ذلك شرح بخلف ما قالوا‪ ،‬يا أبا الحسن؟ فقال )عليه السلم(‪» :‬نعم‪ ،‬الذكر‪ :‬رسول‬
‫ل يا‬
‫ال )صلى ال عليه و آله( و نحن أهله‪ ،‬و ذلك بين في كتاب ال تعالى حيث يقول في سورة الطلق‪َ :‬فاّتُقوا ا َّ‬
‫ت »‪ «3‬فالذكر‪ :‬رسول ال‪ ،‬و‬ ‫ل ُمَبّينا ٍ‬‫ت ا ِّ‬‫عَلْيُكْم آيا ِ‬‫ل َيْتُلوا َ‬
‫سو ً‬
‫ل ِإَلْيُكْم ِذْكرًا َر ُ‬
‫ل ا ُّ‬
‫ن آَمُنوا َقْد َأْنَز َ‬‫ب اّلِذي َ‬
‫لْلبا ِ‬‫ُأوِلي ا َْ‬
‫نحن أهله«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -12‬بصائر الدرجات‪.25 :62 :‬‬
‫سلم( ‪[.....] .1 /228 :1‬‬ ‫‪ -13‬عيون أخبار الّرضا )عليه ال ّ‬
‫)‪ (1‬سورة ص ‪.39 :38‬‬
‫)‪ (2‬تفسير القّمي ‪.68 :2‬‬
‫)‪ (3‬الطلق ‪.11 -10 :65‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪427 :‬‬
‫‪ -[14] /6042‬الشيخ في )أماليه(‪ :‬بإسناده عن هشام‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قوله تعالى‪:‬‬
‫ن من هم؟ قال‪» :‬نحن«‪.‬‬ ‫ن ُكْنُتْم ل َتْعَلُمو َ‬‫ل الّذْكِر ِإ ْ‬‫سَئُلوا َأْه َ‬
‫َف ْ‬
‫قلت‪ :‬علينا أن نسألكم؟ قال‪» :‬نعم«‪ .‬قال‪ :‬قلت‪ :‬فعليكم أن تجيبونا؟ قال‪» :‬ذاك إلينا«‪.‬‬
‫‪ -[15] /6043‬المفيد في )إرشاده(‪ ،‬قال‪ :‬أخبرني الشريف أبو محمد الحسن بن محمد‪ ،‬قال‪ :‬حدثني جدي‪ ،‬قال‪:‬‬
‫حدثني شيخ من أشياخ الري »‪ ،«1‬قال‪ :‬حدثني يحيى بن عبد الحميد الحماني‪ ،‬عن معاوية بن عمار الدهني‪ ،‬عن‬
‫ن‪.‬‬
‫ن ُكْنُتْم ل َتْعَلُمو َ‬‫ل الّذْكِر ِإ ْ‬ ‫سَئُلوا َأْه َ‬
‫محمد بن علي بن الحسين )عليهم السلم(‪ ،‬في قوله جل اسمه‪َ :‬ف ْ‬
‫قال‪» :‬نحن أهل الذكر«‪.‬‬
‫قال الشيخ المفيد‪ :‬قال الشيخ الرازي »‪ :«2‬و قد سألت محمد بن مقاتل »‪ «3‬عن هذا‪ ،‬فتكلم فيه برأيه‪ ،‬و قال‪:‬‬
‫أهل الذكر‪ :‬العلماء كافة‪ ،‬فذكرت ذلك لبي زرعة »‪ ،«4‬فبقي متعجبا من قوله‪ ،‬و أوردت عليه ما حدثني به يحيى‬
‫بن عبد الحميد‪ .‬قال‪ :‬صدق محمد بن علي )عليهما السلم(‪ ،‬إنهم أهل الذكر‪ ،‬و لعمري إن أبا جعفر )عليه السلم(‬
‫لمن أكبر العلماء‪ ،‬و قد روى أبو جعفر )عليه السلم( أخبار المبتدأ‪ ،‬و أخبار النبياء‪ ،‬و كتب عنه الناس المغازي‪،‬‬
‫و أثروا عنه السنن‪ ،‬و اعتمدوا عليه في مناسك الحج التي رواها عن رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و كتبوا‬
‫عنه تفسير القرآن‪ ،‬و روت عنه الخاصة و العامة الخبار‪ ،‬و ناظر من كان يرد عليه من أهل الراء‪ ،‬و حفظ عنه‬
‫الناس كثيرا من علم الكلم‪.‬‬
‫‪ -[16] /6044‬محمد بن العباس‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد‪ ،‬عن أحمد بن الحسن‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫الحصين بن المخارق‪ ،‬عن سعد بن طريف‪ ،‬عن الصبغ بن نباتة‪ ،‬عن علي أمير المؤمنين )عليه السلم( في قوله‬
‫ن‪ ،‬قال‪» :‬نحن أهل الذكر«‪.‬‬ ‫ن ُكْنُتْم ل َتْعَلُمو َ‬ ‫ل الّذْكِر ِإ ْ‬‫سَئُلوا َأْه َ‬‫عز و جل‪َ :‬ف ْ‬
‫‪ -[17] /6045‬العياشي‪ :‬عن حمزة بن محمد الطيار‪ ،‬قال‪ :‬عرضت على أبي عبد ال )عليه السلم( كلما لبي‪،‬‬
‫فقال‪:‬‬
‫»اكتب‪ ،‬فإنه ل يسعكم فيما نزل بكم مما ل تعلمون إل الكف ]عنه[ و التثبت فيه و رده إلى أئمة الهدى حتى‬
‫ن«‪.‬‬ ‫ن ُكْنُتْم ل َتْعَلُمو َ‬‫ل الّذْكِر ِإ ْ‬‫سَئُلوا َأهْ َ‬‫يحملوكم فيه على القصد‪ ،‬و يجلوا عنكم فيه العمى‪ ،‬قال ال‪َ :‬ف ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -14‬المالي ‪.278 :2‬‬
‫‪ -15‬الرشاد‪ ،264 :‬شواهد التنزيل ‪ ،460 /335 :1‬العمدة لبن بطريق‪.468 /288 :‬‬
‫‪ -16‬تأويل اليات ‪.2 /324 :1‬‬
‫‪ -17‬تفسير العّياشي ‪ ،30 /260 :2‬شواهد التنزيل ‪ ،463 /336 :1‬ينابيع المودة‪.119 :‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬من أهل الرأي قد علت سّنه‪.‬‬
‫ي‪ ،‬أبو حاتم الرازي‪ ،‬أحد الحّفاظ من الحادية عشرة‪ .‬و كان‬ ‫)‪ (2‬الشيخ الرازي‪ :‬هو محّمد بن إدريس الحنظل ّ‬
‫رفيقه أبو زرعة الرازي‪ ،‬توّفي في شعبان ‪ 277‬ه‪ .‬تهذيب التهذيب ‪ ،40 /31 :9‬معجم رجال الحديث ‪/62 :15‬‬
‫‪.10186‬‬
‫)‪ (3‬محّمد بن مقاتل الرازي‪ :‬هو إمام أصحاب الرأي بالّري‪ ،‬و وفاته سنة ‪ 248‬ه‪ ،‬و قيل‪ 249 :‬ه‪ .‬تهذيب‬
‫التهذيب ‪ ،760 /469 :9‬لسان الميزان ‪.1261 /388 :5‬‬
‫ل بن عبد الكريم بن يزيد بن فّروخ‪ ،‬أبو زرعة الرازي‪ ،‬من حّفاظ الحديث‪ ،‬من أهل‬ ‫)‪ (4‬أبو زرعة‪ :‬هو عبيد ا ّ‬
‫ي‪ ،‬كان رفيقه أبو حاتم الرازي‪ ،‬وفاته ‪ 264‬ه‪ .‬سير أعلم النبلء ‪.48 /65 :13‬‬ ‫الر ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪428 :‬‬
‫‪ -[18] /6046‬عن حمزة بن الطيار‪ ،‬قال‪ :‬عرضت على أبي عبد ال )عليه السلم( بعض خطب أبيه حتى انتهى‬
‫إلى موضع‪ ،‬فقال‪» :‬كف«‪ .‬فأمسكت‪ ،‬ثم قال لي‪» :‬اكتب« و أملى علي »أنه ل يسعكم« الحديث الول‪.‬‬
‫‪ -[19] /6047‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬قلت له‪ :‬إن من عندنا يزعمون أن قول ال‬
‫ن أنهم اليهود و النصارى‪ .‬فقال‪» :‬إذن يدعونكم إلى دينهم« قال‪ :‬ثم قال‬ ‫ن ُكْنُتْم ل َتْعَلُمو َ‬
‫ل الّذْكِر ِإ ْ‬ ‫سَئُلوا َأْه َ‬
‫تعالى‪َ :‬ف ْ‬
‫بيده إلى صدره‪» :‬نحن أهل الذكر و نحن المسؤولون«‪ .‬قال‪ :‬قال أبو جعفر )عليه السلم(‪» :‬الذكر‪ :‬القرآن«‪.‬‬
‫‪ -[20] /6048‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬قال‪ :‬كتب إلي أبو الحسن الرضا )عليه السلم(‪» :‬عافانا ال و إياك أحسن‬
‫ن ُكْنُتْم ل‬ ‫ل الّذْكِر ِإ ْ‬‫سَئُلوا َأْه َ‬
‫عافية‪ ،‬إنما شيعتنا من تابعنا و لم يخالفنا و إذا خفنا خاف‪ ،‬و إذا أمنا أمن‪ ،‬قال ال‪َ :‬ف ْ‬
‫ن َو لُِيْنِذُروا َقْوَمُهْم »‪ «1‬الية‪ ،‬فقد فرضت عليكم‬ ‫ل ِفْرَقٍة ِمْنُهْم طاِئَفٌة ِلَيَتَفّقُهوا ِفي الّدي ِ‬
‫ن ُك ّ‬
‫ن قال‪َ :‬فَلْو ل َنَفَر ِم ْ‬ ‫َتْعَلُمو َ‬
‫المسألة و الرد إلينا‪ ،‬و لم يفرض علينا الجواب‪ ،‬أو لم تنهوا عن كثرة المسائل‪ ،‬فأبيتم أن تنتهوا؟ إياكم و ذاك‪ ،‬فإنه‬
‫ن ُتْبَد َلُكْم‬
‫شياَء ِإ ْ‬‫ن َأ ْ‬
‫عْ‬ ‫سَئُلوا َ‬‫ن آَمُنوا ل َت ْ‬‫إنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم لنبيائهم‪ ،‬قال ال تعالى‪ :‬يا َأّيَها اّلِذي َ‬
‫سْؤُكْم »‪.««2‬‬ ‫َت ُ‬
‫‪ -[21] /6049‬ابن شهر آشوب‪ ،‬قال‪ :‬ذكر في )تفسير يوسف القطان(‪ ،‬عن وكيع‪ ،‬عن الثوري‪ ،‬عن السدي‪ ،‬قال‪:‬‬
‫كنت عند عمر بن الخطاب إذ أقبل عليه كعب بن الشرف و مالك بن الصيف و حيي بن أخطب‪ ،‬فقالوا‪ :‬إن في‬
‫ض »‪ «3‬إذا كان سعة جنة واحدة كسبع سماوات و سبع أرضين‪،‬‬ ‫لْر ُ‬ ‫ت َو ا َْ‬‫سماوا ُ‬ ‫ضَها ال ّ‬ ‫عْر ُ‬ ‫جّنٍة َ‬
‫كتابكم‪َ :‬و َ‬
‫فالجنان كلها يوم القيامة أين تكون؟ فقال عمر‪ :‬ل أعلم‪ .‬فبيناهم في ذلك إذ دخل علي )عليه السلم(‪ ،‬فقال‪» :‬في أي‬
‫شيء أنتم؟« فألقى اليهود المسألة عليه‪ ،‬فقال )عليه السلم( لهم‪» :‬خبروني أن النهار إذا أقبل الليل أين يكون ]و‬
‫الليل إذا أقبل النهار أين يكون[؟« قالوا له‪ :‬في علم ال تعالى يكون‪ .‬فقال علي )عليه السلم(‪» :‬كذلك الجنان تكون‬
‫في علم ال«‪.‬‬
‫ن ُكْنُتْم ل‬ ‫ل الّذْكِر ِإ ْ‬‫سَئُلوا َأْه َ‬
‫فجاء علي )عليه السلم( إلى النبي )صلى ال عليه و آله( و أخبره بذلك‪ ،‬فنزل َف ْ‬
‫ن‪.‬‬
‫َتْعَلُمو َ‬
‫‪ -[22] /6050‬شرف الدين النجفي‪ :‬روى جابر بن يزيد و محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( أنه قال‪:‬‬
‫»نحن أهل الذكر«‪.‬‬
‫‪ -[23] /6051‬و من طريق المخالفين‪ ،‬ما رواه الحافظ محمد بن مؤمن الشيرازي في )المستخرج من التفاسير‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -18‬تفسير العّياشي ‪.31 /260 :2‬‬
‫‪ -19‬تفسير العّياشي ‪.32 /260 :2‬‬
‫‪ -20‬تفسير العّياشي ‪[.....] .33 /261 :2‬‬
‫‪ -21‬المناقب ‪.352 :2‬‬
‫‪ -22‬تأويل اليات ‪.7 /255 :1‬‬
‫ق ‪.482 :3‬‬ ‫‪ ... -23‬عنه الطرائف‪ 131 /93 :‬و إحقاق الح ّ‬
‫)‪ (1‬التوبة ‪.122 :9‬‬
‫)‪ (2‬المائدة ‪.101 :5‬‬
‫)‪ (3‬آل عمران ‪.133 :3‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪429 :‬‬
‫ل الّذْكِر يعني أهل بيت النبوة‪ ،‬و معدن الرسالة‪ ،‬و مختلف الملئكة‪،‬‬ ‫سَئُلوا َأْه َ‬
‫الثني عشر( في تفسير قوله تعالى‪َ :‬ف ْ‬
‫و ال ما سمي المؤمن مؤمنا إل كرامة لعلي بن أبي طالب )عليه السلم(‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن‪ -‬إلى قوله تعالى‪-‬‬ ‫شُعُرو َ‬ ‫ث ل َي ْ‬ ‫حْي ُ‬
‫ن َ‬
‫ب ِم ْ‬
‫ض َأْو َيْأِتَيُهُم اْلَعذا ُ‬
‫لْر َ‬ ‫ل ِبِهُم ا َْ‬‫ف ا ُّ‬‫س َ‬ ‫خِ‬‫ن َي ْ‬
‫ت َأ ْ‬
‫سّيئا ِ‬‫ن َمَكُروا ال ّ‬ ‫ن اّلِذي َ‬
‫َأ َفَأِم َ‬
‫حيٌم ]‪[47 -45‬‬ ‫ف َر ِ‬ ‫ن َرّبُكْم َلَرُؤ ٌ‬‫َفِإ ّ‬
‫‪ -[1] /6052‬العياشي‪ :‬عن إبراهيم بن عمر‪ ،‬عمن سمع أبا جعفر )عليه السلم( يقول‪» :‬إن عهد نبي ال صار‬
‫عند علي بن الحسين )عليه السلم(‪ ،‬ثم صار عند محمد بن علي )عليه السلم(‪ ،‬ثم يفعل ال ما يشاء‪ ،‬فالزم‬
‫هؤلء‪ ،‬فإذا خرج رجل منهم معه ثلثمائة رجل‪ ،‬و معه راية رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬عامدا إلى المدينة‬
‫سّيئا ِ‬
‫ت‬ ‫ن َمَكُروا ال ّ‬ ‫ن اّلِذي َ‬
‫حتى يمر بالبيداء فيقول‪ :‬هذا مكان القوم الذين خسف بهم‪ ،‬و هي الية التي قال ال‪َ :‬أ َفَأِم َ‬
‫ن«‪.‬‬ ‫جِزي َ‬‫خَذُهْم ِفي َتَقّلِبِهْم َفما ُهْم ِبُمْع ِ‬
‫ن َأْو َيْأ ُ‬
‫شُعُرو َ‬‫ث ل َي ْ‬ ‫حْي ُ‬‫ن َ‬ ‫ب ِم ْ‬
‫ض َأْو َيْأِتَيُهُم اْلَعذا ُ‬
‫لْر َ‬ ‫ل ِبِهُم ا َْ‬‫ف ا ُّ‬‫س َ‬
‫خِ‬ ‫ن َي ْ‬‫َأ ْ‬
‫سّيئا ِ‬
‫ت‬ ‫ن َمَكُروا ال ّ‬ ‫ن اّلِذي َ‬‫‪ -[2] /6053‬عن ابن سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( سئل عن قول ال تعالى‪َ :‬أ َفَأِم َ‬
‫ض‪ ،‬قال‪» :‬هم أعداء ال‪ ،‬و هم يمسخون و يقذفون و يسيحون في الرض«‪.‬‬ ‫لْر َ‬ ‫ل ِبِهُم ا َْ‬‫ف ا ُّ‬ ‫س َ‬
‫خِ‬ ‫ن َي ْ‬‫َأ ْ‬
‫‪ -[3] /6054‬عن جابر الجعفي‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ -‬في حديث طويل‪ -‬قال له‪» :‬و إياكم و شذاذا من آل‬
‫محمد‪ ،‬فإن لل محمد و علي )عليهم السلم( راية‪ ،‬و لغيرهم رايات ]فالزم الرض‪ ،‬و ل تتبع منهم رجل أبدا‬
‫حتى ترى رجل من ولد الحسين‪ ،‬معه عهد نبي ال و رايته و سلحه‪ ،‬فإن عهد نبي ال صار عند علي بن‬
‫الحسين‪ ،‬ثم صار عند محمد بن علي‪ ،‬و يفعل ال ما يشاء[‪ ،‬فالزم هؤلء أبدا‪ ،‬و إياك و من ذكرت لك‪.‬‬
‫فإذا خرج رجل منهم معه ثلث مائة و بضعة عشر رجل‪ ،‬و معه راية رسول ال )صلى ال عليه و آله( عامدا‬
‫إلى المدينة حتى يمر بالبيداء‪ ،‬حتى يقول‪ :‬هذا مكان القوم الذين خسف بهم‪ ،‬و هي الية التي قال ال تعالى‪َ :‬أ َفَأِم َ‬
‫ن‬
‫خَذُهْم ِفي َتَقّلِبِهْم َفما‬
‫ن َأْو َيْأ ُ‬‫شُعُرو َ‬ ‫ث ل َي ْ‬‫حْي ُ‬
‫ن َ‬ ‫ب ِم ْ‬‫ض َأْو َيْأِتَيُهُم اْلَعذا ُ‬
‫لْر َ‬ ‫ل ِبِهُم ا َْ‬
‫ف ا ُّ‬
‫س َ‬ ‫خِ‬‫ن َي ْ‬
‫ت َأ ْ‬ ‫سّيئا ِ‬‫ن َمَكُروا ال ّ‬ ‫اّلِذي َ‬
‫ن«‪.‬‬ ‫جِزي َ‬
‫ُهْم ِبُمْع ِ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير العّياشي ‪.34 /261 :2‬‬
‫‪ -2‬تفسير العّياشي ‪.35 /261 :2‬‬
‫‪ -3‬تفسير العّياشي ‪.117 /65 :1‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪430 :‬‬

‫ل ِبِهمُ‬‫ف ا ُّ‬ ‫س َ‬ ‫خِ‬ ‫ن َي ْ‬‫سّيئاتِ يا محمد‪ ،‬و هو استفهام َأ ْ‬ ‫ن َمَكُروا ال ّ‬ ‫ن اّلِذي َ‬ ‫‪ -[4] /6055‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬قوله‪َ :‬أ َفَأِم َ‬
‫ن قال‪ :‬إذا جاءوا و ذهبوا في‬ ‫جِزي َ‬ ‫خَذُهْم ِفي َتَقّلِبِهْم َفما ُهْم ِبُمْع ِ‬ ‫ن َأْو َيْأ ُ‬
‫شُعُرو َ‬ ‫ث ل َي ْ‬
‫حْي ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ب ِم ْ‬‫ض َأْو َيْأِتَيُهُم اْلَعذا ُ‬
‫لْر َ‬ ‫ا َْ‬
‫ف قال‪:‬‬ ‫خّو ٍ‬ ‫على َت َ‬ ‫خَذُهْم َ‬ ‫التجارات و في أعمالهم‪ ،‬فيأخذهم في تلك الحالة‪َ :‬أْو َيْأ ُ‬
‫حيٌم‪.‬‬ ‫ف َر ِ‬ ‫ن َرّبُكْم َلَرُؤ ٌ‬‫على تيقظ َفِإ ّ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪-[1] /6056 [51 -48‬‬ ‫ي َفاْرَهُبو ِ‬‫يٍء‪ -‬إلى قوله تعالى‪ِ -‬إّنما ُهَو ِإلٌه واحٌِد َفِإّيا َ‬ ‫ش ْ‬‫ن َ‬ ‫ل ِم ْ‬ ‫ق ا ُّ‬‫خَل َ‬
‫َأ َو َلْم َيَرْوا ِإلى ما َ‬
‫ل َو ُهْم‬ ‫جدًا ِّ‬ ‫سّ‬ ‫ل ُ‬ ‫شماِئ ِ‬‫ن َو ال ّ‬ ‫ن اْلَيِمي ِ‬
‫عِ‬‫ظلُلُه َ‬ ‫يٍء َيَتَفّيُؤا ِ‬‫ش ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ل ِم ْ‬ ‫ق ا ُّ‬ ‫خَل َ‬
‫علي بن إبراهيم‪ ،‬قال قوله‪َ :‬أ َو َلْم َيَرْوا ِإلى ما َ‬
‫ن قال‪ :‬تحويل كل ظل خلقه ال هو سجوده ل‪ ،‬لنه ليس شيء إل له ظل يتحرك‪ ،‬فتحريكه و تحويله‬ ‫خُرو َ‬‫دا ِ‬
‫سجوده‪.‬‬
‫ن َرّبُهْم‬ ‫ن َيخاُفو َ‬ ‫سَتْكِبُرو َ‬‫ن داّبٍة َو اْلَملِئَكُة َو ُهْم ل َي ْ‬ ‫ض ِم ْ‬‫لْر ِ‬ ‫ت َو ما ِفي ا َْ‬ ‫سماوا ِ‬ ‫جُد ما ِفي ال ّ‬ ‫سُ‬‫ل َي ْ‬‫قال‪ :‬و قوله‪َ :‬و ِّ‬
‫ن‪ .‬قال‪ :‬الملئكة ما قدر ال لهم‪ ،‬يأمرون »‪ «1‬فيه‪ .‬ثم احتج ال عز و جل على‬ ‫ن ما ُيْؤَمُرو َ‬ ‫ن َفْوِقِهْم َو َيْفَعُلو َ‬
‫ِم ْ‬
‫ن‪.‬‬
‫ي َفاْرَهُبو ِ‬ ‫حٌد َفِإّيا َ‬ ‫ن ِإّنما ُهَو ِإلٌه وا ِ‬‫ن اْثَنْي ِ‬‫خُذوا ِإلَهْي ِ‬‫الثنوية‪ ،‬فقال‪ :‬ل َتّت ِ‬
‫‪ -[2] /6057‬الطبرسي في )الحتجاج(‪ :‬قال‪ :‬سئل أبو عبد ال )عليه السلم( قيل له‪ :‬و لم ل يجوز أن يكون‬
‫صانع العالم أكثر من واحد؟‬
‫قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬ل يخلو قولك أنهما اثنان من أن يكونا قديمين قويين أو يكونا ضعيفين‪ ،‬أو يكون‬
‫أحدهما قويا و الخر ضعيفا‪ ،‬فإن كانا قويين‪ ،‬فلم ل يدفع كل واحد منهما صاحبه و يتفرد بالربوبية؟ و إن زعمت‬
‫أن أحدهما قوي و الخر ضعيف ثبت أنه واحد كما تقول للعجز الظاهر في الثاني‪ ،‬و إن قلت‪ :‬إنهما اثنان لم يخل‬
‫من أن يكونا متفقين من كل جهة أو مفترقين من كل جهة‪ ،‬فلما رأينا الخلق منتظما‪ ،‬و الفلك جاريا‪ ،‬و اختلف‬
‫الليل و النهار و الشمس و القمر‪ ،‬دل ذلك على صحة المر و التدبير و ائتلف المور‪ ،‬و أن المدبر واحد«‪.‬‬
‫ن ِإّنما‬ ‫ن اْثَنْي ِ‬
‫خُذوا ِإلَهْي ِ‬‫‪ -[3] /6058‬العياشي‪ :‬عن أبي بصير‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪» :‬ل َتّت ِ‬
‫حٌد‬
‫ُهَو ِإلٌه وا ِ‬

‫__________________________________________________‬
‫‪ -4‬تفسير القمي ‪.385 :1‬‬
‫‪ -1‬تفسير القمي ‪.386 :1‬‬
‫‪ -2‬الحتجاج‪.333 :‬‬
‫‪ -3‬تفسير العياشي ‪.36 /261 :2‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬يمرون‪[.....] .‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪431 :‬‬
‫يعني بذلك و ل تتخذوا إمامين إنما هو إمام واحد«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫سَنُتُهُم‬
‫ف َأْل ِ‬
‫ص ُ‬‫ن َو َت ِ‬ ‫ل ما َيْكَرُهو َ‬
‫ن ِّ‬‫جَعُلو َ‬‫صبًا‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و َي ْ‬ ‫ن وا ِ‬ ‫ض َو َلُه الّدي ُ‬‫لْر ِ‬ ‫ت َو ا َْ‬
‫سماوا ِ‬ ‫َو َلُه ما ِفي ال ّ‬
‫ن ]‪[62 -52‬‬ ‫طو َ‬ ‫ن َلُهُم الّناَر َو َأّنُهْم ُمْفَر ُ‬
‫جَرَم َأ ّ‬‫سنى ل َ‬ ‫حْ‬ ‫ن َلُهُم اْل ُ‬
‫ب َأ ّ‬
‫اْلَكِذ َ‬
‫صبًا‪.‬‬
‫ن وا ِ‬ ‫‪ -[1] /6059‬العياشي‪ :‬عن سماعة‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سألته عن قول ال‪َ :‬و َلُه الّدي ُ‬
‫قال‪» :‬واجبا«‪.‬‬
‫صبًا أي واجبا‪ .‬ثم ذكر تفضله‬ ‫ن وا ِ‬ ‫ض َو َلُه الّدي ُ‬‫لْر ِ‬ ‫ت َو ا َْ‬ ‫سماوا ِ‬ ‫‪ -[2] /6060‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قوله‪َ :‬و َلُه ما ِفي ال ّ‬
‫ن أي تفزعون و ترجعون‪ .‬و النعمة‪:‬‬ ‫جَئُرو َ‬
‫ضّر َفِإَلْيِه َت ْ‬‫سُكُم ال ّ‬ ‫ل ُثّم ِإذا َم ّ‬‫ن ا ِّ‬ ‫ن ِنْعَمٍة َفِم َ‬
‫»‪ «1‬فقال‪َ :‬و ما ِبُكْم ِم ْ‬

‫ن ِلَيْكُفُروا ِبما آَتْيناُهْم َفَتَمّتُعوا‬ ‫شِرُكو َ‬ ‫ق ِمْنُكْم ِبَرّبِهْم ُي ْ‬ ‫عْنُكْم ِإذا َفِري ٌ‬ ‫ضّر َ‬ ‫ف ال ّ‬ ‫ش َ‬ ‫في الصحة و السعة و العافية ُثّم ِإذا َك َ‬
‫ن‪.‬‬
‫ف َتْعَلُمو َ‬‫سْو َ‬ ‫َف َ‬
‫صيبًا ِمّما َرَزْقناُهْم و هم الذي وصفنا‪ ،‬مما كان العرب يجعلون للصنام‬ ‫ن َن ِ‬ ‫ن ِلما ل َيْعَلُمو َ‬ ‫جَعُلو َ‬
‫قال‪ :‬و قوله‪َ :‬و َي ْ‬
‫ل اْلَبنا ِ‬
‫ت‬ ‫ن ِّ‬‫جَعُلو َ‬
‫ن َو َي ْ‬ ‫عّما ُكْنُتْم َتْفَتُرو َ‬‫ن َ‬ ‫سَئُل ّ‬
‫ل َلُت ْ‬
‫نصيبا في زرعهم‪ ،‬و إبلهم و غنمهم‪ ،‬فرد ال عليهم فقال‪َ :‬تا ِّ‬
‫ن‪.‬‬‫شَتُهو َ‬
‫سْبحاَنُه َو َلُهْم ما َي ْ‬‫ُ‬
‫‪ -[3] /6061‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬قالت قريش‪ ،‬إن الملئكة بنات ال‪ ،‬فنسبوا مال يشتهون إلى ال‪ ،‬فقال ال عز و جل‪:‬‬
‫سَوّدا‬
‫جُهُه ُم ْ‬ ‫ل َو ْ‬ ‫ظّ‬ ‫لْنثى َ‬ ‫حُدُهْم ِبا ُْ‬
‫شَر َأ َ‬‫ن يعني من البنين‪ .‬ثم قال َو ِإذا ُب ّ‬ ‫شَتُهو َ‬‫سْبحاَنُه َو َلُهْم ما َي ْ‬ ‫ت ُ‬ ‫ل اْلَبنا ِ‬
‫ن ِّ‬‫جَعُلو َ‬‫َو َي ْ‬
‫ب َأل ساَء ما‬ ‫سُه ِفي الّترا ِ‬ ‫ن أي‪ :‬يستهين به َأْم َيُد ّ‬ ‫على ُهو ٍ‬ ‫سُكُه َ‬ ‫شَر ِبِه َأ ُيْم ِ‬
‫سوِء ما ُب ّ‬ ‫ن ُ‬ ‫ن اْلَقْوِم ِم ْ‬
‫ظيٌم َيَتوارى ِم َ‬ ‫َو ُهَو َك ِ‬
‫حِكيُم‪.‬‬ ‫على َو ُهَو اْلَعِزيُز اْل َ‬ ‫لْ‬‫ل ا َْ‬
‫ل اْلَمَث ُ‬
‫سْوِء َو ِّ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫خَرِة َمَث ُ‬
‫لِ‬ ‫ن ِبا ْ‬ ‫ن ل ُيْؤِمُنو َ‬ ‫ن‪ .‬ثم رد ال عليهم فقال‪ِ :‬لّلِذي َ‬ ‫حُكُمو َ‬ ‫َي ْ‬
‫‪ -[4] /6062‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق )رحمه ال(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن‬
‫أبي عبد ال الكوفي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا الحسين بن الحسن‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪،‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير العّياشي ‪.37 /262 :2‬‬

‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.386 :1‬‬

‫‪ -3‬تفسير القّمي ‪.386 :1‬‬

‫‪ -4‬التوحيد‪.1 /321 :‬‬

‫)‪ (1‬في »س‪ ،‬ط«‪ :‬تفصيله‪.‬‬

‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪432 :‬‬


‫عن حنان بن سدير‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن العرش و الكرسي‪ -‬و ذكر الحديث‪ -‬إلى أن قال‪َ :‬و‬
‫على الذي ل يشبهه شيء‪ ،‬و ل يوصف‪ ،‬و ل يتوهم‪ ،‬فذلك المثل العلى‪.‬‬ ‫لْ‬‫ل ا َْ‬‫ل اْلَمَث ُ‬ ‫ِّ‬
‫ظيِم من سورة النمل »‪.«1‬‬ ‫ش اْلَع ِ‬‫ب اْلَعْر ِ‬
‫و الحديث طويل يأتي بطوله‪ -‬إن شاء ال تعالى‪ -‬في قوله تعالى‪ُ :‬هَو َر ّ‬
‫‪ -[5] /6063‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا حميد بن زياد‪ ،‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن طلحة‬
‫ت َو‬‫سماوا ِ‬ ‫ل ُنوُر ال ّ‬‫بن زيد‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه )عليهما السلم(‪ ،‬في حديث تفسير قوله تعالى‪ :‬ا ُّ‬
‫ح »‪ «2‬الية‪ ،‬و في آخر الحديث‪ :‬قلت لجعفر بن محمد‪ :‬جعلت‬ ‫صبا ُ‬ ‫ح اْلِم ْ‬‫صبا ٌ‬ ‫شكاٍة ِفيها ِم ْ‬ ‫ل ُنوِرِه َكِم ْ‬ ‫ض َمَث ُ‬
‫لْر ِ‬ ‫ا َْ‬
‫ل«‬ ‫لْمثا َ‬ ‫ل ا َْ‬
‫ضِرُبوا ِّ‬ ‫فداك‪ -‬يا سيدي‪ -‬إنهم يقولون‪ :‬مثل نور الرب؟ قال‪» :‬سبحان ال! ليس ل مثل‪ ،‬قال ال‪َ :‬فل َت ْ‬
‫»‪.«3‬‬
‫عَلْيها‬
‫ك َ‬ ‫ظْلِمِهْم أي عند معصيتهم و ظلمهم ما َتَر َ‬ ‫س ِب ُ‬‫ل الّنا َ‬‫خُذ ا ُّ‬ ‫‪ -[6] /6064‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬قوله‪َ :‬و َلْو ُيؤا ِ‬
‫ن‪.‬‬
‫سَتْقِدُمو َ‬‫عًة َو ل َي ْ‬ ‫خُرونَ سا َ‬ ‫سَتْأ ِ‬
‫جُلُهْم ل َي ْ‬ ‫سّمى َفِإذا جاَء َأ َ‬ ‫ل ُم َ‬ ‫جٍ‬‫خُرُهْم ِإلى َأ َ‬ ‫ن ُيَؤ ّ‬
‫ن َداّبٍة َو لِك ْ‬ ‫ِم ْ‬
‫‪ -[7] /6065‬العياشي‪ :‬عن حمران‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪» :‬الجل الذي سمي في ليلة القدر‪ ،‬هو الجل‬
‫ن«‪.‬‬‫سَتْقِدُمو َ‬‫عًة َو ل َي ْ‬ ‫ن سا َ‬ ‫خُرو َ‬ ‫سَتْأ ِ‬
‫جُلُهْم ل َي ْ‬ ‫الذي قال ال‪َ :‬فِإذا جاَء َأ َ‬
‫جٌ‬
‫ل‬ ‫جلً َو َأ َ‬ ‫و قد مضى حديث لحمران‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في معنى الجل‪ ،‬في قوله تعالى‪َ :‬قضى َأ َ‬
‫عْنَدُه من سورة النعام »‪.«4‬‬ ‫سّمى ِ‬ ‫ُم َ‬
‫ب يقول‪:‬‬ ‫سَنُتُهُم اْلَكِذ َ‬
‫ف َأْل ِ‬
‫ص ُ‬
‫ل ما َيْكَرُهونَ َو َت ِ‬ ‫ن ِّ‬ ‫جَعُلو َ‬‫‪ -[8] /6066‬و قال علي بن إبراهيم‪ :‬قوله‪َ :‬و َي ْ‬
‫ن أي‪ :‬معذبون‪.‬‬ ‫طو َ‬ ‫ن َلُهُم الّناَر َو َأّنُهْم ُمْفَر ُ‬
‫جَرَم َأ ّ‬‫سنى ل َ‬ ‫حْ‬‫ن َلُهُم اْل ُ‬
‫ألسنتهم الكاذبة َأ ّ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫خَتَلُفوا ِفيِه ]‪[64‬‬ ‫ن َلُهُم اّلِذي ا ْ‬ ‫ل ِلُتَبّي َ‬
‫ب ِإ ّ‬
‫ك اْلِكتا َ‬ ‫عَلْي َ‬
‫َو ما َأْنَزْلنا َ‬
‫‪ -[1] /6067‬العياشي‪ :‬عن أنس بن مالك‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه و آله( لي‪» :‬يا أنس‪ ،‬اسكب لي‬
‫وضوءا«‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -5‬تفسير القّمي ‪.103 :2‬‬
‫‪ -6‬تفسير القّمي ‪.386 :1‬‬
‫‪ -7‬تفسير العّياشي ‪.38 /262 :2‬‬
‫‪ -8‬تفسير القّمي ‪.386 :1‬‬
‫‪ -1‬تفسير العّياشي ‪.39 /262 :2‬‬
‫)‪ (1‬يأتي في الحديث )‪ (1‬من تفسير الية ‪ (26‬من سورة النمل‪.‬‬
‫)‪ (2‬يأتي في الحديث )‪ (9‬من تفسير الية )‪ (35‬من سورة النور‪.‬‬
‫)‪ (3‬النحل ‪.74 :16‬‬
‫)‪ (4‬تقّدم في الحديث )‪ (6‬من تفسير الية )‪ (2‬من سورة النعام‪[.....] .‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪433 :‬‬
‫قال‪ :‬فعمدت فسكبت للنبي )صلى ال عليه و آله( الوضوء في البيت‪ ،‬فأعلمته فخرج و توضأ ثم عاد إلى البيت‬
‫إلى مجلسه‪ ،‬ثم رفع رأسه إلي‪ ،‬فقال‪» :‬يا أنس‪ ،‬أول من يدخل علينا أمير المؤمنين‪ ،‬و سيد المرسلين‪ ،‬و قائد الغر‬
‫المحجلين«‪.‬‬
‫قال أنس‪ :‬فقلت‪ -‬بيني و بين نفسي‪ :-‬اللهم اجعله رجل من قومي‪ ،‬قال‪ :‬فإذا أنا بباب الدار يقرع‪ ،‬فخرجت ففتحت‬
‫فإذا علي بن أبي طالب )عليه السلم(‪ ،‬فدخل فتمشى فرأيت رسول ال )صلى ال عليه و آله( حين رآه و ثب على‬
‫قدميه مستبشرا‪ ،‬فلم يزل قائما و علي )عليه السلم( يمشي حتى دخل عليه البيت فاعتنقه رسول ال )صلى ال‬
‫عليه و آله(‪ ،‬فرأيت رسول ال )صلى ال عليه و آله( يمسح بكفه وجهه فيمسح به وجه علي )عليه السلم(‪ ،‬بكفه‬
‫فيمسح به وجهه‪ ،‬يعني‪ :‬وجه نفسه‪ .‬فقال له علي )عليه السلم(‪» :‬يا رسول ال‪ ،‬لقد صنعت بي اليوم شيئا ما‬
‫صنعت بي قط«‪ .‬فقال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪» :‬و ما يمنعني و أنت وصيي‪ ،‬و الذي يبين لهم ما‬
‫يختلفون فيه بعدي‪ ،‬و تؤدي عني‪ ،‬و تسمعهم نبوتي«‪.‬‬
‫‪ -[2] /6068‬و من طريق العامة‪ :‬روى المام الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد ال بن أحمد بسنده في )حليته(‪:‬‬
‫عن أنس‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪» :‬يا أنس‪ ،‬أسكب لي وضوءا«‪ .‬ثم قام فصلى ركعتين‪ ،‬ثم‬
‫قال‪» :‬يا أنس‪ ،‬أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين‪ ،‬و سيد المسلمين‪ ،‬و قائد الغر المحجلين‪ ،‬و خاتم‬
‫الوصيين«‪.‬‬
‫قال أنس‪ :‬قلت‪ :‬اللهم اجعله رجل من النصار‪ ،‬و كتمته‪ ،‬إذ جاء علي )عليه السلم(‪ ،‬فقال‪» :‬من هذا‪ ،‬يا أنس؟«‬
‫فقلت‪ :‬علي‪ ،‬فقام مستبشرا فاعتنقه‪ ،‬ثم جعل يمسح عرق وجهه بوجهه‪ ،‬و يمسح عرق علي )عليه السلم( بوجهه‪.‬‬
‫فقال علي )عليه السلم(‪» :‬يا رسول ال‪ ،‬لقد رأيتك صنعت شيئا ما صنعت بي من قبل«‪ .‬قال‪» :‬و ما يمنعني و‬
‫أنت تؤدي عني‪ ،‬و تسمعهم صوتي »‪ ،«1‬و تبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي«‪.‬‬
‫و روى هذا الحديث من علماء العامة أيضا‪ ،‬موفق بن أحمد‪ ،‬في كتاب )فضائل أمير المؤمنين )عليه السلم( عن‬
‫أنس بصورة ما في كتاب )الحلية( بغير تغيير »‪.«2‬‬

‫قوله تعالى‪:‬‬
‫خُذو َ‬
‫ن‬ ‫ب َتّت ِ‬
‫عنا ِ‬ ‫لْ‬‫ل َو ا َْ‬‫خي ِ‬‫ت الّن ِ‬‫ن َثَمرا ِ‬‫ض َبْعَد َمْوِتها‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و ِم ْ‬ ‫لْر َ‬ ‫حيا ِبِه ا َْ‬
‫سماِء ماًء َفَأ ْ‬ ‫ن ال ّ‬‫ل ِم َ‬
‫ل َأْنَز َ‬
‫َو ا ُّ‬
‫سنًا ]‪[67 -65‬‬ ‫حَ‬ ‫سَكرًا َو ِرْزقًا َ‬ ‫ِمْنُه َ‬
‫__________________________________________________‬
‫سلم( من تاريخ ابن عساكر ‪.1014 /486 :2‬‬ ‫ي )عليه ال ّ‬ ‫‪ -2‬حلية الولياء ‪ ،63 :1‬ترجمة المام عل ّ‬
‫)‪ (1‬في »ط«‪ :‬نبّوتي‪.‬‬
‫)‪ (2‬المناقب للخوارزمي‪.42 :‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪434 :‬‬
‫سماِء ماًء‪ :‬الية محكمة‪ ،‬ثم قال‪ :‬قوله‪:‬‬ ‫ن ال ّ‬‫ل ِم َ‬
‫ل َأْنَز َ‬‫‪ -[1] /6069‬علي بن إبراهيم‪ ،‬في قوله تعالى‪َ :‬و ا ُّ‬
‫ن قال‪ :‬الفرث‪:‬‬ ‫شاِرِبي َ‬‫ث َو َدٍم َلَبنًا خاِلصًا ساِئغًا ِلل ّ‬‫ن َفْر ٍ‬‫ن َبْي ِ‬‫طوِنِه ِم ْ‬
‫سِقيُكْم ِمّما ِفي ُب ُ‬
‫لْنعاِم َلِعْبَرًة ُن ْ‬
‫ن َلُكْم ِفي ا َْ‬‫َو ِإ ّ‬
‫ما في الكرش‪.‬‬
‫‪ -[2] /6070‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو عبد ال‬
‫ن«‪.‬‬ ‫شاِرِبي َ‬
‫)عليه السلم( »‪» :«1‬ليس أحد يغص بشرب اللبن‪ ،‬لن ال عز و جل‪ :‬يقول‪َ :‬لَبنًا خاِلصًا ساِئغًا ِلل ّ‬
‫سَكرًا قال‪ :‬الخل َو ِرْزقًا‬ ‫ن ِمْنُه َ‬ ‫خُذو َ‬
‫ب َتّت ِ‬
‫عنا ِ‬
‫لْ‬‫ل َو ا َْ‬‫خي ِ‬
‫ت الّن ِ‬‫ن َثَمرا ِ‬ ‫‪ -[3] /6071‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬قوله‪َ :‬و ِم ْ‬
‫سنًا قال‪ :‬الزبيب‪.‬‬ ‫حَ‬ ‫َ‬
‫‪ -[4] /6072‬العياشي‪ :‬عن سعيد بن يسار‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬إن ال أمر نوحا )عليه السلم(‬
‫أن يحمل في السفينة من كل زوجين اثنين‪ .‬فحمل الفحل »‪ «2‬و العجوة »‪ ،«3‬فكانا زوجا‪ ،‬فلما نضب الماء أمر‬
‫ال نوحا أن يغرس الحبلة و هي الكرم‪ ،‬فأتاه إبليس فمنعه من غرسها‪ ،‬و أبي نوح )عليه السلم( إل أن يغرسها‪ ،‬و‬
‫أبي إبليس أن يدعه يغرسها‪ ،‬و قال‪ :‬ليست لك و ل لصحابك‪ ،‬إنما هي لي و لصحابي فتنازعا ما شاء ال‪ .‬ثم‬
‫إنهما اصطلحا على أن جعل نوح )عليه السلم( لبليس ثلثيها و لنوح )عليه السلم( ثلثها‪ ،‬و قد أنزل ال لنبيه‬
‫)صلى ال عليه و آله( في كتابه ما قد قرأتموه‪:‬‬
‫سنًا فكان المسلمون ]يشربون[ »‪ «4‬بذلك‪ ،‬ثم أنزل‬ ‫حَ‬ ‫سَكرًا َو ِرْزقًا َ‬ ‫ن ِمْنُه َ‬ ‫خُذو َ‬ ‫ب َتّت ِ‬‫عنا ِ‬ ‫لْ‬‫ل َو ا َْ‬ ‫خي ِ‬
‫ت الّن ِ‬‫ن َثَمرا ِ‬ ‫َو ِم ْ‬
‫ن »‪ «5‬يا سعيد‪ ،‬فهذه آية‬ ‫لْزلُم‪ -‬إلى‪ُ -‬مْنَتُهو َ‬ ‫ب َو ا َْ‬‫لْنصا ُ‬ ‫سُر َو ا َْ‬ ‫خْمُر َو اْلَمْي ِ‬‫ال آية التحريم‪ ،‬هذه الية‪ِ :‬إّنَما اْل َ‬
‫التحريم‪ ،‬و هي نسخت الية الخرى«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫شو َ‬
‫ن‬ ‫جِر َو ِمّما َيْعِر ُ‬ ‫شَ‬‫ن ال ّ‬ ‫ل ُبُيوتًا َو ِم َ‬ ‫جبا ِ‬ ‫ن اْل ِ‬‫خِذي ِم َ‬ ‫ن اّت ِ‬
‫ل َأ ِ‬‫حِ‬‫ك ِإَلى الّن ْ‬‫َو َأْوحى َرّب َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.387 :1‬‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.5 /336 :6‬‬
‫‪ -3‬تفسير القّمي ‪.387 :1‬‬
‫‪ -4‬تفسير العّياشي ‪.40 /262 :2‬‬
‫ل عليه و آله(‪.‬‬ ‫ل )صلى ا ّ‬ ‫سلم(‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ا ّ‬ ‫ل )عليه ال ّ‬ ‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ع أبي عبد ا ّ‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬النخل‪.‬‬
‫)‪ (3‬العجوة‪ :‬ضرب من أجود التمر بالمدينة‪» .‬لسان العرب‪ -‬عجا‪.«31 :15 -‬‬
‫)‪ (4‬من بحار النوار ‪.4 /489 :66‬‬
‫)‪ (5‬المائدة ‪.91 -90 :5‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪435 :‬‬
‫ن ]‪[69 -68‬‬ ‫ت‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬يَتَفّكُرو َ‬ ‫ل الّثَمرا ِ‬ ‫ن ُك ّ‬‫ُثّم ُكِلي ِم ْ‬
‫‪ -[1] /6073‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن الحسن بن علي الوشاء‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن حريز بن عبد ال‪،‬‬
‫ل‪.‬‬‫حِ‬‫ك ِإَلى الّن ْ‬ ‫عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله‪َ :‬و َأْوحى َرّب َ‬
‫جِر‬
‫شَ‬ ‫ن ال ّ‬‫ل ُبُيوتًا أمرنا أن نتخذ من العرب شيعة َو ِم َ‬ ‫جبا ِ‬‫ن اْل ِ‬‫خِذي ِم َ‬ ‫ن اّت ِ‬‫قال‪» :‬نحن النحل الذي أوحى ال إليها‪َ :‬أ ِ‬
‫ف َأْلواُنُه العلم الذي يخرج منا‬ ‫خَتِل ٌ‬‫ب ُم ْ‬ ‫شرا ٌ‬ ‫طوِنها َ‬ ‫ن ُب ُ‬
‫ج ِم ْ‬‫خُر ُ‬ ‫ن من الموالي‪ ،‬و الذي َي ْ‬ ‫شو َ‬ ‫يقول‪ :‬من العجم َو ِمّما َيْعِر ُ‬
‫إليكم«‪.‬‬
‫حِ‬
‫ل‬ ‫ك ِإَلى الّن ْ‬‫‪ -[2] /6074‬العياشي‪ :‬عن مسعدة بن صدقة‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله‪َ :‬و َأْوحى َرّب َ‬
‫ن‪» :‬فالنحل‪:‬‬ ‫لَيًة ِلَقْوٍم َيَتَفّكُرو َ‬
‫ك َ‬‫ن ِفي ذِل َ‬ ‫ن إلى ِإ ّ‬ ‫شو َ‬ ‫جِر َو ِمّما َيْعِر ُ‬ ‫شَ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ل ُبُيوتًا َو ِم َ‬‫جبا ِ‬‫ن اْل ِ‬
‫خِذي ِم َ‬ ‫ن اّت ِ‬ ‫َأ ِ‬
‫الئمة‪ ،‬و الجبال‪ :‬العرب‪ ،‬و الشجر‪ :‬الموالي عتاقة‪ ،‬و مما يعرشون‪ :‬يعني الولد و العبيد ممن لم يعتق و هو‬
‫شفاٌء ِللّنا ِ‬
‫س‬ ‫يتولى ال و رسوله و الئمة‪ .‬و الثمرات المختلف ألوانها‪ :‬فنون العلم الذي قد يعلم الئمة شيعتهم‪ِ :‬فيِه ِ‬
‫يقول‪ :‬في العلم شفاء للناس‪ ،‬و الشيعة هم الناس‪ ،‬و غيرهم ال أعلم بهم ما هم«‪.‬‬
‫قال‪» :‬و لو كان كما يزعم أنه العسل الذي يأكله الناس‪ ،‬إذن ما أكل منه و ل شرب ذو عاهة إل برئ‪ ،‬لقول ال‪:‬‬
‫حَمٌة‬
‫شفاٌء َو َر ْ‬ ‫ن ما ُهَو ِ‬ ‫ن اْلُقْرآ ِ‬
‫ل ِم َ‬ ‫س و ل خلف لقول ال‪ ،‬و إنما الشفاء في علم القرآن‪ ،‬لقوله‪َ :‬و ُنَنّز ُ‬ ‫شفاٌء ِللّنا ِ‬ ‫ِفيِه ِ‬
‫ن »‪ «1‬فهو شفاء و رحمة لهله ل شك فيه و ل مرية‪ ،‬و أهله‪ :‬أئمة الهدى الذين قال ال‪ُ :‬ثّم َأْوَرْثَنا اْلِكتا َ‬
‫ب‬ ‫ِلْلُمْؤِمِني َ‬
‫عباِدنا« »‪.«2‬‬ ‫ن ِ‬ ‫طَفْينا ِم ْ‬
‫صَ‬ ‫نا ْ‬ ‫اّلِذي َ‬
‫ل فقال‪:‬‬ ‫حِ‬ ‫ك ِإَلى الّن ْ‬‫‪ -[3] /6075‬و في رواية أبي الربيع الشامي‪ ،‬عنه )عليه السلم( في قول ال‪َ :‬و َأْوحى َرّب َ‬
‫جِر قال‪» :‬في‬ ‫شَ‬ ‫ن ال ّ‬
‫ل ُبُيوتًا قال‪» :‬تزوج من قريش« َو ِم َ‬ ‫جبا ِ‬ ‫ن اْل ِ‬ ‫خِذي ِم َ‬ ‫ن اّت ِ‬‫»رسول ال )صلى ال عليه و آله(« َأ ِ‬
‫ف َأْلواُنُه قال‪» :‬أنواع العلم فيه شفاء‬ ‫خَتِل ٌ‬‫ب ُم ْ‬
‫شرا ٌ‬ ‫طوِنها َ‬ ‫ن ُب ُ‬‫ج ِم ْ‬ ‫خُر ُ‬‫ن‪ ،‬قال‪» :‬في الموالي« َي ْ‬ ‫شو َ‬ ‫العرب« َو ِمّما َيْعِر ُ‬
‫للناس«‪.‬‬
‫‪ -[4] /6076‬ابن شهر آشوب‪ :‬عن الرضا )عليه السلم( في هذه الية‪» :‬قال النبي )صلى ال عليه و آله(‪ :‬علي‬
‫أمير بني‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.387 :1‬‬
‫‪ -2‬تفسير العّياشي ‪[.....] .43 /263 :2‬‬
‫‪ -3‬تفسير العّياشي ‪.44 /264 :2‬‬
‫‪ -4‬المناقب ‪.315 :2‬‬
‫)‪ (1‬السراء ‪.82 :17‬‬
‫)‪ (2‬فاطر ‪.32 :35‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪436 :‬‬
‫هاشم »‪ ،«1‬فسمي أمير النحل«‪.‬‬
‫‪) -[5] /6077‬أغاني أبي الفرج(‪ :‬في حديث‪ ،‬أن المعلى بن طريف قال‪ :‬ما عندكم في قوله تعالى‪َ :‬و َأْوحى َرّب َ‬
‫ك‬
‫ل؟‬‫حِ‬ ‫ِإَلى الّن ْ‬
‫خَتِل ٌ‬
‫ف‬ ‫ب ُم ْ‬‫شرا ٌ‬ ‫طوِنها َ‬ ‫ن ُب ُ‬
‫ج ِم ْ‬‫خُر ُ‬ ‫فقال بشار بن برد‪ :‬النحل المعهود‪ .‬قال‪ :‬هيهات‪ ،‬يا أبا معاذ‪ ،‬النحل‪ :‬بنو هاشم َي ْ‬
‫س يعني العلم‪.‬‬ ‫شفاٌء ِللّنا ِ‬ ‫َأْلواُنُه ِفيِه ِ‬
‫‪ -[6] /6078‬الحسن بن أبي الحسن الديلمي‪ ،‬بإسناده عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله عز‬
‫ن‪.‬‬‫شو َ‬‫جِر َو ِمّما َيْعِر ُ‬ ‫شَ‬ ‫ن ال ّ‬‫ل ُبُيوتًا َو ِم َ‬‫جبا ِ‬‫ن اْل ِ‬
‫خِذي ِم َ‬ ‫ن اّت ِ‬‫ل َأ ِ‬‫حِ‬ ‫ك ِإَلى الّن ْ‬
‫و جل‪َ :‬و َأْوحى َرّب َ‬
‫قال‪» :‬ما بلغ بالنحل أن يوحى إليها‪ ،‬بل فينا نزلت‪ ،‬و نحن النحل‪ ،‬و نحن المقيمون ل في أرضه بأمره‪ ،‬و الجبال‪:‬‬
‫شيعتنا‪ ،‬و الشجر‪ :‬النساء المؤمنات«‪.‬‬
‫‪ -[7] /6079‬العياشي‪ :‬عن محمد بن يوسف‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا جعفر )عليه السلم( عن قول ال‪َ :‬و َأْوحى‬
‫ل قال‪» :‬إلهام«‪.‬‬ ‫حِ‬ ‫ك ِإَلى الّن ْ‬ ‫َرّب َ‬
‫ف َأْلواُنُه ِفيِه‬
‫خَتِل ٌ‬
‫‪ -[8] /6080‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬لعقة العسل فيها شفاء‪ ،‬قال‪ُ :‬م ْ‬
‫س«‪.‬‬ ‫شفاٌء ِللّنا ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ -[9] /6081‬عن سيف بن عميرة‪ ،‬عن شيخ من أصحابنا‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬كنا عنده‪ ،‬فسأله‬
‫شيخ‪ ،‬فقال‪ :‬بي وجع و أنا أشرب له النبيذ‪ ،‬و وصفه لي الشيخ؟ فقال له‪» :‬ما يمنعك من الماء الذي جعل ال منه‬
‫شفاٌء‬‫كل شيء حي؟« قال‪ :‬ل يوافقني‪ .‬قال له أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬فما يمنعك من العسل؟ قال ال‪ِ :‬فيِه ِ‬
‫س قال‪ :‬ل أجده‪ .‬قال‪» :‬فما يمنعك من اللبن الذي نبت منه لحمك‪ ،‬و اشتد عظمك«‪ .‬قال‪ :‬ل يوافقني‪ .‬فقال له أبو‬ ‫ِللّنا ِ‬
‫عبد ال )عليه السلم(‪» :‬أ تريد أن آمرك بشرب الخمر؟! ل و ال‪ ،‬ل آمرك«‪.‬‬
‫‪ -[10] /6082‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن القاسم بن يحيى‪ ،‬عن جده الحسن‬
‫بن راشد‪ ،‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬لعقة »‪«2‬‬
‫س و هو مع‬ ‫شفاٌء ِللّنا ِ‬ ‫ف َأْلواُنُه ِفيِه ِ‬‫خَتِل ٌ‬
‫شرابٌ ُم ْ‬ ‫طوِنها َ‬ ‫ن ُب ُ‬‫ج ِم ْ‬‫خُر ُ‬ ‫العسل شفاء من كل داء‪ ،‬قال ال عز و جل‪َ :‬ي ْ‬
‫قراءة‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -5‬الغاني ‪ ،30 :3‬مناقب ابن شهر آشوب ‪.315 :2‬‬
‫‪ -6‬تأويل اليات ‪ 12 /256 :1‬عن الديلمي في تفسيره‪.‬‬
‫‪ -7‬تفسير العّياشي ‪.41 /263 :2‬‬
‫‪ -8‬تفسير العّياشي ‪.42 /263 :2‬‬
‫‪ -9‬تفسير العّياشي ‪.45 /264 :2‬‬
‫‪ -10‬الكافي ‪.2 /332 :6‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬علي أميرها‪.‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬لعق‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪437 :‬‬
‫القرآن و مضغ اللبان »‪ ،«1‬يذيب البلغم«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ل اْلُعُمِر ]‪[70‬‬ ‫ن ُيَرّد ِإلى َأْرَذ ِ‬‫خَلَقُكْم ُثّم َيَتَوّفاُكْم َو ِمْنُكْم َم ْ‬
‫ل َ‬ ‫َو ا ُّ‬
‫‪ -[1] /6083‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن أحمد‪ ،‬عن العباس‪ ،‬عن ابن أبي‬
‫نجران‪ ،‬عن محمد بن القاسم‪ ،‬عن علي بن المغيرة‪ ،‬عن أبي عبد ال »‪) «2‬عليه السلم( قال‪» :‬إذا بلغ العبد مائة‬
‫سنة فذلك أرذل العمر«‪.‬‬
‫‪ -[2] /6084‬الطبرسي‪ :‬روي عن علي )عليه السلم(‪» :‬إن أرذل العمر خمس و سبعون سنة«‪ .‬و روي عن‬
‫النبي )صلى ال عليه و آله( مثل ذلك‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫حَفَدًة ]‪ -[3] /6085 [72 -70‬علي‬ ‫ن َو َ‬ ‫جُكْم َبِني َ‬
‫ن َأْزوا ِ‬‫ل َلُكْم ِم ْ‬‫جَع َ‬‫شْيئًا‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و َ‬ ‫عْلٍم َ‬‫ي ل َيْعَلَم َبْعَد ِ‬ ‫ِلَك ْ‬
‫شْيئًا قال‪ :‬إذا كبر ل يعلم ما »‪ «3‬علمه قبل ذلك‪ .‬ثم قال‪ :‬قوله‪َ :‬و‬ ‫عْلٍم َ‬‫ي ل َيْعَلَم َبْعَد ِ‬ ‫بن إبراهيم‪ ،‬في قوله تعالى‪ِ :‬لَك ْ‬
‫سواٌء قال‪:‬‬ ‫ت َأْيماُنُهْم َفُهْم ِفيِه َ‬
‫على ما َمَلَك ْ‬ ‫ضُلوا ِبَراّدي ِرْزقِِهْم َ‬ ‫ن ُف ّ‬ ‫ق َفَما اّلِذي َ‬
‫ض ِفي الّرْز ِ‬ ‫على َبْع ٍ‬ ‫ضُكْم َ‬ ‫ل َبْع َ‬ ‫ضَ‬ ‫ل َف ّ‬ ‫ا ُّ‬
‫ل يجوز للرجل أن يختص نفسه بشيء من المأكول دون عياله‪.‬‬
‫حَفَدًة قال‪:‬‬ ‫سُكْم َأْزواجًا يعني حواء خلقت من آدم )عليه السلم( َو َ‬ ‫ن َأْنُف ِ‬
‫ل َلُكْم ِم ْ‬
‫جَع َ‬
‫ل َ‬ ‫قال‪ :‬قوله‪َ :‬و ا ُّ‬
‫الختان‪.‬‬
‫‪ -[4] /6086‬الطبرسي‪ :‬في معنى الحفدة‪ :‬هم أختان الرجل على بناته‪ .‬قال‪ :‬و هو المروي عن أبي‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.78 :2‬‬

‫‪ -2‬مجمع البيان ‪[.....] .574 :5‬‬

‫‪ -3‬تفسير القّمي ‪.387 :1‬‬

‫‪ -4‬مجمع البيان ‪.5786 :5‬‬

‫)‪ (1‬الّلبان‪ :‬ضرب من العلك‪ ،‬يؤخذ من نبات يفرز ماّدة صمغية‪ ،‬و يسّمى الكندر أيضا‪.‬‬

‫)‪ (2‬في المصدر زيادة‪ :‬عن أبيه )عليهما السلم(‪.‬‬

‫)‪ (3‬في »س‪ ،‬ط«‪ :‬مّما‪.‬‬

‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪438 :‬‬

‫عبد ال )عليه السلم(‪.‬‬


‫جَعلَ َلُكْم ِم ْ‬
‫ن‬ ‫‪ -[1] /6087‬العياشي‪ :‬عن عبد الرحمن الشل‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم( عن قول ال‪َ :‬و َ‬
‫حَفَدًة‪.‬‬
‫ن َو َ‬‫جُكْم َبِني َ‬‫َأْزوا ِ‬
‫قال‪» :‬الحفدة‪ :‬بنو البنت‪ ،‬و نحن حفدة رسول ال )صلى ال عليه و آله(«‪.‬‬
‫ن َو‬
‫جُكْم َبِني َ‬
‫ن َأْزوا ِ‬‫ل َلُكْم ِم ْ‬ ‫جَع َ‬‫‪ -[2] /6088‬عن جميل بن دراج‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( عن قول ال‪َ :‬و َ‬
‫حَفَدًة‪ ،‬قال‪» :‬هم الحفدة و هم العون منهم« يعني البنين‪.‬‬ ‫َ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫على‬‫ل َو ُهَو َ‬ ‫ن َيْأُمُر ِباْلَعْد ِ‬
‫سَتِوي ُهَو َو َم ْ‬
‫ل َي ْ‬‫يٍء‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬ه ْ‬ ‫ش ْ‬
‫على َ‬ ‫عْبدًا َمْمُلوكًا ل َيْقِدُر َ‬ ‫ل َ‬‫ل َمَث ً‬‫ب ا ُّ‬‫ضَر َ‬‫َ‬
‫سَتِقيٍم ]‪[76 -75‬‬ ‫ط ُم ْ‬‫صرا ٍ‬ ‫ِ‬
‫‪ -[3] /6089‬الشيخ في )التهذيب(‪ :‬بإسناده عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن حماد بن عيسى‪ ،‬عن حريز‪ ،‬عن محمد بن‬
‫مسلم‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن رجل ينكح أمته من رجل‪ ،‬أ يفرق بينهما إذا شاء؟‬
‫يٍء فليس للعبد‬ ‫ش ْ‬‫على َ‬ ‫فقال‪» :‬إن كان مملوكه‪ ،‬فليفرق بينهما إذا شاء‪ ،‬إن ال تعالى يقول‪ :‬عَْبدًا َمْمُلوكًا ل َيْقِدُر َ‬
‫شيء من المر‪ ،‬و إن كان زوجها حرا فإن طلقها عتقها« »‪.«1‬‬
‫‪ -[4] /6090‬و عنه‪ :‬بإسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن أبان بن عثمان‪ ،‬عن شعيب‬
‫بن يعقوب العقرقوفي‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سئل‪ -‬و أنا عنده أسمع‪ -‬عن طلق العبد‪ .‬قال‪» :‬ليس له‬
‫يٍء« قال‪» :‬ل يقدر على طلق و ل على‬ ‫ش ْ‬
‫على َ‬ ‫عْبدًا َمْمُلوكًا ل َيْقِدُر َ‬
‫طلق و ل نكاح‪ ،‬أما تسمع ال تعالى يقول‪َ :‬‬
‫نكاح إل بإذن موله«‪.‬‬
‫‪ -[5] /6091‬و عنه‪ :‬بإسناده عن علي بن إسماعيل الميثمي‪ ،‬عن الحسن بن علي بن فضال‪ ،‬عن المفضل بن‬
‫صالح‪ ،‬عن ليث المرادي‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن العبد‪ ،‬هل يجوز طلقه؟‬
‫يٍء و إن كانت أمة قوم‬ ‫ش ْ‬
‫على َ‬ ‫عْبدًا َمْمُلوكًا ل َيْقِدُر َ‬
‫فقال‪» :‬إن كانت أمتك فل‪ ،‬إن ال تعالى يقول‪َ :‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير العّياشي ‪.46 /264 :2‬‬
‫‪ -2‬تفسير العّياشي ‪.47 /264 :2‬‬
‫‪ -3‬التهذيب ‪.1392 /340 :7‬‬
‫‪ -4‬التهذيب ‪.1421 /347 :7‬‬
‫‪ -5‬التهذيب ‪.1423 /348 :7‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬صفقتها‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪439 :‬‬
‫آخرين أو حرة جاز طلقها«‪.‬‬
‫‪ -[4] /6092‬و عنه‪ :‬بإسناده عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن الحسن بن علي بن فضال‪ ،‬عن ابن بكير‪ ،‬عن الحسن‬
‫العطار‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن رجل أمر مملوكه أن يتمتع بالعمرة إلى الحج‪ ،‬أ عليه أن يذبح‬
‫عنه؟‬
‫يٍء«‪.‬‬ ‫ش ْ‬‫على َ‬ ‫عْبدًا َمْمُلوكًا ل َيْقِدُر َ‬
‫قال‪» :‬ل‪ ،‬إن ال يقول‪َ :‬‬
‫‪ -[5] /6093‬العياشي‪ :‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن الرجل ينكح أمته من رجل‪.‬‬
‫يٍء فليس للعبد من المر‬ ‫ش ْ‬
‫على َ‬ ‫عْبدًا َمْمُلوكًا ل َيْقِدُر َ‬ ‫قال‪» :‬إن كان مملوكا فليفرق بينهما إذا شاء‪ ،‬لن ال يقول‪َ :‬‬
‫شيء‪ ،‬و إن كان زوجها حرا فإن طلقها عتقها »‪.««1‬‬
‫‪ -[6] /6094‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬مر عليه غلم له‪ ،‬فدعاه إليه‪ ،‬ثم قال‪» :‬يا‬
‫فتى‪ ،‬أرد عليك فلنة و تطعمنا بدرهم خربز »‪ .««2‬قال‪ :‬فقلت‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬إنا نروي عندنا‪ :‬أن عليا )عليه‬
‫السلم( أهديت له أو اشتريت ]له جارية[‪ .‬فقال لها‪ :‬أ فارغة أنت أم مشغولة؟ قالت‪ :‬مشغولة‪ .‬قال‪ :‬فأرسل‪،‬‬
‫فاشترى بضعها من زوجها بخمسمائة درهم‪ .‬فقال‪» :‬كذبوا على علي )عليه السلم(‪ ،‬و لم يحفظوا‪ .‬أما تسمع إلى‬
‫يٍء«‪.‬‬ ‫ش ْ‬‫على َ‬ ‫عْبدًا َمْمُلوكًا ل َيْقِدُر َ‬
‫ل َ‬‫ل َمَث ً‬‫ب ا ُّ‬
‫ضَر َ‬‫قول ال و هو يقول‪َ :‬‬
‫‪ -[7] /6095‬عن زرارة‪ ،‬عن أبي جعفر و عن أبي عبد ال )عليهما السلم( قال‪» :‬المملوك ل يجوز طلقه و ل‬
‫نكاحه إل بإذن سيده«‪.‬‬
‫يٍء ما‬ ‫ش ْ‬‫على َ‬ ‫عْبدًا َمْمُلوكًا ل َيْقِدُر َ‬
‫ل َ‬ ‫ل َمَث ً‬ ‫ب ا ُّ‬‫ضَر َ‬ ‫قلت‪ :‬فإن كان السيد زوجه‪ ،‬بيد من الطلق؟ قال‪» :‬بيد السيد َ‬
‫شيء الطلق؟!«‪.‬‬
‫‪ -[8] /6096‬عن أبي بصير‪ ،‬في الرجل ينكح أمته لرجل‪ ،‬أله أن يفرق بينهما إذا شاء؟‬
‫يٍء فليس للعبد من المر‬ ‫ش ْ‬
‫على َ‬ ‫عْبدًا َمْمُلوكًا ل َيْقِدُر َ‬ ‫قال‪» :‬إن كان مملوكا فليفرق بينهما إذا شاء‪ ،‬لن ال يقول‪َ :‬‬
‫شيء‪ ،‬و إن كان زوجها حرا فرق بينهما إذا شاء المولى«‪.‬‬
‫‪ -[9] /6097‬عن عبد ال بن سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪» :‬إذا زوج الرجل غلمه‬
‫جاريته فرق بينهما إذا »‪ «3‬شاء«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -4‬التهذيب ‪.665 /200 :5‬‬
‫‪ -5‬تفسير العّياشي ‪.48 /264 :2‬‬
‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪[.....] .49 /265 :2‬‬
‫‪ -7‬تفسير العّياشي ‪.50 /265 :2‬‬
‫‪ -8‬تفسير العّياشي ‪.51 /265 :2‬‬
‫‪ -9‬تفسير العّياشي ‪.52 /265 :2‬‬
‫)‪ (1‬في »س«‪ :‬صفقتها‪.‬‬
‫طيخ بالفارسّية‪» .‬لسان العرب‪ -‬خربز‪.«345 :5 -‬‬ ‫)‪ (2‬الخربز‪ :‬الب ّ‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬متى‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪440 :‬‬
‫‪ -[10] /6098‬عن الحلبي‪ ،‬عنه )عليه السلم(‪ ،‬عن الرجل ينكح عبده أمته‪ ،‬قال‪» :‬يفرق بينهما »‪ «1‬إذا شاء‬
‫يٍء«‪.‬‬ ‫ش ْ‬
‫على َ‬ ‫عْبدًا َمْمُلوكًا ل َيْقِدُر َ‬‫بغير طلق‪ ،‬فإن ال يقول‪َ :‬‬
‫‪ -[11] /6099‬عن أحمد بن عبد ال العلوي‪ ،‬عن الحسن بن الحسين‪ ،‬عن الحسين بن زيد بن علي‪ ،‬عن جعفر ابن‬
‫عْبدًا َمْمُلوكًا‬‫ل َ‬ ‫ل َمَث ً‬‫ب ا ُّ‬
‫ضَر َ‬‫محمد‪ ،‬عن أبيه )عليهما السلم( قال‪» :‬كان علي بن أبي طالب )عليه السلم( يقول‪َ :‬‬
‫يٍء و يقول‪ :‬للعبد ل طلق و ل نكاح‪ ،‬ذلك إلى سيده‪ ،‬و الناس يرون »‪ «2‬خلف ذلك‪ ،‬إذا أذن‬ ‫ش ْ‬ ‫على َ‬ ‫ل َيْقِدُر َ‬
‫السيد لعبده ل يرون له أن يفرق بينهما«‪.‬‬
‫‪ -[12] /6100‬الشيخ في )التهذيب(‪ :‬بإسناده‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن ابن أذينة‪ ،‬عن‬
‫زرارة‪ ،‬عن أبي جعفر و أبي عبد ال )عليهما السلم( قال‪» :‬المملوك ل يجوز طلقه و ل نكاحه إل بإذن سيده«‪.‬‬
‫يٍء‬
‫ش ْ‬ ‫على َ‬ ‫عْبدًا َمْمُلوكًا ل َيْقِدُر َ‬
‫ل َ‬ ‫ل َمَث ً‬‫ب ا ُّ‬ ‫ضَر َ‬ ‫قلت‪ :‬فإن السيد كان زوجه‪ ،‬بيد من الطلق؟ فقال‪» :‬بيد السيد َ‬
‫الشيء‪ :‬الطلق«‪.‬‬
‫يٍء قال‪ :‬ل يتزوج و‬ ‫ش ْ‬‫على َ‬ ‫عْبدًا َمْمُلوكًا ل َيْقِدُر َ‬ ‫ل َ‬ ‫ل َمَث ً‬ ‫ب ا ُّ‬‫ضَر َ‬ ‫‪ -[13] /6101‬علي بن إبراهيم‪ ،‬في قوله تعالى‪َ :‬‬
‫يٍء َو ُهَو‬ ‫ش ْ‬‫على َ‬ ‫حُدُهما َأْبَكُم ل َيْقِدُر َ‬
‫ن َأ َ‬
‫جَلْي ِ‬
‫ل َر ُ‬ ‫ل َمَث ً‬‫ب ا ُّ‬‫ضَر َ‬ ‫ل يطلق‪ .‬قال‪ :‬ثم ضرب ال مثل في الكفار‪ ،‬قوله‪َ :‬و َ‬
‫سَتِقيٍم قال‪ :‬كيف‬ ‫ط ُم ْ‬ ‫صرا ٍ‬‫على ِ‬ ‫ل َو ُهَو َ‬ ‫ن َيْأُمُر ِباْلَعْد ِ‬
‫سَتِوي ُهَو َو َم ْ‬ ‫ل َي ْ‬
‫خْيٍر َه ْ‬‫ت ِب َ‬
‫جْهُه ل َيْأ ِ‬‫على َمْولُه َأْيَنما ُيَو ّ‬ ‫ل َ‬ ‫َك ّ‬
‫يستوي هذا‪ ،‬و هذا الذي يأمر بالعدل أمير المؤمنين و الئمة )عليهم السلم(‪،‬؟!‬
‫سَتِوي‬ ‫ل َي ْ‬‫‪ -[14] /6102‬ابن شهر آشوب‪ :‬عن حمزة بن عطاء‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله تعالى‪َ :‬ه ْ‬
‫ل‪.‬‬
‫ن َيْأُمُر ِباْلَعْد ِ‬
‫ُهَو َو َم ْ‬
‫قال‪» :‬هو علي بن أبي طالب )عليه السلم(‪ ،‬يأمر بالعدل‪ ،‬و هو على صراط مستقيم«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ُأّمهاِتُكْم‪ -‬إلى قوله تعالى‪-‬‬ ‫طو ِ‬‫ن ُب ُ‬‫جُكْم ِم ْ‬‫خَر َ‬ ‫ل َأ ْ‬
‫َو ا ُّ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -10‬تفسير العّياشي ‪.53 /265 :2‬‬
‫‪ -11‬تفسير العّياشي ‪.54 /266 :2‬‬
‫‪ -12‬التهذيب ‪.1419 /347 :7‬‬
‫‪ -13‬تفسير القّمي ‪.387 :1‬‬
‫‪ -14‬المناقب ‪.107 :2‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬قال‪ :‬ينزعها‪.‬‬
‫)‪ (2‬في »ط«‪ :‬يروون‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪441 :‬‬
‫سُكْم ]‪ -[1] /6103 [81 -78‬علي بن إبراهيم‪ :‬قوله تعالى‪َ :‬و‬ ‫ل َتِقيُكْم َبْأ َ‬
‫سراِبي َ‬ ‫حّر َو َ‬ ‫ل َتِقيُكُم اْل َ‬
‫سراِبي َ‬ ‫ل َلُكْم َ‬
‫جَع َ‬‫َو َ‬
‫ن‪ :‬إنه محكم‪.‬‬ ‫ت ِلَقْوٍم ُيْؤِمُنو َ‬
‫ليا ٍ‬ ‫ك َ‬‫ن ِفي ذِل َ‬ ‫ن ُأّمهاِتُكْم إلى قوله‪ِ :‬إ ّ‬ ‫طو ِ‬ ‫ن ُب ُ‬ ‫جُكْم ِم ْ‬
‫خَر َ‬ ‫ل َأ ْ‬‫ا ُّ‬
‫لْنعاِم ُبُيوتًا يعني الخيم و‬ ‫جُلوِد ا َْ‬
‫ن ُ‬ ‫ل َلُكْم ِم ْ‬
‫جَع َ‬
‫سَكنًا يعني المساكن َو َ‬ ‫ن ُبُيوِتُكْم َ‬ ‫ل َلُكْم ِم ْ‬‫جَع َ‬‫ل َ‬ ‫ثم قال‪ :‬قوله‪َ :‬و ا ُّ‬
‫صواِفها َو َأْوباِرها َو‬ ‫ن َأ ْ‬‫ظْعِنُكْم أي يوم سفركم‪َ :‬و َيْوَم ِإقاَمِتُكْم يعني في مقامكم َو ِم ْ‬ ‫خّفوَنها َيْوَم َ‬ ‫سَت ِ‬
‫المضارب‪َ :‬ت ْ‬
‫ن‪.‬‬‫حي ٍ‬‫شعاِرها َأثاثًا َو َمتاعًا ِإلى ِ‬ ‫َأ ْ‬
‫‪ -[2] /6104‬قال علي بن إبراهيم‪ :‬و في رواية أبي الجارود‪ ،‬في قوله‪َ :‬أثاثًا قال‪» :‬المال«‪َ ،‬و َمتاعًا قال‪:‬‬
‫ن‪» :‬أي إلى حين بلغها«‪.‬‬ ‫حي ٍ‬ ‫»المنافع«‪ِ ،‬إلى ِ‬
‫ل َلُكْم ِم َ‬
‫ن‬ ‫جَع َ‬
‫ل قال‪ :‬ما يستظل به َو َ‬ ‫ظل ً‬ ‫ق ِ‬ ‫خَل َ‬
‫ل َلُكْم ِمّما َ‬ ‫جَع َ‬
‫ل َ‬ ‫‪ -[3] /6105‬قال علي بن إبراهيم في قوله‪َ :‬و ا ُّ‬
‫سُكْم يعني‬ ‫ل َتِقيُكْم َبْأ َ‬
‫سراِبي َ‬ ‫حّر يعني القمص‪ ،‬و إنما جعل ما يجعل منه‪َ .‬و َ‬ ‫ل َتِقيُكُم اْل َ‬
‫سراِبي َ‬ ‫ل َلُكْم َ‬ ‫جَع َ‬ ‫ل َأْكنانًا َو َ‬‫جبا ِ‬ ‫اْل ِ‬
‫الدروع‪.‬‬
‫‪ -[4] /6106‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن مالك بن عطية‪ ،‬عن سليمان‬
‫بن خالد‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن الحر و البرد‪ ،‬مما يكونان؟‬
‫فقال‪» :‬يا أبا أيوب‪ ،‬إن المريخ كوكب حار‪ ،‬و زحل كوكب بارد‪ ،‬فإذا بدأ المريخ في الرتفاع انحط زحل و ذلك‬
‫في الربيع‪ ،‬فل يزالن كذلك‪ ،‬كلما ارتفع المريخ درجة انحط زحل درجة ثلثة أشهر‪ ،‬حتى ينتهي المريخ في‬
‫الرتفاع و ينتهي زحل في الهبوط فيجلوا المريخ‪ ،‬فلذلك يشتد الحر‪ ،‬فإذا كان آخر الصيف و أول »‪ «1‬الخريف‬
‫بدأ زحل في الرتفاع و بدأ المريخ في الهبوط‪ ،‬فل يزالن كذلك‪ ،‬كلما ارتفع زحل درجة انحط المريخ درجة‪،‬‬
‫حتى ينتهي المريخ في الهبوط و ينتهي زحل في الرتفاع فيجلو زحل‪ ،‬و ذلك في أول الشتاء و آخر الخريف و‬
‫لذلك يشتد البرد‪ ،‬و كلما ارتفع هذا هبط هذا‪ ،‬و كلما هبط هذا ارتفع هذا‪ ،‬فإذا كان في الصيف يوم بارد فالفعل فى‬
‫ذلك للقمر‪ ،‬و إذا كان في الشتاء يوم حار فالفعل في ذلك للشمس‪ ،‬و هذا هبط هذا‪ ،‬و كلما هبط هذا بتقدير العزيز‬
‫العليم‪ ،‬و أنا عبد رب العالمين«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪[.....] .387 :1‬‬
‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.388 :1‬‬
‫‪ -3‬تفسير القّمي ‪.388 :1‬‬
‫‪ -4‬الكافي ‪.474 /306 :8‬‬
‫)‪ (1‬في »ط«‪ :‬و أوان‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪442 :‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪[83‬‬ ‫ل ُثّم ُيْنِكُروَنها َو َأْكَثُرُهُم اْلكاِفُرو َ‬ ‫ت ا ِّ‬‫ن ِنْعَم َ‬‫َيْعِرُفو َ‬
‫‪ -[1] /6107‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن الحسين بن محمد‪ ،‬عن معلى بن محمد‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن الحسن بن‬
‫محمد الهاشمي‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن أحمد بن عيسى‪ ،‬قال‪ :‬حدثني جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده )عليهم‬
‫ل ُثّم ُيْنِكُروَنها‪.‬‬‫ت ا ِّ‬‫ن ِنْعَم َ‬ ‫السلم( في قوله عز و جل‪َ :‬يْعِرُفو َ‬
‫ن »‪«1‬‬ ‫ن الّزكاةَ َو ُهْم راِكُعو َ‬ ‫صلَة َو ُيْؤُتو َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ن ُيِقيُمو َ‬‫ن آَمُنوا اّلِذي َ‬ ‫سوُلُه َو اّلِذي َ‬ ‫ل َو َر ُ‬ ‫قال‪» :‬لما نزلت‪ِ :‬إّنما َوِلّيُكُم ا ُّ‬
‫اجتمع نفر من أصحاب رسول ال )صلى ال عليه و آله( في مسجد المدينة‪ ،‬فقال بعضهم لبعض‪ :‬ما تقولون في‬
‫هذه الية؟ فقال بعضهم‪ :‬إن كفرنا بهذه الية نكفر بسائرها‪ ،‬و إن آمنا فهذا ذل حين يتسلط »‪ «2‬علينا ابن أبي‬
‫طالب فقالوا‪ :‬قد علمنا أن محمدا )صلى ال عليه و آله( صادق فيما يقول‪ ،‬و لكن نتوله و ل نطيع عليا فيما أمرنا‪،‬‬
‫ل ُثّم ُيْنِكُروَنها »‪ «3‬يعني ولية علي بن أبي طالب )عليه السلم( َو َأْكَثُرُهُم‬ ‫ت ا ِّ‬‫ن ِنْعَم َ‬ ‫فنزلت هذه الية‪َ :‬يْعِرُفو َ‬
‫ن بالولية«‪.‬‬ ‫اْلكاِفُرو َ‬
‫‪ -[2] /6108‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن إسحاق بن الهيثم‪ ،‬عن سعد بن ظريف‪ ،‬عن الصبغ بن‬
‫نباتة‪ ،‬عن علي )عليه السلم( قال‪» :‬ما بال قوم غيروا سنة رسول ال )صلى ال عليه و آله( و عدلوا عن وصيه‬
‫جَهّنَم‬‫حّلوا َقْوَمُهْم داَر اْلَبواِر َ‬ ‫ل ُكْفرًا َو َأ َ‬‫ت ا ِّ‬‫ن َبّدُلوا ِنْعَم َ‬‫»‪ ،«4‬ل يخافون أن ينزل بهم العذاب‪ ،‬ثم تل هذه الية اّلِذي َ‬
‫س اْلَقراُر »‪ .««5‬ثم قال‪» :‬نحن‪ -‬و ال‪ -‬نعمة ال التي أنعم ال بها على عباده‪ ،‬و بنا فاز من فاز«‪.‬‬ ‫صَلْوَنها َو ِبْئ َ‬ ‫َي ْ‬
‫ل الية‪.‬‬ ‫ت ا ِّ‬
‫ن ِنْعَم َ‬ ‫‪ -[3] /6109‬ابن شهر آشوب‪ :‬عن الباقر )عليه السلم( في قوله تعالى‪َ :‬يْعِرُفو َ‬
‫قال‪» :‬عرفهم ولية علي )عليه السلم( و أمرهم بوليته‪ ،‬ثم أنكروا بعد وفاته«‪.‬‬
‫‪ -[4] /6110‬العياشي‪ :‬عن جعفر بن أحمد‪ ،‬عن العمركي النيسابوري‪ ،‬عن علي بن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أخيه‬
‫ل الية‪ ،‬فقال‪» :‬عرفوه ثم أنكروه«‪.‬‬ ‫ت ا ِّ‬
‫ن ِنْعَم َ‬ ‫موسى بن جعفر )عليهما السلم( أنه سئل عن هذه الية َيْعِرُفو َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬الكافي ‪.77 /354 :1‬‬
‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.86 :1‬‬
‫‪ -3‬المناقب ‪.99 :3‬‬
‫‪ -4‬تفسير العّياشي ‪.55 /266 :2‬‬
‫)‪ (1‬المائدة ‪.55 :5‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬يسّلط‪.‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر زيادة‪ :‬يعرفون‪.‬‬
‫)‪ (4‬في »س«‪ :‬وصّيته‪.‬‬
‫)‪ (5‬إبراهيم ‪.29 -28 :14‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪443 :‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫على هُؤلِء ]‪ -[1] /6111 [89 -84‬علي بن‬ ‫شِهيدًا َ‬ ‫ك َ‬ ‫جْئنا ِب َ‬
‫شِهيدًا‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و ِ‬ ‫ل ُأّمٍة َ‬‫ن ُك ّ‬
‫ث ِم ْ‬
‫َو َيْوَم َنْبَع ُ‬
‫شِهيدًا قال‪ :‬لكل زمان ]و أمة[ إمام‪ ،‬تبعث كل أمة مع إمامها‪ .‬و‬ ‫ل ُأّمٍة َ‬
‫ن ُك ّ‬‫ث ِم ْ‬‫إبراهيم‪ ،‬في قوله تعالى‪َ :‬و َيْوَم َنْبَع ُ‬
‫ب قال‪ :‬كفروا بعد النبي‪ ،‬و صدوا عن أمير‬ ‫ق اْلَعذا ِ‬ ‫عذابًا َفْو َ‬‫ل ِزْدناُهْم َ‬ ‫ل ا ِّ‬
‫سِبي ِ‬
‫ن َ‬ ‫عْ‬ ‫صّدوا َ‬ ‫ن َكَفُروا َو َ‬ ‫قوله‪ :‬اّلِذي َ‬
‫عَلْيِهْم‬
‫شِهيدًا َ‬ ‫ل ُأّمٍة َ‬
‫ث ِفي ُك ّ‬
‫ن‪ .‬ثم قال‪َ :‬و َيْوَم َنْبَع ُ‬ ‫سُدو َ‬ ‫ب ِبما كاُنوا ُيْف ِ‬ ‫ق اْلَعذا ِ‬‫عذابًا َفْو َ‬‫المؤمنين )عليه السلم( ِزْدناُهْم َ‬
‫على هُؤلِء يعني على‬ ‫شِهيدًا َ‬
‫ك يا محمد َ‬ ‫جْئنا ِب َ‬
‫سِهْم يعني من الئمة‪ .‬ثم قال لنبيه )صلى ال عليه و آله(‪َ :‬و ِ‬ ‫ن َأْنُف ِ‬
‫ِم ْ‬
‫الئمة‪ ،‬فرسول ال شهيد على الئمة‪ ،‬و الئمة شهداء على الناس‪.‬‬
‫‪ -[2] /6112‬الطبرسي‪ :‬عن الصادق )عليه السلم( قال‪» :‬لكل زمان و أمة إمام »‪ ،«1‬تبعث كل امة مع إمامها«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪[89‬‬ ‫سِلِمي َ‬
‫شرى ِلْلُم ْ‬ ‫حَمًة َو ُب ْ‬‫ى َو َر ْ‬
‫يٍء َو ُهد ً‬ ‫ش ْ‬‫ل َ‬ ‫ب ِتْبيانًا ِلُك ّ‬
‫ك اْلِكتا َ‬
‫عَلْي َ‬
‫َو َنّزْلنا َ‬
‫‪ -[3] /6113‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن عبد الجبار‪ ،‬عن ابن فضال‪ ،‬عن حماد بن‬
‫عثمان‪ ،‬عن عبد العلى بن أعين‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪» :‬قد ولدني رسول ال )صلى ال‬
‫عليه و آله( و أنا أعلم كتاب ال‪ ،‬و فيه بدء الخلق و ما هو كائن إلى يوم القيامة‪ ،‬و فيه خبر السماء و خبر‬
‫الرض‪ ،‬و خبر الجنة و خبر النار‪ ،‬و خبر ما كان و خبر ما هو كائن‪ ،‬أعلم ذلك كما أنظر إلى كفي‪ ،‬إن ال عز و‬
‫جل يقول‪ :‬فيه تبيان كل شيء«‪.‬‬
‫‪ -[4] /6114‬و عنه‪ :‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن يونس بن يعقوب‪ ،‬عن‬
‫الحارث بن المغيرة‪ ،‬و عدة من أصحابنا منهم عبد العلى‪ ،‬و أبو عبيدة‪ ،‬و عبد ال بن بشر الخثعمي‪ ،‬سمعوا أبا‬
‫عبد ال )عليه السلم( يقول‪» :‬إني لعلم ما في السماوات و ما في الرض‪ ،‬و أعلم ما في الجنة و أعلم ما في‬
‫النار‪ ،‬و أعلم‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪[.....] .388 :1‬‬
‫‪ -2‬مجمع البيان ‪.584 :6‬‬
‫‪ -3‬الكافي ‪.8 /50 :1‬‬
‫‪ -4‬الكافي ‪.2 /204 :1‬‬
‫)‪ (1‬في »ط«‪ :‬شهيد‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪444 :‬‬
‫ما كان و ما يكون«‪.‬‬
‫قال‪ :‬ثم مكث هنيئة‪ ،‬فرأى أن ذلك كبر على من سمعه منه‪ ،‬فقال‪» :‬علمت ذلك من كتاب ال عز و جل‪ ،‬إن ال عز‬
‫و جل يقول‪ :‬فيه تبيان كل شيء«‪.‬‬
‫‪ -[3] /6115‬محمد بن الحسن الصفار‪ :‬عن محمد بن عيسى بن عبيد‪ ،‬عن محمد بن عمر‪ ،‬عن عبد ال بن الوليد‬
‫السمان‪ ،‬قال‪ :‬قال لي أبو جعفر )عليه السلم(‪» :‬يا عبد ال‪ ،‬ما تقول الشيعة في علي و موسى و عيسى )عليهم‬
‫السلم(«؟‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬و عن أي حالت تسألني؟ قال‪» :‬أسألك عن العلم«‪ .‬قلت‪ :‬يقولون‪ :‬إن موسى و عيسى‬
‫)عليهما السلم( أفضل من أمير المؤمنين )عليه السلم(‪.‬‬
‫قال‪» :‬هو‪ -‬و ال‪ «1» -‬أعلم منهما‪ ،‬أليس يقولون‪ :‬إن لعلي )عليه السلم( ما لرسول ال )صلى ال عليه و آله(‬
‫من العلم؟« قال‪ :‬قلت‪ :‬بلى‪ .‬قال‪» :‬فخاصمهم فيه‪ ،‬إن ال تبارك و تعالى قال لموسى )عليه السلم(‪َ :‬و َكَتْبنا َلُه ِفي‬
‫يٍء »‪ «2‬فأعلمنا أنه لم يبين له المر كله‪ ،‬و قال ال تبارك و تعالى لمحمد )صلى ال عليه و‬ ‫ش ْ‬‫ل َ‬‫ن ُك ّ‬ ‫ح ِم ْ‬‫لْلوا ِ‬
‫ا َْ‬
‫شيٍْء«‪.‬‬
‫ل َ‬
‫ب ِتْبيانًا ِلُك ّ‬
‫ك اْلِكتا َ‬
‫عَلْي َ‬
‫على هُؤلِء َو َنّزْلنا َ‬ ‫شِهيدًا َ‬ ‫ك َ‬‫جْئنا ِب َ‬‫آله(‪َ :‬و ِ‬
‫‪ -[4] /6116‬و عنه‪ :‬عن علي بن إسماعيل‪ ،‬عن محمد بن عمرو الزيات‪ ،‬عن عبد ال بن الوليد‪ ،‬قال‪ :‬قال لي أبو‬
‫عبد ال )عليه السلم(‪» :‬أي شيء تقول الشيعة في عيسى و موسى و أمير المؤمنين )عليه السلم(«؟ قلت‪:‬‬
‫يقولون‪ :‬إن موسى و عيسى )عليهما السلم( أفضل من أمير المؤمنين )عليه السلم(‪.‬‬
‫فقال‪» :‬أ يزعمون أن أمير المؤمنين )عليه السلم( قد علم ما علم رسول ال )صلى ال عليه و آله(«؟ قلت‪ :‬نعم‪،‬‬
‫و لكن ل يقدمون على اولي العزم من الرسل أحدا‪ .‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬فخاصمهم بكتاب ال«‪ .‬قلت‪:‬‬
‫ح ِم ْ‬
‫ن‬ ‫لْلوا ِ‬‫و في أي موضع منه أخاصمهم؟ قال‪» :‬قال ال تبارك و تعالى لموسى )عليه السلم(‪َ :‬و َكَتْبنا َلُه ِفي ا َْ‬
‫يٍء »‪ «3‬فعلمنا أنه لم يكتب لموسى )عليه السلم( كل شيء‪ ،‬و قال ال تبارك و تعالى ]لعيسى )عليه‬ ‫ش ْ‬‫ل َ‬‫ُك ّ‬
‫جْئنا ِب َ‬
‫ك‬ ‫ن ِفيِه »‪ «4‬و قال ال تعالى[ لمحمد )صلى ال عليه و آله(‪َ :‬و ِ‬ ‫خَتِلُفو َ‬
‫ض اّلِذي َت ْ‬‫ن َلُكْم َبْع َ‬ ‫لَبّي َ‬
‫السلم( َو ُِ‬
‫يٍء«‪.‬‬ ‫ش ْ‬
‫ل َ‬ ‫ب ِتْبيانًا ِلُك ّ‬
‫ك اْلِكتا َ‬ ‫عَلْي َ‬
‫على هُؤلِء َو َنّزْلنا َ‬ ‫شِهيدًا َ‬ ‫َ‬
‫‪ -[5] /6117‬و عنه‪ :‬عن علي بن محمد بن سعد‪ ،‬عن حمدان بن سليمان النيسابوري‪ ،‬عن عبد ال بن محمد‬
‫اليماني‪ ،‬عن مسلم بن الحجاج‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عن الحسين بن علوان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬إن ال‬
‫خلق‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -3‬بصائر الدرجات‪.3 /248 :‬‬
‫‪ -4‬بصائر الدرجات‪.1 /247 :‬‬
‫‪ -5‬بصائر الدرجات‪.2 /247 :‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬عن العلم‪ ،‬فأّما الفضل فهم سواء‪ .‬قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬فما عسى أن أقول فيهم؟ فقال‪ :‬هو و‬
‫ل‪.‬‬‫ا ّ‬
‫)‪ (2‬العراف‪.145 :7 :‬‬
‫)‪ (3‬العراف ‪.145 :7‬‬
‫)‪ (4‬الزخرف ‪.63 :43‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪445 :‬‬

‫اولي العزم من الرسل‪ ،‬و فضلهم بالعلم‪ ،‬و أورثنا علمهم و فضلهم‪ ،‬و فضلنا عليهم في علمهم‪ ،‬و علم رسول ال‬
‫)صلى ال عليه و آله( ما لم يعلموا‪ ،‬و علمنا علم الرسول و علمهم«‪.‬‬
‫‪ -[6] /6118‬و عنه‪ :‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن أحمد بن أبي بشر‪ ،‬عن كثير بن أبي حمران‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو جعفر‬
‫)عليه السلم(‪» :‬لقد سأل موسى )عليه السلم( العالم مسألة‪ ،‬لم يكن عنده جوابها‪ .‬و لقد سأل العالم موسى )عليه‬
‫السلم( مسألة‪ ،‬لم يكن عنده جوابها‪ ،‬و لو كنت بينهما لخبرت كل واحد منهما بجواب مسألته‪ ،‬و لسألتهما عن‬
‫مسألة لم يكن عندهما جوابها«‪.‬‬
‫‪ -[7] /6119‬و عنه‪ :‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عن ابن مسكان‪ ،‬عن سدير‪ ،‬عن أبي جعفر‬
‫)عليه السلم( قال‪» :‬لما لقي موسى )عليه السلم( العالم‪ ،‬و كلمه و سأله‪ ،‬نظر إلى خطاف يصفر و يرتفع في‬
‫السماء‪ ،‬و يسفل في البحر‪ ،‬فقال العالم لموسى )عليه السلم(‪ :‬أ تدري ما يقول هذا الخطاف؟ قال‪ :‬و ما يقول؟ قال‪:‬‬
‫يقول‪ :‬و رب السماء و الرض‪ ،‬ما علمكما من علم ربكما إل مثل ما أخذت بمنقاري من هذا البحر«‪.‬‬
‫قال‪ :‬فقال أبو جعفر )عليه السلم(‪» :‬أما إني لو كنت عندهما لسألتهما عن مسألة‪ ،‬ل يكون عندهما فيها علم«‪.‬‬
‫‪ -[8] /6120‬و عنه‪ :‬عن إبراهيم بن إسحاق‪ ،‬عن عبد ال بن حماد‪ ،‬عن سيف التمار‪ ،‬قال‪ :‬كنا عند أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( و نحن جماعة في الحجر‪ ،‬فقال‪» :‬و رب هذه البنية‪ ،‬و رب هذه الكعبة‪ -‬ثلث مرات‪ -‬لو كنت بين‬
‫موسى و الخضر لخبرتهما أني أعلم منهما‪ ،‬و لنبأتهما بما ليس في أيديهما«‪.‬‬
‫‪ -[9] /6121‬و عنه‪ :‬عن أحمد بن الحسين‪ ،‬عن الحسن بن راشد‪ ،‬عن علي بن مهزيار‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪،‬‬
‫قال‪ :‬و حدثوني جميعا‪ ،‬عن بعض أصحابنا‪ ،‬عن عبد ال بن حماد‪ ،‬عن سيف التمار‪ ،‬قال‪ :‬كنا مع أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( في الحجر‪ ،‬فقال‪» :‬أعلينا عين؟« فالتفتنا يمنة و يسرة و قلنا‪ :‬ل‪ ،‬ليس علينا عين‪ .‬فقال‪» :‬و رب هذه‬
‫الكعبة‪ -‬ثلث مرات‪ -‬لو كنت بين موسى و الخضر )عليهما السلم( لخبرتهما أني أعلم منهما‪ ،‬و لنبأتهما بما‬
‫ليس في أيديهما«‪.‬‬
‫‪ -[10] /6122‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬و محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن إبراهيم بن‬
‫إسحاق الحمر‪ ،‬عن عبد ال بن حماد‪ ،‬عن سيف التمار‪ ،‬قال‪ :‬كنا مع أبي عبد ال )عليه السلم( جماعة من‬
‫الشيعة في الحجر‪ ،‬فقال‪» :‬علينا عين؟« فالتفتنا يمنة و يسرة فلم نر أحدا‪ ،‬فقلنا‪ :‬ليس علينا عين‪ .‬فقال‪» :‬و رب‬
‫الكعبة‪ ،‬و رب البنية‪ -‬ثلث مرات‪ -‬لو كنت بين موسى و الخضر )عليهما السلم( لخبرتهما أني أعلم منهما‪ ،‬و‬
‫لنبأتهما بما ليس في أيديهما‪ ،‬لن موسى و الخضر )عليهما السلم( أعطيا علم ما كان‪ ،‬و لم يعطيا علم ما يكون‬
‫و ما هو كائن حتى‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -6‬بصائر الدرجات‪.1 /249 :‬‬
‫‪ -7‬بصائر الدرجات‪.2 /250 :‬‬
‫‪ -8‬بصائر الدرجات‪[.....] .3 /250 :‬‬
‫‪ -9‬بصائر الدرجات‪.4 /250 :‬‬
‫‪ -10‬الكافي ‪.1 /203 :1‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪446 :‬‬
‫تقوم الساعة‪ ،‬و قد ورثناه من رسول ال )صلى ال عليه و آله( وراثة«‪.‬‬
‫‪ -[11] /6123‬و عنه‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن ابن أذينة‪ ،‬عن عبد ال بن سليمان‪،‬‬
‫عن حمران بن أعين‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬إن جبرئيل )عليه السلم( أتى رسول ال )صلى ال‬
‫عليه و آله( برمانتين‪ ،‬فأكل رسول ال )صلى ال عليه و آله( إحداهما و كسر الخرى بنصفين‪ ،‬فأكل نصفا و‬
‫أطعم عليا )عليه السلم( نصفا‪ .‬ثم قال له رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬يا أخي‪ ،‬هل تدري ما هاتان‬
‫الرمانتان؟ قال‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬أما الولى فالنبوة ليس لك فيها نصيب‪ ،‬و أما الخرى فالعلم و أنت شريكي فيه«‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬أصلحك ال‪ ،‬كيف كان شريكه فيه؟ قال‪» :‬لم يعلم ال محمدا )صلى ال عليه و آله( علما إل و أمره أن‬
‫يعلمه عليا )عليه السلم(«‪.‬‬
‫‪ -[12] /6124‬و عنه‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن ابن أذينة‪ ،‬عن زرارة‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه‬
‫السلم( قال‪» :‬نزل جبرئيل )عليه السلم( على رسول ال )صلى ال عليه و آله( برمانتين من الجنة فأعطاه‬
‫إياهما‪ ،‬فأكل واحدة و كسر الخرى بنصفين‪ ،‬فأعطى عليا )عليه السلم( نصفها فأكلها‪ .‬فقال‪ :‬يا علي‪ ،‬أما الرمانة‬
‫الولى التي أكلتها فالنبوة‪ ،‬ليس لك فيها شيء‪ ،‬و أما الخرى فهو العلم و أنت شريكي فيه«‪.‬‬
‫‪ -[13] /6125‬و عنه‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن الحسن‪ ،‬عن محمد بن عبد الحميد‪ ،‬عن منصور بن‬
‫يونس‪ ،‬عن ابن أذينة‪ ،‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول‪» :‬نزل جبرئيل )عليه‬
‫السلم( على محمد )صلى ال عليه و آله( برمانتين من الجنة فلقيه علي )عليه السلم(‪ ،‬فقال‪ :‬ما هاتان الرمانتان‬
‫اللتان في يدك؟ فقال‪ :‬أما هذه فالنبوة ليس لك فيها نصيب‪ ،‬و أما هذه فالعلم‪ .‬ثم فلقها رسول ال )صلى ال عليه و‬
‫آله( بنصفين‪ ،‬فأعطاه نصفها و أخذ رسول ال )صلى ال عليه و آله( نصفها‪ ،‬ثم قال‪ :‬أنت شريكي فيه و أنا‬
‫شريكك فيه« قال‪» :‬فلم يعلم‪ -‬و ال‪ -‬رسول ال )صلى ال عليه و آله( حرفا مما علمه ال عز و جل إل قد علمه‬
‫عليا )عليه السلم(‪ ،‬ثم انتهى العلم إلينا«‪ .‬ثم وضع يده على صدره‪.‬‬
‫‪ -[14] /6126‬العياشي‪ :‬عن يونس‪ ،‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬قالوا‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬إني لعلم خبر‬
‫السماء و خبر الرض‪ ،‬و خبر ما كان و خبر ما هو كائن كأنه في كفي«‪ .‬ثم قال‪» :‬من كتاب ال أعلمه‪ ،‬إن ال‬
‫يقول‪ :‬فيه تبيان كل شيء«‪.‬‬
‫‪ -[15] /6127‬عن منصور‪ ،‬عن حماد اللحام‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬نحن‪ -‬و ال‪ -‬نعلم ما في‬
‫السماوات و ما في الرض‪ ،‬و ما في الجنة و ما في النار‪ ،‬و ما بين ذلك«‪ .‬قال‪ :‬فبهت أنظر إليه‪ ،‬فقال‪» :‬يا حماد‪،‬‬
‫إن ذلك‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -11‬الكافي ‪.1 /205 :1‬‬
‫‪ -12‬الكافي ‪.2 /206 :1‬‬
‫‪ -13‬الكافي ‪.3 /206 :1‬‬
‫‪ -14‬تفسير العّياشي ‪.56 /266 :2‬‬
‫‪ -15‬تفسير العّياشي ‪.57 /266 :2‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪447 :‬‬
‫على‬‫شِهيدًا َ‬‫ك َ‬‫جْئنا ِب َ‬
‫سِهْم َو ِ‬
‫ن َأْنُف ِ‬
‫عَلْيِهْم ِم ْ‬
‫شِهيدًا َ‬ ‫ل ُأّمٍة َ‬‫ث ِفي ُك ّ‬‫في كتاب ال‪ -‬ثلث مرات‪ -‬ثم تل هذه الية َو َيْوَم َنْبَع ُ‬
‫ن إنه من كتاب فيه تبيان كل شيء«‪.‬‬ ‫سِلِمي َ‬
‫شرى ِلْلُم ْ‬ ‫حَمًة َو ُب ْ‬
‫ى َو َر ْ‬ ‫يٍء َو ُهد ً‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬‫ب ِتْبيانًا ِلُك ّ‬
‫ك اْلِكتا َ‬ ‫عَلْي َ‬
‫هُؤلِء َو َنّزْلنا َ‬
‫‪ -[16] /6128‬عن عبد ال بن الوليد‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬قال ال لموسى )عليه السلم(‪َ :‬و‬
‫يٍء »‪ «1‬فعلمنا أنه لم يكتب لموسى )عليه السلم( الشيء كله‪ ،‬و قال ال لعيسى‬ ‫ش ْ‬‫ل َ‬ ‫ن ُك ّ‬
‫ح ِم ْ‬ ‫لْلوا ِ‬
‫َكَتْبنا َلُه ِفي ا َْ‬
‫جْئنا ِب َ‬
‫ك‬ ‫ن ِفيِه »‪ ،«2‬و قال ال لمحمد )صلى ال عليه و آله(‪َ :‬و ِ‬ ‫خَتِلُفو َ‬
‫ض اّلِذي َت ْ‬ ‫ن َلُكْم َبْع َ‬ ‫لَبّي َ‬
‫)عليه السلم(‪َ :‬و ُِ‬
‫يٍء«‪.‬‬‫ش ْ‬‫ل َ‬ ‫ب ِتْبيانًا ِلُك ّ‬
‫ك اْلِكتا َ‬ ‫عَلْي َ‬
‫على هُؤلِء َو َنّزْلنا َ‬ ‫شِهيدًا َ‬‫َ‬
‫‪ -[17] /6129‬عن عبد الملك بن سليمان‪ :‬أنه وجد في دفين الزمازي رق مكتوب فيه تأريخه ألف و مائتا سنة‬
‫بخط السريانية‪ ،‬و تفسيره بالعربية‪ ،‬قال‪ :‬لما وقعت المشاجرة بين موسى بن عمران و الخضر )عليهما السلم(‬
‫في قوله عز و جل في سورة الكهف في قصة السفينة و الغلم و الجدار‪ ،‬و رجع إلى قومه فسأله أخوه هارون‬
‫عما استعمله من الخضر‪ ،‬فقال له‪ :‬علم ما لم يضر جهله‪ ،‬و لكن كان ما هو أعجب من ذلك‪ .‬قال‪ :‬و ما هو؟ قال‪:‬‬
‫بينما نحن على شاطئ البحر وقوف إذ أقبل طائر على هيئة الخطاف فنزل على البحر‪ ،‬فأخذ في منقاره ماء فرمى‬
‫به إلى المشرق‪ ،‬ثم أخذ ثانية و رمى به إلى المغرب‪ ،‬ثم أخذ ثالثة فرمى به ]إلى الجنوب‪ ،‬ثم أخذ رابعة فرمى به‬
‫إلى الشمال‪ ،‬ثم أخذ فرمى به[ إلى السماء‪ ،‬ثم أخذ فرمى به إلى الرض‪ ،‬ثم أخذ مرة أخرى فرمى به إلى البحر‪،‬‬
‫ثم جعل يرفرف و طار‪ ،‬فبقينا مبهوتين ل نعلم ما أراد الطائر بفعله‪.‬‬
‫فبينما نحن كذلك إذ بعث ال علينا ملكا في صورة آدمي‪ ،‬فقال‪ :‬ما لي أراكما مبهوتين؟ قلنا‪ :‬فيما أراد الطائر‬
‫بفعله‪ ،‬قال‪ :‬أو ما تعلمان ما أراد؟ قلنا له‪ :‬ال أعلم‪ .‬قال‪ :‬إنه يقول‪ :‬و حق من شرق المشرق و غرب المغرب‪ ،‬و‬
‫رفع السماء و دحا الرض‪ ،‬ليبعثن ال في آخر الزمان نبيا اسمه محمد )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬له وصي اسمه‬
‫علي )عليه السلم(‪ ،‬و علمكما جميعا في علمهما مثل هذه القطرة في هذا البحر‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن]‬ ‫ظُكْم َلَعّلُكْم َتَذّكُرو َ‬‫ي َيِع ُ‬‫حشاِء َو اْلُمْنَكِر َو اْلَبْغ ِ‬ ‫ن اْلَف ْ‬
‫عِ‬ ‫ن َو ِإيتاِء ِذي اْلُقْربى َو َيْنهى َ‬ ‫حسا ِ‬ ‫لْ‬ ‫ل َو ا ِْ‬‫ل َيْأُمُر ِباْلَعْد ِ‬
‫ن ا َّ‬ ‫ِإ ّ‬
‫‪ -[1] /6130 [90‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬العدل‪ :‬شهادة أن ل إله إل ال‪ ،‬و أن محمدا رسول ال )صلى ال عليه و‬
‫آله(‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -16‬تفسير العّياشي ‪.58 /266 :2‬‬
‫‪ -17‬الروضة لبن شاذان‪ ،26 :‬عنه البحار ‪.60 /177 :40‬‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.388 :1‬‬
‫)‪ (1‬العراف ‪.145 :7‬‬
‫)‪ (2‬الزخرف ‪.63 :43‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪448 :‬‬
‫و الحسان‪ :‬أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ .‬و الفحشاء و المنكر و البغي‪ :‬فلن و فلن و فلن‪.‬‬
‫‪ -[2] /6131‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا‪ ،‬محمد بن أبي عبد ال‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا موسى بن عمران‪ ،‬قال‪ :‬حدثني‪ ،‬الحسين بن‬
‫يزيد‪ ،‬عن إسماعيل بن مسلم‪ ،‬قال‪ :‬جاء رجل إلى أبي عبد ال جعفر بن محمد )صلوات ال عليهما( و أنا عنده‪،‬‬
‫حشاِء َو اْلُمْنَكِر َو اْلَبْغ ِ‬
‫ي‬ ‫ن اْلَف ْ‬‫عِ‬ ‫ن َو ِإيتاِء ِذي اْلُقْربى َو َيْنهى َ‬ ‫حسا ِ‬ ‫لْ‬‫ل َو ا ِْ‬ ‫ل َيْأُمُر ِباْلَعْد ِ‬‫ن ا َّ‬
‫فقال‪ :‬يا بن رسول ال‪ِ ،‬إ ّ‬
‫ل ِإّياُه »‪«1‬؟‬ ‫ل َتْعُبُدوا ِإ ّ‬‫ن و قوله‪َ :‬أَمَر َأ ّ‬ ‫ظُكْم َلَعّلُكْم َتَذّكُرو َ‬ ‫َيِع ُ‬
‫فقال‪» :‬نعم‪ ،‬ليس ل في عباده أمر إل العدل و الحسان‪ ،‬فالدعاء من ال عام‪ ،‬و الهدى خاص‪ ،‬مثل قوله‪:‬‬
‫سَتِقيٍم« »‪.«2‬‬ ‫ط ُم ْ‬ ‫صرا ٍ‬‫ن َيشاُء ِإلى ِ‬ ‫َو َيْهِدي َم ْ‬
‫‪ -[3] /6132‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن الحسن الصفار‪،‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا أحمد بن أبي عبد ال‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبد الرحمن بن العباس بن الفضل بن العباس بن ربيعة بن الحارث‬
‫بن عبد المطلب‪ ،‬عن صباح بن خاقان‪ ،‬عن عمرو بن عثمان التيمي القاضي‪ ،‬قال‪ :‬خرج أمير المؤمنين )عليه‬
‫السلم( على أصحابه‪ ،‬و هم يتذاكرون المروءة‪ .‬فقال‪» :‬أين أنتم من كتاب ال؟« قالوا‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬في أي‬
‫ن فالعدل‪ :‬النصاف‪ ،‬و الحسان‪:‬‬ ‫حسا ِ‬ ‫لْ‬‫ل َو ا ِْ‬
‫ل َيْأُمُر ِباْلَعْد ِ‬
‫ن ا َّ‬‫موضع؟ فقال‪» :‬في قوله عز و جل‪ِ :‬إ ّ‬
‫التفضل«‪.‬‬
‫ن قال‪» :‬يا سعد‪ ،‬إن‬ ‫حسا ِ‬ ‫لْ‬ ‫ل َو ا ِْ‬ ‫ل َيْأُمُر ِباْلَعْد ِ‬
‫ن ا َّ‬
‫‪ -[4] /6133‬العياشي‪ :‬عن سعد‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ِ :‬إ ّ‬
‫ال يأمر بالعدل و هو محمد )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و الحسان و هو علي )عليه السلم( و إيتاء ذي القربى و هو‬
‫قرابتنا‪ ،‬أمر ال العباد بمودتنا و إيتائنا‪ ،‬و نهاهم عن الفحشاء و المنكر‪ ،‬من بغى على أهل البيت و دعا إلى‬
‫غيرنا«‪.‬‬
‫ل َيْأُمُر ِباْلَعْدلِ َو‬
‫ن ا َّ‬‫‪ -[5] /6134‬عن إسماعيل الحريري‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬قول ال‪ِ :‬إ ّ‬
‫ي؟ قال‪» :‬اقرأ كما أقول لك‪ -‬يا إسماعيل‪ -‬إن ال‬ ‫حشاِء َو اْلُمْنَكِر َو اْلَبْغ ِ‬ ‫ن اْلَف ْ‬
‫عِ‬‫ن َو ِإيتاِء ِذي اْلُقْربى َو َيْنهى َ‬ ‫حسا ِ‬ ‫لْ‬ ‫ا ِْ‬
‫يأمر بالعدل و الحسان و إيتاء ذي القربى حقه«‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬إنا ل نقرأ هكذا في قراءة زيد‪ .‬قال‪» :‬و لكنا نقرؤها هكذا في قراءة علي )عليه السلم(«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فما يعني بالعدل؟ قال‪» :‬شهادة أن ل إله إل ال«‪ .‬قلت‪ :‬و الحسان؟ قال‪» :‬شهادة أن محمدا رسول ال‬
‫)صلى ال عليه و آله(«‪ .‬قلت‪ :‬فما يعني بإيتاء ذي القربى حقه؟ قال‪» :‬أداء إمام »‪ «3‬إلى إمام بعد إمام« َو َيْنهى‬
‫حشاِء َو اْلُمْنَكِر‬ ‫ن اْلَف ْ‬‫عِ‬ ‫َ‬

‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬تفسير القمي ‪.388 :1‬‬
‫‪ -3‬معاني الخبار‪[.....] .1 /257 :‬‬
‫‪ -4‬تفسير العياشي ‪.59 /267 :2‬‬
‫‪ -5‬تفسير العياشي ‪.60 /2687 :2‬‬
‫)‪ (1‬يوسف ‪.40 :12‬‬
‫)‪ (2‬يونس ‪.25 :10‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬أداء إمامة‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪449 :‬‬
‫قال‪» :‬ولية فلن و فلن«‪.‬‬
‫‪ -[6] /6135‬عن عمرو بن عثمان‪ ،‬قال‪ :‬خرج علي )عليه السلم( على أصحابه‪ ،‬و هم يتذاكرون المروءة‪ .‬فقال‪:‬‬
‫ن ا َّ‬
‫ل‬ ‫»أين أنتم‪ ،‬أنسيتم من كتاب ال قرآنا ذكر ذلك؟« قالوا‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬في أي موضع؟ قال‪» :‬في قوله‪ِ :‬إ ّ‬
‫حشاِء َو اْلمُْنَكِر فالعدل‪ :‬النصاف‪ ،‬و الحسان‪:‬‬ ‫ن اْلَف ْ‬ ‫عِ‬‫ن َو ِإيتاِء ِذي اْلُقْربى َو َيْنهى َ‬ ‫حسا ِ‬ ‫لْ‬ ‫ل َو ا ِْ‬ ‫َيْأُمُر ِباْلَعْد ِ‬
‫التفضل«‪.‬‬
‫‪ -[7] /6136‬عن عامر بن كثير‪ ،‬و كان داعية الحسين بن علي »‪ ،«1‬عن موسى بن أبي الغدير‪ ،‬عن عطاء‬
‫ن َو ِإيتاِء ِذي اْلُقْربى‪.‬‬ ‫حسا ِ‬ ‫لْ‬‫ل َو ا ِْ‬ ‫ل َيْأُمُر ِباْلَعدْ ِ‬ ‫ن ا َّ‬ ‫الهمداني‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قول ال‪ِ :‬إ ّ‬
‫قال‪» :‬العدل‪ :‬شهادة أن ل إله إل ال‪ ،‬و الحسان‪ :‬ولية أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ ،‬و ينهى عن الفحشاء‪:‬‬
‫الول‪ ،‬و المنكر‪ :‬الثاني‪ ،‬و البغي‪ :‬الثالث«‪.‬‬
‫ل و هو محمد )صلى ال عليه و‬ ‫ل َيْأُمُر ِباْلَعْد ِ‬‫ن ا َّ‬ ‫‪ -[8] /6137‬و في رواية سعد السكاف‪ ،‬عنه‪ ،‬قال‪» :‬يا سعد ِإ ّ‬
‫ن علي )عليه السلم(‪ ،‬فمن توله فقد أحسن‪ ،‬و المحسن في الجنة‪َ ،‬و ِإيتاِء ِذي‬ ‫حسا ِ‬ ‫لْ‬ ‫آله( فمن أطاعه فقد عدل َو ا ِْ‬
‫اْلُقْربى فمن »‪ «2‬قرابتنا‪ ،‬أمر ال العباد بمودتنا و إيتائنا‪ ،‬و نهاهم عن الفحشاء و المنكر‪ ،‬من بغى علينا أهل البيت‬
‫و دعا إلى غيرنا«‪.‬‬
‫‪ -[9] /6138‬الحسن بن أبي الحسن الديلمي‪ :‬بإسناده إلى عطية بن الحارث‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬في‬
‫ي‪.‬‬
‫حشاِء َو اْلُمْنَكِر َو اْلَبْغ ِ‬ ‫ن اْلَف ْ‬‫عِ‬ ‫ن َو ِإيتاِء ِذي اْلُقْربى َو َيْنهى َ‬ ‫حسا ِ‬ ‫لْ‬ ‫ل َو ا ِْ‬ ‫ل َيْأُمُر ِباْلَعْد ِ‬ ‫ن ا َّ‬ ‫قوله تعالى‪ِ :‬إ ّ‬
‫قال‪» :‬العدل‪ :‬شهادة الخلص‪ ،‬و أن محمدا رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و الحسان‪ :‬ولية أمير المؤمنين‬
‫)عليهم السلم(‪ ،‬و التيان بطاعتهما )صلوات ال عليهما(‪ .‬و إيتاء ذي القربى‪ :‬الحسن و الحسين و الئمة من ولده‬
‫ي و هو من ظلمهم و قتلهم و منع حقوقهم و موالة أعدائهم‪،‬‬ ‫حشاِء َو اْلُمْنَكِر َو اْلَبْغ ِ‬ ‫ن اْلَف ْ‬ ‫عِ‬ ‫)عليهم السلم(‪َ ،‬و َيْنهى َ‬
‫فهو المنكر الشنيع و المر الفظيع«‪.‬‬
‫قوله تعال‪:‬‬
‫ن َبْعَد َتْوِكيِدها َو َقْد‬ ‫لْيما َ‬‫ضوا ا َْ‬ ‫ل ِإذا عاَهْدُتْم َو ل َتْنُق ُ‬ ‫َو َأْوُفوا ِبَعْهِد ا ِّ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪.61 /267 :2‬‬
‫‪ -7‬تفسير العّياشي ‪.62 /267 :2‬‬
‫‪ -8‬تفسير العّياشي ‪.63 /268 :2‬‬
‫‪ ... -9‬تأويل اليات ‪ ،20 /261 :1‬عنه البحار ‪.7 /188 :24‬‬
‫ي بن أبي طالب )عليهما‬ ‫ي بن الحسن )المثّلث( بن الحسن )المثّنى( بن الحسن بن عل ّ‬ ‫)‪ (1‬هو الحسين بن عل ّ‬
‫خ‪ .‬مقاتل الطالبيين‪ ،285 :‬العلم للزركل ‪.244 :2‬‬ ‫السلم( المعروف بصاحب ف ّ‬
‫)‪) (2‬فمن( ليس في المصدر‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪450 :‬‬
‫ن َبْعِد ُقّوةٍ َأْنكاثًا‪ -‬إلى قوله تعالى‪-‬‬ ‫غْزَلها ِم ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ض ْ‬ ‫ن َو ل َتُكوُنوا َكاّلِتي َنَق َ‬ ‫ل َيْعَلُم ما َتْفَعُلو َ‬ ‫ن ا َّ‬ ‫ل ِإ ّ‬‫عَلْيُكْم َكِفي ً‬ ‫ل َ‬ ‫جَعْلُتُم ا َّ‬
‫َ‬
‫ق ]‪[96 -91‬‬ ‫ل با ٍ‬ ‫عْنَد ا ِّ‬‫عْنَدُكْم َيْنَفُد َو ما ِ‬ ‫ما ِ‬
‫‪ -[1] /6139‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل‪ ،‬عن منصور‬
‫بن يونس عن زيد بن الجهم الهللي‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪» :‬لما نزلت ولية علي بن‬
‫أبي طالب )عليه السلم(‪ ،‬و كان من قول رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬سلموا على علي بإمرة المؤمنين‪.‬‬
‫فكان مما أكده ال عليهما في ذلك اليوم‪ -‬يا زيد‪ -‬قول رسول ال )صلى ال عليه و آله( لهما‪ :‬قوما فسلما عليه‬
‫بإمرة المؤمنين‪ .‬فقال‪ :‬أمن ال أو من رسوله‪ ،‬يا رسول ال؟ فقال لهما رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬من ال و‬
‫ل َيْعَلُم ما‬
‫ن ا َّ‬ ‫ل ِإ ّ‬
‫عَلْيُكْم َكِفي ً‬‫ل َ‬ ‫جَعْلُتُم ا َّ‬
‫ن َبْعَد َتْوِكيِدها َو َقْد َ‬ ‫لْيما َ‬ ‫ضوا ا َْ‬ ‫من رسوله فأنزل ال عز و جل َو ل َتْنُق ُ‬
‫ن يعني قول رسول ال )صلى ال عليه و آله( لهما‪ ،‬و قولهما‪ :‬أمن ال أو من رسوله َو ل َتُكوُنوا َكاّلِتي‬ ‫َتْفَعُلو َ‬
‫ل َبْيَنُكْم أن تكون أئمة هي أزكى من أئمتكم‪.‬‬ ‫خً‬ ‫ن َأْيماَنُكْم َد َ‬‫خُذو َ‬ ‫ن َبْعِد ُقّوٍة َأْنكاثًا َتّت ِ‬ ‫غْزَلها ِم ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ض ْ‬ ‫َنَق َ‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬أئمة؟ قال‪» :‬إي و ال أئمة«‪ .‬قلت‪ :‬فإنا نقرأ أربى؟ فقال‪» :‬ويحك‪ ،‬ما أربى؟!‪ -‬و أومأ بيده‬
‫ن َو َلْو شاَء ا ُّ‬
‫ل‬ ‫خَتِلُفو َ‬‫ن َلُكْم َيْومَ اْلِقياَمِة ما ُكْنُتْم ِفيِه َت ْ‬ ‫ل ِبِه يعني بعلي )عليه السلم( َو َلُيَبّيَن ّ‬ ‫فطرحها‪ِ -‬إّنما َيْبُلوُكُم ا ُّ‬
‫خُذوا‬ ‫ن َو ل َتّت ِ‬ ‫عّما ُكْنُتْم َتْعَمُلو َ‬ ‫ن يوم القيامة َ‬ ‫سَئُل ّ‬‫ن َيشاُء َو َلُت ْ‬ ‫ن َيشاُء َو َيْهِدي َم ْ‬ ‫ل َم ْ‬ ‫ضّ‬ ‫ن ُي ِ‬ ‫حَدًة َو لِك ْ‬ ‫جَعَلُكْم ُأّمًة وا ِ‬ ‫َل َ‬
‫ل َقَدٌم َبْعَد ُثُبوِتها يعني بعد مقالة رسول ال )صلى ال عليه و آله( في علي )عليه السلم( َو‬ ‫ل َبْيَنُكْم َفَتِز ّ‬‫خً‬ ‫َأْيماَنُكْم َد َ‬
‫ظيٌم«‪.‬‬ ‫عِ‬ ‫ب َ‬ ‫عذا ٌ‬ ‫ل يعني به عليا )عليه السلم( َو َلُكْم َ‬ ‫ل ا ِّ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫ن َ‬ ‫عْ‬ ‫صَدْدُتْم َ‬ ‫سوَء ِبما َ‬ ‫َتُذوُقوا ال ّ‬
‫‪ -[2] /6140‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬رفعه‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬لما نزلت الولية‪ ،‬و‬
‫كان من قول رسول ال )صلى ال عليه و آله( بغدير خم‪ :‬سلموا على علي بإمرة المؤمنين‪ .‬فقالوا‪ :‬أمن ال أو من‬
‫رسوله؟ فقال‪:‬‬
‫اللهم نعم‪ ،‬حقا من ال و من رسوله‪ .‬فقال‪ :‬إنه أمير المؤمنين و إمام المتقين‪ ،‬و قائد الغر المحجلين‪ ،‬يقعده ال يوم‬
‫ن َبْعَد‬ ‫لْيما َ‬ ‫ضوا ا َْ‬ ‫القيامة على الصراط‪ ،‬فيدخل أولياءه الجنة‪ ،‬و يدخل أعداءه النار‪ .‬و أنزل ال عز و جل َو ل َتْنُق ُ‬
‫ن يعني‪ :‬قول رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬من ال و‬ ‫ل َيْعَلُم ما َتْفَعُلو َ‬‫ن ا َّ‬‫ل ِإ ّ‬
‫عَلْيُكْم َكِفي ً‬
‫ل َ‬ ‫جَعْلُتُم ا َّ‬
‫َتْوِكيِدها َو َقْد َ‬
‫خً‬
‫ل‬ ‫ن َأْيماَنُكْم َد َ‬‫خُذو َ‬‫ن َبْعِد ُقّوةٍ َأْنكاثًا َتّت ِ‬ ‫غْزَلها مِ ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ض ْ‬ ‫رسوله‪ .‬ثم ضرب لهم مثل‪ ،‬فقال‪َ :‬و ل َتُكوُنوا َكاّلِتي َنَق َ‬
‫َبْيَنُكْم«‪.‬‬
‫‪ -[3] /6141‬ثم قال علي بن إبراهيم‪ :‬و في رواية أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬التي نقضت‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬الكافي ‪.1 /231 :1‬‬
‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.389 :1‬‬
‫‪ -3‬تفسير القّمي ‪[.....] .389 :1‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪451 :‬‬
‫غزلها‪ :‬امرأة من بني تيم بن مرة يقال لها ريطة بنت كعب بن سعد بن تيم بن كعب بن لؤي بن غالب‪ ،‬كانت‬
‫خُذو َ‬
‫ن‬ ‫ن َبْعِد ُقّوةٍ َأْنكاثًا َتّت ِ‬
‫غْزَلها ِم ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ض ْ‬ ‫حمقاء تغزل الشعر‪ ،‬فإذا غزلته نقضته ثم عادت فغزلته‪ ،‬فقال ال‪َ :‬كاّلِتي َنَق َ‬
‫ل َبْيَنُكْم‪ -‬قال‪ -‬إن ال تبارك و تعالى أمر بالوفاء و نهى عن نقض العهد‪ ،‬فضرب لهم مثل«‪.‬‬ ‫خً‬ ‫َأْيماَنُكْم َد َ‬
‫‪ -[4] /6142‬نرجع إلى رواية علي بن إبراهيم »‪ ،«1‬قال‪ :‬في قوله )عليه السلم(‪» :‬أن تكون أئمة هي أزكى من‬
‫ن ُأّمٍة‪ .‬قال‪» :‬ويحك‪ ،‬و ما أربى؟!‪ -‬و أومأ بيده‬ ‫ي َأْربى ِم ْ‬ ‫أئمتكم«‪ .‬فقيل‪ :‬يا بن رسول ال‪ ،‬نحن نقرأها‪ِ :‬ه َ‬
‫ن َلُكْم َيْوَم اْلِقياَمِة ما ُكْنُتْم ِفيِه‬ ‫ل ِبِه يعني بعلى بن أبي طالب )عليه السلم( يختبركم َو َلُيَبّيَن ّ‬ ‫فطرحها‪ِ -‬إّنما َيْبُلوُكُم ا ُّ‬
‫ن َيشاُء‪ -‬قال‪ -‬يعذب‬ ‫ل َم ْ‬‫ضّ‬ ‫ن ُي ِ‬ ‫حَدًة‪ -‬قال‪ -‬على مذهب واحد و أمر واحد َو لِك ْ‬ ‫جَعَلُكْم ُأّمًة وا ِ‬ ‫ن َو َلْو شاَء ال َل َ‬ ‫خَتِلُفو َ‬‫َت ْ‬
‫ل َبْيَنُكْم‪ -‬قال‪ -‬هو‬ ‫خً‬ ‫خُذوا َأْيماَنُكْم َد َ‬ ‫عّما ُكْنُتْم َتْعَمُلونَ َو ل َتّت ِ‬‫ن َ‬ ‫سَئُل ّ‬
‫ن َيشاُء‪ -‬قال‪ -‬يثيب َو َلُت ْ‬ ‫بنقض العهد َو َيْهِدي َم ْ‬
‫ل َقَدٌم َبْعَد ُثُبوِتها يعني بعد مقالة النبي )صلى ال عليه و آله( فيه َو َتُذوُقوا‬ ‫مثل لمير المؤمنين )عليه السلم(‪َ :‬فَتِز ّ‬
‫ظيٌم«‪.‬‬ ‫عِ‬ ‫ب َ‬ ‫عذا ٌ‬‫ل يعني عن علي )عليه السلم( َو َلُكْم َ‬ ‫ل ا ِّ‬‫سِبي ِ‬ ‫ن َ‬ ‫عْ‬ ‫صَدْدُتْم َ‬‫سوَء ِبما َ‬ ‫ال ّ‬
‫عْنَد‬
‫عْنَدُكْم َيْنَفُد َو ما ِ‬ ‫ل ِإذا عاَهْدُتْم‪ .‬ثم قال‪ :‬ما ِ‬ ‫ل معطوف على قوله‪َ :‬و َأْوُفوا ِبَعْهِد ا ِّ‬ ‫ل َثَمنًا َقِلي ً‬‫شَتُروا ِبَعْهِد ا ِّ‬ ‫َو ل َت ْ‬
‫ق أي ما عندكم من الموال و النعمة يزول‪ ،‬و ما عند ال مما تقدمونه من خير أو شر فهو باق‪.‬‬ ‫ل با ٍ‬ ‫ا ِّ‬

‫‪ -[5] /6143‬العياشي‪ :‬عن زيد بن الجهم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪» :‬لما سلموا على‬
‫علي )عليه السلم( بإمرة المؤمنين‪ ،‬قال رسول ال )صلى ال عليه و آله( للول‪ :‬قم فسلم عن علي بإمرة‬
‫المؤمنين‪ .‬فقال‪ :‬أمن ال و من رسوله‪ ،‬يا رسول ال؟ فقال‪ :‬نعم‪ ،‬من ال و من رسوله ثم قال لصاحبه‪ :‬قم فسلم‬
‫على علي بإمرة المؤمنين‪.‬‬
‫فقال‪ :‬أمن ال و من رسوله؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬من ال و من رسوله ثم قال لصاحبه‪ :‬قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين‪.‬‬
‫فقال‪ :‬أمن ال و من رسوله؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬من ال و من رسوله ثم قال‪ :‬يا مقداد‪ ،‬قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين‪-‬‬
‫قال‪ -‬فقام و سلم‪ ،‬و لم يقل ما قال صاحباه ثم قال‪ :‬قم‪ -‬يا أبا ذّر‪ -‬فسلم على علي بإمرة المؤمنين‪ .‬فقام و سلم ثم قال‪:‬‬
‫قم‪ -‬يا سلمان‪ -‬و سلم على علي بإمرة المؤمنين‪ .‬فقام و سلم«‪.‬‬
‫قال‪» :‬حتى إذا خرجا‪ ،‬و هما يقولن‪ :‬ل و ال‪ ،‬ل نسلم له ما قال أبدا‪ ،‬فأنزل ال تبارك و تعالى على نبيه‪َ :‬و ل‬
‫ن َو ل‬ ‫ل َيْعَلُم ما َتْفَعُلو َ‬
‫ن ا َّ‬
‫ل بقولكم‪ :‬أمن ال و من رسوله؟ ِإ ّ‬ ‫عَلْيُكْم َكِفي ً‬
‫ل َ‬ ‫جَعْلُتُم ا َّ‬
‫ن َبْعَد َتْوِكيِدها َو َقْد َ‬
‫لْيما َ‬
‫ضوا ا َْ‬
‫َتْنُق ُ‬
‫ل َبْيَنُكْم أن تكون أئمة هي أزكى من أئمتكم«‪.‬‬ ‫خً‬
‫ن َأْيماَنُكْم َد َ‬
‫خُذو َ‬ ‫ن َبْعِد ُقّوٍة َأْنكاثًا َتّت ِ‬
‫غْزَلها ِم ْ‬
‫ت َ‬‫ض ْ‬ ‫َتُكوُنوا َكاّلِتي َنَق َ‬
‫ن ُأّمٍة فقال‪» :‬ويحك‪ -‬يا زيد‪ -‬و ما أربى؟! أن تكون‬ ‫ي َأْربى ِم ْ‬ ‫ن ُأّمٌة ِه َ‬ ‫ن َتُكو َ‬ ‫قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬إنما نقرؤها َأ ْ‬
‫خَتِلُفو َ‬
‫ن‬ ‫ن َلُكْم َيْوَم اْلِقياَمِة ما ُكْنُتْم ِفيِه َت ْ‬
‫ل ِبِه يعني عليا )عليه السلم( َو َلُيَبّيَن ّ‬ ‫أئمة هي أزكى من أئمتكم ِإّنما َيْبُلوُكُم ا ُّ‬

‫__________________________________________________‬
‫‪ -4‬تفسير القمي ‪.389 :1‬‬
‫‪ -5‬تفسير العياشي ‪.64 /268 :2‬‬
‫)‪ (1‬المتقدمة في الحديث )‪ (2‬من تفسير هذه اليات‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪452 :‬‬
‫خُذوا‬ ‫ن َو ل َتّت ِ‬ ‫عّما ُكْنُتْم َتْعَمُلو َ‬ ‫ن َ‬ ‫سَئُل ّ‬
‫ن َيشاُء َو َلُت ْ‬
‫ن َيشاُء َو َيْهِدي َم ْ‬ ‫ل َم ْ‬‫ضّ‬‫ن ُي ِ‬ ‫حَدًة َو لِك ْ‬‫جَعَلُكْم ُأّمًة وا ِ‬ ‫ل َل َ‬
‫َو َلْو شاَء ا ُّ‬
‫سوَء ِبما‬ ‫ل َقَدٌم َبْعَد ُثُبوِتها بعد ما سلمتم على علي )عليه السلم( بإمرة المؤمنين َو َتُذوُقوا ال ّ‬ ‫ل َبْيَنُكْم َفَتِز ّ‬ ‫خً‬‫َأْيماَنُكْم َد َ‬
‫ظيٌم«‪.‬‬‫عِ‬ ‫ب َ‬ ‫عذا ٌ‬ ‫ل يعني عليا )عليه السلم( َو َلُكْم َ‬ ‫ل ا ِّ‬ ‫سِبي ِ‬
‫ن َ‬ ‫عْ‬‫صَدْدُتْم َ‬‫َ‬
‫ثم قال لي‪» :‬لما أخذ رسول ال )صلى ال عليه و آله( بيد علي )عليه السلم( فأظهر وليته‪ ،‬قال جميعا‪ :‬و ال‪،‬‬
‫ض‬
‫عَلْينا َبْع َ‬ ‫ل َ‬ ‫ليس هذا من تلقاء ال‪ ،‬و ما هو إل شيء أراد أن يشرف به ابن عمه‪ .‬فأنزل ال عليه َو َلْو َتَقّو َ‬
‫ن َو ِإّنا َلَنْعَلُم َأ ّ‬
‫ن‬ ‫ن َو ِإّنُه َلَتْذِكَرٌة ِلْلُمّتِقي َ‬‫جِزي َ‬ ‫عْنُه حا ِ‬‫حٍد َ‬‫ن َأ َ‬
‫ن َفما ِمْنُكْم ِم ْ‬
‫طْعنا ِمْنُه اْلَوِتي َ‬
‫ن ُثّم َلَق َ‬
‫خْذنا ِمْنُه ِباْلَيِمي ِ‬ ‫لَ‬‫ل َ‬ ‫لقاِوي ِ‬ ‫ا َْ‬
‫سِم‬
‫ح ِبا ْ‬
‫سّب ْ‬
‫ن يعني عليا )عليه السلم( َف َ‬ ‫ق اْلَيِقي ِ‬
‫حّ‬‫ن َو ِإّنُه َل َ‬
‫عَلى اْلكاِفِري َ‬ ‫سَرٌة َ‬‫حْ‬ ‫ن يعني فلنا و فلنا َو ِإّنُه َل َ‬ ‫ِمْنُكْم ُمَكّذِبي َ‬
‫ظيِم« »‪.«1‬‬ ‫ك اْلَع ِ‬‫َرّب َ‬
‫‪ -[6] /6144‬عن عبد الرحمن بن سالم الشل‪ ،‬عنه )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا‬
‫عائشة هي نكثت أيمانها«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫طّيَبًة ]‪ -[1] /6145 [97‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫حياًة َ‬
‫حِيَيّنُه َ‬
‫ن َفَلُن ْ‬‫ن َذَكٍر َأْو ُأْنثى َو ُهَو ُمْؤِم ٌ‬‫ل صاِلحًا ِم ْ‬ ‫عِم َ‬‫ن َ‬ ‫َم ْ‬
‫القنوع بما رزقه ال‪.‬‬
‫‪ -[2] /6146‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن الحسن‬
‫الصفار‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن محمد بن أبي عمير‪ ،‬عن بعض أصحابه‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬قيل له‪ :‬إن أبا الخطاب يذكر عنك أنك قلت له‪ :‬إذا عرفت الحق فاعمل ما شئت‪.‬‬
‫فقال‪» :‬لعن ال أبا الخطاب‪ -‬و ال‪ -‬ما قلت له هكذا‪ ،‬و لكني قلت‪ :‬إذا عرفت الحق فاعمل ما شئت من خير يقبل‬
‫ن ِفيها‬
‫جّنَة ُيْرَزُقو َ‬
‫ن اْل َ‬‫خُلو َ‬ ‫ك َيْد ُ‬
‫ن َفُأولِئ َ‬
‫ن َذَكٍر َأْو ُأْنثى َو ُهَو ُمْؤِم ٌ‬ ‫ل صاِلحًا ِم ْ‬ ‫عِم َ‬‫ن َ‬ ‫منك‪ ،‬إن ال عز و جل يقول‪َ :‬م ْ‬
‫طّيَبًة«‪.‬‬
‫حياةً َ‬‫حِيَيّنُه َ‬
‫ن َفَلُن ْ‬
‫ن َذَكٍر َأْو ُأْنثى َو ُهَو ُمْؤِم ٌ‬ ‫ل صاِلحًا ِم ْ‬ ‫عِم َ‬‫ن َ‬ ‫ب »‪ «2‬و يقول تبارك و تعالى‪َ :‬م ْ‬ ‫حسا ٍ‬ ‫ِبَغْيِر ِ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪.65 /269 :2‬‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.390 :1‬‬
‫‪ -2‬معاني الخبار‪.26 /388 :‬‬
‫)‪ (1‬الحاقة ‪.52 -44 :69‬‬
‫)‪ (2‬غافر ‪.40 :40‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪453 :‬‬

‫‪ -[3] /6147‬الشيخ‪ ،‬في )أماليه(‪ :‬قال‪ :‬أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى الفحام بسر من رأى‪ ،‬قال‪:‬‬
‫حدثني أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبيد ال بن المنصور‪ ،‬قال‪ :‬حدثني المام علي بن محمد‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‬
‫محمد بن علي‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي علي بن موسى‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي موسى بن جعفر )عليهم السلم(‪ ،‬قال‪ :‬قال سيدنا‬
‫طّيَبًة قال‪» :‬القنوع«‪.‬‬ ‫حياًة َ‬ ‫حِيَيّنُه َ‬
‫الصادق )عليه السلم( في قوله‪َ :‬فَلُن ْ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن‪ -‬إلى‬‫على َرّبِهْم َيَتَوّكُلو َ‬ ‫ن آَمُنوا َو َ‬ ‫عَلى اّلِذي َ‬‫ن َ‬ ‫سْلطا ٌ‬ ‫س َلُه ُ‬ ‫جيِم ِإّنُه َلْي َ‬‫ن الّر ِ‬‫شْيطا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ل ِم َ‬‫سَتِعْذ ِبا ِّ‬
‫ن َفا ْ‬
‫ت اْلُقْرآ َ‬‫َفِإذا َقَرْأ َ‬
‫ن ]‪ -[4] /6148 [100 -98‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬الرجيم‪ :‬أخبث الشياطين‪ ،‬فقلت له‪ :‬و لم‬ ‫شِرُكو َ‬ ‫قوله تعالى‪ُ -‬م ْ‬
‫سمي رجيما؟ قال‪ :‬لنه يرجم‪.‬‬
‫جيِم من سورة‬ ‫ن الّر ِ‬ ‫شْيطا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ك َو ُذّرّيَتها ِم َ‬ ‫عيُذها ِب َ‬ ‫و قد تقدم حديث مسند في معنى الرجيم‪ ،‬في قوله تعالى‪َ :‬و ِإّني ُأ ِ‬
‫آل عمران »‪.«1‬‬
‫‪ -[5] /6149‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو أحمد هانئ بن محمد بن محمود العبدي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبي محمد بن‬
‫محمود‪ ،‬بإسناده‪ ،‬رفعه إلى موسى بن جعفر )عليه السلم( في حديث سؤال الرشيد له‪ .‬فقال )عليه السلم( في‬
‫حيِم« ثم قرأ آية‪ ،‬و الحديث طويل تقدم في قوله‬ ‫ن الّر ِ‬ ‫حم ِ‬‫ل الّر ْ‬ ‫سِم ا ِّ‬ ‫جواب سؤاله‪» :‬أعوذ بال من الشيطان الرجيم ِب ْ‬
‫يٍء من آخر سورة النفال »‪.«2‬‬ ‫ش ْ‬‫ن َ‬ ‫ن َولَيِتِهْم ِم ْ‬ ‫جُروا ما َلُكْم ِم ْ‬ ‫ن آَمُنوا َو َلْم ُيها ِ‬ ‫تعالى‪َ :‬و اّلِذي َ‬
‫ن قال‪ :‬ليس له‬ ‫على َرّبِهْم َيَتَوّكُلو َ‬ ‫ن آَمُنوا َو َ‬ ‫عَلى اّلِذي َ‬ ‫ن َ‬ ‫سْلطا ٌ‬ ‫س َلُه ُ‬ ‫‪ -[6] /6150‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬قوله‪ِ :‬إّنُه َلْي َ‬
‫أن يزيلهم عن الولية‪ ،‬فأما الذنوب فإنهم ينالون منه كما ينالون من غيره‪.‬‬
‫‪ -[7] /6151‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن محمد‪ ،‬عن علي بن الحسن‪ ،‬عن منصور بن يونس‪ ،‬عن أبي بصير‪،‬‬
‫جيِم‬
‫ن الّر ِ‬ ‫شْيطا ِ‬
‫ن ال ّ‬ ‫ل ِم َ‬‫سَتِعْذ ِبا ِّ‬
‫ن َفا ْ‬‫ت اْلُقْرآ َ‬
‫عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قلت له‪َ :‬فِإذا َقَرْأ َ‬

‫__________________________________________________‬
‫‪ -3‬المالي ‪.281 :1‬‬
‫‪ -4‬تفسير القمي ‪.390 :1‬‬
‫‪ -5‬عيون أخبار الرضا )عليه السلم( ‪.9 /81 :1‬‬
‫‪ -6‬تفسير القمي ‪.390 :1‬‬
‫‪ -7‬الكافي ‪.433 /288 :8‬‬
‫)‪ (1‬آل عمران ‪ ،36 :3‬و لم يرد هناك حديث في هذا المعنى‪ ،‬و قد سبقت الشارة إلى ذلك فى تفسير اليات )‬
‫‪ (18 -14‬من سورة الحجر‪[.....] .‬‬
‫)‪ (2‬تقدم في الحديث )‪ (1‬من تفسير الية )‪ (72‬من سورة النفال‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪454 :‬‬
‫ن؟ فقال‪» :‬يا أبا محمد‪ ،‬يسلط‪ -‬و ال‪ -‬من المؤمن على‬ ‫على َرّبِهْم َيَتَوّكُلو َ‬ ‫ن آَمُنوا َو َ‬ ‫عَلى اّلِذي َ‬ ‫ن َ‬ ‫سْلطا ٌ‬ ‫س َلُه ُ‬ ‫ِإّنُه َلْي َ‬
‫بدنه و ل يسلط على دينه‪ ،‬قد سلط على أيوب )عليه السلم( فشوه خلقه و لم يسلط على دينه‪ ،‬و قد يسلط من‬
‫المؤمنين على أبدانهم و ل يسلط على دينهم«‪.‬‬
‫ن؟ قال‪» :‬الذين هم بال مشركون‪ ،‬يسلط‬ ‫ن ُهْم ِبِه ُمشِْرُكو َ‬ ‫ن َيَتَوّلْوَنُه َو اّلِذي َ‬‫عَلى اّلِذي َ‬
‫سْلطاُنُه َ‬ ‫قلت له‪ :‬عز و جل‪ِ :‬إّنما ُ‬
‫على أبدانهم و على أديانهم«‪.‬‬
‫ت اْلُقْرآ َ‬
‫ن‬ ‫‪ -[5] /6152‬العياشي‪ :‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪َ :‬فِإذا َقَرْأ َ‬
‫عَلى اّلِذي َ‬
‫ن‬ ‫سْلطاُنُه َ‬ ‫ن ِإّنما ُ‬ ‫على َرّبِهْم َيَتَوّكُلو َ‬ ‫ن آَمُنوا َو َ‬ ‫عَلى اّلِذي َ‬ ‫ن َ‬ ‫سْلطا ٌ‬ ‫س َلُه ُ‬ ‫جيِم ِإّنُه َلْي َ‬‫ن الّر ِ‬ ‫شْيطا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ل ِم َ‬‫سَتِعْذ ِبا ِّ‬‫َفا ْ‬
‫ن‪ .‬قال‪ :‬فقال‪» :‬يا أبا محمد‪ ،‬يسلط من المؤمنين على أبدانهم و ل يسلط على أديانهم‪،‬‬ ‫شِرُكو َ‬ ‫ن ُهْم ِبِه ُم ْ‬ ‫َيَتَوّلْوَنُه َو اّلِذي َ‬
‫ن ُهْم ِبِه‬‫ن َيَتَوّلْوَنُه َو اّلِذي َ‬
‫عَلى اّلِذي َ‬ ‫سْلطاُنُه َ‬ ‫قد سلط على أيوب فشوه خلقه و لم يسلط على دينه«‪ .‬و قوله‪ِ :‬إّنما ُ‬
‫ن قال‪» :‬الذين هم بال مشركون‪ ،‬يسلط على أبدانهم و على أبدانهم و على أديانهم«‪.‬‬ ‫شِرُكو َ‬ ‫ُم ْ‬
‫شْيطا ِ‬
‫ن‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ل ِم َ‬‫سَتِعْذ ِبا ِّ‬
‫ن َفا ْ‬‫ت اْلُقْرآ َ‬‫‪ -[6] /6153‬عن سماعة‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال‪َ :‬فِإذا َقَرْأ َ‬
‫جيِم قلت‪ :‬كيف أقول؟ قال‪» :‬تقول‪ :‬أستعيذ بال السميع العليم من الشيطان الرجيم«‪ .‬و قال‪» :‬إن الرجيم أخبث‬ ‫الّر ِ‬
‫الشياطين«‪.‬‬
‫قال‪ :‬قلت له‪ :‬لم سمي الرجيم؟ قال‪» :‬لنه يرجم«‪ .‬قلت‪ :‬فانفلت منها بشيء؟ قال‪» :‬ل«‪ .‬قلت‪ :‬فكيف سمي الرجيم‬
‫و لم يرجم بعد؟ قال‪» :‬يكون في العلم أنه رجيم«‪.‬‬
‫‪ -[7] /6154‬عن الحلبي‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سألته عن التعوذ من الشيطان عند كل سورة‬
‫نفتحها؟‬
‫قال‪» :‬نعم‪ ،‬فتعوذ بال من الشيطان الرجيم«‪.‬‬
‫و ذكر أن الرجيم أخبث الشياطين‪ ،‬فقلت‪ :‬لم سمي الرجيم؟ قال‪» :‬لنه يرجم«‪ .‬فقلت‪ :‬هل ينقلب شيئا إذا رجم؟‬
‫قال‪» :‬ل‪ ،‬و لكن يكون في العلم أنه رجيم«‪.‬‬
‫س َلُه‬‫‪ -[8] /6155‬عن حماد بن عيسى‪ ،‬رفعه إلى أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سألته عن قول ال‪ِ :‬إّنُه َلْي َ‬
‫ن‪.‬‬
‫شِرُكو َ‬ ‫ن ُهْم ِبِه ُم ْ‬ ‫عَلى اّلِذينَ َيَتَوّلْوَنُه َو اّلِذي َ‬ ‫سْلطاُنُه َ‬ ‫ن ِإّنما ُ‬ ‫على َرّبِهْم َيَتَوّكُلو َ‬ ‫ن آَمُنوا َو َ‬ ‫عَلى اّلِذي َ‬ ‫ن َ‬ ‫سْلطا ٌ‬ ‫ُ‬
‫قال‪» :‬ليس له أن يزيلهم عن الولية‪ ،‬فأما الذنوب و أشباه ذلك فإنه ينال منهم كما ينال من غيرهم«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -5‬تفسير العّياشي ‪.66 /269 :2‬‬
‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪.67 /270 :2‬‬
‫‪ -7‬تفسير العّياشي ‪.68 /270 :2‬‬
‫‪ -8‬تفسير العّياشي ‪.69 /270 :2‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪455 :‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪-101‬‬ ‫سِلِمي َ‬
‫شرى ِلْلُم ْ‬ ‫ت ُمْفَتٍر‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و ُب ْ‬ ‫ل قاُلوا ِإّنما َأْن َ‬ ‫عَلُم ِبما ُيَنّز ُ‬
‫ل َأ ْ‬‫ن آَيٍة َو ا ُّ‬‫َو ِإذا َبّدْلنا آَيًة َمكا َ‬
‫ل قاُلوا ِإّنما َأْن َ‬
‫ت‬ ‫عَلُم ِبما ُيَنّز ُ‬‫ل َأ ْ‬‫ن آَيٍة َو ا ُّ‬‫‪ -[1] /6156 [102‬علي بن إبراهيم‪ ،‬في قوله تعالى‪َ :‬و ِإذا َبّدْلنا آَيًة َمكا َ‬
‫ن قال‪ :‬إذا نسخت آية قالوا لرسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬أنت مفتر‪.‬‬ ‫سِلِمي َ‬
‫شرى ِلْلُم ْ‬ ‫ُمْفَتٍر إلى قوله تعالى‪َ :‬و ُب ْ‬
‫ت اّلِذي َ‬
‫ن‬ ‫ق يعني جبرئيل )عليه السلم( ِلُيَثّب َ‬ ‫حّ‬ ‫ك ِباْل َ‬
‫ن َرّب َ‬‫س ِم ْ‬ ‫ح اْلُقُد ِ‬ ‫فرد ال عليهم‪ ،‬فقال‪ :‬قل لهم‪ -‬يا محمد‪َ -‬نّزَلُه ُرو ُ‬
‫ن‪.‬‬
‫سِلِمي َ‬‫شرى ِلْلُم ْ‬ ‫ى َو ُب ْ‬ ‫آَمُنوا َو ُهد ً‬
‫س‪ .‬قال‪:‬‬ ‫ح اْلُقُد ِ‬‫‪ -[2] /6157‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله‪ُ :‬رو ُ‬
‫شرى‬ ‫ى َو ُب ْ‬‫ن آَمُنوا هم آل محمد )عليهم السلم( َو ُهد ً‬ ‫ت اّلِذي َ‬‫»هو جبرئيل )عليه السلم(‪ ،‬و القدس‪ :‬الطاهر ِلُيَثّب َ‬
‫ن«‪.‬‬ ‫سِلِمي َ‬‫ِلْلُم ْ‬
‫‪ -[3] /6158‬العياشي‪ :‬عن محمد بن عذافر الصيرفي‪ ،‬عمن أخبره‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬إن ال‬
‫تبارك و تعالى خلق روح القدس‪ ،‬فلم يخلق خلقا أقرب إلى ال منها‪ ،‬و ليست بأكرم خلقه عليه‪ ،‬فإذا أراد أمرا ألقاه‬
‫إليها‪ ،‬فألقاه إلى النجوم فجرت به«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪] /6159 [103‬‬ ‫ي ُمِبي ٌ‬‫عَرِب ّ‬‫ن َ‬ ‫جِميّ َو هذا ِلسا ٌ‬ ‫عَ‬‫ن ِإَلْيِه َأ ْ‬
‫حُدو َ‬ ‫ن اّلِذي ُيْل ِ‬ ‫شٌر ِلسا ُ‬ ‫ن ِإّنما ُيَعّلُمُه َب َ‬ ‫َو َلَقْد َنْعَلُم َأّنُهْم َيُقوُلو َ‬
‫‪ -[4‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬و هو لسان أبي فكيهة »‪ «1‬مولى بني الحضرمي‪ ،‬كان أعجمي اللسان‪ ،‬و كان‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.390 :1‬‬
‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.390 :1‬‬
‫‪ -3‬تفسير العّياشي ‪.70 /270 :2‬‬
‫‪ -4‬تفسير القّمي ‪.390 :1‬‬
‫)‪ (1‬و اسمه أفلح و قيل‪ :‬يسار‪ ،‬مولى بني عبد الدار‪ ،‬و قيل‪ :‬كان مولى لصفوان بن امّية بن خلف أسلم قديما‬
‫ل‪ .‬عّذبه المشركون ليرجع عن دينه فلم يرجع عن دينه‪ ،‬و هاجر و‬ ‫بمكة‪ ،‬و كان من المستضعفين مّمن عّذب في ا ّ‬
‫مات قبل بدر‪» .‬الكامل لبن الثير ‪ ،68 :2‬أسد الغابة ‪ ،273 :5‬البداية و النهاية ‪.«102 :3‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪456 :‬‬
‫قد اتبع نبي ال و آمن به‪ ،‬و كان من أهل الكتاب‪ ،‬فقالت قريش‪ :‬هذا‪ -‬و ال‪ -‬يعلم محمدا‪ ،‬علمه »‪ «1‬بلسانه‪ ،‬يقول‬
‫ال‪:‬‬
‫ن‪.‬‬‫ي ُمِبي ٌ‬‫عَرِب ّ‬‫ن َ‬ ‫َو هذا ِلسا ٌ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ل ]‪[105‬‬ ‫ت ا ِّ‬ ‫ن ِبآيا ِ‬ ‫ن ل ُيْؤِمُنو َ‬ ‫ب اّلِذي َ‬‫ِإّنما َيْفَتِري اْلَكِذ َ‬
‫‪ -[1] /6160‬العياشي‪ :‬عن العباس بن هلل‪ ،‬عن أبي الحسن الرضا )عليه السلم(‪ :‬أنه ذكر رجل كذابا ثم قال‪:‬‬
‫ن«‪.‬‬
‫ن ل ُيْؤِمُنو َ‬ ‫ب اّلِذي َ‬‫»قال ال‪ِ :‬إّنما َيْفَتِري اْلَكِذ َ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ب ِم َ‬
‫ن‬ ‫ض ٌ‬‫غ َ‬ ‫صْدرًا َفَعَلْيِهْم َ‬‫ح ِباْلُكْفِر َ‬ ‫شَر َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن َو لِكنْ َم ْ‬ ‫ليما ِ‬ ‫ن ِبا ِْ‬‫طَمِئ ّ‬
‫ن ُأْكِرَه َو َقْلُبُه ُم ْ‬‫ل َم ْ‬ ‫ن َبْعِد ِإيماِنِه ِإ ّ‬‫ل ِم ْ‬ ‫ن َكَفَر ِبا ِّ‬‫َم ْ‬
‫ن َرّب َ‬
‫ك‬ ‫صَبُروا ِإ ّ‬‫جُروا ِمنْ َبْعِد ما ُفِتُنوا ُثّم جاَهُدوا َو َ‬ ‫ن ها َ‬ ‫ك ِلّلِذي َ‬
‫ن َرّب َ‬‫ظيٌم‪ -‬إلى قوله تعالى‪ُ -‬ثّم ِإ ّ‬ ‫عِ‬ ‫ب َ‬ ‫عذا ٌ‬ ‫ل َو َلُهْم َ‬ ‫ا ِّ‬
‫حيٌم ]‪[110 -106‬‬ ‫ن َبْعِدها َلَغُفوٌر َر ِ‬ ‫ِم ْ‬
‫‪ -[2] /6161‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن بكر بن صالح‪ ،‬عن القاسم بن بريد‪ ،‬قال‪:‬‬
‫حدثنا أبو عمرو الزبيري‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ -‬في حديث طويل‪» -‬فأما ما فرض على القلب من‬
‫اليمان‪:‬‬
‫فالقرار‪ ،‬و المعرفة‪ ،‬و العقد‪ ،‬و الرضا‪ ،‬و التسليم بأن ل إله إل ال وحده ل شريك له إلها واحدا لم يتخذ صاحبة‬
‫و ل ولدا‪ ،‬و أن محمدا عبده و رسوله )صلوات ال عليه و على آله(‪ ،‬و القرار بما جاء به من عند ال من نبي أو‬
‫ن ُأْكِرَه َو‬
‫ل َم ْ‬‫كتاب‪ ،‬فذلك ما فرض ال على القلب من القرار و المعرفة و هو عمله‪ ،‬و هو قول ال عز و جل‪ِ :‬إ ّ‬
‫صْدرًا«‪.‬‬ ‫ح ِباْلُكْفِر َ‬ ‫شَر َ‬‫ن َ‬ ‫ن َم ْ‬ ‫ن َو لِك ْ‬ ‫ليما ِ‬ ‫ن ِبا ِْ‬‫طَمِئ ّ‬
‫َقْلُبُه ُم ْ‬
‫‪ -[3] /6162‬و عنه‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن هارون بن مسلم‪ ،‬عن مسعدة بن صدقة‪ ،‬قال‪ :‬قيل لبي‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير العّياشي ‪.71 /271 :2‬‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.1 /28 :2‬‬
‫‪ -3‬الكافي ‪.10 /173 :2‬‬
‫)‪) (1‬علمه( ليس في المصدر‪[.....] .‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪457 :‬‬
‫عبد ال )عليه السلم(‪ :‬إن الناس يروون‪ :‬أن عليا )عليه السلم( قال على منبر الكوفة‪ :‬أيها الناس‪ ،‬إنكم ستدعون‬
‫إلى سبي‪ ،‬فسبوني‪ ،‬ثم تدعون إلى البراءة مني فل تبرءوا مني‪.‬‬
‫قال‪» :‬ما أكثر ما يكذب الناس على علي )عليه السلم(!!« ثم قال‪» :‬إنما قال‪ :‬إنكم ستدعون إلى سبي فسبوني‪ ،‬ثم‬
‫تدعون إلى البراءة مني و إني لعلى دين محمد )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و لم يقل‪ :‬و ل تبرءوا مني«‪.‬‬
‫فقال له السائل‪ :‬أ رأيت إن اختار القتل دون البراءة‪.‬‬
‫فقال‪» :‬و ال‪ ،‬ما ذاك عليه‪ ،‬و ما له »‪ «1‬إل ما مضى عليه عمار بن ياسر حيث أكرهه أهل مكة و قلبه مطمئن‬
‫ن‪ ،‬فقال له النبي )صلى ال عليه و آله(‬ ‫ليما ِ‬ ‫ن ِبا ِْ‬
‫طَمِئ ّ‬‫ن ُأْكِرَه َو َقْلُبُه ُم ْ‬ ‫ل َم ْ‬‫باليمان‪ ،‬فأنزل ال عز و جل ]فيه[‪ِ :‬إ ّ‬
‫عندها‪:‬‬
‫يا عمار‪ ،‬إن عادوا فعد‪ ،‬فقد أنزل ال عز و جل عذرك‪ ،‬و أمرك أن تعود إن عادوا«‪.‬‬
‫‪ -[3] /6163‬و عنه‪ :‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن جميل‪ ،‬عن محمد بن مروان‪ ،‬قال‪ :‬قال لي أبو‬
‫عبد ال )عليه السلم(‪» :‬ما منع ميثم التمار )رحمه ال( من التقية؟ فو ال‪ ،‬لقد علم أن هذه الية نزلت في عمار و‬
‫أصحابه‪:‬‬
‫ن«‪.‬‬ ‫ليما ِ‬ ‫ن ِبا ِْ‬‫طَمِئ ّ‬
‫ن ُأْكِرَه َو َقْلُبُه ُم ْ‬ ‫ل َم ْ‬ ‫ِإ ّ‬
‫‪ -[4] /6164‬الحميري عبد ال بن جعفر‪ :‬بإسناده عن بكر بن محمد‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬إن‬
‫التقية ترس المؤمن‪ ،‬و ل إيمان لمن ل تقية له«‪.‬‬
‫ن قال‪» :‬و هل التقية إل‬ ‫ليما ِ‬‫ن ِبا ِْ‬ ‫طَمِئ ّ‬‫ن ُأْكِرَه َو َقْلُبُه ُم ْ‬ ‫ل َم ْ‬ ‫فقلت له‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬أ رأيت قول ال تبارك و تعالى‪ِ :‬إ ّ‬
‫هذا«‪.‬‬
‫‪ -[5] /6165‬العياشي‪ :‬عن محمد بن مروان‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬ما منع ميثم )رحمه ال( من‬
‫التقية؟‬
‫ن«‪.‬‬‫ليما ِ‬ ‫ن ِبا ِْ‬‫طَمِئ ّ‬‫ن ُأْكِرَه َو َقْلُبُه ُم ْ‬ ‫ل َم ْ‬ ‫فو ال لقد علم أن هذه الية نزلت في عمار و أصحابه ِإ ّ‬
‫‪ -[6] /6166‬العياشي‪ :‬عن معمر بن يحيى بن سام »‪ ،«2‬قال‪ :‬قلت لبي جعفر )عليه السلم(‪ :‬إن أهل الكوفة‬
‫يروون عن علي )عليه السلم( أنه قال‪ :‬ستدعون إلى سبي و البراءة مني‪ ،‬فإن دعيتم إلى سبي فسبوني‪ ،‬و إن‬
‫دعيتم إلى البراءة مني فل تتبرءوا مني فإني على دين محمد )صلى ال عليه و آله(‪.‬‬
‫فقال أبو جعفر )عليه السلم(‪» :‬ما أكثر ما يكذبون على علي )عليه السلم( إنما قال‪ :‬إنكم ستدعون إلى سبي و‬
‫البراءة مني‪ ،‬فإذا دعيتم إلى سبي فسبوني‪ ،‬و إذا دعيتم إلى البراءة مني فإني على دين محمد )صلى ال عليه و‬
‫آله(‪ ،‬و لم يقل‪ :‬فل تتبرءوا مني«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -3‬الكافي ‪.15 /174 :2‬‬
‫‪ -4‬قرب السناد‪.17 :‬‬
‫‪ -5‬تفسير العّياشي ‪.72 /271 :2‬‬
‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪.73 /271 :2‬‬
‫)‪ (1‬في »ط«‪ :‬عليه‪.‬‬
‫)‪ (2‬في »ط« و المصدر‪ :‬سالم‪ ،‬انظر الكاشف للذهبي ‪ ،165 :3‬تهذيب التهذيب ‪ ،249 :10‬تقريب التهذيب ‪:2‬‬
‫‪ ،266‬جامع الرواة ‪.254 :2‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪458 :‬‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬فإن أراد رجل »‪ «1‬أن يمضي على القتل و ل يتبرأ؟‬
‫ن«‪.‬‬ ‫ليما ِ‬ ‫ن ِبا ِْ‬‫طَمِئ ّ‬
‫ن ُأْكِرَه َو َقْلُبُه ُم ْ‬ ‫ل َم ْ‬‫فقال‪» :‬ل و ال‪ ،‬إل على الذي مضى عليه عمار‪ ،‬إن ال يقول‪ِ :‬إ ّ‬
‫قال‪ :‬ثم كسع »‪ «2‬هذا الحديث بواحد‪» :‬و التقية في كل ضرورة«‪.‬‬
‫‪ -[7] /6167‬عن أبي بكر‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬و ما الحرورية‪ ،‬إنا قد كنا و هم منا بعيد »‪«3‬‬
‫فهم اليوم في دورنا‪ ،‬أ رأيت إن أخذونا باليمان؟ قال‪ :‬فرخص لي في الحلف لهم بالعتاق و الطلق‪ ،‬فقال بعضنا‪:‬‬
‫مد الرقاب أحب إليك أم البراءة من علي؟‬
‫ن؟«‪.‬‬ ‫ليما ِ‬ ‫ن ِبا ِْ‬
‫طَمِئ ّ‬‫ن ُأْكِرهَ َو َقْلُبُه ُم ْ‬
‫ل َم ْ‬ ‫فقال‪» :‬الرخصة أحب إلي‪ ،‬أما سمعت قول ال في عمار‪ِ :‬إ ّ‬
‫‪ -[8] /6168‬عن عمرو بن مروان‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪» :‬قال رسول ال )صلى ال عليه‬
‫و آله(‪ :‬رفعت عن أمتي أربع خصال‪ :‬ما أخطأوا‪ ،‬و ما نسوا‪ ،‬و ما اكرهوا عليه‪ ،‬و ما لم يطيقوا‪ ،‬و ذلك في كتاب‬
‫ن مختصر«‪.‬‬ ‫ليما ِ‬‫ن ِبا ِْ‬
‫طَمِئ ّ‬‫ن ُأْكِرَه َو َقْلُبُه ُم ْ‬
‫ل َم ْ‬
‫ال »‪ِ :«4‬إ ّ‬
‫‪ -[9] /6169‬عن عبد ال بن عجلن‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سألته فقلت له‪ :‬إن الضحاك قد ظهر‬
‫بالكوفة‪ ،‬و يوشك أن ندعي إلى البراءة من علي‪ ،‬فكيف نصنع؟ قال‪» :‬فابرأ منه«‪.‬‬
‫قال‪ :‬قلت له‪ :‬أي شيء أحب إليك؟ قال‪» :‬أن يمضوا في علي )عليه السلم( على ما مضى عليه عمار بن ياسر‬
‫طَمِئ ّ‬
‫ن‬ ‫ن ُأْكِرهَ َو َقْلُبُه ُم ْ‬ ‫ل َم ْ‬ ‫)رحمه ال(‪ ،‬أخذ بمكة فقالوا له‪ :‬ابرأ من رسول ال‪ ،‬فبرىء منه‪ ،‬فأنزل ال عذره‪ِ :‬إ ّ‬
‫ن«‪.‬‬‫ليما ِ‬‫ِبا ِْ‬
‫ن‪،‬‬ ‫ليما ِ‬ ‫ن ِبا ِْ‬
‫طَمِئ ّ‬‫ن ُأْكِرَه َو َقْلُبُه ُم ْ‬ ‫ل َم ْ‬ ‫ن َبْعِد ِإيماِنِه ِإ ّ‬
‫ل ِم ْ‬‫ن َكَفَر ِبا ِّ‬
‫‪ -[10] /6170‬علي بن إبراهيم‪ ،‬في قوله تعالى‪َ :‬م ْ‬
‫قال‪ :‬هو عمار بن ياسر‪ ،‬أخذته قريش بمكة‪ ،‬فعذبوه بالنار حتى أعطاهم بلسانه ما أرادوا‪ ،‬و قلبه مقر »‪«5‬‬
‫باليمان‪.‬‬
‫صْدرًا فهو عبد ال بن سعد بن أبي سرح بن الحارث »‪ «6‬من بني‬ ‫ح ِباْلُكْفِر َ‬ ‫شَر َ‬‫ن َ‬ ‫ن َم ْ‬ ‫قال‪ :‬و أما قوله‪َ :‬و لِك ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -7‬تفسير العّياشي ‪.74 /272 :2‬‬
‫‪ -8‬تفسير العّياشي ‪.75 /272 :2‬‬
‫‪ -9‬تفسير العّياشي ‪.76 /272 :2‬‬
‫‪ -10‬تفسير القّمي ‪.390 :1‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬الرجل‪.‬‬
‫)‪ (2‬كسعه بكذا‪ :‬إذا جعله تابعا له‪» .‬أقرب الموارد‪ -‬كسع‪.«1084 :2 -‬‬
‫حة ما أثبتناه‪.‬‬ ‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬متتابعين‪ ،‬و في »ط«‪ :‬متابعين‪ ،‬و الظاهر ص ّ‬
‫عَلى‬ ‫حَمْلَتُه َ‬
‫صرًا َكما َ‬ ‫عَلْينا ِإ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫حِم ْ‬‫طْأنا َرّبنا َو ل َت ْ‬ ‫خَ‬ ‫سينا َأْو َأ ْ‬
‫ن َن ِ‬
‫خْذنا ِإ ْ‬
‫)‪ (4‬في المصدر زيادة‪ :‬قوله‪َ :‬رّبنا ل ُتؤا ِ‬
‫ل‪[.....] .‬‬ ‫حّمْلنا ما ل طاَقَة َلنا ِبِه البقرة‪ ،286 :‬و قوله ا ّ‬ ‫ن َقْبِلنا َرّبنا َو ل ُت َ‬ ‫ن ِم ْ‬
‫اّلِذي َ‬
‫ن‪.‬‬‫)‪ (5‬في المصدر‪ :‬مطمئ ّ‬
‫ل بن سعد بن أبي سرح بن الحارث العامري‪ ،‬أخو عثمان من الّرضاعة‪ ،‬أسلم قبل الفتح‪ ،‬ثّم ارتّد‬ ‫)‪ (6‬هو عبد ا ّ‬
‫ل عليه و آله( بقتله‪ ،‬ثّم عفا عنه بعد ما‬ ‫ل )صلى ا ّ‬ ‫مشركا فصار إلى قريش‪ ،‬فلّما كان يوم‪ -‬الفتح أمر رسول ا ّ‬
‫استأمن له عثمان‪ .‬ثّم وله عثمان بعد ذلك مصر سنة ‪ 25‬ه‪ ،‬و بعد مقتل عثمان صار إلى معاوية‪ ،‬و مات بعسقلن‬
‫سنة ‪ 37‬ه‪» .‬تهذيب ابن عساكر ‪ ،435 :7‬أسد الغابة ‪ ،173 :3‬الكامل لبن الثير ‪ ،88 :3‬البداية و النهاية ‪:7‬‬
‫‪.«157‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪459 :‬‬
‫لؤي‪.‬‬
‫ل ل َيْهِدي‬ ‫ن ا َّ‬‫خَرِة َو َأ ّ‬‫لِ‬ ‫عَلى ا ْ‬ ‫حياةَ الّدْنيا َ‬‫حّبوا اْل َ‬ ‫سَت َ‬
‫ك ِبَأّنُهُم ا ْ‬
‫ظيٌم ذِل َ‬ ‫عِ‬‫ب َ‬ ‫عذا ٌ‬ ‫ل َو َلُهْم َ‬ ‫ن ا ِّ‬
‫ب ِم َ‬
‫ض ٌ‬ ‫غ َ‬ ‫يقول ال‪َ :‬فَعَلْيِهْم َ‬
‫ن ذلك بأن ال ختم على سمعهم و أبصارهم و قلوبهم و أولئك هم الغافلون ل جرم أنهم فى الخرة هم‬ ‫اْلَقْوَم اْلكاِفِري َ‬
‫سْمِعِهْم َو َأْبصاِرِهْم الية‪ ،‬هكذا‬ ‫على ُقُلوِبِهْم َو َ‬ ‫ل َ‬ ‫طَبَع ا ُّ‬ ‫ن َ‬ ‫ك اّلِذي َ‬
‫الخسرون هكذا في قراءة ابن مسعود‪ ،‬و قوله ُأولِئ َ‬
‫في القراءة المشهورة‪.‬‬
‫ن قا َ‬
‫ل‬ ‫هذا كله في عبد ال بن سعد بن أبي سرح‪ ،‬كان عامل لعثمان بن عفان على مصر‪ ،‬و نزل فيه أيضا‪َ :‬و َم ْ‬
‫ت »‪.«1‬‬ ‫ت اْلَمْو ِ‬ ‫غَمرا ِ‬ ‫ن ِفي َ‬ ‫ظاِلُمو َ‬
‫ل َو َلْو َترى ِإِذ ال ّ‬ ‫ل ا ُّ‬‫ل ما َأْنَز َ‬ ‫ل ِمْث َ‬‫سُأْنِز ُ‬
‫َ‬
‫‪ -[11] /6171‬العياشي‪ :‬عن إسحاق بن عمار‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪» :‬إن رسول ال‬
‫)صلى ال عليه و آله( كان يدعو أصحابه‪ ،‬فمن أراد به خيرا سمع و عرف ما يدعوه إليه‪ ،‬و من أراد به شرا طبع‬
‫ك ُهُم‬‫سْمِعِهْم َو َأْبصاِرِهْم َو ُأولِئ َ‬ ‫على ُقُلوِبِهْم َو َ‬ ‫ل َ‬ ‫طَبَع ا ُّ‬ ‫ن َ‬ ‫ك اّلِذي َ‬
‫عليه قلبه فل يسمع و ل يعقل‪ ،‬و هو قوله‪ُ :‬أولِئ َ‬
‫ن«‪.‬‬ ‫اْلغاِفُلو َ‬
‫ن َبْعِد ما ُفِتُنوا ُثّم جاَهُدوا َو‬ ‫جُروا ِم ْ‬ ‫ن ها َ‬ ‫ك ِلّلِذي َ‬
‫ن َرّب َ‬ ‫‪ -[12] /6172‬علي بن إبراهيم‪ :‬ثم قال أيضا في عمار‪ُ :‬ثّم ِإ ّ‬
‫حيٌم‪.‬‬
‫ن َبْعِدها َلَغُفوٌر َر ِ‬ ‫ك ِم ْ‬‫ن َرّب َ‬ ‫صَبُروا ِإ ّ‬ ‫َ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ل ِلبا َ‬
‫س‬ ‫ل َفَأذاَقَها ا ُّ‬
‫ت ِبَأْنُعِم ا ِّ‬
‫ن َفَكَفَر ْ‬
‫ن ُكلّ َمكا ٍ‬ ‫غدًا ِم ْ‬‫طَمِئّنًة َيْأِتيها ِرْزُقها َر َ‬ ‫ت آِمَنًة ُم ْ‬‫ل َقْرَيًة كاَن ْ‬‫ل َمَث ً‬‫ب ا ُّ‬ ‫ضَر َ‬ ‫َو َ‬
‫ن ]‪ -[1] /6173 [112‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬نزلت في قوم كان لهم نهر يقال‬ ‫صَنُعو َ‬ ‫ف ِبما كاُنوا َي ْ‬ ‫خْو ِ‬ ‫ع َو اْل َ‬‫جو ِ‬ ‫اْل ُ‬
‫له )الثرثار( و كانت بلدهم خصبة كثيرة الخير‪ ،‬و كانوا يستنجون بالعجين‪ ،‬و يقولون‪ :‬هو ألين لنا‪ ،‬فكفروا بأنعم‬
‫ال و استخفوا‪ ،‬فحبس ال عنهم الثرثار‪ ،‬فجدبوا حتى أحوجهم ال إلى أكل ما كانوا يستنجون به‪ ،‬حتى كانوا‬
‫يتقاسمون عليه‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -11‬تفسير العّياشي ‪.77 /273 :2‬‬
‫‪ -12‬تفسير القّمي ‪.391 :1‬‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.391 :1‬‬
‫)‪ (1‬النعام ‪.93 :6‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪460 :‬‬

‫‪ -[2] /6174‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عبد ال بن المغيرة‪ ،‬عن عمرو بن شمر‪ ،‬قال‪:‬‬
‫سمعت أبا عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬يقول‪» :‬إني للحس أصابعي من الدم حتى أخاف أن يراني جاري »‪ «1‬فيرى‬
‫أن ذلك من التجشع‪ ،‬و ليس ذلك كذلك‪ ،‬و إن قوما أفرغت عليهم النعمة‪ -‬و هم أهل الثرثار‪ -‬فعمدوا إلى مخ‬
‫الحنطة فجعلوه خبزا هجاء »‪ ،«2‬و جعلوا ينجون به صبيانهم حتى اجتمع من ذلك جبل عظيم«‪.‬‬
‫قال‪» :‬فمر بهم رجل صالح‪ ،‬و إذا امرأة تفعل ذلك بصبي لها‪ ،‬فقال لهم‪ :‬ويحكم‪ ،‬اتقوا ال عز و جل‪ ،‬و ل تغيروا‬
‫ما بكم من نعمة‪ .‬فقالت له‪ :‬كأنك تخوفنا بالجوع‪ ،‬أما ما دام ثرثارنا يجري فإنا ل نخاف الجوع‪.‬‬
‫قال‪ :‬فأسف ال عز و جل‪ ،‬فأضعف لهم الثرثار‪ ،‬و حبس عنهم قطر السماء و نبات الرض‪ -‬قال‪ -‬فاحتاجوا إلى‬
‫ذلك الجبل‪ ،‬و إنه كان يقسم بينهم بالميزان«‪.‬‬
‫‪ -[3] /6175‬العياشي‪ :‬عن حفص بن سالم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬إن قوما كانوا من »‪ «3‬بني‬
‫إسرائيل‪ ،‬يؤتى لهم من طعامهم حتى جعلوا منه تماثيل بمدن كانت في بلدهم يستنجون بها‪ ،‬فلم يزل ال بهم حتى‬
‫طَمِئّنًة‬
‫ت آِمَنًة ُم ْ‬
‫ل َقْرَيًة كاَن ْ‬
‫ل َمَث ً‬ ‫ب ا ُّ‬ ‫ضَر َ‬‫اضطروا إلى التماثيل ينقونها »‪ «4‬و يأكلون منها‪ ،‬و هو قول ال‪َ :‬و َ‬
‫ن«‪.‬‬‫صَنُعو َ‬‫ف ِبما كاُنوا َي ْ‬ ‫خْو ِ‬ ‫ع َو اْل َ‬
‫جو ِ‬
‫س اْل ُ‬
‫ل ِلبا َ‬
‫ل َفَأذاَقَها ا ُّ‬
‫ت ِبَأْنُعِم ا ِّ‬
‫ن َفَكَفَر ْ‬
‫ل َمكا ٍ‬
‫ن ُك ّ‬
‫غدًا ِم ْ‬
‫َيْأِتيها ِرْزُقها َر َ‬
‫‪ -[4] /6176‬عن زيد الشحام‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬كان أبي بكره أن يمسح يده بالمنديل و فيه‬
‫شيء من الطعام تعظيما له‪ ،‬إل أن يمصها أو يكون إلى جانبه صبي فيمصها له«‪ .‬قال‪» :‬و إني أجد اليسير يقع‬
‫من »‪ «5‬الخوان فأتفقده فيضحك الخادم«‪.‬‬
‫ثم قال‪» :‬إن أهل قرية‪ -‬ممن كان قبلكم‪ -‬كان ال قد أوسع عليهم حتى طغوا‪ ،‬فقال بعضهم لبعض‪ :‬لو عمدنا إلى‬
‫شيء من هذا النقي فجعلنا نستنجي به كان ألين علينا من الحجارة‪ -‬قال‪ -‬فلما فعلوا ذلك بعث ال على أرضهم‬
‫دوابا أصغر من الجراد فلم يدع لهم شيئا خلقه ال يقدر عليه إل أكله من شجر أو غيره‪ ،‬فبلغ بهم الجهد إلى أن‬
‫طَمِئّنًة إلى‬‫ت آِمَنًة ُم ْ‬
‫ل َقْرَيًة كاَن ْ‬
‫ل َمَث ً‬‫ب ا ُّ‬ ‫ضَر َ‬‫أقبلوا على الذي كانوا يستنجون به فأكلوه‪ ،‬و هي القرية التي قال ال‪َ :‬‬
‫ن«‪.‬‬‫صَنُعو َ‬
‫قوله‪ِ :‬بما كاُنوا َي ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.1 /301 :6‬‬
‫‪ -3‬تفسير العّياشي ‪.78 /273 :2‬‬
‫‪ -4‬تفسير العّياشي ‪.79 /273 :2‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬خادمي‪.‬‬
‫)‪ (2‬هجا جوعه‪ :‬سكن و ذهب‪ ،‬و هجا الطعام‪ :‬أكله »القاموس المحيط ‪ -1‬هجا‪ ،«34 -‬و قد يكون المراد من‬
‫حفة من )هجانا( أي‬ ‫قوله‪ :‬فجعلوه خبزا هجاء‪ ،‬أي‪ :‬صالحا للكل أو صالحا لرفع الجوع‪ ،‬و قد تكون )هجاء( مص ّ‬
‫خيارا صالحا‪ ،‬أو من )منجا( أي خيارا صالحا‪ ،‬أو من )منجا( و هي اللة التي يستنجى بها‪ ،‬كما ذكر ذلك‬
‫ل( في مادة )نجا(‪.‬‬ ‫الطريحي )رحمه ا ّ‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬في‪.‬‬
‫)‪ (4‬في »ط« و المصدر‪ :‬يتبعونها‪.‬‬
‫)‪ (5‬في »ط«‪ :‬في‪[.....] .‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪461 :‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫حيٌم ]‪[115‬‬ ‫غُفوٌر َر ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ن ا َّ‬ ‫غ َو ل عاٍد َفِإ ّ‬ ‫غْيَر با ٍ‬
‫طّر َ‬ ‫ضُ‬‫نا ْ‬ ‫َفَم ِ‬
‫‪ -[1] /6177‬العياشي‪ :‬عن منصور بن حازم‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬محرم مضطر إلى الصيد و‬
‫إلى ميتة‪ ،‬من أيهما يأكل؟ قال‪» :‬يأكل من الصيد«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬أليس قد أحل ال الميتة لمن اضطر إليها؟ قال‪» :‬بلى‪ ،‬و لكن أل ترى أنه يأكل من ماله؟ يأكل الصيد و عليه‬
‫الفداء«‪.‬‬
‫‪ -[2] /6178‬الشيخ في )التهذيب(‪ :‬بإسناده عن موسى بن القاسم‪ ،‬عن محمد‪ ،‬عن سيف بن عميرة‪ ،‬عن منصور‬
‫بن حازم‪ ،‬قال‪ :‬سألته عن محرم اضطر إلى أكل الصيد و الميتة‪ ،‬قال‪» :‬أيهما أحب إليك أن تأكل »‪«1‬؟« قلت‪:‬‬
‫الميتة‪ ،‬لن الصيد محرم على المحرم‪.‬‬
‫فقال‪» :‬أيهما أحب إليك‪ ،‬أن تأكل من مالك أو من الميتة؟« قلت‪ :‬آكل من مالي‪ .‬قال‪» :‬فكل الصيد وافده«‪.‬‬
‫و تفسير الية قد تقدم »‪.«2‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ب‪ -‬إلى قوله تعالى‪ِ -‬فيما كاُنوا ِفيِه‬ ‫ل اْلَكِذ َ‬‫حراٌم ِلَتْفَتُروا عََلى ا ِّ‬ ‫ل َو هذا َ‬ ‫حل ٌ‬‫ب هذا َ‬ ‫سَنُتُكُم اْلَكِذ َ‬
‫ف َأْل ِ‬
‫ص ُ‬ ‫َو ل َتُقوُلوا ِلما َت ِ‬
‫ب هذا‬‫سَنُتُكُم اْلَكِذ َ‬
‫ف َأْل ِ‬‫ص ُ‬‫ن ]‪ -[3] /6179 [124 -116‬علي بن إبراهيم‪ :‬في قوله تعالى‪َ :‬و ل َتُقوُلوا ِلما َت ِ‬ ‫خَتِلُفو َ‬
‫َي ْ‬
‫لْنعاِم خاِلصٌَة ِلُذُكوِرنا‬ ‫ن هِذهِ ا َْ‬‫طو ِ‬‫ب قال‪ :‬هو ما كانت اليهود تقول‪ :‬ما ِفي ُب ُ‬ ‫ل اْلَكِذ َ‬ ‫عَلى ا ِّ‬ ‫حراٌم ِلَتْفَتُروا َ‬ ‫ل َو هذا َ‬ ‫حل ٌ‬ ‫َ‬
‫جنا »‪.«3‬‬ ‫على َأْزوا ِ‬ ‫حّرٌم َ‬ ‫َو ُم َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير العّياشي ‪.80 /274 :2‬‬
‫‪ -2‬التهذيب ‪.1272 /368 :5‬‬
‫‪ -3‬تفسير القّمي ‪.391 :1‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر زيادة‪ :‬من الصيد أو الميتة‪.‬‬
‫عَلْيِه الية )‪ (173‬من سورة البقرة‪.‬‬ ‫غ َو ل عاٍد َفل ِإْثَم َ‬ ‫غْيَر با ٍ‬ ‫طّر َ‬‫ضُ‬ ‫نا ْ‬ ‫)‪ (2‬تقّدم في تفسير قوله تعالى‪َ :‬فَم ِ‬
‫)‪ (3‬النعام ‪.139 :6‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪462 :‬‬
‫سَتِقيٍم قال‪ :‬إلى‬ ‫ط ُم ْ‬ ‫صرا ٍ‬ ‫جَتباُه‪ :‬أي اختاره َو َهداُه ِإلى ِ‬ ‫حِنيفًا أي طاهرا ا ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ن ُأّمًة قاِنتًا ِّ‬ ‫ن ِإْبراِهيَم كا َ‬ ‫قال‪ :‬و قوله‪ِ :‬إ ّ‬
‫حِنيفًا و هي الحنيفية‬ ‫ن اّتِبْع ِمّلَة ِإْبراِهيَم َ‬
‫ك َأ ِ‬
‫حْينا ِإَلْي َ‬
‫الطريق الواضح‪ .‬ثم قال لنبيه )صلى ال عليه و آله(‪ُ :‬ثّم َأْو َ‬
‫العشر التي جاء بها إبراهيم )عليه السلم(‪ :‬خمسة في البدن‪ ،‬و خمسة في الرأس‪ ،‬فأما التي في البدن‪:‬‬
‫فالغسل من الجنابة‪ ،‬و الطهور بالماء‪ ،‬و تقليم الظفار‪ ،‬و حلق الشعر من البدن‪ ،‬و الختان و أما التي في الرأس‪:‬‬
‫فطم الشعر »‪ ،«1‬و أخذ الشارب‪ ،‬و إعفاء اللحى‪ ،‬و السواك‪ ،‬و الخلل‪ ،‬فهذه لم تنسخ إلى يوم القيامة‪.‬‬
‫‪ -[2] /6180‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن‬
‫عمار بن مروان‪ ،‬عن سماعة بن مهران‪ ،‬قال‪ :‬قال لي عبد صالح )صلوات ال عليه(‪» :‬يا سماعة‪ ،‬أمنوا على‬
‫فرشهم و أخافوني‪ ،‬أما و ال لقد كانت الدنيا‪ ،‬و ما فيها إل واحد يعبد ال‪ ،‬و لو كان معه غيره لضافه ال عز و‬
‫ن فصبر »‪ «2‬بذلك ما شاء ال‪ ،‬ثم إن‬ ‫شِرِكي َ‬‫ن اْلُم ْ‬
‫ك ِم َ‬ ‫حِنيفًا َو َلْم َي ُ‬
‫ل َ‬‫ن ُأّمًة قاِنتًا ِّ‬ ‫ن ِإْبراِهيَم كا َ‬ ‫جل إليه حيث يقول‪ِ :‬إ ّ‬
‫ال آنسه بإسماعيل و إسحاق فصاروا ثلثة‪ ،‬أما و ال إن المؤمن لقليل‪ ،‬و إن أهل الكفر لكثير‪ ،‬أ تدري لم ذلك؟«‬
‫فقلت‪ :‬ل أدري‪ ،‬جعلت فداك‪ .‬فقال‪» :‬صيروا أنسا للمؤمنين‪ ،‬يبثون إليهم ما في صدورهم فيستريحون إلى ذلك و‬
‫يسكنون إليه«‪.‬‬
‫‪ -[3] /6181‬و عنه‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن هارون بن مسلم‪ ،‬عن مسعدة بن صدقة‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫ل يقول‪ :‬مطيعا ل عز و‬ ‫ن ُأّمًة قاِنتًا ِّ‬‫ن ِإْبراِهيَم كا َ‬ ‫السلم( قال‪» :‬المة واحد فصاعدا‪ ،‬كما قال ال عز و جل‪ِ :‬إ ّ‬
‫جل«‪.‬‬
‫ن ِإْبراِهيَم‬ ‫‪ -[4] /6182‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬و في رواية أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله‪ِ :‬إ ّ‬
‫حِنيفًا‪.‬‬‫ل َ‬ ‫ن ُأّمًة قاِنتًا ِّ‬ ‫كا َ‬
‫حِنيفًا‪:‬‬
‫قال‪» :‬و ذلك أنه كان على دين لم يكن عليه أحد غيره‪ ،‬فكان امة واحدة‪ ،‬و أما قاِنتًا‪ :‬فالمطيع‪ ،‬و أما َ‬
‫فالمسلم«‪.‬‬
‫‪ -[5] /6183‬العياشي‪ :‬عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر و أبي عبد ال )عليهما السلم( عن‬
‫قوله‪:‬‬
‫حِنيفًا‪ ،‬قال‪» :‬شيء فضله »‪ «3‬ال به«‪.‬‬ ‫ل َ‬‫ن ُأّمًة قاِنتًا ِّ‬ ‫ن ِإْبراِهيَم كا َ‬ ‫ِإ ّ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.5 /190 :2‬‬
‫‪ -3‬الكافي ‪.16 /60 :5‬‬
‫‪ -4‬تفسير القّمي ‪.392 :1‬‬
‫‪ -5‬تفسير العّياشي ‪.81 /274 :2‬‬
‫صة‪» .‬مجمع البحرين‪ -‬طمم‪.«107 :6 -‬‬ ‫)‪ (1‬طّم الشعر‪ :‬جّزه أو ق ّ‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬فغبر‪.‬‬
‫ضل‪.‬‬ ‫)‪ (3‬في »ط« و المصدر‪ :‬ف ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪463 :‬‬
‫حِنيفًا‪:‬‬‫ل َ‬ ‫ن ُأّمًة قاِنتًا ِّ‬ ‫ن ِإْبراِهيَم كا َ‬ ‫‪ -[6] /6184‬و عن أبي بصير‪ ،‬قال أبو عبد ال )عليه السلم( في قوله تعالى‪ِ :‬إ ّ‬
‫»سماه ال امة«‪.‬‬
‫ن ُأّمًة قاِنتًا‪» :‬أمة واحدة«‪.‬‬ ‫ن ِإْبراِهيَم كا َ‬ ‫‪ -[7] /6185‬و عن يونس بن ظبيان‪ ،‬عنه )عليه السلم(‪ِ :‬إ ّ‬
‫‪ -[8] /6186‬و عن سماعة بن مهران‪ ،‬قال‪ :‬سمعت العبد الصالح )عليه السلم( »‪ «1‬يقول‪» :‬لقد كانت الدنيا‪ ،‬و‬
‫حِنيفًا‬‫ل َ‬ ‫ن ُأّمًة قاِنتاً ِّ‬ ‫ن ِإْبراِهيَم كا َ‬ ‫ما كان فيها إل واحد يعبد ال‪ ،‬و لو كان معه غيره إذن لضافه إليه حيث يقول‪ِ :‬إ ّ‬
‫ن فصبر بذلك ما شاء ال‪ ،‬ثم إن ال تبارك و تعالى آنسه بإسماعيل و إسحاق فصاروا‬ ‫شِرِكي َ‬ ‫ن اْلُم ْ‬‫ك ِم َ‬ ‫َو َلْم َي ُ‬
‫ثلثة«‪.‬‬
‫حُكُم َبْيَنُهْم َيْوَم‬
‫ك َلَي ْ‬
‫ن َرّب َ‬‫خَتَلُفوا ِفيِه َو ِإ ّ‬‫نا ْ‬ ‫عَلى اّلِذي َ‬ ‫ت َ‬‫سْب ُ‬‫ل ال ّ‬ ‫جِع َ‬
‫‪ -[9] /6187‬و قال علي بن إبراهيم‪ :‬قوله‪ِ :‬إّنما ُ‬
‫ن و ذلك أن موسى أمر قومه أن يتفرغوا إلى ال في كل سبعة أيام يوما يجعله ال‬ ‫خَتِلُفو َ‬
‫اْلِقياَمِة ِفيما كاُنوا ِفيِه َي ْ‬
‫عليهم‪ ،‬و هو الذي »‪ «2‬اختلفوا فيه‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪ -[1] /6188 [125‬علي بن إبراهيم‪،‬‬ ‫سُ‬‫حَ‬ ‫ي أَ ْ‬‫سَنِة َو جاِدْلُهْم ِباّلِتي ِه َ‬
‫حَ‬ ‫ظِة اْل َ‬
‫عَ‬ ‫حْكَمِة َو اْلَمْو ِ‬ ‫ك ِباْل ِ‬‫ل َرّب َ‬ ‫سِبي ِ‬
‫ع ِإلى َ‬ ‫اْد ُ‬
‫ن قال‪ :‬بالقرآن‪.‬‬ ‫سُ‬ ‫حَ‬‫ي َأ ْ‬‫قال في قوله تعالى‪َ :‬و جاِدْلُهْم ِباّلِتي ِه َ‬
‫‪ -[2] /6189‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن بكر بن صالح‪ ،‬عن القاسم بن بريد‪ ،‬عن أبي‬
‫سَنِة َو‬ ‫حَ‬ ‫ظِة اْل َ‬‫عَ‬ ‫حْكَمِة َو اْلَمْو ِ‬ ‫ك ِباْل ِ‬‫ل َرّب َ‬‫سِبي ِ‬
‫ع ِإلى َ‬ ‫عمرو الزبيري‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله تعالى‪ :‬اْد ُ‬
‫ن‪.‬‬‫سُ‬‫حَ‬ ‫ي َأ ْ‬
‫جاِدْلُهْم ِباّلِتي ِه َ‬
‫قال‪» :‬بالقرآن«‪.‬‬
‫‪ -[3] /6190‬المام أبو محمد العسكري )عليه السلم( قال‪» :‬قال الصادق )عليه السلم( و قد ذكر عنده الجدال‬
‫في‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪[.....] .81 /274 :2‬‬
‫‪ -7‬تفسير العّياشي ‪.83 /274 :2‬‬
‫‪ -8‬تفسير العّياشي ‪.84 /274 :2‬‬
‫‪ -9‬تفسير القّمي ‪.392 :1‬‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.392 :1‬‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.1 /13 :5‬‬
‫‪ -3‬التفسير المنسوب إلى المام العسكري )عليه السلم(‪.322 /527 :‬‬
‫سلم(‪.‬‬ ‫ل )عليه ال ّ‬ ‫)‪ (1‬في »ط«‪ :‬أبا عبد ا ّ‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬و هم الذين‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪464 :‬‬
‫الدين‪ ،‬و أن رسول ال )صلى ال عليه و آله( و الئمة )عليهم السلم( قد نهوا عنه‪ ،‬فقال الصادق )عليه السلم(‪:‬‬
‫لم ينه عنه مطلقا و لكنه نهى عن الجدال بغير التي هي أحسن‪ ،‬أما تسمعون ال عز و جل يقول‪َ :‬و ل ُتجاِدُلوا َأْه َ‬
‫ل‬
‫سَنِة َو جاِدْلُهْم ِباّلِتي‬ ‫حَ‬ ‫ظِة اْل َ‬
‫عَ‬ ‫حْكَمِة َو اْلَمْو ِ‬
‫ك ِباْل ِ‬‫ل َرّب َ‬
‫سِبي ِ‬
‫ع ِإلى َ‬ ‫ن »‪ «1‬و قوله تعالى‪ :‬اْد ُ‬ ‫سُ‬ ‫حَ‬ ‫ي َأ ْ‬‫ل ِباّلِتي ِه َ‬ ‫ب ِإ ّ‬‫اْلِكتا ِ‬
‫ن؟‬‫سُ‬ ‫حَ‬ ‫ي َأ ْ‬‫ِه َ‬
‫فالجدال بالتي هي أحسن قد قرنه العلماء بالدين‪ ،‬و الجدال بغير التي هي أحسن محرم‪ ،‬حرمه ال تعالى على‬
‫ن ُهودًا َأْو َنصارى و قال ال‪:‬‬ ‫ن كا َ‬ ‫ل َم ْ‬ ‫جّنَة ِإ ّ‬‫ل اْل َ‬‫خَ‬ ‫ن َيْد ُ‬
‫شيعتنا‪ ،‬و كيف يحرم ال الجدال جملة و هو يقول‪َ :‬و قاُلوا َل ْ‬
‫ن »‪«2‬؟ فجعل ال علم الصدق و اليمان بالبرهان‪ ،‬و هل يؤتى‬ ‫ن ُكْنُتْم صاِدِقي َ‬ ‫ل هاُتوا ُبْرهاَنُكْم ِإ ْ‬ ‫ك َأماِنّيُهْم ُق ْ‬‫ِتْل َ‬
‫بالبرهان إل في الجدال بالتي هي أحسن؟‬
‫قيل‪ :‬يا بن رسول ال‪ ،‬فما الجدال بالتي هي أحسن و التي ليست بأحسن؟‬
‫قال‪ :‬أما الجدال بغير التي هي أحسن‪ ،‬بأن تجادل مبطل فيورد عليك باطل فل ترده بحجة قد نصبها ال‪ ،‬و لكن‬
‫تجحد قوله‪ ،‬أو تجحد حقا يريد ذلك المبطل أن يعين به باطله‪ ،‬فتجحد ذلك الحق مخافة أن يكون له عليك فيه‬
‫حجة‪ ،‬لنك ل تدري كيف المخلص منه‪ ،‬فذلك حرام على شيعتنا أن يصيروا فتنة على ضعفاء إخوانهم و على‬
‫المبطلين‪ ،‬أما المبطلون فيجعلون ضعف الضعيف منكم إذا تعاطى مجادلته و ضعف ]ما[ في يده حجة له على‬
‫باطله‪ ،‬و أما الضعفاء فتغم قلوبهم لما يرون من ضعف المحق فى يد المبطل‪.‬‬
‫و أما الجدال بالتي هي أحسن‪ ،‬فهو ما أمر ال تعالى به نبيه )صلى ال عليه و آله( أن يجادل به من جحد البعث‬
‫ي َرِميٌم‬ ‫ي اْلِعظاَم َو ِه َ‬ ‫حِ‬ ‫ن ُي ْ‬‫ل َم ْ‬
‫خْلَقُه قا َ‬‫ي َ‬ ‫سَ‬ ‫ل َو َن ِ‬ ‫ب َلنا َمَث ً‬‫ضَر َ‬‫بعد الموت و إحياءه له‪ ،‬فقال ال تعالى حاكيا عنه‪َ :‬و َ‬
‫ل َلُكْم ِم َ‬
‫ن‬ ‫جَع َ‬ ‫عِليٌم اّلِذي َ‬ ‫ق َ‬‫خْل ٍ‬‫ل َ‬ ‫ل َمّرةٍ َو ُهَو ِبُك ّ‬ ‫شَأها َأّو َ‬
‫حِييَها اّلِذي َأْن َ‬‫ل يا محمد ُي ْ‬ ‫»‪ «3‬فقال ال في الرد عليه‪ُ :‬ق ْ‬
‫ن »‪ «4‬إلى آخر السورة‪ ،‬فأراد ال من نبيه )صلى ال عليه و آله( أن‬ ‫ضِر نارًا َفِإذا َأْنُتْم ِمْنُه ُتوِقُدو َ‬ ‫خ َ‬ ‫لْ‬ ‫جِر ا َْ‬
‫شَ‬ ‫ال ّ‬
‫شَأها‬ ‫حِييَها اّلِذي َأْن َ‬ ‫ل ُي ْ‬
‫يجادل المبطل الذي قال‪ :‬كيف يجوز أن يبعث ال هذه العظام و هي رميم؟ فقال ال تعالى‪ُ :‬ق ْ‬
‫ل َمّرٍة أ فيعجز من ابتدأه ل من شيء أن يعيده بعد أن يبلى؟! بل ابتداؤه أصعب عندكم من إعادته‪ ،‬ثم قال‪ :‬اّلِذي‬ ‫َأّو َ‬
‫ضِر نارًا أي‪ :‬إذا كان قد أكمن النار الحارة في الشجر الخضر الرطب يستخرجها‪،‬‬ ‫خ َ‬ ‫لْ‬‫جِر ا َْ‬ ‫شَ‬ ‫ن ال ّ‬‫ل َلُكْم ِم َ‬
‫جَع َ‬ ‫َ‬
‫ق ِمْثَلُهْم‬
‫خُل َ‬
‫ن َي ْ‬ ‫على َأ ْ‬ ‫ض ِبقاِدٍر َ‬ ‫لْر َ‬ ‫ت َو ا َْ‬ ‫سماوا ِ‬ ‫ق ال ّ‬ ‫خَل َ‬
‫س اّلِذي َ‬ ‫فعرفكم أنه على إعادة ما يبلى أقدر‪ ،‬ثم قال‪َ :‬أ َو َلْي َ‬
‫ق اْلَعِليُم »‪ «5‬أي إذا كان خلق السماوات و الرض أعظم و أبعد في أوهامكم و قدركم أن تقدروا‬ ‫لُ‬ ‫خّ‬ ‫َبلى َو ُهَو اْل َ‬
‫عليه من إعادة البالي‪ ،‬فكيف جوزتم من ال خلق هذا العجب عندكم‪ ،‬و الصعب لديكم‪ ،‬و لم تجوزوا ما هو‬
‫أسهل عندكم من إعادة البالي؟‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬العنكبوت ‪.46 :29‬‬
‫)‪ (2‬البقرة ‪.111 :2‬‬
‫)‪ (3‬يس ‪.78 :36‬‬
‫)‪ (4‬يس ‪.80 -79 :36‬‬
‫)‪ (5‬يس ‪.81 :36‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪465 :‬‬
‫قال الصادق )عليه السلم(‪ :‬فهذا الجدال بالتي هي أحسن‪ ،‬لن فيها انقطاع عرى »‪ «1‬الكافرين‪ ،‬و إزالة شبهتهم‬
‫و أما الجدال بغير التي هي أحسن فأن تجحد حقا ل يمكنك أن تفرق بينه و بين باطل من تجادله‪ ،‬و إنما تدفعه عن‬
‫باطله بأن تجحد الحق‪ ،‬فهذا هو المحرم لنك مثله‪ ،‬جحد هو حقا‪ ،‬و جحدت أنت حقا آخر«‪.‬‬
‫قال‪» :‬فقام إليه رجل فقال‪ :‬يا بن رسول ال‪ ،‬أ فجادل رسول ال )صلى ال عليه و آله(؟ فقال الصادق )عليه‬
‫السلم(‪ :‬مهما ظننت برسول ال )صلى ال عليه و آله( من شيء فل تظن به مخالفة ال‪ ،‬أ و ليس ال تعالى قال‪:‬‬
‫ل َمّرٍة »‪ «2‬لمن ضرب ال مثل‪ ،‬أ فتظن أن رسول‬ ‫شَأها َأّو َ‬‫حِييَها اّلِذي َأْن َ‬‫ل ُي ْ‬
‫ن‪ ،‬و قال‪ُ :‬ق ْ‬ ‫سُ‬‫حَ‬ ‫ي َأ ْ‬
‫َو جاِدْلُهْم ِباّلِتي ِه َ‬
‫ال )صلى ال عليه و آله( خالف ما أمره ال‪ ،‬فلم يجادل بما أمره ال به‪ ،‬و لم يخبر عن ال بما أمره أن يخبر‬
‫به؟!«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪ -[1] /6191 [126‬علي بن إبراهيم‪:‬‬ ‫صاِبِري َ‬ ‫خْيٌر ِلل ّ‬ ‫صَبْرُتْم َلُهَو َ‬
‫ن َ‬ ‫عوِقْبُتْم ِبِه َو َلِئ ْ‬‫ل ما ُ‬ ‫ن عاَقْبُتْم َفعاِقُبوا ِبِمْث ِ‬ ‫َو ِإ ْ‬
‫ذلك أن المشركين يوم احد مثلوا بأصحاب النبي )صلى ال عليه و آله( الذين استشهدوا‪ ،‬منهم حمزة‪ ،‬فقال‬
‫عوِقْبُتْم‬ ‫ل ما ُ‬ ‫ن عاَقْبُتْم َفعاِقُبوا ِبِمْث ِ‬ ‫المسلمون‪ :‬أما و ال لئن أدالنا »‪ «3‬ال عليهم لنمثلن بأخيارهم‪ ،‬فذلك قول ال‪َ :‬و ِإ ْ‬
‫ن‪.‬‬
‫صاِبِري َ‬‫خْيٌر ِلل ّ‬ ‫صَبْرُتْم َلُهَو َ‬ ‫ن َ‬ ‫ِبِه يقول‪ :‬بالموات َو َلِئ ْ‬
‫‪ -[2] /6192‬العياشي‪ :‬عن الحسين بن حمزة‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪» :‬لما رأى رسول ال‬
‫)صلى ال عليه و آله( ما صنع بحمزة بن عبد المطلب‪ ،‬قال‪ :‬اللهم لك الحمد‪ ،‬و إليك المشتكى‪ ،‬و أنت المستعان‬
‫عوِقْبُتْم ِبهِ َو َلِئ ْ‬
‫ن‬ ‫ل ما ُ‬ ‫ن عاَقْبُتْم َفعاِقُبوا ِبِمْث ِ‬ ‫على ما أرى‪ .‬ثم قال‪ :‬لئن ظفرت لمثلن و لمثلن‪ .‬قال‪ :‬فأنزل ال‪َ :‬و ِإ ْ‬
‫ن فقال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬أصبر‪ ،‬أصبر«‪.‬‬ ‫صاِبِري َ‬‫خْيٌر ِلل ّ‬ ‫صَبْرُتْم َلُهَو َ‬‫َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪[.....] .392 :1‬‬
‫‪ -2‬تفسير العّياشي ‪.85 /274 :2‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬قطع عذر‪.‬‬
‫)‪ (2‬يس ‪.79 :36‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬أولنا‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪467 :‬‬

‫المستدرك )سورة النحل(‬


‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ل ]‪[127‬‬ ‫ل ِبا ِّ‬‫ك ِإ ّ‬
‫صْبُر َ‬
‫صِبْر َو ما َ‬ ‫َو ا ْ‬
‫]‪ -[1‬في )الفقه المنسوب إلى المام الرضا )عليه السلم((‪» :‬أن رجل سأل العالم )عليه السلم(‪ :‬أكلف ال العباد‬
‫ما ل يطيقون؟ فقال‪ :‬كلف ال جميع الخلق ما ل يطيقونه‪ ،‬إن لم يعنهم عليه‪ ،‬فإن أعانهم عليه أطاقوه‪ ،‬قال ال جل‬
‫ل«‪.‬‬ ‫ل ِبا ِّ‬
‫ك ِإ ّ‬‫صْبُر َ‬
‫صِبْر َو ما َ‬ ‫و عز لنبيه )صلى ال عليه و آله(‪َ :‬و ا ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫سلم(‪.349 :‬‬ ‫‪ -1‬الفقه المنسوب إلى المام الرضا )عليه ال ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪469 :‬‬
‫سورة السراء‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪471 :‬‬
‫سورة السراء فضلها‬
‫‪ -[1] /6193‬ابن بابويه‪ :‬بإسناده عن الحسين بن أبي العلء‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬ما من عبد قرأ‬
‫سورة بني إسرائيل في كل ليلة جمعة‪ ،‬لم يمت حتى يدرك القائم )عليه السلم(‪ ،‬و يكون من أصحابه«‪.‬‬
‫‪ -[2] /6194‬العياشي‪ :‬عن الحسن بن علي بن أبي حمزة الثمالي‪ ،‬عن الحسين بن أبي العلء‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( قال‪» :‬من قرأ سورة بني إسرائيل في كل ليلة جمعة‪ ،‬لم يمت حتى يدرك القائم )عليه السلم(‪ ،‬و‬
‫يكون من أصحابه«‪.‬‬
‫‪ -[3] /6195‬و من )خواص القرآن(‪ :‬روي عن النبي )صلى ال عليه و آله( أنه قال‪» :‬من قرأ هذه السورة ورق‬
‫قلبه عند ذكر الوالدين‪ ،‬كان له قنطار في الجنة‪ ،‬و القنطار ألف و مائتا اوقية‪ ،‬و الوقية خير من الدنيا و ما فيها‪،‬‬
‫و من كتبها و جعلها في خرقة حرير خضراء و حرز عليها و رمى بالنبال‪ ،‬أصاب و لم يخطئ‪ ،‬و إن كتبها في‬
‫إناء و شرب ماءها لم يتعذر عليه كلم‪ ،‬و انطلق لسانه بالصواب‪ ،‬و ازداد فهما«‪.‬‬
‫‪ -[4] /6196‬و عن الصادق )عليه السلم(‪» :‬من كتبها في خرقة حرير خضراء‪ ،‬و تحرز عليها و علقها عليه و‬
‫رمى بالنشاب أصاب‪ ،‬و لم يخطئ أبدا‪ ،‬و إن كتبها لصغير تعذر عليه الكلم‪ ،‬يكتبها بزعفران و يسقى ماءها‪،‬‬
‫أنطق ال لسانه بإذنه و تكلم«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬ثواب العمال‪.107 :‬‬
‫‪ -2‬تفسير العّياشي ‪.1 /276 :2‬‬
‫‪ -3‬خواص القرآن‪» 3 :‬قطعة منه« و مجمع البيان ‪» 607 :6‬قطعة منه«‪.‬‬
‫‪ -4‬خواص القرآن‪) 43 :‬مخطوط(‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪473 :‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫حْوَلُه‬
‫صى اّلِذي باَرْكنا َ‬
‫لْق َ‬
‫جِد ا َْ‬
‫سِ‬‫حراِم ِإَلى اْلَم ْ‬
‫جِد اْل َ‬‫سِ‬‫ن اْلَم ْ‬‫ل ِم َ‬
‫سرى ِبَعْبِدِه َلْي ً‬ ‫ن اّلِذي َأ ْ‬
‫سْبحا َ‬ ‫حيِم ُ‬ ‫ن الّر ِ‬‫حم ِ‬ ‫ل الّر ْ‬‫سِم ا ِّ‬
‫ِب ْ‬
‫صيُر ]‪[1‬‬ ‫سِميُع اْلَب ِ‬ ‫ن آياِتنا ِإّنُه ُهَو ال ّ‬
‫ِلُنِرَيُه ِم ْ‬
‫‪ -[1] /6197‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حكى أبي‪ ،‬عن محمد بن أبي عمير‪ ،‬عن هشام بن سالم‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( قال‪» :‬جاء جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل بالبراق إلى رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬فأخذ واحد‬
‫باللجام و واحد بالركاب‪ ،‬و سوى الخر عليه ثيابه‪ ،‬فتضعضعت البراق فلطمها جبرئيل )عليه السلم(‪ ،‬ثم قال‬
‫لها‪ :‬اسكني يا براق‪ ،‬فما ركبك نبي قبله‪ ،‬و ل يركبك بعده مثله‪ -‬قال‪ -‬فرقت به و رفعته ارتفاعا ليس بالكثير‪ ،‬و‬
‫معه جبرئيل )عليه السلم( يريه اليات من السماء و الرض‪.‬‬
‫قال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬فبينا أنا في مسيري‪ ،‬إذ نادى مناد عن يميني‪ :‬يا محمد‪ .‬فلم أجبه‪ ،‬و لم ألتفت إليه‪ ،‬ثم‬
‫نادى مناد عن يساري‪ :‬يا محمد‪ .‬فلم أجبه‪ ،‬و لم ألتفت إليه‪ ،‬ثم استقبلتني امرأة كاشفة عن ذراعيها‪ ،‬و عليها من كل‬
‫زينة الدنيا‪ ،‬فقالت‪ :‬يا محمد‪ ،‬انظرني حتى أكلمك‪ .‬فلم ألتفت إليها‪ ،‬ثم سرت فسمعت صوتا أفزعني‪ ،‬فجاوزت‪،‬‬
‫فنزل بي جبرئيل‪ ،‬فقال‪ :‬صل‪ .‬فنزلت و صليت‪ .‬فقال لي‪ :‬أ تدري أين صليت؟ فقلت‪ :‬ل‪ .‬فقال‪ :‬صليت بطيبة‪ ،‬و‬
‫إليها مهاجرتك‪ .‬ثم ركبت فمضينا ما شاء ال‪ ،‬ثم قال لي‪ :‬انزل و صل‪ .‬فنزلت و صليت‪ ،‬فقال لي‪ :‬أ تدري أين‬
‫صليت؟‬
‫فقلت‪ :‬ل‪ .‬فقال‪ :‬صليت بطور سيناء‪ ،‬حيث كلم ال موسى تكليما‪ .‬ثم ركبت فمضينا ما شاء ال‪ ،‬ثم قال‪ :‬انزل‬
‫فصل‪.‬‬
‫فنزلت و صليت‪ .‬فقال لي‪ :‬أ تدري أين صليت؟ فقلت‪ :‬ل‪ .‬فقال‪ :‬صليت في بيت لحم‪ .‬و بيت لحم بناحية بيت‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.3 :2‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪474 :‬‬
‫المقدس‪ ،‬حيث ولد عيسى بن مريم )عليه السلم(‪.‬‬
‫ثم ركبت فمضينا حتى أتينا إلى بيت المقدس‪ ،‬فربطت البراق بالحلقة التي كانت النبياء تربط بها‪ ،‬فدخلت‬
‫المسجد‪ ،‬و معي جبرئيل )عليه السلم( إلى جنبي‪ ،‬فوجدنا إبراهيم و موسى و عيسى )عليهم السلم(‪ ،‬فيمن شاء‬
‫ال من أنبياء ال‪ ،‬قد جمعوا إلي‪ ،‬و أقيمت الصلة‪ ،‬و ل أشك إل و جبرئيل يستقدمنا‪ ،‬فلما استووا أخذ جبرئيل‬
‫بعضدي‪ ،‬فقدمني فأممتهم و ل فخر‪.‬‬
‫ثم أتاني الخازن بثلثة أوان‪ :‬إناء فيه لبن‪ ،‬و إناء فيه ماء‪ ،‬و إناء فيه خمر‪ ،‬فسمعت قائل يقول‪ :‬إن أخذ الماء غرق‬
‫و غرقت أمته‪ ،‬و إن أخذ الخمر غوى و غوت أمته‪ ،‬و إن أخذ اللبن هدي و هديت أمته‪ .‬فأخذت اللبن فشربت منه‪،‬‬
‫فقال جبرئيل‪ :‬هديت و هديت أمتك‪ .‬ثم قال لي‪ :‬ماذا رأيت في مسيرك؟ قلت‪ :‬ناداني مناد عن يميني‪ .‬فقال لي‪ :‬أ و‬
‫أجبته؟ فقلت‪ :‬ل‪ ،‬و لم ألتفت إليه‪ .‬فقال‪ :‬ذلك داعي اليهود‪ ،‬لو أجبته لتهودت أمتك من بعدك‪ .‬ثم قال‪ :‬ماذا رأيت؟‬
‫قلت‪ :‬ناداني مناد عن يساري‪ .‬فقال‪ :‬أو أجبته؟ فقلت‪ :‬ل‪ ،‬و لم ألتفت إليه‪ .‬فقال‪ :‬ذلك داعي النصارى‪ ،‬لو أجبته‬
‫لتنصرت أمتك من بعدك‪ .‬ثم قال‪ :‬ماذا استقبلك؟ فقلت‪ :‬لقيت امرأة كاشفة عن ذراعيها‪ ،‬عليها من كل زينة الدنيا‪،‬‬
‫فقالت‪ :‬يا محمد‪ ،‬انظرني حتى أكلمك‪ .‬فقال لي‪ :‬أ فكلمتها؟ فقلت‪ :‬لم أكلمها‪ ،‬و لم ألتفت إليها‪ .‬فقال‪ :‬تلك الدنيا‪ ،‬و لو‬
‫كلمتها لختارت أمتك الدنيا على الخرة‪ .‬ثم سمعت صوتا أفزعني‪ ،‬فقال لي جبرئيل‪ :‬أ تسمع‪ ،‬يا محمد؟ قلت‪ :‬نعم‪.‬‬
‫قال‪ :‬هذه صخرة قذفتها عن شفير جهنم منذ سبعين سنة‪ ،‬فهذا حين استقرت‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬فما ضحك رسول ال )صلى ال عليه و آله( حتى قبض‪.‬‬
‫قال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬فصعد جبرئيل و صعدت معه إلى السماء الدنيا‪ ،‬و عليها ملك يقال له‪ :‬إسماعيل‪ ،‬و هو‬
‫ب »‪ «1‬و تحته سبعون ألف ملك‪،‬‬ ‫ب ثاِق ٌ‬ ‫شها ٌ‬
‫طَفَة َفَأْتَبَعُه ِ‬
‫خ ْ‬‫ف اْل َ‬‫ط َ‬
‫خِ‬‫ن َ‬ ‫ل َم ْ‬
‫صاحب الخطفة التي قال ال عز و جل‪ِ :‬إ ّ‬
‫تحت كل ملك سبعون ألف ملك‪ ،‬فقال‪ :‬يا جبرئيل‪ ،‬من هذا الذي معك؟ فقال‪ :‬محمد رسول ال‪ .‬قال‪ :‬و قد بعث؟‬
‫قال‪ :‬نعم‪ .‬ففتح الباب‪ ،‬فسلمت عليه و سلم علي‪ ،‬و استغفرت له و استغفر لي‪ ،‬و قال‪ :‬مرحبا بالخ ]الناصح و‬
‫النبي[ الصالح‪ .‬و تلقتني الملئكة حتى دخلت سماء الدنيا‪ ،‬فما لقيني ملك إل ضاحكا مستبشرا حتى لقيني ملك من‬
‫الملئكة‪ ،‬لم أر خلقا أعظم منه‪ ،‬كريه المنظر‪ ،‬ظاهر الغضب‪ ،‬فقال لي مثل ما قالوا من الدعاء‪ ،‬إل أنه لم يضحك‪،‬‬
‫و لم أر فيه من الستبشار ما رأيت ممن ضحك من الملئكة‪ ،‬فقلت‪ :‬من هذا‪ -‬يا جبرئيل‪ -‬فإني قد فزعت منه؟‬
‫فقال‪ :‬يجوز أن تفزع منه‪ ،‬و كلنا نفزع منه‪ ،‬إن هذا مالك خازن النار‪ ،‬لم يضحك قط‪ ،‬و لم يزل منذ وله ال جهنم‬
‫يزداد كل يوم غضبا و غيظا على أعداء ال‪ ،‬و أهل معصيته‪ ،‬فينتقم ال به منهم‪ ،‬و لو ضحك إلى أحد كان قبلك‬
‫أو كان ضاحكا إلى أحد بعدك لضحك إليك‪ ،‬و لكنه ل يضحك‪ .‬فسلمت عليه‪ ،‬فرد علي السلم و بشرني بالجنة‪،‬‬
‫ن »‪ :«2‬أل تأمره أن يريني النار؟ فقال له‬ ‫ع َثّم َأِمي ٍ‬‫فقلت لجبرئيل‪ ،‬و جبرئيل بالمكان الذي وصفه ال‪ُ :‬مطا ٍ‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬الصافات ‪.10 :37‬‬
‫)‪ (2‬التكوير ‪.21 :81‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪475 :‬‬
‫جبرئيل‪ :‬يا مالك‪ ،‬أر محمدا النار‪ .‬فكشف عنها غطاءها‪ ،‬و فتح بابا منها‪ ،‬فخرج منها لهب ساطع في السماء‪ ،‬و‬
‫فارت فارتفعت »‪ «1‬حتى ظننت ليتناولني مما رأيت‪ ،‬فقلت‪ :‬يا جبرئيل‪ ،‬قل له فليرد عليها غطاءها‪ .‬فأمرها فقال‬
‫لها‪ :‬ارجعي‪ .‬فرجعت إلى مكانها الذي خرجت منه‪.‬‬
‫ثم مضيت فرأيت رجل آدما »‪ «2‬جسيما‪ ،‬فقلت‪ :‬من هذا‪ ،‬يا جبرئيل؟ فقال‪ :‬هذا أبوك آدم‪ .‬فإذا هو تعرض عليه‬
‫ذريته‪ ،‬فيقول‪ :‬روح طيب و ريح طيبة‪ ،‬من جسد طيب‪ ،‬ثم تل رسول ال )صلى ال عليه و آله( سورة المطففين‬
‫ب َمْرُقوٌم »‪ «3‬إلى آخرها‪.‬‬ ‫ن ِكتا ٌ‬‫عّلّيو َ‬
‫ك ما ِ‬‫ن َو ما َأْدرا َ‬ ‫عّلّيي َ‬
‫لْبراِر َلِفي ِ‬‫ب ا َْ‬
‫ن ِكتا َ‬
‫ل ِإ ّ‬
‫على رأس سبع عشرة آية‪َ :‬ك ّ‬
‫قال‪ :‬فسلمت على أبي آدم و سلم علي‪ ،‬و استغفرت له و استغفر لي‪ ،‬و قال‪ :‬مرحبا بالبن الصالح‪ ،‬و النبي‬
‫الصالح‪ ،‬و المبعوث في الزمن الصالح‪.‬‬
‫ثم مررت بملك من الملئكة و هو جالس على مجلس‪ ،‬و إذا جميع الدنيا بين ركبتيه‪ ،‬و إذا بيده لوح من نور‪،‬‬
‫مكتوب فيه كتاب ينظر فيه‪ ،‬و ل يلتفت يمينا و ل شمال‪ ،‬مقبل عليه كهيئة الحزين‪ ،‬فقلت‪ :‬من هذا‪ ،‬يا جبرئيل؟‬
‫فقال‪ :‬هذا ملك الموت‪ ،‬دائب في قبض الرواح‪ .‬فقلت‪ :‬يا جبرئيل‪ ،‬أدنني منه حتى أكلمه‪ .‬فأدناني منه‪ ،‬فسلمت‬
‫عليه‪ ،‬و قال له جبرئيل‪ :‬هذا محمد نبي الرحمة الذي أرسله ال إلى العباد‪ ،‬فرحب بي و حياني بالسلم‪ ،‬و قال‪:‬‬
‫أبشر‪ -‬يا محمد‪ -‬فإني أرى الخير كله في أمتك‪ .‬فقلت‪ :‬الحمد ل المنان ذي النعم و الحسان على عباده‪ ،‬ذلك من‬
‫فضل ربي و رحمته علي‪ .‬فقال جبرئيل‪ :‬هو أشد الملئكة عمل‪ .‬فقلت‪ :‬أكل من مات‪ ،‬أو هو ميت فيما بعد هذا‪،‬‬
‫تقبض روحه؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬قلت‪ :‬تراهم حيث كانوا و تشهدهم بنفسك؟ فقال‪ :‬نعم‪ .‬و قال ملك الموت‪ :‬ما الدنيا كلها‬
‫عندي فيما سخرها ال لي و مكنني منها‪ ،‬إل كالدرهم في كف الرجل‪ ،‬يقلبه كيف يشاء‪ ،‬و ما من دار إل و أنا‬
‫أتصفحها في كل يوم خمس مرات‪ ،‬و أقول إذا بكى أهل الميت على ميتهم‪ :‬ل تبكوا عليه‪ ،‬فإن لي فيكم عودة و‬
‫عودة حتى ل يبقى منكم أحد‪ .‬قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬كفى بالموت طامة‪ ،‬يا جبرئيل‪ .‬فقال جبرئيل‪:‬‬
‫إن ما بعد الموت أطم و أطم من الموت‪.‬‬
‫قال‪ :‬ثم مضيت فإذا أنا بقوم بين أيديهم موائد من لحم طيب و لحم خبيث‪ ،‬يأكلون اللحم الخبيث و يدعون الطيب‪،‬‬
‫فقلت‪ :‬من هؤلء‪ ،‬يا جبرئيل؟ فقال‪ :‬هؤلء الذين يأكلون الحرام و يدعون الحلل‪ ،‬و هم من أمتك‪ ،‬يا محمد‪.‬‬
‫و قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬ثم رأيت ملكا من الملئكة‪ ،‬جعل ال أمره عجبا‪ ،‬نصف جسده من النار و‬
‫النصف الخر ثلج‪ ،‬فل النار تذيب الثلج و ل الثلج يطفئ النار‪ ،‬و هو ينادي بصوت رفيع‪ :‬سبحان الذي كف حر‬
‫هذه النار فل تذيب الثلج‪ ،‬و كف برد هذا الثلج فل يطفئ حر هذه النار‪ ،‬اللهم يا مؤلف بين الثلج و النار ألف بين‬
‫قلوب عبادك المؤمنين‪ .‬فقلت‪ :‬من هذا يا جبرئيل؟ فقال‪ :‬هذا ملك و كله ال بأكناف السماوات و أطراف الرضين‪،‬‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬فارتعدت‪.‬‬
‫)‪ (2‬الدم من الناس‪ :‬السمر‪» .‬لسان العرب‪ -‬أدم‪[.....] .«11 :12 -‬‬
‫)‪ (3‬المطففين ‪.20 -18 :83‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪476 :‬‬
‫و هو أنصح ملئكة ال تعالى لهل الرض من عباده المؤمنين‪ ،‬يدعو لهم بما تسمع منه منذ خلق‪ ،‬و ملكان‬
‫يناديان في السماء‪ ،‬أحدهما يقول‪ :‬اللهم أعط كل منفق خلفا‪ ،‬و الخر يقول‪ :‬اللهم أعط كل ممسك تلفا‪.‬‬
‫ثم مضيت فإذا أنا بأقوام لهم مشافر كمشافر »‪ «1‬البل‪ ،‬يقرض اللحم من جنوبهم و يلقى في أفواههم‪ ،‬فقلت‪:‬‬
‫من هؤلء يا جبرئيل؟ فقال‪ :‬هؤلء الهمازون اللمازون‪.‬‬
‫ثم مضيت‪ ،‬فإذا أنا بأقوام ترضخ رؤوسهم بالصخر‪ ،‬فقلت‪ :‬من هؤلء‪ ،‬يا جبرئيل؟ فقال‪ :‬هؤلء الذين ينامون عن‬
‫صلة العشاء‪.‬‬
‫ثم مضيت‪ ،‬فإذا أنا بأقوام تقذف النار في أفواههم‪ ،‬و تخرج من أدبارهم‪ ،‬فقلت‪ :‬من هؤلء‪ ،‬يا جبرئيل؟‬
‫سِعيرًا »‪.«2‬‬ ‫ن َ‬
‫صَلْو َ‬
‫سَي ْ‬
‫طوِنِهمْ نارًا َو َ‬‫ن ِفي ُب ُ‬‫ظْلمًا ِإّنما َيْأُكُلو َ‬
‫ل اْلَيتامى ُ‬ ‫ن َأْموا َ‬
‫ن َيْأُكُلو َ‬
‫فقال‪ :‬هؤلء اّلِذي َ‬
‫ثم مضيت‪ ،‬فإذا أنا بأقوام تقذف النار في أفواههم‪ ،‬و تخرج من أدبارهم‪ ،‬فقلت‪ :‬من هؤلء‪ ،‬يا جبرئيل؟‬
‫سِعيرًا‪.‬‬
‫ن َ‬
‫صَلْو َ‬
‫سَي ْ‬
‫طوِنِهمْ نارًا َو َ‬‫ن ِفي ُب ُ‬‫ظْلمًا ِإّنما َيْأُكُلو َ‬
‫ل اْلَيتامى ُ‬ ‫ن َأْموا َ‬
‫ن َيْأُكُلو َ‬
‫فقال‪ :‬هؤلء اّلِذي َ‬
‫ثم مضيت‪ ،‬فإذا أنا بأقوام يريد أحدهم أن يقوم فل يقدر من عظم بطنه‪ ،‬فقلت‪ :‬من هؤلء‪ ،‬يا جبرئيل؟ قال‪:‬‬
‫س »‪ «3‬و إذا هم بسبيل »‪ «4‬آل‬ ‫ن اْلَم ّ‬
‫ن ِم َ‬
‫شْيطا ُ‬‫طُه ال ّ‬
‫خّب ُ‬
‫ل َكما َيُقوُم اّلِذي َيَت َ‬ ‫ن ِإ ّ‬
‫ن الّربا ل َيُقوُمو َ‬ ‫ن َيْأُكُلو َ‬
‫هؤلء اّلِذي َ‬
‫فرعون‪ ،‬يعرضون على النار غدوا و عشيا‪ ،‬يقولون‪ :‬ربنا متى تقوم الساعة؟‬
‫قال‪ :‬ثم مضيت‪ ،‬فإذا أنا بنسوان معلقات بأثدائهن‪ ،‬فقلت‪ :‬من هؤلء‪ ،‬يا جبرئيل؟ فقال‪ :‬هؤلء الزواني »‪،«5‬‬
‫يورثن أموال أزواجهن أولد غيرهم‪ .‬ثم قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬اشتد غضب ال على امرأة أدخلت‬
‫على قوم في نسبهم من ليس منهم‪ ،‬فاطلع على عوراتهم و أكل خزائنهم‪.‬‬
‫قال‪ :‬ثم مررنا بملئكة من ملئكة ال عز و جل‪ ،‬خلقهم ال كيف شاء‪ ،‬و وضع وجوههم كيف شاء‪ ،‬ليس شيء‬
‫من أطباق أجسادهم »‪ «6‬إل و يسبح ال و يحمده من كل ناحية‪ ،‬بأصوات مختلفة‪ ،‬أصواتهم مرتفعة بالتحميد و‬
‫البكاء من خشية ال‪ ،‬فسألت جبرئيل عنهم‪ ،‬فقال‪ :‬كما ترى خلقوا‪ ،‬إن الملك منهم إلى جنب صاحبه ما كلمه قط‪ ،‬و‬
‫ل رفعوا رؤوسهم إلى ما فوقها‪ ،‬و ل خفضوها إلى ما تحتهم خوفا من ال و خشوعا‪ .‬فسلمت عليهم‪ ،‬فردوا علي‬
‫إيماء برؤوسهم‪ ،‬ل ينظرون إلي من الخشوع‪ ،‬فقال لهم جبرئيل‪ :‬هذا محمد نبي الرحمة أرسله ال إلى العباد‬
‫رسول و نبيا‪ ،‬و هو خاتم النبيين و سيدهم‪ ،‬أ فل تكلمونه؟ قال‪ :‬فلما سمعوا ذلك من جبرئيل‪ ،‬أقبلوا علي بالسلم و‬
‫أكرموني و بشروني بالخير لي و لمتي‪.‬‬
‫قال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬ثم صعدنا إلى السماء الثانية‪ ،‬فإذا فيها رجلن متشابهان‪ ،‬فقلت‪ :‬من هذان‪ ،‬يا جبرئيل؟‬
‫__________________________________________________‬
‫شفة للنسان‪» .‬لسان العرب‪ -‬شفر‪.«419 :4 -‬‬ ‫)‪ (1‬المشافر‪ :‬جمع مشفر‪ ،‬و المشفر كال ّ‬
‫)‪ (2‬النساء ‪.10 :4‬‬
‫)‪ (3‬البقرة ‪.275 :2‬‬
‫)‪ (4‬في المصدر‪ :‬مثل‪.‬‬
‫)‪ (5‬في المصدر‪ :‬اللواتي‪.‬‬
‫ل عليه(‪ :‬قوله‪ :‬أطباق أجسادهم‪ ،‬أي أعضاؤهم مجازا‪ ،‬أو أغشية أجسادهم من‬ ‫)‪ (6‬قال المجلسي )رضوان ا ّ‬
‫أجنحتهم و ريشهم‪ .‬قال الفيروزآبادي‪:‬‬
‫ل شيء‪ ،‬و عظم رقيق يفصل بين كلى فقارين‪ .‬بحار النوار ‪.322 :18‬‬ ‫الطبق محركة‪ :‬غطاء ك ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪477 :‬‬
‫فقال لي‪ :‬ابنا الخالة يحيى و عيسى‪ .‬فسلمت عليهما و سلما علي‪ ،‬فاستغفرت لهما و استغفرا لي‪ ،‬و قال‪ :‬مرحبا‬
‫بالخ الصالح و النبي الصالح‪ ،‬و إذا فيها من الملئكة مثل ما في السماء الولى‪ ،‬و عليهم الخشوع‪ ،‬قد وضع ال‬
‫وجوههم كيف شاء‪ ،‬ليس منهم ملك إل يسبح ال و يحمده بأصوات مختلفة‪.‬‬
‫ثم صعدنا إلى السماء الثالثة‪ ،‬فإذا فيها رجل فضل حسنه على سائر الخلق كفضل القمر ليلة البدر على سائر‬
‫النجوم‪ ،‬فقلت‪ :‬من هذا‪ ،‬يا جبرئيل؟ فقال‪ :‬هذا أخوك يوسف‪ .‬فسلمت عليه و سلم علي‪ ،‬و استغفرت له و استغفر‬
‫لي‪ ،‬فقال‪ :‬مرحبا بالنبي الصالح و الخ الصالح و المبعوث في الزمن الصالح‪ .‬و إذا فيها ملئكة عليهم من‬
‫الخشوع مثل ما وصفت في السماء الولى و الثانية‪ ،‬و قال لهم جبرئيل في أمري مثل ما قال للخرين‪ ،‬و صنعوا‬
‫بي مثل ما صنع الخرون‪.‬‬
‫ثم صعدنا إلى السماء الرابعة‪ ،‬و إذا فيها رجل‪ ،‬فقلت‪ :‬من هذا‪ ،‬يا جبرئيل؟ قال‪ :‬هذا إدريس‪ ،‬رفعه ال مكانا عليا‪،‬‬
‫فسلمت عليه و سلم علي و استغفرت له و استغفر لي‪ ،‬و إذا فيها ملئكة عليهم من الخشوع مثل ما في السماوات‪،‬‬
‫فبشروني بالخير لي و لمتي‪ .‬ثم رأيت ملكا جالسا على سرير‪ ،‬تحت يديه سبعون ألف ملك‪ ،‬تحت كل ملك سبعون‬
‫ألف ملك‪ .‬فوقع في نفس رسول ال )صلى ال عليه و آله( أنه هو‪ ،‬فصاح به جبرئيل‪ ،‬فقال‪ :‬قم‪ .‬فهو قائم إلى يوم‬
‫القيامة‪.‬‬
‫ثم صعدنا إلى السماء الخامسة‪ ،‬فإذا فيها رجل كهل‪ ،‬عظيم العين‪ ،‬لم أر كهل أعظم منه‪ ،‬حوله ثلة »‪ «1‬من أمته‬
‫فأعجبتني كثرتهم‪ ،‬فقلت‪ :‬من هذا‪ ،‬يا جبرئيل؟ فقال‪ :‬هذا المحبب في قومه هارون بن عمران‪ .‬فسلمت عليه و سلم‬
‫علي‪ ،‬و استغفرت له و استغفر لي‪ ،‬و إذا فيها من الملئكة الخشوع مثل ما في السماوات‪.‬‬
‫ثم صعدنا إلى السماء السادسة‪ ،‬و إذا فيها رجل آدم‪ ،‬طويل‪ ،‬كأنه من شبوة »‪ ،«2‬و لو أن »‪ «3‬عليه قميصين لنفذ‬
‫شعره فيهما‪ ،‬فسمعته يقول‪ :‬تزعم بنو إسرائيل أني أكرم ولد آدم على ال‪ ،‬و هذا رجل أكرم على ال مني‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬من هذا‪ ،‬يا جبرئيل؟ فقال‪ :‬هذا أخوك موسى بن عمران‪ .‬فسلمت عليه و سلم علي‪ ،‬و استغفرت له و استغفر‬
‫لي‪ ،‬و إذا فيها من ملئكة الخشوع مثل ما في السماوات‪.‬‬
‫قال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬ثم صعدنا إلى السماء السابعة‪ ،‬فما مررت بملك من الملئكة إل قالوا‪ :‬يا محمد‪ ،‬احتجم‬
‫و أمر أمتك بالحجامة‪ .‬و إذا فيها رجل أشمط الرأس »‪ «4‬و اللحية جالس على كرسي‪ ،‬فقلت‪ :‬يا جبرئيل‪ ،‬من هذا‬
‫الذي في السماء السابعة على باب البيت المعمور في جوار ال؟ فقال‪ :‬هذا‪ -‬يا محمد‪ -‬أبوك إبراهيم‪ ،‬و هذا محلك‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬في »ط«‪ :‬ثلثة‪.‬‬
‫ل عليه و آله(‪ :‬كأّنه من شبوة‪ ،‬أقوال‪ :‬شبوة‪ :‬أبو قبيلة‪ ،‬موضع‬ ‫ل(‪ :‬قوله )صلى ا ّ‬ ‫)‪ (2‬قال المجلسي )رحمه ا ّ‬
‫ل عليه و آله(‪ :‬كأّنه من رجال أزد شنوءة‪ ،‬و قال‬ ‫بالبادية‪ ،‬و حصن باليمن‪ ،‬و ذكر الثعلبي في وصفه )صلى ا ّ‬
‫الفيروزآبادي‪ :‬أزد شنوءة‪ ،‬و قد تشّدد الواو‪ :‬قبيلة‪ ،‬سميت لشنئان بينهم‪ ،‬انتهى‪ .‬و على التقادير شّبهه )صلى ا ّ‬
‫ل‬
‫عليه و آله( بإحدى تلك الطوائف في الدمة و طول القامة‪ .‬الحار ‪.332 :18‬‬
‫ن‪.‬‬‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬و لو ل أ ّ‬
‫شمط في الرأس‪ :‬اختلف بلونين من سواد و بياض‪» .‬لسان العرب‪ -‬شمط‪.«335 :7 -‬‬ ‫)‪ (4‬ال ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪478 :‬‬
‫ن اّتَبُعوُه َو هَذا‬
‫س ِبِإْبراِهيَم َلّلِذي َ‬
‫ن َأْوَلى الّنا ِ‬
‫و محل من اتقى من أمتك‪ .‬ثم قرأ رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬إِ ّ‬
‫ن »‪ ،«1‬فسلمت عليه و سلم علي‪ ،‬و قال‪ :‬مرحبا بالنبي الصالح‪ ،‬و البن‬ ‫ي اْلُمْؤِمِني َ‬‫ل َوِل ّ‬
‫ن آَمُنوا َو ا ُّ‬
‫ي َو اّلِذي َ‬
‫الّنِب ّ‬
‫الصالح‪ ،‬و المبعوث في الزمن الصالح‪ .‬و إذا فيها من الملئكة الخشوع مثل ما في السماوات‪ ،‬فبشروني بالخير‬
‫لي و لمتي‪.‬‬
‫قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬و رأيت في السماء السابعة بحارا من نور يتلل‪ ،‬يكاد تللؤه يخطف‬
‫بالبصار‪ ،‬و فيها بحار مظلمة و بحار ثلج ترعد‪ ،‬فكلما فزعت »‪ «2‬و رأيت هؤلء سألت جبرئيل‪ ،‬فقال‪ :‬أبشر يا‬
‫محمد‪ ،‬و اشكر كرامة ربك‪ ،‬و اشكر ال بما صنع إليك‪ .‬قال‪ :‬فثبتني ال بقوته و عونه حتى كثر قولي لجبرئيل و‬
‫تعجبي‪ ،‬فقال جبرئيل‪:‬‬
‫يا محمد‪ ،‬تعظم ما ترى؟ إنما هذا خلق من خلق ربك‪ ،‬فكيف بالخالق الذي خلق ما ترى‪ ،‬و ما ل ترى أعظم من‬
‫هذا من خلق ربك؟ إن بين ال و بين خلقه تسعين »‪ «3‬ألف حجاب‪ ،‬و أقرب الخلق إلى ال أنا و إسرافيل‪ ،‬و بيننا‬
‫و بينه أربعة حجب‪ :‬حجاب من نور‪ ،‬و حجاب من ظلمة‪ ،‬و حجاب من غمام‪ ،‬و حجاب من الماء‪.‬‬
‫قال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬و رأيت من العجائب التي خلق ال و سخره على ما أراده‪ ،‬ديكا رجله في تخوم‬
‫الرضين السابعة‪ ،‬و رأسه عند العرش‪ ،‬و ملكا من ملئكة ال‪ ،‬خلقه ال كما أراد‪ ،‬رجله في تخوم الرضين‬
‫السابعة‪ ،‬ثم أقبل مصعدا حتى خرج في الهواء إلى السماء السابعة‪ ،‬و انتهى فيها مصعدا حتى انتهى قرنه إلى‬
‫قرب العرش‪ ،‬و هو يقول‪ :‬سبحان ربي حيثما كنت‪ ،‬ل تدري أين ربك من عظم شأنه‪ ،‬و له جناحان في منكبيه إذا‬
‫نشرهما جاوزا المشرق و المغرب‪ ،‬فإذا كان في السحر‪ ،‬نشر ذلك الديك جناحيه و خفق بهما و صرخ بالتسبيح‪،‬‬
‫يقول‪ :‬سبحان ال الملك القدوس‪ ،‬سبحان ال الكبير المتعال‪ ،‬ل إله إل ال الحي القيوم‪ .‬و إذا قال ذلك سبحت ديوك‬
‫الرض كلها‪ ،‬و خفقت بأجنحتها‪ ،‬و أخذت في الصراخ‪ ،‬فإذا سكت ذلك الديك في السماء سكتت ديوك الرض‬
‫كلها‪ ،‬و لذلك الديك زغب أخضر و ريش أبيض كأشد بياض‪ ،‬ما رأيته قط‪ ،‬و له زغب أخضر أيضا تحت ريشه‬
‫البيض كأشد خضرة‪ ،‬ما رأيتها قط‪.‬‬
‫قال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬ثم مضيت مع جبرئيل )عليه السلم(‪ ،‬فدخلت البيت المعمور‪ ،‬فصليت فيه ركعتين‪ ،‬و‬
‫معي أناس من أصحابي عليهم ثياب جدد‪ ،‬و آخرون عليهم ثياب خلقان »‪ ،«4‬فدخل أصحاب الجدد و جلس »‪«5‬‬
‫أصحاب الخلقان‪ ،‬ثم خرجت‪ ،‬فانقاد لي نهران‪ :‬نهر يسمي الكوثر‪ ،‬و نهر يسمي الرحمة‪ ،‬فشربت من الكوثر و‬
‫اغتسلت من الرحمة‪ ،‬ثم انقادا لي جميعا حتى دخلت الجنة فإذا على حافتيها بيوتي و بيوت أزواجي‪ ،‬و إذا ترابها‬
‫كالمسك‪ ،‬فإذا جارية تنغمس في أنهار الجنة‪ ،‬فقلت‪ :‬لمن أنت‪ ،‬يا جارية؟ قالت‪ :‬لزيد بن حارثة‪ .‬فبشرته بها حين‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬آل عمران ‪.68 :3‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر و »ط«‪ :‬فرغت‪.‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬سبعين‪[.....] .‬‬
‫)‪ (4‬الخلقان‪ :‬جمع خلق‪ ،‬أي بال‪» .‬لسان العرب‪ -‬خلق‪.«88 :10 -‬‬
‫)‪ (5‬في المصدر‪ :‬و حبس‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪479 :‬‬

