Professional Documents
Culture Documents
]الجزء الثالث[
سورة يونس
سورة يونس فضلها:
-[1] /4827ابن بابويه :بإسناده عن فضيل الرسان ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،قال» :من قرأ سورة يونس
في كل شهرين أو ثلثة لم يخف عليه أن يكون من الجاهلين ،و كان يوم القيامة من المقربين«.
العياشي :عن فضيل الرسان ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( الحديث بعينه ».«1
-[2] /4828عن أبان بن عثمان ،عن محمد ،قال :قال أبو جعفر )عليه السلم(» :اقرأ« .قلت :من أي شيء أقرأ؟
قال:
»اقرأ من السورة السابعة« ».«2
سنى َو ِزياَدٌة َو ل حْ سُنوا اْل ُحَن َأ ْ
قال :فجعلت ألتمسها ،فقال» :اقرأ سورة يونس« فقرأت حتى انتهيت إلى ِلّلِذي َ
جوَهُهْم َقَتٌر َو ل ِذّلٌة » «3ثم قال» :حسبك ،قال رسول ال )صلى ال عليه و آله( :اني لعجب كيف ل ق ُو ُ َيْرَه ُ
أشيب إذا قرأت القرآن!«.
-[3] /4829و من كتاب )خواص القرآن( :عن النبي )صلى ال عليه و آله( ،أنه قال» :من قرأ هذه السورة
اعطي من الجر و الحسنات بعدد من كذب يونس )عليه السلم( و صدق به ،و من كتبها و جعلها في منزله و
سمى جميع من في الدار و كان بهم عيوب ظهرت ،و من كتبها في طست و غسلها بماء نظيف و عجن بها دقيقا
على أسماء المتهمين و خبزه ،و كسر لكل واحد منهم قطعة و أكلها المتهم ،فل يكاد يبلعها ،و ل يبلعها أبدا و يقر
بالسرقة«.
__________________________________________________
-1ثواب العمال.106 :
-2تفسير العياشي .1 /119 :2
-3خواص القران» 2 :قطعة منه«.
) (1تفسير العياشي .2 /119 :2
) (2قوله )السابعة( تصحيف )التاسعة( يؤّيده ما في الكافي 462 :2حيث روى نفس الحديث و فيه )التاسعة( و
ذلك بجعل النفال و التوبة سورة واحدة.
) (3يونس .26 :10
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص11 :
قوله تعالى:
عْنَد
ق ِ صْد ٍن َلُهْم َقَدَم ِن آَمُنوا َأ ّشِر اّلِذي َ
حِكيِم -إلى قوله تعالىَ -و َب ّ ب اْل َ
ت اْلِكتا ِك آيا ُحيِم الر ِتْل َن الّر ِ حم ِ ل الّر ْسِم ا ِّ
ِب ْ
َرّبِهْم ][2 -1
-[1] /4830ابن بابويه ،قال :أخبرنا أبو الحسن محمد بن هارون الزنجاني ،فيما كتب إلي على يدي علي بن
أحمد البغدادي الوراق ،قال :حدثنا معاذ بن المثنى العنبري ،قال :حدثنا عبد ال بن أسماء ،قال :حدثنا جويرية،
عن سفيان بن سعيد الثوري ،قال :قلت لجعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب )عليهم
السلم( :يا بن رسول ال ،ما معنى الر؟ قال )عليه السلم(» :معناه أنا ال الرءوف«.
-[2] /4831علي بن إبراهيم ،قال :الر هو حرف من حروف السم العظم المقطع » «1في القرآن ،فإذا ألفه
ل ِمْنُهْم يعني رسول ال )صلى ال جٍحْينا ِإلى َر ُ ن َأْو َ
جبًا َأ ْ
عَس َ
ن ِللّنا ِ الرسول أو المام فدعا به أجيب .ثم قالَ :أ كا َ
عْنَد َرّبِهْم.
ق ِ صْد ٍن َلُهْم َقَدَم ِ
ن آَمُنوا َأ ّ
شِر اّلِذي َ
س َو َب ّن َأْنِذِر الّنا َعليه و آله(َ :أ ْ
ن آَمُنوا إلى آخر الية. شِر الِّذي َ -[3] /4832العياشي :عن يونس ،عمن ذكره ،في قول ال َو َب ّ
قال» :الولية«.
ن َلُهْم َقَدَم
ن آَمُنوا َأ ّشِر اّلِذي َ -[4] /4833عن يونس بن عبد الرحمن ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،في قولهَ :و َب ّ
عْنَد َرّبِهْم ،قال» :الولية«. ق ِ صْد ٍ
ِ
__________________________________________________
-1معاني الخبار.1 /22 :
-2تفسير القّمي .308 :1
-3تفسير العّياشي .3 /119 :2
-4تفسير العّياشي [.....] .4 /119 :2
) (1في المصدر :المنقطع.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص12 :
شِر اّلِذي َ
ن -[5] /4834عن إبراهيم بن عمر ،عمن ذكره ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،في قوله تعالىَ :و َب ّ
عْنَد َرّبِهْم ،قال» :هو رسول ال )صلى ال عليه و آله(«. ق ِصْد ٍ
ن َلُهْم َقَدَم ِ آَمُنوا َأ ّ
-[6] /4835علي بن إبراهيم ،قال :حدثني أبي ،عن حماد بن عيسى ،عن إبراهيم بن عمر اليماني ،عن أبي عبد
عْنَد َرّبِهْم ،قال» :هو رسول ال )صلى ال عليه و ق ِ صْد ٍال )عليه السلم( ،في قول ال تبارك و تعالىَ :قَدَم ِ
آله(«.
-[7] /4836محمد بن يعقوب :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن حماد بن عيسى ،عن إبراهيم بن عمر
ن َلُهْم َقَدَم
ن آَمُنوا َأ ّ
شِر اّلِذي َاليماني ،عمن ذكره ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،في قول ال تبارك و تعالىَ :و َب ّ
عْنَد َرّبِهْم ،قال» :هو رسول ال )صلى ال عليه و آله(«. ق ِ صْد ٍِ
-[8] /4837و عنه :عن الحسين بن محمد ،عن معلى بن محمد ،عن محمد بن جمهور ،عن يونس ،قال:
عْنَد َرّبِهْم. ق ِ صْد ٍن َلُهْم َقَدَم ِن آَمُنوا َأ ّشِر اّلِذي َأخبرني من رفعه ،إلى أبي عبد ال )عليه السلم( ،في قوله تعالىَ :و َب ّ
قال» :ولية أمير المؤمنين )عليه السلم(«.
ق شفاعة محمد )صلى ال عليه و آله( لهم يوم القيامة .قال :و هو صْد ٍ -[9] /4838الطبرسي :قيل :إن معنى َقَدَم ِ
المروي عن أبي عبد ال )عليه السلم(.
قوله تعالى:
ش ][3 عَلى اْلَعْر ِ سَتوى َ سّتِة َأّياٍم ُثّم ا ْ
ض ِفي ِ لْر َ ت َو ا َْ
سماوا ِ ق ال ّ
خَل َ
ل اّلِذي َن َرّبُكُم ا ُِّإ ّ
-[1] /4839محمد بن يعقوب :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن ابن محبوب ،عن عبد ال بن سنان،
قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول» :إن ال خلق الخير يوم الحد ،و ما كان ليخلق الشر قبل الخير ،و
في يوم الحد و الثنين خلق الرضين ،و خلق أقواتها في يوم الثلثاء ،و خلق السماوات يوم الربعاء و يوم
سّتِة َأّياٍمض َو ما َبْيَنُهما ِفي ِ لْر َ ت َو ا َْ
سماوا ِ خَلقَ ال ّ
الخميس ،و خلق أقواتها يوم الجمعة ،و ذلك قول ال عز و جلَ :
».««1
__________________________________________________
-5تفسير العّياشي .5 /120 :2
-6تفسير القّمي .308 :1
-7الكافي .554 /364 :8
-8الكافي .50 /349 :1
-9مجمع البيان .134 :5
-1الكافي .117 /145 :8
) (1الفرقان ،59 ،25السجدة .4 :32
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص13 :
-[2] /4840العياشي :عن أبي جعفر ،عن رجل ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،قال» :إن ال خلق السماوات و
الرض في ستة أيام ،فالسنة تنقص ستة أيام«.
-[3] /4841عن الصباح بن سيابة ،عن أبي جعفر )عليه السلم( ،قال :إن ال خلق الشهور اثني عشر شهرا ،و
هي ثلثمائة و ستون يوما ،فحجز عنها » «1ستة أيام خلق فيها السماوات و الرض ،فمن ثم تقاصرت الشهور«.
-[4] /4842عن جابر ،عن أبي جعفر )عليه السلم( ،قال :قال أمير المؤمنين )عليه السلم(» :إن ال جل ذكره
و تقدست أسماؤه خلق الرض قبل السماء ،ثم استوى على العرش لتدبير المور« .و معنى استوى يأتي -إن شاء
ال تعالى -في سورة طه ».«2
قوله تعالى:
ل ][5 ضياًء َو اْلَقَمَر ُنورًا َو َقّدَرُه َمناِز َ
س ِ شْم َل ال ّ
جَع َُهَو اّلِذي َ
-[1] /4843ابن بابويه ،قال :حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل )رضي ال عنه( ،قال :حدثنا محمد بن أبي عبد
ال الكوفي ،عن موسى بن عمران النخعي ،عن عمه الحسين بن يزيد ،عن إسماعيل بن مسلم ،عن أبي نعيم
البلخي ،عن مقاتل بن حيان ،عن عبد الرحمن بن أبي ذر ،عن أبي ذر الغفاري )رحمه ال( ،قال :كنت آخذا بيد
النبي )صلى ال عليه و آله( و نحن نتماشى جميعا ،فما زلنا ننظر إلى الشمس حتى غابت ،فقلت :يا رسول ال،
أين تغيب؟
قال» :في السماء ،ثم ترفع من سماء إلى سماء ،حتى ترفع إلى السماء السابعة العليا ،حتى تكون تحت العرش،
فتخر ساجدة ،فتسجد معها الملئكة الموكلون بها ،ثم تقول :يا رب ،من أين تأمرني أن أطلع ،أ من مشرقي أو من
ك َتْقِديُر اْلَعِزيِز اْلَعِليِم » «4يعني بذلك صنع سَتَقّر َلها ذِل َ
جِري ِلُم ْ س َت ْ
شْم ُ
مغربي »«3؟ فذلك قوله عز و جلَ :و ال ّ
الرب العزيز في ملكه ،العليم بخلقه -قال -فيأتيها جبرئيل )عليه السلم( بحلة ضوء من نور العرش ،على مقدار
ساعات النهار ،على طوله في أيام الصيف ،أو قصره في الشتاء ،أو ما بين ذلك في الخريف و الربيع -قال-
فتلبس تلك الحلة كما يلبس أحدكم ثيابه ،ثم ينطلق بها في جو السماء حتى تطلع من مطلعها« .قال
__________________________________________________
-2تفسير العّياشي .6 /120 :2
-3تفسير العّياشي .7 /120 :2
-4تفسير العّياشي .7 /120 :2
-1التوحيد.7 /280 :
) (1في المصدر و »ط« :فخرج منها.
) (2يأتي في تفسير الية ) (5من سورة طه[.....] .
) (3في المصدر :أمن مغربي أم من مطلعي.
) (4يس .38 :36
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص14 :
النبي )صلى ال عليه و آله(» :فكأني بها و قد حبست مقدار ثلث » ،«1ثم ل تكسى ضوءا و تؤمر أن تطلع من
جوُم اْنَكَدَرتْ ».«2 ت َو ِإَذا الّن ُس ُكّوَر ْ شْم ُ مغربها ،فذلك قوله عز و جلِ :إَذا ال ّ
و القمر كذلك من مطلعه و مجراه في أفق السماء و مغربه ،و ارتفاعه إلى السماء السابعة ،و يسجد تحت العرش،
ضياًء َو اْلَقَمَر ُنورًا« .قال س ِ شْم َ ل ال ّ
جَع َثم يأتيه جبرئيل بالحلة من نور الكرسي ،فذلك قوله عز و جلُ :هَو الِّذي َ
أبو ذر )رحمه ال( :ثم اعتزلت مع رسول ال )صلى ال عليه و آله( و صلينا المغرب.
-[2] /4844محمد بن يعقوب :عن علي بن محمد ،عن علي بن العباس ،عن علي بن حماد ،عن عمرو بن شمر،
جِم ِإذا َهوى » «3قال» :اقسم بقبض محمد عن جابر ،عن أبي جعفر )عليه السلم( ،في قول ال عز و جلَ :و الّن ْ
ن اْلَهوى » «5يقول ما يتكلم بفضل عِ ق َ طُ غوى َو ما َيْن ِ حُبُكْم » «4بتفضيله أهل بيته َو ما َ ل صا ِ ضّ
إذا قبض .ما َ
ي ُيوحى ».«6 حٌ ل َو ْ ن ُهَو ِإ ّ أهل بيته بهواه ،و هو قول ال عز و جلِ :إ ْ
لْمُر َبْيِني َو َبْيَنُكْم »
ي ا َْ
ضَن ِبِه َلُق ِ
جُلو َ
سَتْع ِعْنِدي ما َت ْ ن ِ ل َلْو َأ ّ
و قال ال عز و جل لمحمد )صلى ال عليه و آله(ُ :ق ْ
«7قال :لو أني أمرت أن أعلمكم الذي أخفيتم في صدوركم من استعجالكم بموتي لتظلموا أهل بيتي من بعدي،
حْوَلُه » «8يقول: سَتْوَقَد نارًا َفَلّما َأضاَءتْ ما َ ل اّلِذي ا ْ فكان مثلكم كما قال ال عز و جلَ :كَمَث ِ
أضاءت الرض بنور محمد )صلى ال عليه و آله( كما تضيء الشمس ،فضرب ال مثل محمد )صلى ال عليه و
ضياًء َو اْلَقَمَر ُنورًا ،و قوله َو آَيٌة َلُهُم س ِ شْم َ ل ال ّ
جَع َ
آله( الشمس ،و مثل الوصي القمر ،و هو قول ال عز و جلَ :
تل ظُلما ٍ ل ِبُنوِرِهْم َو َتَرَكُهْم ِفي ُب ا ُّ ن » ،«9و قوله عز و جلَ :ذَه َ ظِلُمو َخ ِمْنُه الّنهاَر َفِإذا ُهْم ُم ْ
سَل ُ
ل َن ْ
الّلْي ُ
ن » ،«10يعني قبض محمد )صلى ال عليه و آله( ،و ظهرت الظلمة فلم يبصروا فضل أهل بيته ،و هو صُرو َ ُيْب ِ
ن ».««11 صُرو َ
ك َو ُهْم ل ُيْب ِ ن ِإَلْي َ
ظُرو َ سَمُعوا َو َتراُهْم َيْن ُ عوُهْم ِإَلى اْلُهدى ل َي ْ ن َتْد ُقوله عز و جلَ :و ِإ ْ
-[3] /4845و عنه :بإسناده عن سهل بن زياد ،عن علي بن حسان ،عن علي بن أبي النوار ،عن محمد بن
مسلم ،قال :قلت لبي جعفر )عليه السلم( :جعلت فداك ،لي شيء صارت الشمس أشد حرارة من القمر؟ فقال:
»إن ال خلق الشمس من نور النار ،و صفو الماء ،طبقا من هذا و طبقا من هذا ،حتى إذا كانت سبعة أطباق
ألبسها لباسا
__________________________________________________
-2الكافي .574 /380 :8
-3الكافي .332 /241 :8
) (1في المصدر زيادة :ليال.
) (2التكوير .2 -1 :81
) (3النجم .2 -1 :53
) (4النجم .2 -1 :53
) (5النجم .2 -1 :53
) (6النجم .2 -1 :53
) (7النعام .58 :6
) (8البقرة .17 :2
) (9يس .37 :36
) (10البقرة [.....] .17 :2
) (11العراف .198 :7
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص15 :
من نار ،فمن ثم صارت أشد حرارة من القمر«.
قلت :جعلت فداك ،و القمر؟ قال» :إن ال تعالى ذكره خلق القمر من ضوء نور النار و صفو الماء ،طبقا من هذا
و طبقا من هذا ،حتى إذا كانت سبعة أطباق ألبسها لباسا من ماء ،فمن ثم صار القمر أبرد من الشمس«.
روى ابن بابويه هذا الحديث في )الخصال( :عن محمد بن الحسن ،عن محمد بن يحيى ،عن محمد بن أحمد ،عن
عيسى بن محمد ،عن علي بن مهزيار » ،«1عن أبي أيوب ،عن محمد بن مسلم ،قال :قلت لبي جعفر )عليه
السلم( ،و ذكر الحديث ».«2
قوله تعالى:
ن ] -[1] /4846 [7و ن آياِتنا غاِفُلو َ عْ ن ُهْم َ طَمَأّنوا ِبها َو اّلِذي َ حياِة الّدْنيا َو ا ْ ضوا ِباْل َن ِلقاَءنا َو َر ُ جو َ ن ل َيْر ُ ن اّلِذي َ ِإ ّ
طَمَأّنوا ِبها حياةِ الّدْنيا َو ا ْ ضوا ِباْل َن ِلقاَءنا أي ل يؤمنون به َو َر ُ جو َ ن ل َيْر ُ ن اّلِذي َقال علي بن إبراهيم :قوله تعالىِ :إ ّ
ن قال :اليات :أمير المؤمنين و الئمة )عليهم السلم( ،و الدليل على ذلك ن آياِتنا غاِفُلو َ عْن ُهْم َ َو اّلِذي َ
قول أمير المؤمنين )عليه السلم(» :ما ل آية أكبر مني«.
-[2] /4847محمد بن يعقوب :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن محمد بن أبي عمير أو غيره ،عن
محمد بن الفضيل ،عن أبي حمزة ،عن أبي جعفر )عليه السلم( ،قال :قلت له :جعلت فداك ،إن الشيعة يسألونك
ظيِم » .«3قال» :ذلك إلي إن شئت أخبرتهم و إن شئت لم أخبرهم- ن الّنَبِإ اْلَع ِعِ ن َ عّم َيَتساَءُلو َ عن تفسير هذه اليةَ :
ثم قال -:لكني أخبرك بتفسيرها«.
ن؟ قال :فقال» :هي في أمير المؤمنين )صلوات ال عليه( ،كان أمير المؤمنين )صلوات ال عّم َيَتساَءُلو َ قلتَ :
عليه( يقول :ما ل عز و جل آية هي أكبر مني ،و ل ل من نبأ أعظم مني«.
و سيأتي -إن شاء ال تعالى -تفسير اليات بالئمة )عليهم السلم( بالرواية في آخر السورة ،في قوله تعالىُ :ق ِ
ل
ض الية ».«4 لْر ِ ت َو ا َْ سماوا ِ ظُروا ما ذا ِفي ال ّ اْن ُ
__________________________________________________
-1تفسير القّمي .309 :1
-2الكافي .3 /161 :1
سان. ي بن ح ّ ) (1زاد في المصدر :عن عل ّ
) (2الخصال.39 /356 :
) (3النبأ .2 -1 :78
) (4يأتي في الحديث ) (1من تفسير الية ) (101من هذه السورة.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص16 :
قوله تعالى:
عواهُْم ِفيها ت الّنِعيِم َد ْ
جّنا ِ لْنهاُر ِفي َ ن َتحِْتِهُم ا َْ
جِري ِم ْ ت َيْهِديِهْم َرّبُهْم ِبِإيماِنِهْم َت ْ صاِلحا ِ عِمُلوا ال ّ ن آَمُنوا َو َ ن اّلِذي َ ِإ ّ
جُلُهْم ] ي ِإَلْيِهْم َأ َ
ضَن -إلى قوله تعالىَ -لُق ِ ب اْلعاَلِمي َ ل َر ّ حْمُد ِّ ن اْل َعواُهْم َأ ِ خُر َد ْ سلٌم َو آ ِ حّيُتُهْم ِفيها َك الّلُهّم َو َت ِسْبحاَن َ ُ
[11 -9
-[1] /4848ابن بابويه ،قال :حدثنا علي بن عبد ال الوراق و محمد بن أحمد السناني ،و علي بن أحمد بن محمد
)رضي ال عنهم( ،قالوا :حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان ،قال :حدثنا بكر بن عبد ال بن
حبيب ،قال :حدثنا تميم بن بهلول ،عن أبيه ،عن جعفر بن سليمان البصري ،عن عبد ال بن الفضل الهاشمي،
ضِل ْ
ل ن ُي ْ ل َفُهَو اْلُمْهَتِد َو َم ْ ن َيْهِد ا ُّ
قال :سألت أبا عبد ال جعفر بن محمد )عليهما السلم( عن قول ال عز و جلَ :م ْ
شدًا ».«1 جَد َلُه َوِلّيا ُمْر ِ
ن َت َِفَل ْ
فقال» :إن ال تبارك و تعالى يضل الظالمين يوم القيامة عن دار كرامته ،و يهدي أهل اليمان و العمل الصالح
ن آَمُنوا َو ن اّلِذي َل ما َيشاُء » «2و قال عز و جلِ :إ ّ ل ا ُّن َو َيْفَع ُ ظاِلِمي َ
ل ال ّ ل ا ُّ
ضّ إلى جنته ،كما قال عز و جلَ :و ُي ِ
ت الّنِعيِم«.جّنا ِ لْنهاُر ِفي َ حِتِهُم ا َْ ن َت ْ
جِري ِم ْ ت َيْهِديِهْم َرّبُهْم ِبِإيماِنِهْم َت ْ
صاِلحا ِ عِمُلوا ال ّ َ
-[2] /4849محمد بن يعقوب :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن ابن محبوب ،عن محمد بن إسحاق المدني،
شُرحُ عن أبي جعفر )عليه السلم( ،قال» :إن رسول ال )صلى ال عليه و آله( سئل عن قول ال عز و جلَ :يْوَم َن ْ
ن َوْفدًا ».«3 حم ِ ن ِإَلى الّر ْ اْلُمّتِقي َ
فقال :يا علي ،إن الوفد ل يكونون إل ركبانا ،أولئك رجال اتقوا ال فأحبهم ال عز ذكره و اختصهم و رضي
أعمالهم فسماهم المتقين .ثم قال له :يا علي ،أما و الذي فلق الحبة و برأ النسمة إنهم ليخرجون من قبورهم ،و إن
الملئكة تستقبلهم بنوق من نوق الجنة » .«4عليها رحال الذهب ،مكللة بالدر و الياقوت ،و جلئلها الستبرق و
السندس ،و خطمها جدل الرجوان ،تطير بهم إلى المحشر ،مع كل رجل منهم ألف ملك من قدامه و عن يمينه
__________________________________________________
-1التوحيد.1 /241 :
-2الكافي .69 /95 :8
) (1الكهف .17 :18
) (2إبراهيم .27 :14
) (3مريم .85 :19
) (4في المصدر :العز.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص17 :
و عن شماله ،يزفونهم زفا حتى ينتهوا بهم إلى باب الجنة العظم .و على باب الجنة شجرة ،إن الورقة منها
ليستظل تحتها ألف » «1رجل من الناس ،و عن يمين الشجرة عين مطهرة مزكية -قال -فيسقون منها شربة شربة
طُهورًا شرابًا َ سقاُهْم َرّبُهْم َفيطهر ال بها قلوبهم من الحسد ،و يسقط عن أبشارهم الشعر و ذلك قوله عز و جلَ :و َ
» «2من تلك العين المطهرة .قال :ثم يصرفون إلى عين اخرى عن يسار الشجرة ،فيغتسلون فيها ،و هي عين
الحياة فل يموتون أبدا.
قال :ثم يوقف بهم قدام العرش ،و قد سلموا من الفات و السقام و الحر و البرد أبدا.
قال :فيقول الجبار جل ذكره للملئكة الذين معهم :احشروا أوليائي إلى الجنة ،و ل توقفوهم مع الخلئق ،فقد سبق
رضاي عنهم ،و وجبت رحمتي لهم ،و كيف أريد أن أوقفهم مع أصحاب الحسنات و السيئات! قال:
فتسوقهم الملئكة إلى الجنة«.
و ساق الحديث بطوله إلى أن قال في آخره ثم قال أبو جعفر )عليه السلم(» :أما الجنان المذكورة ،في الكتاب،
فإنهن :جنة عدن ،و جنة الفردوس ،و جنة النعيم ،و جنة المأوى« .قال» :فإن ل عز و جل جنانا محفوفة بهذه
الجنات ،و إن المؤمن ليكون له من الجنان ما أحب و اشتهى ،يتنعم فيهن كيف يشاء ،و إذا أراد المؤمن شيئا أو
اشتهى إنما دعواه فيها إذا أراد ،أن يقول :سبحانك اللهم ،فإذا قالها تبادرت إليه الخدم بما اشتهى من غير أن يكون
سلٌم يعني الخدام. حّيُتُهْم ِفيها َ ك الّلُهّم َو َت ِسْبحاَن َعواُهْم ِفيها ُ
طلبه منهم أو أمر به ،و ذلك قوله عز و جلَ :د ْ
ن يعني بذلك عند ما يقضون من لذاتهم من الجماع و الطعام و ب اْلعاَلِمي َ
ل َر ّحْمُد ِّن اْل َعواُهْم َأ ِخُر َد ْ قالَ :و آ ِ
الشراب يحمدون ال عز و جل عند فراغهم«.
ن َوْفدًا من سورة حم ِ ن ِإَلى الّر ْ شُر اْلُمّتِقي َحُ و الحديث طويل ،يأتي بطوله -إن شاء ال تعالى -في قوله تعالىَ :يْومَ َن ْ
مريم ».«3
-[3] /4850ابن بابويه ،قال :حدثنا محمد بن علي ما جيلويه ،عن عمه محمد بن أبي القاسم ،عن أحمد بن أبي
عبد ال البرقي ،عن أبي الحسن علي بن الحسين البرقي ،عن عبد ال بن جبلة ،عن معاوية بن عمار ،عن الحسن
بن عبد ال ،عن أبى ،عن جده الحسن بن علي بن أبي طالب )عليهما السلم( قال» :سأل يهودي رسول ال
)صلى ال عليه و آله( فقال :أخبرني عن تفسير )سبحان ال ،و الحمد ل ،و ل اله إل ال ،و ال اكبر( ،قال النبي
)صلى ال عليه و آله( :علم ال عز و جل أن بني آدم يكذبون على ال عز و جل ،فقال) :سبحان ال( تنزيها عما
يقولون .و أما قوله )الحمد ل( فإنه علم أن العباد ل يؤدون شكر نعمته ،فحمد نفسه قبل أن يحمدوه ،و هو أول
الكلم ،لول ذلك لما أنعم ال على أحد بنعمته .و قوله )ل إله إل ال( يعني وحدانيته ،ل يقبل ال العمال إل بها،
__________________________________________________
-3المالي[.....] .1 /157 :
) (1في »ط« :مائة ألف.
) (2النسان .21 :76
) (3يأتي في الحديث ) (11من تفسير اليات ) (98 -73من سورة مريم.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص18 :
و هي كلمة التقوى ،يثقل ال بها الموازين يوم القيامة .و أما قوله تعالى :و ال أكبر فهي كلمة أعلى الكلمات ،و
أحبها إلى ال عز و جل ،يعني أنه ليس شيء أكبر مني ،ل تصح » «1الصلة إل بها لكرامتها على ال ،و هو
السم الكرم.
قال اليهودي :صدقت -يا محمد -فما جزاء قائلها؟
قال :إذا قال العبد) :سبحان ال( سبح معه مادون العرش ،فيعطى قائلها عشر أمثالها ،و إذا قال) :الحمد ل( أنعم
ال عليه بنعيم الدنيا موصول بنعيم الخرة ،و هي الكلمة التي يقولها أهل الجنة إذا دخلوها ،و ينقطع الكلم الذي
خُرسلٌم َو آ ِحّيُتُهْم ِفيها َ
ك الّلُهّم َو َت ِ
سْبحاَن َ عواُهْم ِفيها ُ يقولونه في الدنيا ما خل )الحمد ل( و ذلك قوله جل و عزَ :د ْ
ن ،و أما قوله) :ل إله إل ال( فالجنة جزاؤه ،و ذلك قوله عز و جل: ب اْلعاَلِمي َ ل َر ّ حْمُد ِّ
ن اْل َ عواُهْم َأ َِد ْ
ن » «2يقول :هل جزاء ل إله إل ال إل الجنة. حسا ُلْ ل ا ِْن ِإ ّ
حسا ِ لْ جزاُء ا ِْ ل ََه ْ
فقال اليهودي :صدقت يا محمد«.
و روى هذا الحديث الشيخ المفيد في كتاب )الختصاص( ».«3
-[4] /4851العياشي :عن زيد الشحام ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :سألته عن التسبيح؟ فقال» :هو اسم
من أسماء ال ،و دعوى أهل الجنة«.
-[5] /4852المفيد في )الختصاص( :بإسناده عن جعفر بن محمد ،عن أبيه ،عن جده الحسين بن علي بن أبي
طالب )عليهم السلم( ،عن النبي )صلى ال عليه و آله( -في حديث طويل مع يهودي ،و قد سأله عن مسائل -قال
)صلى ال عليه و آله(» :إذا قال العبد) :سبحان ال( سبح كل شيء معه ما دون العرش ،فيعطى قائلها عشر
أمثالها ،و إذا قال) :الحمد ل( أنعم ال عليه بنعيم الدنيا حتى يلقاه بنعيم الخرة ،و هي الكلمة التي يقولها أهل
سلٌم«.
حّيُتُهْم ِفيها َ
الجنة إذا دخلوها ،و الكلم ينقطع في الدنيا ما خل الحمد ل ،و ذلك قولهَ :ت ِ
جُلُهْم ،قال: ي ِإَلْيِهْم َأ َ
ضَ خْيِر َلُق ِ سِتْعجاَلُهْم ِباْل َ شّر ا ْ س ال ّل ِللّنا ِ ل ا ُّجُ -[6] /4853علي بن إبراهيم :قوله تعالىَ :و َلْو ُيَع ّ
لو عجل ال لهم الشر كما يستعجلون الخير لقضي إليهم أجلهم ،أي فرغ من أجلهم.
قوله تعالى:
سُه ][12 ضّر َم ّ عنا ِإلى ُ ن َلْم َيْد ُ ضّرهُ َمّر َكَأ ْ عْنُه ُ شْفنا َعدًا َأْو قاِئمًا َفَلّما َك َ جْنِبِه َأْو قا ِ
ضّر َدعانا ِل َ ن ال ّ لْنسا َ س ا ِْ َو ِإذا َم ّ
__________________________________________________
-4تفسير العياشي .9 /120 :2
-5الختصاص.34 :
-6تفسير القمي .309 :1
) (1في »ط« :ل تصلح ،و في المصدر :ل تفتتح.
) (2الرحمن .60 :55
) (3الختصاص.34 :
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص19 :
عدًا ،قال :الذي ل يقدر أن جْنِبِه العليل الذي ل يقدر أن يجلس َأْو قا ِ -[1] /4854علي بن إبراهيم ،قالَ :دعانا ِل َ
سُه. ضّر َم ّ عنا ِإلى ُ ن َلْم َيْد ُضّرُه َمّر أي ترك و مر و نسي َكَأ ْ عْنُه ُ شْفنا َ يقوم َأْو قاِئمًا ،قال :الصحيح .و قولهَ :فَلّما َك َ
قوله تعالى:
ن َقْبِلِه َأعُمرًا ِم ْ ت ِفيُكْم ُ ت -إلى قوله تعالىَ -فَقْد َلِبْث ُ سُلُهْم ِباْلَبّينا ِ
ظَلُموا َو جاَءْتُهْم ُر ُ ن َقْبِلُكْم َلّما َن ِم ْ َو َلَقْد َأْهَلْكَنا اْلُقُرو َ
ظَلُموا َو ن َقْبِلُكْم َلّما َ ن ِم ْ ن ] -[2] /4855 [16 -13علي بن إبراهيم :في قوله تعالىَ :و َلَقْد َأْهَلْكَنا اْلُقُرو َ َفل َتْعِقُلو َ
ض ِم ْ
ن لْر ِ ف ِفي ا َْ خلِئ َ جَعْلناُكْم َ ت ،قال :يعني عادا و ثمود و من أهلكه ال ،ثم قالُ :ثّم َ سُلُهْم ِباْلَبّينا ِ جاَءْتُهْم ُر ُ
ن يعني حتى نرى ،فوضع النظر مكان الرؤية. ف َتْعَمُلو َ ظَر َكْي َ َبْعِدِهْم ِلَنْن ُ
ن ِلي ل ما َيُكو ُ غْيِر هذا َأْو َبّدْلُه ُق ْ ن َ ت ِبُقْرآ ٍ ن ِلقاَءَنا اْئ ِ
جو َ ن ل َيْر ُ ل اّلِذي َ
ت قا َ عَلْيِهْم آياُتنا َبّينا ٍ و قال :و قولهَ :و ِإذا ُتْتلى َ
ي ،قال :فإن قريشا قالت لرسول ال )صلى ال عليه و آله(: ل ما ُيوحى ِإَل ّ ن َأّتِبُع ِإ ّ
سي ِإ ْ ن ِتْلقاِء َنْف ِ ن ُأَبّدَلُه ِم َْأ ْ
عَلْيُكْم َو ل ل ما َتَلْوُتُه َ ل لهم َلْو شاَء ا ُّ ائتنا بقرآن غير هذا ،فإن هذا شيء تعلمته من اليهود و النصارى ،قال الُ :ق ْ
ن أي لقد لبثت فيكم أربعين سنة قبل أن يوحى إلي و لم أتكلم » ن َقْبِلِه َأ َفل َتْعِقُلو َ
عُمرًا ِم ْ ت ِفيُكْم ُ َأْدراُكْم ِبِه َفَقْد َلِبْث ُ
«1بشيء منه حتى أوحي إلي.
-[3] /4856ثم قال علي بن إبراهيم :و أما قوله َأْو َبّدْلُه فإنه حدثني الحسن بن علي ،عن أبيه ،عن حماد ا بن
غْيِر هذا َأْو َبّدْلُه: ن َ ت ِبُقْرآ ٍ عيسى ،عن أبي السفاتج ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،في قول ال عز و جل اْئ ِ
ل ما ن َأّتِبُع ِإ ّسي ِإ ْ ن ِتْلقاِء َنْف ِ ن ُأَبّدَلُه ِم ْ
ن ِلي َأ ْل ما َيُكو ُ »يعني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب )عليه السلم( ُق ْ
ي يعني في علي بن أبي طالب أمير المؤمنين )عليه السلم(«. ُيوحى ِإَل ّ
__________________________________________________
-1تفسير القّمي .309 :1
-2تفسير القّمي .309 :1
-3تفسير القّمي .310 :1
) (1في المصدر :آتكم.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص20 :
-[3] /4857محمد بن يعقوب :عن علي بن محمد ،عن سهل بن زياد ،عن أحمد بن الحسين ،عن عمر بن يزيد،
عن محمد بن جمهور ،عن محمد بن سنان ،عن المفضل بن عمر ،قال :سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول
غْيِر هذا َأْو َبّدْلُه ،قال» :قالوا :أو بدل عليا )عليه السلم(«. ن َ ت ِبُقْرآ ٍال تعالى :اْئ ِ
عَلْيِهْم آياُتنا -[4] /4858العياشي :عن الثمالي ،عن أبي جعفر )عليه السلم( ،في قول ال تعالىَ :و ِإذا ُتْتلى َ
ل ما ن َأّتِبُع ِإ ّ سي ِإ ْ ن ِتْلقاِء َنْف ِن ُأَبّدَلُه ِم ْن ِلي َأ ْ ل ما َيُكو ُ غْيِر هذا َأْو َبّدْلُه ُق ْ ن َ ت ِبُقْرآ ٍن ِلقاَءَنا اْئ ِ جو َ ن ل َيْر ُ ل اّلِذي َ ت قا َ َبّينا ٍ
ي» :قالوا :لو بدل مكان علي أبو بكر أو عمر اتبعناه«. ُيوحى ِإَل ّ
غْيِر هذا َأْو َبّدْلُه: ن َ ت ِبُقْرآ ٍ -[5] /4859عن أبي السفاتج ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،في قول ال :اْئ ِ
»يعني أمير المؤمنين )عليه السلم(«.
-[6] /4860عن منصور بن حازم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،قال» :لم يزل رسول )صلى ال عليه و آله(
ظيٍم حتى نزلت سورة الفتح فلم يعد إلى ذلك الكلم«. عِب َيْوٍم َ عذا َ ت َرّبي َ صْي ُ ع َن َ ف ِإ ْيقولِ :إّني َأخا ُ
قوله تعالى:
ل -إلى قوله تعالىَ -و َلْو ل َكِلَمٌة عْنَد ا ِّشَفعاُؤنا ِ ن هُؤلِء ُ ضّرُهْم َو ل َيْنَفُعُهْم َو َيُقوُلو َ ل ما ل َي ُ ن ا ِّ ن ُدو ِ ن ِم ْ َو َيْعُبُدو َ
ي َبْيَنُهْم ] -[1] /4861 [19 -18قال علي بن إبراهيم :كانت قريش تعبد الصنام و يقولون: ضَ ك َلُق ِ ن َرّب َ ت ِم ْ سَبَق ْ
َ
ن ا َّ
ل إنما نعبدهم ليقربونا إلى ال زلفى ،فإنا ل نقدر على عبادة ال .فرد ال عليهم ،فقال :قل لهم ،يا محمدَ :أ ُتَنّبُئو َ
ِبما ل َيْعَلُم أي ليس يعلم ،فوضع حرفا مكان حرف ،أي ليس له شريك يعبد.
ضيَ ك َلُق ِ ن َرّب َ
ت ِم ْ
سَبَق ْ
حَدًة أي على مذهب واحد َفاخَْتَلُفوا َو َلْو ل َكِلَمٌة َ ل ُأّمًة وا ِ س ِإ ّ
ن الّنا ُ و قال :قولهَ :و ما كا َ
َبْيَنُهْم أي كان ذلك في علم ال السابق أن يختلفوا ،و بعث فيهم النبياء و الئمة بعد النبياء ،و لول ذلك لهلكوا عند
اختلفهم.
__________________________________________________
-3الكافي [.....] .37 /347 :1
-4تفسير العّياشي .10 /120 :2
-5تفسير العّياشي .11 /120 :2
-6تفسير العّياشي .12 /120 :2
-1تفسير القّمي .310 :1
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص21 :
قوله تعالى:
ن ][20 ظِري َ
ن اْلُمْنَت ِ
ظُروا ِإّني َمَعُكْم ِم َ
ل َفاْنَت ِ
ب ِّل ِإّنَما اْلَغْي ُ
ن َرّبِه َفُق ْ
عَلْيِه آَيٌة ِم ْ
ل َ ن َلْو ل ُأْنِز ََو َيُقوُلو َ
-[1] /4862ابن بابويه ،قال :حدثنا علي بن أحمد الدقاق )رضي ال عنه( ،قال :حدثنا محمد بن أبي عبد ال
الكوفي ،قال :حدثنا موسى بن عمران النخعي ،عن عمه الحسين بن يزيد ،عن علي بن أبي حمزة ،عن يحيى بن
ى ِلْلُمّتِقي َ
ن ب ِفيِه ُهد ً
ب ل َرْي َ ك اْلِكتا ُ أبي القاسم ،قال :سألت الصادق )عليه السلم( عن قول ال عز و جل :الم ذِل َ
ب ».«1 ن ِباْلَغْي ِ
ن ُيْؤِمُنو َ
اّلِذي َ
فقال» :المتقون :شيعة علي )عليه السلم( ،و الغيب :هو الحجة القائم ،و شاهد ذلك قول ال عز و جل:
ن«. ظِري َ
ن اْلُمْنَت ِ
ظُروا ِإّني َمَعُكْم ِم َ
ل َفاْنَت ِب ِّ
ل ِإّنَما اْلَغْي ُ
ن َرّبِه َفُق ْ
عَلْيِه آَيٌة ِم ْ
ل َ ن َلْو ل ُأْنِز ََو َيُقوُلو َ
-[2] /4863و عنه :بإسناده عن محمد بن مسعود ،قال :حدثني أبو صالح خلف بن حماد الكشي » ،«2قال:
حدثنا سهل بن زياد ،قال :حدثني محمد بن الحسين ،عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ،قال :قال الرضا )عليه
ب » «3و السلم(» :ما أحسن الصبر و انتظار الفرج! أما سمعت قول ال عز و جلَ :و اْرَتِقُبوا ِإّني َمَعُكْم َرِقي ٌ
ن ،فعليكم بالصبر ،فإنه إنما يجيء الفرج على اليأس ،فقد كان الذين من قبلكم ظِري َ ن اْلُمْنَت ِ
ظُروا ِإّني َمَعُكْم ِم َ َفاْنَت ِ
أصبر منكم«.
-[3] /4864و عنه :بإسناده عن محمد بن الفضيل ،عن أبي الحسن الرضا )عليه السلم( ،قال :سألته عن الفرج.
ن«. ظِري َ ن اْلُمْنَت ِ
ظُروا ِإّني َمَعُكْم ِم َ قال» :إن ال عز و جل يقولَ :فاْنَت ِ
قوله تعالى:
سُكْم ][23 على َأْنُف ِ س ِإّنما َبْغُيُكْم َ
يا َأّيَها الّنا ُ
-[4] /4865العياشي :عن منصور بن يونس ،عن أبي عبد ال )عليه السلم(» :ثلث يرجعن على صاحبهن:
__________________________________________________
-1كمال الدين و تمام النعمة.17 :
-2كمال الدين و تمام النعمة.5 /645 :
-3كمال الدين و تمام النعمة.4 /645 :
-4تفسير العّياشي .13 /121 :2
) (1البقرة .2 -1 :2
) (2في »س ،ط« :بن حامد الكنجي ،تصحيف صوابه ما في المتن ،ترجم له الشيخ الطوسي في رجاله 472 :و
قال :خلف بن حّماد يكّنى أبا صالح ،من أهل كش.
) (3هود .93 :11
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص22 :
على َأْنُفسُِكْم«. س ِإّنما َبْغُيُكْم َ النكث ،و البغي ،و المكر ،قال ال :يا َأّيَها الّنا ُ
قوله تعالى:
خَذ ِ
ت حّتى ِإذا َأ َ
لْنعاُم َ س َو ا َْ
ل الّنا ُض ِمّما َيْأُك ُ
لْر ِ ت ا َْط ِبِه َنبا ُ خَتَل َ
سماِء َفا ْ
ن ال ّ حياِة الّدْنيا َكماٍء َأْنَزْلناُه ِم َ ل اْل َ
ِإّنما َمَث ُ
ن ][24 خُرَفها -إلى قوله تعالىَ -يَتَفّكُرو َ ض ُز ْلْر ُ ا َْ
-[1] /4866علي بن إبراهيم ،قال :حدثني أبي ،عن محمد بن الفضيل ،عن أبيه ،عن أبي جعفر )عليه السلم(،
قال :قلت له :جعلت فداك ،بلغنا أن لل جعفر راية ،و لل العباس رايتين ،فهل انتهى إليك من علم ذلك شيء؟
قال» :أما آل جعفر فليس بشيء ،و ل إلى شيء ،و أما آل العباس فإن لهم ملكا مبطئا » ،«1يقربون فيه البعيد ،و
يباعدون فيه القريب ،و سلطانهم عسر ليس فيه يسر ،حتى إذا أمنوا مكر ال و أمنوا عقابه ،صيح فيهم صيحة ل
خُرَفها« الية. ض ُز ْلْر ُ ت ا َْ
خَذ ِحّتى ِإذا َأ َيبقى لهم منال يجمعهم و ل رجال تمنعهم » ،«2و هو قول الَ :
قلت :جعلت فداك ،متى يكون ذلك؟
قال» :أما إنه لم يوقت لنا فيه وقت ،و لكن إذا حدثناكم بشيء فكان كما نقول ،فقولوا :صدق ال و رسوله و إن
كان بخلف ذلك ،فقولوا :صدق ال و رسوله تؤجروا مرتين ،و لكن إذا اشتدت الحاجة و الفاقة و أنكر الناس
بعضهم بعضا ،فعند ذلك توقعوا هذا المر صباحا و مساء«.
فقلت :جعلت فداك ،الحاجة و الفاقة قد عرفناهما ،فما إنكار الناس بعضهم بعضا؟
قال» :يأتي الرجل أخاه في حاجة فيلقاه بغير الوجه الذي كان يلقاه فيه ،و يكلمه بغير الكلم الذي كان يكلمه«.
-[2] /4867العياشي :عن الفضل بن يسار ،قال :قلت لبي جعفر )عليه السلم( :جعلت فداك ،إنا نتحدث أن لل
جعفر راية ،و لل فلن راية ،فهل في ذلك شيء؟
فقال» :أما لل جعفر فل ،و أما راية بني فلن فإن لهم ملكا مبطئا ،يقربون فيه البعيد ،و يبعدون فيه القريب ،و
سلطانهم عسر ليس فيه يسر ،ل يعرفون في سلطانهم من أعلم الخير شيئا ،يصيبهم فيه فزعات ثم فزعات ،كل
__________________________________________________
-1تفسير القّمي .310 :1
-2تفسير العّياشي .14 /121 :2
) (1في المصدر :مبطنا[.....] .
) (2في »ط« :لي بقي لهم منال يجمعهم و ل يسعهم .و الظاهر أّنها تصحيف ناد -يجمعهم و ل يسعهم.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص23 :
ذلك يتجلى عنهم ،حتى إذا أمنوا مكر ال ،و أمنوا عذابه ،و ظنوا أنهم قد استقروا ،صيح فيهم صيحة لم يكن لهم
خُرَفها إلى قوله ِلَقْوٍم ض ُز ْلْر ُ ت ا َْ خَذ ِ حّتى ِإذا َأ َ فيها مناد يسمعهم و ل يجمعهم » ،«1و ذلك قول ال عز و جلَ :
ن أل إنه ليس أحد من الظلمة إل و لهم بقيا ،إل آل فلن فإنهم ل بقيا لهم«. َيَتَفّكُرو َ
قال :جعلت فداك ،أ ليس لهم بقيا؟
قال» :بلى ،و لكنهم يصيبون منا دما ،فبظلمهم نحن و شيعتنا فل بقيا لهم«.
يٍء الية، ش ْل َ ب ُك ّ
عَلْيِهْم َأْبوا َ
حنا َ سوا ما ذُّكُروا ِبِه َفَت ْ و قد مضى حديث في معنى الية بذلك في قوله تعالىَ :فَلّما َن ُ
من سورة النعام ».«2
-[3] /4868محمد بن يعقوب :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد بن عيسى و علي بن إبراهيم ،عن أبيه،
جميعا عن الحسن بن محبوب ،عن عبد ال بن غالب السدي ،عن أبيه ،عن سعيد بن المسيب ،قال :كان علي بن
الحسين )عليهما السلم( يعظ الناس و يزهدهم في الدنيا ،و يرغبهم في أعمال الخرة بهذا الكلم في كل جمعة،
في مسجد رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،و حفظ عنه و كتب.
كان يقول» :أيها الناس -و ساق الحديث إلى أن قال فيه -فاتقوا ال عباد ال ،و اعلموا أن ال عز و جل لم يحب
زهرة الدنيا و عاجلها لحد من أوليائه ،و لم يرغبهم فيها و في عاجل زهرتها ،و ظاهر بهجتها ،و إنما خلق الدنيا
و خلق أهلها ليبلوهم فيها أيهم أحسن عمل لخرته.
و ايم ال ،لقد ضرب لكم فيها المثال ،و صرف اليام لقوم يعقلون ،و ل قوة إل بال ،فازهدوا فيما زهدكم ال عز
حياِة الّدْنيا َكماٍء َأْنَزْلناُه ِم َ
ن ل اْل َ و جل فيه من عاجل الحياة الدنيا ،فإن ال عز و جل يقول و قوله الحقِ :إّنما َمَث ُ
ن َأْهُلهاظّ ت َو َ خُرَفها َو اّزّيَن ْ ض ُز ْ لْر ُ ت ا َْ
خَذ ِ حّتى ِإذا َأ َ لْنعاُم َ س َو ا َْ
ل الّنا ُض ِمّما َيْأُك ُلْر ِ ت ا َْ
ط ِبِه َنبا ُ
خَتَل َ
سماِء َفا ْال ّ
ت ِلَقْوٍم
ليا ِلا ْ صُ ك ُنَف ّس َكذِل َ لْم ِ ن ِبا َْن َلْم َتْغ َ
صيدًا َكَأ ْح ِ جَعْلناها َل َأْو َنهارًا َف َعَلْيها َأتاها َأْمُرنا َلْي ً
ن َ َأّنُهْم قاِدُرو َ
ن.
َيَتَفّكُرو َ
فكونوا عباد ال من القوم الذين يتفكرون :و ل تركنوا إلى الدنيا ،فإن ال عز و جل قال لمحمد )صلى ال عليه و
آله(:
سُكُم الّناُر » «3و ل تركنوا إلى زهرة الدنيا و ما فيها ،ركون من اتخذها دار ظَلُموا َفَتَم ّ
ن ََو ل َتْرَكُنوا ِإَلى اّلِذي َ
قرار و منزل استيطان ،فانها دار بلغة » ،«4و منزل قلعة » ،«5و دار عمل ،فتزودوا العمال الصالحة فيها قبل
تفرق أيامها ،و قبل الذن من ال في خرابها ،فكأن قد أخربها الذي عمرها أول مرة و ابتدأها ،و هو ولي ميراثها،
فأسأل ال العون
__________________________________________________
-3الكافي .29 :75 :8
) (1في »ط« :منال يسعهم و ل يجمعهم.
) (2تقّدم في الحديث ) (4من تفسير اليتين ) (45 -44من سورة النعام.
) (3هود .113 :11
) (4البلغة :ما يتبّلغ به من العيش و ل فضل فيه» .لسان العرب -بلغ.«421 :8 -
) (5منزل قلعة :أي تحّول و ارتحال» .النهاية .«102 :4
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص24 :
لنا و لكم على تزود التقوى و الزهد فيها ،جعلنا ال و إياكم من الزاهدين في عاجل زهرة الحياة الدنيا ،الراغبين
لجل ثواب الخرة ،فإنما نحن له و به ،و صلى ال على محمد النبي و آله و سلم ،و السلم عليكم و رحمة ال و
بركاته«.
قوله تعالى:
سَتِقيٍم ][25 ط ُم ْ
صرا ٍ ن َيشاُء ِإلى ِ
سلِم َو َيْهِدي َم ْ عوا ِإلى داِر ال ّ
ل َيْد ُ
َو ا ُّ
-[1] /4869ابن بابويه ،قال :حدثنا علي بن عبد ال الوراق ،قال :حدثنا سعد بن عبد ال ،قال :حدثنا العباس ا بن
سعد » «1الزرق -و كان من العامة -قال :حدثنا عبد الرحمن بن صالح ،قال :حدثنا شريك بن عبد ال ،عن
عوا ِإلى داِر ل َيْد ُ
العلء ا بن عبد الكريم ،قال :سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول في قول ال عز و جلَ :و ا ُّ
سلِم ،فقال» :إن السلم ،هو ال عز و جل ،و داره التي خلقها لوليائه الجنة«. ال ّ
-[2] /4870و عنه ،قال :حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الصقر الصائغ ،قال :حدثنا موسى بن إسحاق
القاضي ،قال :حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ،قال :حدثنا جرير بن عبد الحميد ،عن عبد العزيز بن رفيع ،عن أبي
ظبيان ،عن ا بن عباس ،أنه قال :دار السلم الجنة ،و أهلها لهم السلمة من جميع الفات و العاهات و المراض
و السقام ،و لهم السلمة من الهرم و الموت و تغير الحوال عليهم ،فهم المكرمون الذين ل يهانون أبدا ،و هم
العزاء الذين ل يذلون أبدا ،و هم الغنياء الذين ل يفتقرون أبدا ،و هم السعداء الذين ل يسقون أبدا ،و هم
الفرحون المسرورون » «2الذين ل يغتمون و ل يهتمون أبدا ،و هم الحياء الذين ل يموتون أبدا ،فهم في قصور
صَبْرُتْمعَلْيُكْم ِبما َ
سلٌم َ ب َ ل با ٍ
ن ُك ّ
عَلْيِهْم ِم ْ
ن َ
خُلو َ
الدر و المرجان ،أبوابها مشرعة إلى عرش الرحمن َو اْلَملِئَكُة َيْد ُ
عْقَبى الّداِر ».«3َفِنْعَم ُ
-[3] /4871ابن شهر آشوب :عن علي بن عبد ال بن عباس ،عن أبيه ،و زيد بن علي بن الحسين )عليهم
سَتِقيٍم يعني به ط ُم ْصرا ٍ ن َيشاُء ِإلى ِ سلِم» :يعني به الجنة َيْهِدي َم ْ عوا ِإلى داِر ال ّل َيْد ُ
السلم( ،في قوله تعالىَ :و ا ُّ
__________________________________________________
-1معاني الخبار.2 /176 :
-2معاني الخبار.1 /176 :
-3المناقب ،74 :3شواهد التنزيل .358 /263 :1
) (1في المصدر :العباس بن سعيد.
) (2في المصدر :المستبشرون.
) (3الرعد 23 :13و .24
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص25 :
-[2] /4886و عنه :عن أبي محمد القاسم بن العلء )رحمه ال( ،بإسناده عن عبد العزيز بن مسلم ،عن الرضا
)عليه السلم( -في حديث -قال فيه» :إن النبياء و الئمة )صلوات ال عليهم( يوفقهم ال و يؤتيهم من مخزون
حّ
ق ق َأ َ حّ ن َيْهِدي ِإَلى اْل َعلمه و حكمه ما ل يؤتيه غيرهم ،فيكون علمهم فوق علم أهل زمانهم في قوله تعالىَ :أ َفَم ْ
ن«. حُكُمو َ ف َت ْ
ن ُيْهدى َفما َلُكْم َكْي َ ل َأ ْن ل َيِهّدي ِإ ّ ن ُيّتَبَع َأّم ْ
َأ ْ
ختاُر من سورة القصص ».«3 ق ما َيشاُء َو َي ْ
خُل ُ
ك َي ْ
و الحديث طويل ذكرناه بطوله في قوله تعالىَ :و َرّب َ
__________________________________________________
-1الكافي .4 /249 :7
-2الكافي ،1 /157 :1معاني الخبار.100 :
صة.) (1في المصدر :فأخبره بق ّ
) (2خصائص الئمة.81 :
) (3يأتي في الحديث ) (2من تفسير اليتين ) (69 -68من سورة القصص.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص29 :
-[3] /4887و عنه :عن أبي علي الشعري ،عن محمد بن عبد الجبار ،عن ابن فضال و الحجال جميعا ،عن
ثعلبة بن ميمون ،عن عبد الرحمن بن مسلمة الحريري » ،«1قال :قلت لبي عبد ال )عليه السلم( :يوبخوننا و
يكذبوننا أنا نقول :إن صيحتين تكونان ،يقولون :من أين تعرف المحقة من المبطلة إذا كانتا؟
قال» :فما تردون عليهم؟« قلت :ما نرد عليهم شيئا .قال» :قولوا :يصدق بها -إذا كانت -من يؤمن بها من قبل ،إن
ن«. حُكُمو َ ف َت ْ
ن ُيْهدى َفما َلُكْم َكْي َ ل َأ ْ
ن ل َيِهّدي ِإ ّ
ن ُيّتَبَع َأّم ْ
ق َأ ْ
حّ ق َأ َ
حّن َيْهِدي ِإَلى اْل َال عز و جل يقولَ :أ َفَم ْ
-[4] /4888و عنه :عن أبي علي الشعري ،عن محمد ،عن ابن فضال و الحجال ،عن داود بن فرقد ،قال :سمع
رجل من العجلية » «2هذا الحديث ،قوله» :ينادي مناد :أل إن فلن بن فلن و شيعته هم الفائزون .أول النهار و
ينادي آخر النهار :أل إن عثمان و شيعته هم الفائزون« » .«3فقال الرجل :فما يدرينا أيما الصادق من الكاذب؟
ن ُيّتَبَع
ق َأ ْحّق َأ َ
حّ ن َيْهِدي ِإَلى اْل َفقال :يصدقه عليها من كان يؤمن بها قبل أن ينادى ،إن ال عز و جل يقولَ :أ َفَم ْ
ن.
حُكُمو َف َت ْ
ن ُيْهدى َفما َلُكْم َكْي َ ل َأ ْ
ن ل َيِهّدي ِإ ّ َأّم ْ
-[5] /4889ابن بابويه ،قال :حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ،قال :حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان،
عن الحسين بن سعيد ،عن النضر بن سويد ،عن يحيى الحلبي ،عن الحارث بن المغيرة ،عن ميمون البان ،قال:
كنت عند أبي عبد ال )عليه السلم( » «4في فسطاطه فرفع جانب الفسطاط ،فقال» :إن أمرنا قد كان أبين من
هذه الشمس -ثم قال -ينادي مناد من السماء :إن فلن بن فلن هو المام .و ينادي باسمه ،و ينادي إبليس لعنه ال
من الرض كما نادى برسول ال )صلى ال عليه و آله( ليلة العقبة«.
-[6] /4890و عنه ،قال :حدثنا أبي )رضي ال عنه( ،قال :حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ،عن جعفر
بن بشير ،عن هشام بن سالم ،عن زرارة ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :ينادي مناد باسم القائم )عليه
السلم(«.
قلت :خاص أو عام؟ قال» :عام ،يسمع كل قوم بلسانهم«.
قلت :فمن يخالف القائم )عليه السلم( و قد نودي باسمه؟ قال» :ل يدعهم إبليس حتى ينادي فيشكك الناس«.
-[7] /4891و عنه ،قال :حدثنا محمد بن علي ما جيلويه )رحمه ال( ،عن محمد بن أبي القاسم ،عن محمد بن
__________________________________________________
-3الكافي .252 /208 :8
) (1كذا في النسخ و رجال البرقي ،24 :و في المصدر و غيبة النعماني التي تحت الرقم ) (8و تنقيح المقال :2
:148الجريري ،بالمعجمة.
) (2العجلّية :طائفة من الغلة ،و هم أتباع عمير بن بيان العجلي» -معجم الفرق السلمية.«170 :
) (3في المصدر زيادة :قال :و ينادي أول الهار منادي آخر النهار[.....] .
قوله تعالى:
ضَ
ي ب َو ُق ِ سّروا الّنداَمَة َلّما َرَأُوا اْلَعذا َ ن -إلى قوله تعالىَ -و َأ َ سَتْقِدُمو َ عًة َو ل َي ْن سا َ خُرو َ سَتْأ ِ
جُلُهْم َفل َي ْ
ِإذا جاَء َأ َ
ن ][54 -49 ظَلُمو َ ط َو ُهْم ل ُي ْ سِ َبْيَنُهْم ِباْلِق ْ
جُلُهْم َفل -[1] /4905العياشي :عن حمران ،قال :سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول الِ :إذا جاَء َأ َ
ن ،قال» :هو الذي سمي لملك الموت )عليه السلم( في ليلة القدر«. سَتْقِدُمو َعًة َو ل َي ْ ن سا َ خُرو َ سَتْأ ِ
َي ْ
عْنَدهُ من أول سورة النعام ».«1 سّمى ِ ل ُم َجٌ ل َو َأ َ جً و قد تقدمت روايات في ذلك ،في قوله تعالىُ :ثّم َقضى َأ َ
ل َأ
-[2] /4906علي بن إبراهيم :و في رواية أبي الجارود ،عن أبي جعفر )عليه السلم( ،في قوله تعالىُ :ق ْ
ن فهذا عذاب ينزل في آخر الزمان جِرُمو َ ل ِمْنُه اْلُم ْجُ سَتْع ِ
عذاُبُه َبياتًا» :يعني ليل أو نهارا ما ذا َي ْ ن َأتاُكْم َ َرَأْيُتْم ِإ ْ
على فسقة أهل القبلة و هم يجحدون نزول العذاب عليهم«.
-[3] /4907و قال علي بن إبراهيم ،في قوله تعالىَ :أ ُثّم ِإذا ما َوَقَع آَمْنُتْم ِبِه أي صدقتم في الرجعة ،فيقال لهم:
ظَلُموا آل محمد ن َ ل ِلّلِذي َنُ ،ثّم ِقي َ
جُلو َ سَتْع ِ
ن تؤمنون يعني بأمير المؤمنين )عليه السلم( َو َقْد ُكْنُتْم ِبِه من قبل َت ْ لَ آْ
ن .ثم قال: سُبو َ ل ِبما ُكْنُتْم َتْك ِ
ن ِإ ّ
جَزْو َل ُت ْ
خْلِد َه ْ ب اْل ُعذا َحقهم ُذوُقوا َ
ق إمام. حّ ل ِإي َو َرّبي ِإّنُه َل َ ق ُهَو أي إمام هو ُق ْ حّ ك يا محمد ،أهل مكة في علي َأ َ سَتْنِبُئوَن ََو َي ْ
-[4] /4908محمد بن يعقوب :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن القاسم بن محمد الجوهري ،عن بعض
ل ِإي ق ُهَو ،قال» :ما تقول في علي؟ ُق ْ حّ ك َأ َسَتْنِبُئوَن َ
أصحابنا ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،في قوله تعالىَ :و َي ْ
ن«.جِزي َ ق َو ما َأْنُتْم ِبُمْع ِ حَّو َرّبي ِإّنُه َل َ
ك َأسَتْنِبُئوَن َ
-[5] /4909العياشي :عن يحيى بن سعيد ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( عن أبيه ،في قول الَ :و َي ْ
ل ِإي َو َرّبي ِإّنُه ق ُهَو ،قال» :يستنبئك -يا محمد -أهل مكة عن علي بن أبي طالب )عليه السلم( ،إمام هو؟ ُق ْ حّ َ
ق«. حّ َل َ
__________________________________________________
-1تفسير العّياشي .24 /123 :2
-2تفسير القّمي .312 :1
-3تفسير القّمي [.....] .312 :1
-4الكافي .87 /356 :1
-5تفسير العّياشي .25 /123 :2
) (1تقّدمت في تفسير الية ) (2من سورة النعام.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص34 :
ق ُهَو ،قال» :يسألونك -يا حّ ك َأ َسَتْنِبُئوَن َ
-[6] /4910ابن شهرآشوب :عن الباقر )عليه السلم( ،في قولهَ :و َي ْ
محمد -علي وصيك؟ قل :إي و ربي إنه لوصيي«.
لْفَتَد ْ
ت ض جميعا َ لْر ِ ت آل محمد حقهم ما ِفي ا َْ ظَلَم ْ س َ ل َنْف ٍ ن ِلُك ّ
-[7] /4911علي بن إبراهيم :قوله تعالىَ :و َلْو َأ ّ
ِبِه في ذلك الوقت ،يعني الرجعة.
ط َو ُهْم ل سِ ي َبْيَنُهْم ِباْلِق ْ
ضَب َو ُق ِ سّروا الّنداَمَة َلّما َرَأُوا اْلَعذا َ -[8] /4912علي بن إبراهيم :في قوله تعالىَ :و َأ َ
ن ،قال :حدثني محمد بن جعفر ،قال حدثني محمد بن أحمد ،عن أحمد بن الحسين ،عن صالح بن أبي حماد ظَلُمو َ ُي ْ
» ،«1عن الحسن بن موسى الخشاب ،عن رجل ،عن حماد بن عيسى ،عمن رواه ،عن أبي عبد ال )عليه
ب ،قال :قيل له :ما ينفعهم إسرار
سّروا الّنداَمَة َلّما َرَأُوا اْلَعذا َ
السلم( ،قال :سئل عن قول ال تبارك و تعالىَ :و َأ َ
الندامة و هم في العذاب؟ قال» :كرهوا شماتة العداء«.
سّروا
العياشي :عن حماد بن عيسى ،عمن رواه ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،قال :سئل عن قول الَ :و َأ َ
ب و ذكر الحديث ».«2 الّنداَمَة َلّما َرَأُوا اْلَعذا َ
قوله تعالى:
ت َو ِإَلْيهِ ن ُهَو ُيحِيي َو ُيِمي ُ ن َأْكَثَرُهْم ل َيْعَلُمو َ ق َو لِك ّحّ ل َ عَد ا ِّ
ن َو ْ ض َأل ِإ ّلْر ِ ت َو ا َْسماوا ِ ل ما ِفي ال ّ ن ِّ َأل ِإ ّ
ن ] -[1] /4913 [58 -55علي بن إبراهيم :في جَمُعو َ خْيٌر ِمّما َي ْ
حوا ُهَو َ ك َفْلَيْفَر ُ
ن -إلى قوله تعالىَ -فِبذِل َ جُعو َ ُتْر َ
ت َو ن ُهَو ُيحِيي َو ُيِمي ُ ن َأْكَثَرُهْم ل َيْعَلُمو َ ق َو لِك ّ حّ ل َ عَد ا ِّن َو ْض َأل ِإ ّلْر ِ ت َو ا َْ سماوا ِ ل ما ِفي ال ّ ن ِّقوله تعالىَ :أل ِإ ّ
ى َو صُدوِر َو ُهد ً شفاٌء ِلما ِفي ال ّ ن َرّبُكْم َو ِ ظةٌ ِم ْ
عَ س َقْد جاَءْتُكْم َمْو ِ ن إنه محكم .قال :ثم قال :يا َأّيَها الّنا ُ جُعو َ ِإَلْيِه ُتْر َ
حَمِتِه
ل َو ِبَر ْ ل ا ِّ ضِ ل لهم يا محمد ِبَف ْ ن ،قال :رسول ال )صلى ال عليه و آله( و القرآن .ثم قالُ :ق ْ حَمٌة ِلْلُمْؤِمِني ََر ْ
حوا ،قال: ك َفْلَيْفَر ُ]قال :الفضل رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،و رحمته أمير المؤمنين )عليه السلم([ َفِبذِل َ
خْيٌر ِمّما أعطوا أعداؤنا من الذهب فليفرح شيعتنا ُهَو َ
__________________________________________________
-6المناقب ،61 :3شواهد التزيل 363 /267 :1و .364
-7تفسير القّمي .313 :1
-8تفسير القّمي .313 :1
-1تفسير القّمي .313 :1
) (1في المصدر :صالح بن أبي عّمار ،و هو خطأ حسبما أشار له في معجم رجال الحديث .54 :9
) (2تفسير العّياشي .26 /123 :2
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص35 :
و الفضة.
-[2] /4914العياشي :عن السكوني ،عن أبي عبد ال ،عن أبيه )عليهما السلم( ،قال» :شكا رجل إلى النبي
صُدوِر«. شفاٌء ِلما ِفي ال ّ )صلى ال عليه و آله( وجعا في صدره ،فقال :استشف بالقرآن ،لن ال يقولَ :و ِ
حَمِتِه َفِبذِل َ
ك ل َو ِبَر ْ ل ا ِّ ضِ ل ِبَف ْ -[3] /4915عن الصبغ بن نباتة ،عن أمير المؤمنين )عليه السلم( ،في قول الُ :ق ْ
حوا ،قال» :فليفرح شيعتنا هو خير مما أعطي عدونا من الذهب و الفضة«. َفْلَيْفَر ُ
حوا ك َفْلَيْفَر ُ حَمِتِه َفِبذِل َل َو ِبَر ْ ل ا ِّ ضِ ل ِبَف ْ -[4] /4916عن أبي حمزة ،عن أبي جعفر )عليه السلم( ،قال :قلتُ :ق ْ
ن؟ قال» :القرار بنبوة محمد )عليه و آله السلم( و الئتمام بأمير المؤمنين )عليه السلم( هو جَمُعو َ خْيٌر ِمّما َي ْ ُهَو َ
خير مما يجمع هؤلء في دنياهم«.
-[5] /4917محمد بن يعقوب :عن عدة من أصحابنا ،عن أحمد بن محمد ،عن عمر بن عبد العزيز ،عن محمد
ن؟جَمُعو َ خْيٌر ِمّما َي ْ حوا ُهَو َ ك َفْلَيْفَر ُ
حَمِتِه َفِبذِل َ
ل َو ِبَر ْ ل ا ِّضِل ِبَف ْبن الفضيل ،عن الرضا )عليه السلم( ،قال :قلتُ :ق ْ
قال» :بولية محمد و آل محمد )عليهم السلم( هو خير مما يجمع هؤلء من دنياهم«.
-[6] /4918ابن بابويه ،قال :حدثنا علي بن أحمد بن عبد ال بن أحمد بن أبي عبد ال البرقي ،عن أبيه ،عن جده
أحمد بن أبي عبد ال البرقي ،عن أبيه محمد بن خالد ،قال :حدثنا سهل بن المرزبان الفارسي ،قال :حدثنا محمد
بن منصور ،عن عبد ال بن جعفر ،عن محمد بن الفيض بن المختار ،عن أبيه ،عن أبي جعفر محمد بن علي
الباقر ،عن أبيه ،عن جده )عليهم السلم( ،قال» :خرج رسول )صلى ال عليه و آله( ذات يوم و هو راكب ،و
خرج علي )عليه السلم( و هو يمشي ،فقال له :يا أبا الحسن ،إما أن تركب و إما أن تنصرف ،فإن ال عز و جل
أمرني أن تركب إذا ركبت ،و تمشي إذا مشيت ،و تجلس إذا جلست ،إل أن يكون حد من حدود ال ل بد لك من
القيام و القعود فيه .و ما أكرمني ال بكرامة إل و قد أكرمك بمثلها ،و خصني بالنبوة و الرسالة ،و جعلك وليي
في ذلك ،تقوم في حدوده و في صعب أموره.
و الذي بعث محمدا بالحق نبيا ،ما آمن بي من أنكرك ،و ل أقر بي من جحدك ،و ل آمن بي » «1من كفر بك ،و
حَمِتِه َفِبذِل َ
ك ل َو ِبَر ْ ل ا ِّ ضِل ِبَف ْ إن فضلك لمن فضلي ،و إن فضلي » «2لفضل ال ،و هو قول ال عز و جلُ :ق ْ
ك قال :بالنبوة و ن ففضل ال نبوة نبيكم ،و رحمته ولية علي بن أبي طالب َفِبذِل َ جَمُعو َخْيٌر ِمّما َي ْحوا ُهَو َ َفْلَيْفَر ُ
الولية
__________________________________________________
-2تفسير العّياشي .27 /124 :1
-3تفسير العّياشي .28 /124 :2
-4تفسير العّياشي .29 /124 :2
-5الكافي .55 /350 :1
-6المالي[.....] .13 /399 :
ل.) (1في المصدر :با ّ
) (2زاد في المصدر :لك.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص36 :
ن يعني مخالفيهم ،من الهل و المال و الولد في دار الدنيا. جَمُعو َ خْيٌر ِمّما َي ْحوا يعني الشيعة ُهَو َ َفْلَيْفَر ُ
و ال -يا علي -ما خلقت إل لتعبد ربك ،و لتعرف بك معالم الدين ،و يصلح بك دارس السبيل ،و لقد ضل من ضل
عنك ،و لن يهتدي إلى ال عز و جل من لم يهتد إليك و إلى وليتك ،و هو قول ربي عز و جلَ :و ِإّني َلَغّفاٌر ِلَم ْ
ن
ل صاِلحًا ُثّم اْهَتدى » «1يعني إلى وليتك. عِم َن َو َ ب َو آَم َ تا َ
و لقد أمرني ربي تبارك و تعالى أن أفترض من خلقك ما أفترضه من حقي ،و إن حقك لمفروض على من آمن
بي ،و لولك لم يعرف حزب ال ،و بك يعرف عدو ال ،و من لم يلقه بوليتك لم يلقه بشيء ،و لقد أنزل ال عز و
ت ِرساَلَتُه » «2و ل َفما َبّلْغ َ ن َلْم َتْفَع ْك يعني في وليتك يا علي َو ِإ ْ ن َرّب َ ك ِم ْل ِإَلْي َ
ل َبّلْغ ما ُأْنِز َسو ُ جل إلي :يا َأّيَها الّر ُ
لو لم ابلغ ما أمرت به من وليتك لحبط عملي ،و من لقي ال عز و جل بغير وليتك فقد حبط عمله ،و عد ينجز
لي ،و ما أقول إل قول ربي تبارك و تعالى ،و إن الذي أقول لمن ال عز و جل أنزله فيك«.
-[7] /4919الطبرسي ،قال :قال أبو جعفر الباقر )عليه السلم(» :فضل ال :رسول ال ،و رحمته :علي بن أبي
طالب )صلوات ال عليه(«.
-[8] /4920الشيخ في )أماليه( :قال :أخبرنا أبو عمر ،قال :أخبرنا أحمد ،قال :حدثنا يعقوب بن يوسف بن زياد،
قال :حدثنا نصر بن مزاحم ،قال :حدثنا محمد بن مروان ،عن الكلبي ،عن أبي صالح ،عن ابن عباس ،قال:
حَمِتِه علي )عليه السلم(. ل النبي )صلى ال عليه و آله( َو ِبَر ْ ل ا ِّضِِبَف ْ
ن فالفضل جَمُعو َ خْيٌر ِمّما َي ْ حوا ُهَو َ ك َفْلَيْفَر ُحَمِتِه َفِبذِل َ ل َو ِبَر ْ ل ا ِّ
ضِ ل ِبَف ْ -[9] /4921ابن الفارسي :قال ابن عباسُ :ق ْ
من ال النبي )صلى ال عليه و آله( ،و برحمته علي )عليه السلم(.
قوله تعالى:
ن ]] /4922 [59 ل َتْفَتُرو َ
عَلى ا ِّ ن َلُكْم َأْم َ ل َأِذ َ
ل آ ُّ ل ُق ْ حل ً حرامًا َو َ جَعْلُتْم ِمْنُه َق َف َن ِرْز ٍ ل َلُكْم ِم ْ ل ا ُّ ل َأ َرَأْيُتْم ما َأْنَز َُق ْ
-[1علي بن إبراهيم :و هو ما أحلته و حرمته أهل الكتاب لقوله:
__________________________________________________
-7مجمع البيان .178 :5
-8المالي .260 :1
-9روضة الواعظين ،106 :تاريخ بغداد ،15 :5شواهد التنزيل ،365 /268 :1ترجمة المام علي )عليه
السلم( من تاريخ ابن عساكر ،934 /426 :2كفاية الطالب.237 :
-1تفسير القمي .313 :1
) (1طه .82 :20
) (2المائدة .67 :5
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص37 :
ل ِمّما َذَرَأ ِم َ
ن جَعُلوا ِّ جنا » ،«1و قولهَ :و َ على َأْزوا ِ حّرٌم َصٌة ِلُذُكوِرنا َو ُم َ لْنعاِم خاِل َ ن هِذِه ا َْ طو ِ َو قاُلوا ما ِفي ُب ُ
ن.ل َتْفَتُرو َعَلى ا ِّ ن َلُكْم َأْم َ ل َأِذ َل آ ُّ صيبًا الية » ،«2فاحتج ال عليهم ،فقالُ :ق ْ لْنعاِم َن ِ ث َو ا َْ حْر ِ اْل َ
قوله تعالى:
ن ] -[1] /4923 [61علي بن إبراهيم: ب مُِبي ٍ ن -إلى قوله تعالىِ -كتا ٍ ن ُقْرآ ٍ ن َو ما َتْتُلوا ِمْنُه ِم ْ شْأ ٍ
ن ِفي َ َو ما َتُكو ُ
شُهودًا قال :كان رسول ال )صلى عَلْيُكْم ُ ل ُكّنا َ ل ِإ ّعَم ٍ ن َ ن ِم ْمخاطبة لرسول ال )صلى ال عليه و آله(َ :و ل َتْعَمُلو َ
ن أي في عمل تعمله خيرا أو شْأ ٍن ِفي َ ال عليه و آله( إذا قرأ هذه الية بكى بكاء شديدا .و معنى قولهَ :و ما َتُكو ُ
ك َو ل ن ذِل َصَغَر ِم ْ سماِء َو ل َأ ْ ض َو ل ِفي ال ّ لْر ِ ل َذّرٍة ِفي ا َْن ِمْثقا ِ ك أي ل يغيب عنه ِم ْ ن َرّب َ عْ ب َ شرا َو ما َيْعُز ُ
ن.ب ُمِبي ٍل ِفي ِكتا ٍ َأْكَبَر ِإ ّ
قوله تعالى:
حياِة الّدْنيا َو ِفي شرى ِفي اْل َ ن َلُهُم اْلُب ْن آَمُنوا َو كاُنوا َيّتُقو َ ن اّلِذي َ
حَزُنو َ عَلْيِهْم َو ل ُهْم َي ْ ف َ خْو ٌ لل َ ن َأْوِلياَء ا ِّ َأل ِإ ّ
ظيُم ][64 -62 ك ُهَو اْلَفْوُز اْلَع ِ ل ذِل َ ت ا ِّل ِلَكِلما ِ خَرِة ل َتْبِدي َ لِاْ
-[2] /4924محمد بن يعقوب :عن عدة من أصحابنا ،عن سهل بن زياد ،عن ابن فضال ،عن علي بن عقبة ،عن
أبيه ،قال :قال لي أبو عبد ال )عليه السلم(» :يا عقبة ،ل يقبل ال من العباد يوم القيامة إل هذا المر الذي أنتم
عليه ،و ما بين أحدكم و بين أن يرى ما تقربه عينه إل أن تبلغ نفسه إلى هذه« .ثم أهوى بيده إلى الوريد ،ثم اتكأ.
و كان معي المعلى فغمزني أن أسأله ،فقلت :يا بن رسول ال ،فإذا بلغت نفسه هذه ،أي شيء يرى؟ فقلت له بضع
عشرة مرة :أي شيء؟ فقال في كلها» :يرى« ،و ل يزيد عليها ،ثم جلس في آخرها ،فقال» :يا عقبة« .فقلت:
__________________________________________________
-1تفسير القّمي .313 :1
-2الكافي .1 /128 :3
) (1النعام .139 :6
) (2النعام .136 :6
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص38 :
لبيك و سعديك .فقال» :أبيت إل أن تعلم؟« فقلت :نعم -يا بن رسول ال -إنما ديني مع دينك ،فإذا ذهب ديني كان
ذلك » ،«1كيف لي بك -يا بن رسول ال -كل ساعة »«2؟ و بكيت ،فرق لي ،فقال» :يراهما ،و ال« .فقلت :بأبي
و أمي ،من هما؟ قال» :ذلك رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،و علي )عليه السلم( -يا عقبة -لن تموت نفس
مؤمنة أبدا حتى تراهما«.
قلت :فإذا نظر إليهما المؤمن ،أ يرجع إلى الدنيا؟ فقال» :ل ،يمضي أمامه ،إذا نظر إليهما«.
فقلت له :يقولن شيئا؟ قال» :نعم ،يدخلن جميعا على المؤمن ،فيجلس رسول ال )صلى ال عليه و آله( عند
رأسه ،و علي )عليه السلم( عند رجليه ،فيكب عليه رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،فيقول :يا ولي -ال ،أبشر،
أنا رسول ال ،إني خير لك مما تركت من الدنيا .ثم ينهض رسول ال )صلى ال عليه و آله( فيقوم علي )عليه
السلم( حتى يكب عليه ،فيقول:
يا ولي ال ،أبشر أنا علي بن أبي طالب الذي كنت تحب » «3أما لنفعنك« .ثم قال» :إن هذا في كتاب ال عز و
جل«.
ن آَمُنوا َو كاُنوا فقلت :أين -جعلني ال فداك -هذا من كتاب ال؟ قال» :في يونس ،قول ال عز و جل ها هنا :اّلِذي َ
ظيُم«. ك ُهَو اْلَفْوُز اْلَع ِ ل ذِل َت ا ِّ
ل ِلَكِلما ِخَرِة ل َتْبِدي َلِحياِة الّدْنيا َو ِفي ا ْ شرى ِفي اْل َ ن َلُهُم اْلُب َْيّتُقو َ
-[2] /4925و عنه :بإسناده عن أبان بن عثمان ،عن عقبة أنه سمع أبا عبد ال )عليه السلم( يقول» :إن الرجل
إذا وقعت نفسه في صدره يرى« .قلت :جعلت فداك ،و ما يرى؟ قال» :يرى رسول ال )صلى ال عليه و آله(
فيقول له رسول ال )صلى ال عليه و آله( :أنا رسول ال :أبشر .ثم يرى علي بن أبي طالب )عليه السلم( فيقول
أنا علي بن أبي طالب الذي كنت تحب ،أما لنفعنك » «4اليوم«.
قال :قلت له :أ يكون أحد من الناس يرى هذا ثم يرجع إلى الدنيا؟ قال :قال» :ل ،إذا رأى هذا أبدا مات ،و أعظم
حياِة الّدْنيا َوشرى ِفي اْل َ ن َلُهُم اْلُب ْ
ن آَمُنوا َو كاُنوا َيّتُقو َ ذلك« » «5قال» :و ذلك في القرآن قول ال عز و جل :اّلِذي َ
ل«. ت ا ِّ ل ِلَكِلما ِ خَرِة ل َتْبِدي َ لِ ِفي ا ْ
-[3] /4926و عنه :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن ابن فضال ،عن أبي جميلة ،عن جابر ،عن
أبي جعفر )عليه السلم( قال» :قال رجل لرسول ال )صلى ال عليه و آله( :أخبرني عن قول ال عز و جلُ:هُم
حياِة الّدْنيا
شرى ِفي اْل َ اْلُب ْ
،قال» :هي الرؤيا الحسنة ،يرى المؤمن فيبشر بها في دنياه«.
__________________________________________________
-2الكافي .8 /133 :3
-3الكافي [.....] .60 /90 :8
ن ديني إّنما يستقيم إذا كان موافقا لدينك ،فإذا ذهب ديني لعدم علمي ) (1قال المجلسي في )البحار :(186 :6أي إ ّ
ي ،أشار إليه مبهما لتفخيمه. بما تعتقده كان ذلك ،أي الخسران و الهلك و العذاب البد ّ
ل ساعة. سر لي السؤال منك ك ّ ) (2أي ل يتي ّ
) (3في المصدر :تحّبه.
ب أن أنفع. ) (4في المصدر :كنت تحّبه ،تح ّ
سلم( و ) (5قال المجلسي في )البحار :(294 :6قوله» :و أعظم ذلك« يحتمل أن يكون هذا كلمه )عليه ال ّ
سلم( أعظم كلمي و استغرب ن المّيت يعّد ذلك أمرا عظيما ،أو من كلم الراوي ،و المراد أّنه )عليه ال ّ المراد أ ّ
ما قلت له من جواز الرجوع إلى الدنيا بعد رؤية ذلك ،و هو أظهر.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص39 :
-[4] /4927ابن بابويه مرسل ،قال :أتى رسول ال )صلى ال عليه و آله( رجل من أهل البادية له حشم و
جمال ،فقال:
حياِة الّدْنيا َو ِفي شرى ِفي اْل َ ن َلُهُم اْلُب ْ
ن آَمُنوا َو كاُنوا َيّتُقو َ يا رسول ال ،أخبرني عن قول ال عز و جل :اّلِذي َ
خَرِة.لِ اْ
حياِة الّدْنيا فهي الرؤيا الحسنة ،يراها المؤمن فيبشر بها في دنياه ،و أما شرى ِفي اْل َ فقال» :أما قوله تعالىُ:هُم اْلُب ْ
خَرِة
لِ قول ال عز و جلِ :في ا ْ
فإنها بشارة المؤمن عند الموت ،يبشر بها عند موته ،إن ال قد غفر لك و لمن يحملك إلى قبرك«.
-[5] /4928المفيد في )أماليه( :قال :أخبرني أبو عبيد ال محمد بن عمران المرزباني ،قال :حدثنا محمد بن
أحمد الكاتب ،قال :حدثنا ابن أبي خيثمة ،قال :حدثنا عبد ال » «1بن داهر ،عن العمش ،عن عباية السدي ،عن
ن َأْوِلياَء ا ِّ
ل ابن عباس رحمه ال ،قال :سئل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب )عليه السلم( عن قوله تعالىَ :أل ِإ ّ
ن .فقيل له :من هؤلء الولياء؟ فقال أمير المؤمنين )عليه السلم(» :هم قوم حَزُنو َ عَلْيِهْم َو ل ُهْم َي ْ ف َ خْو ٌ ل َ
أخلصوا ل تعالى في عبادته ،و نظروا الى باطن الدنيا حين نظر الناس إلى ظاهرها ،فعرفوا آجلها حين غر
الخلق سواهم بعاجلها ،فتركوا منها ما علموا أنه سيتركهم ،و أماتوا منها ما علموا أنه سيميتهم«.
ثم قال» :أيها المعلل نفسه بالدنيا ،الراكض على حبائلها ،المجتهد في عمارة ما سيخرب منها ،ألم تر إلى مصارع
آبائك في البلى » ،«2و مضاجع أبنائك تحت الجنادل و الثرى ،كم مرضت بيديك و عللت بكفيك ،تستوصف لهم
الطباء و تستعتب لهم الحباء ،فلم يغن عنهم غناؤك ،و ل ينجع فيهم دواؤك«.
-[6] /4929العياشي :عن عبد الرحمن بن سالم الشل ،عن بعض الفقهاء ،قال :قال أمير المؤمنين )عليه
ن ،ثم قال» :تدرون من أولياء ال؟« قالوا :من هم ،يا حَزُنو َ عَلْيِهْم َو ل ُهْم َي ْ
ف َ خْو ٌ
لل َ ن َأْوِلياَء ا ِّالسلم(َ :أل ِإ ّ
أمير المؤمنين؟ فقال» :هم نحن و أتباعنا فمن تبعنا من بعدنا ،طوبى لنا و طوبى لهم ،و طوباهم أفضل من
طوبانا«.
قيل :يا أمير المؤمنين ،ما شأن طوباهم أفضل من طوبانا؟ ألسنا نحن و هم على أمر؟ قال» :ل ،لنهم حملوا ما لم
تحملوا ،و أطاقوا ما لم تطيقوا«.
-[7] /4930عن بريد العجلي ،عن أبي جعفر )عليه السلم( ،قال» :وجدنا في كتاب علي بن الحسين )عليه
السلم(:
ن قال :إذا أدوا فرائض ال ،و أخذوا بسنن رسول حَزُنو َ
عَلْيِهْم َو ل ُهْم َي ْ
ف َ
خْو ٌ لل َ ن َأْوِلياَء ا ِّ
َأل ِإ ّ
__________________________________________________
-4من ل يحضره الفقيه ،356 /79 :1الدر المنثور .375 :4
-5المالي.2 /86 :
-6تفسير العّياشي .30 /124 :2
-7تفسير العّياشي .31 /124 :2
ل بن داهر بن حة ما في المتن ،و هو عبد ا ّ ) (1في »س ،ط« :و بعض نسخ المصدر :عبد الملك ،و الظاهر ص ّ
يحيى الرازي الحمري ،روى عنه أحمد ابن أبي خيثمة ،و روى هو عن أبيه عن العمش ،تاريخ بغداد :9
.453
) (2البلى :الفناء.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص40 :
ال )صلى ال عليه و آله( ،و تورعوا عن محارم ال ،و زهدوا في عاجل زهرة الدنيا ،و رغبوا فيما عند ال ،و
اكتسبوا الطيب من رزق ال ،ل يريدون به التفاخر و التكاثر ،ثم أنفقوا فيما يلزمهم من حقوق واجبة ،فأولئك
الذين بارك ال لهم فيما اكتسبوا ،و يثابون على ما قدموا لخرتهم«.
-[8] /4931عن عبد الرحيم ،قال :قال أبو جعفر )عليه السلم(» :إنما أحدكم حين تبلغ نفسه هاهنا ،فينزل عليه
ملك الموت ،فيقول له :أما ما كنت ترجو فقد أعطيته ،و أما ما كنت تخافه فقد أمنت منه ،و يفتح له باب إلى منزله
من الجنة ،و يقال له :انظر إلى مسكنك من الجنة ،و انظر هذا رسول ال و علي و الحسن و الحسين )عليهم
خَرِة«. لِ حياةِ الّدْنيا َو ِفي ا ْ شرى ِفي اْل َ ن َلُهُم اْلُب ْ
ن آَمُنوا َو كاُنوا َيّتُقو َ السلم( رفقاؤك ،و هو قول ال :اّلِذي َ
-[9] /4932عن عقبة بن خالد ،قال :دخلت أنا و المعلى على أبي عبد ال )عليه السلم( فقال» :يا عقبة ،ل يقبل
ال من العباد يوم القيامة إل هذا الدين الذي أنتم عليه ،و ما بين أحدكم و بين أن يرى ما تقربه عينه إل أن تبلغ
نفسه إلى هذه« و أومأ بيده إلى الوريد ،ثم اتكأ.
و غمزني المعلى أن سله ،فقلت :يا بن رسول ال ،إذا بلغت نفسه إلى هذه ،فأي شيء يرى .فقال» :يرى«.
فقلت له بضع عشرة مرة :أي شيء يرى؟ فقال ]في[ آخرها» :يا عقبة« فقلت :لبيك و سعديك ،فقال» :أبيت إل
أن تعلم؟« فقلت :نعم -يا بن رسول ال -إنما ديني مع دينك » ،«1فإذا ذهب ديني كان ذلك ،فكيف بك ،يا بن
رسول ال ،كل ساعة؟ و بكيت ،فرق لي ،فقال» :يراهما ،و ال« فقلت :بأبي و أمي ،من هما؟ فقال» :رسول ال
)صلى ال عليه و آله( و علي )عليه السلم( .يا عقبة ،لن تموت نفس مؤمنة أبدا حتى تراهما«.
قلت :فإذا نظر إليهما المؤمن ،أ يرجع إلى الدنيا؟ قال» :ل ،مضى أمامه«.
فقلت له :يقولن له شيئا ،جعلت فداك؟ فقال» :نعم ،يدخلن جميعا على المؤمن فيجلس رسول ال )صلى ال عليه
و آله( عن رأسه ،و علي )عليه السلم( عن رجليه ،فيكب عليه رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،فيقول :يا ولي
ال ،أبشر فإني رسول ال ،إني خير لك مما تترك من الدنيا .ثم ينهض رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،فيقوم
علي )عليه السلم( حتى يكب عليه ،فيقول :يا ولي ال ،أبشر أنا علي بن أبي طالب الذي كنت تحبني ،أما
لنفعنك« .ثم قال» :أما إن هذا في كتاب ال«.
حياةِ الّدْنيا َو ِفي
شرى ِفي اْل َ ن َلُهُم اْلُب ْ
ن آَمُنوا َو كاُنوا َيّتُقو َ قال :جعلت فداك ،أين في كتاب ال؟ قال» :في يونس اّلِذي َ
ظيُم
عِخَرِة إلى قولهَْ : لِ اْ
«.
-[10] /4933عن أبي حمزة الثمالي ،قال :قلت لبي جعفر )عليه السلم( :ما يصنع بأحد عند الموت؟
__________________________________________________
-8تفسير العّياشي .32 /124 :2
-9تفسير العّياشي .33 /125 :2
-10تفسير العّياشي [.....] .34 /126 :2
) (1في المصدر :مع دمي .قال المجلسي في )البحار :(186 :6المراد بالدم الحياة ،أي ل أترك طلب الدين ما
ي،
ن ديني مقرون بحياتي ،فمع عدم الدين فكأّني لست بح ّدمت حّيا .و قوله» :فإذا ذهب ديني كان ذلك« فالمعنى أ ّ
و قوله» :كان ذلك« أي كان الموت.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص41 :
قال» :أما و ال -يا أبا حمزة -ما بين أحدكم و بين أن يرى مكانه من ال و مكانه مما تقربه عينه إل أن تبلغ نفسه
ها هنا -ثم أهوى بيده إلى نحره -أل أبشرك ،يا أبا حمزة؟« فقلت» :بلى ،جعلت فداك.
فقال» :إذا كان ذلك أتاه رسول ال )صلى ال عليه و آله( و علي )عليه السلم( معه ،فقعد عند رأسه ،فقال له -إذا
كان ذلك -رسول ال )صلى ال عليه و آله( :أما تعرفني؟ أنا رسول ال ،هلم إلينا ،فما أمامك خير لك مما خلفت،
أما ما كنت تخاف فقد أمنته ،و أما ما كنت ترجو فقد هجمت عليه ،أيتها الروح اخرجي إلى روح ال و رضوانه.
و يقول له علي )عليه السلم( مثل قول رسول ال )صلى ال عليه و آله(« .ثم قال» :يا أبا حمزة ،أل أخبرك بذلك
من كتاب ال؟ قوله:
ن الية«. ن آَمُنوا َو كاُنوا َيّتُقو َ اّلِذي َ
-[11] /4934سليم بن قيس الهللي ،قال :سألت علي بن أبي طالب )عليه السلم( قلت :أصلحك ال ،من لقي ال
مؤمنا عارفا بإمامه مطيعا له ،من أهل الجنة هو؟ قال» :نعم ،إذا لقى ال و هو » «1من الذين قال ال تعالى:
ظْلٍم ».««3 سوا ِإيماَنُهْم ِب ُ ن آَمُنوا َو َلْم َيْلِب ُ
ن ،اّلِذي َ
ن آَمُنوا َو كاُنوا َيّتُقو َت » «2اّلِذي َ صاِلحا ِ
عِمُلوا ال ّ ن آَمُنوا َو َ اّلِذي َ
قلت :فمن لقي ال منهم على الكبائر؟ قال» :هو في مشيئة ال ،إن عذبه فبذنبه ،و إن تجاوز عنه فبرحمته«.
قلت :فيدخله النار و هو مؤمن؟ قال» :نعم ،لنه ليس من المؤمنين الذين عنى ال أنه ولي المؤمنين ،لن الذين
عنى ال أنه لهم ولي ،و أنه ل خوف عليهم و ل هم يحزنون ،هم المؤمنون الذين يتقون ال ،و الذين عملوا
الصالحات ،و الذين لم يلبسوا إيمانهم بظلم«.
حياِةشرى ِفي اْل َ -[12] /4935ابن شهر آشوب :عن زريق ،عن الصادق )عليه السلم( ،في قوله تعالىُ:هُم اْلُب ْ
الّدْنيا
،قال» :هو أن يبشراه بالجنة عند الموت« .يعني محمدا و عليا )عليهما السلم(.
خَرِة ،عن أبي جعفر )عليه السلم( في لِ حياِة الّدْنيا َو ِفي ا ْشرى ِفي اْل َ -[13] /4936الطبرسي :في معنىُهُم اْلُب ْ
معنى البشارة» :أنها في الدنيا الرؤيا الصالحة يراها المؤمن لنفسه أو ترى له ،و في الخرة الجنة ،و هي ما
يبشرهم به الملئكة عند خروجهم من القبور ،و في القيامة إلى أن يدخلوا الجنة يبشرونهم بها حال بعد حال«.
ثم قال :و روي ذلك في حديث مرفوع عن النبي )صلى ال عليه و آله(.
-[14] /4937و في )نهج البيان( في معنى ذلك :روي عن الباقر و الصادق )عليهما السلم( قال» :هي الرؤيا
الصالحة
__________________________________________________
-11كتاب سليم بن قيس.56 :
-12المناقب .223 :3
-13مجمع البيان .182 :5
-14نهج البيان » 144 :2مخطوط«.
) (1في المصدر زيادة :مؤمن.
) (2البقرة .25 :2
) (3النعام .82 :6
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص42 :
ن َتَتَوّفاُهُم
يراها المؤمن ،و في الخرة الجنة مما أعده ال له من النعم عند الموت ،و هو قول ال تعالى :اّلِذي َ
جّنَة » «1أبدا ثم في الجنة«. خُلوا اْل َعَلْيُكْم اْد ُ
سلٌم َن َن َيُقوُلو َطّيِبي َ
اْلَملِئَكُة َ
ل عن علي بن الحسين )عليه السلم(» :أنهم الذين أدوا فرائض ال، -[15] /4938الطبرسي :في معنى َأْوِلياَء ا ِّ
و أخذوا بسنن رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،و تورعوا عن محارم ال ،و زهدوا في عاجل هذه الدنيا ،و
رغبوا فيما عند ال ،و اكتسبوا الطيب من رزق ال لمعاشهم ،ل يريدون به التكاثر و التفاخر ،ثم أنفقوه فيما
يلزمهم من الحقوق الواجبة ،فأولئك الذين يبارك ال لهم فيما اكتسبوا ،و يثابون على ما قدموا منه لخرتهم«.
-[16] /4939و قال علي بن إبراهيم ،في معنى الية ،قال :البشرى في الحياة الدنيا هي الرؤيا الصالحة »«2
عَلْيُكْم
سلٌم َ ن َ ن َيُقوُلو َ طّيِبي َ
ن َتَتَوّفاُهُم اْلَملِئَكُة َيراها المؤمن ،و في الخرة الجنة عند الموت ،و هو قول ال :اّلِذي َ
جّنَة ».«3 خُلوا اْل َ
اْد ُ
ت الِّل ِلَكِلما ِ
ثم قال :و قولهَ :تْبِدي َ
أي ل تغيير للمامة ،و الدليل على أن الكلمات المامة ،قوله:
عِقِبِه » «4يعني المامة. جَعَلها َكِلَمًة باِقَيًة ِفي َ َو َ
قوله تعالى:
ن] ظُرو ِ ي َو ل ُتْن ِ
ضوا ِإَل ّغّمًة ُثّم اْق ُ عَلْيُكْم ُن َأْمُرُكْم َ جِميعًا -إلى قوله تعالىُ -ثّم ل َيُك ْ ل َ ن اْلِعّزَة ِّ
ك َقْوُلُهْم ِإ ّ
حُزْن ََو ل َي ْ
جِميعًا إلى قوله تعالى ِبما ل َ ن اْلِعّزةَ ِّ ك َقْوُلُهْم ِإ ّحُزْن َ
-[1] /4940 [71 -65علي بن إبراهيم قال في قولهَ :و ل َي ْ
ح أي خبر نوح ِإْذ قا َ
ل عَلْيِهْم مخاطبة لمحمد )صلى ال عليه و آله( َنَبَأ ُنو ٍ ل َ ن فإنه محكم ،و قولهَ :و اْت ُ كاُنوا َيْكُفُرو َ
شَركاَءُكْم الذين جِمُعوا َأْمَرُكْم َو ُ ت َفَأ ْل َتَوّكْل ُ ل َفَعَلى ا ِّ ت ا ِّعَلْيُكْم َمقاِمي َو َتْذِكيِري ِبآيا ِ ن َكُبَر َ ن كا َ ِلَقْوِمِه يا َقْوِم ِإ ْ
ن.
ظُرو ِ ي أي ادعوا علي َو ل ُتْن ِ ضوا ِإَل ّ غّمًة أي ل تغتموا ُثّم اْق ُ عَلْيُكْم ُ
ن َأْمُرُكْم َ تعبدون ُثّم ل َيُك ْ
__________________________________________________
-15مجمع البيان .181 :5
-16تفسير القّمي .314 :1
-1تفسير القّمي .314 :1
) (1النحل .32 :16
) (2في المصدر :الحسنة.
) (3النحل [.....] .32 :16
) (4الزخرف .28 :43
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص43 :
قوله تعالى:
ل ][74 ن َقْب ُل -إلى قوله تعالىَ -فما كاُنوا ِلُيْؤِمُنوا ِبما َكّذُبوا ِبِه ِم ْ سًن َبْعِدِه ُر ُ ُثّم َبَعْثنا ِم ْ
-[1] /4941محمد بن يعقوب :عن محمد بن يحيى ،عن محمد بن الحسين ،عن محمد بن إسماعيل ،عن صالح
بن عقبة ،عن عبد ال بن محمد الجعفي و عقبة جميعا ،عن أبي جعفر )عليه السلم( ،قال» :إن ال عز و جل
خلق الخلق ،فخلق من أحب ،مما أحب ،و كان ما أحب أن خلقه من طينة الجنة .و خلق من أبغض مما أبغض ،و
كان ما أبغض أن خلقه من طينة النار ،ثم بعثهم في الظلل«.
فقلت :و أي شيء الظلل؟ فقال» :ألم تر إلى ظلك في الشمس شيئا و ليس بشيء؟ ثم بعث منهم النبيين ،فدعوهم
ل » ،«1ثم دعوهم إلى القرار ن ا ُّ
ن خََلَقُهْم َلَيُقوُل ّسَأْلَتُهْم َم ْن َإلى القرار بال عز و جل ،و هو قوله عز و جل َو َلِئ ْ
بالنبيين ،فأقر بعض و أنكر بعض ،ثم دعوهم إلى وليتنا ،فأقر بها و ال من أحب ،و أنكرها من أبغض ،و هو
ل« .ثم قال :أبو جعفر )عليه السلم(» :كان التكذيب ثم« ».«2 ن َقْب ُقولهَ :فما كاُنوا ِلُيْؤِمُنوا ِبما َكّذُبوا ِبِه ِم ْ
و روى هذا الحديث ابن بابويه في )العلل( :عن أبيه ،عن سعد بن عبد ال ،عن أحمد بن محمد ،عن محمد ابن
إسماعيل بن بزيع ،بباقي السند و المتن ».«3
-[2] /4942العياشي :عن زرارة و حمران ،عن أبي جعفر و أبي عبد ال )عليهما السلم( ،قال :إن ال خلق
الخلق و هي أظلة ،فأرسل رسوله محمدا )صلى ال عليه و آله( فمنهم من آمن به ،و منهم من كذبه ،ثم بعثه في
الخلق الخر فآمن به من كان آمن به في الظلة ،و جحده من جحد به يومئذ ،فقالَ :فما كاُنوا ِلُيْؤِمُنوا ِبما َكّذُبوا ِبِه
ل«.
ن َقْب ُ
ِم ْ
ل ِإلى َقْوِمِهْم إلى سً ن َبْعِدهِ ُر ُ
-[3] /4943عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،في قولهُ :ثّم َبَعْثنا ِم ْ
ل ،قال» :بعث ال الرسل إلى الخلق و هم في أصلب الرجال و أرحام النساء ،فمن صدق ن َقْب ُ
قوله ِبما َكّذُبوا ِبِه ِم ْ
حينئذ صدق بعد ذلك ،و من كذب حينئذ كذب بعد ذلك«.
-[4] /4944عن عبد ال بن محمد الجعفي ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،قال» :إن ال خلق الخلق ،فخلق من
__________________________________________________
-1الكافي .3 /8 :2
-2تفسير العّياشي .35 /126 :2
-3تفسير العّياشي .36 /126 :2
-4تفسير العّياشي .37 /126 :2
) (1الزخرف .87 :43
) (2ثّم هنا :ظرف ل يتصّرف ،بمعنى هنالك.
) (3علل الشرائع.3 /118 :
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص44 :
أحب مما أحب ،و كان ما أحب أن يخلقه من طينة من الجنة ،و خلق من أبغض ،مما أبغض ،و كان ما أبغض أن
خلقه من طينة من » «1النار ،ثم بعثهم في الظلل«.
فقلت :و أي شيء الظلل؟ فقال» :أما ترى ظلك في الشمس شيئا و ليس بشيء؟ ثم بعث فيهم النبيين يدعونهم إلى
القرار بال ،فأقر بعض و أنكر بعض ،ثم دعوهم إلى وليتنا ،فأقربها -و ال -من أحب » ،«2و أنكرها من
ل« .ثم قال أبو جعفر )عليه السلم(» :كان التكذيب ثم«. ن َقْب ُأبغض ،و هو قولهَ :فما كاُنوا ِلُيْؤِمُنوا ِبما َكّذُبوا ِبِه ِم ْ
قوله تعالى:
ن اْلَقْوِمك ِم َ حَمِت َ
جنا ِبَر ْن -إلى قوله تعالىَ -و َن ّ سِلِمي َ
ن ُكْنُتْم ُم ْ ل َفَعَلْيِه َتَوّكُلوا ِإ ْ ن ُكْنُتْم آَمْنُتْم ِبا ِّل ُموسى يا َقْوِم ِإ ْ َو قا َ
ن ][86 -84 اْلكاِفِري َ
-[1] /4945قال علي بن إبراهيم :و في رواية أبي الجارود ،عن أبي جعفر )عليه السلم( ،في قوله تعالىَ :و
جَعْلنا ِفْتَنةً ِلْلَقْوِم
ل َتَوّكْلنا َرّبنا ل َت ْ
عَلى ا ِّ ن َفقاُلوا َ سِلِمي َ
ن ُكْنُتْم ُم ْ ل َفَعَلْيِه َتَوّكُلوا ِإ ْ ن ُكْنُتْم آَمْنُتْم ِبا ِّل ُموسى يا َقْوِم ِإ ْ قا َ
ن» :فإن قوم موسى استعبدهم آل فرعون ،و قالوا :لو كان لهؤلء على ال كرامة كما يقولون ما سلطنا ظاِلِمي َال ّ
ل َتَوّكْلنا َرّبنا ل عَلى ا ِّن َفقاُلوا َسِلِمي َن كُْنُتْم ُم ْ
ل َفَعَلْيِه َتَوّكُلوا ِإ ْن ُكْنُتْم آَمْنُتْم ِبا ِّ عليهم .فقال موسى لقومه :يا َقْوِم ِإ ْ
ن«. ن اْلَقْوِم اْلكاِفِري َ ك ِم َ حَمِت َ جنا ِبَر ْ ن َو َن ّ ظاِلِمي َ جَعْلنا ِفْتَنًة ِلْلَقْوِم ال ّ
َت ْ
-[2] /4946العياشي :عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم ،عن أبي جعفر و أبي عبد ال )عليهما السلم(،
عن قوله:
ن ،قال» :ل تسلطهم علينا فتفتنهم بنا«. ظاِلِمي َ جَعْلنا ِفْتَنًة ِلْلَقْوِم ال ّ
َرّبنا ل َت ْ
قوله تعالى:
صلةَ ][87 جَعُلوا ُبُيوَتُكْم ِقْبَلًة َو َأِقيُموا ال ّصَر ُبُيوتًا َو ا ْ ن َتَبّوءا ِلَقْوِمُكما ِبِم ْ خيِه َأ ْحْينا ِإلى ُموسى َو َأ ِ َو َأْو َ
__________________________________________________
-1تفسير القّمي .314 :1
-2تفسير العّياشي .38 /127 :2
)) (1من( ليس في المصدر.
ل.) (2في المصدر زيادة :ا ّ
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص45 :
جَعُلوا ُبُيوَتُكْم ِقْبَلًة ،قال :يعني بيت المقدس. -[1] /4947علي بن إبراهيم ،في قوله تعالىَ :و ا ْ
-[2] /4948و عنه ،قال :حدثنا محمد بن جعفر ،قال :حدثنا جعفر بن محمد بن مالك ،عن عباد بن يعقوب ،عن
محمد بن يعقوب ،عن أبي جعفر الحول ،عن منصور ،عن أبي إبراهيم )عليه السلم( ،قال» :لما خافت بنو
جَعُلوا ُبُيوَتُكْم صَر ُبُيوتًا َو ا ْ ن َتَبّوءا ِلَقْوِمُكما ِبِم ْ إسرائيل جبابرتها ،أوحى ال إلى موسى و هارون )عليهما السلم( َأ ْ
ِقْبَلًة -قال -أمروا أن يصلوا في بيوتهم«.
-[3] /4949ابن بابويه ،قال :حدثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب و جعفر بن محمد بن مسرور )رضي
ال عنهما( ،قال :حدثنا محمد بن عبد ال بن جعفر الحميري ،عن أبيه ،عن الريان بن الصلت ،قال :حضر الرضا
)عليه السلم( مجلس المأمون » ،«1و قد اجتمع في مجلسه جماعة من العلماء و الفقهاء و المتكلمين »،«2
فسألته العلماء عن الفرق بين العترة و المة و شرف العترة ،و ذكر اثني عشر موطنا في تفسير الصطفاء من
القرآن -إلى أن قال» -:و أخرج محمد )صلى ال عليه و آله( الناس من مسجده ما خل العترة حتى تكلم الناس في
ذلك ،و تكلم العباس ،فقال :يا رسول ال ،لم تركت عليا و أخرجتنا؟ فقال رسول ال )صلى ال عليه و آله( :ما أنا
تركته و أخرجتكم ،و لكن ال عز و جل تركه و أخرجكم ،و في هذا تبيان قوله )صلى ال عليه و آله( لعلي )عليه
السلم( :أنت مني بمنزلة هارون من موسى«.
قالت العلماء :و أين هذا من القرآن؟ قال الرضا )عليه السلم(» :أوجدكم في ذلك قرانا و أقرؤه عليكم؟« قالوا:
جَعُلوا ُبُيوَتُكْم ِقْبَلًة صَر ُبُيوتًا َو ا ْ
ن َتَبّوءا ِلَقْوِمُكما ِبِم ْ خيِه َأ ْحْينا ِإلى ُموسى َو َأ ِ هات .قال» :قول ال عز و جلَ :و َأْو َ
ففي هذه الية منزلة هارون من موسى ،و فيها أيضا منزلة علي )عليه السلم( من رسول ال )صلى ال عليه و
آله( ،و مع هذا دليل ظاهر » «3في قول رسول ال )صلى ال عليه و آله( حين قال :أل إن هذا المسجد ل يحل
لجنب إل لمحمد و آله«.
قالت العلماء يا أبا الحسن ،هذا الشرح و هذا البيان ل يوجد إل عندكم معشر أهل بيت رسول ال )صلى ال عليه
و آله( .فقال )عليه السلم(» :و من ينكر لنا ذلك ،و رسول ال يقول :أنا مدينة العلم و علي بابها ،فمن أراد المدينة
فليأتها من بابها؟ و فيما أوضحنا و شرحنا من الفضل و الشرف و التقدمة و الصطفاء و الطهارة ،ما ل ينكره إل
معاند ل عز و جل«.
__________________________________________________
-1تفسير القّمي .314 :1
-2تفسير القّمي [.....] .314 :1
سلم( .1 /232 :1 -3عيون أخبار الّرضا )عليه ال ّ
) (1في المصدر زيادة :بمرو.
) (2في المصدر :جماعة من علماء أهل العراق و خراسان.
) (3في المصدر :واضح.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص46 :
-[4] /4950العياشي :عن أبي رافع ،قال :إن رسول ال )صلى ال عليه و آله( خطب الناس ،فقال» :أيها الناس،
إن ال أمر موسى و هارون أن يبنيا لقومهما بمصر بيوتا ،و أمرهما أن ل يبيت في مسجدهما جنب ،و ل يقرب
فيه النساء إل هارون و ذريته ،و إن عليا مني بمنزلة هارون و ذريته من موسى ،فل يحل لحد أن يقرب النساء
في مسجدي ،و ل يبيت فيه جنب إل علي و ذريته ،فمن ساءه ذلك فهاهنا« .و أشار بيده نحو الشام.
-[5] /4951و من طريق المخالفين :ما رواه ابن المغازلي الشافعي في )المناقب( :يرفعه إلى حذيفة بن أسيد
الغفاري ،قال :لما قدم أصحاب رسول ال )صلى ال عليه و آله( المدينة ،لم يكن لهم بيوت يبيتون فيها ،فكانوا
يبيتون في المسجد فيحتلمون ،فقال لهم رسول ال )صلى ال عليه و آله(» :ل تبيتوا في المسجد ،فتحتلموا« .ثم إن
القوم بنوا بيوتا حول المسجد ،و جعلوا أبوابها إلى المسجد ،و إن النبي )صلى ال عليه و آله( بعث إليهم معاذ بن
جبل ،فنادى أبا بكر ،فقال :إن رسول ال » «1يأمرك أن تسد بابك الذي في المسجد ،و تخرج من المسجد .فقال:
سمعا و طاعة ،فسد بابه و خرج من المسجد ثم أرسل إلى عمر ،فقال :إن رسول ال )صلى ال عليه و آله(
يأمرك أن تسد بابك الذي في المسجد و تخرج منه ،فقال :سمعا و طاعة ل و لرسوله ،غير أني راغب إلى ال في
خوخة » «2في المسجد .فأبلغه معاذ ما قال عمر ،ثم أرسل إلى عثمان و عنده رقية ،فقال :سمعا و طاعة ،فسد
بابه ،و خرج من المسجد ،ثم أرسل إلى حمزة فسد بابه ،و قال :سمعا و طاعة ل و لرسوله .و علي في ذلك
متردد » ،«3ل يدري أهو فيمن يقيم أو فيمن يخرج ،و كان النبي )صلى ال عليه و آله( قد بنى له بيتا في المسجد
بين أبياته ،فقال له النبي )صلى ال عليه و آله(» :اسكن طاهرا مطهرا«.
فبلغ حمزة قول النبي )صلى ال عليه و آله( لعلي )عليه السلم( ،فقال :يا محمد ،تخرجنا و تمسك غلمان بني عبد
المطلب! فقال النبي )صلى ال عليه و آله(» :لو كان المر إلي ما جعلت دونكم من أحد ،و ال ما أعطاه إياه إل
ال ،و إنك لعلى خير من ال و رسوله ،أبشر« بشره النبي )صلى ال عليه و آله( فقتل يوم احد شهيدا.
و نفس » «4ذلك رجال على علي )عليه السلم( ،فوجدوا » «5في أنفسهم ،و تبين فضله عليهم و على غيرهم
من أصحاب النبي )صلى ال عليه و آله( ،فبلغ ذلك النبي )صلى ال عليه و آله( ،فقام خطيبا ،فقال» :إن رجال
يجدون في أنفسهم في أني أسكنت عليا في المسجد ،و ال ما أخرجتهم و ل أسكنته ،إن ال عز و جل أوحى إلى
صلَة و أمر موسى أن ل يسكن جَعُلوا ُبُيوَتُكْم ِقْبَلًة َو َأِقيُموا ال ّصَر ُبُيوتًا َو ا ْ ن َتَبّوءا ِلَقْوِمُكما ِبِم ْموسى و أخيهَ :أ ْ
مسجده و ل ينكح فيه و ل يدخله جنب إل هارون و ذريته ،و إن عليا مني بمنزلة هارون و موسى ،و هو أخي
دون أهلي ،و ل يحل
__________________________________________________
-4تفسير العّياشي .39 /127 :2
سلم(.303 /254 : ي بن أبي طالب )عليه ال ّ -5مناقب عل ّ
ل تبارك و تعالى. نا ّ ) (1في »ط« :إ ّ
) (2في »ط« :فرجة ،و الخوخة :باب صغير كالنافذة الكبيرة ،و تكون بين بيتين ينصب عليها باب» .النهاية :2
.«86
ي على ذلك يترّدد. ) (3في المصدر :و عل ّ
) (4نفس الشيء على فلن ،حسده عليه و لم يره أهل له» .المعجم الوسيط -نفس.«940 :2 -
) (5وجدوا :غضبوا أو حزنوا.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص47 :
مسجدي لحد ينكح فيه النساء إل علي و ذريته ،فمن ساءه فها هنا« و أومأ بيده نحو الشام.
-[6] /4952و من )مناقب ابن المغازلي الشافعي( أيضا :يرفعه إلى عدي بن ثابت ،قال :خرج رسول ال )صلى
ال عليه و آله( إلى المسجد ،فقال» :إن ال أوحى إلى نبيه موسى أن ابن لي مسجدا طاهرا ل يسكنه إل أنت و
هارون و ابنا هارون ،و إن ال أوحى إلي أن أبني مسجدا طاهرا ل يسكنه إل انا و علي و فاطمة » «1و ابنا
علي«.
قوله تعالى:
ن ] -[1] /4953 [89 -88و قال علي بن إبراهيم، ن ل َيْعَلُمو َ ل اّلِذي َ
سِبي َ
ك -إلى قوله تعالىَ - ل ُموسى َرّبنا ِإّن َ َو قا َ
ضّلوا
حياةِ الّدْنيا َرّبنا ِلُي ِ
ل ِفي اْل َ لُه ِزيَنًة أي ملكا َو َأْموا ً ن َو َم َ عْو َت ِفْر َ ك آَتْي َل ُموسى َرّبنا ِإّن َ في قوله تعالىَ :و قا َ
شُدْد
على َأْمواِلِهْم أي أهلكها َو ا ْ س َطِم ْ ك أي يفتنوا الناس بالموال و العطايا ليعبدوه و ل يعبدوك َرّبَنا ا ْ سِبيِل َ
ن َ عْ َ
سِبي َ
ل ن َ سَتِقيما َو ل َتّتِبعا ّ عَوُتُكما َفا ْ
ت َد ْ
جيَب ْلِليَم فقال ال عز و جلَ :قْد ُأ ِ ب ا َْ
حّتى َيَرُوا اْلَعذا َ على ُقُلوِبِهْم َفل ُيْؤِمُنوا َ َ
ن أي ل تتبعا سبيل فرعون و أصحابه. ن ل َيْعَلُمو َ اّلِذي َ
-[2] /4954قال المام الحسن العسكري )عليه السلم(» :قال أمير المؤمنين )عليه السلم( -في حديث طويل،
يذكر فيه أن لرسول ال )صلى ال عليه و آله( مثل آيات موسى )عليه السلم( :و أما الطمس على أموال قوم
فرعون فقد كان مثله لمحمد و علي )عليهما السلم( ،و ذلك أن شيخا كبيرا جاء بابنه إلى رسول ال )صلى ال
عليه و آله( و الشيخ يبكي و يقول :يا رسول ال ،ابني هذا غذوته صغيرا ،و ربيته طفل غريرا ،و أعنته بمالي
كثيرا حتى اشتد أزره ،و قوي ظهره ،و كثر ماله ،و فنيت قوتي ،و ذهب مالي عليه ،و صرت من الضعف إلى
ما ترى ،قعد بي فل يواسيني بالقوت الممسك لرمقي.
فقال رسول ال )صلى ال عليه و آله( للشاب :ماذا تقول؟ فقال :يا رسول ال ،ل فضل معي عن قوتي و قوت
عيالي.
فقال رسول ال )صلى ال عليه و آله( للشيخ :ما تقول؟ فقال :يا رسول ال ،إن له أنابير » «2حنطة و شعير و
تمر و زبيب
__________________________________________________
سلم(.301 /252 : ي بن أبي طالب )عليه ال ّ
-6مناقب عل ّ
-1تفسير القّمي .314 :1
سلم([.....] .289 ،288 /421 : -2التفسير المنسوب إلى المام العسكري )عليه ال ّ
)) (1فاطمة( ليس في المصدر.
) (2النبار :أكداس البّر واحدها :نبر ،و جمعها :أنابير» .المعجم الوسيط -نبر.«897 :2 -
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص48 :
و بدر » «1الدراهم و الدنانير و هو غني.
فقال رسول ال )صلى ال عليه و آله( للبن :ما تقول؟ فقال :يا رسول ال ،ما لي شيء مما قال.
قال رسول ال )صلى ال عليه و آله( :اتق ال -يا فتى -و أحسن إلى والدك المحسن إليك ،يحسن ال إليك .قال :ل
شيء لي.
قال رسول ال )صلى ال عليه و آله( :فنحن نعطيه عنك في هذا الشهر ،فأعطه أنت فيما بعده .و قال لسامة:
أعط الشيخ مائة درهم نفقة شهره لنفسه و عياله ،ففعل.
فلما كان رأس الشهر جاء الشيخ و الغلم ،فقال الغلم ،ل شيء لي .فقال رسول ال )صلى ال عليه و آله( :لك
مال كثير ،و لكنك تمسي اليوم و أنت فقير و قير » ،«2أفقر من أبيك هذا ،ل شيء لك.
فانصرف الشاب ،فإذا جيران أنابيره قد اجتمعوا عليه ،يقولون :حول هذه النابير عنا ،فجاء إلى أنابيره فإذا
الحنطة و الشعير و التمر و الزبيب قد نتن جميعه ،و ففسد و هلك ،و أخذوه بتحويل ذلك عن جوارهم ،فاكترى
اجراء بأموال كثيرة فحولوها و أخرجوها بعيدا عن المدينة ،ثم ذهب ليخرج إليهم الكراء من أكياسه التي فيها
دراهمه و دنانيره فإذا هي قد طمست و مسخت حجارة ،و أخذه الحمالون بالجرة ،فباع ما كان له من كسوة و
فرش و دار و أعطاها في الكبراء و خرج من ذلك كله صفراء ،ثم بقي فقيرا و قيرا ل يهتدي إلى قوت يومه،
فسقم لذلك جسده و ضني ،فقال رسول ال )صلى ال عليه و آله( :يا أيها العاقون للباء و المهات ،اعتبروا و
اعلموا أنه كما طمس في الدنيا على أمواله ،فكذلك جعل بدل ما كان أعده له في الجنة من الدرجات معدا له في
النار من الدركات«.
قال المام العسكري» :و أما نظيرها لعلي بن أبي طالب )عليه السلم( فإن رجل من محبيه كتب إليه من الشام:
يا أمير المؤمنين ،إني بعيالي مثقل ،و عليهم إن خرجت خائف ،و بأموالي التي اخلفها إن خرجت ضنين ،و أحب
اللحاق بك ،و الكون في جملتك ،و الحضور » «3في خدمتك ،فجد لي يا أمير المؤمنين.
فبعث إليه علي )عليه السلم( :اجمع أهلك و عيالك ،و اجعل » «4عندهم مالك ،وصل على ذلك كله على محمد
و آله الطيبين ،ثم قل :اللهم هذه كلها ودائعي عندك ،بأمر عبدك و وليك علي بن أبي طالب .ثم قم و انهض إلي
ففعل الرجل ذلك ،و اخبر معاوية بهربه إلى علي بن أبي طالب )عليه السلم( ،فأمر معاوية أن يسبى عياله و
يسترقوا ،و أن تنهب أمواله .فذهبوا فألقى ال تعالى عليهم شبه عيال معاوية و حاشيته ،و شبه أخص حاشية ليزيد
بن معاوية ،يقولون :نحن أخذنا هذا المال و هو لنا ،و أما عياله فقد استرققناهم و بعثناهم إلى السوق .فكفوا لما
رأوا ذلك ،و عرف ال عياله أنه قد ألقى عليهم شبه عيال معاوية و عيال خاصة يزيد ،فأشفقوا من أموالهم أن
يسرقها اللصوص ،فمسخ ال المال عقارب و حيات ،كلما قصد اللصوص ليأخذوا منه لدغوا و لسعوا ،فمات منهم
قوم
__________________________________________________
) (1البدر :جمع بدرة ،كمية من المال تقّدر بعشرة آلف درهم» .الصحاح -بدر.«587 :2 -
) (2الوفير :الذليل المهان» .لسان العرب -وقر.«292 :5 -
) (3في المصدر :و الحفوف.
صل.
) (4في المصدر :و ح ّ
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص49 :
و ضني آخرون«.
-[3] /4955محمد بن يعقوب :بإسناده عن ابن أبي عمير ،عن هشام بن سالم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم(،
عَوُتُكما و بين أخذ فرعون أربعون عاما«. ت َد ْ جيَب ْقال» :كان بنى قول ال عز و جلَ :قْد ُأ ِ
-[4] /4956و عنه :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن النوفلي ،عن السكوني ،عن أبي عبد ال )عليه السلم(،
قال:
»قال رسول ال )صلى ال عليه و آله( :دعا موسى )عليه السلم( و أمن هارون )عليه السلم( و أمنت الملئكة
سَتِقيما و من غزا في سبيل ال استجيب له كما أستجيب لكما عَوُتُكما َفا ْ ت َد ْجيَب ْ )عليهم السلم( ،فقال ال تعالىَ :قْد ُأ ِ
يوم القيامة«.
جيَب ْ
ت -[5] /4957العياشي :عن هشام بن سالم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،قال» :كان بين قولهَ :قْد ُأ ِ
عَوُتُكما و بين أن أخذ فرعون أربعون سنة«. َد ْ
جيَب ْ
ت -[6] /4958المفيد في )الختصاص( :قال الصادق )عليه السلم( ،في قول ال تبارك و تعالىَ :قْد ُأ ِ
عَوُتُكما و بين أخذ فرعون أربعون سنة«. ت َد ْ جيَب ْ عَوُتُكما ،قال» :كان بين أن قالَ :قْد ُأ ِ َد ْ
-[7] /4959الطبرسي :مكث فرعون بعد هذا الدعاء أربعين سنة ،عن أبي عبد ال )عليه السلم(.
قوله تعالى:
ق -إلى قوله تعالىَ -و ِإ ّ
ن عْدوًا حَّتى ِإذا َأْدَرَكُه اْلَغَر ُجُنوُدُه َبْغيًا َو َ
ن َو ُ عْو ُ حَر َفَأْتَبَعُهْم ِفْر َ ل اْلَب ْسراِئي َ َو جاَوْزنا ِبَبِني ِإ ْ
ن ][92 -90 ن آياِتنا َلغاِفُلو َ عْس َ ن الّنا ِ َكِثيرًا ِم َ
-[1] /4960علي بن إبراهيم :في رواية أبي الجارود ،عن أبي جعفر )عليه السلم( ،في قوله تعالىَ :و جاَوْزنا
ن» :فإن بني إسرائيل قالوا: سِلِمي َ
ن اْلُم ْ
عْدوًا إلى قولهَ :و َأَنا ِم َ جُنوُدُه َبْغيًا َو َ ن َو ُ عْو ُ حَر َفَأْتَبَعُهْم ِفْر َل اْلَب ْسراِئي َِبَبِني ِإ ْ
يا موسى ،ادع ال أن يجعل لنا مما نحن فيه فرجا .فدعا ،فأوحى ال إليه :أن أسر بهم .قال :يا رب ،البحر أما
مهم .قال :امض ،فإني آمره أن يطيعك و ينفرج لك.
فخرج موسى ببني إسرائيل ،و أتبعهم فرعون حتى إذا كاد أن يلحقهم ،و نظروا إليه و قد أظلهم ،قال موسى
__________________________________________________
-3الكافي .5 /355 :2
-4الكافي .8 /370 :2
-5تفسير العّياشي .40 /127 :2
-6الختصاص.266 :
-7مجمع البيان .196 :5
-1تفسير القّمي .315 :1
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص50 :
للبحر :انفرج لي .قال :ما كنت لفعل .و قال بنو إسرائيل لموسى :غررتنا و أهلكتنا ،فليتك تركتنا يستعبدنا آل
فرعون ،و لم نخرج إلى أن نقتل قتلة .قال :كل ،إن معي ربي سيهديني.
و اشتد على موسى ما كان يصنع به عامة قومه ،و قالوا :يا موسى ،إنا لمدركون ،و زعمت أن البحر ينفرج لنا
حتى نمضي و نذهب ،فقد رهقنا فرعون و قومه ،و هم هؤلء نراهم قد دنوا منا .فدعا موسى ربه ،فأوحى ال
إليه:
حَر » «1فضربه فانفلق البحر ،فمضى موسى و أصحابه حتى قطعوا البحر ،و أدركهم آل ك اْلَب ْب ِبَعصا َ ضِر ْ نا ْ َأ ِ
فرعون ،فلما نظروا إلى البحر ،قالوا لفرعون :ما تعجب مما ترى؟ قال :أنا فعلت هذا .فمروا و مضوا فيه ،فلما
ت َأّنُهل آَمْن ُتوسط فرعون و من معه أمر ال البحر فأطبق عليهم ،فأغرقهم أجمعين ،فلما أدرك فرعون الغرق قا َ
سِدي َ
ن ن اْلُمْف ِ
ت ِم َ ل َو ُكْن َت َقْب ُ
صْي َع َ لنَ َو َقْد َ ن يقول ال :آ ْ سِلِمي َ
ن اْلُم ْل َو َأَنا ِم َ سراِئي َ ت ِبِه َبُنوا ِإ ْ ل اّلِذي آَمَن ْ ل ِإلَه ِإ ّ
ك -قال -إن قوم فرعون ذهبوا أجمعين في البحر ،فلم ير منهم أحد، ك ِبَبَدِن َجي َ يقول :كنت من العاصين َفاْلَيْوَم ُنَن ّ
هووا في البحر إلى النار ،و أما فرعون فنبذه ال وحده فألقاه بالساحل لينظروا إليه و ليعرفوه ،ليكون لمن خلفه
آية ،و لئل يشك أحد في هلكه ،لنهم كانوا اتخذوه ربا ،فأراهم ال إياه جيفة ملقاة بالساحل ،ليكون لمن خلفه
ن«.ن آياِتنا َلغاِفُلو َعْس َ ن الّنا ِ ن َكِثيرًا ِم َ عبرة و عظة ،يقول الَ :و ِإ ّ
-[2] /4961و قال علي بن إبراهيم :قال الصادق )عليه السلم(» :ما أتى جبرئيل رسول ال )صلى ال عليه و
ت َقْب ُ
ل عصَْي َ ن َو َقْد َ لَ آله( إل كئيبا حزينا ،و لم يزل كذلك منذ أهلك ال فرعون ،فلما أمره ال بنزول هذه الية :آ ْ
ن نزل عليه و هو ضاحك مستبشر ،فقال له رسول ال )صلى ال عليه و آله( ما أتيتني -يا سِدي َن اْلُمْف ِ
ت ِم ََو ُكْن َ
جبرئيل -إل و تبينت الحزن في وجهك حتى الساعة؟ قال :نعم -يا محمد -لما أغرق ال فرعون قال :آمنت أنه ل
إله إل الذي آمنت به بنو إسرائيل و أنا من المسلمين ،فأخذت حمأة » «2فوضعتها في فيه ،ثم قلت له :آلن و قد
عصيت قبل و كنت من المفسدين؟! و عملت ذلك من غير أمر ال ،خفت أن تلحقه الرحمة من ال ،و يعذبني على
ما فعلت ،فلما كان الن و أمرني ال أن أؤدي إليك ما قلته أنا لفرعون ،أمنت و علمت أن ذلك كان ل رضا«.
ك» :فإن موسى )عليه السلم( أخبر بني إسرائيل أن ال قد أغرق ك ِبَبَدِن َ
جي َ و قال أيضا ،في قوله تعالىَ :فاْلَيْوَم ُنَن ّ
فرعون فلم يصدقوه ،فأمر ال البحر فلفظ به على ساحل البحر حتى رأوه ميتا«.
-[3] /4962ابن بابويه ،قال :حدثنا عبد الواحد بن عبدوس » «3النيسابوري العطار )رضي ال عنه( ،قال:
حدثنا علي ابن محمد بن قتيبة النيسابوري ،عن حمدان بن سليمان النيسابوري ،قال :حدثنا إبراهيم بن محمد
الهمداني ،قال :قلت لبي الحسن الرضا )عليه السلم( :لي علة أغرق ال عز و جل فرعون و قد آمن به و أقر
بتوحيده؟
__________________________________________________
-2تفسير القّمي .316 :1
سلم( [.....] .7 /77 :2 -3عيون أخبار الّرضا )عليه ال ّ
) (1الشعراء .62 :26
) (2الحمأة :الطين السود المنتن» .القاموس المحيط -حمأ.«14 :1 -
) (3نسبة إلى جّده عبدوس ،و و عبد الواحد بن محمد بن عبدوس ،انظر معجم رجال الحديث 36 :11و ما
بعدها.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص51 :
قال» :لنه آمن عند رؤية البأس ،و اليمان عند رؤية البأس غير مقبول ،و ذلك حكم ال تعالى في السلف و
ك َيْنَفُعُهْم ِإيماُنُهْم َلّمان َفَلْم َي ُ
شِرِكي َ حَدُه َو َكَفْرنا ِبما ُكّنا ِبِه ُم ْ ل َو ْ
سنا قاُلوا آَمّنا ِبا ِّ الخلف ،قال ال تعالىَ :فَلّما َرَأْوا َبْأ َ
سَب ْ
ت ل َأْو َك َ
ن َقْب ُ
ت ِم ْ ن آَمَن ْ ك ل َيْنَفُع َنْفسًا ِإيماُنها َلْم َتُك ْ ت َرّب َ ض آيا ِ سنا » «1و قال عز و جلَ :يْوَم َيْأِتي َبْع ُ َرَأْوا َبْأ َ
ل َوسراِئي َ ت ِبِه َبُنوا ِإ ْ ل اّلِذي آَمَن ْ ت َأّنُه ل ِإلَه ِإ ّ ل آَمْن ُق قا َ حّتى ِإذا َأْدَرَكُه اْلَغَر ُ خْيرًا » «2و هكذا فرعون َ ِفي ِإيماِنها َ
خْلَفكَ آَيًة و قد ن َ ن ِلَم ْ ك ِلَتُكو َ ك ِبَبَدِن َ
جي َن َفاْلَيْوَم ُنَن ّ
سِدي َ
ن اْلُمْف ِ
ت ِم َ ل َو ُكْن َ ت َقْب ُ
صْي َ ع َ ن َو َقْد َ لَ ن فقيل له آ ْ سِلِمي َ
ن اْلُم ْ
َأَنا ِم َ
كان فرعون من قرنه إلى قدمه في الحديد ،و قد لبسه على بدنه ،فلما غرق ألقاه ال تعالى على نجوة » «3من
الرض ببدنه ،ليكون لمن بعده علمة ،فيرونه مع تثقله بالحديد على مرتفع من الرض ،و سبيل الثقيل أن يرسب
و ل يرتفع ،فكان ذلك آية و علمة.
و لعلة أخرى أغرق ال عز و جل فرعون ،و هي أنه استغاث بموسى )عليه السلم( لما أدركه الغرق و لم
يستغث بال ،فأوحى ال تعالى إليه :يا موسى ،لم تغث فرعون لنك لم تخلقه ،و لو استغاث بي لغثته«.
-[4] /4963و عنه ،قال :حدثنا الحاكم أبو محمد جعفر بن نعيم بن شاذان النيسابوري )رضي ال عنه( ،عن
عمه أبي عبد ال محمد بن شاذان ،قال :حدثنا الحاكم أبو محمد جعفر بن نعيم بن شاذان النيسابوري )رضي ال
عنه( ،عن عمه أبي عبد ال محمد بن شاذان ،قال :حدثنا الفضل بن شاذان ،عن محمد بن أبي عمير ،قال :قلت
لموسى بن جعفر )عليه السلم( :أخبرني عن قول ال عز و جل لموسى و هارون )عليهما السلم( :اْذَهبا ِإلى
خشى ».«4 ل َلّينًا َلَعّلُه َيَتَذّكُر َأْو َي ْ
طغى َفُقول َلُه َقْو ً ن ِإّنُه َعْو َِفْر َ
ل َلّينًا أي كنياه ،و قول له :يا أبا مصعب ،و كان اسم فرعون أبا مصعب الوليد ابن فقال» :أما قوله َفُقول َلُه َقْو ً
خشى فإنما قال ليكون أحرص لموسى على الذهاب ،و قد علم ال عز و جل مصعب و أما قولهَ :لَعّلُه َيَتَذّكُر َأْو َي ْ
ق قا َ
ل حّتى ِإذا َأْدَرَكُه اْلَغَر ُ أن فرعون ل يتذكر و ل يخشى إل عند رؤية البأس ،أل تسمع ال عز و جل يقولَ :
ن فلم يقبل ال إيمانه ،و قال: سِلِمي َ
ن اْلُم ْل َو َأَنا ِم َسراِئي َ ت ِبِه َبُنوا ِإ ْ ل اّلِذي آَمَن ْ ت َأّنُه ل ِإلَه ِإ ّآَمْن ُ
ن«. سِدي َن اْلُمْف ِت ِم َ ل َو ُكْن َ ت َقْب ُ
صْي َ ع َ ن َو َقْد َ لَ آْ
-[5] /4964و عنه ،قال :حدثنا أحمد بن الحسن القطان ،قال :حدثنا الحسن بن علي السكري ،قال :حدثنا محمد
بن زكريا الجوهري ،قال :حدثنا جعفر بن محمد بن عمارة ،عن أبيه ،عن سفيان بن سعيد ،قال :سمعت أبا عبد
ال جعفر بن محمد الصادق )عليه السلم( -و كان و ال صادقا كما سمي -يقول» :يا سفيان ،عليك بالتقية فإنها
عْو َ
ن سنة إبراهيم الخليل )عليه السلم( ،و إن ال عز و جل قال لموسى و هارون )عليهما السلم( :اْذَهبا ِإلى ِفْر َ
طغى ِإّنُه َ
__________________________________________________
-4علل الشرائع.1 /67 :
-5معاني الخبار.20 /385 :
) (1غافر .85 -84 :40
) (2النعام .158 :6
) (3النجوة :المكان المرتفع» .لسان العرب -نجا.«305 :15 -
) (4طه .44 -43 :20
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص52 :
خشى » «1يقول ال عز و جل :كنياه و قول له :يا أبا مصعب ،و إن رسول ال ل َلّينًا َلَعّلُه َيَتَذّكُر َأْو َي ْ
َفُقول َلُه َقْو ً
)صلى ال عليه و آله( كان إذا أراد سفرا ورى بغيره ،و قال :أمرني ربي بمداراة الناس ،كما أمرني » «2بأداء
حِميٌم
ي َ
عداَوٌة َكَأّنُه َوِل ّ
ك َو َبْيَنُه َ
سنُ َفِإَذا اّلِذي َبْيَن َ
حَ
ي َأ ْ
الفرائض ،و لقد أدبه ال عز و جل بالتقية ،فقال :اْدَفْع ِباّلِتي ِه َ
ظيٍم ».«3 عِ ظ َ حّل ُذو َ
صَبُروا َو ما ُيَلّقاها ِإ ّ ن َ ل اّلِذي َ َو ما ُيَلّقاها ِإ ّ
يا سفيان من استعمل التقية في دين ال فقد تسنم الذروة العليا من العز ،إن عز المؤمن في حفظ لسانه ،و من لم
يملك لسانه ندم«.
قال سفيان :فقلت له :يا بن رسول ال ،هل يجوز أن يطمع ال تعالى عباده في كون ما ل يكون؟ قال» :ل«.
خشى و قد علم أن فرعون ل قال :فقلت :فكيف قال ال عز و جل لموسى و هارون )عليه السلم(َ :لَعّلُه َيَتَذّكُر َأْو َي ْ
يتذكر و ل يخشى؟ فقال» :إن فرعون قد تذكر و خشي ،و لكن عند رؤية البأس حيث لم ينفعه اليمان ،أل تسمع
سِلِمي َ
ن ن اْلُم ْ ل َو َأَنا ِم َ سراِئي َ ت ِبِه َبُنوا ِإ ْ ل اّلِذي آَمَن ْ ت َأّنُه ل ِإلَه ِإ ّل آَمْن ُق قا َحّتى ِإذا َأْدَرَكُه اْلَغَر ُ ال عز و جل يقولَ » :
ن ِلَم ْ
ن ك ِلَتُكو َ ك ِبَبَدِن َ
جي َ ن َفاْلَيْوَم ُنَن ّسِدي َ
ن اْلُمْف ِت مِ َ ل َو ُكْن َ ت َقْب ُ
صْي َ
ع َ ن َو َقْد َلَ فلم يقبل ال عز و جل إيمانه ،و قال :آ ْ
ك آَيًة يقول :نلقيك على نجوة من الرض لتكون لمن بعدك علمة و عبرة«. خْلَف ََ
-[6] /4965العياشي :عن ابن أبي عمير ،عن بعض أصحابنا ،يرفعه ،قال» :لما صار موسى في البحر أتبعه
فرعون و جنوده ،قال :فتهيب فرس فرعون أن يدخل البحر ،فتمثل له جبرئيل )عليه السلم( على رمكة »،«4
فلما رأى الفرس الرمكة أتبعها فدخل البحر هو و أصحابه فغرقوا«.
-[7] /4966المفيد في )الختصاص( :عن عبد ال بن جندب ،عن أبي الحسن الرضا )عليه السلم( ،قال» :كان
على مقدمة فرعون ست مائة ألف و مائتا ألف ،و على ساقته » «5ألف ألف -قال -لما صار موسى )عليه السلم(
في البحر أتبعه فرعون و جنوده -قال -فتهيب فرس فرعون أن يدخل البحر ،فتمثل له جبرئيل )عليه السلم( على
ماديانة » ،«6فلما رأى فرس فرعون الماديانة أتبعها ،فدخل البحر هو و أصحابه فغرقوا«.
و ستأتي -إن شاء ال تعالى -روايات في القصة في سورة الشعراء زيادة على ما هنا ».«7
__________________________________________________
-6تفسير العّياشي .41 /127 :2
-7الختصاص.266 :
) (1طه .44 -43 :20
) (2في »ط« :كان إذا يتذكر أو يخشى قريشا يقول لهم قول لينا ،قال :و إّنما أمره.
صلت [.....] .35 -34 :41 ) (3ف ّ
) (4الّرمكة :النثى من البراذين» .الصحاح -رمك.«1588 :4 -
خره» .الصحاح -سوق.«1499 :4 - ) (5ساقة الجيش :مؤ ّ
) (6الماديانة :الّرمكة.
) (7تأتي في تفسير اليات ) (63 -10من سورة الشعراء.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص53 :
قوله تعالى:
ق ] -[1] /4967 [93علي بن إبراهيم ،قال :ردهم إلى مصر ،و غرق فرعون. صْد ٍ
ل ُمَبّوَأ ِ سراِئي َ َو َلَقْد َبّوْأنا َبِني ِإ ْ
قوله تعالى:
ن ِم َ
ن ك َفل َتُكوَن ّ ن َرّب َ ق ِم ْ حّ ك اْل َ
ك َلَقْد جاَء َ ن َقْبِل َب ِم ْن اْلِكتا َ
ن َيْقَرُؤ َ
ل اّلِذي َ
سَئ ِ
ك َف ْ
ك ِمّما َأْنَزْلنا ِإَلْي َ
شّ ت ِفي َ ن ُكْن َ َفِإ ْ
ن ][94 الُمْمَتِري َ
-[2] /4968علي بن إبراهيم ،قال :حدثني أبي ،عن عمرو بن سعيد الراشدي ،عن ابن مسكان ،عن أبي عبد ال
)عليه السلم( ،قال» :لما أسري برسول ال )صلى ال عليه و آله( إلى السماء ،فأوحى ال إليه في علي )صلوات
ال عليه( ما أوحى » «1من شرفه و عظمه عند ال ،و رد إلى البيت المعمور ،و جمع له النبيين فصلوا خلفه،
عرض في نفس رسول ال )صلى ال عليه و آله( من عظم ما أوحى ال إليه في علي )عليه السلم( ،فأنزل ال:
ك يعني النبياء ،فقد أنزلنا عليهم في كتبهم من ن َقْبِل َب ِم ْن اْلِكتا َ
ن َيْقَرُؤ َ
ل اّلِذي َ
سَئ ِ
ك َف ْ
ك ِمّما َأْنَزْلنا ِإَلْي َ
شّ ت ِفي َ ن ُكْن َ َفِإ ْ
ت ا ِّ
ل ن َكّذُبوا ِبآيا ِ ن اّلِذي َ ن ِم َ نَ ،و ل َتُكوَن ّ ن الُممَْتِري َ ن ِم َ ك َفل َتُكوَن ّن َرّب َق ِم ْ حّك اْل َ
فضله ما أنزلنا في كتابك َلَقْد جاَء َ
ن » .««2فقال الصادق )عليه السلم(» :فوال ما شك و ما سأل«. سِري َن اْلخا ِن ِم َ َفَتُكو َ
-[3] /4969ابن بابويه ،قال :حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي )رضي ال عنه( ،قال :حدثنا جعفر بن
محمد ابن مسعود ،عن أبيه ،قال :حدثنا علي بن عبد ال ،عن بكر بن صالح ،عن أبي الخير » ،«3عن محمد بن
حسان ،عن محمد بن عيسى ،عن محمد بن إسماعيل الداري ،عن محمد بن سعيد الذخري -و كان ممن يصحب
موسى بن محمد بن علي الرضا )عليه السلم( -أن موسى أخبره ،أن يحيى بن أكثم كتب إليه يسأله عن مسائل،
ك من ن َقْبِل َب ِم ْن اْلِكتا َ ن َيْقَرُؤ َ ل اّلِذي َسَئ ِ
ك َف ْك ِمّما َأْنَزْلنا إَِلْي َشّ ت ِفي َ ن ُكْن َفيها :و أخبرني عن قول ال عز و جلَ :فِإ ْ
المخاطب
__________________________________________________
-1تفسير القّمي .316 :1
-2تفسير القّمي .316 :1
-3علل الشرائع.1 /129 :
) (1في المصدر زيادة :ما يشاء.
) (2يونس .95 :10
) (3في »ط« :الحسن.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص54 :
بالية؟ فإن كان المخاطب بها النبي )صلى ال عليه و آله( أليس قد شك فيما أنزل ال عز و جل إليه؟ و إن كان
المخاطب غيره فعلى غيره إذن أنزل القرآن؟
ك ِمّما َأْنَزْلنا شّ ت ِفي َ ن ُكْن َ قال موسى :فسألت أخي علي بن محمد )عليهما السلم( عن ذلك ،فقال» :أما قولهَ :فِإ ْ
ك فإن المخاطب بذلك رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،و لم يكن في شك ن َقْبِل َ
ب ِم ْ ن اْلِكتا َ
ن َيْقَرُؤ َ ل اّلِذي َ سَئ ِك َف ِْإَلْي َ
مما أنزل ال عز و جل ،و لكن قالت الجهلة :كيف ل يبعث إلينا نبيا من الملئكة؟ إنه لم يفرق بينه و بين غيره في
الستغناء عن المأكل و المشرب و المشي في السواق .فأوحى ال عز و جل إلى نبيه )صلى ال عليه و آله(:
ك بمحضر من الجهلة ،هل بعث ال رسول قبلك إل و هو يأكل الطعام و يمشي ن َقْبِل َ
ب ِم ْن اْلِكتا َ ن َيْقَرُؤ َ ل اّلِذي َسَئ َِف ْ
ك و لم يكن » ،«1و لكن لينصفهم ،كما قال له )صلى شّ ت ِفي َ ن ُكْن َ في السواق؟ و لك بهم أسوة ،و إنما قالَ :فِإ ْ
ال عليه و آله(:
ن» عَلى اْلكاِذِبي َ ل َ ت ا ِّل َلْعَن َ جَع ْ ل َفَن ْسُكْم ُثّم َنْبَتِه ْ
سنا َو َأْنُف َ ع َأْبناَءنا َو َأْبناَءُكْم َو ِنساَءنا َو ِنساَءُكْم َو َأْنُف َ ل َتعاَلْوا َنْد ُ َفُق ْ
«2و لو قال :تعالوا نبتهل فنجعل لعنة ال عليكم .لم يكونوا يجيبون للمباهلة و قد عرف أن نبيه )صلى ال عليه و
آله( مؤد عنه رسالته ،و ما هو من الكاذبين ،و كذلك عرف النبي )صلى ال عليه و آله( أنه صادق فيما يقول ،و
لكن أحب أن ينصف من نفسه«.
-[3] /4970و عنه ،قال :حدثنا محمد بن الحسن )رضي ال عنه( ،قال :حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان ،عن
الحسين بن سعيد ،عن حماد بن عيسى ،عن إبراهيم بن عمر » ،«3رفعه إلى أحدهما )عليهما السلم( ،في قول
ك.ن َقْبِل َب ِم ْ ن اْلِكتا َ ن َيْقَرُؤ َل اّلِذي َ سَئ ِك َف ْك ِمّما َأْنَزْلنا ِإَلْي َ شّ ت ِفي َ ن ُكْن َ ال عز و جل لنبيه )صلى ال عليه و آله(َ :فِإ ْ
قال» :قال رسول ال )صلى ال عليه و آله( :ل أشك و ل أسأل«.
-[4] /4971العياشي :عن محمد بن سعيد السدي » :«4أن موسى بن محمد بن الرضا )عليه السلم( أخبره :أن
ك ِمّما َأْنَزْلنا ِإَلْي َ
ك شّ ت ِفي َ ن ُكْن َ يحيى بن أكثم كتب إليه يسأله عن مسائل :أخبرني عن قول ال تبارك و تعالىَ :فِإ ْ
ك من المخاطب بالية؟ فإن كان المخاطب بها النبي )صلى ال عليه و آله( أليس ن َقْبِل َ
ب ِم ْن اْلِكتا َ ن َيْقَرُؤ َ ل اّلِذي َسَئ َِف ْ
قد شك فيما أنزل ال؟ و إن كان المخاطب بها غيره فعلى غيره إذن انزل الكتاب؟
ن اْلِكتا َ
ب ن َيْقَرُؤ َ ل اّلِذي َ
سَئ ِك َف ْك ِمّما َأْنَزْلنا ِإَلْي َ شّ ت ِفي َ ن ُكْن َ قال موسى :فسألت أخي عن ذلك ،فقال» :فأما قولهَ :فِإ ْ
ك فإن المخاطب بذلك رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،و لم يك في شك مما أنزل ال ،و لكن ن َقْبِل َِم ْ
__________________________________________________
-3علل الشرائع.2 /130 :
-4تفسير العّياشي .42 /128 :2
) (1في المصدر :و لم يقل.
) (2آل عمران [.....] .61 :3
) (3في المصدر :عمير ،تصحيف صوابه ما في المتن ،و هو إبراهيم بن عمر اليماني ،روى عن أبي جعفر و
ل )عليهما السلم( ،و له أصل رواه عنه حّماد بن عيسى ،رجال النجاشي ،20 :فهرست الطوسي.9 : أبي عبد ا ّ
) (4في المصدر :محمد بن سعيد الزدي ،و تقّدم في الحديث ) (2الذخري ،عن علل الشرائع.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص55 :
قالت الجهلة :كيف لم يبعث إلينا نبيا من الملئكة؟ إنه لم يفرق بينه و بين غيره في الستغناء عن المأكل و
ك بمحضر الجهلة :هل بعث ن َقْبِل َب ِم ْ ن اْلِكتا َ ن َيْقَرُؤ َل اّلِذي َ سَئ ِالمشرب و المشي في السواق .فأوحى ال إلى نبيهَ :ف ْ
ت ِفي ن ُكْن َ ال رسول قبلك إل و هو يأكل الطعام و يشرب و يمشى في السواق؟ و لك بهم أسوة ،و إنما قالَ :فِإ ْ
ع َأْبناَءنا َو َأْبناَءُكْم َو ِنساَءنا َو ِنساَءُكْم َو ل َتعاَلْوا َنْد ُ ك و لم يكن ،و لكن ليتبعهم ،كما قال له )عليه السلم(َ :فُق ْ شّ َ
ن » «1و لو قال :تعالوا نبتهل فنجعل لعنة ال عليكم .لم عَلى اْلكاِذِبي َ ل َت ا ِّل َلْعَن َ جَع ْ
ل َفَن ْ
سُكْم ُثّم َنْبَتِه ْ
سنا َو َأْنُف َ َأْنُف َ
يكونوا يجيبون » «2للمباهلة ،و قد عرف أن نبيكم مؤد عنه رسالته ،و ما هو من الكاذبين ،و كذلك عرف النبي
)صلى ال عليه و آله( أنه صادق فيما يقول ،و لكن أحب أن ينصف من نفسه«.
شّ
ك ت ِفي َ ن ُكْن َ -[5] /4972و عنه :عن عبد الصمد بن بشير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،في قول الَ :فِإ ْ
ك.ن َقْبِل َب ِم ْن اْلِكتا َن َيْقَرُؤ َ ل اّلِذي َ
سَئ ِ ك َف ِْمّما َأْنَزْلنا ِإَلْي َ
قال» :لما أسري بالنبي )صلى ال عليه و آله( ففرغ من مناجاة ربه ،رد إلى البيت المعمور -و هو بيت في
السماء الرابعة ،بحذاء الكعبة -فجمع ال النبيين و الرسل و الملئكة ،و أمر جبرئيل فأذن و أقام ،فتقدم فصلى بهم،
ن«. ن الُمْمَتِري َ ك إلى قولهِ :م َ ن َقْبِل َب ِم ْ ن اْلِكتا َ ن َيْقَرُؤ َ
ل اّلِذي َسَئ ِفلما فرغ التفت إليه ،فقالَ :ف ْ
ك.
ن َقْبِل َ
ب ِم ْ ن اْلِكتا َ ن َيْقَرُؤ َ ل اّلِذي َ سَئ ِ
-[6] /4973ابن شهر آشوب :سئل الباقر )عليه السلم( عن قوله تعالىَ :ف ْ
فقال» :قال رسول ال )صلى ال عليه و آله( :لما أسري بي إلى السماء الرابعة أذن جبرئيل و أقام ،و جمع النبيين
و الصديقين و الشهداء و الملئكة ،ثم تقدمت و صليت بهم ،فلما انصرفت » «3قال لي جبرئيل :قل لهم :بم
تشهدون؟
قالوا :نشهد أن ل إله إل ال ،و أنك رسول ال ،و أن عليا أمير المؤمنين«.
) -[7] /4974تفسير الثعلبي( و )أربعين الخطيب( بإسنادهما عن الحسين بن محمد الدينوري ،بإسناده عن
علقمة ،عن ابن مسعود ،عن النبي )صلى ال عليه و آله( ،قال» :لما عرج بي إلى السماء ،انتهيت مع جبرئيل إلى
السماء الرابعة ،فرأيت بيتا من ياقوت أحمر ،فقال جبرئيل :هذا هو البيت المعمور ،خلقه ال تعالى قبل السماوات
و الرض بخمسين ألف عام ،ثم قال :قم -يا محمد -فصل .و جمع ال النبيين فصليت بهم ،فلما سلمت أتاني ملك
من عند ربي ،و قال يا محمد ،ربك يقرئك السلم ،و يقول لك :سل الرسل على ماذا أرسلتهم من قبلك؟ فسألهم،
فقالوا :على وليتك و ولية علي بن أبي طالب«.
__________________________________________________
-5تفسير العّياشي .43 /128 :2
،.... -6البحار 79 /338 :37عن تأول اليات ،و لم نجده في مناقب ابن شهر آشوب.
،.... -7مائة منقبة 82 /150 :عن ابن عباس ،ينابيع المودة 82 :عن ابن مسعود.
) (1آل عمران .61 :3
) (2في المصدر و »ط« :يجيئون.
) (3في »س« :انصرف.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص56 :
قوله تعالى:
لِليَم ]-[1] /4975 [97 -96 ب ا َْحّتى َيَرُوا اْلَعذا َ
ل آَيٍة َن َو َلْو جاَءْتُهْم ُك ّك ل ُيْؤِمُنو َت َرّب َعَلْيِهْم َكِلَم ُ
ت َ حّق ْ
ن َن اّلِذي َ
ِإ ّ
ن قال: ك ل ُيْؤِمُنو َ ت َرّب َ عَلْيِهْم َكِلَم ُ
ت َحّق ْ
علي بن إبراهيم ،قال :الذين جحدوا أمير المؤمنين )عليه السلم( ،و قولهَ :
عرضت عليهم الولية ،و قد فرض ال عليهم اليمان بها ،فلم يؤمنوا بها.
قوله تعالى:
حياةِ الّدْنيا َو َمّتْعناُهْمي ِفي اْل َ خْز ِ ب اْل ِ
عذا َعْنُهْم َشْفنا َ
س َلّما آَمُنوا َك َل َقْوَم ُيوُن َ
ت َفَنَفَعها ِإيماُنها ِإ ّ
ت َقْرَيٌة آَمَن ْ
َفَلْو ل كاَن ْ
ن ][98 حي ٍ
ِإلى ِ
-[2] /4976محمد بن يعقوب ،عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن ابن محبوب ،عن عبد ال بن سنان،
عن معروف بن خربوذ ،عن أبي جعفر )عليه السلم( ،قال» :إن ل عز و جل رياح رحمة و رياح عذاب ،فإن
شاء ال أن يجعل العذاب من الرياح رحمة فعل -قال -و لن يجعل الرحمة من الريح عذابا -قال -و ذلك أنه لم
يرحم قوما قط أطاعوه ،و كانت طاعتهم إياه وبال عليهم ،إل من بعد تحولهم عن طاعته ».««1
قال» :و كذلك فعل بقوم يونس لما آمنوا رحمهم ال بعد ما قد كان قدر عليهم العذاب و قضاه ،ثم تداركهم
برحمته ،فجعل العذاب المقدر عليهم رحمة ،فصرفه عنهم ،و قد أنزله عليهم و غشيهم ،و ذلك لما آمنوا به و
تضرعوا إليه«.
-[3] /4977ابن بابويه ،قال :حدثنا علي بن أحمد بن محمد )رضي ال عنه( ،قال :حدثنا محمد بن أبي عبد ال
الكوفي ،عن موسى بن عمران النخعي ،عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي ،عن علي بن سالم ،عن أبيه ،عن أبي
بصير ،قال :قلت لبي عبد ال )عليه السلم( :لي علة صرف ال عز و جل العذاب عن قوم يونس و قد أظلهم،
و لم يفعل
__________________________________________________
-1تفسير القّمي .317 :1
-2الكافي .64 /92 :8
-3علل الشرائع.1 /77 :
طط -أطاعوه ،و ما كانت طاعتهم إّياه وبال عليهم إلّ من بعد ن المراد »أّنه لم يعّذب قوما -ق ّ ) (1كذا ،و الظاهر أ ّ
ل العالم. تحّولهم عن طاعته« و ا ّ
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص57 :
-[5] /4989محمد بن الحسن الصفار :عن محمد بن خالد الطيالسي ،عن سيف بن عميرة ،عن أبي بصير ،عن
أبي جعفر )عليه السلم( ،قال» :الرجس هو الشك ،و ل نشك في ديننا أبدا«.
ت َو
ل اْلَبْي ِ
س َأْه َ
ج َ
عْنُكُم الّر ْ
ب َل ِلُيْذِه َ
و ستأتي إن شاء ال تعالى زيادة رواية في ذلك ،في قوله تعالىِ :إّنما ُيِريُد ا ُّ
طِهيرًا ».«4 طّهَرُكْم َت ُْي َ
__________________________________________________
-3تفسير العّياشي .48 /137 :2
-4الكافي .1 /226 :1
-5بصائر الدرجات.13 /226 :
) (1القصص .56 :28
)) (2عن أبي بصير( ليس في المصدر[.....] .
) (3الكافي .1 /228 :1
) (4تأتي في الحديث ) (4من تفسير الية ) (33من سورة الحزاب.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص67 :
قوله تعالى:
ن ][101 ن َقْوٍم ل ُيْؤِمُنو َعْ ت َو الّنُذُر َ
ليا ُ
ض َو ما ُتْغِني ا ْ
لْر ِ ت َو ا َْ
سماوا ِ ظُروا ما ذا ِفي ال ّ ل اْن ُ
ُق ِ
-[1] /4990محمد بن يعقوب :عن الحسين بن محمد ،عن معلى بن محمد ،عن أحمد بن محمد بن عبد ال ،عن
أحمد بن هلل ،عن أمية بن علي ،عن داود الرقي ،قال :سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول ال تبارك و
تعالى:
ن .قال» :اليات هم آل محمد » ،«1و النذر هم النبياء )صلوات ال ن َقْوٍم ل ُيْؤِمُنو َ
عْت َو الّنُذُر َ
ليا ُ
َو ما ُتْغِني ا ْ
عليهم أجمعين(«.
و روى هذا الحديث علي بن إبراهيم ،في تفسيره ،بعين السند و المتن ».«2
-[2] /4991و عنه :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن علي بن الحكم ،عن عبد ال بن يحيى
ن.ن َقْوٍم ل ُيْؤِمُنو َ
عْ
ت َو الّنُذُر َ
ليا ُ
الكاهلي ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال عز و جلَ :و ما ُتْغِني ا ْ
قال» :لما أسري برسول ال )صلى ال عليه و آله( أتاه جبرئيل )عليه السلم( بالبراق فركبها ،فأتى بيت المقدس،
فلقي من لقي من إخوانه من النبياء )صلوات ال عليهم( ،ثم رجع فحدث أصحابه :إني أتيت بيت المقدس و
رجعت من الليلة ،و قد جاءني جبرئيل بالبراق فركبتها ،و آية ذلك أني مررت بعير لبي سفيان على ماء لبني
فلن ،و قد أضلوا جمل لهم أحمر ،و قد هم القوم في طلبه.
فقال بعضهم لبعض :إنما جاء الشام و هو راكب سريع ،و لكنكم قد أتيتم الشام و عرفتموها ،فسلوه عن أسواقها و
أبوابها و تجارها .فقالوا :يا رسول ال ،كيف الشام ،و كيف أسواقها؟« قال» :و كان رسول ال )صلى ال عليه و
آله( إذا سئل عن الشيء ل يعرفه شق ذلك عليه حتى يرى ذلك في وجهه -قال -فبينما هو كذلك إذ أتاه جبرئيل
)عليه السلم( ،فقال :يا رسول ال ،هذه الشام قد رفعت لك .فالتفت رسول ال )صلى ال عليه و آله( فإذا هو
بالشام بأبوابها و أسواقها و تجارها ،و قال :أين السائل عن الشام؟ فقالوا له :فلن و فلن ،فأجابهم رسول ال
ليا ُ
ت )صلى ال عليه و آله( في كل ما سألوه ،فلم يؤمن منهم إل قليل ،و هو قول ال تبارك و تعالىَ :و ما ُتْغِني ا ْ
ن« ثم قال أبو عبد ال )عليه السلم(» :نعوذ بال أن ل نؤمن بال و برسوله ،آمنا بال و ن َقْوٍم ل ُيْؤِمُنو َ
عَْو الّنُذُر َ
برسوله )صلى ال عليه و آله(«.
-[3] /4992العياشي :عن عبد ال بن يحيى الكاهلي ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :سمعته يقول» :لما
أسري
__________________________________________________
-1الكافي .1 /16 :1
-2الكافي .555 /364 :8
-3تفسير العّياشي .49 /137 :2
) (1في المصدر :هم الئمة.
) (2تفسير القّمي .320 :1
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص68 :
برسول ال )صلى ال عليه و آله( أتاه جبرئيل )عليه السلم( بالبراق فركبها ،فأتى بيت المقدس ،فلقي من لقي من
النبياء ،ثم رجع فأصبح يحدث أصحابه :إني أتيت بيت المقدس الليلة ،و لقيت إخواني من النبياء .فقالوا :يا
رسول ال ،و كيف أتيت بيت المقدس الليلة؟ فقال :جاءني جبرئيل )عليه السلم( بالبراق ،فركبته ،و آية ذلك أني
مررت بعير لبي سفيان على ماء لبني فلن ،و قد أضلوا جمل لهم و هم في طلبه«.
قال» :فقال القوم بعضهم لبعض :إنما جاء راكبا سريعا ،و لكنكم قد أتيتم الشام و عرفتموها ،فسلوه عن أسواقها و
أبوابها و تجارها« .قال» :فسألوه ،فقالوا :يا رسول ال ،كيف الشام و كيف أسواقها؟ و كان رسول ال )صلى ال
عليه و آله( إذا سئل عن الشيء ل يعرفه يشق عليه حتى يرى ذلك في وجهه -قال -فبينا هو كذلك إذ أتاه جبرئيل
)عليه السلم( ،فقال :يا رسول ال ،هذه الشام قد رفعت لك ،فالتفت رسول ال )صلى ال عليه و آله( فإذا هو
بالشام و أبوابها و تجارها ،فقال :أين السائل عن الشام؟ فقالوا :أين بيت فلن و مكان فلن »«1؟ فأجابهم عن كل
ن فنعوذ ن َقْوٍم ل ُيْؤِمُنو َ عْ ت َو الّنُذُر َ ليا ُ ما سألوه عنه -قال -فلم يؤمن منهم إل قليل ،و هو قول الَ :و ما ُتْغِني ا ْ
بال أن ل نؤمن بال و رسوله ،آمنا بال و برسوله ،آمنا بال و برسوله«.
قوله تعالى:
ن ][102 ظِري َ ن اْلُمْنَت ِظُروا ِإّني َمَعُكْم ِم َ ل َفاْنَت ِ
ُق ْ
-[1] /4993العياشي :عن محمد بن الفضيل ،عن أبي الحسن الرضا )عليه السلم( قال :سألته عن شيء في
الفرج.
ن«. ظِري َن اْلُمْنَت ِظُروا ِإّني َمَعُكْم ِم َ فقال» :أو ليس تعلم أن انتظار الفرج من الفرج؟ إن ال يقولَ :فاْنَت ِ
قوله تعالى:
ن]خْيُر اْلحاِكِمي َ ل َو ُهَو َ حُكَم ا ُّ حّتى َي ْ صِبْر َ ك َو ا ْ ن -إلى قوله تعالىَ -و اّتِبْع ما ُيوحى ِإَلْي َ ج اْلُمْؤِمِني َ عَلْينا ُنْن ِ
حّقا َ ك َ َكذِل َ
[109 -103
-[2] /4994العياشي :عن مصقلة الطحان ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :ما يمنعكم أن تشهدوا على من
ن«. ج اْلُمْؤِمِني َ عَلْينا ُنْن ِ
حّقا َك َ مات منكم على هذا المر أنه من أهل الجنة؟! إن ال يقولَ :كذِل َ
__________________________________________________
-1تفسير العّياشي .50 /138 :2
-2تفسير العّياشي .51 /138 :2
) (1في »ط« :فقالوا :أين فلن و أين فلن.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص69 :
عُبُد اّلِذي َ
ن ن ِديِني َفل َأ ْ ك ِم ْ شّ ن ُكْنُتْم ِفي َ س ِإ ْل يا محمد يا َأّيَها الّنا ُ -[2] /4995و قال علي بن إبراهيم :في قولهُ :ق ْ
ل اّلِذي َيَتَوّفاُكْم فإنه محكم. عُبُد ا َّن َأ ْل َو لِك ْ ن ا ِّ ن ُدو ِ ن ِم َْتْعُبُدو َ
ن فإنه مخاطبة للنبي ظاِلِمي َن ال ّ ك ِإذًا ِم َت َفِإّن َ
ن َفَعْل َك َفِإ ْضّر َك َو ل َي ُ ل ما ل َيْنَفُع َ ن ا ِّ ن ُدو ِ ع ِم ْ ثم قال :و قولهَ :و ل َتْد ُ
ن اْهَتدى َفِإّنما َيْهَتِدي ن َرّبُكْم َفَم ِ ق ِم ْحّ س َقْد جاَءُكُم اْل َ ل يا َأّيَها الّنا ُ )صلى ال عليه و آله( و المعني للناس .ثم قالُ :ق ْ
ل أي لست بوكيل عليكم أحفظ أعمالكم ،إنما علي أن عَلْيُكْم ِبَوِكي ٍ عَلْيها َو ما َأَنا َ ل َ ضّ ل َفِإّنما َي ِ ضّ ن َ سِه َو َم ْ ِلَنْف ِ
ن.
خْيُر اْلحاِكِمي َ ل َو ُهَو َ حُكَم ا ُّ حّتى َي ْ صِبْر َ ك َو ا ْ أدعوكم .ثم قالَ :و اّتِبْع يا محمد ما ُيوحى ِإَلْي َ
__________________________________________________
-2تفسير القّمي .320 :1
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص70 :
المستدرك )سورة يونس(
قوله تعالى:
ل َو الّنهاِر ][6 ف الّلْي ِ خِتل ِ ن ِفي ا ْ ِإ ّ
] -[1الزمخشري في )ربيع البرار( :عن علي )عليه السلم(» :من اقتبس علما من علم النجوم من حملة القرآن،
ل َو الّنهاِر الية. ف الّلْي ِ
خِتل ِ ن ِفي ا ْ ازداد به إيمانا و يقينا« .ثم تلِ :إ ّ
قوله تعالى:
ن ] -[2] [95ابن شهر آشوب :عن أبي القاسم الكوفي، سِري َ ن اْلخا ِ ن ِم َ ل َفَتُكو َ ت ا ِّ ن َكّذُبوا ِبآيا ِ ن اّلِذي َ ن ِم َ َو ل َتُكوَن ّ
ن يعني باليات ها هنا الوصياء ن اْلخاسِِري َ ن ِم َل َفَتُكو َت ا ِّ ن َكّذُبوا ِبآيا ِ ن اّلِذي َ
ن ِم َ في قوله تعالىَ :و ل َتُكوَن ّ
المتقدمين و المتأخرين.
__________________________________________________
-1ربيع البرار .117 :1
-2المناقب .253 :2
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص71 :
سورة هود
فضلها
-[1] /4996ابن بابويه :عن أبي جعفر )عليه السلم( قال» :من قرأ سورة هود في كل جمعة بعثه ال تعالى يوم
القيامة في زمرة النبيين ،و لم تعرف له خطيئة عملها يوم القيامة«.
-[2] /4997العياشي :عن ابن سنان ،عن جابر ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال» :من قرأ سورة هود في كل
جمعة بعثه ال » «1في زمرة المؤمنين و النبيين ،و حوسب حسابا يسيرا ،و لم يعرف خطيئة عملها يوم القيامة«.
-[3] /4998و من كتاب )خواص القرآن( :روي عن النبي )صلى ال عليه و آله( أنه قال» :من قرأ هذه السورة
اعطي من الجر و الثواب بعدد من صدق هودا و النبياء )عليهم السلم( و من كذب بهم ،و كان يوم القيامة في
درجة الشهداء ،و حوسب حسابا يسيرا«.
-[4] /4999و روي عن الصادق )عليه السلم(» :من كتب هذه السورة على رق ظبي« و يأخذها معه أعطاه
ال قوة و نصرا ،و لو حاربه مائة رجل لنتصر عليهم و غلبهم ،و إن صاح بهم انهزموا ،و كل من رآه يخاف
منه«.
__________________________________________________
-1ثواب العمال[.....] .106 :
-2تفسير العّياشي .1 /139 :2
-3عنه جامع الخبار و الثار .4 /194 :2
-4خواص القرآن» 42 :مخطوط«.
) (1في المصدر زيادة :يوم القيامة.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص73 :
سورة هود
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص77 :
قوله تعالى:
ن ][6 -1 ب ُمِبي ٍل ِفي ِكتا ٍ ت آياُتُه -إلى قوله تعالىُ -ك ّ حِكَم ْ ب ُأ ْ
حيِم الر ِكتا ٌ ن الّر ِ حم ِ ل الّر ْسِم ا ِّ ِب ْ
-[1] /5000ابن بابويه :في رواية سفيان بن سعيد الثوري ،في معنى الر :قال الصادق )عليه السلم(» :معناه:
أنا ال الرؤوف«.
خِبيٍر يعني من عند ال تعالى. حِكيٍم َ ن َ ن َلُد ْت ِم ْصَل ْت آياُتُه ُثّم ُف ّ
حِكَم ْ
ب ُأ ْ -[2] /5001قال علي بن إبراهيم :الر ِكتا ٌ
سّمىل ُم َجٍ سنًا ِإلى َأ َ
حَسَتْغِفُروا َرّبُكْم ُثّم ُتوُبوا ِإَلْيِه ُيَمّتْعُكْم َمتاعًا َ
نا ْ
شيٌر َو َأ ِل ِإّنِني َلُكْم ِمْنُه َنِذيٌر َو َب ِ
ل ا َّ ل َتْعُبُدوا ِإ َّأ ّ
ضَلُه و هو محكم. ل َف ْ ضٍل ِذي َف ْ ت ُك ّ َو ُيْؤ ِ
ت آياُتُه قال» :هو حِكَم ْ
ب ُأ ْ
-[3] /5002قال :و في رواية أبي الجارود ،عن أبي جعفر )عليه السلم( الر ِكتا ٌ
سَتْغِفُروا َرّبُكْم »يعني المؤمنين« و قوله: نا ْ خِبيٍر قال» :من عند حكيم خبير« َو َأ ِ حِكيٍم َ ن َ ن َلُد ْ
القرآن« ِم ْ
ضَلُه »هو علي بن أبي طالب )عليه السلم(«. ل َف ْ ضٍل ِذي َف ْ ت ُك ّ َو ُيْؤ ِ
-[4] /5003ابن شهر آشوب :روى رواية أبي الجارود ،عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله تعالىَ :و ُيْؤ ِ
ت
ضَلُه» :أن المعني علي بن أبي طالب )عليه السلم(«. ل َف ْ ضٍ ل ِذي َف ْ ُك ّ
ضٍ
ل ل ِذي َف ْ ت ُك ّ -[5] /5004و من طريق المخالفين :ابن مردويه ،بإسناده عن ابن عباس ،قال :قوله تعالىَ :و ُيْؤ ِ
ضَلُه
َف ْ
__________________________________________________
-1معاني الخبار.1 /22 :
-2تفسير القمي .321 :1
-3تفسير القمي .321 :1
-4المناقب ،98 :3شواهد التنزيل .367 /271 :1
-5تأويل اليات 1 /223 :1عن ابن مردويه.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص78 :
و تقدم في أول سورة يونس » ،«3و يأتي أيضا في غيرها إن شاء ال تعالى ».«4
-[2] /5012محمد بن يعقوب :عن محمد بن الحسن ،عن سهل بن زياد ،عن ابن محبوب ،عن عبدالرحمن ابن
عَلى اْلماِء
شُه َ
عْر ُ
ن َ
كثير ،عن داود الرقي ،قال :سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول ال عز و جلَ :و كا َ
فقال:
»ما يقولون؟« قلت :يقولون :إن العرش كان على الماء ،و الرب فوقه! فقال )عليه السلم(» :كذبوا ،من زعم
هذا فقد صير ال محمول ،و وصفه بصفة المخلوقين ،و لزمه أن الشيء الذي يحمله أقوى منه«.