‫أصبحت‪ ،‬و إذا بطيرها كالبخت »‪ ،«1‬و إذا رمانها مثل الدلء »‪ «2‬العظام‪ ،‬و إذا شجرة لو أرسل طائر في‬
‫أصلها ما دارها سبعمائة »‪ «3‬سنة‪ ،‬و ليس في الجنة منزل إل و فيه فنن »‪ «4‬منها‪ ،‬فقلت‪ :‬ما هذه‪ ،‬يا جبرئيل؟‬
‫ب »‪.«5‬‬ ‫ن َمآ ٍ‬ ‫سُ‬‫حْ‬‫طوبى َلُهْم َو ُ‬ ‫فقال‪ :‬هذه شجرة طوبى‪ ،‬قال ال‪ُ :‬‬
‫قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬فلما دخلت الجنة‪ ،‬رجعت إلى نفسي فسألت جبرئيل عن تلك البحار و‬
‫هولها و أعاجيبها‪ ،‬قال‪ :‬هي سرادقات الحجب التي احتجب ال بها‪ ،‬و لو ل تلك الحجب لهتك نور العرش كل‬
‫شيء فيه‪.‬‬
‫و انتهيت إلى سدرة المنتهى‪ ،‬فإذا الورقة منها تظل أمة من المم‪ ،‬فكنت منها كما قال ال تبارك و تعالى‪ :‬قا َ‬
‫ب‬
‫ن َرّبِه »‪ -«7‬و قد كتبنا ذلك في سورة البقرة »‪ -«8‬فقال‬
‫ل ِإَلْيِه ِم ْ‬
‫ل ِبما ُأْنِز َ‬
‫سو ُ‬
‫ن الّر ُ‬
‫ن َأْو َأْدنى »‪ «6‬فناداني آَم َ‬
‫سْي ِ‬
‫َقْو َ‬
‫رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬يا رب أعطيت أنبياءك فضائل فأعطني‪ ،‬فقال ال‪ :‬قد أعطيتك فيما أعطيتك‬
‫كلمتين من تحت عرشي‪ :‬ل حول و ل قوة إل بال‪ ،‬ل منجى منك إل إليك‪.‬‬
‫قال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬و علمتني الملئكة قول أقوله إذا أصبحت و أمسيت‪ :‬اللهم إن ظلمي أصبح مستجيرا‬
‫بعفوك‪ ،‬و ذنبي أصبح مستجيرا بمغفرتك‪ ،‬و ذلي أصبح مستجيرا بعزك‪ ،‬و فقري أصبح مستجيرا بغناك‪ ،‬و‬
‫وجهي الفاني البالي أصبح مستجيرا بوجهك الدائم الباقي الذي ل يفنى‪.‬‬
‫ثم سمعت الذان‪ ،‬فإذا ملك يؤذن لم ير في السماء قبل تلك الليلة‪ ،‬فقال‪ :‬ال أكبر‪ ،‬ال أكبر‪ .‬فقال ال‪ :‬صدق عبدي‪،‬‬
‫أنا أكبر‪ .‬فقال‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال‪ ،‬أشهد أن ل إله إل ال‪ .‬فقال ال تعالى‪ :‬صدق عبدي‪ ،‬أنا ال ل إله غيري‪.‬‬
‫فقال‪ :‬أشهد أن محمدا رسول ال‪ ،‬أشهد أن محمدا رسول ال‪ .‬فقال ال‪ :‬صدق عبدي‪ ،‬إن محمدا عبدي و رسولي‪،‬‬
‫أنا بعثته و انتجبته‪ .‬ثم قال‪ :‬حي على الصلة‪ ،‬حي على الصلة‪ .‬فقال ال‪ :‬صدق عبدي و دعا إلى فريضتي‪ ،‬فمن‬
‫مشى إليها راغبا فيها محتسبا‪ ،‬كانت له كفارة لما مضى من ذنوبه‪ .‬فقال‪ :‬حي على الفلح‪ ،‬حي على الفلح‪ .‬فقال‬
‫ال‪ :‬هي الصلح و النجاح و الفلح‪ .‬ثم أممت الملئكة في السماء كما أممت النبياء في بيت المقدس‪ ،‬قال‪ :‬ثم‬
‫غشيتني ضبابة فخررت ساجدا‪ ،‬فناداني ربي‪ :‬أني قد فرضت على كل نبي كان قبلك خمسين صلة‪ ،‬و فرضتها‬
‫عليك و على أمتك‪ ،‬فقم بها أنت في أمتك‪.‬‬
‫فقال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬فانحدرت حتى مررت بإبراهيم فلم يسألني عن شيء‪ ،‬حتى انتهيت إلى‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬البخت‪ :‬البل الراسانّية‪» .‬لسان العرب‪ -‬بخت‪.«9 :2 -‬‬
‫)‪ (2‬الدلء‪ :‬جمع دلو‪.‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬تسعمائة‪.‬‬
‫)‪ (4‬الفنن‪ :‬الغصن‪» .‬لسان العرب‪ -‬فنن‪.«327 :13 -‬‬
‫)‪ (5‬الرعد ‪.29 :13‬‬
‫)‪ (6‬النجم ‪.9 :53‬‬
‫)‪ (7‬البقرة ‪.285 :2‬‬
‫)‪ (8‬تقّدم في الحديث )‪ (2‬من تفسير اليات )‪ (286 -284‬من سورة البقرة‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪480 :‬‬
‫موسى‪ ،‬فقال‪ :‬ما صنعت‪ ،‬يا محمد؟ فقلت‪ :‬قال ربي‪ :‬فرضت على كل نبي كان قبلك خمسين صلة‪ ،‬و فرضتها‬
‫عليك و على أمتك‪ .‬فقال موسى‪ :‬يا محمد‪ ،‬إن أمتك آخر المم و أضعفها‪ ،‬و إن ربك ل يرد عليك شيئا‪ ،‬و إن أمتك‬
‫ل تستطيع أن تقوم بها‪ ،‬فارجع إلى ربك فسله التخفيف لمتك‪ .‬فرجعت إلى ربي حتى انتهيت إلى سدرة المنتهى‪،‬‬
‫فخررت ساجدا‪ ،‬ثم قلت‪ :‬فرضت علي و على امتي خمسين صلة‪ ،‬و ل أطيق ذلك و ل امتي‪ ،‬فخفف عني‪.‬‬
‫فوضع عني عشرا فرجعت إلى موسى فأخبرته‪ ،‬فقال‪ :‬إرجع‪ ،‬ل تطيق‪ .‬فرجعت إلى ربي فسألته‪ ،‬فوضع عني‬
‫عشرا‪ ،‬فرجعت إلى موسى فأخبرته‪ ،‬فقال‪ :‬إرجع‪ ،‬و في كل رجعة أرجع إليه أخر ساجدا‪ ،‬حتى رجع إلى عشر‬
‫صلوات‪.‬‬
‫فرجعت إلى موسى فأخبرته‪ ،‬فقال‪ :‬ل تطيق‪ .‬فرجعت إلى ربي فوضع عني خمسا‪ ،‬فرجعت إلى موسى فأخبرته‪،‬‬
‫فقال‪ :‬ل تطيق‪ .‬فقلت‪ :‬قد استحييت من ربي‪ ،‬و لكن أصبر عليها‪ .‬فناداني مناد‪ :‬كما صبرت عليها‪ ،‬فهذه الخمس‬
‫بخمسين‪ ،‬كل صلة بعشر‪ ،‬من هم من أمتك بحسنة يعملها فعملها كتبت له عشرا‪ ،‬و إن لم يعملها كتبت له عشرا‪،‬‬
‫و إن لم يعملها كتبت له واحدة‪ ،‬و من هم من أمتك بسيئة فعملها كتبت عليه واحدة‪ ،‬و إن لم يعملها لم أكتب عليه‬
‫شيئا«‪.‬‬
‫سرى‬ ‫ن اّلِذي َأ ْ‬
‫سْبحا َ‬
‫فقال الصادق )عليه السلم(‪» :‬جزى ال موسى عن هذه المة خيرا«‪ .‬فهذا تفسير قوله تعالى‪ُ :‬‬
‫ل إلى آخر الية‪.‬‬
‫ِبَعْبِدِه َلْي ً‬
‫‪ -[2] /6198‬ثم قال علي بن إبراهيم‪ :‬و روى الصادق )عليه السلم(‪ ،‬عن رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬أنه‬
‫قال‪» :‬بينا أنا راقد في البطح و علي عن يميني‪ ،‬و جعفر عن يساري‪ ،‬و حمزة بين يدي‪ ،‬إذا أنا بحفيف »‪«1‬‬
‫أجنحة الملئكة‪ ،‬و قائل يقول‪ :‬إلى أيهم بعثت يا جبرئيل؟ فقال‪ :‬إلى هذا‪ -‬و أشار إلي‪ -‬ثم قال‪ :‬هو سيد ولد آدم‪ ،‬و‬
‫هذا وصيه و وزيره و ختنه و خليفته في أمته‪ ،‬و هذا عمه سيد الشهداء حمزة‪ ،‬و هذا ابن عمه جعفر له جناحان‬
‫خضيبان يطير بهما في الجنة مع الملئكة‪ ،‬دعه فلتنم عيناه‪ ،‬و لتسمع أذناه‪ ،‬و ليع قلبه‪ ،‬و اضربوا له مثل‪ :‬ملك‬
‫بنى دارا و اتخذ مأدبة و بعث داعيا‪.‬‬
‫فقال النبي )صلى ال عليه و آله(‪ :‬فالملك ال‪ ،‬و الدار الدنيا‪ ،‬و المأدبة الجنة‪ ،‬و الداعي أنا«‪.‬‬
‫قال‪» :‬ثم أدركه جبرئيل بالبراق و أسرى به إلى بيت المقدس‪ ،‬و عرض عليه محاريب النبياء و آيات النبياء‪،‬‬
‫فصلى فيها و رده من ليلته إلى مكة‪ ،‬فمر في رجوعه بعير لقريش‪ ،‬و إذا لهم ماء في آنية‪ ،‬فشرب منه و صب‬
‫باقي الماء‪ ،‬و قد كانوا أضلوا بعيرا لهم‪ ،‬و كانوا يطلبونه فلما أصبح‪ ،‬قال لقريش‪ :‬إن ال قد أسرى بي في هذه‬
‫الليلة إلى بيت المقدس‪ ،‬فعرض علي محاريب النبياء و آيات النبياء‪ ،‬و إني مررت بعير لكم في موضع كذا و‬
‫كذا‪ ،‬و إذا لهم ماء في آنية فشربت منه و أهرقت باقي ذلك الماء‪ ،‬و قد كانوا أضلوا بعيرا لهم‪.‬‬
‫فقال أبو جهل‪ :‬قد أمكنتكم الفرصة من محمد‪ ،‬سلوه كم الساطين فيها و القناديل؟ فقالوا‪ :‬يا محمد‪ ،‬إن ها هنا من قد‬
‫دخل بيت المقدس‪ ،‬فصف لنا كم أساطينه و قناديله و محاريبه؟ فجاء جبرئيل فعلق صورة بيت المقدس تجاه‬
‫وجهه‪ ،‬فجعل يخبرهم بما يسألونه‪ ،‬فلما أخبرهم‪ ،‬قالوا‪ :‬حتى تجيء العير‪ ،‬و نسألهم عما قلت‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.13 :2‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬بخفق‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪481 :‬‬
‫فقال لهم‪ :‬و تصديق ذلك أن العير تطلع عليكم مع طلوع الشمس‪ ،‬يقدمها جمل أحمر‪ .‬فلما أصبحوا أقبلوا ينظرون‬
‫إلى العقبة و يقولون‪ :‬هذه الشمس تطلع الساعة فبيناهم كذلك إذ طلعت العير مع طلوع الشمس يقدمها جمل أحمر‪،‬‬
‫فسألوهم عما قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬فقالوا‪ :‬لقد كان هذا‪ ،‬ضل جمل لنا في موضع كذا و كذا‪ ،‬و‬
‫وضعنا ماء و أصبحنا و قد أهرق الماء‪ .‬فلم يزدهم ذلك إل عتوا«‪.‬‬
‫‪ -[3] /6199‬محمد بن الحسن الصفار‪ :‬عن علي بن محمد بن سعيد‪ ،‬عن حمدان بن سليمان‪ ،‬عن عبد ال بن‬
‫محمد اليماني‪ ،‬عن منيع‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عن صباح المزني‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬عرج بالنبي‬
‫)صلى ال عليه و آله( مائة و عشرين مرة‪ ،‬ما من مرة إل و قد أوصى ال النبي )صلى ال عليه و آله( بولية‬
‫علي )عليه السلم( و الئمة من بعده‪ ،‬أكثر مما أوصاه بالفرائض«‪.‬‬
‫ن‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫سْبحا َ‬
‫‪ -[4] /6200‬العياشي‪ :‬عن هشام بن الحكم‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول ال‪ُ :‬‬
‫»أنفة ال«‪.‬‬
‫و في رواية اخرى عن هشام‪ ،‬عنه )عليه السلم(‪ ،‬مثله‪.‬‬
‫‪ -[5] /6201‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن ابن أذينة‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال‪» :‬ما تروي هذه الناصبة«؟ فقلت‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬في ماذا؟ فقال‪» :‬في أذانهم و ركوعهم‬
‫و سجودهم«‪ .‬فقلت‪ :‬إنهم يقولون‪ :‬إن أبي بن كعب‪ ،‬رآه في النوم‪» .‬فقال‪ :‬كذبوا‪ ،‬إن دين ال عز و جل أعز من أن‬
‫يرى في النوم«‪.‬‬
‫قال‪ :‬فقال له سدير الصيرفي‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬فأحدث لنا من ذلك ذكرا؟ فقال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬إن ال عز‬
‫و جل لما عرج بنبيه )صلى ال عليه و آله( إلى سماواته السبع‪ ،‬أما أولهن فبارك عليه‪ ،‬و الثانية علمه فرضه‪،‬‬
‫فأنزل ال محمل من نور‪ ،‬فيه أربعون نوعا من أنواع النور‪ ،‬كانت محدقة بعرش ال‪ ،‬تغشي أبصار الناظرين‪،‬‬
‫أما واحد منها فأصفر‪ ،‬فمن أجل ذلك اصفرت الصفرة‪ ،‬و واحد منها أحرم‪ ،‬فمن أجل ذلك احمرت الحمرة‪ ،‬و‬
‫واحد منها أبيض‪ ،‬فمن أجل ذلك أبيض البياض‪ ،‬و الباقي على سائر عدد الخلق من النور‪ ،‬و اللوان في ذلك‬
‫المحمل حلق و سلسل من فضة‪.‬‬
‫ثم عرج به إلى السماء‪ ،‬فنفرت الملئكة إلى أطراف السماء‪ ،‬و خرت سجدا‪ ،‬و قالت‪ :‬سبوح قدوس ما أشبه هذا‬
‫النور بنور ربنا! فقال جبرئيل )عليه السلم(‪ :‬ال أكبر‪ ،‬ال أكبر‪ ،‬ثم فتحت أبواب السماء و اجتمعت الملئكة‬
‫فسلمت على النبي )صلى ال عليه و آله( أفواجا‪ ،‬و قالت‪ :‬يا محمد‪ ،‬كيف أخوك؟ إذا نزلت فأقرئه السلم‪ .‬قال‬
‫النبي )صلى ال عليه و آله(‪:‬‬
‫أ فتعرفونه؟ قالوا‪ :‬و كيف ل نعرفه و قد أخذ ميثاقك و ميثاقه منا و ميثاق شيعته إلى يوم القيامة علينا‪ ،‬و إنا‬
‫لنتصفح وجوه شيعته في كل يوم و ليلة خمسا‪ -‬يعنون في وقت كل صلة‪ -‬و إنا لنصلي عليك و عليه؟‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -3‬بصائر الدرجات‪.10 /99 :‬‬
‫‪ -4‬تفسير العّياشي ‪[.....] .2 /276 :2‬‬
‫‪ -5‬الكافي ‪.1 /482 :2‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪482 :‬‬
‫قال‪ :‬ثم زادني ربي أربعين نوعا من أنواع النور‪ ،‬ل تشبه النور الول‪ ،‬و زادني حلقا و سلسل‪ ،‬و عرج بي إلى‬
‫السماء الثانية‪ ،‬فلما قربت من باب السماء الثانية نفرت الملئكة إلى »‪ «1‬أطراف السماء و خرت سجدا‪ ،‬و قالت‪:‬‬
‫سبوح قدوس رب الملئكة و الروح‪ ،‬ما أشبه هذا النور بنور ربنا! فقال جبرئيل )عليه السلم(‪ :‬أشهد أن ل إله إل‬
‫ال‪ ،‬أشهد أن ل إله إل ال‪ .‬فاجتمعت الملئكة و قالت‪ :‬يا جبرئيل‪ ،‬من هذا معك؟ قال‪ :‬هذا محمد )صلى ال عليه و‬
‫آله(‪ .‬قالوا‪:‬‬
‫و قد بعث؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬قال النبي )صلى ال عليه و آله(‪ :‬فخرجوا إلي شبه المعانيق »‪ «2‬فسلموا علي‪ ،‬و قالوا‪:‬‬
‫أقرئ أخاك السلم‪ ،‬قلت‪ :‬أ تعرفونه؟ قالوا‪ :‬و كيف ل نعرفه‪ ،‬و قد أخذ ميثاقك و ميثاقه و ميثاق شيعته إلى يوم‬
‫القيامة علينا‪ ،‬و إنا لنتصفح وجوه شيعته في كل يوم و ليلة خمسا؟ يعنون‪ :‬في وقت كل صلة‪.‬‬
‫قال‪ :‬ثم زادني ربي أربعين نوعا من أنواع النور‪ ،‬ل تشبه النوار الولى‪ ،‬ثم عرج بي إلى السماء الثالثة‪ ،‬فنفرت‬
‫الملئكة و خرت سجدا‪ ،‬و قالت‪ :‬سبوح قدوس رب الملئكة و الروح ما هذا النور الذي يشبه نور ربنا! فقال‬
‫جبرئيل )عليه السلم(‪ :‬أشهد أن محمدا رسول ال‪ ،‬أشهد أن محمدا رسول ال‪ .‬فاجتمعت الملئكة و قالت‪ :‬مرحبا‬
‫بالول و مرحبا بالخر‪ ،‬و مرحبا بالحاشر‪ ،‬و مرحبا بالناشر‪ ،‬محمد خير النبيين‪ ،‬و علي خير الوصيين‪ .‬قال‬
‫النبي )صلى ال عليه و آله(‪ :‬ثم سلموا علي و سألوني عن أخي‪ ،‬قلت‪ :‬هو في الرض‪ ،‬أ فتعرفونه؟ قالوا‪ :‬و كيف‬
‫ل نعرفه و قد نحج البيت المعمور كل سنة؟ و عليه رق أبيض فيه اسم محمد و اسم علي و الحسن و الحسين و‬
‫الئمة )عليهم السلم( و شيعتهم إلى يوم القيامة‪ ،‬و إنا لنبارك عليهم كل يوم و ليلة خمسا‪ -‬يعنون في وقت كل‬
‫صلة‪ -‬و يمسحون رؤوسهم بأيديهم‪.‬‬
‫قال‪ :‬ثم زادني ربي أربعين نوعا من أنواع النور ل تشبه تلك النوار الولى‪ ،‬ثم عرج بي حتى انتهيت إلى السماء‬
‫الرابعة فلم تقل الملئكة شيئا‪ ،‬و سمعت دويا كأنه في الصدور‪ ،‬فاجتمعت الملئكة ففتحت أبواب السماء و خرجت‬
‫إلي شبه المعانيق‪ ،‬فقال جبرئيل )عليه السلم(‪ :‬حي على الصلة‪ ،‬حي على الصلة‪ ،‬حي على الفلح‪ ،‬حي على‬
‫الفلح‪ .‬فقالت الملئكة‪ :‬صوتان مقرونان معروفان‪ .‬فقال جبرئيل )عليه السلم(‪ :‬قد قامت الصلة‪ ،‬قد قامت‬
‫الصلة‪ .‬فقالت الملئكة‪ :‬هي لشيعته إلى يوم القيامة‪ .‬ثم اجتمعت الملئكة و قالوا‪ :‬كيف تركت أخاك؟ فقلت لهم‪:‬‬
‫و تعرفونه؟ قالوا‪ :‬نعرفه و شيعته‪ ،‬و هم نور حول عرش ال‪ ،‬و إن في البيت المعمور لرقا من نور‪ ،‬فيه كتاب‬
‫من نور‪ ،‬فيه اسم محمد و علي و الحسن و الحسين و الئمة و شيعتهم إلى يوم القيامة‪ ،‬ل يزيد فيهم رجل‪ ،‬و ل‬
‫ينقص منهم رجل‪ ،‬و إنه لميثاقنا‪ ،‬و إنه ليقرأ علينا كل يوم جمعة‪.‬‬
‫ثم قيل لي‪ :‬ارفع رأسك يا محمد‪ .‬فرفعت رأسي‪ ،‬فإذا أطباق السماء قد خرقت‪ ،‬و الحجب قد رفعت‪ ،‬ثم قال لي‪:‬‬
‫طأطئ رأسك‪ ،‬انظر ما ترى؟ فطأطأت رأسي فنظرت إلى بيت مثل بيتكم هذا‪ ،‬و حرم مثل حرم هذا البيت‪ ،‬لو‬
‫ألقيت شيئا من يدي لم يقع إل عليه‪ ،‬فقيل لي‪ :‬يا محمد‪ ،‬إن هذا الحرم و أنت الحرام‪ ،‬و لكل مثل مثال‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬في »ط«‪ :‬في‪.‬‬
‫)‪ (2‬المعانيق‪ :‬جمع المعناق‪ ،‬و المعناق‪ :‬الفرس الجيد العنق‪ ،‬و في الخبر‪» :‬فانطلقنا إلى الناس معانيق« أي‬
‫مسرعين‪» .‬مجمع البحرين‪ -‬عنق‪:5 -‬‬
‫‪.«219‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪483 :‬‬
‫ثم أوحى ال إلي‪ :‬يا محمد‪ ،‬ادن من صاد فاغسل مساجدك و طهرها و صل لربك‪ .‬فدنا رسول ال )صلى ال عليه‬
‫و آله( من صاد‪ :‬و هو ماء يسيل من ساق العرش اليمن‪ ،‬فتلقى رسول ال )صلى ال عليه و آله( الماء بيده‬
‫اليمنى‪ ،‬فمن أجل ذلك صار الوضوء باليمنى‪ ،‬ثم أوحى ال عز و جل إليه‪ :‬أن أغسل وجهك فإنك تنظر إلى‬
‫عظمتي‪ ،‬ثم اغسل ذراعيك اليمنى و اليسرى‪ ،‬فإنك تلقى بيدك كلمي‪ ،‬ثم أمسح رأسك بفضل ما بقي في يدك »‬
‫‪ ،«1‬و رجليك إلى كعبيك‪ ،‬فإني أبارك عليك و أوطئك موطئا لم يطأه أحد غيرك‪ .‬فهذه علة الذان و الوضوء‪.‬‬
‫ثم أوحى ال عز و جل إليه‪ :‬يا محمد‪ ،‬استقبل الحجر السود و كبرني على عدد حجبي‪ .‬فمن أجل ذلك صار‬
‫التكبير سبعا لن الحجب سبع‪ ،‬فافتتح عند انقطاع الحجب‪ ،‬فمن أجل ذلك صار الفتتاح سنة‪ ،‬و الحجب متطابقة‪،‬‬
‫بينهن بحار النور و ذلك النور الذي أنزله ال على محمد )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬فمن أجل ذلك صار الفتتاح‬
‫ثلث مرات ل فتتاح الحجب ثلث مرات‪ ،‬فصار التكبير سبعا و الفتتاح ثلثا‪ ،‬فلما فرغ من التكبير و الفتتاح‬
‫حيِم في أول السورة‪.‬‬ ‫ن الّر ِ‬
‫حم ِ‬ ‫ل الّر ْ‬ ‫سِم ا ِّ‬‫أوحى ال إليه‪ :‬سم باسمي‪ .‬فمن أجل ذلك جعل ِب ْ‬
‫ن‪ .‬قال النبي )صلى ال عليه و آله(‪ -‬في نفسه‪:-‬‬ ‫ب اْلعاَلِمي َ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫حْمُد ِّ‬ ‫ثم أوحى ال إليه‪ :‬أن احمدني‪ ،‬فلما قال‪ :‬اْل َ‬
‫حيِم‬
‫ن الّر ِ‬ ‫حم ِ‬ ‫شكرا‪ ،‬فأوحى ال عز و جل إليه‪ :‬قطعت حمدي فسم باسمي‪ .‬فمن أجل ذلك جعل في الحمد الّر ْ‬
‫ن قال النبي )صلى ال عليه و آله(‪ :‬الحمد ل رب العالمين شكرا‪ ،‬فأوحى ال إليه‪:‬‬ ‫ضاّلي َ‬
‫ل ال ّ‬ ‫مرتين‪ ،‬فلما بلغ َو َ‬
‫حيِم في أول السورة‪.‬‬ ‫ن الّر ِ‬
‫حم ِ‬‫ل الّر ْ‬ ‫سِم ا ِّ‬ ‫قطعت ذكري فسم باسمي‪ ،‬فمن أجل ذلك جعل ِب ْ‬
‫صَمُد َلْم َيِلْد َو َلْم ُيوَلْد َو‬
‫ل ال ّ‬‫حٌد ا ُّ‬
‫ل َأ َ‬
‫ل ُهَو ا ُّ‬‫ثم أوحى ال عز و جل إليه‪ :‬اقرأ يا محمد‪ ،‬نسبة ربك تبارك و تعالى‪ُ :‬ق ْ‬
‫حٌد »‪ ،«2‬ثم أمسك عنه الوحي‪ .‬فقال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬الواحد الحد الصمد‪،‬‬ ‫ن َلُه ُكُفوًا َأ َ‬
‫َلْم َيُك ْ‬
‫حٌد‪ ،‬ثم أمسك عنه الوحي‪ .‬فقال رسول ال )صلى ال عليه و‬ ‫ن َلُه ُكُفوًا َأ َ‬‫فأوحى ال إليه‪َ :‬لْم َيِلْد َو َلْم ُيوَلْد َو َلْم َيُك ْ‬
‫آله(‪ :‬كذلك ال ربنا‪ ،‬كذلك ال ربنا‪ .‬فلما قال ذلك أوحى ال إليه‪ :‬اركع لربك يا محمد‪ .‬فركع‪ ،‬فأوحى ال إليه و هو‬
‫راكع‪ ،‬قل‪ :‬سبحان ربي العظيم‪ .‬ففعل ذلك ثلثا‪ ،‬ثم أوحى ال إليه‪ :‬أن ارفع رأسك يا محمد‪ .‬ففعل رسول ال‬
‫)صلى ال عليه و آله( فقام منتصبا‪ ،‬فأوحى ال عز و جل إليه‪ :‬أن اسجد لربك يا محمد‪ .‬فخر رسول ال )صلى‬
‫ال عليه و آله( ساجدا‪ ،‬فأوحى ال عز و جل إليه‪ :‬قل سبحان ربي العلى‪ .‬ففعل )صلى ال عليه و آله( ذلك ثلثا‪،‬‬
‫ثم أوحى ال إليه‪ :‬أن استو جالسا يا محمد‪ .‬ففعل‪ ،‬فلما رفع رأسه من سجوده و استوى جالسا نظر إلى عظمته‬
‫تجلت له فخر ساجدا من تلقاء نفسه‪ ،‬ل لمر امر به‪ ،‬فسبح أيضا ثلثا‪ ،‬فأوحى ال إليه‪ :‬أن انتصب قائما‪ .‬ففعل فلم‬
‫ير ما كان يرى من العظمة‪ ،‬فمن أجل ذلك صارت الصلة ركعة و سجدتين‪.‬‬
‫ثم أوحى ال عز و جل إليه‪ :‬أن اقرأ بالحمد ل‪ .‬فقرأها مثل ما قرأ أول‪ ،‬ثم أوحى ال عز و جل إليه‪ :‬اقرأ ِإّنا‬
‫َأْنَزْلناُه »‪ «3‬فإنها نسبتك و نسبة أهل بيتك إلى يوم القيامة‪ .‬و فعل في الركوع مثل ما فعل في المرة الولى‪ ،‬ثم‬
‫سجد‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬يديك‪.‬‬
‫)‪ (2‬الخلص ‪.4 -1 :112‬‬
‫)‪ (3‬القدر ‪.1 :97‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪484 :‬‬
‫سجدة واحدة‪ ،‬فلما رفع رأسه تجلت له العظمة فخر ساجدا من تلقاء نفسه‪ ،‬ل لمير امر به‪ ،‬فسبح أيضا‪ .‬ثم أوحى‬
‫ال إليه‪ :‬ارفع رأسك يا محمد‪ ،‬ثبتك ربك‪ .‬فلما ذهب ليقوم‪ ،‬قيل‪ :‬يا محمد‪ ،‬اجلس‪ .‬فجلس‪ ،‬فأوحى ال إليه‪ :‬يا‬
‫محمد‪ ،‬إذا ما أنعمت عليك فسبح« باسمي‪ .‬فالهم أن قال‪ :‬بسم ال و بال‪ ،‬و ل إله إل ال‪ ،‬و السماء الحسنى كلها‬
‫ل‪ .‬ثم أوحى ال إليه‪ :‬يا محمد‪ ،‬صل على نفسك و على أهل بيتك‪ .‬فقال‪ :‬صلى ال علي و على أهل بيتي‪ ،‬و قد‬
‫فعل‪.‬‬
‫ثم التفت فإذا بصفوف من الملئكة و المرسلين و النبيين‪ ،‬فقيل‪ :‬يا محمد‪ ،‬سلم عليهم‪ .‬فقال‪ :‬السلم عليكم و رحمة‬
‫ال و بركاته‪ .‬فأوحى ال إليه‪ :‬أن السلم و التحية و الرحمة و البركات أنت و ذريتك‪ .‬ثم أوحى ال إليه‪ :‬أن ل‬
‫ل »‪«3‬‬ ‫شما ِ‬‫ب ال ّ‬ ‫صحا ُ‬ ‫ن »‪ «2‬و َأ ْ‬ ‫ب اْلَيِمي ِ‬
‫صحا ُ‬ ‫حٌد و ِإّنا َأْنَزْلناُه آية َأ ْ‬ ‫ل َأ َ‬‫ل ُهَو ا ُّ‬‫تلتفت يسارا‪ .‬و أول آية سمعها بعد ُق ْ‬
‫فمن أجل ذلك كان السلم واحدة تجاه القبلة‪ ،‬و من أجل ذلك كان التكبير في السجود شكرا‪.‬‬
‫و قوله‪ :‬سمع ال لمن حمده‪ .‬لن النبي )صلى ال عليه و آله( سمع ضجة الملئكة بالتسبيح و التحميد و التهليل‪،‬‬
‫فمن أجل ذلك قال‪ :‬سمع ال لمن حمده‪ .‬و من أجل ذلك صارت الركعتان الوليان كلما أحدث فيهما حدث كان‬
‫على صاحبهما إعادتهما‪ ،‬فهذا الفرض الول في صلة الزوال‪ ،‬يعني صلة الظهر«‪.‬‬
‫و روى هذا الحديث ابن بابويه في )العلل( قال‪ :‬حدثنا أبي و محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد‪ ،‬قال‪:‬‬
‫حدثنا سعد بن عبد ال‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد‪ ،‬عن محمد بن أبي عمير و محمد بن سنان‪ ،‬عن‬
‫الصباح المزني‪ ،‬و سدير الصيرفي‪ ،‬و محمد بن النعمان مؤمن الطاق‪ ،‬و عمر بن أذينة‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم(‪.‬‬
‫و حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن الحسن الصفار و سعد بن عبد‬
‫ال‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب و يعقوب بن يزيد و محمد بن عيسى‪ ،‬عن عبد ال بن جبلة‪ ،‬عن‬
‫الصباح المزني و سدير الصيرفي و محمد بن النعمان الحول و عمر بن أذينة‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( »‬
‫‪ :«4‬أنهم حضروه‪ ،‬و ساق الحديث‪ ،‬إل أن في رواية ابن بابويه‪» :‬فقال‪ :‬يا محمد سلم‪ ،‬فقلت‪ :‬السلم عليكم و‬
‫رحمة ال و بركاته‪ .‬فقال‪ :‬يا محمد‪ ،‬إني أنا السلم‪ ،‬و التحية و الرحمة و البركات أنت و ذريتك« »‪.«5‬‬
‫‪ -[6] /6202‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبي )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه إبراهيم بن‬
‫هاشم‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن أبان بن عثمان‪ ،‬عن أبي عبد ال جعفر بن محمد الصادق )عليهما السلم(‪ ،‬قال‪:‬‬
‫»لما أسري برسول ال )صلى ال عليه و آله( إلى بيت المقدس حمله جبرئيل على البراق‪ ،‬فأتيا بيت المقدس‪ ،‬و‬
‫عرض عليه محاريب النبياء‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -6‬أمالي الصدوق‪.1 /363 :‬‬
‫)‪ (1‬في »س«‪ :‬فسم‪.‬‬
‫)‪ (3 ،2‬الواقعة ‪ 27 :56‬و ‪.41‬‬
‫سلم(‪.‬‬ ‫)‪ (4‬في »س‪ ،‬ط«‪ :‬أبي جعفر )عليه ال ّ‬
‫)‪ (5‬علل الشرائع‪.1 /312 :‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪485 :‬‬
‫فصلى بها و رده‪ ،‬فمر رسول ال )صلى ال عليه و آله( في رجوعه بعير لقريش و إذا لهم ماء في آنية‪ ،‬و قد‬
‫أضلوا بعيرا لهم و كانوا يطلبونه‪ ،‬فشرب رسول ال )صلى ال عليه و آله( من ذلك الماء و أهرق باقيه‪.‬‬
‫فلما أصبح رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬قال لقريش‪ :‬إن ال جل جلله قد أسرى بي إلى بيت المقدس و‬
‫أراني آثار النبياء و منازلهم‪ ،‬و إني مررت بعير لقريش في موضع كذا و كذا‪ ،‬و قد أضلوا بعيرا لهم‪ ،‬فشربت‬
‫من مائهم و أهرقت باقي ذلك‪ .‬فقال أبو جهل‪ :‬قد أمكنتكم الفرصة منه‪ ،‬فاسألوه كم الساطين فيها و القناديل؟‬
‫فقالوا‪ :‬يا محمد‪ ،‬إن هاهنا من قد دخل بيت المقدس فصف لنا كم أساطينه و قناديله و محاريبه؟ فجاء جبرئيل‬
‫)عليه السلم( فعلق صورة بيت المقدس تجاه وجهه‪ ،‬فجعل يخبرهم بما يسألونه عنه‪ ،‬فلما أخبرهم قالوا‪ :‬حتى‬
‫تجيء العير و نسألهم عما قلت‪.‬‬
‫فقال لهم رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬تصديق ذلك أن العير تطلع عليكم مع طلوع الشمس‪ ،‬يقدمها جمل‬
‫أورق »‪ .«1‬فلما كان من الغد أقبلوا ينظرون إلى العقبة و يقولون‪ :‬هذه الشمس تطلع الساعة‪ ،‬فبينا هم كذلك إذ‬
‫طلعت عليهم العير حين طلع القرص‪ ،‬يقدمها جمل أورق‪ ،‬فسألوهم عما قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪،‬‬
‫فقالوا‪ :‬لقد كان هذا‪ ،‬ضل جمل لنا في موضع كذا و كذا و وضعنا ماء فأصبحنا و قد أهرق الماء‪ .‬فلم يزدهم ذلك‬
‫إل عتوا«‪.‬‬
‫‪ -[7] /6203‬و عنه‪ :‬بإسناده عن عبد الرحمن بن غنم‪ ،‬قال‪ :‬جاء جبرئيل )عليه السلم( إلى رسول ال )صلى ال‬
‫عليه و آله( بدابة دون البغل و فوق الحمار‪ ،‬رجلها أطول من يديها‪ ،‬خطوها مد البصر‪ ،‬فلما أراد النبي )صلى‬
‫ال عليه و آله( أن يركب امتنعت‪ .‬فقال جبرئيل )عليه السلم(‪ :‬إنه محمد‪ ،‬فتواضعت حتى لصقت بالرض‪ .‬قال‪:‬‬
‫فركب‪ ،‬فكلما هبطت ارتفعت يداها و قصرت رجلها‪ ،‬و إذا صعدت ارتفعت رجلها و قصرت يداها‪ ،‬فمرت به‬
‫في ظلمة الليل على عير محملة‪ ،‬فنفرت العير من دفيف البراق‪ ،‬فنادى رجل في آخر العير غلما له في أول‬
‫العير أن يا فلن‪ ،‬إن العير قد نفرت‪ ،‬و إن فلنة ألقت حملها و انكسرت يدها‪ .‬و كانت العير لبي سفيان‪.‬‬
‫قال‪ :‬ثم مضى حتى إذا كان ببطن البلقاء »‪ ،«2‬قال )صلى ال عليه و آله(‪» :‬يا جبرئيل‪ ،‬قد عطشت« فتناول‬
‫جبرئيل )عليه السلم( قصعة فيها ماء فناوله و شرب‪ ،‬ثم مضى فمر على قوم معلقين بعراقيبهم بكلليب من نار‪،‬‬
‫فقال‪:‬‬
‫»ما هؤلء يا جبرئيل؟« قال‪ :‬هؤلء الذين أغناهم ال بالحلل فيبتغون الحرام‪ .‬قال‪ :‬ثم مر على قوم تخاط‬
‫جلودهم بمخائط من نار‪ ،‬فقال‪» :‬ما هؤلء‪ ،‬يا جبرئيل؟«‪ .‬فقال‪ :‬هؤلء الذين يأخذون عذرة النساء بغير حل‪ .‬ثم‬
‫مضى و مر برجل يرفع حزمة من حطب‪ ،‬كلما لم يستطع أن يرفعها زاد فيها‪ ،‬فقال‪» :‬يا جبرئيل‪ ،‬من هذا؟«‪.‬‬
‫قال‪ :‬هذا صاحب الدين يريد أن يقضي‪ ،‬فإذا لم يستطع زاد عليه‪.‬‬
‫ثم مضى حتى إذا كان بالجبل الشرقي من بيت المقدس وجد ريحا حارة و سمع صوتا‪ ،‬قال‪» :‬ما هذه الريح‪ -‬يا‬
‫جبرئيل‪ -‬التي أجدها‪ ،‬و هذا الصوت الذي أسمع؟« قال‪ :‬هذه جهنم‪ .‬فقال النبي )صلى ال عليه و آله(‪» :‬أعوذ بال‬
‫من‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -7‬أمالي الصدوق‪.2 /364 :‬‬
‫)‪ (1‬الورق من البل‪ :‬الذي في لونه بياض إلى سواد‪» .‬لسان العرب‪ -‬ورق‪.«376 :10 -‬‬
‫)‪ (2‬البلقاء‪ :‬كورة من أعمال دمشق‪ ،‬بين الشام و وادي القرى‪» .‬معجم البلدان ‪[.....] .«489 :1‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪486 :‬‬

‫جهنم«‪ .‬ثم وجد ريحا عن يمينه طيبة و سمع صوتا‪ ،‬فقال‪» :‬ما هذه الريح التي أجدها‪ ،‬و هذا الصوت الذي‬
‫أسمع؟« قال‪ :‬هذه الجنة‪ .‬فقال )صلى ال عليه و آله(‪» :‬أسأل ال الجنة«‪.‬‬
‫قال‪ :‬ثم مضى حتى انتهى إلى باب مدينة بيت المقدس و فيها هرقل‪ ،‬و كانت أبواب المدينة تغلق كل ليلة و يؤتى‬
‫بالمفاتيح و توضع عند رأسه‪ ،‬فلما كانت تلك الليلة امتنع الباب أن ينغلق فأخبروه‪ ،‬فقال‪ :‬ضاعفوا عليها من‬
‫الحرس‪ .‬قال‪ :‬فجاء رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬فدخل بيت المقدس‪ ،‬فجاء جبرئيل إلى الصخرة فرفعها‪،‬‬
‫فأخرج من تحتها ثلثة أقداح‪ :‬قدحا من لبن‪ ،‬و قدحا من عسل‪ ،‬و قدحا من خمر‪ ،‬فناوله قدح اللبن فشربه‪ ،‬ثم ناوله‬
‫قدح العسل فشربه‪ ،‬ثم ناوله قدح الخمر‪ ،‬فقال‪» :‬قد رويت‪ ،‬يا جبرئيل« قال‪ :‬أما أنك لو شربته‪ ،‬ضلت أمتك و‬
‫تفرقت عنك‪ .‬قال‪ :‬ثم أم رسول ال )صلى ال عليه و آله( في بيت المقدس بسبعين نبيا‪.‬‬
‫قال‪ :‬و هبط مع جبرئيل )عليه السلم( ملك لم يطأ الرض قط‪ ،‬معه مفاتيح خزائن الرض‪ ،‬قال‪] :‬يا محمد‪ ،‬إن‬
‫ربك يقرئك السلم‪ ،‬و يقول‪ :‬هذه مفاتيح خزائن الرض[ فإن شئت فكن نبيا عبدا‪ ،‬و إن شئت نبيا ملكا‪ .‬فأشار إليه‬
‫جبرئيل )عليه السلم(‪ :‬أن تواضع يا محمد‪ ،‬فقال‪» :‬بل أكون نبيا عبدا‪«.‬‬
‫ثم صعد إلى السماء فلما انتهى إلى باب السماء استفتح جبرئيل )عليه السلم( فقالوا‪ :‬من هذا؟ قال‪ :‬محمد‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬نعم المجيء جاء‪ ،‬فدخل‪ ،‬فما مر على مل من الملئكة إل سلموا عليه‪ ،‬و دعوا له و شيعه مقربوها‪ ،‬فمر‬
‫على شيخ قاعد تحت شجرة‪ ،‬و حوله أطفال‪ ،‬فقال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪» :‬من هذا الشيخ‪ ،‬يا‬
‫جبرئيل؟« قال‪ :‬هذا أبوك إبراهيم )عليه السلم(‪ .‬قال‪» :‬فما هؤلء الطفال حوله؟«‪ .‬قال‪ :‬هؤلء أطفال المؤمنين‬
‫حوله يغذوهم‪.‬‬
‫ثم مضى فمر على شيخ قاعد على كرسي‪ ،‬إذا نظر عن يمينه ضحك و فرح‪ ،‬و إذا نظر عن يساره حزن و بكى‪،‬‬
‫فقال‪» :‬من هذا يا جبرئيل؟« قال‪ :‬هذا أبوك آدم‪ ،‬إذا رأى من يدخل الجنة من ذريته ضحك و فرح‪ ،‬و إذا رأى من‬
‫يدخل النار من ذريته حزن و بكى‪.‬‬
‫قال‪ :‬ثم مضى‪ ،‬فمر على ملك قاعد على كرسي فسلم عليه‪ ،‬فلم ير ]منه[ من البشر ما رأى من الملئكة‪ ،‬فقال‪» :‬يا‬
‫جبرئيل‪ ،‬ما مررت بأحد من الملئكة إل رأيت منه ما أحب إل هذا‪ ،‬فمن هذا الملك؟« قال‪ :‬هذا مالك خازن النار‪،‬‬
‫أما إنه قد كان أحسن الملئكة بشرا‪ ،‬و أطلقهم وجها‪ ،‬فلما جعل خازن النار أطلع فيها اطلعة فرأى ما أعد ال‬
‫فيها لهلها فلم يضحك بعد ذلك‪.‬‬
‫ثم مضى حتى إذا انتهى حيث انتهى‪ ،‬فرضت عليه خمسون صلة‪ ،‬قال‪ :‬فأقبل‪ ،‬فمر على موسى )عليه السلم(‪،‬‬
‫فقال‪» :‬يا محمد‪ ،‬كم فرض على أمتك؟« قال‪» :‬خمسون صلة«‪ .‬قال‪» :‬ارجع إلى ربك فسله أن يخفف عن‬
‫أمتك«‪ ،‬قال‪ :‬ثم مر على موسى )عليه السلم(‪ ،‬فقال‪» :‬كم فرض على أمتك؟« قال‪ :‬كذا و كذا‪ .‬فقال‪» :‬إن أمتك‬
‫أضعف المم‪ ،‬إرجع إلى ربك فسله أن يخفف عن أمتك‪ ،‬فإني كنت في بني إسرائيل فلم يكونوا يطيقون إل دون‬
‫هذا« فلم يزل يرجع إلى ربه عز و جل حتى جعلها خمس صلوات‪ .‬قال‪ :‬ثم مر على موسى )عليه السلم(‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫»كم فرض على أمتك؟« قال‪» :‬خمس صلوات« قال‪» :‬إرجع إلى ربك فسله أن يخفف عن أمتك«‪ .‬قال‪» :‬قد‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪487 :‬‬ ‫استحييت من ربي مما أرجع إليه«‪.‬‬
‫ثم مضى فمر على إبراهيم خليل الرحمن‪ ،‬فناداه من خلفه فقال‪» :‬يا محمد‪ ،‬أقرئ أمتك مني السلم‪ ،‬و أخبرهم أن‬
‫الجنة ماؤها عذب‪ ،‬و تربتها طيبة‪] ،‬فيها[ قيعان بيض‪ ،‬غرسها سبحان ال‪ ،‬و الحمد ل‪ ،‬و ل إله إل ال‪ ،‬و ال‬
‫أكبر‪ ،‬و ل حول و ل قوة إل بال العلي العظيم فمر أمتك فليكثروا من غرسها«‪.‬‬
‫ثم مضى حتى مر بعير يقدمها جمل أورق‪ ،‬ثم أتى إلى أهل مكة فأخبرهم بمسيره‪ ،‬و قد كان بمكة قوم من قريش‬
‫قد أتوا بيت المقدس فأخبرهم‪ .‬ثم قال‪» :‬آية ذلك أنها تطلع عليكم الساعة عير مع طلوع الشمس يقدمها جمل‬
‫أورق«‪ .‬قال‪ :‬فنظروا فإذا هي قد طلعت‪ ،‬و أخبرهم ]أنه[ قد مر بأبي سفيان‪ ،‬و أن إبله قد نفرت في بعض الليل‪،‬‬
‫و أنه نادى غلما له في أول العير‪ :‬يا فلن‪ ،‬إن البل قد نفرت‪ ،‬و إن فلنة قد ألقت حملها و انكسرت يدها‪ ،‬فسألوه‬
‫عن الخبر فوجدوه كما قال النبي )صلى ال عليه و آله(‪.‬‬
‫قال مصنف الكتاب‪ :‬رجوع الخمسين صلة إلى خمس صلوات بشفاعة موسى )عليه السلم( في خبر السراء‬
‫متكرر في أحاديث خبر السراء »‪ ،«1‬اقتصرنا على ما أوردنا مخافة إل طالة‪ ،‬و أما العلة في ذلك‪:‬‬
‫‪ -[8] /6204‬فقد روى محمد بن علي بن بابويه في )من ل يحضره الفقيه(‪ :‬عن زيد بن علي بن الحسين‪ ،‬أنه‬
‫قال‪ :‬سألت أبي سيد العابدين )عليه السلم(‪ ،‬فقلت له‪ :‬يا أبت‪ ،‬أخبرني عن جدنا رسول ال )صلى ال عليه و آله(‬
‫لما عرج به إلى السماء‪ ،‬و أمره ربه عز و جل بخمسين صلة‪ ،‬كيف لم يسأله التخفيف عن أمته حتى قال له‬
‫موسى بن عمران )عليه السلم(‪» :‬ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فإن أمتك ل تطيق ذلك«؟ فقال‪» :‬يا بني‪ ،‬إن‬
‫رسول ال )صلى ال عليه و آله( ل يقترح على ربه عز و جل‪ ،‬و ل يراجعه في شيء يأمره به‪ ،‬فلما سأله موسى‬
‫)عليه السلم( ذلك‪ ،‬و صار شفيعا لمته إليه لم يجز له أن يرد شفاعة أخيه موسى )عليه السلم(‪ ،‬فرجع إلى ربه‬
‫عز و جل فسأله التخفيف‪ ،‬إلى أن ردها إلى خمس صلوات«‪.‬‬
‫قال‪ :‬فقلت له‪ :‬يا أبت‪ ،‬فلم لم يرجع إلى ربه عز و جل‪ ،‬و لم يسأله التخفيف من خمس صلوات‪ ،‬و قد سأله موسى‬
‫)عليه السلم( أن يرجع إلى ربه عز و جل و يسأله التخفيف؟ فقال‪» :‬يا بني‪ ،‬أراد )عليه السلم( أن يحصل لمته‬
‫شُر َأْمثاِلها »‪ «2‬أل ترى أنه )صلى‬ ‫عْ‬‫سَنِة َفَلُه َ‬
‫حَ‬‫ن جاَء ِباْل َ‬
‫التخفيف مع أجر خمسين صلة‪ ،‬لقول ال عز و جل‪َ :‬م ْ‬
‫ال عليه و آله( لما هبط إلى الرض نزل عليه جبرئيل )عليه السلم( فقال‪ :‬يا محمد‪ ،‬إن ربك يقرئك السلم و‬
‫لٍم ِلْلَعِبيِد »‪.««3‬‬ ‫ظّ‬‫ي َو ما َأَنا ِب َ‬
‫ل َلَد ّ‬
‫ل اْلَقْو ُ‬
‫يقول‪ :‬إنها خمس بخمسين ما ُيَبّد ُ‬
‫قال‪ :‬فقلت له‪ :‬يا أبت‪ ،‬أليس ال جل ذكره ل يوصف بمكان؟ فقال‪» :‬بلى‪ ،‬تعالى ال عن ذلك علوا كبيرا«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فما معنى قول موسى )عليه السلم( لرسول ال )صلى ال عليه و آله(‪» :‬ارجع إلى ربك«؟ فقال‪» :‬معناه‬
‫معنى قول‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -8‬من ل يحضره الفقيه ‪.603 /126 :1‬‬
‫)‪ (1‬انظر‪ :‬علل الشرائع‪ ،1 /132 :‬أمالي الصدوق‪ ،6 /371 :‬التوحيد‪.8 /176 :‬‬
‫)‪ (2‬النعام ‪.160 :6‬‬
‫)‪ (3‬سورة ق ‪.29 :50‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪488 :‬‬
‫ك َر ّ‬
‫ب‬ ‫ت ِإَلْي َ‬
‫جْل ُ‬
‫عِ‬‫ن »‪ «1‬و معنى قول موسى )عليه السلم(‪َ :‬و َ‬ ‫سَيْهِدي ِ‬
‫ب ِإلى َرّبي َ‬ ‫إبراهيم )عليه السلم(‪ِ :‬إّني ذاِه ٌ‬
‫ل »‪ «3‬يعني‪ :‬حجوا إلى بيت ال‪ .‬يا بني‪ ،‬إن الكعبة بيت ال‬ ‫ِلَتْرضى »‪ «2‬و معنى قوله عز و جل‪َ :‬فِفّروا ِإَلى ا ِّ‬
‫فمن حج بيت ال فقد قصد إلى ال‪ ،‬و المساجد بيوت ال‪ ،‬فمن سعى إليها فقد سعى إلى ال و قصد إليه‪ ،‬و المصلي‬
‫ما دام في صلته فهو واقف بين يدي ال عز و جل‪ ،‬فإن ل تبارك و تعالى بقاعا في سماواته فمن عرج به إلى‬
‫ح ِإَلْيِه »‪ «4‬و يقول عز و جل‬ ‫ج اْلَملِئَكُة َو الّرو ُ‬
‫بقعة منها فقد عرج به إلى ال‪ ،‬أل تسمع ال عز و جل يقول‪َ :‬تْعُر ُ‬
‫ب َو‬
‫طّي ُ‬
‫صَعُد اْلَكِلُم ال ّ‬
‫ل ِإَلْيِه »‪ «5‬و يقول ال عز و جل‪ِ :‬إَلْيِه َي ْ‬ ‫ل َرَفَعُه ا ُّ‬‫في قصة عيسى بن مريم )عليه السلم(‪َ :‬ب ْ‬
‫ح َيْرَفُعُه »‪.««6‬‬‫صاِل ُ‬
‫ل ال ّ‬
‫اْلَعَم ُ‬
‫‪ -[9] /6205‬و عنه‪ :‬بإسناده عن ثابت بن دينار‪ ،‬قال‪ :‬سألت زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب‬
‫)عليهم السلم( عن ال عز و جل هل يوصف بمكان؟ فقال‪» :‬ل‪ ،‬تعالى ال عن ذلك«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فلم أسرى بنبيه )صلى ال عليه و آله( إلى السماء؟ قال‪» :‬ليريه ملكوت السماوات و ما فيها من عجائب‬
‫صنعه و بدائع خلقه«‪.‬‬
‫ن َأْو َأْدنى »‪«7‬؟ قال‪» :‬ذاك رسول ال )صلى ال عليه و‬ ‫سْي ِ‬
‫ب َقْو َ‬‫ن قا َ‬ ‫قلت‪ :‬فقول ال عز و جل‪ُ :‬ثّم َدنا َفَتَدّلى َفكا َ‬
‫آله( دنا من حجب النور فرأى ملكوت السماوات‪ ،‬ثم تدلى )صلى ال عليه و آله( فنظر من تحته إلى ملكوت‬
‫الرض حتى ظن أنه في القرب من الرض كقاب قوسين أو أدنى«‪.‬‬
‫‪ -[10] /6206‬و عنه‪ :‬بإسناده عن عبد ال بن عباس‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪» :‬لما عرج بي‬
‫إلى السماء السابعة‪ ،‬و منها إلى سدرة المنتهى‪ ،‬و من السدرة إلى حجب النور‪ ،‬ناداني ربي جل جلله‪ :‬يا محمد‪،‬‬
‫أنت عبدي و أنا ربك فلي فاخضع »‪ «8‬و إياي فاعبد و علي فتوكل و بي فثق‪ ،‬فإني قد رضيت بك عبدا و حبيبا‬
‫و رسول و نبيا‪ ،‬و بأخيك علي خليفة و بابا‪ ،‬فهو حجتي على عبادي و إمام خلقي‪ ،‬و به يعرف أوليائي من‬
‫أعدائي‪ ،‬و به يميز حزب الشيطان من حزبي‪ ،‬و به يقام ديني و تحفظ حدودي و تنفذ أحكامي‪ ،‬و بك و به و‬
‫بالئمة من ولده أرحم عبادي و إمائي‪،‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -9‬علل الشرائع‪.1 /131 :‬‬
‫‪ -10‬المالي‪.4 /504 :‬‬
‫)‪ (1‬الصافات ‪.99 :37‬‬
‫)‪ (2‬طه ‪.84 :20‬‬
‫)‪ (3‬الذاريات ‪.50 :51‬‬
‫)‪ (4‬المعارج ‪.4 :70‬‬
‫)‪ (5‬النساء ‪.158 :4‬‬
‫)‪ (6‬فاطر ‪.10 :35‬‬
‫)‪ (7‬النجم ‪.9 -8 :53‬‬
‫)‪ (8‬في »ط«‪ :‬فاخشع‪[.....] .‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪489 :‬‬
‫و بالقائم منكم أعمر أرضي بتسبيحي و تهليلي و تقديسي و تكبيري و تحميدي »‪ ،«1‬و به أطهر الرض من‬
‫أعدائي و أورثها أوليائي‪ ،‬و به اجعل كلمة الذين كفروا السفلى و كلمتي العليا‪ ،‬و به احيي عبادي و بلدي بعلمي‬
‫به‪ ،‬و له اظهر الكنوز و الذخائر بمشيئتي‪ ،‬و إياه اظهر على السرار و الضمائر بإرادتي‪ ،‬و أمده بملئكتي‪،‬‬
‫لتؤيده على إنفاذ أمري‪ ،‬و إعلء »‪ «2‬ديني‪ ،‬ذلك وليي حقا‪ ،‬و مهدي عبادي صدقا«‪.‬‬
‫‪ -[11] /6207‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا حمزة بن محمد العلوي )رحمه ال(‪ ،‬قال حدثني علي بن إبراهيم بن هاشم‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن علي بن معبد‪ ،‬عن الحسين بن خالد‪ ،‬عن محمد بن حمزة‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬لي‬
‫علة يجهر في صلة الفجر و صلة المغرب و صلة العشاء الخرة‪ ،‬و سائر الصلوات مثل‪ :‬الظهر و العصر ل‬
‫يجهر فيها؟‬
‫و لي علة صار التسبيح في الركعتين الخيرتين أفضل من القراءة؟‬
‫قال )عليه السلم(‪» :‬لن النبي )صلى ال عليه و آله( لما أسري به إلى السماء‪ ،‬كان أول صلة فرضها ال عليه‬
‫صلة الظهر يوم الجمعة‪ ،‬فأضاف ال عز و جل إليه الملئكة تصلي خلفه‪ ،‬و أمر ال عز و جل نبيه )صلى ال‬
‫عليه و آله( أن يجهر بالقراءة‪ ،‬ليبين لهم فضله‪ ،‬ثم افترض عليه العصر‪ ،‬و لم يضف إليه أحدا من الملئكة‪ ،‬و‬
‫أمره أن يخفي القراءة‪ ،‬لنه لم يكن وراءه أحد‪ ،‬ثم افترض عليه المغرب‪ ،‬ثم أضاف إليه الملئكة‪ ،‬فأمره بالجهار‬
‫و كذلك العشاء الخرة‪ ،‬فلما قرب الفجر افترض ال تعالى عليه الفجر فأمره بالجهار ليبين للناس فضله كما بين‬
‫للملئكة‪ ،‬فلهذه العلة يجهر فيها«‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬لي شيء صار التسبيح في الخيرتين أفضل من القراءة؟‬
‫قال‪» :‬لنه لما كان في الخيرتين ذكر ما يظهر له من عظمة ال عز و جل‪ ،‬فدهش و قال‪ :‬سبحان ال و الحمد ل‬
‫و ل إله إل ال و ال أكبر فلتلك العلة صار التسبيح أفضل من القراءة«‪.‬‬
‫‪ -[12] /6208‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬أخبرني علي بن حاتم‪ ،‬قال‪ :‬حدثني القاسم بن محمد‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا حمدان بن الحسين‪،‬‬
‫عن الحسن بن الوليد‪ ،‬عن الحسين بن إبراهيم‪ ،‬عن محمد بن زياد‪ ،‬عن هشام بن الحكم‪ ،‬عن أبي الحسن موسى‬
‫)عليه السلم( قال‪ :‬قلت له‪ :‬لي علة صار التكبير في الفتتاح سبع تكبيرات أفضل؟ و لي علة يقال في الركوع‪:‬‬
‫سبحان ربي العظيم و بحمده‪ ،‬و يقال في السجود‪ :‬سبحان ربي العلى و بحمده؟‬
‫قال‪» :‬يا هشام‪ ،‬إن ال تبارك و تعالى خلق السماوات سبعا و الرضين‪ ،‬سبعا و الحجب سبعا‪ ،‬فلما أسري بالنبي‬
‫)صلى ال عليه و آله( و كان من ربه كقاب قوسين أو أدنى رفع له حجاب من حجبه‪ ،‬فكبر رسول ال )صلى ال‬
‫عليه و آله( و جعل يقول الكلمات التي تقال في الفتتاح‪ ،‬فلما رفع له الثاني كبر‪ ،‬فلم يزل كذلك حتى بلغ سبع‬
‫حجب و كبر سبع تكبيرات‪ ،‬فلتلك العلة يكبر في الفتتاح في الصلة سبع تكبيرات‪ ،‬فلما ذكر ما رأى من عظمة‬
‫ال ارتعدت فرائصه فابترك على ركبتيه و أخذ يقول‪ :‬سبحان ربي العظيم و بحمده‪ .‬فلما اعتدل من ركوعه قائما‪،‬‬
‫نظر إليه في‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -11‬علل الشرائع‪.1 /322 :‬‬
‫‪ -12‬علل الشرائع‪.4 /332 :‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬و تمجيدي‪.‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬و إعلن‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪490 :‬‬
‫موضع أعلى من ذلك الموضع‪ ،‬خر على وجهه و هو يقول‪ :‬سبحان ربي العلى و بحمده‪ .‬فلما قالها سبع مرات‬
‫سكن ذلك الرعب‪ ،‬فلذلك جرت به السنة«‪.‬‬
‫‪ -[13] /6209‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن علي ما جيلويه‪ ،‬عن عمه محمد بن أبي القاسم‪ ،‬عن محمد بن علي‬
‫الكوفي‪ ،‬عن صباح الحذاء‪ ،‬عن إسحاق بن عمار‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا الحسن موسى بن جعفر )عليه السلم( كيف‬
‫صارت الصلة ركعة و سجدتين‪ ،‬و كيف إذا صارت سجدتين لم تكن ركعتين؟‬
‫فقال‪» :‬إذا سألت عن شيء ففرغ قلبك لتفهم‪ ،‬إن أول صلة صلها رسول ال )صلى ال عليه و آله( إنما صلها‬
‫في السماء بين يدي ال تبارك و تعالى قدام عرشه جل جلله‪ ،‬و ذلك أنه لما أسري به و صار عند عرشه تبارك‬
‫و تعالى‪ ،‬قال‪ :‬يا محمد‪ ،‬ادن من صاد فاغسل مساجدك و طهرها و صل لربك‪ ،‬فدنا رسول ال )صلى ال عليه و‬
‫آله( إلى حيث أمره تبارك و تعالى‪ ،‬فتوضأ و أسبغ وضوءه‪ ،‬ثم استقبل الجبار تبارك و تعالى قائما‪ ،‬فأمره بافتتاح‬
‫الصلة ففعل‪ .‬فقال‪:‬‬
‫ن إلى آخرها ففعل ذلك‪ ،‬ثم أمره أن يقرأ نسبة ربه‬ ‫ب اْلعاَلِمي َ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫حْمُد ِّ‬‫حيِم اْل َ‬
‫ن الّر ِ‬
‫حم ِ‬ ‫ل الّر ْ‬ ‫سِم ا ِّ‬
‫يا محمد‪ ،‬اقرأ‪ِ :‬ب ْ‬
‫صَمُد ثم أمسك عنه القول‪ ،‬فقال رسول ال )صلى ال‬ ‫ل ال ّ‬ ‫حٌد ا ُّ‬
‫ل َأ َ‬ ‫ل ُهَو ا ُّ‬‫حيِم ُق ْ‬‫ن الّر ِ‬
‫حم ِ‬ ‫ل الّر ْ‬ ‫سِم ا ِّ‬ ‫تبارك و تعالى‪ِ :‬ب ْ‬
‫حٌد‪ .‬فأمسك عنه القول فقال‬‫ن َلُه ُكُفوًا َأ َ‬
‫صَمُد فقال‪ :‬قل‪َ :‬لْم َيِلْد َو َلْم ُيوَلْد َو َلمْ َيُك ْ‬ ‫ل ال ّ‬‫حٌد ا ُّ‬‫ل َأ َ‬‫ل ُهَو ا ُّ‬ ‫عليه و آله(‪ُ :‬ق ْ‬
‫رسول ال‪ :‬كذلك ال ربي‪ ،‬كذلك ال ربي‪ .‬فلما قال ذلك‪ ،‬قال‪ :‬اركع‪ -‬يا محمد‪ -‬لربك‪ .‬فركع رسول ال )صلى ال‬
‫عليه و آله( فقال له و هو راكع‪ :‬قل سبحان ربي العظيم و بحمده‪ .‬ففعل ذلك ثلثا‪ .‬ثم قال‪:‬‬
‫ارفع رأسك يا محمد‪ .‬ففعل ذلك رسول ال )صلى ال عليه و آله( فقام منتصبا بين يدي ال عز و جل‪ .‬فقال‪ :‬اسجد‬
‫لربك يا محمد‪ .‬فخر رسول ال )صلى ال عليه و آله( ساجدا‪ ،‬فقال‪ :‬قل سبحان ربي العلى و بحمده‪ .‬ففعل ذلك‬
‫رسول ال )صلى ال عليه و آله( فقال له‪ :‬استو جالسا‪ ،‬يا محمد‪ .‬ففعل‪ ،‬فلما استوى جالسا ذكر جلل ربه جل‬
‫جلله‪ ،‬فخر رسول ال )صلى ال عليه و آله( ساجدا من تلقاء نفسه ل لمر أمره ربه عز و جل‪ ،‬فسبح أيضا‬
‫ثلثا‪ ،‬فقال‪ :‬انتصب قائما‪ ،‬ففعل‪ ،‬فلم ير ما كان رأى من عظمة ربه جل جلله‪ ،‬فقال له‪ :‬اقرأ‪ -‬يا محمد‪ -‬و افعل‬
‫كما فعلت في الركعة الولى‪ .‬ففعل ذلك رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬ثم سجد سجدة واحدة‪ ،‬فلما رفع رأسه‬
‫ذكر جللة ربه تبارك و تعالى الثانية‪ ،‬فخر رسول ال )صلى ال عليه و آله( ساجدا من تلقاء نفسه ل لمر أمره‬
‫ربه عز و جل فسبح أيضا‪ ،‬ثم قال له‪ :‬ارفع رأسك ثبتك ال و اشهد أن ل إله إل ال‪ ،‬و أن محمدا رسول ال‪ ،‬و أن‬
‫الساعة آتية ل ريب فيها‪ ،‬و أن ال يبعث من في القبور‪ ،‬اللهم صل على محمد و آل محمد و أرحم محمدا و آل‬
‫محمد‪ ،‬كما صليت و باركت و ترحمت و مننت على إبراهيم و آل إبراهيم‪ ،‬إنك حميد مجيد‪ ،‬اللهم تقبل شفاعته في‬
‫أمته و ارفع درجته‪ .‬ففعل‪ ،‬فقال‪ :‬سلم يا محمد‪ .‬و استقبل رسول ال )صلى ال عليه و آله( ربه تبارك و تعالى و‬
‫تقدس وجهه‪ ،‬مطرقا‪ ،‬فقال‪ :‬السلم عليك‪ .‬فأجابه الجبار جل جلله فقال‪:‬‬
‫و عليك السلم‪ -‬يا محمد‪ -‬بنعمتي قويت على طاعتي‪ ،‬و برحمتي »‪ «1‬إياك اتخذتك نبيا و حبيبا«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -13‬علل الشرائع‪.1 /334 :‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬و بعصمتي‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪491 :‬‬
‫ثم قال أبو الحسن )عليه السلم(‪» :‬و إنما كانت الصلة التي امر بها ركعتين و سجدتين‪ ،‬و هو )صلى ال عليه و‬
‫آله( إنما سجد سجدتين في كل ركعة عما أخبرتك من تذكرة لعظمة ربه تبارك و تعالى‪ ،‬فجعله ال عز و جل‬
‫فرضا«‪.‬‬
‫قلت‪ -:‬جعلت فداك‪ -‬و ما صاد الذي أمره أن يغتسل منه؟‬
‫ن ِذي‬‫فقال‪» :‬عين تنفجر من ركن من أركان العرش‪ ،‬يقال له‪ :‬ماء الحياة‪ ،‬و هو ما قال ال عز و جل‪ :‬ص َو اْلُقْرآ ِ‬
‫الّذْكِر »‪ «1‬إنما أمره أن يتوضأ و يقرأ و يصلي«‪.‬‬
‫‪ -[14] /6210‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب‪ ،‬و علي بن عبد ال الوراق و‬
‫أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني )رضي ال عنه(‪ ،‬قالوا‪ :‬حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن يحيى بن‬
‫أبي عمران و صالح بن السندي‪ ،‬عن يونس بن عبد الرحمن‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي الحسن موسى بن جعفر )عليهما‬
‫السلم(‪ :‬لي علة عرج ال بنبيه )صلى ال عليه و آله( إلى السماء‪ ،‬و منها إلى سدرة المنتهى‪ ،‬و منها إلى حجب‬
‫النور و خاطبه و ناجاه هناك‪ ،‬و ال ل يوصف بمكان؟‬
‫فقال )عليه السلم(‪» :‬إن ال ل يوصف بمكان‪ ،‬و ل يجري عليه زمان‪ ،‬و لكنه عز و جل أراد أن يشرف به‬
‫ملئكته و سكان سماواته‪ ،‬و يكرمهم بمشاهدته‪ ،‬و يريه من عجائب عظمته ما يخبر به بعد هبوطه‪ ،‬و ليس ذلك‬
‫على ما يقوله المشبهون‪ ،‬سبحانه و تعالى عما يصفون«‪.‬‬
‫‪ -[15] /6211‬العياشي‪ :‬عن عبد ال بن عطاء‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬إن جبرئيل )عليه السلم(‬
‫أتى بالبراق إلى النبي )صلى ال عليه و آله( و كان أصغر من البغل و أكبر من الحمار‪ ،‬مضطرب الذنين‪ ،‬عيناه‬
‫في حوافره‪ ،‬خطوته مد البصر«‪.‬‬
‫‪ -[16] /6212‬عن هشام بن سالم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬لما أسري بالنبي )صلى ال عليه و آله(‬
‫أتي بالبراق و معها جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل‪ ،‬قال‪ :‬فأمسك له واحد بالركاب‪ ،‬و أمسك الخر باللجام‪ ،‬و سوى‬
‫عليه الخر ثيابه‪ ،‬فلما ركبها تضعضعت‪ ،‬فلطمها جبرئيل )عليه السلم( و قال لها‪ :‬قري يا براق‪ ،‬فما ركبك أحد‬
‫قبله مثله‪ ،‬و ل يركبك أحد بعده مثله‪ ،‬إل أنه تضعضعت عليه«‪.‬‬
‫‪ -[17] /6213‬و في رواية اخرى‪ :‬عن هشام‪ ،‬عنه )عليه السلم( قال‪» :‬لما أسري برسول ال )صلى ال عليه و‬
‫آله( حضرت الصلة‪ ،‬فأذن جبرئيل و أقام للصلة‪ ،‬فقال‪ :‬يا محمد‪ ،‬تقدم‪ .‬فقال له رسول ال )صلى ال عليه و‬
‫آله(‪ :‬تقدم يا جبرئيل‪.‬‬
‫فقال له‪ :‬إنا ل نتقدم الدميين منذ أمرنا بالسجود لدم«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -14‬علل الشرائع‪.2 /132 :‬‬
‫‪ -15‬تفسير العّياشي ‪.3 /276 :2‬‬
‫‪ -16‬تفسير العّياشي ‪.4 /276 :2‬‬
‫‪ -17‬تفسير العّياشي ‪.5 /277 :2‬‬
‫)‪ (1‬سورة ص ‪.1 :38‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪492 :‬‬
‫‪ -[1/6214‬عن هارون بن خارجة‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬يا هارون‪ ،‬كم بين منزلك و بين‬
‫المسجد العظم؟«‪ .‬قلت‪ :‬قريب‪ .‬قال‪» :‬يكون ميل؟«‪ .‬فقلت‪ :‬لكنه أقرب فقال‪» :‬فما تشهد الصلة كلها فيه؟«‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬ل و ال‪ -‬جعلت فداك‪ -‬ربما شغلت »‪ «1‬فقال لي‪» :‬أما إني لو كنت بحضرته ما فاتني فيه صلة«‪ .‬قال‪ :‬ثم‬
‫قال هكذا بيده‪» :‬ما من ملك مقرب و ل نبي مرسل‪ ،‬و ل عبد صالح إل و قد صلى في مسجد كوفان‪ ،‬حتى محمد‬
‫)صلى ال عليه و آله( ليلة أسري به أمره به جبرئيل‪ ،‬فقال‪ :‬يا محمد‪ ،‬هذا مسجد كوفان‪ ،‬فقال‪ :‬استأذن لي حتى‬
‫اصلي فيه ركعتين‪ ،‬فاستأذن له فهبط به و صلى فيه ركعتين‪.‬‬
‫ثم قال‪ :‬أما علمت أن عن يمينه روضة من رياض الجنة‪ ،‬و عن يساره روضة من رياض الجنة‪ ،‬أما علمت أن‬
‫الصلة المكتوبة فيه تعدل ألف صلة في غيره‪ ،‬و النافلة خمسمائة صلة‪ ،‬و الجلوس »‪ «2‬فيه من غير قراءة‬
‫القرآن عبادة«‪ .‬قال‪ :‬ثم قال هكذا بإصبعه فحركها‪» :‬ما بعد المسجدين أفضل من مسجد كوفان« »‪.«3‬‬
‫‪ -[19] /6215‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪» :‬إن جبرئيل احتمل رسول ال‬
‫)صلى ال عليه و آله( حتى انتهى به إلى مكان من السماء‪ ،‬ثم تركه و قال له‪ :‬ما وطئ شيء قط مكانك«‪.‬‬
‫‪ -[20] /6216‬عن ابن بكير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( لما أسري برسول ال )صلى ال عليه و آله( إلى‬
‫السماء الدنيا لم يمر بأحد من الملئكة إل استبشر به‪ ،‬إل مالك خازن جهنم‪ ،‬فقال لجبرئيل‪ :‬يا جبرئيل‪ ،‬ما مررت‬
‫بملك من الملئكة إل استبشر بي إل هذا الملك‪ ،‬فمن هذا؟ قال‪ :‬هذا مالك خازن جهنم‪ ،‬و هكذا جعله ال‪«.‬‬
‫قال‪» :‬فقال له النبي )صلى ال عليه و آله(‪ :‬يا جبرئيل‪ ،‬سله أن يرينيها! فقال جبرئيل‪ :‬يا مالك‪ ،‬هذا محمد رسول‬
‫ال‪ ،‬و قد شكا إلي و قال‪ :‬ما مررت بأحد من الملئكة إل استبشر بي و سلم علي إل هذا‪ .‬فأخبرته أن ال تعالى‬
‫هكذا جعله‪ ،‬و قد سألني أن أسألك أن تريه جهنم«‪ .‬قال‪» :‬فكشف له عن طبق من أطباقها‪ ،‬فما رؤي رسول ال‬
‫)صلى ال عليه و آله( ضاحكا حتى قبض )صلى ال عليه و آله(«‪.‬‬
‫‪ -[21] /6217‬عن حفص بن البختري‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬لما أسري برسول ال )صلى ال‬
‫عليه و آله( حضرت الصلة فأذن جبرئيل )عليه السلم(‪ ،‬فلما قال‪ :‬ال أكبر‪ ،‬ال أكبر‪ .‬قالت الملئكة‪ :‬ال أكبر‪،‬‬
‫ال أكبر‪ .‬فلما قال‪:‬‬
‫أشهد أن ل إله إل ال قالت الملئكة‪ :‬خلع النداد‪ .‬فلما قال‪ :‬أشهد أن محمدا رسول ال قالت‪ :‬نبي بعث‪ .‬فلما قال‪:‬‬
‫حي على الصلة قالت‪ :‬حث على عبادة ربه‪ .‬فلما قال‪ :‬حي على الفلح قالت‪ :‬أفلح من تبعه«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -18‬تفسير العّياشي ‪.6 /277 :2‬‬
‫‪ -19‬تفسير العّياشي ‪.7 /277 :2‬‬
‫‪ --20‬تفسير العّياشي ‪[.....] .8 /277 :2‬‬
‫‪ -21‬تفسير العّياشي ‪.9 /278 :2‬‬
‫)‪ (1‬في »ط«‪ :‬ربما ثقلت‪.‬‬
‫)‪ (2‬في »س«‪ :‬و الحاضر‪.‬‬
‫)‪ (3‬في »ط«‪ :‬من الكوفة‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪493 :‬‬

‫‪ -[22] /6218‬عن هشام بن الحكم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬لما أخبرهم أنه أسري به‪ ،‬قال بعضهم‬
‫لبعض‪ :‬قد ظفرتم به فاسألوه عن أيلة »‪ -«1‬قال‪ -‬فسألوه عنها‪ -‬قال‪ -‬فأطرق و مكث »‪ ،«2‬فأتاه جبرئيل )عليه‬
‫السلم(‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫يا رسول ال‪ ،‬ارفع رأسك فإن ال قد رفع إليك أيلة‪ ،‬و قد أمر ال كل منخفض من الرض فارتفع‪ ،‬و كل مرتفع‬
‫فانخفض‪ .‬فرفع رأسه فإذا أيلة قد رفعت له‪ ،‬فجعلوا يسألونه‪ ،‬و يخبرهم و هو ينظر إليها‪ ،‬ثم قال‪ :‬إن علمة ذلك‬
‫عير لبي سفيان تحمل برا يقدمها جمل أحمر مجمع »‪ ،«3‬تدخل غدا مع الشمس‪ ،‬فأرسلوا الرسل‪ ،‬و قالوا لهم‪:‬‬
‫حيث ما لقيتم العير فاحبسوها‪ ،‬ليكذبوا بذلك قوله‪ -‬قال‪ -‬فضرب ال وجوه البل فأقرت »‪ «4‬على الساحل‪ ،‬و‬
‫أصبح الناس فأشرفوا«‪ .‬فقال أبو عبد ال‪» :‬فما رؤيت مكة أكثر مشرفا و ل مشرفة منها يومئذ‪ ،‬لينظروا ما قال‬
‫رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬فأقبلت البل ]من[ ناحية الساحل‪ ،‬فكان يقول القائل‪ :‬البل الشمس‪ ،‬الشمس‬
‫البل‪ -‬قال‪ -‬فطلعتا جميعا«‪.‬‬
‫‪ -[23] /6219‬عن هشام بن الحكم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬إن رسول ال )صلى ال عليه و آله(‬
‫صلى العشاء الخرة و صلى الفجر في الليلة التي أسري به فيها بمكة«‪.‬‬
‫‪ -[24] /6220‬عن زرارة و حمران بن أعين و محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬حدث أبو‬
‫سعيد الخدري أن رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬قال‪ :‬إن جبرئيل أتاني ليلة أسري بي و حين رجعت‪ ،‬فقلت‪ :‬يا‬
‫جبرئيل‪ ،‬هل لك من حاجة؟ فقال‪ :‬حاجتي أن تقرأ على خديجة من ال و مني السلم‪ .‬و حدثنا عند »‪ «5‬ذلك أنها‬
‫قالت حين لقيها نبي ال )صلى ال عليه و آله( فقال لها بالذي قال جبرئيل‪ ،‬قالت‪ :‬إن ال هو السلم‪ ،‬و منه السلم‪،‬‬
‫و إليه السلم‪ ،‬و على جبرئيل السلم«‪.‬‬
‫‪ -[25] /6221‬عن سالم »‪ «6‬الحناط‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سألته عن المساجد التي لها‬
‫الفضل‪ ،‬فقال‪» :‬المسجد الحرام‪ ،‬و مسجد الرسول«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬و المسجد القصى‪ ،‬جعلت فداك؟ فقال‪» :‬ذاك في السماء‪ ،‬إليه أسري برسول ال )صلى ال عليه و آله(«‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬إن الناس يقولون‪ :‬إنه بيت المقدس؟ فقال‪» :‬مسجد الكوفة أفضل منه«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -22‬تفسير العّياشي ‪.10 /378 :2‬‬
‫‪ -23‬تفسير العّياشي ‪.11 /279 :2‬‬
‫‪ -24‬تفسير العّياشي ‪.12 /279 :2‬‬
‫‪ -25‬تفسير العّياشي ‪.13 /279 :2‬‬
‫)‪ (1‬أيلة‪ :‬بالفتح‪ ،‬مدينة على ساحل بحر القلزم مّما يلي الشام‪» .‬معجم البلدان ‪.«292 :1‬‬
‫)‪ (2‬في »ط«‪ :‬و سكت‪.‬‬
‫)‪ (3‬رجل مجمع‪ :‬بلغ أشّده‪» .‬أقرب الموارد‪ -‬جمع‪.«138 :1 -‬‬
‫)‪ (4‬في المصدر‪ :‬فأقربت‪.‬‬
‫)‪ (5‬في »ط«‪ :‬عن‪.‬‬
‫لم‪[.....] .‬‬
‫)‪ (6‬في المصدر‪ :‬س ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪494 :‬‬
‫‪ -[26] /6222‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪» :‬لما أسري بالنبي )صلى ال‬
‫عليه و آله( فانتهى إلى موضع‪ ،‬قال له جبرئيل‪ :‬قف‪ ،‬إن ربك يصلي«‪.‬‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬و ما كان صلته؟ فقال‪» :‬كان يقول‪ :‬سبوح قدوس رب الملئكة و الروح‪ ،‬سبقت رحمتي‬
‫غضبي«‪.‬‬
‫‪ -[27] /6223‬عن أبي بصير‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪» :‬إن رسول ال )صلى ال عليه و‬
‫آله( لما أسري به رفعه جبرئيل بإصبعيه‪ ،‬و وضعهما في ظهره حتى وجد بردهما »‪ «1‬في صدره‪ ،‬فكان رسول‬
‫ال )صلى ال عليه و آله( دخله شيء‪ ،‬فقال‪ :‬يا جبرئيل‪ ،‬أفي هذا الموضع؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬إن هذا الموضع لم يطأه أحد‬
‫قبلك و ل يطأه أحد بعدك«‪.‬‬
‫قال‪» :‬و فتح ال له من العظمة مثل مسام البرة‪ ،‬فرأى من العظمة ما شاء ال‪ ،‬فقال له جبرئيل‪ :‬قف يا محمد« و‬
‫ذكر مثل الحديث الول سواء‪.‬‬
‫‪ -[28] /6224‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن أبي نصر‪ ،‬عن حماد ابن‬
‫عثمان‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬لما عرج برسول ال )صلى ال عليه و آله( انتهى‬
‫به جبرئيل إلى مكان فخلى عنه‪ .‬فقال له‪ :‬يا جبرئيل‪ ،‬أ تخليني على هذه الحال؟! فقال‪ :‬أمضه‪ ،‬فو ال‪ ،‬لقد وطئت‬
‫مكانا ما وطئه بشر و ما مشى فيه بشر قبلك«‪.‬‬
‫‪ -[29] /6225‬و عنه‪ :‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن القاسم بن محمد‬
‫الجوهري‪ ،‬عن علي بن أبي حمزة‪ ،‬قال سأل أبو بصير أبا عبد ال )عليه السلم( و أنا حاضر‪ ،‬فقال‪ :‬جعلت فداك‪،‬‬
‫كم عرج برسول ال )صلى ال عليه و آله(؟ فقال‪» :‬مرتين‪ ،‬فأوقفه جبرئيل )عليه السلم( موقفا فقال له‪ :‬مكانك‪-‬‬
‫يا محمد‪ -‬فلقد وقفت موقفا ما وقفه ملك قط و ل نبي‪ ،‬إن ربك يصلي‪ .‬فقال‪ :‬يا جبرئيل‪ ،‬و كيف يصلي؟ قال‪ :‬يقول‪:‬‬
‫سبوح قدوس أنا رب الملئكة و الروح‪ ،‬سبقت رحمتي غضبي‪ .‬فقال‪ :‬اللهم عفوك عفوك‪ -‬قال‪ -‬و كان كما قال‬
‫ن َأْو َأْدنى »‪.««2‬‬
‫سْي ِ‬
‫ب َقْو َ‬
‫ال‪ :‬قا َ‬
‫فقال له أبو بصير‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬و ما قاب قوسين أو أدنى؟ قال‪» :‬ما بين سيتها »‪ «3‬إلى رأسها‪ ،‬فقال‪ :‬كان بينهما‬
‫حجاب يتلل‪ -‬و ل أعلمه إل و قد قال‪ :‬زبرجد‪ -‬فنظر في مثل سم البرة إلى ما شاء ال من نور العظمة‪ ،‬فقال ال‬
‫تبارك و تعالى‪ :‬يا محمد‪ ،‬قال‪ :‬لبيك ربي‪ .‬قال‪ :‬من لمتك من بعدك؟ قال‪ :‬ال أعلم‪ .‬قال‪ :‬علي بن أبي طالب أمير‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -26‬تفسير العّياشي ‪.14 /280 :2‬‬
‫‪ -27‬تفسير العّياشي ‪.15 /280 :2‬‬
‫‪ -28‬الكافي ‪.12 /367 :1‬‬
‫‪ --29‬الكافي ‪.13 /367 :1‬‬
‫)‪ (1‬في »ط« و المصدر‪ :‬بإصبعه وضعها في ظهره حّتى وجد بردها‪.‬‬
‫)‪ (2‬النجم ‪.9 :53‬‬
‫)‪ (3‬سية القوس‪ :‬ما عطف من طرفيها‪» .‬انظر لسان العرب‪ -‬سوا‪.«417 :14 -‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪495 :‬‬
‫المؤمنين‪ ،‬و سيد المسلمين‪ ،‬و قائد العز المحجلين«‪.‬‬
‫قال‪ :‬ثم قال أبو عبد ال )عليه السلم( لبي بصير‪» :‬يا أبا محمد‪ ،‬و ال ما جاءت ولية علي )عليه السلم( من‬
‫الرض‪ ،‬و لكن جاءت من السماء«‪.‬‬
‫‪ -[30] /6226‬الخصيبي في )هدايته(‪ :‬بإسناده عن الصادق )عليه السلم( أنه قال‪» :‬لما أسري برسول ال )صلى‬
‫ال عليه و آله(‪ ،‬رأى في طريق الشام عيرا لقريش بمكان‪ ،‬فقال لقريش حين أصبح‪ :‬يا معشر قريش‪ ،‬إن ال‬
‫تبارك و تعالى قد أسرى بي في هذه الليلة من المسجد الحرام إلى المسجد القصى‪ -‬يعني بيت المقدس‪ -‬حتى‬
‫ركبت على البراق‪ ،‬و قد أتاني به جبرئيل )عليه السلم(‪ ،‬و هو دابة أكبر من الحمار و أصغر من البغل و‬
‫خطوتها مد البصر‪ ،‬فلما صرت عليه صعدت إلى السماء و صليت بالنبيين أجمعين‪ ،‬و الملئكة كلهم و رأيت‬
‫الجنة و ما فيها‪ ،‬و النار و ما فيها‪ ،‬و اطلعت على الملك كله‪.‬‬
‫فقالوا‪ :‬يا محمد‪ ،‬كذب بعد كذب يأتينا منك مرة بعد مرة‪ ،‬لئن لم تنته عما تقول و تدعي لنقتلنك شر قتلة‪ ،‬تريد أن‬
‫تأفكنا عن آلهتنا‪ ،‬و تصدنا عما كان يعبد آباؤنا الشم »‪ «1‬الغطاريف »‪«2‬؟‬
‫فقال‪ :‬يا قوم‪ ،‬إنما أتيتكم بالخير‪ ،‬إن قبلتموه‪ ،‬فإن لم تقبلوه فارجعوا‪ ،‬و تربصوا بي‪ ،‬إني متربص بكم‪ ،‬و إني‬
‫لرجوا أن أرى فيكم ما آمله من ال‪ ،‬فسوف تعلمون‪.‬‬
‫فقال له أبو سفيان‪ :‬يا محمد‪ ،‬إن كنت صادقا فيما تقول‪ ،‬فإنا قد دخلنا الشام و مررنا على طريق الشام‪ ،‬فخبرنا عن‬
‫طريق الشام و ما رأيت فيه‪ ،‬و نحن نعلم أنك لم تدخل الشام‪ ،‬فإن أنت أعطيتنا علمته علمنا أنك نبي و رسول‪.‬‬
‫فقال‪ :‬و ال لخبرنكم بما رأت عيناي الساعة‪ ،‬رأيت عيرا لك يا أبا سفيان‪ ،‬و هي ثلثة و عشرون جمل يقدمها‬
‫جمل أرمك »‪ ،«3‬عليه عباءتان قطوانيتان »‪ ،«4‬و فيهما غلمان لك‪ :‬أحدهما صبيح‪ ،‬و الخر رياح‪ ،‬في موضع‬
‫كذا و كذا‪ ،‬و رأيت لك يا هشام بن المغيرة عيرا في موضع كذا و كذا‪ ،‬و هي ثلثون بعيرا يقدمها جمل أحمر‪،‬‬
‫فيها ثلثة مما ليك‪ :‬أحدهم ميسرة‪ ،‬و الخر سالم و الثالث يزيد‪ ،‬و قد وقع لهم بعير‪ ،‬و يأتونكم يوم كذا و كذا في‬
‫ساعة كذا و كذا‪ ،‬و وصف لهم جميع ما رأوه في بيت المقدس‪.‬‬
‫قال أبو سفيان‪ :‬أما في بيت المقدس فقد وصفت لنا إياه‪ ،‬و أما العير فقد ادعيت أمرا‪ ،‬فإن لم يوافق قولك‪ ،‬علمنا‬
‫أنك كذاب‪ ،‬و أن ما تدعيه الباطل‪.‬‬
‫فلما كان ذلك اليوم الذي أخبرهم أن العير تأتيهم فيه‪ ،‬خرج أبو سفيان و هشام بن المغيرة حتى لقيا العير و قد‬
‫أقبلت في الوقت الذي وعده النبي )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬فسأل غلمانهم عن جميع ما كانوا فيه‪ ،‬فأخبروهم مثل ما‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -30‬الهداية الكبرى‪.12 /57 :‬‬
‫شّم‪ :‬جمع أشم‪ ،‬و هو السّيد ذو النفة الشريف النفس‪» .‬تاج العروس‪ -‬شمم‪.«360 :8 -‬‬ ‫)‪ (1‬ال ّ‬
‫ي و الكثير الخير‪» .‬لسان العرب‪ -‬غطرف‪.«269 :9 -‬‬ ‫)‪ (2‬الغطريف‪ :‬السيد الشريف السخ ّ‬
‫)‪ (3‬الجمل الرمك‪ :‬هو الذي فى لونه كدورة‪» .‬لسان العرب‪ -‬رمك‪«434 :10 -‬‬
‫)‪ (4‬القطوانّية‪ :‬عباءة بيضاء قصيرة الخمل‪» .‬النهاية ‪.«85 :4‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪496 :‬‬
‫أخبرهم به النبي )صلى ال عليه و آله(‪.‬‬
‫فلما أقبل قال لهما‪ :‬ما صنعتما؟ فقال جميعا‪ :‬لقد رأينا جميع ما قلت‪ ،‬و ما يعلم أحد السحر إل إياك‪ ،‬و إن لك‬
‫شيطانا عالما يخبرك بجميع ذلك‪ ،‬و ال لو رأينا ملئكة من السماء تنزل عليك ما صدقناك و ل قلنا إنك رسول ال‬
‫و ل آمنا بما تقول‪ ،‬فهو علينا سواء‪ ،‬أو عظت أم لم تكن من الواعظين«‪.‬‬
‫‪ -[31] /6227‬العياشي‪ :‬عن عبد الصمد بن بشير‪ ،‬قال‪ :‬ذكر عند أبي عبد ال )عليه السلم( بدء الذان‪ ،‬فقيل‪ :‬إن‬
‫رجل من النصار رأى في منامه الذان فقصه على رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و أمره رسول ال )صلى‬
‫ال عليه و آله( أن يعلمه بلل‪ .‬فقال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬كذبوا‪ ،‬إن رسول ال )صلى ال عليه و آله( كان‬
‫نائما في ظل الكعبة فأتاه جبرئيل )عليه السلم( و معه طاس فيه ماء من الجنة‪ ،‬فأيقظه و أمره أن يغتسل به‪ ،‬ثم‬
‫وضع في محمل له ألف ألف لون من نور‪ ،‬ثم صعد به حتى انتهى إلى أبواب السماء« الحديث‪.‬‬
‫‪ -[32] /6228‬عن عبد الصمد بن بشير‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬يقول‪» :‬جاء جبرئيل رسول ال‬
‫)صلى ال عليه و آله( و هو بالبطح بالبراق‪ ،‬أصغر من البغل و أكبر من الحمار‪ ،‬عليه ألف ألف محفة«‬
‫من نور‪ ،‬فشمس »‪ «2‬البراق حين أدناه منه ليركبه‪ ،‬فلطمه جبرئيل )عليه السلم( لطمة عرق البراق منها‪ ،‬ثم‬
‫قال‪ :‬اسكن‪ ،‬فإنه محمد‪ ،‬ثم زف »‪ «3‬به من بيت المقدس إلى السماء« الحديث‪.‬‬
‫ن ُتْبُدوا ما ِفي‬
‫ض َو ِإ ْ‬
‫لْر ِ‬‫ت َو ما ِفي ا َْ‬
‫سماوا ِ‬
‫ل ما ِفي ال ّ‬
‫و هذا الحديث و سابقه قد تقدما بطولهما عند قوله تعالى‪ِّ :‬‬
‫ل من آخر سورة البقرة »‪.«4‬‬ ‫سْبُكْم ِبِه ا ُّ‬
‫خُفوُه ُيحا ِ‬
‫سُكْم َأْو ُت ْ‬
‫َأْنُف ِ‬
‫‪ -[33] /6229‬الطبرسي في )الحتجاج(‪ :‬عن موسى بن جعفر )عليهما السلم( عن أبيه‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن الحسين‬
‫بن علي‪ ،‬عن أبيه علي بن أبي طالب )عليهم السلم( ]في احتجاجه على[ يهودي يخبره عما اوتي النبياء من‬
‫الفضائل‪ ،‬و يأتيه أمير المؤمنين )عليه السلم( بما أوتي رسول ال )صلى ال عليه و آله( بما هو أفضل مما اوتي‬
‫النبياء من الفضائل‪ ،‬فكان فيما ذكر له اليهودي أن قال له‪ :‬فإن هذا سليمان بن داود قد سخرت له الرياح فسارت‬
‫به في بلده غدوها شهر و رواحها شهر‪.‬‬
‫فقال له علي )عليه السلم(‪» :‬لقد كان كذلك‪ ،‬و محمد )صلى ال عليه و آله( اعطي ما هو أفضل من هذا‪ ،‬إنه‬
‫أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد القصى مسيرة شهر‪ ،‬و عرج به في ملكوت السماوات مسيرة خمسين‬
‫ألف عام في‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -31‬تفسير العّياشي ‪.530 /157 :1‬‬
‫‪ -32‬تفسير العّياشي ‪[.....] .531 /159 :1‬‬
‫‪ -33‬الحتجاج‪.220 :‬‬
‫)‪ (1‬المحفة‪ :‬مركب من مراكب النساء كالهودج‪» .‬مجمع البحرين‪ -‬حفف‪.«39 :5 -‬‬
‫ب‪ :‬إذا شردت و جمحت و منعت ظهرها‪» .‬لسان العرب‪ -‬شمس‪.«113 :6 -‬‬ ‫شموس من الدوا ّ‬ ‫)‪ (2‬ال ّ‬
‫ف‪ :‬أسرع‪» .‬لسان العرب‪ -‬زفف‪.«136 :9 -‬‬ ‫)‪ (3‬ز ّ‬
‫)‪ (4‬تقّدما في الحديثين )‪ 8‬و ‪ (9‬من تفسير اليات )‪ (286 -284‬من سورة البقرة‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪497 :‬‬
‫أقل من ثلث ليلة حتى انتهى إلى ساق العرش« الحديث‬
‫ض الية »‪.«1‬‬
‫لْر ِ‬ ‫ت َو ما ِفي ا َْ‬
‫سماوا ِ‬
‫ل ما ِفي ال ّ‬
‫‪ ،‬و قد تقدم بطوله في قوله تعالى‪ِّ :‬‬
‫‪ -[34] /6230‬علي بن إبراهيم‪ :‬بإسناده عن أبي برزة السلمي‪ ،‬قال‪ :‬سمعت رسول ال )صلى ال عليه و آله(‬
‫يقول لعلي بن أبي طالب )عليه السلم(‪» :‬يا علي‪ ،‬إن ال تعالى أشهدك معي في سبعة مواطن‪.‬‬
‫أما أول ذلك‪ :‬فليلة أسري بي إلى السماء‪ ،‬قال لي جبرئيل‪ :‬أين أخوك؟ فقلت‪ :‬خلفته ورائي قال‪ :‬ادع ال فليأتك به‪،‬‬
‫فدعوت ال فإذا مثالك معي‪ ،‬و إذا الملئكة وقوف صفوف‪ ،‬فقلت‪ :‬يا جبرئيل‪ ،‬من هؤلء؟ قال‪ :‬هم الذين يباهيهم‬
‫ال بك يوم القيامة‪ ،‬فدنوت فنطقت بما كان و بما يكون إلى يوم القيامة‪.‬‬
‫و الثاني‪ :‬حين أسري بي في المرة الثانية فقال لي جبرئيل‪ :‬أين أخوك؟ قلت‪ :‬خلفته ورائي‪ ،‬قال‪ :‬ادع ال فليأتك به‬
‫فدعوت ال فإذا مثالك معي‪ ،‬فكشط »‪ «2‬لي عن سبع سماوات حتى رأيت سكانها و عمارها و موضع كل ملك‬
‫منها‪.‬‬
‫و الثالث‪ :‬حين بعثت إلى الجن‪ ،‬فقال لي جبرئيل‪ :‬أين أخوك؟ قلت‪ :‬خلفته ورائي‪ ،‬فقال‪ :‬ادع ال فليأتك به فدعوت‬
‫ال فإذا أنت معي‪ ،‬فما قلت لهم شيئا و ل ردوا علي شيئا إل سمعته‪.‬‬
‫و الرابع‪ :‬خصصنا بليلة القدر‪ ،‬و أنت معي فيها‪ ،‬و ليست لحد غيرنا‪.‬‬
‫و الخامس‪ :‬دعوت ال فيك فأعطاني فيك كل شيء إل النبوة‪ ،‬فإنه قال‪ :‬خصصتك‪ -‬يا محمد‪ -‬بها و ختمتها بك‪.‬‬
‫و أما السادس‪ :‬لما أسري بي إلى السماء جمع ال لي النبيين‪ ،‬و صليت بهم و مثالك خلفي‪.‬‬
‫و السابع‪ :‬هلك الحزاب بأيدينا«‪.‬‬
‫و رواه محمد بن الحسن الصفار في )بصائر الدرجات( عن أبي داود السبيعي »‪ ،«3‬عن بريدة السلمي »‪.«4‬‬

‫‪ -[35] /6231‬الشيخ في )مجالسه(‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو القاسم جعفر بن محمد‬
‫بن عبد ال الموسوي في داره بمكة بعشرين »‪ «5‬و ثلثمائة‪ ،‬قال‪ :‬حدثني مؤدبي عبيد ال بن أحمد بن نهيك‬
‫الكوفي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن زياد بن أبي عمير‪ ،‬قال‪ :‬حدثني علي بن رئاب‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال‬

‫__________________________________________________‬
‫‪ -34‬تفسير القّمي ‪.335 :2‬‬

‫‪ -35‬المالي ‪.255 :2‬‬

‫)‪ (1‬تقّدم في الحديث )‪ (1‬من تفسير اليات )‪ (286 -284‬من سورة البقرة‪.‬‬

‫)‪ (2‬الكشط‪ :‬القلع و الكشف‪» .‬لسان العرب‪ -‬كشط‪.«387 :7 -‬‬

‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬السبعي‪ ،‬تصحيف صحيحه ما أثبتناه‪ ،‬و هو نفيع بن الحارث‪ ،‬أبو داود العمى الهمداني‬
‫سبيعي الكوفي‪ ،‬روى عن بريدة السلمي و أبي برزة السلمي‪ .‬تهذيب الكمال ‪.6466 /10 :30‬‬ ‫ال ّ‬

‫)‪ (4‬بصائر الدرجات‪.3 /127 :‬‬

‫)‪ (5‬في المصدر‪ :‬بثمان و عشرين‪.‬‬

‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪498 :‬‬


‫جعفر بن محمد‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن علي )عليهم السلم( قال‪ :‬قال لي رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪» :‬يا علي‪ ،‬إنه‬
‫لما أسري بي إلى السماء تلقاني الملئكة بالبشارات في كل سماء حتى لقيني جبرئيل )عليه السلم( في محفل من‬
‫الملئكة‪ ،‬قال‪ :‬يا محمد‪ ،‬لو اجتمعت أمتك على حب علي‪ ،‬ما خلق ال عز و جل النار‪.‬‬
‫يا علي‪ ،‬إن ال تعالى أشهدك معي في سبعة مواطن حتى أنست بك‪.‬‬
‫أما أول ذلك‪ :‬فليلة أسري بي إلى السماء‪ ،‬قال لي جبرئيل )عليه السلم(‪ :‬أين أخوك يا محمد؟ فقلت‪ :‬خلفته ورائي‪،‬‬
‫فقال‪ :‬ادع ال عز و جل فليأتك به فدعوت ال عز و جل فإذا مثالك معي‪ ،‬و إذا الملئكة وقوف صفوف‪ ،‬فقلت‪ :‬يا‬
‫جبرئيل‪ ،‬من هؤلء؟ فقال‪ :‬هؤلء الذين يباهيهم ال عز و جل بك يوم القيامة‪ ،‬فدنوت فنطقت بما كان و بما يكون‬
‫إلى يوم القيامة‪.‬‬
‫و الثاني‪ :‬حين أسري بي إلى ذي العرش عز و جل‪ ،‬قال جبرئيل‪ :‬أين أخوك يا محمد؟ فقلت‪ :‬خلفته ورائي‪.‬‬
‫فقال‪ :‬ادع ال عز و جل فليأتك به فدعوت ال عز و جل فإذا مثالك معي‪ ،‬و كشط لي عن سبع سماوات حتى‬
‫رأيت سكانها و عمارها و موضع كل ملك منها‪.‬‬
‫و الثالثة‪ :‬حين بعثت إلى الجن‪ ،‬فقال لي جبرئيل )عليه السلم(‪ :‬أين أخوك؟ فقلت‪ :‬خلفته ورائي‪ .‬فقال‪ :‬ادع ال عز‬
‫و جل فليأتك به فدعوت ال عز و جل فإذا أنت معي‪ ،‬فما قلت لهم شيئا و ل ردوا علي شيئا إل سمعته و وعيته‪.‬‬
‫و الرابعة‪ :‬خصصنا بليلة القدر‪ ،‬و أنت معي فيها‪ ،‬و ليست لحد غيرنا‪.‬‬
‫و الخامسة‪ :‬ناجيت ال عز و جل و مثالك معي‪ ،‬فسألت فيك خصال أجابني إليها إل النبوة‪ ،‬فإنه قال‪:‬‬
‫خصصتها بك‪ ،‬و ختمتها بك‪.‬‬
‫و السادسة‪ :‬لما طفت بالبيت المعمور كان مثالك معي‪.‬‬
‫و السابعة‪ :‬هلك الحزاب على يدي و أنت معي‪.‬‬
‫يا علي‪ ،‬إن ال أشرف إلى الدنيا فاختارني على رجال العالمين‪ ،‬ثم اطلع الثانية فاختارك على رجال العالمين‪ ،‬ثم‬
‫اطلع الثالثة فاختار فاطمة على نساء العالمين‪ ،‬ثم اطلع الرابعة فاختار الحسن و الحسين و الئمة من ولده على‬
‫رجال العالمين‪.‬‬
‫يا علي‪ ،‬إني رأيت اسمك مقرونا باسمي في أربعة مواطن فأنست بالنظر إليه‪ :‬إني لما بلغت بيت المقدس في‬
‫معارجي إلى السماء وجدت على صخرتها‪ :‬ل إله إل ال‪ ،‬محمد رسول ال أيدته بوزيره و نصرته به‪ .‬فقلت‪ :‬يا‬
‫جبرئيل‪ :‬و من وزيري؟ فقال‪ :‬علي بن أبي طالب )عليه السلم(‪ .‬فلما انتهيت إلى سدرة المنتهى وجدت مكتوبا‬
‫عليها‪ :‬ل إله إل ال‪ ،‬أنا وحدي‪ ،‬و محمد صفوتي من خلقي‪ ،‬أيدته بوزيره و نصرته به‪ .‬فقلت يا جبرئيل و من‬
‫وزيري؟ فقال‪:‬‬
‫علي بن أبي طالب‪ .‬فلما جاوزت السدرة و انتهيت إلى عرش رب العالمين وجدت مكتوبا على قائمة من قوائم‬
‫العرش‪ :‬أنا ال‪ ،‬ل إله إل أنا وحدي‪ ،‬محمد حبيبي و صفوتي من خلقي‪ ،‬أيدته بوزيره و أخيه و نصرته به‪.‬‬
‫يا علي‪ ،‬إن ال عز و جل أعطاني فيك سبع خصال‪ :‬أنا أول من يشق القبر و أنت معي‪ ،‬و أنت أول من يقف‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪499 :‬‬
‫معي على الصراط‪ ،‬فتقول للنار‪ :‬خذي هذا فهو لك‪ ،‬و ذري هذا فليس هولك و أنت أول من يكسى إذا كسيت‪ ،‬و‬
‫يحيا إذا حييت‪ ،‬و أنت أول من يقف معي عن يمين العرش‪ ،‬و أول من يقرع معي باب الجنة‪ ،‬و أول من يسكن‬
‫معي في عليين‪ ،‬و أول من يشرب معي من الرحيق المختوم الذي ختامه مسك‪ ،‬و في ذلك فليتنافس المتنافسون«‪.‬‬
‫‪ -[36] /6232‬الشيخ في )أماليه(‪ :‬بإسناده عن الحفار‪ ،‬قال‪ :‬حدثني ابن الجعابي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو عثمان سعيد ابن‬
‫عبد ال بن عجب النباري‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا خلف بن درست‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا القاسم بن هارون‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سهل بن‬
‫سفيان‪ ،‬عن همام‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن أنس‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪» :‬لما عرج بي إلى السماء‬
‫دنوت من ربي عز و جل حتى كان بيني و بينه قاب قوسين أو أدنى‪ ،‬فقال‪ :‬يا محمد‪ ،‬من تحب من الخلق؟ قلت‪ :‬يا‬
‫رب‪ ،‬عليا‪.‬‬
‫قال‪ :‬التفت يا محمد‪ ،‬فالتفت عن يساري فإذا علي بن أبي طالب«‪.‬‬
‫‪ -[37] /6233‬البرسي‪ :‬عن ابن عباس‪ :‬أن النبي )صلى ال عليه و آله( ليلة المعراج رأى عليا و فاطمة و‬
‫الحسن و الحسين )عليهم السلم( في السماء فسلم عليهم‪ ،‬و قد فارقهم في الرض‪.‬‬
‫‪ -[38] /6234‬المفيد في )الختصاص(‪ :‬عن أحمد بن عبد ال‪ ،‬عن عبيد ال بن محمد العيشي‪ ،‬قال‪ :‬أخبرني‬
‫حماد بن سلمة‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن زياد بن وهب‪ ،‬عن عبد ال بن مسعود‪ ،‬قال‪ :‬أتيت )فاطمة )صلوات ال‬
‫عليها((‪ ،‬فقلت لها‪ :‬أين بعلك؟ فقالت‪» :‬عرج به جبرئيل )عليه السلم( إلى السماء«‪ .‬فقلت‪ :‬في ماذا؟ فقالت‪» :‬إن‬
‫نفرا من الملئكة تشاجروا في شيء فسألوا حكما من الدميين‪ ،‬فأوحى ال إليهم أن تخيروا‪ ،‬فاختاروا علي بن أبي‬
‫طالب«‪.‬‬
‫صفة البراق‬
‫‪ -[1] /6235‬في )صحيفة الرضا )عليه السلم((‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪» :‬إن ال تعالى سخر لي‬
‫البراق‪ ،‬و هي‪:‬‬
‫دابة من دواب الجنة‪ ،‬ليست بالطويل و ل بالقصير‪ ،‬فلو أن ال عز و جل أذن لها لجالت الدنيا و الخرة في جرية‬
‫واحدة‪ ،‬و هي أحسن الدواب لونا«‪.‬‬
‫‪ -[2] /6236‬ابن الفارسي في )روضته(‪ :‬في حديث عن رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬في صفة البراق‪:‬‬
‫»وجهها كوجه النسان‪ ،‬و خدها كخد الفرس‪ ،‬عرفها من لؤلؤ مسموط »‪ ،«1‬و أذناها »‪ «2‬زبرجدتان‬
‫خضراوان‪ ،‬و عيناها مثل‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -36‬المالي ‪.362 :1‬‬
‫‪[.....] ....... -37‬‬
‫‪ -38‬الختصاص‪.213 :‬‬
‫سلم(‪.95 /154 :‬‬ ‫‪ -1‬صحيفة المام الرضا )عليه ال ّ‬
‫‪ -2‬روضة الواعظين‪.108 :‬‬
‫)‪ (1‬السمط‪ :‬الخيط الواحد المنظوم‪» .‬تاج العروس‪ -‬سمط‪.«160 :5 -‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر زيادة‪ :‬من‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪500 :‬‬

‫كوكب الزهرة يتوقدان مثل النجمين المضيئين‪ ،‬لها شعاع مثل شعاع الشمس‪ ،‬منحدر عن نحرها الجمان »‪،«1‬‬
‫منظومة الخلق‪ ،‬طويلة اليدين و الرجلين‪ ،‬لها نفس كنفس الدميين‪ ،‬تسمع الكلم و تفهمه‪ ،‬و هي فوق الحمار و‬
‫دون البغل«‪.‬‬
‫‪ -[3] /6237‬البرسي‪ :‬عن ابن عباس‪ :‬أن النبي )صلى ال عليه و آله( لما جاء جبرئيل )عليه السلم( ليلة‬
‫السراء بالبراق و أمره عن أمر ال بالركوب قال‪» :‬ما هذه«؟ فقال‪ :‬دابة خلقت لجلك و لها في جنة عدن ألف‬
‫سنة‪ .‬فقال له النبي )صلى ال عليه و آله(‪» :‬و ما سير هذه الدابة؟« فقال‪ :‬إن شئت أن تجوز بها السماوات السبع و‬
‫الرضين السبع فتقطع سبعين ألف عام ألف مرة »‪ «2‬كلمح البصر قدرت‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ل ]‪ -[1] /6238 [2‬علي بن إبراهيم‪:‬‬ ‫ن ُدوِني َوِكي ً‬
‫خُذوا ِم ْ‬
‫ل َتّت ِ‬
‫ل َأ ّ‬
‫سراِئي َ‬
‫ى ِلَبِني ِإ ْ‬
‫جَعْلناُه ُهد ً‬
‫ب َو َ‬‫سى اْلِكتا َ‬ ‫َو آَتْينا ُمو َ‬
‫إنه محكم‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫شُكورًا ]‪[3‬‬ ‫عْبدًا َ‬ ‫ن َ‬‫ح ِإّنُه كا َ‬
‫حَمْلنا َمَع ُنو ٍ‬
‫ن َ‬‫ُذّرّيَة َم ْ‬
‫‪ -[2] /6239‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبي )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سعد بن عبد ال‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن‬
‫عيسى‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي‪ ،‬عن أبان بن عثمان‪ ،‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه‬
‫السلم( قال‪» :‬إن نوحا )عليه السلم( إنما سمي عبدا شكورا لنه كان يقول إذا أمسى و أصبح‪ :‬اللهم إني أشهدك‬
‫أنه ما أمسى و أصبح بي من نعمة أو عافية في دين أو دنيا فمنك‪ ،‬وحدك ل شريك لك‪ ،‬لك الحمد و لك الشكر بها‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -3‬مشارق أنوار اليقين‪.218 :‬‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪» 244‬حجري«‪ ،‬و لم نعثر عليه في المطبوع‪.‬‬
‫‪ -2‬علل الشرائع‪.1 /29 :‬‬
‫صغار‪» .‬لسان العرب‪ -‬جمن‪.«92 :13 -‬‬ ‫)‪ (1‬الجمان‪ :‬اللؤلؤ ال ّ‬
‫)‪ (2‬في »ط«‪ :‬ألف عام و سبعين ألف مّدة‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪501 :‬‬
‫علي حتى ترضى و بعد الرضا« »‪.«1‬‬
‫‪ -[2] /6240‬علي بن إبراهيم‪ :‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن أحمد بن النضر‪ ،‬عن عمرو بن شمر‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي‬
‫جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬كان نوح )عليه السلم( إذا أصبح و أمسى يقول‪ :‬أشهد أنه ما أمسى بي من نعمة في‬
‫شُكورًا‬‫عْبدًا َ‬
‫ن َ‬‫دين أو دنيا فإنها من ال‪ ،‬وحده ل شريك له‪ ،‬له الحمد علي بها و الشكر كثيرا‪ ،‬فأنزل ال‪ِ :‬إّنُه كا َ‬
‫فهذا كان شكره«‪.‬‬
‫‪ -[3] /6241‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن ابن رئاب‪ ،‬عن إسماعيل‬
‫بن الفضل‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬إذا أصبحت و أمسيت فقل عشر مرات‪ :‬اللهم ما أصبحت بي‬
‫من نعمة أو عافية في دين أو دينا فمنك‪ ،‬وحدك ل شريك لك‪ ،‬لك الحمد و لك الشكر بها علي يا رب حتى ترضى‬
‫و بعد الرضا‪ .‬فإنك إذا قلت ذلك كنت قد أديت شكر ما أنعم ال به عليك في ذلك اليوم و في تلك الليلة«‪.‬‬
‫‪ -[4] /6242‬و عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن حفص بن البختري‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬كان نوح‬
‫)عليه السلم( يقول ذلك »‪ «2‬إذا أصبح‪ ،‬فسمي بذلك عبدا شكورا«‪ .‬و قال‪» :‬قال رسول ال )صلى ال عليه و‬
‫آله(‪ :‬من صدق ال نجا«‪.‬‬
‫‪ -[5] /6243‬و عنه‪ :‬عن علي بن محمد‪ ،‬عن بعض أصحابه‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن أبي سعيد المكاري‪ ،‬عن‬
‫عْبدًا‬
‫ن َ‬‫أبي حمزة‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬قلت له‪ :‬فما عنى بقوله في نوح )عليه السلم(‪ِ :‬إّنُه كا َ‬
‫شُكورًا؟ قال‪:‬‬ ‫َ‬
‫»كلمات بالغ فيهن«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬و ما هن؟ قال‪» :‬كان إذا أصبح قال‪ :‬أصبحت أشهدك ما أصبحت بي من نعمة أو عافية في دين أو دنيا فإنها‬
‫منك‪ ،‬وحدك ل شريك لك‪ ،‬فلك الحمد على ذلك‪ ،‬و لك الشكر كثيرا‪ .‬كان يقولها إذا أصبح ثلثا‪ ،‬و إذا أمسى‬
‫ثلثا«‪.‬‬
‫‪ -[6] /6244‬العياشي‪ :‬عن حفص بن البختري‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬كان نوح )عليه السلم( إذا‬
‫أصبح قال‪ :‬اللهم إنه ما كان من نعمة و عافية في دين أو دينا فإنها منك‪ ،‬وحدك ل شريك لك‪ ،‬لك الملك و لك‬
‫الشكر بها علي يا رب حتى ترضى و بعد الرضا«‪.‬‬
‫‪ -[7] /6245‬عن حفص بن البختري‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬إنما سمي نوح )عليه السلم( عبدا‬
‫شكورا‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.14 :2‬‬
‫‪ -3‬الكافي ‪.28 /81 :2‬‬
‫‪ -4‬الكافي ‪.29 /81 :2‬‬
‫‪ -5‬الكافي ‪[.....] .38 /388 :2‬‬
‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪.16 /280 :2‬‬
‫‪ -7‬تفسير العّياشي ‪.17 /280 :2‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر زيادة‪ :‬إلهنا‪.‬‬
‫)‪ (2‬أي الدعاء المذكور في الحديث السابق‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪502 :‬‬
‫لنه كان يقول إذا أصبح و أمسى‪ :‬اللهم إنه ما أصبح و أمسى بي من نعمة أو عافية في دين أو دنيا فمنك‪ ،‬وحدك‬
‫ل شريك لك‪ ،‬لك الحمد و لك الشكر به علي يا رب حتى ترضى و بعد الرضا‪ .‬يقولها إذا أصبح عشرا و إذا‬
‫أمسى عشرا«‪.‬‬
‫شُكورًا‪.‬‬ ‫عْبدًا َ‬
‫ن َ‬ ‫‪ -[8] /6246‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله‪ :‬كا َ‬
‫قال‪» :‬كان إذا أمسى و أصبح يقول‪ :‬أمسيت أشهدك أنه ما أمست بي من نعمة في دين أو دنيا فإنها من ال‪ ،‬وحده‬
‫ل شريك له‪ ،‬له الحمد بها و الشكر كثيرا«‪.‬‬
‫‪ -[/6247‬عن أبي حمزة الثمالي‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬قلت له‪ :‬ما عنى ال بقوله لنوح )عليه‬
‫السلم(‪:‬‬
‫شُكورًا؟‬ ‫عْبدًا َ‬‫ن َ‬ ‫ِإّنُه كا َ‬
‫فقال‪» :‬كلمات بالغ فيهن‪ -‬و قال‪ -‬كان إذا أصبح و أمسى قال‪ :‬اللهم إني أصبحت أشهدك أنه ما أصبح بي من نعمة‬
‫في دين أو دنيا فإنه منك وحدك ل شريك لك‪ ،‬و لك الشكر بها علي يا رب حتى ترضى و بعد الرضا‪ .‬فسمي بذلك‬
‫عبدا شكورا«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫جَعْلناُكْم‬
‫عُلّوا َكِبيرًا‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و َ‬ ‫ن ُ‬‫ن َو َلَتعُْل ّ‬
‫ض َمّرَتْي ِ‬
‫لْر ِ‬ ‫ن ِفي ا َْ‬‫سُد ّ‬
‫ب َلُتْف ِ‬
‫ل ِفي اْلِكتا ِ‬
‫سراِئي َ‬‫ضْينا ِإلى َبِني ِإ ْ‬‫َو َق َ‬
‫َأْكَثَر َنِفيرًا ]‪[6 -4‬‬
‫‪ -[1] /6248‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن سهل بن زياد‪ ،‬عن محمد بن الحسن بن شمون‪ ،‬عن‬
‫عبد ال بن عبد الرحمن الصم‪ ،‬عن عبد ال بن القاسم البطل‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله تعالى‪:‬‬
‫ن‪.‬‬
‫ض َمّرَتْي ِ‬
‫لْر ِ‬ ‫ن ِفي ا َْ‬
‫سُد ّ‬
‫ب َلُتْف ِ‬
‫ل ِفي اْلِكتا ِ‬
‫سراِئي َ‬‫ضْينا ِإلى َبِني ِإ ْ‬‫َو َق َ‬
‫عُلّوا َكِبيرًا‪ -‬قال‪ -‬قتل الحسين‬ ‫ن ُ‬
‫قال‪» :‬قتل علي بن أبي طالب )عليه السلم( و طعن الحسن )عليه السلم( َو َلَتْعُل ّ‬
‫شِديٍد‬ ‫س َ‬‫عبادًا َلنا ُأوِلي َبْأ ٍ‬
‫عَلْيُكْم ِ‬
‫عُد ُأولُهما فإذا جاء نصر دم الحسين )عليه السلم( َبَعْثنا َ‬ ‫)عليه السلم( َفِإذا جاَء َو ْ‬
‫ل الّدياِر قوم يبعثهم ال قبل خروج القائم )عليه السلم(‪ ،‬فل يدعون وترا »‪ «1‬لل محمد إل قتلوه َو‬ ‫خل َ‬ ‫سوا ِ‬ ‫َفجا ُ‬
‫عَلْيِهْم عليهم خروج الحسين )عليه السلم( في‬ ‫ل خروج القائم )عليه السلم( ُثّم َرَدْدنا َلُكُم اْلَكّرَة َ‬ ‫عدًا َمْفُعو ً‬
‫ن َو ْ‬‫كا َ‬
‫سبعين من أصحابه عليهم البيض المذهب‪ ،‬لكل بيضة و جهان‪ ،‬المؤدون إلى الناس‪ :‬أن هذا‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -8‬تفسير العّياشي ‪.18 /280 :2‬‬
‫‪ -9‬تفسير العّياشي ‪.19 /280 :2‬‬
‫‪ -1‬الكافي ‪.250 /206 :8‬‬
‫)‪ (1‬من معاني الوتر‪ :‬الجناية و الظلم‪ ،‬قال المجلسي‪» :‬قوله‪ :‬ل يدعون وترا‪ ،‬أي ذا وتر و جناية‪ ،‬ففي الكلم‬
‫تقدير مضاف«‪ .‬بحار النوار ‪.57 :51‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪503 :‬‬
‫الحسين قد خرج‪] .‬حتى[ ل يشك المؤمنون فيه‪ ،‬و أنه ليس بدجال و ل شيطان‪ ،‬و الحجة القائم بين أظهرهم‪ ،‬فإذا‬
‫استقرت المعرفة في قلوب المؤمنين أنه الحسين )عليه السلم( جاء الحجة الموت‪ ،‬فيكون الذي يغسله و يكفنه و‬
‫يحنطه و يلحده في حفرته الحسين بن علي )عليهما السلم(‪ ،‬و ل يلي الوصي إل الوصي«‪.‬‬
‫‪ -[2] /6249‬أبو جعفر محمد بن جرير في )مسند فاطمة )عليها السلم((‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو المفضل‪ ،‬قال‪ :‬حدثني‬
‫علي بن الحسن المنقري الكوفي‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أحمد بن زيد الدهان‪ ،‬عن مخول بن إبراهيم‪ ،‬عن رستم بن عبد ال‬
‫ابن خالد المخزومي‪ ،‬عن سليمان العمش‪ ،‬عن محمد بن خلف الطاطري‪ ،‬عن زاذان‪ ،‬عن سلمان‪ ،‬قال‪ :‬قال لي‬
‫رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪» :‬إن ال تبارك و تعالى لم يبعث نبيا و ل رسول إل جعل له اثني عشر نقيبا«‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬لقد عرفت هذا من أهل الكتابين‪.‬‬
‫فقال‪» :‬يا سلمان‪ ،‬هل علمت من نقبائي‪ ،‬و من الثني عشر الذين اختارهم ال للمة من بعدي«؟ فقلت‪ :‬ال و‬
‫رسوله أعلم‪.‬‬
‫فقال‪» :‬يا سلمان‪ ،‬خلقني ال من صفوة نوره و دعاني فأطعته‪ ،‬و خلق من نوري عليا و دعاه فأطاعه‪ ،‬و خلق مني‬
‫و من علي »‪ «1‬فاطمة و دعاها فأطاعته‪ ،‬و خلق مني و من علي و فاطمة الحسن و دعاه فأطاعه‪ ،‬و خلق مني و‬
‫من علي و فاطمة الحسين و دعاه فأطاعه‪ ،‬ثم سمانا بخمسة أسماء من أسمائه‪ :‬فال المحمود و أنا محمد‪ ،‬و ال‬
‫العلي و هذا علي‪ ،‬و ال الفاطر و هذه فاطمة‪ ،‬و ل الحسان »‪ «2‬و هذا الحسن‪ ،‬و ال المحسن و هذا الحسين‪ ،‬ثم‬
‫خلق منا و من نور الحسين تسعة أئمة فدعاهم فأطاعوه قبل أن يخلق ال سماء مبنية و ل أرضا مدحية و ل ملكا‬
‫و ل بشرا‪ ،‬و كنا نورا »‪ «3‬نسبح ال و نسمع له و نطيع«‪.‬‬
‫قال سلمان‪ :‬فقلت‪ :‬يا رسول ال‪ -‬بأبي أنت و أمي‪ -‬فما لمن عرف هؤلء؟ فقال‪» :‬يا سلمان‪ ،‬من عرفهم حق‬
‫معرفتهم و اقتدى بهم و والى وليهم و تبرأ من عدوهم »‪ ،«4‬فهو و ال منا‪ ،‬يرد حيث نرد‪ ،‬و يسكن حيث نسكن«‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬فهل يكون إيمان بهم بغير معرفة بأسمائهم و أنسابهم؟ فقال‪» :‬ل‪ ،‬يا سلمان«‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬فأنى لي بهم و قد عرفت إلى الحسين؟ قال‪» :‬ثم سيد العابدين علي بن الحسين‪ ،‬ثم ابنه محمد‬
‫بن علي باقر علم الولين و الخرين من النبيين و المرسلين‪ ،‬ثم جعفر بن محمد لسان الصادق‪ ،‬ثم موسى ابن‬
‫جعفر الكاظم غيظه صبرا في ال عز و جل‪ ،‬ثم علي بن موسى الرضا لمر ال‪ ،‬ثم محمد بن علي المختار من‬
‫خلق ال‪ ،‬ثم علي بن محمد الهادي إلى ال‪ ،‬ثم الحسن بن علي الصامت المين لسر ال‪ ،‬ثم محمد بن الحسن‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬دلئل المامة‪.237 :‬‬
‫ي‪.‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬و خلق من نور عل ّ‬
‫ل ذو الحسان‪.‬‬ ‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬و ا ّ‬
‫)‪ (3‬في »س« و »ط«‪ :‬دوننا نور‪.‬‬
‫)‪ (4‬في المصدر‪ :‬و عادى عدّوهم‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪504 :‬‬
‫الهادي المهدي الناطق القائم بأمر »‪ «1‬ال« ثم قال‪» :‬يا سلمان‪ ،‬إنك مدركه‪ ،‬و من كان مثلك و من تواله بحقيقة‬
‫المعرفة«‪.‬‬
‫عُد‬‫قال سلمان‪ :‬فشكرت ال كثيرا‪ ،‬ثم قلت‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬و إني مؤجل إلى عهده؟ فقال‪ :‬يا سلمان‪ ،‬اقرأ‪َ :‬فِإذا جاَء َو ْ‬
‫عَلْيِهْم َو‬
‫ل ُثّم َرَدْدنا َلُكُم اْلَكّرَة َ‬‫عدًا َمْفُعو ً‬ ‫ن َو ْ‬‫ل الّدياِر َو كا َ‬ ‫خل َ‬ ‫سوا ِ‬ ‫شِديٍد َفجا ُ‬ ‫س َ‬ ‫عبادًا َلنا ُأوِلي َبْأ ٍ‬ ‫عَلْيُكْم ِ‬ ‫ُأولُهما َبَعْثنا َ‬
‫جَعْلناُكْم َأْكَثَر َنِفيرًا‪.‬‬
‫ن َو َ‬ ‫ل َو َبِني َ‬ ‫َأْمَدْدناُكْم ِبَأْموا ٍ‬
‫قال سلمان‪ :‬فاشتد بكائي و شوقي‪ ،‬ثم قلت‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬بعهد منك؟ فقال‪» :‬إي و ال الذي أرسلني »‪ «2‬بالحق‪،‬‬
‫مني و من علي و فاطمة و الحسن و الحسين و التسعة‪ ،‬و كل من هو منا و معنا و مضام فينا إي و ال‪ -‬يا سلمان‪-‬‬
‫و ليحضرن إبليس و جنوده‪ ،‬و كل من محض اليمان محضا و محض الكفر محضا‪ ،‬حتى يؤخذ له بالقصاص و‬
‫ض َو‬‫لْر ِ‬ ‫ضِعُفوا ِفي ا َْ‬‫سُت ْ‬ ‫نا ْ‬ ‫عَلى اّلِذي َ‬‫ن َ‬ ‫الوتار و ل يظلم ربك أحدا‪ ،‬و ذلك »‪ «3‬تأويل هذه الية‪َ :‬و ُنِريُد َأنْ َنُم ّ‬
‫جُنوَدُهما ِمْنُهْم ما كاُنوا‬ ‫ن َو ُ‬ ‫ن َو هاما َ‬ ‫عْو َ‬‫ي ِفْر َ‬‫ض َو ُنِر َ‬ ‫لْر ِ‬ ‫ن َلُهْم ِفي ا َْ‬
‫ن َو ُنَمّك َ‬‫جَعَلُهُم اْلواِرِثي َ‬ ‫جَعَلُهْم َأِئّمًة َو َن ْ‬
‫َن ْ‬
‫ن »‪.««4‬‬ ‫حَذُرو َ‬ ‫َي ْ‬
‫قال‪ :‬سلمان‪ :‬فقمت من بين يدي رسول ال )صلى ال عليه و آله( و ما يبالي سلمان متى لقي الموت أو الموت‬
‫لقيه‪.‬‬
‫‪ -[3] /6250‬أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثني محمد بن جعفر القرشي الرزاز‪ ،‬قال‪ :‬حدثني‬
‫محمد بن الحسين بن أبي الخطاب‪ ،‬عن موسى بن سعدان الحناط‪ ،‬عن عبد ال بن القاسم الحضرمي‪ ،‬عن صالح‬
‫ن ِفي‬ ‫سُد ّ‬‫ب َلُتْف ِ‬‫ل ِفي اْلِكتا ِ‬‫سراِئي َ‬ ‫ضْينا ِإلى َبِني ِإ ْ‬ ‫ابن سهل‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال عز و جل‪َ :‬و َق َ‬
‫ن‪.‬‬‫ض َمّرَتْي ِ‬‫لْر ِ‬ ‫ا َْ‬
‫عُلّوا َكِبيرًا‪ -‬قال‪ -‬قتل‬ ‫ن ُ‬ ‫قال‪» :‬قتل أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ ،‬و طعن الحسن بن علي )عليه السلم( َو َلَتْعُل ّ‬
‫عبادًا َلنا‬ ‫عَلْيُكْم ِ‬
‫عُد ُأولُهما‪ -‬قال‪ -‬إذا جاء نصر الحسين )عليه السلم(‪َ :‬بَعْثنا َ‬ ‫الحسين )عليه السلم( َفِإذا جاَء َو ْ‬
‫ل الّدياِر قوما يبعثهم ال قبل قيام القائم )عليه السلم( ل يدعون لل محمد وترا إل‬ ‫خل َ‬ ‫سوا ِ‬ ‫شِديٍد َفجا ُ‬ ‫س َ‬ ‫ُأوِلي َبْأ ٍ‬
‫ل«‪.‬‬‫عدًا َمْفُعو ً‬ ‫ن َو ْ‬ ‫أخذوه َو كا َ‬
‫‪ -[4] /6251‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثني محمد بن جعفر الكوفي الرزاز‪ ،‬عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب‪ ،‬عن‬
‫موسى بن سعدان‪ ،‬عن عبد ال بن القاسم الحضرمي‪ ،‬عن صالح بن سهل‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول‬
‫ن‪.‬‬
‫ض َمّرَتْي ِ‬
‫لْر ِ‬ ‫ن ِفي ا َْ‬ ‫سُد ّ‬‫ب َلُتْف ِ‬
‫ل ِفي اْلِكتا ِ‬‫سراِئي َ‬ ‫ضْينا ِإلى َبِني ِإ ْ‬ ‫ال تبارك و تعالى‪َ :‬و َق َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -3‬كامل الزيارات‪[.....] .1 /62 :‬‬
‫‪ -4‬كامل الزيارات‪.7 /64 :‬‬
‫ق‪.‬‬‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬بح ّ‬
‫)‪ (2‬في »س« و »ط«‪ :‬أرسل محّمدا‪.‬‬
‫)‪ (3‬في »ط«‪ :‬و تحّقق‪.‬‬
‫)‪ (4‬القصص ‪.6 -5 :28‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪505 :‬‬
‫عُلّوا َكِبيرًا‪ -‬قال‪ -‬قتل الحسين )عليه‬ ‫ن ُ‬ ‫قال‪» :‬قتل علي )عليه السلم(‪ ،‬و طعن الحسن )عليه السلم(‪َ :‬و َلَتْعُل ّ‬
‫السلم(«‪.‬‬
‫‪ -[5] /6252‬أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في )مسند فاطمة )عليها السلم((‪ ،‬قال‪ :‬روى أبو عبد ال محمد‬
‫بن سهل الجلودي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو الخير أحمد بن محمد بن جعفر الطائي الكوفي‪ ،‬في مسجد أبي إبراهيم موسى‬
‫بن جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬حدثنا محمد بن الحسن بن يحيى الحارثي‪ ،‬قال‪] :‬حدثنا[ علي بن إبراهيم بن مهزيار‬
‫الهوازي‪ -‬و ذكر حديثه مع القائم )عليه السلم(‪ -‬قال القائم )عليه السلم(‪» :‬أل أنبئك بالخبر‪ :‬أنه إذا قعد »‪«1‬‬
‫الصبي‪ ،‬و تحرك المغربي‪ ،‬و سار العماني‪ ،‬و بويع السفياني‪ ،‬يأذن ال لي فأخرج بين الصفا و المروة في‬
‫الثلثمائة و ثلثة عشر رجل سواء‪ ،‬فأجيء إلى الكوفة و أهدم مسجدها و أبنيه على بنائه الول‪ ،‬و أهدم ما حوله‬
‫من بناء الجبابرة‪ ،‬و أحج بالناس حجة السلم‪ ،‬و أجيء إلى يثرب و أهدم الحجرة و اخرج من بها و هما طريان‪،‬‬
‫فأمر بهما تجاه البقيع‪ ،‬و آمر بخشبتين يصلبان عليهما‪ ،‬فتورق من تحتهما‪ ،‬فيفتتن الناس بهما أشد من الفتنة‬
‫الولى‪ ،‬فينادي مناد من السماء‪ :‬يا سماء أبيدي‪ ،‬و يا أرض خذي فيومئذ ل يبقى على وجه الرض إل مؤمن قد‬
‫أخلص قلبه لليمان«‪.‬‬
‫عَلْيِهْم‬
‫قلت‪ :‬يا سيدي‪ ،‬ما يكون بعد ذلك؟ قال‪» :‬الكرة الكرة‪ ،‬الرجعة الرجعة« ثم تل هذه الية‪ُ :‬ثّم َرَدْدنا َلُكُم اْلَكّرَة َ‬
‫جَعْلناُكْم َأْكَثَر َنِفيرًا‪.‬‬
‫ن َو َ‬ ‫ل َو َبِني َ‬‫َو َأْمَدْدناُكْم ِبَأْموا ٍ‬
‫سراِئي َ‬
‫ل‬ ‫ضْينا ِإلى َبِني ِإ ْ‬ ‫‪ -[6] /6253‬العياشي‪ :‬عن صالح بن سهل‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله‪َ :‬و َق َ‬
‫عُد‬‫عُلّوا َكِبيرًا قتل الحسين َفِإذا جاَء َو ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫ن »قتل علي‪ ،‬و طعن الحسن َو َلَتْعُل ّ‬ ‫ض َمّرَتْي ِ‬‫لْر ِ‬ ‫ن ِفي ا َْ‬ ‫سُد ّ‬
‫ب َلُتْف ِ‬
‫ِفي اْلِكتا ِ‬
‫ل الّدياِر قوم‬ ‫خل َ‬ ‫سوا ِ‬ ‫شِديٍد َفجا ُ‬ ‫س َ‬ ‫عبادًا َلنا ُأوِلي َبْأ ٍ‬ ‫عَلْيُكْم ِ‬
‫ُأولُهما فإذا جاء نصر دم الحسين )عليه السلم( َبَعْثنا َ‬
‫ل قيام القائم )عليه السلم( ُثّم‬ ‫عدًا َمْفُعو ً‬‫ن َو ْ‬ ‫يبعثهم ال قبل خروج القائم ل يدعون وترا لل محمد إل أخذوه َو كا َ‬
‫جَعْلناُكْم َأْكَثَر َنِفيرًا‪ :‬خروج الحسين )عليه السلم( في الكرة في‬ ‫ن َو َ‬ ‫ل َو َبِني َ‬‫عَلْيِهْم َو َأْمَدْدناُكْم ِبَأْموا ٍ‬
‫َرَدْدنا َلُكُم اْلَكّرَة َ‬
‫سبعين رجل من أصحابه الذين قتلوا معه‪ ،‬عليهم البيض المذهبة‪ ،‬لكل بيضة وجهان‪ ،‬المؤدى إلى الناس‪ :‬أن‬
‫الحسين قد خرج في أصحابه‪ .‬حتى ل يشك فيه المؤمنون‪ ،‬و أنه ليس بدجال و ل شيطان‪ ،‬و الحجة القائم بين‬
‫أظهر الناس يومئذ‪ ،‬فإذا استقر عند المؤمن أنه الحسين )عليه السلم( و ل يشكون فيه‪ ،‬و صدقه المؤمنون بذلك‪،‬‬
‫جاء الحجة الموت‪ ،‬فيكون الذي يغسله و يكفنه و يحنطه و يلحده في حفرته الحسين )عليه السلم(‪ ،‬و ل يلي‬
‫الوصي إل الوصي«‪.‬‬
‫و زاد إبراهيم‪ :‬ثم يملكهم الحسين )عليه السلم( حتى يقع حاجباه على عينيه‪.‬‬
‫شِديٍد ثم‬ ‫س َ‬ ‫عبادًا َلنا ُأوِلي َبْأ ٍ‬ ‫عَلْيُكْم ِ‬‫‪ -[7] /6254‬عن حمران‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬كان يقرأ‪َ :‬بَعْثنا َ‬
‫قال‪» :‬هو القائم و أصحابه اولي بأس شديد«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -5‬دلئل المامة‪.296 :‬‬
‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪.20 /281 :2‬‬
‫‪ -7‬تفسير العّياشي ‪.21 /281 :2‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬فقد‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪506 :‬‬
‫‪ -[8] /6255‬عن مسعدة بن صدقة‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده )عليهم السلم(‪ ،‬قال‪» :‬قال أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم( في خطبته‪ :‬يا أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني‪ ،‬فإن بين جوانحي علما جما‪ ،‬فاسألوني‬
‫قبل أن تشغر »‪ «1‬برجلها فتنة شرقية‪ ،‬تطأ في خطامها‪ ،‬ملعون ناعقها‪ ،‬و مولها‪ ،‬و قائدها‪ ،‬و سائقها‪ ،‬و‬
‫المتحرز فيها‪ ،‬فكم عندها من رافعة ذيلها‪ ،‬تدعو بويلها‪ ،‬بدجلة أو حولها‪ ،‬ل مأوى يكنها‪ ،‬و ل أحد يرحمها‪ ،‬فإذا‬
‫استدار الفلك قلتم‪:‬‬
‫عَلْيِهْم َو َأْمَدْدناُكْم‬
‫مات أو هلك و أي واد سلك فعندها توقعوا الفرج‪ ،‬و هو تأويل هذه الية‪ُ :‬ثّم َرَدْدنا َلُكُم اْلَكّرَة َ‬
‫جَعْلناُكْم َأْكَثَر َنِفيرًا و الذي فلق الحبة و برأ النسمة‪ ،‬ليعيش إذ ذاك ملوك ناعمين‪ ،‬و ل يخرج‬ ‫ن َو َ‬ ‫ل َو َبِني َ‬
‫ِبَأْموا ٍ‬
‫الرجل منهم من الدنيا حتى يولد لصلبه ألف ذكر‪ ،‬آمنين من كل بدعة و آفة‪ ،‬عاملين بكتاب ال و سنة رسوله‪ ،‬قد‬
‫اضمحلت عنهم الفات و الشبهات«‪.‬‬
‫‪ -[9] /6256‬عن رفاعة بن موسى‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬إن أول من يكر إلى الدنيا الحسين بن‬
‫علي )عليه السلم( و أصحابه‪ ،‬و يزيد بن معاوية و أصحابه‪ ،‬فيقتلهم حذوا القذة بالقذة« »‪ .«2‬ثم قال أبو عبد ال‬
‫)عليه السلم(‪:‬‬
‫جَعْلناُكْم َأْكَثَر َنِفيرًا‪.‬‬‫ن َو َ‬ ‫ل َو َبِني َ‬‫عَلْيِهْم َو َأْمَدْدناُكْم ِبَأْموا ٍ‬
‫ُثّم َرَدْدنا َلُكُم اْلَكّرَة َ‬
‫‪ -[10] /6257‬سعد بن عبد ال‪ :‬عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب‪ ،‬عن عمر بن عبد العزيز‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن‬
‫جميل بن دراج‪ ،‬عن المعلى بن خنيس و زيد الشحام‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سمعناه يقول‪» :‬إن أول‬
‫من يكر في الرجعة الحسين بن علي )عليهما السلم(‪ ،‬و يمكث في الرض أربعين »‪ «3‬سنة حتى يسقط حاجباه‬
‫على عينيه من كبره«‪.‬‬
‫‪ -[11] /6258‬و عنه‪ :‬عن أحمد بن محمد بن عيسى و محمد بن عبد الجبار و أحمد بن الحسن بن علي بن‬
‫فضال‪ ،‬عنهم عن الحسن بن علي بن فضال‪ ،‬عن أبي المغرا حميد بن المثنى‪ ،‬عن داود بن راشد‪ ،‬عن حمران بن‬
‫أعين‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو جعفر )عليه السلم( لنا‪» :‬و لسوف يرجع جاركم الحسين بن علي )صلوات ال عليهما( ألفا‪،‬‬
‫فيملك حتى يقع حاجباه على عينيه من الكبر«‪.‬‬
‫‪ -[12] /6259‬و عنه‪ :‬عن أحمد بن محمد بن عيسى و محمد بن الحسين بن أبي الخطاب‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن‬
‫أبي نصر‪ ،‬عن حماد بن عثمان‪ ،‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬قال‪ :‬سمعت حمران بن أعين و أبا الخطاب‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -8‬تفسير العّياشي ‪.22 /282 :2‬‬

‫‪ -9‬تفسير العّياشي ‪.23 /282 :2‬‬

‫‪ -10‬مختصر بصائر الدرجات‪.18 :‬‬

‫‪ -11‬مختصر بصائر الدرجات‪.22 :‬‬

‫‪ -12‬مختصر بصائر الدرجات‪[.....] .24 :‬‬

‫)‪ (1‬شغر الكلب‪ :‬إذا رفع إحدى رجليه ليبول‪» .‬النهاية ‪.«482 :2‬‬

‫)‪ (2‬أي مثل بمثل‪ ،‬يضرب في السوّية بين الشيئين‪» .‬مجمع المال ‪.«1030 /195 :1‬‬

‫)‪ (3‬زاد في »ط«‪ :‬ألف‪.‬‬

‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪507 :‬‬


‫يحدثان جميعا‪ -‬قبل أن يحدث أبو الخطاب ما أحدث‪ -‬أنهما سمعا أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪» :‬أول من تنشق‬
‫الرض عنه و يرجع إلى الدنيا‪ ،‬الحسين بن علي )عليهما السلم(‪ ،‬و إن الرجعة ليست بعامة و هي خاصة‪ ،‬ل‬
‫يرجع إل من محض اليمان محضا أو محض الشرك محضا«‪.‬‬
‫‪ -[13] /6260‬و عنه‪ :‬عن أيوب بن نوح و الحسن بن علي بن عبد ال بن المغيرة‪ ،‬عن العباس بن عامر‬
‫القصباني‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن داود بن راشد‪ ،‬عن حمران بن أعين‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬إن أول من‬
‫يرجع لجاركم الحسين بن علي )عليهما السلم(‪ ،‬فيملك حتى يقع حاجباه على عينيه ]من الكبر[«‪.‬‬
‫‪ -[14] /6261‬و عنه‪ :‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن الحسين بن سعيد و محمد بن خالد البرقي‪ ،‬عن النضر‬
‫بن سويد‪ ،‬عن يحيى بن عمران الحلبي‪ ،‬عن المعلى بن عثمان‪ ،‬عن المعلى بن خنيس‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه‬
‫السلم(‪» :‬أول من يرجع إلى الدنيا الحسين بن علي )عليهما السلم(‪ ،‬فيملك حتى يسقط حاجباه على عينيه من‬
‫الكبر«‪.‬‬
‫ك ِإلى َمعاٍد »‪«1‬‬ ‫ن َلراّد َ‬
‫ك اْلُقْرآ َ‬
‫عَلْي َ‬
‫ض َ‬
‫ن اّلِذي َفَر َ‬
‫قال‪ :‬فقال أبو عبد ال )عليه السلم( في قول ال عز و جل‪ِ :‬إ ّ‬
‫قال‪» :‬نبيكم )صلى ال عليه و آله( راجع إليكم«‪.‬‬
‫‪ -[15] /6262‬و عنه‪ :‬عن محمد بن عيسى بن عبيد‪ ،‬عن الحسين بن سفيان البزاز‪ ،‬عن عمرو بن شمر‪ ،‬عن‬
‫جابر بن يزيد‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬إن لعلي )عليه السلم( في الرض كرة مع الحسين ابنه‬
‫)صلوات ال عليهما(‪ ،‬يقبل برايته حتى ينتقم له من بني امية و معاوية و آل ثقيف و من شهد حربه‪ ،‬ثم يبعث ال‬
‫إليهم بأنصاره يومئذ من أهل الكوفة ثلثين ألفا‪ ،‬و من سائر الناس سبعين ألفا‪ ،‬فيلقاهم بصفين مثل المرة الولى‬
‫حتى يقتلهم و ل يبقي منهم مخبرا‪ ،‬ثم يبعثهم ال عز و جل فيدخلهم أشد عذابه مع فرعون و آل فرعون‪ .‬ثم كرة‬
‫اخرى مع رسول ال )صلى ال عليه و آله( حتى يكون خليفة في الرض‪ ،‬و يكون الئمة )عليهم السلم( عماله‪،‬‬
‫حتى يبعثه ال »‪ «2‬علنية‪ ،‬و تكون عبادته علنية في الرض« »‪.«3‬‬
‫ثم قال‪» :‬إي و ال‪ ،‬و أضعاف ذلك‪ -‬ثم عقد بيده‪ -‬أضعافا‪ ،‬يعطي ال نبيه )صلى ال عليه و آله( ملك جميع أهل‬
‫ن ُكّلِه َو َلْو‬
‫عَلى الّدي ِ‬
‫ظِهَرُه َ‬
‫الدنيا منذ يوم خلق ال الدنيا إلى يوم يفنيها‪ ،‬و حتى ينجز له موعده في كتابه كما قال‪ِ :‬لُي ْ‬
‫ن««‬
‫شِرُكو َ‬
‫َكِرَه اْلُم ْ‬
‫‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -13‬مختصر بصائر الدرجات‪.27 :‬‬
‫‪ -14‬مختصر بصائر الدرجات‪.28 :‬‬
‫‪ -15‬مختصر بصائر الدرجات‪.29 :‬‬
‫)‪ (1‬القصص ‪.85 :28‬‬
‫ل‪.‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬حّتى يعبد ا ّ‬
‫ل سرا في الرض‪.‬‬ ‫)‪ (3‬في المصدر زيادة‪ :‬كما عبد ا ّ‬
‫)‪ (4‬التوبة ‪ ،33 :9‬الصف ‪.9 :61‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪508 :‬‬

‫‪ -[16] /6263‬و عنه‪ :‬عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب‪ ،‬عن موسى بن سعدان‪ ،‬عن عبد ال بن القاسم‪ ،‬عن‬
‫الحسين بن أحمد المعروف بالمنقري‪ ،‬عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬إن الذي يلي‬
‫حساب الناس قبل يوم القيامة الحسين بن علي )عليه السلم(‪ ،‬فأما يوم القيامة‪ ،‬فإنما هو بعث إلى الجنة و بعث إلى‬
‫النار«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫سْأُتْم َفَلها ]‪[7‬‬
‫ن َأ َ‬
‫سُكْم َو ِإ ْ‬ ‫لْنُف ِ‬
‫سْنُتْم َِ‬
‫حَ‬‫سْنُتْم َأ ْ‬
‫حَ‬‫ن َأ ْ‬‫ِإ ْ‬
‫‪ -[1] /6264‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن الحسن القطان‪ ،‬و محمد بن بكران النقاش‪ ،‬و محمد بن إبراهيم ابن‬
‫إسحاق الطالقاني )رضي ال عنهم(‪ ،‬قالوا‪ :‬حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا علي بن الحسن‬
‫بن علي بن فضال‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬قال الرضا )عليه السلم(‪» :‬من تذكر مصابنا فبكى أو أبكى »‪ «1‬لم تبك عينه‬
‫يوم تبكي العيون‪ ،‬و من جلس مجلسا يحيي فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت فيه القلوب«‪.‬‬
‫سْأُتْم َفَلها قال )عليه السلم(‪:‬‬ ‫ن َأ َ‬
‫سُكْم َو ِإ ْ‬‫لْنُف ِ‬
‫سْنُتْم َِ‬
‫حَ‬‫سْنُتْم َأ ْ‬
‫حَ‬‫ن َأ ْ‬
‫قال‪ :‬و قال الرضا )عليه السلم( في قوله تعالى‪ِ :‬إ ْ‬
‫»إن أحسنتم أحسنتم لنفسكم و إن أسأتم فلها رب يغفر لها«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫صيرًا ]‪ -[2] /6265 [8 -7‬علي بن إبراهيم‪ :‬في‬ ‫ح ِ‬ ‫ن َ‬‫جَهّنَم ِلْلكاِفِري َ‬‫جَعْلنا َ‬
‫خَرِة‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و َ‬ ‫لِ‬ ‫عُد ا ْ‬ ‫َفِإذا جاَء َو ْ‬
‫جوَهُكْم يعني‪ :‬ليسودوا وجوهكم َو‬ ‫سوُؤا ُو ُ‬ ‫خَرِة يعني القائم )عليه السلم( و أصحابه ِلَي ُ‬ ‫لِ‬ ‫عُد ا ْ‬ ‫قوله تعالى‪َ :‬فِإذا جاَء َو ْ‬
‫ل َمّرٍة يعني‪ :‬رسول ال )صلى ال عليه و آله( و أصحابه و أمير المؤمنين )عليه‬ ‫خُلوُه َأّو َ‬ ‫جَد َكما َد َ‬ ‫سِ‬ ‫خُلوا اْلَم ْ‬ ‫ِلَيْد ُ‬
‫عَلْوا َتْتِبيرًا‪ :‬أي يعلوا عليكم و يقتلوكم‪ ،‬ثم عطف على آل محمد )عليه و عليهم‬ ‫السلم( و أصحابه َو ِلُيَتّبُروا ما َ‬
‫حَمُكْم‪ :‬أي ينصركم على‬ ‫ن َيْر َ‬‫عسى َرّبُكْم َأ ْ‬ ‫السلم(‪ ،‬فقال‪َ :‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -16‬مختصر بصائر الدرجات‪.27 :‬‬
‫سلم( ‪ 48 /294 :1‬و ‪.49‬‬ ‫‪ -1‬عيون أخبار الّرضا )عليه ال ّ‬
‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.14 :2‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬و أبكى‪[.....] .‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪509 :‬‬
‫عْدنا يعني‪ :‬عدتم بالسفياني عدنا بالقائم من آل محمد )عليهم السلم(‬ ‫عْدُتْم ُ‬
‫ن ُ‬‫عدوكم‪ .‬ثم خاطب بني امية فقال‪َ :‬و ِإ ْ‬
‫صيرًا‪ :‬أي حبسا يحصرون فيه‪.‬‬ ‫ح ِ‬ ‫ن َ‬ ‫جَهّنَم ِلْلكاِفِري َ‬
‫جَعْلنا َ‬ ‫َو َ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ي َأْقَوُم ]‪[9‬‬ ‫ن َيْهِدي ِلّلِتي ِه َ‬ ‫ن هَذا اْلُقْرآ َ‬ ‫ِإ ّ‬
‫‪ -[1] /6266‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن بكر بن صالح‪ ،‬عن القاسم بن بريد‪ ،‬عن أبي‬
‫ي َأْقَوُم‪.‬‬
‫ن َيْهِدي ِلّلِتي ِه َ‬ ‫ن هَذا اْلُقْرآ َ‬ ‫عمرو الزبيري‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله تعالى‪ِ :‬إ ّ‬
‫قال‪» :‬أي يدعو«‪.‬‬
‫‪ -[2] /6267‬و عنه‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن إبراهيم بن عبد الحميد‪ ،‬عن موسى‬
‫ن َيْهِدي ِلّلِتي‬
‫ن هَذا اْلُقْرآ َ‬ ‫ابن أكيل النميري‪ ،‬عن العلء بن سيابة‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله تعالى‪ِ :‬إ ّ‬
‫ي َأْقَوُم‪.‬‬‫ِه َ‬
‫قال‪» :‬يهدي إلى المام«‪.‬‬
‫‪ -[3] /6268‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمن المقرئ‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو عمرو محمد بن‬
‫جعفر المقرئ »‪ «1‬الجرجاني‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن »‪ «2‬الموصلي ببغداد‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد »‬
‫‪ «3‬بن عاصم الطريفي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عباس »‪ «4‬بن يزيد بن الحسن الكحال مولى زيد بن علي‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪،‬‬
‫قال‪:‬‬
‫حدثني موسى بن جعفر‪ ،‬عن أبيه جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه محمد بن علي‪ ،‬عن أبيه علي بن الحسين )عليهم‬
‫السلم( قال‪» :‬المام منا ل يكون إل معصوما‪ ،‬و ليست العصمة في ظاهر الخلقة فيعرف بها‪ ،‬فلذلك ل يكون إل‬
‫منصوصا«‪.‬‬
‫فقيل له‪ :‬يا بن رسول ال‪ ،‬فما معنى المعصوم؟ فقال‪» :‬هو المعتصم بحبل ال‪ ،‬و حبل ال هو القرآن ل يفترقان‬
‫ن هَذا اْلُقْرآ َ‬
‫ن‬ ‫إلى يوم القيامة‪ ،‬فالمام يهدي إلى القرآن‪ ،‬و القرآن يهدي إلى المام‪ ،‬و ذلك قول ال عز و جل‪ِ :‬إ ّ‬
‫ي َأْقَوُم«‪.‬‬‫َيْهِدي ِلّلِتي ِه َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬الكافي ‪.1 /13 :5‬‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.2 /169 :1‬‬
‫‪ -3‬معاني الخبار‪.1 /132 :‬‬
‫)‪ (1‬في »ط«‪ :‬المنقري‪.‬‬
‫)‪ (2‬في »ط« و »س«‪ :‬ابو بكر محمد ابن ابى الحسن‪.‬‬
‫)‪ (3‬في »ط« و »س«‪ :‬أحمد‪.‬‬
‫)‪ (4‬في »ط«‪ :‬عّياش‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪510 :‬‬
‫‪ -[4] /6269‬سعد بن عبد ال‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا يعقوب بن يزيد‪ ،‬عن محمد بن أبي عمير‪ ،‬عن إبراهيم بن عبد الحميد‪،‬‬
‫عن موسى بن أكيل النميري‪ ،‬عن العلء بن سيابة‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال عز و جل‪:‬‬
‫ي َأْقَوُم‪ ،‬قال‪» :‬يهدي إلى المام«‪.‬‬ ‫ن َيْهِدي ِلّلِتي ِه َ‬ ‫ن هَذا اْلُقْرآ َ‬ ‫ِإ ّ‬
‫ن َيْهِدي ِلّلِتي ِهيَ َأْقَوُم‪ ،‬قال‪ :‬يهدي إلى المام‪.‬‬ ‫ن هَذا اْلُقْرآ َ‬ ‫‪ -[5] /6270‬العياشي‪ :‬عن أبي إسحاق ِإ ّ‬
‫ي َأْقَوُم‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫ن َيْهِدي ِلّلِتي ِه َ‬ ‫ن هَذا اْلُقْرآ َ‬ ‫‪ -[6] /6271‬عن الفضيل بن يسار‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ِ :‬إ ّ‬
‫»يهدي إلى الولية«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ل ]‪[11 -9‬‬ ‫جو ً‬ ‫عُ‬ ‫ن َ‬ ‫لْنسا ُ‬ ‫ن ا ِْ‬‫جرًا َكِبيرًا‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و كا َ‬ ‫ن َلُهْم َأ ْ‬
‫ت َأ ّ‬ ‫صاِلحا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ن َيْعَمُلو َ‬ ‫ن اّلِذي َ‬
‫شُر اْلُمْؤِمِني َ‬ ‫َو ُيَب ّ‬
‫جرًا َكِبيرًا يعني‬ ‫ن َلُهْم َأ ْ‬‫ت َأ ّ‬
‫صاِلحا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ن َيْعَمُلو َ‬
‫ن اّلِذي َ‬‫شُر اْلُمْؤِمِني َ‬‫‪ -[1] /6272‬علي بن إبراهيم‪ :‬في قوله تعالى‪َ :‬و ُيَب ّ‬
‫عذابًا َأِليمًا‪.‬‬
‫عَتْدنا َلُهْم َ‬ ‫خَرةِ َأ ْ‬‫لِ‬‫ن ِبا ْ‬
‫ن ل ُيْؤِمُنو َ‬ ‫ن اّلِذي َ‬‫آل محمد )عليهم السلم(‪ .‬ثم عطف علي بني امية‪ ،‬فقال‪َ :‬و َأ ّ‬
‫ل قال‪ :‬يدعو على أعدائه بالشر كما يدعو‬ ‫جو ً‬‫عُ‬ ‫ن َ‬ ‫لْنسا ُ‬‫ن ا ِْ‬‫خْيِر َو كا َ‬ ‫شّر ُدعاَءُه ِباْل َ‬ ‫ن ِبال ّ‬‫لْنسا ُ‬ ‫ع ا ِْ‬‫ثم قال‪ :‬قوله‪َ :‬و َيْد ُ‬
‫ل‪.‬‬
‫جو ً‬ ‫عُ‬ ‫لْنسانُ َ‬ ‫ن »‪ «1‬ا ِْ‬ ‫لنفسه بالخير‪ ،‬و يستعجل ال بالعذاب‪ ،‬و هو قوله َو كا َ‬
‫‪ -[2] /6273‬العياشي‪ :‬عن سلمان الفارسي‪ ،‬قال‪ :‬إن ال لما خلق آدم‪ ،‬كان أول ما خلق عيناه‪ ،‬فجعل ينظر إلى‬
‫لو‬ ‫جو ً‬ ‫عُ‬‫ن َ‬ ‫لْنسا ُ‬‫ن ا ِْ‬ ‫جسده كيف يخلق‪ ،‬فلما حان أن يبلغ الخلق في رجليه أراد القيام فلم يقدر‪ ،‬و هو قول ال‪َ :‬و كا َ‬
‫إن ال لما خلق آدم و نفخ فيه‪ ،‬لم يلبث أن تناول عنقود العنب فأكله‪.‬‬
‫‪ -[3] /6274‬عن هشام بن سالم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬لما خلق ال آدم و نفخ فيه من روحه‪،‬‬
‫ل«‪.‬‬ ‫جو ً‬ ‫عُ‬ ‫لْنسانُ َ‬ ‫ن ا ِْ‬‫وثب ليقوم قبل أن يتم خلقه فسقط‪ ،‬فقال ال عز و جل‪َ :‬و كا َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -4‬مختصر بصائر الدرجات‪.5 :‬‬
‫‪ -5‬تفسير العّياشي ‪.24 /282 :2‬‬
‫‪ -6‬بصائر الدرجات‪.25 /283 :2 :‬‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.14 :2‬‬
‫‪ -2‬تفسير العّياشي ‪.26 /283 :2‬‬
‫‪ -3‬تفسير العّياشي ‪.27 /283 :2‬‬
‫)‪ (1‬في »ط‪ ،‬س« و المصدر‪ :‬و خلق‪ .‬و كذا في الحديثين التين )‪ (3‬و )‪[.....] .(4‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪511 :‬‬
‫‪ -[4] /6275‬الشيخ في )أماليه(‪ :‬بإسناده عن هشام بن سالم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬إن ال لما خلق‬
‫ل«‪.‬‬ ‫جو ً‬ ‫عُ‬‫ن َ‬ ‫لْنسا ُ‬ ‫ن ا ِْ‬‫آدم و نفخ فيه من روحه‪ ،‬وثب ليقوم قبل أن تستتم فيه الروح فسقط‪ ،‬فقال ال عز و جل‪َ :‬و كا َ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ل ]‪[12‬‬ ‫صي ً‬‫صَرًة‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬تْف ِ‬ ‫جَعْلنا آَيَة الّنهاِر ُمْب ِ‬ ‫ل َو َ‬ ‫حْونا آَيَة الّلْي ِ‬‫ن َفَم َ‬‫ل َو الّنهاَر آَيَتْي ِ‬ ‫جَعْلَنا الّلْي َ‬
‫َو َ‬
‫‪ -[1] /6276‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا الحسين »‪ «1‬بن يحيى بن ضريس البجلي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو‬
‫جعفر ]محمد بن[ »‪ «2‬عمارة السكري السرياني‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا إبراهيم بن عاصم بقزوين‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن‬
‫هارون الكرخي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو جعفر أحمد بن عبد ال بن يزيد بن سلم بن عبيد ال مولى رسول ال‪ ،‬قال‪:‬‬

‫حدثني أبي عبد ال بن يزيد‪ ،‬قال‪ :‬حدثني يزيد بن سلم »‪«3‬‬


‫‪ ،‬أنه سأل رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬فقال له‪ :‬لم سمي الفرقان فرقانا؟ قال‪» :‬لنه متفرق اليات و السور‪،‬‬
‫أنزلت في غير اللواح ]و غيره من الصحف و التوراة و النجيل و الزبور نزلت كلها جملة في اللواح[ و‬
‫الورق«‪.‬‬
‫قال‪ :‬فما بال الشمس و القمر ل يستويان في الضوء و النور؟ قال‪» :‬لما خلقهما ال عز و جل أطاعا و لم يعصيا‬
‫شيئا‪ ،‬فأمر ال عز و جل جبرئيل )عليه السلم( أن يمحو ]ضوء[ القمر فمحاه‪ ،‬فأثر المحو في القمر خطوطا‬
‫سوداء‪ ،‬و لو أن القمر ترك على حاله بمنزلة الشمس لم يمح‪ ،‬لما عرف الليل من النهار‪ ،‬و ل النهار من الليل‪ ،‬و‬
‫ل َو‬
‫جَعْلَنا الّلْي َ‬
‫ل علم الصائم كم يصوم‪ ،‬و ل عرف الناس عدد السنين و الحساب‪ ،‬و ذلك قول ال عز و جل‪َ :‬و َ‬
‫ب«‪.‬‬‫حسا َ‬ ‫ن َو اْل ِ‬ ‫سِني َ‬
‫عَدَد ال ّ‬
‫ن َرّبُكْم َو ِلَتْعَلُموا َ‬
‫ل ِم ْ‬
‫ضً‬‫صَرًة ِلَتْبَتُغوا َف ْ‬
‫جَعْلنا آَيَة الّنهاِر ُمْب ِ‬
‫ل َو َ‬‫حْونا آَيَة الّلْي ِ‬
‫ن َفَم َ‬
‫الّنهاَر آَيَتْي ِ‬
‫قال‪ :‬صدقت يا محمد‪ ،‬فأخبرني‪ ،‬لم سمي الليل ليل؟ قال‪» :‬لنه يليل »‪ «4‬الرجال من النساء‪ ،‬و جعله‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -4‬المالي ‪.273 :2‬‬
‫‪ -1‬علل الشرائع‪.33 /470 :‬‬
‫)‪ (1‬في »ط«‪ :‬الحسن انظر نوابغ الرواة‪.122 :‬‬
‫)‪ (2‬أثبتناه من التوحيد‪ ،1 /390 :‬و نوابغ الرواة‪.122 :‬‬
‫ل عليه و‬ ‫ل )صلى ا ّ‬ ‫لم مولى رسول ا ّ‬ ‫ل بن س ّ‬ ‫ل‪ ،‬عن عبد ا ّ‬ ‫لم بن عبيد ا ّ‬ ‫)‪ (3‬زاد في سند التوحيد‪ :‬عن أبيه س ّ‬
‫حته‪.‬‬‫آله( و الظاهر ص ّ‬
‫ل(‪:‬‬‫)‪ (4‬قال المجلسي )رحمه ا ّ‬
‫قوله‪» :‬لّنه يليل الرجال«‬

‫ن مليلة كانت في الصل بمعنى الملبسة أو نحوها‪ ،‬و ليس هذا المعنى فيما عندنا من كتب اللغة‪ ،‬قال‬ ‫يظهر منه أ ّ‬
‫الفيروزآبادي‪ :‬ليلته‪ :‬استأجرته لليلة‪ ،‬و عاملته مليلة‪ ،‬كمياومة‪» .‬بحار النوار ‪.«306 :9‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪512 :‬‬
‫جَعْلَنا الّنهاَر َمعاشًا »‪ .««1‬قال‪:‬‬
‫ل ِلباسًا َو َ‬
‫جَعْلَنا الّلْي َ‬
‫ال عز و جل الفة و لباسا‪ ،‬و ذلك قول ال عز و جل‪َ :‬و َ‬
‫صدقت‪.‬‬
‫ل قال‪ :‬المحو في القمر‪.‬‬ ‫حْونا آَيَة الّلْي ِ‬
‫‪ -[2] /6277‬علي بن إبراهيم‪ :‬في قوله تعالى‪َ :‬فَم َ‬
‫‪ -[3] /6278‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن الحسن بن محبوب‪ ،‬عن عبد ال بن سنان‪ ،‬عن معروف بن خربوذ‪،‬‬
‫عن الحكم بن المستنير‪ ،‬عن علي بن الحسين )عليهما السلم( قال‪» :‬إن ]من[ الوقات التي قدرها ال للناس مما‬
‫يحتاجون إليه‪ ،‬البحر الذي خلقه ال بين السماء و الرض‪ ،‬فإن ال قدر فيه مجاري الشمس و القمر و النجوم و‬
‫الكواكب‪ ،‬ثم قدر ذلك كله على الفلك‪ ،‬ثم وكل بالفلك ملكا معه سبعون ألف ملك يديرون الفلك‪ ،‬فإذا دارت الشمس‬
‫و القمر و النجوم و الكواكب معه نزلت في منازلها التي قدرها ال فيها ليومها و ليلتها‪.‬‬
‫و إذا كثرت ذنوب العباد‪ ،‬و أراد ال أن يستعتبهم بآية من آياته‪ ،‬أمر الملك الموكل بالفلك أن يزيل الفلك الذي عليه‬
‫مجاري الشمس و القمر و النجوم و الكواكب‪ ،‬فيأمر الملك أولئك السبعين ألف ملك أن يزيلوا الفلك عن مجاريه‪-‬‬
‫قال‪ -‬فيزيلونه‪ ،‬فتصير الشمس في ذلك البحر الذي يجري فيه الفلك‪ ،‬فيطمس حرها و يتغير لونها‪.‬‬
‫و إذا أراد ال أن يعظم الية طمست الشمس في البحر على ما يحب ال أن يخوف خلقه بالية‪ ،‬فذلك عند شدة‬
‫انكساف الشمس‪ ،‬و كذلك يفعل بالقمر‪ ،‬فإذا أراد ال أن يخرجهما و يردهما إلى مجراهما‪ ،‬أمر الملك الموكل‬
‫بالفلك أن يرد الشمس إلى مجراها‪ ،‬فيرد الملك الفلك إلى مجراه‪ ،‬فتخرج من الماء و هي كدرة‪ ،‬و القمر مثل‬
‫ذلك«‪.‬‬
‫ثم قال علي بن الحسين )عليهما السلم(‪» :‬إنه ل يفزع لهما و ل يرهب إل من كان من شيعتنا‪ ،‬فإذا كان ذلك‬
‫فافزعوا إلى ال و ارجعوا«‪.‬‬
‫قال‪» :‬و قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬الرض مسيرة خمسمائة عام‪ ،‬الخراب منها مسيرة أربعمائة عام‪ ،‬و‬
‫العمران منها مسيرة مائة عام‪ ،‬و الشمس ستون فرسخا في ستين فرسخا‪ ،‬و القمر أربعون فرسخا في أربعين‬
‫فرسخا‪ ،‬بطونهما يضيئان لهل السماء‪ ،‬و ظهورهما يضيئان لهل الرض‪ ،‬و الكواكب كأعظم جبل على‬
‫الرض‪ ،‬و خلق الشمس قبل القمر«‪.‬‬
‫‪ -[4] /6279‬و قال سلم بن المستنير‪ :‬قلت لبي جعفر )عليه السلم(‪ :‬لم صارت الشمس أحر من القمر؟ قال‪:‬‬
‫»إن ال خلق الشمس من نور النار و صفو الماء‪ ،‬طبقا من هذا‪ ،‬و طبقا من هذا‪ ،‬حتى إذا صارت سبعة أطباق‬
‫ألبسها لباسا من نار‪ ،‬فمن هنالك صارت الشمس أحر من القمر«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فالقمر؟ قال‪» :‬إن ال خلق القمر من ضوء »‪ «2‬النار و صفو الماء‪ ،‬طبقا من هذا‪ ،‬و طبقا من هذا‪ ،‬حتى إذا‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.14 :2‬‬
‫‪ -3‬تفسير القّمي ‪.14 :2‬‬
‫‪ -4‬تفسير القّمي ‪.17 :2‬‬
‫)‪ (1‬النبأ ‪.11 -10 :78‬‬
‫)‪ (2‬في »ط«‪ :‬نور‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪513 :‬‬
‫صارت سبعة أطباق ألبسها ال لباسا من ماء‪ ،‬فمن هنالك صار القمر أبرد من الشمس«‪.‬‬
‫ل‪ ،‬قال‪» :‬هو السواد الذي‬ ‫حْونا آَيَة الّلْي ِ‬
‫‪ -[5] /6280‬العياشي‪ :‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( َفَم َ‬
‫في جوف القمر«‪.‬‬
‫‪ -[6] /6281‬عن نصر بن قابوس‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬السواد الذي في القمر‪ :‬محمد رسول ال‬
‫)صلى ال عليه و آله(«‪.‬‬
‫‪ -[7] /6282‬عن أبي الطفيل‪ ،‬قال‪ :‬كنت في مسجد الكوفة‪ ،‬فسمعت عليا )عليه السلم( و هو على المنبر‪ ،‬و ناداه‬
‫ابن الكواء و هو في مؤخر المسجد‪ ،‬فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬أخبرني عن هذا السواد في القمر؟ فقال‪» :‬هو قول‬
‫ال‪:‬‬
‫ل«‪.‬‬ ‫حْونا آَيَة الّلْي ِ‬‫َفَم َ‬
‫‪ -[8] /6283‬عن أبي الطفيل‪ ،‬قال‪ :‬قال علي بن أبي طالب )عليه السلم(‪» :‬سلوني عن كتاب ال‪ ،‬فإنه ليس من‬
‫آية إل و قد عرفت بليل نزلت أم بنهار‪ ،‬في سهل أو في جبل«‪ .‬فقال له ابن الكواء‪ :‬فما هذا السواد في القمر؟ فقال‪:‬‬
‫جَعْلنا آَيَة الّنهاِر‬‫ل َو َ‬ ‫حْونا آَيَة الّلْي ِ‬ ‫ن َفَم َ‬
‫ل َو الّنهاَر آَيَتْي ِ‬ ‫جَعْلَنا الّلْي َ‬‫»أعمى سأل عن عمياء‪ ،‬أما سمعت ال يقول‪َ :‬و َ‬
‫صَرًة فذلك محوها«‪.‬‬ ‫ُمْب ِ‬
‫صَلْوَنها »‪«1‬؟‬ ‫جَهّنَم َي ْ‬ ‫حّلوا َقْوَمُهْم داَر اْلَبواِر َ‬ ‫ل ُكْفرًا َو َأ َ‬ ‫ت ا ِّ‬
‫ن َبّدُلوا ِنْعَم َ‬‫قال‪ :‬يقول ال‪َ :‬أ َلْم َتَر ِإَلى اّلِذي َ‬
‫قال )عليه السلم(‪» :‬تلك في الفجرين من قريش«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫عُنِقِه ]‪ -[1] /6284 [13‬علي بن إبراهيم قال‪ :‬قدره الذي قدر عليه‪.‬‬ ‫ن َأْلَزْمناُه طاِئَرُه ِفي ُ‬ ‫ل ِإنسا ٍ‬ ‫َو ُك ّ‬
‫‪ -[2] /6285‬العياشي‪ :‬عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر و أبي عبد ال )عليهما السلم( عن‬
‫قوله‪:‬‬
‫عُنِقِه‪ ،‬قال‪» :‬قدره الذي قدر عليه«‪.‬‬ ‫ن َأْلَزْمناُه طاِئَرُه ِفي ُ‬ ‫ل ِإنسا ٍ‬ ‫َو ُك ّ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -5‬تفسير العّياشي ‪.28 /283 :2‬‬
‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪.29 /283 :2‬‬
‫‪ -7‬تفسير العّياشي ‪[.....] .30 /283 :2‬‬
‫‪ -8‬تفسير العّياشي ‪.31 /283 :2‬‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.17 :2‬‬
‫‪ -2‬تفسير العّياشي ‪.32 /284 :2‬‬
‫)‪ (1‬إبراهيم ‪.29 -28 :14‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪514 :‬‬
‫ن َأْلَزْمناهُ طاِئَرُه ِفي‬ ‫ل ِإنسا ٍ‬ ‫‪ -[1] /6286‬و في رواية أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله‪َ :‬و ُك ّ‬
‫عُنِقِه‪ ،‬يقول‪» :‬خيره و شره معه حيث كان‪ ،‬ل يستطيع فراقه‪ ،‬حتى يعطى كتابه يوم القيامة بما عمل«‪.‬‬ ‫ُ‬
‫‪ -[2] /6287‬ابن بابويه‪ :‬بإسناده عن سدير الصيرفي‪ ،‬قال‪ :‬دخلت أنا و المفضل بن عمر و أبو بصير و أبان بن‬
‫تغلب على مولنا أبي عبد ال جعفر بن محمد )عليهما السلم(‪ -‬و ذكر الحديث‪ -‬و قال فيه‪» :‬قال ال تقدس ذكره‪:‬‬
‫عُنِقِه يعني الولية«‪.‬‬ ‫ن َأْلَزْمناُه طاِئَرُه ِفي ُ‬ ‫ل ِإنسا ٍ‬ ‫َو ُك ّ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫سيبًا ]‪[14 -13‬‬ ‫حِ‬‫ك َ‬ ‫عَلْي َ‬
‫ك اْلَيْومَ َ‬
‫سَ‬ ‫ك َكفى ِبَنْف ِ‬ ‫شورًا اْقَرْأ ِكتاَب َ‬ ‫ج َلُه َيْوَم اْلِقياَمِة ِكتابًا َيْلقاُه َمْن ُ‬
‫خِر ُ‬ ‫َو ُن ْ‬
‫‪ -[3] /6288‬الحسين بن سعيد في كتاب )الزهد(‪ :‬عن القاسم‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال‬
‫)عليه السلم( يقول‪» :‬إن المؤمن يعطى يوم القيامة كتابا منشورا مكتوبا فيه‪ :‬كتاب ال العزيز الحكيم‪ ،‬أدخلوا‬
‫فلنا الجنة«‪.‬‬
‫سكَ اْلَيْوَم‬
‫ك َكفى ِبَنْف ِ‬ ‫‪ -[4] /6289‬العياشي‪ :‬عن خالد بن نجيح عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله‪ :‬اْقَرْأ ِكتاَب َ‬
‫سيبًا‪ ،‬قال‪» :‬يذكر العبد جميع ما عمل و ما كتب عليه‪ ،‬حتى كأنه فعله تلك الساعة‪ ،‬فلذلك قالوا‪:‬‬ ‫حِ‬ ‫ك َ‬ ‫عَلْي َ‬
‫َ‬
‫حصاها« »‪.«1‬‬ ‫ل َأ ْ‬‫صِغيَرًة َو ل َكِبيَرًة ِإ ّ‬ ‫ب ل ُيغاِدُر َ‬ ‫يا َوْيَلَتنا ما ِلهَذا اْلِكتا ِ‬
‫‪) -[5] /6290‬بستان الواعظين(‪ :‬روي عن النبي )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬أنه قال‪» :‬الكتب كلها تحت العرش‪،‬‬
‫سَ‬
‫ك‬ ‫ك َكفى ِبَنْف ِ‬ ‫فإذا كان يوم القيامة بعث ال تبارك و تعالى ريحا تطيرها باليمان و الشمائل‪ ،‬أول حرفه‪ :‬اْقَرْأ ِكتاَب َ‬
‫سيبًا«‪.‬‬ ‫حِ‬ ‫ك َ‬ ‫عَلْي َ‬
‫اْلَيْوَم َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.17 :2‬‬
‫‪ -2‬كمال الدين و تمام النعمة‪ ،50 /354 :‬ينابيع المودة‪.45 :‬‬
‫‪ -3‬كتاب الزهد‪.247 /92 :‬‬
‫‪ -4‬تفسير العّياشي ‪.33 /284 :2‬‬
‫‪... -5‬‬
‫)‪ (1‬الكهف ‪.49 :18‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪515 :‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫خرى ]‪ [15‬تقدم ما فيها من الحاديث في آخر سورة النعام »‪.«1‬‬ ‫َو ل َتِزُر واِزَرٌة ِوْزَر ُأ ْ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫سُقوا ِفيها‬‫ك َقْرَيًة َأَمْرنا ُمْتَرِفيها َفَف َ‬
‫ن ُنْهِل َ‬
‫َو ِإذا َأَرْدنا َأ ْ‬
‫ل ]‪[22 -16‬‬ ‫خُذو ً‬ ‫خَر َفَتْقُعَد َمْذُمومًا َم ْ‬‫ل ِإلهًا آ َ‬‫ل َمَع ا ِّ‬‫جَع ْ‬
‫‪ -‬إلى قوله تعالى‪ -‬ل َت ْ‬
‫‪ -[1] /6291‬العياشي‪ :‬عن حمران‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله‪» :‬و إذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا‬
‫مترفيها« مشددة منصوبة‪» :‬تفسيرها‪ :‬كثرنا‪ -‬و قال‪ -‬ل قرأتها مخففة«‪.‬‬
‫ك َقْرَيًة َأَمْرنا ُمْتَرِفيها‬
‫ن ُنْهِل َ‬
‫‪ -[2] /6292‬عن حمران‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬في قوله تعالى‪َ :‬و ِإذا َأَرْدنا َأ ْ‬
‫‪ ،‬قال‪» :‬تفسيرها أمرنا أكابرها«‪.‬‬
‫ك قَْرَيًة َأَمْرنا ُمْتَرِفيها‬
‫ن ُنْهِل َ‬
‫‪ -[3] /6293‬علي بن إبراهيم‪ :‬في قوله تعالى‪َ :‬و ِإذا َأَرْدنا َأ ْ‬
‫ن ُنِريُد‪ -‬في‬ ‫جْلنا َلُه ِفيها ما َنشاُء ِلَم ْ‬ ‫عّ‬‫جَلَة‪ -‬يعني أموال الدنيا‪َ -‬‬ ‫ن ُيِريُد اْلعا ِ‬ ‫ن كا َ‬‫أي كثرنا جبابرتها‪ ،‬ثم قال‪ :‬قوله‪َ :‬م ْ‬
‫حورًا يعني‪ :‬يلقى في النار‪ ،‬ثم ذكر من عمل للخرة‬ ‫صلها َمْذُمومًا َمْد ُ‬ ‫جَهّنَم‪ -‬في الخرة‪َ -‬ي ْ‬ ‫جَعْلنا َلُه َ‬‫الدنيا‪ُ -‬ثّم َ‬
‫ل ُنِمّد‬
‫شُكورًا ثم قال قوله تعالى‪ُ :‬ك ّ‬ ‫ن سَْعُيُهْم َم ْ‬
‫ك كا َ‬ ‫ن َفُأولِئ َ‬‫سْعَيها َو ُهَو ُمْؤِم ٌ‬ ‫سعى َلها َ‬ ‫خَرَة َو َ‬ ‫لِ‬‫ن َأراَد ا ْ‬ ‫فقال‪َ :‬و َم ْ‬
‫عطاُء َرّب َ‬
‫ك‬ ‫ن َ‬ ‫ك يعني‪ :‬من أراد الدنيا و أراد الخرة‪ ،‬و معنى نمد‪ :‬أي نعطي َو ما كا َ‬ ‫عطاِء َرّب َ‬ ‫ن َ‬ ‫هُؤلِء َو َهُؤلِء ِم ْ‬
‫ظورًا‪ :‬أي ممنوعا‪.‬‬ ‫حُ‬‫َم ْ‬
‫ل أي في النار‪ ،‬و هو مخاطبة للنبي و المعنى‬ ‫خُذو ً‬ ‫خَر َفَتْقُعَد َمْذُمومًا َم ْ‬‫ل ِإلهًا آ َ‬
‫ل َمَع ا ِّ‬ ‫جَع ْ‬
‫ثم قال‪ :‬قوله تعالى‪ :‬ل َت ْ‬
‫للناس‪ ،‬قال‪ :‬و هو‬
‫قول الصادق )عليه السلم(‪» :‬إن ال بعث نبيه بإياك أعني و اسمعي يا جارة«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير العّياشي ‪.34 /284 :2‬‬
‫‪ -2‬تفسير العّياشي ‪.35 /284 :2‬‬
‫‪ -3‬تفسير القّمي ‪.17 :2‬‬
‫)‪ (1‬تقّدم في الحاديث )‪ (10 -8‬من تفسير اليات )‪ (165 -161‬من سورة النعام‪[.....] .‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪516 :‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬

‫صِغيرًا ]‪-23‬‬ ‫حْمُهما َكما َرّبياِني َ‬ ‫ب اْر َ‬


‫ل َر ّ‬
‫حسانًا‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و ُق ْ‬
‫ن ِإ ْ‬
‫ل ِإّياُه َو ِباْلواِلَدْي ِ‬
‫ل َتْعُبُدوا ِإ ّ‬
‫ك َأ ّ‬
‫َو َقضى َرّب َ‬
‫‪[24‬‬
‫‪ -[1] /6294‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن الحسن القطان‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا الحسن بن علي السكري‪ ،‬قال‪:‬‬
‫حدثنا محمد بن زكريا الجوهري‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا العباس بن بكار الضبي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو بكر الهذلي‪ ،‬عن عكرمة‪،‬‬
‫عن ابن عباس‪ ،‬عن أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ -‬في حديث‪ -‬قال الشيخ‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬فما القضاء و القدر‬
‫اللذان ساقانا‪ ،‬و ما هبطنا واديا و ل علونا تلعة إل بهما؟‬
‫ل ِإّياُه َو‬
‫ل َتْعُبُدوا ِإ ّ‬
‫ك َأ ّ‬
‫فقال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪» :‬المر من ال و الحكم‪ -‬ثم تل هذه الية‪َ :-‬و َقضى َرّب َ‬
‫حسانًا أي أمر ربك أل تعبدوا إل إياه و بالوالدين إحسانا«‪.‬‬ ‫ن ِإ ْ‬‫ِباْلواِلَدْي ِ‬
‫‪ -[2] /6295‬الطبرسي في )الحتجاج(‪ :‬عن يزيد بن عمير بن معاوية الشامي‪ ،‬قال‪ :‬دخلت على علي بن موسى‬
‫الرضا )عليه السلم( بمرو‪ ،‬فقلت له‪ :‬يا بن رسول ال‪ ،‬روي لنا عن الصادق جعفر بن محمد )عليهما السلم(‪،‬‬
‫أنه قال‪:‬‬
‫»ل جبر و ل تفويض‪ ،‬بل أمر بين أمرين« ما معناه؟ فقال‪» :‬من زعم أن ال يفعل أفعالنا ثم يعذبنا عليها فقد قال‬
‫بالجبر‪ ،‬و من زعم أن ال فوض أمر الخلق و الرزق إلى حججه )عليهم السلم( فقد قال بالتفويض‪ ،‬و القائل‬
‫بالجبر كافر‪ ،‬و القائل بالتفويض مشرك«‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬يا بن رسول ال‪ ،‬فما أمر بين أمرين؟ فقال‪» :‬وجود السبيل إلى إتيان ما أمروا به‪ ،‬و ترك ما نهوا عنه«‪.‬‬
‫قلت له‪ :‬و هل ل مشيئة و إرادة في ذلك؟ فقال‪» :‬أما الطاعات فإرادة ال تعالى و مشيئته فيها المر بها‪ ،‬و الرضا‬
‫لها‪ ،‬و المعاونة عليها‪ ،‬و إرادته و مشيئته في المعاصي النهي عنها‪ ،‬و السخط لها‪ ،‬و الخذلن عليها«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فلله عز و جل ]فيها[ القضاء؟ قال‪» :‬نعم‪ ،‬ما من فعل يفعله العباد من خير أو شر إل و ل فيه قضاء«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فما معنى هذا القضاء؟ قال‪» :‬الحكم عليهم بما يستحقونه من الثواب و العقاب في الدنيا و الخرة«‪.‬‬
‫‪ -[3] /6296‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى و علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‬
‫جميعا‪ ،‬عن الحسن بن محبوب‪ ،‬عن أبي ولد الحناط‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول ال عز و‬
‫جل‪:‬‬
‫حسانًا ما هذا الحسان؟‬ ‫ن ِإ ْ‬
‫َو ِباْلواِلَدْي ِ‬
‫فقال‪» :‬الحسان‪ :‬أن تحسن صحبتهما‪ ،‬و ل تكلفهما أن يسألك شيئا مما يحتاجان إليه‪ ،‬و إن كانا مستغنيين‪،‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬التوحيد‪ 382 :‬ذيل حديث ‪.28‬‬
‫‪ -2‬الحتجاج‪.414 :‬‬
‫‪ -3‬الكافي ‪.1 /126 :2‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪517 :‬‬
‫ن »‪«1‬؟«‪.‬‬ ‫حّبو َ‬
‫حّتى ُتْنِفُقوا ِمّما ُت ِ‬
‫ن َتناُلوا اْلِبّر َ‬
‫أليس ال عز و جل يقول‪َ :‬ل ْ‬
‫حُدُهما َأْو ِكلُهما َفل َتُق ْ‬
‫ل‬ ‫ك اْلِكَبَر َأ َ‬
‫عْنَد َ‬
‫ن ِ‬ ‫قال‪ :‬ثم قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬و أما قول ال عز و جل‪ِ :‬إّما َيْبُلَغ ّ‬
‫ل َلُهما َقْو ً‬
‫ل‬ ‫ف َو ل َتْنَهْرُهما‪ -‬قال‪ -‬إن أضجراك فل تقل لهما أف‪ ،‬و ل تنهرهما إن ضرباك‪ -‬قال‪َ -‬و ُق ْ‬ ‫َلُهما ُأ ّ‬
‫حَمِة‪-‬‬‫ن الّر ْ‬‫ل ِم َ‬
‫ح الّذ ّ‬‫جنا َ‬‫ض َلُهما َ‬ ‫خِف ْ‬ ‫َكِريمًا‪ -‬قال‪ -‬إن ضرباك فقل لهما‪ :‬غفر ال لكما فذلك منك قول كريم‪ -‬قال‪َ -‬و ا ْ‬
‫قال‪ -‬ل تمل عينيك من النظر إليهما إل برحمة و رقة‪ ،‬و ل ترفع صوتك فوق أصواتهما‪ ،‬و ل يدك فوق أيديهما‪،‬‬
‫و ل تتقدم قدامهما«‪.‬‬
‫و روى هذا الحديث ابن بابويه في )الفقيه(‪ :‬بإسناده عن الحسن بن محبوب‪ ،‬عن أبي ولد الحناط‪ ،‬قال‪:‬‬
‫حسانًا و ذكر الحديث‬ ‫ن ِإ ْ‬
‫سألت أبا عبد ال جعفر بن محمد الصادق )عليهما السلم(‪ ،‬عن قول ال تعالى‪َ :‬و ِباْلواِلَدْي ِ‬
‫بعينه »‪.«2‬‬

‫‪ -[4] /6297‬و عنه‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن حديد بن‬
‫حكيم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬أدنى العقوق أف‪ ،‬و لو علم ال عز و جل شيئا أهون منه لنهى عنه«‪.‬‬
‫‪ -[5] /6298‬و عنه بإسناده عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪» :‬لو علم ال شيئا أدنى من أف لنهى عنه و هو من أدنى العقوق‪ ،‬و من العقوق أن ينظر الرجل إلى‬
‫والديه فيحد النظر إليهما«‪.‬‬
‫‪ -[6] /6299‬و عنه‪ :‬عن أبي علي الشعري‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن محسن بن أحمد‪ ،‬عن أبان بن عثمان‪ ،‬عن‬
‫حديد بن حكيم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬أدنى العقوق أف‪ ،‬و لو علم ال أيسر منه لنهى عنه«‪.‬‬
‫‪ -[7] /6300‬الحسين بن سعيد في )كتاب الزهد(‪ :‬عن إبراهيم بن أبي البلد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم(‪ ،‬قال‪» :‬لو علم ال شيئا أدنى من أف لنهى عنه‪ ،‬و هو أدنى العقوق‪ ،‬و من العقوق‪ :‬أن ينظر الرجل إلى‬
‫أبويه فيحد إليهما النظر«‪.‬‬
‫‪ -[8] /6301‬العياشي‪ :‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أحدهما )عليهما السلم(‪ :‬أنه ذكر الوالدين‪ ،‬فقال‪» :‬هما اللذان قال‬
‫ال‪:‬‬
‫حسانًا«‪.‬‬
‫ن ِإ ْ‬
‫ل ِإّياُه َو ِباْلواِلَدْي ِ‬
‫ل َتْعُبُدوا ِإ ّ‬
‫ك َأ ّ‬
‫َو َقضى َرّب َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -4‬الكافي ‪.1 /260 :2‬‬
‫‪ -5‬الكافي ‪.7 /261 :2‬‬
‫‪ -6‬الكافي ‪.9 /261 :2‬‬
‫‪ -7‬كتاب الزهد‪.103 :38 :‬‬
‫‪ -8‬تفسير العّياشي ‪.36 /284 :2‬‬
‫)‪ (1‬آل عمران ‪.92 :3‬‬
‫)‪ (2‬من ل يحضره الفقيه ‪.880 /291 :4‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪518 :‬‬
‫حُدُهما َأْو ِكلُهما َفل‬ ‫ك اْلِكَبَر َأ َ‬
‫عْنَد َ‬
‫ن ِ‬
‫‪ -[9] /6302‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قول ال ِإّما َيْبُلَغ ّ‬
‫ف َو ل َتْنَهْرُهما‪ ،‬قال‪» :‬هو أدنى الدنى‪ ،‬حرمه ال فما فوقه«‪.‬‬ ‫ل َلُهما ُأ ّ‬
‫َتُق ْ‬
‫‪ -[10] /6303‬عن حريز‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪» :‬أدنى العقوق أف‪ ،‬و لو علم ال أن شيئا‬
‫أهون منه لنهى عنه«‪.‬‬
‫حسانًا‪.‬‬
‫ن ِإ ْ‬
‫‪ -[11] /6304‬عن أبي ولد الحناط‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول ال‪َ :‬و ِباْلواِلَدْي ِ‬
‫فقال‪» :‬الحسان‪ :‬أن تحسن صحبتهما‪ ،‬و ل تكلفهما أن يسألك شيئا مما يحتاجان إليه‪ ،‬و إن كانا مستغنيين‪ ،‬أليس‬
‫ن »‪«1‬؟«‪.‬‬ ‫حّبو َ‬
‫حّتى ُتْنِفُقوا ِمّما ُت ِ‬
‫ن َتناُلوا اْلِبّر َ‬
‫ال يقول‪َ :‬ل ْ‬
‫ف‪ -‬قال‪ -‬إن‬ ‫ل َلُهما ُأ ّ‬ ‫حُدُهما َأْو ِكلُهما َفل َتُق ْ‬ ‫ك اْلِكَبَر َأ َ‬‫عْنَد َ‬
‫ن ِ‬
‫ثم قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬و أما قوله‪ِ :‬إّما َيْبُلَغ ّ‬
‫ل َكِريمًا‪ -‬قال‪ -‬يقول لهما‪:‬‬ ‫ل َلُهما َقْو ً‬
‫أضجراك فل تقل لهما أف‪ ،‬و ل تنهرهما إن ضرباك‪ -‬و قال‪َ -‬و ُق ْ‬
‫حَمِة‪ -‬قال‪ -‬ل تمل عينيك من النظر‬ ‫ن الّر ْ‬‫ل ِم َ‬‫ح الّذ ّ‬ ‫جنا َ‬‫ض َلُهما َ‬ ‫خِف ْ‬ ‫غفر ال لكما‪ ،‬فذلك منه قول كريم‪ -‬و قال‪َ -‬و ا ْ‬
‫إليهما إل برحمة ورقة‪ ،‬و ل ترفع صوتك فوق أصواتهما‪ ،‬و ل يديك فوق أيديهما‪ ،‬و ل تتقدم قدامهما«‪.‬‬
‫‪ -[12] /6305‬الطبرسي‪ :‬روي عن علي بن موسى الرضا )عليه السلم( عن أبيه‪ ،‬عن جده أبي عبد ال )عليهما‬
‫السلم( قال‪» :‬لو علم ال كلمة »‪ «2‬أوجز في ترك عقوق الوالدين من )أف( لتى بها«‪.‬‬
‫‪ -[13] /6306‬قال‪ :‬و في رواية اخرى عنه )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬أدنى العقوق )أف( و لو علم ال شيئا أيسر و‬
‫أهون منه لنهى عنه«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫غُفورًا ]‪[25‬‬ ‫ن َ‬‫لّواِبي َ‬‫ن ِل َْ‬
‫َفِإّنُه كا َ‬
‫‪ -[1] /6307‬الطبرسي‪ :‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( »الواب‪ :‬التواب المتعبد‪ ،‬الراجع عن ذنبه«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -9‬تفسير العّياشي ‪.37 /285 :2‬‬
‫‪ -10‬تفسير العّياشي ‪.38 /285 :2‬‬
‫‪ -11‬تفسير العّياشي ‪.39 /285 :2‬‬
‫‪ -12‬مجمع البيان ‪[.....] .631 :6‬‬
‫‪ -13‬مجمع البيان ‪.631 :6‬‬
‫‪ -1‬مجمع البيان ‪.632 :6‬‬
‫)‪ (1‬آل عمران ‪.92 :3‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬لفظة‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪519 :‬‬
‫‪ -[2] /6308‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل القمي‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن سيف‬
‫بن عميرة‪ ،‬رفعه‪ ،‬قال‪» :‬مر أمير المؤمنين )عليه السلم( برجل يصلي الضحى في مسجد الكوفة‪ ،‬فغمز جنبه‬
‫عْبدًا ِإذا صَّلى »‬ ‫ت اّلِذي َيْنهى َ‬ ‫بالدرة‪ ،‬و قال‪ :‬نحرت صلة الوابين نحرك ال‪ .‬قال‪ :‬فأتركها؟‪ -‬قال‪ -‬فقال‪َ :‬أ َرَأْي َ‬
‫‪.««1‬‬
‫فقال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬و كفى بإنكار علي )عليه السلم( نهيا«‪.‬‬
‫‪ -[3] /6309‬العياشي‪ :‬عن الصبغ‪ ،‬قال‪ :‬خرجنا مع علي )عليه السلم( فتوسط المسجد‪ ،‬فإذا ناس يتنفلون »‪«2‬‬
‫حين طلعت الشمس‪ ،‬فسمعته يقول‪» :‬نحروا صلة الوابين نحرهم ال« قال‪ :‬قلت‪ :‬فما نحروها؟ قال‪» :‬عجلوها«‪.‬‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬ما صلة الوابين؟ قال‪» :‬ركعتان«‪.‬‬
‫‪ -[4] /6310‬عن عبد ال بن عطاء المكي‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو جعفر )عليه السلم(‪» :‬أنطلق بنا إلى حائط لنا« فدعا‬
‫بحمار و بغل‪ ،‬فقال‪» :‬أيهما أحب إليك؟« فقلت‪ :‬الحمار‪ ،‬فقال‪» :‬إني أحب أن تؤثرني بالحمار« فقلت‪ :‬البغل أحب‬
‫إلي‪ ،‬فركب الحمار و ركبت البغل‪ .‬فلما مضينا اختال الحمار في مشيته حتى هز منكبي أبي جعفر )عليه السلم(‬
‫فلزم قربوس »‪ «3‬السرج‪ ،‬فقلت‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬كأني أراك تشتكي بطنك‪ ،‬قال‪» :‬و فطنت إلى هذا مني؟ إن رسول‬
‫ال )صلى ال عليه و آله( كان له حمار يقال له‪ :‬عفير‪ ،‬إذا ركبه اختال في مشيته سرورا برسول ال )صلى ال‬
‫عليه و آله( حتى يهز منكبيه فيلزم قربوس السرج‪ ،‬فيقول‪ :‬اللهم ليس مني و لكن ذا من عفير و إن حماري من‬
‫سروري اختال في مشيه فلزمت قربوس السرج‪ ،‬و قلت‪ :‬اللهم هذا ليس مني و لكن هذا من حماري«‪.‬‬
‫قال‪ :‬فقال‪» :‬يا بن عطاء‪ ،‬ترى زاغت الشمس؟« فقلت‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬و ما علمي بذلك و أنا معك؟ فقال‪» :‬ل‪ ،‬لم‬
‫تفعل و أوشكت« قال‪ :‬فسرنا‪ ،‬قال‪ :‬فقال‪» :‬قد فعلت«‪ .‬قلت‪ :‬هذا المكان الحمر؟ قال‪» :‬ليس يصلى ها هنا‪ ،‬هذه‬
‫أودية و ليس يصلى«‪ .‬قال‪ :‬فمضينا إلى أرض بيضاء‪ ،‬قال‪» :‬هذه سبخة‪ ،‬و ليس يصلى بالسباخ« قال‪ :‬فمضينا‬
‫إلى أرض حصباء‪ ،‬قال‪» :‬ها هنا« فنزل و نزلت‪.‬‬
‫فقال‪» :‬يا ابن عطاء‪ ،‬أتيت العراق فرأيت القوم يصلون بين تلك السواري في مسجد الكوفة؟« قال‪ :‬قلت‪:‬‬
‫غُفورًا«‪.‬‬ ‫ن َ‬ ‫لّواِبي َ‬‫ن ِل َْ‬
‫نعم‪ ،‬فقال‪» :‬أولئك شيعة أبي علي‪ ،‬هذه صلة الوابين‪ ،‬إن ال يقول‪َ :‬فِإّنُه كا َ‬
‫غُفورًا‪.‬‬‫ن َ‬‫لّواِبي َ‬‫ن ِل َْ‬ ‫‪ -[5] /6311‬عن أبي بصير‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول في قوله‪َ :‬فِإّنُه كا َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.8 /452 :3‬‬
‫‪ -3‬تفسير العّياشي ‪.40 /285 :2‬‬
‫‪ -4‬تفسير العّياشي ‪.41 /285 :2‬‬
‫‪ -5‬تفسير العّياشي ‪.42 /286 :2‬‬
‫)‪ (1‬العلق ‪.10 -9 :96‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬يصلون‪.‬‬
‫خره‪» .‬لسان العرب‪ -‬قربس‪.«172 :6 -‬‬ ‫)‪ (3‬القربوس‪ :‬حنو السرج‪ ،‬و للسرج قربوسان‪ :‬مقّدم السرج‪ ،‬و مؤ ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪520 :‬‬
‫قال‪» :‬هم التوابون المتعبدون«‪.‬‬
‫‪ -[6] /6312‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬يا أبا محمد‪ ،‬عليكم بالورع و الجتهاد‪ ،‬و أداء‬
‫المانة‪ ،‬و صدق الحديث‪ ،‬و حسن الصحبة لمن صحبكم‪ ،‬و طول السجود‪ ،‬كان ذلك من سنن الوابين«‪.‬‬
‫قال أبو بصير‪ :‬الوابون‪ :‬التوابون‪.‬‬
‫‪ -[7] /6313‬و عن هشام بن سالم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬من صلى أربع ركعات‪ ،‬فقرأ في كل‬
‫حٌد كانت صلة فاطمة )عليها السلم(‪ ،‬و هي صلة الوابين«‪.‬‬ ‫ل َأ َ‬‫ل ُهَو ا ُّ‬ ‫ركعة خمسين مرة ُق ْ‬
‫‪ -[8] /6314‬عن محمد بن حفص بن عمر‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬كانت صلة الوابين خمسين‬
‫حٌد«‪.‬‬ ‫ل َأ َ‬‫ل ُهَو ا ُّ‬‫صلة كلها ب ُق ْ‬
‫‪ -[9] /6315‬ابن بابويه في )الفقيه( قال‪ :‬محمد بن مسعود العياشي )رحمه ال( روى في كتابه عن عبد ال بن‬
‫محمد‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل بن سماك‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن هشام بن سالم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‬
‫حٌد كانت صلة فاطمة )عليها السلم(‪،‬‬ ‫ل َأ َ‬
‫ل ُهَو ا ُّ‬‫قال‪» :‬من صلى أربع ركعات‪ ،‬فقرأ في كل ركعة خمسين مرة ُق ْ‬
‫و هي صلة الوابين«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫شْيطا ُ‬
‫ن‬ ‫ن ال ّ‬‫ن َو كا َ‬
‫طي ِ‬‫شيا ِ‬‫ن ال ّ‬
‫خوا َ‬
‫ن كاُنوا ِإ ْ‬
‫ن اْلُمَبّذِري َ‬
‫ل َو ل ُتَبّذْر َتْبِذيرًا ِإ ّ‬‫سِبي ِ‬‫ن ال ّ‬
‫ن َو اْب َ‬‫سِكي َ‬ ‫حّقُه َو اْلِم ْ‬
‫ت َذا اْلُقْربى َ‬
‫َو آ ِ‬
‫سورًا ]‪[28 -26‬‬ ‫ل َمْي ُ‬
‫ل َلُهْم َقْو ً‬
‫ِلَرّبِه َكُفورًا‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬فُق ْ‬
‫‪ -[1] /6316‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن محمد بن عبد ال‪ ،‬عن بعض أصحابنا‪ -‬أظنه السياري‪ ،-‬عن علي‬
‫ابن أسباط‪ ،‬قال‪ :‬لما ورد أبو الحسن )عليه السلم( على المهدي‪ ،‬رآه يرد المظالم‪ ،‬فقال‪» :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬ما‬
‫بال مظلمتنا ل ترد«؟‬
‫فقال له‪ :‬و ما ذاك‪ ،‬يا أبا الحسن؟ قال‪» :‬إن ال تبارك و تعالى لما فتح على نبيه )صلى ال عليه و آله( فدك و ما‬
‫حّقُه فلم‬
‫ت َذا اْلُقْربى َ‬
‫والها‪ ،‬لم يوجف عليها بخيل و ل ركاب‪ ،‬فأنزل ال على نبيه )صلى ال عليه و آله(‪َ :‬و آ ِ‬
‫يدر رسول‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪.43 /286 :2‬‬
‫‪ -7‬تفسير العّياشي ‪.44 /286 :2‬‬
‫‪ -8‬تفسير العّياشي ‪[.....] .45 /287 :2‬‬
‫‪ -9‬من ل يحضره الفقيه ‪.1560 /356 :1‬‬
‫‪ -1‬الكافي ‪.5 /456 :1‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪521 :‬‬
‫ال )صلى ال عليه و آله( من هم‪ ،‬فراجع في ذلك جبرئيل )عليه السلم(‪ ،‬و راجع جبرئيل )عليه السلم( ربه‪،‬‬
‫فأوحى ال إليه‪ :‬أن ادفع فدك إلى فاطمة‪ .‬فدعاها رسول ال )صلى ال عليه و آله( فقال لها‪ :‬يا فاطمة‪ ،‬إن ال‬
‫أمرني أن أدفع إليك فدك‪ .‬فقالت‪ :‬قد قبلت‪ -‬يا رسول ال‪ -‬من ال و منك‪ .‬فلم يزل وكلؤها فيها حياة رسول ال‬
‫)صلى ال عليه و آله(‪ ،‬فلما ولي أبو بكر أخرج عنها و كلءها‪ ،‬فأتته فسألته أن يردها عليها‪ ،‬فقال لها‪ :‬ائتيني‬
‫بأسود أو أحمر يشهد لك بذلك‪ .‬فجاءت بأمير المؤمنين )عليه السلم(‪ ،‬و ام أيمن فشهدا لها‪ ،‬فكتب لها بترك‬
‫التعرض‪ ،‬فخرجت و الكتاب معها‪ ،‬فلقيها عمر‪ ،‬فقال‪ :‬ما هذا معك يا بنت محمد؟ قالت‪ :‬كتاب كتبه لي ابن أبي‬
‫قحافة‪ ،‬قال‪ :‬أرينيه‪ .‬فأبت‪ ،‬فانتزعه من يدها و نظر فيه‪ ،‬ثم تفل فيه و محاه و خرقه‪ ،‬فقال لها‪ :‬هذا لم يوجف عليه‬
‫بخيل و ل ركاب‪ ،‬فضعي الحبال »‪ «1‬في رقابنا«‪.‬‬
‫فقال له المهدي‪ :‬يا أبا الحسن‪ ،‬حدها لي‪ .‬فقال‪» :‬حد منها جبل احد‪ ،‬و حد منها عريش مصر »‪ ،«2‬و حد منها‬
‫سيف البحر »‪ ،«3‬و حد منها دومة الجندل »‪ .««4‬فقال له‪ :‬كل هذا؟ قال‪» :‬نعم‪ -‬يا أمير المؤمنين‪ -‬هذا كله‪ ،‬إن‬
‫هذا كله مما لم يوجف على أهله رسول ال )صلى ال عليه و آله( بخيل و ل ركاب«‪ .‬فقال‪ :‬كثير‪ ،‬و أنظر فيه‪.‬‬
‫‪ -[2] /6317‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب و جعفر بن محمد بن مسرور )رضي‬
‫ال عنهما(‪ ،‬عن محمد بن عبد ال بن جعفر الحميري‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الريان بن الصلت‪ ،‬عن الرضا )عليه السلم(‬
‫حّقُه خصوصية خصهم ال العزيز الجبار بها‪ ،‬و اصطفاهم على المة‪ -‬قال‪-‬‬ ‫ت َذا اْلُقْربى َ‬ ‫قال‪» :‬قوله تعالى‪َ :‬و آ ِ‬
‫فلما نزلت هذه الية على رسول ال )صلى ال عليه و آله( قال‪ :‬ادعوا لي فاطمة فدعيت له‪ ،‬فقال‪ :‬يا فاطمة‪.‬‬
‫قالت‪ :‬لبيك يا رسول ال‪ .‬فقال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬هذه فدك و هي مما لم يوجف عليه بخيل و ل ركاب‪ ،‬و هي‬
‫لي خاصة دون المسلمين‪ ،‬و قد جعلتها لك لما أمرني ال تعالى به‪ ،‬فخذيها لك و لولدك«‪.‬‬
‫‪ -[3] /6318‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق )رحمه ال(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبد العزيز بن يحيى‬
‫البصري‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن زكريا‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن محمد بن يزيد‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبو نعيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثني‬
‫ت َذا‬‫حاجب عبيد ال بن زياد‪ ،‬عن علي بن الحسين )عليهما السلم( أنه قال لرجل من أهل الشام‪» :‬أما قرأت َو آ ِ‬
‫حّقُه؟« قال‪ :‬بلى‪ .‬قال‪» :‬فنحن أولئك« »‪.«5‬‬ ‫اْلُقْربى َ‬
‫__________________________________________________‬
‫سلم( ‪.1 /233 :1‬‬ ‫‪ -2‬عيون أخبار الّرضا )عليه ال ّ‬
‫‪ -3‬المالي‪.3 /141 :‬‬
‫ل(‪ :‬قوله‪ :‬فضعي الجبال‪ ،‬في بعض النسخ‬ ‫)‪ (1‬في البحار ‪ :29 /157 :48‬الجبال‪ .‬قال المجلسي )رحمه ا ّ‬
‫المهملة‪ ،‬و يحتمل أن يكون حينئذ كناية عن الترافع إلى الحّكام بأن يكون قال ذلك تعجيزا لها و تحقيرا لشأنها‪ ،‬أو‬
‫المعنى أّنك إذا أعطيت ذلك وضعت الحبال على رقابنا بالعبودّية‪ ،‬أو أّنك إذا حكمت على ما لم يوجف عليها بخيل‬
‫بأّنها ملكك فاحكمي على رقابنا أيضا بالملكية‪ ،‬و في بعض النسخ بالجيم‪ ،‬أي إن قدرت على وضع الجبال على‬
‫رقابنا جزاء بما صنعنا فافعلي‪.‬‬
‫)‪ (2‬عريش مصر‪ :‬مدينة كانت أّول عمل مصر من ناحية الشام على ساحل بحر الروم‪» .‬مراصد الطلع ‪:2‬‬
‫‪.«935‬‬
‫)‪ (3‬سيف البحر‪ ،‬ساحله‪» .‬الصحاح‪ -‬سيف‪.«1379 :4 -‬‬
‫)‪ (4‬دومة الجندل‪ :‬قيل‪ :‬هي من أعمال المدينة‪ ،‬حصن على سبعة مراحل من دمشق‪ ،‬بينها و بين المدينة‪.‬‬
‫»مراصد الطلع ‪.«542 :2‬‬
‫)‪ (5‬في المصدر‪ :‬فنحن هم‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪522 :‬‬
‫‪ -[4] /6319‬و من طريق المخالفين‪ :‬ما رواه الثعلبي‪ ،‬عن السدي‪ ،‬عن ابن الديلمي‪ ،‬قال‪ :‬قال علي بن الحسين‬
‫ت َذا‬‫)عليهما السلم( لرجل من أهل الشام‪» :‬أقرأت القرآن؟« قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪» :‬فما قرأت في بني إسرائيل َو آ ِ‬
‫حّقُه؟« قال‪ :‬و إنكم القرابة التي أمر ال تعالى أن يؤتى حقه؟ قال‪» :‬نعم«‪.‬‬ ‫اْلُقْربى َ‬
‫ت َذا‬
‫‪ -[5] /6320‬العياشي‪ :‬عن عبد الرحمن‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬لما أنزل ال تعالى َو آ ِ‬
‫ن قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬يا جبرئيل‪ ،‬قد عرفت المسكين‪ ،‬فمن ذو القربى؟‬ ‫سِكي َ‬‫حّقُه َو اْلِم ْ‬
‫اْلُقْربى َ‬
‫قال‪ :‬هم أقاربك‪ ،‬فدعا حسنا و حسينا و فاطمة‪ ،‬فقال‪ :‬إن ربي أمرني أن أعطيكم مما أفاء علي‪ -‬قال‪ -‬أعطيتكم‬
‫فداك«‪.‬‬
‫‪ -[6] /6321‬عن أبان بن تغلب‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬كان رسول ال )صلى ال عليه و آله(‬
‫حّقُه فأعطاها رسول ال )صلى ال عليه و آله(‬ ‫ت َذا اْلُقْربى َ‬ ‫أعطى فاطمة فدك؟ قال‪» :‬كان وقفها‪ ،‬فأنزل ال َو آ ِ‬
‫حقها«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬رسول ال )صلى ال عليه و آله( أعطاها؟ قال‪» :‬بل ال أعطاها«‪.‬‬
‫‪ -[7] /6322‬عن أبان بن تغلب‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬أ كان رسول ال أعطى فاطمة فدك؟‬
‫قال‪» :‬كان لها من ال«‪.‬‬
‫‪ -[8] /6323‬عن جميل بن دراج‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬أتت فاطمة أبا بكر تريد فدك‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫هاتي أسود أو أحمر يشهد بذلك‪ -‬قال‪ -‬فأتت بأم أيمن‪ ،‬فقال لها‪ :‬بم تشهدين؟ قالت‪ :‬أشهد أن جبرئيل )عليه السلم(‬
‫حّقُه فلم يدر محمد )صلى ال عليه و آله(‬ ‫ت َذا اْلُقْربى َ‬
‫أتى محمدا )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬فقال‪ :‬إن ال يقول‪َ :‬و آ ِ‬
‫من هم‪ ،‬فقال‪ :‬يا جبرئيل‪ ،‬سل ربك من هم‪ ،‬فقال‪ :‬فاطمة ذو القربى‪ ،‬فأعطاها فدك‪ ،‬فزعموا أن عمر محا الصحيفة‬
‫و قد كان كتبها أبو بكر«‪.‬‬
‫‪ -[9] /6324‬عن عطية العوفي‪ ،‬قال‪ :‬لما فتح رسول ال )صلى ال عليه و آله( خيبر‪ ،‬و أفاء ال عليه فدك‪ ،‬و‬
‫حّقُه قال‪» :‬يا فاطمة‪ ،‬لك فدك«‪.‬‬ ‫ت َذا اْلُقْربى َ‬
‫أنزل عليه َو آ ِ‬
‫‪ -[10] /6325‬عن عبد الرحمن بن صالح‪ :‬كتب المأمون إلى عبيد ال بن موسى العبسي يسأله عن قصة فدك‪،‬‬
‫فكتب إليه عبيد ال بن موسى بهذا الحديث »‪ ،«1‬رواه عن الفضل بن مرزوق‪ ،‬عن عطية‪ ،‬فرد المأمون فدك على‬
‫ولد‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -4‬تفسير الطبري ‪ .53 :15‬الدر المنثور ‪.271 :5‬‬
‫‪ -5‬تفسير العّياشي ‪.46 /287 :2‬‬
‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪.47 /287 :2‬‬
‫‪ -7‬تفسير العّياشي ‪.48 /287 :2‬‬
‫‪ -8‬تفسير العّياشي ‪[.....] .49 /287 :2‬‬
‫‪ -9‬تفسير العّياشي ‪.50 /287 :2‬‬
‫‪ -10‬تفسير العّياشي ‪.51 /287 :2‬‬
‫ن المروي في مجمع البيان ‪ 634 :6‬بالسناد عن أبي سعيد‬ ‫لأّ‬‫ن المراد الحديث المتقّدم آنفا‪ ،‬إ ّ‬ ‫)‪ (1‬الظاهر أ ّ‬
‫الخدري‪ ،‬قال‪ :‬لما نزل قوله تعالى‪:‬‬
‫ل عليه و آله( فاطمة فدك‪ ،‬قال عبد الرحمن بن صالح‪ :‬كتب‬ ‫ل )صلى ا ّ‬ ‫حّقُه أعطى رسول ا ّ‬ ‫ت َذا اْلُقْربى َ‬
‫َو آ ِ‬
‫ل بهذا الحديث‪ .‬رواه الفضيل بن مرزوق‪،‬‬ ‫صة فدك‪ ،‬فكتب إليه عبيد ا ّ‬ ‫ل بن موسى يسأله عن ق ّ‬ ‫المأمون إلى عبيد ا ّ‬
‫عن عطية‪ ،‬فرّد المأمون فدك إلى ولد فاطمة )عليها السلم(‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪523 :‬‬
‫فاطمة )صلوات ال عليها(‪.‬‬
‫‪ -[11] /6326‬عن أبي الطفيل‪ ،‬عن علي )عليه السلم(‪ ،‬قال‪ :‬قال يوم الشورى‪» :‬أ فيكم أحد تم نوره من السماء‬
‫ن؟« قالوا‪ :‬ل‪.‬‬‫سِكي َ‬
‫حّقُه َو اْلِم ْ‬
‫ت َذا اْلُقْربى َ‬‫حين قال‪َ :‬و آ ِ‬
‫‪ -[12] /6327‬عن عبد الرحمن بن الحجاج‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قوله‪َ :‬و ل ُتَبّذْر َتْبِذيرًا‪.‬‬
‫قال‪» :‬من أنفق شيئا في غير طاعة ال فهو مبذر‪ ،‬و من أنفق في سبيل الخير فهو مقتصد«‪.‬‬
‫‪ -[13] /6328‬عن أبي بصير‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( في قوله َو ل ُتَبّذْر َتْبِذيرًا‪ ،‬قال‪» :‬بذل الرجل‬
‫ماله‪ ،‬و يقعد ليس له مال«‪.‬‬
‫قال‪ :‬فيكون تبذير في حلل؟ قال‪» :‬نعم«‪.‬‬
‫‪ -[14] /6329‬عن عامر بن جذاعة‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪» :‬اتق ال و ل تسرف و ل‬
‫تقتر‪ ،‬و كن بين ذلك قواما‪ ،‬إن التبذير من السراف‪ ،‬و قال ال‪َ :‬و ل ُتَبّذْر َتْبِذيرًا إن ال ل يعذب على القصد«‪.‬‬
‫‪ -[15] /6330‬عن جميل‪ ،‬عن إسحاق بن عمار‪ ،‬عن عامر بن جذاعة‪ ،‬قال‪ :‬دخل على أبي عبد ال )عليه السلم(‬
‫رجل‪ ،‬فقال‪ :‬يا أبا عبد ال‪ ،‬قرضا إلى ميسرة‪ .‬فقال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬إلى غلة تدرك؟« فقال‪ :‬ل و ال‪.‬‬
‫فقال‪» :‬إلى تجارة تؤدى؟« فقال‪ :‬ل و ال‪ .‬قال‪» :‬فإلى عقدة »‪ «1‬تباع؟« فقال‪ :‬ل و ال‪ .‬فقال‪» :‬أنت إذن ممن‬
‫جعل ال له في أموالنا حقا«‪ .‬فدعا أبو عبد ال )عليه السلم( بكيس فيه دراهم‪ ،‬فأدخل يده فناوله قبضة‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫»اتق ال‪ ،‬و ل تسرف و ل تقتر‪ ،‬و كن بين ذلك قواما‪ ،‬إن التبذير من السراف‪ ،‬قال ال‪َ :‬و ل ُتَبّذْر َتْبِذيرًا« و‬
‫قال‪» :‬إن ال ل يعذب على القصد«‪.‬‬
‫‪ -[16] /6331‬عن جميل‪ ،‬عن إسحاق بن عمار‪ ،‬في قوله‪َ :‬و ل ُتَبّذْر َتْبِذيرًا‪.‬‬
‫قال‪ :‬ل تبذر في ولية علي )عليه السلم(‪.‬‬
‫‪ -[17] /6332‬عن بشر بن مروان‪ ،‬قال‪ :‬دخلنا على أبي عبد ال )عليه السلم( فدعا برطب‪ ،‬فأقبل بعضهم يرمي‬
‫بالنوى‪ ،‬قال‪ :‬فأمسك أبو عبد ال )عليه السلم( يده‪ ،‬فقال‪» :‬ل تفعل‪ ،‬إن هذا من التبذير‪ ،‬و إن ال ل يحب الفساد«‪.‬‬
‫‪ -[18] /6333‬أحمد بن محمد بن خالد البرقي‪ .‬عن أبيه‪ ،‬عن علي بن حديد‪ ،‬عن منصور بن يونس‪ ،‬عن إسحاق‬
‫بن عمار‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال‪َ :‬و ل ُتَبّذْر َتْبِذيرًا‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -11‬تفسير العّياشي ‪.52 /288 :2‬‬
‫‪ -12‬تفسير العّياشي ‪.53 /288 :2‬‬
‫‪ -13‬تفسير العّياشي ‪.54 /288 :2‬‬
‫‪ -14‬تفسير العّياشي ‪.55 /288 :2‬‬
‫‪ -15‬تفسير العّياشي ‪.56 /288 :2‬‬
‫‪ -16‬تفسير العّياشي ‪.57 /288 :2‬‬
‫‪ -17‬تفسير العّياشي ‪.58 /288 :2‬‬
‫‪ -18‬المحاسن‪.298 /257 :‬‬
‫)‪ (1‬العقدة‪ :‬الضيعة‪ ،‬و العقار الذي اعتقده صاحبه ملكا‪» .‬أقرب الموارد‪ -‬عقد‪.«808 :2 -‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪524 :‬‬

‫قال‪» :‬ل تبذروا ولية علي )عليه السلم(«‪.‬‬


‫ل يعني قرابة رسول‬ ‫سِبي ِ‬
‫ن ال ّ‬ ‫ن َو اْب َ‬
‫سِكي َ‬
‫حّقهُ َو اْلِم ْ‬
‫ت َذا اْلُقْربى َ‬ ‫‪ -[19] /6334‬قال علي بن إبراهيم‪ :‬قوله تعالى‪َ :‬و آ ِ‬
‫ال )صلى ال عليه و آله( و أنزلت في فاطمة )عليها السلم( فجعل لها فدك‪ ،‬و المسكين من ولد فاطمة )عليها‬
‫السلم(‪ ،‬و ابن السبيل من آل محمد )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و ولد فاطمة )عليها السلم(‪.‬‬
‫ن و المخاطبة‬ ‫طي ِ‬
‫شيا ِ‬
‫ن ال ّ‬ ‫خوا َ‬ ‫ن كاُنوا ِإ ْ‬‫ن اْلُمَبّذِري َ‬
‫قال‪ :‬و قوله‪َ :‬و ل ُتَبّذْر َتْبِذيرًا أي ل تنفق المال في غير طاعة ال ِإ ّ‬
‫عْنُهُم يعني‪:‬‬
‫ن َ‬
‫ضّ‬‫للنبي )صلى ال عليه و آله( و المعني الناس‪ ،‬ثم عطف بالمخاطبة على الوالدين‪ ،‬فقال‪َ :‬و ِإّما ُتْعِر َ‬
‫عن الوالدين إذا كان لك عيال‪ ،‬أو كنت عليل أو فقيرا‪ ،‬فقل لهما قول ميسورا‪ :‬أي حسنا‪ ،‬إذا لم تقدر على برهم و‬
‫خدمتهم‪ ،‬فارج لهم من ال الرحمة‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫سورًا ]‪[29‬‬ ‫حُ‬ ‫ط َفَتْقُعَد َمُلومًا َم ْ‬
‫سِ‬‫ل اْلَب ْ‬
‫طها ُك ّ‬
‫س ْ‬
‫ك َو ل َتْب ُ‬‫عُنِق َ‬
‫ك َمْغُلوَلًة ِإلى ُ‬
‫ل َيَد َ‬
‫جَع ْ‬
‫َو ل َت ْ‬
‫‪ -[1] /6335‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬فإنه كان سبب نزولها أن رسول ال )صلى ال عليه و آله( كان ل يرد أحدا‬
‫يسأله شيئا عنده‪ ،‬فجاءه رجل فسأله فلم يحضره شيء‪ ،‬فقال‪» :‬يكون إن شاء ال«‪ .‬فقال‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬أعطني‬
‫ك َمْغُلوَلًة ِإلى‬‫ل َيَد َ‬ ‫جَع ْ‬‫قميصك و كان )عليه السلم( ل يرد أحدا عما عنده »‪ ،«1‬فأعطاه قميصه‪ ،‬فأنزل ال َو ل َت ْ‬
‫ط الية‪ ،‬فنهاه أن يبخل أو يسرف و يقعد محسورا من الثياب‪.‬‬ ‫سِ‬ ‫ل اْلَب ْ‬
‫طها ُك ّ‬‫س ْ‬‫ك َو ل َتْب ُ‬ ‫عُنِق َ‬
‫ُ‬
‫قال‪ :‬فقال الصادق )عليه السلم(‪» :‬المحسور‪ :‬العريان«‪.‬‬
‫‪ -[2] /6336‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن محمد‪ ،‬عن أحمد بن أبي عبد ال‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن النضر بن سويد‪،‬‬
‫عن موسى بن بكر‪ ،‬عن عجلن‪ ،‬قال‪ :‬كنت عند أبي عبد ال )عليه السلم( فجاء سائل فقام إلى مكتل »‪ «2‬فيه‬
‫تمر‪ ،‬فمل يده فناوله‪ ،‬ثم جاء آخر فسأله فقام فأخذ بيده فناوله‪ ،‬ثم جاء آخر فسأله فقام فأخذ بيده فناوله‪ ،‬ثم جاء آخر‬
‫]فسأله فقام فأخذ بيده فناوله‪ ،‬ثم جاء آخر[ فقال‪» :‬ال رازقنا و إياك«‪ .‬ثم قال‪» :‬إن رسول ال )صلى ال عليه و‬
‫آله( كان ل يسأله أحد‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -19‬تفسير القّمي ‪.18 :2‬‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪[.....] .18 :2‬‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.7 /55 :4‬‬
‫ل عليه و آله( كان ل يرّد أحدا عّما عنده‪ ،‬فأرسلت إليه‬ ‫ل )صلى ا ّ‬ ‫ن رسول ا ّ‬ ‫)‪ (1‬في »ط«‪ :‬كان سبب نزولها أ ّ‬
‫امرأة ابنا لها‪ ،‬فقالت‪ :‬انطلق إليه فاسأله فإن قال‪ :‬ليس عندنا شيء‪ ،‬فقل‪ :‬اعطني قميصك‪.‬‬
‫)‪ (2‬المكتل‪ :‬شبه الزنبيل‪ ،‬يسع خمسة عشر صاعا‪» .‬الصحاح‪ -‬كتل‪.«1809 :5 -‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪525 :‬‬
‫من الدنيا شيئا إل أعطاه‪ ،‬فأرسلت إليه امرأة ابنا لها‪ ،‬فقالت‪ :‬انطلق إليه فاسأله‪ ،‬فإن قال لك‪ :‬ليس عندنا شيء‪،‬‬
‫فقل‪:‬‬
‫ل َيَد َ‬
‫ك‬ ‫جَع ْ‬‫أعطني قميصك‪ -‬قال‪ -‬فأخذ قميصه فرمى به إليه‪ ،‬فأدبه ال تبارك و تعالى على القصد فقال‪َ :‬و ل َت ْ‬
‫سورًا«‪.‬‬ ‫حُ‬ ‫ط َفَتْقُعَد َمُلومًا َم ْ‬‫سِ‬ ‫ل اْلَب ْ‬
‫طها ُك ّ‬ ‫س ْ‬‫ك َو ل َتْب ُ‬ ‫عُنِق َ‬
‫َمْغُلوَلًة ِإلى ُ‬
‫‪ -[3] /6337‬و عنه‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن عمر بن يزيد‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫ط َفَتْقُعَد َمُلومًا‬‫سِ‬ ‫ل اْلَب ْ‬
‫طها ُك ّ‬‫س ْ‬ ‫ك َو ل َتْب ُ‬ ‫عُنِق َ‬
‫ك َمْغُلوَلًة ِإلى ُ‬ ‫ل َيَد َ‬‫جَع ْ‬ ‫)عليه السلم(‪ ،‬في قول ال عز و جل‪َ :‬و ل َت ْ‬
‫سورًا‪ ،‬قال‪» :‬الحسار‪ :‬الفاقة«‪.‬‬ ‫حُ‬ ‫َم ْ‬
‫‪ -[4] /6338‬و عنه‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن هارون بن مسلم‪ ،‬عن مسعدة بن صدقة‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم(‪ ،‬قال‪» :‬ثم علم ال عز و جل نبيه )صلى ال عليه و آله( كيف ينفق‪ ،‬و ذلك أنه كانت عنده اوقية من‬
‫الذهب‪ ،‬فكره أن تبيت عنده فتصدق بها‪ ،‬فأصبح و ليس عنده شيء‪ ،‬و جاءه من يسأله‪ ،‬فلم يكن عنده ما يعطيه‪،‬‬
‫فلمه السائل‪ ،‬و اغتم هو حيث لم يكن عنده ما يعطيه‪ ،‬و كان رحيما رقيقا‪ ،‬فأدب ال عز و جل نبيه )صلى ال‬
‫سورًا يقول‪ :‬إن‬ ‫حُ‬ ‫ط َفَتْقُعَد َمُلومًا َم ْ‬‫سِ‬ ‫ل اْلَب ْ‬
‫طها ُك ّ‬ ‫س ْ‬‫ك َو ل َتْب ُ‬‫عُنِق َ‬‫ك َمْغُلوَلًة ِإلى ُ‬ ‫ل َيَد َ‬‫جَع ْ‬‫عليه و آله( بأمره فقال‪َ :‬و ل َت ْ‬
‫الناس قد يسألونك و ل يعذرونك‪ ،‬فإذا أعطيت جميع ما عندك من المال كنت قد حسرت »‪ «1‬من المال«‪.‬‬
‫‪ -[5] /6339‬العياشي‪ :‬عن عجلن‪ ،‬قال‪ :‬كنت عند أبي عبد ال )عليه السلم( فجاءه سائل‪ ،‬فقام إلى مكتل فيه تمر‬
‫فمل يده ثم ناوله‪ ،‬ثم جاء آخر فسأله فقام و أخذ بيده فناوله‪ ،‬ثم جاء آخر فسأله‪ ،‬فقال‪» :‬رزقنا ال و إياك« ثم قال‪:‬‬
‫»إن رسول ال )صلى ال عليه و آله( كان ل يسأله أحد من الدنيا شيئا إل أعطاه‪ -‬قال‪ -‬فأرسلت إليه امرأة ابنا لها‬
‫فقالت‪ :‬انطلق إليه فاسأله‪ ،‬فإن قال‪ :‬ليس عندنا شيء فقل‪ :‬أعطني قميصك‪ .‬فأتاه الغلم فسأله‪ ،‬فقال النبي )صلى‬
‫ال عليه و آله(‪ :‬ليس عندنا شيء‪ .‬قال‪ :‬فأعطني قميصك‪ .‬فأخذ قميصه فرمى به إليه‪ ،‬فأدبه ال على القصد فقال‪َ :‬و‬
‫سورًا«‪.‬‬ ‫ط َفَتْقُعَد َمُلومًا َمحْ ُ‬
‫سِ‬ ‫ل اْلَب ْ‬‫طها ُك ّ‬‫س ْ‬‫ك َو ل َتْب ُ‬ ‫عُنِق َ‬
‫ك َمْغُلوَلًة ِإلى ُ‬ ‫ل َيَد َ‬
‫جَع ْ‬
‫ل َت ْ‬
‫ك‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫عُنِق َ‬
‫ك َمْغُلوَلًة ِإلى ُ‬ ‫ل َيَد َ‬‫جَع ْ‬ ‫‪ -[6] /6340‬عن ابن سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬في قوله َو ل َت ْ‬
‫ط فبسط راحته و قال‪» :‬هكذا«‪.‬‬ ‫سِ‬ ‫ل اْلَب ْ‬
‫طها ُك ّ‬ ‫س ْ‬
‫فضم يده و قال‪» :‬هكذا« فقال‪َ :‬و ل َتْب ُ‬
‫‪ -[7] /6341‬عن محمد بن يزيد‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪َ :‬و‬
‫سورًا‪ ،‬قال‪ :‬الحسار‪ :‬القتار«‪.‬‬ ‫ط َفَتْقُعَد َمُلومًا َمحْ ُ‬
‫سِ‬ ‫ل اْلَب ْ‬‫طها ُك ّ‬‫س ْ‬‫ك َو ل َتْب ُ‬ ‫عُنِق َ‬
‫ك َمْغُلوَلًة ِإلى ُ‬ ‫ل َيَد َ‬
‫جَع ْ‬
‫ل َت ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -3‬الكافي ‪.6 /55 :4‬‬
‫‪ -4‬الكافي ‪.1 /67 /5‬‬
‫‪ -5‬تفسير العّياشي ‪.59 /289 :2‬‬
‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪.60 /289 :2‬‬
‫‪ -7‬تفسير العّياشي ‪.61 /289 :2‬‬
‫ى لم يبق عنده شيء‪» .‬المعجم الوسيط‪ -‬حسر‪.«172 :1 -‬‬ ‫)‪ (1‬يقال‪ :‬حسر القوم فلنا‪ :‬سألوه فأعطاهم حت ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪526 :‬‬
‫‪ -[8] /6342‬ابن شهر آشوب‪ :‬روي أنه )عليه السلم( بذل جميع ماله حتى قميصه‪ ،‬و بقي في داره عريانا على‬
‫سِ‬
‫ط‬ ‫ل اْلَب ْ‬ ‫طها ُك ّ‬ ‫س ْ‬‫ك َو ل َتْب ُ‬ ‫عُنِق َ‬ ‫ك َمْغُلوَلًة ِإلى ُ‬ ‫ل َيَد َ‬ ‫جَع ْ‬
‫حصيرة‪ ،‬إذ أتاه بلل و قال‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬الصلة فنزل َو ل َت ْ‬
‫سورًا و أتاه بحلة فردوسية‪.‬‬ ‫حُ‬ ‫َفَتْقُعَد َمُلومًا َم ْ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ل ]‪[32 -31‬‬ ‫سِبي ً‬ ‫شًة َو ساَء َ‬ ‫حَ‬ ‫ن فا ِ‬‫ق‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و ل َتْقَرُبوا الّزنى إِّنُه كا َ‬ ‫شَيَة ِإْمل ٍ‬ ‫خْ‬
‫َو ل َتْقُتُلوا َأْولَدُكْم َ‬
‫ق يعني مخافة الفقر و الجوع‪،‬‬ ‫شَيَة ِإْمل ٍ‬ ‫خْ‬ ‫‪ -[1] /6343‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال في قوله تعالى‪َ :‬و ل َتْقُتُلوا َأْولَدُكْم َ‬
‫طًأ َكِبيرًا‪.‬‬ ‫خ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن َقْتَلُهْم كا َ‬ ‫ن َنْرُزُقُهْم َو ِإّياُكْم ِإ ّ‬ ‫حُ‬ ‫فإن العرب كانوا يقتلون أولدهم لذلك‪ ،‬فقال ال عز و جل‪َ :‬ن ْ‬
‫‪ -[2] /6344‬العياشي‪ :‬عن إسحاق بن عمار‪ ،‬عن أبي إبراهيم )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬ل يملق حاج أبدا«‪ ،‬قال‪:‬‬
‫قلت‪:‬‬
‫ق«‪.‬‬ ‫شَيَة ِإْمل ٍ‬ ‫خْ‬‫و ما الملق؟ قال‪» :‬الفلس« ثم قال‪» :‬قول ال‪َ :‬و ل َتْقُتُلوا َأْولَدُكمْ َ‬
‫‪ -[3] /6345‬و عن إسحاق بن عمار‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬الحاج ل يملق أبدا«‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬و ما‬
‫ن َنْرُزُقُهْم َو ِإّياُكْم‪.‬‬ ‫حُ‬ ‫ق َن ْ‬
‫شَيَة ِإْمل ٍ‬ ‫خْ‬
‫الملق؟ قال‪» :‬الفلس«‪ ،‬ثم قال‪َ :‬و ل َتْقُتُلوا َأْولَدُكْم َ‬
‫ل إنه محكم‪.‬‬ ‫سِبي ً‬ ‫شًة َو ساَء َ‬ ‫حَ‬ ‫ن فا ِ‬ ‫‪ -[4] /6346‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬قوله‪َ :‬و ل َتْقَرُبوا الّزنى ِإّنُه كا َ‬
‫‪ -[5] /6347‬ثم قال‪ :‬و في رواية أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله‪َ :‬و ل َتْقَرُبوا الّزنى ِإّنُه كا َ‬
‫ن‬
‫شًة‪.‬‬‫حَ‬ ‫فا ِ‬
‫ل و هو أشد الناس »‪ «1‬عذابا‪ ،‬و الزنا من‬ ‫سِبي ً‬
‫يقول‪» :‬معصية و مقتا‪ ،‬فإن ال يمقته و يبغضه‪ ،‬و قوله‪َ :‬و ساَء َ‬
‫أكبر الكبائر«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -8‬حلية البرار ‪.156 :1‬‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.19 :2‬‬
‫‪ -2‬تفسير العّياشي ‪.62 /289 :2‬‬
‫‪ -3‬تفسير العّياشي ‪.63 /289 :2‬‬
‫‪ -4‬تفسير القّمي ‪[.....] .19 :2‬‬
‫‪ -5‬تفسير القّمي ‪.19 :2‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬النار‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪527 :‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ل ِإّنُه كا َ‬
‫ن‬ ‫ف ِفي اْلَقْت ِ‬ ‫سِر ْ‬ ‫سْلطانًا َفل ُي ْ‬ ‫جَعْلنا ِلَوِلّيِه ُ‬ ‫ظُلومًا َفَقْد َ‬
‫ل َم ْ‬ ‫ن ُقِت َ‬‫ق َو َم ْ‬
‫حّ‬ ‫ل ِباْل َ‬‫ل ِإ ّ‬
‫حّرَم ا ُّ‬‫س اّلِتي َ‬ ‫َو ل َتْقُتُلوا الّنْف َ‬
‫ن ُقِت َ‬
‫ل‬ ‫ق َو َم ْ‬ ‫حّ‬ ‫ل ِباْل َ‬
‫ل ِإ ّ‬ ‫حّرَم ا ُّ‬ ‫س اّلِتي َ‬ ‫صورًا ]‪ -[1] /6348 [33‬علي بن إبراهيم‪ ،‬في قوله‪َ :‬و ل َتْقُتُلوا الّنْف َ‬ ‫َمْن ُ‬
‫صورًا أي ينصر ولد‬ ‫ن َمْن ُ‬ ‫ل ِإّنُه كا َ‬ ‫ف ِفي اْلَقْت ِ‬ ‫سِر ْ‬ ‫سْلطانًا أي سلطانا على القاتل‪َ ،‬فل ُي ْ‬ ‫جَعْلنا ِلَوِلّيِه ُ‬‫ظُلومًا َفَقْد َ‬ ‫َم ْ‬
‫المقتول على القاتل‪.‬‬
‫‪ -[2] /6349‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن القاسم بن عروة‪ ،‬عن أبي‬
‫العباس و غيره‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬إذا اجتمعت العدة على قتل رجل واحد‪ ،‬حكم الوالي أن يقتل‬
‫سْلطانًا‬ ‫جَعْلنا ِلَوِلّيِه ُ‬ ‫ظُلومًا َفَقْد َ‬ ‫ل َم ْ‬ ‫ن ُقِت َ‬
‫أيهم شاءوا‪ ،‬و ليس لهم أن يقتلوا أكثر من واحد‪ ،‬إن ال عز و جل يقول‪َ :‬و َم ْ‬
‫ل«‪.‬‬‫ف ِفي اْلَقْت ِ‬ ‫سِر ْ‬ ‫َفل ُي ْ‬
‫‪ -[3] /6350‬و عنه‪ :‬عن علي بن محمد‪ ،‬عن بعض أصحابه‪ ،‬عن محمد بن سليمان‪ ،‬عن سيف بن عميرة‪ ،‬عن‬
‫ظُلومًا َفَقْد‬ ‫ل َم ْ‬ ‫ن ُقِت َ‬‫إسحاق بن عمار قال‪ :‬قلت لبي الحسن )عليه السلم(‪ :‬إن ال عز و جل يقول في كتابه‪َ :‬و َم ْ‬
‫صورًا فما هذا السراف الذي نهى ال عز و جل عنه؟ قال‪:‬‬ ‫ن َمْن ُ‬ ‫ل ِإّنُه كا َ‬
‫ف ِفي اْلَقْت ِ‬ ‫سِر ْ‬ ‫سْلطانًا َفل ُي ْ‬ ‫جَعْلنا ِلَوِلّيِه ُ‬
‫َ‬
‫»نهى أن يقتل غير قاتله‪ ،‬أو يمثل بالقاتل«‪.‬‬
‫صورًا؟ قال‪» :‬و أي نصرة أعظم من أن يدفع القاتل إلى أولياء المقتول فيقتله‪ ،‬و‬ ‫ن َمْن ُ‬ ‫قلت‪ :‬فما معنى قوله‪ِ :‬إّنُه كا َ‬
‫ل تبعة تلزمه من قتله في دين و ل دنيا؟«‪.‬‬
‫‪ -[4] /6351‬و عنه‪ :‬عن علي بن محمد‪ ،‬عن صالح‪ ،‬عن الحجال‪ ،‬عن بعض أصحابه‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫ل؟‬‫ف ِفي اْلَقْت ِ‬ ‫سِر ْ‬ ‫سْلطانًا َفل ُي ْ‬ ‫جَعْلنا ِلَوِلّيِه ُ‬ ‫ظُلومًا َفَقْد َ‬
‫ل َم ْ‬‫ن ُقِت َ‬‫السلم( قال‪ :‬سألته عن قول ال عز و جل‪َ :‬و َم ْ‬
‫قال‪» :‬نزلت في الحسن )عليه السلم(‪ ،‬لو قتل أهل الرض به ما كان سرفا«‪.‬‬
‫‪ -[5] /6352‬الشيخ في )التهذيب(‪ :‬بإسناده‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن القاسم بن عروة‪ ،‬عن‬
‫أبي العباس و غيره‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬إذا اجتمع العدة على قتل رجل واحد‪ ،‬حكم الوالي أن‬
‫جَعْلنا ِلَوِلّيِه‬‫ظُلومًا َفَقْد َ‬ ‫ل َم ْ‬ ‫ن ُقِت َ‬
‫يقتل أيهم شاءوا‪ ،‬و ليس لهم أن يقتلوا أكثر من واحد‪ ،‬إن ال عز و جل يقول‪َ :‬و َم ْ‬
‫ف ِفي اْلَقْت ِ‬
‫ل‬ ‫سِر ْ‬ ‫سْلطانًا َفل ُي ْ‬ ‫ُ‬

‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القمي ‪.19 :2‬‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.9 /284 :7‬‬
‫‪ -3‬الكافي ‪.7 /370 :7‬‬
‫‪ -4‬الكافي ‪.364 /255 :8‬‬
‫‪ -5‬التهذيب ‪.858 /218 :10‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪528 :‬‬
‫و إذا قتل الثلثة واحدا‪ ،‬خير الوالي أي الثلثة شاء »‪ «1‬أن يقتل‪ ،‬و يضمن الخران ثلثي الدية لورثة المقتول«‪.‬‬
‫‪ -[6] /6353‬أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثني محمد بن الحسن بن أحمد‪ ،‬عن محمد بن الحسن‬
‫الصفار‪ ،‬عن العباس بن معروف‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن رجل‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قوله‬
‫صورًا‪.‬‬ ‫ن َمْن ُ‬‫ل ِإّنُه كا َ‬‫ف ِفي اْلَقْت ِ‬
‫سِر ْ‬ ‫سْلطانًا َفل ُي ْ‬ ‫جَعْلنا ِلَوِلّيِه ُ‬
‫ظُلومًا َفَقْد َ‬ ‫ل َم ْ‬ ‫ن ُقِت َ‬‫تعالى‪َ :‬و َم ْ‬
‫قال‪» :‬ذلك قائم آل محمد )عليه و عليهم السلم(‪ ،‬يخرج فيقتل بدم الحسين )عليه السلم(‪ ،‬فلو قتل أهل الرض لم‬
‫ل أي لم يكن ليصنع شيئا يكون سرفا »‪ ««2‬ثم قال أبو عبد ال )عليه‬ ‫ف ِفي اْلَقْت ِ‬‫سِر ْ‬ ‫يكن مسرفا‪ .‬و قوله‪َ :‬فل ُي ْ‬
‫السلم(‪:‬‬
‫»يقتل‪ -‬و ال‪ -‬ذراري قتلة الحسين )عليه السلم( بفعال آبائها«‪.‬‬
‫‪ -[7] /6354‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن‬
‫إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عبد السلم بن صالح الهروي‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي الحسن علي بن موسى الرضا )عليه‬
‫السلم(‪ :‬يا بن رسول ال‪ ،‬ما تقول في حديث روي عن الصادق )عليه السلم( أنه قال‪» :‬إذا قام »‪ «3‬القائم )عليه‬
‫السلم( قتل ذراري قتلة الحسين )عليه السلم( بفعال آبائهم؟« فقال )عليه السلم(‪» :‬هو كذلك«‪.‬‬
‫خرى »‪ «4‬ما معناه؟ فقال‪» :‬صدق ال في جميع أقواله‪ ،‬لكن‬ ‫قلت‪ :‬و قول ال عز و جل‪َ :‬و ل َتِزُر واِزَرٌة ِوْزَر ُأ ْ‬
‫ذراري قتلة الحسين )عليه السلم( يرضون بأفعال آبائهم و يفتخرون بها‪ ،‬و من رضي شيئا‪ ،‬كان كمن أتاه‪ ،‬و لو‬
‫أن رجل قتل في المشرق فرضي بقتله رجل في المغرب‪ ،‬لكان الراضي عند ال عز و جل شريك القاتل‪ ،‬و إنما‬
‫يقتلهم القائم )عليه السلم( إذا خرج‪ ،‬لرضاهم بفعل آبائهم«‪.‬‬
‫قال‪ :‬فقلت له‪ :‬بأي شيء يبدأ القائم )عليه السلم( منكم إذا قام؟ قال‪» :‬يبدأ ببني شيبة و يقطع أيديهم‪ ،‬لنهم سراق‬
‫بيت ال عز و جل«‪.‬‬
‫‪ -[8] /6355‬علي بن إبراهيم‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن عثمان بن سعيد‪ ،‬عن المفضل بن صالح‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر‬
‫ل ِإّنُه كا َ‬
‫ن‬ ‫ف ِفي اْلَقْت ِ‬‫سِر ْ‬ ‫سْلطانًا َفل ُي ْ‬‫جَعْلنا ِلَوِلّيِه ُ‬
‫ظُلومًا َفَقْد َ‬ ‫ل َم ْ‬
‫ن ُقِت َ‬
‫)عليه السلم( في قول ال عز و جل‪َ :‬و َم ْ‬
‫صورًا‪ ،‬قال‪» :‬نزلت في قتل الحسين )عليه السلم(«‪.‬‬ ‫َمْن ُ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -6‬كامل الزيارات‪.5 /63 :‬‬
‫سلم( ‪ ،5 /273 :1‬ينابيع المودة‪.424 :‬‬ ‫‪ -7‬عيون أخبار الّرضا )عليه ال ّ‬
‫‪ -8‬لم نجده في تفسير القّمي‪ ،‬و رواه عنه في تأويل اليات ‪.9 /279 :1‬‬
‫)‪ (1‬في »ط«‪ :‬شاءوا‪.‬‬
‫)‪ (2‬في »ط«‪ :‬فيكون مسرفا‪.‬‬
‫)‪ (3‬في »ط«‪ :‬خرج‪.‬‬
‫)‪ (4‬السراء ‪ ،15 :17‬فاطر ‪ ،18 :35‬الزمر ‪[.....] .7 :39‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪529 :‬‬
‫‪ -[9] /6356‬العياشي‪ :‬عن المعلى بن خنيس‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪» :‬من قتل النفس‬
‫التي حرم ال فقد قتل الحسين في أهل بيته )عليهم السلم(«‪.‬‬
‫‪ -[10] /6357‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬نزلت هذه الية في الحسين )عليه السلم(‪َ :‬و َم ْ‬
‫ن‬
‫صورًا‪ -‬قال‪:-‬‬ ‫ن َمْن ُ‬‫ل قاتل الحسين ِإّنُه كا َ‬ ‫ف ِفي اْلَقْت ِ‬‫سِر ْ‬ ‫سْلطانًا َفل ُي ْ‬ ‫جَعْلنا ِلَوِلّيِه ُ‬‫ظُلومًا َفَقْد َ‬ ‫ل َم ْ‬
‫ُقِت َ‬
‫الحسين )عليه السلم(«‪.‬‬
‫‪ -[11] /6358‬عن أبي العباس‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬إذا اجتمع العدة على قتل رجل‪ ،‬حكم الوالي‬
‫سْلطانًا َفل‬ ‫جَعْلنا ِلَوِلّيِه ُ‬
‫ظُلومًا َفَقْد َ‬‫ل َم ْ‬
‫ن ُقِت َ‬‫بقتل أيهم شاء‪ ،‬و ليس له أن يقتل أكثر من واحد‪ ،‬إن ال يقول‪َ :‬و َم ْ‬
‫صورًا و إذا قتل واحدا ثلثة‪ ،‬خير الوالي أي الثلثة شاء أن يقتل‪ ،‬و يضمن الخران‬ ‫ن َمْن ُ‬ ‫ل ِإّنُه كا َ‬
‫ف ِفي اْلَقْت ِ‬ ‫سِر ْ‬‫ُي ْ‬
‫ثلثي الدية لورثة المقتول«‪.‬‬
‫جَعْلنا ِلَوِلّيِه‬
‫ظُلومًا َفَقْد َ‬
‫ل َم ْ‬ ‫ن ُقِت َ‬
‫‪ -[12] /6359‬عن سلم بن المستنير‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله‪َ :‬و َم ْ‬
‫صورًا‪.‬‬ ‫ن َمْن ُ‬ ‫ل ِإّنُه كا َ‬
‫ف ِفي اْلَقْت ِ‬
‫سِر ْ‬ ‫سْلطانًا َفل ُي ْ‬‫ُ‬
‫قال‪» :‬هو الحسين بن علي )عليه السلم( قتل مظلوما و نحن أولياؤه‪ ،‬و القائم منا إذا قام طلب بثار الحسين‪ ،‬فيقتل‬
‫حتى يقال‪ :‬قد أسرف في القتل‪ -‬و قال‪ «1» -‬المقتول‪ :‬الحسين )عليه السلم( و وليه‪ :‬القائم‪ ،‬و السراف في القتل‪:‬‬
‫صورًا فإنه ل يذهب من الدنيا حتى ينتصر برجل من آل الرسول )صلى ال عليهم(‬ ‫ن َمْن ُ‬ ‫أن يقتل غير قاتله ِإّنُه كا َ‬
‫يمل الرض قسطا و عدل كما ملئت ظلما و جوار«‪.‬‬
‫‪ -[13] /6360‬عن أبي العباس‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن رجلين قتل رجل‪ ،‬فقال‪» :‬يخير وليه‬
‫أن يقتل أيهما شاء‪ ،‬و يغرم الباقي نصف الدية‪ -‬أعني دية المقتول‪ -‬فترد على ورثته »‪ ،«2‬و كذلك إن قتل رجل‬
‫امرأة‪ ،‬إن قبلوا دية المرأة فذاك‪ ،‬و إن أبى أولياؤها إل قتل قاتلها غرموا نصف دية الرجل و قتلوه‪ ،‬و هو قول ال‪:‬‬
‫ل«‪.‬‬‫ف ِفي اْلَقْت ِ‬ ‫سِر ْ‬‫سْلطانًا َفل ُي ْ‬ ‫جَعْلنا ِلَوِلّيِه ُ‬‫َفَقْد َ‬
‫‪ -[14] /6361‬عن حمران‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬قلت له‪ :‬يا بن رسول ال‪ ،‬زعم ولد الحسن )عليه‬
‫السلم( أن القائم منهم‪ ،‬و أنهم أصحاب المر‪ ،‬و يزعم ولد ابن الحنفية مثل ذلك‪ ،‬فقال‪» :‬رحم ال عمي الحسن‬
‫)عليه السلم(‪ ،‬لقد‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -9‬تفسير العّياشي ‪.64 /290 :2‬‬
‫‪ -10‬تفسير العّياشي ‪.65 /290 :2‬‬
‫‪ -11‬تفسير العّياشي ‪.66 /290 :2‬‬
‫‪ -12‬تفسير العّياشي ‪ ،67 /290 :2‬ينابيع المودة‪.425 :‬‬
‫‪ -13‬تفسير العّياشي ‪.68 /290 :2‬‬
‫‪ -14‬تفسير العّياشي ‪.69 /291 :2‬‬
‫)‪ (1‬زاد في »ط«‪ :‬الشيء‪.‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬ذّريته‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪530 :‬‬
‫أغمد »‪ «1‬أربعين ألف سيف حين أصيب أمير المؤمنين )عليه السلم( و أسلمها إلى معاوية‪ ،‬و محمد بن علي‬
‫سبعين ألف سيف قاتله‪ ،‬لو خطر عليهم خطر ما خرجوا منها حتى يموتوا جميعا‪ ،‬و خرج الحسين )عليه السلم(‬
‫فعرض نفسه على ال في سبعين رجل‪ ،‬من أحق بدمه منا؟ نحن‪ -‬و ال‪ -‬أصحاب المر‪ ،‬و فينا القائم‪ ،‬و من‬
‫جَعْلنا ِلَوِلّيِه سُْلطانًا نحن أولياء الحسين بن علي )عليهما‬ ‫ظُلومًا َفَقْد َ‬ ‫ل َم ْ‬
‫ن ُقِت َ‬
‫السفاح و المنصور‪ ،‬و قد قال ال‪َ :‬و َم ْ‬
‫السلم(‪ ،‬و على دينه«‪.‬‬
‫‪ -[15] /6362‬شرف الدين النجفي‪ ،‬قال‪ :‬روى بعض الثقات‪ ،‬بإسناده عن بعض أصحابنا‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫ف ِفي اْلَقْتلِ ِإّنُه كا َ‬
‫ن‬ ‫سِر ْ‬ ‫سْلطانًا َفل ُي ْ‬
‫جعَْلنا ِلَوِلّيِه ُ‬
‫ظُلومًا َفَقْد َ‬
‫ل َم ْ‬‫ن ُقِت َ‬ ‫السلم( قال‪ :‬سألته عن قول ال عز و جل‪َ :‬و َم ْ‬
‫صورًا‪.‬‬ ‫َمْن ُ‬
‫قال‪» :‬نزلت في الحسين )عليه السلم(‪ ،‬لو قتل وليه أهل الرض ]به[ ما كان مسرفا‪ ،‬و وليه القائم )عليه‬
‫السلم(«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ل ِإذا ِكْلُتْم َو‬
‫شّدُه َو َأْوُفوا ِباْلَعْهِد‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و َأْوُفوا اْلَكْي َ‬ ‫حّتى َيْبُلَغ َأ ُ‬‫ن َ‬ ‫سُ‬‫حَ‬ ‫ي َأ ْ‬
‫ل ِباّلِتي ِه َ‬
‫ل اْلَيِتيِم ِإ ّ‬
‫َو ل َتْقَرُبوا ما َ‬
‫سَتِقيِم ]‪[35 -34‬‬ ‫س اْلُم ْ‬ ‫سطا ِ‬ ‫ِزُنوا ِباْلِق ْ‬
‫‪ -[1] /6363‬العياشي‪ :‬عن عبد ال بن سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪» :‬أن نجدة الحروري كتب إلى ابن‬
‫عباس يسأله عن أشياء‪ :‬عن اليتيم‪ ،‬متى »‪ «2‬ينقطع يتمه؟ فكتب إليه ابن عباس‪ :‬أما اليتيم‪ ،‬فانقطاع يتمه إذا بلغ‬
‫أشده‪ ،‬و هو الحتلم«‪.‬‬
‫‪ -[2] /6364‬و في رواية اخرى عن عبد ال بن سنان‪ ،‬عنه قال‪» :‬سئل أبي و أنا حاضر عن اليتيم‪ ،‬متى يجوز‬
‫أمره؟ فقال‪ :‬حين يبلغ أشده‪.‬‬
‫قلت‪ :‬و ما أشده؟ قال‪ :‬الحتلم‪.‬‬
‫قلت‪ :‬قد يكون الغلم ابن ثماني عشرة سنة ل يحتلم‪ ،‬أو أقل أو أكثر؟ قال‪ :‬إذا بلغ ثلث عشرة سنة كتب له الحسن‬
‫و كتب عليه السيء‪ ،‬و جاز أمره إل أن يكون سفيها أو ضعيفا«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -15‬تأويل اليات ‪.10 /280 :1‬‬
‫‪ -1‬تفسير العّياشي ‪.70 /291 :2‬‬
‫‪ -2‬تفسير العّياشي ‪.71 /291 :2‬‬
‫)‪ (1‬في »س« و »ط«‪ :‬عمل‪.‬‬
‫)‪ (2‬في »س« و »ط«‪ :‬حّتى‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪531 :‬‬
‫‪ -[3] /6365‬عن أبي بصير‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬إذا بلغ العبد ثلثا و ثلثين سنة فقد بلغ أشده‪،‬‬
‫و إذا بلغ أربعين فقد انتهى منتهاه‪ ،‬فإذا بلغ إحدى و أربعين فهو في النقصان‪ ،‬و ينبغي لصاحب الخمسين أن يكون‬
‫كمن هو في النزع«‪.‬‬
‫‪ -[4] /6366‬عن عبد ال بن سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬إذا بلغ أشده‪ :‬الحتلم‪ ،‬ثلث عشرة‬
‫سنة«‪.‬‬
‫ن يعني‪ :‬بالمعروف‪ ،‬و ل‬ ‫سُ‬
‫حَ‬ ‫ي َأ ْ‬
‫ل ِباّلِتي ِه َ‬‫ل اْلَيِتيِم ِإ ّ‬
‫‪ -[5] /6367‬قال علي بن إبراهيم‪ :‬قوله‪َ :‬و ل َتْقَرُبوا ما َ‬
‫ل يعني‪:‬‬‫سُؤ ً‬
‫ن َم ْ‬
‫ن اْلَعْهَد كا َ‬
‫يسرف‪ .‬قال‪ :‬و قوله‪َ :‬و َأْوُفوا ِباْلَعْهِد يعني‪ :‬إذا عاهدت إنسانا‪ ،‬فأوف له‪ .‬قال‪ :‬و قوله‪ِ :‬إ ّ‬
‫سَتِقيِم أي بالستواء »‪.«1‬‬ ‫س اْلُم ْ‬‫سطا ِ‬ ‫ل ِإذا ِكْلُتْم َو ِزُنوا ِباْلِق ْ‬
‫يوم القيامة‪ .‬قال‪ :‬و قوله‪َ :‬و َأْوُفوا اْلَكْي َ‬
‫‪ -[6] /6368‬قال‪ :‬و في رواية أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬القسطاس المستقيم فهو الميزان‬
‫الذي له لسان«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ل ]‪ -[1] /6369 [36‬قال علي‬ ‫سُؤ ً‬‫عْنُه َم ْ‬
‫ن َ‬
‫ك كا َ‬ ‫ل ُأولِئ َ‬ ‫صَر َو اْلُفؤاَد ُك ّ‬ ‫سْمَع َو اْلَب َ‬ ‫ن ال ّ‬
‫عْلٌم ِإ ّ‬
‫ك ِبِه ِ‬
‫س َل َ‬
‫ف ما َلْي َ‬
‫َو ل َتْق ُ‬
‫عْلٌم قال‪ :‬ل ترم أحدا بما ليس لك به علم‪،‬‬ ‫ك ِبِه ِ‬‫س َل َ‬‫ف ما َلْي َ‬ ‫بن إبراهيم‪ ،‬في قوله تعالى‪َ :‬و ل َتْق ُ‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪» :‬من بهت مؤمنا أو مؤمنة أقيم في طينة خبال‪ ،‬أو يخرج مما قال«‪.‬‬
‫‪ -[2] /6370‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن الحسن بن محبوب‪ ،‬عن‬
‫مالك بن عطية‪ ،‬عن ابن أبي يعفور‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬من بهت مؤمنا أو مؤمنة بما ليس فيه‬
‫بعثه ال في طينة خبال حتى يخرج مما قال«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬و ما طينة خبال؟ قال‪» :‬صديد يخرج من فروج المومسات«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -3‬تفسير العّياشي ‪[.....] .72 /292 :2‬‬
‫‪ -4‬تفسير العّياشي ‪.73 /292 :2‬‬
‫‪ -5‬تفسير القّمي ‪.19 :2‬‬
‫‪ -6‬تفسير القّمي ‪.19 :2‬‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.19 :2‬‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.5 /266 :2‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬بالسواء‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪532 :‬‬

‫‪ -[3] /6371‬و عنه‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن هارون بن مسلم‪ ،‬عن مسعدة بن زياد‪ ،‬قال‪ :‬كنت عند أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( فقال له رجل‪ :‬بأبي أنت و امي‪ ،‬إني أدخل كنيفا »‪ «1‬لي‪ ،‬و لي جيران عندهم جوار يتغنين و‬
‫يضربن بالعود‪ ،‬فربما أطلت الجلوس استماعا مني لهن‪ ،‬فقال‪» :‬ل تفعل«‪.‬‬
‫فقال الرجل‪ :‬و ال‪ ،‬ما أتيتهن‪ ،‬إنما هو سماع أسمعه باذني‪ .‬فقال‪» :‬ل أنت! أما سمعت ال عز و جل يقول‪:‬‬
‫ل؟!« فقال‪ :‬بلى و ال‪ ،‬لكأني لم أسمع بهذه الية من كتاب ال‬ ‫سُؤ ً‬ ‫عْنُه َم ْ‬
‫ن َ‬‫ك كا َ‬ ‫ل ُأولِئ َ‬ ‫صَر َو اْلُفؤاَد ُك ّ‬‫سْمَع َو اْلَب َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ِإ ّ‬
‫من أعجمي و ل عربي‪ ،‬ل جرم أني ل أعود إن شاء ال‪ ،‬و إني لستغفر ال‪.‬‬
‫فقال له‪» :‬قم فاغتسل وصل ما بدا لك‪ ،‬فإنك كنت مقيما على أمر عظيم‪ ،‬ما كان أسوأ حالك لو مت على ذلك!‬
‫احمد ال و اسأله التوبة من كل ما يكره‪ ،‬فإنه ل يكره إل كل قبيح‪ ،‬و القبيح دعه لهله فإن لك أهل«‪.‬‬
‫‪ -[4] /6372‬و عنه‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو عمرو‬
‫الزبيري‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ -‬في حديث طويل‪ -‬قال‪» :‬و فرض على السمع أن يتنزه عن الستماع‬
‫إلى ما حرم ال‪ ،‬و أن يعرض عما ل يحل له مما نهى ال عز و جل عنه‪ ،‬و الصغاء إلى ما أسخط ال عز و‬
‫جل‪ ،‬فقال في ذلك‪:‬‬
‫حِدي ٍ‬
‫ث‬ ‫ضوا ِفي َ‬ ‫خو ُ‬ ‫حّتى َي ُ‬ ‫سَتْهَزُأ ِبها َفل َتْقُعُدوا َمَعُهْم َ‬ ‫ل ُيْكَفُر ِبها َو ُي ْ‬ ‫ت ا ِّ‬
‫سِمْعُتْم آيا ِ‬ ‫ن ِإذا َ‬ ‫ب َأ ْ‬
‫عَلْيُكْم ِفي اْلِكتا ِ‬
‫ل َ‬ ‫َو َقْد َنّز َ‬
‫ن َفل َتْقُعْد َبْعَد الّذْكرى َمَع اْلَقْوِم‬ ‫شْيطا ُ‬ ‫ك ال ّ‬
‫غْيِرِه »‪ ،«2‬ثم استثنى ال عز و جل موضع النسيان‪ ،‬فقال‪َ :‬و ِإّما ُيْنسَِيّن َ‬ ‫َ‬
‫ك ُهْم ُأوُلوا‬
‫ل َو ُأولِئ َ‬ ‫ن َهداُهُم ا ُّ‬ ‫ك اّلِذي َ‬
‫حسََنُه ُأولِئ َ‬‫ن َأ ْ‬‫ل َفَيّتِبُعو َ‬
‫ن اْلَقْو َ‬
‫سَتِمُعو َ‬‫ن َي ْ‬
‫عباِد اّلِذي َ‬ ‫شْر ِ‬ ‫ن »‪ ،«3‬و قال‪َ :‬فَب ّ‬ ‫ظاِلِمي َ‬
‫ال ّ‬
‫ضو َ‬
‫ن‬ ‫ن الّلْغِو ُمْعِر ُ‬ ‫عِ‬ ‫ن ُهْم َ‬ ‫ن َو اّلِذي َ‬‫شُعو َ‬ ‫صلِتِهْم خا ِ‬ ‫ن ُهْم ِفي َ‬ ‫ن اّلِذي َ‬‫ح اْلُمْؤِمُنو َ‬
‫ب »‪ ،«4‬و قال عز و جل‪َ :‬قْد َأْفَل َ‬ ‫لْلبا ِ‬ ‫ا َْ‬
‫عماُلُكْم »‪،«6‬‬ ‫عماُلنا َو َلُكْم َأ ْ‬ ‫عْنُه َو قاُلوا َلنا َأ ْ‬ ‫ضوا َ‬ ‫عَر ُ‬ ‫سِمُعوا الّلْغَو َأ ْ‬ ‫ن »‪ ،«5‬و قال‪َ :‬و ِإذا َ‬ ‫عُلو َ‬‫ن ُهْم ِللّزكاِة فا ِ‬ ‫َو اّلِذي َ‬
‫و قال‪َ :‬و ِإذا َمّروا ِبالّلْغِو َمّروا ِكرامًا »‪ «7‬فهذا ما فرض ال على السمع من اليمان أن ل يصغي إلى ما ل يحل‬
‫له و هو عمله‪ ،‬و هو من اليمان‪.‬‬
‫و فرض على البصر أن ل ينظر إلى ما حرم ال عليه‪ ،‬و أن يعرض عما نهى ال عنه مما ل يحل له‪ ،‬و هو‬
‫جُهْم »‪ «8‬فنهاهم‬ ‫ظوا ُفُرو َ‬ ‫حَف ُ‬
‫ن َأْبصاِرِهْم َو َي ْ‬ ‫ضوا ِم ْ‬ ‫ن َيُغ ّ‬ ‫ل ِلْلُمْؤِمِني َ‬
‫عمله‪ ،‬و هو من اليمان‪ ،‬فقال تبارك و تعالى‪ُ :‬ق ْ‬
‫أن‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -3‬الكافي ‪.10 /432 :6‬‬
‫‪ -4‬الكافي ‪.1 /28 :2‬‬
‫)‪ (1‬الكنيف‪ :‬الظّلة تشرع فوق باب الدار‪ ،‬و المرحاض‪» .‬المعجم الوسيط‪ -‬كنف‪.«801 :2 -‬‬
‫)‪ (2‬النساء ‪.140 :4‬‬
‫)‪ (3‬النعام ‪.68 :6‬‬
‫)‪ (4‬الزمر ‪.18 -17 :39‬‬
‫)‪ (5‬المؤمنون ‪.4 -1 :23‬‬
‫)‪ (6‬القصص ‪[.....] .55 :28‬‬
‫)‪ (7‬الفرقان ‪.72 :25‬‬
‫)‪ (8‬النور ‪.30 :24‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪533 :‬‬
‫ل ِلْلُمْؤِمنا ِ‬
‫ت‬ ‫ينظروا إلى عوراتهم‪ ،‬و أن ينظر المرء إلى فرج أخيه‪ ،‬و يحفظ فرجه أن ينظر إليه‪ ،‬و قال‪َ :‬و ُق ْ‬
‫ن »‪ «1‬من أن تنظر إحداهن إلى فرج أختها‪ ،‬و تحفظ فرجها من أن‬ ‫جُه ّ‬‫ن ُفُرو َ‬
‫ظَ‬‫حَف ْ‬
‫ن َو َي ْ‬‫ن َأْبصاِرِه ّ‬ ‫ن ِم ْ‬‫ضَ‬ ‫ض ْ‬‫َيْغ ُ‬
‫ينظر إليها‪ -‬و قال‪ -‬كل شيء في القرآن من حفظ الفرج فهو من الزنا إل هذه الية‪ ،‬فإنها من النظر‪.‬‬
‫عَلْيُكْم‬
‫شَهَد َ‬‫ن َي ْ‬
‫ن َأ ْ‬‫سَتِتُرو َ‬
‫ثم نظم ما فرض على القلب و اللسان و السمع و البصر في آية اخرى‪ ،‬فقال‪َ :‬و ما ُكْنُتْم َت ْ‬
‫عْلٌم ِإ ّ‬
‫ن‬ ‫ك ِبِه ِ‬
‫س َل َ‬‫ف ما َلْي َ‬ ‫جُلوُدُكْم »‪ «2‬يعني بالجلود الفروج و الفخاذ‪ ،‬و قال‪َ :‬و ل َتْق ُ‬ ‫سْمُعُكْم َو ل َأْبصاُرُكْم َو ل ُ‬ ‫َ‬
‫ل فهذا ما فرض ال على العينين عن غض البصر عما حرم ال‬ ‫سُؤ ً‬
‫عْنُه َم ْ‬
‫ن َ‬‫ك كا َ‬‫ل ُأولِئ َ‬
‫صَر َو اْلُفؤاَد ُك ّ‬
‫سْمَع َو اْلَب َ‬‫ال ّ‬
‫سوَرٌة‬ ‫ت ُ‬‫عز و جل‪ ،‬و هو علمهما‪ ،‬و هو من اليمان«‪ .‬و الحديث طويل‪ ،‬ذكرناه بتمامه في قوله‪َ :‬و ِإذا ما ُأْنِزَل ْ‬
‫ل َأّيُكْم زاَدْتُه هِذِه ِإيمانًا من آخر سورة براءة »‪.«3‬‬ ‫ن َيُقو ُ‬
‫َفِمْنُهْم َم ْ‬
‫‪ -[5] /6373‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪:‬‬
‫حدثنا محمد بن أبي عبد ال الكوفي قال‪ :‬حدثنا سهل بن زياد الدمي‪ ،‬عن عبد العظيم بن عبد ال الحسني‪ ،‬قال‪:‬‬
‫حدثني سيدي علي بن محمد بن علي الرضا )عليه السلم( عن أبيه‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن الحسن »‪ «4‬بن علي )عليهم‬
‫السلم(‪ ،‬قال‪:‬‬

‫»قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬إن أبا بكر مني بمنزلة السمع‪ ،‬و إن عمر مني بمنزلة البصر‪ ،‬و إن‬
‫عثمان مني بمنزلة الفؤاد‪ -‬قال‪ -‬فلما كان من الغد دخلت عليه و عنده أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ ،‬و أبو بكر‪ ،‬و‬
‫عمر‪ ،‬و عثمان فقلت له‪ :‬يا أبت‪ ،‬سمعتك تقول في أصحابك هؤلء قول‪ ،‬فما هو؟ فقال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬نعم‬
‫ثم أشار بيده إليهم‪ ،‬فقال‪ :‬هم السمع و البصر و الفؤاد‪ ،‬و سيسألون عن ولية وصيي هذا و أشار إلى علي بن أبي‬
‫ل ثم‬‫سُؤ ً‬ ‫عْنُه َم ْ‬‫ن َ‬‫ك كا َ‬‫ل ُأولِئ َ‬‫صَر َو اْلُفؤاَد ُك ّ‬
‫سْمَع َو اْلَب َ‬‫ن ال ّ‬
‫طالب )عليه السلم(‪ .‬ثم قال‪ :‬إن ال عز و جل يقول‪ِ :‬إ ّ‬
‫قال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬و عزة ربي إن جميع امتي لموقوفون يوم القيامة‪ ،‬و مسئولون عن وليته‪ ،‬و ذلك قول‬
‫ن »‪.««5‬‬
‫سُؤُلو َ‬
‫ال عز و جل‪َ :‬و ِقُفوُهْم ِإّنُهْم َم ْ‬
‫‪ -[6] /6374‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن الحسن بن محبوب‪ ،‬عن أبي حمزة الثمالي‪ ،‬عن أبي جعفر‬
‫)عليه السلم( قال‪» :‬قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬ل تزول قدم عبد يوم القيامة من بين يدي ال عز و‬
‫جل‪ ،‬حتى يسأله عن أربع خصال‪ :‬عمرك فيما أفنيته‪ ،‬و جسدك فيما أبليته‪ ،‬و مالك من أين اكتسبته و أين‬
‫وضعته؟ و عن حبنا‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -5‬في »ط«‪ :‬الحسين‪.‬‬
‫‪ -6‬تفسير القّمي ‪ ،19 :2‬مناقب ابن المغازلي‪ ،157 /119 :‬كفاية الطالب‪ ،324 :‬المناقب للخوارزمي‪ ،35 :‬مقتل‬
‫سلم( للخوارزمي ‪ ،42 :1‬مجمع الزوائد ‪ ،346 :10‬ينابيع المودة‪ 106 :‬و ‪ 113‬و ‪.271‬‬ ‫الحسين )عليه ال ّ‬
‫)‪ (1‬النور ‪.31 :24‬‬
‫)‪ (2‬فصلت ‪.22 :41‬‬
‫)‪ (3‬تقّدم في الحديث )‪ (1‬من تفسير اليتين )‪ (125 -124‬من سورة التوبة‪.‬‬
‫)‪ (4‬في »ط«‪ :‬الحسين‪.‬‬
‫)‪ (5‬الصافات ‪.24 :37‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪534 :‬‬
‫أهل البيت«‪.‬‬
‫‪ -[7] /6375‬العياشي‪ :‬عن الحسن‪ ،‬قال‪ :‬كنت أطيل القعود في المخرج »‪ «1‬لسمع غناء بعض الجيران‪ ،‬قال‪:‬‬
‫عْنُه‬
‫ن َ‬ ‫ك كا َ‬ ‫ل ُأولِئ َ‬
‫صَر َو اْلُفؤاَد ُك ّ‬
‫سْمَع َو اْلَب َ‬
‫ن ال ّ‬ ‫فدخلت على أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬فقال لي‪» :‬يا حسن‪ِ ،‬إ ّ‬
‫ل السمع و ما وعى‪ ،‬و البصر و ما رأى‪ ،‬و الفؤاد و ما عقد عليه«‪.‬‬ ‫سُؤ ً‬‫َم ْ‬
‫صَر َو اْلُفؤاَد ُك ّ‬
‫ل‬ ‫سْمَع َو اْلَب َ‬‫ن ال ّ‬
‫‪ -[8] /6376‬عن الحسين بن هارون‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال‪ِ :‬إ ّ‬
‫ل‪.‬‬‫سُؤ ً‬
‫عْنُه َم ْ‬
‫ن َ‬
‫ك كا َ‬
‫ُأولِئ َ‬
‫قال‪» :‬يسأل السمع عما يسمع و البصر عما يطرف‪ ،‬و الفؤاد عما يعقد عليه«‪.‬‬
‫‪ -[9] /6377‬عن أبي جعفر‪ ،‬قال‪ :‬كنت عند أبي عبد ال )عليه السلم( فقال له رجل‪ :‬بأبي أنت و أمي‪ ،‬إني أدخل‬
‫كنيفا لي‪ ،‬و لي جيران و عندهم جوار يغنين و يضربن بالعود‪ ،‬فربما أطيل الجلوس استماعا مني لهن؟ فقال‪» :‬ل‬
‫تفعل«‪.‬‬
‫صَر َو‬ ‫سْمَع َو اْلَب َ‬ ‫ن ال ّ‬‫فقال الرجل‪ :‬و ال‪ ،‬ما أتيتهن‪ ،‬إنما هو سماع أسمعه باذني‪ .‬فقال له‪» :‬أما سمعت ال يقول‪ِ :‬إ ّ‬
‫ل؟!«‪ .‬قال‪ :‬بلى و ال‪ ،‬فكأني لم أسمع هذه الية قط من كتاب ال من عجمي و ل‬ ‫سُؤ ً‬ ‫عْنُه َم ْ‬‫ن َ‬ ‫ك كا َ‬ ‫ل ُأولِئ َ‬ ‫اْلُفؤاَد ُك ّ‬
‫عربي‪ ،‬ل جرم أني ل أعود إن شاء ال‪ ،‬و إني أستغفر ال‪ .‬فقال‪» :‬قم و اغتسل و صل ما بدا لك‪ ،‬فإنك كنت مقيما‬
‫على أمر عظيم‪ ،‬ما كان أسوأ حالك لو مت على ذلك‪ .‬أحمد ال و اسأله التوبة من كل ما يكره‪ ،‬فإنه ل يكره إل كل‬
‫قبيح‪ ،‬و القبيح دعه لهله‪ ،‬فإن لك أهل«‪.‬‬
‫‪ -[10] /6378‬عن أبي عمرو الزبيري‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬إن ال تبارك و تعالى فرض‬
‫اليمان على جوارح بني آدم و قسمه عليها‪ ،‬فليس من جوارحه جارحة إل و قد وكلت من اليمان بغير ما وكلت‬
‫به أختها‪ ،‬فمنها عيناه اللتان ينظر بهما‪ ،‬و رجله اللتان يمشي بهما ففرض على العين أن ل تنظر إلى ما حرم ال‬
‫عليه‪ ،‬و أن تغض عما نهاه ال عنه مما ل يحل له و هو عمله‪ ،‬و هو من اليمان‪ ،‬قال ال تبارك و تعالى‪َ :‬و ل‬
‫ل فهذا ما فرض ال من غض البصر‬ ‫سُؤ ً‬‫عْنُه َم ْ‬
‫ن َ‬ ‫ك كا َ‬ ‫ل ُأولِئ َ‬ ‫صَر َو اْلُفؤاَد ُك ّ‬ ‫سْمَع َو اْلَب َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫عْلٌم ِإ ّ‬‫ك ِبِه ِ‬ ‫س َل َ‬ ‫ف ما َلْي َ‬ ‫َتْق ُ‬
‫عما حرم ال و هو عمله »‪ ،«2‬و هو من اليمان‪.‬‬
‫و فرض ال على الرجلين أل يمشى بهما إلى شيء من معاصي ال‪ ،‬و فرض عليهما المشي فيما فرض ال‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -7‬تفسير العّياشي ‪.74 /292 :2‬‬
‫‪ -8‬تفسير العّياشي ‪.75 /292 :2‬‬
‫‪ -9‬تفسير العّياشي ‪.76 /292 :2‬‬
‫‪ -10‬تفسير العّياشي ‪.77 /293 :2‬‬
‫)‪ (1‬المخرج‪ :‬مكان خروج الفضلت‪ -‬أعني الكنيف‪» -‬مجمع البحرين‪ -‬خرج‪[.....] .«294 :2 -‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬عملها‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪535 :‬‬
‫شِي َ‬
‫ك‬ ‫صْد ِفي َم ْ‬ ‫ل »‪ ،«1‬و قال‪َ :‬و اْق ِ‬ ‫طو ً‬ ‫ل ُ‬ ‫جبا َ‬‫ن َتْبُلَغ اْل ِ‬
‫ض َو َل ْ‬ ‫لْر َ‬ ‫ق ا َْ‬‫خِر َ‬ ‫ن َت ْ‬‫ك َل ْ‬‫ض َمَرحًا ِإّن َ‬ ‫لْر ِ‬ ‫ش ِفي ا َْ‬ ‫فقال‪َ :‬و ل َتْم ِ‬
‫حِميِر »‪.««2‬‬ ‫ت اْل َ‬ ‫صْو ُ‬‫ت َل َ‬ ‫صوا ِ‬ ‫ل ْ‬ ‫ن َأْنَكَر ا َْ‬ ‫ك ِإ ّ‬‫صْوِت َ‬‫ن َ‬ ‫ض ِم ْ‬‫ض ْ‬ ‫غ ُ‬ ‫َو ا ْ‬
‫‪ -[11] /6379‬الشيخ‪ ،‬في )التهذيب(‪ :‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( أن رجل جاء إليه فقال له‪ :‬إن لي جيرانا و‬
‫لهم جوار يتغنين و يضربن بالعود‪ ،‬فربما دخلت المخرج فأطيل الجلوس استماعا مني لهن؟ فقال له )عليه‬
‫السلم(‪» :‬ل تفعل«‪.‬‬
‫فقال‪ :‬و ال‪ ،‬ما هو شيء أتيته برجلي‪ ،‬إنما هو سماع أسمعه بأذني‪ .‬فقال الصادق )عليه السلم(‪» :‬ل أنت! أما‬
‫ل«؟! فقال الرجل‪ :‬كأني لم أسمع‬ ‫سُؤ ً‬ ‫عْنُه َم ْ‬
‫ن َ‬ ‫ك كا َ‬ ‫ل ُأولِئ َ‬ ‫صَر َو اْلُفؤاَد ُك ّ‬ ‫سْمَع َو اْلَب َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫سمعت ال عز و جل يقول‪ِ :‬إ ّ‬
‫بهذه الية من كتاب ال عز و جل من عربي و ل عجمي‪ ،‬ل جرم إني قد تركتها‪ ،‬و إني أستغفر ال تعالى‪ .‬فقال له‬
‫الصادق )عليه السلم(‪» :‬قم فاغتسل و صل ما بدا لك‪ ،‬فلقد كنت مقيما على أمر عظيم‪ ،‬ما كان أسوأ حالك لو مت‬
‫على ذلك! استغفر ال و اسأله التوبة من كل ما يكره‪ ،‬فإنه ل يكره إل القبيح‪ ،‬و القبيح دعه لهله‪ ،‬فإن لكل أهل«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫صفاُكْم َرّبُكْم‬‫ل‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬أ َفَأ ْ‬ ‫طو ً‬ ‫ل ُ‬ ‫جبا َ‬ ‫ن َتْبُلَغ اْل ِ‬‫ض َو َل ْ‬ ‫لْر َ‬ ‫ق ا َْ‬ ‫خِر َ‬ ‫ن َت ْ‬‫ك َل ْ‬
‫ض َمَرحًا ِإّن َ‬ ‫لْر ِ‬ ‫ش ِفي ا َْ‬ ‫َو ل َتْم ِ‬
‫ن اْلَملِئَكِة ِإناثًا ]‪ -[1] /6380 [40 -37‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال في قوله تعالى‪َ :‬و ل َتْمشِ ِفي‬ ‫خَذ ِم َ‬ ‫ن َو اّت َ‬ ‫ِباْلَبِني َ‬
‫ل أي ل تقدر أن‬ ‫طو ً‬ ‫ل ُ‬ ‫جبا َ‬
‫ن َتْبُلَغ اْل ِ‬
‫ض أي لم تبلغها كلها‪َ :‬و َل ْ‬ ‫لْر َ‬ ‫ق ا َْ‬
‫خِر َ‬ ‫ن َت ْ‬‫ك َل ْ‬ ‫ض َمَرحًا‪ :‬أي بطرا و فرحا ِإّن َ‬ ‫لْر ِ‬ ‫ا َْ‬
‫تبلغ قلل الجبال‪.‬‬
‫‪ -[2] /6381‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن بكر بن صالح‪ ،‬عن القاسم بن بريد‪ ،‬قال‪:‬‬
‫حدثنا أبو عمرو الزبيري‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬فرض ال على الرجلين أن ل يمشى بهما إلى‬
‫ض َمَرحًا‬ ‫لْر ِ‬ ‫ش ِفي ا َْ‬ ‫شيء من معاصي ال‪ ،‬و فرض عليهما المشيء إلى ما يرضي ال عز و جل فقال‪َ :‬و ل َتْم ِ‬
‫ل‪ ،‬و قال‪:‬‬ ‫طو ً‬ ‫ل ُ‬ ‫جبا َ‬ ‫ن َتْبُلَغ اْل ِ‬
‫ض َو َل ْ‬ ‫لْر َ‬ ‫ق ا َْ‬ ‫خِر َ‬ ‫ن َت ْ‬‫ك َل ْ‬
‫ِإّن َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -11‬التهذيب ‪.304 /116 :1‬‬
‫‪ -1‬تفسير القمي ‪.20 :2‬‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.1 /28 :2‬‬
‫)‪ (1‬السراء ‪.37 :17‬‬
‫)‪ (2‬لقمان ‪.19 :31‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪536 :‬‬
‫حِميِر »‪.««1‬‬ ‫صْوتُ اْل َ‬ ‫ت َل َ‬ ‫صوا ِ‬ ‫ل ْ‬ ‫ن َأْنَكَر ا َْ‬ ‫ك ِإ ّ‬‫صْوِت َ‬‫ن َ‬ ‫ض ِم ْ‬ ‫ض ْ‬ ‫غ ُ‬ ‫ك َو ا ْ‬ ‫شِي َ‬ ‫صْد ِفي َم ْ‬ ‫َو اْق ِ‬
‫حْكَمِة يعني القرآن و ما فيه من النباء‬ ‫ن اْل ِ‬
‫ك ِم َ‬‫ك َرّب َ‬ ‫ك ِمّما َأْوحى ِإَلْي َ‬ ‫‪ -[3] /6382‬و قال علي بن إبراهيم‪ :‬قوله‪ :‬ذِل َ‬
‫حورًا فالمخاطبة للنبي و المعنى للناس‪.‬‬ ‫جَهّنَم َمُلومًا َمْد ُ‬ ‫خَر َفُتْلقى ِفي َ‬ ‫ل ِإلهًا آ َ‬‫ل َمَع ا ِّ‬ ‫جَع ْ‬
‫»‪ ،«2‬ثم قال‪َ :‬و ل َت ْ‬
‫ن اْلَملِئَكِة ِإناثًا و هو رد على قريش فيما قالوا‪ :‬إن الملئكة هن‬ ‫خَذ ِم َ‬‫ن َو اّت َ‬
‫صفاُكْم َرّبُكْم ِباْلَبِني َ‬‫قال‪ :‬و قوله‪َ :‬أ َفَأ ْ‬
‫بنات ال‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫عُلّوا‬
‫ن ُ‬‫عّما َيُقوُلو َ‬
‫سْبحاَنُه َو َتعالى َ‬ ‫ل ُنُفورًا‪ -‬إلى قوله تعالى‪ُ -‬‬ ‫ن ِلَيّذّكُروا َو ما َيِزيُدُهْم ِإ ّ‬ ‫صّرْفنا ِفي هَذا اْلُقْرآ ِ‬ ‫َو َلَقْد َ‬
‫َكِبيرًا ]‪[43 -41‬‬
‫صّرْفنا ِفي هَذا اْلُقْرآ ِ‬
‫ن‬ ‫‪ -[4] /6383‬العياشي‪ :‬عن علي بن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪َ :‬و َلَقْد َ‬
‫ِلَيّذّكُروا‪» :‬يعني و لقد ذكرنا عليا )عليه السلم( في القرآن و هو الذكر فما زادهم إل نفورا«‪.‬‬
‫ل ُنُفورًا قال‪ :‬إذا سمعوا القرآن‪ ،‬ينفرون عنه و يكذبونه‪ ،‬ثم‬ ‫‪ -[5] /6384‬قال علي بن إبراهيم‪ :‬قوله‪َ :‬و ما َيِزيُدُهْم ِإ ّ‬
‫لْبَتَغْوا‬
‫ن ِإذًا َ‬
‫ن َمَعُه آِلَهٌة َكما َيُقوُلو َ‬‫ل لهم يا محمد َلْو كا َ‬ ‫احتج عز و جل على الكفار الذين يعبدون الوثان‪ ،‬فقال‪ُ :‬ق ْ‬
‫سْبحاَنُه َو‬‫ل قال‪ :‬لو كانت الصنام آلهة كما يزعمون لصعدوا إلى العرش‪ ،‬ثم قال ال لذلك‪ُ :‬‬ ‫سِبي ً‬
‫ش َ‬ ‫ِإلى ِذي اْلَعْر ِ‬
‫عُلّوا َكِبيرًا‪.‬‬
‫ن ُ‬ ‫عّما َيُقوُلو َ‬‫َتعالى َ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫حُهْم ِإّنُه كا َ‬
‫ن‬ ‫سِبي َ‬
‫ن َت ْ‬
‫ن ل َتْفَقُهو َ‬‫حْمِدِه َو لِك ْ‬
‫ح ِب َ‬
‫ل ُيسَّب ُ‬ ‫يٍء ِإ ّ‬
‫ش ْ‬ ‫ن َ‬‫ن ِم ْ‬ ‫ن َو ِإ ْ‬ ‫ن ِفيِه ّ‬
‫ض َو َم ْ‬‫لْر ُ‬ ‫سْبُع َو ا َْ‬‫ت ال ّ‬
‫سماوا ُ‬ ‫ح َلُه ال ّ‬
‫سّب ُ‬
‫ُت َ‬
‫غُفورًا ]‪[44‬‬ ‫حِليمًا َ‬‫َ‬
‫‪ -[6] /6385‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن سهل بن زياد‪ ،‬عن علي بن أسباط‪ ،‬عن داود الرقي‪،‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -3‬تفسير القّمي ‪.20 :2‬‬

‫‪ -4‬تفسير العّياشي ‪.78 /293 :2‬‬

‫‪ -5‬تفسير القّمي ‪.20 :2‬‬

‫‪ -6‬الكافي ‪.4 /531 :6‬‬

‫)‪ (1‬لقمان ‪.19 :31‬‬

‫)‪ (2‬في »ط«‪ :‬الخبار‪.‬‬

‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪537 :‬‬


‫ن ل َتْفَقُهو َ‬
‫ن‬ ‫حْمِدِه َو لِك ْ‬‫ح ِب َ‬
‫سّب ُ‬
‫ل ُي َ‬
‫يٍء ِإ ّ‬
‫ش ْ‬‫ن َ‬ ‫ن ِم ْ‬ ‫عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سألته عن قول ال عز و جل‪َ :‬و ِإ ْ‬
‫حُهْم‪ .‬قال‪» :‬تنقض »‪ «1‬الجدر تسبيحها«‪.‬‬ ‫سِبي َ‬
‫َت ْ‬
‫يٍء ِإ ّ‬
‫ل‬ ‫ش ْ‬ ‫ن َ‬‫ن ِم ْ‬‫‪ -[2] /6386‬العياشي‪ :‬عن أبي الصباح‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قلت له‪ :‬قول ال‪َ :‬و ِإ ْ‬
‫حُهْم؟ قال‪» :‬كل شيء يسبح بحمده‪ -‬و قال‪ -‬إنا لنرى أن تنقض الجدار هو‬ ‫سِبي َ‬
‫ن َت ْ‬
‫ن ل َتْفَقُهو َ‬‫حْمِدِه َو لِك ْ‬
‫ح ِب َ‬
‫سّب ُ‬
‫ُي َ‬
‫تسبيحه«‪.‬‬
‫حُهْم‪.‬‬
‫سِبي َ‬
‫ن َت ْ‬‫ن ل َتْفَقُهو َ‬ ‫حْمِدِه َو لِك ْ‬
‫ح ِب َ‬‫سّب ُ‬
‫ل ُي َ‬‫يٍء ِإ ّ‬
‫ش ْ‬‫ن َ‬ ‫ن ِم ْ‬‫‪ -[3] /6387‬و في رواية الحسين بن سعيد‪ ،‬عنه‪َ :‬و ِإ ْ‬
‫قال‪» :‬كل شيء يسبح بحمده‪ -‬و قال‪ -‬إنا لنرى أن تنقض الجدار هو تسبيحها«‪.‬‬
‫‪ -[4] /6388‬عن الحسن‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه )عليهما السلم( قال‪» :‬نهى‬
‫رسول ال )صلى ال عليه و آله( عن أن توسم البهائم في وجوهها‪ ،‬و أن تضرب وجوهها‪ ،‬فإنها تسبح بحمد‬
‫ربها«‪.‬‬
‫‪ -[5] /6389‬عن إسحاق بن عمار‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬ما من طير يصاد في بر و ل بحر‪ ،‬و‬
‫ل شيء يصاد من الوحش إل بتضييعه التسبيح«‪.‬‬
‫‪ -[6] /6390‬عن مسعدة بن صدقة‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه )عليهما السلم( أنه دخل عليه رجل فقال له‪:‬‬
‫حُهْم؟‬
‫سِبي َ‬‫ن َت ْ‬
‫ن ل َتْفَقُهو َ‬ ‫حْمِدِه َو لِك ْ‬‫ح ِب َ‬‫سّب ُ‬
‫ل ُي َ‬
‫يٍء ِإ ّ‬
‫ش ْ‬ ‫ن َ‬‫ن ِم ْ‬‫فداك أبي و امي‪ ،‬إني أجد ال يقول في كتابه‪َ :‬و ِإ ْ‬
‫فقال له‪» :‬هو كما قال ال تعالى«‪.‬‬
‫قال‪ :‬أ تسبح الشجرة اليابسة؟ فقال‪» :‬نعم‪ ،‬أما سمعت خشب البيت كيف ينقصف »‪ ،«2‬و ذلك تسبيحه‪ ،‬فسبحان‬
‫ال على كل حال!«‪.‬‬
‫‪ -[7] /6391‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪» :‬للدابة على صاحبها ستة حقوق‪ :‬ل يحملها فوق طاقتها‪ ،‬و ل يتخذ ظهرها مجلسا يتحدث عليها‪ ،‬و‬
‫يبدأ بعلفها إذا نزل‪ ،‬و ل يسمها في وجهها‪ ،‬و ل يضربها فإنها تسبح‪ ،‬و يعرض عليها الماء إذا مر به«‪.‬‬
‫‪ -[8] /6392‬و عنه‪ :‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن القاسم بن يحيى‪ ،‬عن جده الحسن بن‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬تفسير العّياشي ‪.79 /293 :2‬‬

‫‪ -3‬تفسير العّياشي ‪[.....] .80 /293 :2‬‬

‫‪ -4‬تفسير العّياشي ‪.82 /294 :2‬‬

‫‪ -5‬تفسير العّياشي ‪.83 /294 :2‬‬

‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪.84 /294 :2‬‬

‫‪ -7‬الكافي ‪.1 /537 :6‬‬

‫‪ -8‬الكافي ‪.4 /538 :6‬‬

‫)‪ (1‬تنقض البيت‪ :‬تشقق و سمع له صوت‪» .‬أقرب الموارد‪ -‬نقض‪.«1337 :2 -‬‬

‫)‪ (2‬انقصف الشيء‪ :‬انكسر‪ ،‬و في المصدر‪ :‬ينقض‪.‬‬

‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪538 :‬‬


‫راشد‪ ،‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬ل‬
‫تضربوا الدواب على وجوهها فإنها تسبح بحمد ال«‪.‬‬
‫قال‪ :‬و في حديث آخر‪» :‬ل تسموها في وجوهها«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ت َرّب َ‬
‫ك‬ ‫سُتورًا‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و ِإذا َذَكْر َ‬
‫حجابًا َم ْ‬ ‫خَرِة ِ‬
‫لِ‬‫ن ِبا ْ‬
‫ن ل ُيْؤِمُنو َ‬ ‫ن اّلِذي َ‬
‫ك َو َبْي َ‬
‫جَعْلنا َبْيَن َ‬
‫ن َ‬ ‫ت اْلُقْرآ َ‬
‫َو ِإذا َقَرْأ َ‬
‫على َأْدباِرِهْم ُنُفورًا ]‪ -[1] /6393 [46 -45‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال في قوله تعالى‪َ :‬و ِإذا‬ ‫حَدُه َوّلْوا َ‬‫ن َو ْ‬ ‫ِفي اْلُقْرآ ِ‬
‫جَعْلنا‬
‫سُتورًا يعني يحجب ال عنك الشياطين َو َ‬ ‫حجابًا َم ْ‬
‫خَرِة ِ‬ ‫لِ‬‫ن ِبا ْ‬
‫ن ل ُيْؤِمُنو َ‬ ‫ن اّلِذي َ‬
‫ك َو َبْي َ‬
‫جَعْلنا َبْيَن َ‬
‫ن َ‬ ‫ت اْلُقْرآ َ‬
‫َقَرْأ َ‬
‫ن َيْفَقُهوُه َو ِفي آذاِنِهْم َوْقرًا يعني صمما‪.‬‬ ‫على ُقُلوِبِهْم َأِكّنًة أي غشاوة َأ ْ‬ ‫َ‬

‫على َأْدباِرِهْم ُنُفورًا قال‪ :‬كان رسول ال )صلى ال عليه و آله(‬ ‫حَدُه َوّلْوا َ‬ ‫ن َو ْ‬ ‫ك ِفي اْلُقْرآ ِ‬‫ت َرّب َ‬‫قال‪ :‬قوله‪َ :‬و ِإذا َذَكْر َ‬
‫حيِم فروا عنه‪.‬‬ ‫ن الّر ِ‬‫حم ِ‬ ‫ل الّر ْ‬‫سِم ا ِّ‬
‫إذا تهجد بالقرآن تستمع له قريش لحسن صوته »‪ ،«1‬و كان إذا قرأ ِب ْ‬
‫‪ -[2] /6394‬الطبرسي في )الحتجاج(‪ :‬عن موسى بن جعفر )عليهما السلم(‪» :‬قال يهودي لمير المؤمنين‬
‫)عليه السلم(‪ :‬إن إبراهيم حجب عن نمرود بحجب ثلث‪ ،‬قال علي )عليه السلم(‪ :‬لقد كان كذلك‪ ،‬و محمد )صلى‬
‫ال عليه و آله( حجب عمن أراد قتله بحجب خمس‪ ،‬فثلثة بثلثة و اثنان فضل‪ ،‬قال ال عز و جل و هو يصف‬
‫سّدا فهذا الحجاب‬ ‫خْلِفِهْم َ‬ ‫ن َ‬‫سّدا فهذا الحجاب الول َو ِم ْ‬ ‫ن َأْيِديِهْم َ‬
‫ن َبْي ِ‬
‫جَعْلنا ِم ْ‬‫أمر محمد )صلى ال عليه و آله(‪َ :‬و َ‬
‫نل‬ ‫ن اّلِذي َ‬
‫ك َو َبْي َ‬
‫جَعْلنا َبْيَن َ‬
‫ن َ‬‫ت اْلُقْرآ َ‬‫ن »‪ «2‬فهذا الحجاب الثالث ثم قال‪َ :‬و ِإذا َقَرْأ َ‬ ‫صُرو َ‬‫شْيناُهْم َفُهْم ل ُيْب ِ‬‫غَ‬‫الثاني َفَأ ْ‬
‫ن »‪ «3‬فهذه حجب‬ ‫حو َ‬‫ن َفُهْم ُمْقَم ُ‬
‫لْذقا ِ‬
‫ي ِإَلى ا َْ‬
‫سُتورًا فهذا الحجاب الرابع‪ ،‬ثم قال‪َ :‬فِه َ‬ ‫حجابًا َم ْ‬‫خَرِة ِ‬ ‫لِ‬ ‫ن ِبا ْ‬
‫ُيْؤِمُنو َ‬
‫خمس«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.20 :1‬‬
‫‪ -2‬الحتجاج ‪.213 :1‬‬
‫)‪ (1‬في »ط«‪ :‬قراءته‪.‬‬
‫)‪ (2‬يس ‪.9 :36‬‬
‫)‪ (3‬يس ‪.8 .36‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪539 :‬‬
‫حيِم‬ ‫ن الّر ِ‬ ‫حم ِ‬ ‫ل الّر ْ‬ ‫سِم ا ِّ‬ ‫‪ -[3] /6395‬العياشي‪ :‬عن زيد بن علي‪ ،‬قال‪ :‬دخلت على أبي جعفر )عليه السلم( فذكر ِب ْ‬
‫حيِم؟« فقلت‪ :‬ل‪ ،‬فقال‪» :‬إن رسول ال )صلى ال عليه و آله( كان‬ ‫ن الّر ِ‬ ‫حم ِ‬ ‫ل الّر ْ‬ ‫سِم ا ِّ‬ ‫فقال‪» :‬تدري ما نزل في ِب ْ‬
‫أحسن الناس صوتا بالقرآن‪ ،‬و كان يصلي بفناء الكعبة فرفع صوته‪ ،‬و كان عتبة بن ربيعة و شيبة بن ربيعة و أبو‬
‫حيِم فيرفع بها صوته‪-‬‬ ‫ن الّر ِ‬ ‫حم ِ‬ ‫ل الّر ْ‬ ‫سِم ا ِّ‬‫جهل بن هشام و جماعة منهم يسمعون قراءته‪ -‬قال و كان يكثر قراءة ِب ْ‬
‫سِم‬‫قال‪ -‬فيقولون‪ :‬إن محمدا ليردد اسم ربه ترددا‪ ،‬إنه ليحجه‪ ،‬فيأمرون من يقوم فيستمع إليه‪ ،‬و يقولون‪ :‬إذا جاز ِب ْ‬
‫حَدُه‪ -‬بسم‬ ‫ن َو ْ‬ ‫ك ِفي اْلُقْرآ ِ‬ ‫ت َرّب َ‬ ‫حيِم فأعلمنا حتى نقوم فنستمع قراءته‪ ،‬فأنزل ال في ذلك َو ِإذا َذَكْر َ‬ ‫ن الّر ِ‬ ‫حم ِ‬ ‫ل الّر ْ‬ ‫ا ِّ‬
‫على َأْدباِرِهْم ُنُفورًا«‪.‬‬ ‫ال الرحمن الرحيم‪َ -‬وّلْوا َ‬
‫حيِم‪ .‬قال‪» :‬هو أحق ما جهر‬ ‫ن الّر ِ‬ ‫حم ِ‬ ‫ل الّر ْ‬ ‫سِم ا ِّ‬
‫‪ -[4] /6396‬عن زرارة‪ ،‬عن أحدهما )عليهما السلم(‪ ،‬قال في ِب ْ‬
‫حَدُه‪ -‬بسم ال الرحمن الرحيم‪َ -‬وّلْوا‬ ‫ن َو ْ‬ ‫ك ِفي الُْقْرآ ِ‬‫ت َرّب َ‬
‫به‪ ،‬فأجهر به »‪ ،«1‬و هي الية التي قال ال‪َ :‬و ِإذا َذَكْر َ‬
‫حم ِ‬
‫ن‬ ‫ل الّر ْ‬ ‫سِم ا ِّ‬ ‫على َأْدباِرِهْم ُنُفورًا كان المشركون يستمعون إلى قراءة النبي )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬فإذا قرأ ِب ْ‬ ‫َ‬
‫حيِم نفروا و ذهبوا‪ ،‬فإذا فرغ منه عادوا و تسمعوا«‪.‬‬ ‫الّر ِ‬
‫‪ -[5] /6397‬عن منصور بن حازم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬كان رسول ال )صلى ال عليه و آله(‬
‫حيِم فتخلف من خلفه من المنافقين عن الصفوف‪ ،‬فإذا جازها في‬ ‫ن الّر ِ‬ ‫حم ِ‬ ‫ل الّر ْ‬ ‫سِم ا ِّ‬ ‫إذا صلى بالناس جهر ب ِب ْ‬
‫السورة عادوا إلى مواضعهم و قال بعضهم لبعض‪ :‬إنه ليردد اسم ربه تردادا‪ ،‬إنه ليحب ربه‪ ،‬فأنزل ال َو ِإذا‬
‫على َأْدباِرِهْم ُنُفورًا«‪.‬‬ ‫حَدُه َوّلْوا َ‬ ‫ن َو ْ‬ ‫ك ِفي اْلُقْرآ ِ‬ ‫ت َرّب َ‬ ‫َذَكْر َ‬
‫‪ -[6] /6398‬عن أبي حمزة الثمالي‪ ،‬قال‪ :‬قال لي أبو جعفر )عليه السلم(‪» :‬يا ثمالي‪ ،‬إن الشيطان ليأتي قرين‬
‫المام فيسأله‪ ،‬هل ذكر ربه؟ فإن قال‪ :‬نعم اكتسع »‪ «2‬فذهب‪ ،‬و إن قال‪ :‬ل ركب على كتفيه‪ ،‬و كان إمام القوم‬
‫حتى ينصرفوا«‪.‬‬
‫حيِم«‪.‬‬ ‫ن الّر ِ‬ ‫حم ِ‬ ‫ل الّر ْ‬ ‫سِم ا ِّ‬ ‫قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬و ما معنى قوله‪ :‬ذكر ربه؟ قال‪» :‬الجهر ب ِب ْ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫جوى‪ -‬إلى‬ ‫ك َو ِإْذ ُهْم َن ْ‬‫ن ِإَلْي َ‬
‫سَتِمُعو َ‬ ‫ن ِبِه ِإْذ َي ْ‬‫سَتِمُعو َ‬ ‫عَلُم ِبما َي ْ‬ ‫ن َأ ْ‬
‫حُ‬ ‫َن ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -3‬تفسير العّياشي ‪.85 /295 :2‬‬
‫‪ -4‬تفسير العّياشي ‪[.....] .86 /295 :2‬‬
‫‪ -5‬تفسير العّياشي ‪.87 /295 :2‬‬
‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪.88 /296 :2‬‬
‫ق فاجهر به‪.‬‬ ‫)‪ (1‬في »ط«‪ :‬هو الح ّ‬
‫)‪ (2‬اكتسع الفحل‪ :‬خطر فضرب فخّذيه بذنبه‪» .‬القاموس المحيط‪ -‬كسع‪.«81 :3 -‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪540 :‬‬
‫ن ِبِه ِإْذ‬ ‫سَتِمُعو َ‬ ‫عَلُم ِبما َي ْ‬‫ن َأ ْ‬
‫حُ‬ ‫قوله تعالى‪َ -‬قِريبًا ]‪ -[1] /6399 [51 -47‬علي بن إبراهيم‪ ،‬في قوله تعالى‪َ :‬ن ْ‬
‫ن ِإ ّ‬
‫ل‬ ‫ن َتّتِبُعو َ‬ ‫ن ِإ ْ‬ ‫ظاِلُمو َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫جوى يعني إذ هم في السر يقولون‪ :‬هو ساحر و هو قوله‪ِ :‬إْذ َيُقو ُ‬ ‫ك َو ِإْذ ُهْم َن ْ‬ ‫ن ِإَلْي َ‬
‫سَتِمُعو َ‬ ‫َي ْ‬
‫حورًا«‪.‬‬ ‫سُ‬ ‫ل َم ْ‬ ‫جً‬‫َر ُ‬
‫خْلقًا‬ ‫ن َ‬ ‫عظامًا َو ُرفاتًا َأ ِإّنا َلَمْبُعوُثو َ‬ ‫ثم حكى لرسول ال )صلى ال عليه و آله( قول الدهرية‪ ،‬فقال‪َ :‬و قاُلوا َأ ِإذا ُكّنا ِ‬
‫طَرُكْم‬‫ل اّلِذي َف َ‬ ‫ن ُيِعيُدنا ُق ِ‬ ‫ن َم ْ‬ ‫سَيُقوُلو َ‬‫صُدوِرُكْم َف َ‬ ‫خْلقًا ِمّما َيْكُبُر ِفي ُ‬‫حِديدًا َأْو َ‬‫حجاَرًة َأْو َ‬ ‫ل ُكوُنوا ِ‬ ‫جِديدًا‪ .‬ثم قال لهم‪ُ :‬ق ْ‬ ‫َ‬
‫ن َقِريبًا‪.‬‬ ‫ن َيُكو َ‬ ‫عسى َأ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫سُهْم و النغض‪ :‬تحريك الرأس َو َيُقوُلونَ َمتى ُهَو ُق ْ‬ ‫ك ُرُؤ َ‬ ‫ن ِإَلْي َ‬
‫ضو َ‬ ‫سُيْنِغ ُ‬ ‫ل َمّرٍة َف َ‬‫َأّو َ‬
‫‪ -[2] /6400‬قال‪ :‬و في رواية أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬الخلق الذي يكبر في صدوركم‪:‬‬
‫الموت«‪.‬‬
‫‪ -[3] /6401‬العياشي‪ :‬عن الحلبي‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬جاء أبي بن خلف‪ ،‬فأخذ عظما باليا من‬
‫ي َرِميٌم ُق ْ‬
‫ل‬ ‫ي اْلِعظاَم َو ِه َ‬ ‫حِ‬ ‫ن ُي ْ‬
‫حائط‪ ،‬ففته ثم قال‪ :‬يا محمد‪ ،‬إذا كنا عظاما و رفاتا أ ءنا لمبعوثون؟! فأنزل ال َم ْ‬
‫عِليٌم »‪.««1‬‬ ‫ق َ‬ ‫خْل ٍ‬
‫ل َ‬ ‫ل َمّرٍة َو ُهَو ِبُك ّ‬ ‫شَأها َأّو َ‬ ‫حِييَها اّلِذي َأْن َ‬ ‫ُي ْ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و آَتْينا داُوَد َزُبورًا ]‪ -[4] /6402 [55 -53‬و قال علي بن‬ ‫سُ‬ ‫حَ‬ ‫ي َأ ْ‬
‫ل ِلِعباِدي َيُقوُلوا اّلِتي ِه َ‬ ‫َو ُق ْ‬
‫غ َبْيَنُهْم أي يدخل بينهم و يحملهم »‬ ‫ن َيْنَز ُ‬‫شْيطا َ‬ ‫ن ال ّ‬
‫ن ِإ ّ‬‫سُ‬
‫حَ‬‫ي َأ ْ‬
‫ل ِلِعباِدي َيُقوُلوا اّلِتي ِه َ‬ ‫إبراهيم‪ ،‬في قوله تعالى‪َ :‬و ُق ْ‬
‫‪ «2‬على المعاصي‪.‬‬
‫حْمُكْم إلى قوله َزُبورًا فهو محكم‪.‬‬ ‫شْأ َيْر َ‬
‫ن َي َ‬ ‫عَلُم ِبُكْم ِإ ْ‬‫قال‪ :‬و قوله‪َ :‬رّبُكْم َأ ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.20 :2‬‬
‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.21 :2‬‬
‫‪ -3‬تفسير العّياشي ‪.89 /296 :2‬‬
‫‪ -4‬تفسير القّمي ‪.21 :2‬‬
‫)‪ (1‬يس ‪.79 -78 :36‬‬
‫)‪ (2‬في »س«‪ :‬بحملهم‪ ،‬و في المصدر‪ :‬و يحّثهم‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪541 :‬‬
‫‪ -[2] /6403‬ابن شهر آشوب‪ :‬عن أبي معاوية الضرير‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن أبي صالح‪ ،‬في قوله تعالى‪َ :‬و َلَقْد‬
‫ض قال‪ :‬فضل ال محمدا )صلى ال عليه و آله( بالعلم و العقل على جميع الرسل‪ ،‬و‬ ‫على َبْع ٍ‬
‫ن َ‬
‫ض الّنِبّيي َ‬
‫ضْلنا َبْع َ‬
‫َف ّ‬
‫فضل علي بن أبي طالب )عليه السلم( على جميع الصديقين بالعلم و العقل‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬

‫طورًا ]‪[58‬‬ ‫سُ‬ ‫ب َم ْ‬ ‫ك ِفي اْلِكتا ِ‬ ‫ن ذِل َ‬ ‫شِديدًا كا َ‬ ‫عذابًا َ‬ ‫ل َيْوِم اْلِقياَمِة َأْو ُمَعّذُبوها َ‬ ‫ن ُمْهِلُكوها َقْب َ‬ ‫حُ‬‫ل َن ْ‬
‫ن َقْرَيٍة ِإ ّ‬‫ن ِم ْ‬ ‫َو ِإ ْ‬
‫ل َيْوِم اْلِقياَمِة َأْو ُمَعّذُبوها‬ ‫ن ُمْهلُِكوها أي أهلها َقْب َ‬ ‫حُ‬ ‫ل َن ْ‬
‫ن َقْرَيٍة ِإ ّ‬‫ن ِم ْ‬
‫‪ -[3] /6404‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬قوله‪َ :‬و ِإ ْ‬
‫طورًا أي مكتوبا‪.‬‬ ‫ب َمسْ ُ‬ ‫ك ِفي اْلِكتا ِ‬ ‫ن ذِل َ‬ ‫شِديدًا يعني بالخسف و الموت و الهلك كا َ‬ ‫عذابًا َ‬ ‫َ‬
‫حُ‬
‫ن‬ ‫ن َقْرَيٍة ِإلّ َن ْ‬ ‫ن ِم ْ‬ ‫‪ -[4] /6405‬ابن بابويه‪ :‬مرسل‪ ،‬عن الصادق )عليه السلم( أنه سئل عن قوله تعالى‪َ :‬و ِإ ْ‬
‫شِديدًا قال‪» :‬هو الفناء بالموت«‪.‬‬ ‫عذابًا َ‬‫ل َيْوِم اْلِقياَمِة َأْو ُمَعّذُبوها َ‬ ‫ُمْهِلُكوها َقْب َ‬
‫ن ُمْهِلُكوها‬ ‫حُ‬ ‫ل َن ْ‬‫ن َقْرَيٍة ِإ ّ‬ ‫ن ِم ْ‬ ‫‪ -[5] /6406‬العياشي‪ :‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا جعفر )عليه السلم( َو ِإ ْ‬
‫شِديدًا‪ ،‬قال‪» :‬إنما أمة محمد من المم‪ ،‬فمن مات فقد هلك«‪.‬‬ ‫عذابًا َ‬ ‫ل َيْوِم اْلِقياَمِة َأْو ُمَعّذُبوها َ‬ ‫َقْب َ‬
‫ل َيْوِم‬‫ن ُمْهِلُكوها َقْب َ‬ ‫حُ‬ ‫ل َن ْ‬ ‫ن َقْرَيٍة ِإ ّ‬‫ن ِم ْ‬ ‫‪ -[6] /6407‬عن ابن سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله‪َ :‬و ِإ ْ‬
‫اْلِقياَمِة‪ ،‬قال‪» :‬هو الفناء بالموت أو غيره«‪.‬‬
‫ل َيْوِم اْلِقياَمِة‪.‬‬ ‫ن ُمْهِلُكوها َقْب َ‬ ‫حُ‬ ‫ل َن ْ‬‫ن َقْرَيٍة ِإ ّ‬
‫ن ِم ْ‬‫‪ -[7] /6408‬و في رواية اخرى‪ ،‬عنه )عليه السلم(‪َ :‬و ِإ ْ‬
‫قال‪» :‬بالقتل و الموت أو غيره«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن‪ -‬إلى قوله تعالى‪-‬‬ ‫لّوُلو َ‬‫ب ِبَها ا َْ‬
‫ن َكّذ َ‬ ‫ل َأ ْ‬‫ت ِإ ّ‬
‫ليا ِ‬ ‫ل ِبا ْ‬
‫سَ‬ ‫ن ُنْر ِ‬‫َو ما َمَنَعنا َأ ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬المناقب ‪.99 :3‬‬
‫‪ -3‬تفسير القّمي ‪.21 :2‬‬
‫‪ -4‬من ل يحضره الفقيه ‪.562 /118 :1‬‬
‫‪ -5‬تفسير العّياشي ‪[.....] .90 /297 :2‬‬
‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪.91 /297 :2‬‬
‫‪ -7‬تفسير العّياشي ‪.92 /297 :2‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪542 :‬‬
‫لّوُلو َ‬
‫ن‬ ‫ب ِبَها ا َْ‬ ‫ن َكّذ َ‬ ‫ل َأ ْ‬‫ت ِإ ّ‬‫ليا ِ‬ ‫ل ِبا ْ‬ ‫سَ‬‫ن ُنْر ِ‬ ‫خِويفًا ]‪ -[1] /6409 [59‬و قال علي بن إبراهيم‪ :‬قوله‪َ :‬و ما َمَنَعنا َأ ْ‬ ‫ل َت ْ‬‫ِإ ّ‬
‫خِويفًا فعطف على قوله‪:‬‬ ‫ل َت ْ‬ ‫ت ِإ ّ‬
‫ليا ِ‬ ‫ل ِبا ْ‬ ‫سُ‬‫ظَلُموا ِبها َو ما ُنْر ِ‬ ‫صَرًة َف َ‬‫نزلت في قريش‪ ،‬و قوله‪َ :‬و آَتْينا َثُموَد الّناَقَة ُمْب ِ‬
‫ت‪.‬‬
‫ليا ِ‬ ‫ل ِبا ْ‬
‫سَ‬ ‫ن ُنْر ِ‬‫َو ما َمَنَعنا َأ ْ‬
‫ت‪.‬‬‫ليا ِ‬ ‫ل ِبا ْ‬‫سَ‬ ‫ن ُنْر ِ‬ ‫‪ -[2] /6410‬قال‪ :‬و في رواية أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله‪َ :‬و ما َمَنَعنا َأ ْ‬
‫قال‪» :‬و ذلك أن محمدا )صلى ال عليه و آله( سأله قومه أن يأتيهم بآية‪ ،‬فنزل جبرئيل )عليه السلم(‪ ،‬فقال‪ :‬إن‬
‫ن و كنا إذا أرسلنا إلى قرية آية‬ ‫لّوُلو َ‬ ‫ب ِبَها ا َْ‬ ‫ن َكذّ َ‬ ‫ل َأ ْ‬
‫ت إلى قومك ِإ ّ‬ ‫ليا ِ‬ ‫ل ِبا ْ‬
‫سَ‬‫ن ُنْر ِ‬ ‫ال عز و جل يقول‪َ :‬و ما َمَنَعنا َأ ْ‬
‫فلم يؤمنوا بها أهلكناهم‪ ،‬فلذلك أخرنا عن قومك اليات«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫طْغيانًا َكِبيرًا‬ ‫ل ُ‬ ‫خّوُفُهْم َفما َيِزيُدُهْم ِإ ّ‬ ‫ن َو ُن َ‬ ‫جَرَة اْلَمْلُعوَنَة ِفي اْلُقْرآ ِ‬ ‫شَ‬‫س َو ال ّ‬ ‫ل ِفْتَنًة ِللّنا ِ‬‫ك ِإ ّ‬
‫جَعْلَنا الّرْؤَيا اّلِتي َأَرْينا َ‬‫َو ما َ‬
‫]‪[60‬‬
‫جَعْلَنا الّرْؤَيا اّلِتي َأَرْينا َ‬
‫ك‬ ‫‪ -[3] /6411‬العياشي‪ :‬عن حريز‪ ،‬عمن سمع‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪َ :‬و ما َ‬
‫ن يعني بني امية«‪.‬‬ ‫جَرَة اْلَمْلُعوَنَة ِفي اْلُقْرآ ِ‬ ‫شَ‬‫ل ِفْتَنًة لهم ليعمهوا فيها َو ال ّ‬ ‫ِإ ّ‬
‫‪ -[4] /6412‬علي بن سعيد‪ ،‬قال‪ :‬كنت بمكة فقدم علينا معروف بن خربوذ‪ ،‬فقال‪ :‬قال لي أبو عبد ال )عليه‬
‫السلم(‪» :‬إن عليا )عليه السلم( قال لعمر‪ :‬يا أبا حفص‪ ،‬أل أخبرك بما نزل في بني أمية؟ قال‪ :‬بلى‪ .‬قال‪ :‬فإنه‬
‫ن فغضب عمر و قال‪ :‬كذبت‪ ،‬بنو أمية خير منك‪ ،‬و أوصل للرحم«‪.‬‬ ‫جَرَة اْلَمْلُعوَنَة ِفي اْلُقْرآ ِ‬ ‫شَ‬ ‫نزل فيهم َو ال ّ‬
‫جَعْلَنا الّرْؤَيا اّلِتي‬ ‫‪ -[5] /6413‬عن الحلبي‪ ،‬عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم‪ ،‬قالوا‪ :‬سألناه عن قوله‪َ :‬و ما َ‬
‫ك‪.‬‬
‫َأَرْينا َ‬
‫قال‪» :‬إن رسول ال )صلى ال عليه و آله( رأى أن رجال على المنابر‪ ،‬يردون الناس ضلل‪ :‬زريق‪ ،‬و زفر«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.21 :2‬‬
‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.21 :2‬‬
‫‪ -3‬تفسير العّياشي ‪.93 /297 :2‬‬
‫‪ -4‬تفسير العّياشي ‪.94 /297 :2‬‬
‫‪ -5‬تفسير العّياشي ‪.95 /297 :2‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪543 :‬‬
‫ن‪ ،‬قال‪» :‬هم بنو امية«‪.‬‬ ‫جَرَة اْلَمْلُعوَنَة ِفي اْلُقْرآ ِ‬‫شَ‬ ‫و قوله‪َ :‬و ال ّ‬
‫‪ -[4] /6414‬و في رواية اخرى‪ ،‬عنه )عليه السلم(‪» :‬أن رسول ال )صلى ال عليه و آله( قد رأى رجال من‬
‫نار على منابر من نار‪ ،‬يردون الناس على أعقابهم القهقرى‪ ،‬و لسنا نسمي أحدا«‪.‬‬
‫‪ -[5] /6415‬و في رواية سلم الجعفي‪ ،‬عنه )عليه السلم(‪ ،‬أنه قال‪» :‬إنا ل نسمي الرجال بأسمائهم‪ ،‬و لكن‬
‫رسول ال )صلى ال عليه و آله( رأى قوما على منبره يضلون الناس بعده عن الصراط القهقرى«‪.‬‬
‫‪ -[6] /6416‬عن القاسم بن سليمان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬أصبح رسول ال )صلى ال عليه و‬
‫آله( يوما حاسرا حزينا‪ ،‬فقيل له‪ :‬مالك‪ ،‬يا رسول ال؟ فقال‪ :‬إني رأيت الليلة صبيان بني أمية يرقون على منبري‬
‫هذا‪ ،‬فقلت‪:‬‬
‫يا رب معي؟ فقال‪ :‬ل‪ ،‬و لكن بعدك«‪.‬‬
‫‪ -[7] /6417‬عن أبي الطفيل‪ ،‬قال‪ :‬كنت في مسجد الكوفة فسمعت عليا )عليه السلم( يقول‪ ،‬و هو على المنبر و‬
‫جَرةَ اْلَمْلُعوَنَة ِفي‬
‫شَ‬ ‫ناداه ابن الكواء‪ ،‬و هو في مؤخر المسجد‪ ،‬فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬أخبرني عن قول ال‪َ :‬و ال ّ‬
‫ن‪ ،‬فقال‪» :‬الفجران من قريش‪ ،‬و من بني امية«‪.‬‬ ‫اْلُقْرآ ِ‬
‫ك ِإ ّ‬
‫ل‬ ‫جَعْلَنا الّرْؤَيا اّلِتي َأَرْينا َ‬
‫‪ -[8] /6418‬عن عبد الرحيم القصير‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله‪َ :‬و ما َ‬
‫س‪ ،‬قال‪» :‬أري رجال من بني تيم و عدي على المنابر يردون الناس عن الصراط القهقرى«‪.‬‬ ‫ِفْتَنًة ِللّنا ِ‬
‫طْغيانًا َكِبيرًا«‪.‬‬ ‫ل ُ‬ ‫خّوُفُهْم َفما َيِزيُدُهْم ِإ ّ‬
‫ن؟ قال‪» :‬هم بنو أمية‪ ،‬يقول ال‪َ :‬و ُن َ‬ ‫جَرَة اْلَمْلُعوَنَة ِفي اْلُقْرآ ِ‬‫شَ‬‫قلت‪َ :‬و ال ّ‬
‫ل ِفْتَنًة‬
‫جَعْلَنا الّرْؤَيا اّلِتي َأَرْيناكَ ِإ ّ‬‫‪ -[9] /6419‬عن يونس‪ ،‬عن عبد الرحمن الشل‪ ،‬قال‪ :‬سألته عن قول ال‪َ :‬و ما َ‬
‫س الية‪.‬‬ ‫ِللّنا ِ‬
‫فقال‪» :‬إن رسول ال )صلى ال عليه و آله( نام فرأى أن بني امية يصعدون المنابر‪ ،‬فكلما صعد منهم رجل رأى‬
‫رسول ال )صلى ال عليه و آله( الذلة و المسكنة‪ ،‬فاستيقظ جزوعا من ذلك‪ ،‬و كان الذين رآهم اثني عشر رجل‬
‫من بني امية‪ ،‬فأتاه جبرئيل بهذه الية‪ ،‬ثم قال جبرئيل‪ :‬إن بني امية ل يملكون شيئا إل ملك أهل البيت ضعفيه«‪.‬‬
‫‪ -[10] /6420‬الطبرسي‪ :‬إن ذلك رؤيا رآها النبي في منامه‪ ،‬أن قرودا تصعد منبره و تنزل‪ ،‬فساءه ذلك و اغتم‬
‫به‪ .‬رواه سهل بن سعيد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬ثم قال‪ :‬و هو المروي عن أبي جعفر و أبي عبد ال )عليهما السلم(‪.‬‬
‫و قالوا على هذا‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -4‬تفسير العّياشي ‪.96 /298 :2‬‬
‫‪ -5‬تفسير العّياشي ‪.97 /298 :2‬‬
‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪.98 /298 :2‬‬
‫‪ -7‬تفسير العّياشي ‪.99 /298 :2‬‬
‫‪ -8‬تفسير العّياشي ‪.100 /298 :2‬‬
‫‪ -9‬تفسير العّياشي ‪.101 /298 :2‬‬
‫‪ -10‬مجمع البيان ‪[.....] .654 :6‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪544 :‬‬
‫ن هم »‪ «1‬بنو امية‪.‬‬ ‫جَرَة اْلَمْلُعوَنَة ِفي اْلُقْرآ ِ‬ ‫شَ‬‫التأويل‪ :‬إن ال ّ‬
‫‪ -[11] /6421‬و في )نهج البيان(‪ :‬جاء في أخبارنا‪ ،‬عن أبي عبد ال الصادق )عليه السلم(‪» :‬أن النبي )صلى‬
‫ال عليه و آله( رأى ذات ليلة‪ -‬و هو بالمدينة‪ -‬كأن قرودا أربعة عشر قد علوا منبره واحدا بعد واحد‪ ،‬فلما أصبح‬
‫قص رؤياه على أصحابه‪ ،‬فسألوه عن ذلك‪ .‬فقال‪ :‬يصعد منبري هذا بعدي جماعة من قريش ليسوا لذلك أهل«‪.‬‬
‫قال الصادق )عليه السلم(‪» :‬هم بنو أمية«‪.‬‬
‫‪ -[12] /6422‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬نزلت لما رأى النبي )صلى ال عليه و آله( في نومه كأن قرودا تصعد‬
‫منبره‪ ،‬فساءه ذلك و غمه غما شديدا‪ ،‬فأنزل ال‪» :‬و ما جعلنا الرؤيا التي أريناك إل فتنة للناس »‪ «2‬ليعمهوا فيها‪،‬‬
‫و الشجرة الملعونة في القرآن«‪ .‬كذا نزلت‪ ،‬و هم بنو امية‪.‬‬
‫‪ -[13] /6423‬و من طريق المخالفين‪ ،‬روى الثعلبي في )تفسيره(‪ :‬يرفعه إلى الرشيد‪ ،‬عن سعيد بن المسيب‪ ،‬في‬
‫س الية‪ ،‬قال‪ :‬رأى رسول ال )صلى ال عليه و آله( بني‬ ‫ل ِفْتَنًة ِللّنا ِ‬
‫ك ِإ ّ‬
‫جَعْلَنا الّرْؤَيا اّلِتي َأَرْينا َ‬
‫قوله تعالى‪َ :‬و ما َ‬
‫س بلء للناس‪.‬‬ ‫ل ِفْتَنًة ِللّنا ِ‬
‫امية على المنابر فساءه ذلك‪ ،‬فقيل له‪ :‬إنها الدنيا ]يعطونها[ فسري »‪ «3‬بها عنه ِإ ّ‬
‫‪ -[14] /6424‬و من )تفسير الثعلبي( أيضا يرفعه إلى سهل بن سعد‪ ،‬قال‪ :‬رأى رسول ال )صلى ال عليه و آله(‬
‫بني امية ينزون على منبره نزو القردة‪ ،‬فساءه ذلك‪ ،‬فما استجمع ضاحكا حتى مات‪ ،‬فنزلت هذه الية‪.‬‬
‫‪ -[15] /6425‬و في كتاب )فضيلة الحسين و حكاية مصيبته و قتله(‪ :‬يرفعه إلى أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫)صلى ال عليه و آله(‪» :‬رأيت في النوم بني الحكم أو بني العاص ينزون على منبري كما تنزو القردة« فأصبح‬
‫كالمتغيظ‪ ،‬فما رؤي رسول ال )صلى ال عليه و آله( مستجمعا ضاحكا بعد ذلك حتى مات‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫س‪ -‬إلى قوله تعالى‪-‬‬ ‫ل ِإْبِلي َ‬‫جُدوا ِإ ّ‬
‫سَ‬ ‫لَدَم َف َ‬
‫جُدوا ِ‬ ‫سُ‬ ‫َو ِإْذ ُقْلنا ِلْلَملِئَكِة ا ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -11‬نهج البيان ‪» 170 :2‬مخطوط«‪.‬‬
‫‪ -12‬تفسير القّمي ‪.21 :2‬‬
‫‪ ... -13‬عنه ابن البطريق في العمدة‪ ،942 /452 :‬الدر المنثور ‪ ،310 :5‬تحفة البرار‪.188 :‬‬
‫‪ ... -14‬عنه ابن البطريق في العمدة‪ ،943 /453 :‬و الدر المنثور ‪ ،309 :5‬تحفة البرار‪.188 :‬‬
‫‪ ... -15‬عنه تحفة البرار‪.188 :‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬هي‪.‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬لهم‪.‬‬
‫)‪ (3‬سّري عنه‪ :‬تجّلى هّمه و انكشف‪» .‬لسان العرب‪ -‬سرا‪.«380 :14 -‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪545 :‬‬
‫لْولِد ]‪ -[1] /6426 [64 -61‬و قال علي بن إبراهيم‪ :‬ثم حكى ال عز و جل خبر‬ ‫ل َو ا َْ‬ ‫لْموا ِ‬ ‫َو شاِرْكُهْم ِفي ا َْ‬
‫ل أي لفسدنهم إل‬ ‫ل َقِلي ً‬‫ن ُذّرّيَتُه ِإ ّ‬
‫حَتِنَك ّ‬
‫لْ‬‫س إلى قوله َ‬ ‫ل ِإْبِلي َ‬
‫جُدوا ِإ ّ‬
‫سَ‬‫لَدَم َف َ‬‫جُدوا ِ‬ ‫سُ‬ ‫إبليس‪ ،‬فقال‪َ :‬و ِإْذ ُقْلنا ِلْلَملِئَكِة ا ْ‬
‫قليل‪ ،‬فقال ال عز و جل‪:‬‬
‫ت ِمْنُهْم‬
‫طْع َ‬‫سَت َ‬
‫نا ْ‬ ‫سَتْفِزْز أي اخدع َم ِ‬ ‫جزاًء َمْوُفورًا و هو محكم َو ا ْ‬ ‫جزاُؤُكْم َ‬ ‫جَهّنَم َ‬‫ن َ‬ ‫ك ِمْنُهْم َفِإ ّ‬ ‫ن َتِبَع َ‬‫ب َفَم ْ‬
‫اْذَه ْ‬
‫لْولِد قال‪ :‬ما كان من مال حرام فهو شرك‬ ‫ل َو ا َْ‬
‫لْموا ِ‬‫ك َو شاِرْكُهْم ِفي ا َْ‬ ‫جِل َ‬
‫ك َو َر ِ‬ ‫خْيِل َ‬
‫عَلْيِهْم ِب َ‬
‫ب َ‬ ‫جِل ْ‬‫ك َو َأ ْ‬ ‫صْوِت َ‬
‫ِب َ‬
‫الشيطان‪ ،‬فإذا اشترى به الماء و نكحهن و ولد له‪ ،‬فهو شرك »‪ «1‬الشيطان‪ ،‬كما »‪ «2‬تلد »‪ «3‬منه‪ ،‬و يكون مع‬
‫الرجل إذا جامع‪ ،‬فيكون الولد من نطفته و نطفة الرجل إذا كان حراما‪.‬‬
‫و‬
‫في حديث آخر‪ :‬إذا جامع الرجل أهله و لم يسم‪ ،‬شاركه الشيطان‪.‬‬
‫‪ -[2] /6427‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى و عدة من أصحابنا‪ ،‬عن أحمد‬
‫بن أبي عبد ال‪ ،‬عن القاسم بن يحيى‪ ،‬عن جده الحسن بن راشد‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( »‬
‫‪«4‬‬
‫في معنى‪ :‬و ل تجعله شرك الشيطان‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬و كيف يكون من شرك الشيطان؟‬
‫قال‪» :‬إذا ذكر اسم ال تنحى الشيطان‪ ،‬و إن فعل و لم يسم أدخل ذكره‪ ،‬و كان العمل منهما جميعا و النطفة‬
‫واحدة«‪.‬‬
‫‪ -[3] /6428‬و عنه‪ :‬عن الحسين بن محمد‪ ،‬عن معلى بن محمد و عدة من أصحابنا‪ ،‬عن أحمد بن أبي عبد ال‬
‫جميعا‪ ،‬عن الوشاء‪ ،‬عن موسى بن بكر‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬يا أبا محمد‪ ،‬أي‬
‫شيء يقول الرجل منكم إذا دخلت عليه امرأته؟«‪ .‬قلت‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬أ يستطيع الرجل أن يقول شيئا؟ فقال‪» :‬أل‬
‫أعلمك ما تقول؟« قلت‪ :‬بلى‪ .‬قال‪» :‬تقول‪ :‬بكلمات ال استحللت فرجها‪ ،‬و في أمانة ال أخذتها‪ ،‬اللهم إن قضيت لي‬
‫في رحمها شيئا فاجعله بارا تقيا‪ ،‬و اجعله مسلما سويا‪ ،‬و ل تجعل فيه شركا للشيطان«‪.‬‬
‫ل َو‬‫لْموا ِ‬ ‫قلت‪ :‬و بأي شيء يعرف ذلك؟ قال له‪» :‬أما تقرأ كتاب ال عز و جل‪ ،‬ثم ابتدأ هو‪َ :‬و شاِرْكُهْم ِفي ا َْ‬
‫لْولِد فإن الشيطان يجيء حتى يقعد من المرأة كما يقعد الرجل منها‪ ،‬و يحدث كما يحدث‪ ،‬و ينكح كما ينكح«‪.‬‬ ‫ا َْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.21 :2‬‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.3 /501 :5‬‬
‫‪ -3‬الكافي ‪.2 /502 :5‬‬
‫)‪ (1‬في »س«‪ :‬شريك‪.‬‬
‫)‪ (2‬في »س«‪ :‬كّلما‪.‬‬
‫)‪ (3‬زاد في المصدر‪ :‬يلزمه‪[.....] .‬‬
‫سلم(‪.‬‬ ‫)‪ (4‬في المصدر‪ :‬عن أبي جعفر )عليه ال ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪546 :‬‬
‫قلت‪ :‬بأي شيء يعرف ذلك‪ ،‬قال‪» :‬بحبنا و بغضنا‪ ،‬فمن أحبنا كان من نطفة العبد‪ ،‬و من أبغضنا كان من نطفة‬
‫الشيطان«‪.‬‬
‫‪ -[4] /6429‬و عنه‪ :‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن خالد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن حمزة بن عبد ال‪ ،‬عن‬
‫جميل بن دراج‪ ،‬عن أبي الوليد‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬قال‪ :‬قال لي أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬يا أبا محمد‪ ،‬إذا أتيت‬
‫أهلك‪ ،‬فأي شيء تقول؟« قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬و أطيق أن أقول شيئا؟ قال‪» :‬بلى‪ ،‬قل‪ :‬اللهم إني بكلماتك‬
‫استحللت فرجها‪ ،‬و بأمانتك أخذتها‪ ،‬فإن قضيت في رحمها شيئا فاجعله تقيا زكيا‪ ،‬و ل تجعل للشيطان فيه شركا«‪.‬‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬و يكون فيه شرك للشيطان؟ قال‪» :‬نعم‪ ،‬أما تسمع قول ال عز و جل‪َ :‬و شاِرْكُهْم ِفي‬
‫لْولِد فإن الشيطان يجيء فيقعد كما يقعد الرجل‪ ،‬و ينزل كما ينزل الرجل«‪.‬‬ ‫ل َو ا َْ‬‫لْموا ِ‬ ‫ا َْ‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬بأي شيء يعرف ذلك؟ قال‪» :‬بحبنا و بغضنا«‪.‬‬
‫‪ -[5] /6430‬الحسين بن سعيد في كتاب )الزهد(‪ :‬عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عن عمر بن أذينة‪ ،‬عن سليمان بن‬
‫قيس‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أمير المؤمنين )عليه السلم( يقول‪» :‬قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬إن ال حرم الجنة‬
‫على كل فحاش بذيء قليل الحياء‪ ،‬ل يبالي ما قال و ما قيل له‪ ،‬فإنك إن فتشته لم تجده إل لغية »‪ «1‬أو شرك‬
‫الشيطان‪.‬‬
‫ل َو‬‫فقال رجل‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬و في الناس شرك شيطان؟ فقال‪ :‬أما تقرأ قول ال عز و جل‪َ :‬و شاِرْكُهْم ِفي الَْْموا ِ‬
‫لْولِد‪.‬‬‫ا َْ‬
‫فقيل‪ :‬و في الناس من ل يبالي ما قال و ما قيل له؟ فقال‪ :‬نعم‪ ،‬من تعرض للناس فقال فيهم و هو يعلم أنهم »‪ «2‬ل‬
‫يتركونه‪ ،‬فذلك الذي ل يبالي ما قال و ما قيل له«‪.‬‬
‫‪ -[6] /6431‬العياشي‪ :‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬سألته عن شرك الشيطان‪ :‬قوله‪:‬‬
‫لْولِد‪.‬‬
‫ل َو ا َْ‬
‫لْموا ِ‬
‫َو شاِرْكُهْم ِفي ا َْ‬
‫قال‪» :‬ما كان من مال حرام فهو شرك »‪ «3‬الشيطان‪ -‬قال‪ -‬و يكون مع الرجل حتى يجامع‪ ،‬فيكون من نطفته و‬
‫نطفة الرجل إذا كان حراما«‪.‬‬
‫‪ -[7] /6432‬عن زرارة‪ ،‬قال‪ :‬كان يوسف أبو الحجاج صديقا لعلي بن الحسين )عليه السلم( و أنه دخل على‬
‫امرأته‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -4‬الكافي ‪.5 /503 :5‬‬
‫‪ -5‬كتاب الزهد‪.12 /7 :‬‬
‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪.102 /299 :2‬‬
‫‪ -7‬تفسير العّياشي ‪.3 /299 :2‬‬
‫)‪ (1‬يقال‪ :‬هو لغّية و لغّية‪ :‬أي لزنية‪ ،‬و هو نقيض قولك‪ :‬لرشدة‪» .‬لسان العرب‪ -‬غوي‪.«142 :15 -‬‬
‫)‪ (2‬في »س« و »ط«‪ :‬أّنه‪.‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬شريك‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪547 :‬‬
‫فأراد أن يضمها‪ -‬أعني ام الحجاج‪ -‬قال‪ :‬فقالت له »‪ :«1‬إنما عهدك بذاك الساعة‪ ،‬قال‪ :‬فأتى علي بن الحسين‬
‫)عليه السلم( فأخبره‪ ،‬فأمره أن يمسك عنها‪ ،‬فأمسك عنها‪ ،‬فولدت بالحجاج‪ ،‬و هو ابن شيطان ذي الردهة »‪.«2‬‬
‫‪ -[8] /6433‬عن عبد الملك بن أعين‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول‪» :‬إذا زنى الرجل أدخل الشيطان‬
‫ذكره‪ ،‬ثم عمل جميعا ثم تختلط النطفتان‪ ،‬فيخلق ال منهما‪ ،‬فيكون شركة الشيطان«‪.‬‬
‫‪ -[9] /6434‬عن سليم بن قيس الهللي‪ ،‬عن أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬قال رسول ال )صلى ال عليه‬
‫و آله(‪ :‬إن ال حرم الجنة على كل فاحش بذيء قليل الحياء‪ ،‬ل يبالي بما قال و ل ما قيل له‪ ،‬فإنك إن فتشته لم‬
‫تجده إل لغية أو شرك الشيطان‪.‬‬
‫لْولِد«‪.‬‬ ‫ل َو ا َْ‬
‫لْموا ِ‬
‫قيل‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬و في الناس شرك الشيطان؟ فقال‪ :‬أو ما تقرأ قول ال‪َ :‬و شاِرْكُهْم ِفي ا َْ‬
‫‪ -[10] /6435‬عن يونس‪ ،‬عن أبي الربيع الشامي‪ ،‬قال‪ :‬كنت عنده ليلة‪ ،‬فذكر شرك الشيطان فعظمه حتى‬
‫أفزعني‪ ،‬فقلت‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬فما المخرج منها‪ ،‬و ما نصنع؟‬
‫قال‪» :‬إذا أردت المجامعة فقل‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيم‪ ،‬الذي ل إله إل هو‪ ،‬بديع السماوات و الرض‪ ،‬اللهم إن‬
‫قضيت شيئا خلقته في هذه الليلة »‪ ،«3‬فل تجعل للشيطان فيه نصيبا‪ ،‬و ل شركا‪ ،‬و ل حظا‪ ،‬و اجعله عبدا صالحا‬
‫خالصا مخلصا مصيبا »‪ «4‬و ذريته‪ ،‬جل ثناؤك«‪.‬‬
‫ل َو‬ ‫‪ -[11] /6436‬عن سليمان بن خالد‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬ما قول ال‪َ :‬و شاِرْكُهْم ِفي الَْْموا ِ‬
‫لْولِد؟ قال‪ :‬فقال‪» :‬قل في ذلك قول‪ :‬أعوذ بال السميع العليم من الشيطان الرجيم«‪.‬‬ ‫ا َْ‬
‫‪ -[12] /6437‬عن العلء بن رزين‪ ،‬عن محمد‪ ،‬عن أحدهما )عليهما السلم(‪ ،‬قال‪» :‬شرك الشيطان‪ ،‬ما كان من‬
‫مال حرام فهو من شركه »‪ ،«5‬و يكون مع الرجل حين يجامع‪ ،‬فتكون نطفته من نطفته إذا كان حراما‪ -‬قال‪ -‬فإن‬
‫كلتيهما جميعا تختلطان‪ -‬و قال‪ -‬ربما خلق من واحدة‪ ،‬و ربما خلق منهما جميعا«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -8‬تفسير العّياشي ‪.104 /299 :2‬‬
‫‪ -9‬تفسير العّياشي ‪.105 /299 :2‬‬
‫‪ -10‬تفسير العّياشي ‪.106 /300 :2‬‬
‫‪ -11‬تفسير العّياشي ‪.107 /300 :2‬‬
‫‪ -12‬تفسير العّياشي ‪.108 /300 :2‬‬
‫)‪ (1‬في »ط«‪ :‬فقالت لي‪ .‬و زاد في المصدر‪ :‬أليس‪[.....] .‬‬
‫ن شيطان الّردهة‬ ‫)‪ (2‬الّردهة‪ :‬الّنقرة في الجبل يستنقع فيها الماء و قيل‪ :‬قّلة الرابية‪» .‬النهاية ‪ «216 :2‬و قيل‪ :‬إ ّ‬
‫ل إبليس‪ ،‬و قيل‪ :‬هو عفريت مارد يتصّور في صورة حّية و يكون على‬ ‫أحد البالسة المردة من أعوان عدو ا ّ‬
‫الّردهة‪» .‬شرح ابن أبي الحديد ‪.«184 :13‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬الّلهم إن قصدت تصب مّني في هذه الليلة خليفة‪.‬‬
‫)‪ (4‬في المصدر‪ :‬مصفّيا‪ ،‬و في نور الثقلين ‪ :300 /185 :3‬مصغيا‪.‬‬
‫)‪ (5‬في »ط«‪ :‬شركة الشيطان‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪548 :‬‬
‫‪ -[13] /6438‬صفوان الجمال‪ ،‬قال‪ :‬كنت عند أبي عبد ال )عليه السلم( فاستأذن عيسى بن منصور عليه‪ ،‬فقال‬
‫له‪:‬‬
‫»ما لك و لفلن‪ ،‬يا عيسى‪ ،‬أما إنه ما يحبك »‪ «!«1‬فقال‪ :‬بأبي و امي‪ ،‬يقول قولنا‪ ،‬و هو يتولى من نتولى‪ .‬فقال‪:‬‬
‫»إن فيه نخوة إبليس«‪.‬‬
‫ن »‪«2‬؟ فقال أبو عبد ال )عليه السلم(‪:‬‬ ‫طي ٍ‬‫ن ِ‬ ‫خَلْقَتُه ِم ْ‬
‫ن ناٍر َو َ‬ ‫خَلْقَتِني ِم ْ‬‫فقال‪ :‬بأبي و امي‪ ،‬أليس يقول إبليس‪َ :‬‬
‫لْولِد فالشيطان يباضع ابن آدم هكذا« و قرن بين إصبعيه‪.‬‬ ‫ل َو ا َْ‬‫لْموا ِ‬ ‫»أليس ال يقول‪َ :‬و شاِرْكُهْم ِفي ا َْ‬
‫‪ -[14] /6439‬عن زرارة‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪» :‬كان الحجاج ابن شيطان يباضع ذي‬
‫الردهة« »‪ .«3‬ثم قال‪» :‬إن يوسف دخل على ام الحجاج‪ ،‬فأراد أن يصيبها‪ ،‬فقالت‪ :‬أليس إنما عهدك »‪ «4‬بذلك‬
‫الساعة؟‬
‫فأمسك عنها‪ ،‬فولدت الحجاج«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ل ]‪[65‬‬ ‫ك َوِكي ً‬ ‫ن َو َكفى ِبَرّب َ‬ ‫سْلطا ٌ‬‫عَلْيِهْم ُ‬
‫ك َ‬‫س َل َ‬
‫عباِدي َلْي َ‬
‫ن ِ‬
‫ِإ ّ‬
‫‪ -[1] /6440‬العياشي‪ :‬عن جعفر بن محمد الخزاعي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يذكر في‬
‫حديث غدير خم‪» :‬أنه لما قال النبي )صلى ال عليه و آله( لعلي )عليه السلم( ما قال‪ ،‬و أقامه للناس‪ ،‬صرخ‬
‫إبليس صرخة‪ ،‬فاجتمعت له العفاريت‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا سيدنا‪ ،‬ما هذه الصرخة؟ فقال‪ :‬ويلكم‪ ،‬يومكم كيوم عيسى‪ -‬و ال‪-‬‬
‫لضلن فيه الخلق«‪.‬‬
‫ن »‪ -«5‬قال‪ -‬فصرخ إبليس‬ ‫ن اْلُمْؤِمِني َ‬
‫ل َفِريقًا ِم َ‬ ‫ظّنُه َفاّتَبُعوُه ِإ ّ‬‫س َ‬ ‫عَلْيِهْم ِإْبِلي ُ‬‫ق َ‬‫صّد َ‬
‫قال‪» :‬فنزل القرآن‪َ :‬و َلَقْد َ‬
‫صرخة فرجعت إليه العفاريت‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا سيدنا‪ ،‬ما هذه الصرخة الخرى؟ فقال‪ :‬ويحكم‪ ،‬حكى ال‪ -‬و ال‪ -‬كلمي‬
‫ن ثم رفع رأسه إلى السماء‪ ،‬ثم‬ ‫ن اْلُمْؤِمِني َ‬
‫ل َفِريقًا مِ َ‬‫ظّنُه َفاّتَبُعوُه ِإ ّ‬ ‫س َ‬ ‫عَلْيِهْم ِإْبِلي ُ‬‫ق َ‬‫صّد َ‬
‫قرآنا‪ ،‬و أنزل عليه‪َ :‬و َلَقْد َ‬
‫قال‪ :‬و عزتك و جللك للحقن الفريق بالجميع«‪.‬‬
‫ن‪ -‬قال‪-‬‬
‫سْلطا ٌ‬‫عَلْيِهْم ُ‬
‫ك َ‬
‫س َل َ‬
‫عباِدي َلْي َ‬ ‫ن ِ‬ ‫حيِم ِإ ّ‬‫ن الّر ِ‬ ‫حم ِ‬‫ل الّر ْ‬ ‫سِم ا ِّ‬‫قال‪» :‬فقال النبي )صلى ال عليه و آله(‪ِ :‬ب ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -13‬تفسير العّياشي ‪.109 /300 :2‬‬
‫‪ -14‬تفسير العّياشي ‪.110 /301 :2‬‬
‫‪ -1‬تفسير العّياشي ‪.111 /301 :2‬‬
‫ب‪.‬‬
‫)‪ (1‬في »ط«‪ :‬ما يح ّ‬
‫)‪ (2‬العراف ‪ ،12 :7‬سورة ص ‪.76 :38‬‬
‫)‪ (3‬يباضع‪ :‬يجامع‪ ،‬و ذو الّردهة نعت أو عطف بيان للشيطان‪ ،‬إن لم يكن في الكلم تصحيف‪» .‬بحار النوار‬
‫‪.«256 :63‬‬
‫)‪ (4‬في »ط«‪ :‬عهدتك‪.‬‬
‫)‪ (5‬سبأ ‪.20 :34‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪549 :‬‬

‫فصرخ إبليس صرخة‪ ،‬فرجعت إليه العفاريت‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا سيدنا‪ ،‬ما هذه الصرخة الثالثة؟ قال‪ :‬و ال‪ ،‬من أصحاب‬
‫علي‪ ،‬و لكن و عزتك و جللك‪ -‬يا رب‪ -‬لزينن لهم المعاصي حتى ابغضهم إليك«‪.‬‬
‫قال‪ :‬فقال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬و الذي بعث بالحق محمدا‪ ،‬للعفاريت و البالسة على المؤمن أكثر من‬
‫الزنابير على اللحم‪ ،‬و المؤمن أشد من الجبل‪ ،‬و الجبل تدنو إليه »‪ «1‬بالفأس فتنحت منه‪ ،‬و المؤمن ل يستقل عن‬
‫دينه«‪.‬‬
‫ل‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ك َوِكي ً‬
‫ن َو َكفى ِبَرّب َ‬
‫سْلطا ٌ‬
‫عَلْيِهْم ُ‬
‫ك َ‬
‫عباِدي َلْيسَ َل َ‬
‫ن ِ‬
‫‪ -[2] /6441‬عن عبد الرحمن بن سالم‪ ،‬في قول ال‪ِ :‬إ ّ‬
‫نزلت في علي بن أبي طالب )عليه السلم(‪ ،‬و نحن نرجو أن تجري لمن أحب ال من عباده المسلمين‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫عَلْينا ِبِه َتِبيعًا ]‪-[3] /6442 [69 -66‬‬ ‫جُدوا َلكُْم َ‬ ‫حِر‪ -‬إلى قوله تعالى‪ُ -‬ثّم ل َت ِ‬ ‫ك ِفي اْلَب ْ‬‫جي َلُكُم اْلُفْل َ‬ ‫َرّبُكُم اّلِذي ُيْز ِ‬
‫ن ِبُكْم‬‫ضِلِه ِإّنُه كا َ‬‫ن َف ْ‬‫حِر إي السفن في البحر ِلَتْبَتُغوا ِم ْ‬ ‫ك ِفي اْلَب ْ‬ ‫جي َلُكُم اْلُفْل َ‬ ‫علي بن إبراهيم‪ :‬ثم قال‪َ :‬رّبُكُم اّلِذي ُيْز ِ‬
‫جاُكْم ِإَلى اْلَبّر‬
‫ل ِإّياُه أي بطل من تدعون غير ال َفَلّما َن ّ‬ ‫ن ِإ ّ‬‫عو َ‬ ‫ن َتْد ُ‬‫ل َم ْ‬ ‫ضّ‬ ‫حِر َ‬ ‫ضّر ِفي اْلَب ْ‬ ‫سُكُم ال ّ‬ ‫حيمًا َو ِإذا َم ّ‬ ‫َر ِ‬
‫صبًا أي‬ ‫عَلْيُكْم حا ِ‬‫ل َ‬ ‫سَ‬ ‫ب اْلَبّر َأْو ُيْر ِ‬‫ف ِبُكْم جاِن َ‬ ‫س َ‬ ‫خِ‬ ‫ن َي ْ‬
‫ن َكُفورًا ثم أرهبهم‪ ،‬فقال‪َ :‬أ َفَأِمْنُتْم َأ ْ‬ ‫لْنسا ُ‬ ‫ن ا ِْ‬
‫ضُتْم َو كا َ‬ ‫عَر ْ‬ ‫َأ ْ‬
‫صفًا ِم َ‬
‫ن‬ ‫عَلْيُكْم قا ِ‬‫ل َ‬ ‫سَ‬ ‫خرى أي مرة اخرى َفُيْر ِ‬ ‫ن ُيِعيَدُكْم ِفيِه تاَرًة ُأ ْ‬ ‫ل َأْم َأِمْنُتْم َأ ْ‬
‫جُدوا َلُكْم َوِكي ً‬ ‫عذابا و هلكا ُثّم ل َت ِ‬
‫عَلْينا ِبِه َتِبيعًا‪.‬‬
‫جُدوا َلُكْم َ‬ ‫ح أي تجيء من كل جانب َفُيْغِرَقُكْم ِبما َكَفْرُتْم ُثّم ل َت ِ‬ ‫الّري ِ‬
‫ح قال‪» :‬هي‬ ‫ن الّري ِ‬ ‫صفًا ِم َ‬ ‫‪ -[4] /6443‬قال‪ :‬و في رواية أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله‪ :‬قا ِ‬
‫العاصف« و قوله‪َ :‬تِبيعًا يقول‪ :‬وكيل‪ ،‬و يقال‪ :‬كفيل‪ ،‬و يقال‪ :‬ثائرا‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫حِر َو َرَزْقناُهْم ِم َ‬
‫ن‬ ‫حَمْلناُهْم ِفي اْلَبّر َو اْلَب ْ‬ ‫َو َلَقْد َكّرْمنا َبِني آَدَم َو َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬تفسير العّياشي ‪.112 /301 :2‬‬
‫‪ -3‬تفسير القّمي ‪[.....] .22 :2‬‬
‫‪ -4‬تفسير القّمي ‪.22 :2‬‬
‫)‪ (1‬في »ط«‪ :‬تواليه‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪550 :‬‬
‫ل ]‪[70‬‬ ‫ضي ً‬ ‫خَلْقنا َتْف ِ‬ ‫ن َ‬ ‫على َكِثيٍر ِمّم ْ‬ ‫ضْلناُهْم َ‬ ‫ت َو َف ّ‬ ‫طّيبا ِ‬‫ال ّ‬
‫‪ -[1] /6444‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا جعفر بن أحمد‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا‬
‫محمد بن علي‪ ،‬عن محمد بن الفضيل‪ ،‬عن أبي حمزة الثمالي‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬إن ال ل يكرم‬
‫روح كافر‪ ،‬و لكن يكرم أرواح المؤمنين‪ ،‬و إنما كرامة النفس و الدم بالروح‪ ،‬و الرزق الطيب هو العلم«‪.‬‬
‫‪ -[2] /6445‬الشيخ في )أماليه( قال‪ :‬أخبرنا جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن محمد بن الحسن ابن‬
‫كاس القاضي النخعي بالرملة »‪ ،«1‬قال‪ :‬حدثني جدي سليم بن إبراهيم بن عبيد المحاربي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا نصر بن‬
‫مزاحم المنقري‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا إبراهيم بن الزبرقان‪ ،‬عن أبي خالد‪ ،‬عن زيد بن علي‪ ،‬عن أبيه )عليه السلم(‪ ،‬في‬
‫قوله تعالى‪َ :‬و َلَقْد َكّرْمنا َبِني آَدَم‪.‬‬
‫حِر يقول‪» :‬على الرطب و اليابس«‪.‬‬ ‫حَمْلناُهْم ِفي اْلَبّر َو اْلَب ْ‬ ‫يقول‪» :‬فضلنا بني آدم على سائر الخلق«‪َ .‬و َ‬
‫ضْلناُهْم يقول‪» :‬ليس من دابة و ل طائر إل هي تأكل‬ ‫ت يقول‪» :‬من طيبات الثمار كلها« َو َف ّ‬ ‫طّيبا ِ‬ ‫ن ال ّ‬‫َو َرَزْقناُهْم ِم َ‬
‫و تشرب بفيها‪ ،‬ل ترفع بيدها إلى فيها طعاما و ل شرابا غير ابن آدم‪ ،‬فإنه يرفع إلى فيه بيده طعامه‪ ،‬فهذا من‬
‫التفضيل«‪.‬‬
‫‪ -[3] /6446‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن محمد بن العبد العزيز‬
‫البغوي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا حجاج بن تميم‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا ميمون بن مهران‪ ،‬عن‬
‫حِر َو َرَزْقناُهْم ِم َ‬
‫ن‬ ‫ابن عباس )رحمه ال(‪ ،‬في قوله عز و جل‪َ :‬و َلَقْد َكّرْمنا َبِني آَدَم َو حََمْلناُهْم ِفي اْلَبّر َو اْلَب ْ‬
‫ل‪.‬‬‫ضي ً‬ ‫خَلْقنا َتْف ِ‬ ‫ن َ‬ ‫على َكِثيٍر ِمّم ْ‬ ‫ضْلناُهْم َ‬ ‫ت َو َف ّ‬ ‫طّيبا ِ‬‫ال ّ‬
‫قال‪ :‬ليس من دابة إل و هي تأكل بفيها إل ابن آدم فإنه يأكل بيده‪.‬‬
‫‪ -[4] /6447‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن الحسن بن هارون بن سليمان‬
‫الصباحي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا يحيى بن السري الضرير‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن خازم »‪ «2‬أبو معاوية الضرير‪ ،‬قال‪:‬‬
‫حَمْلناُهْم‬ ‫دخلت على هارون الرشيد‪ -‬و كانت بين يديه المائدة‪ -‬فسألني عن تفسير هذه الية‪َ :‬و َلَقْد َكّرْمنا َبِني آَدَم َو َ‬
‫ت الية‪.‬‬ ‫طّيبا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫حِر َو َرَزْقناُهْم ِم َ‬ ‫ِفي اْلَبّر َو اْلَب ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.22 :1‬‬
‫‪ -2‬المالي ‪.103 :2‬‬
‫‪ -3‬المالي ‪.103 :2‬‬
‫‪ -4‬المالي ‪.104 :2‬‬
‫)‪ (1‬الّرملة‪ :‬مدينة بفلسطين‪» .‬معجم البلدان ‪.«69 :3‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬محّمد بن مزاحم‪ ،‬و في »س‪ ،‬ط«‪ :‬محّمد بن حازم‪ ،‬تصحيف‪ ،‬صوابه ما في المتن‪ ،‬راجع‬
‫تقريب التهذيب ‪.157 :2‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪551 :‬‬
‫فقلت‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬قد تأولها جدك عبد ال بن العباس‪ ،‬أخبرني الحجاج بن إبراهيم الخوزي »‪ ،«1‬عن‬
‫حِر َو َرَزْقناُهْم ِم َ‬
‫ن‬ ‫حَمْلناُهْم ِفي اْلَبّر َو اْلَب ْ‬ ‫ميمون بن مهران‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬في هذه الية‪َ :‬و َلَقْد َكّرْمنا َبِني آَدَم َو َ‬
‫ت قال‪ :‬كل دابة تأكل بفيها إل ابن آدم فإنه يأكل بالصابع‪.‬‬ ‫طّيبا ِ‬‫ال ّ‬
‫قال أبو معاوية‪ :‬فبلغني أنه رمى بملعقة كانت بيده من فضة و تناول من الطعام بإصبعه‪.‬‬
‫خَلْقنا‬
‫ن َ‬
‫على َكِثيٍر ِمّم ْ‬ ‫ضْلناُهْم َ‬
‫‪ -[5] /6448‬العياشي‪ :‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬في قوله تعالى‪َ :‬و َف ّ‬
‫ل‪ ،‬قال‪» :‬خلق كل شيء منكبا غير النسان‪ ،‬خلق منتصبا«‪.‬‬ ‫ضي ً‬ ‫َتْف ِ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ل ]‪[71‬‬ ‫ن َفِتي ً‬
‫ظَلُمو َ‬
‫س ِبِإماِمِهْم‪ -‬إلى قوله تعالى‪ِ -‬كتاَبُهْم َو ل ُي ْ‬ ‫ل ُأنا ٍ‬ ‫عوا ُك ّ‬
‫َيْوَم َنْد ُ‬
‫‪ -[1] /6449‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا أحمد بن إدريس‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن الحسين‬
‫بن سعيد‪ ،‬عن حماد بن عيسى‪ ،‬عن ربعي بن عبد ال‪ ،‬عن الفضيل بن يسار‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬في‬
‫س ِبِإماِمِهْم‪.‬‬
‫ل ُأنا ٍ‬
‫عوا ُك ّ‬
‫قوله تعالى‪َ :‬يْوَم َنْد ُ‬
‫قال‪» :‬يجيء رسول ال )صلى ال عليه و آله( في قومه »‪ ،«2‬و علي )عليه السلم( في قومه‪ ،‬و الحسن في‬
‫قومه‪ ،‬و الحسين في قومه‪ ،‬و كل من مات بين ظهراني قوم جاءوا معه«‪.‬‬
‫‪ -[2] /6450‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن الحسن بن محبوب‪ ،‬عن‬
‫عوا ُكلّ ُأنا ٍ‬
‫س‬ ‫عبد ال بن غالب‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬قال‪» :‬لما نزلت هذه الية َيْوَم َنْد ُ‬
‫ِبِإماِمِهْم قال المسلمون‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬أ لست إمام الناس كلهم أجمعين؟‪ -‬قال‪ -‬فقال رسول ال )صلى ال عليه و‬
‫آله(‪ :‬أنا رسول ال إلى الناس أجمعين‪ ،‬و لكن سيكون من بعدي أئمة على الناس من ال من أهل بيتي‪ ،‬يقومون في‬
‫الناس فيكذبون‪ ،‬و يظلمهم أئمة الكفر و الضلل و أشياعهم‪ ،‬فمن والهم و اتبعهم و صدقهم فهو مني و معي و‬
‫سيلقاني‪ ،‬أل و من ظلمهم و كذبهم فليس مني و ل معي‪ ،‬و أنا منه بريء«‪.‬‬
‫محمد بن الحسن الصفار‪ :‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن الحسن بن محبوب‪ ،‬عن عبد ال بن غالب‪ ،‬عن جابر‪،‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -5‬تفسير العّياشي ‪.113 /302 :2‬‬

‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.22 :2‬‬

‫‪ -2‬الكافي ‪.1 /168 :1‬‬

‫)‪ (1‬الجزري‪.‬‬

‫)‪ (2‬في المصدر في جميع المواضع‪ :‬فرقة‪.‬‬

‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪552 :‬‬


‫عن أبي جعفر )عليه السلم( مثله »‪.«1‬‬

‫و رواه أيضا أحمد بن محمد بن خالد البرقي‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن عبد ال بن غالب‪ ،‬عن جابر بن يزيد الجعفي‪،‬‬
‫عن أبي جعفر )عليه السلم( »‪.«2‬‬

‫‪ -[3] /6451‬أحمد بن محمد بن خالد البرقي‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن النضر بن سويد‪ ،‬عن ابن مسكان‪ ،‬عن يعقوب بن‬
‫س ِبِإماِمِهْم؟ فقال‪» :‬يدعو كل قرن من هذه المة‬
‫ل ُأنا ٍ‬
‫عوا ُك ّ‬
‫شعيب‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪َ :‬يْوَم َنْد ُ‬
‫بإمامهم«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فيجيء رسول ال )صلى ال عليه و آله( في قرنه‪ ،‬و علي )عليه السلم( في قرنه‪ ،‬و الحسن )عليه السلم(‬
‫في قرنه‪ ،‬و الحسين )عليه السلم( في قرنه‪ ،‬و كل إمام في قرنه الذي هلك بين أظهرهم؟ قال‪» :‬نعم«‪.‬‬
‫‪ -[4] /6452‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو الحسن محمد بن علي بن الشاه الفقيه المروروذي بمروالروذ »‪ .«3‬في‬
‫داره‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو بكر محمد بن عبد ال النيسابوري‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو القاسم عبد ال بن أحمد بن عامر بن‬
‫سليمان الطائي بالبصرة‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي في سنة ستين و مائتين‪ ،‬قال‪ :‬حدثني علي بن موسى الرضا )عليه‬
‫السلم( سنة أربع و تسعين و مائة بنيسابور‪.‬‬

‫و حدثنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم بن بكر الخوزي بنيسابور‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن‬
‫هارون الخوزي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا جعفر بن محمد بن زياد الفقيه الخوزي بنيسابور‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن عبد ال‬
‫الهروي الشيباني‪ ،‬عن الرضا علي بن موسى الرضا )عليه السلم(‪.‬‬
‫و حدثنا أبو عبد ال الحسين بن محمد الشناني الرازي العدل ببلخ‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن محمد بن مهرويه‬
‫القزويني‪ ،‬عن داود بن سليمان الفراء‪ ،‬عن علي بن موسى الرضا )عليه السلم(‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن‬
‫عوا ُك ّ‬
‫ل‬ ‫علي بن أبي طالب )عليه السلم(‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬في قوله تعالى‪َ :‬يْوَم َنْد ُ‬
‫س ِبِإماِمِهْم‪ .‬قال‪:‬‬
‫ُأنا ٍ‬
‫»يدعى كل قوم بإمام زمانهم‪ ،‬و كتاب ربهم‪ ،‬و سنة نبيهم«‪.‬‬
‫‪ -[5] /6453‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن الحسين بن محمد‪ ،‬عن معلى بن محمد‪ ،‬عن محمد بن جمهور »‪ ،«4‬عن‬
‫صفوان بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن مروان‪ ،‬عن الفضيل بن يسار‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول ال‬
‫س ِبِإماِمِهْم‪.‬‬
‫ل ُأنا ٍ‬ ‫عوا ُك ّ‬ ‫تبارك و تعالى‪َ :‬يْوَم َنْد ُ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -3‬المحاسن‪[.....] .44 /144 :‬‬
‫سلم( ‪.61 /32 :2‬‬ ‫‪ -4‬عيون أخبار الّرضا )عليه ال ّ‬
‫‪ -5‬الكافي ‪.2 /303 :1‬‬
‫سلم(‪.‬‬ ‫ل )عليه ال ّ‬ ‫)‪ (1‬بصائر الدرجات‪ ،1 /53 :‬و فيه‪ :‬عن أبي عبد ا ّ‬
‫)‪ (2‬المحاسن‪.84 /155 :‬‬
‫)‪ (3‬مرو الّروذ‪ :‬مدينة قريبة من مرور الشاهجان‪ ،‬و مرو الشاهجان هي أشهر مدن خراسان‪» .‬مراصد الطلع‬
‫‪.«1262 :3‬‬
‫)‪ (4‬في »ط«‪ :‬محّمد بن محمود‪ ،‬و الصواب ما في المتن‪ .‬انظر معجم رجال الحديث ‪.133 :9‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪553 :‬‬
‫فقال‪» :‬يا فضيل‪ ،‬اعرف إمامك‪ ،‬فإنك إذا عرفت إمامك لم يضرك تقدم هذا المر أو تأخر‪ ،‬و من عرف إمامه ثم‬
‫مات قبل أن يقوم صاحب هذا المر‪ ،‬كان بمنزلة من كان قاعدا في عسكره‪ ،‬ل بل بمنزلة من قعد تحت لوائه«‪.‬‬
‫قال‪ :‬و قال بعض أصحابه‪ :‬بمنزلة من استشهد مع رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪.‬‬
‫‪ -[6] /6454‬و عنه‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن يونس بن عبد الرحمن‪ ،‬عن حماد‪ ،‬عن عبد‬
‫العلى‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪» :‬السمع و الطاعة أبواب الخير‪ ،‬السامع المطيع ل حجة‬
‫عليه‪ ،‬و السامع العاصي ل حجة له‪ ،‬و إمام المسلمين تمت حجته و احتجاجه يوم يلقى ال عز و جل‪ -‬ثم قال‪-‬‬
‫س ِبِإماِمِهْم«‪.‬‬‫ل ُأنا ٍ‬‫عوا ُك ّ‬ ‫يقول ال تبارك و تعالى‪َ :‬يْوَم َنْد ُ‬
‫‪ -[7] /6455‬و عنه‪ :‬عن علي بن محمد‪ ،‬عن سهل بن زياد‪ ،‬عن محمد بن الحسن بن شمون‪ ،‬عن عبد ال بن عبد‬
‫عوا‬ ‫الرحمن‪ ،‬عن عبد ال بن القاسم البطل‪ ،‬عن عبد ال بن سنان‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪َ :‬يْوَم َنْد ُ‬
‫س ِبِإماِمِهْم‪ ،‬قال‪» :‬إمامهم الذي بين أظهرهم‪ ،‬و هو قائم أهل زمانه«‪.‬‬ ‫ل ُأنا ٍ‬ ‫ُك ّ‬
‫ل ُأناسٍ‬ ‫عوا ُك ّ‬ ‫‪ -[8] /6456‬العياشي‪ :‬عن الفضيل‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا جعفر )عليه السلم( عن قول ال‪َ :‬يْوَم َنْد ُ‬
‫ِبِإماِمِهْم‪ ،‬فقال‪» :‬يجيء رسول ال )صلى ال عليه و آله( في قومه‪ ،‬و علي )عليه السلم( في قومه‪ ،‬و علي )عليه‬
‫السلم( في قومه‪ ،‬و الحسن )عليه السلم( في قومه‪ ،‬و الحسين )عليه السلم( في قومه‪ ،‬و كل من مات بين‬
‫ظهراني إمام جاء معه«‪.‬‬
‫‪ -[9] /6457‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪» :‬أنه إذا كان يوم القيامة يدعى كل بإمامه الذي مات‬
‫ك َيْقَرُؤ َ‬
‫ن‬ ‫ي ِكتاَبُه ِبَيِميِنِه َفُأولِئ َ‬
‫ن ُأوِت َ‬ ‫س ِبِإماِمِهْم َفَم ْ‬
‫ل ُأنا ٍ‬ ‫عوا ُك ّ‬
‫في عصره‪ ،‬فإن أثبته أعطي كتابه بيمينه لقوله‪َ :‬يْوَم َنْد ُ‬
‫ل هاُؤُم اْقَرُؤا ِكتاِبَيْه‬ ‫ي ِكتاَبُه ِبَيِميِنِه َفَيُقو ُ‬‫ِكتاَبُهْم و اليمين‪ :‬إثبات المام لنه كتاب يقرؤه‪ ،‬إن ال يقول‪َ :‬فَأّما َمنْ ُأوِت َ‬
‫حساِبَيْه »‪ «1‬الية‪ ،‬و الكتاب‪ :‬المام‪ ،‬فمن نبذه وراء ظهره كان كما قال‪َ :‬فَنَبُذوُه َوراَء‬ ‫ق ِ‬ ‫ت َأّني ُمل ٍ‬ ‫ظَنْن ُ‬‫ِإّني َ‬
‫ظّ‬
‫ل‬ ‫حِميٍم َو ِ‬ ‫سُموٍم َو َ‬ ‫ل ِفي َ‬ ‫شما ِ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫صحا ُ‬ ‫ظُهوِرِهْم »‪ «2‬و من أنكره كان من أصحاب الشمال الذين قال ال‪ :‬ما َأ ْ‬ ‫ُ‬
‫حُموٍم »‪ «3‬إلى آخر الية«‪.‬‬ ‫ن َي ْ‬
‫ِم ْ‬
‫ل ُأنا ٍ‬
‫س‬ ‫عوا ُك ّ‬ ‫‪ -[10] /6458‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أحدهما )عليهما السلم(‪ ،‬قال‪ :‬سألته عن قوله‪َ :‬يْوَم َنْد ُ‬
‫ِبِإماِمِهْم‪ ،‬قال‪» :‬من كان يأتمون به في الدنيا‪ ،‬و يؤتى بالشمس و القمر فيقذفان في جهنم »‪ ،«4‬و من يعبدهما«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -6‬الكافي ‪.17 /146 :1‬‬
‫‪ -7‬الكافي ‪.3 /451 :1‬‬
‫‪ -8‬تفسير العّياشي ‪.114 /302 :2‬‬
‫‪ -9‬تفسير العّياشي ‪.115 /302 :2‬‬
‫‪ -10‬تفسير العّياشي ‪ .116 /302 :2‬و يأتي في الحديث )‪ (17‬من تفسير هذه الية‪.‬‬
‫)‪ (1‬الحاقة ‪.20 -19 :69‬‬
‫)‪ (2‬آل عمران ‪.187 :3‬‬
‫)‪ (3‬الواقعة ‪[.....] .43 -41 :56‬‬
‫)‪ (4‬في »ط« نسخة بدل‪ :‬حميم‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪554 :‬‬
‫و عن جعفر بن أحمد‪ ،‬عن الفضل بن شاذان‪ ،‬أنه وجد مكتوبا بخط أبيه‪ ،‬مثله »‪.«1‬‬
‫‪ -[11] /6459‬عن أبي بصير‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول أمير المؤمنين )عليه السلم(‪:‬‬
‫»السلم بدأ غريبا‪ ،‬و سيعود غريبا كما كان‪ ،‬فطوبى للغرباء«‪.‬‬
‫فقال‪» :‬يا أبا محمد‪ ،‬يستأنف الداعي منا دعاء جديدا كما دعا إليه رسول ال )صلى ال عليه و آله(«‪ .‬فأخذت‬
‫بفخذه‪ ،‬فقلت‪ :‬أشهد أنك إمامي‪ .‬فقال‪» :‬أما أنه سيدعى كل أناس بإمامهم‪ :‬أصحاب الشمس بالشمس‪ ،‬و أصحاب‬
‫القمر بالقمر‪ ،‬و أصحاب النار بالنار‪ ،‬و أصحاب الحجارة بالحجارة«‪.‬‬
‫‪ -[12] /6460‬عن عمار الساباطي‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬ل تترك الرض بغير إمام يحل حلل‬
‫س ِبِإماِمِهْم«‪ .‬ثم قال‪» :‬قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪:‬‬ ‫ل ُأنا ٍ‬
‫عوا ُك ّ‬
‫ال و يحرم حرامه‪ ،‬و هو قول ال‪َ :‬يْوَم َنْد ُ‬
‫من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية« فمدوا أعناقهم و فتحوا أعينهم‪ ،‬فقال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬ليست‬
‫الجاهلية الجهلء«‪.‬‬
‫فلما خرجنا من عنده‪ ،‬قال لنا سليمان‪ :‬هو‪ -‬و ال‪ -‬الجاهلية الجهلء‪ ،‬و لكن لما رآكم مددتم أعناقكم و فتحتم‬
‫أعينكم‪ ،‬قال لكم كذلك‪.‬‬
‫‪ -[13] /6461‬عن بشير الدهان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬أنتم‪ -‬و ال‪ -‬على دين ال« ثم تل َيْوَم‬
‫س ِبِإماِمِهْم ثم قال‪» :‬علي إمامنا‪ ،‬و رسول ال )صلى ال عليه و آله( إمامنا‪ ،‬كم من إمام يجيء يوم‬ ‫ل ُأنا ٍ‬
‫عوا ُك ّ‬
‫َنْد ُ‬
‫القيامة يلعن أصحابه و يلعنونه‪ ،‬و نحن ذرية محمد )صلى ال عليه و آله( و امنا فاطمة )عليها السلم(«‪.‬‬
‫س ِبِإماِمِهْم قال‬
‫ل ُأنا ٍ‬
‫عوا ُك ّ‬
‫‪ -[14] /6462‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪» :‬لما نزلت هذه الية‪َ :‬يْوَم َنْد ُ‬
‫المسلمون‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬أ و لست إمام المسلمين أجمعين؟« قال‪» :‬فقال‪ :‬أنا رسول ال إلى الناس أجمعين‪ ،‬و لكن‬
‫سيكون بعدي أئمة على الناس من ال من أهل بيتي‪ ،‬يقومون في الناس فيكذبون و يظلمون‪ ،‬أل فمن تولهم فهو‬
‫مني و معي و سيلقاني‪ ،‬أل و من ظلمهم أو أعان على ظلمهم و كذبهم فليس مني و ل معي‪ ،‬و أنا منه بريء«‪.‬‬
‫و زاد في رواية اخرى مثله‪» :‬و يظلمهم »‪ «2‬أئمة الكفر و الضلل و أشياعهم«‪.‬‬

‫‪ -[15] /6463‬عن عبد العلى‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪» :‬السمع و الطاعة أبواب الجنة‪،‬‬
‫ل ُأنا ٍ‬
‫س‬ ‫عوا ُك ّ‬ ‫السامع المطيع ل حجة عليه‪ ،‬و إمام المسلمين تمت حجته و احتجاجه يوم يلقى ال‪ ،‬لقول ال‪َ :‬يْوَم َنْد ُ‬
‫ِبِإماِمِهْم«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -11‬تفسير العّياشي ‪.118 /303 :2‬‬
‫‪ -12‬تفسير العّياشي ‪.119 /303 :2‬‬
‫‪ -13‬تفسير العّياشي ‪.120 /303 :2‬‬
‫‪ -14‬تفسير العّياشي ‪.121 /204 :2‬‬
‫‪ -15‬تفسير العّياشي ‪.122 /304 :2‬‬
‫)‪ (1‬تفسير العّياشي ‪.117 /303 :2‬‬
‫)‪ (2‬في »ط«‪ :‬يوم يظلمهم‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪555 :‬‬
‫‪ -[16] /6464‬عن بشير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬إنه كان يقول‪» :‬ما بين أحدكم و بين أن يغتبط إل‬
‫ل َو‬
‫طيُعوا ا َّ‬ ‫»‪ «1‬أن تبلغ نفسه هاهنا«‪ .‬و أشار بإصبعه إلى حنجرته‪ ،‬قال‪ :‬ثم تأول بآيات من الكتاب‪ ،‬فقال‪َ :‬أ ِ‬
‫ل َفاّتِبُعوِني‬‫ن ا َّ‬
‫حّبو َ‬ ‫ن ُكْنُتْم ُت ِ‬
‫ل »‪ «3‬و ِإ ْ‬ ‫ع ا َّ‬ ‫ل َفَقْد َأطا َ‬
‫سو َ‬
‫طِع الّر ُ‬‫ن ُي ِ‬
‫لْمِر ِمْنُكْم »‪ «2‬و َم ْ‬ ‫ل َو ُأوِلي ا َْ‬
‫سو َ‬
‫طيُعوا الّر ُ‬ ‫َأ ِ‬
‫س ِبِإماِمِهْم فرسول ال )صلى ال عليه و آله( إمامكم‪ ،‬و كم من‬ ‫ل ُأنا ٍ‬ ‫عوا ُك ّ‬
‫ل »‪ «4‬قال‪ :‬ثم قال‪َ» :‬يْوَم َنْد ُ‬ ‫حِبْبُكُم ا ُّ‬
‫ُي ْ‬
‫إمام يوم القيامة يجيء يلعن أصحابه و يلعنونه«‪.‬‬
‫س ِبِإماِمِهْم‪.‬‬‫ل ُأنا ٍ‬ ‫عوا ُك ّ‬ ‫‪ -[17] /6465‬عن محمد‪ ،‬عن أحدهما )عليهما السلم(‪ ،‬أنه سئل عن قوله‪َ :‬يْوَم َنْد ُ‬
‫فقال‪» :‬ما كانوا يأتمون به في الدنيا‪ ،‬و يؤتى بالشمس و القمر فيقذفان في جهنم‪ ،‬و من كان يعبدهما«‪.‬‬
‫ل ُأناسٍ ِبِإماِمِهْم‪،‬‬ ‫عوا ُك ّ‬ ‫‪ -[18] /6466‬عن إسماعيل بن همام‪ ،‬قال‪ :‬قال الرضا )عليه السلم(‪ ،‬في قول ال‪َ :‬يْوَم َنْد ُ‬
‫قال‪» :‬إذا كان يوم القيامة قال ال‪ :‬أليس عدل من ربكم أن نولي كل قوم من تولوا؟ قالوا‪ :‬بلى‪ -‬قال‪ -:‬فيقول‪:‬‬
‫تميزوا فيتميزون«‪.‬‬
‫‪ -[19] /6467‬عن محمد بن حمران‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬إن كنتم تريدون أن تكونوا معنا يوم‬
‫س ِبِإماِمِهْم«‪.‬‬ ‫ل ُأنا ٍ‬‫عوا ُك ّ‬ ‫القيامة‪ ،‬ل يلعن بعضكم بعضا‪ ،‬فاتقوا ال و أطيعوا‪ ،‬فإن ال يقول‪َ :‬يْوَم َنْد ُ‬
‫‪ -[20] /6468‬ابن شهر آشوب‪ :‬روى الخاص و العام عن الرضا‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( عن النبي )صلى ال‬
‫عليه و آله( قال‪» :‬يدعى كل أناس بإمام زمانهم‪ ،‬و كتاب ربهم‪ ،‬و سنة نبيهم«‪.‬‬
‫‪ -[21] /6469‬و عن الصادق )عليه السلم(‪» :‬أل تحمدون ال أنه إذا كان يوم القيامة يدعى كل قوم إلى من‬
‫يتولونه‪ ،‬و فزعنا إلى رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و فزعتم أنتم إلينا« »‪.«5‬‬
‫‪ -[22] /6470‬عن يوسف القطان في )تفسيره(‪ :‬عن شعبة‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن سعيد بن جبير‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬في‬
‫س ِبِإماِمِهْم‪.‬‬
‫ل ُأنا ٍ‬
‫عوا ُك ّ‬ ‫قوله تعالى‪َ :‬يْوَم َنْد ُ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -16‬تفسير العّياشي ‪.123 /304 :2‬‬
‫‪ -17‬تفسير العّياشي ‪ .124 /304 :2‬و تقّدم في الحديث )‪ (10‬من تفسير هذه الية بطريقين‪.‬‬
‫‪ -18‬تفسير العّياشي ‪.125 /304 :2‬‬
‫‪ -19‬تفسير العّياشي ‪.126 /305 :2‬‬
‫‪ -20‬المناقب ‪.65 :3‬‬
‫‪ -21‬المناقب ‪[.....] .65 :3‬‬
‫‪ -22‬المناقب ‪.65 :3‬‬
‫)‪ (1‬في »ط«‪ :‬إلى‪.‬‬
‫)‪ (2‬النساء ‪.59 :4‬‬
‫)‪ (3‬النساء ‪.80 :4‬‬
‫)‪ (4‬آل عمران ‪.31 :3‬‬
‫ب الكعبة« قالها ثلثا‪.‬‬ ‫)‪ (5‬في المصدر زيادة‪» :‬فإلى أين تّرون أن نذهب بكم؟ إلى الجنة و ر ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪556 :‬‬
‫قال‪ :‬إذا كان يوم القيامة دعا ال عز و جل أئمة الهدى و مصابيح الدجى و أعلم التقى‪ :‬أمير المؤمنين‪ ،‬و الحسن‪،‬‬
‫و الحسين‪ ،‬ثم يقال لهم‪ :‬جوزوا على الصراط أنتم و شيعتكم‪ ،‬و ادخلوا الجنة بغير حساب ثم يدعوا أئمة الفسق‪ ،‬و‬
‫إن‪ -‬و ال‪ -‬يزيدا منهم‪ ،‬فيقال له‪ :‬خذ بيد شيعتك‪ ،‬و انطلقوا إلى النار بغير حساب‪.‬‬
‫‪ -[23] /6471‬الراوندي في )الخرائج(‪ :‬عن أبي هاشم‪ ،‬عن أبي محمد العسكري )عليه السلم(‪ ،‬و قد سأله عن‬
‫ت»‬ ‫خْيرا ِ‬ ‫ق ِباْل َ‬
‫صٌد َو ِمْنُهْم ساِب ٌ‬
‫سِه َو ِمْنُهْم ُمْقَت ِ‬
‫عباِدنا َفِمْنُهْم ظاِلٌم ِلَنْف ِ‬
‫ن ِ‬
‫طَفْينا ِم ْ‬
‫صَ‬ ‫نا ْ‬ ‫ب اّلِذي َ‬
‫قوله تعالى‪ُ :‬ثّم َأْوَرْثَنا اْلِكتا َ‬
‫‪.«1‬‬
‫قال )عليه السلم(‪» :‬كلهم من آل محمد )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و الظالم لنفسه‪ :‬الذي ل يقر بالمام‪ ،‬و المقتصد‪:‬‬
‫العارف بالمام‪ ،‬و السابق بالخيرات »‪ :«2‬المام«‪ .‬فجعلت أفكر في نفسي ]عظم[ ما أعطى ال آل محمد و‬
‫بكيت‪ ،‬فنظر إلي فقال‪» :‬المر أعظم مما حدثت به نفسك من عظم شأن آل محمد )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬فاحمد‬
‫ال أن جعلك مستمسكا بحبلهم‪ ،‬تدعى يوم القيامة بهم إذا دعي كل أناس بإمامهم‪ ،‬إنك لعلى خير«‪.‬‬
‫‪ -[24] /6472‬الطبرسي‪ ،‬بعد ما جمع عدة أقوال في ذلك‪ ،‬قال‪ :‬هذه القوال ما رواه الخاص و العام‪،‬‬
‫عن علي ابن موسى الرضا )عليه السلم(‪ ،‬بالسانيد الصحيحة‪ :‬أنه روى عن آبائه )عليهم السلم( عن النبي‬
‫)صلى ال عليه و آله( أنه قال فيه‪» :‬يدعى كل أناس بإمام زمانهم‪ ،‬و كتاب ربهم‪ ،‬و سنة نبيهم«‪.‬‬
‫‪ -[25] /6473‬المفيد في )الختصاص(‪ :‬عن المعلى بن محمد البصري‪ ،‬عن بسطام بن مرة‪ ،‬عن إسحاق بن‬
‫حسان‪ ،‬عن الهيثم بن واقد‪ ،‬عن علي بن الحسن العبدي‪ ،‬عن سعد بن طريف‪ ،‬عن الصبغ بن نباتة‪ ،‬قال‪ :‬أمرنا‬
‫أمير المؤمنين )عليه السلم( بالمسير إلى المدائن من الكوفة‪ ،‬فسرنا يوم الحد‪ ،‬و تخلف عمرو بن حريث في‬
‫سبعة نفر‪ ،‬فخرجوا إلى مكان بالحيرة‪ ،‬يسمى الخورنق »‪ ،«3‬فقالوا‪ :‬نتنزه‪ ،‬فإذا كان يوم الربعاء خرجنا و لحقنا‬
‫عليا قبل أن يجمع‪ ،‬فبينما هم يتغدون إذ خرج عليهم ضب فضربوه »‪ ،«4‬فأخذه عمرو بن حريث فنصب كفه‪،‬‬
‫فقال‪ :‬بايعوا‪ ،‬هذا أمير المؤمنين فبايعه السبعة و عمرو ثامنهم‪ ،‬و ارتحلوا ليلة الربعاء‪ ،‬و نزلوا المدائن يوم‬
‫الجمعة‪ ،‬و أمير المؤمنين )عليه السلم( يخطب‪ ،‬و لم يفارق بعضهم بعضا‪ ،‬كانوا جميعا حتى نزلوا على باب‬
‫المسجد‪ ،‬فلما دخلوا‪ ،‬نظر إليهم أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ ،‬فقال‪» :‬يا أيها الناس‪ ،‬إن رسول ال )صلى ال عليه‬
‫عوا‬‫و آله( أسر إلي ألف حديث‪ ،‬في كل حديث ألف باب‪ ،‬في كل باب ألف مفتاح‪ ،‬و إني سمعت ال يقول‪َ :‬يْوَم َنْد ُ‬
‫س ِبِإماِمِهْم و إني أقسم‬ ‫ل ُأنا ٍ‬
‫ُك ّ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -23‬الخرائج و الجرائح ‪.9 /687 :2‬‬
‫‪ -24‬مجمع البيان ‪.663 :6‬‬
‫‪ -25‬الختصاص‪.283 :‬‬
‫)‪ (1‬فاطر ‪.32 :35‬‬
‫ل‪.‬‬
‫)‪ (2‬زاد في المصدر‪ :‬بإذن ا ّ‬
‫)‪ (3‬الخورنق‪ :‬موضع بالكوفة‪ ،‬و المعروف أّنه القصر الكائن بظهر الحيرة »مراصد الطلع ‪.«489 :1‬‬
‫)‪ (4‬في المصدر‪ :‬فصادوه‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪557 :‬‬
‫لكم بال ليبعثن يوم القيامة ثمانية نفر بإمامهم و هو ضب‪ ،‬و لو شئت أن أسميهم لفعلت«‪ .‬قال‪ :‬فلو رأيت عمرو بن‬
‫حريث يتنفط »‪ «1‬مثل السعفة رعبا »‪.«2‬‬
‫س ِبِإماِمِهْم قال‪ :‬ذلك يوم القيامة ينادي مناد‪:‬‬ ‫ل ُأنا ٍ‬ ‫عوا ُك ّ‬
‫‪ -[26] /6474‬علي بن إبراهيم‪ ،‬في قوله‪َ :‬يْوَم َنْد ُ‬
‫ل قال‪:‬‬‫ن َفِتي ً‬
‫ظَلُمو َ‬
‫ليقم أبو بكر و شيعته‪ ،‬و عمر و شيعته‪ ،‬و عثمان و شيعته‪ ،‬و علي و شيعته‪ .‬قال‪ :‬و قوله‪َ :‬و ل ُي ْ‬
‫الجلدة التي في ظهر النواة‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ل ]‪[72‬‬ ‫سِبي ً‬
‫ل َ‬ ‫ضّ‬‫عمى َو َأ َ‬ ‫خَرِة َأ ْ‬
‫لِ‬‫عمى َفُهَو ِفي ا ْ‬ ‫ن ِفي هِذِه َأ ْ‬
‫ن كا َ‬
‫َو َم ْ‬
‫‪ -[1] /6475‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن القاسم بن‬
‫محمد‪ ،‬عن علي بن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول ال عز و جل‪:‬‬
‫ل‪ ،‬قال‪» :‬ذلك الذي يسوف نفسه الحج‪ -‬يعني حجة‬ ‫سِبي ً‬
‫ل َ‬ ‫ضّ‬‫عمى َو َأ َ‬ ‫خَرِة َأ ْ‬
‫لِ‬‫عمى َفُهَو ِفي ا ْ‬ ‫ن ِفي هِذِه َأ ْ‬
‫ن كا َ‬
‫َو َم ْ‬
‫السلم‪ -‬حتى يأتيه الموت«‪.‬‬
‫‪ -[2] /6476‬ابن بابويه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سعد بن عبد ال‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن الحسن بن‬
‫ن ِفي‬‫ن كا َ‬ ‫محبوب‪ ،‬عن العلء بن رزين‪ ،‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله تعالى‪َ :‬و َم ْ‬
‫ل »‪.«3‬‬ ‫سِبي ً‬ ‫ل َ‬ ‫ضّ‬ ‫عمى َو َأ َ‬ ‫خَرِة َأ ْ‬
‫لِ‬‫عمى َفُهَو ِفي ا ْ‬‫هِذِه َأ ْ‬
‫قال‪» :‬من لم يدله خلق السماوات و الرض‪ ،‬و اختلف الليل و النهار‪ ،‬و دوران الفلك ]و الشمس و القمر[‪ ،‬و‬
‫ل«‪.‬‬
‫سِبي ً‬
‫ل َ‬
‫ضّ‬‫عمى َو َأ َ‬‫خَرِة َأ ْ‬
‫لِ‬‫اليات العجيبات على أن وراء ذلك أمرا أعظم منه َفُهَو ِفي ا ْ‬
‫‪ -[3] /6477‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو محمد جعفر بن علي بن أحمد الفقيه القمي اليلقي )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪:‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -26‬تفسير القّمي ‪[.....] .23 :2‬‬
‫‪ -1‬الكافي ‪.2 /268 :4‬‬
‫‪ -2‬التوحيد‪.6 /455 :‬‬
‫سلم( ‪ ،1 /175 :1‬التوحيد‪.1 /438 :‬‬ ‫‪ -3‬عيون أخبار الّرضا )عليه ال ّ‬
‫)‪ (1‬نفط الرجل‪ :‬غضب‪ ،‬و إّنه لينفط غضبا‪ :‬أي يتحّرك‪ ،‬مثل ينفت‪» .‬لسان العرب‪ -‬نفط‪.«416 :7 -‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬سقط كما تسقط السعفة وجيبا‪.‬‬
‫ل سبيل‪.‬‬ ‫)‪ (3‬زاد في المصدر‪ :‬قال‪ :‬فهو عّما لم يعاين أعمى و أض ّ‬

‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪558 :‬‬


‫أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن »‪ «1‬علي بن صدقة القمي‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبو عمرو محمد بن عمرو »‪ «2‬بن‬
‫عبد العزيز النصاري‪ ،‬قال‪ :‬حدثني من سمع الحسن بن محمد النوفلي ثم الهاشمي‪ ،‬عن الرضا )عليه السلم( أنه‬
‫قال لعمران الصابي‪» :‬إياك و قول الجهال من أهل العمى و الضلل الذين يزعمون أن ال تعالى موجود في‬
‫الخرة للحساب و الثواب و العقاب‪ ،‬و ليس بموجود في الدنيا للطاعة و الرجاء‪ ،‬و لو كان في الوجود ل عز و‬
‫جل نقص و اهتضام لم يوجد في الخرة أبدا‪ ،‬و لكن القوم تاهوا و عموا و صموا عن الحق من حيث ل يعلمون‪،‬‬
‫ل يعني أعمى عن الحقائق‬ ‫سِبي ً‬
‫ل َ‬ ‫ضّ‬ ‫عمى َو َأ َ‬ ‫خَرِة َأ ْ‬‫لِ‬ ‫عمى َفُهَو ِفي ا ْ‬ ‫ن ِفي هِذِه َأ ْ‬ ‫ن كا َ‬ ‫و ذلك قوله عز و جل‪َ :‬و َم ْ‬
‫الموجودة‪ ،‬و قد علم ذوو اللباب أن الستدلل على ما هناك ل يكون إل بما ها هنا‪ ،‬و من أخذ علم ذلك برأيه‪ ،‬و‬
‫طلب وجوده و إدراكه عن نفسه دون غيرها‪ ،‬لم يزدد من علم ذلك إل بعدا‪ ،‬لن ال تعالى جعل علم ذلك خاصة‬
‫عند قوم يعقلون و يعلمون و يفقهون« »‪.«3‬‬
‫‪ -[4] /6478‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن حماد بن عيسى‪ ،‬عن إبراهيم بن عمر اليماني‪ ،‬عن أبي‬
‫الطفيل‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬جاء رجل إلى أبي علي بن الحسين )عليهما السلم(‪ ،‬فقال‪ :‬إن ابن‬
‫عباس يزعم أنه يعلم كل آية نزلت في القرآن‪ ،‬في أي يوم نزلت‪ ،‬و فيمن نزلت‪ ،‬فقال أبي )عليه السلم(‪ :‬سلمه‬
‫حي ِإ ْ‬
‫ن‬ ‫ل‪ ،‬و فيمن نزلت‪َ :‬و ل َيْنَفُعُكْم ُنصْ ِ‬ ‫ل سَِبي ً‬‫ضّ‬ ‫عمى َو َأ َ‬ ‫خَرِة َأ ْ‬‫لِ‬ ‫عمى َفُهَو ِفي ا ْ‬ ‫ن ِفي هِذِه َأ ْ‬ ‫ن كا َ‬ ‫فيمن نزلت‪َ :‬و َم ْ‬
‫صِبُروا َو صاِبُروا َو‬ ‫ن آَمُنوا ا ْ‬ ‫ن ُيْغِوَيُكْم »‪ ،«4‬و فيمن نزلت‪ :‬يا َأّيَها اّلِذي َ‬ ‫ل ُيِريُد َأ ْ‬
‫ن ا ُّ‬‫ن كا َ‬ ‫ح َلُكْم ِإ ْ‬
‫صَ‬‫ن َأْن َ‬
‫ت َأ ْ‬
‫َأَرْد ُ‬
‫طوا »‪«5‬؟‬ ‫راِب ُ‬
‫فأتاه الرجل فسأله‪ ،‬فقال‪ :‬وددت أن الذي أمرك بهذا‪ ،‬واجهني به فأسأله عن العرش‪ ،‬مم خلقه ال‪ ،‬و متى خلق‪ ،‬و‬
‫كم هو‪ ،‬و كيف هو؟ فانصرف الرجل إلى أبي‪ ،‬فقال أبي‪ :‬فهل أجابك باليات؟ قال‪ :‬ل‪ .‬قال أبي‪ :‬لكن أجيبك فيها‬
‫ل ففيه‬ ‫سِبي ً‬
‫ل َ‬‫ضّ‬ ‫عمى َو َأ َ‬ ‫خَرِة َأ ْ‬
‫لِ‬‫عمى َفُهَو ِفي ا ْ‬ ‫ن ِفي هِذِه َأ ْ‬ ‫ن كا َ‬ ‫بعلم و نو غير المدعى و ل المنتحل‪ ،‬أما قوله‪َ :‬و َم ْ‬
‫ح َلُكْم ففي أبيه نزلت‪ ،‬و أما الخرى ففي ابنه‬ ‫صَ‬‫ن َأْن َ‬ ‫ت َأ ْ‬
‫ن َأَرْد ُ‬ ‫حي ِإ ْ‬‫صِ‬‫نزلت و في أبيه‪ ،‬و أما قوله‪َ :‬و ل َيْنَفُعُكْم ُن ْ‬
‫»‪ «6‬نزلت و فينا‪ ،‬و لم يكن الرباط »‪ «7‬الذي أمرنا به‪ ،‬و سيكون ذلك من نسلنا المرابط‪ ،‬و من نسله المرابط‪.‬‬
‫و أما ما سأل عنه‪ ،‬من العرش مم خلقه ال‪ ،‬فإن ال خلقه أرباعا‪ ،‬لم يخلق قبله إل ثلثة‪ :‬الهواء‪ ،‬و القلم‪،‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -4‬تفسير القّمي ‪.23 :2‬‬
‫)‪) (1‬محّمد بن( ليس في »ط«‪.‬‬
‫)‪ (2‬في التوحيد و العيون‪ :‬عمر‪.‬‬
‫)‪ (3‬في التوحيد و العيون‪ :‬و يفهمون‪.‬‬
‫)‪ (4‬هود ‪.34 :11‬‬
‫)‪ (5‬آل عمران ‪.200 :3‬‬
‫)‪ (6‬في المصدر‪ :‬أبيه‪.‬‬
‫)‪ (7‬في »ط«‪ :‬المرابط‪[.....] .‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪559 :‬‬
‫و النور‪ ،‬ثم خلقه من ألوان أنوار مختلفة‪ :‬و من ذلك النور نور أخضر و منه اخضرت الخضرة‪ ،‬و نور أصفر و‬
‫منه اصفرت الصفرة‪ ،‬و نور أحمر و منه احمرت الحمرة‪ ،‬و نور أبيض و هو نور النوار‪ ،‬و منه ضوء النهار‪.‬‬
‫ثم جعله سبعين ألف طبق‪ ،‬غلظ كل طبق كأول العرش إلى أسفل السافلين‪ ،‬و ليس من ذلك طبق إل و يسبح بحمد‬
‫ربه‪ ،‬و يقدسه بأصوات مختلفة و ألسنة غير مشتبهة‪ ،‬لو اذن للسان واحد فأسمع شيئا مما تحته لهدم الجبال و‬
‫المدائن و الحصون‪ ،‬و كشف »‪ «1‬البحار‪ ،‬و لهلك »‪ «2‬ما دونه‪.‬‬
‫له ثمانية أركان‪ ،‬يحمل كل ركن منها من الملئكة ما ل يحصي عددهم إل ال‪ ،‬يسبحون الليل و النهار ل يفترون‪،‬‬
‫و لو أحس شيء مما فوقه ما قام لذلك طرفة عين‪ ،‬و بينه و بين الحساس الجبروت و الكبرياء و العظمة و القدس‬
‫و الرحمة و العلم‪ ،‬و ليس وراء هذا مقال‪ ،‬فقد طمع الحائر في غير مطمع‪ ،‬أما إن في صلبه وديعة قد ذرئت لنار‬
‫جهنم‪ ،‬فيخرجون أقواما من دين ال‪ ،‬و ستصبغ الرض بدماء فراخ من فراخ آل محمد )صلى ال عليه و آله(‪،‬‬
‫تنهض تلك الفراخ في غير وقت و تطلب غير مدرك‪ ،‬و يرابط الذين آمنوا‪ ،‬و يصبرون و يصابرون حتى يحكم‬
‫ال بيننا و هو خير الحاكمين«‪.‬‬
‫و روى المفيد هذا الحديث في )الختصاص(‪ :‬إلى »و هو خير الحاكمين« عن محمد بن الحسن‪ ،‬عن محمد بن‬
‫الحسن الصفار‪ ،‬عن علي بن إسماعيل‪ ،‬عن حماد بن عيسى‪ ،‬عن إبراهيم بن عمر اليماني‪ ،‬عن الفضيل بن يسار‪،‬‬
‫عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬أتى رجل إلى أبي« الحديث بعينه »‪.«3‬‬

‫خَرِة‬
‫لِ‬‫عمى َفُهَو ِفي ا ْ‬ ‫ن ِفي هِذهِ َأ ْ‬‫ن كا َ‬‫‪ -[5] /6479‬قال علي بن إبراهيم‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم( أيضا‪َ :‬و َم ْ‬
‫ل‪ ،‬قال‪» :‬نزلت فيمن يسوف الحج حتى مات و لم يحج »‪ ،«4‬فعمي عن فريضة من فرائض‬ ‫سِبي ً‬
‫ل َ‬
‫ضّ‬ ‫عمى َو َأ َ‬ ‫َأ ْ‬
‫ال«‪.‬‬
‫‪ -[6] /6480‬سعد بن عبد ال‪ :‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن محمد بن عيسى بن عبيد‪ ،‬عن علي بن الحكم‪،‬‬
‫ن ِفي‬
‫ن كا َ‬ ‫عن المثنى بن الوليد الحناط‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أحدهما )عليهما السلم(‪ ،‬في قول ال عز و جل‪َ :‬و َم ْ‬
‫ل‪ ،‬قال‪» :‬في الرجعة«‪.‬‬ ‫سِبي ً‬
‫ل َ‬
‫ضّ‬‫عمى َو َأ َ‬
‫خَرِة َأ ْ‬‫لِ‬
‫عمى َفُهَو ِفي ا ْ‬ ‫هِذِه َأ ْ‬
‫عمى َو‬ ‫خَرِة َأ ْ‬‫لِ‬‫عمى َفُهَو ِفي ا ْ‬ ‫ن ِفي هِذِه َأ ْ‬‫‪ -[7] /6481‬العياشي‪ :‬عن أبي بصير‪ ،‬قال‪ :‬سألته عن قول ال‪َ :‬و َمنْ كا َ‬
‫ل‪ .‬فقال‪» :‬ذاك الذي يسوف الحج‪ -‬يعني حجة السلم‪ -‬يقول‪ :‬العام أحج‪ ،‬العام أحج حتى يجيئه الموت«‪.‬‬ ‫سِبي ً‬
‫ل َ‬‫ضّ‬ ‫َأ َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -5‬تفسير القّمي ‪.24 :2‬‬
‫‪ -6‬مختصر بصائر الدرجات‪.20 :‬‬
‫‪ -7‬تفسير العّياشي ‪.127 /305 :2‬‬
‫)‪ (1‬في »س« و »ط«‪ :‬و كسف‪.‬‬
‫)‪ (2‬في »ط«‪ :‬و لهدم‪.‬‬
‫)‪ (3‬الختصاص‪.71 :‬‬
‫)‪ (4‬في المصدر زيادة‪ :‬فهو أعمى‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪560 :‬‬
‫عن محمد بن الفضيل‪ ،‬عن أبي الحسن )عليه السلم(‪ ،‬مثله »‪.«1‬‬

‫‪ -[8] /6482‬عن أبي الطفيل عامر بن واثلة‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬جاء رجل إلى أبي‪ ،‬فقال‪ :‬ابن‬
‫عباس يزعم أنه يعلم كل آية نزلت في القرآن في أي يوم نزلت‪ ،‬و فيمن نزلت‪ ،‬فقال أبي )عليه السلم(‪ :‬فسله‪:‬‬
‫حي ِإ ْ‬
‫ن‬ ‫ل‪ ،‬و فيمن نزلت‪َ :‬و ل َيْنَفُعُكْم ُنصْ ِ‬ ‫ل سَِبي ً‬‫ضّ‬‫عمى َو َأ َ‬
‫خَرِة َأ ْ‬
‫لِ‬‫عمى َفُهَو ِفي ا ْ‬ ‫ن ِفي هِذِه َأ ْ‬‫ن كا َ‬ ‫فيمن نزلت‪َ :‬و َم ْ‬
‫صِبُروا َو صاِبُروا َو‬ ‫ن آَمُنوا ا ْ‬
‫ن ُيْغِوَيُكْم »‪ «2‬و فيمن نزلت‪ :‬يا َأّيَها اّلِذي َ‬ ‫ل ُيِريُد َأ ْ‬
‫ن ا ُّ‬‫ن كا َ‬
‫ح َلُكْم ِإ ْ‬
‫صَ‬‫ن َأْن َ‬
‫ت َأ ْ‬
‫َأَرْد ُ‬
‫طوا »‪«3‬؟‬ ‫راِب ُ‬
‫فأتاه الرجل‪ ،‬فغضب و قال‪ :‬وددت أن الذي أمرك بهذا واجهني به فأسأله‪ ،‬و لكن سله‪ :‬مع العرش‪ ،‬و فيم خلق‪ ،‬و‬
‫كم هو‪ ،‬و كيف هو؟ فانصرف الرجل إلى أبي‪ ،‬فقال ما قيل له‪ ،‬فقال أبي‪ :‬و هل أجابك في اليات؟ قال‪ :‬ل‪.‬‬
‫قال‪ :‬لكني أجيبك فيها بنور و علم غير المدعى و ل المنتحل‪ ،‬أما الوليان فنزلتا فيه و في أبيه‪ ،‬و أما الخرى‬
‫فنزلت في أبيه »‪ «4‬و فينا‪ ،‬و لم يكن الرباط الذي أمرنا به بعد‪ ،‬و سيكون من نسلنا المرابط‪ ،‬و من نسله‬
‫المرابط«‪.‬‬
‫‪ -[9] /6483‬عن كليب‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪ :‬سأله أبو بصير و أنا أسمع‪ ،‬فقال له‪ :‬رجل له مائة‬
‫ألف‪ ،‬فقال‪ :‬العام أحج‪ ،‬العام أحج فأدركه الموت و لم يحج حجة السلم؟‬
‫سِبيلً عمي‬ ‫ل َ‬ ‫ضّ‬ ‫عمى َو َأ َ‬ ‫خَرةِ َأ ْ‬ ‫لِ‬ ‫عمى َفُهَو ِفي ا ْ‬ ‫ن ِفي هِذِه َأ ْ‬ ‫ن كا َ‬ ‫فقال‪» :‬يا أبا بصير‪ ،‬أو ما سمعت قول ال‪َ :‬و َم ْ‬
‫عن فريضة من فرائض ال«‪.‬‬
‫ن ِفي هِذِه‬ ‫ن كا َ‬ ‫‪ -[10] /6484‬عن علي بن الحلبي‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أحدهما )عليهما السلم(‪ ،‬في قول ال َو َم ْ‬
‫ل‪ ،‬فقال‪» :‬في الرجعة«‪.‬‬ ‫سِبي ً‬‫ل َ‬ ‫ضّ‬ ‫عمى َو َأ َ‬ ‫خَرِة َأ ْ‬‫لِ‬ ‫عمى َفُهَو ِفي ا ْ‬ ‫َأ ْ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ل]‬ ‫ل َقِلي ً‬‫ل‪ -‬إلى قوله تعالى‪ِ -‬إ ّ‬ ‫خِلي ً‬‫ك َ‬ ‫خُذو َ‬ ‫لّت َ‬
‫غْيَرُه َو ِإذًا َ‬ ‫عَلْينا َ‬ ‫ي َ‬‫ك ِلَتْفَتِر َ‬
‫حْينا ِإَلْي َ‬
‫ن اّلِذي َأْو َ‬ ‫عِ‬‫ك َ‬ ‫ن كاُدوا َلَيْفِتُنوَن َ‬ ‫َو ِإ ْ‬
‫‪ -[1] /6485 [76 -73‬محمد بن العباس بن علي بن مروان بن الماهيار‪ ،‬بالياء بعد الهاء و الراء أخيرا‪ ،‬أبو عبد‬
‫ال البزاز‪،‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -8‬تفسير العّياشي ‪.129 /305 :2‬‬
‫‪ -9‬تفسير العّياشي ‪.130 /306 :2‬‬
‫‪ -10‬تفسير العّياشي ‪.131 /306 :2‬‬
‫‪ -1‬تأويل اليات ‪.20 /284 :1‬‬
‫)‪ (1‬تفسير العّياشي ‪.128 /305 :2‬‬
‫)‪ (2‬هود ‪.34 :11‬‬
‫)‪ (3‬آل عمران ‪[.....] .200 :3‬‬
‫)‪ (4‬في »ط« نسخة بدل‪ :‬أبي‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪561 :‬‬
‫بالزاي بعد اللف و قبلها‪ ،‬المعروف با بن الجحام‪ ،‬بالجيم المضمومة و الحاء المهملة بعدها‪ ،‬ثقة ثقة »‪ «1‬في‬
‫أصحابنا‪ ،‬عين سديد‪ ،‬كثير الحديث‪ ،‬له كتاب )ما نزل من القرآن في أهل البيت )عليهم السلم( قال جماعة من‬
‫أصحابنا »‪ :«2‬إنه كتاب لم يصنف مثله في معناه‪ ،‬و قيل‪ :‬إنه ألف ورقة »‪] ،«3‬‬
‫روى المشار إليه )رحمه ال([ عن أحمد بن القاسم )رحمه ال(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن محمد السياري‪ ،‬عن محمد‬
‫عِ‬
‫ن‬ ‫ك َ‬ ‫ن كاُدوا َلَيْفِتُنوَن َ‬ ‫بن خالد البرقي‪ ،‬عن ابن الفضيل‪ ،‬عن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬قال‪َ» :‬و ِإ ْ‬
‫ك في علي بن أبي طالب )عليه السلم(«‪.‬‬ ‫حْينا ِإَلْي َ‬‫اّلِذي َأْو َ‬
‫‪ -[2] /6486‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن همام‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل العلوي‪ ،‬عن عيسى بن داود النجار‪ ،‬عن‬
‫أبي الحسن موسى بن جعفر‪ ،‬عن أبيه )صلوات ال عليهما(‪ ،‬قال‪» :‬كان القوم قد أرادوا النبي )صلى ال عليه و‬
‫آله( ]ليريبوا[ رأيه في علي )عليه السلم( و ليمسك عنه بعض المساك حتى أن بعض نسائه ألححن عليه في‬
‫ك في علي‬ ‫حْينا ِإَلْي َ‬
‫ن اّلِذي َأْو َ‬ ‫عِ‬‫ك َ‬ ‫ن كاُدوا َلَيْفِتُنوَن َ‬ ‫ذلك‪ ،‬فكاد يركن إليهم بعض الركون‪ ،‬فأنزل ال عز و جل‪َ :‬و ِإ ْ‬
‫ل«‪.‬‬ ‫شْيئًا َقِلي ً‬
‫ن ِإَلْيِهْم َ‬‫ت َتْرَك ُ‬ ‫ك َلَقْد ِكْد َ‬ ‫ن َثّبْتنا َ‬
‫ل َو َلْو ل َأ ْ‬ ‫خِلي ً‬ ‫ك َ‬ ‫خُذو َ‬ ‫لّت َ‬
‫غْيَرُه َو ِإذًا َ‬ ‫عَلْينا َ‬ ‫ي َ‬ ‫ِلَتْفَتِر َ‬
‫قال محمد بن العباس »‪ :«4‬رسول ال )صلى ال عليه و آله( معصوم‪ ،‬و لكن هذا تخويف لمته لئل يركن أحد‬
‫من المؤمنين إلى أحد من المشركين‪.‬‬
‫غْيَرُه قال‪:‬‬ ‫عَلْينا َ‬‫ي َ‬ ‫ك ِلَتْفَتِر َ‬
‫حْينا ِإَلْي َ‬
‫ن اّلِذي َأْو َ‬ ‫عِ‬ ‫ك َ‬ ‫ن كاُدوا َلَيْفِتُنوَن َ‬ ‫‪ -[3] /6487‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬قوله‪َ :‬و ِإ ْ‬
‫ك َلَقْد‬
‫ن َثّبْتنا َ‬
‫ل أي صديقا لو أقمت غيره‪ .‬ثم قال‪َ :‬و َلْو ل َأ ْ‬ ‫خِلي ً‬ ‫ك َ‬ ‫خُذو َ‬ ‫لّت َ‬‫يعني أمير المؤمنين )عليه السلم(‪َ :‬و ِإذًا َ‬
‫ت من يوم الموت إلى أن تقوم الساعة‪ .‬ثم قال‪:‬‬ ‫ف اْلَمما ِ‬ ‫ضْع َ‬ ‫حياِة َو ِ‬ ‫ف اْل َ‬‫ضْع َ‬ ‫ك ِ‬ ‫لَذْقنا َ‬
‫ل ِإذًا َ‬ ‫شْيئًا َقِلي ً‬
‫ن ِإَلْيِهْم َ‬ ‫ت َتْرَك ُ‬‫ِكْد َ‬
‫ل حتى قتلوا ببدر‪.‬‬ ‫ل َقِلي ً‬
‫ك ِإ ّ‬ ‫خلَف َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ض يعني أهل مكة َو ِإذًا ل َيْلَبُثو َ‬ ‫لْر ِ‬ ‫ن ا َْ‬ ‫ك ِم َ‬‫سَتِفّزوَن َ‬‫ن كاُدوا َلَي ْ‬ ‫َو ِإ ْ‬
‫‪ -[4] /6488‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا تميم بن عبد ال بن تميم القرشي )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن‬
‫حمدان بن سليمان النيسابوري‪ ،‬عن علي بن محمد بن الجهم‪ ،‬عن أبي الحسن الرضا )عليه السلم(‪ ،‬مما سأله‬
‫ت َلُهْم »‪.«5‬‬ ‫ك ِلَم َأِذْن َ‬‫عْن َ‬‫ل َ‬‫عَفا ا ُّ‬ ‫المأمون‪ ،‬فقال له‪ :‬أخبرني عن قول ال عز و جل‪َ :‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬تأويل اليات ‪.21 /284 :1‬‬
‫‪ -3‬تفسير القّمي ‪.24 :2‬‬
‫سلم( ‪.1 /202 :1‬‬ ‫‪ -4‬عيون أخبار الّرضا )عليه ال ّ‬
‫)‪ (1‬في »ط«‪ :‬ثقة‪ ،‬عين‪.‬‬
‫)‪ (2‬في »س«‪ :‬قال أحمد بن المسّيب‪.‬‬
‫ل(‪ ،‬في كتابه‪] ،‬الرجال‪ [1415 /175 :‬عن اسمه و نسبه‬ ‫)‪ (3‬في المصدر زيادة‪ :‬و قال الحسن بن داود )رحمه ا ّ‬
‫مثل ما ذكر أول‪ ،‬ثّم قال‪ :‬إّنه ثقة ثقة عين كثير الحديث سديده‪ .‬هذا كتابه المذكور لم أقف عليه كّله بل نصفه‪ ،‬من‬
‫هذه الية إلى آخر القرآن‪.‬‬
‫ل عنه(‪.‬‬ ‫)‪ (4‬في المصدر‪ :‬قال ابن عباس )رضي ا ّ‬
‫)‪ (5‬التوبة ‪.43 :9‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪562 :‬‬
‫قال الرضا )عليه السلم(‪» :‬هذا مما نزل بإياك أعني و اسمعي يا جارة خاطب ال عز و جل بذلك نبيه )صلى ال‬
‫ن »‪ «1‬و قوله‬ ‫سِري َ‬ ‫ن اْلخا ِ‬ ‫ن ِم َ‬‫ك َو َلَتُكوَن ّ‬ ‫عَمُل َ‬‫ن َ‬ ‫طّ‬ ‫حَب َ‬
‫ت َلَي ْ‬
‫شَرْك َ‬ ‫ن َأ ْ‬
‫عليه و آله( و أراد به أمته‪ ،‬و كذلك قوله تعالى‪َ :‬لِئ ْ‬
‫ل«‪ .‬قال‪ :‬صدقت‪ ،‬يا بن رسول ال‪.‬‬ ‫شْيئًا َقِلي ً‬
‫ن ِإَلْيِهْم َ‬‫ت َتْرَك ُ‬ ‫ك َلَقْد ِكْد َ‬ ‫ن َثّبْتنا َ‬‫تعالى‪َ :‬و َلْو ل َأ ْ‬
‫‪ -[5] /6489‬العياشي‪ :‬عن أبي يعقوب‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬سألته عن قول ال‪َ :‬و َلْو ل َأ ْ‬
‫ن‬
‫ل‪.‬‬
‫شْيئًا َقِلي ً‬
‫ن ِإَلْيِهْم َ‬‫ت َتْرَك ُ‬ ‫ك َلَقْد ِكْد َ‬‫َثّبْتنا َ‬
‫قال‪» :‬لما كان يوم الفتح أخرج رسول ال )صلى ال عليه و آله( أصناما من المسجد‪ ،‬و كان منها صنم على‬
‫المروة‪ ،‬فطلبت إليه قريش أن يتركه‪ ،‬و كان مستحيا فهم بتركه ثم أمر بكسره‪ ،‬فنزلت هذه الية«‪.‬‬
‫‪ -[6] /6490‬عن عبد ال بن عثمان البجلي‪ ،‬عن رجل‪ :‬أن النبي )صلى ال عليه و آله( اجتمع عنده رؤساؤهم »‬
‫‪ «2‬فتكلموا في علي )عليه السلم(‪ ،‬و كان من النبي )صلى ال عليه و آله( أن يلين لهم »‪ «3‬في بعض القول‪،‬‬
‫صيرًا ثم‬ ‫عَلْينا َن ِ‬ ‫ك َ‬ ‫جُد َل َ‬
‫ت ُثّم ل َت ِ‬ ‫ف اْلَمما ِ‬ ‫ضْع َ‬ ‫حياِة َو ِ‬ ‫ف اْل َ‬‫ضْع َ‬ ‫ك ِ‬ ‫لَذْقنا َ‬ ‫ل ِإذًا َ‬ ‫شْيئًا َقِلي ً‬
‫ن ِإَلْيِهْم َ‬‫ت َتْرَك ُ‬ ‫فأنزل ال َلَقْد ِكْد َ‬
‫ل تجد بعدك مثل علي )عليه السلم( وليا‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ل ]‪[77‬‬ ‫حِوي ً‬ ‫سّنِتنا َت ْ‬‫جُد ِل ُ‬
‫سِلنا َو ل َت ِ‬ ‫ن ُر ُ‬ ‫ك ِم ْ‬ ‫سْلنا َقْبَل َ‬‫ن َقْد َأْر َ‬‫سّنَة َم ْ‬
‫ُ‬
‫‪ -[1] /6491‬العياشي‪ :‬عن بعض أصحابنا‪ ،‬عن أحدهما )عليهما السلم(‪ ،‬قال‪» :‬إن ال قضى الختلف على‬
‫خلقه‪ ،‬و كان أمرا قد قضاه في علمه كما قضى على المم من قبلكم‪ ،‬و هي السنن و المثال تجري على الناس‪،‬‬
‫فجرت علينا كما جرت على المم من قبلنا‪ ،‬و قول ال حق‪ ،‬قال ال تبارك و تعالى لمحمد )صلى ال عليه و آله(‪:‬‬
‫جَد‬‫ن َت ِ‬‫ن َفَل ْ‬
‫لّوِلي َ‬‫ت ا َْ‬ ‫سّن َ‬
‫ل ُ‬ ‫ن ِإ ّ‬
‫ظُرو َ‬ ‫ل َيْن ُ‬‫ل »‪ ،«4‬و قال‪َ :‬فَه ْ‬ ‫حِوي ً‬ ‫سّنِتنا َت ْ‬‫جُد ِل ُ‬
‫سِلنا َو ل َت ِ‬ ‫ن ُر ُ‬ ‫ك ِم ْ‬ ‫سْلنا َقْبَل َ‬‫ن َقْد َأْر َ‬‫سّنَة َم ْ‬
‫ُ‬
‫ظُروا‬ ‫ل َفاْنَت ِ‬
‫ن َقْبِلِهْم ُق ْ‬
‫خَلْوا ِم ْ‬
‫ن َ‬ ‫ل َأّياِم اّلِذي َ‬
‫ل ِمْث َ‬‫ن ِإ ّ‬
‫ظُرو َ‬ ‫ل َيْنَت ِ‬‫ل‪ ،‬و قال‪َ :‬فَه ْ‬ ‫حِوي ً‬ ‫ل َت ْ‬‫ت ا ِّ‬‫سّن ِ‬‫جَد ِل ُ‬‫ن َت ِ‬‫ل َو َل ْ‬ ‫ل َتْبِدي ً‬‫ت ا ِّ‬‫سّن ِ‬‫ِل ُ‬
‫ل »‪.«6‬‬ ‫ق ا ِّ‬ ‫خْل ِ‬
‫ل ِل َ‬‫ن »‪ «5‬و قال‪ :‬ل َتْبِدي َ‬ ‫ظِري َ‬ ‫ن اْلُمْنَت ِ‬
‫ِإّني َمَعُكْم ِم َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -5‬تفسير العّياشي ‪.132 /306 :2‬‬
‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪.133 /306 :2‬‬
‫‪ -1‬تفسير العّياشي ‪.134 /306 :2‬‬
‫)‪ (1‬الزمر ‪.65 :39‬‬
‫)‪ (2‬في »ط« نسخة بدل‪ :‬اجتمعا عنده و ابنتيهما‪[.....] .‬‬
‫)‪ (3‬في »س« و المصدر‪ :‬لهما‪.‬‬
‫)‪ (4‬فاطر ‪.43 :35‬‬
‫)‪ (5‬يونس ‪.102 :10‬‬
‫)‪ (6‬الروم ‪.30 :30‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪563 :‬‬
‫و قد قضى ال على موسى )عليه السلم( و هو مع قومه يريهم اليات و العبر »‪ ،«1‬ثم مروا على قوم يعبدون‬
‫ن »‪ «2‬و استخلف موسى هارون )عليهما‬ ‫جَهُلو َ‬‫ل ِإّنُكْم َقْوٌم َت ْ‬ ‫ل َلنا ِإلهًا َكما َلُهْم آِلَهٌة قا َ‬ ‫جَع ْ‬ ‫سى ا ْ‬ ‫أصناما قاُلوا يا ُمو َ‬
‫خواٌر َفقاُلوا هذا ِإلُهُكْم َو ِإلُه ُموسى »‪ «3‬و تركوا هارون‪ ،‬فقال‪ :‬يا َقْوِم ِإّنما ُفِتْنُتْم‬ ‫سدًا َلُه ُ‬ ‫جَ‬ ‫ل َ‬ ‫جً‬ ‫عْ‬ ‫السلم( فنصبوا ِ‬
‫جَع ِإَلْينا ُموسى »‪ «4‬فضرب‬ ‫حّتى َيْر ِ‬ ‫ن َ‬ ‫عَلْيِه عاِكِفي َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن َنْبَر َ‬ ‫طيُعوا َأْمِري قاُلوا َل ْ‬ ‫ن َفاّتِبُعوِني َو َأ ِ‬ ‫حم ُ‬ ‫ن َرّبُكُم الّر ْ‬ ‫ِبِه َو ِإ ّ‬
‫لكم أمثالهم‪ ،‬و بين لكم كيف صنع بهم«‪.‬‬
‫و قال‪» :‬إن نبي ال )صلى ال عليه و آله( لم يقبض حتى أعلم الناس أمر علي )عليه السلم(‪ ،‬فقال‪ :‬من كنت‬
‫موله فعلي موله‪ .‬و قال‪ :‬إنه مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه ل نبي بعدي‪ .‬و كان صاحب راية رسول ال‬
‫)صلى ال عليه و آله( في المواطن كلها‪ ،‬و كان معه في المسجد يدخله على كل حال‪ ،‬و كان أول الناس إيمانا به‪،‬‬
‫فلما قبض نبي ال )صلى ال عليه و آله( كان الذي كان‪ ،‬لما قد قضي من الختلف‪ ،‬و عمد عمر فبايع أبا بكر و‬
‫لم يدفن رسول ال )صلى ال عليه و آله( بعد‪ ،‬فلما رأى ذلك علي )عليه السلم(‪ ،‬و رأى الناس قد بايعوا أبا بكر‬
‫خشي أن يفتتن الناس ففرغ إلى كتاب ال و أخذ بجمعه في مصحف‪ ،‬فأرسل أبو بكر إليه أن تعال فبايع‪ ،‬فقال علي‬
‫)عليه السلم(‪ :‬ل أخرج حتى أجمع القرآن فأرسل إليه مرة اخرى‪ ،‬فقال‪ :‬ل أخرج حتى أفرغ‪ ،‬فأرسل إليه الثالثة‬
‫عمر رجل يقال له »‪ :«5‬قنفذ‪ ،‬فقامت فاطمة بنت رسول ال )صلوات ال عليهما( تحول بينه و بين علي )عليه‬
‫السلم( فضربها‪ ،‬فانطلق قنفذ و ليس معه علي )عليه السلم(‪ ،‬فخشي أن يجمع علي )عليه السلم( الناس‪ ،‬فأمر‬
‫بحطب فجعل الحطب حوالي »‪ «6‬بيته‪ ،‬ثم انطلق عمر بنار‪ ،‬فأراد أن يحرق على علي )عليه السلم( بيته و على‬
‫فاطمة و الحسن و الحسين )صلوات ال عليهم(‪ ،‬فلما رأى علي )عليه السلم( ذلك خرج فبايع كارها غير طائع«‪.‬‬
‫سِلنا‪.‬‬‫ن ُر ُ‬‫ك ِم ْ‬‫سْلنا َقْبَل َ‬
‫ن َقْد َأْر َ‬
‫سّنَة َم ْ‬
‫‪ -[2] /6492‬عن أبي العباس‪ :‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال‪ُ :‬‬
‫قال‪» :‬هي سنة محمد )صلى ال عليه و آله( و من كان قبله من الرسل‪ ،‬و هو السلم«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫شُهودًا ]‪[78‬‬ ‫ن َم ْ‬‫جِر كا َ‬
‫ن اْلَف ْ‬
‫ن ُقْرآ َ‬
‫جِر ِإ ّ‬
‫ن اْلَف ْ‬
‫ل َو ُقْرآ َ‬
‫ق الّلْي ِ‬‫سِ‬ ‫غَ‬‫س ِإلى َ‬‫شْم ِ‬‫ك ال ّ‬
‫صلَة ِلُدُلو ِ‬
‫َأِقِم ال ّ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬تفسير العّياشي ‪.135 /308 :2‬‬
‫)‪ (1‬في »ط«‪ :‬و المثل‪ ،‬و في المصدر‪ :‬و النذر‪.‬‬
‫)‪ (2‬العراف ‪.138 :7‬‬
‫)‪ (3‬طه ‪.88 :20‬‬
‫)‪ (4‬طه ‪.91 -90 :20‬‬
‫)‪ (5‬في المصدر‪ :‬ابن عّم له يقال‪.‬‬
‫)‪ (6‬في المصدر‪ :‬الحطب على باب‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪564 :‬‬
‫‪ -[1] /6493‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن حماد بن عيسى و محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد‬
‫بن محمد بن عيسى و محمد بن إسماعيل‪ ،‬عن الفضل بن شاذان جميعا‪ ،‬عن حماد بن عيسى‪ ،‬عن حريز‪ ،‬عن‬
‫زرارة‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا جعفر )عليه السلم( عما فرض ال عز و جل من الصلة‪ .‬فقال‪» :‬خمس صلوات في الليل‬
‫و النهار«‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬فهل سماهن ال و بينهن في كتابه؟ قال‪» :‬نعم‪ ،‬قال ال تبارك و تعالى لنبيه )صلى ال عليه و آله( َأِقِم‬
‫ل و دلوكها‪ :‬زوالها‪ ،‬ففيما بين دلوك الشمس إلى غسق الليل أربع صلوات‪،‬‬ ‫ق الّلْي ِ‬
‫سِ‬‫غَ‬
‫س ِإلى َ‬ ‫شْم ِ‬‫ك ال ّ‬
‫صلَة ِلُدُلو ِ‬‫ال ّ‬
‫جِر‬‫ن اْلَف ْ‬
‫ن ُقْرآ َ‬‫جِر ِإ ّ‬‫ن اْلَف ْ‬
‫سماهن ال و بينهن و وقتهن‪ ،‬و غسق الليل هو انتصافه‪ ،‬ثم قال تبارك و تعالى‪َ :‬و ُقْرآ َ‬
‫شُهودًا«‪.‬‬ ‫ن َم ْ‬‫كا َ‬
‫و روى هذا الحديث ابن بابويه في )العلل( قال‪ :‬حدثنا أبي )رحمه ال(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سعد بن عبد ال‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫محمد بن عيسى‪ ،‬عن علي بن حديد و عبد الرحمن بن أبي نجران‪ ،‬عن حماد بن عيسى‪ ،‬عن حريز بن عبد ال‬
‫السجستاني‪ ،‬عن زرارة بن أعين‪ ،‬قال‪ :‬سئل أبو جعفر‪) ،‬عليه السلم( و ذكر الحديث »‪.«1‬‬

‫و رواه أيضا في )الفقيه(‪ :‬بإسناده عن زرارة‪ ،‬قال‪ :‬قيل لبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬و ذكر الحديث »‪.«2‬‬

‫‪ -[2] /6494‬و عنه‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عن يزيد بن خليفة‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي‬
‫عبد ال )عليه السلم(‪ :‬إن عمر بن حنظلة أتانا عنك بوقت‪ .‬فقال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬إذن ل يكذب‬
‫علينا«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ذكر أنك قلت‪» :‬إن أول صلة افترضها ال على نبيه )صلى ال عليه و آله( الظهر‪ ،‬و هو قول ال عز و‬
‫س فإذا زالت الشمس ل يمنعك إل سبحتك‪ ،‬ثم ل تزال في وقت إلى أن يصير الظل‬ ‫شْم ِ‬
‫ك ال ّ‬
‫صلَة ِلُدُلو ِ‬
‫جل‪َ :‬أِقِم ال ّ‬
‫قامة‪ ،‬و هو آخر الوقت‪ ،‬فإذا صار الظل قامة دخل وقت العصر‪ ،‬فلم تزل في وقت العصر حتى يصير الظل‬
‫قامتين‪ ،‬و ذلك المساء«‪.‬‬
‫فقال‪» :‬صدق«‪.‬‬
‫‪ -[3] /6495‬و عنه‪ :‬بإسناده عن ابن محبوب‪ ،‬عن هشام بن سالم‪ ،‬عن أبي حمزة‪ ،‬عن سعيد بن المسيب‪ ،‬قال‪:‬‬
‫سألت علي بن الحسين )عليه السلم(‪ :‬ابن كم كان علي بن أبي طالب )عليه السلم( يوم أسلم؟‬
‫فقال‪» :‬أو كان كافرا قط‪ ،‬إنما كان لعلي )عليه السلم( يوم بعث ال عز و جل رسول ال )صلى ال عليه و آله(‬
‫عشر سنين‪،‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬الكافي ‪.1 /271 :3‬‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.1 /275 :3‬‬
‫‪ -3‬الكافي ‪[.....] .536 /338 :8‬‬
‫)‪ (1‬علل الشرائع‪.1 /354 :‬‬
‫)‪ (2‬من ل يحضره الفقيه ‪.600 /124 :1‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪565 :‬‬
‫و لم يكن يومئذ كافرا‪ ،‬و لقد آمن بال تبارك و تعالى و برسوله )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و سبق الناس كلهم إلى‬
‫اليمان بال و برسوله )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و إلى الصلة بثلث سنين‪.‬‬
‫و كانت أول صلة صلها مع رسول ال )صلى ال عليه و آله( الظهر ركعتين‪ ،‬و كذلك فرضها ال تبارك و‬
‫تعالى على من أسلم بمكة ركعتين ركعتين و كان رسول ال )صلى ال عليه و آله( يصليها بمكة ركعتين‪ ،‬و‬
‫يصليها علي )عليه السلم( معه بمكة ركعتين‪ ،‬مدة عشر سنين‪ ،‬حتى هاجر رسول ال )صلى ال عليه و آله( إلى‬
‫المدينة‪ ،‬و خلف عليا )عليه السلم( في امور لم يكن يقوم بها »‪ «1‬أحد غيره‪.‬‬
‫و كان خروج رسول ال )صلى ال عليه و آله( من مكة »‪ «2‬في أول يوم من ربيع الول‪ ،‬و ذلك يوم الخميس‬
‫من سنة ثلث عشرة من المبعث‪ ،‬و قدم المدينة لثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الول مع زوال الشمس‪،‬‬
‫فنزل بقبا »‪ «3‬فصلى الظهر ركعتين و العصر ركعتين‪ ،‬ثم لم يزل مقيما ينتظر عليا )عليه السلم( يصلي الخمس‬
‫صلوات ركعتين ركعتين‪ ،‬و كان نازل على بني عمرو بن عوف‪ ،‬فأقام عندهم بضعة عشر يوما‪ ،‬يقولون له‪ :‬أ‬
‫تقيم عندنا فنتخذ لك منزل و مسجدا؟ فيقول‪ :‬ل‪ ،‬إني أنتظر قدوم علي بن أبي طالب‪ ،‬و قد أمرته أن يلحقني‪ ،‬و ما‬
‫أنا بمقيم حتى يلحقني‪ ،‬و لست مستوطنا منزل حتى يقدم علي‪ ،‬و ما أسرعه! إن شاء ال‪ ،‬فقدم علي )عليه‬
‫السلم(‪ ،‬و النبي )صلى ال عليه و آله( في بيت عمرو بن عوف‪ ،‬فنزل معه‪ ،‬ثم إن رسول ال )صلى ال عليه و‬
‫آله( لما قدم عليه علي )عليه السلم( تحول من قبال إلى بني سالم بن عوف‪ ،‬و علي )عليه السلم( معه يوم‬
‫الجمعة مع طلوع الشمس‪ ،‬فخط لهم مسجدا‪ ،‬و نصب قبلته‪ ،‬فصلى بهم فيه الجمعة ركعتين‪ ،‬و خطب خطبتين‪.‬‬
‫ثم راح من يومه إلى المدينة على ناقته التي كان قدم عليها‪ ،‬و علي )عليه السلم( معه ل يفارقه‪ ،‬يمشي بمشيه‪ ،‬و‬
‫ليس يمر رسول ال )صلى ال عليه و آله( ببطن من بطون النصار إل قاموا إليه يسألونه أن ينزل عليهم‪ ،‬فيقول‬
‫لهم‪ :‬خلوا سبيل الناقة فإنها مأمورة فانطلقت به و رسول ال )صلى ال عليه و آله( واضع لها زمامها حتى انتهت‬
‫إلى الموضع الذي ترى‪ -‬و أشار بيده إلى باب مسجد رسول ال )صلى ال عليه و آله( الذي يصلى عنده بالجنائز‪-‬‬
‫فوقفت عنده و بركت‪ ،‬و وضعت جرانها »‪ «4‬على الرض‪ ،‬فنزل رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و أقبل أبو‬
‫أيوب مبادرا حتى احتمل رحله فأدخله منزله‪ ،‬و دخل »‪ «5‬رسول ال )صلى ال عليه و آله( و علي )عليه‬
‫السلم( معه حتى بني له مسجده‪ ،‬و بنيت له مساكنه و منزل علي )عليه السلم(‪ ،‬فتحول إلى منازلهما«‪ .‬فقال‬
‫سعيد بن المسيب لعلي بن الحسين )عليه السلم(‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬كان أبو بكر مع رسول ال )صلى ال عليه و آله(‬
‫حين أقبل إلى المدينة‪ ،‬فأين فارقه؟‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬في »ط«‪ :‬يقدر لها‪.‬‬
‫)‪ (2‬في »ط«‪ :‬يوم خرج مهاجرا‪.‬‬
‫)‪ (3‬قبا‪ ،‬بالضم‪ :‬قرية قرب المدينة‪ ،‬و أصله اسم بئر عرفت القرية بها‪ ،‬و هي مساكن بني عمرو بن عوف من‬
‫النصار‪ ،‬تقع على ميلين من المدينة على يسار القاصد إلى مّكة‪ ،‬و فيها مسجد التقوى‪» .‬مراصد الطلع ‪:3‬‬
‫‪.«1061‬‬
‫)‪ (4‬جران البعير‪ :‬مقّدم عنقه من مذبحه إلى منحره‪» .‬الصحاح‪ -‬جرن‪.«2091 :5 -‬‬
‫)‪ (5‬في المصدر‪ :‬و نزل‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪566 :‬‬