قلت :بين لي ،جعلت فداك ،فقال» :إن ال حمل دينه و علمه الماء ،قبل أن تكون أرض أو سماء ،أو جن أو
__________________________________________________
-1تفسير العّياشي .4 /140 :2
-2الكافي .7 /103 :1
)) (1و الجمعة( ليس في »ط« و الذي في )الكافي » :(118 /145 :8و خلق السماوات يوم الربعاء و يوم
الخميس ،و خلق أقواتها يوم الجمعة«.
) (2الكافي .117 /145 :8
) (3تقّدم في الحديث ) (1من تفسير الية ) (3من سورة يونس.
) (4يأتي في الحديث ) (1من تفسير الية ) (59من سورة الفرقان ،و الحديث ) (1من تفسير الية ) (4من سورة
السجدة ،و الحديث ) (1من تفسير الية ) (4من سورة الحديد.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص80 :
إنس ،أو شمس أو قمر ،فلما أراد أن يخلق الخلق نثرهم بين يديه ،فقال لهم :من ربكم؟ فأول من نطق رسول ال
)صلى ال عليه و آله( و أمير المؤمنين و الئمة )عليهم السلم( فقالوا :أنت ربنا ،فحملهم العلم و الدين .ثم قال
للملئكة :هؤلء حملة ديني و علمي ،و أمنائي في خلقي ،و هم المسؤولون .ثم قال لبني آدم :أقروا ل بالربوبية ،و
لهؤلء النفر بالولية و الطاعة ،فقالوا :نعم -ربنا -أقررنا .فقال ال للملئكة :اشهدوا فقالت الملئكة :شهدنا على
أن ل يقولوا غدا :إنا كنا عن هذا غافلين ،أو يقولوا :إنما أشرك آباؤنا من قبل ،و كنا ذرية من بعدهم أ فتهلكنا بما
فعل المبطلون.
يا داود ،وليتنا مؤكدة عليهم في الميثاق«.
و روى هذا الحديث ابن بابويه ،في كتاب )التوحيد( هكذا :حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق ،قال:
حدثنا محمد بن أبي عبد ال الكوفي ،عن محمد بن إسماعيل البرمكي ،قال :حدثنا جدعان بن نصر أبو نصر
الكندي ،قال :حدثني سهل بن زياد الدمي ،عن الحسن بن محبوب ،عن عبد الرحمن بن كثير ،عن داود الرقي،
عَلى اْلماِء فقال لي» :ما يقولون؟« وشُه َ
ن عَْر ُ
قال :سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول ال عز و جلَ :و كا َ
ذكر مثله ».«1
-[3] /5013و عنه :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن ابن محبوب ،عن العلء بن رزين ،عن محمد
بن مسلم و الحجال ،عن العلء ،عن محمد بن مسلم ،قال :قال لي أبو جعفر )عليه السلم(» :كان كل شيء ماء ،و
كان عرشه على الماء ،فأمر ال عز ذكره الماء فاضطرم نارا ،ثم أمر النار فخمدت ،فارتفع من خمودها دخان،
فخلق ال عز و جل السماوات من ذلك الدخان ،و خلق ال الرض من الرماد » ،«2ثم اختصم الماء و النار و
الريح ،فقال الماء :أنا جند ال الكبر ،و قالت النار :أنا جند ال الكبر ،و قالت الريح :أنا جند ال الكبر ،فأوحى
ال عز و جل إلى الريح :أنت جندي الكبر«.
-[4] /5014و عنه :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن القاسم بن محمد ،عن المنقري ،عن سفيان بن عيينة،
ل.
عَم ً
ن َ
سُعن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال عز و جلِ :لَيْبُلَوُكْم َأّيُكْم َأحْ َ
قال» :ليس يعني أكثر عمل ،و لكن أصوبكم عمل ،و إنما الصابة خشية ال و النية الصادقة« ».«3
ثم قال» :البقاء على العمل حتى يخلص أشد من العمل ،و العمل الخالص الذي ل تريد أن يحمدك عليه أحد إل
على شاِكَلِتِه ل َل َيْعَم ُ
ل ُك ّ
ال عز و جل ،و النية أفضل من العمل ،أل إن النية هي العمل -ثم تل قوله عز و جلُ -ق ْ
» «4يعني على نيته«.
__________________________________________________
-3الكافي 142 /153 :3و.68 /95 :
-4الكافي .4 /13 :2
) (1التوحيد.1 /319 :
) (2في »ط« :الماء.
) (3في المصدر زيادة :و الحسنة.
) (4السراء [.....] .84 :17
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص81 :
-[5] /5015ابن بابويه ،قال :حدثنا تميم بن عبد ال بن تميم القرشي ،قال :حدثنا أبي ،عن أحمد بن علي
النصاري ،عن أبي الصلت عبد السلم بن صالح الهروي ،قال :سأل المأمون أبا الحسن علي بن موسى الرضا
عَلى اْلماِء شُه َ
عْر ُن َ سّتِة َأّياٍم َو كا َ
ض ِفي ِلْر َت َو ا َْسماوا ِ ق ال ّ خَل َ
)عليه السلم( عن قول ال عز و جلَ :و ُهَو اّلِذي َ
ل.
عَم ً
ن َ
سُحَ ِلَيْبُلَوُكْم َأّيُكْم َأ ْ
فقال» :إن ال تبارك و تعالى خلق العرش و الماء و الملئكة قبل خلق السموات و الرض ،و كانت الملئكة
تستدل بأنفسها و بالعرش و بالماء على ال عز و جل ،ثم جعل عرشه على الماء ،ليظهر بذلك قدرته للملئكة،
فيعلمون أنه على كل شيء قدير ،ثم رفع العرش بقدرته و نقله فجعله فوق السماوات السبع ،و خلق السماوات و
الرض في ستة أيام ،و هو مستول على عرشه ،و كان قادرا على أن يخلقها في طرفة عين ،و لكنه عز و جل
خلقها في ستة أيام ،ليظهر للملئكة ما يخلقه منها شيئا بعد شيء ،فيستدل بحدوث ما يحدث على ال تعالى مرة
بعد اخرى ،و لم يخلق ال عز و جل العرش لحاجة به إليه ،لنه غني عن العرش و عن جميع ما خلق ،و ل
يوصف بالكون على العرش ،لنه ليس بجسم ،تعالى ال عن صفة خلقه علوا كبيرا ،و أما قوله عز و جلِ :لَيْبُلَوُكْم
ل فإنه عز و جل خلق خلقه ليبلوهم بتكليف طاعته و عبادته ،ل على سبيل المتحان و التجربة، عَم ًن َ سُ حَ َأّيُكْم َأ ْ
لنه لم يزل عليما بكل شيء«.
فقال المأمون :فرجت عني -يا أبا الحسن -فرج ال عنك.
-[6] /5016و عنه ،قال :حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد )رحمه ال( ،قال :حدثنا محمد بن الحسن
الصفار ،عن علي بن إسماعيل ،عن حماد بن عيسى ،عن إبراهيم بن عمر اليماني ،عن أبي الطفيل ،عن أبي
جعفر ،عن علي بن الحسين )عليهما السلم( قال» :إن ال عز و جل خلق العرش أرباعا ،لم يخلق قبله إل ثلثة
أشياء :الهواء ،و القلم ،و النور ،ثم خلقه من أنوار مختلفة ،فمن ذلك النور نور أخضر اخضرت منه الخضرة ،و
نور أصفر اصفرت منه الصفرة ،و نور أحمر احمرت منه الحمرة ،و نور أبيض و هو نور النوار ،و منه ضوء
النهار .ثم جعله سبعين ألف طبق ،غلظ كل طبق كأول العرش إلى أسفل السافلين ،ليس من ذلك طبق إل يسبح
بحمد ربه ،و يقدسه بأصوات مختلفة ،و ألسنة غير مشتبهة ،و لو أذن للسان منها فأسمع شيئا مما تحته لهدم
الجبال و المدائن و الحصون ،و لخسف البحار ،و لهلك ما دونه .له ثمانية أركان ،على كل ركن منها من
الملئكة ما ل يحصي عددهم إل ال عز و جل ،يسبحون في الليل و النهار ل يفترون ،و لو أحسن شيء مما فوقه
ما قام لذلك طرفة عين ،بينه و بين الحساس الجبروت و الكبرياء و العظمة و القدس و الرحمة ثم العلم ،و ليس
وراء هذا مقال« ».«1
-[7] /5017العياشي :عن محمد بن مسلم ،عن أبي جعفر )عليه السلم( ،قال» :كان ال تبارك و تعالى كما
وصف
__________________________________________________
سلم( .33 /134 :1 -5عيون أخبار الّرضا )عليه ال ّ
-6التوحيد.1 /324 :
-7تفسير العّياشي .5 /140 :2
) (1في »ط« :مّما فوقه لما زال عن ذلك طرفة عين بينه و بين إحساسه.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص82 :
نفسه ،و كان عرشه على الماء ،و الماء على الهواء :و الهواء ل يجري«.
-[8] /5018قال محمد بن عمران العجلي :قلت لبي عبد ال )عليه السلم( :أي شيء كان موضع البيت حيث
عَلى اْلماِء؟ قال» :كانت مهاة بيضاء« يعني درة. شُه َ عْر ُ
ن َ كان الماء في قول الَ :و كا َ
-[9] /5019و روي عن علي أمير المؤمنين )عليه السلم( أنه سئل عن مدة ما كان عرشه على الماء قبل أن
يخلق الرض و السماء؟ فقال )عليه السلم(» :تحسن أن تحسب؟« فقيل له :نعم.
فقال» :لو أن الرض من المشرق إلى المغرب و من الرض إلى السماء حب خردل ،ثم كلفت على ضعفك أن
تحمله حبة حبة من المشرق إلى المغرب حتى أفنيته ،لكان ربع عشر جزء من سبعين ألف جزء من بقاء عرش
ربنا على الماء ،قبل أن يخلق الرض و السماء -ثم قال )عليه السلم( -:إنما مثلت لك مثال«.
سَتوى ».«1 شا ْ عَلى اْلَعْر ِ ن َ حم ُو ستأتي إن شاء ال تعالى زيادة على ما هنا في سورة طه ،في قوله تعالى :الّر ْ
قوله تعالى:
ت ][11 -8 صاِلحا ِ عِمُلوا ال ّ صَبُروا َو َ ن َ ل اّلِذي َ
ب ِإلى ُأّمٍة َمْعُدوَدٍة -إلى قوله تعالىِ -إ ّ عْنُهُم اْلَعذا َ
خْرنا َن َأ ّ
َو َلِئ ْ
-[10] /5020محمد بن إبراهيم النعماني ،قال :أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ،قال :حدثنا حميد بن زياد ،قال:
حدثنا علي بن الصباح ،قال :حدثنا أبو علي الحسن بن محمد الحضرمي قال :حدثنا جعفر بن محمد ،عن إبراهيم
عْنُهُمخْرنا َ ن َأ ّ بن عبد الحميد ،عن إسحاق بن عبد العزيز ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله تعالىَ :و َلِئ ْ
ب ِإلى ُأّمٍة َمْعُدوَدٍة .قال» :العذاب خروج القائم )عليه السلم( ،و المة المعدودة ]عدة[ أهل بدر ،أصحابه«. اْلَعذا َ
-[11] /5021علي بن إبراهيم ،قال :أخبرنا أحمد بن إدريس ،قال :حدثنا أحمد بن محمد ،عن علي بن الحكم،
عن سيف ،عن حسان ،عن هاشم بن عمار ،عن أبيه -و كان من أصحاب علي )عليه السلم( -عن علي(
سُه.حِب ُ
ن ما َي ْب ِإلى ُأّمٍة َمْعُدوَدٍة َلَيُقوُل ّعْنُهُم اْلَعذا َ خْرنا َ ن َأ ّ
)صلوات ال عليه( في قوله تعالىَ :و َلِئ ْ
قال» :المة المعدودة :أصحاب القائم )عليه السلم( الثلثمائة و البضعة عشر«.
__________________________________________________
-8تفسير العّياشي .6 /140 :2
-9إرشاد القلوب» 377 :نحوه«.
-10الغيبة.36 /241 :
-11تفسير القّمي .323 :1
) (1يأتي في الحاديث ) (12 -1من تفسير الية ) (5من سورة طه.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص83 :
-[3] /5022قال علي بن إبراهيم :و المة في كتاب ال على وجوه كثيرة ،فمنها :المذهب ،و هو قوله :كا َ
ن
ن الّنا ِ
س عَلْيِه ُأّمًة ِم َ جَد َحَدًة » «1أي على مذهب واحد .و منها :الجماعة من الناس ،و هو قولهَ :و َ س ُأّمًة وا ِ
الّنا ُ
حِنيفًا ».«3 ل َ ن ُأّمًة قاِنتًا ِّ ن ِإْبراِهيَم كا َ ن » «2أي جماعة .و منها :الواحد ،قد سماه ال امة ،و هو قولهِ :إ ّ سُقو َ َي ْ
خل ِفيها َنِذيٌر » .«4و منها :أمة محمد )صلى ال ل َ ن ُأّمٍة ِإ ّن ِم ْ
و منها :جميع أجناس الحيوان ،و هو قولهَ :و ِإ ْ
ن َقْبِلها ُأَمٌم » «5و هي أمة محمد )صلى ال عليه و ت ِم ْ خَل ْك ِفي ُأّمٍة َقْد َ سْلنا َك َأْر َ
عليه و آله( ،و هو قولهَ :كذِل َ
ل اّلِذي َنجا ِمْنُهما َو اّدَكَر َبْعَد ُأمٍّة » «6أي بعد وقت .و قولهِ :إلى ُأّمٍة آله( .و منها :الوقت ،و هو قولهَ :و قا َ
ل ُأّمٍة ُتْدعى ِإلى ِكتاِبَها اْلَيْوَم »«7 ل ُأمٍّة جاِثَيًة ُك ّ َمْعُدوَدٍة يعني به الوقت .و منها :الخلق كله ،و هو قولهَ :و َترى ُك ّ
ن » «8و مثله كثير. سَتْعَتُبو َ ن َكَفُروا َو ل هُْم ُي ْ ن ِلّلِذي َشِهيدًا ُثّم ل ُيْؤَذ ُ
ل ُأّمٍة َ ن ُك ّث ِم ْو قولهَ :و َيْوَم َنْبَع ُ
عْنُهُم اْلَعذا َ
ب خْرنا َ ن َأ ّ -[4] /5023العياشي :عن أبان بن مسافر ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول الَ :و َلِئ ْ
عْنُهْم قال: صُروفًا َ س َم ْ سُه َأل َيْوَم َيْأِتيِهْم َلْي َ حِب ُن ما َي ْ ِإلى ُأّمٍة َمْعُدوَدٍة »يعني عدة كعدة بدر« َلَيُقوُل ّ
»العذاب«.
-[5] /5024عن عبد العلى الحلبي ،قال :قال أبو جعفر )عليه السلم( :أصحاب القائم )عليه السلم( الثلثمائة
ب ِإلى ُأّمةٍ َمْعُدوَدٍة- عْنُهُم اْلَعذا َ خْرنا َ ن َأ ّ
و البضعة عشر رجل ،هم و ال المة المعدودة التي قال ال في كتابهَ :و َلِئ ْ
قال -يجمعون له في ساعة واحدة قزعا » «9كقزع الخريف«.
ب ِإلى ُأّمٍة عْنُهُم اْلَعذا َ
خْرنا َ ن َأ ّ
-[6] /5025عن الحسين ،عن الخزاز » ،«10عن أبي عبد ال )عليه السلم(َ :و َلِئ ْ
َمْعُدوَدٍة .قال» :هو القائم )عليه السلم( و أصحابه«.
__________________________________________________
-3تفسير القّمي .323 :1
-4تفسير العّياشي .7 /140 :2
-5تفسير العّياشي .8 /140 :2
-6تفسير العّياشي .9 /141 :2
) (1البقرة [.....] .213 :2
) (2القصص .23 :28 :28
) (3النحل .120 :16
) (4فاطر .24 :35
) (5الرعد .30 :13
) (6يوسف .45 :12
) (7الجاثية .28 :45
) (8النحل .84 :16
سحاب رقيقة» .الصحاح -قزع.«1265 :3 - ) (9القزع :قطع من ال ّ
) (10في »ط« الحسين عن الحّر ،و الظاهر أّنه تصحيف الحسين بن الحّر ،انظر رجال البرقي ،26 :معجم
رجال الحديث .211 :5
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص84 :
-[7] /5026محمد بن يعقوب :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن منصور بن يونس ،عن
إسماعيل بن جابر ،عن أبي خالد ،عن أبي جعفر )عليه السلم( »«1
ل جَِميعًا ت ِبُكُم ا ُّ ن ما َتُكوُنوا َيْأ ِ ت َأْي َ
خْيرا ِ
سَتِبُقوا اْل َفي قول ال عز و جل:ا ْ
».«2
جِميعًا[ يعني أصحاب القائم )عليه ل َ ت ِبُكُم ا ُّ ن ما َتُكوُنوا َيْأ ِ ]قال» :الخيرات :الولية ،و قوله تبارك و تعالىْ:ي َ
السلم( الثلثمائة و البضعة عشر رجل -قال -هم و ال المة المعدودة -قال -يجتمعون و ال في ساعة واحدة
قزعا كقزع الخريف«.
-[8] /5027الطبرسي :قيل :إن المة المعدودة هم أصحاب المهدي )عليه السلم( في آخر الزمان ثلثمائة و
بضعة عشر رجل ،كعدة أهل بدر ،يجتمعون في ساعة واحدة كما يجتمع قزع الخريف .قال :و هو المروي عن
أبي جعفر و أبي عبد ال )عليهما السلم(.
-[9] /5028قال شرف الدين النجفي :و يؤيده ما رواه محمد بن جمهور ،عن حماد بن عيسى ،عن حريز ،قال:
ب ِإلى ُأّمٍة َمْعُدوَدٍة.عْنُهُم اْلَعذا َ خْرنا َ ن َأ ّ
روى بعض أصحابنا ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله تعالىَ :و َلِئ ْ
قال» :العذاب هو القائم )عليه السلم( ،و هو عذاب على أعدائه ،و المة المعدودة هم الذين يقومون معه ،بعدد
أهل بدر«.
ب ِإلى ُأّمٍة َمْعُدوَدٍة. عْنُهُم اْلَعذا َ خْرنا َ ن َأ ّ -[10] /5029علي بن إبراهيم ،في قوله تعالىَ :و َلِئ ْ
سُه أي يقولون :أل ل حِب ُن ما َي ْ قال :إن متعناهم في هذه الدنيا إلى خروج القائم )عليه السلم( فنردهم و نعذبهم َلَيُقوُل ّ
ق ِبِهْم ما كاُنوا ِبِه عْنُهْم َو حا َ صُروفًا َ س َم ْ يقوم القائم ،و ل يخرج؟ على حد الستهزاء ،فقال الَ :أل َيْوَم َيْأِتيِهْم َلْي َ
ن.
سَتْهِزُؤ َ
َي ْ
س َكُفوٌر َو َلِئ ْ
ن عناها ِمْنُه ِإّنُه َلَيُؤ ٌ حَمًة ُثّم َنَز ْ ن ِمّنا َر ْ لْنسا َ ن َأَذْقَنا ا ِْ -[11] /5030و قال علي بن إبراهيم :قولهَ :و َلِئ ْ
عّني قال :إذا أغنى ال العبد ثم افتقر أصابه اليأس و الجزع و ت َ سّيئا ُ ب ال ّن َذَه َ
سْتُه َلَيُقوَل ّ
ضّراَء َم َّأَذْقناُه َنْعماَء َبْعَد َ
عِمُلوا صَبُروا َو َ ن َ ل اّلِذي َ خوٌر ثم قالِ :إ ّ ح َف ُالهلع ،و إذا كشف ال عنه ذلك فرح ،و قال :ذهب السيئات عني ِإّنُه َلَفِر ٌ
ت قال :صبروا في الشدة ،و عملوا الصالحات في الرخاء. صاِلحا ِ ال ّ
__________________________________________________
-7في المصدر ،487 /313 :8 :ينابيع المودة.421 :
-8مجمع البيان ،218 :5ينابيع المودة.424 :
-9تأويل اليات .3 /223 :1
-10تفسير القّمي .322 :1
-11تفسير القّمي [.....] .323 :1
سلم( ،راجع معجم رجال الحديث .384 :21 ل )عليه ال ّ ) (1في »س ،ط« :أبي عبد ا ّ
) (2البقرة .148 :2
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص85 :
قوله تعالى:
ك ِإّنما َأْن َ
ت عَلْيِه َكْنٌز َأْو جاَء َمَعُه َمَل ٌ
ل َن َيُقوُلوا َلْو ل ُأْنِز َ ك َأ ْ
صْدُر َ ق ِبِه َك َو ضاِئ ٌ ض ما ُيوحى ِإَلْي َ ك َبْع َ ك تاِر ٌ َفَلَعّل َ
ل ][12 يٍء َوِكي ٌش ْ ل َ على ُك ّ ل َ َنِذيٌر َو ا ُّ
-[1] /5031محمد بن يعقوب :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن محمد بن خالد ،و الحسين بن سعيد،
عن النضر بن سويد ،عن يحيى الحلبي ،عن ابن مسكان ،عن عمار بن سويد ،قال :سمعت أبا عبد ال )عليه
عَلْيِه َكْنٌز
ل َن َيُقوُلوا َلْو ل ُأْنِز َ
ك َأ ْ
صْدُر َ ك َو ضاِئقٌ ِبِه َ ض ما ُيوحى ِإَلْي َ ك َبْع َ ك تاِر ٌ
السلم( يقول في هذه اليةَ :فَلَعّل َ
ك.
َأْو جاَء َمَعُه َمَل ٌ
فقال» :إن رسول ال )صلى ال عليه و آله( لما نزل قديدا » ،«1قال لعلي )عليه السلم( :يا علي ،إني سألت ربي
أن يوالي بيني و بينك ففعل ،و سألت ربي أن يؤاخي بيني و بينك ففعل ،و سألت ربي أن يجعلك وصيي ففعل.
فقال رجلن من قريش :و ال لصاع من تمر في شن » «2بال أحب إلينا مما سأل محمد ربه ،فهل سأل ربه ملكا
يعضده على عدوه ،أو كنزا يستغني به عن فاقته؟! و ال ما دعاه » «3إلى حق و ل باطل إل أجابه إليه .فأنزل
ك إلى آخر الية«. صْدُر َق ِبِه َك َو ضاِئ ٌ ض ما ُيوحى ِإَلْي َ ك َبْع َك تاِر ٌ ال تبارك و تعالىَ :فَلَعّل َ
-[2] /5032علي بن إبراهيم ،قال :حدثني أبي ،عن النضر بن سويد ،عن يحيى الحلبي ،عن ابن مسكان ،عن
عمارة بن سويد ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( أنه قال» :سبب نزول هذه الية أن رسول ال )صلى ال عليه و
آله( خرج ذات يوم ،فقال لعلي )عليه السلم( :يا علي ،إني سألت ال الليلة ،أن يجعلك وزيري ففعل ،و سألته أن
يجعلك وصيي ففعل ،و سألته أن يجعلك خليفتي في أمتي ففعل.
فقال رجل من الصحابة :و ال لصاع من تمر في شن بال أحب إلي مما سأل محمد ربه ،أل سأله ملكا يعضده أو
مال يستعين به على فاقته؟! فو ال ما دعا عليا قط إلى حق أو إلى باطل إل أجابه .فأنزل ال على رسوله:
ك الية«. ك تاِر ٌ َفَلَعّل َ
-[3] /5033الشيخ في )أماليه( :روى هذا الحديث ،قال :أخبرنا أبو عبد ال محمد بن محمد ،قال :حدثنا أبو
__________________________________________________
-1الكافي .572 /378 :8
-[4] /5034العياشي :عن عمار بن سويد ،قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( :يقول في هذه اليةَ :فَلَعّل َ
ك
ك.
ك إلى قولهَ :أْو جاَء َمَعهُ َمَل ٌ
صْدُر َ
ق ِبِه َ ك َو ضاِئ ٌ ض ما ُيوحى ِإَلْي َ ك َبْع َ
تاِر ٌ
سلم( :إني سألت ربي أن ل عليه و آله( لما نزل قديدا » ،«3قال :لعلي )عليه ال ّ ل )صلى ا ّ قال» :إن رسول ا ّ
يوالي بيني و بينك ففعل ،و سألت ربي أن يؤاخي بيني و بينك ففعل ،و سألت ربي أن يجعلك وصيي ففعل.
فقال رجل » «4من قريش :و ال لصاع من تمر في شن بال أحب إلينا مما سأل محمد ربه ،فهل سأله ملكا
يعضده على عدوه ،أو كنزا يستعين به على فاقته؟! و ال ما دعاه إلى باطل إل أجابه إليه .فأنزل ال عليهَ :فَلَعّل َ
ك
ك إلى آخر الية«. ض ما ُيوحى ِإَلْي َ ك َبْع َ
تاِر ٌ
قال» :و دعا رسول ال )صلى ال عليه و آله( لمير المؤمنين في آخر صلته ،رافعا بها صوته ،يسمع الناس:
ن آَمُنوا َو ن اّلِذي َ
اللهم هب لعلي المودة في صدور المؤمنين ،و الهيبة و العظمة في صدور المنافقين ،فأنزل الِ :إ ّ
ن ُوّدا
حم ُ
ل َلُهُم الّر ْ
جَع ُ سَي ْ
ت َصاِلحا ِ
عِمُلوا ال ّ
َ
__________________________________________________
-4تفسير العياشي .11 /141 :2
) (1كذا ،و قد تقدم في الحديث ) (1و يأتي في الحديث ) (4عمار بن سويد ،و في الحديث ) (2عمارة بن سويد،
و كلهما ممن روى عن الصادق )عليه السلم( ،و روى عنهما ابن مسكان ،و يأتي عن أمالي المفيد في ذيل هذا
الحديث :عمر بن يزيد ،و هو أيضا ممن روى عن الصادق )عليه السلم( و روى عنه ابن مسكان ،و ل دليل
على التعيين.
) (2المالي.5 /279 :
) (3في المصدر :غديرا.
) (4في المصدر :رجلن.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص87 :
ن َو ُتْنِذَر ِبِه َقْومًا ُلّدا » «1بني امية. شَر ِبِه اْلُمّتِقي َ ك ِلُتَب ّسْرناُه ِبِلساِن َ َفِإّنما َي ّ
قال رجل :و ال لصاع من تمر في شن بال أحب إلي مما سأل محمد ربه ،أ فل سأله ملكا يعضده ،أو كنزا
ك إلى َأْم َيُقوُلو َ
ن ض ما ُيوحى ِإَلْي َ ك َبْع َ ك تاِر ٌ يستظهر به على فاقته؟! فأنزل ال فيه عشر آيات من هود ،أولهاَ :فَلَعّل َ
جيُبوا َلُكْم في ولية علي )عليه الصلة و السلم( سَت ِ
ت إلى َفِإّلْم َي ْ سَوٍر ِمْثِلِه ُمْفَتَريا ٍ شِر ُ ل َفْأُتوا ِبَع ْ اْفَتراُه ولية علي ُق ْ
حياةَ الّدْنيا َو
ن ُيِريُد اْل َن كا َ ن » «2لعلي وليته َم ْ سِلُمو َ ل َأْنُتْم ُم ْ
ل ُهَو َفَه ْن ل ِإلَه ِإ ّ ل َو َأ ْ ل ِبِعْلِم ا ِّعَلُموا َأّنما ُأْنِز َ
َفا ْ
ن َرّبِه رسول ال )صلى ال عليه و على َبّيَنٍة ِم ْ ن َ ن كا َ عماَلُهْم ِفيها »َ ،«3أ َفَم ْ ف ِإَلْيِهْم َأ ْ
ِزيَنَتها يعني فلنا و فلنا ُنَو ّ
حَمًة » -«4قال -كانت ولية ب ُموسى ِإمامًا َو َر ْ ن َقْبِلِه ِكتا ُ آله( َو َيْتُلوُه شاِهٌد ِمْنُه أمير المؤمنين )عليه السلم( َو ِم ْ
ك ِفي ِمْرَيٍة ِمْنُه » «5في عُدهُ َفل َت ُ ب َفالّناُر َمْو ِ حزا ِ لْ ن ا َْ ن َيْكُفْر ِبِه ِم َن ِبِه َو َم ْ ك ُيْؤِمُنو َ علي في كتاب موسى ُأولِئ َ
على ن َكَذُبوا َ شهاُد » «6هم الئمة )عليهم السلم( هُؤلِء اّلِذي َ لْ ل ا َْ
ك إلى قولهَ :و َيُقو ُ ن َرّب َ ق ِم ْ حّ ولية علي ِإّنُه اْل َ
ن« ».«7 ل َأ َفل َتَذّكُرو َ ن َمَث ً سَتِويا ِ ل َي ْ َرّبِهْم إلى قولهَ :ه ْ
-[5] /5035عن جابر بن أرقم ،عن أخيه زيد بن أرقم ،قال :إن جبرئيل الروح المين نزل على رسول ال
)صلى ال عليه و آله( بولية علي بن أبي طالب )عليه السلم( عشية عرفة ،فضاق بذلك صدر رسول ال )صلى
ال عليه و آله( مخافة تكذيب أهل الفك و النفاق ،فدعا قوما أنا فيهم فاستشارهم في ذلك ليقوم به في الموسم ،فلم
ندر ما نقول له و بكى )صلى ال عليه و آله( ،فقال له جبرئيل يا محمد ،أ جزعت من أمر ال؟ فقال» :كل -يا
جبرئيل -و لكن قد علم ربي ما لقيت من قريش ،إذ لم يقروا لي بالرسالة حتى أمرني بجهادهم ،و أهبط إلي جنودا
ض ما ُيوحى ك َبْع َ ك تاِر ٌ من السماء فنصروني ،فكيف يقرون لعلي من بعدي؟!« فانصرف عنه جبرئيل فنزلَ :فَلَعّل َ
ك.
صْدُر َ ق ِبِه َ ك َو ضاِئ ٌ ِإَلْي َ
-[6] /5036ابن بابويه في )أماليه( :قال :حدثنا أبي ،قال :حدثنا سعد بن عبد ال ،قال :حدثنا أحمد بن أبي عبد
ال البرقي ،عن أبيه ،عن خلف بن حماد السدي ،عن أبي الحسن العبدي ،عن العمش ،عن عباية بن ربعي ،عن
عبد ال بن عباس ،قال :إن رسول ال )صلى ال عليه و آله( لما أسري به إلى السماء ،انتهى به جبرئيل إلى نهر،
يقال له:
ت َو الّنوَر » «8فلما انتهى به إلى ذلك النهر ،قال له جبرئيل )عليه ظُلما ِ ل ال ّجَع َالنور ،و هو قول ال عز و جلَ :و َ
السلم( يا محمد ،اعبر على بركة ال ،قد نور ال لك بصرك ،و مد لك أمامك ،فإن هذا نهر لم يعبره أحد ،ل
__________________________________________________
-5تفسير العّياشي ،10 /141 :2شواهد التنزيل [.....] .368 /272 :1
-6المالي.10 /290 :
) (1مريم .97 -96 :19
) (2هود .14 -13 :11
) (3هود .15 :11
) (5 ،4هود .17 :11
) (6هود .18 -17 :11
) (7هود .24 -18 :11
) (8النعام .1 :6
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص88 :
ملك مقرب و ل نبي مرسل ،غير أن لي في كل يوم اغتماسة فيه ،ثم أخرج منه فأنفض اجنحتي ،فليس من قطرة
تقطر من أجنحتي إل خلق ال تبارك و تعالى منها ملكا مقربا ،له عشرون ألف وجه و أربعون ألف لسان ،كل
لسان يلفظ بلغة ل يفقهها اللسان الخر .فعبر رسول ال )صلى ال عليه و آله( حتى انتهى به إلى الحجب ،و
الحجب خمسمائة حجاب ،من الحجاب إلى الحجاب مسيرة خمسمائة عام ،ثم قال :تقدم ،يا محمد .فقال له» :يا
جبرئيل ،و لم ل تكون معي؟« قال :ليس لي أن أجوز هذا المكان.
فتقدم رسول ال )صلى ال عليه و آله( ما شاء ال أن يتقدم حتى سمع ما قال الرب تبارك و تعالى :أنا المحمود و
أنت محمد ،شققت اسمك من اسمي ،فمن وصلك وصلته ،و من قطعك بتكته » ،«1انزل إلى عبادي فأخبرهم
بكرامتي إياك ،و أني لم أبعث نبيا إل جعلت له وزيرا ،و أنك رسولي ،و أن عليا وزيرك .فهبط رسول ال )صلى
ال عليه و آله( ،فكره أن يحدث الناس بشيء ،كراهية أن يتهموه ،لنهم كانوا حديثي عهد بالجاهلية ،حتى مضى
ك فاحتمل رسول ال صْدُر َق ِبِه َ ك َو ضاِئ ٌ
ض ما ُيوحى ِإَلْي َك َبْع َك تاِر ٌ
لذلك ستة أيام ،فأنزل ال تبارك و تعالىَ :فَلَعّل َ
ل ِإَلْي َ
ك ل َبّلْغ ما ُأْنِز َسو ُ )صلى ال عليه و آله( ذلك حتى كان يوم الثامن ،فأنزل ال تبارك و تعالى عليه :يا َأّيَها الّر ُ
س » «2فقال رسول ال )صلى ال عليه و آله(: ن الّنا ِ
ك ِم َ
صُم َ
ل َيْع ِ
ت ِرساَلَتُه َو ا ُّ ل َفما َبّلْغ َ
ن َلْم َتْفَع ْ
ك َو ِإ ْن َرّب َ
ِم ْ
»تهديد بعد وعيد ،لمضين لمر » «3ال عز و جل ،فإن يتهموني و يكذبوني فهو أهون علي من أن يعاقبني ال
العقوبة الموجعة في الدنيا و الخرة«.
قال :و سلم جبرئيل )عليه السلم( على علي )عليه السلم( بإمرة المؤمنين ،فقال علي )عليه السلم( »يا رسول
ال ،أسمع الكلم و لم أحس الرؤية« .فقال» :يا علي ،هذا جبرئيل أتاني من قبل ربي بتصديق ما وعدني .ثم أمر
رسول ال )صلى ال عليه و آله( رجل فرجل من أصحابه حتى سلموا عليه بإمرة المؤمنين«.
ثم قال» :يا بلل ،ناد في النسا :أن ل يبقى غدا أحد -إل عليل -إل خرج إلى غدير خم« .فلما كان من الغد خرج
رسول ال )صلى ال عليه و آله( بجماعة من » «4أصحابه ،فحمد ال و أثنى عليه ،ثم قال:
»أيها الناس ،إن ال تبارك و تعالى أرسلني إليكم برسالة ،و إني ضقت بها ذرعا مخافة أن تتهموني و تكذبوني،
حتى أنزل ال علي و عيدا بعد وعيد ،فكان تكذيبكم إياي أيسر علي من عقوبة ال تعالى .إن ال تبارك و تعالى
أسرى بي و أسمعني ،و قال لي :يا محمد ،أنا المحمود و أنت محمد ،شققت اسمك من اسمي ،فمن وصلك
وصلته ،و من قطعك بتكته ،انزل إلى عبادي فأخبرهم بكرامتي إياك ،و أني لم أبعث نبيا إل جعلت له وزيرا ،و
أنك رسولي ،و أن عليا وزيرك« .ثم أخذ رسول ال )صلى ال عليه و آله( بيد علي بن أبي طالب )عليه السلم(
فرفعها حتى نظر الناس إلى بياض إبطيهما ،و لم ير قبل ذلك ،ثم قال:
»أيها الناس ،إن ال تبارك و تعالى مولي ،و أنا مولى المؤمنين ،فمن كنت موله فعلي موله ،اللهم وال من
__________________________________________________
) (1البتك :القطع» .الصحاح -بتك.«1574 :4 -
) (2المائدة .67 :5
) (3في المصدر :أمر.
)) (4من( ليس في المصدر.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص89 :
واله ،و عاد من عاداه ،و انصر من نصره ،و اخذل من خذله« .فقال الشكاك و المنافقون و الذين في قلوبهم
مرض و زيغ :نبرأ إلى ال من مقالته ،ليس بحتم ،و ل نرضى أن يكون علي وزيره ،هذه منه عصبية فقال سلمان
ت َلُكْم ِديَنُكْم َو
و المقداد و أبو ذر و عمار بن ياسر :و ال ما برحنا العرصة حتى نزلت هذه الية اْلَيْوَم َأْكَمْل ُ
سلَم ِدينًا » «1فكرر رسول ال )صلى ال عليه و آله( ذلك ثلثا ،ثم قال: لْت َلُكُم ا ِْ
ضي ُ عَلْيُكْم ِنْعَمِتي َو َر ِ ت ََأْتَمْم ُ
»إن كمال الدين و تمام النعمة و رضى الرب بإرسالي إليكم بالولية بعدي لعلي بن أبي طالب )عليه السلم(«.
قوله تعالى:
ن -إلى قوله ن ُكْنُتْم صاِدِقي َ ل ِإ ْن ا ِّ
ن ُدو ِ طْعُتْم ِم ْسَت َ
نا ْعوا َم ِ ت َو اْد ُسَوٍر ِمْثِلِه ُمْفَتَريا ٍ شِر ُ ل َفْأُتوا ِبَع ْ ن اْفَتراُه ُق َْأْم َيُقوُلو َ
ل ] [14 -13تقدم في الية السابقة عن الصادق )عليه السلم( منها إلى عشر آيات ،إلى ل ِبِعْلِم ا ِّ تعالىَ -أّنما ُأْنِز َ
ن » «2فليؤخذ معناها من الحديث المذكور في الية السابقة ».«3 ل َأ َفل َتَذّكُرو َ ن َمَث ً سَتِويا ِ ل َي ْقوله تعالىَ :ه ْ
ن :يعني قولهم :إن ال لم يأمره ن إلى قوله :صاِدِقي َ -[1] /5037و قال علي بن إبراهيم ،في قوله تعالىَ :أْم َيُقوُلو َ
بولية علي ،و إنما يقول من عنده فيه.
ل أي بولية أمير المؤمنين )عليه السلم( من عند ل ِبِعْلِم ا ِّ
عَلُموا َأّنما ُأْنِز َ جيُبوا َلُكْم َفا ْسَت ِفقال ال عز و جل َفِإّلْم َي ْ
ال.
قوله تعالى:
ل ما طٌ ن -إلى قوله تعالىَ -و با ِ سو َ خُ عماَلُهْم ِفيها َو ُهْم ِفيها ل ُيْب َ ف ِإَلْيِهْم َأ ْ
حياَة الّدْنيا َو ِزيَنَتها ُنَو ّ ن ُيِريُد اْل َ ن كا َ َم ْ
حياَة الّدْنيا َو ِزيَنَتها ُنَو ّ
ف ن ُيِريُد اْل َ
ن كا َ ن ] -[2] /5038 [16 -15علي بن إبراهيم ،في قوله تعالىَ :م ْ كاُنوا َيْعَمُلو َ
سو َ
ن خُ عماَلُهْم ِفيها َو ُهْم ِفيها ل ُيْب َ ِإَلْيِهْم َأ ْ
__________________________________________________
-1تفسير القمي .324 :1
-2تفسير القمي [.....] .324 :1
) (1المائدة .3 :5
) (2هود .24 :11
) (3تقدم في الحديث ) (4من تفسير الية ) (12من هذه السورة.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص90 :
ل الّناُر.خَرِة ِإ ّلِس َلُهْم ِفي ا ْ ن َلْي َك اّلِذي َُأولِئ َ
قال :من عمل الخير على أن يعطيه ال ثوابه في الدنيا ،أعطاه ثوابه في الدنيا ،و كان له في الخرة النار.
-[2] /5039محمد بن يعقوب :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه و علي بن محمد القاساني جميعا ،عن القاسم ابن
محمد ،عن سليمان بن داود المنقري ،عن سفيان بن عيينة ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :سأل رجل أبي
بعد منصرفه من الموقف ،فقال :أ ترى يجيب » «1ال هذا الخلق كله؟
فقال أبي :ما وقف بهذا الموقف أحد إل غفر ال له ،مؤمنا كان أو كافرا ،إل أنهم في مغفرتهم على ثلث منازل-
و ذكر المنازل الثلث فقال في الثالثة -و كافر وقف هذا الموقف ،زينة الحياة الدنيا ،غفر ال له ما تقدم من ذنبه،
إن تاب من الشرك فيما بقي من عمره ،و إن لم يتب وفاه أجره و لم يحرمه أجر هذا الموقف ،و ذلك قوله عز و
س َلُهْم ِفين َلْي َك اّلِذي َن ُأولِئ َ سو َ خُعماَلُهْم ِفيها َو ُهْم ِفيها ل ُيْب َ ف ِإَلْيِهْم َأ ْ
حياَة الّدْنيا َو ِزيَنَتها ُنَو ّ ن ُيِريُد اْل َ ن كا َ جلَ :م ْ
ن«. ل ما كاُنوا َيْعَمُلو َ طٌ صَنُعوا ِفيها َو با ِ ط ما َ حِب َل الّناُر َو َ خَرِة ِإ ّلِ اْ
ل َكِذْكِرُكْم آباَءُكْم ».«2 سَكُكْم َفاْذُكُروا ا َّ ضْيُتْم َمنا ِو قد تقدم الحديث بتمامه في قوله تعالى َفِإذا َق َ
حياَة
ن ُيِريُد اْل َ ن كا َ -[3] /5040العياشي :عن عمار بن سويد ،قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقولَ» :م ْ
عماَلُهْم ِفيها«. ف ِإَلْيِهْم َأ ْ
الّدْنيا َو ِزيَنَتها يعني فلنا و فلنا ُنَو ّ
قوله تعالى:
ن ِبِه -إلى قوله ك ُيْؤِمُنو َ حَمًة ُأولِئ َب ُموسى ِإمامًا َو َر ْ ن َقْبِلِه ِكتا ُن َرّبِه َو َيْتُلوُه شاِهٌد ِمْنُه َو ِم ْ على َبّيَنٍة ِم ْ ن َن كا َ َأ َفَم ْ
ن ][17 تعالى -ل ُيْؤِمُنو َ
-[4] /5041علي بن إبراهيم ،قال :حدثني أبي ،عن يحيى بن أبي عمران ،عن يونس ،عن أبي بصير و
الفضيل ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :قال» :إنما نزلت) :أ فمن كان على بينة من ربه -يعني رسول ال
)صلى ال عليه و آله( ،-و يتلوه شاهد منه إماما و رحمة و من قبله كتاب موسى أولئك يؤمنون به( فقدموا و
أخروا في التأليف«.
__________________________________________________
-2الكافي .10 /521 :4
-3تفسير العّياشي .11 /142 :2
-4تفسير القّمي .324 :1
) (1في المصدر :يخيب.
) (2تقّدم في الحديث ) (3من تفسير اليات ) (202 -200من سورة البقرة.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص91 :
-[2] /5042محمد بن يعقوب :عن الحسين بن محمد ،عن معلى بن محمد ،عن الحسن بن علي ،عن أحمد ابن
ن َرّبِه َو َيْتُلوُهعلى َبّيَنٍة ِم ْ ن َ ن كا َعمر الحلل ،قال :سألت أبا الحسن )عليه السلم( عن قول ال عز و جلَ :أ َفَم ْ
شاِهٌد ِمْنُه.
فقال» :أمير المؤمنين )صلوات ال عليه( الشاهد من رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،و رسول ال )صلى ال
عليه و آله( على بينة من ربه«.
-[3] /5043محمد بن الحسن الصفار :عن محمد بن الحسين ،عن عبد ال بن حماد ،عن أبي الجارود ،عن
الصبغ بن نباتة ،قال :قال أمير المؤمنين )عليه السلم(» :لو كسرت لي الوسادة فقعدت عليها ،لقضيت بين أهل
التوراة بتوراتهم ،و أهل النجيل بإنجيلهم ،و أهل الزبور بزبورهم ،و أهل الفرقان بفرقانهم ،بقضاء يصعد إلى
ال يزهر .و ال ما نزلت آية في كتاب ال ،في ليل أو نهار ،إل و قد علمت فيمن أنزلت ،و ل أحد ممن مرت على
رأسه المواسي من قريش إل و قد أنزلت فيه آية من كتاب ال ،تسوقه إلى الجنة أو النار«.
على َبّيَنٍة
ن َن كا َ فقام إليه رجل ،فقال :يا أمير المؤمنين ،ما الية التي نزلت فيك؟ قال» :أما سمعت ال يقولَ :أ َفَم ْ
ن َرّبِه َو َيْتُلوُه شاِهٌد ِمْنُه فرسول ال )صلى ال عليه و آله( على بينة من ربه ،و أنا الشاهد له ،و أتلوه منه« » ِم ْ
.«1
-[4] /5044الشيخ في )أماليه( :بإسناده عن أمير المؤمنين )عليه السلم( أنه كان يوم الجمعة يخطب على
المنبر ،فقال» :و الذي فلق الحبة و برأ النسمة ،ما من رجل من قريش جرت عليه المواسي إل و قد أنزلت فيه آية
من كتاب ال عز و جل ،أعرفها كما أعرفه«.
فقام إليه رجل ،فقال :يا أمير المؤمنين ما آيتك التي نزلت فيك؟ فقال» :إذا سألت فافهم ،و ل عليك أل تسأل عنها
على ن َ
ن كا َغيري ،أقرأت سورة هود؟« فقال :نعم ،يا أمير المؤمنين ،قال» :أ فسمعت ال عز و جل يقولَ :أ َفَم ْ
ن َرّبِه َو َيْتُلوُه شاِهٌد ِمْنُه؟« .قال :نعم قال» :فالذي على بينة من ربه محمد )صلى ال عليه و آله( ،و يتلوه
َبّيَنٍة ِم ْ
شاهد منه -و هو الشاهد ،و هو منه » -«2أنا علي بن أبي طالب و أنا الشاهد و ال لنبيه ،و أنا منه )صلى ال
عليه و آله(«.
-[5] /5045و عنه ،في )مجالسه( ،قال :أخبرنا جماعة ،عن أبي المفضل ،قال :حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد
بن سعيد بن عبد الرحمن الهمداني بالكوفة ،قال :حدثني محمد بن المفضل بن إبراهيم بن قيس الشعري ،قال:
حدثنا علي بن حسان الواسطي ،قال :حدثنا عبد الرحمن بن كثير ،عن جعفر بن محمد ،عن أبيه ،عن جده
__________________________________________________
-2الكافي .3 /147 :1
سلم( ،و
ي )عليه ال ّ
ن قوله» :و هو الشاهد ،و هو منه« من كلم الراوي ،و »هو« يعود على عل ّ ) (2الظاهر أ ّ
ل عليه و آله([.....] .
الهاء في »منه« تعود إلى الرسول )صلى ا ّ
-[11] /5051و عنه :قال ابن عباس في معنى الية :هو علي )عليه السلم( شهد للنبي )صلى ال عليه و آله( و
هو منه.
-[12] /5052ابن شهر آشوب :عن الطبري بإسناده ،عن جابر بن عبد ال ،عن علي )عليه السلم( و روى
الصبغ و زين العابدين و الباقر و الصادق و الرضا )عليهم السلم( أنه قال أمير المؤمنين )عليه السلم(َ» :أ َفَم ْ
ن
ن َرّبِه رسول ال )صلى ال عليه و آله( َو َيْتُلوُه شاِهدٌ أنا«. على َبّيَنٍة ِم ْ ن َكا َ
على َبّيَنٍة ن َ ن كا َ -[13] /5053عن الحافظ أبي نعيم بثلثة طرق ،قال :سمعت عليا يقول» :قول ال تعالىَ :أ َفَم ْ
ن َرّبِه َو َيْتُلوُه شاِهٌد ِمْنُه رسول ال )صلى ال عليه و آله( على بينة من ربه ،و أنا الشاهد«. ِم ْ
ن َرّبِه قال :هو رسول ال )صلى ال على َبّيَنٍة ِم ْ ن َ ن كا َ -[14] /5054حماد بن سلمة ،عن ثابت ،عن أنسَ :أ َفَم ْ
عليه و آله( َو َيْتُلوُه شاِهٌد ِمْنُه قال :هو علي بن أبي طالب )عليه السلم( ،كان -و ال -لسان رسول ال )صلى ال
عليه و آله(.
ن كا َ
ن -[15] /5055كتاب )فصيح الخطيب( :أنه سأله ابن الكواء ،فقال :و ما أنزل فيك؟ قال» :قوله تعالىَ :أ َفَم ْ
ن َرّبِه َو َيْتُلوُه شاِهٌد ِمْنُه و قد روى زاذان نحوا من ذلك. على َبّيَنٍة ِم ْ َ
ن َرّبِه رسول ال على َبّيَنٍة ِم ْ ن َ ن كا َ -[16] /5056الثعلبي :عن الكلبي ،عن أبي صالح ،عن ابن عباسَ :أ َفَم ْ
)صلى ال عليه و آله( َو َيْتُلوُه شاِهٌد ِمْنُه الشاهد علي )عليه السلم(.
و رواه القاضي أبو عمر ،و عثمان بن أحمد ،و أبو نصر القشيري ،في كتابيهما .و رواه الفلكي المفسر ،عن
مجاهد ،و عن عبد ال بن شداد.
ن َرّبِه َو على َبّيَنٍة ِم ْ ن َ ن كا َ -[17] /5057و من طريق المخالفين :ابن المغازلي الشافعي ،في تفسير قولهَ :أ َفَم ْ
َيْتُلوُه شاِهٌد ِمْنُه قال :قال علي )عليه السلم(» :رسول ال )صلى ال عليه و آله( على بينة من ربه ،و أنا الشاهد
منه ،أتلوه و اتبعه«.
-[18] /5058و روى ابن المغازلي الشافعي :بإسناده عن علي بن عابس ،قال :دخلت أنا و أبو مريم على عبد
ال بن عطاء ،قال أبو مريم :حدث عليا بالحديث الذي حدثتني به عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :كنت عند أبي
جعفر )عليه السلم( جالسا إذ مر علينا ابن عبد ال بن سلم ،قلت :جعلت فداك ،هذا ابن الذي عنده علم »«1
الكتاب؟
__________________________________________________
-11كشف الغمة [.....] .3087 :1
-12المناقب .85 :3
-13المناقب .85 :3
-14المناقب ،85 :3شواهد التنزيل .383 /280 :1
-15المناقب .86 :3
-16المناقب ،86 :3شواهد التنزيل .381 /279 :1
-17المناقب للمغازلي.318 /270 :
-18المناقب للمغازلي.358 /313 :
) (1في المصدر زيادة :من.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص95 :
عْنَدُهن ِ قال» :ل ،و لكنه صاحبكم علي بن أبي طالب )عليه السلم( الذي نزلت فيه آيات من كتاب ال تعالىَ :و َم ْ
سوُلُه » «2الية«. ل َو َر ُ ن َرّبِهِ ،إّنما َوِلّيُكُم ا ُّ
على َبّيَنٍة ِم ْن َ
ن كا َ
ب »َ ،«1أ َفَم ْ عْلُم اْلِكتا ِ
ِ
ن َرّبِه َو َيْتُلوُه شاِهٌد ِمْنُه قال ابن عباس: على َبّيَنٍة ِم ْ ن َ ن كا َ -[19] /5059موفق بن أحمد ،قال :قوله تعالىَ :أ َفَم ْ
هو علي )عليه السلم( أول من يشهد للنبي )صلى ال عليه و آله( ،و هو منه.
ن َرّبِه َو َيْتُلوهُ شاِهٌد ِمْنهُ علي على َبّيَنٍة ِم ْ ن َ ن كا َ -[20] /5060الثعلبي في )تفسيره( يرفعه إلى ابن عباس َأ َفَم ْ
خاصة.
-[21] /5061و بإسناده عن الشعبي ،يرفعه إلى علي )عليه السلم( -في حديث طويل -قال علي )عليه السلم(:
»ما من رجل من قريش إل و قد نزلت فيه الية أو اليتان ،فقال له رجل :فأي شيء نزل فيك؟ فقال :أما تقرأ
الية التي في هودَ :و َيْتُلوُه شاِهٌد ِمْنُه«.
-[22] /5062أبو بكر بن مردويه ،قال :أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد السري بن يحيى التميمي ،حدثنا المنذر
بن محمد بن المنذر ،حدثنا أبي ،حدثنا عمي الحسين بن سعيد بن أبي الجهم ،حدثنا أبي ،عن أبان بن تغلب ،عن
مسلم ،قال :سمعت أبا ذّر ،و المقداد بن السود و سلمان الفارسي ،قالوا :كنا قعودا عند رسول ال )صلى ال عليه
و آله( ما معنا غيرنا ،إذ أقبل ثلثة رهط من المهاجرين البدريين ،فقال رسول ال )صلى ال عليه و آله(» :تفترق
امتي بعدي ثلث فرق :فرقة أهل حق ل يشوبه باطل ،مثلهم كمثل الذهب ،كلما فتنته » «3بالنار ازداد جودة و
طيبا ،و إمامهم هذا -لحد الثلثة -و هو الذي أمر ال به في كتابه إماما و رحمة .و فرقة أهل باطل ل يشوبونه
بحق ،مثلهم كمثل خبث الحديد ،كلما فتنته بالنار ازداد خبثا ،و إمامهم هذا -لحد الثلثة .-و فرقة أهل ضللة،
مذبذبين بين ذلك ،ل إلى هؤلء و ل إلى هؤلء ،و إمامهم هذا -لحد الثلثة.«-
قال :فسألتهم عن أهل الحق و إمامهم .فقالوا :هذا علي بن أبي طالب )عليه السلم( إمام المتقين ،و أمسكوا عن
الثنين ،فجهدت أن يسموهما فلم يفعلوا.
و روى هذا الحديث أخطب خطباء خوارزم موفق بن أحمد ،و رواه أيضا أبو الفرج المعافى ،و هو شيخ البخاري
».«4
__________________________________________________
-19المناقب للخوارزمي.197 :
... -20مناقب ابن شهر آشوب .86 :3
... -21تفسير الطبري ،11 :12فرائد السمطين .362 /340 :1
... -22الطرائف.246 /241 :
) (1الرعد .43 :13
) (2المائدة [.....] .55 :5
) (3الفتنة :الختبار .و فتنه بالنار :أي أدخلها فيها ليتمّيز» .مجمع البحرين -فتن.«291 :6 -
) ... (4الطرائف ،346 /241 :اليقين.184 /181 :
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص96 :
-[23] /5063ابن المغازلي الشافعي :يرفعه إلى عباد بن عبد ال ،قال :سمعت عليا )عليه السلم( يقول» :ما
نزلت آية من كتاب ال جل و عز إل و قد علمت متى أنزلت و فيمن أنزلت ،و ما من قريش رجل إل و قد أنزلت
فيه آية من كتاب ال عز و جل ،تسوقه إلى جنة أو نار« .فقام إليه رجل ،فقال :يا أمير المؤمنين ،فما نزل فيك؟
ن َرّبِه َو َيْتُلوُه شاِهٌد ِمْنُه
على َبّيَنٍة ِم ْ
ن َ
ن كا َ
قال» :لو ل أنك سألتني على رؤوس الشهاد لما حدثتك ،أما تقرأَ :أ فََم ْ
رسول ال )صلى ال عليه و آله( على بينة من ربه ،و أنا الشاهد منه«.
و من )كتاب الحبري( مثله » ،«1و من )رموز الكنوز( للرسعني مثله ».«2
-[24] /5064محمد بن يعقوب :بإسناده عن جابر بن يزيد ،عن أبي جعفر )عليه السلم( عن أمير المؤمنين
سْلنا َ
ك ن َتَوّلى َفما َأْر َ ل َو َم ْ ع ا َّل َفَقْد َأطا َ
سو َ طِع الّر ُن ُي ِ
)عليه السلم( -في خطبة له -قال» :و قال في محكم كتابهَ :م ْ
حِفيظًا » «3فقرن طاعته بطاعته ،و معصيته بمعصيته ،فكان ذلك دليل على ما فوض إليه ،و شاهدا له عَلْيِهْم َ
َ
على من اتبعه و عصاه .و بين ذلك في غير موضع من الكتاب العظيم ،فقال تبارك و تعالى ،في التحريض على
ل َو َيْغِفْر َلُكْم ُذُنوَبُكْم »حِبْبُكُم ا ُّ
ل َفاّتِبُعوِني ُي ْ
ن ا َّ
حّبو َ
ن ُكْنُتْم ُت ِ
ل ِإ ْ
اتباعه ،و الترغيب في تصديقه و القبول لدعوتهُ :ق ْ
«4فاتباعه )صلى ال عليه و آله( محبة ال ،و رضاه غفران الذنوب و كمال الفوز و وجوب الجنة ،و في التولي
ن َيْكُفْر ِبهِ ِم َ
ن عنه و العراض محادة ال و غضبه و سخطه .و البعد منه سكن النار ،و ذلك قوله تعالىَ :و َم ْ
عُدُه يعني الجحود به و العصيان له«. ب َفالّناُر َمْو ِحزا ِ لْ ا َْ
ك َبْع َ
ض ك تاِر ٌ و قد مضى حديث في معنى الية ،عن العياشي ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله تعالىَ :فَلَعّل َ
ك الية فليطلب هناك ».«5 ما ُيوحى ِإَلْي َ
قوله تعالى:
على َرّبِهْم ][18
ن َ
ضو َ
ك ُيْعَر ُ
ل َكِذبًا ُأولِئ َ
عَلى ا ِّ
ن اْفَترى َ
ظَلُم ِمّم ِ
ن َأ ْ
َو َم ْ
-[1] /5065العياشي :عن أبي عبيدة ،قال :سألت أبا جعفر )عليه السلم( عن قوله:
__________________________________________________
-23المناقب.318 /270 :
-24الكافي .4 /26 :8
-1لم نجده في العياشي المطبوع.
) (1تفسير الحبري 36 /276 :عن زاذان نحوه« ،و في مستدرك تفسير الحبري 79 /340 :بروآية فرات في
تفسيره ص 69عن الحبري بالسناد عن عباد بن عبد ال السدي.
) ... (2عنه تحفة البرار) 110 :مخطوط(.
) (3النساء .80 :4
) (4آل عمران .31 :3
) (5تقديم في الحديث ) (4من تفسير الية ) (12من هذه السورة.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص97 :
عَوجًا ».«1 على َرّبِهْم إلى قولهَ :يْبُغوَنها ِ ن َ
ضو َ ك ُيْعَر ُ ل َكِذبًا ُأولِئ َعَلى ا ِّ ن اْفَترى َ ظَلُم ِمّم ِ
ن َأ ْ
َو َم ْ
قال» :أي يطلبون لسبيل ال زيغا عن الستقامة ،يحرفونها بالتأويل و يصفونها بالنحراف عن الحق و
الصواب«.
-[1] /5066و عن النبي )صلى ال عليه و آله( في خبر» :أن ال تعالى فرض على الخلق خمسة ،فأخذوا أربعة
و تركوا واحدا ،فسألوا عن الربعة ،قال :الصلة و الزكاة و الحج و الصوم« .قالوا :فما الواحد الذي تركوا؟ قال:
عَلى ا ِّ
ل ن اْفَترى َ ظَلُم ِمّم ِ
ن َأ ْ»ولية علي بن أبي طالب« قالوا :هي واجبة من ال تعالى؟ قال» :نعم ،قال الَ :و َم ْ
َكِذبًا« اليات.
قوله تعالى:
عْنُهْم ما كاُنوا ل َ
ضّ سُهْم َو َ سُروا َأْنُف َ خِ ن َ ك اّلِذي َ
على َرّبِهْم -إلى قوله تعالىُ -أولِئ َ ن َكَذُبوا َ شهاُد هُؤلِء اّلِذي َ لْل ا ََْو َيُقو ُ
َيْفَتُرو َ
ن
][21 -18
شهاُد. لْل ا َْ
-[2] /5067العياشي :عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله تعالىَ :و َيُقو ُ
على َرّبِهْم«.ن َكَذُبوا َ قال» :هم الئمة )عليهم السلم( :هُؤلِء اّلِذي َ
ظاِلِمي َ
ن عَلى ال ّ ل َ -[3] /5068علي بن إبراهيم ،في معنى الية :يعني بالشهاد الئمة )عليهم السلم(َ ،أل َلْعَنُة ا ِّ
عَوجًا يعني ل َو َيْبُغوَنها ِ ل ا ِّسِبي ِ
ن َ عْن َ صّدو َن َي ُ
لل محمد )صلى ال عليه و آله( حقهم .ثم قال :و قوله :اّلِذي َ
عَوجًا يعني حرفوها إلى غيرها. يصدون عن طريق ال ،و هي المامة َو َيْبُغوَنها ِ
سْمَع قال :ما قدروا أن يسمعوا بذكر أمير المؤمنين )عليه السلم( .ثم قال :و ن ال ّطيُعو َ سَت ِثم قال :و قوله :ما كاُنوا َي ْ
ضَ
ل سُهْم َو َ سُروا َأْنُف َخِن َك اّلِذي َ
قولهُ :أولِئ َ
عْنُهْم ما كاُنوا َيْفَتُرو َ
ن أي بطل َ
يعني يوم القيامة ،بطل الذي يدعونه » «2غير أمير المؤمنين )عليه السلم(.
__________________________________________________
-1مناقب ابن شهر آشوب .199 :3
-2تفسير العّياشي .11 /142 :2
-3تفسير القّمي .325 :1
) (1هود [.....] .19 :11
) (2في المصدر :الذين دعوا.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص98 :
قوله تعالى:
خَبُتوا ِإلى َرّبِهْم ] -[1] /5069 [23علي بن إبراهيم قال :و قوله تعالىِ :إ ّ
ن ت َو َأ ْصاِلحا ِ عِمُلوا ال ّ ن آَمُنوا َو َ ن اّلِذي َ
ِإ ّ
خَبُتوا ِإلى َرّبِهْم أي تواضعوا ل و عبدوه. ت َو َأ ْ صاِلحا ِ عِمُلوا ال ّ
ن آَمُنوا َو َ اّلِذي َ
-[2] /5070محمد بن يعقوب :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن الحسين بن سعيد ،عن حماد ابن
عيسى ،عن الحسين بن المختار ،عن زيد الشحام ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :قلت له :إن عندنا رجل
يقال له :كليب ،فل يجيء عنكم شيء إل قال :أنا اسلم ،فسميناه :كليب تسليم؟ قال :فترحم عليه ،ثم قال» :أ تدرون
خَبُتوا ِإلى ت َو َأ ْ
صاِلحا ِ عِمُلوا ال ّ ن آَمُنوا َو َ ما التسليم؟« فسكتنا ،فقال» :هو و ال الخبات ،قول ال عز و جل :اّلِذي َ
َرّبِهْم«.
-[3] /5071سعد بن عبد ال :عن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن الحسين بن سعيد ،عن حماد بن عيسى ،عن
الحسين بن المختار ،عن أبي اسامة زيد الشحام ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :قلت له :إن عندنا رجل
يسمى كليبا ،فل يخرج عنكم حديث و ل شيء إل قال :أنا اسلم ،فسميناه :كليب تسليم؟ قال :فترحم عليه ،و قال:
ت َو صاِلحا ِ عِمُلوا ال ّ ن آَمُنوا َو َ »أ تدرون ما التسليم؟« فسكتنا ،فقال» :هو و ال الخبات ،قول ال عز و جل :اّلِذي َ
خَبُتوا ِإلى َرّبِهْم«. َأ ْ
-[4] /5072العياشي :عن أبي اسامة ،قال :قلت لبي عبد ال )عليه السلم( :إن عندنا رجل يسمى كليبا ،ل
يجيء عنكم شيء إل قال :أنا اسلم ،فسميناه :كليب تسليم؟ قال :فترحم عليه ،ثم قال» :أ تدرون ما التسليم؟«
خَبُتوا ِإلى َرّبِهْم«. ت َو َأ ْصاِلحا ِ عِمُلوا ال ّ ن آَمُنوا َو َن اّلِذي َ
فسكتنا ،فقال» :هو و ال الخبات ،قول الِ :إ ّ
الكشي :عن علي بن إسماعيل ،عن حماد بن عيسى ،عن حسين بن المختار ،عن أبي اسامة ،قال :قلت لبي عبد
ال )عليه السلم( :إن عندنا رجل يسمى كليبا ،فل يجيء عنكم شيء إل قال :أنا اسلم .و ذكر الحديث ».«1
قوله تعالى:
سَتِويا ِ
ن ل َي ْ
سِميِع َه ْ
صيِر َو ال ّ
صّم َو اْلَب ِ
ل َ
عمى َو ا َْ
لْن َكا َْ
ل اْلَفِريَقْي ِ
َمَث ُ
__________________________________________________
-1تفسير القّمي .325 :1
-2الكافي .3 /321 :1
-3مختصر بصائر الدرجات.75 :
-4تفسير العّياشي .15 /143 :2
) (1رجال الكشي.627 /339 :
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص99 :
ن ] -[1] /5073 [31 -24علي بن إبراهيم :يعني ظاِلِمي َن ال ّ سِهْم ِإّني ِإذًا َلِم َ عَلُم ِبما ِفي َأْنُف ِ ل َأ ْ -إلى قوله تعالى -ا ُّ
المؤمنين و الكافرين ».«1
ي :يعني الفقراء و المساكين الذين نراهم ي الّرْأ ِ ن ُهْم َأراِذُلنا باِد َ ل اّلِذي َك ِإ ّك اّتَبَع َ و قال في قوله تعالىَ :و ما َنرا َ
بادي الرأي.
عَلْيِه
سَئُلُكْم َ
عَلْيُكْم النبياء :أي اشتبهت عليكم حتى لم تعرفوها و لم تفهموها َو يا َقْوِم ل َأ ْ ت َ ثم قال :و قولهَ :فُعّمَي ْ
ن آَمُنوا ِإّنُهْم ُملُقوا َرّبِهْم أي الفقراء الذين آمنوا به. ل َو ما َأَنا ِبطاِرِد اّلِذي َ عَلى ا ِّ ل َ ي ِإ ّ
ن َأجِر َ ل ِإ ْ
ما ً
عُيُنُكْم أي تقصر أعينكم عنهم و ن َتْزَدِري َأ ْ ل إلى قولهِ :لّلِذي َ ن ا ِّ صُرِني ِم َ ن َيْن ُ ثم قال :و قولهَ :و يا َقْوِم َم ْ
ن.ظاِلِمي َ
ن ال ّ سِهْم ِإّني ِإذًا َلِم َ عَلُم ِبما ِفي َأْنُف ِ ل َأ ْخْيرًا ا ُّ ل َ ن ُيْؤِتَيُهُم ا ُّ تستحقرونهم َل ْ
ك الية ».«2 ض ما ُيوحى ِإَلْي َ ك َبْع َ ك تاِر ٌ و قد تقدم في الية ] [24حديث في قوله تعالىَ :فَلَعّل َ
قوله تعالى:
ن ُيْغِوَيكُْم ][34 ل ُيِريُد َأ ْ ن ا ُّ ن كا َ ح َلُكْم ِإ ْصَ ن َأْن َ ت َأ ْ
ن َأَرْد ُ حي ِإ ْ صِ َو ل َيْنَفُعُكْم ُن ْ
-[2] /5074العياشي :عن ابن أبي نصر البزنطي ،عن أبي الحسن الرضا )عليه السلم( ،قال» :قال ال في »
ن ُيْغِوَيُكْم -.قال -:المر إلى ل ُيِريُد َأ ْ ن ا ُّن كا َ ح َلُكْم إِ ْصَ ن َأْن َ ت َأ ْن َأَرْد ُ حي ِإ ْ صِ «3نوح )عليه السلم(َ :و ل َيْنَفُعُكْم ُن ْ
ال يهدي و يضل«.
ن َأَرْد ُ
ت حي ِإ ْ صِ -[3] /5075عن أبي الطفيل ،عن أبي جعفر ،عن أبيه )عليهما السلم( في قولهَ :و ل َيْنَفُعُكْم ُن ْ
ح َلُكْم .قال» :نزلت في العباس«. صَ ن َأْن َ َأ ْ
__________________________________________________
-1تفسير القّمي .325 :1
-2تفسير العّياشي .16 /143 :2
-3تفسير العّياشي .17 /144 :2
) (1في المصدر :و الخاسرين.
) (2تقّدم في الحديث ) (4من تفسير الية ) (12من هذه السورة.
) (3في المصدر زيادة :قوم.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص100 :
عمى حديث مسند ».«1 خَرِة َأ ْ لِ عمى َفُهَو ِفي ا ْ ن ِفي هِذِه َأ ْ ن كا َ و سيأتي إن شاء ال تعالى في قوله تعالىَ :و َم ْ
-[1] /5076عن علي بن إبراهيم :بإسناده عن أبي الطفيل ،عن علي بن الحسين )عليهما السلم(» :أنه نزلت َو
حي في العباس«. صِ ل َيْنَفُعُكْم ُن ْ
قوله تعالى:
ن اْفَتراُه ][35 َأْم َيُقوُلو َ
-[2] /5077الشيباني في )نهج البيان( :عن مقاتل ،قال :إن كفار مكة قالوا :إن محمدا افترى القرآن .قال :و
روي مثل ذلك عن أبي جعفر و أبي عبد ال )عليهما السلم(.
قوله تعالى:
حِيناعُيِننا َو َو ْك ِبَأ ْ
صَنِع اْلُفْل َ
ن َو ا ْ س ِبما كاُنوا َيْفَعُلو َ ن َفل َتْبَتِئ ْ ن َقْد آَم َ ل َم ْ ك ِإ ّن َقْوِم َ ن ِم ْ ن ُيْؤِم َ ح َأّنُه َل ْ
ي ِإلى ُنو ٍ حَ َو ُأو ِ
ن ][49 -36 ن اْلعاِقَبَة ِلْلُمّتِقي َصِبْر ِإ ّن -إلى قوله تعالىَ -فا ْ ظَلُموا ِإّنُهْم ُمْغَرُقو َ ن َ طْبِني ِفي اّلِذي َ َو ل ُتخا ِ
-[3] /5078ابن بابويه ،قال :حدثنا أبي )رضي ال عنه( ،قال :حدثنا سعد بن عبد ال ،عن أحمد بن محمد بن
عيسى ،عن العباس بن معروف ،عن علي بن مهزيار ،عن أحمد بن الحسن الميثمي ،عمن ذكره ،عن أبي عبد ال
)عليه السلم( أنه قال» :كان اسم نوح )عليه السلم( عبد الغفار ،و إنما سمي نوحا لنه كان ينوح على قومه« »
.«2
-[4] /5079و عنه :عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد )رضي ال عنه( ،قال :حدثنا محمد بن الحسن
الصفار،
__________________________________________________
-1تفسير القّمي .23 :2
»هاهنا صلب عمي زيد )رحمه ال(« ثم مضى حتى انتهى إلى طاق الزياتين ،و هو آخر السراجين ،فنزل ،و
قال» :انزل ،فإن هذا الموضع كان مسجد الكوفة الول ،الذي خطه آدم )عليه السلم( ،و أنا أكره أن أدخله
راكبا«.
قال :قلت :فمن غيره عن خطته؟ قال» :أما أول ذلك فالطوفان في زمن نوح )عليه السلم( ،ثم غيره أصحاب
كسرى و النعمان » ،«1ثم غيره بعد زياد بن أبي سفيان«.
فقلت :و كانت الكوفة و مسجدها في زمن نوح )عليه السلم(؟ فقال لي» :نعم -يا مفضل -و كان منزل نوح و
قومه في قرية على منزل من الفرات مما يلي غربي الكوفة -قال -و كان نوح )عليه السلم( رجل نجارا ،فجعله
ال عز و جل نبيا و انتجبه ،و نوح )عليه السلم( أول من عمل سفينة تجري على ظهر الماء -قال -و لبث نوح
)عليه السلم( في قومه ألف سنة إل خمسين عاما ،يدعوهم إلى ال عز و جل ،فيهزءون به و يسخرون منه ،فلما
رأى ذلك منهم دعا عليهم ،فقال:
جرًا َكّفارًا » «2فأوحى ل فا ِك َو ل َيِلُدوا ِإ ّ
عباَد َ
ضّلوا ِن َتَذْرُهْم ُي ِ
ك ِإ ْ
ن َدّيارًا ِإّن َ
ن اْلكاِفِري َض ِم َ
لْر ِ عَلى ا َْ
ب ل َتَذْر َ َر ّ
ال عز و جل إلى نوح :أن اصنع سفينة و أوسعها ،و عجل عملها ،فعمل نوح سفينة في مسجد الكوفة بيده ،فأتى
بالخشب من بعد حتى فرغ منها«.
قال المفضل :ثم انقطع حديث أبي عبد ال )عليه السلم( عند زوال الشمس ،فقام أبو عبد ال )عليه السلم( فصلى
الظهر و العصر ،ثم انصرف من المسجد ،فالتفت عن يساره ،و أشار بيده إلى موضع الداريين » ،«3و هو
موضع دار ابن حكيم ،و ذلك فرات اليوم ،فقال لي» :يا مفضل ،و هاهنا نصبت أصنام قوم نوح )عليه السلم(
يغوث ،و يعوق ،و نسر« .ثم مضى حتى ركب دابته ،فقلت :جعلت فداك ،في كم عمل نوح سفينته حتى فرغ
منها؟ قال» :في دورين«.
قلت :و كم الدوران؟ قال» :ثمانون سنة«.
حِينا«؟
قلت :فإن العامة يقولون :عملها في خمسمائة عام؟ فقال» :كل ،كيف و ال يقولَ :و َو ْ
حّتى ِإذا جاَء َأْمُرنا َو فاَر الّتّنوُر فأين كان موضعه ،و كيف كان؟ قال :قلت :فأخبرني عن قول ال عز و جلَ :
فقال» :كان التنور في بيت عجوز مؤمنة في دبر قبلة ميمنة المسجد«.
فقلت له :فأين ذلك؟ قال» :موضع زاوية باب الفيل اليوم«.
ثم قلت له :و كان بدء خروج الماء من ذلك التنور؟ فقال» :نعم ،إن ال عز و جل أحب أن يري قوم نوح آية ،ثم
إن ال تبارك و تعالى أرسل عليهم المطر يفيض فيضا ،و فاض الفرات فيضا ،و العيون كلهن فيضا ،فأغرقهم ال
عز و جل و أنجى نوحا و من معه في السفينة«.
__________________________________________________
) (1هو النعمان بن المنذر الّلخمي ،أبو قابوس :من أشهر ملوك الحيرة في الجاهلية .و التي كانت تابعة للفرس،
عز له كسرى في نهاية أمره و نفاه إلى خانقين ،فسجن فيها حّتى مات سنة 15ق ه .المحبّر ،359 :تاريخ
اليعقوبي ،244 :1تاريخ الطبري .115 :2
) (2نوح .27 -26 :71
) (3في »ط« :موضع دار الدارين[.....] .
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص103 :
فقلت له :كم لبث نوح في السفينة حتى نضب الماء فنزل » «1منها؟ فقال» :لبث فيها سبعة أيام و لياليها ،و طافت
بالبيت أسبوعا ،ثم استوت على الجودي و هو فرات الكوفة«.
فقلت له :مسجد الكوفة قديم؟ فقال» :نعم ،و هو مصلى النبياء ،و لقد صلى فيه رسول ال )صلى ال عليه و آله(
حين أسري به إلى السماء ،فقال له جبرئيل )عليه السلم( :يا محمد ،هذا مسجد أبيك آدم )عليه السلم( ،و مصلى
النبياء )عليهم السلم( ،فانزل فصل فيه .فنزل رسول ال )صلى ال عليه و آله( فصلى فيه ،ثم إن جبرئيل )عليه
السلم( عرج به إلى السماء«.
-[8] /5085و عنه :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ،عن أبان بن عثمان ،عن
أبي حمزة الثمالي ،عن أبي رزين السدي ،عن أمير المؤمنين )عليه السلم( أنه قال» :إن نوحا )صلى ال عليه(
لما فرغ من السفينة ،و كان ميعاده فيما بينه و بين ربه في إهلك قومه أن يفور التنور ،ففار التنور في بيت
امرأته ،فقالت :إن التنور قد فار ،فقام إليه فختمه ،فقام الماء » ،«2و أدخل من أراد أن يدخل ،و أخرج من أراد
لْر َ
ض جْرَنا ا َْ
سماِء ِبماٍء ُمْنَهِمٍر َو َف ّ
ب ال ّ
حنا َأْبوا َ
أن يخرج ،ثّم جاء إلى خاتمه فنزعه ،يقول ال عز و جلَ :فَفَت ْ
سٍر ».««3 ح َو ُد ُ ت َأْلوا ٍ
على ذا ِ حَمْلناُه َ على َأْمٍر َقْد ُقِدَر َو َ
عُيونًا َفاْلَتَقى اْلماُء َ
ُ
قال» :و كان نجرها في وسط مسجدكم ،و لقد نقص عن ذرعه سبعمائة ذراع«.
-[9] /5086و عنه :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن الحسن بن علي ،عن بعض أصحابه ،عن أبي
عبد ال )عليه السلم( قال» :جاءت امرأة نوح )عليه السلم( و هو يعمل السفينة ،فقالت له :إن التنور قد خرج
منه ماء.
فقام إليه مسرعا حتى جعل الطبق عليه و ختمه بخاتمه ،فقام الماء ،فلما فرغ من السفينة جاء إلى الخاتم ففضه ،و
كشف الطبق ،ففار الماء«.
-[10] /5087و عنه :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ،عن أبان بن عثمان ،عن
إسماعيل الجعفي ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال» :كانت شريعة نوح )عليه السلم( أن يعبد ال بالتوحيد و
الخلص و خلع النداد ،و هي الفطرة التي فطر الناس عليها ،و أخذ ال ميثاقه على نوح )عليه السلم( و على
النبيين )عليهم السلم( أن يعبدوا ال )تبارك و تعالى( ،و ل يشركوا به شيئا ،و أمر بالصلة و المر بالمعروف و
النهي عن المنكر و الحلل و الحرام ،و لم يفرض عليه أحكام حدود و ل فرائض مواريث ،فهذه شريعته ،فلبث
فيهم نوح ألف سنة إل خمسين عاما،
__________________________________________________
-8الكافي .422 /281 :8
-9الكافي .423 /282 :8
-10الكافي .424 /282 :8
) (1في المصدر :و خرجوا ،و في »ط« :و خرج.
) (2قام الماء :جمد» .الصحاح -قوم.«2016 :5 -
) (3القمر .13 -11 :54
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص104 :
ن ُيْؤِم َ
ن يدعوهم سرا و علنية ،فل أبو و عتوا ،قال :رب إني مغلوب فانتصره » .«1فأوحى ال عز و جل اليهَ :ل ْ
جرًا َكّفارًا » ل فا ِ
ن فلذلك قال نوح )عليه السلم(َ :و ل َيِلُدوا ِإ ّ س ِبما كاُنوا َيْفَعُلو َ ن َفل َتْبَتِئ ْ ن َقْد آَم َل َم ْ ك ِإ ّ
ن َقْوِم َ
ِم ْ
ك« ».«3 صَنِع اْلُفْل َ
نا ْ «2فأوحى ال عز و جل إليهَ :أ ِ
-[11] /5088و عنه :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه و محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد جميعا ،عن الحسن
بن علي عن عمر بن أبان ،عن إسماعيل الجعفي ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال» :إن نوحا )عليه السلم( لما
غرس النوى مر عليه قومه ،فجعلوا يضحكون و يسخرون ،و يقولون :قد قعد غراسا .حتى إذا طال النخل و كان
جبارا طوال ،قطعه ثم نحته ،فقالوا :قد قعد نجارا .ثم ألفه و جعله سفينة ،فمروا عليه فجعلوا يضحكون و
يسخرون ،و يقولون :قد قعد ملحا في فلة من الرض .حتى فرغ منها )صلى ال عليه و آله(«.
-[12] /5089و عنه :عن محمد بن أبي عبد ال ،عن محمد بن الحسين ،عن محمد بن سنان ،عن إسماعيل
الجعفي و عبد الكريم بن عمرو ،و عبد الحميد بن أبي الديلم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :حمل نوح
ن اْلَمْعِز
ن َو ِم َ
ن اْثَنْي ِ
ضْأ ِ
ن ال ّ
ج ِم َ
)عليه السلم( في السفينة الزواج الثمانية التي قال ال عز و جلَ :ثماِنَيَة َأْزوا ٍ
ن » «4فكان من الضأن اثنين :زوج داجنة تربيها الناس ،و الزوج الخر ن اْلَبَقِر اْثَنْي ِ
ن َو ِم َل اْثَنْي ِ
لِب ِ
ن ا ِْن َو ِم َ
اْثَنْي ِ
الضأن التي تكون في الجبال الوحشية ،أحل لهم صيدها و من المعز اثنين :زوج داجنة يربيها الناس ،و الزوج
الخر الظباء الوحشية التي تكون في المفاوز و من البل اثنين :البخاتي ،و العراب » «5و من البقر اثنين :زوج
داجنة يربيها الناس » ،«6و الزوج الخر البقر الوحشية و كل طير طيب :وحشي أو إنسي ،ثم غرقت الرض«.
-[13] /5090و عنه :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن الحسن بن علي ،عن داود بن أبي يزيد،
عمن ذكره عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :ارتفع الماء على كل جبل ،و على كل سهل خمسة عشر ذراعا«.
-[14] /5091الشيخ :بإسناده عن أبي القاسم جعفر بن محمد ،عن محمد بن عبد ال بن جعفر الحميري ،عن
أبيه ،عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ،عن محمد بن سنان ،عن المفضل بن عمر الجعفي ،عن أبي عبد ال
)عليهم السلم( قال» :إن ال عز و جل أوحى إلى نوح )عليه السلم( -و ذكر الحديث و قال فيه -ثم ورد إلى باب
الكوفة،
__________________________________________________
-11الكافي .425 /283 :8
-12الكافي .427 /283 :8
-13الكافي .428 /284 :8
-14التهذيب .51 /22 :6
) (1تضمين من سورة القمر .10 :54
) (2نوح .27 :71
) (3المؤمنون .27 :23
) (4النعام 143 :6و [.....] .144
ي» .الصحاح -عرب 179 :1 -و لسان ) (5البخاتي :البل الخراسانّية ،و العرب :خلفها ،و واحدها عرب ّ
العرب -بخت.«9 :2 -
) (6في المصدر :داجنة للناس.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص105 :
ك فبلعت ماءها من مسجد الكوفة ،كما بدأ الماء منه » في وسط مسجدها ،ففيها قال ال تعالى للرض :اْبَلِعي ماَء ِ
،«1و تفرق الجمع الذي كان مع نوح )عليه السلم( في السفينة«.
-[15] /5092ابن بابويه :عن أبيه )رحمه ال( ،قال :حدثنا محمد بن يحيى العطار ،عن محمد بن أحمد بن
يحيى ،عن موسى بن عمر ،عن جعفر بن محمد بن يحيى ،عن غالب ،عن أبي خالد ،عن حمران ،عن أبي جعفر
ل .قال» :كانوا ثمانية«. ل َقِلي ٌ
ن َمَعُه ِإ ّ
)عليه السلم( في قول ال عز و جلَ :و ما آَم َ
-[16] /5093و عنه ،قال :حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني )رضي ال عنه( ،قال :حدثنا علي بن إبراهيم
بن هاشم ،عن أبيه ،عن عبد السلم بن صالح الهروي ،قال :قال الرضا )عليه السلم(» :لما هبط نوح )عليه
السلم( إلى الرض ،كان هو و ولده و من تبعه ثمانين نفسا ،فبنى حيث نزل قرية ،فسماها قرية فسماها قرية
الثمانين ،لنهم كانوا ثمانين«.
-[17] /5094و عنه ،قال :حدثنا أبي )رضي ال عنه( ،قال :حدثنا سعد بن عبد ال ،عن أحمد بن محمد بن
عيسى ،عن الحسن بن علي الوشاء ،عن الرضا )عليه السلم( قال :سمعته يقول» :قال أبي )عليه السلم( :قال
ك لنه كان مخالفا ن َأْهِل َس ِم ْح ِإّنُه َلْي َ
أبو عبد ال )عليه السلم( :إن ال عز و جل قال لنوح )عليه السلم( :يا ُنو ُ
له ،و جعل من اتبعه من أهله« ».«2
قال :و سألني »كيف يقرءون هذه الية في ابن نوح؟« .فقلت :يقرؤها الناس على وجهين) :إنه عمل غير صالح(
و )إنه عمل غير صالح( » .«3فقال :كذبوا هو ابنه ،و لكن ال عز و جل نفاه عنه حين خالفه في دينه«.
__________________________________________________
-15معاني الخبار.1 /151 :
-16علل الشرائع.1 /30 :
سلم( .3 /75 :2 -17عيون أخبار الّرضا )عليه ال ّ
) (1في »ط« :منها.
) (2في »س« :من أمته.
) (3قرأ الكسائي و يعقوب و سهل) :إّنه عمل غير صالح( و قرأ الباقون) :عمل غير صالح(.
ن سؤالك ما ليس لك به علم عمل غير صالح .و ح فالمراد أ ّ غْيُر صاِل ٍ ل َعَم ٌ
ي الطبرسي :من قرأِ :إّنُه َ قال أبو عل ّ
ن هود ،42 :فيكون تقدره: ن َمَع اْلكاِفِري َب َمَعنا َو ل َتُك ْل عليه قوله :اْرَك ْ يحتمل أن يكون الضمير في )إّنه( لما د ّ
ن كوّنك مع الكافرين و انحيازك إليهم و تركك الركوب معنا و الدخول في جملتنا ،عمل غير صالح .و يجوز أن أّ
يكون الضمير لبن نوح ،كاّنه جعل عمل غير صالح ،كما يجعل الشيء الشيء لكثرة ذلك منه ،كقولهم :الشعر
زهير .أو يكون المراد أّنه ذو عمل غير صالح صالح فحذف المضاف.
ح و هو يجعل الضمير لبن غْيُر صاِل ٍ ل َعَم ٌ
ح فيكون في المعنى كقراءة من قرأِ :إّنُه َ غْيُر صاِل ٍ ل َعَم ٌو من قرأِ :إّنُه َ
نوح .و تكون القراءتان مّتفقتين في المعنى ،و إن اختلفتا في اللفظ.
ن العرب ل تقول :هو يعمل غير حسن ،حّتى يقولوا :عمل غير حسن ،فالقول فيه: و من ضّعف هذه القراءة با ّ
إّنهم يقيمون الصفة مقام الموصوف عند ظهور المعنى ،فيقول القائل :قد فعلت صوابا ،و قلت حسنا ،بمعنى فعلت
فعل صوابا ،و قلت قول حسنا.
قال عمر بن أبي ربيعة:
أخر الّنصح و أقلل عتابي أّيها القائل غير الصواب
مجمع البيان .251 :5
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص106 :
-[18] /5095علي بن إبراهيم ،قال :حدثني أبي ،عن ابن أبي عمير ،عن ابن سنان ،عن أبي عبد ال )عليه
السلم( قال» :بقي نوح في قومه ثلثمائة سنة يدعوهم إلى ال عز و جل فلم يجيبوه ،فهم أن يدعو عليهم ،فوافاه
عند طلوع الشمس اثنا عشر ألف قبيل من قبائل ملئكة السماء الدنيا ،و هم العظماء من الملئكة ،فقال لهم نوح
)عليه السلم( :من أنتم »«1؟ فقالوا :نحن اثنا عشر ألف قبيل من قبائل ملئكة سماء الدنيا ،و إن مسيرة غلظ
سماء الدنيا خمسمائة عام ،و من سماء الدنيا إلى الدنيا مسيرة خمسمائة عام ،و خرجنا عند طلوع الشمس ،و
وافيناك في هذا الوقف ،فنسألك أن ل تدعو على قومك .فقال نوح :قد أجلتهم » «2ثلثمائة سنة.
فلما أتى عليهم ستمائة سنة و لم يؤمنوا ،هم أن يدعو عليهم ،فوافاه اثنا عشر ألف قبيل من قبائل ملئكة السماء
الثانية ،فقال نوح :من أنتم؟ فقالوا نحن اثنا عشر ألف قبيل من قبائل ملئكة السماء الثانية ،و غلظ السماء الثانية
مسيرة خمسمائة عام ،و من السماء الثانية إلى سماء الدنيا مسيرة خمسمائة عام ،و من سماء الدنيا إلى الدنيا
مسيرة خمسمائة عام ،خرجنا عند طلوع الشمس ،و وافيناك ضحوة نسألك أن ل تدعو على قومك .فقال نوح :قد
أجلتهم » «3ثلثمائة سنة.
ل َم ْ
ن ك ِإ ّ
ن َقْوِم َ
ن ِم ْن ُيْؤِم َفلما أتى عليهم تسعمائة سنة و لم يؤمنوا ،هم أن يدعو عليهم ،فأنزل ال عز و جلَ :أّنُه َل ْ
ضّلوا
ن َتَذْرُهْم ُي ِك ِإ ْ
ن َدّيارًا ِإّن َ ن اْلكاِفِري َ
ض ِم َلْر ِ عَلى ا َْ
ب ل َتَذْر َ ن فقال نوحَ :ر ّ س ِبما كاُنوا َيْفَعُلو َن َفل َتْبَتِئ ْ
َقْد آَم َ
جرًا َكّفارًا ».«4 ل فا ِ
ك َو ل َيِلُدوا ِإ ّعباَد َِ
فأمره ال أن يغرس النخل ،فأقبل يغرس ،فكان قومه يمرون به فيسخرون منه و يستهزئون به ،و يقولون:
شيخ قد أتى له تسعمائة سنة يغرس النخل! و كانوا يرمونه بالحجارة ،فلما أتى لذلك خمسون سنة و بلغ النخل و
خُروا ِمْنُه سِ ن َقْوِمِه َ ل ِم ْ عَلْيِه َم ٌَاستحكم أمر بقطعه ،فسخروا منه ،و قالوا :بلغ النخل مبلغه ،و هو قولهَ :و ُكّلما َمّر َ
ن.
ف َتْعَلُمو َ سْو َ ن َف َ خُرو َ سَ خُر ِمْنُكْم َكما َت ْ سَ خُروا ِمّنا َفِإّنا َن ْ سَ ن َت ْل ِإ ْ
قا َ
فأمره ال أن ينحت السفينة ،و أمر جبرئيل أن ينزل عليه و يعلمه كيف يتخذها » ،«5فقدر طولها في الرض
ألف و مائتا ذراع ،و عرضها ثمانمائة ذراع ،و طولها في السماء ثمانون ذراعا .فقال :يا رب من يعينني على
اتخاذها؟
فأوحى ال إليه :ناد في قومك :من أعانني عليها و نجر منها شيئا صار ما ينجره ذهبا و فضة ،فنادى نوح فيهم
بذلك فأعانوه عليها ،و كانوا يسخرون منه و يقولون يتخذ » «6سفينة في البر!«.
__________________________________________________
-18تفسير القّمي .325 :1
) (1في »ط« :ما أنتم.
) (2في »ط« نسخة بدل :احتملتهم.
) (3في »ط« نسخة بدل :احتملتهم.
) (4نوح .27 -26 :71
) (5في »ط« :ينحتها[.....] .
) (6في المصدر :ينحت.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص107 :
-[19] /5096و عنه ،قال :حدثني أبي ،عن صفوان ،عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :لما
أراد ال عز و جل هلك قوم نوح عقم أرحام النساء أربعين سنة ،فلم يولد فيهم مولود ،فلما فرغ نوح من اتخاذ
السفينة أمره ال أن ينادي بالسريانية فل تبقى بهيمة و ل حيوان إل حضر ،فأدخل من كل جنس من أجناس
ل ِفيها ِم ْ
ن حِم ْ الحيوان زوجين في السفينة ،و كان الذين آمنوا به من جميع الدنيا ثمانين رجل .فقال ال عز و جل :ا ْ
ل و كان نجر السفينة في مسجد ل َقِلي ٌ
ن َمَعُه ِإ ّن َو ما آَم َ ن آَم َل َو َم ْ عَلْيِه اْلَقْو ُ
ق َسَب َ
ن َ ل َم ْ ك ِإ ّن َو َأْهَل َ ن اْثَنْي ِجْي ِل َزْو َ ُك ّ
الكوفة ،فلما كان في اليوم الذي أراد ال إهلكهم ،كانت امرأة نوح تخبز في الموضع الذي يعرف ب )فار التنور(
في مسجد الكوفة ،و قد كان نوح اتخذ لكل ضرب من أجناس الحيوان موضعا في السفينة ،و جمع لهم فيها جميع
ما يحتاجون من الغذاء ،فصاحت امرأته لما فار التنور ،فجاء نوح إلى التنور فوضع عليه طينا و ختمه ،حتى
أدخل جميع الحيوان السفينة.
ثم جاء إلى التنور ففض الخاتم و رفع الطين ،و انكسفت الشمس ،و جاء من السماء ماء منهمر ،صب بل قطر ،و
عُيونًا َفاْلَتَقى ض ُ لْر َ جْرَنا ا َْ سماِء ِبماٍء ُمْنَهِمٍر َو َف ّ ب ال ّ حنا َأْبوا َ تفجرت الرض عيونا ،و هو قوله عز و جلَ :فَفَت ْ
جراها َو ل َم ْ سِم ا ِّسٍر » «1و قال ال عز و جل :اْرَكُبوا ِفيها ِب ْ ح َو ُد ُ ت َأْلوا ٍعلى ذا ِ حَمْلناُه َ على َأْمٍر َقْد ُقِدَر َو َ اْلماُء َ
ُمْرساها يقول :مجراها :أي مسيرها ،و مرساها :أي موقفها.
ن فقال ابنه ،كما ن َمَع اْلكاِفِري َ ب َمَعنا َو ل َتُك ْ ي اْرَك ْ فدارت السفينة ،و نظر نوح إلى ابنه يقع و يقوم ،فقال له :يا ُبَن ّ
حَم ثم قال ن َر ِ ل َم ْل ِإ ّ ن َأْمِر ا ِّ صَم اْلَيْوَم ِم ْن اْلماِء فقال نوح :ل عا ِ صُمِني ِم َ ل َيْع ِجَب ٍ
سآِوي ِإلى َ حكى ال عز و جلَ :
عَم ٌ
ل ك ِإّنُه َ ن َأْهِل َس ِم ْ ح ِإّنُه َلْي َ ن فقال ال :يا ُنو ُ حَكُم اْلحاِكِمي َ ت َأ ْ
ق َو َأْن َ حّ ك اْل َعَد َ
ن َو ْ ن َأْهِلي َو ِإ ّ ن اْبِني ِم ْ ب ِإ ّ
نوحَ :ر ّ
عوُذ ب ِإّني َأ ُ ن فقال نوح ،كما حكى الَ :ر ّ ن اْلجاِهِلي َ ن ِم َ ن َتُكو َك َأ ْظَ عُ عْلٌم ِإّني َأ ِك ِبِه ِ س َل َن ما َلْي َ سَئْل ِ
ح َفل َت ْ غْيُر صاِل ٍ َ
ل َبْيَنُهَمان فكان كما حكى الَ :و حا َ سِري َن اْلخا ِ ن ِم َحْمِني َأُك ْ ل َتْغِفْر ِلي َو َتْر َ عْلٌم َو ِإ ّس ِلي ِبِه ِ ك ما َلْي َ سَئَل َ
ن َأ ْك َأ ْ
ِب َ
ن«. ن اْلُمْغَرِقي َ ن ِم َ ج َفكا َ اْلَمْو ُ
فقال :أبو عبد ال )عليه السلم(» :فدارت السفينة ،فضربها الموج حتى وافت مكة و طافت بالبيت ،و غرق جميع
الدنيا إل موضع البيت و إنما سمي البيت العتيق لنه أعتق من الغرق ،فبقي الماء ينصب من السماء أربعين
صباحا ،و من الرض عيونا ،حتى ارتفعت السفينة ،فسحت » «2السماء -قال -فرفع نوح )عليه السلم( يده،
فقال :يا دهمان ،أيقن.
ك َو يا ض اْبَلِعي ماَء ِ ل يا َأْر ُ و تفسيرها يا رب احبس » .«3فأمر ال الرض أن تبلغ ماءها ،و هو قولهَ :و ِقي َ
ي فبلعت الرض ماءها ،فأراد ماء جوِد ّ عَلى اْل ُت َ سَتَو ْلْمُر َو ا ْ ي ا َْ ضَ ض اْلماُء َو ُق ِ غي َ سماُء َأْقِلِعي أي أمسكي َو ِ َ
السماء أن يدخل في الرض ،فامتنعت الرض عن قبوله ،و قالت :إنما أمرني ال عز و جل أن أبلع مائي ،فبقي
ماء
__________________________________________________
-19تفسير القّمي .326 :1
) (1القمر .13 -11 :54
ب ،و سال من فوق» .الصحاح -سحح.«373 :1 - ح الماء :ص ّ ) (2س ّ
ب أحسن. ) (3في المصدر :يا رهمان اخفرس )أ تغرك( تفسيرها ر ّ
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص108 :
السماء على وجه الرض ،و استوت السفينة على جبل الجودي ،و هو بالموصل جبل عظيم ،فبعث ال جبرئيل
على ُأَمٍم ِمّم ْ
ن ك َو َعَلْي َ
ت َ سلٍم ِمّنا َو َبَركا ٍ ط ِب َح اْهِب ْ فساق الماء إلى البحار حول الدنيا .و أنزل ال على نوح :يا ُنو ُ
ب َأِليٌم فنزل نوح -بالموصل -من السفينة مع الثمانين ،و بنوا مدينة عذا ٌسُهْم ِمّنا َ
سُنَمّتُعُهْم ُثّم َيَم ّ ك َو ُأَمٌم ََمَع َ
الثمانين ،و كان لنوح بنت ركبت معه في السفينة ،فتناسل الناس منها ،و ذلك قول النبي )صلى ال عليه و آله(:
ن َقْب ِ
ل ك ِم ْ
ت َو ل َقْوُم َ ت َتْعَلُمها َأْن َ
ك ما ُكْن َحيها ِإَلْي َب ُنو ِن َأْنباِء اْلَغْي ِ
ك ِم ْ نوح أحد البوين .ثم قال ال تعالى لنبيهِ :تْل َ
ن«.ن اْلعاِقَبَة ِلْلُمّتِقي َصِبْر ِإ ّ
هذا َفا ْ
-[20] /5097علي بن إبراهيم :أخبرنا أحمد بن إدريس ،قال :حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ،عن أحمد بن
محمد بن أبي نصر ،عن أبان بن عثمان الحمر ،عن موسى بن أكيل النميري ،عن العلء بن سيابة ،عن أبي عبد
ح اْبَنُه.
ال )عليه السلم( في قول الَ :و نادى ُنو ٌ
ب ِإّني فقال» :ليس بابنه ،إنما هو ابنه من زوجته ،و هو على لغة طيئ ،يقولون ل بن المرأة )أبنه( .فقال نوحَ :ر ّ
ن«. سِري َن اْلخا ِ
ن مِ َ حْمِني َأُك ْل َتْغِفْر ِلي َو َتْر َ عْلٌم َو ِإ ّ
س ِلي ِبِه ِك ما َلْي َ سَئَل َ
ن َأ ْ
ك َأ ْ
عوُذ ِب ََأ ُ
-[21] /5098محمد بن عبد ال بن جعفر الحميري :بإسناده عن بكر بن محمد ،قال :سمعت أبا عبد ال )عليه
ح اْبَنُه أي ابنها ،و هي لغة طيئ«. السلم( يقولَ :و نادى ُنو ٌ
-[22] /5099ابن بابويه في )الفقيه( :بإسناده عن كثير النواء ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :إن نوحا
)عليه السلم( ركب السفينة أول يوم من رجب ،فأمر من معه أن يصوموا ذلك اليوم ،و قال :من صام ذلك اليوم
تباعدت عنه النيران » «1مسيرة سنة«.
الشيخ في )أماليه( قال :حدثنا والدي ،قال :أخبرنا محمد بن محمد ،قال :أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد )رحمه
ال( ،قال :حدثني محمد بن الحسن بن مت الجوهري ،عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الشعري ،عن
أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي ،عن أبان بن عثمان ،عن كثير النواء ،عن أبي عبد ال جعفر بن محمد
)عليهما السلم( ،الحديث بعينه إل أن فيه» :تباعدت عنه النار« ».«2
-[23] /5100العياشي :عن إسماعيل الجعفي ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال» :كانت شريعة نوح )عليه
السلم( أن يعبد ال بالتوحيد و الخلص و خلع النداد ،و هي الفطرة التي فطر الناس عليها ،و أخذ ميثاقه على
نوح و النبيين أن يعبدوا ال و ل يشركوا به شيئا ،و أمره بالصلة و المر و النهي و الحلل و الحرام ،و لم
يفرض عليه أحكام حدود و ل
__________________________________________________
-20تفسير القّمي .328 :1
-21قرب السناد.20 :
-22من ل يحضره الفقيه .243 /55 :2
-23تفسير العّياشي .18 /144 :2
) (1في المصدر :النار.
) (2المالي .43 :1
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص109 :
فرض مواريث ،فهذه شريعته ،فلبث فيهم ألف سنة إل خمسين عاما ،يدعوهم سرا و علنية ،فلما أبوا و عتوا قال:
س ِبما كاُنوا َيْفَعُلو َ
ن ن َفل َتْبَتِئ ْ
ن َقْد آَم َ ل َم ْ
ك ِإ ّ
ن َقْوِم َ
ن ِم ْ
ن ُيْؤِم َ
رب اني مغلوب فانتصر » .«1فأوحى الَ :أّنُه َل ْ
ك« ».«3 صَنِع اْلُفْل َ
نا ْ جرًا َكّفارًا » «2و أوحى ال إليهَ :أ ِ ل فا ِ
فلذلك قال نوحَ :و ل َيِلُدوا ِإ ّ
-[24] /5101عن المفضل بن عمر ،قال :كنت مع أبي عبد ال )عليه السلم( بالكوفة أيام قدم على أبي العباس،
فلما انتهينا إلى الكناسة ،نظر عن يساره ،ثم قال» :يا مفضل ،ها هنا صلب عمي زيد )رحمه ال(« .ثم مضى
حتى أتى طاق الزياتين و هو آخر السراجين ،فنزل ،فقال لي» :انزل ،فإن هذا الموضع كان مسجد الكوفة الول،
الذي خطه آدم ،و أنا أكره أن أدخله راكبا«.
فقلت له :فمن غيره عن خطته فقال» :أما أول ذلك فالطوفان في زمن نوح ،ثم غيره بعد أصحاب كسرى و
النعمان بن المنذر ،ثم غيره زياد بن أبي سفيان«.
فقلت له :جعلت فداك ،و كانت الكوفة و مسجدها في زمن نوح؟ فقال» :نعم -يا مفضل -و كان منزل نوح و قومه
في قرية على متن الفرات ،مما يلي غربي الكوفة -قال -و كان نوح رجل نجارا ،فأرسله » «4ال و انتجبه ،و
نوح أول من عمل سفينة تجري على ظهر الماء و إن نوحا لبث في قومه ألف سنة إل خمسين عاما ،يدعوهم إلى
ن اْلكاِفِري َ
ن ض ِم َ
لْر ِ عَلى ا َْب ل َتَذْر َ الهدى ،فيمرون به و يسخرون منه ،فلما رأى ذلك منهم دعا عليهم ،فقالَ :ر ّ
جرًا َكّفارًا » -.«5قال -فأوحى ال إليه :يا نوح ،أن اصنع الفلك و أوسعها ،و عجل علمها ل فا َِدّيارًا إلى قولهِ :إ ّ
بأعيننا .و وحينا ،فعمل نوح سفينته في مسجد الكوفة بيده ،يأتي بالخشب من بعد حتى فرغ منها«.
قال المفضل :ثم انقطع حديث أبي عبد ال )عليه السلم( عند ذلك ،عند زوال الشمس ،فقام فصلى الظهر ثم
العصر ،ثم انصرف من المسجد ،فالتفت عن يساره ،و أشار بيده إلى موضع دار الداريين ،و هي » «6في
موضع دار ابن حكيم ،و ذلك فرات اليوم ،ثم قال لي» :يا مفضل ها هنا نصبت أصنام قوم نوح :يغوث ،و يعوق،
و نسر« .ثم مضى حتى ركب دابته ،فقلت له :جعلت فداك ،في كم عمل نوح سفينته حتى فرغ منها؟ قال» :في
دورين«.
فقلت :و كم الدوران؟ قال» :ثمانون سنة«.
حِينا؟!«.
قلت :فإن العامة تقول :عملها في خمسمائة عام؟ فقال» :كل ،كيف و ال يقولَ :و َو ْ
__________________________________________________
-24تفسير العّياشي .19 /144 :2
) (1تضمين من سورة القمر .10 :54
) (2نوح [.....] .27 :71
) (3المؤمنون .27 :23
) (4في »ط« :فانتباه.
) (5نوح .27 -26 :71
) (6في »س« :دار الدارين ،و هو.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص110 :
-[25] /5102عن عيسى بن عبد ال العلوي ،عن أبيه ،قال :كانت السفينة طولها أربع و أربعون في أربعين
سمكها ،و كانت مطبقة » «1بطبق ،و كان معه خرزتان ،تضيء إحداهما بالنار ضوء الشمس ،و تضيء إحداهما
بالليل ضوء القمر ،فكانوا يعرفون وقت الصلة ،و كانت عظام آدم معه في السفينة ،فلما خرج من السفينة صير
قبره تحت المنارة التي بمسجد منى ».«2
حّتى ِإذا جاَء َأْمُرنا َو فاَر -[26] /5103عن المفضل ،قال :قلت لبي عبد ال )عليه السلم( :أ رأيت قول الَ :
الّتّنوُر ما هذا التنور ،و أين كان موضعه ،و كيف كان؟ فقال» :كان التنور حيث و صفت لك«.
فقلت :فكان بدء خروج الماء من ذلك التنور؟ فقال :نعم ،إن ال أحب أن يري قوم نوح الية ،ثم إن ال بعده أرسل
عليهم مطرا يفيض فيضا ،و فاض الفرات فيضا أيضا ،و العيون كلهن » ،«3فغرقهم ال و أنجى نوحا و من معه
في السفينة«.
فقلت له :و كم لبث نوح و من معه في السفينة حتى نضب الماء و خرجوا منها؟ فقال» :لبثوا فيها سبعة أيام و
لياليها ،و طافت بالبيت ،ثم استوت على الجودي ،و هو فرات الكوفة«.
فقلت له :إن مسجد الكوفة لقديم؟ فقال» :نعم ،و هو مصلى النبياء ،و لقد صلى فيه رسول ال )صلى ال عليه و
آله( حيث انطلق به جبرئيل على البراق ،فلما انتهى به إلى دار السلم ،و هو ظهر الكوفة ،و هو يريد بيت
المقدس ،قال له :يا محمد ،هذا مسجد أبيك آدم ،و مصلى النبياء ،فانزل فصل فيه .فنزل رسول ال )صلى ال
عليه و آله( فصلى ،ثم انطلق به إلى بيت المقدس فصلى ،ثم إن جبرئيل عرج به إلى السماء«.
-[27] /5104عن الحسن بن علي ،عن بعض أصحابه ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :جاءت امرأة نوح
إليه و هو يعمل السفينة ،فقالت له :إن التنور قد خرج منه ماء ،فقام إليه مسرعا حتى جعل الطبق عليه ،فختمه
بخاتمه ،فقام الماء ،فلما فرغ نوح من السفينة جاء إلى خاتمه ففضه ،و كشف الطبق ،ففار الماء«.
-[28] /5105أبو عبيدة الحذاء ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال» :مسجد الكوفة فيه فار التنور ،و نجرت
السفينة ،و هو سرة بابل ،و مجمع النبياء«.
-[29] /5106عن سلمان الفارسي ،عن أمير المؤمنين )عليه السلم( في حديث له في فضل مسجد الكوفة» -فيه
__________________________________________________
-25تفسير العّياشي .20 /145 :2
-26تفسير العّياشي .21 /146 :2
-27تفسير العّياشي .22 /147 :2
-28تفسير العّياشي .23 /147 :2
-29تفسير العّياشي .24 /147 :2
) (1في »ط« :منطبقة.
ي .البحار .333 :11 سلم( في الغر ّ ل على كون قبره )عليه ال ّل( :و أكثر أخبارنا تد ّ
) (2قال المجلسي )رحمه ا ّ
) (3زاد في المصدر و »ط« :عليها.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص111 :
نجرت سفينة نوح ،و فيه فار التنور ،و به كان بيت نوح و مسجده ،و في الزاوية اليمنى فار التنور« .يعني
بمسجد الكوفة.
حّتى ِإذا جاَء َأْمُرنا َو فاَر الّتّنوُر.
-[30] /5107عن العمش ،رفعه إلى علي )عليه السلم( في قولهَ :
فقال» :أما و ال ما هو تنور الخبز« ثم أومأ بيده إلى الشمس ،فقال» :طلوعها«.
-[31] /5108عن إسماعيل بن جابر الجعفي ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :صنعها في مائة سنة ،ثم
أمره أن يحمل فيها من كل زوجين اثنين ،الزواج الثمانية الحلل التي خرج بها آدم من الجنة ،ليكون معيشة
لعقب نوح في الرض ،كما عاش عقب آدم ،فإن الرض تغرق و ما فيها إل ما كان معه في السفينة«.
ج »ِ ،«1م َ
ن لْنعاِم َثماِنَيَة َأْزوا ٍ ن ا َْل َلُكْم ِم َ
قال» :فحمل نوح في السفينة من الزواج الثمانية التي قال الَ :و َأْنَز َ
ن اْلَبَقِر اْثَنْينِ » «2فكان زوجين من الضأن :زوج يربيها ن َو ِم َ
ل اْثَنْي ِ
لِب ِ
ن ا ِْ
ن َ ...و ِم َ
ن اْلَمْعِز اْثَنْي ِ
ن َو ِم َ
ن اْثَنْي ِ
ضْأ ِ
ال ّ
الناس و يقومون بأمرها ،و زوج من الضأن التي تكون في الجبال الوحشية ،أحل لهم صيدها و من المعز اثنين:
زوج يربيه الناس ،و زوج من الظباء ،و من البقر اثنين .زوج يربيه الناس ،و زوج هو البقر الوحشي ،و من
البل زوجين و هي :البخاتي و العراب ،و كل طير وحشي أو إنسي ،ثم غرقت الرض«.
-[32] /5109عن إبراهيم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( »أن نوحا حمل الكلب في السفينة ،و لم يحمل ولد
الزنا«.
-[33] /5110عن عبيد ال الحلبي ،عنه )عليه السلم( ،قال» :ينبغي لولد الزنا أن ل تجوز له شهادة ،و ل يؤم
بالناس ،لم يحمله نوح في السفينة و قد حمل فيها الكلب و الخنزير«.
ل.
ل َقِلي ٌ
ن َمَعُه ِإ ّ -[34] /5111عن حمران ،عن أبي جعفر )عليه السلم( في قول الَ :و ما آَم َ
قال» :كانوا ثمانية«.
ح اْبَنُه.
-[35] /5112عن محمد بن مسلم ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قالَ :و نادى ُنو ٌ
قال» :إنما في لغة طيئ )أبنه( بنصب اللف يعني ابن امرأته«.
ح اْبَنُه.
-[36] /5113عن موسى ،عن العلء بن سيابة ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول الَ :و نادى ُنو ٌ
__________________________________________________
-30تفسير العّياشي .25 /147 :2
-31تفسير العّياشي [.....] .26 /147 :2
-32تفسير العّياشي .27 /148 :2
-33تفسير العّياشي .28 /148 :2
-34تفسير العّياشي .29 /148 :2
-35تفسير العّياشي .30 /148 :2
-36تفسير العّياشي .31 /148 :2
) (1الزمر .6 :39
) (2النعام .144 -143 :6
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص112 :
ك إلى عوُذ ِب َ
ب ِإّني َأ ُ
قال» :ليس بابنه ،إنما هو ابن امرأته ،و هي لغة طيئ يقولون لبن المرأة )أبنه( قال نوحَ :ر ّ
ن«. سِري َ اْلخا ِ
-[37] /5114عن زرارة ،عن أبي جعفر )عليه السلم( في قول نوح) :يا بنى اركب معنا( ،قال» :ليس بابنه«.
قال :قلت :إن نوحا قال :يا بني؟ قال» :فإن نوحا قال ذلك و هو ل يعلم«.
-[38] /5115عن إبراهيم بن أبي العلء ،عن غير واحد ،عن أحدهما )عليهما السلم( قال» :لما قال ال :يا
سماُء َأْقِلِعي قالت الرض :إنما أمرت أن أبلع مائي أنا فقط ،و لم أؤمر أن أبلع ماء ك َو يا َ ض اْبَلِعي ماَء ِ َأْر ُ
السماء -،قال -فبلعت الرض ماءها ،و بقي ماء السماء فصير بحرا حول الدنيا« ».«1
ك.
ض اْبَلِعي ماَء ِ -[39] /5116عن عبد الرحمن بن الحجاج ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله :يا َأْر ُ
قال» :نزلت بلغة الهند :اشربي«.
ك حبشية«. ض اْبَلِعي ماَء ِ -[40] /5117و في رواية عباد ،عنه )عليه السلم( :يا َأْر ُ
-[41] /5118عن الحسن بن صالح ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :سمعت أبا جعفر )عليه السلم(،
يحدث عطاء ،قال :كان ]طول[ سفينة نوح ألف ذراع و مائتي ذراع ،و عرضها ثمانمائة ذراع ،و طولها في
السماء ثمانين ذراعا ،و طافت بالبيت سبعا ،وسعت بين الصفا و المروة سبعة أشواط ،ثم استوت على الجودي«.
-[42] /5119عن المفضل بن عمر ،عن أبي عبد ال )عليه السلم(» :استوت على الجودي ،هو فرات الكوفة«.
-[43] /5120عن أبي بصير ،عن أبي الحسن )عليه السلم( قال :قال» :يا أبا محمد ،إن ال أوحى إلى الجبال
أني واضع » «2سفينة نوح على جبل منكن في الطوفان ،فتطاولت و شمخت ،و تواضع جبل عندكم بالموصل،
يقال له الجودي ،فمرت السفينة تدور في الطوفان على الجبال كلها حتى انتهت إلى الجودي فوقعت عليه ،فقال
نوح بالسريانية بارات قني بارات قني » .««3قال :قلت له :جعلت فداك ،أي شيء هذا الكلم؟ فقال» :اللهم
أصلح ،اللهم أصلح«.
__________________________________________________
-37تفسير العّياشي .32 /149 :2
-38تفسير العّياشي .33 /149 :2
-39تفسير العّياشي .34 /149 :2
-40تفسير العّياشي 149 :2ذيل الحديث .34
-41تفسير العّياشي .35 /149 :2
-42تفسير العّياشي .36 /149 :2
-43تفسير العّياشي [.....] .37 /15 :2
) (1في المصدر :حول السماء و حول الدنيا.
) (2في المصدر :إّني مهرق.
) (3في »ط« بالسريانّية كلما ،و في المصدر :يا راتقي يا راتقي.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص113 :
-[44] /5121عن أبي بصير ،عن أبي الحسن موسى )عليه السلم( قال» :كان نوح في السفينة ،فلبث فيها ما
شاء ال ،و كانت مأمورة فخلى سبيلها نوح ،فأوحى ال إلى الجبال :أني واضع سفينة عبدي نوح على جبل منكم،
فتطاولت الجبال و شمخت غير الجودي ،و هو جبل بالموصل ،فضرب جؤجؤ السفينة » «1الجبل ،فقال نوح عند
ذلك :رب أتقن .و هو بالعربية :رب أصلح«.
-[45] /5122و روى كثير النواء عن أبي جعفر )عليه السلم( ،يقول» :سمع نوح صرير السفينة على الجودي،
فخاف عليها ،فأخرج رأسه من كوة كانت فيها ،فرفع يده و أشار بإصبعه ،و هو يقول :يا رهمان » «2أتقن،
تأويلها :رب أحسن«.
-[46] /5123عبد الحميد بن أبي الديلم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :لما ربك نوح في السفينة قيل :بعدا
للقوم الظالمين«.
-[47] /5124عن الحسن بن علي الوشاء ،قال :سمعت الرضا )عليه السلم( يقول» :قال أبو عبد ال )عليه
ك لنه كان مخالفا له ،و جعل من اتبعه من أهله«. ن َأْهِل َ
س ِم ْ السلم( :إن ال قال لنوحِ :إّنُه َلْي َ
ح ،و ِإّنُهغْيُر صاِل ٍ ل َ عَم ٌقال :و سألني» :كيف يقرءون هذه الية في نوح؟« .قلت :يقرؤها الناس على وجهينِ :إّنُه َ
ح فقال» :كذبوا ،هو ابنه ،و لكن ال نفاه عنه حين خالفه في دينه«. غْيُر صاِل ٍ ل َ عَم ٌ
َ
قوله تعالى:
جرًا ِإ ْ
ن عَلْيِه َأ ْ
سَئُلُكْم َ
ن يا َقْوِم ل َأ ْ
ل ُمْفَتُرو َ
ن َأْنُتْم ِإ ّ
غْيُرُه ِإ ْ
ن ِإلٍه َ
ل ما َلُكْم ِم ْ
عُبُدوا ا َّ ل يا َقْوِم ا ْ َو ِإلى عاٍد َأخاُهْم ُهودًا قا َ
ن َل َ
ك حُ ك َو ما َن ْ ن َقْوِل َ
عْن ِبتاِرِكي آِلَهِتنا َ حُ ن -إلى قوله تعالىَ -و ما َن ْ طَرِني َأ َفل َتْعِقُلو َ عَلى اّلِذي َف َ
ل َ ي ِإ ّ
جِر َ َأ ْ
ن ][53 -50 ِبُمْؤِمِني َ
-[1] /5125ابن شهر آشوب :قيل لزين العابدين )عليه السلم( :إن جدك كان يقول» :إخواننا بغوا علينا«.
__________________________________________________
-44تفسير العّياشي .38 /150 :2
-45تفسير العّياشي .39 /151 :2
-46تفسير العّياشي .40 /151 :2
-47تفسير العّياشي .41 /151 :2
-1المناقب ،218 :3الحتجاج.312 :
) (1جؤجؤ السفينة :صدرها» .الصحاح -جأجأ.«39 :1 -
) (2في المصدر :و »ط« :ربعمان.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص114 :
فقال )عليه السلم(» :أما تقرأ كتاب الَ :و ِإلى عاٍد َأخاُهْم ُهودًا؟ فهو » «1مثلهم ،أنجاه ال و الذين معه ،و أهلك
عادا بالريح العقيم«.
-[2] /5126علي بن إبراهيم ،قال :قال :إن عادا كانت بلدهم في البادية ،من المشرق » «2إلى الفجر »،«3
أربعة منازل ،و كان لهم زرع و نخيل كثير ،و لهم أعمار طويلة و أجسام طويلة ،فعبدوا الصنام فبعث ال إليهم
هودا يدعوهم إلى السلم و خلع النداد ،فأبوا و لم يؤمنوا بهود و آذوه ،فكفت عنهم السماء سبع سنين حتى
قحطوا ،و كان هود زراعا ،و كان يسقي الزرع ،فجاء قوم إلى بابه يريدونه فخرجت عليهم امرأة شمطاء »«4
عوراء ،فقالت لهم:
من أنتم؟ فقالوا :نحن من بلد كذا و كذا ،أجدبت بلدنا فجئنا إلى هود نسأله أن يدعو ال لنا حتى نمطر و تخصب
بلدنا فقالت :لو استجيب لهود لدعا لنفسه ،فقد احترق زرعه لقلة الماء.
فقالوا :و أين هو؟ قالت :هو في موضع كذا و كذا .فجاءوا إليه ،فقالوا يا نبي ال ،قد أجدبت بلدنا و لم نمطر،
فاسئل ال أن تخصب بلدنا و تمطر .فتهيأ للصلة و صلى و دعا لهم ،فقال لهم» :ارجعوا فقد أمطرتم و أخصبت
بلدكم«.
فقالوا :يا نبي ال ،إنا رأينا عجبا .قال» :و ما رأيتم؟« قالوا :رأينا في منزلك امرأة شمطاء عوراء ،قالت لنا :من
أنتم ،و ما تريدون؟ قلنا :جئنا إلى نبي ال هود ليدعو ال لنا فنمطر .فقالت :لو كان هود داعيا لدعا لنفسه ،فإن
زرعه قد احترق.
فقال هود» :تلك أهلي ،و أنا أدعو ال لها بطول العمر و البقاء« قالوا .و كيف ذاك! قال» :لنه ما خلق ال مؤمنا
إل و له عدو يؤذيه ،و هي عدوي ،فلئن يكون عدوي ممن أملكه خير من أن يكون عدوي ممن يملكني«.
فبقي هود في قومه يدعوهم إلى ال ،و ينهاهم عن عبادة الصنام حتى خصبت بلدهم ،و أنزل ال عليهم المطر،
عَلْيُكْم ِمْدرارًا َو َيِزْدُكْم ُقّوًة ِإلى ُقّوِتُكْم َو
سماَء َ ل ال ّسِسَتْغِفُروا َرّبُكْم ُثّم ُتوُبوا ِإَلْيِه ُيْر ِ و هو قوله عز و جلَ :و يا َقْوِم ا ْ
ن َل َ
ك حُك َو ما َن ْ ن َقْوِل َ
عْحنُ ِبتاِرِكي آِلَهِتنا َ جْئَتنا ِبَبّيَنٍة َو ما َن ْ
ن قالوا ،كما حكى ال :يا ُهوُد ما ِ جِرِمي َل َتَتَوّلْوا ُم ْ
ن الية ،فلما لم يؤمنوا أرسل ال عليهم الريح الصرصر ،يعني الباردة ،و هو قوله في سورة القمر: ِبُمْؤِمِني َ
سَتِمّر » «5و حكى في سورة س ُم ْح ٍ صرًا ِفي َيْوِم َن ْصْر َ عَلْيِهْم ِريحًا َ سْلنا َ عذاِبي َو ُنُذِر ِإّنا َأْر َ ن َف كا َت عاٌد َفَكْي َ َكّذَب ْ
صٍر عاِتَيٍة صْر َ ح َ الحاقة ،فقالَ :و َأّما عاٌد َفُأْهِلُكوا ِبِري ٍ
__________________________________________________
-2تفسير القمي .329 :1
) (1في المصدر :فهم.
) (2في المصدر :الشقيق ،و في تفسير القمي ) 298 :2سورة الحقاف( قال :و الحقاف بلد عاد من الشقوق
إلى الجفر .و جميعا تطلق على عدة مواضع في البادية .انظر »معجم البلدان 356 :3و .«133 :5
) (3الجفر :موضع بين فيد و الخزيمية» .معجم البلدان [.....] .«102 :1
) (4الشمط :بياض شعر الرأس يخالطه سواده» .الصحاح -شمط.«1138 :3 -
) (5القمر .19 -18 :54
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص115 :
سومًا » «1قال :كان القمر منحوسا بزحل سبع ليال و ثمانية أيام. حُ ل َو َثماِنَيَة َأّياٍم ُسْبَع َليا ٍ عَلْيِهْم َ
خَرها َ سّ َ
-[3] /5127ثم قال علي بن إبراهيم :حدثني أبي ،عن ابن أبي عمير ،عن عبد ال بن سنان ،عن معروف بن
خربوذ ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال» :الريح العقيم تخرج من تحت الرضين السبع ،و ما يخرج منها شيء
قط إل على قوم عاد حين غضب ال عليهم ،فأمر الخزان أن يخرجوا منها مثل سعة الخاتم ،فعصت على الخزنة،
فخرج منها مثل مقدار منخر الثور تغيظا منها على قوم عاد ،فضج الخزنة إلى ال من ذلك ،و قالوا :يا ربنا ،إنها
قد عتت علينا ،و نحن نخاف أن يهلك من لم يعصك من خلقك و عمار بلدك ،فبعث ال عز و جل جبرئيل فردها
بجناحه ،و قال لها :اخرجي على ما أمرت به .فرجعت و خرجت على ما أمرت به ،فأهلكت قوم عاد و من كان
بحضرتهم«.
-[4] /5128محمد بن يعقوب :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن ابن محبوب ،عن عبد ال بن سنان،
عن معروف بن خربوذ ،عن أبي جعفر )عليه السلم( -في حديث -قال :قال» :و أما الريح العقيم فإنها ريح
عذاب ،ل تذر » «2شيئا من الرحام ،و ل شيئا من النبات ،و هي ريح تخرج من تحت الرضين السبع ،و ما
خرجت منها ريح قط ،إل على قوم عاد حين غضب ال تعالى عليهم«.
و ذكر الحديث كما تقدم بتغيير يسير في بعض اللفاظ.
قوله تعالى:
سَتِقيٍم ][56 ط ُم ْ صرا ٍ على ِ ن َرّبي َ ِإ ّ
علىن َرّبي َ -[1] /5129العياشي :عن أبي معمر السعدي ،قال :قال علي بن أبي طالب )عليه السلم( في قولهِ :إ ّ
سَتِقيٍم» :يعني أنه على حق ،يجزي بالحسان إحسانا ،و بالسيء سيئا ،و يعفو عمن يشاء و يغفر سبحانه ط ُم ْ
صرا ٍ ِ
و تعالى«.
قوله تعالى:
سَتْعَمَرُكْم ِفيها
ض َو ا ْ
لْر ِ
ن ا َْ
شَأُكْم ِم َ
غْيُرُه ُهَو َأْن َ
ن ِإلٍه َ
ل ما َلُكْم ِم ْ
عُبُدوا ا َّ
ل يا َقْوِم ا ْ َو ِإلى َثُموَد َأخاُهْم صاِلحًا قا َ
ب ][61 جي ٌ
ب ُم ِن َرّبي َقِري ٌ سَتْغِفُروُه ُثّم ُتوُبوا ِإَلْيِه ِإ ّ
َفا ْ
__________________________________________________
-3تفسير القّمي .330 :1
-4الكافي .64 /92 :8
-1تفسير العّياشي .42 /151 :2
) (1الحاّقة .7 -6 :69
) (2في المصدر :ل تلقح.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص116 :
-[1] /5130العياشي :عن المفضل بن عمر ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :إن علي بن الحسين )صلوات
ال عليه( كان في المسجد الحرام جالسا ،فقال له رجل من أهل الكوفة .قال علي )عليه السلم(» :إن إخواننا بغوا
علينا«؟
فقال له علي بن الحسين )صلوات ال عليه( :يا عبد ال ،أما تقرأ كتاب الَ :و ِإلى عاٍد َأخاُهْم ُهودًا »«1؟ فأهلك
ال عادا ،و أنجى هوداَ :و ِإلى َثُموَد َأخاُهْم صاِلحًا فأهلك ال ثمودا و أنجى صالحا«.
-[2] /5131عن يحيى بن المساور الهمداني ،عن أبيه ،قال :جاء رجل من أهل الشام إلى علي بن الحسين )عليه
السلم( فقال :أنت علي بن الحسين؟ قال» :نعم« .قال :أبوك الذي قتل المؤمنين ،فبكى علي بن الحسين ثم مسح
عينيه ،فقال» :ويلك ،كيف قطعت على أبي أنه قتل المؤمنين؟« قال :قوله» :إخواننا قد بغوا علينا ،فقاتلناهم على
بغيهم«.
شَعْيبًا »َ ،«2و ِإلى َثُموَد َأخاُهْم
ن َأخاُهْم ُ
فقال» :ويلك ،أما تقرأ القرآن؟ قال :بلى ،قال» :فقد قال الَ :و ِإلى َمدَْي َ
صاِلحًا فكانوا إخوانهم في دينهم أو في عشيرتهم؟« قال له الرجل :ل ،بل في عشيرتهم.
قال» :فهؤلء إخوانهم في عشيرتهم و ليسوا إخوانهم في دينهم« .قال :فرجت عني ،فرج ال عنك.
-[3] /5132محمد بن يعقوب :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن الحسن بن محبوب ،عن أبي حمزة ،عن أبي
جعفر )عليه السلم( قال :قال» :إن رسول ال )صلى ال عليه و آله( سأل جبرئيل )عليه السلم( كيف كان مهلك
قوم صالح )عليه السلم(؟ فقال :يا محمد ،إن صالحا بعث إلى قومه و هو ابن ست عشرة سنة ،فلبث فيهم حتى
بلغ عشرين و مائة سنة ،ل يجيبونه إلى خير ،قال :و كان لهم سبعون صنما يعبدونها من دون ال عز ذكره فلما
رأى ذلك منهم ،قال :يا قوم ،بعثت إليكم و أنا ابن ست عشرة سنة ،و قد بلغت عشرين و مائة سنة ،و أنا أعرض
عليكم أمرين :إن شئتم فاسألوني حتى أسأل إلهي فيجيبكم فيما سألتموني الساعة ،و إن شئتم سألت آلهتكم ،فإن
أجابتني بالذي سألت خرجت عنكم ،فقد سئمتكم و سئمتموني.
قالوا :لقد أنصفت ،يا صالح .فاتعدوا ليوم يخرجون فيه ،قال :فخرجوا بأصنامهم إلى ظهرهم ،ثم قربوا طعامهم و
شرابهم فأكلوا و شربوا ،فلما أن فرغوا دعوه ،فقالوا :يا صالح اسأل ،فقال لكبيرهم :ما اسم هذا؟ قالوا:
فلن .فقال له صالح :يا فلن ،أجب .فلم يجبه ،فقال صالح :ماله ل يجيب؟ قالوا :ادع غيره .فدعاها كلها بأسمائها
فلم يجبه منها شيء ،فأقبلوا على أصنامهم ،فقالوا لها :مالك ل تجيبين صالحا؟ فلم تجب.
__________________________________________________
-1تفسير العّياشي .43 /151 :2
-2تفسير العّياشي .53 /20 :2
-3الكافي .213 /185 :8
) (1العراف ،65 :7هود .50 :11
) (2العراف ،85 :7هود ،84 :11العنكبوت .36 :29
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص117 :
فقالوا :تنح عنا ،و دعنا و آلهتنا ساعة .ثم نحوا بسطهم و فرشهم ،و نحوا ثيابهم ،و تمرغوا على التراب ،و
طرحوا التراب على رؤوسهم ،و قالوا لصنامهم :لئن لم تجبن صالحا اليوم ليفضحنا » .«1قال :ثم دعوه فقالوا:
يا صالح ،ادعها .فدعاها فلم تجبه.
فقال لهم :يا قوم ،قد ذهب صدر النهار ،و ل أرى آلهتكم تجيبني ،فسألوني حتى أدعوا إلي فيجيبكم الساعة.
فانتدب له منهم سبعون رجل من كبرائهم و المنظور إليهم منهم ،فقالوا :يا صالح ،نحن نسألك ،فإن أجابك ربك
اتبعناك و أجبناك ،و يبايعك جميع أهل قريتنا.
فقال لهم صالح )عليه السلم( :سلوني ما شئتم .فقالوا :تقدم بنا إلى هذا الجبل .و كان الجبل قريبا منهم ،فانطلق
معهم صالح ،فلما انتهوا إلى الجبل ،قالوا :يا صالح ،ادع لنا ربك يخرج لنا من هذا الجبل الساعة ناقة حمراء
شقراء وبراء عشراء ،بين جنبيها ميل » ،«2فقال لهم صالح :قد سألتموني شيئا يعظم علي و يهون على ربي جل
و عز و تعالى.
قال :فسأل ال تبارك و تعالى صالح ذلك ،فانصدع الجبل صدعا كادت تطير منه عقولهم لما سمعوا ذلك ،ثم
اضطرب ذلك الجبل اضطرابا شديدا ،كالمرأة إذا أخذها المخاض ،ثم لم يفجأهم إل رأسها قد طلع عليهم من ذلك
الصدع ،فما استتمت رقبتها حتى اجترت ،ثم خرج سائر جسدها ،ثم استوت قائمة على الرض ،فلما رأوا ذلك،
قالوا يا صالح ،ما أسرع ما أجابك ربك! ادع لنا ربك يخرج لنا فصيلها ،فسأل ال عز و جل ،فرمت به ،فدب
حولها.
فقال لهم :يا قوم ،أبقي شيء قالوا :ل ،انطلق بنا إلى قومنا نخبرهم بما رأينا و يؤمنون بك .قال :فرجعوا ،فلم يبلغ
السبعون إليهم حتى ارتد منهم أربعة و ستون رجل ،قالوا :سحر و كذب .قال :فانتهوا إلى الجميع ،فقال الستة:
حق ،و قال الجميع :كذب و سحر ،قال :فانصرفوا على ذلك ثم ارتاب من الستة واحد ،فكان فيمن عقرها«.
قال ابن محبوب :فحدثت بهذا الحديث رجل من أصحابنا ،يقال له :سعيد بن يزيد ،فأخبرني أنه رأى الجبل الذي
خرجت منه بالشام ،قال :فرأيت جنبها قد حك الجبل فأثر جنبها فيه ،و جبل آخر بينه و بين هذا ميل.
-[4] /5133و عنه :عن علي بن محمد ،عن علي بن العباس ،عن الحسن بن عبد الرحمن ،عن علي بن أبي
حدًا
شرًا ِمّنا وا ِ
ت َثُموُد ِبالّنُذِر َفقاُلوا َأ َب َ
حمزة ،عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :قلت لهَ :كّذَب ْ
شٌر »«3؟ ب َأ ِ
ل ُهَو َكّذا ٌ
ن َبْيِننا َب ْ
عَلْيِه ِم ْ
ي الّذْكُر َ
سُعٍر َأ ُأْلِق َ
ل َو ُ
ضل ٍ
َنّتِبُعُه ِإّنا ِإذًا َلِفي َ
قال» :هذا فيما كذبوا به صالحا ،و ما أهلك ال عز و جل قوما قط حتى يبعث إليهم قبل ذلك الرسل ،فيحتجوا
عليهم ،فبعث ال إليهم صالحا فدعاهم إلى ال ،فلم يجيبوه و عتوا عليه ،و قالوا :لن نؤمن لك حتى تخرج
__________________________________________________
-4الكافي .214 /187 :8
) (1في المصدر :لتفضحن[.....] .
) (2أي المسافة بين جنبيها قدر ميل.
) (3القمر .25 -23 :54
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص118 :
لنا من هذه الصخرة ناقة عشراء ،و كانت الصخرة يعظمونها و يعبدونها ،و يذبحون » «1عندها في رأس كل
سنة ،و يجتمعون عندها ،فقالوا له :إن كنت كما تزعم نبيا رسول ،فادع لنا إلهك حتى يخرج لنا من هذه الصخرة
الصماء ناقة عشراء » ،«2فأخرجها ال كما طلبوا منه.
ثم أوحى ال تبارك و تعالى إليه :أن -يا صالح -قال لهم :إن ال قد جعل لهذه الناقة من الماء شرب يوم ،و لكم
شرب يوم .و كانت الناقة إذا كان يوم شربها شربت الماء ذلك اليوم ،فيحلبونها فل يبقى صغير و ل كبير إل
شرب من لبنها يومهم ذلك فإذا كان الليل و أصبحوا ،غدوا إلى مائهم فشربوا منه ذلك اليوم ،و لم تشرب الناقة
ذلك اليوم ،فمكثوا بذلك ما شاء ال.
ثم إنهم عتوا على ال ،و مشى بعضهم إلى بعض ،و قالوا :اعقروا هذه الناقة و استريحوا منها ،ل نرضى أن
يكون لنا شرب يوم و لها شرب يوم .ثم قالوا :من الذي يلي قتلها ،و نجعل له جعل ما أحب؟ فجاءهم رجل أحمر
أشقر أزرق ،ولد زنا ،ل يعرف له أب ،يقال له :قدار » ،«3شقي من الشقياء ،مشؤوم عليهم ،فجعلوا له جعل،
فلما توجهت الناقة إلى الماء الذي كانت ترده ،تركها حتى شربت و أقبلت راجعة ،فقعد لها في طريقها ،فضربها
بالسيف ضربة فلم تعمل شيئا ،فضربها ضربة اخرى فقتلها ،و خرت إلى الرض على جنبها ،و هرب فصيلها
حتى صعد إلى الجبل ،فرغا ثلث مرات إلى السماء .و أقبل قوم صالح ،فلم يبق منهم أحد إل شركه في ضربته،
و اقتسموا لحمها فيما بينهم ،فلم يبق منهم صغير و ل كبير إل أكل منها.
فلما رأى ذلك صالح أقبل إليهم ،فقال :يا قوم ،ما دعاكم إلى ما صنعتم ،أ عصيتم أمر ربكم؟ فأوحى ال تبارك و
تعالى إلى صالح )عليه السلم( :إن قومك قد طغوا و بغوا ،و قتلوا ناقة بعثتها إليهم حجة عليهم ،و لم يكن عليهم
فيها ضرر ،و كان لهم منها أعظم المنفعة ،فقل لهم :إني مرسل عليهم عذابي إلى ثلثة أيام ،فإن هم تابوا و
رجعوا قبلت توبتهم ،و صددت عنهم ،و إن هم لم يتوبوا و لم يرجعوا بعثت عليهم عذابي في اليوم الثالث.
فأتاهم صالح )عليه السلم( ،فقال لهم :يا قوم ،إني رسول ربكم إليكم ،و هو يقول لكم :إن أنتم تبتم و رجعتم و
استغفرتم غفرت لكم ،و تبت عليكم ،فلما قال لهم ذلك كانوا أعتى ما كانوا و أخبث ،و قالوا :يا صالح ،ائتنا بما
تعدنا إن كنت من الصادقين.
قال :يا قوم ،إنكم تصبحون غدا و وجوهكم مصفرة ،و اليوم الثاني وجوهكم محمرة ،و اليوم الثالث وجوهكم
مسودة .فلما أن كان أول يوم أصبحوا و وجوههم مصفرة ،فمشى بعضهم إلى بعض ،و قالوا :قد جاءكم ما قال
لكم صالح ،فقال العتاة منهم :ل نسمع قول صالح و ل نقبل قوله ،و إن كان عظيما فلما كان اليوم الثاني أصبحت
وجوههم محمرة ،فمشى بعضهم إلى بعض ،فقالوا :يا قوم ،قد جاءكم ما قال لكم صالح .فقال العتاة منهم :لو أهلكنا
جميعا ما سمعنا قول صالح ،و ل تركنا آلهتنا التي كان آباؤنا يعبدونها ،و لم يتوبوا و لم يرجعوا فلما كان اليوم
الثالث
__________________________________________________
) (1في »س« :و يدعون.
) (2في »س« :حمراء.
) (3في »س« :قذار.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص119 :
أصبحوا و وجوههم مسودة ،فمشى بعضهم إلى بعض ،فقالوا :يا قوم ،أتاكم ما قال لكم صالح .فقال العتاة منهم :قد
أتانا ما قال لنا صالح فلما كان نصف الليل أتاهم جبرئيل )عليه السلم( ،فصرخ بهم صرخة خرقت تلك الصرخة
أسماعهم ،و فلقت » .«1قلوبهم ،و صدعت أكبادهم ،و قد كانوا في تلك الثلثة أيام قد تحنطوا و تكفنوا ،و علموا
أن العذاب نازل بهم ،فماتوا جميعا في طرفة عين ،صغيرهم و كبيرهم ،فلم يبق لهم ناعقة و ل راغية و ل شيء
إل أهلكه ال ،فأصبحوا في ديارهم و مضاجعهم موتى أجمعين ،ثم أرسل ال عليهم مع الصيحة النار من السماء
فأحرقتهم أجمعين ،و كانت هذه قصتهم«.
قد تقدم حديث أبي حمزة ،عن أبي جعفر )عليه السلم( من طريق العياشي ]في معنى الية[ ،في سورة العراف
».«2
قوله تعالى:
طْرناحِنيٍذ -إلى قوله تعالىَ -و َأْم َ ل َ جٍ ث َأنْ جاَء ِبِع ْ سلٌم َفما َلِب َ ل َ سلمًا قا َ شرى قاُلوا َ سُلنا ِإْبراِهيَم ِباْلُب ْ
ت ُر ُ َو َلَقْد جاَء ْ
ن ِبَبِعيٍد ][83 -69 ظاِلِمي َن ال ّي ِم َ ك َو ما ِه َ عْنَد َرّب َ
سّوَمًة ِ ضوٍد ُم َ ل َمْن ُ جي ٍسّ ن ِحجاَرًة ِم ْ عَلْيها ِ
َ
-[1] /5134محمد بن يعقوب :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن ابن فضال ،عن داود بن
فرقد ،عن أبي يزيد الحمار ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :إن ال تعالى بعث أربعة أملك في إهلك قوم
لوط :جبرئيل ،و ميكائيل ،و إسرافيل ،و كروبيل )عليهم السلم( ،فمروا بإبراهيم )عليه السلم( و هم معتمون،
فسلموا عليه فلم يعرفهم ،و رأى هيئة حسنة ،فقال :ل يخدم هؤلء أحد إل أنا بنفسي ،و كان صاحب ضيافة،
فشوى لهم عجل سمينا حتى أنضجه ثم قربه إليهم ،فلما وضعه بين أيديهم رأى أيديهم ل تصل إليه ،نكرهم و
أوجس منهم خيفة ،فلما رأى ذلك جبرئيل )عليه السلم( حسر العمامة عن وجهه و عن رأسه فعرفه إبراهيم )عليه
السلم( ،فقال :أنت هو؟ قال :نعم:
و مرت امرأته سارة ،فبشرها بإسحاق ،و من وراء إسحاق يعقوب .فقالت ما قال ال عز و جل ،و أجابوها بما في
الكتاب العزيز.
فقال لهم إبراهيم )عليه السلم( :لماذا جئتم؟ قالوا :في إهلك قوم لوط .فقال لهم :إن كان فيها مائة من المؤمنين.
__________________________________________________
-1الكافي .505 /327 :8
) (1في »س« :و قلعت.
) (2تقدم في الحديث ) (2من تفسير اليتين ) (76 -75من سورة العراف.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص120 :
أ تهلكونهم؟ قال جبرئيل ل .قال :و إن كان فيهم خمسون؟ قال :ل .قال :و إن كان فيهم ثلثون؟ قال :ل .قال :و إن
كان كان فيهم عشرون؟ قال :ل .قال :و إن كان فيهم عشرة؟ قال :ل .قال :و إن كان فيهم خمسة؟ قال :ل .قال:
فإن فيها لوطا .قالوا :نحن أعلم بمن فيها ،لننجينه و أهله إل امرأته كانت من الغابرين .ثم مضوا«.
قال :و قال الحسن بن علي » :«1ل أعلم هذا القول إل و هو يستبقيهم » ،«2و هو قول ال عز و جلُ :يجاِدُلنا ِفي
ط.َقْوِم ُلو ٍ
»فأتوا لوطا و هو في زراعة له قرب المدينة ،فسلموا عليه و هم معتمون ،فلما رآهم رأى هيئة حسنة ،عليهم
عمائم بيض و ثياب بيض ،فقال لهم :المنزل؟ فقالوا :نعم فتقدمهم و مشوا خلفه ،فندم على عرضه المنزل عليهم،
فقال :أي شيء صنعت ،آتي بهم قومي و أنا أعرفهم؟
فالتفت إليهم ،فقال :إنكم لتأتون شرارا من خلق ال .قال جبرئيل )عليه السلم( » :«3ل تعجل عليهم حتى يشهد
عليهم ثلث مرات .فقال جبرئيل )عليه السلم( :هذه واحدة .ثم مشى ساعة ثم التفت إليهم ،فقال :إنكم لتأتون
شرارا من خلق ال .فقال جبرئيل )عليه السلم( :هذه اثنتان .ثم مضى فلما بلغ باب المدينة التفت إليهم ،فقال :إنكم
لتأتون شرارا من خلق ال ،فقال جبرئيل )عليه السلم( :هذه الثالثة.
ثم دخل و دخلوا معه .حتى دخل منزله ،فلما رأتهم امرأته رأت هيئة حسنة ،فصعدت فوق السطح فصفقت »،«4
فلم يسمعوا ،فدخنت ،فلما رأوا الدخان أقبلوا يهرعون ،حتى جاءوا إلى الباب ،فنزلت إليهم ،فقالت:
عندنا قوم ما رأيت قوما قط أحسن منهم هيئة .فجاءوا إلى الباب ليدخلوا ،فلما رآهم لوط قام إليهم ،فقال لهم يا قوم:
طَهُر َلُكْم فدعاهم كلهم إلى ن َأ ْ
شيٌد ثم قال :هُؤلِء َبناِتي ُه ّ ل َر ِ جٌس ِمْنُكْم َر ُضْيِفي َأ َلْي َن ِفي َ خُزو ِ ل َو ل ُت ْ َفاّتُقوا ا َّ
ن ِلي ِبُكْم ُقّوةً َأْو آِوي ِإلى
ك َلَتْعَلُم ما ُنِريدُ فقال لهمَ :لْو َأ ّ ق َو ِإّن َحّن َ ك ِم ْ ت ما َلنا ِفي َبناِت َ عِلْم َالحلل ،فقالواَ :لَقْد َ
شِديٍد -قال -فقال جبرئيل )عليه السلم( :لو يعلم أي قوة له! فكاثروه » «5حتى دخلوا الباب ،فصاح به: ن َ
ُرْك ٍ
جبرئيل ،و قال :يا لوط ،دعهم يدخلون ،فلما دخلوا أهوى جبرئيل بإصبعه نحوهم ،فذهبت أعينهم ،و هو قول ال
عُيَنُهْم ».«6 سنا َأ ْ
طَم ْعز و جلَ :ف َ
ل و قال له جبرئيل: ن الّلْي ِ
طٍع ِم َ ك ِبِق ْ
سِر ِبَأْهِل َك َفَأ ْ
صُلوا ِإَلْي َ
ن َي ِ ك َل ْ
ل َرّب َ سُثم ناداه جبرئيل ،فقال لهِ :إّنا ُر ُ
ب فأمره فتحمل و من ح ِبَقِري ٍ
صْب ُس ال ّ ح َأ َلْي َصْب ُعَدُهُم ال ّ ن َمْو ِ إنا بعثنا في إهلكهم .فقال :يا جبرئيل ،عجل .فقالِ :إ ّ
معه إل امرأته ،ثم اقتلعها -يعني المدينة -جبرئيل بجناحه من سبع أرضين ،ثم رفعها حتى سمع أهل السماء
__________________________________________________
ضال .البحار ،19 :12و في المصدر :الحسن العسكري أبو محّمد. ل( :أي ابن ف ّ ) (1قال المجلسي )رحمه ا ّ
سلم( كان استبقاء و الشفاعة لهم ،ل محض ن غرض إبراهيم )عليه ال ّ ل( :أي أظ ّ ) (2قال المجلسي )رحمه ا ّ
إنجاء لوط من بينهم .البحار .169 :12
ل لجبرئيل. ) (3كذا ،و الظاهر فقال ا ّ
) (4في المصدر :و صعقت.
) (5كاثره :غلبه بالكثرة» .الصحاح -كثر.«803 :2 -
) (6القمر [.....] .37 :54
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص121 :
الدنيا نباح الكلب و صراخ الديوك ،ثم قلبها و أمطر عليها و على من حول المدينة حجارة من سجيل«.
-[2] /5135و عنه :عن عدة من أصحابنا ،عن أحمد بن محمد بن خالد ،عن محمد بن سعيد ،قال :أخبرني
زكريا بن محمد ،عن أبيه ،عن عمرو ،عن أبي جعفر )عليه السلم( ،قال» :كان قوم لوط من أفضل قوم خلقهم
ال ،فطلبهم إبليس الطلب الشديد ،و كان من فضلهم و خيرتهم أنهم إذا خرجوا إلى العمل خرجوا بأجمعهم ،و تبقى
النساء خلفهم ،فلم يزل إبليس يعتادهم » ،«1فكانوا إذا رجعوا خرب إبليس ما يعملون ،فقال بعضهم لبعض :تعالوا
نرصد هذا الذي يخرب متاعنا.
فرصدوه فإذا هو غلم أحسن ما يكون من الغلمان ،فقالوا له :أنت الذي تخرب متاعنا مرة بعد اخرى ،فاجتمع
رأيهم على أن يقتلوه ،فبيتوه عند رجل ،فلما كان الليل صاح ،فقال له :ما لك؟ فقال :كان أبي ينومني على بطنه.
فقال له :تعال فنم على بطني -قال -فلم يزل يدلك الرجل حتى علمه أن » «2يفعل بنفسه ،فأول علمه إبليس ،و
الثانية علمه هو » ،«3ثم انسل ففر منهم ،و أصبحوا فجعل الرجل يخبر بما فعل بالغلم ،و يعجبهم منه ،و هم ل
يعرفونه ،فوضعوا أيديهم فيه حتى اكتفى الرجال بعضهم ببعض .ثم جعلوا يرصدون مارة الطريق فيفعلون بهم،
حي تنكب » «4مدينتهم الناس ،ثم تركوا نساءهم و أقبلوا على الغلمان ،فلما رأى أنه قد أحكم أمره في الرجال
جاء إلى النساء ،فصير نفسه امرأة ،فقال :إن رجالكن يفعل بعضهم ببعض :قلن :نعم قد رأينا ذلك ،و كل ذلك
يعظهم لوط و يوصيهم ،و إبليس يغويهم حتى استغنى النساء بالنساء.
فلما كملت عليهم الحجة ،بعث ال جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل )عليهم السلم( في زي غلمان عليهم أقبية ،فمروا
بلوط و هو يحرث ،فقال :أين تريدون ،ما رأيت أجمل منكم قط! فقالوا :إنا رسل سيدنا إلى رب هذه المدينة.
قال :أ و لم يبلغ سيدكم ما يفعل أهل هذه المدينة؟ يا بني إنهم و ال يأخذون الرجال فيفعلون بهم حتى يخرج الدم.
فقالوا :أمرنا سيدنا أن نمر وسطها.
قال :فلي إليكم حاجة؟ قالوا :و ما هي؟ قال :تصبرون ها هنا إلى اختلط الظلم -قال -فجلسوا -قال -فبعث ابنته،
و قال :جيئي لهم بخبز ،و جيئي لهم بماء في القربة » ،«5و جيئي لهم عباء يتغطون بها من البرد.
فلما أن ذهبت البنة أقبل المطر بالوادي ،فقال لوط :الساعة يذهب بالصبيان الوادي .فقال :قوموا حتى نمضي .و
جعل لوط يمشي في أصل الحائط ،و جعل جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل يمشون وسط الطريق .فقال :يا
__________________________________________________
-2الكافي .5 /544 :5
ل يوم.) (1أي يعتاد المجيء إليهم ك ّ
) (2في المصدر :أّنه.
ل المعنى أّنه كان -إبليس -أّول معّلم هذا الفعل حيث عّلمه ذلك الرجل ،ثّم صار ذلك الرجل ) (3قال المجلسي :لع ّ
معّلم الناس .و استظهر كونها تصحيف )عمله( .مرآة العقول .391 :20
) (4تنّكب :عدل» .الصحاح -نكب.«228 :1 -
) (5في المصدر :القرعة.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص122 :
بني ،امشوا هاهنا .فقالوا :أمرنا سيدنا أن نمر في وسطها .و كان لوط يستغنم الظلم ،و مر إبليس ،فأخذ من حجر
امرأة صبيا فطرحه في البئر ،فتصايح أهل المدينة كلهم على باب لوط ،فلما أن نظروا إلى الغلمان في منزل لوط،
قالوا :يا لوط ،قد دخلت في عملنا .فقال :هؤلء ضيفي ،فل تفضحوني في ضيفي .قالوا :هم ثلثة ،خذ واحدا و
أعطنا اثنين -قال -فأدخلهم الحجرة ،و قال لو أن لي أهل بيت يمنعونني منكم«.
ن َيصُِلوا ِإَلْي َ
ك ك َل ْ
ل َرّب َسُ قال» :و تدافعوا على الباب ،و كسروا باب لوط ،و طرحوا لوطا ،فقال له جبرئيلِ :إّنا ُر ُ
فأخذ كفا من بطحاء ،فضرب بها وجوههم ،و قال :شاهت الوجوه » ،«1فعمي أهل المدينة كلهم ،و قال لهم لوط:
يا رسل ربي ،فما أمركم ربي فيهم؟ قالوا :أمرنا أن نأخذهم بالسحر .قال :فلي إليكم حاجة قالوا :و ما حاجتك؟
ح ِبَقِري ٍ
ب صْب ُ
س ال ّ ح َأ َلْي َصْب ُ
عَدُهُم ال ّ
ن َمْو ِ
قال :تأخذونهم الساعة ،فاني أخاف أن يبدو لربي فيهم ،فقالوا يا لوطِ :إ ّ
لمن يريد أن يأخذ ،فخذ أنت بناتك و امض ودع امرأتك«.
ن ِلي فقال أبو جعفر )عليه السلم( :رحم ال لوطا ،لو يدري من معه في الحجرة لعلم أنه منصور حيث يقولَ :لْو َأ ّ
شِديٍد أي ركن أشد من جبرئيل معه في الحجرة! فقال ال عز و جل لمحمد )صلى ال ن َ ِبُكْم ُقّوًة َأْو آِوي ِإلى ُرْك ٍ
ن ِبَبِعيٍد من ظالمي أمتك ،إن علموا ما عمل قوم لوط« .قال» :و قال رسول ال ظاِلِمي َ
ن ال ّي ِم َ
عليه و آله( َو ما ِه َ
)صلى ال عليه و آله( :من ألح في وطء الرجال لم يمت حتى يدعو الرجال إلى نفسه«.
-[3] /5136و عنه :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن محمد بن أبي حمزة ،عن يعقوب بن
طَهُر َلُكْم.ن َأ ْ
شعيب ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول لوط )عليه السلم( :هُؤلِء َبناِتي ُه ّ
قال» :عرض عليهم التزويج«.
-[4] /5137و عنه :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن عثمان بن سعيد ،عن محمد بن سليمان ،عن ميمون
حجاَرًة ِم ْ
ن عَلْيها ِ طْرنا َ البان ،قال :كنت عند أبي عبد ال )عليه السلم( فقرئ عنده آيات من هود ،فلما بلغ َو َأْم َ
ن ِبَبِعيٍد قال :فقال» :من مات مصرا على اللواط لم يمت ظاِلِمي َ
ن ال ّ
ي ِم َك َو ما ِه َعْنَد َرّب َ
سّوَمًة ِ
ضوٍد ُم َ
ل َمْن ُ
جي ٍسّ ِ
حتى يرميه ال بحجر من تلك الحجارة ،تكون فيه منيته ،و ل يراه أحد«.
-[5] /5138الشيخ :بإسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن موسى بن عبد الملك ،و الحسين بن علي بن
يقطين ،و موسى بن عبد الملك ،عن رجل ،قال :سألت أبا الحسن الرضا )عليه السلم( عن إتيان الرجل المرأة
من خلفها.
طَهُر َلُكْم و قد علم أنهم ل يريدون الفرج«. ن َأ ْ
فقال» :أحلتها آية من كتاب ال عز و جل ،قول لوط :هُؤلِء َبناِتي ُه ّ
__________________________________________________
-3الكافي .7 /548 :5
-4الكافي .9 /548 :5
-5التهذيب .1659 /414 :7
) (1شاهت الوجوه :قبحت» .الصحاح -شوه.«2238 :6 -
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص123 :
-[6] /5139ابن بابويه :عن أبيه ،عن سعد بن عبد ال ،عن يعقوب بن يزيد ،عن ابن أبي عمير ،عن عبد
ق.سحا َ شْرناها ِبِإ ْ ت َفَب ّ
حَك ْ
ضِالرحمن بن الحجاج ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال عز و جلَ :ف َ
قال» :حاضت«.
-[7] /5140علي بن إبراهيم ،قال :أخبرنا الحسن بن علي بن مهزيار ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن بعض
أصحابنا ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :ما بعث ال نبيا بعد لوط إل في عز من قومه«.
-[8] /5141و عنه ،قال :حدثني محمد بن جعفر ،قال :حدثنا محمد بن أحمد ،عن محمد بن الحسين ،عن موسى
بن سعدان ،عن عبد ال بن القاسم ،عن صالح ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :في قوله تعالىُ :قّوًة.
قال» :القوة :القائم )عليه السلم( ،و الركن الشديد :ثلثمائة و ثلثة عشر«.
-[9] /5142و عنه ،قال :حدثني أبي ،عن سليمان الديلمي ،عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في
قوله:
سّوَمًة.
ضوٍد ُم َل َمْن ُجي ٍ
سّن ِ حجاَرًة ِم ْعَلْيها ِ
طْرنا ََو َأْم َ
قال» :ما من عبد يخرج من الدنيا يستحل عمل قوم لوط إل رماه ال جندلة من تلك الحجارة ،تكون منيته فيها ،و
لكن الخلق ل يرونه«.
-[10] /5143العياشي :عن أبي حمزة الثمالي ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال» :إن ال تبارك و تعالى لما
قضى عذاب قوم لوط و قدره ،أحب أن يعوض إبراهيم من عذاب قوم لوط بغلم عليم ،يسلي به مصابه بهلك
قوم لوط -قال -فبعث ال رسل إلى إبراهيم يبشرونه بإسماعيل -قال -فدخلوا عليه ليل ففزع منهم و خاف أن
ك ِبُغلٍمشُر َ ل ِإّنا ُنَب ّ
جْن قاُلوا ل َتْو َجُلو َ
ل ِإّنا ِمْنُكْم َو ِ
سلمًا قا َيكونوا سراقا ،فلما رأته الرسل فزعا مذعورا َفقاُلوا َ
عِليٍم » ««1قال أبو جعفر )عليه السلم(» :و الغلم العليم هو إسماعيل من » «2هاجر. َ
ن»طي َ
ن اْلقاِن ِن ِم َ
ق َفل َتُك ْ
حّ ك ِباْل َ
شْرنا َ ن قاُلوا َب ّشُرو َي اْلِكَبُر َفِبَم ُتَب ّ سِن َ
ن َم ّ على َأ ْ شْرُتُموِني َ فقال إبراهيم للرسلَ :أ َب ّ
ن » «4قوم لوط إنهم كانوا قوما جِرِمي َ سْلنا ِإلى َقْوٍم ُم ْ
طُبُكْم بعد البشارة قاُلوا ِإّنا ُأْر ِ خ ْ «3قال إبراهيم للرسلَ :فما َ
فاسقين لننذرهم عذاب رب العالمين« .قال أبو جعفر )عليه السلم(» :قال إبراهيم:
__________________________________________________
-6معاني الخبار.1 /224 :
-7تفسير القمي .335 :1
-8تفسير القمي .335 :1
-9تفسير القمي [.....] .336 :1
-10تفسير العياشي 44 /152 :2و .45
) (1الحجر .53 -52 :15
) (2في المصدر :بن.
) (3الحجر .55 -54 :15
) (4الحجر .58 -57 :15
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص124 :
ن ».«2 ن اْلغاِبِري َل اْمَرَأَتُه »َ ،«1قّدْرنا ِإّنها َلِم َ جَيّنُه َو َأْهَلُه ِإ ّ
ن ِفيها َلُنَن ّ
عَلُم ِبَم ْ
ن َأ ْحُ ن ِفيها ُلوطًا قاُلوا َن ْ ِإ ّ
فلما عذبهم ال أرسل إلى إبراهيم رسل يبشرونه بإسحاق ،و يعزونه بهلك قوم لوط ،و ذلك قولهَ :و َلَقْد جاَء ْ
ت
حِنيٍذ يعني زكيا مشويا ل َ جٍ ن جاَء ِبِع ْ ث َأ ْ
سلٌم قوم منكرون »َ «3فما لَِب َ ل َ سلمًا قا َ شرى قاُلوا َ سُلنا ِإْبراِهيَم ِباْلُب ْ
ُر ُ
ط َو اْمَرَأُتُهسْلنا ِإلى َقْوِم ُلو ٍ ف ِإّنا ُأْر ِخ ْ
خيَفًة قاُلوا ل َت َ س ِمْنُهْم ِج َ ل ِإَلْيِه َنِكَرُهْم َو َأْو َ صُ نضيجا َفَلّما َرأى َأْيِدَيُهْم ل َت ِ
ب
ق َيْعُقو َسحا َ ن َوراِء ِإ ْ ق َو ِم ْ سحا َ شْرناها ِبِإ ْ قاِئَمٌة« .قال أبو جعفر )عليه السلم(» :إنما عنى سارة قائمة َفَب ّ
ت قال :حاضت -و قالت: حَك ْ ضِ فضحكت » «4يعني فعجبت من قولهم -و في رواية أبي عبد ال )عليه السلم(َ :ف َ
جيٌد.حِميٌد َم ِ ب إلى قولهَ : جي ٌ عِ يٌء َ
ش ْن هذا َل َ شْيخًا ِإ ّ جوٌز َو هذا َبْعِلي َ عُ يا َوْيَلتى َأ َأِلُد َو َأَنا َ
فلما جاءت إبراهيم البشارة بإسحاق ،فذهب عنه الروح ،أقبل يناجي ربه في قوم لوط و يسأله كشف البلء عنهم،
ب بعد طلوع الشمس من يومك عذا ٌ ك َو ِإّنهُْم آِتيِهْم َ ن هذا ِإّنُه َقْد جاَء َأْمُر َرّب َ عْ ض َ عِر ْ فقال ال تعالى :يا ِإْبراِهيُم َأ ْ
غْيُر َمْرُدوٍد«. محتوما َ
-[11] /5144عن أبي يزيد الحمار ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :إن ال بعث أربعة أملك بإهلك قوم
لوط:
جبرئيل ،و ميكائيل ،و إسرافيل ،و كروبيل ،فمروا بإبراهيم و هم معتمون ،فسلموا عليه فلم يعرفهم ،و رأى هيئة
حسنة ،فقال :ل يخدم هؤلء إل أنا بنفسي ،و كان صاحب أضياف ،فشوى لهم عجل سمينا حتى أنضجه ،ثم قربه
إليهم ،فلما وضعه بين أيديهم رأى أيديهم ل تصل إليه نكرهم و أوجس منهم خيفة .فلما رأى ذلك جبرئيل حسر
العمامة عن وجهه ،فعرفه إبراهيم ،فقال له :أنت هو؟ قال :نعم ،و مرت امرأته سارة فبشرها بإسحاق ،و من
وراء إسحاق يعقوب ،قالت ما قال ال ،و أجابوها بما في الكتاب.
فقال إبراهيم :فيما جئتم؟ قالوا ،في هلك قوم لوط .فقال لهم :إن كان فيها مائة من المؤمنين ،أ تهلكونهم؟
فقال له جبرئيل :ل .قال :فإن كانوا خمسين؟ قال :ل .قال :فإن كانوا ثلثين؟ قال :ل .قال :فإن كانوا عشرين؟ قال:
ل قال :فإن كانوا عشرة؟ قال :ل .قال :فإن كانوا خمسة؟ قال :ل .قال :فإن كانوا واحدا؟ قال :ل .قال :إن فيها
ن » «5ثم مضوا«. ن اْلغاِبِري َ ت ِم َ ل اْمَرَأَتُه كاَن ْجَيّنُه َو َأْهَلُه ِإ ّ
ن ِفيها َلُنَن ّعَلُم ِبَم ْ
ن َأ ْ
حُلوطا .قالوا َن ْ
ط.
قال :و قال الحسن بن علي :ل أعلم هذا القول إل و هو يستبقيهم ،و هو قول الُ :يجاِدُلنا ِفي َقْوِم ُلو ٍ
عن عبد ال بن هلل ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( مثله ،و زاد فيه» :فقال :كلوا ،فقالوا :إنا ل نأكل حتى
تخبرنا ما ثمنه ،فقال :إذا أكلتم فقولوا :بسم ال ،و إذا فرغتم فقولوا :الحمد ل« .قال» :فالتفت جبرئيل إلى
أصحابه ،و كانوا
__________________________________________________
-11تفسير العّياشي .46 /153 :2
) (1العنكبوت .32 :29
) (2الحجر .60 :15
) (3هذا اللفظ في سورة الذاريات .25 :51
خر هنا للتفسير. شرناها( و أ ّ ) (4قوله) :فضحكت( في الية مقّدم على قوله )فب ّ
) (5العنكبوت .32 :29
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص125 :
أربعة رئيسهم جبرئيل ،فقال :حق ال أن يتخذه خليل« ».«1
حِنيٍذ.
ل َ جٍ -[12] /5145عن عبد ال بن سنان ،قال :سألت أبا عبد ال )عليه السلم( ،يقول :جاَء ِبِع ْ
قال» :مشويا نضيجا«.
-[13] /5146عن الفضل بن أبي قرة ،قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول» :أوحى ال إلى إبراهيم :أنه
سيولد لك .فقال لسارة ،فقالت :أ ألد و أنا عجوز؟ فأوحى ال إليه :أنها ستلد و يعذب أولدها أربعمائة سنة بردها
الكلم علي« .قال» :فلما طال على بني إسرائيل العذاب ضجوا و بكوا إلى ال أربعين صباحا ،فأوحى ال إلى
موسى و هارون أن يخلصهم من فرعون ،فحط عنهم سبعين و مائة سنة«.
قال :و قال أبو عبد ال )عليه السلم(» :هكذا أنتم لو فعلتم لفرج ال عنا ،فأما إذا لم تكونوا فإن المر ينتهي إلى
منتهاه«.
-[14] /5147عن أبي عبيدة ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال» :إن علي بن أبي طالب )عليه السلم( مر بقوم
فسلم عليهم ،فقالوا :و عليكم السلم و رحمة ال و بركاته و مغفرته و رضوانه ،فقال لهم أمير المؤمنين )عليه
عَلْيُكْم َأْه َ
ل ل َو َبَركاُتُه َ ت ا ِّ
حَم ُ السلم( :ل تجاوزوا بنا ما قالت النبياء لبينا إبراهيم )عليه السلم( ،إنما قالواَ :ر ْ
جيٌد«. حِميٌد َم ِ
ت ِإّنُه َاْلَبْي ِ
و روى الحسن بن محمد مثله ،غير أنه قال» :ما قالت الملئكة لبينا )عليه السلم(«.
-[15] /5148محمد بن يعقوب :عن عدة من أصحابنا ،عن أحمد بن محمد ،عن ابن محبوب ،عن جميل ،عن
أبي عبيدة الحذاء ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال» :مر أمير المؤمنين علي )عليه السلم( بقوم فسلم عليهم،
فقالوا:
عليك السلم و رحمة ال و بركاته و مغفرته و رضوانه .فقال لهم أمير المؤمنين )عليه السلم( :ل تجاوزوا بنا
ت«.ل اْلَبْي ِ
عَلْيُكْم َأْه َ
ل َو َبَركاُتُه َ حَمتُ ا ِّ مثل ما قالت الملئكة لبينا إبراهيم )عليه السلم( ،إنما قالواَ :ر ْ
حِليٌم َأّواٌه
ن ِإْبراِهيَم َل َ
-[16] /5149العياشي :عن عبد الرحمن ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول الِ :إ ّ
ب .قال» :دعاء«.ُمِني ٌ
عن زرارة ،و حمران و محمد بن مسلم ،عن أبي جعفر و أبي عبد ال )عليهما السلم( ،مثله.
-[17] /5150محمد بن يعقوب :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن حماد بن عيسى ،عن حريز ،عن زرارة،
__________________________________________________
-12تفسير العّياشي .48 /154 :2
يقول» :إن قوما يحرقون بالنار حتى إذا صاروا حمما » «1أدركتهم الشفاعة -قال -فينطلق بهم إلى نهر يخرج
من رشح أهل الجنة فيغتسلون فيه ،فتنبت لحومهم و دماؤهم ،و يذهب عنهم قشف » «2النار ،و يدخلون الجنة،
فيسمون الجهنميين فينادون بأجمعهم :اللهم أذهب عنا هذا السم -قال -فيذهب عنهم«.
ثم قال» :يا أبا بصير ،إن أعداء علي هم الخالدون في النار ل تدركهم الشفاعة«.
-[7] /5179و عنه :عن فضالة ،عن ربعي ،عن الفضيل ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال» :إن آخر من يخرج
من النار لرجل يقال له :همام » ،«3فينادي :يا رباه » ،«4يا حنان ،يا منان«.
-[8] /5180و عنه :عن محمد بن أبي عمير ،عن عبد الرحمن بن الحجاج ،عن الحول ،عن حمران ،قال:
سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول» :إن الكفار و المشركين يرون » «5أهل التوحيد في النار ،فيقولون :ما
نرى توحيدكم أغنى عنكم شيئا ،و ما نحن و أنتم إل سواء -قال -فيأنف لهم الرب عز و جل ،فيقول للملئكة:
اشفعوا ،فيشفعون لمن شاء ال ،و يقول للمؤمنين مثل ذلك ،حتى إذا لم يبق أحد إل تبلغه الشفاعة ،قال ال تبارك و
تعالى :أنا أرحم الراحمين ،اخرجوا برحمتي ،فيخرجون كما يخرج الفراش« ».«6
جّنِة
سِعُدوا َفِفي اْل َ
ن ُ -[9] /5181العياشي :عن زرارة ،قال :سألت أبا جعفر )عليه السلم( عن قول الَ :و َأّما اّلِذي َ
إلى آخر اليتين.
قال» :هاتان اليتان في غير أهل الخلود من أهل الشقاوة و السعادة ،إن شاء ال يجعلهم خارجين .و ل تزعم -يا
زرارة -إني أزعم ذلك«.
ن ِفيها ما -[10] /5182عن حمران ،قال :قلت لبي جعفر )عليه السلم( :جعلت فداك ،قول ال تعالى :خاِلِدي َ
ت
ن ِفيها ما داَم ِ ك] .لهل النار ،أ فرأيت قوله لهل الجنة :خاِلِدي َ ل ما شاَء َرّب َ ض ِإ ّ
لْر ُ ت َو ا َْسماوا ُ ت ال ّ
داَم ِ
ك[؟ قال» :نعم ،إن شاء جعل لهم دينا فردهم ،و ما شاء«. ل ما شاَء َرّب َ ض ِإ ّلْر ُ ت َو ا َْ
سماوا ُ ال ّ
ك .قال» :هذه في الذين يخرجون ل ما شاَء َرّب َ
ض ِإ ّ
لْر ُ
ت َو ا َْ
سماوا ُ
ت ال ّن ِفيها ما داَم ِ و سألته عن قول ال :خاِلِدي َ
من النار«.
__________________________________________________
-7كتاب الزهد[.....] .261 /96 :
-8كتاب الزهد.264 /97 :
-9تفسير العّياشي .67 /160 :1
-10تفسير العّياشي .68 /160 :2
) (1في المصدر نسخة بدل :حميما.
) (2قشف قشفا :إذا لّوحته الشمس فتغّير» .الصحاح -قشف.«1616 :4 -
) (3و في المصدر نسخة بدل :هام.
) (4في المصدر :ينادي فيها عمرا.
) (5في »ط« :يعّبرون.
سلم( ،ثّم مّدت العمد و أعمدت )و أصمدت( عليهم و كان ) (6في المصدر زيادة :قال ثّم قال أبو جعفر )عليه ال ّ
ل الخلود. وا ّ
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص135 :
سِعيٌد.ي َو َشِق ّ -[11] /5183عن أبي بصير ،عن أبي جعفر )عليه السلم( في قولهَ :فِمْنُهْم َ
جّنِة خاِلِدي َ
ن سِعُدوا َفِفي اْل َ ن ُقال» :في ذكر أهل النار استثناء ،و ليس في ذكر أهل الجنة استثناء »َ «1و َأّما اّلِذي َ
جُذوٍذ«. غْيَر َم ْعطاًء َ ك َل ما شاَء َرّب َ ض ِإ ّ
لْر ُ ت َو ا َْسماوا ُ ت ال ّ ِفيها ما داَم ِ
و في رواية اخرى :عن حماد ،عن حريز عن أبي عبد ال )عليه السلم( »عطاء غير مجدود« بالدال ».«2
-[12] /5184عن مسعدة بن صدقة ،قال :قص أبو عبد ال )عليه السلم( قصص أهل الميثاق ،من أهل الجنة و
أهل النار ،فقال في صفات أهل الجنة» :فمنهم من لقي ال شهيدا لرسله« .ثم مر » «3في صفتهم حتى بلغ من
قوله» :ثم جاء الستثناء من ال في الفريقين جميعا ،فقال الجاهل بعلم التفسير :إن هذا الستثناء من ال إنما هو
لمن دخل الجنة و النار ،و ذلك أن الفريقين جميعا يخرجان منهما ،فيبقيان و ليس فيهما أحد .و كذبوا ،لكن عنى
بالستثناء أن ولد آدم كلهم و ولد الجان معهم على الرض ،و السماوات تظلهم ،فهو ينقل المؤمنين حتى يخرجهم
لْر ُ
ض ت َو ا َْ سماوا ُ ت ال ّإلى ولية الشياطين ،و هي النار ،فذلك الذي عنى ال في أهل الجنة و أهل النار :ما داَم ِ
يقول:
في الدنيا ،و ال تبارك و تعالى ليس بمخرج أهل الجنة منها أبدا ،و ل كل أهل النار منها أبدا ،و كيف يكون ذلك
ن ِفيِه َأَبدًا » «4ليس فيها استثناء؟! و كذلك قال أبو جعفر )عليه السلم( :من دخل في و قد قال ال في كتابه :ماِكِثي َ
ولية آل محمد )عليهم السلم( دخل الجنة ،و من دخل في ولية عدوهم دخل النار ،و هذا الذي عنى ال من
الستثناء في الخروج من الجنة و النار و الدخول«.
-[13] /5185ابن بابويه ،قال :حدثنا الحسين بن يحيى ،عن ضريس البجلي ،قال :حدثنا أبي ،قال :حدثنا أبو
جعفر محمد بن عمارة السكري السرياني ،قال :حدثنا إبراهيم بن عاصم بقزوين ،قال :حدثنا عبد ال بن هارون
الكرخي ،قال :حدثنا أبو جعفر أحمد بن عبد ال بن زيد بن سلم بن عبد ال ،قال :حدثني أبي عبد ال بن زيد،
قال:
حدثني أبي زيد بن سلم ،عن أبيه سلم بن عبد ال ،عن عبد ال بن سلم مولى رسول ال )صلى ال عليه و آله(
أنه قال :سألت رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،فقلت :أخبرني أ يعذب ال عز و جل خلقا بل حجة؟ فقال» :معاذ
ال عز و جل«.
قلت :فأولد المشركين في الجنة أم في النار؟ فقال» :إن ال تبارك و تعالى أولى بهم ،إنه إذا كان يوم القيامة ،و
جمع ال عز و جل الخلئق لفصل القضاء يأتي بأولد المشركين ،فيقول لهم :عبيدي و إمائي ،من ربكم ،و ما
__________________________________________________
-11تفسير العّياشي .69 /160 :2
-12تفسير العّياشي .66 /159 :2
-13التوحيد.1 /390 :
سلم( لم يكن الستثناء في حال ن في مصحف أهل البيت )عليهم ال ّ ) (1قال المجلسي :ظاهر خبر أبي بصير أ ّ
أهل الجّنة بل كان فيه )خالدين فيها ما دامت السماوات و الرض عطاء غير مجذوذ( و إّنما زيد في الخبر من
سلم( تفسير للستثناء في الحديث ).(12 ساخ »بحار النوار .10 /349 :8و سيأتي عن الصادق )عليه ال ّ الن ّ
) (2تفسير العّياشي [.....] .70 /161 :2
) (3في المصدر :من.
) (4الكهف .3 :18
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص136 :
دينكم ،و ما أعمالكم؟ -قال -فيقولون :اللهم ربنا أنت خلقتنا » ،«1و أنت أمتنا » ،«2و لم تجعل لنا ألسنة ننطق
بها ،و ل أسماعا نسمع بها ،و ل كتابا نقرؤه ،و ل رسول فنتبعه ،و ل علم لنا إل ما علمتنا«.
قال» :فيقول لهم عز و جل :عبيدي و إمائي ،إن أمرتكم بأمر أ تفعلونه؟ فيقولون :السمع و الطاعة لك ،يا ربنا.
فيأمر ال عز و جل نارا يقال لها الفلق ،أشد شيء في جهنم عذابا ،فتخرج من مكانها سوداء مظلمة بالسلسل و
الغلل ،فيأمرها ال عز و جل أن تنفخ في وجوه الخلئق نفخة ،فتنفخ ،فمن شدة نفختها تنقطع السماء ،و
تنطمس النجوم ،و تجمد البحار ،و تزول الجبال ،و تظلم البصار ،و تضع الحوامل حملها ،و تشيب الولدان من
هولها يوم القيامة ،ثم يأمر ال تبارك و تعالى أطفال المشركين أن يلقوا أنفسهم في تلك النار ،فمن سبق له في علم
ال عز و جل أن يكون سعيدا ،ألقى نفسه فيها ،فكانت النار عليه بردا و سلما ،كما كانت على إبراهيم )عليه
السلم( ،و من سبق له في علم ال عز و جل أن يكون شقيا ،امتنع فلم يلق نفسه في النار ،فيأمر ال تبارك و
تعالى النار فتلتقطه لتركه أمر ال ،و امتناعه من الدخول فيها ،فيكون تبعا لبائه في جهنم ،و ذلك قوله عز و جل:
ض ِإ ّ
ل لْر ُ ت َو ا َْ سماوا ُ ت ال ّن ِفيها ما داَم ِ ق خاِلِدي َ شِهي ٌ
شُقوا َفِفي الّناِر َلُهْم ِفيها َزِفيٌر َو َ ن َ سِعيٌد َفَأّما اّلِذي َي َو َ شِق َّفِمْنُهْم َ
ل مالْرضُ ِإ ّ ت َو ا َْ
سماوا ُ ت ال ّ
ن ِفيها ما داَم ِ جّنِة خاِلِدي َ
سِعُدوا َفِفي اْل َ
ن ُ ل ِلما ُيِريُد َو َأّما اّلِذي َك َفّعا ٌ ن َرّب َ ك ِإ ّ
ما شاَء َرّب َ
جُذوٍذ«. غْيَر َم ْ عطاًء َ ك َ شاَء َرّب َ
سِعيٌد َفَأّماي َو َ شِق ّل ِبِإْذِنِه َفِمْنُهْم َ
س ِإ ّ
ت ل َتَكّلُم َنْف ٌ -[14] /5186و قال علي بن إبراهيم ،في قوله تعالىَ :يْوَم َيْأ ِ
ت َوسماوا ُ ت ال ّ ن ِفيها :فهذا في نار الدنيا قبل يوم القيامة :ما داَم ِ ق خاِلِدي َ شِهي ٌ شُقوا َفِفي الّناِر َلُهْم ِفيها َزِفيٌر َو َ ن َ اّلِذي َ
ن ِفيها يعني في جنان الدنيا التي تنقل إليها أرواح جّنِة خاِلِدي َ سِعُدوا َفِفي اْل َ ن ُ ض قال :و قولهَ :و َأّما اّلِذي َ لْر ُ ا َْ
جُذوٍذ يعني غير مقطوع من نعيم الخرة في غْيَر َم ْ عطاًء َ ك َ ل ما شاَء َرّب َ ض ِإ ّلْر ُ ت َو ا َْ سماوا ُ ت ال ّالمؤمنين ما داَم ِ
الجنة يكون متصل به ،و هو رد على من ينكر عذاب القبر و الثواب و العقاب في الدنيا في البرزخ قبل يوم
القيامة.
قوله تعالى:
طَغْوا ][112 -111 ك َو ل َت ْ ب َمَع َ ن تا َ سَتِقْم َكما ُأِمْرتَ َو َم ْ عماَلُهْم -إلى قوله تعالىَ -فا ْ ك َأ ْل َلّما َلُيَوّفَيّنُهْم َرّب َ
ن ُك ّ َو ِإ ّ
عماَلُهْم قال :في القيامة، ك َأ ْ
ل َلّما َلُيَوّفَيّنُهْم َرّب َ
ن ُك ّ -[1] /5187علي بن إبراهيم ،قال في قوله تعالىَ :و ِإ ّ
__________________________________________________
-14تفسير القّمي .338 :1
-1تفسير القّمي .338 :1
) (1في المصدر زيادة :و لم نخلق شيئا.
) (2في المصدر زيادة :و لم نمت شيئا.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص137 :
طَغْوا أي في الدنيا ل تطغوا. ك َو ل َت ْ ب َمَع َ ن تا َ ت َو َم ْ سَتِقْم َكما ُأِمْر َ ثم قال لنبيه )صلى ال عليه و آله(َ :فا ْ
قوله تعالى:
سُكُم الّناُر ][113 ظَلُموا َفَتَم ّ ن َ َو ل َتْرَكُنوا ِإَلى اّلِذي َ
-[1] /5188محمد بن يعقوب :عن عدة من أصحابنا ،عن سهل بن زياد رفعه ،عن أبي عبد ال )عليه السلم(
سُكُم الّناُر. ظَلُموا َفَتَم ّن َ في قول ال عز و جلَ :و ل َتْرَكُنوا ِإَلى اّلِذي َ
قال» :هو الرجل يأتي السلطان فيحب بقاءه إلى أن يدخل يده إلى كيسه فيعطيه«.
-[2] /5189علي بن إبراهيم ،قال :ركون مودة و نصيحة و طاعة.
ظَلُموا
ن َ -[3] /5190العياشي :عن بعض أصحابنا :قال أحدهم :إنه سئل عن قوله الَ :و ل َتْرَكُنوا ِإَلى اّلِذي َ
سُكُم الّناُر.
َفَتَم ّ
قال» :هو الرجل من شيعتنا يقول بقول هؤلء الجائرين«.
ظَلُموان َ -[4] /5191عن عثمان بن عيسى ،عن رجل ،عن أبي عبد ال )عليه السلم(َ :و ل َتْرَكُنوا ِإَلى اّلِذي َ
سُكُم الّناُر.
َفَتَم ّ
قال» :أما إنه لم يجعلها خلودا و لكن تمسكم النار ،فل تركنوا إليهم«.
قوله تعالى:
ن ][114 ك ِذْكرى ِللّذاِكِري َ ت ذِل َ سّيئا ِ ن ال ّ ت ُيْذِهْب َ
سنا ِ حَن اْل َل ِإ ّ
ن الّلْي ِ
ي الّنهاِر َو ُزَلفًا ِم َ طَرَف ِ صلَة َ َو َأِقِم ال ّ
-[5] /5192الشيخ :بإسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن حماد بن عيسى ،عن حريز ،عن زرارة ،عن أبي
جعفر )عليه السلم( قال :سألته عما فرض ال من الصلة .فقال» :خمس صلوات في الليل و النهار«.
__________________________________________________
-1الكافي .12 /108 :5
-2تفسير القّمي .338 :1
-3تفسير العّياشي .71 /161 :2
-4تفسير العّياشي .72 /161 :2
-5التهذيب .954 /241 :2
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص138 :
صلَة فقلت :هل سماهن و بينهن في كتابه؟ فقال» :نعم ،قال ال عز و جل لنبيه )صلى ال عليه و آله(َ :أِقِم ال ّ
ل » «1و دلوكها :زوالها ،ففي ما بين دلوك الشمس إلى غسق الليل أربع صلوات، ق الّلْي ِسِغَ س ِإلى َ شْم ِ ك ال ِّلُدُلو ِ
شُهودًا » «2فهذه ن َم ْجِر كا َ ن اْلَف ْن ُقْرآ َ
جِر ِإ ّ ن اْلفَ ْسماهن و بينهن و وقتهن ،و غسق الليل :انتصافه .ثم قالَ :و ُقْرآ َ
الخامسة.
ل و هي صلة العشاء ن الّلْي ِ
ي الّنهاِر و طرفاه :المغرب و الغداة َو ُزَلفًا ِم َ طَرَف ِ صلَة َ و قال في ذلكَ :و َأِقِم ال ّ
سطى » «3و هي صلة الظهر ،و هي أول صلة صلها صلِة اْلُو ْ ت َو ال ّ صَلوا ِ عَلى ال ّ ظوا َ الخرة ،و قال :حاِف ُ
رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،و هي وسط النهار ،و وسط صلتين بالنهار :صلة الغداة ،و صلة العصر«.
و في بعض القراءات» :حافظوا على الصلوات و الصلة الوسطى صلة لعصر و قوموا ل قانتين«.
قال» :و نزلت هذه الية يوم الجمعة ،و رسول ال )صلى ال عليه و آله( في سفر ،فقنت فيها و تركها على حالها
في السفر و الحضر ،و أضاف للمقيم ركعتين ،و إنما وضعت الركعتان اللتان أضافهما النبي )صلى ال عليه و
آله( يوم الجمعة للمقيم لمكان الخطبتين مع المام ،فمن صلى يوم الجمعة في غير جماعة فليصلها أربع ركعات
كصلة الظهر في سائر اليام«.
-[2] /5193محمد بن يعقوب :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن علي بن الحكم ،عن
الفضل بن عثمان المرادي ،قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول» :قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(:
أربع من كن فيه لم يهلك على ال بعد هن إل هالك :يهم العبد بالحسنة أن يعملها ،فإن هو لم يعملها كتب ال له
حسنة بحسن نيته ،و إن هو عملها كتب ال له عشرا و يهم بالسيئة أن يعملها ،فإن لم يعملها لم يكتب عليه شيء ،و
إن هو عملها اجل سبع ساعات ،و قال صاحب الحسنات لصاحب السيئات ،و هو صاحب الشمال :ل تعجل،
ت .أو استغفار ،فإن هو قال: سّيئا ِ
ن ال ّت ُيْذِهْب َ
سنا ِ
حَن اْل َ
عسى أن يتبعها بحسنة تمحوها ،فإن ال عز و جل يقولِ :إ ّ
أستغفر ال الذي ل إله إل هو ،عالم الغيب و الشهادة ،العزيز الحكيم ،الغفور الرحيم ،ذا الجلل و الكرام و أتوب
إليه .لم يكتب عليه شيء ،و إن مضت سبع ساعات و لم يتبعها بحسنة أو استغفار ،قال صاحب الحسنات لصاحب
السيئات:
اكتب على الشقي المحروم«.
-[3] /5194و عنه :عن محمد بن إسماعيل ،عن الفضل بن شاذان ،عن حماد بن عيسى ،عن إبراهيم بن عمر
ت.سّيئا ِ
ن ال ّت ُيْذِهْب َ
سنا ِ
حَن اْل َ
اليماني ،عمن حدثه ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال عز و جلِ :إ ّ
قال» :صلوات » «4المؤمن بالليل يذهبن » «5بما عمل من ذنب النهار« ».«6
__________________________________________________
-2الكافي .4 /313 :2
-3الكافي .10 /266 :3
) (1السراء [.....] .78 :17
) (2السراء .78 :17
) (3البقرة .238 :2
) (4في المصدر :صلة.
) (5في المصدر :تذهب.
) (6في المصدر :بالنهار.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص139 :
-[4] /5195ابن بابويه ،قال :حدثني أبي )رحمه ال( ،قال :حدثنا علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن حماد بن
سنا ِ
ت حَن اْل َ
عيسى ،عن إبراهيم بن عمر ،عمن حدثه ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال عز و جلِ :إ ّ
ت ،قال» :صلوات المؤمن بالليل يذهبن بما عمل من ذنب النهار«. سّيئا ِ
ن ال ُّيْذِهْب َ
-[5] /5196و عنه ،قال :حدثني أبي )رحمه ال( ،قال :حدثني محمد بن يحيى ،عن الحسين بن إسحاق التاجر،
عن علي بن مهزيار ،عمن رواه ،عن الحارث بن الحول صاحب الطاق ،عن جميل بن صالح ،قال :قال أبو عبد
ال )عليه السلم(» :ل يغرنك الناس من نفسك ،فإن المر يصل إليك من دونهم ،ل تقطع النهار بكذا و كذا ،فإن
معك من يحفظ عليك .و لم أر شيئا قط أشد طلبا و ل أسرع دركا من الحسنة للذنب العظيم القديم .و ل تستصغر
شيئا من الخير فإنك تراه غدا حيث يسرك ،و ل تستصغر شيئا من الشر فإنك تراه غدا حيث يسوؤك ،إن ال عز
و جل يقول:
ن«.
ك ِذْكرى ِللّذاِكِري َ
ت ذِل َ
سّيئا ِ
ن ال ّ
ت ُيْذِهْب َ
سنا ِ
حَ ن اْل َِإ ّ
و روى هذا الحديث المفيد في )أماليه( :عن الصادق )عليه السلم( ».«1
-[6] /5197و عنه ،قال :حدثني محمد بن الحسن ،عن الحسين بن الحسن بن أبان ،عن الحسين بن سعيد ،عن
سناتِ
حَن اْل َ
حماد بن عيسى ،عن إبراهيم بن عمر ،رفعه إلى أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال عز و جلِ :إ ّ
ت.
سّيئا ِ
ن ال ّ
ُيْذِهْب َ
قال» :صلة المؤمن بالليل تذهب بما عمل من ذنب بالنهار«.
-[7] /5198الحسين بن سعيد ،في كتاب )الزهد( :عن فضالة بن أيوب ،عن عبد ال بن يزيد ،عن علي بن
يعقوب ،قال :قال لي أبو عبد ال )عليه السلم(» :ل يغرنك الناس من نفسك ،فإن المر » «2يصل إليك دونهم ،و
ل تقطع عنك النهار بكذا و كذا ،فإن معك من يحفظ عليك .و ل تستقل قليل الخير فإنك تراه غدا بحيث يسرك ،و
ل تستقل قليل الشر فإنك تراه غدا بحيث يسوؤك ،و أحسن فإني لم أر شيئا أشد طلبا و ل أسرع دركا من حسنة
ن«.
ك ِذْكرى ِللّذاِكِري َ
ت ذِل َ
سّيئا ِ
ن ال ّ
ت ُيْذِهْب َ
سنا ِ
حَن اْل َ
لذنب قديم ،فإن ال تبارك و تعالى يقولِ :إ ّ
-[8] /5199الشيخ في )أماليه( قال :حدثنا أبو عبد ال محمد بن محمد بن النعمان )رحمه ال( ،قال :أخبرني أبو
الحسن علي بن محمد بن حبيش الكاتب ،قال :أخبرني الحسن بن علي الزعفراني ،قال :أخبرني أبو إسحاق
إبراهيم بن محمد الثقفي ،قال :حدثنا عبد ال بن محمد بن عثمان ،قال :حدثنا علي بن محمد بن أبي سعيد ،عن
فضيل بن الجعد ،عن أبي إسحاق الهمداني ،قال :لما ولى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب )عليه السلم( محمد
بن
__________________________________________________
-4علل الشرائع.7 /363 :
-5ثواب العمال ،134 :الختصاص.231 :
-6ثواب العمال.42 :
-7كتاب الزهد.31 /16 :
-8المالي ،24 :1الغارات.147 :
) (1المالي.3 /67 :
) (2في المصدر :الجر.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص140 :
أبي بكر مصر و أعمالها ،كتب له كتابا ،و أمره أن يقرأه على أهل مصر ،و ليعمل بما وصاه به فيه ،و كان
الكتاب:
»بسم ال الرحمن الرحيم.
من عبد ال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب إلى أهل مصر ،و محمد بن أبي بكر .سلم عليكم ،فإني أحمد إليكم
ال الذي ل إله إل هو.
س ِبما ل َنْف ٍ أما بعد :فإني أوصيكم بتقوى ال فيما أنتم عنه مسئولون ،و إليه تصيرون ،فإن ال تعالى يقولُ :ك ّ
عّمان َ جَمِعي َ سَئَلّنُهْم َأ ْ
ك َلَن ْ
صيُر » «2و يقولَ :فَو َرّب َ ل اْلَم ِسُه َو ِإَلى ا ِّ ل َنْف َ
حّذُرُكُم ا ُّ ت َرِهيَنٌة » «1و يقولَ :و ُي َ سَب ْ
َك َ
ن » «3و اعلموا -عباد ال -أن ال عز و جل سائلكم عن الصغير من عملكم و الكبير ،فإن يعذب كاُنوا َيْعَمُلو َ
فنحن أظلم ،و إن يعف فهو أرحم الراحمين.
يا عباد ال ،إن أقرب ما يكون العبد الى المغفرة و الرحمة حين يعمل ل بطاعته و ينصحه بالتوبة ،عليكم بتقوى
ال فإنها تجمع الخير و ل خير غيرها ،و يدرك بها من الخير ما ل يدرك بغيرها من خير الدنيا و خير الخرة،
خَرِة لِ سَنٌة َو َلداُر ا ْ حَ سُنوا ِفي هِذهِ الّدْنيا َ حَخْيرًا ِلّلِذينَ َأ ْ
ل َرّبُكْم قاُلوا َ ن اّتَقْوا ما ذا َأْنَز َ ل ِلّلِذي َ
قال ال عز و جلَ :و ِقي َ
ن ».«4 خْيٌر َو َلِنْعَم داُر اْلُمّتِقي َ
َ
اعلموا -عباد ال -أن المؤمن من يعمل لثلث من الثواب إما لخير ]الدنيا[ » «5فإن ال يثيبه بعمله في دنياه ،قال
ن » «6فمن عمل ل حي َصاِل ِن ال ّ خَرِة َلِم َ
لِ جَرُه ِفي الّدْنيا َو ِإّنُه ِفي ا ْ ال سبحانه لبراهيم )عليه السلم(َ :و آَتْيناُه َأ ْ
ن آَمُنوا اّتُقوا َرّبُكْم ِلّلِذي َ
ن عباِد اّلِذي َتعالى آتاه أجره في الدنيا و الخرة ،و كفاه المهم فيهما ،و قد قال ال تعالى :يا ِ
ب » «7فما أعطاهم ال في حسا ٍ جَرُهْم ِبَغْيِر ِ ن َأ ْصاِبُرو َ سَعٌة ِإّنما ُيَوّفى ال ّ ل وا ِ ض ا ِّ سَنٌة َو َأْر ُ حَسُنوا ِفي هِذِه الّدْنيا َ حَ َأ ْ
سنى َو ِزياَدٌة » «8و الحسنى هي الجنة ،و حْ سُنوا اْل ُ
حَ ن َأ ْ
الدنيا لم يحاسبهم به في الخرة ،قال ال تعالىِ :لّلِذي َ
الزيادة هي الدنيا.
سّيئا ِ
ت ن ال ّ ت ُيْذِهْب َسنا ِ حَن اْل َ]و إما لخير الخرة[ » ،«9فإن ال تعالى يكفر بكل حسنة سيئة ،قال ال عز و جلِ :إ ّ
ن حتى إذا كان يوم القيامة حسبت لهم حسناتهم ،ثم أعطاهم بكل واحدة عشرة ك ِذْكرى ِللّذاِكِري َ ذِل َ
__________________________________________________
) (1المدثر .38 :74
) (2آل عمران [.....] .28 :3
) (3الحجر .93 -92 :15
) (4النحل .30 :16
) (5من الغارات.
) (6العنكبوت .27 :29
) (7الزمر .10 :39
) (8يونس .26 :10
) (9من الغارات.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص141 :
جزاُء ك َلُهْم َ حسابًا » «1و قالَ :فُأولِئ َ عطاًء ِ ك َ ن َرّب َ
جزاًء ِم ْ أمثالها إلى سبعمائة ضعف ،و قال ال عز و جلَ :
ن » «2فارغبوا في هذا يرحمكم ال ،و اعملوا له ،و تحاضوا عليه. ت آِمُنو َ عِمُلوا َو ُهْم ِفي اْلُغُرفا ِ ف ِبما َ ضْع ِ ال ّ
و اعلموا -يا عباد ال -أن المتقين حازوا عاجل الخير و آجله ،و شاركوا أهل الدنيا في دنياهم ،و لم يشاركهم أهل
خَر َ
ج ل اّلِتي َأ ْ حّرَم ِزيَنَة ا ِّ ن َ ل َم ْالدنيا في آخرتهم ،أباحهم ال في الدنيا ما كفاهم به و أغناهم ،قال ال عز و جلُ :ق ْ
ت ِلَقْوٍم
ليا ِ لا ْ صُ ك ُنَف ّ صًة َيْوَم اْلِقياَمِة َكذِل َحياِة الّدْنيا خاِل َ ن آَمُنوا ِفي اْل َ ي ِلّلِذي َ
ل ِه َ ق ُق ْ
ن الّرْز ِ ت ِم َطّيبا ِِلِعباِدِه َو ال ّ
ن » «3سكنوا الدنيا بأفضل ما سكنت ،و أكلوها بأفضل ما أكلت ،و شاركوا أهل الدنيا في دنياهم فأكلوا َيْعَلُمو َ
معهم من طيبات ،ما يأكلون ،و شربوا من طيبات ما يشربون ،و لبسوا من أفضل ما يلبسون ،و سكنوا من أفضل
ما يسكنون ،و تزوجوا من أفضل ما يتزوجون ،و ركبوا من أفضل ما يركبون ،أصابوا لذة الدنيا مع أهل الدنيا ،و
هم غدا جيران ال تعالى ،يتمنون عليه فيعطيهم ما يتمنون ،ل ترد لهم دعوة ،و ل ينقص لهم نصيب من اللذة،
فإلى هذا -يا عباد ال -يشتاق من كان له عقل ،و يعمل له بتقوى ال ،و ل حول و ل قوة إل بال.
يا عباد ال ،إن اتقيتم و حفظتم نبيكم في أهل بيته فقد عبدتموه بأفضل ما عبد ،و ذكرتموه بأفضل ما ذكر ،و
شكرتموه بأفضل ما شكر ،و أخذتم بأفضل الصبر و الشكر ،و اجتهدتم أفضل الجتهاد و إن كان غيركم أطول
منكم صلة ،و أكثر منكم صياما ،فأنتم أتقى ل منه ،و أنصح لولي المر.
احذروا -يا عباد ال -الموت و سكرته ،فأعدوا له عدته ،فإنه يفجأكم بأمر عظيم ،بخير ل يكون معه شر أبدا ،و
بشر ل يكون معه خيرا أبدا ،فمن أقرب إلى الجنة من عاملها؟ و من أقرب إلى النار من عاملها؟ إنه ليس أحد من
الناس تفارق روحه جسده حتى يعلم إلى أي المنزلين يصير :إلى الجنة ،أم إلى النار ،أعدو هو ل أم ولي؟ فإن
كان وليا ل فتحت له أبواب الجنة و شرعت له طرقها ،و رأى ما أعد ال له فيها ،ففرغ من كل شغل ،و وضع
عنه كل ثقل ،و إن كان عدوا ل فتحت له أبواب النار ،و شرعت له طرقها ،و نظر إلى ما أعد ال له فيها ،و
فاستقبل كل مكروه ،و ترك كل سرور ،كل هذا يكون عند الموت ،و عنده يكون بيقين ،قال ال تعالى :اّلِذي َ
ن
ن َتَتَوّفاُهُم اْلَملِئَكُة
ن » ،«4و يقول :اّلِذي َ جّنَة ِبما ُكْنُتْم َتْعمَُلو َ
خُلوا اْل َ
عَلْيُكْم اْد ُ
سلٌم َ ن َ ن َيُقوُلو َ
طّيِبي َ
َتَتَوّفاُهُم اْلَملِئَكُة َ
ن ِفيهاجَهّنَم خاِلِدي َ
ب َ خُلوا َأْبوا َ
ن َفاْد ُ
عِليٌم ِبما ُكْنُتْم َتْعَمُلو َل َ
ن ا َّسوٍء َبلى ِإ ّ ن ُ ل ِم ْ سَلَم ما ُكّنا َنْعَم ُسِهْم َفَأْلَقُوا ال ّ
ظاِلِمي َأْنُف ِ
ن ».«5 س َمْثَوى اْلُمَتَكّبِري َ َفَلِبْئ َ
يا عباد ال ،إن الموت ليس منه فوت ،فاحذروه قبل وقوعه ،و أعدوا له عدته ،فإنكم طرائد » «6الموت ،إن أقمتم
له أخذكم ،و إن فررتم منه أدرككم ،و هو ألزم لكم من ظلكم ،الموت معقود بنواصيكم ،و الدنيا تطوى خلفكم،
__________________________________________________
) (1النباء .36 :78
) (2سبأ .37 :34
) (3العراف .32 :7
) (4النحل .32 :16
) (5النحل .29 -28 :16
) (6الطرائد :جمع طريدة ،ما طردت من صيد و غيره» .لسان العرب -طرد.«267 :3 -
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص142 :
فأكثروا ذكر الموت عند ما تنازعكم إليه أنفسكم من الشهوات ،و كفى بالموت واعظا ،و كان رسول ال )صلى
ال عليه و آله( كثيرا ما يوصي أصحابه بذكر الموت ،فيقول أكثروا ذكر الموت ،فإنه هادم اللذات ،حائل بينكم و
بين الشهوات.
يا عباد ال ،ما بعد الموت لمن ل يغفر له أشد من الموت ،القبر ،فاحذروا ضيقه » «1و ضنكه و ظلمته و غربته،
إن القبر يقول كل يوم :أنا بيت الغربة ،أنا بيت التراب ،أنا بيت الوحشة ،أنا بيت الدود و الهوام .و القبر روضة
من رياض الجنة ،أو حفرة من حفر النار ،إن العبد المؤمن إذا دفن قالت له الرض :مرحبا و أهل ،قد كنت ممن
أحب أن يمشي على ظهري ،فإذا وليتك فستعلم كيف صنعي بك ،فيتسع له مد البصر ،و إن الكفار إذا دفن قالت له
الرض :ل مرحبا بك و ل أهل ،لقد كنت ممن أبغض أن يمشي » «2على ظهري ،فإذا وليتك فستعلم كيف
صنعي بك ،فتضمه حتى تلتقي أضلعه .و إن المعيشة الضنك التي حذر ال منها عدوه :عذاب القبر ،إنه يسلط
على الكافر في قبره تسعة و تسعين تنينا ،فينهشن لحمه و يكسرن عظمه ،و يترددن عليه كذلك إلى يوم يبعث ،لو
أن تنينا منها نفخ في الرض لم تنبت زرعا أبدا.
يا عباد ال ،إن أنفسكم الضعيفة و أجسادكم الناعمة الرقيقة التي يكفيها اليسير تضعف عن هذا ،فإن استطعتم أن
تجزعوا لجسادكم و أنفسكم مما ل طاقة لكم به و ل صبر لكم عليه ،فاعملوا بما أحب ال ،و اتركوا ما كره ال.
يا عباد ال ،إن بعد البعث ما هو أشد من القبر ،يوم يشيب فيه الصغير ،و يسكر منه الكبير ،و يسقط فيه الجنين ،و
تذهل كل مرضعة عما أرضعت ،يوم عبوس قمطرير ،يوم كان شره مستطيرا ،إن فزع ذلك اليوم ليرهب
الملئكة الذين ل ذنب لهم ،و ترعد » «3منه السبع الشداد ،و الجبال الوتاد ،و الرض المهاد ،و تنشق السماء
فهي يومئذ واهية ،و تتغير فكأنها وردة كالدهان ،و تكون الجبال كثيبا » «4مهيل بعد ما كانت صما صلبا ،و
ينفخ في الصور فيفزع من في السماوات و من في الرض إل من شاء ال ،فكيف من عصى بالسمع و البصر و
اللسان و اليد و الرجل و الفرج و البطن ،إن لم يغفر ال له و يرحمه » «5من ذلك اليوم! لنه يقضي و يصير
إلى غيره ،إلى نار قعرها بعيد ،و حرها شديد ،و شرابها صديد ،و عذابها جديد ،و مقامعها حديد ،ل يفتر عذابها،
و ل يموت ساكنها ،دار ليس فيها رحمة ،و ل يسمع لهلها دعوة.
و اعلموا -يا عباد ال -أن مع هذا رحمة ال التي ل تعجز عن العباد ،و جنة عرضها كعرض السماوات و
الرض أعدت للمتقين ،ل يكون معها شر أبدا ،لذاتها ل تمل ،و مجتمعها ل يتفرق ،سكانها قد جاوروا الرحمن ،و
قام بين أيديهم الغلمان بصحاف من الذهب ،فيها الفاكهة و الريحان .ثم اعلم -يا محمد بن أبي بكر -أني قد وليتك«.
و ساق الحديث إلى آخره.
و روى هذا الحديث المفيد في )أماليه( ،قال :أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن حبيش الكاتب ،قال:
أخبرني الحسن بن علي الزعفراني ،قال :أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الثقفي ،قال :حدثنا عبد ال بن
محمد بن عثمان ،قال :حدثنا علي بن محمد بن أبي سعيد ،عن فضيل بن الجعد ،عن أبي إسحاق الهمداني ،قال:
لما ولى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب )عليه السلم( محمد بن أبي بكر مصر و أعمالها ،كتب إليه كتابا ،و
أمره أن يقرأه
__________________________________________________
) (1في المصدر :ضيهته[.....] .
ل له.
ل -أن ما بعد ذلك اليوم أشدّ و أدهى على من لم يغفر ا ّ
) (5في الغارات زيادة :و اعلموا -عباد ا ّ
ت.
سّيئا ِ ن ال ّ
ت ُيْذِهْب َ سنا ِ حَ ن اْل َ -[9] /5200و عنه :بإسناده ،قال :قال الصادق )عليه السلم( في قوله تعالىِ :إ ّ
قال» :صلة الليل تذهب بذنوب النهار«.
ي الّنهاِر و طرفاه: طَرَف ِ صلةَ َ -[10] /5201العياشي :عن حريز ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قالَ» :أِقِم ال ّ
ل و هي صلة العشاء الخرة«. ن الّلْي ِ
المغرب و الغداة َو ُزَلفًا ِم َ
-[11] /5202عن أبي حمزة الثمالي ،قال :سمعت أحدهما )عليهما السلم( يقول» :إن عليا )عليه السلم( أقبل
ك ِبِه َو َيْغِفُر ما ُدو َ
ن شَر َ ن ُي ْ ل ل َيْغِفُر َأ ْ ن ا َّ
على الناس ،فقال :أي آية في كتاب ال أرجى عندكم؟ فقال بعضهم :إِ ّ
طوا ِم ْ
ن سِهْم ل َتْقَن ُ على َأْنُف ِ سَرُفوا َ ن َأ ْي اّلِذي َ
عباِد َ
ن َيشاُء » .«2قال :حسنة ،و ليست إياها .فقال بعضهم :يا ِ ك ِلَم ْ
ذِل َ
سُهْم َذَكُروا ا َّ
ل ظَلُموا َأْنُف َ شًة َأْو َ حَ ن ِإذا َفَعُلوا فا ِ
ل » «3قال :حسنة ،و ليست إياها .و قال بعضهمَ :و اّلِذي َ حَمِة ا َِّر ْ
سَتْغَفُروا ِلُذُنوِبِهْم » «4قال :حسنة ،و ليست إياها«. َفا ْ
قال» :ثم أحجم الناس ،فقال :ما لكم ،يا معشر المسلمين؟ قالوا :ل و ال ،ما عندنا شيء .قال :سمعت رسول ال
ل و قرأ الية ن الّلْي ِ ي الّنهاِر َو ُزَلفًا ِم َ صلَة طََرَف ِ)صلى ال عليه و آله( يقول :أرجى آية في كتاب الَ :و َأِقِم ال ّ
كلها ،و قال :يا علي ،و الذي بعثني بالحق بشيرا و نذيرا ،إن أحدكم ليقوم إلى وضوئه فتساقط من جوارحه
الذنوب ،فإذا استقبل ال بوجهه و قلبه لم ينفتل عن صلته و عليه من ذنوبه شيء ،كما ولدته أمه ،فإذا أصاب
شيئا بين الصلتين كان له مثل ذلك حتى عد الصلوات الخمس .ثم قال :يا علي ،إنما منزلة الصلوات الخمس
لمتي كنهر جار على باب أحدكم ،فما ظن أحدكم لو كان في جسده درن ثم اغتسل في ذلك النهر خمس مرات في
اليوم ،أ كان يبقى في جسده درن؟ فكذلك و ال الصلوات الخمس لمتي«.
-[12] /5203عن إبراهيم الكرخي ،قال :كنت عند أبي عبد ال )عليه السلم( فدخل عليه مولى له .فقال» :يا
فلن ،متى جئت؟« فسكت .فقال أبو عبد ال )عليه السلم(» :جئت من هاهنا و من هاهنا ،انظر بما تقطع به
يومك ،فإن معك ملكا موكل ،يحفظ عليك ما تعمل ،فل تحتقر سيئة ،و إن كانت صغيرة ،فإنها ستسوؤك يوما ،و
ل تحتقر حسنة فإنه ليس شيء -أشد طلبا و ل أسرع دركا من الحسنة ،إنها لتدرك الذنب العظيم القديم فتذهب به،
و قال ال في كتابه:
ت -قال :قال -صلة الليل تذهب بذنوب النهار -قال -تذهب بما جرحتم«. سّيئا ِن ال ّ ت ُيْذِهْب َ
سنا ِ
حَ ن اْل َ
ِإ ّ
__________________________________________________
-9المالي .300 :1
-10تفسير العّياشي .73 /161 :2
-11تفسير العّياشي .74 /161 :2
-12تفسير العّياشي .75 /162 :2
) (1المالي.3 /260 :
) (2النساء 48 :4و .116
) (3الزمر .53 :39
) (4آل عمران .135 :3
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص144 :
ي الّنهاِر- طَرَف ِصلَة َ -[13] /5204عن إبراهيم بن عمر ،رفعه إلى أبي عبد ال )عليه السلم( في قول الَ :أِقِم ال ّ
ت ،فقال» :صلة المؤمن بالليل تذهب بما عمل من ذنب النهار«. سّيئا ِ إلى -ال ّ
-[14] /5205عن سماعة بن مهران ،قال :سأل أبا عبد ال )عليه السلم( رجل من أهل الجبال عن رجل أصاب
سنا ِ
ت حَن اْل َ
مال من أعمال السلطان ،فهو يتصدق منه ،و يصل قرابته ،و يحج ليغفر له ما اكتسب ،و هو يقولِ :إ ّ
ت.
سّيئا ِ ن ال ّ ُيْذِهْب َ
فقال أبو عبد ال )عليه السلم(» :إن الخطيئة ل تكفر الخطيئة ،و لكن الحسنة تكفر الخطيئة« .ثم قال أبو عبد ال
)عليه السلم(» :إن كان خلط الحلل حراما فاختلط جميعا فلم يعرف الحلل من الحرام ،فل بأس«.
-[15] /5206و عنه :في رواية المفضل بن سويد ،أنه قال» :انظر ما أصبت به فعد به على إخوانك ،فإن ال
ت«. سّيئا ِ ن ال ّ ت ُيْذِهْب َ
سنا ِ حَ ن اْل َ يقولِ :إ ّ
قال المفضل :كنت خليفة أخي على الديوان ،قال :و قد قلت جعلت فداك ،قد ترى مكاني من هؤلء القوم ،فما
ترى؟ قال :لو لم يكن كتب« ».«1
-[16] /5207عن المفضل بن مزيد الكاتب ،قال :دخل علي أبو عبد ال )عليه السلم( و قد أمرت أن اخرج
لبني هاشم جوائز ،فلم أعلم إل و هو على رأسي ،و أنا مستخل ،فوثبت إليه ،فسألني عما أمر لهم ،فناولته الكتاب،
فقال:
»ما أرى لسماعيل هاهنا شيئا«؟ فقلت :هذا الذي خرج إلينا.
ثم قلت له :جعلت فداك ،قد ترى مكاني من هؤلء القوم؟ فقال لي» :انظر ما أصبت به فعد به على إخوانك ،فإن
ت«. سّيئا ِ ن ال ّ ت ُيْذِهْب َسنا ِ حَن اْل َال يقولِ :إ ّ
-[17] /5208عن إبراهيم الكرخي ،قال :كنت عند أبي عبد ال )عليه السلم( إذ دخل عليه رجل من أهل
المدينة ،فقال له أبو عبد ال )عليه السلم(» :يا فلن ،من أين جئت؟« فسكت .فقال أبو عبد ال )عليه السلم(:
»جئت من هاهنا و هاهنا ،لغير معاش تطلبه ،و ل لعمل آخرة ،انظر بما تقطع به يومك و ليلتك ،و اعلم أن معك
ملكا كريما موكل بك ،يحفظ عليك ما تفعل ،و يطلع على سرك الذي تخفيه من الناس ،فاستحي و ل تحقرن سيئة،
فإنها ستسوؤك يوما ،و ل تحقرن حسنة و إن صغرت عندك ،و قلت في عينك ،فإنها ستسرك يوما.
و اعلم أنه ليس شيء أضر عاقبة و ل أسرع ندامة من الخطيئة ،و أنه ليس شيء أشد طلبا و ل أسرع دركا
للخطيئة من الحسنة ،أما إنها لتدرك الذنب العظيم القديم ]المنسي عند عامله[ فتحذفه و تسقطه و تذهب به بعد
ن«.ك ِذْكرى ِللّذاِكِري َ ت ذِل َ
سّيئا ِن ال ّت ُيْذِهْب َ
سنا ِ حَ ن اْل َإساءته ،و ذلك قول ال ِإ ّ
__________________________________________________
-13تفسير العّياشي .76 /162 :2
-14تفسير العّياشي [.....] .77 /162 :2
-15تفسير العّياشي .78 /163 :2
-16تفسير العّياشي .79 /163 :2
-17تفسير العّياشي .80 /163 :2
شي701 /374 : ن أخاك ما اشتغل في كتابة الديوان ،و لم تكن خليفته .و في نسخة من رجال الك ّ ) (1أي ليت أ ّ
)لو لم يكن كيت( و هو ينصرف إلى نفس المعنى .أي ليت المر لم يكن كما ذكرت.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص145 :
ت.
سّيئا ِ ن ال ّ ت ُيْذِهْب َ
سنا ِ حَ ن اْل َ
-[18] /5209عن ابن خراش ،عن أبي عبد ال )عليه السلم(ِ :إ ّ
قال» :صلة الليل تكفر ما كان من ذنوب النهار«.
قوله تعالى:
جُع الَْْمُر ُكّلُهض َو ِإَلْيِه ُيْر َلْر ِ ت َو ا َْ سماوا ِ ب ال ّغْي ُل َ حَدًة -إلى قوله تعالىَ -و ِّ س ُأّمًة وا ِ ل الّنا َ جَع َ
ك َل ََو َلْو شاَء َرّب َ
ن ] -[1] /5210 [123 -118علي بن إبراهيمَ :و َلْو شاَء َرّب َ
ك عّما َتْعَمُلو َل َ ك ِبغاِف ٍ عَلْيِه َو ما َرّب َ ل َ عُبْدُه َو َتَوّك َْفا ْ
خَلَقُهْم.
ك َ ك َو ِلذِل َحَم َرّب َ ن َر ِل َم ْن ِإ ّ
خَتِلِفي َ
ن ُم ْحَدًة أي على مذهب واحد َو ل َيزاُلو َ س ُأّمًة وا ِ ل الّنا َ جَع ََل َ
-[2] /5211محمد بن يعقوب :عن عدة من أصحابنا ،عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ،عن حماد بن عثمان،
عن أبي عبيدة الحذاء ،قال سألت أبا جعفر )عليه السلم( عن الستطاعة و قول الناس ،فقال و تل هذه اليةَ :و ل
خَلَقُهْم »يا أبا عبيدة ،الناس مختلفون في إصابة القول ،و كلهم هالك«. ك َ ك َو ِلذِل َ حَم َرّب َ ن َر ِ ل َم ْن ِإ ّخَتِلِفي َ
ن ُم َْيزاُلو َ
خَلَقُهْم يقول :لطاعة ك َ ك؟ قال» :هم شيعتنا ،و لرحمته خلقهم ،و هو قولهَ :و ِلذِل َ حَم َرّب َ ن َر ِ ل َم ْقال :قلت :قولهِ :إ ّ
يٍء » «1يقول :علم المام ،و وسع علمه الذي هو من علمه ش ْل َت ُك ّسَع ْحَمِتي َو ِ المام ،الرحمة التي يقولَ :و َر ْ
كل شيء ،هم شيعتنا.
عْنَدُهْم ِفي الّتْوراِة وَجُدوَنُه َمْكُتوبًا ِ
ن » «2يعني ولية غير المام و طاعته ،ثم قالَ :ي ِ ن َيّتُقو َ
سَأْكُتُبها ِلّلِذي َ
ثم قالَ :ف َ
عِ
ن ف » «4إذا قام َو َيْنهاُهْم َ ل » «3يعني النبي )صلى ال عليه و آله( و الوصي و القائمَ ،يْأُمُرُهْم ِباْلَمْعُرو ِ جي ِ
لْن ِ
ا ِْ
ت » «6و هو » «7أخذ العلم من أهله َو طّيبا ِ ل َلُهُم ال ّ حّاْلُمْنَكِر » «5و المنكر من أنكر فضل المام و جحده َو ُي ِ
صَرُهْم » «9و هي الذنوب التي كانوا فيها عْنُهْم إِ ْ ضُع َ ث » «8و الخبائث :قول من خالف َو َي َ خباِئ َ عَلْيِهُم اْل َ
حّرُم َُي َ
عَلْيِهْم » «10و الغلل :ما كانوا يقولون مما لم يكونوا أمروا به ت َل اّلِتي كاَن ْ غل َلْ قبل معرفتهم فضل المام َو ا َْ
من ترك فضل المام ،فلما عرفوا فضل المام وضع عنهم إصرهم و الصر الذنب ،و هي الصار.
ن آَمُنوا ِبِه » «11يعني بالمام ثم نسبهم ،فقالَ :فاّلِذي َ
__________________________________________________
-18تفسير العياشي 164 :2ذيل الحديث .80
-1تفسير القمي .338 :1
-2الكافي .83 /355 :1
) (1العراف .156 :7
) (2العراف .156 :7
) (3العراف .157 :7
) (4العراف .157 :7
) (5العراف .157 :7
) (6العراف .157 :7
)) (7و هو( ليس في المصدر[.....] .
) (8العراف .157 :7
) (9العراف .157 :7
) (10العراف .157 :7
) (11العراف .157 :7
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص146 :
ن » «1يعني الذين اجتنبوا الجبت و حو َ ك ُهُم اْلُمْفِل ُل َمَعُه ُأولِئ َصُروُه َو اّتَبُعوا الّنوَر اّلِذي ُأْنِز َ عّزُروُه َو َن َ َو َ
الطاغوت أن يعبدونها ،و الجبت و الطاغوت :فلن و فلن و فلن ،و العبادة :طاعة الناس لهم.
خَرِة
لِحياةِ الّدْنيا َو ِفي ا ْ شرى ِفي اْل َ سِلُموا َلُه » «2ثم جزاهم فقالُ:هُم اْلُب ْ ثم قالَ :و َأِنيُبوا ِإلى َرّبُكْم َو َأ ْ
» «3و المام يبشرهم بقيام القائم و بظهوره ،و بقتل أعدائهم ،و بالنجاة في الخرة ،و الورود على محمد )صلى
ال عليه و آله الصادقين( على الحوض«.
-[3] /5212و عنه :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن عبد ال بن سنان ،قال :سئل أبو عبد
حَم
ن َر ِ
ل َم ْ
ن ِإ ّ
خَتِلِفي َ
ن ُم ْ
حَدًة َو ل َيزاُلو َس ُأّمًة وا ِ ل الّنا َ جَع َك َل َ
ال )عليه السلم( عن قول ال تعالىَ :و َلْو شاَء َرّب َ
ك.
َرّب َ
فقال» :كانوا امة واحدة ،فبعث ال النبيين ليتخذ عليهم الحجة«.
ابن بابويه ،قال :حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد )رضي ال عنه( ،قال :حدثنا محمد بن الحسن الصفار،
عن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن الحسين بن سعيد ،عن النضر بن سويد ،عن عبد ال بن سنان ،قال:
سئل أبو عبد ال )عليه السلم( ،مثله ».«4
-[4] /5213و عنه ،قال :حدثنا محمد بن أحمد الشيباني )رضي ال عنه( ،قال :حدثنا محمد بن أبي عبد ال
الكوفي ،قال :حدثنا موسى بن عمران النخعي ،عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي ،عن علي بن سالم ،عن أبيه،
س ِإ ّ
ل لْن َ
ن َو ا ِْ
جّت اْل ِ
خَلْق ُ
عن أبي بصير ،قال :سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول ال عز و جلَ :و ما َ
ن » «5قال» :خلقهم ليأمرهم بالعبادة«. ِلَيْعُبُدو ِ
خَلَقُهْم قال» :خلقهم ليفعلوا ما ك َ
ك َو ِلذِل َ
حَم َرّب َن َر ِ ل َم ْ
ن ِإ ّ
خَتِلِفي َ
ن ُم ْ
قال :و سألته عن قوله عز و جلَ :و ل َيزاُلو َ
يستوجبون به رحمته فيرحمهم«.
-[5] /5214علي بن إبراهيم :عن أبي الجارود ،عن أبي جعفر )عليه السلم( ،قال» :ل يزالون مختلفين -في
خَلَقُهْم يعني أهل رحمة ل يختلفون في ك َ الدين -إل من رحم ربك ،يعني آل محمد و أتباعهم ،يقول الَ :و ِلذِل َ
الدين«.
-[6] /5215العياشي :عن عبد ال بن سنان ،قال :سئل أبو عبد ال )عليه السلم( عن قوله الَ :و َلْو شاَء َرّب َ
ك
ك.
حَم َرّب َ
ن َر ِ
حَدًة -إلىَ -م ْ
س ُأّمًة وا ِ
ل الّنا َ
جَع ََل َ
__________________________________________________
-3الكافي .573 /379 :8
-4علل الشرائع.10 /13 :
-5تفسير القّمي .338 :1
-6تفسير العّياشي .81 /164 :2
) (1العراف .157 :7
) (2الزمر .54 :39
) (3يونس .64 :10
) (4علل الشرائع.2 /120 :
) (5الذاريات .56 :51
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص147 :
قال» :كانوا امة واحدة ،فبعث ال النبيين ليتخذ عليهم الحجة«.
-[7] /5216عن عبد ال بن غالب ،عن أبيه ،عن رجل ،قال :سألت علي بن الحسين )عليه السلم( عن قول ال:
ن قال» :عنى بذلك من خالفنا من هذه المة ،و كلهم يخالف بعضهم بعضا في دينهم ،و أما خَتِلِفي َ
ن ُم ْ َو ل َيزاُلو َ
خَلَقُهْم فأولئك أولياؤنا من المؤمنين ،و لذلك خلقهم من الطينة الطيبة ،أما تسمع ك َ ك َو ِلذِل َ حَم َرّب َ ن َر ِ ل َم ْ قولهِ :إ ّ
ل » -«1قال -إيانا عنى و أولياءه ن ِمْنُهْم ِبا ِّن آَم َت َم ْن الّثَمرا ِ ق َأْهَلُه ِم َل هذا َبَلدًا آِمنًا َو اْرُز ْ جَع ْبا ْ لقول إبراهيمَ :ر ّ
ب الّناِر » -«2قال -عنى بذلك و ال من عذا ِ طّرُه ِإلى َ ضَل ُثّم َأ ْ ن َكَفَر َفُأَمّتُعُه َقِلي ًو شيعته و شيعة وصيه ،قالَ :و َم ْ
جحد وصيه و لم يتبعه من أمته ،و كذلك و ال حال هذه المة«.
ن َوجّ ت اْل ِخَلْق ُ -[8] /5217عن يعقوب بن سعيد ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :سألته عن قول الَ :و ما َ
ن » «3قال» :خلقهم للعبادة«. ل ِلَيْعُبُدو ِ س ِإ ّ
لْن َ ا ِْ
خَلَقُهْم؟ فقال» :نزلت هذه بعد تلك«. ك َ ك َو ِلذِل َحَم َرّب َ ن َر ِ ل َم ْن ِإ ّخَتِلِفي َ
ن ُم ْقال :قلت :و قولهَ :و ل َيزاُلو َ
ل َم ْ
ن ن ِإ ّخَتِلِفي َ
ن ُم ْ -[9] /5218عن سعيد بن المسيب ،عن علي بن الحسين )عليه السلم( في قولهَ :و ل َيزاُلو َ
خَلَقُهْم.
ك َ ك َو ِلذِل َ حَم َرّب ََر ِ
جَعلْ هذا َبَلدًا با ْ قال» :أولئك هم أولياؤنا من المؤمنين ،و لذلك خلقهم من الطينة الطيبة أما تسمع لقول إبراهيمَ :ر ّ
ل » -«4قال -إيانا عنى بذلك و أولياءه و شيعته و شيعة وصيه َو ن ِمْنُهْم ِبا ِّن آَم َ ت َم ْن الّثَمرا ِ ق َأْهَلُه ِم َآِمنًا َو اْرُز ْ
ب الّناِر » «5عنى بذلك -و ال -من جحد وصيه و لم يتبعه من أمته ،و عذا ِ طّرُه ِإلى َ ضَ ل ُثّم َأ ْ ن َكَفَر َفُأَمّتُعُه َقِلي ًَم ْ
كذلك و ال حال هذه المة«.
ن هم الذين جَمِعي َ س َأ ْ
جّنِة َو الّنا ِ
ن اْل ِ
جَهّنَم ِم َن َ لْملَ ّ ك َت َكِلَمُة َرّب َ -[10] /5219علي بن إبراهيم :قوله تعالىَ :و َتّم ْ
سبق الشقاء لهم ،فحق عليهم القول أنهم للنار خلقوا ،و هم الذين حقت عليهم كلمة ربك أنهم ل يؤمنون.
ك َو ت ِبهِ ُفؤاَد َ ل أي أخبارهم ما ُنَثّب ُ سِن َأْنباِء الّر ُ ك ِم ْعَلْي َ
ص َ ل َنُق ّ قال علي بن إبراهيم :ثم خاطب ال نبيه ،فقالَ :و ُك ّ
ن ل ُيْؤِمُنو َ
ن ل ِلّلِذي َ
ق في القرآن ،و هذه السورة من أخبار النبياء و هلك المم .ثم قالَ :و ُق ْ حّ ك ِفي هِذِه اْل َ جاَء َ
جُع ض َو ِإَلْيِه ُيْر َلْر ِ ت َو ا َْ سماوا ِب ال ّغْي ُ ل َ ن َو ِّ ظُرو َ ظُروا ِإّنا ُمْنَت ِ ن أي نعاقبكم َو اْنَت ِ على َمكاَنِتُكْم ِإّنا عاِمُلو َ عَمُلوا َ اْ
ن.عّما َتْعَمُلو َ ل َ ك ِبغاِف ٍ عَلْيِه َو ما َرّب َ ل َ عُبْدُه َو َتَوّك ْلْمُر ُكّلُه َفا ْ ا َْ
__________________________________________________
-7تفسير العّياشي [.....] .82 /164 :2
-8تفسير العّياشي .83 /164 :2
-9تفسير العّياشي .84 /164 :2
-10تفسير القّمي .338 :1
) (1البقرة .126 :2
) (2البقرة .126 :2
) (3الذاريات .56 :51
) (4البقرة .126 :2
) (5البقرة .126 :2
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص148 :
باب في معنى التوكل
-[1] /5220ابن بابويه ،قال :حدثنا أبي ،قال :حدثنا سعد بن عبد ال ،عن أحمد بن أبي عبد ال ،عن أبيه ،في
حديث مرفوع إلى النبي )صلى ال عليه و آله( قال» :جاء جبرئيل )عليه السلم( إلى النبي )صلى ال عليه و
آله( ،فقال :يا رسول ال ،إن ال تبارك و تعالى أرسلني إليك بهدية لم يعطها أحدا قبلك ،قال رسول ال )صلى ال
عليه و آله( :قلت :و ما هي؟ قال:
الصبر ،و أحسن منه .قلت :و ما هو؟ قال :الرضا ،و أحسن منه .قلت :و ما هو؟ قال :الزهد ،و أحسن منه .قلت:
و ما هو؟ قال :الخلص ،و أحسن منه .قلت :و ما هو؟ قال :اليقين ،و أحسن منه ،قلت :و ما هو ،يا جبرئيل؟
قال :إن مدرجة » «1ذلك التوكل على ال عز و جل فقلت :و ما التوكل على ال عز و جل؟ فقال :العلم بأن
المخلوق ل يضر و ل ينفع ،و ل يعطي و ل يمنع ،و استعمال اليأس من الخلق ،فإذا كان العبد كذلك لم يعمل لحد
سوى ال ،و لم يرج و لم يخف سوى ال ،و لم يطمع في أحد سوى ال ،فهذا هو التوكل.
قال :قلت :يا جبرئيل ،فما تفسير الصبر؟ قال :تصبر في الضراء كما تصبر في السراء ،و في الفاقة كما تصبر
في الغناء ،و في البلء كما تصبر في العافية ،و ل يشكو حاله عند المخلوق بما يصيبه من البلء.
قلت :و ما تفسير القناعة؟ قال :يقنع بما يصيبه من الدنيا ،يقنع بالقليل و يشكر اليسير.
قلت :فما تفسير الرضا؟ فقال :الرضا أن » «2ل يسخط على سيده ،أصاب من الدنيا أو لم يصب ،و ل يرضى
لنفسه باليسير من العمل.
قلت :يا جبرئيل ،فما تفسير الزهد؟ قال :الزاهد يحب من يحب خالقه ،و يبغض من يبغض خالقه ،و يتحرج من
حلل الدنيا و ل يلتفت إلى حرامها ،فإن حللها حساب و حرامها عقاب ،و يرحم جميع المسلمين كما يرحم نفسه،
و يتحرج من الكلم كما يتحرج من الميتة التي قد اشتد نتنها ،و يتحرج عن حطام الدنيا و زينتها كما يجتنب النار
أن يغشاها » «3و أن يقصر أمله و كأن بين عينيه أجله.
قلت :يا جبرئيل ،فما تفسير الخلص؟ قال :المخلص الذي ل يسأل الناس شيئا حتى يجد ،و إذا وجد رضي ،و إذا
بقي عنده شيء أعطاه في ال ،فإن من لم يسأل المخلوق فقد أقر ل عز و جل بالعبودية ،و إذا وجد فرضي ،فهو
عن ال راض ،و ال تبارك و تعالى عنه راض ،و إذا أعطى ل عز و جل فهو على حد الثقة بربه عز و جل.
قلت :فما تفسير اليقين؟ قال :الموقن يعمل ل كأنه يراه ،فإن لم يكن يرى ال فإن ال يراه ،و أن يعلم يقينا أن ما
أصابه لم يكن ليخطئه ،و إن ما أخطأه لم يكن ليصيبه ،و هذا كله أغصان التوكل ،و مدرجة الزهد«.
__________________________________________________
-1معاني الخبار.1 /260 :
) (1المدرجة :الطريق ،و ممّر الشياء على الطريق.
) (2في المصدر :قال الراضي.
) (3في المصدر :تغشاه.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص149 :
المستدرك )سورة هود(
قوله تعالى:
ن ][116جِرِمي َ
ن َقْبِلُكْم -إلى قوله تعالىَ -و كاُنوا ُم ْ ن ِم ْ
ن اْلُقُرو ِ ن ِم َ َفَلْو ل كا َ
] -[1فرات بن إبراهيم الكوفي في )تفسيره( معنعنا عن زيد بن علي )عليه السلم( في قوله تعالىَ :فَلْو ل كا َ
ن
ض إلى آخر الية ،قال :تخرج الطائفة منا ،و مثلنا كمن لْر ِ ن اْلَفساِد ِفي ا َْ
عِن َ ن َقْبِلُكْم ُأوُلوا َبِقّيٍة َيْنَهْو َ
ن ِم ْ ن اْلُقُرو ِ
ِم َ
كان قبلنا من القرون ،فمنهم من يقتل ،و تبقى منهم بقية ليحيوا ذلك المر يوما ما.
] -[2و عنه ،قال :حدثني جعفر بن محمد الفزاري معنعنا عن زيد بن علي )عليه السلم( ،في قولهَ :فَلْو ل كا َ
ن
ن َقْبِلُكْم قال :نزلت هذه فينا. ن ِم ْ ن اْلُقُرو ِ
ِم َ
قوله تعالى:
ن ][117 حو َ صِل ُ
ظْلٍم َو َأْهُلها ُم ْ
ك اْلُقرى ِب ُ ك ِلُيْهِل َن َرّب َ َو ما كا َ
] -[3الطبرسي في )مكارم الخلق( ،في موعظة رسول ال )صلى ال عليه و آله( لبن مسعود قال :قال له:
»يا ابن مسعود :أنصف الناس من نفسك ،و انصح المة و ارحمهم ،فإذا كنت كذلك و غضب ال على أهل بلدة
ظْلٍم
ك اْلُقرى ِب ُ
ك ِلُيْهِل َ
ن َرّب َ
أنت فيها ،و أراد أن ينزل عليهم العذاب ،نظر إليك فرحمهم بك ،يقول ال تعالىَ :و ما كا َ
ن«. حو َ صِل ُ
َو َأْهُلها ُم ْ
__________________________________________________
-1تفسير فرات.63 :
-2تفسير فرات[.....] .63 :
-3مكارم الخلق.457 :
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص151 :
سورة يوسف
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص153 :
مخافة » «1عليه من غيره ،لئل يصنعوا به ما فعل بيوسف و إخوته ،و ما أنزل ال سورة يوسف إل أمثال لكي
ل يحسد بعضنا بعضا كما حسد يوسف إخوته و بغوا عليه ،فجعلها رحمة على من تولنا و دان بحبنا و جحد
أعداءنا ،و حجة على من نصب لنا الحرب و العداوة«.
-[8] /5235عن زرارة ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال» :النبياء على خمسة أنواع :منهم من يسمع الصوت
مثل صوت السلسلة فيعلم ما عني به ،و منهم من ينبأ في منامه مثل يوسف و إبراهيم ،و منهم من يعاين ،و منهم
من ينكت في قلبه ،و يوقر » «2في اذنه«.
-[9] /5236عن أبي خديجة ،عن رجل ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :إنما ابتلي يعقوب بيوسف أنه ذبح
كبشا سمينا ،و رجل من أصحابه يدعى )بقوم( » «3محتاج لم يجد ما يفطر عليه ،فأغفله و لم يطعمه ،فابتلي
بيوسف ،و كان بعد ذلك كل صباح مناديه ينادي :من لم يكن صائما فليشهد غداء يعقوب .فإذا كان المساء نادى:
من كان صائما فليشهد عشاء يعقوب«.
-[10] /5237عن أبي حمزة الثمالي ،قال :صليت مع علي بن الحسين )صلوات ال عليه( الفجر بالمدينة في يوم
جمعة ،فدعا مولة له يقال لها :سكينة ،و قال لها» :ل يقفن علي بابي اليوم سائل إل أعطيتموه ،فإن اليوم
الجمعة«.
فقلت :ليس كل من يسأل محق ،جعلت فداك؟ فقال» :يا ثابت ،أخاف أن يكون بعض من يسألنا محقا فل نطعمه و
نرده ،فينزل بنا أهل البيت ما نزل بيعقوب و آله ،أطعموهم ،أطعموهم«.
ثم قال» :إن يعقوب كان كل يوم يذبح كبشا يتصدق منه و يأكل هو و عياله ،و إن سائل مؤمنا صواما قواما ،له
عند ال منزلة ،مجتازا غريبا اعتر بباب يعقوب عشية جمعة ،عند أوان إفطاره ،فهتف ببابه :أطعموا السائل
المجتاز الغريب الجائع من فضل طعامكم .يهتف بذلك على بابه مرارا و هم يسمعونه ،جهلوا حقه و لم يصدقوا
قوله .فلما أيس منهم أن يطعم و تغشاه الليل استرجع و استعبر و شكا جوعه إلى ال ،و بات طاويا ،و أصبح
صائما جائعا صابرا ،حامدا ل ،و بات يعقوب و أولده شباعا بطانا ،و أصبحوا و عندهم فضلة من طعامهم«.
قال» :فأوحى ال إلى يعقوب في صبيحة تلك الليلة :لقد أذللت عبدي ذلة استجررت بها غضبي ،و استوجبت بها
أدبي و نزول عقوبتي و بلواي عليك و على ولدك .يا يعقوب ،أما علمت أن أحب أنبيائي إلي ،و أكرمهم علي ،من
رحم مساكين عبادي ،و قربهم إليه ،و أطعمهم ،و كان لهم مأوى و ملجأ .يا يعقوب ،أما رحمت ذميال عبدي،
المجتهد في عبادتي ،القانع باليسير من ظاهر الدنيا عشاء أمس لما اعتر ببابك عند أوان إفطاره،
__________________________________________________
-8تفسير العّياشي .3 /166 :2
9تفسير العّياشي .4 /167 :2
-10تفسير العّياشي .5 /167 :2
) (1في المصدر :محافظة.
) (2وقر في أذنه :سكن فيها و ثبت و بقي أقره.
ن اسمه )ذميال(.) (3في نسخة من »ط« :بيوم .و تقّدم في الحديث ) .(3و يأتي في الحديث ) (10أ ّ
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص162 :
يهتف بكم .أطعموا السائل الغريب المجتاز .فلم تطعموه شيئا ،و استرجع و استعبر و شكا ما به إلي ،و بات طاويا
حامدا صابرا ،و أصبح لي صائما ،و بت -يا يعقوب -و ولدك ليلكم شباعا و أصبحتم و عندكم فضلة من طعامكم.
أو ما علمت -يا يعقوب -أني بالعقوبة و البلوى إلى أوليائي أسرع مني بها إلى أعدائي ،و ذلك مني حسن نظر إلى
أوليائي ،و استدراج مني لعدائي ،أما و عزتي لنزلن بك بلواي ،و لجعلنك و ولدك غرضا لمصائبي ،و
لؤدبنك بعقوبتي ،فاستعدوا لبلئي و ارضوا بقضائي ،و اصبروا للمصائب«.
قال :أبو حمزة :فقلت لعلي بن الحسين )عليه السلم( :متى رأى يوسف الرؤيا؟ فقال» :في تلك الليلة التي بات
فيها يعقوب و ولده شباعا ،و بات فيها ذميال جائعا ،رآها فأصبح فقصها على يعقوب من الغد ،فاغتم يعقوب لما
سمع من يوسف الرؤيا مع ما أوحي إليه :أن استعد للبلء ،فقال ليوسف :ل تقصص رؤياك هذه على إخوتك،
فإني أخاف أن يكيدوا لك ،فلم يكتم يوسف رؤياه ،و قصها على إخوته«.
فقال علي بن الحسين )عليه السلم(» :فكانت أول بلوى نزلت بيعقوب و آله الحسد ليوسف لما سمعوا منه الرؤيا
التي رآها -قال -و اشتدت رقة يعقوب على يوسف ،و خاف أن يكون ما أوحى ال إليه من الستعداد للبلء إنما
ذلك في يوسف ،فاشتدت رقته عليه و خاف أن ينزل به البلء في يوسف من بين ولده .فلما أن رأى إخوة يوسف
ما يصنع يعقوب بيوسف من إكرامه و إيثاره إياه عليهم ،اشتد ذلك عليهم ،و ابتدأ البلء فيهم ،فتأمروا فيما بينهم،
جهُ َأِبيُكْم َو ل َلُكْم َو ْخُحوهُ َأْرضًا َي ْ طَر ُ ف َأِو ا ْس َ صَبٌة ،اْقُتُلوا ُيو ُ
ع ْن ُ حُ ب ِإلى َأِبينا ِمّنا َو َن ْ ح ّ خوُه َأ َ ف َو َأ ُس ُو قالواَ :لُيو ُ
غدًا سْلُه َمَعنا َفَ ،أْر ِ س َ على ُيو ُ ك ل َتْأَمّنا َ ن أي تتوبون ،فعند ذلك قالوا :يا َأبانا ما َل َ حي َن َبْعِدِه َقْومًا صاِل ِ َتُكوُنوا ِم ْ
ن حذرا منه عليه عْنُه غاِفُلو َب َو َأْنُتْم َن َيْأُكلَُه الّذْئ ُ
ف َأ ْ
ن َتْذَهُبوا ِبِه َو َأخا ُ حُزُنِني َأ ْ ب قال يعقوبِ :إّني َلَي ْ َيْرَتْع َو َيْلَع ْ
أن تكون البلوى من ال على يعقوب في يوسف و كان يعقوب مستعدا للبلوى في يوسف خاصة«.
قال» :فغلبت قدرة ال و قضاؤه و نافذ أمره في يعقوب و يوسف و إخوته ،فلم يقدر يعقوب على دفع البلء عن
نفسه و ل عن يوسف و إخوته ،فدفعه إليهم و هو لذلك كاره ،متوقع البلء من ال في يوسف خاصة ،لموقعه من
قلبه و حبه له فلما خرجوا به من منزله لحقهم مسرعا ،فانتزعه من أيديهم و ضمه إليه ،و اعتنقه و بكى ،ثم دفعه
إليهم و هو كاره ،فانطلقوا به مسرعين مخافة أن يأخذه منهم ثم ل يدفعه إليهم ،فلما أمعنوا مالوا به إلى غيضة
غياَب ِ
ت ف َو َأْلُقوهُ ِفي َ س َ أشجار ،فقالوا :نذبحه و نلقيه تحت هذا الشجر فيأكله الذئب الليلة .فقال كبيرهم :ل َتْقُتُلوا ُيو ُ
ن .فانطلقوا به إلى الجب ،فألقوه في غيابت الجب و هم يظنون أنه يغرق عِلي َن ُكْنُتْم فا ِسّياَرِة ِإ ْض ال ّطُه َبْع ُ ب َيْلَتِق ْ
ج ّ
اْل ُ
فيه ،فلما صار في قعر الجب ناداهم ،يا ولد رومين » «1أقرئوا يعقوب مني السلم ،فلما سمعوا كلمه قال
بعضهم لبعض :ل تفرقوا من هنا حتى تعلموا -أنه قد مات -قال -فلم يزالوا بحضرته حتى أيسوا َو جاُؤ َأباُهْم
ب .فلما عنا َفَأَكَلُه الّذْئ ُعْنَد َمتا ِ
ف ِ س َ ق َو َتَرْكنا ُيو ُ سَتِب ُ
ن قاُلوا يا َأبانا ِإّنا َذَهْبنا َن ْ عشاًء َيْبُكو َ ِ
__________________________________________________
ل.
) (1في »س« :يا ولد رسول ا ّ
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص163 :
سمع مقالتهم استرجع و استعبر ،و ذكر ما أوحى ال عز و جل إليه من الستعداد للبلء ،فصبروا و أذعن للبلوى،
ل و ما كان ال ليطعم لحم يوسف الذئب من قبل أن أرى تأويل جِمي ٌصْبٌر َ سُكْم َأْمرًا َف َ ت َلُكْم َأْنُف ُ
سّوَل ْل َو قال لهمَ :ب ْ
رؤياه الصادقة«.
قال أبو حمزة ثم انقطع حديث علي بن الحسين )عليه السلم( عند هذا الموضع.
-[11] /5238عن مسمع أبي سيار ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :لما القي يوسف في الجب نزل عليه
جبرئيل )عليه السلم( ،فقال له :يا غلم ،ما تصنع هاهنا؟ من طرحك في هذا الجب؟ فقال :إخوتي ،لمنزلتي من
أبي حسدوني ،و لذلك في هذا الجب طرحوني ،فقال له جبرئيل )عليه السلم( :أ تحب أن تخرج من هذا الجب؟
فقال :ذلك إلى إله إبراهيم و إسحاق و يعقوب.
فقال له جبرئيل :فإن إله إبراهيم و إسحاق و يعقوب يقول لك :قل :اللهم إني أسألك بأن لك الحمد ،ل إله إل أنت
المنان ،بديع السماوات و الرض ،ذو الجلل و الكرام ،أن تصلي على محمد و آل محمد ،و أن تجعل لي من
أمري فرجا و مخرجا ،و ترزقني من حيث ل أحتسب .فقالها يوسف ،فجعل ال له من الجب يومئذ فرجا ،و من
كيد المرأة مخرجا ،و آتاه ملك مصر من حيث لم يحتسب«.
و
من رواية أخرى عنه )عليه السلم(» :و ترزقني من حيث أحتسب و من حيث ل أحتسب«.
-[12] /5239عن زيد الشحام ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول الَ :لُتَنّبَئّنُهْم ِبَأْمِرِهْم هذا َو ُهْم ل
ن .قال» :كان ابن سبع سنين«. شُعُرو َ َي ْ
س َو اْلقََمَر
شْم َ شَر َكْوَكبًا َو ال ّ عَحَد َ ت َأ َ
-[13] /5240عن جابر بن عبد ال النصاري ،في قول الِ :إّني َرأَْي ُ
ن.
جِدي ََرَأْيُتُهْم ِلي سا ِ
قال في تسمية النجوم :هي الطارق و حوبان و أمان و ذو الكتاف و وابس و وثاب و عروان » «1و فليق و
فصيح و الصرح و الفروع » «2و الضياء و النور -يعني الشمس و القمر -و كل هذه النجوم محيطة بالسماء.
-[14] /5241عن أبي جميلة ،عن رجل ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :لما أتي بقميص يوسف إلى
يعقوب قال :اللهم لقد كان ذئبا رفيقا حين لم يشق القميص -قال -و كان به نضح من دم«.
-[15] /5242عن أبي حمزة ،قال :ثم انقطع ما قال علي بن الحسين )عليه السلم( عند هذا الموضع » ،«3فلما
كان
__________________________________________________
-11تفسير العّياشي .6 /170 :2
-12تفسير العّياشي [.....] .7 /170 :2
-13تفسير العّياشي .8 /179 :2
-14تفسير العّياشي .9 /171 :2
-15تفسير العّياشي .10 /171 :2
) (1في المصدر :و حوبان و الريان و ذو الكنفان و وابس )قابس( و وثاب و عمران.
) (2في المصدر :و البدوع .و قد تقّدم ذكرها في الحديث ) (1مع بعض الختلف.
) (3تقّدم في الحديث ) (10من تفسير هذه اليات ،رواية أبي حمزة.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص164 :
من غد غدوت إليه ،فقلت له :جعلت فداك ،إنك حدثتني أمس حديث يعقوب و ولده ثم قطعته ،فما كان من قصة
يوسف بعد ذلك؟
فقال» :إنهم لما أصبحوا قالوا :انطلقوا بنا حتى ننظر ما حال يوسف ،مات أم هو حي؟ فلما انتهوا إلى الجب
وجدوا بحضرة الجب السيارة قد أرسلوا واردهم فأدلى دلوه ،فلما جذب دلوه فإذا هو بغلم متعلق به ،فقال
غلٌم فلما أخرجه أقبل إليه إخوة يوسف ،فقالوا :هذا عبدنا سقط منا أمس في هذا الجب ،و شرى هذا ُ لصحابه :يا ُب ْ
جئنا اليوم لنخرجه .فانتزعوه من أيديهم و تنحوا به ناحية ،ثم قالوا له :إما أن تقر لنا أنك عبد لنا فنبيعك من بعض
هذه السيارة ،أو نقتلك؟ فقال لهم يوسف :ل تقتلوني و اصنعوا ما شئتم .فأقبلوا به إلى السيارة ،فقالوا :هل منكم
أحد يشتري منا هذا العبد؟ فاشتراه رجل منهم بعشرين درهما ،و كان إخوته فيه من الزاهدين ،و سار به الذي
شَتراُه ِم ْ
ن ل اّلِذي ا ْ اشتراه حتى دخل مصر ،فباعه الذي اشتراه من البدو من ملك مصر ،و ذلك قول الَ :و قا َ
خَذُه َوَلدًا«.
ن َيْنَفَعنا َأْو َنّت ِ
عسى َأ ْلْمَرَأِتِه َأْكِرِمي َمْثواُه َ
صَر ِ ِم ْ
س َدراِهَمخ ٍ ن َب ْ
شَرْوهُ ِبَثَم ٍ -[16] /5243عن الحسن ،عن رجل ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،في قولهَ :و َ
َمْعُدوَدٍة ،قال» :كانت عشرين درهما«.
-[17] /5244عن أبي الحسن الرضا )عليه السلم( مثله ،و زاد فيه» :البخس :النقص ،و هي قيمة كلب الصيد،
إذا قتل كانت ديته عشرين درهما«.
-[18] /5245عن عبد ال بن سليمان ،عن جعفر بن محمد )عليهما السلم( قال» :قد كان يوسف بين أبويه
مكرما ،ثم صار عبدا حتى بيع بأبخس و أوكس الثمن ،ثم لم يمنع ال أن بلغ به حتى صار ملكا«.
س َدراِهَم َمْعُدوَدٍة. خ ٍ ن َب ْ شَرْوُه ِبَثَم ٍ
-[19] /5246عن ابن حصين ،عن أبي جعفر )عليه السلم( في قول الَ :و َ
قال» :كانت الدراهم ثمانية عشر درهما«.
-[20] /5247و بهذا السناد ،عن الرضا )عليه السلم( قال» :كانت الدراهم عشرين درهما ،و هي قيمة كلب
الصيد إذا قتل ،و البخس :النقص«.
-[21] /5248قال أبو حمزة :قلت لعلي بن الحسين )عليهما السلم( :ابن كم كان يوسف يوم القي في الجب؟ قال:
»ابن سبع سنين«.
__________________________________________________
-16تفسير العّياشي .11 /172 :2
-17تفسير العّياشي .12 /172 :2
-18تفسير العّياشي .13 /172 :2
-19تفسير العّياشي .14 /172 :2
-20تفسير العّياشي .15 /172 :2
-21تفسير العّياشي .16 /172 :2
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص165 :
قلت :فكم كان بين منزل يعقوب يومئذ و بين مصر؟ قال» :مسيرة ثمانية عشر يوما«.
قال» :و كان يوسف من أجمل أهل زمانه ،فلما راهق راودته امرأة الملك عن نفسه فقال لها :معاذ ال ،أنا من أهل
بيت ل يزنون ،فغلقت البواب عليها و عليه ،و قالت :ل تخف ،و ألقت نفسها عليه ،فأفلت منها هاربا إلى الباب
ففتحه ،و لحقته فجذبت قميصه من خلفه فأخرجته منه ،و أفلت يوسف منها في ثيابه«.
-[22] /5249عن بعض أصحابنا ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :لما همت به و هم بها ،قالت :كما أنت.
قال:
و لم؟ قالت :حتى اعطي وجه الصنم ل يرانا .فذكر ال عند ذلك ،و قد علم أن ال يراه ،ففر منها هاربا«.
-[23] /5250عن محمد بن قيس ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :سمعته يقول» :إن يوسف لما حل سراويله
رأى مثال يعقوب قائما عاضا على إصبعه ،و هو يقول له :يا يوسف! فهرب«.
ثم قال أبو عبد ال )عليه السلم(» :لكني و ال ما رأيت عورة أبي قط ،و ل رأى أبي عورة جدي قط ،و ل رأى
جدي عورة أبيه قط -قال -و هو عاض على إصبعه ،فوثب و خرج الماء من إبهام رجله«.
-[24] /5251عن بعض أصحابنا ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال» :أي شيء يقول الناس في قول ال عز و
جل:
ن َرّبِه«؟ قلت :يقولون :رأى يعقوب عاضا على إصبعه ،فقال» :ل ،ليس كما يقولون«. ن َرأى ُبْرها َ َلْو ل َأ ْ
قلت :فأي شيء رأى؟ قال» :لما همت به و هم بها ،قامت إلى صنم معها في البيت ،فألقت عليه ثوبا ،فقال لها
يوسف :ما صنعت؟ قالت :طرحت عليه ثوبا ،أستحي أن يرانا ،فقال يوسف :فأنت تستحين من صنمك و هو ل
يسمع و ل يبصر ،و ل أستحي أنا من ربي؟!«.
-[25] /5252عمر بن إبراهيم الوسي ،قال :روي عن رسول ال )صلى ال عليه و آله(» :إن كيد النساء أعظم
ضِعيفًا« ».«1 ن َ ن كا َ شْيطا ِ ن َكْيَد ال ّ من كيد الشيطان ،لن ال قالِ :إ ّ
ت ما ب قاَل ْ سّيَدها َلَدى اْلبا ِ -[26] /5253نرجع إلى حديث أبي حمزة »» :«2و أفلت يوسف منها في ثيابه َو َأْلَفيا َ
ب َأِليٌم -قال -فهم الملك بيوسف ليعذبه ،فقال له يوسف: عذا ٌ ن َأْو َ جَ سَ ن ُي ْل َأ ْ
سوءًا ِإ ّ ك ُ ن َأراَد ِبَأْهِل َجزاُء َم ْ َ
و إله يعقوب ما أردت بأهلك سواء هي راودتني عن نفسي ،فاسأل هذا الصبي ،أينا راود صاحبه عن نفسه؟ -قال-
و كان عندها صبي من أهلها زائرا لها في المهد ،فقال :هذا طفل لم ينطق .فقال :كلمه ينطقه ال .فكلمه فأنطق ال
الصبي بفصل القضاء ،فقال للملك :انظر أيها الملك إلى القميص ،فإن كان مقدودا من قدامه فهو راودها ،و إن
كان
__________________________________________________
-22تفسير العّياشي .17 /173 :2
-23تفسير العّياشي [.....] .18 /173 :2
-24تفسير العّياشي .19 /174 :2
.... -25
-26تفسير العّياشي .174 :2
) (1النساء .76 :4
) (2المتقّدم في الحديث ) (15من تفسير هذه اليات.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص166 :
مقدودا من خلفه فهي التي راودته عن نفسه ،و صدق و هي من الكاذبين«.
فلما سمع الملك كلم الصبي و ما اقتص به ،أفزعه ذلك فزعا شديدا ،فدعا بالقميص فنظر إليه ،فلما رأى القميص
ن هذا فل يسمعه منك أحد و عْ ض َ عِر ْ ظيٌم و قال ليوسفَ :أ ْ عِ ن َ ن َكْيَدُك ّ ن ِإ ّن َكْيِدُك ّمقدودا من خلفه ،قال لهاِ :إّنُه ِم ْ
سِه فبلغها ن َنْف ِ
عْ
ت اْلَعِزيِز ُتراِوُد َفتاها َ اكتمه ،فلم يكتمه يوسف ،و أذاعه في المدينة حتى قال نسوة منهن :امَْرَأ ُ
ذلك ،فأرسلت إليهن و هيأت لهن طعاما و مجلسا ،ثم أتتهن بأترج و آتت كل واحدة منهن سكينا ،و قالت ليوسف:
ن اّلِذي ُلْمُتّنِني ِفيِه في حبه -قال- ن ما قلن ،فقالت لهنَ :فذِلُك ّ ن َو ُقْل َن َأْيِدَيُه ّ طْع َن َفَلّما َرَأْيَنُه َأْكَبْرَنُه َو َق ّ
عَلْيِه ّ
ج َخُر ْاْ
فخرج النسوة من عندها ،فأرسلت كل واحدة منهن إلى يوسف سرا من صواحبها ،تسأله الزيارة ،فأبى عليهن ،و
ن اْلجاِهِلينَ فلما ذاع أمر يوسف و أمر امرأة العزيز و ن ِم َن َو َأُك ْ ب ِإَلْيِه ّ
ص ُ ن َأ ْ عّني َكْيَدُه ّ ف َ صِر ْ ل َت ْ ب ِ ...إ ّ قالَ :ر ّ
النسوة في مصر ،بدا للملك بعد ما سمع من قول الصبي ما سمع ليسجنن يوسف ،فحبسه في السجن ،و دخل مع
يوسف في السجن فتيان ،فكان من قصتهما و قصة يوسف ما قصه ال في كتابه«.
قال أبو حمزة :ثم انقطع حديث علي بن الحسين )عليه السلم( عند ذلك.
-[27] /5254علي بن إبراهيم ،قال :حدثني أبي ،عن عمرو بن شمر ،عن جابر ،عن أبي جعفر )عليه السلم(:
»أنه كان من خبر يوسف )عليه السلم( ،أنه كان له أحد عشر أخا ،و كان له من امه أخ ،واحد يسمى بنيامين ،و
كان يعقوب إسرائيل ال ،و معنى إسرائيل ال :أي خالص ال ،ابن إسحاق نبي ال بن إبراهيم خليل ال ،فرأى
ك َفَيِكيُدوا خَوِت َعلى ِإ ْ ك َ ص ُرْؤيا َ ص ْ ي ل َتْق ُ يوسف هذه الرؤيا و له تسع سنين ،فقصها على أبيه ،فقال يعقوب :يا ُبَن ّ
ث َو ُيِتّم ِنْعَمَتُه لحاِدي ِ ل ا َْ ن َتْأِوي ِ
ك ِم ْ ك َو ُيَعّلُم َ ك َرّب َجَتِبي َك َي ْ
ك َكْيدًا أي يحتالون عليك ،و قال يعقوب ليوسف َو َكذِل َ َل َ
حِكيٌم.عِليٌم َ ك َ ن َرّب َ ق ِإ ّسحا َ ل ِإْبراِهيَم َو ِإ ْ ن َقْب ُك ِم ْ على َأَبَوْي َ ب َكما َأَتّمها َ ل َيْعُقو َ على آ ِ ك َو َ عَلْي َ
َ
و كان يوسف من أحسن الناس وجها ،و كان يعقوب يحبه و يؤثره على أولده ،فحسده إخوته على ذلك ،و قالوا
ضل ٍ
ل ن َأبانا َلِفي َ صَبٌة ِإ ّع ْ ن ُ حُ ب ِإلى َأِبينا ِمّنا َو َن ْ ح ّخوُه َأ َف َو َأ ُ س ُ فيما بينهم ما حكى ال عز و جلِ :إْذ قاُلوا َلُيو ُ
ن فعمدوا على قتل يوسف ،فقالوا :نقتله حتى يخلو لنا وجه أبينا .فقال ل وي :ل يجوز قتله ،و لكن نغيبه عن ُمِبي ٍ
سْلُهن َأْر ِ حو َ صُ ف َو ِإّنا َلُه َلنا ِ س َ على ُيو ُ ك ل َتْأَمّنا َ أبينا و نخلو نحن به .فقالوا كما حكى ال عز و جل :يا َأبانا ما َل َ
ن َتْذَهُبوا ِبِه حُزُنِني َأ ْ ن فأجرى ال على لسان يعقوبِ :إّني َلَي ْ ظو َ ب َو ِإّنا َلُه َلحاِف ُ غدًا َيْرَتْع أي يرعى الغنم َو َيْلَع ْ َمَعنا َ
صَبٌة ِإّنا ِإذًاع ْ ن ُحُ ب َو َن ْ ن َأَكَلُه الّذْئ ُ
ن فقالوا كما حكى ال عز و جلَ :لِئ ْ عْنُه غاِفُلو َ ب َو َأْنُتْم َن َيْأُكَلُه الّذْئ ُ
ف َأ ْ َو َأخا ُ
حْينا ِإَلْيِه
ب َو َأْو َج ّ ت اْل ُ غياَب ِ جَعُلوهُ ِفي َ ن َي ْجَمُعوا أَ ْ ن و العصبة :عشرة إلى ثلثة عشر َفَلّما َذَهُبوا ِبِه َو َأ ْ سُرو َ َلخا ِ
ن أي لتخبرنهم بما هموا به«. شُعُرو َ َلُتَنّبَئّنُهْم ِبَأْمِرِهْم هذا َو ُهْم ل َي ْ
__________________________________________________
-27تفسير القّمي .339 :1
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص167 :
-[28] /5255قال :و في رواية أبي الجارود ،عن أبي جعفر )عليه السلم( في قولهَ :لُتَنّبَئّنُهْم ِبَأْمِرِهْم هذا َو ُهْم ل
ن.شُعُرو ََي ْ
يقول» :ل يشعرون أنك أنت يوسف ،أتاه جبرئيل و أخبره بذلك«.
عِلي َ
ن ن ُكْنُتْم فا ِسّياَرِة ِإ ْض ال ّ طُه َبْع ُ ب َيْلَتِق ْج ّ ت اْل ُغياَب ِ -[29] /5256و قال علي بن إبراهيم :فقال لويَ :أْلُقوُه ِفي َ
فأدنوه من رأس الجب ،فقالوا له :انزع قميصك ،فبكى ،و قال :يا إخوتي ،ل تجردوني .فسل واحد منهم عليه
السكين ،و قال :لئن لم تنزعه لقتلنك .فنزعه ،فدلوه في البئر و تنحوا عنه ،فقال يوسف في الجب :يا إله إبراهيم
و إسحاق و يعقوب ،ارحم ضعفي و قلة حيلتي و صغري .فنزلت سيارة من أهل مصر ،فبعثوا رجل ليستقي لهم
الماء من الجب ،فلما أدلى الدلو على يوسف تشبث بالدلو ،فجروه فنظروا إلى غلم من أحسن الناس وجها ،فعدوا
إلى صاحبهم فقالوا :يا بشرى هذا غلم ،فنخرجه و نبيعه و نجعله بضاعة لنا .فبلغ إخوته فجاءوا و قالوا :هذا عبد
لنا .ثم قالوا ليوسف :لئن لم تقر لنا بالعبودية لنقتلنك .فقالت السيارة ليوسف :ما تقول؟ قال :نعم أنا عبدهم.
س َدراِهَم َمْعُدوَدٍة خ ٍ ن َب ْشَرْوُه ِبَثَم ٍ
فقالت السيارة :فتبيعونه منا؟ قالوا :نعم .فباعوه منهم على أن يحملوه إلى مصر َو َ
ن قال :الثمن الذي بيع به يوسف ثمانية عشر درهما ،و كان عندهم كما قال ال تعالىَ :و ن الّزاِهِدي َ
َو كاُنوا ِفيِه ِم َ
ن.
ن الّزاِهِدي َكاُنوا ِفيِه ِم َ
-[30] /5257و قال علي بن إبراهيم :أخبرنا أحمد بن إدريس ،عن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن أحمد بن
س َدراِهَم َمْعُدوَدٍة. خ ٍ ن َب ْ شَرْوُه ِبَثَم ٍمحمد بن أبي نصر ،عن الرضا )عليه السلم( في قول الَ :و َ
قال» :كانت عشرين درهما -و البخس :النقص -و هي قيمة كلب الصيد ،إذا قتل كانت قيمته عشرين درهما«.
صِه ِبَدٍم
على َقِمي ِ -[31] /5258و قال :و في رواية أبي الجارود ،عن أبي جعفر )عليه السلم( في قولهَ :و جاُؤ َ
ب .قال» :إنهم ذبحوا جديا على قميصه«. َكِذ ٍ
-[32] /5259قال علي بن إبراهيم :و رجع إخوته فقالوا :نعمد إلى قميصه فنلطخه بالدم ،و نقول لبينا :إن
الذئب أكله .فلما فعلوا ذلك قال لهم لوي :يا قوم ،ألسنا بني يعقوب إسرائيل ال بن إسحاق نبي ال بن إبراهيم
خليل ال ،فتظنون أن ال يكتم هذا الخبر عن أنبيائه؟
فقالوا :و ما الحيلة؟ فقال :نقوم و نغتسل و نصلي جماعة و نتضرع إلى ال تعالى أن يكتم ذلك عن نبيه فإنه جواد
كريم .فقاموا و اغتسلوا ،و كان في سنة إبراهيم و إسحاق و يعقوب أنهم ل يصلون جماعة حتى يبلغوا أحد عشر
رجل ،فيكون واحد منهم إماما و عشرة يصلون خلفه ،فقالوا :كيف نصنع و ليس لنا إمام؟ فقال لوي :نجعل
__________________________________________________
-28تفسير القّمي .340 :1
-29تفسير القّمي .340 :1
-30تفسير القّمي .341 :1
-31تفسير القّمي .341 :1
-32تفسير القّمي .341 :1
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص168 :
ن و معهم عشاًء َيْبُكو َ ال إمامنا .فصلوا و تضرعوا و بكوا ،و قالوا :يا رب اكتم علينا هذا .ثم َو جاُؤ َأباُهْم ِ
ب َو ما َأْن َ
ت عنا َفَأَكَلُه الّذْئ ُ عْنَد َمتا ِف ِ س َ ق أي نعدو َو َتَرْكنا ُيو ُ سَتِب ُالقميص قد لطخوه بالدم قاُلوا يا َأبانا ِإّنا َذَهْبنا َن ْ
ن ثم قال يعقوب :ما كان أشد غضب ذلك الذئب على يوسف صُفو َ
على ما َت ِ ن إلى قولهَ : ن َلنا َو َلْو ُكّنا صاِدِقي َ ِبُمْؤِم ٍ
و أشفقه على قميصه ،حيث أكل يوسف و لم يمزق قميصه! قال :فحملوا يوسف إلى مصر و باعوه من عزيز
خَذهُ َوَلدًا و لم يكن له ولد ،فأكرموه و ن َيْنَفَعنا َأْو َنّت ِ
عسى َأ ْ لْمَرَأِتِه َأْكِرِمي َمْثواُه أي مكانه َ مصر ،فقال العزيز ِ
ربوه ،فلما بلغ أشده هوته امرأة العزيز ،و كانت ل تنظر إلى يوسف امرأة إل هوته ،و ل رجل إل أحبه ،و كان
وجهه مثل القمر ليلة البدر .فراودته امرأة العزيز ،و هو قوله:
ي ِإّنُه لن َمْثوا َ سَ حَ ل ِإّنُه َرّبي َأ ْ ل َمعاَذ ا ِّ ك قا َ ت لَ َ ت َهْي َ ب َو قاَل ْ
لْبوا َ ت ا َْغّلَق ِسِه َو َ ن َنْف ِ
عَْو راَوَدْتُه اّلِتي ُهَو ِفي َبْيِتها َ
ن َرأى ُبْرها َ
ن ت ِبِه َو َهّم ِبها َلْو ل َأ ْ ن فما زالت تخدعه ،حتى كان كما قال ال عز و جلَ :و َلَقْد َهّم ْ ظاِلُمو َح ال ّ ُيْفِل ُ
َرّبِه فقامت امرأة العزيز و غلقت البواب ،فلما هما رأى يوسف صورة يعقوب في ناحية البيت عاضا على
إصبعه ،يقول :يا يوسف ،أنت في السماء مكتوب في النبيين ،و تريد أن تكتب في الرض من الزناة؟! فعلم أنه قد
أخطأ.
ل قال» :بل شكوى«. جِمي ٌصْبٌر َ -[33] /5260الشيخ في )أماليه( :بإسناده ،في قوله عز و جل ،في قول يعقوبَ :ف َ
قلت :هذا الحديث في )المالي( مسبوق بحديث عن الصادق )عليه السلم(.
-[34] /5261ابن بابويه ،قال :حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ،و الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام
المكتب ،و علي بن عبد ال الوراق )رضي ال عنهم( ،قالوا :حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ،قال :حدثنا القاسم
بن محمد البرمكي ،قال :حدثنا أبو الصلت الهروي ،قال :لما جمع المأمون لعلي بن موسى الرضا )عليه السلم(
أهل المقالت ،من أهل السلم و الديانات من اليهود و النصارى و المجوس و الصابئين و سائر أهل المقالت،
فلم يقم أحد إل و قد ألزمه حجته ،كأنه القم حجرا ،قام إليه علي بن محمد بن الجهم ،فقال :يا بن رسول ال ،أتقول
ت ِبِه َو َهّم ِبها؟ بعصمة النبياء؟ قال» :نعم« .فقال له :فما تقول في قوله عز و جل في يوسفَ .و َلَقْد َهّم ْ
ت ِبِه َو َهّم ِبها فإنها همت بالمعصية ،و فقال )عليه السلم(» :أما قوله تعالى في يوسف )عليه السلم(َ :و َلَقْد َهّم ْ
هم يوسف بقتلها إن أجبرته ،لعظم ما تداخله ،فصرف ال عنه قتلها و الفاحشة ،و هو قوله عز و جلَ :كذِل َ
ك
حشاَء و السوء :القتل ،و الفحشاء :الزنا«. سوَء َو اْلَف ْ
عْنُه ال ّ
ف َ صِر َ
ِلَن ْ
-[35] /5262و عنه ،قال :حدثنا تميم بن عبد ال بن تميم القرشي )رضي ال عنه( ،قال :حدثنا أبي ،عن حمدان
بن سليمان النيشابوري ،عن علي بن محمد بن الجهم ،قال :حضرت مجلس المأمون و عنده الرضا علي بن
__________________________________________________
-33المالي .300 :1
سلم( .1 /191 :1 -34عيون أخبار الّرضا )عليه ال ّ
سلم( [.....] .1 /201 :1 -35عيون أخبار الّرضا )عليه ال ّ
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص169 :
موسى )عليهما السلم( فقال له المأمون :يا بن رسول ال ،أليس من قولك» :إن النبياء معصومون«؟ قال:
ن َرأى ت ِبِه َو َهّم ِبها َلْو ل َأ ْ
»بلى« .و ذكر الحديث ،إلى أن قال فيه :فأخبرني عن قول ال تعالىَ :و َلَقْد َهّم ْ
ن َرّبِه.ُبْرها َ
فقال الرضا )عليه السلم(» :لقد همت به ،و لو ل أن رأى برهان ربه لهم بها كما همت به ،لكنه كان معصوما ،و
المعصوم ل يهم بذنب و ل يأتيه .و لقد حدثني أبي ،عن أبيه الصادق )عليه السلم( ،أنه قال :همت بأن تفعل ،و
هم بأن ل يفعل« .فقال المأمون :ل درك ،يا أبا الحسن.
-[36] /5263و عنه :عن أبيه )رحمه ال( ،قال :حدثنا سعد بن عبد ال ،عن أحمد بن محمد بن خالد ،عن أبيه،
سوَء َو
عْنُه ال ّ
ف َ صِر َك ِلَن ْعن محمد بن سنان ،عن خلف بن حماد ،عن رجل ،عن أبي عبد ال )عليه السلم(َ :كذِل َ
حشاَء »يعني أن يدخل في الزنا«. اْلَف ْ
ن َرأى -[37] /5264و عنه :بإسناده عن علي بن الحسين )عليهما السلم( أنه قال في قول ال تعالىَ :لْو ل َأ ْ
ن َرّبِه.ُبْرها َ
قال» :قامت امرأة العزيز إلى الصنم فألقت عليه ثوبا ،فقال لها يوسف :ما هذا؟ فقال :أستحي من الصنم أن يرانا.
فقال لها يوسف :أ تستحين ممن ل يسمع و ل يبصر و ل يفقه و ل يأكل و ل يشرب ،و ل أستحي أنا ممن خلق
ن َرّبِه«.ن َرأى ُبْرها َ
النسان و علمه؟! فذلك قوله عز و جلَ :لْو ل َأ ْ
و روي هذا الحديث في )صحيفة الرضا )عليه السلم(( عن علي بن الحسين )عليهما السلم( ببعض الختلف
اليسير ».«1
-[38] /5265عن ابن بسطام ،في كتاب )طب الئمة )عليهم السلم( عن محمد بن القاسم بن منجاب ،قال :حدثنا
خلف بن حماد ،عن عبد ال بن مسكان ،عن جابر بن يزيد ،قال :قال أبو جعفر الباقر )عليه السلم(» :قال جل
جلله:
حشاَء فالسوء ها هنا الزنا«.
سوَء َو اْلَف ْ
عْنُه ال ّ
ف َ
صِر َك ِلَن ْن َرّبِه َكذِل َ ن َرأى ُبْرها َ ت ِبِه َو َهّم ِبها َلْو ل َأ ْ
َو َلَقْد َهّم ْ
-[39] /5266ابن بابويه ،قال :حدثنا أبي )رحمه ال( ،قال :حدثنا محمد بن يحيى ،عن محمد بن أحمد ،عن أحمد
بن هلل ،عن محمد بن سنان ،عن محمد بن عبد ال بن رباط ،عن محمد بن النعمان الحول ،عن أبي عبد ال
حْكمًا َو عِْلمًا ،قال» :أشده :ثماني عشرة سنة ،و شّدُه آَتْيناُه ُ
)عليه السلم( :في قول ال عز و جلَ :و َلّما َبَلَغ َأ ُ
استوى :التحى«.
-[40] /5267علي بن إبراهيم ،قال :حدثنا أبي ،عن بعض رجاله ،رفعه ،قال :قال أبو عبد ال )عليه السلم(:
»لما
__________________________________________________
-36معاني الخبار.1 /172 :
سلم( .162 /45 :2 -37عيون أخبار الّرضا )عليه ال ّ
-38طب الئمة )عليهم السلم(.55 :
-39معاني الخبار.1 /226 :
-40تفسير القّمي .342 :1
سلم(.186 /257 : ) (1صحيفة الرضا )عليه ال ّ
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص170 :
همت به و هم بها ،قامت إلى صنم في بيتها ،فألقت عليه ملءة » «1لها ،فقال لها يوسف :ما تعملين؟ قالت :القي
على هذا الصنم ثوبا ل يرانا ،فإني أستحي منه ،فقال يوسف :فأنت تستحين من صنم ل يسمع و ل يبصر ،و ل
أستحي أنا من ربي؟! فوثب وعدا ،و عدت من خلفه ،و أدركهما العزيز على هذه الحالة ،و هو قول ال تعالىَ :و
ب.
سّيَدها َلَدى اْلبا ِ ن ُدُبٍر َو َأْلَفيا َ
صُه ِم ْ
ت َقِمي َ ب َو َقّد ْسَتَبَقا اْلبا َ
اْ
ب َأِليٌم فقال يوسف عذا ٌ ن َأْو َ جَ سَ ن ُي ْل َأ ْ
سوءًا إِ ّ ك ُ ن َأراَد ِبَأْهِل َجزاُء َم ْ فبادرت امرأة العزيز ،فقالت للعزيز :ما َ
ن َأْهِلها فألهم ال يوسف أن قال للملك :سل هذا الصبي في المهد، شِهَد شاِهٌد ِم ْ سي َو َ ن َنْف ِعْ ي راَوَدْتِني َ للعزيزِ :ه َ
ن كا َ
ن فإنه يشهد أنها راودتني عن نفسي ،فقال العزيز للصبي ،فأنطق ال الصبي في المهد ليوسف ،حتى قالِ :إ ْ
ن فلما رأى صاِدِقي َن ال ّ ت َو ُهَو ِم َ ن ُدُبٍر َفَكَذَب ْ صُه ُقّد ِم ْ ن َقِمي ُ ن كا َ ن َو ِإ ْ ن اْلكاِذِبي َت َو ُهَو ِم َ صَدَق ْ ل َف َ ن ُقُب ٍ
صُه ُقّد ِم ْ َقِمي ُ
ظيمٌ ثم قال ليوسف: عِ ن َ ن َكْيَدُك ّن ِإ ّ
ن َكْيِدُك ّقميصه قد تخرق من دبر قال لمرأتهِ :إّنُه ِم ْ
ن و شاع الخبر بمصر ،و جعل النساء يتحدثن بحديثها و طِئي َ
ن اْلخا ِ ت ِم َ ك ُكْن ِك ِإّن ِسَتْغِفِري ِلَذْنِب ِ ن هذا َو ا ْ عْض َ عِر ْ َأ ْ
شَغَفها سِه َقْد َن َنْف ِ
عْ ت اْلَعِزيِز ُتراِوُد َفتاها َ سَوٌة ِفي اْلَمِديَنِة اْمَرَأ ُ ل ِن ْيعذلنها » «2و يذكرنها ،و هو قوله تعالىَ :و قا َ
حّبا«.ُ
شَغَفها -[41] /5268علي بن إبراهيم ،قال :و في رواية أبي الجارود ،عن أبي جعفر )عليه السلم( في قولهَ :قْد َ
حّبا يقول» :قد حجبها حبه عن الناس ،فل تعقل غيره« و الحجاب :هو الشغاف ،و الشغاف :هو حجاب القلب. ُ
-[42] /5269ثم قال علي بن إبراهيم :فبلغ ذلك امرأة العزيز ،فبعثت إلى كل امرأة رئيسة ،فجمعتهن في منزلها،
و هيأت لهن مجلسا ،و دفعت إلى كل امرأة اترجة و سكينا .فقالت :اقطعن .ثم قالت ليوسف :اخرج عليهن -و كان
سِمَع ْ
ت في بيت -فخرج يوسف عليهن ،فلما نظرن إليه ،أقبلن يقطعن أيديهن ،و قلن كما حكى ال عز و جلَ :فَلّما َ
ن َفَلّما َرَأْيَنُهعَلْيِه ّ
ج َ خُر ْ تا ْ سّكينًا َو قاَل ِ ن ِ حَدٍة ِمْنُه ّل وا ِ ت ُك ّن ُمّتَكًأ أي أترجة َو آَت ْ ت َلُه ّعَتَد ْ ن َو َأ ْ ت ِإَلْيِه ّسَل ْن َأْر َ ِبَمْكِرِه ّ
ك َكِريٌم. ل َمَل ٌ ن هذا ِإ ّ َأْكَبْرَنُه إلى قولهِ :إ ْ
صَم أي امتنع ،ثم سَتْع َ سِه أي دعوته َفا ْ ن َنْف ِ
عْ ن اّلِذي ُلْمُتّنِني ِفيِه أي في حبه َو َلَقْد راَوْدُتُه َ فقالت امرأة العزيزَ :فذِلُك ّ
ن فما أمسى يوسف في ذلك اليوم » «3حتى بعثت إليه غِري َ صا ِ ن ال ّ ن َو َلَيُكونًا ِم َ جَن ّسَل ما آُمُرُه َلُي ْ ن َلْم َيْفَع ْقالتَ :و َلِئ ْ
عّني ف َ صِر ْ ل َت ْ عوَنِني ِإَلْيِه َو ِإ ّ ي ِمّما َيْد ُ ب ِإَل ّ
ن َأحَ ّ جُ سْ ب ال ّكل امرأة رأته تدعوه إلى نفسها ،فضجر يوسف ،فقالَ :ر ّ
ن أي :أميل إليهن .و أمرت امرأة العزيز بحبسه ،فحبس في السجن. ب ِإَلْيِه ّ
ص ُ ن أي حيلتهن َأ ْ َكْيَدُه ّ
__________________________________________________
-41تفسير القّمي .357 :1
-42تفسير القّمي .343 :1
) (1الملءة :كل ثوب لّين رقيق »مجمع البحرين .«398 :1
) (2في المصدر :ز يعّيرنها.
) (3في المصدر ،و »ط« نسخة بدل :البيت.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص171 :
قوله تعالى:
ث َيشاُء ][56 -35 حْي ُ ت -إلى قوله تعالىَ -يَتَبّوُأ ِمْنها َ ليا ِ ن َبْعِد ما َرَأُوا ا ْ ُثّم َبدا َلُهْم ِم ْ
-[1] /5270ثم قال علي بن إبراهيم :و في رواية أبي الجارود ،عن أبي جعفر )عليه السلم( في قولهُ :ثّم َبدا َلُهْم
ن» :فاليات :شهادة الصبي ،و القميص المخرق من دبر ،و استباقهما حي ٍحّتى ِ جُنّنُه َ سُ ت َلَي ْ
ليا ِ ن َبْعِد ما َرَأُوا ا ْ ِم ْ
جَ
ن سْ ل َمَعُه ال ّ خَ الباب حتى سمع مجاذبتها إياه على الباب ،فلما عصاها لم تزل ملحة » «1بزوجها حتى حبسه َو َد َ
ن يقول :عبدان للملك ،أحدهما خباز ،و الخر صاحب الشراب ،و الذي كذب و لم ير المنام هو الخباز«. َفَتيا ِ
-[2] /5271رجع إلى حديث علي بن إبراهيم » ،«2قال :و وكل الملك بيوسف رجلين يحفظانه ،فلما دخل
صُرع ِ السجن ،قال له :ما صناعتك؟ قال :اعبر الرؤيا .فرأى أحد الموكلين في منامه ،كما قال ال عز و جلَ :أ ْ
حِم ُ
ل خُر ِإّني َأراِني َأ ْ لَ لا ْ خْمرًا قال يوسف :تخرج ،و تصير على شراب الملك ،و ترتفع » «3منزلتك عندهَ :و قا َ َ
طْيُر ِمْنُه و لم يكن رأى ذلك ،فقال له يوسف :أنت يقتلك الملك و يصلبك ،و تأكل الطير ل ال ّ خْبزًا َتْأُك ُسي ُ ق َرْأ َِفْو َ
ن َأّما جِ سْي ال ّ حَب ِ
من رأسك .فضحك » «4الرجل ،و قال :إني لم أر ذلك .فقال يوسف ،كما حكى ال تعالى :يا صا ِ
ن.سَتْفِتيا ِ
لْمُر اّلِذي ِفيِه َت ْ ي ا َْضَ سِه ُق ِ ن َرْأ ِ طْيُر ِم ْ ل ال ّب َفَتْأُك ُ
صَل ُخُر َفُي ْ لَ خْمرًا َو َأّما ا ْ سِقي َرّبُه َ حُدُكما َفَي ْ َأ َ
ن قال» :كان يقوم على المريض ،و يلتمس سِني َ حِ ن اْلُم ْك ِم َو قال أبو عبد ال )عليه السلم( ،في قولهِ :إّنا َنرا َ
المحتاج ،و يوسع على المحبوس« .فلما أراد -من رأى في نومه يعصر خمرا -الخروج من الحبس ،قال له
يوسف:
ن ِذْكَر َرّبِه. شْيطا ُ ك فكان كما قال ال عز و جلَ :فَأْنساُه ال ّ عْنَد َرّب َاْذُكْرِني ِ
-[3] /5272ثم قال علي بن إبراهيم :أخبرنا الحسن بن علي ،عن أبيه ،عن إسماعيل بن عمر ،عن شعيب
العقرقوفي ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :إن يوسف أتاه جبرئيل ،فقال له :يا يوسف ،إن رب العالمين
يقرئك
__________________________________________________
-1تفسير القّمي .344 :1
-2تفسير القّمي .344 :1
-3تفسير القّمي [.....] .344 :1
) (1في »ط« :مولعة.
) (2حديث ) (42المتقّدم آنفا.
) (3في »س ،ط« :نسخة بدل :ترفع.
) (4في المصدر :من دماغك ،فجحد.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص172 :
السلم ،و يقول لك :من جعلك في أحسن خلقه؟ قال :فصاح و وضع خده على الرض ،ثم قال :أنت يا رب ثم قال
له :و يقول لك :من حببك إلى أبيك دون إخوتك؟ -قال -:فصاح و وضع خده على الرض ،و قال :أنت يا رب
قال:
و يقول لك :و من أخرجك من الجب بعد أن طرحت فيها ،و أيقنت بالهلكة؟ -قال -:فصاح و وضع خده على
ن«. سِني َ
ضعَ ِ ن ِب ْ جِ سْ ث ِفي ال ّ الرض ،ثم قال :أنت يا رب .قال :فإن ربك قد جعل لك عقوبة في استغاثتك بغيره َفَلِب َ
قال» :فلما انقضت المدة ،و أذن ال له في دعاء الفرج ،فوضع خده على الرض ،ثم قال :اللهم إن كانت ذنوبي قد
أخلقت وجهي عندك ،فإني أتوجه إليك بوجه آبائي الصالحين إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب.
ففرج ال عنه«.
قلت :جعلت فداك ،أ ندعوا نحن بهذا الدعاء؟ فقال» :أدع بمثله :اللهم إن كانت ذنوبي قد أخلقت وجهي عندك،
فإني أتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة محمد )صلى ال عليه و آله( و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و الئمة
)عليهم السلم(«.
سْبَع َبَقرا ٍ
ت -[4] /5273و قال علي بن إبراهيم :ثم إن الملك رأى رؤيا ،فقال لوزرائه :إني رأيت في نومي َ
تو خَر ياِبسا ٍ ضٍر َو ُأ َ خ ْ ت ُ سْنُبل ٍ سْبَع ُف أي مهازيل ،و رأيت َ عجا ٌ سْبٌع ِ ن َ ن َيْأُكُلُه ّ سما ٍ ِ
قرأ » «1أبو عبد ال )عليه السلم(» :سبع سنابل ».««2
ن فلم يعرفوا تأويل ذلك ،فذكر الذي كان على رأس ن ُكْنُتْم ِللّرْءيا َتْعُبُرو َ ي ِإ ْ ل َأْفُتوِني ِفي ُرْءيا َ ثم قال :يا َأّيَها اْلَم َُ
ل اّلِذي َنجا ِمْنُهما َو اّدَكَر َبْعَد ُأّمٍة أي بعد الملك رؤياه التي رآها ،و ذكر يوسف بعد سبع سنين ،و هو قولهَ :و قا َ
عجا ٌ
ف سْبٌع ِن َ ن َيْأُكُلُه ّ
سما ٍ ت ِ سْبِع َبَقرا ٍ ق َأْفِتنا ِفي َ صّدي ُ ن فجاء إلى يوسف فقالَ :أّيَها ال ّ سُلو ِ حين َأَنا ُأَنّبُئُكْم ِبَتْأِويِلِه َفَأْر ِ
ت؟خَر ياِبسا ٍ ضٍر َو ُأ َ خ ْ ت ُ سْنُبل ٍ سْبِع ُ َو َ
ن أي ل يدوسوه فإنه يفسد في ل ِمّما َتْأُكُلو َ ل َقِلي ً سْنُبِلِه ِإ ّ
صْدُتْم َفَذُروُه ِفي ُ ح َ ن َدَأبًا َفما َ سِني َسْبَع ِ ن َ عو َ قال يوسفَ :تْزَر ُ
ن أي سبع سنين ن ما َقّدْمُتْم َلُه ّ شداٌد َيْأُكْل َسْبٌع ِ ك َ ن َبْعِد ذِل َ طول سبع سنين ،و إذا كان في سنبله ل يفسد ُثّم َيْأِتي ِم ْ
مجاعة شديدة ،يأكلن ما قدمتم لهن في السبع سنين الماضية.
قال الصادق )عليه السلم(» :إنما نزل :ما قربتم لهن ».««3
ن أي يمطرون. صُرو َ س َو ِفيِه َيْع ِ ث الّنا ُ ك عاٌم ِفيِه ُيغا ُ ن َبْعِد ذِل َ ُثّم َيْأِتي ِم ْ
ك عاٌم ِفيِه ُيغا ُ
ث ن َبْعِد ذِل َ قال أبو عبد ال )عليه السلم(» :قرأ رجل على أمير المؤمنين )عليه السلم(ُ :ثّم َيْأِتي ِم ْ
ن » «4على البناء للفاعل ،فقال :و يحك ،أي شيء يعصرون ،يعصرون الخمر؟! قال صُرو َ س َو ِفيِه َيْع ِ الّنا ُ
ن أي يمطرون بعد سني المجاعة ،و الدليل صُرو َ الرجل :يا أمير المؤمنين ،كيف أقرأها؟ فقال :إنما نزلت َو ِفيِه َيْع ِ
على ذلك ،قوله:
__________________________________________________
-4تفسير القمي .345 :1
) (1في »س ،ط« :قال.
) (2انظر مجمع البيان .361 :5
) (3انظر مجمع البيان .361 :5
) (4قرأ الصادق )عليه السلم( ،و العرج ،و عيسى بن عمر )يعصرون( بياء مضمومة و صاد مفتوحة ،و قرأ
حمزة و الكسائي و خلف )تعصرون( بتاء-
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص173 :
جاجًا« ».«1 ت ماًء َث ّ صرا ِ ن اْلُمْع ِ َو َأْنَزْلنا ِم َ
ك يعني جْع ِإلى َرّب َ ل اْر ِ ل قا َ سو ُ فرجع الرجل إلى الملك فأخبره بما قال يوسف ،فقال الملك :اْئُتوِني ِبِه َفَلّما جاَءُه الّر ُ
عِليٌم فجمع الملك النسوة ،فقال لهن :ما ن َ ن َرّبي ِبَكْيِدِه ّ ن ِإ ّ
ن َأْيِدَيُه ّ
طْع َلِتي َق ّ سَوِة ال ّ ل الّن ْ سَئْلُه ما با ُ إلى الملك َف ْ
حّ
ق ص اْل َح َ صَح ْ ن َ لَ ت اْمَرَأةُ اْلَعِزيِز ا ْ سوٍء قاَل ِ ن ُعَلْيِه ِم ْ عِلْمنا َ ل ما َ ش ِّ ن حا َ سِه ُقْل َ
ن َنْف ِعْ ف َ س َ ن ُيو ُ ن ِإْذ راَوْدُت ّ طُبُك ّخ َْ
ن أي ل أكذب ل ل َيْهِدي َكْيَد اْلخاِئِني َ ن ا َّب َو َأ ّ خْنُه ِباْلَغْي ِ ك ِلَيْعَلَم َأّني َلْم َأ ُ
ن ذِل َصاِدِقي َ ن ال ّ سِه َو ِإّنُه َلِم َ ن َنْف ِ
عْ َأَنا راَوْدُتُه َ
حَم
سوِء أي تأمر بالسوء ِإلّ ما َر ِ لّماَرٌة ِبال ّ س َ ن الّنْف َ سي ِإ ّ ئ َنْف ِ
عليه الن كما كذبت عليه من قبل .ثم قالتَ :و ما ُأَبّر ُ
ن فاسأل حاجتك؟ ن َأِمي ٌك اْلَيْوَم َلَدْينا َمِكي ٌ ل ِإّن َسي فلما نظر إلى يوسف قا َ صُه ِلَنْف ِ
خِل ْ سَت ْ
َرّبي فقال الملك :اْئُتوِني ِبِه َأ ْ
عِليٌم يعني :على الكناديج » «2و النابير » ،«3فجعله عليها ،و هو ظ َ حِفي ٌض ِإّني َ لْر ِ ن ا َْخزاِئ ِ على َ جَعْلِني َ لا ْ قا َ
ث َيشاُء. حْي ُ ض َيَتَبّوُأ ِمْنها َ لْر ِ ف ِفي ا َْ س َ ك َمّكّنا ِلُيو ُ قولهَ :و َكذِل َ
-[5] /5274الطبرسي في كتاب )النبوة( :بالسناد عن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن الحسين بن علي بن بنت
إلياس ،قال :سمعت الرضا )عليه السلم( يقول» :و أقبل يوسف )عليه السلم( على جمع الطعام ،فجمع في السبع
سنين المخصبة ،فكبسه في الخزائن ،فلما مضت تلك السنون ،و أقبلت السنون المجدبة ،أقبل يوسف على بيع
الطعام ،فباعهم في السنة الولى بالدراهم و الدنانير ،حتى لم يبق بمصر و ما حولها دينار و ل درهم إل صار في
ملك يوسف:
و باعهم في السنة الولى بالدراهم و الدنانير ،حتى لم يبق بمصر و ما حولها حلي و ل جواهر إل صار في ملكه.
و باعهم في السنة الثانية بالحلي و الجواهر ،حتى لم يبق بمصر و ما حولها حلي و ل جواهر إلى صار في ملكه.
و باعهم في السنة الثالثة بالدواب و المواشي ،حتى لم يبق بمصر و ما حولها دابة و ماشية إل صار في ملكه ،و
باعهم في السنة الرابعة بالعبيد و الماء ،حتى لم يبق بمصر و ما حولها عبد و ل أمة إل صار في ملكه و باعهم
في السنة الخامسة بالدور و العقار ،حتى لم يبق بمصر و ما حولها دار و ل عقار إل صار في ملكه و باعهم في
السنة السادسة بالمزارع و النهار ،حتى لم يبق بمصر و ما حولها نهر و ل مزرعة إل صار في ملكه ،و باعهم
في السنة السابعة برقابهم ،حتى لم يبق بمصر و ما حولها عبد و ل حر إل صار عبدا ليوسف .فملك أحرارهم و
عبيدهم و أموالهم ،و قال الناس:
ما رأينا و ل سمعنا بملك أعطاه ال من الملك ما أعطي هذا الملك حكما و علما و تدبيرا.
ثم قال يوسف للملك :أيها الملك ،ما ترى فيما خولني ربي من ملك مصر و ما حولها«؟ أشر علينا برأيك ،فإني لم
أصلحهم لفسدهم و لم أنجهم من البلء لكون بلء عليهم ،و لكن ال تعالى أنجاهم على يدي .قال الملك:
__________________________________________________
-5مجمع البيان .372 :5
-مفتوحة و صاد مكسورة ،و الباقون بالياء ،مجمع البيان ،361 :5النشر في القراءات العشر ،295 :2كتاب
التيسير في القراءات السبع.129 :
) (1النبأ .14 :78
) (2الكندوج :شبه المخزن ،معّرب كندو» .القاموس المحيط .«212 :1
) (3النابير :جمع أنبار :أكداس الطعام» .تاج العروس -نبر[.....] .«553 :3 -
) (4في المصدر :و أهلها.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص174 :
الرأي رأيك.
قال يوسف :إني اشهد ال و أشهدك أيها الملك أني قد أعتقت أهل مصر كلهم ،و رردت عليهم أموالهم و عبيدهم،
و رددت عليك أيها الملك خاتمك » «1و سريرك و تاجك ،على أن ل تسير إل بسيرتي ،و ل تحكم إل بحكمي.
قال له الملك :إن ذلك لزيني و فخري أن ل أسير إل بسيرتك ،و ل أحكم إل بحكمك ،و لولك ما قويت عليه و ل
اهتديت له ،و لقد جعلت سلطاني عزيزا ل يرام ،و أنا أشهد أن ل إله إل ال ،وحده ل شريك له ،و أنك رسوله،
فأقم على ما وليتك ،فإنك لدينا مكين أمين«.
-[6] /5275ابن بابويه ،في كتاب )الغيبة( :في حديث مسند ،قال :رؤي بلطة مكتوب عليها بالحبشة ،قرأها
السقف ،و فسر ما فيها بالحبشية ،ثم نقلت إلى العربية ،فإذا فيها مكتوب :أنا الريان بن دومغ ،فسئل أبو عبد ال
المديني عن الريان ،من كان؟ فقال :هو والد العزيز الملك الذي كان في زمان يوسف النبي )عليه السلم( ،و اسمه
الريان ابن دومغ ،و قد كان عمر العزيز سبعمائة سنة ،و عمر الريان والده ألف و سبعمائة سنة ،و عمر دومغ
ثلثة آلف سنة.
فإذا فيها :أنا الريان بن دومغ ،خرجت في طلب النيل العظم لعلم فيضه و منبعه ،إذ كنت أرى مفيضه،
فخرجت و معي ممن صحبت أربعة آلف ألف رجل ،فسرت ثمانين سنة ،إلى أن انتهيت إلى الظلمات و البحر
المحيط بالدنيا ،فرأيت النيل يقطع البحر المحيط و يعبر فيه ،و لم يكن لي منفذ ،و تماوت أصحابي ،و بقيت في
أربعة آلف رجل ،فخشيت على ملكي ،فرجعت إلى مصر ،و بنيت الهرام و البراني ،و بنيت الهرمين و
أودعتهما كنوزي و ذخائري ،و قلت في ذلك شعرا -و ذكر الشعار ،و هي كثيرة ،و من جملتها:-
و باني برانيها بها و المقدم أنا صاحب الهرام في مصر كلها
قال ابن بابويه :قال أبو الجيش خمارويه » «3بن أحمد بن طولون :هذا شيء ليس لحد فيه حيلة إل القائم من آل
محمد )عليه السلم( .وردت البلطة كما كانت مكانها.
__________________________________________________
-6كما الدين و تمام النعمة.563 :
) (1في »ط« :عليك الملك و خاتمك.
) (2المر :المر العظيم الشنيع» .لسان العرب -أمر .«33 :4
) (3في »ط« أبو الحسن حمدويه ،تصحيف صحيحه ما أثبتناه ،انظر أنساب السمعاني ،160 :5النجم الزاهرة
.49 :3
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص175 :
-[7] /5276العياشي :عن محمد بن مروان ،عن رجل ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :إن يوسف خطب
امرأة جميلة كانت في زمانه ،فردت عليه :إن عبد الملك إياي يطلب! -قال -فطلبها إلى أبيها ،فقال له أبوها :إن
المر أمرها -.قال -فطلبها إلى ربه ،و بكى ،فأوحى ال إليه إني قد زوجتكها ،ثم أرسل إليها :إني أريد أن
أزوركم.
فأرسلت إليه :أن تعال .فلما دخل عليها ،أضاء البيت لنوره ،فقالت :ما هذا إل ملك كريم .فاستسقى ،فقامت إلى
الطاس لتسقيه ،فجعل يتناول الطاس من يدها ،فتناوله فاها ،فجعل يقول :انتظري و ل تجعلي -قال -فتزوجها«.
-[8] /5277عن العباس بن هلل ،قال :سمعت أبا الحسن الرضا )عليه السلم( يقول» :إن يوسف النبي ،قال له
السجان :إني لحبك .فقال له يوسف :ل تقل هكذا .فإن عمتي أحبتني فسرقتني ،و إن أبي أحبني فحسدني إخوتي
فباعوني ،و إن امرأة العزيز أحبتني فحبستني«.
-[9] /5278عن ابن سنان ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :جاء جبرئيل إلى يوسف في السجن ،فقال :قل
في دبر كل صلة فريضة :اللهم اجعل لي فرجا و مخرجا ،و ارزقني من حيث أحتسب ،و من حيث ل أحتسب«.
-[10] /5279عن طربال ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :لما أمر الملك بحبس يوسف في السجن ،ألهمه
ال تأويل الرؤيا ،فكان يعبر لهل السجن رؤياهم ،و إن فتيين أدخل معه السجن يوم حبسه ،فلما باتا ،أصبحا فقال
له:
إنا رأينا رؤيا ،فعبرها لنا.
قال :و ما رأيتما؟ قال أحدهما :إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه .و قال الخر :إني رأيت أني
أسقي الملك خمرا .فعبر لهما رؤياهما على ما في الكتاب ،ثم قال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك -قال-
ن«. سِني َ
ضعَ ِن ِب ْ
جِسْ
ث ِفي ال ّ
ن ِذْكَر َرّبِه َفَلِب َ
شْيطا ُ
و لم يفزع يوسف في حاله إلى ال فيدعوه ،فلذلك قال الَ :فَأْنساُه ال ّ
قال :فأوحى ال إلى يوسف في ساعته تلك :يا يوسف ،من أراك الرؤيا التي رأيتها؟ فقال :أنت يا رب .قال:
فمن حببك إلى أبيك؟ قال :أنت يا رب .قال :فمن وجه السيارة إليك؟ فقال :أنت يا رب .قال :فمن علمك الدعاء
الذي دعوت به حتى جعل لك من الجب فرجا؟ قال :أنت يا رب .قال :فمن جعل لك من كيد المرأة مخرجا؟ قال:
أنت يا رب .قال :فمن ألهمك تأويل الرؤيا؟ قال :أنت يا رب .قال :فكيف استغثت بغيري ،و لم تستغث بي و
تسألني أن أخرجك من السجن ،و استغثت و أمك عبدا من عبادي ،ليذكرك إلى مخلوق من خلقي ،في قبضتي ،و
لم تفزع إلي؟! البث في السجن بذنبك بضع سنين ،بإرسالك عبدا إلى عبد«.
__________________________________________________
-7تفسير العّياشي .20 /175 :2
-8تفسير العّياشي .21 /175 :2
-9تفسير العّياشي .22 /176 :2
-10تفسير العّياشي .23 /176 :2
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص176 :
-[11] /5280قال ابن أبي عمير :قال ابن أبي حمزة :فمكث في السجن عشرين سنة.
ك قال :هو العزيز.عْنَد َرّب َ
-[12] /5281سماعة ،عن قول ال :اْذُكْرِني ِ
خْبزًا.
سي ُ
ق َرْأ ِ
ل َفْو َ
حِم ُ
خُر ِإّني َأراِني َأ ْ
لَلا ْ
-[13] /5282ابن أبي يعفور ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( :قا َ
قال :أحمل فوق رأسي جفنة فيها خبز ،تأكل الطير منه«.
-[14] /5283يعقوب بن شعيب ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :قال ال ليوسف :أ لست الذي حببتك إلى
أبيك ،و فضلتك على الناس بالحسن؟ أ و لست الذي سقت إليك السيارة ،فأنقدتك و أخرجتك من الجب؟ أ و لست
الذي صرفت عنك كيد النسوة؟ فما حملك على أن ترفع رغبتك ،أو تدعو مخلوقا هو دوني؟! فالبث لما قلت ،في
السجن بضع سنين«.
-[15] /5284عن عبد ال بن عبد الرحمن ،عمن ذكره ،عنه )عليه السلم( قال» :لما قال للفتى :اذكرني عند
ربك.
أتاه جبرئيل )عليه السلم( ،فضرب برجله حتى كشط له عن الرض السابعة ،فقال له :يا يوسف ،انظر ماذا
ترى؟ قال:
أرى حجرا صغيرا ،ففلق الحجر ،فقال :ماذا ترى؟ قال :أرى دودة صغيرة .قال :فمن رازقها؟ قال :ال .قال :فإن
ربك يقول :لم أنس هذه الدودة ،في ذلك الحجر ،في قعر الرض السابعة ،أ ظننت أني أنساك ،حتى تقول للفتى:
اذكرني عند ربك؟! لتلبثن في السجن بمقالتك هذه بضع سنين -قال -فبكى يوسف عند ذلك ،حتى بكت لبكائه
الحيطان ،قال :فتأذى به أهل السجن ،فصالحهم على أن يبكي يوما ،و يسكت يوما ،فكان في اليوم الذي يسكت
أسوء حال«.
-[16] /5285عن هشام بن سالم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :ما بكى أحد بكاء ثلثة :آدم ،و يوسف ،و
داود«.
فقلت :ما بلغ من بكائهم؟ فقال» :أما آدم ،فبكى حين اخرج من الجنة ،و كان رأسه في باب من أبواب السماء،
فبكى حتى تأذى به أهل السماء ،فشكوا ذلك إلى ال ،فحط من قامته .و أما داود ،فإنه بكى حتى هاج العشب من
دموعه ،و إنه كان ليزفر الزفرة ،فتحرق ما نبت من دموعه .و أما يوسف ،فإنه كان يبكي على أبيه يعقوب ،و هو
في السجن ،فتأذى به أهل السجن ،فصالحهم على أن يبكي يوما ،و يسكت يوما«.
-[17] /5286عن شعيب العقرقوفي ،عن أبي عبد ال )عليه السلم(» :إن يوسف أتاه جبرئيل ،فقال :يا يوسف
إن
__________________________________________________
-11تفسير العّياشي 176 :2ذيل الحديث .23
-12تفسير العّياشي .24 /177 :2
-13تفسير العّياشي .25 /177 :2
-14تفسير العّياشي .26 /177 :2
-15تفسير العّياشي [.....] .27 :177
-16تفسير العّياشي .28 /177 :2
-17تفسير العّياشي .29 /178 :2
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص177 :
رب العالمين يقرئك السلم ،و يقول لك :من جعلك أحسن خلقه؟ -قال -فصاح ،و وضع خده على الرض ،ثم قال:
أنت يا رب ،ثم قال له :و يقول لك :من حببك إلى أبيك دون إخوتك؟ -قال -فصاح ،و وضع خده على الرض ،ثم
قال :أنت يا رب .قال :و يقول لك :من أخرجك من الجب ،بعد أن طرحت فيها ،و أيقنت بالهلكة؟ قال :فصاح ،و
وضع خده على الرض ،ثم قال :أنت يا رب ،ثم قال :فإن ربك قد جعل لك عقوبة في استغاثتك بغيره ،فالبث في
السجن بضع سنين«.
قال» :فلما انقضت المدة ،أذن له في دعاء الفرج ،و وضع خده على الرض ،ثم قال :اللهم إن كانت ذنوبي قد
أخلقت وجهي عندك ،فإني أتوجه إليك بوجه آبائي الصالحين ،إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب ،قال:
ففرج ال عنه«.
قال :فقلت له :جعلت فداك ،أ ندعو نحن بهذا الدعاء؟ فقال» :ادع بمثله ،اللهم إن كانت ذنوبي قد أخلقت وجهي
عندك ،فإني أتوجه إليك بوجه نبيك نبي الرحمة )صلى ال عليه و آله( و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و
الئمة )عليهم السلم(«.
ث ِفي
-[18] /5287عن يعقوب بن يزيد ،رفعه ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال في قول ال تعالىَ :فَلِب َ
ن ،قال» :سبع » «1سنين«. سِني َ
ضَع ِ
ن ِب ْ
جِسْ
ال ّ
-[19] /5288عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :رأت فاطمة )عليها السلم( في النوم ،كأن
الحسن و الحسين )عليهما السلم( ذبحا ،أو قتل ،فأحزنها ذلك -قال -فأخبرت به رسول ال )صلى ال عليه و
آله( ،فقال :يا رؤيا .فتمثلت ،بين يديه ،فقال :أريت فاطمة هذا البلء؟ فقالت :ل ،يا رسول ال .فقال :يا أضغاث،
أنت أريت فاطمة هذا البلء؟
فقالت :نعم ،يا رسول ال .قال :فما أردت بذلك؟ قالت :أردت أن أحزنها ،فقال لفاطمة )عليها السلم( :اسمعي،
ليس هذا بشيء«.
-[20] /5289عن أبان ،عن محمد بن مسلم ،عن أحدهما ») «2عليهما السلم( قال» :إن رسول ال )صلى ال
عليه و آله( قال:
لو كنت بمنزلة يوسف ،حين أرسل إليه الملك يسأله عن رؤياه ،ما حدثته حتى أشترط عليه أن يخرجني من
السجن ،و عجبت لصبره عن شأن امرأة الملك ،حتى أظهر ال عذره«.
-[21] /5290عن ابن أبي يعفور ،قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقرأ» :سبع سنابل » «3خضر«.
__________________________________________________
-18تفسير العّياشي .30 /178 :2
-19تفسير العّياشي .31 /178 :2
-20تفسير العّياشي .32 /179 :2
-21تفسير العّياشي .33 /179 :2
) (1في »ط« :تسع.
) (2في المصدر :عنهما.
) (3في »ط« :سنبلت.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص178 :
-[22] /5291عن حفص بن غياث ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :كانت سنين » «1يوسف و الغلء
الذي أصاب الناس ،و لم يتمن » «2الغلء لحد قط -قال -فأتاه التجار ،فقالوا :بعنا .فقال :اشتروا .فقالوا :نأخذ كذا
بكذا.
فقال :خذوا .و أمر فكالوهم ،فحملوا و مضوا ،حتى دخلوا المدينة ،فلقيهم قوم تجار .فقالوا لهم :كيف أخذتم؟
قالوا :كذا بكذا .و أضعفوا الثمن -قال -فقدموا أولئك على يوسف ،فقالوا :بعنا ،فقال :اشتروا ،كيف تأخذون؟ قالوا:
بعنا كما بعت كذا بكذا .فقال :ما هو كما تقولون ،و لكن خذوا .فأخذوا ،ثم مضوا حتى دخلوا المدينة ،فلقيهم
آخرون ،فقالوا :كيف أخذتم؟ فقالوا :كذا بكذا .و أضعفوا الثمن -قال -فعظم الناس ذلك الغلء ،و قالوا :اذهبوا بنا
حتى نشتري -قال -فذهبوا إلى يوسف ،فقالوا :بعنا .فقال :اشتروا .فقالوا :بعنا كما بعت .فقال :و كيف بعت؟ قالوا:
كذا بكذا .فقال :ما هو كذلك ،و لكن خذوا -قال -فأخذوا ،و رجعوا إلى المدينة ،فأخبروا الناس .و قالوا :فيما بينهم:
تعالوا حتى نكذب في الرخص كما كذبنا في الغلء -قال -فذهبوا إلى يوسف ،فقالوا له :بعنا .فقال :اشتروا .فقالوا:
بعنا كما بعت .قال :و كيف بعت؟ قالوا :كذا بكذا -بالحط من السعر -فقال :ما هو هكذا ،و لكن خذوا .قال :فأخذوا،
و ذهبوا إلى المدينة ،فلقيهم الناس ،فسألوهم :بكم اشتريتم؟ فقالوا :كذا بكذا .بنصف الحط الول .فقال الخرون:
اذهبوا بنا حتى نشتري .فذهبوا إلى يوسف فقالوا :بعنا فقال :اشتروا ،فقالوا :بعنا كما بعت .فقال :و كيف بعت؟
فقالوا :كذا بكذا -.بالحط من النصف -فقال :ما هو كما تقولون ،و لكن خذوا .فلم يزالوا يتكاذبون ،حتى رجع
السعر إلى المر الول ،كما أراد ال تعالى«.
-[23] /5292عن محمد بن علي الصيرفي ،عن رجل ،عن أبي عبد ال )عليه السلم(» :عام فيه يغاث الناس و
جاجًا« ».«3 ت ماًء َث ّ صرا ِ ن اْلُمْع ِ
فيه يعصرون« بضم الياء :يمطرون ،ثم قال :أما سمعت قولهَ :و َأْنَزْلنا ِم َ
-[24] /5293عن علي بن معمر ،عن أبيه ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،في قول ال» :عام فيه يغاث الناس
جاجًا« ».«4 ت ماًء َث ّ صرا ِ ن اْلُمْع ِو فيه يعصرون« مضمومة ،ثم قال» :أما سمعت قول الَ :و َأْنَزْلنا مِ َ
سَوِة ،قال» :يعني العزيز«. ل الّن ْ
سَئْلُه ما با ُ
ك َف ْ
جْع ِإلى َرّب َ -[25] /5294عن سماعة ،قال :سألته عن قول ال :اْر ِ
-[26] /5295عن الحسن بن موسى ،قال :روى أصحابنا ،عن الرضا )عليه السلم( قال له رجل :أصلحك ال،
كيف
__________________________________________________
-22تفسير العّياشي .34 /179 :2
-23تفسير العّياشي .. 35 /180 :2
-24تفسير العّياشي .. 36 /180 :2
-25تفسير العّياشي .37 /180 :2
-26تفسير العّياشي 38 /180 :2و [.....] .39
) (1في المصدر نسخة بدل :كان سبق.
) (2في »ط« :يمّر.
) (3النبأ .14 :78
) (4النبأ .14 :78
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص179 :
صرت إلى ما صرت إليه من المأمون؟ فكأنه أنكر ذلك عليه ،فقال له أبو الحسن )عليه السلم(» :يا هذا ،أيهما
أفضل ،النبي أو الوصي؟« فقال :ل بل النبي .قال» :فأيهما أفضل ،مسلم أو مشرك؟« قال :ل بل مسلم .قال» :فإن
العزيز -عزيز مصر -كان مشركا ،و كان يوسف نبيا ،و إن المأمون مسلم ،و أنا وصي ،و يوسف سأل العزيز
أن يوليه ،حتى قال:
استعملني على خزائن الرض إنى حفيظ عليم .و المأمون أخبرني على ما أنا فيه«.
عِليٌم قال» :حافظ لما في يدي ،عالم بكل لسان«. ظ َ حِفي ٌقال :و قال في قولهَ :
-[2/5296قال سليمان :قال سفيان :قلت لبي عبد ال )عليه السلم( :ما يجوز أن يزكي الرجل نفسه؟ قال:
عِليٌم و قول العبد الصالح: ظ َ حِفي ٌض ِإّني َ لْر ِ ن ا َْ
خزاِئ ِعلى َ جَعْلِني َ »نعم ،إذا اضطر إليه ،أما سمعت قول يوسف :ا ْ
ن« ».«1 ح َأِمي ٌ
صٌَأَنا َلُكْم نا ِ
-[28] /5297ابن بابويه :قال :حدثنا محمد بن الحسن )رحمه ال( ،قال :حدثنا سعد بن عبد ال ،عن محمد بن
الحسين بن أبي الخطاب ،عن شريف بن سابق التفليسي ،عن الفضل بن أبي قرة ،عن أبي عبد ال )عليه السلم(
عِليٌم ،قال» :حفيظ بما تحت يدي ،عليم بكل لسان«. ظ َ حِفي ٌض ِإّني َ لْر ِ ن ا َْ خزاِئ ِعلى َ جَعْلِني َ في قول يوسف :ا ْ
-[29] /5298و عنه ،قال :حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي )رضي ال عنه( ،قال :حدثني
جعفر بن محمد بن مسعود العياشي ،عن أبيه ،قال :حدثنا محمد بن نصير ،عن الحسن بن موسى ،قال روى
أصحابنا ،عن الرضا )عليه السلم( أنه قال له رجل :أصلحك ال ،كيف صرت إلى ما صرت إليه من المأمون؟
فكأنه أنكر ذلك عليه ،فقال له أبو الحسن الرضا )عليه السلم(» :يا هذا أيهما أفضل ،النبي أو الوصي؟« فقال :ل،
بل النبي .قال:
»فأيهما أفضل ،مسلم أو مشرك؟« قال :لبل مسلم قال» :فإن عزيز مصر كان مشركا ،و كان يوسف )عليه
على جَعْلِني َ السلم( نبيا ،و إن المأمون مسلم ،و أنا وصي ،و يوسف سأل العزيز أن يوليه ،حتى » «2قال :ا ْ
عِليٌم و المأمون أجبرني على ما أنا فيه« ».«3 ظ َ حِفي ٌ
ض ِإّني َ لْر ِ ن ا َْ خزاِئ ِ َ
عِليٌم قال» :حافظ لما في يدي ،عالم بكل لسان«. ظ َ حِفي ٌ
قال :و قال )عليه السلم( في قوله تعالىَ :
-[30] /5299قال :حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني )رضي ال عنه( ،قال :حدثنا علي بن إبراهيم بن
هاشم ،عن أبيه ،عن الريان بن الصلت ،قال :دخلت على علي بن موسى الرضا )عليه السلم( فقلت له :يا بن
رسول ال ،إن الناس يقولون :إنك قبلت ولية العهد ،مع إظهارك الزهد في الدنيا.
__________________________________________________
-27تفسير العّياشي .40 /181 :2
-28علل الشرائع.4 /125 :
سلم( .1 /138 :2 -29عيون أخبار الّرضا )عليه ال ّ
سلم( .2 /139 :2 -30عيون أخبار الّرضا )عليه ال ّ
) (1العراف .68 :7
) (2في المصدر :حين.
) (3في المصدر :و أنا أجبرت على ذلك.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص180 :
قال )عليه السلم(» :قد علم ال تعالى كراهتي لذلك ،فلما خيرت بين قبول ذلك ،و بين القتل ،اخترت القبول على
القتل .ويحهم ،أما علموا أن يوسف )عليه السلم( كان نبيا و رسول ،و لما دفعته الضرورة إلى تولي خزائن
عِليٌم و دفعتني الضرورة إلى قبول ذلك على إكراه و ظ َ حِفي ٌض ِإّني َ لْر ِ ن ا َْخزاِئ ِعلى َ جَعْلِني َ العزيز ،قال له :ا ْ
إجبار ،و بعد الشراف على الهلك ،على أني ما دخلت في هذا المر إل دخول خارج منه .فإلى ال المشتكى و
هو المستعان«.
قوله تعالى:
ن ] -[1] /5300 [82 -58رجعت رواية علي بن إبراهيم » ف -إلى قوله تعالىَ -و ِإّنا َلصاِدُقو َ س َ خَوُة ُيو ُ َو جاَء ِإ ْ
،«1قال :فأمر يوسف أن تبنى كناديج من صخر ،و طينها بالكلس ،ثم أمر بزروع مصر ،فحصدت ،و دفع إلى
كل إنسان حصة ،و ترك الباقي في سنبله ،و لم يدسه ،و وضعها في الكناديج ،ففعل ذلك سبع سنين.
فلما جاءت سني الجدب ،كان يخرج السنبل ،فيبيع بما شاء ،و كان بينه و بين أبيه ثمانية عشر يوما ،و كانوا في
بادية ،و كان الناس من الفاق يخرجون إلى مصر ليمتاروا طعاما ،و كان يعقوب و ولده نزول في بادية فيها مقل
» ،«2فأخذ إخوة يوسف من ذلك المقل ،و حملوه إلى مصر ،ليمتاروا طعاما ،و كان يوسف يتولى البيع بنفسه،
جهاِزِهْم جّهَزُهْم ِب َ
ن َو َلّما َ فلما دخل إخوته عليه ،عرفهم و لم يعرفوه ،كما حكى ال عز و جلَ :و ُهْم َلُه ُمْنِكُرو َ
فأعطاهم ،و أحسن إليهم في الكيل ،قال لهم» :من أنتم؟« قالوا :نحن بنو يعقوب بن ابراهيم ،خليل ال الذي ألقاه
نمرود في النار فلم يحترق ،و جعلها ال عليه بردا و سلما ،قال» :فما فعل أبوكم«؟
قالوا :شيخ ضعيف ،قال» :فلكم أخ غيركم«؟ قالوا :لنا أخ من أبينا ،ل من امنا .قال» :فإذا رجعتم إلي فائتوني به«
ل َلُكْمن َلْم َتْأُتوِني ِبِه َفل َكْي َ ن َفِإ ْ
خْيُر اْلُمْنِزِلي َل َو َأَنا َ
ن َأّني ُأوِفي اْلَكْي َ ن َأِبيُكْم َأ ل َتَرْو َ خ َلُكْم ِم ْ
و هو قوله :اْئُتوِني ِبَأ ٍ
ن.عُلو َ عْنُه َأباُه َو ِإّنا َلفا ِسُنراِوُد َ ن قاُلوا َ عْنِدي َو ل َتْقَرُبو ِ ِ
ثم قال يوسف لقومه» :ردوا هذه البضاعة التي حملوها إلينا ،و اجعلوها فيما بين رحالهم ،حتى إذا رجعوا إلى
جَعُلوا ِبضاعََتُهْم ِفي ِرحاِلِهْم َلَعّلُهْم َيْعِرُفوَنها ِإَذا اْنَقَلُبوا ِإلى ل ِلِفْتياِنِه ا ْ
منازلهم و رأوها ،رجعوا إلينا و هو قولهَ :و قا َ
جُعوا ِإلى َأِبيِهْم قاُلوا يا َأبانا ُمِنَع ِمّنا اْلَكْي ُ
ل ن يعني :كي يرجعواَ :فَلّما َر َ جُعو َ َأْهِلِهْم َلَعّلُهْم َيْر ِ
__________________________________________________
-1تفسير القمي .346 :1
) (1المتقدمة في الحديث ) (4من تفسير اليات ) (56 -35من هذه السورة.
) (2المقل :ثمر الدوم ،و الدوم :شجر عظام من الفصيلة النخلية ،يكثر في صعيد مصر و بلد العرب.
»الصحاح -مقل ،1820 :5 -المعجم الوسيط -دوم[.....] .«305 :1 -
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص181 :
خْيٌر
ل َ ل َفا ُّ
ن َقْب ُ
خيِه ِم ْ على َأ ِ ل َكما َأِمْنُتُكْم َ عَلْيهِ ِإ ّ
ل آَمُنُكْم َ ن فقال يعقوبَ :ه ْ ظو َل َو ِإّنا َلُه َلحاِف ُ ل َمَعنا َأخانا َنْكَت ْ سْ َفَأْر ِ
ت ِإَلْيِهْم في رحالهم التي حملوها إلى مصر عَتُهْم ُرّد ْ جُدوا ِبضا َ عُهْم َو َحوا َمتا َ ن َو َلّما َفَت ُحِمي َحُم الّرا ِ حاِفظًا َو ُهَو َأْر َ
ل َبِعيٍر ذِلكَ َكْي ٌ
ل ظ َأخانا َو َنْزداُد َكْي َ حَف ُ ت ِإَلْينا َو َنِميُر َأْهَلنا َو َن ْ عُتنا ُرّد ْقاُلوا يا َأبانا ما َنْبِغي أي ما نريد هِذِه ِبضا َ
ط ِبُكْم َفَلّما آَتْوهُ َمْوِثَقُهْم قا َ
ل ن ُيحا َ ل َأ ْ ل َلَتْأُتّنِني ِبِه ِإ ّ
ن ا ِّ
ن َمْوِثقًا ِم َحّتى ُتْؤُتو ِ سَلُه َمَعُكْم َ ن ُأْر ِ
سيٌر فقال يعقوبَ :ل ْ َي ِ
ن َأْبوا ٍ
ب خُلوا ِم ْحٍد َو اْد ُ ب وا ِ ن با ٍ خُلوا ِم ْ ي ل َتْد ُ ل فخرجوا ،و قال لهم يعقوب :يا َبِن ّ ل َوِكي ٌعلى ما َنُقو ُ ل َ يعقوب :ا ُّ
ن إلى قوله ل ل اْلُمَتَوّكُلو َعَلْيِه َفْلَيَتَوّك ِ
ت َو َ عَلْيِه َتَوّكْل ُ ل َل ِّ حْكُم ِإ ّ
ن اْل ُ
يٍء ِإ ِش ْ
ن َ ل ِم ْن ا ِّعْنُكْم ِم َغِني َ ُمَتَفّرَقٍة َو ما ُأ ْ
ن.َيْعَلُمو َ
عَلى ا ِّ
ل -[2] /5301ابن بابويه في )الفقيه( مرسل ،عن الصادق )عليه السلم( :في قول ال عز و جلَ :و َ
ن ،قال» :الزارعون« ».«1 ل اْلُمَتَوّكُلو ََفْلَيَتَوّك ِ
-[3] /5302العياشي :عن الثمالي ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال» :ملك يوسف مصر و براريها ،لم
يجاوزها إلى غيرها«.
-[4] /5303عن أبي بصير ،قال :سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يحدث ،قال» :لما فقد يعقوب يوسف اشتد
حزنه عليه و بكاؤه حتى ابيضت عيناه من الحزن ،و احتاج حاجة شديدة و تغيرت حاله ،و كان يمتار القمح من
مصر لعياله في السنة مرتين ،للشتاء و الصيف ،و إنه بعث عدة من ولده ببضاعة يسيرة إلى مصر مع رفقة
خرجت ،فلما دخلوا على يوسف ،و ذلك بعد ما وله العزيز مصر ،فعرفهم يوسف و لم يعرفه إخوته لهيبة الملك
و عزته .فقال لهم:
هلموا بضاعتكم قبل الرفاق .و قال لفتيانه :عجلوا لهؤلء الكيل و أوفوهم ،فإذا فرغتم فاجعلوا بضاعتهم هذه في
رحالهم ،و ل تعلموهم بذلك .ففعلوا.
ثم قال لهم يوسف :قد بلغني أنه قد كان لكم أخوان لبيكم ،فما فعل؟ قالوا :أما الكبير منهما فإن الذئب أكله ،و أما
ن َلْمالصغير فخلفناه عند أبيه و هو به ضنين و عليه شفيق .قال :فإني أحب أن تأتوني به معكم إذا جئتم لتمتاروا َفِإ ْ
ن فلما رجعوا إلى أبيهم و فتحوا عُلو َ عْنُه َأباُه َو ِإّنا َلفا ِسُنراِوُد َ ن قاُلوا َ عْنِدي َو ل َتْقَرُبو ِ ل َلُكْم ِ َتْأُتوِني ِبِه َفل َكْي َ
ت ِإَلْينا و كيل لنا كيل قد زاد حمل عُتنا ُرّد ْ متاعهم ،وجدوا بضاعتهم في رحالهم ،قالوا :يا َأبانا ما َنْبِغي هِذِه ِبضا َ
ل.
ن َقْب ُ
خيِه ِم ْ على َأ ِ ل َكما َأِمْنُتُكْم َ عَلْيِه ِإ ّ
ل آَمُنُكْم َل َه ْ ن قا َظو َل َو ِإّنا َلُه َلحاِف ُ ل َمَعنا َأخانا َنْكَت ْ سْ بعير َفَأْر ِ
فلما احتاجوا إلى الميرة بعد ستة أشهر ،بعثهم يعقوب ،و بعث معهم بضاعة يسيرة ،و بعث معهم بنياميل »«2
__________________________________________________
-2من ل يحضره الفقيه .703 /160 :3
-3تفسير العّياشي .41 /181 :2
-4تفسير العّياشي .42 /81 :2
) (1إبراهيم .12 :14
) (2كذا و في الرواية التية في ذيل هذه الرواية )بنيامين( و هو الموافق لغلب المصادر ،انظر تاريخ اليعقوبي
،33 :1الكامل في التاريخ .126 :1
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص182 :
و أخذ عليهم بذلك موثقا من ال ،لتأتنني به إل أن يحاط بكم أجمعين ،فانطلقوا مع الرفاق حتى دخلوا على يوسف،
فقال لهم :معكم بنياميل؟ قالوا :نعم هو في الرحل .قال لهم :فائتوني به.
فأتوا به و هو في دار الملك .قال :أدخلوه وحده .فأدخلوه عليه ،فضمه إليه و بكى ،و قال له :أنا أخوك يوسف فل
تبتئس بما تراني أعمل ،و اكتم ما أخبرتك به و ل تحزن و ل تخف .ثم أخرجه إليهم و أمر فتيته أن يأخذوا
بضاعتهم و يعجلوا لهم الكيل ،فإذا فرغوا جعلوا المكيال في رحل بنياميل ،ففعلوا به ذلك.
ن قاُلوا َو َأْقَبُلواو ارتحل القوم مع الرفقة فمضوا ،فلحقهم يوسف و فتيته فنادوا فيهم قالَ :أّيُتَها اْلِعيُر ِإّنُكْم َلساِرُقو َ
جْئناعِلْمُتْم ما ِل َلَقْد َ
عيٌم قاُلوا َتا ِّ ل َبِعيٍر َو َأَنا ِبِه َز ِ حْم ُن جاَء ِبِه ِ ك َو ِلَم ْ
ع اْلَمِل ِصوا َن قاُلوا َنْفِقُد ُ عَلْيِهْم ما ذا َتْفِقُدو َ َ
جزاُؤُه حِلِه َفُهَو َ
جَد ِفي َر ْ ن ُو ِجزاُؤهُ َم ْ ن قاُلوا َ ن ُكْنُتْم كاِذِبي َجزاُؤُه ِإ ْ ن قاُلوا َفما َ ض َو ما ُكّنا ساِرِقي َ لْر ِ سَد ِفي ا َْ ِلُنْف ِ
ل فقال لهم ن َقْب ُ
خ َلُه ِم ْ
ق َأ ٌ
سَر َق َفَقْد َ سِر ْن َي ْ
خيِه ،قاُلوا ِإ ْ ن ِوعاِء َأ ِ جها ِم ْ خَر َ
سَت ْ
خيِه ُثّم ا ْل ِوعاِء َأ ِ عَيِتِهْم َقْب َ
قالَ :فَبَدَأ ِبَأْو ِ
خْذ
شْيخًا َكِبيرًا و قد أخذ علينا موثقا من ال لنرد به إليهَ :ف ُ ن َلُه َأبًا َيوسف :ارتحلوا عن بلدنا :قاُلوا يا َأّيَها اْلَعِزيُز ِإ ّ
عْنَدهُ فقال كبيرهم :إني عنا ِ جْدنا َمتا َن َو َل َم ْ خَذ ِإ ّ
ن َنْأ ُ
ل َأ ْل َمعاَذ ا ِّ ن إن فعلت قا َ سِني َحِن اْلُم ْ
ك ِم َحَدنا َمكاَنُه ِإّنا َنرا َ َأ َ
لست أبرح الرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم ال لي.
و مضى إخوة يوسف حتى دخلوا على يعقوب ،فقال لهم :فأين بنياميل؟ قالوا :بنياميل سرق مكيال الملك ،فأخذه
الملك بسرقته ،فحبس عنده ،فاسأل أهل القرية و العير حتى يخبروك بذلك ،فاسترجع و استعبر و اشتد حزنه،
حتى تقوس ظهره«.
عن أبي حمزة ،عن أبي بصير ،عنه )عليه السلم( ذكر فيه )بنيامين( و لم يذكر فيه )بنياميل( ».«1
-[5] /5304عن أبان الحمر ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :لما دخل إخوة يوسف عليه -و قد جاءوا
بأخيهم معهم وضع لهم الموائد ،ثم قال :يمتار كل واحد منكم مع أخيه لمه على الخوان ،فجلسوا ،و بقي أخوه
قائما.
فقال له :مالك ل تجلس مع إخوتك؟ قال :ليس لي منهم أخ من امي .قال :فلك أخ من أمك ،زعم هؤلء أن الذئب
أكله؟ قال :نعم .قال :فاقعد و كل معي -قال -فترك إخوته الكل ،و قالوا :إنا نريد أمرا ،و يأبى ال إل أن يرفع ولد
يامين علينا«.
قال» :ثم حين فرغوا من جهازهم ،أمر أن يوضع الصاع » «2فى رحل أخيه ،فلما فصلوا نادى منادَ :أّيُتَها اْلِعيُر
حِلِه َفُهَوجَد ِفي َر ْ ن ُو ِ جزاُؤُه َم ْ
ك إلى قولهَ : ع اْلَمِل ِ
صوا َ ن قاُلوا َنْفِقُد ُ ن -قال -فرجعوا ،فقالوا :ما ذا َتْفِقُدو َ ِإّنُكْم َلساِرُقو َ
خيِهن ِوعاِء َأ ِ جها ِم ْ خَر َ
سَت ْ
خيِه ُثّم ا ْ
ل ِوعاِء َأ ِ عَيِتِهْم َقْب َ
جزاُؤُه يعنون السنة التي تجري فيهم ،أن يحبسهَ ،فَبَدَأ ِبَأْو ِ َ
ل«.ن َقْب ُ
خ َلُه ِم ْ
ق َأ ٌ
سَر َ
ق َفَقْد َسِر ْ ن َي ْفقالواِ :إ ْ
__________________________________________________
-5تفسير العّياشي .44 /183 :2
) (1تفسير العّياشي .43 /183 :2
) (2الصاع :الذي يكال به ،و هو أربعة أمداد ،و الصوع :لغة في الصاع ،و يقال :هو إناء يشرب فيه.
»الصحاح -صوع.«1247 :2 -
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص183 :
قال الحسن بن علي الوشاء :فسمعت الرضا )عليه السلم( يقول» :يعنون المنطقة » .«1فلما فرغ من غذائه ،قال:
ما بلغ من حزنك على أخيك؟ فقال :ولد لي عشرة أولد ،فكلهم شققت لهم اسما من اسمه -قال -فقال له :ما أراك
حزنت عليه حيث اتخذت النساء من بعده .قال :أيها العزيز ،إن لي أبا شيخا كبيرا صالحا ،فقال :يا بني ،تزوج،
لعلك تصيب ولدا يثقل الرض بشهادة أن ل إله إل ال«.
قال أبو محمد عبد ال بن محمد :هذا من رواية الرضا )عليه السلم(.
-[6] /5305عن علي بن مهزيار ،عن بعض أصحابنا ،عن أبيه ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :و قد كان
هيأ لهم طعاما .فلما دخلوا عليه ،قال :ليجلس كل بني أم على مائدة -قال -فجلسوا ،و بقي بنيامين قائما ،فقال له
يوسف:
مالك ل تجلس؟ قال له :إنك قلت :ليجلس كل بني أم على مائدة ،و ليس لي منهم ابن ام .فقال يوسف :أ ما كان لك
ابن ام؟ قال له بنيامين :بلى .قال يوسف :فما فعل؟ قال :زعم هؤلء أن الذئب أكله .قال :فما بلغ من حزنك عليه؟
قال :ولد لي أحد عشر ابنا ،كلهم شققت له اسما من أسمه .فقال له يوسف :أراك قد عانقت النساء و شممت الولد
من بعده .قال له بنيامين :إن لي أبا صالحا ،و إنه قال :تزوج ،لعل ال أن يخرج منك ذرية تثقل الرض بالتسبيح؟
فقال له :تعال فاجلس معي على مائدتي؟ فقال أخوة يوسف :لقد فضل ال يوسف و أخاه ،حتى أن الملك قد أجلسه
معه على مائدته«.
-[7] /5306عن جابر بن يزيد ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :قلت له :جعلت فداك ،لم سمي أمير المؤمنين
)أمير المؤمنين(؟ قال» :لنه يميرهم العلم ،أما سمعت كلم الَ :و َنِميُر َأْهَلنا«.
-[8] /5307عن أبي بصير ،قال :سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول» :ل خير فيمن ل تقية له ،و لقد قال
يوسف:
ن و ما سرقوا«. َأّيُتَها اْلِعيُر ِإّنُكْم َلساِرُقو َ
-[9] /5308و في رواية أبي بصير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( » «2قال :قيل له ،و أنا عنده :إن سالم بن
حفصة يروي عنك :أنك تكلم على سبعين وجها لك منها المخرج؟
سِقيٌم » فقال» :ما يريد سالم مني ،أ يريد أن أجيء بالملئكة ،فو ال ما جاء بهم النبيون ،و لقد قال إبراهيمِ :إّني َ
ل َفَعَلُه َكِبيُرُهْم » .«4و ما فعله كبيرهم ،و ما كذب ،و لقد قال .«3و و ال ما كان سقيما ،و ما كذب ،و لقد قالَ :ب ْ
ن .و ال ما كانوا سرقوا ،و ما كذب«. يوسفَ :أّيُتَها اْلِعيُر ِإّنُكْم َلساِرُقو َ
__________________________________________________
-6تفسير العّياشي .45 /183 :2
-7تفسير العّياشي .46 /184 :2
-8تفسير العّياشي .47 /184 :2
-9تفسير العّياشي .49 /184 :2
) (1المنطقة :ما يشّد به الوسط ،و سيأتي بيانها في الحاديث ) (13و ) (14و ) (28و ) (29و ).(30
سلم([.....] .
) (2في المصدر :أبي جعفر )عليه ال ّ
) (3الصافات .89 :37
) (4النبياء .63 :21
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص184 :
-[10] /5309عن رجل من أصحابنا ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :سألته عن قول ال في يوسفَ :أّيُتَها
ن.
اْلِعيُر ِإّنُكْم َلساِرُقو َ
قال» :إنهم سرقوا يوسف من أبيه ،أل ترى أنه قال لهم ،حين قالوا و أقبلوا عليهم :ماذا تفقدون؟ قالوا :نفقد صواع
الملك .و لم يقولوا :سرقتم صواع الملك .إنما عنى ،أنكم سرقتم يوسف من أبيه«.
ك طاسه الذي ع اْلَمِل ِ
صوا َ -[11] /5310عن أبي حمزة الثمالي ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :سمعته يقولُ » :
يشرب فيه«.
ك.ع اْلَمِل ِ
صوا َ -[12] /5311عن محمد بن أبي حمزة ،عمن ذكره ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قولهُ :
قال» :كان قدحا من ذهب -و قال -كان صواع يوسف إذا » «1كيل به قال :لعن ال الخوان ،و ل تخونوا به،
بصوت حسن«.
ق َأ ٌ
خ سَر َ ق َفَقْد َ سِر ْ ن َي ْ -[13] /5312عن إسماعيل بن همام ،قال :قال الرضا )عليه السلم( في قول ال تعالىِ :إ ْ
سِه َو َلْم ُيْبِدها َلُهْم.
ف ِفي َنْف ِ س ُ سّرها ُيو ُل َفَأ َ
ن َقْب ُ
َلُه ِم ْ
قال» :كانت لسحاق النبي )عليه السلم( منطقة ،يتوارثها النبياء و الكابر ،فكانت عند عمة يوسف ،و كان
يوسف عندها ،و كان تحبه ،فبعث إليها أبوه :أن ابعثيه إلي ،و أرده إليك .فبعثت إليه :أن دعه عندي الليلة ،لشمه
ثم أرسله إليك غدوة .فلما أصبحت ،أخذت المنطقة فربطتها في حقوه« ،و ألبسته قميصا ،و بعثت به إليه ،و قالت:
سرقت المنطقة .فوجدت عليه ،و كان إذا سرق أحد في ذلك الزمان ،دفع إلى صاحب السرقة ،فأخذته ،فكان
عندها«.
-[14] /5313عن الحسن بن علي الوشاء ،قال :سمعت الرضا )عليه السلم( يقول» :كانت الحكومة في بني
إسرائيل ،إذا سرق أحد شيئا استرق به ،و كان يوسف عند عمته و هو صغير ،و كانت تحبه ،و كانت لسحاق
منطقة ألبسها يعقوب ،و كانت عند أخته ،و إن يعقوب طلب يوسف أن يأخذه من عمته ،فاغتمت لذلك ،و قالت له:
دعه ،حتى أرسله إليك .فأرسلته ،و أخذت المنطقة فشدتها في وسطه تحت الثياب ،فلما أتى يوسف أباه ،جاءت
فقالت :سرقت المنطقة .ففتشته ،فوجدتها في وسطه .فلذلك قال إخوة يوسف ،حيث جعل الصاع في وعاء أخيه
فقال لهم يوسف :ما جزاء من وجد في رحله؟
__________________________________________________
-10تفسير العّياشي .50 /185 :2
-11تفسير العّياشي .51 /185 :2
-12تفسير العّياشي .52 /185 :2
-13تفسير العّياشي .53 /185 :2
-14تفسير العّياشي .54 /186 :2
) (1في المصدر :إذ.
) (2الحقو :الخصر و مشّد الزار» .الصحاح -حقا.«2317 :6 -
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص185 :
قالوا ]هو[ جزاؤه .بإجراء السنة التي تجري فيهم ،فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه ،ثم استخرجها من وعاء أخيه،
سِه َو َلْم ُيْبِدها ف ِفي َنْف ِ س ُ
سّرها ُيو ُ
ل يعنون المنطقة َفَأ َ
ن َقْب ُ
خ َلُه ِم ْق َأ ٌ
سَر َ ق َفَقْد َسِر ْ ن َي ْ
فلذلك قال إخوة يوسفِ :إ ْ
َلُهْم«.
عن الحسن بن علي الوشاء ،عن الرضا )عليه السلم( ،و ذكر مثله ».«1
-[15] /5314عن الحسين بن أبي العلء ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :ذكر بني يعقوب ،قال» :كانوا إذا
غضبوا ،اشتد غضبهم حتى تقطر جلودهم دما أصفر ،و هم يقولون :خذ أحدنا مكانه ،يعني جزاءه ،فأخذ الذي
وجد الصاع عنده«.
-[16] /5315عن هشام بن سالم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :لما استيأس إخوة يوسف من أخيهم ،قال
ن -قال -و رجع خْيُر اْلحاِكِمي َ
ل ِلي َو ُهَو َ
حُكَم ا ُّ
ن ِلي َأِبي َأْو َي ْ
حّتى َيْأَذ َ
ض َ
لْر َ
ح ا َْ
ن َأْبَر َ
لهم يهودا ،و كان أكبرهمَ :فَل ْ
إلى يوسف يكلمه في أخيه ،فكلمه حتى ارتفع الكلم بينهما ،حتى غضب يهودا ،و كان إذا غضب قامت شعرة في
كتفه و خرج منها الدم«.
قال» :و كان بين يدي يوسف ابن له صغير ،معه رمانة من ذهب ،و كان الصبي يلعب بها -قال -فأخذها يوسف
من الصبي ،فدحرجها نحو يهودا ،و حبا الصبي نحو يهودا ليأخذها ،فمس يهودا ،فسكن يهودا .ثم عاد إلى
يوسف ،فكلمه في أخيه حتى ارتفع الكلم بينهما حتى غضب يهودا ،و قامت الشعرة ،و سال منها الدم ،فأخذ
يوسف الرمانة من الصبي فد حرجها نحو يهودا ،و حبا الصبي نحو يهودا فسكن يهودا .و قال يهودا :إن في البيت
معنا لبعض ولد يعقوب«.
ن« ».«2 خيِه ِإذْ َأْنُتْم جاِهُلو َ ف َو َأ ِ س َ
عِلْمُتْم ما َفَعْلُتْم ِبُيو ُل َ قال» :فعند ذلك قال لهم يوسفَ :ه ْ
-[17] /5316و في رواية هشام بن سالم ،عنه )عليه السلم( قال» :لما أخذ يوسف أخاه ،اجتمع عليه إخوته ،و
قالوا له :خذ أحدنا مكانه ،و جلودهم تقطر دما أصفر .و هم يقولون :خذ أحدنا مكانه -قال -فلما أبى عليهم و
ل ِلي َو حُكَم ا ُّ ن ِلي َأِبي َأْو َي ْحّتى َيْأَذ َ ض َ لْر َ ح ا َْ
ن َأْبَر َ خرجوا من عنده قال لهم يهودا :قد علمتم ما فعلتم بيوسفَ :فَل ْ
ن«. خْيُر اْلحاِكِمي َُهَو َ
قال» :فرجعوا إلى أبيهم ،و تخلف يهودا -قال -فدخل على يوسف و كلمه في أخيه ،حتى ارتفع الكلم بينه و بينه،
فغضب ،و كان على كتفه شعرة إذا غضب قامت الشعرة ،فل تزال تقذف بالدم حتى يمسه بعض ولد يعقوب«.
__________________________________________________
-15تفسير العّياشي .55 /186 :2
-16تفسير العّياشي .56 /176 :2
-17تفسير العّياشي /187 :2ذيل الحديث ).(56
) (1تفسير العّياشي /186 :2ذيل الحديث .54
) (2يوسف [.....] .89 :12
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص186 :
قال» :فكان بين يدي يوسف ابن له صغير ،في يده رمانة من ذهب ،يلعب بها ،فلما رآه يوسف قد غضب و قامت
الشعرة تقذف بالدم ،أخذ الرمانة من يد الصبي ،ثم دحرجها نحو يهودا ،و اتبعها الصبي ليأخذها ،فوقعت يده على
يهودا -قال -فذهب غضبه -قال -فارتاب يهودا ،و رجع الصبي بالرمانة إلى يوسف .ثم ارتفع الكلم بينهما حتى
غضب و قامت الشعرة ،فجعلت تقذف بالدم ،فلما رآه يوسف دحرج الرمانة نحو يهودا و اتبعها الصبي ليأخذها،
فوقعت يده على يهودا ،فسكن غضبه -قال -فقال يهودا :إن في البيت لمن ولد يعقوب ،حتى صنع ذلك ثلث
مرات«.
-[18] /5317نرجع إلى رواية علي بن إبراهيم » :«1فخرجوا و خرج معهم بنيامين ،فكان ل يؤاكلهم و ل
يجالسهم و ل يكلمهم ،فلما وافوا مصر ،و دخلوا على يوسف و سلموا ،نظر يوسف إلى أخيه فعرفه ،فجلس منهم
بالبعد .فقال يوسف» :أنت أخوهم؟« .قال :نعم .قال :فلم ل تجلس معهم؟« قال :لنهم أخرجوا أخي من أبي و
أمي ،فرجعوا و لم يردوه ،و زعموا أن الذئب أكله ،فآليت على نفسي أل أجتمع معهم على أمر ما دمت حيا.