‫فقال‪» :‬إن أبا بكر لما قدم رسول ال )صلى ال عليه و آله( إلى قبا فنزل بهم ينتظر قدوم علي )عليه السلم(‪ ،‬فقال‬
‫له أبو بكر‪ :‬انهض بنا إلى المدينة فإن القوم قد فرحوا بقدومك‪ ،‬و هم ينتظرون إقبالك إليهم‪ ،‬فانطلق بنا و ل تقم‬
‫هاهنا تنتظر قدوم علي‪ ،‬فما أظنه يقدم عليك إلى شهر‪ .‬فقال له رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬كل‪ ،‬ما أسرعه!‬
‫و لست أريم حتى يقدم ابن عمي و أخي في ال عز و جل‪ ،‬و أحب أهل بيتي إلي‪ ،‬فقد وقاني بنفسه من‬
‫المشركين«‪.‬‬
‫قال‪» :‬فغضب عند ذلك أبو بكر و اشمأز‪ ،‬و داخله من ذلك حسد لعلي )عليه السلم(‪ ،‬و كان ذلك أول عداوة بدت‬
‫منه لرسول ال )صلى ال عليه و آله( في علي )عليه السلم( »‪ ،«1‬و أول خلف على رسول ال )صلى ال عليه‬
‫و آله(‪ ،‬فانطلق حتى دخل المدينة‪ ،‬و تخلف رسول ال )صلى ال عليه و آله( بقبا ينتظر قدوم علي )عليه‬
‫السلم(«‪.‬‬
‫قال‪ :‬فقلت لعلي بن الحسين )عليه السلم(‪ :‬متى زوج رسول ال )صلى ال عليه و آله( فاطمة من علي )عليه‬
‫السلم(؟‬
‫فقال‪» :‬في المدينة بعد الهجرة بسنة‪ ،‬و كان لها يومئذ تسع سنين«‪.‬‬
‫قال علي بن الحسين )عليه السلم(‪» :‬و لم يولد لرسول ال )صلى ال عليه و آله( من خديجة على فطرة السلم‬
‫إل فاطمة )عليها السلم(‪ ،‬و قد كانت خديجة ماتت قبل الهجرة بسنة‪ ،‬و مات أبو طالب بعد موت خديجة بسنة‪،‬‬
‫فلما فقدهما رسول ال )صلى ال عليه و آله( سئم المقام بمكة‪ ،‬و دخله حزن شديد‪ ،‬و أشفق على نفسه من كفار‬
‫قريش‪ ،‬فشكا إلى جبرئيل )عليه السلم( ذلك‪ ،‬فأوحى ال عز و جل إليه‪ :‬اخرج من القرية الظالم أهلها‪ ،‬و هاجر‬
‫إلى المدينة‪ ،‬فليس لك اليوم بمكة ناصر‪ ،‬و انصب للمشركين حربا‪ ،‬فعند ذلك توجه رسول ال )صلى ال عليه و‬
‫آله( إلى المدينة«‪.‬‬
‫فقلت له فمتى فرضت الصلة على المسلمين على ما هو »‪ «2‬عليه اليوم؟‬
‫فقال‪» :‬بالمدينة حين ظهرت الدعوة و قوي السلم‪ ،‬و كتب ال عز و جل على المسلمين الجهاد‪ ،‬زاد رسول ال‬
‫)صلى ال عليه و آله( سبع ركعات‪ :‬في الظهر ركعتين‪ ،‬و في العصر ركعتين‪ ،‬و في المغرب ركعة‪ ،‬و في‬
‫العشاء الخرة ركعتين‪ ،‬و أقر الفجر على ما فرضت لتعجيل نزول ملئكة النهار من السماء‪ ،‬و لتعجيل عروج‬
‫ملئكة الليل إلى السماء‪ ،‬و كان ملئكة الليل و ملئكة النهار يشهدون مع رسول ال )صلى ال عليه و آله( صلة‬
‫شُهودًا يشهده المسلمون‪ ،‬و تشهده ملئكة‬
‫ن مَ ْ‬
‫جِر كا َ‬
‫ن اْلَف ْ‬
‫ن ُقْرآ َ‬
‫جِر ِإ ّ‬
‫ن اْلَف ْ‬
‫الفجر‪ ،‬فلذلك قال ال عز و جل‪َ :‬و ُقْرآ َ‬
‫النهار و ملئكة الليل«‪.‬‬
‫ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي )رحمه ال(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سعد بن عبد ال‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن الحسن‬
‫بن محبوب‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا هشام بن سالم‪ ،‬عن أبي حمزة‪ ،‬عن سعيد بن المسيب‪ ،‬قال‪ :‬سألت علي بن الحسين )عليه‬
‫السلم(‪ ،‬فقلت له‪ :‬متى فرضت الصلة على المسلمين على ما هو اليوم عليه؟‬
‫قال‪ :‬فقال‪» :‬بالمدينة‪ ،‬حين ظهرت الدعوة و قوى السلم« الحديث إلى آخر ما تقدم في آخر الحديث السابق »‬
‫‪.«3‬‬

‫__________________________________________________‬
‫ي‪.‬‬
‫)‪ (1‬في »ط«‪ :‬و عل ّ‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬هم‪.‬‬
‫)‪ (3‬علل الشرائع‪.1 /324 :‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪567 :‬‬
‫‪ -[4] /6496‬الشيخ في )التهذيب(‪ :‬بإسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن أبي نصر‪ ،‬عن‬
‫شْم ِ‬
‫س‬ ‫صلةَ ِلُدُلوكِ ال ّ‬
‫الضحاك بن يزيد‪ ،‬عن عبيد بن زرارة‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله تعالى‪َ :‬أِقِم ال ّ‬
‫ل‪.‬‬
‫ق الّلْي ِ‬
‫سِ‬‫غَ‬
‫ِإلى َ‬
‫قال‪» :‬إن ال تعالى افترض أربع صلوات‪ :‬أول وقتها من زوال الشمس إلى انتصاف الليل‪ ،‬منها صلتان‪ ،‬أول‬
‫وقتهما عند »‪ «1‬زوال الشمس إلى غروب الشمس«‪.‬‬
‫‪ -[5] /6497‬و عنه‪ :‬بإسناده عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن أبي نصر‪ ،‬عن عبد الرحمن بن سالم‪،‬‬
‫عن إسحاق بن عمار‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬أخبرني عن أفضل المواقيت في صلة الفجر؟‬
‫شُهودًا يعني صلة »‪ «2‬الفجر‪ ،‬تشهده ملئكة‬ ‫ن َم ْ‬
‫جِر كا َ‬
‫ن اْلَف ْ‬
‫ن ُقْرآ َ‬
‫قال‪» :‬مع طلوع الفجر‪ ،‬إن ال تعالى يقول‪ِ :‬إ ّ‬
‫الليل و ملئكة النهار‪ ،‬فإذا صلى العبد صلة الصبح مع طلوع الفجر أثبتت له مرتين تثبته ملئكة الليل‪ ،‬و ملئكة‬
‫النهار«‪.‬‬
‫و رواه ابن بابويه في )العلل(‪ :‬قال‪ :‬حدثنا أبي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سعد بن عبد ال‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن‬
‫أحمد بن محمد بن أبي نصر‪ ،‬و ساق الحديث إلى آخره بالسند و المتن »‪.«3‬‬

‫و رواه الكليني‪ :‬عن علي بن محمد‪ ،‬عن سهل بن زياد‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن أبي نصر‪ ،‬و ساق الحديث بعينه »‬
‫‪.«4‬‬

‫‪ -[6] /6498‬الشيخ في )مجالسه(‪ :‬بإسناده عن رزيق‪ ،‬قال‪ :‬كان أبو عبد ال )عليه السلم( يصلي الغداة بغلس »‬
‫جِر كا َ‬
‫ن‬ ‫ن اْلفَ ْ‬
‫ن ُقْرآ َ‬
‫جِر ِإ ّ‬
‫ن اْلَف ْ‬
‫‪ «5‬عند طلوع الفجر الصادق‪ ،‬أول ما يبدوا قبل أن يستعرض‪ ،‬و كان يقول‪َ» :‬و ُقْرآ َ‬
‫شُهودًا إن ملئكة الليل تصعد و ملئكة النهار تنزل عند طلوع الفجر‪ ،‬فأنا أحب أن تشهد ملئكة الليل و ملئكة‬ ‫َم ْ‬
‫النهار صلتي«‪.‬‬
‫قال‪ :‬و كان يصلي المغرب عند سقوط القرص قبل أن تظهر النجوم‪.‬‬
‫‪ -[7] /6499‬العياشي‪ :‬عن زرارة‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( »‪ «6‬قال‪ :‬سألته عما فرض ال من الصلوات؟‬
‫قال‪:‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -4‬التهذيب ‪.72 /25 :2‬‬
‫‪ -5‬التهذيب ‪.116 /37 :2‬‬
‫‪ -6‬المالي ‪.306 :2‬‬
‫‪ -7‬تفسير العّياشي ‪[.....] .136 /308 :2‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬من عند‪.‬‬
‫)‪ (2‬في »ط«‪ :‬يعني قرآن‪.‬‬
‫)‪ (3‬علل الشرائع‪.1 /336 :‬‬
‫)‪ (4‬الكافي ‪.2 /282 :3‬‬
‫)‪ (5‬الغلس‪ :‬ظلمة آخر الليل‪» .‬الصحاح‪ -‬غلس‪.«956 :3 -‬‬
‫سلم(‪.‬‬ ‫ل )عليه ال ّ‬ ‫)‪ (6‬في »ط«‪ :‬عن أبي عبد ا ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪568 :‬‬
‫»خمس صلوات في الليل و النهار«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬سماهن ال‪ ،‬و بينهن في كتابه لنبيه )صلى ال عليه و آله(؟ قال‪» :‬نعم‪ ،‬قال ال لنبيه )صلى ال عليه و آله(‪:‬‬
‫ل و دلوكها‪ :‬زوالها‪ ،‬فيما بين دلوك الشمس إلى غسق الليل أربع صلوات‪،‬‬ ‫ق الّلْي ِ‬
‫سِ‬‫غَ‬ ‫س ِإلى َ‬ ‫شْم ِ‬ ‫ك ال ّ‬
‫صلَة ِلُدُلو ِ‬ ‫َأِقِم ال ّ‬
‫شُهودًا هذه‬ ‫ن َم ْ‬‫جِر كا َ‬ ‫ن اْلَف ْ‬
‫ن ُقْرآ َ‬
‫جِر ِإ ّ‬
‫ن اْلفَ ْ‬
‫سماهن و بينهن و وقتهن‪ ،‬و غسق الليل‪ :‬انتصافه‪ ،‬و قال‪َ :‬و ُقْرآ َ‬
‫الخامسة«‪.‬‬
‫س ِإلى‬‫شْم ِ‬ ‫ك ال ّ‬
‫صلَة ِلُدُلو ِ‬ ‫‪ -[8] /6500‬عن زرارة‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن هذه الية‪َ :‬أِقِم ال ّ‬
‫ل‪.‬‬
‫ق الّلْي ِ‬‫سِ‬‫غَ‬ ‫َ‬
‫ل إلى انتصاف الليل‪ ،‬فرض ال فيما بينهما أربع‬ ‫ق الّلْي ِ‬‫سِ‬‫غَ‬ ‫قال‪» :‬دلوك الشمس‪ :‬زوالها عند كبد السماء‪ِ ،‬إلى َ‬
‫شُهودًا‪ -‬قال‪-‬‬ ‫ن َم ْ‬‫جِر كا َ‬ ‫ن اْلَف ْ‬
‫ن ُقْرآ َ‬ ‫جِر يعني القراءة ِإ ّ‬ ‫ن اْلَف ْ‬‫صلوات‪ :‬الظهر‪ ،‬و العصر‪ ،‬و المغرب‪ ،‬و العشاء َو ُقْرآ َ‬
‫يجتمع في صلة الغداة حرس الليل و النهار من الملئكة‪ -‬قال‪ -‬و إذا زالت الشمس فقد دخل وقت الصلتين‪ ،‬ليس‬
‫ن اْلَفجِْر قال‪» :‬ركعتا الفجر‪ ،‬وضعهن رسول ال‬ ‫نفل »‪ «1‬إل السبحة »‪ «2‬التي جرت بها السنة أمامها«‪َ .‬و ُقْرآ َ‬
‫)صلى ال عليه و آله( و وقتهن للناس«‪.‬‬
‫س قال‪» :‬زوالها ِإلى‬ ‫شْم ِ‬ ‫ك ال ّ‬‫صلةَ ِلُدُلو ِ‬ ‫‪ -[9] /6501‬عن زرارة‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قول ال‪َ :‬أِقِم ال ّ‬
‫ل إلى نصف الليل‪ ،‬و ذلك أربع صلوات‪ ،‬وضعهن رسول ال )صلى ال عليه و آله( و وقتهن للناس َو‬ ‫ق الّلْي ِ‬‫سِ‬‫غَ‬ ‫َ‬
‫جِر صلة الغداة«‪.‬‬ ‫ن اْلَف ْ‬
‫ُقْرآ َ‬
‫‪ -[10] /6502‬عن محمد الحلبي‪ ،‬عن أحدهما )عليهما السلم(‪» :‬و غسق الليل نصفها بل زوالها‪ ،‬و أفرد الغداة‪،‬‬
‫شُهودًا فركعتا الفجر يحضرهما ملئكة الليل و ملئكة النهار«‪.‬‬ ‫ن َم ْ‬‫جِر كا َ‬ ‫ن اْلَف ْ‬
‫ن ُقْرآ َ‬ ‫جِر ِإ ّ‬
‫ن اْلَف ْ‬
‫و قال‪َ :‬و ُقْرآ َ‬
‫‪ -[11] /6503‬عن سعيد العرج‪ ،‬قال‪ :‬دخلت على أبي عبد ال )عليه السلم( و هو مغضب و عنده نفر من‬
‫أصحابنا‪ ،‬و هو يقول‪» :‬تصلون قبل أن تزول الشمس؟« قال‪ :‬و هم سكوت‪ ،‬قال‪ :‬فقلت‪ :‬أصلحك ال‪ ،‬ما نصلي‬
‫صلَة‬ ‫حتى يؤذن مؤذن مكة‪ ،‬قال‪» :‬فل بأس‪ ،‬أما أنه إذا أذن فقد زالت الشمس«‪ .‬ثم قال‪» :‬إن ال يقول‪َ :‬أِقِم ال ّ‬
‫ل فقد دخلت أربع صلوات فيما بين هذين الوقتين‪ ،‬و أفرد صلة الفجر‪ ،‬قال‪َ :‬و ُقْرآ َ‬
‫ن‬ ‫ق الّلْي ِ‬ ‫سِ‬ ‫غَ‬ ‫س ِإلى َ‬ ‫شْم ِ‬ ‫ك ال ّ‬ ‫ِلُدُلو ِ‬
‫شُهودًا فمن صلى قبل أن تزول الشمس فل صلة له«‪.‬‬ ‫ن َم ْ‬ ‫جِر كا َ‬ ‫ن اْلَف ْ‬
‫ن ُقْرآ َ‬ ‫جِر ِإ ّ‬
‫اْلَف ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -8‬تفسير العّياشي ‪.137 /308 :2‬‬
‫‪ -9‬تفسير العّياشي ‪.138 /309 :2‬‬
‫‪ -10‬تفسير العّياشي ‪.139 /309 :2‬‬
‫‪ -11‬تفسير العّياشي ‪.140 /309 :2‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬يعمل‪.‬‬
‫)‪ (2‬السبحة‪ :‬النافلة‪» .‬مجمع البحرين‪ -‬سبح‪.«370 :2 -‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪569 :‬‬
‫‪ -[12] /6504‬عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر و أبي عبد ال )عليهما السلم( عن قول‬
‫ال‪:‬‬
‫ل‪.‬‬
‫ق الّلْي ِ‬
‫سِ‬‫غَ‬ ‫س ِإلى َ‬ ‫شْم ِ‬ ‫ك ال ّ‬
‫صلَة ِلُدُلو ِ‬ ‫َأِقِم ال ّ‬
‫قال‪» :‬جمعت الصلوات كلهن‪ ،‬و دلوك الشمس‪ :‬زوالها‪ ،‬و غسق الليل‪ :‬انتصافه«‪ .‬و قال‪» :‬إنه ينادي مناد من‬
‫جِر قال‪:‬‬ ‫ن اْلَف ْ‬
‫السماء كل ليلة إذا انتصف الليل‪ :‬من رقد عن صلة العشاء إلى هذه الساعة فل نامت عيناه َو ُقْرآ َ‬
‫شُهودًا قال‪» :‬تحضره ملئكة الليل و ملئكة النهار«‪.‬‬ ‫ن َم ْ‬
‫»صلة الصبح«‪ .‬و أما قوله‪ :‬كا َ‬
‫‪ -[13] /6505‬عن سعيد بن المسيب‪ ،‬عن علي بن الحسين )عليه السلم( قال‪ :‬قلت له‪ :‬متى فرضت الصلة على‬
‫المسلمين على ما هم اليوم عليه؟‬
‫قال‪» :‬بالمدينة‪ ،‬حين ظهرت الدعوة و قوي السلم‪ ،‬و كتب ال على المسلمين الجهاد‪ ،‬زاد في الصلوات رسول‬
‫ال )صلى ال عليه و آله( سبع ركعات‪ :‬في الظهر ركعتين‪ ،‬و في العصر ركعتين‪ ،‬و في المغرب ركعة‪ ،‬و في‬
‫العشاء ركعتين‪ ،‬و أقر الفجر على ما فرضت عليه بمكة لتعجيل نزول ملئكة النهار إلى الرض‪ ،‬و تعجيل‬
‫عروج ملئكة الليل إلى السماء‪ ،‬فكان ملئكة الليل و ملئكة النهار يشهدون مع رسول ال )صلى ال عليه و آله(‬
‫الفجر‪ ،‬فلذلك قال ال‪:‬‬
‫شُهودًا يشهده المسلمون و يشهده ملئكة الليل و ملئكة النهار«‪.‬‬ ‫ن َم ْ‬
‫جِر كا َ‬ ‫ن اْلَف ْ‬
‫ن ُقْرآ َ‬‫جِر ِإ ّ‬‫ن اْلَف ْ‬‫َو ُقْرآ َ‬
‫شْمسِ ِإلى‬
‫ك ال ّ‬
‫صلَة ِلُدُلو ِ‬
‫‪ -[14] /6506‬عن عبيد بن زرارة‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال‪َ :‬أِقِم ال ّ‬
‫ل‪.‬‬
‫ق الّلْي ِ‬
‫سِ‬ ‫غَ‬‫َ‬
‫قال‪» :‬إن ال افترض أربع صلوات‪ ،‬أول وقتها من زوال الشمس إلى انتصاف الليل‪ ،‬منها صلتان أول وقتهما‬
‫من عند زوال الشمس إلى غروبها‪ ،‬إل أن هذه قبل هذه‪ ،‬و منها صلتان أول وقتهما من غروب الشمس إلى‬
‫انتصاف الليل‪ ،‬إل أن هذه قبل هذه«‪.‬‬
‫‪ -[15] /6507‬عن أبي هاشم الخادم‪ ،‬عن أبي الحسن الماضي )عليه السلم( قال‪» :‬ما بين غروب الشمس إلى‬
‫سقوط القرص غسق«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫حُمودًا ]‪[79‬‬
‫ك َمقامًا َم ْ‬
‫ك َرّب َ‬
‫ن َيْبَعَث َ‬
‫عسى َأ ْ‬
‫ك َ‬
‫جْد ِبِه ناِفَلًة َل َ‬
‫ل َفَتَه ّ‬
‫ن الّلْي ِ‬
‫َو ِم َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -12‬تفسير العّياشي ‪.141 /309 :2‬‬
‫‪ -13‬تفسير العّياشي ‪[.....] .142 /309 :2‬‬
‫‪ -14‬تفسير العّياشي ‪.143 /310 :2‬‬
‫‪ -15‬تفسير العّياشي ‪.144 /310 :2‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪570 :‬‬

‫‪ -[1] /6508‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬صلة الليل‪ ،‬و قال‪ :‬سبب النور في القيامة الصلة في جوف الليل‪.‬‬
‫‪ -[2] /6509‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن‬
‫الحسن الصفار‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن عثمان بن عبد الملك‪ ،‬عن أبي بكر‪ ،‬قال‪:‬‬
‫قال لي أبو جعفر )عليه السلم(‪» :‬أ تدري لي شيء وضع التطوع؟« قلت‪ :‬ل أدري‪ ،‬جعلت فداك‪ .‬قال‪» :‬إنه‬
‫تطوع لكم‪ ،‬و نافلة للنبياء‪ ،‬أو تدري لم وضع التطوع؟«‪] .‬قلت‪ :‬ل أدري جعلت فداك‪ .‬قال‪» [:‬لنه إن كان في‬
‫الفريضة نقص صبت »‪ «1‬النافلة على الفريضة حتى تتم‪ ،‬إن ال عز و جل يقول لنبيه )صلى ال عليه و آله(‪َ :‬و‬
‫ك«‪.‬‬‫جْد ِبِه ناِفَلًة َل َ‬‫ل َفَتَه ّ‬
‫ن الّلْي ِ‬
‫ِم َ‬
‫‪ -[3] /6510‬الشيخ في )أماليه(‪ :‬قال‪ :‬أخبرنا جماعة عن أبي المفضل‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا يحيى بن علي بن عبد الجبار‬
‫السدوسي بالسيرجان »‪ ،«2‬قال‪ :‬حدثني عمي محمد بن عبد الجبار‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا حماد بن عيسى‪ ،‬عن عمر بن‬
‫أذينة‪ ،‬عن عبد الرحمن بن أذينة العبدي‪ ،‬عن أبيه و أبان مولهم‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬قال‪ :‬رأيت رسول ال )صلى‬
‫جْد ِبِه ناِفَلًة‬
‫ل َفَتَه ّ‬
‫ن الّلْي ِ‬
‫ال عليه و آله( يوما مقبل على علي بن أبي طالب )عليه السلم( و هو يتلو هذه الية َو ِم َ‬
‫حُمودًا فقال‪» :‬يا علي‪ ،‬إن ربي عز و جل ملكني الشفاعة في أهل التوحيد من‬ ‫ك َمقامًا َم ْ‬‫ك َرّب َ‬ ‫ن َيْبَعَث َ‬
‫عسى َأ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫َل َ‬
‫امتي‪ ،‬و حظر ذلك على من ناصبك أو ناصب ولدك من بعدك«‪.‬‬
‫‪ -[4] /6511‬الشيخ في )التهذيب(‪ :‬بإسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى‪ ،‬عن الحسن بن علي بن عبد ال‪ ،‬عن ابن‬
‫فضال‪ ،‬عن مروان‪ ،‬عن عمار الساباطي‪ ،‬قال‪ :‬كنا جلوسا عند أبي عبد ال )عليه السلم( بمنى‪ ،‬فقال له رجل‪:‬‬
‫ما تقول في النوافل؟ فقال‪» :‬فريضة« قال‪ :‬ففزعنا و فزع الرجل‪ ،‬فقال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬إنما أعني‬
‫ك«‪.‬‬ ‫جْد ِبِه ناِفَلًة َل َ‬
‫ل َفَتَه ّ‬
‫ن الّلْي ِ‬
‫صلة الليل على رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬إن ال يقول‪َ :‬و ِم َ‬
‫‪ -[5] /6512‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن الحسن بن محبوب‪ ،‬عن زرعة‪ ،‬عن سماعة‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫ال )عليه السلم( قال‪ :‬سألته عن شفاعة النبي )صلى ال عليه و آله( يوم القيامة‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.25 :2‬‬
‫‪ -2‬علل الشرائع ‪.1 /327 :2‬‬
‫‪ -3‬المالي ‪.70 :2‬‬
‫‪ -4‬التهذيب ‪.959 /242 :2‬‬
‫‪ -5‬تفسير القّمي ‪.25 :2‬‬
‫ب‪.‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬نقصان قضيت‪ ،‬و في »ط«‪ :‬فص ّ‬
‫)‪ (2‬في »ط«‪ :‬جرجان‪ ،‬و سيرجان‪ :‬مدينة بين كرمان و فارس‪» .‬معجم البلدان ‪.«295 :3‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪571 :‬‬
‫فقال‪» :‬يلجم الناس يوم القيامة العرق »‪ ،«1‬فيقولون‪ :‬انطلقوا بنا إلى آدم ليشفع لنا عند ربنا فيأتون آدم )عليه‬
‫السلم(‪ ،‬فيقولون‪ :‬يا آدم اشفع لنا عند ربك فيقول‪ :‬إن لي ذنبا و خطيئة فعليكم بنوح‪ ،‬فعليكم بنوح‪ ،‬فيأتون نوحا‬
‫)عليه السلم( فيردهم إلى من يليه‪ ،‬فيردهم كل نبي إلى من يليه حتى ينتهوا إلى عيسى )عليه السلم(‪ ،‬فيقول‪:‬‬
‫عليكم بمحمد رسول ال )صلى ال عليه و آله( فيعرضون أنفسهم عليه و يسألونه‪ ،‬فيقول‪ :‬انطلقوا فينطلق بهم إلى‬
‫باب الجنة‪ ،‬و يستقبل باب الرحمة »‪ ،«2‬و يخر ساجدا‪ ،‬فيمكث ما شاء ال‪ ،‬فيقول ال‪ :‬أرفع رأسك‪ ،‬و اشفع تشفع‪،‬‬
‫حُمودًا«‪.‬‬
‫ك َمقامًا َم ْ‬
‫ك َرّب َ‬
‫ن َيْبَعَث َ‬
‫عسى َأ ْ‬ ‫و اسأل تعط و ذلك قوله‪َ :‬‬
‫‪ -[6] /6513‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن محمد بن أبي عمير‪ ،‬عن معاوية و هشام‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪» :‬قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬لو قد قمت المقام المحمود لشفعت في أبي‪ ،‬و امي »‪ ،«3‬و‬
‫أخ كان لي في الجاهلية«‪.‬‬
‫‪ -[7] /6514‬الشيخ في )أماليه(‪ :‬عن الفحام‪ ،‬عن المنصوري‪ ،‬عن عم أبيه‪ ،‬قال‪ :‬حدثني المام علي بن محمد‪،‬‬
‫بإسناده عن الباقر‪ ،‬عن جابر‪ ،‬قال‪ :‬قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب )عليه السلم(‪» :‬سمعت النبي )صلى ال‬
‫عليه و آله( يقول‪ :‬إذا حشر الناس يوم القيامة ناداني مناد‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬إن ال جل اسمه قد أمكنك من مجازاة‬
‫محبيك و محبي أهل بيتك‪ ،‬الموالين لهم فيك و المعادين لهم فيك‪ ،‬فكافهم بما شئت فأقول‪ :‬يا رب‪ ،‬الجنة فأنادي‪:‬‬
‫بوئهم منها حيث شئت فذلك المقام المحمود الذي وعدت به«‪.‬‬
‫‪ -[8] /6515‬ابن بابويه‪ ،‬بإسناده عن ابن عباس‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه و آله( لعلي )عليه السلم(‪:‬‬
‫»يا علي‪ ،‬شيعتك »‪ «4‬هم الفائزون يوم القيامة‪ ،‬فمن أهان واحدا منهم فقد أهانك‪ ،‬و من أهانك فقد أهانني‪ ،‬و من‬
‫أهانني أدخله ال تعالى نار جهنم خالدا فيها و بئس المصير‪.‬‬
‫يا علي‪ ،‬أنت مني‪ ،‬و أنا منك‪ ،‬روحك من روحي‪ ،‬و طينتك من طينتي‪ ،‬و شيعتك خلقوا من فضل طينتنا‪ ،‬فمن‬
‫أحبهم فقد أحبنا‪ ،‬و من أبغضهم فقد أبغضنا‪ ،‬و من عاداهم فقد عادانا‪ ،‬و من ودهم فقد ودنا‪.‬‬
‫يا علي‪ ،‬إن شيعتك مغفور لهم على ما كان فيهم من ذنوب و عيوب‪ .‬يا علي‪ ،‬أنا الشفيع لشيعتك غدا إذا قمت المقام‬
‫المحمود فبشرهم بذلك‪.‬‬
‫يا علي‪ ،‬شيعتك شيعة ال‪ ،‬و أنصارك أنصار ال‪ ،‬و أولياؤك أولياء ال‪ ،‬و حزبك حزب ال‪ .‬يا علي‪ ،‬سعد من‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -6‬تفسير القّمي ‪.25 :2‬‬
‫‪ -7‬المالي ‪.304 :1‬‬
‫‪ -8‬أمالي الصدوق‪.8 /23 :‬‬
‫)‪ (1‬أي يصل إلى أفواهم‪ ،‬فيصير لهم بمنزلة الّلجام‪ ،‬يمنعهم عن الكلم‪» .‬النهاية ‪.«234 :4‬‬
‫)‪ (2‬في »ط« باب الرحمن‪[.....] .‬‬
‫ي‪.‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر زيادة‪ :‬و عم ّ‬
‫)‪ (4‬في »س« و »ط«‪ :‬شيعتنا‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪572 :‬‬
‫تولك و شقي من عاداك‪ .‬يا علي‪ ،‬لك كنز في الجنة و أنت ذو قرنيها«‪.‬‬
‫‪ -[9] /6516‬العياشي‪ :‬عن خيثمة الجعفي‪ ،‬قال‪ :‬كنت عند جعفر بن محمد )عليهما السلم(‪ ،‬أنا و مفضل بن عمر‬
‫ليل ليس عنده أحد غيرنا‪ ،‬فقال له مفضل الجعفي‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬حدثنا حديثا نسر به‪ .‬قال‪» :‬نعم‪ ،‬إذا كان يوم‬
‫القيامة حشر ال الخلئق في صعيد واحد حفاة عراة غرل »‪.««1‬‬
‫قال‪ :‬فقلت‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬ما الغرل؟ قال‪ :‬فقال‪» :‬كما خلقوا أول مرة‪ ،‬فيقفون حتى يلجمهم العرق‪ ،‬فيقولون‪:‬‬
‫ليت ال يحكم بيننا و لو إلى النار‪ ،‬يرون أن في النار راحة فيما هم فيه‪ ،‬ثم يأتون آدم )عليه السلم(‪ ،‬فيقولون‪ :‬أنت‬
‫أبونا و أنت نبي‪ ،‬فسل ربك يحكم بيننا و لو إلى النار‪ ،‬فيقول آدم‪ :‬لست بصاحبكم‪ ،‬خلقني ربي بيده‪ ،‬و حملني على‬
‫عرشه‪ ،‬و أسجد لي ملئكته‪ ،‬ثم أمرني فعصيت‪ ،‬و لكني أدلكم على ابني الصديق الذي مكث في قومه ألف سنة‬
‫إل خمسين عاما يدعوهم‪ ،‬كلما كذبوا اشتد تصديقه‪ ،‬نوح‪ -‬قال‪ -‬فيأتون نوحا )عليه السلم( فيقولون‪ :‬سل ربك‬
‫يحكم بيننا و لو إلى النار‪ .‬قال‪ :‬فيقول‪ :‬لست بصاحبكم‪ ،‬إني قلت‪ :‬إن ابني من أهلي و لكني أدلكم إلى من اتخذه ال‬
‫خليل في دار الدنيا‪ ،‬ائتوا إبراهيم‪ -‬قال‪ -‬فيأتون إبراهيم )عليه السلم( فيقول‪ :‬لست بصاحبكم‪ ،‬إني قلت‪ :‬إني سقيم‬
‫و لكني أدلكم على من كلمه ال تكليما‪ ،‬موسى‪ -‬قال‪ -‬فيأتون موسى )عليه السلم( فيقولون له‪ ،‬فيقول لست‪:‬‬
‫بصاحبكم‪ ،‬إني قتلت نفسا‪ ،‬و لكني أدلكم على من كان يخلق بإذن ال‪ ،‬و يبرئ الكمه و البرص بإذن ال‪ ،‬عيسى‬
‫فيأتونه‪ ،‬فيقول‪:‬‬
‫لست بصاحبكم‪ ،‬و لكني أدلكم على من بشرتكم به في دار الدنيا‪ ،‬أحمد«‪.‬‬
‫ثم قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬ما من نبي ولد من آدم إلى محمد )صلوات ال عليهم( إل و هم تحت لواء‬
‫محمد )صلى ال عليه و آله(‪ .‬قال‪ :‬فيأتونه‪ ،‬ثم قال‪ :‬فيقولون‪ :‬يا محمد‪ ،‬سل ربك يحكم بيننا و لو إلى النار‪ -‬قال‪-‬‬
‫فيقول‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬أنا صاحبكم فيأتي دار الرحمن و هي عدن‪ ،‬و إن بابها سعته »‪ «2‬ما بين المشرق و المغرب‪ ،‬فيحرك حلقة‬
‫من الحلق‪ ،‬فيقال‪ :‬من هذا؟ و هو أعلم به‪ ،‬فيقول‪ :‬أنا محمد فيقال‪ :‬افتحوا له قال‪ :‬فيفتح لي »‪ «3‬قال‪ :‬فإذا نظرت‬
‫إلى ربي مجدته تمجيدا لم يمجده أحد كان قبلي‪ ،‬و ل يمجده أحد كان بعدي‪ ،‬ثم أخر ساجدا‪ ،‬فيقول‪ :‬يا محمد‪ ،‬ارفع‬
‫رأسك‪ ،‬و قل يسمع قولك‪ ،‬و اشفع تشفع‪ ،‬و سل تعط قال‪ :‬فإذا رفعت رأسي و نظرت إلى ربي مجدته تمجيدا‬
‫أفضل من الول‪ ،‬ثم أخر ساجدا‪ ،‬فيقول‪ :‬ارفع رأسك‪ ،‬و قل يسمع قولك‪ ،‬و اشفع تشفع‪ ،‬و سل تعط فإذا رفعت‬
‫رأسي و نظرت إلى ربي »‪ «4‬مجدته تمجيدا أفضل من الول و الثاني‪ ،‬ثم أخر ساجدا‪ ،‬فيقول‪ :‬ارفع رأسك‪ ،‬و قل‬
‫يسمع قولك‪ ،‬و اشفع تشفع‪ ،‬و سل تعط فإذا رفعت رأسي أقول‪ :‬رب احكم بين عبادك و لو إلى النار فيقول‪ :‬نعم‪ ،‬يا‬
‫محمد‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -9‬تفسير العّياشي ‪.145 /310 :2‬‬
‫)‪ (1‬الغرل‪ :‬جمع الغرل‪ ،‬و هو القلف‪» .‬النهاية ‪.«362 :3‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر زيادة‪ :‬بعد‪.‬‬
‫)‪ (3‬في »ط«‪ :‬له‪.‬‬
‫ل عليه و آله(‪ :‬نظرت إلى رّبي‪ ،‬أي إلى عرشه‪ ،‬أو إلى‬ ‫)‪ (4‬قال المجلسي في بحار النوار ‪ :47 :8‬قوله )صلى ا ّ‬
‫كرامته‪ ،‬أو إلى نور من أنوار عظمته‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪573 :‬‬
‫قال‪ :‬ثم يؤتى بناقة من ياقوت أحمر‪ ،‬و زمامها زبرجد أخضر‪ ،‬حتى أركبها‪ ،‬ثم آتي المقام المحمود حتى أقف »‬
‫‪ «1‬عليه‪ ،‬و هو تل من مسك أذفر بحيال العرش ثم يدعى إبراهيم )عليه السلم( فيحمل على مثلها‪ ،‬فيجيء حتى‬
‫يقف عن يمين رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬ثم يرفع رسول ال )صلى ال عليه و آله( يده فيضرب على‬
‫كتف علي بن أبي طالب )عليه السلم(‪ ،‬ثم قال‪ :‬ثم تؤتى‪ -‬و ال‪ -‬بمثلها فتحمل عليها‪ ،‬ثم تجيء حتى تقف بيني و‬
‫بين أبيك إبراهيم‪.‬‬
‫ثم يخرج مناد من عند الرحمن فيقول‪ :‬يا معشر الخلئق‪ ،‬أليس العدل من ربكم أن يولي كل قوم ما كانوا يتولون‬
‫في دار الدنيا؟ فيقولون‪ :‬بلى‪ ،‬و أي شيء عدل غيره؟ قال‪ :‬فيقوم الشيطان الذي أضل فرقة من الناس حتى زعموا‬
‫أن عيسى )عليه السلم( هو ال و ابن ال فيتبعونه إلى النار‪ ،‬و يقوم الشيطان الذي أضل فرقة من الناس حتى‬
‫زعموا أن عزيرا ابن ال حتى يتبعونه إلى النار‪ ،‬فيقوم كل شيطان أضل فرقة فيتبعونه إلى النار حتى تبقى هذه‬
‫المة‪.‬‬
‫ثم يخرج مناد من عند ال فيقول‪ :‬يا معشر الخلئق‪ ،‬أليس العدل من ربكم أن يولي كل فريق من كانوا يتولون في‬
‫دار الدنيا؟ فيقولون‪ :‬بلى‪ ،‬و أي شيء عدل غيره؟ فيقوم شيطان فيتبعه من كان يتوله‪ ،‬ثم يقوم شيطان فيتبعه من‬
‫كان يتوله‪ ،‬ثم يقوم شيطان ثالث فيتبعه من كان يتوله‪ ،‬ثم يقوم معاوية فيتبعه من كان يتوله‪ ،‬و يقوم علي فيتبعه‬
‫من كان يتوله‪ ،‬ثم يقوم يزيد بن معاوية فيتبعه من كان يتوله‪ ،‬و يقوم الحسن فيتبعه من كان يتوله‪ ،‬و يقوم‬
‫الحسين فيتبعه من كان يتوله‪ ،‬ثم يقوم مروان بن الحكم و عبد الملك فيتبعهما من كان يتولهما‪ ،‬ثم يقوم علي بن‬
‫الحسين فيتبعه من كان يتوله‪ ،‬ثم يقوم الوليد بن عبد الملك‪ ،‬و يقوم محمد بن علي فيتبعهما من كان يتولهما‪ ،‬ثم‬
‫أقوم أنا فيتبعني من كان يتولني‪ ،‬و كأني بكما معي‪ ،‬ثم يؤتى بنا فنجلس على عرش ربنا »‪ ،«2‬و يؤتى بالكتب‬
‫فتوضع‪ ،‬فتشهد على عدونا‪ ،‬و نشفع لمن كان من شيعتنا مرهقا«‪.‬‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬فما المرهق؟ قال‪» :‬المذنب‪ ،‬فأما الذين اتقوا من شيعتنا فقد نجاهم ال بمفازتهم‪ ،‬ل يمسهم‬
‫السوء و ل هم يحزنون«‪.‬‬
‫قال‪ :‬ثم جاءته جارية له‪ ،‬فقالت‪ :‬إن فلن القرشي بالباب‪ ،‬فقال‪» :‬ائذنوا له« ثم قال لنا‪» :‬اسكتوا«‪.‬‬
‫‪ -[10] /6517‬عن محمد بن حكيم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪:‬‬
‫لو قد قمت المقام المحمود‪ ،‬شفعت لبي و امي و عمي و أخ كان لي موافيا »‪ «3‬في الجاهلية«‪.‬‬
‫‪ -[11] /6518‬عن عيص بن القاسم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪» :‬أن أناسا من بني هاشم أتوا رسول ال‬
‫)صلى ال عليه و آله( فسألوه أن يستعملهم على صدقات المواشي‪ ،‬و قالوا‪ :‬يكون لنا هذا السهم الذي جعلته‬
‫للعاملين‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -10‬تفسير العّياشي ‪.146 /313 :2‬‬
‫‪ -11‬تفسير العّياشي ‪.147 /313 :2‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬أقضي‪.‬‬
‫)‪ (2‬في بحار النوار ‪ :47 :8‬فيجلس على العرش رّبنا‪ .‬و عّلق عليها بقوله‪ :‬الجلوس على العرش كناية عن‬
‫ظهور الحكم و المر من عند العرش و خلق الكلم هناك‪.‬‬
‫)‪ (3‬في »ط«‪ :‬مواليا‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪574 :‬‬
‫عليها‪ ،‬فنحن أولى به‪ ،‬فقال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬يا بني عبد المطلب‪ ،‬إن الصدقة ل تحل لي و ل‬
‫لكم‪ ،‬و لكني وعدت بالشفاعة‪ -‬ثم قال‪ :‬و ال‪ ،‬أشهد أنه قد وعدها‪ -‬فما ظنكم‪ -‬يا بني عبد المطلب‪ -‬إذا أخذت بحلقة‬
‫الباب‪ ،‬أ تروني مؤثرا عليكم غيركم؟‬
‫ثم قال‪ :‬إن الجن و النس يجلسون يوم القيامة في صعيد واحد‪ ،‬فإذا طال بهم الموقف طلبوا الشفاعة‪ ،‬فيقولون‪ :‬إلى‬
‫من؟ فيأتون نوحا )عليه السلم( فيسألونه الشفاعة‪ ،‬فيقول‪ :‬هيهات‪ ،‬قد رفعت حاجتي »‪ «1‬فيقولون إلى من؟‬
‫فيقال‪ :‬إلى إبراهيم فيأتون إبراهيم )عليه السلم( فيسألونه الشفاعة‪ ،‬فيقول‪ :‬هيهات‪ ،‬قد رفعت حاجتي‪ .‬فيقولون‪:‬‬
‫إلى من؟ فيقال‪ :‬ائتوا موسى فيأتونه فيسألونه الشفاعة‪ ،‬فيقول‪ :‬هيهات‪ ،‬قد رفعت حاجتي‪ .‬فيقولون‪ :‬إلى من؟ فيقال‪:‬‬
‫ائتوا عيسى فيأتونه و يسألونه الشفاعة‪ ،‬فيقول‪ :‬هيهات‪ ،‬قد رفعت حاجتي‪ .‬فيقولون‪ :‬إلى من؟ فيقال‪ :‬ائتوا محمدا‬
‫فيأتونه فيسألونه الشفاعة‪ ،‬فيقوم مدل حتى يأتي باب الجنة‪ ،‬فيأخذ بحلقة الباب‪ ،‬ثم يقرعه‪ ،‬فيقال‪ :‬من هذا؟‬
‫فيقول‪ :‬أحمد‪ .‬فيرحبون »‪ «2‬و يفتحون الباب‪ ،‬فإذا نظر إلى الجنة خر ساجدا يمجد ربه و يعظمه‪ ،‬فيأتيه ملك‪،‬‬
‫فيقول‪:‬‬
‫ارفع رأسك‪ ،‬و سل تعط‪ ،‬و اشفع تشفع فيقوم فيرفع رأسه‪ ،‬و يدخل من باب الجنة‪ ،‬فيخر ساجدا يمجد ربه و‬
‫يعظمه‪ ،‬فيأتيه ملك‪ ،‬فيقول‪ :‬ارفع رأسك‪ ،‬و سل تعط‪ ،‬و اشفع تشفع فيقوم‪ ،‬فيمشي في الجنة ساعة‪ ،‬ثم يخر ساجدا‬
‫يمجد ربه و يعظمه‪ ،‬فيأتيه ملك‪ ،‬فيقول‪ :‬ارفع رأسك‪ ،‬و سل تعط‪ ،‬و اشفع تشفع فيقوم‪ ،‬فما يسأل شيئا إل أعطاه‬
‫إياه«‪.‬‬
‫ك َمقامًا‬
‫ك َرّب َ‬
‫ن َيْبَعَث َ‬
‫عسى َأ ْ‬
‫‪ -[12] /6519‬عن بعض أصحابنا‪ ،‬عن أحدهما )عليهما السلم(‪ ،‬قال في قوله‪َ :‬‬
‫حُمودًا‪ ،‬قال‪» :‬هي الشفاعة«‪.‬‬
‫َم ْ‬
‫‪ -[13] /6520‬عن صفوان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬إني‬
‫استوهبت من ربي أربعة‪ :‬آمنة بنت وهب‪ ،‬و عبد ال بن عبد المطلب‪ ،‬و أبا طالب‪ ،‬و رجل جرت بيني و بينه‬
‫أخوة‪ ،‬فطلب إلي أن أطلب إلى ربي أن يهبه لي«‪.‬‬
‫‪ -[14] /6521‬عن عبيد بن زرارة‪ ،‬قال‪ :‬سئل أبو عبد ال )عليه السلم( عن المؤمن‪ ،‬هل له شفاعة؟ قال‪:‬‬
‫»نعم«‪.‬‬
‫فقال له رجل من القوم‪ :‬هل يحتاج المؤمن إلى شفاعة محمد )صلى ال عليه و آله( يومئذ؟ قال‪» :‬نعم‪ ،‬للمؤمنين‬
‫خطايا و ذنوب‪ ،‬و ما من أحد إل و يحتاج إلى شفاعة محمد )صلى ال عليه و آله( يومئذ«‪.‬‬
‫قال‪ :‬و سأله رجل عن قول رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪» :‬أنا سيد ولد آدم و ل فخر«‪ .‬قال‪» :‬نعم‪ ،‬يأخذ حلقة‬
‫باب‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -12‬تفسير العّياشي ‪.148 /314 :2‬‬
‫‪ -13‬تفسير العّياشي ‪[.....] .149 /314 :2‬‬
‫‪ -14‬تفسير العّياشي ‪.150 /314 :2‬‬
‫)‪ (1‬قال المجلسي في البحار ‪:48 :8‬‬
‫سلم( قد رفعت حاجتي‪،‬‬‫قوله )عليه ال ّ‬

‫أي إلى غيري‪ ،‬و الحاصل أّني أيضا استشفع من غيري‪ ،‬فل أستطيع شفاعتكم‪ ،‬و يمكن أن يقرأ على بناء‬
‫المفعول‪ ،‬كناية عن رفع الرجاء‪ ،‬أي رفع عّني طلب الحاجة لما صدر مّني من ترك الولى‪.‬‬
‫)‪ (2‬في »ط«‪ :‬فيجيئون‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪575 :‬‬
‫الجنة فيفتحها‪ ،‬فيخر ساجدا‪ ،‬فيقول ال‪ :‬ارفع رأسك‪ ،‬اشفع تشفع‪ ،‬اطلب تعط‪ ،‬فيرفع رأسه‪ ،‬ثم يخر ساجدا‪ ،‬فيقول‬
‫ال‪ :‬ارفع رأسك‪ ،‬اشفع تشفع‪ ،‬و اطلب تعط ثم يرفع رأسه‪ ،‬فيشفع فيشفع‪ ،‬و يطلب فيعطى«‪.‬‬
‫ك َرّبكَ َمقامًا‬
‫ن َيْبَعَث َ‬
‫عسى َأ ْ‬ ‫‪ -[15] /6522‬عن سماعة بن مهران‪ ،‬عن أبي إبراهيم )عليه السلم( في قول ال‪َ :‬‬
‫حُمودًا‪.‬‬‫َم ْ‬
‫قال‪» :‬يقوم الناس يوم القيامة مقدار أربعين يوما »‪ ،«1‬و تؤمر الشمس فتركب على رؤوس العباد‪ ،‬و يلجمهم‬
‫العرق‪ ،‬و تؤمر الرض فل تقبل من عرقهم شيئا‪ ،‬فيأتون آدم )عليه السلم( فيتشفعون منه‪ ،‬فيدلهم على نوح‬
‫)عليه السلم(‪ ،‬و يدلهم نوح على إبراهيم‪ ،‬و يدلهم إبراهيم )عليه السلم( على موسى‪ ،‬و يدلهم موسى )عليه‬
‫السلم( على عيسى )عليه السلم(‪ ،‬و يدلهم عيسى على محمد )صلى ال عليه و آله( فيقول‪ :‬عليكم بمحمد خاتم‬
‫النبيين فيقول محمد )صلى ال عليه و آله(‪ :‬أنا لها فينطلق حتى يأتي باب الجنة فيدق‪ ،‬فيقال له‪ :‬من هذا؟‪ -‬و ال‬
‫أعلم‪ -‬فيقول‪ :‬محمد‪ .‬فيقال‪ :‬افتحوا له‪ ،‬فإذا فتح الباب استقبل ربه فخر ساجدا‪ ،‬فل يرفع رأسه حتى يقال له‪ :‬تكلم‪،‬‬
‫و سل تعط‪ ،‬و اشفع تشفع فيرفع رأسه فيستقبل ربه فيخر ساجدا‪ ،‬فيقال له مثلها‪ ،‬فيرفع رأسه حتى أنه ليشفع لمن‬
‫قد احرق بالنار‪ ،‬فما أحد من الناس يوم القيامة في جميع المم أوجه من محمد )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و هو قول‬
‫حُمودًا‪.‬‬ ‫ك َمقامًا َم ْ‬ ‫ك َرّب َ‬
‫ن َيْبَعَث َ‬
‫عسى َأ ْ‬ ‫ال تعالى‪َ :‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫صيرًا ]‪-[1] /6523 [80‬‬ ‫سْلطانًا َن ِ‬
‫ك ُ‬
‫ن َلُدْن َ‬
‫ل ِلي ِم ْ‬
‫جَع ْ‬
‫ق َو ا ْ‬‫صْد ٍ‬
‫ج ِ‬ ‫خَر َ‬‫جِني ُم ْ‬ ‫خِر ْ‬‫ق َو َأ ْ‬‫صْد ٍ‬‫ل ِ‬‫خَ‬ ‫خْلِني ُمْد َ‬
‫ب َأْد ِ‬
‫ل َر ّ‬‫َو ُق ْ‬
‫علي بن إبراهيم‪ :‬فإنها نزلت يوم فتح مكة لما أراد رسول ال )صلى ال عليه و آله( دخولها‪ :‬أنزل ال‪:‬‬
‫صيرًا أي‪ :‬معينا‪.‬‬ ‫سْلطانًا َن ِ‬‫ق الية‪ .‬قال‪ :‬قوله‪ُ :‬‬ ‫صْد ٍ‬
‫ج ِ‬ ‫خَر َ‬‫جِني ُم ْ‬
‫خِر ْ‬ ‫ق َو َأ ْ‬‫صْد ٍ‬‫ل ِ‬ ‫خَ‬‫خْلِني ُمْد َ‬
‫ب َأْد ِ‬‫ل يا محمد َر ّ‬ ‫َو ُق ْ‬
‫ن َلُدْن َ‬
‫ك‬ ‫ل ِلي ِم ْ‬
‫جَع ْ‬‫‪ -[2] /6524‬العياشي‪ :‬عن أبي الجارود‪ ،‬عن زيد بن علي )عليه السلم(‪ ،‬في قول ال َو ا ْ‬
‫صيرًا قال‪ :‬السيف‪.‬‬ ‫سْلطانًا َن ِ‬‫ُ‬
‫ق َو‬‫ل صِْد ٍ‬ ‫خَ‬‫خْلِني ُمْد َ‬
‫ب َأْد ِ‬
‫ل َر ّ‬
‫‪ -[3] /6525‬ابن شهر آشوب‪ :‬من كتاب أبي بكر الشيرازي‪ ،‬قال ابن عباس‪َ :‬و ُق ْ‬
‫صْد ٍ‬
‫ق‬ ‫ج ِ‬ ‫خَر َ‬‫جِني ُم ْ‬‫خِر ْ‬‫َأ ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -15‬تفسير العياشي ‪.151 /315 :2‬‬
‫‪ -1‬تفسير القمي ‪.26 :2‬‬
‫‪ -2‬تفسير العياشي ‪.152 /315 :2‬‬
‫‪ -3‬المناقب ‪ ،67 :2‬شواهد التنزيل ‪.479 /348 :1‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬عاما‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪576 :‬‬
‫صيرًا قال‪ :‬لقد استجاب ال لنبيه )صلى ال عليه و آله( دعاءه‪ ،‬فأعطاه‬ ‫سْلطانًا َن ِ‬ ‫ك ُ‬ ‫ن َلُدْن َ‬
‫ل ِلي ِم ْ‬ ‫جَع ْ‬
‫يعني مكة‪َ .‬و ا ْ‬
‫علي بن أبي طالب )عليه السلم( سلطانا ينصره على أعدائه‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن َزُهوقًا ]‪[81‬‬‫ل كا َ‬ ‫طَ‬ ‫ن اْلبا ِ‬‫ل ِإ ّ‬‫طُ‬‫ق اْلبا ِ‬ ‫ق َو َزَه َ‬ ‫حّ‬‫ل جاَء اْل َ‬‫َو ُق ْ‬
‫‪ -[1] /6526‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن محمد‪ ،‬عن علي بن العباس‪ ،‬عن الحسن بن عبد الرحمن‪ ،‬عن عاصم‬
‫ل ِإ ّ‬
‫ن‬ ‫طُ‬ ‫ق اْلبا ِ‬‫ق َو َزَه َ‬ ‫حّ‬‫ل جاَء اْل َ‬
‫بن حميد‪ ،‬عن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬في قوله عز و جل‪َ :‬و ُق ْ‬
‫ن َزُهوقًا‪ ،‬قال‪» :‬إذا قام القائم أذهب »‪ «1‬دولة الباطل«‪.‬‬ ‫ل كا َ‬‫طَ‬‫اْلبا ِ‬
‫‪ -[2] /6527‬شرف الدين النجفي‪ ،‬قال‪ :‬ذكر الشيخ الطوسي )رحمه ال( »‪ «2‬حديثا‪ ،‬بإسناده عن رجاله‪ ،‬عن‬
‫نعيم بن حكيم‪ ،‬عن أبي مريم الثقفي‪ ،‬عن أمير المؤمنين )عليه السلم( قال‪» :‬انطلق بي رسول ال )صلى ال عليه‬
‫و آله( حتى أتى بي إلى الكعبة‪ ،‬فقال لي‪ :‬اجلس فجلست إلى جنب الكعبة فصعد رسول ال )صلى ال عليه و آله(‬
‫على منكبي‪ ،‬ثم قال لي‪:‬‬
‫انهض فنهضت‪ ،‬فلما رأى مني ضعفا قال‪ :‬اجلس فنزل »‪ ،«3‬ثم قال لي‪ :‬يا علي اصعد على منكبي فصعدت على‬
‫منكبه‪ ،‬ثم نهض بي رسول ال )صلى ال عليه و آله( و خيل لي أن لو شئت لنلت أفق السماء‪ ،‬فصعدت فوق‬
‫الكعبة و تنحى رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و قال لي‪ :‬ألق صنمهم الكبر »‪ ،«4‬و كان من نحاس موتدا‬
‫بأوتاد حديد إلى الرض‪ .‬فقال لي رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬عالجه فعالجته و رسول ال )صلى ال عليه‬
‫ن َزُهوقًا فلم أزل أعالجه حتى استمكنت منه‪ ،‬فقال لي‪ :‬اقذفه‬ ‫ل كا َ‬
‫طَ‬‫ن اْلبا ِ‬
‫ل ِإ ّ‬ ‫طُ‬ ‫ق اْلبا ِ‬
‫ق َو َزَه َ‬ ‫حّ‬‫و آله( يقول‪ :‬جاَء اْل َ‬
‫فقذفته فتكسر‪ ،‬فنزلت من فوق الكعبة‪ ،‬و انطلقت أنا و رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و خشينا أن يرانا أحد‬
‫من قريش و غيرهم«‪.‬‬
‫‪ -[3] /6528‬ابن بابويه‪ :‬حدثنا أبو علي أحمد بن يحيى المكتب‪ ،‬قال حدثنا أحمد بن محمد الوراق‪ ،‬قال‪:‬‬
‫حدثنا بشر بن سعيد بن قيلويه المعدل بالرافقة‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبد الجبار بن كثير التميمي اليماني‪ ،‬قال‪ :‬سمعت محمد‬
‫بن حرب الهللي أمير المدينة يقول‪ :‬سألت جعفر بن محمد )عليه السلم(‪ ،‬فقلت له‪ :‬يا بن رسول ال‪ ،‬في نفسي‬
‫مسألة أريد أن أسألك عنها؟ فقال‪ :‬إن شئت أخبرتك بمسألتك قبل أن تسألني‪ ،‬و إن شئت قل؟«‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬الكافي ‪.432 /287 :8‬‬
‫‪ -2‬تأويل اليات ‪.26 /286 :1‬‬
‫‪ -3‬علل الشرائع‪.1 /173 :‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ذهبت‪.‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر زيادة‪ :‬في معنى تأويله‪.‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر زيادة‪ :‬و جلس‪[.....] .‬‬
‫)‪ (4‬في المصدر زيادة‪ :‬صنم قريش‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪577 :‬‬
‫قال‪ :‬قلت له‪ :‬يا بن رسول ال‪ ،‬و بأي شيء تعرف ما في نفسي قبل سؤالي؟ فقال‪» :‬بالتوسم و التفرس‪ ،‬أما سمعت‬
‫ن »‪ «1‬و قول رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬اتقوا فراسة‬ ‫سِمي َ‬
‫ت ِلْلُمَتَو ّ‬
‫ليا ٍ‬ ‫ك َ‬ ‫ن ِفي ذِل َ‬ ‫قول ال عز و جل‪ِ :‬إ ّ‬
‫المؤمن فإنه ينظر بنور ال؟«‪.‬‬
‫قال‪ :‬فقلت له‪ :‬يا بن رسول ال‪ ،‬فأخبرني بمسألتي؟ قال‪» :‬أردت أن تسألني عن رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪:‬‬
‫لم لم يطق حمله علي بن أبي طالب )عليه السلم( عند حط الصنام عن سطح الكعبة مع قوته و شدته‪ ،‬و ما ظهر‬
‫منه في قلع باب القموص بخيبر‪ ،‬و الرمي به إلى ورائه أربعين ذراعا‪ ،‬و كان ل يطيق حمله أربعون رجل‪ ،‬و قد‬
‫كان رسول ال )صلى ال عليه و آله( يركب الناقة و الفرس و الحمار‪ ،‬و ركب البراق ليلة المعراج‪ ،‬و كل ذلك‬
‫دون علي )عليه السلم( في القوة و الشدة«‪.‬‬
‫قال‪ :‬فقلت له‪ :‬عن هذا و ال أردت أن أسألك‪ -‬يا بن رسول ال‪ -‬فأخبرني‪ .‬قال‪» :‬نعم‪ ،‬إن عليا )عليه السلم(‬
‫برسول ال )صلى ال عليه و آله( تشرف‪ ،‬و به ارتفع‪ ،‬و به وصل إلى أن أطفأ نار الشرك‪ ،‬و أبطل كل معبود‬
‫من دون ال عز و جل‪ ،‬و لو عله النبي )صلى ال عليه و آله( لحط الصنام لكان )عليه السلم( بعلي مرتفعا و‬
‫متشرفا و واصل إلى حط الصنام‪ ،‬و لو كان ذلك كذلك لكان أفضل منه‪ ،‬أل ترى أن عليا )عليه السلم( قال‪ :‬لما‬
‫علوت ظهر رسول ال )صلى ال عليه و آله( شرفت و ارتفعت حتى لو شئت أن أنال السماء لنلتها؟ أما علمت أن‬
‫المصباح هو الذي يهتدى به في الظلمة‪ ،‬و انبعاث فرعه من أصله؟ و قد قال علي )عليه السلم(‪ :‬أنا من أحمد‬
‫)صلى ال عليه و آله( كالضوء من الضوء‪ ،‬أما علمت أن محمدا و عليا )صلوات ال عليهما( كانا نورا بين يدي‬
‫ال عز و جل قبل خلق الخلق بألفي عام؟ و أن الملئكة لما رأت ذلك النور رأت له أصل قد تشعب منه شعاع‬
‫لمع‪ ،‬فقالوا‪ :‬إلهنا و سيدنا‪ ،‬ما هذا النور؟ فأوحى ال تبارك و تعالى إليهم‪ :‬هذا نور من نوري‪ ،‬أصله نبوة و فرعه‬
‫إمامة‪ ،‬أما النبوة فلمحمد عبدي و رسولي‪ ،‬و أما المامة فلعلي حجتي و وليي‪ ،‬و لولهما ما خلقت خلقي‪ ،‬أما‬
‫علمت أن رسول ال )صلى ال عليه و آله( رفع يد علي )عليه السلم( بغدير خم حتى نظر الناس إلى بياض‬
‫إبطيهما‪ ،‬فجعله مولى المسلمين و إمامهم‪ ،‬و قد أحتمل الحسن و الحسين )عليهما السلم( بغدير خم حتى نظر‬
‫الناس إلى بياض إبطيهما‪ ،‬فجعله مولى المسلمين و إمامهم‪ ،‬و قد أحتمل الحسن و الحسين )عليهما السلم( يوم‬
‫حظيرة بني النجار‪ ،‬فلما قال له بعض أصحابه‪ :‬ناولني أحدهما‪ ،‬يا رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ .‬قال‪ :‬نعم‬
‫الراكبان‪ ،‬و أبوهما خير منهما‪ ،‬و أنه )صلى ال عليه و آله( كان يصلي بأصحابه فأطال سجدة من سجداته‪ ،‬فلما‬
‫سلم قيل له‪ :‬يا رسول ال لقد أطلت هذه السجدة؟ فقال‪ :‬إن ابني ارتحلني‪ ،‬فكرهت أن أعاجله حتى ينزل و إنما أراد‬
‫بذلك )صلى ال عليه و آله( رفعهم و تشريفهم‪ ،‬فالنبي )صلى ال عليه و آله( إمام و نبي‪ ،‬و علي )عليه السلم(‬
‫إمام ليس بنبي و ل رسول‪ ،‬فهو غير مطيق لحمل أثقال النبوة‪.‬‬
‫قال‪ :‬محمد بن حرب الهللي‪ :‬فقلت له زدني‪ ،‬يا بن رسول ال‪ .‬فقال‪» :‬انك لهل للزيادة‪ ،‬إن رسول ال )صلى ال‬
‫عليه و آله( حمل عليا )عليه السلم( على ظهره‪ ،‬يريد بذلك أنه أبو ولده‪ ،‬و إمام الئمة من صلبه‪ ،‬كما حول رداءه‬
‫في صلة الستسقاء‪ ،‬و أراد أن يعلم أن يعلم أصحابه بذلك أنه قد تحول الجدب خصبا«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬الحجر ‪.75 :15‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪578 :‬‬

‫قال‪ :‬قلت له‪ :‬زدني‪ ،‬يا بن رسول ال‪ .‬فقال‪» :‬حمل رسول ال )صلى ال عليه و آله( عليا )عليه السلم( يريد بذلك‬
‫أن يعلم قومه أنه هو الذي يخفف عن ظهر رسول ال )صلى ال عليه و آله( ما عليه من الدين و العدات‪ ،‬و الداء‬
‫عنه من بعده«‪.‬‬
‫قال‪ :‬فقلت له‪ :‬يا بن رسول ال‪ ،‬زدني‪ .‬فقال‪» :‬احتمله ليعلم بذلك أنه قد احتمله‪ ،‬و ما حمل إل لنه »‪ «1‬معصوم‬
‫ل يحمل وزرا فتكون أفعاله عند الناس حكمة و صوابا‪ ،‬و قد قال النبي )صلى ال عليه و آله( لعلي )عليه‬
‫ل ما‬ ‫ك ا ُّ‬
‫السلم(‪ :‬يا علي إن ال تبارك و تعالى حملني ذنوب شيعتك ثم غفرها لي‪ ،‬و ذلك قوله عز و جل‪ِ :‬لَيْغِفَر َل َ‬
‫سُكْم »‪ «3‬قال النبي )صلى ال عليه و‬ ‫عَلْيُكمْ َأْنُف َ‬
‫خَر »‪ ،«2‬و لما أنزل ال عز و جل عليه‪َ :‬‬ ‫ك َو ما َتَأ ّ‬ ‫ن َذْنِب َ‬
‫َتَقّدَم ِم ْ‬
‫آله(‪ :‬أيها الناس عليكم أنفسكم‪ ،‬ل يضركم من ضل إذا اهتديتم »‪ ،«4‬و علي نفسي و أخي‪ ،‬أطيعوا عليا فإنه‬
‫حّم َ‬
‫ل‬ ‫عَلْيِه ما ُ‬
‫ن َتَوّلْوا َفِإّنما َ‬
‫ل َفِإ ْ‬
‫سو َ‬
‫طيُعوا الّر ُ‬ ‫ل َو أَ ِ‬ ‫طيُعوا ا َّ‬ ‫ل َأ ِ‬
‫مطهر معصوم ل يضل و ل يشقى ثم تل هذه الية ُق ْ‬
‫ن »‪.««5‬‬ ‫غ الُْمِبي ُ‬ ‫ل اْلَبل ُ‬ ‫ل ِإ ّ‬
‫سو ِ‬ ‫عَلى الّر ُ‬
‫طيُعوُه َتْهَتُدوا َو ما َ‬
‫ن ُت ِ‬
‫حّمْلُتْم َو ِإ ْ‬
‫عَلْيُكْم ما ُ‬‫َو َ‬
‫قال محمد بن حرب الهللي‪ :‬ثم قال جعفر بن محمد )عليه السلم(‪» :‬أيها المير‪ ،‬لو أخبرتك بما في حمل النبي‬
‫)صلى ال عليه و آله( عليا )عليه السلم( عند حط الصنام عن سطح الكعبة من المعاني التي أرادها به لقلت‪ :‬إن‬
‫جعفر بن محمد لمجنون‪ ،‬فحسبك من ذلك ما قد سمعت«‪ .‬فقمت إليه‪ ،‬و قبلت رأسه‪ ،‬و قلت له‪ :‬ال أعلم حيث‬
‫يجعل رسالته‪.‬‬
‫‪ -[4] /6529‬ابن شهر آشوب‪ :‬ذكر أبو بكر الشيرازي في )نزول القرآن في شأن أمير المؤمنين )عليه السلم((‪:‬‬
‫عن قتادة‪ ،‬عن ابن المسيب‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال لي جابر بن عبد ال‪ :‬دخلنا مع النبي )صلى ال عليه و آله(‬
‫مكة‪ ،‬و في البيت و حوله ثلثمائة و ستون صنما‪ ،‬فأمر بها رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬فألقيت كلها على‬
‫وجوهها‪ ،‬و كان على البيت صنم طويل يقال له هبل فنظر النبي )صلى ال عليه و آله( إلى علي )صلى ال عليه‬
‫و آله(‪ ،‬و قال له‪» :‬يا علي‪ ،‬تركب علي أو أركب عليك ل لقي هبل عن ظهر الكعبة؟ قال )عليه السلم(‪» :‬يا‬
‫رسول ال‪ ،‬بل تركبني«‪.‬‬
‫قال )عليه السلم(‪» :‬فلما جلس على ظهري لم أستطع حمله لثقل الرسالة‪ ،‬فقلت‪ :‬يا رسول ال بل أركبك‪ ،‬فضحك‬
‫و نزل و طأطأ ظهره و استويت عليه‪ ،‬فو الذي فلق الحب و برأ النسمة لو أردت أن أمسك السماء لمسكتها بيدي‪،‬‬
‫ل«‪ .‬الية‪.‬‬ ‫ق اْلباطِ ُ‬ ‫ق َو َزَه َ‬ ‫حّ‬ ‫ل جاَء اْل َ‬
‫فألقيت هبل عن ظهر الكعبة‪ ،‬فأنزل ال‪َ :‬و ُق ْ‬
‫‪ -[5] /6530‬و قال ابن شهر آشوب‪ :‬و قد استنابه يوم الفتح في أمر عظيم‪ ،‬فإنه وقف حتى صعد على كتفيه‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -4‬المناقب ‪ ،135 :2‬شواهد التنزيل ‪.480 /350 :1‬‬
‫‪ -5‬المناقب ‪.135 :2‬‬
‫ل إنه‪.‬‬
‫)‪ (1‬في »ط«‪ :‬إ ّ‬
‫)‪ (2‬الفتح ‪.2 :48‬‬
‫)‪ (3‬المائدة ‪.105 :5‬‬
‫)‪ (4‬تضمين من سورة المائدة ‪.105 :5‬‬
‫)‪ (5‬النور ‪.54 :24‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪579 :‬‬
‫و تعلق بسطح الكعبة »‪ ،«1‬و صعد‪ ،‬و كان يقلع الصنام بحيث تهتز حيطان البيت‪ ،‬ثم يرمي بها فتنكسر‪.‬‬
‫رواه أحمد بن حنبل و أبو يعلى الموصلي في )مسنديهما( »‪ «2‬و أبو بكر الخطيب في )تاريخه( »‪ ،«3‬و‬
‫الخطيب الخوارزمي في )أربعينه( »‪ ،«4‬و محمد بن الصباح »‪ «5‬الزعفراني في )الفضائل( »‪«6‬‬
‫‪ ،‬و أبو عبد ال النطنزي في )الخصائص( »‪«7‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ -[6] /6531‬السيد الرضي في كتاب )المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة(‪ :‬بإسناده عن مجاهد‪ ،‬عن ابن عباس‪:‬‬
‫أن رسول ال )صلى ال عليه و آله( مر داخل إلى الكعبة و إذا هو بإداوات »‪«8‬‬
‫لبن مسعود معلقة‪ ،‬فقال لمير المؤمنين )عليه السلم(‪» :‬يا علي‪ ،‬ائتني بإداوة من تلك الداوات« فأتاه بواحدة‬
‫فشرب منها و توضأ‪ ،‬ثم نظر إلى ابن مسعود‪ ،‬قال له‪» :‬ما هذه الخلق »‪«9‬‬
‫التي أجدها في إداوتك؟«‪ .‬فقال ابن مسعود‪ :‬فداك أبي و امي‪ -‬يا رسول ال‪ -‬ثقل علي الماء بمكة فأخذت تميرات‪،‬‬
‫فمرستهن في إداواتي ليعذب الماء‪ .‬فقال )صلى ال عليه و آله(‪» :‬حلل و ماء طهور«‪.‬‬
‫ثم قام و أخذ المفتاح من شيبة و فتح الباب‪ ،‬فقال العباس بن عبد المطلب‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬أليس أنا عمك و صنوا‬
‫أبيك؟ فقال‪» :‬بلى‪ ،‬فما حاجتك‪ ،‬يا عم؟«‪ .‬فقال‪ :‬تعطيني مفتاح الكعبة‪ .‬فقال‪» :‬هو لك‪ ،‬يا عم«‪ .‬فهبط جبرئيل )عليه‬
‫السلم(‪ ،‬و قال‪ :‬إن ال يقرئك السلم‪ ،‬و يقول لك أن تؤدي المانات إلى أهلها‪ ،‬فاستعاد المفتاح من العباس و‬
‫أعاده إلى شيبة‪ ،‬و دخل رسول ال )صلى ال عليه و آله( إلى الكعبة فإذا هو بصورة إبراهيم )عليه السلم(‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫»ل تعبدوا الصور و التماثيل‪ ،‬فإن ال عز و جل يبغضها و يبغض صانعها‪ ،‬و جعل يحلها »‪ «10‬بطرف ردائه‪،‬‬
‫فلما خرج قال لشيبة‪» :‬أغلق الباب«‪.‬‬
‫ثم رفع رأسه فإذا هو بصنم على ظهر الكعبة‪ ،‬فقال لعلي )عليه السلم(‪» :‬يا علي‪ ،‬كيف لي بهذا الصنم؟«‪ .‬فقال‪:‬‬
‫»يا رسول ال‪ ،‬أنكب لك فارق على ظهري و تناوله«‪ .‬فقال النبي )صلى ال عليه و آله(‪» :‬يا علي‪ ،‬لو جهدت‬
‫امتي من أولها إلى‬
‫__________________________________________________‬
‫‪..... -6‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬البيت‪.‬‬
‫)‪ (2‬مسند أحمد بن حنبل ‪ ،84 :1‬مسند أبي يعلى الموصلي ‪.292 /251 :1‬‬
‫)‪ (3‬تاريخ بغداد ‪.302 :13‬‬
‫)‪ ... (4‬مناقب الخوارزمي‪[.....] .71 :‬‬
‫)‪ (5‬في »ط«‪ :‬الصّباغ‪.‬‬
‫)‪ (6‬الصراط المستقيم ‪ 178 :1‬عن الزعفراني‪.‬‬
‫)‪ (7‬الصراط المستقيم ‪ 178 :1‬عن النطنزي‪ ،‬بحار النوار ‪ 76 :38‬عن مناقب ابن شهر آشوب‪.‬‬
‫)‪ (8‬الداوة‪ :‬إناء صغير من جلد يّتخد للماء‪» .‬لسان العرب‪ -‬أدا‪.«25 :14 -‬‬
‫)‪ (9‬الخلق‪ :‬جمع خلق‪ ،‬و هو البالي من الثياب و الجلد و غيرها‪» .‬المعجم الوسيط‪ -‬خلق‪ .«252 :1 -‬و لعّلها‬
‫تصحيف‪ .‬الخلف أو الخلوقة‪ ،‬يقال‪:‬‬
‫خلف اللبن و الطعام خلوفا و خلوفة‪ ،‬و أخلف إخلفا‪ :‬إذا تغّير طعمه أو رائحته‪.‬‬
‫)‪ (10‬في »ط«‪ :‬يحيلها‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪580 :‬‬
‫آخرها أن يحملوا عضوا من أعضائي ما قدروا على ذلك‪ ،‬و لكن ادن مني يا علي‪ -‬قال‪ -‬فدنوت منه فضرب بيده‬
‫إلى ساقي‪ .‬فأقلعني من الرض‪ ،‬و انتصب بي فإذا أنا على كتفيه‪ ،‬فقال لي‪ :‬يا علي‪ ،‬سم و خذه‪ ،‬فأخذت الصنم‬
‫فضربت به الرض‪ ،‬فتفتت ثلثا‪.‬‬
‫فقال النبي )صلى ال عليه و آله(‪ :‬يا علي‪ ،‬ما ترى و أنت على كتفي؟ قلت‪ :‬خيرا‪ -‬فداك أبي و امي‪ ،‬يا رسول‬
‫ال‪ -‬لو أردت أن أمس السماء بيدي لقدرت‪ ،‬فقال لي‪ :‬يا علي‪ ،‬زادك ال شرفا إلى شرفك‪.‬‬
‫ثم انحسر من تحتي فوقعت على الرض و ضحكت‪ ،‬فقال‪ :‬ما يضحكك يا علي؟ فقلت‪ :‬فداك أبي امي‪ -‬يا رسول‬
‫ال‪ -‬وقعت من أعلى الكعبة إلى الرض فلم أتألم من الوقع‪ .‬فقال‪ :‬يا علي‪ ،‬كيف تتألم و قد حملك محمد‪ ،‬و أنزلك‬
‫جبرئيل )عليه السلم(«‪.‬‬
‫و مضى رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬فقال العباس يفتخر‪ :‬أنا سيد قريش و أكرمها حسبا‪ ،‬و أفخرها مركبا‪،‬‬
‫و بيدي سقاية الحاج ل يليها غيري‪ .‬فقال شيبة‪ :‬ل‪ ،‬بل أنا سيد قريش‪ ،‬و بيدي سدانة الكعبة ل يليها غيري‪ .‬فقال‬
‫علي )عليه السلم(‪ :‬أبغضتماني بمقالتكما‪ ،‬أنا سيدكما‪ ،‬و سيد أهل الرض بعد رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪،‬‬
‫أنا الذي ضربت وجوهكما حتى آمنتما و أقررتما أن محمدا رسول ال )صلى ال عليه و آله(«‪ .‬فغضبا من قوله‪،‬‬
‫و أتيا النبي )صلى ال عليه و آله( فأخبراه بما قال علي )عليه السلم( لهما‪ ،‬فهبط جبرئيل )عليه السلم( و قال‪ :‬يا‬
‫حراِم َكَم ْ‬
‫ن‬ ‫جِد اْل َ‬
‫سِ‬‫عماَرةَ اْلَم ْ‬‫ج َو ِ‬
‫سقاَيَة اْلحا ّ‬ ‫جَعْلُتْم ِ‬
‫محمد‪ ،‬الحق يقرئك السلم‪ ،‬و يقول لك‪ :‬قل لشيبة و العباس‪َ :‬أ َ‬
‫ل »‪«1‬‬ ‫عْنَد ا ِّ‬
‫ن ِ‬‫سَتُوو َ‬
‫ل ل َي ْ‬ ‫ل ا ِّ‬ ‫سِبي ِ‬
‫خِر َو جاَهَد ِفي َ‬ ‫لِ‬ ‫ل َو اْلَيْوِم ا ْ‬ ‫ن ِبا ِّ‬
‫آَم َ‬
‫الية‪ -‬يا محمد‪ -‬علي خير منهما«‪.‬‬
‫‪ -[7] /6532‬العياشي‪ :‬عن حمدويه‪ ،‬عن يعقوب بن يزيد‪ ،‬عن بعض أصحابنا‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه‬
‫السلم( عن اللعب بالشطرنج؟ فقال‪» :‬الشطرنج من الباطل«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫خسارًا ]‪[82‬‬ ‫ل َ‬ ‫ن ِإ ّ‬
‫ظاِلِمي َ‬ ‫ن َو ل َيِزيُد ال ّ‬‫حَمٌة ِلْلُمْؤِمِني َ‬
‫شفاٌء َو َر ْ‬ ‫ن ما ُهَو ِ‬ ‫ن اْلُقْرآ ِ‬‫ل ِم َ‬‫َو ُنَنّز ُ‬
‫‪ -[1] /6533‬عن مسعدة بن صدقة‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬إنما الشفاء في علم القرآن‪ ،‬لقوله‪ :‬ما‬
‫ن لهله‪ ،‬ل شك فيه و ل مرية‪ ،‬فأهله أئمة الهدى الذين قال ال‬ ‫حَمٌة ِلْلُمْؤِمِني َ‬
‫شفاٌء َو َر ْ‬ ‫ُهَو ِ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -7‬تفسير العياشي ‪.153 /315 :2‬‬
‫‪ -1‬تفسير العياشي ‪.154 /315 :2‬‬
‫)‪ (1‬التوبة ‪.19 :9‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪581 :‬‬
‫عباِدنا »‪«1‬‬ ‫ن ِ‬‫طَفْينا ِم ْ‬ ‫صَ‬ ‫نا ْ‬ ‫ب اّلِذي َ‬‫ُثّم َأْوَرْثَنا اْلِكتا َ‬
‫‪.‬‬
‫‪ -[2] /6534‬عن محمد بن أبي حمزة‪ ،‬رفعه الى أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬نزل جبرئيل على محمد )صلى‬
‫خسارًا«‪.‬‬ ‫ل َ‬ ‫ن آل محمد حقهم ِإ ّ‬ ‫ظاِلِمي َ‬‫ال عليه و آله( بهذه الية َو ل َيِزيُد ال ّ‬
‫‪ -[3] /6535‬محمد بن العباس‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن خالد البرقي‪ ،‬عن محمد بن علي الصيرفي‪ ،‬عن ابن‬
‫ن َو ل‬ ‫حَمٌة ِلْلُمْؤِمِني َ‬
‫شفاٌء َو َر ْ‬ ‫ن ما ُهَو ِ‬ ‫ل ِمنَ اْلُقْرآ ِ‬ ‫الفضيل‪ ،‬عن أبي حمزة عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪َ :‬و ُنَنّز ُ‬
‫خسارًا«‪.‬‬ ‫ل َ‬ ‫ن آل محمد حقهم ِإ ّ‬ ‫ظاِلِمي َ‬ ‫َيِزيُد ال ّ‬
‫‪ -[4] /6536‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن همام‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل العلوي‪ ،‬عن عيسى بن دواد‪ ،‬عن أبي‬
‫حَمٌة ِلْلُمْؤِمِني َ‬
‫ن‬ ‫شفاٌء َو َر ْ‬ ‫ن ما ُهَو ِ‬ ‫ن اْلُقْرآ ِ‬
‫ل ِم َ‬ ‫الحسن موسى‪ ،‬عن أبيه )عليهما السلم(‪ ،‬قال‪» :‬نزلت هذه الية َو ُنَنّز ُ‬
‫خسارًا«‪.‬‬ ‫ل َ‬ ‫ن لل محمد ِإ ّ‬ ‫ظاِلِمي َ‬
‫َو ل َيِزيُد ال ّ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ل ]‪[84‬‬ ‫سِبي ً‬
‫ن ُهَو َأْهدى َ‬ ‫عَلُم ِبَم ْ‬
‫على شاِكَلِتِه َفَرّبُكْم َأ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ل َيْعَم ُ‬
‫ل ُك ّ‬ ‫ُق ْ‬
‫‪ -[5] /6537‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن القاسم بن محمد‪ ،‬عن المنقري‪ ،‬عن سفيان بن‬
‫عيينة‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قال‪» :‬النية أفضل من العمل‪ ،‬أل و إن النية هي العمل‪ ،‬ثم قرأ قوله عز‬
‫على شاِكَلِتِه يعني على نيته«‪.‬‬ ‫ل َ‬ ‫ل َيْعَم ُ‬ ‫ل ُك ّ‬‫و جل ُق ْ‬
‫‪ -[6] /6538‬و عنه‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن القاسم بن محمد‪ ،‬عن المنقري‪ ،‬عن أحمد بن يونس‪ ،‬عن‬
‫أبي هاشم‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬إنما خلد أهل النار في النار لن نياتهم كانت في الدنيا أن لو‬
‫خلدوا فيها أن يعصوا ال أبدا‪ ،‬و إنما خلد أهل الجنة في الجنة لن نياتهم كانت في الدنيا أن لو بقوا فيها أن يطيعوا‬
‫على شاِكَلِتِه قال‪» :‬على نيته«‪.‬‬ ‫ل َ‬ ‫ل َيْعمَ ُ‬‫ل ُك ّ‬‫ال أبدا‪ ،‬فبالنيات خلد هؤلء و هؤلء«‪ .‬ثم تل قوله تعالى‪ُ :‬ق ْ‬
‫‪ -[7] /6539‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن جعفر بن إبراهيم‪ ،‬عن أبي الحسن الرضا )عليه السلم(‬
‫قال‪» :‬إذا كان يوم القيامة أوقف المؤمن بين يديه‪ ،‬فيكون هو الذي يتولى حسابه‪ ،‬فيعرض عليه عمله في‬
‫صحيفته‪ ،‬فأول‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬تفسير العّياشي ‪.155 /315 :2‬‬
‫‪ -3‬تأويل اليات ‪.28 /290 :1‬‬
‫‪ -4‬تأويل اليات ‪.29 /290 :1‬‬
‫‪ -5‬الكافي ‪.4 /13 :2‬‬
‫‪ -6‬الكافي ‪[.....] .5 /69 :2‬‬
‫‪ -7‬تفسير القّمي ‪.26 :2‬‬
‫)‪ (1‬فاطر ‪.32 :35‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪582 :‬‬
‫ما يرى سيئاته فيتغير لذلك لونه‪ ،‬و ترتعش فرائصه‪ ،‬و تفزع نفسه‪ ،‬ثم يرى حسناته فتقر عينه‪ ،‬و تسر نفسه‪ ،‬و‬
‫تفرح روحه‪ ،‬ثم ينظر إلى ما أعطاه ال من الثواب فيشتد فرحه‪ ،‬ثم يقول ال للملئكة‪ :‬هلموا الصحف التي فيها‬
‫العمال التي لم يعملوها‪ -‬قال‪ -‬فيقرءونها ثم يقولون‪ :‬و عزتك‪ ،‬إنك لتعلم أنا لم نعمل منها شيئا‪ ،‬فيقول‪ :‬صدقتم‪،‬‬
‫نويتموها فكتبناها لكم‪ ،‬ثم يثابون عليها«‪.‬‬
‫‪ -[4] /6540‬الشيخ في )التهذيب(‪ :‬بإسناده عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن فضالة‪ ،‬عن حماد الناب‪ ،‬عن الحكم ابن‬
‫الحكم‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ ،‬و قد سئل عن الصلة في البيع و الكنائس؟ فقال‪» :‬صل فيها‪،‬‬
‫قد رأيتها و ما أنظفها!«‪.‬‬
‫عَلُم‬
‫على شاِكَلِتِه َفَرّبُكْم َأ ْ‬
‫ل َ‬ ‫ل َيْعَم ُ‬
‫ل ُك ّ‬
‫قلت‪ :‬اصلي »‪ «1‬فيها و إن كانوا يصلون فيها؟ فقال‪» :‬نعم‪ ،‬أما تقرأ القرآن‪ُ :‬ق ْ‬
‫ل صل على القبلة و دعهم« »‪«2‬‬ ‫سِبي ً‬‫ن ُهَو َأْهدى َ‬ ‫ِبَم ْ‬
‫‪.‬‬
‫‪ -[5] /6541‬العياشي‪ :‬عن حماد‪ ،‬عن صالح بن الحكم‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪ ،‬و قد سئل‬
‫عن الصلة في البيع و الكنائس؟ فقال‪» :‬صل فيها فقد رأيتها و ما أنظفها!«‪.‬‬
‫ل ُك ّ‬
‫ل‬ ‫قال‪ :‬فقلت‪ :‬اصلي فيها و إن كانوا يصلون فيها؟ فقال‪» :‬صل فيها و إن كانوا يصلون فيها‪ ،‬أما تقرأ القرآن‪ُ :‬ق ْ‬
‫ل صل إلى القبلة و دعهم«‪.‬‬ ‫سِبي ً‬
‫ن ُهَو َأْهدى َ‬ ‫عَلُم ِبَم ْ‬
‫على شاِكَلِتِه َفَرّبُكْم َأ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫َيْعَم ُ‬
‫‪ -[6] /6542‬عن أبي هاشم‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن الخلود في الجنة و النار؟‬
‫فقال‪» :‬إنما خلد أهل النار في النار لن نياتهم كان في الدنيا أن لو خلدوا فيها‪ ،‬أن يعصو ال أبدا‪ ،‬و إنما خلد أهل‬
‫الجنة في الجنة لن نياتهم كانت في الدنيا أن لو بقوا أن يطيعوا ال أبدا‪ ،‬فبالنيات خلد هؤلء و هؤلء«‪.‬‬
‫على شاِكَلِتِه قال‪» :‬على نيته«‪.‬‬ ‫ل َ‬ ‫ل َيْعَم ُ‬‫ل ُك ّ‬ ‫ثم تل قوله‪ُ :‬ق ْ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ل ]‪[85‬‬ ‫ل َقِلي ً‬
‫ن اْلِعْلِم ِإ ّ‬
‫ن َأْمِر َرّبي َو ما ُأوِتيُتْم ِم َ‬
‫ح ِم ْ‬‫ل الّرو ُ‬ ‫ح ُق ِ‬
‫ن الّرو ِ‬ ‫عِ‬ ‫ك َ‬‫سَئُلوَن َ‬
‫َو َي ْ‬
‫‪ -[1] /6543‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عن ابن مسكان‪ ،‬عن‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -4‬التهذيب ‪.876 /222 :2‬‬

‫‪ -5‬تفسير العّياشي ‪.157 /316 :2‬‬

‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪.158 /316 :2‬‬

‫‪ -1‬الكافي ‪.3 /215 :1‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬أ يصّلي‪.‬‬

‫)‪ (2‬في »س« و المصدر‪ :‬و غربهم‪.‬‬

‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪583 :‬‬


‫ن َأْمِر‬
‫ح ِم ْ‬
‫ل الّرو ُ‬
‫ح ُق ِ‬
‫ن الّرو ِ‬
‫عِ‬‫ك َ‬
‫سَئُلوَن َ‬
‫أبي بصير‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول ال عز و جل‪َ :‬و َي ْ‬
‫َرّبي‪ ،‬قال‪» :‬خلق أعظم من جبرئيل )عليه السلم( و ميكائيل‪ ،‬كان مع رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و هو‬
‫مع الئمة‪ ،‬و هو من الملكوت«‪.‬‬
‫‪ -[2] /6544‬و عنه‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن أبي أيوب الخزاز‪ ،‬عن أبي بصير‪،‬‬
‫ن َأْمِر َرّبي‪ ،‬قال‪» :‬خلق أعظم من‬ ‫ح ِم ْ‬ ‫ل الّرو ُ‬
‫ح ُق ِ‬
‫ن الّرو ِ‬
‫عِ‬
‫ك َ‬
‫سَئُلوَن َ‬
‫قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪َ :‬ي ْ‬
‫جبرئيل و ميكائيل‪ ،‬لم يكن مع أحد ممن مضى غير محمد )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و هو مع الئمة )عليهم السلم(‬
‫يسددهم‪ ،‬و ليس كلما طلب وجد«‪.‬‬
‫‪ -[3] /6545‬و عنه‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن علي بن أسباط‪ ،‬عن الحسين بن أبي العلء‪،‬‬
‫عن سعد السكاف‪ ،‬قال‪ :‬أتى رجل أمير المؤمنين )عليه السلم( يسأله عن الروح‪ ،‬أليس هو جبرئيل؟‬
‫فقال له أمير المؤمنين )عليه السلم(‪» :‬جبرئيل )عليه السلم( من الملئكة‪ ،‬و الروح غير جبرئيل«‪ .‬فكرر ذلك‬
‫على الرجل‪ ،‬فقال له‪ :‬لقد قلت عظيما من القول‪ ،‬ما أحد يزعم أن الروح غير جبرئيل‪ .‬فقال له أمير المؤمنين‬
‫)عليه السلم(‪:‬‬
‫جُلوُه‬‫سَتْع ِ‬‫ل َفل َت ْ‬ ‫»إنك ضال تروي عن أهل الضلل‪ ،‬يقول ال عز و جل لنبيه )صلى ال عليه و آله(‪َ :‬أتى َأْمُر ا ِّ‬
‫ح »‪«1‬‬ ‫ل اْلَملِئَكَة ِبالّرو ِ‬ ‫ن ُيَنّز ُ‬
‫شِرُكو َ‬ ‫عّما ُي ْ‬‫سْبحاَنُه َو َتعالى َ‬ ‫ُ‬
‫و الروح غير الملئكة«‪.‬‬
‫‪ -[4] /6546‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪» :‬هو ملك أعظم من جبرئيل و ميكائيل‪ ،‬كان مع رسول ال )صلى ال عليه و آله( و هو مع الئمة‬
‫)عليهم السلم(«‪.‬‬
‫‪ -[5] /6547‬سعد بن عبد ال‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا يعقوب بن يزيد‪ ،‬عن محمد بن أبي عمير‪ ،‬عن هشام بن سالم‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ن َأْمِر َرّبي‪.‬‬ ‫ح ِم ْ‬
‫ل الّرو ُ‬ ‫ح ُق ِ‬
‫ن الّرو ِ‬ ‫عِ‬ ‫ك َ‬‫سَئُلوَن َ‬‫سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪َ :‬و َي ْ‬
‫قال‪» :‬خلق أعظم من جبرئيل و ميكائيل‪ ،‬لم يكن مع أحد ممن مضى غير محمد )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و هو مع‬
‫الئمة )عليهم السلم( يوفقهم و يسددهم‪ ،‬و ليس كلما »‪ «2‬طلبه وجده »‪«3‬‬
‫«‪.‬‬
‫عِ‬
‫ن‬ ‫سَئُلوَنكَ َ‬ ‫‪ -[6] /6548‬العياشي‪ :‬عن زرارة‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا جعفر )عليه السلم( عن قول ال عز و جل‪َ :‬ي ْ‬
‫ن َأْمِر َرّبي‪ ،‬قال‪» :‬خلق من خلق ال‪ ،‬و ال يزيد في الخلق ما يشاء«‪.‬‬ ‫ح ِم ْ‬‫ل الّرو ُ‬ ‫ح ُق ِ‬
‫الّرو ِ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.4 /215 :1‬‬
‫‪ -3‬الكافي ‪.6 /215 :1‬‬
‫‪ -4‬تفسير القّمي ‪.26 :2‬‬
‫‪ -5‬مختصر بصائر الدرجات‪.3 :‬‬
‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪.159 /316 :2‬‬
‫)‪ (1‬النحل ‪[.....] .2 -1 :16‬‬
‫)‪ (2‬في »س«‪ :‬و كّلما‪.‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬طلب وجد‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪584 :‬‬
‫عِ‬
‫ن‬ ‫ك َ‬ ‫سَئُلوَن َ‬‫‪ -[7] /6549‬عن زرارة و حمران‪ ،‬عن أبي جعفر و أبي عبد ال )عليهما السلم(‪ ،‬عن قوله تعالى‪َ :‬ي ْ‬
‫ح‪.‬‬
‫الّرو ِ‬
‫قال‪» :‬إن ال تبارك و تعالى أحد صمد‪ ،‬و الصمد‪ :‬الشيء الذي ليس له جوف‪ ،‬فإنما الروح خلق من خلقه‪ ،‬له‬
‫بصر و قوة و تأييد‪ ،‬يجعله في قلوب الرسل و المؤمنين«‪.‬‬
‫ن َأْمِر‬‫ح ِم ْ‬ ‫ل الّرو ُ‬ ‫ح ُق ِ‬
‫ن الّرو ِ‬ ‫عِ‬ ‫ك َ‬ ‫سَئُلوَن َ‬
‫‪ -[8] /6550‬عن أبي بصير‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪َ :‬ي ْ‬
‫َرّبي‪ ،‬قال‪» :‬خلق عظيم أعظم من جبرئيل و ميكائيل‪ ،‬لم يكن مع أحد ممن مضى غير محمد )عليه و آله السلم(‪،‬‬
‫و مع الئمة يسددهم‪ ،‬و ليس كلما طلب وجد«‪.‬‬
‫‪ -[9] /6551‬و في رواية أبي أيوب الخزاز‪ ،‬قال‪» :‬أعظم من جبرئيل‪ ،‬و ليس‪ ،‬كما ظننت«‪.‬‬
‫ح ُق ِ‬
‫ل‬ ‫ن الّرو ِ‬ ‫عِ‬‫ك َ‬ ‫سَئُلوَن َ‬‫‪ -[10] /6552‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أحدهما‪) ،‬عليهما السلم(‪ ،‬قال سألته عن قوله‪َ :‬و َي ْ‬
‫ن َأْمِر َرّبي‪ ،‬ما الروح؟ قال‪» :‬التي في الدواب و الناس«‪.‬‬ ‫ح ِم ْ‬‫الّرو ُ‬
‫قلت‪ :‬و ما هي؟ قال‪» :‬هي من الملكوت‪ ،‬من القدرة«‪.‬‬
‫ن اْلِعْلِم ِإ ّ‬
‫ل‬ ‫‪ -[11] /6553‬عن عمرو بن شمر‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قول ال‪َ :‬و ما ُأوِتيُتْم ِم َ‬
‫ل منكم«‪.‬‬ ‫ل َقِلي ً‬
‫ن اْلِعْلِم ِإ ّ‬
‫ل‪ ،‬قال‪» :‬تفسيرها في الباطن أنه لم يؤت العلم إل أناس يسير فقال‪َ :‬و ما ُأوِتيُتْم ِم َ‬ ‫َقِلي ً‬
‫‪ -[12] /6554‬عن أسباط بن سالم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬خلق أعظم من جبرئيل و ميكائيل مع‬
‫الئمة يفقههم‪ ،‬و هو من الملكوت«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ظِهيرًا ]‪[88‬‬ ‫ض َ‬ ‫ضُهْم ِلَبْع ٍ‬ ‫ن َبْع ُ‬ ‫ن ل َيْأُتونَ ِبِمْثِلِه َو َلْو كا َ‬ ‫ل هَذا اْلُقْرآ ِ‬‫ن َيْأُتوا ِبِمْث ِ‬
‫على َأ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫جّ‬ ‫س َو اْل ِ‬‫لْن ُ‬‫ت ا ِْ‬
‫جَتَمَع ِ‬
‫نا ْ‬ ‫ل َلِئ ِ‬
‫ُق ْ‬
‫‪ -[1] /6555‬علي بن إبراهيم‪ :‬أي معينا‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -7‬تفسير العّياشي ‪.160 /316 :2‬‬
‫‪ -8‬تفسير العّياشي ‪.161 /317 :2‬‬
‫‪ -9‬تفسير العّياشي ‪.162 /317 :2‬‬
‫‪ -10‬تفسير العّياشي ‪.163 /317 :2‬‬
‫‪ -11‬تفسير العّياشي ‪.164 /317 :2‬‬
‫‪ -12‬تفسير العّياشي ‪.165 /317 :2‬‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.25 :2‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪585 :‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ل ُكُفورًا ]‪[89‬‬ ‫س ِإ ّ‬‫ل َفَأبى َأْكَثُر الّنا ِ‬‫ل َمَث ٍ‬
‫ن ُك ّ‬‫ن ِم ْ‬‫س ِفي هَذا اْلُقْرآ ِ‬‫صّرْفنا ِللّنا ِ‬‫َو َلَقْد َ‬
‫‪ -[1] /6556‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن أحمد‪ ،‬عن عبد العظيم‪ ،‬عن محمد بن الفضيل‪ ،‬عن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي جعفر‬
‫ل ُكُفورًا«‪.‬‬ ‫س بولية علي ِإ ّ‬ ‫)عليه السلم( قال‪» :‬نزل جبرئيل بهذه الية هكذا‪َ :‬فَأبى َأْكَثُر الّنا ِ‬
‫‪ -[2] /6557‬محمد بن العباس )رحمه ال(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن عبد ال بن أسد‪ ،‬عن إبراهيم الثقفي‪ ،‬عن علي بن‬
‫هلل الحمسي‪ ،‬عن الحسن بن وهب بن علي بن بحيرة‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬في قول ال‬
‫تعالى‪:‬‬
‫ل ُكُفورًا‪ ،‬قال‪» :‬نزلت في ولية علي )عليه السلم(«‪.‬‬ ‫س ِإ ّ‬
‫َفَأبى َأْكَثُر الّنا ِ‬
‫‪ -[3] /6558‬و عنه‪ :‬عن أحمد بن هوذة‪ ،‬عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي‪ ،‬عن عبد ال بن حماد النصاري‪،‬‬
‫س بولية علي )عليه السلم( ِإ ّ‬
‫ل‬ ‫عن عبد ال بن سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬أنه قال‪َ :‬فَأبى َأْكَثُر الّنا ِ‬
‫ُكُفورًا«‪.‬‬
‫‪ -[4] /6559‬العياشي‪ :‬عن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬نزل جبرئيل بهذه الية هكذا‪َ :‬فَأبى‬
‫ل ُكُفورًا«‪.‬‬ ‫س بولية علي ِإ ّ‬ ‫َأْكَثُر الّنا ِ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫خلَلها‬ ‫لْنهاَر ِ‬
‫جَر ا َْ‬
‫ب َفُتَف ّ‬
‫عَن ٍ‬
‫ل َو ِ‬‫خي ٍ‬
‫ن َن ِ‬
‫جّنٌة ِم ْ‬
‫ك َ‬‫ن َل َ‬‫ض َيْنُبوعًا َأْو َتُكو َ‬
‫لْر ِ‬ ‫ن ا َْ‬
‫جَر َلنا ِم َ‬‫حّتى َتْف ُ‬
‫ك َ‬‫ن َل َ‬
‫ن ُنْؤِم َ‬‫َو قاُلوا َل ْ‬
‫ل ]‪[95 -90‬‬ ‫سو ً‬ ‫جيرًا‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬مَلكًا َر ُ‬ ‫َتْف ِ‬
‫‪ -[5] /6560‬المام الحسن بن علي العسكري )عليه السلم( قال‪» :‬قلت لبي علي بن محمد )عليهما السلم(‪:‬‬
‫فهل كان‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬الكافي ‪.64 /351 :1‬‬
‫‪ -2‬تأويل اليات ‪ ،30 /290 :1‬شواهد التنزيل ‪.482 /353 :1‬‬
‫‪ -3‬تأويل اليات ‪.31 /291 :1‬‬
‫‪ -4‬تفسير العّياشي ‪.166 /317 :2‬‬
‫سلم(‪[.....] .314 /500 :‬‬ ‫‪ -5‬التفسير المنسوب إلى المام العسكري )عليه ال ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪586 :‬‬

‫رسول ال )صلى ال عليه و آله( يناظرهم إذا عانتوه و يحاجهم؟‬


‫ق َلْو‬
‫سوا ِ‬‫لْ‬‫شي ِفي ا َْ‬‫طعاَم َو َيْم ِ‬ ‫ل ال ّ‬
‫ل َيْأُك ُ‬
‫سو ِ‬‫قال‪ :‬بلى‪ ،‬مرارا كثيرة‪ :‬منها ما حكى ال من قولهم‪َ :‬و قاُلوا ما ِلهَذا الّر ُ‬
‫ظيٍم »‪َ «2‬و‬ ‫عِ‬ ‫ن َ‬‫ن اْلَقْرَيَتْي ِ‬
‫ل ِم َ‬
‫جٍ‬‫على َر ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ل هَذا اْلُقْرآ ُ‬‫حورًا »‪َ «1‬و قاُلوا َلْو ل ُنّز َ‬ ‫سُ‬
‫ك إلى قوله‪َ :‬م ْ‬ ‫ل ِإَلْيِه َمَل ٌ‬
‫ل ُأْنِز َ‬
‫ض َيْنُبوعًا إلى قوله ِكتابًا َنْقَرُؤُه‪.‬‬ ‫لْر ِ‬‫ن ا َْ‬
‫جَر َلنا ِم َ‬
‫حّتى َتْف ُ‬
‫ك َ‬
‫ن َل َ‬‫ن ُنْؤِم َ‬ ‫قاُلوا َل ْ‬
‫ثم قيل له في آخر ذلك‪ :‬لو كنت نبيا كموسى لنزلت علينا الصاعقة في مسألتنا إياك‪ ،‬لن مسألتنا أشد من مسائل »‬
‫‪ «3‬قوم موسى لموسى )عليه السلم(‪ ،‬قال‪ :‬و ذلك أن رسول ال )صلى ال عليه و آله( كان قاعدا ذات يوم بمكة‬
‫بفناء الكعبة إذا اجتمع جماعة من رؤساء قريش منهم‪ :‬الوليد بن المغيرة المخزومي‪ ،‬و أبو البختري بن هشام‪ ،‬و‬
‫أبو جهل ابن هشام‪ ،‬و العاص بن وائل السهمي‪ ،‬و عبد ال بن أبي امية المخزومي‪ ،‬و جمع ممن يليهم كثير‪ ،‬و‬
‫رسول ال )صلى ال عليه و آله( في نفر من أصحابه يقرأ عليهم كتاب ال‪ ،‬و يؤدي إليهم »‪ «4‬عن ال أمره و‬
‫نهيه‪ .‬فقال المشركون بعضهم لبعض‪ :‬لقد استفحل أمر محمد و عظم خطبه‪ ،‬فتعالوا نبدأ بتقريعه و تبكيته و‬
‫توبيخه‪ ،‬و الحتجاج عليه‪ ،‬و إبطال ما جاء به‪ ،‬ليهون خطبه على أصحابه‪ ،‬و يصغر قدره عندهم‪ ،‬فلعله ينزع‬
‫عما هو فيه من غيه و باطله و تمرده و طغيانه‪ ،‬فإن انتهى و إل عاملناه بالسيف الباتر‪.‬‬
‫فقال أبو جهل‪ :‬فمن ذا الذي يلي كلمه و مجادلته »‪«5‬؟ قال عبد ال بن أبي امية المخزومي‪ :‬أنا لذلك أما‬
‫ترضاني له قرنا »‪ «6‬حسيبا‪ ،‬و مجادل »‪ «7‬كفيا؟ قال أبو جهل‪ :‬بلى‪ ،‬فأتوه بأجمعهم‪ ،‬فابتدأ عبد ال بن أبي امية‬
‫المخزومي‪ ،‬فقال‪ :‬يا محمد‪ ،‬لقد ادعيت دعوى عظيمة‪ ،‬و قلت مقال هائل‪ ،‬زعمت أنك رسول ال رب العالمين‪ ،‬و‬
‫ما ينبغي لرب العالمين و خالق الخلق ]أجمعين[ أن يكون مثلك رسول له‪ ،‬بشر مثلنا تأكل كما نأكل و تشرب كما‬
‫نشرب‪ ،‬و تمشي في السواق كما نمشي‪ ،‬فهذا ملك الروم و هذا ملك الفرس ل يبعثان رسول إل كثير مال‪ ،‬عظيم‬
‫حال‪ ،‬له قصور و دور »‪ «8‬و فساطيط و خيام و عبيد و خدم‪ ،‬و رب العالمين فوق هؤلء كلهم أجمعين فهم‬
‫عبيده‪ ،‬و لو كنت نبيا لكان معك ملك يصدقك و نشاهده‪ ،‬بل و لو أراد ال أن يبعث إلينا نبيا لكان إنما يبعث إلينا‬
‫ملكا ل بشرا مثلنا‪ ،‬ما أنت‪ -‬يا محمد‪ -‬إل مسحورا و لست بنبي‪.‬‬
‫فقال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬هل بقي من كلمك شيء؟ قال‪ :‬بلى‪ ،‬لو أراد ال أن يبعث إلينا رسول‬
‫لبعث‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬الفرقان ‪.8 -7 :25‬‬
‫)‪ (2‬الزخرف ‪.31 :43‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬مسألة‪.‬‬
‫)‪ (4‬في »ط«‪ :‬و يذّكرهم‪.‬‬
‫)‪ (5‬في »ط«‪ :‬و محاورته‪.‬‬
‫)‪ (6‬القرن للنسان‪ :‬مثله في الشجاعة و الشّدة و العلم و القتال و غير ذلك‪ .‬و في »ط«‪ :‬قوّيا‪.‬‬
‫)‪ (7‬في نسخة من »ط«‪ :‬و محاورا‪.‬‬
‫)‪ (8‬في المصدر زيادة‪ :‬و بساتين‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪587 :‬‬
‫أجل من فيما بيننا مال‪ ،‬و أحسن حال‪ ،‬فهل نزل هذا القرآن الذي تزعم أن ال أنزله عليك و بعثك به رسول على‬
‫رجل من القريتين عظيم؟ إما الوليد بن المغيرة بمكة و إما عروة بن مسعود الثقفي بالطائف‪.‬‬
‫فقال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬فهل بقي من كلمك شيء‪ ،‬يا عبد ال؟ قال‪ :‬بلى‪ ،‬لن نؤمن لك حتى تفجر‬
‫لنا من الرض ينبوعا بمكة هذه‪ ،‬فإنها ذات أحجار و عرة و جبال‪ ،‬تكسح أرضها و تحفرها و تجري فيها العيون‬
‫فإنا إلى ذلك محتاجون‪ ،‬أو تكون لك جنة من نخيل و عنب فنأكل منها و نطعمها »‪ ،«1‬و تفجر النهار خللها‪-‬‬
‫سفًا ِم َ‬
‫ن‬ ‫ن َيَرْوا ِك ْ‬ ‫خلل ذلك النخيل و العناب‪ -‬تفجيرا أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا‪ ،‬فإنك قلت لنا‪َ :‬و ِإ ْ‬
‫ب َمْرُكوٌم »‪ «2‬فلعلنا نقول ذلك‪ .‬ثم قال‪ :‬و لن نؤمن لك‪ ،‬أو تأتي بال و الملئكة قبيل‪،‬‬ ‫سحا ٌ‬ ‫سماِء ساِقطًا َيُقوُلوا َ‬ ‫ال ّ‬
‫تأتي »‪ «3‬بهم و هم لنا مقابلون أو يكون لك بيت من زخرف تعطينا منه و تغنينا به فلعلنا نطغى‪ ،‬فإنك قلت لنا‪:‬‬
‫ن ِلُرِقّي َ‬
‫ك‬ ‫ن ُنْؤِم َ‬
‫سماِء أي تصعد في السماء َو َل ْ‬ ‫سَتْغنى »‪ «4‬ثم قال‪َ :‬أْو َتْرقى ِفي ال ّ‬ ‫ن َرآُه ا ْ‬‫طغى َأ ْ‬ ‫ن َلَي ْ‬‫لْنسا َ‬ ‫ن ا ِْ‬
‫ل ِإ ّ‬
‫َك ّ‬
‫عَلْينا ِكتابًا َنْقَرُؤُه‪ ،‬من ال العزيز الحكيم إلى عبد ال بن أبي امية المخزومي و من معه بأن آمنوا‬ ‫ل َ‬ ‫حّتى ُتَنّز َ‬‫َ‬
‫بمحمد بن عبد ال بن عبد المطلب فإنه رسولي‪ ،‬و صدقوه في مقاله‪ ،‬فإنه من عندي‪ ،‬ثم ل أدري‪ -‬يا محمد‪ -‬إذا‬
‫فعلت هذا كله أؤمن بك أول أؤمن بك‪ ،‬بل لو رفعتنا إلى السماء و فتحت أبوابها و دخلناها »‪ ،«5‬لقلنا‪ :‬إنما سكرت‬
‫أبصارنا‪ ،‬و سحرتنا‪.‬‬
‫فقال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬يا عبد ال‪ ،‬أبقي شيء من كلمك؟ قال‪ :‬يا محمد‪ ،‬أو ليس فيما أوردت‬
‫عليك كفاية و بلغ؟ ما بقي شيء‪ ،‬فقل ما بدا لك‪ ،‬و أفصح عن نفسك‪ ،‬إن كانت لك حجة‪ ،‬أو ائتنا بما سألناك‪.‬‬
‫فقال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬اللهم أنت السامع لكل صوت‪ ،‬و العالم بكل شيء‪ ،‬تعلم ما قاله عبادك‪،‬‬
‫حورًا‪ ،‬ثم قال ال تعالى‪:‬‬ ‫سُ‬ ‫ل َم ْ‬
‫جً‬‫طعاَم إلى قوله‪َ :‬ر ُ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ل َيْأُك ُ‬
‫سو ِ‬ ‫فأنزل ال عليه‪ :‬يا محمد َو قاُلوا ما ِلهَذا الّر ُ‬
‫جَع َ‬
‫ل‬ ‫ن شاَء َ‬ ‫ك اّلِذي ِإ ْ‬ ‫ل »‪ ،«6‬ثم قال ال‪ :‬يا محمد َتباَر َ‬ ‫سِبي ً‬ ‫ن َ‬ ‫طيُعو َ‬ ‫سَت ِ‬‫ضّلوا َفل َي ْ‬ ‫ل َف َ‬ ‫لْمثا َ‬ ‫ك ا َْ‬‫ضَرُبوا َل َ‬ ‫ف َ‬ ‫ظْر َكْي َ‬ ‫اْن ُ‬
‫صوراً »‪ ،«7‬و أنزل عليه‪ :‬يا محمد َفَلَعّلكَ تاِر ٌ‬
‫ك‬ ‫ك ُق ُ‬
‫ل َل َ‬‫جَع ْ‬‫لْنهاُر َو َي ْ‬ ‫حِتَها ا َْ‬‫ن َت ْ‬‫جِري ِم ْ‬ ‫ت َت ْ‬‫جّنا ٍ‬‫ك َ‬ ‫ن ذِل َ‬
‫خْيرًا ِم ْ‬ ‫ك َ‬‫َل َ‬
‫ك َو َلْو‬‫عَلْيِه َمَل ٌ‬
‫ل َ‬ ‫ك الية »‪ ،«8‬و أنزل عليه يا محمد‪َ :‬و قاُلوا َلْو ل ُأْنِز َ‬ ‫صْدُر َ‬ ‫ق ِبِه َ‬ ‫ك َو ضاِئ ٌ‬ ‫ض ما ُيوحى ِإَلْي َ‬ ‫َبْع َ‬
‫ن »‪.«9‬‬ ‫سو َ‬ ‫عَلْيِهْم ما َيْلِب ُ‬‫سنا َ‬ ‫لْمُر إلى قوله‪َ :‬و َلَلَب ْ‬ ‫ي ا َْ‬‫ضَ‬ ‫َأْنَزْلنا َمَلكًا َلُق ِ‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬في »ط«‪ :‬فتأكل منها و تطعمها‪ ،‬و في المصدر‪ :‬و تطعمنا‪.‬‬
‫)‪ (2‬الطور ‪.44 :52‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر زيادة‪ :‬به و‪.‬‬
‫)‪ (4‬العلق ‪.7 -6 :96‬‬
‫)‪ (5‬في »س« و المصدر‪ :‬و أخلتناها‪.‬‬
‫)‪ (6‬السراء ‪ ،48 :17‬الفرقان ‪[.....] .9 :25‬‬
‫)‪ (7‬الفرقان ‪.10 :25‬‬
‫)‪ (8‬هود ‪.12 :11‬‬
‫)‪ (9‬النعام ‪.9 -8 :6‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪588 :‬‬
‫فقال له رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬يا عبد ال‪ ،‬أما ما ذكرت من أني آكل الطعام كما تأكلون‪ ،‬و زعمت أنه‬
‫ل يجوز لجل هذه أن أكون ل رسول‪ ،‬فإن المر ل يفعل ما يشاء و يحكم ما يريد‪ ،‬و هو محمود‪ ،‬و ليس لك و ل‬
‫لحد العتراض عليه‪ ،‬بلم و كيف‪ ،‬ألم تر أن ال تعالى كيف أفقر بعضا و أغنى بعضا‪ ،‬و أعز بعضا و أذل‬
‫بعضا‪ ،‬و أصح بعضا و أسقم بعضا‪ ،‬و شرف بعضا و وضع بعضا و كلهم ممن يأكل الطعام؟ ثم ليس للفقراء أن‬
‫يقولوا‪ :‬لم أفقرتنا و أغنيتهم؟‬
‫و ل للوضعاء أن يقولوا‪ :‬لم وضعتنا و شرفتهم؟ و ل للزمنى »‪ ،«1‬و الضعفاء أن يقولوا‪ :‬لم أزمنتنا و أضعفتنا و‬
‫صححتهم؟ و ل للذلء أن يقولوا‪ :‬لم أذللتنا و أعززتهم؟ و ل للقباح الصور أن يقولوا‪ :‬لم أقبحتنا و جملتهم؟ بل‬
‫إن أبوا و قالوا ذلك‪ ،‬كانوا على ربهم رادين‪ ،‬و له في أحكامه منازعين‪ ،‬و به كافرين‪ ،‬و لكان جوابه لهم‪ :‬إني أنا‬
‫الملك الرافع الخافض المغني المفقر المعز المذل المصح المسقم‪ ،‬و أنتم العبيد ليس لكم إل التسليم لي و النقياد‬
‫لحكمي‪ ،‬فإن سلمتم كنتم عبادا مؤمنين‪ ،‬و إن أبيتم كنتم بي كافرين‪ ،‬و بعقوباتي من الهالكين‪.‬‬
‫حٌد »‪«3‬‬‫ي َأّنما ِإلُهُكْم ِإلٌه وا ِ‬
‫شٌر ِمْثُلُكْم »‪ ،«2‬يعني آكل الطعام ُيوحى ِإَل ّ‬ ‫ل ِإّنما َأَنا َب َ‬‫ثم أنزل ال تعالى‪ :‬يا محمد‪ُ :‬ق ْ‬
‫يعني قل لهم‪ :‬أنا في البشرية مثلكم و لكن ربي خصني بالنبوة دونكم‪ ،‬كما يخص بعض البشر بالغناء‪ ،‬و الصحة و‬
‫الجمال دون بعض من البشر‪ ،‬فل تنكروا أن يخصني أيضا بالنبوة‪.‬‬
‫ثم قال رسول ال )صلى ال عليه و آله( و أما قولك‪ :‬إن هذا ملك الروم و ملك الفرس ل يبعثان رسول إل كثير‬
‫المال‪ ،‬عظيم الحال‪ ،‬له قصور و دور و فساطيط و خيام و عبيد و خدام‪ ،‬و رب العالمين فوق هؤلء كلهم فهم‬
‫عبيده فإن ال تعالى له التدبير و الحكم‪ ،‬ل يفعل على ظنك و حسبانك و اقتراحك‪ ،‬بل يفعل ما يشاء و يحكم ما‬
‫يريد و هو محمود‪.‬‬
‫يا عبد ال‪ ،‬إنما بعث ال نبيه ليعلم الناس دينهم‪ ،‬و يدعوهم إلى ربهم‪ ،‬و يكد نفسه في ذلك آناء الليل و أطراف‬
‫النهار‪ ،‬فلو كان صاحب قصور يحتجب فيها‪ ،‬و عبيد و خدم يسترونه عن الناس‪ ،‬أليس كانت الرسالة تضيع و‬
‫المور تتباطأ؟ أو ما رأيت الملوك إذا احتجبوا كيف يجري الفساد و القبائح من حيث ل يعلمون و ل يشعرون؟‬
‫يا عبد ال‪ ،‬إنما بعثني ال و ل مال لي ليعرفكم قوته و قدرته‪ ،‬و أنه هو الناصر »‪ «4‬لرسوله‪ ،‬ل تقدرون على‬
‫قتله و ل منعه من رسالته‪ ،‬فهذا أبين في قدرته و في عجزكم‪ ،‬و سوف يظفرني ال بكم فأوسعكم قتل و أسرا‪ ،‬ثم‬
‫يظفرني ال ببلدكم‪ ،‬و يستولي عليها المؤمنون من دونكم‪ ،‬و دون من يوافقكم على دينكم‪.‬‬
‫ثم قال رسول ال )صلى ال عليه و آله( و أما قولك لي‪ :‬و لو كنت نبيا لكان معك ملك يصدقك و نشاهده‪ ،‬بل لو‬
‫أراد ال أن يبعث إلينا نبيا لكان إنما يبعث إلينا ملكا ل بشرا مثلنا‪ ،‬فالملك ل تشاهده حواسكم‪ ،‬لنه من جنس هذا‬
‫الهواء ل عيان منه‪ ،‬و لو شاهدتموه‪ -‬بأن يزاد في قوى أبصاركم‪ -‬لقلتم‪ :‬ليس هذا ملكا‪ ،‬بل هذا بشر‪ ،‬لنه إنما كان‬
‫يظهر لكم بصورة البشر الذي ألفتموه لتفهموا عنه مقاله‪ ،‬و لتعرفوا خطابه و مراده‪ ،‬فكيف كنتم تعلمون صدق‬
‫الملك و أن ما يقوله حق؟ بل إنما بعث ال بشرا رسول‪ ،‬و ظهر على يده المعجزات التي ليست في طبائع البشر‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬الّزمنى‪ :‬جمع زمن‪ ،‬و هو المصاب بعاهة أو مرض مزمن‪.‬‬
‫)‪ (3 ،2‬الكهف ‪ ،110 :18‬فصلت ‪.6 :41‬‬
‫)‪ (4‬في »س« و »ط«‪ :‬الناظر‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪589 :‬‬
‫الذين قد علمتم ضمائر قلوبهم‪ ،‬فتعلمون بعجزكم عما جاء به أنه معجزة‪ ،‬و أن ذلك شهادة من ال تعالى بالصدق‬
‫له‪ ،‬و لو ظهر لكم ملك و ظهر على يده ما يعجز عنه البشر‪ ،‬لم »‪ «1‬يكن فيه فائدة لكم‪ ،‬إن ذلك ليس في طبائع‬
‫سائر أجناسه من الملئكة حتى يصير ذلك معجزا‪ ،‬أل ترون أن الطيور التي تطير ليس ذلك منها بمعجز‪ ،‬لن لها‬
‫أجناسا يقع منها مثل طيرانها‪ ،‬و لو أن إنسانا طار كطيرانها لكان ذلك معجزا‪ ،‬فال عز و جل سهل عليكم المر‪،‬‬
‫و جعله بحيث تقوم عليكم الحجة‪ ،‬و أنتم تقترحون العمل الصعب الذي ل حجة فيه‪.‬‬
‫ثم قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬و أما قولك‪ :‬ما أنت إل رجل مسحورا‪ ،‬فكيف أكون كذلك‪ ،‬و أنتم‬
‫تعلمون أني في »‪ «2‬التمييز و العقل فوقكم؟ فهل جربتم علي مذ نشأت إلى أن استكملت أربعين سنة جريرة »‪«3‬‬
‫أو كذبة أو خنا »‪ «4‬أو خطأ من القول‪ ،‬أو سفها من الرأي؟ أ تظنون أن رجل يعتصم طول هذه المدة بحول نفسه‬
‫سِبي ً‬
‫ل‬ ‫ن َ‬‫طيُعو َ‬
‫سَت ِ‬
‫ضّلوا َفل َي ْ‬ ‫ل َف َ‬‫لْمثا َ‬
‫ك ا َْ‬
‫ضَرُبوا َل َ‬‫ف َ‬ ‫ظْر َكْي َ‬
‫و قوتها أو بحول ال و قوته؟ و ذلك ما قال ال تعالى‪ :‬اْن ُ‬
‫»‪ «5‬إلى أن يثبتوا عليك عمى بحجه أكثر من دعاويهم الباطلة التي تبين عليك تحصيل بطلنها‪.‬‬
‫ظيٍم »‪،«6‬‬ ‫عِ‬ ‫ن َ‬‫ن اْلَقْرَيَتْي ِ‬
‫ل ِم َ‬
‫جٍ‬‫على َر ُ‬ ‫ن َ‬‫ل هَذا اْلُقْرآ ُ‬
‫ثم قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬و أما قولك‪َ :‬لْو ل ُنّز َ‬
‫الوليد بن المغيرة بمكة‪ ،‬أو عروة بن مسعود بالطائف فإن ال تعالى ليس يستعظم مال الدنيا كما تستعظمه أنت‪ ،‬و‬
‫ل خطر له عنده كما له عندك‪ ،‬بل لو كانت الدنيا عنده تعدل جناح بعوضة لما سقى كافرا به مخالفا له شربة منها‬
‫»‪ ،«7‬و ليس قسمة رحمة ال إليك‪ ،‬بل ال القاسم للرحمات‪ ،‬و الفاعل لما يشاء في عبيده و إمائه‪ ،‬و ليس هو عز‬
‫و جل ممن يخاف أحدا كما تخافه أنت لماله أو حاله‪ ،‬و ل ممن يطمع في أحد في ماله أو حاله فيخصه بالنبوة‬
‫لذلك‪ ،‬و ل ممن يحب أحدا محبة الهوى كما تحب‪ ،‬فتقدم من ل يستحق التقديم‪ ،‬و إنما معاملته بالعدل‪ ،‬فل يؤثر‬
‫بأفضل مراتب الدين و خلله »‪ ،«8‬إل الفضل في طاعته و الجد في خدمته‪ ،‬و كذلك ل يؤخر في مراتب الدين‬
‫و خلله إل أشدهم تباطؤا عن طاعته‪ ،‬و إذا كان هذا صفته لم ينظر إلى مال و ل إلى حال‪ ،‬بل هذا المال و الحال‬
‫من فضله‪ ،‬و ليس لحد من عباده عليه ضربة لزب »‪ ،«9‬فل يقال له‪ :‬إذا تفضلت بالمال على عبد فل بد أن‬
‫تتفضل عليه بالنبوة أيضا‪ ،‬لنه ليس لحد إكراهه على خلف مراده‪ ،‬و ل إلزامه تفضل‪ ،‬لنه تفضل قبله بنعمه‪،‬‬
‫أل ترى‪ -‬يا عبد ال‪ -‬كيف أغنى واحدا و قبح صورته؟ و كيف حسن صورة واحد و أفقره؟ و كيف شرف واحدا‬
‫أفقره؟ و كيف‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬لم يكن في ذلك ما يدّلكم‪.‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر زيادة‪ :‬صحة‪.‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر زيادة‪ :‬أو زّلة‪.‬‬
‫)‪ (4‬الخنا‪ :‬الفحش في القول‪» .‬لسان العرب‪ -‬خنا‪.«244 :14 -‬‬
‫)‪ (5‬السراء ‪ ،48 :17‬الفرقان ‪.9 :25‬‬
‫)‪ (6‬الزخرف ‪.31 :43‬‬
‫)‪ (7‬في المصدر‪ :‬شربة ماء‪.‬‬
‫)‪ (8‬في »ط«‪ ،‬في الموضعين‪ :‬رجل له‪ .‬و في المصدر‪ :‬و جلله‪[.....] .‬‬
‫)‪ (9‬هذا المر ضربة لزب‪ ،‬أي لزم شديد‪» .‬لسان العرب‪ -‬لزب‪ .«738 :1 -‬و في »ط«‪ :‬ضريبة لزب‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪590 :‬‬
‫أغنى واحدا و وضعه‪ ،‬ثم ليس لهذا الغني أن يقول‪ :‬هل أضيف إلى يساري جمال فلن‪ ،‬و ل للجميل أن يقول‪:‬‬
‫هل أضيف إلى جمالي مال فلن‪ ،‬و ل للشريف أن يقول‪ :‬هل أضيف إلى شرفي مال فلن‪ ،‬و ل للوضيع أن‬
‫يقول‪ :‬هل أضيف إلى ضعتي شرف فلن‪ ،‬و لكن الحكم ل يقسم كيف »‪ «1‬يشاء و يفعل كيف يشاء‪ ،‬و هو حكيم‬
‫ظيٍم قال‬‫عِ‬ ‫ن َ‬ ‫ن اْلَقْرَيَتْي ِ‬
‫ل ِم َ‬
‫جٍ‬‫على َر ُ‬‫ن َ‬‫ل هَذا اْلُقْرآ ُ‬ ‫في أفعاله‪ ،‬محمود في أعماله‪ ،‬و ذلك قوله تعالى‪َ :‬و قاُلوا َلْو ل ُنّز َ‬
‫حياةِ الّدْنيا »‪ ،«2‬فأحوجنا بعضا إلى‬ ‫شَتُهْم ِفي اْل َ‬
‫سْمنا َبْيَنُهْم َمِعي َ‬
‫ن َق َ‬
‫حُ‬ ‫ك يا محمد َن ْ‬‫ت َرّب َ‬‫حَم َ‬‫ن َر ْ‬‫سُمو َ‬
‫ال تعالى‪َ :‬أ ُهْم َيْق ِ‬
‫بعض و أحوجنا هذا إلى مال ذاك‪ ،‬و أحوجنا ذاك إلى سلعة هذا أو إلى خدمته‪ ،‬فترى أجل الملوك و أغنى‬
‫الغنياء محتاجا إلى أفقر الفقراء في ضرب من الضروب‪ :‬إما سلعة معه ليست معه‪ ،‬و إما خدمة يصلح لها ل‬
‫يتهيأ لذلك الملك إل أن يستعين به‪ ،‬و إما باب من المعلوم و الحكم هو فقير إلى أن يستفيدها من هذا الفقير‪ ،‬و هذا‬
‫الفقير يحتاج إلى مال ذلك الملك الغني‪ ،‬و ذلك الملك يحتاج إلى علم هذا الفقير أو رأيه أو معرفته‪ ،‬ثم ليس للملك‬
‫أن يقول‪ :‬هل اجتمع إلى ملكي‪ ،‬و مالي علمه و رأيه؟ و ل لذلك الفقير أن يقول‪ :‬هل أجتمع إلى رأيي و علمي و‬
‫ضُهْم‬
‫خَذ َبْع ُ‬
‫ت ِلَيّت ِ‬‫ض َدَرجا ٍ‬ ‫ق َبْع ٍ‬
‫ضُهْم َفْو َ‬
‫ما أتصرف فيه من فنون الحكم مال هذا الملك الغني؟ ثم قال‪َ :‬و َرَفْعنا َبْع َ‬
‫ن »‪ «4‬يجمع هؤلء من أموال الدنيا‪.‬‬ ‫جَمُعو َ‬ ‫خْيٌر ِمّما َي ْ‬
‫ك َ‬ ‫ت َرّب َ‬ ‫حَم ُ‬‫خِرّيا »‪ «3‬ثم قال‪ :‬يا محمد‪ ،‬قل لهم‪َ :‬و َر ْ‬ ‫سْ‬‫َبْعضًا ُ‬
‫ثم قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬و أما قولك‪ :‬لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الرض ينبوعا‪ ،‬إلى آخر ما‬
‫قلته‪ ،‬فإنك اقترحت على محمد رسول ال أشياء‪ :‬منها مالو جاءك به لم يكن برهانا لنبوته‪ ،‬و رسول ال يرتفع عن‬
‫أن يغتنم جهل الجاهلين‪ ،‬و يحتج عليهم بما ل حجة فيه و منها ما لو جاءك به لكان معه هلكك‪ ،‬و إنما يؤتى‬
‫بالحجج و البراهين ليلزم عباد ال اليمان ل ليهلكوا بها‪ ،‬فإنما اقترحت هلكك‪ ،‬و رب العالمين أرحم بعباده و‬
‫أعلم بمصالحهم من أن يهلكهم كما يقترحون‪ ،‬و منها المحال الذي ل يصح و ل يجوز كونه‪ ،‬و رسول رب‬
‫العالمين يعرفك ذلك‪ ،‬و يقطع معاذيرك‪ ،‬و يضيق عليك سبيل مخالفتك‪ ،‬و يلجئك بحجج ال إلى تصديقه حتى ل‬
‫يكون لك عنه محيد و ل محيص و منها ما قد اعترفت على نفسك أنك فيه معاند متمرد ل تقبل حجة و ل تصغي‬
‫إلى برهان‪ ،‬و من كان كذلك فدواؤه عذاب ال النازل من سمائه أو في جحيمه أو بسيوف أوليائه‪.‬‬
‫و أما قولك‪ ،‬يا عبد ال‪ :‬لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الرض ينبوعا بمكة‪ ،‬فإنها ذات حجارة و صخور و جبال‪،‬‬
‫تكسح أرضها و تحفرها تجري فيها العيون فإننا إلى ذلك محتاجون‪ ،‬فإنك سألت هذا و أنت جاهل بدلئل ال‬
‫تعالى‪ -‬يا عبد ال‪ -‬أ رأيت لو فعلت هذا كنت من أجل هذا نبيا؟ أ رأيت الطائف التي لك فيها بساتين‪ ،‬أما كان هناك‬
‫مواضع فاسدة صعبة أصلحتها و ذللتها و كسحتها و أجريت فيها عيونا استنبطتها؟ قال‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ :‬فهل لك في‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬في »س« و المصدر‪ :‬كما‪.‬‬
‫)‪ (2‬الزخرف ‪.32 :43‬‬
‫)‪ (3‬الزخرف ‪.32 :43‬‬
‫)‪ (4‬الزخرف ‪.32 :43‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪591 :‬‬
‫هذا نظراء؟ قال‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ :‬أ فصرت بذلك أنت و هم أنبياء؟ قال‪ :‬ل قال‪ :‬فكذلك ل يصير هذا حجة لمحمد لو‬
‫فعله‪ ،‬على نبوته‪ ،‬فما هو إل كقولك‪ :‬لن نؤمن لك حتى تقوم و تمشي على الرض أو حتى تأكل الطعام كما يأكل‬
‫الناس‪.‬‬
‫و أما قولك يا عبد ال‪ :‬أو تكون لك جنة من نخيل و عنب فتأكل منها و تطعمنا و تفجر النهار خللها تفجيرا؟‬
‫أ و ليس لك و لصحابك جنان من نخيل و عنب بالطائف تأكلون و تطعمون منها و تفجرون النهار خللها‬
‫تفجيرا؟‬
‫أ فصرتم أنبياء بهذا؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬فما بال اقتراحكم على رسول ال أشياء لو كانت كما تقترحون لما دلت على‬
‫صدقه‪ ،‬بل لو تعاطاها لدل تعاطيه إياها على كذبه‪ ،‬لنه حينئذ يحتج بما ل حجة فيه‪ ،‬و يخدع الضعفاء عن عقولهم‬
‫و أديانهم‪ .‬و رسول رب العالمين يجل و يرتفع عن هذا‪.‬‬
‫ثم قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬يا عبد ال‪ ،‬و أما قولك‪ :‬أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا‪ ،‬فإنك‬
‫قلت‪:‬‬
‫ب َمْرُكوٌم فإن في سقوط السماء عليكم موتكم و هلككم‪ ،‬فإنما تريد‬ ‫سحا ٌ‬ ‫سماِء ساِقطًا َيُقوُلوا َ‬ ‫ن ال ّ‬
‫سفًا ِم َ‬‫ن َيَرْوا ِك ْ‬
‫َو ِإ ْ‬
‫بهذا من رسول ال أن يهلكك‪ ،‬و رسول »‪ «1‬رب العالمين أرحم بك من ذلك‪ ،‬و ل يهلك‪ ،‬لكنه يقيم عليك حجج‬
‫ال‪ ،‬و ليس حجج ال لنبيه وحده على حسب القتراح من عباده‪ ،‬لن العباد جهال بما يجوز من الصلح‪ ،‬و بما ل‬
‫يجوز من الفساد‪ ،‬و قد يختلف اقتراحهم و يتضاد حتى يستحيل وقوعه‪ ،‬إذ لو كانت اقتراحاتهم واقعة لجاز أن‬
‫تقترح أنت أن تسقط السماء عليكم‪ ،‬و يقترح غيرك أن ل تسقط عليكم السماء بل أن ترفع الرض إلى السماء و‬
‫تقع السماء عليها‪ ،‬فكان ذلك يتضاد و يتنافى و يستحيل وقوعه‪ ،‬و ال تعالى ل يجري تدبيره على ما يلزم به‬
‫المحال‪.‬‬
‫ثم قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬و هل رأيت‪ -‬يا عبد ال‪ -‬طبيبا كان دواؤه للمرضى على حسب‬
‫اقتراحاتهم؟‬
‫و إنما يفعل بهم ما يعلم صلحهم فيه‪ ،‬أحبه العليل أو كرهه‪ ،‬فأنتم المرضى و ال طبيبكم‪ ،‬فان انقدتم لدوائه‬
‫شفاكم‪ ،‬و إن تمردتم عليه أسقمكم و بعد‪ ،‬فمتى رأيت‪ -‬يا عبد ال‪ -‬مدعي حق من قبل رجل أوجب عليه حاكم من‬
‫حكامهم‪ -‬فيما مضى‪ -‬بينة على دعواه على حسب اقتراح المدعى عليه؟ إذن ما كان يثبت لحد على أحد دعوى و‬
‫ل حق‪ ،‬و ل كان بين ظالم و مظلوم و ل بين صادق و كاذب فرق‪.‬‬
‫ثم قال‪ :‬يا عبد ال‪ ،‬و أما قولك‪ :‬أو تأتي بال و الملئكة قبيل يقابلوننا و نعاينهم فإن هذا من المحال الذي ل خفاء‬
‫به‪ ،‬إن ربنا عز و جل ليس كالمخلوقين يجيء و يذهب و يتحرك و يقابل شيئا حتى يؤتى به‪ ،‬فقد سألتم بهذا‬
‫المحال‪ ،‬و إنما هذا الذي دعوت إليه صفة أصنامكم الضعيفة المنقوصة التي ل تسمع و ل تبصر و ل تعلم‪ ،‬و ل‬
‫تغني عنكم شيئا و ل عن أحد‪ .‬يا عبد ال‪ ،‬أو ليس لك ضياع و جنان بالطائف و عقار بمكة و قوام عليها؟ قال‪:‬‬
‫بلى‪ ،‬قال‪:‬‬
‫أ فتشاهد جميع أحوالها بنفسك أو بسفراء بينك و بين معامليك؟ قال‪ :‬بسفراء‪ ،‬قال‪ :‬أ رأيت لو قال معاملوك و‬
‫أكرتك و خدمك لسفرائك‪ :‬ل نصدقكم في هذه السفارة إل أن تأتونا بعبد ال بن أبي امية لنشاهده فنسمع ما تقولون‬
‫عنه شفاها‪ ،‬كنت تسوغهم هذا‪ ،‬أو كان يجوز لهم عندك ذلك؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬فما الذي يجب على سفرائك؟ أ ليس أن‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪) (1‬رسول( ليس في »س«‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪592 :‬‬
‫يأتوهم عنك بعلمة صحيحة تدلهم على صدقهم فيجب عليهم أن يصدقوهم؟ قال‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ :‬يا عبد ال‪ ،‬أ رأيت‬
‫سفيرك لو أنه لما سمع منهم هذا عاد إليك و قال قم معي فإنهم قد اقترحوا علي مجيئك‪ ،‬أليس يكون لك مخالفا‪ ،‬و‬
‫تقول له‪ :‬إنما أنت رسول‪ ،‬ل مشير و ل آمر »‪«1‬؟ قال‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ :‬كيف صرت تقترح على رسول رب العالمين‬
‫مال تسوغ لكرتك و معامليك أن يقترحوه على رسولك إليهم‪ ،‬و كيف أردت من رسول رب العالمين مال تسوغ‬
‫لكرتك »‪ «2‬و قوامك؟ هذه حجة قاطعة لبطال جميع ما ذكرته في كل ما اقترحته‪ ،‬يا عبد ال‪.‬‬
‫و أما قولك‪ ،‬يا عبد ال‪ :‬أو يكون لك بيت من زخرف‪ -‬و هو الذهب‪ -‬أما بلغك أن لعظيم مصر بيوتا من زخرف؟‬
‫قال‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ :‬أ فصار بذلك نبيا؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬فكذلك ل يوجب ذلك لمحمد‪ -‬لو كان له‪ -‬نبوة‪ ،‬و محمد ل يغتنم‬
‫جهلك بحجج ال‪.‬‬
‫و أما قولك يا عبد ال‪ :‬أو ترقى في السماء‪ ،‬ثم قلت‪ :‬و لن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه‪ ،‬يا عبد ال‪،‬‬
‫الصعود إلى السماء أصعب من النزول عنها‪ ،‬و إذا اعترفت على نفسك أنك ل تؤمن إذا صعدت‪ ،‬فكذلك حكم‬
‫النزول‪ ،‬ثم قلت‪ :‬حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه‪ ،‬و من بعد ذلك‪ ،‬ل أدري أؤمن بك أو ل أؤمن بك فأنت‪ -‬يا عبد ال‪-‬‬
‫مقر بأنك تعاند حجة ال عليك‪ ،‬فل دواء لك إل تأديبه ]لك[ على يد أوليائه من البشر أو ملئكته الزبانية‪ ،‬و قد‬
‫ت ِإ ّ‬
‫ل‬ ‫ل ُكْن ُ‬‫ن َرّبي َه ْ‬ ‫سْبحا َ‬
‫ل يا محمد ُ‬ ‫أنزل ال تعالى علي كلمة »‪ «3‬جامعة لبطلن كل ما اقترحته‪ ،‬فقال تعالى ُق ْ‬
‫ت ِإ ّ‬
‫ل‬ ‫ل ُكْن ُ‬ ‫ل؟ ما أبعد ربي عن أن يفعل الشياء على قدر ما يقترحه الجهال بما يجوز و بما ل يجوز! هَ ْ‬ ‫سو ً‬‫شرًا َر ُ‬
‫َب َ‬
‫ل ل يلزمني إل إقامة حجة ال التي أعطاني‪ ،‬و ليس لي أن آمر على ربي و أنهى و ل أشير‪ ،‬فأكون‬ ‫سو ً‬‫شرًا َر ُ‬
‫َب َ‬
‫كالرسول الذي بعثه »‪ «4‬ملك إلى قوم من مخالفيه فرجع إليه يأمره أن يفعل بهم ما اقترحوه عليه‪.‬‬
‫فقال أبو جهل‪ :‬يا محمد ها هنا واحدة‪ :‬أ لست زعمت أن قوم موسى احترقوا بالصاعقة لما سألوه أن يريهم ال‬
‫جهرة؟ قال‪ :‬بلى قال‪ :‬و لو كنت نبيا لحترقنا نحن أيضا‪ ،‬فقد سألنا أشد مما قال »‪ «5‬قوم موسى‪ ،‬لنهم قالوا‪ :‬أرنا‬
‫ال جهرة و نحن قلنا‪ :‬لن نؤمن لك حتى تأتي بال و الملئكة قبيل نعاينهم‪.‬‬
‫فقال رسول ال )صلى ال عليه و آله( يا أبا جهل‪ ،‬أو ما علمت قصة ابراهيم الخليل )عليه السلم( لما رفع في‬
‫ن اْلُموِقِني َ‬
‫ن‬ ‫ن ِم َ‬‫ض َو ِلَيُكو َ‬‫لْر ِ‬ ‫ت َو ا َْ‬
‫سماوا ِ‬ ‫ك ُنِري ِإْبراِهيَم َمَلُكوتَ ال ّ‬
‫الملكوت‪ ،‬و ذلك قول ال تبارك و تعالى‪َ :‬و َكذِل َ‬
‫»‪ «6‬قوى ال بصره لما رفعه دون السماء حتى نظر إلى الرض و من عليها ظاهرين و مستترين‪ ،‬فرأى رجل‬
‫و امرأة على فاحشة‪ ،‬فدعا عليهما بالهلك فهلكا‪ ،‬ثم رأى آخرين‪ ،‬فدعا عليهما بالهلك فهلكا‪ ،‬ثم رأى آخرين‪ ،‬فهم‬
‫بالدعاء‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬في »ط« رسول مبشر مأمور‪.‬‬
‫ب العالمين أن يستذم إلى رّبه بأن يأمر عليه و ينهى‪ ،‬و أن ل تسّوغ مثل هذا لرسولك‬ ‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬رسول ر ّ‬
‫إلى أكرتك‪.‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬حكمة‪.‬‬
‫)‪ (4‬في »س«‪ :‬يبعثه‪.‬‬
‫)‪ (5‬في المصدر‪ :‬سأل‪.‬‬
‫)‪ (6‬النعام ‪.75 :6‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪593 :‬‬

‫عليهما‪ ،‬فأوحى ال إليه‪ .‬يا إبراهيم‪ ،‬اكفف دعوتك عن عبادي و إمائي‪ ،‬أنا الغفور الرحيم‪ ،‬الجبار »‪ «1‬الحليم‪ ،‬ل‬
‫تضرني ذنوب عبادي‪ ،‬كما ل تنفعني طاعتهم‪ ،‬و لست أسوسهم بشفاء الغيظ كسياستك‪ ،‬فاكفف دعوتك عن عبادي‬
‫و إمائي فإنما أنت عبد نذير‪ ،‬ل شريك لي في المملكة‪ ،‬و ل مهيمن علي‪ ،‬و ل على عبادي‪ ،‬و عبادي معي بين‬
‫خلل ثلث‪ :‬اما أن تابوا إلي فتبت عليهم و غفرت ذنوبهم و سترت عيوبهم‪ ،‬و إما كففت عنهم عذابي لعلمي بأنه‬
‫سيخرج من أصلبهم‪ ،‬ذريات مؤمنون »‪ ،«2‬فأرفق بالباء الكافرين‪ ،‬و أتأنى بالمهات الكافرات‪ ،‬فأرفع عذابي‬
‫عنهم ليخرج ذلك المؤمن من أصلبهم‪ ،‬فإذا تزايلوا حل بهم عذابي‪ ،‬و حاق بهم بلئي‪ ،‬فإن لم يكن هذا و ل هذا‬
‫فإن الذي أعددته لهم من عذابي أعظم مما تريده بهم‪ ،‬فإن عذابي لعبادي على حسب جللي و كبريائي‪ .‬يا إبراهيم‪،‬‬
‫خل بيني و بين عبادي فإني أرحم بهم منك‪ ،‬و خل بيني و بين عبادي فإني أنا الجبار الحليم العلم الحكيم‪ ،‬ادبرهم‬
‫بعلمي و انفذ فيهم قضائي و قدري‪.‬‬
‫ثم قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬إن ال تعالى‪ -‬يا أبا جهل‪ -‬إنما دفع عنك العذاب لعلمه بأنه سيخرج من‬
‫صلبك ذرية طيبة‪ ،‬عكرمة »‪ «3‬ابنك‪ ،‬و سيلي من امور المسلمين ما إن‪ ،‬أطاع ال فيه‪ ،‬كان عند ال جليل‪ ،‬و إل‬
‫فالعذاب نازل عليك‪ ،‬و كذلك سائر قريش السائلين‪ ،‬لما سألوا من هذا‪ ،‬إنما أمهلوا لن ال علم أن بعضهم سيؤمن‬
‫بمحمد‪ ،‬و ينال به السعادة‪ ،‬فهو تعالى ل يقتطعه عن تلك السعادة و ل يبخل بها عليه‪ ،‬أو من يولد منه مؤمن فهو‬
‫ينظر أباه ليصال ابنه إلى السعادة‪ ،‬و لو ل ذلك لنزل العذاب بكفاتكم‪ ،‬فانظر نحو السماء‪ ،‬فنظر فإذا أبوابها‬
‫مفتحة‪ ،‬و إذا النيران نازلة منها مسامتة »‪ «4‬لرءوس القوم تدنو منهم‪ ،‬حتى وجدوا حرها بين أكتافهم‪ ،‬فارتعدت‬
‫فرائص أبي جهل و الجماعة‪ ،‬فقال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬ل تروعنكم‪ ،‬فإن ال ل يهلككم بها‪ ،‬و إنما‬
‫أظهرها عبرة ثم نظروا فإذا قد خرج من ظهور الجماعة أنوار قابلتها و رفعتها و دفعتها حتى أعادتها في السماء‬
‫كما جاءت منها‪ .‬فقال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬بعض هذه النوار أنوار من قد علم ال أنه سيسعده‬
‫باليمان بي منكم من بعد‪ ،‬بعضها أنوار ذرية طيبة ستخرج من بعضكم ممن ل يؤمن و هم يؤمنون«‪.‬‬

‫‪ -[2] /6561‬علي بن إبراهيم‪ :‬إنها نزلت في عبد ال بن أبي امية أخي ام سلمة )رحمة ال عليها(‪ ،‬و ذلك أنه قال‬
‫هذا لرسول ال )صلى ال عليه و آله( بمكة قبل الهجرة‪ ،‬فلما خرج رسول ال )صلى ال عليه و آله( إلى فتح مكة‬
‫استقبله عبد ال بن أبي امية فسلم على رسول ال )صلى ال عليه و آله( فلم يرد عليه السلم‪ ،‬فأعرض عنه فلم‬
‫يجبه بشيء‪ ،‬و كانت أخته أم سلمة‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.26 :2‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬الحّنان‪[.....] .‬‬
‫)‪ (2‬في »س«‪ :‬يؤمنون‪.‬‬
‫)‪ (3‬عكرمة بن أبي جهل عمرو بن هشام المخزومي القريشي‪ ،‬من صناديد قريش في الجاهلية و السلم‪ .‬كان‬
‫ل عليه و آله(‪ ،‬و أسلم عكرمة بعد فتح مّكة‪ ،‬فشهد الوقائع‪ ،‬و ولي‬
‫ي )صلى ا ّ‬
‫هو و أبوه من أشّد الناس عداوة للنب ّ‬
‫العمال‪ ،‬و ولي العمال‪ ،‬و قتل في اليرموك أو يوم برج الصفر‪ ،‬سنة ‪ :13‬ه‪ .‬الطبقات الكبرى ‪ ،404 :7‬صفة‬
‫الصفوة ‪ ،111 /730 :1‬سير أعلم النبلء ‪ ،66 /323 :1‬الصابة ‪.496 :2‬‬
‫)‪ (4‬سامته مسامتة‪ :‬قابله و وازاه‪» .‬تاج العروس‪ -‬سمت‪.«555 :1 -‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪594 :‬‬
‫مع رسول ال )صلى ال عليه و آله( فدخل عليها فقال‪ :‬يا أختي‪ ،‬إن رسول ال قد قبل إسلم الناس كلهم‪ ،‬ورد‬
‫علي إسلمي فليس يقبلني كما قبل غيري‪.‬‬
‫فلما دخل رسول ال )صلى ال عليه و آله( إلى ام سلمة قالت‪ :‬بأبي أنت و امي يا رسول ال‪ ،‬سعد بك جميع الناس‬
‫إل أخي من بين قريش و العرب رددت إسلمه‪ ،‬و قبلت إسلم الناس كلهم؟‬
‫فقال‪» :‬يا ام سلمة‪ ،‬إن أخاك كذبني تكذيبا لم يكذبني أحد من الناس‪ ،‬هو الذي قال لي‪ :‬لن نؤمن لك حتى تفجر لنا‬
‫من الرض ينبوعا أو تكون لك جنة من نخيل و عنب‪ ،‬فتفجر النهار خللها تفجيرا‪ ،‬أو تسقط السماء كما زعمت‬
‫علينا كسفا‪ ،‬أو تأتي بال و الملئكة قبيل‪ ،‬أو يكون لك بيت من زخرف‪ ،‬أو ترقى في السماء‪ ،‬و لن نؤمن لرقيك‬
‫حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه«‪.‬‬
‫قالت ام سلمة‪ :‬بأبي أنت و أمي‪ -‬يا رسول ال‪ -‬ألم تقل أن السلم يجب ما كان قبله؟ قال‪» :‬نعم«‪ ،‬فقبل رسول ال‬
‫)صلى ال عليه و آله( إسلمه‪.‬‬
‫ن الَْْرضِ‬ ‫جَر َلنا ِم َ‬‫حّتى َتْف ُ‬ ‫‪ -[3] /6562‬قال‪ :‬و في رواية أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله‪َ :‬‬
‫جيرًا من تلك العيون َأْو‬ ‫خلَلها َتْف ِ‬‫لْنهاَر ِ‬ ‫جَر ا َْ‬‫ب َفُتَف ّ‬
‫عَن ٍ‬
‫ل َو ِ‬ ‫خي ٍ‬
‫ن َن ِ‬‫جّنٌة يعني بستانا ِم ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ن َل َ‬
‫َيْنُبوعًا يعني عينا َأْو َتُكو َ‬
‫سفًا و ذلك أن رسول ال )صلى ال عليه و آله( قال‪ :‬إنه ستسقط السماء كسفا‬ ‫عَلْينا ِك َ‬
‫ت َ‬ ‫عْم َ‬ ‫سماَء َكما َز َ‬ ‫ط ال ّ‬ ‫سِق َ‬‫ُت ْ‬
‫ب َمْرُكوٌم »‪.«1‬‬ ‫سحا ٌ‬ ‫سماِء ساِقطًا َيُقوُلوا َ‬ ‫ن ال ّ‬‫سفًا ِم َ‬ ‫ن َيَرْوا ِك ْ‬ ‫لقوله‪َ :‬و ِإ ْ‬
‫ف أي مزخرف بالذهب َأْو‬ ‫خُر ٍ‬‫ن ُز ْ‬
‫ت ِم ْ‬ ‫ك َبْي ٌ‬
‫ن َل َ‬ ‫ل و القبيل‪ :‬الكثير َأْو َيُكو َ‬ ‫ل َو اْلَملِئَكِة َقِبي ً‬ ‫ي ِبا ِّ‬
‫قوله تعالى‪َ :‬أْو َتْأِت َ‬
‫عَلْينا ِكتابًا َنْقَرُؤُه يقول‪ :‬من ال إلى عبد ال بن أبي أمية أن محمدا‬ ‫ل َ‬‫حّتى ُتَنّز َ‬‫ك َ‬ ‫ن ِلُرِقّي َ‬
‫ن ُنْؤِم َ‬‫سماِء َو َل ْ‬ ‫َتْرقى ِفي ال ّ‬
‫صادق‪ ،‬و أني أنا بعثته‪ ،‬و يجيء معه أربعة من الملئكة يشهدون أن ال هو كتبه‪ .‬فأنزل ال عز و جل‪ُ :‬ق ْ‬
‫ل‬
‫ل«‪.‬‬‫سو ً‬ ‫شرًا َر ُ‬ ‫ل َب َ‬
‫ت ِإ ّ‬‫ل ُكْن ُ‬ ‫ن َرّبي َه ْ‬ ‫سْبحا َ‬ ‫ُ‬
‫سو ً‬
‫ل‬ ‫شرًا َر ُ‬ ‫ل َب َ‬
‫ث ا ُّ‬
‫‪ -[4] /6563‬العياشي‪ :‬عن عبد الحميد بن أبي الديلم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬قاُلوا َأ َبَع َ‬
‫قالوا‪ :‬إن الجن كانوا في الرض قبلنا فبعث ال إليهم ملكا‪ ،‬فلو أراد ال أن يبعث إلينا لبعث ملكا من الملئكة‪ ،‬و‬
‫ل«‪.‬‬ ‫سو ً‬ ‫شرًا َر ُ‬ ‫ل َب َ‬
‫ث ا ُّ‬‫ن قاُلوا َأ َبَع َ‬
‫ل َأ ْ‬‫ن ُيْؤِمُنوا ِإْذ جاَءُهُم اْلُهدى ِإ ّ‬ ‫س َأ ْ‬
‫هو قول ال تبارك و تعالى‪َ :‬و ما َمَنَع الّنا َ‬
‫‪ -[5] /6564‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن أحمد بن النضر‪ ،‬عن عمرو بن شمر‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي‬
‫جعفر )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬بينا رسول ال )صلى ال عليه و آله( جالس و عنده جبرئيل )عليه السلم( إذ حانت‬
‫من جبرئيل نظرة نحو‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -3‬تفسير القّمي ‪.27 :2‬‬
‫‪ -4‬تفسير العّياشي ‪.167 /317 :2‬‬
‫‪ -5‬تفسير القّمي ‪.27 :2‬‬
‫)‪ (1‬الطور ‪.44 :52‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪595 :‬‬
‫السماء فامتقع لونه »‪ «1‬حتى صار كأنه الكركمة »‪ ،«2‬ثم لذ برسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬فنظر رسول‬
‫ال )صلى ال عليه و آله( إلى حيث نظر جبرئيل فإذا شيء قد مل ما بين الخافقين مقبل حتى كان كقاب »‪ «3‬من‬
‫الرض‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا محمد‪ ،‬إني رسول ال إليك أخيرك أن تكون ملكا رسول أحب إليك‪ ،‬أو تكون عبدا رسول‬
‫فالتفت رسول ال )صلى ال عليه و آله( إلى جبرئيل )عليه السلم( و قد رجع إليه لونه‪ .‬فقال جبرئيل‪ :‬بل كن‬
‫عبدا رسول فرفع الملك رجله اليمنى فوضعها في كبد السماء الدنيا‪ ،‬ثم رفع الخرى فوضعها في الثانية‪ ،‬ثم رفع‬
‫اليمنى فوضعها في الثالثة‪ ،‬ثم هو هكذا حتى انتهى إلى السماء السابعة‪ ،‬كل سماء خطوة‪ ،‬و كلما ارتفع صغر‪،‬‬
‫حتى صار آخر ذلك مثل الصر »‪ ،«4‬فالتفت رسول ال )صلى ال عليه و آله( إلى جبرئيل )عليه السلم( فقال‪:‬‬
‫لقد رأيتك ذعرا و ما رأيت شيئا كان أذعر لي من تغير لونك؟‬
‫فقال‪ :‬يا نبي ال‪ ،‬ل تلمني‪ ،‬أ تدري من هذا؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬هذا إسرافيل حاجب الرب‪ ،‬فلم ينزل من مكانه منذ خلق‬
‫ال السماوات و الرض‪ ،‬فلما رأيته منحطا ظننت أنه جاء بقيام الساعة‪ ،‬فكان الذي رأيت من تغير لوني لذلك‪،‬‬
‫فلما رأيت ما اصطفاك ال به رجع إلي لوني و نفسي‪ ،‬أما رأيته كلما ارتفع صغر‪ ،‬إنه ليس شيء يدنو من الرب‬
‫إل يصغر لعظمته‪ ،‬إن هذا حاجب الرب و أقرب خلق ال منه‪ ،‬و اللوح بين عينيه من ياقوتة حمراء‪ ،‬فإذا تكلم‬
‫الرب تبارك و تعالى بالوحي ضرب اللوح جبينه فنظر فيه‪ ،‬ثم يلقيه إلينا فنسعى به في السماوات و الرض‪ ،‬إنه‬
‫لدنى خلق الرحمن منه‪ ،‬و بينه و بينه سبعون حجابا من نور تقطع من دونها البصار ما ل يعد و ل يوصف‪ ،‬و‬
‫إني لقرب الخلق منه‪ ،‬و بيني و بينه مسيرة ألف عام«‪.‬‬
‫شرًا‬‫ل َب َ‬ ‫ث ا ُّ‬ ‫ن قاُلوا َأ َبَع َ‬ ‫ل َأ ْ‬‫ن ُيْؤِمُنوا ِإْذ جاَءُهُم اْلُهدى ِإ ّ‬ ‫س َأ ْ‬
‫‪ -[6] /6565‬قال علي بن إبراهيم‪ :‬و قوله‪َ :‬و ما َمَنَع الّنا َ‬
‫ل‪.‬‬
‫سو ً‬ ‫َر ُ‬
‫قال‪ :‬قال الكفار‪ :‬لم لم يبعث ال إلينا الملئكة؟ فقال ال عز و جل‪ :‬و لو بعثنا إليهم ملكا لما آمنوا و لهلكوا‪ ،‬و لو‬
‫كانت الملئكة في الرض يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسول«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫سِعيرًا ]‪[97‬‬ ‫ت ِزْدناُهْم َ‬ ‫خَب ْ‬
‫جَهّنُم ُكّلما َ‬‫صّما َمْأواُهْم َ‬ ‫عْميًا َو ُبْكمًا َو ُ‬ ‫جوِهِهْم ُ‬ ‫على ُو ُ‬ ‫شُرُهْم َيْوَم اْلِقياَمِة َ‬ ‫حُ‬ ‫َو َن ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -6‬تفسير القّمي ‪.27 :2‬‬
‫)‪ (1‬امتقع لونه‪ :‬إذا تغّير من حزن أو فزع‪» .‬لسان العرب‪ -‬مقع‪.«341 :8 -‬‬
‫)‪ (2‬الكركمة‪ :‬واحدة الكركم‪ ،‬و هو الّزعفران‪ ،‬و قيل‪ :‬العصفر‪ ،‬و قيل‪ :‬شيء كالورس‪ ،‬هو فارسي معّرب‪.‬‬
‫»النهاية ‪.«166 :4‬‬
‫)‪ (3‬القاب‪ :‬المقدار‪ ،‬و من القوس‪ :‬ما بين المقبض و طرف القوس‪» .‬المعجم الوسيط‪ -‬قاب ‪.«765 :2‬‬
‫صّر‪ :‬عصفور أو طائر في قّده‪ ،‬أصفر اللون‪» :‬مجمع البحرين‪ -‬صرر‪.«365 :3 -‬‬ ‫)‪ (4‬في المصدر‪ :‬الّذر‪ ،‬و ال ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪596 :‬‬
‫صّما قال‪:‬‬ ‫عْميًا َو ُبْكمًا َو ُ‬ ‫جوِهِهْم ُ‬
‫على ُو ُ‬ ‫شُرُهْم َيْوَم اْلِقياَمِة َ‬‫حُ‬ ‫‪ -[1] /6566‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬و قوله تعالى‪َ :‬و َن ْ‬
‫سِعيرًا‪ :‬أي كلما انطفت‪.‬‬ ‫ت ِزْدناُهْم َ‬‫خَب ْ‬‫جَهّنُم ُكّلما َ‬‫على جباههم َمْأواُهْم َ‬
‫‪ -[2] /6567‬ثم قال علي بن إبراهيم‪ :‬حدثني أبي عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن سيف بن عميرة‪ ،‬يرفعه إلى علي بن‬
‫خَب ْ‬
‫ت‬ ‫الحسين )عليه السلم( قال‪» :‬إن في جهنم واديا يقال له سعير‪ ،‬إذا خبث جهنم فتح سعيرها‪ ،‬و هو قوله‪ُ :‬كّلما َ‬
‫سِعيرًا أي كلما انطفت«‪.‬‬ ‫ِزْدناُهْم َ‬
‫شُرُهْم َيْوَم‬
‫حُ‬ ‫‪ -[3] /6568‬العياشي‪ :‬عن إبراهيم بن عمر‪ ،‬رفعه إلى أحدهما )عليهما السلم(‪ ،‬في قوله تعالى‪َ :‬و َن ْ‬
‫جوِهِهْم‪ ،‬قال‪» :‬على جباههم«‪.‬‬ ‫على ُو ُ‬ ‫اْلِقياَمِة َ‬
‫‪ -[4] /6569‬عن بكر بن بكر »‪ ،«1‬رفع الحديث إلى علي بن الحسين )عليهما السلم(‪ ،‬قال‪» :‬إن في جهنم لواديا‬
‫سِعيرًا«‪.‬‬
‫خَبتْ ِزْدناُهْم َ‬ ‫يقال له‪ :‬سعيرا إذا خبت جهنم فتح سعيرها‪ ،‬و هو قول ال‪ُ :‬كّلما َ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن َقُتورًا ]‪ -[5] /6570 [100‬علي‬ ‫لْنسا ُ‬ ‫ن ا ِْ‬
‫ق َو كا َ‬ ‫لْنفا ِ‬
‫شَيَة ا ِْ‬
‫خْ‬ ‫سْكُتْم َ‬‫لْم َ‬‫حَمِة َرّبي ِإذًا َ‬
‫ن َر ْ‬ ‫خزاِئ َ‬
‫ن َ‬ ‫ل َلْو َأْنُتْم َتْمِلُكو َ‬
‫ُق ْ‬
‫ن َقُتورًا أي‬ ‫لْنسا ُ‬
‫ن ا ِْ‬‫بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬لو كانت الموال بيد الناس لما أعطوا الناس شيئا مخافة الفقر »‪َ .«2‬و كا َ‬
‫بخيل‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن َمْثُبورًا ]‪[102 -101‬‬ ‫عْو ُ‬‫ك يا ِفْر َ‬‫ظّن َ‬
‫لُ‬ ‫ت‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و ِإّني َ‬ ‫ت َبّينا ٍ‬
‫سَع آيا ٍ‬‫َو َلَقْد آَتْينا ُموسى ِت ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.29 :2‬‬
‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪[.....] .29 :2‬‬
‫‪ -3‬تفسير العّياشي ‪.168 /318 :2‬‬
‫‪ -4‬تفسير العّياشي ‪.169 /318 :2‬‬
‫‪ -5‬تفسير القّمي ‪.29 :2‬‬
‫)‪ (1‬لعّله بكر بن أبي بكر‪ .‬انظر معجم رجال الحديث ‪.340 :3‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر و »ط« نسخة بدل‪ :‬النفاد‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪597 :‬‬
‫‪ -[1] /6571‬عبد ال بن جعفر الحميري‪ ،‬عن الحسن بن ظريف‪ ،‬عن معمر‪ ،‬عن الرضا‪ ،‬عن أبيه موسى بن‬
‫جعفر )عليهم السلم(‪ ،‬قال‪» :‬كنت عند أبي عبد ال )عليه السلم( ذات يوم و أنا طفل خماسي‪ ،‬إذ دخل عليه نفر‬
‫من اليهود‪ -‬و ذكر الحديث إلى أن قال‪ -‬قالوا‪ :‬أخبرنا عن اليات التسع التي أوتيها موسى بن عمران‪.‬‬
‫قلت‪ :‬العصا‪ ،‬و إخراجه يده من جيبه بيضاء‪ ،‬و الجراد‪ ،‬و القمل‪ ،‬و الضفادع‪ ،‬و الدم‪ ،‬و رفع الطور‪ ،‬و المن و‬
‫السلوى آية واحدة‪ ،‬و فلق البحر‪ .‬قالوا‪ :‬صدقت«‪.‬‬
‫‪ -[2] /6572‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبي )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سعد بن عبد ال‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن محمد‬
‫بن عيسى‪ ،‬عن الحسن بن محبوب‪ ،‬عن محمد بن النعمان‪ ،‬عن سلم بن المستنير‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪،‬‬
‫ت‪ ،‬قال‪» :‬الطوفان‪ ،‬و الجراد‪ ،‬و القمل‪ ،‬و الضفادع‪ ،‬و‬ ‫ت َبّينا ٍ‬‫سَع آيا ٍ‬ ‫في قول ال عز و جل‪َ :‬و َلَقْد آَتْينا ُموسى ِت ْ‬
‫الدم‪ ،‬و الحجر‪ ،‬و البحر‪ ،‬و العصا‪ ،‬و يده«‪.‬‬
‫‪ -[3] /6573‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبي )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سعد بن عبد ال‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن الحسين‬
‫بن أبي الخطاب‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو إسحاق يزيد بن إسحاق‪ -‬و لقبه شعر‪ -‬قال‪ :‬حدثني هارون بن حمزة الغنوي‬
‫الصيرفي‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪ :‬سألته عن التسع آيات التي اوتي موسى )عليه السلم(‪ .‬فقال‪:‬‬
‫»الجراد‪ ،‬و القمل‪ ،‬و الضفادع‪ ،‬و الدم‪ ،‬و الطوفان‪ ،‬و البحر‪ ،‬و الحجر‪ ،‬و العصا‪ ،‬و يده«‪.‬‬
‫‪ -[4] /6574‬على بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬الطوفان‪ ،‬و الجراد‪ ،‬و القمل‪ ،‬و الضفادع‪ ،‬و الدم و الحجر و العصا‪ ،‬و يده‪،‬‬
‫و البحر‪.‬‬
‫ت‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫ت َبّينا ٍ‬
‫سَع آيا ٍ‬ ‫‪ -[5] /6575‬العياشي‪ :‬عن سلم‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله‪َ :‬و َلَقْد آَتْينا ُموسى ِت ْ‬
‫»الطوفان‪ ،‬و الجراد‪ ،‬و القمل‪ ،‬و الضفادع‪ ،‬و الدم‪ ،‬و الحجر‪ ،‬و البحر‪ ،‬و العصا‪ ،‬و يده«‪.‬‬
‫ن َمْثُبورًا أي هالكا يدعو بالثبور‪.‬‬ ‫عْو ُ‬ ‫ك يا ِفْر َ‬ ‫ظّن َ‬
‫لُ‬‫‪ -[6] /6576‬علي بن إبراهيم‪ :‬قال يحكي قول موسى‪َ :‬و ِإّني َ‬
‫‪ -[7] /6577‬العياشي‪ :‬عن العباس بن معروف‪ ،‬عن أبي الحسن الرضا )عليه السلم( ذكر قول ال عز و جل‪:‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬قرب السناد‪.133 :‬‬
‫‪ -2‬الخصال‪.25 /423 :‬‬
‫‪ -3‬الخصال‪.24 /423 :‬‬
‫‪ -4‬تفسير القّمي ‪.29 :2‬‬
‫‪ -5‬تفسير العّياشي ‪.170 /318 :2‬‬
‫‪ -6‬تفسير القّمي ‪.29 :2‬‬
‫‪ -7‬تفسير العّياشي ‪.171 /318 :2‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪598 :‬‬
‫ن‪» :‬يا عاصي«‪.‬‬ ‫عْو ُ‬‫يا ِفْر َ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫شوعًا ]‪[109 -103‬‬ ‫خُ‬ ‫ن َو َيِزيُدُهْم ُ‬ ‫ن َيْبُكو َ‬ ‫لْذقا ِ‬ ‫ن ِل َْ‬‫خّرو َ‬ ‫ض‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و َي ِ‬ ‫لْر ِ‬ ‫ن ا َْ‬‫سَتِفّزُهْم ِم َ‬ ‫ن َي ْ‬
‫َفَأراَد َأ ْ‬
‫‪ -[1] /6578‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬في رواية أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله‪َ :‬فَأراَد َأ ْ‬
‫ن‬
‫ض‪» :‬أي أراد أن يخرجهم من الرض‪ ،‬و قد علم فرعون و قومه أن ما أنزل تلك اليات إل‬ ‫لْر ِ‬ ‫ن ا َْ‬‫سَتِفّزُهْم ِم َ‬‫َي ْ‬
‫جْئنا ِبُكْم َلِفيفًا يقول‪ :‬جميعا«‪.‬‬ ‫خَرِة ِ‬ ‫لِ‬‫عُد ا ْ‬ ‫ال‪ ،‬و أما قوله‪َ :‬فِإذا جاَء َو ْ‬
‫ض أي يخرجهم من مصر‬ ‫لْر ِ‬ ‫ن ا َْ‬‫سَتِفّزُهْم ِم َ‬‫ن َي ْ‬ ‫‪ -[2] /6579‬في رواية علي بن إبراهيم‪َ :‬فَأراَد يعني فرعون َأ ْ‬
‫جْئنا ِبُكْم َلِفيفًا‪ :‬أي‬
‫خَرِة ِ‬‫لِ‬ ‫عُد ا ْ‬‫ض َفِإذا جاَء َو ْ‬ ‫لْر َ‬ ‫سُكُنوا ا َْ‬ ‫لا ْ‬ ‫سراِئي َ‬ ‫ن َبْعِدِه ِلَبِني ِإ ْ‬‫جِميعًا َو ُقْلنا ِم ْ‬ ‫ن َمَعُه َ‬ ‫غَرْقناُه َو َم ْ‬ ‫َفَأ ْ‬
‫من كل ناحية‪.‬‬
‫ل ثم قال‪ :‬يا محمد‪ُ ،‬ق ْ‬
‫ل‬ ‫ث‪ :‬أي على مهل َو َنّزْلناهُ َتْنِزي ً‬ ‫على ُمْك ٍ‬ ‫س َ‬‫عَلى الّنا ِ‬ ‫قال‪ :‬قوله تعالى َو ُقْرآنًا َفَرْقناُه ِلَتْقَرَأُه َ‬
‫ن َقْبِلِه يعني من أهل الكتاب الذين آمنوا برسول ال )صلى ال عليه و‬ ‫ن ُأوُتوا اْلِعْلَم ِم ْ‬ ‫ن اّلِذي َ‬‫آِمُنوا ِبِه َأْو ل ُتْؤِمُنوا ِإ ّ‬
‫خّرو َ‬
‫ن‬ ‫ل َو َي ِ‬
‫عُد َرّبنا َلَمْفُعو ً‬‫ن َو ْ‬‫ن كا َ‬ ‫ن َرّبنا ِإ ْ‬ ‫سْبحا َ‬ ‫ن ُ‬ ‫جدًا قال‪ :‬الوجه َو َيُقوُلو َ‬ ‫سّ‬ ‫ن ُ‬ ‫لْذقا ِ‬‫ن ِل َْ‬
‫خّرو َ‬ ‫عَلْيِهْم َي ِ‬‫آله(‪ِ :‬إذا ُيْتلى َ‬
‫شوعًا و هم قوم من أهل الكتاب آمنوا بال‪.‬‬ ‫خُ‬ ‫ن َو َيِزيُدُهْم ُ‬ ‫ن َيْبُكو َ‬‫لْذقا ِ‬‫ِل َْ‬
‫‪ -[3] /6580‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن محمد‪ ،‬بإسناده‪ ،‬قال‪ :‬سئل أبو عبد ال )عليه السلم( عمن بجبهته‬
‫علة ل يقدر على السجود عليها‪.‬‬
‫جدًا«‪.‬‬ ‫سّ‬‫ن ُ‬ ‫لْذقا ِ‬‫ن ِل َْ‬ ‫خّرو َ‬ ‫قال‪» :‬يضع ذقنه على الرض‪ ،‬إن ال عز و جل يقول‪َ :‬ي ِ‬
‫‪ -[4] /6581‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن الصباح‪ ،‬عن إسحاق بن عمار‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪ :‬قلت له رجل بين عينية قرحة ل يستطيع أن يسجد عليها؟ قال‪ :‬يسجد ما بين طرف شعره‪ ،‬فإن لم‬
‫يقدر سجد على حاجبه اليمن‪ ،‬فإن لم يقدر فعلى حاجبه اليسر‪ ،‬فإن لم يقدر فعلى ذقنه«‪.‬‬
‫جدًا«‪.‬‬ ‫سّ‬ ‫ن ُ‬ ‫لْذقا ِ‬‫ن ِل َْ‬ ‫خّرو َ‬ ‫قلت‪ :‬على ذقنه؟ قال‪» :‬نعم‪ ،‬أما تقرأ كتاب ال عز و جل‪َ :‬ي ِ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.29 :2‬‬
‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪[.....] .29 :2‬‬
‫‪ -3‬الكافي ‪.6 /334 :3‬‬
‫‪ -4‬تفسير القّمي ‪.3 :2‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪599 :‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ل ]‪[110‬‬ ‫سِبي ً‬
‫ك َ‬ ‫ن ذِل َ‬‫ت ِبها َو اْبَتِغ َبْي َ‬ ‫ك َو ل ُتخاِف ْ‬ ‫صلِت َ‬ ‫جَهْر ِب َ‬ ‫َو ل َت ْ‬
‫‪ -[1] /6582‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عن سماعة‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ت ِبها قال‪» :‬المخافتة‪ :‬ما دون سمعك‪ ،‬و الجهر‪ :‬أن‬ ‫ك َو ل ُتخاِف ْ‬ ‫صلِت َ‬ ‫جَهْر ِب َ‬ ‫سألته عن قول ال عز و جل‪َ :‬و ل َت ْ‬
‫ترفع صوتك شديدا«‪.‬‬
‫و رواه الشيخ في )التهذيب( بإسناده عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عن سماعة قال‪ :‬سألته عن قول‬
‫ال عز و جل‪ ،‬و ساق الحديث إلى آخره »‪.«1‬‬

‫‪ -[2] /6583‬و عنه‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن يونس بن عبد الرحمن‪ ،‬عن عبد ال بن‬
‫سنان‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬على المام أن يسمع من خلفه و إن كثروا؟‬
‫ت ِبها«‪.‬‬
‫ك َو ل ُتخاِف ْ‬ ‫صلِت َ‬
‫جَهْر ِب َ‬
‫فقال‪» :‬ليقرأ قراءة وسطا‪ ،‬يقول ال تبارك و تعالى‪َ :‬و ل َت ْ‬
‫‪ -[3] /6584‬علي بن إبراهيم‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن الصباح‪ ،‬عن إسحاق بن عمار‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في‬
‫قوله‪:‬‬
‫ت ِبها‪ ،‬قال‪» :‬الجهر بها‪ :‬رفع الصوت‪ ،‬و التخافت‪ :‬ما لم تسمع بأذنك‪ ،‬و اقرأ ما‬ ‫ك َو ل ُتخاِف ْ‬
‫صلِت َ‬
‫جَهْر ِب َ‬
‫َو ل َت ْ‬
‫بين ذلك«‪.‬‬
‫‪ -[4] /6585‬و عنه قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن الصباح‪ ،‬عن إسحاق بن عمار‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬في‬
‫قوله‪:‬‬
‫ت ِبها‪ ،‬قال‪» :‬رفع الصوت عاليا‪ ،‬و المخافتة‪ :‬ما لم تسمع نفسك«‪.‬‬ ‫ك َو ل ُتخاِف ْ‬
‫صلِت َ‬
‫جَهْر ِب َ‬
‫َو ل َت ْ‬
‫ك َو ل‬‫صلِت َ‬‫جَهْر ِب َ‬
‫‪ -[5] /6586‬قال علي بن إبراهيم‪ :‬و روي عن أبي جعفر الباقر )عليه السلم( في قوله‪َ :‬و ل َت ْ‬
‫ت ِبها‪ ،‬قال‪» :‬الجهار أن ترفع صوتك يسمعه من بعد عنك‪ ،‬و المخافتة‪ .‬أن ل تسمع من معك إل يسيرا«‪.‬‬ ‫ُتخاِف ْ‬
‫‪ -[6] /6587‬العياشي‪ :‬عن المفضل قال‪ :‬سمعته )عليه السلم( يقول‪ ،‬و سئل عن المام هل عليه أن يسمع من‬
‫ت ِبها«‪.‬‬
‫ك َو ل ُتخاِف ْ‬‫صلِت َ‬‫جَهْر ِب َ‬
‫خلفه و إن كثروا؟ قال‪ :‬يقرأ قراءة وسطا‪ ،‬يقول ال تبارك و تعالى‪َ :‬و ل َت ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬الكافي ‪.21 /315 :3‬‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.27 /317 :3‬‬
‫‪ -3‬تفسير القّمي ‪.30 :2‬‬
‫‪ -4‬تفسير القّمي ‪.30 :2‬‬
‫‪ -5‬تفسير القّمي ‪.30 :2‬‬
‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪.172 /318 :2‬‬
‫)‪ (1‬التهذيب ‪1164 /290 :2‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪600 :‬‬
‫ك َو‬ ‫صلِت َ‬ ‫جَهْر ِب َ‬ ‫‪ -[7] /6588‬عن سماعة بن مهران‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال عز و جل َو ل َت ْ‬
‫ت ِبها‪ ،‬قال‪» :‬المخافتة‪ :‬ما دون سمعك‪ ،‬و الجهر‪ :‬أن ترفع صوتك شديدا«‪.‬‬ ‫ل ُتخاِف ْ‬
‫‪ -[8] /6589‬عن عبد ال بن سنان‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن المام‪ ،‬هل عليه أن يسمع من خلفه‬
‫ت ِبها«‪.‬‬ ‫ك َو ل ُتخاِف ْ‬ ‫صلِت َ‬‫جَهْر ِب َ‬
‫و إن كثروا؟ قال‪» :‬ليقرأ قراءة وسطا‪ ،‬إن ال يقول‪َ :‬و ل َت ْ‬
‫‪ -[9] /6590‬عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر و أبي عبد ال )عليهما السلم(‪ :‬في قوله‬
‫تعالى‪:‬‬
‫ل‪ ،‬قال‪» :‬كان رسول ال )صلى ال عليه و آله( إذا كان‬ ‫سِبي ً‬‫ك َ‬‫ن ذِل َ‬‫ت ِبها َو اْبَتِغ َبْي َ‬ ‫ك َو ل ُتخاِف ْ‬ ‫صلِت َ‬ ‫جَهْر ِب َ‬ ‫َو ل َت ْ‬
‫بمكة جهر بصوته‪ ،‬فيعلم بمكانه المشركون‪ ،‬فكانوا يؤذونه‪ ،‬فأنزلت هذه الية عند ذلك«‪.‬‬
‫‪ -[10] /6591‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( »‪«1‬‬
‫ت ِبها‪.‬‬ ‫ك َو ل ُتخاِف ْ‬ ‫صلِت َ‬ ‫جَهْر ِب َ‬ ‫في قوله‪َ :‬و ل َت ْ‬
‫ع ِبما ُتْؤَمُر »‪.««2‬‬ ‫صَد ْ‬ ‫قال‪» :‬نسختها َفا ْ‬
‫ك َو ل ُتخاِف ْ‬
‫ت‬ ‫صلِت َ‬ ‫جَهْر ِب َ‬ ‫‪ -[11] /6592‬عن سليمان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال تعالى‪َ :‬و ل َت ْ‬
‫ِبها‪.‬‬
‫فقال‪» :‬الجهر بها‪ :‬رفع الصوت‪ ،‬و المخافتة‪ :‬ما لم تسمع اذناك‪ ،‬و ما بين ذلك قدر ما يسمع اذنك«‪.‬‬
‫صلِت َ‬
‫ك‬ ‫جَهْر ِب َ‬ ‫‪ -[12] /6593‬عن أبي حمزة الثمالي‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬سألته عن قول ال‪َ :‬و ل َت ْ‬
‫ل‪ ،‬قال‪ :‬تفسيرها‪ :‬و ل تجهر بولية علي )عليه السلم( و ل بما أكرمته به‬ ‫سِبي ً‬‫ك َ‬ ‫ن ذِل َ‬ ‫ت ِبها َو اْبَتِغ َبْي َ‬ ‫َو ل ُتخاِف ْ‬
‫ت ِبها يعني و ل تكتمها عليا )عليه السلم( و أعلمه بما أكرمته به«‪.‬‬ ‫حتى آمرك بذلك َو ل ُتخاِف ْ‬
‫‪ -[13] /6594‬عن الحلبي‪ ،‬عن بعض أصحابنا‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو جعفر )عليه السلم( لبي عبد ال )عليه السلم(‪:‬‬
‫»يا بني عليك بالحسنة بين السيئتين تمحوها«‪ .‬قال‪» :‬و كيف ذاك‪ ،‬يا أبت؟« قال‪» :‬مثل قول ال عز و جل‪َ :‬و ل‬
‫ل حسنة‪ ،‬و مثل‬ ‫سِبي ً‬‫ك َ‬ ‫ن ذِل َ‬‫ت ِبها سيئة َو اْبَتِغ َبْي َ‬
‫ك سيئة‪َ ،‬و ل ُتخاِف ْ‬ ‫صلِت َ‬ ‫جَهْر ِب َ‬ ‫ت ِبها ل َت ْ‬ ‫ك َو ل ُتخاِف ْ‬ ‫صلِت َ‬ ‫جَهْر ِب َ‬
‫َت ْ‬
‫سِرُفوا َو‬ ‫ن ِإذا َأْنَفُقوا َلْم ُي ْ‬
‫ط »‪ ،«3‬و مثل قوله‪َ :‬و اّلِذي َ‬ ‫سِ‬ ‫ل اْلَب ْ‬
‫طها ُك ّ‬ ‫س ْ‬‫ك َو ل َتْب ُ‬ ‫عُنِق َ‬
‫ك َمْغُلوَلًة ِإلى ُ‬ ‫ل َيَد َ‬‫جَع ْ‬ ‫قوله‪َ :‬و ل َت ْ‬
‫َلْم َيْقُتُروا إذا أسرفوا سيئة‪ ،‬و إذا أقتروا‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -7‬تفسير العّياشي ‪.173 /318 :2‬‬
‫‪ -8‬تفسير العّياشي ‪.174 /318 :2‬‬
‫‪ -9‬تفسير العّياشي ‪.175 /318 :2‬‬
‫‪ -10‬تفسير العّياشي ‪.176 /319 :2‬‬
‫‪ -11‬تفسير العّياشي ‪[.....] .177 /319 :2‬‬
‫‪ -12‬تفسير العّياشي ‪.178 /319 :2‬‬
‫‪ -13‬تفسير العّياشي ‪.179 /319 :2‬‬
‫سلم(‪.‬‬ ‫ل )عليه ال ّ‬ ‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬عن أبي عبد ا ّ‬
‫)‪ (2‬الحجر ‪.94 :15‬‬
‫)‪ (3‬السراء ‪.29 :17‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪601 :‬‬
‫ك َقوامًا »‪ «1‬حسنة‪ ،‬فعليك بالحسنة بين السيئتين«‪.‬‬ ‫ن ذِل َ‬ ‫ن َبْي َ‬
‫سيئة َو كا َ‬
‫جَهْر‬‫‪ -[14] /6595‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬سألته عن تفسير هذه الية في قول ال َو ل َت ْ‬
‫ل‪.‬‬‫سِبي ً‬‫ك َ‬ ‫ن ذِل َ‬ ‫ت ِبها َو اْبَتِغ َبْي َ‬ ‫ك َو ل ُتخاِف ْ‬ ‫صلِت َ‬‫ِب َ‬
‫قال‪» :‬ل تجهر بولية علي )عليه السلم( فهو الصلة‪ ،‬و ل بما أكرمته به حتى انزل به »‪ ،«2‬و ذلك قوله‪َ :‬و ل‬
‫ل‪.‬‬
‫سِبي ً‬
‫ك َ‬ ‫ن ذِل َ‬ ‫ت ِبها َو اْبَتِغ َبْي َ‬ ‫ك َو ل ُتخاِف ْ‬ ‫صلِت َ‬ ‫جَهْر ِب َ‬
‫َت ْ‬
‫جَهْر‬‫قال‪» :‬ل تجهر بولية علي )عليه السلم( فهو الصلة‪ ،‬و ل بما أكرمته به حتى انزل به‪ ،‬و ذلك قوله‪َ :‬و ل َت ْ‬
‫ت ِبها فإنه يقول‪ :‬و ل تكتم ذلك عليا )عليه السلم(‪ ،‬يقول‪ :‬أعلمه بما أكرمته به فأما‬ ‫ك و أما قوله‪َ :‬و ل ُتخاِف ْ‬ ‫صلِت َ‬‫ِب َ‬
‫ل‪ ،‬يقول‪ :‬تسألني أن آذن لك أن تجهر بأمر علي )عليه السلم(‪ ،‬بوليته‪ .‬فأذن له بإظهار‬ ‫سِبي ً‬‫ك َ‬ ‫ن ذِل َ‬
‫قوله‪َ :‬و اْبَتِغ َبْي َ‬
‫ذلك يوم غدير خم‪ ،‬فهو قوله يومئذ‪ :‬اللهم من كنت موله فعلي موله‪ ،‬اللهم وال من واله و عاد من عاداه«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ل َو َكّبْرُه َتْكِبيرًا ]‪[111‬‬
‫ن الّذ ّ‬
‫ي ِم َ‬
‫ن َلُه َوِل ّ‬
‫ك َو َلْم َيكُ ْ‬
‫ك ِفي اْلُمْل ِ‬
‫شِري ٌ‬
‫ن َلُه َ‬
‫خْذ َوَلدًا َو َلْم َيُك ْ‬
‫ل اّلِذي َلْم َيّت ِ‬‫حْمُد ِّ‬ ‫ل اْل َ‬
‫َو ُق ِ‬
‫‪ -[1] /6596‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬لم يذل فيحتاج إلى ولي ينصره‪.‬‬
‫‪ -[2] /6597‬العياشي‪ :‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه )عليهما السلم( قال‪» :‬قال‬
‫النبي )صلى ال عليه و آله( و قد فقد رجل‪ ،‬فقال‪ :‬ما أبطأ بك عنا؟ فقال‪ :‬السقم و العيال‪ .‬فقال‪ :‬أل أعلمك بكلمات‬
‫تدعو بهن‪ ،‬و يذهب ال عنك السقم و ينفي عنك الفقر؟ تقول‪ :‬ل حول و ل قوة إل بال العلي العظيم‪ ،‬توكلت على‬
‫الحي الذي ل يموت‪ ،‬و الحمد ل الذي لم يتخذ ولدا و لم يكن له شريك في الملك‪ ،‬و لم يكن له ولي من الذل و‬
‫كبره تكبيرا«‪.‬‬
‫‪ -[3] /6598‬عن عبد ال بن سنان‪ ،‬قال‪ :‬شكوت إلى أبي عبد ال )عليه السلم( فقال‪» :‬أل أعلمك شيئا إذا قلته‬
‫قضى ال دينك و أنعشك و أنعش حالك؟« فقلت‪ :‬ما أحوجني إلى ذلك‪ .‬فعلمه هذا الدعاء‪» :‬قل في دبر صلة‬
‫الفجر‪:‬‬
‫توكلت على الحي الذي ل يموت‪ ،‬و الحمد ل الذي لم يتخذ ولدا و لم يكن له شريك في الملك‪ ،‬و لم يكن له ولي من‬
‫الذل و كبره تكبيرا‪ ،‬اللهم إني أعوذ بك من البؤس و الفقر‪ ،‬و من غلبة الدين و السقم‪ ،‬و أسألك أن تعينني على‬
‫أداء حقك إليك و إلى الناس«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -14‬تفسير العّياشي ‪.180 /319 :2‬‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.30 :2‬‬
‫‪ -2‬تفسير العّياشي ‪.181 /320 :2‬‬
‫‪ -3‬تفسير العّياشي ‪.182 /320 :2‬‬
‫)‪ (1‬الفرقان ‪.67 :25‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬آمرك‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪603 :‬‬

‫المستدرك )سورة السراء(‬


‫قوله تعالى‪:‬‬
‫سورًا ]‪[28‬‬ ‫ل َمْي ُ‬
‫ل َلُهْم َقْو ً‬
‫جوها َفُق ْ‬
‫ك َتْر ُ‬
‫ن َرّب َ‬‫حَمٍة ِم ْ‬‫عْنُهُم اْبِتغاَء َر ْ‬
‫ن َ‬‫ضّ‬‫َو ِإّما ُتْعِر َ‬
‫]‪ -[1‬ابن شهر آشوب‪ :‬نقل عن كتاب الشيرازي‪ :‬أن فاطمة )عليها السلم( لما ذكرت حالها و سألت جارية‪ ،‬بكى‬
‫رسول ال )صلى ال عليه و آله( فقال‪» :‬يا فاطمة‪ ،‬و الذي بعثني بالحق‪ ،‬إن في المسجد أربعمائة رجل ما لهم‬
‫طعام و ل ثياب‪ ،‬و لول خشيتي خصلة لعطيتك ما سألت‪ :‬يا فاطمة‪ ،‬إني ل أريد أن ينفك عنك أجرك إلى‬
‫الجارية‪ ،‬و إني أخاف أن يخصمك علي بن أبي طالب يوم القيامة بين يدي ال عز و جل إذا طلب حقه منك«‪ .‬ثم‬
‫علمها صلة التسبيح‪ ،‬فقال أمير المؤمنين‪» :‬مضيت تريدين من رسول ال الدنيا فأعطانا ال ثواب الخرة«‪.‬‬
‫حَمٍة ِم ْ‬
‫ن‬ ‫عْنُهُم اْبِتغاَء َر ْ‬
‫ن َ‬
‫ضّ‬‫قال أبو هريرة فلما خرج رسول ال من عند فاطمة أنزل ال على رسوله‪َ :‬و ِإّما ُتْعِر َ‬
‫جوها َفُق ْ‬
‫ل‬ ‫ك يعني رزقا من ربك َتْر ُ‬ ‫ن َرّب َ‬ ‫حمٍَة ِم ْ‬ ‫جوها يعني عن قرابتك و ابنتك فاطمة اْبِتغاَء يعني طلب َر ْ‬ ‫ك َتْر ُ‬‫َرّب َ‬
‫سورًا يعني قول حسنا‪ .‬فلما نزلت هذه الية أنفذ رسول ال )صلى ال عليه و آله( جارية إليها للخدمة و‬ ‫ل َمْي ُ‬ ‫َلُهْم َقْو ً‬
‫سماها فضة‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ل ]‪[56‬‬ ‫حِوي ً‬ ‫عْنُكْم َو ل َت ْ‬ ‫ضّر َ‬ ‫ف ال ّ‬ ‫ش َ‬
‫ن َك ْ‬‫ن ُدوِنِه َفل َيْمِلُكو َ‬‫عْمُتْم ِم ْ‬
‫ن َز َ‬‫عوا اّلِذي َ‬‫ل اْد ُ‬‫ُق ِ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬المناقب ‪.341 :3‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪604 :‬‬
‫]‪ -[1‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن عبد الرحمن بن أبي نجران و‬
‫ابن فضال‪ ،‬عن بعض أصحابنا‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬كان يقول عند العلة »اللهم إنك عيرت أقواما‬
‫فقلت‪:‬‬
‫ل فيا من ل يملك كشف ضري و ل‬ ‫حِوي ً‬ ‫عْنُكْم َو ل َت ْ‬ ‫ضّر َ‬ ‫ف ال ّ‬ ‫ش َ‬
‫ن َك ْ‬‫ن ُدوِنِه َفل َيْمِلُكو َ‬‫عْمُتْم ِم ْ‬
‫ن َز َ‬‫عوا اّلِذي َ‬‫ل اْد ُ‬‫ُق ِ‬
‫تحويله عني أحد غيره‪ ،‬صل على محمد و آل محمد‪ ،‬و اكشف ضري‪ ،‬و حوله إلى من يدعو معك إلها آخر ل إله‬
‫غيرك«‪.‬‬
‫ن ُدوِنِه المراد بالذين من دونه‬ ‫عْمُتْم ِم ْ‬‫ن َز َ‬ ‫عوا اّلِذي َ‬‫]‪ -[2‬الطبرسي‪ :‬عن ابن عباس‪ ،‬و الحسن‪ ،‬في قوله تعالى‪ :‬اْد ُ‬
‫هم الملئكة و المسيح و عزير‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ل ]‪[86‬‬ ‫عَلْينا َوِكي ً‬ ‫ك ِبِه َ‬‫جُد َل َ‬ ‫ك ُثّم ل َت ِ‬ ‫حْينا ِإَلْي َ‬
‫ن ِباّلِذي َأْو َ‬ ‫شْئنا َلَنْذَهَب ّ‬
‫ن ِ‬ ‫َو َلِئ ْ‬
‫]‪ -[3‬السيوطي في )الدر المنثور( يرفعه إلى ابن عباس‪ ،‬أنه قال‪ :‬قدم وفد اليمن على رسول ال )صلى ال عليه‬
‫و آله( فقالوا‪ :‬أبيت اللعن‪ .‬فقال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪» :‬سبحان ال! إنما يقال هذا للملك و لست ملكا‪،‬‬
‫أنا محمد بن عبد ال«‪ .‬فقالوا‪ :‬إنا ل ندعوك باسمك‪ .‬قال )صلى ال عليه و آله(‪» :‬فأنا أبو القاسم«‪.‬‬
‫فقالوا‪ :‬يا أبا القاسم‪ ،‬إنا قد خبأنا لك خبيئا‪ .‬فقال‪» :‬سبحان ال! إنما يفعل هذا بالكاهن‪ ،‬و الكاهن و المتكهن و‬
‫الكهانة في النار«‪.‬‬
‫فقال له أحدهم‪ :‬فمن يشهد لك أنك رسول ال؟ فضرب بيده إلى حفنة حصا فأخذها فقال‪» :‬هذا يشهد أني رسول‬
‫صّفا‬
‫ت َ‬ ‫صاّفا ِ‬‫ال« فسبحن في يده فقلن‪ :‬نشهد أنك رسول ال‪ .‬فقالوا له‪ :‬أسمعنا بعض ما انزل عليك‪ .‬فقرأ‪َ :‬و ال ّ‬
‫ب »‪ «1‬فإنه لساكن ما ينبض منه عرق و إن دموعه لتسبقه إلى لحيته‪ ،‬فقالوا‬ ‫ب ثاِق ٌ‬ ‫شها ٌ‬ ‫حتى انتهى إلى قوله َفَأْتَبَعُه ِ‬
‫له‪ :‬إنا نراك تبكي! أمن خوف الذي بعثك تبكي؟! قال‪» :‬بل من خوف الذي بعثني أبكي‪ ،‬إنه بعثني على طريق‬
‫ل‪.‬‬‫عَلْينا َوِكي ً‬ ‫ك ِبِه َ‬
‫جُد َل َ‬
‫ك ُثّم ل َت ِ‬
‫حْينا ِإَلْي َ‬
‫ن ِباّلِذي َأْو َ‬ ‫شْئنا َلَنْذَهَب ّ‬
‫ن ِ‬‫مثل حد السيف‪ ،‬إن زغت عنه هلكت«‪ .‬ثم قرأ َو َلِئ ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬الكافي ‪.1 /410 :2‬‬
‫‪ -2‬مجمع البيان ‪[.....] .651 :6‬‬
‫‪ -3‬الدر المنثور ‪.334 :5‬‬
‫)‪ (1‬الصافات ‪.10 -1 :37‬‬
‫رهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪605 :‬‬
‫]‪ -[2‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو محمد جعفر بن علي بن أحمد الفقيه )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا أبو محمد‬
‫الحسن بن محمد بن علي بن صدقة القمي‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبو عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز النصاري‬
‫الكجي‪ ،‬قال‪ :‬حدثني من سمع الحسن بن محمد النوفلي يقول في حديث طويل‪ :‬أن سليمان المروزي متكلم خراسان‬
‫قال للمام الرضا )عليه السلم( في الرادة‪ :‬قد وصف نفسه بأنه مريد‪ .‬قال الرضا )عليه السلم(‪» :‬ليس صفته‬
‫نفسه أنه مريد إخبارا عن أنه إرادة‪ ،‬و ل إخبارا عن أن الرادة اسم من أسمائه«‪ .‬قال سليمان‪ :‬لن إرادته علمه‪.‬‬
‫قال الرضا )عليه السلم(‪» :‬فإذا علم الشيء فقد أراده؟«‪ .‬قال سليمان‪ :‬أجل‪.‬‬
‫قال )عليه السلم(‪» :‬فإذا لم يرده لم يعلمه« قال سليمان‪ :‬أجل‪.‬‬
‫قال )عليه السلم(‪» :‬من أين قلت ذلك‪ ،‬و ما الدليل على أن إرادته علمه؟ و قد يعلم ما ل يريده أبدا‪ ،‬و ذلك قوله‬
‫ك فهو يعلم كيف يذهب به و هو ل يذهب به أبدا«‪.‬‬ ‫حْينا ِإَلْي َ‬
‫ن ِباّلِذي َأْو َ‬ ‫شْئنا َلَنْذَهَب ّ‬
‫ن ِ‬ ‫عز و جل‪َ :‬و َلِئ ْ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ك َكِبيرًا ]‪ -[1] [87‬الطبرسي في )مجمع البيان(‪ :‬عن ابن عباس في قوله‬ ‫عَلْي َ‬
‫ن َ‬ ‫ضَلُه كا َ‬ ‫ن َف ْ‬ ‫ك ِإ ّ‬‫ن َرّب َ‬ ‫حَمًة ِم ْ‬ ‫ل َر ْ‬ ‫ِإ ّ‬
‫ك َكِبيرًا‪.‬‬ ‫عَلْي َ‬
‫ن َ‬ ‫ضَلُه كا َ‬ ‫ن َف ْ‬ ‫تعالى‪ِ :‬إ ّ‬
‫قال‪ :‬يريد حيث جعلك سيد ولد آدم و ختم بك النبيين و أعطاك المقام المحمود‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬التوحيد ‪.451‬‬
‫‪ -1‬مجمع البيان ‪.676 :6‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪607 :‬‬
‫سورة الكهف‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪609 :‬‬
‫سورة الكهف فضلها‬
‫‪ -[1] /6599‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن أحمد بن محمد بن أحمد‪ ،‬عن محمد بن أحمد النهدي‪ ،‬عن محمد بن الوليد‪،‬‬
‫عن أبان‪ ،‬عن عامر بن عبد ال بن جذاعة‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬ما من عبد يقرأ آخر الكهف إل‬
‫تيقظ في الساعة التي يريد«‪.‬‬
‫‪ -[2] /6600‬الشيخ في )التهذيب(‪ :‬بإسناده عن علي بن مهزيار‪ ،‬عن أيوب بن نوح‪ ،‬عن محمد بن أبي حمزة‬
‫قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬من قرأ سورة الكهف في كل ليلة جمعة كانت كفارة لما بين الجمعة إلى‬
‫الجمعة«‪.‬‬
‫‪ -[3] /6601‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أحمد بن محمد قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن محمد بن هلل‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪،‬‬
‫ي َأّنما »‪ «1‬إلى آخر‬ ‫شٌر ِمْثُلُكْم ُيوحى ِإَل ّ‬ ‫ل ِإّنما َأَنا َب َ‬
‫عن أمير المؤمنين )عليه السلم( يقول‪» :‬ما من عبد يقرأ‪ُ :‬ق ْ‬
‫السورة إل كان له نورا من مضجعه إلى بيت ال الحرام‪ ،‬فإن من كان له نور في بيت ال الحرام كان له نور إلى‬
‫بيت المقدس«‪.‬‬
‫ل ِإّنما َأَنا‬
‫‪ -[4] /6602‬و عنه‪ ،‬في )الفقيه(‪ :‬و قال النبي )صلى ال عليه و آله(‪» :‬من قرأ هذه الية عند منامه‪ُ :‬ق ْ‬
‫حٌد »‪ «2‬إلى آخرها‪ ،‬سطع له نور إلى المسجد الحرام‪ ،‬حشو ذلك النور‬ ‫ي َأّنما ِإلُهُكْم ِإلٌه وا ِ‬ ‫شٌر ِمْثُلُكْم ُيوحى ِإَل ّ‬ ‫َب َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬الكافي ‪.21 /462 :2‬‬
‫‪ -2‬التهذيب ‪.26 /8 :3‬‬
‫‪ -3‬ثواب العمال‪.107 :‬‬
‫‪ -4‬من ل يحضره الفقيه ‪.1358 /297 :2‬‬
‫)‪ (1‬الكهف ‪.110 :18‬‬
‫)‪ (2‬الكهف ‪.110 :18‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪610 :‬‬
‫ملئكة يستغفرون له حتى يصبح«‪.‬‬
‫‪ -[5] /6603‬ثم قال‪ :‬روى عامر بن عبد ال بن جذاعة‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬ما من عبد يقرأ‬
‫آخر الكهف حين ينام إل استيقظ من منامه في الساعة التي يريد«‪.‬‬
‫‪ -[6] /6604‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثني محمد بن موسى بن المتوكل‪ ،‬قال‪ :‬حدثني محمد بن يحيى‪ ،‬قال‪ :‬حدثني محمد‬
‫بن أحمد‪ ،‬عن محمد بن حسان‪ ،‬عن إسماعيل بن مهران‪ ،‬قال‪ :‬حدثني الحسن بن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( قال‪» :‬من قرأ سورة الكهف كل ليلة جمعة‪ ،‬لم يمت إل شهيدا‪ ،‬و يبعثه »‪ «1‬ال من الشهداء‪ ،‬و‬
‫وقف يوم القيامة مع الشهداء«‪.‬‬
‫‪ -[7] /6605‬العياشي‪ :‬عن الحسن بن علي بن أبي حمزة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬من قرأ‬
‫سورة الكهف في كل ليلة جمعة‪ ،‬لم يمت إل شهيدا‪ ،‬و يبعثه ال مع الشهداء‪ ،‬و أوقف يوم القيامة مع الشهداء«‪.‬‬
‫‪ -[8] /6606‬و من )خواص القرآن(‪ :‬روي عن النبي )صلى ال عليه و آله( أنه قال‪» :‬من قرأ هذه السورة يوم‬
‫الجمعة‪ ،‬غفر ال له من الجمعة إلى الجمعة‪ ،‬و زيادة ثلثة أيام‪ ،‬و اعطي نورا يبلغ إلى السماء‪ ،‬و من كتبها و‬
‫جعلها في إناء زجاج ضيق الرأس و جعله في منزله‪ ،‬أمن من الفقر و الدين هو و أهله‪ ،‬و أمن من أذى الناس«‪.‬‬
‫‪ -[9] /6607‬و عن الصادق )عليه السلم( قال‪ :‬من كتبها و جعلها في إناء زجاج ضيق الرأس و جعله في‬
‫منزله‪ ،‬أمن من الفقر و الدين هو و أهله‪ ،‬و أمن »‪ «2‬من أذى الناس‪ ،‬و ل يحتاج إلى أحد أبدا‪ ،‬و إن كتبت و‬
‫جعلت في مخازن الحبوب من القمح و الشعير و الرز و الحمص و غير ذلك‪ ،‬دفع ال عنه بإذن ال تعالى كل‬
‫مؤذ مما يطرق الحبوب«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -5‬من ل يحضره الفقيه ‪.1359 /298 :1‬‬
‫‪ -6‬ثواب العمال‪.107 :‬‬
‫‪ -7‬تفسير العّياشي ‪.1 /321 :2‬‬
‫‪ -8‬خواص القرآن‪» 4 :‬مخطوط« مجمع البيان ‪[.....] .690 :6‬‬
‫‪ -9‬خواص القرآن‪» 4 :‬مخطوط«‪.‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬أو يبعثه‪.‬‬
‫)‪ (2‬في »س«‪ :‬و يأمن‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪611 :‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫عَوجًا‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و ِإّنا‬ ‫ل َلُه ِ‬‫جَع ْ‬‫ب َو َلْم َي ْ‬‫عْبِدِه اْلِكتا َ‬‫على َ‬ ‫ل َ‬‫ل اّلِذي َأْنَز َ‬
‫حْمُد ِّ‬ ‫حيِم اْل َ‬‫ن الّر ِ‬ ‫حم ِ‬ ‫ل الّر ْ‬ ‫سِم ا ِّ‬
‫ِب ْ‬
‫على‬‫ل َ‬ ‫ل اّلِذي َأْنَز َ‬ ‫حْمُد ِّ‬
‫جُرزًا ]‪ -[1] /6608 [8 -1‬علي بن إبراهيم‪ ،‬في قوله تعالى‪ :‬اْل َ‬ ‫صِعيدًا ُ‬ ‫عَلْيها َ‬ ‫ن ما َ‬ ‫عُلو َ‬ ‫َلجا ِ‬
‫عَوجًا َقّيمًا قال‪ :‬هذا مقدم و مؤخر‪ ،‬لن معناه‪ :‬الذي أنزل على عبده الكتاب قيما‪ ،‬و لم‬ ‫ل َلُه ِ‬ ‫جَع ْ‬
‫ب َو َلْم َي ْ‬ ‫عْبِدِه اْلِكتا َ‬
‫َ‬
‫ن َلُدْنُه يعني‪ :‬يخوفهم و يحذرهم عذاب ال عز و‬ ‫شِديدًا ِم ْ‬
‫يجعل له عوجا‪ ،‬فقد قدم حرف على حرف‪ِ ،‬لُيْنِذَر َبْأسًا َ‬
‫ن ِفيِه َأَبدًا يعني في الجنة‪َ :‬و ُيْنِذَر اّلِذي َ‬
‫ن‬ ‫سنًا ماِكِثي َ‬ ‫حَ‬ ‫جرًا َ‬ ‫ن َلُهْم َأ ْ‬
‫ت َأ ّ‬‫صاِلحا ِ‬ ‫ن ال ّ‬‫ن َيْعَمُلو َ‬ ‫ن اّلِذي َ‬‫شَر اْلُمْؤِمِني َ‬ ‫جل‪َ :‬و ُيَب ّ‬
‫عْلٍم قال‪ :‬ما قالت قريش حين زعموا أن الملئكة بنات ال و ما قالت اليهود و‬ ‫ن ِ‬ ‫ل َوَلدًا ما َلُهْم ِبِه ِم ْ‬ ‫خَذ ا ُّ‬ ‫قاُلوا اّت َ‬
‫لباِئِهْم‬ ‫عْلٍم َو ل ِ‬ ‫ن ِ‬‫النصارى في قولهم‪ :‬عزير ابن ال‪ ،‬و المسيح ابن ال فرد ال تعالى عليهم‪ ،‬فقال‪ :‬ما َلُهْم ِبِه ِم ْ‬
‫ل َكِذبًا‪.‬‬
‫ن ِإ ّ‬
‫ن َيُقوُلو َ‬
‫ن َأْفواِهِهْم ِإ ْ‬‫ج ِم ْ‬ ‫خُر ُ‬‫ت َكِلَمًة َت ْ‬ ‫َكُبَر ْ‬
‫‪ -[2] /6609‬محمد بن العباس‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن الحسين بن محمد‪ ،‬عن محمد بن‬
‫ن َلُدْنُه‪.‬‬
‫شِديدًا ِم ْ‬‫الفضيل‪ ،‬عن أبي حمزة‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا جعفر )عليه السلم( عن قول ال عز و جل‪ِ :‬لُيْنِذَر َبْأسًا َ‬
‫فقال أبو جعفر )عليه السلم(‪» :‬البأس الشديد‪ :‬هو علي بن أبي طالب )عليه السلم(‪ ،‬و هو من لدن رسول ال‬
‫ن َلُدْنُه‪ ،‬و معنى قوله تعالى‪:‬‬ ‫شِديدًا ِم ْ‬ ‫)صلى ال عليه و آله( و قاتل عدوه‪ ،‬فذلك قوله تعالى‪ِ :‬لُيْنِذَر َبْأسًا َ‬
‫شِديدًا«‪.‬‬ ‫ِلُيْنِذَر‪ ،‬يعني رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪َ :‬بْأسًا َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.30 :2‬‬
‫‪ -2‬تأويل اليات ‪.1 /291 :1‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪612 :‬‬
‫‪ -[3] /6610‬العياشي‪ :‬عن البرقي‪ ،‬عمن رواه‪ ،‬رفعه‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( ِلُيْنِذَر َبْأسًا‬
‫ن َلُدْنُه‪ ،‬قال‪» :‬البأس الشديد‪ :‬علي )عليه السلم( و هو من لدن رسول ال )صلى ال عليه و آله( قاتل معه‬ ‫شِديدًا ِم ْ‬
‫َ‬
‫ن َلُدْنُه«‪.‬‬
‫شِديدًا ِم ْ‬
‫عدوه‪ ،‬فذلك قوله‪ِ :‬لُيْنِذَر َبْأسًا َ‬
‫شَر إنما البشر بشر الديم »‬ ‫‪ -[4] /6611‬عن الحسن بن صالح‪ ،‬قال‪ :‬قال لي أبو جعفر )عليه السلم(‪» :‬ل تقرأ ُيَب ّ‬
‫شَر »‪.«2‬‬ ‫‪ .««1‬قال‪ :‬فصليت بعد ذلك خلف الحسن فقرأ ُيَب ّ‬
‫ن َلُدْنُه‪،‬‬
‫شِديدًا ِم ْ‬
‫‪ -[5] /6612‬ابن شهر آشوب‪ :‬عن الباقر و الصادق )عليهما السلم( في قوله تعالى‪ِ :‬لُيْنِذَر َبْأسًا َ‬
‫»البأس الشديد‪ :‬علي بن أبي طالب )عليه السلم( و هو لدن رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬يقاتل معه عدوه«‪.‬‬
‫حِدي ِ‬
‫ث‬ ‫ن َلْم ُيْؤِمُنوا ِبهَذا اْل َ‬
‫على آثاِرِهْم ِإ ْ‬ ‫ك َ‬‫سَ‬‫خٌع َنْف َ‬‫ك يا محمد با ِ‬ ‫‪ -[6] /6613‬و قال علي بن إبراهيم‪ :‬قوله‪َ :‬فَلَعّل َ‬
‫سفًا‪ .‬ثم قال‪ :‬و‬‫َأ َ‬
‫ك يقول‪» :‬قاتل نفسك على آثارهم‬ ‫سَ‬ ‫خٌع َنْف َ‬
‫ك با ِ‬
‫في رواية أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله‪َ :‬فَلَعّل َ‬
‫سفًا يقول‪ :‬حزنا«‪.‬‬ ‫و أما َأ َ‬
‫ض ِزيَنًة َلها‪ ،‬يعني الشجر و النبات و كل ما‬ ‫لْر ِ‬ ‫عَلى ا َْ‬ ‫جَعْلنا ما َ‬
‫‪ -[7] /6614‬و قال علي بن إبراهيم‪ :‬في قوله‪ِ :‬إّنا َ‬
‫جُرزًا يعني خرابا‪.‬‬ ‫صِعيدًا ُ‬ ‫عَلْيها َ‬ ‫ن ما َ‬ ‫عُلو َ‬
‫ل َو ِإّنا َلجا ِ‬
‫عَم ً‬
‫ن َ‬‫سُ‬ ‫حَ‬‫خلقه ال في الرض‪ِ ،‬لَنْبُلَوُهْم أي لنختبرهم َأّيُهْم َأ ْ‬

‫جُرزًا‪.‬‬ ‫صِعيدًا ُ‬ ‫‪ -[8] /6615‬قال‪ :‬و في رواية أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله تعالى‪َ :‬‬
‫قال )عليه السلم(‪» :‬أي ل نبات فيها«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫حدًا ]‪[22 -9‬‬ ‫ت ِفيِهْم ِمْنُهْم َأ َ‬
‫سَتْف ِ‬
‫جبًا‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و ل َت ْ‬
‫عَ‬
‫ن آياِتنا َ‬
‫ف َو الّرِقيِم كاُنوا ِم ْ‬
‫ب اْلَكْه ِ‬
‫صحا َ‬ ‫ن َأ ْ‬ ‫ت َأ ّ‬
‫سْب َ‬
‫حِ‬
‫َأْم َ‬
‫‪ -[1] /6616‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬رفعه‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم( لرجل عنده‪:‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -3‬تفسير العّياشي ‪.2 /321 :2‬‬
‫‪ -4‬تفسير العّياشي ‪.3 /321 :2‬‬
‫‪ -5‬المناقب ‪.81 :2‬‬
‫‪ -6‬تفسير القّمي ‪.31 :2‬‬
‫‪ -7‬تفسير القّمي ‪.31 :2‬‬
‫‪ -8‬تفسير القّمي ‪.31 :2‬‬
‫‪ -1‬الكافي ‪.595 /395 :8‬‬
‫)‪ (1‬بشرت الديم أبشره بشرا‪ :‬إذا أخذت بشرته‪» .‬الصحاح‪ -‬بشر‪.«590 :2 -‬‬
‫)‪ (2‬قرأ حمزة و الكسائي بالتخفيف و الباقون بالتشديد‪ .‬انظر‪ :‬تفسير النيسابوري‪ -‬هامش تفسير الطبري‪:15 -‬‬
‫‪ -107‬و روح المعاني لللوسي ‪[.....] .203 :15‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪613 :‬‬
‫»ما الفتى عندكم«؟ فقال له‪ :‬الشاب‪ ،‬فقال‪» :‬ل‪ ،‬الفتى‪ :‬المؤمن‪ ،‬إن أصحاب الكهف كانوا شيوخا فسماهم ال عز‬
‫و جل فتية بإيمانهم«‪.‬‬
‫‪ -[2] /6617‬و عنه‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن هشام بن سالم‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( قال‪» :‬إن مثل أبي طالب مثل أصحاب الكهف‪ ،‬أسروا اليمان و أظهروا الشرك‪ ،‬فآتاهم ال أجرهم‬
‫مرتين«‪.‬‬
‫‪ -[3] /6618‬و عنه‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن صالح بن السندي‪ ،‬عن جعفر بن بشير‪ ،‬عن خالد بن‬
‫عمارة‪ ،‬عن سدير الصيرفي‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ -‬في حديث‪ -‬قال له‪» :‬أما علمت أن أصحاب الكهف‬
‫كانوا صيارفة؟!«‪.‬‬
‫‪ -[4] /6619‬العياشي‪ :‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬إن أصحاب الكهف أسروا اليمان و‬
‫أظهروا الكفر‪ ،‬فآجرهم ال مرتين«‪.‬‬
‫صحا َ‬
‫ب‬ ‫ن َأ ْ‬ ‫ت َأ ّ‬‫سْب َ‬‫حِ‬‫‪ -[5] /6620‬عن محمد‪ :‬عن أحمد بن علي‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله‪َ :‬أْم َ‬
‫جبًا‪.‬‬
‫عَ‬‫ن آياِتنا َ‬
‫ف َو الّرِقيِم كاُنوا ِم ْ‬‫اْلَكْه ِ‬
‫قال‪» :‬هم قوم فروا‪ ،‬و كتب ملك ذلك الزمان »‪ «1‬أسماءهم و أسماء آبائهم و عشائرهم في صحف من رصاص‪،‬‬
‫ف َو الّرِقيِم«‪.‬‬‫ب اْلَكْه ِ‬
‫صحا َ‬ ‫فهو قوله‪َ :‬أ ْ‬
‫‪ -[6] /6621‬عن أبي بكر الحضرمي‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬خرج أصحاب الكهف على غير‬
‫معرفة و ل ميعاد‪ ،‬فلما صاروا في الصحراء أخذ بعضهم على بعض العهود و المواثيق‪ ،‬فأخذ هذا على هذا‪ ،‬و‬
‫هذا على هذا‪ ،‬ثم قالوا أظهروا أمركم فأظهروه فإذا هم على أمر واحد«‪.‬‬
‫‪ -[7] /6622‬عن درست‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( أنه ذكر أصحاب الكهف‪ ،‬فقال‪» :‬كانوا صيارفة كلم »‬
‫‪ «2‬و لم يكونوا صيارفة دراهم«‪.‬‬
‫‪ -[8] /6623‬عن عبيد ال بن يحيى‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( أنه ذكر أصحاب الكهف‪ ،‬فقال‪» :‬لو كلفكم‬
‫قومكم ما كلفهم قومهم!«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.28 /373 :1‬‬
‫‪ -3‬الكافي ‪.2 /113 :5‬‬
‫‪ -4‬تفسير العّياشي ‪.4 /321 :2‬‬
‫‪ -5‬تفسير العّياشي ‪.5 /321 :2‬‬
‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪.6 /322 :2‬‬
‫‪ -7‬تفسير العّياشي ‪.7 /322 :2‬‬
‫‪ -8‬تفسير العّياشي ‪.9 /323 :2‬‬
‫)‪ (1‬في »ج« و »س« و »ط«‪ :‬الديار‪.‬‬
‫ق عن الباطل‪.‬‬ ‫)‪ (2‬أي يمّيزون كلم الح ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪614 :‬‬

‫فقيل له‪ :‬و ما كلفهم قومهم؟ فقال‪» :‬كلفوهم الشرك بال العظيم‪ ،‬فأظهروا لهم الشرك و أسروا اليمان حتى جاءهم‬
‫الفرج«‪.‬‬
‫‪ -[9] /6624‬عن درست‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬ما بلغت تقية أحد ما بلغت تقية أصحاب الكهف‪،‬‬
‫كانوا ليشدون الزنانير »‪ ،«1‬و يشهدون العياد‪ ،‬و أعطاهم ال أجرهم مرتين«‪.‬‬
‫‪ -[10] /6625‬عن الكاهلي‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬إن أصحاب الكهف كانوا أسروا اليمان و‬
‫أظهروا الكفر‪ ،‬و كانوا على إجهار الكفر أعظم أجرا منهم على إسرار اليمان«‪.‬‬
‫‪ -[11] /6626‬عن سليمان بن جعفر الهمداني »‪ ،«2‬قال‪ :‬قال لي جعفر بن محمد )عليه السلم(‪» :‬يا سليمان‪ ،‬من‬
‫الفتى؟ قال‪ :‬فقلت‪ :‬له‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬الفتى عندنا الشاب‪ ،‬قال لي‪» :‬أما علمت أن أصحاب الكهف كانوا كهول‬
‫فسماهم ال فتية بإيمانهم‪ .‬يا سليمان‪ ،‬من آمن بال و اتقى فهو الفتى«‪.‬‬
‫‪ -[12] /6627‬عن أبي عمرو الزبيري‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قلت له‪ :‬قد فهمت نقصان اليمان و‬
‫تمامه‪ ،‬فمن أين جاءت زيادته‪ ،‬و ما الحجة فيها؟‬
‫ل َأّيُكْم زاَدْتُه هِذِه ِإيمانًا إلى قوله‪:‬‬ ‫ن َيُقو ُ‬
‫سوَرٌة َفِمْنُهْم َم ْ‬‫ت ُ‬
‫قال‪» :‬قول ال عز و جل َو ِإذا ما ُأْنِزَل ْ‬
‫ى و لو كان كله‬ ‫ق ِإّنُهْم ِفْتَيٌة آَمُنوا ِبَرّبِهْم َو ِزْدناُهْم ُهد ً‬
‫حّ‬‫ك َنَبَأُهْم ِباْل َ‬
‫عَلْي َ‬
‫ص َ‬
‫ن َنُق ّ‬
‫حُ‬‫سِهْم »‪ ،«3‬و قال‪َ :‬ن ْ‬ ‫جِ‬ ‫جسًا ِإَلى ِر ْ‬‫ِر ْ‬
‫واحدا ل زيادة فيه و ل نقصان لم يكن لحد منهم فضل على أحد‪ ،‬و ل تستوي النعمة فيه و ل يستوي الناس‪ ،‬و‬
‫بطل التفضيل‪ ،‬و لكن بتمام اليمان دخل المؤمنون الجنة‪ ،‬و بالزيادة في اليمان تفاضل المؤمنون بالدرجات عند‬
‫ال و بالنقصان منه دخل المفرطون النار«‪.‬‬
‫و روى هذا الحديث محمد بن يعقوب‪ ،‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن بكر بن صالح‪ ،‬عن القاسم بن بريد‪،‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا أبو عمرو الزبيري‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬و الحديث طويل تقدم بطوله في قوله تعالى‪َ :‬و ِإذا‬
‫ل َأّيُكْم زاَدْتُه هِذِه ِإيمانًا من آخر سورة براءة »‪.«4‬‬ ‫ن َيُقو ُ‬‫سوَرٌة َفِمْنُهْم َم ْ‬ ‫ت ُ‬
‫ما ُأْنِزَل ْ‬