قال :فهل تزوجت؟ قال :بلى ،قال» :فولد لك ولد؟« قال :بلى ،قال» :كم ولد لك؟« قال :ثلث بنين .قال» :فما
سميتهم؟« قال :سميت واحدا منهم الذئب ،و واحدا القميص ،و واحدا الدم .قال» :و كيف اخترت هذه السماء؟«
قال :لئل أنسى أخي ،كلما دعوت واحدا من ولدي ذكرت أخي ،قال يوسف لهم» :أخرجوا« و حبس بنيامين عنده.
ن« .ثم قال له: س ِبما كاُنوا َيْعَمُلو َ فلما خرجوا من عنده ،قال يوسف لخيه» :أنا أخوك يوسف َفل َتْبَتِئ ْ
»أنا أحب أن تكون عندي« .قال :ل يدعني إخوتي ،فإن أبي قد أخذ عليهم عهد ال و ميثاقه أن يردوني إليه .قال:
جهاِزِهْم و أعطاهم و أحسن جّهَزُهْم ِب َفأنا أحتال بحيلة ،فل تنكر إذا رأيت شيئا ،و ل تخبرهم« .فقال :لَ .فَلّما َ
إليهم ،قال لبعض قوامه» :اجعلوا هذا الصاع في رحل هذا« .و كان الصاع الذي يكيلون به من ذهب ،فجعلوه في
رحله ،من حيث لم يقف عليه إخوته .فلما ارتحلوا ،بعث إليهم يوسف و حبسهم ،ثم أمر مناديا يناديَ :أّيُتَها اْلِعيُر
عيٌم أي ل َبِعيٍر َو َأَنا ِبِه َز ِحْم ُ
ن جاَء ِبِه ِ ك َو ِلَم ْ ع اْلَمِل ِصوا َ ن قاُلوا َنْفِقُد ُ ن .فقال إخوة يوسف :ما ذا َتْفِقُدو َ ِإّنُكْم َلساِرُقو َ
كفيل.
-[19] /5318محمد بن يعقوب :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ،عن حماد ابن
عثمان ،عن الحسن الصيقل قال :قلت لبي عبد ال )عليه السلم( :إنا قد روينا عن أبي جعفر )عليه السلم( في
ن؟ فقال» :و ال ما سرقوا ،و ما كذب ،و قال إبراهيم )عليه قول يوسف )عليه السلم(َ :أّيُتَها اْلِعيُر ِإّنُكْم َلساِرُقو َ
ن » «2فقال -و ال ما فعلوا ،و ما كذب«. طُقو َ ن كاُنوا َيْن ِ سَئُلوُهْم ِإ ْ
ل َفَعَلُه َكِبيُرُهْم هذا َف ْ
السلم(َ :ب ْ
قال :فقال أبو عبد ال )عليه السلم(» :ما عندكم فيها ،يا صيقل؟« قال :فقلت :ما عندنا فيها إل التسليم .قال :فقال:
__________________________________________________
-18تفسير القّمي .348 :1
-19الكافي .17 /255 :2
) (1المتقّدمة في الحديث ) (1من تفسير هذه اليات.
) (2النبياء .63 :21
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص187 :
»إن ال أحب اثنين ،و أبغض اثنين :أحب الخطر » «1فيما بين الصفين ،و أحب الكذب في الصلح ،و أبغض
ل َفَعَلُه َكِبيُرُهْم هذا الخطر في الطرقات ،و أبغض الكذب في غير الصلح .إن إبراهيم )عليه السلم( إنما قالَ :ب ْ
إرادة الصلح ،و دللة على أنهم ل يفعلون ،و قال يوسف )عليه السلم( إرادة الصلح«.
-[20] /5319و عنه :عن أبي علي الشعري ،عن محمد بن عبد الجبار ،عن الحجال » ،«2عن ثعلبة بن
ميمون ،عن معمر بن عمر » ،«3عن عطاء ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :قال رسول ال )صلى ال
عليه و آله( :ل كذب على مصلح.
ن كاُنوا سَئُلوُهْم ِإ ْ ل َفَعَلُه َكِبيُرُهْم هذا َف ْ ن ثم قال :و ال ما سرقوا و ما كذب .ثم تلَ :ب ْ ثم تلَ :أّيُتَها اْلِعيُر ِإّنُكْم َلساِرُقو َ
ن » «4ثم قال :و ال ما فعلوه و ما كذب«. طُقو َ
َيْن ِ
-[21] /5320و عنه :عدة من أصحابنا ،عن أحمد بن محمد بن خالد ،عن عثمان بن عيسى ،عن سماعة ،عن
أبي بصير ،قال :قال أبو عبد ال )عليه السلم(» :التقية من دين ال« .قلت :من دين ال؟ قال» :إي و ال من دين
ن -ثم قال -و ال ما كانوا سرقوا شيئا ،و لقد قال ال ،و لقد قال يوسف )عليه السلم(َ :أّيُتَها اْلِعيُر ِإّنُكْم َلساِرُقو َ
سِقيٌم » «5و ال ما كان سقيما«. إبراهيم )عليه السلم(ِ :إّني َ
-[22] /5321ابن بابويه :قال :حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي )رضي ال عنه( ،قال :حدثنا جعفر بن
محمد بن مسعود ،عن أبيه ،قال :حدثنا إبراهيم بن علي ،قال :حدثنا إبراهيم بن إسحاق ،عن يونس بن عبد
الرحمن ،عن علي بن أبي حمزة ،عن أبي بصير ،قال :سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول» :ل خير فيمن ل
ن و ما سرقوا«. تقية له ،و لقد قال يوسفَ :أّيُتَها اْلِعيُر ِإّنُكْم َلساِرُقو َ
-[23] /5322و عنه ،قال :حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي )رضي ال عنه( ،قال :حدثنا جعفر بن
محمد بن مسعود ،عن أبيه قال :حدثنا محمد بن أبي نصر ،قال :حدثني أحمد بن محمد بن عيسى ،عن الحسين بن
سعيد ،عن عثمان بن عيسى عن سماعة ،عن أبي بصير ،قال :قال أبو عبد ال )عليه السلم(» :التقية من دين ال
عز و جل« .قلت :من دين ال؟ قال فقال» :إي و ال من دين ال ،لقد قال يوسف )عليه السلم(َ :أّيُتَها اْلِعيُر ِإّنُكْم
ن و ال ما كانوا سرقوا شيئا«. َلساِرُقو َ
__________________________________________________
-20الكافي .22 /256 :2
-21الكافي .3 /172 :2
-22علل الشرائع.1 /51 :
-23علل الشرائع.2 /51 :
) (1الخطر :التبختر في المشي »الصحاح -خطر.«648 :2 :
جاج. ) (2في المصدر :الح ّ
) (3في المصدر :معمر بن عمرو ،و يحتمل كونه معمر بن عمر بن عطاء .انظر رجال البرقي ،11 :معجم
رجال الحديث 404 :3و .267 :18
) (4النبياء .63 :21
) (5الصافات .89 :37
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص188 :
-[24] /5323و عنه ،قال :حدثنا أبي )رضي ال عنه( ،قال :حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ،عن أبيه ،عن
محمد بن أبي عمير ،عن هشام بن الحكم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول يوسف )عليه السلم(َ :أّيُتَها
ن قال» :ما سرقوا و ما كذب«. اْلِعيُر ِإّنُكْم َلساِرُقو َ
-[25] /5324و عنه ،قال :حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي )رضي ال عنه( ،قال :حدثنا جعفر بن
محمد ابن مسعود ،عن أبيه ،عن محمد بن أحمد ،عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي ،عن صالح بن سعيد ،عن
رجل من أصحابنا ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :سألته عن قول ال عز و جل في يوسف )عليه السلم(:
ن.َأّيُتَها اْلِعيُر ِإّنُكْم َلساِرُقو َ
قال» :إنهم سرقوا يوسف من أبيه ،أل ترى أنه قال لهم حين قالوا :ما ذا تفقدون؟ قالوا :نفقد صواع الملك.
و لم يقولوا :سرقتم صواع الملك .إنما عنى أنكم سرقتم يوسف من أبيه«.
-[26] /5325و عنه ،عن أبيه )رحمه ال( ،قال :حدثنا محمد بن يحيى العطار ،عن محمد بن أحمد ،عن أبي
إسحاق إبراهيم بن هاشم ،عن صالح بن سعيد ،عن رجل من أصحابنا ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،قلت قوله
ن قال» :إنهم سرقوا يوسف من أبيه«. في يوسف )عليه السلم(َ :أّيُتَها اْلِعيُر ِإّنُكْم َلساِرُقو َ
سَد ِفي جْئنا ِلُنْف ِ
عِلْمُتْم ما ِ
ل َلَقْد َ -[27] /5326نرجع إلى رواية علي بن إبراهيم » :«1فقال إخوة يوسفَ :تا ِّ
حِلِه
جَد ِفي َر ْ ن ُو ِ جزاُؤهُ َم ْن قاُلوا َ ن كُْنُتْم كاِذِبي َ
جزاُؤُه ِإ ْ ن ،قال يوسف )عليه السلم(َ :فما َ ض َو ما ُكّنا ساِرِقي َ لْر ِ ا َْ
خيِه ن ِوعاِء َأ ِ جها ِم ْخَر َسَت ْ
خيِه ُثّم ا ْ ل ِوعاِء َأ ِ
عَيِتِهْم َقْب َ
ن َفَبَدَأ ِبَأْو ِ
ظاِلِمي َ
جِزي ال ّ ك َن ْجزاُؤُه َكذِل َ فخذه و احبسه َفُهَو َ
ن َيشاَء ك ِإلّ َأ ْ ن اْلَمِل ِ خَذ َأخاُه ِفي ِدي ِ
ن ِلَيْأ ُف أي احتلنا له :ما كا َ س َ ك ِكْدنا ِلُيو ُ فتشبثوا بأخيه و حبسوه ،و هو قولهَ :كذِل َ
عِليٌم.
عْلٍم َل ِذي ِ ق ُك ّن َنشاُء َو َفْو َ ت َم ْ
ل َنْرَفُع َدَرجا ٍ ا ُّ
ن قال» :ما سرقوا و ما كذب يوسف )عليه السلم( فسئل الصادق )عليه السلم( عن قولهَ :أّيُتَها اْلِعيُر ِإّنُكْم َلساِرُقو َ
فإنما عنى سرقتم يوسف من أبيه«.
ل اْلَقْرَيَة اّلِتي ُكّنا ِفيها َو اْلِعيَر اّلِتي َأْقَبْلنا ِفيها يعني: سَئ ِ
و قولهَ :أّيُتَها اْلِعيُر أي يا أهل العير ،و مثله قولهم لبيهمَ :و ْ
ل يعنون ن َقْب ُ
خ َلُه ِم ْ ق َأ ٌ
سَر َ ق َفَقْد َسِر ْ أهل العير .فلما اخرج ليوسف الصواع من رحل أخيه ،قال إخوتهِ :إنْ َي ْ
شّر َمكانًا ل َأْنُتْم َ
سِه َو َلْم ُيْبِدها َلُهْم قا َ ف ِفي َنْف ِ سّرها ُيوسُ ُ يوسف )عليه السلم( :فتغافل يوسف عليهم ،و هو قولهَ :فَأ َ
ن.
صُفو َ عَلُم ِبما َت ِ ل َأ ْ
َو ا ُّ
__________________________________________________
-24علل الشرائع[.....] .3 /52 :
-25علل الشرائع.4 /52 :
-26معاني الخبار.1 /209 :
-27تفسير القّمي .348 :1
) (1المتقّدمة في الحديث ) (18من تفسير هذه اليات.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص189 :
-[28] /5327ابن بابويه قال :حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي )رضي ال عنه( ،قال:
حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود ،عن أبيه ،قال :حدثنا أحمد بن عبد ال العلوي ،قال :حدثني علي بن محمد
العلوي العمري ،قال :حدثني إسماعيل بن همام ،قال :قال الرضا )عليه السلم( في قول ال عز و جل :قاُلوا ِإ ْ
ن
سِه َو َلْم ُيْبِدها َلُهْم.ف ِفي َنْف ِ س ُ سّرها ُيو ُ ل َفَأ َن َقْب ُخ َلُه ِم ْق َأ ٌسَر َق َفَقْد َ سِر ْ َي ْ
قال» :كانت لسحاق النبي )عليه السلم( منطقة يتوارثها النبياء و الكابر ،و كانت عند عمة يوسف ،و كان
يوسف عندها ،و كانت تحبه ،فبعث إليها أبوه و قال :ابعثيه إلي و أرده إليك .فبعثت إليه :دعه عندي الليلة أشمه،
ثم أرسله إليك غدوة -قال -فلما أصبحت أخذت المنطقة ،فربطتها في حقوه ،و لبسته قميصا ،و بعثت به إليه ،فلما
خرج من عندها طلبت المنطقة ،و قالت :سرقت المنطقة ،فوجدت عليه ،و كان إذا سرق أحد في ذلك الزمان ،دفع
إلى صاحب السرقة ،و كان عبده«.
-[29] /5328و عنه ،قال :حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي )رضي ال عنه( ،قال :حدثنا جعفر بن
محمد ابن مسعود ،عن أبيه ،عن عبد ال بن محمد بن خالد ،قال :حدثني الحسن بن علي الوشاء ،قال :سمعت علي
بن موسى الرضا )عليه السلم( يقول» :كانت الحكومة في بني إسرائيل ،إذا سرق أحد شيئا استرق به ،و كان
يوسف )عليه السلم( عند عمته و هو صغير ،و كانت تحبه ،و كانت لسحاق )عليه السلم( منطقة ألبسها
يعقوب ،و كانت عند ابنته ،و أن يعقوب طلب يوسف أن يأخذه من عمته ،فاغتمت لذلك ،و قالت له :دعه حتى
أرسله إليك ،فأرسلته و أخذت المنطقة فشدتها في وسطه تحت الثياب ،فلما أتى يوسف أباه ،جاءت و قالت :سرقت
ق َفَقْدسِر ْن َي ْ
المنطقة ،ففتشته ،فوجدتها في وسطه .فلذلك قال إخوة يوسف حيث جعل الصاع في وعاء أخيهِ :إ ْ
ل فقال لهم يوسف :فما جزاء من وجدنا في رحله؟ قالوا :هو جزاؤه .كما جرت السنة التي ن َقْب ُ
خ َلُه ِم ْ
ق َأ ٌسَر َ َ
ق َفَقْد سِر ْ ن َي ْ
تجري فيهم ،فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه ،ثم استخرجها من وعاء أخيه ،و لذلك قال إخوة يوسفِ :إ ْ
سِه َو َلْم ُيْبِدها َلُهْم«. ف ِفي َنْف ِ س ُ سّرها ُيو ُ ل يعنون المنطقةَ :فَأ َ ن َقْب ُ
خ َلُه ِم ْ
ق َأ ٌسَر َ َ
-[30] /5329علي بن إبراهيم :قال :أخبرنا الحسن بن علي ،عن أبيه ،عن الحسن بن علي بن بنت إلياس و
إسماعيل بن همام ،عن أبي الحسن )عليه السلم( قال :كانت الحكومة في بني إسرائيل ،إذا سرق أحد شيئا استرق
به و كان يوسف عند عمته و هو صغير ،و كانت تحبه ،و كانت لسحاق منطقة ألبسها يعقوب ،و كانت عند
أخته ،و أن يعقوب طلب يوسف ليأخذه من عمته ،فاغتمت لذلك ،و قالت :دعه حتى أرسله إليك ،و أخذت
المنطقة ،و شدت بها وسطه تحت الثياب ،فلما أتى يوسف أباه ،جاءت فقالت :قد سرقت المنطقة .ففتشته ،فوجدتها
معه في وسطه ،فلذلك قال إخوة يوسف ،لما حبس يوسف أخاه ،حيث جعل الصواع في وعاء أخيه ،فقال يوسف:
ق َفَقْد سِر ْ ن َي ْ
ما جزاء من وجد في رحله؟ قالوا] :هو[ جزاؤه -.السنة التي تجري فيهم -فلذلك قال إخوة يوسفِ :إ ْ
سِه َو َلْم ُيْبِدها َلُهْم.ف ِفي َنْف ِ س ُ سّرها ُيو ُ ل َفَأ َ
ن َقْب ُ
خ َلُه ِم ْ
ق َأ ٌسَر َ َ
__________________________________________________
سلم( .5 /76 :2 -28عيون أخبار الّرضا )عليه ال ّ
سلم( .6 /76 :2 -29عيون أخبار الّرضا )عليه ال ّ
30تفسير القّمي .355 :1
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص190 :
-[31] /5330نرجع إلى رواية علي بن إبراهيم » :«1قال :فاجتمعوا إلى يوسف ،و جلودهم تقطر دما أصفر،
فكانوا يجادلونه في حبسه -و كان ولد يعقوب إذا غضبوا خرج من ثيابهم شعر و يقطر من رؤوسهم دم أصفر -و
ن فأطلق عن هذا .فلما رأى سِني َ
حِ ن اْلُم ْك ِم َحَدنا َمكاَنُه ِإّنا َنرا َ خْذ َأ َشْيخًا َكِبيرًا َف ُ ن َلُه َأبًا َهم يقولون :يا َأّيَها اْلَعِزيُز ِإ ّ
ن َفَلّما عْنَدُه و لم يقل :إل من سرق متاعناِ :إّنا ِإذًا َلظاِلُمو َ عنا ِ جْدنا َمتا َ ن َو َ
ل َم ْ خَذ ِإ ّ
ن َنْأ ُل َأ ْيوسف ذلك ،قالَ :معاَذ ا ِّ
عَلْيُكْم َمْوِثقًا ِم َ
ن خَذ َ ن َأباُكْم َقْد َأ َ
سوا ِمْنُه و أرادوا النصراف إلى أبيهم ،قال لهم لوي بن يعقوبَ :أ َلْم َتْعَلُموا َأ ّ سَتْيَأ ُ
اْ
ن ِلي َأِبي َأوْ حّتى َيْأَذ َ ف فارجعوا أنتم إلى أبيكم ،فأما أنا ،فل ارجع إليه َ س َطُتْم ِفي ُيو ُ ل ما َفّر ْ ن َقْب ُ ل في هذا َو ِم ْ ا ِّ
ل ِبماشِهْدنا ِإ ّق َو ما َ سَر َ ك َ ن اْبَن َ
جُعوا ِإلى َأِبيُكْم َفُقوُلوا يا َأبانا ِإ ّ ن ثم قال لهم :اْر ِ خْيُر اْلحاِكِمي َ ل ِلي َو ُهَو َ حُكَم ا ُّ َي ْ
ل اْلَقْرَيَة اّلِتي ُكّنا ِفيها َو اْلِعيَر اّلِتي َأْقَبْلنا ِفيها أي أهل القرية و أهل العير َو ِإّنا سَئ ِ
ن َو ْ ظي َ ب حاِف ِ عِلْمنا َو ما ُكّنا ِلْلَغْي ِ َ
ن.
َلصاِدُقو َ
قال :فرجع إخوة يوسف إلى أبيهم و تخلف يهودا ،فدخل على يوسف ،فكلمه حتى ارتفع الكلم بينه و بين يوسف
و غضب ،و كانت على كتف يهودا شعرة ،فقامت الشعرة فأقبلت تقذف بالدم ،و كان ل يسكن حتى يمسه بعض
أولد يعقوب -قال -و كان بين يدي يوسف ابن له ،في يده رمانة من ذهب يلعب بها ،فلما رأى يوسف أن يهودا قد
غضب و قامت الشعرة تقذف بالدم ،أخذ الرمانة من الصبي ،ثم دحرجها نحو يهودا و تبعها الصبي ليأخذها،
فوقعت يده علي يهودا ،فذهب غضبه .قال :فارتاب يهودا ،و رجع الصبي بالرمانة إلى يوسف ،ثم ارتفع الكلم
بينهما حتى غضب يهودا ،و قامت الشعرة تقذف بالدم ،فلما رأى ذلك يوسف دحرج الرمانة نحو يهودا فتبعها
الصبي ليأخذها ،فوقعت يده على يهودا ،فسكن غضبه ،و قال :إن في البيت لمن ولد يعقوب .حتى صنع ذلك ثلث
مرات.
-[32] /5331محمد بن يعقوب :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عمن ذكره ،عن أبي عبد ال
ن.
سِني َحِ ن اْلُم ْ
ك ِم َ )عليه السلم( في قول ال عز و جلِ :إّنا َنرا َ
قال» :كان يوسف يوسع المجلس ،و يستقرض للمحتاج ،و يعين الضعيف«.
قوله تعالى:
ن ][101 -83 حي َ صاِل ِ
حْقِني ِبال ّ سُكْم -إلى قوله تعالىَ -و َأْل ِ ت َلُكْم َأْنُف ُ
سّوَل ْل َ ل َب ْ
قا َ
-[1] /5332نرجع إلى رواية علي بن إبراهيم » :«2فلما رجع إخوة يوسف إلى أبيهم ،و أخبروه بخبر أخيهم،
__________________________________________________
-31تفسير القّمي .349 :1
-32الكافي .3 /465 :2
-1تفسير القّمي .350 :1
) (1المتقّدمة في الحديث ) (27من تفسير هذه اليات.
) (2المتقّدمة في الحديث ) (31من تفسير اليات ) (82 -58من هذه السورة.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص191 :
حِكيُم ثم َتَوّلى جِميعًا ِإّنُه ُهَو اْلَعِليُم اْل َ ن َيْأِتَيِني ِبِهْم َ
ل َأ ْسى ا ُّ عَ ل َ جِمي ٌصْبٌر َ سُكْم َأْمرًا َف َت َلُكْم َأْنُف ُسّوَل ْ ل َ قال يعقوبَ :ب ْ
ظيٌم أي محزون ،و ن يعني عميتا من البكاء َفُهَو َك ِ حْز ِ ن اْل ُ
عْيناُه ِم َت َ ض ْف َو اْبَي ّ س َعلى ُيو ُ سفى َ ل يا َأ َ
عْنُهْم َو قا َ َ
السف أشد الحزن.
و سئل أبو عبد ال )عليه السلم( :ما بلغ من حزن يعقوب على يوسف؟ قال» :حزن سبعين ثكلى بأولدها -و
ف أي ل س َ ل َتْفَتُؤا َتْذُكُر ُيو ُ ف فقالوا لهَ :تا ِّ س َ على ُيو ُ سفى َ قال -إن يعقوب لم يعرف السترجاع ،و من هنا قال :يا َأ َ
عَلُمل َو َأ ْحْزِني ِإَلى ا ِّ شُكوا َبّثي َو ُ ل ِإّنما َأ ْن اْلهاِلِكينَ قا َ ن ِم َ حَرضًا أي ميتا َأْو َتُكو َ ن َ حّتى َتُكو َ تفتؤ عن ذكر يوسف َ
ن«. ل ما ل َتْعَلُمو َ ن ا ِّ
ِم َ
-[/5333الحسين بن سعيد ،في كتاب )التمحيص( :عن جابر ،قال :قلت لبي جعفر )عليه السلم( ما الصبر
الجميل؟
قال» :ذلك صبر ليس فيه شكوى إلى أحد من الناس ،إن إبراهيم بعث يعقوب » «1إلى راهب من الرهبان عابد
من العباد في حاجة ،فلما رآه الراهب حسبه إبراهيم ،فوثب إليه فاعتنقه ثم قال له :مرحبا بخليل الرحمن.
فقال له يعقوب :إني لست بخليل الرحمن ،و لكن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم .قال له الراهب :فما الذي بلغ بك
ما أرى من الكبر؟ قال :الهم و الحزن و السقم -قال -فما جاز عتبة الباب حتى أوحى ال إليه :يا يعقوب ،شكوتني
إلى العباد .فخر ساجدا عند عتبة الباب ،يقول :رب ل أعود .فأوحى ال إليه :إني قد غفرت لك ،فل تعد إلى مثلها.
ل ما ل ن ا ِّعَلُم ِم َل َو َأ ْحْزِني ِإَلى ا ِّ شُكوا َبّثي َو ُ فما شكا شيئا مما أصابه من نوائب الدنيا ،إل أنه قال يوماّ:نما َأ ْ
ن«. َتْعَلُمو َ
-[3] /5334ابن بابويه :قال :حدثنا محمد بن علي ماجيلويه )رضي ال عنه( ،قال :حدثنا محمد بن يحيى
العطار ،عن الحسين بن الحسن بن أبان ،عن محمد بن اورمة ،عن أحمد بن الحسن الميثمي ،عن الحسن
الواسطي ،عن هشام بن سالم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :قدم أعرابي على يوسف )عليه السلم(
ليشتري منه طعاما ،فباعه ،فلما فرغ قال له يوسف )عليه السلم( :أين منزلك؟ قال له :بموضع كذا و كذا .فقال
له :فإذا مررت بوادي كذا و كذا ،فقف و ناد:
يا يعقوب ،يا يعقوب ،فإنه سيخرج لك رجل عظيم جميل » «2و سيم ،فقل له :لقيت رجل بمصر و هو يقرئك
السلم ،و يقول لك :إن وديعتك عند ال عز و جل لن تضيع«.
قال» :فمضى العرابي حتى انتهى إلى الموضع ،فقال لغلمانه :احفظوا علي البل .ثم نادى :يا يعقوب ،يا
__________________________________________________
-2التمحيص.143 /63 :
-3كمال الدين و تمام النعمة[.....] .9 /141 :
) (1قال المجلسي :بعث إبراهيم يعقوب )عليهما السلم( بعد كبر يعقوب ،غريب ،و لعّله كان بعد فوت إبراهيم،
ل بعث« و هو الصواب .بحار النوار .311 :12 و كان البعث على سبيل الوصّيه ،و في بعض النسخ» :إن ا ّ
) (2في المصدر زيادة :جسيم.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص192 :
يعقوب .فخرج إليه رجل أعمى طويل جسيم جميل يتقى الحائط بيده حتى أقبل ،فقال له الرجل :أنت يعقوب؟
قال :نعم ،فأبلغه ما قال يوسف ،فسقط مغشيا عليه ،ثم أفاق ،و قال للعرابي :يا أعرابي ،أ لك حاجة إلى ال عز و
جل؟ فقال له :نعم ،إني رجل كثير المال ،و لي ابنة عم ليس يولد لي منها ،و أحب ان تدعو ال أن يرزقني ولدا-.
قال -فتوضأ يعقوب ،و صلى ركعتين ،ثم دعا ال عز و جل ،فرزق أربعة بطون -أو قال :ستة أبطن -في كل
بطن اثنان.
فكان يعقوب )عليه السلم( يعلم أن يوسف )عليه السلم( حي لم يمت ،و أن ال تعالى ذكره سيظهره له بعد
ن و كان بنوه و أهله و أقرباؤه يفندونه على ذكره ليوسف، ل ما ل َتْعَلُمو َ ن ا ِّ
عَلُم ِم َ
غيبته ،و كان يقول لبنيهِ :إّني َأ ْ
ك اْلَقِديِم َفَلّما َأ ْ
ن ضلِل َ ك َلِفي َ ل ِإّن َن قاُلوا َتا ِّ ن ُتَفّنُدو ِ
ف َلْو ل َأ ْ
س َ ح ُيو ُجُد ِري َ
لِحتى إنه لما وجد ريح يوسف ،قالِ :إّني َ
ل ما ل ن ا ِّ
عَلُم ِم َل َلُكْم ِإّني َأ ْل َأ َلْم َأُق ْ
صيرًا قا َجِهِه َفاْرَتّد َب ِعلى َو ْ شيُر و هو يهودا ابنه ،فألقى قميص يوسف َ جاَء اْلَب ِ
ن«.َتْعَلُمو َ
-[4] /5335محمد بن يعقوب :بإسناده ،عن الحسن بن محبوب ،عن حنان بن سدير ،عن أبي جعفر )عليه
خيِه أ كان يعلم ف َو َأ ِ
س َ ن ُيو ُ سوا ِم ْ سُ حّالسلم( قال :قلت له :أخبرني عن قول يعقوب )عليه السلم( لبنيه :اذَْهُبوا َفَت َ
أنه حي ،و قد فارقه منذ عشرين سنة؟ قال» :نعم«.
قال :قلت :كيف علم؟ قال» :إنه دعا في السحر ،و سأل ال عز و جل أن يهبط عليه ملك الموت ،فهبط عليه تربال
» «1و هو ملك الموت ،فقال له تربال :ما حاجتك ،يا يعقوب؟ قال :أخبرني عن الرواح ،تقبضها مجتمعة أو
متفرقة؟ قال :بل أقبضها متفرقة روحا روحا .قال له :فأخبرني هل مر بك » «2روح يوسف فيما مر بك؟ قال:
خيِه«.
ف َو َأ ِ
ن ُيوسُ َ
سوا ِم ْ
سُ
حّل .فعلم يعقوب أنه حي ،فعند ذلك قال لولده :اْذَهُبوا َفَت َ
ابن بابويه :قال :حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي )رضي ال عنه( ،قال :حدثنا جعفر بن محمد بن
مسعود ،عن أبيه ،قال :حدثنا محمد بن نصير ،عن أحمد بن محمد ،عن العباس بن معروف ،عن علي بن
مهزيار ،عن محمد بن إسماعيل ،عن حنان بن سدير ،عن أبيه ،قال :قلت لبي جعفر )عليه السلم( :أخبرني عن
خيِه و ساق الحديث بنحو ما تقدم ».«3 ف َو َأ ِس َ ن ُيو ُ
سوا ِم ْ
سُحّ
يعقوب حين قال لولده :اْذَهُبوا َفَت َ
-[5] /5336علي بن إبراهيم :قال :حدثني أبي ،عن حنان بن سدير ،عن أبيه ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال:
خيِه ،أ كان علم أنه حي ،و قد فارقه ف َو َأ ِن ُيوسُ َ سوا ِم ْ سُ
حّقلت له :أخبرني عن يعقوب حين قال لولده :اْذَهُبوا َفَت َ
منذ عشرين سنة ،و ذهبت عيناه من البكاء عليه؟
__________________________________________________
-4الكافي .238 /199 :8
-5تفسير القّمي .350 :1
) (1في »س« في الموضعين :قربال ،و المصدر في الموضعين :بريال.
) (2في »ط« :قال :فمّر بك روح يوسف.
) (3علل الشرائع.1 /52 :
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص193 :
قال» :نعم ،علم أنه حي ،إنه دعا ربه في السحر أن يهبط عليه ملك الموت ،فهبط عليه ملك الموت في أطيب
رائحة و أحسن صورة ،فقال له :من أنت؟ قال :أنا ملك الموت ،أليس سألت ال أن ينزلني عليك؟ قال :نعم.
قال :ما حاجتك ،يا يعقوب؟
قال له :أخبرني عن الرواح ،تقبضها جملة أو تفاريقا؟ قال :يقبضها أعواني متفرقة ثم تعرض علي مجتمعة.
قال يعقوب :فأسألك بإله إبراهيم و إسحاق و يعقوب ،هل عرض عليك في الرواح روح يوسف؟ فقال :ل .فعند
ن َرْو ِ
ح س ِم ْ
ل ِإّنُه ل َيْيَأ ُ
ح ا ِّ
ن َرْو ِ
سوا ِم ْ خيِه َو ل َتْيَأ ُف َو َأ ِ
س َن ُيو ُسوا ِم ْ سُحّذلك علم أنه حي ،فقال لولده :اْذَهُبوا َفَت َ
ن«.
ل اْلَقْوُم اْلكاِفُرو َ
ل ِإ ّ
ا ِّ
و كتب عزيز مصر إلى يعقوب :أما بعد فهذا ابنك قد اشتريته بثمن بخس دراهم معدودة -و هو يوسف -و اتخذته
عبدا ،و هذا ابنك بنيامين أخذته -و قد سرق » -«1و اتخذته عبدا .فما ورد على يعقوب شيء كان أشد عليه من
ذلك الكتاب .فقال للرسول» :مكانك حتى أجيبه« فكتب إليه يعقوب )عليه السلم(:
بسم ال الرحمن الرحيم :من يعقوب إسرائيل ال بن إسحاق بن إبراهيم خليل ال .أما بعد .فقد فهمت كتابك تذكر
فيه :أنك اشتريت ابني و اتخذته عبدا ،فإن البلء موكل ببني آدم ،إن جدي إبراهيم ألقاه نمرود ملك الدنيا في النار،
فلم يحترق ،و جعلها ال عليه بردا و سلما ،و إن أبي إسحاق » «2أمر ال تعالى جدي أن يذبحه بيده ،فلما أراد
أن يذبحه ،فداه ال بكبش عظيم.
و إنه كان لي ولد لم يكن في الدنيا أحد أحب إلي منه .و كان قرة عيني و ثمرة فؤادي ،فأخرجه إخوته ثم رجعوا
إلي ،و زعموا أن الذئب أكله ،فاحدودب لذلك ظهري ،و ذهب من كثرة البكاء عليه بصري .و كان له أخ من امه
كنت آنس به ،فخرج مع إخوته إلى ما قبلك » «3ليمتاروا لنا طعاما ،فرجعوا و ذكروا أنه سرق صواع الملك ،و
أنك حبسته ،و إنا أهل بيت ل يليق بنا السرق و ل الفاحشة ،و أنا أسألك بإله إبراهيم و إسحاق و يعقوب إل ما
مننت علي به و تقربت إلى ال ،و رددته إلي«.
فلما ورد الكتاب على يوسف ،أخذه و وضعه على وجهه ،و قبله و بكى بكاء شديدا ،ثم نظر إلى إخوته فقال لهم:
ن ا ُّ
ل خي َقْد َم ّف َو هذا َأ ِ س ُ ل َأَنا ُيو ُ
ف قا َ س ُ ت ُيو ُ
لْن َ ك َن قاُلوا َأ ِإّن َخيِه ِإْذ َأْنُتْم جاِهُلو َف َو َأ ِس َ عِلْمُتْم ما َفَعْلُتْم ِبُيو ُ ل َ َه ْ
عَلْينا َول َك ا ُّن فقالوا له كما حكى ال عز و جلَ :لَقْد آَثَر َ سِني َحِجَر اْلُم ْ
ضيُع َأ ْ ل ل ُي ِ ن ا َّصِبْر َفِإ ّ
ق َو َي ْ ن َيّت ِ عَلْينا ِإّنُه َم ْ
َ
ن«. حِمي َحُم الّرا ِل َلُكْم َو ُهَو َأْر َعَلْيُكُم اْلَيْوَم أي ل تخليط َيْغِفُر ا ُّ ب َ ل ل َتْثِري َ ن قا َ طِئي َن ُكّنا َلخا ِ ِإ ْ
-[6] /5337العياشي :عن جابر ،قال ،قلت لبي جعفر )عليه السلم( :رحمك ال ،ما الصبر الجميل؟
__________________________________________________
-6تفسير العّياشي .57 /188 :2
) (1في المصدر :بنيامين ،و قد وجدت متاعي عنده.
سلم( ،راجع مجمع البيان ،707 :8تفسير ن الذبيح هو إسماعيل )عليه ال ّ ) (2الذي عليه أغلب الروايات أ ّ
الميزان .155 :17
) (3في المصدر :إلى ملكك.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص194 :
فقال» :ذاك صبر ليس فيه شكوى إلى الناس ،إن إبراهيم بعث يعقوب إلى راهب من الرهبان ،عابد من العباد في
حاجة ،فلما رآه الراهب حسبه إبراهيم ،فوثب إليه فاعتنقه ،ثم قال :مرحبا بخليل الرحمن ،قال يعقوب:
إني لست بإبراهيم ،و لكني يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ،فقال له الراهب :فما بلغ بك ما أرى من الكبر؟ قال:
اللهم و الحزن و السقم .فما جاوز عتبة الباب حتى أوحى ال إليه :أن يا يعقوب شكوتني إلى العباد! فخر ساجدا
عند عتبة الباب يقول :رب ل أعود .فأوحى ال إليه :أني قد غفرتها لك ،فل تعودن إلى مثلها ،فما شكا شيئا مما
ن«.ل ما ل َتْعَلُمو َ ن ا ِّ
عَلُم ِم َ
ل َو َأ ْحْزِني ِإَلى ا ِّ شُكوا َبّثي َو ُ أصابه من نوائب الدنيا ،إل أنه قال يوماّنما َأ ْ
-[7] /5338عن هشام بن سالم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :قال له بعض أصحابنا :ما بلغ من حزن
يعقوب على يوسف؟ قال» :حزن سبعين ثكلى حرى«.
-[8] /5339و بهذا السناد عنه ،قال :قيل له :كيف يحزن يعقوب على يوسف و قد أخبره جبرئيل أنه لم يمت و
أنه سيرجع إليه؟ فقال» :إنه نسي ذلك«.
-[9] /5340محمد بن سهل البحراني ،عن بعض أصحابنا ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :البكاءون
خمسة:
آدم ،و يعقوب ،و يوسف ،و فاطمة بنت محمد ،و علي بن الحسين )عليهم السلم( ،و أما يعقوب فبكى على
ن«. ن اْلهاِلِكي َن ِم َحَرضًا َأْو َتُكو َ ن َ حّتى َتُكو َ ف َ س َ يوسف حتى ذهب بصره ،و حتى قيل لهَ :تْفَتُؤا َتْذُكُر ُيو ُ
-[10] /5341عن إسماعيل بن جابر ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :إن يعقوب أتى ملكا بناحيتهم يسأله
الحاجة ،فقال له الملك :أنت إبراهيم؟ قال :ل .قال :و أنت إسحاق بن إبراهيم؟ قال :ل .قال :فمن أنت؟ قال :أنا
يعقوب بن إسحاق .قال :فما بلغ بك ما أرى مع حداثة السن؟ قال :الحزن على ابني يوسف .قال :لقد بلغ بك
الحزن -يا يعقوب -كل مبلغ! فقال :إنا معاشر النبياء أسرع شيء البلء إلينا ،ثم المثل فالمثل من الناس .فقضى
حاجته ،فلما جاوز صغير بابه » «1هبط عليه جبرئيل ،فقال له :يا يعقوب ،ربك يقرئك السلم ،و يقول لك:
شكوتني إلى الناس! فعفر و وجهه في التراب ،و قال :يا رب زلة أقلنيها فل أعود بعد هذا أبدا .ثم عاد إليه
جبرئيل ،فقال :يا يعقوب ،ارفع رأسك ،إن ربك يقرئك السلم ،و يقول لك :قد أقلتك ،فل تعد تشكوني إلى خلقي.
حْزِني ِإَلى ا ِّ
ل شُكوا َبّثي َو ُ فما رؤي ناطقا بكلمة مما كان فيه ،حتى أتاه بنوه ،فصرف وجهه إلى الحائط ،و قالّنما َأ ْ
ل ما ل َتْعَلُمو َ
ن ن ا ِّعَلُم ِم َ
َو َأ ْ
و
في حديث آخر عنه :جاء يعقوب إلى نمرود في حاجة ،فلما دخل عليه -و كان أشبه الناس بإبراهيم -قال
__________________________________________________
-7تفسير العّياشي .58 /188 :2
-8تفسير العّياشي .59 /188 :2
-9تفسير العّياشي [.....] .60 /188 :2
-10تفسير العّياشي .61 /189 :2
صغير ،بإضافة الصفة إلى الموصوف. ) (1أي بابه ال ّ
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص195 :
له :أنت إبراهيم خليل الرحمن؟ قال ل ،الحديث ».«1
-[11] /5342الفضيل بن يسار .قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول» :إنما أشكو بثي و حزني إلى ال
منصوبة«.
-[12] /5343عن حنان بن سدير ،عن أبيه قال :قلت لبي جعفر )عليه السلم( :أخبرني عن يعقوب حين قال:
خيِه أ كان علم أنه حي ،و قد فارقه منذ عشرين سنة ،و ذهبت عيناه من الحزن؟ ف َو َأ ِ
س َن ُيو ُ
سوا ِم ْ سُ حّ
اْذَهُبوا َفَت َ
قال» :نعم ،علم أنه حي«.
قال :و كيف علم؟ قال» :إنه دعا في السحر أن يهبط عليه ملك الموت ،فهبط عليه ،تربال » ،«2و هو ملك
الموت ،فقال له تربال :ما حاجتك ،يا يعقوب؟ قال :أخبرني عن الرواح ،تقبضها مجتمعة أو متفرقة؟ قال :بل
سواسُحّمتفرقة ،روحا روحا .قال :فمر بك روح يوسف؟ قال :ل .قال :فعند ذلك علم أنه حي ،فقال لولده :اْذَهُبوا َفَت َ
خيِه«. ف َو َأ ِ
س َ ن ُيو ُِم ْ
و في خبر أخر» :عزرائيل و هو ملك الموت« و ذكر نحوه عنه.
-[13] /5344عن أبي بصير ،عن أبي جعفر )عليه السلم( -عاد إلى الحديث الول » -«3قال» :و اشتد حزنه-
يعني يعقوب -حتى تقوس ظهره ،و أدبرت الدنيا عن يعقوب و ولده ،حتى احتاجوا حاجة شديدة و فنيت ميرتهم،
ح ا ِّ
ل ن َرْو ِ س ِم ْل ِإّنُه ل َيْيَأ ُ
ح ا ِّ
ن َرْو ِ
سوا ِم ْ
خيِه َو ل َتْيَأ ُ
ف َو َأ ِ
س َن ُيو ُ
سوا ِم ْ
سُحّ
فعند ذلك ،قال يعقوب لولده :اْذَهُبوا َفَت َ
ن فخرج منهم نفر و بعث معهم ببضاعة يسيرة ،و كتب معهم كتابا إلى عزيز مصر يتعطفه على ل اْلَقْوُم اْلكاِفُرو َِإ ّ
نفسه و ولده ،و أوصى ولده أن يبدءوا بدفع كتابه قبل البضاعة ،فكتب:
بسم ال الرحمن الرحيم :إلى عزيز مصر ،و مظهر العدل و موفي الكيل ،من يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل
ال ،صاحب نمرود الذي جمع لبراهيم الحطب و النار ليحرقه بها ،فجعلها ال عليه بردا و سلما و أنجاه منها:
أخبرك -أيها العزيز -إنا أهل بيت قديم ،لم يزل البلء إلينا سريعا من ال ،ليبلونا بذلك عند السراء و الضراء ،و
أن مصائب تتابعت علي منذ عشرين سنة أولها :أنه كان لي ابن سميته يوسف ،و كان سروري من بين ولدي ،و
قرة عيني و ثمرة فؤادي ،و أن إخوته من غير امه سألوني أن أبعثه معهم يرتع و يلعب ،فبعثته معهم بكرة ،و
أنهم جاءوني عشاء يبكون ،و جاءوني على قميصه بدم كذب ،فزعموا أن الذئب أكله فاشتد لفقده حزني ،و كثر
على
__________________________________________________
-11تفسير العّياشي .63 /189 :2
-12تفسير العّياشي .64 /189 :2
-13تفسير العّياشي .65 /190 :2
) (1تفسير العّياشي .62 /189 :2
) (2في »س« في موضعين :قربال.
) (3الحديث ) (4من تفسير اليات ) (82 -58من هذه السورة.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص196 :
فراقه بكائي ،حتى ابيضت عيناي من الحزن .و أنه كان له أخ من خالته » ،«1و كنت به معجبا و عليه رفيقا ،و
كان لي أنيسا ،و كنت إذا ذكرت يوسف ضممته إلى صدري ،فيسكن بعض ما أجد في صدري ،و أن إخوته
ذكروا لي أنك -أيها العزيز -سألتهم عنه و أمرتهم أن يأتوك به ،و إن لم يأتوك به منعتهم الميرة لنا من القمح من
مصر ،فبعثته معهم ليمتاروا لنا قمحا ،فرجعوا إلي فليس هو معهم ،و ذكروا أنه سرق مكيال الملك ،و نحن أهل
بيت ل نسرق ،و قد حبسته و فجعتني به ،و قد اشتد لفراقه حزني حتى تقوس لذلك ظهري و عظمت به مصيبتي،
مع مصائب متتابعات علي .فمن علي بتخلية سبيله و إطلقه من حبسك ،و طيب لنا القمح ،و اسمح لنا في السعر،
و عجل بسراح آل يعقوب.
فلما مضى ولد يعقوب من عنده نحو مصر بكتابه ،نزل جبرئيل على يعقوب فقال له :يا يعقوب ،إن ربك يقول
لك :من ابتلك بمصائبك التي كتبت بها إلى عزيز مصر؟ قال يعقوب :أنت بلوتني بها عقوبة منك و أدبا لي ،قال
ال :فهل كان يقدر على صرفها عنك أحد غيري؟ قال يعقوب :اللهم ل .قال :أ فما استحييت مني حين شكوت
مصائبك إلى غيري ،و لم تستغث بي و تشكو ما بك إلي؟ فقال يعقوب :أستغفرك يا إلهي و أتوب إليك .و أشكو
بثي و حزني إليك.
فقال ال تبارك و تعالى :قد بلغت بك -يا يعقوب -و بولدك الخاطئين الغاية في أدبي ،و لو كنت -يا يعقوب-
شكوت مصائبك إلي عند نزولها بك ،و استغفرت و تبت إلي من ذنبك ،لصرفتها عنك بعد تقديري إياها عليك ،و
لكن الشيطان أنساك ذكري ،فصرت إلى القنوط من رحمتي و أن ال الجواد الكريم ،أحب عبادي المستغفرين
التائبين الراغبين إلي فيما عندي .يا يعقوب ،أنا راد إليك يوسف و أخاه ،و معيد إليك ما ذهب من مالك و لحمك و
دمك ،و راد إليك بصرك ،و مقوم لك ظهرك ،و طب نفسا ،و قر عينا ،و إن الذي فعلته بك كان أدبا مني لك،
فاقبل أدبي.
سنا قال :و مضى ولد يعقوب بكتابه نحو مصر ،حتى دخلوا على يوسف في دار المملكة ،فقالوا :يا َأّيَها اْلَعِزيُز َم ّ
عَلْينا بأخينا بنيامين ،و هذا كتاب أبينا يعقوب إليك ق َ صّد ْل َو َت َف َلَنا اْلَكْي َعٍة ُمْزجاٍة َفَأْو ِجْئنا ِبِبضا َ ضّر َو ِ َو َأْهَلَنا ال ّ
في أمره .يسألك تخلية سبيله ،و أن تمن به عليه -،قال -فأخذ يوسف كتاب يعقوب ،فقبله ،و وضعه على عينيه ،و
ف من قبل َو س َ عِلْمُتْم ما َفَعْلُتْم ِبُيو ُ ل َ بكى و انتحب حتى بلت دموعه القميص الذي عليه .ثم أقبل عليهم ،فقالَ :ه ْ
عَلْينا فل ل َ ك ا ُّل َلَقْد آَثَر َ
عَلْينا ،قاُلوا َتا ِّ ل َ ن ا ُّ
خي َقْد مَ ّ ف َو هذا َأ ِ س ُ ل َأَنا ُيو ُ ف قا َ س ُ ت ُيو ُ
لْن َ
ك َخيِه من بعد؟ قاُلوا َأ ِإّن َ َأ ِ
ل َلُكْم.
عَلْيُكُم اْلَيْوَم َيْغِفُر ا ُّ
ب َ
ل ل َتْثِري َ تفضحنا ،و ل تعاقبنا اليوم ،و اغفر لنا ،قا َ
و في رواية أخرى عن أبي بصير ،عن أبي جعفر )عليه السلم( نحوه.
__________________________________________________
ن بنيامين لم يكن من أّم يوسف بل من خالته ،و يأتي في الحديث ) (51ما يؤّيد أّنه من ل على أ ّ ) (1هذا الخبر يد ّ
خالته أيضا .و في بعض كتب التاريخ أّنهما من أّم واحدة و هي راحيل.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص197 :
سنا َو َأْهَلَنا -[14] /5345عن عمرو بن عثمان ،عن بعض أصحابنا ،قال :لما قال إخوة يوسف :يا َأّيَها اْلَعِزيُز َم ّ
خيِه إلى آخر الية. ف َو َأ ِس َ عِلْمُتْم ما َفَعْلُتْم ِبُيو ُل َ ضّر قال يوسف :ل صبر على ضر آل يعقوب ،فقال عند ذلكَ :ه ْ ال ّ
عٍةجْئنا ِبِبضا َ -[15] /5346عن أحمد بن محمد ،عن أبي الحسن الرضا )عليه السلم( قال :سألته عن قولهَ :و ِ
ُمْزجاٍة قال» :المقل«.
و في هذه الرواية) :و جئنا ببضاعة مزجئة( » «1قال» :كانت المقل ،و كانت بلدهم بلد المقل ،و هي
البضاعة«.
-[16] /5347عن ابن أبي عمير ،عن بعض أصحابنا ،رفعه ،قال» :كتب يعقوب النبي إلى يوسف :من يعقوب
ابن إسحاق ذبيح ال ابن إبراهيم خليل ال ،إلى عزيز مصر .أما بعد ،فإنا أهل بيت لم يزل البلء سريعا إلينا،
ابتلي جدي إبراهيم ،فألقي في النار ،ثم ابتلي أبي إسحاق بالذبح ،فكان لي ابن و كان قرة عيني ،و كنت أسر به،
فابتليت بأن أكله الذئب ،فذهب بصري حزنا عليه من البكاء ،و كان له أخ ،و كنت أسر به بعده ،فأخذته في سرق،
و إنا أهل بيت لم نسرق قط ،و ل يعرف لنا سرق ،فإن رأيت أن تمن علي به فعلت«.
قال» :فلما أوتي يوسف بالكتاب ،فتحه و قرأه فصاح ،ثم قام و دخل منزله فقرأه و بكى ،ثم غسل وجهه ثم خرج
إلى إخوته ،ثم عاد فقرأه فصاح و بكى ،ثم قام فدخل منزله ،فقرأه و بكى ،ثم غسل وجهه و عاد إلى إخوته ،فقال
ن و أعطاهم قميصه ،و هو قميص إبراهيم ،و كان يعقوب خيِه ِإْذ َأْنُتْم جاِهُلو َف َو َأ ِ
س َعِلْمُتْم ما َفَعْلُتْم ِبُيو ُ
ل َ
لهمَ :ه ْ
ك َلِفي
ل ِإّن َ
ن قاُلوا َتا ِّ ن ُتَفّنُدو ِ ف َلْو ل َأ ْ س َ ح ُيو ُ
جُد ِري َ لِ بالرملة ،فلما فصلوا بالقميص من مصر ،قال يعقوبِ :إّني َ
ك اْلَقِديِم«.
ضلِل َ َ
-[17] /5348عن المفضل بن عمر ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :ليس رجل من ولد فاطمة يموت و ل
عَلْينا«.ل َ ك ا ُّل َلَقْد آَثَر َيخرج من الدنيا ،حتى يقر للمام بإمامته ،كما أقر ولد يعقوب ليوسف حين قالواَ :تا ِّ
ت اْلِعيُر. صَل ِ -[18] /5349عن أخي مرازم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قولهَ :و َلّما َف َ
قال» :وجد يعقوب ريح قميص إبراهيم ،حين فصلت العير من مصر و هو بفلسطين«.
-[19] /5350عن مفضل الجعفي ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :سمعته يقول» :أ تدري ما كان قميص
__________________________________________________
-14تفسير العّياشي .66 /192 :2
-15تفسير العّياشي .67 /192 :2
-16تفسير العّياشي .68 /192 :2
-17تفسير العّياشي .69 /193 :2
-18تفسير العّياشي [.....] .70 /193 :2
-19تفسير العّياشي .71 /193 :2
جاة« بتشديد الجيم ،أو »مزجّية« سلم( قرأ )مز ّ ل( :و في رواية اخرى لعله )عليه ال ّ ) (1قال المجلسي )رحمه ا ّ
بكسر الجيم و تشديد الياء ،و لم ينقل في القراءة الشاّذة غير القراءة المشهورة .البحار .315 :12
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص198 :
يوسف؟« قال :قلت :ل .قال» :إن إبراهيم لما أوقدوا النار له ،أتاه جبرئيل من ثياب الجنة فألبسه إياه ،فلم يضره
معه حر و ل برد ،فلما حضر إبراهيم الموت ،جعله في تميمة ،و علقه على إسحاق ،و علقه إسحاق على يعقوب،
فلما ولد ليعقوب يوسف .علقه عليه ،و كان في عضده حتى كان من أمره ما كان ،فلما أخرج يوسف القميص من
ن فهو ذلك القميص الذي انزل من ن ُتَفّنُدو ِف َلْو ل َأ ْس َح ُيو ُ
جُد ِري َ
لِالتميمة وجد يعقوب ريحه ،و هو قولهِ :إّني َ
الجنة«.
قلت :جعلت فداك ،فإلى من صار ذلك القميص؟ فقال» :إلى أهله -ثم قال -كل نبي ورث علما أو غيره فقد انتهى
إلى محمد )صلى ال عليه و آله(«.
-[2/5351عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ،رفعه بإسناد له ،قال» :إن يعقوب وجد ريح قميص يوسف من
مسيرة عشر ليال ،و كان يعقوب ببيت المقدس و يوسف بمصر ،و هو القميص الذي نزل على إبراهيم من الجنة،
فدفعه إبراهيم إلى إسحاق ،و إسحاق إلى يعقوب ،و دفعه يعقوب إلى يوسف )عليهم السلم(«.
-[21] /5352عن نشيط بن صالح العجلي ،قال :قلت لبي عبد ال )عليه السلم( :أ كان إخوة يوسف )صلوات
ال عليه( أنبياء؟
ك اْلَقِديِم«.
ضلِل َ ك َلِفي َ ل ِإّن َ
قال» :ل ،و ل بررة أتقياء ،و كيف و هم يقولون لبيهمَ :تا ِّ
-[22] /5353عن سليمان بن عبد ال الطلحي ،قال :قلت لبي عبد ال )عليه السلم( :ما حال بني يعقوب ،هل
خرجوا من اليمان؟ فقال» :نعم«.
قلت له :فما تقول في آدم؟ قال» :دع آدم«.
-[23] /5354عن بعض أصحابنا ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :إن بني يعقوب بعد ما صنعوا بيوسف
أذنبوا ،فكانوا أنبياء؟! ».««1
-[24] /5355عن نشيط ،عن رجل ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :سألته ،أ كان ولد يعقوب أنبياء؟
ك اْلَقِديِم«.
ضلِل َك َلِفي َ ل ِإّن َ
قال» :ل ،و ل بررة أتقياء ،كيف يكونون كذلك و هم يقولون ليعقوبَ :تا ِّ
-[25] /5356عن مقرن ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :كتب عزيز مصر إلى يعقوب :أما بعد فهذا ابنك
يوسف اشتريته بثمن بخس دراهم معدودة و اتخذته عبدا ،و هذا ابنك بنيامين أخذته ،قد سرق و اتخذته عبدا-
__________________________________________________
-20تفسير العّياشي .73 /194 :2
-21تفسير العّياشي .74 /194 :2
-22تفسير العّياشي .75 /194 :2
-23تفسير العّياشي .76 /194 :2
-24تفسير العّياشي .77 /195 :2
-25تفسير العّياشي .78 /195 :2
ل( :استفهام على النكار ،البحار .316 :12 ) (1قال المجلسي )رحمه ا ّ
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص199 :
قال -فما ورد على يعقوب شيء أشد عليه من ذلك الكتاب ،فقال للرسول :مكانك حتى أجيبه ،فكتب إليه يعقوب:
أما بعد ،فقد فهمت كتابك بأنك أخذت ابني بثمن بخس و اتخذته عبدا ،و أنك اتخذت ابني بنيامين و قد سرق
فاتخذته عبدا ،فإنا أهل بيت ل نسرق ،و لكنا أهل بيت نبتلى ،و قد ابتلي أبونا إبراهيم بالنار ،فوقاه ال ،و ابتلي
أبونا إسحاق بالذبح ،فوقاه ال ،و اني قد ابتليت بذهاب بصري ،و ذهاب ابني ،و عسى ال أن يأتيني بهم جميعا«.
قال» :فلما ولى الرسول عنه ،رفع يده إلى السماء ،ثم قال :يا حسن الصحبة ،يا كريم » «1المعونة ،يا خير كلمة
» ،«2ائتني بروح و فرج من عندك -قال -فهبط عليه جبرئيل ،فقال ليعقوب :أل أعلمك دعوات يرد ال بها
بصرك ،و يرد عليك ابنيك؟ فقال :بلى .فقال :قل :يا من ل يعلم أحد كيف هو و حيث هو و قدرته إل هو ،يا من
سد الهواء بالسماء ،و كبس الرض على الماء ،و اختار لنفسه أحسن السماء ،ائتني بروح منك و فرج من
عندك .فما انفجر عمود الصبح ،حتى أتي بالقميص ،فطرح على وجهه ،فرد ال عليه بصره و رد عليه ولده«.
لل -[26] /5357عن أبي بصير ،عن أبي جعفر )عليه السلم( -عاد إلى الحديث الول الذي قطعناه »» :«3قا َ
صيرًا لو
ت َب ِ
جِه َأِبي َيْأ ِعلى َو ْصي هذا الذي بلته دموع عيني َفَأْلُقوهُ َ ل َلُكْم ،اْذَهُبوا ِبَقِمي ِعَلْيُكُم اْلَيْوَم َيْغِفُر ا ُّ
ب َ
َتْثِري َ
ن و ردهم إلى يعقوب في ذلك اليوم ،و جهزهم بجميع ما يحتاجون إليه ،فلما جَمِعي َقد شم بريحي َو ْأُتوِني ِبَأْهِلُكْم َأ ْ
فصلت عيرهم من مصر ،وجد يعقوب ريح يوسف ،فقال لمن بحضرته من ولده:
ن«.ن ُتَفّنُدو ِ
ف َلْو ل َأ ْ س َ ح ُيو ُ جُد ِري َ لِِإّني َ
قال» :و أقبل ولده يحثون السير بالقميص ،فرحا و سرورا بما رأوا من حال يوسف ،و الملك الذي أعطاه ال ،و
العز الذي صاروا إليه في سلطان يوسف ،و كان مسيرهم من مصر إلى بلد يعقوب تسعة أيام ،فلما أن جاء
البشير ،ألقى القميص على وجهه فارتد بصيرا ،و قال لهم :ما فعل بنيامين؟ قالوا :خلفناه عند أخيه صالحا -.قال-
فحمد ال يعقوب عند ذلك ،و سجد لربه سجدة الشكر ،و رجع إليه بصره ،و تقوم له ظهره ،و قال لولده :تحملوا
إلى يوسف في يومكم هذا بأجمعكم .فساروا إلى يوسف و معهم يعقوب و خالة يوسف )ياميل( فأحثوا السير فرحا
و سرورا ،فساروا تسعة أيام إلى مصر«.
-[27] /5358الشيخ ،في )أماليه( :قال :أخبرنا جماعة ،عن أبي المفضل ،قال :حدثني محمد بن جعفر بن رباح
الشجعي ،قال :حدثنا عباد بن يعقوب السدي ،قال :أخبرنا أرطاة بن حبيب ،عن زياد بن المنذر ،عن أبي جعفر
محمد بن علي )عليهما السلم( قال» :لما أصابت امرأة العزيز الحاجة ،قيل لها :لو أتيت يوسف؟ فشاورت في
__________________________________________________
-26تفسير العّياشي .79 /196 :2
-27المالي .71 :2
) (1في البحار 138 /316 :12نسخة بدل :يا كثير.
) (2في المصدر :يا خيرا كّله.
) (3الحديث ) (13من تفسير هذه اليات[.....] .
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص200 :
ذلك ،فقيل لها :إنا نخافه عليك ،قالت :كل ،إني ل أخاف من يخاف ال .فلما دخلت عليه فرأته في ملكه ،قالت:
الحمد ل الذي جعل العبيد ملوكا بطاعته ،و جعل الملوك عبيدا بمعصيته ،فتزوجها فوجدها بكرا ،فقال لها :أليس
هذا أحسن ،أليس هذا أجمل؟ فقالت :إني كنت بليت منك بأربع خلل ،كنت أجمل أهل زماني ،و كنت أجمل أهل
زمانك ،و كنت بكرا ،و كان زوجي عنينا.
فلما كان من أمر إخوة يوسف ما كان ،كتب يعقوب إلى يوسف )عليهما السلم( و هو ل يعلم أنه يوسف:
بسم ال الرحمن الرحيم ،من يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل ال عز و جل إلى عزيز آل فرعون :سلم عليك،
فإني أحمد ال إليك الذي ل إله إل هو .أما بعد ،فإنا أهل بيت مولعة بنا أسباب البلء ،كان جدي إبراهيم )عليه
السلم( القي في النار في طاعة ربه ،فجعلها ال عز و جل عليه بردا و سلما ،و أمر ال جدي أن يذبح أبي ،ففداه
بما فداه به ،و كان لي ابن و كان من أعز الناس علي ،ففقدته ،فأذهب حزني عليه نور بصري ،و كان له أخ من
امه ،فكنت إذا ذكرت المفقود ضممت أخاه هذا إلى صدري ،فيذهب عني بعض وجدي ،و هو المحبوس عندك في
صي السرقة ،فإني أشهدك أني لم أسرق و لم ألد سارقا .فلما قرأ يوسف الكتاب ،بكى و صاح ،و قال :اْذَهُبوا ِبَقِمي ِ
ن«. جَمِعي َ
صيرًا َو ْأُتوِني ِبَأْهِلُكْم َأ ْت َب ِجِه َأِبي َيْأ ِ
على َو ْ هذا َفَأْلُقوُه َ
-[28] /5359و عنه ،قال :أخبرنا جماعة ،عن أبي المفضل ،قال :حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الخالق ،قال:
حدثنا أبو همام الوليد بن شجاع السكوني ،قال :حدثنا مخلد بن الحسين ،بالمصيصة » ،«1عن موسى بن سعيد »
«2الرقاشي ،قال :لما قدم يعقوب على يوسف )عليهما السلم( ،خرج يوسف )عليه السلم( فاستقبله في موكبه،
فمر بامرأة العزيز و هي تعبد في غرفة لها ،فلما رأته عرفته ،فنادته بصوت حزين :أيها الذاهب » ،«3طالما
أحزنتني ،ما أحسن التقوى ،كيف حررت العبيد! و ما أقبح الخطيئة ،كيف عبدت الحرار!
-[29] /5360ابن بابويه :قال :حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني )رضي ال عنه( ،قال :حدثنا أحمد
بن محمد بن سعيد الهمداني -مولى بني هاشم -قال :أخبرنا المنذر بن محمد ،قال :حدثنا إسماعيل بن إبراهيم
الخزاز ،عن إسماعيل بن الفضل الهاشمي ،قال :قلت لجعفر بن محمد )عليهما السلم( :أخبرني عن يعقوب )عليه
سَتْغِفُر َلُكْم َرّبي فأخر الستغفار لهم، ف َأ ْ
سْو َ
ل َن قا َ طِئي َسَتْغِفْر َلنا ُذُنوَبنا ِإّنا ُكّنا خا ِالسلم( ،لما قال له بنوه :يا َأباَنا ا ْ
عَلْيُكُم اْلَيْوَم َيْغِفُر ا ُّ
ل ب َ
ل ل َتْثِري َ
ن قا َ
طِئي َ
ن ُكّنا َلخا ِ
عَلْينا َو ِإ ْ
ل َ ك ا ُّل َلَقْد آَثَر َ
و يوسف )عليه السلم( لما قالوا لهَ :تا ِّ
ن؟
حِمي َ
حُم الّرا ِ
َلُكْم َو ُهَو َأْر َ
قال» :لن قلب الشاب أرق من قلب الشيخ ،و كانت جناية ولد يعقوب على يوسف ،و جنايتهم على يعقوب
__________________________________________________
-28المالي .72 :2
-29علل الشرائع.1 /54 :
) (1و هي بلدة كبيرة على ساحل بحر الشام .أنساب السمعاني ،315 :5تهذيب التهذيب .72 :10
) (2لعّله تصحيف موسى بن عقبة ،انظر تهذيب التهذيب .72 :10
) (3في المصدر :الراكب.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص201 :
إنما كانت بجنايتهم على يوسف ،فبادر يوسف إلى العفو عن حقه ،و أخر يعقوب العفو لن عفوه إنما كان عن حق
غيره ،فأخرهم إلى السحر ليلة الجمعة«.
-[30] /5361نرجع إلى رواية علي بن إبراهيم » :«1قال» :فلما ولى الرسول إلى الملك بكتاب يعقوب ،رفع
يعقوب يديه إلى السماء فقال :يا حسن الصحبة ،يا كريم المعونة ،يا خير كلمة » ،«2ائتني بروح منك و فرج من
عندك .فهبط عليه جبرئيل )عليه السلم( فقال :يا يعقوب ،أل أعلمك دعوات يرد ال عليك بصرك و ابنيك؟ قال:
نعم.
قال :قل :يا من ل يعلم أحد كيف هو إل هو ،يا من سد » «3السماء بالهواء ،و كبس الرض على الماء ،و اختار
لنفسه أحسن السماء ،ائتني بروح منك و فرج من عندك .قال :فما انفجر عمود الصبح ،حتى أتي بالقميص فطرح
عليه ،و رد ال عليه بصره و ولده«.
قال» :و لما أمر الملك بحبس يوسف في السجن ،ألهمه ال تأويل الرؤيا .فكان يعبر لهل السجن ،فلما سأله الفتيان
ك » .«4و لم يفزع في تلك الحالة إلى ال، عْنَد َرّب َ
الرؤيا :و عبر لهما ،و قال للذي ظن أنه ناج منهما :اْذُكْرِني ِ
فأوحى ال إليه :من أراك الرؤيا التي رأيتها؟ قال يوسف :أنت يا رب .قال :فمن حببك إلى أبيك؟ قال :أنت يا رب.
قال :فمن وجه إليك السيارة التي رأيتها؟ قال :أنت يا رب .قال :فمن علمك الدعاء الذي دعوت به حتى جعلت لك
من الجب فرجا؟ قال :أنت يا رب .قال :فمن أنطق لسان الصبي بعذرك؟ قال :أنت يا رب .قال :فمن ألهمك تأويل
الرؤيا؟ قال :أنت يا رب .قال :فكيف استعنت بغيري و لم تستعن بي ،و أملت عبدا من عبيدي ليذكرك إلى مخلوق
من خلقي و في قبضتي ،و لم تفزع إلي؟ فالبث في السجن بضع سنين.
فقال يوسف :أسألك بحق آبائي عليك إل فرجت عني .فأوحى ال إليه :يا يوسف و أي حق لبائك علي ،إن كان
أبوك آدم ،خلقته بيدي ،و نفخت فيه من روحي ،و أسكنته جنتي ،و أمرته أن ل يقرب شجرة منها ،فعصاني و
سألني فتبت عليه و إن كان أبوك نوح ،انتجبته من بين خلقي ،و جعلته رسول إليهم ،فلما عصوا دعاني فاستجبت
له فأغرقتهم و أنجيته و من معه في الفلك ،و إن كان أبوك إبراهيم ،اتخذته خليل ،و أنجيته من النار ،و جعلتها
عليه بردا و سلما ،و إن كان أبوك يعقوب ،و هبت له اثني عشر ولدا ،فغيبت عنه واحدا ،فما زال يبكي حتى
ذهب بصره ،و قعد على الطريق يشكوني إلى خلقي ،فأي حق لبائك علي؟
قال »فقال له :جبرئيل يا يوسف ،قل :أسألك بمنك العظيم ،و إحسانك » «5القديم ،و لطفك العميم ،يا رحمن يا
رحيم .فقالها ،فرأى الملك الرؤيا فكان فرجه فيها«.
__________________________________________________
-30تفسير القّمي .352 :1
) (1الحديث ) (5من تفسير هذه اليات.
) (2في المصدر :يا خيرا كله.
) (3في المصدر :شّيد.
) (4يوسف .42 :12
) (5في المصدر :و سلطانك.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص202 :
-[31] /5362قال علي بن إبراهيم :و حدثني أبي عن العباس بن هلل ،عن أبي الحسن الرضا )عليه السلم(
قال» :قال السجان ليوسف :إني لحبك ،فقال يوسف :ما أصابني بلء إل من الحب ،إن كانت عمتي أحبتني،
سرقتني.
و إن كان أبي أحبني ،حسدني إخوتي ،و إن كانت امرأة العزيز أحبتني ،حبستني«.
ثم قال» :و شكا يوسف في السجن إلى ال تعالى ،فقال :رب بماذا استحققت السجن؟ فأوحى ال إليه أنت اخترته
عوَنِني ِإَلْيِه » «1هل قلت :العافية أحب إلي مما يدعونني إليه؟«. ي ِمّما َيْد ُ ب ِإَل ّ
ح ّن َأ َ
جُسْب ال ّحين قلتَ :ر ّ
-[32] /5363قال علي بن إبراهيم :و حدثني أبي عن الحسن بن محبوب ،عن الحسن بن عمارة ،عن أبي سيار،
عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :لما طرح إخوة يوسف يوسف في الجب ،دخل عليه جبرئيل و هو في الجب،
فقال :يا غلم ،من طرحك في هذا الجب؟ فقال له يوسف :إخوتي ،لمنزلتي من أبي حسدوني ،و لذلك في الجب
طرحوني ،قال :فتحب أن تخرج منها؟ فقال له يوسف :ذلك إلى إله إبراهيم و إسحاق و يعقوب ،قال :فإن إله
إبراهيم و إسحاق و يعقوب يقول لك ،قل :اللهم إني اسألك فإن لك الحمد كله ،ل إله إل أنت الحنان المنان ،بديع
السماوات و الرض ،ذو الجلل و الكرام ،صل على محمد و آل محمد ،و اجعل لي من أمري فرجا و مخرجا،
و ارزقني من حيث أحتسب و من حيث ل أحتسب .فدعا ربه ،فجعل ال له من الجب فرجا ،و من كيد المرأة
مخرجا ،و آتاه ملك مصر من حيث ل يحتسب«.
-[33] /5364محمد بن يعقوب :عن محمد ،عن محمد بن الحسين ،عن محمد بن إسماعيل ،عن أبي إسماعيل
السراج ،عن بشر بن جعفر ،عن مفضل بن عمر عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :سمعته يقول» :أ تدري ما
كان قميص يوسف )عليه السلم(؟« قال :قلت :ل .قال» :إن إبراهيم )عليه السلم( لما أوقدت له النار ،أتاه
جبرئيل )عليه السلم( بثوب من ثياب الجنة فألبسه إياه ،فلم يضره معه حر و ل برد ،فلما حضر إبراهيم الموت
جعله في تميمة » «2و علقه على إسحاق ،و علقة إسحاق على يعقوب ،فلما ولد يوسف )عليه السلم( ،علقه عليه
فكان في عضده حتى كان من أمره ما كان ،فلما أخرجه يوسف بمصر من التميمة ،وجد يعقوب ريحه ،و هو
ن فهو ذلك القميص الذي أنزله ال من الجنة«. ن ُتَفّنُدو ِ
ف َلْو ل َأ ْ س َح ُيو ُجُد ِري َ
لِ قولهِ :إّني َ
قلت :جعلت فداك ،فإلى من صار ذلك القميص؟ قال» :إلى أهله -ثم قال -كل نبي ورث علما أو غيره فقد انتهى
إلى محمد )صلى ال عليه و آله(« ».«3
__________________________________________________
-31تفسير القّمي .354 :1
-32تفسير القّمي .354 :1
-33الكافي [.....] .5 /181 :1
) (1يوسف .33 :12
) (2الّتميمة :عوذة تعّلق على صغار النسان مخافة العين .و مراده هنا الخرقة التي توضع فيها التميمة.
ل عليه و آله(.
) (3في المصدر :آل محّمد )صلى ا ّ
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص203 :
و روى محمد بن الحسن الصفار في )بصائر الدرجات( هذا الحديث ،عن محمد بن الحسين ،عن محمد بن
إسماعيل ،عن أبي إسماعيل السراج ،عن بشر بن جعفر ،عن مفضل الجعفي ،عن أبي عبد ال )عليه السلم(
مثله«.
و رواه أيضا ابن بابويه :في )العلل( هكذا :حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي )رضي ال عنه( ،قال:
حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود ،عن أبيه ،عن محمد بن نصير ،قال :حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ،عن
العباس بن معروف ،عن علي بن مهزيار ،عن محمد بن إسماعيل السراج ،عن بشر بن جعفر ،عن مفضل
الجعفي ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :سمعته يقول» :أ تدري ما كان قميص يوسف؟« و ذكر مثله ».«2
-[34] /5365ابن بابويه ،قال :حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي )رضي ال عنه( ،قال :حدثنا جعفر بن
محمد بن مسعود ،عن أبيه ،عن محمد بن نصير ،عن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن العباس بن معروف ،عن
علي بن مهزيار ،عن الحسين بن سعيد ،عن إبراهيم بن أبي البلد ،عمن ذكره ،عن أبي عبد ال )عليه السلم(
قال» :كان القميص الذي أنزل به على إبراهيم من الجنة في قصبة من فضة ،و كان إذا لبس كان واسعا كبيرا،
ف عنى ريح الجنة حين س َ
ح ُيو ُ
جُد ِري َ
لِفلما فصلوا بالقميص ،و يعقوب بالرملة و يوسف بمصر ،قال يعقوبِ :إّني َ
فصلوا بالقميص لنه كان من الجنة«.
-[35] /5366و عنه ،قال :حدثنا أبي )رضي ال عنه( ،قال :حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ،عن أبيه ،عن
صَل ِ
ت محمد بن أبي عمير ،عن حفص أخي مرازم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال عز و جلَ :و َلّما َف َ
ن.
ن ُتَفّنُدو ِ
ف َلْو ل َأ ْ
س َح ُيو ُ
جُد ِري َ
لِل َأُبوُهْم ِإّني َ
اْلِعيُر قا َ
قال» :وجد يعقوب ريح قميص إبراهيم حين فصلت العير من مصر و هو بفلسطين«.
-[36] /5367علي بن إبراهيم :عن أبيه ،عن علي بن مهزيار ،عن إسماعيل السراج ،عن يونس بن يعقوب،
عن المفضل الجعفي ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،قال :قال» :أخبرني ما كان قميص يوسف؟« قلت :ل
أدري.
قال» :إن إبراهيم لما أوقدت له النار ،أتاه جبرئيل بثوب من ثياب الجنة فألبسه إياه ،فلم يصبه معه حر و ل برد،
فلما حضر إبراهيم الموت ،جعله في تميمة و علقه على إسحاق ،و علقه إسحاق على يعقوب ،فلما ولد ليعقوب
يوسف ،علقه عليه فكان في عنقه ،حتى كان من أمره ما كان ،فلما أخرج يوسف القميص من التميمة ،وجد
ن و هو ذلك القميص الذي انزل من الجنة«. ن ُتَفّنُدو ِ
ف َلْو ل َأ ْ س َ ح ُيو ُ
جُد ِري َلِيعقوب ريحه ،و هو قولهِ :إّني َ
قلت له :جعلت فداك ،فإلى من صار ذلك القميص؟ فقال» :إلى أهله -ثم قال -كل نبي ورث علما أو غيره
__________________________________________________
-34علل الشرائع.1 /53 :
-35علل الشرائع.3 /53 :
-36تفسير القّمي .354 :1
) (1بصائر الدرجات.58 /209 :
) (2علل الشرائع.2 /53 :
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص204 :
فقد انتهى إلى محمد )عليه السلم( -و كان يعقوب بفلسطين و فصلت العير من مصر فوجد يعقوب ريحه ،و هو
من ذلك القميص الذي اخرج من الجنة -و نحن ورثته )صلى ال عليه و آله(«.
-[37] /5368محمد بن يعقوب :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن محمد بن الحسين ،عن ابن أبي نجران ،عن
فضالة بن أيوب ،عن سدير الصيرفي ،قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول» :إن في صاحب هذا المر
شبها من يوسف )عليه السلم(« .قال :قلت له :كأنك تذكر حياته أو غيبته؟
قال :فقال لي» :و ما تنكر من ذلك هذه المة أشباه الخنازير؟ إن إخوة يوسف )عليه السلم( كانوا أسباطا أولد
النبياء ،تاجروا يوسف و بايعوه و خاطبوه و هم إخوته و هو أخوهم ،فلم يعرفوه حتى قال :أنا يوسف ،و هذا
أخي ،فما تنكر هذه المة الملعونة أن يفعل ال عز و جل بحجته في وقت من الوقات كما فعل بيوسف )عليه
السلم(«؟
إن يوسف )عليه السلم( كان إليه ملك بمصر ،و كان بينه و بين والده مسيرة ثمانية عشر يوما ،فلو أراد أن يعلمه
لقدر على ذلك ،لقد سار يعقوب )عليه السلم( و ولده عند البشارة تسعة أيام من بدوهم إلى مصر ،فما تنكر هذه
المة أن يفعل ال عز و جل بحجته كما فعل بيوسف؟ أن يمشي في أسواقهم ،و يطأ بسطهم ،حتى يأذن ال في
ف؟«.س ُ
ل َأَنا ُيو ُ
ف قا َ
س ُ
ت ُيو ُ
لْن َ
ك َ
ذلك له ،كما أذن ليوسف ،قالواَ :أ ِإّن َ
-[38] /5369و عنه :عن عدة من أصحابنا ،عن أحمد بن محمد بن خالد ،عن شريف بن سابق ،عن الفضل بن
أبي قرة ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :قال رسول ال )صلى ال عليه و آله( :خير وقت دعوتم ال عز و
سَتْغِفُر َلُكْم َرّبي قال :أخرهم إلى
ف َأ ْ
سْو َ
جل فيه السحار ،و تل هذه الية في قول يعقوب )عليه السلم(َ :
السحر«.
-[39] /5370ابن بابويه في )الفقيه( :بإسناده عن محمد بن مسلم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول يعقوب
سَتْغِفُر َلُكْم َرّبي ،قال» :أخرهم إلى السحر من ليلة الجمعة«. ف َأ ْ
سْو َ
لبنيهَ :
و قد مر أيضا حديث إسماعيل بن الفضل الهاشمي ،عن الصادق )عليه السلم( في معنى ذلك ».«1
-[40] /5371الطبرسي :عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :وجد يعقوب ريح قميص يوسف حين فصلت
العير من مصر و هو بفلسطين ،من مسيرة عشر ليال«.
-[41] /5372نرجع إلى رواية علي بن إبراهيم »» :«2ثم رحل يعقوب و أهله من البادية ،بعد ما رجع إليه بنوه
ل ما ل َتْعَلُمو َ
ن ن ا ِّ
عَلُم ِم َ
ل َلُكْم ِإّني َأ ْ
بالقميص ،فألقوه على وجهه فارتد بصيرا ،فقال لهَ :أ َلْم َأُق ْ
__________________________________________________
-37الكافي .4 /271 :1
-38الكافي .6 /346 :2
-39من ل يحضره الفقيه .1240 /272 :1
-40مجمع البيان .402 :5
-41تفسير القمي .355 :1
) (1تقدم في الحديث ) (29من تفسير هذه اليات[.....] .
) (2المتقدمة في الحديث ) (36من تفسير هذه اليات.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص205 :
حيُم قال :أخرهم إلى سَتْغِفُر َلُكْم َرّبي ِإّنُه ُهَو اْلَغُفوُر الّر ِ ف َأ ْ
سْو َ ل َ ن قا َ طِئي َسَتْغِفْر َلنا ُذُنوَبنا ِإّنا ُكّنا خا ِ قاُلوا يا َأباَنا ا ْ
السحر ،لن الدعاء و الستغفار فيه مستجاب.
فلما وافى يعقوب و أهله و ولده مصر ،قعد يوسف على سريره ،و وضع تاج الملك على رأسه ،فأراد أن يراه
ن َقْب ُ
ل ي ِم ْل ُرْءيا َت هذا َتْأِوي ُ أبوه على تلك الحالة ،فلما دخل أبوه لم يقم له ،فخروا له كلهم سجدا ،فقال يوسف :يا َأَب ِ
ن َبْيِني َو َبْي َ
ن شْيطا ُغ ال ّن َنَز َ
ن َبْعِد َأ ْ
ن اْلَبْدِو ِم ْ
ن َو جاَء ِبُكْم ِم َ جِ سْ ن ال ّجِني ِم َ خَر َ ن ِبي ِإْذ َأ ْسَ حَ حّقا َو َقْد َأ ْ
جَعَلها َرّبي َ َقْد َ
حِكيُم«. ف ِلما َيشاُء ِإّنُه ُهَو اْلَعِليُم اْل َ طي ٌ ن َرّبي َل ِخَوِتي ِإ ّ ِإ ْ
-[42] /5373ثم قال علي بن إبراهيم :و حدثني محمد بن عيسى ،أن يحيى بن أكثم سأل موسى بن محمد بن
علي بن موسى مسائل ،فعرضها على أبي الحسن )عليه السلم( ،و كان أحدها :أخبرني عن قول ال عز و جل:
جدًا أسجد يعقوب و ولده ليوسف و هم أنبياء؟ سّ خّروا َلُه ُ ش َو َ عَلى اْلَعْر ِ َو َرَفَع َأَبَوْيِه َ
فأجاب أبو الحسن )عليه السلم(» :أما سجود يعقوب و ولده ليوسف ،فإنه لم يكن ليوسف ،و إنما كان ذلك من
يعقوب و ولده طاعة ل ،و تحية ليوسف ،كما كان السجود من الملئكة لدم و لك يكن لدم ،و إنما كان ذلك منهم
طاعة ل و تحية لدم ،فسجد يعقوب و ولده و سجد يوسف معهم شكرا ل تعالى لجتماع شملهم ،ألم تر أنه يقول
ت َوِلّيي ض َأْن َ
لْر ِ ت َو ا َْسماوا ِ طَر ال ّ ث فا ِلحاِدي ِ ل ا َْ
ن َتْأِوي ِ
عّلْمَتِني ِم ْ
ك َو َ ن اْلُمْل ِب َقْد آَتْيَتِني ِم َفي شكره ذلك الوقتَ :ر ّ
ن.
حي َصاِل ِحْقِني ِبال ّ سِلمًا َو َأْل ِ
خَرِة َتَوّفِني ُم ْ لِِفي الّدْنيا َو ا ْ
فنزل عليه جبرئيل ،فقال له :يا يوسف ،أخرج يدك ،فأخرجها فخرج من بين أصابعه نور ،فقال :ما هذا النور ،يا
جبرئيل؟ فقال :هذه النبوة ،أخرجها ال من صلبك لنك لم تقم لبيك .فحط ال نوره ،و محا النبوة من صلبه ،و
غياَب ِ
ت ف َو َأْلُقوهُ ِفي َس َجعلها في ولد لوي أخي يوسف ،و ذلك لنهم لما أرادوا قتل يوسف قال :ل َتْقُتُلوا ُيو ُ
ب » «1فشكر ال له ذلك ،و لما أرادوا ان يرجعوا إلى أبيهم من مصر و قد حبس يوسف أخاه ،قال: ج ّ اْل ُ
ن » «2فشكر ال له ذلك ،فكان أنبياء بني خْيُر اْلحاكِِمي َ ل ِلي َو ُهَو َ حُكَم ا ُّن ِلي َأِبي َأْو َي ْ حّتى َيْأَذ َ ض َلْر َ ح ا َْ
ن َأْبَر َ َفَل ْ
إسرائيل من ولد لوي ،و كان موسى من ولده ،و هو موسى بن عمران بن يصهر بن واهث بن لوي بن يعقوب
ابن إسحاق بن إبراهيم.
فقال يعقوب لبنه :يا بني أخبرني ما فعل بك إخوتك حين أخرجوك من عندي؟ قال :يا أبت أعفني من ذلك .قال:
فأخبرني ببعضه ،فقال :يا أبت ،إنهم لما أدنوني من الجب قالوا :انزع قميصك .فقلت لهم :يا إخوتي ،اتقوا ال و ل
تجردوني .فسلوا علي السكين ،و قالوا :لئن لم تنزع لنذبحنك .فنزعت القميص ،فألقوني في الجب عريانا -قال-
فشهق يعقوب شهقة و اغمي عليه ،فلما أفاق ،قال :يا بني حدثني فقال :يا أبت ،أسألك بإله إبراهيم و إسحاق و
يعقوب إلى أعفيتني .فأعفاه«.
__________________________________________________
-42تفسير القّمي .356 :1
) (1يوسف .10 :12
) (2يوسف .80 :12
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص206 :
-[43] /5374ابن بابويه :قال أبي )رحمه ال( :حدثنا أحمد بن إدريس ،و محمد بن يحيى العطار ،عن محمد بن
أحمد بن يحيى ،عن يعقوب بن يزيد ،عن غير واحد ،رفعوه إلى أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :لما تلقى يوسف
يعقوب ،ترجل له يعقوب و لم يترجل له يوسف ،فلم ينفصل من العناق حتى أتاه جبرئيل )عليه السلم( فقال له :يا
يوسف ،ترجل لك الصديق و لم تترجل له ،ابسط يدك .فبسطها ،فخرج نور من راحته ،فقال له يوسف :ما هذا؟
قال :هذا أنه » «1ل يخرج من صلبك » «2نبي عقوبة«.
-[44] /5375و عنه ،قال :حدثنا محمد بن علي ما جيلويه ،عن محمد بن يحيى العطار ،عن الحسين بن الحسن
بن أبان ،عن محمد بن اورمة ،عن محمد بن أبي عمير ،عن هشام بن سالم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال:
»لما أقبل يعقوب )عليه السلم( إلى مصر ،خرج يوسف )عليه السلم( ليستقبله ،فلما رآه يوسف ،هم بأن يترجل
ليعقوب ،ثم نظر إلى ما هو فيه من الملك فلم يفعل ،فلما سلم على يعقوب ،نزل عليه جبرئيل )عليه السلم( فقال
له :يا يوسف ،إن ال تبارك و تعالى يقول لك :ما منعك أن تنزل إلى عبدي الصالح »«3؟ ما أنت فيه؟ ابسط يدك.
فبسطها ،فخرج من بين أصابعه نور ،فقال :ما هذا ،يا جبرئيل؟ فقال :هذا أنه » «4ل يخرج من صلبك نبي أبدا،
عقوبة لك بما صنعت بيعقوب إذ لم تنزل إليه«.
-[45] /5376نرجع إلى رواية على بن إبراهيم » «5قال» :و لما مات العزيز -و ذلك في السنين المجدبة-
افتقرت امراة العزيز و احتاجت حتى سألت الناس ،فقالوا لها :ما يضرك لو قعدت للعزيز -و كان يوسف يسمى
العزيز -فقالت :أستحي منه ،فلم يزالوا بها حتى قعدت له على الطريق فأقبل يوسف في موكبه ،فقامت إليه ،و
قالت:
سبحان من جعل الملوك بالمعصية عبيدا ،و جعل العبيد بالطاعة ملوكا.
فقال لها يوسف :أنت هاتيك؟ فقالت :نعم -و كان اسمها زليخا -فقال لها :هل لك في؟ قالت :أنى! بعد ما كبرت ،أ
تهزأ بي؟ قال :ل » .«6فأمر بها ،فحولت إلى منزله ،و كانت هرمة ،فقال لها يوسف :أ لست فعلت بي كذا و كذا؟
فقالت :يا نبي ال ،ل تلمني ،فإني بليت ببلية لم يبل بها أحد.
قال :و ما هي؟ قالت :بليت بحبك ،و لم يخلق ال لك في الدنيا نظيرا ،و بليت » «7بأنه لم تكن بمصر امرأة
__________________________________________________
-43علل الشرائع.1 /55 :
-44علل الشرائع.2 /55 :
-45تفسير القّمي .357 :1
) (1في المصدر :آية.
) (2في المصدر :عقبك.
ل.
) (3زاد في المصدر :إ ّ
) (4في المصدر :آية.
) (5المتقّدمة في الحديث ) (42من تفسير هذه اليات.
) (6في المصدر :قالت :دعني بعد ما كبرت ،أ تهزأ بي؟ قال :ل ،قالت :نعم.
) (7في المصدر زيادة :بحسني[.....] .
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص207 :
أجمل مني ،و ل أكثر مال مني ،نزع عني مالي و ذهب عني جمالي ،و بليت بزوج عنين.
فقال لها يوسف :و ما حاجتك؟ قالت :تسأل ال أن يرد علي شبابي .فسأل ال ،فرد عليها شبابها ،فتزوجها و هي
بكر« .قالوا :إن العزيز الذي كان زوجها أول كان عنينا.
-[46] /5377ابن بابويه :أبي )رحمه ال( ،قال :حدثنا سعد بن عبد ال ،عن إبراهيم بن هاشم ،عن عبد ال بن
المغيرة ،عمن ذكره ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :استأذنت زليخا على يوسف ،فقيل لها :إنا نكره أن
نقدم ،بك عليه لما كان منك إليه ،قالت :إني ل أخاف من يخاف ال .فلما دخلت قال :يا زليخا ،ما لي أراك قد تغير
لونك؟
قالت :سبحان الذي جعل الملوك بمعصيتهم عبيدا ،و جعل العبيد بطاعتهم ملوكا.
قال لها :ما الذي دعاك -يا زليخا -إلى ما كان منك؟ قال :حسن وجهك ،يا يوسف.
فقال لها :كيف لو رأيت نبيا يقال له محمد )صلى ال عليه و آله( ،يكون في آخر الزمان ،أحسن مني وجها ،و
أحسن مني خلقا ،و أسمح مني كفا؟ قالت :صدقت.
قال :و كيف علمت أني صدقت؟ قالت :لنك حين ذكرته وقع حبه في قلبي .فأوحى ال عز و جل إلى يوسف :أنها
قد صدقت ،و أني قد أحببتها لحبها محمدا ،فأمره ال تبارك و تعالى أن يتزوجها«.
-[47] /5378العياشي :عن محمد بن أبي عمير ،عن بعض أصحابنا ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله:
سَتْغِفُر َلُكْم َرّبي.
ف َأ ْ
سْو َ
َ
فقال» :أخرهم إلى السحر ليلة الجمعة » ،«1قال :يا رب ،إنما ذنبهم فيما بيني و بينهم ،فأوحى ال عز و جل:
أني قد غفرت لهم«.
سَتْغِفُر َلُكْم َرّبي.ف َأ ْ
سْو َ
-[48] /5379عن محمد بن مسلم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قولهَ :
قال» :أخرهم إلى السحر ليلة الجمعة«.
-[49] /5380عن محمد بن سعيد الزدي ،صاحب موسى بن محمد بن الرضا )عليه السلم( عن موسى :أنه
ش َو
عَلى اْلَعْر ِ
قال لخيه :إن يحيى بن أكثم كتب إليه يسأله عن مسائل« فقال :أخبرني عن قول الَ :و َرَفَع َأَبَوْيِه َ
جدًا أسجد يعقوب و ولده ليوسف؟ سّ خّروا َلُه َُ
قال :فسألت أخي عن ذلك ،فقال» :أما سجود يعقوب و ولده ليوسف ،فشكرا ل تعالى لجتماع شملهم ،أل ترى أنه
ث الية«. لحاِدي ِ
ل ا َْ
ن َتْأِوي ِ
عّلْمَتِني ِم ْ
ك َو َ
ن اْلُمْل ِ
ب َقْد آَتْيَتِني ِم َ
يقول في شكر ذلك الوقتَ :ر ّ
__________________________________________________
-46علل الشرائع.1 /55 :
-47تفسير العّياشي .80 /196 :2
-48تفسير العّياشي .81 /196 :2
-49تفسير العّياشي .82 /197 :2
)) (1ليلة الجمعة( ليس في المصدر.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص208 :
-[50] /5381عن أبي بصير ،عن أبي جعفر )عليه السلم( -عاد إلى الحديث الول«
-قال» :فساروا تسعة أيام إلى مصر ،فلما دخلوا على يوسف في دار الملك ،اعتنق أباه فقبله و بكى و رفعه و
رفع خالته على سرير الملك ،ثم دخل منزله ،فادهن و اكتحل و لبس ثياب العز و الملك ،ثم رجع » «2إليهم .فما
ل إلى قولهَ :بْيِني َو َبْي َ
ن ن َقْب ُ
ي ِم ْ
ل ُرْءيا َ
ت هذا َتْأِوي ُ
رأوه سجدوا جميعا إعظاما و شكرا ل ،فعند ذلك قال :يا َأَب ِ
خَوِتي -قال -و لم يكن يوسف في تلك العشرين سنة يدهن و ل يكتحل و ل يتطيب و ل يضحك و ل يمس النساء ِإ ْ
حتى جمع ال ليعقوب شمله ،و جمع بينه و بين يعقوب و إخوته«.
-[51] /5382عن الحسن بن أسباط ،قال :سألت أبا الحسن )عليه السلم( في كم دخل يعقوب من ولده على
يوسف؟ قال» :في أحد عشر ابنا له« ،فقيل له :أسباط؟ قال» :نعم«.
و سألته عن يوسف و أخيه ،أ كان أخاه لمه ،أم ابن خالته؟ قال» :ابن خالته«.
-[52] /5383عن ابن أبي عمير ،عن بعض أصحابنا ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول الَ :و َرَفَع َأَبَوْيِه
ش قال» :العرش :السرير«. عَلى اْلَعْر َِ
جدًا قال» :كان سجودهم ذلك عبادة ل«. سّ
خّروا َلُه ُ
و في قولهَ :و َ
-[53] /5384عن محمد بن بهروز ،عن جعفر بن محمد )عليهما السلم( قال» :إن يعقوب قال ليوسف حيث
التقيا:
أخبرني -يا بني -كيف صنع بك؟ فقال له يوسف :انطلق بي فأقعدت على رأس الجب ،فقيل لي :انزع القميص.
فقلت لهم :إني أسألكم بوجه أبي الصديق يعقوب ،ل تبدوا عورتي و ل تسلبوني قميصي ،قال :فأخرج علي فلن
السكين .فغشي على يعقوب ،فلما أفاق ،قال له يعقوب :حدثني كيف صنع بك؟ فقال له يوسف» :إني أطالب -يا
أبتاه -لما كففت .فكف«.
-[54] /5385عن محمد بن مسلم ،قال :قلت لبي جعفر )عليه السلم( :كم عاش يعقوب مع يوسف بمصر بعد
ما جمع ال ليعقوب شمله ،و أراه تأويل رؤيا يوسف الصادقة؟ قال» :عاش حولين«.
قلت :فمن كان يومئذ الحجة ل في الرض ،يعقوب أم يوسف؟ قال» :كان يعقوب الحجة ،و كان الملك ليوسف،
فلما مات يعقوب حمل يوسف عظام يعقوب في تابوت إلى أرض الشام ،فدفنه في بيت المقدس ،ثم كان يوسف بن
يعقوب الحجة«.
__________________________________________________
-50تفسير العّياشي .83 /197 :2
-51تفسير العّياشي .84 /197 :2
-52تفسير العّياشي .85 /197 :2
-53تفسير العّياشي .86 /198 :2
-54تفسير العّياشي .87 /198 :2
) (1المتقّدم في الحديث ) (26من تفسير هذه اليات.
) (2في »س ،ط« :نسخة بدل :خرج.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص209 :
-[55] /5386عن إسحاق بن يسار ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( أنه قال» :إن ال بعث إلى يوسف -و هو في
السجن -يا بن يعقوب ،ما أسكنك مع الخطائين؟ قال :جرمي -قال -فاعترف بجرمه فاخرج » «1و اعترف
بمجلسه منها مجلس الرجل من أهله » ،«2فقال له :ادع بهذا الدعاء :يا كبير كل كبير ،يا من ل شريك له و ل
وزير ،يا خالق الشمس و القمر المنير ،يا عصمة المضطر الضرير ،يا قاصم كل جبار مبير » ،«3يا مغني
البائس الفقير ،يا جابر العظم الكسير ،يا مطلق المكبل السير ،أسألك بحق محمد و آل محمد ،أن تجعل لي من
أمري فرجا و مخرجا ،و ترزقني من حيث أحتسب و من حيث ل أحتسب -قال -فلما أصبح ،دعابة » «4الملك،
ن«. جِسْ ن ال ّ
جِني ِم َ خَر َ
ن ِبي ِإْذ َأ ْ
سَحَ فخلى سبيله ،و ذلك قولهَ :و َقْد َأ ْ
-[56] /5387عن عباس بن يزيد ،قال سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول» :بينا رسول ال )صلى ال عليه
و آله( جالس في أهل بيته ،إذ قال :أحب يوسف أن يستوثق لنفسه ،قال :فقيل :بماذا ،يا رسول ال؟ قال :لما عزل
له عزيز مصر عن مصر ،لبس ثوبين جديدين -أو قال :لطيفين » -«5و خرج إلى فلة من الرض ،فصلى
طَر
ث فا ِ
لحاِدي ِ
ل ا َْ
ن َتْأِوي ِ
عّلْمَتِني ِم ْ
ك َو َ
ن اْلُمْل ِ
ب َقْد آَتْيَتِني ِم َ
ركعات ،فلما فرغ رفع يده إلى السماء ،فقالَ :ر ّ
خَرِة -قال -فهبط إليه جبرئيل ،فقال له :يا يوسف ،ما حاجتك؟ قال: لِت َوِلّيي ِفي الّدْنيا َو ا ْ ض َأْن َلْر ِ ت َو ا َْ
سماوا ِ ال ّ
ن« فقال أبو عبد ال )عليه السلم(» :خشي الفتن«. حي َ
صاِل ِ
حْقِني ِبال ّ سِلمًا َو َأْل ِ رب َتَوّفِني ُم ْ
-[57] /5388محمد بن يعقوب :بإسناده عن سهل بن زياد ،عن محمد بن عيسى ،عن العباس بن هلل الشامي
مولى أبي الحسن )عليه السلم( عنه ،قال :قلت له :جعلت فداك ،ما أعجب إلى الناس من يأكل الجشب و يلبس
الخشن و يتخشع؟
فقال» :أما علمت أن يوسف )عليه السلم( نبي ابن نبي ،كان يلبس أقبية الديباج مزرورة بالذهب ،و يجلس في
مجالس آل فرعون » «6يحكم ،فلم يحتج الناس إلى لباسه ،و إنما احتاجوا إلى قسطه ،و إنما يحتاج من المام في
أن إذا قال صدق ،و إذا وعد أنجز ،و إذا حكم عدل ،لن ال ل يحرم طعاما و ل شرابا من حلل ،و إنما حرم
الحرام
__________________________________________________
-55تفسير العّياشي .88 /198 :2
-56تفسير العّياشي [.....] .89 /199 :2
-57الكافي .5 /453 :6
ن الصحيح :فاعترف بجرمك فاخرج. ) (1الظاهر أ ّ
سلم( المؤّكدة في الكتاب الكريم ،كقوله تعالىَ :و ) (2في الحديث غرابة ،و هو يخالف عصمة يوسف )عليه ال ّ
صَم يوسف ،32 :و كذلك في سائر روايات هذا الباب. سَتْع َسِه َفا ْ ن َنْف ِ عَْلَقْد راَوْدُتُه َ
) (3أي مهلك يسرف في إهلك الناس» .أقرب الموارد -بور.«67 :1 -
) (4في المصدر :دعاه.
) (5في المصدر :نظيفين.
) (6المراد ملك مصر ،و هو غير فرعون موسى كما يستفاد من السير.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص210 :
ق ».««1 ن الّرْز ِ
ت ِم َ
طّيبا ِ
ج ِلِعباِدِه َو ال ّ
خَر َ
ل اّلِتي َأ ْ
حّرَم ِزيَنَة ا ِّ
ن َ
ل َم ْ
قل أو كثر ،و قد قال ال عز و جلُ :ق ْ
ل » «2الية. حّرمَ ِزيَنَة ا ِّن َل َم ْ
و قد تقدم هذا الحديث من طريق العياشي في قوله تعالىُ :ق ْ
-[58] /5389و عنه :عن علي بن إبراهيم ،عن هارون بن مسلم ،عن مسعدة بن صدقة ،قال :دخل سفيان
الثوري على أبي عبد ال )عليه السلم( فرأى عليه ثيابا بيضا كأنها غرقئ » «3البيض ،فقال له :إن هذا اللباس
ليس من لباسك؟
فقال له» :اسمع مني و ع ما أقول لك ،فإنه خير لك عاجل و آجل ،إن أنت مت على السنة و الحق و لم تمت على
بدعة ،أخبرك أن رسول ال )صلى ال عليه و آله( كان في زمان مقفر جدب ،فأما إذا أقبلت الدنيا ،فأحق أهلها بها
أبرارها ل فجارها ،و مؤمنوها ل منافقوها ،و مسلموها ل كفارها ،فما أنكرت يا ثوري؟ فو ال إنني لمع ما ترى
ما أتى علي مذ عقلت ،صباح و ل مساء و ل في مالي حق أمرني أن أضعه موضعا إل وضعته«.
قال :و أتاه قوم ممن يظهرون الزهد و يدعون الناس أن يكونوا معهم على مثل الذي هم عليه من التقشف.
و أظهروا الحتجاج بينهم و بينه )عليه السلم( و أبطل حجتهم ،و قال )عليه السلم(» :أعلموا -أيها النفر -أني
سمعت أبي يروي عن آبائه )عليهم السلم( أن رسول ال )صلى ال عليه و آله( قال يوما :ما عجبت من شيء
كعجبي من المؤمن أنه إن قرض جسده في دار الدنيا بالمقاريض كان خيرا له ،و إن ملك ما بين مشارق الرض
و مغاربها كان خيرا له ،و كل ما يصنع ال عز و جل به فهو خير له .و أخبروني أين أنتم عن سليمان بن داود
)عليه السلم( ،حيث سأل ال ملكا ل ينبغي لحد من بعده ،فأعطاه ال جل اسمه ذلك ،و كان يقول الحق و يعمل
به ،ثم لم نجد ال عز و جل عاب عليه ذلك ،و ل أحدا من المؤمنين ،و داود النبي )عليه السلم( قبله في ملكه و
عِليٌم »
ظ َ حِفي ٌ
ض ِإّني َ لْر ِ ن ا َْ
خزاِئ ِ
على َ
جَعْلِني َ
شدة سلطانه ،ثم يوسف النبي )عليه السلم( حيث قال لملك مصر :ا ْ
«4فكان من أمره الذي كان ،أن اختار مملكة الملك و ما حولها إلى اليمن ،و كانوا يمتارون الطعام من عنده
لمجاعة أصابتهم ،و كان يقول الحق و يعمل به ،فلم نجد أحدا عاب ذلك عليه ثم ذي القرنين ،كان عبدا أحب ال
فأحبه ال ،و طوى له السباب ،و ملكه مشارق الرض و مغاربها ،و كان يقول الحق و يعمل به ،ثم لم نجد أحدا
عاب ذلك عليه«.
-[59] /5390عمر بن إبراهيم الوسي :عن عبد ال ،قال :عاش يعقوب و العيص مائة سنة و سبعة و أربعين
ك َون اْلُمْل ِ
ب َقْد آَتْيَتِني ِم َسنة ،فلما جمع ال ليوسف شمله ،و أقر عينيه بمراده ،تمنى الموت خلف أبيه ،فقالَ :ر ّ
لحاِدي ِ
ث ل ا َْ
ن َتْأِوي ِ
عّلْمَتِني ِم ْ
َ
قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(» :ما تمنى أحد من النبياء الموت إل
__________________________________________________
-58الكافي 65 :5و .1 /69
... -59قصص النبياء للثعلبي» 124 :نحوه«.
) (1العراف .32 :7
) (2تقّدم في الحديث ) (14من تفسير الية ) (7من سورة العراف.
) (3الغرقى :القشرة الملتزقة ببياض البيض »لسان العرب -غرق.«286 :10 -
) (4يوسف .44 :12
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص211 :
يوسف«.
فلما حضره الموت ،أوصى إخوته أن يحملوه إلى الشام ،و يدفنوه مع آبائه ،ثم استخلف من بعده يهودا ،ثم روبيل،
ثم ريالون ،ثم شمعون ،ثم معجز » «1ثم معمائيل ،ثم دان ،ثم لوي ،ثم شدخ ،ثم خبير » «2و كان هارون و
موسى )على نبينا و آله و عليهما السلم( من نسل لوي ،و كان بين دخول يوسف مصر و دخول موسى
أربعمائة سنة و ثمانون سنة.
قوله تعالى:
عْنها ن -إلى قوله تعالىَ -و ُهْم َ جَمُعوا َأْمَرُهْم َو ُهْم َيْمُكُرو َ
ت َلَدْيِهْم ِإْذ َأ ْ
ك َو ما ُكْن َ حيِه ِإَلْي َ
ب ُنو ِ ن َأْنباِء اْلَغْي ِ ك ِم ْ ذِل َ
ك َو
حيِه ِإَلْي َ
ب ُنو ِ
ن َأْنباِء اْلَغْي ِ
ك ِم ْن ] -[1] /5391 [105 -102قال علي بن إبراهيم :ثم قال ال لنبيه :ذِل َ ضو َ ُمْعِر ُ
ن.
ت ِبُمْؤِمِني َ
ص َ حَر ْ س َو َلْو َن ثم قالَ :و ما َأْكَثُر الّنا ِ جَمُعوا َأْمَرُهْم َو ُهْم َيْمُكُرو َ ت َلَدْيِهْم ِإْذ َأ ْما ُكْن َ
ن قال: ضو َ عْنها ُمْعِر ُ عَلْيها َو ُهْم َن َض َيُمّرو َ لْر ِ ت َو ا َْ سماوا ِ ن آَيٍة ِفي ال ّن ِم ْ قال :و قوله تعالىَ :و َكَأّي ْ
الكسوف و الزلزلة و الصواعق.
قوله تعالى:
ن ][106 شِرُكو َ ل َو ُهْم ُم ْ ل ِإ ّ ن َأْكَثُرُهْم ِبا ِّ َو ما ُيْؤِم ُ
-[2] /5392محمد بن يعقوب :عن عدة من أصحابنا ،عن سهل بن زياد ،عن يحيى بن المبارك ،عن عبد ال ابن
جبلة ،عن سماعة ،عن أبي بصير ،و إسحاق بن عمار ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال عز و جلَ :و
ن ،قال» :يطيع الشيطان من حيث ل يعلم ،فيشرك«. شِرُكو َ ل َو ُهْم ُم ْ ل ِإ ّ ن َأْكَثُرُهْم ِبا ِّ ما ُيْؤِم ُ
-[3] /5393و عنه :عن علي بن ابراهيم ،عن محمد بن عيسى ،عن يونس ،عن ابن بكير ،عن ضريس ،عن
أبي
__________________________________________________
-1تفسير القّمي [.....] .357 :1
-[15] /5418و عنه ،قال :حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ،قال :حدثنا محمد بن الحسن الصفار ،عن
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ،عن علي بن أسباط ،عن سليمان مولى طربال ،عن هشام الجواليقي ،قال:
ل ما يعنى به؟ قال» :تنزيهه«.
ن ا ِّ
سْبحا َ
سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول ال عز و جلُ :
-[16] /5419و عنه ،قال :حدثنا عبد ال بن محمد بن عبد الوهاب ،قال :أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن
عبد ال بن حمزة الشعراني العماري ،من ولد عمار بن ياسر )رحمه ال( ،قال :حدثنا أبو محمد عبيد ال بن يحيى
بن عبد الباقي الذني بأذنه » ،«1قال :حدثنا علي بن الحسن المعاني ،قال :حدثنا عبد ال بن يزيد ،عن يحيى بن
عقبة بن أبي العيزار ،قال :حدثنا محمد بن حجار » ،«2عن يزيد بن الصم ،قال :سأل رجل عمر بن الخطاب،
ل؟
ن ا ِّ
سْبحا َ
فقال :يا أمير المؤمنين ،ما تفسير ُ
فقال :إن في هذا الحائط رجل كان إذا سئل أنبأ ،و إذا سكت ابتدأ » .«3فدخل الرجل فإذا هو علي بن أبي طالب
ل؟ قال» :هو تعظيم جلل ال عز و جل .و تنزيهه عما قال ن ا ِّ
سْبحا َ
)عليه السلم( ،فقال :يا أبا الحسن ما تفسير ُ
فيه كل مشرك ،فإذا قالها العبد صلى عليه كل ملك«.
قوله تعالى:
ل اْلُقرى ][109 ن َأْه ِ
حي ِإَلْيِهْم ِم ْ
ل ُنو ِ
ل ِرجا ً ك ِإ ّ
ن َقْبِل َ
سْلنا ِم َْو ما َأْر َ
-[1] /5420ابن بابويه ،قال :حدثنا محمد بن القاسم المفسر المعروف بأبي الحسن الجرجاني )رضي ال عنه(،
قال :حدثنا يوسف بن محمد بن زياد و علي بن محمد بن سيار ،عن أبو يهما ،عن الحسن بن علي ،عن أبيه علي
بن محمد ،عن أبيه محمد بن علي ،عن أبيه علي بن موسى ،عن أبيه موسى بن جعفر ،عن أبيه الصادق جعفر بن
محمد )عليهم السلم( -في حديث -قال فيه مخاطبا» :أو لست تعلم أن ال تعالى لم يخل الدنيا من نبي قط أو إمام
ن َأْهلِ اْلُقرى؟ حي ِإَلْيِهْم ِم ْ
ل ُنو ِ
ل ِرجا ً
ك يعني إلى الخلقِ :إ ّ
ن َقْبِل َ
سْلنا ِم ْ
من البشر؟ أو ليس ال تعالى يقولَ :و ما َأْر َ
فأخبر أنه لم يبعث الملئكة إلى الرض ،فيكونوا أئمة و حكاما ،و إنما أرسلوا إلى أنبياء ال«.
__________________________________________________
-15معاني الخبار.2 /9 :
-16التوحيد.1 /311 :
سلم( .1 /270 :1 -1عيون أخبار الّرضا )عليه ال ّ
صيصة -من ثغور الشام -خرج منه جماعة من أهل العلم و سكنه آخرون. ) (1أذنة :بلد من الّثغور قرب الم ّ
»معجم البلدان [.....] .«133 :1
) (2الظاهر أّنه محّمد بن جحادة .انظر تاريخ بغداد .112 :14
) (3في »ط« :أنبأ.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص217 :
قوله تعالى:
صُرنا ][110
ظّنوا َأّنُهْم َقْد ُكِذُبوا جاَءُهْم َن ْل َو َ سُس الّر ُ سَتْيَأ َحّتى ِإَذا ا َْ
-[1] /5421قال علي بن إبراهيم :حدثني أبي ،عن محمد بن أبي عمير ،عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال )عليه
السلم( ،قال» :و كلهم إلى أنفسهم ،فظنوا أن الشياطين قد تمثلت لهم في صورة الملئكة«.
-[2] /5422ابن بابويه ،قال :حدثنا تميم بن عبد ال بن تميم القرشي )رضي ال عنه( ،قال :حدثني أبي ،عن
حمدان بن سليمان النيسابوري ،عن علي بن محمد بن الجهم ،قال :حضرت مجلس المأمون و عنده الرضا علي
بن موسى )عليه السلم( ،فقال له المأمون :يا بن رسول ال ،أليس من قولك ،إن النبياء معصومون؟ قال» :بلى«
حّتى ِإَذا
و ذكر الحديث إلى أن قال فيه :فقال المأمون لبي الحسن )عليه السلم( :فأخبرني عن قول ال تعالىَ :
صُرنا.
ظّنوا َأّنُهْم َقْد ُكِذُبوا جاَءُهْم َن ْل َو َ سُ س الّر ُسَتْيَأ َاْ
قال الرضا )عليه السلم(» :يقول ال تعالى حتى إذا استيأس الرسل من قومهم ،و ظن قومهم أن الرسل قد كذبوا،
جاء الرسل نصرنا«.
سَتْيَأ َ
س حّتى ِإَذا ا ْ -[/5423العياشي :عن أبي بصير ،عن أبي جعفر و أبي عبد ال )عليهما السلم( في قول الَ :
ظّنوا َأّنُهْم َقْد ُكِذُبوا .مخففة ،قال» :ظنت الرسل أن الشياطين تمثل لهم على صورة الملئكة«. ل َو َ سُ الّر ُ
-[4] /5424عن ابن شعيب ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،قال» :و كلهم ال إلى أنفسهم أقل من طرفة عين«.
-[5] /5425عن يعقوب ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،قال :أما أهل الدنيا فقد أظهروا الكذب ،و ما كانوا إل
من الذين و كلهم ال إلى أنفسهم ليمن عليهم«.
-[6] /5426عن محمد بن هارون ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،قال» :ما علم رسول ال )صلى ال عليه و
آله( أن جبرئيل من عند ال إل بالتوفيق«.
-[7] /5427عن زرارة ،قال :قلت لبي عبد ال )عليه السلم( :كيف لم يخف رسول ال )صلى ال عليه و آله(
فيما يأتيه من
__________________________________________________
-1تفسير القّمي .358 :1
سلم( .1 /201 :1 -2عيون أخبار الّرضا )عليه ال ّ
-3تفسير العّياشي .102 /201 :2
-4تفسير العّياشي .103 /201 :2
-5تفسير العّياشي .104 /201 :2
-6تفسير العّياشي .105 /201 :2
-7تفسير العّياشي .106 /201 :2
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص218 :
قبل ال أن يكون ذلك مما ينزغ به الشيطان؟
قال :فقال» :إن ال إذا اتخذ عبدا رسول أنزل عليه السكينة و الوقار ،فكان الذي يأتيه من قبل ال مثل الذي يراه
بعينه«.
-[8] /5428أبو جعفر بن جرير الطبري :بإسناده إلى أبي علي النهاوندي ،قال :حدثنا أبو عبد ال محمد بن أحمد
القاساني ،قال :حدثنا محمد بن سليمان ،قال :حدثنا علي بن يوسف ،قال :حدثني أبي ،عن المفضل بن عمر ،عن
أبي عبد ال )عليه السلم( ،قال» :جاء رجل إلى أمير المؤمنين )عليه السلم( فشكا إليه طول دولة الجور ،فقال
له أمير المؤمنين )عليه السلم( :و ال ل يكون ما تأملون حتى يهلك المبطلون ،و يضمحل الجاهلون ،و يأمن
المتقون ،و قليل ما يكون حتى ل يكون لحدكم موضع قدمه ،و حتى تكونوا على الناس أهون من الميتة عند
ل َوسُس الّر ُ
سَتْيَأ َحّتى ِإَذا ا ْ صاحبها ،فبينا أنتم كذلك إذ جاء نصر ال و الفتح و هو قول ربي عز و جل في كتابهَ :
صُرنا«.
ظّنوا َأّنُهْم َقْد ُكِذُبوا جاَءُهْم َن ْ
َ
ذكر هذا الحديث الطبري في كتابه في أبواب القائم )عليه السلم(.
قوله تعالى:
ن ] -[1] /5429 [111و قال علي بن إبراهيم: ب -إلى قوله تعالىُ -يْؤِمُنو َ لْلبا ِ
لوِلي ا َْ
عْبَرٌة ُِ صِهْم ِ
ص ِ ن ِفي َق َ َلَقْد كا َ
حِديثًا ُيْفَترى يعني ن َ ب يعني لولي العقول :ما كا َ لْلبا ِ
لوِلي ا َْعْبَرٌة ُِ
صِهْم ِ
ص ِ ن ِفي َق َثم قال ال عز و جلَ :لَقْد كا َ
ن.
حَمًة ِلَقْوٍم ُيْؤِمُنو َ
ى َو َر ْ
يٍء َو ُهد ً
ش ْل ُكلّ َ
صي َ
ن َيَدْيِه يعني من كتب النبياء َو َتْف ِ ق اّلِذي َبْي َ
صِدي َ
ن َت ْالقرآن لِك ْ
__________________________________________________
-8دلئل المامة.251 :
-1تفسير القّمي .358 :1
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص219 :
سورة الرعد
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص221 :
سورة الرعد فضلها
-[1] /5430ابن بابويه :بإسناده ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( أنه قال» :من أكثر من قراءة سورة الرعد لم
يصبه ال بصاعقة أبدا ،و لو كان ناصبيا ،و إذا كان مؤمنا أدخله الجنة بغير حساب ،و يشفع في جميع من يعرفه
من أهل بيته و إخوانه«.
-[2] /5431العياشي :عن عثمان بن عيسى ،عن الحسين بن أبي العلء ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال:
»من أكثر قراءة سورة الرعد لم تصبه صاعقة أبدا ،و إن كان ناصبيا ،فإنه ل يكون أشر من الناصب ،و إن كان
مؤمنا أدخله ال الجنة بغير حساب ،و يشفع في جميع من يعرف من أهل بيته و إخوانه من المؤمنين«.
-[3] /5432و من )خواص القرآن( :روي عن النبي )صلى ال عليه و آله( أنه قال» :من قرأ هذه السورة كان
له من الجر عشر حسنات بوزن كل سحاب مضى ،و كل سحاب يكون ،و يبعث يوم القيامة من الموفين بعهد
ال ،و من كتبها و علقها في ليلة مظلمة بعد صلة العشاء الخرة على ضوء نار ،و جعلها من ساعته على باب
سلطان جائر و ظالم ،هلك و زال ملكه«.
-[4] /5433و عن الصادق )عليه السلم(» :من كتبها في ليلة مظلمة بعد صلة العتمة ،و جعلها من ساعته على
باب السلطان الجائر الظالم ،قام عليه عسكره و رعيته ،فل يسمع كلمه ،و يقصر عمره و قوله ،و يضيق
صدره ،و إن جعلت على باب ظالم أو كافر أو زنديق ،فهي تهلكه بإذن ال تعالى«.
__________________________________________________
-1ثواب العمال.106 :
-2تفسير العّياشي .1 /202 :2
-3خواص القرآن ،3 :مجمع البيان [.....] .419 :6
-4خواص القرآن» 42 :مخطوط«.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص223 :
قوله تعالى:
حيِم المر ][1 ن الّر ِ
حم ِ
ل الّر ْ سِم ا ِّ
ِب ْ
-[1] /5434ابن بابويه ،قال :أخبرنا أبو الحسن محمد بن هارون الزنجاني ،فيما كتب إلي على يدي علي بن
أحمد البغدادي الوراق ،قال :حدثنا معاذ بن المثنى العنبري ،قال :حدثنا عبد ال بن محمد بن أسماء ،قال :حدثنا
جويرية ،عن سفيان بن سعيد الثوري ،قال :قلت لجعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
)عليهم السلم( :يا بن رسول ال ،ما معنى قول ال عز و جل :المر؟
قال» :المر معناه :أنا ال المحيي المميت الرزاق«.
-[2] /5435العياشي :عن أبي لبيد ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال» :يا أبا لبيد ،إن في حروف القرآن لعلما
ب » «1فقام محمد )صلى ال عليه و آله( حتى ظهر نوره ،و ثبتت ك اْلِكتا ُ
جما ،إن ال تبارك و تعالى أنزل الم ذِل َ
كلمته ،و ولد يوم ولد و قد مضى من اللف السابع مائة سنة و ثلث سنين -ثم قال -:و تبيانه في كتاب ال في
الحروف المقطعة إذا عددتها من غير تكرار ،و ليس من حروف مقطعة حرف تنقضي أيامه إل و قائم من بني
هاشم عند انقضائه -ثم قال -اللف واحد ،و اللم ثلثون ،و الميم أربعون ،و الصاد تسعون » ،«2فذلك مائة و
ل » «4فلما بلغت مدتها » «5قام إحدى و ستون » ،«3ثم كان بدء خروج الحسين بن علي )عليه السلم( :الم ا ُّ
قائم من ولد العباس عند
__________________________________________________
-1معاني الخبار.1 /22 :
-2تفسير العّياشي .2 /202 :2
) (1البقرة .2 -1 :2
) (2في المصدر :سّتون.
) (3في المصدر :و ثلثون.
) (4آل عمران .2 -1 :3
) (5في المصدر :مّدته.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص224 :
المص » «1و يقوم قائمنا عند انقضائها .المر فافهم ذلك و عه و اكتمه«.
قوله تعالى:
عَمٍد َتَرْوَنها ] -[1] /5436 [2علي بن إبراهيم :يعني بغير اسطوانة. ت ِبَغْيِر َ
سماوا ِ ل اّلِذي َرَفَع ال ّ ا ُّ
-[2] /5437ثم قال :حدثني أبي ،عن الحسين بن خالد ،عن أبي الحسن الرضا )عليه السلم( ،قال :قلت له:
ك » .«2فقال» :هي محبوكة إلى الرض« و شبك بين حُب ِ
ت اْل ُ
سماِء ذا ِ أخبرني عن قول ال عز و جلَ :و ال ّ
أصابعه.
عَمٍد َتَرْوَنها؟ فقال» :سبحان ال! أ ليس ت ِبَغْيِر َ
سماوا ِفقلت كيف تكون محبوكة إلى الرض ،و ال يقولَ :رَفَع ال ّ
عَمٍد َتَرْوَنها؟« فقلت :بلى .فقال )عليه السلم(» :ثم عمد ،و لكن ل ترونها«. ال يقولِ :بَغْيِر َ
قلت :كيف ذلك ،جعلني ال ،فداك؟ قال :فبسط كفه اليسرى ،ثم وضع اليمنى عليها ،فقال» :هذه أرض الدنيا ،و
السماء الدنيا عليها فوقها قبة ،و الرض الثانية فوق السماء الدنيا ،و السماء الثانية فوقها قبة ،و الرض الثالثة
فوق السماء الثانية ،و السماء الثالثة فوقها قبة ،و الرض الرابعة فوق السماء الثالثة ،و السماء الرابعة فوقها قبة،
و الرض الخامسة فوق السماء الرابعة ،و السماء الخامسة فوقها قبة ،و الرض السادسة فوق السماء الخامسة ،و
السماء السادسة فوقها قبة ،و الرض السابعة فوق السماء السادسة ،و السماء السابعة فوقها قبة ،و عرش الرحمن
ن َيَتَنّز ُ
ل ض ِمْثَلُه ّ
لْر ِ ن ا َْت طباقا َو ِم َ سماوا ٍ سْبَع َ
ق َ
خَل َ
تبارك و تعالى فوق السماء السابعة ،و هو قوله عز و جلَ :
ن » «3فأما صاحب المر فهو رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،و الوصي بعد رسول ال )صلى ال لْمُر َبْيَنُه ّ ا َْ
عليه و آله( قائم على وجه الرض ،فإنما يتنزل المر إليه من فوق السماء من بين السماوات و الرضين«.
قلت :فما تحتنا إل أرض واحدة؟ فقال» :ما تحتنا إل أرض واحدة ،و إن الست لهن فوقنا« ».«4
-[3] /5438العياشي :عن الحسين بن خالد ،قال :قلت لبي الحسن الرضا )عليه السلم( :أخبرني عن قول ال:
ك » «5قال» :محبوكة إلى الرض« و شبك بين أصابعه. حُب ِ
ت اْل ُ
سماِء ذا ِ َو ال ّ
__________________________________________________
-1تفسير القّمي .359 :1
-2تفسير القّمي .328 :2
-3تفسير العّياشي .3 /203 :2
) (1العراف .1 :7
) (2الذاريات .7 :51
) (3الطلق [.....] .12 :65
) (4في المصدر :فوقها.
) (5الذاريات .7 :51
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص225 :
عَمٍد َتَرْوَنها؟ فقال» :سبحان ال! أ ليس ت ِبَغْيِر َسماوا ِفقلت :كيف تكون محبوكة إلى الرض ،و هو يقولَ :رَفَع ال ّ
عَمٍد َتَرْوَنها؟!«.يقولِ :بَغْيِر َ
فقلت :بلى .فقال» :ثم عمد و لكن ل ترى«.
فقلت :كيف ذاك؟ فبسط كفه اليسرى ثم وضع اليمنى عليها ،فقال :هذه الرض الدنيا و السماء الدنيا عليها قبة«.
ش سيأتي -إن شاء ال تعالى -معنى ذلك في سورة طه ».«1 عَلى اْلَعْر ِ سَتوى َ قوله تعالىُ :ثّم ا ْ
قوله تعالى:
خَل ْ
ت سَنِة َو َقْد َ حَل اْل َ
سّيَئِة َقْب َ
ك ِبال ّ
جُلوَن َ
سَتْع ِ
ب -إلى قول تعالىَ -و َي ْ عنا ٍن َأ ْ
ت ِم ْ
جّنا ٌ
ت َو َطٌع ُمَتجاِورا ٌ ض ِق َ
لْر ِ َو ِفي ا َْ
ت ][6 -4 ن َقْبِلِهُم اْلَمُثل ُِم ْ
-[1] /5439ابن شهر آشوب :عن الخركوشي في )شرف المصطفى( و الثعلبي في )الكشف و البيان( و الفضل
ابن شاذان في )المالي( و اللفظ له ،بإسنادهم عن جابر بن عبد ال ،قال :سمعت رسول ال )صلى ال عليه و آله(
ب َو عنا ٍ ن َأ ْ
ت ِم ْجّنا ٌ
يقول لعلي )عليه السلم(» :الناس من شجر شتى ،و أنا و أنت من شجرة واحدة -ثم قرأَ -و َ
حٍد بالنبي و بك«. سقى ِبماٍء وا ِ ن ُي ْ
صْنوا ٍ غْيُر ِ ن َو َصْنوا ٌ ل ِ خي ٌع َو َن ِ َزْر ٌ
قال :و رواه النطنزي في )الخصائص( عن سلمان
،و
في رواية» :أنا و علي من شجرة ،و الناس من أشجار شتى«.
قلت :و روى حديث جابر بن عبد ال ،الطبرسي ،و علي بن عيسى في )كشف الغمة( ».«2
-[2] /5440العياشي :عن الخطاب العور ،رفعه إلى أهل العلم و الفقه من آل محمد )عليه و آله السلم( ،قال:
ت يعني :هذه الرض الطيبة مجاورة لهذه الرض المالحة و ليست منها ،كما طٌع ُمَتجاِورا ٌ ض ِق َلْر ِ »َو ِفي ا َْ
يجاور القوم القوم و ليسوا منهم«.
ت أي متصلة بعضها ببعض طٌع ُمَتجاِورا ٌ ض ِق َ لْر ِ -[3] /5441و قال علي بن إبراهيم :و قولهَ :و ِفي ا َْ
__________________________________________________
سلم( ،... -1المناقب ل بن المغازلي ،454 /400 :شواهد التنزيل ،395 /288 :1ترجمة المام علي )عليه ال ّ
من تاريخ ابن عساكر ،178 /142 :1تفسير القرطبي ،283 :9فرائد السمطين ،17 /52 :1الدّر المنثور :4
،605تاريخ الخلفاء للسيوطي ،136 :الصواعق المحرقة.123 :
-2تفسير العّياشي .4 /203 :2
-3تفسير القّمي .359 :1
) (1يأتي في تفسير الية ) (5من سورة طه.
) (2مجمع البيان ،424 :6كشف الغمة .295 :1
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص226 :
ن و الصنوان :التالة » «1التي تنبت من أصل الشجرة َو صْنوا ٌ
ل ِ خي ٌ ع َو َن ِ ب أي بساتين َو َزْر ٌ عنا ٍ ن َأ ْت ِم ْجّنا ٌ َو َ
ل فمنه حلو ،و منه حامض ،و منه مر ،يسقى لُك ِ
ض ِفي ا ُْ على َبْع ٍ ضها َ ل َبْع َ ضُحٍد َو ُنَف ّ سقى ِبماٍء وا ِ ن ُي ْصْنوا ٍ غْيُر ِ َ
ن.ت ِلَقْوٍم َيْعِقُلو َ
ليا ٍك َ ن ِفي ذِل َ بماء واحد ِإ ّ
جِديٍد ق َ خْل ٍ
ب َقْوُلُهْم َأ ِإذا ُكّنا ُترابًا َأ ِإّنا َلِفي َ
ب َفَعجَ ٌج ْ ن َتْع َثم حكى ال عز و جل قول الدهرية من قريش ،فقالَ :و ِإ ْ
ن و كانوا ب الّناِر ُهْم ِفيها خاِلُدو َ صحا ُ ك َأ ْعناِقِهْم َو ُأولِئ َ ل ِفي َأ ْ غل ُ لْ ك ا َْ ن َكَفُروا ِبَرّبِهْم َو ُأولِئ َ ك اّلِذي َثم قالُ :أولِئ َ
ت أي ن َقْبِلِهُم اْلَمُثل ُ
ت ِم ْخَل ْ
سَنِة َو َقْد َ ل اْلحَ َ
سّيَئِة َقْب َ
ك ِبال ّ جُلوَن َ
سَتْع ِ
يستعجلون بالعذاب ،فقال ال عز و جلَ :و َي ْ
العذاب.
قوله تعالى:
ظْلِمِهْم ][6 على ُ س َ ك َلُذو َمْغِفَرٍة ِللّنا ِ ن َرّب ََو ِإ ّ
-[1] /5442ابن بابويه ،قال :حدثنا أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي بنيسابور ،سنة اثنتين و خمسين و
ثلثمائة ،قال :أخبرنا محمد بن يحيى الصولي ،قال :حدثنا ابن ذكوان ،قال :سمعت إبراهيم بن العباس يقول :كنا
في مجلس الرضا )عليه السلم( فتذاكرنا الكبائر ،و قول المعتزلة فيها :إنها ل تغفر ،فقال الرضا )عليه السلم(:
ك َلُذو َمْغِفَرٍة ن َرّب َ
»قال أبو عبد ال )عليه السلم( :قد نزل القرآن بخلف قول المعتزلة ،قال ال جل جللهَ :و ِإ ّ
ظْلِمِهْم«. على ُ س َ ِللّنا ِ
قوله تعالى:
ت ُمْنِذٌر َو ِلُكلّ َقْوٍم هاٍد ][7 ن َرّبِه ِإّنما َأْن َ عَلْيِه آَيٌة ِم ْ
ل َ ن َكَفُروا َلْو ل ُأْنِز َ ل اّلِذي َ َو َيُقو ُ
-[/5443ابن بابويه ،قال :حدثنا أحمد بن إسماعيل ،قال :حدثنا محمد بن همام ،عن عبد ال بن جعفر الحميري،
عن موسى بن مسلم ،عن مسعدة ،قال :كنت عند الصادق )عليه السلم( إذ أتاه شيخ كبير قد انحنى متكئا على
عصاه ،فسلم فرد عليه أبو عبد ال )عليه السلم( الجواب ،ثم قال :يا بن رسول ال ،ناولني يدك لقبلها .فأعطاه
يده
__________________________________________________
-1التوحيد.4 /406 :
-2كفاية الثر.260 :
) (1التال :صغار الّنخل» .المعجم الوسيط -تال.«90 :1 -
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص227 :
فقبلها ثم بكى ،فقال له أبو عبد ال )عليه السلم(» :ما يبكيك يا شيخ؟« فقال :جعلت فداك ،أقمت على قائمكم منذ
مائة سنة ،أقول :هذا الشهر ،و هذه السنة .و قد كبر سني ورق جلدي و دق عظمي و اقترب أجلي ،و ل أرى فيكم
ما أحب ،أراكم مقتولين » «1مشردين ،و أرى أعداءكم يطيرون بالجنحة ،فكيف ل أبكي؟! فدمعت عينا أبي عبد
ال )عليه السلم( ثم قال» :يا شيخ ،إن أبقاك ال حتى ترى قائمنا كنت معنا في السنام العلى ،و إن حلت بك
المنية جئت يوم القيامة مع ثقل محمد )صلى ال عليه و آله( ،و نحن ثقله ،فقال )صلى ال عليه و آله( :إني مخلف
فيكم الثقلين فتمسكوا بهما لن تضلوا :كتاب ال ،و عترتي أهل بيتي« .فقال الشيخ :ل ابالي بعد ما سمعت هذا
الخبر.
ثم قال» :يا شيخ ،اعلم أن قائمنا يخرج من صلب الحسن ،و الحسن يخرج من صلب علي ،و علي يخرج من
صلب محمد ،و محمد يخرج من صلب علي ،و علي يخرج من صلب ابني هذا -و أشار إلى ابنه موسى )عليه
السلم( -و هذا خرج من صلبي .نحن اثنا عشر ،كلنا معصومون مطهرون«.
فقال الشيخ :يا سيدي ،بعضكم أفضل من بعض؟ فقال» :ل ،نحن في الفضل سواء ،و لكن بعضنا أعلم من
بعض« .ثم قال» :يا شيخ ،و ال لو لم يبق من الدنيا إل يوم واحد لطول ال ذلك اليوم حتى يخرج قائمنا أهل
البيت ،أل و إن شيعتنا يقعون في فتنة و حيرة في غيبته ،هناك يثبت ال على هداه المخلصين ،اللهم أعنهم على
ذلك«.
-[2] /5444و عنه ،قال :حدثنا علي بن الحسن بن محمد ،قال :حدثنا عتبة بن عبد ال الحمصي » «2بمكة
قراءة عليه سنة ثمانين و ثلثمائة ،قال :حدثنا علي بن موسى الغطفاني ،قال :حدثنا أحمد بن يوسف الحمصي،
قال:
حدثني محمد بن عكاشة ،قال :حدثنا حسين بن زيد بن علي ،قال :حدثنا عبد ال بن الحسن ،عن أبيه ،عن الحسن
)عليه السلم( ،قال» :خطب رسول ال )صلى ال عليه و آله( يوما ،فقال بعد ما حمد ال و أثنى عليه:
معاشر الناس ،كأني ادعى فأجيب ،و إني تارك فيكم الثقلين :كتاب ال و عترتي أهل بيتي ،ما إن تمسكتم بهما لن
تضلوا ،فتعلموا منهم ،و ل تعلموهم فإنهم أعلم منكم ،ل تخلو الرض منهم ،و لو خلت إذن لساخت بأهلها.
ثم قال )عليه السلم( :اللهم إني أعلم أن العلم ل يبيد و ل ينقطع ،و أنك ل تخلي الرض من حجة لك على خلقك،
ظاهر ليس بالمطاع ،أو خائف مغمور كي ل تبطل حجتك ،و ل يضل أو لياؤك بعد إذ هديتهم ،أولئك القلون
عددا ،العظمون قدرا عند ال.
فلما نزل عن منبره قلت له :يا رسول ال ،أما أنت الحجة على الخلق كلهم؟ قال :يا حسن ،إن ال يقول:
ل َقْوٍم هاٍد فأنا المنذر ،و علي الهادي.
ت ُمْنِذٌر َو ِلُك ّ
ِإّنما َأْن َ
قلت :يا رسول ال ،فقولك :إن الرض ل تخلو من حجة؟ قال :نعم ،علي هو المام و الحجة بعدي و أنت المام و
الحجة بعده و الحسين المام و الحجة و الخليفة بعدك و لقد نبأني اللطيف الخبير أنه يخرج من صلب
__________________________________________________
-2كفاية الثر.162 :
) (1في المصدر :معتلين .العتل :أن تأخذ بتلبيب الرجل فتجّره جّرا عنيفا و تذهب به إلى حبس أو بلّية» .لسان
العرب -عتل.«424 :11 -
) (2في »س« :الجعفي.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص228 :
الحسين ولد يقال له علي سمي جده علي ،فإذا مضى الحسين قام بالمر بعده علي ابنه ،و هو المام و الحجة بعد
أبيه و يخرج ال من صلب علي ولدا سميي ،و أشبه الناس بي علمه علمي ،و حكمه حكمي ،و هو المام و الحجة
بعد أبيه و يخرج ال تعالى من صلب محمد مولودا يقال له جعفر ،أصدق الناس قول و فعل ،و هو المام و
الحجة بعد أبيه و يخرج ال تعالى من صلب جعفر مولودا يقال له موسى ،سمي موسى بن عمران )عليه السلم(،
أشد الناس تعبدا ،فهو المام و الحجة بعد أبيه ،و يخرج ال تعالى من صلب موسى ولدا يقال له علي ،معدن علم
ال ،و موضع حكمه ،و هو المام و الحجة بعد أبيه و يخرج ال من صلب علي مولدا يقال له محمد ،فهو المام و
الحجة بعد أبيه و يخرج ال تعالى من صلب محمد ولدا يقال له علي ،فهو المام و الحجة بعد أبيه و يخرج ال
تعالى من صلب علي مولودا يقال له الحسن ،فهو المام و الحجة بعد أبيه و يخرج ال تعالى من صلب الحسن
الحجة القائم إمام شيعته ،و منقذ أوليائه ،يغيب حتى ل يرى ،فيرجع عن أمره قوم ،و يثبت عليه آخرون َو َيُقوُلو َ
ن
ن » «1و لو لم يكن » «2من الدنيا إل يوم واحد لطول ال عز و جل ذلك اليوم ن ُكْنُتْم صاِدِقي َ
عُد ِإ ْ
َمتى هَذا اْلَو ْ
حتى يخرج قائمنا ،فيمل الرض قسطا و عدل ،كما ملئت ظلما و جورا ،فل تخلو الرض منكم ،أعطاكم ال
علمي و فهمي ،و لقد دعوت ال تبارك و تعالى أن يجعل العلم و الفقه في عقبي و عقب عقبي و زرعي و زرع
زرعي«.
-[3] /5445محمد بن يعقوب :عن عدة من أصحابنا ،عن أحمد بن محمد ،عن الحسين بن سعيد ،عن النضر ابن
سويد ،و فضالة بن أيوب ،عن موسى بن بكر ،عن الفضيل ،قال :سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول ال عز
ل َقْوٍم هاٍد ،فقال» :كل إمام هاد للقرن الذي هو فيهم«. و جلِ :لُك ّ
-[4] /5446و عنه :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن محمد بن أبي عمير ،عن ابن أذينة ،عن بريد العجلي،
ل َقْوٍم هاٍد.
ت ُمْنِذٌر َو ِلُك ّ
عن أبي جعفر )عليه السلم( في قول ال عز و جلِ :إّنما َأْن َ
فقال» :رسول ال )صلى ال عليه و آله( المنذر ،و لكل زمان منا هاد يهديهم إلى ما جاء به النبي )صلى ال عليه
و آله( ،ثم الهداة من بعده علي )عليه السلم( ،ثم الوصياء واحدا بعد واحد«.
-[5] /5447و عنه :عن الحسين بن محمد الشعري ،عن معلى بن محمد ،عن محمد بن جمهور ،عن محمد ابن
ل َقْوٍم هاٍد؟ ت ُمْنِذٌر َو ِلُك ّ
إسماعيل ،عن سعدان ،عن أبي بصير ،قال :قلت لبي عبد ال )عليه السلم(ِ :إّنما َأْن َ
فقال» :رسول ال )صلى ال عليه و آله( المنذر ،و علي )عليه السلم( الهادي ،يا أبا محمد ،هل من هاد اليوم؟«
قلت :بلى -جعلت فداك -ما زال منكم هاد من نور هاد حتى رفعت » «3إليك ،فقال» :رحمك ال -يا أبا محمد -لو
كان إذا نزلت
__________________________________________________
-3الكافي ،1 /147 :1بصائر الدرجات[.....] .6 /50 :
-4الكافي ،2 /148 :1بصائر الدرجات.1 /49 :
-5الكافي ،3 /148 :1بصائر الدرجات.9 /51 :
) (1يونس ،48 :10النبياء ،38 :21النمل ،71 :27سبأ ،29 :34يس ،48 :36الملك .25 :67
) (2في المصدر :يبق.
) (3في المصدر :هاد بعد هاد حّتى دفعت.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص229 :
آية على رجل ثم مات ذلك الرجل ،ماتت الية ،مات الكتاب ،و لكنه حي يجري فيمن بقي كما جرى فيمن
مضى«.
-[6] /5448و عنه :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن الحسين بن سعيد ،عن صفوان ،عن منصور،
ل َقْوٍم هاٍد.
ت ُمْنِذٌر َو ِلُك ّعن عبد الرحيم القصير ،عن أبي جعفر )عليه السلم( في قول ال تبارك و تعالىِ :إّنما َأْن َ
فقال» :رسول ال )صلى ال عليه و آله( المنذر ،و علي )عليه السلم( الهادي ،أما و ال ما ذهبت منا ،و ما زالت
فينا إلى الساعة«.
و روى محمد بن الحسن الصفار ،في كتاب )بصائر الدرجات( هذه الحاديث ».«1
-[7] /5449ابن بابويه ،قال :حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق )رحمه ال( ،قال :حدثنا أبو أحمد عبد العزيز
بن يحيى البصري ،قال :حدثنا المغيرة بن محمد ،قال :حدثني إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن الزدي سنة ست
عشرة و مائة » ،«2قال :حدثنا قيس بن الربيع و منصور بن أبي السود ،عن العمش ،عن المنهال بن عمرو،
عن عباد ابن عبد ال ،قال :قال علي )عليه السلم(» :ما نزلت من القرآن آية إل و قد علمت أين نزلت ،و فيمن
نزلت ،و في أي شيء نزلت ،و في سهل نزلت أو في جبل«.
ل َقْوٍم هاٍد
ت ُمْنِذٌر َو ِلُك ّ
قيل :فما نزل فيك؟ فقال» :لو ل أنكم سألتموني ما أخبرتكم ،نزلت في هذه اليةِ :إّنما َأْن َ
فرسول ال )صلى ال عليه و آله( المنذر ،و أنا الهادي إلى ما جاء به«.
-[8] /5450و عنه ،قال :حدثنا أبي و محمد بن الحسن )رضي ال عنهما( ،قال :حدثنا سعد بن عبد ال ،قال:
حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب و يعقوب بن يزيد جميعا ،عن حماد بن عيسى ،عن حريز بن عبد ال،
ل َقْوٍم هاٍد.ت ُمْنِذٌر َو ِلُك ّ
عن محمد بن مسلم ،قال :قلت لبي عبد ال )عليه السلم( في قوله تعالىِ :إّنما َأْن َ
قال» :كل إمام هاد لكل قوم في زمانهم«.
-[9] /5451و عنه ،قال :حدثنا أبي )رضي ال عنه( ،قال :حدثنا سعد بن عبد ال ،قال :حدثنا أحمد بن محمد بن
عيسى ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن ابن أذينة ،عن بريد بن معاوية العجلي ،قال :قلت لبي جعفر )عليه
السلم(:
ل َقْوٍم هاٍد.
ت ُمْنِذٌر َو ِلُك ّ
ِإّنما َأْن َ
فقال» :المنذر رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،و علي )عليه السلم( الهادي ،و في كل وقت و زمان إمام منا
يهديهم إلى ما
__________________________________________________
-6الكافي ،4 /148 :1ينابيع الموّدة.100 :
-7المالي ،13 /227 :شواهد التنزيل .413 /300 :1
-8كمال الدين و تمام النعمة ،9 /667 :ينابيع المودة.100 :
-9كمال الدين و تمام النعمة.10 /667 :
) (1بصائر الدرجات.9 ،7 ،6 ،1 /51 -49 :
) (2في المصدر :و مائتين.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص230 :
جاء به رسول ال )صلى ال عليه و آله(«.
-[10] /5452محمد بن الحسن الصفار ،عن أحمد بن محمد ،عن الحسين بن سعيد ،عن الحسن بن محبوب ،عن
أبي حمزة الثمالي ،قال :سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول» :دعا رسول ال )صلى ال عليه و آله( بطهور فلما
ل َقْوٍم هاٍد ت ُمْنِذٌر ثم ضم يده إلى صدره ،و قالَ :و ِلُك ّ فرغ أخذ بيد علي )عليه السلم( فألزمها يده ،ثم قالِ :إّنما َأْن َ
ثم قال :يا علي ،أنت أصل الدين ،و منار اليمان ،و غاية الهدى ،و قائد الغر المحجلين ،أشهد لك بذلك«.
-[11] /5453علي بن إبراهيم ،قال :حدثني أبي ،عن حماد ،عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال:
»المنذر :رسول )صلى ال عليه و آله( ،و الهادي :أمير المؤمنين )عليه السلم( ،و بعده الئمة )عليهم السلم( ،و
ل َقْوٍم هاٍد أي في كل زمان إمام هدى » «1مبين« فهو رد على من أنكر أن في كل عصر و زمان هو قولهَ :و ِلُك ّ
إماما ،و أنه ل تخلو الرض من حجة ،كما قال أمير المؤمنين )عليه السلم(» :ل تخلو الرض من إمام قائم
بحجة ال ،إمام ظاهر مشهور ،و إما خائف مغمور ،لئل تبطل حجج ال و بيناته«.
ل َقْوٍم هاٍد أي إمام مبين و منه: و الهدى في كتاب ال على وجوه ،فمنه :الئمة )عليهم السلم( ،و هو قولهَ :و ِلُك ّ
البيان و هو قوله تعالىَ :أ َو َلْم َيْهِد َلُهْم » «2أي يبين لهم و قوله تعالىَ :و َأّما َثُموُد َفَهَدْيناُهْم » «3أي بينا لهم ،و
ن » «4أي سِني َحِ ل َلَمَع اْلُم ْ
ن ا َّسُبَلنا َو ِإ ّ
ن جاَهُدوا ِفينا َلَنْهِدَيّنُهْم ُ مثله كثير و منه :الثواب ،و هو قوله تعالىَ :و اّلِذي َ
ن » «5أي سينجيني و منه :الدللة ،و هو قوله سَيْهِدي ِن َمِعي َرّبي َ ل ِإ ّلنثيبنهم و منه :النجاة ،و هو قوله تعالىَ :ك ّ
ك » «6أي أدلك. ك ِإلى َرّب َ تعالىَ :و َأْهِدَي َ
-[12] /5454الشيخ في )مجالسه( :بإسناده عن الحسين ،عن المفضل ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :ما
بعث ال نبيا أكرم من محمد )صلى ال عليه و آله( ،و ل خلق قبله أحدا ،و ل أنذر ال خلقه بأحد من خلقه قبل
ل َقْوٍم
ت ُمْنِذٌر َو ِلُك ّ لولى » .«7و قالِ :إّنما َأْن َ ن الّنُذِر ا ُْ محمد )صلى ال عليه و آله( ،فذلك قوله تعالى :هذا َنِذيٌر ِم َ
هاٍد فلم يكن قبله مطاع في الخلق ،و ل يكون بعده إلى أن تقوم الساعة ،في كل قرن ،إلى أن يرث ال الرض و
من عليها«.
__________________________________________________
-10بصائر الدرجات.8 /50 :
-11تفسير القّمي .359 :1
-12المالي [.....] .282 :2
) (1في المصدر :هاد.
) (2السجدة .26 :32
) (3فصلت .17 :41
) (4العنكبوت .69 :29
) (5الشعراء .62 :26
) (6النازعات .19 :79
) (7النجم .56 :43
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص231 :
-[13] /5455سليم بن قيس الهللي :في حديث قيس بن سعد مع معاوية ،قال قيس :أنزل ال في أمير المؤمنين
ل َقْوٍم هاٍد.ت ُمْنِذٌر َو ِلُك ّ
)عليه السلم(ِ :إّنما َأْن َ
-[14] /5456العياشي :عن مسعدة بن صدقة ،عن جعفر بن محمد ،عن أبيه ،عن جده ،قال :قال أمير المؤمنين
ل َقْوٍم هاٍد .فقال رسول ال )صلى ال عليه و آله( :أنا ت ُمْنِذٌر َو ِلُك ّ)عليه السلم(» :فينا نزلت هذه اليةِ :إّنما َأْن َ
المنذر و أنت الهادي -يا علي -فمنا الهادي و النجاة و السعادة إلى يوم القيامة«.
-[15] /5457عن عبد الرحيم القصير ،قال :كنت يوما من اليام عند أبي جعفر )عليه السلم( فقال» :يا عبد
ل َقْوٍم هاٍد إذ قال رسول ال )صلى ال عليه و آله( :أنا ت ُمْنِذٌر َو ِلُك ّالرحيم« قلت :لبيك :قال» :قول الِ :إّنما َأْن َ
المنذر و علي الهادي ،فمن الهادي اليوم؟« قال :فسكت طويل ،ثم رفعت رأسي ،فقلت :جعلت فداك ،هي فيكم،
توارثونها رجل فرجل حتى انتهت إليك ،فأنت -جعلت فداك -الهادي ،قال» :صدقت -يا عبد الرحيم -إن القرآن
حي ل يموت ،و الية حية ل تموت ،فلو كانت الية إذا نزلت في أقوام فماتوا مات القرآن ،و لكن هي جارية في
الباقين كما جرت في الماضين«.
و قال عبد الرحيم :قال :أبو عبد ال )عليه السلم(» :إن القرآن حي لم يمت ،و إنه يجري كما يجري الليل و
النهار ،و كما تجري الشمس و القمر ،و يجري على آخرنا كما يجري على أولنا«.
-[16] /5458عن حنان بن سدير ،عن أبيه ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :سمعته يقول في قول ال تبارك و
ل َقْوٍم هاٍد فقال» :قال رسول ال )صلى ال عليه و آله( :أنا المنذر و علي الهادي ،و ت ُمْنِذٌر َو ِلُك ّتعالىِ :إّنما َأْن َ
كل إمام هاد للقرن الذي هو فيه«.
ل َقْوٍم هاٍد. ت ُمْنِذٌر َو ِلُك ّ -[17] /5459عن بريد بن معاوية ،عن أبي جعفر )عليه السلم( في قول الِ :إّنما َأْن َ
فقال» :قال رسول ال )صلى ال عليه و آله( :أنا المنذر و في كل زمان إمام منا يهديهم إلى ما جاء به نبي ال
)صلى ال عليه و آله( ،و الهداة من بعده :علي )عليه السلم( ،ثم الوصياء من بعده ،واحد بعد واحد ،أما و ال ما
ذهبت منا ،و ما زالت فينا إلى الساعة ،رسول ال )صلى ال عليه و آله( المنذر ،و بعلي )عليه السلم( يهتدي
المهتدون«.
-[1/5460عن جابر ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال» :قال النبي )صلى ال عليه و آله( :أنا المنذر ،و علي
الهادي إلى أمري«.
__________________________________________________
،... -13ينابيع المودة .104 :عن كتاب سليم بن قيس.
-14تفسير العّياشي .5 /203 :2
-15تفسير العّياشي .6 /203 :2
-16تفسير العّياشي .7 /204 :2
-17تفسير العّياشي .8 /204 :2
-18تفسير العّياشي .9 /204 :2
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص232 :
-[19] /5461أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسين بن شاذان :بإسناده عن عبد ال بن عمر ،قال:
ت ُمْنِذٌر َو ِلُك ّ
ل قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(» :بي أنذرتم ،و بعلي بن أبي طالب اهتديتم -و قرأِ :إّنما َأْن َ
َقْوٍم هاٍد -و بالحسن أعطيتم الحسان و بالحسين تسعدون و به تشقون ،أل و إن الحسين باب من أبواب الجنة ،من
عاداه حرم ال عليه ريح الجنة«.
-[20] /5462الحاكم أبو القاسم الحسكاني ،بإسناده عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير ،عن أبيه ،عن حكيم بن
جبير ،عن أبي برزة السلمي ،قال :دعا رسول ال )صلى ال عليه و آله( بالطهور ،و عنده علي بن أبي طالب
)عليه السلم( ،فأخذ رسول ال )صلى ال عليه و آله( بيد علي )عليه السلم( بعد ما تطهر فألصقها بصدره ،ثم
ل َقْوٍم هاٍد ثم قال» :إنك ت ُمْنِذٌر -و يعني نفسه -ثم ردها إلى صدر علي )عليه السلم( ثم قالَ :و ِلُك ّ قالِ :إّنما َأْن َ
منار النام ،و غاية الهدى ،و أمير القراء ،أشهد على ذلك أنك كذلك«.
ل َقْوٍم هاٍد المنذر:
ت ُمْنِذٌر َو ِلُك ّ
-[21] /5463ابن الفارسي في )الروضة( قال :قال علي )عليه السلم(ِ» :إّنما َأْن َ
محمد )صلى ال عليه و آله( ،و لكل قوم هاد :أنا«.
-[22] /5464ابن شهرآشوب ،عن الحسكاني في )شواهد التنزيل( ،و المرزباني في )ما نزل من القرآن في
أمير المؤمنين )عليه السلم(( ،قال أبو برزة :دعا رسول ال )صلى ال عليه و آله( بالطهور ،و عنده علي بن
أبي طالب )عليه السلم( فأخذ بيد علي بعد ما تطهر ،فألصقها بصدره ،ثم قال» :إنما أنا منذر« .ثم ردها إلى
صدر علي )عليه السلم( ،ثم قال:
ل َقْوٍم هاٍد ،ثم قال» :أنت منار النام ،و رواية الهدى ،و أمين القرآن ،و أشهد على ذلك أنك كذلك«. َو ِلُك ّ
-[23] /5465الثعلبي في )الكشف( عن عطاء بن السائب ،عن سعيد بن جبير ،عن ابن عباس ،قال :لما نزلت
هذه الية ،وضع رسول ال )صلى ال عليه و آله( يده على صدره ،و قال» :أنا المنذر« و أومأ بيده إلى منكب
علي )عليه السلم( فقال» :أنت الهادي يا علي ،بك يهتدي المهتدون بعدي«.
-[24] /5466عبد ال بن عطاء ،عن أبي جعفر )عليه السلم(» :فالنبي المنذر ،و بعلي )عليه السلم( يهتدي
المهتدون«.
-[25] /5467عن جابر ،عن أبي جعفر )عليه السلم( ،قال» :النبي المنذر ،و علي الهادي«.
-[26] /5468سعيد بن المسيب ،عن أبي هريرة ،قال :سألت رسول ال )صلى ال عليه و آله( عن هذه الية،
فقال لي:
__________________________________________________
سلم( للخوارزمي [.....] .145 :1 -19مائة منقبة ،4 /22 :مقتل الحسين )عليه ال ّ
-20شواهد التنزيل .414 /301 :1
-21روضة الواعظين.116 ،104 :
-22المناقب .83 :3
-23المناقب .84 :23
-24المناقب » 84 :3نحوه«.
-25لمن نجده في المناقب.
-26المناقب .84 :3
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص233 :
»هادي هذه المة علي بن أبي طالب«.
-[27] /5469الثعلبي ،عن السدي ،عن عبد خير ،عن علي )عليه السلم( قال» :المنذر :النبي )صلى ال عليه و
آله( ،و الهادي :رجل من بني هاشم« .يعني نفسه )عليه السلم(.
ل َقْوٍم هاٍد ت ُمْنِذٌر رسول ال )صلى ال عليه و آله( َو ِلُك ّ -[28] /5470ابن عباس و الضحاك و الزجاجِ :إّنما َأْن َ
علي بن أبي طالب )عليه السلم(.
قلت :و الرواية عن ابن عباس في هذه الية بهذا المعنى مستفيضة من طرق الخاصة و العامة ،يطول الكتاب
بذكرها.
ت ُمْنِذٌر َو ِلُك ّ
ل -[29] /5471قال ابن شهر آشوب :صنف أحمد بن محمد بن سعيد كتابا في قوله تعالىِ :إّنما َأْن َ
َقْوٍم هاٍد أنها نزلت في أمير المؤمنين )عليه السلم(.
قوله تعالى:
شهاَدةِ اْلَكِبيُر ب َو ال ّ عْنَدهُ ِبِمْقداٍر عاِلُم اْلَغْي ِ يٍء ِ
ش ْ
ل َلْرحاُم َو ما َتْزداُد َو ُك ّ ض ا َْ
ل ُأْنثى َو ما َتِغي ُ ل ُك ّحِم ُل َيْعَلُم ما َت ْ
ا ُّ
ل ][9 -8 اْلُمَتعا ِ
-[1] /5472محمد بن يعقوب :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن الحسين بن سعيد ،عن حماد ابن
ل ُأْنثى َو ل ُك ّ حِم ُل َيْعَلُم ما َت ْ عيسى ،عن حريز ،عمن ذكره ،عن أحدهما )عليهما السلم( في قول ال عز و جل :ا ُّ
لْرحاُم َو ما َتْزداُد. ض ا َْ ما َتِغي ُ
قال» :الغيض :كل حمل دون تسعة أشهرَ :و ما َتْزداُد :كل شيء يزداد على تسعة أشهر ،فكلما رأت المرأة الدم
الخالص في حملها ،فإنها تزداد بعدد اليام التي رأت في حملها من الدم«.
ل ُأْنثى َو ما ل ُك ّ حِم ُل َيْعَلُم ما َت ْ -[2] /5473العياشي :عن حريز ،رفعه إلى أحدهما )عليهما السلم( في قول ال :ا ُّ
لْرحاُم َو ما َتْزداُد. ض ا ََْتِغي ُ
قال» :الغيض :كل حمل دون تسعة أشهر َو ما َتْزداُد :كل شيء يزداد على تسعة أشهر ،و كلما رأت الدم
__________________________________________________
-27المناقب ،84 :3مسند أحمد بن حنبل ،126 :1شواهد التنزيل 410 /299 :1و ،412 /300 :ينابيع الموّدة:
.99
-28المناقب ،83 :3تفسير الحبري.38 /281 :
-29المناقب .83 :3
-1الكافي .2 /12 :6
-2تفسير العّياشي .10 /204 :2
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص234 :
في حملها من الحيض يزداد بعدد اليام التي رأت في حملها من الدم«.
ل ُأْنثى »يعني الذكر ل ُك ّحِم ُ -[3] /5474عن زرارة ،عن أبي جعفر و أبي عبد ال )عليهما السلم( في قوله :ما َت ْ
لْرحاُم -قال -الغيض :ما كان أقل من الحمل َو ما َتْزداُد :ما زاد على الحمل ،فهو مكان ما ض ا َْ و النثى َو ما َتِغي ُ
رأت من الدم في حملها«.
ل ُأْنثى من أنثى ل ُك ّحِم ُ -[4] /5475عن محمد بن مسلم ،و حمران ،و زرارة ،عنهما )عليهما السلم( قال» :ما َت ْ
لْرحاُم -قال -ما لم يكن حمل َو ما َتْزداُد من أنثى أو ذكر«. ض ا َْ
أو ذكر َو ما َتِغي ُ
ل ُأْنثى َو ل ُك ّحِم ُ ل َيْعَلُم ما َت ْ -[5] /5476عن محمد بن مسلم ،قال :سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول ال :ا ُّ
لْرحاُم. ض ا َْما َتِغي ُ
قال :ما لم يكن حمل َو ما َتْزداُد -قال -الذكر و النثى جميعا«.
ل ُأْنثى قال» :الذكر و ل ُك ّ حِم ُل َيْعَلُم ما َت ْ
-[6] /5477عن زرارة ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال :ا ُّ
لْرحاُم قال» :ما كان دون التسعة فهو غيض« َو ما َتْزداُد قال» :كلما رأت الدم في حال ض ا َْالنثى« َو ما َتِغي ُ
حملها ازداد به على التسعة أشهر ،إن كانت رأت الدم خمسة أيام أو أقل أو أكثر ،زاد ذلك على التسعة أشهر«.
-[7] /5478ابن بابويه :قال :حدثنا أبي )رحمه ال( ،قال :حدثنا سعد بن عبد ال ،عن أحمد بن محمد بن عيسى،
عن الحسن بن علي بن فضال ،عن ثعلبة بن ميمون ،عن بعض أصحابنا ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول
شهاَدِة.ب َو ال ّ ال عز و جل :عاِلُم اْلَغْي ِ
فقال» :الغيب :ما لم يكن ،و الشهادة :ما قد كان«.
قوله تعالى:
ب ِبالّنهاِر ][10 ل َو ساِر ٌ
ف ِبالّلْي ِ
خ ٍسَت ْن ُهَو ُم ْ
جَهَر ِبِه َو َم ْن َ ل َو َم ْ سّر اْلَقْو َ ن َأ َ
سواٌء ِمْنُكْم َم ْ َ
-[1] /5479قال علي بن إبراهيم :و في رواية أبي الجارود ،عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله تعالى:
__________________________________________________
-3تفسير العياشي .11 /204 :2
-4تفسير العياشي [.....] .12 /204 :2
-5تفسير العياشي .13 /205 :2
-6تفسير العياشي .14 /205 :2
-7معاني الخبار.1 /146 :
-1تفسير القمي .360 :1
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص235 :
جَهَر ِبِه ،قال» :فالسر و العلنية عنده سواء«. ن َ ل َو َم ْ سّر اْلَقْو َن َأ َسواٌء ِمْنُكْم َم ْ َ
ل مستخف في جوف بيته. ف ِبالّلْي ِ
خ ٍ سَت ْ
ن ُهَو ُم ْ -[2] /5480و قال علي بن إبراهيم في قوله تعالىَ :و َم ْ
ب ِبالّنهاِر يعني تحت الرض ،فذلك كله عند ال عز و جل واحد يعلمه. َو ساِر ٌ
قوله تعالى:
ل ][11 ن َأْمِر ا ِّ
ظوَنُه ِم ْ حَف ُ خْلِفِه َي ْ
ن َ ن َيَدْيِه َو ِم ْ ن َبْي ِت ِم ْ َلُه ُمَعّقبا ٌ
-[3] /5481علي بن إبراهيم :إنها قرئت عند أبي عبد ال )عليه السلم( فقال لقارئها» :أ لستم عربا ،فكيف تكون
المعقبات من بين يديه؟! و إنما المعقب من خلفه«.
فقال الرجل :جعلت فداك ،كيف هذا؟ فقال» :إنما نزلت )له معقبات من خلفه و رقيب من بين يديه يحفظونه بأمر
ال( و من ذا الذي يقدر أن يحفظ الشيء من أمر ال؟ و هم الملئكة الموكلون بالناس«.
ن َيَدْيِه َو ِم ْ
ن ن َبْي ِت ِم ْ -[4] /5482قال :و في رواية أبي الجارود ،عن أبي جعفر )عليه السلم( في قولهَ :لُه ُمَعّقبا ٌ
ل.
ن َأْمِر ا ِّ ظوَنُه ِم ْ حَف ُخْلِفِه َي ْ
َ
يقول» :بأمر ال ،من أن يقع في ركي » ،«1أو يقع عليه حائط ،أو يصيبه شيء حتى إذا جاء القدر ،خلوا بينه و
بينه ،يدفعونه إلى المقادير ،و هما ملكان يحفظانه بالليل ،و ملكان بالنهار يتعاقبانه«.
ن ِإ ّ
ل شْيطا ُ و تقدم حديث جابر عن النبي )صلى ال عليه و آله( في قوله تعالىَ :يِعُدُهْم َو ُيَمّنيِهْم َو ما َيِعُدُهُم ال ّ
غُرورًا من سورة النساء ،أن ابن آدم له ملكان يحفظانه ».«2 ُ
ن َبْي ِ
ن ت ِم ْ -[5] /5483العياشي :عن بريد العجلي ،قال :سمعني أبو عبد ال )عليه السلم( و أنا أقرأ َلُه ُمَعّقبا ٌ
ل فقال» :مه ،و كيف تكون المعقبات من بين يديه؟ إنما تكون المعقبات من ن َأْمِر ا ِّ ظوَنُه ِم ْ حَف ُخْلِفِه َي ْ
ن َ َيَدْيِه َو ِم ْ
خلفه إنما أنزلها ال )له رقيب من بين يديه و معقبات من خلفه .يحفظونه بأمر ال(«.
ل.
ن َأْمِر ا ِّ ظوَنُه ِم ْحَف ُ -[6] /5484عن مسعدة بن صدقة ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،في قوله تعالىَ :ي ْ
قال» :بأمر ال -ثم قال -ما من عبد إل و معه ملكان يحفظانه ،فإذا جاء المر من عند ال ،خليا بينه و بين أمر
__________________________________________________
-2تفسير القّمي .360 :1
-3تفسير القّمي .360 :1
-4تفسير القّمي .360 :1
-5تفسير العّياشي .15 /205 :2
-6تفسير العّياشي .16 /205 :2
ي :جنس للّركّية ،و هي البئر ،و جمعها ،ركايا »النهاية -ركا.«261 :2 - ) (1الّرك ّ
) (2تقدم في الحديث ) (1من تفسير الية ) (120من سورة النساء.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص236 :
ال«.
ن َبْي ِ
ن ت ِم ْ -[5] /5485عن فضيل بن عثمان سكرة ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،قال في هذه الية َلُه ُمَعّقبا ٌ
َيَدْيِه الية ،قال» :هن المقدمات المؤخرات المعقبات الباقيات الصالحات«.
قوله تعالى:
ل] ن وا ٍ ن ُدوِنِه ِم ْ سْوءًا َفل َمَرّد َلُه َو ما َلُهْم ِم ْ ل ِبَقْوٍم ُ سِهْم َو ِإذا َأراَد ا ُّ حّتى ُيَغّيُروا ما ِبَأْنُف ِ ل ل ُيَغّيُر ما ِبَقْوٍم َ ن ا َّ ِإ ّ
ن ُدوِنِه سْوءًا َفل َمَرّد َلُه َو ما َلُهْم ِم ْ ل ِبَقْوٍم ُ -[1] /5486 [11قال علي بن إبراهيم :في قوله تعالىَ :و ِإذا َأراَد ا ُّ
ل أي من دافع. ن وا ٍ ِم ْ
-[2] /5487عبد ال بن جعفر الحميري :عن أحمد بن محمد ،عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ،قال :سمعته-
سِهْم َو حّتى ُيَغّيُروا ما ِبَأْنُف ِ ل ل ُيَغّيُر ما ِبَقْوٍم َ ن ا َّيعني الرضا )عليه السلم( -يقول ،في قول ال تبارك و تعالىِ :إ ّ
سْوءًا َفل َمَرّد َلُه. ل ِبَقْوٍم ُ ِإذا َأراَد ا ُّ
سْوءًا َفل ل ِبَقْوٍم ُ فقال» :إن القدرية يحتجون بأولها ،و ليس كما يقولون ،أل ترى أن ال تعالى يقولَ :و ِإذا َأراَد ا ُّ
ن ُيْغِوَيُكْم«
ل ُيِريُد َأ ْ ن ا ُّن كا َ ح َلُكْم ِإ ْصَن َأْن َ ت َأ ْ
ن َأَرْد ُحي ِإ ْ صِ َمَرّد َلُه و قال نوحَ :و ل َيْنَفُعُكْم ُن ْ
-قال -المر إلى ال يهدي من يشاء«.
-[3] /5488ابن بابويه ،قال :حدثنا أحمد بن الحسن القطان ،قال حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان ،قال:
حدثنا بكر بن عبد ال بن حبيب ،قال :حدثنا تميم بن بهلول ،عن أبيه ،عن عبد ال بن الفضل ،عن أبيه ،قال:
سمعت أبا خالد الكابلي يقول :سمعت زين العابدين علي بن الحسين )عليهما السلم( يقول» :الذنوب التي تغير
النعم:
البغي على الناس ،و الزوال عن العادة في الخير و اصطناع المعروف ،و كفران النعم ،و ترك الشكر ،قال ال
عز و جل:
سِهْم«. حّتى ُيَغّيُروا ما ِبَأْنُف ِ ل ل ُيَغّيُر ما ِبَقْوٍم َ ن ا َِّإ ّ
-[4] /5489العياشي :عن سليمان بن عبد ال ،قال :كنت عند أبي الحسن موسى )عليه السلم( قاعدا ،فأتي
بامرأة
__________________________________________________
-5تفسير العّياشي .17 /205 :2
-1تفسير القّمي .360 :1
-2قرب السناد[.....] .158 :
-3معاني الخبار.2 /270 :
-4تفسير العّياشي .18 /205 :2
) (1هود .34 :11
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص237 :
قد صار وجهها قفاها ،فوضع يده اليمنى في جبينها ،و يده اليسرى من خلف ذلك ،ثم عصر وجهها عن اليمين ،ثم
سِهْم فرجع وجهها ،و قال» :احذري أن تفعلي كما فعلت«. حّتى ُيَغّيُروا ما ِبَأْنُف ِ ل ل ُيَغّيُر ما ِبَقْوٍم َ ن ا َّ
قالِ :إ ّ
فقالوا :يا بن رسول ال ،و ما فعلت؟ فقال» :ذلك مستور إل أن تتكلم به« فسألوها ،فقالت :كانت لي ضرة ،فقمت
اصلي ،فظننت أن زوجي معها ،فالتفت إليها فرأيتها قاعدة و ليس هو معها .فرجع وجهها على ما كان.
-[5] /5490عن أبي عمرو المدائني ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :إن أبي كان يقول :إن ال قضى
قضاء حتما ل ينعم على عبد بنعمة فيسلبها إياه قبل أن يحدث العبد ذنبا يستوجب بذلك الذنب سلب تلك النعمة ،و
سِهْم«.حّتى ُيَغّيُروا ما ِبَأْنُف ِ ل ل ُيَغّيُر ما ِبَقْوٍم َ ن ا َّ
ذلك قول الِ :إ ّ
حّتى ل ل ُيَغّيُر ما ِبَقْوٍم َ ن ا َّ -[6] /5491عن أحمد بن محمد ،عن أبي الحسن الرضا )عليه السلم( في قول الِ :إ ّ
سْوءًا َفل َمَرّد َلُه »فصار المر إلى ال تعالى«. ل ِبَقْوٍم ُسِهْم َو ِإذا َأراَد ا ُّ ُيَغّيُروا ما ِبَأْنُف ِ
-[7] /5492عن الحسين بن سعيد المكفوف ،كتب إليه )عليه السلم( في كتاب له :جعلت فداك ،يا سيدي ،علم
مولك ما ل يقبل لقائله دعوة ،و ما ل يؤخر لفاعله دعوة ،و ما حد الستغفار الذي وعد عليه نوح ،و الستغفار
ل » «2و قولهَ :فَم ِ
ن عَلى ا ِّ ل َ ن َيَتَوّك ْ
ل »َ «1و َم ْ ق ا َّ
ن َيّت ِ
الذي ل يعذب قائله ،و كيف يلفظ بهما؟ و معنى قولهَ :و َم ْ
سِهْم؟ و كيف يغير حّتى ُيَغّيُروا ما ِبَأْنُف ِ ل ل ُيَغّيُر ما ِبَقْوٍم َ ن ا َّ ن ِذْكِري » «4و ِإ ّ عْض َ عَر َ ن َأ ْي »َ ،«3و َم ْ اّتَبَع ُهدا َ
القوم ما بأنفسهم؟
فكتب )صلوات ال عليه(» :كافأكم ال عني بتضعيف الثواب ،و الجزاء الحسن الجميل ،و عليكم جميعا السلم و
رحمة ال و بركاته ،الستغفار ألف ،و التوكل :من توكل على ال فهو حسبه ،و من يتق ال يجعل له مخرجا و
ي أي من قال بالئمة و اتبع أمرهم بحسن طاعتهم ،و أما ن اّتَبَع ُهدا َ يرزقه من حيث ل يحتسب ،و أما قولهَ :فَم ِ
التغير فإنه ل يسيء إليهم حتى يتولوا ذلك بأنفسهم بخطاياهم ،و ارتكابهم ما نهى عنه« و كتب بخطه.
قوله تعالى:
ب الّثقا َ
ل سحا َئ ال ّ شُطَمعًا َو ُيْن ِ خْوفًا َو َ ق َ ُهَو اّلِذي ُيِريُكُم اْلَبْر َ
__________________________________________________
-5تفسير العّياشي .19 /206 :2
-6تفسير العّياشي .20 /206 :2
-7تفسير العّياشي .21 /206 :2
) (1الطلق .5 ،4 ،2 :65
) (2النفال .49 :8
) (3طه .123 :20
) (4طه .124 :20
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص238 :
ل َو ُهَو
ن ِفي ا ِّن َيشاُء َو ُهْم ُيجاِدُلو َ صيبُ ِبها َم ْ ق َفُي ِعَصوا ِ ل ال ّ سُ
خيَفِتِه َو ُيْر ِ ن ِحْمِدِه َو اْلَملِئَكُة ِم ْ عُد ِب َ
ح الّر ْ سّب ُ
َو ُي َ
ل ][13 -12 شِديُد اْلِمحا ِ َ
-[1] /5493ابن بابويه ،قال :حدثنا أحمد بن الحسن القطان ،و محمد بن بكران النقاش ،و محمد بن إبراهيم ابن
إسحاق الطالقاني )رضي ال عنهم( ،قالوا :حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني ،قال :أخبرنا علي بن الحسن
طَمعًا.