‫عَلْيِهْم َلَوّلْي َ‬
‫ت‬ ‫ت َ‬
‫طَلْع َ‬
‫‪ -[13] /6628‬عن محمد بن سنان عن البطيخي‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله‪َ :‬لِو ا ّ‬
‫عبًا‪.‬‬
‫ت ِمْنُهْم ُر ْ‬
‫ِمْنُهْم ِفرارًا َو َلُمِلْئ َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -9‬تفسير العّياشي ‪.9 /323 :2‬‬
‫‪ -10‬تفسير العّياشي ‪.10 /323 :2‬‬
‫‪ -11‬تفسير العّياشي ‪.11 /32 :2‬‬
‫‪ -12‬تفسير العّياشي ‪.12 /323 :2‬‬
‫‪ -13‬تفسير العّياشي ‪[.....] .13 /324 :2‬‬
‫)‪ (1‬الزنانير‪ :‬جمع زّنار‪ ،‬و هو شيء يشّده الذّمي على وسطه‪» .‬لسان العرب‪ -‬زنر‪.«330 :4 -‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ ،‬و »ط« نسخة بدل‪ :‬النهدي‪.‬‬
‫)‪ (3‬التوبة ‪.125 -124 :9‬‬
‫)‪ (4‬الكافي ‪ ،1 /28 :2‬و تقّدم في الحديث )‪ (1‬من تفسير الية )‪ (125 -124‬من سورة التوبة‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪615 :‬‬
‫قال‪» :‬إن ذلك لم يعن به النبي )صلى ال عليه و آله( إنما عني به المؤمنون بعضهم لبعض‪ ،‬لكنه حالهم التي هم‬
‫عليها«‪.‬‬
‫‪ -[14] /6629‬ابن شهر آشوب‪ :‬عن جابر و أنس‪ :‬أن جماعة تنقصوا عليا )عليه السلم( عند عمر‪ ،‬فقال سلمان‪:‬‬
‫أما تذكر‪ -‬يا عمر‪ -‬اليوم الذي كنت فيه و أبو بكر و أنا و أبو ذر عند رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و بسط لنا‬
‫شملة »‪ «1‬و أجلس كل واحد منا على طرف‪ ،‬و أخذ بيد علي و أجلسه وسطها‪ ،‬ثم قال‪» :‬قم‪ -‬يا أبا بكر‪ -‬و سلم‬
‫على علي بالمامة و خلفة المسلمين«‪ .‬و هكذا كل واحد منا‪ ،‬ثم قال‪» :‬قم يا علي‪ ،‬و سلم على هذا النور«‪ .‬يعني‬
‫الشمس‪ ،‬فقال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪» :‬أيتها الية المشرقة‪ ،‬السلم عليك« فأجابت القرصة و ارتعدت و‬
‫قالت‪ :‬و عليك السلم‪ ،‬يا ولي ال و وصي رسوله‪.‬‬
‫ثم رفع رسول ال )صلى ال عليه و آله( يده إلى السماء‪ ،‬فقال‪» :‬اللهم إنك أعطيت لخي سليمان صفيك منك ملكا‬
‫و ريحا غدوها شهر و رواحها شهر‪ ،‬اللهم أرسل تلك لتحملهم إلى أصحاب الكهف و أمرنا أن نسلم على أصحاب‬
‫الكهف‪ .‬فقال علي‪» :‬يا ريح‪ ،‬احملينا« فإذا نحن في الهواء فسرنا ما شاء ال‪ ،‬ثم قال‪» :‬يا ريح‪ ،‬ضعينا« فوضعتنا‬
‫عند الكهف‪ ،‬فقام كل واحد منا و سلم فلم يرد »‪ «2‬الجواب‪ ،‬فقام علي )عليه السلم( فقال‪» :‬السلم عليكم يا‬
‫أصحاب الكهف« فسمعنا‪ :‬و عليك السلم يا وصي محمد‪ ،‬إنا قوم محبوسون هاهنا من زمن دقيانوس‪ .‬فقال لهم‪:‬‬
‫»لم لم تردوا سلم القوم«‪ .‬فقالوا‪ :‬نحن فتية ل نرد إل على نبي‪ ،‬أو وصي نبي‪ ،‬و أنت وصي خاتم النبيين و خليفة‬
‫رسول رب العالمين‪ .‬ثم قال‪» :‬خذوا مجالسكم«‪ .‬فأخذنا مجالسنا‪.‬‬
‫ثم قال‪» :‬يا ريح‪ ،‬احملينا«‪ .‬فإذا نحن في الهواء‪ ،‬فسرنا ما شاء ال‪ ،‬ثم قال‪» :‬يا ريح ضعينا« فوضعتنا‪ ،‬ثم ركض‬
‫»‪ «3‬برجله الرض فنبعت عين ماء فتوضأ و توضأنا‪ ،‬ثم قال‪» :‬ستدركون الصلة مع النبي أو بعضها‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫»يا ريح‪ ،‬احملينا«‪ ،‬ثم قال‪» :‬ضعينا« فوضعتنا فإذا نحن في مسجد رسول ال )صلى ال عليه و آله( و قد صلى‬
‫من الغداة ركعة‪.‬‬
‫قال أنس‪ :‬فاستشهدني علي و هو على منبر الكوفة فداهنت‪ ،‬فقال‪» :‬إن كنت كتمتها مداهنة بعد وصية رسول ال‬
‫)صلى ال عليه و آله( إياك‪ ،‬فرماك ال ببياض في جسمك‪ ،‬و لظى في جوفك‪ ،‬و عمى في عينيك« فما برحت‬
‫حتى برصت و عميت و كان أنس ل يطيق الصيام في شهر رمضان و ل غيره‪.‬‬
‫و البساط أهداه أهل هربوق و الكهف في بلد الروم في موضع يقال له‪ :‬اركدى‪ ،‬و كان في ملك باهندق‪ ،‬و هو‬
‫اليوم اسم الضيعة‪.‬‬
‫و في خبر‪ :‬أن الكساء أتى به خطي بن الشرف أخو كعب‪ ،‬فلما رأى شرف معجزات علي )عليه السلم( أسلم و‬
‫سماه النبي )صلى ال عليه و آله( محمدا‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -14‬المناقب ‪.337 :2‬‬
‫طى به يتلّفف‪» .‬المعجم الوسيط ‪.«495 :1‬‬ ‫شملة‪ :‬كساء من صوف أو شعر يتغ ّ‬ ‫)‪ (1‬ال ّ‬
‫)‪ (2‬في »س‪ ،‬ط«‪ ::‬يرد‪.‬‬
‫)‪ (3‬ركض الرض‪ :‬ضربها برجله‪» .‬لسان العرب‪ -‬ركض‪.«159 :7 -‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪616 :‬‬
‫‪ -[15] /6630‬و في رواية اخرى عن شاذان في )الفضائل(‪ :‬بالسناد يرفعه إلى سالم بن أبي الجعد‪ ،‬أنه قال‪:‬‬
‫حضرت مجلس أنس بن مالك بالبصرة و هو يحدث‪ ،‬فقام إليه رجل من القوم‪ ،‬و قال‪ :‬يا صاحب رسول ال‬
‫)صلى ال عليه و آله( ما هذه النمشة »‪ «1‬التي أرى بك؟ فإنه حدثني أبي عن رسول ال )صلى ال عليه و آله(‬
‫أنه قال‪» :‬البرص و الجذام ل يبلو ال تعالى به مؤمنا«‪ .‬قال‪ :‬فعند ذلك أطرق أنس بن مالك إلى الرض و عيناه‬
‫تذرفان بالدموع‪ ،‬ثم رفع رأسه‪ ،‬و قال‪ :‬دعوة العبد الصالح علي بن أبي طالب )عليه السلم( نفذت في‪.‬‬
‫قال‪ :‬فعند ذلك قام الناس من حوله‪ ،‬و قصدوه و قالوا‪ :‬يا أنس‪ ،‬حدثنا ما كان السبب؟ فقال لهم‪ :‬الهوا عن هذا قالوا‬
‫له‪ :‬ل بد أن تخبرنا بذلك‪ .‬فقال‪ :‬اجلسوا مواضعكم و اسمعوا مني حديثا كان هو السبب لدعوة علي )عليه السلم(‪.‬‬
‫اعلموا أن النبي )صلى ال عليه و آله( قد اهدي له بساط شعر من قرية كذا و كذا من قرى المشرق‪ ،‬يقال لها‪:‬‬
‫هندق »‪ ،«2‬فأرسلني رسول ال )صلى ال عليه و آله( إلى أبي بكر و عمر و عثمان و طلحة و الزبير و سعد و‬
‫سعيد و عبد الرحمن بن عوف الزهري‪ ،‬فأتيته بهم و عنده ابن عمه علي بن أبي طالب )عليه السلم( فقال لي‪:‬‬
‫»يا أنس ابسط البساط و اجلس حتى تخبرني بما يكون منهم«‪ .‬ثم قال‪» :‬يا علي‪ ،‬قل‪ :‬يا ريح احملينا«‪ .‬قال‪ :‬فقال‬
‫المام علي )عليه السلم(‪» :‬يا ريح‪ ،‬احملينا« فإذا نحن في الهواء فقال‪» :‬سيروا على بركة ال« قال‪ :‬فسرنا ما‬
‫شاء ال‪ ،‬ثم قال‪» :‬يا ريح‪ ،‬ضعينا« فوضعتنا‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫»أ تدرون أين أنتم«؟ قلنا‪ :‬ال و رسوله و علي أعلم‪ ،‬فقال‪» :‬هؤلء أصحاب الكهف و الرقيم الذين كانوا من‬
‫آيات ال عجبا‪ ،‬قوموا بنا‪ -‬يا أصحاب رسول ال‪ -‬حتى نسلم عليهم«‪ ،‬فعند ذلك قام أبو بكر و عمر فقال‪ :‬السلم‬
‫عليكم يا أصحاب الكهف و الرقيم‪ .‬قال‪ :‬فلم يجبهما أحد‪ ،‬قال‪ :‬فقام طلحة و الزبير فقال‪ :‬السلم عليكم يا أصحاب‬
‫الكهف و الرقيم‪ .‬فلم يجبهما أحد‪ ،‬قال أنس‪ :‬فقمت أنا و عبد الرحمن بن عوف فقلت‪ :‬أنا أنس خادم رسول ال‬
‫)صلى ال عليه و آله(‪ ،‬السلم عليكم يا أصحاب الكهف و الرقيم‪ ،‬فلم يجبنا أحد‪.‬‬
‫قال‪ :‬فعند ذلك قام المام علي )عليه السلم( و قال‪» :‬السلم عليكم يا أصحاب الكهف و الرقيم الذين كانوا من‬
‫آيات ال عجبا«‪ .‬فقالوا‪ :‬و عليك السلم و رحمة ال و بركاته يا وصي رسول ال )صلى ال عليه و آله( فقال‪» :‬يا‬
‫أصحاب الكهف لم ل رددتم على أصحاب رسول ال )صلى ال عليه و آله( السلم«؟ فقالوا‪ :‬يا خليفة رسول ال‪،‬‬
‫إنا فتية آمنوا بربهم و زادهم ال هدى‪ ،‬و ليس معنا إذن أن نرد السلم إل على نبي أو وصي نبي‪ ،‬و أنت وصي‬
‫خاتم النبيين‪ ،‬و أنت سيد الوصيين‪ .‬ثم قال‪» :‬أسمعتم‪ ،‬يا أصحاب رسول ال«؟ قلنا‪ :‬نعم يا أمير المؤمنين‪ .‬قال‪:‬‬
‫»فخذوا مواضعكم و اقعدوا في مجالسكم«‪ .‬قال‪ :‬فقعدنا في مجالسنا‪.‬‬
‫ثم قال‪» :‬يا ريح‪ ،‬احملينا« فحملتنا و سرنا ما شاء ال‪ ،‬إلى أن غربت الشمس‪ ،‬ثم قال‪» :‬يا ريح‪ ،‬ضعينا«‪ ،‬فإذا‬
‫نحن في أرض »‪ «3‬كالزعفران ليس بها حسيس و ل أنيس‪ ،‬نباتها القيصوم و الشيح »‪ «4‬و ليس فيها ماء‪ ،‬فقلنا‬
‫يا أمير‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -15‬الفضائل‪.164 :‬‬
‫)‪ (1‬النمش‪ :‬نقط بيض و سود‪ ،‬تقع على الجلد في الوجه تخالف لونه‪» .‬لسان العرب‪ -‬نمش‪.«359 :6 -‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬هندف‪.‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬روضة‪.‬‬
‫ي يّتخذ‬ ‫شيح‪ :‬نبات سهل ّ‬ ‫)‪ (4‬القيصوم‪ :‬من نبات السهل‪ ،‬و هو من المرار‪ ،‬طّيب الرائحة‪ ،‬من رياحين البّر‪ .‬و ال ّ‬
‫من بعضه المكانس‪ ،‬و هو من المرار‪ ،‬له رائحة طيبة و طعم مّر‪ ،‬و هو مرعى للخيل و الّنعم‪ ،‬و منابته القيعان‬
‫و الرياض‪» .‬لسان العرب‪ -‬شيح‪ 502 :2 -‬و‪ -‬قصم‪.«486 :12 -‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪617 :‬‬
‫المؤمنين دنت الصلة و ليس عندنا ماء نتوضأ به؟ ثم قام و جاء إلى موضع من تلك الرض‪ ،‬فركض »‪«1‬‬
‫برجله فنبعت عين ماء عذب فقال‪» :‬دونكم و ما طلبتم‪ ،‬و لول طلبتكم لجاءنا جبرئيل )عليه السلم( بماء من‬
‫الجنة«‪ .‬قال‪:‬‬
‫فتوضأنا به و صلينا‪ ،‬و وقف )عليه السلم( يصلي إلى أن انتصف الليل‪ ،‬ثم قال‪» :‬فخذوا مواضعكم‪ ،‬ستدركون‬
‫الصلة مع رسول ال )صلى ال عليه و آله( أو بعضها«‪.‬‬
‫ثم قال‪» :‬يا ريح‪ ،‬احملينا«‪ .‬فإذا نحن في الهواء‪ ،‬ثم سرنا ما شاء ال‪ ،‬فإذا نحن بمسجد رسول ال )صلى ال عليه‬
‫و آله( و قد صلى من صلة الغداة ركعة واحدة‪ ،‬فقضينا ما كان قد سبقنا بها رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬ثم‬
‫التفت إلينا فقال لي‪:‬‬
‫»يا أنس‪ ،‬تحدثني أم أحدثك »‪««2‬؟ قلت‪ :‬بل من فيك أحلى‪ ،‬يا رسول ال‪ .‬قال‪ :‬فابتدأ بالحديث من أوله إلى آخره‬
‫كأنه كان معنا‪.‬‬
‫قال )صلى ال عليه و آله(‪» :‬يا أنس‪ ،‬أ تشهد لبن عمي بها إذا استشهدك«؟ فقلت‪ :‬نعم يا رسول ال‪ .‬قال‪ :‬فلما‬
‫ولي أبو بكر الخلفة أتى علي )عليه السلم( إلي و كنت حاضرا عند أبي بكر و الناس حوله‪ ،‬فقال لي‪» :‬يا أنس‪،‬‬
‫أ لست تشهد بفضيلة البساط‪ ،‬و يوم عين الماء »‪ «3‬و يوم الجب«؟ فقلت له‪ :‬يا علي‪ ،‬قد نسيت لكبري‪ ،‬فعندها قال‬
‫لي‪» :‬يا أنس‪ ،‬إن كنت كتمتها مداهنة بعد وصية رسول ال )صلى ال عليه و آله( لك‪ ،‬رماك ال ببياض في‬
‫وجهك‪ ،‬و لظى في جوفك‪ ،‬و عمى في عينيك«‪ .‬فما قمت من مقامي حتى برصت و عميت‪ ،‬و أنا الن ل أقدر‬
‫على الصيام في شهر رمضان و ل غيره‪ ،‬لن الزاد ل يبقى في جوفي‪ .‬و لم يزل على ذلك حتى مات بالبصرة‪.‬‬
‫ف َو الّرِقيِم كاُنوا ِم ْ‬
‫ن‬ ‫ب اْلَكْه ِ‬
‫صحا َ‬
‫ن َأ ْ‬
‫ت َأ ّ‬
‫سْب َ‬
‫‪ -[16] /6631‬و قال علي بن إبراهيم‪ ،‬في قوله تبارك و تعالى‪َ :‬أْم حَ ِ‬
‫جبًا يقول‪ :‬قد آتيناك من اليات ما هو أعجب منه‪ ،‬و هم فتية كانوا في الفترة بين عيسى بن مريم )عليه‬ ‫عَ‬ ‫آياِتنا َ‬
‫السلم( و محمد )صلى ال عليه و آله( و أما الرقيم‪ :‬فهما لوحان من نحاس مرقوم‪ ،‬أي مكتوب فيهما أمر الفتية و‬
‫أمر إسلمهم‪ ،‬و ما أراد منهم دقيانوس الملك‪ ،‬و كيف كان أمرهم و حالهم‪.‬‬
‫‪ -[17] /6632‬ثم قال علي بن إبراهيم‪ ،‬حدثني أبي‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم( قال‪» :‬كان سبب نزول سورة الكهف‪ ،‬أن قريشا بعثوا ثلثة نفر إلى نجران‪ :‬النضر بن الحارث بن كلدة‪،‬‬
‫و عقبة بن أبي معيط‪ ،‬و العاص بن وائل السهمي‪ ،‬ليتعلموا من اليهود و النصارى مسائل يسألونها رسول ال‬
‫)صلى ال عليه و آله( فخرجوا إلى نجران‪ ،‬إلى علماء اليهود فسألوهم‪ ،‬فقالوا‪ :‬سلوه عن ثلث مسائل‪ ،‬فإن أجابكم‬
‫فيها‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -16‬تفسير القّمي ‪[.....] .-31 :2‬‬
‫‪ -17‬تفسير القّمي ‪.31 :2‬‬
‫)‪ (1‬في »س« و المصدر‪ :‬فرفس‪.‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر زيادة‪ :‬بما وقع من المشاهدة التي شاهدتها أنت‪.‬‬
‫)‪) (3‬و يوم عين الماء( ليس في المصدر‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪618 :‬‬
‫على ما عندنا فهو صادق ثم سلوه عن مسألة واحدة فإن ادعى علمها فهو كاذب‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬و ما هذه المسائل؟ قالوا‪ :‬سلوه عن فتية كانوا في الزمن الول‪ ،‬فخرجوا و غابوا و ناموا‪ ،‬كم بقوا في نومهم‬
‫حتى انتبهوا‪ ،‬و كم كان عددهم‪ ،‬و أي شيء كان معهم من غيرهم‪ ،‬و ما كان قصتهم؟ و سلوه عن موسى حين‬
‫أمره ال أن يتبع العالم و يتعلم منه‪ ،‬من هو‪ ،‬و كيف تبعه و ما كان قصته معه؟ و سلوه عن طائف طاف من‬
‫مغرب الشمس و مطلعها حتى بلغ سد يأجوج و مأجوج‪ ،‬من هو‪ ،‬و كيف كان قصته؟ ثم أملوا عليهم أخبار هذه‬
‫الثلث مسائل و قالوا‪ :‬لهم إن أجابكم بما قد أملينا عليكم فهو صادق و إن أخبركم بخلف ذلك فل تصدقوه‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬فما المسألة الرابعة؟ قالوا‪ :‬سلوه متى تقوم الساعة؟ فإن ادعى علمها فهو كاذب‪ ،‬فإن قيام الساعة ل يعلمها‬
‫إل ال تبارك و تعالى‪.‬‬
‫فرجعوا إلى مكة و اجتمعوا إلى أبي طالب فقالوا‪ :‬يا أبا طالب‪ ،‬إن ابن أخيك يزعم أن خبر السماء يأتيه‪ ،‬و نحن‬
‫نسأله عن مسائل‪ ،‬فإن أجابنا عنها علمنا أنه صادق‪ ،‬و إن لم يجبنا علمنا أنه كاذب‪ ،‬فقال أبو طالب‪ :‬سلوه عما بدا‬
‫لكم فسألوه عن الثلث مسائل فقال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬غدا أخبركم‪ -‬و لم يستثن »‪ -«1‬فاحتبس‬
‫الوحي عنه أربعين يوما حتى أغتم النبي )صلى ال عليه و آله( و شك أصحابه الذين كانوا آمنوا به‪ ،‬و فرحت‬
‫قريش و استهزءوا و آذوا‪ ،‬و حزن أبو طالب‪.‬‬
‫فلما كان بعد أربعين يوما نزل عليه جبرئيل )عليه السلم( بسورة الكهف‪ .‬فقال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪:‬‬
‫ت يا محمد َأ ّ‬
‫ن‬ ‫سْب َ‬‫حِ‬‫يا جبرئيل لقد أبطأت؟ فقال‪ :‬إنا ل نقدر أن ننزل إل بإذن ال‪ .‬فأنزل ال تبارك و تعالى‪َ :‬أْم َ‬
‫ف َفقاُلوا َرّبنا آِتنا ِم ْ‬
‫ن‬ ‫جبًا ثم قص قصتهم فقال‪ :‬إِْذ َأَوى اْلِفْتَيُة ِإَلى اْلَكْه ِ‬ ‫عَ‬‫ن آياِتنا َ‬
‫ف َو الّرِقيِم كاُنوا ِم ْ‬ ‫ب اْلَكْه ِ‬
‫صحا َ‬‫َأ ْ‬
‫شدًا«‪.‬‬‫ن َأْمِرنا َر َ‬
‫ئ َلنا ِم ْ‬
‫حَمًة َو َهّي ْ‬
‫ك َر ْ‬
‫َلُدْن َ‬
‫قال‪ :‬فقال الصادق )عليه السلم(‪» :‬إن أصحاب الكهف و الرقيم كانوا في زمن ملك جبار عات و كان يدعو أهل‬
‫مملكته إلى عبادة الصنام‪ ،‬فمن لم يجبه قتله‪ ،‬و كان هؤلء قوما مؤمنين يعبدون ال عز و جل‪ ،‬و وكل الملك‬
‫بباب المدينة وكلء‪ ،‬و لم يدع أحدا يخرج حتى يسجد للصنام‪ ،‬و خرج هؤلء بعلة »‪ «2‬الصيد‪ ،‬و ذلك أنهم‬
‫مروا براع في طريقهم فدعوه إلى أمرهم فلم يجبهم‪ ،‬و كان مع الراعي كلب فأجابهم الكلب و خرج معهم‪ -‬قال‬
‫الصادق )عليه السلم(‪:‬‬
‫ل يدخل الجنة من البهائم إل ثلث‪ :‬حمارة »‪ «3‬بلعم بن باعوراء‪ ،‬و ذئب يوسف‪ ،‬و كلب أصحاب الكهف »‪-«4‬‬
‫فخرج أصحاب الكهف من المدينة بعلة »‪ «5‬الصيد هربا من دين ذلك الملك‪ ،‬فلما أمسوا دخلوا ذلك الكهف و‬
‫الكلب‬
‫__________________________________________________‬
‫ل‪.‬‬
‫)‪ (1‬إن لم يقل‪ :‬ان شاء ا ّ‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬بحيلة‪.‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬حمار‪.‬‬
‫)‪ (4‬كذا‪ ،‬و في‬
‫ل ثلثة‪ :‬حمارة بلعم‪ ،‬و كلب أصحاب الكهف‪ ،‬و‬ ‫سلم(‪ :‬ل يدخل الجّنة من البهائم إ ّ‬ ‫الحديث عن الرضا )عليه ال ّ‬
‫الذئب‪ ،‬و كان سبب الذئب أّنه بعث ملك ظالم شرطيا ليحشر قوما من المؤمنين و يعّذبهم‪ ،‬و كان للشرطي ابن‬
‫ل ذلك الجّنة لّما أحزن الشرطي‪.‬‬ ‫يحّبه‪ ،‬فجاء ذئب فأكل ابنه‪ ،‬فحزن الشرطي عليه‪ ،‬فأدخل ا ّ‬

‫تفسير القّمي ‪.248 :1‬‬


‫)‪ (5‬في المصدر‪ :‬بحيلة‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪619 :‬‬
‫عَددًا فناموا حتى‬
‫ن َ‬
‫سِني َ‬
‫ف ِ‬
‫عَلى آذاِنِهْم ِفي اْلَكْه ِ‬
‫ضَرْبنا َ‬
‫معهم‪ ،‬فألقى ال عليهم النعاس كما قال ال تبارك و تعالى‪َ :‬ف َ‬
‫أهلك ال ذلك الملك و أهل مملكته‪ ،‬و ذهب ذلك الزمان و جاء زمان آخر و قوم آخرون‪.‬‬
‫ثم انتبهوا فقال‪ :‬بعضهم لبعض‪ :‬كم نمنا هاهنا؟ فنظروا إلى الشمس قد ارتفعت‪ ،‬فقالوا‪ :‬نمنا يوما أو بعض يوم‪ .‬ثم‬
‫قالوا لواحد منهم‪ :‬خذ هذا الورق »‪ «1‬و ادخل المدينة متنكرا أل يعرفوك فاشتر لنا طعاما‪ ،‬فإنهم إن علموا بنا و‬
‫عرفونا قتلونا أو ردونا في دينهم‪ ،‬فجاء ذلك الرجل فرأى مدينة بخلف التي عهدها‪ ،‬و رأى قوما بخلف أولئك‪،‬‬
‫لم يعرفهم و لم يعرفوا لغته و لم يعرف لغتهم‪ ،‬فقالوا له‪ :‬من أنت‪ ،‬و من أين جئت؟ فأخبرهم‪ ،‬فخرج ملك تلك‬
‫المدينة مع أصحابه و الرجل معهم حتى وقفوا على باب الكهف‪ ،‬و أقبلوا يتطلعون فيه فقال بعضهم‪ :‬هؤلء ثلثة‬
‫و رابعهم كلبهم‪ ،‬و قال بعضهم‪ :‬خمسة و سادسهم كلبهم و قال بعضهم‪ :‬سبعة و ثامنهم كلبهم و حجبهم ال بحجاب‬
‫من الرعب فلم يكن أحد يقدم بالدخول عليهم غير صاحبهم‪ ،‬فإنه لما دخل عليهم وجدهم خائفين أن يكونوا أصحاب‬
‫دقيانوس شعروا بهم‪ ،‬فأخبرهم صاحبهم أنهم كانوا نائمين هذا الزمن الطويل‪ ،‬و أنهم آية للناس‪ ،‬فبكوا و سألوا ال‬
‫تعالى أن يعيدهم إلى مضاجعهم نائمين كما كانوا‪ ،‬ثم قال الملك‪ :‬ينبغي أن نبني هاهنا مسجدا نزوره‪ ،‬فإن هؤلء‬
‫قوم مؤمنون‪.‬‬
‫و لهم في كل سنة تقلبان »‪ :«2‬ينامون ستة أشهر على جنوبهم اليمنى »‪ «3‬و ستة أشهر على جنوبهم اليسرى »‬
‫ق أي خبرهم ِإّنُهْم ِفْتَيٌة‬ ‫حّ‬ ‫ك َنَبَأُهْم ِباْل َ‬‫عَلْي َ‬
‫ص َ‬ ‫ن َنُق ّ‬ ‫حُ‬ ‫‪ «4‬و الكلب معهم قد بسط ذراعيه بفناء الكهف‪ ،‬و ذلك قوله‪َ :‬ن ْ‬
‫ن ُدوِنِه‬ ‫عَوا ِم ْ‬ ‫ن َنْد ُ‬ ‫ض َل ْ‬
‫لْر ِ‬ ‫ت َو ا َْ‬ ‫سماوا ِ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫على ُقُلوِبِهْم ِإْذ قاُموا َفقاُلوا َرّبنا َر ّ‬ ‫طنا َ‬ ‫ى َو َرَب ْ‬‫آَمُنوا ِبَرّبِهْم َو ِزْدناُهْم ُهد ً‬
‫عَلى‬ ‫ن اْفَترى َ‬ ‫ظَلُم ِمّم ِ‬ ‫ن َأ ْ‬
‫ن َفَم ْ‬ ‫ن َبّي ٍ‬‫سْلطا ٍ‬ ‫عَلْيِهْم ِب ُ‬
‫ن َ‬ ‫ن ُدوِنِه آِلَهًة َلْو ل َيْأُتو َ‬ ‫خُذوا ِم ْ‬ ‫ططًا هُؤلِء َقْوُمَنا اّت َ‬ ‫شَ‬ ‫ِإلهًا َلَقْد ُقْلنا ِإذًا َ‬
‫ن َأْمِرُكْم‬ ‫ئ َلُكْم ِم ْ‬ ‫حَمِتِه َو ُيَهّي ْ‬ ‫ن َر ْ‬ ‫شْر َلُكْم َرّبُكْم ِم ْ‬ ‫ف َيْن ُ‬‫ل َفْأُووا ِإَلى اْلَكْه ِ‬ ‫ل ا َّ‬ ‫ن ِإ ّ‬
‫عَتَزْلُتُموُهْم َو ما َيْعُبُدو َ‬ ‫ل َكِذبًا َو ِإِذ ا ْ‬ ‫ا ِّ‬
‫ت ِمْنُهْم ِفرارًا َو‬ ‫عَلْيِهْم َلَوّلْي َ‬‫ت َ‬ ‫طَلْع َ‬ ‫صيِد‪ :‬أي بالفناء َلِو ا ّ‬ ‫عْيِه ِباْلَو ِ‬‫ط ِذرا َ‬ ‫سٌ‬ ‫ِمرَفقًا إلى قوله تبارك و تعالى َو َكْلُبُهْم با ِ‬
‫حوا ِإذًا َأَبدًا َو‬ ‫ن ُتْفِل ُ‬‫ل ِمْنُهْم َكْم َلِبْثُتْم إلى قوله َو َل ْ‬ ‫ل قاِئ ٌ‬ ‫ك َبَعْثناُهْم أي أنبهناهم ِلَيَتساَئُلوا َبْيَنُهْم قا َ‬ ‫عبًا َو َكذِل َ‬ ‫ت ِمْنُهْم ُر ْ‬ ‫َلُمِلْئ َ‬
‫سْبَعٌة َو ثاِمُنُهْم َكْلُبُهْم فقال‬ ‫ق إلى قوله‪َ :‬‬ ‫حّ‬ ‫ل َ‬ ‫عدَ ا ِّ‬‫ن َو ْ‬ ‫عَلْيِهْم و هم الذين ذهبوا إلى باب الكهف ِلَيْعَلُموا َأ ّ‬ ‫عَثْرنا َ‬ ‫ك َأ ْ‬‫َكذِل َ‬
‫ل‪.‬‬
‫ل َقِلي ٌ‬
‫عَلُم ِبِعّدِتِهْم ما َيْعَلُمُهْم ِإ ّ‬‫ال لنبيه‪ :‬قل لهم َرّبي َأ ْ‬
‫ل ذِل َ‬
‫ك‬ ‫عٌ‬ ‫يٍء ِإّني فا ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن ِل َ‬‫حدًا َو ل َتُقوَل ّ‬ ‫ت ِفيهِْم ِمْنُهْم َأ َ‬ ‫سَتْف ِ‬ ‫ل ِمراًء ظاِهرًا َو ل َت ْ‬ ‫ثم انقطع خبرهم‪ ،‬فقال‪َ :‬فل ُتماِر ِفيِهْم ِإ ّ‬
‫ل أخبره أنه إنما أحتبس الوحي عنه أربعين صباحا لنه قال لقريش‪ :‬غدا أخبركم بجواب‬ ‫ن َيشاَء ا ُّ‬ ‫ل َأ ْ‬‫غدًا ِإ ّ‬‫َ‬
‫ل إلى‬ ‫ن َيشاَء ا ُّ‬ ‫ل َأ ْ‬‫غدًا ِإ ّ‬‫ك َ‬ ‫ل ذِل َ‬ ‫عٌ‬‫يٍء ِإّني فا ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن ِل َ‬
‫مسائلكم و لم يستثن‪ ،‬فقال ال‪َ :‬و ل َتُقوَل ّ‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬في »س‪ ،‬ط«‪ :‬هذه الورقة‪.‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬نقلتان‪.‬‬
‫)‪ (3‬في »س‪ ،‬ط«‪ :‬اليمن‪.‬‬
‫)‪ (4‬في »س‪ ،‬ط«‪ :‬اليسر‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪620 :‬‬
‫شدًا »‪.«1‬‬ ‫قوله‪َ :‬ر َ‬
‫ث ِماَئٍة‬ ‫ثم عطف على الخبر الول الذي حكى عنهم أنهم يقولون‪ :‬ثلثة رابعهم كلبهم‪ ،‬فقال‪َ :‬و َلِبُثوا ِفي َكْهِفِهْم َثل َ‬
‫عَلُم ِبما‬‫ل َأ ْ‬‫ل ا ُّ‬ ‫سعًا »‪ «2‬و هو حكاية عنهم و لفظه خبر‪ ،‬و الدليل على أنه حكاية عنهم قوله‪ُ :‬ق ِ‬ ‫ن َو اْزَداُدوا ِت ْ‬ ‫سِني َ‬ ‫ِ‬
‫ض« »‪.«3‬‬ ‫لْر ِ‬ ‫ت َو ا َْ‬ ‫سماوا ِ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫غْي ُ‬‫َلِبُثوا َلُه َ‬
‫عَوا ِم ْ‬
‫ن‬ ‫ن َنْد ُ‬ ‫‪ -[18] /6633‬علي بن إبراهيم‪ :‬و في رواية أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله‪َ :‬ل ْ‬
‫ططًا‪» :‬يعني جورا على ال إن قلنا إن له شريكا«‪.‬‬ ‫شَ‬ ‫ُدوِنِه ِإلهًا َلَقْد ُقْلنا ِإذًا َ‬
‫ن يعني بحجة بينة أن‬ ‫ن َبّي ٍ‬
‫سْلطا ٍ‬ ‫عَلْيِهْم ِب ُ‬
‫ن َ‬ ‫‪ -[19] /6634‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال في قوله تبارك و تعالى‪َ :‬لْو ل َيْأُتو َ‬
‫سُبُهْم َأْيقاظًا َو ُهْم ُرُقوٌد يقول‪ :‬ترى أعينهم مفتوحة َو ُهْم ُرُقوٌد أي نيام َو ُنَقّلُبُهْم ذا َ‬
‫ت‬ ‫حَ‬‫معه شريكا‪ ،‬و قوله‪َ :‬و َت ْ‬
‫ل في كل عام مرتين لئل تأكلهم الرض‪.‬‬ ‫شما ِ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫ن َو ذا َ‬ ‫اْلَيِمي ِ‬
‫ق ِمْنُه إلى قوله‪:‬‬ ‫طعامًا يقول‪ :‬أيها أطيب طعاما َفْلَيْأِتُكْم ِبِرْز ٍ‬ ‫ظْر َأّيها َأْزكى َ‬ ‫و قوله تعالى‪َ :‬فْلَيْن ُ‬
‫ب ِفيها يعني ل‬ ‫عَة ل َرْي َ‬ ‫سا َ‬‫ن ال ّ‬ ‫حقّ في البعث َو َأ ّ‬ ‫ل َ‬ ‫عَد ا ِّ‬ ‫ن َو ْ‬‫عَلْيِهْم يعني أطلعنا على الفتية ِلَيْعَلُموا َأ ّ‬ ‫عَثْرنا َ‬ ‫ك َأ ْ‬ ‫َو َكذِل َ‬
‫ب يعني‪ :‬ظنا بالغيب ما يستفتونهم‪ ،‬و قوله‪:‬‬ ‫جمًا ِباْلَغْي ِ‬‫شك فيها بأنها كائنة‪ ،‬و قوله‪َ :‬ر ْ‬
‫حدًا يقول‪ :‬ل‬ ‫ت ِفيِهْم ِمْنُهْم َأ َ‬ ‫سَتْف ِ‬ ‫ل ِمراًء ظاِهرًا يقول‪ :‬حسبك ما قصصنا عليك من أمرهم‪َ ،‬و ل َت ْ‬ ‫َفل ُتماِر ِفيِهْم ِإ ّ‬
‫تسأل عن أصحاب الكهف أحدا من أهل الكتاب‪.‬‬
‫‪ -[20] /6635‬ابن الفارسي‪ :‬قال الصادق )عليه السلم(‪» :‬يخرج القائم )عليه السلم( من ظهر الكعبة مع سبعة‬
‫و عشرين رجل‪ :‬خمسة عشر من قوم موسى )عليه السلم( الذين كانوا يهدون بالحق و به يعدلون‪ ،‬و سبعة من‬
‫أهل الكهف‪ ،‬و يوشع بن نون‪ ،‬و سلمان‪ ،‬و أبو دجانة النصاري‪ ،‬و المقداد بن السود‪ ،‬و مالك الشتر‪ ،‬فيكونون‬
‫بين يديه أنصارا و حكاما« »‪.«4‬‬
‫‪ -[21] /6636‬الحسن بن أبي الحسن الديلمي‪ :‬بحذف السناد‪ ،‬مرفوعا إلى ابن عباس )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬لما‬
‫ولي عمر بن الخطاب الخلفة أتاه قوم من أحبار اليهود‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا عمر‪ ،‬أنت ولي المر من بعد محمد؟ قال‪ :‬نعم‪،‬‬
‫قالوا‪ :‬إنا نريد أن نسألك عن خصال إن أخبرتنا بها دخلنا في السلم‪ ،‬و علمنا أن دين السلم حق‪ ،‬و أن محمدا‬
‫كان‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -18‬تفسير القّمي ‪[.....] .24 :2‬‬
‫‪ -19‬تفسير القّمي ‪.34 :2‬‬
‫‪ -20‬روضة الواعظين ‪.266 :2‬‬
‫‪ -21‬إرشاد القلوب‪.358 :‬‬
‫)‪ (1‬الكهف ‪.24 -23 :8‬‬
‫)‪ (2‬الكهف ‪.25 :8‬‬
‫)‪ (3‬الكهف ‪.26 :8‬‬
‫)‪ (4‬في المصدر‪ :‬أو حّكاما‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪621 :‬‬
‫نبيا‪ ،‬و إن لم تخبرنا بها علمنا أن دين السلم باطل و أن محمدا‪ -‬لم يكن نبيا‪ .‬فقال عمر‪ :‬سلونا عما بدا لكم‪،‬‬
‫فسألوه عن مسائل‪ -‬مذكورة في الحديث حذفناها للختصار‪ -‬قال‪ :‬فنكس عمر رأسه في الرض‪ ،‬ثم رفع رأسه إلى‬
‫علي ابن أبي طالب )عليه السلم(‪ ،‬فقال‪ :‬يا أبا الحسن‪ ،‬ما أرى جوابهم إل عندك‪ ،‬فإن كان لها جواب فأجب‪.‬‬
‫فقال لهم علي )عليه السلم(‪» :‬سلوا عما بدا لكم‪ ،‬ولي عليكم شريطة«‪ .‬قالوا فما شريطتك؟ قال )عليه السلم(‪:‬‬
‫»إذا أخبرتكم بما في التوراة دخلتم في ديننا«‪ .‬قالوا‪ :‬نعم‪ .‬قال‪» :‬سلوني عن خصلة خصلة«‪ .‬فأجابهم عما سألوه‪،‬‬
‫و هو مذكور في الحديث‪.‬‬
‫قال‪ :‬و كانت الحبار ثلثة فوثب اثنان فقال‪ :‬نشهد أن ل إله إل ال‪ ،‬و أن محمدا عبده و رسوله‪ .‬قال‪ :‬و وقف‬
‫الحبر الخر‪ ،‬فقال‪ :‬يا علي لقد وقع في قلبي ما وقع في قلوب أصحابي‪ ،‬و لكن بقيت خصلة‪ :‬أخبرني عن قوم‬
‫كانوا في أول الزمان فماتوا ثلث مائة سنة و تسع سنين ثم أحياهم ال‪ ،‬ما كانت قصتهم؟ فابتدأ علي )عليه‬
‫السلم( فقال‪:‬‬

‫ب »‪ «1‬و لما أراد أن يقرأ سورة الكهف قال اليهودي‪:‬‬ ‫عْبِدِه اْلِكتا َ‬
‫على َ‬
‫ل َ‬
‫ل اّلِذي َأْنَز َ‬
‫حْمُد ِّ‬
‫حيِم اْل َ‬
‫ن الّر ِ‬
‫حم ِ‬
‫ل الّر ْ‬
‫سِم ا ِّ‬
‫ِب ْ‬
‫ما أكثر ما سمعنا قرآنكم! إن كنت فاعل »‪ «2‬فأخبرنا عن قصة هؤلء و بأسمائهم و عددهم‪ ،‬و اسم كلبهم‪ ،‬و اسم‬
‫كهفهم‪ ،‬و اسم ملكهم‪ ،‬و اسم مدينتهم‪.‬‬
‫قال علي )عليه السلم(‪» :‬ل حول و ل قوة إل بال‪ ،‬يا أخا اليهود‪ ،‬حدثني حبيبي محمد )صلى ال عليه و آله( أنه‬
‫كان في أرض الروم مدينة يقال لها‪ :‬أفسوس‪ ،‬و كان لها ملك صالح‪ ،‬فمات ملكهم و تشتت أمرهم و اختلفت‬
‫كلمتهم‪ ،‬فسمع بهم ملك من ملوك فارس يقال له‪ :‬دقيوس »‪ ،«3‬فأقبل في مائة ألف رجل حتى دخل مدينة أفسوس‬
‫فاتخذها دار مملكته‪ ،‬و اتخذ فيها قصرا طوله فرسخ في عرض فرسخ‪ ،‬و اتخذ في ذلك القصر مجلسا طوله ألف‬
‫ذراع في عرض ذلك من الزجاج الممرد‪ ،‬و اتخذ في المجلس أربعة آلف اسطوانة من ذهب‪ ،‬و اتخذ ألف قنديل‬
‫من ذهب له سلسل من لجين »‪ ،«4‬تسرج بأطيب الدهان‪ ،‬و اتخذ في شرق المجلس ثمانين كوة »‪ ،«5‬و في‬
‫غربيه ثمانين كوة‪ ،‬و كانت الشمس إذا طلعت تدور في المجلس كيف ما دارت‪ ،‬و اتخذ له سريرا من ذهب »‪،«6‬‬
‫له قوائم من فضة مرصعة بالجواهر‪ ،‬و عله بالنمارق‪ ،‬و اتخذ عن يمين السرير ثمانين كرسيا من الذهب‬
‫مرصعة بالزبرجد الخضر‪ ،‬فأجلس عليها بطارقته »‪ ،«7‬و اتخذ عن يسار السرير ثمانين كرسيا من الفضة‬
‫مرصعة بالياقوت الحمر‪ ،‬فأجلس عليها هراقلته‪ ،‬ثم عل السرير فوضع التاج على رأسه«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬الكهف ‪.1 :18‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬عالما‪.‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر في جميع المواضع‪ :‬دقيانوس‪.‬‬
‫ضة‪» .‬لسان العرب‪ -‬لجن‪.«379 :13 -‬‬ ‫)‪ (4‬الّلجين‪ :‬الف ّ‬
‫)‪ (5‬الكّوة‪ :‬الخرق في الحائط و الّثقب في البيت و نحوه‪» .‬لسان العرب‪ -‬كوى‪.«236 :15 -‬‬
‫)‪ (6‬في المصدر زيادة‪ :‬طوله ثمانون ذراعا في أربعين ذراعا‪.‬‬
‫)‪ (7‬البطريق‪ :‬القائد‪» .‬لسان العرب‪ -‬بطرق‪[.....] .«21 :10 -‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪622 :‬‬
‫قال‪ :‬فوثب اليهودي‪ ،‬فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬مم كان تاجه؟ فقال‪) :‬عليه السلم(‪» :‬ل حول و ل قوة إل بال العلي‬
‫العظيم‪ ،‬كان تاجه من الذهب المشبك‪ ،‬له سبعة أركان على كل ركن لؤلؤة بيضاء تضيء كضوء المصباح في‬
‫الليلة الظلماء‪ ،‬و اتخذ خمسين غلما من أولد الهراقلة‪ ،‬فقرطهم بقراط »‪ «1‬الديباج الحمر‪ ،‬و سرولهم‬
‫بسراويلت من الفرند »‪ «2‬الخضر‪ ،‬و توجهم و دملجهم »‪ «3‬و خلخلهم‪ ،‬و أعطاهم أعمدة من الذهب‪ ،‬و أوقفهم‬
‫على رأسه‪ ،‬و اتخذ ستة أغلمة من أولد العلماء‪ ،‬فاتخذهم وزراء‪ :‬فأقام ثلثة عن يمينه‪ ،‬و ثلثة عن يساره«‪.‬‬
‫قال اليهودي‪ :‬ما كان أسماء الثلثة الذين عن يمينه‪ ،‬و الثلثة الذين عن يساره؟ فقال علي )عليه السلم(‪» :‬أما‬
‫الثلثة الذين كانوا عن يمينه فكانت أسماؤهم تمليخا‪ ،‬و مكسلينا‪ ،‬و محسمينا »‪ ،«4‬و أما الثلثة الذين كانوا عن‬
‫يساره فكانت أسماؤهم‪ :‬مرطوس »‪ ،«5‬و كينظوس »‪ ،«6‬و ساربيوس »‪ ،«7‬و كان يستشيرهم في جميع‬
‫أموره«‪.‬‬
‫قال‪» :‬و كان يجلس في كل يوم في صحن داره‪ ،‬البطارقة عن يمينه‪ ،‬و الهراقلة عن يساره‪ -‬قال‪ -‬و يدخل ثلثة‬
‫أغلمة فى يد أحدهم جام »‪ «8‬من ذهب مملوء من المسك المسحوق »‪ ،«9‬و في يد الخر جام من فضة مملوء من‬
‫ماء الورد‪ ،‬و في يد الخر طائر أبيض له منقار أحمر‪ ،‬فإذا نظر إلى ذلك الطائر صفر به‪ ،‬فيطير الطائر حتى يقع‬
‫في جام ماء الورد فيتمرغ فيه‪ ،‬فيحمل ما في الجام بريشه و جناحيه‪ ،‬ثم يصفر به الثانية فيطير الطائر حتى يقع‬
‫في جام ماء الورد فيتمرغ فيه‪ ،‬فيحمل ما في الجام بريشه و جناحيه‪ ،‬ثم يصفر الثالثة فيطير الطائر حتى يقع في‬
‫جام المسك فيتمرغ فيه‪ ،‬فيحمل ما في الجام بريشه و جناحيه‪ ،‬ثم يصفر الثالثة فيطير الطائر على رأس الملك‪،‬‬
‫فلما نظر الملك إلى ذلك عتا و تجبر و ادعى الربوبية من دون ال عز و جل«‪.‬‬
‫قال‪» :‬فدعا إلى ذلك وجوه قومه‪ ،‬فكل من أطاعه على ذلك أعطاه و حباه و كساه‪ ،‬و كل من لم يتابعه قتله‪،‬‬
‫فاستجاب له أناس‪ ،‬فاتخذ لهم عيدا في كل سنة مرة‪ ،‬فبينما هو ذات يوم في عيده »‪ ،«10‬و البطارقة عن يمينه و‬
‫الهراقلة عن يساره‪ ،‬و إذا ببطريق من بطارقته قد أقبل و أخبره أن‪ ،‬عساكر الفرس قد غشيته‪ ،‬فاغتم لذلك غما‬
‫شديدا حتى سقط التاج عن ناصبيته‪ ،‬فنظر إليه أحد الفتية الثلثة الذين كانوا عن يمينه‪ ،‬يقال له‪ :‬تمليخا‪ ،‬فقال في‬
‫نفسه‪ :‬لو كان دقيوس إلها كما يزعم ما كان يغتم‪ ،‬و ل كان يفرح »‪ ،«11‬و ل كان يبول و ل كان يتغوط‪ ،‬و ل‬
‫كان ينام و ل‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬في »ط‪ ،‬ج«‪ :‬فبرطقهم براطق‪.‬‬
‫)‪ (2‬الفرند‪ :‬ثوب من حرير‪» .‬تاج العروس ‪.«451 :2‬‬
‫ي‪» .‬لسان العرب‪ -‬دملج‪.«276 :2 -‬‬ ‫)‪ (3‬دملج الشيء‪ :‬إذا سّواه و أحسن صنعته‪ ،‬و الّدملوج‪ :‬المعضد من الحل ّ‬
‫)‪ (4‬في المصدر‪ :‬مكسلمينا و مجلسينا‪.‬‬
‫)‪ (5‬في المصدر‪ :‬مرنوس‪.‬‬
‫)‪ (6‬في »ج«‪ :‬كينطوس‪ ،‬و في »س«‪ :‬كيظوس‪ ،‬و في المصدر‪ :‬ديرنوس‪.‬‬
‫)‪ (7‬في المصدر‪ :‬شاذرنوس‪.‬‬
‫ضة‪» .‬لسان العرب‪ -‬جوم‪.«112 :12 -‬‬ ‫)‪ (8‬الجام‪ :‬إناء من ف ّ‬
‫ف‪.‬‬
‫)‪ (9‬في »س«‪ :‬المشرق‪ .‬و المشرق‪ :‬الملقى فى الشمس ليج ّ‬
‫)‪ (10‬في المصدر‪ :‬عيدهم‪.‬‬
‫)‪ (11‬في المصدر‪ :‬يفزع‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪623 :‬‬
‫يستيقظ‪ ،‬و ليس هذا من فعل الله«‪.‬‬
‫قال‪» :‬و كان الفتية الستة كل يوم عند أحدهم يأكلون و يشربون‪ ،‬و كانوا في ذلك اليوم عند تمليخا فاتخذ لهم من‬
‫أطيب الطعام و أعذب الشراب فطعموا و شربوا‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا إخوتاه‪ ،‬قد وقع في نفسي شيء قد منعني الطعام و‬
‫الشراب و المنام قالوا‪ :‬و ما ذلك يا تمليخا‪ ،‬فقال تمليخا‪ :‬لقد أطلت فكري في هذه السماء فقلت‪ :‬من رفع سقفها‬
‫محفوظة بل علقة من فوقها و ل دعامة من تحتها‪ ،‬و من أجرى فيها شمسا و قمرا نيرين مضيئين«‪ ،‬و من زينها‬
‫بالنجوم؟ ثم أطلت فكري في هذه الرض‪ ،‬فقلت‪ :‬من سطحها على صميم الماء الزاخر‪ ،‬و من حبسها بالجبال أن‬
‫تميد على كل شيء؟ و أطلت فكري في نفسي‪ ،‬فقلت‪ :‬من أخرجني جنينا من بطن امي‪ ،‬و من غذاني‪ ،‬و من رباني‬
‫في بطنها؟ إن لهذا صانعا و مدبرا غير دقيوس الملك‪ ،‬و ما هذا إل ملك الملوك و جبار السماوات«‪.‬‬
‫قال‪» :‬فانكب الفتية على رجليه فقبلوها‪ ،‬و يقولون‪ :‬قد هدانا ال من الضللة بك إلى الهدى فأشر علينا‪ -‬قال‪ -‬فوثب‬
‫تمليخا فباع تمرا من حائط له ثلثة دراهم »‪ ،«2‬و صرها في كمه‪ ،‬و ركبوا على خيولهم و خرجوا من المدينة‪،‬‬
‫فلما ساروا ثلثة أميال‪ ،‬قال تمليخا‪ :‬يا إخوتاه جاء ملك الخرة و ذهب ملك الدنيا و زال أمرها‪ ،‬انزلوا عن‬
‫خيولكم و امشوا على أرجلكم لعل ال يجعل لكم من أمركم فرجا و مخرجا فنزلوا عن خيولهم فمشوا سبع فراسخ‬
‫في ذلك اليوم فجعلت أرجلهم تقطر دما«‪.‬‬
‫قال‪» :‬فاستقبلهم راع‪ ،‬فقالوا‪ ،‬أيها الراعي‪ ،‬هل من شربة لبن؟ هل من شربة ماء؟ فقال الراعي عندي ما تحبون‪،‬‬
‫و لكن أرى وجوهكم وجوه الملوك‪ ،‬و ما أظنكم إل هرابا من دقيوس الملك؟ قالوا‪ :‬أيها الراعي‪ ،‬ل يحل لنا‬
‫الكذب‪ ،‬فينجينا منك الصدق؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬فأخبروه بقصتهم‪ ،‬فانكب على أقدامهم يقبلها‪ ،‬و قال‪ :‬يا قوم‪ ،‬لقد وقع في‬
‫قلبي ما وقع في قلوبكم‪ ،‬و لكن أمهلوني حتى أرد الغنام إلى أربابها و ألحق بكم‪ ،‬فوقفوا له فرد الغنام و أقبل‬
‫يسعى فتبعه كلبه‪«.‬‬
‫فقال اليهودي‪ :‬يا علي‪ ،‬ما كان لون الكلب‪ ،‬و ما اسمه؟ قال علي )عليه السلم(‪» :‬يا أخا اليهود »‪ ،«3‬أما لون‬
‫الكلب فكان أبلق بسواد‪ ،‬و أما اسمه فكان قطمير »‪ .«4‬فلما نظر الفتية إلى الكلب‪ ،‬قال بعضهم لبعض‪ :‬إنا نخاف‬
‫أن يفضحنا هذا الكلب بنباحه فألحوا عليه بالحجارة‪ ،‬فلما نظر الكلب إليهم قد ألحوا عليه بالطرد أقعى على ذنبه و‬
‫تمطى و نطق بلسان ذلق »‪ ،«5‬و هو ينادي‪ :‬يا قوم‪ ،‬لم تردوني و أنا أشهد أن ل إله إل ال‪ ،‬وحده ل شريك له‪،‬‬
‫ذروني أحرسكم من عدوكم‪ -،‬قال‪ -‬فجعلوا يبتدرونه‪ ،‬فحملوه على أعناقهم‪ -‬قال‪ -‬فلم يزل الراعي يسير بهم حتى‬
‫علبهم جبل فانحط بهم على كهف يقال له‪ :‬الوصيد‪ ،‬فإذا بإزاء الكهف عين‪ ،‬و أشجار مثمرة‪ ،‬فأكلوا من الثمرة و‬
‫شربوا من الماء‪ ،‬و جهنم‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬آيتين مبصرتين‪.‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬ثلثة آلف درهم‪.‬‬
‫ل العلي العظيم‪[.....] .‬‬
‫ل با ّ‬
‫سلم(‪ :‬ل حول و ل قّوة إ ّ‬ ‫ي )عليه ال ّ‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬قال عل ّ‬
‫)‪ (4‬في المصدر‪ :‬قمطير‪.‬‬
‫)‪ (5‬في المصدر‪ :‬طلق‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪624 :‬‬
‫الليل فأووا إلى الكهف‪ ،‬فأوحى ال جل جلله إلى ملك الموت‪ :‬أن يقبض أرواحهم‪ ،‬و وكل ال عز و جل بكل‬
‫رجل منهم ملكين يقلبانه ذات اليمين إلى ذات الشمال‪ ،‬و ذات الشمال إلى ذات اليمين‪ ،‬و أوحى ال إلى خازن »‬
‫‪ «1‬الشمس فكانت تزاور عن كهفهم ذات اليمين‪ ،‬و تقرضهم ذات الشمال‪.‬‬
‫فلما رجع دقيوس من عيده سأل عن الفتية‪ ،‬فأخبر أنهم ذهبوا هربا‪ ،‬فركب في ثمانين ألف حصان‪ ،‬فلم يزل يقفوا‬
‫أثرهم حتى عل الجبل‪ ،‬و انحط إلى الكهف‪ ،‬فلما نظر إليهم إذا هم نيام فقال الملك‪ :‬لو أردت أن أعاقبهم بشيء لما‬
‫عاقبتهم بأكثر مما عاقبوا به أنفسهم‪ ،‬و لكن ائتوني بالبنائين‪ ،‬و سد باب الكهف بالكلس و الحجارة‪ ،‬ثم قال‬
‫لصحابه‪ :‬قولوا لهم يقولون للههم الذي في السماء لينجيهم مما بهم إن كانوا صادقين‪ ،‬و أن يخرجهم من هذا‬
‫الموضع«‪.‬‬
‫ثم قال علي )عليه السلم(‪» :‬يا أخا اليهود‪ ،‬فمكثوا ثلثمائة و تسع سنين‪ ،‬فلما أراد ال أن يحييهم أمر إسرافيل‬
‫الملك أن ينفخ فيهم الروح‪ -‬قال‪ -‬فنفخ فقاموا من رقدتهم‪ ،‬فلما بزغت الشمس قال بعضهم لبعض‪ :‬قد غفلنا في هذه‬
‫الليلة عن عبادة إله السماوات فقاموا فإذا العين قد غارت و الشجار قد جفت‪ ،‬فقال بعضهم لبعض‪ :‬إن في أمرنا‬
‫لعجبا‪ ،‬مثل تلك العين الغزيرة قد غارت في ليلة واحدة‪ ،‬و مثل تلك الشجار قد جفت في ليلة واحدة!«‪.‬‬
‫قال‪» :‬و مسهم الجوع فقالوا‪ :‬ابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة‪ ،‬فلينظر أيها أزكى طعاما فليأتكم برزق منه و‬
‫ليتلطف و ل يشعرن بكم أحدا‪ :‬فقال تمليخا‪ :‬ل يذهب في حوائجكم غيري‪ ،‬و لكن ادفع إلي‪ -‬أيها الراعي‪ -‬ثيابك‬
‫قال‪ :‬فدفع الراعي إليه ثيابه و مضى إلى المدينة‪ ،‬فجعل يرى مواضع ل يعرفها و طرقا ينكرها‪ ،‬حتى أتى باب‬
‫المدينة‪ ،‬فإذا عليه علم أخضر مكتوب عليه بالصفرة‪ :‬ل إله إل ال‪ ،‬عيسى رسول ال و روحه‪ -‬قال )عليه‬
‫السلم(‪ -‬فجعل ينظر إلى العلم و يمسح عينيه و يقول‪ :‬كأني نائم ثم دخل المدينة حتى أتى السوق فإذا رجل خباز‪،‬‬
‫فقال‪ :‬أيها الخباز ما اسم مدينتكم هذه؟ قال‪ :‬أفسوس‪ .‬قال‪ :‬و ما اسم ملككم؟ قال‪ :‬عبد الرحمن‪ ،‬قال‪ :‬يا هذا حركني‬
‫كأني نائم فقال الخباز‪ :‬أ تهزأ بي‪ ،‬تكلمني و أنت نائم؟! فقال تمليخا للخباز‪ :‬فادفع إلي بهذا الورق طعاما‪ .‬قال‪:‬‬
‫فتعجب الخباز من نقش »‪ «2‬الدرهم و من كبره«‪.‬‬
‫قال‪ :‬فوثب اليهودي و قال‪ :‬يا علي و ما كان وزن كل درهم؟ قال علي )عليه السلم(‪» :‬يا أخا اليهود‪ ،‬كان وزن‬
‫كل درهم منها عشرة دراهم و ثلثي درهم«‪.‬‬
‫قال‪» :‬فقال له الخباز‪ :‬يا هذا‪ ،‬إنك أصبت كنزا؟ فقال تمليخا‪ :‬ما هذا إل ثمن تمرة بعتها منذ ثلثة أيام و خرجت‬
‫من هذه المدينة و تركت‪ ،‬الناس يعبدون دقيوس الملك فغضب الخباز و قال‪ :‬أل تعطيني بعضها و تنجو‪ ،‬أتذكر‬
‫رجل خمارا كان يدعي الربوبية قد مات منذ أكثر من ثلثمائة سنة؟«‪.‬‬
‫قال‪ :‬فثبت تمليخا حتى أدخله الخباز على الملك‪ ،‬فقال‪ :‬ما شأن هذا الفتى؟ فقال‪ :‬الخباز‪ :‬هذا رجل أصاب‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬خّزان‪.‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬ثقل‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪625 :‬‬
‫كنزا‪ .‬فقال له الملك‪ :‬ل تخف‪ -‬يا فتى‪ -‬فإن نبينا عيسى بن مريم )عليه السلم( أمرنا أن ل نأخذ من الكنوز إل‬
‫خمسها‪ ،‬فأعطني خمسها و امض سالما‪ .‬فقال تمليخا‪ :‬انظر‪ -‬أيها الملك‪ -‬في أمري‪ ،‬ما أصبت كنزا‪ ،‬أنا من أهل‬
‫هذه المدينة‪.‬‬
‫قال‪ :‬له الملك‪ :‬أنت من أهلها؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬فهل تعرف منها أحدا؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬فسم‪ ،‬فسمى تمليخا نحوا من‬
‫ألف رجل ل يعرف منهم رجل واحد‪ .‬قال‪ :‬ما أسمك؟ قال‪ :‬اسمي تمليخا‪ .‬قال‪ :‬ما هذه السماء؟ قال‪ :‬أسماء أهل‬
‫زماننا‪.‬‬
‫قال‪ :‬فهل لك في هذه المدينة دار؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬اركب أيها الملك معي‪ -‬قال‪ :-‬فركب الناس معه‪ ،‬فأتى بهم إلى أرفع‬
‫باب دار في المدينة‪ ،‬فقال تمليخا‪ :‬هذه الدار داري‪ ،‬فقرع الباب فخرج إليهم شيخ قد وقع حاجباه على عينيه من‬
‫الكبر‪ ،‬فقال‪ :‬ما شأنكم؟ قال‪ :‬له الملك‪ :‬أتينا بالعجب‪ ،‬هذا الغلم يزعم أن هذه الدار داره‪ .‬فقال له الشيخ‪ :‬من أنت؟‬
‫قال‪ :‬أنا تمليخا بن قسطنطين »‪ .«1‬قال‪ :‬فانكب الشيخ على رجليه يقبلها و يقول‪ :‬هو جدي و رب الكعبة‪ .‬فقال‪:‬‬
‫أيها الملك‪ ،‬هؤلء الستة الذين خرجوا هرابا من دقيوس الملك«‪.‬‬
‫قال‪» :‬فنزل الملك عن فرسه‪ ،‬و حمله على عاتقه‪ ،‬و جعل الناس يقبلون يديه و رجليه‪ ،‬فقال‪ :‬يا تمليخا‪ ،‬ما فعل‬
‫أصحابك؟ فأخبرهم أنهم في الكهف‪ ،‬فكان يومئذ بالمدينة ملكان‪ :‬ملك مسم‪ ،‬و مل نصراني‪ ،‬فركبا و أصحابهما‪،‬‬
‫فلما صاروا قريبا من الكهف قال لهم تمليخا‪ :‬يا قوم‪ ،‬إني أخاف أن يسمع أصحابي أصوات حوافر الخيول‬
‫فيظنون أن دقيوس الملك قد جاء في طلبهم‪ ،‬و لكن أمهلوني حتى أتقدم فأخبرهم‪ -‬قال‪ -‬فوقف الناس و أقبل تمليخا‬
‫حتى دخل الكهف‪ ،‬فلما نظروا إليه أعتقوه و قالوا‪ :‬الحمد ل الذي نجاك من دقيوس‪.‬‬
‫فقال تمليخا‪ :‬دعوني عنكم و عن دقيوس‪ ،‬كم لبثتم؟ قالوا‪ :‬لبثنا يوما أو بعض يوم‪ .‬قال تمليخا‪ :‬بل لبثتم ثلثمائة و‬
‫تسع سنين‪ ،‬و قد مات دقيوس و ذهب قرن بعد قرن‪ ،‬بعث ال عز و جل نبيا يقال له‪ :‬المسيح عيسى بن مريم و‬
‫رفعه ال عز و جل إليه‪ ،‬و قد أقبل إلينا الملك و الناس معه قالوا‪ :‬يا تمليخا‪ ،‬أ تريد أن تجعلنا فتنة للعالمين؟‬
‫قال تمليخا‪ :‬فما تريدون؟ قالوا‪ :‬تدعو ال و ندعوه معك أن يقبض أرواحنا‪ ،‬و يجعل عشاءنا معه في الجنة‪ -‬قال‪-‬‬
‫فرفعوا أيديهم و قالوا‪ :‬إلهنا‪ ،‬بحق ما آتيتنا من الدين فمر بقبض أرواحنا فأمر ال عز و جل بقبض أرواحهم‪ ،‬و‬
‫طمس ال عز و جل على باب الكهف عن الناس‪ ،‬فأقبل الملكان يطوفان على باب الكهف سبعة أيام ل يجدان‬
‫للكهف بابا فقال الملك المسلم‪ :‬ماتوا على ديننا‪ ،‬أبني على باب الكهف مسجدا‪ .‬و قال النصراني ل‪ ،‬بل ماتوا على‬
‫ديننا أبني على باب الكهف ديرا‪ .‬فاقتتل‪ ،‬فغلب المسلم النصراني‪ ،‬و بنى على باب الكهف مسجدا«‪.‬‬
‫ثم قال علي )عليه السلم( »سألتك بال‪ -‬يا يهودي‪ -‬أ يوافق ما في توراتكم«؟ فقال اليهودي‪ :‬و ال ما زدت حرفا‬
‫و ل نقصت حرفا‪ ،‬و أنا أشهد أن ل إله إل ال‪ ،‬و أن محمدا رسول ال‪ ،‬و أنك‪ -‬يا أمير المؤمنين وصي رسول ال‬
‫حقا«‪.‬‬
‫‪ -[22] /6637‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن عبد ال الوراق و محمد بن أحمد السناني و علي بن أحمد بن‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -22‬التوحيد‪.1 /241 :‬‬

‫)‪ (1‬في »ج« و »ق«‪ :‬قسطيطين‪ ،‬و في المصدر‪ :‬قسطين‪.‬‬

‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪626 :‬‬


‫محمد بن عمران الدقاق )رضي ال عنه(‪ ،‬قالوا‪ :‬حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا‬
‫بكر بن عبد ال بن حبيب‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا تميم بن بهلول‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جعفر بن سليمان البصري‪ ،‬عن عبد ال بن‬
‫ل َفُهَو‬ ‫ن َيْهِد ا ُّ‬
‫الفضل الهاشمي‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال جعفر بن محمد )عليه السلم( عن قول ال عز و جل‪َ :‬م ْ‬
‫شدًا‪.‬‬ ‫جَد َلُه َوِلّيا ُمْر ِ‬‫ن َت ِ‬
‫ل َفَل ْ‬‫ضِل ْ‬
‫ن ُي ْ‬‫اْلُمْهَتِد َو َم ْ‬
‫فقال‪» :‬إن ال تبارك و تعالى يضل الظالمين يوم القيامة عن دار كرامته‪ ،‬و يهدي أهل اليمان و العمل الصالح‬
‫ن آَمُنوا َو‬ ‫ن اّلِذي َ‬‫ل ما َيشاُء »‪ ،«1‬و قال عز و جل ِإ ّ‬ ‫ل ا ُّ‬‫ن َو َيْفَع ُ‬ ‫ظاِلِمي َ‬
‫ل ال ّ‬‫ل ا ُّ‬ ‫ضّ‬ ‫إلى جنته‪ ،‬كما قال عز و جل َو ُي ِ‬
‫ت الّنِعيِم »‪.««2‬‬ ‫لْنهاُر ِفي جَّنا ِ‬ ‫حِتِهُم ا َْ‬
‫ن َت ْ‬ ‫جِري ِم ْ‬ ‫ت َيْهِديِهْم َرّبُهْم ِبِإيماِنِهْم َت ْ‬ ‫صاِلحا ِ‬ ‫عِمُلوا ال ّ‬ ‫َ‬
‫‪ -[23] /6638‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد‪ ،‬عن إبراهيم بن عقبة‪ ،‬عن‬
‫ظْر َأّيها َأْزكى‬ ‫ميسر‪ ،‬عن محمد بن عبد العزيز‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬في قوله تعالى‪َ :‬فْلَيْن ُ‬
‫ق ِمْنُه‪ ،‬قال‪» :‬أزكى طعاما‪ :‬التمر«‪.‬‬ ‫طعامًا َفْلَيْأِتُكْم ِبِرْز ٍ‬‫َ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ب ِم ْ‬
‫ن‬ ‫ن َرّبي لَِْقَر َ‬ ‫ن َيْهِدَي ِ‬‫عسى َأ ْ‬‫ل َ‬ ‫ت َو ُق ْ‬‫سي َ‬
‫ك ِإذا َن ِ‬
‫ل َو اْذُكْر َرّب َ‬ ‫ن َيشاَء ا ُّ‬‫ل َأ ْ‬ ‫غدًا ِإ ّ‬‫ك َ‬ ‫ل ذِل َ‬‫عٌ‬ ‫يٍء ِإّني فا ِ‬ ‫ش ْ‬‫ن ِل َ‬‫َو ل َتُقوَل ّ‬
‫شدًا ]‪[24 -23‬‬ ‫هذا َر َ‬
‫‪ -[1] /6639‬و عنه‪ ،‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن أبي جميلة المفضل ابن‬
‫صالح‪ ،‬عن محمد الحلبي و زرارة و محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر و أبي عبد ال )عليهما السلم( في قول ال‬
‫ت‪ ،‬قال‪» :‬إذا حلف الرجل فنسي أن يستثني‪ ،‬فليستثن إذا ذكر«‪.‬‬ ‫سي َ‬‫ك ِإذا َن ِ‬ ‫عز و جل‪َ :‬و اْذُكْر َرّب َ‬
‫‪ -[2] /6640‬و عنه‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد و علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬جميعا‪ ،‬عن ابن‬
‫محبوب‪ ،‬عن أبي جعفر الحول‪ ،‬عن سلم بن المستنير‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قول ال عز و جل‪َ :‬و‬
‫عْزمًا »‪.«3‬‬ ‫جْد َلُه َ‬ ‫ي َو َلْم َن ِ‬‫سَ‬‫ل َفَن ِ‬
‫ن َقْب ُ‬‫عِهْدنا ِإلى آَدَم ِم ْ‬ ‫َلَقْد َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -23‬الكافي ‪.1 /345 :6‬‬
‫‪ -1‬الكافي ‪.1 /447 :7‬‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.2 /447 :7‬‬
‫)‪ (1‬إبراهيم‪.27 :14 :‬‬
‫)‪ (2‬يونس ‪.9 :10‬‬
‫)‪ (3‬طه‪.115 :20 :‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪627 :‬‬
‫قال‪ :‬فقال‪» :‬إن ال عز و جل لما قال لدم )عليه السلم(‪ :‬ادخل الجنة‪ ،‬قال له‪ :‬يا آدم ل تقرب هذه الشجرة‪ -‬قال‪-‬‬
‫و أراه إياها‪ .‬فقال آدم )عليه السلم( لربه‪ :‬كيف أقربها و قد نهيتني عنها أنا و زوجي‪ -‬قال‪ -‬فقال لهما‪ :‬ل تقرباها‪،‬‬
‫يعني‪ :‬ل تأكل منها‪ .‬فقال آدم )عليه السلم( و زوجته‪ :‬نعم يا ربنا‪ ،‬ل نقربها و ل نأكل منها‪ ،‬و لم يستثنيا في‬
‫قولهما‪ :‬نعم فوكلهما ال في ذلك إلى أنفسهما و إلى ذكرهما«‪.‬‬
‫ل َأ ْ‬
‫ن‬ ‫غدًا ِإ ّ‬‫ك َ‬ ‫ل ذِل َ‬‫عٌ‬ ‫يٍء ِإّني فا ِ‬ ‫ش ْ‬
‫ن ِل َ‬
‫قال‪» :‬و قد قال ال عز و جل لنبيه )صلى ال عليه و آله( في الكتاب‪َ :‬و ل َتُقوَل ّ‬
‫ل أن ل أفعله‪ ،‬فتسبق مشيئة ال في أن ل أفعله‪ ،‬فل أقدر على أن أفعله‪ -‬قال‪ -‬و لذلك قال ال عز و جل‪:‬‬ ‫َيشاَء ا ُّ‬
‫ت أي استثن مشيئة ال في فعلك«‪.‬‬ ‫سي َ‬ ‫ك ِإذا َن ِ‬
‫َو اْذُكْر َرّب َ‬
‫‪ -[3] /6641‬و عنه‪ :‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن سهل بن زياد و محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد جميعا‪ ،‬عن‬
‫ابن محبوب‪ ،‬عن ابن رئاب‪ ،‬عن حمزة بن حمران‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول ال عز و جل‪:‬‬
‫ت‪.‬‬
‫سي َ‬‫ك ِإذا َن ِ‬‫َو اْذُكْر َرّب َ‬
‫قال‪» :‬ذلك في اليمين‪ ،‬إذا قلت‪ :‬و ال ل أفعل كذا و كذا‪ ،‬فإذا ذكرت أنك لم تستثن فقل‪ :‬إن شاء ال«‪.‬‬
‫‪ -[4] /6642‬و عنه‪ :‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن سهل بن زياد‪ ،‬عن جعفر بن محمد الشعري‪ ،‬عن ابن القداح‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬الستثناء في اليمين متى ما ذكر‪ ،‬و إن‬
‫ت«‪.‬‬ ‫سي َ‬‫ك ِإذا َن ِ‬
‫كان بعد أربعين صباحا‪ ،‬ثم تل هذه الية‪َ :‬و اْذُكْر َرّب َ‬
‫‪ -[5] /6643‬و عنه‪ :‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن علي بن الحسن‪ ،‬عن علي بن أسباط‪ ،‬عن الحسين بن زرارة‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ت«‪.‬‬‫سي َ‬ ‫ك ِإذا َن ِ‬
‫سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول ال عز و جل‪َ :‬و اْذُكْر َرّب َ‬
‫فقال‪» :‬إذا حلفت على يمين و نسيت أن تستثني‪ ،‬فاستثن إذا ذكرت«‪.‬‬
‫‪ -[6] /6644‬و عنه‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن مرازم بن حكيم‪ ،‬قال‪ :‬أمر أبو عبد‬
‫ال )عليه السلم( بكتاب في حاجة فكتب‪ ،‬ثم عرض عليه و لم يكن فيه استثناء‪ ،‬فقال‪» :‬كيف رجوتم أن يتم هذا و‬
‫ليس فيه استثناء؟ ]انظروا كل موضع ل يكون فيه استثناء[ فاستثنوا فيه«‪.‬‬
‫‪ -[7] /6645‬الشيخ في )التهذيب( بإسناده عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن علي بن حديد‪ ،‬عن مرازم‪ ،‬قال‪ :‬دخل أبو‬
‫عبد ال )عليه السلم( يوما إلى منزل معتب‪ ،‬و هو يريد العمرة‪ ،‬فتناول لوحا فيه كتاب فيه تسمية أرزاق العيال و‬
‫ما يخرج لهم فإذا فيه‪ :‬لفلن و فلن و فلن و ليس فيه استثناء‪ ،‬فقال )عليه السلم(‪» :‬من كتب هذا الكتاب و لم‬
‫يستثن فيه‪ ،‬كيف ظن أنه يتم«‪ :‬ثم دعا بالدواة فقال‪» :‬ألحق فيه إن شاء ال« فألحق فيه في كل اسم‪ :‬إن شاء ال‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -3‬الكافي ‪.3 /448 :7‬‬
‫‪ -4‬الكافي ‪[.....] .6 /448 :7‬‬
‫‪ -5‬الكافي ‪.8 /449 :7‬‬
‫‪ -6‬الكافي ‪.7 /494 :2‬‬
‫‪ -7‬التهذيب ‪.1030 /281 :8‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪628 :‬‬
‫‪ -[8] /6646‬العياشي‪ :‬عن عبد ال بن ميمون‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( عن أبيه‪ ،‬عن علي بن أبي طالب‬
‫)عليه السلم( قال‪» :‬إذا حلف الرجل بال فله ثنياها »‪ «1‬إلى أربعين يوما‪ ،‬و ذلك أن قوما من اليهود سألوا النبي‬
‫)صلى ال عليه و آله(‪ ،‬عن شيء فقال‪ :‬القوني »‪ «2‬غدا‪ -‬و لم يستثن‪ -‬حتى أخبركم فاحتبس عنه جبرئيل )عليه‬
‫ت«‪.‬‬ ‫سي َ‬ ‫ك ِإذا َن ِ‬ ‫ل َو اْذُكْر َرّب َ‬ ‫ن َيشاَء ا ُّ‬
‫ل َأ ْ‬
‫غدًا ِإ ّ‬
‫ك َ‬‫ل ذِل َ‬ ‫عٌ‬‫يٍء ِإّني فا ِ‬‫ش ْ‬ ‫ن ِل َ‬
‫السلم( أربعين يوما‪ ،‬ثم أتاه‪ ،‬و قال‪َ :‬و ل َتُقوَل ّ‬
‫‪ -[9] /6647‬عن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪» :‬ذكر أن آدم )عليه السلم( لما أسكنه ال الجنة فقال‬
‫له‪ :‬يا آدم ل تقرب هذه الشجرة فقال‪ :‬نعم‪ ،‬يا رب و لم يستثن‪ ،‬فأمر ال نبيه )صلى ال عليه و آله( فقال‪َ :‬و ل‬
‫سيتَ و لو بعد سنة«‪.‬‬ ‫ك ِإذا َن ِ‬
‫ل َو اْذُكْر َرّب َ‬ ‫ن َيشاَء ا ُّ‬ ‫ل َأ ْ‬
‫غدًا ِإ ّ‬‫ك َ‬‫ل ذِل َ‬‫عٌ‬‫يٍء ِإّني فا ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن ِل َ‬‫َتُقوَل ّ‬
‫يٍء ِإّني‬‫ش ْ‬ ‫ن ِل َ‬
‫‪ -[10] /6648‬و في رواية عبد ال بن ميمون‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله‪َ» :‬و ل َتُقوَل ّ‬
‫ت أن تقول إل من بعد الربعين‪ ،‬فللعبد الستثناء في اليمين ما‬ ‫سي َ‬ ‫ك ِإذا َن ِ‬‫ل َو اْذُكْر َرّب َ‬ ‫ن َيشاَء ا ُّ‬‫ل َأ ْ‬
‫غدًا ِإ ّ‬
‫ك َ‬ ‫ل ذِل َ‬ ‫عٌ‬ ‫فا ِ‬
‫بينه و بين أربعين يوما إذا نسي«‪.‬‬
‫عٌ‬
‫ل‬ ‫يٍء ِإّني فا ِ‬ ‫ش ْ‬‫ن ِل َ‬
‫‪ -[11] /6649‬عن سلم بن المستنير‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬قال ال‪َ :‬و ل َتُقوَل ّ‬
‫ل أن ل أفعله‪ ،‬فتسبق مشيئة ال في أن ل أفعله‪ ،‬فل أقدر على أن أفعله‪ -‬قال‪ -‬فلذلك قال ال‪:‬‬ ‫ن َيشاَء ا ُّ‬ ‫ل َأ ْ‬
‫غدًا ِإ ّ‬‫ك َ‬ ‫ذِل َ‬
‫ت أي استثن مشيئة ال في فعلك«‪.‬‬ ‫سي َ‬‫ك ِإذا َن ِ‬‫َو اْذُكْر َرّب َ‬
‫‪ -[12] /6650‬عن زرارة و محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر و أبي عبد ال )عليهما السلم( في قول ال عز و‬
‫جل‪:‬‬
‫ت‪ ،‬قال‪» :‬إذا حلف الرجل فنسي أن يستثني‪ ،‬فليستثن إذا ذكر«‪.‬‬ ‫سي َ‬‫ك ِإذا َن ِ‬‫َو اْذُكْر َرّب َ‬
‫‪ -[13] /6651‬عن حمزة بن حمران‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( في قول ال عز و جل‪َ :‬و اْذُكْر َرّب َ‬
‫ك‬
‫ت‪ ،‬فقال‪» :‬أن تستثني‪ ،‬ثم ذكرت بعد‪ ،‬فاستثن حين تذكر«‪.‬‬ ‫سي َ‬ ‫ِإذا َن ِ‬
‫ك ِإذا‬‫‪ -[14] /6652‬عن عبد ال بن سليمان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال عز و جل‪َ :‬و اْذُكْر َرّب َ‬
‫ت‪ ،‬قال‪» :‬هو الرجل يحلف فينسى أن يقول‪ :‬إن شاء ال فليقلها إذا ذكر«‪.‬‬ ‫سي َ‬ ‫َن ِ‬
‫‪ -[15] /6653‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سألته عن قول ال عز و جل‪:‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -8‬تفسير العياشي ‪.14 /324 :2‬‬
‫‪ -9‬تفسير العياشي ‪.15 /324 :2‬‬
‫‪ -10‬تفسير العياشي ‪.16 /324 :2‬‬
‫‪ -11‬تفسير العياشي ‪.17 /325 :2‬‬
‫‪ -12‬تفسير العياشي ‪.18 /325 :2‬‬
‫‪ -13‬تفسير العياشي ‪.19 /325 :2‬‬
‫‪ -14‬تفسير العياشي ‪.20 /325 :2‬‬
‫‪ -15‬تفسير العياشي ‪.21 /325 :2‬‬
‫)‪ (1‬الثنيا‪ :‬الستثناء‪» .‬مجمع البحرين‪ -‬ثنا‪.«76 :1 -‬‬
‫)‪ (2‬في »ط«‪ :‬ائتوني‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪629 :‬‬

‫ل‪ ،‬قال‪» :‬هو الرجل يحلف على الشيء و ينسى أن يستثني‪،‬‬ ‫ن َيشاَء ا ُّ‬‫ل َأ ْ‬
‫غدًا ِإ ّ‬
‫ك َ‬ ‫ل ذِل َ‬
‫عٌ‬ ‫يٍء ِإّني فا ِ‬
‫ش ْ‬‫ن ِل َ‬
‫َو ل َتُقوَل ّ‬
‫ت«‪.‬‬ ‫سي َ‬‫ك ِإذا َن ِ‬
‫فيقول‪ :‬لفعلن كذا و كذا غدا أو بعد غد عن قوله‪َ :‬و اْذُكْر َرّب َ‬
‫ت‪ ،‬قال‪» :‬إذا حلفت ناسيا ثم‬ ‫سي َ‬
‫ك ِإذا َن ِ‬
‫‪ -[16] /6654‬عن حمزة بن حمران‪ ،‬قال‪ :‬سألته عن قول ال‪َ :‬و اْذكُْر َرّب َ‬
‫ذكرت بعد‪ ،‬فاستثن حين تذكر«‪.‬‬
‫‪ -[17] /6655‬عن القداح‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن علي )عليهم السلم( قال‪» :‬الستثناء في اليمين‬
‫ت‪.‬‬
‫سي َ‬
‫ك ِإذا َن ِ‬
‫متى ما ذكر‪ ،‬و إن كان بعد أربعين صباحا«‪ .‬ثم تل هذه الية‪َ :‬و اْذُكْر َرّب َ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫سعًا ]‪[25‬‬ ‫ن َو اْزَداُدوا ِت ْ‬ ‫سِني َ‬
‫ث ِماَئٍة ِ‬
‫َو َلِبُثوا ِفي َكْهِفِهْم َثل َ‬
‫‪ -[/6656‬العياشي‪ :‬عن جابر‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول‪» :‬و ال‪ ،‬ليملكن رجل منا أهل البيت‬
‫الرض بعد موته ثلثمائة سنة و يزداد تسعا«‪ .‬قال‪ :‬قلت‪ :‬و متى ذلك؟ قال‪» :‬بعد موت القائم«‪.‬‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬و كم يقوم القائم في عالمه حتى يموت؟ قال‪» :‬تسع عشرة سنة‪ ،‬من يوم قيامة إلى يوم موته«‪.‬‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬فيكون بعد موته هرج؟ قال‪» :‬نعم‪ ،‬خمسين سنة‪ -‬قال‪ -‬ثم يخرج المنتصر »‪ «1‬إلى الدنيا فيطلب بدمه و‬
‫دم أصحابه‪ ،‬فيقتل و يسبي حتى يقال‪ :‬لو كان هذا من ذرية النبياء ما قتل الناس كل هذا القتل فيجتمع الناس عليه‬
‫أبيضهم و أسودهم فيكثرون عليه حتى يلجئوه إلى حرم ال‪ ،‬فإذا اشتد البلء عليه مات المنتصر »‪ «2‬و خرج‬
‫السفاح إلى الدنيا غضبا للمنتصر‪ ،‬فيقتل كل عدونا جائر و يملك الرض كلها‪ ،‬فيصلح ال له أمره‪ ،‬و يعيش‬
‫ثلثمائة سنة و يزداد تسعا«‪.‬‬
‫ثم قال‪ :‬أبو جعفر )عليه السلم(‪» :‬يا جابر‪ ،‬و هل تدري من المنتصر و السفاح؟ يا جابر‪ ،‬المنتصر الحسين‪ ،‬و‬
‫السفاح أمير المؤمنين )صلوات ال عليهما(«‪.‬‬
‫‪ -[2] /6657‬محمد بن إبراهيم النعماني‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن‬
‫المفضل بن إبراهيم بن قيس بن رمانة الشعري‪ ،‬و سعدان بن إسحاق بن سعيد‪ ،‬و أحمد بن الحسين بن‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -16‬تفسير العّياشي ‪[.....] .22 /325 :2‬‬

‫‪ -17‬تفسير العّياشي ‪.23 /325 :2‬‬

‫‪ -1‬تفسير العّياشي ‪.24 /326 :2‬‬

‫‪ -2‬الغيبة‪.3 /331 :‬‬

‫)‪ (1‬في »ط« و المصدر‪ :‬المنصور‪.‬‬

‫)‪ (2‬في »ق«‪ :‬المنصور‪.‬‬

‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪630 :‬‬


‫عبد الملك الزيات‪ ،‬و محمد بن أحمد بن الحسن القطواني‪ ،‬عن الحسن بن محبوب‪ ،‬عن عمرو بن ثابت‪ ،‬عن جابر‬
‫ابن يزيد الجعفي‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا جعفر محمد بن علي )عليهما السلم( يقول‪» :‬و ال‪ ،‬ليملكن رجل منا أهل البيت‬
‫ثلثمائة سنة و يزداد تسعا«‪ .‬قال فقلت له‪ :‬و متى يكون ذلك؟ فقال‪» :‬بعد موت القائم )عليه السلم(«‪.‬‬
‫قلت له و كم يقوم القائم )عليه السلم( في عالمه حتى يموت؟ فقال‪» :‬تسع عشرة سنة من يوم قيامة إلى يوم‬
‫موته«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫حياِة الّدْنيا‪-‬‬
‫عْنُهْم ُتِريُد ِزيَنَة اْل َ‬
‫ك َ‬
‫عْينا َ‬
‫جَهُه َو ل َتْعُد َ‬
‫ن َو ْ‬
‫ي ُيِريُدو َ‬
‫شّ‬‫ن َرّبُهْم ِباْلَغداِة َو اْلَع ِ‬
‫عو َ‬
‫ن َيْد ُ‬
‫ك َمَع اّلِذي َ‬
‫سَ‬
‫صِبْر َنْف َ‬
‫َو ا ْ‬
‫ن ِذْكِرنا ]‪[28‬‬ ‫عْ‬ ‫إلى قوله تعالى‪َ -‬‬
‫صِبْر‬‫‪ -[1] /6658‬العياشي‪ :‬عن زرارة و حمران‪ ،‬عن أبي جعفر و أبي عبد ال )عليهما السلم( في قوله‪َ :‬و ا ْ‬
‫ي‪ ،‬قال‪» :‬إنما عنى بها الصلة«‪.‬‬ ‫شّ‬ ‫ن َرّبُهْم ِباْلَغداِة َو اْلَع ِ‬ ‫عو َ‬ ‫ن َيْد ُ‬
‫ك َمَع اّلِذي َ‬ ‫سَ‬ ‫َنْف َ‬
‫‪ -[2] /6659‬علي بن إبراهيم‪ :‬فهذه الية‪ :‬نزلت في سلمان الفارسي‪ ،‬كان عليه كساء فيه يكون طعامه و هو‬
‫دثاره و رداؤه‪ ،‬و كان كساء من صوف‪ ،‬فدخل عيينة بن حصن »‪ «1‬على النبي )صلى ال عليه و آله( و سلمان‬
‫عنده‪ ،‬فتأذى عيينة بريح كساء سلمان‪ ،‬و قد كان عرق فيه و كان يومئذ شديد الحر‪ ،‬فعرق في الكساء‪ ،‬فقال‪ :‬يا‬
‫رسول ال‪ ،‬إذا نحن دخلنا عليك فأخرج هذا و حزبه »‪ «2‬من عندك‪ ،‬فإذا نحن خرجنا فأدخل من شئت فأنزل ال‪:‬‬
‫ن ِذْكِرنا و هو عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري‪.‬‬ ‫عْ‬ ‫غَفْلنا َقْلَبُه َ‬ ‫ن َأ ْ‬
‫طْع َم ْ‬‫َو ل ُت ِ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن شاَء َفْلَيْكُفْر‪ -‬إلى قوله‬ ‫ن َو َم ْ‬ ‫ن شاَء َفْلُيْؤِم ْ‬ ‫ن َرّبُكْم َفَم ْ‬ ‫ق ِم ْ‬‫حّ‬ ‫ل اْل َ‬‫َو ُق ِ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير العّياشي ‪.25 /326 :2‬‬
‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.34 :2‬‬
‫)‪ (1‬عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري‪ ،‬يكنى أبا مالك‪ ،‬أسلم بعد الفتح‪ ،‬و كان من المؤّلفة قلوبهم و من‬
‫العراب الجفاة‪ ،‬انظر اسد الغابة ‪:4‬‬
‫‪.166‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬و اصرفه‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪631 :‬‬
‫ت ُمْرَتَفقًا ]‪[31 -29‬‬ ‫سَن ْ‬ ‫حُ‬ ‫ب َو َ‬ ‫تعالى‪ِ -‬نْعَم الّثوا ُ‬
‫‪ -[1] /6660‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن أحمد‪ ،‬عن عبد العظيم‪ ،‬عن محمد بن الفضيل‪ ،‬عن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي جعفر‬
‫ن شاَء‬ ‫ن َرّبُكْم في ولية علي َفَم ْ‬ ‫ق ِم ْ‬ ‫حّ‬ ‫ل اْل َ‬‫)عليه السلم( قال‪» :‬نزل جبرئيل )عليه السلم( بهذه الية هكذا‪َ :‬و ُق ِ‬
‫ن آل محمد حقهم نارًا«‪.‬‬ ‫ظاِلِمي َ‬‫عَتْدنا ِلل ّ‬ ‫ن شاَء َفْلَيْكُفْر ِإّنا َأ ْ‬ ‫ن َو َم ْ‬ ‫َفْلُيْؤِم ْ‬
‫‪ -[2] /6661‬محمد بن العباس‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن القاسم‪ ،‬عن أحمد بن محمد السياري‪ ،‬عن محمد بن خالد‬
‫البرقي‪ ،‬عن الحسين بن سيف‪ ،‬عن أخيه‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬قوله‬
‫تعالى‪:‬‬
‫عَتْدنا‬
‫ن شاَء َفْلَيْكُفْر ِإّنا َأ ْ‬ ‫ن َو َم ْ‬ ‫ن شاَء َفْلُيْؤِم ْ‬ ‫ن َرّبُكْم في ولية علي بن أبي طالب )عليه السلم( َفَم ْ‬ ‫ق ِم ْ‬‫حّ‬ ‫ل اْل َ‬‫َو ُق ِ‬
‫سراِدُقها«‪.‬‬ ‫ط ِبِهْم ُ‬ ‫ن آل محمد حقهم نارًا َأحا َ‬ ‫ظاِلِمي َ‬‫ِلل ّ‬
‫‪ -[3] /6662‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن همام‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل‪ ،‬عن عيسى بن داود‪ ،‬عن أبي الحسن‬
‫ن َرّبُكْم‪» :‬في ولية علي‬ ‫ق ِم ْ‬ ‫حّ‬‫ل اْل َ‬‫موسى بن جعفر‪ ،‬عن أبيه )صلوات ال عليهم أجمعين(‪ ،‬في قوله تعالى َو ُق ِ‬
‫ل‪.‬‬
‫عَم ً‬ ‫ن َ‬ ‫سَ‬ ‫حَ‬ ‫ن شاَء َفْلَيْكُفْر«‪ .‬و قرأ إلى قوله‪ :‬أَ ْ‬ ‫ن َو َم ْ‬ ‫ن شاَء َفْلُيْؤِم ْ‬ ‫)عليه السلم( َفَم ْ‬
‫ع ِبما ُتْؤَمُر »‪ «1‬في أمر علي‪ ،‬أنه الحق من ربك‪ ،‬فمن شاء‬ ‫صَد ْ‬
‫ثم قال‪» :‬قيل للنبي )صلى ال عليه و آله( َفا ْ‬
‫ن لل محمد نارًا َأحا َ‬
‫ط‬ ‫ظاِلِمي َ‬
‫عَتْدنا ِلل ّ‬‫فليؤمن‪ ،‬و من شاء فليكفر‪ ،‬فجعل ال تركه معصية و كفرا«‪ .‬قال‪ :‬ثم قرأ‪ِ :‬إّنا َأ ْ‬
‫ل‪ ،‬يعني بهم آل‬ ‫عَم ً‬ ‫ن َ‬ ‫سَ‬‫حَ‬ ‫ن َأ ْ‬ ‫جَر َم ْ‬‫ضيُع َأ ْ‬ ‫ت ِإّنا ل ُن ِ‬ ‫صاِلحا ِ‬
‫عِمُلوا ال ّ‬ ‫ن آَمُنوا َو َ‬ ‫ن اّلِذي َ‬‫سراِدُقها‪ -‬الية‪ ،‬ثم قرأ‪ِ -:‬إ ّ‬ ‫ِبِهْم ُ‬
‫محمد )صلوات ال عليهم(«‪.‬‬
‫‪ -[4] /6663‬العياشي‪ :‬عن عاصم الكوزي‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬في قول ال‪َ :‬فَم ْ‬
‫ن‬
‫ن شاَء َفْلَيْكُفْر‪ ،‬قال‪» :‬وعيد«‪.‬‬ ‫ن َو َم ْ‬‫شاَء َفْلُيْؤِم ْ‬
‫‪ -[5] /6664‬عن سعد بن طريف‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬ظلم ل يغفره ال‪ ،‬و ظلم ل يدعه فأما‬
‫الظلم الذي ل يغفره ال‪ ،‬الشرك‪ ،‬و أما الظلم الذي يغفره ال تعالى فظلم الرجل نفسه‪ ،‬و أما الظلم الذي ل يدعه‬
‫فالذنب »‪ «2‬بين العباد«‪.‬‬
‫و رواه محمد بن يعقوب‪ :‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن خالد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن هارون بن‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬الكافي ‪.64 /351 :1‬‬

‫‪ -2‬تأويل اليات ‪.2 /292 :1‬‬

‫‪ -3‬تأويل اليات ‪.3 /292 :1‬‬

‫‪ -4‬تفسير العّياشي ‪.26 /326 :2‬‬

‫‪ -5‬تفسير العّياشي ‪[.....] .27 /326 :2‬‬


‫)‪ (1‬الحجر ‪.94 :15‬‬

‫)‪ (2‬في الكافي‪ :‬فالمداينة‪.‬‬

‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪632 :‬‬


‫الجهم‪ ،‬عن المفضل بن صالح‪ ،‬عن سعد بن طريف‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬الظلم ثلثة« الحديث »‬
‫‪.«1‬‬

‫‪ -[6] /6665‬عن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬نزل جبرئيل بهذه الية هكذا على محمد )صلى‬
‫ن آل محمد حقهم‬ ‫ظاِلِمي َ‬
‫عَتْدنا ِلل ّ‬
‫ن شاَء َفْلَيْكُفْر ِإّنا َأ ْ‬ ‫ن َو َم ْ‬ ‫ن شاَء َفْلُيْؤِم ْ‬ ‫ن َرّبُكْم َفَم ْ‬‫ق ِم ْ‬ ‫حّ‬ ‫ل اْل َ‬ ‫ال عليه و آله( فقال‪َ :‬و ُق ِ‬
‫نارًا«‪.‬‬
‫ن َرّبُكْم‪.‬‬ ‫ق ِم ْ‬ ‫حّ‬ ‫ل اْل َ‬‫‪ -[7] /6666‬علي بن إبراهيم‪ :‬في قوله‪َ :‬و ُق ِ‬
‫ن َرّبُكْم يعني ولية علي )عليه السلم(‬ ‫ق ِم ْ‬ ‫حّ‬ ‫ل اْل َ‬
‫قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬نزلت هذه الية هكذا‪َ :‬و ُق ِ‬
‫سَتِغيُثوا ُيغاُثوا‬
‫ن َي ْ‬
‫سراِدُقها َو ِإ ْ‬ ‫ط ِبِهْم ُ‬‫ن آل محمد حقهم نارًا َأحا َ‬ ‫ظاِلِمي َ‬‫عَتْدنا ِلل ّ‬‫ن شاَء َفْلَيْكُفْر ِإّنا َأ ْ‬ ‫ن َو َم ْ‬‫ن شاَء َفْلُيْؤِم ْ‬ ‫َفَم ْ‬
‫ت ُمْرَتَفقًا«‪ .‬ثم‬ ‫ب َو ساَء ْ‬ ‫شرا ُ‬ ‫س ال ّ‬‫جوهَ ِبْئ َ‬ ‫شِوي اْلُو ُ‬ ‫ل‪ -.‬قال‪ -‬المهل‪ :‬الذي يبقى في أصل الزيت المغلي َي ْ‬ ‫ِبماٍء َكاْلُمْه ِ‬
‫ل إلى قوله‪َ :‬و‬ ‫عَم ً‬ ‫ن َ‬‫سَ‬ ‫حَ‬ ‫ن َأ ْ‬
‫جَر َم ْ‬ ‫ضيُع َأ ْ‬ ‫ت ِإّنا ل ُن ِ‬ ‫صاِلحا ِ‬ ‫عِمُلوا ال ّ‬ ‫ن آَمُنوا َو َ‬ ‫ذكر ما أعد ال للمؤمنين‪ ،‬فقال‪ :‬اّلِذي َ‬
‫ت ُمْرَتَفقًا‪.‬‬‫سَن ْ‬‫حُ‬‫َ‬
‫‪ -[8] /6667‬العياشي‪ :‬عن عبد ال بن سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬ابن آدم خلق أجوف ل بد له‬
‫جوَه«‪.‬‬ ‫شِوي اْلُو ُ‬ ‫ل َي ْ‬ ‫سَتِغيُثوا ُيغاُثوا ِبماٍء َكاْلُمْه ِ‬ ‫ن َي ْ‬ ‫من الطعام و الشراب‪ ،‬فقال‪َ :‬و ِإ ْ‬
‫ض »‪ «2‬قال‪» :‬تبدل خبزة بيضاء‬ ‫لْر ِ‬ ‫غْيَر ا َْ‬ ‫ض َ‬ ‫لْر ُ‬ ‫ل ا َْ‬‫‪ -[9] /6668‬و عنه )عليه السلم( في قوله تعالى‪َ :‬يْوَم ُتَبّد ُ‬
‫نقية يأكل الناس منها حتى يفرغ من الحساب«‪.‬‬
‫قال له قائل‪ :‬إنهم يومئذ لفي شغل عن الكل و الشرب؟! فقال له‪» :‬إن ابن آدم خلق أجوف ل بد له من الطعام و‬
‫ل«‪.‬‬ ‫سَتِغيُثوا ُيغاُثوا ِبماٍء َكاْلُمْه ِ‬ ‫ن َي ْ‬‫الشراب‪ ،‬أهم أشد شغل أمن في النار قد استغاثوا؟ قال ال‪َ :‬و ِإ ْ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫جَعْلنا َبْيَنُهما َزْرعًا‪ -‬إلى قوله‬ ‫ل َو َ‬ ‫خٍ‬
‫حَفْفناُهما ِبَن ْ‬ ‫ب َو َ‬ ‫عنا ٍ‬ ‫ن َأ ْ‬‫ن ِم ْ‬ ‫جّنَتْي ِ‬
‫حِدِهما َ‬ ‫لَ‬ ‫جَعْلنا َِ‬ ‫ن َ‬ ‫جَلْي ِ‬
‫ل َر ُ‬ ‫ب َلُهْم َمَث ً‬‫ضِر ْ‬ ‫َو ا ْ‬
‫صرًا ]‪[43 -32‬‬ ‫ن ُمْنَت ِ‬‫تعالى‪َ -‬و ما كا َ‬
‫‪ -[1] /6669‬محمد بن العباس )رحمه ال(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا الحسين بن عامر‪ ،‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪.28 /326 :2‬‬

‫‪ -7‬تفسير القّمي ‪.35 :2‬‬

‫‪ -8‬تفسير العّياشي ‪.29 /327 :2‬‬

‫‪ -9‬تفسير العّياشي ‪.30 /327 :2‬‬

‫‪ -1‬تأويل اليات ‪.5 /293 :1‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ‪.1 /248 :2‬‬

‫)‪ (2‬إبراهيم ‪.48 :14‬‬

‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪633 :‬‬


‫محمد بن أبي نصر‪ ،‬عن أبان بن عثمان‪ ،‬عن القاسم بن عروة‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال عز و‬
‫جل‪:‬‬
‫جّنَتْي ِ‬
‫ن‬ ‫جَعْلنا َبْيَنُهما َزْرعًا ِكْلَتا اْل َ‬
‫ل َو َ‬
‫خٍ‬‫حَفْفناُهما ِبَن ْ‬
‫ب َو َ‬
‫عنا ٍ‬
‫ن َأ ْ‬
‫ن ِم ْ‬
‫جّنَتْي ِ‬
‫حِدِهما َ‬
‫لَ‬‫جَعْلنا َِ‬
‫ن َ‬‫جَلْي ِ‬
‫ل َر ُ‬
‫ب َلُهْم َمَث ً‬
‫ضِر ْ‬ ‫َو ا ْ‬
‫شْيئًا‪ ،‬قال‪» :‬هما علي )عليه السلم( و رجل آخر«‪.‬‬ ‫ظِلْم ِمْنُه َ‬
‫ت ُأُكَلها َو َلْم َت ْ‬
‫آَت ْ‬
‫‪ -[2] /6670‬المفيد في )الختصاص(‪ :‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن الربيع بن محمد‬
‫المسلي‪ ،‬عن عبد ال بن سليمان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬لما اخرج علي ملببا »‪ «1‬وقف عند قبر‬
‫النبي )صلى ال عليه و آله( قال‪ :‬يا بن عم »‪ ،«2‬إن القوم استضعفوني و كادوا يقتلونني‪ -‬قال‪ -‬فخرجت يد من‬
‫قبر رسول ال )صلى ال عليه و آله( يعرفون أنها يده‪ ،‬و صوت يعرفون أنه صوته‪ ،‬نحو أبي بكر‪ :‬يا هذا‪َ :‬أ‬
‫ل«‪.‬‬‫جً‬ ‫ك َر ُ‬
‫سّوا َ‬
‫طَفٍة ُثّم َ‬
‫ن ُن ْ‬
‫ب ُثّم ِم ْ‬
‫ن ُترا ٍ‬
‫ك ِم ْ‬
‫خَلَق َ‬
‫ت ِباّلِذي َ‬
‫َكَفْر َ‬
‫‪ -[3] /6671‬و من هذا الكتاب أيضا‪ :‬أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن خالد بن ماد القلنسي و‬
‫محمد بن حماد‪ ،‬عن محمد بن خالد الطيالسي‪ ،‬عن أبيه عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬لما استخلف أبو بكر‬
‫أقبل عمر على علي )عليه السلم( فقال‪ :‬أما علمت أن أبا بكر قد استخلف؟ فقال له علي )عليه السلم(‪ :‬فمن جعله‬
‫كذلك »‪«3‬؟ قال‪ :‬المسلمون رضوا بذلك‪.‬‬
‫فقال علي‪) :‬عليه السلم(‪ :‬و ال‪ ،‬ما أسرع ما خالفوا رسول ال )صلى ال عليه و آله( و نقضوا عهده! و لقد‬
‫سموه بغير اسمه‪ ،‬و ال ما استخلفه رسول ال )صلى ال عليه و آله( فقال له عمر‪ :‬كذبت‪ ،‬فعل ال بك و فعل‪.‬‬
‫فقال‪ :‬له‪ :‬إن تشأ أن أريك برهان ذلك فعلت‪ .‬فقال عمر‪ :‬ما تزال تكذب على رسول ال في حياته و بعد موته فقال‬
‫له‪ :‬انطلق بنا‪ -‬يا عمر‪ -‬لتعلم أينا الكذاب على رسول ال )صلى ال عليه و آله( في حياته و بعد موته فانطلق معه‬
‫ل؟! فقال له علي‬ ‫جً‬‫ك َر ُ‬
‫سّوا َ‬
‫طَفٍة ُثّم َ‬
‫ن ُن ْ‬
‫ن ُترابٍ ُثّم ِم ْ‬
‫ك ِم ْ‬
‫خَلَق َ‬
‫ت ِباّلِذي َ‬
‫حتى أتى القبر‪ ،‬فإذا كف فيها مكتوب‪َ :‬أ َكَفْر َ‬
‫)عليه السلم(‪ :‬أرضيت؟ لقد فضحك رسول ال )صلى ال عليه و آله( »‪ «4‬في حياته و بعد موته«‪.‬‬
‫‪ -[4] /6672‬و من الكتاب أيضا‪ :‬أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن محمد بن حماد‪ ،‬عن أبي علي‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫موسى‪ ،‬عن زياد بن المنذر‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬لقي علي )عليه السلم( أبا بكر في بعض سكك‬
‫المدينة‪ ،‬فقال له‪ :‬ظلمت و فعلت؟ فقال‪ :‬و من يعلم ذلك؟ فقال‪ :‬يعلمه رسول ال )صلى ال عليه و آله( قال‪ :‬و كيف‬
‫لي برسول ال حتى يعلمني ذلك؟ لو أتاني في المنام فأخبرني لقبلت ذلك‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬الختصاص‪.274 :‬‬
‫‪ -3‬الختصاص‪.274 :‬‬
‫‪ -4‬الختصاص‪.274 :‬‬
‫)‪ (1‬لببت الرجل تلبيبا‪ :‬إذا جمعت ثيابه عند صدره و نحوه عند الخصومة ثّم جررته‪» .‬مجمع البحرين‪ -‬لبب‪:2 -‬‬
‫‪.«165‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬يا ابن اّم‪[.....] .‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬لذلك‪.‬‬
‫ل‪.‬‬
‫)‪ (4‬في المصدر‪ :‬فضحك ا ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪634 :‬‬
‫قال‪ :‬فأنا أدخلك على رسول ال )صلى ال عليه و آله( فأدخله مسجد قبا‪ ،‬فإذا هو برسول ال )صلى ال عليه و‬
‫آله( في مسجد قبا‪ ،‬فقال له )صلى ال عليه و آله(‪ :‬اعتزل عن ظلم أمير المؤمنين‪ -‬قال‪ -‬فخرج من عنده فلقيه‬
‫عمر‪ ،‬فأخبره بذلك‪ ،‬فقال‪ :‬اسكت‪ ،‬أما عرفت قديما سحر بني عبد المطلب؟!«‪.‬‬
‫‪ -[5] /6673‬و من الكتاب أيضا‪ :‬سعد‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عباد بن سليمان‪ ،‬عن محمد بن سليمان‪ ،‬عن أبيه سليمان‪ ،‬عن‬
‫عيثم بن أسلم‪ ،‬عن معاوية بن عمار الدهني‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬دخل أبو بكر على علي )عليه‬
‫السلم( فقال له‪ :‬إن رسول ال )صلى ال عليه و آله( لم يحدث إلينا في أمرك حدثا بعد يوم الولية‪ ،‬و أنا أشهد‬
‫أنك مولي‪ ،‬مقر لك بذلك‪ ،‬و قد سلمت عليك على عهد رسول ال )صلى ال عليه و آله( بإمرة »‪ «1‬المؤمنين‪ ،‬و‬
‫أخبرنا رسول ال )صلى ال عليه و آله( أنك وصيه و وارثه و خليفته في أهله و نسائه و لم يحل بينك و بين ذلك‪،‬‬
‫و صار ميراث رسول ال )صلى ال عليه و آله( إليك و أمر نسائه‪ ،‬و لم يخبرنا بأنك خليفته من بعده‪ ،‬و ل جرم‬
‫لنا في ذلك‪ ،‬فيما بيننا و بينك‪ ،‬و ل ذنب بيننا و بين ال عز و جل‪.‬‬
‫فقال‪ :‬له علي )عليه السلم(‪ :‬أ رأيتك »‪ «2‬إن رأيت رسول ال )صلى ال عليه و آله( حتى يخبرك بأني أولى‬
‫بالمجلس الذي أنت فيه‪ ،‬و أنك إن لم تنح عنه كفرت‪ ،‬فما تقول؟ فقال‪ :‬إن رأيت رسول ال )صلى ال عليه و آله(‬
‫حتى يخبرني ببعض هذا اكتفيت به‪ .‬قال‪ :‬فوافني إذا صليت المغرب«‪.‬‬
‫قال‪ :‬فرجع بعد المغرب فأخذ بيده‪ ،‬و أخرجه إلى مسجد قبا‪ ،‬فإذا رسول ال )صلى ال عليه و آله( جالس في‬
‫القبلة‪ ،‬فقال‪ :‬يا عتيق‪ ،‬وثبت على علي‪ ،‬و جلست مجلس النبوة‪ ،‬و قد تقدمت إليك في ذلك؟! فانزع هذا السربال »‬
‫‪ «3‬الذي تسربلته و خله لعلي )عليه السلم( و إل فموعدك النار«‪.‬‬
‫قال‪» :‬ثم أخذ بيده فأخرجه‪ ،‬فقام النبي )صلى ال عليه و آله( عنهما‪ ،‬و انطلق أمير المؤمنين )عليه السلم( إلى‬
‫سلمان‪ ،‬فقال له‪ :‬يا سلمان‪ ،‬أما علمت أنه كان من المر كذا و كذا؟ فقال سلمان‪ :‬ليشهرن بك و ليبدينه إلى صاحبه‬
‫و ليخبرنه بالخبر‪ ،‬فضحك أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ ،‬و قال‪ :‬أما أن يخبر صاحبه فيفعل‪ ،‬ثم ل و ال ل يذكر‬
‫انه أبدا إلى يوم القيامة‪ ،‬هما أنظر لنفسهما »‪ «4‬من ذلك‪.‬‬
‫فلقي أبو بكر عمر‪ ،‬فقال‪ :‬إن عليا أتى كذا و كذا‪ ،‬و صنع كذا و كذا‪ ،‬و قال رسول ال‪ :‬كذا و كذا‪ .‬فقال له عمر‪:‬‬
‫ويلك‪ ،‬ما أقل عقلك! فو ال‪ ،‬ما أنت فيه الساعة إل من بعض سحر ابن أبي كبشة‪ ،‬قد نسيت سحر بني هاشم؟! و‬
‫من أين يرجع محمد؟ و ل يرجع من مات‪ ،‬إن ما أنت فيه أعظم من سحر بني هاشم‪ ،‬فتقلد هذا السربال و مر »‬
‫‪ «5‬فيه«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -5‬الختصاص‪.272 :‬‬
‫)‪ (1‬في »ج« زيادة‪ :‬أمير‪.‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬إن أريتك‪.‬‬
‫سربال‪ :‬القميص‪ ،‬و كنى به عن الخلفة‪» .‬لسان العرب‪ -‬سربل‪.«335 :11 -‬‬ ‫)‪ (3‬ال ّ‬
‫)‪ (4‬في »ق«‪ :‬مّما نظر لنفسهما‪ ،‬و في »ط«‪ :‬مّما نظر إلى أنفسهما‪.‬‬
‫)‪ (5‬في »ق« و »ط«‪ :‬و من فيه‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪635 :‬‬
‫‪ -[6] /6674‬و من الكتاب المذكور أيضا‪ :‬محمد بن الحسين بن أبي الخطاب‪ ،‬عن الحكم بن مسكين‪ ،‬عن أبي‬
‫سعيد المكاري‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬إن أمير المؤمنين )عليه السلم( لقي أبا بكر‪ ،‬فقال له‪ :‬أما‬
‫أمرك رسول ال )صلى ال عليه و آله( أن تطيع لي؟ فقال‪ :‬ل‪ ،‬و لو أمرني لفعلت‪.‬‬
‫قال‪ :‬فامض بنا إلى رسول ال )صلى ال عليه و آله( فانطلق به إلى مسجد قبا‪ ،‬فإذا رسول ال )صلى ال عليه و‬
‫آله( يصلي‪ ،‬فلما انصرف‪ ،‬قال له علي )عليه السلم(‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬إني قلت لبي بكر‪ :‬أما أمرك رسول ال‬
‫)صلى ال عليه و آله( أن تطيعني؟‬
‫فقال‪ :‬ل‪ ،‬فقال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬قد أمرتك‪ ،‬فأطعه«‪.‬‬
‫قال‪» :‬فخرج و لقي عمر و هو ذعر فقام عمر و قال له‪ :‬مالك؟‪ ،‬فقال له‪ :‬قال رسول ال كذا و كذا‪ .‬فقال عمر‪ :‬تبا‬
‫لمة ولوك أمرهم‪ ،‬أما تعرف سحر بني هاشم؟!«‪.‬‬
‫‪ -[7] /6675‬محمد بن الحسن الصفار في )بصائر الدرجات(‪ :‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن ابن أبي عمير و علي‬
‫ابن الحكم‪ ،‬عن الحكم بن مسكين‪ ،‬عن أبي عمارة‪ ،‬عن أبي عبد ال و عثمان بن عيسى‪ ،‬عن ابن أبي عمير و علي‬
‫ابن الحكم‪ ،‬عن الحكم بن مسكين‪ ،‬عن أبي عمارة‪ ،‬عن أبي عبد ال و عثمان بن عيسى‪ ،‬عن أبان بن تغلب‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال )عليه السلم(‪» :‬أن أمير المؤمنين )عليه السلم( أتى »‪ «1‬أبا بكر فاحتج عليه‪ ،‬ثم قال له‪ :‬أ ترضى‬
‫برسول ال )صلى ال عليه و آله( بيني و بينك؟ فقال‪ :‬فكيف لي به؟ فأخذ بيده‪ ،‬و أتى به مسجد قبا‪ ،‬فإذا رسول ال‬
‫)صلى ال عليه و آله( فيه‪ ،‬فقضى على أبي بكر‪ ،‬فرجع أبو بكر مذعورا‪ ،‬فلقي عمر فأخبره‪ ،‬فقال‪ :‬مالك! أما‬
‫علمت سحر بني هاشم؟!«‪.‬‬
‫‪ -[8] /6676‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى و محمد بن أبي عبد ال و‬
‫محمد بن الحسن‪ ،‬عن سهل بن زياد‪ ،‬جميعا‪ ،‬عن الحسن بن العباس بن الحريش‪ ،‬عن أبي جعفر الثاني )عليه‬
‫ل َأْمواتًا َب ْ‬
‫ل‬ ‫ل ا ِّ‬
‫سِبي ِ‬
‫ن ُقِتُلوا ِفي َ‬
‫ن اّلِذي َ‬
‫سَب ّ‬
‫حَ‬
‫السلم(‪» :‬أن أمير المؤمنين )عليه السلم( قال‪ :‬يوما لبي بكر َو ل َت ْ‬
‫ن »‪ «2‬و أشهد أن رسول ال )صلى ال عليه و آله( مات شهيدا‪ ،‬و ال ليأتينك‪ ،‬فأيقن إذا‬ ‫عْنَد َرّبِهْم ُيْرَزُقو َ‬
‫حياٌء ِ‬
‫َأ ْ‬
‫جاءك فإن الشيطان غير متخيل به‪ ،‬فأخذ علي )عليه السلم( بيد أبي بكر فأراه النبي )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬فقال‬
‫له‪ :‬يا أبا بكر‪ ،‬آمن بعلي و بأحد عشر من ولده‪ ،‬إنهم مثلي إل النبوة‪ ،‬و تب إلى ال مما في يدك‪ ،‬فإنه ل حق لك‬
‫فيه‪ -‬قال‪ -‬ثم ذهب فلم يره«‪.‬‬
‫‪ -[9] /6677‬صاحب )درر المناقب(‪ :‬عن ابن عباس‪ ،‬أنه قال‪ :‬بينما أمير المؤمنين )عليه السلم( يدور في سكك‬
‫المدينة إذ استقبله أبو بكر‪ ،‬فأخذ علي )عليه السلم( بيده‪ ،‬ثم قال‪» :‬يا أبا بكر‪ ،‬اتق ال الذي خلقك من تراب‪ ،‬ثم‬
‫من نطفة‪ ،‬ثم سواك رجل‪ ،‬و اذكر معادك يا ابن أبي قحافة‪ ،‬و اذكر ما قال رسول ال )صلى ال عليه و آله( و قد‬
‫علمتم ما تقدم به إليكم في غدير خم فإن رددت إلي المر دعوت ال أن يغفر لك ما فعلته‪ ،‬و إن لم تفعل فما يكون‬
‫جوابك لرسول‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -6‬الختصاص‪.273 :‬‬
‫‪ -7‬بصائر الدرجات‪.2 /294 :‬‬
‫‪ -8‬الكافي ‪.13 /448 :1‬‬
‫‪ .... -9‬مدينة المعاجز‪.168 :‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬لقي‪.‬‬
‫)‪ (2‬آل عمران ‪[.....] .169 :3‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪636 :‬‬
‫ال )صلى ال عليه و آله(«‪ .‬فقال له‪ :‬أرني رسول ال في المنام‪ ،‬يردني عما أنا فيه‪ ،‬فإني أطيعه‪ .‬فقال أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم(‪:‬‬
‫»كيف ذلك و أنا أريكه في اليقظة؟«‪.‬‬
‫ثم أخذ علي )عليه السلم( بيده حتى أتى به مسجد قبا‪ ،‬فرأى رسول ال )صلى ال عليه و آله( جالسا في محرابه‬
‫و عليه أكفانه و هو يقول‪» :‬يا أبا بكر‪ ،‬ألم أقل لك ذلك مرة بعد مرة و تارة بعد تارة إن علي بن أبي طالب )عليه‬
‫السلم( خليفتي و وصيي‪ ،‬و طاعته طاعتي‪ ،‬و معصيته معصيتي‪ ،‬و طاعته طاعة ال‪ ،‬و معصيته معصية‬
‫ال؟!«‪.‬‬
‫قال‪ :‬فخرج أبو بكر و هو فزع مرعوب‪ ،‬و قد عزم أن يرد المر إلى أمير المؤمنين )عليه السلم( إذ استقبله‬
‫رجل من أصحابه فأخبره بما رأى‪ ،‬فقال‪ :‬هذا سحر من سحر بني هاشم‪ ،‬دم »‪ «1‬على ما أنت عليه‪ ،‬و احفظ‬
‫مكانك‪ .‬و لم يزل به حتى صده عن المراد‪.‬‬
‫‪ -[10] /6678‬و ذكر بعض العلماء‪ ،‬في كتاب له‪ ،‬قال‪ :‬روت الشيعة بأسرهم‪ :‬أن أمير المؤمنين )عليه السلم(‬
‫لما قعد أبو بكر مقعده و دعا إلى نفسه بالمامة‪ ،‬احتج عليه بما قال رسول ال )صلى ال عليه و آله( في مواطن‬
‫كثيرة من أن عليا )عليه السلم( خليفته و وصيه و وزيره و قاضي دينه و منجز وعده‪ ،‬و أنه )صلى ال عليه و‬
‫آله( أمرهم باتباعه في حياته و بعد وفاته‪ ،‬و كان من جواب أبي بكر أنه قال‪ :‬وليتكم و لست بخيركم‪ ،‬أقيلوني‪.‬‬
‫فقال له أمير المؤمنين )عليه السلم(‪» :‬من يقيلك؟ الزم بيتك و سلم المر إلى الذي جعله ال و رسوله له‪ ،‬و ل‬
‫يغرنك من قريش أوغادها‪ ،‬فإنهم عبيد الدنيا‪ ،‬يزيلون الحق عن مقره طمعا منهم في الولية بعدك‪ ،‬و لينالوا في‬
‫حياتك من دنياك«‪ .‬فتلجلج في الجواب‪ ،‬و جعل يعده بتسليم المر إليه‪ ،‬فقال أمير المؤمنين )عليه السلم( يوما إن‬
‫أريتك رسول ال )صلى ال عليه و آله( و أمرك باتباعي و تسليم المر إلي أما تقبل قوله؟« فتبسم ضاحكا متعجبا‬
‫من قوله )عليه السلم( و قال‪ :‬نعم‪ ،‬فأخذ »‪ «2‬بيده و أدخله المسجد‪ -‬و هو مسجد قبا بالمدينة‪ -‬فأراه رسول ال‬
‫)صلى ال عليه و آله( يقول له‪» :‬يا أبا بكر‪ ،‬أنسيت ما أقوله في علي؟! فسلم إليه هذا المر‪ ،‬و اتبعه و ل تخالفه«‬
‫فلما سمع ذلك ابو بكر و غاب رسول ال )صلى ال عليه و آله( عن بصره بهت و تحير‪ ،‬و أخذه الفكل »‪ «3‬و‬
‫عزم على تسليم المر إليه فدخل في رأيه الثاني‪.‬‬
‫أقول‪ :‬ما رواه أصحاب الحديث و الروايات في هذا المعنى كثيرة‪ ،‬اقتصرنا على ذلك مخافة الطالة‪.‬‬
‫‪ -[11] /6679‬ابن شهر آشوب‪ :‬من مناقب إسحاق العدل‪ ،‬أنه كان في خلفة هشام خطيب يلعن عليا )عليه‬
‫السلم( على المنبر‪ ،‬قال‪ :‬فخرجت كف من قبر رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬يرى الكف و ل يرى الذراع‪،‬‬
‫عاقدة‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -10‬عيون المعجزات‪.42 :‬‬
‫‪ -11‬المناقب ‪.344 :2‬‬
‫)‪ (1‬في »ط«‪ :‬ثبت‪.‬‬
‫)‪ (2‬في »ج«‪ :‬فأخذه‪.‬‬
‫)‪ (3‬الفكل‪ :‬الّرعدة من برد أو خوف‪» .‬لسان العرب‪ -‬فكل‪.«529 :11 -‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪637 :‬‬

‫خَلَقكَ‬
‫ت ِباّلِذي َ‬ ‫على ثلث و ستين‪ ،‬و إذا كلم من قبر النبي )صلى ال عليه و آله(‪» :‬ويلك من أمري »‪َ «1‬أ َكَفْر َ‬
‫ل؟« و ألقت ما فيها فإذا دخان أزرق‪ ،‬قال‪ :‬فما نزل عن المنبر إل و هو أعمى‬ ‫جً‬ ‫ك َر ُ‬ ‫سّوا َ‬‫طَفٍة ُثّم َ‬‫ن ُن ْ‬ ‫ب ُثّم ِم ْ‬ ‫ن ُترا ٍ‬ ‫ِم ْ‬
‫يقاد‪ ،‬قال‪ :‬فما مضت له ثلثة أيام حتى مات‪.‬‬
‫حَفْفناُهما‬‫ب َو َ‬ ‫عنا ٍ‬‫ن َأ ْ‬
‫ن ِم ْ‬‫جّنَتْي ِ‬
‫حِدِهما َ‬ ‫لَ‬ ‫جَعْلنا َِ‬‫ن َ‬ ‫جَلْي ِ‬
‫ل َر ُ‬ ‫ب َلُهْم َمَث ً‬
‫ضِر ْ‬ ‫‪ -[12] /6680‬قال علي بن إبراهيم‪ :‬قوله‪َ :‬و ا ْ‬
‫جَعْلنا َبْيَنُهما َزْرعًا قال‪ :‬نزلت في رجل كان له بستانان كبيران عظيمان كثيرا الثمار‪ ،‬كما حكى ال عز و‬ ‫ل َو َ‬ ‫خٍ‬ ‫ِبَن ْ‬
‫ك ما ً‬
‫ل‬ ‫جل‪ ،‬و فيهما نخل و زرع و ماء‪ ،‬و كان له جار فقير‪ ،‬فافتخر الغني على ذلك الفقير‪ ،‬و قال له‪َ :‬أَنا َأْكَثُر ِمْن َ‬
‫جَد ّ‬
‫ن‬ ‫لِ‬ ‫ت ِإلى َرّبي َ‬ ‫ن ُرِدْد ُ‬ ‫عَة قاِئَمًة َو َلِئ ْ‬ ‫سا َ‬
‫ن ال ّ‬ ‫ظّ‬ ‫ن َتِبيَد هِذِه َأَبدًا َو ما َأ ُ‬ ‫ن َأ ْ‬
‫ظّ‬ ‫عّز َنَفرًا ثم دخل بستانه و قال‪ :‬ما َأ ُ‬ ‫َو َأ َ‬
‫خْيرًا ِمْنها ُمْنَقَلبًا‪.‬‬‫َ‬
‫حدًا‬
‫ك ِبَرّبي َأ َ‬ ‫شِر ُ‬
‫ل َرّبي َو ل ُأ ْ‬ ‫ل لِكّنا ُهَو ا ُّ‬ ‫جً‬‫ك َر ُ‬ ‫سّوا َ‬ ‫طَفٍة ُثّم َ‬‫ن ُن ْ‬‫ب ُثّم ِم ْ‬‫ن ُترا ٍ‬ ‫ك ِم ْ‬‫خَلَق َ‬‫ت ِباّلِذي َ‬ ‫فقال له الفقير‪َ :‬أ َكَفْر َ‬
‫ل َو َوَلدًا‪.‬‬‫ك ما ً‬ ‫ل ِمْن َ‬‫ن َأَنا َأَق ّ‬
‫ن َتَر ِ‬‫ل ِإ ْ‬
‫ل ِبا ِّ‬
‫ل ل ُقّوَة ِإ ّ‬ ‫ت ما شاَء ا ُّ‬ ‫ك ُقْل َ‬‫جّنَت َ‬
‫ت َ‬ ‫خْل َ‬‫ثم قال الفقير للغني‪َ :‬و َلْو ل ِإْذ َد َ‬
‫صِعيدًا َزَلقًا أي‬ ‫ح َ‬ ‫صِب َ‬
‫سماِء َفُت ْ‬ ‫ن ال ّ‬‫سبانًا ِم َ‬ ‫حْ‬‫عَلْيها ُ‬ ‫ل َ‬‫سَ‬ ‫ك َو ُيْر ِ‬‫جّنِت َ‬
‫ن َ‬ ‫خْيرًا ِم ْ‬‫ن َ‬ ‫ن ُيْؤِتَي ِ‬
‫ثم قال الفقير‪َ :‬فَعسى َرّبي َأ ْ‬
‫ح الغني‪ ،‬يقلب كفيه‬ ‫صَب َ‬
‫طَلبًا‪ .‬فوقع فيها ما قال الفقير في تلك الليلة َفَأ ْ‬ ‫طيَع َلُه َ‬ ‫سَت ِ‬
‫ن َت ْ‬‫غْورًا َفَل ْ‬ ‫ح ماُؤها َ‬ ‫صِب َ‬ ‫محترقا َأْو ُي ْ‬
‫صُروَنُه ِم ْ‬
‫ن‬ ‫ن َلُه ِفَئٌة َيْن ُ‬
‫على ما أنفق فيها و هي خاوية على عروشها و يقول‪ :‬يا ليتني لم أشرك بربي أحدا َو َلْم َتُك ْ‬
‫صرًا فهذه عقوبة البغي‪.‬‬ ‫ن ُمْنَت ِ‬‫ل َو ما كا َ‬ ‫ن ا ِّ‬ ‫ُدو ِ‬
‫‪ -[13] /6681‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور )رضي ال عنه( قال‪ :‬حدثنا الحسين بن محمد‬
‫بن عامر‪ ،‬عن عمه عبد ال بن عامر‪ ،‬عن محمد بن أبي عمير‪ ،‬قال‪ :‬حدثني جماعة من مشايخنا‪ ،‬منهم‪ :‬أبان بن‬
‫عثمان و هشام بن سالم و محمد بن حمران‪ ،‬عن الصادق )عليه السلم( قال‪ :‬عجبت لمن فزع من أربع‪ ،‬كيف ل‬
‫يفزع إلى أربع؟‬
‫ل »‪«2‬؟ فإني سمعت ال عز و جل‬ ‫ل َو ِنْعَم اْلَوِكي ُ‬‫سُبَنا ا ُّ‬
‫حْ‬ ‫عجبت لمن خاف كيف ل يفزع إلى قوله عز و جل‪َ :‬‬
‫سوٌء »‪ .«3‬و عجبت لمن اغتم‪ ،‬كيف ل يفزع إلى قوله عز‬ ‫سُهْم ُ‬ ‫سْ‬ ‫ل َلْم َيْم َ‬‫ضٍ‬‫ل َو َف ْ‬ ‫ن ا ِّ‬ ‫يقول بعقبها‪َ :‬فاْنَقَلُبوا ِبِنْعَمٍة ِم َ‬
‫ن »‪ «4‬فإني سمعت ال عز و جل يقول بعقبها‪:‬‬ ‫ظاِلِمي َ‬‫ن ال ّ‬ ‫ت ِم َ‬‫ك ِإّني ُكْن ُ‬ ‫سْبحاَن َ‬‫ت ُ‬ ‫ل َأْن َ‬ ‫و جل ل ِإلَه ِإ ّ‬
‫ن »‪ .«5‬و عجبت لمن مكر به‪ ،‬كيف ل يفزع إلى قوله تعالى‪:‬‬ ‫جي اْلُمْؤِمِني َ‬ ‫ك ُنْن ِ‬
‫ن اْلَغّم َو َكذِل َ‬
‫جْيناُه ِم َ‬‫جْبنا َلُه َو َن ّ‬‫سَت َ‬
‫َفا ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -12‬تفسير القّمي ‪.35 :2‬‬
‫‪ -13‬الخصال‪.43 /218 :‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬اموي‪.‬‬
‫)‪ (2‬آل عمران ‪.173 :3‬‬
‫)‪ (3‬آل عمران ‪.174 :3‬‬
‫)‪ (4‬النبياء ‪.87 :21‬‬
‫)‪ (5‬النبياء ‪.88 :21‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪638 :‬‬
‫ت ما‬ ‫سّيئا ِ‬‫ل َ‬ ‫صيٌر ِباْلِعباِد »‪«1‬؟ فإني سمعت ال عز و جل يقول بعقبها‪َ :‬فَوقاهُ ا ُّ‬ ‫ل َب ِ‬‫ن ا َّ‬
‫ل ِإ ّ‬
‫ض َأْمِري ِإَلى ا ِّ‬ ‫َو ُأَفّو ُ‬
‫ل؟ و فإني‬ ‫ل ِبا ِّ‬ ‫ل ل ُقّوَة ِإ ّ‬‫َمَكُروا »‪ .«2‬و عجبت لمن أراد الدنيا و زينتها‪ ،‬كيف ل يفزع إلى قوله تعالى‪ :‬ما شاَء ا ُّ‬
‫ك‪ ،‬و عسى‬ ‫جّنِت َ‬ ‫ن َ‬ ‫خْيرًا ِم ْ‬
‫ن َ‬ ‫ن ُيْؤِتَي ِ‬
‫ل َو َوَلدًا َفَعسى َرّبي َأ ْ‬
‫ك ما ً‬
‫ل ِمْن َ‬‫ن َأَنا َأَق ّ‬
‫ن َتَر ِ‬‫سمعت ال عز و جل يقول بعقبها‪ِ :‬إ ْ‬
‫موجبة«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫عْقبًا ]‪[44‬‬ ‫خْيٌر ُ‬ ‫خْيٌر َثوابًا َو َ‬ ‫ق ُهَو َ‬ ‫حّ‬ ‫ل اْل َ‬ ‫ك اْلَولَيُة ِّ‬‫ُهناِل َ‬
‫‪ -[1] /6682‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن الحسين بن محمد‪ ،‬عن معلى بن محمد‪ ،‬عن محمد بن اورمة و محمد بن عبد‬
‫ال‪ ،‬عن علي بن حسان‪ ،‬عن عبد الرحمن بن كثير‪ ،‬قال سألت أبا عبد ال )عليه السلم(‪ .‬عن قوله تعالى‪ُ :‬هناِل َ‬
‫ك‬
‫ق‪ ،‬قال‪» :‬ولية أمير المؤمنين )عليه السلم(«‪.‬‬ ‫حّ‬
‫ل اْل َ‬
‫اْلَولَيُة ِّ‬
‫‪ -[2] /6683‬محمد بن العباس )رحمه ال(‪ :‬عن محمد بن همام‪ ،‬عن عبد ال بن جعفر‪ ،‬عن محمد بن عبد‬
‫الحميد‪ ،‬عن محمد بن الفضيل‪ ،‬عن أبي حمزة الثمالي‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪ :‬قلت له‪ :‬قوله تعالى‪:‬‬
‫عْقبًا؟ قال‪» :‬هي ولية علي )عليه السلم(‪ ،‬هي »‪ «3‬خير ثوابا و‬ ‫خْيٌر ُ‬ ‫خْيٌر َثوابًا َو َ‬ ‫ق ُهَو َ‬ ‫حّ‬ ‫ل اْل َ‬‫ك اْلَولَيُة ِّ‬ ‫ُهناِل َ‬
‫خير عقبا«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ك َثوابًا‬
‫عْنَد َرّب َ‬
‫خْيٌر ِ‬ ‫ت َ‬ ‫صاِلحا ُ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫سماِء‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و اْلباِقيا ُ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫حياِة الّدْنيا َكماٍء َأْنَزْلناُه ِم َ‬‫ل اْل َ‬‫ب َلُهْم َمَث َ‬
‫ضِر ْ‬ ‫َو ا ْ‬
‫ل ]‪[46 -45‬‬ ‫خْيٌر َأَم ً‬
‫َو َ‬
‫‪ -[3] /6684‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن بكر بن محمد الزدي‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪:‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬الكافي ‪ ،34 /346 :1‬شواهد التنزيل ‪.487 /356 :1‬‬

‫‪ -2‬تأويل اليات ‪[.....] .6 /296 :1‬‬

‫‪ -3‬تفسير القّمي ‪.36 :2‬‬

‫)‪ (1‬غافر ‪.44 :40‬‬

‫)‪ (2‬غافر ‪.45 :40‬‬

‫)‪ (3‬في »ط«‪ :‬هو‪.‬‬

‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪639 :‬‬


‫سمعته يقول‪» :‬أيها الناس‪ ،‬آمروا بالمعروف‪ ،‬و انهوا عن المنكر‪ ،‬فإن المر بالمعروف و النهي عن المنكر لم‬
‫يقربا أجل‪ ،‬و لم يباعدا رزقا‪ ،‬فإن المر‪ ،‬ينزل من السماء إلى الرض كقطر المطر في كل يوم إلى كل نفس بما‬
‫قدر ال لها من زيادة أو نقصان‪ ،‬في أهل أو مال أو نفس‪ ،‬و إذا أصاب أحدكم مصيبة في مال أو نفس و رأى عند‬
‫أخيه عفوة »‪ «1‬فل يكونن له فتنة‪ ،‬فإن المرء المسلم ما لم يفش »‪ «2‬دناءة تظهر و يخشع لها إذا ذكرت »‪ «3‬و‬
‫يغري بها لئام »‪ «4‬الناس‪ ،‬كان كالياسر الفالج الذي ينتظر أول »‪ «5‬فوز من قداحه‪ ،‬يوجب له بها المغنم‪ ،‬و يدفع‬
‫عنه المغرم‪ ،‬كذلك المرء المسلم البريء من الكذب و الخيانة‪ ،‬ينتظر إحدى الحسنيين‪ :‬إما داعيا من ال‪ ،‬فما عند‬
‫ال خير له‪ ،‬و إما رزقا من ال‪ ،‬فهو ذو أهل و مال و معه دينه و حسبه‪ ،‬و المال و البنون حرث الدنيا‪ ،‬و العمل‬
‫الصالح حرث الخرة‪ ،‬و قد يجمعهما ال لقوام«‪.‬‬
‫‪ -[2] /6685‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن مالك‬
‫بن عطية‪ ،‬عن ضريس الكناسي‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬مر رسول ال )صلى ال عليه و آله( برجل‬
‫يغرس غرسا في حائط له فوقف عليه‪ ،‬و قال‪ :‬أل أدلك على غرس أثبت أصل و أسرع إيناعا و أطيب ثمرا و‬
‫أبقى؟ قال‪ :‬بلى‪ ،‬فدلني يا رسول ال‪.‬‬
‫قال‪ :‬إذا أصبحت و أمسيت فقل‪ :‬سبحان ال‪ ،‬و الحمد ل‪ ،‬و ل إله إل ال‪ ،‬و ال أكبر‪ ،‬فإن لك‪ -‬إن قلته‪ -‬بكل‬
‫تسبيحة عشر شجرات في الجنة من أنواع الفاكهة‪ ،‬و هن »‪ «6‬من الباقيات الصالحات«‪.‬‬
‫قال‪» :‬فقال الرجل‪ :‬إني أشهدك‪ -‬يا رسول ال‪ -‬أن حائطي هذا صدقة مقبوضة على فقراء المسلمين من أهل‬
‫سرى »‬ ‫سُرُه ِلْلُي ْ‬
‫سُنَي ّ‬
‫سنى َف َ‬
‫حْ‬‫ق ِباْل ُ‬
‫صّد َ‬
‫عطى َو اّتقى َو َ‬
‫ن َأ ْ‬
‫الصدقة‪ ،‬فأنزل ال عز و جل اليات من القرآن‪َ :‬فَأّما َم ْ‬
‫‪.««7‬‬
‫و روى هذا الحديث ابن بابويه‪ ،‬في )أماليه(‪ :‬حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سعد بن عبد ال‪،‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن الحسن بن محبوب‪ ،‬عن مالك بن عطية‪ ،‬عن ضريس الكناسي‪ ،‬عن‬
‫أبي جعفر )عليه السلم(‪ :‬مثله‪ ،‬إل أن فيه‪» :‬على فقراء المسلمين من أهل الصفة« »‪.«8‬‬

‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.4 /367 :2‬‬
‫)‪ (1‬عفو المال‪ :‬ما يفضل عن النفقة‪» :‬لسان العرب‪ -‬عفا‪ .«76 :15 -‬و في »ج« و »ط« و »ق«‪ :‬عثرة‪.‬‬
‫)‪ (2‬في »ق« و »ط« و المصدر‪ :‬يغش‪.‬‬
‫)‪ (3‬في »ط«‪ :‬تظهر فتخشع إذا ذكر‪.‬‬
‫)‪ (4‬في »ج« و »ق«‪ :‬آثام‪.‬‬
‫)‪ (5‬في »ج« و »ق«‪ :‬إحدى‪.‬‬
‫)‪ (6‬في »ج«‪ :‬و هو‪.‬‬
‫)‪ (7‬الليل ‪.7 -5 :92‬‬
‫)‪ (8‬المالي‪.16 /169 :‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪640 :‬‬
‫‪ -[3] /6686‬الشيخ في )التهذيب( بإسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى‪ ،‬عن عمر بن علي بن عمر‪ ،‬عن عمه‬
‫ل َو اْلَبُنو َ‬
‫ن‬ ‫محمد بن عمر‪ ،‬عمن حدثه عن أبي عبد ال )عليه السلم( أنه قال‪» :‬إن كان ال عز و جل قال‪ :‬اْلما ُ‬
‫حياِة الّدْنيا فإن الثمانية ركعات يصليها العبد آخر الليل زينة الخرة«‪.‬‬ ‫ِزيَنُة اْل َ‬
‫‪ -[4] /6687‬العياشي‪ :‬عن إدريس القمي‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن الباقيات الصالحات‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫»هي الصلة‪ ،‬فحافظوا عليها‪ -‬قال‪ -‬ل تصل الظهر أبدا حتى تزول الشمس«‪.‬‬
‫‪ -[5] /6688‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬خذوا‬
‫جننكم‪ .‬فقالوا‪:‬‬
‫يا رسول ال‪ ،‬عدو حضر؟ قال‪ :‬ل و لكن خذوا جننكم من النار‪ .‬فقالوا‪ :‬بم نأخذ جنننا يا رسول ال من النار؟ قال‪:‬‬
‫سبحان ال و الحمد ل و ل إله إل ال و ال أكبر‪ ،‬فإنهن يأتين يوم القيامة و لهن مقدمات و مؤخرات و منجيات و‬
‫معقبات‪ ،‬و هن الباقيات الصالحات«‪.‬‬
‫ل َأْكَبُر »‪ «1‬قال‪ :‬ذكر ال عند ما أحل أو حرم‪ ،‬و شبه هذا و‬‫ثم قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪َ :‬و َلِذْكُر ا ِّ‬
‫مؤخرات«‪.‬‬
‫‪ -[6] /6689‬عن محمد بن عمرو‪ ،‬عمن حدثه‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( أنه قال‪» :‬قال ال عز و جل‪ :‬اْلما ُ‬
‫ل‬
‫حياِة الّدْنيا كما أن ثماني ركعات يصليها العبد آخر الليل »‪ «2‬زينة الخرة«‪.‬‬ ‫ن ِزيَنُة اْل َ‬
‫َو اْلَبُنو َ‬
‫‪ -[7] /6690‬الشيخ‪ :‬بإسناده عن ابن فضال‪ ،‬عن العباس‪ ،‬عن فضيل بن عثمان‪ ،‬عن بشير الدهان‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫ال )عليه السلم( قال‪» :‬كان رسول ال )صلى ال عليه و آله( في مل من أصحابه‪ ،‬فقال‪ :‬خذوا جننكم‪ .‬قالوا‪ :‬يا‬
‫رسول ال‪ ،‬حضر عدو؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬خذوا جننكم من النار قال‪ :‬قولوا‪ :‬سبحان ال و الحمد ل و ل إله إل ال و ال‬
‫أكبر‪ ،‬و ل حول و ل قوة إل بال العلي العظيم‪ .‬فإنهن يوم القيامة مقدمات و منجيات و معقبات‪ ،‬و هن عند ال‬
‫الباقيات الصالحات«‪.‬‬
‫‪ -[8] /6691‬محمد بن العباس‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد‪ ،‬عن محمد بن فضيل‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن النعمان‬
‫بن عمرو الجعفي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن إسماعيل بن عبد الرحمن الجعفي‪ ،‬قال‪ :‬دخلت أنا و عمي الحصين بن‬
‫عبد الرحمن علي أبي عبد ال )عليه السلم(‪ .‬فسلم عليه فرد عليه السلم و أدناه‪ ،‬فقال‪» :‬ابن من هذا معك«؟‬
‫قال‪ :‬ابن أخي إسماعيل‪ .‬قال‪» :‬رحم ال إسماعيل و تجاوز عن سيئ عمله‪ ،‬كيف مخلفوه«؟ »‪ «3‬قال‪ :‬نحن جميعا‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -3‬التهذيب ‪[.....] .223 /120 :2‬‬
‫‪ -4‬تفسير العّياشي ‪.31 /327 :2‬‬
‫‪ -5‬تفسير العّياشي ‪.32 /327 :2‬‬
‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪.33 /327 :2‬‬
‫‪ -7‬المالي ‪.290 :2‬‬
‫‪ -8‬تأويل اليات ‪.8 /297 :1‬‬
‫)‪ (1‬العنكبوت ‪.45 :29‬‬
‫)‪ (2‬في »ط« و »ق« و المصدر‪ :‬الليلة‪.‬‬
‫)‪ (3‬في »ق« و »ط« و المصدر‪ :‬تخّلفوه‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪641 :‬‬

‫بخير ما أبقى ال لنا مودتكم قال‪» :‬يا حصين‪ ،‬ل تستصغرن مودتنا‪ ،‬فإنها من الباقيات الصالحات«‪.‬‬
‫فقال‪ :‬يا بن رسول ال‪ ،‬ما أستصغرها‪ ،‬و لكن أحمد ال عليها‪ ،‬لقولهم )صلوات ال عليهم أجمعين(‪» :‬من حمد ال‬
‫فليقل‪ :‬الحمد ل على اولي »‪ «1‬النعم«‪.‬‬
‫قيل و ما اولي النعم؟ قال‪» :‬وليتنا أهل البيت«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫صِغيَرةً َو ل َكِبيَرًة‬ ‫ب ل ُيغاِدُر َ‬ ‫ن يا َوْيَلَتنا ما ِلهَذا اْلِكتا ِ‬ ‫حدًا‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و َيُقوُلو َ‬ ‫شْرناُهْم َفَلْم ُنغاِدْر ِمْنُهْم َأ َ‬ ‫حَ‬ ‫َو َ‬
‫حدًا ]‪[49 -47‬‬ ‫ك َأ َ‬
‫ظِلُم َرّب َ‬‫ضرًا َو ل َي ْ‬ ‫عِمُلوا حا ِ‬ ‫جُدوا ما َ‬ ‫حصاها َو َو َ‬ ‫ل َأ ْ‬ ‫ِإ ّ‬
‫‪ -[1] /6692‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن حماد‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‬
‫ل ُأّمٍة َفْوجًا »‪«2‬؟«‪ .‬قلت‪ :‬يقولون‪ :‬إنها في القيامة‪.‬‬ ‫ن ُك ّ‬ ‫شُر ِم ْ‬‫حُ‬ ‫قال‪» :‬ما يقول الناس في هذه الية َو َيْوَم َن ْ‬
‫قال‪ :‬أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬ليس كما يقولون‪ ،‬إنما ذلك في الرجعة‪ ،‬يحشر ال في القيامة من كل امة فوجا و‬
‫حدًا«‪.‬‬‫شْرناُهْم َفَلْم ُنغاِدْر ِمْنُهْم َأ َ‬ ‫حَ‬ ‫يدع الباقين؟! إنما آية القيامة قوله‪َ :‬و َ‬
‫‪ -[2] /6693‬العياشي‪ :‬عن خالد بن نجيح‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬إذا كان يوم القيامة دفع إلى‬
‫النسان كتابه‪ ،‬ثم قيل له‪ :‬اقرأ«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فيعرف ما فيه؟ فقال‪» :‬إنه يذكره‪ ،‬فما من لحظة و ل كلمة و ل نقل قدم و ل شيء فعله إل ذكره‪ ،‬كأنه فعله‬
‫حصاها«‪.‬‬ ‫ل َأ ْ‬
‫صِغيَرًة َو ل َكِبيَرةً ِإ ّ‬ ‫ب ل ُيغاِدُر َ‬ ‫تلك الساعة‪ ،‬فلذلك قالوا‪ :‬يا َوْيَلَتنا ما ِلهَذا اْلِكتا ِ‬
‫ك اْلَيْوَم »‬
‫سَ‬ ‫ك َكفى ِبَنْف ِ‬‫‪ -[3] /6694‬عن خالد بن نجيح‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله تعالى‪ :‬اْقَرْأ ِكتاَب َ‬
‫بل‬ ‫‪ ،«3‬قال‪» :‬يذكر العبد جميع ما عمل و ما كتب عليه كأنه فعله تلك الساعة‪ ،‬فلذلك قالوا‪ :‬يا َوْيَلَتنا ما ِلهَذا اْلِكتا ِ‬
‫حصاها«‪.‬‬ ‫ل َأ ْ‬
‫صِغيَرًة َو ل َكِبيَرًة ِإ ّ‬ ‫ُيغاِدُر َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.24 :1‬‬
‫‪ -2‬تفسير العّياشي ‪.34 /328 :2‬‬
‫‪ -3‬تفسير العّياشي ‪.35 /328 :2‬‬
‫)‪ (1‬في »ق« و »ط«‪ :‬أّول‪ ،‬في الموضعين‪.‬‬
‫)‪ (2‬النمل ‪.83 :27‬‬
‫)‪ (3‬السراء ‪[.....] .14 :17‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪642 :‬‬
‫صّفا‬‫ك َ‬ ‫على َرّب َ‬ ‫ضوا َ‬ ‫عِر ُ‬ ‫‪ -[4] /6695‬قال علي بن إبراهيم‪ُ :‬‬
‫عدًا‬
‫إلى قوله‪ْ:‬و ِ‬
‫فهو محكم‪.‬‬
‫ب من‬ ‫ضَع اْلِكتا ُ‬ ‫ض ِبُنوِر َرّبها َو ُو ِ‬ ‫لْر ُ‬ ‫ت ا َْ‬
‫شَرقَ ِ‬‫و سيأتي‪ -‬إن شاء ال تعالى‪ -‬حديث المحشر‪ ،‬في قوله تعالى‪َ :‬و َأ ْ‬
‫آخر سورة الزمر »‪.«1‬‬
‫ظِلُم‬
‫ن ِمّما ِفيِه‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -:‬و ل َي ْ‬ ‫شِفِقي َ‬‫ن ُم ْ‬‫جِرِمي َ‬‫ب َفَتَرى اْلُم ْ‬ ‫ضَع اْلِكتا ُ‬ ‫‪ -[5] /6696‬و قال في قوله تعالى‪َ :‬و ُو ِ‬
‫حدًا قال‪ :‬يجدون كل ما عملوا مكتوبا‪.‬‬ ‫ك َأ َ‬‫َرّب َ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪[50‬‬ ‫جّ‬ ‫ن اْل ِ‬‫ن ِم َ‬ ‫س كا َ‬ ‫ل ِإْبِلي َ‬‫جُدوا ِإ ّ‬‫سَ‬‫لَدَم َف َ‬
‫جُدوا ِ‬ ‫سُ‬ ‫َو ِإْذ ُقْلنا ِلْلَملِئَكِة ا ْ‬
‫‪ -[1] /6697‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن القاسم المفسر المعروف بأبي الحسن الجرجاني )رضي ال عنه(‪،‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا يوسف بن محمد بن زياد‪ ،‬و علي بن محمد بن سيار‪ ،‬عن أبويهما‪ ،‬عن الحسن بن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬علي‬
‫بن محمد‪ ،‬عن أبيه محمد بن علي‪ ،‬عن أبيه علي الرضا‪ ،‬عن أبيه موسى بن جعفر‪ ،‬عن أبيه الصادق جعفر بن‬
‫محمد )عليهم السلم(‪ -‬في حديث‪ -‬قال‪ :‬قلنا له‪ :‬فعلى هذا لم يكن إبليس )لعنه ال( أيضا ملكا‪.‬‬
‫س كانَ‬
‫ل ِإْبِلي َ‬
‫جُدوا ِإ ّ‬
‫سَ‬ ‫لَدَم َف َ‬
‫جُدوا ِ‬ ‫سُ‬‫فقال‪» :‬ل‪ ،‬بل كان من الجن‪ ،‬أما تسمعان ال تعالى يقول‪َ :‬و ِإْذ ُقْلنا ِلْلَملِئَكِة ا ْ‬
‫سُموِم »‬
‫ن ناِر ال ّ‬ ‫ل ِم ْ‬
‫ن َقْب ُ‬‫خَلْقناهُ ِم ْ‬
‫ن َ‬‫جا ّ‬‫ن فأخبر عز و جل أنه كان من الجن‪ ،‬و هو الذي قال ال تعالى‪َ :‬و اْل َ‬ ‫جّ‬ ‫ن اْل ِ‬ ‫ِم َ‬
‫‪.««2‬‬
‫ن »‪.«3‬‬ ‫سَلْيما َ‬
‫ك ُ‬ ‫على ُمْل ِ‬ ‫ن َ‬ ‫طي ُ‬ ‫شيا ِ‬ ‫و الحديث طويل ذكرناه في قوله تعالى‪َ :‬و اّتَبُعوا ما َتْتُلوا ال ّ‬
‫‪ -[2] /6698‬العياشي‪ :‬عن جميل بن دراج‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سألته عن إبليس‪ ،‬أ كان من‬
‫الملئكة؟ و هل كان يلي من أمر السماء شيئا؟‬
‫قال‪» :‬إنه لم يكن من الملئكة‪ ،‬و لم يكن يلي من أمر السماء شيئا‪ ،‬كان من الجن‪ ،‬و كان مع الملئكة‪ ،‬و كانت‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -4‬تفسير القّمي ‪.36 :2‬‬
‫‪ -5‬تفسير القّمي ‪.37 :2‬‬
‫سلم( ‪.1 /270 :1‬‬ ‫‪ -1‬عيون أخبار الّرضا )عليه ال ّ‬
‫‪ -2‬تفسير العّياشي ‪.36 /328 :2‬‬
‫)‪ (1‬يأتي في الحديث )‪ (2‬من تفسير الية )‪ (9‬من سورة الزمر‪.‬‬
‫)‪ (2‬الحجر ‪.27 :15‬‬
‫)‪ (3‬تقّدم في الحديث )‪ (1‬من تفسير الية )‪ (102‬من سورة البقرة‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪643 :‬‬
‫الملئكة تراه أنه منها‪ ،‬و كان ال يعلم أنه ليس منها‪ ،‬فلما امر بالسجود كان منه الذي كان«‪.‬‬
‫‪ -[3] /6699‬عن هشام بن سالم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬أمر ال إبليس بالسجود لدم مشافهة‪ .‬فقال‪:‬‬
‫و عزتك لئن أعفيتني من السجود لدم لعبدنك عبادة ما عبدها خلق من خلقك«‪.‬‬
‫‪ -[4] /6700‬و في رواية اخرى‪ ،‬عن هشام‪ ،‬عنه )عليه السلم(‪» :‬و لما خلق ال آدم )عليه السلم( قبل أن ينفخ‬
‫فيه الروح كان إبليس يمر به فيضربه برجله فيدب‪ ،‬فيقول إبليس‪ :‬لمر ما خلقت«‪.‬‬
‫و قد تقدمت الروايات في سورة البقرة بما فيه مزيد على ما هاهنا »‪.«1‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ضدًا ]‪ -[5] /6701 [51‬علي‬ ‫ع ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ضّلي َ‬
‫ت ُمّتخَِذ اْلُم ِ‬‫سِهْم َو ما ُكْن ُ‬ ‫ق َأْنُف ِ‬
‫خْل َ‬
‫ض َو ل َ‬ ‫لْر ِ‬ ‫ت َو ا َْ‬‫سماوا ِ‬ ‫ق ال ّ‬
‫خْل َ‬
‫شَهْدُتُهْم َ‬‫ما َأ ْ‬
‫ضدًا‪ :‬أي ناصرا‪.‬‬ ‫ع ُ‬‫ن َ‬ ‫ضّلي َ‬ ‫خَذ اْلُم ِ‬‫ت ُمّت ِ‬
‫بن إبراهيم‪ ،‬في قوله تعالى‪َ :‬و ما ُكْن ُ‬
‫سماوا ِ‬
‫ت‬ ‫ق ال ّ‬‫خْل َ‬
‫شَهْدُتُهْم َ‬‫‪ -[6] /6702‬العياشي‪ :‬عن محمد بن مروان‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله‪ :‬ما َأ ْ‬
‫ضدًا‪.‬‬
‫ع ُ‬‫ن َ‬ ‫ضّلي َ‬‫خَذ اْلُم ِ‬‫ت ُمّت ِ‬
‫سِهْم َو ما ُكْن ُ‬ ‫ق َأْنُف ِ‬
‫خْل َ‬
‫ض َو ل َ‬ ‫لْر ِ‬ ‫َو ا َْ‬
‫قال‪» :‬إن رسول ال )صلى ال عليه و آله( قال‪ :‬اللهم أعز الدين بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام فأنزل‬
‫ال‪:‬‬
‫ضدًا يعنيهما«‪.‬‬ ‫ع ُ‬ ‫ن َ‬‫ضّلي َ‬‫خَذ اْلُم ِ‬
‫ت ُمّت ِ‬‫َو ما ُكْن ُ‬
‫‪ -[7] /6703‬عن محمد بن مروان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قلت له‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬قال رسول ال‬
‫)صلى ال عليه و آله(‪» :‬اللهم أعز السلم بأبي جهل بن هشام أو بعمر بن الخطاب«؟ فقال‪» :‬يا محمد‪ ،‬قد‪ -‬و‬
‫ال‪ -‬قال ذلك‪ ،‬و كان علي أشد من ضرب العنق«‪.‬‬
‫ثم أقبل علي فقال‪» :‬هل تدري ما أنزل ال يا محمد«؟ قلت‪ :‬أنت أعلم‪ ،‬جعلت فداك‪ ،‬قال‪» :‬إن رسول ال )صلى‬
‫ال عليه و آله( كان في دار الرقم‪ ،‬فقال‪ :‬اللهم أعز السلم‪ ،‬بأبي جهل بن هشام أو بعمر بن الخطاب‪ ،‬فأنزل ال‪:‬‬
‫ضدًا يعنيهما«‪.‬‬ ‫ع ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ضّلي َ‬
‫ت ُمّتخَِذ اْلُم ِ‬‫سِهْم َو ما ُكْن ُ‬ ‫ق َأْنُف ِ‬
‫خْل َ‬
‫ض َو ل َ‬ ‫لْر ِ‬ ‫ت َو ا َْ‬
‫سماوا ِ‬ ‫ق ال ّ‬
‫خْل َ‬
‫شَهْدُتُهْم َ‬‫ما َأ ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -3‬تفسير العّياشي ‪.37 /328 :2‬‬
‫‪ -4‬تفسير العّياشي ‪.38 /328 :2‬‬
‫‪ -5‬تفسير القّمي ‪.37 :2‬‬
‫‪ -6‬تفسير العّياشي ‪.39 /328 :2‬‬
‫‪ -7‬تفسير العّياشي ‪.40 /329 :2‬‬
‫)‪ (1‬تقّدمت الروايات في تفسير الية )‪ (34‬من سورة البقرة‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪644 :‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ظّنوا أَّنُهْم ُمواِقُعوها ]‪ -[1] /6704 [53 -52‬علي‬ ‫ن الّناَر َف َ‬‫جِرُمو َ‬ ‫جَعْلنا َبْيَنُهْم َمْوِبقًا‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و َرَأى اْلُم ْ‬ ‫َو َ‬
‫جَعْلنا َبْيَنُهْم َمْوِبقًا‪ :‬أي سترا‪.‬‬ ‫بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬في قوله تعالى‪َ :‬و َ‬
‫ظّنوا َأّنُهْم ُمواِقُعوها أي علموا‪ ،‬فهذا ظن يقين‪.‬‬ ‫ن الّناَر َف َ‬ ‫جِرُمو َ‬‫قال‪ :‬قوله‪َ :‬و َرَأى اْلُم ْ‬
‫‪ -[2] /6705‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن الحسن القطان )رحمه ال(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن يحيى‪ ،‬عن بكر ابن‬
‫عبد ال بن حبيب‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أحمد بن يعقوب بن مطر‪ ،‬قال‪ :‬حدثني محمد بن الحسن بن عبد العزيز الحدب‬
‫الجنديسابوري‪ ،‬قال‪ :‬وجدت في كتاب أبي بخطه‪ :‬حدثنا طلحة بن يزيد‪ ،‬عن عبد ال »‪ «1‬بن عبيد‪ ،‬عن أبي معمر‬
‫ظّنوا َأّنُهْم‬ ‫ن الّناَر َف َ‬ ‫جِرُمو َ‬ ‫السعداني‪ ،‬عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب )عليه السلم( قال‪» :‬قوله‪َ :‬و َرَأى اْلُم ْ‬
‫ُمواِقُعوها أي أيقنوا أنهم داخلوها«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ل ]‪[54‬‬ ‫جَد ً‬
‫يٍء َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن َأْكَثَر َ‬ ‫لْنسا ُ‬ ‫ن ا ِْ‬ ‫َو كا َ‬
‫‪ -[3] /6706‬ابن شهر آشوب‪ :‬عن أبي بكر الشيرازي في )كتابه( عن مالك بن أنس‪ ،‬عن ابن شهاب‪ ،‬و أبي‬
‫يوسف يعقوب بن سفيان في )تفسيره( و أحمد بن حنبل و أبي يعلى الموصلي في )مسنديهما( قال ابن شهاب‪:‬‬
‫أخبرني علي بن الحسين )عليه السلم( أن أباه الحسين بن علي )عليه السلم( ذكر أن علي بن أبي طالب )عليه‬
‫السلم( أخبره‪ :‬أن النبي )صلى ال عليه و آله( طرقه و فاطمة بنت رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬فقال‪» :‬أل‬
‫تصلون؟ فقلت‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬إنما أنفسنا بيد ال‪ ،‬فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا‪ -‬أي يكثر اللطف بنا‪ -‬فانصرف حين قلت‬
‫ن يعني‪ :‬علي بن أبي طالب‬ ‫لْنسا ُ‬ ‫ن ا ِْ‬‫ذلك و لم يرجع إلي شيئا‪ ،‬ثم سمعته و هو مول يضرب فخذيه و يقول‪َ :‬و كا َ‬
‫ل أي متكلما بالحق و الصدق«‪.‬‬ ‫جَد ً‬‫يٍء َ‬ ‫ش ْ‬ ‫َأْكَثَر َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪[.....] .37 :2‬‬
‫‪ -2‬التويد‪.5 /267 :‬‬
‫‪ -3‬المناقب ‪ ،45 :2‬مسند أحمد بن حنبل ‪.112 :1‬‬
‫ل‪.‬‬‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬عبيد ا ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪645 :‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫صْبرًا ]‪[82 -56‬‬ ‫عَلْيِه َ‬ ‫طْع َ‬ ‫سِ‬ ‫ل ما َلْم َت ْ‬ ‫ك َتْأِوي ُ‬
‫ق‪ -‬إلى قوله تعالى‪ -‬ذِل َ‬ ‫حّ‬ ‫ضوا ِبِه اْل َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ل ِلُيْد ِ‬
‫طِ‬‫ن َكَفُروا ِباْلبا ِ‬ ‫ل اّلِذي َ‬ ‫َو ُيجاِد ُ‬
‫ق‪ .‬أي يدفعوه َو‬ ‫حّ‬ ‫ضوا ِبِه اْل َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ل ِلُيْد ِ‬
‫طِ‬ ‫ن َكَفُروا ِباْلبا ِ‬‫ل اّلِذي َ‬ ‫‪ -[1] /6707‬علي بن إبراهيم‪ ،‬في قوله تعالى‪َ :‬و ُيجاِد ُ‬
‫عٌد فهو محكم‪.‬‬ ‫ل َلُهْم َمْو ِ‬
‫خُذوا آياِتي َو ما ُأْنِذُروا ُهُزوًا إلى قوله‪َ :‬ب ْ‬ ‫اّت َ‬
‫عدًا‬ ‫جَعْلنا ِلَمْهِلِكِهْم َمْو ِ‬ ‫ظَلُموا َو َ‬ ‫ك اْلُقرى أَْهَلْكناُهْم َلّما َ‬ ‫ل أي ملجأ‪َ :‬و ِتْل َ‬ ‫ن ُدوِنِه َمْوِئ ً‬ ‫جُدوا ِم ْ‬ ‫ن َي ِ‬ ‫قال‪ :‬و قوله تعالى‪َ :‬ل ْ‬
‫أي يوم القيامة يدخلون النار‪ ،‬فلما أخبر رسول ال )صلى ال عليه و آله( قريشا خبر أصحاب الكهف‪ ،‬قالوا‪:‬‬
‫ل ُموسى ِلَفتاُه ل َأْبَر ُ‬
‫ح‬ ‫أخبرنا عن العالم الذي أمر ال موسى أن يتبعه‪ ،‬و ما قصته؟ فأنزل ال عز و جل‪َ :‬و ِإْذ قا َ‬
‫حُقبًا‪.‬‬‫ي ُ‬ ‫ضَ‬ ‫ن َأْو َأْم ِ‬ ‫حَرْي ِ‬ ‫جَمَع اْلَب ْ‬‫حّتى َأْبُلَغ َم ْ‬ ‫َ‬
‫‪ -[2] /6708‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا أحمد بن الحسن القطان‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا الحسن بن علي السكري‪ ،‬قال‪:‬‬
‫حدثني محمد بن زكريا الجوهري البصري‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا جعفر بن عمارة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جعفر بن محمد )عليه‬
‫السلم( أنه قال‪» :‬إن الخضر كان نبيا مرسل‪ ،‬بعثه ال تبارك و تعالى إلى قومه‪ ،‬فدعاهم إلى توحيده‪ ،‬و القرار‬
‫بأنبيائه و رسله و كتبه‪ ،‬و كانت آيته أنه كان ل يجلس على خشبة يابسة و ل أرض بيضاء إل أزهرت خضراء‪،‬‬
‫و إنما سمي خضرا لذلك‪ ،‬و كان اسمه تاليا »‪ «1‬بن ملكان بن عابر بن أرفخشد بن سام بن نوح )عليه السلم(‪ ،‬و‬
‫إن موسى لما كلمه ال تكليما‪ ،‬و أنزل عليه التوراة و كتب له في اللواح من كل شيء موعظة و تفصيل لكل‬
‫شيء‪ ،‬و جعل آيته في يده و في عصاه‪ ،‬و في الطوفان و الجراد و القمل و الضفادع و الدم‪ ،‬و فلق البحر‪ ،‬و‬
‫أغرق ال عز و جل فرعون و جنوده‪ ،‬و عملت البشرية فيه حتى قال في نفسه‪ :‬ما أرى أن ال عز و جل خلق‬
‫خلقا أعلم مني‪ .‬فأوحى ال عز و جل إلى جبرئيل )عليه السلم(‪ :‬يا جبرئيل‪ ،‬أدرك عبدي موسى قبل أن يهلك‪ ،‬و‬
‫قل‪ :‬له‪ :‬إن عند ملتقى البحرين رجل عابدا فاتبعه و تعلم منه‪ ،‬فهبط جبرئيل )عليه السلم( على موسى )عليه‬
‫السلم( بما أمره به ربه عز و جل‪ ،‬فعلم موسى )عليه السلم( أن ذلك لما حدثته به نفسه‪.‬‬
‫فمضى هو و فتاه يوشع بن نون )عليه السلم( حتى انتهيا إلى ملتقى البحرين‪ ،‬فوجدا هناك الخضر )عليه السلم(‬
‫ن َلُدّنا‬ ‫عّلْمناُه ِم ْ‬ ‫عْنِدنا َو َ‬ ‫ن ِ‬ ‫حَمًة ِم ْ‬ ‫عباِدنا آَتْيناهُ َر ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫عْبدًا ِم ْ‬
‫جدا َ‬ ‫يعبد ال عز و جل‪ ،‬كما قال ال عز و جل في كتابه َفَو َ‬
‫طيَع‬‫سَت ِ‬‫ن َت ْ‬ ‫ك َل ْ‬‫شدًا؟ قال له الخضر )عليه السلم(‪ِ :‬إّن َ‬ ‫ت ُر ْ‬ ‫عّلْم َ‬
‫ن ِمّما ُ‬ ‫ن ُتَعّلَم ِ‬ ‫على َأ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ل َأّتِبُع َ‬
‫ل َلُه ُموسى َه ْ‬ ‫عْلمًا قا َ‬‫ِ‬
‫صْبرًا لني وكلت بعلم ل تطيقه‪ ،‬و وكلت أنت بعلم ل أطيقه‪ .‬قال موسى‪ :‬بل أستطيع معك صبرا‪ .‬فقال‬ ‫ي َ‬ ‫َمِع َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.37 :2‬‬
‫‪ -2‬علل الشرائع‪.1 /59 :‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬باليا‪ ،‬و في »ق«‪ :‬إليا‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪646 :‬‬
‫خْبرًا؟ قال له موسى‪:‬‬ ‫ط ِبِه ُ‬ ‫ح ْ‬‫على ما َلْم ُت ِ‬ ‫صِبُر َ‬ ‫ف َت ْ‬ ‫الخضر‪ :‬إن القياس ل مجال له في علم ال و أمره َو َكْي َ‬
‫يٍء‬‫ش ْ‬ ‫ن َ‬ ‫عْ‬ ‫سَئْلِني َ‬ ‫ن اّتَبْعَتِني َفل َت ْ‬ ‫ك َأْمرًا فلما استثنى المشيئة قبله‪ .‬قال‪َ :‬فِإ ِ‬ ‫صي َل َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ل صاِبرًا َو ل َأ ْ‬ ‫ن شاَء ا ُّ‬ ‫جُدِني ِإ ْ‬ ‫سَت ِ‬
‫َ‬
‫ك ِمْنُه ِذْكرًا فقال موسى )عليه السلم(‪ :‬لك ذلك علي‪ .‬فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها‬ ‫ث َل َ‬
‫حِد َ‬ ‫حّتى ُأ ْ‬‫َ‬
‫ل ِإّن َ‬
‫ك‬ ‫شْيئًا ِإْمرًا قال‪َ :‬أ َلْم َأُق ْ‬ ‫ت َ‬ ‫جْئ َ‬‫ق َأْهَلها َلَقْد ِ‬ ‫خَرْقَتها ِلُتْغِر َ‬‫الخضر )عليه السلم(‪ ،‬فقال له موسى )عليه السلم(‪َ :‬أ َ‬
‫ت أي بما تركت من أمرك َو ل ُتْرِهْقِني‬ ‫سي ُ‬ ‫خْذِني ِبما َن ِ‬ ‫صْبرًا؟! قال موسى )عليه السلم(‪ :‬ل ُتؤا ِ‬ ‫ي َ‬ ‫طيَع َمِع َ‬ ‫سَت ِ‬‫ن َت ْ‬‫َل ْ‬
‫سرًا‪.‬‬ ‫عْ‬ ‫ن َأْمِري ُ‬ ‫ِم ْ‬
‫غلمًا َفَقَتَلُه الخضر )عليه السلم(‪ ،‬فغضب موسى )عليه السلم( و أخذ بتلبيبه و قال له‪:‬‬ ‫حّتى ِإذا َلِقيا ُ‬ ‫طَلقا َ‬ ‫َفاْن َ‬
‫شْيئًا ُنْكرًا؟! قال له الخضر‪ :‬إن العقول ل تحكم على أمر ال تعالى ذكره‪ ،‬بل‬ ‫ت َ‬ ‫جْئ َ‬ ‫س َلَقْد ِ‬‫ت َنْفسًا َزِكّيًة ِبَغْيِر َنْف ٍ‬ ‫َأ َقَتْل َ‬
‫أمر ال يحكم عليها‪ ،‬فسلم لما ترى مني و اصبر عليه‪ ،‬فقد كنت علمت أنك لن تستطيع معي صبرا‪ .‬قال موسى‬
‫عْذرًا‪.‬‬ ‫ن َلُدّني ُ‬ ‫ت ِم ْ‬
‫حْبِني َقْد َبَلْغ َ‬ ‫يٍء َبْعَدها َفل ُتصا ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن َ‬ ‫عْ‬‫ك َ‬ ‫سَأْلُت َ‬
‫ن َ‬ ‫)عليه السلم(‪ِ :‬إ ْ‬
‫جدا‬ ‫ضّيُفوُهما َفَو َ‬ ‫ن ُي َ‬ ‫طَعما َأْهَلها َفَأَبْوا َأ ْ‬ ‫سَت ْ‬‫ل َقْرَيٍة و هي الناصرة‪ ،‬و إليها تنسب النصارى ا ْ‬ ‫حّتى ِإذا َأَتيا َأْه َ‬ ‫طَلقا َ‬ ‫َفاْن َ‬
‫ض فوضع الخضر )عليه السلم( يده عليه فأقامه فقال له موسى )عليه السلم(‪:‬‬ ‫ن َيْنَق ّ‬ ‫جدارًا ُيِريُد َأ ْ‬ ‫ِفيها ِ‬
‫طْع‬ ‫سَت ِ‬
‫ل ما َلْم َت ْ‬ ‫ك ِبَتْأِوي ِ‬
‫سُأَنّبُئ َ‬
‫ك َ‬‫جرًا؟ قال له الخضر )عليه السلم(‪ :‬هذا ِفراقُ َبْيِني َو َبْيِن َ‬ ‫عَلْيِه َأ ْ‬
‫ت َ‬ ‫خْذ َ‬ ‫لّت َ‬
‫ت َ‬ ‫شْئ َ‬‫َلْو ِ‬
‫خُذ ُك ّ‬
‫ل‬ ‫ك َيْأ ُ‬‫ن َوراَءُهْم َمِل ٌ‬ ‫عيَبها َو كا َ‬ ‫ن َأ ِ‬‫حِر َفَأَرْدتُ َأ ْ‬ ‫ن ِفي اْلَب ْ‬ ‫ن َيْعَمُلو َ‬
‫ت ِلَمساِكي َ‬ ‫سِفيَنُة َفكاَن ْ‬ ‫صْبرًا فقال‪َ :‬أّما ال ّ‬ ‫عَلْيِه َ‬ ‫َ‬
‫صبًا فأردت بما فعلت أن تبقى لهم‪ ،‬و ل يغصبهم الملك عليها‪ ،‬فنسب إل بانة »‪ «1‬في هذا الفعل‬ ‫غ ْ‬ ‫سِفيَنٍة صالحة َ‬ ‫َ‬
‫إلى نفسه لعلة ذكر التعييب‪ ،‬لنه أراد أن يعيبها عند الملك حتى إذا شاهدها فل يغصب المساكين عليها‪ ،‬و أراد ال‬
‫عز و جل صلحهم بما أمره به من ذلك‪.‬‬
‫ن فطبع »‪ «2‬كافرا‪ ،‬و علم ال تعالى ذكره أنه إن بقي كفر أبواه و افتتنا به و‬ ‫ن َأَبواُه ُمْؤِمَنْي ِ‬ ‫ثم قال‪َ :‬و َأّما اْلُغلُم َفكا َ‬
‫ضل بإضلله إياهما‪ ،‬فأمرني ال تعالى ذكره بقتله‪ ،‬و أراد بذلك نقلهم إلى محل كرامته في العاقبة‪ ،‬فاشترك »‪«3‬‬
‫حمًا و إنما‬ ‫ب ُر ْ‬ ‫خْيرًا ِمْنُه َزكاًة َو َأْقَر َ‬ ‫ن ُيْبِدَلُهما َرّبُهما َ‬ ‫طْغيانًا َو ُكْفرًا َفَأَرْدنا َأ ْ‬ ‫ن ُيْرِهَقُهما ُ‬ ‫شينا َأ ْ‬ ‫خِ‬ ‫في البانة بقوله‪َ :‬ف َ‬
‫اشترك في البانة لنه خشي‪ ،‬و ال ل يخشى لنه ل يفوته شيء‪ ،‬و ل يمتنع عليه أحد أراده‪ ،‬و إنما خشي الخضر‬
‫من أن يحال بينه و بين ما أمر فيه فل يدرك ثواب المضاء فيه‪ ،‬و وقع في نفسه أن ال تعالى ذكره جعله سببا‬
‫لرحمة أبوي الغلم‪ ،‬فعمل فيه وسط المر من البشرية مثل ما كان عمل في موسى )عليه السلم(‪ ،‬لنه صار في‬
‫الوقت مخبرا‪ ،‬و كليم ال موسى )عليه السلم( مخبرا‪ ،‬و لم يكن ذلك باستحقاق الخضر )عليه السلم( للرتبة على‬
‫موسى )عليه السلم( و هو أفضل من الخضر‪ ،‬بل كان لستحقاق موسى للتبيين‪.‬‬
‫ن َأُبوُهما صاِلحًا و لم‬ ‫حَتُه َكْنٌز َلُهما َو كا َ‬ ‫ن َت ْ‬‫ن ِفي اْلَمِديَنِة َو كا َ‬ ‫ن َيِتيَمْي ِ‬ ‫ن ِلُغلَمْي ِ‬ ‫جداُر َفكا َ‬ ‫ثم قال‪َ :‬و َأّما اْل ِ‬
‫__________________________________________________‬
‫ن المراد الرادة‪.‬‬ ‫)‪ (1‬في المصدر في جميع المواضع‪ :‬النانّية‪ ،‬و الظاهر أ ّ‬
‫)‪ (2‬في »ق« و »ج«‪ :‬فطلع‪.‬‬
‫)‪ (3‬في »ق« و »ط«‪ :‬فأشرك‪ ،‬في الموضعين‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪647 :‬‬
‫يكن ذلك الكنز بذهب و ل فضة‪ ،‬و لكن كان لوحا من ذهب مكتوب فيه‪ :‬عجب »‪ «1‬لمن أيقن بالموت كيف‬
‫يفرح‪ ،‬عجب لمن أيقن بالقدر كيف يحزن‪ ،‬عجب لمن أيقن أن البعث حق كيف يظلم‪ ،‬عجب لمن يرى الدنيا و‬
‫تصرف أهلها حال بعد حال كيف يطمئن إليها‪ ،‬و كان أبوهما صالحا‪ ،‬و كان بينهما و بين هذا الب الصالح‬
‫خِرجا َكنَزُهما فتبرأ من البانة في‬ ‫سَت ْ‬‫شّدُهما َو َي ْ‬ ‫ن َيْبُلغا َأ ُ‬
‫ك َأ ْ‬
‫سبعون أبا‪ ،‬فحفظهما ال بصلحه‪ ،‬ثم قال‪َ :‬فَأراَد َرّب َ‬
‫آخر القصص‪ ،‬و نسب الرادة كلها إلى ال تعالى ذكره في ذلك لنه لم يكن بقي شيء مما فعله فيخبر به بعد و‬
‫يصير موسى )عليه السلم( به مخبرا و مصغيا إلى كلمه تابعا له‪ ،‬فتجرد من البانة و الرادة تجرد العبد‬
‫المخلص‪ ،‬ثم صار متنصل مما أتاه من نسبة البانة في أول القصة‪ ،‬و من ادعائه الشتراك في ثاني القصة‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫صْبرًا‪.‬‬‫عَلْيِه َ‬ ‫طْع َ‬ ‫سِ‬ ‫ل ما َلْم َت ْ‬‫ك َتْأِوي ُ‬
‫ن َأْمِري ذِل َ‬ ‫عْ‬ ‫ك َو ما َفَعْلُتُه َ‬ ‫ن َرّب َ‬‫حَمًة ِم ْ‬ ‫َر ْ‬
‫ثم قال جعفر بن محمد )عليهما السلم(‪» :‬إن أمر ال تعالى ذكره ل يحمل على المقاييس‪ ،‬و من حمل أمر ال على‬
‫المقاييس هلك و أهلك‪ ،‬إن أول معصية ظهرت‪ ،‬البانة من إبليس اللعين‪ ،‬حين أمر ال تعالى ذكره ملئكته‬
‫خْيٌر‬ ‫ل َأَنا َ‬‫ك قا َ‬ ‫جَد ِإْذ َأَمْرُت َ‬‫سُ‬ ‫ل َت ْ‬
‫ك َأ ّ‬‫بالسجود لدم فسجدوا‪ ،‬و أبي إبليس اللعين أن يسجد‪ ،‬فقال عز و جل‪ :‬ما َمَنَع َ‬
‫ن ناٍر َو‬ ‫خَلْقَتِني ِم ْ‬‫خْيٌر ِمْنُه ثم قياسه بقوله‪َ :‬‬ ‫ن »‪ «2‬فكان أول كفره قوله‪َ :‬أَنا َ‬ ‫طي ٍ‬ ‫ن ِ‬ ‫خَلْقَتُه ِم ْ‬
‫ن ناٍر َو َ‬ ‫خَلْقَتِني ِم ْ‬
‫ِمْنُه َ‬
‫ن فطرده ال عز و جل عن جواره و لعنه و سماه رجيما‪ ،‬و أقسم بعزته ل يقيس أحد في دينه إل‬ ‫طي ٍ‬‫ن ِ‬ ‫خَلْقَتُه ِم ْ‬
‫َ‬
‫قرنه مع عدوه إبليس في أسفل درك من النار«‪.‬‬
‫‪ -[3] /6709‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬و كان سبب ذلك أنه لما كلم ال موسى )عليه السلم( تكليما‪ ،‬و أنزل عليه‬
‫يٍء »‪ «3‬رجع‬ ‫ش ْ‬‫ل َ‬ ‫ل ِلُك ّ‬
‫صي ً‬ ‫ظًة َو َتْف ِ‬ ‫عَ‬ ‫يٍء َمْو ِ‬ ‫ش ْ‬‫ل َ‬‫ن ُك ّ‬ ‫ح ِم ْ‬ ‫لْلوا ِ‬ ‫اللواح‪ ،‬و فيها كما قال ال تعالى‪َ :‬و َكَتْبنا َلُه ِفي ا َْ‬
‫موسى )عليه السلم( إلى بني إسرائيل‪ ،‬فصعد المنبر فأخبرهم أن ال قد أنزل عليه التوراة و كلمه‪ ،‬قال في نفسه‪:‬‬
‫ما خلق ال خلقا أعلم مني‪ ،‬فأوحى ال عز و جل إلى جبرئيل )عليه السلم( أن أدرك موسى فقد هلك‪ ،‬و أعلمه أن‬
‫عند ملتقى البحرين عند الصخرة رجل أعلم منك فصر إليه‪ ،‬و تعلم من علمه فنزل جبرئيل )عليه السلم( على‬
‫موسى )عليه السلم( و أخبره فذل موسى )عليه السلم( في نفسه‪ ،‬و علم أنه أخطأ و دخله الرعب‪ ،‬و قال لوصيه‬
‫يوشع بن نون‪ :‬إن ال قد أمرني أن أتبع رجل عند ملتقى البحرين و أتعلم منه‪ .‬فتزود يوشع بن نون حوتا مملوحا‬
‫و خرجا‪ ،‬فلما خرجا و بلغا ذلك المكان وجدا رجل مستلقيا على قفاه فلم يعرفاه‪ ،‬فأخرج وصي موسى الحوت و‬
‫غسله بالماء و وضعه على الصخرة‪ ،‬و مضيا و نسيا الحوت‪ ،‬و كان ذلك الماء ماء الحيوان‪ ،‬فحيي الحوت و‬
‫غداَءنا َلَقْد َلِقينا‬
‫دخل الماء‪ ،‬فمضى موسى )عليه السلم( و يوشع بن نون معه حتى عييا »‪ :«4‬فقال لوصيه‪ :‬آِتنا َ‬
‫صبًا أي عناء »‪ «5‬فذكر‬ ‫سَفِرنا هذا َن َ‬ ‫ن َ‬ ‫ِم ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -3‬تفسير القّمي ‪.37 :2‬‬
‫)‪ (1‬في »ط« في جميع المواضع‪ :‬عجبت‪.‬‬
‫)‪ (2‬العراف ‪.12 :7‬‬
‫)‪ (3‬العراف ‪.145 :7‬‬
‫)‪ (4‬في المصدر‪ :‬عشيا‪ ،‬و في »ق«‪ :‬جيعا‪[.....] .‬‬
‫)‪ (5‬في »ج« و »ق«‪ :‬عّيا‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪648 :‬‬
‫وصيه السمكة‪ ،‬فقال لموسى )عليه السلم(‪ :‬إني نسيت الحوت على الصخرة‪ .‬فقال موسى‪ :‬ذلك الرجل الذي رأيناه‬
‫عند الصخرة هو الذي نريده‪ ،‬فرجعا على آثارهما قصصا‪ ،‬إلى الرجل و هو في الصلة‪ ،‬فقعد موسى )عليه‬
‫السلم( حتى فرغ من صلته فسلم عليهما‪.‬‬
‫‪ -[4] /6710‬و قال علي بن إبراهيم‪ :‬حدثني محمد بن علي بن بلل‪ ،‬عن يونس‪ ،‬قال‪ :‬اختلف يونس و هشام بن‬
‫إبراهيم في العالم الذي أتاه موسى )عليه السلم( أيهما كان أعلم؟ و هل يجوز أن يكون على موسى )عليه السلم(‬
‫حجة في وقته و هو حجة ال على خلقه؟ قال قاسم الصيقل‪ :‬فكتبوا ذلك إلى أبي الحسن الرضا )عليه السلم(‬
‫يسألونه عن ذلك‪ ،‬فكتب في الجواب‪» :‬أتى موسى )عليه السلم( العالم فأصابه و هو في جزيرة من جزائر البحر‬
‫إما جالسا و إما متكئا‪ ،‬فسلم عليه موسى )عليه السلم( فأنكر السلم‪ ،‬إذ كان بأرض ليس فيها سلم‪ ،‬قال‪ :‬من‬
‫أنت؟ قال‪ :‬أنا موسى بن عمران‪ .‬قال‪:‬‬
‫أنت موسى بن عمران الذي كلمه ال تكليما؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬فما حاجتك؟ قال‪ :‬جئت لتعلمني مما علمت رشدا‪.‬‬
‫قال‪ :‬إني وكلت بأمر ل تطيقه‪ ،‬و وكلت أنت بأمر ل أطيقه‪.‬‬
‫ثم حدثه العالم بما يصيب آل محمد )عليهم السلم( من البلء و كيد العداء حتى اشتد بكاؤهما‪ ،‬ثم حدثه عن فضل‬
‫آل محمد )عليهم السلم( حتى جعل موسى )عليه السلم( يقول‪ :‬يا ليتني كنت من آل محمد‪ ،‬و حتى ذكر فلنا و‬
‫فلنا‪ ،‬و فلنا‪ ،‬و مبعث رسول ال )صلى ال عليه و آله( إلى قومه‪ ،‬و ما يلقى منهم و من تكذيبهم إياه‪ ،‬و ذكر له‬
‫تأويل هذه الية‪:‬‬
‫ل َمّرٍة »‪ «1‬حين أخذ عليهم الميثاق )عليه السلم( فقال موسى‪:‬‬ ‫ب َأْفِئَدَتُهْم َو َأْبصاَرُهْم َكما َلْم ُيْؤِمُنوا ِبِه َأّو َ‬ ‫َو ُنَقّل ُ‬
‫صِبُر‬
‫صْبرًا َو َكْيفَ َت ْ‬ ‫ي َ‬ ‫طيَع َمِع َ‬
‫سَت ِ‬
‫ن َت ْ‬
‫ك َل ْ‬‫شدًا فقال الخضر )عليه السلم(‪ِ :‬إّن َ‬ ‫ت ُر ْ‬‫عّلْم َ‬‫ن ِمّما ُ‬ ‫ن ُتَعّلَم ِ‬
‫على َأ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ل َأّتِبُع َ‬
‫َه ْ‬
‫ك َأْمرًا قال‬
‫صي َل َ‬ ‫ع ِ‬‫ل صاِبرًا َو ل َأ ْ‬ ‫ن شاَء ا ُّ‬ ‫جُدِني ِإ ْ‬ ‫سَت ِ‬
‫خْبرًا؟ فقال موسى )عليه السلم(‪َ :‬‬ ‫ط ِبِه ُ‬ ‫ح ْ‬‫على ما َلْم ُت ِ‬ ‫َ‬
‫ك ِمْنُه ِذْكرًا يقول‪ :‬ل تسألني عن شيء‬ ‫حِدثَ َل َ‬ ‫حّتى ُأ ْ‬ ‫يٍء َ‬ ‫ش ْ‬
‫ن َ‬‫عْ‬‫سَئْلِني َ‬ ‫ن اّتَبْعَتِني َفل َت ْ‬‫الخضر )عليه السلم(‪َ :‬فِإ ِ‬
‫أفعله‪ ،‬و ل تنكره علي حتى أخبرك أنا بخبره‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪.‬‬
‫فمروا ثلثتهم حتى انتهوا إلى ساحل البحر‪ ،‬و قد شحنت سفينة و هي تريد أن تعبر‪ ،‬فقال أرباب السفينة‪:‬‬
‫نحمل هؤلء الثلثة نفر فإنهم قوم صالحون فحملوهم‪ ،‬فلما جنحت السفينة في البحر قام الخضر )عليه السلم( إلى‬
‫جوانب السفينة فكسرها و حشاها بالخرق و الطين‪ ،‬فغضب موسى )عليه السلم( غضبا شديدا‪ ،‬و قال للخضر‬
‫)عليه السلم(‪:‬‬
‫صْبرًا‪ .‬قال موسى )عليه‬ ‫ي َ‬ ‫طيَع َمِع َ‬‫سَت ِ‬
‫ن َت ْ‬
‫ك َل ْ‬‫ل ِإّن َ‬
‫شْيئًا ِإْمرًا فقال له الخضر‪َ :‬أ َلْم َأُق ْ‬ ‫ت َ‬ ‫جْئ َ‬
‫ق َأْهَلها َلَقْد ِ‬ ‫خَرْقَتها ِلُتْغِر َ‬ ‫َأ َ‬
‫سرًا‪.‬‬‫عْ‬ ‫ن َأْمِري ُ‬ ‫ت َو ل ُتْرِهْقِني ِم ْ‬ ‫سي ُ‬ ‫خْذِني ِبما َن ِ‬ ‫السلم( ل ُتؤا ِ‬
‫فخرجوا من السفينة و مروا فنظر الخضر )عليه السلم( إلى غلم يلعب بين الصبيان حسن الوجه كأنه قطعة‬
‫قمر‪ ،‬و في أذنيه درتان‪ ،‬فتأمله الخضر )عليه السلم(‪ ،‬ثم أخذه فقتله فوثب موسى )عليه السلم( على الخضر‬
‫)عليه السلم( و جلد به‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -4‬تفسير القّمي ‪.38 :2‬‬
‫)‪ (1‬النعام ‪.110 :6‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪649 :‬‬

‫شْيئًا ُنْكرًا؟!‪.‬‬
‫ت َ‬ ‫جْئ َ‬
‫س َلَقْد ِ‬‫ت َنْفسًا َزِكّيًة ِبَغْيِر َنْف ٍ‬ ‫الرض »‪ ،«1‬فقال‪َ :‬أ َقَتْل َ‬
‫عْ‬
‫ن‬ ‫ك َ‬‫سَأْلُت َ‬
‫ن َ‬
‫صْبرًا؟! قال موسى )عليه السلم(‪ِ :‬إ ْ‬
‫ي َ‬ ‫طيَع َمِع َ‬
‫سَت ِ‬‫ن َت ْ‬
‫ك َل ْ‬
‫ك ِإّن َ‬‫ل َل َ‬‫فقال الخضر )عليه السلم( َأ َلْم َأُق ْ‬
‫عْذرًا‪.‬‬
‫ن َلُدّني ُ‬ ‫ت ِم ْ‬ ‫حْبِني َقْد َبَلْغ َ‬ ‫يٍء َبْعَدها َفل ُتصا ِ‬ ‫ش ْ‬‫َ‬
‫طَعما َأْهَلها ]بالعشي[ تسمى الناصرة‪ ،‬و إليها تنسب النصارى‪ ،‬و لم يضيفوا‬ ‫سَت ْ‬‫ل َقْرَيٍة ا ْ‬ ‫حّتى ِإذا َأَتيا َأْه َ‬
‫طَلقا َ‬
‫َفاْن َ‬
‫أحدا قط‪ ،‬و لم يطعموا غريبا‪ ،‬فاستطعموهم فلم يطعموهم و لم يضيفوهم‪ ،‬فنظر الخضر )عليه السلم( إلى حائط‬
‫قد زال لينهدم فوضع الخضر يده عليه‪ ،‬و قال‪ :‬قم بإذن ال تعالى‪ ،‬فقام‪ .‬فقال موسى )عليه السلم(‪ :‬لم ينبغ لك أن‬
‫جرًا؟‬ ‫عَلْيِه َأ ْ‬
‫ت َ‬‫خْذ َ‬ ‫لّت َ‬
‫ت َ‬ ‫شْئ َ‬
‫تقيم الجدار حتى يطعمونا و يؤوونا و هو قوله‪َ :‬لْو ِ‬
‫سِفيَنةُ التي‬ ‫صْبرًا َأّما ال ّ‬ ‫عَلْيِه َ‬ ‫طْع َ‬ ‫سَت ِ‬‫ل ما َلْم َت ْ‬ ‫ك ِبَتْأِوي ِ‬
‫سُأَنّبُئ َ‬
‫ك َ‬‫ق َبْيِني َو َبْيِن َ‬ ‫فقال له الخضر )عليه السلم(‪ :‬هذا ِفرا ُ‬
‫سِفيَنٍة صالحة‬ ‫ل َ‬ ‫خُذ ُك ّ‬ ‫ك َيْأ ُ‬‫ن َوراَءُهْم َمِل ٌ‬ ‫عيَبها َو كا َ‬ ‫ن َأ ِ‬
‫ت َأ ْ‬
‫حِر َفَأَرْد ُ‬ ‫ن ِفي اْلَب ْ‬ ‫ن َيْعَمُلو َ‬‫ت ِلَمساِكي َ‬‫فعلت بها ما فعلت َفكاَن ْ‬
‫ن و طبع كافرا‪-‬‬ ‫ن َأَبواهُ ُمْؤِمَنْي ِ‬ ‫صبًا‪ -‬كذا نزلت‪ -‬و إذا كانت السفينة معيوبة‪ ،‬لم يأخذ منها شيئا‪َ ،‬و َأّما اْلُغلُم َفكا َ‬ ‫غ ْ‬‫َ‬
‫ن ُيْبِدَلُهما‬
‫طْغيانًا َو ُكْفرًا َفَأَرْدنا َأ ْ‬ ‫ن ُيْرِهَقُهما ُ‬ ‫شينا َأ ْ‬ ‫خِ‬ ‫كذا نزلت‪ -‬فنظرت إلى جبينه و عليه مكتوب‪ :‬طبع كافرا‪َ :‬ف َ‬
‫ن ِلُغلَمْي ِ‬
‫ن‬ ‫جداُر الذي أقمته َفكا َ‬ ‫حمًا فأبدل ال والديه بنتا ولدت سبعين نبيا َو َأّما اْل ِ‬ ‫ب ُر ْ‬‫خْيرًا ِمْنُه َزكاًة َو َأْقَر َ‬ ‫َرّبُهما َ‬
‫خِرجا َكنَزُهما إلى‬ ‫سَت ْ‬‫شّدُهما َو َي ْ‬ ‫ن َيْبُلغا َأ ُ‬‫ك َأ ْ‬
‫ن َأُبوُهما صاِلحًا َفَأراَد َرّب َ‬ ‫حَتُه َكْنٌز َلُهما َو كا َ‬ ‫ن َت ْ‬
‫ن ِفي اْلَمِديَنِة َو كا َ‬ ‫َيِتيَمْي ِ‬
‫صْبرًا«‪.‬‬‫عَلْيِه َ‬ ‫طْع َ‬ ‫سِ‬ ‫ل ما َلْم َت ْ‬
‫ك َتْأِوي ُ‬‫قوله‪ :‬ذِل َ‬
‫‪ -[5] /6711‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن خالد‪ ،‬عن عدة من أصحابه‪ ،‬عن‬
‫الحسن بن علي بن يوسف‪ ،‬عن الحسن بن سعيد اللخمي‪ ،‬قال‪ :‬ولد لرجل من أصحابنا جارية‪ ،‬فدخل على أبي عبد‬
‫ال )عليهم السلم( فرآه متسخطا‪ ،‬فقال له أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬أ رأيت لو أن ال تبارك و تعالى أوحى‬
‫إليك أن أختار لك أو تختار لنفسك‪ ،‬ما كنت تقول؟«‪ .‬قال‪ :‬كنت أقول‪ :‬يا رب‪ ،‬تختار لي‪ .‬قال‪» :‬فإن ال قد اختار‬
‫لك!«‪.‬‬
‫قال‪ :‬ثم قال‪» :‬إن الغلم الذي قتله العالم الذي كان مع موسى )عليه السلم( و هو قول ال عز و جل‪َ :‬فَأَرْدنا َأ ْ‬
‫ن‬
‫حمًا أبدلهما ال به بنتا‪ ،‬ولدت سبعين نبيا«‪.‬‬ ‫ب ُر ْ‬‫خْيرًا ِمْنُه َزكاًة َو َأْقَر َ‬‫ُيْبِدَلُهما َرّبُهما َ‬
‫‪ -[6] /6712‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن محمد بن أبي عمير‪ ،‬عن معاوية بن عمار‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم( قال‪» :‬كان ذلك الكنز لوحا من ذهب فيه مكتوب‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيم‪ ،‬ل إله إل ال‪ ،‬محمد‬
‫رسول ال ]و الئمة حجج ال[‪ ،‬عجب لمن يعلم أن الموت حق كيف يفرح‪ ،‬عجب لمن يؤمن بالقدر كيف يفرق »‬
‫‪ ،«2‬عجب لمن يذكر النار كيف يضحك‪ ،‬عجب لمن يرى الدنيا و تصرف أهلها حال بعد حال كيف يطمئن‬
‫إليها!«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -5‬الكافي ‪.11 /6 :6‬‬
‫‪ -6‬تفسير القّمي ‪.40 :2‬‬
‫)‪ (1‬جلدت به الرض‪ :‬أي صرعته‪» .‬لسان العرب‪ -‬جلد‪.«125 :3 -‬‬
‫)‪ (2‬في »ط«‪ :‬يحزن‪ ،‬و فرق‪ :‬فزع و أشفق‪» .‬لسان العرب‪ -‬فرق‪.«304 :10 -‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪650 :‬‬
‫‪ -[7] /6713‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن خالد‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن أبي‬
‫جداُر َفكا َ‬
‫ن‬ ‫نصر‪ ،‬عن صفوان الجمال‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول ال عز و جل‪َ :‬و َأّما اْل ِ‬
‫حَتُه َكْنٌز َلُهما‪.‬‬
‫ن َت ْ‬
‫ن ِفي اْلَمِديَنِة َو كا َ‬ ‫ن َيِتيَمْي ِ‬
‫ِلُغلَمْي ِ‬
‫فقال‪» :‬أما إنه ما كان ذهبا و ل فضة‪ ،‬و إنما كان أربع كلمات‪ :‬ل إله إل أنا‪ ،‬من أيقن بالموت لم يضحك‪ ،‬و من‬
‫أيقن بالحساب لم يفرح قلبه‪ ،‬و من أيقن بالقدر لم يخش إل ال«‪.‬‬
‫‪ -[8] /6714‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن الحسن )رحمه ال( قال‪ :‬حدثنا محمد بن يحيى العطار‪ ،‬عن محمد‬
‫ابن أحمد‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا الحسن بن علي‪ ،‬رفعه إلى عمرو بن جميع‪ ،‬رفعه إلى علي )عليه السلم(‪ ،‬في قول ال عز‬
‫و جل‪:‬‬
‫حَتُه َكْنٌز َلُهما و ذكر مثل ما في رواية معاوية بن عمار‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( السابقة »‪.«1‬‬ ‫ن َت ْ‬‫َو كا َ‬
‫ل ُموسى‬ ‫‪ -[9] /6715‬علي بن إبراهيم‪ ،‬و في رواية أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله‪َ :‬و ِإْذ قا َ‬
‫حُقبًا‪ -‬قال‪-‬‬ ‫ي ُ‬ ‫ضَ‬ ‫ن َأْو َأْم ِ‬ ‫حَرْي ِ‬ ‫جَمَع اْلَب ْ‬‫حّتى َأْبُلغَ َم ْ‬ ‫ح يقول‪ :‬ل أزال َ‬ ‫ِلَفتاُه قال‪» :‬هو يوشع بن نون و قوله‪ :‬ل َأْبَر ُ‬
‫شْيئًا ِإْمرًا هو المنكر‪ ،‬و كان موسى )عليه السلم( ينكر الظلم‪ ،‬فأعظم ما‬ ‫ت َ‬ ‫جْئ َ‬‫الحقب ثمانون سنة و قوله‪َ :‬لَقْد ِ‬
‫رأى«‪.‬‬
‫‪ -[10] /6716‬العياشي‪ :‬عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر و أبي عبد ال )عليهما السلم(‪،‬‬
‫قال‪» :‬لما كان من أمر موسى )عليه السلم( الذي كان‪ ،‬اعطي مكتل »‪ «2‬فيه حوت مملح‪ ،‬و قيل له‪ :‬هذا يدلك‬
‫على صاحبك عند عين مجمع البحرين‪ ،‬ل يصيب منها شيء ميتا إل حيي‪ ،‬يقال لها‪ :‬الحياة‪ ،‬فانطلقا حتى بلغا »‬
‫‪ «3‬الصخرة‪ ،‬فانطلق الفتى يغسل الحوت في العين‪ ،‬فاضطرب الحوت في يده حتى خدشه‪ ،‬فانفلت منه‪ ،‬و نسيه‬
‫سَفِرنا هذا‬ ‫ن َ‬ ‫غداَءنا َلَقْد َلِقينا ِم ْ‬ ‫الفتى‪ ،‬فلما جاوز الوقت الذي وقت فيه أعيا موسى )عليه السلم(‪ :‬قالَ ِلَفتاُه آِتنا َ‬
‫صبًا قال‪:‬‬ ‫َن َ‬
‫صصًا فلما أتاها وجد الحوت قد خر في البحر‪ ،‬فاقتصا الثر حتى أتيا‬ ‫على آثاِرِهما َق َ‬ ‫ت إلى قوله تعالى‪َ :‬‬ ‫َأ َرَأْي َ‬
‫صاحبهما في جزيرة من جزائر البحر‪ ،‬إما متكئا و إما جالسا في كساء له‪ ،‬فسلم عليه موسى )عليه السلم(‪ ،‬و‬
‫عجب من السلم‪ ،‬و هو في أرض ليس فيها سلم‪ ،‬فقال‪ :‬من أنت؟ قال‪ :‬أنا موسى‪ .‬قال‪ :‬أنت موسى بن عمران‬
‫شدًا‪.‬‬
‫ت ُر ْ‬ ‫عّلْم َ‬‫ن ِمّما ُ‬ ‫على َأنْ ُتَعّلَم ِ‬ ‫ك َ‬ ‫الذي كلمه ال تكليما؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬فما حاجتك؟ قال‪َ :‬أّتِبُع َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -7‬الكافي ‪.6 /48 :2‬‬
‫‪ -8‬معاني الخبار‪.1 /200 :‬‬
‫‪ -9‬تفسير القّمي ‪.40 :2‬‬
‫‪ -10‬تفسير العّياشي ‪.41 /329 :2‬‬
‫نا ّ‬
‫ل‬ ‫سلم(‪» :‬إ ّ‬ ‫ن فيها‪» :‬أّنه كان بينهما و بين الب الصالح سبعة آباء« و قال )عليه ال ّ‬ ‫لأّ‬ ‫)‪ (1‬في »ط« زيادة‪ :‬إ ّ‬
‫ل«‪.‬‬ ‫يصلح بصلح الرجل المؤمن ولده و ولد ولده‪ ،‬و أهل دويرته و دويرات حوله‪ ،‬فل يزالون في حفظ ا ّ‬
‫)‪ (2‬المكتل‪ :‬الّزبيل الكبير‪» .‬لسان العرب‪ -‬كتل‪.«583 :11 -‬‬
‫)‪ (3‬في »ج« و »ط«‪ :‬فانظر إلى حين تلقى‪[.....] .‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪651 :‬‬
‫على‬‫صِبُر َ‬ ‫ف َت ْ‬‫صْبرًا َو َكْي َ‬‫ي َ‬ ‫طيَع َمِع َ‬
‫سَت ِ‬
‫ن َت ْ‬ ‫ك َل ْ‬
‫قال‪ :‬إني وكلت بأمر ل تطيقه‪ ،‬و وكلت بأمر ل أطيقه و قال له‪ِ :‬إّن َ‬
‫ك َأْمرًا فحدثه عن آل محمد )عليهم السلم(‪ ،‬و‬ ‫صي َل َ‬ ‫ع ِ‬‫ل صاِبرًا َو ل َأ ْ‬ ‫ن شاَء ا ُّ‬ ‫جُدِني ِإ ْ‬‫سَت ِ‬
‫ل َ‬ ‫خْبرًا قا َ‬
‫ط ِبِه ُ‬
‫ح ْ‬ ‫ما َلْم ُت ِ‬
‫عما يصيبهم حتى اشتد بكاؤهما‪ ،‬ثم حدثه عن رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و عن أمير المؤمنين )عليه‬
‫السلم(‪ ،‬و عن ولد فاطمة )عليهم السلم(‪ ،‬و ذكر له من فضلهم و ما اعطوا‪ ،‬حتى جعل‪ ،‬يقول‪ :‬يا ليتني من آل‬
‫محمد و عن رجوع رسول ال )صلى ال عليه و آله( إلى قومه‪ ،‬و ما يلقى منهم‪ ،‬و من تكذيبهم إياه‪ ،‬و تل هذه‬
‫الية‪:‬‬
‫ل َمّرٍة »‪ «1‬فإنه أخذ عليهم الميثاق«‪.‬‬ ‫ب َأْفِئَدَتُهْم َو َأْبصاَرُهْم َكما َلْم ُيْؤِمُنوا ِبِه َأّو َ‬
‫َو ُنَقّل ُ‬
‫‪ -[11] /6717‬عن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬كان وصي موسى بن عمران )عليه السلم(‬
‫يوشع بن نون‪ ،‬و هو فتاه الذي ذكره ال في كتابه«‪.‬‬
‫‪ -[12] /6718‬عن هشام بن سالم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬كان موسى )عليه السلم( أعلم من‬
‫الخضر )عليه السلم(«‪.‬‬
‫‪ -[13] /6719‬عن حفص بن البختري‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول موسى )عليه السلم( لفتاه آِتنا‬
‫خْيٍر َفِقيٌر »‪ ،«2‬فقال‪» :‬إنما عنى الطعام«‪ .‬و قال أبو عبد ال )عليه‬ ‫ن َ‬ ‫ي ِم ْ‬
‫ت ِإَل ّ‬‫ب ِإّني ِلما َأْنَزْل َ‬
‫غداَءنا و قوله‪َ :‬ر ّ‬ ‫َ‬
‫السلم(‪» :‬إن موسى لذو جوعات« »‪.«3‬‬
‫‪ -[14] /6720‬عن بريد‪ ،‬عن أحدهما )عليهما السلم(‪ ،‬قال‪ :‬قلت له‪ :‬ما منزلتكم في الماضين‪ ،‬و من تشبهون‬
‫منهم؟‬
‫قال‪» :‬الخضر و ذو القرنين كانا عالمين و لم يكونا نبيين«‪.‬‬
‫‪ -[15] /6721‬عن إسحاق بن عمار‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬إنما مثل علي )عليه السلم( و مثلنا‬
‫من بعده من هذه المة كمثل موسى )عليه السلم( و العالم‪ ،‬حين لقيه و استنطقه و سأله الصحبة‪ ،‬فكان من‬
‫عَلى الّنا ِ‬
‫س‬ ‫ك َ‬‫طَفْيُت َ‬
‫صَ‬‫أمرهما ما اقتصه ال لنبيه )صلى ال عليه و آله( في كتابه‪ ،‬و ذلك أن ال قال لموسى‪ِ :‬إّني ا ْ‬
‫ظًة َو‬
‫عَ‬ ‫يٍء َمْو ِ‬‫ش ْ‬
‫ل َ‬ ‫ن ُك ّ‬
‫ح ِم ْ‬
‫لْلوا ِ‬
‫ن »‪ ،«4‬ثم قال‪َ :‬و َكَتْبنا َلُه ِفي ا َْ‬ ‫شاِكِري َ‬‫ن ال ّ‬‫ن ِم َ‬‫ك َو ُك ْ‬ ‫خْذ ما آَتْيُت َ‬‫ِبِرسالِتي َو ِبَكلِمي َف ُ‬
‫يٍء »‪.«5‬‬ ‫ش ْ‬
‫ل َ‬‫ل ِلُك ّ‬ ‫صي ً‬ ‫َتْف ِ‬
‫و قد كان عند العالم علم لم يكتب لموسى في اللواح‪ ،‬و كان موسى يظن أن جميع الشياء التي يحتاج إليها‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -11‬تفسير العّياشي ‪.42 /330 :2‬‬
‫‪ -12‬تفسير العّياشي ‪.43 /330 :2‬‬
‫‪ -13‬تفسير العّياشي ‪.44 /330 :2‬‬
‫‪ -14‬تفسير العّياشي ‪.45 /330 :2‬‬
‫‪ -15‬تفسير العّياشي ‪.46 /330 :2‬‬
‫)‪ (1‬النعام ‪.110 :6‬‬
‫)‪ (2‬القصص ‪.24 :28‬‬
‫ن موسى جوعان‪.‬‬ ‫)‪ (3‬في »ط«‪ :‬إ ّ‬
‫)‪ (4‬العراف ‪.144 :7‬‬
‫)‪ (5‬العراف ‪.145 :7‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪652 :‬‬
‫في تابوته‪ ،‬و جميع العلم قد كتب له في اللواح‪ ،‬كما يظن هؤلء الذين يدعون أنهم فقهاء و علماء‪ ،‬و أنهم قد أثبتوا‬
‫جميع العلم و الفقه في الدين مما تحتاج هذه المة إليه‪ ،‬و صح لهم عن رسول ال )صلى ال عليه و آله( و علموه‬
‫و حفظوه‪ ،‬و ليس كل علم رسول ال )صلى ال عليه و آله( علموه‪ ،‬و ل صار إليهم عن رسول ال )صلى ال‬
‫عليه و آله( و ل عرفوه‪ ،‬و ذلك أن الشيء من الحلل و الحرام و الحكام يرد عليهم فيسألون عنه‪ ،‬و ل يكون‬
‫عندهم فيه أثر عن رسول ال )صلى ال عليه و آله( و يستحيون أن ينسبهم الناس إلى الجهل‪ ،‬و يكرهون أن‬
‫يسألوا فل يجيبوا فيطلب الناس العلم من معدنه‪ ،‬فلذلك استعملوا الرأي و القياس في دين ال‪ ،‬و تركوا الثار‪ ،‬و‬
‫دانوا ال بالبدع‪ ،‬و قد قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬كل بدعة ضللة‪.‬‬
‫فلو أنهم إذا سئلوا عن شيء من دين ال‪ ،‬فلم يكن عندهم منه أثر عن رسول ال‪ ،‬ردوه إلى ال و إلى الرسول و‬
‫إلى أولي المر منهم‪ ،‬لعلمه الذين يستنبطونه منهم‪ -‬من آل محمد )عليهم السلم(‪ -‬و الذي منعهم من طلب العلم منا‬
‫العداوة و الحسد لنا‪ ،‬ل و ال ما حسد موسى )عليه السلم( العالم‪ -‬و موسى نبي ال يوحي ال إليه‪ -‬حيث لقيه و‬
‫استنطقه و عرفه بالعلم‪ ،‬و لم يحسده كما حسدتنا هذه المة بعد رسول ال )صلى ال عليه و آله( على ما علمنا و‬
‫ما ورثنا عن رسول ال )صلى ال عليه و آله( و لم يرغبوا إلينا في علمنا كما رغب موسى )عليه السلم( إلى‬
‫العالم و سأله الصحبة‪ ،‬ليتعلم منه‪ ،‬و يرشده‪ ،‬فلما أن سأل العالم ذلك‪ ،‬علم العالم أن موسى )عليه السلم( ل‬
‫خْبرًا‬‫ط ِبِه ُ‬‫ح ْ‬ ‫على ما َلْم ُت ِ‬ ‫صِبُر َ‬ ‫ف َت ْ‬ ‫يستطيع صحبته‪ ،‬و ل يحتمل علمه‪ ،‬و ل يصير معه‪ ،‬فعند ذلك قال العالم‪َ :‬و َكْي َ‬
‫ل صاِبرًا َو ل‬ ‫ن شاَء ا ُّ‬ ‫جُدِني ِإ ْ‬‫سَت ِ‬
‫فقال موسى )عليه السلم( له‪ ،‬و هو خاضع له يستعطفه على نفسه كي يقبله‪َ :‬‬
‫ك َأْمرًا و قد كان العالم يعلم أن موسى )عليه السلم( ل يصبر على علمه‪.‬‬ ‫صي َل َ‬ ‫ع ِ‬ ‫َأ ْ‬
‫فكذلك‪ -‬و ال‪ ،‬يا إسحاق بن عمار‪ -‬حال قضاة هؤلء و فقهائهم و جماعتهم اليوم‪ ،‬ل يحتملون‪ -‬و ال‪ -‬علمنا و ل‬
‫يقبلونه و ل يطيقونه‪ ،‬و ل يأخذون به‪ ،‬و ل يصبرون عليه‪ ،‬كما لم يصبر موسى )عليه السلم( على علم العالم‬
‫حين صحبه و رأى ما رأى من علمه‪ ،‬و كان ذلك عند موسى )عليه السلم( مكروها‪ ،‬و كان عند ال رضا و هو‬
‫الحق‪ ،‬و كذلك علمنا عند الجهلة مكروه ل يؤخذ‪ ،‬و هو عند ال الحق«‪.‬‬
‫‪ -[16] /6722‬عن عبد الرحمن بن سيابة‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬إن موسى )عليه السلم( صعد‬
‫المنبر‪ ،‬و كان منبره ثلث مراق »‪ ،«1‬فحدث نفسه أن ال لم يخلق خلقا أعلم منه‪ ،‬فأتاه جبرئيل )عليه السلم(‬
‫فقال له‪ :‬إنك قد ابتليت‪ ،‬فانزل فإن في الرض من هو أعلم منك فاطلبه فأرسل إلى يوشع‪ :‬إني قد ابتليت‪ ،‬فاصنع‬
‫لنا زادا و انطلق بنا فاشترى حوتا من الحيتان الحية‪ ،‬فخرج بأذربيجان‪ ،‬ثم شواه‪ ،‬ثم حمله في مكتل‪ ،‬ثم انطلقا‬
‫يمشيان في ساحل البحر‪ ،‬و النبي إذا مر في مكان لم يعي أبدا حتى يجوز ذلك الوقت«‪.‬‬
‫قال‪ :‬فبينما هما يمشيان إذ انتهيا إلى شيخ مستلق‪ ،‬معه عصاه موضوعة إلى جانبه‪ ،‬و عليه كساء إذا قنع رأسه‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -16‬تفسير العّياشي ‪.47 /332 :2‬‬
‫)‪ (1‬المرقاة‪ :‬الدرجة‪ ،‬واحدة من مراقي الّدرج‪» .‬لسان العرب‪ -‬رقا‪.«332 :14 -‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪653 :‬‬
‫خرجت رجله‪ ،‬و إذا غطى رجليه خرج رأسه‪ -‬قال‪ -‬فقام موسى )عليه السلم( يصلي‪ ،‬و قال ليوشع‪ :‬احفظ علي‪-‬‬
‫قال‪ -‬فقطرت قطرة من السماء في المكتل‪ ،‬فاضطرب الحوت‪ ،‬ثم جعل يجر »‪ «1‬المكتل إلى البحر‪ -،‬قال‪ -:‬و هو‬
‫قوله‪:‬‬
‫سَربًا‪ -‬قال‪ -‬ثم إنه جاء طير فوقع على ساحل البحر‪ ،‬ثم أدخل منقاره‪ ،‬فقال‪ :‬يا موسى‪ ،‬ما‬ ‫حِر َ‬ ‫سِبيَلُه ِفي اْلَب ْ‬
‫خَذ َ‬ ‫َفاّت َ‬
‫أخذت من علم ربك ما حمل ظهر منقاري من جميع البحر‪ -‬قال‪ -‬ثم قام يمشي فتبعه يوشع‪ ،‬فقال موسى )عليه‬
‫جبًا«‪.‬‬ ‫عَ‬ ‫حِر َ‬ ‫صبًا إلى قوله‪ِ :‬في اْلَب ْ‬ ‫سَفِرنا هذا َن َ‬ ‫ن َ‬ ‫غداَءنا َلَقْد َلِقينا ِم ْ‬ ‫السلم( لما أعيا حيث جاز الوقت فيه‪ :‬آِتنا َ‬
‫قال‪ :‬فرجع موسى )عليه السلم( يقص »‪ «2‬أثره حتى انتهى إليه‪ ،‬و هو على حاله مستلق‪ ،‬فقال له موسى )عليه‬
‫السلم(‪:‬‬
‫السلم عليك‪ .‬فقال‪ :‬و عليك السلم يا عالم بني إسرائيل‪ -‬قال‪ -‬ثم وثب فأخذ عصاه بيده‪ -‬قال‪ -‬فقال له موسى )عليه‬
‫طيَع َمِع َ‬
‫ي‬ ‫سَت ِ‬‫ن َت ْ‬‫ك َل ْ‬‫السلم(‪ :‬إني قد أمرت أن أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا‪ .‬فقال كما قص عليكم‪ِ :‬إّن َ‬
‫صْبرًا«‪.‬‬ ‫َ‬
‫قال‪» :‬فانطلقا حتى انتهيا إلى معبر‪ ،‬فلما نظر إليهم أهل المعبر قالوا‪ :‬و ال‪ ،‬ل نأخذ من هؤلء أجرا‪ ،‬اليوم‬
‫ك َل ْ‬
‫ن‬ ‫ل ِإّن َ‬
‫نحملهم‪ ،‬فلما ذهبت السفينة وسط الماء خرقها‪ ،‬فقال له موسى )عليه السلم( كما أخبرتهم‪ ،‬ثم قال‪َ :‬أ َلْم َأُق ْ‬
‫سرًا«‪.‬‬
‫عْ‬ ‫ن َأْمِري ُ‬ ‫ت َو ل ُتْرِهْقِني ِم ْ‬ ‫سي ُ‬ ‫خْذِني ِبما َن ِ‬ ‫ل ل ُتؤا ِ‬ ‫صْبرًا قا َ‬ ‫ي َ‬ ‫طيَع َمِع َ‬ ‫سَت ِ‬
‫َت ْ‬
‫قال‪ :‬و خرجا على ساحل البحر‪ ،‬فإذا غلم يلعب مع غلمان عليه قميص حرير أخضر‪ ،‬في أذنيه درتان‪ ،‬فتوركه‬
‫شْيئًا ُنْكرًا«‪.‬‬ ‫ت َ‬ ‫جْئ َ‬
‫س َلَقْد ِ‬‫ت َنْفسًا َزِكّيًة ِبغَْيِر َنْف ٍ‬ ‫»‪ «3‬العالم فذبحه‪ ،‬فقال له موسى )عليه السلم(‪َ :‬أ َقَتْل َ‬
‫ض َفَأقاَمُه قا َ‬
‫ل‬ ‫ن َيْنَق ّ‬ ‫جدارًا ُيِريُد َأ ْ‬ ‫جدا ِفيها ِ‬ ‫ضّيُفوُهما َفَو َ‬ ‫ن ُي َ‬ ‫طَعما َأْهَلها َفَأَبْوا َأ ْ‬‫سَت ْ‬
‫ل َقْرَيٍة ا ْ‬
‫حّتى ِإذا َأَتيا َأْه َ‬‫طَلقا َ‬ ‫قال‪َ :‬فاْن َ‬
‫جرًا خبزا نأكله فقد جعنا‪ -‬قال‪ -‬و هي قرية على ساحل البحر‪ ،‬و يقال لها‪ :‬ناصرة‪ ،‬و بها‬ ‫عَلْيِه َأ ْ‬
‫ت َ‬ ‫خْذ َ‬
‫لّت َ‬
‫ت َ‬ ‫شْئ َ‬‫َلْو ِ‬
‫تسمى النصارى نصارى‪ :‬فلم يضيفوهما و ل يضيفون بعدهما أحدا حتى تقوم الساعة‪ ،‬و كان مثل السفينة فيكم‬
‫وفينا‪ ،‬ترك الحسين )عليه السلم( البيعة لمعاوية‪ ،‬و كان مثل الغلم فيكم قول الحسن بن علي )عليه السلم( لعبد‬
‫ال بن علي‪ :‬لعنك ال من كافر فقال له‪ :‬قد قتلته‪ ،‬يا أبا محمد و كان مثل الجدار فيكم علي و الحسن و الحسين‬
‫)عليهم السلم(« »‪.«4‬‬
‫‪ -[17] /6723‬عن عبد ال بن ميمون القداح‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( عن أبيه )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬بينما‬
‫موسى )عليه السلم( قاعد في مل من بني إسرائيل‪ ،‬إذ قال له رجل‪ :‬ما أرى أحدا أعلم بال منك‪ ،‬قال موسى‬
‫)عليه السلم(‪:‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -17‬تفسير العّياشي ‪.48 /334 :2‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬يثب من‪[.....] .‬‬
‫)‪ (2‬في »ط«‪ :‬يقتفي‪ ،‬و في المصدر‪ :‬يقفي‪.‬‬
‫ي‪ :‬جعله في وركه معتمدا عليها‪» .‬لسان العرب‪ -‬ورك‪.«511 :10 -‬‬ ‫)‪ (3‬توّرك الصب ّ‬
‫ل( بيانا لمفردات الحديث في )بحار النوار ‪.(308 :13‬‬ ‫)‪ (4‬ذكر المجلسي )رحمه ا ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪654 :‬‬
‫ما أرى فأوحى ال إليه‪ :‬بلى »‪ «1‬عبدي الخضر فاسأل السبيل إليه‪ ،‬و كان له آية الحوت‪ ،‬إن افتقده فكان من شأنه‬
‫ما قص ال«‪.‬‬
‫‪ -[18] /6724‬عن هشام بن سالم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪» :‬كان سليمان )عليه السلم( أعلم من آصف‪،‬‬
‫و كان موسى )عليه السلم( أعلم من الذي اتبعه«‪.‬‬
‫‪ -[19] /6725‬عن ليث بن أبي سليم‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪» :‬شكا موسى )عليه السلم( إلى ربه الجوع‬
‫خْيٍر‬
‫ن َ‬ ‫ي ِم ْ‬‫ت ِإَل ّ‬
‫ب ِإّني ِلما َأْنَزْل َ‬ ‫جرًا‪َ ،‬ر ّ‬ ‫عَلْيِه َأ ْ‬
‫خْذتَ َ‬ ‫لّت َ‬
‫صبًا و َ‬ ‫سَفِرنا هذا َن َ‬ ‫ن َ‬ ‫غداَءنا َلَقْد َلِقينا ِم ْ‬‫في ثلثة مواضع‪ :‬آِتنا َ‬
‫َفِقيٌر »‪.««2‬‬
‫‪ -[20] /6726‬عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني »‪ ،«3‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن ابن‬
‫عباس‪ ،‬قال‪ :‬ما وجدت للناس »‪ «4‬و لعلي بن أبي طالب )عليه السلم( شبها إل موسى )عليه السلم( و صاحب‬
‫السفينة‪ ،‬تكلم موسى )عليه السلم( بجهل‪ ،‬و تكلم صاحب السفينة بعلم‪ ،‬و تكلم الناس بجهل‪ ،‬و تكلم علي )عليه‬
‫السلم( بعلم‪.‬‬
‫‪ -[21] /6727‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد )رضي ال عنه( قال‪ :‬حدثنا محمد بن‬
‫الحسن الصفار‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن الحسين بن علوان‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن‬
‫عباية السدي‪ ،‬قال‪ :‬كان عبد ال بن عباس جالسا على شفير زمزم يحدث الناس‪ ،‬فلما فرغ من حديثه جاء رجل‬
‫فسلم عليه‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا عبد ال‪ ،‬إني رجل من أهل الشام فقال‪ :‬أعوان كل ظالم إل من عصم ال منكم‪ ،‬سل عما بدا‬
‫لك‪.‬‬
‫فقال‪ :‬يا عبد ال بن عباس‪ ،‬إني جئتك أسألك عمن قتله علي بن أبي طالب من أهل ل إله إل ال‪ ،‬لم يكفروا‬
‫بصلة‪ ،‬و ل بحج‪ ،‬و ل بصوم شهر رمضان‪ ،‬و ل بزكاة؟‪.‬‬
‫فقال له عبد ال‪ :‬ثكلتك أمك‪ ،‬سل عما يعنيك‪ ،‬و دع ما ل يعنيك‪ .‬فقال‪ :‬ما جئتك أضرب إليك من حمص للحج و ل‬
‫للعمرة‪ ،‬و لكن آتيتك لتشرح لي أمر علي بن أبي طالب و فعاله‪.‬‬
‫فقال له‪ :‬ويلك‪ ،‬إن علم العالم صعب ل تحتمله و ل تقر به القلوب الصدئة أخبرك أن علي بن أبي طالب )عليه‬
‫السلم( كان مثله في هذه المة كمثل موسى و العالم )عليهما السلم( و ذلك أن ال تبارك و تعالى قال في كتابه‪:‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -18‬تفسير العّياشي ‪.49 /334 :2‬‬
‫‪ -19‬تفسير العّياشي ‪.50 /335 :2‬‬
‫‪ -20‬تفسير العّياشي ‪.51 /335 :2‬‬
‫‪ -21‬علل الشرائع‪.3 /64 :‬‬
‫)‪ (1‬في »ط« و »ق«‪ :‬إئت‪.‬‬
‫)‪ (2‬القصص ‪.24 :28‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬الكوفي‪.‬‬
‫)‪ (4‬في »ج«‪ :‬لنا‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪655 :‬‬
‫لْلوا ِ‬
‫ح‬ ‫ن َو َكَتْبنا َلُه ِفي ا َْ‬ ‫شاِكِري َ‬ ‫ن ال ّ‬
‫ن ِم َ‬ ‫ك َو ُك ْ‬ ‫خْذ ما آَتْيُت َ‬ ‫س ِبِرسالِتي َو ِبَكلِمي َف ُ‬ ‫عَلى الّنا ِ‬ ‫ك َ‬‫طَفْيُت َ‬
‫صَ‬‫يا ُموسى ِإّني ا ْ‬
‫يٍء »‪ «1‬فكان موسى )عليه السلم( يرى أن جميع الشياء قد أثبتت له‪،‬‬ ‫ش ْ‬‫ل َ‬ ‫ل ِلُك ّ‬
‫صي ً‬
‫ظًة َو َتْف ِ‬ ‫عَ‬‫يٍء َمْو ِ‬‫ش ْ‬‫ل َ‬
‫ن ُك ّ‬‫ِم ْ‬
‫كما ترون أنتم أن علماءكم قد أثبتوا جميع الشياء‪ ،‬فلما انتهى موسى )عليه السلم( إلى ساحل البحر‪ ،‬و لقي‬
‫العالم‪ ،‬استنطق موسى ليصل علمه و ل يحسده‪ ،‬كما حسدتم أنتم علي بن أبي طالب )عليه السلم( و أنكرتم‬
‫شدًا؟ فعلم العالم أن موسى )عليه‬ ‫ت ُر ْ‬ ‫ن ِمّما عُّلْم َ‬ ‫ن ُتَعّلَم ِ‬‫على َأ ْ‬ ‫ك َ‬‫ل َأّتِبُع َ‬
‫فضله‪ ،‬فقال له موسى )عليه السلم(‪َ :‬ه ْ‬
‫على ما َلْم‬ ‫صِبُر َ‬ ‫ف َت ْ‬ ‫صْبرًا َو َكْي َ‬ ‫ي َ‬ ‫طيَع َمِع َ‬ ‫سَت ِ‬
‫ن َت ْ‬ ‫ك َل ْ‬‫السلم( ل يطيق صحبته‪ ،‬و ل يصبر على علمه‪ ،‬فقال له‪ِ :‬إّن َ‬
‫خْبرًا؟‬
‫ط ِبِه ُ‬
‫ح ْ‬‫ُت ِ‬
‫ك َأْمرًا فعلم العالم‪ ،‬أن موسى )عليه‬ ‫صي َل َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ل صاِبرًا َو ل َأ ْ‬ ‫ن شاَء ا ُّ‬ ‫جُدِني ِإ ْ‬ ‫سَت ِ‬
‫فقال له موسى )عليه السلم(‪َ :‬‬
‫ك ِمْنُه ِذْكرًا‪.‬‬‫ث َل َ‬
‫حِد َ‬ ‫حّتى ُأ ْ‬ ‫يٍء َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن َ‬ ‫عْ‬ ‫سَئْلِني َ‬ ‫ن اّتَبْعَتِني َفل َت ْ‬ ‫السلم( ل يصبر على علمه‪ ،‬فقال‪َ :‬فِإ ِ‬
‫قال‪ :‬فركبا في السفينة فخرقها العالم‪ ،‬و كان خرقها ل عز و جل رضا‪ ،‬و سخط ذلك موسى‪ ،‬و لقي الغلم فقتله‪،‬‬
‫و كان قتله ل عز و جل رضا‪ ،‬و سخط ذلك موسى‪ ،‬و أقام الجدار و كانت إقامته ل عز و جل رضا‪ ،‬و سخط‬
‫ذلك موسى‪ ،‬كذلك كان علي بن أبي طالب )عليه السلم( لم يقتل إل من كان ل في قتله رضا و لهل الجهالة من‬
‫الناس سخطا‪.‬‬
‫ن َلُكْم ِإلى‬ ‫ن ُيْؤَذ َ‬
‫ل َأ ْ‬‫ي ِإ ّ‬
‫ت الّنِب ّ‬
‫خُلوا ُبُيو َ‬
‫ن آَمُنوا ل َتْد ُ‬‫و الحديث بتمامه يأتي‪ -‬إن شاء ال‪ -‬في قوله تعالى‪ :‬يا َأّيَها اّلِذي َ‬
‫ن ِإناُه من سورة الحزاب »‪.«2‬‬ ‫ظِري َ‬ ‫غْيَر نا ِ‬‫طعاٍم َ‬ ‫َ‬
‫‪ -[22] /6728‬العياشي‪ :‬عن عبد ال بن سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪» :‬أن نجدة الحروري »‪ «3‬كتب‬
‫إلى ابن عباس‪ ،‬يسأله عن سبي الذراري‪ ،‬فكتب إليه‪ :‬أما الذراري فلم يكن رسول ال )صلى ال عليه و آله(‬
‫يقتلهم‪ ،‬و كان الخضر )عليه السلم( يقتل كافرهم و يترك مؤمنهم‪ ،‬فإن كنت تعلم ما يعلم الخضر )عليه السلم(‬
‫فاقتلهم«‪.‬‬
‫‪ -[23] /6729‬عن إسحاق بن عمار‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سمعته يقول‪» :‬بينما العالم يمشي مع‬
‫س َلَقْد‬‫ت َنْفسًا َزِكّيًة ِبَغْيِر َنْف ٍ‬ ‫موسى )عليه السلم( إذا هم بغلم يلعب‪ -‬قال‪ -‬فوكزه العالم فقتله‪ ،‬فقال له موسى‪َ :‬أ َقَتْل َ‬
‫شْيئًا ُنْكرًا‪ -‬قال‪ -‬فأدخل العالم يده فاقتلع كتفه‪ ،‬فإذا عليه مكتوب‪ :‬كافر مطبوع«‪.‬‬ ‫ت َ‬ ‫جْئ َ‬
‫ِ‬
‫‪ -[24] /6730‬عن حريز‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( أنه كان يقرأ‪» :‬و كان وراءهم ملك‪ -‬يعني أمامهم‪ -‬يأخذ‬
‫كل‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -22‬تفسير العّياشي ‪.53 /335 :2‬‬
‫‪ -23‬تفسير العّياشي ‪.53 /335 :2‬‬
‫‪ -24‬تفسير العّياشي ‪[.....] .54 /335 :2‬‬
‫)‪ (1‬العراف ‪.145 /144 :7‬‬
‫)‪ (2‬يأتي في الحديث )‪ (2‬من تفسير الية )‪ (53‬من سورة الحزاب‪.‬‬
‫ق‪ ،‬خرج باليمامة عقب موت يزيد بن‬ ‫)‪ (3‬هو نجدة بن عامر الحروري‪ :‬من رؤوس الخوارج‪ ،‬زائغ عن الح ّ‬
‫معاوية‪ ،‬و قدم مّكة‪ ،‬و له مقالت معروفة و أتباع انقرضوا‪ ،‬كاتب ابن عباس يسأله عن سهم ذي القربى و عن‬
‫قتل الطفال الذين يخالفونه و غير ذلك‪» .‬الكامل في التاريخ ‪ ،201 :4‬شرح نهج البلغة لبن أبي الحديد ‪:4‬‬
‫‪ ،136‬لسان الميزان ‪.«148 :6‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪656 :‬‬
‫سفينة صالحة غصبا«‪.‬‬
‫‪ -[25] /6731‬عن حريز‪ ،‬عمن ذكره عن أحدهما )عليهما السلم( »‪«1‬‬
‫‪ ،‬أنه قرأ‪) » :‬و كان أبواه مؤمنين و طبع كافرا(«‪.‬‬
‫شينا خشي إن أدرك الغلم أن يدعوا‬ ‫خِ‬‫‪ -[26] /6732‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله‪َ :‬ف َ‬
‫أبويه إلى الكفر‪ ،‬فيجيبانه من فرط حبهما له«‪.‬‬
‫‪ -[27] /6733‬عن عبد ال بن خالد‪ ،‬رفعه‪ ،‬قال‪» :‬كان في كتف الغلم الذي قتله العالم مكتوب‪ :‬كافر«‪.‬‬
‫‪ -[28] /6734‬عن محمد بن عمر‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬إن ال ليحفظ ولد المؤمن إلى‬
‫ألف سنة‪ ،‬و إن الغلمين كان بينهما و بين أبويهما سبعمائة سنة«‪.‬‬
‫ن ُيْبِدَلُهما‬
‫‪ -[29] /6735‬عن عثمان‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال عز و جل‪َ :‬فَأَرْدنا َأ ْ‬
‫حمًا‪ ،‬قال‪» :‬إنه ولدت لهما جارية‪ ،‬فولدت غلما‪ ،‬و كان نبيا«‪.‬‬ ‫ب ُر ْ‬ ‫خْيرًا ِمْنُه َزكاًة َو َأْقَر َ‬ ‫َرّبُهما َ‬
‫‪ -[30] /6736‬عن الحسن بن سعيد اللخمي‪ ،‬قال‪ :‬ولدت لرجل من أصحابنا جارية‪ ،‬فدخل على أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم(‪ ،‬فرآه متسخطا لها‪ ،‬فقال له أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬أ رأيت لو أن ال أوحى إليك‪ :‬إني أختار لك أو‬
‫تختار لنفسك‪ ،‬ما كنت تقول؟«‪.‬‬
‫قال‪ :‬كنت أقول‪ :‬يا رب‪ ،‬تختار لي‪ .‬قال‪» :‬فإن ال قد أختار لك«‪.‬‬
‫خْيرًا‬ ‫ن ُيْبِدَلُهما َرّبُهما َ‬ ‫ثم قال‪» :‬إن الغلم الذي قتله العالم حين كان مع موسى )عليه السلم( في قول ال‪َ :‬فَأَرْدنا َأ ْ‬
‫حمًا‪ ،‬قال‪ :‬فأبدلهما جارية ولدت سبعين نبيا«‪.‬‬ ‫ب ُر ْ‬‫ِمْنُه َزكاًة َو َأْقَر َ‬
‫‪ -[31] /6737‬عن أبي يحيى الواسطي‪ ،‬رفعه إلى أحدهما )عليهما السلم( في قول ال عز و جل َو َأّما اْلُغلُم‬
‫حمًا قال‪» :‬أبدلهما مكان البن بنتا‪ ،‬فولدت سبعين نبيا«‪.‬‬ ‫ب ُر ْ‬
‫ن إلى قوله‪َ :‬و َأْقَر َ‬ ‫ن َأَبواُه ُمْؤِمَنْي ِ‬
‫َفكا َ‬
‫‪ -[32] /6738‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( »‪» :«2‬كم من إنسان له حق ل يعلم به!« قال‪ :‬قلت‪:‬‬
‫و ما ذاك‪ ،‬أصلحك ال؟ قال‪» :‬إن صاحبي الجدار كان لهما كنز تحته‪ ،‬أما إنه لم يكن ذهبا و ل فضة«‪.‬‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬فأيهما كان أحق به؟ فقال‪» :‬الكبر‪ ،‬كذلك نقول«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -25‬تفسير العّياشي ‪.55 /336 :2‬‬
‫‪ -26‬تفسير العّياشي ‪.56 /336 :2‬‬
‫‪ -27‬تفسير العّياشي ‪.57 /336 :2‬‬
‫‪ -28‬تفسير العّياشي ‪.58 /336 :2‬‬
‫‪ -29‬تفسير العّياشي ‪.59 /336 :2‬‬
‫‪ -30‬تفسير العّياشي ‪.60 /337 :2‬‬
‫‪ -31‬تفسير العّياشي ‪.61 /337 :2‬‬
‫‪ -32‬تفسير العّياشي ‪.62 /337 :2‬‬
‫سلم(‪.‬‬ ‫ل )عليه ال ّ‬
‫)‪ (1‬في »ط«‪ -‬عن أبي عبد ا ّ‬
‫سلم(‪.‬‬‫ل )عليه ال ّ‬‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬عن أبي عبد ا ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪657 :‬‬