خْوفًا َو َ ق َ بن فضال ،عن أبيه ،قال :قال الرضا )عليه السلم( في قوله تعالى :هَُو اّلِذي ُيِريُكُم اْلَبْر َ
قال )عليه السلم(» :خوفا للمسافر ،و طمعا للمقيم«.
-[2] /5494محمد بن يعقوب :عن علي بن إبراهيم ،عن هارون بن مسلم ،عن مسعدة بن صدقة ،عن أبي عبد
ال )عليه السلم( قال» :كان علي )عليه السلم( يقوم في المطر أول ما تمطر حتى يبتل رأسه و لحيته و ثيابه،
فقيل له :يا أمير المؤمنين ،الكن » «1الكن ،فقال :إن هذا ماء قريب العهد بالعرش ،ثم أنشأ يحدث ،فقال :إن تحت
العرش بحرا فيه ماء ينبت أرزاق الحيوانات ،فإذا أراد ال )عز ذكره( أن ينبت به ما يشاء لهم رحمة منه لهم،
أوحى ال إليه فمطر ما شاء من سماء إلى سماء ،حتى يصير إلى سماء الدنيا -فيما أظن -فيلقيه إلى السحاب ،و
السحاب بمنزلة الغربال ،ثم يوحي ال إلى الريح أن اطحنيه و أذيبيه ذوبان الماء ،ثم انطلقي به إلى موضع كذا و
كذا فامطري عليهم.
فيكون كذا و كذا عبابا و غير ذلك ،فتقطر عليهم على النحو الذي يأمرها به ،فليس من قطرة تقطر إل و معها
ملك حتى يضعها موضعها ،و لم تنزل من السماء قطرة من مطر إل بعدد و وزن معلوم ،إل ما كان من يوم
الطوفان على عهد نوح )عليه السلم( ،فإنه نزل ماء منهمر بل وزن و ل عدد«.
-[3] /5495قال :و حدثني أبو عبد ال )عليه السلم( ،قال» :قال لي أبي )عليه السلم( قال أمير المؤمنين )عليه
السلم( :قال رسول ال )صلى ال عليه و آله( :إن ال عز و جل جعل السحاب غرابيل للمطر ،هي تذيب البرد
حتى يصير ماء كي ل يضر به شيئا يصيبه ،و الذي ترون فيه من البرد و الصواعق نقمة من ال عز و جل
يصيب بها من يشاء من عباده .ثم قال:
قال رسول ال )صلى ال عليه و آله( :ل تشيروا إلى المطر ،و ل إلى الهلل ،فإن ال يكره ذلك«.
و روى ذلك الحميري في )قرب السناد( بإسناده ،عن مسعدة بن صدقة ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ».«2
__________________________________________________
سلم( .51 /294 :1 -1عيون أخبار الّرضا )عليه ال ّ
-2الكافي .326 /239 :8
-3الكافي 240 :8ذيل الحديث ).(326
ن :ما يرد الحّر و البرد من البنية و المساكن» .النهاية -كنن[.....] .«206 :4 - ) (1الك ّ
) (2قرب السناد.35 :
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص239 :
-[4] /5496و عنه :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن محمد بن إسماعيل ،عن محمد ابن
الفضيل ،عن أبي الصباح الكناني ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :يموت المؤمن بكل ميتة إل الصاعقة ،ل
تأخذه و هو يذكر ال عز و جل«.
-[5] /5497و عنه :عن حميد بن زياد ،عن الحسن بن محمد بن سماعة ،عن وهيب بن حفص ،عن أبي بصير،
قال :سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن ميتة المؤمن؟
قال» :يموت المؤمن بكل ميتة ،يموت غرقا ،و يموت بالهدم ،و يبتلى بالسبع ،و يموت بالصاعقة ،و ل تصيب
ذاكر ال عز و جل«.
-[6] /5498و عنه :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن ابن أذينة ،عن بريد بن معاوية
العجلي ،قال :قال أبو عبد ال )عليه السلم(» :إن الصواعق ل تصيب ذاكرا« قال :قلت :و ما الذاكر؟ قال» :من
قرأ مائة آية«.
-[7] /5499العياشي :عن يونس بن عبد الرحمن ،أن داود قال :كنا عنده فأرعدت السماء ،فقال هو» :سبحان
من يسبح له الرعد بحمده و الملئكة من خيفته« فقال له أبو بصير :جعلت فداك ،إن للرعد كلما؟ فقال» :يا أبا
محمد ،سل عما يعنيك ،و دع ما ل يعنيك«.
-[8] /5500عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :سألته عن الرعد ،أي شيء يقول؟ قال» :إنه
بمنزلة الرجل يكون في البل فيزجرها ،هاي هاي ،كهيئة ذلك«.
قلت :فما البرق؟ قال لي» :تلك من مخاريق » «1الملئكة ،تضرب السحاب فتسوقه إلى الموضع الذي قضى ال
فيه المطر«.
-[9] /5501محمد بن إبراهيم النعماني :بإسناده عن الصبغ بن نباتة ،قال :سمعت عليا )عليه السلم( -في
ل قال» :يريد المكر«. شِديُد اْلِمحا ِ
حديث ،فيه -في قوله تعالىَ :و ُهَو َ
طَمعًا يعني يخافه قوم ،و يطمع فيه قوم، خْوفًا َو َق َ -[10] /5502قال علي بن إبراهيم :قولهُ :هَو اّلِذي ُيِريُكُم اْلَبْر َ
حْمِدِه و هو الملك الذي يسوق عُد ِب َ
سّبحُ الّر ْ
ل يعني يرفعها من الرضَ .و ُي َ ب الّثقا َسحا َ ئ ال ّشُ أن يمطرواَ :و ُيْن ِ
شِديُد اْلِمحا ِ
ل ل َو ُهَو َ
ن ِفي ا ِّ
ن َيشاُء َو ُهْم ُيجاِدُلو َ ب ِبها َم ْ صي ُق َفُي ِ
عَ صوا ِ ل ال ّسُ خيَفِتِه َو ُيْر ِ
ن ِالسحاب َو اْلَملِئَكُة ِم ْ
__________________________________________________
-4الكافي .1 /363 :2
-5الكافي .3 /363 :2
-6الكافي .2 /363 :2
-7تفسير العياشي .22 /207 :2
-8تفسير العياشي .23 /207 :2
-9الغيبة.62 /278 :
-10تفسير القمي .361 :1
) (1المخراق :منديل أو نحوه يلوى فيضرب به ،أو يلف فيفزع به ،و أراد هنا أنها آلة تزجر بها الملئكة
السحاب و تسوقه ،انظر »لسان العرب -خرق.«76 :10 -
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص240 :
) (2برهوت :بفتح الول و الثاني و ضّم الهاء و سكون الواو ،باليمن يوضع فيه أرواح الكفار ،و قيل :بئر
بحضرموت ،و قيل :هو اسم للبلد الذي فيه هذا البئر» .معجم البلدان .«405 :1
كلم ،حتى ارتفعت أصواتهما ،و اجتمع الناس ،ثم افترقا تلك العشية ،فلما أصبحت غدوت في حاجة لي ،فإذا أبو
عبد ال )عليه السلم( على باب عبد ال بن الحسن ،و هو يقول» :قولي -يا جارية -لبي محمد :هذا أبو عبد ال
بالباب« فخرج عبد ال بن الحسن و هو يقول :يا أبا عبد ال ،ما بكر بك؟ قال» :إني تلوت البارحة آية من كتاب
ال فأقلقتني«.
سوَء
ن ُ
ن َرّبُهْم َو َيخاُفو َ
شْو َ
خَ
ل َو َي ْ
صَن ُيو َ
ل ِبِه َأ ْ
ن ما َأَمَر ا ُّ
صُلو َ
ن َي ِ
قال :و ما هي؟ قال» :قوله عز و جل :اّلِذي َ
ب« .قال :فاعتنقا و بكيا جميعا ثم قال عبد ال بن الحسن :صدقت -و ال -يا أبا عبد ال ،كأن لم تمر بي هذه حسا ِاْل ِ
الية قط.
-[15] /5537و كتب إلينا الفضل بن شاذان ،عن أبي عبد ال قال :حدثنا إبراهيم بن عبد الحميد ،عن سالمة-
مولة ام ولد كانت لبي عبد ال -قالت :كنت عند أبي عبد ال )عليه السلم( ،حين حضرته الوفاة ،فأغمي عليه،
فلما أفاق ،قال» :اعطوا الحسن بن علي بن الحسين -و هو الفطس -سبعين دينارا«.
قلت :أ تعطي رجل حمل عليك بالشفرة »«1؟ قال» :ويحك ،أما تقرئين القرآن؟« .قالت :بلى ،قال» :أما سمعت
ب« قال» :و حسا ِسوَء اْل ِ ن ُ ن َرّبُهْم َو َيخاُفو َ خشَْو َل َو َي ْصَ ن ُيو َ ل ِبِه َأ ْن ما َأَمَر ا ُّصُلو َ
ن َي ِ قول ال تبارك و تعالى :اّلِذي َ
ل -قال -هو صلة المام«. صَن ُيو َ ل ِبِه َأ ْ
ن ما َأَمَر ا ُّ صُلو َ
قالَ :ي ِ
-[16] /5538عن الحسن بن موسى قال :روى أصحابنا أنه سئل أبو عبد ال )عليه السلم( عن قول تعالى:
ل.
صَن ُيو َ ل ِبِه َأ ْ
ن ما َأَمَر ا ُّ صُلو َن َي َِو اّلِذي َ
قال» :هو صلة المام في كل سنة بما قل أو كثر« ثم قال أبو عبد ال )عليه السلم(» :و ما أريد بذلك إل
تزكيتكم«.
ل.صَن ُيو َ ل ِبِه َأ ْ
ن ما َأَمَر ا ُّصُلو َن َي ِ -[17] /5539عن سماعة ،قال :سألته عن قول ال :اّلِذي َ
فقال» :هو ما افترض ال في المال غير الزكاة ،و من أدى ما فرض ال عليه ،فقد قضى ما عليه«.
-[18] /5540عن سماعة ،قال :إن ال فرض للفقراء من أموال الغنياء فريضة ،ل يحمدون بأدائها ،و هي
الزكاة ،بها حقنوا دماءهم ،و بها سموا مسلمين ،و لكن ال فرض في الموال حقوقا غير الزكاة ،و مما فرض ال
ل و من أدى ما فرض ال عليه فقد قضى ما صَ ن ُيو َ ل ِبِه َأ ْ
ن ما َأَمَر ا ُّ صُلو َ
ن َي ِفي المال غير الزكاة ،قوله :اّلِذي َ
عليه ،و أدى شكر ما أنعم ال عليه من ماله ،إذا هو حمده على ما أنعم عليه ،بما فضله به من السعة على غيره ،و
لما وفقه لداء ما افترض ال ،و أعانه عليه.
ب» :ل تقبل حسناتهم ،و يؤخذون حسا ِ سوَء اْل ِ -[19] /5541عن أبي إسحاق ،قال :سمعته يقول في ُ
__________________________________________________
-15تفسير العّياشي 32 /209 :2و .33
-16تفسير العّياشي .34 /209 :2
-17تفسير العّياشي .35 /209 :2
-18تفسير العّياشي ،36 /210 :2الكافي .8 /498 :3
-19تفسير العّياشي .37 /210 :2
شفرة -بالفتح :السّكين العظيم» .الصحاح -شفر.«701 :2 - ) (1ال ّ
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص249 :
بسيئاتهم«.
ب.
حسا ِ سوَء اْل ِ
ن ُ -[20] /5542عن هشام بن سالم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قولهَ :يخاُفو َ
قال» :تحسب عليهم السيئات ،و ل » «1تحسب لهم الحسنات ،و هو الستقصاء«.
ب.
حسا ِ سوَء اْل ِ ن ُ -[21] /5543عن هشام بن سالم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قولهَ :و َيخاُفو َ
قال» :الستقصاء و المداقة« و قال» :تحسب عليهم السيئات ،و ل تحسب لهم الحسنات«.
-[22] /5544عن حماد بن عثمان ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( أنه قال لرجل» :يا فلن ،مالك و لخيك؟«
قال:
جعلت فداك ،كان لي عليه حق فاستقصيت منه حقي .قال أبو عبد ال )عليه السلم(» :أخبرني عن قول الَ :و
ب أ تراهم خافوا أن يجور عليهم أو يظلمهم؟ ل و ال ،خافوا الستقصاء و المداقة«. حسا ِ سوَء اْل ِن ُ َيخاُفو َ
-[23] /5545قال محمد بن عيسى :و بهذا السناد ،أن أبا عبد ال )عليه السلم( قال لرجل شكاه بعض إخوانه:
»ما لخيك فلن يشكوك؟« قال :أ يشكوني إذا استقصيت حقي؟ قال :فجلس مغضبا ثم قال» :كأنك إذا استقصيت
حسابِ أخافوا أن يجور عليهم ال؟ ل و ال ما سوَء اْل ِ ن ُ لم تسئ؟! أ رأيت ما حكى ال تبارك و تعالىَ :و َيخاُفو َ
ب فمن استقصى فقد أساء«. حسا ِ سوَء اْل ِخافوا إل الستقصاء ،فسماه ال عز و جلُ :
-[24] /5546عن الحسين بن عثمان ،عمن ذكره عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :إن صلة الرحم تزكي
العمال ،و تنمي الموال ،و تيسر الحساب ،و تدفع البلوى ،و تزيد في العمر« ».«2
-[25] /5547ابن شهر آشوب :عن محمد بن الفضيل » ،«3عن موسى بن جعفر )عليهما السلم( في قوله
تعالى:
ل ،قال» :هي رحم آل محمد )عليهم السلم(«. صَن ُيو َ ل ِبِه َأ ْن ما َأَمَر ا ُّصُلو َن َي َِو اّلِذي َ
-[26] /5548الطبرسي :عن هشام بن سالم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :سوء الحساب أن يحسب
عليهم السيئات ،و ل يحسب لهم الحسنات ،و هو الستقصاء«.
__________________________________________________
-20تفسير العّياشي [.....] .38 /210 :2
-21تفسير العّياشي .39 /210 :2
-22تفسير العّياشي .40 /210 :2
-23تفسير العّياشي .41 /210 :2
-24تفسير العّياشي .41 /210 :2
-25المناقب .168 :2
-26مجمع البيان .444 :6
)) (1ل( ليس في »س«.
) (2في المصدر :العمار.
سلم(. ضل .و كلهما روى عن المام موسى بن جعفر )عليه ال ّ ) (3في المصدر :محّمد بن المف ّ
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص250 :
قوله تعالى:
سّيَئَة
سَنِة ال ّ
حَن ِباْل َ
علِنَيًة َو َيْدَرُؤ َ سّرا َو َ صلَة َو َأْنَفُقوا ِمّما َرَزْقناُهْم ِجِه َرّبِهْم َو َأقاُموا ال ّ صَبُروا اْبِتغاَء َو ْ ن َ َو اّلِذي َ
سّيَئَة يعني يدفعون. سَنِة ال ّ
حَ ن ِباْل َ
عْقَبى الّداِر ] -[1] /5549 [22علي بن إبراهيمَ :و َيْدَرُؤ َ ك َلُهْم ُ
ُأولِئ َ
-[2] /5550و عنه ،قال :و حدثني أبي ،عن حماد ،عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :قال
رسول ال )صلى ال عليه و آله( لعلي )صلوات ال عليه( :يا علي ،ما من دار فيها فرحة إل تبعتها ترحة ،و ما
من هم إل و له فرج ،إل هم أهل النار ،فإذا عملت سيئة فأتبعها بحسنة تمحها سريعا ،و عليك بصنائع الخير ،فإنها
تدفع مصارع السوء .و إنما قال رسول )صلى ال عليه و آله( لمير المؤمنين )عليه السلم( على حد التأديب
للناس ،ل بأن لمير المؤمنين )عليه السلم( سيئات عملها«.
-[3] /5551و عنه ،قال :حدثني أبي ،عن النضر بن سويد ،عن محمد بن قيس ،عن أبي سيار ،عن أبي عبد ال
)عليه السلم( قال» :أقبل رسول ال )صلى ال عليه و آله( يوما ،واضعا يده على كتف العباس ،فاستقبله أمير
المؤمنين )عليه السلم( ،فعانقه رسول ال )صلى ال عليه و آله( و قبل ما بين عينيه ،ثم سلم العباس على علي
)عليه السلم( فرد عليه ردا خفيفا » ،«1فغضب العباس ،فقال :يا رسول ال ،ل يدع علي زهوه .فقال رسول ال
)صلى ال عليه و آله( :يا عباس ،ل تقل ذلك في علي ،فإني لقيت جبرئيل آنفا ،فقال لي :لقيني الملكان الموكلن
بعلي الساعة ،فقال :ما كتبنا عليه ذنبا منذ ولد إلى هذا اليوم«.
قوله تعالى:
ل با ٍ
ب ن ُك ّعَلْيِهْم ِم ْ
ن َخُلو َجِهْم َو ُذّرّياِتِهْم َو اْلَملِئَكُة َيْد ُ
ن آباِئِهْم َو َأْزوا ِ
ح ِم ْ
صَل َ
ن َ خُلوَنها َو َم ْن َيْد ُ
عْد ٍ
ت َ جّنا ُ َ
__________________________________________________
-1تفسير القّمي .364 :1
-2تفسير القّمي .364 :1
-3تفسير القّمي .364 :1
) (1في »ص« :خفيا.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص251 :
عْقَبى الّداِر ] -[1] /5552 [24 -23علي بن إبراهيم :قال :نزلت في الئمة )عليهم صَبْرُتْم َفِنْعَم ُ
عَلْيُكْم ِبما َ
سلٌم َ َ
السلم( و شيعتهم الذين صبروا.
-[2] /5553و عنه ،قال :و حدثني أبي ،عن ابن أبي عمير ،عن جميل ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال:
»نحن صبر و شيعتنا أصبر منا ،لنا صبرنا بعلم ،و صبروا على ما ل يعلمون«.
-[3] /5554محمد بن يعقوب :عن أبي علي الشعري ،عن معلى بن محمد ،عن الوشاء ،عن بعض أصحابه،
عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :إنا صبر و شيعتنا أصبر منا« ،قلت :جعلت فداك ،كيف صارت شيعتكم
أصبر منكم؟
قال» :لنا نصبر على ما نعلم ،و شيعتنا يصبرون على ما ل يعلمون«.
-[4] /5555و عنه :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن ابن سنان ،عن أبي الجارود ،عن الصبغ،
قال :قال أمير المؤمنين )عليه السلم(» :الصبر صبران :صبر عند المصيبة حسن جميل ،و أحسن من ذلك
الصبر عند ما حرم ال عز و جل عليك ،و الذكر ذكران :ذكر ال عز و جل عند المصيبة ،و أفضل من ذلك ذكر
ال عند ما حرم عليك فيكون حاجزا«.
-[5] /5556و عنه :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد بن عيسى ،قال :أخبرني يحيى بن سليم الطائفي،
قال :أخبرني عمرو بن شمر اليماني ،يرفع الحديث إلى علي )عليه السلم( ،قال» :قال رسول ال )صلى ال عليه
و آله( :الصبر ثلثة :صبر عند المصيبة ،و صبر على الطاعة ،و صبر المعصية فمن صبر على المصيبة حتى
يردها بحسن عزائها ،كتب ال له ثلثمائة درجة ،ما بين الدرجة ،إلى الدرجة ،كما بين السماء إلى الرض و من
صبر على الطاعة ،كتب ال له ستمائة درجة ،ما بين الدرجة إلى الدرجة ،كما بنى تخوم الرض إلى العرش و
من صبر عن المعصية ،كتب ال له تسعمائة درجة ،ما بين الدرجة إلى الدرجة ،كما بين تخوم الرض إلى منتهى
العرش«.
-[6] /5557و عنه :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن سيف بن عميرة ،عن أبي حمزة
الثمالي ،قال :قال أبو عبد ال )عليه السلم(» :من ابتلي من المؤمنين ببلء فصبر عليه ،كان له من الجر مثل »
«1ألف شهيد«.
__________________________________________________
-1تفسير القّمي [.....] .365 :1
-2تفسير القّمي .365 :1
-3الكافي .25 /76 :2
-4الكافي .11 /74 :2
-5الكافي .15 /75 :2
-6الكافي .17 /75 :2
) (1في المصدر :له مثل أجر.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص252 :
-[7] /5558و عنه :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن ابن محبوب ،عن عبد ال بن مرحوم ،عن أبي سيار،
عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :إذا دخل المؤمن في قبره ،كانت الصلة عن يمينه ،و الزكاة عن يساره ،و
البر مطل عليه ،و يتنحى الصبر ناحية ،فإذا دخل عليه الملكان اللذان يليان مساءلته ،قال الصبر للصلة و الزكاة
و البر :دونكم صاحبكم ،فإن عجزتم عنه فأنا دونه«.
-[8] /5559العياشي :عن الحسن بن محبوب ،عن أبي ولد ،قال :قلت لبي عبد ال )عليه السلم( :جعلت
فداك ،إن رجل من أصحابنا ورعا مسلما كثير الصلة ،قد ابتلي بحب اللهو ،و هو يسمع الغناء؟ فقال» :أ يمنعه
ذلك من الصلة لوقتها ،أو من صوم ،أو من عبادة مريض ،أو حضور جنازة ،أو زيارة أخ؟« قال :قلت :ل ،ليس
يمنعه ذلك من شيء من الخير و البر .قال :فقال» :هذا من خطوات الشيطان ،مغفور له ذلك إن شاء ال«.
ثم قال» :إن طائفة من الملئكة عابوا ولد آدم في اللذات و الشهوات ،أعني لكم الحلل ليس الحرام -،قال -فأنف
ال للمؤمنين من ولد آدم من تعيير الملئكة لهم -قال -فألقى ال في هم أولئك الملئكة اللذات و الشهوات ،كيل
يعيبوا المؤمنين -قال -فلما جرى ذلك في » «1همهم ،عجوا إلى ال من ذلك ،فقالوا :ربنا عفوك عفوك ،ردنا إلى
ما خلقتنا له و اخترتنا » «2عليه ،فإنا نخاف أن نصير في أمر مريج » -«3قال -فنزع ال ذلك من همهم -قال-
فإذا كان يوم القيامة ،و صار أهل الجنة في الجنة ،استأذن أولئك الملئكة على أهل الجنة ،فيؤذن لهم ،فيدخلون
صَبْرُتْم في الدنيا عن اللذات و الشهوات الحلل«. عَلْيُكْم ِبما َ سلٌم َ عليهم فيسلمون عليهم ،و يقولون لهمَ :
صَبْرُتْم على الفقر عَلْيُكْم ِبما َسلٌم َ -[9] /5560عن محمد بن الهيثم ،عن رجل ،عن أبي عبد ال )عليه السلم(َ :
عْقَبى الّداِر -قال -يعني الشهداء«. في الدنيا َفِنْعَم ُ
ب في سورة مريم ،في قوله تعالى: ل با ٍ عَلْيِهْم ِمنْ ُك ّ
ن َ خُلو َ
و سيأتي -إن شاء ال تعالى -معنى قولهَ :و اْلَملِئَكُة َيْد ُ
ن َوْفدًا ».«4 حم ِ ن ِإَلى الّر ْ شُر اْلُمّتِقي َحَُيْوَم َن ْ
قوله تعالى:
ل ][25 صَن ُيو َ ل ِبِه َأ ْ
ن ما َأَمَر ا ُّ طُعو َن َبْعِد ِميثاِقِه َو َيْق َ
ل ِم ْعْهَد ا ِّ ن َ ضو َ ن َيْنُق ُ
َو اّلِذي َ
__________________________________________________
-7الكافي .8 /73 :2
-8تفسير العّياشي .42 /211 :2
-9تفسير العّياشي .43 /211 :2
) (1في المصدر :فلّما أحسوا ذلك من.
) (2في المصدر :أجبرتنا.
) (3مرج المر و مروجا ،مرجا :التبس و اختلط فهو مارج ،و مريج» .المعجم الوسيط -مرج.«860 :2 -
) (4مريم .85 :19
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص253 :
ق َو اّلِذي َ
ن ن اْلِميثا َ
ضو َ
ل َو ل َيْنُق ُن ِبَعْهِد ا ِّ
ن ُيوُفو َتقدم عن قريب حديث في معنى هذه الية ،في قوله تعالى :اّلِذي َ
ل رواية محمد بن الفضيل ،عن أبي الحسن )عليه السلم( ».«1 صَ ن ُيو َ ل ِبِه َأ ْ
ن ما َأَمَر ا ُّ صُلو ََي ِ
قوله تعالى:
ب ] -[1] /5561 [29 -28علي بن ن َمآ ٍسُ
حْطوبى َلُهْم َو ُل -إلى قوله تعالىُ - ن ُقُلوُبُهْم ِبِذْكِر ا ِّ طَمِئ ّ
ن آَمُنوا َو َت ْاّلِذي َ
ن آَمُنوا :الشيعة ،و ذكر ال :أمير المؤمنين و الئمة )عليهم السلم( ،ثم قال: إبراهيم ،قال :اّلِذي َ
ب أي حسن مرجع. ن َمآ ٍ
سُحْ طوبى َلُهمْ َو ُت ُصاِلحا ِ
عِمُلوا ال ّ
ن آَمُنوا َو َ ب اّلِذي َن اْلُقُلو ُ طَمِئ ّ
ل َت ْ
َأل ِبِذْكِر ا ِّ
طَمِئ ّ
ن ل َت ْ -[2] /5562العياشي :عن خالد بن نجيح ،عن جعفر بن محمد )عليهما السلم( ،في قولهَ :أل ِبِذْكِر ا ِّ
ب.
اْلُقُلو ُ
فقال» :بمحمد )عليه و آله السلم( تطمئن القلوب ،و هو ذكر ال و حجابه«.
ن ُقُلوُبُهْم
طَمِئ ّن آَمُنوا َو َت ْ
-[3] /5563و عن أنس بن مالك ،أنه قال :قال رسول ال )صلى ال عليه و آله( :اّلِذي َ
ب ثم قال لي» :أ تدري يا بن ام سليم ،من هم؟« قلت :من هم ،يا رسول ال؟ ن اْلُقُلو ُ
طَمِئ ّل َت ْل َأل ِبِذْكِر ا ِّ ِبِذْكِر ا ِّ
قال:
»نحن أهل البيت ،و شيعتنا«.
-[4] /5564علي بن إبراهيم :قال :حدثني أبي ،عن الحسن بن محبوب ،عن علي بن رئاب ،عن أبي عبيدة ،عن
أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :طوبى :شجرة في الجنة ،في دار أمير المؤمنين )عليه السلم( ،و ليس أحد من
شيعته إل و في داره غصن من أغصانها ،و الورقة من أوراقها تستظل تحتها امة من المم«.
و قال» :كان رسول ال )صلى ال عليه و آله( يكثر تقبيل فاطمة )عليها السلم( ،فأنكرت ذلك عائشة ،فقال
رسول ال )صلى ال عليه و آله( :يا عائشة ،إني لما أسري بي إلى السماء ،دخلت الجنة ،فأدناني جبرئيل من
شجرة طوبى،
__________________________________________________
-1تفسير القّمي [.....] .365 :1
-2تفسير العّياشي .44 /211 :2
ح ،ل ّ
ن ... -3خصائص الوحي المبين ،138 /185 :تأويل اليات 11 /233 :1و فيه :عن ابن عباس ،و ل يص ّ
أّم سليم الوارد ذكرها في الخبر هي أّم أنس و ليست أّم ابن عباس.
-4تفسير القّمي .365 :1
) (1تقدم في الحديث ) (7من تفسير اليات ) (21 -20من سورة الرعد.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص254 :
و ناولني من ثمارها فأكلته ،فحول ال تعالى ذلك ماء ،في ظهري ،فلما هبطت إلى الرض ،واقعت خديجة
فحملت بفاطمة ،فما قبلتها قط إل وجدت رائحة شجرة طوبى منها«.
-[5] /5565و عنه :عن أبيه ،عن محمد بن أبي عمير ،عن هشام بن سالم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( -في
حديث السراء بالنبي )صلى ال عليه و آله( ،-قال فيما رأى ليلة السراء ،قال» :فإذا شجرة لو أرسل طائر في
أصلها ،ما دارها سبعمائة » «1سنة ،و ليس في الجنة منزل إل و فيه فنن » «2منها .فقلت :ما هذه يا جبرئيل؟
ب«.
ن َمآ ٍ
سُحْ
طوبى َلُهْم َو ُفقال :هذه شجرة طوبى ،قال ال تعالىُ :
-[6] /5566ابن بابويه :قال :حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي )رضي ال عنه( ،قال :حدثنا جعفر بن
محمد ابن مسعود ،عن أبيه محمد بن مسعود العياشي ،عن جعفر بن أحمد ،عن العمركي البوفكي ،عن الحسن بن
علي ابن فضال ،عن مروان بن مسلم ،عن أبي بصير ،قال :قال الصادق )عليه السلم(» :طوبى لمن تمسك
بأمرنا في غيبة قائمنا ،فلم يزغ قلبه بعد الهداية«.
فقلت له :جعلت فداك ،و ما طوبى؟ قال» :شجرة في الجنة ،أصلها في دار علي بن أبي طالب )عليه السلم( ،و
ب«. ن َمآ ٍ سُ حْطوبى َلُهْم َو ُ ليس من مؤمن ال و في داره غصن من أغصانها ،و ذلك قول ال عز و جلُ :
-[7] /5567محمد بن يعقوب :عن عدة من أصحابنا ،عن أحمد بن محمد بن خالد ،عن أبيه ،عن عبد ال بن
القاسم ،عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :قال أمير المؤمنين )عليه السلم( :إن لهل الدين
علمات يعرفون بها :صدق الحديث ،و أداء المانة و وفاء العهد ،و صلة الرحام ،و رحمة الضعفاء ،و قلة
المراقبة للنساء -أو قال :قلة المؤاتاة للنساء -و بذل المعروف ،و حسن الخلق ،و سعة الخلق ،و اتباع العلم و ما
ب و طوبى :شجرة في الجنة أصلها في دار النبي محمد ن َمآ ٍ
سُ حْطوبى َلُهْم َو ُ يقرب إلى ال عز و جل زلفى ُ
)صلى ال عليه و آله( ،و ليس من مؤمن إل و في داره عصن منها ،ل يخطر على قلبه شهوة شيء إل أتاه به
ذلك ،و لو أن راكبا مجدا سار في ظلها مائة عام ،ما خرج منه ،و لو طار من أسفلها غراب ما بلغ أعلها حتى
يسقط هرما .أل ففي هذا فارغبوا ،إن المؤمن من نفسه في شغل ،و الناس منه في راحة ،إذا جن عليه الليل افترش
وجهه و سجد ل عز و جل بمكارم بدنه ،يناجي الذي خلقه في فكاك رقبته ،أل فهكذا كونوا«.
و روى هذا الحديث ،ابن بابويه ،في )أماليه( ،قال :حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس ،قال :حدثنا أبي ،عن أحمد
بن محمد بن عيسى ،عن أبيه ،عن عبد ال بن القاسم ،عن أبيه ،عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم(
عن آبائه )عليهم السلم( قال :قال أمير المؤمنين )عليه السلم( مثله ،إل أن فيه» :و قلة المؤاتاة للنساء« و ساق
الحديث بتغيير
__________________________________________________
-5تفسير القّمي .11 :2
-6معاني الخبار ،1 /112 :و نحوه في تفسير الحبري ،40 /284 :و خصائص الوحي المبين ،177 /231 :و
العمدة.675 /351 :
) (2في »ط« :غصن ،و في المصدر :فيها فرع ،و جميعها بمعنى.
أصلها في دار أمير المؤمنين )عليه السلم( ،و فرعها في منازل أهل الجنة ،فإذا افترقا ناداهما ملكان كريمان:
أبشرا يا وليي ال بكرامة ال ،و الجنة من ورائكما«.
-[13] /5573عن أبي بصير ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال» :كان أمير المؤمنين )عليه السلم( يقول :إن
لهل التقوى علمات يعرفون بها :صدق الحديث ،و أداء المانة ،و وفاء العهد ،و قلة العجز و البخل ،و صلة
الرحام ،و رحمة الضعفاء ،و قلة المؤاتاة للنساء ،و بذل المعروف ،و حسن الخلق ،و سعة الحلم ،و اتباع العلم
ب و طوبى :شجرة في الجنة ،أصلها في دار رسول ال )صلى ال ن َمآ ٍ
سُحْطوبى َلُهْم َو ُفيما يقرب إلى ال زلفىُ :
عليه و آله( ،فليس من مؤمن إل و في داره غصن من أغصانها ،ل ينوي في قلبه شيئا إل أتاه به ذلك الغصن ،و
لو أن راكبا مجدا سار في ظلها مائة عام ،ما خرج منها ،و لو أن غرابا طار من أصلها ،ما بلغ أعلها حتى
يبياض هرما ،أل ففي هذا فارغبوا .إن للمؤمن في نفسه شغل ،و الناس منه في راحة ،إذا جن عليه الليل فرش
وجهه ،و سجد ل بمكارم بدنه ،يناجي الذي خلقه في فكاك رقبته ،أل فهكذا فكونوا«.
-[14] /5574الطبرسي :روى الحاكم أبو القاسم الحسكاني ،بالسناد عن موسى بن جعفر ،عن أبيه ،عن آبائه
)عليهم السلم( ،قال» :سئل رسول ال )صلى ال عليه و آله( عن طوبى ،قال :شجرة أصلها في داري ،و
فروعها على أهل الجنة ،ثم سئل عنها مرة اخرى ،فقال :في دار علي .فقيل له في ذلك ،فقال :إن داري و دار
علي في الجنة بمكان واحد«.
-[15] /5575و في كتاب )صفة الجنة و النار( » «1بالسناد عن عوف ،عن جابر ،عن أبي جعفر )عليه
ب »يعني و حسن ن َمآ ٍ
سُحْ
طوبى َلُهْم َو ُالسلم( عن النبي )صلى ال عليه و آله( في قول ال تبارك و تعالىُ :
مرجع ،فأما طوبى فإنها شجرة في الجنة ،ساقها في دار محمد )صلى ال عليه و آله( ،و لو أن طائرا طار من
ساقها لم يبلغ فرعها حتى يقتله الهرم ،على كل ورقة منها ملك يذكر ال ،و ليس في الجنة دار إل و فيها غصن
من أغصانها ،و إن أغصانها لترى من وراء سور الجنة ،تحمل لهم ما يشاءون من حليها و حللها و ثمارها ،ل
يؤخذ منها شيء إل أعاده ال كما كان ،بأنهم كسبوا طيبا ،و أنفقوا قصدا ،و قدموا فضل ،فقد أفلحوا و أنجحوا«.
-[16] /5576الشيخ الفقيه أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان ،في )مناقب أمير المؤمنين(:
بإسناده عن بلل بن حمامة » ،«2قال :طلع علينا النبي )صلى ال عليه و آله( ذات يوم و وجهه مشرق كدائرة
__________________________________________________
-13تفسير العّياشي .50 /213 :2
-14مجمع البيان ،448 :6شواهد التنزيل ،417 /304 :1ينابيع المودة ،96 :تفسير القرطبي .317 :9
-15الختصاص.358 :
-16مائة منقبة.92 /166 :
) (1من كتاب )الختصاص(.
ل عليه و آله( و خازنه على بيت المال .و ل )صلى ا ّ ل ،مؤّذن رسول ا ّ ) (2هو بلل بن رباح الحبشي ،أبو عبد ا ّ
ل عليه و آله( .توّفي في دمشق ل )صلى ا ّ حمامة اّمه ،و هو أحد السابقين للسلم ،شهد المشاهد كّلها مع رسول ا ّ
سنة 20ه .تقريب التهذيب ،110 :1العلم للّزركلي .73 :2
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص257 :
القمر ،فقام عبد الرحمن بن عوف ،فقال :يا رسول ال ،ما هذا النور؟
فقال» :بشارة أتتني من ربي في أخي و ابن عمي ،و ابنتي ،و إن ال قد زوج عليا بفاطمة ،و أمر رضوان خازن
الجنان فهز شجرة طوبى ،فحملت رقاعا -يعني صكاكا -بعدد محبي أهل بيتي ،و أنشأ من تحتها ملئكة من نور،
و دفع إلى كل ملك صكا ،فإذا استوت القيامة بأهلها ،نادت الملئكة في الخلئق :يا محبي علي بن أبي طالب،
هلموا خذوا ودائعكم .فل تلقى محبا » «1لنا أهل البيت إل دفعت الملئكة إليه صكا فيه فكاكه من النار ،فبأخي و
ابن عمي و ابنتي فكاك رجال و نساء من النار ».«2
و سيأتي هذا الحديث من طريق الجمهور ».«3
-[17] /5577كتاب )الخرائج( :إن رسول ال )صلى ال عليه و آله( قال» :يا فاطمة ،إن بشارة أتتني من ربي
في أخي و ابن عمي ،و ابنتي ،بأن ال عز و جل زوج عليا بفاطمة ،و أمر رضوان -خازن الجنة -فهز شجرة
طوبى ،فحملت رقاعا بعدد محبي أهل بيتي ،و أنشأ ملئكة من تحتها من نور ،و دفع إلى كل ملك خطا ،فإذا
استقرت القيامة بأهلها ،فل تلقي تلك الملئكة محبا لنا إل دفعت إليه صكا فيه براءة من النار«.
-[18] /5578ابن بابويه :بإسناده ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :من أطعم ثلثة نفر من المؤمنين،
أطعمه ال من ثلث جنان ملكوت السماء :الفردوس ،و جنة عدن ،و طوبى ،و هي شجرة من جنة عدن غرسها
ربي بيده«.
-[19] /5579و عنه :بإسناده ،عن الصبغ بن نباتة ،قال :قال أمير المؤمنين )عليه السلم(» :قال رسول ال
بون َمآ ٍ سُحْ
طوبى َلُهْم َو ُ )صلى ال عليه و آله( -و ذكر تفسير حروف )أبجد( إلى آخرها -فقال :و أما الطاء ،ف ُ
هي شجرة غرسها ال عز و جل ،و نفخ فيها من روحه ،و إن أغصانها لترى من وراء سور الجنة ،تنبت بالحلي
و الحلل ،و الثمار متدلية على أفواهم«.
-[20] /5580و عنه :بإسناده ،عن الحسين بن أبي العلء ،عن الصادق جعفر بن محمد ،عن أبيه ،عن آبائه
)عليهم السلم( ،قال» :قال أمير المؤمنين )عليه السلم( :دخلت أم أيمن على النبي )صلى ال عليه و آله( و في
ملحفتها شيء ،فقال لها رسول ال )صلى ال عليه و آله( :ما معك يا أم أيمن؟ فقالت :إن فلنة أملكوها فنثروا
عليها ،فأخذت من نثارها .ثم بكت أم أيمن ،فقالت :يا رسول ال ،فاطمة زوجتها و لم تنثر عليها شيئا! فقال رسول
ال )صلى ال عليه و آله( :يا أم أيمن ،لم تبكين؟ إن ال تبارك و تعالى لما زوجت فاطمة عليا ،أمر أشجار
__________________________________________________
-17الخرائج و الجرائح .11 /536 :2
-18ثواب العمال.136 :
-19معاني الخبار ،46 :ينابيع المودة 96 :و .132
-20امالي الصدوق.3 /236 :
ب.
) (1في المصدر :فل يبقى مح ّ
ب علي بن أبي طالب و فاطمة ابنتي و أولدهما[.....] . ) (2في المصدر :فكاكه من الرجال و النساء بعوض ح ّ
) (3يأتي في الحديث ) (28من تفسير هذه اليات.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص258 :
الجنة أن تنثر عليهم من حليها و حللها و ياقوتها و درها و زمردها و إستبرقها ،فأخذوا منها ما ل يعلمون ،و لقد
نحل ال طوبى في مهر فاطمة ،فجعلها في منزل علي«.
-[21] /5581ابن شهر آشوب :عن ابن بطة ،و ابن المؤذن ،و السمعاني ،في كتبهم ،بالسناد ،عن ابن عباس ،و
أنس بن مالك ،قال :بينا رسول ال )صلى ال عليه و آله( جالس ،إذ جاء علي )عليه السلم( فقال» :يا علي ،ما
جاء بك؟« قال:
»جئت اسلم عليك« ،قال» :هذا جبرئيل يخبرني أن ال تعالى زوجك فاطمة ،و أشهد على ذلك أربعين ألف ملك،
و أوحى ال إلى شجرة طوبى أن انثري عليهم الدر و الياقوت .فنثرت عليهم الدر و الياقوت ،فابتدرت إليه الحور
العين يلتقطن في أطباق الدر و الياقوت ،و هن يتهادين بينهن إلى يوم القيامة ،و كانوا يتهادون و يقولون :هذه
تحفة خير النساء«.
و
في رواية ابن بطة عن عبد ال» :فمن أخذ منه يومئذ شيئا أكثر مما أخذه صاحبه أو أحسن ،افتخر به على صاحبه
إلى يوم القيامة«.
-[22] /5582و عن خباب بن الرت ،في حديث» :أن ال تعالى أوحى إلى جبرئيل :زوج النور من النور ،فكان
الولي ال ،و الخطيب جبرئيل ،و المنادي ميكائيل ،و الداعي إسرافيل ،و الناثر عزرائيل ،و الشهود ملئكة
السماوات و الرضين .ثم أوحى إلى شجرة طوبى :أن انثري ما عليك ،فنثرت الدر البيض ،و الياقوت الحمر،
و الزبرجد الخضر و اللؤلؤ الرطب ،فبادرت الحور العين يلتقطن و يهدين بعضهن إلى بعض«.
) -[23] /5583كشف الغمة( :عن جابر بن سمرة ،قال :قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(» :أيها الناس ،هذا
علي بن أبي طالب ،و أنتم تزعمون أني زوجته ابنتي فاطمة ،و لقد خطبها إلي أشراف قريش فلم أزوجها »،«1
كل ذلك أتوقع الخبر من السماء ،حتى جاءني جبرئيل ليلة أربع و عشرين من شهر رمضان ،فقال :يا محمد،
العلي العلى يقرأ عليك السلم ،و قد جمع الروحانيين و الكروبيين في واد يقال له :الفيح ،تحت شجرة طوبى ،و
زوج فاطمة عليا ،و أمرني فكنت الخاطب ،و ال تعالى الولي ،و أمر شجرة طوبى فحملت الحلي و الدر و
الياقوت ،ثم نثرته ،و أمر الحور العين فاجتمعن و التقطن ]فهن[ يتهادينه إلى يوم القيامة ،و يقلن :هذا نثار
فاطمة«.
طوبى َلُهْم قال :هي شجرة في الجنة ،أصلها في حجرة -[24] /5584و عن محمد بن سيرين في قوله تعالىُ :
علي )عليه السلم( ،و ليس في الجنة حجرة إل و فيها غصن من أغصانها.
ب طوبى شجرة ن َمآ ٍ
سُحْ
طوبى َلُهْم َو ُ
-[25] /5585ابن الفارسي في )الروضة( ،قال :قال ابن عباسُ :
__________________________________________________
-21المناقب ،346 :3نزهة المجالس .223 :2
-22المناقب .346 :3
-23كشف الغمة .367 :1
-24كشف الغمة ،323 :1مناقب ابن المغازلي.315 /268 :
-25روضة الواعظين.105 :
) (1في المصدر :فلم أجب.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص259 :
في الجنة ،في دار علي )عليه السلم( ،ما في الجنة دار إل و فيها غصن من أغصانها ،ما خلق ال من شيء إل و
هو تحت طوبى ،و تحتها مجمع أهل الجنة ،يذكرون نعمة ال عليهم ،لما تحت طوبى من كثبان المسك كما تحت
» «1شجر الدنيا من الرمل.
-[26] /5586ابن بابويه في )أماليه( :بإسناده ،عن عبد ال بن سليمان -و كان قارئا للكتب -في حديث يذكر فيه
صفة النبي )صلى ال عليه و آله( ،حديث قدسي عن ال عز و جل ،قال فيه لعيسى )عليه السلم( في صفة النبي
)صلى ال عليه و آله( ،قال سبحانه في الصفة :لم ير قبله مثله و ل بعده ،طيب الريح ،نكاح النساء ،ذو النسل
القليل ،إنما نسله من مباركة لها بيت في الجنة ،ل صخب فيه و ل نصب ،يكفلها في آخر الزمان كما كفل زكريا
أمك ،لها فرخان مستشهدان ،كلمه القرآن ،و دينه السلم و أنا السلم ،طوبى لمن أدرك زمانه ،و شهد أيامه ،و
سمع كلمه.
قال عيسى :يا رب ،و ما طوبى؟ قال :شجرة في الجنة ،أنا غرستها ،تظل الجنان ،أصلها من رضوان ،ماؤها من
تسنيم ،برده برد الكافور ،و طعمه طعم الزنجبيل ،من يشرب من تلك العين شربة لم يظمأ بعدها أبدا.
فقال عيسى :أللهم اسقني منها .قال :حرام -يا عيسى -على البشر أن يشربوا منها حتى يشرب ذلك النبي ،و حرام
على المم أن يشربوا حتى تشرب امة ذلك النبي ،أرفعك إلي ،ثم أهبطك في آخر الزمان لترى من امة ذلك النبي
العجائب ،و لتعينهم على اللعين الدجال ،أهبطك في وقت الصلة لتصلي معهم ،إنهم امة مرحومة.
-[27] /5587و من طريق المخالفين ،ما رواه موفق بن أحمد ،في كتاب )المناقب( :بإسناده عن أحمد بن عامر
بن سليمان ،عن الرضا علي بن موسى )عليه السلم( ،قال» :حدثني موسى بن جعفر ،حدثني أبي جعفر بن
محمد ،حدثني أبي محمد بن علي ،حدثني أبي علي بن الحسين ،حدثني أبي الحسين بن علي ،حدثني أبي علي بن
أبي طالب )عليهم السلم( ،قال :قال رسول ال )صلى ال عليه و آله( :أتاني ملك فقال :يا محمد ،إن ال عز و
جل يقرأ عليك السلم ،و يقول :قد زوجت فاطمة من علي ،فزوجها منه ،و قد أمرت شجرة طوبى أن تحمل الدر
و الياقوت و المرجان ،و إن أهل السماء قد فرحوا بذلك ،و سيولد منهما ولدان سيدا شباب أهل الجنة ،و بهما
يزين أهل الجنة ،فأبشر يا محمد ،فإنك خير الولين و الخرين«.
و روى هذا الحديث من طريق الخاصة ابن بابويه ،عن الرضا )عليه السلم( ».«2
-[28] /5588و عن موفق بن أحمد :بإسناده ،عن بلل بن حمامة ،قال :طلع علينا النبي ذات يوم ،و وجهه
مشرق كدارة القمر ،فقام عبد الرحمن بن عوف ،فقال :يا رسول ال ،ما هذا النور؟
فقال» :بشارة أتتني من ربي في أخي و ابن عمي ،و ابنتي ،أن ال تعالى قد زوج عليا من فاطمة ،و أمر رضوان
__________________________________________________
-26المالي.8 /224 :
-27المناقب.246 :
-28المناقب.246 :
) (1في المصدر :المسك أكثر مّما تحت.
سلم( .12 /27 :2 ) (2عيون أخبار الّرضا )عليه ال ّ
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص260 :
-خازن الجنان -فهز شجرة طوبى ،فحملت رقاعا -يعني صكاكا -بعدد محبي أهل بيتي ،و أنشأ من تحتها ملئكة
من نور ،و دفع إلى كل ملك صكا ،فإذا كان يوم القيامة ،و استوت القيامة بأهلها ،نادت الملئكة في الخلئق ،فل
تلقى محبا لنا أهل البيت إل دفعت إليه صكا فيه فكاكه من النار ،فبأخي و ابن عمي و ابنتي فكاك رقاب رجال و
نساء من امتي من النار«.
-[29] /5589و عنه أيضا :بإسناده عن أم سلمة ،و سلمان الفارسي ،و علي بن أبي طالب )عليه السلم( و كل
قالوا -و ذكر حديث تزويج علي من فاطمة )عليهما السلم( -و إن ال )عز و جل( لما أشهد على تزويج فاطمة
من علي بن أبي طالب )عليهما السلم( ملئكته ،أمر شجرة طوبى أن تنثر حملها و ما فيها من الحلي و الحلل،
فنثرت الشجرة ما فيها ،و التقطته الملئكة و الحور العين ،و إن الحور و الملئكة ليتهادينه و يفتخرن به إلى يوم
القيامة.
-[30] /5590و عن أنس بن مالك ،قال :قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(» :إن في الجنة شجرة يقال لها
طوبى ،ما في الجنة دار و ل قصر و ل حجرة و ل بيت إل و فيه غصن من تلك الشجرة ،و إن أصلها في
داري«.
ثم أتى عليه ما شاء ال ،ثم حدثهم يوما آخر ،فقال» :إن في الجنة شجرة يقال لها طوبى ،ما في الجنة قصر و ل
بيت و ل دار إل و فيه من تلك الشجرة غصن ،و إن أصلها في دار علي« فقام عمر فقال :يا رسول ال ،أو ليس
حدثنا عن هذه ،و قلت :أصلها في داري؟ ثم حدثتنا ثانيا و تقول :أصلها في دار علي؟ فرفع النبي )صلى ال عليه
و آله( رأسه و قال» :أو ما علمت بأن داري و دار علي واحدة ،و حجرتي و حجرة علي واحدة ،و قصري و
قصر علي واحد ،و درجتي و درجة علي واحدة و ستري و ستر » «1علي واحد«.
فقال :إذا أراد أحدكم أن يأتي أهله ،كيف يصنع؟ قال النبي )صلى ال عليه و آله(» :إذا أراد أن يأتي أحدنا أهله،
ضرب ال بيني و بينه حجابا من نور ،فإذا فرغنا من تلك الحاجة ،رفع ال عنا ذلك الحجاب« فعرف عمر حق
علي )عليه السلم(.
-[31] /5591و من تفسير الثعلبي :يرفع السناد إلى جابر ،عن أبي جعفر )عليه السلم( ،قال» :سئل رسول ال
)صلى ال عليه و آله( عن طوبى ،فقال :شجرة في الجنة ،أصلها في دار علي ،و فرعها على أهل الجنة.
فقالوا :يا رسول ال ،سألناك فقلت :أصلها في داري ،و فرعها على أهل الجنة؟! فقال :داري و دار علي واحدة
في الجنة ،بمكان واحد«.
قوله تعالى:
ض َأْو ُكّلَم ِبِه اْلَمْوتى ][31 لْر ُ ت ِبِه ا َْ طَع ْ ل َأْو ُق ّجبا ُ
ت ِبِه اْل ِ
سّيَر ْن ُقْرآنًا َُو َلْو َأ ّ
__________________________________________________
-29المناقب.251 :
-30جامع الخبار[.....] .174 :
... -31العمدة ،676 /351 :ينابيع المودة.96 :
) (1في »س ،ط« نسخة بدل :و سّري و سّر.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص261 :
-[1] /5592علي بن إبراهيم ،قال :لو كان شيء من القرآن كذلك ،لكان هذا.
-[2] /5593محمد بن يعقوب :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن أبي زاهر -أو غيره -عن محمد بن حماد ،عن
أخيه أحمد بن حماد ،عن إبراهيم ،عن أبيه ،عن أبي الحسن الول )عليه السلم( ،قال :قلت له :جعلت فداك،
أخبرني عن النبي )صلى ال عليه و آله( ،ورث النبيين كلهم؟ قال» :نعم«.
قلت :من لدن آدم حتى انتهى إلى نفسه؟ قال» :ما بعث ال نبيا إل و محمد )صلى ال عليه و آله( أعلم منه«.
قال :قلت :إن عيسى بن مريم كان يحيي الموتى بإذن ال؟ قال» :صدقت ،و سليمان بن داود كان يفهم منطق
الطير ،و كان رسول ال )صلى ال عليه و آله( يقدر على هذه المنازل«.
ن ِم َ
ن ي ل َأَرى اْلُهْدُهَد َأْم كا َ قال :و قال» :إن سليمان بن داود قال للهدهد حين فقده و شك في أمره ،فقال :ما ِل َ
ن » «2و إنما ن ُمِبي ٍ سْلطا ٍحّنُه َأْو َلَيْأِتَيّني ِب ُ
لْذَب َ
شِديدًا َأْو َ
عذابًا َعّذَبّنُه َ
لَ ن » «1حين فقده فغضب عليه ،فقالَُ : اْلغاِئِبي َ
غضب لنه كان يدله على الماء ،فهذا و هو طائر قد اعطي ما لم يعط سليمان ،و قد كانت الريح و النمل و النس
و الجن و الشياطين و المردة له طائعين ،و لم يكن يعرف الماء تحت الهواء ،و كان الطير يعرفه .و إن ال يقول
ض َأْو ُكّلَم ِبِه اْلَمْوتى و قد ورثنا نحن هذا القرآن الذي لْر ُ ت ِبِه ا َْ
طَع ْ ل َأْو ُق ّجبا ُ ت ِبِه اْل ِ
سّيَر ْن ُقْرآنًا ُفي كتابه َو َلْو َأ ّ
فيه ما تسير به الجبال و تقطع به البلدان و تحيا به الموتى ،و نحن نعرف الماء تحت الهواء .و إن في كتاب ال
ليات ما يراد بها أمر إل أن يأذن ال به ،مع ما قد يأذن ال مما كتبه الماضون ،و جعله ال لنا في ام الكتاب ،إن
طَفْينا
ن اصْ َب اّلِذي َ ن » «3ثم قالُ :ثّم َأْوَرْثَنا اْلِكتا َ ب ُمِبي ٍ
ل ِفي ِكتا ٍ ض ِإ ّلْر ِ سماِء َو ا َْ ن غاِئَبٍة ِفي ال ّ ال يقولَ :و ما ِم ْ
عباِدنا » «4فنحن الذين اصطفانا ال عز و جل و أورثنا هذا الذي فيه تبيان كل شيء«. ن ِ ِم ْ
و روى هذا الحديث محمد بن الحسن الصفار في )بصائر الدرجات( عن محمد بن الحسين » ،«5عن حماد ،عن
إبراهيم بن عبد الحميد ،عن أبيه ،عن أبي الحسن الول )عليه السلم( ببعض التغيير اليسير ».«6
__________________________________________________
-1تفسير القّمي .365 :1
-2الكافي .7 /176 :1
) (1النمل .20 :27
) (2النمل .21 :27
) (3النمل .75 :27
) (4فاطر .32 :35
) (5في المصدر :محمد بن الحسن ،أنظر معجم رجال الحديث .190 :6
) (6بصائر الدرجات.3 /134 :
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص262 :
قوله تعالى:
ضُه ]-31 ن ُيْنِكُر َبْع َ
ب َم ْحزا ِ لْن ا َْ
جِميعًا -إلى قوله تعالىَ -و ِم َ س َ ل َلَهَدى الّنا َ
ن َلْو َيشاُء ا ُّ
ن آَمُنوا َأ ْ
س اّلِذي َ
َأ َفَلْم َيْيَأ ِ
جِميعًا
س َ ل َلَهَدى الّنا َ ن َلْو َيشاُء ا ُّ
ن آَمُنوا َأ ْ
س اّلِذي َ -[1] /5594 [36قال علي بن إبراهيم في قوله تعالىَ :أ َفَلْم َيْيَأ ِ
عٌة أي عذاب. صَنُعوا قاِر َ صيُبُهْم ِبما َ ن َكَفُروا ُت ِ ل اّلِذي َ
يعني جعلهم كلهم مؤمنين .و قولهَ :و ل َيزا ُ
ل اّلِذي َ
ن -[2] /5595و عنه ،قال :و في رواية أبي الجارود ،عن أبي جعفر )عليه السلم( في قولهَ :و ل َيزا ُ
ن داِرِهْم فتحل بقوم غيرهم ،فيرون ذلك و ل َقِريبًا ِم ْ حّ عٌة» :و هي النقمة َأْو َت ُ صَنُعوا قاِر َ صيُبُهْم ِبما َ َكَفُروا ُت ِ
يسمعون به ،و الذين حلت بهم عصاة كفار مثلهم ،و ل يتعظ بعضهم ببعض ،و ل يزالون كذلك حتى يأتي وعد
ال الذي وعد المؤمنين من النصر ،و يخزي ال الكافرين«.
خْذُتُهْم أي طولت لهم المل ،ثم أهلكتهم. ن َكَفُروا ُثّم َأ َت ِلّلِذي َ -[3] /5596ثم قال علي بن إبراهيم ،في قولهَ :فَأْمَلْي ُ
-[4] /5597ثم قال علي بن إبراهيم :و في رواية أبي الجارود ،عن أبي جعفر )عليه السلم( ،في قولهَ :أ َفَمنْ
ض َأْم ِبظاهٍِر ِم َ
ن لْر ِ سّموُهْم َأْم ُتَنّبُئوَنُه ِبما ل َيْعَلُم ِفي ا َْل َ شَركاَء ُق ْ ل ُ
جَعُلوا ِّ ت َو َ سَب ْس ِبما َك َ ل َنْف ٍ
على ُك ّ ُهَو قاِئٌم َ
ل »الظاهر من القول هو الرزق«. اْلَقْو ِ
ن وا ٍ
ق ل ِم ْ ن ا ِّ
-[5] /5598ثم قال علي بن إبراهيم في قولهَ :و ما َلُهْم ِم َ
ن الّناُر أي عاقبة ثوابهم النار. عْقَبى اْلكاِفِري َ أي من دافع َو ُ
-[6] /5599و عنه :قال :أبو عبد ال )عليه السلم(» :إن ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم ،و قد
أطفئت سبعين مرة بالماء ثم التهبت ،و لو ل ذلك ما استطاع آدمي أن يطفئها ،و إنها ليؤتى بها يوم القيامة حتى
توضع على النار ،فتصرخ صرخة ل يبقى ملك مقرب و ل نبي مرسل إل جثا على ركبتيه فزعا من صرختها«.
-[7] /5600ثم قال علي بن إبراهيم :و في رواية أبي الجارود ،عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله:
__________________________________________________
-1تفسير القمي .365 :1
-2تفسير القمي .365 :1
-3تفسير القمي .366 :1
-4تفسير القمي [.....] .366 :1
-5تفسير القمي .366 :1
-6تفسير القمي .366 :1
-7تفسير القمي .366 :1
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص263 :
ك »فرحوا بكتاب ال إذا تلي عليهم ،و إذا تلوه تفيض أعينهم دمعا من ل ِإَلْي َ
ن ِبما ُأْنِز َحو َ ب َيْفَر ُن آَتْيناُهُم اْلِكتا َاّلِذي َ
الفزع و الحزن ،و هو علي بن أبي طالب )عليه السلم(«.
و هي في قراءة ابن مسعود) :و الذي أنزلنا إليك الكتاب هو الحق ،و من يؤمن به( أي علي بن أبي طالب )عليه
ضُه أنكروا من تأويله ما أنزله في علي و آل محمد )صلوات ال ن ُيْنِكُر َبْع َب َم ْحزا ِ لْن ا َْ السلم( يؤمن به َو ِم َ
عليهم( ،و آمنوا ببعضه ،فأما المشركون ،فأنكروه كله ،أوله و آخره ،و أنكروا أن محمدا رسول ال.
قوله تعالى:
جَعْلنا َلُهْم َأْزواجًا َو ُذّرّيًة ][38 ك َو َ ن َقْبِل َ
ل ِم ْسًسْلنا ُر َُو َلَقْد َأْر َ
-[1] /5601محمد بن يعقوب :بإسناده عن سهل ،عن الحسن بن علي ،عن عبد ال بن الوليد الكندي ،قال :دخلنا
على أبي عبد ال )عليه السلم( في زمن مروان ،فقال» :من أنتم؟« فقلنا :من أهل الكوفة ،فقال» :ما من بلدة من
البلدان أكثر محبا لنا من أهل الكوفة ،و ل سيما هذه العصابة ،إن ال جل ذكره هداكم لمر جهله الناس ،و
أحببتمونا و أبغضنا الناس ،و اتبعتمونا و خالفنا الناس ،و صدقتمونا و كذبنا الناس ،فأحياكم ال محيانا ،و أماتكم
مماتنا ،فأشهد على أبي أنه كان يقول :ما بين أحدكم و بين أن يرى ما يقر ال به عينيه و يغتبط إل أن تبلغ نفسه
جَعْلنا َلُهْم
ك َو َ
ن َقْبِل َ
ل ِم ْ
سً سْلنا ُر ُ
إلى هذه -و أهوى بيده إلى حلقه -و قد قال ال عز و جل في كتابهَ :و َلَقْد َأْر َ
َأْزواجًا َو ُذّرّيًة فنحن ذرية رسول ال )صلى ال عليه و آله(«.
و روى هذا الحديث الشيخ في )أماليه( ،بإسناده عن العباس ،عن عبد ال بن الوليد ،قال :دخلنا على أبي عبد ال
)عليه السلم( فسلمنا عليه ،و جلسنا بين يديه ،فسألنا» :من أنتم؟« فقلنا :من أهل الكوفة ،و ذكر الحديث ».«1
-[2] /5602العياشي :عن معاوية بن وهب ،قال :سمعته يقول» :الحمد ل ،نافع عبد آل عمر » «2كان في بيت
حفصة و يأتيه الناس وفودا ،فل يعاب ذلك عليهم ،و ل يقبح عليهم ،و إن أقواما يأتونا صلة لرسول ال )صلى ال
ل ِم ْ
ن سًسْلنا ُر ُ
عليه و آله( ،فيأتونا خائفين مستخفين ،يعاب ذلك و يقبح عليهم ،و لقد قال ال في كتابهَ :و َلَقْد َأْر َ
جَعْلنا َلُهْم َأْزواجًا َو ُذّرّيًة فما كان لرسول ال )صلى ال عليه و آله( إل كأحد أولئك ،جعل ال له أزواجا، ك َو َ
َقْبِل َ
و جعل له ذرية ،ثم لم يسلم مع أحد من النبياء ]مثل[ من أسلم مع رسول ال )صلى ال عليه و آله( من أهل بيته،
أكرم ال بذلك رسوله )صلى ال عليه و آله(«.
__________________________________________________
-1الكافي .38 /81 :8
-2تفسير العّياشي .51 /213 :2
) (1المالي .291 :2
ل الذي قدح عند آل عمر. ) (2في »ط« :و المصدر :الحمد ّ
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص264 :
-[3] /5603عن بشير الدهان ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :ما آتى ال أحدا من المرسلين شيئا ،إل و قد
سْلناآتاه محمدا )صلى ال عليه و آله( ،و قد آتى ال محمدا كما آتى المرسلين من قبله« ثم تل هذه اليةَ :و َلَقْد َأْر َ
جَعْلنا َلُهْم َأْزواجًا َو ُذّرّيًة. ك َو َ ن َقْبِل َل ِم ْ
سً ُر ُ
-[4] /5604عن علي بن عمر بن أبان الكلبي ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :أشهد على أبي أنه كان
يقول :ما بين أحدكم و بين أن يغبط أو يرى ما تقربه عينه ،إل أن تبلغ نفسه هذه -و أهوى إلى حلقه ،-قال ال في
كتابه:
جَعْلنا َلُهْم َأْزواجًا َو ُذّرّيًة فنحن ذرية رسول ال )صلى ال عليه و آله(«. ك َو َ ن َقْبِل َ
ل ِم ْ سً سْلنا ُر ُ َو َلَقْد َأْر َ
-[5] /5605عن المفضل بن صالح ،عن جعفر بن محمد )عليهما السلم( ،قال» :قال رسول ال )صلى ال عليه
و آله( :خلق ال الخلق قسمين ،فألقى قسما ،و أمسك قسما ،ثم قسم ذلك القسم على ثلثة أثلث ،فألقى ثلثين و
أمسك ثلثا ،ثم اختار من ذلك الثلث قريشا ،ثم اختار من قريش بني عبد المطلب ،ثم اختار من بني عبد المطلب
رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،فنحن ذريته ،فإن قلت للناس :لرسول ال ذرية ،جحدوا ،و لقد قال الَ :و َلَقْد
جَعْلنا َلُهْم َأْزواجًا َو ُذّرّيًة فنحن ذريته«. ك َو َ ن َقْبِل َ
ل ِم ْ
سً سْلنا ُر َُأْر َ
قال :فقلت :أنا أشهد أنكم ذريته .ثم قلت له :ادع ال لي -جعلت فداك -أن يجعلني معكم في الدنيا و الخرة .فدعا
لي ذلك ،قال :و قبلت باطن يده.
-[6] /5606و في رواية شعيب ،عنه )عليه السلم( أنه قال» :نحن ذرية رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،و
ال ما أدري على ما يعادوننا! إل لقرابتنا من رسول ال )صلى ال عليه و آله(«.
قوله تعالى:
ب ][39 عْنَدُه ُأّم اْلِكتا ِ
ت َو ِل ما َيشاُء َو ُيْثِب ُ حوا ا ُّ َيْم ُ
-[1] /5607محمد بن يعقوب :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن هشام بن سالم ،و حفص
ت قال :فقال: ل ما َيشاُء َو ُيْثِب ُ
حوا ا ُّ
ابن البختري و غيرهما ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال في هذه اليةَ :يْم ُ
»و هل يمحى إل ما كان ثابتا ،و هل يثبت إل ما لم يكن؟«.
__________________________________________________
-3تفسير العّياشي .52 /214 :2
-4تفسير العّياشي .53 /214 :2
-5تفسير العّياشي .54 /214 :2
-6تفسير العّياشي .55 /214 :2
-1الكافي .2 /113 :1
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص265 :
-[2] /5608و عنه :عن محمد بن إسماعيل ،عن الفضل بن شاذان ،عن حماد بن عيسى ،عن ربعي بن عبد ال،
عن الفضيل بن يسار ،قال :سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول» :العلم علمان :فعلم عند ال مخزون لم يطلع
عليه أحدا من خلقه ،و علم علمه ملئكته و رسله ،فما عليه ملئكته و رسله فإنه سيكون ،ل يكذب نفسه و ل
ملئكته و ل رسله و علم عنده مخزون ،يقدم منه ما يشاء ،و يؤخر منه ما يشاء ،و يثبت ما يشاء«.
-[3] /5609و عنه :عن عدة من أصحابنا ،عن أحمد بن محمد بن خالد ،عن أبيه ،عن خلف بن حماد ،عن عبد
ال بن سنان قال :لما قدم أبو عبد ال )عليه السلم( على أبي العباس ،و هو بين الحيرة » «1و الكوفة » «2و
معه ابن شبرمة القاضي ،فقال له :إلى أين يا أبا عبد ال؟ فقال» :أردتك« فقال :قد قصر ال خطاك .قال :فمضى
معه.
فقال له ابن شبرمة :ما تقول يا أبا عبد ال ،في شيء سألني عنه المير ،فلم يكن عندي فيه شيء؟ فقال» :و ما
هو؟« قال :سألني عن أول كتاب كتب في الرض .فقال» :نعم ،إن ال عز و جل عرض على آدم )عليه السلم(
ذريته عرض العين في صور الذر ،نبيا فنبيا ،و ملكا فملكا ،و مؤمنا فمؤمنا ،و كافرا فكافرا ،فلما انتهى إلى داود
)عليه السلم( ،قال :من هذا الذي نبأته و كرمته و فصرت عمره؟ -قال -فأوحى ال عز و جل إليه :هذا ابنك
داود ،عمره أربعون سنة ،و إني قد كتبت الجال و قسمت الرزاق ،و أنا أمحو ما أشاء و اثبت و عندي أم
الكتاب ،فإن جعلت له شيئا من عمرك ،ألحقته له .قال :يا رب ،قد جعلت له من عمري ستين سنة تمام المائة-،
قال -فقال ال عز و جل لجبرئيل و ميكائيل و ملك الموت :اكتبوا عليه كتابا فإنه سينسى -قال -فكتبوا عليه كتابا و
ختموه بأجنحتهم من طينة عليين«.
قال» :فلما حضرت آدم الوفاة ،أتاه ملك الموت ،فقال آدم :يا ملك الموت ،ما جاء بك؟ قال :جئت لقبض روحك.
قال :قد بقي من عمري ستون سنة ،فقال :إنك جعلتها ل بنك داود -قال -و نزل عليه جبرئيل ،و أخرج له الكتاب«
فقال أبو عبد ال )عليه السلم(» :فمن أجل ذلك ،إذا اخرج الصك على المديون ذل المديون ،فقبض روحه«.
-[4] /5610ابن بابويه ،قال :حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل )رحمه ال( ،قال :حدثنا عبد ال بن جعفر
الحميري ،عن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن ابن محبوب ،عن مالك بن عطية ،عن أبي حمزة الثمالي ،عن أبي
جعفر الباقر )عليه السلم( قال» :إن ال عز و جل ،عرض على آدم أسماء النبياء و أعمارهم -قال -فمر بآدم
اسم داود النبي ،فإذا عمره في العالم أربعون سنة ،فقال آدم )عليه السلم( :يا رب ،ما أقل عمر داود و ما أكثر
عمري! يا رب ،إن أنا زدت داود من عمري ثلثين سنة ،أثبت ذلك له؟ قال :نعم يا آدم .قال :فإني قد زدته من
عمري ثلثين سنة ،فأنفذ ذلك له ،و أثبتها له عندك و اطرحها من عمري«.
__________________________________________________
-2الكافي .6 /114 :1
-3الكافي [.....] .1 /378 :7
-4علل الشرائع.1 /553 :
) (1الحيرة :مدينة كانت على ثلثة أميال من الكوفة» .معجم البلدان .«328 :2
) (2في المصدر :و هو بالحيرة ،خرج يوما يريد عيسى بن موسى فاستقبله بين الحيرة و الكوفة.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص266 :
قال أبو جعفر )عليه السلم(» :فأثبت ال عز و جل لداود في عمره ثلثين سنة ،و كانت له عند ال مثبتة ،و ذلك
ب -قال -فمحا ال ما كان عنده مثبتا لدم ،و أثبت عْنَدُه ُأّم اْلِكتا ِ
ت َو ِ
ل ما َيشاُء َو ُيْثِب ُ
حوا ا ُّ قول ال عز و جلَ :يْم ُ
لداود ما لم يكن عنده مثبتا«.
قال» :فمضى عمر آدم ،فهبط عليه ملك الموت ليقبض روحه ،فقال له آدم :يا ملك الموت ،إنه قد بقي من عمري
ثلثون سنة .فقال له ملك الموت :يا آدم ،ألم تجعلها ل بنك داود النبي ،و طرحتها من عمرك حين عرض عليك
أسماء النبياء من ذريتك ،و عرضت عليك أعمارهم ،و أنت يومئذ بوادي الروحاء؟ -قال -فقال له آدم :ما أذكر
هذا -قال -فقال له ملك الموت :يا آدم ،ل تجحد ،ألم تسأل ال عز و جل أن يثبتها لداود ،و يمحوها من عمرك،
فأثبتها لداود في الزبور و محاها من عمرك في الذكر؟ قال آدم :حتى أعلم ذلك«.
قال أبو جعفر )عليه السلم(» :و كان آدم صادقا ،لم يذكر و لم يجحد ،فمن ذلك اليوم أمر ال تبارك و تعالى
العباد ،أن يكتبوا بينهم إذا تداينوا و تعاملوا إلى أجل مسمى ،لنسيان آدم و جحوده ما جعل على نفسه«.
-[5] /5611علي بن إبراهيم :قال حدثني أبي ،عن النضر بن سويد ،عن يحيى الحلبي ،عن عبد ال بن مسكان،
عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :إذا كانت ليلة القدر ،نزلت الملئكة و الروح و الكتبة إلى سماء الدنيا،
فيكتبون ما يكون من قضاء ال تبارك و تعالى في تلك السنة ،فإذا أراد ال أن يقدم أو يؤخر أو ينقص شيئا أو
يزيده ،أمر الملك أن يمحو ما يشاء ،ثم أثبت الذي أراد«.
قلت :و كل شيء عنده بمقدار مثبت في كتابه؟ قال» :نعم«.
قلت :فأي شيء يكون بعد؟ قال» :سبحان ال ،ثم يحدث ال أيضا ما يشاء ،تبارك ال و تعالى«.
-[6] /5612الشيخ في )أماليه( :عن شيخه )رحمه ال( ،قال :أخبرنا محمد بن محمد ،قال :أخبرنا أبو الحسن
أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد ،عن أبيه ،عن محمد بن الحسن الصفار ،عن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن
الحسن بن محبوب ،عن العلء بن رزين ،عن محمد بن مسلم ،قال :سئل أبو جعفر )عليه السلم( عن ليلة القدر،
فقال:
»تنزل فيها الملئكة و الروح و الكتبة إلى سماء الدنيا ،فيكتبون ما هو كائن في أمر السنة ،و ما يصيب العباد
حوا ا ُّ
ل فيها ،و أمر موقوف ل تعالى فيه » «1المشيئة ،يقدم فيه ما يشاء ،و يؤخر ما يشاء ،و هو قوله تعالىَ :يْم ُ
ب«.عْنَدُه ُأّم اْلِكتا ِ
ت َو ِ
ما َيشاُء َو ُيْثِب ُ
-[7] /5613و عنه ،قال :أخبرنا جماعة ،عن أبي المفضل ،قال :حدثنا إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى
الهاشمي بسر من رأى ،قال :حدثني أبي عبد الصمد بن موسى ،قال :حدثني عمي عبد الوهاب بن محمد بن
إبراهيم ،عن أبيه محمد بن إبراهيم ،قال :بعث أبو جعفر المنصور إلى أبي عبد ال جعفر بن محمد
__________________________________________________
-5تفسير القّمي .366 :1
-6المالي .59 :1
-7المالي .94 :2
) (1في المصدر :منه.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص267 :
الصادق )عليهما السلم( ،و أمر بفرش فطرحت إلى جانبه ،فأجلسه عليها ،ثم قال :علي بمحمد ،علي بالمهدي.
يقول ذلك مرارا ،فقيل له :الساعة يأتي يا أمير المؤمنين ،ما يحبسه إل أنه يتبخر .فما لبث أن وافى ،و قد سبقته
رائحته ،فأقبل المنصور على جعفر )عليه السلم( ،فقال :يا أبا عبد ال ،حديث حدثنيه في صلة الرحم ،اذكره
يسمعه المهدي.
قال» :نعم ،حدثني أبي ،عن أبيه ،عن جده ،عن علي )عليهم السلم( ،قال :قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(:
إن الرجل ليصل رحمه و قد بقي من عمره ثلث سنين ،فيصيرها ال عز و جل ثلثين سنة ،و يقطعها و قد بقي
ت َول ما َيشاُء َو ُيْثِب ُ
حوا ا ُّ
من عمره ثلثون سنة ،فيصيرها ال عز و جل ثلث سنين ،ثم تل )عليه السلم(َ :يْم ُ
ب« الية. عْنَدُه ُأّم اْلِكتا ِ
ِ
قال :هذا حسن -يا أبا عبد ال -و ليس إياه أردت ،قال أبو عبد ال» :نعم ،حدثني أبي ،عن أبيه ،عن جده ،عن
علي )عليهم السلم( ،قال :قال رسول ال )صلى ال عليه و آله( :صلة الرحم تعمر الديار ،و تزيد في العمار ،و
إن كان أهلها غير أخيار«.
قال :هذا حسن يا أبا عبد ال ،و ليس هذا أردت ،فقال أبو عبد ال )عليه السلم(» :نعم ،حدثني أبي ،عن أبيه ،عن
جده ،عن علي )عليهم السلم( ،قال :قال رسول ال )صلى ال عليه و آله( :صلة الرحم تهون الحساب ،و تقي
ميتة السوء« قال المنصور :نعم إياه أردت.
-[8] /5614العياشي :عن علي بن عبد ال بن مروان ،عن أيوب بن نوح ،قال :قال لي أبو الحسن العسكري
)عليه السلم( -و أنا واقف بين يديه بالمدينة -ابتداء من غير مسألة» :يا أيوب ،إنه ما نبأ ال من نبي إل بعد أن
يأخذ عليه ثلث خصال :شهادة أن ل إله إل ال ،و خلع النداد من دون ال ،و أن ل المشيئة يقدم ما يشاء ،و
يؤخر ما يشاء ،أما إنه إذا جرى الختلف بينهم ،لم يزل الختلف بينهم إلى أن يقوم صاحب المر«.
-[9] /5615عن محمد بن مسلم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،قال» :ما بعث ال نبيا حتى يأخذ عليه ثلث
خلل :القرار ل بالعبودية ،و خلع النداد ،و أن ال يقدم ما يشاء و يؤخر ما يشاء«.
-[10] /5616عن محمد بن مسلم ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :سألته عن ليلة القدر .فقال» :ينزل فيها
الملئكة و الكتبة ،إلى السماء الدنيا فيكتبون ما يكون من أمر السنة ،و ما يصيب العباد ،و أمر عنده موقوف ،له
فيه المشيئة ،فيقدم منه ما يشاء ،و يؤخر ما يشاء ،و يمحو و يثبت ،و عنده أم الكتاب«.
-[11] /5617عن زرارة ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :كان علي بن الحسين )عليه السلم( يقول» :لو ل
آية في كتاب ال ،لحدثتكم بما يكون إلى يوم القيامة«.
ب«. عْنَدُه ُأّم اْلِكتا ِ
ت َو ِ
ل ما َيشاُء َو ُيْثِب ُ
حوا ا ُّ
فقلت له :أية آية؟ فقال» :قول الَ :يْم ُ
__________________________________________________
-8تفسير العّياشي .56 /215 :2
-9تفسير العّياشي .57 /215 :2
-10تفسير العّياشي .58 /215 :2
-11تفسير العّياشي .59 /215
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص268 :
عْنَدُه ُأّم
ت َو ِل ما َيشاُء َو ُيْثِب ُ حوا ا ُّ
-[12] /5618عن جميل بن دراج ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قولهَ :يْم ُ
ب.
اْلِكتا ِ
قال» :هل يثبت إل ما لم يكن ،و هل يمحو إل ما كان«.
-[13] /5619عن الفضيل بن يسار ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال» :إن ال لم يدع شيئا كان أو يكون إل
كتبه في كتاب ،فهو موضوع بين يديه ينظر إليه ،فما شاء منه قدم ،و ما شاء منه أخر ،و ما شاء منه محا ،و ما
شاء منه كان ،و ما لم يشأ لم يكن«.
ب؟ عْنَدُه ُأّم اْلِكتا ِ
ت َو ِ
ل ما َيشاُء َو ُيْثِب ُحوا ا ُّ -[14] /5620عن حمران ،قال :سألت أبا عبد ال )عليه السلم(َ :يْم ُ
فقال» :يا حمران ،إنه إذا كان ليلة لقدر ،و نزلت الملئكة الكتبة إلى السماء الدنيا ،فيكتبون ما يقضى في تلك
السنة من أمر ،فإذا أراد ال أن يقدم شيئا أو يؤخره ،أو ينقص منه أو يزيد ،أمر الملك فمحا ما يشاء ،ثم أثبت الذي
أراد«.
قال :فقلت له عند ذلك :فكل شيء يكون فهو عند ال في كتاب؟ قال» :نعم«.
قلت :فيكون كذا و كذا ،ثم كذا و كذا حتى ينتهي إلى آخره؟ قال» :نعم«.
قلت :فأي شيء يكون بيده بعد؟ قال» :سبحان ال ،ثم يحدث ال أيضا ما شاء ،تبارك ال و تعالى«.
-[15] /5621عن الفضيل ،قال :سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول» :العلم علمان :علم علمه ملئكته و رسله
و أنبياءه ،و علم عنده مخزون ،لم يطلع عليه أحد ،يحدث فيه ما يشاء«.
-[16] /5622عن الفضيل بن يسار ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :إن ال تبارك و تعالى كتب كتابا فيه
ما كان و ما هو كائن ،فوضعه بين يديه ،فما شاء منه قدم ،و ما شاء منه آخر ،و ما شاء منه محا ،و ما شاء منه
أثبت ،و ما شاء منه كان ،و ما لم يشأ لم يكن«.
-[17] /5623عن الفضيل ،قال :سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول» :من المور أمور محتومة كائنة ل
محالة ،و من المور امور موقوفة عند ال ،يقدم فيها ما يشاء و يمحو ما يشاء و يثبت منها ما يشاء ،لم يطلع على
ذلك أحدا -يعني الموقوفة -فأما ما جاءت به الرسل ،فهي كائنة ،ل يكذب نفسه و ل نبيه و ل ملئكته«.
__________________________________________________
-12تفسير العّياشي .60 /215
-13تفسير العّياشي .61 /215
-14تفسير العّياشي [.....] .62 /216
-15تفسير العّياشي .63 /216
-16تفسير العّياشي .64 /216
-17تفسير العّياشي .65 /217
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص269 :
-[18] /5624عن أبي حمزة الثمالي ،قال :قال أبو جعفر و أبو عبد ال )عليهما السلم(» :يا أبا حمزة ،إن
حدثناك بأمر أنه يجيء من ها هنا فجاء من ها هنا ،فإن ال يصنع ما يشاء ،و إن حدثناك اليوم بحديث ،و حدثناك
غدا بخلفه ،فإن ال يمحو ما يشاء و يثبت«.
-[19] /5625عن حماد بن عيسي ،عن ربعي ،عن الفضيل بن يسار ،قال :سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول:
»العلم علمان :فعلم عند ال مخزون لم يطلع عليه أحدا من خلقه و علم علمه ملئكته و رسله و أنبياءه ،فما علم
ملئكته ]و رسله[ » «1فإنه سيكون ،ل يكذب نفسه و ل ملئكته و ل رسله ،علم عنده مخزون ،يقدم فيه ما
يشاء ،و يؤخر ما يشاء ،و يمحو ما يشاء ،و يثبت ما يشاء«.
-[20] /5626عن عمرو بن الحمق ،قال :دخلت على أمير المؤمنين )عليه السلم( حين ضرب على قرنه ،فقال
لي:
»يا عمرو ،إني مفارقكم« ،ثم قال» :سنة إلى السبعين فيها بلء« قالها ثلثا.
فقلت فهل بعد البلء رخاء؟ فلم يجبني ،و اغمنى عليه ،فبكت ام كلثوم فأفاق فقال :يا ام كلثوم ل تؤذيني ،فانك لو
قد ترين ما ارى لم تبكى ،ان الملئكة فى السماوات السبع بعضهم خلف بعض و النبيين خلفهم و هذا محمد )صلى
ال عليه و آله( أخذ بيدي ،يقول :انطلق يا على فما امامك خير لك مما أنت فيه فقلت :بأبي أنت و أمي ،قلت لي:
ل ما َيشاُء َو
حوا ا ُّ إلي السبعين بلء ،فهل بعد السبعين رخاء؟ فقال» :نعم يا عمرو ،و إن بعد البلء رخاء و َيْم ُ
ب«.
عْنَدُه ُأّم اْلِكتا ِ
ت َو ِ
ُيْثِب ُ
-[21] /5627قال أبو حمزة :قلت لبي جعفر )عليه السلم( :إن عليا كان يقول» :إلى السبعين بلء ،و بعد
السبعين رخاء« و قد مضت السبعون و لم يروا رخاء؟
فقال لي أبو جعفر )عليه السلم(» :يا ثابت ،إن ال كان قد وقت هذا المر في السبعين ،فلما قتل الحسين )صلوات
ال عليه( ،اشتد غضب ال على أهل الرض ،فأخره إلى أربعين و مائة سنة ،فحدثناكم فأذعتم الحديث و كشفتم
ب.
عْنَدهُ ُأّم اْلِكتا ِ
ت َو ِ
لُ ما َيشاُء َو ُيْثِب ُ
حوا ا ّ
قناع الستر ،فأخره ال و لم يجعل لذلك عندنا وقتا« ثم قالَ :يْم ُ
-[22] /5628عن أبي الجارود ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال» :إن ال إذا أراد فناء قوم ،أمر الفلك فأسرع
الدور بهم ،فكان ما يريد من النقصان ،فإذا أراد ال بقاء قوم ،أمر الفلك فأبطأ الدور بهم ،فكان ما يريد من
الزيادة ،فل تنكروا ،فإن ال يمحو ما يشاء و يثبت و عنده ام الكتاب«.
__________________________________________________
-18تفسير العّياشي .66 /217
-19تفسير العّياشي .67 /217
-20تفسير العّياشي .68 /217
-21تفسير العّياشي .69 /218
-22تفسير العّياشي .70 /218
) (1من الكافي ،6 /114 :1و قد تقّدمت الرواية في الحديث ) (2من تفسير هذه اليات.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص270 :
-[23] /5629عن ابن سنان ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( يقول» :إن ال يقدم ما يشاء ،و يؤخر ما يشاء ،و
يمحو ما يشاء ،و يثبت ما يشاء ،و عنده ام الكتاب -،و قال -لكل أمر يريده ال فهو في علمه قبل أن يصنعه ،و
ليس شيء يبدو له إل و قد كان في علمه ،إن ال ل يبدو له من جهل«.
-[24] /5630عن أبي حمزة الثمالي ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال» :إن ال تبارك و تعالى أهبط إلى
الرض ظلل من الملئكة على آدم )عليه السلم( و هو بواد يقال له الروحاء ،و هو واد بين الطائف و مكة -قال-
فمسح على ظهر آدم ثم صرخ بذريته و هم ذر -قال -فخرجوا كما يخرج النحل من كورها ،فاجتمعوا على شفير
الوادي .فقال ال تعالى لدم )عليه السلم( :انظر ما ذا ترى؟ فقال آدم )عليه السلم( :ذرا كثيرا على شفير
الوادي .فقال ال :يا آدم ،هؤلء ذريتك أخرجتهم من ظهرك لخذ عليهم الميثاق لي بالربوبية ،و لمحمد بالنبوة،
كما أخذت عليهم في السماء.
قال آدم )عليه السلم( :يا رب ،و كيف وسعتهم ظهري؟ قال ال تعالى :يا آدم ،بلطف صنعي و نافذ قدرتي .قال
آدم :يا رب ،فما تريد منهم في الميثاق؟ فقال ال :أن ل يشركوا بي شيئا .قال آدم :فمن أطاعك منهم يا رب ،فما
جزاؤه؟ قال ال :اسكنه جنتي ،قال آدم :فمن عصاك فما جزاؤه؟ قال :اسكنه ناري .قال آدم :يا رب ،لقد عدلت
فيهم ،و ليعصينك أكثرهم إن لم تعصمهم«.
قال أبو جعفر )عليه السلم(» :ثم عرض ال على آدم أسماء النبياء ،و أعمارهم -قال -فمر آدم باسم داود النبي
)عليه السلم( ،فإذا عمره أربعون سنة ،فقال :يا رب ،ما أقل عمر داود و أكثر عمري! يا رب ،إن أنا زدت داود
من عمري ثلثين سنة ،أ ينفذ ذلك له .قال :نعم يا آدم .قال :فإني قد زدته من عمري ثلثين سنة فأنفذ ذلك له ،و
أثبتها له عندك ،و اطرحها من عمري«.
قال» :فأثبت ال لداود من عمره ثلثين سنة ،و لم تكن له عند ال مثبتة ،و محا من عمر آدم ثلثين سنة ،و كانت
ب-عْنَدهُ ُأّم اْلِكتا ِت َو ِ
ل ما َيشاُء َو ُيْثِب ُ حوا ا ُّ له عند ال مثبتة« .فقال أبو جعفر )عليه السلم(» :فذلك قول الَ :يْم ُ
قال -فمحا ال ما كان عنده مثبتا لدم ،و أثبت لداود )عليه السلم( ما لم يكن عنده مثبتا«.
قال» :فلما دنا عمر آدم )عليه السلم( ،هبط عليه ملك الموت )عليه السلم( ليقبض روحه ،فقال له آدم )عليه
السلم( :يا ملك الموت ،قد بقي من عمري ثلثون سنة.
فقال له ملك الموت :أ لم تجعلها لبنك داود النبي ،و طرحتها من عمرك حيث عرض ال عليك أسماء النبياء من
ذريتك ،و عرض عليك أعمارهم ،و أنت يومئذ بوادي الروحاء؟ فقال آدم :يا ملك الموت ،ما أذكر هذا.
فقال له ملك الموت :يا آدم ،ل تجهل ،أ لم تسأل ال أن يثبتها لداود و يمحوها من عمرك ،فأثبتها لداود في الزبور،
و محاها من عمرك من الذكر؟ -قال -فقال آدم :فأحضر الكتاب حتى أعلم ذلك«.
قال أبو جعفر )عليه السلم(» :و كان آدم صادقا ،لم يذكر و لم يجحد« .قال أبو جعفر )عليه السلم(» :فمن ذلك
اليوم،
__________________________________________________
-23تفسير العّياشي .71 /218
-24تفسير العّياشي .73 /218
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص271 :
أمر ال العباد أن يكتبوا بينهم إذا تداينوا و تعاملوا إلى أجل مسمى ،لنسيان آدم و جحوده ما جعل على نفسه«.
ل ما َيشاُء َو ُيْثِب ُ
ت حوا ا ُّ
-[25] /5631عن عمار بن موسى ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( سئل عن قول الَ :يْم ُ
ب.
عْنَدُه ُأّم اْلِكتا ِ َو ِ
قال» :إن ذلك الكتاب كتاب يمحو ال فيه ما يشاء و يثبت ،فمن ذلك الذي يرد الدعاء القضاء ،و ذلك الدعاء
مكتوب عليه :الذي يرد به القضاء ،حتى إذا صار إلى أم الكتاب ،لم يغن الدعاء فيه شيئا«.
-[26] /5632عن الحسين بن زيد بن علي ،عن جعفر بن محمد ،عن أبيه )عليهما السلم( ،قال» :قال رسول ال
)صلى ال عليه و آله( :إن المرء ليصل رحمه و ما بقي من عمره إل ثلث سنين فيمدها ال إلى ثلث و ثلثين
سنة ،و إن المرء ليقطع رحمه و قد بقي من عمره ثلث و ثلثون سنة ،فيقصرها ال ثلث سنين أو أدنى« قال
ب.
عْنَدهُ ُأّم اْلِكتا ِ
ت َو ِ ل ما َيشاُء َو ُيْثِب ُ حوا ا ُّ الحسين :و كان جعفر )عليه السلم( يتلو هذه الية َيْم ُ
-[27] /5633صاحب )الثاقب في المناقب( عن أبي هاشم الجعفري ،قال :سأل محمد بن صالح الرضي أبا
ب.
عْنَدهُ ُأّم اْلِكتا ِ
ت َو ِ ل ما َيشاُء َو ُيْثِب ُ حوا ا ُّمحمد ،يعني الحسن العسكري )عليه السلم( عن قول الَ :يْم ُ
فقال )عليه السلم(» :هل يمحو إل ما كان ،و هل يثبت إل ما لم يكن؟!«.
فقلت في نفسي :هذا خلف قول هشام ،إنه ل يعلم بالشيء حتى يكون .فنظر إلي أبو محمد )عليه السلم( ،و قال:
»ال تعالى ،الجبار ،العالم بالشياء قبل كونها ،الخالق إذ ل مخلوق ،و الرب إذ ل مربوب ،و القادر قبل المقدور
عليه« ،فقلت :أشهد أنك حجة ال ،و وليه بقسط ،و أنك على منهاج أمير المؤمنين )عليه السلم(.
قوله تعالى:
عْقَبى الّداِر ][42 -41 ن ُ سَيْعَلُم اْلُكّفاُر ِلَم ْطراِفها -إلى قوله تعالىَ -و َ ن َأ ْ
صها ِم ْ
ض َنْنُق ُ
لْر َ
َأ َو َلْم َيَرْوا َأّنا َنْأِتي ا َْ
-[1] /5634محمد بن يعقوب :عن عدة من أصحابنا ،عن أحمد بن محمد ،عن محمد بن علي ،عمن ذكره ،عن
جابر ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال» :كان علي بن الحسين )عليهما السلم( ،يقول :إنه يسخي نفسي في
طراِفها و هو فقد »«1 ن َأ ْصها ِم ْ ض َنْنُق ُ
لْر َ سرعة الموت أو القتل فينا ،قول ال عز و جلَ :أ َو َلْم َيَرْوا َأّنا َنْأِتي ا َْ
العلماء«.
__________________________________________________
-25تفسير العّياشي .74 /220
-26تفسير العّياشي .75 /220
-27الثاقب في المناقب[.....] .507 /566 :
-1الكافي .6 /30 :1
) (1في المصدر و هو :ذهاب.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص272 :
-[2] /5635الطبرسي :عن أبي عبد ال )عليه السلم(» :ننقصها بذهاب علمائها و فقهائها و خيار أهلها«.
-[3] /5636ابن شهر آشوب :عن تفسير وكيع ،و سفيان ،و السدي ،و أبي صالح ،أن عبد ال بن عمر قرأ قوله
طراِفها يوم قتل أمير المؤمنين )عليه السلم( ،و قال :يا أمير
ن َأ ْ
صها ِم ْ
ض َنْنُق ُ
لْر َ
تعالىَ :أ َو َلْم َيَرْوا َأّنا َنْأِتي ا َْ
المؤمنين ،لقد كنت الطرف الكبر في العلم ،اليوم نقص علم السلم ،و مضى ركن اليمان.
-[4] /5637الزعفراني ،عن المزني ،عن الشافعي ،عن مالك ،السدي ،عن أبي صالح ،قال :لما قتل علي بن
أبي طالب )عليه السلم( ،قال ابن عباس :هذا اليوم نقص » «1العلم من أرض المدينة .ثم قال :إن نقصان
الرض ،نقصان علمائها و خيار أهلها ،إن ال ل يقبض هذا العلم انتزاعا ينتزعه من صدور الرجال ،و لكنه
يقبض العلم بقبض العلماء ،حتى إذا لم يبق عالم ،اتخذ الناس رؤساء جهال ،فيسألوا فيفتوا بغير علم ،فضلوا و
أضلوا.
-[5] /5638ابن بابويه في )الفقيه( مرسل :عن الصادق )عليه السلم( أنه سئل عن قول ال عز و جلَ :أ َو َلْم
طراِفها فقال» :فقد العلماء«. ن َأ ْصها ِم ْ ض َنْنُق ُ لْر َ َيَرْوا َأّنا َنْأِتي ا َْ
حْكِمِه أي ب ِل ُحُكُم ل ُمَعّق َ
ل َي ْ
-[6] /5639علي بن إبراهيم :في معنى الية ،قال :موت علمائها .و قال :قولهَ :و ا ُّ
سَيْعَلُم اْلُكّفاُر
جِميعًا قال :المكر من ال هو العذاب َو َ ن َقْبِلِهْم َفِلّلِه اْلَمْكُر َن ِم ْ
ل مدافع » .«2و قوله َو َقْد َمَكَر اّلِذي َ
عْقَبى الّداِر أي ثواب القيامة. ن ُ ِلَم ْ
قوله تعالى:
ب ][43 عْلُم اْلِكتا ِ
عْنَدهُ ِ
ن ِ
شِهيدًا َبْيِني َو َبْيَنُكْم َو َم ْل َ ل َكفى ِبا ِّ ل ُق ْسً ت ُمْر َ س َن َكَفُروا َل ْل اّلِذي َ
َو َيُقو ُ
-[1] /5640محمد بن يعقوب :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،و محمد بن يحيي ،عن محمد بن الحسن ،عمن
ذكره ،جميعا عن ابن أبي عمير ،عن ابن أذينة ،عن بريد بن معاوية ،قال :قلت لبي جعفر )عليه السلم(:
__________________________________________________
-2مجمع البيان .461 :6
-3المناقب .308 :3
-4المناقب .308 :3
-5من ل يحضره الفقيه .560 /118 :1
-6تفسير القمي .367 :1
-1الكافي .6 /179 :1
) (1في المصدر :هذا نقص الفقه و.
) (2في المصدر :ل مانع.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص273 :
ب ،قال» :إيانا عنى ،و علي )عليه السلم( أولنا و أفضلنا و عْلُم اْلِكتا ِ عْنَدُه ِ ن ِ
شِهيدًا َبْيِني َو َبْيَنُكْم َو َم ْل َل َكفى ِبا ِّ ُق ْ
خيرنا بعد النبي )صلى ال عليه و آله(«.
-[2] /5641و عنه :عن أحمد بن محمد ،عن محمد بن الحسن ،عن عباد بن سليمان ،عن محمد بن سليمان ،عن
أبيه ،عن سدير قال :كنت أنا و أبو بصير و يحيى البزاز و داود بن كثير في مجلس أبي عبد ال )عليه السلم( إذ
خرج إلينا و هو مغضب ،فلما أخذ مجلسه قال» :يا عجبا لقوام يزعمون أنا نعلم الغيب! ما يعلم الغيب إل ال عز
و جل ،لقد هممت بضرب جاريتي فلنة فهربت مني ،فما علمت في أي بيوت الدار هي«.
قال سدير :فلما أن قام من مجلسه و صار في منزله ،دخلت أنا أبو بصير و ميسر ،و قلنا له :جعلنا فداك ،سمعناك
و أنت تقول كذا و كذا في أمر جاريتك ،و نحن نعلم أنك تعلم علما كثيرا ،و ل ننسبك إلى علم الغيب! قال:
ل اّلِذي فقال» :يا سدير ،أما تقرأ القرآن؟« قلت :بلى .قال» :فهل وجدت فيما قرأت من كتاب ال عز و جل »قا َ
ك » ««1قال :قلت :جعلت فداك ،قد قرأته .قال» :فهل طْرُف َ ك َ ن َيْرَتّد ِإَلْي َ
ل َأ ْ
ك ِبِه َقْب َ
ب َأَنا آِتي َ
ن اْلِكتا ِ
عْلٌم ِم َ
عْنَدُه ِ ِ
عرفت الرجل ،و هل علمت ما كان عنده من علم الكتاب؟« قال :قلت :أخبرني به ،قال» :قدر قطرة من الماء في
البحر الخضر ،فما يكون ذلك من علم الكتاب؟« قال :قلت :جعلت فداك ،ما أقل هذا! فقال» :يا سدير ،ما أكثر
هذا أن ينسبه ال عز و جل إلى العلم الذي أخبرك به! يا سدير ،فهل وجدت فيما قرأت من كتاب ال عز و جل
أيضا:
ب«؟ قال :قلت :قد قرأته ،جعلت فداك ،قال» :أ فمن عنده عْلُم اْلِكتا ِ عْنَدُه ِ ن ِ
شِهيدًا َبْيِني َو َبْيَنُكْم َو َم ْل َ ل َكفى ِبا ِّ ُق ْ
علم الكتاب كله أفهم ،أم من عنده علم الكتاب بعضه؟« .قلت :ل ،بل من عنده علم الكتاب كله ،فأومأ بيده إلى
صدره ،و قال» :علم الكتاب و ال كله عندنا ،علم الكتاب و ال كله عندنا«.
و روى هذا الحديث الصفار :في )بصائر الدرجات( بتغيير يسير بزيادة و نقصان ».«2
-[3] /5642علي بن إبراهيم :قال :حدثني أبي ،عن ابن أبي عمير ،عن عمر بن أذينة ،عن أبي عبد ال )عليه
السلم( قال» :الذي عنده علم الكتاب هو أمير المؤمنين )عليه السلم(«.
و سئل عن الذي عنده علم من الكتاب أعلم ،أم الذي عنده علم الكتاب؟ فقال» :ما كان علم الذي عنده علم من
الكتاب عند الذي عنده علم الكتاب ،إل بقدر ما تأخذ البعوضة بجناحها من ماء البحر .و قال أمير المؤمنين )عليه
السلم( :أل إن العلم الذي هبط به آدم )عليه السلم( من السماء إلى الرض ،و جميع ما فضلت به النبيون إلى
خاتم النبيين ،في عترة خاتم النبيين )صلى ال عليه و آله(«.
-[4] /5643محمد بن الحسن الصفار :عن يعقوب بن يزيد ،عن الحسن بن علي بن فضال ،عن عبد ال بن
__________________________________________________
-2الكافي .3 /200 :1
__________________________________________________
-1مكارم الخلق.449 :
-2مجمع البيان .450 :6
) (1الروم .7 :30
) (2الشعراء .131 -129 :26
) (3الجاثية .23 :45
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص280 :
نزلت في صلح الحديبية حين أرادوا كتاب الصلح فقال رسول ال )صلي ال عليه و آله( لعلي )عليه السلم(:
»اكتب:
بسم ال الرحمن الرحيم« .فقال :سهيل بن عمرو و المشركون :ما نعرف الرحمن إل صاحب اليمامة -يعنون
مسيلمة الكذاب -اكتب :باسمك اللهم .و هكذا كان أهل الجاهلية يكتبون.
ثم قال رسول ال )صلي ال عليه و آله(» :اكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول ال« .فقال مشركو قريش :لئن
كنت رسول ال ثم قاتلناك و صددناك لقد ظلمناك ،و لكن اكتب :هذا ما صالح محمد بن عبد ال .فقال اصحاب
رسول ال )صلي ال عليه و آله( :دعنا نقاتلهم .قال» :ل ،و لكن اكتبوا كما يريدون« فأنزل ال عز و جل َكذِل َ
ك
ك ِفي ُأّمٍة الية. سْلنا َ
َأْر َ
و
عن ابن عباس :انها نزلت في كفار قريش حين قال لهم النبي )صلي ال عليه و آله( :اسجدوا للرحمن قالوا :و ما
الرحمن!.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص281 :
سورة ابراهيم
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص283 :
سورة ابراهيم فضلها
-[1] /5665ابن بابويه :بإسناده عن عنبسة بن مصعب ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( انه قال» :من قرا سورة
ابراهيم و الحجر في ركعتين جميعا في كل جمعة ،لم يصبه فقر ابدا ،و ل جنون و ل بلوى«.
-[2] /5666العياشي :عن عنبسة بن مصعب ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :من قرا سورة ابراهيم و
الحجر في ركعتين جميعا في كل جمعة ،لم يصبه فقر ابدا ،و ل جنون ،و ل بلوى«.
-[3] /5667و من )خواص القرآن( :روي عن النبي )صلي ال عليه و آله( انه قال» :من قرا هذه السورة
اعطي من الحسنات بعدد من عبد الصنام ،و عدد من لم يعبدها ،و من كتبها في خرقة بيضاء و علقها علي طفل،
امن عليه من البكاء و الفزع ،و مما يصيب الصبيان«.
-[4] /5668و قال الصادق )عليه السلم(» :من كتبها علي خرقة بيضاء و جعلها علي عضد طفل صغير ،امن
من البكاء و الفزع و التوابع ،و سهل ال فطامه عليه بإذن ال تعالي«.
__________________________________________________
-1ثواب العمال.107 :
-2تفسير العياشي .1 /222 :2
... -3
-4خواص القرآن) 43 :مخطوط(.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص285 :
قوله تعالي:
ت ِإَلى الّنوِر -الي قوله تعاليَ -و َوْي ٌ
ل ظُلما ِ ن ال ّ س ِم َ
ج الّنا َ
خِر َ
ك ِلُت ْ
ب َأْنَزْلناُه ِإَلْي َحيِم الر ِكتا ٌ ن الّر ِ حم ِ ل الّر ْ سِم ا ِّ
ِب ْ
حيِم الر ن الّر ِحم ِ
ل الّر ْ
سِم ا ِّ
شِديٍد ] -[1] /5669 [2 -1قال علي بن ابراهيم :في قوله تعاليِ :ب ْ ب َ عذا ٍ ن َ ن ِم ْ ِلْلكاِفِري َ
صرا ِ
ط ن َرّبِهْم يعني من الكفر الي اليمان ِإلى ِ ت ِإَلى الّنوِر ِبِإْذ ِ
ظُلما ِ
ن ال ّ س ِم َ ج الّنا َ خِر َك يا محمد ِلُت ْ ب َأْنَزْلناُه ِإَلْي َ
ِكتا ٌ
حِميِد و الصراط :الطريق الواضح ،و امامة الئمة )عليهم السلم(. اْلَعِزيِز اْل َ
شِديٍد انه محكم. ب َ عذا ٍ ن َ
ن ِم ْ
ل ِلْلكاِفِري َ
ض َو َوْي ٌ لْر ِت َو ما ِفي ا َْ سماوا ِ ل اّلِذي َلُه ما ِفي ال ّ ثم قال :و قوله :ا ِّ
قوله تعالي:
ن َلُهْم ][4ن َقْوِمِه ِلُيَبّي َ ل ِبِلسا ِل ِإ ّ
سو ٍ ن َر ُ سْلنا ِم ْ َو ما َأْر َ
-[2] /5670ابن بابويه ،قال :حدثنا محمد بن ابراهيم بن إسحاق الطالقاني )رضي ال عنه( ،قال :حدثنا ابو
العباس احمد بن إسحاق الماذرائي بالبصرة ،قال :حدثنا ابو قلبة عبد الملك بن محمد ،قال :حدثنا غانم بن الحسن
السعدي ،قال حدثنا مسلم بن خالد المكي ،عن جعفر بن محمد )عليهما السلم( ،قال» :ما انزل ال تبارك و تعالي
كتابا و ل وحيا ال بالعربية ،و كان يقع في مسامع النبياء )عليهم السلم( ،بألسنة قومهم ،و كان يقع في مسامع
نبينا )صلي ال عليه و آله( بالعربية ،فإذا كلم به قومه كلمهم بالعربية ،فيقع في مسامعهم بلسانهم ،و كان احد ل
يخاطب رسول
__________________________________________________
-1تفسير القّمي .367 :1
-2علل الشرائع[.....] .8 /126 :
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص286 :
ال )صلي ال عليه و آله( بأي لسان خاطبه ال وقع في مسامعه بالعربية ،كل ذلك يترجم له جبرئيل )عليه
السلم( ،تشريفا من ال عز و جل له )صلي ال عليه و آله(«.
قوله تعالي:
شُكوٍر ][5 صّباٍر َ ل -الي قوله تعاليَ - َو َذّكْرُهْم ِبَأّياِم ا ِّ
-[1] /5671ابن بابويه ،قال :حدثنا احمد بن محمد بن يحيي العطار ،قال :حدثنا سعد بن عبد ال ،قال:
حدثني يعقوب بن يزيد ،عن محمد بن الحسن الميثمي ،عن مثني الحناط ،قال :سمعت أبا جعفر )عليه السلم(
يقول» :ايام ال عز و جل ثلثة :يوم يقوم القائم ،و يوم الكرة ،و يوم القيامة«.
-[2] /5672و عنه ،قال :حدثنا أبي )رحمه ال( ،قال :حدثنا عبد ال بن جعفر الحميري ،قال :حدثنا ابراهيم بن
هاشم ،عن محمد بن أبي عمير ،عن مثني الحناط ،عن جعفر بن محمد ،عن أبيه )عليهما السلم( ،قال» :ايام ال
عز و جل ثلثة :يوم يقوم القائم ،و يوم الكرة ،و يوم القيامة«.
-[3] /5673سعد بن عبد ال :عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ،و يعقوب بن يزيد ،عن احمد بن الحسن
الميثمي ،عن ابان بن عثمان ،عن مثني الحناط ،قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول» :ايام ال ثلثة :يوم
يقوم القائم ،و يوم الكرة ،و يوم القيامة«.
-[4] /5674الشيخ في )اماليه( قال :أخبرنا جماعة ،عن أبي المفضل ،قال :حدثنا ابو احمد عبيد ال بن الحسين
بن ابراهيم العلوي النصيبي )رحمه ال( ببغداد ،قال :سمعت جدي ابراهيم بن علي يحدث ،عن أبيه علي بن عبيد
ال ،قال :حدثني شيخان بران من أهلنا سيدان ،عن موسى بن جعفر ،عن أبيه جعفر بن محمد ،عن أبيه محمد بن
علي ،عن أبيه )عليهم السلم( ،و حدثنيه الحسين بن زيد بن علي ذو الدمعة ،قال :حدثني عمي عمر بن علي،
قال :حدثني اخي محمد بن علي ،عن أبيه ،عن جده الحسين )صلي ال عليهم( .قال ابو جعفر )عليه السلم(» :و
حدثني عبد ال بن العباس و جابر بن عبد ال النصاري ،و كان بدريا أحديا شجريا ،و ممن محض من اصحاب
رسول ال )صلي ال عليه و آله( في مودة امير المؤمنين )عليه السلم( ،قالوا :بينا رسول ال )صلي ال عليه و
آله( في مسجده في رهط من الصحابة ،فيهم :ابو بكر ،و ابو عبيدة » ،«1و عمر ،و عثمان ،و عبد الرحمن ،و
رجلن من قراء الصحابة ،هما :من
__________________________________________________
-1الخصال ،75 /108 :ينابيع المودة.424 :
-2معاني الخبار ،1 /365 :ينابيع المودة.424 :
-3مختصر بصائر الدرجات ،18 :ينابيع المودة.424 :
-4المالي .105 :2
)) (1و أبو عبيدة( ليس في المصدر.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص287 :
المهاجرين عبد ال بن ام عبد ،و من النصار أبي بن كعب ،و كانا بدريين ،فقرا عبد ال من السورة التي يذكر
طَنًة الية » ،«1و قرا أبي من السورة التي عَلْيُكْم ِنَعَمُه ظاِهَرًة َو با ِ
سَبَغ َفيها لقمان حتي أتي علي هذه اليةَ :و َأ ْ
شُكوٍر قالوا :قال رسول الصّباٍر َ
ل َلياتٍ ِلُك ّك َ ن ِفي ذِل َ
ل ِإ ّ
يذكر فيها ابراهيم )عليه السلم(َ :و َذّكْرُهْم ِبَأّياِم ا ِّ
)صلي ال عليه و آله( :ايام ال نعماؤه و بلؤه ،و هي مثلته » «2سبحانه.
ثم اقبل )صلي ال عليه و آله( علي من شهده من الصحابة ،فقال :اني لتخولكم بالموعظة » «3تخول مخالفة
السآمة عليكم ،و قد اوحي الي ربي جل جلله ان أذكركم بالنعمة ،و أنذركم بما اقتص عليكم من كتابه ،و تلَ :و
عَلْيُكْم ِنَعَمُه الية .ثم قال لهم :قولوا الن قولكم ،ما أول نعمة رغبكم ال فيها و بلكم بها؟ فخاض القوم سَبَغ ََأ ْ
جميعا فذكروا نعم ال التي أنعم عليهم و احسن إليهم بها ،من المعاش و الرياش و الذرية و الزواج ،الي سائر ما
بلهم ال عز و جل به من أنعمه الظاهرة.
فلما امسك القوم اقبل رسول ال )صلي ال عليه و آله( على علي )عليه السلم( ،فقال :يا أبا الحسن ،قل ،فقد قال
أصحابك .فقال :و كيف لي بالقول -فداك أبي و امي -و انما هدانا ال بك؟ قال :و مع ذلك فهات .قل ما أول نعمة
بلك ال عز و جل ،و أنعم عليك بها؟ قال :ان خلقني جل ثناؤه و لم أك شيئا مذكورا .قال :صدقت ،فما الثانية؟
قال:
ال احسن بي إذ خلقني فجعلني حيا ل مواتا .قال :صدقت ،فما الثالثة؟ قال :ان انشأني -فله الحمد -في احسن
صورة و اعدل تركيب .قال :صدقت ،فما الرابعة؟ قال :ان جعلني متفكرا واعيا ل ابله ساهيا .قال :صدقت ،فما
الخامسة؟ قال :ان جعل لي مشاعر أدرك ما ابتغيت بها ،و جعل لي سراجا منيرا .قال :صدقت ،فما السادسة؟
قال:
ان هداني لدينه ،و لم يضلني عن سبيله .قال :صدقت ،فما السابعة؟ قال :ان جعل لي مردا في حياة ل انقطاع لها.
قال :صدقت ،فما الثامنة؟ قال :ان جعلني ملكا مالكا ل مملوكا .قال :صدقت ،فما التاسعة؟ قال :ان سخر لي سماءه
و ارضه و ما فيهما و ما بينهما من خلقه ،قال صدقت ،فما العاشرة؟ قال :ان جعلنا سبحانه ذكرانا قواما علي
لل ت ا ِّن َتُعّدوا ِنْعَم َ
حلئلنا ل إناثا ،قال :صدقت ،فما بعد هذا؟ قال :كثرت نعم ال -يا نبي ال -فطابت ،و تل َو ِإ ْ
صوها » .«4فتبسم رسول ال )صلي ال عليه و آله( ،و قال :لتهنئك الحكمة ،ليهنئك العلم -يا أبا الحسن -و ح ُ ُت ْ
أنت وارث علمي ،و المبين لمتي ما اختلفت فيه من بعدي ،من أحبك لدينك و أخذ بسبيلك فهو ممن هدي الي
صراط مستقيم ،و من رغب عن هداك ،و أبغضك و تخلك ،لقي ال يوم القيامة ل خلق له«.
-[5] /5675العياشي :عن ابراهيم بن عمر ،عمن ذكره ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول الَ :و َذّكْرُهْم
ل.
ِبَأّياِم ا ِّ
__________________________________________________
-5تفسير العّياشي .2 /222 :2
) (1لقمان .20 :31
) (2المثلت :جمع مثلة ،بفتح الميم و ضم الفاء :العقوبة» .لسان العرب -مثل.«615 :11 -
) (3أتخّولكم بالموعظة :أي أتعّهدكم» .النهاية .«88 :2
) (4إبراهيم ،34 :14النحل .18 :16
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص288 :
قال» :بآلء ال« يعني نعمه.
-[6] /5676و قال علي بن ابراهيم :ايام ال ثلثة :يوم القائم )صلوات ال عليه( ،و يوم الموت ،و يوم القيامة.
-[7] /5677الطبرسي :المروي عن أبي عبد ال )عليه السلم(» :ذكرهم بنعم ال سبحانه في سائر أيامه«.
قوله تعالي:
شِديٌد ][7
عذاِبي َل َ
ن َ
ن َكَفْرُتْم ِإ ّ
لِزيَدّنُكْم َو َلِئ ْ
شَكْرُتْم َ
ن َن َرّبُكْم َلِئ ْ
َو ِإْذ َتَأّذ َ
-[1] /5678محمد بن يعقوب :عن عدة من أصحابنا ،عن سهل بن زياد ،عن يحيي بن المبارك ،عن عبد ال ابن
جبلة ،عن معاوية بن وهب ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :من اعطي الشكر اعطي الزيادة ،يقول ال عز
و جل:
لِزيَدّنُكْم«.شَكْرُتْم َ ن َ َلِئ ْ
-[2] /5679و عنه :عن عدة من أصحابنا ،عن احمد بن محمد بن خالد ،عن بعض أصحابنا ،عن محمد بن
هشام ،عن ميسر ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :شكر النعمة :اجتناب المحارم ،و تمام الشكر :قول
الرجل :الحمد ل رب العالمين«.
-[3] /5680و عنه :عن أبي علي الشعري ،عن محمد بن عبد الجبار ،عن صفوان ،عن إسحاق بن عمار ،عن
رجلين من أصحابنا سمعاه ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،قال» :ما أنعم ال علي عبد من نعمة فعرفها بقلبه ،و
حمد ال ظاهرا بلسانه ،فتم كلمه بالحمد » «1حتي امر له بالمزيد«.
-[4] /5681و عنه :عن علي بن ابراهيم ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن علي بن عيينة ،عن عمر بن يزيد،
قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول» :شكر كل نعمة -و ان عظمت -ان تحمد ال عز و جل عليها«.
-[5] /5682و عنه :عن محمد بن يحيي ،عن احمد بن محمد بن عيسي ،عن معمر بن خلد ،قال :سمعت أبا
__________________________________________________
-6تفسير القّمي .367 :1
الحسن )عليه السلم( يقول» :من حمد ال على النعمة فقد شكره ،و كان الحمد أفضل من تلك النعمة«.
-[6] /5683و عنه :بإسناده عن أحمد بن محمد ،عن علي بن الحكم ،عن صفوان الجمال ،عن أبي عبد ال )عليه
السلم( قال :قال لي» :ما أنعم ال على عبد بنعمة صغرت أو كبرت فقال :الحمد ل .إل أدى شكرها«.
-[7] /5684و عنه :عن الحسين بن محمد ،عن معلي بن محمد ،عن الوشاء ،عن حماد بن عثمان ،قال :خرج
أبو عبد ال )عليه السلم( من المسجد ،و قد ضاعت دابته ،فقال» :لئن ردها ال علي لشكرن ال حق شكره«
قال» :فما لبث أن أتي بها ،فقال» :الحمد ل« فقال قائل له :جعلت فداك ،أ لست قلت :لشكرن ال حق شكره؟!
فقال أبو عبد ال )عليه السلم(» :ألم تسمعني قلت :الحمد ل؟«.
-[8] /5685و عنه :عن عدة من أصحابنا ،عن أحمد بن محمد بن خالد ،عن إسماعيل بن مهران ،عن سيف ابن
عميرة ،عن أبي بصير ،قال :قلت لبي عبد ال )عليه السلم( :هل للشكر حد إذا فعله العبد كان شاكرا؟ قال:
»نعم«.
قلت :و ما هو؟ قال» :يحمد ال علي كل نعمة عليه في أهل و مال ،و ان كان فيما أنعم ال عليه في ماله حق أداه،
ب َأْنِزْلِني ُمْنَز ً
ل ن » .«1و منه قوله تعالىَ :ر ّ خَر َلنا هذا َو ما ُكّنا َلُه ُمْقِرِني َ سّ ن اّلِذي َ سْبحا َ و منه قوله عز و جلُ :
ل ِلي ِم ْ
ن جَع ْق َو ا ْ صْد ٍج ِ خَر َجِني ُم ْ خِر ْ ق َو َأ ْصْد ٍل ِ خَخْلِني ُمْد َ
ب َأْد ِ
ن » .«2و قولهَ :ر ّ خْيُر اْلُمْنِزِلي َ
ت َ ُمباَركًا َو َأْن َ
صيرًا ».««3 سْلطانًا َن ِ ك َُلُدْن َ
-[9] /5686و عنه :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن بكر بن صالح ،عن القاسم بن بريد ،عن أبي عمرو
الزبيري ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،قال :قلت له :أخبرني عن وجوه الكفر في كتاب ال عز و جل؟ قال:
عَلْيِهْم َأ
سواٌء َ »الكفر في كتاب ال علي خمسة أوجه« .و ذكر الحديث ،و قد ذكرناه بتمامه في قوله تعالىَ :
ن من سورة البقرة ».«4 َأْنَذْرَتُهْم َأْم َلْم ُتْنِذْرُهْم ل ُيْؤِمُنو َ
و
قال في الحديث» :الوجه الثالث من وجوه الكفر :كفر النعم ،و ذلك قول ال تعالى يحكي قول سليمان )عليه
ي َكِريٌم » غِن ّن َرّبي َ ن َكَفَر َفِإ ّسِه َو َم ْشُكُر ِلَنْف ِشَكَر َفِإّنما َي ْن َ شُكُر َأْم َأْكُفُر َو َم ْل َرّبي ِلَيْبُلَوِني َأ َأ ْ ضِ ن َف ْ السلم( :هذا ِم ْ
شِديٌد و قال: عذاِبي َل َ ن َ ن َكَفْرُتْم ِإ ّ
لِزيَدّنُكْم َو َلِئ ْ شَكْرُتْم َ ن َ .««5و قالَ :لِئ ْ
__________________________________________________
-6الكافي .14 /79 :2
-7الكافي .18 /79 :2
-8الكافي .12 /78 :2
-9الكافي .1 /287 :2
) (1الزخرف .13 :43
) (2المؤمنون .29 :23
) (3السراء .80 :17
) (4تقدم في الحديث ) (1من تفسير الية ) (6من سورة البقرة.
) (5النمل .40 :27
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص290 :
ن ».««1 شُكُروا ِلي َو ل َتْكُفُرو ِ َفاْذُكُروِني َأْذُكْرُكْم َو ا ْ
-[10] /5687الشيخ في )أماليه( قال :حدثنا الشيخ أبو عبد ال الحسين بن عبيد ال الغضائري )رحمه ال( ،عن
أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري ،قال :حدثنا محمد بن همام ،قال :حدثنا علي بن الحسين الهمداني ،قال:
حدثنا أبو عبد ال محمد بن خالد البرقي ،عن أبي قتادة القمي ،عن داود بن سرحان ،قال :كنا عند أبي عبد ال
)عليه السلم( إذ دخل عليه سدير الصيرفي ،فسلم و جلس ،فقال له» :يا سدير ،ما كثر مال رجل قط ال عظمت
الحجة ل تعالى عليه ،فإن قدرتم أن تدفعوها عن أنفسكم فافعلوا .فقال له :يا بن رسول ال ،بماذا؟ قال» :بقضاء
حوائج إخوانكم من أموالكم«.
ثم قال» :تلقوا النعم -يا سدير -بحسن مجاورتها ،و اشكروا من أنعم عليكم ،و أنعموا علي من شكركم ،فإنكم إذا
لِزيَدّنُكْم.شَكْرُتْم َ ن َ كنتم كذلك استوجبتم من ال تعالى الزيادة ،و من إخوانكم المناصحة« .ثم تلَ :لِئ ْ
-[11] /5688و عنه ،قال :أخبرنا جماعة ،عن أبي المفضل ،قال :حدثنا محمد بن جعفر بن هشام بن بلس »«2
المعدل البغدادي النميري بدمشق ،قال :حدثنا محمد بن إسماعيل بن عليه ،قال :حدثنا وهب بن جرير ،عن أبيه،
عن الفضيل بن يسار ،عن أبي جعفر محمد بن علي )صلوات ال عليهما( ،قال» :من اعطي الدعاء لم يحرم
لِزيَدّنُكْم. شَكْرُتْم َ ن َ ن َرّبُكْم َلِئ ْ الجابة ،و من أعطي الشكر لم يمنع الزيادة« و تل أبو جعفر )عليه السلم(َ :و ِإْذ َتَأّذ َ
-[12] /5689و عنه ،قال :أخبرنا جماعة ،عن أبي المفضل ،قال :حدثنا حيان بن بشر أبو بشر » «3السدي
القاضي بالمصيصة » ،«4قال :حدثني خالي أبو عكرمة عامر بن عمران الضبي الكوفي ،قال :حدثني محمد بن
المفضل بن سلمة الضبي ،عن أبيه المفضل بن سلمة ،عن مالك بن أعين الجهني ،قال :أوصي علي بن الحسين
)عليه السلم( بعض ولده ،فقال» :يا بني ،اشكر ال لما أنعم عليك ،و أنعم علي من شكرك ،فإنه ل زوال للنعمة
إذا شكرت ،و ل بقاء لها إذا كفرت ،و الشاكر بشكره أسعد منه بالنعمة التي وجب عليه الشكر بها« -و تل -يعني
لِزيَدّنُكْم الي آخر الية. ن شََكْرُتْم َ ن َرّبُكْم َلِئ ْ
علي ابن الحسين )عليه السلم( -قول ال تعالىَ :و ِإْذ َتَأّذ َ
-[13] /5690العياشي :عن أبي عمرو المدائني ،قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول» :أيما عبد أنعم ال
__________________________________________________
-10المالي [.....] .309 :1
-11المالي .67 :2
-12المالي .114 :2
-13تفسير العّياشي .3 /222 :2
) (1البقرة .152 :2
) (2في المصدر :ملبس.
) (3في »س ،ط« :أبو سرحان بن بشير ،و في المصدر :أبو بشر حنان بن بشر .انظر تاريخ بغداد .284 :8
صيصة :مدينة على شاطئ نهر جيحان من ثغور الشام بين أنطاكية و بلد الروم» .معجم البلدان :5 ) (4الم ّ
.«144
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص291 :
عليه بنعمة فعرفها بقلبه -و في رواية اخرى :فأقربها بقلبه -و حمد ال عليها بلسانه ،لم ينفد كلمه حتي يأمر ال
لِزيَدّنُكْم«. شَكْرُتْم َ ن َ له بالزيادة -و في رواية أبي إسحاق المدائني :حتي يأذن ال له بالزيادة -و هو قولهَ :لِئ ْ
-[14] /5691و عن أبي ولد ،قال :قلت لبي عبد ال )عليه السلم( :أ رأيت هذه النعمة الظاهرة علينا من ال ،أ
لِزيَدّنُكْم؟ شَكْرُتْم َ
ن َ ليس ان شكرناه عليها و حمدناه زادنا ،كما قال ال في كتابهَ :لِئ ْ
فقال» :نعم ،من حمد ال علي نعمه و شكره ،و علم أن ذلك منه ل من غيره ،زاد ال نعمه«.
قوله تعالى:
ب ]-[15] /5692 [9 عوَننا ِإَلْيِه ُمِري ٍ ك ِمّما َتْد ُ
شّ ح -الي قوله تعالىَ -و ِإّنا َلِفي َ ن َقْبِلُكْم َقْوِم ُنو ٍ ن ِم َْأ َلْم َيْأِتُكْم َنَبُؤا اّلِذي َ
ح الي قولهَ :فَرّدوا َأْيِدَيُهْم ِفي َأْفواِهِهْم يعني في ن َقْبِلُكْم َقْوِم ُنو ٍ ن ِم ْقال علي بن ابراهيم ،قولهَ :أ َلْم َيْأِتُكْم َنَبُؤا اّلِذي َ
ب.
عوَننا ِإَلْيِه ُمِري ٍ ك ِمّما َتْد ُ
شّ سْلُتْم ِبِه َو ِإّنا َلِفي َ أفواه النبياء قاُلوا ِإّنا َكَفْرنا ِبما ُأْر ِ
قوله تعالى:
ن ][12 ل اْلُمَتَوّكُلو َ ل َفْلَيَتَوّك ِعَلى ا ِّ َو َ
عَلى ا ِّ
ل -[16] /5693العياشي :الحسن بن ظريف ،عن محمد ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قولهَ :و َ
ن قال» :الزارعون«. ل اْلُمَتَوّكُلو َ َفْلَيَتَوّك ِ
ل َفْلَيَتَوّك ِ
ل عَلى ا ِّ -[17] /5694ابن بابويه في )الفقيه( مرسل عن الصادق )عليه السلم( في قوله عز و جلَ :و َ
ن .قال» :الزارعون«. اْلُمَتَوّكُلو َ
__________________________________________________
-14تفسير العّياشي .5 /222 :2
-15تفسير القّمي .368 :1
-16تفسير العّياشي .6 /222 :2
-17من ل يحضره الفقيه .703 /160 :3
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص292 :
قوله تعالى:
ض ِم ْ
ن لْر َ سِكَنّنُكُم ا َْ ن ِفي ِمّلِتنا -الي قوله تعالىَ -و َلُن ْ ضنا َأْو َلَتُعوُد ّ ن َأْر ِ جّنُكْم ِم ْ خِر َ سِلِهْم َلُن ْ
ن َكَفُروا ِلُر ُ ل اّلِذي ََو قا َ
َبْعِدِهْم ][14 -13
-[1] /5695علي بن ابراهيم ،قال :حدثني أبي رفعه الي النبي )صلى ال عليه و آله( قال» :من آذى جاره طمعا
ن َو
ظاِلِمي َ ن ال ّ سِلِهْم -الي قولهَ -فَأْوحى ِإَلْيِهْم َرّبُهْم َلُنْهِلَك ّ ن َكَفُروا ِلُر ُ ل اّلِذي َ
في مسكنه ورثه ال داره ،و هو قولهَ :و قا َ
ن َبْعِدِهْم«. ض ِم ْلْر َ سِكَنّنُكُم ا ََْلُن ْ
قوله تعالى:
عِنيٍد ][15 جّباٍر َ ل َ ب ُك ّحوا َو خا َ سَتْفَت ُ
َو ا ْ
-[2] /5696محمد بن يعقوب :عن عدة من أصحابنا ،عن سهل بن زياد ،عن محمد بن سليمان ،عن أبيه ،عن
أبي بصير ،عنه )عليه السلم( قال» :بينا رسول ال )صلى ال عليه و آله( ذات يوم جالسا إذ أقبل أمير المؤمنين
)عليه السلم( ،فقال له رسول ال )صلى ال عليه و آله( :ان فيك شبها من عيسي بن مريم ،و لو ل أن تقول فيك
طوائف من امتي ما قالت النصارى في عيسي بن مريم ،لقلت فيك قول ل تمر بمل من الناس ال أخذوا التراب
من تحت قدميك ،يلتمسون بذلك البركة«.
قال» :فغضب العرابيان و المغيرة بن شعبة و عدة من قريش معهم ،فقالوا :ما رضي أن يضرب لبن عمه مثل
صّدو َ
ن ك ِمْنُه َي ِل ِإذا َقْوُم َ
ن َمْرَيَم َمَث ً ب اْب ُضِر َ ال عيسي بن مريم ،فأنزل ال علي نبيه )صلى ال عليه و آله(َ :و َلّما ُ
جَعْلناُه َمَث ً
ل عَلْيِه َو َ
عْبٌد َأْنَعْمنا َ
ل َ ن ُهَو ِإ ّ ن ِإ ْ
صُمو َ خ ِ ل ُهْم َقْوٌم َ ل َب ْ جَد ًل َ ك ِإ ّ
ضَرُبوُه َل َ
خْيٌر َأْم ُهَو ما َ َو قاُلوا َأ آِلَهُتنا َ
ن ».««1 خُلُفو َض َي ْلْر ِ جَعْلنا ِمْنُكْم -يعني من بني هاشمَ -ملِئَكًة ِفي ا َْ ل َو َلْو َنشاُء َل َ سراِئي َ ِلَبِني ِإ ْ
قال» :فغضب الحارث بن عمرو الفهري ،فقال» :اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك -أن بني هاشم يتوارثون
هرقل بعد هرقل -فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم .فأنزل ال عليه مقالة الحارث ،و نزلت هذه
ن ».««2 سَتْغِفُرو َ ل ُمَعّذَبُهْم َو ُهْم َي ْن ا ُّ ت ِفيِهْم َو ما كا َ ل ِلُيَعّذَبُهْم َو َأْن َ
ن ا ُّ
اليةَ :و ما كا َ
__________________________________________________
-1تفسير القّمي .368 :1
-2الكافي .18 /57 :8
) (1الزخرف [.....] .60 -57 :43
) (2النفال .33 :8
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص293 :
ثم قال له :يا بن عمرو ،اما تبت و اما رحلت .فقال :يا محمد ،بل تجعل لسائر قريش شيئا مما في يدك ،فقد ذهبت
بنو هاشم بمكرمة العرب و العجم .فقال له النبي )صلى ال عليه و آله( :ليس ذلك الي ،ذلك الي ال تبارك و
تعالى ،فقال :يا محمد ،قلبي ما يتابعني علي التوبة ،و لكن أرحل عنك .فدعا براحلته فركبها ،فلما صار بظهر
ل ساِئلٌ ِبَعذا ٍ
ب سَأ َ
المدينة أتته جندلة فرضت » «1هامته ،ثم أتي الوحي الي النبي )صلى ال عليه و آله( ،فقالَ :
ج ».««2 ل ِذي اْلَمعاِر ِ ن ا ِّس َلُه داِفٌع ِم َ
ن بولية علي َلْي َ واِقٍع ِلْلكاِفري َ
قال :قلت :جعلت فداك ،انا ل نقرؤها هكذا .فقال» :هكذا أنزل ال بها جبرئيل علي محمد )صلى ال عليه و آله(،
و هكذا هو و ال مثبت في مصحف فاطمة )عليها السلم( ،فقال رسول ال )صلى ال عليه و آله( لمن حوله من
عِنيٍد«.جّباٍر َل َ ب ُك ّحوا َو خا َ سَتْفَت ُ
المنافقين :انطلقوا الي صاحبكم ،فقد أتاه ما استفتح به ،قال ال عز و جلَ :و ا ْ
عِنيٍد أي خسر. جّباٍر َ ل َ ب ُك ّ حوا أي دعوا َو خا َ سَتْفَت ُ -[2] /5697علي بن ابراهيم :قوله تعالىَ :و ا ْ
-[3] /5698ثم قال :و في رواية أبي الجارود ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال» :العنيد :المعرض عن الحق«.
قوله تعالى:
ظ ] -[4] /5699 [17 -16قال غِلي ٌب َ عذا ٌ ن َوراِئِه َ صِديٍد -الي قوله تعالىِ -م ْ ن ماٍء َ سقى ِم ْ جَهّنُم َو ُي ْ
ن َوراِئِه َ ِم ْ
صِديٍد قال :ماء يخرج من فروج الزواني. ن ماٍء َ سقى ِم ْ جَهّنُم َو ُي ْ ن َوراِئِه َ علي بن ابراهيم ،في قوله تعالىِ :م ْ
-[5] /5700الطبرسي :عن أبي عبد ال )عليه السلم(» :أي و يسقي مما يسيل من الدم و القيح من فروج
الزواني في النار«.
ن َو ما ُهَو ِبَمّي ٍ
ت ل َمكا ٍ ن ُك ّت ِم ْسيُغُه َو َيْأِتيِه اْلَمْو ُ عُه َو ل َيكاُد ُي ِ جّر ُ -[6] /5701قال علي بن ابراهيم :و قولهَ :يَت َ
قال :يقرب اليه فيكرهه ،فإذا دنا منه شوى و جهه ،و وقعت فروة رأسه ،فإذا شرب تقطعت أمعاؤه
__________________________________________________
-2تفسير القّمي .368 :1
-3تفسير القّمي .368 :1
-4تفسير القّمي .368 :1
-5مجمع البيان .474 :6
-6تفسير القّمي .368 :1
) (1في المصدر :فرضخت.
) (2المعارج .3 -1 :70
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص294 :
و مزقت » «1تحت قدميه ،و انه ليخرج من أحدهم مثل الوادي صديدا و قيحا .ثم قال :و انهم ليبكون حتي تسيل
دموعهم فوق وجوههم جداول ،ثم تنقطع الدموع فتسيل الدماء حتي لو أن السفن أجريت فيها لجرت ،و هو قوله:
طَع َأْمعاَءُهْم ».«2 حِميمًا َفَق ّسُقوا ماًء َ َو ُ
-[4] /5702العياشي :عن مسعدة بن صدقة ،عن جعفر بن محمد ،عن أبيه ،عن جده )عليهم السلم( ،قال» :قال
أمير المؤمنين )عليه السلم( :ان أهل النار لما غلي الزقوم و الضريع في بطونهم كغلي الحميم سألوا الشراب،
ت َو ِمنْ ن َو ما ُهَو ِبَمّي ٍ ل َمكا ٍ ن ُك ّت ِم ْ سيُغُه َو َيْأِتيِه اْلَمْو ُ عُه َو ل َيكاُد ُي ِ جّر ُفاتوا بشراب غساق » «3و صديد َيَت َ
ت ُمْرَتَفقًا ».«4 ب َو ساَء ْ شرا ُ س ال ّ جوهَ ِبْئ َشِوي الُْو ُ ل َي ْ ظ و حميم تغلي به جهنم منذ خلقتَ ،كاْلُمْه ِ غِلي ٌب َعذا ٌ َوراِئِه َ
قوله تعالى:
ل اْلَبِعيُد ] -[1] /5703 [18قال علي بن ضل ُ عماُلُهْم َكَرماٍد -الي قوله تعالىُ -هَو ال ّ ن َكَفُروا ِبَرّبِهْم َأ ْ ل اّلِذي َ
َمَث ُ
ف قال :من لم يقر بولية ص ٍ ح ِفي َيْوٍم عا ِ ت ِبِه الّري ُ شَتّد ْعماُلُهْم َكَرماٍد ا ْ ن َكَفُروا ِبَرّبِهْم َأ ْ ل اّلِذي َابراهيم :و قولهَ :مَث ُ
أمير المؤمنين )عليه السلم( بطل عمله ،مثل الرماد الذي تجيء الريح فتحمله.
-[2] /5704محمد بن يعقوب :عن محمد بن يحيي ،عن محمد بن الحسين ،عن صفوان بن يحيي ،عن العلء بن
رزين ،عن محمد بن مسلم ،قال :سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول» :كل من دان ال بعبادة يجهد فيها نفسه و
ل امام له من ال ،فسعيه غير مقبول ،و هو ضال متحير ،و ال شانئ لعماله ،و مثله كمثل شاة ضلت عن
راعيها و قطيعها ،فهجمت ذاهبة و جائية يومها ،فلما جنها الليل بصرت بقطيع من غير راعيها ،فحنت إليها و
اغترت بها ،فباتت معها في مربضها » ،«5فلما أن ساق الراعي قطيعه أنكرت راعيها و قطيعها ،فضلت »«6
متحيرة تطلب راعيها ،و قطيعها ،فبصرت بغنم مع راعيها فحنت إليها ،و اغترت بها ،فصاح بها الراعي :الحقي
براعيك و قطيعك ،فإنك
__________________________________________________
-4تفسير العّياشي .7 /223 :2
-1تفسير القّمي .368 :1
-2الكافي .2 /306 :1
) (1زاد في المصدر :إلى.
) (2محمد .15 :47
ساق :ما يغسق من صديد أهل النار ،أي يسيل» .مجمع البحرين -غسق[.....] .«223 :5 - ) (3الغ ّ
) (4الكهف .29 :18
) (5في »س« :مربطها.
) (6في »س« :و المصدر :فهجمت.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص295 :
تائهة متحيرة عن راعيك و قطيعك ،فهجمت ذعرة متحيرة نادة » ،«1ل راعي لها يرشدها الي مرعاها أو
يردها ،فبينا هي كذلك إذ اغتنم الذئب ضيعتها فأكلها.
و كذلك و ال -يا محمد -من أصبح من هذه المة ل امام له من ال عز و جل ظاهرا عادل ،أصبح ضال تائها ،و
ان مات علي هذه الحال مات ميتة كفر و نفاق ،و اعلم -يا محمد -أن أئمة الجور و أتباعهم لمعزولون عن دين
ال ،قد ضلوا و أضلوا ،فأعمالهم التي يعملونها كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف ،ل يقدرون مما كسبوا
علي شيء ،ذلك هو الضلل البعيد«.
قوله تعالى:
ن َقْبلُ ] -[1] /5705 [22 -21علي بن ابراهيم: ن ِم ْ شَرْكُتُمو ِ ت ِبما َأ ْ
جِميعًا -الي قوله تعالىِ -إّني َكَفْر ُ ل َ َو َبَرُزوا ِّ
جِميعًا معناه مستقبل ،أنهم يبرزون ،و لفظه ماض. ل َ قوله تعالىَ :و َبَرُزوا ِّ
صَبْرنا ما َلنا عنا َأْم َ جِز ْعَلْينا َأ َسواٌء َ ل َلَهَدْيناُكْم فالهدى ها هنا هو الثواب َ -[2] /5706ثم قال :و قولهَ :لْو َهداَنا ا ُّ
ن ا َّ
ل لْمُر أي لما فرغ من أمر الدنيا من أوليائه ِإ ّ ي ا َْضَ ن َلّما ُق ِ شْيطا ُل ال ّص أي مفر .قال :قولهَ :و قا َ حي ٍ ن َم ِِم ْ
جْبُتْم ِلي َفل َتُلوُموِني َو سَت َ
عْوُتُكْم َفا ْ
ن َد َل َأ ْ
ن ِإ ّ
سْلطا ٍ ن ُ عَلْيُكْم ِم ْن ِلي َ خَلْفُتُكْم َو ما كا َ
عْدُتُكْم َفَأ ْ
ق َو َو َ حّعَد اْل َعَدُكْم َو ْ َو َ
ل يعني ن َقْب ُ
ن ِم ْشَرْكُتُمو ِت ِبما َأ ْي أي بمغيثي ِإّني َكَفْر ُ خّ صِر ِ خُكْم أي بمغيثكم َو ما َأْنُتْم ِبُم ْ صِر ِ سُكْم ما َأَنا ِبُم ْ ُلوُموا َأْنُف َ
في الدنيا.
-[3] /5707محمد بن يعقوب :عن علي بن ابراهيم ،عن أبيه ،عن بكر بن صالح ،عن القاسم بن بريد ،عن أبي
عمرو الزبيري ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( .قال» :قال عز و جل يذكر إبليس و تبريه من أوليائه من النس
يوم القيامة:
ل«. ن َقْب ُ
ن ِم ْشَرْكُتُمو ِ ت ِبما َأ ْ ِإّني َكَفْر ُ
ن َلّماشْيطا ُل ال ّ -[4] /5708العياشي :عن حريز ،عمن ذكره ،عن أبي جعفر )عليه السلم( في قول الَ :و قا َ
ن ال و هو الثاني«. شْيطا ُ ل ال ّ لْمُر ،قال» :هو الثاني ،و ليس في القرآن َو قا َ ي ا َْضَ ُق ِ
__________________________________________________
-1تفسير القّمي .368 :1
-2تفسير القّمي .368 :1
-3الكافي 287 :2ضمن الحديث .1
-4تفسير العّياشي .8 /223 :2
) (1نّد :نفر و ذهب على وجهه شاردا» .الصحا -ندد.«543 :2 -
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص296 :
-[5] /5709عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم(» :أنه إذا كان يوم القيامة يؤتي بإبليس في سبعين
غل و سبعين كبل » ،«1فينظر الول الي زفر في عشرين و مائة كبل و عشرين و مائة غل ،فينظر إبليس،
فيقول :من هذا الذي أضعف ال له العذاب ،و أنا أغويت هذا الخلق جميعا؟ فيقال :هذا زفر .فيقول :بما حدد له هذا
العذاب؟
فيقال :ببغيه علي علي )عليه السلم( .فيقول له إبليس :ويل لك و ثبور لك ،أما علمت أن ال أمرني بالسجود لدم
عباِدي َلْي َ
س ن ِ فعصيته ،و سألته أن يجعل لي سلطانا علي محمد و أهل بيته و شيعته ،فلم يجبني الي ذلك و قالِ :إ ّ
جُد َأْكَثَرُهْمن » «2و ما عرفتهم حين » «3استثناهم ،إذ قلت َو ل َت ِ ن اْلغاِوي َ ك ِم َن اّتَبَع َل َم ِن ِإ ّ
سْلطا ٌعَلْيِهْم ُ
ك َ َل َ
ن »«4؟ فمنتك به نفسك غرورا فتوقف بين يدي الخلئق .ثم قال له :ما الذي كان منك الي علي و الي شاِكِري َ
الخلق الذي اتبعوك علي الخلف؟ فيقول الشيطان -و هو زفر -لبليس :أنت أمرتني بذلك.
عْدُتُكْم
ق َو َو َ حّ عَد اْل َ
عَدُكْم َو ْ
ل َو َن ا َّ
فيقول له إبليس :فلم عصيت ربك و أطعتني؟ فيرد زفر عليه ما قال الِ :إ ّ
ن الي آخر الية«. سْلطا ٍ ن ُ عَلْيُكْم ِم ْ
ن ِلي َ خَلْفُتُكْم َو ما كا َ
َفَأ ْ
قوله تعالى:
ن ِبِإْذ ِ
ن حي ٍ ل ِ سماِء ُتْؤِتي ُأُكَلها ُك ّ عها ِفي ال ّ ت َو َفْر ُ
صُلها ثاِب ٌ
طّيَبٍة َأ ْ
جَرٍة َ
شَطّيَبًة َك َل َكِلَمًة َ ل َمَث ً ب ا ُّضَر َ ف َ َأ َلْم َتَر َكْي َ
ن َقراٍر ][26 -24 ن -الي قوله تعالى -ما َلها ِم ْ س َلَعّلُهْم َيَتَذّكُرو َ
ل ِللّنا ِلْمثا َ ل ا َْ
ب ا ُّضِر َُرّبها َو َي ْ
-[1] /5710محمد بن يعقوب :عدة من أصحابنا ،عن أحمد بن محمد ،عن علي بن سيف ،عن أبيه ،عن عمرو
عها ِفي ت َو َفْر ُ صُلها ثاِب ٌطّيَبٍة َأ ْجَرةٍ َشَ بن حريث ،قال سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول ال تعالىَ :ك َ
سماِء. ال ّ
قال :فقال» :رسول ال )صلى ال عليه و آله( أصلها ،و أمير المؤمنين )عليه السلم( فرعها ،و الئمة من
ذريتهما أغصانها،
__________________________________________________
-5تفسير العّياشي .9 /223 :2
-1الكافي .80 /355 :1
) (1الكبل :القيد الضخم» .الصحاح -كبل.«1808 :5 -
) (2الحجر .42 :15
) (3في »س« و »ط« نسخة بدل :حتى.
) (4العراف [.....] .17 :7
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص297 :
و علم الئمة ثمرتها ،و شيعتهم المؤمنون ورقها ،هل فيها فضل »«1؟« قال :قلت :ل و ال .قال» :و ال إن
المؤمن ليولد فتورق ورقة فيها ،و إن المؤمن ليموت فتسقط ورقة منها«.
-[2] /5711محمد بن الحسن الصفار :عن الحسن بن موسى الخشاب ،عن عمرو بن عثمان ،عن محمد بن
طّيَبٍة
جَرٍة َشَ عذافر ،عن أبي حمزة الثمالي ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :سألته عن قول ال تبارك و تعالىَ :ك َ
ن َرّبها.
ن ِبِإْذ ِ
حي ٍ
ل ِ
سماِء ُتْؤِتي ُأُكَلها ُك ّ
عها ِفي ال ّ
ت َو َفْر ُصُلها ثاِب ٌ
َأ ْ
فقال» :قال رسول ال )صلى ال عليه و آله( :أنا أصلها ،و علي فرعها ،و الئمة أغصانها ،و علمنا ثمرها ،و
شيعتنا ورقها .يا أبا حمزة ،هل ترى فيها فضل؟« قال» :قلت :ل و ال ،ل ارى فيها .قال :فقال» :يا أبا حمزة ،و
ال ان المولود ليولد من شيعتنا فتورق ورقة منها ،و يموت فتسقط ورقة منها«.
-[3] /5712و عنه :عن يعقوب بن يزيد ،عن الحسن بن محبوب ،عن الحول ،عن سلم بن المستنير ،قال:
سماِء ُتْؤِتي عها ِفي ال ّ
ت َو َفْر ُ
صُلها ثاِب ٌ
جَرٍة طَّيَبٍة َأ ْ
شَسألت أبا جعفر )عليه السلم( عن قول ال تبارك و تعالىَ :ك َ
ن َرّبها ،فقال» :الشجرة رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،نسبة ثابت في بني هاشم ،و فرع ن ِبِإْذ ِ
حي ٍ
ل ُِأُكَلها ُك ّ
الشجرة علي )عليه السلم( ،و عنصر الشجرة فاطمة )عليها السلم( و أغصانها الئمة ،و ورقها الشيعة ،و ان
الرجل منهم ليموت فتسقط منها ورقة » ،«2و ان المولود منهم ليولد فتورق ورقة ».««3
) (1قال المجلسي قوله» :فضل« أي شيء آخر غير ما ذكرنا ،فل يدخل في هذه الشجرة ،و ل يلحق بالنبيّ
ل عليه و آله( غير من ذّكر ،فالمخالفون و سائر الخلق داخلون في الشجرة الخبيثة ،و ملحقون بها .و
)صلى ا ّ
ق ،و في بعض النسخ» :شوب« مكان »فضل« أي هل فيها شوب خطأ قيل :أي هل في هذه الكلمة فضل عن الح ّ
ق بالباطل أو خلط شيء غير ما ذكر .مرآة القول .104 :5و بطلن ،أو شوب ح ّ
و روى ايضا هذا الحديث الشيخ في )اماليه( ،بإسناده عن عباد ،عن عمه ،عن أبيه ،عن جابر ،عن ابراهيم ابن
عبد العلى ،عن سويد بن غفلة ،ذكر ان علي بن أبي طلب )عليه السلم( ،و عبد ال بن عباس ،ذكر ان ابن آدم
إذا كان في آخر يوم من الدنيا ،و أول يوم من الخرة ،و ساق الحديث الي آخره ».«2
-[4] /5730الشيخ في )اماليه( :عن الحفار ،قال :حدثنا إسماعيل ،قال :حدثنا أبي ،قال :حدثنا اخي دعبل ،قال:
حدثنا شعبة بن الحجاج ،عن علقمة بن مرشد ،عن سعد بن عبيدة ،عن البراء بن عازب ،عن النبي )صلى ال
خَرِة.
لِحياةِ الّدْنيا َو ِفي ا ْ
ت ِفي اْل َل الّثاِب ِ
ن آَمُنوا ِباْلَقْو ِ
ل اّلِذي َ
ت ا ُّعليه و آله( في قوله تعالىُ :يَثّب ُ
قال» :في القبر إذا سئل الموتى«.
-[5] /5731العياشي :عن صفوان بن مهران ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :ان الشيطان ليأتي الرجل
من أوليائنا فيأتيه عند موته ،يأتيه عن يمينه و عن يساره ليصده عما هو عليه ،فيأبى ال له ذلك ،و كذلك قال ال:
خَرِة«.
لِ حياِة الّدْنيا َو ِفي ا ْ ت ِفي اْل َ ل الّثاِب ِن آَمُنوا ِباْلَقْو ِ
ل اّلِذي َ
ت ا ُّ
ُيَثّب ُ
-[6] /5732عن زرارة ،و حمران ،و محمد بن مسلم ،عن أبي جعفر و أبي عبد ال )عليهما السلم( قال» :إذا
وضع الرجل في قبره أتاه ملكان :ملك عن يمينه ،و ملك عن شماله ،و أقيم الشيطان بين يديه ،عيناه من نحاس،
فيقال له:
ما تقول في هذا الرجل الذي خرج من بين ظهرانيكم يزعم انه رسول ال؟ فيفزع لذلك فزعة فيقول -ان كان
مؤمنا :-محمد رسول ال .فيقال له عند ذلك :نم نومة ل حلم فيها ،و يفسح له في قبره تسعة اذرع ،و يرى مقعده
خَرِة .و ان كان كافرا ،قالوا:
لِحياةِ الّدْنيا َو ِفي ا ْ
ت ِفي اْل َ
ل الّثاِب ِ
ن آَمُنوا ِباْلَقْو ِ
ل اّلِذي َ
ت ا ُّ
من الجنة ،و هو قول الُ :يَثّب ُ
من هذا الرجل الذي كان بين ظهرانيكم يقول انه رسول ال؟ فيقول :ما ادري .فيخلي بينه و بين الشيطان«.
-[7] /5733عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم(» :ان الميت إذا اخرج من بيته شيعته الملئكة الى
قبره يترحمون عليه ،حتى إذا انتهي به الي قبره ،قالت الرض له :مرحبا بك و أهل و سهل ،و ال لقد كنت أحب
ان يمشي علي مثلك ،ل جرم لترى ما اصنع بك ،فيوسع له مد بصره ،و يدخل عليه في قبره قعيدا القبر منكر و
نكير ،فيلقيان فيه الروح الي حقويه ،فيقعدانه فيسألنه ،فيقولن له :من ربك؟ فيقول :ال .فيقولن :و ما دينك؟
فيقول:
__________________________________________________
-4المالي .386 :1
-5تفسير العّياشي .16 /225 :2
-6تفسير العّياشي .17 /225 :2
-7تفسير العّياشي .18 /225 :2
) (1تفسير القّمي .369 :1
) (2المالي .357 :1
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص304 :
السلم .فيقولن :و من نبيك؟ فيقول :محمد )صلى ال عليه و آله( .فيقولن :و من امامك؟ فيقول :علي .فينادي
مناد من السماء :صدق عبدي ،افرشوا له في القبر من الجنة ،و البسوه من ثياب الجنة ،و افتحوا له في قبره بابا
الى الجنة ،حتى يأتينا و ما عندنا خير له .ثم يقولن له :نم نومة العروس ،نم نومة ل حلم فيها.
و ان كان كافرا ،أخرجت له ملئكة يشيعونه الي قبره يلعنونه ،حتى إذا انتهي الي الرض ،قالت الرض :ل
مرحبا بك و ل أهل ،اما و ال لقد كنت ابغض ان يمشي علي مثلك ،ل جرم لترين ما اصنع بك اليوم ،فتضايق
عليه حتى تلتقي جوانحه .و يدخل عليه ملكا القبر ،و هما قعيدا القبر منكر و نكير -قال :قلت له :جعلت فداك،
يدخلن علي المؤمن و الكافر في صورة واحدة؟ فقال» :ل« .فيقعدانه فيقولن له :من ربك؟ فيقول :سمعت الناس
يقولون] ،فيقولن :ل دريت ،فما دينك؟ فيقول :سمعت الناس يقولون [.و يتلجلج لسانه .فيقولن :ل دريت ،فمن
نبيك؟
فيقول :سمعت الناس يقولون ،و يتلجلج لسانه .فيقولن :ل دريت .فينادي مناد .من السماء :كذب عبدي ،افرشوا له
في قبره من النار ،و البسوه من ثياب النار ،و افتحوا له بابا الي النار ،حتى يأتينا و ما له عندنا شر له -قال -ثم
يضربانه بمرزبة معهما ثلث ضربات ليس منها ضربة ال تطاير قبره نارا ،و لو ضربت تلك الضربة علي
جبال تهامة ،لكانت رميما«.
قال ابو عبد ال )عليه السلم(» :و يسلط ال عليه في قبره الحيات و العقارب تنهشه نهشا ،و الشياطين تغمه غما،
ت ا ُّ
ل يسمع عذابه من خلق ال ال الجن و النس ،و انه ليسمع خفق نعالهم ،و نفض أيديهم ،و هو قول الُ :يَثّب ُ
ن َوظاِلِمي َل ال ّ
ل ا ُّ ضّخَرِة -قال -في قبره َو ُي ِ
لِحياِة الّدْنيا -قال -عند موته َو ِفي ا ْ
ت ِفي اْل َ
ل الّثاِب ِ
ن آَمُنوا ِباْلَقْو ِاّلِذي َ
ل ما َيشاُء«. ل ا َُّيْفَع ُ
-[8] /5734عن سويد بن غفلة ،عن علي بن أبي طالب )عليه السلم( قال» :ان ابن آدم إذا كان في آخر يوم من
الدنيا و أول يوم من الخرة ،مثل له ماله و ولده و عمله ،فيلتفت الى ماله ،فيقول :و ال اني كنت عليك لحريصا
شحيحا ،فما عندك؟ فيقول :خذ مني كفنك .فيلتفت الي ولده ،فيقول :و ال اني كنت لكم محبا ،و اني كنت عليكم
لمحاميا ،فما ذا عندكم؟ فيقولون :نؤديك الى حفرتك و نواريك فيها .فيلتفت الي عمله ،فيقول :و ال اني كنت لكم
محبا ،و اني كنت عليكم لمحاميا ،فما ذا عندكم؟ فيقولون :نؤديك الي حفرتك و نواريك فيها .فيلتفت الي عمله،
فيقول :و ال اني كنت فيك لزاهدا ،و ان كنت علي لثقيل ،فما عندك؟ فيقول :انا قرينك في قبرك و يوم نشرك
حين اعرض انا و أنت علي ربك.
فإن كان ل وليا ،أتاه أطيب الناس ريحا و أحسنهم رياشا ،فيقول :ابشر بروح و ريحان و جنة نعيم ،قدمت خير
مقدم ،فيقول :من أنت؟ فيقول :انا عملك الصالح ،ارتحل من الدنيا الي الجنه و انه ليعرف غاسله و يناشد حامله
ان يعجله ،فإذا ادخل قبره أتاه اثنان ،هما فتانا القبر ،يجران اشعارهما ،و يبحثان الرض بأنيابهما ،أصواتهما
كالرعد العاصف ،و أبصارهما كالبرق الخاطف ،ثم يقولن :من ربك ،و ما دينك ،و من نبيك؟ فيقول :ال ربي،
ن آَمُنوا ِباْلَقْو ِ
ل ل اّلِذي َ
ت ا ُّ
و ديني السلم ،و نبيي محمد .فيقولن :ثبتك ال فيما يحب و يرضي .و هو قول الُ :يَثّب ُ
خَرِة .ثم يفسحان له في قبره مد بصره ،و يفتحان له بابا الي الجنة ،ثم يقولن له: لِ حياِة الّدْنيا َو ِفي ا ْت ِفي اْل َ الّثاِب ِ
__________________________________________________
-8تفسير العّياشي 10 /227 :2و .21
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص305 :
ل ».«1 ن َمِقي ً سُحَ سَتَقّرا َو َأ ْ
خْيٌر ُم ْ
جّنِة َيْوَمِئٍذ َ
ب اْل َ
صحا ُ نم قرير العين ،نوم الشاب الناعم ،فإنه يقول الَ :أ ْ
و أما إن كان لربه عدوا ،فإنه يأتيه أقبح من خلق ال رياشا ،و أنتنهم ريحا فيقول :أبشر ينزل من حميم و تصلية
جحيم .و انه ليعرف غاسله و يناشد حامله ان يحبسه ،فإذا ادخل في قبره أتاه ممتحنا القبر ،فألقيا أكفانه ،ثم قال له:
من ربك ،و ما دينك ،و من نبيك؟ فيقول :ل ادري .فيقولن :ل دريت و ل هديت .فيضربان يأفوخه بمرزبة
ضربة ما خلق ال من دابة ال تذعر لها ،ما خل الثقلين ،ثم يفتح له باب الى النار ،ثم يقولن له :نم بشر حال ،فإنه
من الضيق مثل ما فيه القناة من الزج ،حتى ان دماغه ليخرج مما بين ظفره و لحمه ،و يسلط ال عليه حيات
الرض و عقاربها و هو أمها فتنهشه حتى يبعثه من قبره ،و انه ليتمني قيام الساعة مما هو فيه من الشر«.
قال جابر » :«2قال ابو جعفر )عليه السلم(» :قال النبي )صلى ال عليه و آله( :اني كنت لنظر الى الغنم و
البل و انا أرعاها ،و ليس من نبي ال قد رعي ،فكنت انظر إليها قبل النبوة و هي متمكنة فيه المكنية ،ما حولها
شيء يهيجها حتى تذعر ،فأنظر فأقول :ما هذا؟ و اعجب ،حتى حدثني جبرئيل )عليه السلم( :ان الكافر يضرب
ضربة ما خلق ال شيئا ال سمعها و يذعر لها ال الثقلن ،فعلمت ان ذلك انما كان بضربة الكافر ،فنعوذ بال من
عذاب القبر«.
-[9] /5735عن محمد بن مسلم ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال» :إذا وضع الرجل في قبره أتاه ملكان :ملك
عن يمينه ،و ملك عن شماله ،و أقيم الشيطان بين يديه ،عيناه من نحاس ،فيقال له :كيف تقول في هذا الرجل الذي
خرج بين ظهرانيكم؟ -قال -فيفزع لذلك ،فيقول -ان كان مؤمنا :-عن محمد تسألني؟ فيقولن له عند ذلك :نم نومة
ل حلم فيها .و يفسح له في قبره تسعة » «3اذرع ،و يرى مقعدة من الجنة.
و ان كان كافرا ،قيل له :ما تقول في هذا الرجل الذي خرج بين ظهرانيكم؟ فيقول :ما أدرى ،و يخلي بينه و بين
ل الّثاِب ِ
ت ن آَمُنوا ِباْلَقْو ِ ل اّلِذي َ
ت ا ُّ
الشيطان ،و يضرب بمرزبة من حديد يسمع صوته كل شيء ،و هو قول الُ :يَثّب ُ
ل ما َيشاُء«. ل ا ُّن َو َيْفَع ُ
ظاِلِمي َ
ل ال ّ
ل ا ُّ
ضّ
خَرِة َو ُي ِ
لِ
حياِة الّدْنيا َو ِفي ا ْ
ِفي اْل َ
ن آَمُنوا ِباْلَقْو ِ
ل ل اّلِذي َ
ت ا ُّ
-[10] /5736و من طريق المخالفين :ما رواه النطنزي ،عن ابن عباس ،في قولهُ :يَثّب ُ
ت ،قال :بولية علي بن أبي طالب )عليه السلم(. الّثاِب ِ
-[11] /5737ابن بابويه :قال :حدثنا علي بن عبد ال الوراق ،و محمد بن احمد السناني ،و علي بن احمد بن
محمد بن عمران الدقاق )رحمه ال( ،قالوا :حدثنا ابو العباس احمد بن يحيي بن زكريا القطان ،قال :حدثنا بكر بن
__________________________________________________
-9تفسير العّياشي .19 /227 :2
... -10تفسير الحبري ،42 /288 :شواهد التنزيل .434 /314 :1
) (2وقع جابر في السند المتقّدم في أول هذا الحديث و قد حذف من أسانيد العّياشي ،انظر أسانيد الحديث ) (3من
تفسير هذه اليات ،عن الكافي و تفسير القّمي و أمالي الشيخ.
__________________________________________________
-1الكافي .1 /169 :1
-2الكافي .4 /169 :1
-3الكافي .77 /103 :8
) (1الكهف .17 :18
) (2يونس .9 :20
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص307 :
قال» :ما تقولون في ذلك؟« .قلت :نقول :هم الفجران من قريش :بنو امية و بنو المغيرة.
قال :ثم قال» :هي و ال قريش قاطبة ،ان ال تبارك و تعالى خاطب نبيه )صلى ال عليه و آله( فقال :اني فضلت
قريشا علي العرب ،و أتممت عليهم نعمتي ،و بعثت إليهم رسولي ،فبدلوا نعمتي كفرا و أحلوا قومهم دار البوار«.
-[4] /5741علي بن ابراهيم :قال :حدثني أبي ،عن محمد بن أبي عمير ،عن عثمان بن عيسي ،عن أبي عبد ال
ل ُكْفرًا.
ت ا ِّ
ن َبّدُلوا ِنْعَم َ)عليه السلم( ،قال :سألته عن قول ال عز و جلَ :أ َلْم َتَر ِإَلى اّلِذي َ
قال» :نزلت في الفجرين من قريش :بني امية و بني المغيرة ،فأما بنو المغيرة فقطع ال دابرهم يوم بدر ،و اما
بنو امية فمتعوا الى حين -ثم قال -و نحن و ال نعمة ال التي أنعم بها علي عباده ،و بنا يفوز من فاز ،ثم قال لهم:
صيَرُكْم ِإَلى الّناِر ».««1
ن َم ِ َتَمّتُعوا َفِإ ّ
-[5] /5742ثم قال :حدثني أبي ،عن إسحاق بن الهيثم ،عن سعد بن طريف ،عن الصبغ بن نباتة ،عن علي
)عليه السلم( قال» :ما بال قوم غيروا سنة رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،و عدلوا عن وصيه » ،«2ل
جَهّنَم
حّلوا َقْوَمُهْم داَر اْلَبواِر َ ل ُكْفرًا َو َأ َ
ت ا ِّن َبّدُلوا ِنْعَم َ يخافون ان ينزل بهم العذاب؟« ثم تل هذه الية اّلِذي َ
س اْلَقراُر ثم قال» :نحن -و ال -نعمة ال التي أنعم بها علي عباده ،و بنا فاز من فاز«. صَلْوَنها َو ِبْئ ََي ْ
ن َبّدُلوا ِنْعَم َ
ت -[6] /5743العياشي :عن عمرو بن سعيد ،قال :سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول ال :اّلِذي َ
حّلوا َقْوَمُهْم داَر اْلَبواِر قال :فقال» :ما تقولون في ذلك؟« فقلت :نقول :هما الفجران من قريش :بنو ل ُكْفرًا َو َأ َا ِّ
امية و بنو المغيرة.
فقال» :بلي ،هي قريش قاطبة ،ان ال خاطب نبيه )صلى ال عليه و آله( فقال :اني قد فضلت قريشا علي العرب،
و أتممت عليهم نعمتي ،و بعث إليهم رسول ،فبدلوا نعمتي و كذبوا رسولي«.
-[7] /5744و في رواية زيد الشحام ،عنه )عليه السلم( ،قال :قلت له :بلغني ان امير المؤمنين )عليه السلم(
سئل عنها ،فقال» :عني بذلك الفجرين من قريش :امية و محزوم ،فأما مخزوم فقتلها ال يوم بدر ،و اما امية
فمتعوا الى حين«؟
فقال ابو عبد ال )عليه السلم(» :عني ال و ال بها قريشا قاطبة ،الذين عادوا رسول ال و نصبوا له الحرب«.
ن َبّدُلوا
-[8] /5745عن الصبغ بن نباتة ،قال :قال امير المؤمنين )عليه السلم( في قوله تعالىَ :أ َلْم َتَر ِإَلى اّلِذي َ
ل ُكْفرًا.ت ا ِِّنْعَم َ
__________________________________________________
-4تفسير القّمي .371 :1
-5تفسير القّمي .86 :1
-6تفسير العّياشي .22 /229 :2
-7تفسير العّياشي .23 /229 :2
-8تفسير العّياشي .24 /229 :2
) (1إبراهيم [.....] .30 :14
) (2في المصدر :عن وصيته في حق علي و الئمة )عليهم السلم( و.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص308 :
قال» :نحن نعمة ال التي أنعم ال بها علي العباد«.
-[9] /5746عن ذريح ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،قال :سمعته يقول» :جاء ابن الكواء الى امير المؤمنين
حّلوا َقْوَمُهْم داَر اْلَبواِر .قال: ل ُكْفرًا َو َأ َ ت ا ِّ
ن َبّدُلوا ِنْعَم َ )عليه السلم( فسأله عن قول الَ :أ َلْم َتَر ِإَلى اّلِذي َ
تلك قريش ،بدلوا نعمة ال كفرا ،و كذبوا نبيه )صلى ال عليه و آله( يوم بدر«.
-[10] /5747عن محمد بن سابق بن طلحة النصاري ،قال :كان مما قال هارون لبي الحسن موسى )عليه
السلم( حين ادخل عليه ما هذه الدار ،و دار من هي؟ قال» :لشيعتنا فترة ،و لغيرهم فتنة« .قال :فما بال صاحب
الدار ل يأخذها؟ قال» :أخذت منه عامرة ،و ل يأخذها ال معمورة« فقال :اين شيعتكم؟ فقرا ابو الحسن )عليه
حّتى َتْأِتَيُهُم اْلَبّيَنُة » «1قال له :فنحن كفار؟ قال: ن َ ن ُمْنَفّكي َ شِرِكي َب َو اْلُم ْل اْلِكتا ِ ن َأْه ِ
ن َكَفُروا ِم ْ
ن اّلِذي َ
السلم(َ :لْم َيُك ِ
حّلوا َقْوَمُهْم داَر اْلَبواِر« فغضب عند ل ُكْفرًا َو َأ َت ا ِّ ن َبّدُلوا ِنْعَم َ »ل ،و لكن كما قال ال عز و جلَ :أ َلْم َتَر ِإَلى اّلِذي َ
ذلك و غلظ عليه.
-[11] /5748علي بن حاتم ،قال :وجدت في كتاب أبي ،عن حمزة الزيات ،عن عمر بن مرة ،قال :قال ابن
حّلوا َقْوَمُهْم داَر اْلَبواِر قال: ل ُكْفرًا َو َأ َ ت ا ِّن َبّدُلوا ِنْعَم َ عباس لعمر :يا امير المؤمنين ،هذه اليةَ :أ َلْم َتَر ِإَلى اّلِذي َ
هما الفجران من قريش ،أخوالي و أعمامك ،فأما أخوالي فاستأصلهم ال يوم بدر ،و اما أعمامك فأملي ال لهم
الى حين.
حّلوا َقْوَمُهْم داَر اْلَبواِر. -[12] /5749عن مسلم المشوف ،عن علي بن أبي طالب )عليه السلم( في قولهَ :و َأ َ
قال» :هما الفجران من قريش :بنو امية و بنو المغيرة«.
ل ُكْفرًا:ت ا ِّ
ن َبّدُلوا ِنْعَم َ -[13] /5750ابن شهر آشوب :عن مجاهد ،في قوله تعالىَ :أ َلْم َتَر ِإَلى اّلِذي َ
كفرت بنو امية بمحمد )صلى ال عليه و آله( و اهل بيته.
ن َبّدُلوا ِنْعَم َ
ت -[14] /5751عن أبي الطفيل :عن امير المؤمنين )عليه السلم( ،قال :يقول الَ :أ َلْم َتَر ِإَلى اّلِذي َ
صَلْوَنها ،قال» :تلك في الفجرين من قريش«. جَهّنَم َي ْ حّلوا َقْوَمُهْم داَر اْلَبواِر َل ُكْفرًا َو َأ َا ِّ
__________________________________________________
-9تفسير العّياشي .25 /229 :2
-10تفسير العّياشي .26 /229 :2
-11تفسير العّياشي .27 /230 :2
-12تفسير العّياشي .28 /230 :2
-13المناقب .99 :3
-14تفسير العّياشي ،31 /283 :2فرائد السمطين 331 /395 :1ضمن حديث طويل.
) (1البّينة .1 /98
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص309 :
قوله تعالى:
ي َيْوٌم ل َبْيٌع ِفيِه َو ل ن َيْأِت َ
ل َأ ْن َقْب ِ
علِنَيًة ِم ْ سّرا َو َ صلَة َو ُيْنِفُقوا ِمّما َرَزْقناُهْم ِ ن آَمُنوا ُيِقيُموا ال ّي اّلِذي َل ِلِعباِد َُق ْ
ل ][31 خل ٌ ِ
-[1] /5752محمد بن يعقوب :عن محمد بن يحيي ،عن احمد بن محمد ،عن عثمان بن عيسي ،عن سماعة ابن
مهران ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :ان ال عز و جل فرض للفقراء له في اموال الغنياء فريضة ل
يحمدون ال بأدائها ،و هي الزكاة ،بها حقنوا دماءهم ،و بها سموا مسلمين ،و لكن ال عز و جل فرض في اموال
حُروِم » «1فالحق المعلوم ل َو اْلَم ْ ساِئ ِق َمْعُلوٌم ِلل ّحّ ن ِفي َأْمواِلِهْم َ الغنياء حقوقا غير الزكاة ،فقال عز و جلَ :و اّلِذي َ
غير الزكاة ،و هو شيء يفرضه النسان علي نفسه في ماله ،يجب عليه ان يفرضه علي قدر طاقته و سعة حاله »
،«2فيؤدي الذي فرض علي نفسه كل يوم ،و ان شاء في كل جمعة ،و ان شاء في كل شهر .و قال ال عز و جل
سّرا َو سنًا » «3و هذا غير الزكاة ،و قد قال ال عز و جل ايضا ُيْنِفُقوا ِمّما َرَزْقناهُْم ِ حَ
ل َقْرضًا َ ضوا ا َّ ايضاَ :أْقَر ُ
علِنَيًة و الماعون ايضا ،و هو القرض يقرضه ،و المتاع يعيره ،و المعروف يصنعه .و مما فرض ال عز و جل َ
ل » «4و من ادى ما فرض صَ ن ُيو َ ل ِبِه َأ ْن ما َأَمَر ا ُّ صُلو َ ن َي ِ ايضا في المال من غير الزكاة ،قوله عز و جل :اّلِذي َ
ال عليه فقد قضي ما عليه ،و ادى شكر ما أنعم ال عليه في ماله ،إذا هو حمده علي ما أنعم ال عليه فيه مما
فضله به من السعة علي غيره ،و لما وفقه لداء ما فرض ال عز و جل ،و أعانه عليه«.
-[2] /5753العياشي :عن زرعة ،عن سماعة ،قال :ان ال فرض للفقراء في اموال الغنياء فريضة ل يحمدون
بأدائها و هي الزكاة ،بها حقنوا دماءهم ،و بها سموا مسلمين و لكن ال فرض في الموال حقوقا غير الزكاة ،و قد
علِنَيًة. سّرا َو َ قال ال تبارك و تعالىَ :و ُيْنِفُقوا ِمّما َرَزْقناُهْم ِ
ل اي ل صداقة. خل ٌ -[3] /5754علي بن ابراهيم :قولهَ :يْوٌم ل َبْيٌع ِفيِه َو ل ِ
__________________________________________________
-1الكافي .8 /498 :3
-2تفسير العّياشي .29 /230 :2
-3تفسير القّمي .371 :1
) (1المعارج .24 :70
) (2في المصدر :ماله.
) (3الحديد [.....] .18 :57
) (4الرعد .21 :13
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص310 :
قوله تعالى:
خَر َلُكُم سّ ت -الى قوله تعالىَ -و َ ن الّثَمرا ِ
ج ِبِه ِم َ
خَر َ سماِء ماًء َفَأ ْ ن ال ّ ل ِم َض َو َأْنَز َ
لْر َ ت َو ا َْ سماوا ِ ق ال ّ
خَل َل اّلِذي َ ا ُّ
ن اي س َو اْلَقَمَر داِئَبْي ِشْم َخَر َلُكُم ال ّ
سّن ] -[1] /5755 [33 -32علي بن ابراهيم :و قولهَ :و َ س َو اْلَقَمَر داِئَبْي ِ
شْم َ ال ّ
علي الولء.
لْر َ
ض ت َو ا َْ سماوا ِ ق ال ّ
خَل َ
و كيفية خلق السماوات و الرض تقدم في أول سورة هود ،في قوله تعالىَ :و ُهَو اّلِذي َ
سماِء ماًء تقدم الحديث في أول سورة البقرة ،في ن ال ّل ِم َ عَلى اْلماِء » .«1و قولهَ :و َأْنَز َ شُه َعْر ُ ن َ سّتِة َأّياٍم َو كا َ
ِفي ِ
س َوشْم َ خَر َلُكُم ال ّ سّ سماِء ماًء » .«2و قوله َو َ ن ال ّل ِم َسماَء ِبناًء َو َأْنَز َ ض ِفراشًا َو ال ّ لْر َ ل َلُكُم ا َْ
جَع َ قوله تعالى اّلِذي َ
ضياًء َو اْلَقَمَر ُنورًا ».«3 س ِ شْم َ ل ال ّجَع َ
اْلَقَمَر تقدم حديثها في سورة يونس ،في قوله تعالىُ :هَو اّلِذي َ
قوله تعالى:
حيٌم ]غُفوٌر َر ِ ك َ عصاِني َفِإّن َ ن َ صوها -الى قوله تعالىَ -و َم ْ ح ُ ل ل ُت ْ ت ا ِّ ن َتُعّدوا ِنْعَم َ
سَأْلُتُموُه َو ِإ ْل ما َ ن ُك ّ َو آتاُكْم ِم ْ
[36 -34
-[2] /5756العياشي :عن حسين بن هارون -شيخ من اصحاب أبي جعفر )عليه السلم( -عن أبي جعفر )عليه
سَأْلُتُموُه .قال :ثم قال ابو جعفر )عليه السلم(» :الثوب ،و ل ما َ ن ُك ّالسلم( قال :سمعته يقرا هذه اليةَ :و آتاُكْم ِم ْ
الشيء لم تسأله إياه أعطاك«.
-[3] /5757محمد بن يعقوب :عن علي بن محمد ،عن بعض أصحابه ،رفعه ،قال :كان علي بن الحسين
صوها يقول» :سبحان من لم يجعل في احد ح ُ ل ل ُت ْ ت ا ِّن َتُعّدوا ِنْعَم َ)عليهما السلم( إذا قرا هذه اليةَ :و ِإ ْ
__________________________________________________
-1تفسير القّمي .371 :1
-2تفسير العّياشي .30 /230 :2
-3الكافي .592 /394 :8
) (1تقّدم في الحاديث ) (6 ،5 ،3 ،2 ،1من تفسير الية ) (7من سورة هود.
) (2تقّدم في الحديث ) (1من تفسير الية ) (22من سورة البقرة.
) (3تقّدم في الحاديث ) (3 -1من تفسير الية ) (5من سورة يونس.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص311 :
من معرفة نعمه ال المعرفة بالتقصير عن معرفتها ،كما لم يجعل في احد من معرفة إدراكه اكثر من العلم انه ل
يدركه ،فشكر جل و عز معرفة العارفين بالتقصير عن معرفة شكره ،فجعل معرفتهم بالتقصير شكرا ،كما علم
علم العالمين انهم ل يدركونه فجعله ايمانا ،علما منه انه قد » «1وسع العباد ،فل يتجاوز ذلك ،فإن شيئا من خلقه
ل يبلغ مدى عبادته ،و كيف يبلغ مدى عبادته من ل مدى له و ل كيف؟! تعالى ال عن ذلك علوا كبيرا«.
ل ».«2 و تقدم حديث في معني الية في قوله تعالىَ :و َذّكْرُهْم ِبَأّياِم ا ِّ
ل َهَذا اْلَبَلَد آِمنًا يعنيجَع ْ
با ْ ل ِإْبراِهيُم َر ّ -[3] /5758علي بن ابراهيم :قال :و قوله يحكي قول ابراهيمَ :و ِإْذ قا َ
س فإن الصنام لم تضل ،و انما ضل الناس ن الّنا ِن َكِثيرًا ِم َ ضَلْل َ
ن َأ ْ
ب ِإّنُه ّ
صناَم َر ّ
ل ْ
ن َنْعُبَد ا َْ
ي َأ ْ
جُنْبِني َو َبِن ّ
مكة َو ا ْ
بها.
-[4] /5759العياشي :عن الزهري ،قال :أتي رجل أبا عبد ال )عليه السلم( فسأله عن شيء فلم يجبه ،فقال له
الرجل :فإن كنت ابن أبيك ،فإنك من أبناء عبدة الصنام ،فقال له» :كذبت ،ان ال امر ابراهيم )عليه السلم( ان
ي َأ ْ
ن جُنْبِني َو َبِن ّ
ل َهَذا اْلَبَلَد آِمنًا َو ا ْ
جَع ْبا ْ ينزل إسماعيل )عليه السلم( بمكة ففعل ،فقال ابراهيم )عليه السلم(َ :ر ّ
صناَم فلم يعبد احد من ولد إسماعيل صنما قط ،و لكن العرب عبدة الصنام ،و قالت بنو إسماعيل :هؤلء ل َْنْعُبَد ا َْ
شفعاؤنا عند ال ،فكفرت و لم تعبد الصنام«.
-[5] /5760عن أبي عبيدة ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال» :من أحبنا فهو منا اهل البيت« .فقلت :جعلت
ن َتِبَعِني َفِإّنُه ِمّني؟«. فداك ،منكم؟ قال» :منا و ال ،اما سمعت قول ابراهيم )عليه السلم(َ :فَم ْ
-[6] /5761عن محمد الحلبي ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :من اتقي ال منكم و أصلح فهو منا اهل
ن َتِبَعِني َفِإّنُه ِمّني ».««3 البيت« قال :منكم اهل البيت؟ قال» :منا اهل البيت ،قال فيها ابراهيم )عليه السلم(َ :فَم ْ
قال عمر بن يزيد :قلت له :من آل محمد؟ قال» :اي و ال من آل محمد ،اي و ال من أنفسهم ،اما تسمع ال يقول:
ن َتِبَعِني َفِإّنُه ِمّني؟«. ن اّتَبُعوُه »«4؟ و قول ابراهيم )عليه السلم(َ :فَم ْ س ِبِإْبراِهيَم َلّلِذي َن َأْوَلى الّنا ِ ِإ ّ
-[7] /5762عن أبي عمرو الزبيري ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :من أحب » «5آل محمد و قدمهم
علي
__________________________________________________
-3تفسير القّمي .371 :1
-4تفسير العّياشي .31 /230 :2
-5تفسير العّياشي .32 /231 :2
-6تفسير العّياشي .33 /231 :2
-7تفسير العّياشي .34 /231 :2
) (1القّد :المقدار »المعجم الوسيط -قّد.«718 :2 -
) (2تقدم في الحديث ) (4من تفسير الية ) (5من هذه السورة[.....] .
) (3في »س« :فأحبنا.
) (4آل عمران .68 :3
) (5في المصدر :توّلى.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص312 :
جميع الناس بما قدمهم من قرابة رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،فهو من آل محمد )عليه السلم( لتوليه آل
محمد )عليهم السلم( ،لنه من القوم بأعيانهم ،و انما هو منهم بتوليه و اتباعه إياهم ،و كذلك حكم ال في كتابه َو
حيٌم«. غُفوٌر َر ِ ك َعصاِني َفِإّن َ ن َ ن َتِبَعِني َفِإّنُه ِمّني َو َم ْ
ن َيَتَوّلُهْم ِمْنُكْم َفِإّنُه ِمْنُهْم » «1و قول ابراهيمَ :فَم ْ َم ْ
صناَم:ل ْ ن َنْعُبَد ا َْ
ي َأ ْجُنْبِني َو َبِن ّ
-[8] /5763ابن شهر آشوب :قال النبي )صلى ال عليه و آله( في قوله تعالىَ :و ا ْ
»فانتهت الدعوة الى و الى علي« و في خبر» :انا دعوة ابراهيم« و انما عني بذلك الطاهرين ،لقوله )صلى ال
عليه و آله(:
»نقلت من أصلب الطاهرين الى أرحام الطاهرات لم يمسني سفاح الجاهلية« ».«2
عُل َ
ك و قد تقدمت رواية عبد ال بن مسعود في معني الية عن النبي )صلى ال عليه و آله( في قوله تعالىِ :إّني جا ِ
س ِإمامًا -الية -من سورة البقرة ،من طريق أصحابنا و الجمهور ».«3 ِللّنا ِ
قوله تعالى:
س َتْهِوي ن الّنا ِ ل َأْفِئَدةً ِم َ
جَع ْ
صلةَ َفا ْ حّرِم َرّبنا ِلُيِقيُموا ال ّ
ك اْلُم َ
عْنَد َبْيِت َ
ع ِغْيِر ِذي َزْر ٍن ُذّرّيِتي ِبواٍد َ ت ِم ْ
سَكْن ُ َرّبنا ِإّني َأ ْ
ن ][37 شُكُرو َ
ت َلَعّلُهْم َي ْ
ن الّثَمرا ِ
ِإَلْيِهْم َو اْرُزْقُهْم ِم َ
-[1] /5764علي بن ابراهيم ،قال :حدثني أبي ،عن النضر بن سويد ،عن هشام ،عن أبي عبد ال )عليه السلم(
قال» :ان ابراهيم )عليه السلم( كان نازل في بادية الشام ،فلما ولد له من هاجر إسماعيل )عليه السلم( ،اغتمت
سارة من ذلك غما شديدا لنه لم يكن له منها ولد ،فكانت تؤذي ابراهيم )عليه السلم( في هاجر و تغمه ،فشكا
ابراهيم )عليه السلم( ذلك الى ال عز و جل فأوحي ال اليه :انما مثل المراة مثل الضلع العوجاء ،ان تركتها
استمتعت بها ،و ان أقمتها كسرتها ،ثم امره ان يخرج إسماعيل و امه .فقال ابراهيم :يا رب ،الى اي مكان؟ قال:
الى حرمي و امني و أول بقعة خلقتها من الرض ،و هي مكة .فأنزل ال عليه جبرئيل بالبراق ،فحمل هاجر و
إسماعيل و ابراهيم )عليهما السلم( ،و كان ابراهيم )عليه السلم( ل يمر بموضع حسن فيه شجر و نخل و زرع
ال قال :يا جبرئيل ،الى ها هنا ،الى ها هنا .فيقول جبرئيل :ل ،امض امض ،حتى وافي مكة ،فوضعه في موضع
البيت.
و قد كان ابراهيم )عليه الصلة و السلم( عاهد سارة ان ل ينزل حتى يرجع إليها ،فلما نزلوا في ذلك المكان كان
فيه
__________________________________________________
-8مناقب ابن شهر آشوب .176 :2
-1تفسير القّمي .60 :1
) (1المائدة.51 :5 :
) (2يأتي في تفسير الية التالية ) (37من هذه السورة الحديث (6و هو تابع إلى تفسير الية ) (36فموضعه
الصحيح هنا.
) (3تقّدم في الحديثين ) 13و (14من تفسير الية ) (124من سورة البقرة.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص313 :
شجر ،فألقت هاجر على ذلك الشجر كساء كان معها ،فاستظلوا تحته ،فلما سرحهم إبراهيم )عليه السلم( و
وضعهم و أراد النصراف عنهم إلى سارة ،قالت له هاجر :يا إبراهيم ،لم تدعنا في موضع ليس فيه أنيس و ل
ماء و ل زرع؟
فقال إبراهيم )عليه السلم( :ال الذي أمرني أن أضعكم في هذا المكان و هو يكفيكم ،ثم انصرف عنهم .فلما بلغ
غْيِر ِذي ن ُذّرّيِتي ِبواٍد َ ت ِم ْ
سَكْن ُ كدى -،و هو جبل بذي طوى -التفت إليهم إبراهيم )عليه السلم( ،فقالَ :رّبنا ِإّني َأ ْ
ت َلَعّلُهمْ
ن الّثَمرا ِ س َتْهِوي ِإَلْيِهْم َو اْرُزْقُهْم ِم َ
ن الّنا ِ
ل َأْفِئَدًة ِم َ
جَع ْ
صلَة َفا ْ
حّرِم َرّبنا ِلُيِقيُموا ال ّ
ك اْلُم َ
عْنَد َبْيِت َ
ع ِ َزْر ٍ
ن ثم مضى ،و بقيت هاجر« و الحديث طويل ذكرناه في سورة البقرة عند قوله تعالىَ :و ِإْذ َيْرَفُع ِإْبراِهيُم شُكُرو َ َي ْ
ل ».«1 عي ُ
سما ِت َو ِإ ْ
ن اْلَبْي ِعَد ِم َ اْلَقوا ِ
ت ِم ْ
ن سَكْن ُ -[2] /5765و عنه ،قال :حدثني أبي ،عن حنان ،عن أبي جعفر )عليه السلم( في قولهَ :رّبنا ِإّني َأ ْ
ُذّرّيِتي الية ،قال» :نحن و ال بقية تلك العترة«.
-[3] /5766محمد بن يعقوب :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن ابن أذينة ،عن الفضيل،
عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :نظر إلى الناس يطوفون حول الكعبة ،فقال» :هكذا كانوا يطوفون في الجاهلية،
إنما أمروا أن يطوفوا بها ثم ينفروا إلينا فيعلمونا وليتهم و مودتهم ،و يعرضوا علينا نصرتهم« ثم قرأ هذا الية:
س َتْهِوي ِإَلْيِهْم.ن الّنا ِل َأْفِئَدًة ِم َ
جَع ْ
َفا ْ
-[4] /5767ابن بابويه :قال :حدثنا علي بن حاتم ،قال :حدثني محمد بن جعفر و علي بن سليمان ،قال:
حدثنا أحمد بن محمد ،قال :قال الرضا )عليه السلم(» :أ تدري لم سميت )الطائف( الطائف؟« قلت :ل .قال:
»لن ال عز و جل لما دعاه إبراهيم )عليه السلم( أن يرزق أهله من كل الثمرات ،أمر قطعة من الردن فسارت
بثمارها حتى طافت بالبيت ،ثم أمرها أن تنصرف إلى هذا الموضع الذي سمي الطائف ،فلذلك سميت الطائف«.
-[5] /5768و عنه ،قال :حدثنا أبي )رحمه ال( ،قال :حدثنا سعد بن عبد ال ،عن إبراهيم بن مهزيار ،عن أخيه
علي بإسناده ،قال :قال :أبو الحسن )عليه السلم( في الطائف» :أ تدري لم سمي الطائف؟« قلت :ل .فقال» :إن
إبراهيم )عليه السلم( دعا ربه أن يرزق أهله من كل الثمرات ،فقطع لهم قطعة من الردن فأقبلت حتى طافت
بالبيت سبعا ،ثم أقرها ال عز و جل في موضعها ،فإنما سميت الطائف للطواف بالبيت«.
-[6] /5769المفيد :في )الختصاص( ،قال :حدثني أبو عبد ال محمد بن أحمد الكوفي الخزاز ،قال:
حدثني أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي ،عن ابن فضال ،عن إسماعيل بن مهران ،عن أبي مسروق النهدي ،عن
__________________________________________________
-2تفسير القّمي .371 :1
-6الختصاص ،85 :و هذا الحديث تابع إلى تفسير الية ) (36من هذه السورة ،و قد أشرنا إليه في محّله.
) (1تقدم فى الحديث ) (4من تفسير اليات ) (129 -126من سورة البقرة[.....] .
-[1] /5789محمد بن يعقوب :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن سليمان بن جعفر ،عن
هشام بن سالم ،عن زرارة ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال سأله البرش الكلبي عن قول ال عز و جلَ :يْوَم
ض .قال» :تبدل خبزة نقية يأكل الناس منها حتى يفرغ من الحساب«.
لْر ِ
غْيَر ا َْ
ض َ
لْر ُ
ل ا َُْتَبّد ُ
فقال البرش :فقلت :إن الناس يومئذ لفي شغل عن الكل! فقال أبو جعفر )عليه السلم(» :هم في النار ل يشتغلون
عن أكل الضريع و شرب الحميم و هم في العذاب ،فكيف يشتغلون عنه في الحساب؟«.
-[2] /5790و عنه :عن عدة من أصحابنا ،عن أحمد بن أبي عبد ال ،عن أبيه ،عن القاسم بن عروة ،عن عبد
لْر ُ
ض ل ا َْ
ال بن بكير ،عن زرارة ،قال :سألت أبا عبد ال ») «1عليه السلم( عن قول ال عز و جلَ :يْوَم ُتَبّد ُ
ض .قال» :تبدل خبزا نقيا يأكل منه الناس حتى يفرغوا من الحساب«. لْر ِغْيَر ا َْ
َ
فقال له قائل :إنهم لفي شغل يومئذ عن الكل و الشرب! فقال» :إن ال عز و جل خلق ابن آدم أجوف ،و ل بد له
سَتِغيُثوا
ن َي ْمن الطعام و الشراب ،أهم أشد شغل يومئذ أم من في النار و قد استغاثوا؟ و ال عز و جل يقولَ :و ِإ ْ
ب »«2؟«. شرا ُ
س ال ّجوَه ِبْئ َ شِوي اْلُو ُ ل َي ْ ُيغاُثوا ِبماٍء َكاْلُمْه ِ
-[3] /5791و عنه :عدة من أصحابنا ،عن أحمد بن محمد بن خالد ،عن الحسن بن محبوب ،عن أبي حمزة ثابت
بن دينار الثمالي ،و أبو منصور ،عن أبي الربيع ،قال سأل نافع أبا جعفر )عليه السلم( فقال :أخبرني عن قول
ت أي أرض تبدل يومئذ؟ فقال أبو جعفر )عليه السلم(: سماوا ُ ض َو ال ّ لْر ِغْيَر ا َْ
ض َ لْر ُ ل ا َْ
ال عز و جلَ :يْوَم ُتَبّد ُ
»أرض تبقى خبزة يأكلون منها حتى يفرغ ال عز و جل من الحساب«.
فقال نافع :إنهم عن الكل لمشغولون؟ فقال أبو جعفر )عليه السلم(» :أهم يومئذ أشغل ،أم إذ هم في النار؟« فقال
نافع :بل إذ هم في النار .قال» :و ال ما شغلهم إذ دعوا بالطعام فأطعموا الزقوم ،و دعوا بالشراب فسقوا الحميم«.
فقال :صدقت ،يا بن رسول ال.
-[4] /5792ابن بابويه ،قال :حدثنا علي بن أحمد بن محمد )رضي ال عنه( ،قال :حدثنا حمزة بن القاسم
العلوي ،قال :حدثنا علي بن الحسين بن الجنيد البزاز ،قال :حدثنا إبراهيم بن موسى الفراء ،قال :حدثنا محمد بن
ثور ،عن معمر ،عن يحيى بن أبي كثير ،عن عبد ال بن مرة ،عن ثوبان :أن يهوديا جاء إلى النبي )صلى ال
عليه و آله( فقال له :يا
__________________________________________________
-1الكافي .1 /286 :6
-2الكافي .4 /286 :6
-3الكافي .93 /120 :8
-4علل الشرائع.5 /96 :
) (1في المصدر :أبا جعفر.
) (2الكهف .29 :18
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص320 :
محمد ،أسألك فتخبرني فيه .فرفسه ثوبان برجله ،و قال له :قل يا رسول ال .فقال :ل أدعوه إل بما سماه أهله.
قال:
ت أين الناس يومئذ؟ قال» :في الظلمة دون سماوا ُ ض َو ال ّ لْر ِ غْيَر ا َْض َلْر ُ ل ا َْ
أ رأيت قول ال عز و جلَ :يْوَم ُتَبّد ُ
المحشر«.
قال :فما أول ما يأكل أهل الجنة إذا دخلوها؟ قال» :كبد الحوت« .قال :فما شرابهم على أثر ذلك؟ قال:
»السلسبيل« قال :صدقت ،يا محمد.
-[5] /5793و عنه ،قال :حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد )رضي ال عنه( ،قال :حدثنا محمد بن
الحسن الصفار ،عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ،عن محمد بن عبد ال بن هلل ،عن العلء بن رزين،
عن محمد بن مسلم ،قال :سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول» :لقد خلق ال عز و جل في الرض منذ خلقها
سبعة عالمين ليس هم من ولد آدم ،خلقهم من أديم الرض ،فأسكنهم فيها واحدا بعد واحد مع عالمه ،ثم خلق ال
عز و جل آدم أبا هذا البشر ،و خلق ذريته منه ،و ل و ال ما خلت الجنة من أرواح المؤمنين منذ خلقها ،و ل
خلت النار من أرواح الكفار و العصاة منذ خلقها عز و جل ،لعلكم ترون إذا كان يوم القيامة و صير ال أبدان أهل
الجنة مع أرواحهم في الجنة ،و صير أبدان أهل النار مع أرواحهم في النار ،أن ال تعالى ل يعبد في بلده ،و ل
يخلق خلقا يعبدونه و يوحدونه و يعظمونه! بلى و ال ،ليخلقن ال خلقا من غير فحولة و ل إناث ،يعبدونه و
لْر ُ
ض ل ا َْيوحدونه و يعظمونه ،و يخلق لهم أرضا تحملهم ،و سماء تظلهم ،أليس ال عز و جل يقولَ :يْوَم ُتَبّد ُ
جِديٍد« ».«1 ق َ خْل ٍ
ن َ
س ِم ْ
ل ُهْم ِفي َلْب ٍ
ل َب ْ
لّو ِ
ق ا َْ
خْل ِ
ت ،و قال ال عز و جلَ :أ َفَعِيينا ِباْل َ سماوا ُ ض َو ال ّ لْر ِ غْيَر ا َْ
َ
-[6] /5794علي بن إبراهيم ،قال :حدثني أبي ،عن الحسن بن محبوب ،عن محمد بن النعمان الحول ،عن
سلم بن المستنير ،عن ثوير بن أبي فاختة ،عن علي بن الحسين )عليهما السلم( في حديث يصف فيه المحشر،
ض يعني بأرض لم تكسب عليها الذنوب ،بارزة ليس عليها جبال و ل نبات ،كما لْر ِ غْيَر ا َْ
ض َ لْر ُ ل ا َْ
قالُ» :تَبّد ُ
دحاها أول مرة«.
-[7] /5795المفيد في )إرشاده( قال :أخبرني الشريف أبو محمد الحسن بن محمد ،قال :حدثني جدي ،قال:
حدثني الزبير بن أبي بكر ،قال حدثني عبد الرحمن بن عبيد ال الزهري ،قال :حج هشام بن عبد الملك ،فدخل
المسجد الحرام متكئا على يد سالم موله ،و محمد بن علي بن الحسين )عليهم السلم( جالس في المسجد ،فقال له
سالم موله :يا أمير المؤمنين ،هذا محمد بن علي بن الحسين .قال هشام :المفتون به أهل العراق؟ قال :نعم .فقال:
اذهب إليه ،فقل له ،يقول لك أمير المؤمنين :ما الذي يأكل الناس و يشربون إلى أن يفصل بينهم يوم القيامة؟ فقال
أبو جعفر )عليه السلم(» :يحشر الناس على مثل قرص نقي ،فيها أنهار متفجرة ،يأكلون و يشربون حتى يفرغ
من
__________________________________________________
-5الخصال.45 /358 :
-6تفسير القّمي .252 :2
-7الرشاد[.....] .264 :
) (1سورة ق .15 :50
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص321 :
الحساب«.
قال :فرأى هشام أنه قد ظفر به ،فقال :ال أكبر ،اذهب إليه فقل له :يقول لك ما أشغلهم عن الكل و الشرب
عَلْينا ِم َ
ن ضوا َ
يومئذ؟! فقال له أبو جعفر )عليه السلم(» :هم في النار أشغل ،و لم يشتغلوا عن أن » «1قالواَ :أِفي ُ
ل » .««2فسكت هشام ل يرجع كلما. اْلماِء َأْو ِمّما َرَزَقُكُم ا ُّ
الطبرسي في )الحتجاج( :عن عبد الرحمن بن عبيد ال الزهري ،قال :حج هشام بن عبد الملك ،و ذكر الحديث
بعينه ».«3
غْيَر
لْرضُ َ ل ا َْ -[8] /5796العياشي :عن ثوير بن أبي فاختة ،عن علي بن الحسين )عليه السلم( .قالُ» :تَبّد ُ
ض يعني بأرض لم تكتسب عليها الذنوب ،بارزة ليست عليها جبال و ل نبات ،كما دحاها أول مرة«. لْر ِ ا َْ
غْيَر
ض َ لْر ُ ل ا َْ -[9] /5797عن زرارة ،قال :سألت أبا عبد ال ») «4عليه السلم( عن قول الَ :يْوَم ُتَبّد ُ
ض.
لْر ِ ا َْ
طعاَم » ن ال ّ سدًا ل َيْأُكُلو َ جَ جَعْلناُهْم َقال» :تبدل خبزة نقية ،يأكل الناس منها حتى يفرغ من الحساب ،قال ال َو ما َ
.««5
-[10] /5798عن محمد ،عن محمد بن هاشم ،عمن أخبره ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :قال له البرش
ض أنها تبدل خبزة؟ لْر ِ غْيَر ا َْض َ لْر ُ ل ا َْالكلبي :بلغني أنك قلت في قول الَ :يْوَم ُتَبّد ُ
فقال أبو جعفر )عليه السلم(» :صدقوا ،تبدل الرض خبزة نقية في الموقف ،يأكلون منها« .فضحك البرش ،و
قال :أما لهم شغل بما هم فيه عن أكل الخبز؟ فقال» :ويحك ،في أي المنزلتين هم أشد شغل و أسوء حال ،إذ هم
ن َزّقوٍمجٍر ِم ْ شَ ن َ ن ِم ْ لِكُلو َ في الموقف ،أو في النار يعذبون«؟ فقال :ل ،في النار .فقال» :ويحك ،و إن ال يقولَ :
ب اْلِهيِم » ««6قال :فسكت. شْر َ ن ُ حِميِم َفشاِرُبو َ ن اْل َ عَلْيِه ِم َ
ن َ
ن َفشاِرُبو َطو َ ن ِمْنَها اْلُب ُ َفماِلُؤ َ
-[11] /5799و في خبر آخر عنه )عليه السلم( قال» :و هم في النار ل يشغلون عن أكل الضريع و شرب
الحميم و هم في العذاب ،فكيف يشتغلون عنه في الحساب؟«.
__________________________________________________
-8تفسير العّياشي .52 /236 :2
-9تفسير العّياشي .53 /327 :2
-10تفسير العّياشي .54 /237 :2
-11تفسير العّياشي .55 /237 :2
) (1في المصدر :يشغلوا إلى أن.
) (2العراف .50 :7
) (3الحتجاج .323 :2
) (4في المصدر :أبا جعفر.
) (5النبياء .8 :21
) (6الواقعة .55 -52 :56
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص322 :
لْر ُ
ض ل ا َْ -[12] /5800عن عبد ال بن سنان ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،في قول ال عز و جلَ :يْوَم ُتَبّد ُ
ض قال» :تبدل خبزة نقية ،يأكل الناس منها حتى يفرغ من الحساب«. لْر ِ غْيَر ا َْ َ
فقال له قائل» :إنهم يومئذ في شغل عن الكل و الشرب؟! فقال له» :ابن آدم خلق أجوف ،ل بد له من الطعام و
ل »«1؟«. سَتِغيُثوا ُيغاُثوا ِبماٍء َكاْلُمْه ِن َي ْ
الشراب ،أهم أشد شغل ،أم و هم في النار و قد استغاثوا؟ فقالَ :و ِإ ْ
-[13] /5801عن محمد بن مسلم ،قال :سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول» :لقد خلق ال في الرض منذ
خلقها سبعة عالمين ليس هم من ولد آدم ،خلقهم من أديم الرض ،فأسكنوها واحدا بعد واحد مع عالمه ،ثم خلق ال
آدم أبا هذا البشر ،و خلق ذريته منه ،و ل و ال ما خلت الجنة من أرواح المؤمنين منذ خلقها ال ،و ل خلت النار
من أرواح الكافرين منذ خلقها ال .لعلكم ترون أنه إذا كان يوم القيامة ،و صير ال أبدان أهل الجنة مع أرواحهم
في الجنة ،و صير أبدان أهل النار مع أرواحهم في النار ،أن ال تبارك و تعالى ل يعبد في بلده ،و ل يخلق خلقا
يعبدونه و يوحدونه! بلى و ال ،ليخلقن خلقا من غير فحولة و ل إناث ،يعبدونه و يوحدونه و يعظمونه ،و يخلق
ت و قال ال: سماوا ُ ض َو ال ّ
لْر ِغْيَر ا َْ
ض َلْر ُ ل ا َْ لهم أرضا تحملهم و سماء تظلهم ،أليس ال يقولَ :يْوَم ُتَبّد ُ
جِديٍد ».««2 ق َ خْل ٍ
ن َ س ِم ْل ُهْم ِفي َلْب ٍ
ل َب ْ
لّو ِ
ق ا َْخْل ِ
َأ َفَعِيينا ِباْل َ
ض قال :تبدل خبزة بيضاء نقية في لْر ِ غْيَر ا َْ
ض َ لْر ُ ل ا َْ -[14] /5802قال علي بن إبراهيم :قولهَ :يْوَم ُتَبّد ُ
الموقف ،يأكل منها المؤمنون.
قوله تعالى:
ب ] -[1] /5803 [52 -49قال لْلبا ِ
صفاِد -إلى قوله تعالىَ -و ِلَيّذّكَر ُأوُلوا ا َْ ل ْ ن ِفي ا َْ ن َيْوَمِئٍذ ُمَقّرِني َ
جِرِمي َ
َو َتَرى اْلُم ْ
سراِبيُلُهْم ِم ْ
ن صفاِد قال :مقيدين بعضهم إلى بعضَ : ل ْ ن ِفي ا َْ ن َيْوَمِئٍذ ُمَقّرِني َ
جِرِمي َعلي بن إبراهيم :قولهَ :و َتَرى اْلُم ْ
ن قال :السرابيل :القمص. طرا ٍ َق ِ
__________________________________________________
-12تفسير العّياشي .56 /238 :2
-13تفسير العّياشي .57 /238 :2
-14تفسير القّمي [.....] .372 :1
-1تفسير القّمي .372 :1
) (1الكهف .29 :18
) (2سورة ق .15 :50
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص323 :
ن» :و هو طرا ٍ ن َق ِسراِبيُلُهْم ِم ْ -[2] /5804قال :و في رواية أبي الجارود ،عن أبي جعفر )عليه السلم( في قولهَ :
جوَهُهُم الّناُر سربلوا ذلك الصفر فتغشى الصفر الحار الذائب ،انتهى حره ،يقول ال عز و جلَ :و َتْغشى ُو ُ
وجوههم النار«.
حٌد َو ِلَيّذّكَر ُأوُلوا س :يعني محمدا َو ِلُيْنَذُروا ِبِه َو ِلَيْعَلُموا َأّنما ُهَو ِإلٌه وا ِ غ ِللّنا ِ
-[3] /5805و قال في قوله :هذا َبل ٌ
ب أي أولو العقول. لْلبا ِ
ا َْ
__________________________________________________
-2تفسير القّمي .372 :1
-3تفسير القّمي .372 :1
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص325 :
المستدرك )سورة إبراهيم(
قوله تعالى:
عيِد ][14 ف َو ِف َمقاِمي َو خا َ ن خا َ ك ِلَم ْ
ذِل َ
] -[1تحف العقول :عن المام علي بن الحسين )عليه السلم( أنه قال -في حديث طويل» :-فخافوا ال أيها
عيِد فاحذروا زهرة الحياة ف َو ِ
ف َمقاِمي َو خا َ ن خا َ ك ِلَم ْ
المؤمنون من البيات خوف أهل التقوى ،فإن ال يقول :ذِل َ
الدنيا و غرورها و شرورها ،و تذكروا ضرر عاقبة الميل إليها ،فإن زينتها فتنة ،و حبها خطيئة«.
__________________________________________________
-1تحف العقول.273 :
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص327 :
سورة الحجر
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص329 :
سورة الحجر فضلها
-[1] /5806خواص القرآن :روي عن النبي )صلى ال عليه و آله( أنه قال» :من قرأ هذه السورة اعطي من
الحسنات بعدد المهاجرين و النصار ،و من كتبها بزعفران و سقاها امرأة قليلة اللبن كثر لبنها ،و من كتبها و
جعلها في عضده ،و هو يبيع و يشتري ،كثر بيعه و شراؤه ،و يحب الناس معاملته ،و كثر رزقه بإذن ال تعالى
ما دامت عليه«.
-[2] /5807و قال الصادق )عليه السلم(» :من كتبها بزعفران و سقاها امرأة قليلة اللبن كثر لبنها ،و من كتبها
و جعلها في خزينته أو جيبه ،و غدا و خرج و هي في صحبته فإنه يكثر كسبه ،و ل يعدل أحد عنه بما يكون عنده
مما يبيع و يشتري ،و تحب الناس معاملته«.
__________________________________________________
-1خواص القرآن» 3 :قطعة منه«.
-2خواص القرآن.3 :
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص331 :
قوله تعالى:
ن -إلى قوله
سِلِمي َ
ن َكَفُروا َلْو كاُنوا ُم ْ
ن ُرَبما َيَوّد اّلِذي َ
ن ُمِبي ٍ
ب َو ُقْرآ ٍ
ت اْلِكتا ِ
ك آيا ُ
حيِم الر ِتْل َ
ن الّر ِ
حم ِ
ل الّر ْ سِم ا ِّ
ِب ْ
ن ] [3 -1معنى الر قد تقدم ».«1 تعالىَ -يْعَلُمو َ
-[1] /5808علي بن إبراهيم :قال :حدثني أبي ،عن محمد بن أبي عمير ،عن عمر بن أذينة ،عن رفاعة ،عن
أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :إذا كان يوم القيامة ،نادى مناد من عند ال :ل يدخل الجنة إل مسلم .فيومئذ يود
ن«.
ف َيْعَلُمو َ
سْو َل أي يشغلهم َف َ لَم ُالذين كفروا لو كانوا مسلمين .ثم قالَ :ذْرُهْم َيْأُكُلوا َو َيَتَمّتُعوا َو ُيْلِهِهُم ا َْ
-[2] /5809سعد بن عبد ال ،قال :حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ،عن محمد بن سنان ،عن عمار ابن
مروان ،عن المنخل بن جميل ،عن جابر بن يزيد ،قال :قال أبو عبد ال ») «2عليه السلم(» :قال أمير المؤمنين
ن قال :هو إذا خرجت أنا و شيعتي ،و سِلِمي َ
ن َكَفُروا َلْو كاُنوا ُم ْ )عليه السلم( في قول ال عز و جلُ :رَبما َيَوّد اّلِذي َ
خرج عثمان و شيعته ،و نقتل بني امية ،فعندها يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين«.
-[3] /5810و عنه ،قال :حدثنا الحسن بن علي بن النعمان ،عن أبيه ،عن عبد ال بن مسكان ،عن كامل التمار،
ن بفتح السينسِلِمي َن َكَفُروا َلْو كاُنوا ُم ْقال :و قال أبو عبد ال )عليه السلم( في قول ال عز و جلُ :رَبما َيَوّد اّلِذي َ
__________________________________________________
-1تفسير القّمي .372 :1
-2مختصر بصائر الدرجات.18 :
-3مختصر بصائر الدرجات.71 :
) (1تقّدم في الحديث ) 1و (2من تفسير اليات ) (2 -1من سورة يونس ،و الحديث ) (1من تفسير اليات )-1
(6من سورة هود.
) (2في المصدر :أبو جعفر.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص332 :
مثقلة اللم ،هكذا قرأها.
شْيئًا
س َ
ن َنْف ٍ
عْ
س َجِزي َنْف ٌ -[4] /5811المام العسكري )عليه السلم( ،قال» :قال ال عز و جلَ :و اّتُقوا َيْومًا ل َت ْ
عٌة » «2يشفع لها بتأخير الموت عنها َو ل شفا َ ل ِمْنها َ » «1ل تدفع عنها عذابا قد استحقته عند النزع َو ل ُيْقَب ُ
ل » «3ل يقبل منها فداء مكانه ،يمات و يترك هو فداء«4» . عْد ٌ
خُذ ِمْنها َ
ُيْؤ َ
قال الصادق )عليه السلم( :و هذا اليوم يوم الموت ،فإن الشفاعة و الفداء ل يغني عنه ،فأما في القيامة ،فإنا و
أهلنا نجزي عن شيعتنا كل جزاء ،ليكونن على العراف -بين الجنة و النار -محمد ،و علي ،و فاطمة ،و الحسن،
و الحسين )عليهم السلم( ،و الطيبون من آلهم ،فنرى بعض شيعتنا في تلك العرصات ،ممن كان مقصرا ،في
بعض شدائدها ،فنبعث عليهم خيار شيعتنا ،كسلمان ،و المقداد ،و أبي ذر ،و عمار ،و نظرائهم في العصر الذي
يليهم ،ثم في كل عصر إلى يوم القيامة ،فينقضون عليهم كالبزاة و الصقور ،و يتناولونهم كما تتناول البزاة و
الصقور صيدها ،فيزفونهم إلى الجنة زفا .و إنا لنبعث على آخرين من محبينا من خيار شيعتنا كالحمام،
فيلتقطونهم من العرصات كما يلتقط الطير الحب ،و ينقلونهم إلى الجنان بحضرتنا .و سيؤتى بالواحد من مقصري
شيعتنا في أعماله ،بعد أن قد حاز الولية و التقية و حقوق إخوانه ،و يوقف بإزائه ما بين مائه و أكثر من ذلك،
إلى مائة ألف من النصاب ،فيقال له:
هؤلء -فداؤك من النار فيدخل هؤلء المؤمنون الجنة ،و أولئك النصاب النار ،و ذلك ما قال ال عز و جلُ :رَبما
ن في الدنيا ،منقادين للمامة ،ليجعل مخالفوهم فداءهم من النار«. سِلِمي َ
ن َكَفُروا يعني بالوليةَ :لْو كاُنوا ُم ْ َيَوّد اّلِذي َ
-[5] /5812العياشي :عن عبد ال بن عطاء المكي ،قال :سألت أبا جعفر )عليه السلم( عن قول الُ :رَبما َيَوّد
ن.
سِلِمي َ
ن َكَفُروا َلْو كاُنوا ُم ْ اّلِذي َ
قال» :ينادي مناد يوم القيامة يسمع الخلئق :أنه ل يدخل الجنة إل مسلم .ثم يود سائر الخلق أنهم كانوا مسلمين«.
-[6] /5813و بهذا السناد عن أبي عبد ال )عليه السلم(» :فثم يود الخلق أنهم كانوا مسلمين«.
قوله تعالى:
ن ][8 -4 ظِري َ ب َمْعُلوٌم -إلى قوله تعالىَ -و ما كاُنوا ِإذًا ُمْن َ ل َو َلها ِكتا ٌ ن َقْرَيٍة ِإ ّ
َو ما َأْهَلْكنا ِم ْ
__________________________________________________
سلم([.....] .241 : -4التفسير المنسوب إلى المام العسكري )عليه ال ّ
-5تفسير العّياشي .1 /239 :2
-6تفسير العّياشي .2 /239 :2
) (1البقرة .48 :2
) (2البقرة .48 :2
) (3البقرة .48 :2
)» (4فداء« ليس في المصدر.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص333 :
ب َمْعُلوٌم أي أجل مكتوب .ثم حكى ل َو َلها ِكتا ٌ ن َقْرَيٍة ِإ ّ
-[1] /5814و قال علي بن إبراهيم :قولهَ :و ما َأْهَلْكنا ِم ْ
ن َلْو ما َتْأِتينا ِباْلَملِئَكِة ِإ ْ
ن جُنو ٌ
ك َلَم ْ
عَلْيِه الّذْكُر ِإّن َ
ل َ قول قريش لرسول ال )صلى ال عليه و آله( :يا َأّيَها اّلِذي ُنّز َ
ق َو ما كاُنوا حّ ل ِباْل َ
ل اْلَملِئَكَة ِإ ّ
ن أي هل تأتينا بالملئكة؟ فرد ال عز و جل عليهم ،فقال :ما ُنَنّز ُ صاِدِقي َ
ن ال ّ ت ِم َُكْن َ
ن قال :لو أنزلنا الملئكة لم ينظروا و هلكوا. ظِري َ ِإذًا ُمْن َ
قوله تعالى:
حنان ] -[2] /5815 [18 -14علي بن إبراهيم قالَ :و َلْو َفَت ْ ب ُمِبي ٌ
شها ٌ عَلْيِهْم بابًا -إلى قوله تعالىِ - حنا َ َو َلْو َفَت ْ
جَعْلنا ِفين َو َلَقْد َ حوُرو َ سُن َقْوٌم َم ْ
حُل َن ْ
ت َأْبصاُرنا َب ْسّكَر ْ
ن َلقاُلوا ِإّنما ُ جو َظّلوا ِفيِه َيْعُر ُ
سماِء َف َ ن ال ّعَلْيِهْم بابًا ِم َأيضا َ
سماِء ُبُروجًا قال :منازل الشمس و القمر. ال ّ
ن بالكواكب. ظِري َ َو َزّيّناها ِللّنا ِ
و رواه الطبرسي عن أبي عبد ال )عليه السلم( ».«1
جيٍم معنى الرجيم تقدم حديثه في سورة آل عمران ،في قوله تعالى: ن َر ِ
شْيطا ٍ ل َ ن ُك ّظناها ِم ْ حِف َْو َ
جيِم ».«2 ن الّر ِشْيطا ِ ن ال ّك َو ُذّرّيَتها ِم َ عيُذها ِب َ َو ِإّني ُأ ِ
ن قال :لم تزل الشياطين تصعد إلى السماء ب ُمِبي ٌ
شها ٌ
سْمَع َفَأْتَبَعُه ِق ال ّسَتَر َ
نا ْ ل َم ِ -[3] /5816علي بن إبراهيمِ :إ ّ
و تتجسس ،حتى ولد النبي )صلى ال عليه و آله(.
-[4] /5817قال علي بن إبراهيم :و روي عن آمنة ام النبي )صلى ال عليه و آله( أنها قالت :لما حملت برسول
ال )صلى ال عليه و آله( :لم أشعر بالحمل ،و لم يصبني ما يصيب النساء من ثقل الحمل ،و رأيت في نومي كأن
آتيا أتاني ،فقال لي :قد حملت بخير النام .ثم وضعته يتقي الرض بيديه و ركبتيه ،و رفع رأسه إلى السماء ،و
خرج مني نور،
__________________________________________________
-1تفسير القّمي .373 :1
-2تفسير القّمي .373 :1
-3تفسير القّمي .373 :1
-4تفسير القّمي .373 :1
) (1مجمع البيان .509 :6و فيه :بالكواكب النّيرة.
) (2آل عمران .36 :3و لم يرد هناك حديث في معنى الرجيم ،و الرجيم :هو المرجوم باللعن ،المشؤوم،
ل لعنه .و قيل :المرمي بالشهب .انظر التفسير المنسوب إلى المطرود من مواضع الخير :إذ ل يذكره مؤمن إ ّ
سلم( ،16 :مجمع البيان ،509 :2مجمع البحرين -رجم .68 :6 -و ستأتي أحاديث بهذا المام العسكري )عليه ال ّ
المعنى في تفسير اليات ) (100 -98من سورة النحل.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص334 :
أضاء ما بين السماء و الرض.
و رميت الشياطين بالنجوم ،و حجبوا من السماء ،و رأت قريش الشهب تتحرك و تزول و تسير في السماء
ففزعوا ،و قالوا :هذا قيام الساعة .و اجتمعوا إلى الوليد بن المغيرة ،و كان شيخا كبيرا مجربا ،فسألوه عن ذلك،
فقال:
انظروا إلى هذه النجوم التي تهتدون بها في ظلمات البر و البحر ،فإن كانت قد زالت فهي الساعة ،و إن كانت
ثابتة فهو لمر قد حدث.
و كان بمكة رجل يهودي يقال له :يوسف ،فلما رأى النجوم تتحرك و تسير في السماء ،خرج إلى نادي قريش و
قال :يا معشر قريش ،هل ولد الليلة فيكم مولود؟ فقالوا :ل ،فقال :أخطأتم و التوراة ،قد ولد في هذه الليلة آخر
النبياء و أفضلهم ،و هو الذي نجده في كتبنا ،أنه إذا ولد ذلك النبي رجمت الشياطين ،و حجبوا من السماء .فرجع
كل واحد إلى منزله يسأل أهله ،فقالوا :قد ولد لعبد ال بن عبد المطلب ابن .فقال اليهودي :اعرضوه علي .فمشوا
معه إلى باب آمنة ،فقالوا لها :أخرجي ابنك ينظر إليه هذا اليهودي ،فأخرجته في قماطه ،فنظر في عينيه ،و كشف
عن كتفه ،فرأى شامة سوداء عليها شعرات ،فسقط إلى الرض مغشيا عليه ،فضحكوا منه ،فقال :أ تضحكون ،يا
معشر قريش؟ هذا نبي السيف ،ليبيدنكم ،و ذهبت النبوة من بني إسرائيل إلى آخر البد .و تفرق الناس يتحدثون
بخير اليهودي.
فلما رميت الشياطين بالنجوم أنكرت ذلك ،و اجتمعوا إلى إبليس ،فقالوا :قد منعنا من السماء ،و قد رمينا بالشهب!
فقال :اطلبوا ،فإن أمرا قد حدث في الدنيا .فتفرقوا ،فرجعوا ،و قالوا :لم نر شيئا .فقال إبليس :أنا لها بنفسي .فجال
ما بين المشرق و المغرب ،حتى انتهى إلى الرحم فرآه محفوفا بالملئكة ،و جبرئيل على باب الحرم بيده حربة،
فأراد إبليس أن يدخل ،فصاح به جبرئيل ،فقال :اخسأ يا ملعون .فجاء من قبل حراء ،فصار مثل الصر » ،«1ثم
قال :يا جبرئيل حرف أسألك عنه .قال :و ما هو؟ قال :ما هذا ،و ما اجتماعكم في الدنيا؟ فقال :نبي هذه المة قد
ولد ،و هو آخر النبياء و أفضلهم .قال :هل لي فيه نصيب؟ قال :ل .قال :ففي أمته؟ قال :بلى .قال :قد رضيت.
-[4] /5818ابن بابويه ،قال :حدثنا علي بن أحمد بن عبد ال بن أحمد بن أبي عبد ال البرقي ،قال :حدثني أبي،
عن جده أحمد بن أبي عبد ال ،عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي ،عن أبان بن عثمان ،عن أبي عبد ال
الصادق )عليه السلم( قال» :كان إبليس )لعنة ال( يخترق السماوات السبع ،فلما ولد عيسى )عليه السلم( ،حجب
عن ثلث سماوات ،و كان يخترق أربع سماوات ،فلما ولد رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،حجب عن السبع
كلها ،و رميت الشياطين بالنجوم ،و قالت قريش :هذا قيام الساعة ،كنا نسمع أهل الكتب يذكرونه .و قال عمرو بن
أمية ،و كان من أزجر » «2أهل الجاهلية :انظروا هذه النجوم التي يهتدى بها ،و يعرف بها أزمان الشتاء و
الصيف ،فإن كان رمي بها،
__________________________________________________
-4المالي.1 /235 :
صّر،
صّر :طائر كالعصفور أصفر» .أقرب الموارد -صرر «643 :-و في الحديث التي :ثّم صار مثل ال ّ ) (1ال ّ
و هو العصفور[.....] .
) (2الّزجر :العيافة ،و هو ضرب من الّتكّهن» .لسان العرب -زجر.«319 :4 -
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص335 :
فهو هلك كل شيء ،و إن كانت ثبتت و رمي بغيرها ،فهو أمر حدث.
و أصبحت الصنام كلها صبيحة مولد النبي ليس منها صنم إل و هو منكب على وجهه ،و ارتجس » «1في تلك
الليلة إيوان كسرى ،و سقطت منه أربعة عشر شرفة ،و غاضت بحيرة ساوة ،و فاض وادي السماوة ،و خمدت
نيران فارس ،و لم تخمد قبل ذلك بألف عام ،و رأى الموبذان » «2في تلك الليلة في المنام إبل صعابا تقود خيل
عرابا ،و قد قطعت دجلة و انتشرت » «3في بلدهم ،و انقصم طاق الملك كسرى من وسطه ،و انخرقت عليه
دجلة العوراء » ،«4و انتشر في تلك الليلة نور من قبل الحجاز ،ثم استطار حتى بلغ المشرق ،و لم يبق سرير
لملك من ملوك الدنيا إل أصبح منكوسا ،و الملك مخرسا ل يتكلم يومه ذلك ،و انتزع علم الكهنة ،و بطل سحر
السحرة ،و لم تبق كاهنة في العرب إل حجبت عن صاحبها ،و عظمت قريش في العرب ،سموا آل ال عز و جل-
قال أبو عبد ال الصادق )عليه السلم( -إنما سموا آل ال عز و جل لنهم في بيت ال الحرام.
و قالت آمنة :إن ابني -و ال -سقط فاتقى الرض بيده ،ثم رفع رأسه إلى السماء فنظر إليها ،ثم خرج مني نور
أضاء له كل شيء ،و سمعت في الضوء قائل يقول :إنك قد ولدت سيد الناس ،فسميه محمدا .و أتي به عبد
المطلب لينظر إليه ،و قد بلغه ما قالت امه ،فأخذه و وضعه في حجره ،ثم قال:
هذا الغلم الطيب الردان الحمد ل الذي أعطاني
وفاق شأنه جميع الشان »«5 قد ساد في المهد على الغلمان
ثم عوذه بأركان الكعبة ،و قال فيه أشعارا«.
قال» :و صاح إبليس )لعنه ال( في أبالستة ،فاجتمعوا إليه ،و قالوا :ما الذي أفزعك يا سيدنا؟ فقال لهم :ويلكم ،لقد
أنكرت السماوات و الرض منذ الليلة ،لقد حدث في الرض حدث عظيم ما حدث مثله منذ رفع » «6عيسى بن
مريم ،فاخرجوا و انظروا ما هذا الحدث الذي قد حدث .فافترقوا ،ثم اجتمعوا إليه ،فقالوا :ما وجدنا شيئا .فقال
إبليس )لعنه ال( ،أنا لهذا المر ،ثم انغمس في الدنيا ،فجالها حتى انتهى إلى الحرم ،فوجد الحرم محفوفا »«7
بالملئكة ،فذهب ليدخل ،فصاحوا به فرجع ،ثم صار مثل الصر -و هو العصفور -فدخل من قبل حراء ،فقال له
جبرئيل:
وراءك ،لعنك ال .فقال له :حرف أسألك عنه يا جبرئيل ،ما هذا الحدث الذي حدث منذ الليلة في الرض؟ فقال له:
ولد محمد )صلى ال عليه و آله( .فقال له :هل لي فيه نصيب؟ قال :ل ،قال :ففي أمته؟ قال :نعم .قال :رضيت«.
__________________________________________________
صوت الشديد ،و ارتجس البناء :رجف .انظر »المعجم الوسيط -رجس.«330 :1 - ) (1الّرجس :ال ّ
) (2الموبذان للمجوس :كقاضي القضاة عند المسلمين ،و الموبذ :القاضي» .لسان العرب -موبذ.«511 :3 -
) (3في المصدر :و انسربت.
) (4دجلة العوراء :اسم لدجلة البصرة ،علم لها» .معجم البلدان .«442 :2
)) (5وفاق ...الشأن( ليس في »س ،و المصدر«.
) (6في المصدر :ولد.
) (7في المصدر :محفوظا.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص336 :
-[1] /5819العياشي :عن بكر بن محمد الزدي ،عن عمه عبد السلم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :يا
عبد السلم ،احذر الناس و نفسك«.
فقلت :بأبي أنت و أمي ،أما الناس فقد أقدر على أن أحذرهم ،فأما نفسي فكيف؟
قال» :إن الخبيث المسترق السمع يجيئك فيسترق ،ثم يخرج في صورة آدمي ،فيقول :قال عبد السلم«.
فقلت :بأبي أنت و أمي ،هذا ما ل حيلة له .قال» :هو ذلك«.
قوله تعالى:
ن ] -[2] /5820 [20 -19علي بن سُتْم َلُه ِبراِزِقي َ
ن َل ْي -إلى قوله تعالىَ -و َم ْ سَ ض َمَدْدناها َو َأْلَقْينا ِفيها َروا ِ لْر َ َو ا َْ
جَعْلنان َو َيٍء َمْوُزو ٍش ْ ل َن ُك ّ ي أي الجبالَ :و َأْنَبْتنا ِفيها ِم ْ سَ ض َمَدْدناها َو َأْلَقْينا ِفيها َروا ِ لْر َ إبراهيم ،قال :قولهَ :و ا َْ
ن قال :لكل ضرب من الحيوان قدرنا شيئا مقدرا. سُتْم َلُه ِبراِزِقي َن َل ْ
ش َو َم َْلُكْم ِفيها َمعاِي َ
يٍء
ش ْل َن ُك ّ
-[3] /5821قال :و في رواية أبي الجارود ،عن أبي جعفر )عليه السلم( في قولهَ :و َأْنَبْتنا ِفيها ِم ْ
ن» :فإن ال تبارك و تعالى أنبت في الجبال الذهب و الفضة و الجوهر و الصفر و النحاس و الحديد و َمْوُزو ٍ
الرصاص و الكحل و الزرنيخ ،و أشباه ذلك ل يباع إل وزنا«.
قوله تعالى:
ل ِبَقَدٍر َمْعُلوٍم ] -[4] /5822 [21علي بن إبراهيم ،في قولهَ :و ِإ ْ
ن خزاِئُنُه َو ما ُنَنّزُلُه ِإ ّ عْنَدنا َ ل ِيٍء ِإ ّ
ش ْ
ن َ ن ِم َْو ِإ ْ
ل ِبَقَدٍر َمْعُلوٍم قال: خزاِئُنُه َو ما ُنَنّزُلُه ِإ ّعْنَدنا َل ِيٍء ِإ ّ
ش ْن َ ِم ْ
الخزانة :الماء الذي ينزل من السماء فينبت لكل ضرب من الحيوان ما قدر ال له من الغذاء.
__________________________________________________
-1تفسير العّياشي .3 /239 :2
-2تفسير القّمي .374 :1
-3تفسير القّمي .374 :1
-4تفسير القّمي .375 :1
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص337 :
-[2] /5823ابن الفارسي في )الروضة( :روي عن جعفر بن محمد ،عن أبيه ،عن جده )عليهم السلم( أنه قال:
خزاِئُنُه وعْنَدنا َ
ل ِ يٍء ِإ ّ
ش ْن َ ن ِم ْ
»في العرش تمثال جميع ما خلق ال في البر و البحر -قال -و هذا تأويل قولهَ :و ِإ ْ
إن بين القائمة من قوائم العرش ،و القائمة الثانية خفقان الطير المسرع مسيرة ألف عام ،و العرش يكسى كل يوم.
سبعين » «1لونا من النور ،ل يستطيع أن ينظر إليه خلق من خلق ال ،و الشياء كلها في العرش كحلقة في فلة.
و إن كان ل ملكا يقال له :حزقائيل ،له ثمانية عشر ألف جناح ،ما بين الجناح إلى الجناح خمسمائة عام ،فخطر له
خاطر بأن قال :هل فوق العرش شيء؟ فزاده ال مثلها أجنحة اخرى ،فكان له ست و ثلثون ألف جناح ،ما بين
الجناح ،إلى الجناح خمسمائة عام ،ثم أوحى ال إليه :أيها الملك ،طر ،فطار مقدار عشرين ألف عام و لم ينل
رأس قائمة من قوائم العرش ،ثم ضاعف ال له في الجناح و القوة ،و أمره أن يطير ،فطار مقدار عشرين ألف
عام ،و لم ينل أيضا ،فأوحى ال إليه :أيها الملك ،لو طرت إلى نفخ الصور مع أجنحتك و قوتك ،لم تبلغ إلى ساق
عَلى » «2فقال النبي )صلى ال لْ ك ا َْ
سَم َرّب َ حا ْ
سّب ِالعرش .فقال الملك :سبحان ربي العلى ،فأنزل ال عز و جلَ :
عليه و آله(:
اجعلوها في سجودكم«.
-[3] /5824محمد بن يعقوب :عن علي بن إبراهيم ،عن هارون بن مسلم ،عن مسعدة بن صدقة ،عن أبي عبد
ال )عليه السلم( قال» :كان علي )عليه السلم( يقوم في المطر أول ما تمطر حتى يبتل رأسه و لحيته و ثيابه.
فقيل له :يا أمير المؤمنين ،الكن الكن .فقال :إن هذا ماء قريب عهد بالعرش .ثم أنشأ يحدث ،فقال :إن تحت العرش
بحرا فيه ماء ،ينبت أرزاق الحيوانات ،فإذا أراد ال عز و جل أن ينبت به لهم ما يشاء ،رحمة منه لهم ،أوحى إليه
فمطر ما شاء من سماء إلى سماء ،حتى يصير إلى سماء الدنيا -فيما أظن -فيلقيه إلى السحاب ،و السحاب بمنزلة
الغربال ،ثم يوحي ال إلى الريح أن اطحنيه و أذيبيه ذوبان الماء ،ثم انطلقي به إلى موضع كذا و كذا فامطري
عليهم .فيكون كذا و كذا عبابا » «3و غير ذلك ،فتقطر عليهم على النحو الذي يأمرها به ،فليس من قطرة تقطرا
إل و معها ملك ،حتى يضعها موضعها ،و لم تنزل من السماء قطرة من مطر إل بعدد معدود و وزن معلوم ،إل
ما كان من يوم الطوفان على عهد نوح )عليه السلم( ،فإنه نزل ماء منهمر بل وزن و ل عدد«.
-[4] /5825و عنه ،قال :و حدثني أبو عبد ال )عليه السلم( قال» :قال لي أبي )عليه السلم( :قال أمير
المؤمنين )عليه السلم( قال رسول ال )صلى ال عليه و آله( :إن ال عز و جل جعل السحاب غرابيل للمطر،
هي تذيب البرد حتى يصير ماء لكيل يضربه شيئا يصيبه ،و الذي ترون فيه من البرد و الصواعق نقمة من ال
عز و جل ،يصيب بها من يشاء من عباده .ثم
__________________________________________________
-2روضة الواعظين .47
-3الكافي [.....] .326 /239 :8
-4الكافي .326 /240 :8
) (1في المصدر زيادة :ألف.
) (2العلى .1 :87
) (3العباب :المطر الكثير» .لسان العرب -عبب.«573 :1 -
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص338 :
قال :قال رسول ال )صلى ال عليه و آله( :ل تشيروا إلى المطر ،و ل إلى الهلل ،فإن ال يكره ذلك«.
و روى ذلك الحميري في )قرب السناد( بإسناده ،عن مسعدة بن صدقة ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ».«1
-[5] /5826ابن بابويه ،قال :حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور )رحمه ال( ،قال :حدثنا الحسين بن محمد بن
عامر ،عن عمه عبد ال بن عامر » ،«2عن الحسن بن محبوب ،عن مقاتل بن سليمان ،قال :قال أبو عبد ال
الصادق )عليه السلم(» :لما صعد موسى )عليه السلم( الطور ،فنادى ربه عز و جل ،قال :رب أرني خزائنك
قال :يا موسى:
إنما خزائني إذا أردت شيئا أن أقول له :لكن :فيكون«.
قوله تعالى:
ح ] -[1] /5827 [22علي بن إبراهيم ،قال :التي تلقح الشجار. ح َلواِق َسْلَنا الّريا َ َو َأْر َ
-[2] /5828محمد بن يعقوب :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن الحسن بن محبوب ،عن
علي بن رئاب ،و هشام بن سالم ،عن أبي بصير ،عن أبي جعفر )عليه السلم( حين سأله عن الرياح ،قال» :و ل
عز ذكره رياح رحمة لواقح و غير ذلك ،ينشرها بين يدي رحمته ،منها ما يهيج السحاب للمطر ،و منها رياح
تحبس السحاب بين السماء و الرض ،و رياح تعصر السحاب فتمطره بإذن ال«.
-[3] /5829العياشي :عن ابن وكيع ،عن رجل ،عن أمير المؤمنين )عليه السلم( قال» :قال رسول ال )صلى
ال عليه و آله( :ل تسبوا الريح ،فإنها بشر » ،«3و إنها نذر ،و إنها لواقح ،فاسألوا ال من خيرها ،و تعوذوا به
من شرها«.
-[4] /5830عن أبي بصير ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال» :ل رياح رحمة لواقح ،ينشرها بين يدي
رحمته«.
__________________________________________________
-5التوحيد.17 /133 :
-1تفسير القّمي .375 :1
-2الكافي .63 /91 :8
-3تفسير العّياشي .4 /239 :2
-4تفسير العّياشي .5 /239 :2
) (1قرب السناد.35 :
ل بن عامر( ليس في »ط«. )) (2عن عمه عبد ا ّ
شر بالمطر .جمعها بشر» .المعجم الوسيط -بشر.«58 :1 - ) (3البشور ،من الرياح :التي تب ّ
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص339 :
قوله تعالى:
ن ][23 -22 ن اْلواِرُثو َ حُ
ت َو َن ْحِيي َو ُنِمي ُ ن ُن ْ
حُ
ن َو ِإّنا َلَن ْسَقْيناُكُموُه َو ما َأْنُتْم َلُه ِبخاِزِني َ سماِء ماًء َفَأ ْ ن ال ّ َفَأْنَزْلنا ِم َ
ن أي ل سَقْيناُكُموهُ َو ما َأْنُتْم َلُه ِبخاِزِني َ سماِء ماًء َفَأ ْ ن ال ّ -[1] /5831علي بن إبراهيم :في قوله تعالىَ :فَأْنَزْلنا ِم َ
ن أي نرث الرض و من عليها. ن اْلواِرُثو َ حُ ت َو َن ْ حِيي َو ُنِمي ُ ن ُن ْ
حُتقدرون أن تخزنوهَ :و ِإّنا َلَن ْ
قوله تعالى:
ن ][24 خِري َ سَتْأ ِ
عِلْمَنا اْلُم ْ
ن ِمْنُكْم َو َلَقْد َ سَتْقِدِمي َ
عِلْمَنا اْلُم ْ
َو َلَقْد َ
عِلْمَنا
ن ِمْنُكْم َو َلَقْد َسَتْقِدِمي َ
عِلْمَنا اْلُم ْ
-[2] /5832العياشي :عن جابر ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قالَ :و َلَقْد َ
ن ،قال» :هم المؤمنون من هذه المة«. خِري َ سَتْأ ِ
اْلُم ْ
-[3] /5833الشيباني في )نهج البيان( قال :روي عن الصادق )عليه السلم(» :أن المستقدمين أصحاب
الحسنات ،و المستأخرين أصحاب السيئات«.
قوله تعالى:
ن ِم ْ
ن لْنسا َ خَلْقَنا ا ِْ
ن ] -[4] /5834 [26علي بن إبراهيمَ :و َلَقْد َ سُنو ٍ حَمٍإ َم ْن َ ل ِم ْصْلصا ٍ ن َ ن ِم ْلْنسا َخَلْقَنا ا ِْ
َو َلَقْد َ
ن قال :حمأ متغير. سُنو ٍ حَمٍإ َم ْن َ ل قال :الماء المتصلصل بالطينِ :م ْ صْلصا ٍ َ
__________________________________________________
-1تفسير القّمي .375 :1
-2تفسير العّياشي [.....] .6 /240 :2
-3نهج البيان » .161 :2مخطوط«.
-4تفسير القّمي .375 :1
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص340 :
-[2] /5835محمد بن يعقوب :عن محمد بن يحيى ،عن محمد بن الحسين ،عن النضر بن شعيب ،عن عبد
الغفار الجازي ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :إن ال عز و جل خلق المؤمن من طينة الجنة ،و خلق
الكافر من طينة النار -و قال -إذا أراد ال عز و جل بعبد خيرا ،طيب روحه و جسده ،فل يسمع شيئا من الخير إل
عرفه ،و ل يسمع شيئا من المنكر إل أنكره«.
قال :و سمعته يقول» :الطينات ثلث :طينة النبياء ،و المؤمن من تلك الطينة ،إل أن النبياء من صفوتها ،هم
الصل و لهم فضلهم ،و المؤمنون الفرع من طين لزب ،كذلك ل يفرق ال عز و جل بينهم و بين شيعتهم -و
قال -طينة الناصب من حمأ مسنون ،و أما المستضعفون فمن تراب ،ل يتحول مؤمن عن إيمانه ،و ل ناصب عن
نصبه ،و ل المشيئة فيهم«.
-[3] /5836العياشي :عن جابر ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال» :قال أمير المؤمنين )عليه السلم( :قال ال
للملئكة:
ن » «1قال: جِدي َ
حي َفَقُعوا َلُه سا ِ ن ُرو ِ ت ِفيِه ِم ْخ ُسّوْيُتُه َو َنَف ْن َفِإذا َ
سُنو ٍ حَمٍإ َم ْ
ن َ ل ِم ْصْلصا ٍ ن َ شرًا ِم ْ ق َب َ
ِإّني خاِل ٌ
و كان ذلك من ال تقدمة منه إلى الملئكة احتجاجا منه عليهم ،و ما كان ال ليغير ما بقوم إل بعد الحجة عذرا و
نذرا ،فاغترف ال غرفة بيمينه -و كلتا يديه يمين » -«2من الماء العذب الفرات ،فصلصلها في كفه فجمدت ،ثم
قال :منك أخلق النبيين و المرسلين و عبادي الصالحين ،الئمة المهديين ،الدعاة إلى الجنة ،و أتباعهم إلى يوم
القيامة و ل ابالي ،و ل اسأل عما أفعل و هم يسألون.
ثم اغترف ال غرفة بكفه الخرى من الماء الملح الجاج ،فصلصلها في كفه فجمدت ،ثم قال لها :منك أخلق
الجبارين ،و الفراعنة ،و العتاة ،و إخوان الشياطين ،و أئمة الكفر ،و الدعاة إلى النار ،و أتباعهم إلى يوم القيامة،
و ل ابالي ،و ل أسأل عما أفعل و هم يسألون .و اشترط في ذلك البداء فيهم ،و لم يشترط في أصحاب اليمين
البداء ل فيهم ،ثم خلط الماءين في كفه جميعا فصلصلهما ،ثم أكفأهما قدام عرشه ،و هما بلة من طين«.
قوله تعالى:
سُنو ٍ
ن حَمٍإ َم ْن َل ِم ْ
صْلصا ٍ ن َ شرًا ِم ْق َب َك ِلْلَملِئَكِة ِإّني خاِل ٌ ل َرّب َ
سُموِم َو ِإْذ قا َ ن ناِر ال ّ ل ِم ْ
ن َقْب ُخَلْقناُه ِم ْ
ن َ جا َّو اْل َ
__________________________________________________
-2الكافي .2 /2 :2
-3تفسير العّياشي .7 /240 :2
) (1الحجر 28 :15و .29
ل( :لّما كانت اليد كناية عن القدرة ،فيحتمل أن يكون المراد باليمين القدرة على ) (2قال المجلسي )رحمه ا ّ
ن عذابه و قهره و الرحمة و النعمة و الفضل ،و بالشمال القدرة على العذاب و القهر و البتلء ،فالمعنى :أ ّ
إمراضه و إماتته و سائر المصائب و العقوبات لطف و رحمة لشتماله على الحكم الخفّية و المصالح العامة ،و
سر ما ورد في الدعاء :و الخير في يديك .بحار النوار .238 :5 به يمكن أن يف ّ
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص341 :
ن ][35 -27 ن -إلى قوله تعالىِ -إلى َيْوِم الّدي ِ جِدي َ
حي َفَقُعوا َلُه سا ِ ن ُرو ِ ت ِفيِه ِم ْخ ُ سّوْيُتُه َو َنَف ْ
َفِإذا َ
) -[1] /5837تحفة الخوان( قال :ذكر بعض المفسرين ،بحذف السناد ،عن أبي بصير ،عن الصادق جعفر بن
محمد )عليهما السلم( ،أنه قال :أخبرني عن خلق آدم ،كيف خلقه ال تعالى؟
قال» :إن ال تعالى لما خلق نار السموم ،و هي نار ل حر لها و ل دخان ،فخلق منها الجان ،فذلك معنى قوله
سُموِم و سماه مارجا ،و خلق منه زوجه و سماها مارجة ،فواقعها فولدت ن ناِر ال ّ ل ِم ْن َقْب ُخَلْقناُه ِم ْ
ن َ جا ّتعالىَ :و اْل َ
الجان ،ثم ولد الجان ولدا و سماه الجن ،و منه تفرعت قبائل الجن ،و منهم إبليس اللعين ،و كان يولد الجان الذكر
و النثى ،و يولد الجن كذلك توأمين ،فصاروا تسعين ألفا ذكرا و أنثى ،و ازدادوا حتى بلغوا عدة الرمال.
و تزوج إبليس بامرأة من ولد الجان يقال لها :لهبا بنت روحا » «1بن سلساسل » ،«2فولدت منه بيلقيس » «3و
طونة في بطن واحد ،ثم شعل و شعيلة في بطن واحد ،ثم دوهر و دوهرة في بطن واحد ،ثم شوظا و شيظة في
بطن واحد ،ثم فقطس و فقطسة في بطن واحد ،فكثر أولد إبليس )لعنة ال( حتى صاروا ل يحصون ،و كانوا
يهيمون على وجوههم كالذر ،و النمل ،و البعوض ،و الجراد ،و الطير ،و الذباب .و كانوا يسكنون المفاوز »«4
و القفار ،و الحياض ،و الجام ،و الطرق ،و المزابل ،و الكنف » ،«5و النهار ،و البار ،و النواويس » ،«6و
كل موضع وحش ،حتى امتلت الرض منهم .ثم تمثلوا بولد آدم بعد ذلك ،و هم على صور الخيل ،و الحمير ،و
البغال ،و البل ،و المعز ،و البقر ،و الغنم ،و الكلب ،و السباع ،و السلحف.
فلما امتلت الرض من ذرية إبليس )لعنه ال( أسكن ال الجان الهواء دون السماء ،و أسكن ولد الجن في سماء
ن ».«7 ل ِلَيْعُبُدو ِ
س ِإ ّلْن َ
ن َو ا ِْجّت اْل ِ
خَلْق ُالدنيا ،و أمرهم بالعبادة و الطاعة و هو قوله تعالىَ :و ما َ
و كانت السماء تفتخر على الرض ،و تقول :إن ربي رفعني فوقك ،و أنا مسكن الملئكة ،و في العرش و
الكرسي و الشمس و القمر و النجوم ،و خزائن الرحمة ،و مني ينزل الوحي .فقالت الرض :إن ربي بسطني و
استودعني عروق الشجار و النبات و العيون ،و خلق في الثمرات و النهار و الشجار .فقالت لها السماء :ليس
__________________________________________________
-1تحفة الخوان» 62 :مخطوط«.
) (1في المصدر :دوحا.
) (2في المصدر :سلبائيل.
) (3في المصدر :بلقيس.
) (4المفاوز :جمع مفازة ،البّرّية القفر» .لسان العرب -فوز.«393 :5 -
) (5الكنف :واحدها الكنيف ،و هو الحضيرة المّتخذة للبل و الغنم ،و المرحاض» .المعجم الوسيط -كنف:2 -
.«801
) (6النواويس :جمع ناووس أو ناءوس ،مقبرة النصارى .و يطلق على حجر منقور تجعل فيه جّثة المّيت.
»أقرب الموارد -نوس.«1358 :2 -
) (7الذاريات [.....] .56 :51
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص342 :
عليك أحد يذكر ال تعالى؟
فقالت الرض :يا رب ،إن السماء تفتخر علي ،إذ ليس علي أحد يذكرك .فنوديت الرض :أن اسكني ،فإني أخلق
من أديمك صورة ل مثل لها من الجن » ،«1و أرزقه العقل و العلم و الكتاب و اللسان ،و انزل عليه من كلمي،
ثم أمل بطنك و ظهرك و شرقك و غربك على مزاج تربك في اللون ،و الحرية ،و السرية ،و افتخري يا أرض
على السماء بذلك.
ثم استقرت الرض و سألت ربها أن يهبط إليها خلقا ،فأذن لها بذلك ،على أن يعبدوه و ل يعصوه -قال -و هبط
الجن و إبليس اللعين و سكنا الرض ،فأعطوا على ذلك العهد ،و نزلوا و هم سبعون ألف قبيلة يعبدون ال حق
عبادته دهرا طويل.
ثم رفع ال إبليس إلى سماء الدنيا لكثرة عبادته ،فعبد ال تعالى فيها ألف سنة ،ثم رفع إلى السماء الثانية ،فعبد ال
تعالى فيها ألف سنة ،و لم يزل يعبد ال في كل سماء ألف سنة حتى رفعه ال إلى السماء السابعة ،و كان أول يوم
في السماء الولى السبت ،و الحد في الثانية ،حتى كان يوم الجمعة صير في السماء السابعة ،و كان يعبد ال حق
عبادته ،و يوحده حق توحيده ،و كان بمنزلة عظيمة حتى إذا مر به جبرئيل و ميكائيل ،يقول بعضهم لبعض:
لقد أعطي هذا العبد من القوة على طاعة ال و عبادته ما لم يعط أحد من الملئكة.
فلما كان بعد ذلك بدهر طويل ،أمر ال تعالى جبرئيل أن يهبط إلى الرض ،و يقبض من شرقها و غربها و قعرها
و بسطها قبضة ،ليخلق منها خلقا جديدا ،ليجعله أفضل الخلئق«.
-[2] /5838و عنه :قال ابن عباس :فنزل إبليس )لعنه ال( فوقف وسط الرض ،و قال :يا أيتها الرض ،إني
جئتك ناصحا لك ،إن ال تعالى يريد أن يخلق منك خلقا يفضله على جميع الخلق ،و أخاف أن يعصيه ،و قد أرسل
ال إليك جبرئيل ،فإذا جاءك فاقسمي عليه أن ل يقبض منك شيئا .فلما هبط جبرئيل بإذن ربه ،نادته الرض ،و
قالت:
يا جبرئيل ،بحق من أرسلك إلي ،ل تقبض مني شيئا ،فإني أخاف أن يعصيه ذلك الخلق ،فيعذبه في النار .قال:
فارتعد جبرئيل من هذا القسم ،و رجع إلى السماء و لم يقبض منها شيئا ،فأخبر ال تعالى بذلك ،فبعث ال تعالى
ميكائيل ثانية ،فجرى له مثل ما جرى لجبرئيل ،فبعث ال عزرائيل ملك الموت ،فلما هم بها أن يقبض منها ،قالت
له مثل ما قالت لهما ،فقال :و عزة ربي ل أعصي له أمرا .ثم قبض منها قبضة من شرقها و غربها و حلوها و
مرها و طيبها و مالحها و خسيسها » «2و قعرها و بسطها ،فقدم ملك الموت بالقبضة ،و وقف أربعين عاما ل
ينطق ،فأتاه النداء أن يا ملك الموت ،ما صنعت؟ فأخبره بجميع القضية .قال ال تعالى :و عزتي و جللي
لسلطنك على قبض أرواح هذا الخلق الذي أخلقه لقلة رحمتك .فجعل ال نصف تلك القبضة في الجنة ،و النصف
الخر في النار .قال:
و خلق ال آدم من سبع أرضين :فرأسه من الرض و الولى ،و عنقه من الثانية ،و صدره من الثالثة ،و يداه من
الرابعة،
__________________________________________________
-2تحفة الخوان» 63 :مخطوط«.
) (1في »س« :الحسن.
) (2في المصدر :و حسنها.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص343 :
و بطنه و ظهره من الخامسة ،و فخذاه و عجزه من السادسة ،و ساقاه و قدماه من السابعة.
-[3] /5839و عنه :قال ابن عباس :خلق ال آدم )عليه السلم( على القاليم :فرأسه من تربة الكعبة ،و صدره
من تربة الدهناء » ،«1و بطنه و ظهره من تربة الهند ،و يداه من تربة المشرق ،و رجله من تربة المغرب .و
فيه تسعة أبواب :سبعة في رأسه ،و هي :عيناه و أذناه و منخراه و فمه ،و اثنان في بدنه ،و هما :قبله و دبره .و
خلق فيه الحواس :ففي العينين حاسة البصر ،و في الذنين حاسة السمع ،و في منخرية الشم ،و في فمه الذوق ،و
في يديه اللمس ،و في رجليه المشي ،و خلق ال له لسانا ينطق ،و خلق له أسنانا :أربع ثنيات ،و أربع رباعيات ،و
أربعة أنياب ،و ستة عشر ضرسا.
ثم ركب في رقبته ثمان فقرات ،و في ظهره أربع عشرة فقرة ،و في جنبه اليمن ثمانية أضلع ،و في اليسر
سبعة ،و واحد أعوج للعلم السابق ،لنه خلق منه حواء )عليها السلم(.
ثم خلق القلب فجعله في الجانب اليسر من الصدر ،و خلق المعدة أمام القلب ،و خلق الرية ،و هي كالمروحة
للقلب ،و خلق الكبد و جعله في الجانب اليمن ،و ركب فيها المرارة ،و خلق الطحال في الجانب اليسر محاذي
الكبد ،و خلق الكليتين إحداهما فوق الكبد و الخرى فوق الطحال ،و خلق ما بين ذلك حجبا و أمعاء ،و ركب سن
» «2الصدر و دخله في الضلع ،و خلق العظام ،ففي الكتف عظم ،و في الساعدين عظمين ،و في الكف خمسة
أعظم و في كل إصبع ثلثة أعظم ،إل البهام ففيه عظمان ،و جعل في الوركين عظمين.
ثم ركب فيها العروق و جعل أصلها الوتين ،و هو بيت الدم الذي ينفجر منه إلى البدن ،و هي عروق مختلفة،
أربعة تسقي الدماغ ،و أربعة تسقي العينين ،و أربعة تسقي الذنين ،و أربعة تسقي المنخرين ،و أربعة تسقي
الشفتين ،و اثنان يسقيان الصدغين ،و عرقان في اللسان ،و عرقان في الفم يسقيان السنان إلى الدماغ ،و سبعة
تسقي العنق ،و سبعة تسقي الصدر ،و عشرة تسقي الظهر ،و عشرة تسقي البطن ،و سائر العروق تسقي سائر
البدن متفرقة ،ل يعلم عددها إل ال تعالى خالقها.
و اللسان ترجمان ،و العينان سراجان ،و الذنان سماعان ،و المنخران نقيبان ،و اليدان جناحان ،و الرجلن
سياران ،و الكبد فيه الرحمة ،و الطحال فيه الضحك ،و الكليتان فيهما المكر ،و الرئة فيها الخفة ،و هي مروحة
القلب ،و المعدة خزانة ،و القلب عماد الجسد ،فإذا صلح صلح الجسد.
قال :فلما خلق ال تعالى آدم على هذه الصورة ،أمر الملئكة فحملوه ،و وضعوه على باب الجنة عدة من
الملئكة ،و كان جسدا ل روح فيه ،و كانت الملئكة تتعجب منه و من صفته و صورته ،لنهم لم يكونوا رأوا
ن شَْيئًا َمْذُكورًا » «3يعني لم يكن إنسانا ن الّدْهِر َلْم َيُك ْ ن ِم َحي ٌ
ن ِ لْنسا ِ
عَلى ا ِْل َأتى َ مثله ،فذلك قوله تعالىَ :ه ْ
موصوفا .و كان إبليس ممن يطيل النظر إليه ،و يقول :ما خلق ال تعالى هذا إل لمر ،فربما أدخل في فيه و
أخرج،
__________________________________________________
-3تحفة الخوان» 63 :مخطوط«.
) (1الّدهناء :الفلة و الّدهناء :موضع كّله رمل» .لسان العرب -دهن.«163 :13 -
ن :حرف الفقار ،و في »ط« :سيف. سّ ) (2ال ّ
) (3النسان .1 :76
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص344 :
فإنه خلق ضعيف خلق من طين ،و هو أجوف ،و الجوف ل بد له من مطعم .و قيل :إنه قال يوما للملئكة :أما
تعلمون أنتم لم فضل هذا الخلق عليكم؟ قالوا :نطيع ربنا و ل نعصيه ،و هو يقول في ذلك :لئن فضل هذا الخلق
علي لعصينه ،و إن فضلت عليه لهلكنه.
قال :فلما أراد ال أن ينفخ فيه الروح ،خلق روح آدم )عليه السلم( ليست كالرواح ،و هي روح فضلها ال تعالى
حي َفَقُعوا َلُه
ن ُرو ِ ت ِفيِه ِم ْ
خ ُ
سّوْيُتُه َو َنَف ْعلى جميع أرواح الخلق من الملئكة و غيرها ،فذلك قوله تعالىَ :فِإذا َ
ن َأْمِر َرّبي » .«1قال :فلما خلق ال تعالى روح آدم ح ِم ْ ل الّرو ُ ح ُق ِ
ن الّرو ِ عِ
ك َ سَئُلوَن َ
ن ،و قال ال تعالىَ :و َي ْ جِدي َ
سا ِ
)عليه السلم( أمر بغمسها في جميع النوار ،ثم أمرها أن تدخل في جسد آدم )عليه السلم( بالتأني دون
الستعجال ،فرأت الروح مدخل ضيقا و منافذ ضيقة ،فقالت :يا رب ،كيف أدخل من الفضاء إلى الضيق؟
فنوديت :أن ادخلي كرها .فدخلت الروح من يافوخه إلى عينيه ففتحهما آدم )عليه السلم( ،فجعل ينظر إلى بدنه و
ل يقدر على الكلم ،و نظر إلى سرادق العرش مكتوبا عليه :ل إله إل ال ،محمد رسول ال )صلى ال عليه و
آله( ،فصارت الروح إلى أذنيه ،فجعل يسمع تسبيح الملئكة .ثم جعلت الروح تدور في رأسه و دماغه ،و
الملئكة قبل خلقه بذلك ،قوله تعالى:
ن » .«2ثم جِدي َ
حي َفَقُعوا َلُه سا ِ ن ُرو ِ ت ِفيهِ ِم ْ
خ ُ سّوْيُتُه َو َنَف ْن َفِإذا َ
طي ٍن ِشرًا ِم ْق َب َك ِلْلَملِئَكِة ِإّني خاِل ٌ
ل َرّب َِإْذ قا َ
صارت الروح إلى الخياشيم ،ففتحت العطسة المجاري المسدودة و سارت إلى اللسان ،فقال آدم )عليه السلم(:
»الحمد ل الذي لم يزل« .فهي أول كلمة قالها ،فناداه الرب :يرحمك ربك -يا آدم -لهذا خلقتك ،و هذا لك و
لذريتك ،و لمن قال مثل مقالتك.
قال النبي )صلى ال عليه و آله(» :ليس على إبليس أشد من تسميت العاطس«.
قال:
فصارت الروح في جسد آدم )عليه السلم( حتى بلغت الساقين و القدمين ،فاستوى آدم قائما على قدميه في يوم
الجمعة ،عند زوال الشمس.
قال جعفر بن محمد الصادق )عليه السلم(» :كانت الروح في رأس آدم )عليه السلم( مائة عام ،و في صدره
مائة عام ،و في ظهرة مائة عام ،و في بطنه مائة عام ،و في عجزه و في وركيه مائة عام ،و في ساقيه و قدميه
مائة عام«.
فلما استوى آدم قائما ،نظرت إليه الملئكة كأنه الفضة البيضاء ،فأمرهم ال بالسجود له ،فأول من بارد إلى
السجود جبرئيل ،ثم ميكائيل ،ثم عزرائيل ،ثم إسرافيل ،ثم الملئكة المقربون .و كان السجود لدم يوم الجمعة عند
الزوال ،فبقيت الملئكة في سجودها إلى العصر ،فجعل ال تعالى هذا اليوم عيدا لدم )عليه السلم( و لولده ،و
أعطاه ال تعالى فيه الجابة في الدعاء ،و في يوم الجمعة و ليلتها أربع و عشرون ساعة ،في كل ساعة يعتق
سبعون ألف عتيق من النار.
-[4] /5840و عنه :قال جعفر الصادق )عليه السلم(» :و أبى إبليس )لعنه ال( من أن يسجد لدم )عليه السلم(
استكبارا
__________________________________________________
-4تحفة الخوان» 65 :مخطوط«.
) (1السراء .85 :17
) (2سورة ص 71 :38و .72
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص345 :
خَلْقَتِني
خْيٌر ِمْنُه َ
ل َأَنا َ
ن قا َ
ن اْلعاِلي َت ِم َت َأْم ُكْن َ
سَتْكَبْر َ
ي َأ ْ
ت ِبَيَد ّ
خَلْق ُ
جَد ِلما َ
سُن َت ْ
ك َأ ْ
و حسدا ،فقال ال تعالى :ما َمَنَع َ
ن » «1و النار تأكل الطين ،و أنا الذي عبدتك دهرا طويل قبل أن تخلقه ،و أنا الذي طي ٍن ِ
خَلْقَتُه ِم ْ
ن ناٍر َو َ
ِم ْ
كسوتني الريش و النور ،و أنا الذي عبدتك في أكناف السماوات مع الكروبيين و الصافين و المسبحين » «2و
الروحانيين و المقربين .قال ال تعالى :لقد علمت في سابق علمي من ملئكتي الطاعة و منك المعصية ،فلم ينفعك
طول العبادة لسابق العلم فيك ،و قد أبلستك » «3من الخير كله إلى آخر البد ،و جعلتك مذموما مدحورا شيطانا
رجيما لعينا .فعند ذلك تغيرت خلقته الحسنة إلى خلقة كريهة مشوهة ،فوثب عليه الملئكة بحرابها و هم يلعنونه،
و يقولون له :رجيم ملعون ،رجيم ملعون .فأول من طعنه جبرئيل ،ثم ميكائيل ،ثم إسرافيل ،ثم عزرائيل ،ثم جميع
الملئكة ،من كل ناحية و هو هارب من بين أيديهم ،حتى ألقوه في البحر المسجور ،فبادرت إليه الملئكة بحراب
من نار ،فلم يزالوا يطعنونه حتى بلغوه القرار ،و غاب عن عيون الملئكة ،و الملئكة في اضطراب و السماوات
سماَء ُكّلها » «4حتى عرف لْ عّلَم آَدَم ا َْ
في رجفان من جرأة إبليس اللعين و عصيانه أمر ال .قال ال تعالىَ :و َ
اللغات كلها ،حتى لغات الحيات و الضفادع ،و جميع ما في البر و البحر«.
قال ابن عباس :لقد تكلم آدم )عليه السلم( بسبعمائة » «5ألف ألف لغة ،أفضلها العربية ثم أمر ال تعالى الملئكة
أن يحملوا آدم )عليه السلم( على أكتافهم ليكون عاليا عليهم ،و هم يقولون :سبوح قدوس ل خروج عن طاعتك.
و سارت به في طرق السماوات و قد اصطفت حوله الملئكة ،فل يمر آدم )عليه السلم( على صف إل و يقول:
»السلم عليكم و رحمة ال ،يا ملئكة ربي« .فيجيبونه :و عليك السلم و رحمة ال و بركاته ،يا صفوة ال و
روحه و فطرته.
و ضرب له في الصفيح العلى قبابا من الياقوت الحمر ،و من الزبرجد الخضر ،فما مر آدم )عليه السلم(
بموقف من الملئكة و مقام النبيين إل و سماه باسمه و اسم أصحابه ،و على آدم )عليه السلم( يومئذ ثياب
السندس الخضر في رقة الهواء ،و له ظفيرتان مرصعتان بالدر و الجواهر ،محشوتان بالمسك الذفر » «6و
العنبر على قامة آدم )عليه السلم( من رأسه إلى قدميه ،و على رأسه تاج من ذهب مرصع بالجوهر و العنبر و
الفيروزج الخضر ،له أربعة أركان ،و في كل ركن منها درة عظيمة يغلب ضوؤها على ضوء الشمس و القمر،
و في أصابعه خواتيم الكرامة ،و في وسطه منطقة الرضوان ،و لها نور يسطع في كل غرفة ،فوقف آدم على
المنبر في هذه الزينة ،و قد علمه السماء كلها ،و أعطاه قضيبا من نور ،فتحير الملئكة فيه ،فقالوا :إلهنا ،خلقت
خلقا أكرم من هذا؟ فقال ال تعالى» :ليس من خلقته بيدي كمن قلت له :كن فيكون«.
__________________________________________________
) (1سورة ص 75 :38و .76
) (2في المصدر :و الحاّفين.
ل :أي يئس» .الصحاح -بلس.«909 :3 - ) (3البلس :النكسار و الحزن .و إبليس من رحمة ا ّ
) (4البقرة [.....] .31 :2
) (5في المصدر :بتسعمائة.
ل ريح ذكّية من طيب أو نتن .يقال :مسك أذفر» .الصحاح -ذفر.«663 :2 - ) (6الّذفر :ك ّ
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص346 :
فانتصب آدم على منبره قائما ،و سلم على الملئكة ،و قال» :السلم عليكم ،يا ملئكة ربي و رحمة ال و بركاته«
فأجابه الملئكة :و عليك السلم و رحمة ال و بركاته .فإذا النداء :يا آدم ،لهذا خلقتك ،و هذا السلم تحية لك و
لذريتك إلى يوم القيامة«.
قال النبي )صلى ال عليه و آله( »ما فشا السلم في قوم إل أمنوا من العذاب ،فإن فعلتموه دخلتم الجنة«.
و قال النبي )صلى ال عليه و آله( »أل أدلكم على شيء إن فعلتموه دخلتم الجنة« قالوا :بلى يا رسول ال ،قال:
»أطعموا الطعام ،و أفشوا السلم ،و صلوا في الليل و الناس نيام ،تدخلوا الجنة بسلم«.
و قال النبي )صلى ال عليه و آله(» :إذا سلم المؤمن على أخيه ،يبكي إبليس لعنه ال ،و يقول :يا ويلتاه .و لم
يفترقا حتى يغفر ال لهما«.
قال :فأخذ آدم في خطبته فبدأ يقول» :الحمد ل« فصار ذلك سنة لولده ،و أثنى على ال تعالى بما هو أهله ،ثم
ذكر علم السماوات و الرضين و ما فيها من خلق رب العالمين ،فعند ذلك قال ال تعالى للملئكة:
عْلَم َلنا ِإ ّ
ل كل ِ سْبحاَن َ
ن » «1فشهدت الملئكة على أنفسها و أقرت ،و قالتُ : ن ُكْنُتْم صاِدِقي َ سماِء هُؤلِء ِإ ْ َأْنِبُئوِني ِبَأ ْ
سماِئِهْم » «3فجعل آدم يخبرهم بأسماء كل حِكيُم » «2قال ال تعالى :يا آَدُم َأْنِبْئُهْم ِبَأ ْ ت اْلَعِليُم اْل َك َأْن َ
عّلْمَتنا ِإّن َ
ما َ
شيء ،خفيها و ظاهرها ،برها و بحرها ،حتى الذرة و البعوضة ،فتعجبت الملئكة من ذلك ،قال ال تعالىَ :أ َلْم
ن » «4يعني ما كتم إبليس من ن َو ما ُكْنُتْم َتْكُتُمو َ عَلُم ما ُتْبُدو َ
ض َو َأ ْ
لْر ِ ت َو ا َْ سماوا ِ ب ال ّغْي َ عَلُم َل َلُكْم ِإّني َأ ْ
َأُق ْ
إضمار المعصية.
قال :و نزل آدم )عليه السلم( من منبره ،و زاد ال في حسنه أضعافا زيادة على ما كان عليه من الحسن و
الجمال ،فلما نزل قرب إليه قطف » «5من عنب أبيض فأكله ،و هو أول شيء أكله من طعام الجنة ،فلما استوفاه،
قال» :الحمد ل رب العالمين« ،فقال ال تعالى :يا آدم ،لهذا خلقتك ،و هو سنتك و سنة ذريتك إلى آخر الدهر .ثم
أخذته السنة ،أي النعاس ،مبادئ النوم ،لنه ل راحة لبدن يأكل إل النوم ،ففزعت الملئكة ،و قالت :النوم هو
الموت .فلما سمع إبليس بأكل آدم )عليه السلم( فرح و تسلى ببعض ما فيه ،و قال :سوف أغويه.
قال النبي )صلى ال عليه و آله(» :من علمة الموت النوم ،و من علمة القيامة اليقظة«.
و قال» :سألت بنو إسرائيل موسى )عليه السلم( :هل ينام ربنا؟ فأوحى ال إليه :لو نمت لسقطت السماوات على
الرض«.
و سألت اليهود نبينا محمدا )صلى ال عليه و آله( :هل ينام ربك؟ فأنزل ال تعالى جبرئيل بهذه الية:
__________________________________________________
) (1البقرة .31 :2
) (2البقرة .32 :2
) (4 ،3البقرة .33 :2
) (5القطف :العنقود ساعة يقطف» .أقرب الموارد -قطف.«1016 :2 -
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص347 :
سَنٌة َو ل َنْوٌم » .«1فقالوا :أ ينام أهل الجنة؟ فقال النبي )صلى ال عليه و خُذُه ِ ي اْلَقّيوُم ل َتْأ ُحّ ل ُهَو اْل َل ل ِإلَه ِإ ّ ا ُّ
آله(» :ل ينامون ،لن النوم أخو الموت ،و أهل الجنة ل يموتون ،و كذلك أهل النار ل يموتون لنهم معذبون
دائما«.
-[5] /5841و عنه :قال جعفر بن محمد الصادق )عليهما السلم(» :فلما نام آدم )عليه السلم( ،خلق ال من
ضلع جنبه اليسر ما يلي الشراسيف » «2و هو ضلع أعوج ،فخلق منه حواء ،و إنما سميت بذلك لنها خلقت من
جها » «3فكانت ق ِمْنها َزْو َ
خَل َ
حَدةٍ َو َ
س وا ِ ن َنْف ٍ خَلَقُكْم ِم ْ س اّتُقوا َرّبُكُم اّلِذي َحي ،و ذلك قوله تعالى :يا َأّيَها الّنا ُ
حواء على خلق آدم )عليه السلم( ،و على حسنه و جماله ،و لها سبعمائة ظفيرة مرصعات بالياقوت و اللؤلؤ و
الجواهر و الدر ،محشوة بالمسك ،شكلء » ،«4دعجاء » ،«5غنجاء » ،«6غضة » ،«7بيضاء ،مخضوبة
الكفين ،تسمع لذوائبها خشخشة ،و هي نفيسة » «8متوجة ،و هي على صورة آدم )عليه السلم( غير أنها أرق
منه جلدا ،و أصفى منه لونا ،و أحسن منه صوتا ،و أدعج منه عينا ،و أقنى منه أنفا ،و أصفى منه سنا ،و أصغر
منه سنا ،و ألطف منه نباتا » ،«9و ألين منه كفا ،فلما خلقها ال تعالى ،أجلسها عند رأس آدم و قد رآها في نومه،
و قد تمكن حبها في قلبه -قال -فانتبه آدم )عليه السلم( من نومته فقال :يا رب ،من هذه؟ فقال ال تعالى :هذه أمتي
حواء .قال :يا رب ،لمن خلقتها؟ قال :لمن أخذ بها المانة ،و أصدقها الشكر .قال :يا رب ،أقبلها على هذا.
فتزوجها -قال -فزوجه إياها قبل دخول الجنة«.
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب )عليه السلم(» :رأى هذا في المنام و هي تكلمه ،و هي تقول له :أنا أمة ال
و أنت عبد ال ،فاخطبني من ربك«.
و
قال أمير المؤمنين علي )عليه السلم(» :طيبوا النكاح ،فإن النساء عند الرجال ل يملكن لنفسهن ضرا و ل نفعا،
و إنهن أمانة ال عندكم فل تضاروهن و ل تعضلوهن«.
-[6] /5842و عنه :قال جعفر بن محمد الصادق )عليهما السلم(» :إن آدم )عليه السلم( رأى حواء في المنام،
فلما انتبه ،قال :يا رب ،من هذه التي أنست بقربها؟ قال ال تعالى :هذه أمتي ،و أنت عبدي ،يا آدم ،ما خلقت خلقا
هو أكرم علي منكما ،إذا أنتما عبدتماني و أطعتماني ،و قد خلقت لكما دارا ،و سميتها جنتي ،فمن دخلها كان وليي
حقا،
__________________________________________________
-5تحفة الخوان» 66 :مخطوط«.
-6تحفة الخوان» 67 :مخطوط«.
) (1البقرة .255 :2
ضلع مّما يلي البطن ،جمعها شراسيف» .المعجم الوسيط -شرس.«478 :1 - شرسوف :الطرف الّلّين من ال ّ ) (2ال ّ
) (3النساء .1 :4
) (4الشكلء :مؤنث الشكل ،و هو ما فيه حمرة و بياض مختلطان» .أقرب الموارد -شكل.«607 -606 :1 -
) (5دعجت العين :اشتّد سوادها و بياضها و اّتسعت ،فهي دعجاء» .المعجم الوسيط« -دعج.«284 :1 -
) (6غنجت المرأة :تدّللت على زوجها بملحة ،كأنها تخالفه و ليس بها خلف» .المعجم الوسيط -غنج:2 -
[.....] .«664
ض.«654 :2 - ل شيء» .المعجم الوسيط -غ ّ ي الحديث من ك ّ ض :الطر ّ ) (7الغ ّ
) (8في المصدر :نسقة.
) (9في المصدر :بيانا.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص348 :
و من لم يدخلها كان عدوي حقا .فقال آدم )عليه السلم( :و لك يا رب ،عدو و أنت رب السماوات؟ قال ال تعالى:
يا آدم ،لو شئت أجعل الخلق كلهم أوليائي لفعلت و لكني أفعل ما أشاء ،و أحكم ما أريد .قال آدم )عليه السلم( :يا
رب ،فهذه أمتك حواء قد رق لها قلبي ،فلمن خلقتها؟ قال ال تعالى :خلقتها لك لتسكن الدنيا فل تكن وحيدا في
جنتي قال:
فأنكحنيها يا رب .قال :أنكحتكها بشرط أن تعلمها مصالح ديني ،و تشكرني عليها ،فرضي آدم بذلك ،فاجتمعت
الملئكة ،فأوحى ال تعالى إلى جبرئيل أن اخطب .فكان الولي رب العالمين ،و الخطيب جبرئيل المين ،و
الشهود الملئكة المقربين ،و الزوج آدم )عليه السلم( أبا النبيين ،فتزوج آدم )عليه السلم( بحواء على الطاعة و
التقى و العمل الصالح ،فنثرت الملئكة عليهما من نثار الجنة«.
قال ابن عباس :أعلموا بالنكاح فإنه سنة أبيكم آدم )عليه السلم( و قال :ليس شيء مباح أحب إلى ال من النكاح،
فإذا اغتسل المؤمن من حلله بكى إبليس ،و قال :يا ويلتاه ،هذا العبد أطاع ربه و غفر له ذنبه ،و ل شيء مباح
أبغض إلى ال تعالى من الطلق .قال الصادق )عليه السلم(» :لعن ال الذواق و الذواقة«.
-[7] /5843و عنه :قال أبو بصير :أخبرني كيف كان خروج آدم )عليه السلم( من الجنة؟
فقال الصادق )عليه السلم(» :لما تزوج آدم )عليه السلم( بحواء أوحى ال تعالى إليه :يا آدم ،أن اذكر نعمتي
عليك ،فإني جعلتك بديع فطرتي ،و سويتك بشرا على مشيئتي ،و نفخت فيك من روحي ،و أسجدت لك ملئكتي،
و حملتك على أكتافهم ،و جعلتك خطيبهم ،و أطلقت لسانك بجميع اللغات ،و جعلت ذلك كله شرفا لك و فخرا ،و
هذا إبليس اللعين قد أبلسته و لعنته حين أبى أن يسجد لك و قد خلقتك كرامة لمتي ،و خلقت أمتي نعمة لك ،و ما
نعمة أكرم من زوجة صالحة ،تسرك إذا نظرت إليها ،و قد بنيت لكما دار الحيوان من قبل أن أخلقكما بألف »«1
عام ،على أن تدخلها بعهدي و أمانتي.
و كان ال تعالى عرض هذه المانة على السماوات و الرضين ،و على الملئكة جميعا ،و هي أن تكافئوا على
الحسان ،و تعدلوا عن الساءة .فأبوا عن قبولها ،فعرضها على آدم )عليه السلم( ،فتقبلها ،فتعجبت الملئكة من
جبا ِ
ل ض َو اْل ِ
لْر ِ
ت َو ا َْ
سماوا ِ عَلى ال ّ لماَنَة َ
ضَنا ا َْعَر ْجرأة آدم )عليه السلم( في قبول المانة ،يقول ال تعالىِ :إّنا َ
ل » «2و ما كان بين أن قبل المانة آدم و جُهو ً ظُلومًا َن َ ن ِإّنُه كا َ
لْنسا ُ
حَمَلَها ا ِْ
ن ِمْنها َو َ
شَفْق َ
حِمْلَنها َو َأ ْ
ن َي ْن َأ ْ
َفَأَبْي َ
بين أن عصى ربه إل كما بين الظهر و العصر ،ثم مثل ال تعالى لدم )عليه السلم( و لحواء ،اللعين إبليس،
شقى » «4ثم ناداه الرب: جّنِة َفَت ْ
ن اْل َ
جّنُكما ِم َ
خِر َك َفل ُي ْ
جَ ك َو ِلَزْو ِ
عُدّو َل َ
حتى نظر إلى سماجته » ،«3فقيل له :هذا َ
إن من عهدي إليكما أن تدخل الجنة ،و تأكل منها رغدا حيث شئتما ،و ل تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين،
فقبل هذا العهد كله ،فقال:
__________________________________________________
-7تحفة الخوان» 67 :مخطوط«.
) (1في المصدر :بألفي.
) (2الحزاب .72 :33
) (3سمج الشيء :قبح ،يسمج سماجة ،إذا لم يكن فيه ملحة» .لسان العرب -سمج.«300 :2 -
) (4طه .117 :20
رهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص349 :
يا آدم ،أنت عندي أكرم من ملئكتي إذا أطعتني و رعيت عهدي ،و لم تكن جبارا كفورا .و في كل ذلك يقبل
المانة و العهد ،و ل يسأل ربه التوفيق و العصمة ،و شهد الملئكة عليه.
ثم مكث آدم )عليه السلم( و حواء مكللين متوجين مكرمين لما دخل الجنة حتى كانا في وسط جنات عدن ،نظر
آدم و إذا هو بسرير من جوهر ،له سبعمائة قائمة من أنواع الجواهر ،و له سرادقات » «1كثيرة ،و على ذلك
السرير فرش من السندس و الستبرق ،و بين الفراشين كثبان من المسك و الكافور و العنبر ،و على السرير أربع
قباب :فيه الرضوان و الغفران و الخلد و الكرم ،فناداه السرير :إلي يا آدم ،فلك خلقت ،و لك زينت .فنزل آدم عن
فرسه ،و حواء عن ناقتها ،و جلسا على السرير بعد أن طافا على جميع نواحي الجنة ،ثم قدم لهما من عنب الجنة
و فواكهها فأكل منها ،ثم تحول إلى قبة الكرم ،و هي أزين القباب ،و عن يمين السرير يومئذ جبل من مسك ،و
عن يساره جبل من عنبر ،و شجرة طوبى قد أظلت على السرير ،فأحب أدم )عليه السلم( أن يدنو من حواء،
فأسبلت القباب ستورها ،و انظمت البواب ،و تغشاها و كان معها كأهل الجنة في الجنة خمسمائة عام من أعوام
الدنيا في أتم السرور و أنعم الحوال .و كان آدم )عليه السلم( ينزل عن السرير ،و يمشي في منابر الجنة ،و
حواء خلفه تسحب سندسها ،و كلما تقدما من قصر نثرت عليهما من ثمار الجنة حتى يرجعا إلى السرير ،و إبليس
)لعنه ال( خائف لما جرى عليه من طعنهم له بالحراب و رجمهم إياه ،و صار مختفيا عن آدم )عليه السلم( و
حواء ،فبينما هو كذلك و إذا هو بصوت عال :يا أهل السماوات ،قد سكن آدم و حواء الجنة بالعهد و الميثاق ،و
أبحت لهما جميع ما في الجنة إل شجرة الخلد ،فإن قرباها و أكل منها كانا من الظالمين«.
قال» :فلما سمع إبليس اللعين ذلك فرح فرحا شديدا ،و قال :لخرجنهما من الجنة .ثم أتى مستخفيا في طرق
السماوات .حتى وقع على باب الجنة ،و إذا بالطاوس و قد خرج من الجنة ،و له جناحان ،إذا نشر أحدهما غطى
به سدرة المنتهى ،و له ذنب من زمردة صفراء ،و هو من الجواهر ،و على كل جوهر منه ريشة بيضاء ،و هو
أطيب طيور الجنة صوتا و تغريدا ،و أحسنها ألحانا بالتسبيح و الثناء ل رب العالمين ،و كان يخرج في وقت و
يمر صفح » «2السماوات السبع ،يخطر في مشيه ،و يرجع في تسبيحه ،فيعجب جميع الملئكة من حسن صورته
و تسبيحه ،فيرجع إلى الجنة .فلما رآه إبليس دعا به بكلم لين ،و قال :أيها الطائر العجيب الخلقة ،حسن اللوان،
طيب الصوت ،أي طائر أنت من طيور الجنة؟ قال :أنا طاوس الجنة ،و لكن مالك -أيها الشخص -مذعور ،كأنك
تخاف طالبا يطلبك؟ فقال إبليس :أنا ملك من ملئكة الصفيح » «3العلى ،مع الملئكة الكروبين الذين ل يفترون
عن التسبيح ساعة و ل طرفة عين ،جئت أنظر إلى الجنة و إلى ما أعد ال لهلها فيها ،فهل لك أن تدخلني الجنة
و أعلمك ثلث كلمات ،من قالهن ل يهرم و ل يسقم و ل يموت؟ فقال الطاوس :و يحك -أيها الشخص -أهل الجنة
يموتون؟ قال إبليس :نعم ،يموتون و يهرمون و يسقمون إل من كانت عنده هذه الكلمات .و حلف على ذلك ،فوثق
__________________________________________________
) (1السرادقات :جمع سرادق ،ما أحاط بالبناء» .لسان العرب -سردق.«157 :10 -
ل شيء :وجهه و ناحيته» .لسان العرب -صفح.«516 :2 - ) (2صفح ك ّ
سماء» .النهاية -صفح.«35 :3 - صفيح :من أسماء ال ّ
) (3ال ّ
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص350 :
به الطاوس و لم يظن أن أحدا يحلف بال كاذبا ،فقال :أيها الشخص ،ما أحوجني إلى هذه الكلمات ،غير أني أخاف
أن رضوان خازن الجنان يستخبرني عنك ،لكن أبعث إليك بالحية ،فإنها سيدة دواب الجنة«.
قال» :و دخل الطاوس الجنة ،و ذكر للحية جميع ذلك فقالت :و ما أحوجني و إياك إلى هذه الكلمات .قال
الطاوس :قد ضمنت له أن أبعث بك إليه ،فانطلقي إليه سريعا قبل أن يسبقك سواك ،فكانت الحية يومئذ على
صورة الجمل ،و لها قوائم ،و لها زغب مثل العبقري » «1ما بين أسود و أبيض و أحمر و أخضر و أصفر ،و
لها رائحة كرائحة المسك المشاب بالعنبر ،و كان مسكنها في جنة المأوى ،و مبركها على ساحل نهر الكوثر ،و
كلمها التسبيح و الثناء ل رب العالمين ،و قد خلقها ال تعالى قبل أن يخلق آدم )عليه السلم( بمائة عام ،و كانت
تأنس بحواء و آدم )عليه السلم( و تخبرهما بكل شجرة في الجنة.
فخرجت الحية مسرعة من باب الجنة فرأت إبليس لعنه ال على ما وصفه الطاوس ،فتقدم إليها إبليس بالكلم
الطيب ،و قال لها مثل ما قال للطاوس ،فقالت الحية :و كيف أدخلك و ل يحل لك ركوبي؟ فقال لها إبليس:
إني أرى بين نابيك فرجة واسعة ،و اعلمي أنها تسعني ،و اجعليني فيها و أدخليني الجنة حتى أعلمك هذه الكلمات
الثلث .فقالت الحية :إذا حملتك في فمي ،فكيف أتكلم إذا كلمني رضوان؟ فقال لها اللعين :ل عليك ،فإن معي
أسماء ربي ،إذا قلتها ل ينطق بي و ل بك أحد من الملئكة .فدخلت و الملئكة ساهون عن محاورتهما ،غير أن
حواء كانت قد افتقدت الحية فلم تجدها ،و كانت مؤتلفة بها لحسن حديثها ،و الحية مع إبليس يحلف لها و يخادعها-
قال -و لم يزل إبليس يحلف لها و يخدعها ،حتى وثقت به و فتحت فاها ،فوثب إبليس و قعد بين أنيابها ،و خرج
منه ريح فصار نابها سما إلى آخر البد -قال -فضمته الحية و دخلت الجنة ،و لم يكلمها رضوان للقدر و القضاء
السابق بعلم الرحمن ،حتى إذا توسطت الحية الجنة ،قالت له :اخرج فمي و عجل قبل أن يفطن بك رضوان .قال
إبليس :ل تعجلي ،فإنما حاجتي في الجنة آدم و حواء ،فإني أريد أن أكلمهما من فيك ،فإن فعلت ذلك علمتك
الكلمات الثلث .فقالت الحية :هاتيك قبة حواء فاخرج إليها و كلمها .قال :ل أكلمها إل من فيك ،فحملته الحية إلى
قبة حواء ،فقال إبليس من فم الحية :يا حواء ،يا زينة الجنة ،أ لست تعلمين أني معك في الجنة ،و أني أحدثك و
أخبرك بكل ما في الجنة ،و أني صادقة في كل ما أحدثك به؟ فقالت حواء :نعم ،و ما عرفتك إل بصدق الحديث.
قال إبليس :يا حواء ،أخبريني ما الذي أحل لكما في الجنة ،و حرم عليكما؟ فأخبرته بما نهاهما عنه.
فقال إبليس :و لماذا نهاكما ربكما عن شجرة الخلد؟ قالت :ل علم لي بذلك .قال إبليس :أنا أعلم ،إنما نهاكما ربكما
لنه أراد أن يفعل بكما مثل ما فعل بذلك العبد الذي مأواه تحت الشجرة ،الذي أدخله قبل دخولكما بألف »«2
عام«.
قال» :فوثبت حواء من سريرها لتنظر ذلك العبد ،فخرج إبليس من فم الحية كالبرق الخاطف ،حتى قعد
__________________________________________________
ي :ضرب من البسط» .تاج العروس -عبقر.«379 :3 - ) (1العبقر ّ
) (2في المصدر :بألفي.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص351 :
تحت الشجرة ،فأقبلت حواء فرأته ،فلما قربت منه ،نادته :أيها الشخص ،من أنت؟ قال :أنا خلق من خلق ال
تعالى ،و أنا في هذه الجنة منذ ألف عام ،خلقني كما خلقكما بيده ،و نفخ في روحه ،و أسجد لي ملئكته و أسكنني
جنته ،و نهاني عن أكل هذه الشجرة ،فكنت ل آكل منها حتى نصحني بعض الملئكة ،و قال لي :كل منها ،فإن
من أكل منها كان مخلدا في الجنة أبدا و حلف لي أنه لمن الناصحين ،فوثقت بيمينه و أكلت منها ،فأنا في الجنة
إلى يومي هذا كما ترين ،و قد أمنت من الهرم و السقم و الموت و الخروج من الجنة .فقال لها إبليس بعد ما حكى
لها:
و ال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إل أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين .فناداها :يا حواء ،كلي منها ،فإنها
أطيب ما أكلت من ثمار الجنة ،فأسرعي إليها و اسبقي زوجك ،فإن من سبق كان له الفضل على صاحبه ،أما
تنظرين إلي كيف آكل منها؟ هذا و الحية واقفة تسمع ما يقول إبليس )لعنه ال( لحواء ،فالتفتت حواء للحية ،و
قالت :أنت معي منذ أدخلني ال الجنة ،و لم تخبريني بهذا الكلم؟! و سكتت الحية ،و لم تدر ما يقول إبليس اللعين
في جواب حواء » ،«1و رغبت عن الكلم ،و ما كان من أمرها الذي قد ضمن لها إبليس أن يعلمها الثلث
كلمات.
فأقبلت حواء إلى آدم )عليه السلم( ،و كانت مسرورة بقول الحية لها ،و مقالة إبليس تحت الشجرة ،و أخبرته
ن » «2و حي َ
صِن الّنا ِ
سَمُهما ِإّني َلُكما َلِم َ
بخبر الحية و الشخص و قد حلف لهما نصحا ،و ذلك قوله تعالىَ :و قا َ
قرب القدر المقدور و القضاء المبرم ،و خروجهم من الجنة ،و هو المر المحتوم ،فركنا جميعا إلى قول إبليس
اللعين و قسمه فتقدمت حواء إلى تلك الشجرة ،و لها أغصان ل تحصى ،و على الغصان سنابل ،كل حبة منها
مثل القلة ،و لها رائحة كالمسك الذفر ،أشد بياضا من اللبن ،و أحلى من العسل ،فأخذت سبع سنابل من سبعة
أغصان ،فقال اللعين :كلي منها يا حواء ،يا زينة الجنة .فأكلت واحدة ،و ادخرت لها واحدة ،و جاءت بخمس منها
إلى آدم )عليه السلم( ،و لم يكن لدم )عليه السلم( في ذلك أمر و ل نهي ،بل كان ذلك في سابق علم ال تعالى
حين افتخرت السماء على الرض ،و شكت الرض إلى ربها ،و قال :يا أرض اسكني .و قال للملئكةِ :إّني
خِليَفًة » .«3فتناول آدم )عليه السلم( من السنابل سنبلة واحدة من يدها ،و قد نسي العهد ض َلْر ِل ِفي ا َْ
عٌجا ِ
عْزمًا » ،«4أي جزما -قال -فذاق آدم )عليه السلم( من جْد َلُه َ
ي َو َلْم َن ِ
سَالمأخوذ عليه ،فذلك قوله تعالىَ :فَن ِ
سْوآُتُهما ».«5 ت َلُهما َ
جَرَة َبَد ْ
شَ
الشجرة كما ذاقت حواء ،فذلك قوله تعالىَ :فَلّما ذاَقا ال ّ
-[8] /5844و عنه :قال ابن عباس )رضي ال عنه( سمعت رسول ال )صلى ال عليه و آله( يقول» :و الذي
نفسي بيده ،ما ساغ آدم )عليه السلم( من تلك السنابل إل سنبلة واحدة حتى طار التاج عن رأسه ،و تعارى من
لباسه ،و انتزعت
__________________________________________________
-8تحفة الخوان» 70 :مخطوط«[.....] .
) (1في المصدر :ما تقول و خافت من رضوان.
) (2العراف .21 :7
) (3البقرة .30 :2
) (4طه .115 :20
) (5العراف .22 :7
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص352 :
خواتيمه ،و سقط كل ما كان على حواء من لباسها ،و حليها ،و زينتها ،و كل شيء طار عنها ،و ناداه لباسه و
تاجه :يا آدم ،طال حزنك ،و كثرت حسرتك ،و عظمت مصيبتك ،فعليك السلم ،و هذه الساعة الفراق إلى يوم
التلق ،فإن رب العزة عهد إلينا أن ل نكون إل على عبد مطيع خاشع .و انتفض السرير من فراشه و طار في
الهواء ،و هو ينادي:
آدم المصطفى قد عصى الرحمن و أطاع الشيطان ،و حواء قد انتفضت ذوائبها عنها ،و ما كان فيها من الدهر و
الجواهر و اللؤلؤ ،و انحلت المنطقة من وسطها ،و هي تقول :لقد عظمت مصيبتكما و طال حزنكما ،و لم يبق
جّنِة أي ورق التين َو ق اْل َ
ن َوَر ِ
عَلْيِهما أي يرقعان عليهما ِم ْ ن َ صفا ِخ ِ طِفقا أي أقبلَ :ي ْ عليهما من لباسهما شيء َو َ
ن ».«1 عُدّو ُمِبي ٌ
ن َلُكما َ
شْيطا َ
ن ال ّ
ل َلُكما ِإ ّ
جَرِة َو َأُق ْشَن ِتْلُكَما ال ّ عْناداُهما َرّبُهما َأ َلْم َأْنَهُكما َ
قال ابن عباس :إن ال تعالى حذر أولد آدم كما حذر آدم )عليه السلم( في قوله تعالى :يا َبِني آَدَم ل َيْفِتَنّنُكُم
سُهما » .«2قال :و جعل كل واحد منهما ينظر إلى عورة عْنُهما ِلبا َ ع َ جّنِة َيْنِز ُ
ن اْل َ
ج َأَبَوْيُكْم ِم َ
خَر َ
ن َكما َأ ْشْيطا ُ
ال ّ
صاحبه ،و هرب إبليس مبادرا ،و صار مختفيا في بعض طرق السماوات ،و لم يبق شيء إل نادى آدم :يا
عاصي.
و غض أهل الجنة أبصارهم عنهما ،و قالوا :أخرجتما من جنتكما! و ناداه فرسه الميمون -و قد خلقه ال من مسك
الجنة و جميع طيبها من الكافور و الزعفران و العنبر و غير ذلك ،و عجن بماء الحيوان ،و عرفه من المرجان،
و ناصيته من الياقوت ،و حافره من الزبرجد الخضر ،و سرجه من الزمرد ،و لجامه من الياقوت ،و له أجنحة
من أنواع الجواهر ،و ليس في الجنة دابة أحسن من فرس آدم )عليه السلم( إل البراق،
قال النبي )صلى ال عليه و آله(» :فضل البراق على سائر دواب الجنة ،كفضلي على سائر النبيين«
،و قال ابن عباس :قد خلق ال الميمون فرس آدم )عليه السلم( قبل أن يخلق آدم )عليه السلم( بخمسمائة عام:-
يا آدم ،هكذا العهد بينك و بين ال تعالى؟! و انقبضت أشجار الجنة عنهما حتى لم يتمكنا أن يستترا بشيء منها،
فكلما قرب من شجرة ،نادته :إليك عنى يا عاصي .فلما كثرت عليه الملمة و التوبيخ ،مر هاربا ،و إذا هو بشجرة
الطلح قد التفت على ساقيه فمسكته بأغصانها ،و نادته إلى أين تهرب ،يا عاصي؟ فوقف آدم فزعا مرعوبا
مبهوتا ،و ظن أن العذاب قد أتاه ،و جعل ينادي :المان ،المان ،و حواء مجتهدة أن تستر نفسها بشعرها ،و هو
ينكشف عنها ،فلما أكثرت عليه ،ناداها :يا بادية السوء ،هل تقدرين على أن تستري بي ،و قد عصيت ربك؟
فقعدت حواء عند ذلك ،و وضعت ذقنها على ركبتها كيل يراها أحد ،و هي تحت الشجرة و آدم واقف قد قبضت
عليه شجرة الطلح.
قال ابن عباس :فنودي جبرئيل» :أل ترى إلى بديع فطرتي آدم ،كيف عصاني؟ يا جبرئيل ،أل ترى إلى حواء
أمتي ،كيف عصتني ،و طاوعت عدوي إبليس؟« فاضطرب جبرئيل المين لما سمع نداء رب العالمين ،و داخله
الخوف و خر ساجدا ،و حملة العرش قد سكنت حركاتهم ،و هم يقولون :سبحانك ،قدوس قدوس ،سبوح سبوح،
المان المان .فأخذ جبرئيل )عليه السلم( يعد على آدم )عليه السلم( ما أنعم ال تعالى به عليه ،و يعاتبه على
المعصية،
__________________________________________________
) (1العراف .22 :7
) (2العراف .27 :7
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص353 :
فاضطرب آدم )عليه السلم( فزعا ،و ارتعد خوفا ،حتى ذهب كلمه ،و جعل يشير إلى جبرئيل )عليه السلم(:
»دعني أهرب من الجنة خوفا من ربي ،و حياء منه« .قال جبرئيل )عليه السلم( :إلى أين تهرب -يا آدم -و ربك
أقرب القربين ،و مدرك الهاربين؟ فقال آدم )عليه السلم( »يا جبرئيل ،ردني أنظر إلى الجنة نظرة الوداع«.
فجعل آدم )عليه السلم( ينظر عن يمينه و عن شماله ،و جبرئيل ل يفارقه ،حتى صار قريبا من باب الجنة ،و قد
أخرج رجله اليمنى و بقيت رجله اليسرى ،فنودي:
»يا جبرئيل ،قف به على باب الجنة حتى يخرج معه أعداؤه الذين حملوه على أكل الشجرة ،يراهم و يرى ما
يفعل بهم« .فأوقفه جبرئيل ،و ناداه الرب» :يا آدم ،و خلقتك لتكون عبدا شكورا ،ل لتكون عبدا كفورا«.
فقال آدم )عليه السلم(» :يا رب ،أسألك أن تعيدني إلى تربتي التي خلقت منها ترابا كما كنت أول« .فأجابه
الرب» :يا آدم ،قد سبق في علمي ،و كتبت في اللوح أن أمل من ظهرك الجنة و النار« .فسكت آدم.
قال ابن عباس :لما أمرت حواء بالخروج ،و ثبت إلى ورقة من ورق تين الجنة ،طولها و عرضها ل يعلمه إل ال
تعالى لتستتر بها ،فلما أخذتها ،سقطت من يدها ،و نطقت :يا حواء ،إنك لفي غرور ،إنه ل يسترك شيء في الجنة
بعد أن عصيت ال تعالى .فعندها بكت حواء بكاء شديدا ،و أمر ال الورقة أن تجيبها ،فاستترت بها ،فقبض
جبرئيل )عليه السلم( بناصيتها حتى أتى بها إلى آدم )عليه السلم( و هو على باب الجنة ،فلما رأت آدم )عليه
السلم( ،صاحت صيحة عظيمة ،و قالت :يا لها من حسرة ،يا جبرئيل ،ردني أنظر إلى الجنة نظر الوداع.
فجعلت تومئ بنظرها إلى الجنة يمينا و شمال ،و تنظر إليها بحسرة ،فاخرجا من الجنة ،و الملئكة صفوف ل
يعلم عددهم إل ال تعالى ،ينظرون إليهما .ثم أتي بالطاوس ،و قد طعنته الملئكة حتى سقطت أرياشه ،و جبرئيل
يجره ،و يقول له :اخرج من الجنة خروج آيس ،فإنك مشؤوم أبدا ما بقيت ،و سلبه تاجه ،و اجتث أجنحته.
قال ابن عباس :أحب الطيور إلى إبليس الطاوس ،و أبغضها إليه الديك.
و
قال النبي )صلى ال عليه و آله(» :أكثروا في بيوتكم الديوك ،فإن إبليس ل يدخل بيتا فيه ديك أفرق« ».«1
و
قال )صلى ال عليه و آله(» :ما أحب من الدنيا إل أربعة :فرسا أجاهد بها في سبيل ال ،و شاة أفطر على لبنها ،و
سيفا أدفع به عن عيالي ،و ديكا يوقظني عند الصلة«.
و
قال )صلى ال عليه و آله(» :إذا صاح الديك في السحر ،نادى مناد من الجنان :أين الخاشعون ،الذاكرون،
الراكعون ،الساجدون ،السائحون ،المستغفرون؟ فأول من يسمع ذلك ملك من الملئكة في السماوات ،و هو على
صورة الديك ،له زغب و ريش أبيض ،و رأسه تحت العرش ،و رجله تحت الرض السفلى ،و جناحاه
منشوران ،فإذا سمع ذلك النداء من الجنة ،ضرب جناحيه ضربة ،و قال :يا غافلين ،اذكروا ال تعالى الذي
وسعت رحمته كل شيء«.
و
روي أن النبي سليمان بن داود )عليه السلم( لما حشر الطير ،و أحب أن يستنطق الطير ،و كان حاشرها جبرئيل
و ميكائيل ،فأما جبرئيل فكان يحشر طيور المشرق و المغرب من البراري ،و أما ميكائيل فكان يحشر طيور
الهواء و الجبال ،فنظر سليمان )عليه السلم( إلى عجائب خلقتها ،و اختلف صورها ،و جعل يسأل كل صنف
منهم ،و هم
__________________________________________________
) (1يقال :ديك أفرق ،للذي عرفه مفروق» .الصحاح -فرق.«1542 :4 -
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص354 :
يجيبونه بمساكنهم ،و معايشهم ،و أوكارهم ،و أعشاشهم ،و كيف تبيض ،و كيف تحيض ،و كان آخر من تقدم بين
يديه الديك ،فوقف بين يديه في حسنه و جماله و بهائه ،و مد عنقه ،و ضرب بجناحه ،و صاح صيحة أسمع
الملئكة و الطيور و جميع من حضر :يا غافلين ،اذكروا ال .ثم قال :يا نبي ال ،إني كنت مع أبيك آدم )عليه
السلم( أوقظه لوقت الصلة ،و كنت مع نوح )عليه السلم( في الفلك ،و كنت مع إبراهيم الخليل )عليه السلم(،
حين أظفره ال بعدوه نمرود ،و نصره عليه بالبعوض » ،«1و كنت أكثر ما أسمع أباك إبراهيم )عليه السلم( »
ن َتشاُء » «3إلى آخر الية ،و أعلمك ِمّم ْ
ع اْلُمْل َ
ن َتشاُء َو َتْنِز ُ
ك َم ْ
ك ُتْؤِتي اْلُمْل َ
ك اْلُمْل ِ
ل الّلُهّم ماِل َ
«2يقرأ آية الملكُ :ق ِ
يا نبي ال ،أني ل أصيح صيحة في ليل أو نهار إل أفزعت بها الجن و الشياطين ،و أما إبليس فإنه يذوب كما
يذوب الرصاص في النار.
قال :ثم أتي بالحية ،و قد جذبتها الملئكة جذبة هائلة ،و قد قطعوا يديها و رجليها ،و إذا هي مسحوبة على
وجهها ،مبطوحة على بطنها ،ل قوائم لها ،و صارت ممدودة ،و منعت النطق فصارت خرساء مشقوقة اللسان،
فقالت لها الملئكة :ل رحمك ال تعالى و ل رحم ال من يرحمك ،و نظر إليها آدم و حواء ،و الملئكة يرجمونها
من كل ناحية.
و
روي عن النبي )صلى ال عليه و آله( :أنه قال» :من قتل الحية فله سبع حسنات ،و من تركها و لم يقتلها مخافة
شرها لم يكن في ذلك له أجر ،و من قتل وزغا » «4فله حسنة ،و من قتل حية فله حسنات مضاعفة«.
و قال ابن عباس )رضي ال عنه( :قتل حية أحب إلي من قتل كافر.
قال :ثم اخرج آدم )عليه السلم( من الجنة ،و أبرزه جبرئيل إلى السماوات ،و حجبت عنه حواء فلم يرها و
نظرت الملئكة إلى آدم )عليه السلم( و هو عريان ،ففزعت منه ،و جعلت تقول :إلهنا ،و هذا آدم بديع فطرتك،
أقله و ل تخذله.
و آدم )عليه السلم( قد وضع يده اليمنى على باب الجنة » ،«5و اليسرى على سوأته ،و دموعه تجري على
خديه ،فوقف آدم )عليه السلم( ،و ناداه الرب جل و عل» :يا آدم« .قال» :لبيك يا ربي و سيدي و مولي و
خالقي ،تراني و ل أراك ،و أنت علم الغيوب« .قال ال تعالى» :يا آدم ،قد سبق في علمي ،إذا تاب العاصي تبت
عليه ،و أتفضل عليه برحمتي .يا آدم ،ما أهون الخلق علي إذا عصوني ،و ما أكرمهم علي إذا أطاعوني«.
فقال آدم )عليه السلم(» :بحق من هو الشرف الكبر ،إل ما أقلت عثرتي ،و عفوت عني« فأتاه النداء» ،يا آدم،
من الذي سألتني بحقه؟«.
فقال آدم )عليه السلم(» :إلهي و سيدي و مولي و ربي ،هذا صفيك و حبيبك و خاصتك و خالصتك و رسولك
محمد بن عبد ال ،فلقد رأيت اسمه مكتوبا على العرش ،و في اللوح المحفوظ ،و على صفح السماوات ،و على
__________________________________________________
)) (1بالبعوض( :ليس في المصدر.
) (2في المصدر :آدم.
) (3آل عمران .26 :3
) (4الوزغ :حيوان صغير يقال له :سام أبرص» .مجمع البحرين -وزغ.«18 :5 -
) (5في المصدر :على رأسه.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص355 :
أبواب الجنان ،و قد علمت -يا رب -أنك ل تفعل به ذلك إل و هو أكرم الخليقة عندك«.
قال ابن عباس :فنوديت حواء» :يا حواء« ،قالت» :لبيك لبيك ،يا سيدي و مولي و ربي ،ل إله إل أنت ،قد ذهبت
زينتي ،و عظمت مصيبتي ،و حلت شقوتي ،و بقيت عريانة ل يسترني شيء من جنتك ،يا رب« .فنوديت» :يا
حواء ،من الذي صرف عنك هذه الخيرات التي كنت فيها ،و الزينة التي كنت عليها؟«.
قالت :إلهي و سيدي ،ذلك خطيئتي ،و قد خدعني إبليس بغروره و أغواني ،و أقسم لي بحقك و عزتك إنه لمن
الناصحين لي ،و ما ظننت أن عبدا يحلف بك كاذبا.
قال» :الن اخرجي أبدا ،فقد جعلتك ناقصة العقل و الدين و الميراث و الشهادة و الذكر ،معوجة الخلقة »،«1
شاخصة البصر ،و جعلتك أسيرة أيام حياتك ،و أحرمتك أفضل الشياء :الجمعة ،و الجماعة ،و السلم ،و التحية،
و قضيت عليك بالطمث -و هو الدم -و جهد الحبل ،و الطلق ،و الولدة ،فل تلدين حتى تذوقي طعم الموت ،فأنت
أكثر حزنا ،و أكسر قلبا ،و أكثر دمعة ،و جعلتك دائمة الحزان ،و لم أجعل منكن حاكما ،و ل أبعث منكن نبيا«.
فقال آدم» :يا رب ،إنك أخرجتني من الجنة ،و تريد أن تجمع بيني و بين عدوي إبليس اللعين ،فقوني عليه ،يا
رب«.
فقال له» :يا آدم ،تقوا عليه بتقواي و توحيدي و ذكري ،و هو أن تقول :ل إله إل ال محمد رسول ال و أكثر من
ذلك ،فإنها لعدوي و عدوك مثل الشهاب القاتل .يا آدم ،قد جعلت مسكنك المساجد ،و طعامك الحلل الذي ذكر
عليه اسمي ،و شرابك ما أجريته من ماء معين ،و ليكن شعارك ذكري ،و دثارك ما أنسجته بيدك«.
فقال آدم» :زدني ،يا رب« .قال» :أحفظك بملئكتي« فقال» :يا رب ،زدني« .فقال» :ل يولد لك ولد إل وكلت به
ملئكة يحرسونه« .قال» :يا رب ،زدني« قال» :ل أنزع التوبة منك و ل من ذريتك ما تابوا إلي« .قال» :زدني،
يا رب«.
قال» :أغفر لك و لولدك و ل أبالي ،و أنا الرب العلي المتعالي«.
قال :فعندها تكلمت حواء ،و قالت :إلهي ،خلقتني من ضلع أعوج ،و جعلتني ناقصة العقل و الدين و الشهادة و
الميراث و الذكر ،و حرمتني أفضل الشياء ،و ألزمتني الحبل و الطلق ،و صيرتني بالنجاسة ،و كيف أخرج من
الجنة و قد حرمتني جميع الخيرات؟ فنوديت» :أن اخرجي ،فإني ارفق قلوب عبادي عليكن«.
قال ابن عباس :لقد جعل بين الرجال و النساء اللفة و النس ،فاحبسوهن في البيوت ،و أحسنوا إليهن ما
استطعتم.
قال النبي )صلى ال عليه و آله(» :المرأة ضلع مكسور فاجبروه«.
و
قال )عليه السلم(» :المرأة ريحانة ،و ليست بقهرمانة«.
و
قال النبي )صلى ال عليه و آله(» :كل امرأة صالحة عبدت ربها ،و أدت فرضها ،و أطاعت زوجها ،دخلت
الجنة«.
فنوديت» :اخرجي ،فإني مخرج منكما ما يمل الجنة و النار ،فأما الذين يملؤون الجنة فمن نبي و صديق
__________________________________________________
) (1في »س« :الخلق[.....] .
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص356 :
و شهيد و مستغفر ،و من يصلي عليكما ،و يستغفر لكما« .قال )عليه السلم(» :ما من مؤمن و ل مؤمنة يستغفر
لدم و حواء إل عرض الستغفار عليهما ،فيفرحان ،و يقولن :يا رب ،هذا ولدنا فلن قد استغفر لنا ،و صلى
علينا ،فتفضل عليه ،و زد من كرمك و إحسانك إليه« .و روي :أن من لم يصل عليهما عند ذكرهما ،فقد عقهما.
فقالت حواء :أسألك -يا رب -أن تعطيني كما أعطيت آدم .فقال الرب عز و جل» :إني قد وهبتك الحياء و الرحمة
و النس ،و كتبت لك من ثواب الغتسال و الولدة ما لو رأيته من الثواب الدائم ،و النعيم المقيم ،و الملك الكبير،
لقرت به عينك .يا حواء ،أيما امرأة ماتت في ولدتها حشرتها مع الشهداء ،يا حواء ،أيما امرأة أخذها الطلق إل
كتبت لها أجر شهيد ،فإن تحملت » «1و ولدت ،غفرت لها ذنوبها و لو كانت مثل زبد البحر و رمل البر و ورق
الشجر ،و إن ماتت فهي شهيدة ،و حضرتها الملئكة عند قبض روحها ،و بشروها بالجنة ،و تزف إلى بعلها في
الخرة ،و تفضل على سائر الحور العين بسبعين درجة« فقالت حواء :حسبي ما أعطيت.
قال :و تكلم إبليس اللعين ،و قال :يا رب إنك أغويتني و أبلستني ،و كان ذلك في سابق علمك ،فأنظرني إلى يوم
ن َلُهْم
غَوْيَتِني لَْقُعَد ّ
ت اْلَمْعُلوِم » «2و هي النفخة الولى .قالَ :فِبما َأ ْ ن ِإلى َيْوِم اْلَوْق ِ ظِري َ ن اْلُمْن َ
ك ِم َ
يبعثون .قالَ :فِإّن َ
ن» جُد َأْكَثَرُهْم شاِكِري َ شماِئِلِهْم َو ل َت ِ
ن َ عْ ن َأْيماِنِهمْ َو َ عْ
خْلِفِهْم َو َ
ن َن َأْيِديِهْم َو ِم ْ
ن َبْي ِ
لِتَيّنُهْم ِم ْ
سَتِقيَم ُثّم َ
ك اْلُم ْ
طَ صرا َ
ِ
ن ».«4 جَمِعي َ
جَهّنَم ِمْنكُْم َأ ْ
ن َ
لّ لْم َ
ك ِمْنُهْم َن َتِبَع َ
حورًا َلَم ْ ج ِمْنها َمْذُؤمًا َمْد ُ خُر ْ «3قال :ا ْ
قال :إنك أنظرتني ،فأين مسكني إذا هبطت إلى الرض؟ قال» :المزابل« .قال :فما قراءتي؟ قال» :الشعر« قال:
فما مؤذني؟ قال» :المزمار« .قال :فما طعامي؟ قال» :ما لم يذكر عليه اسمي« .قال :فما شرابي؟ قال» :الخمور
جميعها« .قال :فما بيتي؟ قال» :الحمام« .قال :فما مجلسي؟ قال» :السواق ،و محافل النساء النائحات« .قال :فما
شعاري؟ قال» :الغناء« قال :فما دثاري؟ قال» :سخطي« قال :فما مصائدي؟ قال» :النساء«.
قال إبليس :ل خرجت محبة النساء من قلبي ،و ل من قلوب بني آدم ،فنودي» .يا ملعون ،إني ل أنزع التوبة من
بني آدم حتى ينزعوا بالموت ،فاخرج منها فإنك رجيم ،و إن عليك لعنتي إلى يوم الدين«.
فقال آدم :يا رب ،هذا عدوي و عدوك أعطيته النظرة ،و قد أقسم بعزتك أنه يغوي أولدي ،فبم أحترز عن
مصائده و مكائده؟« فنودي» :يا آدم ،قد مننت عليك بثلث خصال :واحدة لي ،و واحدة لك ،و واحدة بيني و بينك
أما التي لي ،فهي أن تعبدني و ل تشرك بي شيئا ،و أما التي لك ،فهو ما عملت من صغيرة و كبيرة من الحسنات،
فلك الحسنة بعشر أمثالها ،و العشر بمائة ،و المائة بألف ،و أضعفها لك كالجبال الرواسي ،و إن عملت سيئة،
فواحدة بواحدة ،و إن أنت استغفرتني ،غفرتها لك ،و أنا الغفور الرحيم و أما التي بيني و بينك فلك الدعاء
__________________________________________________
) (1في المصدر :سلمت.
) (2الحجر 37 :15و .38
) (3العراف 16 :7و .17
) (4العراف .18 :7
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص357 :
و المسألة ،و مني الجابة ،فابسط يديك فادعني ،فإني قريب مجيب«.
قال :فلما سمع بذلك اللعين ،صاح بأعلى صوته ،حسدا لدم )عليه السلم( ،قال :كيف أكيد بولد آدم الن؟
ن ِإ ّ
ل شْيطا ُ
عْدُهْم َو ما َيِعُدُهُم ال ّ
لْولِد َو ِلْموالِ َو ا َْ ك َو شاِرْكُهْم ِفي ا َْ جِل َ
ك َو َر ِ خْيِل َ
عَلْيِهْم ِب َ
ب َجِل ْ
فنودي» :يا ملعون َأ ْ
غُرورًا » ««1قال إبليس :يا رب ،زدني .قال» :ل يولد لدم ولد إل و يولد لك سبعة« .قال :يا رب ،زدني .قال: ُ
»زدتك أن تجري بهم مجرى الدم في عروقهم و توسوس و تسكن في صدورهم ،و تخنس » «2في قلوبهم« قال
إبليس :يا رب ،فبم أهبط إلى الرض؟ قال» :على اليأس من رحمتي«.
قال النبي )صلى ال عليه و آله(» :أخلفوا ظن إبليس اللعين فيما سأل ربه ،فإن شركه في الموال المكتسبة من
غير حلها ،و شركه في الولد الحرام ،فطيبوا النكاح ،و ازدجروا عن الزنا«.
و
قال )عليه السلم(» :إذا جامعتم أزواجكم فاذكروا ال تعالى على كل حال ،و إل يدخل إبليس اللعين ذكره كما
يدخل الرجل ذكره في فرج امرأته ،و يفعل بها كما يفعل زوجها«.
و
قال )عليه السلم(» :إذا سمع إبليس ذكر ال أو تسبيحه ،ذاب كما يذوب الملح في الماء«.
و
قال )عليه السلم(» :لقد أعطى ال هذه المة سورتين ،من قرأهما قبل طلوع الشمس و قبل غروبها و لي عنه
إبليس ،و انصرف و له نبيح كنبيح الكلب ،و هما المعوذتان«.
حٌد » «3قال جبرئيل :يا محمد ،ل تخف على أمتك منذ نزلت هذه السورة ل َأ َ
ل ُهَو ا ُّ و قال ابن عباس :لما نزلتُ :ق ْ
الشريفة .يا محمد ،ما من أحد من أمتك يقرأها موقنا بثوابها ،إل دخل الجنة .يا محمد ،من قرأها كان بينه و بين
الشياطين حجاب .يا محمد ،من قرأها أمن من الخسف و المسخ و الغرق و الرجف.
قال :فلما اعطي كل واحد منهم ما سأل ،نظر آدم )عليه السلم( إلى الحية ،فقال» :يا رب ،هذه اللعينة التي أعانت
عدوي ،فبماذا أتقوى عليها إذا أهبطتها إلى الرض؟« .فنودي» :يا آدم ،إني جعلت مسكنها الظلمات ،و طعامها
التراب ،فل أمانة لها ،فإذا رأيتها فاشدخ رأسها«.
قال ابن عباس :لو ل قعود إبليس ما بين نابيها ما كان لها سم ،فاقتلوها حيث وجدتموها ،و قال :رحم ال من قتل
حية ،و قيل للطاوس» :مسكنك أطراف الدنيا ،و رزقك ما أنبتت الرض ،و القي عليك المحبة في قلوب بني
آدم«.
-[9] /5845و عنه :قال جعفر بن محمد الصادق )عليه السلم(» :فلما اعطي هؤلء ما اعطوا ،أمروا أن
ن »«4 حي ٍ
ع ِإلى ِ سَتَقّر َو َمتا ٌ
ض ُم ْ
لْر ِ عُدّو َو َلُكْم ِفي ا َْ
ض َضُكْم ِلَبْع ٍ
طوا َبْع ُ يهبطوا إلى الرض ،فقال تعالى :اْهِب ُ
فالمستقر:
__________________________________________________
-9تحفة الخوان» 74 :مخطوط«.
) (1السراء .64 :17
) (2أي تتوارى ،و في »ط« :تجلس.
) (3الخلص .1 :112
) (4العراف .24 :7
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص358 :
القبر ،و الحين :القيامة ،فهبط آدم )عليه السلم( من الجنة من باب التوبة ،و حواء من باب الرحمة ،و إبليس من
باب اللعنة ،و الطاوس من باب الغضب ،و الحية من باب السخط ،و كان نزولهم وقت العصر فمن هذه البواب،
تنزل التوبة و الرحمة و اللعنة و الغضب و السخط«.
و
قال )عليه السلم(» :خلق ال تعالى آدم )عليه السلم( يوم الجمعة ،و فيها جمع بين روحه و جسده ،و فيها زوجه
حواء ،و فيها دخل الجنة و أقام فيها نصف يوم مقدار خمسمائة عام من أعوام الدنيا ،و هبط ما بين الظهر و
العصر من باب يقال له :المبرم ،و هو حذاء البيت المعمور ،و قيل من باب المعارج » ،«1فهبط آدم )عليه
السلم( إلى بلد الهند على جبل من جبالها ،يقال له :بود ،و هو جبل معلوم محيط بأرض الهند ،و هبطت حواء
بجدة برستمسام » ،«2و الحية بأصفهان ،و الطاوس بأطراف البحر ،فلم ير بعضهم بعضا حين اهبطوا ،و لم يكن
على آدم )عليه السلم( حين اهبط إل ورقة من أوراق الجنة ملتصقة إلى جلده ،فرمتها الريح في بلد الهند
فصارت معدن الطيب جميعه.
و أخذ آدم في البكاء مائة عام شوقا إلى الجنة ،و هو واقف منكس رأسه خوفا من ال تعالى ،و خرج من عينه
اليمنى ماء يمل دجلة ،و من عينه اليسرى ماء يمل الفرات ،و صار لدموعه مجار في الرض ،و رسخت عروق
رجليه في الرض ،و عاش تسعمائة سنة و ثلثين سنة ،و ما فرغ من حزنه على الجنة ،و مات حزينا عليها.
و قد أنبت ال من دموعه العود الرطب و الصندل » «3و الكافور ،و جميع أنواع الطيب ،و امتلت الودية
بالشجار الطيبة ،و بكت حواء كذلك حتى أنبت من دموعها الزنجبيل و القرنفل و الهيل ،و جميع أنواع ذلك .و
كانت الريح تحمل كلم آدم إلى حواء و حواء إلى آدم )عليهما السلم( ،فيصير كل واحد منهما قريبا من صاحبه
و بينهما البلد البعيدة .و كانا يبكيان حتى رحمهما الملئكة ،و بقيت حواء شاخصة بصرها إلى ال تعالى أعواما،
و قد وضعت يدها على رأسها ،فأورثت ذلك بناتها«.
-[10] /5846و عنه :قال ابن عباس :أول من علم هبوط آدم )عليه السلم( النسر ،فأتاه و بكى معه ،و كان
النسر وحشيا ،فسقط على ساحل البحر ،فنظر إلى حوت يضطرب في الماء ،فأنس إليه لنه لم يكن له انس ،فلما
علم النسر بنزول آدم )عليه السلم( أخبر الحوت به ،و قال له :إني رأيت اليوم خلقا عظيما ،يقبض و يبسط ،و
يقوم و يقعد ،و يأكل و يشرب ،و ينام و يستيقظ ،و يبول و يتغوط ،و يجيء و يذهب ،معتدل القامة ،بادي البشرة،
حسن الصورة! فقال الحوت :إن كان كما تقول فقد كاد أن ل يكون لي معه مستقر في البحر ،و ل لك معه مستقر
في البر ،و هذا الوداع بيني و بينك .و في بعضها :أن الحوت قال :إنك لتخبرني عن خلق عظيم يأكل و يشرب،
فإن كنت صادقا فإنه سيجرني من بحري ،و يأخذك من برك.
و في بعضها :إن آدم )عليه السلم( لما هبط من الجنة نادى ملك :أيتها الرض و من عليها و فيها من الخلق ،قد
__________________________________________________
-10تحفة الخوان» 75 :مخطوط«.
) (1في المصدر )المعراج(.
) (2في المصدر :برستمام.
صندل :شجر خشبه طّيب الرائحة ،و له ألوان مختلفة :حمر و بيض و صفر» .لسان العرب .«386 :11 ) (3ال ّ
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص359 :
هبط إليكم إنسان نسي عهد ربه ،فسماه إنسانا ،فأول ما سمع النسر بذلك انفض إلى الحوت و أخبره بذلك ففزع ،و
قال كل واحد منهما لصاحبه :هذا وقت الوداع بيني و بينك ،فويل لهل البحر و البر من هذا النسان.
قال :و بقي آدم )عليه السلم( باكيا ساجدا ل تعالى حتى شربت الطير من دموعه ،و نبتت الشجار و رسخت
عروق رجليه في الرض كما ترسخ الشجار ،و بكت معه السباع ،فلما لقيته ولت عنه هاربة ،و قالت :نحن
سكان الرض قبلك يا آدم ،و قد أفزعتنا و أبكيتنا لبكائك ،و أورثتنا حزنا طويل .فمن ذلك » «1صارت ل تأنس
ببني آدم ،و يقال :تفرقت عنه جميع الطيور أيضا إل النسر ،فإنه كان يساعده.
ثم أنبت ال له الشعر و اللحية ،فكان آدم )عليه السلم( قبل ذلك اليوم أمرد كأنه الفضة البيضاء ،فلما نظر آدم
)عليه السلم( إلى اللحية ،قال» :يا رب ،ما هذا الذي لم أعهده منك في الجنة؟« .قال» :هذه لحيتك ،غير أنها
زينتك ،ليعرف الذكر من النثى«.
و
روي أنه أقام على البكاء ثلثمائة عام ل يرفع رأسه نحو السماء ،و هو يقول» :بأي وجه أنظر إلى السماء ،و
هبطت منها عريانا عاصيا؟« فبكت النعام و الطيور و السباع ،و لقد أبكى الكروبيين و الروحانيين ،و قالوا:
إلهنا ،أقل عثرته فإنه في حرقة من الذنب.
و
قال )عليه السلم(» :لو وضع بكاء يعقوب على يوسف ،و بكاء جميع الخلق إلى آخر البد لرجح بكاء آدم على
بكائهم ،و ذلك لنه بقي من دموعه في الرض بعد أن كف عن البكاء مائة عام ،تشرب منه الوحوش و السباع و
الطيور ،و لدموعه رائحة كرائحة المسك الذفر ،و لذلك كثر الطيب في بلد الهند«.
فعند ذلك أمر ال تعالى جبرئيل» :أن آدم بديع فطرتي ،قد أبكى السماوات السبع و الرضين السبع ،و لم يذكر
أحدا غيري و ل يخاف سواي ،و لقد أحرقت قلبه خطيئته ،و هو أول من عبدني ،و أول من دعاني بأسمائي
الحسنى ،و أنا الرحمن » «2الذي سبقت رحمتي غضبي ،و لقد قضيت في سابق علمي أن من دعاني نادما على
ذنبه متضرعا ،أن تدركه رحمتي ،و ها أنا قد خصصته بكلمات تكون له توبة ،تخرجه من الظلمات إلى النور«.
فنزل بها جبرئيل و له نور ،و هو ضاحك مستبشر على آدم )عليه السلم( ،فقال :السلم عليك يا طويل الحزن و
البكاء ،فلم يسمع آدم )عليه السلم( ذلك لغليان صدره ،حتى ناداه بصوت رفيع :السلم عليك يا آدم ،قد قبل ال
توبتك و غفر لك خطيئتك ،ثم أمر بجناحه على صدره و وجهه حتى هذأ من بكائه ،و سكن غليان صدره ،و سمع
الصوت .فقال آدم )عليه السلم(» :و عليك السلم يا خليلي ،ابتداء سخط أم ابتداء إحسان و غفران؟« قال
جبرئيل :بل ابتداء رحمة و غفران -يا آدم -لقد أبكيت أهل السماوات و الرضين ،فدونك هذه الكلمات ،فإنها
كلمات التوبة و الرحمة و الغفران.
قيل :هذه الكلمات التي قالها يونس )عليه السلم( في ظلمات ثلث:
__________________________________________________
) (1في المصدر :يومئذ[.....] .
) (2في المصدر :أنا ال الرحمن الرحيم.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص360 :
ن » .«1و قال عبد ال بن عمرو بن العاص » :«2كان قولهَ :رّبنا ظاِلِمي َن ال ّت ِم َ
ك ِإّني ُكْن ُ سْبحاَن َ ت ُ ل َأْن َ
ل ِإلَه ِإ ّ
ن » «3و قيل :كان قوله :سبحانك ل إله إل أنت عملت سِري َ
ن اْلخا ِ
ن ِم َ
حْمنا َلَنُكوَن ّ
ن َلْم َتْغِفْر َلنا َو َتْر َ
سنا َو ِإ ْظَلْمنا َأْنُف َ
َ
ن َرّبِه َكِلما ٍ
ت سوءا و ظلمت نفسي ،فتب علي يا خير التوابين ،قال :فهذه الكلمات التي قالها ال تعالىَ :فَتَلّقى آَدُم ِم ْ
عَلْيِه » «4قال :فلما قالها آدم )عليه السلم( في سجوده نشر صوته » «5في الفاق ،فجعلت الرض و ب َ َفتا َ
الجبال و البحار و الشجار و الطيار ،يقولون له :يا آدم ،قرت عيناك ،و هناك في توبتك.
ثم أمر ال تعالى أن يبعث هذه الكلمات إلى حواء ،فذكرها آدم )عليه السلم( فحملتها الريح إلى حواء فلما سمعتها
استبشرت ،و قالت :هذه كلمات و لغات لم أسمعهن قط و قد جعلهن توبة و رحمة ،و هو أرحم الراحمين.
قال :فتكلمت بها و سجدت ،و كانت توبتها ،فلما فرغت من الكلمات ،قال لها جبرئيل :ارفعي رأسك ،فرفعته ،فإذا
لها حجاب من نور ،و فتحت لها أبواب السماوات ،و نودي لها بالتوبة و الغفران.
و قيل له :يا آدم ،إن ال قبل توبتك .ثم ذهب ليقوم يمشي فلم يقدر ،لن رجليه رسخت في الرض كعروق الشجر،
حتى اقتلعه جبرئيل )عليه السلم( كاقتلع العرق ،فصاح آدم )عليه السلم( من اللم الذي داخله ،و قال» :ما ذا
تفعل الخطيئة!« .فنظرت إليه الملئكة ،و قد تغير لونه ،و نحل جسمه ،و ذهب نوره و بهاؤه ،و قد حفرت
الدموع في وجنتيه نهرين ،فقالت الملئكة :يا آدم ،ما الذي نزل بك من تغير الحال بعد الزينة و الحسن و الجمال،
ع ِفيها َو ل جو َ ل َت ُ
ك َأ ّ
ن َل َأين نور الجنان؟ أين لباس الرضوان؟ قال آدم» :هذا الذي وعدني فيه ربي ،حين قالِ :إ ّ
ضحى » .««6فقال جبرئيل )عليه السلم( للملئكة ،كفوا عن آدم ،و ل تعيروه ظَمُؤا ِفيها َو ل َت ْ ك ل َت ْ َتْعرى َو َأّن َ
بخطيئته ،و ل توبخوه بذنبه ،فقد محيت خطيئته ،و غفر ذنبه .فعند ذلك استغفرت له الملئكة ،فضرب جبرئيل
بجناح الرحمة ،فانفجرت عين ماء أشد رائحة من المسك ،فاغتسل آدم )عليه السلم( بذلك الماء ،و هو يقول:
»اللهم طهرتني من خطيئتي ،و أخرجتني من كربي« .فكساه حلتين من سندس الجنة.
و بعث ال ميكائيل إلى حواء ،فبشرها و كساها ،فلما عرفت قبول توبتها ،انطلقت إلى الساحل و اغتسلت ،و هي
تبكي شوقا إلى آدم )عليه السلم( ،فكل قطرة سقطت من دموعها في البحر انقلبت لؤلؤة و مرجانة و دررا و
يواقيت ،فانصرفت إلى موضعها تنتظر قدوم آدم )عليه السلم( ،فجعل آدم )عليه السلم( يسأل جبرئيل )عليه
السلم( عن
__________________________________________________
) (1النبياء .87 :21
ل بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم ،صحابي ،كان يكّنى أبا محّمد ،و قيل: ) (2هو عبد ا ّ
أبو عبد الرحمن ،أسلم قبل أبيه ،و شهد صفين مع معاوية ،و وله معاوية الكوفة لفترة قصيرة ،و مات سنة خمس
و سّتين عن اثنتين و سبعين سنة» .طبقات ابن سعد ،261 :4الصابة ،351 :2حيلة الولياء .«283 :1
) (3العراف .23 :7
) (4البقرة .37 :2
) (5في »ط« و المصدر :دعوته.
) (6طه 118 :20و .119
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص361 :
حواء ،فأخبره أن ال تعالى قد قبل توبتها ،و بشره بأن ال تعالى يجمع بينهما في أشرف » «1البقاع و أكرم
العياد ،و أعلمه أن ال تعالى أمره أن يبني له بيتا فيطوف به و يسعى ،و يؤدي صلته فيه ،كما رأى الملئكة
يفعلون حول البيت المعمور ،و أنه سيعرض عليه إبليس هناك فيرجمه كما رجمته الملئكة حين امتنع من
السجود ،فعند ذلك ضحك آدم )عليه السلم( ،و وثب قائما ،و كان رأسه في الهواء ،فأمر ال تعالى الملئكة و
الحيوانات حتى النمل و الجراد و البعوض أن يهنئوه بالتوبة ،ففعلوا ذلك ،و أمر ال تعالى جبرئيل )عليه السلم(
أن يضع قدمه على رأس آدم من طوله ،فاغتم آدم )عليه السلم( من ذلك ،لما فاته من تسبيح الملئكة .فقال له
المين جبرئيل :ل يغمك ذلك ،فإن ال تعالى يفعل ما يريد .فأمره ببناء بيت يشبه البيت المعمور بحذائه ،ليطوف
به هو و أولده كما تطوف الملئكة حول البيت المعمور ،و هو في السماء الرابعة بحذاء الكعبة و بقدرها.
ثم سار جبرئيل مع آدم )عليه السلم( إلى موضع البيت ،و كان كلما وضع قدمه في موضع ،صار ذلك المكان
عمارة ،و بين الخطوتين مفازة ،إلى أن وصل مكة فبناها ،و هي أول قرية بنيت ،و أول بيت بني ،فأوحى ال
إليه» :يا آدم ،ابن لي الن بيتا الذي وضعته في الرض قبل أن تخلق بألف عام ،و قد أمرت الملئكة أن تعينك
على بنائه ،فإذا بنيته فطف حوله و سبحني ،و اذكرني ،و قد سني ،و ل تجزع على زوجتك حواء ،فإني سأجمع
بينكما في مشاعر بيتي ،و أجعل هذا البيت القبلة الكبرى ،قبلة للنبي محمد ،فحسبك -يا آدم -بمحمد شرفا ،و قد
علمت -يا آدم -ما بقلبك من حواء ،و ما بقلبها منك من المحبة و الوداد ،فإذا رأيتها فكن بها لطيفا ،فإني جعلتها أم
النبيين«.
قال :فخر آدم ساجدا لربه ،و هو يقول :حسبي ربي ما أوحيت إلي من فضائل هذا البيت و مناسكه .فبناه آدم و
ساعدته الملئكة ،فلما تم بناؤه ،علمه جبرئيل )عليه السلم( جميع المناسك ،و جمع ال تعالى بين آدم )عليه
السلم( و حواء على جبل عرفات ،فتعارفا فيه ،و ذلك يوم الجمعة ،و الحمد ل رب العالمين.
-[11] /5847ابن بابويه ،قال :حدثنا محمد بن القاسم -المفسر المعروف بأبي الحسن الجرجاني )رضي ال
عنه( -قال :حدثنا يوسف بن محمد بن زياد ،و علي بن محمد بن سيار ،عن أبويهما ،عن الحسن بن علي ،عن أبيه
علي ابن محمد ،عن أبيه محمد بن علي ،عن أبيه الرضا علي بن موسى ،عن أبيه موسى بن جعفر ،عن أبيه
الصادق جعفر بن محمد )عليهم السلم( ،و ذكر الحديث ،قال :فقلنا له :فعلى هذا لم يكن إبليس لعنه ال أيضا
ملكا؟
ن ِم َ
ن س كا َل ِإْبِلي َ
جُدوا ِإ ّ سَ لَدَم َف َ
جُدوا ِسُ فقال :ل ،بل كان من الجن ،أما تسمعان ال تعالى يقولَ :و ِإْذ ُقْلنا ِلْلَملِئَكِة ا ْ
ن ناِر
ل ِم ْ ن َقْب ُ
خَلْقناُه ِم ْ
ن َجا ّ
ن » «2فأخبر عز و جل أنه كان من الجن ،و هو الذي قال ال تعالىَ :و اْل َ جّاْل ِ
سُموِم«.
ال ّ
سُموِم. ن ناِر ال ّل ِم ْ
ن َقْب ُ
خَلْقناُه ِم ْ
ن َ
جا ّ -[12] /5848و قال علي بن إبراهيم ،في قوله تعالىَ :و اْل َ
__________________________________________________
سلم( .1 /266 :1 -11عيون أخبار الّرضا )عليه ال ّ
-12تفسير القّمي .375 :1
) (1في المصدر :أبرك.
) (2الكهف .50 :18
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص362 :
قال :هو أبو إبليس ،و قال :الجن من ولد الجان ،منهم مؤمنون و منهم كافرون و يهود و نصارى ،و تختلف
أديانهم ،و الشياطين من ولد إبليس ،و ليس فيهم مؤمن إل واحد اسمه هام بن هيم بن ل قيس بن إبليس ،جاء إلى
رسول ال )صلى ال عليه و آله( فرآه جسيما عظيما و امرءا مهول ،فقال له» :من أنت؟« قال :أنا هام بن هيم بن
ل قيس بن إبليس ،قد كنت يوم قتل قابيل هابيل غلما ابن أعوام أنهى عن العتصام ،و آمر بإفساد الطعام .فقال
له رسول ال )صلى ال عليه و آله(» :بئس -لعمري -الشاب المؤمل ،و الكهل المؤمر« » .«1فقال :دع عنك
هذا -يا محمد -فقد جرت توبتي على يد نوح ،و لقد كنت معه في السفينة ،فعاتبته على دعائه على قومه ،و لقد
كنت مع إبراهيم حيث ألقي في النار ،فجعلها ال عليه بردا و سلما ،و لقد كنت مع موسى حين أغرق ال
فرعون ،و نجى بني إسرائيل ،و لقد كنت مع هود حين دعا على قومه فعاتبته ،و لقد كنت مع صالح فعاتبته على
دعائه على قومه ،و لقد قرأت الكتب كلها ،فكلها تبشرني بك ،و النبياء يقرءونك السلم ،و يقولون :أنت أفضل
النبياء و أكرمهم ،فعلمني مما أنزل ال عليك شيئا .فقال رسول ال )صلى ال عليه و آله( لمير المؤمنين )عليه
السلم(» :علمه« .فقال هام :يا محمد ،إنا ل نطيع إل نبيا أو وصي نبي ،فمن هذا؟ قال» :هذا أخي و وصيي و
وزيري و وارثي علي بن أبي طالب« .قال نعم ،نجدا اسمه في الكتب :إليا ،فعلمه أمير المؤمنين )عليه السلم(،
فلما كانت ليلة الهرير بصفين ،جاء إلى أمير المؤمنين )عليه السلم(.
قلت :حديث الهام بن الهيم بن ل قيس بن إبليس متكرر في الكتب رواه الصفار في )البصائر( » :«2عن الصادق
)عليه السلم( ،و رواه غيره أيضا ،ليس هذا موضع ذكره.
-[13] /5849محمد بن يعقوب :عن عدة من أصحابنا ،عن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن ابن أبي عمير ،عن
عمر بن أذينة ،عن الحول ،قال :سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن الروح التي في آدم )عليه السلم( في قوله:
حي .قال» :هذه روح مخلوقة ،و الروح التي في عيسى )عليه السلم( مخلوقة«. ن ُرو ِ
ت ِفيِه ِم ْ
خ ُ
سّوْيُتُه َو َنَف ْ
َفِإذا َ
-[14] /5850و عنه :عن عدة من أصحابنا ،عن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن الحجال ،عن ثعلبة ،عن
ح ِمْنُه » .«3قال» :هي روح الحمران ،قال :سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول ال عز و جلَ :و ُرو ٌ
مخلوقة ،خلقها ال في آدم و عيسى )عليهما السلم(«.
-[15] /5851و عنه :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن محمد بن خالد ،عن القاسم بن عروة ،عن
ت ِفيِه
خ ُ
عبد الحميد الطائي ،عن محمد بن مسلم ،قال :سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول ال عز و جلَ :و َنَف ْ
حي ن ُرو ِ ِم ْ
__________________________________________________
-13الكافي .1 /103 :1
-14الكافي .2 /103 :1
-15الكافي [.....] .3 /103 :1
) (1قال المجلسي )رحمه ال( :المؤمل ،على بناء المفعول ،أي بئس حالك عند شبابك حيث كانوا يأملون منك
الخير ،و في حال كونك كهل حيث أمروك عليهم» .بحار النوار .«14 :27
) (2بصائر الدرجات.8 /118 :
) (3النساء .171 :4
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص363 :
كيف هذا النفخ؟
فقال» :إن الروح متحرك كالريح ،و إنما سمي روحا لنه اشتق اسمه من الريح ،و إنما أخرجه على لفظ »«1
الريح لن الرواح مجانسة للريح ،و إنما أضافه إلى نفسه لنه اصطفاه على سائر الرواح ،كما قال لبيت من
البيوت:
بيتي و لرسول من الرسل :رسولي » «2و أشباه ذلك ،و كل ذلك مخلوق مصنوع محدث مربوب مدبر«.
-[16] /5852و عنه :عن عدة من أصحابنا ،عن أحمد بن محمد بن خالد ،عن أبيه ،عن عبد ال بن بحر ،عن
أبي أيوب الخزاز ،عن محمد بن مسلم ،قال :سألت أبا جعفر )عليه السلم( عما يروون :أن ال تعالى خلق آدم
)عليه السلم( على صورته! فقال» :هي صورة محدثة مخلوقة ،اصطفاها ال و اختارها على سائر الصور
المختلفة ،و فأضافها إلى نفسه كما أضاف الكعبة إلى نفسه ،و الروح إلى نفسه ،فقال :بيتي ،و نفخت فيه من
روحي«.
-[17] /5853ابن بابويه ،قال :حدثنا حمزة بن محمد العلوي )رحمه ال( ،قال :أخبرنا علي بن إبراهيم بن
هاشم ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن عمر بن أذينة ،عن محمد بن مسلم ،قال :سألت أبا جعفر )عليه السلم(
حي.ن ُرو ِ
ت ِفيِه ِم ْ
خ ُ
عن قول ال عز و جلَ :و َنَف ْ
قال» :روح اختاره ال و اصطفاه و خلقه ،و أضافه إلى نفسه ،و فضله على جميع الرواح ،فأمر فنفخ منه في
آدم )عليه السلم(«.
-[18] /5854و عنه :عن أبيه ،قال :حدثنا سعد بن عبد ال ،قال :حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ،عن ابن
فضال ،عن الحلبي و زرارة ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :إن ال تبارك و تعالى أحد صمد ،ليس له
جوف ،و إنما الروح خلق من خلقه ،نصر و تأييد و قوة ،يجعله ال في قلوب الرسل و المؤمنين«.
-[19] /5855و عنه ،قال :حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ،قال :حدثنا علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن ابن
أبي عمير ،عن عمر بن أذينة ،عن أبي جعفر الصم ،قال :سألت أبا جعفر )عليه السلم( عن الروح التي في آدم
)عليه السلم( و التي في عيسى )عليه السلم( ،ما هما؟
قال» :روحان مخلوقان ،اختارهما ال و اصطفاهما ،روح آدم و روح عيسى )صلوات ال عليهما(«.
-[20] /5856و عنه ،قال :حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق )رحمه ال( ،قال :حدثنا محمد بن
__________________________________________________
-16الكافي .4 /104 :1
-[9] /5879ابن بابويه :عن أبيه ،عن محمد بن يحيى العطار ،عن محمد بن أحمد ،عن يعقوب بن يزيد ،عن
س َل َ
ك عباِدي َلْي َن ِعلي بن النعمان ،عن بعض أصحابنا ،رفعه إلى أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله عز و جلِ :إ ّ
ن قال» :ليس له على هذه العصابة خاصة سلطان«. سْلطا ٌ عَلْيِهْم ُ
َ
__________________________________________________
-4تفسير العّياشي .15 /242 :2
-5تفسير العّياشي .16 /242 :2
-6تفسير العّياشي .17 /242 :2
-7تفسير العّياشي .18 /243 :2
-8الكافي .6 /33 :8
-9معاني الخبار.158 :
) (1الحفز :الحث و العجال» .لسان العرب -حفز.«337 :5 -
) (2فضائل الشيعة.18 /62 :
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص369 :
ن أن سْلطا ٌ
عَلْيِهْم ُ
ك َ
س َل َ
قال :قلت :و كيف -جعلت فداك -و فيهم ما فيهم؟ قال» :ليس حيث تذهب ،إنما قولهَ :لْي َ
يحبب لهم الكفر ،و يبغض لهم اليمان«.
قوله تعالى:
سوٌم ][44 -43جْزٌء َمْق ُ
ب ِمْنُهْم ُ
ل با ٍ
ب ِلُك ّ
سْبَعُة َأْبوا ٍ
ن َلها َ
جَمِعي َ
عُدُهْم َأ ْ
جَهّنَم َلَمْو ِ
ن ََو ِإ ّ
-[1] /5880ابن بابويه ،قال :حدثنا أحمد بن الحسن القطان ،قال :حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان ،قال:
حدثنا بكر بن عبد ال بن حبيب ،قال :حدثني محمد بن عبد ال ،قال :حدثني علي بن الحكم ،عن أبان بن عثمان،
عن محمد بن الفضيل الزرقي ،عن أبي عبد ال ،عن أبيه ،عن جده )عليهم السلم( قال» :للنار سبعة أبواب :باب
يدخل منه فرعون و هامان و قارون ،و باب يدخل منه المشركون و الكفار ممن لم يؤمن بال طرفة عين ،و باب
يدخل منه بنو امية ،هو لهم خاصة ل يزاحمهم فيه أحد ،و هو باب لظى ،و هو باب سقر ،و هو باب الهاوية،
تهوي بهم سبعين خريفا ،فكلما فارت بهم فورة ،قذف بهم في أعلها سبعين خريفا » ،«1فل يزالون هكذا أبدا
خالدين مخلدين ،و باب يدخل منه مبغضونا و محاربونا و خاذلونا ،و إنه لعظم البواب و أشدها حرا«.
قال محمد بن الفضيل الزرقي :فقلت لبي عبد ال )عليه السلم( :الباب الذي ذكرته -عن أبيك عن جدك )عليهما
السلم( -أنه يدخل منه بنو امية ،يدخل منه من مات منهم على الشرك ،أو من أدرك منهم السلم؟ فقال:
»ل ام لك ،ألم تسمعه يقول :و باب يدخل منه المشركون و الكفار ،فهذا الباب يدخل منه كل مشرك و كل كافر ل
يؤمن بيوم الحساب ،و هذا الباب الخر يدخل منه بنو امية لنه هو لبي سفيان و معاوية و آل مروان خاصة،
يدخلون من ذلك الباب ،فتحطبهم النار حطبا » ،«2ل تسمع لهم فيها واعية ،و ل يحيون فيها و ل يموتون«.
-[2] /5881و عنه ،قال :حدثنا أحمد بن الحسن القطان ،قال :حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان ،قال:
حدثنا بكر بن عبد ال بن حبيب ،قال :حدثنا محمد بن عبد ال قال :حدثنا علي بن الحكم ،عن أبان بن عثمان ،عن
محمد بن الفضيل الزرقي ،عن أبي عبد ال ،عن أبيه ،عن جده ،عن علي )عليهم السلم( ،قال» :إن للجنة ثمانية
أبواب :باب يدخل منه النبيون و الصديقون ،و باب يدخل منه الشهداء و الصالحون ،و خمسة أبواب يدخل منها
شيعتنا و محبونا ،فل أزال واقفا على الصراط أدعو و أقول :رب سلم شيعتي و محبي و أنصاري ،و من تولني
في دار
__________________________________________________
-1الخصال[.....] .51 /361 :
-2الخصال.6 /407 :
) (1في المصدر زيادة :ثّم تهوي بهم كذلك سبعين خريفا.
) (2في المصدر :فتحطمهم النار حطما.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص370 :
الدنيا فإذا النداء من بطنان العرش :قد أجبت دعوتك ،و شفعتك في شيعتك و يشفع كل رجل من شيعتي ،و من
تولني و نصرني ،و حارب من حاربني بفعل أو قول ،في سبعين ألفا من جيرانه و أقربائه .و باب يدخل منه
سائر المسلمين ممن يشهد أن ل إله إل ال ،و لم يكن في قلبه مثقال » «1ذرة من بغضنا أهل البيت«.
-[3] /5882العياشي :عن أبي بصير ،عن جعفر بن محمد )عليهما السلم( قال» :يؤتى بجهنم لها سبعة أبواب:
بابها الول للظالم و هو زريق ،و بابها الثاني لحبتر ،و الباب الثالث للثالث ،و الرابع لمعاوية ،و الباب الخامس
لعبد الملك ،و الباب السادس لعسكر بن هوسر ،و الباب السابع لبي سلمة ،فهم أبواب لمن تبعهم«.
-[4] /5883عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ،عن أبي الحسن )عليه السلم( قال :سأله رجل ،عن الجزء و
جزء الشيء.