‫‪ -[33] /6739‬عن إسحاق بن عمار‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪» :‬إن ال ليصلح بصلح الرجل‬
‫المؤمن ولده و ولد ولده‪ ،‬و يحفظه في دويرته و دويرات حوله‪ ،‬فل يزالون في حفظ ال لكرامته على ال«‪.‬‬
‫ن َأُبوُهما صاِلحًا ألم تر أن ال شكر صلح أبويهما لهما«‪.‬‬ ‫ثم ذكر الغلمين فقال‪َ» :‬و كا َ‬
‫‪ -[34] /6740‬عن يزيد بن رومان »‪ ،«1‬قال‪ :‬دخل نافع بن الزرق »‪ «2‬المسجد الحرام و الحسين بن علي‬
‫)عليهما السلم( مع عبد ال بن عباس جالسان في الحجر‪ ،‬فجلس إليهما‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا بن عباس‪ ،‬صف لي إلهك الذي‬
‫تعبده‪ ،‬فأطرق ابن عباس طويل متبطئا »‪ «3‬بقوله‪ ،‬فقال له الحسين )عليه السلم(‪» :‬إلي يا بن الزرق‪ ،‬المتورط‬
‫في الضللة‪ ،‬المرتكس »‪ «4‬في الجهالة‪ ،‬أجيبك عما سألت عنه«‪ .‬فقال‪ :‬ما إياك سألت فتجيبني‪.‬‬
‫فقال له ابن عباس‪ :‬مه عن ابن رسول ال‪ ،‬فإنه من أهل بيت النبوة و معدن الحكمة‪ .‬فقال له‪ :‬صف لي‪.‬‬
‫فقال له‪» :‬أصفه بما وصف به نفسه‪ ،‬و أعرفه بما عرف به نفسه‪ :‬ل يدرك بالحواس‪ ،‬و ل يقاس بالناس‪ ،‬قريب‬
‫غير ملتزق »‪ «5‬و بعيد غير مقصى‪ ،‬يوحد و ل يبعض »‪ ،«6‬ل إله إل هو الكبير المتعال« قال‪ :‬فبكى ابن‬
‫الزرق بكاء شديدا‪ .‬فقال له الحسين )عليه السلم(‪» :‬ما يبكيك«؟ فقال‪ :‬بكيت من حسن وصفك‪.‬‬
‫قال‪» :‬يا بن الزرق‪ ،‬إني أخبرت أنك تكفر أبي و أخي و تكفرني« قال له نافع‪ :‬لئن قلت ذاك لقد كنتم الحكماء »‬
‫‪ «7‬و معالم السلم‪ ،‬فلما بدلتم استبدلنا بكم‪.‬‬
‫فقال‪ :‬له الحسين )عليه السلم(‪» :‬يا بن الزرق‪ ،‬أسألك عن مسألة‪ ،‬فأجبني عن قول ال ل إله إل هو‪َ :‬و َأّما‬
‫ن ِفي اْلَمِديَنِة إلى قوله‪َ :‬كْنٌز َلُهما من حفظ فيهما«؟ قال‪» :‬فأيهما أفضل أبوهما أم رسول‬ ‫ن َيِتيَمْي ِ‬
‫ن ِلُغلَمْي ِ‬
‫جداُر َفكا َ‬
‫اْل ِ‬
‫ال )صلى ال عليه و آله( و فاطمة )عليها السلم(؟«‪ .‬قال‪ :‬ل‪ ،‬بل رسول ال و فاطمة بنت رسول ال قال‪» :‬فما‬
‫حفظنا حتى حيل بيننا »‪ «8‬و بين الكفر؟«‪ .‬فنهض‪ ،‬ثم نفض ثوبه‪ ،‬ثم قال‪ :‬قد نبأنا ال عنكم‪ -‬معشر قريش‪ -‬أنتم‬
‫قوم خصمون‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -33‬تفسير العّياشي ‪[.....] .63 /337 :2‬‬
‫‪ -34‬تفسير العّياشي ‪.64 /337 :2‬‬
‫)‪ (1‬في »ق«‪ :‬زوبان‪ ،‬و في المصدر و »ج‪ ،‬ط«‪ :‬رويان‪ ،‬و ما أثبتناه هو الصحيح راجع تقريب التهذيب ‪:2‬‬
‫‪.249 /364‬‬
‫)‪ (2‬هو نافع بن الزرق الحروري‪ ،‬من رؤوس الخوارج و إليه تنسب طائفة الزارقة‪ ،‬و كان قد خرج في‬
‫أواخر دولة يزيد بن معاوية‪» .‬لسان الميزان ‪.«506 /144 :6‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬مستبطئا‪.‬‬
‫)‪ (4‬في المصدر‪ :‬المرتكن‬
‫)‪ (5‬في »ط«‪ :‬غير بعيد ملتزق‪ ،‬و في »ج«‪ :‬غير بعيد غير ملتزق‪.‬‬
‫)‪ (6‬في المصدر‪ :‬و ل يتبّعض‪.‬‬
‫)‪ (7‬في المصدر‪ :‬الحّكام‪.‬‬
‫)‪ (8‬في »ط«‪ :‬فما حفظهما حّتى حيل بينهما‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪658 :‬‬
‫‪ -[35] /6741‬عن زرارة و حمران‪ ،‬عن أبي جعفر و أبي عبد ال )عليهما السلم(‪ :‬قال‪» :‬يحفظ الطفال بأعمال‬
‫آبائهم‪ ،‬كما حفظ ال الغلمين بصلح أبيهما«‪.‬‬
‫‪ -[36] /6742‬عن صفوان الجمال‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سألته عن قول ال عز و جل َو َأّما‬
‫حَتُه َكْنٌز َلُهما‪ ،‬فقال‪» :‬أما إنه ما كان ذهبا و ل فضة‪ ،‬و إنما كان‬
‫ن َت ْ‬‫ن ِفي اْلَمِديَنِة َو كا َ‬
‫ن َيِتيَمْي ِ‬
‫ن ِلُغلَمْي ِ‬
‫جداُر َفكا َ‬
‫اْل ِ‬
‫أربع كلمات‪ :‬إني أنا ال ل إله إل أنا‪ ،‬من أيقن بالموت لم تضحك سنة‪ ،‬و من أقر بالحساب لم يفرح قلبه‪ ،‬و من‬
‫آمن بالقدر »‪ «1‬لم يخش إل ربه«‪.‬‬
‫‪ -[37] /6743‬عن ابن أسباط‪ ،‬عن أبي الحسن الرضا )عليه السلم( قال‪» :‬كان في الكنز الذي قال ال عز و‬
‫جل‪:‬‬
‫حَتُه َكْنٌز َلُهما لوح من ذهب‪ ،‬فيه‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيم‪ ،‬محمد رسول ال‪ ،‬عجبت لمن أيقن بالموت‬ ‫ن َت ْ‬
‫َو كا َ‬
‫كيف يفرح‪ ،‬و عجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن‪ ،‬و عجبت لمن رأى الدنيا و تقلبها بأهلها كيف يركن إليها! و‬
‫ينبغي لمن عقل عن ال أن ل يتهم ال في قضائه‪ ،‬و ل يستبطئه في رزقه«‪.‬‬
‫‪ -[38] /6744‬عن مسعدة بن صدقة‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ .‬عن آبائه )عليهم السلم(‪» :‬أن النبي )صلى ال عليه و‬
‫آله( قال‪ :‬إن ال ليخلف العبد الصالح من بعد موته في أهله و ماله‪ ،‬و إن كان أهله أهل سوء‪ ،‬ثم قرأ هذه الية إلى‬
‫ن َأُبوُهما صاِلحًا«‪.‬‬ ‫قوله‪َ :‬و كا َ‬
‫‪ -[39] /6745‬عن أحمد بن محمد بن أبي نصر‪ ،‬أنه سمع هذا الكلم من الرضا )عليه السلم(‪» :‬عجبا لمن عقل‬
‫»‪ «2‬عن ال‪ ،‬كيف يستبطئ ال في رزقه؟! و كيف اصطبر على قضائه!«‪.‬‬
‫‪ -[40] /6746‬عن محمد بن عمرو الكوفي‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬يحفظ ولد المؤمن‬
‫لبيه إلى ألف سنة‪ ،‬و إن الغلمين كان بينهما و بين أبيهما سبعمائة سنة«‪.‬‬
‫‪ -[41] /6747‬الشيخ في )التهذيب(‪ :‬بإسناده‪ ،‬عن محمد بن عبيد ال الحلبي و العباس بن عامر‪ ،‬عن عبد ال ابن‬
‫بكير‪ ،‬عن عبيد بن زرارة‪ ،‬عن أبي بصير عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬كم من إنسان له حق ل يعلم به!«‬
‫قلت‪:‬‬
‫و ما ذاك أصلحك ال؟ قال‪» :‬إن صاحبي الجدار كان لهما كنز تحته ل يعلمان به‪ ،‬أما إنه لم يكن بذهب و ل‬
‫فضة«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فما كان؟ قال‪» :‬كان علما«‪ .‬قلت‪ :‬فأيهما أحق به؟ قال‪» :‬الكبير‪ ،‬كذلك نقول نحن«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -35‬تفسير العّياشي ‪.65 /338 :2‬‬
‫‪ -36‬تفسير العّياشي ‪.66 /338 :2‬‬
‫‪ -37‬تفسير العّياشي ‪.67 /338 :2‬‬
‫‪ -38‬تفسير العّياشي ‪.68 /338 :2‬‬
‫‪ -39‬تفسير العّياشي ‪[.....] .69 /339 :2‬‬
‫‪ -40‬تفسير العّياشي ‪.70 /339 :2‬‬
‫‪ -41‬التهذيب ‪.1000 /276 :9‬‬
‫)‪ (1‬في »ط«‪ :‬و من أقّر بالقبر‪.‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬غفل‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪659 :‬‬
‫‪ -[42] /6748‬و عنه‪ :‬بإسناده عن علي بن أسباط‪ ،‬عن أبي الحسن الرضا )عليه السلم(‪ ،‬قال‪ :‬سمعناه‪ -‬و ذكر‬
‫كنز اليتيمين‪ -‬فقال‪» :‬كان لوحا من ذهب فيه‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيم‪ ،‬ل إله إل ال‪ ،‬محمد رسول ال‪ ،‬عجبت‬
‫لمن أيقن بالموت كيف يفرح‪ ،‬و عجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن‪ ،‬و عجبت لمن رأى الدنيا و تقلبها بأهلها كيف‬
‫يركن إليها‪:‬‬
‫و ينبغي لمن عقل عن ال أن ل يستبطئ ال في رزقه‪ ،‬و ل يتهمه في قضائه«‪.‬‬
‫فقال له الحسين بن أسباط‪ :‬فإلى من صار‪ ،‬إلى أكبرهما؟ قال‪» :‬نعم«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫حّقا ]‪[98 -83‬‬ ‫عُد َرّبي َ‬ ‫ن َو ْ‬‫عَلْيُكْم ِمْنُه ِذْكرًا‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و كا َ‬ ‫سَأْتُلوا َ‬
‫ل َ‬‫ن ُق ْ‬ ‫ن ِذي اْلَقْرَنْي ِ‬‫عْ‬ ‫ك َ‬ ‫سَئُلوَن َ‬
‫َو َي ْ‬
‫‪ -[1] /6749‬ابن بابويه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن يحيى العطار »‪ ،«1‬عن الحسين بن الحسن بن أبان‪ ،‬عن محمد‬
‫ابن اورمة‪ ،‬قال‪ :‬حدثني القاسم بن عروة‪ ،‬عن بريد العجلي‪ ،‬عن سعد بن طريف‪ ،‬عن الصبغ بن نباتة‪ ،‬قال‪ :‬قام‬
‫ابن الكواء إلى علي )عليه السلم( و هو على المنبر‪ ،‬فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬أخبرني عن ذي القرنين‪ ،‬أنبياء كان‬
‫أم ملكا؟‬
‫و أخبرني عن قرنيه‪ ،‬أمن ذهب أم من فضة؟‬
‫فقال له )عليه السلم(‪» :‬لم يكن نبيا و ل ملكا و لم يكن قرناه من ذهب و ل فضة‪ ،‬و لكنه كان عبدا أحب ال فأحبه‬
‫ال‪ ،‬و نصح ل فنصحه ال‪ ،‬و إنما سمي ذا القرنين لنه دعا قومه إلى ال عز و جل فضربوه على قرنه‪ ،‬فغاب‬
‫عنهم حينا‪ ،‬ثم عاد إليهم‪ ،‬فضرب على قرنه الخر‪ ،‬و فيكم مثله«‪ .‬يعني نفسه‪.‬‬
‫‪ -[2] /6750‬أحمد بن محمد بن خالد البرقي‪ ،‬عن محمد بن عيسى اليقطيني‪ ،‬عن عبيد ال الدهقان‪ ،‬عن درست‬
‫بن أبي منصور الواسطي‪ ،‬عن إبراهيم بن عبد الحميد‪ ،‬عن أبي الحسن موسى بن جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬ملك‬
‫ذو القرنين و هو ابن اثنتي عشرة سنة‪ ،‬و مكث في ملكه ثلثين سنة«‪.‬‬
‫‪ -[3] /6751‬قال علي بن إبراهيم‪ :‬فلما أخبر رسول ال )صلى ال عليه و آله( بخبر موسى و فتاه و الخضر‪،‬‬
‫قالوا له‪:‬‬
‫ن ُق ْ‬
‫ل‬ ‫ن ِذي اْلَقْرَنْي ِ‬
‫عْ‬
‫ك َ‬‫سَئُلوَن َ‬
‫فأخبرنا عن طائف طاف المشرق و المغرب‪ ،‬من هو‪ ،‬و ما قصته؟ فأنزل ال َو َي ْ‬
‫يٍء سََببًا‪.‬‬
‫ش ْ‬
‫ل َ‬
‫ن ُك ّ‬
‫ض َو آَتْيناُه ِم ْ‬
‫لْر ِ‬
‫عَلْيُكْم ِمْنُه ِذْكرًا ِإّنا َمّكّنا َلُه ِفي ا َْ‬
‫سَأْتُلوا َ‬
‫َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -42‬التهذيب ‪.1001 /276 :9‬‬
‫‪ -1‬كمال الدين و تمام النعمة‪.3 /393 :‬‬
‫‪ -2‬المحاسن‪.9 /193 :‬‬
‫‪ -3‬تفسير القّمي ‪.40 :2‬‬
‫طار‪ ،‬قال‪ :‬حّدثنا أبي‪.‬‬ ‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬حّدثنا أحمد بن محّمد بن الع ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪660 :‬‬
‫‪ -[4] /6752‬الطبرسي في )الحتجاج(‪ :‬عن الصادق )عليه السلم( و قد سأله زنديق‪ ،‬فقال‪ :‬أخبرني أين تغيب‬
‫الشمس؟ قال )عليه السلم(‪» :‬إن بعض العلماء قال‪ :‬إذا انحدرت أسفل القبة دار بها الفلك إلى بطن السماء صاعدة‬
‫أبدا إلى أن تنحط إلى موضع مطلعها‪ ،‬يعني أنها تغيب في عين حمئة »‪ «1‬ثم تخرق الرض راجعة إلى موضع‬
‫مطلعها‪ ،‬فتخر تحت العرش حتى يؤذن لها بالطلوع‪ ،‬و يسلب نورها كل يوم و تجلل نورا آخر«‪.‬‬
‫‪ -[5] /6753‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا جعفر بن أحمد‪ ،‬عن عبد ال بن موسى‪ ،‬عن الحسن بن علي بن أبي‬
‫ن ِذي‬ ‫عْ‬ ‫ك َ‬‫سَئُلوَن َ‬‫حمزة »‪ ،«2‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سألته عن قول ال َو َي ْ‬
‫عَلْيُكْم ِمْنُه ِذْكرًا‪.‬‬ ‫سَأْتُلوا َ‬
‫ل َ‬ ‫ن ُق ْ‬
‫اْلَقْرَنْي ِ‬
‫قال‪» :‬إن ذا القرنين بعثه ال إلى قومه‪ ،‬فضربوه على قرنه اليمن‪ ،‬فأماته ال خمسمائة عام‪ ،‬ثم بعثه إليهم بعد‬
‫ذلك فضربوه على قرنه اليسر‪ ،‬فأماته ال خمسمائة عام‪ ،‬ثم بعثه إليهم‪ ،‬بعد ذلك‪ ،‬فملكه مشارق الرض و‬
‫عْي ٍ‬
‫ن‬ ‫ب ِفي َ‬ ‫جَدها َتْغُر ُ‬ ‫س َو َ‬‫شْم ِ‬ ‫ب ال ّ‬
‫حّتى ِإذا َبَلَغ َمْغِر َ‬ ‫مغاربها‪ ،‬من حيث تطلع الشمس إلى حيث تغرب‪ ،‬فهو قوله‪َ :‬‬
‫عذابًا ُنْكرًا‪ -‬قال‪ -‬في النار‪ ،‬فجعل ذو القرنين بينهم بابا من نحاس و حديد‪ ،‬و زفت و قطران‪ ،‬فحال‬ ‫حِمَئٍة إلى قوله َ‬ ‫َ‬
‫بينهم و بين الخروج«‪.‬‬
‫ثم قال‪ :‬أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬ليس منهم رجل يموت حتى يولد له من صلبه ألف ولد ذكر‪ -‬ثم قال‪ -‬هم أكثر‬
‫خلق خلقوا بعد الملئكة«‪.‬‬
‫‪ -[6] /6754‬و سئل أمير المؤمنين )عليه السلم( عن ذي القرنين‪ ،‬أنبياء كان أم ملكا؟‬
‫فقال‪» :‬ل نبي و ل ملك‪ ،‬بل إنما هو عبد أحب ال فأحبه‪ ،‬و نصح ل فبعثه ال إلى قومه‪ ،‬فضربوه على قرنه‬
‫اليمن‪ ،‬فغاب عنهم ما شاء ال أن يغيب‪ ،‬ثم بعثه الثانية‪ ،‬فضرب على قرنه اليسر فغاب عنهم ما شاء ال أن‬
‫ب ِفي‬ ‫يغيب‪ ،‬ثم بعثه الثالثة‪ ،‬فمكن ال له في الرض‪ ،‬و فيكم مثله‪ -‬يعني نفسه‪ -‬فبلغ مغرب الشمس فوجدها َتْغُر ُ‬
‫سنًا‪.‬‬
‫حْ‬‫خَذ ِفيِهْم ُ‬ ‫ب َو ِإّما َأنْ َتّت ِ‬‫ن ُتَعّذ َ‬‫ن ِإّما َأ ْ‬‫عْنَدها َقْومًا ُقْلنا يا َذا اْلَقْرَنْي ِ‬ ‫جَد ِ‬‫حِمَئٍة َو َو َ‬‫ن َ‬ ‫عْي ٍ‬‫َ‬
‫حّتى‬‫سَببًا أي دليل َ‬ ‫عذابًا ُنْكرًا إلى قوله ُثّم َأْتَبَع َ‬ ‫ف ُنَعّذُبُه ُثّم ُيَرّد ِإلى َرّبِه َفُيَعّذُبُه َ‬ ‫سْو َ‬ ‫ظَلَم َف َ‬
‫ن َ‬ ‫قال‪ :‬ذو القرنين‪َ :‬أّما َم ْ‬
‫سَببًا‬
‫سْترًا‪ -‬قال‪ -‬لم يعلموا صنعة الثياب ُثّم َأْتَبَع َ‬ ‫ن ُدوِنها ِ‬ ‫ل َلُهْم ِم ْ‬
‫جَع ْ‬ ‫على َقْوٍم َلْم َن ْ‬ ‫طُلُع َ‬ ‫جَدها َت ْ‬ ‫س َو َ‬ ‫شْم ِ‬ ‫طِلَع ال ّ‬‫ِإذا َبَلَغ َم ْ‬
‫ج َو‬‫جو َ‬ ‫ن َيْأ ُ‬
‫ن ِإ ّ‬
‫ل قاُلوا يا َذا اْلَقْرَنْي ِ‬‫ن َقْو ً‬ ‫ن َيْفَقُهو َ‬‫ن ُدوِنِهما َقْومًا ل َيكاُدو َ‬ ‫جَد ِم ْ‬ ‫ن َو َ‬ ‫سّدْي ِ‬
‫ن ال ّ‬‫حّتى ِإذا َبَلَغ َبْي َ‬ ‫أي دليل َ‬
‫سّدا فقال ذو القرنين ما َمّكّني ِفيِه‬ ‫ل َبْيَننا َو َبْيَنُهْم َ‬‫جَع َ‬‫ن َت ْ‬
‫على َأ ْ‬ ‫خْرجًا َ‬ ‫ك َ‬ ‫ل َل َ‬‫جَع ُ‬‫ل َن ْ‬‫ض َفَه ْ‬‫لْر ِ‬ ‫ن ِفي ا َْ‬ ‫سُدو َ‬‫ج ُمْف ِ‬‫جو َ‬ ‫َمْأ ُ‬
‫ل َبْيَنُكْم َو َبْيَنُهْم َرْدمًا‬‫جَع ْ‬‫عيُنوِني ِبُقّوٍة َأ ْ‬ ‫خْيٌر َفَأ ِ‬
‫َرّبي َ‬

‫__________________________________________________‬
‫‪ -4‬الحتجاج‪.351 :‬‬
‫‪ -5‬تفسير القمي ‪.40 :2‬‬
‫‪ -6‬تفسير القمي ‪.41 :2‬‬
‫)‪ (1‬في »ق« و المصدر‪ :‬حامية‪.‬‬
‫)‪ (2‬في نسخة من المصدر‪ :‬عن أبي حمزة‪[.....] .‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪661 :‬‬
‫حِديِد فأتوا به‪ ،‬فوضعه ما بين الصدفين‪ -‬يعني بين الجبلين‪ -‬حتى سوى بينهما‪ ،‬ثم أمرهم أن يأتوا‬ ‫آُتوِني ُزَبَر اْل َ‬
‫بالنار فأتوا بها‪ ،‬فأشعلوا فيه و نفخوا تحت الحديد حتى صار الحديد مثل النار‪ ،‬ثم صب عليه القطر‪ -‬و هو‬
‫جَعَلُه نارًا إلى قوله َنْقبًا قال ذو‬ ‫حّتى ِإذا َ‬
‫خوا َ‬ ‫ل اْنُف ُ‬
‫ن قا َ‬
‫صَدَفْي ِ‬
‫ن ال ّ‬ ‫حّتى ِإذا ساوى َبْي َ‬‫الصفر‪ -‬حتى سده‪ ،‬و هو قوله‪َ :‬‬
‫حّقا‪ -‬قال‪ -‬إذا كان قبل يوم القيامة في‬ ‫عُد َرّبي َ‬
‫ن َو ْ‬ ‫جَعَلُه َدّكاَء َو كا َ‬‫عُد َرّبي َ‬
‫ن َرّبي َفِإذا جاَء َو ْ‬‫حَمٌة ِم ْ‬‫القرنين‪ :‬هذا َر ْ‬
‫جو ُ‬
‫ج‬ ‫ت َيْأ ُ‬‫ح ْ‬‫حّتى ِإذا ُفِت َ‬
‫آخر الزمان انهدم ذلك السد‪ ،‬و خرج يأجوج و مأجوج إلى الدنيا و أكلوا الناس‪ ،‬و هو قوله‪َ :‬‬
‫ن »‪.««1‬‬ ‫سُلو َ‬
‫ب َيْن ِ‬
‫حَد ٍ‬
‫ل َ‬
‫ن ُك ّ‬‫ج َو ُهْم ِم ْ‬ ‫جو ُ‬ ‫َو َمْأ ُ‬
‫قال‪» :‬فسار ذو القرنين إلى ناحية المغرب‪ ،‬فكان إذا مر بقرية زأر فيها كما يزأر السد المغضب‪ ،‬فتنبعث في‬
‫القرية ظلمات و رعد و برق و صواعق‪ ،‬تهلك من ناوأه و خالفه‪ ،‬فلم يبلغ مغرب الشمس حتى دان له أهل‬
‫ض َو آَتْيناُه‬
‫لْر ِ‬ ‫المشرق و المغرب« قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪» :‬و ذلك قوله عز و جل‪ِ :‬إّنا َمّكّنا َلُه ِفي ا َْ‬
‫سَببًا‪ :‬أي دليل‪ ،‬فقيل له‪ :‬إن ل في أرضه عينا يقال لها‪ :‬عين الحياة‪ ،‬ل يشرب منها ذو روح إل لم‬ ‫يٍء َ‬ ‫ش ْ‬‫ل َ‬ ‫ن ُك ّ‬ ‫ِم ْ‬
‫يمت حتى الصيحة فدعا ذو القرنين الخضر )عليه السلم(‪ ،‬و كان أفضل أصحابه عنده‪ ،‬و دعا بثلث مائة و‬
‫ستين رجل‪ ،‬و دفع إلى كل واحد منهم سمكة‪ ،‬و قال لهم‪ :‬اذهبوا إلى موضع كذا و كذا‪ ،‬فإن هناك ثلثمائة و ستين‬
‫عينا‪ ،‬فليغسل كل واحد منكم سمكته في عين غير عين صاحبه‪ ،‬فذهبوا يغسلون‪ ،‬و قعد الخضر )عليه السلم(‬
‫يغسل‪ ،‬فانسابت السمكة منه في العين‪ ،‬و بقي الخضر )عليه السلم( متعجبا مما رأى‪ ،‬و قال في نفسه‪ :‬ما أقول‬
‫لذي القرنين؟ ثم نزع ثيابه يطلب السمكة‪ ،‬فشرب من مائها‪ ،‬و لم يقدر على السمكة‪ ،‬فرجعوا إلى ذي القرنين‪،‬‬
‫فأمر ذو القرنين بقبض السمك من أصحابه‪ ،‬فلما انتهوا إلى الخضر )عليه السلم( لم يجدوا معه شيئا‪ ،‬فدعاه و‬
‫قال له‪ :‬ما حال السمكة؟ فأخبره الخبر‪ .‬فقال له‪:‬‬
‫فصنعت ماذا؟ فقال‪ :‬اغتمست فيها‪ ،‬فجعلت أغوص و أطلبها فلم أجدها قال‪ :‬فشربت من مائها؟ قال‪ :‬نعم‪ -‬قال‪-‬‬
‫فطلب ذو القرنين العين فلم يجدها‪ ،‬فقال للخضر )عليه السلم(‪ :‬أنت صاحبها«‪.‬‬
‫‪ -[7] /6755‬ابن بابويه‪ :‬عن المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا جعفر بن محمد بن‬
‫مسعود‪ ،‬عن أبيه محمد بن مسعود‪ ،‬عن جعفر بن أحمد‪ ،‬عن الحسن بن علي بن فضال‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا الحسن‬
‫علي بن موسى الرضا )عليه السلم( يقول‪» :‬إن الخضر )عليه السلم( شرب من ماء الحياة‪ ،‬فهو حي ل يموت‬
‫حتى ينفخ في الصور‪ ،‬و إنه ليأتينا فيسلم علينا‪ ،‬فنسمع صوته و ل نرى شخصه‪ ،‬و إنه ليحضر حيثما ذكر‪ ،‬فمن‬
‫ذكره منكم فليسلم عليه‪ ،‬و أنه ليحضر الموسم كل سنة فيقضي جميع المناسك‪ ،‬و يقف بعرفة فيؤمن على دعاء‬
‫المؤمنين‪ ،‬و سيؤنس ال به وحشة قائمنا في غيبته‪ ،‬و يصل به وحدته«‪.‬‬
‫‪ -[8] /6756‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبي )رحمه ال(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سعد بن عبد ال‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن‬
‫علي بن النعمان‪ ،‬عن هارون بن خارجة‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬إن ذا القرنين لم‬
‫يكن نبيا‪،‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -7‬كمال الدين و تمام النعمة‪.4 /390 :‬‬
‫‪ -8‬كمال الدين و تمام النعمة‪.1 /393 :‬‬
‫)‪ (1‬النبياء ‪.96 :21‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪662 :‬‬
‫و لكنه كان عبدا صالحا أحب ال فأحبه‪ ،‬و ناصح ل فناصحه‪ ،‬أمر قومه بتقوى ال فضربوه على قرنه‪ ،‬فغاب‬
‫عنهم زمانا‪ ،‬ثم رجع إليهم فضربوه على قرنه الخر‪ ،‬و فيكم من هو على سنته«‪.‬‬
‫‪ -[9] /6757‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين البزاز‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن يعقوب بن يوسف‪ ،‬قال‪:‬‬
‫حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا يونس بن بكير‪ ،‬عن محمد بن إسحاق بن يسار المدني‪ ،‬عن‬
‫عمرو بن ثابت‪ ،‬عن سماك بن حرب‪ ،‬عن رجل من بني أسد‪ ،‬قال‪ :‬سأل رجل عليا )عليه السلم(‪ :‬أ رأيت ذا‬
‫القرنين‪ ،‬كيف استطاع أن يبلغ المشرق و المغرب؟‬
‫قال‪» :‬سخر ال له السحاب‪ ،‬و مد له في السباب‪ ،‬و بسط له النور‪ ،‬فكان الليل و النهار عليه سواء«‪.‬‬
‫‪ -[10] /6758‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو طالب المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا جعفر‬
‫ابن محمد بن مسعود‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬حدثني محمد بن نصير‪ ،‬قال‪ :‬حدثني محمد بن عيسى‪ ،‬عن حماد بن عيسى‪،‬‬
‫عن عمرو بن شمر‪ ،‬عن جابر بن يزيد الجعفي‪ ،‬عن جابر بن عبد ال النصاري‪ ،‬قال‪ :‬سمعت رسول ال )صلى‬
‫ال عليه و آله( يقول‪» :‬إن ذا القرنين كان عبدا صالحا‪ ،‬جعله ال حجة على عباده فدعا قومه إلى ال عز و جل‪ ،‬و‬
‫أمرهم بتقواه‪ ،‬فضربوه على قرنه فغاب عنهم زمانا حتى قيل‪ :‬مات أو هلك‪ ،‬بأي واد سلك؟ ثم ظهر و رجع إلى‬
‫قومه‪ ،‬فضربوه على قرنه الخر‪ ،‬و فيكم من هو على سنته‪ ،‬و إن ال عز و جل مكن له في الرض‪ ،‬و آتاه من‬
‫كل شيء سببا‪ ،‬و بلغ المشرق و المغرب‪ ،‬و إن ال تبارك و تعالى سيجري سنته في القائم من ولدي‪ ،‬و يبلغه‬
‫شرق الرض و غربها حتى ل يبقى سهل و ل موضع من سهل و ل جبل وطئه ذو القرنين إل يطؤه و يظهر ال‬
‫له كنوز الرض و معادنها‪ ،‬و ينصره بالرعب‪ ،‬فيمل الرض به عدل و قسطا كما ملئت جورا و ظلما‪«.‬‬
‫‪ -[11] /6759‬و في كتاب )الختصاص( للشيخ المفيد‪ :‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عمن‬
‫حدثه‪ ،‬عن عبد الرحيم »‪ «1‬القصير‪ ،‬قال‪ :‬ابتدأني أبو جعفر )عليه السلم( فقال‪» :‬أما إن ذا القرنين قد خير‬
‫السحابتين فاختار الذلول‪ ،‬و ذخر لصاحبكم الصعب«‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬و ما الصعب؟ فقال‪» :‬و ما كان من سحاب فيه رعد و صاعقة و برق‪ ،‬فصاحبكم يركبه‪ ،‬أما إنه سيركب‬
‫السحاب و يرقي في السباب‪ ،‬أسباب السماوات السبع و الرضين السبع‪ ،‬خمس عوامر‪ ،‬و اثنتان خراب«‪.‬‬
‫و روى هذا الحديث الصفار في )بصائر الدرجات(‪ :‬بإسناده عن عبد الرحيم‪ ،‬قال‪ :‬ابتدأني أبو جعفر )عليه‬
‫السلم( فقال‪» :‬أما إن ذا القرنين« الحديث »‪.«2‬‬

‫__________________________________________________‬
‫‪ -9‬كمال الدين و تمام النعمة‪.2 /393 :‬‬
‫‪ -10‬كمال الدين و تمام النعمة‪.4 /394 :‬‬
‫‪ -11‬الختصاص‪.199 :‬‬
‫)‪ (1‬في »ط«‪ :‬عبد الرحمن‪.‬‬
‫)‪ (2‬بصائر الدرجات‪.1 /428 :‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪663 :‬‬
‫‪ -[12] /6760‬و في كتاب )الختصاص( أيضا‪ :‬أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن عثمان ابن‬
‫عيسى‪ ،‬عن سماعة بن مهران و غيره »‪ ،«1‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬إن عليا )عليه‬
‫السلم( ملك ما فوق الرض و ما تحتها‪ ،‬فعرضت له سحابتان‪ :‬إحداهما الصعب »‪ ،«2‬و الخرى الذلول‪ ،‬و كان‬
‫في الصعب ملك ما تحت الرض‪ ،‬و في الذلول ما فوق الرض‪ ،‬فاختار الصعب على الذلول‪ ،‬فدارت به سبع‬
‫أرضين‪ ،‬فوجده ثلثا خرابا و أربعا عوامر«‪.‬‬
‫روى الصفار في كتاب )بصائر الدرجات( هذا الحديث‪ :‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن عثمان بن‬
‫عيسى‪ ،‬عن سماعة بن مهران و غيره »‪ ،«3‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬إن عليا‬
‫)صلوات ال عليه( ملك ما فوق الرض و ما تحتها‪ -‬الحديث بعينه إلى قوله‪ -‬و اختار الصعب على الذلول« »‬
‫‪.«4‬‬

‫‪ -[13] /6761‬و فى كتاب )الختصاص( أيضا‪ :‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن أبي‬
‫خالد القماط و أبي سلم الحناط »‪ «5‬عن سورة بن كليب‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬أما ذا القرنين قد‬
‫خير في السحابتين‪ ،‬فاختار الذلول‪ ،‬و ذخر لصاحبكم الصعب«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬و ما الصعب؟ فقال‪» :‬ما كان من سحاب فيه رعد و صاعقة و برق فصاحبكم يركبه‪ ،‬أما إنه سيركب‬
‫السحاب و يرقى في السباب‪ ،‬أسباب السماوات السبع و الرضين السبع‪ ،‬خمس عوامر‪ ،‬و اثنتان خراب«‪.‬‬
‫‪ -[14] /6762‬و في )الختصاص( أيضا‪ :‬عن محمد بن هارون‪ ،‬عن أبي يحيى سهيل بن زياد الواسطي‪ ،‬عمن‬
‫حدثه‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬إن ال تبارك و تعالى خير ذا القرنين في السحابتين‪ :‬الذلول‪ ،‬و‬
‫الصعب‪ ،‬فاختار الذلول‪ ،‬و هو ما ليس فيه برق و ل رعد‪ -‬و لو اختار الصعب لم يكن له ذلك لن ال ادخره للقائم‬
‫)عليه السلم(«‪.‬‬
‫‪ -[15] /6763‬و في )الختصاص( أيضا‪ :‬عن إبراهيم بن هاشم‪ ،‬عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عن أبي أيوب الخزار‪،‬‬
‫عن أبي بصير و غيره »‪ «6‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬إن عليا )عليه السلم( حين خير الملك ما فوق‬
‫الرض‪ ،‬و ما تحتها‪ ،‬عرضت له »‪ «7‬سحابتان‪ :‬إحداهما صعبة‪ ،‬و الخرى ذلول‪ ،‬و كان في الصعبة ملك ما‬
‫تحت الرض و في الذلول ملك‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -12‬الختصاص‪.199 :‬‬
‫‪ -13‬بصائر الدرجات‪.2 /429 :‬‬
‫‪ -14‬الختصاص‪.326 :‬‬
‫‪ -15‬الختصاص‪.327 :‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬أو غيره‪.‬‬
‫)‪ (2‬في »ج« و المصدر في جميع المواضع‪ :‬الصعبة‪[.....] .‬‬
‫)‪ (3‬في »ج«‪ :‬أو غيره‪.‬‬
‫)‪ (4‬بصائر الدرجات‪.2 /429 :‬‬
‫)‪ (5‬في »ج«‪ :‬الخّياط‪.‬‬
‫)‪ (6‬في »ج« و المصدر‪ :‬أو غيره‪.‬‬
‫ل له‪.‬‬
‫خر ا ّ‬‫)‪ (7‬في »ط«‪ :‬س ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪664 :‬‬

‫ما فوق الرض‪ ،‬فاختار الصعبة على الذلول‪ ،‬فركبها فدارت به سبع أرضين‪ ،‬فوجد فيها ثلثا خرابا و أربعا‬
‫عوامر«‪.‬‬
‫‪ -[16] /6764‬و في )الختصاص( أيضا‪ :‬عن المعلى بن محمد البصري‪ ،‬عن سليمان بن سماعة‪ .‬عن عبد ال‬
‫ابن القاسم‪ ،‬عن سماعة بن مهران‪ ،‬قال‪ :‬كنت عند أبي عبد ال )عليه السلم( فأرعدت السماء و أبرقت‪ ،‬فقال أبو‬
‫عبد ال )عليه السلم(‪» :‬أما أنه ما كان من هذا الرعد و من هذا البرق فإنه من أمر صاحبكم«‪ .‬قلت‪ :‬من صاحبنا؟‬
‫قال‪» :‬أمير المؤمنين )عليه السلم(«‪.‬‬
‫‪ -[17] /6765‬العياشي‪ :‬عن الصبغ بن نباتة‪ ،‬قال‪ :‬قام ابن الكواء إلى أمير المؤمنين )صلوات ال عليه( فقال‪ :‬يا‬
‫أمير المؤمنين‪ ،‬أخبرني عن ذي القرنين‪ ،‬أ ملكا كان أم نبيا؟ و أخبرني عن قرنيه ذهب أم فضة؟‬
‫قال‪» :‬إنه لم يكن نبيا و ل ملكا‪ ،‬و لم يكن قرناه ذهبا و ل فضة‪ ،‬و لكنه كان عبدا أحب ال فأحبه‪ ،‬و نصح ل‬
‫فنصح له‪ ،‬و إنما سمي ذا القرنين‪ ،‬لنه دعا قومه فضربوه على قرنه‪ ،‬فغاب عنهم‪ ،‬ثم عاد إليهم فدعاهم‪ ،‬فضربوه‬
‫بالسيف على قرنه الخر‪ ،‬و فيكم مثله«‪.‬‬
‫‪ -[18] /6766‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬إن ذا القرنين لم يكن نبيا‪ ،‬و لكن كان عبدا‬
‫صالحا أحب ال فأحبه‪ ،‬و ناصح ال فناصحه‪ ،‬أمر قومه بتقوى ال‪ ،‬فضربوه على قرنه فغاب عنهم زمانا‪ ،‬ثم‬
‫رجع إليهم فضربوه على قرنه الخر‪ ،‬و فيكم من هو على سنته‪ ،‬و إنه خير بين السحاب الصعب و السحاب‬
‫الذلول‪ ،‬فاختار الذلول فركب الذلول‪ ،‬فكان إذا انتهى إلى قوم »‪ «1‬كان رسول نفسه إليهم‪ ،‬لكيل يكذب الرسل«‪.‬‬
‫‪ -[19] /6767‬عن أبي الطفيل‪ ،‬قال‪ :‬سمعت عليا )عليه السلم( يقول‪» :‬إن ذا القرنين لم يكن نبيا و ل رسول‪ ،‬و‬
‫لكن كان عبدا أحب ال فأحبه و ناصح ال فنصح‪ ،‬دعا قومه فضربوه على أحد قرنيه فقتلوه‪ ،‬ثم بعثه ال فضربوه‬
‫على قرنه الخر فقتلوه«‪.‬‬
‫‪ -[20] /6768‬عن بريد بن معاوية‪ ،‬عن أبي جعفر و أبي عبد ال )عليهما السلم( جميعا‪ ،‬قال لهما‪ :‬ما منزلتكم‪،‬‬
‫و من تشبهون ممن مضى؟ قال‪» :‬صاحب موسى )عليه السلم( و ذا القرنين‪ ،‬كانا عالمين‪ ،‬و لم يكونا نبيين«‪.‬‬
‫‪ -[21] /6769‬عن أبي حمزة الثمالي‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬إن ال لم يبعث أنبياء ملوكا في‬
‫الرض إل أربعة بعد نوح )عليه السلم( أولهم ذو القرنين و اسمه عياش‪ ،‬و داود‪ ،‬و سليمان‪ ،‬و يوسف‪ .‬فأما‬
‫عياش فملك ما بين المشرق و المغرب‪ ،‬و أما داود فملك ما بين الشامات إلى بلد إصطخر‪ ،‬و كذلك كان ملك‬
‫سليمان‪ ،‬و أما يوسف‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -16‬الختصاص‪.327 :‬‬
‫‪ -17‬تفسير العّياشي ‪.71 /339 :2‬‬
‫‪ -18‬تفسير العّياشي ‪.72 /339 :2‬‬
‫‪ -19‬تفسير العّياشي ‪.74 /340 :2‬‬
‫‪ -20‬تفسير العّياشي ‪.74 /340 :2‬‬
‫‪ -21‬تفسير العّياشي ‪.75 /340 :2‬‬
‫)‪ (1‬في »ج«‪ :‬قومه‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪665 :‬‬
‫فملك مصر و براريها لم يتجاوزها إلى غيرها« »‪.«1‬‬
‫‪ -[22] /6770‬عن ابن الورقاء‪ ،‬قال‪ :‬سألت أمير المؤمنين )عليه السلم( عن ذي القرنين‪ ،‬ما كان قرناه؟‬
‫فقال‪» :‬لعلك تحسب كان قرنه ذهبا أو فضة‪ ،‬أو كان نبيا؟ بل كان عبدا صالحا بعثه ال إلى أناس فدعاهم إلى ال و‬
‫إلى الخير‪ ،‬فقام رجل منهم‪ ،‬فضرب قرنه اليسر فمات‪ ،‬ثم بعثه فأحياه و بعثه إلى أناس‪ ،‬فقام رجل فضرب قرنه‬
‫اليمن فمات‪ ،‬فسماه ال ذا القرنين«‪.‬‬
‫‪ -[23] /6771‬عن ابن هشام‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عمن حدثه‪ ،‬عن بعض آل محمد )عليهم السلم( قال‪» :‬إن ذا القرنين كان‬
‫رجل صالحا‪ ،‬طويت له السباب‪ ،‬و مكن له في البلد‪ ،‬و كان قد وصف له عين الحياة‪ ،‬و قيل له‪ :‬من يشرب منها‬
‫شربة لم يمت حتى يسمع الصوت‪ ،‬و إنه قد خرج في طلبها حتى أتى موضعها‪ ،‬و كان في ذلك الموضع ثلث‬
‫مائة و ستون عينا‪ ،‬و كان الخضر )عليه السلم( على مقدمته‪ ،‬و كان من أفضل »‪ «2‬أصحابه عنده‪ ،‬فدعاه و‬
‫أعطاه‪ ،‬و أعطى قوما من أصحابه كل رجل منهم حوتا مملحا‪ ،‬فقال‪ :‬انطلقوا إلى هذه المواضع‪ ،‬فليغسل كل رجل‬
‫منكم حوته عند عين‪ ،‬و ل يغسل معه أحد‪ ،‬فانطلقوا فلزم كل رجل منهم عينا‪ ،‬فغسل فيها حوته‪ ،‬و إن الخضر‬
‫)عليه السلم( انتهى إلى عين من تلك العيون‪ ،‬فلما غمس الحوت و وجد الحوت ريح الماء حيي فانساب في الماء‪،‬‬
‫فلما رأى ذلك الخضر )عليه السلم( رمى بثيابه و سقط‪ ،‬و جعل يرتمس في الماء و يشرب و يجتهد أن يصيبه‬
‫فل يصيبه‪ ،‬فلما رأى ذلك رجع‪ ،‬فرجع أصحابه‪.‬‬
‫و أمر ذو القرنين بقبض السمك‪ ،‬فقال‪ :‬انظروا‪ ،‬فقد تخلفت سمكة‪ ،‬فقالوا‪ :‬الخضر صاحبها‪ -‬قال‪ -‬فدعاه‪ ،‬فقال‪ :‬ما‬
‫خلف سمكتك؟‪ -‬قال‪ -‬فأخبره الخبر‪ ،‬فقال‪ :‬له فصنعت ماذا؟ قال‪ :‬سقطت عليها‪ ،‬فجعلت أغوص فأطلبها فلم أجدها‪.‬‬
‫قال‪ :‬فشربت من الماء؟ قال‪ :‬نعم‪ -‬قال‪ -‬فطلب ذو القرنين العين و لم يجدها‪ ،‬فقال للخضر )عليه السلم(‪:‬‬
‫أنت صاحبها«‪.‬‬
‫‪ -[24] /6772‬عن حارث بن حبيب‪ ،‬قال‪ :‬أتى رجل عليا )عليه السلم(‪ ،‬فقال له‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬أخبرني عن‬
‫ذي القرنين‪ ،‬فقال له‪» :‬سخر له السحاب‪ ،‬و قربت له السباب‪ ،‬و بسط له في النور«‪.‬‬
‫فقال له الرجل‪ :‬كيف بسط له في النور؟ فقال علي )عليه السلم(‪» :‬كان يبصر بالليل كما يبصر بالنهار«‪ .‬ثم قال‬
‫علي )عليه السلم(‪ :‬للرجل »أزيدك فيه«؟ فسكت‪.‬‬
‫‪ -[25] /6773‬عن الصبغ بن نباتة‪ ،‬عن أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ ،‬قال‪ :‬سئل عن ذي القرنين؟ قال‪» :‬كان‬
‫عبدا‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -22‬تفسير العّياشي ‪ /340 :2‬د ‪.7‬‬
‫‪ -23‬تفسير العّياشي ‪[.....] .77 /340 :2‬‬
‫‪ -24‬تفسير العّياشي ‪.78 /341 :2‬‬
‫‪ -25‬تفسير العّياشي ‪.79 /341 :2‬‬
‫)‪ (1‬في »ج« و »ق«‪ :‬ثّم تجاوزها إلى غيرها‪.‬‬
‫)‪ (2‬في »ج«‪ :‬أسّر‪ ،‬و في المصدر‪ :‬أشّد‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪666 :‬‬
‫صالحا و اسمه عياش‪ ،‬و اختاره ال و ابتعثه إلى قرن من القرون الولى في ناحية المغرب‪ ،‬و ذلك بعد طوفان‬
‫نوح )عليه السلم(‪ ،‬فضربوه على قرن رأسه اليمن‪ ،‬فمات منها‪ ،‬ثم أحياه ال بعد مائة عام‪ ،‬ثم بعثه إلى قرن من‬
‫القرون الولى في ناحية المشرق )عليه السلم(‪ ،‬فكذبوه فضربوه ضربة على قرنه اليسر فمات منها‪ ،‬ثم أحياه‬
‫ال بعد مائة عام‪ ،‬و عوضه من الضربتين اللتين على رأسه قرنين في موضع الضربتين أجوفين‪ ،‬و جعل عز‬
‫ملكه آية نبوته في قرنيه‪.‬‬
‫ثم رفعه ال إلى السماء الدنيا‪ ،‬فكشط له عن الرض كلها‪ ،‬جبالها و سهولها و فجاجها حتى أبصر ما بين المشرق‬
‫و المغرب‪ ،‬و آتاه ال من كل شيء علما يعرف به الحق و الباطل‪ ،‬و أيده في قرنيه بكسف من السماء فيه ظلمات‬
‫و رعد و برق‪ ،‬ثم اهبط إلى الرض‪ ،‬و أوحى ال إليه‪ :‬أن سر في ناحية غرب الرض و شرقها‪ ،‬و قد طويت لك‬
‫البلد‪ ،‬و ذللت لك العباد‪ ،‬و أرهبتهم منك‪.‬‬
‫فسار ذو القرنين إلى ناحية المغرب‪ ،‬فكان إذا مر بقرية زأر فيها كما يزأر السد المغضب‪ ،‬فينبعث من قرنيه‬
‫ظلمات و رعد و برق‪ ،‬و صواعق تهلك من ناوأه و خالفه‪ ،‬فلم يبلغ مغرب الشمس حتى دان له أهل المشرق و‬
‫شْم ِ‬
‫س‬ ‫ب ال ّ‬‫حّتى ِإذا َبَلَغ َمْغِر َ‬ ‫سَببًا فسار َ‬ ‫يٍء َ‬ ‫ش ْ‬
‫ن ُكلّ َ‬ ‫ض َو آَتْيناُه ِم ْ‬
‫لْر ِ‬ ‫المغرب‪ -‬قال‪ -‬و ذلك قول ال‪ِ :‬إّنا َمّكّنا َلُه ِفي ا َْ‬
‫ف ُنَعّذُبُه في الدنيا بعذاب الدنيا ُثّم ُيَرّد ِإلى‬ ‫ظَلَم و لم يؤمن بربه َفسَْو َ‬ ‫ن َ‬ ‫حِمَئٍة إلى قوله َأّما َم ْ‬ ‫ن َ‬ ‫عْي ٍ‬
‫ب ِفي َ‬ ‫جَدها َتْغُر ُ‬‫َو َ‬
‫سَببًا«‪.‬‬
‫سرًا ُثّم َأْتَبَع ذو القرنين من الشمس َ‬ ‫ن َأْمِرنا ُي ْ‬
‫ل َلُه ِم ْ‬
‫سَنُقو ُ‬‫عذابًا ُنْكرًا إلى قوله‪َ :‬و َ‬ ‫َرّبِه في مرجعه َفُيَعّذُبُه َ‬
‫ثم قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪» :‬إن ذا القرنين لما انتهى مع الشمس إلى العين الحمئة »‪ ،«1‬وجد الشمس‬
‫تغرب فيها‪ ،‬و معها سبعون ألف ملك يجرونها بسلسل الحديد و الكلليب‪ ،‬يجرونها من قعر البحر في قطر‬
‫على َقْوٍم‬ ‫طُلعُ َ‬ ‫جَدها َت ْ‬ ‫الرض اليمن كما تجري السفينة على ظهر الماء‪ ،‬فلما انتهى معها إلى مطلع الشمس سببا َو َ‬
‫خْبرًا«‪.‬‬ ‫إلى قوله ِبما َلَدْيِه ُ‬
‫فقال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪» :‬إن ذا القرنين ورد على قوم‪ ،‬قد أحرقتهم الشمس‪ ،‬و غيرت أجسادهم و‬
‫ن ُدوِنِهما‬ ‫جَد ِم ْ‬‫ن َو َ‬ ‫سّدْي ِ‬
‫ن ال ّ‬
‫حّتى ِإذا َبَلَغ َبْي َ‬‫ألوانهم حتى صيرتهم كالظلمة‪ ،‬ثم أتبع ذو القرنين سببا في ناحية الظلمة‪َ :‬‬
‫ج خلف هذين الجبلين‪ ،‬و هم يفسدون في‬ ‫جو َ‬‫ج َو َمْأ ُ‬ ‫جو َ‬‫ن َيْأ ُ‬
‫ن ِإ ّ‬‫ل قاُلوا يا َذا اْلَقْرَنْي ِ‬‫ن َقْو ً‬
‫ن َيْفَقُهو َ‬‫َقْومًا ل َيكاُدو َ‬
‫الرض‪ ،‬إذا كان إبان زروعنا و ثمارنا خرجوا علينا من هذين السدين فرعوا في ثمارنا و زروعنا‪ ،‬حتى ل يبقوا‬
‫حِديِد«‪.‬‬ ‫سّدا إلى قوله‪ُ :‬زَبَر اْل َ‬ ‫ل َبْيَننا َو َبْيَنُهْم َ‬
‫جَع َ‬‫ن َت ْ‬
‫على َأ ْ‬ ‫خْرجًا نؤديه إليك في كل عام َ‬ ‫ك َ‬ ‫ل َل َ‬
‫جَع ُ‬‫ل َن ْ‬
‫منها شيئا َفَه ْ‬
‫قال‪» :‬فاحتفر له جبل حديد‪ ،‬فقلعوا له أمثال اللبن‪ ،‬فطرح بعضه على بعض فيما بين الصدفين‪ ،‬و كان ذو القرنين‬
‫هو أول من بنى بناء »‪ «2‬على الرض‪ ،‬ثم جمع عليه الحطب و ألهب فيه النار‪ ،‬و وضع عليه المنافيخ‪ ،‬فنفخوا‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬في »« و المصدر‪ :‬الحامية‪.‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬ردما‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪667 :‬‬
‫عليه‪ ،‬فلما ذاب قال‪ :‬آتوني بقطر‪ -‬و هو المس الحمر‪ ،‬قال‪ -‬فاحتفروا له جبل من مس فطرحوه على الحديد‪،‬‬
‫حَمٌة‬ ‫ل هذا َر ْ‬ ‫عوا َلُه َنْقبًا يعني يأجوج و مأجوج قا َ‬ ‫سَتطا ُ‬‫ظَهُروُه َو َما ا ْ‬ ‫ن َي ْ‬‫عوا َأ ْ‬ ‫سطا ُ‬ ‫فذاب معه و اختلط به‪ -‬قال‪َ -‬فَما ا ْ‬
‫حّقا«‪ .‬إلى ها هنا رواية علي بن الحسين و رواية محمد‬ ‫عُد َرّبي َ‬ ‫ن َو ْ‬ ‫جَعَلُه َدّكاَء َو كا َ‬ ‫عُد َرّبي َ‬ ‫ن َرّبي َفِإذا جاَء َو ْ‬ ‫ِم ْ‬
‫بن نصر‪.‬‬
‫و زاد جبرئيل بن أحمد‪ ،‬في حديثه بأسانيد عن الصبغ بن نباتة‪ ،‬عن علي بن أبي طالب )عليه السلم(‪َ» :‬و َتَرْكنا‬
‫ض »‪ «1‬يعني يوم القيامة‪ ،‬و كان ذو القرنين عبدا صالحا‪ ،‬و كان من ال بمكان‪ ،‬نصح‬ ‫ج ِفي َبْع ٍ‬ ‫ضُهْم َيْوَمِئٍذ َيُمو ُ‬
‫َبْع َ‬
‫ل فنصح له و أحب ال فأحبه‪ ،‬و كان قد سبب له في البلد‪ ،‬و مكن له فيها حتى ملك ما بين المشرق و المغرب‪،‬‬
‫و كان له خليل من الملئكة يقال له‪ :‬رقائيل »‪ ،«2‬ينزل إليه فيحدثه و يناجيه‪ ،‬فبينا هو ذات يوم عنده إذ قال له ذو‬
‫القرنين‪ :‬يا رقائيل‪ ،‬كيف عبادة أهل السماء‪ ،‬و أين هي من عبادة أهل الرض؟ قال رقائيل‪ :‬يا ذا القرنين‪ ،‬و ما‬
‫عبادة أهل الرض؟ فقال‪ :‬أما عبادة أهل السماء‪ ،‬ما في السماوات موضع قدم إل و عليه ملك قائم ل يقعد أبدا‪ ،‬أو‬
‫راكع ل يسجد أبدا أو ساجد ل يرفع رأسه أبدا فبكى ذو القرنين بكاء شديدا‪ ،‬و قال‪ :‬يا رقائيل‪ ،‬إني أحب أن أعيش‬
‫حتى أبلغ من عبادة ربي و حق طاعته بما هو أهله‪.‬‬
‫قال رقائيل‪ :‬يا ذا القرنين‪ ،‬إن ل في الرض عينا تدعى عين الحياة‪ ،‬فيها عزيمة من ال »‪ «3‬أنه من يشرب منها‬
‫لم يمت حتى يكون هو الذي يسأل ال الموت‪ ،‬فإن ظفرت بها تعيش ما شئت‪ .‬قال‪ :‬و أين تلك العين‪ ،‬و هل‬
‫تعرفها؟‬
‫قال‪ :‬ل‪ ،‬غير أنا نتحدث في السماء أن ل في الرض ظلمة لم يطأها إنس و ل جان‪ .‬فقال ذو القرنين‪ :‬و أين تلك‬
‫الظلمة؟ قال رقائيل‪ :‬ما أدري‪.‬‬
‫ثم صعد رقائيل فدخل ذا القرنين حزن طويل من قول رقائيل‪ ،‬و مما أخبره عن العين و الظلمة‪ ،‬و لم يخبره بعلم‬
‫ينتفع به منها فجمع ذو القرنين فقهاء أهل مملكته و علماءهم و أهل دراسة الكتب و آثار النبوة‪ ،‬فلما اجتمعوا‬
‫عنده‪ ،‬قال ذو القرنين‪ :‬يا معشر الفقهاء‪ ،‬و أهل الكتب و آثار النبوة‪ ،‬هل وجدتم فيما قرأتم من كتب ال أو في كتب‬
‫من كان قبلكم من الملوك أن ل عينا تدعى عين الحياة‪ ،‬فيها من ال عزيمة أنه من يشرب منها لم يمت حتى يكون‬
‫هو الذي يسأل ال الموت؟ قالوا‪ :‬ل‪ ،‬يا أيها الملك‪ .‬قال‪ :‬فهل وجدتم فيما قرأتم من الكتب أن ال في الرض ظلمة‬
‫لم يطأها إنس و ل جان؟ قالوا‪ :‬ل‪ ،‬يا أيها الملك‪ .‬فحزن ذو القرنين حزنا شديدا و بكى إذ لم يخبر عن العين و‬
‫الظلمة بما يحب‪.‬‬
‫و كان فيمن حضره غلم من الغلمان من أولد الوصياء‪ ،‬أوصياء النبياء و كان ساكتا ل يتكلم حتى إذا أيس ذو‬
‫القرنين منهم‪ .‬قال له الغلم‪ :‬أيها الملك‪ ،‬إنك تسأل هؤلء عن أمر ليس لهم به علم‪ ،‬و علم ما تريد عندي‪ ،‬ففرح ذو‬
‫القرنين فرحا شديدا‪ ،‬حتى نزل عن فراشه‪ ،‬و قال له‪ :‬ادن مني‪ .‬فدنا منه‪ ،‬فقال‪ :‬أخبرني‪ .‬قال‪ :‬نعم أيها الملك‪ ،‬إني‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬الكهف ‪.99 :18‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر في جميع المواضع‪ :‬رفائيل‪.‬‬
‫)‪ (3‬في »ط«‪ :‬من أسمائه‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪668 :‬‬
‫وجدت في كتاب آدم )عليه السلم( الذي كتب يوم سمي له ما في الرض من عين أو شجر‪ ،‬فوجدت فيه أن ال‬
‫عينا تدعى عين الحياة‪ ،‬فيها من ال عزيمة أنه من يشرب منها لم يمت حتى يكون هو الذي يسأل ال الموت‪،‬‬
‫بظلمة لم يطأها إنس و ل جان‪ .‬ففرح ذو القرنين‪ ،‬و قال‪ :‬ادن مني أيها الغلم‪ ،‬تدري أين موضعها؟ قال‪ :‬نعم‪،‬‬
‫وجدت في كتاب آدم )عليه السلم( أنها على قرن الشمس‪ -،‬يعني مطلعها‪ -‬ففرح ذو القرنين و بعث إلى أهل‬
‫مملكته‪ ،‬فجمع أشرافهم و فقهاءهم و علماءهم و أهل الحكم منهم‪ ،‬و اجتمع إليه ألف حكيم و عالم و فقيه‪ ،‬فلما‬
‫اجتمعوا إليه تهيأ للمسير و تأهب له بأعد العدة و أقوى القوة‪ ،‬فسار بهم يريد مطلع الشمس‪ ،‬يخوض البحار و‬
‫يقطع الجبال و الفيافي و الرضين و المفاوز‪ ،‬فسار اثنتي عشرة سنة‪ ،‬حتى انتهى إلى طرف الظلمة‪ ،‬فإذا هي‬
‫ليست بظلمة ليل و ل دخان‪ ،‬و لكنها هواء يفور مد ما بين الفقين‪ ،‬فنزل بطرفها و عسكر عليها‪ ،‬و جمع علماء‬
‫أهل عسكره و فقهاءهم و أهل الفضل منهم‪ ،‬و قال يا معشر الفقهاء‪ ،‬و العلماء‪ ،‬إني أريد أن أسلك هذه الظلمة‪.‬‬
‫فخروا له سجدا‪ ،‬و قالوا‪ :‬أيها الملك‪ ،‬إنك لتطلب أمرا ما طلبه و ل سلكه أحد ممن كان قبلك من النبيين و‬
‫المرسلين و ل من الملوك‪ .‬قال‪ :‬إنه ل بد لي من طلبها‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬يا أيها الملك‪ ،‬إنا لنعلم أنك إذا سلكتها ظفرت بحاجتك بغير منة »‪ «1‬عليك لمرنا‪ ،‬و لكنا نخاف أن يعلق‬
‫بك منها أمر يكون فيه هلك ملكك و زوال سلطانك‪ ،‬و فساد من في الرض؟ فقال‪ :‬ل بد من أن أسلكها‪ .‬فخروا‬
‫سجدا ل‪ ،‬و قالوا‪ :‬إنا نتبرأ إليك مما يريد ذو القرنين‪.‬‬
‫فقال‪ :‬ذو القرنين‪ :‬يا معشر العلماء‪ ،‬أخبروني بأبصر الدواب؟ قالوا‪ :‬الخيل الناث البكار أبصر الدواب‪ ،‬فانتخب‬
‫من عسكره‪ ،‬فأصاب ستة آلف فرس إناثا أبكارا‪ ،‬و انتخب من أهل العلم و الفضل و الحكمة ستة آلف رجل‪،‬‬
‫فدفع إلى كل رجل فرسا‪ ،‬و عقد لفسحر‪ -‬و هو الخضر‪ -‬على ألف فرس‪ ،‬فجعلهم على مقدمته‪ ،‬و أمرهم أن‬
‫يدخلوا الظلمة‪ ،‬و سار ذو القرنين في أربعة آلف‪ ،‬و أمر أهل عسكره أن يلزموا معسكره اثنتي عشرة سنة‪ ،‬فإن‬
‫رجع هو إليهم إلى ذلك الوقت‪ ،‬و إل تفرقوا في البلد‪ ،‬و لحقوا ببلدهم‪ ،‬أو حيث شاءوا‪ ،‬فقال الخضر )عليه‬
‫السلم(‪ :‬أيها الملك‪ ،‬إنا نسلك في الظلمة‪ ،‬ل يرى بعضنا بعضا كيف نصنع بالضلل إذا أصابنا؟ فأعطاه ذو‬
‫القرنين خرزة حمراء كأنها مشعلة لها ضوء‪ ،‬و قال‪ :‬خذ هذه الخرزة فإذا أصابكم الضلل فارم بها إلى الرض‬
‫فإنها تصيح‪ ،‬فإذا صاحت رجع أهل الضلل إلى صوتها‪ .‬فأخذها الخضر )عليه السلم( و مضى في الظلمة‪ ،‬و‬
‫كان الخضر )عليه السلم(‪ :‬يرتحل‪ ،‬و ينزل ذو القرنين‪ ،‬فبينما الخضر يسير ذات يوم‪ ،‬إذا عرض له واد في‬
‫الظلمة‪ ،‬فقال لصحابه‪ :‬قفوا في هذا الموضع‪ ،‬ل يتحركن أحد منكم من موضعه‪ .‬و نزل عن فرسه‪ ،‬فتناول‬
‫الخرزة‪ ،‬فرمى بها في الوادي‪ ،‬فابطأت عنه بالجابة حتى ساء ظنه أو خاف أن ل تجيبه‪ ،‬ثم أجابته‪ ،‬فخرج إلى‬
‫صوتها فإذا هي على جانب العين التي يقفوها‪ ،‬و إذا ماؤها أشد بياضا من اللبن‪ ،‬و أصفى من الياقوت‪ ،‬و أحلى‬
‫من العسل‪ ،‬فشرب منه‪ ،‬ثم خلع ثيابه و اغتسل منها‪ ،‬ثم لبس ثيابه ثم رمى بالخرزة نحو أصحابه‪ ،‬فأجابته فخرج‬
‫إلى أصحابه‪ ،‬و ركب و أمرهم بالمسير فساروا‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬منها بغير عنت‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪669 :‬‬
‫و مر ذو القرنين بعده‪ ،‬فأخطؤوا الوادي‪ ،‬و سلكوا تلك الظلمة أربعين يوما و أربعين ليلة‪ ،‬ثم خرجوا بضوء ليس‬
‫بضوء نهار و ل شمس و ل قمر‪ ،‬و لكنه نور‪ ،‬فخرجوا إلى أرض حمراء و رملة خشخاشة »‪ «1‬فركة »‪ «2‬كأن‬
‫حصاها اللؤلؤ‪ ،‬فإذا هو بقصر مبني على طول فرسخ‪ ،‬فجاء ذو القرنين إلى الباب فعسكر عليه‪ ،‬ثم توجه بوجهه‬
‫وحده إلى القصر‪ ،‬فإذا طائر و إذا حديدة طويلة قد وضع طرفاها على جانبي القصر‪ ،‬و الطير السود معلق »‪«3‬‬
‫في تلك الحديدة بين السماء و الرض مزموم »‪ ،«4‬كأنه الخطاف »‪ «5‬أو صورة الخطاف أو شبيه بالخطاف‪ ،‬أو‬
‫هو خطاف‪ ،‬فلما سمع خشخشة ذي القرنين‪ ،‬قال‪ :‬من هذا؟ قال‪ :‬أنا ذو القرنين‪ ،‬فقال الطائر‪ :‬يا ذا القرنين‪ ،‬أما‬
‫كفاك ما وراءك حتى وصلت إلى حد بابي هذا؟ ففرق ذو القرنين فرقا شديدا‪ ،‬فقال‪ :‬يا ذا القرنين‪ ،‬ل تخف و‬
‫أخبرني‪ .‬قال سل قال‪ :‬هل كثر بنيان الجر و الجص في الرض؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬فانتفض الطير‪ ،‬و امتل حتى‬
‫مل من الحديدة ثلثها‪ ،‬ففرق ذو القرنين‪ ،‬فقال‪ :‬ل تخف‪ ،‬و أخبرني‪ .‬قال‪ :‬سل‪ .‬قال‪ :‬هل كثرت المعازف؟ قال‪ :‬نعم‪.‬‬
‫قال‪ :‬فانتفض الطير و امتل حتى امتل من الحديدة ثلثيها‪ ،‬ففرق ذو القرنين‪ ،‬فقال‪ :‬ل تخف‪ ،‬و أخبرني‪ .‬قال‪ :‬سل‪.‬‬
‫قال‪ :‬هل ارتكب الناس شهادة الزور في الرض؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬فانتفض انتفاضة و انتفخ‪ ،‬فسد ما بين جداري القصر‪،‬‬
‫قال‪ :‬فامتل ذو القرنين عند ذلك فرقا منه‪ ،‬فقال له‪ :‬ل تخف و أخبرني‪ .‬قال‪ :‬سل‪ :‬قال‪ :‬هل ترك الناس شهادة ان ل‬
‫إله إل ال؟ قال‪ :‬ل‪ .‬فانضم ثلثه‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا ذا القرنين‪ ،‬ل تخف و أخبرني‪ .‬قال‪ :‬سل‪ .‬قال‪ :‬هل ترك الناس الغسل‬
‫من الجنابة؟ قال‪ :‬ل‪.‬‬
‫قال‪ :‬فانضم حتى عاد إلى الحالة الولى‪ ،‬فإذا هو بدرجة مدرجة إلى أعلى القصر‪ ،‬فقال الطير‪ :‬يا ذا القرنين‪،‬‬
‫اسلك هذه الدرجة فسلكها و هو خائف ل يدري ما يهجم عليه‪ ،‬حتى استوى على ظهرها‪ ،‬فإذا هو بسطح ممدود مد‬
‫البصر‪ ،‬و إذا رجل شاب أبيض مضيء الوجه‪ ،‬عليه ثياب بيض‪ ،‬كأنه رجل‪ ،‬أو في صورة رجل‪ ،‬أو شبيه‬
‫بالرجل‪ ،‬أو هو رجل‪ ،‬و إذا هو رافع رأسه إلى السماء ينظر إليها‪ ،‬واضع يده على فيه‪ ،‬فلما سمع خشخشة ذي‬
‫القرنين‪ ،‬قال‪:‬‬
‫من هذا؟ قال‪ :‬أنا ذو القرنين‪ .‬قال‪ :‬يا ذا القرنين‪ ،‬ما كفاك ما وراءك حتى وصلت إلي؟ قال ذو القرنين‪ :‬ما لي‬
‫أراك واضعا يدك على فيك؟ قال‪ :‬يا ذا القرنين‪ ،‬أنا صاحب الصور‪ ،‬و إن الساعة قد اقتربت‪ ،‬و أنا أنتظر أن أؤمر‬
‫بالنفخ فأنفخ ثم ضرب بيده‪ ،‬فتناول حجرا فرمى به إلى ذي القرنين‪ ،‬كأنه حجر‪ ،‬أو شبه حجر‪ ،‬أو هو حجر‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫يا ذا القرنين‪ ،‬خذها‪ ،‬فإن جاع جعت‪ ،‬و إن شبع شبعت‪ ،‬فارجع‪.‬‬
‫فرجع ذو القرنين بذلك الحجر‪ ،‬حتى خرج به إلى أصحابه‪ ،‬فأخبرهم بالطير و ما سأله عنه‪ ،‬و ما قال له‪،‬‬
‫__________________________________________________‬
‫ك بعضه ببعض صوت‪» .‬المعجم الوسيط ‪.«235 :1‬‬ ‫ل شيء يابس إذا ح ّ‬ ‫)‪ (1‬الخشخاش‪ :‬ك ّ‬
‫ل‪ :‬فركة‪ :‬أي ليّنة‪ .‬بحيث يمكن فركها باليد‪ ،‬البحار ‪.206 :12‬‬ ‫)‪ (2‬قال المجلسي رحمة ا ّ‬
‫)‪ (3‬في »ط«‪ :‬معلق بأنفه‪.‬‬
‫)‪ (4‬زّم الشيء‪ :‬شّده »لسان العرب‪ -‬زمم‪[.....] .«272 :12 -‬‬
‫سنونو‪ ،‬و هو ضرب من الطيور القواطع‪» .‬المعجم الوسيط‪ -‬خلف‪.«245 :1 -‬‬ ‫طاف‪ :‬ال ّ‬
‫)‪ (5‬الخ ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪670 :‬‬
‫و ما كان من أمره‪ ،‬و أخبرهم بصاحب الصور »‪ ،«1‬و ما قال له‪ ،‬و ما أعطاه‪ ،‬ثم قال لهم‪ :‬إنه أعطاني هذا‬
‫الحجر‪ ،‬و قال لي إن جاع جعت‪ ،‬و إن شبع شبعت‪ .‬قال‪ :‬أخبروني بأمر هذا الحجر فوضع الحجر في إحدى‬
‫الكفتين‪ ،‬و وضع حجرا مثله في الكفة الخرى‪ ،‬ثم رفع الميزان‪ ،‬فإذا الحجر الذي جاء به أرجح بمثل الخر‪،‬‬
‫فوضعوا آخر‪ ،‬فمال به‪ ،‬حتى وضعوا ألف حجر كلها مثله‪ ،‬ثم رفعوا الميزان فمال بها و لم يمل به »‪ «2‬اللف‬
‫حجر‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا أيها الملك‪ ،‬ل علم لنا بهذا‪ ،‬فقال‪ :‬له الخضر )عليه السلم(‪ :‬يا أيها الملك‪ ،‬إنك تسأل هؤلء عما ل‬
‫علم لهم به‪ .،‬قد أتيت على هذا الحجر‪ .‬فقال ذو القرنين‪ :‬فأخبرنا به‪ ،‬و بينه لنا فتناول الخضر )عليه السلم(‬
‫الميزان‪ ،‬فوضع الحجر الذي جاء به ذو القرنين في كفة الميزان‪ ،‬ثم وضع حجرا آخر في كفة اخرى‪ ،‬ثم وضع‬
‫كفا من تراب على حجر ذي القرنين يزيده ثقل‪ ،‬ثم رفع الميزان فاعتدل‪ ،‬و عجبوا و خروا سجدا ل‪ ،‬و قالوا‪ :‬يا‬
‫أيها الملك‪ ،‬هذا أمر لم يبلغه علمنا‪ ،‬و إنا لنعلم أن الخضر ليس بساحر‪ ،‬فكيف هذا و قد وضعنا معه ألف حجر كله‬
‫مثله فمال بها‪ ،‬و هذا قد اعتدل به و زاده ترابا؟! قال ذو القرنين‪ :‬بين‪ -‬يا خضر‪ -‬لنا أمر هذا الحجر‪ ،‬قال الخضر‪:‬‬
‫أيها الملك‪ ،‬إن أمر ال نافذ في عباده‪ ،‬و سلطانه قاهر و حكمه فاصل‪ ،‬و إن ال ابتلى عباده بعضهم ببعض‪ ،‬و‬
‫ابتلى العالم بالعالم‪ ،‬و الجاهل بالجاهل‪ ،‬و العالم بالجاهل‪ ،‬و الجاهل بالعالم‪ ،‬و إنه ابتلني بك‪ ،‬و ابتلك بي‪.‬‬
‫فقال ذو القرنين‪ :‬يرحمك ال يا خضر‪ ،‬إنما تقول‪ :‬ابتلني بك حين جعلت أعلم مني‪ ،‬و جعلت تحت يدي‪،‬‬
‫أخبرني‪ -‬يرحمك ال‪ -‬عن أمر هذا الحجر‪ .‬فقال الخضر )عليه السلم(‪ :‬أيها الملك‪ ،‬إن هذا الحجر مثل ضربه لك‬
‫صاحب الصور‪ ،‬يقول‪ :‬إن مثل بني آدم مثل هذا الحجر الذي وضع و وضع معه ألف حجر فمال بها‪ ،‬ثم إذا وضع‬
‫عليه التراب‪ ،‬شبع و عاد حجرا مثله‪ ،‬فيقول‪ :‬كذلك مثلك‪ ،‬أعطاك ال من الملك ما أعطاك‪ ،‬فلم ترض به حتى‬
‫طلبت أمرا لم يطلبه أحد كان قبلك‪ ،‬و دخلت مدخل لم يدخله إنس و ل جان‪ ،‬يقول‪ :‬كذلك ابن آدم‪ ،‬ل يشبع حتى‬
‫يحثى عليه التراب‪ .‬قال‪ :‬فبكى ذو القرنين بكاء شديدا‪ ،‬و قال‪ :‬صدقت يا خضر‪ ،‬يضرب لي هذا المثل‪ ،‬ل جرم‬
‫أني ل أطلب أثرا في البلد بعد مسلكي هذا‪.‬‬
‫ثم انصرف راجعا في الظلمة‪ ،‬فبينما هم يسيرون‪ ،‬إذ سمعوا خشخشة تحت سنابك خيلهم‪ ،‬فقالوا أيها الملك‪ ،‬ما‬
‫هذا؟ فقال‪ :‬خذوا منه‪ ،‬فمن أخذ منه ندم‪ ،‬و من تركه ندم فأخذ بعض‪ ،‬و ترك بعض‪ ،‬فلما خرجوا من الظلمة إذا هم‬
‫بالزبرجد‪ ،‬فندم الخذ و التارك‪ ،‬و رجع ذو القرنين إلى دومة الجندل‪ ،‬و كان بها منزله‪ ،‬فلم يزل بها حتى قبضه‬
‫ال إليه«‪.‬‬
‫قال‪» :‬و كان )صلى ال عليه و آله( إذا حدث بهذا الحديث‪ ،‬قال‪ :‬رحم ال أخي ذا القرنين‪ ،‬ما كان مخطئا إذ سلك‬
‫ما سلك‪ ،‬و طلب ما طلب‪ ،‬و لو ظفر بوادي الزبرجد في مذهبه‪ ،‬لما ترك فيه شيئا إل أخرجه للناس لنه كان‬
‫راغبا‪ ،‬و لكنه ظفر به بعد ما رجع‪ ،‬و قد زهد عن الدنيا بعد«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬في »ج« و »ق« و المصدر‪ :‬صاحب السطح‪.‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬يستمل‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪671 :‬‬
‫‪ -[26] /6774‬جبرئيل بن أحمد‪ ،‬عن موسى بن جعفر‪ ،‬رفعه إلى أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬إن ذا القرنين‬
‫عمل صندوقا من قوارير‪ ،‬ثم حمل في مسيره ما شاء ال‪ ،‬ثم ركب البحر‪ ،‬فلما انتهى إلى موضع منه‪ ،‬قال‬
‫لصحابه‪.‬‬
‫دلوني‪ ،‬فإذا حركت الحبل فأخرجوني‪ ،‬و إن لم أحرك الحبل فأرسلوني إلى آخره‪ .‬فأرسلوه في البحر‪ ،‬و أرسلوا‬
‫الحبل مسيرة أربعين يوما‪ ،‬فإذا ضارب يضرب جنب الصندوق‪ ،‬و يقول‪ :‬يا ذا القرنين‪ ،‬أين تريد؟ قال‪ :‬أريد أن‬
‫أنظر إلى ملك ربي في البحر‪ ،‬كما رأيته في البر‪ .‬فقال‪ :‬يا ذا القرنين‪ ،‬إن هذا الموضع الذي أنت فيه مر فيه نوح‬
‫زمان الطوفان‪ ،‬فسقط منه قدوم‪ ،‬فهو يهوي في قعر البحر إلى الساعة لم يبلغ قعره‪ .‬فلما سمع ذو القرنين ذلك‪،‬‬
‫حرك الحبل و خرج«‪.‬‬
‫‪ -[27] /6775‬عن أبي حمزة الثمالي‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬كان اسم ذي القرنين عياش‪ ،‬و كان‬
‫أول الملوك من النبياء‪ ،‬و كان بعد نوح )عليه السلم(‪ ،‬و كان ذو القرنين قد ملك ما بين المشرق و المغرب«‪.‬‬
‫‪ -[28] /6776‬عن جميل بن دراج‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سألته عن الزلزلة‪ ،‬فقال‪» :‬أخبرني أبي‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم( قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬إن ذا القرنين لما انتهى إلى السد‬
‫جاوزه فدخل الظلمة‪ ،‬فإذا هو بملك قائم‪ ،‬طوله خمسمائة ذراع‪ ،‬فقال له الملك‪ :‬يا ذا القرنين‪ ،‬أما كان خلفك منفذ‬
‫لك »‪«1‬؟‬
‫فقال له ذو القرنين‪ :‬و من أنت؟ قال‪ :‬أنا ملك من ملئكة الرحمن‪ ،‬موكل بهذا الجبل‪ ،‬و ليس من جبل خلقه ال إل‬
‫وله عرق إلى هذا الجبل‪ ،‬فإذا أراد ال أن يزلزل مدينة‪ ،‬أوحى إلي ربي فزلزلتها«‪.‬‬
‫‪ -[29] /6777‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬تغرب الشمس‬
‫في عين حمئة »‪ «2‬في بحر دون المدينة التي تلي مما يلي المغرب« يعني جابلق »‪.«3‬‬
‫سْترًا َكذِلكَ قال‪:‬‬
‫ن ُدوِنها ِ‬
‫ل َلُهْم ِم ْ‬‫جَع ْ‬
‫‪ -[30] /6778‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله‪َ :‬لْم َن ْ‬
‫»لم يعلموا صنعة البيوت«‪.‬‬
‫ل َبْيَنُكْم َو َبْيَنُهْم َرْدمًا قال‪» :‬التقية« َفَما‬
‫جَع ْ‬
‫‪ -[31] /6779‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( »‪ «4‬قال‪َ :‬أ ْ‬
‫عوا َلُه َنْقبًا قال‪» :‬هو التقية«‪.‬‬
‫سَتطا ُ‬
‫ظَهُروُه َو َما ا ْ‬
‫ن َي ْ‬
‫عوا َأ ْ‬
‫سطا ُ‬‫اْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -26‬تفسير العّياشي ‪.80 /349 :2‬‬
‫‪ -27‬تفسير العّياشي ‪.81 /350 :2‬‬
‫‪ -28‬تفسير العّياشي ‪.82 /350 :2‬‬
‫‪ -29‬تفسير العّياشي ‪.83 /350 :2‬‬
‫‪ -30‬تفسير العّياشي ‪.84 /350 :2‬‬
‫‪ -31‬تفسير العّياشي ‪.85 /351 :2‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬مسلك‪.‬‬
‫)‪ (2‬في »ج‪ ،‬ق«‪ :‬حامية‪.‬‬
‫)‪ (3‬جابلق‪ :‬مدينتان‪ ،‬إحداهما بأقصى المغرب‪ ،‬و الخرى رستاق بأصفهان‪» .‬معجم البلدان ‪.«91 :2‬‬
‫سلم(‪.‬‬ ‫ل )عليه ال ّ‬
‫)‪ (4‬في نسخة من »ط«‪ :‬عن أبي عبد ا ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪672 :‬‬

‫ل َبْيَنُكْم َو َبْيَنُهْم َرْدمًا قال‪:‬‬


‫جَع ْ‬
‫‪ -[32] /6780‬عن المفضل قال‪ :‬سألت الصادق )عليه السلم( عن قوله َأ ْ‬
‫عوا َلُه َنْقبًا‪ ،‬قال‪» :‬ما استطاعوا له نقبا‪ ،‬إذا عمل بالتقية لم يقدروا‬
‫سَتطا ُ‬
‫ظَهُروُه َو َما ا ْ‬‫ن َي ْ‬
‫عوا َأ ْ‬
‫سطا ُ‬
‫»التقية« َفَما ا ْ‬
‫في ذلك على حيلة‪ ،‬و هو الحصن الحصين‪ ،‬و صار بينك و بين أعداء ال سدا ل يستطيعون له نقبا«‪.‬‬
‫جَعَلُه َدّكاَء‪ ،‬قال‪» :‬رفع التقية عند الكشف فينتقم من أعداء ال«‪.‬‬ ‫عُد َرّبي َ‬ ‫قال‪ :‬و سألته عن قوله َفِإذا جاَء َو ْ‬
‫‪ -[33] /6781‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن يوسف بن أبي حماد‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪:‬‬
‫»لما أسري برسول ال )صلى ال عليه و آله( إلى السماء وجد ريحا مثل المسك الذفر‪ ،‬فسأل جبرئيل )عليه‬
‫السلم( عنها‪ ،‬فأخبره أنها تخرج من بيت عذب فيه قوم في ال حتى ماتوا‪ .‬ثم قال له‪ :‬إن الخضر )عليه السلم(‬
‫كان من أبناء الملوك‪ ،‬فآمن بال‪ ،‬و تخلى في بيت في دار أبيه يعبد ال‪ ،‬و لم يكن لبيه ولد غيره‪ ،‬فأشاروا على‬
‫أبيه أن يزوجه‪ ،‬فلعل ال أن يرزقه ولدا‪ ،‬فيكون الملك فيه و في عقبه‪ ،‬فخطب له امرأة بكرا‪ ،‬و أدخلها عليه‪ ،‬فلم‬
‫يلتفت الخضر )عليه السلم( إليها‪ ،‬فلما كان في اليوم الثاني‪ ،‬قال لها‪ :‬تكتمين علي أمري؟ فقالت‪ :‬نعم‪ .‬قال لها‪ :‬إن‬
‫سألت أبي‪ :‬هل كان مني إليك ما يكون من الرجال إلى النساء‪ ،‬فقولي‪ :‬نعم‪ .‬فقالت‪ :‬أفعل‪ .‬فسألها الملك عن ذلك‪،‬‬
‫فقالت‪ :‬نعم‪ .‬و أشار عليه الناس أن يأمر النساء أن يفتشنها فأمر بذلك فكانت على حالها‪.‬‬
‫فقالوا‪ :‬أيها الملك زوجت الغر من الغرة »‪ «1‬زوجه امرأة ثيبا فزوجه‪ ،‬فلما أدخلت عليه‪ ،‬سألها الخضر )عليه‬
‫السلم( أن تكتم عليه أمره‪ ،‬فقالت‪ :‬نعم‪ .‬فلما سألها الملك‪ ،‬قالت‪ :‬أيها الملك‪ ،‬إن ابنك امرأة‪ ،‬فهل تلد المرأة من‬
‫المرأة؟ فغضب عليه‪ ،‬و أمر بردم الباب عليه‪ ،‬فردم‪ ،‬فلما كان اليوم الثالث‪ ،‬حركته رقة الباء‪ ،‬فأمر بفتح الباب‪،‬‬
‫ففتح فلم يجدوه‪ ،‬و أعطاه ال من القوة أن يتصور كيف يشاء‪ ،‬ثم كان على مقدمة ذي القرنين‪ ،‬و شرب من الماء‬
‫الذي من شرب منه بقي إلى الصيحة«‪.‬‬
‫قال‪» :‬فخرج من مدينة أبيه رجلن في تجارة في البحر‪ ،‬حتى وقعا إلى جزيرة من جزائر البحر‪ ،‬فوجدا فيها‬
‫الخضر )عليه السلم(‪ .‬قائما يصلي‪ ،‬فلما انفتل‪ ،‬دعاهما فسألهما عن خبرهما‪ ،‬فأخبراه‪ ،‬فقال لهما‪ :‬هل تكتمان‬
‫علي أمري إن أنا رددتكما في يومكما هذا إلى منازلكما؟ فقال‪ :‬نعم‪ .‬فنوى أحدهما أن يكتم أمره‪ ،‬و نوى الخر إن‬
‫رده إلى منزله أخبر أباه بخبره فدعا الخضر )عليه السلم( سحابة‪ ،‬و قال لها‪ .‬احملي هذين إلى منازلهما فحملتهما‬
‫السحابة حتى وضعتهما في بلدهما من يومهما فكتم أحدهما أمره‪ ،‬و ذهب الخر إلى الملك فأخبره بخبره‪ ،‬فقال له‬
‫الملك‪:‬‬
‫من يشهد لك بذلك؟ قال‪ :‬فلن التاجر فدل على صاحبه‪ ،‬فبعث الملك إليه‪ ،‬فلما حضر‪ ،‬أنكره و أنكر معرفة‬
‫صاحبه‪ ،‬فقال له الول‪ :‬أيها الملك‪ ،‬ابعث معي خيل إلى هذه الجزيرة‪ ،‬و احبس هذا حتى آتيك بابنك فبعث معه‬
‫خيل‪ ،‬فلم يجدوه‪ ،‬فأطلق عن الرجل الذي كتم عليه‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -32‬تفسير العّياشي ‪[.....] .86 /351 :2‬‬
‫‪ -33‬تفسير القّمي ‪.42 :2‬‬
‫)‪ (1‬رجل غّر‪ ،‬بالكسر‪ ،‬و غرير‪ ،‬أي غير مجّرب‪ .‬و جارية غّرة و غريرة‪» .‬الصحاح ‪.«768 :2‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪673 :‬‬
‫ثم إن القوم عملوا بالمعاصي‪ ،‬فأهلكهم ال و جعل مدينتهم عاليها سافلها‪ ،‬و ابتدرت الجارية التي كتمت عليه‬
‫أمره‪ ،‬و الرجل الذي كتم عليه‪ ،‬كل واحد منهما ناحية من المدينة‪ ،‬فلما أصبحا التقيا‪ ،‬فأخبر كل واحد منهما‬
‫صاحبه بخبره‪ ،‬فقال‪ :‬ما نجونا إل بذلك فآمنا برب الخضر‪ ،‬و حسن إيمانهما‪ ،‬و تزوج بها الرجل‪ ،‬و وقعا إلى‬
‫مملكة ملك آخر‪ ،‬و توصلت المرأة إلى بيت الملك‪ ،‬و كانت تزين بنت الملك‪ ،‬فبينما هي تمشطها يوما‪ ،‬إذا سقط‬
‫من يدها المشط‪ ،‬فقالت‪ :‬ل حول و ل قوة إل بال‪ ،‬فقالت لها بنت الملك‪ :‬ما هذه الكلمة؟ فقالت‪ :‬إن لي إلها تجري‬
‫المور كلها بحوله و قوته‪.‬‬
‫فقالت لها بنت الملك‪ :‬أ لك إله غير أبي؟ فقالت‪ :‬نعم‪ ،‬و هو إلهك و إله أبيك‪ .‬فدخلت بنت الملك على أبيها‪،‬‬
‫فأخبرت أباها بما سمعت من هذه المرأة‪ ،‬فدعاها الملك‪ ،‬و سألها عن خبرها‪ ،‬فأخبرته‪ ،‬فقال لها‪ :‬من على دينك؟‬
‫قالت‪ :‬زوجي و ولدي‪ ،‬فدعاهما الملك و أمرهم بالرجوع عن التوحيد‪ ،‬فأبوا عليه‪ ،‬فدعا بمرجل من ماء‪ ،‬فأسخنه‬
‫و ألقاهم فيه‪ ،‬فأدخلهم بيتا و هدم عليهم البيت‪ ،‬فقال جبرئيل لرسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬فهذه الرائحة التي‬
‫تشمها من ذلك البيت«‪.‬‬
‫‪ -[34] /6782‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي‪ ،‬عن أبي هاشم داود‬
‫بن القاسم الجعفري‪ ،‬عن أبي جعفر الثاني )عليه السلم( قال‪» :‬أقبل أمير المؤمنين )عليه السلم( و معه ابنه‬
‫الحسن بن علي )عليهما السلم( و هو متكئ على يد سلمان‪ ،‬فدخل المسجد الحرام‪ ،‬فجلس‪ ،‬إذ أقبل رجل حسن‬
‫الهيئة و اللباس‪ ،‬فسلم على أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ ،‬فرد عليه السلم فجلس‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬أسألك‬
‫عن ثلث مسائل‪ ،‬إن أخبرتني بهن علمت أن القوم ركبوا من أمرك ما قضى عليهم‪ ،‬و أنهم ليسوا بمأمونين في‬
‫دنياهم و آخرتهم‪ ،‬و إن تكن الخرى‪ ،‬علمت أنك و هم شرع سواء‪.‬‬
‫فقال له أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬سلني عما بدا لك‪ ،‬قال‪ :‬أخبرني عن الرجل إذا نام‪ ،‬أين تذهب روحه؟‬
‫و عن الرجل‪ ،‬كيف يذكر و ينسى؟ و عن الرجل‪ ،‬كيف يشبه ولده العمام و الخوال؟ فالتفت أمير المؤمنين‬
‫)عليه السلم( إلى الحسن‪ ،‬فقال‪ :‬يا أبا محمد‪ ،‬أجبه‪ .‬فأجابه الحسن )عليه السلم(‪ ،‬فقال الرجل‪ :‬أشهد أن ل إله إل‬
‫ال‪ ،‬و لم أزل أشهد بها‪ ،‬و أشهد أن محمدا رسول ال‪ ،‬و لم أزل أشهد بذلك و أشهد أنك وصي رسول ال )صلى‬
‫ال عليه و آله(‪ ،‬و القائم بحجته‪ -‬و أشار إلى أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ -‬و لم أزل أشهد بها‪ ،‬و أشهد أنك وصيه‬
‫و القائم بحجته‪ -‬و أشار إلى الحسن )عليه السلم(‪ -‬و أشهد أن الحسين بن علي وصي أخيه و القائم بحجته بعده‪ ،‬و‬
‫أشهد على علي بن الحسين أنه القائم بأمر الحسين بعده‪ ،‬و أشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن‬
‫الحسين‪ ،‬و أشهد على جعفر بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي‪ ،‬و أشهد على موسى بن جعفر أنه القائم بأمر‬
‫جعفر بن محمد‪ ،‬و أشهد على علي بن موسى أنه القائم بأمر موسى بن جعفر‪ ،‬و أشهد على محمد بن علي أنه‬
‫القائم بأمر‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -34‬الكافي ‪.1 /441 :1‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪674 :‬‬
‫علي بن موسى‪ ،‬و أشهد على علي بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي‪ ،‬و أشهد على الحسن بن علي أنه القائم‬
‫بأمر علي بن محمد‪ ،‬و أشهد على رجل من ولد الحسن‪ ،‬ل يكنى و ل يسمى حتى يظهر أمره فيملؤها عدل كما‬
‫ملئت جورا‪ ،‬و السلم عليك يا أمير المؤمنين و رحمة ال و بركاته‪ ،‬ثم قام فمضى‪.‬‬
‫فقال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬يا أبا محمد‪ ،‬اتبعه فانظر أين يقصد؟ فخرج الحسن بن علي )عليهما السلم(‪،‬‬
‫فقال‪:‬‬
‫ما كان إل أن وضع رجله خارجا من المسجد‪ ،‬فما دريت أين أخذ من أرض ال‪ ،‬فرجعت إلى أمير المؤمنين‪،‬‬
‫فأعلمته‪ ،‬فقال‪ :‬يا أبا محمد‪ ،‬أتعرفه؟ قلت‪ :‬ال و رسوله و أمير المؤمنين أعلم‪ .‬قال‪ :‬هو الخضر )عليه السلم(«‪.‬‬
‫‪ -[35] /6783‬و عنه‪ :‬عن أحمد بن محمد و محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن إبراهيم بن إسحاق‬
‫الحمري‪ ،‬عن عبد ال بن حماد‪ ،‬عن سيف التمار‪ ،‬قال‪ :‬كنا مع أبي عبد ال )عليه السلم( جماعة من الشيعة في‬
‫الحجر‪ ،‬فقال‪» :‬علينا عين؟«‪ ،‬فالتفتنا يمنة و يسرة‪ ،‬فلم نر أحدا‪ ،‬فقلنا‪ :‬ليس علينا عين‪ .‬فقال‪» :‬و رب الكعبة و‬
‫رب البنية »‪ -«1‬ثلث مرات‪ -‬لو كنت بين موسى و الخضر لخبرتهما أني أعلم منهما‪ ،‬و لنبأتهما عما ليس في‬
‫أيديهما‪ ،‬لن موسى و الخضر )عليهما السلم( أعطيا علم ما كان‪ ،‬و لم يعطيا علم ما يكون‪ ،‬و ما هو كائن‪ ،‬حتى‬
‫تقوم الساعة‪ ،‬و قد ورثناه من رسول ال )صلى ال عليه و آله( وراثة«‪.‬‬
‫‪ -[36] /6784‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن أحمد بن عبد ال بن أحمد بن أبي عبد ال البرقي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبي‪،‬‬
‫عن أحمد بن أبي عبد ال‪ ،‬عن أبيه محمد بن خالد بإسناده‪ ،‬رفعه إلى أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬ملك‬
‫الرض كلها أربعة‪ :‬مؤمنان و كافران‪ ،‬فأما المؤمنان‪ :‬فسليمان بن داود )عليهما السلم(‪ ،‬و ذو القرنين‪ ،‬و‬
‫الكافران‪ :‬نمرود‪ ،‬و بخت نصر‪ ،‬و اسم ذي القرنين عبد ال بن ضحاك بن سعد »‪.««2‬‬
‫‪ -[37] /6785‬محمد بن العباس‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا الحسن بن علي بن عاصم‪ ،‬عن الهيثم بن عبد ال‪ ،‬قال‪ :‬حدثني‬
‫مولي علي بن موسى الرضا‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن أمير المؤمنين )عليهم السلم( قال‪» :‬قال رسول ال‬
‫)صلى ال عليه و آله(‪ :‬أتاني جبرئيل )عليه السلم( عن ربه عز و جل‪ ،‬و هو يقول‪ :‬ربي يقرئك السلم‪ ،‬و يقول‬
‫لك‪ :‬يا محمد بشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات و يؤمنون بك و بأهل بيتك بالجنة‪ ،‬فلهم عندي جزاء‬
‫الحسنى‪ ،‬يدخلون الجنة«‪ .‬و جزاء الحسنى و هي ولية أهل البيت )عليهم السلم(‪ ،‬دخول الجنة‪ ،‬و الخلود فيها في‬
‫جوارهم )صلوات ال عليهم(‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -35‬الكافي ‪.1 /203 :1‬‬
‫‪ -36‬الخصال‪.130 /255 :‬‬
‫‪ -37‬تأويل اليات ‪.9 /297 :1‬‬
‫)‪ (1‬البنّية‪ :‬الكعبة‪» .‬أقرب الموارد‪ -‬بنى‪.«63 :1 -‬‬
‫)‪ (2‬في »ج« و المصدر‪ :‬معد‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪675 :‬‬
‫باب في يأجوج و مأجوج‬
‫‪ -[1] /6786‬الشيخ في أماليه‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا ابن الصلت‪ ،‬قال أخبرنا ابن عقدة‪ ،‬قال أخبرنا أبو الحسن القاسم بن‬
‫جعفر بن أحمد بن عمران »‪ «1‬المعروف بابن الشامي قراءة‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عباد بن أحمد العرزمي »‪ ،«2‬قال‪:‬‬
‫حدثني عمي عن أبيه‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن الشعبي‪ ،‬عن أبي رافع‪ ،‬عن حذيفة بن اليمان‪ ،‬عن النبي )صلى ال عليه و‬
‫آله(‪ ،‬عن أهل يأجوج و مأجوج‪ ،‬قال‪» :‬إن القوم لينقرون السد بمعاولهم دائبين‪ ،‬فإذا كان الليل‪ ،‬قالوا‪ :‬غدا نفرغ‬
‫فيصبحون و هو أقوى منه بالمس‪ ،‬حتى يسلم منهم رجل حين يريد ال أن يبلغ أمره‪ ،‬فيقول المؤمن‪ :‬غدا نفتحه‬
‫إن شاء ال‪ ،‬فيصبحون ثم يغدون عليه فيفتحه ال‪ ،‬فو الذي نفسي بيده ليمرن الرجل منهم على شاطئ الوادي الذي‬
‫بكوفان‪ ،‬و قد شربوه حتى نزحوه‪ ،‬فيقول و ال لقد رأيت هذا الوادي مرة‪ ،‬و إن الماء ليجري في عرضه«‪.‬‬
‫قيل‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬و متى هذا؟ قال‪» :‬حين ل يبقى من الدنيا إل مثل صبابة »‪ «3‬الناء«‪.‬‬
‫‪ -[2] /6787‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن الحسين بن محمد الشعري‪ ،‬عن معلى بن محمد‪ ،‬عن أحمد بن محمد ابن عبد‬
‫ال‪ ،‬عن العباس بن العلء‪ ،‬عن مجاهد‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬قال سئل أمير المؤمنين )عليه السلم( عن الخلق‪ .‬فقال‪:‬‬
‫»خلق ال ألفا و مائتين في البر‪ ،‬و ألفا و مائتين في البحر‪ ،‬و أجناس بني آدم سبعون جنسا‪ ،‬و الناس ولد آدم‪ ،‬ما‬
‫خل يأجوج و مأجوج«‪.‬‬
‫‪ -[3] /6788‬و روى بعض علمائنا المامية في كتاب له سماه‪) :‬منهج التحقيق إلى سواء الطريق(‪ :‬عن سلمان‬
‫الفارسي )رضي ال عنه( قال‪ :‬كنا جلوسا مع أمير المؤمنين )عليه السلم( بمنزله لما بويع عمر بن الخطاب‪،‬‬
‫قال‪ :‬كنت أنا‪ ،‬و الحسن و الحسين )عليهما السلم(‪ ،‬و محمد بن الحنفية‪ ،‬و محمد بن أبي بكر‪ ،‬و عمار بن ياسر‪،‬‬
‫و المقداد بن السود الكندي )رضي ال عنهم(‪ ،‬فقال‪ :‬قال له ابنه الحسن )عليه السلم(‪» :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬إن‬
‫سليمان )عليه السلم( سأل ربه ملكا ل ينبغي لحد من بعده‪ ،‬فأعطاه ذلك‪ ،‬فهل ملكت مما ملك سليمان بن داود‬
‫)عليه السلم(«؟‬
‫فقال )عليه السلم(‪» :‬و الذي فلق الحبة و برأ النسمة‪ ،‬إن سليمان بن داود )عليه السلم( سأل ال عز و جل الملك‬
‫فأعطاه‪ ،‬و إن أباك ملك ما لم يملكه بعد جدك رسول ال )صلى ال عليه و آله( أحد قبله‪ ،‬و ل يملكه أحد بعده«‪.‬‬
‫فقال الحسن )عليه السلم(‪» :‬نريد أن ترينا مما فضلك ال تعالى به من الكرامة«؟‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬المالي ‪.355 :1‬‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.274 /22 :8‬‬
‫‪ .... -3‬المحتضر‪ ،71 :‬مدينة المعاجز‪.91 :‬‬
‫)‪ (1‬في »ط«‪ :‬ابن زياد‪ ،‬و في »ق«‪ :‬ابن حمران‪.‬‬
‫)‪ (2‬في »ط«‪ :‬و »ق« و المصدر‪ :‬القزويني‪ .‬انظر أنساب السمعاني ‪.179 :4‬‬
‫)‪ (3‬الصبابة‪ :‬البقية من الماء في الناء‪» .‬الصحاح‪ -‬صبب‪[.....] .«161 :1 -‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪676 :‬‬
‫فقال‪» :‬أفعل‪ ،‬إن شاء ال تعالى«‪ ،‬فقام أمير المؤمنين )عليه السلم( فتوضأ و صلى ركعتين‪ ،‬و دعا ال عز و جل‬
‫بدعوات لم يفهمها أحد‪ ،‬ثم أومأ الى جهة المغرب‪ ،‬فما كان بأسرع من أن جاءت سحابة‪ ،‬فوقعت على الدار‪ ،‬و إذا‬
‫بجانبها سحابة أخرى‪ ،‬فقال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪» :‬أيتها السحابة‪ ،‬اهبطي بإذن ال تعالى«‪ ،‬فهبطت‪ ،‬و‬
‫هي تقول أشهد أن ل إله إل ال‪ ،‬و أن محمدا رسول ال‪ ،‬و أنك خليفته و وصيه‪ ،‬من شك فيك فقد ضل سبيل‬
‫النجاة«‪.‬‬
‫قال‪ :‬ثم انبسطت السحابة على وجه الرض حتى كأنها بساط موضوع‪ ،‬فقال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪:‬‬
‫»اجلسوا على الغمامة« فجلسنا‪ ،‬و أخذنا مواضعنا‪ ،‬فأشار إلى السحابة الخرى فهبطت‪ ،‬و هي تقول كمقالة‬
‫الولى‪ ،‬و جلس أمير المؤمنين عليها ثم تكلم بكلم‪ ،‬و أشار إليهما بالمسير نحو المغرب‪ ،‬و إذا بالريح قد دخلت‬
‫تحت السحابتين‪ ،‬فرفعتهما رفعا رفيقا‪ ،‬فتمايلت نحو أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ ،‬و إذا به على كرسي‪ ،‬و النور‬
‫يسطع من وجهه‪ ،‬و وجهه أنور من القمر‪.‬‬
‫فقال الحسن )عليه السلم( »‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬إن سليمان بن داود )عليه السلم( كان مطاعا بخاتمه‪ ،‬و أمير‬
‫المؤمنين بماذا يطاع؟«‪.‬‬
‫فقال )عليه السلم(‪» :‬أنا عين ال في أرضه‪ ،‬و لسانه الناطق في خلقه‪ ،‬أنا نور ال الذي ل يطفأ‪ ،‬أنا باب ال الذي‬
‫يؤتى منه‪ ،‬و حجته على عباده«‪.‬‬
‫ثم قال‪» :‬أ تحبون أن أريكم خاتم سليمان بن داود )عليه السلم(؟« قلنا‪ :‬نعم‪ ،‬فأدخل يده إلى جيبه‪ ،‬فأخرج خاتما‬
‫من ذهب فصه من ياقوتة حمراء‪ ،‬عليه مكتوب‪ :‬محمد و علي‪ ،‬قال سلمان‪ :‬فتعجبنا من ذلك‪ ،‬فقال‪» :‬من أي شيء‬
‫تعجبون؟ و ما العجب من مثلي؟ أنا أريكم اليوم ما لم تروه أبدا«‪.‬‬
‫فقال الحسن )عليه السلم(‪» :‬أريد أن تريني يأجوج و مأجوج و السد الذي بيننا و بينهم«‪ ،‬فسارت الريح تحت‬
‫السحاب‪ ،‬فسمعنا لها دويا كدوي الرعد‪ ،‬و علت في الهواء‪ ،‬و أمير المؤمنين )عليه السلم( يقدمنا‪ ،‬حتى انتهينا‬
‫إلى جبل شامخ في العلو‪ ،‬و إذا شجرة جافة قد تساقطت أوراقها‪ ،‬و جفت أغصانها‪ ،‬فقال الحسن )عليه السلم(‪:‬‬
‫»ما بال هذه الشجرة قد يبست؟« فقال له‪» :‬سلها‪ ،‬فإنها تجيبك«‪ ،‬فقال الحسن )عليه السلم(‪» :‬أيتها الشجرة‪ ،‬مالك‬
‫قد حدث بك ما نراه من الجفاف؟« فلم تجبه؟ فقال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪» :‬إل ما أجبته«‪ ،‬قال الراوي‪ :‬و‬
‫ال لقد سمعتها تقول لبيك لبيك يا وصي رسول ال و خليفته‪ ،‬ثم قالت‪ :‬يا أبا محمد‪ ،‬إن أباك أمير المؤمنين )عليه‬
‫السلم( كان يجيئني في كل ليلة وقت السحر‪ ،‬و يصلي عندي ركعتين‪ ،‬و يكثر من التسبيح‪ ،‬فإذا فرغ من دعائه‬
‫جاءته غمامة بيضاء‪ ،‬ينفح منها رائحة المسك‪ ،‬و عليها كرسي‪ ،‬فيجلس عليه فتسير به‪ ،‬فكنت أعيش بمجلسه و‬
‫بركته‪ ،‬فانقطع عني منذ أربعين يوما‪ ،‬فهذا سبب ما تراه مني‪ .‬فقام أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ ،‬و صلى‬
‫ركعتين‪ ،‬و مسح بكفه عليها‪ ،‬فاخضرت و عادت إلى حالها‪.‬‬
‫و أمر الريح فسارت بنا‪ ،‬و إذا نحن بملك يده في المغرب‪ ،‬و الخرى بالمشرق‪ ،‬فلما نظر الملك إلى أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم(‪ ،‬قال أشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له‪ ،‬و أشهد أن محمدا عبده‪ ،‬و رسوله‪ ،‬أرسله‬
‫بالهدى و دين الحق‪ ،‬ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون‪ ،‬و أشهد أنك وصيه و خليفته حقا و صدقا‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪677 :‬‬ ‫فقلت‪ :‬يا أمير‬
‫المؤمنين‪ ،‬من هذا الذي يده في المغرب‪ ،‬و يده الخرى في المشرق؟‬
‫فقال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪» :‬هذا الملك الذي وكله ال تعالى بظلمة الليل وضوء النهار‪ ،‬و ل يزول إلى‬
‫يوم القيامة‪ ،‬و إن ال تعالى جعل أمر الدنيا إلي‪ ،‬و إن أعمال العباد تعرض علي في كل يوم‪ ،‬ثم ترفع إلى ال‬
‫تعالى«‪.‬‬
‫ثم سرنا حتى وقفنا على سد يأجوج و مأجوج فقال أمير المؤمنين )عليه السلم( للريح »اهبطي بنا مما يلي هذا‬
‫الجبل« و أشار بيده إلى جبل شامخ في العلو‪ ،‬و هو جبل الخضر )عليه السلم(‪ ،‬فنظرنا إلى السد‪ ،‬و إذا ارتفاعه‬
‫ما يحد البصر‪ ،‬و هو أسود كقطعة الليل الدامس »‪ «1‬يخرج من أرجائه الدخان‪ ،‬فقال أمير المؤمنين )عليه‬
‫السلم(‪» :‬يا أبا محمد‪ ،‬أنا صاحب هذا المر على هؤلء العبيد«‪ ،‬قال سلمان‪ :‬فرأيت أصنافا ثلثة طول أحدهم‬
‫مائة و عشرون ذراعا‪ ،‬و الثاني طول كل واحد منهم ستون ذراعا‪ ،‬و الثالث يفرش أحد أذنيه تحته‪ ،‬و الخرى‬
‫يلتحف بها‪.‬‬
‫ثم إن أمير المؤمنين )عليه السلم( أمر الريح فسارت بنا إلى جبل قاف »‪ ،«2‬فانتهينا إليه و إذا هو من زمردة‬
‫خضراء‪ ،‬و عليها ملك على صورة النسر‪ ،‬ثم نظر إلى أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ ،‬قال الملك‪ :‬السلم عليك‪ ،‬يا‬
‫وصي رسول رب العالمين و خليفته‪ ،‬أ تأذن لي في الرد؟ فرد )عليه السلم(‪ ،‬و قال له‪» :‬إن شئت تكلم‪ ،‬و إن‬
‫شئت أخبرتك عما تسألني عنه«‪ .‬فقال الملك‪ :‬بل تقول يا أمير المؤمنين‪ .‬قال‪» :‬تريد أن آذن لك أن تزور الخضر‬
‫)عليه السلم(«‪ .‬فقال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪» :‬قد أذنت لك« فأسرع الملك بعد أن قال‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيم‪ ،‬ثم تمشينا على‬
‫الجبل هنيئة‪ ،‬فإذا بالملك قد عاد إلى مكانه بعد زيارة الخضر )عليه السلم(‪ ،‬فقال سلمان‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬رأيت‬
‫الملك ما زار الخضر إل حين أخذ إذنك؟ فقال )عليه السلم(‪» :‬و الذي رفع السماء بغير عمد‪ ،‬لو أن أحدهم رام‬
‫أن يزول من مكانه بقدر نفس واحد لما زال حتى آذن له‪ ،‬و كذلك يصير حال ولدي »‪ «3‬الحسن‪ ،‬و بعده الحسين‪،‬‬
‫و تسعة من ولد الحسين‪ ،‬تاسعهم قائمهم«‪.‬‬
‫فقلنا‪ :‬ما اسم الملك الموكل بقاف؟ فقال )عليه السلم(‪» :‬ترجائيل »‪.««4‬‬
‫فقلنا‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬كيف تأتي كل ليلة إلى هذا الموضع و تعود؟ فقال‪» :‬كما أتيت بكم‪ ،‬و الذي فلق الحبة و‬
‫برأ النسمة‪ ،‬إني لملك ملكوت السماوات و الرض‪ ،‬ما لو علمتم ببعضه لما أحتمله جنانكم‪ ،‬إن اسم ال العظم‬
‫ثلث و سبعون حرفا‪ ،‬و كان عند آصف بن برخيا حرف واحد‪ ،‬فتكلم به فخسف ال تعالى ما بينه و بين عرش‬
‫بلقيس‪ ،‬حتى تناول السرير‪ ،‬ثم عادت الرض كما كانت أسرع من طرف النظر‪ ،‬و عندنا نحن‪ -‬و ال‪ -‬اثنان و‬
‫سبعون حرفا‪ ،‬و حرف واحد عند ال تعالى أستأثر به في علم الغيب‪ ،‬و ل حول و ل قوة إل بال العلي العظيم‪،‬‬
‫عرفنا من عرفنا‪ ،‬و أنكرنا من أنكرنا«‪.‬‬
‫ثم قام )عليه السلم(‪ :‬و قمنا‪ ،‬و إذا نحن بشاب في الجبل يصلي بين قبرين‪ ،‬فقلنا‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬من هذا‬
‫الشاب؟ فقال )عليه السلم(‪» :‬صالح النبي )عليه السلم(‪ ،‬و هذان القبران لمه و أبيه‪ ،‬و إنه يعبد ال بينهما‪ ،‬فلما‬
‫نظر إليه‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬دمس الظلم‪ :‬أي اشتّد‪ ،‬و ليل دامس‪ ،‬أي مظلم‪» .‬مجمع البحرين‪ -‬دمس‪.«71 :4 -‬‬
‫)‪ (2‬قاف‪ :‬قيل‪ :‬هو الجبل المحيط بالرض‪» .‬معجم البلدان ‪.«298 :4‬‬
‫)‪ (3‬في »ق«‪ :‬وارثي‪.‬‬
‫)‪ (4‬في »ق«‪ :‬ترجابيل‪ .‬و في المدينة‪ :‬ترحائيل‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪678 :‬‬
‫صالح‪ ،‬لم يتمالك نفسه حتى بكى‪ ،‬و أومأ بيده إلى أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ ،‬ثم عاد إلى صلته و هو يبكي‪،‬‬
‫فوقف أمير المؤمنين )عليه السلم( عنده حتى فرغ من صلته‪ ،‬فقلنا له‪ :‬مم بكاؤك؟ فقال صالح‪» :‬إن أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم( كان يمر بي عند كل غداة‪ ،‬فيجلس‪ ،‬فتزداد عبادتي بنظري إليه‪ ،‬فقطع ذلك منذ عشرة‬
‫أيام‪ ،‬فأقلقني ذلك« فتعجبنا من ذلك‪.‬‬
‫فقال )عليه السلم(‪» :‬تريدون أن أريكم سليمان بن داود )عليه السلم(«؟ فقلنا‪ :‬نعم فقام و نحن معه‪ ،‬فدخل بنا‬
‫بستانا ما رأينا أحسن منه‪ ،‬و فيه من جميع الفواكه و العناب‪ ،‬و أنهاره تجري‪ ،‬و الطيار يتجاوبن على‬
‫الشجار‪ ،‬فحين رأته الطيار‪ ،‬أتت ترفرف حوله حتى توسطنا البستان‪ ،‬و إذا سرير عليه شاب ملقى على ظهره‪،‬‬
‫واضع يده على صدره‪ ،‬فأخرج أمير المؤمنين )عليه السلم( الخاتم من جيبه و جعله في إصبع سليمان )عليه‬
‫السلم(‪ ،‬فنهض قائما‪ ،‬و قال‪» :‬السلم عليك يا أمير المؤمنين‪ ،‬و وصي رسول رب العالمين‪ ،‬أنت و ال الصديق‬
‫الكبر‪ ،‬و الفاروق العظم‪ ،‬قد أفلح من تمسك بك‪ ،‬و قد خاب و خسر من تخلف عنك‪ ،‬و إني سألت ال تعالى بكم‬
‫أهل البيت‪ ،‬فأعطيت ذلك الملك«‪.‬‬
‫قال سلمان‪ :‬فلما سمعنا كلم سليمان بن داود )عليه السلم(‪ ،‬لم أتمالك نفسي حتى وقعت على أقدام أمير المؤمنين‬
‫)عليه السلم( أقبلها‪ ،‬و حمدت ال تعالى على جزيل عطائه‪ ،‬بهدايته إلى ولية أهل البيت )عليهم السلم(‪ ،‬الذين‬
‫أذهب ال عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا‪ ،‬و فعل أصحابي كما فعلت‪ ،‬ثم سألت أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬و‬
‫ما وراء قال؟ قال )عليه السلم(‪» :‬وراءه مال يصل إليكم علمه«‪.‬‬
‫فقلنا‪ :‬تعلم ذلك يا أمير المؤمنين؟ فقال )عليه السلم(‪» :‬علمي بما وراءه كعلمي بحال هذه الدنيا و ما فيها« و إني‬
‫الحفيظ الشهيد عليها بعد رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و كذلك الوصياء من ولدي بعدي«‪.‬‬
‫ثم قال )عليه السلم(‪» :‬إني لعرف بطرق السماوات من طرق الرض‪ ،‬نحن السم المخزون المكنون‪ ،‬نحن‬
‫السماء الحسنى التي إذا سئل ال تعالى به أجاب‪ ،‬نحن السماء المكتوبة على العرش و الكرسي و الجنة و النار‪،‬‬
‫و منا تعلمت الملئكة التسبيح و التقديس‪ ،‬و التوحيد و التهليل و التكبير‪ ،‬و نحن الكلمات التي تلقاها آدم )عليه‬
‫السلم( من ربه‪ ،‬فتاب عليه«‪.‬‬
‫قال‪» :‬أ تريدون أن أريكم عجبا؟« قلنا‪ :‬نعم‪ .‬قال‪» :‬غضوا أعينكم« ففعلنا‪ ،‬ثم قال‪» :‬افتحوها«‪ ،‬ففتحناها‪ ،‬فإذا نحن‬
‫بمدينة ما رأينا أكبر منها‪ ،‬السواق فيها قائمة‪ ،‬و فيها أناس ما رأينا أعظم من خلقهم‪ ،‬على طول النخل‪ ،‬قلنا‪:‬‬
‫يا أمير المؤمنين‪ ،‬من هؤلء؟ قال‪» :‬بقية قوم عاد‪ ،‬كفار ل يؤمنون بال تعالى‪ ،‬أحببت أن أريكم إياهم‪ ،‬و هذه‬
‫المدينة و أهلها أريد أن اهلكهم و هم ل يشعرون«‪ ،‬قلنا‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬تهلكهم بغير حجة؟ قال‪» :‬ل‪ ،‬بل بحجة‬
‫عليهم«‪ ،‬فدنا منهم‪ ،‬و تراءى لهم‪ ،‬فهموا أن يقتلوه‪ ،‬و نحن نراهم و هم يروننا‪ ،‬ثم تباعد عنهم‪ ،‬و دنا منا‪ ،‬ثم مسح‬
‫بيده على صدورنا‪ ،‬و صعق فيهم صعقة‪ ،‬قال سلمان‪ :‬لقد ظننا أن الرض قد انقلبت‪ ،‬و السماء قد سقطت و أن‬
‫الصواعق من فيه قد خرجت‪ ،‬فلم يبق منهم في تلك الساعة أحد‪ ،‬قلنا‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬ما صنع ال بهم؟ قال‪:‬‬
‫البرهان في‬ ‫»هلكوا‪ ،‬و صاروا كلهم في النار« قلنا‪ :‬هذا معجز ما رأينا و ل سمعنا بمثله‪.‬‬
‫تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪679 :‬‬
‫فقال )عليه السلم(‪» :‬أ تريدون أن أريكم أعجب من ذلك؟« قلنا‪ :‬ل نطيق بأسرنا على احتمال شيء آخر‪ ،‬فعلى‬
‫من ل يتولك و يؤمن بفضلك و عظيم قدرك عند ال تعالى لعنة ال‪ ،‬و لعنة اللعنين‪ ،‬و الناس و الملئكة أجمعين‬
‫إلى يوم الدين‪.‬‬
‫ثم سألناه الرجوع إلى أوطاننا‪ ،‬فقال‪» :‬أفعل ذلك‪ ،‬إن شاء ال تعالى«‪ ،‬و أشار إلى السحابتين فدنتا منا‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫»خذوا مواضعكم« فجلسنا على سحابة‪ ،‬و جلس )عليه السلم( على اخرى‪ ،‬و أمر الريح فحملتنا حتى صرنا في‬
‫الجو‪ ،‬حتى رأينا الرض كالدرهم‪ ،‬ثم حطتنا في دار أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ ،‬في أقل من طرف النظر‪ ،‬و‬
‫كان وصولنا إلى المدينة وقت الظهر و المؤذن يؤذن‪ ،‬و كان خروجنا منها وقت علت الشمس‪ ،‬فقلت‪ :‬أيا ل‬
‫العجب‪ ،‬كنا في جبل قاف‪ ،‬مسيرة خمس سنين »‪ ،«1‬وعدنا في خمس ساعات من النهار؟‬
‫فقال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪» :‬لو أنني أردت أن أخرق الدنيا بأسرها و السماوات السبع و أرجع في أقل من‬
‫الطرف لفعلت‪ ،‬بما عندي من اسم ال العظم«‪ ،‬فقلنا‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬أنت و ال الية العظمى‪ ،‬و المعجزة‬
‫الباهرة‪ ،‬بعد أخيك و ابن عمك رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪.‬‬
‫‪ -[4] /6789‬و روي بالسناد‪ ،‬عن سلمان الفارسي )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬كنا مع أمير المؤمنين )عليه السلم(‪،‬‬
‫فقلت له‪:‬‬
‫يا أمير المؤمنين‪ ،‬أحب أن أرى من معجزاتك شيئا؟ قال‪» :‬يا سلمان‪ ،‬ما تريد؟ قلت‪ :‬أريد أن تريني ناقة ثمود‪ ،‬و‬
‫شيئا من معجزاتك؟ فقال‪» :‬أفعل‪ ،‬إن شاء ال تعالى«‪.‬‬
‫ثم قام و دخل منزله‪ ،‬و خرج و تحته حصان أدهم »‪ ،«2‬و عليه قباء »‪ «3‬أبيض‪ ،‬و قلنسوة »‪ «4‬بيضاء‪ ،‬ثم‬
‫نادى‪:‬‬
‫»يا قنبر‪ ،‬أخرج إلي ذلك الفرس«‪ ،‬فأخرج إليه حصانا أدهم أنمر »‪ ،«5‬فقال‪» :‬اركب‪ ،‬يا أبا عبد ال«‪ .‬قال‬
‫سلمان‪ :‬فركبته‪ ،‬فإذا له جناحان ملتصقان إلى جنبه‪ ،‬قال‪ :‬فصاح به المام )عليه السلم(‪ :‬فتعلق في الهواء‪ ،‬و كنت‬
‫أسمع و ال خفق »‪ «6‬أجنحة الملئكة و تسبيحها تحت العرش‪ ،‬ثم حضرنا على ساحل البحر‪ ،‬و إذا هو بحر‬
‫عجاج »‪ ،«7‬متغطغط بالمواج‪ ،‬فنظر إليه المام )عليه السلم( شزرا‪ ،‬فسكن البحر من غليانه‪ ،‬فقلت له‪ :‬يا‬
‫مولي‪ ،‬سكن البحر من نظرك إليه؟ فقال‪:‬‬
‫»خشي أن آمر فيه بأمر«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ ... -4‬بحار النوار ‪ ،1 /50 :42‬مدينة المعاجز‪.88 :‬‬
‫)‪ (1‬في »ج«‪ :‬خمسين سنة‪.‬‬
‫)‪ (2‬الدهم‪ :‬السود‪» .‬لسان العرب‪ -‬دهم‪.«209 :12 -‬‬
‫)‪ (3‬القباء‪ :‬الثوب يلبس فوق الثياب‪ ،‬أو القميص يمنطق عليه‪» .‬المعجم الوسيط‪ -‬قباه‪.«713 :2 -‬‬
‫)‪ (4‬القلنسوة‪ :‬لباس للرأس‪» .‬المعجم الوسيط‪ -‬قلس‪.«754 :2 -‬‬
‫ي لون كان‪» .‬المعجم الوسيط‪ -‬نمر‪.«954 :2 -‬‬ ‫)‪ (5‬النمر‪ :‬ما فيه نمرة بيضاء و اخرى على أ ّ‬
‫)‪ (6‬في »ج«‪ :‬حفيف‪.‬‬
‫جاج‪ :‬كثير الماء‪» .‬لسان العرب‪ -‬عج‪.«318 :2 -‬‬ ‫)‪ (7‬نهر ع ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪680 :‬‬
‫ثم قبض على يدي و سار على وجه الماء‪ ،‬و الخيل تتبعنا‪ ،‬ل يقودها أحد‪ ،‬فو ال ما ابتلت أقدامنا و ل حوافر‬
‫الخيل‪ ،‬قال سلمان‪ :‬فعبرنا ذلك البحر‪ ،‬فدفعنا إلى جزيرة كثيرة الشجار و الثمار و الطيار و النهار‪ ،‬و إذا‬
‫بشجرة عظيمة بل جذع و ل زهر‪ ،‬فهزها صلوات ال عليه بقضيب كان في يده‪ ،‬فانشقت‪ ،‬و خرجت منها ناقة‬
‫طولها ثمانون ذراعا‪ ،‬و عرضها أربعون ذراعا‪ ،‬و خلفها قلوص‪ ،‬فقال لي‪» :‬ادن منها‪ ،‬و اشرب من لبنها حتى‬
‫تروى« فدنوت منها‪ ،‬و شربت حتى رويت‪ ،‬و كان لبنها أعذب من الشهد‪ ،‬و ألين من الزبد‪ ،‬فقال لي »يا سلمان‪،‬‬
‫هذا حسن«؟ فقلت يا مولي‪ ،‬و ما أحسن منها! فقال‪» :‬تريد أن أريك ما هو أحسن منها؟« فقلت‪ :‬نعم يا أمير‬
‫المؤمنين فنادى )عليه السلم(‪:‬‬
‫»اخرجي يا حسناء »‪ ««1‬فخرجت إلينا ناقة طولها مائة ذراع و عشرون ذراعا‪ ،‬و عرضها ستون ذراعا‪ ،‬و‬
‫رأسها من الياقوت الحمر‪ ،‬و صدرها من العنبر الشهب‪ ،‬و قوائمها من الزبرجد الخضر‪ ،‬و زمامها من‬
‫الياقوت الخضر‪ ،‬و جنبها اليمن من الذهب‪ ،‬و جنبها اليسر من الفضة‪ ،‬و عرضها من اللؤلؤ الرطب‪ ،‬فقال لي‪:‬‬
‫»يا سلمان‪ ،‬اشرب من لبنها«‪ ،‬قال سلمان‪ :‬فالتقمت »‪ «2‬الضرع‪ ،‬فإذا هي تحلب عسل صافيا محضا‪ ،‬فقلت‪ :‬يا‬
‫سيدي هذه لمن؟ قال‪» :‬هذه لك يا سلمان‪ ،‬و لسائر المؤمنين من اوليائي«‪ .‬ثم قال )عليه السلم(‪» :‬ارجعي إلى‬
‫الشجرة« فرجعت من الوقت‪.‬‬
‫و ساقني إلى تلك الجزيرة و حتى ورد بي إلى شجرة‪ ،‬و في أصلها مائدة عظيمة فيها طعام‪ ،‬تفوح منها رائحة‬
‫المسك‪ ،‬و إذا بطائر في صورة النسر العظيم‪ ،‬قال سلمان‪ :‬فوثب ذلك الطير‪ ،‬فسلم عليه و رجع إلى موضعه‪،‬‬
‫فقلت‪:‬‬
‫يا أمير المؤمنين ما هذه المائدة؟ فقال‪» :‬هذه منصوبة في هذا الموضع لشيعتنا« فقلت‪ :‬ما هذا الطائر؟ قال‪» :‬ملك‬
‫موكل بها إلى يوم القيامة« فقلت‪ :‬وحده يا سيدي؟ فقال‪» :‬يجتاز به الخضر )عليه السلم( كل يوم مرة«‪.‬‬
‫ثم قبض بيدي ثم سار إلى بحر آخر فعبرنا إذا بجزيرة عظيمة فيها قصر‪ ،‬لبنة من ذهب‪ ،‬و لبنة من فضة‪ ،‬و‬
‫شرافها من عقيق أصفر‪ ،‬و على كل ركن من القصر سبعون صفا »‪ «3‬من الملئكة‪ ،‬فسلموا عليه« ثم أذن لهم‪،‬‬
‫فرجعوا إلى أماكنهم‪ ،‬قال سلمان )رضي ال عنه(‪ :‬ثم دخل أمير المؤمنين )عليه السلم( إلى القصر‪ ،‬و إذا فيه‬
‫أشجار‪ ،‬و أثمار‪ ،‬و أنهار‪ ،‬و أطيار‪ ،‬و ألوان النبات‪ ،‬فجعل أمير المؤمنين )عليه السلم( يمشي فيه‪ ،‬حتى وصل‬
‫إلى آخره‪ ،‬فوقف )عليه السلم( على بركة في البستان‪ ،‬ثم صعد على سطحه‪ ،‬و إذا بكرسي من الذهب الحمر‪،‬‬
‫فجلس عليه‪ ،‬و أشرفنا على القصر‪ ،‬و إذا ببحر أسود يتغطغط بأمواجه كالجبال الراسيات‪ ،‬فنظر إليه شزرا‪،‬‬
‫فسكن من غليانه‪ ،‬حتى كأنه المذنب‪ ،‬فقلت‪ :‬سكن البحر من غليانه لما نظرت إليه! فقال‪» :‬خشي أن آمر فيه بأمر‪،‬‬
‫أ تدري‪ -‬يا سلمان‪ -‬أي بحر هذا«؟ فقلت‪ :‬ل‪ ،‬يا سيدي‪ .‬فقال‪» :‬هذا البحر الذي غرق »‪ «4‬فيه فرعون و ملؤه‪ ،‬إن‬
‫المدينة حملت على جناح جبرئيل )عليه السلم(‪ ،‬ثم زخ »‪ «5‬بها في الهواء‪ ،‬فهوت إلى قراره إلى يوم القيامة«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬في »ج«‪ :‬يا حسن‪.‬‬
‫)‪ (2‬في »ق«‪ :‬فالتمست‪[.....] .‬‬
‫)‪ (3‬في »ج«‪ :‬ألفا‪.‬‬
‫)‪ (4‬في »ط«‪ :‬عّذب‪.‬‬
‫جا‪ :‬رمى به‪» .‬لسان العرب‪ -‬زجج‪.«286 :2 -‬‬ ‫ج بالشيء من يده يزج ز ّ‬ ‫ج‪ ،‬و ز ّ‬ ‫خه‪ :‬دفعه‪ .‬و في »ج«‪ :‬ز ّ‬ ‫)‪ (5‬ز ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪681 :‬‬
‫فقلت‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬هل سرنا فرسخين؟ فقال‪» :‬يا سلمان‪ ،‬لقد سرت خمسين ألف فرسخ‪ ،‬و درت حول الدنيا‬
‫عشرين ألف مرة«‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬يا سيدي‪ ،‬و كيف هذا؟ قال‪» :‬يا سلمان‪ ،‬إذا كان ذو القرنين طاف شرقها و غربها‪ ،‬و بلغ إلى سد يأجوج و‬
‫مأجوج‪ ،‬فأنا يتعذر علي و أنا أمير المؤمنين‪ ،‬و خليفة رسول رب العالمين؟! يا سلمان‪ ،‬ما قرأت قوله تعالى عاِلُم‬
‫ل »‪«1‬؟« فقلت‪ :‬بلى‪ ،‬يا أمير المؤمنين‪ .‬فقال‪:‬‬‫سو ٍ‬
‫ن َر ُ‬
‫ن اْرَتضى ِم ْ‬
‫ل َم ِ‬
‫حدًا ِإ ّ‬
‫غْيِبِه َأ َ‬
‫على َ‬‫ظِهُر َ‬
‫ب َفل ُي ْ‬
‫اْلَغْي ِ‬
‫»يا سلمان‪ ،‬أنا المرتضى من الرسول الذي أظهره ال عز و جل على غيبه‪ ،‬أنا العالم الرباني‪ ،‬أنا الذي هون ال‬
‫علي الشدائد و طوى لي البعيد«‪ .‬قال سلمان )رضي ال عنه(‪ :‬فسمعت صائحا يصيح في السماء‪ ،‬أسمع الصوت‬
‫و ل أرى الشخص‪ ،‬و هو يقول‪ :‬صدقت صدقت‪ ،‬أنت الصادق الصديق صلوات ال عليك‪.‬‬
‫ثم وثب قائما و ركب فرسه و ركبت معه‪ ،‬و صاح بهما‪ ،‬فطارا في الهواء‪ ،‬و إذا نحن على باب الكوفة‪ ،‬هذا كله و‬
‫قد مضى من الليل ثلث ساعات‪ ،‬فقال لي‪» :‬يا سلمان‪ ،‬الويل ثم الويل لمن ل يعرفنا حق معرفتنا‪ ،‬و أنكر وليتنا‪-‬‬
‫يا سلمان‪ -‬أيهما أفضل‪ ،‬محمد )صلى ال عليه و آله( أم سليمان بن داود )عليه السلم(«؟ فقلت‪ :‬بل محمد أفضل‪.‬‬
‫قال‪» :‬يا سلمان‪ ،‬آصف بن برخيا قدر أن يحمل عرش بلقيس إلى سليمان في طرفة عين‪ ،‬و عنده علم من الكتاب‪،‬‬
‫فكيف ل أفعل أنا ذلك و عندي ألف كتاب‪ ،‬و أربعة و عشرون ألف كتاب‪ ،‬أنزل ال تعالى على شيث بن آدم‬
‫خمسين صحيفة‪ ،‬و على إدريس )عليه السلم( ثلثين‪ ،‬و على إبراهيم الخليل )عليه السلم( عشرين‪ ،‬و التوراة‪،‬‬
‫و النجيل‪ ،‬و الزبور‪ ،‬و الفرقان العظيم«؟ فقلت‪ :‬صدقت يا أمير المؤمنين‪ ،‬هكذا يكون المام‪.‬‬
‫فقال‪» :‬اعلم يا سلمان‪ ،‬الشاك في أمورنا و علومنا كالممتري في معرفتنا و حقوقنا‪ ،‬و قد فرض ال عز و جل في‬
‫كتابه في غير موضع‪ ،‬و بين فيه ما وجب العلم به‪ ،‬و هو غير مكنون« »‪.«2‬‬
‫باب فيما اعطي الئمة من آل محمد صلوات ال عليهم من السير في البلد‪ ،‬و أشبهوا ذا القرنين‪ ،‬و الخضر‪ ،‬و‬
‫صاحب سليمان‪ ،‬و ما لهم من الزيادة‪.‬‬
‫‪ -[1] /6790‬محمد بن الحسن الصفار في )بصائر الدرجات(‪ :‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن صفوان بن يحيى‪ ،‬عن‬
‫أبي خالد‪ ،‬عن حمران‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي جعفر )عليه السلم(‪ :‬ما موضع العلماء منكم؟ قال‪» :‬مثل ذي القرنين‪ ،‬و‬
‫صاحب سليمان‪ ،‬و صاحب موسى )عليه السلم(«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬بصائر الدرجات‪.1 /385 :‬‬
‫)‪ (1‬الجن ‪ 26 :72‬و ‪.27‬‬
‫)‪ (2‬في »ج‪ ،‬ق«‪ :‬مكشوف‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪682 :‬‬
‫‪ -[2] /6791‬و عنه‪ :‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن حماد بن عيسى‪ ،‬عن الحسين بن المختار‪،‬‬
‫عن الحارث بن المغيرة عن حمران‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬إن عليا )عليه السلم( كان محدثا« قلت‪:‬‬
‫فيكون نبيا؟ قال‪ :‬فحرك يده هكذا‪ ،‬ثم قال‪» :‬أو كصاحب سليمان‪ ،‬أو كصاحب موسى‪ ،‬أو كذي القرنين‪ ،‬أو ما‬
‫بلغكم أنه قال‪ :‬و فيكم مثله؟«‪.‬‬
‫‪ -[3] /6792‬و عنه‪ :‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن صفوان‪ ،‬عن الحارث‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي جعفر )عليه السلم(‪ :‬أ‬
‫لست حدثتني أن عليا )عليه السلم( كان محدثا؟ قال‪» :‬بلى«‪ .‬قلت‪ :‬من يحدثه؟ قال‪» :‬ملك يحدثه« قلت‪ :‬فأقول‪:‬‬
‫إنه نبي‪ ،‬أو رسول؟ قال‪» :‬ل‪ ،‬بل مثله مثل صاحب سليمان‪ ،‬و مثل صاحب موسى )عليهما السلم(‪ ،‬و مثل ذي‬
‫القرنين‪ ،‬أو ما بلغكم أن عليا )عليه السلم( سئل عن ذي القرنين‪ ،‬فقيل‪ :‬كان نبيا؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬بل كان عبدا أحب ال‬
‫فأحبه‪ ،‬و نصح ل فنصحه‪ ،‬و هذا فيكم مثله«‪.‬‬
‫‪ -[4] /6793‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أحمد بن محمد‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن سيف بن عميرة‪ ،‬عن داود بن فرقد‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬إن رجل منا صلى العتمة بالمدينة‪ ،‬و أتى قوم موسى في شيء شجر بينهم‪،‬‬
‫و عاد من ليلته‪ ،‬و صلى الغداة بالمدينة«‪.‬‬
‫‪ -[5] /6794‬و عنه‪ :‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن موسى بن سعدان‪ ،‬عن عبد ال بن القاسم‪ ،‬عن عمر بن أبان‬
‫الكلبي‪ ،‬عن أبان بن تغلب‪ ،‬قال‪ :‬كنت عند أبي عبد ال )عليه السلم( حيث دخل عليه رجل من علماء أهل اليمن‪،‬‬
‫فقال‪ :‬أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬يا يماني‪ ،‬أ فيكم علماء؟« قال‪ :‬نعم قال‪» :‬فأي شيء يبلغ من علم علمائكم؟«‬
‫قال‪ :‬إنه ليسير في ليلة واحدة مسير شهرين‪ ،‬يزجر الطير‪ ،‬و يقفو الثار‪.‬‬
‫فقال له‪» :‬فعالم المدينة أعلم من عالمكم«‪ ،‬قال‪ :‬فأي شيء يبلغ من علم عالم المدينة؟ قال‪» :‬إنه يسير في صباح‬
‫واحد مسيرة سنة‪ ،‬كالشمس إذا أمرت‪ ،‬إنها اليوم غير مأمورة‪ ،‬و لكن إذا أمرت أن تقطع اثنتي عشرة شمسا‪ ،‬و‬
‫اثني عشر قمرا‪ ،‬و اثني عشر مشرقا‪ ،‬و اثني عشر مغربا‪ ،‬و اثني عشر برا‪ ،‬و اثني عشر بحرا‪ ،‬و اثني عشر‬
‫عالما« قال‪:‬‬
‫فما درى اليماني ما يقول‪.‬‬
‫‪ -[6] /6795‬و عنه‪ :‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن أبي أيوب‪ ،‬عن أبان ابن‬
‫تغلب‪ ،‬قال‪ :‬كنت عند أبي عبد ال )عليه السلم( فدخل عليه رجل من أهل اليمن‪ ،‬فقال له‪» :‬يا أخا اليمن‪ ،‬عندكم‬
‫علماء؟« قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪» :‬فما بلغ من علم عالمكم؟« قال‪ :‬يسير في ليلة واحدة مسيرة شهرين‪ ،‬يزجر الطير‪ ،‬و‬
‫يقفو الثر‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬بصائر الدرجات‪.2 /386 :‬‬
‫‪ -3‬بصائر الدرجات‪.7 /387 :‬‬
‫‪ -4‬بصائر الدرجات‪.1 /417 :‬‬
‫‪ -5‬بصائر الدرجات‪.14 /421 :‬‬
‫‪ -6‬بصائر الدرجات‪.15 /421 :‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪683 :‬‬
‫فقال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬عالم المدينة أعلم من عالمكم« قال‪ :‬فما بلغ من علم عالم المدينة؟ قال‪» :‬يسير‬
‫في ساعة من النهار مسيرة الشمس سنة‪ ،‬حتى يقطع ألف عالم »‪ «1‬مثل عالمكم هذا‪ ،‬ما يعلمون أن ال خلق آدم و‬
‫ل إبليس« قال‪ :‬يعرفونكم؟ قال‪» :‬نعم‪ ،‬ما افترض ال عليهم إل وليتنا‪ ،‬و البراءة من أعدائنا«‪.‬‬
‫‪ -[7] /6796‬و عنه‪ :‬عن أحمد بن الحسين‪ ،‬قال‪ :‬حدثني الحسن بن برة‪ ،‬و الحسين بن براء‪ ،‬عن علي بن حسان‪،‬‬
‫عن عمه عبد الرحمن بن كثير قال‪ :‬كنت عند أبي عبد ال )عليه السلم( إذ دخل عليه رجل من أهل اليمن‪ ،‬فسلم‬
‫عليه‪ ،‬فرد عليه السلم‪ ،‬ثم قال له‪» :‬هل عندكم علماء؟« قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪» :‬فما بلغ من علم عالمكم؟« قال‪ :‬يزجر‬
‫الطير‪ ،‬و يقفو الثر‪ ،‬و يسير في ساعة واحدة مسيرة شهر للراكب‪.‬‬
‫فقال له‪] :‬أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬إن عالم المدينة أعلم من عالمكم«‪ .‬قال‪ :‬و ما بلغ من علم عالم المدينة؟‬
‫قال[‪» :‬إن عالم المدينة ينتهي إلى أن ل يقفو الثر‪ ،‬و ل يزجر الطير‪ ،‬يسير في اللحظة الواحدة مسيرة سنة‪،‬‬
‫كالشمس تقطع اثني عشر برجا‪ ،‬و اثني عشر برا‪ ،‬و اثني عشر بحرا‪ ،‬و اثني عشر عالما«‪ .‬فقال له اليماني‪:‬‬
‫جعلت فداك‪ ،‬ما ظننت أن يعلم هذا أحد و يقدر عليه‪.‬‬
‫‪ -[8] /6797‬و عنه‪ :‬عن محمد بن حسان‪ ،‬عن علي بن خالد‪ -‬و كان زيديا‪ -‬قال‪ :‬كنت في العسكر‪ ،‬فبلغني أن‬
‫هناك رجل محبوسا‪ ،‬أتي به من ناحية الشام مكبول‪ ،‬و قالوا‪ :‬إنه تنبأ قال علي‪ :‬فداريت البوابين و الحجة‪ ،‬حتى‬
‫وصلت إليه‪ ،‬فإذا هو رجل له فهم‪ ،‬فقلت له‪ :‬يا هذا ما قصتك‪ ،‬و ما أمرك؟‬
‫فقال‪ :‬كنت بالشام‪ ،‬أعبد ال عند قبر رأس الحسين بن علي )صلوات ال عليهما( فبينا أنا في عبادتي‪ ،‬إذ أتاني‬
‫شخص‪ ،‬فقال لي‪ :‬قم بنا فقمت معه‪ ،‬فبينا أنا معه في مسجد الكوفة‪ ،‬فقال لي‪ :‬تعرف هذا المسجد؟ قلت‪ :‬نعم‪ ،‬هذا‬
‫مسجد الكوفة‪ .‬قال‪ :‬فصلى و صليت معه‪ ،‬فبينا أنا معه إذ أنا في مسجد الرسول )صلى ال عليه و آله( بالمدينة‪،‬‬
‫فسلم على رسول ال )صلى ال عليه و آله( و سلمت و صلى و صليت‪ ،‬فصلى على رسول ال )صلى ال عليه و‬
‫آله(‪ ،‬و دعا له‪ ،‬فبينا أنا معه إذ أنا بمكة فلم أزل معه حتى قضى مناسكه‪ ،‬و قضيت مناسكي معه‪ ،‬قال‪ :‬فبينا أنا‬
‫معه إذ أنا بموضعي الذي كنت أعبد ال فيه بالشام‪ ،‬و مضى‪ ،‬فلما كان عام قابل في أيام الموسم‪ ،‬إذا أنا به‪ ،‬ففعل‬
‫بي مثل فعله‪ ،‬الول‪ ،‬فلما فرغنا من مناسكنا‪ ،‬و ردني إلى الشام‪ ،‬و هم بمفارقتي‪ ،‬قلت له‪ :‬سألتك بحق الذي أقدرك‬
‫على ما رأيت‪ ،‬إل أخبرتني من أنت؟ فأطرق مليا‪ ،‬فقال‪ :‬أنا محمد بن علي بن موسى‪ ،‬فتراقى »‪ «2‬الخبر إلى‬
‫محمد بن عبد الملك الزيات‪ ،‬فبعث إلي‪ ،‬و أخذني و كبلني‪ ،‬بالحديد‪ ،‬و حملني إلى العراق‪ ،‬و حبسني كما ترى‪،‬‬
‫قال‪ :‬قلت له‪ :‬أرفع قصتكم إلى محمد بن عبد الملك؟ فقال‪ :‬و من لي يأتيه بالقصة؟ قال‪ :‬فأتيته بقرطاس و دوات‪،‬‬
‫فكتب قصته إلى محمد بن عبد الملك‪ ،‬فذكر في قصته ما كان‪ ،‬قال‪ :‬فوقع في القصة‪ :‬قل للذي أخرجك في ليلة من‬
‫الشام إلى الكوفة‪ ،‬و من الكوفة إلى‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ .... -7‬الختصاص‪ ،319 :‬و لم نجده في البصائر‪.‬‬
‫‪ -8‬بصائر الدرجات‪.1 /422 :‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬اثني عشر ألف‪[.....] .‬‬
‫)‪ (2‬تراقى‪ :‬ارتقى و تسامى‪» .‬المعجم الوسيط‪ -‬رقا‪.«367 :1 -‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪684 :‬‬
‫المدينة‪ ،‬و من المدينة إلى مكة‪ ،‬و ردك من مكة إلى المكان الذي أخرجك منه أن يخرجك من حبسك‪.‬‬
‫قال علي‪ :‬فغمني أمره‪ ،‬و رققت له‪ ،‬فأمرته بالعزاء و الصبر‪ ،‬قال‪ :‬ثم بكرت عليه يوما‪ ،‬فإذا الجند‪ ،‬و صاحب‬
‫الحرس‪ ،‬و صاحب السجن‪ ،‬و خلق عظيم يتفحصون حاله‪ ،‬فقلت‪ :‬ما هذا المر؟ قالوا‪ :‬المحمول من الشام الذي‬
‫تنبأ‪ ،‬افتقد البارحة‪ ،‬ل ندري خسفت به الرض‪ ،‬أو اختطفه الطير في الهواء‪.‬‬
‫و قال علي بن خالد‪ :‬هذا زيدي فقال بالمامة بعد ذلك‪ ،‬و حسن اعتقاده‪.‬‬
‫و روى هذا الحديث محمد بن يعقوب‪ :‬عن أحمد بن إدريس‪ ،‬عن محمد بن حسان‪ ،‬عن علي بن خالد‪ ،‬قال محمد‪-‬‬
‫و كان زيديا‪ -‬قال‪ :‬كنت بالعسكر‪ ،‬فبلغني أن هناك رجل محبوسا‪ ،‬أتي به من ناحية الشام‪ ،‬و ذكر الحديث بعينه »‬
‫‪.«1‬‬

‫‪ -[9] /6798‬الشيخ المفيد في )الختصاص(‪ :‬عن محمد بن عبد ال الرازي الجاموراني‪ ،‬عن إسماعيل بن‬
‫موسى‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن عبد الصمد بن علي‪ :‬قال‪ :‬دخل رجل على علي بن الحسين )عليهما السلم(‪ ،‬فقال‬
‫له علي بن الحسين )عليهما السلم(‪» :‬من أنت؟« قال‪ :‬أنا رجل منجم قائف عراف‪ .‬قال‪ :‬فنظر إليه‪ ،‬ثم قال‪» :‬هل‬
‫أدلك على رجل قد مر منذ دخلت علينا في أربعة عشر عالما‪ ،‬كل عالم أكبر من الدنيا ثلث مرات‪ ،‬لم يتحرك من‬
‫مكانه؟«‪.‬‬
‫قال‪ :‬من هو؟ قال‪» :‬أنا و إن شئت أنبأتك عما أكلت‪ ،‬و ما ادخرت في بيتك«‪.‬‬
‫و قد تقدم حديث جابر‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( »‪ ،«2‬و الحديث طويل‪ ،‬و أنه دخل معه في الظلمة التي فيها‬
‫ك ُنِري ِإْبراِهيَم َمَلُكو َ‬
‫ت‬ ‫عين الحياة التي سلكها ذو القرنين‪ ،‬و قد وردا خمسة عوالم‪ ،‬تقدم في قوله تعالى‪َ :‬و َكذِل َ‬
‫ن و الروايات في ذلك كثيرة‪ ،‬اقتصرنا على ذلك مخافة الطالة‪.‬‬ ‫ن اْلُموِقِني َ‬
‫ن ِم َ‬
‫ض َو ِلَيُكو َ‬
‫لْر ِ‬
‫ت َو ا َْ‬
‫سماوا ِ‬
‫ال ّ‬
‫‪ -[10] /6799‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬فلما أخبر رسول ال )صلى ال عليه و آله( قريشا بخبر أصحاب الكهف‪ ،‬و‬
‫خبر الخضر و موسى و خبر ذي القرنين‪ ،‬قالوا‪ :‬قد بقيت مسألة واحدة؟ فقال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪:‬‬
‫»ما هي؟« قالوا‪:‬‬
‫عْنَد َرّبي »‪ «3‬الية‪،‬‬ ‫عْلُمها ِ‬
‫ل ِإّنما ِ‬‫عِة َأّيانَ ُمْرساها ُق ْ‬
‫سا َ‬
‫ن ال ّ‬
‫عِ‬ ‫ك َ‬ ‫سَئُلوَن َ‬
‫متى تقوم الساعة؟ فأنزل ال تبارك و تعالى َي ْ‬
‫ن ُمْرساها‬ ‫عِة َأّيا َ‬
‫سا َ‬
‫ن ال ّ‬
‫عِ‬‫ك َ‬‫سَئُلوَن َ‬
‫فهذا كان سبب نزول سورة الكهف‪ ،‬و هذه الية‪َ :‬ي ْ‬
‫في سورة العراف‪ ،‬و كان الواجب أن تكون في هذه السورة‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -9‬الختصاص‪.319 :‬‬
‫‪ -10‬تفسير القّمي ‪.45 :2‬‬
‫)‪ (1‬الكافي ‪.1 /411 :1‬‬
‫)‪ (2‬تقّدم في الحديث )‪ (8‬من تفسير الية )‪ (81 -74‬من سورة النعام‪.‬‬
‫)‪ (3‬العراف ‪.187 :7‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪685 :‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫جْمعًا ]‪ -[1] /6800 [99‬قال علي بن‬ ‫جَمْعناُهْم َ‬ ‫صوِر َف َ‬ ‫خ ِفي ال ّ‬ ‫ض َو ُنِف َ‬‫ج ِفي َبْع ٍ‬ ‫ضُهْم َيْوَمِئٍذ َيُمو ُ‬‫َو َتَرْكنا َبْع َ‬
‫جْمعًا‪.‬‬
‫جَمْعناُهْم َ‬ ‫صوِر َف َ‬ ‫خ ِفي ال ّ‬ ‫ض أي يختلطون َو ُنِف َ‬ ‫ج ِفي َبْع ٍ‬ ‫ضُهْم َيْوَمِئٍذ َيُمو ُ‬ ‫إبراهيم‪ :‬قوله‪َ :‬و َتَرْكنا َبْع َ‬
‫ضُهْم َيْوَمِئٍذ َيُمو ُ‬
‫ج‬ ‫‪ -[2] /6801‬العياشي‪ :‬عن الصبغ بن نباتة‪ ،‬عن أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ ،‬قال‪َ :‬و َتَرْكنا َبْع َ‬
‫ض »يعني يوم القيامة«‪.‬‬ ‫ِفي َبْع ٍ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫جَهّنَم ِلْلكاِفِري َ‬
‫ن‬ ‫عَتْدنا َ‬ ‫سْمعًا‪ -‬إلى قوله تعالى‪ِ -‬إّنا َأ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫طيُعو َ‬ ‫سَت ِ‬
‫ن ِذْكِري َو كاُنوا ل َي ْ‬ ‫عْ‬ ‫غطاٍء َ‬ ‫عُيُنُهْم ِفي ِ‬ ‫ت َأ ْ‬‫ن كاَن ْ‬ ‫اّلِذي َ‬
‫ل ]‪[102 -101‬‬ ‫ُنُز ً‬
‫‪ -[3] /6802‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا تميم بن عبد ال بن تميم القرشي‪ ،‬بفرغانة »‪ ،«1‬قال‪ :‬حدثنا أبي‪ ،‬عن أحمد‬
‫ابن علي النصاري‪ ،‬عن أبي الصلت عبد السلم بن صالح الهروي‪ ،‬قال‪ :‬سأل المأمون الرضا علي بن موسى‬
‫سْمعًا‪.‬‬
‫ن َ‬ ‫طيُعو َ‬ ‫سَت ِ‬
‫ن ِذْكِري َو كاُنوا ل َي ْ‬ ‫غطاٍء عَ ْ‬ ‫عُيُنُهْم ِفي ِ‬ ‫ت َأ ْ‬‫ن كاَن ْ‬‫)عليه السلم( عن قول ال عز و جل‪ :‬اّلِذي َ‬
‫فقال )عليه السلم(‪» :‬إن غطاء العين ل يمنع من الذكر‪ ،‬و الذكر ل يرى بالعيون‪ ،‬و لكن ال عز و جل شبه‬
‫الكافرين بولية علي بن أبي طالب )عليه السلم( بالعميان‪ ،‬لنهم كانوا يستقلون قول النبي )صلى ال عليه و آله(‬
‫فيه‪ ،‬فل يستطيعون له سمعا«‪ .‬فقال المأمون‪ :‬فرجت عني‪ ،‬فرج ال عنك‪.‬‬
‫‪ -[4] /6803‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا جعفر بن أحمد‪ ،‬عن عبد ال بن موسى‪ ،‬عن الحسين بن علي بن أبي‬
‫حمزة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬و الحسين بن أبي العلء‪ ،‬و عبد ال بن وضاح و شعيب العقرقوفي جميعهم‪ :‬عن أبي بصير‪ ،‬عن‬
‫ن ِذْكِري؟ قال‪» :‬يعني بالذكر ولية علي‬ ‫عْ‬‫غطاٍء َ‬ ‫عُيُنُهْم ِفي ِ‬ ‫ت َأ ْ‬‫ن كاَن ْ‬‫أبي عبد ال )عليه السلم( قلت‪ :‬قوله‪ :‬اّلِذي َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.45 :2‬‬
‫‪ -2‬تفسير العّياشي ‪.87 /351 :2‬‬
‫‪ -3‬عيون أخبار الّرضا ‪.33 /136 :1‬‬
‫‪ -4‬تفسير القّمي ‪.47 :2‬‬
‫)‪ (1‬فرغانة‪ :‬مدينة واسعة بما وراء النهر‪ ،‬متآخمة لبلد تركستان‪» .‬معجم البلدان ‪.«253 :4‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪686 :‬‬
‫سْمعًا؟ قال‪» :‬كانوا ل يستطيعون إذا‬ ‫ن َ‬
‫طيُعو َ‬ ‫سَت ِ‬ ‫أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ ،‬و هو قوله‪ِ :‬ذْكِري« قلت‪ :‬قوله ل َي ْ‬
‫ذكر علي )عليه السلم( عندهم أن يسمعوا ذكره لشدة بغض له‪ ،‬و عداوة منهم له و لهل بيته«‪.‬‬
‫ل؟‬‫ن ُنُز ً‬‫جَهّنَم ِلْلكاِفِري َ‬
‫عَتْدنا َ‬
‫ن ُدوِني َأْوِلياَء ِإّنا َأ ْ‬ ‫عباِدي ِم ْ‬ ‫خُذوا ِ‬ ‫ن َيّت ِ‬
‫ن َكَفُروا َأ ْ‬ ‫ب اّلِذي َ‬
‫س َ‬ ‫حِ‬‫قلت قوله‪َ :‬أ َف َ‬
‫قال )عليه السلم(‪» :‬يعنيهما و أشياعهما »‪ «1‬الذين اتخذوهما من دون ال أولياء‪ ،‬و كانوا يرون أنهم بحبهم‬
‫إياهما‪ ،‬أنهما ينجيانهم من عذاب ال‪ ،‬و كانوا بحبهما كافرين«‪.‬‬
‫ل؟ قال‪» :‬أي منزل‪ ،‬فهي لهما و لشياعهما »‪ «2‬عتيدة »‪ «3‬عند ال«‪.‬‬ ‫ن ُنُز ً‬‫جَهّنَم ِلْلكاِفِري َ‬
‫عَتْدنا َ‬ ‫قلت‪ :‬قوله ِإّنا َأ ْ‬
‫ل قال‪» :‬مأوى و منزل«‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬قوله ُنُز ً‬
‫‪ -[3] /6804‬العياشي‪ :‬عن محمد بن حكيم‪ ،‬قال‪ :‬كتبت رقعة إلى أبي عبد ال )عليه السلم( فيها‪ :‬أ تستطيع النفس‬
‫المعرفة؟ قال‪ :‬فقال‪» :‬ل«‪.‬‬
‫سْمعًا؟‬ ‫ن َ‬ ‫طيُعو َ‬ ‫سَت ِ‬
‫ن ِذْكِري َو كاُنوا ل َي ْ‬ ‫عْ‬‫غطاٍء َ‬ ‫عُيُنُهْم ِفي ِ‬ ‫ت َأ ْ‬
‫ن كاَن ْ‬ ‫فقلت‪ :‬يقول ال عز و جل‪ :‬اّلِذي َ‬
‫ن »‪.««4‬‬ ‫صُرو َ‬ ‫سْمَع َو ما كاُنوا ُيْب ِ‬ ‫ن ال ّ‬‫طيُعو َ‬ ‫سَت ِ‬
‫قال‪» :‬هو كقوله‪ :‬ما كاُنوا َي ْ‬
‫قلت‪ :‬فعابهم »‪«5‬؟ قال‪» :‬لم يعبهم »‪ «6‬بما صنع في قلوبهم‪ ،‬و لكن عابهم »‪ «7‬بما صنعوا‪ ،‬و لو لم يتكلفوا لم‬
‫يكن عليهم شيء«‪.‬‬
‫جَهّنَم‬
‫عَتْدنا َ‬‫ن ُدوِني َأْوِلياَء ِإّنا َأ ْ‬ ‫عباِدي ِم ْ‬ ‫ن َيّتخُِذوا ِ‬ ‫ن َكَفُروا َأ ْ‬‫ب اّلِذي َ‬ ‫س َ‬‫حِ‬‫‪ -[4] /6805‬علي بن إبراهيم‪ ،‬في قوله َأ َف َ‬
‫ل‪ :‬أي منزل‪.‬‬ ‫ن ُنُز ً‬ ‫ِلْلكاِفِري َ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫عما ً‬
‫ل‬ ‫ن َأ ْ‬
‫سِري َ‬ ‫خَ‬‫لْ‬ ‫ل ُنَنّبُئُكْم ِبا َْ‬
‫ل َه ْ‬‫ُق ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -3‬تفسير العّياشي ‪.88 /351 :2‬‬
‫‪ -4‬تفسير القّمي ‪.46 :2‬‬
‫)‪ (1‬في »ط«‪ :‬و أشباههما‪[.....] .‬‬
‫)‪ (2‬في »ط«‪ :‬و لشباههما‪.‬‬
‫)‪ (3‬العتيد‪ :‬الشيء الحاضر المهّيأ‪» .‬الصحاح‪ -‬عتد‪ «505 :2 -‬و في نسخة من »ط« معدة‪.‬‬
‫)‪ (4‬هود ‪.20 :11‬‬
‫)‪ (5‬في »ط«‪ :‬يعاتبهم‪.‬‬
‫)‪ (6‬في »ط«‪ :‬ل يعتبهم‪.‬‬
‫)‪ (7‬في »ط«‪ :‬يعاتبهم‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪687 :‬‬
‫صْنعًا ]‪[104 -103‬‬ ‫ن ُ‬ ‫سُنو َ‬ ‫حِ‬ ‫ن َأّنُهْم ُي ْ‬‫سُبو َ‬ ‫حَ‬ ‫حياِة الّدْنيا َو ُهْم َي ْ‬ ‫سْعُيُهْم ِفي اْل َ‬ ‫ل َ‬‫ضّ‬ ‫ن َ‬ ‫اّلِذي َ‬
‫‪ -[1] /6806‬علي بن إبراهيم‪ :‬و في رواية أبى الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬هم النصارى‪ ،‬و‬
‫القسيسون‪ ،‬و الرهبان‪ ،‬و أهل الشبهات و الهواء من أهل القبلة‪ ،‬و الحرورية‪ ،‬و أهل البدع«‪.‬‬
‫‪ -[2] /6807‬و قال علي بن إبراهيم‪ :‬نزلت في اليهود‪ ،‬و جرت في الخوارج‪.‬‬
‫‪ -[3] /6808‬العياشي‪ :‬عن إمام بن ربعي‪ ،‬قال‪ :‬قام ابن الكواء إلى أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ ،‬فقال‪ :‬أخبرني‬
‫سُنو َ‬
‫ن‬ ‫حِ‬‫ن َأّنُهْم ُي ْ‬
‫سُبو َ‬
‫حَ‬
‫حياِة الّدْنيا َو ُهْم َي ْ‬
‫سْعُيُهْم ِفي اْل َ‬ ‫ل َ‬ ‫ضّ‬ ‫ن َ‬ ‫ل اّلِذي َ‬‫عما ً‬ ‫ن َأ ْ‬
‫سِري َ‬ ‫خَ‬ ‫لْ‬ ‫ل ُنَنّبُئُكْم ِبا َْ‬
‫ل َه ْ‬‫عن قول ال‪ُ :‬ق ْ‬
‫صْنعًا‪.‬‬
‫ُ‬
‫قال‪» :‬أولئك أهل الكتاب‪ ،‬كفروا بربهم‪ ،‬و ابتدعوا في دينهم‪ ،‬فحبطت أعمالهم‪ ،‬و ما أهل النهر‪ -‬أي النهروان‪-‬‬
‫منهم ببعيد«‪.‬‬
‫‪ -[4] /6809‬عن أبي الطفيل‪ ،‬قال‪» :‬منهم أهل النهر«‪.‬‬
‫‪ -[5] /6810‬و في رواية أبي الطفيل‪» :‬أولئك هم أهل حروراء«‪.‬‬
‫‪ -[6] /6811‬الطبرسي في )الحتجاج(‪ :‬عن أمير المؤمنين )عليه السلم( و قد سأله سائل‪ ،‬قال‪ :‬يا أمير‬
‫ل الية‪ .‬قال‪» :‬كفرة أهل الكتاب‪ ،‬اليهود‬ ‫عما ً‬‫ن َأ ْ‬
‫سِري َ‬
‫خَ‬ ‫لْ‬ ‫ل ُنَنّبُئُكْم ِبا َْ‬
‫ل َه ْ‬ ‫المؤمنين‪ ،‬أخبرني عن قول ال عز و جل‪ُ :‬ق ْ‬
‫و النصارى‪ ،‬و قد كانوا على الحق‪ ،‬فابتدعوا في أديانهم‪ ،‬و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ِفيها‬ ‫عماُلُهْم َفل ُنِقيُم َلُهْم َيْوَم اْلِقياَمِة َوْزنًا‪ -‬إلى قوله تعالى‪ -‬خاِلِدي َ‬ ‫ت َأ ْ‬
‫ط ْ‬ ‫حِب َ‬
‫ت َرّبِهْم َو ِلقاِئِه َف َ‬ ‫ن َكَفُروا ِبآيا ِ‬ ‫ك اّلِذي َ‬‫ُأولِئ َ‬
‫ت َرّبِهْم َو ِلقاِئِه‬‫ن َكَفُروا ِبآيا ِ‬ ‫ك اّلِذي َ‬
‫ل ]‪ -[7] /6812 [108 -105‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ُ :‬أولِئ َ‬ ‫حَو ً‬‫عْنها ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ل َيْبُغو َ‬
‫عماُلُهْم َفل ُنِقيُم َلُهْم َيْوَم اْلِقياَمِة َوْزنًا‪:‬‬ ‫ت َأ ْ‬
‫ط ْ‬ ‫حِب َ‬
‫َف َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القمي ‪.46 :2‬‬
‫‪ -2‬تفسير القمي ‪.46 :2‬‬
‫‪ -3‬تفسير العياشي ‪.89 /352 :2‬‬
‫‪ -4‬تفسير العياشي ‪.90 /352 :2‬‬
‫‪ -5‬تفسير العياشي ‪.90 /352 :2‬‬
‫‪ -6‬الحتجاج ‪.260 :1‬‬
‫‪ -7‬تفسير القمي ‪.46 :2‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪688 :‬‬

‫سِلي ُهُزوًا يعنى باليات الوصياء اتخذوها هزوا‪ .‬ثم‬ ‫خُذوا آياِتي َو ُر ُ‬ ‫جَهّنُم ِبما َكَفُروا َو اّت َ‬
‫جزاُؤُهْم َ‬
‫ك َ‬ ‫أي حسنة‪ :‬ذِل َ‬
‫ن ِفيها ل‬‫ل خاِلِدي َ‬
‫س ُنُز ً‬
‫ت اْلِفْرَدْو ِ‬
‫جّنا ُ‬
‫ت َلُهْم َ‬
‫ت كاَن ْ‬
‫صاِلحا ِ‬‫عِمُلوا ال ّ‬‫ن آَمُنوا َو َ‬ ‫ن اّلِذي َ‬
‫ذكر المؤمنين بهذه اليات‪ :‬فقال‪ِ :‬إ ّ‬
‫ل‪ ،‬أي ل يحولون‪ ،‬و ل يسألون التحويل عنها‪.‬‬ ‫حَو ً‬‫عْنها ِ‬
‫ن َ‬‫َيْبُغو َ‬
‫‪ -[2] /6813‬محمد بن العباس‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن همام بن سهيل‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل العلوي‪ ،‬عن عيسى‬
‫بن داود النجار‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا مولي موسى بن جعفر )عليهما السلم( قال‪ :‬سألت أبي عن قول ال عز و جل‪ِ :‬إ ّ‬
‫ن‬
‫ل‪.‬‬
‫حَو ً‬
‫عْنها ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ل خاِلِدينَ ِفيها ل َيْبُغو َ‬
‫س ُنُز ً‬
‫ت اْلِفْرَدْو ِ‬
‫جّنا ُ‬
‫ت َلُهْم َ‬ ‫ت كاَن ْ‬
‫صاِلحا ِ‬
‫عِمُلوا ال ّ‬
‫ن آَمُنوا َو َ‬
‫اّلِذي َ‬
‫قال‪» :‬نزلت في آل محمد )صلوات ال عليهم أجمعين(«‪.‬‬
‫‪ -[3] /6814‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن الحسين الخثعمي‪ ،‬عن محمد بن يحيى الحجري‪ ،‬عن عمر بن صخر‬
‫الهذلي‪ ،‬عن الصباح بن يحيى‪ ،‬عن أبي إسحاق‪ ،‬عن الحارث‪ ،‬عن علي )عليه السلم( أنه قال‪» :‬لكل شيء ذروة‪،‬‬
‫و ذروة الجنة الفردوس‪ ،‬و هي لمحمد و آل محمد )صلوات ال عليه و عليهم أجمعين(«‪.‬‬
‫ت إل و‬ ‫صاِلحا ِ‬ ‫عِمُلوا ال ّ‬ ‫ن آَمُنوا َو َ‬ ‫‪ -[4] /6815‬العياشي‪ :‬عن عكرمة عن ابن عباس‪ ،‬قال‪ :‬ما في القرآن آية‪ :‬اّلِذي َ‬
‫علي )عليه السلم( أميرها و شريفها‪ ،‬و ما من أصحاب محمد )صلى ال عليه و آله( رجل إل و قد عاتبه ال‪ ،‬و‬
‫ما ذكر عليا )عليه السلم( إل بخير‪.‬‬
‫قال عكرمة‪ :‬إني لعلم لعلي )عليه السلم( منقبة‪ ،‬لو حدثت بها لبعدت أقطار السماوات و الرض‪.‬‬
‫‪ -[5] /6816‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا جعفر بن أحمد‪ ،‬عن عبد ال بن موسى‪ ،‬عن الحسن بن علي بن أبي‬
‫ل‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫حَو ً‬‫عْنها ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ن ِفيها ل َيْبُغو َ‬ ‫حمزة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبى عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬في قوله‪ :‬خاِلِدي َ‬
‫ل‪ ،‬قال‪» :‬ل يريدون بها بدل«‪.‬‬ ‫حَو ً‬ ‫عْنها ِ‬ ‫ن َ‬ ‫»خالدين فيها ل يخرجون منها« و ل َيْبُغو َ‬
‫ل‪ ،‬قال‪» :‬نزلت في أبي ذر‪ ،‬و سلمان‬ ‫س ُنُز ً‬‫ت اْلِفْرَدْو ِ‬ ‫جّنا ُ‬
‫ت َلُهْم َ‬ ‫ت كاَن ْ‬ ‫صاِلحا ِ‬ ‫عِمُلوا ال ّ‬ ‫ن آَمُنوا َو َ‬ ‫ن اّلِذي َ‬‫قلت‪ :‬قوله‪ِ :‬إ ّ‬
‫الفارسي‪ ،‬و المقداد‪ ،‬و عمار بن ياسر‪ ،‬جعل ال لهم جنات الفردوس نزل‪ ،‬أي مأوى و منزل«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫جْئنا ِبِمْثِلِه َمَددًا‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و ل‬ ‫ت َرّبي َو َلْو ِ‬ ‫ن َتْنَفَد َكِلما ُ‬‫ل َأ ْ‬
‫حُر َقْب َ‬‫ت َرّبي َلَنِفَد اْلَب ْ‬ ‫حُر ِمدادًا ِلَكِلما ِ‬ ‫ن اْلَب ْ‬
‫ل َلْو كا َ‬ ‫ُق ْ‬
‫حدًا ]‪[110 -109‬‬ ‫ك ِبِعباَدِة َرّبِه َأ َ‬‫شِر ْ‬ ‫ُي ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬تأويل اليات ‪[.....] .10 /298 :1‬‬
‫‪ -3‬تأويل اليات ‪.11 /298 :1‬‬
‫‪ -4‬تفسير العّياشي ‪.91 /352 :2‬‬
‫‪ -5‬تفسير القّمي ‪.46 :2‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪689 :‬‬
‫‪ -[1] /6817‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا جعفر بن أحمد‪ ،‬عن عبد ال بن موسى‪ ،‬عن الحسن بن علي بن أبي‬
‫ت َرّبي‬ ‫حُر ِمدادًا ِلَكِلما ِ‬ ‫ن اْلَب ْ‬‫ل َلْو كا َ‬ ‫حمزة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قلت‪ :‬قوله‪ُ :‬ق ْ‬
‫جْئنا ِبِمْثِلِه َمَددًا؟‬‫ت َرّبي َو َلْو ِ‬ ‫ن َتْنَفَد َكِلما ُ‬ ‫ل َأ ْ‬‫حُر َقْب َ‬‫َلَنِفَد اْلَب ْ‬
‫قال‪» :‬قد أخبرك أن كلم ال ليس له آخر‪ ،‬و ل غاية‪ ،‬و ل ينقطع أبدا«‪.‬‬
‫جوا ِلقاَء َرّبِه َفْلَيْعَم ْ‬
‫ل‬ ‫ن َيْر ُ‬ ‫ن كا َ‬ ‫حٌد َفَم ْ‬ ‫ي َأّنما ِإلُهُكْم ِإلٌه وا ِ‬ ‫شٌر ِمْثُلُكْم ُيوحى ِإَل ّ‬ ‫قال‪» :‬ثم قال‪ :‬قل يا محمد‪ِ :‬إّنما َأَنا َب َ‬
‫حدًا‪ ،‬فهذا الشرك شرك رياء‪.‬‬ ‫ك ِبِعباَدِة َرّبِه َأ َ‬ ‫شِر ْ‬ ‫ل صاِلحًا َو ل ُي ْ‬ ‫عَم ً‬ ‫َ‬
‫‪ -[2] /6818‬المام أبو محمد العسكري )عليه السلم(‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬علي بن محمد )عليهما السلم( في حديث‬
‫طويل‪ ،‬في مناظرة جماعة من قريش‪ ،‬عن رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪» :‬ثم أنزل ال تعالى‪ :‬يا محمد‪ ،‬قل‪:‬‬
‫حٌد يعني قل لهم‪ :‬أنا في البشرية مثلكم‪ ،‬و لكن‬ ‫ي َأّنما ِإلُهُكْم ِإلٌه وا ِ‬ ‫شٌر ِمْثُلُكْم يعني آكل الطعام ُيوحى ِإَل ّ‬ ‫ِإّنما َأَنا َب َ‬
‫خصني ربي بالنبوة دونكم‪ ،‬كما يخص بعض البشر بالغنى و الصحة و الجمال‪ ،‬دون بعض من البشر‪ ،‬فل تنكروا‬
‫أن يخصني أيضا بالنبوة«‪.‬‬
‫ض َيْنُبوعًا »‪.«1‬‬ ‫لْر ِ‬ ‫ن ا َْ‬‫جَر َلنا ِم َ‬ ‫حّتى َتْف ُ‬
‫ك َ‬‫ن َل َ‬ ‫ن ُنْؤِم َ‬‫تقدم الحديث بطوله‪ ،‬في قوله تعالى‪َ :‬و قاُلوا َل ْ‬
‫‪ -[3] /6819‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن‬
‫النضر بن سويد‪ ،‬عن القاسم بن سليمان‪ ،‬عن جراح المدايني‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال عز و‬
‫جل‪:‬‬
‫حدًا‪.‬‬‫ك ِبِعباَدِة َرّبِه َأ َ‬
‫شِر ْ‬ ‫ل صاِلحًا َو ل ُي ْ‬ ‫عَم ً‬‫ل َ‬ ‫جوا ِلقاَء َرّبِه َفْلَيْعَم ْ‬ ‫ن َيْر ُ‬‫ن كا َ‬ ‫َفَم ْ‬
‫قال‪» :‬الرجل يعمل شيئا من الثواب‪ ،‬ل يطلب به وجه ال‪ ،‬إنما يطلب تزكية الناس‪ ،‬يشتهي أن يسمع به الناس‪،‬‬
‫فهذا الذي أشرك بعبادة ربه«‪ .‬ثم قال‪» :‬ما من عبد أسر خيرا فذهبت اليام أبدا‪ ،‬حتى يظهر ال له خيرا‪ ،‬و ما من‬
‫عبد أسر شرا فذهبت اليام أبدا‪ ،‬حتى يظهر ال له شرا«‪.‬‬
‫‪ -[4] /6820‬و عنه‪ :‬عن علي بن محمد بن عبد ال‪ ،‬عن إبراهيم بن إسحاق الحمر‪ ،‬عن الحسن بن علي الوشاء‪،‬‬
‫قال‪ :‬دخلت على الرضا )عليه السلم( و بين يديه إبريق‪ ،‬يريد أن يتهيأ للصلة‪ ،‬فدنوت منه لصب عليه‪ ،‬فأبى‬
‫ذلك‪ ،‬و قال‪» :‬مه‪ ،‬يا حسن«‪ ،‬فقلت‪ :‬لم تنهاني ان أصب على يدك‪ ،‬تكره أن أوجر؟ قال‪» :‬تؤجر أنت‪ ،‬و أوزر‬
‫أنا«‪.‬‬
‫ل صاِلحًا َو ل‬ ‫عَم ً‬‫ل َ‬‫جوا ِلقاَء َرّبِه َفْلَيْعَم ْ‬ ‫ن َيْر ُ‬ ‫ن كا َ‬ ‫فقلت له‪ :‬كيف ذلك؟ فقال‪» :‬أما سمعت ال عز و جل يقول‪َ :‬فَم ْ‬
‫حدًا‬‫ك ِبِعباَدِة َرّبِه َأ َ‬‫شِر ْ‬ ‫ُي ْ‬

‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القمي ‪.46 :2‬‬
‫‪ -2‬التفسير المنسوب إلى المام العسكري )عليه السلم(‪.504 :‬‬
‫‪ -3‬الكافي ‪.4 /222 :2‬‬
‫‪ -4‬الكافي ‪.1 /69 :3‬‬
‫)‪ (1‬تقدم في الحديث )‪ (1‬من تفسير الية )‪ (95 -90‬من سورة السراء‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪690 :‬‬
‫‪ .‬و ها أنا ذا أتوضأ للصلة‪ ،‬و هي العبادة‪ ،‬فأكره أن يشركني فيها أحد«‪.‬‬
‫‪ -[5] /6821‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬في رواية أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال‪» :‬سئل رسول ال‬
‫شِر ْ‬
‫ك‬ ‫ل صاِلحًا َو ل ُي ْ‬ ‫عَم ً‬ ‫ل َ‬‫جوا ِلقاَء َرّبِه َفْلَيْعَم ْ‬
‫ن َيْر ُ‬‫ن كا َ‬ ‫)صلى ال عليه و آله( عن تفسير قول ال عز و جل‪َ :‬فَم ْ‬
‫حدًا‪.‬‬
‫ِبِعباَدِة َرّبِه َأ َ‬
‫فقال‪ :‬من صلى مراءاة الناس فهو مشرك‪ ،‬و من زكى مراءاة الناس فهو مشرك‪ ،‬و من صام مراءاة الناس فهو‬
‫مشرك‪ ،‬و من حج مراءاة الناس فهو مشرك‪ ،‬و من عمل عمل مما أمر ال به مراءاة الناس فهو مشرك‪ ،‬و ل يقبل‬
‫ال عمل مراء«‪.‬‬
‫‪ -[6] /6822‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا جعفر بن أحمد‪ ،‬عن عبد ال بن موسى‪ ،‬عن الحسن بن علي بن أبي‬
‫حمزة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬و الحسين بن أبي العلء‪ ،‬و عبد ال بن وضاح‪ ،‬و شعيب العقرقوفي‪ ،‬جميعهم‪ ،‬عن أبي بصير‪،‬‬
‫شٌر ِمْثُلُكْم قال‪» :‬يعني في الخلق‪ ،‬أنه مثلهم مخلوق«‪.‬‬ ‫ل ِإّنما َأَنا َب َ‬‫عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله تعالى‪ُ :‬ق ْ‬
‫حدًا‪.‬‬‫ك ِبِعباَدةِ َرّبِه َأ َ‬ ‫شِر ْ‬‫ل صاِلحًا َو ل ُي ْ‬ ‫عَم ً‬
‫ل َ‬ ‫جوا ِلقاَء َرّبِه َفْلَيْعَم ْ‬ ‫ن َيْر ُ‬
‫ن كا َ‬
‫حٌد َفَم ْ‬
‫ي َأّنما ِإلُهُكْم ِإلٌه وا ِ‬ ‫ُيوحى ِإَل ّ‬
‫قال‪» :‬ل يتخذ مع ولية آل محمد ولية غيرهم‪ ،‬و وليتهم العمل الصالح‪ ،‬فمن أشرك بعبادة ربه أحدا‪ ،‬فقد أشرك‬
‫بوليتنا‪ ،‬و كفر بها‪ ،‬و جحد أمير المؤمنين )عليه السلم( حقه و وليته«‪.‬‬
‫‪ -[7] /6823‬العياشي‪ :‬عن جراح‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪» :‬أنه ليس من رجل يعمل شيئا من البر و ل‬
‫يطلب به وجه ال‪ ،‬إنما يطلب به تزكية الناس‪ ،‬يشتهي أن يسمع به الناس‪ ،‬فذاك الذي أشرك بعبادة ربه«‪.‬‬
‫ن كا َ‬
‫ن‬ ‫‪ -[8] /6824‬عن العلء بن فضيل‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬سألته عن تفسير هذه الية َفَم ْ‬
‫حدًا‪.‬‬‫ك ِبِعباَدِة َرّبِه َأ َ‬‫شِر ْ‬ ‫ل صاِلحًا َو ل ُي ْ‬ ‫عَم ً‬
‫ل َ‬‫جوا ِلقاَء َرّبِه َفْلَيْعَم ْ‬ ‫َيْر ُ‬
‫قال‪» :‬من صلى‪ ،‬أو صام‪ ،‬أو أعتق‪ ،‬أو حج يريد محمدة الناس‪ ،‬فقد أشرك في عمله‪ ،‬و هو شرك مغفور«‪.‬‬
‫‪ -[9] /6825‬عن علي بن سالم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬قال ال تبارك و تعالى‪ :‬أنا خير شريك‪ ،‬من‬
‫أشرك بي في عمله لن أقبله‪ ،‬إل ما كان لي خالصا«‪.‬‬
‫‪ -[10] /6826‬و في رواية اخرى عنه )عليه السلم( قال‪» :‬إن ال يقول‪ :‬أنا خير شريك‪ ،‬من عمل لي و لغيري‪،‬‬
‫فهو لمن عمل له دوني«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -5‬تفسير القّمي ‪.47 :2‬‬
‫‪ -6‬تفسير القّمي ‪.47 :2‬‬
‫‪ -7‬تفسير العّياشي ‪.93 /352 :2‬‬
‫‪ -8‬تفسير العّياشي ‪.92 /352 :2‬‬
‫‪ -9‬تفسير العّياشي ‪.94 /353 :2‬‬
‫‪ -10‬تفسير العّياشي ‪[.....] .95 /353 :2‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪691 :‬‬
‫‪ -[11] /6827‬عن زرارة‪ ،‬و حمران‪ ،‬عن أبي جعفر و أبي عبد ال )عليهما السلم( قال‪» :‬لو أن عبدا عمل‬
‫عمل يطلب به وجه ال‪ ،‬و الدار الخرة‪ ،‬ثم أدخل فيه رضا أحد من الناس‪ ،‬كان مشركا«‪.‬‬
‫ل صاِلحًا َو ل‬ ‫عَم ً‬‫ل َ‬ ‫‪ -[12] /6828‬عن سماعة بن مهران قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول ال‪َ :‬فْلَيْعَم ْ‬
‫حدًا‪.‬‬
‫ك ِبِعباَدِة َرّبِه َأ َ‬ ‫شِر ْ‬‫ُي ْ‬
‫حدًا‪ :‬التسليم لعلي )عليه السلم(‪ ،‬ل يشرك معه في‬ ‫ك ِبِعباَدِة َرّبِه َأ َ‬ ‫شِر ْ‬‫قال‪» :‬العمل الصالح‪ :‬المعرفة بالئمة‪َ ،‬و ل ُي ْ‬
‫الخلفة من ليس ذلك له‪ ،‬و ل هو من أهله«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -11‬تفسير العّياشي ‪.96 /353 :2‬‬
‫‪ -12‬تفسير العّياشي ‪.97 /353 :2‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪693 :‬‬
‫سورة مريم‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪695 :‬‬

‫سورة مريم فضلها‬


‫‪ -[1] /6829‬ابن بابويه‪ :‬بإسناده المتقدم في فضل سورة الكهف‪ ،‬عن الحسن‪ ،‬عن عمر‪ ،‬عن أبان‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬من أدمن قراءة سورة مريم لم يمت حتى يصيب ما يغنيه في نفسه و ماله و ولده‪ ،‬و كان‬
‫في الخرة من أصحاب عيسى بن مريم )عليه السلم(‪ ،‬و اعطي في الخرة »‪ «1‬مثل ملك سليمان بن داود‬
‫)عليهما السلم( في الدنيا«‪.‬‬
‫‪ -[2] /6830‬و من )خواص القرآن(‪ :‬روي عن النبي )صلى ال عليه و آله( أنه قال‪» :‬من قرأ هذه السورة‬
‫اعطي من الحسنات بعدد من ادعى ل ولدا سبحانه ل إله إل هو‪ ،‬و بعدد من صدق زكريا و يحيى و عيسى و‬
‫موسى و إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب )عليهم السلم( عشر حسنات‪ ،‬و عدد من كذب بهم‪ ،‬و يبنى له‬
‫في الجنة قصر أوسع من السماء و الرض في أعلى جنة الفردوس‪ ،‬و يحشر مع المتقين في أول زمرة السابقين‪،‬‬
‫و ل يموت حتى يستغني هو و ولده‪ ،‬و يعطى في الجنة مثل ملك سليمان )عليه السلم(‪ :‬و من كتبها و علقها عليه‬
‫لم ير في منامه إل خيرا‪ ،‬و إن كتبها في حائط البيت منعت طوارقه‪ ،‬و حرست ما فيه‪ ،‬و إن شربها الخائف‬
‫أمن«‪.‬‬
‫‪ -[3] /6831‬و عن الصادق )عليه السلم(‪» :‬من كتبها و جعلها في إناء زجاج ضيق الرأس نظيف‪ ،‬و جعلها في‬
‫منزله كثر خيره‪ ،‬و يرى الخيرات في منامه‪ ،‬كما يرى أهله في منزله‪ ،‬و إذا كتبت على حائط البيت منعت‬
‫طوارقه و حرست ما فيه‪ ،‬و إذا شربها الخائف أمن بإذن ال تعالى«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬ثواب العمال‪.108 :‬‬
‫‪.... -2‬‬
‫‪ -3‬خواص القرآن‪) 44 :‬مخطوط(‪.‬‬
‫)‪ (1‬في »ط«‪ :‬من الجر‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪697 :‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫حيِم كهيعص ]‪[1‬‬ ‫ن الّر ِ‬
‫حم ِ‬
‫ل الّر ْ‬
‫سِم ا ِّ‬
‫ِب ْ‬
‫‪ -[1] /6832‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا أبو الحسن محمد بن هارون الزنجاني‪ -‬فيما كتب إلي على يدي علي بن‬
‫أحمد البغدادي الوراق‪ -‬قال‪ :‬حدثنا معاذ بن المثنى العنبري‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن أسماء‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا جويرية‪،‬‬
‫عن سفيان بن سعيد الثوري‪ ،‬قال‪ :‬قلت لجعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب )عليهم‬
‫السلم(‪ :‬يا بن رسول ال‪ ،‬ما معنى قول ال عز و جل كهيعص؟ قال‪» :‬معناه‪ :‬أنا الكافي‪ ،‬الهادي‪ ،‬الولي‪ ،‬العالم‪،‬‬
‫الصادق الوعد«‪.‬‬
‫‪ -[2] /6833‬و عنه‪ :‬عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبد العزيز بن‬
‫يحيى الجلودي‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا محمد بن زكريا‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا جعفر بن محمد بن عمارة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬حضرت عند‬
‫جعفر ابن محمد )عليهما السلم(‪ ،‬فدخل عليه رجل فسأله عن كهيعص‪ ،‬فقال )عليه السلم(‪» :‬كاف‪ :‬كاف‬
‫لشيعتنا‪ ،‬هاء‪ :‬هاد لهم‪ ،‬ياء‪ :‬ولي لهم‪ ،‬عين‪ :‬عالم بأهل طاعتنا‪ ،‬صاد‪ :‬صادق لهم وعده‪ ،‬حتى يبلغ بهم المنزلة التي‬
‫وعدها إياهم في بطن القرآن«‪.‬‬
‫‪ -[3] /6834‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن علي بن محمد‪ ،‬بن حاتم النوفلي المعروف بالكرماني‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو‬
‫العباس أحمد بن عيسى الوشاء البغدادي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن طاهر »‪ «1‬القمي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن بحر بن‬
‫سهل الشيباني‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن مسرور‪ ،‬عن سعد بن عبد ال القمي‪ ،‬في حديث له مع أبي محمد الحسن بن‬

‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬معاني الخبار‪.22 :‬‬

‫‪ -2‬معاني الخبار‪.6 /28 :‬‬

‫‪ -3‬كمال الدين و تمام النعمة‪.21 /454 :‬‬

‫)‪ (1‬في »ج«‪ :‬أحمد بن ظاهر‪.‬‬

‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪698 :‬‬


‫علي العسكري )عليهما السلم(‪ :‬قال له‪» :‬ما جاء بك‪ ،‬يا سعد؟« فقلت‪ :‬شوقني أحمد بن إسحاق إلى لقاء مولنا‪.‬‬
‫قال‪» :‬و المسائل التي أردت أن تسأل عنها؟«‪ .‬قلت‪ :‬على حالها‪ ،‬يا مولي‪ .‬قال‪» :‬فسل قرة عيني عنها«‪ .‬و أومأ‬
‫بيده إلى الغلم‪ -‬يعني ابنه القائم )عليه السلم(‪ -‬فقال لي الغلم‪» :‬سل عما بدا لك«‪ .‬و ذكر المسائل إلى أن قال‪:‬‬
‫قلت‪:‬‬
‫فأخبرني‪ -‬يا بن رسول ال‪ -‬عن تأويل كهيعص؟‬
‫قال‪» :‬هذه الحروف من أنباء الغيب‪ ،‬أطلع ال عليها عبده زكريا‪ ،‬ثم قصها على محمد )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و‬
‫ذلك أن زكريا )عليه السلم( سأل ربه أن يعلمه أسماء الخمسة‪ ،‬فأهبط ال عليه جبرئيل )عليه السلم( فعلمه‬
‫إياها‪ ،‬فكان زكريا إذا ذكر محمدا و عليا و فاطمة و الحسن )عليهم السلم(‪ ،‬سرى عنه همه و انجلى كربه‪ ،‬و إذا‬
‫ذكر الحسين )عليه السلم( خنقته العبرة‪ ،‬و وقعت عليه البهرة‪.‬‬
‫فقال ذات يوم‪ :‬إلهي‪ ،‬مالي إذا ذكرت أربعا منهم تسليت بأسمائهم من همومي‪ ،‬و إذا ذكرت الحسين تدمع عيني و‬
‫تثور زفرتي؟ فأنبأه ال تبارك و تعالى عن قصته‪ ،‬فقال‪ :‬كهيعص فالكاف‪ :‬اسم كربلء‪ ،‬و الهاء‪ :‬هلك العترة‪ ،‬و‬
‫الياء‪ :‬يزيد )لعنه ال(‪ ،‬و هو ظالم الحسين )عليه السلم(‪ ،‬و العين‪ :‬عطشه‪ ،‬و الصاد‪ :‬صبره‪ .‬فلما سمع بذلك‬
‫زكريا )عليه السلم( لم يفارق مسجده ثلثة أيام‪ ،‬و منع فيها الناس من الدخول عليه‪ ،‬و أقبل على البكاء و‬
‫النحيب‪ ،‬و كانت ندبته‪ :‬إلهي‪ ،‬أ تفجع خير خلقك بولده‪ .‬إلهي أ تنزل بلوى هذه الرزية بفنائه‪ ،‬إلهي‪ ،‬أ تلبس عليا و‬
‫فاطمة ثياب هذه المصيبة‪ ،‬إلهي أ تحل كربة هذه الفجيعة بساحتهما‪.‬‬
‫ثم كان يقول‪ :‬إلهي‪ ،‬ارزقني ولدا تقر به عيني على الكبر‪ ،‬و اجعله وارثا وصيا‪ ،‬و اجعل محله مني محل‬
‫الحسين‪ ،‬فإذا رزقتنيه فافتني بحبه‪ ،‬ثم افجعني به كما تفجع محمدا حبيبك بولده‪ ،‬فرزقه ال يحيى )عليه السلم( و‬
‫فجعه به‪ ،‬و كان حمل يحيى )عليه السلم( ستة أشهر‪ ،‬و حمل الحسين )عليه السلم( كذلك«‪.‬‬
‫‪ -[4] /6835‬علي بن إبراهيم‪ :‬عن جعفر بن أحمد‪ ،‬عن عبد ال بن موسى‪ ،‬عن الحسن بن علي بن أبي حمزة‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬كهيعص هذه أسماء مقطعة«‪ .‬و أما قوله‬
‫كهيعص‪ ،‬قال‪» :‬ال هو الكافي‪ ،‬الهادي‪ ،‬العالم‪ ،‬الصادق‪ ،‬ذو اليادي العظام »‪ ،«1‬و هو قوله كما وصف نفسه‬
‫تبارك و تعالى«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫سِوّيا ]‪[10 -2‬‬
‫ل َ‬
‫ث َليا ٍ‬
‫س َثل َ‬
‫ل ُتَكّلَم الّنا َ‬
‫عْبَدُه َزَكِرّيا‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬أ ّ‬
‫ك َ‬
‫ت َرّب َ‬
‫حَم ِ‬ ‫ِذْكُر َر ْ‬
‫ت َرّب َ‬
‫ك‬ ‫حَم ِ‬
‫‪ -[1] /6836‬علي بن إبراهيم‪ :‬روى أبو الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قوله تعالى‪ِ :‬ذْكُر َر ْ‬
‫عْبَدُه َزَكِرّيا‬
‫َ‬

‫__________________________________________________‬
‫‪ -4‬تفسير القمي ‪.48 :2‬‬
‫‪ -1‬تفسير القمي ‪.48 :2‬‬
‫)‪ (1‬في »ط« زيادة‪ :‬الصابر على العادي‪ ،‬و في المصدر نسخة بدل‪ :‬ذو اليادي الصابر على العادي‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪699 :‬‬
‫ظُم ِمّني يقول‪:‬‬ ‫ن اْلَع ْ‬‫ب ِإّني َوَه َ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫خِفّيا قا َ‬
‫يقول‪» :‬ذكر ربك عبده فرحمه«‪ِ ،‬إْذ نادى َرّبُه ِنداًء َ‬
‫شِقّيا يقول‪» :‬لم يكن دعائي خائبا عندك«‪.‬‬ ‫ب َ‬ ‫ك َر ّ‬ ‫ن ِبُدعاِئ َ‬ ‫»ضعف« َو َلْم َأُك ْ‬
‫ت اْمَرَأِتي عاِقرًا يقول‪» :‬لم يكن لزكريا‬ ‫ن َوراِئي يقول‪» :‬خفت الورثة من بعدي« َو كاَن ِ‬ ‫ي ِم ْ‬ ‫ت اْلَمواِل َ‬ ‫خْف ُ‬
‫َو ِإّني ِ‬
‫يومئذ ولد يقوم مقامه‪ ،‬و يرثه‪ ،‬و كانت هدايا بني إسرائيل و نذورهم للحبار‪ ،‬و كان زكريا رئيس الحبار‪ ،‬و‬
‫كانت امرأة زكريا اخت مريم بنت عمران بن ماثان »‪ ،«1‬و بنو ماثان‪ ،‬إذ ذاك رؤساء بني إسرائيل و بنو‬
‫جَعْلُه‬‫ب َو ا ْ‬‫ل َيْعُقو َ‬‫نآِ‬ ‫ث ِم ْ‬
‫ك َوِلّيا َيِرُثِني َو َيِر ُ‬ ‫ن َلُدْن َ‬
‫ب ِلي ِم ْ‬ ‫ملوكهم‪ ،‬و هم من ولد سليمان بن داود‪ ،‬فقال زكريا‪َ :‬فَه ْ‬
‫سِمّيا يقول‪ :‬لم يسم باسم يحيى أحد قبله قا َ‬
‫ل‬ ‫ل َ‬ ‫ن َقْب ُ‬
‫ل َلُه ِم ْ‬
‫جَع ْ‬
‫حيى َلْم َن ْ‬ ‫سُمُه َي ْ‬
‫ك ِبُغلٍم ا ْ‬ ‫شُر َ‬‫ضّيا يا َزَكِرّيا ِإّنا ُنَب ّ‬‫ب َر ِ‬ ‫َر ّ‬
‫ك ُهَو‬ ‫ك قالَ َرّب َ‬‫ل َكذِل َ‬ ‫ن اْلِكَبِر عِِتّيا فهو اليؤوس »‪ «2‬قا َ‬ ‫ت ِم َ‬ ‫ت اْمَرَأِتي عاِقرًا َو َقْد َبَلْغ ُ‬ ‫غلٌم َو كاَن ِ‬ ‫ن ِلي ُ‬ ‫ب َأّنى َيُكو ُ‬‫َر ّ‬
‫سِوّيا صحيحا‬ ‫ل َ‬ ‫ث َليا ٍ‬
‫س َثل َ‬ ‫ل ُتَكّلَم الّنا َ‬
‫ك َأ ّ‬
‫ل آَيُت َ‬
‫ل ِلي آَيًة قا َ‬ ‫جَع ْ‬
‫با ْ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫شْيئًا قا َ‬
‫ك َ‬‫ل َو َلْم َت ُ‬‫ن َقْب ُ‬
‫ك ِم ْ‬ ‫خَلْقُت َ‬
‫ن َو َقْد َ‬
‫ي َهّي ٌ‬
‫عَل ّ‬
‫َ‬
‫من غير مرض«‪.‬‬
‫‪ -[2] /6837‬محمد بن العباس‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن همام بن سهيل‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل العلوي‪ ،‬عن عيسى‬
‫بن داود النجار‪ ،‬قال حدثني أبو الحسن موسى بن جعفر )عليهما السلم(‪ ،‬قال‪» :‬كنت عند أبي يوما قاعدا‪ ،‬حتى‬
‫أتى رجل فوقف به‪ ،‬و قال‪ :‬أ فيكم باقر العلم و رئيسه محمد بن علي؟ قيل له‪ :‬نعم‪ .‬فجلس طويل‪ ،‬ثم قام إليه‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫ت اْمَرَأِتي‬ ‫ن َوراِئي َو كاَن ِ‬ ‫ي ِم ْ‬
‫ت اْلَمواِل َ‬‫خْف ُ‬‫يا بن رسول ال‪ ،‬أخبرني عن قول ال عز و جل في قصة زكريا‪َ :‬و ِإّني ِ‬
‫عاِقرًا الية؟‬
‫قال‪» :‬نعم‪ .‬الموالي بنو العم‪ ،‬و أحب ال أن يهب له وليا من صلبه‪ ،‬و ذلك أنه فيما كان علم من فضل محمد‬
‫)صلى ال عليه و آله(‪ ،‬قال‪ :‬يا رب‪ ،‬أما شرفت محمدا و كرمته و رفعت ذكره حتى قرنته بذكرك‪ ،‬فما يمنعك‪ -‬يا‬
‫سيدي‪ -‬أن تهب له ذرية من صلبه »‪ «3‬فتكون فيها النبوة؟‬
‫قال‪ :‬يا زكريا‪ ،‬قد فعلت ذلك بمحمد و ل نبوة بعده‪ ،‬و هو خاتم النبياء‪ ،‬و لكن المامة لبن عمه و أخيه علي ابن‬
‫أبي طالب من بعده‪ ،‬و أخرجت الذرية من صلب علي إلى بطن فاطمة بنت محمد‪ ،‬و صيرت بعضها من بعض‪،‬‬
‫فخرجت منه الئمة حججي على خلقي‪ ،‬و إني مخرج من صلبك ولدا يرثك و يرث من آل يعقوب‪ ،‬فوهب ال له‬
‫يحيى )عليه السلم(«‪.‬‬
‫‪ -[3] /6838‬محمد بن العباس‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا حميد بن زياد‪ ،‬عن أحمد بن الحسين بن بكر‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا الحسن ابن‬
‫علي بن فضال‪ ،‬بإسناده إلى عبد الخالق‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬يقول في قول ال عز و جل‪:‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬تأويل اليات ‪[.....] .2 /301 :1‬‬
‫‪ -3‬تأويل اليات ‪.3 /302 :1‬‬
‫)‪ (1‬في »ج« زيادة‪ :‬و يعقوب بن ماثان‪.‬‬
‫)‪ (2‬في »ي«‪ :‬اليبوس‪.‬‬
‫)‪ (3‬في »ي‪ ،‬ط« نسخة بدل‪ :‬صلبي‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪700 :‬‬

‫سِمّيا قال‪» :‬ذلك يحيى بن زكريا‪ ،‬لم يكن له من قبل سميا‪ ،‬و كذلك الحسين )عليه السلم( لم‬ ‫ل َ‬‫ن َقْب ُ‬
‫ل َلُه ِم ْ‬‫جَع ْ‬‫َلْم َن ْ‬
‫يكن له من قبل سميا‪ ،‬و لم تبك السماء إل عليهما أربعين صباحا«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فما كان بكاؤها؟ قال‪» :‬تطلع الشمس حمراء‪ -‬قال‪ -‬و كان قاتل الحسين )عليه السلم( ولد زنا‪ ،‬و قاتل يحيى‬
‫ابن زكريا ولد زنا«‪.‬‬
‫‪ -[4] /6839‬محمد بن العباس‪ :‬عن محمد بن خالد‪ ،‬عن عبد ال بن بكير‪ ،‬عن زرارة‪ ،‬عن عبد الخالق‪ ،‬قال‪:‬‬
‫سِمّيا‪.‬‬
‫ل َ‬
‫ل َلُه ِمنْ َقْب ُ‬
‫جَع ْ‬
‫سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول في قوله تعالى‪َ :‬لْم َن ْ‬
‫فقال‪» :‬الحسين )عليه السلم( لم يكن له من قبل سميا و يحيى بن زكريا لم يكن له من قبل سميا‪ ،‬و لم تبك السماء‬
‫إل عليهما أربعين صباحا«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فما كان بكاؤها؟ قال‪» :‬كانت تطلع الشمس حمراء و تغيب حمراء‪ ،‬و كان قاتل الحسين )عليه السلم( ولد‬
‫زنا‪ ،‬و قاتل يحيى بن زكريا ولد زنا«‪.‬‬
‫‪ -[5] /6840‬و عنه‪ :‬ما رواه محمد بن العباس‪ ،‬مسندا عن الصادق )عليه السلم(‪ ،‬في قول ال عز و جل‪َ :‬لْم‬
‫سِمّيا قال‪» :‬ذلك يحيى بن زكريا )عليه السلم( لم يكن له من قبل سميا‪ ،‬و كذلك الحسين )عليه‬ ‫ل َ‬ ‫ن َقْب ُ‬
‫ل َلُه ِم ْ‬
‫جَع ْ‬‫َن ْ‬
‫السلم( لم يكن له من قبل سميا‪ ،‬و لم تبك السماء إل عليهما«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فما بكاؤها؟ قال‪» :‬تطلع الشمس حمراء و تغيب حمراء‪ -‬قال‪ -‬و كان قاتل الحسين ولد زنا‪ ،‬و قاتل يحيى بن‬
‫زكريا ولد زنا«‪.‬‬
‫و عنه‪ :‬ما رواه علي بن إبراهيم‪ ،‬عن الصادق )عليه السلم( بأدنى تفاوت »‪.«1‬‬

‫‪ -[6] /6841‬و من ذلك‪ ،‬ما رواه من المخالفين ابن شيرويه الديلمي في كتاب )الفردوس( في الجزء الثاني‪ ،‬في‬
‫جَعلْ َلُه ِم ْ‬
‫ن‬ ‫باب القاف‪ :‬عن ابن عباس‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬في قول ال عز و جل‪َ :‬لْم َن ْ‬
‫سِمّيا‪ ،‬قال‪» :‬ذلك يحيى‪ ،‬و قرة عيني الحسين«‪.‬‬ ‫ل َ‬‫َقْب ُ‬
‫‪ -[7] /6842‬أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي رحمه ال‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن أحمد‬
‫بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن الحسن بن علي بن فضال‪ ،‬عن ابن بكير‪ ،‬عن زرارة‪ ،‬عن عبد الخالق بن عبد ربه‪ ،‬قال‪:‬‬
‫سِمّيا‪ ،‬الحسين بن علي و يحيى بن زكريا‪ ،‬لم يكن لهما‬ ‫ل َ‬‫ن َقْب ُ‬
‫ل َلُه ِم ْ‬
‫جَع ْ‬
‫سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪َ :‬لْم َن ْ‬
‫من قبل سميا‪ ،‬و لم تبك السماء إل عليهما أربعين صباحا«‪.‬‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬و ما بكاؤها؟ قال‪» :‬كانت تطلع حمراء و تغرب حمراء«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -4‬تأويل اليات ‪.4 /302 :1‬‬
‫‪ -5‬تأويل اليات ‪.5 /303 :1‬‬
‫‪.... -6‬‬
‫‪ -7‬كامل الزيارات‪.8 /90 :‬‬
‫)‪ (1‬تأويل اليات ‪.5 /303 :1‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪701 :‬‬
‫‪ -[8] /6843‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثني محمد بن جعفر‪ ،‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن وهيب بن حفص النحاس‪ ،‬عن أبي‬
‫بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬إن الحسين )عليه السلم( بكت لقتله السماء و الرض و احمرتا‪ ،‬و‬
‫لم تبكيا على أحد قط‪ ،‬إل على يحيى بن زكريا‪ ،‬و الحسين بن علي )عليهم السلم(«‪.‬‬
‫و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن محمد بن الحسين بإسناده مثله‪.‬‬
‫‪ -[9] /6844‬و عنه قال‪ :‬حدثني علي بن الحسين بن موسى بن بابويه و غيره‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن محمد‬
‫ابن عبد الجبار‪ ،‬عن الحسن بن علي بن فضال‪ ،‬عن حماد بن عثمان‪ ،‬عن عبد ال بن هلل‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد‬
‫ال يقول‪» :‬إن السماء بكت على الحسين بن علي‪ ،‬و يحيى بن زكريا )عليهما السلم(‪ ،‬و لم تبك على أحد‬
‫غيرهما«‪ ،‬قلت‪:‬‬
‫و ما بكاؤها؟‪ ،‬قال‪» :‬مكثت أربعين يوما تطلع الشمس بحمرة و تغرب بحمرة« قلت‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬هذا بكاؤها؟‬
‫قال‪» :‬نعم«‪.‬‬
‫‪ -[10] /6845‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثني علي بن الحسين بن موسى‪ ،‬عن علي بن إبراهيم بن هاشم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن‬
‫عَلْيِهُم‬
‫ت َ‬‫فضال‪ ،‬عن أبي جميلة‪ ،‬عن محمد بن علي الحلبي‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬في قوله تعالى َفما َبَك ْ‬
‫ن »‪.«1‬‬‫ظِري َ‬
‫ض َو ما كاُنوا ُمْن َ‬
‫لْر ُ‬
‫سماُء َو ا َْ‬
‫ال ّ‬
‫قال‪» :‬لم تبك السماء على أحد منذ قتل يحيى بن زكريا‪ ،‬حتى قتل الحسين )عليه السلم(‪ ،‬فبكت عليه«‪.‬‬
‫‪ -[11] /6846‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثني محمد بن جعفر القرشي الرزاز‪ ،‬قال‪ :‬حدثني محمد بن الحسين بن أبي‬
‫الخطاب‪ ،‬عن صفوان بن يحيى‪ ،‬عن داود بن فرقد‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬احمرت السماء حين‬
‫قتل الحسين )عليه السلم( سنة‪ -‬قال‪ -‬ثم بكت السماء و الرض على الحسين بن علي )عليهما السلم(‪ ،‬و على‬
‫يحيى بن زكريا‪ ،‬و حمرتها بكاؤها«‪.‬‬
‫‪ -[12] /6847‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثني علي بن الحسين بن موسى‪ ،‬عن علي بن إبراهيم و سعد بن عبد ال‪ ،‬جميعا‪،‬‬
‫عن إبراهيم بن هاشم‪ ،‬عن ابن فضال‪ ،‬عن أبي جميلة‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬ما بكت‬
‫السماء على أحد بعد يحيى بن زكريا‪ ،‬إل على الحسين بن علي )عليهما السلم(‪ ،‬فإنها بكت عليه أربعين يوما«‪.‬‬
‫‪ -[13] /6848‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثني محمد بن جعفر الرزاز الكوفي‪ ،‬عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب‪ ،‬عن‬
‫جعفر بن بشير‪ ،‬عن كليب بن معاوية السدي‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬لم تبك السماء إل على‬
‫الحسين‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -8‬كامل الزيارات‪.3 /89 :‬‬
‫‪ -9‬كامل الزيارات‪.4 /89 :‬‬
‫‪ -10‬كامل الزيارات‪.6 /90 :‬‬
‫‪ -11‬كامل الزيارات‪.7 /90 :‬‬
‫‪ -12‬كامل الزيارات‪[.....] .9 /90 :‬‬
‫‪ -13‬كامل الزيارات‪.10 /90 :‬‬
‫)‪ (1‬الدخان ‪.29 :44‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪702 :‬‬
‫ابن علي و يحيى بن زكريا )عليهم السلم(«‪.‬‬
‫‪ -[14] /6849‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثني حكيم بن داود بن حكيم‪ ،‬عن سلمة بن الخطاب‪ ،‬عن محمد بن أبي عمير‪ ،‬عن‬
‫الحسن بن عيسى »‪ ،«1‬عن أسلم بن القاسم‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا عمرو بن ثابت‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن علي بن الحسين )عليه‬
‫السلم(‪ ،‬قال‪» :‬إن السماء لم تبك منذ رفعت‪ ،‬إل على يحيى بن زكريا‪ ،‬و الحسين بن علي )عليهم السلم(«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬أي شيء كان بكاؤها؟ قال‪» :‬كانت إذا استقبلت بثوب وقع عليه شبه أثر البراغيث من الدم«‪.‬‬
‫‪ -[15] /6850‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي )رحمه ال(‪ ،‬و علي بن الحسين‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫محمد ابن عيسى‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا موسى بن الفضل‪ ،‬عن حنان‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬ما تقول في‬
‫زيارة قبر أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬إنه بلغنا عن بعضهم أنها تعدل حجة و عمرة؟‬
‫قال‪» :‬ل تعجب‪ ،‬ما أصاب بالقول هذا كله »‪ ،«2‬و لكن زره و ل تجفه‪ ،‬فإنه سيد الشهداء‪ ،‬و سيد شباب أهل‬
‫الجنة‪ ،‬و شبيه يحيى بن زكريا‪ ،‬و عليهما بكت السماء و الرض«‪.‬‬
‫و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي و محمد بن الحسن بن الوليد‪ ،‬عن محمد بن الحسن الصفار‪ ،‬عن عبد الصمد بن محمد‪،‬‬
‫عن حنان بن سدير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬مثله‪.‬‬
‫و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي )رحمه ال( و جماعة من مشايخي‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪،‬‬
‫عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن حنان بن سدير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬مثله‪.‬‬
‫‪ -[16] /6851‬و عنه‪ ،‬بهذا السناد‪ :‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن غير واحد‪ ،‬عن جعفر بن بشير‪ ،‬عن‬
‫حماد‪ ،‬عن عامر بن معقل‪ ،‬عن الحسن بن زياد‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬كان قاتل يحيى بن زكريا‬
‫ولد زنا‪ ،‬و قاتل الحسين بن علي )عليهما السلم( ولد زنا‪ ،‬و لم تبك السماء على أحد‪ ،‬إل عليهما«‪.‬‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬و كيف تبكي؟ قال‪» :‬تطلع الشمس في حمرة و تغيب في حمرة«‪.‬‬
‫‪ -[17] /6852‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬و حدثني أبي‪ ،‬و علي بن الحسين‪ ،‬جميعا‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن أحمد بن محمد‬
‫بن عيسى‪ ،‬عن الحسن بن علي الوشاء‪ ،‬عن حماد بن عثمان‪ ،‬عن عبد ال بن هلل‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم(‪ ،‬قال‪» :‬سمعته يقول‪ :‬إن السماء بكت على الحسين بن علي )عليهما السلم( و يحيى بن زكريا‪ ،‬و لم تبك‬
‫على أحد غيرهما«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -14‬كامل الزيارات‪.12 /90 :‬‬
‫‪ -15‬كامل الزيارات‪ ،13 /91 :‬البحار ‪.44 /35 :101‬‬
‫‪ -16‬كامل الزيارات‪.14 /91 :‬‬
‫‪ -17‬كامل الزيارات‪.15 /91 :‬‬
‫)‪ (1‬في »ط‪ ،‬ي«‪ :‬الحسين بن عيسى‪ ،‬راجع تهذيب التهذيب ‪ 213 :2‬و ‪.9 :8‬‬
‫ل المراد أّنها ل تعدل الواجبين من الحج و‬ ‫ل‪ :‬لع ّ‬ ‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬ل تعجب بالقول هذا كله‪ .‬قال المجلسي رحمه ا ّ‬
‫العمرة‪ ،‬و الظهر أّنه محمول على التقّية‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪703 :‬‬
‫قلت‪ :‬و ما بكاؤها؟ قال‪» :‬مكثت أربعين يوما تطلع الشمس بحمرة و تغرب بحمرة«‪ .‬قلت‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬هذا‬
‫بكاؤها؟ قال‪» :‬نعم«‪.‬‬
‫‪ -[18] /6853‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬و حدثني أبي )رحمه ال(‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن البرقي‬
‫محمد ابن خالد‪ ،‬عن عبد العظيم بن عبد ال الحسني‪ ،‬عن الحسن‪ ،‬عن أبي سلمة‪ ،‬قال‪ :‬قال جعفر بن محمد‬
‫)عليهما السلم(‪» :‬ما بكت السماء »‪ ،«1‬إل على يحيى بن زكريا و الحسين )عليهما السلم(«‪.‬‬
‫‪ -[19] /6854‬و عنه‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن الحسن بن مهزيار‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن علي بن مهزيار‪ ،‬عن الحسين‬
‫بن سعيد‪ ،‬عن فضالة بن أيوب‪ ،‬عن داود بن فرقد‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪» :‬كان الذي قتل‬
‫الحسين )عليه السلم( ولد زنا‪ ،‬و الذي قتل يحيى بن زكريا ولد زنا«‪.‬‬
‫و قال‪ :‬احمرت السماء حين قتل الحسين سنة‪ ،‬ثم قال‪» :‬بكت السماء و الرض على الحسين بن علي و على يحيى‬
‫بن زكريا )عليهم السلم(‪ ،‬و حمرتها بكاؤها«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن َتِقّيا َو َبّرا ِبواِلَدْيِه‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و‬ ‫ن َلُدّنا َو َزكاًة َو كا َ‬‫حنانًا ِم ْ‬‫صِبّيا َو َ‬ ‫حْكَم َ‬ ‫ب ِبُقّوٍة َو آَتْيناُه اْل ُ‬‫خِذ اْلِكتا َ‬ ‫حيى ُ‬ ‫يا َي ْ‬
‫حّيا‬
‫ث َ‬ ‫ت َو َيْوَم ُيْبَع ُ‬ ‫عَلْيِه َيْوَم ُوِلَد َو َيْوَم َيُمو ُ‬ ‫سلٌم َ‬ ‫َ‬
‫]‪[15 -12‬‬
‫‪ -[1] /6855‬محمد بن العباس‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن سليمان الرازي‪ ،‬عن محمد بن خالد الطيالسي‪ ،‬عن سيف ابن‬
‫عميرة‪ ،‬عن حكم بن أيمن‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا جعفر )عليه السلم(‪ :‬يقول‪» :‬و ال‪ ،‬لقد اوتي علي )عليه السلم( الحكم‬
‫صبيا‪ ،‬كما اوتي يحيى بن زكريا الحكم صبيا«‪.‬‬
‫‪ -[2] /6856‬العياشي‪ :‬عن علي بن أسباط‪ ،‬قال‪ :‬قدمت المدينة و أنا أريد مصر‪ ،‬فدخلت على أبي جعفر محمد بن‬
‫علي الرضا )عليهما السلم(‪ ،‬و هو إذ ذاك خماسي‪ ،‬فجعلت أتأمله لصفه لصحابنا بمصر‪ ،‬فنظر إلي‪ ،‬و قال‪:‬‬
‫»يا علي‪ ،‬إن ال قد أخذ في المامة كما أخذ في النبوة‪ ،‬فقال سبحانه عن يوسف )عليه السلم(‪:‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -18‬كامل الزيارات‪.17 /92 :‬‬
‫‪ -19‬كامل الزيارات‪.21 /93 :‬‬
‫‪ -1‬تأويل اليات ‪.6 /303 :1‬‬
‫‪ ... -2‬مجمع البيان ‪ ،781 :6‬تأويل اليات ‪.7 /303 :1‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر زيادة‪ :‬و الرض‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪704 :‬‬
‫صِبّيا«‪.‬‬‫حْكَم َ‬ ‫عْلمًا »‪ ،«1‬و قال عن يحيى )عليه السلم(‪َ :‬و آَتْيناهُ اْل ُ‬ ‫حْكمًا َو ِ‬ ‫شّدُه آَتْيناُه ُ‬‫َو َلّما َبَلَغ َأ ُ‬
‫‪ -[3] /6857‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن هشام‬
‫بن سالم‪ ،‬عن يزيد الكناسي‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا جعفر )عليه السلم(‪ :‬أ كان عيسى بن مريم )عليه السلم( حين تكلم‬
‫عْبُد‬‫في المهد حجة ال على أهل زمانه؟ فقال‪» :‬كان يومئذ نبيا حجة ل غير مرسل‪ ،‬أما تسمع لقوله حين قال‪ِ :‬إّني َ‬
‫حّيا »‪.««2‬‬ ‫ت َ‬ ‫صلِة َو الّزكاِة ما ُدْم ُ‬ ‫ت َو َأْوصاِني ِبال ّ‬ ‫ن ما ُكْن ُ‬ ‫جَعَلِني ُمباَركًا َأْي َ‬ ‫جَعَلِني َنِبّيا َو َ‬ ‫ب َو َ‬ ‫ي اْلِكتا َ‬ ‫ل آتاِن َ‬ ‫ا ِّ‬
‫قلت‪ :‬فكان يومئذ حجة ل على زكريا في تلك الحال و هو في المهد؟ فقال‪» :‬كان عيسى في تلك الحال آية للناس‪،‬‬
‫و رحمة من ال لمريم حين تكلم فعبر عنها‪ ،‬و كان نبيا حجة على من سمع كلمه في تلك الحال‪ ،‬ثم صمت فلم‬
‫يتكلم حتى مضت له سنتان‪ ،‬و كان زكريا الحجة ل عز و جل على الناس بعد ما صمت عيسى سنتين‪ ،‬ثم مات‬
‫حيى‬ ‫زكريا )عليه السلم(‪ ،‬فورثه ابنه يحيى الكتاب و الحكمة‪ ،‬و هو صبي صغير‪ ،‬أما تسمع لقوله عز و جل يا َي ْ‬
‫صِبّيا‪ ،‬فلما بلغ عيسى )عليه السلم( سبع سنين تكلم بالنبوة و الرسالة حين أوحى‬ ‫حْكَم َ‬ ‫ب ِبُقّوٍة َو آَتْيناُه اْل ُ‬
‫خِذ اْلِكتا َ‬ ‫ُ‬
‫ال تعالى إليه‪ ،‬فكان عيسى الحجة على يحيى و على الناس أجمعين«‪.‬‬
‫جَعَلِني‬
‫جَعَلِني َنِبّيا َو َ‬
‫ب َو َ‬ ‫ي اْلِكتا َ‬‫ل آتاِن َ‬ ‫ل ِإّني عَْبُد ا ِّ‬
‫و الحديث يأتي بتمامه‪ -‬ان شاء ال تعالى‪ -‬في قوله تعالى‪ :‬قا َ‬
‫حّيا »‪.««3‬‬ ‫ت َ‬‫صلِة َو الّزكاِة ما ُدْم ُ‬ ‫ت َو َأْوصاِني ِبال ّ‬ ‫ن ما ُكْن ُ‬ ‫ُمباَركًا َأْي َ‬
‫‪ -[4] /6858‬و عنه‪ :‬عن علي بن محمد‪ ،‬عن بعض أصحابه‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن أبي سعيد المكاري‪ ،‬عن‬
‫ن َلُدّنا َو َزكاًة َو كا َ‬
‫ن‬ ‫حنانًا ِم ْ‬
‫أبي حمزة‪ ،‬عن أبى جعفر )عليه السلم(‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬فما عنى ال بقوله في يحيى‪َ :‬و َ‬
‫َتِقّيا؟ قال‪» :‬تحنن ال«‪.‬‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬فما بلغ من تحنن ال عليه؟ قال‪» :‬كان إذا قال‪ :‬يا رب‪ ،‬قال ال عز و جل‪ :‬لبيك يا يحيى«‪.‬‬
‫‪ -[5] /6859‬أحمد بن محمد بن خالد‪ ،‬قال‪ :‬و في رواية أبي بصير‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬قول‬
‫ن َلُدّنا؟‬
‫حنانًا ِم ْ‬ ‫ال تبارك و تعالى في كتابه‪َ :‬و َ‬
‫قال‪» :‬كان يحيى إذا دعا و قال في دعائه‪ :‬يا رب‪ ،‬يا ال ناداه ال من السماء‪ :‬لبيك يا يحيى‪ ،‬سل حاجتك«‪.‬‬
‫‪ -[6] /6860‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سعد بن عبد ال‪ ،‬عن أحمد‬
‫بن حمزة الشعري‪ ،‬قال‪ :‬حدثني ياسر الخادم‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا الحسن الرضا )عليه السلم( يقول‪» :‬إن أوحش ما‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -3‬الكافي ‪[.....] .1 /313 :1‬‬
‫‪ -4‬الكافي ‪.38 /388 :2‬‬
‫‪ -5‬المحاسن‪.30 /35 :‬‬
‫‪ -6‬الخصال‪.71 /107 :‬‬
‫)‪ (1‬يوسف ‪.22 :12‬‬
‫)‪ (2‬مريم ‪ 30 :19‬و ‪.31‬‬
‫)‪ (3‬يأتي في الحديث )‪ (13‬من تفسير اليات )‪ (34 -16‬من هذه السورة‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪705 :‬‬
‫يكون هذا الخلق في ثلثة مواطن‪ :‬يوم ولد و يخرج من بطن امه فيرى الدنيا‪ ،‬و يوم يموت فيعاين الخرة و‬
‫أهلها‪ ،‬و يوم يبعث حيا فيرى أحكاما لم يرها في دار الدنيا‪ ،‬و قد سلم ال عز و جل على يحيى )عليه السلم( في‬
‫حّيا و قد سلم عيسى بن‬ ‫ث َ‬ ‫ت َو َيْوَم ُيْبَع ُ‬‫عَلْيِه َيْوَم ُوِلَد َو َيْوَم َيُمو ُ‬‫سلٌم َ‬ ‫هذه الثلثة مواطن و آمن روعته‪ ،‬فقال‪َ :‬و َ‬
‫ت َو َيْوَم ُأْبَع ُ‬
‫ث‬ ‫ت َو َيْوَم َأُمو ُ‬ ‫ي َيْوَم ُوِلْد ُ‬‫عَل ّ‬
‫سلُم َ‬ ‫مريم )عليه السلم( على نفسه في هذه الثلثة مواطن‪ ،‬فقال‪َ :‬و ال ّ‬
‫حّيا »‪.««1‬‬ ‫َ‬
‫‪ -[7] /6861‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن الحسين بن محمد‪ ،‬عن معلى بن محمد‪ ،‬عن علي بن أسباط‪ ،‬قال‪ :‬خرج إلي‬
‫محمد بن علي الرضا )عليهما السلم(‪ ،‬فنظرت إلى رأسه و رجليه لصف قامته لصحابنا بمصر‪ ،‬فبينما أنا‬
‫صِبّيا و‬‫حْكَم َ‬ ‫كذلك حتى قعد‪ ،‬و قال‪» :‬يا علي‪ ،‬إن ال احتج في المامة بمثل ما احتج به في النبوة‪ ،‬فقال‪َ :‬و آَتْيناهُ اْل ُ‬
‫سَنًة »‪ «2‬فقد يجوز أن يعطى الحكم صبيا‪ ،‬و يجوز أن يعطاها و هو ابن أربعين‬ ‫ن َ‬ ‫شّدُه َو َبَلَغ َأْرَبِعي َ‬ ‫قال‪ :‬فلما َبَلَغ َأ ُ‬
‫سنة«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫شْرِقّيا‬‫ن َأْهِلها َمكانًا َ‬ ‫ت ِم ْ‬‫ب َمْرَيَم ِإِذ اْنَتَبَذ ْ‬ ‫َو اْذُكْر ِفي اْلِكتا ِ‬
‫ن ]‪ -[1] /6862 [34 -16‬قال علي بن‬ ‫ق اّلِذي ِفيِه َيْمَتُرو َ‬ ‫حّ‬ ‫ل اْل َ‬
‫ن َمْرَيَم َقْو َ‬ ‫سى اْب ُ‬ ‫عي َ‬ ‫ك ِ‬ ‫‪ -‬إلى قوله تعالى‪ -‬ذِل َ‬
‫ب َمْرَيَم ِإِذ اْنَتَبَذ ْ‬
‫ت‬ ‫إبراهيم‪ :‬ثم قص ال عز و جل خبر‪ ،‬مريم بنت عمران )عليها السلم(‪ ،‬فقال‪َ :‬و اْذُكْر ِفي اْلِكتا ِ‬
‫شْرِقّيا‬
‫ن َأْهِلها َمكانًا َ‬ ‫ِم ْ‬
‫حجابًا‬ ‫ن ُدوِنِهْم ِ‬ ‫ت ِم ْ‬‫خَذ ْ‬ ‫قال‪ :‬خرجت إلى النخلة اليابسة َفاّت َ‬
‫حنا‬‫سْلنا ِإَلْيها ُرو َ‬ ‫قال‪ :‬في محرابها َفَأْر َ‬
‫ت َتِقّيا‬
‫ن ُكْن َ‬‫ك ِإ ْ‬‫ن ِمْن َ‬‫حم ِ‬ ‫عوُذ ِبالّر ْ‬‫ت ِإّني َأ ُ‬ ‫سِوّيا قاَل ْ‬ ‫شرًا َ‬ ‫ل َلها َب َ‬‫يعني جبرئيل )عليه السلم( َفَتَمّث َ‬
‫يعني إن كنت ممن يتقي ال‪.‬‬
‫غلمًا َزِكّيا‬ ‫ك ُ‬ ‫ب َل ِ‬‫لَه َ‬ ‫ك َِ‬
‫ل َرّب ِ‬‫سو ُ‬ ‫قال لها جبرئيل )عليه السلم(‪ِ :‬إّنما َأَنا َر ُ‬
‫شٌر‬
‫سِني َب َ‬ ‫سْ‬ ‫غلٌم َو َلْم َيْم َ‬ ‫ن ِلي ُ‬ ‫فأنكرت ذلك‪ ،‬لنها لم يكن في العادة أن تحمل المرأة من غير فحل‪ ،‬فقالت‪َ :‬أّنى َيُكو ُ‬
‫جَعَلُه‬
‫ن َو ِلَن ْ‬‫ي َهّي ٌ‬ ‫عَل ّ‬
‫ك ُهَو َ‬ ‫ل َرّب ِ‬‫ك قا َ‬ ‫ك َبِغّيا و لم يعلم جبرئيل )عليه السلم( أيضا كيفية القدرة‪ ،‬فقال لها‪َ :‬كذِل ِ‬ ‫َو َلْم َأ ُ‬
‫ضّيا‪.‬‬
‫ن َأْمرًا َمْق ِ‬ ‫حَمًة ِمّنا َو كا َ‬ ‫س َو َر ْ‬ ‫آَيًة ِللّنا ِ‬
‫قال‪ :‬فنفخ في جيبها‪ ،‬فحملت بعيسى )عليه السلم( بالليل و وضعته بالغداة‪ ،‬و كان حملها تسع ساعات من‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -7‬الكافي ‪.7 /315 :1‬‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.48 :2‬‬
‫)‪ (1‬مريم ‪.33 :19‬‬
‫)‪ (2‬الحقاف ‪.15 :46‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪706 :‬‬
‫خَلِة أي هزي النخلة‬ ‫ع الّن ْ‬ ‫جْذ ِ‬
‫ك ِب ِ‬
‫النهار‪ ،‬جعل ال لها الشهور ساعات‪ ،‬ثم ناداها جبرئيل )عليه السلم(‪َ :‬و ُهّزي ِإَلْي ِ‬
‫اليابسة‪ ،‬فهزت‪ ،‬و كان ذلك اليوم سوقا‪ ،‬فاستقبلها الحاكة‪ ،‬و كانت الحياكة أنبل صناعة في ذلك الزمان‪ ،‬فأقبلوا‬
‫على بغال شهب‪ ،‬فقالت لهم مريم‪ :‬أين النخلة اليابسة؟ فاستهزءوا بها و زجروها‪ ،‬فقالت لهم‪ :‬جعل ال كسبكم نزرا‬
‫»‪ ،«1‬و جعلكم في الناس عارا‪ ،‬ثم استقبلها قوم من التجار‪ ،‬فدلوها على النخلة اليابسة‪ ،‬فقالت لهم‪ :‬جعل ال‬
‫البركة في كسبكم‪ ،‬و أحوج الناس إليكم‪ ،‬فلما بلغت النخلة أخذها المخاض‪ ،‬فوضعت عيسى )عليه السلم(‪ ،‬فلما‬
‫نظرت إليه‪:‬‬
‫سّيا ماذا أقول لخالي‪ ،‬و ماذا أقول لبني إسرائيل؟‬ ‫سيًا َمْن ِ‬‫ت َن ْ‬
‫ل هذا َو ُكْن ُ‬ ‫ت َقْب َ‬‫قالت‪ :‬يا َلْيَتِني ِم ّ‬
‫خَلِة أي حركي النخلة‬ ‫ع الّن ْ‬ ‫جْذ ِ‬ ‫ك ِب ِ‬
‫سِرّيا أي نهرا َو ُهّزي ِإَلْي ِ‬ ‫ك َ‬ ‫حَت ِ‬‫ك َت ْ‬
‫ل َرّب ِ‬‫جَع َ‬
‫حَزِني َقْد َ‬ ‫ل َت ْ‬
‫حِتها َأ ّ‬‫ن َت ْ‬‫َفناداها عيسى ِم ْ‬
‫جِنّيا أي طيبا‪ ،‬و كانت النخلة قد يبست منذ دهر طويل‪ ،‬فمدت يدها إلى النخلة‪ ،‬فأورقت و‬ ‫طبًا َ‬ ‫ك ُر َ‬ ‫عَلْي ِ‬
‫ط َ‬ ‫ُتساِق ْ‬
‫أثمرت‪ ،‬و سقط عليها الرطب الطري‪ ،‬فطابت نفسها‪.‬‬
‫شَرِبي َو َقّري‬ ‫فقال لها عيسى؟ قمطيني و سويني‪ ،‬ثم افعلي كذا و كذا‪ ،‬فقمطته و سوته‪ ،‬و قال لها عيسى‪َ :‬فُكِلي َو ا ْ‬
‫سّيا‪.‬‬
‫ن ُأَكّلَم اْلَيْوَم ِإْن ِ‬‫صْومًا و صمتا‪ -‬كذا نزلت‪َ -‬فَل ْ‬ ‫ن َ‬ ‫حم ِ‬ ‫ت ِللّر ْ‬
‫حدًا َفُقوِلي ِإّني َنَذْر ُ‬ ‫شِر َأ َ‬
‫ن اْلَب َ‬‫ن ِم َ‬‫عْينًا َفِإّما َتَرِي ّ‬
‫َ‬
‫ففقدوها في المحراب‪ ،‬فخرجوا في طلبها‪ ،‬و خرج خالها زكريا‪ ،‬فأقبلت و هو في صدرها‪ ،‬و أقبلت مؤمنات بني‬
‫إسرائيل يبزقن في وجهها‪ ،‬فلم تكلمهن حتى دخلت في محرابها‪ ،‬فجاء إليها بنو إسرائيل و زكريا فقالوا لها‪:‬‬
‫ت ُأّمكِ َبِغّيا‪.‬‬ ‫سْوٍء َو ما كاَن ْ‬ ‫ك اْمَرَأ َ‬ ‫ن َأُبو ِ‬‫ن ما كا َ‬ ‫ت هاُرو َ‬ ‫خ َ‬ ‫شْيئًا َفِرّيا أي عظيما من المناهي يا ُأ ْ‬ ‫ت َ‬ ‫جْئ ِ‬
‫يا َمْرَيُم َلَقْد ِ‬
‫ن أن هارون كان رجل فاسقا زانيا فشبهوها به‪ .‬من أين هذا البلء الذي جئت به‪ ،‬و‬ ‫ت هاُرو َ‬ ‫خ َ‬ ‫و معنى قولهم يا ُأ ْ‬
‫ن ِفي‬ ‫ن كا َ‬ ‫ف ُنَكّلُم َم ْ‬‫العار الذي ألزمته لبني إسرائيل؟ فأشارت إلى عيسى )عليه السلم( في المهد‪ ،‬فقالوا لها‪َ :‬كْي َ‬
‫جَعَلِني‬ ‫جَعَلِني َنِبّيا َو َ‬ ‫ب َو َ‬ ‫ي اْلِكتا َ‬ ‫ل آتاِن َ‬
‫عْبُد ا ِّ‬
‫صِبّيا!؟ فأنطق ال عيسى بن مريم )عليه السلم(‪ ،‬فقال ِإّني َ‬ ‫اْلَمْهِد َ‬
‫عَل ّ‬
‫ي‬ ‫سلُم َ‬ ‫شِقّيا َو ال ّ‬ ‫جّبارًا َ‬ ‫جَعْلِني َ‬ ‫حّيا َو َبّرا ِبواِلَدِتي َو َلْم َي ْ‬‫ت َ‬ ‫صلِة َو الّزكاِة ما ُدْم ُ‬ ‫ت َو َأْوصاِني ِبال ّ‬ ‫ن ما ُكْن ُ‬ ‫ُمباَركًا َأْي َ‬
‫ن أي يخاصمون‪.‬‬ ‫ق اّلِذي ِفيِه َيْمَتُرو َ‬ ‫ل اْلحَ ّ‬
‫ن َمْرَيَم َقْو َ‬‫سى اْب ُ‬ ‫عي َ‬
‫ك ِ‬ ‫حّيا ذِل َ‬
‫ث َ‬‫ت َو َيْوَم ُأْبَع ُ‬
‫ت َو َيْوَم َأُمو ُ‬ ‫َيْوَم ُوِلْد ُ‬
‫صلِة َو الّزكاِة‪.‬‬ ‫‪ -[2] /6863‬قال علي بن إبراهيم‪ :‬قال الصادق )عليه السلم(‪ ،‬في قوله َو َأْوصاِني ِبال ّ‬
‫قال‪» :‬زكاة الرؤوس‪ ،‬لن كل الناس ليس لهم أموال‪ ،‬و إنما الفطرة على الفقير و الغني و الصغير و الكبير«‪.‬‬
‫‪ -[3] /6864‬الشيخ في )التهذيب(‪ :‬عن محمد بن أحمد بن داود‪ ،‬عن محمد بن همام‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا جعفر بن محمد‬
‫بن مالك‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سعد بن عمرو الزهري‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا بكر بن سالم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي حمزة الثمالي‪،‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.50 :2‬‬