سوٌم«. جْزٌء َمْق ُب ِمْنُهْم ُل با ٍب ِلُك ّسْبَعُة َأْبوا ٍ فقال» :من سبعة« ،إن ال يقولَ :لها َ
-[5] /5884عن إسماعيل بن همام الكوفي ،قال :قال الرضا )عليه السلم( في رجل أوصى بجزء من ماله.
فقال:
سوٌم«.جْزٌء َمْق ُب ِمْنُهْم ُل با ٍ ب ِلُك ّ
سْبَعُة َأْبوا ٍ»جزء من سبعة ،إن ال يقول في كتابهَ :لها َ
-[6] /5885علي بن إبراهيم ،في معنى الية قال :يدخل في كل باب أهل مذهب » ،«2و للجنة ثمانية أبواب.
عُدُهْم
جَهّنَم َلَمْو ِ
ن َ -[7] /5886ثم قال :و في رواية أبي الجارود ،عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله تعالىَ :و ِإ ّ
ن »فوقوفهم على الصراط«. جَمِعي َ
َأ ْ
سوٌم فبلغني -و ال أعلم -أن ال جعلها سبع درجات ،أعلها الجحيم، جْزٌء َمْق ُ ب ِمْنُهْم ُ ل با ٍ ب ِلُك ّ
سْبَعُة َأْبوا ٍ
و أماَ :لها َ
يقوم أهلها على الصفا منها ،تغلي أدمغتهم فيها كغلي القدور بما فيها.
جَمَع َفَأْوعى ».«3 ن َأْدَبَر َو َتَوّلى َو َ عوا َم ْ شوى َتْد ُ عًة ِلل ّو الثانية :لظىَ :نّزا َ
شَر ».«4 عَ سَعَة َعَلْيها ِت ْشِر َ حٌة ِلْلَب َو الثالثة :سقر ل ُتْبِقي َو ل َتَذُر َلّوا َ
صْفٌر » «5تذر كل من صار إليها مثل الكحل ،فل تموت ت ُ جماَل ٌ صِر َكَأّنُه ِ شَرٍر َكاْلَق ْ و الرابعة :الحطمة َتْرِمي ِب َ
الروح ،كلما صاروا مثل الكحل عادوا.
__________________________________________________
-3تفسير العّياشي .19 /243 :2
-4تفسير العّياشي .20 /243 :2
-5تفسير العّياشي .21 /244 :2
-6تفسير القّمي .376 :1
-7تفسير القّمي .376 :1
) (1في المصدر :مقدار.
) (2في المصدر :مّلة.
) (3المعارج .18 -16 :70
) (4المدثر .30 -28 :74
) (5المرسلت 32 :77و .33
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص371 :
و الخامسة :الهاوية ،فيها مالك ،و يدعون :يا مالك ،أغثنا فإذا أغاثهم جعل لهم آنية » «1من صفر من نار ،فيها
صديد :ماء يسيل من جلودهم -كأنه مهل » ،«2فإذا رفعوه ليشربوا منه ،تساقط لحم وجوههم فيها من شدة حرها،
ت ُمْرَتَفقًا » «3و من هوى ب َو ساَء ْ شرا ُ س ال ّجوَه ِبْئ َشِوي اْلُو ُ ل َي ْسَتِغيُثوا ُيغاُثوا ِبماٍء َكاْلُمْه ِ ن َي ْ
و هو قول الَ :و ِإ ْ
فيها هوى سبعين عاما في النار ،كلما احترق جلده ،بدل جلدا غيره.
و السادسة :السعير ،فيها ثلثمائة سرادق من نار ،في كل سرادق ثلثمائة قصر ،ثلثمائة بيت من نار ،في كل
بيت ثلثمائة لون من عذاب النار ،فيها حيات من نار ،و جوامع من نار ،و عقارب من نار ،و سلسل من نار ،و
سِعيرًا ».«4 ل َو َ غل ً سلَ َو َأ ْ سل ِ ن َعَتْدنا ِلْلكاِفِري َ
أغلل من نار ،و هو الذي يقول ال تعالىِ :إّنا َأ ْ
و السابعة :جهنم ،و فيها الفلق ،و هو جب في جهنم ،إذا فتح أسعر النار سعرا ،و هو أشد النار عذابا و أما
صعود ،فجبل من صفر من نار وسط جهنم و أما أثام ،فهو واد من صفر مذاب ،يجري حول الجبل ،فهو أشد
النار عذابا.
-[8] /5887ابن طاوس في )الدروع الواقية( ،قال :في كتاب )زهد النبي )صلى ال عليه و آله(( لبي محمد
جَمِعي َ
ن عُدهُْم َأ ْ
جَهّنَم َلَمْو ِ
ن َ
جعفر بن أحمد القمي ،قال :إنه لما نزلت هذه الية على النبي )صلى ال عليه و آله( َو ِإ ّ
سوٌم بكى النبي )صلى ال عليه و آله( بكاء شديدا ،و بكى أصحابه لبكائه، جْزٌء َمْق ُ ب ِمْنُهْم ُل با ٍ ب ِلُك ّ
سْبَعُة َأْبوا ٍ
َلها َ
فلم يدروا ما نزل به جبرئيل )عليه السلم( ،و لم يستطع أحد من أصحابه أن يكلمه .و كان النبي )صلى ال عليه
و آله( إذا رأى فاطمة )عليها السلم( فرح بها ،فانطلق بعض أصحابه إلى باب بيتها ،فوجد بين يديها شعيرا و
خْيٌر َو َأْبقى » «5فسلم عليها ،و أخبرها بخبر النبي )صلى ال عليه و آله( ل َ عْنَد ا ِّهي تطحن فيه ،و تقولَ :و ما ِ
و بكائه ،فنهضت و التفت بشملة » «6لها خلق » ،«7قد خيطت في اثني عشر مكانا بسعف النخل .فلما خرجت
نظر سلمان الفارسي إلى الشملة و بكى ،و قال :وا حزناه ،إن قيصر و كسرى في الحرير و السندس ،و ابنة
محمد رسول ال )صلى ال عليه و آله( عليها شملة صوف خلق قد خيطت في اثني عشر مكانا! فلما دخلت فاطمة
)عليها السلم( على النبي )صلى ال عليه و آله( ،قالت» :يا رسول ال ،إن سلمان تعجب من لباسي ،فو الذي
بعثك بالحق نبيا ،ما لي و لعلي منذ خمس سنين إل مسك » «8كبش نعلف عليه بالنهار بعيرنا ،فإذا كان الليل
__________________________________________________
-8الدروع الواقية» 58 :مخطوط«[.....] .
) (1في »س« و »ط« :نسخة بدل :أكّنة.
) (2المهل :ما ذاب من صفر أو حديد ،و ضرب من القطران» .لسان العرب -مهل.«633 :11 -
) (3الكهف .29 :18
) (4النسان .4 :76
) (5القصص .60 :28
شملة :كساء من صوف أو شعر» .المعجم الوسيط -شمل.«495 :1 - ) (6ال ّ
) (7الخلق :البالي من الثياب و الجلد و غيرهما» .المعجم الوسيط -خلق.«252 :1 -
) (8المسك :الجلد» .المعجم الوسيط -مسك.«869 :2 -
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص372 :
افترشناه ،و إن مرفقتنا » «1لمن أدم حشوها ليف« .فقال النبي )صلى ال عليه و آله(» :يا سلمان ،إن ابنتي لفي
الخيل السبق«.
ثم قالت» :يا أبت -فدتك نفسي -ما الذي أبكاك؟« .فذكر لها ما نزل به جبرئيل )عليه السلم( من اليتين
المتقدمتين .قال :فسقطت فاطمة )عليها السلم( على وجهها ،و هي تقول» :الويل ثم الويل لمن دخل النار« .فسمع
سلمان ،فقال :يا ليتني كنت كبشا لهلي ،فأكلوا لحمي و مزقوا جلدي ،و لم أسمع بذكر النار.
و قال أبو ذر :يا ليت امي كانت عاقرا و لم تلدني ،و لم أسمع بذكر النار ،و قال عمار :يا ليتني كنت طائرا أطير
في القفار ،و لم يكن علي حساب و ل عقاب ،و لم أسمع بذكر النار.
و قال علي )عليه السلم(» :يا ليت السباع مزقت » «2لحمي ،و ليت امي لم تلدني ،و لم أسمع بذكر النار« ثم
وضع علي )عليه السلم( يده على رأسه و جعل يبكي ،و يقول :وا بعد سفراه ،وا قلة زاداه ،في سفر القيامة
يذهبون ،و في النار يترددون ،و بكلليب النار يتخطفون ،مرضى ل يعاد سقيمهم ،و جرحى ل يداوى جريحهم،
و أسرى ل يفك أسيرهم .من النار يأكلون ،و منها يشربون ،و بين أطباقها يتقلبون ،و بعد لبس القطن و الكتان
مقطعات النيران يلبسون ،و بعد معانقة الزواج مع الشياطين مقرنون«.
قوله تعالى:
ن ] -[1] /5888 [47علي بن إبراهيم ،قال :العداوة. سُرٍر ُمَتقاِبِلي َ
على ُ
خوانًا َ ل ِإ ْ
غّن ِ
صُدوِرِهْم ِم ْ
عنا ما ِفي ُ َو َنَز ْ
-[2] /5889محمد بن يعقوب :عن عدة من أصحابنا ،عن سهل بن زياد ،عن محمد بن سليمان ،عن أبيه ،قال:
كنت عند أبي عبد ال )عليه السلم( إذ دخل عليه أبو بصير -و ذكر حديثا -قال له» :يا أبا محمد ،لقد ذكركم ال
ن و ال ،ما أراد بهذا غيركم«. سُرٍر ُمَتقاِبِلي َ
على ُ خوانًا َفي كتابه ،فقالِ :إ ْ
و رواه ابن بابويه في كتاب )فضائل الشيعة( ».«3
-[3] /5890و عنه :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن عمرو بن أبي المقدام ،قال :سمعت
أبا عبد ال )عليه السلم( يقول» :خرجت أنا و أبي ،حتى إذا كنا بين القبر و المنبر ،إذا هو بأناس من الشيعة،
فسلم عليهم،
__________________________________________________
-1تفسير القّمي .377 :1
-2الكافي .35 :8
-3الكافي .259 /212 :8
) (1المرفقة :المّتكأ و المخّدة» .أقرب الموارد -رفق.«420 :1 -
) (2في »ط« و المصدر :فّرقت.
) (3فضائل الشيعة[.....] .18 /61 :
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص373 :
ثم قال :إني -و ال -لحب أرياحكم و أرواحكم ،فأعينوني على ذلك بورع و اجتهاد ،و اعلموا أن وليتنا ل تنال
إل بالورع و الجتهاد .و من ائتم منكم بعبد فليعمل بعمله ،أنتم شيعة ال ،و أنتم أنصار ال ،و أنتم السابقون
الولون ،و السابقون الخرون ،و السابقون في الدنيا ،و السابقون في الخرة إلى الجنة ،قد ضمنا لكم الجنة
بضمان ال عز و جل ،و ضمان رسول ال )صلى ال عليه و آله(.
و ال ،ما على درجة الجنة أكثر أرواحا منكم ،فتنافسوا في فضائل الدرجات ،أنتم الطيبون ،و نساؤكم الطيبات،
كل مؤمنة حوراء عيناء ،و كل مؤمن صديق ،و لقد قال أمير المؤمنين )عليه السلم( لقنبر :يا قنبر ،أبشر و بشر
و استبشر ،فو ال لقد مات رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،و هو على أمته ساخط إل الشيعة.
أل و إن لكل شيء عزا ،و عز السلم الشيعة ،أل و إن لكل شيء دعامة ،و دعامة السلم الشيعة ،أل و إن لكل
شيء ذروة ،و ذروة السلم الشيعة .،ل و إن لكل شيء شرفا ،و شرف السلم الشيعة ،أل و إن لكل شيء سيدا،
و سيد المجالس مجلس الشيعة ،أل و إن لكل شيء إماما ،و إمام الرض أرض تسكنها الشيعة .و ال ،لول ما في
الرض منكم ،ما رأيت بعين عشبا أبدا .و ال ،لو ل ما في الرض منكم ،ما أنعم ال على أهل خلفكم ،و ل
أصابوا الطيبات ،ما لهم في الدنيا و ل لهم في الخرة من نصيب ،كل ناصب و إن تعبد و اجتهد منسوب إلى هذه
صلى نارًا حاِمَيًة » «1فكل ناصب مجتهد فعمله هباء ،شيعتنا ينطقون بنور » «2ال عز و صَبٌة َت ْ
الية عاِمَلٌة نا ِ
جل ،و من يخالفهم ينطقون بتفلت ».«3
و ال ،ما عن عبد من شيعتنا ينام إل أصعد ال عز و جل روحه إلى السماء ،فيبارك عليها ،فإن كان قد أتى عليها
أجلها ،جعلها في كنوز من رحمته ،و في رياض جنته ،و في ظل عرشه ،و إن كان أجلها متأخرا بعث بها مع
أمنته من الملئكة ،ليردوها إلى الجسد الذي خرجت منه ،لتسكن فيه -و ال -إن حاجكم و عماركم لخاصة ال عز
و جل ،و إن فقراءكم لهل الغنى ،و إن أغنياءكم لهل القناعة ،و إنكم كلكم لهل دعوته ،و أهل إجابته«.
-[4] /5891و عنه :عن عدة من أصحابنا ،عن سهل بن زياد ،عن محمد بن الحسن بن شمون ،عن عبد ال بن
عبد الرحمن ،عن عبد ال بن القاسم ،عن عمرو بن أبي المقدام ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،مثله ،و زاد فيه:
»أل و أن لكل شيء جواهرا ،و جوهر ولد آدم محمد )صلى ال عليه و آله( ،و نحن ،و شيعتنا بعدنا .حبذا شيعتنا
ما أقربهم من عرش ال عز و جل و أحسن صنع ال إليهم يوم القيامة.
و ال -لول أن يتعاظم الناس ذلك أو يدخلهم زهو ،لسلمت عليهم الملئكة قبل .و ال ما من عبد من شيعتنا يتلو
القرآن في صلته قائما إل و له بكل حرف مائة حسنة ،و ل قرأ في صلته جالسا إل و له بكل حرف خمسون
حسنة ،و ل في غير صلة إل و له بكل حرف عشر حسنات ،و إن للصامت من شيعتنا لجر من قرأ القرآن ممن
__________________________________________________
-4الكافي .260 /214 :8
) (1الغاشية 3 :88و .4
) (2في »ط« :بأمر.
) (3في »ط« :بتغّلب.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص374 :
خالفه .أنتم -و ال -على فرشكم نيام ،لكم أجر المجاهدين ،و أنتم -و ال -في صلتكم لكم أجر الصافين في سبيله،
ن إنما شيعتنا سُرٍر ُمَتقاِبِلي َعلى ُ خوانًا َ ل ِإ ْ
غّن ِ صُدوِرِهْم ِم ْ عنا ما ِفي ُ و أنتم -و ال -الذين قال ال عز و جلَ :و َنَز ْ
أصحاب الربعة أعين عينين في الرأس ،و عينين في القلب ،أل و الخلئق كلهم كذلك ،أل إن ال عز و جل فتح
أبصاركم ،و أعمى أبصارهم«.
ن.
سُرٍر ُمَتقاِبِلي َ على ُ خوانًا َ
-[5] /5892العياشي :عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قولهِ :إ ْ
قال» :و ال ما عنى غيركم«.
-[6] /5893عن عمرو بن أبي المقدام ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،قال :سمعته يقول» :أنتم -و ال -الذين
ن إنما شيعتنا أصحاب الربعة أعين :عينين في سُرٍر ُمَتقاِبِلي َعلى ُ خوانًا َ ل ِإ ْ
غّن ِ
صُدوِرِهْم ِم ْعنا ما ِفي ُ قال الَ :و َنَز ْ
الرأس ،و عينين في القلب ،أل و الخلئق كلهم كذلك ،إل أن ال فتح أبصاركم و أعمى أبصارهم«.
-[7] /5894عن محمد بن مروان ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :ليس منكم رجل و ل امرأة إل و ملئكة
ن«. سُرٍر ُمَتقاِبِلي َعلى ُ خوانًا َ ل ِإ ْ
غّن ِ صُدوِرِهْم ِم ْ عنا ما ِفي ُ ال يأتونه بالسلم ،و أنتم الذين قال الَ :و َنَز ْ
-[8] /5895و من طريق المخالفين ،ما نقله أبو نعيم الحافظ ،عن رجاله ،عن أبي هريرة ،قال :قال علي بن أبي
طالب )عليه السلم(» :يا رسول ال ،أيما أحب إليك ،أنا أم فاطمة؟ قال :فاطمة أحب إلي منك ،و أنت أعز علي
منها.
و قال :و كأني بك و أنت على حوضي تذود عنه الناس ،و إن عليه أباريق عدد نجوم السماء ،و إني و أنت و
ن و أنت معي و شيعتك ،ثم قرأ رسول ال سُرٍر ُمَتقاِبِلي َ على ُ خوانًا َ الحسن و الحسين و حمزة و جعفر في الجنةِ :إ ْ
ن ل ينظر أحدكم في قفا سُرٍر ُمَتقاِبِلي َ على ُ خوانًا َ ل ِإ ْ
غّن ِصُدوِرِهْم ِم ْ عنا ما ِفي ُ )صلى ال عليه و آله(َ :و َنَز ْ
صاحبه«.
-[9] /5896أحمد بن حنبل في )مسنده( :يرفعه إلى زيد بن أبي أوفى ،قال :دخلت على رسول ال )صلى ال
عليه و آله( في مسجده ،فذكر قصة مؤاخاة رسول ال )صلى ال عليه و آله( بين أصحابه ،فقال علي )عليه
السلم( له -يعني لرسول ال )صلى ال عليه و آله(» ::لقد ذهبت روحي و انقطع ظهري حين رأيتك فعلت،
بأصحابك ما فعلت ،غيري ،فإن كان هذا من سخط علي فلك العتبى و الكرامة« .فقال رسول ال )صلى ال عليه
و آله(» :و الذي بعثني بالحق نبيا ،ما أخرتك إل لنفسي ،فأنت مني بمنزلة هارون من موسى ،إل أنه ل نبي
بعدي ،و أنت أخي و وارثي«.
قال» :و ما أرث منك يا رسول ال؟« قال» :ما أورث النبياء قبلي« .قال» :ما أورث النبياء قبلك؟« قال:
»كتاب ال و سنة نبيهم و أنت معي في قصري في الجنة مع ابنتي فاطمة ،و أنت أخي و رفيقي« ثم تل رسول
__________________________________________________
-5تفسير العّياشي .22 /244 :2
-6تفسير العّياشي .23 /244 :2
-7تفسير العّياشي .24 /244 :2
... -8مجمع الزوائد .173 :9
... -9فضائل الصحابة لحمد بن حنبل ،1085 /638 :2فرائد السمطين 80 /115 :1و ،83 /121 :1ترجمة
ي بن أبي طالب من تاريخ ابن عساكر .138 /123 :1
المام عل ّ
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص375 :
ن» ،المتحابون في ال ينظر بعضهم إلى بعض«. سُرٍر ُمَتقاِبِلي َ على ُ خوانًا َ ال )صلى ال عليه و آله(ِ :إ ْ
-[10] /5897ابن المغازلي الشافعي في )المناقب( يرفعه إلى زيد بن أرقم ،قال :دخلت على رسول ال )صلى
ال عليه و آله( فقال» :إني مؤاخ بينكم كما آخى ال بين الملئكة« .ثم قال لعلي» :أنت أخي و رفيقي« .ثم تل هذه
ن »الخلء في ال ينظر بعضهم إلى بعض«. سُرٍر ُمَتقاِبِلي َ على ُ خوانًا َالية ِإ ْ
قوله تعالى:
ن ][72 -48 سْكَرِتِهْم َيْعَمُهو َك ِإّنُهْم َلِفي َن -إلى قوله تعالىَ -لَعْمُر َ جي َخَر ِب َو ما ُهْم ِمْنها ِبُم ْ ص ٌ سُهْم ِفيها َن َ ل َيَم ّ
عباِدي أيئ ِب أي تعب و عناء قوله تعالىَ :نّب ْ ص ٌ سُهْم ِفيها َن َ -[1] /5898علي بن إبراهيم :قوله تعالى :ل َيَم ّ
ف ِإْبراِهيَم فقد كتبنا خبرهم في سورة ضْي ِن َ لِليُم َو َنّبْئُهْم عَ ْ
ب ا َْعذاِبي ُهَو اْلَعذا ُ ن َ حيُم َو َأ ّ أخبرهم َأّني َأَنا اْلَغُفوُر الّر ِ
هود )عليه السلم( » «1و نزيد هنا من طريق العياشي ».«2
ن داِبَر هُؤلِء يعني قوم لوط لْمَر أي أعلمناه َأ ّ ك ا َْضْينا ِإَلْيِه ذِل َ
-[2] /5899علي بن إبراهيم :و قوله تعالىَ :و َق َ
ن فهذه فضيلة لرسول ال )صلى سْكَرِتِهْم َيْعَمُهو َك أي و حياتك يا محمد ِإّنُهْم َلِفي َ ن و قولهَ :لَعْمُر َ حي َ صِب ِ
ع ُم ْطو ٌ َمْق ُ
ال عليه و آله( على النبياء.
-[3] /5900العياشي :عن محمد بن القاسم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :إن سارة قالت لبراهيم )عليه
السلم(:
قد كبرت ،فلو دعوت ال أن يرزقك ولدا فتقر أعيننا ،فإن ال قد اتخذك خليل ،و هو مجيب دعوتك إن شاء ال،
فسأل إبراهيم )عليه السلم( ربه أن يرزقه غلما عليما » .«3فأوحى ال إليه :أني واهب لك غلما حليما ،ثم
أبلوك فيه بالطاعة لي -قال أبو عبد ال )عليه السلم( -:فمكث إبراهيم بعد البشارة ثلث سنين ،ثم جاءته البشارة
من ال بإسماعيل مرة اخرى بعد ثلث سنين«.
__________________________________________________
... -10العمدة لبن بطريق ،263 /170 :تحفة البرار.87 :
-1تفسير القّمي .377 :1
-2تفسير القّمي .377 :1
-3تفسير العّياشي .25 /244 :2
) (1تقّدم في الحديث ) (1من تفسير اليات ) (83 -69من سورة هود[.....] .
) (2الحديث ) (4 ،3من تفسير هذه اليات.
) (3في المصدر :حليما.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص376 :
-[4] /5901عن أبي بصير ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :قلت له :أصلحك ال ،أ كان رسول ال )صلى ال
عليه و آله( يتعوذ من البخل؟ قال» :نعم -يا أبا محمد -في كل صباح و مساء ،و نحن نعوذ بال من البخل ،إن ال
يقول في كتابه:
ن » «1و سأنبئك عن عاقبة البخل ،إن قوم لوط كانوا أهل قرية بخلء حو َك ُهُم اْلُمْفِل ُ سِه َفُأولِئ َح َنْف ِشّق ُن ُيو ََو َم ْ
أشحاء على الطعام ،فأعقبهم ال داء ل دواء له في فروجهم«.
قلت :و ما أعقبهم؟ قال» :إن قرية قوم لوط كانت على طريق السيارة إلى الشام و مصر ،فكانت المارة تنزل بهم
فيضيفونهم ،فلما أن كثر ذلك عليهم ،ضاقوا بهم ذرعا و بخل و لؤما ،فدعاهم البخل إلى أن كان إذا نزل بهم
الضيف فضحوه من غير شهوة بهم إلى ذلك ،و إنما كانوا يفعلون ذلك بالضيف حتى تنكل النازعة عنهم ،فشاع
أمرهم في القرى ،و حذرتهم المارة ،فأورثهم البخل بلء ل يدفعونه عن أنفسهم ،من غير شهوة لهم إلى ذلك »
،«2حتى صاروا يطلبونه من الرجال في البلد ،و يعطونهم عليه الجعل ،فأي داء أعدى من البخل ،و ل أضر
عاقبة ،و ل أفحش عند ال«.
قال أبو بصير ،فقلت له :أصلحك ال ،هل كان أهل قرية لوط كلهم هكذا مبتلين؟ قال» :نعم ،إل أهل بيت من
ن ».««3 سِلِمي َ
ن اْلُم ْ
ت ِم َ
غْيَر َبْي ٍجْدنا ِفيها َ ن َفما َو َ ن اْلُمْؤِمِني َ ن ِفيها ِم َ ن كا َ جنا َم ْ خَر ْ المسلمين ،أما تسمع لقولهَ :فَأ ْ
ثم قال أبو جعفر )عليه السلم(» :إن لوطا لبث مع قومه ثلثين سنة ،يدعوهم إلى ال و يحذرهم عقابه -قال -و
كانوا قوما ل يتنظفون من الغائط ،و ل يتطهرون من الجنابة ،و كان لوط و آله يتنظفون من الغائط ،و يتطهرون
من الجنابة ،و كان لوط ابن خالة إبراهيم ،و إبراهيم ابن خالة لوط )عليهما السلم( ،و كانت امرأة إبراهيم )عليه
السلم( سارة اخت لوط )عليه السلم( ،و كان إبراهيم و لوط )عليهما السلم( نبيين مرسلين منذرين ،و كان لوط
)عليه السلم( رجل سخيا كريما يقري الضيف إذا نزل به و يحذره قومه -قال -فلما رأى قوم لوط ذلك ،قالوا :إنا
ننهاك عن العالمين ،ل تقر ضيفا نزل بك ،فإنك إن فعلت فضحنا ضيفك ،و أخزيناك فيه .و كان لوط )عليه
السلم( إذا نزل به الضيف كتم أمره ،مخافة أن يفضحه قومه ،و ذلك أن لوطا )عليه السلم( كان فيهم ل عشيرة
له -قال -و إن لوطا و إبراهيم )عليهما السلم( يتوقعان نزول العذاب على قوم لوط ،و كانت لبراهيم و لوط
)عليهما السلم( منزلة من ال شريفة ،و إن ال تبارك و تعالى كان إذا هم بعذاب قوم لوط ،أدركته فيهم مودة
إبراهيم )عليه السلم( و خلته ،و محبة لوط )عليه السلم( ،فيراقبهم فيه فيؤخر عذابهم«.
قال أبو جعفر )عليه السلم(» :فلما اشتد أسف ال تعالى » «4على قوم لوط و قدر عذابهم و قضاه ،أحب أن
يعوض إبراهيم )عليه السلم( من عذاب قوم لوط بغلم حليم ،فيسلي به مصابه بهلك قوم لوط ،فبعث ال رسل
إلى
__________________________________________________
-4تفسير العّياشي .26 /244 :2
) (1الحشر ،9 :59التغابن .16 :64
) (2في »ط ،س« و المصدر :في شهوة بهم إليه .و ما أثبتناه من بحار النوار ،1 /147 :12علل الشرايع:
.4 /549
) (3الذاريات 35 :51و .36
) (4أي غضبه.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص377 :
إبراهيم )عليه السلم( يبشرونه بإسماعيل ،فدخلوا عليه ليل ،ففزع منهم ،و خاف أن يكونوا سراقا ،فلما أن رأته
عِليٍم« قال أبو ك ِبُغلٍم َ شُر َ ل ِإّنا ُنَب ّجْ ن قاُلوا ل َتْو َ جُلو َ ل ِإّنا ِمْنُكْم َو ِسلٌم » ،«1قا َ ل َ سلمًا قا َ الرسل فزعا وجل قاُلوا َ
سِن َ
ي ن َم ّ على َأ ْ شْرُتُموِني َ جعفر )عليه السلم(» :و الغلم العليم هو إسماعيل من هاجر ،فقال إبراهيم للرسلَ :أ َب ّ
طُبُكْم؟ بعد خ ْن فقال إبراهيم )عليه السلم( للرسلَ :فما َ طي َ ن اْلقاِن ِن ِم َق َفل َتُك ْحّ ك ِباْل َ
شْرنا َ ن قاُلوا َب ّ شُرو َ اْلِكَبُر َفِبَم ُتَب ّ
ن قوم لوط ،إنهم كانوا قوما فاسقين ،لننذرهم عذاب رب العالمين ،قال أبو جِرِمي َسْلنا ِإلى َقْوٍم ُم ْ البشارة قاُلوا ِإّنا ُأْر ِ
جَيّنُه َو َأْهَلُهن ِفيها َلُنَن ّعَلُم ِبَم ْن َأ ْحُ ن ِفيها ُلوطًا قاُلوا َن ْ جعفر )عليه السلم(» :فقال إبراهيم )عليه السلم( للرسلِ :إ ّ
ك ِبما جْئنا َل ِ ن قاُلوا َب ْل ِإّنُكْم َقْوٌم ُمْنَكُرو َ ن قا َ سُلو َ ط اْلُمْر َ ل ُلو ٍ ن » «2قالَ :فَلّما جاَء آ َ ن اْلغاِبِري َ ت ِم َل اْمَرَأَتُه كاَن ْ ِإ ّ
ك -يا لوط -إذا مضى من يومك هذا سبعة سِر ِبَأْهِل َن يقول :من عذاب ال ،لتنذر قومك العذاب َفَأ ْ كاُنوا ِفيِه َيْمَتُرو َ
صيُبها ما َأصاَبُهْم ك ِإّنُه ُم ِ ل اْمَرَأَت َ حٌد ِإ ّ
ت ِمْنُكْم َأ َل ]إذا مضى نصف الليل[ »َ «3و ل َيْلَتِف ْ ن الّلْي ِ
طٍع ِم َ أيام بلياليها ِبِق ْ
».«4
ن -قال أبو جعفر )عليه حي َ صِب ِع ُم ْ طو ٌ ن داِبَر هُؤلِء َمْق ُ لْمَر َأ ّك ا َْقال أبو جعفر )عليه السلم(» :فقضوا إلى لوط ذِل َ
السلم( -فلما كان اليوم الثامن مع طلوع الفجر ،قدم ال رسل إلى إبراهيم )عليه السلم( يبشرونه بإسحاق ،و
سلٌم ل َ سلمًا قا َ شرى قاُلوا َ سُلنا ِإْبراِهيَم ِباْلُب ْ ت ُر ُ يعزونه بهلك قوم لوط ،و ذلك قول ال في سورة هودَ :و َلَقْد جاَء ْ
س ِمْنُهْم ج َ ل ِإَلْيِه َنِكَرُهْم َو َأْو َ صُ حِنيٍذ » «5يعني ذكيا مشويا نضيجا َفَلّما َرأى أَْيِدَيُهْم ل َت ِ ل َ جٍ ن جاَء ِبِع ْ ث َأ َْفما َلِب َ
ط َو اْمَرَأُتُه قاِئَمٌة » -«6قال أبو جعفر )عليه السلم( -إنما عنى امرأة سْلنا ِإلى َقْوِم ُلو ٍف ِإّنا ُأْر ِخ ْ خيَفًة قاُلوا ل َت َ ِ
جوٌز َو عُ ت يا َوْيَلتى َأ َأِلُد َو َأَنا َ ب قاَل ْ ق َيْعُقو َ سحا َ ن َوراِء ِإ ْ ق َو ِم ْ سحا َ إبراهيم )عليه السلم( سارة قائمة فبشروها ِبِإ ْ
جيٌد ».««7 حِميٌد َم ِ شْيخًا إلى قولهِ :إّنُه َ هذا َبْعِلي َ
قال أبو جعفر )عليه السلم(» :فلما أن جاءت البشارة بإسحاق ذهب عنه الروع ،و أقبل يناجي ربه في قوم لوط،
غْيُرب َ عذا ٌ ك َو ِإّنُهْم آِتيِهْم َ ن هذا ِإّنُه َقْد جاَء َأْمُر َرّب َ عْ ض َ عِر ْ و يسأله كشف العذاب عنهم ،قال ال :يا ِإْبراِهيُم َأ ْ
َمْرُدوٍد » «8بعد طلوع الشمس من يومك هذا ،محتوم غير مردود«.
قلت :سيأتي هذا الحديث -إنشاء ال تعالى -مسندا من طريق ابن بابويه ،في سورة الذاريات ».«9
__________________________________________________
) (1هود .69 :11
) (2العنكبوت .32 :29
) (3أثبتناه من علل الشرايع ،4 /549 :و بحار النوار .1 /149 :12
) (4هود .81 :11
) (5هود .69 :11
) (6هود 70 :11و .71
) (7هود [.....] .73 -71 :11
) (8هود .76 :11
) (9يأتي في الحديث ) (1من تفسير اليات ) (47 -24من سورة الذاريات.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص378 :
-[5] /5902عن صفوان الجمال ،قال :صليت خلف أبي عبد ال )عليه السلم( فأطرق ،ثم قال» :اللهم ل تقنطني
ن«.
ضاّلو َ
ل ال ّ حَمِة َرّبِه ِإ ّ ن َر ْ ط ِم ْ ن َيْقَن ُ
من رحمتك ،ثم جهر ،فقالَ :و َم ْ
قوله تعالى:
ل ُمِقيٍم ][76 -75 سِبي ٍ
ن َو ِإّنها َلِب َسِمي َ ت ِلْلُمَتَو ّ
ليا ٍك َ ن ِفي ذِل َ ِإ ّ
-[1] /5903محمد بن يعقوب :عن أحمد بن مهران ،عن عبد العظيم بن عبد ال الحسني ،عن ابن أبي عمير،
ن ِفي ذِل َ
ك عن أسباط بياع الزطي ،قال :كنت عند أبي عبد ال )عليه السلم( فسأله رجل عن قول ال عز و جلِ :إ ّ
ل ُمِقيٍم ،قال :فقال» :نحن المتوسمون ،و السبيل فينا مقيم«. سِبي ٍ
ن َو ِإّنها َلِب َ سِمي َ
ت ِلْلُمَتَو ّ
ليا ٍ
َ
-[2] /5904و عنه :عن محمد بن يحيى ،عن سلمة بن الخطاب ،عن يحيى بن إبراهيم ،قال :حدثني أسباط بن
سالم ،قال :كنت عند أبي عبد ال )عليه السلم( فدخل عليه رجل من أهل هيت ،فقال له :أصلحك ال ،ما تقول في
ل ُمِقيٍم ،قال» :نحن المتوسمون ،و السبيل فينا مقيم«. سِبي ٍ
ن َو ِإّنها َلِب َ سِمي َت ِلْلُمَتَو ّ
ليا ٍ ك َ ن ِفي ذِل َ قول ال عز و جلِ :إ ّ
-[3] /5905و عنه :عن محمد بن إسماعيل ،عن الفضل بن شاذان ،عن حماد بن عيسى ،عن ربعي بن عبد ال،
ن.
سِمي َ
ت ِلْلُمَتَو ّ
ليا ٍ
ك َ
ن ِفي ذِل َ
عن محمد بن مسلم ،عن أبي جعفر )عليه السلم( في قول ال عز و جلِ :إ ّ
قال» :هم الئمة )عليهم السلم( ،قال رسول ال )صلى ال عليه و آله( :اتقوا فراسة المؤمن ،فإنه ينظر بنور ال
ن«. سِمي َ ت ِلْلُمَتَو ّ
ليا ٍ ك َ ن ِفي ذِل َ عز و جل في قول ال تعالىِ :إ ّ
و روى محمد بن الحسن الصفار في )بصائر الدرجات( :عن العباس بن معروف ،عن حماد بن عيسى ،عن
ربعي ،عن محمد بن مسلم ،عن أبي جعفر )عليه السلم( مثله ».«1
-[4] /5906و عنه :عن أحمد بن إدريس و محمد بن يحيى ،عن الحسن بن علي الكوفي ،عن عبيس بن هشام،
عن عبد ال بن سليمان ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :سألته عن المام ،فوض ال إليه كما فوض إلى
__________________________________________________
-5تفسير العّياشي .27 /247 :2
-1في المصدر.1 /169 :1 :
-2الكافي .2 /170 :1
-3الكافي .3 /170 :1
-4الكافي .3 /364 :1
) (1بصائر الدرجات.4 /375 :
) (2الختصاص.307 :
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص379 :
سليمان بن داود؟ فقال» :نعم ،و ذلك أن رجل سأله عن مسألة ،فأجابه فيها ،و سأله آخر عن تلك المسألة ،فأجابه
بغير جواب الول ،ثم سأله آخر عنها ،فأجابه بغير جواب الولين ،ثم قال) :هذا عطاؤنا فامنن أو أعط بغير
حساب( » «1و هكذا ]هي[ في قراءة علي )عليه السلم(«.
قال :قلت :أصلحك ال ،فحين أجابهم بهذا الجواب ،يعرفهم المام؟ قال» :سبحان ال ،ألم تسمع ال يقول:
ن؟ و هم الئمة ،و إنها لبسبيل مقيم ل يخرج منها أبدا -ثم قال -نعم ،إن المام إذا سِمي َت ِلْلُمَتَو ّ
ليا ٍ ك َ
ن ِفي ذِل َ ِإ ّ
أبصر إلى الرجل عرفه و عرف لونه ،و إن سمع كلمه من خلف حائط عرفه و عرف ما هو ،إن ال تعالى
يقول:
ن » «2و هم العلماء، ت ِلْلعاِلِمي َ
ليا ٍ
ك َ
سَنِتُكْم َو َأْلواِنُكْم ِإنّ ِفي ذِل َ
ف َأْل ِ
خِتل ُ
ض َو ا ْ
لْر ِ
ت َو ا َْ
سماوا ِ ق ال ّ خْل ُ
ن آياِتِه َ
َو ِم ْ
فليس يسمع شيئا من المر ينطق به إل عرفه ،ناج أو هالك ،فلذلك يجيبهم بالذي يجيبهم«.
و روى الصفار هذا الحديث في )بصائر الدرجات( :بالسناد عن عبد ال بن سليمان ،عن أبي عبد ال )عليه
السلم( في عدة مواضع من الكتاب ».«3
-[5] /5907محمد بن الحسن الصفار ،قال :حدثني سندي بن الربيع ،عن الحسن بن علي بن فضال ،عن علي
ابن رئاب ،عن أبي بكر الحضرمي ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال» :ليس مخلوق إل و بين عينيه مكتوب:
مؤمن أو كافر و ذلك محجوب عنكم ،و ليس بمحجوب عن الئمة من آل محمد )صلوات ال عليهم أجمعين( ،ثم
ن »فهم
سِمي َ
ت ِلْلُمَتَو ّ
ليا ٍ
ك َ
ن ِفي ذِل َ
ليس يدخل عليهم أحد إل عرفوه مؤمن هو أو كافر« ثم تل هذه اليةِ :إ ّ
المتوسمون«.
-[6] /5908عن أحمد بن الحسين ،عن أحمد بن إبراهيم ،و الحسن بن البراء ،عن علي بن حسان ،عن عبد
الرحمن بن كثير ،قال :حججت مع أبي عبد ال )عليه السلم( فلما صرنا في بعض الطريق صعد على جبل،
فأشرف ينظر إلى الناس ،فقال» :ما أكثر الضجيج و أقل الحجيج!« .فقال له داود الرقي :يا بن رسول ال ،هل
يستجيب ال دعاء هذا الجمع الذي أرى؟ قال» :ويحك -يا أبا سليمان -إن ال ل يغفر أن يشرك به ،إن الجاحد
لولية علي )عليه السلم( كعابد وثن«.
قلت :جعلت فداك ،هل تعرفون محبيكم و مبغضيكم؟ قال» :ويحك -يا أبا سليمان -إنه ليس من عبد يولد إل كتب
بين عينيه :مؤمن أو كافر ]و إن الرجل ليدخل إلينا بوليتنا و بالبراءة من أعدائنا ،فنرى مكتوبا بين عينيه:
ن نعرف عدونا من ولينا«.سِمي َ
ت ِلْلُمَتَو ّ
ليا ٍ
ك َ
ن ِفي ذِل َ
مؤمن أو كافر قال ال[ عز و جلِ :إ ّ
-[7] /5909ابن بابويه ،قال :حدثنا تميم بن عبد ال بن تميم القرشي )رضي ال عنه( ،قال :حدثنا أبي ،قال:
حدثني
__________________________________________________
-5بصائر الدرجات.1 /374 :
ب.
حسا ٍ
ك ِبَغْيِر ِ
س ْ
ن َأْو َأْم ِ
عطاُؤنا َفاْمُن ْ
) (1سورة ص 39 :38و هي في المصحف الشريف :هذا َ
__________________________________________________
-10المالي .300 :1
-11الختصال.302 :
-12الختصاص ،302 :شواهد التنزيل .447 /323 :1
سليطة» .الصحاح -سلفع.«1231 :3 - سلفع :الجريئة ال ّ ) (1ال ّ
سلقلقّية :المرأة التي تحيض من دبرها» .لسان العرب -سلق.«163 :10 - ) (2ال ّ
) (3بصائر الدرجات.2 /374 :
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص382 :
-[13] /5915الحسن بن موسى الخشاب ،عن علي بن حسان و أحمد بن الحسين ،عن أحمد بن إبراهيم ،و
الحسن بن البراء ،عن علي بن حسان ،عن عبد الرحمن بن كثير ،قال :حججت مع أبي عبد ال )عليه السلم( فأنا
معه في بعض الطريق إذ صعد على جبل فنظر إلى الناس ،فقال» :ما أكثر الضجيج ،و أقل الحجيج!« فقال له
داود بن كثير الرقي :يا بن رسول ال ،هل يستجيب ال دعاء الجمع الذي أرى؟ فقال» :ويحك -يا أبا سليمان -إن
ال ل يغفر أن يشرك به ،إن الجاحد لولية علي )عليه السلم( كعابد وثن«.
فقلت له :جعلت فداك هل تعرفون محبيكم من مبغضيكم؟ فقال» :ويحك -يا أبا سليمان -إنه ليس من عبد يولد إل
كتب بين عينيه :مؤمن أو كافر و إن الرجل ليدخل إلينا يتولنا و يتبرأ من عدونا فنرى مكتوبا بين عينيه:
ن فنحن نعرف عدونا من ولينا«. سِمي َ
ت ِلْلُمَتَو ّ
ليا ٍ
ك َ
ن ِفي ذِل َ
مؤمن ،قال ال عز و جلِ :إ ّ
-[14] /5916يعقوب بن يزيد ،عن محمد بن أبي عمير ،عن أسباط بن سالم بياع الزطي ،قال :كنت عند أبي
ن َو ِإّنها
سِمي َ
ت ِلْلُمَتَو ّ
ليا ٍ
ك َ
ن ِفي ذِل َ
عبد ال )عليه السلم( فسأله رجل من أهل هيت » «1عن قول ال عز و جلِ :إ ّ
ل ُمِقيٍم.سِبي ٍ
َلِب َ
فقال» :نحن المتوسمون ،و السبيل فينا مقيم«.
-[15] /5917الحسن بن علي بن المغيرة ،عن عبيس بن هشام ،عن عبد الصمد بن بشير ،عن عبد ال بن
سليمان ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :سألته عن المام ،أفوض ال إليه كما فوض إلى سليمان؟ فقال» :نعم،
و ذلك أن رجل سأله عن مسألة فأجابه فيها و سأله آخر عن تلك المسألة فأجابه بغير جواب الول ،ثم سأله آخر
عنها فأجابه بغير جواب الولين ،ثم قال» :هذا عطاؤنا فأمسك أو أعط بغير حساب« » ،«2و هكذا هي في قراءة
علي )عليه السلم(«.
قلت :أصلحك ال ،حين أجابهم بهذا الجواب يعرفهم المام؟ فقال» :سبحان ال ،أما تسمع ال يقول في كتابهِ :إ ّ
ن
ل ُمِقيٍم ل تخرج منهم أبدا -ثم قال لي -نعم ،إن المام إذا نظر سِبي ٍ
ن و هم الئمة َو ِإّنها َلِب َ سِمي َ
ت ِلْلُمَتَو ّ
ليا ٍ ك َ
ِفي ذِل َ
إلى الرجل عرفه و عرف ما هو عليه و عرف لونه ،و إن سمع كلمه من وراء حائط عرفه و عرف ما هو ،إن
ن » «3فهم ت ِلْلعاِلِمي َ
ليا ٍ
ك َن ِفي ذِل َ سَنِتُكْم َو َأْلواِنُكْم ِإ ّ
ف َأْل ِ
خِتل ُ
ض َو ا ْلْر ِ ت َو ا َْ
سماوا ِق ال ّ
خْل ُ
ن آياِتِه َ ال يقولَ :و ِم ْ
العلماء ،و ليس يسمع شيئا من اللسن تنطق إل عرفه ناج أو هالك ،فلذلك يجيبهم بالذي يجيبهم به«.
__________________________________________________
-13الختصاص.303 :
-14الختصاص.303 :
-15الختصاص[.....] .306 :
) (1هيت :بلدة على الفرات فوق النبار ،و هيت أيضا :من قرى حوران من أعمال دمشق» .معجم البلدان :5
.«421
ب.
حسا ٍ ك ِبَغْيِر ِ
س ْ
ن َأْو َأْم ِ
عطاُؤنا َفاْمُن ْ ) (2سورة ص 39 :38و هي في المصحف الشريف :هذا َ
) (3الروم .22 :30
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص383 :
ليا ٍ
ت ك َن ِفي ذِل َ
-[16] /5918العياشي :عن محمد بن مسلم ،عن أبي جعفر )عليه السلم( في قول الِ :إ ّ
ن ،قال» :هم الئمة .قال رسول ال )صلى ال عليه و آله( :اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور ال، سِمي َِلْلُمَتَو ّ
ن«.سِمي َ
ت ِلْلُمَتَو ّليا ٍ
ك َ ن ِفي ذِل َ لقولهِ :إ ّ
ن ِفي
-[17] /5919عن أسباط بن سالم قال :سأل رجل من أهل هيت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول الِ :إ ّ
ل ُمِقيٍم ،قال» :نحن المتوسمون و السبيل فينا مقيم«. سِبي ٍ
ن َو ِإّنها َلِب َ
سِمي َ
ت ِلْلُمَتَو ّ
ليا ٍ ك َ ذِل َ
ن ،قال» :هم آل محمد الوصياء سِمي َ
ت ِلْلُمَتَو ّ
ليا ٍ
-[18] /5920عن عبد الرحمن بن سالم الشل ،رفعه في قولهَ :
)عليهم السلم(«.
-[19] /5921عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم(» :إن في المام آية للمتوسمين ،و هو السبيل
المقيم ،ينظر بنور ال و ينطق عن ال ،ل يعزب عنه شيء مما أراد«.
-[20] /5922عن جابر بن يزيد الجعفي ،قال :قال أبو جعفر )عليه السلم(» :بينما أمير المؤمنين )عليه السلم(
جالس في مسجد الكوفة قد احتبى » «1بسيفه ،و القى برنسه » «2وراء ظهره إذ أتته امرأة مستعدية على
زوجها ،فقضى للزوج على المرأة ،فغضبت ،فقالت :ل و ال ما هو كما قضيت ،ل و ال ما تقضي بالسوية ،و ل
تعدل في الرعية ،و ل قضيتك عند ال بالمرضية -قال -فنظر إليها أمير المؤمنين )عليه السلم( فتأملها ،ثم قال
لها :كذبت يا جرية ،يا بذية ،يا سلسع ،يا سلفع يا التي تحيض من حيث ل تحيض النساء«.
قال» :فولت هاربة ،و هي تولول و تقول :يا ويلي يا ويلي يا ويلي ثلثا -قال -فلحقها عمرو بن حريث ،فقال لها:
يا أمة ال ،أسألك؟ فقالت :ما للرجال و النساء في الطرقات؟ فقال :إنك استقبلت أمير المؤمنين عليا بكلم سررتني
به ،ثم قرعك » «3أمير المؤمنين بكلمة فوليت مولولة؟ فقالت :إن ابن أبي طالب -و ال -استقبلني فأخبرني بما
هو في ،و بما كتمته من بعلي منذ و لي عصمتي ،ل و ال ما رأيت طمثا قط من حيث تراه النساء -قال -فرجع
عمرو بن حريث إلى أمير المؤمنين )عليه السلم( ،فقال له :و ال يا أمير المؤمنين ،ما نعرفك بالكهانة؟ فقال له:
و ما ذلك يا بن حريث؟ فقال له :يا أمير المؤمنين ،إن هذه المرأة ذكرت أنك أخبرتها بما هو فيها ،و أنها لم تر
طمثا قط من حيث تراه النساء .فقال له :ويلك -يا بن حريث -إن ال تبارك و تعالى خلق الرواح قبل البدان بألفي
عام ،و ركب
__________________________________________________
-16تفسير العّياشي .28 /247 :2
-17تفسير العّياشي .29 /247 :2
-18تفسير العّياشي .30 /247 :2
-19تفسير العّياشي .31 /248 :2
-20تفسير العّياشي .32 /248 :2
) (1الحيباء :ضّم الساقين إلى البطن بالثوب أو اليدين» .مجمع البحرين -حبا.«94 :1 -
ساك يلبسونها في صدر السلم» .الصحاح -برنس.«908 :3 - ) (2البرنس :قلنسوة طويلة ،و كان الن ّ
) (3في »ط« :فزعك.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص384 :
الرواح في البدان ،فكتب بين أعينها :كافر و مؤمن .و ما هي مبتله به إلى يوم القيامة ،ثم أنزل بذلك قرآنا على
ن و كان رسول ال )صلى ال عليه و آله( سِمي َ
ت ِلْلُمَتَو ّ
ليا ٍ
ك َن ِفي ذِل َ محمد )صلى ال عليه و آله( ،فقالِ :إ ّ
المتوسم ،ثم أنا من بعده ،ثم الوصياء من ذريتي من بعدي ،إني لما رأيتها تأملتها ،فأخبرتها بما هو فيها ،و لم
أكذب«.
-[21] /5923شرف الدين النجفي ،قال :روى الفضل بن شاذان )رحمه ال( بإسناده عن رجاله ،عن عمار بن
أبي مطروف ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :سمعته يقول» :ما من أحد إل و مكتوب بين عينيه :مؤمن أو
كافر.
ن ثم سِمي َت ِلْلُمَتَو ّ
ليا ٍ ك َ ن ِفي ذِل َ محجوبة » «1عن الخلئق إل الئمة و الوصياء ،فليس بمحجوب عنهم« ثم تل ِإ ّ
قال» :نحن المتوسمون ،و ليس -و ال -أحد يدخل علينا إل عرفناه بتلك السمة«.
-[22] /5924علي بن إبراهيم ،في معنى الية قال :قال» :نحن المتوسمون ،و السبيل فينا مقيم ،و السبيل:
طريق الجنة«.
قوله تعالى:
لْيَكِة
ب ا َْ
صحا ُ ن َأ ْ ن كا َ ن ] -[1] /5925 [78علي بن إبراهيم :في قوله تعالىَ :و ِإ ْ لْيَكِة َلظاِلِمي َ ب ا َْصحا ُ ن َأ ْ ن كا َ َو ِإ ْ
ن.
يعني :أصحاب الغيضة » ،«2و هم قوم شعيب َلظاِلِمي َ
قوله تعالى:
ن ] -[2] /5926 [80علي بن إبراهيم ،قال :كان لقريتهم ماء ،و هي الحجر سِلي َ
جِر اْلُمْر َ حْ ب اْل ِصحا ُ ب َأ ْ َو َلَقْد َكّذ َ
التي ذكرها ال في كتابه في قوله تعالى:
ن.
سِلي َ
جِر اْلُمْر َ حْ ب اْل ِصحا ُ ب َأ ْ َو َلَقْد َكّذ َ
__________________________________________________
-21تأويل اليات .10 /251 :1
-22تفسير القّمي .377 :1
-1تفسير القّمي [.....] .377 :1
-2تفسير القّمي .331 :1
) (1في المصدر :محجوب.
) (2الغيضة :الجمة ،و هي مغيض ماء يجتمع فينبت فيه الشجر» .الصحاح -غيض.«1097 :3 -
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص385 :
و قد تقدمت قصة قوم صالح في سورة هود ».«1
قوله تعالى:
ل ][85 جِمي َ ح اْل َ
صْف َح ال ّ صَف ِ
َفا ْ
-[1] /5927ابن بابويه ،قال :حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني ،قال :أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد
الهمداني ،قال :حدثنا علي بن الحسن بن فضال ،عن أبيه ،قال :قال الرضا )عليه السلم( في قول ال عز و جل
ل ،قال» :العفو من غير عتاب«. جِمي َ ح اْل َ
صْف َح ال ّ صَف ِ
َفا ْ
قوله تعالى:
ظيَم ][87 ن اْلَع ِ
ن اْلَمثاِني َو اْلُقْرآ َ سْبعًا ِم َك َ َو َلَقْد آَتْينا َ
-[2] /5928الشيخ في )التهذيب( :بإسناده عن محمد بن علي بن محبوب ،عن العباس ،عن محمد بن أبي عمير،
عن أبي أيوب ،عن محمد بن مسلم ،قال :سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن السبع المثاني و القرآن العظيم ،هي
فاتحة الكتاب؟ قال» :نعم«.
حيِم من السبع؟ قال» :نعم ،هي أفضلهن«. ن الّر ِ حم ِ ل الّر ْ سِم ا ِّقلتِ :ب ْ
-[3] /5929ابن بابويه ،قال :حدثنا محمد بن القاسم المفسر المعروف بأبي الحسن الجرجاني )رضي ال عنه(،
قال حدثني يوسف بن محمد بن زياد ،و علي بن محمد بن سيار ،عن أبيهما ،عن الحسن بن علي ،عن أبيه علي
بن محمد ،عن أبيه ،محمد بن علي ،عن أبيه الرضا علي بن موسى ،عن أبيه ،عن آبائه ،عن أمير المؤمنين
حم ِ
ن ل الّر ْ سِم ا ِّ
حيِم آية من فاتحة الكتاب ،و هي سبع آيات تمامها ِب ْ ن الّر ِ حم ِل الّر ْ سِم ا ِّ)عليهم السلم( أنه قالِ :ب ْ
سْبعًا ِم َ
ن ك َحيِم سمعت رسول ال )صلى ال عليه و آله( يقول :إن ال تعالى قال لي :يا محمد َو َلَقْد آَتْينا َ الّر ِ
ظيَم فأفرد المتنان علي بفاتحة الكتاب ،و جعلها بإزاء القرآن العظيم«. ن اْلَع ِاْلَمثاِني َو اْلُقْرآ َ
-[4] /5930علي بن إبراهيم ،قال :أخبرنا أحمد بن إدريس ،قال :حدثني أحمد بن محمد ،عن محمد بن
__________________________________________________
-1معاني الخبار.1 /373 :
-2التهذيب .1157 /289 :2
) (1تقّدمت في الحديثين ) 3و (4من تفسير الية ) (61من سورة هود.
__________________________________________________
-1كمال الدين و تمام النعمة.28 /344 :
) (1في »س« و المصدر :اليلي ،في »ط« :البلي ،تصحيف صحيحه ما أثبتناه ،انظر الجامع في الرجال :1
،48الخصال.10 /532 :
-[6] /5951عن أبان بن عثمان الحمر ،رفعه ،قال :كان المستهزئون خمسة من قريش :الوليد بن المغيرة
المخزومي ،و العاص بن وائل السهمي ،و الحارث بن حنظلة ،و السود بن عبد يغوث بن وهب الزهري ،و
ن علم رسول ال )صلى ال عليه و آله( أنه قد سَتْهِزِئي َ
ك اْلُم ْ
السود ابن المطلب بن أسد ،فلما قال الِ :إّنا َكَفْينا َ
أخزاهم ،فأماتهم ال بشر ميتات«.
-[7] /5952عن محمد بن علي الحلبي ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :اكتتم رسول ال )صلى ال عليه و
آله( بمكة سنين ،ليس يظهر ،و علي )عليه السلم( معه و خديجة ،ثم أمره ال أن يصدع بما يؤمر ،فظهر رسول
ال )صلى ال عليه و آله( ،فجعل يعرض نفسه على قبائل العرب ،فإذا أتاهم ،قالوا :كذاب ،امض عنا«.
-[8] /5953الطبرسي في )الحتجاج( :عن موسى بن جعفر ،عن أبيه ،عن آبائه )عليهم السلم( ،عن الحسين
)عليه السلم( قال» :إن يهوديا من يهود الشام و أحبارهم كان قد قرأ التوراة و النجيل و الزبور و صحف
النبياء )عليهم السلم( ،و عرف دلئلهم ،أتى إلى المسجد فجلس ،و فيه أصحاب رسول ال )صلى ال عليه و
آله( ،و فيهم علي ابن أبي طالب )عليه السلم( ،و ابن عباس » ،«1و أبو معبد الجهني ،فقال :يا امة محمد ،ما
تركتم لنبي درجة ،و ل لمرسل فضيلة إل نحلتموها نبيكم ،فهل تجيبوني عما أسألكم عنه؟ فكاع القوم » «2عنه،
فقال علي بن أبي طالب )عليه السلم(:
نعم ،ما أعطى ال عز و جل نبيا درجة ،و ل مرسل فضيلة إل و قد جمعها لمحمد )صلى ال عليه و آله( ،و زاد
محمدا )صلى ال عليه و آله( على النبياء أضعافا مضاعفة.
فقال له اليهودي :فهل أنت مجيبي؟ قال :نعم ،سأذكر لك اليوم من فضائل رسول ال )صلى ال عليه و آله( ما يقر
ال به أعين المؤمنين ،و يكون فيه إزالة لشك الشاكين في فضائله )صلى ال عليه و آله( ،إنه كان إذا ذكر لنفسه
فضيلة ،قال :و ل فخر و أنا أذكر لك فضائله غير مزر بالنبياء ،و ل منتقص لهم ،و لكن شكرا ل على ما أعطى
محمدا )صلى ال عليه و آله( مثل ما أعطاهم ،و ما زاده ال ،و ما فضله عليهم.
فقال اليهودي :اني أسألك فأعد له جوابا .قال له علي )عليه السلم( :هات .فذكر له اليهودي ما أعطى ال عز و
جل النبياء ،فذكر له أمير المؤمنين )عليه السلم( ما أعطى ال عز و جل محمدا )صلى ال عليه و آله( في
مقابلة ما أعطى ال تعالى النبياء و زاد محمدا )صلى ال عليه و آله( عليهم.
و كان فيما قال له اليهودي :فإن هذا موسى بن عمران )عليه السلم( قد أرسله ال إلى فرعون ،و أراه الية
الكبرى.
قال له علي )عليه السلم( :لقد كان كذلك ،و محمد )صلى ال عليه و آله( أرسله إلى فراعنة شتى مثل :أبي جهل
بن هشام ،و عتبة ابن ربيعة ،و شيبة ،و أبي البختري ،و النضر بن الحارث ،و أبي بن خلف ،و منبه و نبيه ابني
الحجاج ،و إلى الخمسة
__________________________________________________
-6تفسير العّياشي .46 /252 :2
-7تفسير العّياشي .47 /252 :2
-8الحتجاج.210 :
) (1في المصدر زيادة :و ابن مسعود.
) (2كعت عن الشيء أكيع لغة كععت عنه أكّع إذا هبته و جبنت عنه» .لسان العرب -كوع.«317 :8 -
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص392 :
المستهزئين :الوليد بن المغيرة المخزومي ،و العاص بن وائل السهمي ،و السود بن عبد يغوث الزهري ،و
السود ابن المطلب ،و الحارث بن الطلطلة .فأراهم اليات في الفاق و في أنفسهم ،حتى تبين لهم أنه الحق.
قال له اليهودي ،لقد انتقم ال عز و جل لموسى )عليه السلم( من فرعون .قال له علي )عليه السلم( :لقد كان
كذلك ،و لقد انتقم ال جل اسمه لمحمد )صلى ال عليه و آله( من الفراعنة ،فأما المستهزئون ،فقال ال عز و جل:
ن فقتل ال خمستهم ،كل واحد منهم بغير قتلة صاحبه في يوم واحد فأما الوليد بن المغيرة فمر سَتْهِزِئي َ
ك اْلُم ْ
ِإّنا َكَفْينا َ
بنبل لرجل من خزاعة قد راشه و وضعه في الطريق ،فأصابته شظية منه ،فانقطع أكحله حتى أدماه ،فمات و هو
يقول :قتلني رب محمد و أما العاص بن وائل السهمي ،فإنه خرج في حاجة له إلى موضع فتدهده تحته حجر،
فسقط فتقطع قطعة قطعة ،فمات و هو يقول :قتلني رب محمد و أما السود بن عبد يغوث ،فإنه خرج يستقبل ابنه
زمعة ،فاستظل بشجرة ،فأتاه جبرئيل ،فأخذ رأسه فنطح به الشجرة ،فقال لغلمه :امنع هذا عني فقال :ما أرى
أحدا يصنع بك شيئا إل نفسك ،فقتله و هو يقول :قتلني رب محمد و أما السود بن المطلب ،فإن النبي )صلى ال
عليه و آله( دعا عليه أن يعمي ال بصره ،و أن يثكله بولده ،فلما كان في ذلك اليوم ،خرج حتى صار إلى
موضع ،أتاه جبرئيل بورقة خضراء ،فضرب بها وجهه فعمي ،و بقي حتى أثكله ال عز و جل بولده و أما
الحارث بن الطلطلة ،فإنه خرج من بيته في السموم ،فتحول حبشيا ،فرجع إلى أهله ،فقال :أنا الحارث ،فغضبوا
عليه و قتلوه ،و هو يقول :قتلني رب محمد«.
و
روي أن السود بن الحارث أكل حوتا مالحا ،فأصابه غلبة العطش ،فلم يزل يشرب الماء حتى انشق بطنه فمات
و هو يقول :قتلني رب محمد.
»كل ذلك في ساعة واحدة ،و ذلك أنهم كانوا بين يدي رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،فقالوا له :يا محمد،
ننتظر بك إلى الظهر ،فإن رجعت عن قولك و إل قتلناك .فدخل النبي )صلى ال عليه و آله( ،فأغلق عليه بابه
مغتما لقولهم ،فأتاه جبرئيل )عليه السلم( عن ال من ساعته ،فقال» :يا محمد ،السلم يقرأ عليك السلم ،و هو
ن يعني أظهر أمرك لهل مكة ،و ادعهم إلى اليمان .قال :يا شِرِكي َ ن اْلُم ْ
عِض َ عِر ْ ع ِبما ُتْؤَمُر َو َأ ْصَد ْيقول لكَ :فا ْ
ن .قال :يا جبرئيل ،كانوا الساعة سَتْهِزِئي َ
ك اْلُم ْ
جبرئيل ،كيف أصنع بالمستهزئين و ما أو عدوني؟ فقال لهِ :إّنا َكَفْينا َ
بين يدي؟ قال:
كفيتهم .فأظهر أمره عند ذلك ،و أما بقيتهم من الفراعنة ،فقتلوا يوم بدر بالسيف ،و هزم ال الجمع و ولوا الدبر«.
-[9] /5954علي بن إبراهيم ،في معنى الية :في معنى الية :فإنها نزلت بمكة ،بعد أن نبئ رسول ال )صلى
ال عليه و آله( بثلث سنين ،و ذلك أن النبوة نزلت على رسول ال )صلى ال عليه و آله( يوم الثنين ،و أسلم
علي )عليه السلم( يوم الثلثاء ،ثم أسلمت خديجة بنت خويلد زوج النبي )صلى ال عليه و آله( .ثم دخل أبو
طالب إلى النبي )صلى ال عليه و آله( و هو يصلي ،و علي )عليه السلم( بجنبه ،و كان مع أبي طالب جعفر،
فقال له أبو طالب :صل جناح ابن عمك فوقف جعفر عن يسار رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،فبدر رسول ال
)صلى ال عليه و آله( من بينهما ،فكان رسول ال )صلى ال عليه و آله( يصلي،
__________________________________________________
-9تفسير القّمي .378 :1
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص393 :
و علي )عليه السلم( و جعفر و زيد بن حارثة و خديجة يأتمون به فلما أتى لذلك ثلث سنين » «1أنزل ال عليه:
ن.سَتْهِزِئي َ
ك اْلُم ْ
ن ِإّنا َكَفْينا َ
شِرِكي َن اْلُم ْ
عِ ض َ عِر ْ ع ِبما ُتْؤَمُر َو َأ ْ
صَد ْ َفا ْ
و كان المستهزئون برسول ال )صلى ال عليه و آله( خمسة :الوليد بن المغيرة ،و العاص بن وائل ،و السود بن
المطلب ،و السود بن عبد يغوث ،و الحارث بن الطلطلة الخزاعي .أما الوليد فكان رسول ال )صلى ال عليه و
آله( دعا عليه لما كان يبلغه من إيذائه و استهزائه،
فقال» :اللهم أعم بصره ،و أثكله بولده«
فعمي بصره ،و قتل ولده ببدر ،و كذلك دعا على السود بن عبد يغوث و الحارث بن طلطلة الخزاعي ،فمر
الوليد بن المغيرة برسول ال )صلى ال عليه و آله( و معه جبرئيل )عليه السلم( ،فقال جبرئيل )عليه السلم( :يا
محمد ،هذا الوليد بن المغيرة ،و هو من المستهزئين بك .قال :نعم .و قد كان مر برجل من خزاعة على باب
المسجد و هو يريش نبل ،فوطئ على بعضها ،فأصاب عقبه قطعة من ذلك فدميت ،فلما مر بجبرئيل )عليه
السلم( أشار إلى ذلك الموضع ،فرجع الوليد إلى منزله ،و نام على سريره ،و كانت ابنته نائمة أسفل منه ،فانفجر
الموضع الذي أشار إليه جبرئيل )عليه السلم( أسفل عقبه ،فسال منه الدم حتى صار إلى فراش ابنته ،فانتبهت
ابنته ،فقالت :يا جارية ،انحل وكاء » «2القربة .قال الوليد :ما هذا وكاء القربة ،و لكنه دم أبيك ،فاجمعي لي ولدي
و ولد أخي فإني ميت .فجمعتهم ،فقال لعبد ال بن أبي ربيعة :إن عمارة بن الوليد بأرض الحبشة بدار مضيقة »
،«3فخذ كتابا من محمد إلى النجاشي أن يرده .ثم قال لبنه هاشم ،و هو أصغر ولده :يا بني ،أوصيك بخمس
خصال فاحفظها :أوصيك بقتل أبي درهم الدوسي ،فإنه غلبني على امرأتي و هي بنته ،و لو تركها و بعلها كانت
تلد لي ابنا مثلك ،و دمي في خزاعة ،و ما تعمدوا قتلي ،و أخاف أن تنسوا بعدي ،و دمي في بني خزيمة بن
عامر ،و دياتي في ثقيف فخذها ،و لسقف نجران علي مائتا دينار فاقضها ،ثم فاضت نفسه.
و مر السود بن المطلب برسول ال )صلى ال عليه و آله( ،فأشار جبرئيل )عليه السلم( إلى بصره فعمي و
مات .و مر به السود بن عبد يغوث ،فأشار جبرئيل )عليه السلم( إلى بطنه ،فلم يزل يستسقي حتى انشق بطنه.
و مر العاص بن وائل ،فأشار جبرئيل )عليه السلم( إلى رجليه ،فدخل عود في أخمص قدمه ،و خرج من ظاهره
و مات .و مر الحارث بن الطلطلة ،فأشار جبرئيل )عليه السلم( إلى وجهه ،فخرج إلى جبال تهامة ،فأصابتها
ن.
سَتْهِزِئي َ
ك اْلُم ْ
من السماء ديم ،فاستسقى حتى انشق بطنه ،و هو قول الِ :إّنا َكَفْينا َ
فخرج رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،فقام على الحجر ،فقال» :يا معشر قريش ،يا معشر العرب ،أدعوكم إلى
شهادة أن ل إله إل ال و أني رسول ال ،و آمركم بخلع النداد و الصنام ،فأجيبوني تملكوا بها العرب ،و تدين
لكم العجم ،و تكونوا ملوكا في الجنة«
فاستهزءوا منه ،و قالوا :جن محمد بن عبد ال ،و لم يجسروا عليه لموضع أبي طالب .فاجتمعت قريش إلى أبي
طالب ،فقالوا :يا أبا طالب ،إن ابن أخيك قد سفه أحلمنا ،و سب آلهتنا ،و أفسد
__________________________________________________
) (1في »ط« :سنتين.
سّرة و الكيس و القربة و نحوها» .مجمع البحرين -وكأ.«453 :1 - ) (2الوكاء :خيط يشّد به ال ّ
) (3في المصدر :مضيعة.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص394 :
شباننا ،و فرق جماعتنا فإن كان يحمله على ذلك العدم ،جمعنا له مال ،فيكون أكثر قريش مال ،و نزوجه أي
امرأة شاء من قريش.
فقال له أبو طالب :ما هذا ،يا بن أخي؟
فقال» :يا عم ،هذا دين ال ،الذي ارتضاه لنبيائه و رسله ،بعثني ال رسول إلى الناس«.
فقال :يا بن أخي ،إن قومك قد أتوني يسألوني أن أسألك أن تكف عنهم .فقال» :يا عم ،ل أستطيع أن أخالف أمر
ربي«
فكف عنه أبو طالب.
ثم اجتمعوا إلى أبي طالب ،فقالوا :أنت سيد من ساداتنا ،فادفع إلينا محمدا لنقتله ،و تملك علينا .فقال أبو طالب
قصيدته الطويلة ،منها:
و قد قطعوا أكل العرى و الوسائل و لما رأيت القوم ل ود عندهم
-[2] /5963أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في )مسند فاطمة( :قال :أخبرني أبو المفضل محمد بن
__________________________________________________
-1الغيبة.43 /243 :
ل تستعجل.
) (1في المصدر :أ ّ
-[8] /5969و قال علي بن إبراهيم :نزلت لما سألت قريش رسول ال )صلى ال عليه و آله( أن ينزل عليهم
ن َأْمِرِه يعني بالقوة ح ِم ْ
ل اْلَملِئَكَة ِبالّرو ِ جُلوُه و قولهُ :يَنّز ُ سَتْع ِ ل َفل َت ْالعذاب ،فأنزل ال تبارك و تعالىَ :أتى َأْمُر ا ِّ
التي جعلها ال فيهم.
عباِدِه َأ ْ
ن ن ِ
ن َيشاُء ِم ْ
على َم ْ -[9] /5970ثم قال :و في رواية أبي الجارود ،عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله َ
ن يقول» :بالكتاب و النبوة«. ل َأَنا َفاّتُقو َِأْنِذُروا َأّنُه ل ِإلَه ِإ ّ
قوله تعالى:
ن ]] /5971 [6 -4 حو َسَر ُ ن َت ْ
حي َ ن َو ِ حو َ ن ُتِري ُحي َن -إلى قوله تعالىِ - صيٌم ُمِبي ٌ
خ ِ طَفٍة َفِإذا ُهَو َ ن ُن ْ
ن ِم ْ لْنسا َق ا ِْ
خَل َ
َ
ن قال :خلقه من صيٌم ُمِبي ٌ خ ِ طَفٍة َفِإذا ُهَو َ ن ُن ْ ن ِم ْلْنسا َ ق ا ِْخَل َ
-[1و قال علي بن إبراهيم ،في قولهَ :
__________________________________________________
-6تفسير العّياشي .2 /254 :2
-7تفسير العّياشي [.....] .3 /254 :2
-8تفسير القّمي .382 :1
-9تفسير القّمي .382 :1
-1تفسير القّمي .382 :1
ي.
) (1زاد في المصدر :و ل نب ّ
) (2تفسير العّياشي .4 /254 :2
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص406 :
قطرة من ماء مهين » ،«1فيكون خصيما متكلما بليغا.
فٌء َو َمناِفُع و الدفء: خَلَقها َلُكمْ ِفيها ِد ْ لْنعاَم َ -[2] /5972ثم قال :و قال أبو الجارود في قولهَ :و ا َْ
حواشي البل ،و يقال :بل هي الدفاء من البيوت و الثياب.
فٌء أي ما يستدفئون به ،مما يتخذ من صوفها و وبرها. -[3] /5973ثم قال علي بن إبراهيم في قولهِ :د ْ
ن قال :حين ترجع من المرعىَ ،و حو َ سَر ُ ن َت ْ
حي َن َو ِ حو َ ن ُتِري ُ حي َ ل ِجما ٌ -[4] /5974ثم قال :و قولهَ :و َلُكْم ِفيها َ
ن حين تخرج إلى المرعى. حو َ سَر ُن َت ْ
حي َِ
قوله تعالى:
حيٌم ][7 ف َر ِ ن َرّبُكْم َلَرُؤ ٌ س ِإ ّلْنُف ِ ق ا َْ
شّ ل ِب ِ
ل َأْثقاَلُكْم ِإلى َبَلٍد َلْم َتُكوُنوا باِلِغيِه ِإ ّ
حِم ُ
َو َت ْ
-[5] /5975محمد بن يعقوب :عن أبي علي الشعري ،عن محمد بن عبد الجبار ،عن صفوان بن يحيى ،عن
عبد ال بن يحيى الكاهلي ،قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول -و ذكر الحج -فقال» :قال رسول ال
)صلى ال عليه و آله( :هو أحد الجهادين ،و هو جهاد الضعفاء و نحن الضعفاء ،أما إنه ليس شيء أفضل من
الحج إل الصلة ،و في الحج ها هنا صلة ،و ليس في الصلة قبلكم حج ،ل تدع الحج و أنت تقدر عليه ،أما ترى
أنه يشعث فيه رأسك ،و يقشف » «2فيه جلدك ،و تمنع فيه من النظر إلى النساء.
و إنا نحن لها هنا ،و نحن قريب ،و لنا مياه متصلة ،ما نبلغ الحج حتى يشق علينا ،فكيف أنتم في بعد البلد؟
و ما من ملك و ل سوقة يصل إلى الحج إل بمشقة ،من تغيير مطعم أو مشرب أو ريح أو شمس ل يستطيع ردها،
حيٌم«.
ف َر ِن َرّبُكْم َلَرُؤ ٌس ِإ ّ
لْنُف ِ ق ا َْل ِبشِ ّ
ل َأْثقاَلُكْم ِإلى َبَلٍد َلْم َتُكوُنوا باِلِغيِه ِإ ّ حِم ُ
و ذلك قوله عز و جلَ :و َت ْ
-[6] /5976العياشي :عن الكاهلي ،قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يذكر الحج ،فقال» :إن رسول ال
)صلى ال عليه و آله( قال :هو أحد الجهادين ،هو جهاد الضعفاء ،و نحن الضعفاء ،إنه ليس شيء أفضل من
الحج إل
__________________________________________________
-2تفسير القّمي .382 :1
-3تفسير القّمي .382 :1
-4تفسير القّمي .382 :1
-5الكافي .7 /253 :4
-6تفسير العّياشي .5 /254 :2
) (1في المصدر :قطرة ماء منتن.
) (2القشف :قّدر الجلد .قشف يقشف :لم يتعّهد الغسل و النظافة» .لسان العرب -قشف.«282 :9 -
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص407 :
الصلة ،و في الحج ها هنا صلة ،و ليس في الصلة قبلكم حج ،ل تدع الحج و أنت تقدر عليه ،أل ترى أنه
يشعث فيه رأسك ،و يقشف فيه جلدك ،و تمنع فيه من النظر إلى النساء ،إنا ها هنا و نحن قريب ،و لنا مياه
متصلة ،فما نبلغ الحج حتى يشق علينا ،فكيف أنتم في بعد البلد؟ و ما من ملك و ل سوقة يصل إلى الحج إل
ل َأْثقاَلُكْم ِإلى َبَلٍد َلْم حِم ُبمشقة ،من تغيير مطعم أو مشرب أو ريح أو شمس ل يستطيع ردها ،و ذلك قول الَ :و َت ْ
حيٌم«.ف َر ِ ن َرّبُكْم َلَرُؤ ٌ س ِإ ّلْنُف ِق ا َْشّ ل ِب ِ َتُكوُنوا باِلِغيِه ِإ ّ
-[3] /5977علي بن إبراهيم في معنى الية ،قال :إلى مكة و المدينة و جميع البلدان.
قوله تعالى:
ن َتِميَد ِبُكْم َو َأْنهارًا َو ي َأ ْ
سَ ض َروا ِ لْر ِ حِميَر ِلَتْرَكُبوها َو ِزيَنًة -إلى قوله تعالىَ -و َأْلقى ِفي ا َْ ل َو اْل َ ل َو اْلِبغا َ خْي َ
َو اْل َ
ن ][15 -8 ل َلَعّلُكْم َتْهَتُدو َ
سُب ًُ
-[1] /5978العياشي :عن زرارة ،عن أحدهما )عليهما السلم( ،قال :سألته عن أبوال الخيل و البغال و الحمير.
قال:
فٌء َو َمناِفُع َو ِمْنها خَلَقها َلُكْم ِفيها ِد ْ لْنعاَم َ فكرهها .قلت :أليس لحمها حلل؟ قال :فقال» :أليس قد بين ال لكمَ :و ا َْ
ن » «1و قال في الخيل و البغال و الحميرِ :لَتْرَكُبوها َو ِزيَنًة فجعل للكل النعام التي قص ال في الكتاب، َتْأُكُلو َ
و جعل للركوب الخيل و البغال و الحمير ،و ليس لحومها بحرام و لكن الناس عافوها«.
-[2] /5979الشيخ في )التهذيب( :بإسناده عن أحمد بن محمد ،عن محمد بن خالد ،عن القاسم بن عروة ،عن ابن
بكير ،عن زرارة ،عن أحدهما )عليهما السلم( في أبوال الدواب تصيب الثوب ،فكرهه ،فقلت :أليس لحومها
حلل؟ قال» :بلى ،و لكن ليس مما جعله ال للكل«.
حِميَر ِلَتْرَكُبوها و لم يقل عز و جل لتركبوها و تأكلوها، ل َو اْل َل َو اْلِبغا َ خْي َ
-[4] /5980علي بن إبراهيم :قالَ :و اْل َ
ل َو سِبي ِ صُد ال ّ ل َق ْ عَلى ا ِّ ن قال :العجائب التي خلقها ال في البر و البحر َو َ ق ما ل َتْعَلُمو َ خُل ُ
كما قال في النعامَ .و َي ْ
جٌرشَ ب َو ِمْنُه َ شرا ٌ سماِء ماًء َلُكْم ِمْنُه َ ن ال ّ ل ِم َِمْنها جاِئٌر يعني الطريق » «2و قولهُ :هَو اّلِذي َأْنَز َ
__________________________________________________
-3تفسير القّمي .382 :1
-1تفسير العّياشي [.....] .6 /255 :2
-2التهذيب .772 /264 :1
-4تفسير القّمي .382 :1
) (1النحل .5 :16
ن يعني الطريق. جَمِعي َ ) (2في المصدر زيادةَ :و َلْو شاَء َلَهداُكْم َأ ْ
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص408 :
ت يعني ل الّثَمرا ِ ن ُك ّ ب َو ِم ْ عنا َلْ ل َو ا َْ خي َن َو الّن ِ ع َو الّزْيُتو َت َلُكْم ِبِه الّزْر َ ن أي تزرعون و قولهُ :يْنِب ُ سيُمو َ ِفيِه ُت ِ
ن.
لَيًة ِلَقْوٍم َيَتَفّكُرو َك َ ن ِفي ذِل َ بالمطرِ :إ ّ
ن قولهَ :و لَيًة ِلَقْوٍم َيّذّكُرو َك َ ن ِفي ذِل َ خَتِلفًا َأْلواُنُه ِإ ّ
ض أي خلق فأخرج ُم ْ لْر ِ ثم قال :قوله تعالىَ :و ما َذَرَأ َلُكْم ِفي ا َْ
سوَنها يعني ما يخرج من البحر من أنواع حْلَيًة َتلَْب ُ
جوا ِمْنُه ِ خِر ُسَت ْ
طِرّيا َو َت ْ حمًا َ حَر ِلَتْأُكُلوا ِمْنُه َل ْخَر اْلَب ْ سّ ُهَو اّلِذي َ
ن َتِميَد ِبُكْم يعني الجبال ي َأ ْسَ ض َروا ِ لْر ِ خَر ِفيِه يعني السفن .قال :و قولهَ :و َأْلقى ِفي ا َْ ك َموا ِ الجواهر َو َتَرى اْلُفْل َ
ن يعني كي تهتدوا. ل يعني طرقا َلَعّلُكْم َتْهَتُدو َ سُب ً
َو َأْنهارًا َو ُ
قوله تعالى:
ن ][16 جِم ُهْم َيْهَتُدو َ ت َو ِبالّن ْ علما ٍ َو َ
-[1] /5981محمد بن يعقوب :عن الحسين بن محمد الشعري ،عن معلى بن محمد ،عن أبي داود المسترق،
ن ،قال: جِم ُهْم َيْهَتُدو َ ت َو ِبالّن ْعلما ٍ قال :حدثنا داود الجصاص ،قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقولَ :و َ
»النجم :رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،و العلمات :الئمة )عليهم السلم(«.
-[2] /5982و عنه :عن الحسين بن محمد ،عن معلى بن محمد ،عن الوشاء ،عن أسباط بن سالم ،قال :سأل
ن.
جِم ُهْم َيْهَتُدو َ ت َو ِبالّن ْعلما ٍ الهيثم أبا عبد ال )عليه السلم( -و أنا عنده -عن قوله عز و جلَ :و َ
فقال» :رسول ال )صلى ال عليه و آله( :النجم ،و العلمات :الئمة )عليهم السلم(«.
-[3] /5983و عنه :عن الحسين بن محمد ،عن معلى بن محمد ،عن الوشاء ،قال :سألت الرضا )عليه السلم(
ن ،قال» :نحن العلمات ،و النجم :رسول ال )صلى ال جِم ُهْم َيْهَتُدو َت َو ِبالّن ْ علما ٍ عن قول ال عز و جلَ :و َ
عليه و آله(«.
-[4] /5984علي بن إبراهيم ،قال :حدثني أبي ،عن النضر بن سويد ،عن القاسم بن سليمان ،عن معلى بن
خنيس ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :النجم :رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،و العلمات :الئمة )عليهم
السلم(«.
-[5] /5985و عنه ،قال :حدثني أبي ،عن الحسين بن خالد ،عن أبي الحسن الرضا )عليه السلم( قالَ :و
ن ،قال» :العلمات :الوصياء ،و النجم :رسول ال )صلى ال عليه و آله(«. جِم ُهْم َيْهَتُدو َ ت َو ِبالّن ْ علما ٍ َ
__________________________________________________
-1الكافي .1 /160 :1
-2الكافي .2 /161 :1
-3الكافي .3 /161 :1
-4تفسير القّمي .383 :1
-5تفسير القّمي .343 :2
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص409 :
-[6] /5986الشيخ في )أماليه( ،قال :أخبرنا محمد بن محمد ،قال :حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه
)رحمه ال( ،قال :حدثني أبي ،عن سعد بن عبد ال ،قال :حدثني أحمد بن محمد بن عيسى ،عن الحسن بن
محبوب ،عن منصور بن بزرج ،عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال عز و جلَ :و
ن ،قال» :النجم :رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،و العلمات :الئمة من بعده )عليه جِم ُهْم َيْهَتُدو َ ت َو ِبالّن ْ
علما ٍ َ
و عليهم السلم(«.
-[7] /5987العياشي :عن المفضل بن صالح ،عن بعض أصحابه ،عن أحدهما )عليهما السلم( ،في قوله:
ن قال» :هو أمير المؤمنين )عليه السلم(«. جِم ُهْم َيْهَتُدو َت َو ِبالّن ْ علما ٍ َو َ
ن.جِم ُهْم َيْهَتُدو َ ت َو ِبالّن ْ علما ٍ -[8] /5988عن معلى بن خنيس ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قولهَ :و َ
قال» :النجم :رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،و العلمات :الوصياء ،بهم يهتدون«.
ن.
جِم ُهْم َيْهَتُدو َ ت َو ِبالّن ْ
علما ٍ -[9] /5989عن أبي مخلد الخياط ،قال :قلت لبي جعفر )عليه السلم(َ :و َ
قال» :النجم :محمد )صلى ال عليه و آله( ،و العلمات :الوصياء )صلوات ال عليهم(«.
جِم هُْمت َو ِبالّن ْ علما ٍ -[10] /5990عن محمد بن الفضيل ،عن أبي الحسن )عليه السلم( ،في قول الَ :و َ
ن ،قال» :نحن العلمات ،و النجم :رسول ال )صلى ال عليه و آله(«. َيْهَتُدو َ
ن.
جِم ُهْم َيْهَتُدو َ ت َو ِبالّن ْعلما ٍ -[11] /5991عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول الَ :و َ
قال» :هم الئمة«.
-[12] /5992عن إسماعيل بن أبي زياد ،عن جعفر بن محمد ،عن أبيه ،عن آبائه ،عن علي بن أبي طالب
ن قال :هو الجدي ،لنه نجم ل جِم ُهْم َيْهَتُدو َ
)عليهم السلم( قال» :قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(َ :و ِبالّن ْ
يزول » ،«1و عليه بناء القبلة ،و به يهتدي أهل البر و البحر«.
جِم ُهْمت َو ِبالّن ْ علما ٍ -[13] /5993عن إسماعيل بن أبي زياد ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قولهَ :و َ
ن.
َيْهَتُدو َ
قال» :ظاهر و باطن ،الجدي ،عليه تبنى القبلة ،و به يهتدي أهل البر و البحر لنه ل يزول«.
__________________________________________________
-6المالي .164 :1
-7تفسير العّياشي ،7 /255 :2شواهد التنزيل .453 /327 :1
-8تفسير العّياشي .8 /255 :2
-9تفسير العّياشي ،9 /256 :2شواهد التنزيل .454 /327 :1
-10تفسير العّياشي [.....] .10 /256 :2
-11تفسير العّياشي .11 /256 :2
-12تفسير العّياشي .12 /256 :2
-13تفسير العّياشي .13 /256 :2
) (1في »ط« :ل يدور.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص410 :
-[14] /5994الطبرسي ،قال :قال أبو عبد ال )عليه السلم(» :نحن العلمات ،و النجم رسول ال )صلى ال
عليه و آله( ،و لقد قال :إن ال جعل النجوم أمانا لهل السماء ،و جعل أهل بيتي أمانا لهل الرض«.
قوله تعالى:
حيٌم ][18 ل َلَغُفوٌر َر ِن ا َّ صوها ِإ ّح ُ ل ل ُت ْ ن َتُعّدوا ِنْعَمَة ا ِّ
َو ِإ ْ
-[1] /5995محمد بن يعقوب :عن علي بن محمد ،عن بعض أصحابه ،رفعه ،قال :كان علي بن الحسين
صوها يقول» :سبحان من لم يجعل في أحد من ح ُل ل ُت ْ
ن َتُعّدوا ِنْعَمَة ا ِّ
)عليهما السلم( إذا قرأ هذه اليةَ :و ِإ ْ
معرفة نعمه إل المعرفة بالتقصير عن معرفتها ،كما لم يجعل في أحد من معرفة إدراكه أكثر من العلم أنه ل
يدركه ،فشكر جل و عز معرفة العارفين بالتقصير عن معرفة شكره ،فجعل معرفتهم بالتقصير شكرا .كما علم
علم العالمين أنهم ل يدركونه فجعله إيمانا ،علما منه أنه قد » «1وسع العباد فل يتجاوز ذلك ،فإن شيئا من خلقه ل
يبلغ مدى عبادته ،و كيف يبلغ مدى عبادته من ل مدى له و ل كيف؟ تعالى ال قدرا عن ذلك علوا كبيرا«.
لل ت ا ِّ
ن َتُعّدوا ِنْعَم َ سَأْلُتُموُه َو ِإ ْ
ل ما َ ن ُك ّ و قد تقدم في هذه الية هذا الحديث و غيره في قوله تعالىَ :و آتاُكْم ِم ْ
صوها من سورة إبراهيم ».«2 ح ُ ُت ْ
قوله تعالى:
ن -إلى قوله ن ُيْبَعُثو َن َأّيا َشُعُرو َ حياٍء َو ما َي ْ غْيُر َأ ْت َ ن َأْموا ٌ خَلُقو َشْيئًا َو ُهْم ُي ْ
ن َخُلُقو َل ل َي ْ ن ا ِّن ُدو ِ ن ِم ْعو َ ن َيْد ُ
َو اّلِذي َ
ن ] -[2] /5996 [25 -20علي بن إبراهيم :إنه رد على عبدة الصنام ،قال :و قولهَ :و تعالىَ -أل ساَء ما َيِزُرو َ
ن يعني أكاذيب الولين. لّوِلي َطيُر ا َْ ل َرّبُكْم في علي قاُلوا َأسا ِ ل َلُهْم ما ذا َأْنَز َ ِإذا ِقي َ
__________________________________________________
-14مجمع البيان .545 :5
-1الكافي .592 /394 :8
-2تفسير القّمي .383 :1
) (1القد :قدر الشيء و تقطيعه» .لسان العرب -قدد.«345 :3 -
) (2تقّدم في الحديث ) (2من تفسير اليات ) (36 -34من سورة إبراهيم.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص411 :
-[2] /5997علي ،بن إبراهيم ،قال :حدثني جعفر بن أحمد ،قال :حدثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم ،عن محمد بن
علي ،عن محمد بن الفضيل ،عن أبي حمزة الثمالي ،قال :سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول في قوله:
خَرِة» :يعني أنهم ل يؤمنون بالرجعة أنها حق قُُلوُبُهْم ُمْنِكَرٌة يعني أنها كافرة َو ُهْم لِن ِبا ْن ل ُيْؤِمُنو َ َفاّلِذي َ
ن ِإّنُه لن َو ما ُيْعِلُنو َ سّرو َ ل َيْعَلُم ما ُي ِ
ن ا َّجَرَم َأ ّ ن يعني أنهم عن ولية علي )عليه السلم( مستكبرون ل َ سَتْكِبُرو َ ُم ْ
ن عن ولية علي )عليه السلم(«. سَتْكِبِري َ
ب اْلُم ْح ّ ُي ِ
ن«. لّوِلي َطيُر ا َْ ل َرّبُكْم في علي قاُلوا َأسا ِ ل َلُهْم ما ذا َأْنَز َ و قال» :نزلت هذه الية هكذاَ :و ِإذا ِقي َ
ن ُدو ِ
ن ن ِم ْعو َ ن َيْد ُ
-[3] /5998العياشي :عن جابر عن أبي جعفر )عليه السلم( ،قال :سألته عن هذه الية َو اّلِذي َ
ن.
ن َأّيانَ ُيْبَعُثو َ شُعُرو َ حياٍء َو ما َي ْ غْيُر َأ ْ
ت َ ن َأْموا ٌ خَلُقو َ
شْيئًا َو ُهْم ُي ْ
ن َ خُلُقو َل ل َي ْ ا ِّ
قال» :الذين يدعون من دون ال :الول و الثاني و الثالث ،كذبوا رسول ال )صلى ال عليه و آله( بقوله :والوا
عليا و اتبعوه .فعادوا عليا )عليه السلم( و لم يوالوه ،و دعوا الناس إلى ولية أنفسهم ،فذلك قول الَ :و اّلِذي َ
ن
ل«.ن ا ِّ ن ُدو ِ ن ِم ْعو َ َيْد ُ
ن فإنه يعني و هم يعبدون ،و أما قوله: خلَُقو َ شْيئًا فإنه يعني ل يعبدون شيئا َو ُهْم ُي ْ ن َخُلُقو َقال» :و أما قوله :ل َي ْ
ن فإنه يعني أنهم ل يؤمنون ،أنهم ن ُيْبَعُثو َ
شُعُرونَ َأّيا َ حياٍء يعني كفارا غير مؤمنين ،و أما قولهَ :و ما َي ْ غْيُر َأ ْت َ َأْموا ٌ
ن فإنه يعني عن ولية علي )عليه السلم( ن ل ُيْؤِمُنو َ حٌد فإنه كما قال ال .و أما قولهَ :فاّلِذي َ يشركون ِإلُهُكْم ِإلٌه وا ِ
سَتْكِبِري َ
ن ب اْلُم ْح ّ ن ِإّنُه ل ُي ِ ن َو ما ُيْعِلُنو َ سّرو َ ل َيْعَلُم ما ُي ِن ا َّ جَرَم َأ ّمستكبرون ،قال ال لمن فعل ذلك وعيدا منه :ل َ
عن ولية علي )عليه السلم(«.
عن أبي حمزة الثمالي ،عن أبي جعفر )عليه السلم( ،مثله سواء ».«1
-[4] /5999عن مسعدة بن صدقة ،قال :مر الحسين بن علي )عليه السلم( بمساكين قد بسطوا كساء لهم ،فألقوا
ن ثم قال» :قد سَتْكِبِري َب اْلُم ْ
ح ّعليه كسرا ،فقالوا :هلم يا بن رسول ال ،فثنى وركه فأكل معهم ،ثم تل ِإّنُه ل ُي ِ
أجبتكم فأجيبوني« قالوا :نعم -يا ابن رسول ال -و تعمى عين ،فقاموا معه حتى أتوا منزله ،فقال للرباب:
»أخرجي ما كنت تدخرين«.
ل َلُهْم ما -[5] /6000عن أبي حمزة ،عن أبي جعفر )عليه السلم( ،قال» :نزل جبرئيل هذه الية هكذاَ :و ِإذا ِقي َ
ن يعنون بني إسرائيل«. لّوِلي َ
طيُر ا َْ
ل َرّبُكْم في علي قاُلوا َأسا ِ ذا َأْنَز َ
__________________________________________________
-2تفسير القّمي .383 :1
-3تفسير العّياشي .14 /256 :2
-4تفسير العّياشي .15 /257 :2
-5تفسير العّياشي ،17 /257 :2شواهد التنزيل .456 /331 :1
) (1تفسير العّياشي /257 :2ذيل حديث )[.....] .(14
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص412 :
ل َرّبُكْم في علي قاُلوا ل َلُهْم ما ذا َأْنَز َ -[6] /6001عن جابر ،عن أبي جعفر )عليه السلم( في قولهَ :و ِإذا ِقي َ
حِمُلوا َأْوزاَرُهْم ن ،و أما قولهِ :لَي ْ لّوِلي َطيُر ا َْن» :سجع أهل الجاهلية في جاهليتهم ،فذلك قولهَ :أسا ِ لّوِلي َ
طيُر ا ََْأسا ِ
عْلٍم
ضّلوَنُهْم ِبَغْيِر ِن ُي ِ ن َأْوزاِر اّلِذي َ كاِمَلًة َيْوَم اْلِقياَمِة فإنه يعني ليستكملوا » «1الكفر يوم القيامة ،و أما قولهَ :و ِم ْ
ن«.
يعني يتحملون كفر الذين يتولونهم ،قال الَ :أل ساَء ما َيِزُرو َ
ضّلوَنُهْمن ُي ِ ن َأْوزاِر اّلِذي َ حِمُلوا َأْوزاَرُهْم كاِمَلًة َيْوَم اْلِقياَمِة َو ِم ْ
-[7] /6002علي بن إبراهيم :قال ال عز و جلِ :لَي ْ
عْلٍم قال :يحملون آثامهم ،يعني الذين غصبوا أمير المؤمنين )عليه السلم( ،و آثام كل من اقتدى بهم ،و هو ِبَغْيِر ِ
قول الصادق )عليه السلم(» :و ال ما أهريقت محجمة من دم ،و ل قرع عصا بعصا ،و ل غصب فرج حرام ،و
ل أخذ مال من غير حله ،إل و وزر ذلك في أعناقهما ،من غير أن ينقص من أوزار العاملين شيئا«.
-[8] /6003محمد بن يعقوب :عن الحسين بن محمد الشعري ،عن معلى بن محمد ،عن الوشاء ،عن أبان ،عن
عقبة بن بشير السدي ،عن الكميت بن زيد السدي ،قال :دخلت على أبي جعفر )عليه السلم( فقال» :و ال -يا
كميت -لو كان عندنا مال لعطيناك منه ،و لكن لك ما قال رسول ال )صلى ال عليه و آله( لحسان بن ثابت :لن
يزال معك روح القدس ما ذببت عنا«.
قال :قلت :خبرني عن الرجلين؟ قال :فأخذ الوسادة فكسرها في صدره ،ثم قال» :و ال -يا كميت -ما أهريقت
محجمة من دم ،و ل أخذ مال من غير حله ،و ل قلب حجر عن حجر ،إل ذاك في أعناقهما«.
-[9] /6004علي بن إبراهيم ،قال :حدثني أبي ،عن ابن أبي عمير ،عن جميل ،عن أبي عبد ال )عليه السلم(
قال» :خطب أمير المؤمنين )عليه السلم( بعد ما بويع له بخمسة أيام خطبة ،فقال فيها :و اعلموا أن لكل حق
طالبا ،و لكل دم ثائرا ،و الطالب لحقنا كقيام الثائر بدمائنا ،و الحاكم في حق نفسه هو العادل الذي ل يحيف ،و
الحاكم الذي ل يجوز ،و هو ال الواحد القهار.
و اعلموا أن على كل شارع بدعة وزره و وزر كل مقتد » «2به من بعده ،من غير أن ينقص من أوزار العاملين
شيئا ،و سينتقم ال من الظلمة مأكل بمأكل و مشربا بمشرب ،من لقم العلقم و مشارب الصبر الدهم »،«3
فليشربوا بالصب » «4من الراح » «5السم المداف ،و ليلبسوا دثار » «6الخوف دهرا طويل ،و لهم بكل ما أتوا
و عملوا من
__________________________________________________
-6تفسير العّياشي .18 /257 :2
-7تفسير القّمي .383 :1
-8الكافي .75 /102 :8
-9تفسير القّمي .384 :1
) (1في المصدر :ليتكّلموا.
) (2في »ط« :معتقد.
) (3الدهم :السود» .لسان العرب -دهم.«209 :12 -
) (4في »ط« :معتقد.
) (5الراح :الخمر» .الصحاح -روح.«368 :1 -
ل ما كان من الثياب فوق الشعار» .الصحاح -دثر.«655 :2 - ) (6الدثار :ك ّ
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص413 :
أفاويق » «1الصبر الدهم فوق ما أتوا و عملوا ،أما إنه لم يبق إل الزمهرير من شتائهم ،و ما لهم من الصيف إل
رقدة ،ويحهم ما تزودوا و جمعوا على ظهورهم من الثام و الخطايا.
فيا مطايا الخطايا ،و يا زور الزور ،و أوزار الثام مع الذين ظلموا ،اسمعوا و اعقلوا و توبوا ،و ابكوا على
أنفسكم ،فسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
فاقسم ثم اقسم ،لتحملنها بنو امية من بعدي ،و ليعرفنها في دار غيرهم عما قليل ،فل يبعد ال إل من ظلم ،و على
البادي -يعني الول -ما سهل لهم من سبيل الخطايا مثل أوزارهم و أوزار كل من عمل بوزرهم إلى يوم القيامة،
و من أوزار الذين يضلونهم بغير علم ،أل ساء ما يزرون«.
-[10] /6005ابن بابويه ،قال :حدثنا أبي )رحمه ال( ،قال :حدثنا سعد بن عبد ال ،عن محمد بن أحمد ،عن
أحمد بن محمد السياري ،قال :حدثنا محمد بن عبد ال بن مهران الكوفي ،قال :حدثني حنان بن سدير ،عن أبيه،
عن أبي إسحاق الليثي ،قال :قلت لبي جعفر محمد بن علي الباقر )عليه السلم( :يا بن رسول ال ،أخبرني عن
المؤمن المستبصر إذا بلغ في المعرفة و كمل ،هل يزني؟ قال» :اللهم ل« .قلت :فيلوط؟ قال» :اللهم ل« .قلت:
فيسرق؟ قال:
»ل« .قلت :فيشرب الخمر؟ قال» :ل« .قلت :فيأتي بكبيرة من هذه الكبائر أو فاحشة من هذه الفواحش؟ قال:
»ل«.
قلت :فيذنب ذنبا؟ قال» :نعم ،هو مؤمن مذنب ملم« .قلت :ما معنى ملم؟ قال» :الملم بالذنب ل يلزمه و ل يصير
عليه«.
قال :فقلت :سبحان ال! ما أعجب هذا ،ل يزني ،و ل يلوط ،و ل يسرق ،و ل يشرب الخمر ،و ل يأتي بكبيرة من
الكبائر و ل فاحشة! فقال» :ل تعجب من أمر ال ،إن ال عز و جل يفعل ما يشاء ،و ل يسأل عما يفعل و هم
يسألون ،فمم عجبت يا إبراهيم؟ سل و ل تستنكف و ل تستح ،فإن هذا العلم ل يتعلمه مستكبر و ل مستحيي«.
قلت :يا بن رسول ال ،إني أجد من شيعتكم من يشرب الخمر ،و يقطع الطريق ،و يخيف السبيل ،و يزني ،و
يلوط ،و يأكل الربا ،و يرتكب الفواحش ،و يتهاون بالصلة و الصيام و الزكاة ،و يقطع الرحم ،و يأتي الكبائر،
فكيف هذا ،و لم ذاك؟ فقال» :يا إبراهيم ،هل يختلج في صدرك شيء غير هذا؟« قلت :نعم -يا بن رسول ال-
اخرى أعظم من ذلك .فقال» :و ما هو ،يا أبا إسحاق؟« قال :فقلت :يا بن رسول ال ،و أجد من أعدائكم ،و من
مناصبيكم من يكثر من الصلة و من الصيام ،و يخرج الزكاة ،و يتابع بين الحج و العمرة ،و يحرص على
الجهاد ،و يأثر » «2على البر و على صلة الرحام ،و يقضي حقوق إخوانه ،و يواسيهم من ماله ،و يتجنب شرب
الخمر و الزنا و اللواط ،و سائر الفواحش ،فمم ذاك؟ و لم ذلك؟ فسره لي با بن رسول ال و برهنه و بينه ،فقد -و
ال -كثر فكري ،و أسهر ليلي و ضاق ذرعي.
قال :فتبسم الباقر )صلوات ال عليه( ،ثم قال» :يا إبراهيم ،خذ إليك بيانا شافيا فيما سألت ،و علما مكنونا من
__________________________________________________
-10علل الشرائع.81 /606 :
) (1الفاويق :ما اجتمع من الماء في السحاب ،فهو يمطر ساعة بعد ساعة .و الفاويق أيضا جميع )الفيقة( اسم
ى به هنا عن استمرار العذاب. ضرع بين الحلبتين .و كن ّ اللبن الذي يجتمع في ال ّ
) (2أثر أن يفعل ذلك المر :أي فرغ له و عّزم عليه» .لسان العرب -أثر.«8 :4 -
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص414 :
خزائن علم ال و سره ،أخبرني -يا إبراهيم -كيف تجد اعتقادهما؟«.
قلت :يا بن رسول ال ،أجد محبيكم و شيعتكم على ما هم فيه مما و صفته من أفعالهم ،لو أعطي أحدهم ما بين
المشرق و المغرب ذهبا و فضة أن يزول عن وليتكم و محبتكم إلى موالة غيركم و محبتهم ،ما زال ،و لو
ضربت خياشيمه بالسيوف فيكم ،و لو قتل فيكم ما ارتدع و ل رجع عن محبتكم و وليتكم .و أرى الناصب على
ما هو عليه مما وصفته من أفعالهم ،لو اعطي أحدهم ما بين المشرق و المغرب ذهبا و فضة أن يزول عن محبة
الطواغيت و موالتهم إلى موالتكم ،ما فعل و ل زال ،و لو ضربت خياشيمه بالسيوف فيهم ،و لو قتل فيهم ،ما
ارتدع و ل رجع ،و إذا سمع أحدهم منقبة لكم و فضل اشمأز من ذلك و تغير لونه ،و رؤي كراهية ذلك في
وجهه ،بغضا لكم و محبة لهم.
قال :فتبسم الباقر )عليه السلم( ،ثم قال» :يا إبراهيم ،ها هنا هلكت العاملة الناصبة ،تصلى نارا حامية ،تسقى من
جَعْلناهُ َهباًء َمْنُثورًا » «1ويحك -يا
ل َف َ
عَم ٍ
ن َ
عِمُلوا ِم ْ
عين آنية ،و من أجل ذلك قال ال عز و جلَ :و َقِدْمنا ِإلى ما َ
إبراهيم -أ تدري ما السبب و القصة في ذلك ،و ما الذي قد خفي على الناس منه«؟
قلت :يا بن رسول ال ،فبينه لي و اشرحه و برهنه.
قال» :يا إبراهيم ،إن ال تبارك و تعالى لم يزل عالما قديما ،خلق الشياء ل من شيء ،و من زعم أن ال عز و
جل خلق الشياء من شيء فقد كفر ،لنه لو كان ذلك الشيء الذي خلق منه الشياء قديما معه في أزليته و هويته،
كان ذلك الشيء أزليا ،بل خلق ال عز و جل الشياء كلها ل من شيء ،فكان مما خلق ال عز و جل أرضا طيبة،
ثم فجر منها ماء عذبا زلل ،فعرض عليها وليتنا أهل البيت فقبلتها ،فأجرى ذلك الماء عليها سبعة أيام فطبقها »
«2و عمها ،ثم نضب ذلك الماء عنها ،فأخذ من صفوة ذلك الطين طينا ،فجعله طين الئمة )عليهم السلم( ،ثم
أخذ ثفل » «3ذلك الطين ،فخلق منه شيعتنا ،و لو ترك طينتكم -يا إبراهيم -على حالها كما ترك طينتنا ،لكنتم و
نحن شيئا واحدا«.
قلت :يا بن رسول ال ،فما فعل بطينتنا؟
قال» :أخبرك -يا إبراهيم -خلق ال عز و جل بعد ذلك أرضا سبخة خبيثة منتنة ،ثم فجر منها ماء أجاجا آسنا »
«4مالحا ،فعرض عليها وليتنا أهل البيت ،فلم تقبلها ،فأجرى ذلك الماء عليها سبعة أيام حتى طبقها و عمها ،ثم
نضب ذلك الماء عنها ،ثم أخذ من ذلك الطين ،فخلق منه الطغاة و أئمتهم ،ثم مزجه بثفل طينتكم ،و لو ترك
طينتهم على حالها و لم يمزج بطينتكم لم يشهدوا الشهادتين ،و ل صلوا و ل صاموا و ل زكوا و ل حجوا و ل
أدوا
__________________________________________________
) (1الفرقان [.....] .23 :25
) (2طبقها :غشاها و عّمها» .المعجم الوسيط -طبق.«550 :2 -
) (3الّثفل :ما استقّر تحت الماء و نحوه من كدر» .المعجم الوسيط -ثفل.«97 :1 -
) (4في »س« :منتنا.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص415 :
أمانة ،و ل أشبهوكم في الصور ،و ليس شيء أشد » «1على المؤمن من أن يرى صورة عدوه مثل صورته«.
قلت :يا بن رسول ال ،فما صنع بالطينتين؟
قال» :مزج بينهما بالماء الول و الماء الثاني ،ثم عركها عرك الديم ،ثم أخذ من ذلك قبضة ،فقال :هذه إلى الجنة
و ل ابالي و أخذ قبضة اخرى ،و قال :هذه إلى النار و ل ابالي ثم خلط بينهما ،فوقع من سنخ المؤمن و طينته
على سنخ الكافر و طينته ،و وقع من سنخ الكافر و طينته على سنخ المؤمن و طينته .فما رأيته من شيعتنا من زنا
أو لواط أو ترك صلة أو صيام أو حج أو جهاد ،أو جناية » ،«2أو كبيرة من هذه الكبائر ،فهو من طينة الناصب
و عنصره الذي قد مزج فيه ،لن من سنخ الناصب و عنصره و طينته اكتساب المآثم و الفواحش و الكبائر ،و ما
رأيت من الناصب ،و مواظبته على الصلة و الصيام و الزكاة و الحج و الجهاد و أبواب البر ،فهو من طينة
المؤمن و سنخه الذي قد مزج فيه ،لن من سنخ المؤمن و عنصره و طينته اكتساب الحسنات و استعمال الخير و
اجتناب المآثم.
فإذا عرضت هذه العمال كلها على ال عز و جل ،قال :أنا عدل ل أجور ،و منصف ل أظلم ،و حكم ل أحيف و
ل أميل و ل أشطط ،ألحقوا العمال السيئة التي اجترحها المؤمن بسنخ الناصب و طينته ،و ألحقوا العمال
الحسنة التي اكتسبها الناصب بسنخ المؤمن و طينته ،ردوها كلها إلى أصلها ،فإني أنا ال ل إله إل أنا عالم السر و
أخفى ،و أنا المطلع على قلوب عبادي ،ل أحيف و ل أظلم ،و ل الزم أحدا إل بما عرفته منه قبل أن أخلقه«.
ثم قال الباقر )عليه السلم(» :يا إبراهيم ،اقرأ هذه الية« قلت :يا بن رسول ال ،أية آية؟ قال» :قوله تعالى :قا َ
ل
ن » «3هو في الظاهر ما تفهمونه ،و هو -و ال -في عْنَدُه ِإّنا ِإذًا َلظاِلُمو َ
عنا ِ
جْدنا َمتا َ
ن َو َ
ل َم ْ
خَذ ِإ ّ
ن َنْأ ُل َأ ْ
َمعاَذ ا ِّ
الباطن هذا بعينه .يا إبراهيم ،إن للقرآن ظاهرا و باطنا ،و محكما و متشابها ،و ناسخا و منسوخا«.
ثم قال» :أخبرني -يا إبراهيم -عن الشمس إذا طلعت ،و بدأ شعاعها في البلدان ،أهو بائن من القرص؟« قلت :في
حال طلوعه بائن .قال» :أليس إذا غابت الشمس اتصل ذلك الشعاع بالقرص حتى يعود إليه؟« قلت :نعم.
قال» :كذلك يعود كل شيء إلى سنخه و جوهره و أصله ،فإذا كان يوم القيامة ،نزع ال عز و جل سنخ الناصب و
طينته مع أثقاله و أوزاره من المؤمن ،فيلحقها كلها بالناصب ،و ينزع سنخ المؤمن و طينته مع حسناته و أبواب
بره و اجتهاده من الناصب ،فيلحقها كلها بالمؤمن ،أفترى ها هنا ظلما أو عدوانا؟« قلت :ل ،يا بن رسول ال.
قال» :هذا -و ال -القضاء الفاصل ،و الحكم القاطع ،و العدل البين ،ل يسأل عما يفعل و هم يسألون ،هذا -يا
إبراهيم -الحق من ربك ،فل تكن من الممترين ،و هذا من حكم الملكوت«.
قلت :يا بن رسول ال ،و ما حكم الملكوت؟
طيَع
سَت ِ
ن َت ْ
ك َل ْ
قال» :حكم ال و حكم أنبيائه ،و قصة الخضر و موسى )عليهما السلم( حين استصحبه ،فقالِ :إّن َ
صْبرًاي َ َمِع َ
__________________________________________________
) (1في المصدر :أكبر.
) (2في المصدر :أو خيانة.
) (3يوسف .79 :12
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص416 :
خْبرًا » «1افهم -يا إبراهيم -و اعقل ،أنكر موسى على الخضر ،و استفظع ط ِبِه ُ ح ْعلى ما َلْم ُت ِ صِبُر َ ف َت َْو َكْي َ
أفعاله حتى قال له الخضر :يا موسى ،ما فعلته عن أمري ،إنما فعلته عن أمر ال عز و جل .من هذا -ويحك يا
إبراهيم -قرآن يتلى ،و أخبار تؤثر عن ال عز و جل ،من رد منها حرفا فقد كفر و أشرك ،و رد على ال عز و
جل«.
قال الليثي :فكأني لم أعقل اليات و أنا أقرأها أربعين سنة إل ذلك اليوم ،فقلت :يا بن رسول ال ،ما أعجب هذا،
تؤخذ حسنات أعدائكم فترد على شيعتكم ،و تؤخذ سيئات محبيكم فترد على مبغضيكم؟
قال» :إي و ال الذي ل إله إل هو ،فالق الحبة و بارئ النسمة و فاطر الرض و السماء ،ما أخبرتك إل بالحق ،و
ما أنبأتك إل الصدق ،و ما ظلمهم ال ،و ما ال بظلم للعبيد ،و إن ما أخبرتك لموجود في القرآن كله«.
قلت :هذا بعينه يوجد في القرآن؟
قال» :نعم ،يوجد في أكثر من ثلثين موضعا في القرآن ،أ تحب أن أقرأ ذلك عليك؟« قلت :بلى ،يا بن رسول ال.
ن ِم ْ
ن خطاياُكْم َو ما ُهْم ِبحاِمِلي َ ل َ حِم ْ
سِبيَلنا َو ْلَن ْ
ن آَمُنوا اّتِبُعوا َ ن َكَفُروا ِلّلِذي َ ل اّلِذي َفقال» :قال ال عز و جلَ :و قا َ
ل َمَع َأْثقاِلِهْم » «2الية .أزيدك ،يا إبراهيم؟« قلت :بلى ،يا ن َأْثقاَلُهْم َو َأْثقا ً
حِمُل ّ
ن َو َلَي ْيٍء ِإّنُهْم َلكاِذُبو َ ش ْن َ خطاياُهْم ِم ْ َ
عْلٍم َأل ساَء ما َيِزُرو َ
ن ضّلوَنُهْم ِبَغْيِر ِ ن ُي ِن َأْوزاِر اّلِذي َ حِمُلوا َأْوزاَرُهْم كاِمَلًة َيْوَم اْلِقياَمِة َو ِم ْ بن رسول ال .قالِ» :لَي ْ
حيمًا » غُفورًا َر ِ ل َن ا ُّ
ت َو كا َ سنا ٍ حَ سّيئاِتِهْم َ لُ َ
لا ّ ك ُيَبّد ُ
أ تحب أن أيدك؟« قلت :بلى ،يا بن رسول ال .قالَ» :فُأْولِئ َ
«3يبدل ال سيئات شيعتنا حسنات ،و يبدل ال حسنات أعدائنا سيئات ،و جلل ال و وجه ال » «4إن هذا لمن
عدله و إنصافه ،ل راد لقضائه ،و ل معقب لحكمه ،و هو السميع العليم ،ألم أبين لك أمر المزاج و الطينتين من
ن َرّب َ
ك ل الّلَمَم ِإ ّ
ش ِإ ّ
ح َ لْثِم َو اْلَفوا ِ
ن َكباِئَر ا ِْجَتِنُبو َ
ن َي ْالقرآن؟« قلت :بلى ،يا بن رسول ال .قال» :اقرأ -إبراهيم -اّلِذي َ
ض » «5يعني من الرض الطيبة ،و الرض المنتنة َفل ُتَزّكوا لْر ِ ن ا َْ
شَأُكْم ِم َ عَلُم ِبُكْم ِإْذ َأْن َ
سُع اْلَمْغِفَرِة ُهَو َأ ْ
وا ِ
ن اّتقى » «6يقول :ل يفتخر أحدكم بكثرة صلته و صيامه و زكاته و نسكه ،لن ال عز و جل عَلُم ِبَم ِ
سُكْم ُهَو َأ ْ
َأْنُف َ
أعلم بمن اتقى منكم ،فإن ذلك من قبل اللمم ،و هو المزاج ،أزيدك يا إبراهيم؟« قلت :بلى ،يا بن رسول ال قال:
ل » «7يعني ن ا ِّ
ن ُدو ِن َأْوِلياَء ِم ْطي َ شيا ِخُذوا ال ّ ضلَلُة ِإّنُهُم اّت َعَلْيِهُم ال ّ ق َ حّ ن َفِريقًا َهدى َو َفِريقًا َ »َكما َبَدَأُكْم َتُعوُدو َ
أئمة الجور ،دون أئمة الحق ،و يحسبون أنهم مهتدون ،خذها إليك -يا أبا إسحاق -فو ال إنه لمن غرر أحاديثنا ،و
بواطن سرائرنا ،و مكنون خزائننا ،انصرف و ل تطلع على سرنا أحدا إل مؤمنا مستبصرا ،فإنك إن أذعت سرنا
بليت في نفسك و مالك و أهلك و ولدك«.
__________________________________________________
) (1الكهف .68 -67 :18
) (2العنكبوت .13 -12 :29
) (3الفرقان .70 :25
ل( ليس في المصدر. )) (4و وجه ا ّ
) (6 ،5النجم .32 :53
) (7العراف .30 -29 :7
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص417 :
قوله تعالى:
ثل حْي ُن َ ب ِم ْ ن َفْوِقِهْم َو َأتاُهُم اْلَعذا ُ ف ِم ْ سْق ُ عَلْيِهُم ال ّخّر َ عِد َف َ
ن اْلَقوا ِ ل ُبْنياَنُهْم ِم َن َقْبِلِهْم َفَأَتى ا ُّن ِم َْقْد َمَكَر اّلِذي َ
ن ][26 شُعُرو َ َي ْ
-[1] /6006ابن بابويه :بإسناده عن الرضا )عليه السلم( عن آبائه ،عن علي )عليه السلم( قال» :يوم الربعاء
خر عليهم السقف من فوقهم«.
-[2] /6007علي بن إبراهيم ،قال :حدثني أبي ،عن محمد بن أبي عمير ،عن أبي أيوب ،عن محمد بن مسلم،
ف ِم ْ
ن سْق ُ عَلْيِهُم ال ّخّر َ عِد َف َن اْلَقوا ِل ُبْنياَنُهْم ِم َ
ن َقْبِلِهْم َفَأَتى ا ُّ ن ِم ْ عن أبي جعفر )عليه السلم( في قولهَ :قْد َمَكَر اّلِذي َ
ن.
شُعُرو َ ث ل َي ْ حْي ُن َ ب ِم ْ َفْوِقِهْم َو َأتاُهُم اْلَعذا ُ
قال» :بيت مكرهم ،أي ماتوا فألقاهم » «1ال في النار ،و هو مثل لعداء آل محمد )عليه و عليهم السلم(«.
ل ُبْنياَنُهْم ِم َ
ن -[3] /6008العياشي :عن محمد بن مسلم ،عن أبي جعفر )عليه السلم( في قول الَ :فَأَتى ا ُّ
عِد ،قال» :كان بيت غدر يجتمعون فيه«. اْلَقوا ِ
-[4] /6009عن أبي السفاتج ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( أنه قرأ »فأتى ال بيتهم من القواعد يعني بيت
مكرهم«.
عِد.
ن اْلَقوا ِل ُبْنياَنُهْم ِم َ -[5] /6010عن كليب ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :سألته عن قول الَ :فَأَتى ا ُّ
قال» :ل ،فأتى ال بيتهم من القواعد و إنما كان بيتا«.
ن ِم ْ
ن -[6] /6011عن الحسن بن زياد الصيقل ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :سمعته يقولَ» :قْد َمَكَر اّلِذي َ
ف« قال محمد بن كليب ،عن أبيه ،قال: سْق ُ عَلْيِهُم ال ّخّر َ عِد َف َن اْلَقوا ِ ل ُبْنياَنُهْم ِم ََقْبِلِهْم و لم يعلم الذين آمنوا َفَأَتى ا ُّ
قال» :إنما كان بيتا« ».«2
__________________________________________________
-1الخصال.78 /388 :
-2تفسير القّمي [.....] .384 :1
-3تفسير العّياشي .19 /258 :2
-4تفسير العّياشي .20 /258 :2
-5تفسير العّياشي .21 /258 :2
-6تفسير العّياشي .22 /258 :2
) (1في »ط« :و أبقاهم.
ل عليه( :قوله :بيت مكرهم ،أي المراد بالبنيان بيت مكرهم الذي بنوه مجازا .قال في قال المجلسي )رضوان ا ّ
ل مكرهم من أصله ،أي عاد ضرر المكر إليهم. ل لستيصالهم ،و المعنى :فأتى ا ّ مجمع البيان :قيل :مثل ضربه ا ّ
»بحار النوار ) 8الطبعة الحجرية(.«365 :
) (2في المصدر :قال :أتى بيتا.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص418 :
عِد.
ن اْلَقوا ِ ل ُبْنياَنُهْم ِم َ
-[7] /6012عن محمد بن مسلم ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قالَ :فَأَتى ا ُّ
قال» :كان بيت غدر يجتمعون فيه إذا أرادوا الشر«.
قوله تعالى:
ن ] -[1] /6013 [29 -27قال علي بن إبراهيم: س َمْثَوى اْلُمَتَكّبِري َ خِزيِهْم -إلى قوله تعالىَ -فَلِبْئ َ ُثّم َيْوَم اْلِقياَمِة ُي ْ
خْز َ
ي ن اْل ِ
ن ُأوُتوا اْلِعْلَم ِإ ّ ل اّلِذي َ
ن ِفيِهْم قا َشاّقو َ ن ُكْنُتْم ُت َ
ي اّلِذي َ شَركاِئ َ ن ُ ل َأْي َ
خِزيِهْم َو َيُقو ُ قوله تعالىُ :ثّم َيْوَم اْلِقياَمِة ُي ْ
ن قال :الذين أوتوا العلم: عَلى اْلكاِفِري َ سوَء َ اْلَيْوَم َو ال ّ
الئمة )عليهم السلم( يقولون لعدائهم :أين شركاؤكم ،و من أطعتموهم في الدنيا؟ ثم قال فيهم أيضا :اّلِذي َ
ن
سوٍء فرد ال ن ُ ل ِم ْ سَلَم سلموا لما أصابهم من البلء ،ثم يقولون :ما ُكّنا َنْعَم ُ سِهْم َفَأْلَقُوا ال َّتَتَوّفاُهُم اْلَملِئَكُة ظاِلِمي َأْنُف ِ
ن.س َمْثَوى اْلُمَتَكّبِري َ ن ِفيها َفَلِبْئ َجَهّنَم خاِلِدي َ ب َ خُلوا َأْبوا َ ن َفاْد ُ عِليٌم ِبما ُكْنُتْم َتْعَمُلو َ ل َ ن ا َّ
عليهم ،فقالَ :بلى ِإ ّ
قوله تعالى:
خْيٌر َو َلِنْعَم داُر
خَرةِ َ
لِسَنٌة َو َلداُر ا ْ
حَ
سُنوا ِفي هِذِه الدّْنيا َحَن َأ ْ
خْيرًا ِلّلِذي َ
ل َرّبُكْم قاُلوا َ
ن اّتَقْوا ما ذا َأْنَز َ
ل ِلّلِذي َ
َو ِقي َ
ل ][37 -30 ضّ
ن ُي ِ ل ل َيْهِدي َم ْن ا َّ
على ُهداُهْم َفِإ ّ ص َحِر ْ ن َت ْ
ن -إلى قوله تعالىِ -إ ْ اْلُمّتِقي َ
-[2] /6014الشيخ في )أماليه( قال :حدثنا أبو عبد ال محمد بن محمد بن النعمان )رحمه ال( ،قال :أخبرني أبو
الحسن علي بن محمد بن حبيش الكاتب ،قال :أخبرني الحسن بن علي الزعفراني ،قال :أخبرني أبو إسحاق
إبراهيم بن محمد الثقفي ،قال :حدثنا عبد ال بن محمد بن عثمان ،قال :حدثنا علي بن محمد بن أبي سعيد ،عن
فضيل بن الجعد ،عن أبي إسحاق الهمداني ،عن أمير المؤمنين )عليه السلم( فيما كتب لمحمد بن أبي بكر ،و
لهل
__________________________________________________
-7تفسير العّياشي .23 /258 :2
__________________________________________________
-1الكافي .14 /50 :8
-2تفسير القمي .385 :1
) (1في المصدر زيادة :سلهم.
) (2قبائع :جمع قبيعة ،و هي ما على طرف مقبض السيف من فضة أو ذهب» .الصحاح -قبع.«1260 :3 -
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص421 :
يعني في الرجعة ،يردهم فيقتلهم و يشفي صدور المؤمنين منهم«.
جْهَد َأْيماِنِهْم ل ل َسُموا ِبا ِّ -[3] /6022العياشي :عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قولهَ :و َأْق َ
ت.ن َيُمو ُ ل َم ْ ث ا َُّيْبَع ُ
قال» :ما يقولون فيها؟« .قلت :يزعمون أن المشركين كانوا يحلفون لرسول ال )صلى ال عليه و آله( :أن ال ل
يبعث الموتى .قال» :تبا لمن قال هذا ،ويلهم ،هل كان المشركون يحلفون بال أم باللت و العزى؟«.
قلت :جعلت فداك ،فأوجدنيه أعرفه .قال» :لو قام قائمنا بعث ال إليه قوما من شيعتنا ،قبائع سيوفهم على عواتقهم،
فيبلغ ذلك قوما من شيعتنا لم يموتوا ،فيقولون :بعث فلن و فلن من قبورهم مع القائم .يبلغ ذلك قوما من أعدائنا،
فيقولون :يا معشر الشيعة ،ما أكذبكم! هذه دولتكم و أنتم تكذبون فيها! ل و ال ما عاشوا و ل يعيشون إلى يوم
جْهَد َأْيماِنِهْم«. ل َ سُموا ِبا ِّ القيامة .فحكى ال قولهم فقالَ :و َأْق َ
سَلَم
-[4] /6023عن أبي عبد ال صالح بن ميثم ،قال :سألت أبا جعفر )عليه السلم( عن قول ال تعالىَ :و َلُه َأ ْ
طْوعًا َو َكْرهًا ».«1 ض َ لْر ِ ت َو ا َْ
سماوا ِ ن ِفي ال ّ َم ْ
ل َم ْ
ن ث ا ُّ جْهَد َأْيماِنِهْم ل َيْبَع ُ ل َسُموا ِبا ِّ قال» :ذلك حين يقول علي )عليه السلم( :أنا أولى الناس بهذه الية َو َأْق َ
ن َكَفُروا َأّنُهْم كاُنوا ن ِفيِه َو ِلَيْعَلَم اّلِذي َخَتِلُفو َ
ن َلُهُم اّلِذي َي ْ
ن ِلُيَبّي َ
س ل َيْعَلُمو َ ن َأْكَثَر الّنا ِ حّقا َو لِك ّ
عَلْيِه َعدًا َت َبلى َو ْ َيُمو ُ
ن«. كاِذِبي َ
-[5] /6024عن سيرين ،قال :كنت عند أبي عبد ال )عليه السلم( إذ قال» :ما يقول الناس في هذه الية َو
ت؟« قال :يقولون :ل قيامة و ل بعث و ل نشور. ن َيُمو ُ ل َم ْ
ث ا ُّ جْهَد َأْيماِنِهْم ل َيْبَع ُل َ سُموا ِبا ِّ َأْق َ
فقال» :كذبوا و ال ،إنما ذلك إذا قام القائم ،و كر معه المكرون ،فقال أهل خلفكم :قد ظهرت دولتكم ،يا معشر
الشيعة ،و هذا من كذبكم ،تقولون :رجع فلن و فلن و فلن .ل و ال ل يبعث ال من يموت ،أل ترى أنه قال:
عدًاجْهَد َأْيماِنِهْم كان المشركون أشد تعظيما للت و العزى من أن يقسموا بغيرها ،فقال الَ :بلى َو ْ ل َ سُموا ِبا ِّ َو َأْق َ
ل َلُهن َنُقو َيٍء ِإذا َأَرْدناهُ َأ ْ
ش ْ ن ِإّنما َقْوُلنا ِل َن َكَفُروا َأّنُهْم كاُنوا كاِذِبي َ ن ِفيِه َو ِلَيْعَلَم اّلِذي َخَتِلُفو َ
ن َلُهُم اّلِذي َي ْ
حّقاِ ،لُيَبّي َعَلْيِه ََ
ن ».««2 ن َفَيُكو ُُك ْ
-[6] /6025عن الفضيل ،قال :قلت لبي عبد ال )عليه السلم(] :إن خرج السفياني ما تأمرني؟ قال» :إذا كان
ذلك
__________________________________________________
-3تفسير العّياشي .26 /259 :2
-4تفسير العّياشي .27 /259 :2
-5تفسير العّياشي .28 /259 :2
-6تفسير العّياشي .29 /260 :2
) (1آل عمران .83 :3
) (2النحل 39 :16و .40
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص422 :
كتبت إليك« .قلت «1» [:أعلمني آية كتابك؟ قال» :أكتب إليك بعلمة كذا و كذا« و قرأ » «2آية من القرآن.
قلت لفضيل :و ما تلك الية؟ قال :ما حدثت بها أحدا غير بريد العجلي .قال زرارة :أنا أحدثك بها:
جْهَد َأْيماِنِهْم إلى آخر الية ،قال :فسكت الفضيل ،و لم يقل ل ،و ل نعم. ل َ سُموا ِبا ِّ َو َأْق َ
-[7] /6026أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في )مسند فاطمة )عليها السلم( قال :أخبرنا أبو الحسن علي بن
هبة ال ،قال :حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ،قال :حدثنا أبي عن سعد بن
عبد ال ،قال :حدثنا يعقوب بن يزيد ،قال :حدثنا محمد بن أبي عمير ،عن عمر بن أذينة ،عن فضيل بن يسار،
قال :قلت لبي عبد ال )عليه السلم( :إن خرج السفياني ما تأمرني؟ قال» :إذا كان ذلك كتبت إليك« .قلت:
أعلمني آية كتابك »«3؟ قال» :أكتب إليك بعلمة كذا و كذا« و قرأ آية من القرآن.
قال :فقلت لفضيل :ما تلك الية؟ قال :ما حدثت بها أحدا غير بريد العجلي .قال زرارة :أنا أحدثك بها ،هي:
حّقا قال :فسكت الفضيل و لم يقل ل ،و ل نعم. عَلْيِه َ
عدًا َ
ت َبلى َو ْ ن َيُمو ُ ل َم ْ
ث ا ُّجْهَد َأْيماِنِهْم ل َيْبَع ُل َ سُموا ِبا ِّ َو َأْق َ
قوله تعالى:
ن ]-40خَرةِ َأْكَبُر َلْو كاُنوا َيْعَلُمو َ
لِجُر ا ْ
لْ ن -إلى قوله تعالىَ -و َ ن َفَيُكو ُ
ل َلُه ُك ْ
ن َنُقو َيٍء ِإذا َأَرْدناُه َأ ْ
ش ْ ِإّنما َقْوُلنا ِل َ
[41
-[1] /6027محمد بن يعقوب :عن أحمد بن إدريس ،عن محمد بن عبد الجبار ،عن صفوان بن يحيى ،قال:
قلت لبي الحسن )عليه السلم( :أخبرني عن الرادة ،من ال و من الخلق؟
قال :فقال» :الرادة من الخلق الضمير ،و ما يبدو لهم بعد ذلك من الفعل و أما من ال تعالى فإرادته إحداثه ،ل
غير ذلك ،لنه ل يروي و ل يهم ،و ل يتفكر ،و هذه الصفات منفية عنه ،و هي صفات الخلق ،فإرادة ال الفعل،
ل غير ذلك ،يقول له :كن فيكون ،بل لفظ و ل نطق بلسان ،و ل همة ،و ل تفكر ،و ل كيف لذلك ،كما أنه ل كيف
له«.
ل أي هاجروا و تركوا الكفار في ال جُروا ِفي ا ِّ ن ها َ -[2] /6028علي بن إبراهيم ،قال :قوله تعالىَ :و اّلِذي َ
__________________________________________________
-7دلئل المامة.248 :
-1الكافي .3 /85 :1
-2تفسير القّمي .385 :1
) (1أثبتناه من الحديث التي عن محّمد بن جرير الطبري[.....] .
) (2في »س« :و هو.
) (3في المصدر :قلت :فكيف أعلم أّنه كتابك.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص423 :
-[5] /6033و عنه :عن محمد بن يحيى ،عن محمد بن الحسين ،عن صفوان بن يحيى ،عن العلء بن رزين،
سَئُلوا َأْهلَ
عن محمد بن مسلم ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :إن من عندنا يزعمون أن قول ال عز و جلَ :ف ْ
ن أنهم اليهود و النصارى ،قال» :إذن يدعونكم إلى دينهم« ثم قال بيده إلى صدره» :نحن ن ُكْنُتْم ل َتْعَلُمو َ
الّذْكِر ِإ ْ
أهل الذكر ،و نحن المسؤولون«.
و روى هذا الحديث محمد بن العباس ،قال :حدثنا علي بن سليمان الرازي ،عن محمد بن خالد الطيالسي ،عن
العلء بن رزين القلء ،عن محمد بن مسلم ،عن أبي جعفر )عليه السلم( و ذكر الحديث بعينه ».«4
-[6] /6034و عنه :عن عدة من أصحابنا ،عن أحمد بن محمد ،عن الوشاء ،عن أبي الحسن الرضا )عليه
السلم( قال :سمعته يقول» :قال علي بن الحسين )عليه السلم( :على الئمة من الفرض ما ليس على شيعتهم ،و
ن -قال-ن ُكْنُتْم ل َتْعَلُمو َ
ل الّذْكِر ِإ ْ
سَئُلوا َأْه َ
على شيعتنا ما ليس علينا ،أمرهم ال عز و جل أن يسألونا ،قالَ :ف ْ
فأمرهم أن يسألونا ،و ليس علينا الجواب ،إن شئنا أجبنا ،و إن شئنا أمسكنا«.
-[7] /6035أحمد بن محمد ،عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ،قال :كتبت إلى الرضا )عليه السلم( مسائل »
،«5
__________________________________________________
-4الكافي .6 /164 :1
-5الكافي .7 /165 :1
-6الكافي .8 /165 :1
-7الكافي .9 /165 :1
)) (1نحن أهل الذكر ...و نحن السائلون( لم يرد في المصدر.
) (2في المصدر :من هم؟ قال :نحن .قلت :علينا[.....] .
) (3بصائر الدرجات.1 /58 :
) (4تأويل اليات .3 /324 :1
) (5في المصدر :كتابا.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص425 :
ن و قال ال عز و جلَ :و ما كا َ
ن ن ُكْنُتْم ل َتْعَلُمو َل الّذْكِر ِإ ْ سَئُلوا َأْه َ
فكان في بعض ما كتب» :قال ال عز و جلَ :ف ْ
جُعوا ِإَلْيِهْم ن َو ِلُيْنِذُروا َقْوَمُهْم ِإذا َر َل ِفْرَقٍة ِمْنُهْم طاِئَفٌة ِلَيَتَفّقُهوا ِفي الّدي ِ
ن ُك ّ
ن ِلَيْنِفُروا َكاّفًة َفَلْو ل َنَفَر ِم ْ
اْلُمْؤِمُنو َ
جيُبوا سَت ِن َلْم َي ْ
ن » «1فقد فرضت عليكم المسألة ،و لم يفرض علينا الجواب ،قال ال عز و جلَ :فِإ ْ حَذُرو َ َلَعّلُهْم َي ْ
ل ».««2 ن ا ِّى ِم َ
ن اّتَبَع َهواُه ِبَغْيِر ُهد ً ل ِمّم ِضّن َأ َن َأْهواَءُهْم َو َم ْ عَلْم َأّنما َيّتِبُعو َ
ك َفا ْ
َل َ
و روى هذين الحديثين الصفار أيضا ،عن أحمد بن محمد بباقي السند و المتن ».«3
-[8] /6036و عنه :عن محمد بن الحسين و غيره ،عن سهل ،عن محمد بن عيسى و محمد بن يحيى و محمد
ابن الحسين ،جميعا عن محمد بن سنان ،عن إسماعيل بن جابر ،و عبد الكريم بن عمرو ،عن عبد الحميد بن أبي
ن.ن ُكْنُتْم ل َتْعَلُمو َ ل الّذْكِر ِإ ْسَئُلوا َأْه َ الديلم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( :قال جل ذكرهَ :ف ْ
قال» :الكتاب :الذكر ،و أهله :آل محمد )عليهم السلم( ،أمر ال عز و جل بسؤالهم و لم يأمر بسؤال الجهال ،و
ل ِإَلْيِهْم َو َلَعّلُهْم
س ما ُنّز َ ن ِللّنا ِ
ك الّذْكَر ِلُتَبّي َسمى ال عز و جل القرآن ذكرا ،فقال تبارك و تعالىَ :و َأْنَزْلنا ِإَلْي َ
ن ».««4 سَئُلو َ ف ُت ْ
سْو َ ك َو َك َو ِلَقْوِم َ
ن و قال عز و جلَ :و ِإّنُه َلِذْكٌر َل َ َيَتَفّكُرو َ
-[9] /6037و عنه :عن محمد ،عن أحمد ،عن ابن فضال ،عن ابن بكير ،عن حمزة بن الطيار ،أنه عرض على
أبي عبد ال )عليه السلم( بعض خطب أبيه ،حتى إذا بلغ موضعا منها ،قال له» :كف و اسكت« .ثم قال أبو عبد
ال )عليه السلم(» :ل يسعكم فيما ينزل بكم مما ل تعلمون إل الكف عنه و التثبت ،و الرد إلى أئمة الهدى حتى
سَئُلوا َأْهلَ الّذْكِر يحملوكم فيه على القصد ،و يجلوا عنكم العمى ،و يعرفوكم فيه الحق ،قال ال تبارك و تعالىَ :ف ْ
ن«.
ن ُكْنُتْم ل َتْعَلُمو َ
ِإ ْ
-[10] /6038سعد بن عبد ال :عن إبراهيم بن هاشم ،عن عثمان بن عيسى ،عن حماد الطنافسي ،عن الكلبي،
ل ِإَلْيُكْم ِذْكرًال ا ُّ ن آَمُنوا َقْد َأْنَز َب اّلِذي َ لْلبا ِل يا ُأوِلي ا َْ عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :قوله تعالىَ :فاّتُقوا ا َّ
ل »«5؟ قال» :الذكر :اسم من أسماء محمد )صلى ال عليه و آله( ،و نحن أهل الذكر ،فاسأل -يا كلبي -عما سو ً َر ُ
بدا لك« .فقال :نسيت -و ال -القرآن كله ،فما حفظت حرفا أسأله عنه.
-[11] /6039محمد بن الحسن الصفار :عن أحمد بن محمد ،عن الحسين بن سعيد ،عن فضالة بن أيوب،
__________________________________________________
-8الكافي .3 /234 :1قطعة منه.
-[13] /6041ابن بابويه ،قال :حدثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب و جعفر بن محمد بن مسرور )رضي
ال عنهما( ،قال :حدثنا محمد بن عبد ال بن جعفر الحميري ،عن أبيه ،عن الريان بن الصلت ،قال :حضر الرضا
)عليه السلم( مجلس المأمون بمرو و قد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء العراق و خراسان ،و ذكر الحديث
ن ُكْنُتْم ل
ل الّذْكِر ِإ ْسَئُلوا َأْه َ
إلى أن قال فيه الرضا )عليه السلم(» :نحن أهل الذكر الذين قال ال في كتابهَ :ف ْ
ن فنحن أهل الذكر ،فاسألونا إن كنتم ل تعلمون«. َتْعَلُمو َ
فقالت العلماء :إنما عنى ال بذلك اليهود و النصارى .فقال أبو الحسن )عليه السلم(» :سبحان ال ،و هل يجوز
ذلك؟ إذن يدعونا إلى دينهم ،و يقولون :هو أفضل من دين السلم«.
فقال المأمون :فهل عندك في ذلك شرح بخلف ما قالوا ،يا أبا الحسن؟ فقال )عليه السلم(» :نعم ،الذكر :رسول
ل يا
ال )صلى ال عليه و آله( و نحن أهله ،و ذلك بين في كتاب ال تعالى حيث يقول في سورة الطلقَ :فاّتُقوا ا َّ
ت » «3فالذكر :رسول ال ،و ل ُمَبّينا ٍت ا ِّعَلْيُكْم آيا ِل َيْتُلوا َ
سو ً
ل ِإَلْيُكْم ِذْكرًا َر ُ
ل ا ُّ
ن آَمُنوا َقْد َأْنَز َب اّلِذي َ
لْلبا ُِأوِلي ا َْ
نحن أهله«.
__________________________________________________
-12بصائر الدرجات.25 :62 :
سلم( [.....] .1 /228 :1 -13عيون أخبار الّرضا )عليه ال ّ
) (1سورة ص .39 :38
) (2تفسير القّمي .68 :2
) (3الطلق .11 -10 :65
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص427 :
-[14] /6042الشيخ في )أماليه( :بإسناده عن هشام ،قال :سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قوله تعالى:
ن من هم؟ قال» :نحن«. ن ُكْنُتْم ل َتْعَلُمو َل الّذْكِر ِإ ْسَئُلوا َأْه َ
َف ْ
قلت :علينا أن نسألكم؟ قال» :نعم« .قال :قلت :فعليكم أن تجيبونا؟ قال» :ذاك إلينا«.
-[15] /6043المفيد في )إرشاده( ،قال :أخبرني الشريف أبو محمد الحسن بن محمد ،قال :حدثني جدي ،قال:
حدثني شيخ من أشياخ الري » ،«1قال :حدثني يحيى بن عبد الحميد الحماني ،عن معاوية بن عمار الدهني ،عن
ن.
ن ُكْنُتْم ل َتْعَلُمو َل الّذْكِر ِإ ْ سَئُلوا َأْه َ
محمد بن علي بن الحسين )عليهم السلم( ،في قوله جل اسمهَ :ف ْ
قال» :نحن أهل الذكر«.
قال الشيخ المفيد :قال الشيخ الرازي » :«2و قد سألت محمد بن مقاتل » «3عن هذا ،فتكلم فيه برأيه ،و قال:
أهل الذكر :العلماء كافة ،فذكرت ذلك لبي زرعة » ،«4فبقي متعجبا من قوله ،و أوردت عليه ما حدثني به يحيى
بن عبد الحميد .قال :صدق محمد بن علي )عليهما السلم( ،إنهم أهل الذكر ،و لعمري إن أبا جعفر )عليه السلم(
لمن أكبر العلماء ،و قد روى أبو جعفر )عليه السلم( أخبار المبتدأ ،و أخبار النبياء ،و كتب عنه الناس المغازي،
و أثروا عنه السنن ،و اعتمدوا عليه في مناسك الحج التي رواها عن رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،و كتبوا
عنه تفسير القرآن ،و روت عنه الخاصة و العامة الخبار ،و ناظر من كان يرد عليه من أهل الراء ،و حفظ عنه
الناس كثيرا من علم الكلم.
-[16] /6044محمد بن العباس ،قال :حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ،عن أحمد بن الحسن ،عن أبيه ،عن
الحصين بن المخارق ،عن سعد بن طريف ،عن الصبغ بن نباتة ،عن علي أمير المؤمنين )عليه السلم( في قوله
ن ،قال» :نحن أهل الذكر«. ن ُكْنُتْم ل َتْعَلُمو َ ل الّذْكِر ِإ ْسَئُلوا َأْه َعز و جلَ :ف ْ
-[17] /6045العياشي :عن حمزة بن محمد الطيار ،قال :عرضت على أبي عبد ال )عليه السلم( كلما لبي،
فقال:
»اكتب ،فإنه ل يسعكم فيما نزل بكم مما ل تعلمون إل الكف ]عنه[ و التثبت فيه و رده إلى أئمة الهدى حتى
ن«. ن ُكْنُتْم ل َتْعَلُمو َل الّذْكِر ِإ ْسَئُلوا َأهْ َيحملوكم فيه على القصد ،و يجلوا عنكم فيه العمى ،قال الَ :ف ْ
__________________________________________________
-14المالي .278 :2
-15الرشاد ،264 :شواهد التنزيل ،460 /335 :1العمدة لبن بطريق.468 /288 :
-16تأويل اليات .2 /324 :1
-17تفسير العّياشي ،30 /260 :2شواهد التنزيل ،463 /336 :1ينابيع المودة.119 :
) (1في المصدر :من أهل الرأي قد علت سّنه.
ي ،أبو حاتم الرازي ،أحد الحّفاظ من الحادية عشرة .و كان ) (2الشيخ الرازي :هو محّمد بن إدريس الحنظل ّ
رفيقه أبو زرعة الرازي ،توّفي في شعبان 277ه .تهذيب التهذيب ،40 /31 :9معجم رجال الحديث /62 :15
.10186
) (3محّمد بن مقاتل الرازي :هو إمام أصحاب الرأي بالّري ،و وفاته سنة 248ه ،و قيل 249 :ه .تهذيب
التهذيب ،760 /469 :9لسان الميزان .1261 /388 :5
ل بن عبد الكريم بن يزيد بن فّروخ ،أبو زرعة الرازي ،من حّفاظ الحديث ،من أهل ) (4أبو زرعة :هو عبيد ا ّ
ي ،كان رفيقه أبو حاتم الرازي ،وفاته 264ه .سير أعلم النبلء .48 /65 :13 الر ّ
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص428 :
-[18] /6046عن حمزة بن الطيار ،قال :عرضت على أبي عبد ال )عليه السلم( بعض خطب أبيه حتى انتهى
إلى موضع ،فقال» :كف« .فأمسكت ،ثم قال لي» :اكتب« و أملى علي »أنه ل يسعكم« الحديث الول.
-[19] /6047عن محمد بن مسلم ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :قلت له :إن من عندنا يزعمون أن قول ال
ن أنهم اليهود و النصارى .فقال» :إذن يدعونكم إلى دينهم« قال :ثم قال ن ُكْنُتْم ل َتْعَلُمو َ
ل الّذْكِر ِإ ْ سَئُلوا َأْه َ
تعالىَ :ف ْ
بيده إلى صدره» :نحن أهل الذكر و نحن المسؤولون« .قال :قال أبو جعفر )عليه السلم(» :الذكر :القرآن«.
-[20] /6048عن أحمد بن محمد ،قال :كتب إلي أبو الحسن الرضا )عليه السلم(» :عافانا ال و إياك أحسن
ن ُكْنُتْم ل ل الّذْكِر ِإ ْسَئُلوا َأْه َ
عافية ،إنما شيعتنا من تابعنا و لم يخالفنا و إذا خفنا خاف ،و إذا أمنا أمن ،قال الَ :ف ْ
ن َو لُِيْنِذُروا َقْوَمُهْم » «1الية ،فقد فرضت عليكم ل ِفْرَقٍة ِمْنُهْم طاِئَفٌة ِلَيَتَفّقُهوا ِفي الّدي ِ
ن ُك ّ
ن قالَ :فَلْو ل َنَفَر ِم ْ َتْعَلُمو َ
المسألة و الرد إلينا ،و لم يفرض علينا الجواب ،أو لم تنهوا عن كثرة المسائل ،فأبيتم أن تنتهوا؟ إياكم و ذاك ،فإنه
ن ُتْبَد َلُكْم
شياَء ِإ ْن َأ ْ
عْ سَئُلوا َن آَمُنوا ل َت ْإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم لنبيائهم ،قال ال تعالى :يا َأّيَها اّلِذي َ
سْؤُكْم ».««2 َت ُ
-[21] /6049ابن شهر آشوب ،قال :ذكر في )تفسير يوسف القطان( ،عن وكيع ،عن الثوري ،عن السدي ،قال:
كنت عند عمر بن الخطاب إذ أقبل عليه كعب بن الشرف و مالك بن الصيف و حيي بن أخطب ،فقالوا :إن في
ض » «3إذا كان سعة جنة واحدة كسبع سماوات و سبع أرضين، لْر ُ ت َو ا َْسماوا ُ ضَها ال ّ عْر ُ جّنٍة َ
كتابكمَ :و َ
فالجنان كلها يوم القيامة أين تكون؟ فقال عمر :ل أعلم .فبيناهم في ذلك إذ دخل علي )عليه السلم( ،فقال» :في أي
شيء أنتم؟« فألقى اليهود المسألة عليه ،فقال )عليه السلم( لهم» :خبروني أن النهار إذا أقبل الليل أين يكون ]و
الليل إذا أقبل النهار أين يكون[؟« قالوا له :في علم ال تعالى يكون .فقال علي )عليه السلم(» :كذلك الجنان تكون
في علم ال«.
ن ُكْنُتْم ل ل الّذْكِر ِإ ْسَئُلوا َأْه َ
فجاء علي )عليه السلم( إلى النبي )صلى ال عليه و آله( و أخبره بذلك ،فنزل َف ْ
ن.
َتْعَلُمو َ
-[22] /6050شرف الدين النجفي :روى جابر بن يزيد و محمد بن مسلم ،عن أبي جعفر )عليه السلم( أنه قال:
»نحن أهل الذكر«.
-[23] /6051و من طريق المخالفين ،ما رواه الحافظ محمد بن مؤمن الشيرازي في )المستخرج من التفاسير
__________________________________________________
-18تفسير العّياشي .31 /260 :2
-19تفسير العّياشي .32 /260 :2
-20تفسير العّياشي [.....] .33 /261 :2
-21المناقب .352 :2
-22تأويل اليات .7 /255 :1
ق .482 :3 ... -23عنه الطرائف 131 /93 :و إحقاق الح ّ
) (1التوبة .122 :9
) (2المائدة .101 :5
) (3آل عمران .133 :3
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص429 :
ل الّذْكِر يعني أهل بيت النبوة ،و معدن الرسالة ،و مختلف الملئكة، سَئُلوا َأْه َ
الثني عشر( في تفسير قوله تعالىَ :ف ْ
و ال ما سمي المؤمن مؤمنا إل كرامة لعلي بن أبي طالب )عليه السلم(.
قوله تعالى:
ن -إلى قوله تعالى- شُعُرو َ ث ل َي ْ حْي ُ
ن َ
ب ِم ْ
ض َأْو َيْأِتَيُهُم اْلَعذا ُ
لْر َ ل ِبِهُم ا َْف ا ُّس َ خِن َي ْ
ت َأ ْ
سّيئا ِن َمَكُروا ال ّ ن اّلِذي َ
َأ َفَأِم َ
حيٌم ][47 -45 ف َر ِ ن َرّبُكْم َلَرُؤ ٌَفِإ ّ
-[1] /6052العياشي :عن إبراهيم بن عمر ،عمن سمع أبا جعفر )عليه السلم( يقول» :إن عهد نبي ال صار
عند علي بن الحسين )عليه السلم( ،ثم صار عند محمد بن علي )عليه السلم( ،ثم يفعل ال ما يشاء ،فالزم
هؤلء ،فإذا خرج رجل منهم معه ثلثمائة رجل ،و معه راية رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،عامدا إلى المدينة
سّيئا ِ
ت ن َمَكُروا ال ّ ن اّلِذي َ
حتى يمر بالبيداء فيقول :هذا مكان القوم الذين خسف بهم ،و هي الية التي قال الَ :أ َفَأِم َ
ن«. جِزي َخَذُهْم ِفي َتَقّلِبِهْم َفما ُهْم ِبُمْع ِ
ن َأْو َيْأ ُ
شُعُرو َث ل َي ْ حْي ُن َ ب ِم ْ
ض َأْو َيْأِتَيُهُم اْلَعذا ُ
لْر َ ل ِبِهُم ا َْف ا ُّس َ
خِ ن َي َْأ ْ
سّيئا ِ
ت ن َمَكُروا ال ّ ن اّلِذي َ -[2] /6053عن ابن سنان ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( سئل عن قول ال تعالىَ :أ َفَأِم َ
ض ،قال» :هم أعداء ال ،و هم يمسخون و يقذفون و يسيحون في الرض«. لْر َ ل ِبِهُم ا َْف ا ُّ س َ
خِ ن َي َْأ ْ
-[3] /6054عن جابر الجعفي ،عن أبي جعفر )عليه السلم( -في حديث طويل -قال له» :و إياكم و شذاذا من آل
محمد ،فإن لل محمد و علي )عليهم السلم( راية ،و لغيرهم رايات ]فالزم الرض ،و ل تتبع منهم رجل أبدا
حتى ترى رجل من ولد الحسين ،معه عهد نبي ال و رايته و سلحه ،فإن عهد نبي ال صار عند علي بن
الحسين ،ثم صار عند محمد بن علي ،و يفعل ال ما يشاء[ ،فالزم هؤلء أبدا ،و إياك و من ذكرت لك.
فإذا خرج رجل منهم معه ثلث مائة و بضعة عشر رجل ،و معه راية رسول ال )صلى ال عليه و آله( عامدا
إلى المدينة حتى يمر بالبيداء ،حتى يقول :هذا مكان القوم الذين خسف بهم ،و هي الية التي قال ال تعالىَ :أ َفَأِم َ
ن
خَذُهْم ِفي َتَقّلِبِهْم َفما
ن َأْو َيْأ ُشُعُرو َ ث ل َي ْحْي ُ
ن َ ب ِم ْض َأْو َيْأِتَيُهُم اْلَعذا ُ
لْر َ ل ِبِهُم ا َْ
ف ا ُّ
س َ خِن َي ْ
ت َأ ْ سّيئا ِن َمَكُروا ال ّ اّلِذي َ
ن«. جِزي َ
ُهْم ِبُمْع ِ
__________________________________________________
-1تفسير العّياشي .34 /261 :2
-2تفسير العّياشي .35 /261 :2
-3تفسير العّياشي .117 /65 :1
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص430 :
ل ِبِهمُف ا ُّ س َ خِ ن َي ْسّيئاتِ يا محمد ،و هو استفهام َأ ْ ن َمَكُروا ال ّ ن اّلِذي َ -[4] /6055علي بن إبراهيم ،قال :قولهَ :أ َفَأِم َ
ن قال :إذا جاءوا و ذهبوا في جِزي َ خَذُهْم ِفي َتَقّلِبِهْم َفما ُهْم ِبُمْع ِ ن َأْو َيْأ ُ
شُعُرو َ ث ل َي ْ
حْي ُ ن َ ب ِم ْض َأْو َيْأِتَيُهُم اْلَعذا ُ
لْر َ ا َْ
ف قال: خّو ٍ على َت َ خَذُهْم َ التجارات و في أعمالهم ،فيأخذهم في تلك الحالةَ :أْو َيْأ ُ
حيٌم. ف َر ِ ن َرّبُكْم َلَرُؤ ٌعلى تيقظ َفِإ ّ
قوله تعالى:
ن ]-[1] /6056 [51 -48 ي َفاْرَهُبو ِيٍء -إلى قوله تعالىِ -إّنما ُهَو ِإلٌه واحٌِد َفِإّيا َ ش ْن َ ل ِم ْ ق ا ُّخَل َ
َأ َو َلْم َيَرْوا ِإلى ما َ
ل َو ُهْم جدًا ِّ سّ ل ُ شماِئ ِن َو ال ّ ن اْلَيِمي ِ
عِظلُلُه َ يٍء َيَتَفّيُؤا ِش ْ ن َ ل ِم ْ ق ا ُّ خَل َ
علي بن إبراهيم ،قال قولهَ :أ َو َلْم َيَرْوا ِإلى ما َ
ن قال :تحويل كل ظل خلقه ال هو سجوده ل ،لنه ليس شيء إل له ظل يتحرك ،فتحريكه و تحويله خُرو َدا ِ
سجوده.
ن َرّبُهْم ن َيخاُفو َ سَتْكِبُرو َن داّبٍة َو اْلَملِئَكُة َو ُهْم ل َي ْ ض ِم ْلْر ِ ت َو ما ِفي ا َْ سماوا ِ جُد ما ِفي ال ّ سُل َي ْقال :و قولهَ :و ِّ
ن .قال :الملئكة ما قدر ال لهم ،يأمرون » «1فيه .ثم احتج ال عز و جل على ن ما ُيْؤَمُرو َ ن َفْوِقِهْم َو َيْفَعُلو َ
ِم ْ
ن.
ي َفاْرَهُبو ِ حٌد َفِإّيا َ ن ِإّنما ُهَو ِإلٌه وا ِن اْثَنْي ِخُذوا ِإلَهْي ِالثنوية ،فقال :ل َتّت ِ
-[2] /6057الطبرسي في )الحتجاج( :قال :سئل أبو عبد ال )عليه السلم( قيل له :و لم ل يجوز أن يكون
صانع العالم أكثر من واحد؟
قال أبو عبد ال )عليه السلم(» :ل يخلو قولك أنهما اثنان من أن يكونا قديمين قويين أو يكونا ضعيفين ،أو يكون
أحدهما قويا و الخر ضعيفا ،فإن كانا قويين ،فلم ل يدفع كل واحد منهما صاحبه و يتفرد بالربوبية؟ و إن زعمت
أن أحدهما قوي و الخر ضعيف ثبت أنه واحد كما تقول للعجز الظاهر في الثاني ،و إن قلت :إنهما اثنان لم يخل
من أن يكونا متفقين من كل جهة أو مفترقين من كل جهة ،فلما رأينا الخلق منتظما ،و الفلك جاريا ،و اختلف
الليل و النهار و الشمس و القمر ،دل ذلك على صحة المر و التدبير و ائتلف المور ،و أن المدبر واحد«.
ن ِإّنما ن اْثَنْي ِ
خُذوا ِإلَهْي ِ -[3] /6058العياشي :عن أبي بصير ،قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول» :ل َتّت ِ
حٌد
ُهَو ِإلٌه وا ِ
__________________________________________________
-4تفسير القمي .385 :1
-1تفسير القمي .386 :1
-2الحتجاج.333 :
-3تفسير العياشي .36 /261 :2
) (1في المصدر :يمرون[.....] .
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص431 :
يعني بذلك و ل تتخذوا إمامين إنما هو إمام واحد«.
قوله تعالى:
سَنُتُهُم
ف َأْل ِ
ص ُن َو َت ِ ل ما َيْكَرُهو َ
ن ِّجَعُلو َصبًا -إلى قوله تعالىَ -و َي ْ ن وا ِ ض َو َلُه الّدي ُلْر ِ ت َو ا َْ
سماوا ِ َو َلُه ما ِفي ال ّ
ن ][62 -52 طو َ ن َلُهُم الّناَر َو َأّنُهْم ُمْفَر ُ
جَرَم َأ ّسنى ل َ حْ ن َلُهُم اْل ُ
ب َأ ّ
اْلَكِذ َ
صبًا.
ن وا ِ -[1] /6059العياشي :عن سماعة ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :سألته عن قول الَ :و َلُه الّدي ُ
قال» :واجبا«.
صبًا أي واجبا .ثم ذكر تفضله ن وا ِ ض َو َلُه الّدي ُلْر ِ ت َو ا َْ سماوا ِ -[2] /6060علي بن إبراهيم ،قولهَ :و َلُه ما ِفي ال ّ
ن أي تفزعون و ترجعون .و النعمة: جَئُرو َ
ضّر َفِإَلْيِه َت ْسُكُم ال ّ ل ُثّم ِإذا َم ّن ا ِّ ن ِنْعَمٍة َفِم َ
» «1فقالَ :و ما ِبُكْم ِم ْ
ن ِلَيْكُفُروا ِبما آَتْيناُهْم َفَتَمّتُعوا شِرُكو َ ق ِمْنُكْم ِبَرّبِهْم ُي ْ عْنُكْم ِإذا َفِري ٌ ضّر َ ف ال ّ ش َ في الصحة و السعة و العافية ُثّم ِإذا َك َ
ن.
ف َتْعَلُمو َسْو َ َف َ
صيبًا ِمّما َرَزْقناُهْم و هم الذي وصفنا ،مما كان العرب يجعلون للصنام ن َن ِ ن ِلما ل َيْعَلُمو َ جَعُلو َ
قال :و قولهَ :و َي ْ
ل اْلَبنا ِ
ت ن ِّجَعُلو َ
ن َو َي ْ عّما ُكْنُتْم َتْفَتُرو َن َ سَئُل ّ
ل َلُت ْ
نصيبا في زرعهم ،و إبلهم و غنمهم ،فرد ال عليهم فقالَ :تا ِّ
ن.شَتُهو َ
سْبحاَنُه َو َلُهْم ما َي ُْ
-[3] /6061و عنه ،قال :قالت قريش ،إن الملئكة بنات ال ،فنسبوا مال يشتهون إلى ال ،فقال ال عز و جل:
سَوّدا
جُهُه ُم ْ ل َو ْ ظّ لْنثى َ حُدُهْم ِبا ُْ
شَر َأ َن يعني من البنين .ثم قال َو ِإذا ُب ّ شَتُهو َسْبحاَنُه َو َلُهْم ما َي ْ ت ُ ل اْلَبنا ِ
ن ِّجَعُلو ََو َي ْ
ب َأل ساَء ما سُه ِفي الّترا ِ ن أي :يستهين به َأْم َيُد ّ على ُهو ٍ سُكُه َ شَر ِبِه َأ ُيْم ِ
سوِء ما ُب ّ ن ُ ن اْلَقْوِم ِم ْ
ظيٌم َيَتوارى ِم َ َو ُهَو َك ِ
حِكيُم. على َو ُهَو اْلَعِزيُز اْل َ لْل ا َْ
ل اْلَمَث ُ
سْوِء َو ِّ ل ال ّ خَرِة َمَث ُ
لِ ن ِبا ْ ن ل ُيْؤِمُنو َ ن .ثم رد ال عليهم فقالِ :لّلِذي َ حُكُمو َ َي ْ
-[4] /6062ابن بابويه ،قال :حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق )رحمه ال( ،قال :حدثنا محمد بن
أبي عبد ال الكوفي ،قال :حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي ،قال :حدثنا الحسين بن الحسن ،قال :حدثني أبي،
__________________________________________________
-1تفسير العّياشي .37 /262 :2
قوله تعالى:
خُذو َ
ن ب َتّت ِ
عنا ِ لْل َو ا َْخي ِت الّن ِن َثَمرا ِض َبْعَد َمْوِتها -إلى قوله تعالىَ -و ِم ْ لْر َ حيا ِبِه ا َْ
سماِء ماًء َفَأ ْ ن ال ّل ِم َ
ل َأْنَز َ
َو ا ُّ
سنًا ][67 -65 حَ سَكرًا َو ِرْزقًا َ ِمْنُه َ
__________________________________________________
سلم( من تاريخ ابن عساكر .1014 /486 :2 ي )عليه ال ّ -2حلية الولياء ،63 :1ترجمة المام عل ّ
) (1في »ط« :نبّوتي.
) (2المناقب للخوارزمي.42 :
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص434 :
سماِء ماًء :الية محكمة ،ثم قال :قوله: ن ال ّل ِم َ
ل َأْنَز َ -[1] /6069علي بن إبراهيم ،في قوله تعالىَ :و ا ُّ
ن قال :الفرث: شاِرِبي َث َو َدٍم َلَبنًا خاِلصًا ساِئغًا ِلل ّن َفْر ٍن َبْي ِطوِنِه ِم ْ
سِقيُكْم ِمّما ِفي ُب ُ
لْنعاِم َلِعْبَرًة ُن ْ
ن َلُكْم ِفي ا ََْو ِإ ّ
ما في الكرش.
-[2] /6070محمد بن يعقوب :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن النوفلي ،عن السكوني ،قال :قال أبو عبد ال
ن«. شاِرِبي َ
)عليه السلم( »» :«1ليس أحد يغص بشرب اللبن ،لن ال عز و جل :يقولَ :لَبنًا خاِلصًا ساِئغًا ِلل ّ
سَكرًا قال :الخل َو ِرْزقًا ن ِمْنُه َ خُذو َ
ب َتّت ِ
عنا ِ
لْل َو ا َْخي ِ
ت الّن ِن َثَمرا ِ -[3] /6071علي بن إبراهيم ،قال :قولهَ :و ِم ْ
سنًا قال :الزبيب. حَ َ
-[4] /6072العياشي :عن سعيد بن يسار ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :إن ال أمر نوحا )عليه السلم(
أن يحمل في السفينة من كل زوجين اثنين .فحمل الفحل » «2و العجوة » ،«3فكانا زوجا ،فلما نضب الماء أمر
ال نوحا أن يغرس الحبلة و هي الكرم ،فأتاه إبليس فمنعه من غرسها ،و أبي نوح )عليه السلم( إل أن يغرسها ،و
أبي إبليس أن يدعه يغرسها ،و قال :ليست لك و ل لصحابك ،إنما هي لي و لصحابي فتنازعا ما شاء ال .ثم
إنهما اصطلحا على أن جعل نوح )عليه السلم( لبليس ثلثيها و لنوح )عليه السلم( ثلثها ،و قد أنزل ال لنبيه
)صلى ال عليه و آله( في كتابه ما قد قرأتموه:
سنًا فكان المسلمون ]يشربون[ » «4بذلك ،ثم أنزل حَ سَكرًا َو ِرْزقًا َ ن ِمْنُه َ خُذو َ ب َتّت ِعنا ِ لْل َو ا َْ خي ِ
ت الّن ِن َثَمرا ِ َو ِم ْ
ن » «5يا سعيد ،فهذه آية لْزلُم -إلىُ -مْنَتُهو َ ب َو ا َْلْنصا ُ سُر َو ا َْ خْمُر َو اْلَمْي ِال آية التحريم ،هذه اليةِ :إّنَما اْل َ
التحريم ،و هي نسخت الية الخرى«.
قوله تعالى:
شو َ
ن جِر َو ِمّما َيْعِر ُ شَن ال ّ ل ُبُيوتًا َو ِم َ جبا ِ ن اْل ِخِذي ِم َ ن اّت ِ
ل َأ ِحِك ِإَلى الّن َْو َأْوحى َرّب َ
__________________________________________________
-1تفسير القّمي .387 :1
-2الكافي .5 /336 :6
-3تفسير القّمي .387 :1
-4تفسير العّياشي .40 /262 :2
ل عليه و آله(. ل )صلى ا ّ سلم( ،قال :قال رسول ا ّ ل )عليه ال ّ ) (1في المصدر :ع أبي عبد ا ّ
) (2في المصدر :النخل.
) (3العجوة :ضرب من أجود التمر بالمدينة» .لسان العرب -عجا.«31 :15 -
) (4من بحار النوار .4 /489 :66
) (5المائدة .91 -90 :5
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص435 :
ن ][69 -68 ت -إلى قوله تعالىَ -يَتَفّكُرو َ ل الّثَمرا ِ ن ُك ُّثّم ُكِلي ِم ْ
-[1] /6073علي بن إبراهيم ،قال :حدثني أبي ،عن الحسن بن علي الوشاء ،عن رجل ،عن حريز بن عبد ال،
ل.حِك ِإَلى الّن ْ عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قولهَ :و َأْوحى َرّب َ
جِر
شَ ن ال ّل ُبُيوتًا أمرنا أن نتخذ من العرب شيعة َو ِم َ جبا ِن اْل ِخِذي ِم َ ن اّت ِقال» :نحن النحل الذي أوحى ال إليهاَ :أ ِ
ف َأْلواُنُه العلم الذي يخرج منا خَتِل ٌب ُم ْ شرا ٌ طوِنها َ ن ُب ُ
ج ِم ْخُر ُ ن من الموالي ،و الذي َي ْ شو َ يقول :من العجم َو ِمّما َيْعِر ُ
إليكم«.
حِ
ل ك ِإَلى الّن ْ -[2] /6074العياشي :عن مسعدة بن صدقة ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قولهَ :و َأْوحى َرّب َ
ن» :فالنحل: لَيًة ِلَقْوٍم َيَتَفّكُرو َ
ك َن ِفي ذِل َ ن إلى ِإ ّ شو َ جِر َو ِمّما َيْعِر ُ شَ ن ال ّ ل ُبُيوتًا َو ِم َجبا ِن اْل ِ
خِذي ِم َ ن اّت ِ َأ ِ
الئمة ،و الجبال :العرب ،و الشجر :الموالي عتاقة ،و مما يعرشون :يعني الولد و العبيد ممن لم يعتق و هو
شفاٌء ِللّنا ِ
س يتولى ال و رسوله و الئمة .و الثمرات المختلف ألوانها :فنون العلم الذي قد يعلم الئمة شيعتهمِ :فيِه ِ
يقول :في العلم شفاء للناس ،و الشيعة هم الناس ،و غيرهم ال أعلم بهم ما هم«.
قال» :و لو كان كما يزعم أنه العسل الذي يأكله الناس ،إذن ما أكل منه و ل شرب ذو عاهة إل برئ ،لقول ال:
حَمٌة
شفاٌء َو َر ْ ن ما ُهَو ِ ن اْلُقْرآ ِ
ل ِم َ س و ل خلف لقول ال ،و إنما الشفاء في علم القرآن ،لقولهَ :و ُنَنّز ُ شفاٌء ِللّنا ِ ِفيِه ِ
ن » «1فهو شفاء و رحمة لهله ل شك فيه و ل مرية ،و أهله :أئمة الهدى الذين قال الُ :ثّم َأْوَرْثَنا اْلِكتا َ
ب ِلْلُمْؤِمِني َ
عباِدنا« ».«2 ن ِ طَفْينا ِم ْ
صَ نا ْ اّلِذي َ
ل فقال: حِ ك ِإَلى الّن ْ -[3] /6075و في رواية أبي الربيع الشامي ،عنه )عليه السلم( في قول الَ :و َأْوحى َرّب َ
جِر قال» :في شَ ن ال ّ
ل ُبُيوتًا قال» :تزوج من قريش« َو ِم َ جبا ِ ن اْل ِ خِذي ِم َ ن اّت ِ»رسول ال )صلى ال عليه و آله(« َأ ِ
ف َأْلواُنُه قال» :أنواع العلم فيه شفاء خَتِل ٌب ُم ْ
شرا ٌ طوِنها َ ن ُب ُج ِم ْ خُر ُن ،قال» :في الموالي« َي ْ شو َ العرب« َو ِمّما َيْعِر ُ
للناس«.
-[4] /6076ابن شهر آشوب :عن الرضا )عليه السلم( في هذه الية» :قال النبي )صلى ال عليه و آله( :علي
أمير بني
__________________________________________________
-1تفسير القّمي .387 :1
-2تفسير العّياشي [.....] .43 /263 :2
-3تفسير العّياشي .44 /264 :2
-4المناقب .315 :2
) (1السراء .82 :17
) (2فاطر .32 :35
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص436 :
هاشم » ،«1فسمي أمير النحل«.
) -[5] /6077أغاني أبي الفرج( :في حديث ،أن المعلى بن طريف قال :ما عندكم في قوله تعالىَ :و َأْوحى َرّب َ
ك
ل؟حِ ِإَلى الّن ْ
خَتِل ٌ
ف ب ُم ْشرا ٌ طوِنها َ ن ُب ُ
ج ِم ْخُر ُ فقال بشار بن برد :النحل المعهود .قال :هيهات ،يا أبا معاذ ،النحل :بنو هاشم َي ْ
س يعني العلم. شفاٌء ِللّنا ِ َأْلواُنُه ِفيِه ِ
-[6] /6078الحسن بن أبي الحسن الديلمي ،بإسناده عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله عز
ن.شو َجِر َو ِمّما َيْعِر ُ شَ ن ال ّل ُبُيوتًا َو ِم َجبا ِن اْل ِ
خِذي ِم َ ن اّت ِل َأ ِحِ ك ِإَلى الّن ْ
و جلَ :و َأْوحى َرّب َ
قال» :ما بلغ بالنحل أن يوحى إليها ،بل فينا نزلت ،و نحن النحل ،و نحن المقيمون ل في أرضه بأمره ،و الجبال:
شيعتنا ،و الشجر :النساء المؤمنات«.
-[7] /6079العياشي :عن محمد بن يوسف ،عن أبيه ،قال :سألت أبا جعفر )عليه السلم( عن قول الَ :و َأْوحى
ل قال» :إلهام«. حِ ك ِإَلى الّن ْ َرّب َ
ف َأْلواُنُه ِفيِه
خَتِل ٌ
-[8] /6080عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :لعقة العسل فيها شفاء ،قالُ :م ْ
س«. شفاٌء ِللّنا ِ ِ
-[9] /6081عن سيف بن عميرة ،عن شيخ من أصحابنا ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :كنا عنده ،فسأله
شيخ ،فقال :بي وجع و أنا أشرب له النبيذ ،و وصفه لي الشيخ؟ فقال له» :ما يمنعك من الماء الذي جعل ال منه
شفاٌءكل شيء حي؟« قال :ل يوافقني .قال له أبو عبد ال )عليه السلم(» :فما يمنعك من العسل؟ قال الِ :فيِه ِ
س قال :ل أجده .قال» :فما يمنعك من اللبن الذي نبت منه لحمك ،و اشتد عظمك« .قال :ل يوافقني .فقال له أبو ِللّنا ِ
عبد ال )عليه السلم(» :أ تريد أن آمرك بشرب الخمر؟! ل و ال ،ل آمرك«.