‫‪ -3‬التهذيب ‪.139 /73 :6‬‬

‫)‪ (1‬في »ط« نسخة بدل و المصدر‪ :‬بورا‪.‬‬

‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪707 :‬‬


‫صّيا‪.‬‬
‫ت ِبِه َمكانًا َق ِ‬
‫حَمَلْتُه َفاْنَتَبَذ ْ‬
‫عن علي بن الحسين )عليهما السلم(‪ ،‬في قوله‪َ :‬ف َ‬
‫قال‪» :‬خرجت من دمشق حتى أتت كربلء‪ ،‬فوضعته في موضع قبر الحسين )عليه السلم(‪ ،‬ثم رجعت من‬
‫ليلتها«‪.‬‬
‫‪ -[4] /6865‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه و علي بن محمد جميعا‪ ،‬عن القاسم بن محمد عن‬
‫سليمان بن داود المنقري‪ ،‬عن حفص بن غياث‪ ،‬قال‪ :‬رأيت أبا عبد ال )عليه السلم( يتخلل بساتين الكوفة‪ ،‬فانتهى‬
‫إلى نخلة‪ ،‬فتوضأ عندها‪ ،‬ثم ركع و سجد‪ ،‬فأحصيت في سجوده خمسمائة تسبيحة‪ ،‬ثم استند إلى النخلة‪ ،‬فدعا‬
‫خَلِة ُتساِق ْ‬
‫ط‬ ‫ع الّن ْ‬‫جْذ ِ‬
‫ك ِب ِ‬‫بدعوات‪ ،‬ثم قال‪» :‬يا حفص‪ ،‬إنها‪ -‬و ال‪ -‬النخلة التي قال ال عز و جل لمريم‪َ :‬و ُهّزي ِإَلْي ِ‬
‫جِنّيا«‪.‬‬
‫طبًا َ‬
‫ك ُر َ‬
‫عَلْي ِ‬
‫َ‬
‫‪ -[5] /6866‬و عنه‪ :‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن خالد‪ ،‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن علي بن‬
‫أسباط‪ ،‬عن عمه يعقوب بن سالم‪ ،‬رفعه إلى أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬قال رسول ال )صلى ال عليه و‬
‫خَلِة‬
‫ع الّن ْ‬
‫جْذ ِ‬‫ك ِب ِ‬
‫آله(‪ :‬ليكن أول ما تأكل النفساء الرطب‪ ،‬فإن ال عز و جل قال لمريم )عليها السلم( َو ُهّزي ِإَلْي ِ‬
‫جِنّيا‪.‬‬
‫طبًا َ‬
‫ك ُر َ‬
‫عَلْي ِ‬
‫ط َ‬
‫ُتساِق ْ‬
‫قيل‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬فإن لم يكن أوان »‪ «1‬الرطب؟ قال‪ :‬سبع تمرات من تمر المدينة‪ ،‬فإن لم يكن فسبع تمرات من‬
‫تمور أمصاركم‪ ،‬فإن ال عز و جل يقول‪ :‬و عزتي و جللي و عظمتي و ارتفاع مكاني‪ ،‬ل تأكل النفساء يوم تلد‬
‫الرطب‪ ،‬فيكون غلما إل كان حليما‪ ،‬فإن كانت جارية كانت حليمة«‪.‬‬
‫‪ -[6] /6867‬و عنه‪ :‬بإسناده‪ ،‬عن أبان‪ ،‬عن رجل عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬إن مريم )عليها السلم(‬
‫حملت بعيسى )عليه السلم( تسع ساعات‪ ،‬كل ساعة شهر«‪.‬‬
‫‪ -[7] /6868‬و عنه‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن علي بن إسماعيل‪ ،‬عن محمد بن عمرو الزيات‪ ،‬عن رجل من‬
‫أصحابنا‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬لم يولد لستة أشهر إل عيسى بن مريم و الحسين بن علي )عليهم‬
‫السلم(«‪.‬‬
‫‪ -[8] /6869‬و عنه‪ :‬عن أحمد بن مهران‪ ،‬و علي بن إبراهيم جميعا‪ ،‬عن محمد بن علي‪ ،‬عن الحسن بن راشد‪،‬‬
‫عن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬كنت عند أبى الحسن موسى )عليه السلم(‪ ،‬إذ أتاه رجل نصراني و نحن‬
‫معه بالعريض »‪ -«2‬و ذكر الحديث بطوله‪ -‬إلى أن قال أبو الحسن )عليه السلم( للنصراني‪» :‬أعجلك أيضا‬
‫خبرا ل يعرفه إل‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -4‬الكافي ‪[.....] .111 /143 :8‬‬
‫‪ -5‬الكافي ‪.4 /22 :6‬‬
‫‪ -6‬الكافي ‪.516 /332 :8‬‬
‫‪ -7‬الكافي ‪ 386 :1‬ذيل الحديث ‪.4‬‬
‫‪ -8‬الكافي ‪.4 /398 :1‬‬
‫)‪ (1‬في »ط« نسخة بدل‪ :‬إّبان‪.‬‬
‫)‪ (2‬العريض‪ :‬واد بالمدينة‪» .‬معجم البلدان ‪.«114 :4‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪708 :‬‬

‫قليل ممن قرأ الكتب أخبرني ما اسم ام مريم‪ ،‬و أي يوم نفخت فيه مريم‪ ،‬و لكم ساعة من النهار‪ ،‬و أي يوم‬
‫وضعت فيه مريم عيسى )عليه السلم(‪ ،‬و لكم ساعة من النهار؟«‪ .‬فقال النصراني‪ :‬ل أدري‪.‬‬
‫فقال أبو إبراهيم )عليه السلم(‪» :‬أما ام مريم‪ ،‬فاسمها مرثى‪ ،‬و هي وهيبة بالعربية‪ ،‬و أما اليوم الذي حملت فيه‬
‫مريم‪ ،‬فهو يوم الجمعة عند الزوال‪ ،‬و هو اليوم الذي هبط فيه الروح المين‪ ،‬و ليس للمسلمين عيد كان أولى منه‬
‫عند ال‪ ،‬عظمه ال تبارك و تعالى‪ ،‬و عظمه محمد )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬فأمره أن يجعله عيدا‪ ،‬فهو يوم‬
‫الجمعة‪ ،‬و أما اليوم الذي ولدت فيه مريم‪ ،‬فهو يوم الثلثاء لربع‪ -‬ساعات و نصف من النهار‪.‬‬
‫و النهر الذي ولدت عليه مريم عيسى )عليه السلم( هل تعرفه«؟ قال‪ :‬ل‪ .‬قال‪» :‬هو الفرات‪ ،‬و عليه شجر النخل‬
‫و الكرم‪ ،‬و ليس يساوى بالفرات شيء للكروم و النخيل‪ ،‬فأما اليوم الذي حجبت فيه لسانها »‪ ،«1‬و نادى قيدوس‬
‫»‪ «2‬ولده و أشياعه‪ ،‬فأعانوه و أخرجوا آل عمران لينظروا إلى مريم‪ ،‬فقالوا لها ما قص ال عليك في كتابه‪ ،‬و‬
‫علينا في كتابه؟« الحديث‪،‬‬
‫ن ِفيها‬‫ن ِإّنا َأْنَزْلناهُ ِفي َلْيَلٍة ُمباَرَكٍة ِإّنا ُكّنا ُمْنِذِري َ‬
‫ب اْلُمِبي ِ‬
‫و يأتي بتمامه في سورة الدخان قوله تعالى حم َو اْلِكتا ِ‬
‫حِكيٍم »‪.«3‬‬ ‫ل َأْمٍر َ‬ ‫ق ُك ّ‬ ‫ُيْفَر ُ‬
‫‪ -[9] /6870‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن النضر ابن‬
‫سويد‪ ،‬عن القاسم بن سليمان‪ ،‬عن جراح المدائني‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬إن الصيام ليس من‬
‫صْومًا أي صمتا«‪.‬‬ ‫ن َ‬ ‫حم ِ‬
‫ت ِللّر ْ‬ ‫الطعام و الشراب وحده‪ -‬ثم قال‪ -‬قالت مريم‪ِ :‬إّني َنَذْر ُ‬
‫‪ -[10] /6871‬الطبرسي في )الحتجاج(‪ :‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ -‬في حديث‪ -‬قال‪:‬‬
‫فأخبرني عن صلة مفروضة تصلى بغير وضوء‪ ،‬و عن صوم ل يحجز عن أكل و ل شرب؟‬
‫حم ِ‬
‫ن‬ ‫ت ِللّر ْ‬‫قال‪» :‬أما الصلة بغير وضوء‪ ،‬فالصلة على النبي و آله‪ ،‬و أما الصوم‪ ،‬فقول ال عز و جل ِإّني َنَذْر ُ‬
‫ن َأُبو ِ‬
‫ك‬ ‫ن ما كا َ‬ ‫ت هاُرو َ‬ ‫خ َ‬‫شْيئًا َفِرّيا يا ُأ ْ‬
‫جْئتِ َ‬ ‫حِمُلُه قاُلوا يا َمْرَيُم َلَقْد ِ‬‫ت ِبِه َقْوَمها َت ْ‬
‫سّيا َفَأَت ْ‬
‫ن ُأَكّلَم اْلَيْوَم ِإْن ِ‬
‫صْومًا َفَل ْ‬
‫َ‬
‫ك َبِغّيا«‪.‬‬‫ت ُأّم ِ‬ ‫سْوٍء َو ما كاَن ْ‬ ‫اْمَرَأ َ‬
‫‪ -[11] /6872‬ابن بابويه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن محمد بن قتيبة‪ ،‬عن همدان بن سليمان‪ ،‬عن نوح بن‬
‫شعيب‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل‪ ،‬عن صالح بن عقبة عن علقمة‪ ،‬عن الصادق )عليه السلم(‪ -‬في حديث‪ -‬قال فيه‪:‬‬
‫»ألم ينسبوا مريم بنت عمران )عليها السلم( إلى أنها حملت بعيسى من رجل نجار اسمه يوسف؟!«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -9‬الكافي ‪.3 /87 :4‬‬
‫‪ -10‬الحتجاج‪.329 :‬‬
‫‪ -11‬أمالي الصدوق‪.3 /92 :‬‬
‫)‪ (1‬في »ي«‪ :‬لنسائها‪.‬‬
‫)‪ (2‬في »ي«‪ :‬أقيدوس‪.‬‬
‫)‪ (3‬يأتي في الحديث )‪ (1‬من تفسير اليات )‪ (4 -1‬من سورة الدخان‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪709 :‬‬
‫‪ -[12] /6873‬السيد المرتضى في كتاب )الغرر و الدرر(‪ ،‬قال‪ :‬و على قول من قال‪ :‬أنه كان أخاها‪ -‬يعني‬
‫هارون‪ -‬يكون معنى قولهم‪ :‬إنك من أهل بيت الصلح و السداد‪ ،‬لن أباك لم يكن امرأ سوء‪ ،‬و ل كانت أمك بغيا‪،‬‬
‫و أنت مع ذلك اخت هارون المعروف بالصلح و العفة‪ ،‬فكيف أتيت بما ل يشبه نسبك‪ ،‬و ل يعرف من مثلك؟! ثم‬
‫قال‪ :‬و يقوي هذا القول‬
‫ما رواه المغيرة بن شعبة‪ ،‬قال‪ :‬لما أرسلني رسول ال )صلى ال عليه و آله( إلى أهل نجران‪ ،‬قال لي أهلها‪ :‬أليس‬
‫نبيكم يزعم أن هارون أخو موسى‪ ،‬و قد علم ال تعالى ما كان بين موسى و عيسى من السنين »‪«1‬؟‬
‫فلم أدر ما أرد عليهم‪ ،‬حتى رجعت إلى النبي )صلى ال عليه و آله( فذكرت له ذلك‪ ،‬فقال لي‪» :‬فهل قلت‪ :‬إنهم‬
‫كانوا يدعون بأنبيائهم و الصالحين قبلهم«‪.‬‬
‫ن‪ :‬يا من هي من نسل »‪ «2‬هارون أخي موسى )عليه السلم(‪ ،‬كما يقال‬ ‫ت هاُرو َ‬ ‫خ َ‬ ‫و منها أن يكون معنى قوله يا ُأ ْ‬
‫للرجل‪ :‬يا أخا بني تميم‪ ،‬و يا أخا بني فلن‪.‬‬
‫ن قال‪:‬‬ ‫ت هاُرو َ‬ ‫خ َ‬ ‫ثم قال‪ :‬و ذكر مقاتل بن سليمان في قوله تعالى يا ُأ ْ‬
‫روي عن النبي )صلى ال عليه و آله( أنه قال‪» :‬هارون هذا الذي ذكروه هو هارون أخو موسى )عليه السلم(«‪.‬‬
‫ن يا من هي من نسل »‪ «3‬هارون‪ ،‬كما قال تعالى‪َ :‬و ِإلى عاٍد َأخاُهْم ُهودًا »‬ ‫ت هاُرو َ‬ ‫خ َ‬ ‫ثم قال مقاتل‪ :‬و تأويل يا ُأ ْ‬
‫‪َ ،«4‬و ِإلى َثُموَد َأخاُهْم صاِلحًا »‪ «5‬يعني بأخيهم أنه من نسلهم و جنسهم‪.‬‬
‫قلت‪ :‬قد تقدمت عن قريب رواية علي بن إبراهيم في هارون هذا »‪.«6‬‬
‫جَعَلِني َنِبّيا َو‬
‫ب َو َ‬‫ي اْلِكتا َ‬
‫ل آتاِن َ‬ ‫عْبُد ا ِّ‬
‫ل ِإّني َ‬
‫صِبّيا قا َ‬
‫ن ِفي اْلَمْهِد َ‬ ‫ن كا َ‬ ‫ف ُنَكّلُم َم ْ‬
‫ت ِإَلْيِه قاُلوا َكْي َ‬
‫قوله تعالى‪َ :‬فَأشاَر ْ‬
‫حّيا‪.‬‬
‫ت َ‬
‫صلِة َو الّزكاِة ما ُدْم ُ‬ ‫ت َو َأْوصاِني ِبال ّ‬ ‫ن ما ُكْن ُ‬ ‫جَعَلِني ُمباَركًا َأْي َ‬ ‫َ‬
‫‪ -[13] /6874‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن‬
‫هشام بن سالم‪ ،‬عن يزيد الكناسي‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا جعفر )عليه السلم(‪ :‬أ كان عيسى بن مريم )عليه السلم( حين‬
‫تكلم في المهد حجة ل على أهل زمانه؟ فقال‪» :‬كان يومئذ نبيا حجة ل غير مرسل‪ ،‬أما تسمع لقوله حين قال‪ِ :‬إّني‬
‫حّيا«؟‬ ‫ت َ‬‫صلِة َو الّزكاِة ما ُدْم ُ‬ ‫ت َو َأْوصاِني ِبال ّ‬ ‫ن ما ُكْن ُ‬ ‫جَعَلِني ُمباَركًا َأْي َ‬ ‫جَعَلِني َنِبّيا َو َ‬‫ب َو َ‬ ‫ي اْلِكتا َ‬ ‫ل آتاِن َ‬
‫عْبُد ا ِّ‬
‫َ‬
‫قلت‪ :‬فكان يومئذ حجة ل على زكريا في تلك الحال و هو في المهد؟ فقال‪» :‬كان عيسى )عليه السلم( في تلك‬
‫الحال آية للناس‪ ،‬و رحمة من ال لمريم حين تكلم فعبر عنها‪ ،‬و كان نبيا حجة على من سمع كلمه في تلك الحال‪،‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -12‬أمالي المرتضى ‪.197 :2‬‬
‫‪ -13‬الكافي ‪[.....] .1 /313 :1‬‬
‫)‪ (1‬في »ط«‪ :‬النبيين‪.‬‬
‫)‪ (2‬في »ج«‪ :‬نساء‪.‬‬
‫)‪ (3‬في »ج«‪ :‬نساء‪.‬‬
‫)‪ (4‬العراف ‪.65 :7‬‬
‫)‪ (5‬العراف ‪.73 :7‬‬
‫)‪ (6‬تقّدم عن تفسير القّمي في الحديث )‪ (1‬من تفسير هذه اليات‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪710 :‬‬
‫ثم صمت فلم يتكلم حتى مضت له سنتان‪ ،‬و كان زكريا الحجة ل عز و جل على الناس بعد ما صمت عيسى‬
‫)عليه السلم( سنتين‪ ،‬ثم مات زكريا )عليه السلم( فورثه ابنه يحيى الكتاب و الحكمة و هو صبي صغير‪ ،‬أما‬
‫صِبّيا »‪ ،«1‬فلما بلغ عيسى )عليه السلم( سبع سنين‬ ‫حْكَم َ‬ ‫ب ِبُقّوٍة َو آَتْيناُه اْل ُ‬
‫خِذ اْلِكتا َ‬
‫حيى ُ‬ ‫تسمع لقوله عز و جل يا َي ْ‬
‫تكلم بالنبوة و الرسالة‪ ،‬حين أوحى ال تعالى إليه‪ ،‬فكان عيسى )عليه السلم( الحجة على يحيى و على الناس‬
‫أجمعين‪ ،‬و ليس تبقى الرض‪ -‬يا أبا خالد‪ -‬يوما واحدا بغير حجة ل على الناس منذ يوم خلق ال آدم )عليه‬
‫السلم(‪ ،‬و أسكنه الرض«‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬أ كان علي )عليه السلم( حجة من ال و رسوله على هذه المة في حياة رسول ال )صلى ال‬
‫عليه و آله(؟ فقال‪» :‬نعم‪ ،‬يوم أقامه للناس‪ ،‬و نصبه علما‪ ،‬و دعاهم إلى وليته‪ ،‬و أمرهم بطاعته«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬و كانت طاعة علي )عليه السلم( واجبة على الناس في حياة رسول ال )صلى ال عليه و آله( و بعد وفاته؟‬
‫فقال‪» :‬نعم«‪ ،‬و لكنه صمت فلم يتكلم مع رسول ال )صلى ال عليه و آله( و كانت الطاعة لرسول ال )صلى ال‬
‫عليه و آله( على أمته و على علي )عليه السلم( في حياة رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و كانت الطاعة من‬
‫ال و من رسوله على الناس كلهم لعلي )عليه السلم( بعد وفاة رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و كان علي‬
‫)عليه السلم( حكيما عالما«‪.‬‬
‫‪ -[14] /6875‬و عنه‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن صفوان بن يحيى‪ ،‬قال‪ :‬قلت‬
‫للرضا )عليه السلم(‪ :‬قد كنا نسألك قبل أن يهب ال لك أبا جعفر )عليه السلم(‪ ،‬فكنت تقول‪ :‬يهب ال لي غلما‪،‬‬
‫فقد وهب ال لك‪ ،‬فقر عيوننا‪ ،‬فل أرانا ال يومك‪ ،‬فإن كان كون فإلى من؟ فأشار بيده إلى أبي جعفر )عليه السلم(‬
‫و هو قائم بين يديه‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬هذا ابن ثلث سنين؟ قال‪» :‬و ما يضر من ذلك‪ ،‬قد قام عيسى )عليه السلم(‪ ،‬بالحجة و هو‬
‫ابن ثلث سنين«‪.‬‬
‫‪ -[15] /6876‬و عنه‪ :‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن سهل بن زياد‪ ،‬عن يحيى بن المبارك‪ ،‬عن عبد ال بن جبلة‪،‬‬
‫ت‪ .‬قال‪» :‬نفاعا«‪.‬‬ ‫ن ما ُكْن ُ‬ ‫جَعَلِني ُمباَركًا َأْي َ‬
‫عن رجل‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬في قول ال عز و جل َو َ‬
‫‪ -[16] /6877‬و عنه‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن الحسن بن محبوب‪ ،‬عن معاوية‬
‫بن وهب‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن أفضل ما يتقرب به العباد إلى ربهم‪ ،‬و أحب ذلك إلى ال عز‬
‫و جل‪ ،‬ما هو؟‬
‫فقال‪» :‬ما أعلم شيئا بعد المعرفة أفضل من هذه الصلة‪ ،‬أل ترى أن العبد الصالح عيسى بن مريم )عليه السلم(‪،‬‬
‫حّيا«‪.‬‬‫ت َ‬ ‫صلِة َو الّزكاِة ما ُدْم ُ‬ ‫قال‪َ :‬و َأْوصاِني ِبال ّ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -14‬الكافي ‪.2 /314 :1‬‬
‫‪ -15‬الكافي ‪.11 /132 :2‬‬
‫‪ -16‬الكافي ‪.1 /264 :3‬‬
‫)‪ (1‬مريم )عليها السلم( ‪.12 :19‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪711 :‬‬
‫‪ -[17] /6878‬و عنه‪ :‬عن عدة عن أصحابنا‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن خالد‪ ،‬عن شريف بن سابق‪ ،‬عن الفضل ابن‬
‫أبي قرة‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬مر عيسى بن مريم )عليه‬
‫السلم( بقبر يعذب صاحبه‪ ،‬ثم مر به من قابل‪ ،‬فإذا هو ل يعذب‪ ،‬فقال‪ :‬يا رب‪ ،‬مررت بهذا القبر عام أول و كان‬
‫يعذب‪ ،‬و مررت به العام فإذا هو ليس يعذب فأوحى ال إليه‪ :‬أنه أدرك له ولد صالح فأصلح طريقا و آوى يتيما‪،‬‬
‫فلهذا غفرت له بما فعل ابنه‪ ،‬ثم قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬ميراث ال عز و جل من عبده المؤمن ولد‬
‫ك َوِلّيا َيِرُثِني َو‬‫ن َلُدْن َ‬
‫ب ِلي ِم ْ‬
‫يعبده من بعده«‪ .‬ثم تل أبو عبد ال )عليه السلم( آية زكريا )عليه السلم(‪ :‬رب َفَه ْ‬
‫ضّيا »‪.««1‬‬
‫ب َر ِ‬
‫جَعْلُه َر ّ‬
‫ب َو ا ْ‬
‫ل َيْعُقو َ‬
‫نآِ‬‫ث ِم ْ‬
‫َيِر ُ‬
‫‪ -[18] /6879‬علي بن إبراهيم‪ :‬عن محمد بن جعفر‪ ،‬قال‪ :‬حدثني محمد بن أحمد‪ ،‬عن يعقوب بن يزيد‪ ،‬عن‬
‫جَعَلِني ُمباَركًا‬ ‫يحيى بن المبارك‪ ،‬عن عبد ال بن جبلة‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬في قوله‪َ :‬و َ‬
‫ت‪ .‬قال‪» :‬نفاعا«‪.‬‬ ‫ن ما ُكْن ُ‬
‫َأْي َ‬
‫‪ -[19] /6880‬ابن بابويه‪ :‬قال‪ :‬حدثنا أبي عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن يعقوب بن يزيد‪ ،‬عن يحيى بن المبارك‪ ،‬عن‬
‫ت‪،‬‬
‫ن ما ُكْن ُ‬ ‫جَعَلِني ُمباَركًا َأْي َ‬ ‫عبد ال بن جبلة‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬في قول ال عز و جل‪َ :‬و َ‬
‫قال‪» :‬نفاعا«‪.‬‬
‫‪ -[20] /6881‬و عنه‪ :‬بإسناده‪ ،‬عن وهب بن منبه اليماني‪ ،‬قال‪ :‬إن يهوديا سأل النبي )صلى ال عليه و آله(‪،‬‬
‫فقال‪:‬‬
‫يا محمد‪ ،‬أ كنت في ام الكتاب نبيا قبل أن تخلق؟ قال‪» :‬نعم«‪ .‬قال‪ :‬و هؤلء أصحابك المؤمنون مثبتون معك قبل‬
‫أن يخلقوا؟ قال‪» :‬نعم«‪.‬‬
‫قال‪ :‬فما شأنك لم تتكلم بالحكمة حين خرجت من بطن أمك‪ ،‬كما تكلم عيسى بن مريم على زعمك‪ ،‬و قد كنت قبل‬
‫ذلك نبيا؟ فقال النبي )صلى ال عليه و آله(‪» :‬إنه ليس أمري كأمر عيسى بن مريم‪ ،‬إن عيسى بن مريم خلقه ال‬
‫عز و جل من ام ليس له أب‪ ،‬كما خلق ال آدم من غير أب و ل أم‪ ،‬و لو أن عيسى حين خرج من بطن امه لم‬
‫ينطق بالحكمة‪ ،‬لم يكن لمه عذر عند الناس‪ ،‬و قد أتت به من غير أب و كانوا يأخذونها كما يؤخذ به مثلها من‬
‫المحصنات‪ ،‬فجعل ال عز و جل منطقه عذرا لمه«‪.‬‬
‫‪ -[21] /6882‬و عنه‪ :‬عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن محمد الهمداني مولى بني هاشم‪،‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا جعفر بن عبد ال بن جعفر بن عبد ال بن جعفر بن محمد بن علي بن أبي طالب )عليه السلم(‪ ،‬قال‪:‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -17‬الكافي ‪.12 /3 :6‬‬

‫‪ -18‬تفسير القّمي ‪.50 :2‬‬

‫‪ -19‬معاني الخبار‪.1 /212 :‬‬

‫‪ -20‬علل الشرائع‪[.....] .1 /79 :‬‬

‫‪ -21‬التوحيد‪.1 /236 :‬‬

‫)‪ (1‬مريم )عليها السلم( ‪ 5 :19‬و ‪.6‬‬

‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪712 :‬‬


‫حدثنا كثير بن عياش القطان‪ ،‬عن أبي الجارود زياد بن المنذر‪ ،‬عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر )عليه‬
‫السلم(‪ ،‬قال‪» :‬لما ولد عيسى بن مريم )عليه السلم( كان ابن يوم كأنه ابن شهرين‪ ،‬فلما كان ابن سبعة أشهر‪،‬‬
‫أخذت والدته بيده و جاءت به إلى الكتاب‪ ،‬فأقعدته بين يدي المؤدب‪ ،‬فقال له المؤدب‪ :‬قل بسم ال الرحمن الرحيم‪.‬‬
‫فقال عيسى )عليه السلم(‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيم‪ .‬فقال له المؤدب‪ :‬قل أبجد فرفع عيسى )عليه السلم( رأسه‪،‬‬
‫فقال‪ :‬و هل تدري ما أبجد؟ فعله بالدرة ليضربه‪ ،‬فقال‪ :‬يا مؤدب‪ ،‬ل تضربني إن كنت تدري‪ ،‬و إل فسلني حتى‬
‫أفسر لك‪ .‬قال‪:‬‬
‫فسره لي‪.‬‬
‫فقال‪ :‬عيسى )عليه السلم(‪ :‬اللف‪ :‬آلء ال‪ ،‬و الباء‪ :‬بهجة ال‪ ،‬و الجيم‪ :‬جمال ال‪ ،‬و الدال‪ :‬دين ال‪ ،‬هوز‪ ،‬الهاء‪:‬‬
‫هول جهنم‪ ،‬و الواو‪ :‬ويل لهل النار‪ ،‬و الزاي‪ :‬زفير جهنم‪ ،‬حطي‪ :‬حطت الخطايا عن المستغفرين‪ ،‬كلمن‪ :‬كلم‬
‫ال ل مبدل لكلماته‪ ،‬سعفص‪ :‬صاع و الجزاء بالجزاء‪ ،‬قرشت‪ :‬قرشهم فحشرهم‪.‬‬
‫فقال المؤدب‪ :‬أيتها المرأة خذي بيد ابنك فقد علم و ل حاجة له في المؤدب«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ظيٍم ]‪[37‬‬ ‫عِ‬ ‫شَهِد َيْوٍم َ‬ ‫ن َم ْ‬‫ن َكَفُروا ِم ْ‬ ‫ل ِلّلِذي َ‬
‫ن َبْيِنِهْم َفَوْي ٌ‬‫ب ِم ْ‬‫حزا ُ‬ ‫لْ‬‫ف ا َْ‬ ‫خَتَل َ‬
‫َفا ْ‬
‫‪ -[1] /6883‬العياشي‪ :‬عن جابر الجعفي‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬يقول‪» :‬الزم الرض ل تحرك يدك و ل‬
‫رجلك أبدا حتى ترى علمات أذكرها لك في سنة‪ ،‬و ترى مناديا ينادي بدمشق‪ ،‬و خسفا بقرية من قراها‪ ،‬و تسقط‬
‫طائفة من مسجدها‪ ،‬فإذا رأيت الترك جازوها‪ ،‬فأقبلت الترك حتى نزلت الجزيرة‪ ،‬و أقبل الروم حتى نزلت‬
‫الرملة‪ ،‬و هي سنة اختلف في كل أرض من أرض العرب »‪ ،«1‬و أن أهل الشام يختلفون عند ذلك على ثلث‬
‫رايات‪:‬‬
‫الصهب »‪ ،«2‬و البقع‪ ،‬و السفياني‪ ،‬مع بني ذنب الحمار مضر‪ ،‬و مع السفياني أخواله من كلب‪ ،‬فيظهر‬
‫السفياني‪ ،‬و من معه على بني ذنب الحمار‪ ،‬حتى يقتلوا قتل لم يقتله شيء قط و يحضر رجل بدمشق‪ ،‬فيقتل هو و‬
‫خَتَل َ‬
‫ف‬ ‫من معه قتل لم يقتله شيء قط‪ ،‬و هو من بني ذنب الحمار‪ ،‬و هي الية التي يقول ال تبارك و تعالى‪َ :‬فا ْ‬
‫ن َبْيِنِهْم إلى آخره »‪.«3‬‬ ‫ب ِم ْ‬ ‫حزا ُ‬ ‫لْ‬ ‫ا َْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير العّياشي ‪.117 /64 :1‬‬
‫)‪ (1‬في »ي‪ ،‬ط«‪ :‬المغرب‪.‬‬
‫)‪ (2‬في »ي«‪ :‬الشهب‪.‬‬
‫)‪ (3‬تقّدم في الحديث )‪ (10‬من تفسير الية )‪ (148‬من سورة البقرة‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪713 :‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪[39‬‬ ‫غْفَلٍة َو ُهْم ل ُيْؤِمُنو َ‬ ‫لْمُر َو ُهْم ِفي َ‬ ‫ي ا َْ‬‫ضَ‬ ‫سَرِة ِإْذ ُق ِ‬ ‫حْ‬‫َو َأْنِذْرُهْم َيْوَم اْل َ‬
‫‪ -[1] /6884‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن الحسن بن محبوب‪ ،‬عن أبي ولد الحناط‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫سَرِة‪.‬‬‫حْ‬‫)عليه السلم(‪ ،‬قال‪ :‬سئل عن قوله تعالى‪َ :‬و َأْنِذْرُهْم َيْوَم اْل َ‬
‫قال‪» :‬ينادي مناد من عند ال‪ ،‬و ذلك بعد ما صار أهل الجنة في الجنة و أهل النار في النار‪ :‬يا أهل الجنة‪ ،‬و يا‬
‫أهل النار‪ ،‬هل تعرفون الموت في صورة من الصور؟ فيقولون‪ :‬ل فيؤتى بالموت في صورة كبش أملح فيوقف‬
‫بين الجنة و النار‪ ،‬ثم ينادون جميعا‪ :‬أشرفوا و انظروا إلى الموت‪ ،‬فيشرفون‪ ،‬ثم يأمر ال به فيذبح‪ ،‬ثم يقال‪ :‬يا‬
‫سَرِة ِإْذ‬
‫حْ‬ ‫أهل الجنة خلود فل موت أبدا‪ ،‬و يا أهل النار خلود فل موت أبدا‪ ،‬و هو قوله تعالى َو َأْنِذْرُهْم َيْوَم اْل َ‬
‫غْفَلٍة أي قضي على أهل الجنة بالخلود فيها‪ ،‬و على أهل النار بالخلود فيها«‪.‬‬ ‫لْمُر َو ُهْم ِفي َ‬ ‫ي ا َْ‬
‫ضَ‬ ‫ُق ِ‬
‫‪ -[2] /6885‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن هارون بن مسلم‪ ،‬عن مسعدة بن صدقة‪ ،‬عن‬
‫عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ -‬في حديث‪ -‬إن الموت فخر في‬
‫نفسه‪ ،‬فقال تعالى‪:‬‬
‫ل تفخر فإني ذابحك بين الفريقين‪ :‬أهل الجنة و أهل النار‪ ،‬ثم ل أحييك أبدا فترجى أو تخاف«‪.‬‬
‫‪ -[3] /6886‬ابن بابويه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سعد بن عبد ال‪ ،‬عن القاسم بن محمد الصبهاني‪ ،‬عن سليمان ابن‬
‫داود‪ ،‬عن حفص بن غياث‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬يوم التلق‪ :‬يوم يلتقي أهل السماء و أهل‬
‫ل »‪ ،«1‬و يوم‬ ‫ن اْلماِء َأْو ِمّما َرَزَقُكُم ا ُّ‬
‫عَلْينا ِم َ‬
‫ضوا َ‬ ‫ن َأِفي ُ‬‫الرض‪ ،‬و يوم التناد‪ :‬يوم ينادي أهل النار أهل الجنة‪َ :‬أ ْ‬
‫التغابن‪:‬‬
‫يوم يغبن أهل الجنة أهل النار‪ ،‬و يوم الحسرة‪ :‬يوم يؤتى بالموت فيذبح«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫صّديقًا َنِبّيا ]‪ -[4] /6887 [41 -40‬علي بن‬ ‫ن‪ -‬إلى قوله تعالى‪ِ -‬‬ ‫جُعو َ‬ ‫عَلْيها َو ِإَلْينا ُيْر َ‬‫ن َ‬ ‫ض َو َم ْ‬ ‫لْر َ‬ ‫ث ا َْ‬‫ن َنِر ُ‬ ‫حُ‬‫ِإّنا َن ْ‬
‫إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬كل شيء خلقه ال يرثه ال يوم القيامة‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.50 :2‬‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.129 /149 :8‬‬
‫‪ -3‬معاني الخبار‪.1 /156 :‬‬
‫‪ -4‬تفسير القّمي ‪.51 :2‬‬
‫)‪ (1‬العراف ‪.50 :7‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪714 :‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫شْيئًا‬
‫ك َ‬ ‫عْن َ‬‫صُر َو ل ُيْغِني َ‬ ‫سَمُع َو ل ُيْب ِ‬ ‫ت ِلَم َتْعُبُد ما ل َي ْ‬ ‫لِبيِه يا َأَب ِ‬
‫ل َِ‬ ‫ِإْذ قا َ‬
‫عِلّيا ]‪[50 -42‬‬ ‫ق َ‬ ‫صْد ٍ‬‫ن ِ‬ ‫جَعْلنا َلُهْم ِلسا َ‬‫‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و َ‬
‫‪ -[1] /6888‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثني علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا حمزة بن القاسم‬
‫العلوي العباسي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الكوفي الفزاري‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن الحسين بن زيد‬
‫الزيات‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن زياد الزدي‪ ،‬عن المفضل بن عمر‪ ،‬عن الصادق جعفر بن محمد )عليهما السلم(‪-‬‬
‫و ذكر الحديث فيما ابتلى إبراهيم ربه بكلمات‪ -‬فقال )عليه السلم( فيما ذكر‪» :‬ثم العزلة عن أهل البيت و العشيرة‬
‫ل الية‪.‬‬ ‫ن ا ِّ‬ ‫ن ُدو ِ‬ ‫ن ِم ْ‬ ‫عو َ‬ ‫عَتِزُلُكْم َو ما َتْد ُ‬‫مضمن معناه في قوله‪َ :‬و َأ ْ‬
‫صُر َو ل ُيْغِني‬ ‫سَمُع َو ل ُيْب ِ‬ ‫ت ِلَم َتْعُبُد ما ل َي ْ‬ ‫و المر بالمعروف و النهي عن المنكر‪ ،‬بيان ذلك في قوله تعالى‪ :‬يا َأَب ِ‬
‫ن ِإ ّ‬
‫ن‬ ‫شْيطا َ‬ ‫ت ل َتْعُبِد ال ّ‬ ‫سِوّيا يا َأَب ِ‬ ‫صراطًا َ‬ ‫ك ِ‬ ‫ك َفاّتِبْعِني َأْهِد َ‬‫ن اْلِعْلِم ما َلْم َيْأِت َ‬‫ت ِإّني َقْد جاَءِني ِم َ‬ ‫شْيئًا يا َأَب ِ‬
‫ك َ‬ ‫عْن َ‬
‫َ‬
‫ن َوِلّيا‪.‬‬ ‫شْيطا ِ‬ ‫ن ِلل ّ‬ ‫ن َفَتُكو َ‬‫حم ِ‬ ‫ن الّر ْ‬ ‫ب ِم َ‬ ‫عذا ٌ‬ ‫ك َ‬ ‫سَ‬ ‫ن َيَم ّ‬‫ف َأ ْ‬‫ت ِإّني َأخا ُ‬ ‫صّيا يا َأَب ِ‬‫ع ِ‬ ‫ن َ‬‫حم ِ‬ ‫ن ِللّر ْ‬‫ن كا َ‬ ‫شْيطا َ‬ ‫ال ّ‬
‫جْرِني‬‫ك َو اْه ُ‬ ‫جَمّن َ‬‫لْر ُ‬ ‫ن َلْم َتْنَتِه َ‬‫ن آِلَهِتي يا ِإْبراِهيُم َلِئ ْ‬ ‫عْ‬ ‫ت َ‬ ‫ب َأْن َ‬
‫غ ٌ‬ ‫و دفع السيئة بالحسنة‪ ،‬و ذلك لما قال له أبوه‪َ :‬أ را ِ‬
‫حفِّيا‪.‬‬‫ن ِبي َ‬ ‫ك َرّبي ِإّنُه كا َ‬ ‫سَتْغِفُر َل َ‬ ‫سَأ ْ‬
‫ك َ‬ ‫عَلْي َ‬
‫سلٌم َ‬ ‫َمِلّيا فقال في جواب أبيه َ‬
‫ن »‪ «1‬يعني بالصالحين الذين‬ ‫حي َ‬ ‫صاِل ِ‬‫حقِْني ِبال ّ‬ ‫حْكمًا َو َأْل ِ‬ ‫ب ِلي ُ‬ ‫ب َه ْ‬ ‫ثم الحكم و النتماء إلى الصالحين في قوله‪َ :‬ر ّ‬
‫ل يحكمون إل بحكم ال عز و جل‪ ،‬و ل يحكمون بالراء و المقاييس حتى يشهد له من يكون بعده من الحجج‬
‫ن »‪ «2‬أراد في هذه المة الفاضلة‪ ،‬فأجابه ال‪ ،‬و‬ ‫خِري َ‬ ‫لِ‬‫ق ِفي ا ْ‬ ‫صْد ٍ‬ ‫ن ِ‬ ‫ل ِلي ِلسا َ‬ ‫جَع ْ‬ ‫بالصدق‪ ،‬بيان ذلك في قوله‪َ :‬و ا ْ‬
‫جعل له و لغيره من أنبيائه لسان صدق في الخرين‪ ،‬و هو علي بن أبي طالب )عليه السلم(‪ ،‬و ذلك قوله عز و‬
‫عِلّيا«‪.‬‬
‫ق َ‬ ‫صْد ٍ‬‫ن ِ‬ ‫جَعْلنا َلُهْم ِلسا َ‬ ‫جل َو َ‬
‫‪ -[2] /6889‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي و محمد بن الحسن )رضي ال عنهما( قال‪ :‬حدثنا سعد بن عبد ال‪ ،‬عن‬
‫يعقوب بن يزيد‪ ،‬عن محمد بن أبي عمير‪ ،‬عن هشام بن سالم‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪،‬‬
‫قال‪» :‬كان أبو إبراهيم منجما لنمرود بن كنعان‪ ،‬و كان نمرود ل يصدر إل عن رأيه‪ ،‬فنظر في النجوم ليلة من‬
‫الليالي‪ ،‬فأصبح‪ ،‬فقال‪ :‬لقد رأيت في ليلتي هذه عجبا‪ ،‬فقال له نمرود‪ :‬و ما هو؟‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬معاني الخبار‪.1 /126 :‬‬
‫‪ -2‬كمال الدين و تمام النعمة‪.7 /138 :‬‬
‫)‪ (1‬الشعراء ‪[.....] .83 :26‬‬
‫)‪ (2‬الشعراء ‪.84 :26‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪715 :‬‬
‫فقال‪ :‬رأيت مولودا يولد في أرضنا هذه‪ ،‬فيكون هلكنا على يديه‪ ،‬و ل يلبث إل قليل حتى يحمل به‪ .‬فعجب من‬
‫ذلك نمرود‪ ،‬و قال‪ :‬هل حملت به النساء؟ فقال‪ :‬ل‪ ،‬و كان فيما اوتي به من العلم أنه سيحرق بالنار‪ ،‬و لم يكن‬
‫اوتي أن ال تعالى سينجيه‪ -‬قال‪ -‬فحجب النساء عن الرجال‪ ،‬فلم يترك امرأة إل جعلت »‪ «1‬بالمدينة‪ ،‬حتى ل‬
‫يخلص إليهن الرجال«‪.‬‬
‫قال‪» :‬و باشر أبو إبراهيم امرأته »‪ «2‬فحملت به‪ ،‬فظن أنه صاحبه‪ ،‬فأرسل إلى النساء من القوابل ل يكون في‬
‫البطن شيء إل علمن به‪ ،‬فنظرن إلى ام إبراهيم‪ ،‬فألزم ال تبارك و تعالى ذكره ما في الرحم الظهر‪ ،‬فقلن‪ :‬ما‬
‫نرى شيئا في بطنها‪.‬‬
‫فلما وضعت ام إبراهيم به‪ ،‬أراد أبوه أن يذهب به إلى نمرود‪ ،‬فقالت له امرأته‪ :‬ل تذهب بابنك إلى نمرود فيقتله‪،‬‬
‫دعني أذهب به إلى بعض الغيران »‪ ،«3‬أجعله فيه حتى يأتي عليه أجله‪ ،‬و ل تكون أنت تقتل ابنك‪ ،‬فقال لها‪:‬‬
‫فاذهبي به فذهبت به إلى غار‪ ،‬ثم أرضعته‪ ،‬ثم جعلت على باب الغار صخرة‪ ،‬ثم انصرفت عنه‪ ،‬فجعل ال عز و‬
‫جل رزقه في إبهامه‪ ،‬فجعل يمصها فيشرب لبنا‪ ،‬و جعل يشب في اليوم كما يشب غيره في الجمعة‪ ،‬و يشب في‬
‫الجمعة كما يشب غيره في الشهر‪ ،‬و يشب في الشهر كما يشب غيره في السنة‪ ،‬فمكث ما شاء ال أن يمكث‪.‬‬
‫ثم إن امه قالت لبيه‪ :‬لو أذنت لي أن أذهب إلى ذلك الصبي فأراه‪ ،‬فعلت‪ ،‬قال‪ :‬فافعلي‪ .‬فأتت الغار‪ ،‬فإذا هي‬
‫بإبراهيم )عليه السلم(‪ ،‬و إذا عيناه تزهران كأنهما سراجان‪ ،‬فأخذته و ضمته إلى صدرها‪ ،‬و أرضعته‪ ،‬ثم‬
‫انصرفت عنه‪ ،‬فسألها أبوه عن الصبي‪ ،‬فقالت له‪ :‬قد واريته في التراب‪ ،‬فمكثت تعتل و تخرج في الحاجة و‬
‫تذهب إلى إبراهيم )عليه السلم(‪ ،‬فتضمه إليها‪ ،‬و ترضعه ثم تنصرف‪.‬‬
‫فلما تحرك أتته امه كما كانت تأتيه‪ ،‬و صنعت كما كانت تصنع‪ ،‬فلما أرادت النصراف أخذ بثوبها‪ ،‬فقالت له‪:‬‬
‫مالك؟ فقال لها‪ :‬اذهبي بي معك‪ ،‬فقالت له‪ :‬حتى استأمر أباك‪ ،‬فلم يزل إبراهيم )عليه السلم( في الغيبة مخفيا‬
‫لشخصه‪ ،‬كاتما لمره حتى ظهر فصدع بأمر ال تعالى ذكره‪ ،‬و أظهر ال تعالى قدرته فيه‪ ،‬ثم غاب )عليه‬
‫عوا‬‫ل َو َأْد ُ‬‫ن ا ِّ‬ ‫ن ُدو ِ‬ ‫ن ِم ْ‬ ‫عو َ‬ ‫عَتِزُلُكْم َو ما َتْد ُ‬ ‫السلم( الغيبة الثانية‪ ،‬و ذلك حين نفاه الطاغوت عن المصر‪ ،‬فقال‪َ :‬و َأ ْ‬
‫ق َو‬‫سحا َ‬ ‫ل َوَهْبنا َلُه ِإ ْ‬ ‫ن ا ِّ‬
‫ن ُدو ِ‬ ‫ن ِم ْ‬ ‫عَتَزَلُهْم َو ما َيْعُبُدو َ‬ ‫شِقّيا قال ال جل ذكره َفَلّما ا ْ‬ ‫ن ِبُدعاِء َرّبي َ‬ ‫ل َأُكو َ‬‫عسى َأ ّ‬ ‫َرّبي َ‬
‫عِلّيا يعني به علي بن أبي طالب )عليه‬ ‫ق َ‬ ‫صْد ٍ‬ ‫ن ِ‬ ‫جَعْلنا َلُهْم ِلسا َ‬ ‫حَمِتنا َو َ‬ ‫ن َر ْ‬ ‫جَعْلنا َنِبّيا َو َوَهْبنا َلُهْم ِم ْ‬
‫ل َ‬ ‫ب َو ُك ّ‬ ‫َيْعُقو َ‬
‫السلم(‪ ،‬لن إبراهيم )عليه السلم( كان قد دعا ال عز و جل أن يجعل له لسان صدق في الخرين‪ ،‬فجعل ال‬
‫تبارك و تعالى له و لسحاق و يعقوب لسان صدق عليا‪ ،‬فأخبر علي )عليه السلم( بأن القائم )عليه السلم( هو‬
‫الحادي عشر من ولده‪ ،‬و أنه المهدي الذي يمل الرض قسطا و عدل كما ملئت جورا و ظلما‪ ،‬و أنه تكون له‬
‫غيبة و حيرة يضل فيها أقوام‪،‬‬
‫__________________________________________________‬
‫ل جعلت( ليس في »ي«‪.‬‬ ‫)‪) (1‬إ ّ‬
‫)‪ (2‬في المصدر و »ط« نسخة بدل‪ :‬و وقع أبو إبراهيم على امرأته‪.‬‬
‫)‪ (3‬الّغار‪ :‬كالكهف في الجبل‪ ،‬و الجمع غير ان‪» .‬الصحاح‪ -‬غور‪.«773 :2 -‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪716 :‬‬

‫و يهتدي فيها آخرون‪ ،‬و أن هذا كائن كما هو »‪ «1‬مخلوق«‪.‬‬


‫‪ -[3] /6890‬عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبي و محمد بن الحسن )رضي ال عنهما(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سعد بن عبد ال بن جعفر‬
‫الحميري‪ ،‬جميعا‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن الحسن بن محبوب‪ ،‬عن مالك بن عطية‪ ،‬عن أبي حمزة‬
‫الثمالي‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬قال‪ :‬خرج إبراهيم )عليه السلم( ذات يوم يسير في البلد ليعتبر‪ ،‬فمر‬
‫بفلة من الرض‪ ،‬فإذا هو برجل قائم يصلي‪ ،‬قد قطع إلى السماء صوته‪ ،‬و لباسه شعر‪ ،‬فوقف عليه إبراهيم )عليه‬
‫السلم(‪ ،‬و عجب منه‪ ،‬و جلس ينتظر فراغه‪ ،‬فلما طال ذلك عليه حركه بيده‪ ،‬و قال له‪ :‬إن لي إليك حاجة قال‪:‬‬
‫فخفف الرجل‪ ،‬و جلس عند إبراهيم )عليه السلم(‪ ،‬فقال له إبراهيم )عليه السلم(‪ :‬لمن تصلي؟ فقال‪ :‬لله إبراهيم‪.‬‬
‫فقال له‪ :‬و من إله إبراهيم؟ فقال‪:‬‬
‫الذي خلقك و خلقني‪ .‬فقال له إبراهيم‪ :‬لقد أعجبني نحوك‪ ،‬و أنا أحب أن اؤاخيك في ال عز و جل‪ ،‬فأين منزلك إذا‬
‫أردت زيارتك و لقاءك؟ فقال له الرجل‪ :‬منزلي خلف هذه النطفة »‪ «2‬و أشار بيده إلى البحر‪ ،‬و أما مصلي فهذا‬
‫الموضع‪ ،‬تصيبني فيه إذا أردتني إن شاء ال تعالى‪.‬‬
‫ثم قال الرجل لبراهيم )عليه السلم(‪ :‬لك حاجة؟ فقال إبراهيم )عليه السلم(‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬و ما هي؟ قال له‪ :‬تدعو‬
‫ال و أؤمن على دعائك‪ ،‬أو أدعو ال أنا و تؤمن على دعائي‪ .‬فقال له الرجل‪ :‬و فيم تدعو ال؟ فقال إبراهيم )عليه‬
‫السلم(‪:‬‬
‫للمذنبين المؤمنين‪ .‬فقال الرجل‪ :‬ل‪ .‬فقال إبراهيم )عليه السلم(‪ :‬و لم؟ فقال‪ :‬لني دعوت ال منذ ثلث سنين‬
‫بدعوة لم أر إجابتها إلى الساعة‪ ،‬و أنا أستحي من ال عز و جل أن أدعوه بدعوة حتى أعلم أنه قد أجابني‪ .‬فقال‬
‫إبراهيم )عليه السلم(‪ :‬و فيما دعوته؟‬
‫فقال له الرجل‪ :‬إني لفي مصلي هذا ذات يوم‪ ،‬إذ مربي غلم أروع »‪ ،«3‬النور يطلع من جبينه‪ ،‬له ذؤابة من‬
‫خلفه‪ ،‬و معه بقر يسوقها‪ ،‬كأنما دهنت دهنا‪ ،‬و غنم يسوقها كأنما دخست »‪ «4‬دخسا‪ -‬قال‪ -‬فأعجبني ما رأيت منه‪،‬‬
‫فقلت‪ :‬يا غلم‪ ،‬لمن هذا البقر و الغنم؟ فقال‪ :‬لي‪ ،‬فقلت‪ :‬و من أنت؟ فقال‪ :‬أنا إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن‬
‫عز و جل‪ ،‬فدعوت ال عز و جل عند ذلك‪ ،‬و سألته أن يريني خليله‪ ،‬فقال له إبراهيم )عليه السلم(‪ :‬فأنا إبراهيم‬
‫خليل الرحمن‪ ،‬و ذلك الغلم ابني‪.‬‬
‫فقال الرجل عند ذلك‪ :‬الحمد ل رب العالمين الذي أجاب دعوتي‪ .‬قال‪ :‬ثم قبل الرجل صفحتي وجه إبراهيم )عليه‬
‫السلم( و عانقه‪ ،‬ثم قال‪ :‬الن فنعم‪ ،‬فادع ال حتى أؤمن على دعائك‪ ،‬فدعا إبراهيم )عليه السلم( للمؤمنين و‬
‫المؤمنات »‪ «5‬من يومه ذلك إلى يوم القيامة بالمغفرة و الرضا عنهم‪ -‬قال‪ -‬و أمن الرجل على دعائه«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -3‬كمال الدين و تمام النعمة‪.8 /140 :‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬كما أّنه‪.‬‬
‫)‪ (2‬في »ج« المطبقة‪ ،‬و الّنطفة‪ :‬الماء الصافي‪» .‬المعجم الوسيط‪ -‬نطف‪.«931 :2 -‬‬
‫)‪ (3‬الروع من الرجال‪ :‬الذي يعجبك حسنه‪» .‬الصحاح‪ -‬روع‪.«1223 :3 -‬‬
‫)‪ (4‬دخس دخسا‪ :‬اكتنز‪» .‬المعجم الوسيط‪ -‬دخس‪.«274 :1 -‬‬
‫)‪ (5‬في المصدر زيادة‪ :‬المذنبين‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪717 :‬‬
‫فقال أبو جعفر )عليه السلم(‪» :‬فدعوة إبراهيم )عليه السلم( بالغة للمؤمنين المذنبين من شيعتنا إلى يوم القيامة«‪.‬‬
‫‪ -[4] /6891‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن سهل بن زياد‪ ،‬عن جعفر بن محمد الشعري‪ ،‬عن ابن‬
‫القداح‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬رحم ال عبدا طلب من ال‬
‫ن ِبُدعاِء‬
‫ل َأُكو َ‬
‫عسى َأ ّ‬ ‫عوا َرّبي َ‬ ‫عز و جل حاجة فألح في الدعاء‪ ،‬استجيب له أو لم يستجب« و تل هذه الية‪َ :‬و َأْد ُ‬
‫شِقّيا‪.‬‬
‫َرّبي َ‬
‫ن ا ِّ‬
‫ل‬ ‫ن ُدو ِ‬
‫ن ِم ْ‬‫عَتَزَلُهْم يعني إبراهيم )عليه السلم( َو ما َيْعُبُدو َ‬ ‫‪ -[5] /6892‬علي بن إبراهيم‪ :‬قوله تعالى َفَلّما ا ْ‬
‫حَمِتنا يعني لبراهيم و إسحاق و يعقوب‪ ،‬من‬ ‫ن َر ْ‬‫جَعْلنا َنِبّيا َو َوَهْبنا َلُهْم ِم ْ‬
‫ل َ‬‫ب َو ُك ّ‬
‫ق َو َيْعُقو َ‬
‫سحا َ‬
‫َوَهْبنا َلُه ِإ ْ‬
‫عِلّيا يعني أمير المؤمنين )عليه السلم(‪.‬‬ ‫ق َ‬‫صْد ٍ‬
‫ن ِ‬ ‫جَعْلنا َلُهْم ِلسا َ‬
‫رحمتنا‪ :‬رسول ال )صلى ال عليه و آله( َو َ‬
‫قال علي بن إبراهيم‪ :‬حدثني بذلك أبي‪ ،‬عن المام الحسن بن علي العسكري )عليه السلم(‪.‬‬
‫‪ -[6] /6893‬محمد بن العباس‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن القاسم‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن محمد السياري‪ ،‬عن يونس بن‬
‫عبد الرحمن‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي الحسن الرضا )عليه السلم(‪ :‬إن قوما طالبوني باسم أمير المؤمنين )عليه السلم(‬
‫عِلّيا‪ .‬فقال‪» :‬صدقت‪ ،‬هو هكذا«‪.‬‬ ‫ق َ‬ ‫صْد ٍ‬‫ن ِ‬ ‫جَعْلنا َلُهْم ِلسا َ‬
‫في كتاب ال عز و جل‪ ،‬فقلت لهم‪ :‬من قوله تعالى َو َ‬
‫‪ -[7] /6894‬ابن شهر آشوب‪ :‬عن أبي بصير‪ ،‬عن الصادق )عليه السلم(‪ ،‬في خبر‪» :‬أن إبراهيم )عليه السلم(‬
‫جَعْلنا َنِبّيا َو‬‫ل َ‬
‫ب َو ُك ّ‬ ‫ق َو َيْعُقو َ‬‫سحا َ‬ ‫كان قد دعا ال أن يجعل له لسان صدق في الخرين‪ ،‬فقال ال تعالى‪َ :‬وَهْبنا َلُه ِإ ْ‬
‫عِلّيا يعني علي بن أبي طالب )عليه السلم(«‪.‬‬ ‫ق َ‬‫صْد ٍ‬‫ن ِ‬ ‫جَعْلنا َلُهْم ِلسا َ‬
‫حَمِتنا َو َ‬ ‫ن َر ْ‬
‫َوَهْبنا َلُهْم ِم ْ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫جّيا ]‪[52‬‬ ‫ن َو َقّرْبناُه َن ِ‬
‫لْيَم ِ‬
‫طوِر ا َْ‬ ‫ب ال ّ‬‫ن جاِن ِ‬ ‫َو ناَدْيناُه ِم ْ‬
‫‪ -[1] /6895‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن القاسم بن محمد‪ ،‬عن سليمان بن داود المنقري‪ ،‬عن حفص‬
‫بن غياث‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬جاء إبليس )لعنه ال( إلى موسى )عليه السلم(‪ ،‬و هو يناجي‬
‫ربه‪ ،‬فقال له ملك من الملئكة‪ :‬ويلك‪ ،‬ما ترجو منه‪ ،‬و هو على هذه الحالة‪ ،‬يناجي ربه؟ فقال‪ :‬أرجو منه ما‬
‫رجوت من أبيه آدم و هو في الجنة‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -4‬الكافي ‪.6 /345 :2‬‬
‫‪ -5‬تفسير القّمي ‪.51 :2‬‬
‫‪ -6‬تأويل اليات ‪.10 /304 :1‬‬
‫‪ -7‬مناقب ابن شهر آشوب‪[.....] .107 :3 :‬‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.242 :1‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪718 :‬‬
‫و كان مما ناجى ال موسى )عليه السلم(‪ :‬يا موسى‪ ،‬إني ل أقبل الصلة إل ممن تواضع لعظمتي‪ ،‬و ألزم قلبه‬
‫خوفي‪ ،‬و قطع نهاره بذكري‪ ،‬و لم يبت مصرا على الخطيئة‪ ،‬و عرف حق أوليائي و أحبائي‪.‬‬
‫فقال موسى )عليه السلم(‪ :‬يا رب‪ ،‬تعني بأوليائك و أحبائك‪ ،‬إبراهيم و إسحاق و يعقوب؟ قال‪ :‬هو كذلك‪ ،‬إل أني‬
‫أردت بذلك من من أجله خلقت آدم و حواء‪ ،‬و من أجله خلقت الجنة و النار‪.‬‬
‫فقال‪ :‬و من هو يا رب؟ قال‪ :‬محمد‪ ،‬أحمد‪ ،‬شققت أسمه من اسمي‪ ،‬لني أنا المحمود‪ ،‬و هو محمد‪.‬‬
‫فقال موسى )عليه السلم(‪ :‬يا رب‪ ،‬اجعلني من أمته‪ .‬فقال له‪ :‬يا موسى‪ ،‬أنت من أمته إذا عرفته‪ ،‬و عرفت‬
‫منزلته‪ ،‬و منزلة أهل بيته‪ ،‬إن مثله و مثل أهل بيته فيمن خلقت كمثل الفردوس في الجنان‪ ،‬ل ينتثر ورقها‪ ،‬و ل‬
‫يتغير طعمها‪ ،‬فمن عرفهم‪ ،‬و عرف حقهم جعلت له عند الجهل علما »‪ ،«1‬و عند الظلمة نورا‪ ،‬أجيبه قبل أن‬
‫يدعوني‪ ،‬و أعطيه قبل أن يسألني‪ .‬يا موسى‪ ،‬إذا رأيت الفقر مقبل‪ ،‬فقل‪ :‬مرحبا بشعار الصالحين‪ ،‬و إذا رأيت‬
‫الغنى مقبل‪ ،‬فقل‪ :‬ذنب تعجلت عقوبته‪ .‬يا موسى‪ ،‬إن الدنيا دار عقوبة‪ ،‬عاقبت فيها آدم‪ ،‬عند خطيئته‪ ،‬و جعلتها‬
‫ملعونة بمن فيها‪ ،‬إل ما كان فيها لي‪ ،‬يا موسى‪ ،‬إن عبادي الصالحين زهدوا فيها بقدر علمهم بها‪ ،‬و سائرهم من‬
‫خلقي رغبوا فيها بقدر جهلهم‪ ،‬و ما من خلقي أحد عظمها فقرت عينه فيها‪ ،‬و لم يحقرها أحد إل تمتع بها«‪.‬‬
‫ثم قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬إن قدرتم أن ل تعرفوا فافعلوا‪ ،‬و ما عليك إن لم يثن عليك الناس‪ ،‬و ما عليك‬
‫أن تكون مذموما عند الناس‪ ،‬و كنت عند ال محمودا‪ ،‬إن أمير المؤمنين )عليه السلم( كان يقول‪ :‬ل خير في الدنيا‬
‫إل لحد رجلين‪ :‬رجل يزداد كل يوم إحسانا‪ ،‬و رجل يتدارك منيته بالتوبة‪ ،‬و أنى له بالتوبة؟ و ال لو سجد حتى‬
‫ينقطع عنقه‪ ،‬ما قبل ال منه إل بوليتنا أهل البيت‪ ،‬أل و من عرف حقنا و رجا الثواب فينا‪ ،‬رضي بقوته نصف‬
‫مد »‪ «2‬كل يوم‪ ،‬و ما يستر عورته و ما أكن رأسه‪ ،‬و هم في ذلك خائفون وجلون«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ل َنِبّيا ]‪[54‬‬
‫سو ً‬ ‫ن َر ُ‬ ‫عِد َو كا َ‬
‫ق اْلَو ْ‬
‫ن صاِد َ‬ ‫ل ِإّنُه كا َ‬‫عي َ‬‫سما ِ‬‫ب ِإ ْ‬
‫َو اْذُكْر ِفي اْلِكتا ِ‬
‫‪ -[1] /6896‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبي )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سعد بن عبد ال‪ ،‬عن يعقوب بن يزيد‪ ،‬عن‬
‫علي بن أحمد بن أشيم‪ ،‬عن سليمان الجعفري‪ ،‬عن أبي الحسن الرضا )عليه السلم(‪ ،‬قال‪ :‬أ تدري لم سمي‬
‫إسماعيل صادق الوعد؟« قال‪ :‬قلت‪ :‬ل أدري قال‪» :‬وعد رجل‪ ،‬فجلس له حول ينتظره«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬علل الشرائع‪.1 /77 :‬‬
‫)‪ (1‬في »ج‪ ،‬ي«‪ :‬حلما‪.‬‬
‫)‪ (2‬المّد‪ :‬مكيال قديم‪ ،‬يعادل نحو ‪ 687‬غراما‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪719 :‬‬
‫‪ -[2] /6897‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن‬
‫الحسن الصفار‪ ،‬عن يعقوب بن يزيد‪ ،‬عن محمد بن أبي عمير‪ ،‬و محمد بن سنان‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫ن صاِد َ‬
‫ق‬ ‫ل ِإّنُه كا َ‬
‫عي َ‬
‫سما ِ‬‫ب ِإ ْ‬‫)عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬إن إسماعيل الذي قال ال عز و جل في كتابه‪َ :‬و اْذُكْر ِفي اْلِكتا ِ‬
‫ل َنِبّيا لم يكن إسماعيل بن إبراهيم‪ ،‬بل كان نبيا من النبياء‪ ،‬بعثه ال عز و جل إلى قومه‪،‬‬ ‫سو ً‬‫ن َر ُ‬
‫عِد َو كا َ‬ ‫اْلَو ْ‬
‫فأخذوه فسلخوا فروة رأسه و وجهه‪ ،‬فأتاه ملك‪ ،‬فقال‪ :‬إن ال جل جلله بعثني إليك‪ ،‬فمرني بما شئت‪ .‬فقال‪ :‬لي‬
‫أسوة بما يصنع بالحسين )عليه السلم(«‪.‬‬
‫‪ -[3] /6898‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سعد بن عبد ال‪ ،‬عن يعقوب بن يزيد‪ ،‬عن‬
‫محمد ابن سنان‪ ،‬عن عمار بن مروان‪ ،‬عن سماعة‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪» :‬إن‬
‫إسماعيل كان رسول نبيا‪ ،‬سلط عليه قومه‪ ،‬فقشروا جلدة وجهه و فروة رأسه‪ ،‬و أتاه رسول من رب العالمين‪،‬‬
‫فقال له‪ :‬ربك يقرئك السلم‪ ،‬و يقول‪ :‬قد رأيت ما صنع بك‪ ،‬و قد أمرني بطاعتك فمرني بما شئت‪ ،‬فقال‪ :‬يكون لي‬
‫بالحسين بن علي )عليه السلم( أسوة«‪.‬‬
‫‪ -[4] /6899‬المفيد في )أماليه( قال‪ :‬أخبرني أبو بكر محمد بن عمر الجعابي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو العباس أحمد ابن‬
‫محمد بن سعيد‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا يحيى بن زكريا‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عثمان بن عيسى‪ ،‬عن أحمد بن سليمان‪ ،‬و عمران بن‬
‫مروان‪ ،‬عن سماعة بن مهران‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪» :‬إن الذي قال ال في كتابه‪َ :‬و اْذُكْر‬
‫ل َنِبّيا سلط عليه قومه‪ ،‬فكشطوا وجهه و فروة رأسه‪ ،‬فبعث‬ ‫سو ً‬
‫ن َر ُ‬
‫عِد َو كا َ‬‫ق اْلَو ْ‬
‫ن صاِد َ‬‫ل ِإّنُه كا َ‬
‫عي َ‬
‫سما ِ‬‫ب ِإ ْ‬
‫ِفي اْلِكتا ِ‬
‫ال إليه ملكا‪ ،‬فقال له‪ :‬إن رب العالمين يقرئك السلم‪ :‬و يقول‪ :‬قد رأيت ما صنع بك قومك‪ ،‬فسلني ما شئت‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫يا رب العالمين‪ ،‬لي بالحسين بن علي بن أبي طالب )عليهما السلم( أسوة«‪.‬‬
‫قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬و ليس هو إسماعيل بن إبراهيم‪) ،‬على نبينا و عليهما السلم(«‪.‬‬
‫‪ -[5] /6900‬أبو القاسم بن قولويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬قال‪ :‬حدثني سعد بن عبد ال بن أبي خلف‪ ،‬عن أحمد ابن‬
‫محمد بن عيسى‪ ،‬و محمد بن الحسين بن أبي الخطاب‪ ،‬و يعقوب بن يزيد‪ ،‬جميعا‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عمن‬
‫ذكره‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬إن إسماعيل الذي قال ال تعالى في كتابه‪َ :‬و اْذُكْر ِفي اْلِكتا ِ‬
‫ب‬
‫ل َنِبّيا‪ ،‬لم يكن إسماعيل بن إبراهيم )عليهما السلم(‪ ،‬بل كان نبيا من‬ ‫سو ً‬ ‫ن َر ُ‬‫عِد َو كا َ‬
‫ق اْلَو ْ‬
‫ن صاِد َ‬ ‫ل ِإّنُه كا َ‬
‫عي َ‬
‫سما ِ‬‫ِإ ْ‬
‫النبياء‪ ،‬بعثه ال إلى قومه‪ ،‬فأخذوه فسلخوا فروة رأسه و وجهه‪ ،‬فأتاه ملك عن ال تبارك و تعالى‪ ،‬فقال‪ :‬إن ال‬
‫بعثني إليك فمرني بما شئت‪ ،‬فقال‪ :‬لي أسوة بما يصنع بالحسين )عليه السلم(«‪.‬‬
‫و عنه‪ ،‬قال‪ :‬و حدثني أبي )رحمه ال(‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عنهما‪ ،‬جميعا‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن عمار بن‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬علل الشرائع‪.2 /77 :‬‬

‫‪ -3‬علل الشرائع‪.3 /78 :‬‬

‫‪ -4‬المالي ‪.7 /39‬‬

‫‪ -5‬كامل الزيارات‪.1 /64 :‬‬

‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪720 :‬‬


‫مروان‪ ،‬عن سماعة بن مهران‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬إنه كان رسول نبيا«‪ .‬و ذكر الحديث مثله‬
‫»‪.«1‬‬

‫‪ -[6] /6901‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثني محمد بن جعفر الرزاز‪ ،‬عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب‪ ،‬و أحمد بن‬
‫الحسن بن علي بن فضال‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن مروان بن مسلم‪ ،‬عن بريد بن معاوية العجلي‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي عبد ال‬
‫)عليه السلم(‪ :‬يا ابن رسول ال‪ ،‬أخبرني عن إسماعيل الذي ذكره ال في كتابه‪ ،‬حيث يقول‪َ :‬و اْذُكْر ِفي اْلِكتا ِ‬
‫ب‬
‫ل َنِبّيا أ كان إسماعيل بن إبراهيم )عليهما السلم(‪ ،‬فإن الناس يزعمون‬‫سو ً‬
‫ن َر ُ‬
‫عِد َو كا َ‬
‫ق اْلَو ْ‬
‫ن صاِد َ‬
‫ل ِإّنُه كا َ‬
‫عي َ‬
‫سما ِ‬
‫ِإ ْ‬
‫أنه إسماعيل بن إبراهيم )عليهما السلم(؟‬
‫فقال )عليه السلم(‪» :‬إسماعيل مات قبل إبراهيم‪ ،‬و إن إبراهيم كان حجة ل قائما‪ ،‬صاحب شريعة‪ ،‬فإلى من‬
‫أرسل إسماعيل إذن«‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬فمن كان؟‬
‫فقال )عليه السلم(‪» :‬ذاك إسماعيل بن حزقيل النبي بعثه ال إلى قومه‪ ،‬فكذبوه و قتلوه و سلخوا وجهه‪ ،‬فغضب‬
‫ال عليهم‪ ،‬فوجه إليه سطاطائيل »‪ «2‬ملك العذاب‪ ،‬فقال له‪ :‬يا إسماعيل‪ :‬أنا سطاطائيل ملك العذاب‪ ،‬وجهني إليك‬
‫رب العزة لعذب قومك بأنواع العذاب إن شئت‪ .‬فقال له إسماعيل‪ :‬ل حاجة لي في ذلك يا سطاطائيل فأوحى ال‬
‫إليه‪ :‬فما حاجتك يا إسماعيل؟ فقال إسماعيل‪ :‬يا رب‪ ،‬إنك أخذت الميثاق لنفسك بالربوبية‪ ،‬و لمحمد بالنبوة‪ ،‬و‬
‫لوصيه »‪ «3‬بالولية‪ ،‬و أخبرت خير خلقك بما تفعل أمته بالحسين بن علي )عليهما السلم( بعد نبيها‪ ،‬و إنك‬
‫وعدت الحسين )عليه السلم( أن تكره إلى الدنيا‪ ،‬حتى ينتقم بنفسه ممن فعل ذلك به‪ ،‬فحاجتي إليك‪ -‬يا رب‪ -‬أن‬
‫تكرني إلى الدنيا‪ ،‬حتى أنتقم ممن فعل ذلك بي كما تكر الحسين )عليه السلم(‪ .‬فوعد ال إسماعيل بن حزقيل ذلك‪،‬‬
‫فهو يكر مع الحسين بن علي )صلوات ال عليهما(«‪.‬‬
‫‪ -[7] /6902‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثني محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده علي بن مهزيار‪ ،‬عن‬
‫محمد بن سنان‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬إن إسماعيل الذي قال ال تعالى في كتابه َو‬
‫ل َنِبّيا أخذ فسلخت فروة وجهه و رأسه‪ ،‬فأتاه ملك‪،‬‬ ‫سو ً‬‫ن َر ُ‬‫عِد َو كا َ‬ ‫ق اْلَو ْ‬‫ن صاِد َ‬ ‫ل ِإّنُه كا َ‬
‫عي َ‬
‫سما ِ‬‫ب ِإ ْ‬
‫اْذُكْر ِفي اْلِكتا ِ‬
‫فقال‪ :‬إن ال بعثني إليك‪ ،‬فمرني بما شئت‪ ،‬فقال‪ :‬لي أسوة بالحسين بن علي )عليهما السلم(«‪.‬‬
‫‪ -[8] /6903‬صاحب )الربعين( عن )الربعين(‪ ،‬بإسناده عن أنس بن مالك‪ ،‬عن رسول ال )صلى ال عليه و‬
‫آله(‪ -‬في حديث‪ -‬قال )صلى ال عليه و آله( فيه‪» :‬يا أنس‪ ،‬من أراد أن ينظر إلى إسماعيل في صدقه‪ -‬هو‬
‫إسماعيل بن حزقيل‪ ،‬و هو‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -6‬كامل الزيارات‪.3 /65 :‬‬
‫‪ -7‬كامل الزيارات‪.4 /65 :‬‬
‫‪ -8‬الربعين عن الربعين للخزاعي‪.27 /27 :‬‬
‫)‪ -(1‬كامل الزيارات‪.2 /64 :‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬اسطاطائيل‪ ،‬في جميع المواضع‪.‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬و لوصيائه‪[.....] .‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪721 :‬‬
‫ل‪ -‬فلينظر إلى علي بن أبي طالب«‪.‬‬ ‫عي َ‬
‫سما ِ‬ ‫ب ِإ ْ‬‫الذي ذكره ال في القرآن‪َ :‬و اْذُكْر ِفي اْلِكتا ِ‬
‫‪ -[9] /6904‬المفيد في )الختصاص(‪ :‬أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن أبي نصر‪ ،‬عن ثعلبة بن‬
‫ل َنِبّيا علمنا الرسول‬‫سو ً‬
‫ن َر ُ‬‫ميمون‪ ،‬عن زرارة‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا جعفر )عليه السلم( عن قول ال عز و جل‪َ :‬و كا َ‬
‫من النبي؟ فقال‪» :‬النبي‪ :‬هو الذي يرى في منامه‪ ،‬و يسمع الصوت‪ ،‬و ل يعاين الملك‪ ،‬و الرسول‪ :‬يعاين الملك و‬
‫يكلمه«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فالمام‪ ،‬ما منزلته؟ قال‪» :‬يسمع الصوت‪ ،‬و ل يرى‪ ،‬و ل يعاين الملك«‪ ،‬ثم تل هذه الية‪» :‬و ما أرسلنا من‬
‫قبلك من رسول و ل نبي و ل محدث« »‪.«1‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫عِلّيا ]‪[57 -56‬‬
‫صّديقًا َنِبّيا َو َرَفْعناُه َمكانًا َ‬
‫ن ِ‬ ‫س ِإّنُه كا َ‬
‫ب ِإْدِري َ‬
‫َو اْذُكْر ِفي اْلِكتا ِ‬
‫‪ -[1] /6905‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عمرو بن عثمان‪ ،‬عن مفضل بن صالح‪ ،‬عن‬
‫جابر‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬أخبرني جبرئيل )عليه‬
‫السلم(‪ ،‬أن ملكا من ملئكة ال كانت له منزلة عند ال عز و جل منزلة عظيمة‪ ،‬فغضب »‪ «2‬عليه‪ ،‬فاهبط من‬
‫السماء إلى الرض‪ ،‬فأتى إدريس )عليه السلم(‪ ،‬فقال‪ :‬إن لك من ال منزلة‪ ،‬فاشفع لي عند ربك‪ ،‬فصلى ثلث‬
‫ليال ل يفتر‪ ،‬و صام أيامها ل يفطر‪ ،‬ثم طلب إلى ال عز و جل في السحر‪ ،‬في الملك‪.‬‬
‫فقال الملك‪ :‬إنك قد أعطيت سؤلك‪ ،‬و قد اطلق لي جناحي‪ ،‬و أنا أحب أن اكافئك‪ ،‬فاطلب إلي حاجة‪ ،‬فقال‪ :‬تريني‬
‫ملك الموت لعلي آنس به‪ ،‬فإنه ليس يهنئني مع ذكره شيء فبسط جناحه‪ ،‬ثم قال‪ :‬اركب فصعد به يطلب ملك‬
‫الموت في السماء الدنيا‪ ،‬فقيل له‪ :‬اصعد فاستقبله بين السماء الرابعة و الخامسة‪ ،‬فقال الملك‪ :‬يا ملك الموت‪ ،‬مالي‬
‫أراك قاطبا؟ قال‪ :‬العجب إني تحت ظل العرش حيث أمرت أن اقبض روح آدمي بين السماء الرابعة و الخامسة‬
‫فسمع إدريس )عليه السلم( فامتعض‪ ،‬فخر من جناح الملك‪ ،‬فقبض روحه مكانه‪ ،‬و قال ال عز و جل َو َرَفْعناُه‬
‫عِلّيا«‪.‬‬
‫َمكانًا َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -9‬الختصاص‪.328 :‬‬
‫‪ -1‬الكافي ‪.26 /257 :3‬‬
‫)‪ (1‬الحج ‪ ،52 :22‬و لكن لفظة »و ل محّدث« ليست في الية‪ ،‬إّنما هو في قراءة أهل البيت )عليهم السلم(‪ ،‬و‬
‫في تفسير القرطبي ‪ 79 :12‬و الدر المنثور ‪ 65 :6‬عن ابن عباس أيضا‪ ،‬و المحّدث‪ ،‬بفتح الدال المشّددة‪ :‬الذي‬
‫يحّدثه الملك‪ ،‬انظر »الوافي ‪.«74 :2‬‬
‫)‪ (2‬في »ط« و المصدر‪ :‬فتعّتب‪ ،‬أي وجد‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪722 :‬‬
‫‪ -[2] /6906‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن محمد بن أبي عمير‪ ،‬عمن حدثه‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم(‪ ،‬قال‪» :‬إن ال تبارك و تعالى غضب على ملك من الملئكة‪ ،‬فقطع جناحه‪ ،‬و ألقاه في جزيرة من جزائر‬
‫البحر‪ ،‬فبقي ما شاء ال في ذلك البحر‪ ،‬فلما بعث ال إدريس )عليه السلم(‪ ،‬جاء ذلك الملك إليه‪ ،‬فقال‪ :‬يا نبي ال‪،‬‬
‫ادع ال لي أن يرضى عني‪ ،‬و يرد علي جناحي‪ .‬قال‪ :‬نعم فدعا له إدريس )عليه السلم(‪ ،‬فرد عليه جناحه‪ ،‬و‬
‫رضي عنه‪.‬‬
‫فقال الملك لدريس‪ :‬أ لك إلي حاجة؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬أحب أن ترفعني إلى السماء‪ ،‬حتى أنظر إلى ملك الموت‪ ،‬فإنه ل‬
‫عيش لي مع ذكره‪ ،‬فأخذه الملك على جناحه‪ ،‬حتى انتهى به إلى السماء الرابعة‪ ،‬فإذا ملك الموت يحرك رأسه‬
‫تعجبا‪ ،‬فسلم إدريس على ملك الموت‪ ،‬و قال له‪ :‬مالك تحرك رأسك؟ قال‪ :‬إن رب العزة أمرني أن أقبض روحك‬
‫بين السماء الرابعة و الخامسة فقلت‪ :‬يا رب‪ ،‬و كيف هذا‪ ،‬و غلظ السماء الرابعة مسيرة خمسمائة عام‪ ،‬و من‬
‫السماء الرابعة إلى السماء الثالثة مسيرة خمسمائة عام‪ ،‬و غلظ السماء الثالثة خمسمائة عام‪ ،‬و من السماء الثالثة‬
‫إلى السماء الثانية مسيرة خمسمائة عام‪ ،‬و كل سماء و ما بينهما كذلك‪ ،‬فكيف يكون هذا؟ ثم قبض روحه بين‬
‫عِلّيا«‪ .‬قال‪» :‬و سمي إدريس لكثرة دراسته للكتب« »‪.«1‬‬ ‫السماء الرابعة و الخامسة‪ ،‬و هو قوله‪َ :‬و َرَفْعناُه َمكانًا َ‬
‫‪ -[3] /6907‬و عنه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن أبي عمير‪ ،‬عن هشام بن سالم‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬عن‬
‫رسول ال )صلى ال عليه و آله( في حديث السراء‪ ،‬قال )صلى ال عليه و آله(‪» :‬ثم صعدت إلى السماء‬
‫الرابعة‪ ،‬و إذا فيها رجل‪ ،‬فقلت‪ :‬من هذا‪ ،‬يا جبرئيل؟ قال‪ :‬هذا إدريس رفعه ال مكانا عليا‪ ،‬فسلمت عليه و سلم‬
‫علي‪ ،‬و استغفرت له و استغفر لي«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن َتِقّيا ]‪ -[1] /6908 [63 -58‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬قوله‬ ‫ن كا َ‬ ‫عَلْيِهْم‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬م ْ‬ ‫ل َ‬‫ن َأْنَعَم ا ُّ‬ ‫ك اّلِذي َ‬
‫ُأولِئ َ‬
‫صلةَ َو اّتَبُعوا‬ ‫عوا ال ّ‬ ‫ف و هو الرديء »‪ ،«2‬و الدليل على ذلك قوله تعالى َأضا ُ‬ ‫خْل ٌ‬‫ن َبْعِدِهْم َ‬ ‫ف ِم ْ‬ ‫خَل َ‬‫تعالى َف َ‬
‫جّنَة َو‬
‫ن اْل َ‬‫خُلو َ‬ ‫ك َيْد ُ‬‫ل صاِلحًا َفُأولِئ َ‬ ‫عِم َ‬ ‫ن َو َ‬ ‫ب َو آَم َ‬‫ن تا َ‬ ‫ل َم ْ‬
‫غّيا‪ .‬ثم استثنى عز و جل‪ ،‬فقال‪ِ :‬إ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫ف َيْلَقْو َ‬‫سْو َ‬ ‫ت َف َ‬
‫شَهوا ِ‬ ‫ال ّ‬
‫شْيئًا‪.‬‬
‫ن َ‬ ‫ظَلُمو َ‬ ‫ل ُي ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.51 :2‬‬
‫‪ -3‬تفسير القّمي ‪.8 :2‬‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.52 :2‬‬
‫)‪ (1‬في »ج‪ ،‬ي«‪ :‬للحديث‪.‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬الدنيء‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪723 :‬‬
‫‪ -[2] /6909‬محمد بن العباس‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا جعفر بن محمد الرازي‪ ،‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن محمد بن أبي‬
‫عمير‪ ،‬عن عمر بن أذينة‪ ،‬عن بريد بن معاوية‪ ،‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬كان‬
‫عَلْيِهْم آيا ُ‬
‫ت‬ ‫جَتَبْينا ِإذا ُتْتلى َ‬ ‫ن َهَدْينا َو ا ْ‬ ‫علي بن الحسين )عليهما السلم( يسجد في سورة مريم‪ ،‬حين يقول‪َ :‬و ِمّم ْ‬
‫جدًا َو ُبِكّيا و يقول‪ :‬نحن عنينا‪ ،‬و نحن أهل الهدى »‪ «1‬و الصفوة«‪.‬‬ ‫سّ‬ ‫خّروا ُ‬ ‫ن َ‬ ‫حم ِ‬ ‫الّر ْ‬
‫‪ -[3] /6910‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن همام بن سهيل‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل العلوي‪ ،‬عن عيسى بن داود‬
‫ن َأْنَعَم ا ُّ‬
‫ل‬ ‫ك اّلِذي َ‬‫النجار‪ ،‬عن أبي الحسن موسى بن جعفر )عليه السلم(‪ ،‬قال‪ :‬سألته عن قول ال عز و جل‪ُ :‬أولِئ َ‬
‫جَتَبْينا ِإذا ُتْتلى‬ ‫ن َهَدْينا َو ا ْ‬ ‫ل َو ِمّم ْ‬ ‫سراِئي َ‬ ‫ن ُذّرّيِة ِإْبراِهيَم َو ِإ ْ‬‫ح َو ِم ْ‬ ‫حَمْلنا َمَع ُنو ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫ن ُذّرّيِة آَدَم َو ِمّم ْ‬
‫ن ِم ْ‬ ‫ن الّنِبّيي َ‬
‫عَلْيِهْم ِم َ‬
‫َ‬
‫جدًا َو ُبِكّيا‪.‬‬
‫سّ‬‫خّروا ُ‬ ‫ن َ‬ ‫حم ِ‬ ‫ت الّر ْ‬ ‫عَلْيِهْم آيا ُ‬‫َ‬
‫جَتَبْينا فهم‪-‬‬ ‫ن َهَدْينا َو ا ْ‬ ‫قال‪» :‬نحن ذرية إبراهيم‪ ،‬و نحن المحمولون مع نوح‪ ،‬و نحن صفوة ال‪ ،‬و أما قوله‪َ :‬و ِمّم ْ‬
‫و ال‪ -‬شيعتنا الذين هداهم ال لمودتنا و اجتباهم لديننا‪ ،‬فحيوا عليه‪ ،‬و ماتوا عليه‪ ،‬و وصفهم ال بالعبادة‪ ،‬و‬
‫ن َبْعِدِهْم‬‫ف ِم ْ‬ ‫خَل َ‬ ‫جدًا َو ُبِكّيا‪ ،‬ثم قال عز و جل‪َ :‬ف َ‬ ‫سّ‬‫خّروا ُ‬ ‫ن َ‬‫حم ِ‬ ‫ت الّر ْ‬ ‫عَلْيِهْم آيا ُ‬‫الخشوع‪ ،‬و رقة القلب‪ ،‬فقال‪ِ :‬إذا ُتْتلى َ‬
‫غّيا‪ .‬و هو جبل من صفر يدور في جهنم‪ ،‬ثم قال عز و‬ ‫ن َ‬ ‫ف َيْلَقْو َ‬
‫سْو َ‬ ‫ت َف َ‬‫شَهوا ِ‬ ‫صلَة َو اّتَبُعوا ال ّ‬ ‫عوا ال ّ‬ ‫ف َأضا ُ‬ ‫خْل ٌ‬
‫َ‬
‫شْيئًا إلى قوله‪ :‬كا َ‬
‫ن‬ ‫ن َ‬ ‫ظَلُمو َ‬ ‫جّنَة َو ل ُي ْ‬ ‫ن اْل َ‬
‫خُلو َ‬‫ك َيْد ُ‬
‫ل صاِلحًا َفُأولِئ َ‬ ‫عِم َ‬‫ن َو َ‬ ‫ب من غش آل محمد َو آَم َ‬ ‫ن تا َ‬ ‫ل َم ْ‬ ‫جل‪ِ :‬إ ّ‬
‫َتِقّيا«‪.‬‬
‫عُدهُ َمْأِتّيا ل‬‫ن َو ْ‬ ‫ب ِإّنُه كا َ‬‫عباَدُه ِباْلَغْي ِ‬
‫ن ِ‬ ‫حم ُ‬ ‫عَد الّر ْ‬‫ن اّلِتي َو َ‬ ‫عْد ٍ‬
‫ت َ‬ ‫جّنا ِ‬ ‫‪ -[4] /6911‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬و قوله‪َ :‬‬
‫شّيا قال‪ :‬ذلك في جنات الدنيا قبل‬ ‫عِ‬ ‫سلمًا َو َلُهْم ِرْزُقُهْم ِفيها ُبْكَرةً َو َ‬ ‫ل َ‬‫ن ِفيها‪ -‬يعني في الجنة‪َ -‬لْغوًا ِإ ّ‬ ‫سَمُعو َ‬ ‫َي ْ‬
‫شّيا فالبكرة و العشي ل تكون في الخرة في جنات الخلد‪ ،‬و إنما يكون‬ ‫عِ‬‫القيامة‪ ،‬و الدليل على ذلك قوله‪ُ :‬بْكَرًة َو َ‬
‫الغدو و العشي في جنات الدنيا التي تنتقل إليها أرواح المؤمنين‪ ،‬و تطلع فيها الشمس و القمر‪.‬‬
‫‪ -[5] /6912‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن أحمد بن محمد و سهل بن زياد و علي بن إبراهيم‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬جميعا‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن علي بن رئاب‪ ،‬عن ضريس الكناسي‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا جعفر )عليه السلم(‪،‬‬
‫إن الناس يذكرون أن فراتنا يخرج من الجنة‪ ،‬فكيف و هو يقبل من المغرب‪ ،‬و تصب فيه العيون و الودية؟! قال‪:‬‬
‫فقال أبو جعفر )عليه السلم( و أنا أسمع‪» :‬إن ل جنة خلقها في المغرب‪ ،‬و ماء فراتكم يخرج منها‪ ،‬و إليها تخرج‬
‫أرواح المؤمنين من حفرهم عند كل مساء‪ ،‬فتسقط على ثمارها‪ ،‬و تأكل منها‪ ،‬و تتنعم فيها‪ ،‬و تتلقى‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬تأويل اليات ‪.11 /305 :1‬‬
‫‪ -3‬تأويل اليات ‪.12 /305 :1‬‬
‫‪ -4‬تفسير القّمي ‪.52 :2‬‬
‫‪ -5‬الكافي ‪.1 /246 :3‬‬
‫)‪ (1‬في »ج«‪ :‬الحبوة‪[.....] .‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪724 :‬‬
‫و تتعارف »‪ ،«1‬فإذا طلع الفجر هاجت من الجنة‪ ،‬فكانت في الهواء‪ ،‬فيما بين السماء و الرض‪ ،‬تطير ذاهبة و‬
‫جائية‪ ،‬و تعهد حفرها إذا طلعت الشمس‪ ،‬و تتلقى في الهواء‪ ،‬و تتعارف‪ -‬قال‪ -‬و إن ل نارا في المشرق‪ ،‬خلقها‬
‫ليسكنها أرواح الكفار‪ ،‬و يأكلون من زقومها‪ ،‬و يشربون من حميمها ليلهم‪ ،‬فإذا طلع الفجر هاجت إلى واد باليمن‪،‬‬
‫يقال له برهوت‪ ،‬أشد حرا من نيران الدنيا‪ ،‬كانوا فيها يتلقون‪ ،‬و يتعارفون‪ ،‬فإذا كان المساء عادوا إلى النار‪ ،‬فهم‬
‫كذلك إلى يوم القيامة«‪.‬‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬أصلحك ال‪ ،‬فما حال الموحدين المقرين بنبوة محمد )صلى ال عليه و آله( من المسلمين المذنبين‪،‬‬
‫الذين يموتون و ليس لهم إمام‪ ،‬و ل يعرفون وليتكم؟‬
‫فقال‪» :‬أما هؤلء فإنهم في حفرهم‪ ،‬ل يخرجون منها‪ ،‬فمن كان له عمل صالح‪ ،‬و لم تظهر منه عداوة‪ ،‬فإنه يخد‬
‫له خد إلى الجنة التي خلقها ال في المغرب‪ ،‬فيدخل عليه منها الروح في حفرته إلى يوم القيامة‪ ،‬فيلقى ال‪،‬‬
‫فيحاسبه بحسناته و سيئاته‪ ،‬فإما إلى الجنة‪ ،‬و إما إلى النار‪ ،‬فهؤلء موقوفون لمر ال‪ ،‬و كذلك يفعل ال‬
‫بالمستضعفين‪ ،‬و البله‪ ،‬و الطفال‪ ،‬و أولد المسلمين الذين لم يبلغوا الحلم‪.‬‬
‫فأما النصاب من أهل القبلة‪ ،‬فإنهم يخد لهم خد إلى النار التي خلقها ال بالمشرق‪ ،‬فيدخل عليهم منها اللهب و‬
‫الشرر و الدخان و فورة الحميم‪ ،‬إلى يوم القيامة‪ ،‬ثم مصيرهم إلى الجحيم‪ ،‬ثم في النار يسجرون‪ ،‬ثم قيل لهم‪ :‬أين‬
‫ما كنتم تدعون من دون ال‪ ،‬أين إمامكم الذي اتخذتموه دون المام الذي جعله ال للناس إماما؟«‪.‬‬
‫‪ -[6] /6913‬و عنه‪ :‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن سهل بن زياد‪ ،‬عن عبد الرحمن بن أبي نجران‪ ،‬عن مثنى‬
‫الحناط‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬إن أرواح المؤمنين لفي شجرة من الجنة‪ ،‬يأكلون‬
‫من طعامها‪ ،‬و يشربون من شرابها‪ ،‬و يقولون‪ :‬ربنا أقم الساعة لنا‪ ،‬و أنجز لنا ما وعدتنا‪ ،‬و ألحق آخرنا بأولنا«‪.‬‬
‫‪ -[7] /6914‬و عنه‪ :‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن سهل بن زياد‪ ،‬عن إسماعيل بن مهران‪ ،‬عن درست بن أبي‬
‫منصور‪ ،‬عن ابن مسكان‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬إن الرواح في صفة الجساد‪،‬‬
‫في شجرة في الجنة‪ ،‬تتعارف و تتساءل‪ ،‬فإذا قدمت الروح على الرواح‪ ،‬تقول‪ :‬دعوها فإنها قد أقبلت »‪ «2‬من‬
‫هول عظيم ثم يسألونها‪ ،‬ما فعل فلن‪ ،‬و ما فعل فلن؟ فإن قالت لهم‪ :‬تركته حيا ارتجوه‪ ،‬و إن قالت‪ :‬قد هلك‬
‫قالوا‪ :‬قد هوى هوى«‪.‬‬
‫‪ -[8] /6915‬و عنه‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن محمد بن عثمان‪ ،‬عن أبي بصير‪،‬‬
‫قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن أرواح المؤمنين‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -6‬الكافي ‪.2 /244 :3‬‬
‫‪ -7‬الكافي ‪.3 /244 :3‬‬
‫‪ -8‬الكافي ‪.4 /244 :3‬‬
‫)‪ (1‬في »ي‪ ،‬ط«‪ :‬و تتفارق‪.‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬أفلتت‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪725 :‬‬

‫فقال‪» :‬في حجرات في الجنة‪ ،‬يأكلون من طعامها‪ ،‬و يشربون من شرابها‪ ،‬و يقولون‪ :‬ربنا أقم لنا الساعة‪ ،‬و أنجز‬
‫لنا ما وعدتنا‪ ،‬و ألحق آخرنا بأولنا«‪.‬‬
‫‪ -[9] /6916‬و عنه‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن النضر بن سويد‪ ،‬عن‬
‫علي بن الصلت‪ ،‬عن ابن أخي شهاب بن عبد ربه‪ ،‬قال‪ :‬شكوت إلى أبي عبد ال )عليه السلم( ما ألقى من‬
‫الوجاع و التخم‪ ،‬فقال لي‪» :‬تغد و تعش‪ ،‬و ل تأكل بينهما شيئا‪ ،‬فإن فيه فساد البدن‪ ،‬أما سمعت ال عز و جل‬
‫شّيا«‪.‬‬
‫عِ‬‫يقول‪َ :‬و َلُهْم ِرْزُقُهْم ِفيها ُبْكَرًة َو َ‬
‫‪ -[10] /6917‬الحسين بن بسطام في كتاب )طب الئمة )عليهم السلم((‪ :‬عن محمد بن عبد ال العسقلني‪ ،‬قال‪:‬‬
‫حدثنا النضر بن سويد‪ ،‬عن علي بن الصلت‪ ،‬عن ابن أخي شهاب‪ ،‬قال‪ :‬شكوت إلى أبي عبد ال )عليه السلم(‬
‫الوجاع و التخم؟‬
‫فقال‪» :‬تغد و تعش‪ ،‬و ل تأكل بينهما شيئا‪ ،‬فإن فيه فساد البدن‪ ،‬أما سمعت ال تعالى يقول‪َ :‬و َلُهْم ِرْزُقُهْم ِفيها ُبْكَرًة‬
‫شّيا؟«‪.‬‬
‫عِ‬‫َو َ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫سّيا ]‪[64‬‬ ‫ك َن ِ‬‫ن َرّب َ‬‫َو ما كا َ‬
‫‪ -[1] /6918‬ابن بابويه‪ :‬بإسناده عن أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ -‬في حديثه في جواب الشاك‪ -‬قال‪» :‬و أما‬
‫قوله‪:‬‬
‫سّيا‪ ،‬فإن ربنا تبارك و تعالى علوا كبيرا ليس بالذي ينسى‪ ،‬و ل يغفل‪ ،‬بل هو الحفيظ العليم‪ ،‬و قد‬ ‫ك َن ِ‬ ‫ن َرّب َ‬ ‫َو ما كا َ‬
‫يقول العرب في باب النسيان‪ :‬قد نسينا فلن فل يذكرنا أي إنه ل يأمر لنا »‪ «1‬بخير‪ ،‬و ل يذكرنا به«‪.‬‬
‫و سيأتي الحديث بطوله مسندا في آخر الكتاب إن شاء ال تعالى »‪.««2‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫شْيئًا ]‪ -[2] /6919 [67 -66‬و قال علي بن إبراهيم‪ :‬قوله‬ ‫ك َ‬ ‫ت‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و َلْم َي ُ‬ ‫ن َأ ِإذا ما ِم ّ‬ ‫لْنسا ُ‬ ‫ل ا ِْ‬‫َو َيُقو ُ‬
‫عز و جل يحكي قول الدهرية الذين أنكروا البعث‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -9‬الكافي ‪.2 /288 :6‬‬
‫‪ -10‬طب الئمة‪.59 :‬‬
‫‪ -1‬التوحيد‪.260 :‬‬
‫‪ -2‬تفسير القمي ‪.52 :2‬‬
‫)‪ (1‬في »ي‪ ،‬ط«‪ :‬يأمرنا‪.‬‬
‫)‪ (2‬يأتي في الباب الول من خاتمة الكتاب )باب في رد متشابه القرآن إلى تأويله(‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪726 :‬‬
‫شْيئًا أي لم يكن ثم‬ ‫ك َ‬‫ل َو َلْم َي ُ‬ ‫ن َقْب ُ‬
‫خَلْقناهُ ِم ْ‬
‫ن َأّنا َ‬ ‫لْنسا ُ‬ ‫حّيا َأ َو ل َيْذُكُر ا ِْ‬ ‫ج َ‬ ‫خَر ُ‬ ‫ف ُأ ْ‬‫سْو َ‬ ‫ت َل َ‬
‫ن َأ ِإذا ما ِم ّ‬ ‫لْنسا ُ‬ ‫ل ا ِْ‬ ‫َو َيُقو ُ‬
‫ذكره‪.‬‬
‫‪ -[2] /6920‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن أحمد بن مهران‪ ،‬عن عبد العظيم بن عبد ال الحسني‪ ،‬عن علي بن أسباط‪،‬‬
‫عن خلف بن حماد‪ ،‬عن ابن مسكان‪ ،‬عن مالك الجهني‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قوله تعالى‪:‬‬
‫شْيئًا‪ .‬فقال‪» :‬ل مقدرا‪ ،‬و ل مكونا«‪.‬‬ ‫ك َ‬ ‫ل َو َلْم َي ُ‬ ‫ن َقْب ُ‬‫خَلْقناُه ِم ْ‬
‫ن َأّنا َ‬ ‫لْنسا ُ‬ ‫َأ َو ل َيْذُكُر ا ِْ‬
‫شْيئًا َمْذُكورًا »‪ «1‬قال‪» :‬كان مقدرا غير‬ ‫ن َ‬ ‫ن الّدْهِر َلْم َيُك ْ‬ ‫ن ِم َ‬‫حي ٌ‬ ‫ن ِ‬ ‫لْنسا ِ‬ ‫عَلى ا ِْ‬ ‫ل َأتى َ‬ ‫قال‪ :‬و سألته عن قوله‪َ :‬ه ْ‬
‫مذكور«‪.‬‬
‫‪ -[3] /6921‬أحمد بن محمد بن خالد البرقي‪ :‬عن أبيه‪ :‬عن إسماعيل بن إبراهيم‪ ،‬و محمد بن أبي عمير‪ ،‬عن عبد‬
‫عَلى‬ ‫ل َأتى َ‬ ‫ال بن بكير‪ ،‬عن زرارة‪ ،‬عن حمران‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا جعفر )عليه السلم(‪ :‬عن قول ال عز و جل‪َ :‬ه ْ‬
‫شْيئًا َمْذُكورًا »‪ «2‬فقال‪» :‬كان شيئا‪ ،‬و لم يكن مذكورا«‪.‬‬ ‫ن َ‬ ‫ن الّدْهِر َلْم َيُك ْ‬ ‫ن ِم َ‬ ‫حي ٌ‬ ‫ن ِ‬ ‫لْنسا ِ‬ ‫ا ِْ‬
‫شْيئًا؟ قال‪» :‬لم يكن شيئا في كتاب‪ ،‬و ل علم«‪.‬‬ ‫ك َ‬ ‫ل َو َلْم َي ُ‬‫ن َقْب ُ‬‫خَلْقناُه ِم ْ‬ ‫ن َأّنا َ‬ ‫لْنسا ُ‬ ‫قلت‪ :‬فقوله‪َ :‬أ َو ل َيْذُكُر ا ِْ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫جِثّيا ]‪ -[1] /6922 [72 -68‬علي بن‬ ‫ن ِفيها ِ‬ ‫ظاِلِمي َ‬‫ن‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و َنَذُر ال ّ‬ ‫طي َ‬‫شيا ِ‬ ‫شَرّنُهْم َو ال ّ‬ ‫حُ‬ ‫ك َلَن ْ‬‫َفَو َرّب َ‬
‫جِثّيا‬
‫جَهّنَم ِ‬‫ل َ‬ ‫حْو َ‬
‫ضَرّنُهْم َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن ُثّم َلُن ْ‬‫طي َ‬‫شيا ِ‬
‫شَرّنُهْم َو ال ّ‬ ‫حُ‬ ‫ك يا محمد َلَن ْ‬ ‫إبراهيم‪ :‬ثم أقسم عز و جل بنفسه‪ ،‬فقال‪َ :‬فَو َرّب َ‬
‫قال‪ :‬على ركبهم‪.‬‬
‫جِثّيا يعني‬ ‫ن ِفيها ِ‬ ‫ظاِلِمي َ‬
‫ن اّتَقْوا َو َنَذُر ال ّ‬ ‫جي اّلِذي َ‬ ‫ضّيا ُثّم ُنَن ّ‬‫حْتمًا َمْق ِ‬ ‫ك َ‬ ‫على َرّب َ‬ ‫ن َ‬ ‫ل واِرُدها كا َ‬ ‫ن ِمْنُكْم ِإ ّ‬‫قال‪ :‬قوله‪َ :‬و ِإ ْ‬
‫سنى‬ ‫حْ‬‫ت َلُهْم ِمّنا اْل ُ‬
‫سَبَق ْ‬‫ن َ‬ ‫ن اّلِذي َ‬ ‫في البحار إذا تحولت نيرانا يوم القيامة‪ .‬و في حديث آخر بأنها منسوخة بقوله‪ِ :‬إ ّ‬
‫ن »‪.«3‬‬ ‫عْنها ُمْبَعُدو َ‬ ‫ك َ‬ ‫ُأولِئ َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.5 /114 :1‬‬
‫‪ -3‬المحاسن‪.234 /243 :‬‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي‪ 266 :‬الطبعة الحجرية‪[.....] .‬‬
‫)‪ (1‬الدهر ‪.1 :76‬‬
‫)‪ (2‬الدهر‪.1 :76 :‬‬
‫)‪ (3‬النبياء ‪.101 :21‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪727 :‬‬
‫‪ -[2] /6923‬ثم قال علي بن إبراهيم‪ :‬أخبرنا أحمد بن إدريس‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن علي‬
‫ل واِرُدها‪.‬‬ ‫ن ِمْنُكْم ِإ ّ‬‫بن الحكم‪ ،‬عن الحسين بن أبي العلء‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬في قوله‪َ :‬و ِإ ْ‬
‫قال‪» :‬أما تسمع الرجل يقول‪ :‬وردنا ماء بني فلن‪ ،‬فهو الورود »‪ ،«1‬و لم يدخله«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن َنِدّيا‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬أْو‬ ‫سُ‬ ‫حَ‬‫خْيٌر َمقامًا َو َأ ْ‬ ‫ي اْلَفِريَقْينِ َ‬ ‫ن آَمُنوا َأ ّ‬ ‫ن َكَفُروا ِلّلِذي َ‬ ‫ل اّلِذي َ‬ ‫ت قا َ‬‫عَلْيِهْم آياُتنا َبّينا ٍ‬ ‫َو ِإذا ُتْتلى َ‬
‫سَمُع َلُهْم ِرْكزًا ]‪[98 -73‬‬ ‫َت ْ‬
‫‪ -[1] /6924‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن سلمة بن الخطاب‪ ،‬عن الحسن بن عبد الرحمن‪ ،‬عن‬
‫عَلْيِهْم آياُتنا‬
‫علي بن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬في قول ال عز و جل‪َ :‬و ِإذا ُتْتلى َ‬
‫ن َندِّيا‪.‬‬‫سُ‬ ‫حَ‬ ‫خْيٌر َمقامًا َو َأ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ي اْلَفِريَقْي ِ‬ ‫ن آَمُنوا َأ ّ‬ ‫ن َكَفُروا ِلّلِذي َ‬ ‫ل اّلِذي َ‬ ‫ت قا َ‬‫َبّينا ٍ‬
‫ن َكَفُروا من قريش‬ ‫ل اّلِذي َ‬
‫قال‪» :‬كان رسول ال )صلى ال عليه و آله( دعا قريشا إلى وليتنا‪ ،‬فنفروا و أنكروا‪ ،‬قا َ‬
‫ن َنِدّيا‪،‬‬
‫سُ‬‫حَ‬‫خْيٌر َمقامًا َو َأ ْ‬‫ن َ‬‫ي اْلَفِريَقْي ِ‬
‫ن آَمُنوا‪ ،‬الذين أقروا لمير المؤمنين )عليه السلم( و لنا أهل البيت َأ ّ‬ ‫ِلّلِذي َ‬
‫ن َأثاثًا َو ِرْءيًا«‪.‬‬ ‫سُ‬‫حَ‬‫ن من المم السالفة ُهْم َأ ْ‬ ‫ن َقْر ٍ‬ ‫تعييرا منهم‪ ،‬فقال ال ردا عليهم‪َ :‬و َكْم َأْهَلْكنا َقْبَلُهْم ِم ْ‬
‫ن َمّدا؟ قال‪» :‬كلهم كانوا في الضللة ل يؤمنون بولية أمير‬ ‫حم ُ‬‫ضلَلِة َفْلَيْمُدْد َلُه الّر ْ‬ ‫ن ِفي ال ّ‬ ‫ن كا َ‬ ‫ل َم ْ‬‫قلت‪ :‬قوله‪ُ :‬ق ْ‬
‫المؤمنين )عليه السلم(‪ ،‬و ل بوليتنا‪ ،‬فكانوا ضالين مضلين‪ ،‬فيمد لهم في ضللتهم و طغيانهم حتى يموتوا‪،‬‬
‫فيصيرهم شرا مكانا و أضعف جندا«‪.‬‬
‫جْندًا؟ قال‪:‬‬ ‫ف ُ‬‫ضَع ُ‬ ‫شّر َمكانًا َو َأ ْ‬ ‫ن ُهَو َ‬ ‫ن َم ْ‬ ‫سَيْعَلُمو َ‬
‫عَة َف َ‬
‫سا َ‬‫ب َو ِإّما ال ّ‬ ‫ن ِإّما اْلَعذا َ‬ ‫عُدو َ‬ ‫حّتى ِإذا َرَأْوا ما ُيو َ‬ ‫قلت‪ :‬قوله‪َ :‬‬
‫ن فهو خروج القائم )عليه السلم(‪ ،‬و الساعة‪ ،‬فسيعلمون ذلك اليوم‪ ،‬و ما نزل‬ ‫عُدو َ‬ ‫حّتى ِإذا َرَأْوا ما ُيو َ‬ ‫»أما قوله َ‬
‫جْندًا«‪.‬‬‫ف ُ‬ ‫ضَع ُ‬‫شّر َمكانًا يعني عند القائم )عليه السلم( َو َأ ْ‬ ‫ن ُهَو َ‬ ‫بهم من ال على يدي وليه »‪ ،«2‬فذلك قوله‪َ :‬م ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.52 :2‬‬
‫‪ -1‬الكافي ‪.90 /357 :1‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬الورد‪.‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ ،‬و »ط« نسخة بدل‪ :‬قائمه‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪728 :‬‬
‫ى؟ قال‪» :‬يزيدهم ذلك اليوم هدى على هدى‪ ،‬باتباعهم القائم )عليه السلم(‬ ‫ن اْهَتَدْوا ُهد ً‬ ‫ل اّلِذي َ‬‫قلت‪ :‬قوله‪َ :‬و َيِزيُد ا ُّ‬
‫حيث ل يجحدونه‪ ،‬و ل ينكرونه«‪.‬‬
‫عْهدًا؟ قال‪» :‬إل من دان ال بولية أمير المؤمنين‬ ‫ن َ‬ ‫حم ِ‬‫عْنَد الّر ْ‬ ‫خَذ ِ‬ ‫ن اّت َ‬
‫ل َم ِ‬ ‫عَة ِإ ّ‬ ‫شفا َ‬ ‫ن ال ّ‬‫قلت‪ :‬قوله تعالى ل َيْمِلُكو َ‬
‫)عليه السلم(‪ ،‬و الئمة من بعده‪ ،‬فهو العهد عند ال«‪.‬‬
‫ن ُوّدا؟ قال‪» :‬ولية أمير المؤمنين )عليه السلم(‬ ‫حم ُ‬‫ل َلُهُم الّر ْ‬ ‫جَع ُ‬
‫سَي ْ‬
‫ت َ‬ ‫صاِلحا ِ‬ ‫عِمُلوا ال ّ‬ ‫ن آَمُنوا َو َ‬ ‫ن اّلِذي َ‬
‫قلت‪ :‬قوله‪ِ :‬إ ّ‬
‫هي الود الذي قال ال تعالى«‪.‬‬
‫ن َو ُتْنِذَر ِبِه َقْومًا ُلّدا؟ قال‪» :‬إنما يسره ال على لسانه حين أقام‬ ‫شَر ِبِه اْلُمّتِقي َ‬ ‫ك ِلُتَب ّ‬
‫سْرناُه ِبِلساِن َ‬ ‫قلت‪ :‬قوله‪َ :‬فِإّنما َي ّ‬
‫أمير المؤمنين )عليه السلم( علما‪ ،‬فبشر به المؤمنين‪ ،‬و أنذر به الكافرين‪ ،‬و هم الذين ذكرهم ال في كتابه لدا‪،‬‬
‫أي كفارا«‪.‬‬
‫ن َأثاثًا َو ِرْءيًا‪ .‬قال‪ :‬عنى به الثياب‪ ،‬و‬ ‫سُ‬ ‫حَ‬ ‫ن ُهْم َأ ْ‬‫ن َقْر ٍ‬
‫‪ -[2] /6925‬علي بن إبراهيم‪ ،‬في قوله‪َ :‬و َكْم َأْهَلْكنا َقْبَلُهْم ِم ْ‬
‫الكل‪ ،‬و الشرب‪.‬‬
‫‪ -[3] /6926‬قال‪ :‬و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬الثاث‪ :‬المتاع‪ ،‬و أما الرئيا‪:‬‬
‫فالجمال و المنظر الحسن«‪.‬‬
‫ى‪ ،‬رد على من زعم أن اليمان ل يزيد و ل ينقص‪ ،‬و قوله‪:‬‬ ‫ن اْهَتَدْوا ُهد ً‬ ‫ل اّلِذي َ‬
‫قال‪ :‬و قوله‪َ :‬و َيِزيُد ا ُّ‬
‫خْيٌر َمَرّدا قال‪ :‬الباقيات الصالحات‪ ،‬و هو قول المؤمن‪ :‬سبحان ال‪ ،‬و‬ ‫ك َثوابًا َو َ‬ ‫عْنَد َرّب َ‬ ‫خْيٌر ِ‬‫ت َ‬ ‫صاِلحا ُ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫َو اْلباِقيا ُ‬
‫الحمد ل و ل إله إل ال‪ ،‬و ال أكبر‪.‬‬
‫‪ -[4] /6927‬ثم قال علي بن إبراهيم‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن محمد بن أبي عمير‪ ،‬عن جميل‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫السلم(‪ ،‬قال‪» :‬قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬لما أسري بي إلى السماء دخلت الجنة‪ ،‬فرأيتها قيعانا يققا »‬
‫‪ ،«1‬و رأيت فيها ملئكة يبنون لبنة من ذهب و لبنة من فضة‪ ،‬و ربما أمسكوا‪ ،‬فقلت لهم‪ :‬ما لكم‪ :‬ربما بنيتم و‬
‫ربما أمسكتم؟ فقالوا‪ :‬حتى تجيئنا النفقة‪ ،‬قلت لهم‪ :‬و ما نفقتكم؟ فقالوا‪ :‬قول المؤمن في الدنيا‪ :‬سبحان ال‪ ،‬و الحمد‬
‫ل‪ ،‬و ل إله إل ال‪ ،‬و ال أكبر‪ ،‬فإذا قال بنينا‪ ،‬و إذا أمسك أمسكنا«‪.‬‬
‫و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن حماد‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬قال النبي )صلى ال عليه و آله(‪ :‬لما‬
‫أسري بي إلى السماء دخلت الجنة‪ ،‬فرأيت فيها قيعانا يققا‪ ،‬و رأيت فيها ملئكة يبنون لبنة من ذهب‪ ،‬و لبنة من‬
‫فضة«‪ ،‬و ساق الحديث »‪.«2‬‬

‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.52 :2‬‬
‫‪ -3‬تفسير القّمي ‪.52 :2‬‬
‫‪ -4‬تفسير القّمي ‪.53 :2‬‬
‫)‪ (1‬اليقق‪ :‬الشديد البياض‪» .‬لسان العرب‪ -‬يقق‪.«387 :10 -‬‬
‫)‪ (2‬تفسير القّمي ‪.21 :1‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪729 :‬‬
‫الشيخ في )أماليه(‪ :‬بإسناده عن حماد بن عثمان‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن آبائه )صلوات ال عليهم(‪ ،‬عن علي‬
‫)عليه السلم(‪» :‬أن رسول ال )صلى ال عليه و آله( قال‪ :‬لما أسري بي إلى السماء دخلت الجنة‪ ،‬فرأيت فيها‬
‫قيعانا يققا من مسك‪ ،‬و رأيت فيها ملئكة يبنون لبنة من ذهب‪ ،‬و لبنة من فضة«‪ ،‬الحديث إلى آخره »‪.«1‬‬
‫‪ -[5] /6928‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن حماد‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬قال رسول ال‬
‫)صلى ال عليه و آله(‪ :‬لما أسري بي إلى السماء دخلت الجنة‪ ،‬فرأيت قصرا من ياقوتة حمراء‪ ،‬يرى داخلها من‬
‫خارجها‪ ،‬و خارجها من داخلها من ضيائها‪ ،‬و فيها بنيان من در و زبرجد‪ ،‬فقلت‪ :‬يا جبرئيل‪ ،‬لمن هذا القصر؟‬
‫فقال‪ :‬هذا لمن أطاب الكلم‪ ،‬و أدام الصيام‪ ،‬و أطعم الطعام‪ ،‬و تهجد بالليل و الناس نيام‪.‬‬
‫فقال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬و في أمتك من يطيق هذا؟ فقال‪ :‬ادن مني يا علي فدنا منه‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫أ تدري ما إطابة الكلم؟ قال‪ :‬ال و رسوله أعلم‪ .‬قال‪ :‬من قال‪ :‬سبحان ال‪ ،‬و الحمد ل و ل إله إل ال‪ ،‬و ال أكبر‪.‬‬
‫ثم قال‪:‬‬
‫أ تدري ما إدامة الصيام؟ قال‪ :‬ال و رسوله أعلم‪ .‬قال‪ :‬من صام شهر رمضان‪ ،‬و لم يفطر منه يوما‪ .‬أو تدري ما‬
‫إطعام الطعام؟ قال‪ :‬ال و رسوله أعلم‪ .‬قال‪ :‬من طلب لعياله ما يكف به وجوههم عن الناس‪ .‬أو تدري ما التهجد‬
‫بالليل و الناس نيام؟ قال‪ :‬ال و رسوله أعلم‪ .‬قال‪ :‬من لم ينم حتى يصلي العشاء الخرة‪ ،‬و يعني بالناس نيام‪:‬‬
‫اليهود و النصارى‪ ،‬فإنهم ينامون فيما بينهما«‪.‬‬
‫‪ -[6] /6929‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬و في رواية أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬في قوله تعالى‪:‬‬
‫ل َو َوَلدًا‪.‬‬‫ن ما ً‬ ‫لوَتَي ّ‬‫ل َُ‬‫ت اّلِذي َكَفَر ِبآياِتنا َو قا َ‬ ‫َأ َفَرَأْي َ‬
‫قال‪» :‬و ذلك أن العاص بن وائل القرشي ثم السهمي‪ ،‬و هو أحد المستهزئين‪ ،‬و كان لخباب بن الرت على‬
‫العاص بن وائل حق‪ ،‬فأتاه يتقاضاه‪ ،‬فقال له العاص‪ :‬ألستم تزعمون أن في الجنة الذهب و الفضة و الحرير؟ قال‪:‬‬
‫ب َأِم‬
‫طَلَع اْلَغْي َ‬‫بلى‪ ،‬قال‪ :‬فموعد ما بيني و بينك الجنة‪ ،‬فو ال لوتين فيها خيرا مما أوتيت في الدنيا‪ :‬يقول ال َأ ّ‬
‫خُذوا ِم ْ‬
‫ن‬ ‫ل َو َيْأِتينا َفْردًا َو اّت َ‬‫ب َمّدا َو َنِرُثُه ما َيُقو ُ‬‫ن اْلَعذا ِ‬
‫ل َو َنُمّد َلُه ِم َ‬‫ب ما َيُقو ُ‬ ‫سَنْكُت ُ‬
‫ل َ‬ ‫عْهدًا َك ّ‬‫ن َ‬ ‫حم ِ‬‫عْنَد الّر ْ‬ ‫خَذ ِ‬ ‫اّت َ‬
‫ضّدا‪ ،‬و الضد‪ :‬القرين الذي يقرن »‪«2‬‬ ‫عَلْيِهمْ ِ‬ ‫ن َ‬‫ن ِبِعباَدِتِهْم َو َيُكوُنو َ‬
‫سَيْكُفُرو َ‬ ‫ل َ‬ ‫عّزا َك ّ‬ ‫ل آِلَهًة ِلَيُكوُنوا َلُهْم ِ‬
‫ن ا ِّ‬‫ُدو ِ‬
‫به«‪.‬‬
‫‪ -[7] /6930‬قال علي بن إبراهيم‪ :‬حدثنا جعفر بن أحمد‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن موسى‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا الحسن ابن‬
‫ل آِلَهًة‬
‫ن ا ِّ‬ ‫ن ُدو ِ‬ ‫خُذوا ِم ْ‬‫علي بن أبي حمزة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬في قوله‪َ :‬و اّت َ‬
‫ضّدا‪ .‬قال‪» :‬يوم القيامة‪ ،‬أي يكون هؤلء الذين‬ ‫عَلْيِهْم ِ‬‫ن َ‬ ‫ن ِبِعباَدِتِهْم َو َيُكوُنو َ‬ ‫سَيْكُفُرو َ‬‫ل َ‬ ‫عّزا َك ّ‬ ‫ِلَيُكوُنوا َلُهْم ِ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -5‬تفسير القّمي ‪.21 :1‬‬
‫‪ -6‬تفسير القّمي ‪[.....] .54 :2‬‬
‫‪ -7‬تفسير القّمي ‪.55 :2‬‬
‫)‪ (1‬المالي ‪.88 :2‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬يقترن‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪730 :‬‬
‫اتخذوهم آلهة من دون ال عليهم ضدا يوم القيامة‪ ،‬و يتبرءون منهم‪ ،‬و من عبادتهم إلى يوم القيامة«‪.‬‬
‫ثم قال‪» :‬ليست العبادة هي الركوع و السجود‪ ،‬و إنما هي طاعة الرجال‪ ،‬من أطاع مخلوقا في معصية الخالق فقد‬
‫عبده«‪.‬‬
‫ن َتُؤّزُهْم َأّزا‪.‬‬
‫عَلى اْلكاِفِري َ‬ ‫ن َ‬‫طي َ‬
‫شيا ِ‬‫سْلَنا ال ّ‬
‫‪ -[8] /6931‬علي بن إبراهيم‪ :‬قوله تعالى َأّنا َأْر َ‬
‫قال‪ :‬لما طغوا فيها و في فتنتها »‪ ،«1‬و في طاعتهم‪ ،‬مد لهم في طغيانهم و ضللهم‪ ،‬و أرسل عليهم شياطين‬
‫عَلْيِهْم ِإّنما‬‫ل َ‬ ‫جْ‬ ‫النس و الجن‪َ :‬تُؤّزُهْم َأّزا أي تحثهم حثا »‪ ،«2‬و تحضهم على طاعتهم و عبادتهم‪ ،‬فقال ال‪َ :‬فل َتْع َ‬
‫عّدا أي في طغيانهم‪ ،‬و فتنتهم‪ ،‬و كفرهم‪.‬‬ ‫َنُعّد َلُهْم َ‬
‫‪ -[9] /6932‬علي بن إبراهيم أيضا‪ ،‬قال‪ :‬نزلت في ما نعي الخمس و الزكاة و المعروف‪ ،‬يبعث ال عليهم سلطانا‬
‫أو شيطانا‪ ،‬فينفق ما يجب عليه من الزكاة و الخمس في غير طاعة ال‪ ،‬و يعذبه ال على ذلك‪.‬‬
‫عّدا فقال لي‪» :‬ما هو عندك؟« قلت‪ :‬عد اليام‪ ،‬قال‪» :‬ل‪ ،‬إن الباء و‬ ‫عَلْيِهْم ِإّنما َنُعّد َلُهْم َ‬
‫ل َ‬‫جْ‬ ‫و قوله تعالى‪َ :‬فل َتْع َ‬
‫المهات ليحصون ذلك‪ ،‬و لكن عدد النفاس« »‪.«3‬‬
‫‪ -[10] /6933‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن الحسين بن إسحاق‪ ،‬عن علي بن مهزيار‪ ،‬عن علي بن‬
‫إسماعيل الميثمي‪ ،‬عن عبد العلى مولى آل سام‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬قول ال عز و جل‪ِ :‬إّنما‬
‫عّدا؟ قال‪» :‬ما هو عندك؟« قلت‪ :‬عد اليام‪ .‬قال‪» :‬إن الباء و المهات يحصون ذلك‪ -‬قال‪ -‬ل‪ ،‬و لكنه‬ ‫َنُعّد َلُهْم َ‬
‫عدد النفاس«‪.‬‬
‫‪ -[11] /6934‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن محمد بن إسحاق المدني‪،‬‬
‫شُر‬ ‫حُ‬‫عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬إن رسول ال )صلى ال عليه و آله( سئل عن قول ال تعالى‪َ :‬يْوَم َن ْ‬
‫ن َوْفدًا‪ ،‬فقال‪ :‬يا علي إن الوفد ل يكون إل ركبانا‪ ،‬أولئك رجال اتقوا ال فأحبهم ال عز ذكره‪ ،‬و‬ ‫حم ِ‬‫ن ِإَلى الّر ْ‬ ‫اْلُمّتِقي َ‬
‫اختصهم‪ ،‬و رضي أعمالهم فسماهم المتقين‪.‬‬
‫ثم قال له‪ :‬يا علي‪ ،‬أما و الذي فلق الحبة و برأ النسمة‪ ،‬إنهم ليخرجون من قبورهم و إن الملئكة لتستقبلهم بنوق‬
‫من نوق العز‪ ،‬عليها رحائل الذهب‪ ،‬مكللة بالدر و الياقوت‪ ،‬و جللها الستبرق و السندس‪ ،‬و خطمها »‪«4‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -8‬تفسير القّمي ‪.55 :2‬‬
‫‪ -9‬تفسير القّمي ‪.53 :2‬‬
‫‪ -10‬الكافي ‪.33 /259 :3‬‬
‫‪ -11‬الكافي ‪.69 /95 :8‬‬
‫)‪ (1‬في »ج‪ ،‬ي«‪ :‬فتنهم‪.‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬تنخسهم نخسا‪.‬‬
‫سلم( و الظاهر من المصدر أّنه معطوف من حيث السند على الحديث )‪(4‬‬ ‫ل )عليه ال ّ‬‫)‪ (3‬الحديث عن أبي عبد ا ّ‬
‫المتقّدم‪ ،‬و انظر الحديث التي‪.‬‬
‫)‪ (4‬الخطام‪ :‬الزمام‪» .‬المعجم الوسيط‪ -‬خطم‪.«245 :1 -‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪731 :‬‬
‫جدل »‪ «1‬الرجوان‪ ،‬تطير بهم إلى المحشر‪ ،‬مع كل رجل منهم ألف ملك‪ ،‬من قدامه‪ ،‬و عن يمينه‪ ،‬و عن شماله‪،‬‬
‫يزفونهم زفا حتى ينتهوا بهم إلى باب الجنة العظم‪.‬‬
‫و على باب الجنة شجرة‪ ،‬إن الورقة منها ليستظل تحتها ألف رجل من الناس‪ ،‬و عن يمين الشجرة عين مطهرة‬
‫مزكية‪ -‬قال‪ -‬فيسقون منها شربة‪ ،‬فيطهر ال بها قلوبهم من الحسد‪ ،‬و يسقط من أبشارهم الشعر‪ ،‬و ذلك قول ال‬
‫طُهورًا »‪ «2‬من تلك العين المطهرة‪ ،‬قال‪ :‬ثم يصرفون إلى عين اخرى عن يسار‬ ‫شرابًا َ‬‫سقاُهْم َرّبُهْم َ‬
‫عز و جل‪َ :‬و َ‬
‫الشجرة‪ ،‬فيغتسلون فيها‪ ،‬و هي عين الحياة‪ ،‬فل يموتون أبدا‪.‬‬
‫قال‪ :‬ثم يوقف بهم قدام العرش‪ ،‬و قد سلموا من الفات و السقام و الحر و البرد أبدا‪ ،‬قال‪ :‬فيقول الجبار جل ذكره‬
‫للملئكة الذين معهم‪ :‬احشروا أوليائي إلى الجنة‪ ،‬و ل توقفوهم مع الخلئق‪ ،‬فقد سبق رضاي عنهم‪ ،‬و وجبت‬
‫رحمتي لهم‪ ،‬و كيف أريد أن أوقفهم مع أصحاب الحسنات و السيئات؟‬
‫قال‪ :‬فتسوقهم الملئكة إلى الجنة‪ ،‬فإذا انتهوا بهم إلى باب الجنة العظم‪ ،‬ضرب الملئكة الحلقة ضربة‪ ،‬فتصر‬
‫صريرا‪ ،‬فيبلغ صوت صريرها كل حوراء أعدها ال عز و جل لوليائه في الجنان‪ ،‬فيتباشرن بهم‪ ،‬إذا سمعن‬
‫صرير »‪ «3‬الحلقة‪ ،‬فيقول بعضهن لبعض‪ :‬قد جاءنا أولياء ال‪ .‬فيفتح لهم الباب‪ ،‬فيدخلون الجنة‪ ،‬و تشرف عليهم‬
‫أزواجهم من الحور العين و الدميين‪ ،‬فيقلن‪ :‬مرحبا بكم‪ ،‬فما كان أشد شوقنا إليكم‪ .‬و يقول لهن أولياء ال مثل‬
‫ذلك‪.‬‬
‫ف َمْبِنّيٌة »‪ «4‬بماذا‬ ‫غَر ٌ‬ ‫ن َفْوِقها ُ‬
‫ف ِم ْ‬ ‫غَر ٌ‬
‫فقال علي )عليه السلم(‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬أخبرنا عن قول ال عز و جل‪ُ :‬‬
‫بنيت يا رسول ال‪،‬؟‬
‫فقال‪ :‬يا علي‪ ،‬تلك غرف بناها ال تعالى لوليائه بالدر و الياقوت و الزبرجد‪ ،‬سقوفها الذهب‪ ،‬محبوكة بالفضة‪،‬‬
‫لكل غرفة منها ألف باب من ذهب‪ ،‬على كل باب منها ملك موكل به‪ ،‬فيها فرش مرفوعة‪ ،‬بعضها فوق بعض‪ ،‬من‬
‫عٍة »‬ ‫ش َمْرُفو َ‬‫الحرير و الديباج‪ ،‬بألوان مختلفة‪ ،‬و حشوها المسك و الكافور و العنبر‪ ،‬و ذلك قوله عز و جل َو ُفُر ٍ‬
‫‪.«5‬‬
‫إذا ادخل المؤمن إلى منزله في الجنة‪ ،‬و وضع على رأسه تاج الملك و الكرامة‪ ،‬ألبس حلل الذهب و الفضة و‬
‫الياقوت و الدر المنظوم في الكليل تحت التاج‪ .‬قال‪ :‬و ألبس سبعين حلة حرير بألوان مختلفة‪ ،‬و ضروب مختلفة‪،‬‬
‫ب َو‬‫ن َذَه ٍ‬‫ن َأساِوَر ِم ْ‬
‫ن ِفيها ِم ْ‬
‫حّلْو َ‬
‫منسوجة بالذهب و الفضة و اللؤلؤ و الياقوت الحمر‪ ،‬فذلك قوله عز و جل‪ُ :‬ي َ‬
‫حِريٌر »‪.«6‬‬ ‫سُهْم ِفيها َ‬
‫ُلْؤُلؤًا َو ِلبا ُ‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬الجدل‪ :‬جمع جديل‪ :‬الزمام المجدول من أدم‪» .‬الصحاح‪ -‬جدل‪.«1653 :4 -‬‬
‫)‪ (2‬النسان ‪.21 :76‬‬
‫)‪ (3‬في »ي‪ ،‬ط«‪ :‬صوت‪[.....] .‬‬
‫)‪ (4‬الزمر ‪.20 :39‬‬
‫)‪ (5‬الواقعة ‪.34 :56‬‬
‫ج ‪.23 :22‬‬ ‫)‪ (6‬الح ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪732 :‬‬

‫فإذا جلس المؤمن على سريره اهتز سريره فرحا‪.‬‬


‫فإذا استقر لولي ال منازله في الجنان‪ ،‬استأذن عليه الملك الموكل بجنانه‪ ،‬ليهنئه بكرامة ال عز و جل إياه‪ ،‬فيقول‬
‫له خدام المؤمن من الوصفاء و الوصائف‪ :‬مكانك‪ ،‬فإن ولي ال قد اتكأ على أريكته و زوجته الحوراء تهيأ له‪،‬‬
‫فاصبر لولي ال‪ .‬قال‪ :‬فتخرج عليه زوجته الحوراء من خيمة لها تمشي مقبلة‪ ،‬و حولها و صائفها‪ ،‬و عليها‬
‫سبعون حلة منسوجة بالياقوت و اللؤلؤ و الزبرجد‪ ،‬و هي من مسك و عنبر‪ ،‬و على رأسها تاج الكرامة‪ ،‬و عليها‬
‫نعلن من ذهب‪ ،‬مكللتان بالياقوت و اللؤلؤ‪ ،‬شراكهما ياقوت أحمر‪ ،‬فإذا دنت من ولي ال فهم أن يقوم إليها شوقا‪،‬‬
‫فتقول له‪ :‬يا ولي ال ليس هذا يوم تعب و ل نصب‪ ،‬فل تقم‪ ،‬أنا لك و أنت لي‪ ،‬قال‪ :‬فيعتنقان مقدار خمس مائة عام‬
‫من أعوام الدنيا‪ ،‬ل يملها و ل تمله‪ ،‬قال‪ :‬فإذا فتر بعض الفتور من غير مللة نظر إلى عنقها فإذا عليها قلئد من‬
‫قصب من ياقوت أحمر‪ ،‬وسطها لوح‪ ،‬صفحته درة مكتوب فيها‪ ،‬أنت‪ -‬يا ولي ال‪ -‬حبيبي‪ ،‬و أنا الحوراء حبيبتك‪،‬‬
‫إليك تاقت نفسي‪ ،‬و إلي تاقت نفسك‪.‬‬
‫ثم يبعث ال إليه ألف ملك يهنئونه بالجنة‪ ،‬و يزوجونه بالحوراء‪ ،‬قال‪ :‬فينتهون إلى أول باب من جنانه‪ ،‬فيقولون‬
‫للملك الموكل بأبواب جنانه‪ :‬استأذن لنا على ولي ال‪ ،‬فإن ال بعثنا إليه نهنئه‪ .‬فيقول لهم الملك‪ :‬حتى أقول‬
‫للحاجب‪ ،‬فيعلمه بمكانكم‪ .‬قال‪ :‬فيدخل الملك إلى الحاجب‪ ،‬و بينه و بين الحاجب ثلث جنان حتى ينتهي إلى أول‬
‫باب‪ ،‬فيقول للحاجب‪ :‬إن على باب العرصة ألف ملك‪ ،‬أرسلهم رب العالمين ليهنئوا ولي ال‪ ،‬و قد سألوني أن آذن‬
‫لهم عليه‪ .‬فيقول الحاجب‪ :‬إنه ليعظم علي أن أستأذن لحد على ولي ال و هو مع زوجته الحوراء‪ ،‬قال‪:‬‬
‫و بين الحاجب و بين ولي ال جنتان‪ ،‬قال‪ :‬فيدخل الحاجب إلى القيم‪ ،‬فيقول له‪ :‬إن على باب العرصة‪ ،‬ألف ملك‪،‬‬
‫أرسلهم رب العزة يهنئون ولي ال فاستأذن لهم‪ ،‬فيتقدم القيم إلى الخدام‪ ،‬فيقول لهم‪ :‬إن رسل الجبار على باب‬
‫العرصة و هم ألف ملك‪ ،‬أرسلهم ال يهنئون ولي ال‪ ،‬فأعلموه بمكانهم‪ .‬قال‪ :‬فيعلمونه‪ ،‬فيؤذن للملئكة فيدخلون‬
‫على ولي ال و هو في الغرفة‪ ،‬و لها ألف باب‪ ،‬و على كل باب من أبوابها ملك موكل به‪ ،‬فإذا اذن للملئكة‬
‫بالدخول على ولي ال‪ .‬فتح كل ملك بابه الموكل به‪.‬‬
‫قال‪ :‬فيدخل القيم كل ملك من باب من أبواب الغرفة‪ ،‬قال‪ :‬فيبلغونه رسالة الجبار جل و عز‪ ،‬و ذلك قول ال عز و‬
‫عَلْيُكْم »‪ .«1‬إلى آخر الية‪ ،‬و ذلك قوله عز‬ ‫سلٌم َ‬ ‫ب‪ -‬من أبواب الغرفة‪َ -‬‬ ‫ل با ٍ‬
‫ن ُك ّ‬
‫عَلْيِهْم ِم ْ‬
‫ن َ‬‫خُلو َ‬‫جل‪َ :‬و اْلَملِئَكُة َيْد ُ‬
‫ت َنِعيمًا َو ُمْلكًا َكِبيرًا »‪ «2‬يعني بذلك ولي ال‪ ،‬و ما هو فيه من الكرامة و النعيم‪ ،‬و‬ ‫ت َثّم َرَأْي َ‬
‫و جل‪َ :‬و ِإذا َرَأْي َ‬
‫الملك العظيم الكبير‪ ،‬و إن الملئكة من رسل ال عز ذكره يستأذنون عليه‪ ،‬فل يدخلون عليه إل بإذنه‪ ،‬فذلك الملك‬
‫العظيم الكبير‪.‬‬
‫لْنهاُر »‪،«3‬‬
‫حِتِهُم ا َْ‬
‫ن َت ْ‬
‫جِري ِم ْ‬ ‫قال‪ :‬و النهار تجري من تحت مساكنهم‪ ،‬و ذلك قول ال عز و جل‪َ :‬ت ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬الرعد ‪ 23 :13‬و ‪.24‬‬
‫)‪ (2‬النسان ‪.20 :76‬‬
‫)‪ (3‬العراف ‪ ،43 :7‬يونس ‪ ،9 :10‬الكهف ‪.31 :18‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪733 :‬‬
‫ل »‪ «1‬من قربها منهم‪،‬‬ ‫طوُفها َتْذِلي ً‬‫ت ُق ُ‬
‫ظلُلها َو ُذّلَل ْ‬
‫عَلْيِهْم ِ‬
‫و الثمار دانية منهم‪ ،‬و هو قوله عز و جل‪َ :‬و داِنَيًة َ‬
‫يتناول المؤمن من النوع الذي يشتهيه من الثمار بفيه و هو متكئ‪ ،‬و إن النواع من الفاكهة ليقلن لولي ال‪ :‬يا ولي‬
‫ال‪ ،‬كلني قبل أن تأكل هذا قبلي‪.‬‬
‫قال‪ :‬و ليس من مؤمن في الجنة إل و له جنان كثيرة‪ ،‬معروشات و غير معروشات‪ ،‬و أنهار من خمر‪ ،‬و أنهار‬
‫من ماء‪ ،‬و أنهار من لبن‪ ،‬و أنهار من عسل مصفى‪ ،‬فإذا دعا ولي ال بغذائه أتي بما تشتهي نفسه عند طلبه الغذاء‬
‫من غير أن يسمي شهوته‪.‬‬
‫قال‪ :‬ثم يتخلى مع إخوانه‪ ،‬و يزور بعضهم بعضا‪ ،‬و يتنعمون في جناتهم في ظل ممدود‪ ،‬في مثل ما بين طلوع‬
‫الفجر إلى طلوع الشمس‪ ،‬و أطيب من ذلك‪ ،‬لكل مؤمن سبعون زوجة حوراء‪ ،‬و أربع نسوة من الدميين‪ ،‬و‬
‫المؤمن ساعة مع الحوراء‪ ،‬و ساعة مع الدمية‪ ،‬و ساعة يخلو بنفسه على الرائك متكئا‪ ،‬ينظر بعضهم إلى‬
‫بعض‪.‬‬
‫و إن المؤمن ليغشاه شعاع نور‪ ،‬و هو على أريكته‪ ،‬و يقول لخدامه‪ :‬ما هذا الشعاع اللمع‪ ،‬لعل الجبار لحظني؟‬
‫فيقول له خدامه‪ :‬قدوس قدوس‪ ،‬جل جلل ال‪ ،‬بل هذه حوراء من نسائك ممن لم تدخل بها بعد‪ .‬قد أشرفت عليك‬
‫من خيمتها شوقا إليك‪ .‬و قد تعرضت لك و أحبت لقاءك‪ ،‬فلما أن رأتك متكئا على سريرك تبسمت نحوك شوقا‬
‫إليك‪ ،‬فالشعاع الذي رأيت‪ ،‬و النور الذي غشيك هو من بياض ثغرها و صفائه‪ ،‬و نقائه و رقته‪ .‬فيقول ولي ال‪:‬‬
‫ائذنوا لها فتنزل إلي‪ ،‬فيبتدر إليها ألف وصيف‪ ،‬و ألف وصيفة‪ ،‬يبشرونها بذلك فتنزل إليه من خيمتها‪ ،‬و عليها‬
‫سبعون حلة منسوجة بالذهب و الفضة‪ ،‬مكللة بالدر و الياقوت و الزبرجد‪ ،‬صبغهن المسك و العنبر بألوان‬
‫مختلفة‪ ،‬كاعب مقطومة »‪ «2‬خميصة‪ ،‬يرى مخ ساقها من وراء سبعين حلة‪ ،‬طولها سبعون ذراعا‪ ،‬و عرض ما‬
‫بين منكبيها عشرة أذرع‪ .‬فإذا دنت من ولي ال أقبل الخدام بصحائف الذهب و الفضة‪ .‬فيها الدر و الياقوت و‬
‫الزبرجد فينثرونها عليها‪ ،‬ثم يعانقها و تعانقه‪ ،‬ل يمل و ل تمل«‪.‬‬
‫قال‪ :‬ثم قال أبو جعفر )عليه السلم(‪» :‬أما الجنان المذكورة في الكتاب‪ ،‬فإنهن‪ :‬جنة عدن‪ ،‬و جنة الفردوس‪ ،‬و جنة‬
‫نعيم‪ ،‬و جنة المأوى‪ -‬قال‪ -‬و إن ل جنانا محفوفة بهذه الجنان‪ ،‬و إن المؤمن ليكون له من الجنان ما أحب‪ ،‬و‬
‫ك الّلُهّم »‬
‫سْبحاَن َ‬
‫اشتهى‪ ،‬يتنعم فيهن كيف شاء‪ ،‬و إذا أراد المؤمن شيئا »‪ «3‬إنما دعواه فيها‪ -‬إذا أراد‪ -‬أن يقول‪ُ :‬‬
‫‪ ،«4‬فإذا قالها تبادرت إليه الخدم بما اشتهى‪ ،‬من غير أن يكون طلبه منهم أو أمر به‪ ،‬و ذلك قول ال عز و جل‪:‬‬
‫ب اْلعاَلِمي َ‬
‫ن‬ ‫ل َر ّ‬
‫حْمُد ِّ‬
‫ن اْل َ‬
‫عواُهْم َأ ِ‬
‫خُر َد ْ‬
‫سلٌم »‪ «5‬يعني الخدام‪ ،‬قال‪َ :‬و آ ِ‬ ‫حّيُتُهْم ِفيها َ‬‫ك الّلُهّم َو َت ِ‬‫سْبحاَن َ‬
‫عواُهْم ِفيها ُ‬ ‫َد ْ‬
‫»‪ «6‬يعني بذلك‪ :‬عند ما يقضون من لذاتهم‪ ،‬من الجماع و الطعام و الشراب يحمدون ال عز و جل عند‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬النسان ‪.14 :76‬‬
‫)‪ (2‬القطم‪ :‬شهوة اللحم و الضراب و النكاح‪» .‬لسان العرب‪ -‬قطم‪.«488 :12 -‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر زيادة أو أشتهى‪.‬‬
‫)‪ (4‬يونس ‪.10 :10‬‬
‫)‪ (5‬يونس ‪.10 :10‬‬
‫)‪ (6‬يونس ‪.10 :10‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪734 :‬‬
‫ق َمْعُلوٌم »‪ «1‬قال‪» :‬يعلمه الخدام‪ ،‬فيأتون به إلى أولياء ال قبل أن يسألوهم‬ ‫ك َلُهْم ِرْز ٌ‬ ‫فراغهم«‪ .‬و أما قوله‪ُ :‬أولِئ َ‬
‫ن »‪ ،«2‬قال‪» :‬فإنهم ل يشتهون شيئا في الجنة إل أكرموا به«‪.‬‬ ‫إياه«‪ .‬و أما قوله تعالى‪َ :‬فواِكُه َو ُهْم ُمْكَرُمو َ‬
‫‪ -[12] /6935‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن محمد بن أبي عمير‪ ،‬عن عبد ال بن شريك العامري‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬سأل علي )عليه السلم( رسول ال )صلى ال عليه و آله( عن تفسير قوله‪َ :‬يْوَم‬
‫ن َوْفدًا قال‪ :‬يا علي إن الوفد ل يكون إل ركبانا‪ ،‬أولئك رجال اتقوا ال فأحبهم‪ ،‬و‬ ‫حم ِ‬ ‫ن ِإَلى الّر ْ‬
‫شُر اْلُمّتِقي َ‬
‫حُ‬ ‫َن ْ‬
‫اختصهم و رضي أعمالهم‪ ،‬فسماهم ال المتقين‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا علي‪ ،‬أما و الذي فلق الحبة و برأ النسمة‪ ،‬إنهم‬
‫ليخرجون من قبورهم و بياض وجوههم كبياض الثلج‪ ،‬عليهم ثياب‪ ،‬بياضها كبياض اللبن‪ ،‬عليهم نعال الذهب‪،‬‬
‫شراكها من لؤلؤ يتلل«‪.‬‬
‫‪ -[13] /6936‬ثم قال علي بن إبراهيم‪ :‬و في حديث آخر‪ ،‬قال )صلى ال عليه و آله(‪» :‬إن الملئكة لتستقبلهم‬
‫بنوق من نوق الجنة‪ ،‬عليها رحائل الذهب مكللة بالدر و الياقوت‪ ،‬و جللها الستبرق و السندس‪ ،‬و خطامها جدل‬
‫الرجوان‪ ،‬و أزمتها من زبرجد‪ ،‬فتطير بهم إلى المحشر‪ ،‬مع كل رجل منهم ألف ملك من قدامه‪ ،‬و عن يمينه‪ ،‬و‬
‫عن شماله‪ ،‬يزفونهم زفا حتى ينتهوا بهم إلى باب الجنة العظم‪.‬‬
‫و على باب الجنة شجرة‪ ،‬الورقة منها يستظل تحتها ألف »‪ «3‬من الناس‪ ،‬و عن يمين الشجرة عين مطهرة‬
‫مزكية‪ ،‬فيسقون منها شربة‪ ،‬فيطهر ال قلوبهم من الحسد‪ ،‬و يسقط عن أبشارهم الشعر‪ ،‬و ذلك قوله تعالى‪:‬‬
‫طُهورًا »‪ «4‬من تلك العين المطهرة‪ ،‬ثم يرجعون إلى عين اخرى عن يسار الشجرة‪،‬‬ ‫شرابًا َ‬ ‫سقاُهْم َرّبُهْم َ‬ ‫َو َ‬
‫فيغتسلون منها‪ ،‬و هي عين الحياة‪ ،‬فل يموتون أبدا‪.‬‬
‫ثم يوقف بهم قدام العرش‪ ،‬و قد سلموا من الفات و السقام‪ ،‬و الحر و البرد أبدا‪ .‬قال‪ :‬فيقول الجبار للملئكة الذين‬
‫معهم‪ :‬احشروا أوليائي إلى الجنة‪ ،‬و ل توقفوهم مع الخلئق‪ ،‬فقد سبق رضاي عنهم‪ ،‬و وجبت رحمتي لهم‪ ،‬فكيف‬
‫أريد أن أوقفهم مع أصحاب الحسنات و السيئات؟! فتسوقهم الملئكة إلى الجنة‪ ،‬فإذا انتهوا إلى باب الجنة العظم‬
‫ضرب الملئكة الحلقة ضربة‪ ،‬فتصر صريرا‪ ،‬فيبلغ صوت صريرها كل حوراء خلقها ال و أعدها لوليائه‪،‬‬
‫فيتباشرن إذا سمعن صرير الحلقة‪ ،‬و يقول بعضهن لبعض‪ :‬قد جاءنا أولياء ال‪ ،‬فيفتح لهم الباب‪ ،‬فيدخلون الجنة‪.‬‬
‫و يشرف عليهم أزواجهم من الحور العين و الدميات‪ ،‬فيقلن‪ :‬مرحبا بكم‪ ،‬فما كان أشد شوقنا إليكم! و يقول لهن‬
‫أولياء ال مثل ذلك‪.‬‬
‫فقال علي )عليه السلم(‪ :‬من هؤلء‪ ،‬يا رسول ال؟ فقال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬يا علي‪ ،‬هؤلء شيعتك و‬
‫المخلصون في‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -12‬تفسير القّمي ‪.53 :2‬‬
‫‪ -13‬تفسير القّمي ‪[.....] .53 :2‬‬
‫)‪ (1‬الصافات ‪.41 :37‬‬
‫)‪ (2‬الصافات ‪.42 :37‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬مائة ألف‪.‬‬
‫)‪ (4‬النسان ‪.21 :76‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪735 :‬‬
‫سو ُ‬
‫ق‬ ‫ن َوْفدًا على الرحائل َو َن ُ‬ ‫حم ِ‬
‫ن ِإَلى الّر ْ‬
‫شُر اْلُمّتِقي َ‬‫حُ‬
‫وليتك »‪ ،«1‬و أنت إمامهم‪ ،‬و هو قول ال عز و جل َيْوَم َن ْ‬
‫جَهّنَم ِوْردًا«‪.‬‬
‫ن ِإلى َ‬ ‫جِرِمي َ‬ ‫اْلُم ْ‬
‫‪ -[14] /6937‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن علي بن إسحاق‪ ،‬عن الحسن بن حازم الكلبي‪ ،‬ابن‬
‫اخت هشام بن سالم‪ ،‬عن سليمان بن جعفر‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬قال رسول ال )صلى ال عليه‬
‫و آله(‪ :‬من لم يحسن وصيته عند الموت كان نقصا في مروءته و عقله‪.‬‬
‫قيل‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬و كيف يوصي الميت؟‬
‫قال‪ :‬إذا حضرته وفاته و اجتمع الناس إليه‪ ،‬قال‪ :‬اللهم فاطر السماوات و الرض‪ ،‬عالم الغيب و الشهادة الرحمن‬
‫الرحيم‪ ،‬اللهم إني أعهد إليك في دار الدنيا‪ ،‬أني أشهد أن ل إله إل أنت‪ ،‬وحدك ل شريك لك‪ ،‬و أن محمدا عبدك و‬
‫رسولك‪ ،‬و أن الجنة حق‪ ،‬و أن النار حق‪ ،‬و أن البعث حق‪ ،‬و أن الحساب حق‪ ،‬و القدر و الميزان حق‪ ،‬و أن‬
‫الدين كما وصفت‪ ،‬و أن السلم كما شرعت‪ ،‬و أن القول كما حدثت‪ ،‬و أن القرآن كما أنزلت‪ ،‬و أنك أنت ال »‬
‫‪ «2‬الحق المبين‪ ،‬جزى ال محمدا )صلى ال عليه و آله( خير الجزاء‪ ،‬و حيى محمدا و آل محمد بالسلم‪.‬‬
‫اللهم يا عدتي عند كربتي‪ ،‬و يا صاحبي عند شدتي و يا ولي نعمتي‪ ،‬إلهي و إله آبائي ل تكلني إلى نفسي طرفة‬
‫عين أبدا‪ ،‬طرفة عين أقرب من الشر و أبعد من الخير‪ ،‬فآنس في القبر وحشتي‪ ،‬و اجعل لي عهدا يوم ألقاك‬
‫منشورا‪ .‬ثم يوصي بحاجته‪ ،‬و تصديق هذه الوصية في القرآن في السورة التي يذكر فيها مريم في قول ال عز و‬
‫جل‪:‬‬
‫عْهدًا فهذا عهد الميت‪ ،‬و الوصية حق على‪ ،‬كل مسلم أن يحفظ هذه‬ ‫ن َ‬
‫حم ِ‬‫عْنَد الّر ْ‬
‫خَذ ِ‬
‫ن اّت َ‬
‫ل َم ِ‬
‫عَة ِإ ّ‬
‫شفا َ‬
‫ن ال ّ‬
‫ل َيْمِلُكو َ‬
‫الوصية‪ ،‬و يعلمها‪ .‬و قال أمير المؤمنين )عليه السلم( علمنيها رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و قال رسول‬
‫ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬علمنيها جبرئيل )عليه السلم(«‪.‬‬
‫‪ -[15] /6938‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن الحسن بن محبوب‪ ،‬عن سليمان بن جعفر‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه )عليهم السلم(‪ ،‬قال‪» :‬قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬من لم يحسن‬
‫وصيته عند الموت كان نقصا في مروءته‪.‬‬
‫قلت‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬و كيف يوصي الميت عند الموت؟‬
‫قال‪ :‬إذا حضرته الوفاة و اجتمع الناس إليه‪ ،‬قال‪ :‬اللهم فاطر السماوات و الرض‪ ،‬عالم الغيب و الشهادة الرحمن‬
‫الرحيم‪ ،‬إني أعهد إليك في دار الدنيا‪ ،‬أني أشهد أن ل إله إل أنت وحدك ل شريك لك‪ ،‬و أن محمدا عبدك و‬
‫رسولك‪ ،‬و أن الجنة حق‪ ،‬و النار حق‪ ،‬و أن البعث حق‪ ،‬و الحساب حق‪ ،‬و القدر و الميزان حق‪ ،‬و أن الدين كما‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -14‬الكافي ‪.1 /2 :7‬‬
‫‪ -15‬تفسير القّمي ‪.55 :2‬‬
‫)‪) (1‬و المخلصون في وليتك( ليس في »ج‪ ،‬ي«‪.‬‬
‫)‪ (2‬في »ط« زيادة‪ :‬الملك‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪736 :‬‬
‫وصفت‪ ،‬و أن السلم كما شرعت‪ ،‬و أن القول كما حدثت‪ ،‬و أن القرآن كما أنزلت‪ ،‬و أنك أنت ال »‪ «1‬الحق‬
‫المبين‪ ،‬جزى ال محمدا خير الجزاء‪ ،‬و حيا ال محمدا و آله بالسلم‪.‬‬
‫اللهم يا عدتي عند كربتي‪ ،‬و يا صاحبي عند شدتي‪ ،‬و يا وليي في نعمتي‪ ،‬إلهي و إله الناس »‪ ،«2‬ل تكلني إلى‬
‫نفسي طرفة عين‪ ،‬فإنك إن تكلني الى نفسي كنت أقرب من الشر‪ ،‬و أبعد من الخير فآنس في القبر وحدتي »‪،«3‬‬
‫و اجعل لي عهدا يوم ألقاك منشورا‪ ،‬ثم يوصي بحاجته‪ ،‬و تصديق هذه الوصية في سورة مريم‪ ،‬في قوله‪:‬‬
‫عْهدًا‪ ،‬فهذا عهد الميت‪ ،‬و الوصية حق على كل مسلم أن يحفظ هذه‬ ‫ن َ‬
‫حم ِ‬‫عْنَد الّر ْ‬
‫خَذ ِ‬
‫ن اّت َ‬
‫ل َم ِ‬
‫عَة ِإ ّ‬
‫شفا َ‬
‫ن ال ّ‬
‫ل َيْمِلُكو َ‬
‫الوصية‪ ،‬و يتعلمها »‪ .«4‬و قال علي )عليه السلم(‪ :‬علمنيها رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و قال رسول ال‬
‫)صلى ال عليه و آله( علمنيها جبرئيل )عليه السلم(«‪.‬‬
‫ابن بابويه في )الفقيه(‪ :‬بإسناده عن علي بن إبراهيم بن هاشم‪ ،‬عن علي بن إسحاق‪ ،‬عن الحسن بن حازم الكلبي‬
‫ابن اخت هشام بن سالم‪ ،‬عن سليمان بن جعفر‪ -‬و ليس الجعفري‪ -‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬قال‬
‫رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬من لم يحسن وصيته عند الموت كان نقصا في مروءته و عقله«‪ .‬و ساق‬
‫الحديث مثل رواية محمد بن يعقوب »‪.«5‬‬

‫و رواه الشيخ في التهذيب »‪ «6‬مثل رواية محمد بن يعقوب سندا و متنا‪.‬‬

‫‪ -[16] /6939‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا جعفر بن أحمد‪ ،‬عن عبد ال بن موسى‪ ،‬عن الحسن بن علي بن أبي‬
‫عْنَد‬
‫خَذ ِ‬
‫ن اّت َ‬‫ل َم ِ‬‫عَة ِإ ّ‬
‫شفا َ‬
‫ن ال ّ‬‫حمزة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬في قوله‪ :‬ل َيْمِلُكو َ‬
‫عْهدًا‪.‬‬
‫ن َ‬
‫حم ِ‬
‫الّر ْ‬
‫عْهدًا إل من أذن له بولية علي أمير‬ ‫حمنِ َ‬
‫عْنَد الّر ْ‬
‫خَذ ِ‬
‫ن اّت َ‬
‫ل َم ِ‬
‫قال‪» :‬ل يشفع و ل يشفع لهم‪ ،‬و ل يشفعون ِإ ّ‬
‫المؤمنين و الئمة )عليهم السلم( من بعده‪ ،‬فهو العهد عند ال«‪.‬‬
‫‪ -[17] /6940‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا جعفر بن أحمد بن عبد ال بن موسى‪ ،‬عن الحسن بن علي بن أبي‬
‫ن َوَلدًا‪.‬‬‫حم ُ‬‫خَذ الّر ْ‬
‫حمزة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬قوله‪َ :‬و قاُلوا اّت َ‬
‫قال‪» :‬هذا حيث قالت قريش‪ :‬إن ل ولدا‪ ،‬و إن الملئكة إناث‪ ،‬فقال ال تبارك و تعالى ردا عليهم‪:‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -16‬تفسير القمي ‪.56 :2‬‬
‫‪ -17‬تفسير القمي ‪.57 :2‬‬
‫)‪ (1‬في »ط« زيادة‪ :‬الملك‪.‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬يا إلهي و إله آبائي‪.‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬وحشتي‪.‬‬
‫)‪ (4‬في »ج‪ ،‬ي«‪ :‬و خطها‪[.....] .‬‬
‫)‪ (5‬من ل يحضره الفقيه ‪ ،482 /138 :4‬و حديث الكافي )‪ (14‬المتقدم‪.‬‬
‫)‪ (6‬التهذيب ‪.711 /174 :9‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪737 :‬‬
‫لْر ُ‬
‫ض‬ ‫ق ا َْ‬‫شّ‬ ‫ن ِمْنُه‪ ،‬يعني مما قالوا و مما رموه »‪َ .«2‬و َتْن َ‬ ‫طْر َ‬ ‫ت َيَتَف ّ‬
‫سماوا ُ‬ ‫شْيئًا ِإّدا أي ظلما »‪َ .«1‬تكاُد ال ّ‬ ‫جْئُتْم َ‬
‫َلَقْد ِ‬
‫خَذ َوَلدًا ِإ ْ‬
‫ن‬ ‫ن َيّت ِ‬‫ن َأ ْ‬
‫حم ِ‬‫ن َوَلدًا فقال ال تبارك و تعالى‪َ :‬و ما َيْنَبِغي ِللّر ْ‬ ‫حم ِ‬ ‫عْوا ِللّر ْ‬ ‫ن َد َ‬‫ل َهّدا مما قالوا َأ ْ‬ ‫جبا ُ‬
‫خّر اْل ِ‬‫َو َت ِ‬
‫عّدا َو ُكّلُهْم آِتيِه َيْوَم اْلِقياَمِة َفْردًا واحدا‬ ‫عّدُهْم َ‬‫حصاُهْم َو َ‬ ‫عْبدًا َلَقْد َأ ْ‬
‫ن َ‬ ‫حم ِ‬
‫ل آِتي الّر ْ‬ ‫ض ِإ ّ‬‫لْر ِ‬ ‫ت َو ا َْ‬
‫سماوا ِ‬ ‫ن ِفي ال ّ‬ ‫ل َم ْ‬‫ُك ّ‬
‫واحدا«‪.‬‬
‫‪ -[18] /6941‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن سلمة بن الخطاب‪ ،‬عن الحسن بن عبد الرحمن‪ ،‬عن‬
‫عِمُلوا‬
‫ن آَمُنوا َو َ‬ ‫ن اّلِذي َ‬
‫علي بن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬قوله‪ِ :‬إ ّ‬
‫ن ُوّدا‪ ،‬قال‪» :‬ولية أمير المؤمنين )عليه السلم( هي الود الذي قال ال تعالى«‪.‬‬ ‫حم ُ‬ ‫ل َلُهُم الّر ْ‬
‫جَع ُ‬‫سَي ْ‬
‫ت َ‬‫صاِلحا ِ‬ ‫ال ّ‬
‫‪ -[19] /6942‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا جعفر بن أحمد‪ ،‬عن‪ ،‬عبد ال بن موسى‪ ،‬عن الحسن بن علي بن أبي‬
‫صاِلحا ِ‬
‫ت‬ ‫عِمُلوا ال ّ‬ ‫ن آَمُنوا َو َ‬ ‫ن اّلِذي َ‬
‫حمزة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬قوله‪ِ :‬إ ّ‬
‫ن ُوّدا؟ قال‪» :‬ولية أمير المؤمنين )عليه السلم( هي الود الذي ذكره ال«‪.‬‬ ‫حم ُ‬ ‫ل َلُهُم الّر ْ‬
‫جَع ُ‬‫سَي ْ‬
‫َ‬
‫‪ -[20] /6943‬محمد بن العباس‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة‪ ،‬عن عون بن سلم‪ ،‬عن بشر بن‬
‫عمارة الخثعمي‪ ،‬عن أبي روق‪ ،‬عن الضحاك‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬قال‪ :‬نزلت هذه الية في علي )عليه السلم(‪ِ :‬إ ّ‬
‫ن‬
‫ن ُوّدا‪ ،‬قال‪ :‬محبة في قلوب المؤمنين‪.‬‬ ‫حم ُ‬ ‫ل َلُهُم الّر ْ‬
‫جَع ُ‬ ‫سَي ْ‬
‫ت َ‬ ‫صاِلحا ِ‬ ‫عِمُلوا ال ّ‬ ‫ن آَمُنوا َو َ‬ ‫اّلِذي َ‬
‫‪ -[21] /6944‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبد العزيز بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن زكريا‪ ،‬عن يعقوب بن جعفر بن سليمان‪،‬‬
‫عِمُلوا‬ ‫ن آَمُنوا َو َ‬ ‫ن اّلِذي َ‬
‫عن علي بن عبد ال بن العباس‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬في قوله عز و جل‪ِ :‬إ ّ‬
‫ن ُوّدا‪ ،‬قال‪» :‬نزلت في علي )عليه السلم(‪ ،‬فما من مؤمن إل و في قلبه حب لعلي‬ ‫حم ُ‬ ‫ل َلُهُم الّر ْ‬
‫جَع ُ‬‫سَي ْ‬
‫ت َ‬‫صاِلحا ِ‬ ‫ال ّ‬
‫)عليه السلم(«‪.‬‬
‫‪ -[22] /6945‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬قال الصادق )عليه السلم(‪» :‬كان سبب نزول هذه الية‪ ،‬أن أمير المؤمنين‬
‫)عليه السلم( كان جالسا بين يدي رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬فقال له‪ :‬قل‪ -‬يا علي‪ -‬اللهم اجعل لي في‬
‫ن ُوّدا«‪.‬‬ ‫حم ُ‬ ‫ل َلُهُم الّر ْ‬
‫جَع ُ‬
‫ت سََي ْ‬
‫صاِلحا ِ‬
‫عِمُلوا ال ّ‬ ‫ن آَمُنوا َو َ‬ ‫ن اّلِذي َ‬‫قلوب المؤمنين ودا‪ ،‬فأنزل ال‪ِ :‬إ ّ‬
‫‪ -[23] /6946‬الطبرسي‪ ،‬قال‪ :‬و في تفسير أبي حمزة الثمالي‪ ،‬حدثني أبو جعفر الباقر )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬قال‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -18‬الكافي ‪.90 /357 :1‬‬

‫‪ -19‬تفسير القّمي ‪.57 :2‬‬

‫‪ -20‬تأويل اليات ‪ ،17 /308 :1‬النور المشتعل‪ ،34 /129 :‬شواهد التنزيل ‪ 500 /364 :1‬و ‪ ،501‬مجمع‬
‫الزوائد ‪ ،125 :9‬الدر المنثور ‪.544 :5‬‬

‫‪ -21‬تأويل اليات ‪ ،18 /309 :1‬النور المشتعل ‪.26 /132‬‬

‫‪ -22‬تفسير القّمي ‪ ،56 :2‬و نحوه في شواهد التنزيل ‪ 490 /360 :1‬و الكشاف ‪ 47 :3‬و العمدة‪ 472 /289 :‬و‬
‫تذكرة الخواص‪ ،17 :‬و تفسير القرطبي ‪ ،161 :11‬و فرائد السمطين ‪ ،51 /80 :1‬و تفسير النيشابوري بهامش‬
‫تفسير الطبري ‪ ،74 :16‬و الدر المنثور ‪.544 :5‬‬

‫‪ -23‬مجمع البيان ‪.822 :6‬‬

‫)‪ (1‬في نسخة من »ط«‪ :‬عظيما‪.‬‬

‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬موهوا به‪.‬‬

‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪738 :‬‬


‫رسول ال )صلى ال عليه و آله( لعلي )عليه السلم(‪ :‬قال‪ :‬اللهم اجعل لي عندك عهدا‪ ،‬و اجعل لي في قلوب‬
‫المؤمنين ودا ]فقالها علي )عليه السلم([‪ ،‬فنزلت هذه الية«‪.‬‬
‫و روى نحوه جابر بن عبد ال »‪.«1‬‬

‫‪ -[24] /6947‬شرف الدين النجفي‪ :‬قال علي بن إبراهيم‪ :‬روى فضالة بن أيوب‪ ،‬عن أبان بن عثمان‪ ،‬عن أبي‬
‫ت قال‪» :‬آمنوا بأمير‬ ‫صاِلحا ِ‬
‫عِمُلوا ال ّ‬
‫ن آَمُنوا َو َ‬ ‫ن اّلِذي َ‬
‫حمزة الثمالي‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬في قوله‪ِ :‬إ ّ‬
‫المؤمنين )عليه السلم(‪ ،‬و عملوا الصالحات بعد المعرفة«‪.‬‬
‫‪ -[25] /6948‬السيد الرضي في )الخصائص(‪ :‬بإسناده مرفوعا إلى عبد ال بن العباس )رحمه ال(‪ ،‬قال‪ :‬نزلت‬
‫جَعلُ َلُهُم‬
‫سَي ْ‬
‫ت َ‬
‫صاِلحا ِ‬
‫عِمُلوا ال ّ‬
‫ن اّلِذينَ آَمُنوا َو َ‬
‫هذه الية في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب )عليه السلم( ِإ ّ‬
‫ن ُوّدا قال‪ :‬محبة في قلوب المؤمنين‪.‬‬ ‫حم ُ‬
‫الّر ْ‬
‫‪ -[26] /6949‬ابن شهر آشوب قال‪ :‬قال أبو روق‪ :‬عن الضحاك و شعبة‪ ،‬عن الحكم‪ ،‬عن عكرمة و العمش‪،‬‬
‫عن سعيد بن جبير‪ ،‬و العزيزي السجستاني في )غريب القرآن( عن ابن عمر »‪ ،«2‬كلهم‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬أنه‬
‫ن ُوّدا فقال‪ :‬نزلت في علي )عليه السلم(‪ ،‬لنه ما من مسلم إل و لعلي‬ ‫حم ُ‬
‫ل َلُهُم الّر ْ‬
‫جَع ُ‬
‫سَي ْ‬
‫سئل عن قوله تعالى‪َ :‬‬
‫)عليه السلم( في قلبه محبة‪.‬‬
‫‪ -[27] /6950‬أبو نعيم الصفهاني و أبو المفضل الشيباني و ابن بطة العكبري‪ ،‬بالسناد عن محمد بن الحنفية‪ ،‬و‬
‫عن الباقر )عليه السلم(‪ -‬في خبر‪ -‬قال‪» :‬ل تلقى مؤمنا إل و في قلبه ود لعلي بن أبي طالب و لهل بيته )عليهم‬
‫السلم(«‪.‬‬
‫‪ -[28] /6951‬زيد بن علي‪ :‬إن عليا )عليه السلم( أخبر رسول ال )صلى ال عليه و آله( أنه قال له رجل‪ :‬إني‬
‫أحبك في ال تعالى‪ .‬فقال‪» :‬لعلك‪ -‬يا علي‪ -‬اصطنعت له معروفا؟« قال‪» :‬ل‪ -‬و ال‪ -‬ما اصطنعت له معروفا«‪.‬‬
‫فقال‪» :‬الحمد ل الذي جعل قلوب المؤمنين تتوق إليك بالمودة« فنزلت هذه اليات‪.‬‬
‫و روي هذا الحديث من طريق المخالفين عن زيد بن علي أيضا »‪.«3‬‬

‫خْيٌر ِمْنها‪،‬‬
‫سَنِة َفَلُه َ‬
‫حَ‬‫ن جاَء ِباْل َ‬
‫‪ -[29] /6952‬ابن الفارسي في )الروضة(‪ :‬قال الباقر )عليه السلم(‪َ :‬م ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -24‬تأويل اليات ‪.16 /308 :1‬‬
‫‪ -25‬خصائص الئمة‪.71 :‬‬
‫‪ -26‬المناقب ‪ ،93 :3‬فرائد السمطين ‪.50 /80 :1‬‬
‫‪ -27‬المناقب ‪ ،93 :3‬النور المشتعل‪ ،36 /132 :‬شواهد التنزيل ‪ 505 /366 :1‬و ‪ ،508‬ذخائر العقبى‪،89 :‬‬
‫الرياض النضرة ‪ ،179 :3‬الصواعق المحرقة‪[.....] .172 :‬‬
‫‪ -28‬المناقب ‪.93 :3‬‬
‫‪ -29‬روضة الواعظين‪.106 :‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر زيادة‪ :‬النصاري‪.‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬عن أبي عمرو‪.‬‬
‫)‪ (3‬المناقب للخوارزمي‪.197 :‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪739 :‬‬
‫جوُهُهْم ِفي الّناِر »‪» :«1‬الحسنة‪» :‬ولية علي )عليه السلم( و حبه‪ ،‬و السيئة‪ :‬عداوته‬ ‫ت ُو ُ‬ ‫سّيَئِة َفُكّب ْ‬‫ن جاَء ِبال ّ‬ ‫َو َم ْ‬
‫و بغضه‪ ،‬و ل يرفع معهما عمل‪.‬‬
‫ن ُوّدا هو علي َفِإّنما‬ ‫حم ُ‬ ‫ل َلُهُم الّر ْ‬
‫جَع ُ‬‫سَي ْ‬
‫ت َ‬‫صاِلحا ِ‬
‫عِمُلوا ال ّ‬ ‫ن آَمُنوا َو َ‬
‫ن اّلِذي َ‬
‫و قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ِ :‬إ ّ‬
‫ن قال‪ :‬هو علي َو ُتْنِذَر ِبِه َقْومًا ُلّدا‪ ،‬قال‪ :‬بني امية قوما ظلمة«‪.‬‬ ‫شَر ِبِه اْلُمّتِقي َ‬‫ك ِلُتَب ّ‬
‫سْرناُه ِبِلساِن َ‬‫َي ّ‬
‫‪ -[30] /6953‬و من طريق المخالفين ما رواه موفق بن أحمد في كتاب )فضائل أمير المؤمنين )عليه السلم(‪:‬‬
‫ن ُوّدا قال ابن عباس‪ :‬هو علي بن أبي‬ ‫حم ُ‬‫ل َلُهُم الّر ْ‬
‫جَع ُ‬
‫سَي ْ‬
‫ت َ‬
‫صاِلحا ِ‬ ‫عِمُلوا ال ّ‬
‫ن آَمُنوا َو َ‬ ‫ن اّلِذي َ‬‫قال‪ :‬قوله تعالى‪ِ :‬إ ّ‬
‫طالب )عليه السلم(‪.‬‬
‫‪ -[31] /6954‬ثم قال‪ :‬و روى زيد بن علي‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن علي بن أبي طالب )عليهم السلم(‪ ،‬قال‪» :‬لقيني‬
‫رجل‪ ،‬فقال لي‪ :‬يا أبا الحسن‪ ،‬أما‪ -‬و ال‪ -‬إني أحبك في ال‪ ،‬فرجعت إلى رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪،‬‬
‫فأخبرته بقول الرجل«‪.‬‬
‫و ذكر الحديث إلى آخره و قد تقدم »‪.«2‬‬

‫و روى غيره من المخالفين هذين الحديثين »‪.«3‬‬


‫‪ -[32] /6955‬ابن المغازلي في )مناقبه(‪ :‬يرفعه إلى البراء بن عازب‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال )صلى ال عليه و‬
‫آله( لعلي )عليه السلم(‪» :‬يا علي‪ ،‬قال‪ :‬اللهم اجعل لي عندك عهدا‪ ،‬و اجعل لي عندك ودا‪ ،‬و اجعل لي في‬
‫ن ُوّدا‪ .‬نزلت في علي بن‬
‫حم ُ‬
‫ل َلُهُم الّر ْ‬
‫جَع ُ‬
‫سَي ْ‬
‫ت َ‬
‫صاِلحا ِ‬
‫عِمُلوا ال ّ‬
‫ن آَمُنوا َو َ‬
‫ن اّلِذي َ‬
‫صدور المؤمنين مودة« فنزلت‪ِ :‬إ ّ‬
‫أبي طالب )عليه السلم(‪.‬‬
‫و عن الحبري‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬أنها نزلت في علي )عليه السلم( خاصة »‪.«4‬‬
‫‪ -[33] /6956‬ابن المغازلي في )المناقب(‪ :‬يرفعه إلى ابن عباس‪ ،‬قال‪ :‬أخذ رسول ال )صلى ال عليه و آله(‬
‫بيدي‪ ،‬و أخذ بيد علي‪ ،‬فصلى أربع ركعات‪ ،‬ثم رفع يده إلى السماء‪ ،‬فقال‪» :‬اللهم سألك موسى بن عمران‪ ،‬و أنا‬
‫محمد أسألك أن تشرح لي صدري‪ ،‬و تيسر لي أمري‪ ،‬و تحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي‪ ،‬و اجعل لي وزيرا‬
‫من أهلي عليا‪ ،‬اشدد به أزري‪ ،‬و أشركه في أمري«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -30‬المناقب‪.197 :‬‬
‫‪ -31‬المناقب‪.197 :‬‬
‫‪ -32‬المناقب‪.374 /327 :‬‬
‫‪ -33‬المناقب‪.375 /328 :‬‬
‫)‪ (1‬النمل ‪.90 :27‬‬
‫)‪ (2‬تقّدم في الحديث )‪ (28‬من تفسير هذه اليات‪.‬‬
‫)‪ (3‬انظر تفسير الحبري‪ 289 :‬نحوه‪ ،‬شواهد التنزيل ‪ ،501 /364 :1‬فرائد السمطين ‪.50 /80 :1‬‬
‫)‪ (4‬تفسير الحبري ‪.43 /289‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪740 :‬‬

‫قال ابن عباس‪ :‬فسمعت مناديا ينادي‪ :‬يا أحمد‪ ،‬قد أعطيت ما سألت‪ ،‬فقال النبي )صلى ال عليه و آله(‪» :‬يا أبا‬
‫الحسن‪ ،‬ارفع يديك إلى السماء و ادع ربك‪ ،‬و اسأله يعطك« فرفع علي )عليه السلم( يده إلى السماء‪ ،‬و هو يقول‪:‬‬
‫صاِلحا ِ‬
‫ت‬ ‫عِمُلوا ال ّ‬ ‫ن آَمُنوا َو َ‬ ‫ن اّلِذي َ‬
‫»اللهم اجعل لي عندك عهدا‪ ،‬و اجعل لي عندك ودا« فأنزل ال تعالى على نبيه ِإ ّ‬
‫ن ُوّدا‪ ،‬فتلها النبي )صلى ال عليه و آله( على أصحابه‪ ،‬فعجبوا من ذلك عجبا شديدا‪ ،‬فقال‬ ‫حم ُ‬ ‫ل َلُهُم الّر ْ‬
‫جَع ُ‬‫سَي ْ‬‫َ‬
‫النبي )صلى ال عليه و آله( مم تعجبون؟! إن القرآن أربعة أرباع‪ :‬فربع فينا أهل البيت خاصة‪ ،‬و ربع حلل‪ ،‬و‬
‫ربع حرام‪ ،‬و ربع فضائل »‪ «1‬و أحكام‪ ،‬و ال أنزل فينا »‪ «2‬كرائم القرآن«‪.‬‬
‫‪ -[34] /6957‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن سلمة بن الخطاب‪ ،‬عن الحسن بن عبد الرحمن‪ ،‬عن‬
‫شَر ِبِه اْلُمّتِقي َ‬
‫ن‬ ‫ك ِلُتَب ّ‬
‫سْرناُه ِبِلساِن َ‬‫علي بن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪َ :‬فِإّنما َي ّ‬
‫َو ُتْنِذَر ِبِه َقْومًا ُلّدا؟‬
‫قال‪» :‬إنما يسره ال على لسانه )صلى ال عليه و آله( حين أقام أمير المؤمنين )عليه السلم( علما‪ ،‬فبشر به‬
‫المؤمنين‪ ،‬و أنذر به الكافرين‪ ،‬و هم الذين ذكرهم ال في كتابه ُلّدا‪ ،‬أي كفارا«‪.‬‬
‫‪ -[35] /6958‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا جعفر بن أحمد‪ ،‬عن عبد ال بن موسى‪ ،‬عن الحسن بن علي بن أبي‬
‫شَر ِبِه‬ ‫ك ِلُتَب ّ‬
‫سْرناُه ِبِلساِن َ‬‫حمزة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪ :‬قلت‪ :‬قوله‪َ :‬فِإّنما َي ّ‬
‫ن َو ُتْنِذَر ِبِه َقْومًا ُلّدا؟‬‫اْلُمّتِقي َ‬
‫قال‪» :‬إنما يسره ال على لسان نبيه )صلى ال عليه و آله( حين »‪ «3‬أقام أمير المؤمنين )عليه السلم( علما‪،‬‬
‫فبشر به المؤمنين‪ ،‬و أنذر به الكافرين‪ ،‬و هم القوم الذين ذكرهم ال‪َ :‬قْومًا ُلّدا أي كفارا«‪.‬‬
‫سَمُع َلُهْم ِرْكزًا؟‬ ‫حٍد َأْو َت ْ‬
‫ن َأ َ‬
‫س ِمْنُهْم ِم ْ‬‫ح ّ‬ ‫ل ُت ِ‬ ‫ن َه ْ‬
‫ن َقْر ٍ‬
‫قلت قوله‪َ :‬و َكْم َأْهَلْكنا َقْبَلُهْم ِم ْ‬
‫سَمُع َلُهْم ِرْكزًا أي ذكرا«‪.‬‬ ‫حٍد َأْو َت ْ‬
‫ن َأ َ‬
‫س ِمْنُهْم ِم ْ‬‫ح ّ‬ ‫ل ُت ِ‬‫قال‪» :‬أهلك ال من المم مال يحصون‪ ،‬فقال‪ :‬يا محمد َه ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -34‬الكافي ‪[.....] .90 /358 :1‬‬
‫‪ -35‬تفسير القّمي ‪.57 :2‬‬
‫صة‪ ،‬و ربع في أعدائنا‪ ،‬و ربع حلل و حرام‪ ،‬و ربع فرائض‪.‬‬ ‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬خا ّ‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬في علي‪.‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬حّتى‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪741 :‬‬
‫المستدرك )سورة مريم(‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫شّيا ]‪[11‬‬ ‫عِ‬ ‫حوا ُبْكَرًة َو َ‬ ‫سّب ُ‬
‫ن َ‬ ‫ب َفَأْوحى ِإَلْيِهْم َأ ْ‬
‫حرا ِ‬ ‫ن اْلِم ْ‬‫على َقْوِمِه ِم َ‬ ‫ج َ‬‫خَر َ‬ ‫َف َ‬
‫]‪) -[1‬تفسير النعماني( بإسناده‪ :‬عن الصادق )عليه السلم(‪» :‬قال أمير المؤمنين )عليه السلم( حين سألوه عن‬
‫معنى الوحي‪ ،‬فقال‪ :‬منه وحي النبوة‪ ،‬و منه وحي اللهام‪ ،‬و منه وحي الشارة‪ -‬و ساقه إلى أن قال‪ -‬و أما وحي‬
‫شّيا أي أشار إليهم‪ ،‬لقوله‬ ‫عِ‬‫حوا ُبْكَرةً َو َ‬ ‫سّب ُ‬
‫ن َ‬ ‫ب َفَأْوحى ِإَلْيِهمْ َأ ْ‬ ‫حرا ِ‬ ‫ن اْلِم ْ‬‫على َقْوِمِه ِم َ‬ ‫ج َ‬ ‫خَر َ‬ ‫الشارة فقوله عز و جل َف َ‬
‫ل َرْمزًا »‪.««1‬‬ ‫س َثلَثَة َأّياٍم ِإ ّ‬‫ل ُتَكّلَم الّنا َ‬
‫تعالى‪َ :‬أ ّ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ضّيا ]‪[55‬‬ ‫عْنَد َرّبِه َمْر ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫صلِة َو الّزكاِة َو كا َ‬ ‫ن َيْأُمُر َأْهَلُه ِبال ّ‬‫َو كا َ‬
‫ن آَمُنوا ُقوا‬ ‫]‪) -[2‬دعائم السلم(‪ :‬عن المام الصادق )عليه السلم( أنه قال‪» :‬لما نزلت هذه الية‪ :‬يا َأّيَها اّلِذي َ‬
‫سُكْم َو َأْهِليُكْم نارًا »‪ ،«2‬قال الناس‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬كيف نقى أنفسنا و أهلينا؟ قال‪ :‬اعملوا الخير‪ ،‬و ذكروا به‬ ‫َأْنُف َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬المحكم و المتشابه‪.16 :‬‬
‫‪ -2‬دعائم السلم ‪.82 :1‬‬
‫)‪ (1‬آل عمران ‪ 3‬و ‪.41‬‬
‫)‪ (2‬التحريم ‪.6 :66‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪742 :‬‬
‫أهليكم فأدبوهم على طاعة ال«‪.‬‬
‫صلِة َو‬ ‫ك ِبال ّ‬ ‫ثم قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬أل ترى أن ال يقول لنبيه )صلى ال عليه و آله(‪َ :‬و ْأُمْر َأْهَل َ‬
‫ن َيْأُمُر َأْهَلُه‬‫ل َنِبّيا َو كا َ‬ ‫سو ً‬ ‫ن َر ُ‬
‫عِد َو كا َ‬ ‫ق اْلَو ْ‬‫ن صادِ َ‬ ‫ل ِإّنُه كا َ‬‫عي َ‬‫سما ِ‬ ‫ب ِإ ْ‬
‫عَلْيها »‪ «1‬و قال‪َ :‬و اْذُكْر ِفي اْلِكتا ِ‬ ‫طِبْر َ‬ ‫صَ‬ ‫ا ْ‬
‫ضّيا«‪.‬‬ ‫عْنَد َرّبِه َمْر ِ‬ ‫ن ِ‬‫صلِة َو الّزكاِة َو كا َ‬ ‫ِبال ّ‬
‫__________________________________________________‬
‫)‪ (1‬طه ‪.132 :20‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪743 :‬‬
‫سورة طه‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪745 :‬‬
‫سورة طه فضلها‬
‫‪ -[1] /6959‬ابن بابويه‪ :‬بإسناده المتقدم في سورة الكهف‪ ،‬عن الحسن‪ ،‬عن صباح الحذاء‪ ،‬عن إسحاق بن عمار‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬ل تدعوا قراءة سورة طه‪ ،‬فإن ال يحبها و يحب من يقرأها‪ ،‬و من أدمن‬
‫قراءتها أعطاه ال يوم القيامة كتابه بيمينه‪ ،‬و لم يحاسبه بما عمل في السلم‪ ،‬و اعطي في الخرة من الجر حتى‬
‫يرضى«‬
‫‪ -[2] /6960‬و من )خواص القرآن(‪ :‬عن النبي )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬أنه قال‪» :‬من قرأ هذه السورة اعطي يوم‬
‫القيامة مثل ثواب المهاجرين و النصار‪ ،‬و من كتبها و جعلها في خرقة حرير خضراء‪ ،‬و قصد إلى قوم يريد‬
‫التزويج‪ ،‬لم يرد و قضيت حاجته‪ ،‬و إن مشى بين عسكرين يقتتلن افترقوا و لم يقاتل أحد منهم الخر‪ ،‬و إن دخل‬
‫على سلطان كفاه ال شره‪ ،‬و قضى له جميع حوائجه‪ ،‬و كان عنده جليل القدر« »‪.«1‬‬
‫‪ -[3] /6961‬و عن الصادق )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬من كتبها و جعلها في خرقة حرير خضراء‪ ،‬و راح إلى قوم‬
‫يريد التزويج منهم‪ ،‬تم له ذلك و وقع‪ ،‬و إن قصد في إصلح قوم تم له ذلك‪ ،‬و لم يخالفه أحد منهم‪ ،‬و إن مشى بين‬
‫عسكرين افترقا و لم يقاتل بعضهم بعضا‪ ،‬و إذا شرب ماءها المظلوم من السلطان‪ ،‬و دخل على من ظلمه من أي‬
‫السلطين‪ ،‬زال عنه ظلمه بقدرة ال تعالى‪ ،‬و خرج من عنده مسرورا‪ ،‬و إذا اغتسلت بمائها من ل طالب لعرسها‬
‫خطبت‪ ،‬و سهل عرسها بإذن ال تعالى«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬ثواب العمال‪.108 :‬‬
‫ص القرآن‪» 4 :‬قطعة منه«‪.‬‬ ‫‪ -2‬خوا ّ‬
‫ص القرآن‪» :4 :‬قطعة منه«‪.‬‬ ‫‪ -3‬خوا ّ‬
‫ل تعالى عليها‬ ‫)‪ (1‬في نسخة من »ط«‪ :‬و إذا اغتسلت بمائها أنثى طالت عزوبتها‪ ،‬تزّوجت سريعا‪ ،‬و سهل ا ّ‬
‫ذلك‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪747 :‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫خشى ]‪[3 -1‬‬ ‫ن َي ْ‬‫ل َتْذِكَرًة ِلَم ْ‬ ‫شقى ِإ ّ‬ ‫ن ِلَت ْ‬‫ك اْلُقْرآ َ‬‫عَلْي َ‬
‫حيِم طه ما َأْنَزْلنا َ‬ ‫ن الّر ِ‬‫حم ِ‬ ‫ل الّر ْ‬ ‫سِم ا ِّ‬
‫ِب ْ‬
‫‪ -[1] /6962‬سعد بن عبد ال‪ :‬عن إبراهيم بن هاشم‪ ،‬عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عن حماد الطنافسي‪ ،‬عن الكلبي‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪ :‬قال لي‪» :‬يا كلبي‪ ،‬كم لمحمد )صلى ال عليه و آله( من اسم في القرآن؟« فقلت‪:‬‬
‫اسمان أو ثلثة‪.‬‬
‫شرًا‬‫ل »‪ «2‬و قوله‪َ :‬و ُمَب ّ‬ ‫سُ‬‫ن َقْبِلِه الّر ُ‬
‫ت ِم ْ‬ ‫خَل ْ‬ ‫ل َقْد َ‬ ‫سو ٌ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫حّمٌد ِإ ّ‬‫فقال‪» :‬يا كلبي‪ ،‬له عشرة »‪ «1‬أسماء َو ما ُم َ‬
‫عَلْيِه ِلَبدًا »‪ ،«4‬و طه ما َأْنَزْلنا‬ ‫ن َ‬ ‫عوُه كاُدوا َيُكوُنو َ‬ ‫ل َيْد ُ‬
‫عْبُد ا ِّ‬
‫حَمُد »‪ ،«3‬و َلّما قاَم َ‬ ‫سُمُه َأ ْ‬ ‫ن َبْعِدي ا ْ‬‫ل َيْأِتي ِم ْ‬ ‫سو ٍ‬‫ِبَر ُ‬
‫سَتِقيٍم »‪ ،«5‬و ن َو اْلَقَلِم َو ما‬ ‫ط ُم ْ‬ ‫صرا ٍ‬ ‫على ِ‬ ‫ن َ‬ ‫سِلي َ‬
‫ن اْلُمْر َ‬‫ك َلِم َ‬‫حِكيِم ِإّن َ‬
‫ن اْل َ‬
‫شقى‪ ،‬و يس َو اْلُقْرآ ِ‬ ‫ن ِلَت ْ‬
‫ك اْلُقْرآ َ‬‫عَلْي َ‬
‫َ‬
‫ل يا‬‫ل »‪ ،«8‬و قوله‪َ :‬فاّتُقوا ا َّ‬ ‫ن »‪ ،«6‬و يا َأّيَها اْلُمّدّثُر »‪ ،«7‬و يا َأّيَها اْلُمّزّم ُ‬ ‫جُنو ٍ‬ ‫ك ِبَم ْ‬‫ت ِبِنْعَمِة َرّب َ‬‫ن ما َأْن َ‬ ‫طُرو َ‬ ‫سُ‬‫َي ْ‬
‫ل ِإَلْيُكْم ِذْكرًا »‪ ،«9‬قال‪» :‬الذكر‪ :‬اسم‬ ‫ل ا ُّ‬ ‫ن آَمُنوا َقْد َأْنَز َ‬ ‫ب اّلِذي َ‬
‫لْلبا ِ‬‫ُأوِلي ا َْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬مختصر بصائر الدرجات‪[.....] .67 :‬‬
‫)‪ (1‬و المذكور في هذه الرواية تسعة أسماء‪.‬‬
‫)‪ (2‬آل عمران ‪.144 :3‬‬
‫ف ‪.6 :61‬‬ ‫)‪ (3‬الص ّ‬
‫ن ‪.19 :72‬‬ ‫)‪ (4‬الج ّ‬
‫)‪ (5‬يس ‪.4 -1 :36‬‬
‫)‪ (6‬القلم ‪ 1 :68‬و ‪.2‬‬
‫)‪ (7‬المّدّثر ‪.1 :74‬‬
‫)‪ (8‬المزّمل ‪.1 :73‬‬
‫)‪ (9‬الطلق ‪.10 :65‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪748 :‬‬
‫من أسماء محمد )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و نحن أهل الذكر‪ ،‬فاسأل‪ -‬يا كلبي‪ -‬عما بدا لك«‪ .‬قال‪ :‬نسيت‪ -‬و ال‪-‬‬
‫القرآن كله‪ ،‬فما حفظت منه حرفا أسأله عنه‪.‬‬
‫‪ -[2] /6963‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا أبو الحسن محمد بن هارون الزنجاني‪ ،‬فيما كتب إلي على يدي علي بن‬
‫أحمد البغدادي الوراق‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا معاذ بن المثنى العنبري‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن أسماء‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا جويرية‪،‬‬
‫عن سفيان بن سعيد الثوري‪ ،‬قال‪ :‬قلت لجعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب )عليه السلم(‪:‬‬
‫يا بن رسول ال‪ ،‬ما معنى قول ال عز و جل‪ :‬طه؟‬
‫ك اْلُقْرآ َ‬
‫ن‬ ‫عَلْي َ‬
‫قال‪» :‬طه‪ :‬اسم من أسماء النبي )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و معناه‪ :‬يا طالب الحق الهادي إليه ما َأْنَزْلنا َ‬
‫شقى بل لتسعد به«‪.‬‬ ‫ِلَت ْ‬
‫‪ -[3] /6964‬و من طريق المخالفين‪) ،‬تفسير الثعلبي( في قوله تعالى‪ :‬طه‪.‬‬
‫قال‪:‬‬
‫قال جعفر بن محمد الصادق )عليه السلم(‪» :‬طهارة أهل بيت محمد )صلى ال عليه و آله(‪ -‬ثم قرأ‪ِ :-‬إّنما ُيِريُد ا ُّ‬
‫ل‬
‫طِهيرًا« »‪.«1‬‬ ‫طّهَرُكْم َت ْ‬
‫ت َو ُي َ‬ ‫ل اْلَبْي ِ‬‫س َأْه َ‬ ‫ج َ‬‫عْنُكُم الّر ْ‬‫ب َ‬ ‫ِلُيْذِه َ‬
‫‪ -[4] /6965‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن حميد بن زياد‪ ،‬عن الحسن بن محمد بن سماعة‪ ،‬عن وهيب بن حفص‪ ،‬عن‬
‫أبي بصير‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬كان رسول ال )صلى ال عليه و آله( عند عائشة ليلتها‪ ،‬فقالت‪:‬‬
‫يا رسول ال‪ ،‬لم تتعب نفسك‪ ،‬و قد غفر ال لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخر؟ فقال‪ :‬يا عائشة‪ ،‬أ فل أكون عبدا‬
‫شكورا؟« قال‪» :‬و كان رسول ال )صلى ال عليه و آله( يقوم على أطراف أصابع رجليه‪ ،‬فأنزل ال سبحانه‬
‫شقى«‪.‬‬ ‫ن ِلَت ْ‬‫ك اْلُقْرآ َ‬ ‫عَلْي َ‬
‫تعالى‪ :‬طه ما َأْنَزْلنا َ‬
‫‪ -[5] /6966‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن القاسم بن محمد‪ ،‬عن علي بن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي بصير‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال و أبي جعفر )عليهما السلم(‪ ،‬قال‪» :‬كان رسول ال )صلى ال عليه و آله( إذا صلى قام على‬
‫شقى ِإ ّ‬
‫ل‬ ‫ن ِلَت ْ‬
‫ك اْلُقْرآ َ‬
‫عَلْي َ‬
‫أصابع رجليه حتى تورمت‪ ،‬فأنزل ال تبارك و تعالى‪ :‬طه بلغة طيئ‪ ،‬يا محمد ما َأْنَزْلنا َ‬
‫خشى«‪.‬‬ ‫ن َي ْ‬
‫َتْذِكَرًة ِلَم ْ‬
‫‪ -[6] /6967‬الطبرسي في )الحتجاج(‪ :‬عن أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ ،‬و قد سأله بعض اليهود‪ ،‬قال له‬
‫اليهودي‪:‬‬
‫فإن هذا داود )عليه السلم(‪ ،‬بكى على خطيئته حتى سارت الجبال معه لخوفه‪.‬‬
‫قال له علي )عليه السلم(‪» :‬لقد كان كذلك‪ ،‬و محمد )صلى ال عليه و آله( اعطي ما هو أفضل من هذا‪ ،‬إنه كان‬
‫إذا قام إلى‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬معاني الخبار‪.1 /22 :‬‬
‫‪ -3‬تفسير الثعلبي‪» 75 :‬مخطوط«‪ ،‬العمدة‪ ،19 /38 :‬خصائص الوحي المبين‪.46 /76 :‬‬
‫‪ -4‬الكافي ‪.6 /77 :2‬‬
‫‪ -5‬تفسير القّمي ‪.57 :2‬‬
‫‪ -6‬الحتجاج‪[.....] .219 :‬‬
‫)‪ (1‬الحزاب ‪.33 :33‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪749 :‬‬
‫الصلة‪ ،‬سمع لصدره »‪ «1‬أزير كأزير المرجل على الثافي »‪ «2‬من شدة البكاء‪ ،‬و قد آمنه ال عز و جل من‬
‫عقابه‪ ،‬فأراد أن يتخشع لربه ببكائه‪ ،‬و يكون إماما لمن اقتدى به‪ ،‬و لقد قام )صلى ال عليه و آله( عشر سنين على‬
‫أطراف أصابعه‪ ،‬حتى تورمت قدماه‪ ،‬و اصفر وجهه‪ ،‬يقوم الليل أجمع‪ ،‬حتى عوتب في ذلك‪ ،‬فقال ال عز و جل‪:‬‬
‫شقى بل لتسعد به‪ ،‬و لقد كان يبكي حتى يغشى عليه‪ ،‬فقيل له‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬أليس ال‬ ‫ن ِلَت ْ‬‫ك اْلُقْرآ َ‬
‫عَلْي َ‬
‫طه ما َأْنَزْلنا َ‬
‫عز و جل قد غفر لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخر؟ قال‪ :‬بلى‪ ،‬أ فل أكون عبدا شكورا؟«‪.‬‬
‫‪ -[7] /6968‬الطبرسي‪ :‬روي أن النبي )صلى ال عليه و آله( كان يرفع إحدى رجليه في الصلة ليزيد تعبه‪،‬‬
‫شقى فوضعها‪ ،‬قال‪ :‬و روي ذلك عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪.‬‬ ‫ن ِلَت ْ‬‫ك اْلُقْرآ َ‬‫عَلْي َ‬‫فأنزل ال تعالى‪ :‬طه ما َأْنَزْلنا َ‬
‫‪ -[8] /6969‬الشيخ في )أماليه(‪ :‬عن الحفار‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن أحمد الحلواني‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو عبد ال محمد بن‬
‫القاسم المقري‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا الفضل بن حباب الجمحي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا مسلم بن إبراهيم‪ ،‬عن أبان‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن أبي‬
‫العالية‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬قال‪ :‬كنا جلوسا مع النبي )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬إذ هبط عليه المين جبرئيل )عليه‬
‫السلم(‪ ،‬و معه جام »‪ «3‬من البلور الحمر مملوءة مسكا و عنبرا‪ ،‬و كان إلى جنب رسول ال )صلى ال عليه و‬
‫آله( علي بن أبي طالب )عليه السلم( و ولداه الحسن و الحسين )عليهما السلم(‪ ،‬فقال له‪ ،‬السلم عليك‪ ،‬ال يقرأ‬
‫عليك السلم‪ ،‬و يحييك بهذه التحية‪ ،‬و يأمرك أن تحيي بها عليا و ولديه‪ ،‬قال ابن عباس‪ :‬فلما صارت في كف‬
‫رسول ال )صلى ال عليه و آله( هلل ثلثا و كبر ثلثا‪ ،‬ثم قالت بلسان ذرب طلق‪ -‬يعني الجام‪ :-‬بسم ال الرحمن‬
‫شقى فاشتمها النبي )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و حيى بها عليا )عليه السلم(‪ ،‬فلما‬ ‫ن ِلَت ْ‬
‫ك اْلُقْرآ َ‬ ‫عَلْي َ‬
‫الرحيم طه ما َأْنَزْلنا َ‬
‫ن آَمُنوا اّلِذي َ‬
‫ن‬ ‫سوُلُه َو اّلِذي َ‬‫ل َو َر ُ‬‫حيِم إِّنما َوِلّيُكُم ا ُّ‬‫ن الّر ِ‬ ‫حم ِ‬
‫ل الّر ْ‬ ‫سِم ا ِّ‬
‫صارت في كف علي )عليه السلم(‪ ،‬قالت‪ِ :‬ب ْ‬
‫ن »‪ «4‬فاشتمها علي )صلوات ال عليه(‪ ،‬و حيى بها الحسن )عليه‬ ‫ن الّزكاَة َو ُهْم راِكُعو َ‬ ‫صلَة َو ُيْؤُتو َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ُيِقيُمو َ‬
‫ظيِم‬
‫ن الّنَبِإ اْلَع ِ‬
‫عِ‬‫ن َ‬‫عّم َيَتساَءُلو َ‬ ‫حيِم َ‬‫ن الّر ِ‬ ‫حم ِ‬ ‫ل الّر ْ‬ ‫سِم ا ِّ‬ ‫السلم(‪ ،‬فلما صارت في كف الحسن )عليه السلم(‪ ،‬قالت‪ِ :‬ب ْ‬
‫ن »‪ «5‬فاشتمها الحسن )عليه السلم( و حيى بها الحسين )عليه السلم(‪ ،‬فلما صارت في كف‬ ‫خَتِلُفو َ‬
‫اّلِذي ُهْم ِفيِه ُم ْ‬
‫ن َيْقَتِر ْ‬
‫ف‬ ‫ل اْلَمَوّدَة ِفي اْلُقْربى َو َم ْ‬ ‫جرًا ِإ ّ‬‫عَلْيِه َأ ْ‬
‫سَئُلُكْم َ‬
‫ل ل َأ ْ‬‫حيِم ُق ْ‬
‫ن الّر ِ‬ ‫حم ِ‬ ‫ل الّر ْ‬ ‫سِم ا ِّ‬ ‫الحسين )عليه السلم(‪ ،‬قالت‪ِ :‬ب ْ‬
‫شُكوٌر »‪ «6‬ثم ردت إلى النبي )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬فقالت‪:‬‬ ‫غُفوٌر َ‬ ‫ل َ‬‫ن ا َّ‬ ‫سنًا ِإ ّ‬
‫حْ‬ ‫سَنًة َنِزْد َلُه ِفيها ُ‬
‫حَ‬‫َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -7‬مجمع البيان ‪.4 :7‬‬
‫‪ -8‬المالي ‪.366 :1‬‬
‫)‪ (1‬في »ط« نسخة بدل‪ :‬لصوته‪ .‬و زاد في »ط«‪ :‬و جوفه‪.‬‬
‫)‪ (2‬الثافي‪ :‬واحدتها اثفية‪ ،‬و هي الحجر يوضع عليه القدر‪» .‬أقرب الموارد‪ -‬ألف‪.«4 :1 -‬‬
‫)‪ (3‬الجام‪ :‬إناء للشراب و الطعام من فضة أو نحوها‪ ،‬و هي مؤنثة‪» .‬المعجم الوسيط‪.«149 :1 -‬‬
‫)‪ (4‬المائدة ‪.55 :5‬‬
‫)‪ (5‬النبأ ‪.3 -1 :78‬‬
‫)‪ (6‬الشورى ‪.23 :42‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪750 :‬‬

‫ض »‪.«1‬‬
‫لْر ِ‬‫ت َو ا َْ‬
‫سماوا ِ‬
‫ل ُنوُر ال ّ‬
‫حيِم ا ُّ‬
‫ن الّر ِ‬
‫حم ِ‬‫ل الّر ْ‬
‫سِم ا ِّ‬
‫ِب ْ‬
‫قال ابن عباس‪ :‬فل أدري‪ ،‬إلى السماء صعدت‪ ،‬أم في الرض توارت بقدرة ال عز و جل‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫سَتوى ]‪[5‬‬ ‫شا ْ‬ ‫عَلى اْلَعْر ِ‬
‫ن َ‬‫حم ُ‬ ‫الّر ْ‬
‫‪ -[1] /6970‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن محمد‪ ،‬و محمد بن الحسن‪ ،‬عن سهل بن زياد‪ ،‬عن الحسن بن موسى‬
‫عَلى‬
‫ن َ‬
‫حم ُ‬
‫الخشاب‪ ،‬عن بعض رجاله‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬أنه سئل عن قول ال عز و جل‪ :‬الّر ْ‬
‫سَتوى‪ .‬فقال‪» :‬استوى على كل شيء‪ ،‬فليس شيء أقرب إليه من شيء«‪.‬‬ ‫شا ْ‬ ‫اْلَعْر ِ‬
‫و رواه ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن يحيى العطار‪ ،‬عن سهل‬
‫بن زياد‪ ،‬عن الحسن بن موسى الخشاب‪ ،‬عن بعض رجاله‪ ،‬رفعه‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬مثله »‪.«2‬‬

‫‪ -[2] /6971‬و عنه‪ ،‬بهذا السناد‪ :‬عن سهل‪ ،‬عن الحسن بن محبوب‪ ،‬عن محمد بن مارد‪ :‬أن أبا عبد ال )عليه‬
‫سَتوى فقال‪» :‬استوى على »‪ «3‬كل شيء‪ ،‬فليس‬ ‫شا ْ‬
‫عَلى اْلَعْر ِ‬
‫ن َ‬
‫حم ُ‬
‫السلم( سئل عن قول ال عز و جل‪ :‬الّر ْ‬
‫أقرب إليه من شيء«‪.‬‬
‫و رواه علي بن إبراهيم‪ :‬عن محمد بن أبي عبد ال‪ ،‬عن سهل بن زياد‪ ،‬عن الحسن بن محبوب‪ ،‬عن محمد بن‬
‫مارد‪ ،‬قال‪ :‬سئل أبو عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬و ذكر مثله »‪.«4‬‬

‫و رواه ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن علي ما جيلويه )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن يحيى العطار‪ ،‬عن‬
‫سهل بن زياد الدمي‪ ،‬عن الحسن بن محبوب‪ ،‬عن محمد بن مارد‪ :‬أن أبا عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬و ذكر مثله »‬
‫‪.«5‬‬
‫‪ -[3] /6972‬و عنه‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن صفوان بن يحيى‪ ،‬عن عبد الرحمن بن‬
‫سَتوى فقال‪:‬‬
‫شا ْ‬
‫عَلى اْلَعْر ِ‬
‫ن َ‬
‫حم ُ‬
‫الحجاج‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول ال عز و جل‪ :‬الّر ْ‬
‫»استوى في كل شيء‪ ،‬فليس شيء أقرب إليه من شيء‪ ،‬لم يبعد منه بعيد و لم يقرب منه قريب‪ ،‬استوى في كل‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬الكافي ‪.6 /99 :1‬‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.7 /99 :1‬‬
‫‪ -3‬الكافي ‪.8 /99 :1‬‬
‫)‪ (1‬النور ‪.35 :24‬‬
‫)‪ (2‬التوحيد‪[.....] .4 /316 :‬‬
‫)‪ (3‬في »ط‪ ،‬ج«‪ :‬من‪.‬‬
‫)‪ (4‬تفسير القّمي ‪.59 :2‬‬
‫)‪ (5‬التوحيد‪.1 /315 :‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪751 :‬‬
‫شيء«‪.‬‬
‫و رواه ابن بابويه عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سعد بن عبد ال‪ ،‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن صفوان بن يحيى‪ ،‬عن عبد‬
‫الرحمن بن الحجاج‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( مثله »‪.«1‬‬

‫‪ -[4] /6973‬و عنه‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن الحسين بن سعيد عن النضر بن‬
‫سويد‪ ،‬عن عاصم بن حميد‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬من زعم أن ال من شيء‪ ،‬أو‬
‫في شيء‪ ،‬أو على شيء‪ ،‬فقد كفر«‪.‬‬
‫قلت فسر لي‪ .‬قال‪» :‬أعني بالحواية من الشيء له‪ ،‬أو بإمساك له‪ ،‬أو من شيء سبقه«‪.‬‬
‫و‬
‫في رواية أخرى‪» :‬من زعم أن ال من شيء فقد جعله محدثا‪ ،‬و من زعم أنه في شيء فقد جعله محصورا‪ ،‬و من‬
‫زعم أنه على شيء فقد جعله محمول«‪.‬‬
‫و رواه أيضا ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد )رحمه ال(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا الحسين بن‬
‫الحسن بن أبان‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن النضر بن سويد‪ ،‬عن عاصم بن حميد‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫ال )عليه السلم(‪ ،‬مثله »‪.«2‬‬

‫‪ -[5] /6974‬و عنه‪ :‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن أحمد بن محمد البرقي‪ ،‬رفعه‪ ،‬قال‪ :‬سأل الجاثليق أمير المؤمنين‬
‫)عليه السلم(‪ ،‬فقال له‪ :‬أخبرني عن ال عز و جل‪ ،‬يحمل العرش أم العرش يحمله؟‬
‫فقال‪ :‬أمير المؤمنين )عليه السلم(‪» :‬ال تعالى حامل العرش و السماوات و الرض‪ ،‬و ما فيهما و ما بينهما‪ ،‬و‬
‫ن َبْعِدِه ِإّنُه‬
‫حٍد ِم ْ‬
‫ن َأ َ‬
‫سَكُهما ِم ْ‬
‫ن َأْم َ‬
‫ن زاَلتا ِإ ْ‬
‫ن َتُزول َو َلِئ ْ‬
‫ض َأ ْ‬
‫لْر َ‬
‫ت َو ا َْ‬
‫سماوا ِ‬ ‫ك ال ّ‬
‫سُ‬
‫ل ُيْم ِ‬
‫ن ا َّ‬‫ذلك قول ال عز و جل‪ِ :‬إ ّ‬
‫غُفورًا »‪.«3‬‬‫حِليمًا َ‬
‫ن َ‬
‫كا َ‬
‫ك َفْوَقُهْم َيْوَمِئٍذ َثماِنَيٌة »‪ «4‬فكيف قال ذلك‪ ،‬و قلت‪ :‬إنه يحمل العرش و‬ ‫ش َرّب َ‬‫عْر َ‬‫ل َ‬‫حِم ُ‬‫قال‪ :‬فأخبرني عن قوله‪َ :‬و َي ْ‬
‫السماوات و الرض؟‬
‫فقال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪» :‬إن العرش خلقه ال تعالى من أنوار أربعة‪ :‬نور أحمر منه احمرت الحمرة‪،‬‬
‫و نور أخضر منه اخضرت الخضرة‪ ،‬و نور أصفر منه اصفرت الصفرة‪ ،‬و نور أبيض منه ابيض البياض‪ ،‬و‬
‫هو العلم الذي حمله ال الحملة‪ ،‬و ذلك نور من عظمته‪ ،‬فبعظمته و نوره أبصر قلوب المؤمنين‪ ،‬و بعظمته و نوره‬
‫عاداه الجاهلون‪ ،‬و بعظمته و نوره ابتغى من في السماوات و الرض‪ ،‬من جميع خلئقه إليه الوسيلة بالعمال‬
‫المختلفة‪ ،‬و الديان‪،‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -4‬الكافي ‪.9 /99 :1‬‬
‫‪ -5‬الكافي ‪.1 /100 :1‬‬
‫)‪ (1‬التوحيد‪.2 /315 :‬‬
‫)‪ (2‬التوحيد‪.6 ،5 /317 :‬‬
‫)‪ (3‬فاطر ‪.41 :35‬‬
‫)‪ (4‬الحاقة ‪.17 :69‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪752 :‬‬
‫المشتبهة‪ ،‬و كل محمول يحمله ال بنوره و عظمته و قدرته‪ ،‬ل يستطيع لنفسه ضرا و ل نفعا‪ ،‬و ل موتا و ل حياة‬
‫و ل نشورا فكل شيء محمول‪ ،‬و ال تبارك و تعالى الممسك لهما أن تزول‪ ،‬و المحيط بهما »‪ ،«1‬و هو حياة كل‬
‫شيء‪ ،‬و نور كل شيء‪ ،‬سبحانه و تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا«‪.‬‬
‫قال له‪ :‬فأخبرني عن ال عز و جل أين هو؟‬
‫فقال أمير المؤمنين )عليه السلم(‪» :‬هو هاهنا و هاهنا‪ ،‬و فوق و تحت‪ ،‬و محيط بنا و معنا‪ ،‬و هو قوله‪ :‬ما َيُكو ُ‬
‫ن‬
‫ن ما كاُنوا‬‫ل ُهَو َمَعُهْم َأْي َ‬‫ك َو ل َأْكَثَر ِإ ّ‬‫ن ذِل َ‬ ‫سُهْم َو ل َأْدنى ِم ْ‬
‫ل ُهَو ساِد ُ‬ ‫سٍة ِإ ّ‬
‫خْم َ‬‫ل ُهَو راِبُعُهْم َو ل َ‬ ‫جوى َثلَثٍة ِإ ّ‬ ‫ن َن ْ‬
‫ِم ْ‬
‫»‪ «2‬فالكرسي محيط بالسماوات و الرض‪ ،‬و ما بينهما و ما تحت الثرى‪ ،‬و إن تجهر بالقول فإنه يعلم السر و‬
‫ظيُم »‪.«3‬‬ ‫ي اْلَع ِ‬
‫ظُهما َو ُهَو اْلَعِل ّ‬‫حْف ُ‬‫ض َو ل َيُؤدُُه ِ‬
‫لْر َ‬ ‫ت َو ا َْ‬
‫سماوا ِ‬ ‫سّيُه ال ّ‬
‫سَع ُكْر ِ‬
‫أخفى‪ ،‬و ذلك قوله تعالى‪َ :‬و ِ‬
‫فالذين يحملون العرش هم العلماء الذين حملهم ال علمه‪ ،‬و ليس يخرج عن هذه الربعة شيء خلق في ملكوته‪ ،‬و‬
‫ت َو‬‫سماوا ِ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫ك ُنِري ِإْبراِهيَم َمَلُكو َ‬ ‫هو الملكوت الذي أراه ال أصفياءه‪ ،‬و أراه خليله )عليه السلم(‪ ،‬فقال‪َ :‬و َكذِل َ‬
‫ن »‪ «4‬و كيف يحمل حملة العرش ال‪ ،‬و بحياته حييت قلوبهم‪ ،‬و بنوره اهتدوا إلى‬ ‫ن اْلُموِقِني َ‬
‫ن ِم َ‬‫ض َو ِلَيُكو َ‬
‫لْر ِ‬ ‫ا َْ‬
‫معرفته؟!«‪.‬‬
‫‪ -[6] /6975‬و عنه‪ :‬عن أحمد بن إدريس‪ ،‬عن محمد بن عبد الجبار‪ ،‬عن صفوان بن يحيى‪ ،‬قال‪ :‬سألني أبو قرة‬
‫المحدث‪ ،‬أن ادخله على أبي الحسن الرضا )عليه السلم(‪ ،‬فاستأذنته فأذن لي‪ ،‬فدخل فسأله عن الحلل و الحرام‪،‬‬
‫ثم قال له‪ :‬أفتقر أن ال محمول؟‬
‫فقال أبو الحسن )عليه السلم(‪» :‬كل محمول مفعول به‪ ،‬مضاف إلى غيره‪ ،‬محتاج‪ ،‬و المحمول‪ :‬اسم نقص في‬
‫اللفظ‪ ،‬و الحامل فاعل‪ ،‬و هو في اللفظ مدحة‪ ،‬و كذلك قول القائل‪ :‬فوق و تحت‪ ،‬و أعلى و أسفل‪ ،‬و قد قال ال‪) :‬و‬
‫له السماء الحسنى فادعوه بها( »‪ «5‬و لم يقل في كتبه أنه المحمول‪ ،‬بل قال‪ :‬هو الحامل في البر و البحر‪ ،‬و‬
‫الممسك للسماوات و الرض أن تزول‪ ،‬و المحمول ما سوى ال‪ ،‬و لم يسمع أحد آمن بال و عظمته قط قال في‬
‫دعائه‪:‬‬
‫يا محمول«‪.‬‬
‫ك َفْوَقُهْم َيْوَمِئٍذ َثماِنَيٌة »‪ ،«6‬و قال‪:‬‬ ‫ش َرّب َ‬‫عْر َ‬ ‫ل َ‬‫حِم ُ‬‫قال أبو قرة فإنه قال‪َ :‬و َي ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -6‬الكافي ‪.2 /101 :1‬‬
‫)‪ (1‬في »ج‪ ،‬ط« و المصدر زيادة‪ :‬من شيء‪.‬‬
‫)‪ (2‬المجادلة ‪.7 :58‬‬
‫)‪ (3‬البقرة ‪.255 :2‬‬
‫)‪ (4‬النعام ‪[.....] .75 :6‬‬
‫سنى الية‪.‬‬ ‫حْ‬‫سماُء اْل ُ‬‫لْ‬ ‫ل ا َْ‬
‫)‪ (5‬في العراف )‪َ :(180 :7‬و ِّ‬

‫)‪ (6‬الحاقة ‪.17 :69‬‬


‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪753 :‬‬
‫ش »‪«1‬؟‬‫ن اْلَعْر َ‬
‫حِمُلو َ‬
‫ن َي ْ‬
‫اّلِذي َ‬
‫فقال أبو الحسن )عليه السلم(‪» :‬العرش ليس هو ال‪ ،‬و العرش اسم علم »‪ ،«2‬و قدرة‪ ،‬و عرش فيه كل شيء‪،‬‬
‫ثم أضاف الحمل إلى غيره‪ ،‬خلق من خلقه‪ ،‬لنه استعبد خلقه بحمل عرشه و هم حملة علمه‪ ،‬و خلق يسبحون‬
‫حول عرشه‪ ،‬و هم يعملون »‪ «3‬بعلمه‪ ،‬و ملئكة يكتبون أعمال عباده‪ ،‬و استعبد أهل الرض بالطواف حول‬
‫بيته‪ ،‬و ال على العرش استوى كما قال‪ ،‬و العرش و من يحمله و من حول العرش‪ ،‬و ال الحامل لهم‪ ،‬الحافظ‬
‫لهم‪ ،‬الممسك‪ ،‬القائم على كل نفس‪ ،‬و فوق كل شيء‪ ،‬و على كل شيء‪ ،‬و ل يقال‪ :‬محمول‪ ،‬و ل أسفل‪ ،‬قول مفردا‬
‫ل يوصل بشيء‪ ،‬فيفسد اللفظ و المعنى«‪.‬‬
‫قال أبو قرة‪ :‬فتكذب بالرواية التي جاءت أن ال إذا غضب إنما يعرف غضبه‪ ،‬أن الملئكة الذين يحملون العرش‬
‫يجدون ثقله على كواهلهم‪ ،‬فيخرون سجدا‪ ،‬و إذا ذهب الغضب خف‪ ،‬و رجعوا إلى مواقعهم »‪«4‬؟‬
‫فقال أبو الحسن )عليه السلم(‪» :‬أخبرني عن ال تبارك و تعالى منذ لعن إبليس إلى يومك هذا هو غضبان عليه‪،‬‬
‫فمتى رضي‪ ،‬و هو في صفتك لم يزل غضبان عليه‪ ،‬و على أوليائه‪ ،‬و على أتباعه؟ كيف تجتري أن تصف ربك‬
‫بالتغير من حال إلى حال‪ ،‬و أنه يجري عليه ما يجري على المخلوقين؟! سبحانه و تعالى‪ ،‬لم يزل مع الزائلين‪ ،‬و‬
‫لم يتغير مع المتغيرين‪ ،‬و لم يتبدل مع المتبدلين‪ ،‬و من دونه في يده و تدبيره‪ ،‬و كلهم إليه محتاج‪ ،‬و هو غني عمن‬
‫سواه«‪.‬‬
‫‪ -[7] /6976‬و عنه‪ :‬عن علي بن محمد‪ ،‬عن سهل بن زياد‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬قال‪ :‬كتبت إلى أبي الحسن‬
‫علي بن محمد )عليهما السلم(‪ :‬جعلني ال فداك يا سيدي‪ ،‬قد روي لنا أن ال في موضع دون موضع على العرش‬
‫استوى‪ ،‬و أنه ينزل كل ليلة في النصف الخر من الليل إلى السماء الدنيا‪ ،‬و روي أنه ينزل عشية عرفة‪ ،‬ثم يرجع‬
‫إلى موضعه فقال بعض مواليك في ذلك‪ :‬إذا كان في موضع دون موضع‪ ،‬فقد يلقيه الهواء و يتكيف »‪ «5‬عليه‪،‬‬
‫و الهواء جسم رقيق يتكيف على كل شيء بقدره‪ ،‬فكيف يتكيف عليه جل ثناؤه على هذا المثال؟‬
‫فوقع )عليه السلم(‪» :‬علم ذلك عنده‪ ،‬هو المقدر له بما هو أحسن تقديرا‪ ،‬و اعلم أنه إذا كان في سماء الدنيا فهو‬
‫كما على العرش‪ ،‬و الشياء كلها معه »‪ «6‬سواء‪ ،‬علما و قدرة و ملكا و إحاطة«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -7‬الكافي ‪.4 /98 :1‬‬
‫)‪ (1‬غافر ‪.7 :40‬‬
‫)‪ (2‬في »ي«‪ :‬و عرشه اسم علمه‪.‬‬
‫)‪ (3‬في »ط«‪ :‬يعلمون‪.‬‬
‫)‪ (4‬في »ج«‪ :‬مواقفهم‪.‬‬
‫)‪ (5‬في المصدر‪ ،‬و كذا في الموضع التي‪ :‬و يتكّنف‪ .‬و كّنف الشيء‪ :‬أحاط به‪» .‬المعجم الوسيط‪ -‬كنف‪:2 -‬‬
‫‪.«801‬‬
‫)‪ (6‬في المصدر‪ :‬له‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪754 :‬‬
‫‪ -[8] /6977‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن جعفر‪،‬‬
‫عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن الحسن بن محبوب‪ ،‬قال‪ :‬حدثني مقاتل بن سليمان‪ ،‬قال‪ :‬سألت جعفر بن محمد )عليهما‬
‫سَتوى فقال‪» :‬استوى من كل شيء‪ ،‬فليس شيء أقرب إليه‬ ‫شا ْ‬‫عَلى اْلَعْر ِ‬
‫ن َ‬‫حم ُ‬
‫السلم( عن قول ال عز و جل‪ :‬الّر ْ‬
‫من شيء«‪.‬‬
‫‪ -[9] /6978‬و عنه‪ :‬بهذا السناد‪ ،‬عن الحسن بن محبوب‪ ،‬عن حماد‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬كذب‬
‫من زعم أن ال عز و جل من شيء‪ ،‬أو في شيء‪ ،‬أو على شيء«‪.‬‬
‫‪ -[10] /6979‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق )رحمه ال(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن‬
‫أبي عبد ال الكوفي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا الحسين بن الحسن‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن‬
‫حنان بن سدير‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن العرش و الكرسي‪.‬‬
‫ب اْلَعْر ِ‬
‫ش‬ ‫فقال‪» :‬إن للعرش صفات كثيرة مختلفة‪ ،‬له في كل سبب وضع في القرآن صفة على حدة‪ ،‬فقوله‪َ :‬ر ّ‬
‫سَتوى يقول‪ :‬على الملك احتوى«‪.‬‬ ‫شا ْ‬
‫عَلى اْلَعْر ِ‬
‫ن َ‬
‫حم ُ‬ ‫ظيِم يقول‪ :‬رب الملك العظيم‪ ،‬و قوله‪ :‬الّر ْ‬ ‫اْلَع ِ‬
‫ظيِم »‪.«1‬‬ ‫ش اْلَع ِ‬
‫ب اْلَعْر ِ‬
‫و سيأتي الحديث بطوله‪ -‬إن شاء ال تعالى‪ -‬في سورة النمل‪ ،‬عند قوله تعالى‪َ :‬ر ّ‬
‫‪ -[11] /6980‬الطبرسي في )الحتجاج(‪ :‬روى هشام بن الحكم‪ ،‬أنه كان من سؤال الزنديق الذي أتى أبا عبد ال‬
‫)عليه السلم(‪ ،‬قال‪ :‬ما الدليل على صانع العالم؟‬
‫فقال‪ :‬أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬وجود الفاعيل التي دلت على أن صانعها صنعها‪ ،‬أل ترى أنك إذا نظرت إلى‬
‫بناء مشيد مبني علمت أن له بانيا‪ ،‬و إن كنت ل ترى الباني‪ ،‬و لم تشاهد؟«‪.‬‬
‫قال‪ :‬فما هو؟‬
‫قال‪» :‬هو شيء بخلف الشياء‪ ،‬ارجع بقولي شيء إلى إثباته‪ ،‬و إنه شيء بحقيقته الشيئية‪ ،‬غير أنه ل جسم و ل‬
‫صورة‪ ،‬و ل يجس »‪ ،«2‬و ل يدرك بالحواس الخمس‪ ،‬ل تدركه الوهام‪ ،‬و ل تنقصه الدهور‪ ،‬و ل يغيره‬
‫الزمان«‪.‬‬
‫قال‪ :‬السائل‪ :‬فإنا لم نجد موهوما إل مخلوقا؟‬
‫قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬لو كان ذلك كما تقول‪ ،‬لكان التوحيد منا مرتفعا‪ ،‬بأنا لم نكلف أن نعتقد غير‬
‫موهوم‪ ،‬لكنا نقول‪ :‬كل موهوم بالحواس مدرك بها‪ ،‬تحده الحواس ممثل فهو مخلوق و ل بد من إثبات كون صانع‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -8‬التوحيد‪.7 /317 :‬‬
‫‪ -9‬التوحيد‪.8 /317 :‬‬
‫‪ -10‬التوحيد‪.1 /321 :‬‬
‫‪ -11‬الحتجاج‪.332 :‬‬
‫)‪ (1‬يأتي في الحديث )‪ (1‬من تفسير الية )‪ (26‬من سورة الّنمل‪[.....] .‬‬
‫س‪.‬‬
‫)‪ (2‬في »ط« نسخة بدل‪ :‬يم ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪755 :‬‬
‫الشياء خارجا من الجهتين المذمومتين‪ :‬إحداهما النفي‪ ،‬إذ كان النفي هو البطال و العدم‪ .‬و الجهة الثانية التشبيه‬
‫بصفة المخلوق الظاهر التركيب و التأليف‪ ،‬فلم يكن بد من إثبات الصانع لوجود المصنوعين‪ ،‬و الضطرار منهم‬
‫إليه أنهم مصنوعون‪ ،‬و أن صانعهم غيرهم و ليس مثلهم‪ ،‬إذ كان مثلهم شبيها بهم في ظاهر التركيب و التأليف‪ ،‬و‬
‫فيما يجري عليهم من حدوثهم بعد أن لم يكونوا‪ ،‬و تنقلهم »‪ «1‬من صغر إلى كبر‪ ،‬و سواد إلى بياض‪ ،‬و قوة إلى‬
‫ضعف‪ ،‬و أحوال موجودة ل حاجة بنا إلى تفسيرها لثباتها و وجودها«‪.‬‬
‫قال السائل‪ :‬فأنت قد حددته إذ أثبت وجوده؟‬
‫قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬لم أحدده‪ ،‬و لكن أثبته إذا لم يكن بين النفي و الثبات منزلة«‪.‬‬
‫سَتوى؟‬ ‫شا ْ‬ ‫عَلى اْلَعْر ِ‬ ‫ن َ‬‫حم ُ‬
‫قال السائل‪ :‬فقوله‪ :‬الّر ْ‬
‫قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬بذلك وصف نفسه‪ ،‬و كذلك هو مستول على العرش‪ ،‬بائن من خلقه‪ ،‬من غير أن‬
‫يكون العرش حامل له‪ ،‬و ل أن العرش حاوله‪ ،‬و ل أن العرش محل له‪ ،‬لكنا نقول‪ :‬هو حامل العرش‪ ،‬و ممسك‬
‫ض »‪ ،«2‬فثبتنا من العرش و الكرسي ما ثبته‪ ،‬و‬ ‫لْر َ‬ ‫ت َو ا َْ‬‫سماوا ِ‬ ‫سّيُه ال ّ‬
‫سَع ُكْر ِ‬‫للعرش و نقول في ذلك ما قال‪َ :‬و ِ‬
‫نفينا أن يكون العرش و الكرسي حاويا له‪ ،‬و أن يكون عز و جل محتاجا إلى مكان‪ ،‬أو إلى شيء مما خلق‪ ،‬بل‬
‫خلقه محتاجون إليه«‪.‬‬
‫قال السائل‪ :‬فما الفرق بين أن ترفعوا أيديكم إلى السماء‪ ،‬و بين أن تخفضوها نحو الرض؟‬
‫قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬ذلك في علمه و إحاطته و قدرته سواء‪ ،‬لكنه عز و جل أمر أولياءه و عباده برفع‬
‫أيديهم إلى السماء نحو العرش‪ ،‬لنه جعله معدن الرزق‪ ،‬فثبتنا ما ثبته القرآن و الخبار عن الرسول )صلى ال‬
‫عليه و آله( حين قال‪ :‬ارفعوا أيديكم إلى ال عز و جل‪ ،‬و هذا تجمع عليه فرق المة كلها«‪.‬‬
‫‪ -[12] /6981‬الطبرسي في )الحتجاج(‪ :‬عن الصادق )عليه السلم(‪ ،‬و قد سأله )عليه السلم( زنديق‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫فأخبرني عن الشمس‪ ،‬أين تغيب؟‬
‫قال )عليه السلم(‪» :‬إن بعض العلماء قال‪ :‬إذا انحدرت أسفل القبة دار بها الفلك إلى بطن السماء صاعدة أبدا‪ ،‬إلى‬
‫أن تنحط إلى موضع مطلعها‪ ،‬يعني أنها تغيب في عين حامية‪ ،‬ثم تخرق الرض راجعة إلى موضع مطلعها‪،‬‬
‫فتخر تحت العرش حتى يؤذن لها بالطلوع‪ ،‬و يسلب نورها كل يوم‪ ،‬و تجلل نورا آخر«‪.‬‬
‫قال‪ :‬فالكرسي أكبر أم العرش؟‬
‫قال )عليه السلم(‪» :‬كل شيء خلقه ال في جوف الكرسي ما خل عرشه‪ ،‬فإنه أعظم من أن يحيط به الكرسي«‬
‫قال‪ :‬فخلق النهار قبل الليل؟‬
‫قال )عليه السلم(‪» :‬نعم‪ ،‬خلق النهار قبل الليل‪ ،‬و الشمس قبل القمر‪ ،‬و الرض قبل السماء‪ ،‬و وضع الرض‬
‫على‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -12‬الحتجاج‪.351 :‬‬
‫)‪ (1‬في »ط« نسخة بدل‪ :‬و تقّلبهم‪.‬‬
‫)‪ (2‬البقرة ‪.255 :2‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪756 :‬‬
‫الحوت‪ ،‬و الحوت في الماء‪ ،‬و الماء في صخرة مجوفة‪ ،‬و الصخرة على عاتق ملك‪ ،‬و الملك على الثرى‪ ،‬و‬
‫الثرى على الريح العقيم‪ ،‬و الريح على الهواء‪ ،‬و الهواء تمسكه القدرة‪ ،‬و ليس تحت الريح العقيم‪ ،‬إل الهواء و‬
‫الظلمات‪ ،‬و ل وراء ذلك سعة‪ ،‬و ل ضيق‪ ،‬و ل شيء يتوهم‪ ،‬ثم خلق الكرسي فحشاه السماوات و الرض‪ ،‬و‬
‫الكرسي أكبر من كل شيء خلق‪ ،‬ثم خلق العرش فجعله أكبر من الكرسي«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ت الّثرى ]‪[6‬‬ ‫ح َ‬‫ض َو ما َبْيَنُهما َو ما َت ْ‬‫لْر ِ‬ ‫ت َو ما ِفي ا َْ‬
‫سماوا ِ‬‫َلُه ما ِفي ال ّ‬
‫‪ -[1] /6982‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن محمد بن أحمد‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن جميل بن صالح‪ ،‬عن أبان بن تغلب‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪ :‬سألته عن الرض‪ ،‬على أي شيء و هي؟ قال‪» :‬على الحوت«‪ .‬قلت‪:‬‬
‫فالحوت على أي شيء هو؟ قال‪» :‬على الماء«‪ .‬قلت‪ :‬فالماء‪ ،‬على أي شيء هو؟ قال‪» :‬على الصخرة«‪ .‬قلت‪:‬‬
‫فعلى أي شيء الصخرة؟ قال‪» :‬على قرن ثور أملس«‪ .‬قلت‪ :‬فعلى أي شيء الثور؟ قال‪» :‬على الثرى«‪ .‬قلت‪:‬‬
‫فعلى أي شيء الثرى؟‬
‫قال‪» :‬هيهات‪ ،‬عند ذلك ضل علم العلماء«‪.‬‬
‫و رواه علي بن إبراهيم‪ ،‬عن محمد بن أبي عبد ال‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن الحسن بن محبوب‪ ،‬عن‪ ،‬جميل بن صالح‪،‬‬
‫عن أبان بن تغلب‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( مثله »‪.«1‬‬

‫‪ -[2] /6983‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن علي بن مهزيار‪ ،‬عن العلء المكفوف‪ ،‬عن بعض أصحابه‪،‬‬
‫عن أبا عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪ :‬سئل عن الرض‪ ،‬على أي شيء هي؟ قال‪» :‬على الحوت« فقيل له‪:‬‬
‫فالحوت‪ ،‬على أي شيء هو؟ قال‪» :‬على الماء«‪ .‬فقيل له‪ :‬فالماء‪ ،‬على أي شيء هو؟ قال‪» :‬على الثرى« قيل له‪:‬‬
‫فالثرى‪ ،‬على أي شيء هو؟ قال‪» :‬عند ذلك انقضى علم العلماء«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫خفى ]‪[7‬‬‫سّر َو َأ ْ‬
‫ل َفِإّنُه َيْعَلُم ال ّ‬
‫جَهْر ِباْلَقْو ِ‬
‫ن َت ْ‬
‫َو ِإ ْ‬
‫‪ -[3] /6984‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن علي ما جيلويه )رحمه ال(‪ ،‬قال‪ :‬حدثني عمي محمد بن أبي‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬الكافي ‪.55 /89 :8‬‬

‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.58 :2‬‬

‫‪ -3‬معاني الخبار‪.1 /143 :‬‬

‫)‪ (1‬تفسير القّمي ‪.59 :2‬‬

‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪757 :‬‬


‫القاسم‪ ،‬عن محمد بن علي الكوفي‪ ،‬قال‪ :‬حدثني موسى بن سعدان الحناط‪ ،‬عن عبد ال بن القاسم‪ ،‬عن عبد ال بن‬
‫خفى‪.‬‬‫سّر َو َأ ْ‬
‫مسكان‪ ،‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول ال عز و جل‪َ :‬يْعَلُم ال ّ‬
‫قال‪» :‬السر‪ :‬ما أكننته »‪ «1‬في نفسك‪ ،‬و أخفى‪ :‬ما خطر ببالك ثم أنسيته«‪.‬‬
‫‪ -[1] /6985‬الطبرسي‪ :‬روي عن السيدين الباقر و الصادق )عليهما السلم(‪» :‬السر‪ :‬ما أخفيته في نفسك‪ ،‬و‬
‫أخفى‪:‬‬
‫ما خطر ببالك ثم أنسيته«‪.‬‬
‫‪ -[2] /6986‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬السر‪ :‬ما أخفيته‪ ،‬و أخفى‪ :‬ما خطر ببالك ثم أنسيته‪ .‬ثم قص عز و جل قصة‬
‫موسى‪ ،‬و نكتب خبرها في سورة القصص إن شاء ال تعالى »‪.«2‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫خرى ]‪[18 -10‬‬ ‫ب ُأ ْ‬
‫ي ِفيها َمآِر ُ‬
‫س‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و ِل َ‬
‫آِتيُكْم ِمْنها ِبَقَب ٍ‬
‫‪ -[3] /6987‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬و في رواية أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬في قوله‪ :‬آِتيُكْم ِمْنها‬
‫ى كان قد أخطأ الطريق‪،‬‬ ‫عَلى الّناِر ُهد ً‬
‫جُد َ‬ ‫س يقول‪» :‬آتيكم بقبس من النار تصطلون من البرد«‪ .‬و قوله‪َ :‬أْو أَ ِ‬ ‫ِبَقَب ٍ‬
‫خرى‬ ‫ب ُأ ْ‬
‫ي ِفيها َمآِر ُ‬‫غَنِمي يقول‪ :‬أخبط بها الشجر لغنمي َو ِل َ‬ ‫على َ‬ ‫ش ِبها َ‬‫يقول‪ :‬أو أجد على النار طريقا و قوله‪َ :‬أُه ّ‬
‫خرى يقول‪:‬‬ ‫ب ُأ ْ‬ ‫ي ِفيها َمآِر ُ‬‫فمن الفرق »‪ «3‬لم يستطع الكلم‪ ،‬فجمع كلمه فقال‪َ :‬و ِل َ‬
‫حوائج أخرى‪.‬‬
‫‪ -[4] /6988‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن الحسن الصفار‪،‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا يعقوب بن يزيد‪ ،‬عن محمد بن أبي عمير‪ ،‬عن أبان بن عثمان‪ ،‬عن يعقوب بن شعيب‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫ك لنها كانت من جلد حمار ميت«‪.‬‬ ‫خَلعْ َنْعَلْي َ‬‫)عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬قال ال عز و جل لموسى )عليه السلم(‪َ :‬فا ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬مجمع البيان ‪.6 :7‬‬
‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.59 :2‬‬
‫‪ -3‬تفسير القّمي ‪.60 :2‬‬
‫‪ -4‬علل الشرائع‪.1 /66 :‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬كتمته‪.‬‬
‫)‪ (2‬يأتي في تفسير اليات )‪ (35 -4‬من سورة القصص‪[.....] .‬‬
‫)‪ (3‬الفرق‪ :‬الخوف‪» .‬الصحاح‪ -‬فرق‪.«1541 :4 -‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪758 :‬‬

‫‪ -[3] /6989‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن علي بن نصر البخاري المقرئ‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو عبد ال الكوفي الفقيه‬
‫بفرغانة »‪ ،«1‬بإسناد متصل إلى الصادق جعفر بن محمد )عليه السلم(‪ ،‬أنه قال في قوله عز و جل لموسى‬
‫)عليه السلم(‪:‬‬
‫ك‪» :‬يعني ارفع خوفيك‪ ،‬يعني خوفه من ضياع أهله‪ ،‬و قد خلفها تمخض‪ ،‬و خوفه من فرعون«‪.‬‬ ‫خَلْع َنْعَلْي َ‬
‫َفا ْ‬
‫‪ -[4] /6990‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن علي بن محمد بن حاتم النوفلي المعروف بالكرماني‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو‬
‫العباس أحمد بن عيسى الوشاء البغدادي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن طاهر القمي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن بحر بن سهل‬
‫الشيباني‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن مسرور‪ ،‬عن سعد بن عبد ال القمي‪ ،‬عن القائم الحجة )عليه السلم(‪ -‬في حديث‬
‫طويل يتضمن مسائل كثيرة‪ -‬قال‪ :‬قلت‪ :‬فأخبرني‪ ،‬يا بن رسول ال‪ ،‬عن أمر ال تعالى لنبيه موسى )عليه السلم(‪:‬‬
‫ى فإن فقهاء الفريقين يزعمون أنها كانت من إهاب الميتة‪.‬‬
‫طو ً‬
‫س ُ‬
‫ك ِباْلواِد اْلُمَقّد ِ‬
‫ك ِإّن َ‬
‫خَلْع َنْعَلْي َ‬
‫َفا ْ‬
‫فقال )عليه السلم(‪» :‬من قال ذلك فقد افترى على موسى )عليه السلم(‪ ،‬و استجهله في نبوته‪ ،‬لنه ما خل المر‬
‫فيها من خصلتين »‪ :«2‬إما أن تكون صلة موسى فيها جائزة أو غير جائزة‪ ،‬فإن كانت صلته جائزة‪ ،‬جاز له‬
‫لبسها في تلك البقعة إذ لم تكن مقدسة‪ ،‬و إن كانت مقدسة مطهرة‪ ،‬فليست بأقدس و أطهر من الصلة‪ ،‬و إن كانت‬
‫صلته غير جائزة فيها‪ ،‬فقد أوجب على موسى )عليه السلم( أنه لم يعرف الحلل من الحرام‪ ،‬و ما علم ما تجوز‬
‫فيه الصلة و ما لم تجز‪ ،‬و هذا كفر«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فأخبرني‪ -‬يا مولي‪ -‬عن التأويل فيها؟‬
‫قال‪» :‬إن موسى )عليه السلم( ناجى ربه بالوادي المقدس‪ ،‬فقال‪ :‬يا رب‪ ،‬إني قد أخلصت لك المحبة مني‪ ،‬و‬
‫ك أي انزع حب أهلك من‬ ‫خَلْع َنْعَلْي َ‬
‫غسلت قلبي عمن سواك‪ -‬و كان شديد الحب لهله‪ -‬فقال ال تبارك و تعالى‪َ :‬فا ْ‬
‫قبلك إن كانت محبتك لي خالصة‪ ،‬و قلبك من الميل إلى من سواي مغسول«‪.‬‬
‫سَتِمْع ِلما‬
‫ك َفا ْ‬
‫خَتْرُت َ‬
‫ك قال‪ :‬كانتا من جلد حمار ميت َو َأَنا ا ْ‬ ‫خَلْع َنْعَلْي َ‬
‫‪ -[5] /6991‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬و قوله‪َ :‬فا ْ‬
‫صلَة ِلِذْكِري قال‪ :‬إذا نسيتها ثم ذكرتها فصلها‪.‬‬ ‫عُبْدِني َو َأِقِم ال ّ‬
‫ل َأَنا َفا ْ‬
‫ل ل ِإلَه ِإ ّ‬
‫ُيوحى ِإّنِني َأَنا ا ُّ‬
‫‪ -[6] /6992‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬و محمد ابن‬
‫خالد‪ ،‬جميعا‪ ،‬عن القاسم بن عروة‪ ،‬عن عبيد بن زرارة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬إذا فاتتك‬
‫صلة فذكرتها في وقت اخرى‪ ،‬فإن كنت تعلم أنك إذا صليت التي فاتتك‪ ،‬كنت من الخرى في وقت‪ ،‬فابدأ بالتي‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -3‬علل الشرائع‪.2 /66 :‬‬
‫‪ -4‬كمال الدين و تمام النعمة‪.460 :‬‬
‫‪ -5‬تفسير القّمي ‪.60 :2‬‬
‫‪ -6‬الكافي ‪.4 /293 :3‬‬
‫)‪ (1‬فرغانة‪ :‬مدينة‪ ،‬و كورة واسعة بما وراء النهر‪ ،‬متآخمة لبلد تركستان‪ ،‬و بينها و بين سمرقند خمسون‬
‫فرسخا‪ ،‬و يقال‪ :‬فرغانة قرية من قرى فارس‪» .‬معجم البلدان ‪.«253 :4‬‬
‫)‪ (2‬في »ج« و المصدر‪ :‬خطيئتين‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪759 :‬‬
‫صلَة ِلِذْكِري‪ .‬و إن كنت تعلم أنك إذا صليت التي فاتتك‪ ،‬فاتتك التي‬ ‫فاتتك‪ ،‬فإن ال عز و جل يقول‪َ :‬و َأِقِم ال ّ‬
‫بعدها‪ ،‬فابدأ بالتي أنت في وقتها فصلها‪ ،‬ثم أقم الخرى«‪.‬‬
‫و رواه الشيخ في )التهذيب( بإسناده‪ :‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن القاسم بن عروة‪ ،‬بباقي السند و المتن‪ ،‬إل أن في‬
‫آخر الرواية‪» :‬و أقم للخرى« »‪.«1‬‬

‫‪ -[7] /6993‬الطبرسي‪ ،‬قيل‪ :‬معناه أقم الصلة متى ذكرت أن عليك صلة‪ ،‬كنت في وقتها أم لم تكن‪ ،‬عن أكثر‬
‫المفسرين قال‪ :‬و هو المروي عن أبي جعفر )عليه السلم(‪.‬‬
‫خِفيها قال‪ :‬قال‪» :‬من نفسي هكذا نزلت«‪.‬‬‫عَة آِتَيٌة َأكاُد ُأ ْ‬
‫سا َ‬
‫ن ال ّ‬
‫‪ -[8] /6994‬قال علي بن إبراهيم‪ ،‬في قوله‪ِ :‬إ ّ‬
‫قيل‪ :‬كيف يخفيها من نفسه؟ قال‪» :‬جعلها من غير وقت«‪.‬‬
‫‪ -[9] /6995‬الطبرسي‪ :‬عن ابن عباس‪ :‬أكاد أخفيها من نفسي‪ ،‬فهو كذلك في قراءة أبي‪ ،‬قال‪ :‬و روي ذلك عن‬
‫الصادق )عليه السلم(‪.‬‬
‫‪ -[10] /6996‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن سلمة بن الخطاب‪ ،‬عن عبد ال بن محمد‪ ،‬عن منيع بن‬
‫الحجاج البصري‪ ،‬عن مجاشع‪ ،‬عن معلى‪ ،‬عن محمد بن الفيض‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬كانت‬
‫عصا موسى لدم‪ ،‬فصارت إلى شعيب‪ ،‬ثم صارت إلى موسى بن عمران‪ ،‬و إنها لعندنا‪ ،‬و إن عهدي بها آنفا‪ ،‬و‬
‫هي خضراء كهيئتها حين انتزعت من شجرتها‪ ،‬و إنها لتنطق إذا استنطقت‪ ،‬أعدت لقائمنا )عليه السلم(‪ ،‬يصنع‬
‫بها ما كان يصنع بها موسى )عليه السلم(‪ ،‬و إنها لتروع و تلقف ما يأفكون‪ ،‬و تصنع ما تؤمر به‪ ،‬إنها حيث‬
‫أقبلت تلقف ما يأفكون‪ ،‬يفتح لها شعبتان‪ :‬إحداهما في الرض‪ ،‬و الخرى في السقف‪ ،‬و بينهما أربعون ذراعا‪،‬‬
‫تلقف ما يأفكون بلسانها«‪.‬‬
‫و رواه ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبي )رحمه ال(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن يحيى‪ ،‬عن سلمة بن الخطاب‪ ،‬و ساق السند‬
‫و المتن »‪.«2‬‬

‫و رواه محمد بن الحسن الصفار في )بصائره( عن سلمة بن الخطاب‪ ،‬و ساق الحديث سندا و متنا »‪.«3‬‬

‫‪ -[11] /6997‬محمد بن إبراهيم النعماني‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -7‬مجمع البيان ‪.10 :7‬‬

‫‪ -8‬تفسير القّمي ‪.60 :2‬‬

‫‪ -9‬مجمع البيان ‪.11 :7‬‬


‫‪ -10‬الكافي ‪.1 /180 :1‬‬

‫‪ -11‬الغيبة‪.27 /238 :‬‬

‫)‪ (1‬التهذيب ‪.1070 /268 :2‬‬

‫)‪ (2‬كمال الدين و تمام النعمة‪[.....] .27 /673 :‬‬

‫)‪ (3‬بصائر الدرجات‪.36 /203 :‬‬

‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪760 :‬‬


‫ابن المفضل بن إبراهيم‪ ،‬و سعدان بن إسحاق بن سعيد‪ ،‬و أحمد بن الحسين بن عبد الملك‪ ،‬و محمد بن أحمد بن‬
‫الحسن القطواني‪ ،‬قالوا جميعا‪ :‬حدثنا الحسن بن محبوب‪ ،‬عن عبد ال بن سنان‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه‬
‫السلم( يقول‪» :‬كانت عصا موسى قضيب آس من غرس الجنة‪ ،‬أتاه به جبرئيل )عليه السلم( لما توجه تلقاء‬
‫مدين‪ ،‬و هي و تابوت آدم )عليه السلم( في بحيرة طبرية‪ ،‬و لن يبليا و لن يتغيرا حتى يخرجهما القائم )عليه‬
‫السلم( إذا قام«‪.‬‬
‫‪ -[12] /6998‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن أحمد بن إدريس‪ ،‬عن عمران بن موسى‪ ،‬عن موسى بن جعفر البغدادي‪،‬‬
‫عن علي بن أسباط‪ ،‬عن محمد بن الفضيل‪ ،‬عن أبي حمزة الثمالي‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪:‬‬
‫سمعته يقول‪» :‬ألواح موسى )عليه السلم( عندنا‪ ،‬و عصا موسى عندنا‪ ،‬و نحن ورثة النبيين«‪.‬‬
‫‪ -[13] /6999‬و عنه‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن موسى بن سعدان‪ ،‬عن أبي الحسين السدي‪،‬‬
‫عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬خرج أمير المؤمنين )عليه السلم( ذات ليلة بعد عتمة‪ ،‬و‬
‫هو يقول‪ :‬همهمة و ليلة مظلمة‪ ،‬خرج عليكم المام عليه قميص آدم‪ ،‬و في يده خاتم سليمان و عصا موسى«‪.‬‬
‫‪ -[14] /7000‬محمد بن الحسن الصفار‪ ،‬عن محمد بن عبد الجبار‪ ،‬عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي‪ ،‬عن أبي‬
‫الحسين السدي‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬خرج علي أمير المؤمنين )عليه السلم(‬
‫ذات ليلة على أصحابه بعد عتمة و هم فى الرحبة‪ ،‬و هو يقول‪ :‬همهمة في ليلة مظلمة‪ ،‬خرج عليكم المام و عليه‬
‫قميص آدم‪ ،‬و في يده خاتم سليمان‪ ،‬و عصا موسى«‪.‬‬
‫‪ -[15] /7001‬و عنه‪ :‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن ابن سنان‪ ،‬عن عمار بن مروان‪ ،‬عن المنخل‪ ،‬عن جابر‪ ،‬قال‪:‬‬
‫قال أبو جعفر )عليه السلم(‪» :‬ألم تسمع قول رسول ال )صلى ال عليه و آله( لعلي )عليه السلم( »‪ :«1‬و ال‬
‫لتؤتين خاتم سليمان‪ ،‬و ال لتؤتين عصا موسى«‪.‬‬
‫و الروايات في ذلك كثيرة‪.‬‬
‫‪ -[16] /7002‬عمر بن إبراهيم الوسي‪ ،‬قال‪ :‬روي عن رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬أنه قال‪» :‬لما كانت‬
‫الليلة التي أسري بي إلى السماء‪ ،‬وقف جبرئيل في مقامه‪ ،‬و غبت عن تحية كل ملك و كلمه‪ ،‬و صرت بمقام‬
‫انقطع عني فيه الصوات‪ ،‬و تساوى عندي الحياء و الموات‪ ،‬اضطرب قلبي و تضاعف كربي‪ ،‬فسمعت مناديا‬
‫ينادي بلغة علي ابن أبي طالب‪ :‬قف‪ -‬يا محمد‪ -‬فإن ربك يصلي‪ .‬قلت‪ :‬كيف يصلي‪ ،‬و هو غني عن الصلة لحد؟‬
‫و كيف بلغ علي هذا المقام؟‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -12‬الكافي ‪.2 /180 :1‬‬
‫‪ -13‬الكافي ‪.4 /181 :1‬‬
‫‪ -14‬بصائر الدرجات‪.52 /208 :‬‬
‫‪ -15‬بصائر الدرجات‪.51 /207 :‬‬
‫‪... -16‬‬
‫سلم(‪.‬‬
‫ي )عليه ال ّ‬ ‫)‪ (1‬في المصدر زيادة‪ :‬في عل ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪761 :‬‬
‫ت ِإَلى الّنوِر »‪ «1‬و صلتي‬ ‫ظُلما ِ‬
‫ن ال ّ‬
‫جُكْم ِم َ‬
‫خِر َ‬
‫عَلْيُكْم َو َملِئَكُتُه ِلُي ْ‬
‫صّلي َ‬
‫فقال ال تعالى‪ :‬اقرأ يا محمد‪ُ :‬هَو اّلِذي ُي َ‬
‫رحمة لك و لمتك‪ ،‬فأما سماعك صوت علي‪ ،‬فإن أخاك موسى بن عمران لما جاء جبل الطور و عاين ما عاين‬
‫من عظم المور‪ ،‬أذهله ما رآه عما يلقى إليه‪ ،‬فشغلته عن الهيبة بذكر ال أحب الشياء إليه و هي العصا‪ ،‬إذ قلت‬
‫ك يا ُموسى‪ -‬و لما كان علي أحب الناس إليك‪ ،‬ناديناك بلغته و كلمه‪ ،‬ليسكن ما بقلبك من‬ ‫ك ِبَيِميِن َ‬
‫له‪َ :‬و ما ِتْل َ‬
‫خرى بها ألف معجزة«‬ ‫ب ُأ ْ‬
‫ي ِفيها َمآِر ُ‬
‫الرعب‪ ،‬و لتفهم ما يلقى إليك‪ -‬قال‪َ :‬و ِل َ‬
‫ليس هذا موضع ذكرها‪.‬‬
‫على‬
‫ش ِبها َ‬
‫‪ -[17] /7003‬علي بن إبراهيم‪ :‬و في رواية أبى الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪» :‬قوله َأُه ّ‬
‫خرى فمن الفرق لم يستطع الكلم‪ ،‬فجمع كلمه‪ ،‬فقال‪َ :‬و‬ ‫ب ُأ ْ‬‫ي ِفيها َمآِر ُ‬ ‫غَنِمي يقول‪ :‬أخبط بها الشجر لغنمي َو ِل َ‬ ‫َ‬
‫خرى يقول‪ :‬حوائج اخرى«‪.‬‬ ‫ب ُأ ْ‬
‫ي ِفيها َمآِر ُ‬‫ِل َ‬
‫‪ -[18] /7004‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن القاسم بن محمد‪ ،‬عن سليمان بن داود المنقري‪ ،‬عن حفص‬
‫بن غياث‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬جاء إبليس )لعنه ال( إلى موسى )عليه السلم( و هو يناجي‬
‫ربه‪ ،‬فقال له ملك من الملئكة‪ :‬ويلك‪ ،‬ما ترجو منه و هو على هذه الحالة يناجي ربه؟ فقال له‪ :‬أرجو منه ما أرجو‬
‫من أبيه آدم و هو في الجنة«‪.‬‬
‫جّيا من سورة مريم »‪.«2‬‬ ‫و الحديث بطوله‪ ،‬تقدم في قوله تعالى‪َ :‬و َقّرْبناُه َن ِ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫خرى ]‪[22‬‬‫سوٍء آَيًة ُأ ْ‬‫غْيِر ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ج َبْيضاَء ِم ْ‬ ‫خُر ْ‬
‫ك َت ْ‬
‫حَ‬
‫جنا ِ‬‫ك ِإلى َ‬ ‫ضُمْم َيَد َ‬
‫َو ا ْ‬
‫‪ -[1] /7005‬ابن بابويه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سعد بن عبد ال‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن خالد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد‬
‫بن سنان‪ ،‬عن خلف بن حماد‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬قال ال تبارك و تعالى لموسى )عليه‬
‫السلم(‪:‬‬
‫سوٍء »‪ «3‬قال‪» :‬من غير برص«‪.‬‬ ‫غْيِر ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ج َبْيضاَء ِم ْ‬
‫خُر ْ‬
‫ك َت ْ‬
‫جْيِب َ‬
‫ك ِفي َ‬ ‫ل َيَد َ‬‫خْ‬
‫َأْد ِ‬
‫‪ -[2] /7006‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن الحسن بن محبوب‪ ،‬عن العلء بن رزين‪ ،‬عن محمد بن‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -17‬تفسير القّمي ‪.60 :2‬‬

‫‪ -18‬تفسير القّمي ‪.242 :1‬‬

‫‪ -1‬معاني الخبار‪.1 /172 :‬‬

‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.140 :2‬‬

‫)‪ (1‬الحزاب ‪.43 :33‬‬

‫)‪ (2‬تقّدم في الحديث )‪ (1‬من تفسير الية )‪ (52‬من سورة مريم‪.‬‬

‫)‪ (3‬النمل ‪[.....] .12 :27‬‬

‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪762 :‬‬


‫مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬كان موسى شديد السمرة‪ ،‬فأخرج يده من جيبه‪ ،‬فأضاءت له الدنيا«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫صيرًا ]‪-25‬‬‫ت ِبنا َب ِ‬
‫ك ُكْن َ‬‫ن ِلساِني‪ -‬إلى قوله تعالى‪ِ -‬إّن َ‬
‫عْقَدًة ِم ْ‬
‫ل ُ‬
‫حُل ْ‬
‫سْر ِلي َأْمِري َو ا ْ‬
‫صْدِري َو َي ّ‬
‫ح ِلي َ‬ ‫شَر ْ‬
‫با ْ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫قا َ‬
‫‪[35‬‬
‫‪ -[1] /7007‬محمد بن العباس‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن الحسن الخثعمي‪ ،‬عن عباد بن يعقوب‪ ،‬عن علي بن هاشم‪،‬‬
‫عن عمر »‪ «1‬بن حارث‪ ،‬عن عمران بن سليمان‪ ،‬عن حصين »‪ «2‬التغلبي »‪ ،«3‬عن أسماء بنت عميس‪ ،‬قالت‪:‬‬
‫رأيت رسول ال )صلى ال عليه و آله( بإزاء ثبير »‪ ،«4‬و هو يقول‪» :‬أشرق ثبير أشرق ثبير‪ ،‬اللهم إني أسألك‬
‫ما سألك أخي موسى‪ ،‬أن تشرح لي صدري‪ ،‬و أن تيسر لي أمري‪ ،‬و أن تحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي‪ ،‬و أن‬
‫تجعل لي وزيرا من أهلي عليا أخي‪ ،‬اشدد به أزري‪ ،‬و أشركه في أمري‪ ،‬كي نسبحك كثيرا‪ ،‬و نذكرك كثيرا‪ ،‬إنك‬
‫كنت بنا بصيرا«‪.‬‬
‫‪ -[2] /7008‬و من طريق المخالفين‪ :‬ما رواه أبو نعيم الحافظ‪ ،‬بإسناده عن رجاله‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬قال‪ :‬أخذ‬
‫رسول ال )صلى ال عليه و آله( بيد علي بن أبي طالب )عليه السلم( و بيدي و نحن بمكة و صلى أربع‬
‫صْدِري َو‬
‫ح ِلي َ‬ ‫شَر ْ‬‫با ْ‬‫ركعات‪ ،‬ثم رفع يديه إلى السماء‪ ،‬و قال‪» :‬اللهم‪ ،‬إن نبيك موسى بن عمران سألك‪ ،‬فقال‪َ :‬ر ّ‬
‫سْر ِلي َأْمِري الية‪ ،‬و أنا محمد نبيك أسألك‪ ،‬رب اشرح لي صدري‪ ،‬و يسر لي أمري‪ ،‬و احلل عقدة من لساني‬ ‫َي ّ‬
‫يفقهوا قولي‪ ،‬و اجعل لي وزيرا من أهلي‪ ،‬عليا أخي‪ ،‬اشدد به أزري‪ ،‬و أشركه في أمري«‪.‬‬
‫قال ابن عباس‪ :‬فسمعت مناديا ينادي‪ :‬يا أحمد‪ ،‬قد أوتيت ما سألت‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫حّبًة ِمّني ]‪[39‬‬
‫ك َم َ‬
‫عَلْي َ‬
‫ت َ‬‫َو َأْلَقْي ُ‬
‫ب َو الّنوى »‪.«5‬‬ ‫ح ّ‬‫ق اْل َ‬‫‪ -[3] /7009‬العياشي‪ :‬عن المفضل‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قوله‪ :‬فاِل ُ‬
‫__________________________________________________‬
‫سلم( من تاريخ‬ ‫ي )عليه ال ّ‬‫‪ -1‬تأويل اليات ‪ ،2 /310 :1‬شواهد التنزيل ‪ ،513 -511 /369 :1‬ترجمة المام عل ّ‬
‫ابن عساكر ‪.147 /120 :1‬‬
‫‪ -2‬النور المشتعل‪.37 /138 :‬‬
‫‪ -3‬تفسير العّياشي ‪.65 /37 :1‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬عمرو‪.‬‬
‫)‪ (2‬في »ط« نسخة بدل‪ :‬حفص‪.‬‬
‫)‪ (3‬في »ج‪ ،‬ط«‪ :‬الثعلبي‪.‬‬
‫)‪ (4‬ثبير‪ :‬جبل بمّكة‪» .‬الصحاح‪ -‬ثبر‪.«604 :2 -‬‬
‫)‪ (5‬النعام ‪.95 :6‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪763 :‬‬
‫حّبًة ِمّني و النوى هو الكافر الذي نأى عن الحق‪ ،‬فلم‬ ‫ك َم َ‬‫عَلْي َ‬
‫ت َ‬ ‫قال‪» :‬الحب‪ :‬المؤمن‪ ،‬و ذلك قوله تعالى َو َأْلَقْي ُ‬
‫يقبله«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ك ُفُتونًا أي‬ ‫ك ُفُتونًا‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و ل َتِنيا ِفي ِذْكِري ]‪ -[1] /7010 [42 -40‬علي بن إبراهيم‪َ :‬و َفَتّنا َ‬ ‫َو َفَتّنا َ‬
‫سي أي‬ ‫ك ِلَنْف ِ‬
‫طَنْعُت َ‬
‫صَ‬ ‫ن يعني عند شعيب‪ ،‬و قوله تعالى‪َ :‬و ا ْ‬ ‫ل َمْدَي َ‬
‫ن ِفي َأْه ِ‬ ‫سِني َ‬ ‫ت ِ‬‫اختبرناك اختبارا‪ ،‬قوله تعالى‪َ :‬فَلِبْث َ‬
‫ك ِبآياِتي َو ل َتِنيا ِفي ِذْكِري أي ل تضعفا‪.‬‬ ‫خو َ‬ ‫ت َو َأ ُ‬
‫ب َأْن َ‬
‫اخترتك‪ ،‬و قوله‪ :‬اْذَه ْ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫خشى ]‪ 43‬و ‪[44‬‬ ‫ل َلّينًا َلَعّلُه َيَتَذّكُر َأْو َي ْ‬
‫طغى َفُقول َلُه َقْو ً‬ ‫ن ِإّنُه َ‬
‫عْو َ‬
‫اْذَهبا ِإلى ِفْر َ‬
‫‪ -[2] /7011‬الشيخ في )التهذيب(‪ :‬بإسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى‪ ،‬عن هارون بن مسلم‪ ،‬عن مسعدة ابن‬
‫صدقة‪ ،‬قال‪ :‬حدثني شيخ من ولد عدي بن حاتم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده عدي بن حاتم‪ ،‬و كان مع علي )عليه السلم(‬
‫في حروبه‪ ،‬أن عليا )عليه السلم( قال يوم التقى هو و معاوية بصفين‪ ،‬و رفع بها صوته يسمع أصحابه‪» :‬و ال‪،‬‬
‫لقتلن معاوية و أصحابه«‪ ،‬ثم قال في آخر قوله‪» :‬إن شاء ال تعالى« خفض بها صوته‪ ،‬و كنت قريبا منه‪ .‬فقلت‪:‬‬
‫يا أمير المؤمنين‪ ،‬إنك حلفت على ما قلت ثم استثنيت‪ ،‬فما أردت بذلك؟‬
‫فقال‪» :‬إن الحرب خدعة‪ ،‬و أنا عند المؤمنين غير كذوب‪ ،‬فأردت أن أحرض أصحابي عليهم‪ ،‬لئل يفشلوا و لكي‬
‫يطمعوا فيهم‪ ،‬فافهم فإنك تنتفع بها بعد اليوم إن شاء ال‪ ،‬و اعلم أن ال عز و جل قال لموسى )عليه السلم(‪ ،‬حين‬
‫خشى و قد علم أنه ل يتذكر و ل يخشى‪ ،‬و لكن ليكون‬ ‫ل َلّينًا َلَعّلُه َيَتَذّكُر َأْو َي ْ‬
‫أرسله إلى فرعون‪ :‬فأتياه َفُقول َلُه َقْو ً‬
‫ذلك أحرص لموسى )عليه السلم( على الذهاب«‪.‬‬
‫و رواه الكليني‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن هارون بن مسلم‪ ،‬و ساق الحديث إلى آخره‪ ،‬و فيه بعض التغيير‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.60 :2‬‬

‫‪ -2‬التهذيب ‪.299 /163 :6‬‬

‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪764 :‬‬


‫اليسير »‪.«1‬‬

‫و رواه أيضا علي بن إبراهيم‪ :‬عن هارون بن مسلم بباقي السند و المتن »‪.«2‬‬

‫‪ -[2] /7012‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا الحاكم أبو محمد جعفر بن نعيم بن شاذان النيسابوري )رضي ال عنه(‪ ،‬عن‬
‫عمه أبي عبد ال محمد بن شاذان‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا الفضل بن شاذان‪ ،‬عن محمد بن أبي عمير‪ ،‬قال‪ :‬قلت لموسى بن‬
‫ن ِإّنُه‬‫عْو َ‬‫جعفر )عليه السلم(‪ :‬أخبرني عن قول ال عز و جل لموسى و هارون )عليهما السلم(‪ :‬اْذَهبا ِإلى ِفْر َ‬
‫خشى‪.‬‬ ‫ل َلّينًا َلَعّلُه َيَتَذّكُر َأْو َي ْ‬
‫طغى َفُقول َلُه َقْو ً‬ ‫َ‬
‫ل َلّينًا أي كنياه‪ ،‬و قول له‪ :‬يا أبا مصعب‪ ،‬و كان اسم فرعون أبا مصعب الوليد‬ ‫فقال‪» :‬أما قوله تعالى‪َ :‬فُقول َلُه َقْو ً‬
‫خشى فإنما قال‪ ،‬ليكون أحرص لموسى على الذهاب‪ ،‬و قد علم ال عز و‬ ‫بن مصعب‪ .‬و أما قوله تعالى‪َ :‬يَتَذّكُر َأْو َي ْ‬
‫ق قا َ‬
‫ل‬ ‫حّتى ِإذا َأْدَرَكُه اْلَغَر ُ‬‫جل أن فرعون ل يتذكر و ل يخشى إل عند رؤية البأس‪ ،‬أل تسمع ال عز و جل يقول‪َ :‬‬
‫ن َو َقْد‬
‫لَ‬ ‫ن »‪ «3‬فلم يقبل ال إيمانه‪ ،‬و قال‪ :‬آ ْ‬‫سِلِمي َ‬
‫ن اْلُم ْ‬
‫ل َو َأَنا ِم َ‬
‫سراِئي َ‬‫ت ِبِه َبُنوا ِإ ْ‬‫ل اّلِذي آَمَن ْ‬ ‫ت َأّنُه ل ِإلَه ِإ ّ‬
‫آَمْن ُ‬
‫ن »‪.««4‬‬ ‫سِدي َ‬‫ن اْلُمْف ِ‬‫ت ِم َ‬ ‫ل َو ُكْن َ‬ ‫ت َقْب ُ‬
‫صْي َ‬
‫ع َ‬ ‫َ‬
‫‪ -[3] /7013‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن الحسن القطان‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا الحسن بن علي السكري‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد‬
‫بن زكريا الجوهري‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا جعفر بن محمد بن عمارة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن سفيان بن سعيد‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد‬
‫ال جعفر بن محمد الصادق )عليهما السلم(‪ -‬و كان و ال صادقا كما سمي‪ -‬يقول‪» :‬يا سفيان‪ ،‬عليك بالتقية‪ ،‬فإنها‬
‫عْو َ‬
‫ن‬ ‫سنة إبراهيم الخليل )عليه السلم(‪ ،‬و إن ال عز و جل قال لموسى و هارون )عليهما السلم(‪ :‬اْذَهبا ِإلى ِفْر َ‬
‫خشى يقول ال عز و جل‪ :‬كنياه‪ ،‬و قول له‪ :‬يا أبا مصعب«‪.‬‬ ‫ل َلّينًا َلَعّلُه َيَتَذّكُر َأْو َي ْ‬
‫طغى َفُقول َلُه َقْو ً‬ ‫ِإّنُه َ‬
‫إلى أن قال‪ :‬قال‪ :‬سفيان‪ :‬فقلت له‪ :‬يا بن رسول ال‪ ،‬هل يجوز أن يطمع ال عز و جل عباده في كون ما ل يكون؟‬
‫قال‪» :‬ل«‪.‬‬
‫خشى و قد علم أن فرعون ل‬ ‫فقلت‪ :‬فكيف قال ال عز و جل لموسى و هارون )عليهما السلم(‪َ :‬لَعّلُه َيَتَذّكُر َأْو َي ْ‬
‫يتذكر و ل يخشى‪.‬‬
‫فقال‪» :‬إن فرعون قد تذكر و خشي‪ ،‬و لكن عند رؤية البأس‪ ،‬حيث لم ينفعه اليمان‪ ،‬أل تسمع ال عز و جل‬
‫ن »‪ ،«5‬فلم‬ ‫سِلِمي َ‬
‫ن اْلُم ْ‬
‫ل َو َأَنا ِم َ‬ ‫سراِئي َ‬‫ت ِبِه َبُنوا ِإ ْ‬‫ل اّلِذي آَمَن ْ‬ ‫ت َأّنُه ل ِإلَه ِإ ّ‬
‫ل آَمْن ُ‬ ‫ق قا َ‬ ‫حّتى ِإذا َأْدَرَكُه اْلَغَر ُ‬ ‫يقول‪َ :‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬علل الشرائع‪.1 /67 :‬‬
‫‪ -3‬معاني الخبار‪.20 /385 :‬‬
‫)‪ (1‬الكافي ‪.1 /460 :7‬‬
‫)‪ (2‬تفسير القّمي ‪[.....] .60 :2‬‬
‫)‪ (3‬يونس ‪.90 :10‬‬
‫)‪ (4‬يونس ‪.91 :10‬‬
‫)‪ (5‬يونس ‪.90 :10‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪765 :‬‬
‫ن ِلَم ْ‬
‫ن‬ ‫ك ِلَتُكو َ‬
‫ك ِبَبَدِن َ‬
‫جي َ‬
‫ن َفاْلَيْوَم ُنَن ّ‬
‫سِدي َ‬‫ن اْلُمْف ِ‬‫ت ِم َ‬‫ل َو ُكْن َ‬
‫ت َقْب ُ‬
‫صْي َ‬‫ع َ‬ ‫ن َو َقْد َ‬‫لَ‬‫يقبل ال عز و جل إيمانه‪ ،‬و قال‪ :‬آ ْ‬
‫ك آَيًة »‪ ،«1‬يقول‪ :‬نلقيك على نجوة »‪ «2‬من الرض‪ ،‬لتكون لمن بعدك علمة و عبرة«‪.‬‬ ‫خْلَف َ‬
‫َ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫خْلَقُه ُثّم َهدى ]‪[50‬‬ ‫يٍء َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫عطى ُك ّ‬ ‫ل َرّبَنا اّلِذي َأ ْ‬‫قا َ‬
‫‪ -[1] /7014‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن سيف بن‬
‫عميرة‪ ،‬عن إبراهيم بن ميمون‪ ،‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول ال عز و جل‪:‬‬
‫خْلَقُه ُثّم َهدى قال‪» :‬ليس ]شيء[ من خلق ال إل و هو يعرف من شكله الذكر من النثى«‪.‬‬ ‫يٍء َ‬ ‫ش ْ‬‫ل َ‬‫عطى ُك ّ‬ ‫َأ ْ‬
‫قلت‪ :‬ما معنى ُثّم َهدى؟ قال‪ :‬هداه للنكاح‪ ،‬و السفاح من شكله«‪.‬‬
‫و سيأتي‪ -‬إن شاء ال تعالى‪ -‬خبر قصة فرعون و موسى و هارون‪ ،‬في حديثين عن الباقر و الصادق )عليهما‬
‫السلم(‪ ،‬في سورة الشعراء »‪ «3‬و سورة القصص »‪.«4‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫لوِلي الّنهى ]‪[54‬‬ ‫ت ُِ‬ ‫ليا ٍ‬ ‫ك َ‬‫ن ِفي ذِل َ‬ ‫ِإ ّ‬
‫‪ -[2] /7015‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن الحسن بن محبوب‪ ،‬عن علي بن رئاب‪ ،‬عن مروان‪ ،‬عن‬
‫لوِلي الّنهى قال‪» :‬نحن‪ -‬و ال‪-‬‬ ‫ت ُِ‬‫ليا ٍ‬ ‫ك َ‬ ‫ن ِفي ذِل َ‬ ‫أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪ :‬سألته عن قول ال عز و جل‪ِ :‬إ ّ‬
‫اولوا النهى«‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬و ما معنى اولي النهى؟ قال‪» :‬ما أخبر ال به رسوله )صلى ال عليه و آله( مما يكون من‬
‫بعده‪ ،‬من ادعاء أبي فلن الخلفة و القيام بها‪ ،‬و الخر من بعده‪ ،‬و الثالث من بعدهما‪ ،‬و بني امية‪ ،‬فأخبر رسول‬
‫ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬فكان ذلك كما أخبر ال به نبيه )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و كما أخبر رسول ال )صلى‬
‫ال عليه و آله( عليا )عليه السلم(‪،‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬الكافي ‪.49 /567 :5‬‬
‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.61 :2‬‬
‫)‪ (1‬يونس ‪ 91 :10‬و ‪.92‬‬
‫)‪ (2‬الّنجوة‪ :‬المرتفع من الرض‪» .‬المعجم الوسيط ‪.«905 :2‬‬
‫)‪ (3‬يأتي في الحديث )‪ (1‬من تفسير اليات )‪ (63 -10‬من سورة الشعراء‪.‬‬
‫)‪ (4‬يأتي في الحديث )‪ (1‬من تفسير اليات )‪ (13 -7‬من سورة القصص‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪766 :‬‬

‫و كما انتهى إلينا من علي )عليه السلم(‪ ،‬فيما يكون من بعده من الملك‪ ،‬في بني امية و غيرهم‪ ،‬فهذه الية التي‬
‫لوِلي الّنهى الذي انتهى إلينا علم ذلك كله‪ ،‬فصبرنا لمر ال‪ ،‬فنحن‬
‫ت ُِ‬
‫ليا ٍ‬
‫ك َ‬
‫ن ِفي ذِل َ‬
‫ذكرها ال تعالى في الكتاب ِإ ّ‬
‫قوام ال على خلقه‪ ،‬و خزانه على دينه‪ ،‬نخزنه و نستره‪ ،‬و نكتم به من عدونا‪ ،‬كما كتم رسول ال )صلى ال عليه‬
‫و آله( حتى أذن ال له في الهجرة‪ ،‬و جاهد المشركين‪ ،‬فنحن على منهاج رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬حتى‬
‫يأذن ال لنا في إظهار دينه بالسيف‪ ،‬و ندعو الناس إليه‪ ،‬فنضربهم »‪ «1‬عليه عودا‪ ،‬كما ضربهم »‪ «2‬رسول ال‬
‫)صلى ال عليه و آله( بدءا«‪.‬‬
‫و رواه محمد بن العباس‪ :‬عن أحمد بن إدريس‪ ،‬عن عبد ال بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن الحسن بن محبوب‪ ،‬عن‬
‫ن ِفي ذِل َ‬
‫ك‬ ‫علي بن رئاب‪ ،‬عن عمار بن مروان‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول ال عز و جل ِإ ّ‬
‫لوِلي الّنهى و ساق الحديث إلى آخره »‪.«3‬‬‫ت ُِ‬
‫ليا ٍ‬
‫َ‬

‫و رواه سعد بن عبد ال القمي‪ :‬عن علي بن إسماعيل بن عيسى‪ ،‬عن أبي عبد ال محمد بن خالد البرقي‪ ،‬عن‬
‫الحسن بن محبوب‪ ،‬عن علي بن رئاب‪ ،‬عن عمار بن مروان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬في قول ال عز و‬
‫لوِلي الّنهى قال‪» :‬نحن‪ -‬و ال اولي النهى« و ساق الحديث إلى آخره »‪.«4‬‬
‫ت ُِ‬
‫ليا ٍ‬
‫ك َ‬
‫ن ِفي ذِل َ‬
‫جل ِإ ّ‬

‫‪ -[2] /7016‬محمد بن العباس‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن همام‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل العلوي‪ ،‬عن عيسى بن داود‬
‫لوِلي الّنهى‪ .‬قال‪:‬‬ ‫ت ُِ‬‫ليا ٍ‬
‫ك َ‬‫ن ِفي ذِل َ‬
‫النجار‪ ،‬عن أبي الحسن موسى بن جعفر )عليه السلم(‪ ،‬في قوله تعالى‪ِ :‬إ ّ‬
‫»هم الئمة من آل محمد )عليهم السلم(‪ ،‬و ما كان في القرآن مثلها«‪.‬‬
‫‪ -[3] /7017‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن ابن أبي عمير و فضالة‪ ،‬عن معاوية بن عمار‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫لوِلي الّنهى‪ ،‬قال‪» :‬نحن اولوا النهى«‪.‬‬ ‫ت ُِ‬‫ليا ٍ‬ ‫ك َ‬‫ن ِفي ذِل َ‬ ‫ال )عليه السلم(‪ ،‬في قوله‪ِ :‬إ ّ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫خرى ]‪[55‬‬ ‫جُكْم تاَرًة ُأ ْ‬‫خِر ُ‬ ‫خَلْقناُكْم َو ِفيها ُنِعيُدُكْم َو ِمْنها ُن ْ‬
‫ِمْنها َ‬
‫‪ -[1] /7018‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن محمد بن عبد ال‪ ،‬عن إبراهيم بن إسحاق‪ ،‬عن محمد بن سليمان‬
‫الديلمي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬دخل عبد ال بن قيس الماصر على أبي جعفر )عليه‬
‫السلم(‪-‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬تأويل اليات ‪.19 /320 :1‬‬
‫‪ -3‬تفسير القّمي ‪.66 :2‬‬
‫‪ -1‬الكافي ‪.1 /161 :3‬‬
‫)‪ (1‬في »ط‪ ،‬ج‪ ،‬ي«‪ :‬فنصّيرهم‪.‬‬
‫)‪ (2‬في »ط‪ ،‬ج‪ ،‬ي«‪ :‬صّيرهم‪[.....] .‬‬
‫)‪ (3‬تأويل اليات ‪.7 /314 :1‬‬
‫)‪ (4‬مختصر بصائر الدرجات‪.66 :‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪767 :‬‬
‫الحديث‪ ،‬و فيه‪ -‬إن ال تعالى خلق خلقين »‪ ،«1‬فإذا أراد أن يخلق خلقا أمرهم فأخذوا من التربة التي قال ال في‬
‫خرى‪ ،‬فعجنوا النطفة بتلك التربة التي يخلق منها‪ ،‬بعد أن‬ ‫جُكْم تاَرًة ُأ ْ‬ ‫خِر ُ‬‫خَلْقناُكْم َو ِفيها ُنِعيُدُكْم َو ِمْنها ُن ْ‬
‫كتابه‪ِ :‬مْنها َ‬
‫أسكنها الرحم أربعين ليلة‪ ،‬فإذا تمت لها أربعة أشهر‪ ،‬قالوا‪ :‬يا رب‪ ،‬نخلق ماذا؟ فيأمرهم بما يريد‪ ،‬من ذكر أو‬
‫أنثى‪ ،‬أبيض أو أسود‪ ،‬فإذا خرجت الروح من البدن‪ ،‬خرجت هذه النطفة بعينها منه‪ ،‬كائنا ما كان‪ ،‬صغيرا أو‬
‫كبيرا‪ ،‬ذكرا أو أنثى‪ ،‬فلذلك يغسل الميت غسل الجنابة«‪.‬‬
‫‪ -[1] /7019‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثني الحسين بن أحمد )رحمه ال(‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أحمد بن محمد بن‬
‫عيسى‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن أبي نصر‪ ،‬عن عبد الرحمن بن حماد‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا إبراهيم )عليه السلم( عن‬
‫الميت‪ ،‬لم يغسل غسل الجنابة؟‬
‫قال‪» :‬إن ال تبارك و تعالى أعلى و أخلص من أن يبعث الشياء بيده‪ ،‬إن ل تبارك و تعالى ملكين خلقين‪ ،‬فإذا‬
‫خَلْقناُكْم َو ِفيها‬
‫أراد أن يخلق خلقا أمر أولئك الخلقين فأخذوا من التربة التي قال ال عز و جل في كتابه‪ِ :‬مْنها َ‬
‫خرى‪ ،‬فعجنوها بالنطفة المسكنة في الرحم‪ ،‬فإذا عجنت النطفة بالتربة‪ ،‬قال‪ :‬يا رب‪،‬‬ ‫جُكْم تاَرًة ُأ ْ‬
‫خِر ُ‬
‫ُنِعيُدُكْم َو ِمْنها ُن ْ‬
‫ما نخلق؟‪ -‬قال‪ :-‬فيوحي ال تبارك و تعالى إليهما ما يريد‪ ،‬ذكرا أو أنثى‪ ،‬مؤمنا أو كافرا‪ ،‬أسود أو أبيض‪ ،‬شقيا أو‬
‫سعيدا‪ ،‬فإذا مات سالت عنه تلك النطفة بعينها‪ ،‬ل غيرها‪ ،‬فمن ثم صار الميت يغسل غسل الجنابة«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ب ]‪ -[2] /7020 [61‬علي بن إبراهيم‪ :‬أي يصيبكم »‪.«2‬‬ ‫حَتُكْم ِبَعذا ٍ‬
‫سِ‬ ‫َفُي ْ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫على ]‪ 67‬و ‪[68‬‬ ‫لْ‬ ‫ت ا َْ‬
‫ك َأْن َ‬‫ف ِإّن َ‬
‫خ ْ‬‫خيَفًة ُموسى ُقْلنا ل َت َ‬ ‫سِه ِ‬‫س ِفي َنْف ِ‬‫ج َ‬ ‫َفَأْو َ‬
‫‪ -[3] /7021‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬علل الشرائع‪.5 /300 :‬‬
‫‪ -2‬تفسير القّمي )الطبعة الحجرية(‪.268 :‬‬

‫‪ -3‬المالي ‪.2 /521‬‬

‫لقين‪ :‬أي ملئكة خلقين‪ ،‬و الخلق بمعنى التقدير‪» .‬مرآة العقول ‪.«345 :13‬‬
‫)‪ (1‬خ ّ‬

‫)‪ (2‬في »ط« نسخة بدل‪ :‬يفنيكم‪.‬‬

‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪768 :‬‬


‫السدي‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل البرمكي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن أحمد الشامي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا إسماعيل بن الفضل‬
‫الهاشمي‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال الصادق )عليه السلم( عن موسى‪ ،‬بن عمران )عليه السلم(‪ ،‬لما رأى حبالهم و‬
‫عصيهم‪ ،‬كيف أوجس في نفسه خيفة‪ ،‬و لم يوجسها إبراهيم )عليه السلم( حين وضع في المنجنيق و قذف به على‬
‫النار؟‬
‫فقال )عليه السلم(‪» :‬إن إبراهيم )عليه السلم( حين وضع في المنجنيق‪ ،‬كان مستندا إلى ما في صلبه من أنوار‬
‫حجج ال عز و جل‪ ،‬و لم يكن موسى )عليه السلم( كذلك‪ ،‬فلذلك أوجس في نفسه خيفة‪ ،‬و لم يوجسها إبراهيم‬
‫)عليه السلم(«‪.‬‬
‫‪ -[2] /7022‬و عنه‪ :‬عن محمد بن علي ما جيلويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثني عمي محمد بن أبي القاسم‪ ،‬عن أحمد بن هلل‪،‬‬
‫عن الفضل بن دكين‪ ،‬عن معمر بن راشد‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪» :‬أتى يهودي إلى النبي‬
‫)صلى ال عليه و آله(‪ ،‬فقام بين يديه يحد النظر إليه‪ .‬فقال النبي )صلى ال عليه و آله(‪ :‬يا يهودي‪ ،‬ما حاجتك؟‬
‫قال‪ :‬أنت أفضل أم موسى بن عمران النبي الذي كلمه ال‪ ،‬و أنزل عليه التوراة و العصا‪ ،‬و فلق له البحر‪ ،‬و أظله‬
‫بالغمام؟‬
‫فقال له النبي )صلى ال عليه و آله(‪ :‬إنه يكره للعبد أن يزكي نفسه‪ ،‬و لكني أقول‪ :‬إن آدم )عليه السلم( لما أصاب‬
‫الخطيئة‪ ،‬كانت توبته أن قال‪ :‬اللهم إني أسألك بحق محمد و آل محمد لما غفرتها لي فغفرها له‪ ،‬و إن نوحا )عليه‬
‫السلم( لما ركب السفينة‪ ،‬و خاف الغرق‪ ،‬و قال‪ :‬اللهم إني أسألك بحق محمد و آل محمد لما أنجيتني من الغرق‪،‬‬
‫فأنجاه ال منه‪ ،‬و إن إبراهيم )عليه السلم( لما ألقي في النار‪ ،‬قال‪ :‬اللهم إني أسألك بحق محمد و آل محمد لما‬
‫أنجيتني منها فجعلها ال عليه بردا و سلما‪ ،‬و إن موسى )عليه السلم( لما ألقى عصاه‪ ،‬و أوجس في نفسه خيفة‪،‬‬
‫على‪.‬‬
‫لْ‬‫ت ا َْ‬
‫ك َأْن َ‬
‫ف ِإّن َ‬
‫خ ْ‬
‫قال‪ :‬اللهم إني أسألك بحق محمد و آل محمد لما آمنتني فقال ال جل جلله‪ :‬ل َت َ‬
‫يا يهودي‪ ،‬إن موسى )عليه السلم( لو أدركني‪ ،‬ثم لم يؤمن بي و بنبوتي‪ ،‬ما نفعه إيمانه »‪ «1‬شيئا و ل نفعته‬
‫النبوة‪ ،‬يا يهودي‪ ،‬و من ذريتي المهدي‪ ،‬إذا خرج نزل عيسى بن مريم لنصرته‪ ،‬فقدمه و صلى خلفه«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ضِبي َفَقْد َهوى ]‪[81‬‬
‫غ َ‬
‫عَلْيِه َ‬
‫ل َ‬
‫حِل ْ‬
‫ن َي ْ‬
‫َو َم ْ‬
‫‪ -[1] /7023‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن أحمد بن محمد البرقي‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن‬
‫المشرقي حمزة بن المرتفع‪ ،‬عن بعض أصحابنا‪ ،‬قال‪ :‬كنت في مجلس أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬إذ دخل عليه‬
‫ضِبي َفَقْد َهوى ما ذلك‬ ‫غ َ‬ ‫عَلْيِه َ‬
‫ل َ‬
‫حِل ْ‬
‫ن َي ْ‬
‫عمرو بن عبيد‪ ،‬فقال له‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬قول ال تبارك و تعالى‪َ :‬و َم ْ‬
‫الغضب؟‬
‫فقال أبو جعفر )عليه السلم(‪» :‬هو العقاب يا عمرو‪ ،‬إنه من زعم أن ال قد زال من شيء إلى شيء‪ ،‬فقد وصفه‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬المالي‪.4 /181 :‬‬
‫‪ -1‬الكافي ‪.5 /86 :1‬‬
‫ل منه‪.‬‬
‫)‪ (1‬في »ي‪ ،‬ط«‪ :‬ما قبل ا ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪769 :‬‬
‫بصفة مخلوق‪ ،‬و إن ال عز و جل ل يستفزه شيء فيغيره«‪.‬‬
‫ابن بابويه‪ ،‬رواه في كتاب )التوحيد( قال‪ :‬حدثني أبي )رحمه ال(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن إدريس‪ ،‬عن أحمد بن أبي‬
‫عبد ال‪ ،‬عن محمد بن عيسى اليقطيني‪ ،‬عن المشرقي‪ ،‬عن حمزة بن الربيع‪ ،‬عمن ذكره‪ ،‬قال‪ :‬كنت في مجلس‬
‫أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬و ذكر مثله بتغيير ل يضر بالمعنى »‪.«1‬‬

‫و رواه أيضا في )معاني الخبار( بهذا السناد‪ ،‬إل أن فيه‪ :‬عن المشرقي حمزة بن الربيع‪ ،‬و في آخر الحديث‪:‬‬
‫و ل يغيره »‪ -«2‬بالواو‪ -‬كما هو في كتاب )التوحيد( »‪.«3‬‬
‫‪ -[2] /7024‬المفيد في )إرشاده( قال‪ :‬روى العلماء أن عمرو بن عبيد وفد على محمد بن علي بن الحسين )عليهم‬
‫ت َو‬‫سماوا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ن َكَفُروا َأ ّ‬
‫السلم( ليمتحنه بالسؤال‪ ،‬فقال له‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬ما معنى قوله تعالى‪َ :‬أ َو َلْم َيَر اّلِذي َ‬
‫ض كاَنتا َرْتقًا َفَفَتْقناُهما »‪ ،«4‬ما هذا الرتق و الفتق؟‬ ‫لْر َ‬ ‫ا َْ‬
‫فقال أبو جعفر )عليه السلم(‪» :‬كانت السماء رتقا ل تنزل المطر »‪ ،«5‬و كانت الرض رتقا ل تخرج النبات«‪.‬‬
‫فانقطع عمرو و لم يجد اعتراضا‪ ،‬و مضى ثم عاد إليه‪ ،‬فقال له‪ :‬أخبرني‪ -‬جعلت فداك‪ -‬عن قوله عز و جل‪َ :‬و‬
‫ضِبي َفَقْد َهوى ما غضب ال؟‬ ‫غ َ‬‫عَلْيِه َ‬‫ل َ‬ ‫حِل ْ‬
‫ن َي ْ‬
‫َم ْ‬
‫فقال أبو جعفر )عليه السلم(‪» :‬غضب ال عقابه‪ -‬يا عمرو‪ -‬و من ظن أن ال يغيره شيء فقد كفر«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ل صاِلحًا ُثّم اْهَتدى ]‪[82‬‬ ‫عِم َ‬
‫ن َو َ‬
‫ب َو آَم َ‬‫ن تا َ‬‫َو ِإّني َلَغّفاٌر ِلَم ْ‬
‫‪ -[1] /7025‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن صالح بن السندي‪ ،‬عن جعفر بن بشير و محمد بن‬
‫يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن ابن فضال‪ ،‬جميعا‪ ،‬عن أبي جميلة‪ ،‬عن خالد بن عمار‪ ،‬عن سدير‪،‬‬
‫قال‪ :‬سمعت أبا جعفر )عليه السلم( و هو داخل و أنا خارج‪ ،‬و أخذ بيدي‪ ،‬ثم استقبل البيت‪ ،‬فقال‪» :‬يا سدير‪ ،‬إنما‬
‫امر الناس أن يأتوا هذه الحجار‪ ،‬فيطوفوا بها‪ ،‬ثم يأتونا فيعلمونا وليتهم لنا‪ ،‬و هو قول ال تعالى‪َ :‬و ِإّني َلَغّفاٌر‬
‫ل صاِلحًا ُثّم اْهَتدى‪ -‬ثم أومأ بيده إلى صدره‪ -‬إلى وليتنا«‪.‬‬ ‫عِم َ‬
‫ن َو َ‬‫ب َو آَم َ‬ ‫ن تا َ‬ ‫ِلَم ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬الرشاد‪.265 :‬‬
‫‪ -1‬الكافي ‪.3 /323 :1‬‬
‫)‪ (1‬التوحيد‪.1 /168 :‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬و ل يعّزه شيء‪[.....] .‬‬
‫)‪ (3‬معاني الخبار‪.1 /18 :‬‬
‫)‪ (4‬النبياء ‪.30 :21‬‬
‫)‪ (5‬في المصدر‪ :‬القطر‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪770 :‬‬
‫ثم قال‪» :‬يا سدير‪ ،‬فأريك الصادين عن دين ال« ثم نظر إلى أبي حنيفة و سفيان الثوري في ذلك الزمان‪ ،‬و هم‬
‫حلق في المسجد‪ ،‬فقال‪ :‬هؤلء الصادون عن دين ال بل هدى من ال‪ ،‬و ل كتاب منير‪ ،‬إن هؤلء الخابيث لو‬
‫جلسوا في بيوتهم‪ ،‬فجال الناس‪ ،‬فلم يجدوا أحدا يخبرهم عن ال تبارك و تعالى‪ ،‬و عن رسول ال )صلى ال عليه‬
‫و آله(‪ ،‬حتى يأتونا‪ ،‬فنخبرهم عن ال تبارك و تعالى‪ ،‬و عن رسول ال )صلى ال عليه و آله(«‪.‬‬
‫‪ -[2] /7026‬محمد بن الحسن الصفار‪ :‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن صفوان‪ ،‬عن يعقوب بن شعيب‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا‬
‫ل صاِلحًا ُثّم اْهَتدى‪.‬‬ ‫عِم َ‬
‫ن َو َ‬ ‫ب َو آَم َ‬ ‫ن تا َ‬ ‫عبد ال )عليه السلم( عن قول ال تبارك و تعالى‪َ :‬و ِإّني َلَغّفاٌر ِلَم ْ‬
‫قال‪» :‬من تاب من ظلم‪ ،‬و آمن من كفر‪ ،‬و عمل صالحا‪ ،‬ثم اهتدى إلى وليتنا« و أومأ بيده إلى صدره‪.‬‬
‫‪ -[3] /7027‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن أحمد بن عبد ال بن أحمد بن أبي عبد ال البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‬
‫أحمد بن أبي عبد ال البرقي‪ ،‬عن أبيه محمد بن خالد البرقي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سهل بن المرزبان »‪ «1‬الفارسي‪ ،‬قال‪:‬‬

‫حدثنا محمد بن منصور‪ ،‬عن عبد ال بن جعفر‪ ،‬عن محمد بن الفيض بن المختار‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي جعفر محمد‬
‫ابن علي الباقر‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده )عليهم السلم(‪ ،‬قال‪» :‬خرج رسول ال )صلى ال عليه و آله( ذات يوم و هو‬
‫راكب‪ ،‬و خرج علي )عليه السلم( و هو يمشي‪ ،‬فقال له‪ :‬يا أبا الحسن‪ ،‬إما أن تركب‪ ،‬و إما أن تنصرف‪ -‬و ذكر‬
‫الحديث إلى أن قال فيه‪ -‬و ال يا علي‪ ،‬ما خلقت إل لتعبد »‪ «2‬ربك‪ ،‬و لتعرف »‪ «3‬بك معالم الدين‪ ،‬و يصلح بك‬
‫دارس السبيل‪ ،‬و لقد ضل من ضل عنك‪ ،‬و لن يهتدي إلى ال عز و جل من لم يهتد إليك و إلى وليتك‪ ،‬و هو قول‬
‫ل صاِلحًا ُثّم اْهَتدى يعني إلى وليتك«‪.‬‬ ‫عِم َ‬
‫ن َو َ‬
‫ب َو آَم َ‬
‫ن تا َ‬
‫ربي عز و جل‪َ :‬و ِإّني َلَغّفاٌر ِلَم ْ‬
‫ك »‪.«4‬‬ ‫ن َرّب َ‬
‫ك ِم ْ‬‫ل ِإَلْي َ‬
‫ل َبّلْغ ما ُأْنِز َ‬
‫سو ُ‬
‫و قد ذكر الحديث بتمامه في سورة المائدة‪ ،‬في قوله تعالى‪ :‬يا َأّيَها الّر ُ‬
‫‪ -[4] /7028‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن علي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا الحسن بن عبد ال‪ ،‬عن السندي بن محمد‪،‬‬
‫عِم َ‬
‫ل‬ ‫ن َو َ‬
‫ب َو آَم َ‬
‫ن تا َ‬ ‫عن أبان‪ ،‬عن الحارث بن يحيى‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬في قول ال‪َ :‬و ِإّني َلَغّفاٌر ِلَم ْ‬
‫صاِلحًا ُثّم اْهَتدى‪.‬‬
‫قال‪» :‬أل ترى كيف اشترط‪ ،‬و لم تنفعه التوبة و ل اليمان و العمل الصالح حتى اهتدى‪ .‬و ال‪ ،‬لو جهد أن يعمل‬
‫بعمل‪ ،‬ما قبل منه حتى يهتدي«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬بصائر الدرجات‪.6 /98 :‬‬
‫‪ -3‬المالي‪ ،13 /399 :‬شواهد التنزيل ‪) 521 /376 :1‬نحوه(‪ ،‬ينابيع المودة‪.110 :‬‬
‫‪ -4‬تفسير القّمي ‪.61 :2‬‬
‫ي ثقة‪ ،‬راجع رجال النجاشي‪/185 :‬‬ ‫)‪ (1‬في »ج‪ ،‬ي« سهل بن زياد‪ ،‬و الظاهر أّنه‪ :‬سهل بن الهرمزان‪ ،‬و هو قم ّ‬
‫‪.491‬‬
‫)‪ (2‬في نسخة من المصدر‪ :‬ليعبد‪.‬‬
‫)‪ (3‬في »ج‪ ،‬ي«‪ :‬و لتشرف‪.‬‬
‫)‪ (4‬تقّدم في الحديث )‪ (2‬من تفسير الية )‪ (67‬من سورة المائدة‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪771 :‬‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬إلى من‪ ،‬جعلني ال فداك؟ قال‪» :‬إلينا«‪.‬‬
‫‪ -[5] /7029‬محمد بن العباس‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن العباس البجلي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عباد بن يعقوب‪ ،‬عن علي بن‬
‫ن تا َ‬
‫ب‬ ‫هاشم‪ ،‬عن جابر بن الحر‪ ،‬عن جابر الجعفي‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬في قوله تعالى‪َ :‬و ِإّني َلَغّفاٌر ِلَم ْ‬
‫ل صاِلحًا ُثّم اْهَتدى‪ ،‬قال‪» :‬إلى وليتنا«‪.‬‬
‫عِم َ‬
‫ن َو َ‬‫َو آَم َ‬
‫‪ -[6] /7030‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا الحسين بن عامر‪ ،‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن عمار بن‬
‫ب َو‬
‫ن تا َ‬ ‫مروان‪ ،‬عن المنخل‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬في قول ال عز و جل‪َ :‬و ِإّني َلَغّفاٌر ِلَم ْ‬
‫ل صاِلحًا ُثّم اْهَتدى‪ ،‬قال‪» :‬إلى ولية أمير المؤمنين )عليه السلم(«‪.‬‬ ‫عِم َ‬
‫ن َو َ‬‫آَم َ‬
‫‪ -[7] /7031‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن همام‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل العلوي‪ ،‬عن عيسى بن داود النجار‪ ،‬عن‬
‫ل صاِلحًا ُثّم‬ ‫عِم َ‬ ‫ن َو َ‬ ‫ب َو آَم َ‬ ‫ن تا َ‬‫أبي الحسن موسى بن جعفر )عليهما السلم(‪ ،‬في قوله عز و جل‪َ :‬و ِإّني َلَغّفاٌر ِلَم ْ‬
‫اْهَتدى‪ ،‬قال‪» :‬إلى وليتنا«‪.‬‬
‫‪ -[8] /7032‬الشيخ في )أماليه( قال‪ :‬أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد ال بن محمد بن مهدي‪ ،‬قال‪:‬‬
‫أخبرنا أحمد‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا الحسن بن علي بن بزيع‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا القاسم بن الضحاك‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا شهر بن حوشب‬
‫ل صاِلحًا »‪.«1‬‬ ‫عِم َ‬
‫ن َو َ‬ ‫ب َو آَم َ‬ ‫ن تا َ‬ ‫ل َم ْ‬‫أخو العوام‪ ،‬عن أبي سعيد الهمداني‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ِ :‬إ ّ‬
‫قال‪» :‬و ال‪ ،‬لو أنه تاب و آمن و عمل صالحا‪ ،‬و لم يهتد إلى وليتنا و مودتنا و معرفة فضلنا‪ ،‬ما أغنى ذلك عنه‬
‫شيئا«‪.‬‬
‫‪ -[9] /7033‬أحمد بن محمد بن خالد البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن حماد بن عيسى‪ -‬فيما أعلم‪ -‬عن يعقوب بن شعيب‪،‬‬
‫ل صاِلحًا ُثّم‬ ‫عِم َ‬‫ن َو َ‬ ‫ب َو آَم َ‬‫ن تا َ‬ ‫قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول ال عز و جل‪َ :‬و ِإّني َلَغّفاٌر ِلَم ْ‬
‫اْهَتدى‪.‬‬
‫قال‪» :‬إلى وليتنا و ال‪ ،‬أما ترى كيف اشترط ال عز و جل«‪.‬‬
‫‪ -[10] /7034‬أبو علي الطبرسي‪ :‬قال أبو جعفر الباقر )عليه السلم(‪» :‬ثم اهتدى إلى وليتنا أهل البيت‪ .‬فو ال‪،‬‬
‫لو أن رجل عبد ال عمره ما بين الركن و المقام‪ ،‬ثم مات و لم يجيء بوليتنا‪ ،‬لكبه ال في النار على وجهه«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -5‬تأويل اليات ‪ ،11 /316 :1‬شواهد التنزيل ‪ 518 /375 :1‬و ‪ ،519‬الصواعق المحرقة‪.153 :‬‬
‫‪ -6‬تأويل اليات ‪.12 /316 :1‬‬
‫‪ -7‬تأول اليات ‪.26 /323 :1‬‬
‫‪ -8‬المالي ‪[.....] .265 :1‬‬
‫‪ -9‬المحاسن‪.35 /142 :‬‬
‫‪ -10‬مجمع البيان ‪.39 :7‬‬
‫)‪ (1‬مريم ‪.60 :19‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪772 :‬‬
‫و رواه الحاكم أبو القاسم الحسكاني بإسناده »‪ ،«1‬و أورده العياشي في )تفسيره( من عدة طرق »‪.«2‬‬

‫‪ -[11] /7035‬ابن بابويه‪ :‬بالسناد عن سليمان‪ ،‬عن داود بن كثير الرقي‪ ،‬قال‪ :‬دخلت على أبي عبد ال )عليه‬
‫ل صاِلحًا ُثّم اْهَتدى فما هذا الهتداء‬‫عِم َ‬
‫ن َو َ‬ ‫ب َو آَم َ‬‫ن تا َ‬ ‫السلم(‪ ،‬فقلت له‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬قوله تعالى‪َ :‬و ِإّني َلَغّفاٌر ِلَم ْ‬
‫بعد التوبة و اليمان و العمل الصالح؟‬
‫قال‪ :‬فقال‪» :‬معرفة الئمة‪ -‬و ال‪ -‬إمام بعد إمام«‪.‬‬
‫‪ -[12] /7036‬و روى علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن ابن أذينة‪ ،‬عن الفضيل‪ ،‬عن زرارة‪،‬‬
‫عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬في قوله تعالى‪ُ :‬ثّم اْهَتدى‪ ،‬قال‪» :‬اهتدى إلينا«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫عْلمًا ]‪-[1] /7037 [98 -85‬‬ ‫يٍء ِ‬
‫ش ْ‬‫ل َ‬‫سَع ُك ّ‬‫ي‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و ِ‬ ‫ساِمِر ّ‬ ‫ضّلُهُم ال ّ‬ ‫ك َو َأ َ‬ ‫ن َبْعِد َ‬
‫ك ِم ْ‬
‫ل َفِإّنا َقْد َفَتّنا َقْوَم َ‬
‫قا َ‬
‫ي قال‪:‬‬
‫ساِمِر ّ‬‫ضّلُهمُ ال ّ‬
‫ك َو َأ َ‬‫ن َبْعِد َ‬
‫ك ِم ْ‬ ‫علي بن إبراهيم‪ :‬في قوله تعالى‪َ :‬فِإّنا َقْد َفَتّنا َقْوَم َ‬
‫اختبرناهم و أضلهم السامري‪ ،‬قال‪ :‬بالعجل الذي عبدوه‪ ،‬و كان سبب ذلك أن موسى لما وعده ال أن ينزل عليه‬
‫التوراة و اللواح إلى ثلثين يوما أخبر بني إسرائيل بذلك‪ ،‬و ذهب إلى الميقات‪ ،‬و خلف هارون في قومه‪ ،‬فلما‬
‫جاءت الثلثون يوما و لم يرجع موسى )عليه السلم( إليهم غضبوا و أرادوا أن يقتلوا هارون‪ ،‬و قالوا‪ :‬إن موسى‬
‫كذبنا و هرب منا‪ .‬فجاءهم إبليس في صورة رجل‪ ،‬فقال لهم‪ :‬إن موسى قد هرب منكم و ل يرجع إليكم أبدا‪،‬‬
‫فاجمعوا لي حليكم حتى أتخذ لكم إلها تعبدونه‪.‬‬
‫و كان السامري على مقدمة موسى يوم أغرق ال فرعون و أصحابه‪ ،‬فنظر إلى جبرئيل و كان على حيوان في‬
‫صورة رمكة »‪ ،«3‬فكانت كلما وضعت حافرها على موضع من الرض تحرك ذلك الموضع‪ ،‬فنظر إليه‬
‫السامري و كان من خيار أصحاب موسى )عليه السلم(‪ ،‬فأخذ التراب من تحت حافر رمكة جبرئيل و كان‬
‫يتحرك فصره في صرة و كان عنده يفتخر به على بني إسرائيل فلما جاءهم إبليس و اتخذوا العجل‪ ،‬قال‬
‫للسامري‪ :‬هات التراب الذي‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -11‬فضائل الشيعة‪.22 /65 :‬‬
‫‪ ،... -12‬تأويل اليات ‪.10 /316 :1‬‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.61 :2‬‬
‫)‪ (1‬شواهد التنزيل ‪ 518 /375 :1‬و‪ .519 /375 :‬إلى قوله‪ :‬أهل البيت‪.‬‬
‫)‪ (2‬عنه‪ :‬مجمع البيان ‪.39 :7‬‬
‫)‪ (3‬الرمكة‪ :‬الفرس‪» .‬لسان العرب‪ -‬ربم‪.«434 :1 -‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪773 :‬‬
‫معك‪ .‬فجاء به السامري فألقاه إبليس في جوف العجل‪ ،‬فلما وقع التراب في جوفه تحرك‪ ،‬و خار‪ ،‬و نبت عليه‬
‫الوبر و الشعر‪ ،‬فسجد له بنو إسرائيل‪ ،‬و كان عدد الذين سجدوا سبعين ألفا من بني إسرائيل‪ ،‬فقال لهم هارون كما‬
‫جَع‬‫حّتى َيْر ِ‬ ‫ن َ‬‫عَلْيِه عاِكِفي َ‬‫ح َ‬‫ن َنْبَر َ‬
‫طيُعوا َأْمِري قاُلوا َل ْ‬ ‫ن َفاّتِبُعوِني َو َأ ِ‬ ‫حم ُ‬ ‫ن َرّبُكُم الّر ْ‬ ‫حكى ال‪ :‬يا َقْوِم ِإّنما ُفِتْنُتْم ِبِه َو ِإ ّ‬
‫ِإَلْينا ُموسى‪ ،‬فهموا بهارون فهرب من بينهم‪ ،‬و بقوا في ذلك حتى تم ميقات موسى أربعين ليلة‪ ،‬فلما كان يوم‬
‫عشرة من ذي الحجة أنزل ال عليه اللواح فيها التوراة و ما يحتاجون إليه من أحكام السير و القصص‪ ،‬ثم أوحى‬
‫ي و عبدوا العجل و له خوار‪ .‬فقال موسى )عليه‬ ‫ساِمِر ّ‬ ‫ضّلُهُم ال ّ‬‫ك َو َأ َ‬ ‫ن َبْعِد َ‬‫ك ِم ْ‬‫ال إلى موسى‪َ :‬فِإّنا َقْد َفَتّنا َقْوَم َ‬
‫السلم(‪:‬‬
‫يا رب‪ ،‬العجل من السامري‪ ،‬فالخوار ممن؟ فقال‪» :‬مني‪ -‬يا موسى‪ -‬إني لما رأيتهم قد فاءوا »‪ «1‬عني إلى العجل‬
‫أحببت أن أزيدهم فتنة«‪.‬‬
‫عَلْيُكُم‬
‫ل َ‬‫سنًا َأ َفطا َ‬
‫حَ‬‫عدًا َ‬ ‫ل يا قَْوِم َأ َلْم َيِعْدُكْم َرّبُكْم َو ْ‬ ‫سفًا قا َ‬ ‫ن َأ ِ‬
‫ضبا َ‬‫غ ْ‬ ‫جَع ُموسى كما حكى ال عز و جل ِإلى َقْوِمِه َ‬ ‫َفَر َ‬
‫عِدي‪ ،‬ثم رمى باللواح و أخذ بلحية أخيه هارون و‬ ‫خَلْفُتْم َمْو ِ‬
‫ن َرّبُكْم َفَأ ْ‬ ‫ب ِم ْ‬‫ض ٌ‬ ‫غ َ‬ ‫عَلْيُكْم َ‬
‫ل َ‬ ‫حّ‬ ‫ن َي ِ‬‫اْلَعْهُد َأْم َأَرْدُتْم َأ ْ‬
‫ت َأْمِري فقال هارون كما حكى ال‪:‬ا ْب َ‬
‫ن‬ ‫صْي َ‬ ‫ن َأ َفَع َ‬ ‫ل َتّتِبَع ِ‬‫ضّلوا َأ ّ‬
‫ك ِإْذ َرَأْيَتُهْم َ‬ ‫ن ما َمَنَع َ‬ ‫ل يا هاُرو ُ‬ ‫رأسه يجره إليه قا َ‬
‫ب َقْوِلي‬‫ل َو َلْم َتْرُق ْ‬‫سراِئي َ‬ ‫ن َبِني ِإ ْ‬ ‫ت َبْي َ‬
‫ل َفّرْق َ‬ ‫ن َتُقو َ‬ ‫ت َأ ْ‬‫شي ُ‬ ‫خِ‬ ‫سي ِإّني َ‬ ‫حَيِتي َو ل ِبَرْأ ِ‬ ‫خْذ ِبِل ْ‬
‫ُأّم ل َتْأ ُ‬
‫‪.‬‬
‫‪ -[2] /7038‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن أحمد بن محمد‪ ،‬و محمد بن أحمد الشيباني‪ ،‬و الحسين بن إبراهيم بن‬
‫أحمد بن هشام )رضي ال عنه(‪ ،‬قالوا حدثنا محمد بن أبي عبد ال الكوفي السدي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا موسى بن عمران‬
‫النخعي‪ ،‬عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي‪ ،‬عن علي بن سالم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪:‬‬
‫أخبرني عن هارون لم قال لموسى )عليه السلم(‪ :‬يا بن ام ل تأخذ بلحيتي و ل برأسي‪ .‬و لم يقل يا بن أبي؟‬
‫فقال‪» :‬إن العداوة بين الخوة أكثر ما تكون إذا كانوا بني علت »‪ ،«2‬و متى كانوا بني ام قلت العداوة إل أن‬
‫ينزغ الشيطان بينهم فيطيعوه‪ ،‬فقال هارون لخيه‪ :‬يا أخي الذي ولدته امي‪ ،‬و لم تلدني غير امه‪ ،‬ل تأخذ بلحيتي و‬
‫ل برأسي‪ ،‬و لم يقل يا بن أبي لن بني الب إذا كانت أمهاتهم شتى لم تستبعد العداوة بينهم إل من عصمه ال‬
‫منهم‪ ،‬و إنما تستبعد العداوة بين بني ام واحدة«‪.‬‬
‫قال‪» :‬قلت‪ :‬فلم أخذ برأس أخيه يجره إليه و بلحيته‪ ،‬و لم يكن له في اتخاذهم العجل و عبادتهم له ذنب‪.‬‬
‫فقال‪» :‬إنما فعل ذلك به لنه لم يفارقهم لما فعلوا ذلك‪ ،‬و لم يلحق بموسى‪ ،‬و كان إذا فارقهم ينزل بهم العذاب‪ ،‬أل‬
‫ت َأْمِري؟! قال هارون‪ :‬لو فعلت ذلك‬ ‫صْي َ‬‫ن َأ َفَع َ‬ ‫ل َتّتِبَع ِ‬
‫ضّلوا َأ ّ‬ ‫ك ِإْذ َرَأْيَتُهْم َ‬ ‫ن ما َمَنَع َ‬ ‫ترى أنه قال له موسى‪ :‬يا هاُرو ُ‬
‫لتفرقوا‪ ،‬و إني خشيت أن تقول‪ :‬فرقت بين بني إسرائيل و لم ترقب قولي«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬علل الشرائع‪.1 /68 :‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬وّلوا‪.‬‬
‫لت‪ :‬الذين أّمهاتهم مختلفة و أبوهم واحد‪» .‬النهاية ‪.«291 :3‬‬ ‫)‪ (2‬أولد الع ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪774 :‬‬

‫‪ -[3] /7039‬سليم بن قيس الهللي‪ :‬قال الشعث بن قيس‪ :‬يا بن أبي طالب‪ ،‬ما منعك حين بويع أخو بني تيم بن‬
‫مرة‪ ،‬و أخو بني عدي‪ ،‬و أخو بني امية بعدهم أن تقاتل و تضرب بسيفك‪ ،‬فإنك لم تخطبنا خطبة منذ قدمت العراق‬
‫إل قلت فيها قبل أن تنزل من المنبر‪» :‬و ال إني لولى الناس بالناس‪ ،‬و ما زلت مظلوما منذ قبض رسول ال‬
‫)صلى ال عليه و آله(«‪ .‬فما منعك أن تضرب بسيفك دون مظلمتك؟‬
‫قال‪» :‬يا بن قيس قد قلت فاستمع الجواب‪ ،‬لم يمنعني من ذلك الجبن‪ ،‬و ل كراهية للقاء ربي و أن ل أكون أعلم‬
‫بأن ما عند ال خير لي من الدنيا بما فيها »‪ ،«1‬و لكن منعني من ذلك أمر رسول ال )صلى ال عليه و آله( و‬
‫عهده إلي أخبرني رسول ال )صلى ال عليه و آله( بما المة صانعة بعده‪ ،‬فلم أكن بما صنعوا حين عاينته بأعلم‬
‫و ل أشد استيقانا مني به قبل ذلك‪ ،‬بل أنا بقول رسول ال )صلى ال عليه و آله( أشد يقينا مني بما عاينت و‬
‫شاهدت‪.‬‬
‫فقلت لرسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬فما تعهد إلي إذا كان ذلك؟ قال‪ :‬إن وجدت أعوانا فانبذ إليهم و جاهدهم‪،‬‬
‫و إن لم تجد أعوانا فكف يدك و احقن دمك‪ ،‬حتى تجد على إقامة الدين و كتاب ال و سنتي أعوانا«‪.‬‬
‫و أخبرني )صلى ال عليه و آله( أن المة ستخذلني و تتبع غيري‪ ،‬و أخبرني )صلى ال عليه و آله( أني منه‬
‫بمنزلة هارون من موسى‪ ،‬و أن المة سيصيرون بعده بمنزلة هارون و من تبعه‪ ،‬و العجل و من تبعه‪ ،‬إذ قال له‬
‫سي ِإّني‬ ‫حَيِتي َو ل ِبَرْأ ِ‬ ‫خْذ ِبِل ْ‬
‫ن ُأّم ل َتْأ ُ‬ ‫ل َيا ْب َ‬
‫ت َأْمِري قا َ‬ ‫صْي َ‬‫ن َأ َفَع َ‬ ‫ل َتّتِبَع ِ‬
‫ضّلوا َأ ّ‬‫ك ِإْذ َرَأْيَتُهْم َ‬ ‫ن ما َمَنَع َ‬ ‫موسى‪ :‬يا هاُرو ُ‬
‫ب َقْوِلي‪ .‬و إنما يعني أن موسى أمر هارون حين استخلفه عليهم‬ ‫ل َو َلْم َتْرُق ْ‬ ‫سراِئي َ‬ ‫ن َبِني ِإ ْ‬ ‫ت َبْي َ‬‫ل َفّرْق َ‬‫ن َتُقو َ‬‫ت َأ ْ‬‫شي ُ‬ ‫خِ‬‫َ‬
‫إن ضلوا ثم وجد أعوانا أن يجاهدهم‪ ،‬و إن لم يجد أعوانا أن يكف يده و يحقن دمه‪ ،‬و ل يفرق بينهم‪ ،‬و إني‬
‫خشيت أن يقول أخي رسول ال )صلى ال عليه و آله( لم فرقت بين المة و لم ترقب قولي و قد عهدت إليك أنك‬
‫إن لم تجد أعوانا فكف يدك و احقن دمك و دم أهل بيتك و شيعتك«‪.‬‬
‫فلما قبض رسول ال )صلى ال عليه و آله( قام الناس إلى أبي بكر فبايعوه و أنا مشغول برسول ال )صلى ال‬
‫عليه و آله( بغسله‪ ،‬و دفنه‪ ،‬ثم شغلت بالقرآن فآليت يمينا أن ل أرتدي برداء إل للصلة حتى أجمعه في كتاب‬
‫ففعلت‪ ،‬ثم حملت فاطمة و أخذت بيدي الحسن و الحسين فلم أدع أحدا من أهل بدر و أهل السابقة من المهاجرين و‬
‫النصار إل ناشدتهم ال في حقي‪ ،‬و دعوتهم إلى نصرتي‪ ،‬فلم يستجب لي من جميع الناس إل أربعة رهط‪:‬‬
‫الزبير‪ ،‬و سلمان‪ ،‬و أبو ذر‪ ،‬و المقداد‪ ،‬و لم يكن معي من أهل بيتي أحد أصول به و أقوى‪ ،‬أما حمزة فقتل يوم‬
‫أحد‪ ،‬و جعفر قتل يوم مؤتة‪ ،‬و بقيت بين خلفين خائفين ذليلين‪ :‬العباس و عقيل »‪ ،«2‬فأكرهوني و قهروني‪ ،‬فقلت‬
‫كما قال هارون لخيه‪ :‬يا بن ام إن القوم استضعفوني و كادوا يقتلونني‪ ،‬فلي بهارون أسوة حسنة‪ ،‬ولي بعهد‬
‫رسول ال )صلى ال عليه و آله( حجة قوية«‪.‬‬
‫ن من سورة‬ ‫ن صاِبُرونَ َيْغِلُبوا ِماَئَتْي ِ‬ ‫شُرو َ‬ ‫عْ‬ ‫ن ِمْنُكْم ِ‬ ‫ن َيُك ْ‬
‫و تقدم في ذلك حديث في قوله تعالى‪ِ :‬إ ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -3‬كتاب سليم بن قيس‪.90 :‬‬
‫)‪ (1‬في »ط« نسخة بدل‪ ،‬المصدر‪ :‬الدنيا و البقاء‪[.....] .‬‬
‫)‪ (2‬في »ط« زيادة‪ :‬و هما حديثا عهد بإسلم‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪775 :‬‬
‫النفال »‪ ،«1‬فليؤخذ من هناك‪.‬‬
‫ك ِبَمْلِكنا قال‪:‬‬ ‫عَد َ‬
‫خَلْفنا َمْو ِ‬ ‫‪ -[4] /7040‬نرجع إلى رواية علي بن إبراهيم‪ :‬قال له بنو إسرائيل‪ :‬ما َأ ْ‬
‫ن ِزيَنِة اْلَقْوِم يعني من حليهم َفَقَذْفناها قال‪ :‬يعني التراب الذي جاء به السامري‬ ‫حّمْلنا َأْوزارًا ِم ْ‬ ‫ما خالفناك َو لِكّنا ُ‬
‫ي؟ قال السامري‪:‬‬ ‫ك يا ساِمِر ّ‬ ‫طُب َ‬‫خ ْ‬ ‫طرحناه في جوفه ثم أخرج السامري العجل و له خوار‪ .‬فقال له موسى‪َ :‬فما َ‬
‫ل يعني من تحت حافر رمكة جبرئيل في البحر َفَنَبْذُتها أي‬ ‫سو ِ‬ ‫ن َأَثِر الّر ُ‬ ‫ضًة ِم ْ‬‫ت َقْب َ‬‫ض ُ‬ ‫صُروا ِبِه َفَقَب ْ‬ ‫ت ِبما َلْم َيْب ُ‬‫صْر ُ‬ ‫َب ُ‬
‫سي أي زينت‪.‬‬ ‫ت ِلي َنْف ِ‬ ‫سّوَل ْ‬ ‫ك َ‬‫أمسكتها َو َكذِل َ‬
‫ك ِفي‬ ‫ن َل َ‬‫ب َفِإ ّ‬
‫فأخرج موسى العجل و أحرقه بالنار و ألقاه في البحر‪ ،‬ثم قال موسى )عليه السلم( للسامري‪َ :‬فاْذَه ْ‬
‫س‪ ،‬أي ما دمت حيا و عقبك‪ ،‬هذه العلمة فيكم قائمة أن تقولوا‪ :‬ل مساس‪ ،‬حتى تعرفوا أنكم‬ ‫ل ل ِمسا َ‬ ‫ن َتُقو َ‬ ‫حياِة َأ ْ‬
‫اْل َ‬
‫سامرية ل يقربكم »‪ «2‬الناس‪ .‬فهم إلى الساعة بمصر و الشام معروفون ب )ل مساس(‪.‬‬
‫ثم هم موسى )عليه السلم( بقتل السامري فأوحى ال إليه‪» :‬ل تقتله‪ -‬يا موسى‪ -‬فإنه سخي«‪ .‬فقال له موسى )عليه‬
‫ل ُهَو‬‫ل اّلِذي ل ِإلَه ِإ ّ‬ ‫سفًا ِإّنما ِإلُهُكُم ا ُّ‬
‫سَفّنُه ِفي اْلَيّم َن ْ‬
‫حّرَقّنُه ُثّم َلَنْن ِ‬
‫عَلْيِه عاِكفًا َلُن َ‬ ‫ت َ‬‫ظْل َ‬ ‫ك اّلِذي َ‬ ‫ظْر ِإلى ِإلِه َ‬ ‫السلم( اْن ُ‬
‫عْلمًا‪.‬‬
‫يٍء ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫سَع ُك ّ‬‫َو ِ‬
‫‪ -[5] /7041‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبي )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫علي ابن معبد‪ ،‬عن الحسين بن خالد‪ ،‬عن أبي الحسن )عليه السلم(‪ ،‬قال‪ :‬قلت له‪ :‬عن كم تجزئ البدنة؟ قال‪:‬‬
‫»عن نفس واحدة« قلت‪ :‬فالبقرة؟ قال‪» :‬تجزئ عن خمسة إذا كانوا يأكلون على مائدة واحدة«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬كيف صارت البدنة ل تجزئ إل عن واحدة‪ ،‬و البقرة تجزئ عن خمسة؟‬
‫قال‪» :‬لن البدنة لم يكن فيها من العلة ما في البقرة‪ ،‬إن الذين أمروا قوم موسى )عليه السلم( بعبادة العجل كانوا‬
‫خمسة أنفس‪ ،‬و كانوا أهل بيت يأكلون على خوان واحد و هم‪ :‬أديبويه »‪ ،«3‬و أخوه مذويه‪ ،‬و ابن أخيه‪ ،‬و ابنته‪،‬‬
‫و امرأته‪ ،‬هم الذين أمروا بعبادة العجل و هم الذين ذبحوا البقرة التي أمر ال تبارك و تعالى بذبحها«‪.‬‬
‫‪ -[6] /7042‬نرجع إلى رواية علي بن إبراهيم‪ :‬قيل‪ :‬و إن من عبد العجل أنكر عند موسى )عليه السلم(‪ :‬أنه لم‬
‫يسجد له‪ ،‬فأمر موسى )عليه السلم( أن يبرد العجل بالمبارد‪ ،‬و ألقى برادته في الماء‪ ،‬ثم أمر بني إسرائيل أن‬
‫يشرب كل واحد منهم من ذلك الماء‪ ،‬فالذين كانوا سجدوا يظهر له من البرادة شيء فعند ذلك استبان من خالف‬
‫ممن ثبت على إيمانه‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -4‬تفسير القّمي ‪.63 :2‬‬
‫‪ -5‬علل الشرائع‪.1 /440 :‬‬
‫‪ -6‬تفسير القّمي ‪.63 :2‬‬
‫)‪ (1‬تقدم في الحديث )‪ (3‬من تفسير اليتين )‪ 65‬و ‪ (66‬من سورة النفال‪.‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬يغتر بكم‪.‬‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ ،‬و »ط« نسخة بدل‪ :‬أذيبويه‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪776 :‬‬
‫‪ -[7] /7043‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبي‪ ،‬عن الحسين بن سعيد‪ ،‬عن علي بن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫)عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬ما بعث ال رسول إل و في وقته شيطانان يؤذيانه و يفتنانه و يضلن الناس بعده‪ ،‬فأما‬
‫الخمسة أولو العزم من الرسل‪ :‬نوح و إبراهيم و موسى و عيسى و محمد )صلى ال عليه و آله و عليهم(‪ ،‬فأما‬
‫صاحبا نوح فطنطينوس و خرام »‪ ،«1‬و أما صاحبا إبراهيم فمكيل و رذام‪ ،‬و أما صاحبا موسى فالسامري و مر‬
‫عقيبا‪ ،‬و أما صاحبا عيسى فينواس »‪ «2‬و مريسون‪ ،‬و أما صاحبا محمد )صلى ال عليه و آله( فحبتر و زريق«‪.‬‬
‫ن من سورة النعام »‪.«3‬‬ ‫جّ‬‫س َو اْل ِ‬ ‫لْن ِ‬ ‫طينَ ا ِْ‬
‫شيا ِ‬ ‫عُدّوا َ‬
‫ي َ‬ ‫ل َنِب ّ‬‫جَعْلنا ِلُك ّ‬
‫ك َ‬ ‫و قد تقدم هذا الحديث في تفسير‪َ :‬و َكذِل َ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ج َلُه ]‪-[1] /7044 [108 -102‬‬ ‫عَو َ‬ ‫يل ِ‬ ‫عَ‬‫ن الّدا ِ‬
‫ن َيْوَمِئٍذ ُزْرقًا‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬يْوَمِئٍذ َيّتِبُعو َ‬ ‫جِرِمي َ‬‫شُر اْلُم ْ‬ ‫حُ‬ ‫َو َن ْ‬
‫ن َيْوَمِئٍذ ُزْرقًا فقال‪ :‬تكون أعينهم مزرقة ل يقدرون أن‬ ‫جِرِمي َ‬‫شُر اْلُم ْ‬ ‫حُ‬ ‫علي بن إبراهيم‪ :‬في قوله تعالى َو َن ْ‬
‫ن َبْيَنُهْم قال‪ :‬يوم القيامة يسر »‪ «4‬بعضهم إلى بعض أنهم لم يلبثوا إل عشرا قال‬ ‫يطرفوها‪ ،‬و قوله تعالى‪َ :‬يَتخاَفُتو َ‬
‫ل َيْومًا‪.‬‬
‫ن َلِبْثُتْم ِإ ّ‬
‫طِريَقًة قال‪ :‬أعلمهم و أصلحهم‪ ،‬يقولون‪ِ :‬إ ْ‬ ‫ل َأْمَثُلُهْم َ‬ ‫ن ِإْذ َيُقو ُ‬
‫عَلُم ِبما َيُقوُلو َ‬‫ن َأ ْ‬
‫حُ‬‫ال‪َ :‬ن ْ‬
‫سفًا َفَيَذُرها قاعًا‬
‫سُفها َرّبي َن ْ‬ ‫ل َيْن ِ‬
‫ل َفُق ْ‬
‫جبا ِ‬
‫ن اْل ِ‬
‫عِ‬
‫ك َ‬ ‫سَئُلوَن َ‬ ‫ثم خاطب ال نبيه )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬فقال‪َ :‬و َي ْ‬
‫عَوجًا َو ل َأْمتًا قال‪ :‬المت‪ :‬الرتفاع‪ ،‬و العوج‪ :‬الحزون »‪ «5‬و الذكوات‪.‬‬ ‫صفًا( ل َترى ِفيها ِ‬ ‫صْف َ‬ ‫َ‬
‫صفًا‪ .‬قال‪:‬‬‫صْف َ‬
‫‪ -[2] /7045‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬و في رواية أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله‪ :‬قاعًا َ‬
‫»و القاع‪ :‬الذي ل تراب فيه‪ ،‬و الصفصف‪ :‬الذي ل نبات له«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -7‬تفسير القّمي ‪» 269‬الطبعة الحجرية«‪.‬‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.64 :2‬‬
‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.67 :2‬‬
‫)‪ (1‬في »ط« نسخة بدل‪ :‬فقنطيفوس و خوام‪.‬‬
‫)‪ (2‬في »ط« نسخة بدل‪ :‬فبولس‪.‬‬
‫)‪ (3‬تقّدم في الحديث )‪ (2‬من تفسير اليات )‪ (114 -112‬من سورة النعام‪.‬‬
‫)‪ (4‬في المصدر‪ :‬بشير‪[.....] .‬‬
‫)‪ (5‬الحزن من الرض‪ :‬ما غلظ‪» .‬الصحاح ‪.«2098 :5‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪777 :‬‬
‫ج َلُه قال‪ :‬مناديا من عند ال‪.‬‬ ‫عَو َ‬‫يل ِ‬ ‫عَ‬ ‫ن الّدا ِ‬ ‫‪ -[3] /7046‬و عنه‪ ،‬في قوله تعالى‪َ :‬يْوَمِئٍذ َيّتِبُعو َ‬
‫‪ -[4] /7047‬محمد بن العباس‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن همام بن سهيل‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل العلوي‪ ،‬عن عيسى‬
‫بن داود‪ ،‬عن أبي الحسن موسى بن جعفر‪ ،‬عن أبيه )عليهم السلم(‪ ،‬قال‪» :‬سألت أبي عن قول ال عز و جل‪:‬‬
‫ج َلُه قال‪ :‬الداعي أمير المؤمنين )عليه السلم(«‪.‬‬ ‫عَو َ‬‫يل ِ‬ ‫عَ‬‫ن الّدا ِ‬‫َيْوَمِئٍذ َيّتِبُعو َ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ل َهْمسًا ]‪[108‬‬ ‫سَمُع ِإ ّ‬‫ن َفل َت ْ‬ ‫حم ِ‬ ‫ت ِللّر ْ‬
‫صوا ُ‬ ‫ل ْ‬ ‫ت ا َْ‬‫شَع ِ‬‫خَ‬ ‫َو َ‬
‫‪ -[1] /7048‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبي‪ ،‬عن الحسن بن محبوب‪ ،‬عن أبي محمد الوابشي‪ ،‬عن أبي الورد‪،‬‬
‫عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬إذا كان يوم القيامة جمع ال الناس في صعيد واحد و هم حفاة عراة‪ ،‬فيوقفون‬
‫شَع ِ‬
‫ت‬ ‫خَ‬ ‫في المحشر حتى يعرقوا عرقا شديدا و تشتد أنفاسهم‪ ،‬فيمكثون في ذلك خمسين عاما‪ ،‬و هو قول ال َو َ‬
‫ل َهْمسًا‪.‬‬ ‫سَمُع ِإ ّ‬‫ن َفل َت ْ‬‫حم ِ‬‫ت ِللّر ْ‬ ‫صوا ُ‬ ‫ل ْ‬ ‫ا َْ‬
‫قال‪ :‬ثم ينادي مناد من تلقاء العرش‪ :‬أين النبي المي؟ فيقول الناس‪ :‬قد أسمعت‪ ،‬فسم باسمه‪ .‬فينادي أين نبي‬
‫الرحمة‪ ،‬أين محمد بن عبد ال المي؟ فيتقدم رسول ال )صلى ال عليه و آله( أمام الناس كلهم حتى ينتهي إلى‬
‫حوض طوله ما بين أيلة إلى صنعاء‪ ،‬فيقف عليه فينادي بصاحبكم فيتقدم »‪ «1‬أمام الناس فيقف معه‪ ،‬ثم يؤذن‬
‫للناس فيمرون‪ ،‬فبين وارد الحوض يومئذ و بين مصروف عنه‪ ،‬فإذا رأى رسول ال )صلى ال عليه و آله( من‬
‫يصرف عنه محبينا يبكي‪ ،‬و يقول‪ :‬يا رب‪ ،‬شيعة علي‪ ،‬قال‪ :‬فيبعث ال إليه ملكا فيقول له‪ :‬ما يبكيك يا محمد؟‬
‫فيقول‪ :‬أبكي لناس من شيعة علي‪ ،‬أراهم قد صرفوا تلقاء أصحاب النار و منعوا ورود حوضي‪.‬‬
‫فيقول الملك‪ :‬إن ال يقول قد وهبتهم لك‪ -‬يا محمد‪ -‬و صفحت لهم عن ذنوبهم بحبهم لك و لعترتك‪ ،‬و ألحقتهم بك و‬
‫بمن كانوا يتولون به‪ ،‬و جعلناهم في زمرتك فأوردهم حوضك«‪.‬‬
‫قال‪ :‬أبو جعفر )عليه السلم(‪» :‬فكم باك يومئذ و باكية ينادون‪ :‬يا محمد إذا رأوا ذلك‪ ،‬و ل يبقى أحد يومئذ يتولنا‬
‫و يحبنا و يتبرأ من عدونا و يبغضهم إل كانوا في حزبنا و معنا و يردون حوضنا«‪.‬‬
‫و رواه الشيخ في )أماليه( قال‪ :‬أخبرني أبو عبد ال محمد بن محمد‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد بن‬
‫قولويه )رحمه ال(‪ ،‬عن الحسين بن محمد بن عامر‪ ،‬عن المعلى بن محمد البصري‪ ،‬عن محمد بن جمهور‬
‫العمي‪،‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -3‬تفسير القّمي ‪.64 :2‬‬

‫‪ -4‬تأويل اليات ‪.13 /316 :1‬‬

‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.64 :2‬‬

‫سلم(‪.‬‬
‫ي )عليه ال ّ‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬فيقّدم عل ّ‬

‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪778 :‬‬


‫قال‪ :‬حدثنا أبو علي الحسن بن محبوب‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا محمد الوابشي‪ ،‬رواه عن أبي الورد‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا‬
‫جعفر محمد بن علي الباقر )عليه السلم( يقول‪» :‬إذا كان يوم القيامة جمع ال الناس في صعيد واحد من الولين‬
‫عراة حفاة فيوقفون على طريق المحشر حتى يعرقوا عرقا شديدا‪ ،‬و تشتد أنفاسهم«‪ .‬و ساق الحديث إلى آخره »‬
‫‪.«1‬‬

‫و رواه الشيخ المفيد في )أماليه( قال‪ :‬أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه )رحمه ال( قال‪ :‬حدثني‬
‫الحسين بن محمد بن عامر‪ ،‬عن معلى بن محمد البصري‪ ،‬عن محمد بن جمهور العمي‪ ،‬قال حدثنا أبو علي‬
‫الحسن بن محبوب‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا محمد الوابشي‪ ،‬رواه عن أبي الورد‪ ،‬قال سمعت أبا جعفر محمد بن علي‬
‫الباقر )عليه السلم( يقول‪» :‬إذا كان يوم القيامة جمع ال الناس في صعيد واحد من الولين و الخرين عراة حفاة‬
‫فيوقفون على طريق المحشر حتى يعرقوا عرقا شديدا‪ ،‬و تشتد أنفاسهم« و ساق الحديث إلى آخره »‪.«2‬‬

‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ضمًا ]‬‫ظْلمًا َو ل َه ْ‬‫ف ُ‬ ‫ل‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬فل َيخا ُ‬ ‫ي َلُه َقْو ً‬
‫ضَ‬‫ن َو َر ِ‬
‫حم ُ‬
‫ن َلُه الّر ْ‬
‫ن َأِذ َ‬
‫ل َم ْ‬‫عُة ِإ ّ‬
‫شفا َ‬
‫َيْوَمِئٍذ ل َتْنَفُع ال ّ‬
‫عْلمًا‬
‫ن ِبِه ِ‬
‫طو َ‬‫حي ُ‬
‫خْلَفُهْم َو ل ُي ِ‬
‫ن َأْيِديِهْم َو ما َ‬
‫‪ -[1] /7049 [112 -109‬علي بن إبراهيم‪ ،‬في قوله تعالى‪َ :‬يْعَلُم ما َبْي َ‬
‫قال‪:‬‬
‫ما بين أيديهم‪ :‬ما مضى من أخبار النبياء‪ ،‬و ما خلفهم‪ ،‬من أخبار القائم )عليه السلم(‪.‬‬
‫‪ -[2] /7050‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن أحمد بن إدريس‪ ،‬عن محمد بن عبد الجبار‪ ،‬عن صفوان بن يحيى‪ ،‬قال‬
‫سألني أبو قرة المحدث أن ادخله على أبي الحسن الرضا )عليه السلم(‪ ،‬فاستأذنته في ذلك فأذن لي فدخل عليه‪،‬‬
‫فسأله عن الحلل و الحرام و الحكام حتى بلغ سؤاله إلى التوحيد‪ ،‬فقال أبو قرة‪ :‬إنا روينا أن ال قسم الرؤية و‬
‫الكلم بين نبيين‪ :‬فقسم الكلم لموسى‪ ،‬و لمحمد )صلى ال عليه و آله( الرؤية؟‬
‫لْبصاُر »‪ «3‬و َو ل‬ ‫فقال أبو الحسن )عليه السلم(‪» :‬فمن المبلغ عن ال إلى الثقلين من الجن و النس‪ :‬ل ُتْدِرُكُه ا َْ‬
‫يٌء »‪ «4‬أليس محمد )صلى ال عليه و آله(؟« قال‪ :‬بلى‪.‬‬ ‫ش ْ‬ ‫س َكِمْثِلِه َ‬
‫عْلمًا و َلْي َ‬
‫ن ِبِه ِ‬ ‫طو َ‬
‫حي ُ‬ ‫ُي ِ‬
‫قال )عليه السلم(‪» :‬كيف يجيء رجل إلى الخلق جميعا فيخبرهم أنه جاء من عند ال و أنه يدعوهم إلى ال بأمر‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.65 :2‬‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.2 /74 :2‬‬
‫)‪ (1‬أمالي الطوسي ‪.64 :1‬‬
‫)‪ (2‬أمالي المفيد‪.8 /290 :‬‬
‫)‪ (3‬النعام ‪.103 :6‬‬
‫)‪ (4‬الشورى ‪.11 :42‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪779 :‬‬
‫يٌء‪ ،‬ثم يقول‪ :‬أنا رأيته بعيني و أحطت به‬ ‫س َكِمْثِلِه شَ ْ‬‫عْلمًا و َلْي َ‬ ‫ن ِبِه ِ‬ ‫طو َ‬ ‫حي ُ‬‫لْبصاُر و َو ل ُي ِ‬ ‫ال فيقول‪ :‬ل ُتْدِرُكُه ا َْ‬
‫علما و هو على صورة البشر‪ ،‬أما يستحيون؟! ما قدرت الزنادقة أن ترميه بهذا‪ ،‬أن يكون يأتي من عند ال بشيء‬
‫ثم يأتي بخلفه من وجه آخر«‪.‬‬
‫خرى »‪«1‬؟‬ ‫قال أبو قرة‪ .‬فإنه يقول‪َ :‬و َلَقْد َرآُه َنْزَلًة ُأ ْ‬
‫ب اْلُفؤاُد ما َرأى »‪«2‬‬ ‫فقال أبو الحسن )عليه السلم(‪» :‬إن بعد هذه الية ما يدل على ما رأى‪ ،‬حيث قال‪ :‬ما َكَذ َ‬
‫ت َرّبِه‬
‫ن آيا ِ‬ ‫يقول‪ :‬ما كذب فؤاد محمد )صلى ال عليه و آله( ما رأته عيناه‪ ،‬ثم أخبر بما رأى‪ ،‬فقال‪َ :‬لَقْد َرأى ِم ْ‬
‫عْلمًا فإذا رأته البصار فقد أحاط به العلم و‬ ‫ن ِبِه ِ‬ ‫طو َ‬ ‫حي ُ‬ ‫اْلُكْبرى »‪ ،«3‬فآيات ال غير ال‪ ،‬و قد قال ال‪َ :‬و ل ُي ِ‬
‫وقعت المعرفة«‪.‬‬
‫فقال أبو قرة‪ :‬فتكذب بالروايات؟‬
‫فقال أبو الحسن )عليه السلم(‪» :‬إذا كانت الروايات مخالفة للقرآن كذبتها‪ ،‬و ما أجمع المسلمون عليه أنه ل يحاط‬
‫به علما‪ ،‬و ل تدركه البصار‪ ،‬و ليس كمثله شيء«‪.‬‬
‫ي اْلَقّيوِم أي ذلت‪.‬‬ ‫حّ‬ ‫جوُه ِلْل َ‬‫ت اْلُو ُ‬‫عَن ِ‬‫‪ -[3] /7051‬علي بن إبراهيم‪ :‬و قوله‪َ :‬و َ‬
‫‪ -[4] /7052‬محمد بن العباس )رحمه ال(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن همام‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل العلوي‪ ،‬عن‬
‫عيسى بن داود‪ ،‬عن أبي الحسن موسى بن جعفر )عليهما السلم(‪ ،‬عن أبيه )عليه السلم(‪ ،‬قال‪» :‬سمعت أبي‬
‫ل‪ ،‬قال‪ :‬ل‬ ‫ي َلُه َقْو ً‬
‫ضَ‬ ‫ن َو َر ِ‬ ‫حم ُ‬ ‫ن َلُه الّر ْ‬
‫ن َأِذ َ‬
‫ل َم ْ‬
‫عُة ِإ ّ‬‫شفا َ‬ ‫يقول و رجل يسأله عن قول ال عز و جل‪َ :‬يْوَمِئٍذ ل َتْنَفُع ال ّ‬
‫ينال شفاعة محمد )صلى ال عليه و آله( يوم القيامة إل من أذن له الرحمن بطاعة آل محمد‪ ،‬و رضي له قول و‬
‫عمل‪ ،‬فحيي على مودتهم و مات عليها‪ ،‬فرضي ال قوله و عمله فيهم‪ ،‬ثم قال‪) :‬و عنت الوجوه للحي القيوم و قد‬
‫ظْلمًا َو ل‬‫ف ُ‬ ‫ن َفل َيخا ُ‬ ‫ت َو ُهَو ُمْؤِم ٌ‬‫صاِلحا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ل ِم َ‬ ‫ن َيْعَم ْ‬‫خاب من حمل ظلما لل محمد(‪ ،‬كذا نزلت‪ ،‬ثم قال‪َ :‬و َم ْ‬
‫ضمًا قال‪ :‬مؤمن بمحبة آل محمد و مبغض لعدوهم«‪.‬‬ ‫َه ْ‬
‫ظْلمًا‬
‫ف ُ‬ ‫‪ -[5] /7053‬علي بن إبراهيم‪ :‬و في رواية أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬في قوله‪َ :‬فل َيخا ُ‬
‫ضمًا يقول‪» :‬ل ينقص من عمله شيء‪ ،‬و أما ظلما يقول‪ :‬لن يذهب به«‪.‬‬ ‫َو ل َه ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -3‬تفسير القّمي ‪.65 :2‬‬
‫‪ -4‬تأويل اليات ‪.15 /318 :1‬‬
‫‪ -5‬تفسير القّمي ‪[.....] .67 :2‬‬
‫)‪ (1‬النجم ‪.13 :53‬‬
‫)‪ (2‬النجم ‪.11 :53‬‬
‫)‪ (3‬النجم ‪.18 :53‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪780 :‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ث َلُهْم ِذْكرًا ]‪ -[1] /7054 [113‬علي بن إبراهيم‪ :‬يعني ما يحدث من أمر القائم )عليه السلم( و السفياني‪.‬‬ ‫حِد ُ‬ ‫َأْو ُي ْ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫عْلمًا ]‪ -[2] /7055 [114‬علي بن إبراهيم‪،‬‬ ‫ب ِزْدِني ِ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫حُيُه َو ُق ْ‬
‫ك َو ْ‬ ‫ن ُيْقضى ِإَلْي َ‬ ‫ل َأ ْ‬‫ن َقْب ِ‬‫ن ِم ْ‬‫ل ِباْلُقْرآ ِ‬
‫جْ‬‫َو ل َتْع َ‬
‫قال‪ :‬كان رسول ال )صلى ال عليه و آله( إذا نزل عليه القرآن بادر بقراءته قبل نزول تمام الية و المعنى‪،‬‬
‫عْلمًا‪.‬‬
‫ب ِزْدِني ِ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫حُيُه أي يفرغ من قراءته َو ُق ْ‬ ‫ك َو ْ‬ ‫ن ُيْقضى ِإَلْي َ‬ ‫ل َأ ْ‬‫ن َقْب ِ‬
‫ن ِم ْ‬ ‫ل ِباْلُقْرآ ِ‬‫جْ‬ ‫فأنزل ال‪َ :‬و ل َتْع َ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫عْزمًا ]‪[115‬‬ ‫جْد َلُه َ‬
‫ي َو َلْم َن ِ‬ ‫سَ‬ ‫ل َفَن ِ‬
‫ن َقْب ُ‬‫عِهْدنا ِإلى آَدَم ِم ْ‬ ‫َو َلَقْد َ‬
‫‪ -[3] /7056‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن عدة من أصحابنا‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن علي بن الحكم عن مفضل ابن‬
‫ي َو َلْم‬
‫سَ‬‫ل َفَن ِ‬‫ن َقْب ُ‬
‫عِهْدنا ِإلى آَدَم ِم ْ‬‫صالح‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قول ال عز و جل‪َ :‬و َلَقْد َ‬
‫عْزمًا‪.‬‬
‫جْد َلُه َ‬ ‫َن ِ‬
‫قال‪» :‬عهدنا إليه في محمد )صلى ال عليه و آله( و الئمة )عليهم السلم( من بعده فترك و لم يكن له عزم أنهم‬
‫هكذا‪ ،‬و إنما سمي اولوا العزم لنه عهد إليهم في محمد )صلى ال عليه و آله( و الوصياء من بعده و المهدي و‬
‫سيرته و اجتمع عزمهم على أن ذلك كذلك‪ ،‬و القرار به«‪.‬‬
‫و رواه علي بن إبراهيم‪ :‬عن أحمد بن إدريس‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن المفضل بن‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.65 :2‬‬

‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.65 :2‬‬


‫‪ -3‬الكافي ‪.22 /344 :1‬‬

‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪781 :‬‬


‫صالح‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( مثله »‪.«1‬‬

‫و رواه ابن بابويه‪ :‬عن أبيه )رحمه ال(‪ ،‬عن سعد بن عبد ال‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن علي بن الحكم‪،‬‬
‫عِهْدنا ِإلى‬
‫عن المفضل بن صالح‪ ،‬عن جابر بن يزيد‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬في قول ال عز و جل‪َ :‬و َلَقْد َ‬
‫آَدَم و ذكر الحديث إلى آخره »‪.«2‬‬

‫‪ -[2] /7057‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن محمد‬
‫الهمداني‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن الحسن بن فضال‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن الفضيل‪ ،‬عن أبي حمزة الثمالي‪ ،‬عن أبي‬
‫جعفر محمد بن علي الباقر )عليهم السلم(‪ ،‬قال‪» :‬إن ال تبارك و تعالى عهد إلى آدم )عليه السلم( أن ل يقرب‬
‫الشجرة‪ ،‬فلما بلغ الوقت الذي كان في علم ال تبارك و تعالى أن يأكل منها‪ ،‬نسي فأكل منها‪ ،‬و هو قول ال تبارك‬
‫عْزمًا«‪.‬‬
‫جْد َلُه َ‬
‫ي َو َلْم َن ِ‬
‫سَ‬‫ل َفَن ِ‬
‫ن َقْب ُ‬
‫عِهْدنا ِإلى آَدَم ِم ْ‬ ‫و تعالى‪َ :‬و َلَقْد َ‬
‫‪ -[3] /7058‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن الحسين بن محمد‪ ،‬عن معلى بن محمد‪ ،‬عن جعفر بن محمد بن عبيد ال‪ ،‬عن‬
‫محمد بن عيسى القمي‪ ،‬عن محمد بن سليمان‪ ،‬عن عبد ال بن سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬في قوله‪:‬‬
‫»و لقد عهدنا إلى آدم من قبل‪ ،‬كلمات في محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و الئمة من ذريتهم )عليهم‬
‫السلم( فنسي و لم نجد له عزما‪ .‬هكذا و ال نزلت على محمد )صلى ال عليه و آله(«‪.‬‬
‫‪ -[4] /7059‬المفيد‪ :‬بإسناده عن حمران بن أعين‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( قال أخذ ال الميثاق على النبيين‪،‬‬
‫و قال أ لست بربكم‪ ،‬و أن هذا محمد رسولي و أن عليا أمير المؤمنين »‪«3‬؟ قالوا‪ :‬بلى فثبتت لهم النبوة‪.‬‬
‫ثم أخذ الميثاق على اولي العزم أني ربكم و محمد رسولي و علي أمير المؤمنين و الوصياء من بعده ولة أمري‬
‫و خزان علمي‪ ،‬و أن المهدي أنتصر به لديني‪ ،‬و أظهر به دولتي‪ ،‬و أنتقم به من أعدائي‪ ،‬و اعبد به طوعا أو‬
‫كرها »‪ .«4‬قالوا‪ :‬أقررنا‪ -‬يا ربنا‪ -‬و شهدنا‪ .‬لم يجحد آدم )عليه السلم(‪ ،‬و لم يقر‪ ،‬فثبتت العزيمة لهؤلء الخمسة‬
‫عِهْدنا ِإلى آَدَم‬
‫في المهدي )عليه السلم(‪ ،‬و لم يكن لدم عزيمة على القرار‪ ،‬و هو قول ال تبارك و تعالى‪َ :‬و َلَقْد َ‬
‫عْزمًا«‪.‬‬ ‫جْد َلُه َ‬
‫ي َو َلْم َن ِ‬
‫سَ‬ ‫ل َفَن ِ‬
‫ن َقْب ُ‬
‫ِم ْ‬
‫ل‪ .‬قال‪:‬‬ ‫ن َقْب ُ‬
‫عِهْدنا ِإلى آَدَم ِم ْ‬
‫‪ -[5] /7060‬ابن شهر آشوب‪ :‬عن الباقر )عليه السلم(‪ ،‬في قوله تعالى‪َ :‬و َلَقْد َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬كمال الدين و تمام النعمة‪.2 /213 :‬‬
‫‪ -3‬الكافي ‪.23 /334 :1‬‬
‫ل(‪.‬‬‫‪ -4‬بصائر الدرجات‪ ،2 /90 :‬تأويل اليات ‪ .18 /319 :1‬و لم نجده في كتب الشيخ المفيد )رحمه ا ّ‬
‫‪ -5‬المناقب ‪.32 :3‬‬
‫)‪ (1‬تفسير القّمي ‪.66 :2‬‬
‫)‪ (2‬علل الشرائع‪.1 /122 :‬‬
‫)‪) (3‬و أن هذا ‪ ...‬أمير المؤمنين( ليس في »ج‪ ،‬ي«‪.‬‬
‫)‪ (4‬في »ج«‪» ،‬ط« نسخة بدل‪ :‬و كرها‪[.....] .‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪782 :‬‬

‫»كلمات في محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و الئمة من ذريتهم‪ .‬كذا نزلت على محمد )صلى ال‬
‫عليه و آله(«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫س َأبى ]‪[116‬‬ ‫ل ِإْبِلي َ‬
‫جُدوا ِإ ّ‬‫سَ‬‫لَدَم َف َ‬
‫جُدوا ِ‬‫سُ‬
‫َو ِإْذ ُقْلنا ِلْلَملِئَكِة ا ْ‬
‫‪ -[1] /7061‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن الحسين بن محمد‪ ،‬عن معلى بن محمد‪ ،‬عمن أخبره‪ ،‬عن علي بن جعفر‪،‬‬
‫قال‪ :‬سمعت أبا الحسن )عليه السلم( يقول‪» :‬لما رأى رسول ال )صلى ال عليه و آله( تيما و عديا و بني امية‬
‫س َأبى ثم‬
‫ل ِإْبِلي َ‬
‫جُدوا ِإ ّ‬
‫سَ‬‫لَدَم َف َ‬
‫جُدوا ِ‬
‫سُ‬‫يركبون منبره أفظعه‪ ،‬فأنزل ال تعالى قرآنا يتأسى به‪َ :‬و ِإْذ ُقْلنا ِلْلَملِئَكِة ا ْ‬
‫أوحى إليه‪:‬‬
‫يا محمد‪ ،‬إني أمرت فلم أطع‪ ،‬فل تجزع أنت إذا أمرت فلم تطع في وصيك«‪.‬‬
‫و قصة آدم )عليه السلم(‪ ،‬قد تقدمت الروايات فيها في سورة البقرة و العراف »‪.«1‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫عَلْيِه َو َهدى ]‪[122 -121‬‬ ‫ب َ‬ ‫جَتباُه َرّبُه َفتا َ‬
‫عصى آَدُم َرّبُه َفَغوى ُثّم ا ْ‬ ‫َو َ‬
‫‪ -[2] /7062‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني )رضي ال عنه(‪ ،‬و الحسين بن إبراهيم بن‬
‫أحمد بن هشام المكتب‪ ،‬و علي بن عبد ال الوراق )رضي ال عنه(‪ ،‬قالوا‪ :‬حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم‪ ،‬قال‪:‬‬
‫حدثنا القاسم بن محمد البرمكي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو الصلت الهروي‪ ،‬قال‪ :‬لما جمع المأمون لعلي بن موسى الرضا‬
‫)عليهما السلم( أهل المقالت من أهل السلم و من الديانات‪ :‬من اليهود و النصارى و المجوس و الصابئين و‬
‫سائر أهل المقالت‪ ،‬فلم يقم أحد ال و قد ألزمه حجته كأنه القم حجرا‪ ،‬قام إليه علي بن محمد بن الجهم‪ ،‬فقال‪ :‬يا‬
‫بن رسول ال‪ ،‬أتقول بعصمة النبياء؟ قال‪» :‬نعم«‪.‬‬
‫عصى آَدُم َرّبُه َفَغوى؟‬ ‫قال‪ :‬فما تقول في قول ال تعالى‪َ :‬و َ‬
‫فقال الرضا )عليه السلم(‪» :‬ويحك‪ -‬يا علي‪ -‬اتق ال‪ ،‬و ل تنسب إلى أنبياء »‪ «2‬ال الفواحش‪ ،‬و ل تتأول كتاب‬
‫ال‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬الكافي ‪.73 /353 :1‬‬
‫‪ -2‬عيون أخبار الّرضا ‪.1 /191 :1‬‬
‫)‪ (1‬تقّدمت في تفسير اليات )‪ (36 -30‬من سورة البقرة‪ ،‬و اليات )‪ (21 -19‬من سورة العراف‪.‬‬
‫)‪ (2‬في »ج‪ ،‬ي«‪ :‬أولياء‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪783 :‬‬
‫خونَ ِفي اْلِعْلِم »‪ .««1‬و قال )عليه السلم(‪» :‬أما‬ ‫سُ‬ ‫ل َو الّرا ِ‬ ‫ل ا ُّ‬ ‫برأيك‪ ،‬فإن ال عز و جل قد قال‪َ :‬و ما َيْعَلُم َتْأِويَلُه ِإ ّ‬
‫عصى آَدُم َرّبُه َفَغوى فإن ال عز و جل خلق آدم )عليه السلم( حجة في أرضه و خليفة‬ ‫قوله عز و جل في آدم‪َ :‬و َ‬
‫في بلده‪ ،‬لم يخلقه للجنة‪ ،‬و كانت المعصية من آدم )عليه السلم( في الجنة ل في الرض ]و عصمته يجب أن‬
‫تكون في الرض[ لتتم مقادير أمر ال عز و جل »‪ ،«2‬فلما اهبط إلى الرض و جعله حجة و خليفة‪ ،‬عصمه‬
‫ن »‪ .««3‬الحديث بطوله‪.‬‬ ‫عَلى اْلعاَلِمي َ‬ ‫ن َ‬ ‫عْمرا َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ل ِإْبراِهيَم َو آ َ‬ ‫طفى آَدَم َو ُنوحًا َو آ َ‬ ‫صَ‬ ‫لا ْ‬ ‫ن ا َّ‬
‫بقوله عز و جل‪ِ :‬إ ّ‬
‫‪ -[2] /7063‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا تميم بن عبد ال بن تميم القرشي )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن حمدان‬
‫بن سليمان النيسابوري‪ ،‬عن علي بن محمد بن الجهم‪ ،‬قال‪ :‬حضرت مجلس المأمون و عنده الرضا علي بن‬
‫موسى )عليهما السلم(‪ ،‬فقال له المأمون‪ :‬يا بن رسول ال‪ ،‬أليس من قولك أن النبياء معصومون؟ قال‪» :‬بلى«‪.‬‬
‫عصى آَدُم َرّبُه َفَغوى؟‬ ‫قال‪ :‬فما تقول في قول ال عز و جل‪َ :‬و َ‬
‫شْئُتما‬
‫ث ِ‬ ‫حْي ُ‬
‫غدًا َ‬ ‫جّنَة َو ُكل ِمْنها َر َ‬ ‫ك اْل َ‬‫جَ‬ ‫ت َو َزْو ُ‬ ‫ن َأْن َ‬‫سُك ْ‬‫قال )عليه السلم(‪» :‬إن ال تعالى قال لدم )عليه السلم(‪ :‬ا ْ‬
‫ن »‪ ،«5‬و لم يقل لهما ل تأكل من‬ ‫ظاِلِمي َ‬
‫ن ال ّ‬ ‫جَرَة »‪ «4‬و أشار لهما إلى شجرة الحنطة َفَتُكونا ِم َ‬ ‫شَ‬ ‫َو ل َتْقَربا هِذِه ال ّ‬
‫هذه الشجرة و ل مما كان من جنسها‪ ،‬فلم يقربا تلك الشجرة‪ ،‬و لم يأكل منها‪ ،‬و إنما أكل من غيرها لما أن‬
‫جَرِة »‪ ،«6‬و إنما نهاكما عن ان تقربا غيرها‪ ،‬و لم‬ ‫شَ‬ ‫ن هِذِه ال ّ‬ ‫عْ‬‫وسوس الشيطان إليهما‪ ،‬و قال‪ :‬ما َنهاُكما َرّبُكما َ‬
‫ن »‪ ،«7‬و لم‬ ‫حي َ‬‫صِ‬ ‫ن الّنا ِ‬‫ن َو قاسََمُهما ِإّني َلُكما َلِم َ‬ ‫ن اْلخاِلِدي َ‬‫ن َأْو َتُكونا ِم َ‬ ‫ن َتُكونا َمَلَكْي ِ‬‫ل َأ ْ‬
‫ينهكما عن الكل منها ِإ ّ‬
‫لُهما ِبُغُروٍر »‪ ،«8‬فأكل منها ثقة بيمينه بال‪ ،‬و كان ذلك‬ ‫يكن آدم و حواء شاهدا قبل ذلك من يحلف بال كاذبا َفَد ّ‬
‫من آدم )عليه السلم( قبل النبوة‪ ،‬و لم يكن ذلك بذنب كبير يستحق به دخول النار‪ ،‬و إنما كان من الصغائر‬
‫الموهوبة التي تجوز على النبياء قبل نزول الوحي عليهم‪ ،‬فلما اجتباه ال تعالى و جعله نبيا كان معصوما ل‬
‫عَلْيِه َو َهدى و قال عز‬ ‫ب َ‬‫جَتباهُ َرّبُه َفتا َ‬‫عصى آَدُم َرّبُه َفَغوى ُثّم ا ْ‬ ‫يذنب صغيرة و ل كبيرة‪ ،‬قال ال عز و جل‪َ :‬و َ‬
‫ن »‪.««9‬‬ ‫عَلى اْلعاَلِمي َ‬ ‫ن َ‬ ‫عْمرا َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ل ِإْبراِهيَم َو آ َ‬ ‫طفى آَدَم َو ُنوحًا َو آ َ‬ ‫صَ‬ ‫لا ْ‬ ‫ن ا َّ‬
‫و جل‪ِ :‬إ ّ‬
‫__________________________________________________‬
‫سلم( ‪.1 /195 :1‬‬ ‫‪ -2‬عيون أخبار الّرضا )عليه ال ّ‬
‫)‪ (1‬آل عمران ‪.7 :3‬‬
‫ل( ليس في »ج‪ ،‬ي«‪.‬‬ ‫ل عّز و ج ّ‬ ‫)‪) (2‬ل في الرض ‪ ...‬ا ّ‬
‫)‪ (3‬آل عمران ‪.33 :3‬‬
‫)‪ (4‬البقرة ‪.35 :2‬‬
‫)‪ (5‬البقرة ‪.35 :2‬‬
‫)‪ (6‬العراف ‪.20 :7‬‬
‫)‪ (7‬العراف ‪ 20 :7‬و ‪.21‬‬
‫)‪ (8‬العراف ‪.22 :7‬‬
‫)‪ (9‬آل عمران ‪[.....] .33 :3‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪784 :‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫عمى قا َ‬
‫ل‬ ‫شُرهُ َيْوَم اْلِقياَمِة َأ ْ‬
‫حُ‬‫ضْنكًا َو َن ْ‬‫شًة َ‬ ‫ن َلُه َمِعي َ‬‫ن ِذْكِري َفِإ ّ‬ ‫عْ‬ ‫ض َ‬ ‫عَر َ‬ ‫ن َأ ْ‬‫شقى َو َم ْ‬ ‫ل َو ل َي ْ‬ ‫ضّ‬ ‫ي َفل َي ِ‬ ‫ن اّتَبَع ُهدا َ‬
‫َفَم ِ‬
‫ك اْلَيْوَم ُتْنسى‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و‬ ‫سيَتها َو َكذِل َ‬ ‫ك آياُتنا َفَن ِ‬‫ك َأَتْت َ‬
‫ل َكذِل َ‬ ‫صيرًا قا َ‬ ‫ت َب ِ‬ ‫عمى َو َقْد ُكْن ُ‬ ‫شْرَتِني َأ ْ‬ ‫حَ‬‫ب ِلَم َ‬
‫َر ّ‬
‫شّد َو َأْبقى ]‪[127 -123‬‬ ‫خَرِة َأ َ‬
‫لِ‬ ‫با ْ‬ ‫َلَعذا ُ‬
‫‪ -[1] /7064‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن الحسين بن محمد‪ ،‬عن معلى بن محمد‪ ،‬عن السياري‪ ،‬عن علي بن عبد ال‪،‬‬
‫شقى‪.‬‬ ‫ل َو ل َي ْ‬ ‫ضّ‬ ‫ي َفل َي ِ‬ ‫ن اّتَبعَ ُهدا َ‬ ‫قال‪ :‬سئل أبو عبد ال )عليه السلم( عن قول ال عز و جل‪َ :‬فَم ِ‬
‫قال‪» :‬من قال بالئمة و اتبع أمرهم و لم يجز »‪ «1‬طاعتهم«‪.‬‬
‫‪ -[2] /7065‬و عنه‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن سلمة بن الخطاب‪ ،‬عن الحسين بن عبد الرحمن‪ ،‬عن علي بن أبي‬
‫ن َلُه‬‫ن ِذْكِري َفِإ ّ‬ ‫عْ‬ ‫ض َ‬ ‫عَر َ‬ ‫ن َأ ْ‬‫حمزة‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬في قول ال عز و جل‪َ :‬و َم ْ‬
‫ضْنكًا‪ ،‬قال‪» :‬يعني ولية أمير المؤمنين )عليه السلم(«‪.‬‬ ‫شًة َ‬ ‫َمِعي َ‬
‫عمى؟ قال‪» :‬يعني أعمى البصر في القيامة‪ ،‬أعمى القلب في الدنيا عن ولية أمير‬ ‫شُرُه َيْوَم اْلِقياَمِة َأ ْ‬ ‫حُ‬‫قلت‪َ :‬و َن ْ‬
‫صيرًا قا َ‬
‫ل‬ ‫ت َب ِ‬ ‫عمى َو َقْد ُكْن ُ‬ ‫شْرَتِني َأ ْ‬‫حَ‬ ‫ب ِلَم َ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫المؤمنين )عليه السلم(‪ -‬قال‪ -‬و هو متحير في القيامة‪ ،‬يقول‪ :‬قا َ‬
‫ك اْلَيْوَم ُتْنسى يعني تركتها‪ ،‬و كذلك اليوم تترك‬ ‫سيَتها َو َكذِل َ‬‫ك آياُتنا‪ ،‬قال‪ :‬اليات الئمة )عليهم السلم(‪َ ،‬فَن ِ‬ ‫ك َأَتْت َ‬
‫َكذِل َ‬
‫في النار كما تركت الئمة )عليهم السلم(‪ ،‬فلم تطع أمرهم‪ ،‬و لم تسمع قولهم«‪.‬‬
‫شّد َو َأْبقى؟ قال‪» :‬يعني من أشرك بولية‬ ‫خَرِة َأ َ‬‫لِ‬ ‫با ْ‬ ‫ت َرّبِه َو َلَعذا ُ‬‫ن ِبآيا ِ‬‫ف َو َلْم ُيْؤِم ْ‬
‫سَر َ‬ ‫ن َأ ْ‬‫جِزي َم ْ‬ ‫ك َن ْ‬
‫قلت‪َ :‬و َكذِل َ‬
‫أمير المؤمنين )عليه السلم( غيره‪ ،‬و لم يؤمن بآيات ربه‪ ،‬و ترك الئمة معاندة فلم يتبع آثارهم و لم يتولهم«‪.‬‬
‫‪ -[3] /7066‬محمد بن العباس‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن همام‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل العلوي‪ ،‬عن عيسى بن داود‬
‫النجار »‪ ،«2‬عن أبي الحسن موسى بن جعفر )عليهما السلم(‪ ،‬قال‪ :‬أنه سأل أباه عن قول ال عز و جل‪َ :‬فَم ِ‬
‫ن‬
‫شقى‪.‬‬ ‫ل َو ل َي ْ‬ ‫ضّ‬ ‫ي َفل َي ِ‬ ‫اّتَبَع ُهدا َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬الكافي ‪.10 /342 :1‬‬
‫‪ -2‬الكافي ‪.92 /361 :1‬‬
‫‪ -3‬تأويل اليات ‪.19 /320 :1‬‬
‫)‪ (1‬في »ج«‪ :‬يخن‪.‬‬
‫)‪ (2‬في جميع النسخ‪ :‬عن داود النجار‪ ،‬و ما أثبتناه هو الصحيح‪ ،‬أنظر رجال النجاشي‪.797 /294 :‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪785 :‬‬
‫قال‪» :‬قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ :‬يا أيها الناس‪ ،‬اتبعوا هدى ال تهتدوا و ترشدوا‪ ،‬و هو هداي‪ ،‬و‬
‫هداي هدى علي بن أبي طالب )عليه السلم(‪ ،‬فمن أتبع هداه في حياتي و بعد موتي فقد اتبع هداي‪ ،‬و من اتبع‬
‫ن َلُه‬‫ن ِذْكِري َفِإ ّ‬ ‫عْ‬ ‫ض َ‬ ‫عَر َ‬ ‫ن َأ ْ‬
‫هداي فقد اتبع هدى ال‪ ،‬و من اتبع هدى ال فل يضل و ل يشقى‪ ،‬قال عز و جل‪َ :‬و َم ْ‬
‫ك آياُتنا‬‫ك َأَتْت َ‬
‫ل َكذِل َ‬‫صيرًا قا َ‬ ‫ت َب ِ‬ ‫عمى َو َقْد ُكْن ُ‬ ‫شْرَتِني َأ ْ‬
‫حَ‬ ‫ب ِلَم َ‬‫ل َر ّ‬ ‫عمى قا َ‬ ‫شُرُه َيْوَم اْلِقياَمِة َأ ْ‬‫حُ‬ ‫ضْنكًا َو َن ْ‬‫شًة َ‬ ‫َمِعي َ‬
‫ن ِبآيا ِ‬
‫ت‬ ‫ف في عداوة محمد )صلى ال عليه و آله(‪َ ،‬و َلْم ُيْؤِم ْ‬ ‫سَر َ‬‫ن َأ ْ‬
‫جِزي َم ْ‬ ‫ك َن ْ‬‫ك اْلَيْوَم ُتْنسى َو َكذِل َ‬ ‫سيَتها َو َكذِل َ‬ ‫َفَن ِ‬
‫شّد َو َأْبقى«‪.‬‬ ‫خَرِة َأ َ‬‫لِ‬ ‫با ْ‬ ‫َرّبِه َو َلَعذا ُ‬
‫‪ -[4] /7067‬العياشي‪ :‬عن الحسين بن سعيد المكفوف‪ ،‬كتب إليه )عليه السلم( في كتاب له‪ :‬جعلت فداك يا‬
‫ن ِذْكِري؟‬ ‫عْ‬‫ض َ‬‫عَر َ‬ ‫ن َأ ْ‬‫ي َو َم ْ‬ ‫ن اّتَبَع ُهدا َ‬ ‫سيدي‪ ،‬قوله‪َ :‬فَم ِ‬
‫ي‪ ،‬أي من قال بالئمة و اتبع أمرهم بحسن طاعتهم«‪.‬‬ ‫ن اّتَبَع ُهدا َ‬ ‫قال‪» :‬أما قوله‪َ :‬فَم ِ‬
‫‪ -[5] /7068‬سعد بن عبد ال‪ :‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن عمر بن عبد العزيز‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن إبراهيم‬
‫شًة‬‫ن َلُه َمِعي َ‬ ‫ابن المستنير‪ ،‬عن معاوية بن عمار‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬يقول ال عز و جل‪َ :‬فِإ ّ‬
‫ضْنكًا؟‬
‫َ‬
‫فقال‪» :‬هي و ال للنصاب«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬قد رأيناهم دهرهم الطول في الكفاية حتى ماتوا‪ :‬فقال‪» :‬ذلك‪ -‬و ال‪ -‬في الرجعة‪ ،‬يأكلون العذرة«‪.‬‬
‫‪ -[6] /7069‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا أحمد بن إدريس‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن محمد‪ ،‬عن عمر بن عبد‬
‫ن َلُه‬
‫العزيز‪ ،‬عن إبراهيم بن المستنير‪ ،‬عن معاوية بن عمار‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ :‬قوله‪َ :‬فِإ ّ‬
‫ضْنكًا؟‬
‫شًة َ‬ ‫َمِعي َ‬
‫قال‪» :‬هي‪ -‬و ال‪ -‬للنصاب«‪.‬‬
‫قال‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬قد رأيناهم دهرهم الطول في كفاية‪ ،‬حتى ماتوا‪ ،‬قال‪» :‬ذلك‪ -‬و ال‪ -‬في الرجعة‪ ،‬يأكلون‬
‫العذرة«‪.‬‬
‫و رواه السيد المعاصر في كتاب )الرجعة(‪ :‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬بالسناد عن إبراهيم بن المستنير‪،‬‬
‫قال‪ :‬قلت لبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬الحديث »‪.«1‬‬

‫ن َلُه‬
‫ن ِذْكِري َفِإ ّ‬
‫عْ‬
‫ض َ‬
‫عَر َ‬
‫ن َأ ْ‬
‫‪ -[7] /7070‬ابن شهر آشوب‪ :‬عن أبي صالح‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬في قوله تعالى‪َ :‬و َم ْ‬
‫ضْنكًا أي من ترك ولية علي )عليه السلم( أعماه ال و أصمه عن الهدى‪.‬‬
‫شًة َ‬
‫َمِعي َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -4‬تفسير العّياشي ‪.21 /206 :2‬‬
‫‪ -5‬مختصر بصائر الدرجات‪.18 :‬‬
‫‪ -6‬تفسير القّمي ‪.65 :2‬‬
‫‪ -7‬المناقب ‪ ،97 :3‬شواهد التنزيل ‪.525 /380 :1‬‬
‫)‪ (1‬الرجعة للميرزا محمد مؤمن السترآبادي‪» 6 :‬مخطوط«‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪786 :‬‬
‫‪ -[8] /7071‬ابن شهر آشوب أيضا‪ :‬قال أبو بصير‪ :‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪» :‬يعني ولية أمير المؤمنين‬
‫عمى؟‬ ‫شُرُه َيْوَم اْلِقياَمِة َأ ْ‬
‫حُ‬ ‫)عليه السلم(« قلت‪َ :‬و َن ْ‬
‫قال‪» :‬يعني أعمى البصيرة في الخرة‪ ،‬أعمى القلب في الدنيا عن ولية أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ -‬قال‪ -‬و هو‬
‫ك آياُتنا قال‪ :‬اليات الئمة )عليهم‬‫ك َأَتْت َ‬
‫ل َكذِل َ‬
‫صيرًا قا َ‬ ‫ت َب ِ‬ ‫عمى َو َقْد ُكْن ُ‬ ‫شْرَتِني َأ ْ‬ ‫حَ‬ ‫ب ِلَم َ‬ ‫متحير في الخرة‪ ،‬يقول‪َ :‬ر ّ‬
‫ك اْلَيْوَم ُتْنسى يعني تركتها و كذلك اليوم تترك في النار كما تركت الئمة )عليهم السلم( و‬ ‫سيَتها َو َكذِل َ‬
‫السلم( َفَن ِ‬
‫لم تطع أمرهم‪ ،‬و لم تسمع قولهم«‪.‬‬
‫‪ -[9] /7072‬الشيخ في )أماليه( قال‪ :‬حدثنا أبو عبد ال محمد بن النعمان )رحمه ال(‪ ،‬قال‪ :‬أخبرني أبو الحسن‬
‫علي بن محمد بن الحسن الكاتب‪ ،‬قال‪ :‬أخبرني الحسن بن علي الزعفراني‪ ،‬قال أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن‬
‫محمد الثقفي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن محمد بن عثمان‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن محمد بن أبي سعيد‪ ،‬عن فضيل بن‬
‫الجعد‪ ،‬عن أبي إسحاق الهمداني‪ ،‬عن أمير المؤمنين )عليه السلم( فيما كتبه إلى محمد بن أبي بكر يقرأه على‬
‫أهل مصر‪ ،‬و فيما كتب )عليه السلم(‪:‬‬
‫»يا عبد ال‪ ،‬ما بعد الموت لمن ل يغفر له أشد من الموت‪ ،‬القبر فاحذروا ضيقه »‪ ،«1‬و ضنكه و ظلمته‪ ،‬و‬
‫غربته‪ ،‬إن القبر يقول كل يوم‪ :‬أنا بيت الغربة‪ ،‬أنا بيت التراب‪ ،‬أنا بيت الوحشة‪ ،‬أنا بيت الدود و الهوام‪.‬‬
‫و القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار‪ ،‬إن العبد المؤمن إذا دفن قالت له الرض‪ :‬مرحبا و أهل‪،‬‬
‫قد كنت ممن أحب أن يمشي على ظهري‪ ،‬فإذا وليتك فستعلم كيف صنعي بك فيتسع له مد البصر‪ ،‬و إن الكافر إذا‬
‫دفن قالت له الرض‪ :‬ل مرحبا‪ ،‬و ل أهل‪ ،‬لقد كنت من أبغض من يمشي على ظهري‪ ،‬فإذا وليتك فستعلم كيف‬
‫صنعي بك فتضمه حتى تلتقي أضلعه‪ ،‬و إن المعيشة الضنك التي حذر ال منها عدوه عذاب القبر‪ ،‬إذ يسلط على‬
‫الكافر في قبره تسعة و تسعين تنينا »‪ «2‬فينهشن لحمه‪ ،‬و يكسرن عظمه‪ ،‬و يترددن عليه كذلك إلى يوم يبعث‪ ،‬لو‬
‫أن تنينا منها نفخ في الرض لم تنبت زرعا أبدا‪ ،‬اعلموا‪ -‬يا عباد ال‪ -‬أن أنفسكم الضعيفة و أجسادكم الناعمة‬
‫الرقيقة التي يكفيها اليسير‪ ،‬تضعف عن هذا‪ ،‬فإن استطعتم أن تجزعوا لجسادكم و أنفسكم مما ل طاقة لكم به و ل‬
‫صبر لكم عليه‪ ،‬فاعملوا بما أحب ال‪ ،‬و اتركوا ما كره ال«‪.‬‬
‫‪ -[10] /7073‬و في رواية ابن أبي الحديد في )شرح نهج البلغة( في هذا الحديث‪» :‬و اعلموا أن المعيشة‬
‫ضْنكًا هي عذاب القبر«‪.‬‬ ‫شًة َ‬ ‫ن َلُه َمِعي َ‬‫الضنك التي قالها تعالى‪َ :‬فِإ ّ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -8‬المناقب ‪.97 :3‬‬
‫‪ -9‬المالي ‪.24 :1‬‬
‫‪ -10‬شرح نهج البلغة لبن أبي الحديد ‪.69 :6‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ضيعته‪[.....] .‬‬
‫)‪ (2‬الّتّنين‪ :‬الحّية العظيمة‪» .‬أقرب الموارد‪ -‬تنن‪.«11 :1 -‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪787 :‬‬
‫‪ -[11] /7074‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن حميد بن زياد‪ ،‬عن الحسن بن محمد بن سماعة‪ ،‬عن أحمد بن الحسن‬
‫الميثمي‪ ،‬عن أبان بن عثمان‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬قال سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول‪» :‬من مات و هو صحيح‬
‫عمى«‪.‬‬ ‫شُرُه َيْوَم اْلِقياَمِة َأ ْ‬
‫حُ‬‫موسر‪ ،‬و لم يحج‪ ،‬فهو ممن قال ال عز و جل‪َ :‬و َن ْ‬
‫قال‪» :‬قلت‪ :‬سبحان ال‪ ،‬أعمى! قال‪» :‬نعم‪ ،‬إن ال عز و جل أعماه عن طريق الحق«‪.‬‬
‫و رواه الشيخ في )التهذيب(‪ :‬بإسناده عن محمد بن يعقوب »‪ ،«1‬و ساق الحديث بالسند و المتن إل أن في آخر‬
‫الحديث‪» :‬أعماه ال عن طريق الجنة »‪.««2‬‬

‫‪ -[12] /7075‬الشيخ في )التهذيب(‪ :‬بإسناده عن موسى بن القاسم‪ ،‬عن معاوية بن عمار‪ ،‬قال سألت أبا عبد ال‬
‫عمى«‪.‬‬ ‫شُرهُ َيْوَم اْلِقياَمِة َأ ْ‬
‫حُ‬‫)عليه السلم( عن رجل له مال و لم يحج قط‪ .‬قال‪» :‬هو ممن قال ال عز و جل‪َ :‬و َن ْ‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬سبحان ال‪ ،‬أعمى! قال‪» :‬أعماه ال عن طريق الحق »‪.««3‬‬
‫‪ -[13] /7076‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬و فضالة‪ ،‬عن معاوية بن عمار‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد ال )عليه السلم( قال سألته عن رجل لم يحج قط و له مال‪ .‬قال‪» :‬هو‪ -‬و ال‪ -‬ممن قال ال عز و جل‪َ :‬و‬
‫عمى«‪.‬‬‫شُرُه َيْوَم اْلِقياَمِة َأ ْ‬
‫حُ‬‫َن ْ‬
‫قلت‪ :‬سبحان ال‪ ،‬أعمى! قال‪» :‬أعماه ال عن طريق الجنة«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫سَبَقتْ‬‫لوِلي الّنهى َو َلْو ل َكِلَمٌة َ‬ ‫ت ُِ‬ ‫ليا ٍ‬ ‫ك َ‬ ‫ن ِفي ذِل َ‬ ‫ن ِفي َمساِكِنِهْم ِإ ّ‬ ‫شو َ‬ ‫ن َيْم ُ‬ ‫ن اْلُقُرو ِ‬ ‫َأ َفَلْم َيْهِد َلُهْم َكْم َأْهَلْكنا َقْبَلُهْم ِم َ‬
‫خْيٌر َو َأْبقى ]‪ -[1] /7077 [131 -128‬علي‬ ‫ك َ‬ ‫ق َرّب َ‬ ‫سّمى‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و ِرْز ُ‬ ‫ل ُم َ‬ ‫جٌ‬ ‫ن ِلزامًا َو َأ َ‬ ‫ك َلكا َ‬ ‫ن َرّب َ‬ ‫ِم ْ‬
‫بن إبراهيم‪ ،‬في قوله تعالى َأ َفَلْم َيْهِد َلُهْم‪ :‬أي يبين لهم‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -11‬الكافي ‪.6 /269 :4‬‬
‫‪ -12‬التهذيب ‪.53 /18 :5‬‬
‫‪ -13‬تفسير القّمي ‪.66 :2‬‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.67 :2‬‬
‫)‪ (1‬التهذيب ‪.51 /18 :5‬‬
‫ل‪.‬‬
‫ل الختلف كان في نسخته رحمه ا ّ‬ ‫)‪ (2‬الذي في آخر حديث التهذيب هو عين ما في رواية الكافي‪ ،‬و لع ّ‬
‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬الجّنة‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪788 :‬‬
‫‪ -[2] /7078‬محمد بن العباس )رحمه ال(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن همام‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل العلوي‪ ،‬عن‬
‫عيسى بن داود النجار‪ ،‬عن أبي الحسن موسى بن جعفر )عليهما السلم( »‪» :«1‬قال ال عز و جل‪َ :‬أ َفَلْم َيْهِد َلُهْم‬
‫لوِلي الّنهى و هم الئمة من آل محمد )عليهم‬ ‫ت ُِ‬ ‫ليا ٍ‬ ‫ك َ‬ ‫ن ِفي ذِل َ‬ ‫ن ِفي َمساِكِنِهْم ِإ ّ‬ ‫شو َ‬ ‫ن َيْم ُ‬ ‫ن اْلُقُرو ِ‬‫َكْم َأْهَلْكنا َقْبَلُهْم ِم َ‬
‫سّمى‬ ‫ل ُم َ‬‫جٌ‬ ‫ن ِلزامًا َو َأ َ‬‫ك َلكا َ‬ ‫ن َرّب َ‬ ‫ت ِم ْ‬ ‫سَبَق ْ‬‫السلم(‪ ،‬و ما كان في القرآن مثلها‪ ،‬و يقول ال عز و جل‪َ :‬و َلْو ل َكلَِمٌة َ‬
‫غُروِبها«‪.‬‬ ‫ل ُ‬ ‫س َو َقْب َ‬‫شْم ِ‬ ‫ع ال ّ‬‫طُلو ِ‬ ‫ل ُ‬ ‫ك َقْب َ‬‫حْمِد َرّب َ‬ ‫ح ِب َ‬‫سّب ْ‬
‫ن َو َ‬ ‫على ما َيُقوُلو َ‬ ‫صِبْر‪ ،‬يا محمد‪ ،‬نفسك و ذريتك َ‬ ‫َفا ْ‬
‫لوِلي الّنهى‪ ،‬و كل ما يجيء في القرآن من‬ ‫لياتٍ ُِ‬ ‫ك َ‬ ‫ن ِفي ذِل َ‬ ‫و معنى قوله‪» :‬و ما كان في القرآن مثلها« أي مثل ِإ ّ‬
‫ذكر اولي النهى فهم الئمة )عليهم السلم(‪.‬‬
‫‪ -[3] /7079‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن ابن أبي عمير و فضالة‪ ،‬عن معاوية بن عمار‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫لوِلي الّنهى قال‪» :‬نحن أولو النهى«‪.‬‬ ‫ت ُِ‬ ‫ليا ٍ‬ ‫ك َ‬ ‫ن ِفي ذِل َ‬ ‫ال )عليه السلم(‪ :‬في قوله تعالى‪ِ :‬إ ّ‬
‫ن ِلزامًا قال‪» :‬كان ينزل بهم العذاب‪ ،‬و لكن قد أخرهم إلى أجل‬ ‫ك َلكا َ‬ ‫ن َرّب َ‬ ‫ت ِم ْ‬ ‫سَبَق ْ‬‫و قوله تعالى‪َ :‬و َلْو ل َكِلَمٌة َ‬
‫ف الّنهاِر قال‪» :‬الغداة و العشي«‪.‬‬ ‫طرا َ‬ ‫ح َو َأ ْ‬ ‫سّب ْ‬
‫ل َف َ‬‫ن آناِء الّلْي ِ‬ ‫مسمى«‪ .‬و قوله‪َ :‬و ِم ْ‬
‫خْيٌر َو‬‫ك َ‬ ‫ق َرّب َ‬
‫حياةِ الّدْنيا ِلَنْفِتَنُهْم ِفيِه َو ِرْز ُ‬ ‫ك ِإلى ما َمّتْعنا ِبِه َأْزواجًا ِمْنُهْم َزْهَرَة اْل َ‬ ‫عْيَنْي َ‬
‫ن َ‬ ‫و قوله تعالى َو ل َتُمّد ّ‬
‫َأْبقى‪ ،‬قال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬لما نزلت هذه الية‪ ،‬استوى رسول ال )صلى ال عليه و آله( جالسا‪ ،‬ثم‬
‫قال‪ :‬من لم يتعز بعزاء ال تقطعت نفسه على الدنيا حسرات‪ ،‬و من أتبع بصره ما في أيدي الناس طال همه و لم‬
‫يشف غيظه‪ ،‬و من لم يعرف أن ل عليه نعمة إل في مطعم أو مشرب قصر أجله و دنا عذابه«‪.‬‬
‫‪ -[4] /7080‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن حماد بن عيسى‪ ،‬عن حريز‪ ،‬عن زرارة‪ ،‬عن‬
‫حَمَة َرّبِه »‪ ،«2‬قال‪» :‬يعني‬ ‫جوا َر ْ‬ ‫خَرَة َو َيْر ُ‬ ‫لِ‬‫حَذُر ا ْ‬ ‫جدًا َو قاِئمًا َي ْ‬ ‫ل سا ِ‬ ‫أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬آناَء الّلْي ِ‬
‫صلة الليل«‪.‬‬
‫ك َتْرضى؟ قال‪» :‬يعني تطوع بالنهار«‪.‬‬ ‫ف الّنهاِر َلَعّل َ‬ ‫طرا َ‬ ‫قال‪ :‬قلت‪َ :‬و َأ ْ‬
‫جوِم؟ »‪ «3‬قال‪» :‬ركعتان قبل الصبح«‪.‬‬ ‫قال‪ :‬قلت‪َ :‬و ِإْدباَر الّن ُ‬
‫جوِد؟ »‪ «4‬قال‪» :‬ركعتان بعد المغرب«‪.‬‬ ‫سُ‬ ‫قلت‪َ :‬و َأْدباَر ال ّ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬تأويل اليات ‪.19 /320 :1‬‬
‫‪ -3‬تفسير القّمي ‪.66 :2‬‬
‫‪ -4‬الكافي ‪.11 /444 :3‬‬
‫ل‪.‬‬
‫ل عّز و ج ّ‬ ‫)‪ (1‬في المصدر زيادة‪ :‬قال‪ :‬إّنه سأل أباه عن قول ا ّ‬
‫)‪ (2‬الزمر ‪.9 :39‬‬
‫)‪ (3‬الطور ‪[.....] .49 :52‬‬
‫)‪ (4‬سورة ق ‪.40 :50‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪789 :‬‬
‫‪ -[5] /7081‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن الحسن القطان‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان‪ ،‬عن‬
‫بكر بن عبد ال بن حبيب‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا تميم بن بهلول‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا إسماعيل بن الفضل‪ ،‬قال سألت أبا عبد‬
‫غُروِبها‪.‬‬ ‫ل ُ‬ ‫س َو َقْب َ‬ ‫شْم ِ‬ ‫ع ال ّ‬ ‫طُلو ِ‬ ‫ل ُ‬ ‫ك َقْب َ‬‫حْمِد َرّب َ‬ ‫ح ِب َ‬
‫سّب ْ‬‫ال )عليه السلم( عن قول ال عز و جل‪َ :‬و َ‬
‫فقال‪» :‬فريضة على كل مسلم أن يقول قبل طلوع الشمس عشر مرات و قبل غروبها عشر مرات‪ :‬ل إله إل ال‬
‫وحده ل شريك له‪ ،‬له الملك و له الحمد‪ ،‬يحيي و يميت‪ ،‬و هو حي ل يموت‪ ،‬و هو على كل شيء قدير«‪.‬‬
‫قال‪ :‬فقلت‪ :‬ل إله إل ال وحده ل شريك له‪ ،‬له الملك و له الحمد‪ ،‬يحيي و يميت‪ ،‬و يميت و يحيي‪،‬؟ فقال‪:‬‬
‫»يا هذا ل شك في أن ال يحيي و يميت‪ ،‬و يميت و يحيي‪ ،‬و لكن قل كما أقول«‪.‬‬
‫‪ -[6] /7082‬علي بن إبراهيم‪ :‬في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬في قوله‪َ :‬أ َفَلْم َيْهِد َلُهْم‪،‬‬
‫ن ِلزامًا‪ ،‬قال‪» :‬اللزام الهلك«‪.‬‬ ‫يقول‪» :‬يبين لهم«‪ .‬و قوله‪َ :‬لكا َ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن اْهَتدى ]‪[135 -132‬‬ ‫عَلْيها‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و َم ِ‬ ‫طِبْر َ‬‫صَ‬ ‫صلِة َو ا ْ‬‫ك ِبال ّ‬ ‫َو ْأُمْر َأْهَل َ‬
‫‪ -[1] /7083‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب‪ ،‬و جعفر بن محمد بن مسرور )رضي‬
‫ال عنهما(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن عبد ال بن جعفر الحميري‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الريان بن الصلت‪ ،‬قال‪ :‬حضر الرضا‬
‫)عليه السلم( مجلس المأمون بمرو‪ ،‬و قد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق و خراسان‪ -‬و ساق‬
‫الحديث إلى أن قال‪ -‬فقال المأمون‪ :‬هل فضل ال العترة على سائر الناس؟ فقال أبو الحسن )عليه السلم(‪ :‬إن ال‬
‫تعالى فضل العترة على سائر الناس في محكم كتابه«‪.‬‬
‫طفى آَدَم َو ُنوحًا‬ ‫صَ‬ ‫لا ْ‬ ‫ن ا َّ‬‫فقال له المأمون‪ :‬و أين ذلك من كتاب ال؟ فقال الرضا )عليه السلم(‪» :‬في قوله تعالى ِإ ّ‬
‫عِليٌم »‪ ،«1‬و قال عز و جل في‬ ‫سِميٌع َ‬‫ل َ‬ ‫ض َو ا ُّ‬ ‫ن َبْع ٍ‬ ‫ضها ِم ْ‬‫ن ُذّرّيًة َبْع ُ‬
‫عَلى اْلعاَلِمي َ‬
‫ن َ‬ ‫عْمرا َ‬
‫ل ِ‬‫ل ِإْبراِهيَم َو آ َ‬ ‫َو آ َ‬
‫حْكَمَة َو آَتْيناُهْم ُمْلكًا‬ ‫ب َو اْل ِ‬
‫ل ِإْبراِهيَم اْلِكتا َ‬
‫ضِلِه َفَقْد آَتْينا آ َ‬
‫ن َف ْ‬‫ل ِم ْ‬
‫على ما آتاُهُم ا ُّ‬ ‫س َ‬ ‫ن الّنا َ‬
‫سُدو َ‬
‫حُ‬‫موضع آخر‪َ :‬أْم َي ْ‬
‫ظيمًا »‪ «2‬ثم رد المخاطبة في أثر هذا إلى سائر المؤمنين‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫عِ‬ ‫َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -5‬الخصال‪.58 /452 :‬‬
‫‪ -6‬تفسير القمي ‪.67 :2‬‬
‫‪ -1‬عيون أخبار الرضا )عليه السلم( ‪.1 /228 :1‬‬
‫)‪ (1‬آل عمران ‪ 33 :3‬و ‪.34‬‬
‫)‪ (2‬النساء ‪.54 :4‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪790 :‬‬

‫لْمِر ِمْنُكْم »‪ «1‬يعني الذين يرثهم الكتاب »‪ «2‬و الحكمة‬ ‫ل َو ُأوِلي ا َْ‬ ‫سو َ‬ ‫طيُعوا الّر ُ‬ ‫ل َو َأ ِ‬‫طيُعوا ا َّ‬ ‫ن آَمُنوا َأ ِ‬‫يا َأّيَها اّلِذي َ‬
‫و حسدوا عليها‪ ،‬فقوله تعالى‪:‬‬
‫ظيمًا‪ ،‬يعني‬ ‫عِ‬ ‫حْكَمَة َو آَتْيناُهْم ُمْلكًا َ‬‫ب َو اْل ِ‬‫ل ِإْبراِهيَم اْلِكتا َ‬ ‫ضِلِه َفَقْد آَتْينا آ َ‬
‫ن َف ْ‬
‫ل ِم ْ‬ ‫على ما آتاُهُم ا ُّ‬ ‫س َ‬ ‫ن الّنا َ‬ ‫سُدو َ‬ ‫حُ‬‫َأْم َي ْ‬
‫الطاعة للمصطفين الطاهرين‪ ،‬فالملك هاهنا هو الطاعة لهم«‪.‬‬
‫قالت العلماء‪ :‬فأخبرنا‪ :‬هل فسر ال تعالى الصطفاء في الكتاب؟‬
‫فقال الرضا )عليه السلم(‪» :‬فسر الصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثني عشر موطنا و موضعا‪ -‬و ساق‬
‫عَلْيها‬
‫طِبْر َ‬
‫صَ‬ ‫صلِة َو ا ْ‬ ‫ك ِبال ّ‬ ‫الحديث بذكر المواضع إلى أن قال‪ -‬و أما الثانية عشر‪ ،‬فقوله عز و جل‪َ :‬و ْأُمْر َأْهَل َ‬
‫فخصصنا ال تعالى بهذه الخصوصية‪ ،‬إذ أمرنا مع المة بإقامة الصلة ثم خصصنا من دون المة‪ ،‬فكان رسول‬
‫ال )صلى ال عليه و آله( يجيء إلى باب علي و فاطمة )صلوات ال عليهما(‪ ،‬بعد نزول هذه الية تسعة أشهر‪،‬‬
‫كل يوم عند حضور كل صلة‪ ،‬خمس مرات‪ ،‬فيقول‪ :‬الصلة رحمكم ال‪ ،‬و ما أكرم ال أحدا من ذراري النبياء‬
‫)عليهم السلم( بمثل هذه الكرامة التي أكرمنا بها و خصصنا من دون جميع أهل بيتهم«‪.‬‬
‫فقال المأمون و العلماء‪ :‬جزاكم ال‪ -‬أهل بيت نبيكم‪ -‬عن هذه المة خيرا‪ ،‬فما نجد الشرح و البيان فيما اشتبه علينا‬
‫إل عندكم‪.‬‬
‫‪ -[2] /7084‬محمد بن العباس )رحمه ال(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبد العزيز بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن عبد الرحمن بن‬
‫سلم‪ ،‬عن أحمد بن عبد ال بن عيسى »‪ «3‬بن مصقلة القمي‪ ،‬عن زرارة بن أعين‪ ،‬عن أبي جعفر الباقر‪ ،‬عن‬
‫عَلْيها‪.‬‬
‫طِبْر َ‬
‫صَ‬ ‫صلِة َو ا ْ‬ ‫ك ِبال ّ‬ ‫أبيه علي بن الحسين )عليهم السلم( في قول ال عز و جل‪َ :‬و ْأُمْر َأهَْل َ‬
‫قال‪» :‬نزلت في علي و فاطمة و الحسن و الحسين )عليهم السلم(‪ ،‬كان رسول ال )صلى ال عليه و آله( يأتي‬
‫باب فاطمة )عليها السلم( كل سحرة »‪ ،«4‬فيقول‪ :‬السلم عليكم أهل البيت و رحمة ال و بركاته‪ ،‬الصلة‬
‫طِهيرًا »‪.««5‬‬ ‫طّهَرُكْم َت ْ‬‫ت َو ُي َ‬ ‫ل اْلَبْي ِ‬
‫س َأْه َ‬‫ج َ‬ ‫عْنُكُم الّر ْ‬‫ب َ‬ ‫ل ِلُيْذِه َ‬
‫يرحمكم ال ِإّنما ُيِريُد ا ُّ‬
‫‪ -[3] /7085‬الشيخ ورام‪ ،‬قال‪ :‬يروى عن رسول ال )صلى ال عليه و آله( أنه كان إذا أصاب أهله خصاصة »‬
‫‪ «6‬قال‪:‬‬
‫سَئُل َ‬
‫ك‬ ‫عَلْيها ل َن ْ‬
‫طِبْر َ‬‫صَ‬ ‫صلِة َو ا ْ‬ ‫ك ِبال ّ‬ ‫»قوموا إلى الصلة«‪ ،‬و يقول‪» :‬بهذا أمرني ربي‪ ،‬قال ال تعالى َو ْأُمْر َأْهَل َ‬
‫ك َو اْلعاِقَبُة ِللّتْقوى«‪.‬‬ ‫ن َنْرُزُق َ‬‫حُ‬‫ِرْزقًا َن ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -2‬تأويل اليات ‪ ،22 /322 :1‬شواهد التنزل ‪.526 /381 :1‬‬
‫‪ -3‬تنبيه الخواطر ‪.222 :1‬‬
‫)‪ (1‬النساء ‪.59 :4‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬قرنهم بالكتاب‪.‬‬
‫ل بن عيسى‪ ،‬صحيحه ما أثبتناه من رجال النجاشي‪.252 /101 :‬‬ ‫)‪ (3‬في النسخ‪ :‬عبد ا ّ‬
‫سحر‪ ،‬و هو آخر الليل قبيل الصبح‪» .‬لسان العرب‪ -‬سحر‪.«350 :4 -‬‬ ‫سحرة‪ :‬ال ّ‬ ‫)‪ (4‬ال ّ‬
‫)‪ (5‬الحزاب ‪.333 :33‬‬
‫)‪ (6‬الخصاصة‪ :‬الفقر و سوء الحال‪[.....] .‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪791 :‬‬
‫صلِة‬ ‫‪ -[4] /7086‬علي بن إبراهيم‪ :‬في رواية أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬قوله‪َ :‬و ْأُمْر َأْهَلكَ ِبال ّ‬
‫عَلْيها‪.‬‬
‫طِبْر َ‬ ‫صَ‬‫َو ا ْ‬
‫قال‪» :‬فإن ال أمره أن يخص أهله دون الناس ليعلم الناس أن لهل محمد )صلى ال عليه و آله( عند ال منزلة‬
‫خاصة ليست للناس‪ ،‬إذ أمرهم مع الناس عامة ثم أمرهم خاصة‪ ،‬فلما نزلت هذه الية كان رسول ال )صلى ال‬
‫عليه و آله( يجيء كل يوم عند صلة الفجر حتى يأتي باب علي و فاطمة )عليهما السلم(‪ ،‬فيقول‪ :‬السلم عليكم و‬
‫رحمة ال و بركاته‪ .‬فيقول علي و فاطمة و الحسن و الحسين )عليهم السلم(‪ :‬و عليك السلم‪ -‬يا رسول ال‪ -‬و‬
‫س َأْه َ‬
‫ل‬ ‫ج َ‬ ‫عْنُكُم الّر ْ‬
‫ب َ‬ ‫ل ِلُيْذِه َ‬
‫رحمة ال و بركاته‪ .‬ثم يأخذ بعضادتي الباب و يقول‪ :‬الصلة يرحمكم ال‪ِ :‬إّنما ُيِريُد ا ُّ‬
‫طِهيرًا »‪ «1‬فلم يزل يفعل ذلك كل يوم إذا شهد »‪ «2‬المدينة حتى فارق الدنيا‪ .‬و قال أبو‬ ‫طّهَرُكْم َت ْ‬ ‫ت َو ُي َ‬‫اْلَبْي ِ‬
‫الحمراء خادم النبي )صلى ال عليه و آله(‪ :‬أنا أشهد به يفعل ذلك«‪.‬‬
‫ك ِرْزقًا‬ ‫سَئُل َ‬
‫عَلْيها ل َن ْ‬ ‫طِبْر َ‬ ‫صَ‬ ‫صلةِ أي أمتك َو ا ْ‬ ‫ك ِبال ّ‬‫‪ -[5] /7087‬علي بن إبراهيم أيضا‪ :‬قوله تعالى‪َ :‬و ْأُمْر َأْهَل َ‬
‫ك َو اْلعاِقَبُة ِللّتْقوى قال‪ :‬المتقين‪ ،‬فوضع الفعل مكان المفعول‪.‬‬ ‫ن َنْرُزُق َ‬ ‫حُ‬ ‫َن ْ‬
‫ن اْهَتدى‪.‬‬ ‫ي َو َم ِ‬ ‫سِو ّ‬‫ط ال ّ‬‫صرا ِ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫صحا ُ‬ ‫ن َأ ْ‬ ‫سَتْعَلُمونَ َم ْ‬
‫صوا أي انتظروا أمرا َف َ‬ ‫ص َفَتَرّب ُ‬
‫ل ُمَتَرّب ٌ‬ ‫ل ُك ّ‬‫قال‪ :‬و أما قوله‪ُ :‬ق ْ‬
‫‪ -[6] /7088‬ثم قال علي بن إبراهيم‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن الحسن بن محبوب‪ ،‬عن علي بن رئاب‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو عبد‬
‫ال )عليه السلم(‪» :‬نحن‪ -‬و ال‪ -‬سبيل ال الذي أمر ال باتباعه‪ ،‬و نحن‪ -‬و ال‪ -‬الصراط المستقيم‪ ،‬و نحن‪ -‬و‬
‫ال‪ -‬الذين أمر ال العباد بطاعتهم‪ ،‬فمن شاء فليأخذ من هنا‪ ،‬و من شاء فليأخذ من هناك‪ ،‬و ل تجدون و ال عنا‬
‫محيصا«‪.‬‬
‫‪ -[7] /7089‬علي بن إبراهيم‪ :‬عن النضر بن سويد‪ ،‬عن القاسم بن سليمان‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه‬
‫ن اْهَتدى‪ .‬قال‪» :‬إلى وليتنا«‪.‬‬ ‫ص إلى قوله تعالى‪َ :‬و َم ِ‬ ‫ل ُمَتَرّب ٌ‬‫ل ُك ّ‬
‫السلم(‪ ،‬في قول ال عز و جل‪ُ :‬ق ْ‬
‫‪ -[8] /7090‬محمد بن العباس‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن عبد ال بن راشد‪ ،‬عن إبراهيم بن محمد الثقفي‪ ،‬عن إبراهيم‬
‫بن محمد بن ميمون‪ ،‬عن عبد الكريم بن يعقوب‪ ،‬عن جابر‪ ،‬قال‪ :‬سئل محمد بن علي الباقر )عليهما السلم( عن‬
‫ن اهَْتدى‪ ،‬قال‪» :‬اهتدى إلى وليتنا«‪.‬‬ ‫ي َو َم ِ‬ ‫سِو ّ‬ ‫ط ال ّ‬‫صرا ِ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫صحا ُ‬‫ن َأ ْ‬ ‫ن َم ْ‬‫سَتْعَلُمو َ‬
‫قول ال عز و جل‪َ :‬ف َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -4‬تفسير القّمي ‪.67 :2‬‬
‫‪ -5‬تفسير القّمي ‪.66 :2‬‬
‫‪ -6‬تفسير القّمي ‪.66 :2‬‬
‫ي بن إبراهيم‪ ،‬و لم نجده في تفسيره‪.‬‬ ‫‪ -7‬تأويل اليات ‪ 23 /322 :1‬عن عل ّ‬
‫‪ -8‬تأويل اليات ‪.24 /323 :1‬‬
‫)‪ (1‬الحزاب ‪.33 :33‬‬
‫)‪ (2‬في »ج‪ ،‬ي‪ ،‬ط«‪ :‬شاهد‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪792 :‬‬
‫‪ -[9] /7091‬و عنه‪ :‬عن علي بن عبد ال‪ ،‬عن إبراهيم بن محمد‪ ،‬عن إسماعيل بن بشار‪ ،‬عن علي بن جعفر‬
‫ي َو‬‫سِو ّ‬ ‫ط ال ّ‬‫صرا ِ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫صحا ُ‬ ‫ن َأ ْ‬‫ن َم ْ‬
‫سَتْعَلُمو َ‬‫الحضرمي‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله تعالى‪َ :‬ف َ‬
‫ن اْهَتدى‪.‬‬ ‫َم ِ‬
‫ن اْهَتدى أي إلى وليتنا أهل البيت«‪.‬‬ ‫قال‪» :‬علي )عليه السلم( صاحب الصراط السوي َو َم ِ‬
‫‪ -[10] /7092‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن همام‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل العلوي‪ ،‬عن عيسى بن داود النجار‪،‬‬
‫ن َم ْ‬
‫ن‬ ‫سَتْعَلُمو َ‬
‫عن أبي الحسن موسى بن جعفر )عليهما السلم(‪ ،‬قال‪» :‬سألت أبي عن قول ال عز و جل‪َ :‬ف َ‬
‫ي‪ :‬هو القائم )عليه السلم(‪ ،‬و المهدي‪ :‬من اهتدى إلى‬ ‫سِو ّ‬ ‫ط ال ّ‬‫صرا ِ‬ ‫ن اْهَتدى قال‪ :‬ال ّ‬ ‫ي َو َم ِ‬
‫سِو ّ‬ ‫ط ال ّ‬‫صرا ِ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫صحا ُ‬ ‫َأ ْ‬
‫ل صاِلحًا ُثّم اْهَتدى »‪ -«1‬قال‪ -‬إلى‬ ‫عِم َ‬ ‫ن َو َ‬ ‫ب َو آَم َ‬
‫ن تا َ‬ ‫طاعته‪ ،‬و مثلها في كتاب ال عز و جل‪َ :‬و ِإّني َلَغّفاٌر ِلَم ْ‬
‫وليتنا«‪.‬‬
‫‪ -[11] /7093‬سعد بن عبد ال‪ :‬عن المعلى بن محمد البصري‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو الفضل المدني‪ ،‬عن أبي مريم‬
‫النصاري عن المنهال بن عمرو‪ ،‬عن زر بن حبيش‪ ،‬عن أمير المؤمنين )صلوات ال عليه(‪ ،‬قال‪ :‬سمعته يقول‪:‬‬
‫»إذا دخل الرجل حفرته أتاه ملكان‪ ،‬اسمهما‪ :‬منكر و نكير‪ ،‬فأول ما يسألنه عن ربه‪ ،‬ثم عن نبيه‪ ،‬ثم عن وليه‪،‬‬
‫فإن أجاب نجا‪ ،‬و ان تحير عذباه«‪.‬‬
‫فقال رجل‪ :‬فما حال من عرف ربه و نبيه‪ ،‬و لم يعرف وليه؟ قال »مذبذب ل إلى هؤلء و ل إلى هؤلء َو َم ْ‬
‫ن‬
‫ل »‪ ،«2‬فذلك ل سبيل له‪.‬‬ ‫سِبي ً‬
‫جَد َلُه َ‬ ‫ن َت ِ‬
‫ل َفَل ْ‬
‫ل ا ُّ‬‫ضِل ِ‬
‫ُي ْ‬
‫و قد قيل للنبي )صلى ال عليه و آله(‪ :‬من ولينا »‪ «3‬يا نبي ال؟ فقال‪ :‬وليكم في هذا الزمان علي )عليه السلم( و‬
‫من بعده وصيه و لكل زمان عالم يحتج ال به‪ ،‬لئل يكون كما قال الضلل قبلهم حين فارقتهم أنبياؤهم‪َ :‬رّبنا َلْو ل‬
‫خزى‪ ،‬بما كان من ضللتهم و هي جهالتهم باليات و هم‬ ‫ل َو َن ْ‬ ‫ن َنِذ ّ‬
‫ل َأ ْ‬‫ن َقْب ِ‬
‫ك ِم ْ‬‫ل َفَنّتِبَع آياِت َ‬
‫سو ً‬ ‫ت ِإَلْينا َر ُ‬ ‫سْل َ‬
‫َأْر َ‬
‫ي َو َم ِ‬
‫ن‬ ‫سِو ّ‬ ‫ط ال ّ‬‫صرا ِ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫صحا ُ‬ ‫ن َأ ْ‬
‫ن َم ْ‬
‫سَتْعَلُمو َ‬
‫صوا َف َ‬ ‫ص َفَتَرّب ُ‬
‫ل ُمَتَرّب ٌ‬ ‫ل ُك ّ‬ ‫الوصياء‪ ،‬فأجابهم ال عز و جل‪ُ :‬ق ْ‬
‫اْهَتدى‪.‬‬
‫و إنما كان تربصهم أن قالوا‪ :‬نحن في سعة من معرفة الوصياء حتى نعرف إماما‪ ،‬فعيرهم ال بذلك‪ ،‬فالوصياء‬
‫هم أصحاب الصراط‪ ،‬وقوفا عليه ل يدخل الجنة إل من عرفهم و عرفوه‪ ،‬و ل يدخل النار إل من أنكرهم و‬
‫أنكروه‪ ،‬لنهم عرفاء ال عز و جل‪ :‬عرفهم عليهم عند أخذه المواثيق عليهم‪ ،‬و وصفهم في كتابه‪ ،‬فقال عز و جل‪:‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -9‬تأويل اليات ‪.25 /323 :1‬‬
‫‪ -10‬تأويل اليات ‪.26 /323 :1‬‬
‫‪ -11‬مختصر بصائر الدرجات‪.53 :‬‬
‫)‪ (1‬طه ‪.82 :20‬‬
‫)‪ (2‬النساء ‪ 88 :4‬و ‪.143‬‬
‫ل‪.‬‬
‫يا ّ‬ ‫)‪ (3‬في المصدر‪ :‬من ول ّ‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪793 :‬‬
‫سيماُهْم »‪ ،«1‬و هم الشهداء على أوليائهم و النبي )صلى ال عليه و آله(‬ ‫ل ِب ِ‬‫ن ُك ّ‬‫ل َيْعِرُفو َ‬ ‫ف ِرجا ٌ‬ ‫عرا ِ‬ ‫لْ‬ ‫عَلى ا َْ‬‫َو َ‬
‫الشهيد عليهم‪ ،‬أخذ لهم مواثيق العباد بالطاعة‪ ،‬و أخذ النبي عليهم الميثاق بالطاعة‪ ،‬فجرت نبوته عليهم‪ ،‬و ذلك‬
‫صُوا‬
‫ع َ‬ ‫ن َكَفُروا َو َ‬ ‫شِهيدًا َيْوَمِئٍذ َيَوّد اّلِذي َ‬
‫على هُؤلِء َ‬ ‫ك َ‬ ‫جْئنا ِب َ‬ ‫شِهيٍد َو ِ‬‫ل ُأّمٍة ِب َ‬‫ن ُك ّ‬‫جْئنا ِم ْ‬‫ف ِإذا ِ‬ ‫قول ال عز و جل‪َ :‬فَكْي َ‬
‫حِديثًا »‪.««2‬‬ ‫ل َ‬ ‫ن ا َّ‬ ‫ض َو ل َيْكُتُمو َ‬ ‫لْر ُ‬ ‫سّوى ِبِهُم ا َْ‬ ‫ل َلْو ُت َ‬ ‫سو َ‬
‫الّر ُ‬
‫ن َم ْ‬
‫ن‬ ‫سَتْعَلُمو َ‬
‫‪ -[12] /7094‬ابن شهر آشوب‪ :‬عن العمش‪ ،‬عن أبي صالح‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬في قوله تعالى‪َ :‬ف َ‬
‫ن اْهَتدى فهم أصحاب محمد )صلى ال‬ ‫ي هو‪ -‬و ال‪ -‬محمد و أهل بيته )عليهم السلم( َو َم ِ‬ ‫سِو ّ‬ ‫ط ال ّ‬‫صرا ِ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫صحا ُ‬ ‫َأ ْ‬
‫عليه و آله(‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -12‬المناقب ‪ ،73 :3‬شواهد التنزيل ‪[.....] .527 /383 :1‬‬
‫)‪ (1‬العراف ‪.46 :7‬‬
‫)‪ (2‬النساء ‪ 41 :4‬و ‪.42‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪795 :‬‬
‫المستدرك )سورة طه(‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ب ِلَتْرضى ]‪[84‬‬ ‫ك َر ّ‬ ‫ت ِإَلْي َ‬‫جْل ُ‬
‫عِ‬ ‫َو َ‬
‫]‪ -[1‬في )مصباح الشريعة(‪ :‬قال الصادق )عليه السلم(‪ :‬المشتاق ل يشتهي طعاما‪ ،‬و ل يلتذ شرابا‪ ،‬و ل‬
‫يستطيب رقادا‪ ،‬و ل يأنس حميما‪ ،‬و ل يأوي دارا‪ ،‬و ل يسكن عمرانا‪ ،‬و ل يلبس ثيابا‪ ،‬و ل يقر قرارا‪ ،‬و يعبد‬
‫ال ليل و نهارا‪ ،‬راجيا بأن يصل إلى ما يشتاق إليه‪ ،‬و يناجيه بلسان الشوق‪ ،‬معبرا عما في سريرته‪ ،‬كما أخبر ال‬
‫ب ِلَتْرضى‪.‬‬ ‫ك َر ّ‬ ‫ت ِإَلْي َ‬
‫جْل ُ‬
‫عِ‬ ‫تعالى عن موسى )عليه السلم( في ميعاد ربه‪َ :‬و َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬مصباح الشريعة‪.196 :‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪797 :‬‬
‫سورة النبياء‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪799 :‬‬
‫سورة النبياء فضلها‬
‫‪ -[1] /7095‬ابن بابويه‪ :‬بإسناده المتقدم في سورة الكهف‪ ،‬عن الحسن‪ ،‬عن يحيى بن مساور‪ ،‬عن فضيل الرسان‬
‫عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال‪» :‬من قرأ سورة النبياء حبا لها كان كمن »‪ «1‬رافق النبيين أجمعين في جنات‬
‫النعيم‪ ،‬و كان مهيبا في أعين الناس حياة الدنيا«‪.‬‬
‫‪ -[2] /7096‬و من خواص القرآن‪ :‬روي عن النبي )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬أنه قال‪» :‬من قرأ هذه السورة حاسبه‬
‫ال حسابا يسيرا‪ ،‬و صافحه و سلم عليه كل نبي ذكر فيها‪ ،‬و من كتبها في رق ظبي و جعلها في وسطه و نام‪ ،‬لم‬
‫يستيقظ من رقاده إل و قد رأى عجائب مما يسر بها قلبه بإذن ال تعالى«‪.‬‬
‫‪ -[3] /7097‬و عن الصادق )عليه السلم(‪» :‬من كتبها في رق ظبي و جعلها في وسطه و نام‪ ،‬لم يستيقظ حتى‬
‫يرفع الكتاب عن وسطه‪ ،‬و هذا يصلح للمرضى‪ ،‬و من طال سهره من فكر‪ ،‬أو خوف‪ ،‬أو مرض‪ ،‬فإنه يبرأ بإذن‬
‫ال تعالى«‪.‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬ثواب العمال‪.018 :‬‬
‫‪ ... -2‬مجمع البيان ‪» 61 :7‬قطعة منه«‪.‬‬
‫ص القرآن‪» 45 :‬مخطوط«‪.‬‬ ‫‪ -3‬خوا ّ‬
‫)‪ (1‬في »ط«‪ :‬مّمن‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪801 :‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪ -[1] /7098 [2 -1‬علي بن‬ ‫حساُبُهْم‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و ُهمْ َيْلَعُبو َ‬ ‫س ِ‬‫ب ِللّنا ِ‬
‫حيِم اْقَتَر َ‬
‫ن الّر ِ‬
‫حم ِ‬‫ل الّر ْ‬
‫سِم ا ِّ‬‫ِب ْ‬
‫ن‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫ضو َ‬ ‫غْفَلٍة ُمْعِر ُ‬‫حساُبُهْم َو ُهْم ِفي َ‬ ‫س ِ‬‫ب ِللّنا ِ‬
‫إبراهيم‪ ،‬في قوله تعالى اْقَتَر َ‬
‫سَتَمُعوُه َو ُهْم‬
‫لا ْ‬
‫ث ِإ ّ‬
‫حَد ٍ‬
‫ن َرّبِهْم ُم ْ‬
‫ن ِذْكٍر ِم ْ‬
‫قربت القيامة و الساعة و الحساب‪ ،‬ثم كنى عن قريش‪ ،‬فقال‪ :‬ما َيْأِتيهِْم ِم ْ‬
‫ن قال‪ :‬من التلهي‪.‬‬ ‫َيْلَعُبو َ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪[6 -3‬‬ ‫ن َقْرَيٍة َأْهَلْكناها َأ َفُهْم ُيْؤِمُنو َ‬
‫جَوى‪ -‬إلى قوله تعالى‪ِ -‬م ْ‬ ‫سّروا الّن ْ‬‫َو َأ َ‬
‫‪ -[2] /7099‬محمد بن العباس‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن القاسم‪ ،‬عن أحمد بن محمد السياري‪ ،‬عن محمد بن خالد‬
‫البرقي‪ ،‬عن محمد بن علي‪ ،‬عن علي بن حماد الزدي‪ ،‬عن عمرو بن شمر‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه‬
‫ظَلُموا‪ ،‬قال‪» :‬الذين ظلموا آل محمد )عليهم السلم( حقهم«‪.‬‬ ‫ن َ‬‫جَوى اّلِذي َ‬ ‫سّروا الّن ْ‬
‫السلم( في قوله عز و جل‪َ :‬و َأ َ‬
‫‪ -[3] /7100‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن محمد‪ ،‬عن علي بن العباس‪ ،‬عن علي بن حماد‪ ،‬عن عمرو بن‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.67 :2‬‬

‫‪ -2‬تأويل اليات ‪.1 /324 :1‬‬

‫‪ -3‬الكافي ‪.574 /379 :8‬‬

‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪802 :‬‬


‫شمر‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬قال‪ :‬يقول‪» :‬ما ألقوه في صدورهم من العداوة لهل بيتك و الظلم‬
‫حَر َو َأْنُتْم‬
‫سْ‬ ‫ن ال ّ‬‫شٌر ِمْثُلُكْم َأ َفَتْأُتو َ‬ ‫ل َب َ‬‫ل هذا ِإ ّ‬ ‫ظَلُموا َه ْ‬ ‫ن َ‬ ‫جَوى اّلِذي َ‬ ‫سّروا الّن ْ‬‫بعدك‪ ،‬و هو قول ال عز و جل‪َ :‬و َأ َ‬
‫ن«‪.‬‬ ‫صُرو َ‬‫ُتْب ِ‬
‫ن‪ :‬أي تأتون محمدا )صلى ال عليه و‬ ‫صُرو َ‬ ‫حَر َو َأْنُتْم ُتْب ِ‬‫سْ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫‪ -[1] /7101‬علي بن إبراهيم‪ :‬قوله تعالى‪َ :‬أ َفَتْأُتو َ‬
‫ض أي ما يقال في السماء و‬ ‫لْر ِ‬ ‫سماِء َو ا َْ‬ ‫ل ِفي ال ّ‬ ‫آله( و هو ساحر‪ ،‬ثم قال‪ :‬قل لهم‪ ،‬يا محمد َرّبي َيْعَلُم اْلَقْو َ‬
‫ل اْفَتراُه أي هذا الذي يخبرنا به محمد يراه في‬ ‫حلٍم َب ِ‬ ‫ث َأ ْ‬
‫ضغا ُ‬ ‫ل قاُلوا َأ ْ‬ ‫الرض‪ ،‬ثم حكى ال قول قريش‪ ،‬فقال َب ْ‬
‫ن‪ ،‬فرد ال‬ ‫لّوُلو َ‬‫ل ا َْ‬
‫سَ‬‫عٌر َفْلَيْأِتنا ِبآَيٍة َكما ُأْر ِ‬ ‫ل ُهَو شا ِ‬ ‫النوم‪ ،‬و قال بعضهم‪ :‬بل افتراه‪ .‬أي يكذب‪ ،‬و قال بعضهم‪َ :‬ب ْ‬
‫ن قال‪ :‬كيف يؤمنون و لم يؤمن من كان قبلهم باليات‬ ‫ن َقْرَيٍة َأْهَلْكناها َأ َفُهْم ُيْؤِمُنو َ‬
‫ت َقْبَلُهْم ِم ْ‬
‫عليهم‪ ،‬فقال‪ :‬ما آَمَن ْ‬
‫حتى هلكوا!‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪ -[2] /7102 [7‬علي بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬آل محمد )عليهم السلم( هم أهل‬ ‫ن ُكْنُتْم ل َتْعَلُمو َ‬‫ل الّذْكِر ِإ ْ‬ ‫سَئُلوا َأْه َ‬
‫َف ْ‬
‫الذكر‪.‬‬
‫‪ -[3] /7103‬ثم قال‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن محمد‪ ،‬عن أبي داود سليمان بن سفيان‪ ،‬عن‬
‫ن من المعنون‬ ‫ن ُكْنُتْم ل َتْعَلُمو َ‬ ‫ل الّذْكِر ِإ ْ‬ ‫سَئُلوا َأهْ َ‬‫ثعلبة‪ ،‬عن زرارة‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬في قوله‪َ :‬ف ْ‬
‫بذلك؟ فقال‪» :‬نحن و ال«‪ .‬فقلت‪ :‬فأنتم المسؤولون؟ قال‪» :‬نعم«‪ .‬قلت‪ :‬و نحن السائلون؟ قال‪» :‬نعم«‪ .‬قلت‪ :‬فعلينا‬
‫أن نسألكم؟ قال‪» :‬نعم« قلت‪ :‬و عليكم أن تجيبونا؟ قال‪» :‬ل‪ ،‬ذاك إلينا‪ ،‬إن شئنا فعلنا‪ ،‬و إن شئنا تركنا‪ -‬ثم قال‪-‬‬
‫ب »‪.««1‬‬ ‫حسا ٍ‬ ‫ك ِبَغْيِر ِ‬
‫س ْ‬‫ن َأْو َأْم ِ‬‫عطاُؤنا َفاْمُن ْ‬ ‫هذا َ‬
‫‪ -[4] /7104‬محمد بن العباس‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد‪ ،‬عن أحمد بن الحسن‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الحصين‬
‫بن مخارق‪ ،‬عن سعد بن طريف‪ ،‬عن الصبغ بن نباتة‪ ،‬عن أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ ،‬في قوله عز و جل‪:‬‬
‫ن‪ .‬قال‪» :‬نحن أهل الذكر«‪.‬‬ ‫ن ُكْنُتْم ل َتْعَلُمو َ‬‫ل الّذْكِر ِإ ْ‬ ‫سَئُلوا َأْه َ‬
‫َف ْ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬تفسير القّمي ‪.67 :2‬‬
‫‪ -2‬تفسير القّمي ‪.68 :2‬‬
‫‪ -3‬تفسير القّمي ‪.68 :2‬‬
‫‪ -4‬تأويل اليات ‪ ،2 /324 :1‬شواهد التنزيل ‪» 463 /336 :1‬نحوه«‪ ،‬ينابيع المودة‪[.....] .119 :‬‬
‫)‪ (1‬سورة ص ‪.39 :38‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪803 :‬‬

‫‪ -[4] /7105‬و عنه‪ :‬عن سليمان الزراري‪ ،‬عن محمد بن خالد الطيالسي‪ ،‬عن العلء بن رزين القلء‪ ،‬عن محمد‬
‫سَئُلوا َأْه َ‬
‫ل‬ ‫بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر )عليه السلم(‪ ،‬قال‪ :‬قلت له‪ :‬إن من عندنا يزعمون أن قول ال عز و جل‪َ :‬ف ْ‬
‫ن‪ ،‬أنهم اليهود و النصارى؟‬ ‫ن ُكْنُتْم ل َتْعَلُمو َ‬ ‫الّذْكِر ِإ ْ‬
‫قال‪» :‬إذن يدعونكم إلى دينهم«‪ .‬ثم قال‪ :‬ثم أومأ بيده إلى صدره‪ ،‬و قال‪» :‬نحن أهل الذكر‪ ،‬و نحن المسؤولون«‪.‬‬
‫ل »‪ .«1‬و القرآن‪ ،‬لقوله‬ ‫سو ً‬ ‫و للذكر معنيان‪ :‬النبي )صلى ال عليه و آله( فقد سمي ذكرا‪ ،‬لقوله تعالى‪ِ :‬ذْكرًا َر ُ‬
‫ن »‪ «2‬و هم )صلوات ال عليهم( أهل القرآن و أهل النبي )صلى ال‬ ‫ظو َ‬‫ن َنّزْلَنا الّذْكَر َو ِإّنا َلُه َلحاِف ُ‬
‫حُ‬ ‫تعالى‪ِ :‬إّنا َن ْ‬
‫عليه و آله(‪.‬‬
‫و قد تقدمت الروايات بكثرة في هذه الية في سورة النحل »‪ ،«3‬فليؤخذ من هناك‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪[10‬‬ ‫َلَقْد َأْنَزْلنا ِإَلْيُكْم ِكتابًا ِفيِه ِذْكُرُكْم َأ َفل َتْعِقُلو َ‬
‫‪ -[1] /7106‬محمد بن العباس‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن همام‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل‪ ،‬عن عيسى بن داود النجار‪،‬‬
‫عن أبي الحسن موسى بن جعفر )عليهما السلم(‪ ،‬في قول ال عز و جل‪َ :‬لَقْد َأْنَزْلنا ِإَلْيُكْم ِكتابًا ِفيِه ِذْكُرُكْم َأ َفل‬
‫ن‪ ،‬قال‪» :‬الطاعة للمام بعد النبي )صلى ال عليه و آله(«‪.‬‬ ‫َتْعِقُلو َ‬
‫قال بعض العلماء‪ :‬معنى ذلك أن الذي ذكركم و شرفكم و عزكم هو طاعة المام الحق بعد النبي )صلى ال عليه‬
‫و آله(‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ضو َ‬
‫ن‬ ‫سنا ِإذا ُهْم ِمْنها َيْرُك ُ‬ ‫سوا َبْأ َ‬ ‫حّ‬ ‫ن َفَلّما َأ َ‬‫خِري َ‬ ‫شْأنا َبْعَدها َقْومًا آ َ‬ ‫ت ظاِلَمًة َو َأْن َ‬ ‫ن َقْرَيٍة كاَن ْ‬ ‫صْمنا ِم ْ‬ ‫َو َكْم َق َ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -4‬تأويل اليات ‪.3 /324 :1‬‬
‫‪ -1‬تأويل اليات ‪.5 /325 :1‬‬
‫)‪ (1‬الطلق ‪ 10 :65‬و ‪.11‬‬
‫)‪ (2‬الحجر ‪.9 :15‬‬
‫)‪ (3‬تقّدمت في تفسير اليات )‪ (44 -43‬من سورة الّنحل‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪804 :‬‬
‫ن ]‪[15 -11‬‬ ‫ن‪ -‬إلى قوله تعالى‪ -‬خاِمِدي َ‬ ‫سَئُلو َ‬‫جُعوا ِإلى ما ُأْتِرْفُتْم ِفيِه َو َمساِكِنُكْم َلَعّلُكْم ُت ْ‬ ‫ضوا َو اْر ِ‬ ‫ل َتْرُك ُ‬
‫‪ -[1] /7107‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن فضال‪ ،‬عن ثعلبة بن ميمون‪ ،‬عن بدر بن‬
‫سنا ِإذا ُهْم ِمْنها‬‫سوا َبْأ َ‬‫حّ‬ ‫خليل السدي‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول في قول ال عز و جل‪َ :‬فَلّما َأ َ‬
‫ن‪.‬‬‫سَئُلو َ‬‫جُعوا ِإلى ما ُأْتِرْفُتْم ِفيِه َو َمساِكِنُكْم َلَعّلُكْم ُت ْ‬ ‫ضوا َو اْر ِ‬ ‫ن ل َتْرُك ُ‬ ‫ضو َ‬ ‫َيْرُك ُ‬
‫قال‪» :‬إذا قام القائم )عليه السلم( و بعث إلى بني امية بالشام‪ ،‬هربوا إلى الروم‪ ،‬فيقول لهم الروم‪ :‬ل ندخلنكم حتى‬
‫تنتصروا‪ ،‬فيعلقون في أعناقهم الصلبان فيدخلونهم‪ ،‬فإذا نزل بحضرتهم أصحاب القائم )عليه السلم(‪ ،‬طلبوا‬
‫المان و الصلح‪ ،‬فيقول أصحاب القائم )عليه السلم(‪ :‬ل نفعل حتى تدفعوا إلينا من قبلكم منا‪ -‬قال‪ -‬فيدفعونهم‬
‫ن‪ ،‬قال‪ :‬يسألونهم الكنوز‪ ،‬و لهم‬ ‫سَئُلو َ‬ ‫جُعوا ِإلى ما ُأْتِرْفُتْم ِفيِه َو َمساِكِنُكمْ َلَعّلُكْم ُت ْ‬ ‫ضوا َو اْر ِ‬ ‫إليهم‪ ،‬فذلك قوله‪ :‬ل َتْرُك ُ‬
‫ن بالسيف«‬ ‫صيدًا خاِمِدي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫جَعْلناُهْم َ‬ ‫حّتى َ‬ ‫عواُهْم َ‬ ‫ك َد ْ‬ ‫ت ِتْل َ‬
‫ن َفما زاَل ْ‬ ‫علم »‪ «1‬بها‪ -‬قال‪ -‬فيقولون‪ :‬يا َوْيَلنا ِإّنا ُكّنا ظاِلِمي َ‬
‫»‪.«2‬‬
‫‪ -[2] /7108‬محمد بن العباس‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن عبد ال بن أسد‪ ،‬عن إبراهيم بن محمد الثقفي‪ ،‬عن إسماعيل‬
‫بن بشار‪ ،‬عن علي بن جعفر الحضرمي‪ ،‬عن جابر‪ ،‬قال سألت أبا جعفر )عليه السلم( عن قول ال عز و جل‪:‬‬
‫ن‪ ،‬قال‪» :‬ذلك عند قيام القائم )عجل ال فرجه(«‪.‬‬ ‫ضو َ‬ ‫سنا ِإذا ُهْم ِمْنها َيْرُك ُ‬ ‫سوا َبْأ َ‬ ‫حّ‬ ‫َفَلّما َأ َ‬
‫‪ -[3] /7109‬و عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا الحسين بن أحمد‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عن منصور‪ ،‬عن إسماعيل‬
‫سنا‪ ،‬قال‪» :‬و ذلك عند قيام القائم‬ ‫سوا َبْأ َ‬ ‫حّ‬‫بن جابر‪ ،‬عن أبي عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬في قول ال عز و جل‪َ :‬فَلّما َأ َ‬
‫ت ِتْل َ‬
‫ك‬ ‫ن َفما زاَل ْ‬ ‫ن‪ .‬قال‪» :‬الكنوز التي كانوا يكنزون قاُلوا يا َوْيَلنا ِإّنا ُكّنا ظاِلِمي َ‬ ‫ضو َ‬‫)عليه السلم(‪ِ ،‬إذا ُهْم ِمْنها َيْرُك ُ‬
‫ن ل تبقى منهم عين تطرف«‪.‬‬ ‫صيدًا‪ .‬بالسيف خاِمِدي َ‬ ‫ح ِ‬‫جَعْلناُهْم َ‬ ‫حّتى َ‬ ‫عواُهْم َ‬ ‫َد ْ‬
‫‪ -[4] /7110‬العياشي‪ :‬عن عبد العلى الحلبي‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو جعفر )عليه السلم( في حديث يذكر فيه خروج‬
‫القائم )عليه السلم(‪» :‬لكأني أنظر إليهم‪ -‬يعني القائم )عليه السلم( و أصحابه‪ -‬مصعدين من نجف الكوفة ثلثمائة‬
‫و بضعة عشر رجل كأن قلوبهم زبر الحديد‪ ،‬جبرئيل عن يمينه و ميكائيل عن يساره‪ ،‬يسير الرعب أمامه شهرا و‬
‫خلفه شهرا‪،‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬الكافي ‪.15 /51 :8‬‬
‫‪ -2‬تأويل اليات ‪.6 /326 :1‬‬
‫‪ -3‬تأويل اليات ‪.7 /326 :1‬‬
‫‪ -4‬تفسير العّياشي ‪.49 /56 :2‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬يسألهم الكنوز و هو أمام‪.‬‬
‫)‪ (2‬زاد في النسخ‪ :‬و هو سعيد بن عبد الملك الموي‪ ،‬صاحب سعيد بالرحبة‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪805 :‬‬
‫أمده ال بخمسة آلف من الملئكة مسومين‪ ،‬حتى إذا صعد النجف قال لصحابه‪ :‬تعبدوا ليلتكم هذه‪ ،‬فيبيتون بين‬
‫راكع و ساجد يتضرعون إلى ال‪ ،‬حتى إذا أصبح قال‪ :‬خذوا بنا طريق النخيلة‪ ،‬و على الكوفة جند مجندة« قلت‪:‬‬
‫و جند مجندة؟ قال‪» :‬إي و ال‪ ،‬حتى ينتهي إلى مسجد إبراهيم )عليه السلم( بالنخيلة‪ ،‬فيصلي فيه ركعتين‪،‬‬
‫فيخرج إليه من كان بالكوفة من مرجئيها و غيرهم من جيش السفياني‪ ،‬فيقول لصحابه‪ :‬استطردوا لهم‪ .‬ثم يقول‪:‬‬
‫كروا عليهم‪ -،‬قال أبو جعفر )عليه السلم(‪ -‬و ل يجوز‪ -‬و ال‪ -‬الخندق منهم مخبر‪.‬‬
‫ثم يدخل الكوفة فل يبقى مؤمن إل كان فيها‪ ،‬أوحن إليها‪ ،‬و هو قول أمير المؤمنين )عليه السلم(‪ ،‬ثم يقول‬
‫لصحابه‪ :‬سيروا إلى هذا الطاغية‪ ،‬فيدعوه إلى كتاب ال و سنة نبيه )صلى ال عليه و آله( فيعطيه السفياني من‬
‫البيعة مسلما‪ ،‬فيقول له كلب‪ ،‬و هم أخواله‪ :‬ما هذا الذي صنعت؟ و ال ما نبايعك على هذا أبدا‪ .‬فيقول ما أصنع؟‬
‫فيقولون‪:‬‬
‫استقبله فيستقبله‪ ،‬ثم يقول له القائم )عليه السلم(‪ :‬خذ حذرك فإنني أديت إليك‪ ،‬و أنا مقاتلك‪ .‬فيصبح فيقاتلهم‬
‫فيمنحه ال أكتافهم‪ ،‬و يأخذ السفياني أسيرا‪ ،‬فينطلق به و يذبحه بيده‪.‬‬
‫ثم يرسل جريدة خيل »‪ «1‬إلى الروم فيستحذرون بقية بني امية‪ ،‬فإذا انتهوا إلى الروم قالوا‪ :‬أخرجوا إلينا أهل‬
‫ملتنا عندكم‪ -‬فيأبون‪ ،‬و يقولون‪ :‬و ال ل نفعل‪ :‬فيقول الجريدة‪ :‬و ال لو أمرنا لقاتلناكم‪ ،‬ثم ينطلقون إلى صاحبهم‬
‫فيعرضون ذلك عليه‪ ،‬فيقول انطلقوا فأخرجوا إليهم أصحابهم‪ ،‬فإن هؤلء قد أتوا بسلطان‪ .‬و هو قول ال عز و‬
‫جل‪:‬‬
‫ن قال‪:‬‬ ‫سَئُلو َ‬
‫جُعوا ِإلى ما ُأْتِرْفُتْم ِفيِه َو َمساِكِنُكْم َلَعّلُكْم ُت ْ‬ ‫ضوا َو اْر ِ‬ ‫ن ل َتْرُك ُ‬ ‫ضو َ‬ ‫سنا ِإذا ُهْم ِمْنها َيْرُك ُ‬ ‫سوا َبْأ َ‬‫حّ‬ ‫َفَلّما َأ َ‬
‫صيدًا خاِمِدي َ‬
‫ن‬ ‫ح ِ‬ ‫جَعْلناُهْم َ‬ ‫حّتى َ‬ ‫عواُهْم َ‬ ‫ك َد ْ‬‫ت ِتْل َ‬‫ن َفما زاَل ْ‬ ‫يعني الكنوز التي كنتم تكنزون‪ ،‬قاُلوا يا َوْيَلنا ِإّنا ُكّنا ظاِلِمي َ‬
‫ل يبقى منهم مخبر«‪.‬‬
‫ن ِفْتَنٌة من سورة النفال »‪.«2‬‬ ‫حّتى ل َتُكو َ‬ ‫و الحديث طويل تقدم بطوله في قوله تعالى‪َ :‬و قاِتُلوُهْم َ‬
‫يٍء في سورة‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ب ُك ّ‬‫عَلْيِهْم َأْبوا َ‬ ‫حنا َ‬ ‫سوا ما ُذّكُروا ِبِه َفَت ْ‬ ‫و قد مضى حديث في معنى الية في قوله تعالى‪َ :‬فَلّما َن ُ‬
‫النعام بهذا المعنى »‪.«3‬‬
‫‪ -[5] /7111‬محمد بن يعقوب‪ ،‬قال‪ :‬حدثني محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن عيسى‪ ،‬و علي بن إبراهيم عن أبيه‬
‫جميعا‪ ،‬عن الحسن بن محبوب‪ ،‬عن عبد ال بن غالب السدي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن سعيد بن المسيب‪ ،‬قال‪ :‬كان علي بن‬
‫الحسين )عليهما السلم( يعظ الناس‪ ،‬و يزهدهم في الدنيا‪ ،‬و يرغبهم في أعمال الخرة بهذا الكلم في كل جمعة‬
‫في مسجد رسول ال )صلى ال عليه و آله(‪ ،‬و حفظ عنه و كتب‪ -‬و ذكر الحديث إلى أن قال )عليه السلم(‪» :‬و‬
‫ن َقْرَيٍة كاَن ْ‬
‫ت‬ ‫صْمنا ِم ْ‬ ‫لقد أسمعكم ال في كتابه ما قد فعل بالقوم الظالمين من أهل القرى قبلكم‪ ،‬حيث قال‪َ :‬و َكْم َق َ‬
‫ظاِلَمًة‪،‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -5‬الكافي ‪.29 /72 :8‬‬
‫)‪ (1‬يقال‪ :‬ندب القائد جريدة من الخيل‪ :‬إذا لم ينهض معهم راجل‪ ،‬و الجريدة من الخيل‪ :‬الجماعة جّردت من‬
‫سائرها لوجه‪» .‬لسان العرب‪ -‬جرد‪[.....] .«118 :3 -‬‬
‫)‪ (2‬تقّدم في الحديث )‪ (3‬من تفسير الية )‪ (39‬من سورة النفال‪.‬‬
‫)‪ (3‬تقّدم في الحديث )‪ (4‬من تفسير الية )‪ (45 -44‬من سورة النعام‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪806 :‬‬
‫سنا ِإذا ُهْم ِمْنها‬ ‫سوا َبْأ َ‬ ‫حّ‬ ‫ن فقال ال عز و جل‪َ :‬فَلّما َأ َ‬ ‫خِري َ‬ ‫شْأنا َبْعَدها َقْومًا آ َ‬ ‫و إنما عنى بالقرية أهلها‪ ،‬حيث يقول َو َأْن َ‬
‫ن‪ ،‬فلما أتاهم‬ ‫سَئُلو َ‬‫جُعوا ِإلى ما ُأْتِرْفُتْم ِفيِه َو َمساِكِنُكْم َلَعّلُكْم ُت ْ‬ ‫ضوا َو اْر ِ‬ ‫ن يعني يهربون‪ ،‬قال‪ :‬ل َتْرُك ُ‬ ‫ضو َ‬ ‫َيْرُك ُ‬
‫ن و ايم ال إن هذه موعظة‬ ‫صيدًا خاِمِدي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫جَعْلناُهْم َ‬‫حّتى َ‬ ‫عواُهْم َ‬ ‫ك َد ْ‬ ‫ت ِتْل َ‬
‫ن َفما زاَل ْ‬ ‫العذاب قاُلوا يا َوْيَلنا ِإّنا ُكّنا ظاِلِمي َ‬
‫لكم و تخويف إن اتعظتم و خفتم‪.‬‬
‫عذا ِ‬
‫ب‬ ‫ن َ‬ ‫حٌة ِم ْ‬‫سْتُهْم َنْف َ‬
‫ن َم ّ‬ ‫ثم رجع القول من ال في الكتاب على أهل المعاصي و الذنوب‪ ،‬فقال ال عز و جل‪َ :‬و َلِئ ْ‬
‫ن »‪ .«1‬فإن قلتم‪ -‬أيها الناس‪ -‬إن ال عز و جل إنما عنى بهذا أهل الشرك‪ ،‬فكيف‬ ‫ن يا َوْيَلنا ِإّنا ُكّنا ظاِلِمي َ‬ ‫ك َلَيُقوُل ّ‬
‫َرّب َ‬
‫خْرَدلٍ َأَتْينا ِبها‬‫ن َ‬ ‫حّبٍة ِم ْ‬‫ل َ‬ ‫ن ِمْثقا َ‬ ‫ن كا َ‬ ‫شْيئًا َو ِإ ْ‬‫س َ‬‫ظَلُم َنْف ٌ‬
‫ط ِلَيْوِم اْلِقياَمِة َفل ُت ْ‬ ‫سَ‬ ‫ن اْلِق ْ‬‫ضُع اْلَمواِزي َ‬
‫ذلك و هو يقول‪َ :‬و َن َ‬
‫ن »‪«2‬؟‬ ‫سِبي َ‬‫َو َكفى ِبنا حا ِ‬
‫اعلموا‪ -‬عباد ال‪ -‬أن أهل الشرك ل تنصب لهم الموازين‪ ،‬و ل تنشر لهم الدواوين‪ ،‬و إنما يحشرون إلى جهنم‬
‫زمرا‪ ،‬و إنما نصب الموازين و نشر الدواوين لهل السلم‪ ،‬فاتقوا ال‪ ،‬عباد ال«‪.‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪[18 -16‬‬ ‫صُفو َ‬ ‫ل ِمّما َت ِ‬ ‫ن‪ -‬إلى قوله تعالى‪َ -‬و َلُكُم اْلَوْي ُ‬ ‫عِبي َ‬‫ض َو ما َبْيَنُهما ل ِ‬ ‫لْر َ‬ ‫سماَء َو ا َْ‬ ‫خَلْقَنا ال ّ‬‫َو ما َ‬
‫‪ -[1] /7112‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابن فضال‪ ،‬عن يونس بن يعقوب‪،‬‬
‫عن عبد العلى‪ ،‬قال‪ :‬سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن الغناء‪ ،‬و قلت‪ :‬إنهم يزعمون أن رسول ال )صلى ال‬
‫عليه و آله( رخص في أن يقال‪ :‬جيناكم جيناكم‪ ،‬حيونا حيونا نحييكم؟‬
‫خَذ َلْهوًا‬‫ن َنّت ِ‬‫ن َلْو َأَرْدنا َأ ْ‬‫عِبي َ‬ ‫ض َو ما َبْيَنُهما ل ِ‬ ‫لْر َ‬ ‫سماَء َو ا َْ‬ ‫خَلْقَنا ال ّ‬
‫فقال‪» :‬كذبوا‪ ،‬إن ال عز و جل يقول‪َ :‬و ما َ‬
‫ن«‪ ،‬ثم‬ ‫صُفو َ‬ ‫ل ِمّما َت ِ‬ ‫ق َو َلُكُم اْلَوْي ُ‬‫ل َفَيْدَمُغُه َفِإذا ُهَو زاِه ٌ‬ ‫طِ‬
‫عَلى اْلبا ِ‬ ‫ق َ‬ ‫حّ‬ ‫ف ِباْل َ‬
‫ل َنْقِذ ُ‬ ‫ن َب ْ‬
‫عِلي َ‬ ‫ن ُكّنا فا ِ‬ ‫ن َلُدّنا ِإ ْ‬
‫خْذناُه ِم ْ‬ ‫لّت َ‬
‫َ‬
‫قال‪» :‬ويل لفلن مما يصف«‪ -‬رجل لم يحضر المجلس‪.-‬‬
‫‪ -[2] /7113‬أحمد بن محمد بن خالد البرقي‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن يونس بن عبد الرحمن‪ ،‬رفعه‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو عبد ال‬
‫عَلى‬ ‫ق َ‬ ‫حّ‬ ‫ف ِباْل َ‬‫ل َنْقِذ ُ‬‫)عليه السلم(‪» :‬ليس من باطل يقوم بإزاء الحق إل غلب الحق الباطل‪ ،‬و ذلك قوله تعالى‪َ :‬ب ْ‬
‫ق«‪.‬‬ ‫ل َفَيْدَمُغُه َفِإذا ُهَو زاِه ٌ‬ ‫طِ‬‫اْلبا ِ‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬الكافي ‪.12 /433 :6‬‬
‫‪ -2‬المحاسن‪.152 /226 :‬‬
‫)‪ (1‬النبياء ‪.46 :21‬‬
‫)‪ (2‬النبياء ‪.47 :21‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪807 :‬‬
‫‪ -[1] /7114‬و عنه‪ :‬عن يعقوب بن يزيد‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن الحكم بن مسكين‪ ،‬عن أيوب بن الحر بياع الهروي »‬
‫‪ «1‬قال‪ :‬قال لي أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬يا أيوب‪ ،‬ما من أحد إل و قد يرد »‪ «2‬عليه الحق حتى يصدع قلبه‪،‬‬
‫ق َو َلُكُم اْلَوْي ُ‬
‫ل‬ ‫ل َفَيْدَمُغُه َفِإذا ُهَو زاِه ٌ‬ ‫طِ‬ ‫عَلى اْلبا ِ‬ ‫ق َ‬ ‫حّ‬ ‫ف ِباْل َ‬ ‫ل َنْقِذ ُ‬‫قبله أم تركه‪ ،‬و ذلك قول ال عز و جل في كتابه‪َ :‬ب ْ‬
‫ن«‪.‬‬ ‫صُفو َ‬ ‫ِمّما َت ِ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪-[2] /7115 [20 -19‬‬ ‫ل َو الّنهاَر ل َيْفُتُرو َ‬ ‫ن الّلْي َ‬ ‫حو َ‬‫سّب ُ‬
‫ض‪ -‬إلى قوله تعالى‪ُ -‬ي َ‬ ‫لْر ِ‬ ‫ت َو ا َْ‬ ‫سماوا ِ‬ ‫ن ِفي ال ّ‬ ‫َو َلُه َم ْ‬
‫سَتْكِبُرو َ‬
‫ن‬ ‫عْنَدُه‪ ،‬قال‪ :‬يعني الملئكة ل َي ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ض َو َم ْ‬ ‫لْر ِ‬ ‫ت َو ا َْ‬‫سماوا ِ‬ ‫ن ِفي ال ّ‬ ‫علي بن إبراهيم‪ :‬في قوله تعالى َو َلُه َم ْ‬
‫ن أي ل يضعفون‪.‬‬ ‫سُرو َ‬ ‫حِ‬ ‫سَت ْ‬
‫عباَدِتِه َو ل َي ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫عْ‬ ‫َ‬
‫‪ -[3] /7116‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبي )رضي ال عنه(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سعد بن عبد ال‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن محمد‬
‫ابن عيسى‪ ،‬عن العباس بن موسى الوراق‪ ،‬عن يونس بن عبد الرحمن‪ ،‬عن داود بن فرقد العطار‪ ،‬قال‪ :‬قال لي‬
‫ل َو‬
‫ن الّلْي َ‬‫حو َ‬ ‫سّب ُ‬
‫بعض أصحابنا‪ :‬أخبرني عن الملئكة‪ ،‬أ ينامون؟ فقلت‪ :‬ل أدري‪ .‬فقال‪ :‬يقول ال عز و جل‪ُ :‬ي َ‬
‫ن‪ .‬ثم قال‪ :‬أل أطرفك عن أبي عبد ال )عليه السلم( فيه بشيء؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬بلى‪.‬‬ ‫الّنهاَر ل َيْفُتُرو َ‬
‫فقال‪ :‬سئل عن ذلك‪ ،‬فقال‪» :‬ما من حي إل و ينام ما خل ال وحده عز و جل‪ ،‬و الملئكة ينامون«‪.‬‬
‫ن؟ قال‪» :‬أنفاسهم تسبيح«‪.‬‬ ‫ل َو الّنهاَر ل َيْفُتُرو َ‬ ‫ن الّلْي َ‬
‫حو َ‬ ‫سّب ُ‬
‫فقلت‪ :‬يقول ال عز و جل‪ُ :‬ي َ‬
‫‪ -[4] /7117‬ابن بابويه‪ :‬بإسناده‪ ،‬عن الحسن بن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬علي بن محمد‪ ،‬عن أبيه محمد بن علي‪ ،‬عن أبيه‬
‫الرضا علي بن موسى‪ ،‬عن أبيه موسى بن جعفر‪ ،‬عن أبيه الصادق جعفر بن محمد )صلوات ال عليهم أجمعين(‪،‬‬
‫عباَدِتِه‬ ‫ن ِ‬‫عْ‬ ‫ن َ‬ ‫سَتْكِبُرو َ‬ ‫عْندَُه‪ ،‬يعني الملئكة‪ :‬ل َي ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ض َو َم ْ‬ ‫لْر ِ‬ ‫ت َو ا َْ‬
‫سماوا ِ‬ ‫ن ِفي ال ّ‬ ‫قال‪» :‬قال ال عز و جل‪َ :‬و َلُه َم ْ‬
‫عباٌد ُمْكَرُمو َ‬
‫ن‬ ‫ل ِ‬ ‫ن‪ ،‬و قال ال تعالى في الملئكة‪َ :‬ب ْ‬ ‫ل َو الّنهاَر ل َيْفُتُرو َ‬ ‫ن الّلْي َ‬ ‫حو َ‬ ‫سّب ُ‬
‫ن ُي َ‬
‫سُرو َ‬ ‫حِ‬ ‫سَت ْ‬‫َو ل َي ْ‬

‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬المحاسن‪.391 /276 :‬‬
‫‪ -2‬تفسير القمي ‪.68 :2‬‬
‫‪ -3‬كمال الدين و تمام النعمة‪.8 /666 :‬‬
‫‪ -4‬عيون أخبار الرضا )عليه السلم( ‪.1 /266 :1‬‬
‫)‪ (1‬الهروي‪ :‬نوع من الثياب منسوب إلى هراة‪ ،‬بلد من خراسان سابقا‪ ،‬و هي الن من مدن أفغانستان‪» .‬أقرب‬
‫الموارد ‪.«1387 :2‬‬
‫)‪ (2‬في المصدر‪ :‬برز‪.‬‬
‫البرهان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪808 :‬‬
‫ن »‪.««1‬‬ ‫شِفُقو َ‬
‫ل إلى قوله تعالى‪ُ :‬م ْ‬ ‫سِبُقوَنُه ِباْلَقْو ِ‬
‫ل َي ْ‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫ن ]‪ 22‬و ‪[23‬‬ ‫سَئُلو َ‬
‫سَدتا إلى قوله تعالى‪َ -‬و ُهْم ُي ْ‬‫ل َلَف َ‬
‫ل ا ُّ‬
‫ن ِفيِهما آِلَهٌة ِإ ّ‬ ‫َلْو كا َ‬
‫‪ -[1] /7118‬محمد بن يعقوب‪ :‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن العباس بن عمرو الفقيمي‪ ،‬عن هشام بن‬
‫الحكم‪ ،‬في حديث الزنديق الذي أتى أبا عبد ال )عليه السلم(‪ ،‬و كان من قول أبي عبد ال )عليه السلم(‪» :‬ل‬
‫يخلو‪ ،‬قولك‪:‬‬
‫إنهما اثنان من أن يكونا قد يمين قويين‪ ،‬أو يكونا ضعيفين‪ ،‬أو يكون أحدهما قويا و الخر ضعيفا‪ ،‬فإن كانا قويين‬
‫فلم ل يدفع كل واحد منهما صاحبه و يتفرد بالتدبير؟ و إن زعمت أن أحدهما قوي و الخر ضعيف‪ ،‬ثبت أنه‬
‫واحد كما نقول‪ ،‬للعجز الظاهر في الثاني‪ .‬فإن قلت‪ :‬إنهما اثنان لم يخل من أن يكونا متفقين من كل جهة‪ ،‬أو‬
‫متفرقين من كل جهة‪ ،‬فلما رأينا الخلق منتظما‪ ،‬و الفلك جاريا‪ ،‬و التدبير واحدا‪ ،‬و الليل و النهار و الشمس و‬
‫القمر‪ ،‬دل صحة المر و التدبير و ائتلف المر على أن المدبر واحد‪.‬‬
‫ثم يلزمك إن ادعيت اثنين‪ ،‬فرجة ما بينهما‪ ،‬حتى يكونا اثنين‪ ،‬فصارت الفرجة ثالثا بينهما‪ ،‬قديما معهما فيلزمك‬
‫ثلثة‪ ،‬فإن ادعيت ثلثة لزمك ما قلت في الثنين حتى تكون بينهم فرجة فيكونوا خمسة‪ ،‬ثم يتناهى في العدد إلى‬
‫ما ل نهاية له في الكثرة«‪.‬‬
‫قال هشام‪ :‬فكان من سؤال الزنديق أن قال‪ :‬فما الدليل عليه؟‬
‫فقال أبو عبد ال )عليه السلم(‪» :‬وجود الفاعيل دلت على أن صانعا صنعها‪ ،‬أل ترى أنك إذا نظرت إلى بناء‬
‫مشيد مبني‪ ،‬علمت أن له بانيا‪ ،‬و إن كنت لم تر الباني و لم تشاهده؟« قال‪ :‬فما هو؟ قال‪ :‬شيء بخلف الشياء‪،‬‬
‫ارجع بقولي إلى إثبات معنى‪ ،‬و أنه شيء بحقيقة الشيئية‪ ،‬غير أنه ل جسم و ل صورة و ل يحس و ل يجس و ل‬
‫يدرك بالحواس الخمس‪ ،‬ل تدركه الوهام‪ ،‬و ل تنقصه الدهور‪ ،‬و ل تغيره الزمان«‪.‬‬
‫‪ -[2] /7119‬ابن بابويه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد )رحمه ال(‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن الحسن‬
‫الصفار‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن محمد بن أبي عمير‪ ،‬عن هشام بن الحكم‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي عبد ال‬
‫)عليه السلم(‪ :‬ما الدليل عن أن ال واحد؟ قال‪» :‬اتصال التدبير‪ ،‬و تمام الصنع‪ ،‬كما قال ال عز و جل‪:‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪ -1‬الكافي ‪.5 /63 :1‬‬
‫‪ -2‬التوحيد‪[.....] .2 /250 :‬‬

You might also like