-[10] /6082محمد بن يعقوب :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن القاسم بن يحيى ،عن جده الحسن
بن راشد ،عن محمد بن مسلم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :قال أمير المؤمنين )عليه السلم( :لعقة »«2
س و هو مع شفاٌء ِللّنا ِ ف َأْلواُنُه ِفيِه ِخَتِل ٌ
شرابٌ ُم ْ طوِنها َ ن ُب ُج ِم ْخُر ُ العسل شفاء من كل داء ،قال ال عز و جلَ :ي ْ
قراءة
__________________________________________________
-5الغاني ،30 :3مناقب ابن شهر آشوب .315 :2
-6تأويل اليات 12 /256 :1عن الديلمي في تفسيره.
-7تفسير العّياشي .41 /263 :2
-8تفسير العّياشي .42 /263 :2
-9تفسير العّياشي .45 /264 :2
-10الكافي .2 /332 :6
) (1في المصدر :علي أميرها.
) (2في المصدر :لعق.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص437 :
القرآن و مضغ اللبان » ،«1يذيب البلغم«.
قوله تعالى:
ل اْلُعُمِر ][70 ن ُيَرّد ِإلى َأْرَذ ِخَلَقُكْم ُثّم َيَتَوّفاُكْم َو ِمْنُكْم َم ْ
ل َ َو ا ُّ
-[1] /6083علي بن إبراهيم ،قال :حدثنا محمد بن جعفر ،قال :حدثنا محمد بن أحمد ،عن العباس ،عن ابن أبي
نجران ،عن محمد بن القاسم ،عن علي بن المغيرة ،عن أبي عبد ال ») «2عليه السلم( قال» :إذا بلغ العبد مائة
سنة فذلك أرذل العمر«.
-[2] /6084الطبرسي :روي عن علي )عليه السلم(» :إن أرذل العمر خمس و سبعون سنة« .و روي عن
النبي )صلى ال عليه و آله( مثل ذلك.
قوله تعالى:
حَفَدًة ] -[3] /6085 [72 -70علي ن َو َ جُكْم َبِني َ
ن َأْزوا ِل َلُكْم ِم ْجَع َشْيئًا -إلى قوله تعالىَ -و َ عْلٍم َي ل َيْعَلَم َبْعَد ِ ِلَك ْ
شْيئًا قال :إذا كبر ل يعلم ما » «3علمه قبل ذلك .ثم قال :قولهَ :و عْلٍم َي ل َيْعَلَم َبْعَد ِ بن إبراهيم ،في قوله تعالىِ :لَك ْ
سواٌء قال: ت َأْيماُنُهْم َفُهْم ِفيِه َ
على ما َمَلَك ْ ضُلوا ِبَراّدي ِرْزقِِهْم َ ن ُف ّ ق َفَما اّلِذي َ
ض ِفي الّرْز ِ على َبْع ٍ ضُكْم َ ل َبْع َ ضَ ل َف ّ ا ُّ
ل يجوز للرجل أن يختص نفسه بشيء من المأكول دون عياله.
حَفَدًة قال: سُكْم َأْزواجًا يعني حواء خلقت من آدم )عليه السلم( َو َ ن َأْنُف ِ
ل َلُكْم ِم ْ
جَع َ
ل َ قال :قولهَ :و ا ُّ
الختان.
-[4] /6086الطبرسي :في معنى الحفدة :هم أختان الرجل على بناته .قال :و هو المروي عن أبي
__________________________________________________
-1تفسير القّمي .78 :2
) (1الّلبان :ضرب من العلك ،يؤخذ من نبات يفرز ماّدة صمغية ،و يسّمى الكندر أيضا.
اولي العزم من الرسل ،و فضلهم بالعلم ،و أورثنا علمهم و فضلهم ،و فضلنا عليهم في علمهم ،و علم رسول ال
)صلى ال عليه و آله( ما لم يعلموا ،و علمنا علم الرسول و علمهم«.
-[6] /6118و عنه :عن محمد بن الحسين ،عن أحمد بن أبي بشر ،عن كثير بن أبي حمران ،قال :قال أبو جعفر
)عليه السلم(» :لقد سأل موسى )عليه السلم( العالم مسألة ،لم يكن عنده جوابها .و لقد سأل العالم موسى )عليه
السلم( مسألة ،لم يكن عنده جوابها ،و لو كنت بينهما لخبرت كل واحد منهما بجواب مسألته ،و لسألتهما عن
مسألة لم يكن عندهما جوابها«.
-[7] /6119و عنه :عن محمد بن الحسين ،عن عثمان بن عيسى ،عن ابن مسكان ،عن سدير ،عن أبي جعفر
)عليه السلم( قال» :لما لقي موسى )عليه السلم( العالم ،و كلمه و سأله ،نظر إلى خطاف يصفر و يرتفع في
السماء ،و يسفل في البحر ،فقال العالم لموسى )عليه السلم( :أ تدري ما يقول هذا الخطاف؟ قال :و ما يقول؟ قال:
يقول :و رب السماء و الرض ،ما علمكما من علم ربكما إل مثل ما أخذت بمنقاري من هذا البحر«.
قال :فقال أبو جعفر )عليه السلم(» :أما إني لو كنت عندهما لسألتهما عن مسألة ،ل يكون عندهما فيها علم«.
-[8] /6120و عنه :عن إبراهيم بن إسحاق ،عن عبد ال بن حماد ،عن سيف التمار ،قال :كنا عند أبي عبد ال
)عليه السلم( و نحن جماعة في الحجر ،فقال» :و رب هذه البنية ،و رب هذه الكعبة -ثلث مرات -لو كنت بين
موسى و الخضر لخبرتهما أني أعلم منهما ،و لنبأتهما بما ليس في أيديهما«.
-[9] /6121و عنه :عن أحمد بن الحسين ،عن الحسن بن راشد ،عن علي بن مهزيار ،عن الحسين بن سعيد،
قال :و حدثوني جميعا ،عن بعض أصحابنا ،عن عبد ال بن حماد ،عن سيف التمار ،قال :كنا مع أبي عبد ال
)عليه السلم( في الحجر ،فقال» :أعلينا عين؟« فالتفتنا يمنة و يسرة و قلنا :ل ،ليس علينا عين .فقال» :و رب هذه
الكعبة -ثلث مرات -لو كنت بين موسى و الخضر )عليهما السلم( لخبرتهما أني أعلم منهما ،و لنبأتهما بما
ليس في أيديهما«.
-[10] /6122محمد بن يعقوب :عن أحمد بن محمد ،و محمد بن يحيى ،عن محمد بن الحسين ،عن إبراهيم بن
إسحاق الحمر ،عن عبد ال بن حماد ،عن سيف التمار ،قال :كنا مع أبي عبد ال )عليه السلم( جماعة من
الشيعة في الحجر ،فقال» :علينا عين؟« فالتفتنا يمنة و يسرة فلم نر أحدا ،فقلنا :ليس علينا عين .فقال» :و رب
الكعبة ،و رب البنية -ثلث مرات -لو كنت بين موسى و الخضر )عليهما السلم( لخبرتهما أني أعلم منهما ،و
لنبأتهما بما ليس في أيديهما ،لن موسى و الخضر )عليهما السلم( أعطيا علم ما كان ،و لم يعطيا علم ما يكون
و ما هو كائن حتى
__________________________________________________
-6بصائر الدرجات.1 /249 :
-7بصائر الدرجات.2 /250 :
-8بصائر الدرجات[.....] .3 /250 :
-9بصائر الدرجات.4 /250 :
-10الكافي .1 /203 :1
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص446 :
تقوم الساعة ،و قد ورثناه من رسول ال )صلى ال عليه و آله( وراثة«.
-[11] /6123و عنه :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن ابن أذينة ،عن عبد ال بن سليمان،
عن حمران بن أعين ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :إن جبرئيل )عليه السلم( أتى رسول ال )صلى ال
عليه و آله( برمانتين ،فأكل رسول ال )صلى ال عليه و آله( إحداهما و كسر الخرى بنصفين ،فأكل نصفا و
أطعم عليا )عليه السلم( نصفا .ثم قال له رسول ال )صلى ال عليه و آله( :يا أخي ،هل تدري ما هاتان
الرمانتان؟ قال :ل .قال :أما الولى فالنبوة ليس لك فيها نصيب ،و أما الخرى فالعلم و أنت شريكي فيه«.
فقلت :أصلحك ال ،كيف كان شريكه فيه؟ قال» :لم يعلم ال محمدا )صلى ال عليه و آله( علما إل و أمره أن
يعلمه عليا )عليه السلم(«.
-[12] /6124و عنه :عن علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن ابن أذينة ،عن زرارة ،عن أبي جعفر )عليه
السلم( قال» :نزل جبرئيل )عليه السلم( على رسول ال )صلى ال عليه و آله( برمانتين من الجنة فأعطاه
إياهما ،فأكل واحدة و كسر الخرى بنصفين ،فأعطى عليا )عليه السلم( نصفها فأكلها .فقال :يا علي ،أما الرمانة
الولى التي أكلتها فالنبوة ،ليس لك فيها شيء ،و أما الخرى فهو العلم و أنت شريكي فيه«.
-[13] /6125و عنه :عن محمد بن يحيى ،عن محمد بن الحسن ،عن محمد بن عبد الحميد ،عن منصور بن
يونس ،عن ابن أذينة ،عن محمد بن مسلم ،قال :سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول» :نزل جبرئيل )عليه
السلم( على محمد )صلى ال عليه و آله( برمانتين من الجنة فلقيه علي )عليه السلم( ،فقال :ما هاتان الرمانتان
اللتان في يدك؟ فقال :أما هذه فالنبوة ليس لك فيها نصيب ،و أما هذه فالعلم .ثم فلقها رسول ال )صلى ال عليه و
آله( بنصفين ،فأعطاه نصفها و أخذ رسول ال )صلى ال عليه و آله( نصفها ،ثم قال :أنت شريكي فيه و أنا
شريكك فيه« قال» :فلم يعلم -و ال -رسول ال )صلى ال عليه و آله( حرفا مما علمه ال عز و جل إل قد علمه
عليا )عليه السلم( ،ثم انتهى العلم إلينا« .ثم وضع يده على صدره.
-[14] /6126العياشي :عن يونس ،عن عدة من أصحابنا ،قالوا :قال أبو عبد ال )عليه السلم(» :إني لعلم خبر
السماء و خبر الرض ،و خبر ما كان و خبر ما هو كائن كأنه في كفي« .ثم قال» :من كتاب ال أعلمه ،إن ال
يقول :فيه تبيان كل شيء«.
-[15] /6127عن منصور ،عن حماد اللحام ،قال :قال أبو عبد ال )عليه السلم(» :نحن -و ال -نعلم ما في
السماوات و ما في الرض ،و ما في الجنة و ما في النار ،و ما بين ذلك« .قال :فبهت أنظر إليه ،فقال» :يا حماد،
إن ذلك
__________________________________________________
-11الكافي .1 /205 :1
-12الكافي .2 /206 :1
-13الكافي .3 /206 :1
-14تفسير العّياشي .56 /266 :2
-15تفسير العّياشي .57 /266 :2
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص447 :
علىشِهيدًا َك َجْئنا ِب َ
سِهْم َو ِ
ن َأْنُف ِ
عَلْيِهْم ِم ْ
شِهيدًا َ ل ُأّمٍة َث ِفي ُك ّفي كتاب ال -ثلث مرات -ثم تل هذه الية َو َيْوَم َنْبَع ُ
ن إنه من كتاب فيه تبيان كل شيء«. سِلِمي َ
شرى ِلْلُم ْ حَمًة َو ُب ْ
ى َو َر ْ يٍء َو ُهد ً ش ْ ل َب ِتْبيانًا ِلُك ّ
ك اْلِكتا َ عَلْي َ
هُؤلِء َو َنّزْلنا َ
-[16] /6128عن عبد ال بن الوليد ،قال :قال أبو عبد ال )عليه السلم(» :قال ال لموسى )عليه السلم(َ :و
يٍء » «1فعلمنا أنه لم يكتب لموسى )عليه السلم( الشيء كله ،و قال ال لعيسى ش ْل َ ن ُك ّ
ح ِم ْ لْلوا ِ
َكَتْبنا َلُه ِفي ا َْ
جْئنا ِب َ
ك ن ِفيِه » ،«2و قال ال لمحمد )صلى ال عليه و آله(َ :و ِ خَتِلُفو َ
ض اّلِذي َت ْ ن َلُكْم َبْع َ لَبّي َ
)عليه السلم(َ :و ُِ
يٍء«.ش ْل َ ب ِتْبيانًا ِلُك ّ
ك اْلِكتا َ عَلْي َ
على هُؤلِء َو َنّزْلنا َ شِهيدًا ََ
-[17] /6129عن عبد الملك بن سليمان :أنه وجد في دفين الزمازي رق مكتوب فيه تأريخه ألف و مائتا سنة
بخط السريانية ،و تفسيره بالعربية ،قال :لما وقعت المشاجرة بين موسى بن عمران و الخضر )عليهما السلم(
في قوله عز و جل في سورة الكهف في قصة السفينة و الغلم و الجدار ،و رجع إلى قومه فسأله أخوه هارون
عما استعمله من الخضر ،فقال له :علم ما لم يضر جهله ،و لكن كان ما هو أعجب من ذلك .قال :و ما هو؟ قال:
بينما نحن على شاطئ البحر وقوف إذ أقبل طائر على هيئة الخطاف فنزل على البحر ،فأخذ في منقاره ماء فرمى
به إلى المشرق ،ثم أخذ ثانية و رمى به إلى المغرب ،ثم أخذ ثالثة فرمى به ]إلى الجنوب ،ثم أخذ رابعة فرمى به
إلى الشمال ،ثم أخذ فرمى به[ إلى السماء ،ثم أخذ فرمى به إلى الرض ،ثم أخذ مرة أخرى فرمى به إلى البحر،
ثم جعل يرفرف و طار ،فبقينا مبهوتين ل نعلم ما أراد الطائر بفعله.
فبينما نحن كذلك إذ بعث ال علينا ملكا في صورة آدمي ،فقال :ما لي أراكما مبهوتين؟ قلنا :فيما أراد الطائر
بفعله ،قال :أو ما تعلمان ما أراد؟ قلنا له :ال أعلم .قال :إنه يقول :و حق من شرق المشرق و غرب المغرب ،و
رفع السماء و دحا الرض ،ليبعثن ال في آخر الزمان نبيا اسمه محمد )صلى ال عليه و آله( ،له وصي اسمه
علي )عليه السلم( ،و علمكما جميعا في علمهما مثل هذه القطرة في هذا البحر.
قوله تعالى:
ن] ظُكْم َلَعّلُكْم َتَذّكُرو َي َيِع ُحشاِء َو اْلُمْنَكِر َو اْلَبْغ ِ ن اْلَف ْ
عِ ن َو ِإيتاِء ِذي اْلُقْربى َو َيْنهى َ حسا ِ لْ ل َو ا ِْل َيْأُمُر ِباْلَعْد ِ
ن ا َّ ِإ ّ
-[1] /6130 [90علي بن إبراهيم ،قال :العدل :شهادة أن ل إله إل ال ،و أن محمدا رسول ال )صلى ال عليه و
آله(.
__________________________________________________
-16تفسير العّياشي .58 /266 :2
-17الروضة لبن شاذان ،26 :عنه البحار .60 /177 :40
-1تفسير القّمي .388 :1
) (1العراف .145 :7
) (2الزخرف .63 :43
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص448 :
و الحسان :أمير المؤمنين )عليه السلم( .و الفحشاء و المنكر و البغي :فلن و فلن و فلن.
-[2] /6131و عنه ،قال :حدثنا ،محمد بن أبي عبد ال ،قال :حدثنا موسى بن عمران ،قال :حدثني ،الحسين بن
يزيد ،عن إسماعيل بن مسلم ،قال :جاء رجل إلى أبي عبد ال جعفر بن محمد )صلوات ال عليهما( و أنا عنده،
حشاِء َو اْلُمْنَكِر َو اْلَبْغ ِ
ي ن اْلَف ْعِ ن َو ِإيتاِء ِذي اْلُقْربى َو َيْنهى َ حسا ِ لْل َو ا ِْ ل َيْأُمُر ِباْلَعْد ِن ا َّ
فقال :يا بن رسول الِ ،إ ّ
ل ِإّياُه »«1؟ ل َتْعُبُدوا ِإ ّن و قولهَ :أَمَر َأ ّ ظُكْم َلَعّلُكْم َتَذّكُرو َ َيِع ُ
فقال» :نعم ،ليس ل في عباده أمر إل العدل و الحسان ،فالدعاء من ال عام ،و الهدى خاص ،مثل قوله:
سَتِقيٍم« ».«2 ط ُم ْ صرا ٍن َيشاُء ِإلى ِ َو َيْهِدي َم ْ
-[3] /6132ابن بابويه ،قال :حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ،قال :حدثنا محمد بن الحسن الصفار،
قال :حدثنا أحمد بن أبي عبد ال ،قال :حدثنا عبد الرحمن بن العباس بن الفضل بن العباس بن ربيعة بن الحارث
بن عبد المطلب ،عن صباح بن خاقان ،عن عمرو بن عثمان التيمي القاضي ،قال :خرج أمير المؤمنين )عليه
السلم( على أصحابه ،و هم يتذاكرون المروءة .فقال» :أين أنتم من كتاب ال؟« قالوا :يا أمير المؤمنين ،في أي
ن فالعدل :النصاف ،و الحسان: حسا ِ لْل َو ا ِْ
ل َيْأُمُر ِباْلَعْد ِ
ن ا َّموضع؟ فقال» :في قوله عز و جلِ :إ ّ
التفضل«.
ن قال» :يا سعد ،إن حسا ِ لْ ل َو ا ِْ ل َيْأُمُر ِباْلَعْد ِ
ن ا َّ
-[4] /6133العياشي :عن سعد ،عن أبي جعفر )عليه السلم(ِ :إ ّ
ال يأمر بالعدل و هو محمد )صلى ال عليه و آله( ،و الحسان و هو علي )عليه السلم( و إيتاء ذي القربى و هو
قرابتنا ،أمر ال العباد بمودتنا و إيتائنا ،و نهاهم عن الفحشاء و المنكر ،من بغى على أهل البيت و دعا إلى
غيرنا«.
ل َيْأُمُر ِباْلَعْدلِ َو
ن ا َّ -[5] /6134عن إسماعيل الحريري ،قال :قلت لبي عبد ال )عليه السلم( :قول الِ :إ ّ
ي؟ قال» :اقرأ كما أقول لك -يا إسماعيل -إن ال حشاِء َو اْلُمْنَكِر َو اْلَبْغ ِ ن اْلَف ْ
عِن َو ِإيتاِء ِذي اْلُقْربى َو َيْنهى َ حسا ِ لْ ا ِْ
يأمر بالعدل و الحسان و إيتاء ذي القربى حقه«.
فقلت :جعلت فداك ،إنا ل نقرأ هكذا في قراءة زيد .قال» :و لكنا نقرؤها هكذا في قراءة علي )عليه السلم(«.
قلت :فما يعني بالعدل؟ قال» :شهادة أن ل إله إل ال« .قلت :و الحسان؟ قال» :شهادة أن محمدا رسول ال
)صلى ال عليه و آله(« .قلت :فما يعني بإيتاء ذي القربى حقه؟ قال» :أداء إمام » «3إلى إمام بعد إمام« َو َيْنهى
حشاِء َو اْلُمْنَكِر ن اْلَف ْعِ َ
__________________________________________________
-2تفسير القمي .388 :1
-3معاني الخبار[.....] .1 /257 :
-4تفسير العياشي .59 /267 :2
-5تفسير العياشي .60 /2687 :2
) (1يوسف .40 :12
) (2يونس .25 :10
) (3في المصدر :أداء إمامة.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص449 :
قال» :ولية فلن و فلن«.
-[6] /6135عن عمرو بن عثمان ،قال :خرج علي )عليه السلم( على أصحابه ،و هم يتذاكرون المروءة .فقال:
ن ا َّ
ل »أين أنتم ،أنسيتم من كتاب ال قرآنا ذكر ذلك؟« قالوا :يا أمير المؤمنين ،في أي موضع؟ قال» :في قولهِ :إ ّ
حشاِء َو اْلمُْنَكِر فالعدل :النصاف ،و الحسان: ن اْلَف ْ عِن َو ِإيتاِء ِذي اْلُقْربى َو َيْنهى َ حسا ِ لْ ل َو ا ِْ َيْأُمُر ِباْلَعْد ِ
التفضل«.
-[7] /6136عن عامر بن كثير ،و كان داعية الحسين بن علي » ،«1عن موسى بن أبي الغدير ،عن عطاء
ن َو ِإيتاِء ِذي اْلُقْربى. حسا ِ لْل َو ا ِْ ل َيْأُمُر ِباْلَعدْ ِ ن ا َّ الهمداني ،عن أبي جعفر )عليه السلم( في قول الِ :إ ّ
قال» :العدل :شهادة أن ل إله إل ال ،و الحسان :ولية أمير المؤمنين )عليه السلم( ،و ينهى عن الفحشاء:
الول ،و المنكر :الثاني ،و البغي :الثالث«.
ل و هو محمد )صلى ال عليه و ل َيْأُمُر ِباْلَعْد ِن ا َّ -[8] /6137و في رواية سعد السكاف ،عنه ،قال» :يا سعد ِإ ّ
ن علي )عليه السلم( ،فمن توله فقد أحسن ،و المحسن في الجنةَ ،و ِإيتاِء ِذي حسا ِ لْ آله( فمن أطاعه فقد عدل َو ا ِْ
اْلُقْربى فمن » «2قرابتنا ،أمر ال العباد بمودتنا و إيتائنا ،و نهاهم عن الفحشاء و المنكر ،من بغى علينا أهل البيت
و دعا إلى غيرنا«.
-[9] /6138الحسن بن أبي الحسن الديلمي :بإسناده إلى عطية بن الحارث ،عن أبي جعفر )عليه السلم( ،في
ي.
حشاِء َو اْلُمْنَكِر َو اْلَبْغ ِ ن اْلَف ْعِ ن َو ِإيتاِء ِذي اْلُقْربى َو َيْنهى َ حسا ِ لْ ل َو ا ِْ ل َيْأُمُر ِباْلَعْد ِ ن ا َّ قوله تعالىِ :إ ّ
قال» :العدل :شهادة الخلص ،و أن محمدا رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،و الحسان :ولية أمير المؤمنين
)عليهم السلم( ،و التيان بطاعتهما )صلوات ال عليهما( .و إيتاء ذي القربى :الحسن و الحسين و الئمة من ولده
ي و هو من ظلمهم و قتلهم و منع حقوقهم و موالة أعدائهم، حشاِء َو اْلُمْنَكِر َو اْلَبْغ ِ ن اْلَف ْ عِ )عليهم السلم(َ ،و َيْنهى َ
فهو المنكر الشنيع و المر الفظيع«.
قوله تعال:
ن َبْعَد َتْوِكيِدها َو َقْد لْيما َضوا ا َْ ل ِإذا عاَهْدُتْم َو ل َتْنُق ُ َو َأْوُفوا ِبَعْهِد ا ِّ
__________________________________________________
-6تفسير العّياشي .61 /267 :2
-7تفسير العّياشي .62 /267 :2
-8تفسير العّياشي .63 /268 :2
... -9تأويل اليات ،20 /261 :1عنه البحار .7 /188 :24
ي بن أبي طالب )عليهما ي بن الحسن )المثّلث( بن الحسن )المثّنى( بن الحسن بن عل ّ ) (1هو الحسين بن عل ّ
خ .مقاتل الطالبيين ،285 :العلم للزركل .244 :2 السلم( المعروف بصاحب ف ّ
)) (2فمن( ليس في المصدر.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص450 :
ن َبْعِد ُقّوةٍ َأْنكاثًا -إلى قوله تعالى- غْزَلها ِم ْ ت َ ض ْ ن َو ل َتُكوُنوا َكاّلِتي َنَق َ ل َيْعَلُم ما َتْفَعُلو َ ن ا َّ ل ِإ ّعَلْيُكْم َكِفي ً ل َ جَعْلُتُم ا َّ
َ
ق ][96 -91 ل با ٍ عْنَد ا ِّعْنَدُكْم َيْنَفُد َو ما ِ ما ِ
-[1] /6139محمد بن يعقوب :عن محمد بن يحيى ،عن محمد بن الحسين ،عن محمد بن إسماعيل ،عن منصور
بن يونس عن زيد بن الجهم الهللي ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :سمعته يقول» :لما نزلت ولية علي بن
أبي طالب )عليه السلم( ،و كان من قول رسول ال )صلى ال عليه و آله( :سلموا على علي بإمرة المؤمنين.
فكان مما أكده ال عليهما في ذلك اليوم -يا زيد -قول رسول ال )صلى ال عليه و آله( لهما :قوما فسلما عليه
بإمرة المؤمنين .فقال :أمن ال أو من رسوله ،يا رسول ال؟ فقال لهما رسول ال )صلى ال عليه و آله( :من ال و
ل َيْعَلُم ما
ن ا َّ ل ِإ ّ
عَلْيُكْم َكِفي ًل َ جَعْلُتُم ا َّ
ن َبْعَد َتْوِكيِدها َو َقْد َ لْيما َ ضوا ا َْ من رسوله فأنزل ال عز و جل َو ل َتْنُق ُ
ن يعني قول رسول ال )صلى ال عليه و آله( لهما ،و قولهما :أمن ال أو من رسوله َو ل َتُكوُنوا َكاّلِتي َتْفَعُلو َ
ل َبْيَنُكْم أن تكون أئمة هي أزكى من أئمتكم. خً ن َأْيماَنُكْم َد َخُذو َ ن َبْعِد ُقّوٍة َأْنكاثًا َتّت ِ غْزَلها ِم ْ ت َ ض ْ َنَق َ
قال :قلت :جعلت فداك ،أئمة؟ قال» :إي و ال أئمة« .قلت :فإنا نقرأ أربى؟ فقال» :ويحك ،ما أربى؟! -و أومأ بيده
ن َو َلْو شاَء ا ُّ
ل خَتِلُفو َن َلُكْم َيْومَ اْلِقياَمِة ما ُكْنُتْم ِفيِه َت ْ ل ِبِه يعني بعلي )عليه السلم( َو َلُيَبّيَن ّ فطرحهاِ -إّنما َيْبُلوُكُم ا ُّ
خُذوا ن َو ل َتّت ِ عّما ُكْنُتْم َتْعَمُلو َ ن يوم القيامة َ سَئُل ّن َيشاُء َو َلُت ْ ن َيشاُء َو َيْهِدي َم ْ ل َم ْ ضّ ن ُي ِ حَدًة َو لِك ْ جَعَلُكْم ُأّمًة وا ِ َل َ
ل َقَدٌم َبْعَد ُثُبوِتها يعني بعد مقالة رسول ال )صلى ال عليه و آله( في علي )عليه السلم( َو ل َبْيَنُكْم َفَتِز ّخً َأْيماَنُكْم َد َ
ظيٌم«. عِ ب َ عذا ٌ ل يعني به عليا )عليه السلم( َو َلُكْم َ ل ا ِّ سِبي ِ ن َ عْ صَدْدُتْم َ سوَء ِبما َ َتُذوُقوا ال ّ
-[2] /6140علي بن إبراهيم ،قال :حدثني أبي ،رفعه ،قال :قال أبو عبد ال )عليه السلم(» :لما نزلت الولية ،و
كان من قول رسول ال )صلى ال عليه و آله( بغدير خم :سلموا على علي بإمرة المؤمنين .فقالوا :أمن ال أو من
رسوله؟ فقال:
اللهم نعم ،حقا من ال و من رسوله .فقال :إنه أمير المؤمنين و إمام المتقين ،و قائد الغر المحجلين ،يقعده ال يوم
ن َبْعَد لْيما َ ضوا ا َْ القيامة على الصراط ،فيدخل أولياءه الجنة ،و يدخل أعداءه النار .و أنزل ال عز و جل َو ل َتْنُق ُ
ن يعني :قول رسول ال )صلى ال عليه و آله( :من ال و ل َيْعَلُم ما َتْفَعُلو َن ا َّل ِإ ّ
عَلْيُكْم َكِفي ً
ل َ جَعْلُتُم ا َّ
َتْوِكيِدها َو َقْد َ
خً
ل ن َأْيماَنُكْم َد َخُذو َن َبْعِد ُقّوةٍ َأْنكاثًا َتّت ِ غْزَلها مِ ْ ت َ ض ْ رسوله .ثم ضرب لهم مثل ،فقالَ :و ل َتُكوُنوا َكاّلِتي َنَق َ
َبْيَنُكْم«.
-[3] /6141ثم قال علي بن إبراهيم :و في رواية أبي الجارود ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال» :التي نقضت
__________________________________________________
-1الكافي .1 /231 :1
-2تفسير القّمي .389 :1
-3تفسير القّمي [.....] .389 :1
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص451 :
غزلها :امرأة من بني تيم بن مرة يقال لها ريطة بنت كعب بن سعد بن تيم بن كعب بن لؤي بن غالب ،كانت
خُذو َ
ن ن َبْعِد ُقّوةٍ َأْنكاثًا َتّت ِ
غْزَلها ِم ْ ت َ ض ْ حمقاء تغزل الشعر ،فإذا غزلته نقضته ثم عادت فغزلته ،فقال الَ :كاّلِتي َنَق َ
ل َبْيَنُكْم -قال -إن ال تبارك و تعالى أمر بالوفاء و نهى عن نقض العهد ،فضرب لهم مثل«. خً َأْيماَنُكْم َد َ
-[4] /6142نرجع إلى رواية علي بن إبراهيم » ،«1قال :في قوله )عليه السلم(» :أن تكون أئمة هي أزكى من
ن ُأّمٍة .قال» :ويحك ،و ما أربى؟! -و أومأ بيده ي َأْربى ِم ْ أئمتكم« .فقيل :يا بن رسول ال ،نحن نقرأهاِ :ه َ
ن َلُكْم َيْوَم اْلِقياَمِة ما ُكْنُتْم ِفيِه ل ِبِه يعني بعلى بن أبي طالب )عليه السلم( يختبركم َو َلُيَبّيَن ّ فطرحهاِ -إّنما َيْبُلوُكُم ا ُّ
ن َيشاُء -قال -يعذب ل َم ْضّ ن ُي ِ حَدًة -قال -على مذهب واحد و أمر واحد َو لِك ْ جَعَلُكْم ُأّمًة وا ِ ن َو َلْو شاَء ال َل َ خَتِلُفو ََت ْ
ل َبْيَنُكْم -قال -هو خً خُذوا َأْيماَنُكْم َد َ عّما ُكْنُتْم َتْعَمُلونَ َو ل َتّت ِن َ سَئُل ّ
ن َيشاُء -قال -يثيب َو َلُت ْ بنقض العهد َو َيْهِدي َم ْ
ل َقَدٌم َبْعَد ُثُبوِتها يعني بعد مقالة النبي )صلى ال عليه و آله( فيه َو َتُذوُقوا مثل لمير المؤمنين )عليه السلم(َ :فَتِز ّ
ظيٌم«. عِ ب َ عذا ٌل يعني عن علي )عليه السلم( َو َلُكْم َ ل ا ِّسِبي ِ ن َ عْ صَدْدُتْم َسوَء ِبما َ ال ّ
عْنَد
عْنَدُكْم َيْنَفُد َو ما ِ ل ِإذا عاَهْدُتْم .ثم قال :ما ِ ل معطوف على قولهَ :و َأْوُفوا ِبَعْهِد ا ِّ ل َثَمنًا َقِلي ًشَتُروا ِبَعْهِد ا ِّ َو ل َت ْ
ق أي ما عندكم من الموال و النعمة يزول ،و ما عند ال مما تقدمونه من خير أو شر فهو باق. ل با ٍ ا ِّ
-[5] /6143العياشي :عن زيد بن الجهم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :سمعته يقول» :لما سلموا على
علي )عليه السلم( بإمرة المؤمنين ،قال رسول ال )صلى ال عليه و آله( للول :قم فسلم عن علي بإمرة
المؤمنين .فقال :أمن ال و من رسوله ،يا رسول ال؟ فقال :نعم ،من ال و من رسوله ثم قال لصاحبه :قم فسلم
على علي بإمرة المؤمنين.
فقال :أمن ال و من رسوله؟ قال :نعم ،من ال و من رسوله ثم قال لصاحبه :قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين.
فقال :أمن ال و من رسوله؟ قال :نعم ،من ال و من رسوله ثم قال :يا مقداد ،قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين-
قال -فقام و سلم ،و لم يقل ما قال صاحباه ثم قال :قم -يا أبا ذّر -فسلم على علي بإمرة المؤمنين .فقام و سلم ثم قال:
قم -يا سلمان -و سلم على علي بإمرة المؤمنين .فقام و سلم«.
قال» :حتى إذا خرجا ،و هما يقولن :ل و ال ،ل نسلم له ما قال أبدا ،فأنزل ال تبارك و تعالى على نبيهَ :و ل
ن َو ل ل َيْعَلُم ما َتْفَعُلو َ
ن ا َّ
ل بقولكم :أمن ال و من رسوله؟ ِإ ّ عَلْيُكْم َكِفي ً
ل َ جَعْلُتُم ا َّ
ن َبْعَد َتْوِكيِدها َو َقْد َ
لْيما َ
ضوا ا َْ
َتْنُق ُ
ل َبْيَنُكْم أن تكون أئمة هي أزكى من أئمتكم«. خً
ن َأْيماَنُكْم َد َ
خُذو َ ن َبْعِد ُقّوٍة َأْنكاثًا َتّت ِ
غْزَلها ِم ْ
ت َض ْ َتُكوُنوا َكاّلِتي َنَق َ
ن ُأّمٍة فقال» :ويحك -يا زيد -و ما أربى؟! أن تكون ي َأْربى ِم ْ ن ُأّمٌة ِه َ ن َتُكو َ قال :قلت :جعلت فداك ،إنما نقرؤها َأ ْ
خَتِلُفو َ
ن ن َلُكْم َيْوَم اْلِقياَمِة ما ُكْنُتْم ِفيِه َت ْ
ل ِبِه يعني عليا )عليه السلم( َو َلُيَبّيَن ّ أئمة هي أزكى من أئمتكم ِإّنما َيْبُلوُكُم ا ُّ
__________________________________________________
-4تفسير القمي .389 :1
-5تفسير العياشي .64 /268 :2
) (1المتقدمة في الحديث ) (2من تفسير هذه اليات.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص452 :
خُذوا ن َو ل َتّت ِ عّما ُكْنُتْم َتْعَمُلو َ ن َ سَئُل ّ
ن َيشاُء َو َلُت ْ
ن َيشاُء َو َيْهِدي َم ْ ل َم ْضّن ُي ِ حَدًة َو لِك ْجَعَلُكْم ُأّمًة وا ِ ل َل َ
َو َلْو شاَء ا ُّ
سوَء ِبما ل َقَدٌم َبْعَد ُثُبوِتها بعد ما سلمتم على علي )عليه السلم( بإمرة المؤمنين َو َتُذوُقوا ال ّ ل َبْيَنُكْم َفَتِز ّ خًَأْيماَنُكْم َد َ
ظيٌم«.عِ ب َ عذا ٌ ل يعني عليا )عليه السلم( َو َلُكْم َ ل ا ِّ سِبي ِ
ن َ عْصَدْدُتْم ََ
ثم قال لي» :لما أخذ رسول ال )صلى ال عليه و آله( بيد علي )عليه السلم( فأظهر وليته ،قال جميعا :و ال،
ض
عَلْينا َبْع َ ل َ ليس هذا من تلقاء ال ،و ما هو إل شيء أراد أن يشرف به ابن عمه .فأنزل ال عليه َو َلْو َتَقّو َ
ن َو ِإّنا َلَنْعَلُم َأ ّ
ن ن َو ِإّنُه َلَتْذِكَرٌة ِلْلُمّتِقي َجِزي َ عْنُه حا ِحٍد َن َأ َ
ن َفما ِمْنُكْم ِم ْ
طْعنا ِمْنُه اْلَوِتي َ
ن ُثّم َلَق َ
خْذنا ِمْنُه ِباْلَيِمي ِ لَل َ لقاِوي ِ ا َْ
سِم
ح ِبا ْ
سّب ْ
ن يعني عليا )عليه السلم( َف َ ق اْلَيِقي ِ
حّن َو ِإّنُه َل َ
عَلى اْلكاِفِري َ سَرٌة َحْ ن يعني فلنا و فلنا َو ِإّنُه َل َ ِمْنُكْم ُمَكّذِبي َ
ظيِم« ».«1 ك اْلَع َِرّب َ
-[6] /6144عن عبد الرحمن بن سالم الشل ،عنه )عليه السلم( ،قال» :التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا
عائشة هي نكثت أيمانها«.
قوله تعالى:
طّيَبًة ] -[1] /6145 [97علي بن إبراهيم ،قال: حياًة َ
حِيَيّنُه َ
ن َفَلُن ْن َذَكٍر َأْو ُأْنثى َو ُهَو ُمْؤِم ٌل صاِلحًا ِم ْ عِم َن َ َم ْ
القنوع بما رزقه ال.
-[2] /6146ابن بابويه ،قال :حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد )رضي ال عنه( ،قال :حدثنا محمد بن الحسن
الصفار ،قال :حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ،عن محمد بن أبي عمير ،عن بعض أصحابه ،عن أبي عبد ال
)عليه السلم( قال :قيل له :إن أبا الخطاب يذكر عنك أنك قلت له :إذا عرفت الحق فاعمل ما شئت.
فقال» :لعن ال أبا الخطاب -و ال -ما قلت له هكذا ،و لكني قلت :إذا عرفت الحق فاعمل ما شئت من خير يقبل
ن ِفيها
جّنَة ُيْرَزُقو َ
ن اْل َخُلو َ ك َيْد ُ
ن َفُأولِئ َ
ن َذَكٍر َأْو ُأْنثى َو ُهَو ُمْؤِم ٌ ل صاِلحًا ِم ْ عِم َن َ منك ،إن ال عز و جل يقولَ :م ْ
طّيَبًة«.
حياةً َحِيَيّنُه َ
ن َفَلُن ْ
ن َذَكٍر َأْو ُأْنثى َو ُهَو ُمْؤِم ٌ ل صاِلحًا ِم ْ عِم َن َ ب » «2و يقول تبارك و تعالىَ :م ْ حسا ٍ ِبَغْيِر ِ
__________________________________________________
-6تفسير العّياشي .65 /269 :2
-1تفسير القّمي .390 :1
-2معاني الخبار.26 /388 :
) (1الحاقة .52 -44 :69
) (2غافر .40 :40
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص453 :
-[3] /6147الشيخ ،في )أماليه( :قال :أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى الفحام بسر من رأى ،قال:
حدثني أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبيد ال بن المنصور ،قال :حدثني المام علي بن محمد ،قال :حدثني أبي
محمد بن علي ،قال :حدثني أبي علي بن موسى ،قال :حدثني أبي موسى بن جعفر )عليهم السلم( ،قال :قال سيدنا
طّيَبًة قال» :القنوع«. حياًة َ حِيَيّنُه َ
الصادق )عليه السلم( في قولهَ :فَلُن ْ
قوله تعالى:
ن -إلىعلى َرّبِهْم َيَتَوّكُلو َ ن آَمُنوا َو َ عَلى اّلِذي َن َ سْلطا ٌ س َلُه ُ جيِم ِإّنُه َلْي َن الّر ِشْيطا ِ ن ال ّ ل ِم َسَتِعْذ ِبا ِّ
ن َفا ْ
ت اْلُقْرآ ََفِإذا َقَرْأ َ
ن ] -[4] /6148 [100 -98علي بن إبراهيم ،قال :الرجيم :أخبث الشياطين ،فقلت له :و لم شِرُكو َ قوله تعالىُ -م ْ
سمي رجيما؟ قال :لنه يرجم.
جيِم من سورة ن الّر ِ شْيطا ِ ن ال ّ ك َو ُذّرّيَتها ِم َ عيُذها ِب َ و قد تقدم حديث مسند في معنى الرجيم ،في قوله تعالىَ :و ِإّني ُأ ِ
آل عمران ».«1
-[5] /6149ابن بابويه ،قال :حدثنا أبو أحمد هانئ بن محمد بن محمود العبدي ،قال :حدثنا أبي محمد بن
محمود ،بإسناده ،رفعه إلى موسى بن جعفر )عليه السلم( في حديث سؤال الرشيد له .فقال )عليه السلم( في
حيِم« ثم قرأ آية ،و الحديث طويل تقدم في قوله ن الّر ِ حم ِل الّر ْ سِم ا ِّ جواب سؤاله» :أعوذ بال من الشيطان الرجيم ِب ْ
يٍء من آخر سورة النفال ».«2 ش ْن َ ن َولَيِتِهْم ِم ْ جُروا ما َلُكْم ِم ْ ن آَمُنوا َو َلْم ُيها ِ تعالىَ :و اّلِذي َ
ن قال :ليس له على َرّبِهْم َيَتَوّكُلو َ ن آَمُنوا َو َ عَلى اّلِذي َ ن َ سْلطا ٌ س َلُه ُ -[6] /6150علي بن إبراهيم ،قال :قولهِ :إّنُه َلْي َ
أن يزيلهم عن الولية ،فأما الذنوب فإنهم ينالون منه كما ينالون من غيره.
-[7] /6151محمد بن يعقوب :عن علي بن محمد ،عن علي بن الحسن ،عن منصور بن يونس ،عن أبي بصير،
جيِم
ن الّر ِ شْيطا ِ
ن ال ّ ل ِم َسَتِعْذ ِبا ِّ
ن َفا ْت اْلُقْرآ َ
عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :قلت لهَ :فِإذا َقَرْأ َ
__________________________________________________
-3المالي .281 :1
-4تفسير القمي .390 :1
-5عيون أخبار الرضا )عليه السلم( .9 /81 :1
-6تفسير القمي .390 :1
-7الكافي .433 /288 :8
) (1آل عمران ،36 :3و لم يرد هناك حديث في هذا المعنى ،و قد سبقت الشارة إلى ذلك فى تفسير اليات )
(18 -14من سورة الحجر[.....] .
) (2تقدم في الحديث ) (1من تفسير الية ) (72من سورة النفال.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص454 :
ن؟ فقال» :يا أبا محمد ،يسلط -و ال -من المؤمن على على َرّبِهْم َيَتَوّكُلو َ ن آَمُنوا َو َ عَلى اّلِذي َ ن َ سْلطا ٌ س َلُه ُ ِإّنُه َلْي َ
بدنه و ل يسلط على دينه ،قد سلط على أيوب )عليه السلم( فشوه خلقه و لم يسلط على دينه ،و قد يسلط من
المؤمنين على أبدانهم و ل يسلط على دينهم«.
ن؟ قال» :الذين هم بال مشركون ،يسلط ن ُهْم ِبِه ُمشِْرُكو َ ن َيَتَوّلْوَنُه َو اّلِذي َعَلى اّلِذي َ
سْلطاُنُه َ قلت له :عز و جلِ :إّنما ُ
على أبدانهم و على أديانهم«.
ت اْلُقْرآ َ
ن -[5] /6152العياشي :عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :سمعته يقولَ :فِإذا َقَرْأ َ
عَلى اّلِذي َ
ن سْلطاُنُه َ ن ِإّنما ُ على َرّبِهْم َيَتَوّكُلو َ ن آَمُنوا َو َ عَلى اّلِذي َ ن َ سْلطا ٌ س َلُه ُ جيِم ِإّنُه َلْي َن الّر ِ شْيطا ِ ن ال ّ ل ِم َسَتِعْذ ِبا َِّفا ْ
ن .قال :فقال» :يا أبا محمد ،يسلط من المؤمنين على أبدانهم و ل يسلط على أديانهم، شِرُكو َ ن ُهْم ِبِه ُم ْ َيَتَوّلْوَنُه َو اّلِذي َ
ن ُهْم ِبِهن َيَتَوّلْوَنُه َو اّلِذي َ
عَلى اّلِذي َ سْلطاُنُه َ قد سلط على أيوب فشوه خلقه و لم يسلط على دينه« .و قولهِ :إّنما ُ
ن قال» :الذين هم بال مشركون ،يسلط على أبدانهم و على أبدانهم و على أديانهم«. شِرُكو َ ُم ْ
شْيطا ِ
ن ن ال ّ ل ِم َسَتِعْذ ِبا ِّ
ن َفا ْت اْلُقْرآ َ -[6] /6153عن سماعة ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول الَ :فِإذا َقَرْأ َ
جيِم قلت :كيف أقول؟ قال» :تقول :أستعيذ بال السميع العليم من الشيطان الرجيم« .و قال» :إن الرجيم أخبث الّر ِ
الشياطين«.
قال :قلت له :لم سمي الرجيم؟ قال» :لنه يرجم« .قلت :فانفلت منها بشيء؟ قال» :ل« .قلت :فكيف سمي الرجيم
و لم يرجم بعد؟ قال» :يكون في العلم أنه رجيم«.
-[7] /6154عن الحلبي ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :سألته عن التعوذ من الشيطان عند كل سورة
نفتحها؟
قال» :نعم ،فتعوذ بال من الشيطان الرجيم«.
و ذكر أن الرجيم أخبث الشياطين ،فقلت :لم سمي الرجيم؟ قال» :لنه يرجم« .فقلت :هل ينقلب شيئا إذا رجم؟
قال» :ل ،و لكن يكون في العلم أنه رجيم«.
س َلُه -[8] /6155عن حماد بن عيسى ،رفعه إلى أبي عبد ال )عليه السلم( قال :سألته عن قول الِ :إّنُه َلْي َ
ن.
شِرُكو َ ن ُهْم ِبِه ُم ْ عَلى اّلِذينَ َيَتَوّلْوَنُه َو اّلِذي َ سْلطاُنُه َ ن ِإّنما ُ على َرّبِهْم َيَتَوّكُلو َ ن آَمُنوا َو َ عَلى اّلِذي َ ن َ سْلطا ٌ ُ
قال» :ليس له أن يزيلهم عن الولية ،فأما الذنوب و أشباه ذلك فإنه ينال منهم كما ينال من غيرهم«.
__________________________________________________
-5تفسير العّياشي .66 /269 :2
-6تفسير العّياشي .67 /270 :2
-7تفسير العّياشي .68 /270 :2
-8تفسير العّياشي .69 /270 :2
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص455 :
قوله تعالى:
ن ]-101 سِلِمي َ
شرى ِلْلُم ْ ت ُمْفَتٍر -إلى قوله تعالىَ -و ُب ْ ل قاُلوا ِإّنما َأْن َ عَلُم ِبما ُيَنّز ُ
ل َأ ْن آَيٍة َو ا َُّو ِإذا َبّدْلنا آَيًة َمكا َ
ل قاُلوا ِإّنما َأْن َ
ت عَلُم ِبما ُيَنّز ُل َأ ْن آَيٍة َو ا ُّ -[1] /6156 [102علي بن إبراهيم ،في قوله تعالىَ :و ِإذا َبّدْلنا آَيًة َمكا َ
ن قال :إذا نسخت آية قالوا لرسول ال )صلى ال عليه و آله( :أنت مفتر. سِلِمي َ
شرى ِلْلُم ْ ُمْفَتٍر إلى قوله تعالىَ :و ُب ْ
ت اّلِذي َ
ن ق يعني جبرئيل )عليه السلم( ِلُيَثّب َ حّ ك ِباْل َ
ن َرّب َس ِم ْ ح اْلُقُد ِ فرد ال عليهم ،فقال :قل لهم -يا محمدَ -نّزَلُه ُرو ُ
ن.
سِلِمي َشرى ِلْلُم ْ ى َو ُب ْ آَمُنوا َو ُهد ً
س .قال: ح اْلُقُد ِ -[2] /6157و عنه ،قال :و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر )عليه السلم( في قولهُ :رو ُ
شرى ى َو ُب ْن آَمُنوا هم آل محمد )عليهم السلم( َو ُهد ً ت اّلِذي َ»هو جبرئيل )عليه السلم( ،و القدس :الطاهر ِلُيَثّب َ
ن«. سِلِمي َِلْلُم ْ
-[3] /6158العياشي :عن محمد بن عذافر الصيرفي ،عمن أخبره ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :إن ال
تبارك و تعالى خلق روح القدس ،فلم يخلق خلقا أقرب إلى ال منها ،و ليست بأكرم خلقه عليه ،فإذا أراد أمرا ألقاه
إليها ،فألقاه إلى النجوم فجرت به«.
قوله تعالى:
ن ]] /6159 [103 ي ُمِبي ٌعَرِب ّن َ جِميّ َو هذا ِلسا ٌ عَن ِإَلْيِه َأ ْ
حُدو َ ن اّلِذي ُيْل ِ شٌر ِلسا ُ ن ِإّنما ُيَعّلُمُه َب َ َو َلَقْد َنْعَلُم َأّنُهْم َيُقوُلو َ
-[4علي بن إبراهيم ،قال :و هو لسان أبي فكيهة » «1مولى بني الحضرمي ،كان أعجمي اللسان ،و كان
__________________________________________________
-1تفسير القّمي .390 :1
-2تفسير القّمي .390 :1
-3تفسير العّياشي .70 /270 :2
-4تفسير القّمي .390 :1
) (1و اسمه أفلح و قيل :يسار ،مولى بني عبد الدار ،و قيل :كان مولى لصفوان بن امّية بن خلف أسلم قديما
ل .عّذبه المشركون ليرجع عن دينه فلم يرجع عن دينه ،و هاجر و بمكة ،و كان من المستضعفين مّمن عّذب في ا ّ
مات قبل بدر» .الكامل لبن الثير ،68 :2أسد الغابة ،273 :5البداية و النهاية .«102 :3
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص456 :
قد اتبع نبي ال و آمن به ،و كان من أهل الكتاب ،فقالت قريش :هذا -و ال -يعلم محمدا ،علمه » «1بلسانه ،يقول
ال:
ن.ي ُمِبي ٌعَرِب ّن َ َو هذا ِلسا ٌ
قوله تعالى:
ل ][105 ت ا ِّ ن ِبآيا ِ ن ل ُيْؤِمُنو َ ب اّلِذي َِإّنما َيْفَتِري اْلَكِذ َ
-[1] /6160العياشي :عن العباس بن هلل ،عن أبي الحسن الرضا )عليه السلم( :أنه ذكر رجل كذابا ثم قال:
ن«.
ن ل ُيْؤِمُنو َ ب اّلِذي َ»قال الِ :إّنما َيْفَتِري اْلَكِذ َ
قوله تعالى:
ب ِم َ
ن ض ٌغ َ صْدرًا َفَعَلْيِهْم َح ِباْلُكْفِر َ شَر َ ن َ ن َو لِكنْ َم ْ ليما ِ ن ِبا ِْطَمِئ ّ
ن ُأْكِرَه َو َقْلُبُه ُم ْل َم ْ ن َبْعِد ِإيماِنِه ِإ ّل ِم ْ ن َكَفَر ِبا َِّم ْ
ن َرّب َ
ك صَبُروا ِإ ّجُروا ِمنْ َبْعِد ما ُفِتُنوا ُثّم جاَهُدوا َو َ ن ها َ ك ِلّلِذي َ
ن َرّب َظيٌم -إلى قوله تعالىُ -ثّم ِإ ّ عِ ب َ عذا ٌ ل َو َلُهْم َ ا ِّ
حيٌم ][110 -106 ن َبْعِدها َلَغُفوٌر َر ِ ِم ْ
-[2] /6161محمد بن يعقوب :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن بكر بن صالح ،عن القاسم بن بريد ،قال:
حدثنا أبو عمرو الزبيري ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( -في حديث طويل» -فأما ما فرض على القلب من
اليمان:
فالقرار ،و المعرفة ،و العقد ،و الرضا ،و التسليم بأن ل إله إل ال وحده ل شريك له إلها واحدا لم يتخذ صاحبة
و ل ولدا ،و أن محمدا عبده و رسوله )صلوات ال عليه و على آله( ،و القرار بما جاء به من عند ال من نبي أو
ن ُأْكِرَه َو
ل َم ْكتاب ،فذلك ما فرض ال على القلب من القرار و المعرفة و هو عمله ،و هو قول ال عز و جلِ :إ ّ
صْدرًا«. ح ِباْلُكْفِر َ شَر َن َ ن َم ْ ن َو لِك ْ ليما ِ ن ِبا ِْطَمِئ ّ
َقْلُبُه ُم ْ
-[3] /6162و عنه :عن علي بن إبراهيم ،عن هارون بن مسلم ،عن مسعدة بن صدقة ،قال :قيل لبي
__________________________________________________
-1تفسير العّياشي .71 /271 :2
-2الكافي .1 /28 :2
-3الكافي .10 /173 :2
)) (1علمه( ليس في المصدر[.....] .
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص457 :
عبد ال )عليه السلم( :إن الناس يروون :أن عليا )عليه السلم( قال على منبر الكوفة :أيها الناس ،إنكم ستدعون
إلى سبي ،فسبوني ،ثم تدعون إلى البراءة مني فل تبرءوا مني.
قال» :ما أكثر ما يكذب الناس على علي )عليه السلم(!!« ثم قال» :إنما قال :إنكم ستدعون إلى سبي فسبوني ،ثم
تدعون إلى البراءة مني و إني لعلى دين محمد )صلى ال عليه و آله( ،و لم يقل :و ل تبرءوا مني«.
فقال له السائل :أ رأيت إن اختار القتل دون البراءة.
فقال» :و ال ،ما ذاك عليه ،و ما له » «1إل ما مضى عليه عمار بن ياسر حيث أكرهه أهل مكة و قلبه مطمئن
ن ،فقال له النبي )صلى ال عليه و آله( ليما ِ ن ِبا ِْ
طَمِئ ّن ُأْكِرَه َو َقْلُبُه ُم ْ ل َم ْباليمان ،فأنزل ال عز و جل ]فيه[ِ :إ ّ
عندها:
يا عمار ،إن عادوا فعد ،فقد أنزل ال عز و جل عذرك ،و أمرك أن تعود إن عادوا«.
-[3] /6163و عنه :عن علي ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن جميل ،عن محمد بن مروان ،قال :قال لي أبو
عبد ال )عليه السلم(» :ما منع ميثم التمار )رحمه ال( من التقية؟ فو ال ،لقد علم أن هذه الية نزلت في عمار و
أصحابه:
ن«. ليما ِ ن ِبا ِْطَمِئ ّ
ن ُأْكِرَه َو َقْلُبُه ُم ْ ل َم ْ ِإ ّ
-[4] /6164الحميري عبد ال بن جعفر :بإسناده عن بكر بن محمد ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :إن
التقية ترس المؤمن ،و ل إيمان لمن ل تقية له«.
ن قال» :و هل التقية إل ليما ِن ِبا ِْ طَمِئ ّن ُأْكِرَه َو َقْلُبُه ُم ْ ل َم ْ فقلت له :جعلت فداك ،أ رأيت قول ال تبارك و تعالىِ :إ ّ
هذا«.
-[5] /6165العياشي :عن محمد بن مروان ،قال :قال أبو عبد ال )عليه السلم(» :ما منع ميثم )رحمه ال( من
التقية؟
ن«.ليما ِ ن ِبا ِْطَمِئ ّن ُأْكِرَه َو َقْلُبُه ُم ْ ل َم ْ فو ال لقد علم أن هذه الية نزلت في عمار و أصحابه ِإ ّ
-[6] /6166العياشي :عن معمر بن يحيى بن سام » ،«2قال :قلت لبي جعفر )عليه السلم( :إن أهل الكوفة
يروون عن علي )عليه السلم( أنه قال :ستدعون إلى سبي و البراءة مني ،فإن دعيتم إلى سبي فسبوني ،و إن
دعيتم إلى البراءة مني فل تتبرءوا مني فإني على دين محمد )صلى ال عليه و آله(.
فقال أبو جعفر )عليه السلم(» :ما أكثر ما يكذبون على علي )عليه السلم( إنما قال :إنكم ستدعون إلى سبي و
البراءة مني ،فإذا دعيتم إلى سبي فسبوني ،و إذا دعيتم إلى البراءة مني فإني على دين محمد )صلى ال عليه و
آله( ،و لم يقل :فل تتبرءوا مني«.
__________________________________________________
-3الكافي .15 /174 :2
-4قرب السناد.17 :
-5تفسير العّياشي .72 /271 :2
-6تفسير العّياشي .73 /271 :2
) (1في »ط« :عليه.
) (2في »ط« و المصدر :سالم ،انظر الكاشف للذهبي ،165 :3تهذيب التهذيب ،249 :10تقريب التهذيب :2
،266جامع الرواة .254 :2
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص458 :
قال :قلت :جعلت فداك ،فإن أراد رجل » «1أن يمضي على القتل و ل يتبرأ؟
ن«. ليما ِ ن ِبا ِْطَمِئ ّ
ن ُأْكِرَه َو َقْلُبُه ُم ْ ل َم ْفقال» :ل و ال ،إل على الذي مضى عليه عمار ،إن ال يقولِ :إ ّ
قال :ثم كسع » «2هذا الحديث بواحد» :و التقية في كل ضرورة«.
-[7] /6167عن أبي بكر ،قال :قلت لبي عبد ال )عليه السلم( :و ما الحرورية ،إنا قد كنا و هم منا بعيد »«3
فهم اليوم في دورنا ،أ رأيت إن أخذونا باليمان؟ قال :فرخص لي في الحلف لهم بالعتاق و الطلق ،فقال بعضنا:
مد الرقاب أحب إليك أم البراءة من علي؟
ن؟«. ليما ِ ن ِبا ِْ
طَمِئ ّن ُأْكِرهَ َو َقْلُبُه ُم ْ
ل َم ْ فقال» :الرخصة أحب إلي ،أما سمعت قول ال في عمارِ :إ ّ
-[8] /6168عن عمرو بن مروان ،قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول» :قال رسول ال )صلى ال عليه
و آله( :رفعت عن أمتي أربع خصال :ما أخطأوا ،و ما نسوا ،و ما اكرهوا عليه ،و ما لم يطيقوا ،و ذلك في كتاب
ن مختصر«. ليما ِن ِبا ِْ
طَمِئ ّن ُأْكِرَه َو َقْلُبُه ُم ْ
ل َم ْ
ال »ِ :«4إ ّ
-[9] /6169عن عبد ال بن عجلن ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :سألته فقلت له :إن الضحاك قد ظهر
بالكوفة ،و يوشك أن ندعي إلى البراءة من علي ،فكيف نصنع؟ قال» :فابرأ منه«.
قال :قلت له :أي شيء أحب إليك؟ قال» :أن يمضوا في علي )عليه السلم( على ما مضى عليه عمار بن ياسر
طَمِئ ّ
ن ن ُأْكِرهَ َو َقْلُبُه ُم ْ ل َم ْ )رحمه ال( ،أخذ بمكة فقالوا له :ابرأ من رسول ال ،فبرىء منه ،فأنزل ال عذرهِ :إ ّ
ن«.ليما ِِبا ِْ
ن، ليما ِ ن ِبا ِْ
طَمِئ ّن ُأْكِرَه َو َقْلُبُه ُم ْ ل َم ْ ن َبْعِد ِإيماِنِه ِإ ّ
ل ِم ْن َكَفَر ِبا ِّ
-[10] /6170علي بن إبراهيم ،في قوله تعالىَ :م ْ
قال :هو عمار بن ياسر ،أخذته قريش بمكة ،فعذبوه بالنار حتى أعطاهم بلسانه ما أرادوا ،و قلبه مقر »«5
باليمان.
صْدرًا فهو عبد ال بن سعد بن أبي سرح بن الحارث » «6من بني ح ِباْلُكْفِر َ شَر َن َ ن َم ْ قال :و أما قولهَ :و لِك ْ
__________________________________________________
-7تفسير العّياشي .74 /272 :2
-8تفسير العّياشي .75 /272 :2
-9تفسير العّياشي .76 /272 :2
-10تفسير القّمي .390 :1
) (1في المصدر :الرجل.
) (2كسعه بكذا :إذا جعله تابعا له» .أقرب الموارد -كسع.«1084 :2 -
حة ما أثبتناه. ) (3في المصدر :متتابعين ،و في »ط« :متابعين ،و الظاهر ص ّ
عَلى حَمْلَتُه َ
صرًا َكما َ عَلْينا ِإ ْ ل َ حِم ْطْأنا َرّبنا َو ل َت ْ خَ سينا َأْو َأ ْ
ن َن ِ
خْذنا ِإ ْ
) (4في المصدر زيادة :قولهَ :رّبنا ل ُتؤا ِ
ل[.....] . حّمْلنا ما ل طاَقَة َلنا ِبِه البقرة ،286 :و قوله ا ّ ن َقْبِلنا َرّبنا َو ل ُت َ ن ِم ْ
اّلِذي َ
ن.) (5في المصدر :مطمئ ّ
ل بن سعد بن أبي سرح بن الحارث العامري ،أخو عثمان من الّرضاعة ،أسلم قبل الفتح ،ثّم ارتّد ) (6هو عبد ا ّ
ل عليه و آله( بقتله ،ثّم عفا عنه بعد ما ل )صلى ا ّ مشركا فصار إلى قريش ،فلّما كان يوم -الفتح أمر رسول ا ّ
استأمن له عثمان .ثّم وله عثمان بعد ذلك مصر سنة 25ه ،و بعد مقتل عثمان صار إلى معاوية ،و مات بعسقلن
سنة 37ه» .تهذيب ابن عساكر ،435 :7أسد الغابة ،173 :3الكامل لبن الثير ،88 :3البداية و النهاية :7
.«157
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص459 :
لؤي.
ل ل َيْهِدي ن ا َّخَرِة َو َأ ّلِ عَلى ا ْ حياةَ الّدْنيا َحّبوا اْل َ سَت َ
ك ِبَأّنُهُم ا ْ
ظيٌم ذِل َ عِب َ عذا ٌ ل َو َلُهْم َ ن ا ِّ
ب ِم َ
ض ٌ غ َ يقول الَ :فَعَلْيِهْم َ
ن ذلك بأن ال ختم على سمعهم و أبصارهم و قلوبهم و أولئك هم الغافلون ل جرم أنهم فى الخرة هم اْلَقْوَم اْلكاِفِري َ
سْمِعِهْم َو َأْبصاِرِهْم الية ،هكذا على ُقُلوِبِهْم َو َ ل َ طَبَع ا ُّ ن َ ك اّلِذي َ
الخسرون هكذا في قراءة ابن مسعود ،و قوله ُأولِئ َ
في القراءة المشهورة.
ن قا َ
ل هذا كله في عبد ال بن سعد بن أبي سرح ،كان عامل لعثمان بن عفان على مصر ،و نزل فيه أيضاَ :و َم ْ
ت ».«1 ت اْلَمْو ِ غَمرا ِ ن ِفي َ ظاِلُمو َ
ل َو َلْو َترى ِإِذ ال ّ ل ا ُّل ما َأْنَز َ ل ِمْث َسُأْنِز ُ
َ
-[11] /6171العياشي :عن إسحاق بن عمار ،قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول» :إن رسول ال
)صلى ال عليه و آله( كان يدعو أصحابه ،فمن أراد به خيرا سمع و عرف ما يدعوه إليه ،و من أراد به شرا طبع
ك ُهُمسْمِعِهْم َو َأْبصاِرِهْم َو ُأولِئ َ على ُقُلوِبِهْم َو َ ل َ طَبَع ا ُّ ن َ ك اّلِذي َ
عليه قلبه فل يسمع و ل يعقل ،و هو قولهُ :أولِئ َ
ن«. اْلغاِفُلو َ
ن َبْعِد ما ُفِتُنوا ُثّم جاَهُدوا َو جُروا ِم ْ ن ها َ ك ِلّلِذي َ
ن َرّب َ -[12] /6172علي بن إبراهيم :ثم قال أيضا في عمارُ :ثّم ِإ ّ
حيٌم.
ن َبْعِدها َلَغُفوٌر َر ِ ك ِم ْن َرّب َ صَبُروا ِإ ّ َ
قوله تعالى:
ل ِلبا َ
س ل َفَأذاَقَها ا ُّ
ت ِبَأْنُعِم ا ِّ
ن َفَكَفَر ْ
ن ُكلّ َمكا ٍ غدًا ِم ْطَمِئّنًة َيْأِتيها ِرْزُقها َر َ ت آِمَنًة ُم ْل َقْرَيًة كاَن ْل َمَث ًب ا ُّ ضَر َ َو َ
ن ] -[1] /6173 [112علي بن إبراهيم ،قال :نزلت في قوم كان لهم نهر يقال صَنُعو َ ف ِبما كاُنوا َي ْ خْو ِ ع َو اْل َجو ِ اْل ُ
له )الثرثار( و كانت بلدهم خصبة كثيرة الخير ،و كانوا يستنجون بالعجين ،و يقولون :هو ألين لنا ،فكفروا بأنعم
ال و استخفوا ،فحبس ال عنهم الثرثار ،فجدبوا حتى أحوجهم ال إلى أكل ما كانوا يستنجون به ،حتى كانوا
يتقاسمون عليه.
__________________________________________________
-11تفسير العّياشي .77 /273 :2
-12تفسير القّمي .391 :1
-1تفسير القّمي .391 :1
) (1النعام .93 :6
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص460 :
-[2] /6174محمد بن يعقوب :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن عبد ال بن المغيرة ،عن عمرو بن شمر ،قال:
سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( ،يقول» :إني للحس أصابعي من الدم حتى أخاف أن يراني جاري » «1فيرى
أن ذلك من التجشع ،و ليس ذلك كذلك ،و إن قوما أفرغت عليهم النعمة -و هم أهل الثرثار -فعمدوا إلى مخ
الحنطة فجعلوه خبزا هجاء » ،«2و جعلوا ينجون به صبيانهم حتى اجتمع من ذلك جبل عظيم«.
قال» :فمر بهم رجل صالح ،و إذا امرأة تفعل ذلك بصبي لها ،فقال لهم :ويحكم ،اتقوا ال عز و جل ،و ل تغيروا
ما بكم من نعمة .فقالت له :كأنك تخوفنا بالجوع ،أما ما دام ثرثارنا يجري فإنا ل نخاف الجوع.
قال :فأسف ال عز و جل ،فأضعف لهم الثرثار ،و حبس عنهم قطر السماء و نبات الرض -قال -فاحتاجوا إلى
ذلك الجبل ،و إنه كان يقسم بينهم بالميزان«.
-[3] /6175العياشي :عن حفص بن سالم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :إن قوما كانوا من » «3بني
إسرائيل ،يؤتى لهم من طعامهم حتى جعلوا منه تماثيل بمدن كانت في بلدهم يستنجون بها ،فلم يزل ال بهم حتى
طَمِئّنًة
ت آِمَنًة ُم ْ
ل َقْرَيًة كاَن ْ
ل َمَث ً ب ا ُّ ضَر َاضطروا إلى التماثيل ينقونها » «4و يأكلون منها ،و هو قول الَ :و َ
ن«.صَنُعو َف ِبما كاُنوا َي ْ خْو ِ ع َو اْل َ
جو ِ
س اْل ُ
ل ِلبا َ
ل َفَأذاَقَها ا ُّ
ت ِبَأْنُعِم ا ِّ
ن َفَكَفَر ْ
ل َمكا ٍ
ن ُك ّ
غدًا ِم ْ
َيْأِتيها ِرْزُقها َر َ
-[4] /6176عن زيد الشحام ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :كان أبي بكره أن يمسح يده بالمنديل و فيه
شيء من الطعام تعظيما له ،إل أن يمصها أو يكون إلى جانبه صبي فيمصها له« .قال» :و إني أجد اليسير يقع
من » «5الخوان فأتفقده فيضحك الخادم«.
ثم قال» :إن أهل قرية -ممن كان قبلكم -كان ال قد أوسع عليهم حتى طغوا ،فقال بعضهم لبعض :لو عمدنا إلى
شيء من هذا النقي فجعلنا نستنجي به كان ألين علينا من الحجارة -قال -فلما فعلوا ذلك بعث ال على أرضهم
دوابا أصغر من الجراد فلم يدع لهم شيئا خلقه ال يقدر عليه إل أكله من شجر أو غيره ،فبلغ بهم الجهد إلى أن
طَمِئّنًة إلىت آِمَنًة ُم ْ
ل َقْرَيًة كاَن ْ
ل َمَث ًب ا ُّ ضَر َأقبلوا على الذي كانوا يستنجون به فأكلوه ،و هي القرية التي قال الَ :
ن«.صَنُعو َ
قولهِ :بما كاُنوا َي ْ
__________________________________________________
-2الكافي .1 /301 :6
-3تفسير العّياشي .78 /273 :2
-4تفسير العّياشي .79 /273 :2
) (1في المصدر :خادمي.
) (2هجا جوعه :سكن و ذهب ،و هجا الطعام :أكله »القاموس المحيط -1هجا ،«34 -و قد يكون المراد من
حفة من )هجانا( أي قوله :فجعلوه خبزا هجاء ،أي :صالحا للكل أو صالحا لرفع الجوع ،و قد تكون )هجاء( مص ّ
خيارا صالحا ،أو من )منجا( أي خيارا صالحا ،أو من )منجا( و هي اللة التي يستنجى بها ،كما ذكر ذلك
ل( في مادة )نجا(. الطريحي )رحمه ا ّ
) (3في المصدر :في.
) (4في »ط« و المصدر :يتبعونها.
) (5في »ط« :في[.....] .
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص461 :
قوله تعالى:
حيٌم ][115 غُفوٌر َر ِ ل َ ن ا َّ غ َو ل عاٍد َفِإ ّ غْيَر با ٍ
طّر َ ضُنا ْ َفَم ِ
-[1] /6177العياشي :عن منصور بن حازم ،قال :قلت لبي عبد ال )عليه السلم( :محرم مضطر إلى الصيد و
إلى ميتة ،من أيهما يأكل؟ قال» :يأكل من الصيد«.
قلت :أليس قد أحل ال الميتة لمن اضطر إليها؟ قال» :بلى ،و لكن أل ترى أنه يأكل من ماله؟ يأكل الصيد و عليه
الفداء«.
-[2] /6178الشيخ في )التهذيب( :بإسناده عن موسى بن القاسم ،عن محمد ،عن سيف بن عميرة ،عن منصور
بن حازم ،قال :سألته عن محرم اضطر إلى أكل الصيد و الميتة ،قال» :أيهما أحب إليك أن تأكل »«1؟« قلت:
الميتة ،لن الصيد محرم على المحرم.
فقال» :أيهما أحب إليك ،أن تأكل من مالك أو من الميتة؟« قلت :آكل من مالي .قال» :فكل الصيد وافده«.
و تفسير الية قد تقدم ».«2
قوله تعالى:
ب -إلى قوله تعالىِ -فيما كاُنوا ِفيِه ل اْلَكِذ َحراٌم ِلَتْفَتُروا عََلى ا ِّ ل َو هذا َ حل ٌب هذا َ سَنُتُكُم اْلَكِذ َ
ف َأْل ِ
ص ُ َو ل َتُقوُلوا ِلما َت ِ
ب هذاسَنُتُكُم اْلَكِذ َ
ف َأْل ِص ُن ] -[3] /6179 [124 -116علي بن إبراهيم :في قوله تعالىَ :و ل َتُقوُلوا ِلما َت ِ خَتِلُفو َ
َي ْ
لْنعاِم خاِلصٌَة ِلُذُكوِرنا ن هِذهِ ا َْطو ِب قال :هو ما كانت اليهود تقول :ما ِفي ُب ُ ل اْلَكِذ َ عَلى ا ِّ حراٌم ِلَتْفَتُروا َ ل َو هذا َ حل ٌ َ
جنا ».«3 على َأْزوا ِ حّرٌم َ َو ُم َ
__________________________________________________
-1تفسير العّياشي .80 /274 :2
-2التهذيب .1272 /368 :5
-3تفسير القّمي .391 :1
) (1في المصدر زيادة :من الصيد أو الميتة.
عَلْيِه الية ) (173من سورة البقرة. غ َو ل عاٍد َفل ِإْثَم َ غْيَر با ٍ طّر َضُ نا ْ ) (2تقّدم في تفسير قوله تعالىَ :فَم ِ
) (3النعام .139 :6
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص462 :
سَتِقيٍم قال :إلى ط ُم ْ صرا ٍ جَتباُه :أي اختاره َو َهداُه ِإلى ِ حِنيفًا أي طاهرا ا ْ ل َ ن ُأّمًة قاِنتًا ِّ ن ِإْبراِهيَم كا َ قال :و قولهِ :إ ّ
حِنيفًا و هي الحنيفية ن اّتِبْع ِمّلَة ِإْبراِهيَم َ
ك َأ ِ
حْينا ِإَلْي َ
الطريق الواضح .ثم قال لنبيه )صلى ال عليه و آله(ُ :ثّم َأْو َ
العشر التي جاء بها إبراهيم )عليه السلم( :خمسة في البدن ،و خمسة في الرأس ،فأما التي في البدن:
فالغسل من الجنابة ،و الطهور بالماء ،و تقليم الظفار ،و حلق الشعر من البدن ،و الختان و أما التي في الرأس:
فطم الشعر » ،«1و أخذ الشارب ،و إعفاء اللحى ،و السواك ،و الخلل ،فهذه لم تنسخ إلى يوم القيامة.
-[2] /6180محمد بن يعقوب :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن محمد بن سنان ،عن
عمار بن مروان ،عن سماعة بن مهران ،قال :قال لي عبد صالح )صلوات ال عليه(» :يا سماعة ،أمنوا على
فرشهم و أخافوني ،أما و ال لقد كانت الدنيا ،و ما فيها إل واحد يعبد ال ،و لو كان معه غيره لضافه ال عز و
ن فصبر » «2بذلك ما شاء ال ،ثم إن شِرِكي َن اْلُم ْ
ك ِم َ حِنيفًا َو َلْم َي ُ
ل َن ُأّمًة قاِنتًا ِّ ن ِإْبراِهيَم كا َ جل إليه حيث يقولِ :إ ّ
ال آنسه بإسماعيل و إسحاق فصاروا ثلثة ،أما و ال إن المؤمن لقليل ،و إن أهل الكفر لكثير ،أ تدري لم ذلك؟«
فقلت :ل أدري ،جعلت فداك .فقال» :صيروا أنسا للمؤمنين ،يبثون إليهم ما في صدورهم فيستريحون إلى ذلك و
يسكنون إليه«.
-[3] /6181و عنه :عن علي بن إبراهيم ،عن هارون بن مسلم ،عن مسعدة بن صدقة ،عن أبي عبد ال )عليه
ل يقول :مطيعا ل عز و ن ُأّمًة قاِنتًا ِّن ِإْبراِهيَم كا َ السلم( قال» :المة واحد فصاعدا ،كما قال ال عز و جلِ :إ ّ
جل«.
ن ِإْبراِهيَم -[4] /6182علي بن إبراهيم ،قال :و في رواية أبي الجارود ،عن أبي جعفر )عليه السلم( في قولهِ :إ ّ
حِنيفًا.ل َ ن ُأّمًة قاِنتًا ِّ كا َ
حِنيفًا:
قال» :و ذلك أنه كان على دين لم يكن عليه أحد غيره ،فكان امة واحدة ،و أما قاِنتًا :فالمطيع ،و أما َ
فالمسلم«.
-[5] /6183العياشي :عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم ،عن أبي جعفر و أبي عبد ال )عليهما السلم( عن
قوله:
حِنيفًا ،قال» :شيء فضله » «3ال به«. ل َن ُأّمًة قاِنتًا ِّ ن ِإْبراِهيَم كا َ ِإ ّ
__________________________________________________
-2الكافي .5 /190 :2
-3الكافي .16 /60 :5
-4تفسير القّمي .392 :1
-5تفسير العّياشي .81 /274 :2
صة» .مجمع البحرين -طمم.«107 :6 - ) (1طّم الشعر :جّزه أو ق ّ
) (2في المصدر :فغبر.
ضل. ) (3في »ط« و المصدر :ف ّ
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص463 :
حِنيفًا:ل َ ن ُأّمًة قاِنتًا ِّ ن ِإْبراِهيَم كا َ -[6] /6184و عن أبي بصير ،قال أبو عبد ال )عليه السلم( في قوله تعالىِ :إ ّ
»سماه ال امة«.
ن ُأّمًة قاِنتًا» :أمة واحدة«. ن ِإْبراِهيَم كا َ -[7] /6185و عن يونس بن ظبيان ،عنه )عليه السلم(ِ :إ ّ
-[8] /6186و عن سماعة بن مهران ،قال :سمعت العبد الصالح )عليه السلم( » «1يقول» :لقد كانت الدنيا ،و
حِنيفًال َ ن ُأّمًة قاِنتاً ِّ ن ِإْبراِهيَم كا َ ما كان فيها إل واحد يعبد ال ،و لو كان معه غيره إذن لضافه إليه حيث يقولِ :إ ّ
ن فصبر بذلك ما شاء ال ،ثم إن ال تبارك و تعالى آنسه بإسماعيل و إسحاق فصاروا شِرِكي َ ن اْلُم ْك ِم َ َو َلْم َي ُ
ثلثة«.
حُكُم َبْيَنُهْم َيْوَم
ك َلَي ْ
ن َرّب َخَتَلُفوا ِفيِه َو ِإ ّنا ْ عَلى اّلِذي َ ت َسْب ُل ال ّ جِع َ
-[9] /6187و قال علي بن إبراهيم :قولهِ :إّنما ُ
ن و ذلك أن موسى أمر قومه أن يتفرغوا إلى ال في كل سبعة أيام يوما يجعله ال خَتِلُفو َ
اْلِقياَمِة ِفيما كاُنوا ِفيِه َي ْ
عليهم ،و هو الذي » «2اختلفوا فيه.
قوله تعالى:
ن ] -[1] /6188 [125علي بن إبراهيم، سُحَ ي أَ ْسَنِة َو جاِدْلُهْم ِباّلِتي ِه َ
حَ ظِة اْل َ
عَ حْكَمِة َو اْلَمْو ِ ك ِباْل ِل َرّب َ سِبي ِ
ع ِإلى َ اْد ُ
ن قال :بالقرآن. سُ حَي َأ ْقال في قوله تعالىَ :و جاِدْلُهْم ِباّلِتي ِه َ
-[2] /6189محمد بن يعقوب :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن بكر بن صالح ،عن القاسم بن بريد ،عن أبي
سَنِة َو حَ ظِة اْل َعَ حْكَمِة َو اْلَمْو ِ ك ِباْل ِل َرّب َسِبي ِ
ع ِإلى َ عمرو الزبيري ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله تعالى :اْد ُ
ن.سُحَ ي َأ ْ
جاِدْلُهْم ِباّلِتي ِه َ
قال» :بالقرآن«.
-[3] /6190المام أبو محمد العسكري )عليه السلم( قال» :قال الصادق )عليه السلم( و قد ذكر عنده الجدال
في
__________________________________________________
-6تفسير العّياشي [.....] .81 /274 :2
-7تفسير العّياشي .83 /274 :2
-8تفسير العّياشي .84 /274 :2
-9تفسير القّمي .392 :1
-1تفسير القّمي .392 :1
-2الكافي .1 /13 :5
-3التفسير المنسوب إلى المام العسكري )عليه السلم(.322 /527 :
سلم(. ل )عليه ال ّ ) (1في »ط« :أبا عبد ا ّ
) (2في المصدر :و هم الذين.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص464 :
الدين ،و أن رسول ال )صلى ال عليه و آله( و الئمة )عليهم السلم( قد نهوا عنه ،فقال الصادق )عليه السلم(:
لم ينه عنه مطلقا و لكنه نهى عن الجدال بغير التي هي أحسن ،أما تسمعون ال عز و جل يقولَ :و ل ُتجاِدُلوا َأْه َ
ل
سَنِة َو جاِدْلُهْم ِباّلِتي حَ ظِة اْل َ
عَ حْكَمِة َو اْلَمْو ِ
ك ِباْل ِل َرّب َ
سِبي ِ
ع ِإلى َ ن » «1و قوله تعالى :اْد ُ سُ حَ ي َأ ْل ِباّلِتي ِه َ ب ِإ ّاْلِكتا ِ
ن؟سُ حَ ي َأ ِْه َ
فالجدال بالتي هي أحسن قد قرنه العلماء بالدين ،و الجدال بغير التي هي أحسن محرم ،حرمه ال تعالى على
ن ُهودًا َأْو َنصارى و قال ال: ن كا َ ل َم ْ جّنَة ِإ ّل اْل َخَ ن َيْد ُ
شيعتنا ،و كيف يحرم ال الجدال جملة و هو يقولَ :و قاُلوا َل ْ
ن »«2؟ فجعل ال علم الصدق و اليمان بالبرهان ،و هل يؤتى ن ُكْنُتْم صاِدِقي َ ل هاُتوا ُبْرهاَنُكْم ِإ ْ ك َأماِنّيُهْم ُق ِْتْل َ
بالبرهان إل في الجدال بالتي هي أحسن؟
قيل :يا بن رسول ال ،فما الجدال بالتي هي أحسن و التي ليست بأحسن؟
قال :أما الجدال بغير التي هي أحسن ،بأن تجادل مبطل فيورد عليك باطل فل ترده بحجة قد نصبها ال ،و لكن
تجحد قوله ،أو تجحد حقا يريد ذلك المبطل أن يعين به باطله ،فتجحد ذلك الحق مخافة أن يكون له عليك فيه
حجة ،لنك ل تدري كيف المخلص منه ،فذلك حرام على شيعتنا أن يصيروا فتنة على ضعفاء إخوانهم و على
المبطلين ،أما المبطلون فيجعلون ضعف الضعيف منكم إذا تعاطى مجادلته و ضعف ]ما[ في يده حجة له على
باطله ،و أما الضعفاء فتغم قلوبهم لما يرون من ضعف المحق فى يد المبطل.
و أما الجدال بالتي هي أحسن ،فهو ما أمر ال تعالى به نبيه )صلى ال عليه و آله( أن يجادل به من جحد البعث
ي َرِميٌم ي اْلِعظاَم َو ِه َ حِ ن ُي ْل َم ْ
خْلَقُه قا َي َ سَ ل َو َن ِ ب َلنا َمَث ًضَر َبعد الموت و إحياءه له ،فقال ال تعالى حاكيا عنهَ :و َ
ل َلُكْم ِم َ
ن جَع َ عِليٌم اّلِذي َ ق َخْل ٍل َ ل َمّرةٍ َو ُهَو ِبُك ّ شَأها َأّو َ
حِييَها اّلِذي َأْن َل يا محمد ُي ْ » «3فقال ال في الرد عليهُ :ق ْ
ن » «4إلى آخر السورة ،فأراد ال من نبيه )صلى ال عليه و آله( أن ضِر نارًا َفِإذا َأْنُتْم ِمْنُه ُتوِقُدو َ خ َ لْ جِر ا َْ
شَ ال ّ
شَأها حِييَها اّلِذي َأْن َ ل ُي ْ
يجادل المبطل الذي قال :كيف يجوز أن يبعث ال هذه العظام و هي رميم؟ فقال ال تعالىُ :ق ْ
ل َمّرٍة أ فيعجز من ابتدأه ل من شيء أن يعيده بعد أن يبلى؟! بل ابتداؤه أصعب عندكم من إعادته ،ثم قال :اّلِذي َأّو َ
ضِر نارًا أي :إذا كان قد أكمن النار الحارة في الشجر الخضر الرطب يستخرجها، خ َ لْجِر ا َْ شَ ن ال ّل َلُكْم ِم َ
جَع َ َ
ق ِمْثَلُهْم
خُل َ
ن َي ْ على َأ ْ ض ِبقاِدٍر َ لْر َ ت َو ا َْ سماوا ِ ق ال ّ خَل َ
س اّلِذي َ فعرفكم أنه على إعادة ما يبلى أقدر ،ثم قالَ :أ َو َلْي َ
ق اْلَعِليُم » «5أي إذا كان خلق السماوات و الرض أعظم و أبعد في أوهامكم و قدركم أن تقدروا لُ خّ َبلى َو ُهَو اْل َ
عليه من إعادة البالي ،فكيف جوزتم من ال خلق هذا العجب عندكم ،و الصعب لديكم ،و لم تجوزوا ما هو
أسهل عندكم من إعادة البالي؟
__________________________________________________
) (1العنكبوت .46 :29
) (2البقرة .111 :2
) (3يس .78 :36
) (4يس .80 -79 :36
) (5يس .81 :36
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص465 :
قال الصادق )عليه السلم( :فهذا الجدال بالتي هي أحسن ،لن فيها انقطاع عرى » «1الكافرين ،و إزالة شبهتهم
و أما الجدال بغير التي هي أحسن فأن تجحد حقا ل يمكنك أن تفرق بينه و بين باطل من تجادله ،و إنما تدفعه عن
باطله بأن تجحد الحق ،فهذا هو المحرم لنك مثله ،جحد هو حقا ،و جحدت أنت حقا آخر«.
قال» :فقام إليه رجل فقال :يا بن رسول ال ،أ فجادل رسول ال )صلى ال عليه و آله(؟ فقال الصادق )عليه
السلم( :مهما ظننت برسول ال )صلى ال عليه و آله( من شيء فل تظن به مخالفة ال ،أ و ليس ال تعالى قال:
ل َمّرٍة » «2لمن ضرب ال مثل ،أ فتظن أن رسول شَأها َأّو َحِييَها اّلِذي َأْن َل ُي ْ
ن ،و قالُ :ق ْ سُحَ ي َأ ْ
َو جاِدْلُهْم ِباّلِتي ِه َ
ال )صلى ال عليه و آله( خالف ما أمره ال ،فلم يجادل بما أمره ال به ،و لم يخبر عن ال بما أمره أن يخبر
به؟!«.
قوله تعالى:
ن ] -[1] /6191 [126علي بن إبراهيم: صاِبِري َ خْيٌر ِلل ّ صَبْرُتْم َلُهَو َ
ن َ عوِقْبُتْم ِبِه َو َلِئ ْل ما ُ ن عاَقْبُتْم َفعاِقُبوا ِبِمْث ِ َو ِإ ْ
ذلك أن المشركين يوم احد مثلوا بأصحاب النبي )صلى ال عليه و آله( الذين استشهدوا ،منهم حمزة ،فقال
عوِقْبُتْم ل ما ُ ن عاَقْبُتْم َفعاِقُبوا ِبِمْث ِ المسلمون :أما و ال لئن أدالنا » «3ال عليهم لنمثلن بأخيارهم ،فذلك قول الَ :و ِإ ْ
ن.
صاِبِري َخْيٌر ِلل ّ صَبْرُتْم َلُهَو َ ن َ ِبِه يقول :بالموات َو َلِئ ْ
-[2] /6192العياشي :عن الحسين بن حمزة ،قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول» :لما رأى رسول ال
)صلى ال عليه و آله( ما صنع بحمزة بن عبد المطلب ،قال :اللهم لك الحمد ،و إليك المشتكى ،و أنت المستعان
عوِقْبُتْم ِبهِ َو َلِئ ْ
ن ل ما ُ ن عاَقْبُتْم َفعاِقُبوا ِبِمْث ِ على ما أرى .ثم قال :لئن ظفرت لمثلن و لمثلن .قال :فأنزل الَ :و ِإ ْ
ن فقال رسول ال )صلى ال عليه و آله( :أصبر ،أصبر«. صاِبِري َخْيٌر ِلل ّ صَبْرُتْم َلُهَو ََ
__________________________________________________
-1تفسير القّمي [.....] .392 :1
-2تفسير العّياشي .85 /274 :2
) (1في المصدر :قطع عذر.
) (2يس .79 :36
) (3في المصدر :أولنا.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص467 :
أصبحت ،و إذا بطيرها كالبخت » ،«1و إذا رمانها مثل الدلء » «2العظام ،و إذا شجرة لو أرسل طائر في
أصلها ما دارها سبعمائة » «3سنة ،و ليس في الجنة منزل إل و فيه فنن » «4منها ،فقلت :ما هذه ،يا جبرئيل؟
ب ».«5 ن َمآ ٍ سُحْطوبى َلُهْم َو ُ فقال :هذه شجرة طوبى ،قال الُ :
قال رسول ال )صلى ال عليه و آله( :فلما دخلت الجنة ،رجعت إلى نفسي فسألت جبرئيل عن تلك البحار و
هولها و أعاجيبها ،قال :هي سرادقات الحجب التي احتجب ال بها ،و لو ل تلك الحجب لهتك نور العرش كل
شيء فيه.
و انتهيت إلى سدرة المنتهى ،فإذا الورقة منها تظل أمة من المم ،فكنت منها كما قال ال تبارك و تعالى :قا َ
ب
ن َرّبِه » -«7و قد كتبنا ذلك في سورة البقرة » -«8فقال
ل ِإَلْيِه ِم ْ
ل ِبما ُأْنِز َ
سو ُ
ن الّر ُ
ن َأْو َأْدنى » «6فناداني آَم َ
سْي ِ
َقْو َ
رسول ال )صلى ال عليه و آله( :يا رب أعطيت أنبياءك فضائل فأعطني ،فقال ال :قد أعطيتك فيما أعطيتك
كلمتين من تحت عرشي :ل حول و ل قوة إل بال ،ل منجى منك إل إليك.
قال )صلى ال عليه و آله( :و علمتني الملئكة قول أقوله إذا أصبحت و أمسيت :اللهم إن ظلمي أصبح مستجيرا
بعفوك ،و ذنبي أصبح مستجيرا بمغفرتك ،و ذلي أصبح مستجيرا بعزك ،و فقري أصبح مستجيرا بغناك ،و
وجهي الفاني البالي أصبح مستجيرا بوجهك الدائم الباقي الذي ل يفنى.
ثم سمعت الذان ،فإذا ملك يؤذن لم ير في السماء قبل تلك الليلة ،فقال :ال أكبر ،ال أكبر .فقال ال :صدق عبدي،
أنا أكبر .فقال :أشهد أن ل إله إل ال ،أشهد أن ل إله إل ال .فقال ال تعالى :صدق عبدي ،أنا ال ل إله غيري.
فقال :أشهد أن محمدا رسول ال ،أشهد أن محمدا رسول ال .فقال ال :صدق عبدي ،إن محمدا عبدي و رسولي،
أنا بعثته و انتجبته .ثم قال :حي على الصلة ،حي على الصلة .فقال ال :صدق عبدي و دعا إلى فريضتي ،فمن
مشى إليها راغبا فيها محتسبا ،كانت له كفارة لما مضى من ذنوبه .فقال :حي على الفلح ،حي على الفلح .فقال
ال :هي الصلح و النجاح و الفلح .ثم أممت الملئكة في السماء كما أممت النبياء في بيت المقدس ،قال :ثم
غشيتني ضبابة فخررت ساجدا ،فناداني ربي :أني قد فرضت على كل نبي كان قبلك خمسين صلة ،و فرضتها
عليك و على أمتك ،فقم بها أنت في أمتك.
فقال رسول ال )صلى ال عليه و آله( :فانحدرت حتى مررت بإبراهيم فلم يسألني عن شيء ،حتى انتهيت إلى
__________________________________________________
) (1البخت :البل الراسانّية» .لسان العرب -بخت.«9 :2 -
) (2الدلء :جمع دلو.
) (3في المصدر :تسعمائة.
) (4الفنن :الغصن» .لسان العرب -فنن.«327 :13 -
) (5الرعد .29 :13
) (6النجم .9 :53
) (7البقرة .285 :2
) (8تقّدم في الحديث ) (2من تفسير اليات ) (286 -284من سورة البقرة.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص480 :
موسى ،فقال :ما صنعت ،يا محمد؟ فقلت :قال ربي :فرضت على كل نبي كان قبلك خمسين صلة ،و فرضتها
عليك و على أمتك .فقال موسى :يا محمد ،إن أمتك آخر المم و أضعفها ،و إن ربك ل يرد عليك شيئا ،و إن أمتك
ل تستطيع أن تقوم بها ،فارجع إلى ربك فسله التخفيف لمتك .فرجعت إلى ربي حتى انتهيت إلى سدرة المنتهى،
فخررت ساجدا ،ثم قلت :فرضت علي و على امتي خمسين صلة ،و ل أطيق ذلك و ل امتي ،فخفف عني.
فوضع عني عشرا فرجعت إلى موسى فأخبرته ،فقال :إرجع ،ل تطيق .فرجعت إلى ربي فسألته ،فوضع عني
عشرا ،فرجعت إلى موسى فأخبرته ،فقال :إرجع ،و في كل رجعة أرجع إليه أخر ساجدا ،حتى رجع إلى عشر
صلوات.
فرجعت إلى موسى فأخبرته ،فقال :ل تطيق .فرجعت إلى ربي فوضع عني خمسا ،فرجعت إلى موسى فأخبرته،
فقال :ل تطيق .فقلت :قد استحييت من ربي ،و لكن أصبر عليها .فناداني مناد :كما صبرت عليها ،فهذه الخمس
بخمسين ،كل صلة بعشر ،من هم من أمتك بحسنة يعملها فعملها كتبت له عشرا ،و إن لم يعملها كتبت له عشرا،
و إن لم يعملها كتبت له واحدة ،و من هم من أمتك بسيئة فعملها كتبت عليه واحدة ،و إن لم يعملها لم أكتب عليه
شيئا«.
سرى ن اّلِذي َأ ْ
سْبحا َ
فقال الصادق )عليه السلم(» :جزى ال موسى عن هذه المة خيرا« .فهذا تفسير قوله تعالىُ :
ل إلى آخر الية.
ِبَعْبِدِه َلْي ً
-[2] /6198ثم قال علي بن إبراهيم :و روى الصادق )عليه السلم( ،عن رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،أنه
قال» :بينا أنا راقد في البطح و علي عن يميني ،و جعفر عن يساري ،و حمزة بين يدي ،إذا أنا بحفيف »«1
أجنحة الملئكة ،و قائل يقول :إلى أيهم بعثت يا جبرئيل؟ فقال :إلى هذا -و أشار إلي -ثم قال :هو سيد ولد آدم ،و
هذا وصيه و وزيره و ختنه و خليفته في أمته ،و هذا عمه سيد الشهداء حمزة ،و هذا ابن عمه جعفر له جناحان
خضيبان يطير بهما في الجنة مع الملئكة ،دعه فلتنم عيناه ،و لتسمع أذناه ،و ليع قلبه ،و اضربوا له مثل :ملك
بنى دارا و اتخذ مأدبة و بعث داعيا.
فقال النبي )صلى ال عليه و آله( :فالملك ال ،و الدار الدنيا ،و المأدبة الجنة ،و الداعي أنا«.
قال» :ثم أدركه جبرئيل بالبراق و أسرى به إلى بيت المقدس ،و عرض عليه محاريب النبياء و آيات النبياء،
فصلى فيها و رده من ليلته إلى مكة ،فمر في رجوعه بعير لقريش ،و إذا لهم ماء في آنية ،فشرب منه و صب
باقي الماء ،و قد كانوا أضلوا بعيرا لهم ،و كانوا يطلبونه فلما أصبح ،قال لقريش :إن ال قد أسرى بي في هذه
الليلة إلى بيت المقدس ،فعرض علي محاريب النبياء و آيات النبياء ،و إني مررت بعير لكم في موضع كذا و
كذا ،و إذا لهم ماء في آنية فشربت منه و أهرقت باقي ذلك الماء ،و قد كانوا أضلوا بعيرا لهم.
فقال أبو جهل :قد أمكنتكم الفرصة من محمد ،سلوه كم الساطين فيها و القناديل؟ فقالوا :يا محمد ،إن ها هنا من قد
دخل بيت المقدس ،فصف لنا كم أساطينه و قناديله و محاريبه؟ فجاء جبرئيل فعلق صورة بيت المقدس تجاه
وجهه ،فجعل يخبرهم بما يسألونه ،فلما أخبرهم ،قالوا :حتى تجيء العير ،و نسألهم عما قلت.
__________________________________________________
-2تفسير القّمي .13 :2
) (1في المصدر :بخفق.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص481 :
فقال لهم :و تصديق ذلك أن العير تطلع عليكم مع طلوع الشمس ،يقدمها جمل أحمر .فلما أصبحوا أقبلوا ينظرون
إلى العقبة و يقولون :هذه الشمس تطلع الساعة فبيناهم كذلك إذ طلعت العير مع طلوع الشمس يقدمها جمل أحمر،
فسألوهم عما قال رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،فقالوا :لقد كان هذا ،ضل جمل لنا في موضع كذا و كذا ،و
وضعنا ماء و أصبحنا و قد أهرق الماء .فلم يزدهم ذلك إل عتوا«.
-[3] /6199محمد بن الحسن الصفار :عن علي بن محمد بن سعيد ،عن حمدان بن سليمان ،عن عبد ال بن
محمد اليماني ،عن منيع ،عن يونس ،عن صباح المزني ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :عرج بالنبي
)صلى ال عليه و آله( مائة و عشرين مرة ،ما من مرة إل و قد أوصى ال النبي )صلى ال عليه و آله( بولية
علي )عليه السلم( و الئمة من بعده ،أكثر مما أوصاه بالفرائض«.
ن ،فقال: سْبحا َ
-[4] /6200العياشي :عن هشام بن الحكم ،قال :سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول الُ :
»أنفة ال«.
و في رواية اخرى عن هشام ،عنه )عليه السلم( ،مثله.
-[5] /6201محمد بن يعقوب :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن ابن أذينة ،عن أبي عبد
ال )عليه السلم( قال :قال» :ما تروي هذه الناصبة«؟ فقلت :جعلت فداك ،في ماذا؟ فقال» :في أذانهم و ركوعهم
و سجودهم« .فقلت :إنهم يقولون :إن أبي بن كعب ،رآه في النوم» .فقال :كذبوا ،إن دين ال عز و جل أعز من أن
يرى في النوم«.
قال :فقال له سدير الصيرفي :جعلت فداك ،فأحدث لنا من ذلك ذكرا؟ فقال أبو عبد ال )عليه السلم(» :إن ال عز
و جل لما عرج بنبيه )صلى ال عليه و آله( إلى سماواته السبع ،أما أولهن فبارك عليه ،و الثانية علمه فرضه،
فأنزل ال محمل من نور ،فيه أربعون نوعا من أنواع النور ،كانت محدقة بعرش ال ،تغشي أبصار الناظرين،
أما واحد منها فأصفر ،فمن أجل ذلك اصفرت الصفرة ،و واحد منها أحرم ،فمن أجل ذلك احمرت الحمرة ،و
واحد منها أبيض ،فمن أجل ذلك أبيض البياض ،و الباقي على سائر عدد الخلق من النور ،و اللوان في ذلك
المحمل حلق و سلسل من فضة.
ثم عرج به إلى السماء ،فنفرت الملئكة إلى أطراف السماء ،و خرت سجدا ،و قالت :سبوح قدوس ما أشبه هذا
النور بنور ربنا! فقال جبرئيل )عليه السلم( :ال أكبر ،ال أكبر ،ثم فتحت أبواب السماء و اجتمعت الملئكة
فسلمت على النبي )صلى ال عليه و آله( أفواجا ،و قالت :يا محمد ،كيف أخوك؟ إذا نزلت فأقرئه السلم .قال
النبي )صلى ال عليه و آله(:
أ فتعرفونه؟ قالوا :و كيف ل نعرفه و قد أخذ ميثاقك و ميثاقه منا و ميثاق شيعته إلى يوم القيامة علينا ،و إنا
لنتصفح وجوه شيعته في كل يوم و ليلة خمسا -يعنون في وقت كل صلة -و إنا لنصلي عليك و عليه؟
__________________________________________________
-3بصائر الدرجات.10 /99 :
-4تفسير العّياشي [.....] .2 /276 :2
-5الكافي .1 /482 :2
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص482 :
قال :ثم زادني ربي أربعين نوعا من أنواع النور ،ل تشبه النور الول ،و زادني حلقا و سلسل ،و عرج بي إلى
السماء الثانية ،فلما قربت من باب السماء الثانية نفرت الملئكة إلى » «1أطراف السماء و خرت سجدا ،و قالت:
سبوح قدوس رب الملئكة و الروح ،ما أشبه هذا النور بنور ربنا! فقال جبرئيل )عليه السلم( :أشهد أن ل إله إل
ال ،أشهد أن ل إله إل ال .فاجتمعت الملئكة و قالت :يا جبرئيل ،من هذا معك؟ قال :هذا محمد )صلى ال عليه و
آله( .قالوا:
و قد بعث؟ قال :نعم .قال النبي )صلى ال عليه و آله( :فخرجوا إلي شبه المعانيق » «2فسلموا علي ،و قالوا:
أقرئ أخاك السلم ،قلت :أ تعرفونه؟ قالوا :و كيف ل نعرفه ،و قد أخذ ميثاقك و ميثاقه و ميثاق شيعته إلى يوم
القيامة علينا ،و إنا لنتصفح وجوه شيعته في كل يوم و ليلة خمسا؟ يعنون :في وقت كل صلة.
قال :ثم زادني ربي أربعين نوعا من أنواع النور ،ل تشبه النوار الولى ،ثم عرج بي إلى السماء الثالثة ،فنفرت
الملئكة و خرت سجدا ،و قالت :سبوح قدوس رب الملئكة و الروح ما هذا النور الذي يشبه نور ربنا! فقال
جبرئيل )عليه السلم( :أشهد أن محمدا رسول ال ،أشهد أن محمدا رسول ال .فاجتمعت الملئكة و قالت :مرحبا
بالول و مرحبا بالخر ،و مرحبا بالحاشر ،و مرحبا بالناشر ،محمد خير النبيين ،و علي خير الوصيين .قال
النبي )صلى ال عليه و آله( :ثم سلموا علي و سألوني عن أخي ،قلت :هو في الرض ،أ فتعرفونه؟ قالوا :و كيف
ل نعرفه و قد نحج البيت المعمور كل سنة؟ و عليه رق أبيض فيه اسم محمد و اسم علي و الحسن و الحسين و
الئمة )عليهم السلم( و شيعتهم إلى يوم القيامة ،و إنا لنبارك عليهم كل يوم و ليلة خمسا -يعنون في وقت كل
صلة -و يمسحون رؤوسهم بأيديهم.
قال :ثم زادني ربي أربعين نوعا من أنواع النور ل تشبه تلك النوار الولى ،ثم عرج بي حتى انتهيت إلى السماء
الرابعة فلم تقل الملئكة شيئا ،و سمعت دويا كأنه في الصدور ،فاجتمعت الملئكة ففتحت أبواب السماء و خرجت
إلي شبه المعانيق ،فقال جبرئيل )عليه السلم( :حي على الصلة ،حي على الصلة ،حي على الفلح ،حي على
الفلح .فقالت الملئكة :صوتان مقرونان معروفان .فقال جبرئيل )عليه السلم( :قد قامت الصلة ،قد قامت
الصلة .فقالت الملئكة :هي لشيعته إلى يوم القيامة .ثم اجتمعت الملئكة و قالوا :كيف تركت أخاك؟ فقلت لهم:
و تعرفونه؟ قالوا :نعرفه و شيعته ،و هم نور حول عرش ال ،و إن في البيت المعمور لرقا من نور ،فيه كتاب
من نور ،فيه اسم محمد و علي و الحسن و الحسين و الئمة و شيعتهم إلى يوم القيامة ،ل يزيد فيهم رجل ،و ل
ينقص منهم رجل ،و إنه لميثاقنا ،و إنه ليقرأ علينا كل يوم جمعة.
ثم قيل لي :ارفع رأسك يا محمد .فرفعت رأسي ،فإذا أطباق السماء قد خرقت ،و الحجب قد رفعت ،ثم قال لي:
طأطئ رأسك ،انظر ما ترى؟ فطأطأت رأسي فنظرت إلى بيت مثل بيتكم هذا ،و حرم مثل حرم هذا البيت ،لو
ألقيت شيئا من يدي لم يقع إل عليه ،فقيل لي :يا محمد ،إن هذا الحرم و أنت الحرام ،و لكل مثل مثال.
__________________________________________________
) (1في »ط« :في.
) (2المعانيق :جمع المعناق ،و المعناق :الفرس الجيد العنق ،و في الخبر» :فانطلقنا إلى الناس معانيق« أي
مسرعين» .مجمع البحرين -عنق:5 -
.«219
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص483 :
ثم أوحى ال إلي :يا محمد ،ادن من صاد فاغسل مساجدك و طهرها و صل لربك .فدنا رسول ال )صلى ال عليه
و آله( من صاد :و هو ماء يسيل من ساق العرش اليمن ،فتلقى رسول ال )صلى ال عليه و آله( الماء بيده
اليمنى ،فمن أجل ذلك صار الوضوء باليمنى ،ثم أوحى ال عز و جل إليه :أن أغسل وجهك فإنك تنظر إلى
عظمتي ،ثم اغسل ذراعيك اليمنى و اليسرى ،فإنك تلقى بيدك كلمي ،ثم أمسح رأسك بفضل ما بقي في يدك »
،«1و رجليك إلى كعبيك ،فإني أبارك عليك و أوطئك موطئا لم يطأه أحد غيرك .فهذه علة الذان و الوضوء.
ثم أوحى ال عز و جل إليه :يا محمد ،استقبل الحجر السود و كبرني على عدد حجبي .فمن أجل ذلك صار
التكبير سبعا لن الحجب سبع ،فافتتح عند انقطاع الحجب ،فمن أجل ذلك صار الفتتاح سنة ،و الحجب متطابقة،
بينهن بحار النور و ذلك النور الذي أنزله ال على محمد )صلى ال عليه و آله( ،فمن أجل ذلك صار الفتتاح
ثلث مرات ل فتتاح الحجب ثلث مرات ،فصار التكبير سبعا و الفتتاح ثلثا ،فلما فرغ من التكبير و الفتتاح
حيِم في أول السورة. ن الّر ِ
حم ِ ل الّر ْ سِم ا ِّأوحى ال إليه :سم باسمي .فمن أجل ذلك جعل ِب ْ
ن .قال النبي )صلى ال عليه و آله( -في نفسه:- ب اْلعاَلِمي َ ل َر ّ حْمُد ِّ ثم أوحى ال إليه :أن احمدني ،فلما قال :اْل َ
حيِم
ن الّر ِ حم ِ شكرا ،فأوحى ال عز و جل إليه :قطعت حمدي فسم باسمي .فمن أجل ذلك جعل في الحمد الّر ْ
ن قال النبي )صلى ال عليه و آله( :الحمد ل رب العالمين شكرا ،فأوحى ال إليه: ضاّلي َ
ل ال ّ مرتين ،فلما بلغ َو َ
حيِم في أول السورة. ن الّر ِ
حم ِل الّر ْ سِم ا ِّ قطعت ذكري فسم باسمي ،فمن أجل ذلك جعل ِب ْ
صَمُد َلْم َيِلْد َو َلْم ُيوَلْد َو
ل ال ّحٌد ا ُّ
ل َأ َ
ل ُهَو ا ُّثم أوحى ال عز و جل إليه :اقرأ يا محمد ،نسبة ربك تبارك و تعالىُ :ق ْ
حٌد » ،«2ثم أمسك عنه الوحي .فقال رسول ال )صلى ال عليه و آله( :الواحد الحد الصمد، ن َلُه ُكُفوًا َأ َ
َلْم َيُك ْ
حٌد ،ثم أمسك عنه الوحي .فقال رسول ال )صلى ال عليه و ن َلُه ُكُفوًا َأ َفأوحى ال إليهَ :لْم َيِلْد َو َلْم ُيوَلْد َو َلْم َيُك ْ
آله( :كذلك ال ربنا ،كذلك ال ربنا .فلما قال ذلك أوحى ال إليه :اركع لربك يا محمد .فركع ،فأوحى ال إليه و هو
راكع ،قل :سبحان ربي العظيم .ففعل ذلك ثلثا ،ثم أوحى ال إليه :أن ارفع رأسك يا محمد .ففعل رسول ال
)صلى ال عليه و آله( فقام منتصبا ،فأوحى ال عز و جل إليه :أن اسجد لربك يا محمد .فخر رسول ال )صلى
ال عليه و آله( ساجدا ،فأوحى ال عز و جل إليه :قل سبحان ربي العلى .ففعل )صلى ال عليه و آله( ذلك ثلثا،
ثم أوحى ال إليه :أن استو جالسا يا محمد .ففعل ،فلما رفع رأسه من سجوده و استوى جالسا نظر إلى عظمته
تجلت له فخر ساجدا من تلقاء نفسه ،ل لمر امر به ،فسبح أيضا ثلثا ،فأوحى ال إليه :أن انتصب قائما .ففعل فلم
ير ما كان يرى من العظمة ،فمن أجل ذلك صارت الصلة ركعة و سجدتين.
ثم أوحى ال عز و جل إليه :أن اقرأ بالحمد ل .فقرأها مثل ما قرأ أول ،ثم أوحى ال عز و جل إليه :اقرأ ِإّنا
َأْنَزْلناُه » «3فإنها نسبتك و نسبة أهل بيتك إلى يوم القيامة .و فعل في الركوع مثل ما فعل في المرة الولى ،ثم
سجد
__________________________________________________
) (1في المصدر :يديك.
) (2الخلص .4 -1 :112
) (3القدر .1 :97
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص484 :
سجدة واحدة ،فلما رفع رأسه تجلت له العظمة فخر ساجدا من تلقاء نفسه ،ل لمير امر به ،فسبح أيضا .ثم أوحى
ال إليه :ارفع رأسك يا محمد ،ثبتك ربك .فلما ذهب ليقوم ،قيل :يا محمد ،اجلس .فجلس ،فأوحى ال إليه :يا
محمد ،إذا ما أنعمت عليك فسبح« باسمي .فالهم أن قال :بسم ال و بال ،و ل إله إل ال ،و السماء الحسنى كلها
ل .ثم أوحى ال إليه :يا محمد ،صل على نفسك و على أهل بيتك .فقال :صلى ال علي و على أهل بيتي ،و قد
فعل.
ثم التفت فإذا بصفوف من الملئكة و المرسلين و النبيين ،فقيل :يا محمد ،سلم عليهم .فقال :السلم عليكم و رحمة
ال و بركاته .فأوحى ال إليه :أن السلم و التحية و الرحمة و البركات أنت و ذريتك .ثم أوحى ال إليه :أن ل
ل »«3 شما ِب ال ّ صحا ُ ن » «2و َأ ْ ب اْلَيِمي ِ
صحا ُ حٌد و ِإّنا َأْنَزْلناُه آية َأ ْ ل َأ َل ُهَو ا ُّتلتفت يسارا .و أول آية سمعها بعد ُق ْ
فمن أجل ذلك كان السلم واحدة تجاه القبلة ،و من أجل ذلك كان التكبير في السجود شكرا.
و قوله :سمع ال لمن حمده .لن النبي )صلى ال عليه و آله( سمع ضجة الملئكة بالتسبيح و التحميد و التهليل،
فمن أجل ذلك قال :سمع ال لمن حمده .و من أجل ذلك صارت الركعتان الوليان كلما أحدث فيهما حدث كان
على صاحبهما إعادتهما ،فهذا الفرض الول في صلة الزوال ،يعني صلة الظهر«.
و روى هذا الحديث ابن بابويه في )العلل( قال :حدثنا أبي و محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ،قال:
حدثنا سعد بن عبد ال ،قال :حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد ،عن محمد بن أبي عمير و محمد بن سنان ،عن
الصباح المزني ،و سدير الصيرفي ،و محمد بن النعمان مؤمن الطاق ،و عمر بن أذينة ،عن أبي عبد ال )عليه
السلم(.
و حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد )رضي ال عنه( ،قال :حدثنا محمد بن الحسن الصفار و سعد بن عبد
ال ،قال :حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب و يعقوب بن يزيد و محمد بن عيسى ،عن عبد ال بن جبلة ،عن
الصباح المزني و سدير الصيرفي و محمد بن النعمان الحول و عمر بن أذينة ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( »
:«4أنهم حضروه ،و ساق الحديث ،إل أن في رواية ابن بابويه» :فقال :يا محمد سلم ،فقلت :السلم عليكم و
رحمة ال و بركاته .فقال :يا محمد ،إني أنا السلم ،و التحية و الرحمة و البركات أنت و ذريتك« ».«5
-[6] /6202ابن بابويه ،قال :حدثنا أبي )رضي ال عنه( ،قال :حدثنا علي بن إبراهيم ،عن أبيه إبراهيم بن
هاشم ،عن ابن أبي عمير ،عن أبان بن عثمان ،عن أبي عبد ال جعفر بن محمد الصادق )عليهما السلم( ،قال:
»لما أسري برسول ال )صلى ال عليه و آله( إلى بيت المقدس حمله جبرئيل على البراق ،فأتيا بيت المقدس ،و
عرض عليه محاريب النبياء
__________________________________________________
-6أمالي الصدوق.1 /363 :
) (1في »س« :فسم.
) (3 ،2الواقعة 27 :56و .41
سلم(. ) (4في »س ،ط« :أبي جعفر )عليه ال ّ
) (5علل الشرائع.1 /312 :
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص485 :
فصلى بها و رده ،فمر رسول ال )صلى ال عليه و آله( في رجوعه بعير لقريش و إذا لهم ماء في آنية ،و قد
أضلوا بعيرا لهم و كانوا يطلبونه ،فشرب رسول ال )صلى ال عليه و آله( من ذلك الماء و أهرق باقيه.
فلما أصبح رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،قال لقريش :إن ال جل جلله قد أسرى بي إلى بيت المقدس و
أراني آثار النبياء و منازلهم ،و إني مررت بعير لقريش في موضع كذا و كذا ،و قد أضلوا بعيرا لهم ،فشربت
من مائهم و أهرقت باقي ذلك .فقال أبو جهل :قد أمكنتكم الفرصة منه ،فاسألوه كم الساطين فيها و القناديل؟
فقالوا :يا محمد ،إن هاهنا من قد دخل بيت المقدس فصف لنا كم أساطينه و قناديله و محاريبه؟ فجاء جبرئيل
)عليه السلم( فعلق صورة بيت المقدس تجاه وجهه ،فجعل يخبرهم بما يسألونه عنه ،فلما أخبرهم قالوا :حتى
تجيء العير و نسألهم عما قلت.
فقال لهم رسول ال )صلى ال عليه و آله( :تصديق ذلك أن العير تطلع عليكم مع طلوع الشمس ،يقدمها جمل
أورق » .«1فلما كان من الغد أقبلوا ينظرون إلى العقبة و يقولون :هذه الشمس تطلع الساعة ،فبينا هم كذلك إذ
طلعت عليهم العير حين طلع القرص ،يقدمها جمل أورق ،فسألوهم عما قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(،
فقالوا :لقد كان هذا ،ضل جمل لنا في موضع كذا و كذا و وضعنا ماء فأصبحنا و قد أهرق الماء .فلم يزدهم ذلك
إل عتوا«.
-[7] /6203و عنه :بإسناده عن عبد الرحمن بن غنم ،قال :جاء جبرئيل )عليه السلم( إلى رسول ال )صلى ال
عليه و آله( بدابة دون البغل و فوق الحمار ،رجلها أطول من يديها ،خطوها مد البصر ،فلما أراد النبي )صلى
ال عليه و آله( أن يركب امتنعت .فقال جبرئيل )عليه السلم( :إنه محمد ،فتواضعت حتى لصقت بالرض .قال:
فركب ،فكلما هبطت ارتفعت يداها و قصرت رجلها ،و إذا صعدت ارتفعت رجلها و قصرت يداها ،فمرت به
في ظلمة الليل على عير محملة ،فنفرت العير من دفيف البراق ،فنادى رجل في آخر العير غلما له في أول
العير أن يا فلن ،إن العير قد نفرت ،و إن فلنة ألقت حملها و انكسرت يدها .و كانت العير لبي سفيان.
قال :ثم مضى حتى إذا كان ببطن البلقاء » ،«2قال )صلى ال عليه و آله(» :يا جبرئيل ،قد عطشت« فتناول
جبرئيل )عليه السلم( قصعة فيها ماء فناوله و شرب ،ثم مضى فمر على قوم معلقين بعراقيبهم بكلليب من نار،
فقال:
»ما هؤلء يا جبرئيل؟« قال :هؤلء الذين أغناهم ال بالحلل فيبتغون الحرام .قال :ثم مر على قوم تخاط
جلودهم بمخائط من نار ،فقال» :ما هؤلء ،يا جبرئيل؟« .فقال :هؤلء الذين يأخذون عذرة النساء بغير حل .ثم
مضى و مر برجل يرفع حزمة من حطب ،كلما لم يستطع أن يرفعها زاد فيها ،فقال» :يا جبرئيل ،من هذا؟«.
قال :هذا صاحب الدين يريد أن يقضي ،فإذا لم يستطع زاد عليه.
ثم مضى حتى إذا كان بالجبل الشرقي من بيت المقدس وجد ريحا حارة و سمع صوتا ،قال» :ما هذه الريح -يا
جبرئيل -التي أجدها ،و هذا الصوت الذي أسمع؟« قال :هذه جهنم .فقال النبي )صلى ال عليه و آله(» :أعوذ بال
من
__________________________________________________
-7أمالي الصدوق.2 /364 :
) (1الورق من البل :الذي في لونه بياض إلى سواد» .لسان العرب -ورق.«376 :10 -
) (2البلقاء :كورة من أعمال دمشق ،بين الشام و وادي القرى» .معجم البلدان [.....] .«489 :1
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص486 :
جهنم« .ثم وجد ريحا عن يمينه طيبة و سمع صوتا ،فقال» :ما هذه الريح التي أجدها ،و هذا الصوت الذي
أسمع؟« قال :هذه الجنة .فقال )صلى ال عليه و آله(» :أسأل ال الجنة«.
قال :ثم مضى حتى انتهى إلى باب مدينة بيت المقدس و فيها هرقل ،و كانت أبواب المدينة تغلق كل ليلة و يؤتى
بالمفاتيح و توضع عند رأسه ،فلما كانت تلك الليلة امتنع الباب أن ينغلق فأخبروه ،فقال :ضاعفوا عليها من
الحرس .قال :فجاء رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،فدخل بيت المقدس ،فجاء جبرئيل إلى الصخرة فرفعها،
فأخرج من تحتها ثلثة أقداح :قدحا من لبن ،و قدحا من عسل ،و قدحا من خمر ،فناوله قدح اللبن فشربه ،ثم ناوله
قدح العسل فشربه ،ثم ناوله قدح الخمر ،فقال» :قد رويت ،يا جبرئيل« قال :أما أنك لو شربته ،ضلت أمتك و
تفرقت عنك .قال :ثم أم رسول ال )صلى ال عليه و آله( في بيت المقدس بسبعين نبيا.
قال :و هبط مع جبرئيل )عليه السلم( ملك لم يطأ الرض قط ،معه مفاتيح خزائن الرض ،قال] :يا محمد ،إن
ربك يقرئك السلم ،و يقول :هذه مفاتيح خزائن الرض[ فإن شئت فكن نبيا عبدا ،و إن شئت نبيا ملكا .فأشار إليه
جبرئيل )عليه السلم( :أن تواضع يا محمد ،فقال» :بل أكون نبيا عبدا«.
ثم صعد إلى السماء فلما انتهى إلى باب السماء استفتح جبرئيل )عليه السلم( فقالوا :من هذا؟ قال :محمد.
قالوا :نعم المجيء جاء ،فدخل ،فما مر على مل من الملئكة إل سلموا عليه ،و دعوا له و شيعه مقربوها ،فمر
على شيخ قاعد تحت شجرة ،و حوله أطفال ،فقال رسول ال )صلى ال عليه و آله(» :من هذا الشيخ ،يا
جبرئيل؟« قال :هذا أبوك إبراهيم )عليه السلم( .قال» :فما هؤلء الطفال حوله؟« .قال :هؤلء أطفال المؤمنين
حوله يغذوهم.
ثم مضى فمر على شيخ قاعد على كرسي ،إذا نظر عن يمينه ضحك و فرح ،و إذا نظر عن يساره حزن و بكى،
فقال» :من هذا يا جبرئيل؟« قال :هذا أبوك آدم ،إذا رأى من يدخل الجنة من ذريته ضحك و فرح ،و إذا رأى من
يدخل النار من ذريته حزن و بكى.
قال :ثم مضى ،فمر على ملك قاعد على كرسي فسلم عليه ،فلم ير ]منه[ من البشر ما رأى من الملئكة ،فقال» :يا
جبرئيل ،ما مررت بأحد من الملئكة إل رأيت منه ما أحب إل هذا ،فمن هذا الملك؟« قال :هذا مالك خازن النار،
أما إنه قد كان أحسن الملئكة بشرا ،و أطلقهم وجها ،فلما جعل خازن النار أطلع فيها اطلعة فرأى ما أعد ال
فيها لهلها فلم يضحك بعد ذلك.
ثم مضى حتى إذا انتهى حيث انتهى ،فرضت عليه خمسون صلة ،قال :فأقبل ،فمر على موسى )عليه السلم(،
فقال» :يا محمد ،كم فرض على أمتك؟« قال» :خمسون صلة« .قال» :ارجع إلى ربك فسله أن يخفف عن
أمتك« ،قال :ثم مر على موسى )عليه السلم( ،فقال» :كم فرض على أمتك؟« قال :كذا و كذا .فقال» :إن أمتك
أضعف المم ،إرجع إلى ربك فسله أن يخفف عن أمتك ،فإني كنت في بني إسرائيل فلم يكونوا يطيقون إل دون
هذا« فلم يزل يرجع إلى ربه عز و جل حتى جعلها خمس صلوات .قال :ثم مر على موسى )عليه السلم( ،فقال:
»كم فرض على أمتك؟« قال» :خمس صلوات« قال» :إرجع إلى ربك فسله أن يخفف عن أمتك« .قال» :قد
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص487 : استحييت من ربي مما أرجع إليه«.
ثم مضى فمر على إبراهيم خليل الرحمن ،فناداه من خلفه فقال» :يا محمد ،أقرئ أمتك مني السلم ،و أخبرهم أن
الجنة ماؤها عذب ،و تربتها طيبة] ،فيها[ قيعان بيض ،غرسها سبحان ال ،و الحمد ل ،و ل إله إل ال ،و ال
أكبر ،و ل حول و ل قوة إل بال العلي العظيم فمر أمتك فليكثروا من غرسها«.
ثم مضى حتى مر بعير يقدمها جمل أورق ،ثم أتى إلى أهل مكة فأخبرهم بمسيره ،و قد كان بمكة قوم من قريش
قد أتوا بيت المقدس فأخبرهم .ثم قال» :آية ذلك أنها تطلع عليكم الساعة عير مع طلوع الشمس يقدمها جمل
أورق« .قال :فنظروا فإذا هي قد طلعت ،و أخبرهم ]أنه[ قد مر بأبي سفيان ،و أن إبله قد نفرت في بعض الليل،
و أنه نادى غلما له في أول العير :يا فلن ،إن البل قد نفرت ،و إن فلنة قد ألقت حملها و انكسرت يدها ،فسألوه
عن الخبر فوجدوه كما قال النبي )صلى ال عليه و آله(.
قال مصنف الكتاب :رجوع الخمسين صلة إلى خمس صلوات بشفاعة موسى )عليه السلم( في خبر السراء
متكرر في أحاديث خبر السراء » ،«1اقتصرنا على ما أوردنا مخافة إل طالة ،و أما العلة في ذلك:
-[8] /6204فقد روى محمد بن علي بن بابويه في )من ل يحضره الفقيه( :عن زيد بن علي بن الحسين ،أنه
قال :سألت أبي سيد العابدين )عليه السلم( ،فقلت له :يا أبت ،أخبرني عن جدنا رسول ال )صلى ال عليه و آله(
لما عرج به إلى السماء ،و أمره ربه عز و جل بخمسين صلة ،كيف لم يسأله التخفيف عن أمته حتى قال له
موسى بن عمران )عليه السلم(» :ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فإن أمتك ل تطيق ذلك«؟ فقال» :يا بني ،إن
رسول ال )صلى ال عليه و آله( ل يقترح على ربه عز و جل ،و ل يراجعه في شيء يأمره به ،فلما سأله موسى
)عليه السلم( ذلك ،و صار شفيعا لمته إليه لم يجز له أن يرد شفاعة أخيه موسى )عليه السلم( ،فرجع إلى ربه
عز و جل فسأله التخفيف ،إلى أن ردها إلى خمس صلوات«.
قال :فقلت له :يا أبت ،فلم لم يرجع إلى ربه عز و جل ،و لم يسأله التخفيف من خمس صلوات ،و قد سأله موسى
)عليه السلم( أن يرجع إلى ربه عز و جل و يسأله التخفيف؟ فقال» :يا بني ،أراد )عليه السلم( أن يحصل لمته
شُر َأْمثاِلها » «2أل ترى أنه )صلى عْسَنِة َفَلُه َ
حَن جاَء ِباْل َ
التخفيف مع أجر خمسين صلة ،لقول ال عز و جلَ :م ْ
ال عليه و آله( لما هبط إلى الرض نزل عليه جبرئيل )عليه السلم( فقال :يا محمد ،إن ربك يقرئك السلم و
لٍم ِلْلَعِبيِد ».««3 ظّي َو ما َأَنا ِب َ
ل َلَد ّ
ل اْلَقْو ُ
يقول :إنها خمس بخمسين ما ُيَبّد ُ
قال :فقلت له :يا أبت ،أليس ال جل ذكره ل يوصف بمكان؟ فقال» :بلى ،تعالى ال عن ذلك علوا كبيرا«.
قلت :فما معنى قول موسى )عليه السلم( لرسول ال )صلى ال عليه و آله(» :ارجع إلى ربك«؟ فقال» :معناه
معنى قول
__________________________________________________
-8من ل يحضره الفقيه .603 /126 :1
) (1انظر :علل الشرائع ،1 /132 :أمالي الصدوق ،6 /371 :التوحيد.8 /176 :
) (2النعام .160 :6
) (3سورة ق .29 :50
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص488 :
ك َر ّ
ب ت ِإَلْي َ
جْل ُ
عِن » «1و معنى قول موسى )عليه السلم(َ :و َ سَيْهِدي ِ
ب ِإلى َرّبي َ إبراهيم )عليه السلم(ِ :إّني ذاِه ٌ
ل » «3يعني :حجوا إلى بيت ال .يا بني ،إن الكعبة بيت ال ِلَتْرضى » «2و معنى قوله عز و جلَ :فِفّروا ِإَلى ا ِّ
فمن حج بيت ال فقد قصد إلى ال ،و المساجد بيوت ال ،فمن سعى إليها فقد سعى إلى ال و قصد إليه ،و المصلي
ما دام في صلته فهو واقف بين يدي ال عز و جل ،فإن ل تبارك و تعالى بقاعا في سماواته فمن عرج به إلى
ح ِإَلْيِه » «4و يقول عز و جل ج اْلَملِئَكُة َو الّرو ُ
بقعة منها فقد عرج به إلى ال ،أل تسمع ال عز و جل يقولَ :تْعُر ُ
ب َو
طّي ُ
صَعُد اْلَكِلُم ال ّ
ل ِإَلْيِه » «5و يقول ال عز و جلِ :إَلْيِه َي ْ ل َرَفَعُه ا ُّفي قصة عيسى بن مريم )عليه السلم(َ :ب ْ
ح َيْرَفُعُه ».««6صاِل ُ
ل ال ّ
اْلَعَم ُ
-[9] /6205و عنه :بإسناده عن ثابت بن دينار ،قال :سألت زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
)عليهم السلم( عن ال عز و جل هل يوصف بمكان؟ فقال» :ل ،تعالى ال عن ذلك«.
قلت :فلم أسرى بنبيه )صلى ال عليه و آله( إلى السماء؟ قال» :ليريه ملكوت السماوات و ما فيها من عجائب
صنعه و بدائع خلقه«.
ن َأْو َأْدنى »«7؟ قال» :ذاك رسول ال )صلى ال عليه و سْي ِ
ب َقْو َن قا َ قلت :فقول ال عز و جلُ :ثّم َدنا َفَتَدّلى َفكا َ
آله( دنا من حجب النور فرأى ملكوت السماوات ،ثم تدلى )صلى ال عليه و آله( فنظر من تحته إلى ملكوت
الرض حتى ظن أنه في القرب من الرض كقاب قوسين أو أدنى«.
-[10] /6206و عنه :بإسناده عن عبد ال بن عباس ،قال :قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(» :لما عرج بي
إلى السماء السابعة ،و منها إلى سدرة المنتهى ،و من السدرة إلى حجب النور ،ناداني ربي جل جلله :يا محمد،
أنت عبدي و أنا ربك فلي فاخضع » «8و إياي فاعبد و علي فتوكل و بي فثق ،فإني قد رضيت بك عبدا و حبيبا
و رسول و نبيا ،و بأخيك علي خليفة و بابا ،فهو حجتي على عبادي و إمام خلقي ،و به يعرف أوليائي من
أعدائي ،و به يميز حزب الشيطان من حزبي ،و به يقام ديني و تحفظ حدودي و تنفذ أحكامي ،و بك و به و
بالئمة من ولده أرحم عبادي و إمائي،
__________________________________________________
-9علل الشرائع.1 /131 :
-10المالي.4 /504 :
) (1الصافات .99 :37
) (2طه .84 :20
) (3الذاريات .50 :51
) (4المعارج .4 :70
) (5النساء .158 :4
) (6فاطر .10 :35
) (7النجم .9 -8 :53
) (8في »ط« :فاخشع[.....] .
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص489 :
و بالقائم منكم أعمر أرضي بتسبيحي و تهليلي و تقديسي و تكبيري و تحميدي » ،«1و به أطهر الرض من
أعدائي و أورثها أوليائي ،و به اجعل كلمة الذين كفروا السفلى و كلمتي العليا ،و به احيي عبادي و بلدي بعلمي
به ،و له اظهر الكنوز و الذخائر بمشيئتي ،و إياه اظهر على السرار و الضمائر بإرادتي ،و أمده بملئكتي،
لتؤيده على إنفاذ أمري ،و إعلء » «2ديني ،ذلك وليي حقا ،و مهدي عبادي صدقا«.
-[11] /6207و عنه ،قال :حدثنا حمزة بن محمد العلوي )رحمه ال( ،قال حدثني علي بن إبراهيم بن هاشم ،عن
أبيه ،عن علي بن معبد ،عن الحسين بن خالد ،عن محمد بن حمزة ،قال :قلت لبي عبد ال )عليه السلم( :لي
علة يجهر في صلة الفجر و صلة المغرب و صلة العشاء الخرة ،و سائر الصلوات مثل :الظهر و العصر ل
يجهر فيها؟
و لي علة صار التسبيح في الركعتين الخيرتين أفضل من القراءة؟
قال )عليه السلم(» :لن النبي )صلى ال عليه و آله( لما أسري به إلى السماء ،كان أول صلة فرضها ال عليه
صلة الظهر يوم الجمعة ،فأضاف ال عز و جل إليه الملئكة تصلي خلفه ،و أمر ال عز و جل نبيه )صلى ال
عليه و آله( أن يجهر بالقراءة ،ليبين لهم فضله ،ثم افترض عليه العصر ،و لم يضف إليه أحدا من الملئكة ،و
أمره أن يخفي القراءة ،لنه لم يكن وراءه أحد ،ثم افترض عليه المغرب ،ثم أضاف إليه الملئكة ،فأمره بالجهار
و كذلك العشاء الخرة ،فلما قرب الفجر افترض ال تعالى عليه الفجر فأمره بالجهار ليبين للناس فضله كما بين
للملئكة ،فلهذه العلة يجهر فيها«.
فقلت :لي شيء صار التسبيح في الخيرتين أفضل من القراءة؟
قال» :لنه لما كان في الخيرتين ذكر ما يظهر له من عظمة ال عز و جل ،فدهش و قال :سبحان ال و الحمد ل
و ل إله إل ال و ال أكبر فلتلك العلة صار التسبيح أفضل من القراءة«.
-[12] /6208و عنه ،قال :أخبرني علي بن حاتم ،قال :حدثني القاسم بن محمد ،قال :حدثنا حمدان بن الحسين،
عن الحسن بن الوليد ،عن الحسين بن إبراهيم ،عن محمد بن زياد ،عن هشام بن الحكم ،عن أبي الحسن موسى
)عليه السلم( قال :قلت له :لي علة صار التكبير في الفتتاح سبع تكبيرات أفضل؟ و لي علة يقال في الركوع:
سبحان ربي العظيم و بحمده ،و يقال في السجود :سبحان ربي العلى و بحمده؟
قال» :يا هشام ،إن ال تبارك و تعالى خلق السماوات سبعا و الرضين ،سبعا و الحجب سبعا ،فلما أسري بالنبي
)صلى ال عليه و آله( و كان من ربه كقاب قوسين أو أدنى رفع له حجاب من حجبه ،فكبر رسول ال )صلى ال
عليه و آله( و جعل يقول الكلمات التي تقال في الفتتاح ،فلما رفع له الثاني كبر ،فلم يزل كذلك حتى بلغ سبع
حجب و كبر سبع تكبيرات ،فلتلك العلة يكبر في الفتتاح في الصلة سبع تكبيرات ،فلما ذكر ما رأى من عظمة
ال ارتعدت فرائصه فابترك على ركبتيه و أخذ يقول :سبحان ربي العظيم و بحمده .فلما اعتدل من ركوعه قائما،
نظر إليه في
__________________________________________________
-11علل الشرائع.1 /322 :
-12علل الشرائع.4 /332 :
) (1في المصدر :و تمجيدي.
) (2في المصدر :و إعلن.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص490 :
موضع أعلى من ذلك الموضع ،خر على وجهه و هو يقول :سبحان ربي العلى و بحمده .فلما قالها سبع مرات
سكن ذلك الرعب ،فلذلك جرت به السنة«.
-[13] /6209و عنه ،قال :حدثنا محمد بن علي ما جيلويه ،عن عمه محمد بن أبي القاسم ،عن محمد بن علي
الكوفي ،عن صباح الحذاء ،عن إسحاق بن عمار ،قال :سألت أبا الحسن موسى بن جعفر )عليه السلم( كيف
صارت الصلة ركعة و سجدتين ،و كيف إذا صارت سجدتين لم تكن ركعتين؟
فقال» :إذا سألت عن شيء ففرغ قلبك لتفهم ،إن أول صلة صلها رسول ال )صلى ال عليه و آله( إنما صلها
في السماء بين يدي ال تبارك و تعالى قدام عرشه جل جلله ،و ذلك أنه لما أسري به و صار عند عرشه تبارك
و تعالى ،قال :يا محمد ،ادن من صاد فاغسل مساجدك و طهرها و صل لربك ،فدنا رسول ال )صلى ال عليه و
آله( إلى حيث أمره تبارك و تعالى ،فتوضأ و أسبغ وضوءه ،ثم استقبل الجبار تبارك و تعالى قائما ،فأمره بافتتاح
الصلة ففعل .فقال:
ن إلى آخرها ففعل ذلك ،ثم أمره أن يقرأ نسبة ربه ب اْلعاَلِمي َ ل َر ّ حْمُد ِّحيِم اْل َ
ن الّر ِ
حم ِ ل الّر ْ سِم ا ِّ
يا محمد ،اقرأِ :ب ْ
صَمُد ثم أمسك عنه القول ،فقال رسول ال )صلى ال ل ال ّ حٌد ا ُّ
ل َأ َ ل ُهَو ا ُّحيِم ُق ْن الّر ِ
حم ِ ل الّر ْ سِم ا ِّ تبارك و تعالىِ :ب ْ
حٌد .فأمسك عنه القول فقالن َلُه ُكُفوًا َأ َ
صَمُد فقال :قلَ :لْم َيِلْد َو َلْم ُيوَلْد َو َلمْ َيُك ْ ل ال ّحٌد ا ُّل َأ َل ُهَو ا ُّ عليه و آله(ُ :ق ْ
رسول ال :كذلك ال ربي ،كذلك ال ربي .فلما قال ذلك ،قال :اركع -يا محمد -لربك .فركع رسول ال )صلى ال
عليه و آله( فقال له و هو راكع :قل سبحان ربي العظيم و بحمده .ففعل ذلك ثلثا .ثم قال:
ارفع رأسك يا محمد .ففعل ذلك رسول ال )صلى ال عليه و آله( فقام منتصبا بين يدي ال عز و جل .فقال :اسجد
لربك يا محمد .فخر رسول ال )صلى ال عليه و آله( ساجدا ،فقال :قل سبحان ربي العلى و بحمده .ففعل ذلك
رسول ال )صلى ال عليه و آله( فقال له :استو جالسا ،يا محمد .ففعل ،فلما استوى جالسا ذكر جلل ربه جل
جلله ،فخر رسول ال )صلى ال عليه و آله( ساجدا من تلقاء نفسه ل لمر أمره ربه عز و جل ،فسبح أيضا
ثلثا ،فقال :انتصب قائما ،ففعل ،فلم ير ما كان رأى من عظمة ربه جل جلله ،فقال له :اقرأ -يا محمد -و افعل
كما فعلت في الركعة الولى .ففعل ذلك رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،ثم سجد سجدة واحدة ،فلما رفع رأسه
ذكر جللة ربه تبارك و تعالى الثانية ،فخر رسول ال )صلى ال عليه و آله( ساجدا من تلقاء نفسه ل لمر أمره
ربه عز و جل فسبح أيضا ،ثم قال له :ارفع رأسك ثبتك ال و اشهد أن ل إله إل ال ،و أن محمدا رسول ال ،و أن
الساعة آتية ل ريب فيها ،و أن ال يبعث من في القبور ،اللهم صل على محمد و آل محمد و أرحم محمدا و آل
محمد ،كما صليت و باركت و ترحمت و مننت على إبراهيم و آل إبراهيم ،إنك حميد مجيد ،اللهم تقبل شفاعته في
أمته و ارفع درجته .ففعل ،فقال :سلم يا محمد .و استقبل رسول ال )صلى ال عليه و آله( ربه تبارك و تعالى و
تقدس وجهه ،مطرقا ،فقال :السلم عليك .فأجابه الجبار جل جلله فقال:
و عليك السلم -يا محمد -بنعمتي قويت على طاعتي ،و برحمتي » «1إياك اتخذتك نبيا و حبيبا«.
__________________________________________________
-13علل الشرائع.1 /334 :
) (1في المصدر :و بعصمتي.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص491 :
ثم قال أبو الحسن )عليه السلم(» :و إنما كانت الصلة التي امر بها ركعتين و سجدتين ،و هو )صلى ال عليه و
آله( إنما سجد سجدتين في كل ركعة عما أخبرتك من تذكرة لعظمة ربه تبارك و تعالى ،فجعله ال عز و جل
فرضا«.
قلت -:جعلت فداك -و ما صاد الذي أمره أن يغتسل منه؟
ن ِذيفقال» :عين تنفجر من ركن من أركان العرش ،يقال له :ماء الحياة ،و هو ما قال ال عز و جل :ص َو اْلُقْرآ ِ
الّذْكِر » «1إنما أمره أن يتوضأ و يقرأ و يصلي«.
-[14] /6210و عنه ،قال :حدثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب ،و علي بن عبد ال الوراق و
أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني )رضي ال عنه( ،قالوا :حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ،عن أبيه ،عن يحيى بن
أبي عمران و صالح بن السندي ،عن يونس بن عبد الرحمن ،قال :قلت لبي الحسن موسى بن جعفر )عليهما
السلم( :لي علة عرج ال بنبيه )صلى ال عليه و آله( إلى السماء ،و منها إلى سدرة المنتهى ،و منها إلى حجب
النور و خاطبه و ناجاه هناك ،و ال ل يوصف بمكان؟
فقال )عليه السلم(» :إن ال ل يوصف بمكان ،و ل يجري عليه زمان ،و لكنه عز و جل أراد أن يشرف به
ملئكته و سكان سماواته ،و يكرمهم بمشاهدته ،و يريه من عجائب عظمته ما يخبر به بعد هبوطه ،و ليس ذلك
على ما يقوله المشبهون ،سبحانه و تعالى عما يصفون«.
-[15] /6211العياشي :عن عبد ال بن عطاء ،عن أبي جعفر )عليه السلم( ،قال» :إن جبرئيل )عليه السلم(
أتى بالبراق إلى النبي )صلى ال عليه و آله( و كان أصغر من البغل و أكبر من الحمار ،مضطرب الذنين ،عيناه
في حوافره ،خطوته مد البصر«.
-[16] /6212عن هشام بن سالم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،قال» :لما أسري بالنبي )صلى ال عليه و آله(
أتي بالبراق و معها جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل ،قال :فأمسك له واحد بالركاب ،و أمسك الخر باللجام ،و سوى
عليه الخر ثيابه ،فلما ركبها تضعضعت ،فلطمها جبرئيل )عليه السلم( و قال لها :قري يا براق ،فما ركبك أحد
قبله مثله ،و ل يركبك أحد بعده مثله ،إل أنه تضعضعت عليه«.
-[17] /6213و في رواية اخرى :عن هشام ،عنه )عليه السلم( قال» :لما أسري برسول ال )صلى ال عليه و
آله( حضرت الصلة ،فأذن جبرئيل و أقام للصلة ،فقال :يا محمد ،تقدم .فقال له رسول ال )صلى ال عليه و
آله( :تقدم يا جبرئيل.
فقال له :إنا ل نتقدم الدميين منذ أمرنا بالسجود لدم«.
__________________________________________________
-14علل الشرائع.2 /132 :
-15تفسير العّياشي .3 /276 :2
-16تفسير العّياشي .4 /276 :2
-17تفسير العّياشي .5 /277 :2
) (1سورة ص .1 :38
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص492 :
-[1/6214عن هارون بن خارجة ،قال :قال أبو عبد ال )عليه السلم(» :يا هارون ،كم بين منزلك و بين
المسجد العظم؟« .قلت :قريب .قال» :يكون ميل؟« .فقلت :لكنه أقرب فقال» :فما تشهد الصلة كلها فيه؟«.
فقلت :ل و ال -جعلت فداك -ربما شغلت » «1فقال لي» :أما إني لو كنت بحضرته ما فاتني فيه صلة« .قال :ثم
قال هكذا بيده» :ما من ملك مقرب و ل نبي مرسل ،و ل عبد صالح إل و قد صلى في مسجد كوفان ،حتى محمد
)صلى ال عليه و آله( ليلة أسري به أمره به جبرئيل ،فقال :يا محمد ،هذا مسجد كوفان ،فقال :استأذن لي حتى
اصلي فيه ركعتين ،فاستأذن له فهبط به و صلى فيه ركعتين.
ثم قال :أما علمت أن عن يمينه روضة من رياض الجنة ،و عن يساره روضة من رياض الجنة ،أما علمت أن
الصلة المكتوبة فيه تعدل ألف صلة في غيره ،و النافلة خمسمائة صلة ،و الجلوس » «2فيه من غير قراءة
القرآن عبادة« .قال :ثم قال هكذا بإصبعه فحركها» :ما بعد المسجدين أفضل من مسجد كوفان« ».«3
-[19] /6215عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :سمعته يقول» :إن جبرئيل احتمل رسول ال
)صلى ال عليه و آله( حتى انتهى به إلى مكان من السماء ،ثم تركه و قال له :ما وطئ شيء قط مكانك«.
-[20] /6216عن ابن بكير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( لما أسري برسول ال )صلى ال عليه و آله( إلى
السماء الدنيا لم يمر بأحد من الملئكة إل استبشر به ،إل مالك خازن جهنم ،فقال لجبرئيل :يا جبرئيل ،ما مررت
بملك من الملئكة إل استبشر بي إل هذا الملك ،فمن هذا؟ قال :هذا مالك خازن جهنم ،و هكذا جعله ال«.
قال» :فقال له النبي )صلى ال عليه و آله( :يا جبرئيل ،سله أن يرينيها! فقال جبرئيل :يا مالك ،هذا محمد رسول
ال ،و قد شكا إلي و قال :ما مررت بأحد من الملئكة إل استبشر بي و سلم علي إل هذا .فأخبرته أن ال تعالى
هكذا جعله ،و قد سألني أن أسألك أن تريه جهنم« .قال» :فكشف له عن طبق من أطباقها ،فما رؤي رسول ال
)صلى ال عليه و آله( ضاحكا حتى قبض )صلى ال عليه و آله(«.
-[21] /6217عن حفص بن البختري ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :لما أسري برسول ال )صلى ال
عليه و آله( حضرت الصلة فأذن جبرئيل )عليه السلم( ،فلما قال :ال أكبر ،ال أكبر .قالت الملئكة :ال أكبر،
ال أكبر .فلما قال:
أشهد أن ل إله إل ال قالت الملئكة :خلع النداد .فلما قال :أشهد أن محمدا رسول ال قالت :نبي بعث .فلما قال:
حي على الصلة قالت :حث على عبادة ربه .فلما قال :حي على الفلح قالت :أفلح من تبعه«.
__________________________________________________
-18تفسير العّياشي .6 /277 :2
-19تفسير العّياشي .7 /277 :2
--20تفسير العّياشي [.....] .8 /277 :2
-21تفسير العّياشي .9 /278 :2
) (1في »ط« :ربما ثقلت.
) (2في »س« :و الحاضر.
) (3في »ط« :من الكوفة.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص493 :
-[22] /6218عن هشام بن الحكم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،قال» :لما أخبرهم أنه أسري به ،قال بعضهم
لبعض :قد ظفرتم به فاسألوه عن أيلة » -«1قال -فسألوه عنها -قال -فأطرق و مكث » ،«2فأتاه جبرئيل )عليه
السلم( ،فقال:
يا رسول ال ،ارفع رأسك فإن ال قد رفع إليك أيلة ،و قد أمر ال كل منخفض من الرض فارتفع ،و كل مرتفع
فانخفض .فرفع رأسه فإذا أيلة قد رفعت له ،فجعلوا يسألونه ،و يخبرهم و هو ينظر إليها ،ثم قال :إن علمة ذلك
عير لبي سفيان تحمل برا يقدمها جمل أحمر مجمع » ،«3تدخل غدا مع الشمس ،فأرسلوا الرسل ،و قالوا لهم:
حيث ما لقيتم العير فاحبسوها ،ليكذبوا بذلك قوله -قال -فضرب ال وجوه البل فأقرت » «4على الساحل ،و
أصبح الناس فأشرفوا« .فقال أبو عبد ال» :فما رؤيت مكة أكثر مشرفا و ل مشرفة منها يومئذ ،لينظروا ما قال
رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،فأقبلت البل ]من[ ناحية الساحل ،فكان يقول القائل :البل الشمس ،الشمس
البل -قال -فطلعتا جميعا«.
-[23] /6219عن هشام بن الحكم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :إن رسول ال )صلى ال عليه و آله(
صلى العشاء الخرة و صلى الفجر في الليلة التي أسري به فيها بمكة«.
-[24] /6220عن زرارة و حمران بن أعين و محمد بن مسلم ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال» :حدث أبو
سعيد الخدري أن رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،قال :إن جبرئيل أتاني ليلة أسري بي و حين رجعت ،فقلت :يا
جبرئيل ،هل لك من حاجة؟ فقال :حاجتي أن تقرأ على خديجة من ال و مني السلم .و حدثنا عند » «5ذلك أنها
قالت حين لقيها نبي ال )صلى ال عليه و آله( فقال لها بالذي قال جبرئيل ،قالت :إن ال هو السلم ،و منه السلم،
و إليه السلم ،و على جبرئيل السلم«.
-[25] /6221عن سالم » «6الحناط ،عن رجل ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :سألته عن المساجد التي لها
الفضل ،فقال» :المسجد الحرام ،و مسجد الرسول«.
قلت :و المسجد القصى ،جعلت فداك؟ فقال» :ذاك في السماء ،إليه أسري برسول ال )صلى ال عليه و آله(«.
فقلت :إن الناس يقولون :إنه بيت المقدس؟ فقال» :مسجد الكوفة أفضل منه«.
__________________________________________________
-22تفسير العّياشي .10 /378 :2
-23تفسير العّياشي .11 /279 :2
-24تفسير العّياشي .12 /279 :2
-25تفسير العّياشي .13 /279 :2
) (1أيلة :بالفتح ،مدينة على ساحل بحر القلزم مّما يلي الشام» .معجم البلدان .«292 :1
) (2في »ط« :و سكت.
) (3رجل مجمع :بلغ أشّده» .أقرب الموارد -جمع.«138 :1 -
) (4في المصدر :فأقربت.
) (5في »ط« :عن.
لم[.....] .
) (6في المصدر :س ّ
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص494 :
-[26] /6222عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :سمعته يقول» :لما أسري بالنبي )صلى ال
عليه و آله( فانتهى إلى موضع ،قال له جبرئيل :قف ،إن ربك يصلي«.
قال :قلت :جعلت فداك ،و ما كان صلته؟ فقال» :كان يقول :سبوح قدوس رب الملئكة و الروح ،سبقت رحمتي
غضبي«.
-[27] /6223عن أبي بصير ،قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول» :إن رسول ال )صلى ال عليه و
آله( لما أسري به رفعه جبرئيل بإصبعيه ،و وضعهما في ظهره حتى وجد بردهما » «1في صدره ،فكان رسول
ال )صلى ال عليه و آله( دخله شيء ،فقال :يا جبرئيل ،أفي هذا الموضع؟ قال :نعم ،إن هذا الموضع لم يطأه أحد
قبلك و ل يطأه أحد بعدك«.
قال» :و فتح ال له من العظمة مثل مسام البرة ،فرأى من العظمة ما شاء ال ،فقال له جبرئيل :قف يا محمد« و
ذكر مثل الحديث الول سواء.
-[28] /6224محمد بن يعقوب :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ،عن حماد ابن
عثمان ،عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :لما عرج برسول ال )صلى ال عليه و آله( انتهى
به جبرئيل إلى مكان فخلى عنه .فقال له :يا جبرئيل ،أ تخليني على هذه الحال؟! فقال :أمضه ،فو ال ،لقد وطئت
مكانا ما وطئه بشر و ما مشى فيه بشر قبلك«.
-[29] /6225و عنه :عن عدة من أصحابنا ،عن أحمد بن محمد ،عن الحسين بن سعيد ،عن القاسم بن محمد
الجوهري ،عن علي بن أبي حمزة ،قال سأل أبو بصير أبا عبد ال )عليه السلم( و أنا حاضر ،فقال :جعلت فداك،
كم عرج برسول ال )صلى ال عليه و آله(؟ فقال» :مرتين ،فأوقفه جبرئيل )عليه السلم( موقفا فقال له :مكانك-
يا محمد -فلقد وقفت موقفا ما وقفه ملك قط و ل نبي ،إن ربك يصلي .فقال :يا جبرئيل ،و كيف يصلي؟ قال :يقول:
سبوح قدوس أنا رب الملئكة و الروح ،سبقت رحمتي غضبي .فقال :اللهم عفوك عفوك -قال -و كان كما قال
ن َأْو َأْدنى ».««2
سْي ِ
ب َقْو َ
ال :قا َ
فقال له أبو بصير :جعلت فداك ،و ما قاب قوسين أو أدنى؟ قال» :ما بين سيتها » «3إلى رأسها ،فقال :كان بينهما
حجاب يتلل -و ل أعلمه إل و قد قال :زبرجد -فنظر في مثل سم البرة إلى ما شاء ال من نور العظمة ،فقال ال
تبارك و تعالى :يا محمد ،قال :لبيك ربي .قال :من لمتك من بعدك؟ قال :ال أعلم .قال :علي بن أبي طالب أمير
__________________________________________________
-26تفسير العّياشي .14 /280 :2
-27تفسير العّياشي .15 /280 :2
-28الكافي .12 /367 :1
--29الكافي .13 /367 :1
) (1في »ط« و المصدر :بإصبعه وضعها في ظهره حّتى وجد بردها.
) (2النجم .9 :53
) (3سية القوس :ما عطف من طرفيها» .انظر لسان العرب -سوا.«417 :14 -
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص495 :
المؤمنين ،و سيد المسلمين ،و قائد العز المحجلين«.
قال :ثم قال أبو عبد ال )عليه السلم( لبي بصير» :يا أبا محمد ،و ال ما جاءت ولية علي )عليه السلم( من
الرض ،و لكن جاءت من السماء«.
-[30] /6226الخصيبي في )هدايته( :بإسناده عن الصادق )عليه السلم( أنه قال» :لما أسري برسول ال )صلى
ال عليه و آله( ،رأى في طريق الشام عيرا لقريش بمكان ،فقال لقريش حين أصبح :يا معشر قريش ،إن ال
تبارك و تعالى قد أسرى بي في هذه الليلة من المسجد الحرام إلى المسجد القصى -يعني بيت المقدس -حتى
ركبت على البراق ،و قد أتاني به جبرئيل )عليه السلم( ،و هو دابة أكبر من الحمار و أصغر من البغل و
خطوتها مد البصر ،فلما صرت عليه صعدت إلى السماء و صليت بالنبيين أجمعين ،و الملئكة كلهم و رأيت
الجنة و ما فيها ،و النار و ما فيها ،و اطلعت على الملك كله.
فقالوا :يا محمد ،كذب بعد كذب يأتينا منك مرة بعد مرة ،لئن لم تنته عما تقول و تدعي لنقتلنك شر قتلة ،تريد أن
تأفكنا عن آلهتنا ،و تصدنا عما كان يعبد آباؤنا الشم » «1الغطاريف »«2؟
فقال :يا قوم ،إنما أتيتكم بالخير ،إن قبلتموه ،فإن لم تقبلوه فارجعوا ،و تربصوا بي ،إني متربص بكم ،و إني
لرجوا أن أرى فيكم ما آمله من ال ،فسوف تعلمون.
فقال له أبو سفيان :يا محمد ،إن كنت صادقا فيما تقول ،فإنا قد دخلنا الشام و مررنا على طريق الشام ،فخبرنا عن
طريق الشام و ما رأيت فيه ،و نحن نعلم أنك لم تدخل الشام ،فإن أنت أعطيتنا علمته علمنا أنك نبي و رسول.
فقال :و ال لخبرنكم بما رأت عيناي الساعة ،رأيت عيرا لك يا أبا سفيان ،و هي ثلثة و عشرون جمل يقدمها
جمل أرمك » ،«3عليه عباءتان قطوانيتان » ،«4و فيهما غلمان لك :أحدهما صبيح ،و الخر رياح ،في موضع
كذا و كذا ،و رأيت لك يا هشام بن المغيرة عيرا في موضع كذا و كذا ،و هي ثلثون بعيرا يقدمها جمل أحمر،
فيها ثلثة مما ليك :أحدهم ميسرة ،و الخر سالم و الثالث يزيد ،و قد وقع لهم بعير ،و يأتونكم يوم كذا و كذا في
ساعة كذا و كذا ،و وصف لهم جميع ما رأوه في بيت المقدس.
قال أبو سفيان :أما في بيت المقدس فقد وصفت لنا إياه ،و أما العير فقد ادعيت أمرا ،فإن لم يوافق قولك ،علمنا
أنك كذاب ،و أن ما تدعيه الباطل.
فلما كان ذلك اليوم الذي أخبرهم أن العير تأتيهم فيه ،خرج أبو سفيان و هشام بن المغيرة حتى لقيا العير و قد
أقبلت في الوقت الذي وعده النبي )صلى ال عليه و آله( ،فسأل غلمانهم عن جميع ما كانوا فيه ،فأخبروهم مثل ما
__________________________________________________
-30الهداية الكبرى.12 /57 :
شّم :جمع أشم ،و هو السّيد ذو النفة الشريف النفس» .تاج العروس -شمم.«360 :8 - ) (1ال ّ
ي و الكثير الخير» .لسان العرب -غطرف.«269 :9 - ) (2الغطريف :السيد الشريف السخ ّ
) (3الجمل الرمك :هو الذي فى لونه كدورة» .لسان العرب -رمك«434 :10 -
) (4القطوانّية :عباءة بيضاء قصيرة الخمل» .النهاية .«85 :4
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص496 :
أخبرهم به النبي )صلى ال عليه و آله(.
فلما أقبل قال لهما :ما صنعتما؟ فقال جميعا :لقد رأينا جميع ما قلت ،و ما يعلم أحد السحر إل إياك ،و إن لك
شيطانا عالما يخبرك بجميع ذلك ،و ال لو رأينا ملئكة من السماء تنزل عليك ما صدقناك و ل قلنا إنك رسول ال
و ل آمنا بما تقول ،فهو علينا سواء ،أو عظت أم لم تكن من الواعظين«.
-[31] /6227العياشي :عن عبد الصمد بن بشير ،قال :ذكر عند أبي عبد ال )عليه السلم( بدء الذان ،فقيل :إن
رجل من النصار رأى في منامه الذان فقصه على رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،و أمره رسول ال )صلى
ال عليه و آله( أن يعلمه بلل .فقال أبو عبد ال )عليه السلم(» :كذبوا ،إن رسول ال )صلى ال عليه و آله( كان
نائما في ظل الكعبة فأتاه جبرئيل )عليه السلم( و معه طاس فيه ماء من الجنة ،فأيقظه و أمره أن يغتسل به ،ثم
وضع في محمل له ألف ألف لون من نور ،ثم صعد به حتى انتهى إلى أبواب السماء« الحديث.
-[32] /6228عن عبد الصمد بن بشير ،قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( ،يقول» :جاء جبرئيل رسول ال
)صلى ال عليه و آله( و هو بالبطح بالبراق ،أصغر من البغل و أكبر من الحمار ،عليه ألف ألف محفة«
من نور ،فشمس » «2البراق حين أدناه منه ليركبه ،فلطمه جبرئيل )عليه السلم( لطمة عرق البراق منها ،ثم
قال :اسكن ،فإنه محمد ،ثم زف » «3به من بيت المقدس إلى السماء« الحديث.
ن ُتْبُدوا ما ِفي
ض َو ِإ ْ
لْر ِت َو ما ِفي ا َْ
سماوا ِ
ل ما ِفي ال ّ
و هذا الحديث و سابقه قد تقدما بطولهما عند قوله تعالىِّ :
ل من آخر سورة البقرة ».«4 سْبُكْم ِبِه ا ُّ
خُفوُه ُيحا ِ
سُكْم َأْو ُت ْ
َأْنُف ِ
-[33] /6229الطبرسي في )الحتجاج( :عن موسى بن جعفر )عليهما السلم( عن أبيه ،عن آبائه ،عن الحسين
بن علي ،عن أبيه علي بن أبي طالب )عليهم السلم( ]في احتجاجه على[ يهودي يخبره عما اوتي النبياء من
الفضائل ،و يأتيه أمير المؤمنين )عليه السلم( بما أوتي رسول ال )صلى ال عليه و آله( بما هو أفضل مما اوتي
النبياء من الفضائل ،فكان فيما ذكر له اليهودي أن قال له :فإن هذا سليمان بن داود قد سخرت له الرياح فسارت
به في بلده غدوها شهر و رواحها شهر.
فقال له علي )عليه السلم(» :لقد كان كذلك ،و محمد )صلى ال عليه و آله( اعطي ما هو أفضل من هذا ،إنه
أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد القصى مسيرة شهر ،و عرج به في ملكوت السماوات مسيرة خمسين
ألف عام في
__________________________________________________
-31تفسير العّياشي .530 /157 :1
-32تفسير العّياشي [.....] .531 /159 :1
-33الحتجاج.220 :
) (1المحفة :مركب من مراكب النساء كالهودج» .مجمع البحرين -حفف.«39 :5 -
ب :إذا شردت و جمحت و منعت ظهرها» .لسان العرب -شمس.«113 :6 - شموس من الدوا ّ ) (2ال ّ
ف :أسرع» .لسان العرب -زفف.«136 :9 - ) (3ز ّ
) (4تقّدما في الحديثين ) 8و (9من تفسير اليات ) (286 -284من سورة البقرة.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص497 :
أقل من ثلث ليلة حتى انتهى إلى ساق العرش« الحديث
ض الية ».«1
لْر ِ ت َو ما ِفي ا َْ
سماوا ِ
ل ما ِفي ال ّ
،و قد تقدم بطوله في قوله تعالىِّ :
-[34] /6230علي بن إبراهيم :بإسناده عن أبي برزة السلمي ،قال :سمعت رسول ال )صلى ال عليه و آله(
يقول لعلي بن أبي طالب )عليه السلم(» :يا علي ،إن ال تعالى أشهدك معي في سبعة مواطن.
أما أول ذلك :فليلة أسري بي إلى السماء ،قال لي جبرئيل :أين أخوك؟ فقلت :خلفته ورائي قال :ادع ال فليأتك به،
فدعوت ال فإذا مثالك معي ،و إذا الملئكة وقوف صفوف ،فقلت :يا جبرئيل ،من هؤلء؟ قال :هم الذين يباهيهم
ال بك يوم القيامة ،فدنوت فنطقت بما كان و بما يكون إلى يوم القيامة.
و الثاني :حين أسري بي في المرة الثانية فقال لي جبرئيل :أين أخوك؟ قلت :خلفته ورائي ،قال :ادع ال فليأتك به
فدعوت ال فإذا مثالك معي ،فكشط » «2لي عن سبع سماوات حتى رأيت سكانها و عمارها و موضع كل ملك
منها.
و الثالث :حين بعثت إلى الجن ،فقال لي جبرئيل :أين أخوك؟ قلت :خلفته ورائي ،فقال :ادع ال فليأتك به فدعوت
ال فإذا أنت معي ،فما قلت لهم شيئا و ل ردوا علي شيئا إل سمعته.
و الرابع :خصصنا بليلة القدر ،و أنت معي فيها ،و ليست لحد غيرنا.
و الخامس :دعوت ال فيك فأعطاني فيك كل شيء إل النبوة ،فإنه قال :خصصتك -يا محمد -بها و ختمتها بك.
و أما السادس :لما أسري بي إلى السماء جمع ال لي النبيين ،و صليت بهم و مثالك خلفي.
و السابع :هلك الحزاب بأيدينا«.
و رواه محمد بن الحسن الصفار في )بصائر الدرجات( عن أبي داود السبيعي » ،«3عن بريدة السلمي ».«4
-[35] /6231الشيخ في )مجالسه( ،قال :أخبرنا جماعة ،عن أبي المفضل ،قال :حدثنا أبو القاسم جعفر بن محمد
بن عبد ال الموسوي في داره بمكة بعشرين » «5و ثلثمائة ،قال :حدثني مؤدبي عبيد ال بن أحمد بن نهيك
الكوفي ،قال :حدثنا محمد بن زياد بن أبي عمير ،قال :حدثني علي بن رئاب ،عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال
__________________________________________________
-34تفسير القّمي .335 :2
) (1تقّدم في الحديث ) (1من تفسير اليات ) (286 -284من سورة البقرة.
) (3في المصدر :السبعي ،تصحيف صحيحه ما أثبتناه ،و هو نفيع بن الحارث ،أبو داود العمى الهمداني
سبيعي الكوفي ،روى عن بريدة السلمي و أبي برزة السلمي .تهذيب الكمال .6466 /10 :30 ال ّ
كوكب الزهرة يتوقدان مثل النجمين المضيئين ،لها شعاع مثل شعاع الشمس ،منحدر عن نحرها الجمان »،«1
منظومة الخلق ،طويلة اليدين و الرجلين ،لها نفس كنفس الدميين ،تسمع الكلم و تفهمه ،و هي فوق الحمار و
دون البغل«.
-[3] /6237البرسي :عن ابن عباس :أن النبي )صلى ال عليه و آله( لما جاء جبرئيل )عليه السلم( ليلة
السراء بالبراق و أمره عن أمر ال بالركوب قال» :ما هذه«؟ فقال :دابة خلقت لجلك و لها في جنة عدن ألف
سنة .فقال له النبي )صلى ال عليه و آله(» :و ما سير هذه الدابة؟« فقال :إن شئت أن تجوز بها السماوات السبع و
الرضين السبع فتقطع سبعين ألف عام ألف مرة » «2كلمح البصر قدرت.
قوله تعالى:
ل ] -[1] /6238 [2علي بن إبراهيم: ن ُدوِني َوِكي ً
خُذوا ِم ْ
ل َتّت ِ
ل َأ ّ
سراِئي َ
ى ِلَبِني ِإ ْ
جَعْلناُه ُهد ً
ب َو َسى اْلِكتا َ َو آَتْينا ُمو َ
إنه محكم.
قوله تعالى:
شُكورًا ][3 عْبدًا َ ن َح ِإّنُه كا َ
حَمْلنا َمَع ُنو ٍ
ن َُذّرّيَة َم ْ
-[2] /6239ابن بابويه ،قال :حدثنا أبي )رضي ال عنه( ،قال :حدثنا سعد بن عبد ال ،عن أحمد بن محمد بن
عيسى ،عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي ،عن أبان بن عثمان ،عن محمد بن مسلم ،عن أبي جعفر )عليه
السلم( قال» :إن نوحا )عليه السلم( إنما سمي عبدا شكورا لنه كان يقول إذا أمسى و أصبح :اللهم إني أشهدك
أنه ما أمسى و أصبح بي من نعمة أو عافية في دين أو دنيا فمنك ،وحدك ل شريك لك ،لك الحمد و لك الشكر بها
__________________________________________________
-3مشارق أنوار اليقين.218 :
-1تفسير القّمي » 244حجري« ،و لم نعثر عليه في المطبوع.
-2علل الشرائع.1 /29 :
صغار» .لسان العرب -جمن.«92 :13 - ) (1الجمان :اللؤلؤ ال ّ
) (2في »ط« :ألف عام و سبعين ألف مّدة.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص501 :
علي حتى ترضى و بعد الرضا« ».«1
-[2] /6240علي بن إبراهيم :قال :حدثني أبي ،عن أحمد بن النضر ،عن عمرو بن شمر ،عن جابر ،عن أبي
جعفر )عليه السلم( قال» :كان نوح )عليه السلم( إذا أصبح و أمسى يقول :أشهد أنه ما أمسى بي من نعمة في
شُكورًاعْبدًا َ
ن َدين أو دنيا فإنها من ال ،وحده ل شريك له ،له الحمد علي بها و الشكر كثيرا ،فأنزل الِ :إّنُه كا َ
فهذا كان شكره«.
-[3] /6241محمد بن يعقوب :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن ابن رئاب ،عن إسماعيل
بن الفضل ،قال :قال أبو عبد ال )عليه السلم(» :إذا أصبحت و أمسيت فقل عشر مرات :اللهم ما أصبحت بي
من نعمة أو عافية في دين أو دينا فمنك ،وحدك ل شريك لك ،لك الحمد و لك الشكر بها علي يا رب حتى ترضى
و بعد الرضا .فإنك إذا قلت ذلك كنت قد أديت شكر ما أنعم ال به عليك في ذلك اليوم و في تلك الليلة«.
-[4] /6242و عن ابن أبي عمير ،عن حفص بن البختري ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :كان نوح
)عليه السلم( يقول ذلك » «2إذا أصبح ،فسمي بذلك عبدا شكورا« .و قال» :قال رسول ال )صلى ال عليه و
آله( :من صدق ال نجا«.
-[5] /6243و عنه :عن علي بن محمد ،عن بعض أصحابه ،عن محمد بن سنان ،عن أبي سعيد المكاري ،عن
عْبدًا
ن َأبي حمزة ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :قلت له :فما عنى بقوله في نوح )عليه السلم(ِ :إّنُه كا َ
شُكورًا؟ قال: َ
»كلمات بالغ فيهن«.
قلت :و ما هن؟ قال» :كان إذا أصبح قال :أصبحت أشهدك ما أصبحت بي من نعمة أو عافية في دين أو دنيا فإنها
منك ،وحدك ل شريك لك ،فلك الحمد على ذلك ،و لك الشكر كثيرا .كان يقولها إذا أصبح ثلثا ،و إذا أمسى
ثلثا«.
-[6] /6244العياشي :عن حفص بن البختري ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :كان نوح )عليه السلم( إذا
أصبح قال :اللهم إنه ما كان من نعمة و عافية في دين أو دينا فإنها منك ،وحدك ل شريك لك ،لك الملك و لك
الشكر بها علي يا رب حتى ترضى و بعد الرضا«.
-[7] /6245عن حفص بن البختري ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :إنما سمي نوح )عليه السلم( عبدا
شكورا
__________________________________________________
-2تفسير القّمي .14 :2
-3الكافي .28 /81 :2
-4الكافي .29 /81 :2
-5الكافي [.....] .38 /388 :2
-6تفسير العّياشي .16 /280 :2
-7تفسير العّياشي .17 /280 :2
) (1في المصدر زيادة :إلهنا.
) (2أي الدعاء المذكور في الحديث السابق.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص502 :
لنه كان يقول إذا أصبح و أمسى :اللهم إنه ما أصبح و أمسى بي من نعمة أو عافية في دين أو دنيا فمنك ،وحدك
ل شريك لك ،لك الحمد و لك الشكر به علي يا رب حتى ترضى و بعد الرضا .يقولها إذا أصبح عشرا و إذا
أمسى عشرا«.
شُكورًا. عْبدًا َ
ن َ -[8] /6246عن جابر ،عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله :كا َ
قال» :كان إذا أمسى و أصبح يقول :أمسيت أشهدك أنه ما أمست بي من نعمة في دين أو دنيا فإنها من ال ،وحده
ل شريك له ،له الحمد بها و الشكر كثيرا«.
-[/6247عن أبي حمزة الثمالي ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :قلت له :ما عنى ال بقوله لنوح )عليه
السلم(:
شُكورًا؟ عْبدًا َن َ ِإّنُه كا َ
فقال» :كلمات بالغ فيهن -و قال -كان إذا أصبح و أمسى قال :اللهم إني أصبحت أشهدك أنه ما أصبح بي من نعمة
في دين أو دنيا فإنه منك وحدك ل شريك لك ،و لك الشكر بها علي يا رب حتى ترضى و بعد الرضا .فسمي بذلك
عبدا شكورا«.
قوله تعالى:
جَعْلناُكْم
عُلّوا َكِبيرًا -إلى قوله تعالىَ -و َ ن ُن َو َلَتعُْل ّ
ض َمّرَتْي ِ
لْر ِ ن ِفي ا َْسُد ّ
ب َلُتْف ِ
ل ِفي اْلِكتا ِ
سراِئي َضْينا ِإلى َبِني ِإ َْو َق َ
َأْكَثَر َنِفيرًا ][6 -4
-[1] /6248محمد بن يعقوب :عن عدة من أصحابنا ،عن سهل بن زياد ،عن محمد بن الحسن بن شمون ،عن
عبد ال بن عبد الرحمن الصم ،عن عبد ال بن القاسم البطل ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله تعالى:
ن.
ض َمّرَتْي ِ
لْر ِ ن ِفي ا َْ
سُد ّ
ب َلُتْف ِ
ل ِفي اْلِكتا ِ
سراِئي َضْينا ِإلى َبِني ِإ َْو َق َ
عُلّوا َكِبيرًا -قال -قتل الحسين ن ُ
قال» :قتل علي بن أبي طالب )عليه السلم( و طعن الحسن )عليه السلم( َو َلَتْعُل ّ
شِديٍد س َعبادًا َلنا ُأوِلي َبْأ ٍ
عَلْيُكْم ِ
عُد ُأولُهما فإذا جاء نصر دم الحسين )عليه السلم( َبَعْثنا َ )عليه السلم( َفِإذا جاَء َو ْ
ل الّدياِر قوم يبعثهم ال قبل خروج القائم )عليه السلم( ،فل يدعون وترا » «1لل محمد إل قتلوه َو خل َ سوا ِ َفجا ُ
عَلْيِهْم عليهم خروج الحسين )عليه السلم( في ل خروج القائم )عليه السلم( ُثّم َرَدْدنا َلُكُم اْلَكّرَة َ عدًا َمْفُعو ً
ن َو ْكا َ
سبعين من أصحابه عليهم البيض المذهب ،لكل بيضة و جهان ،المؤدون إلى الناس :أن هذا
__________________________________________________
-8تفسير العّياشي .18 /280 :2
-9تفسير العّياشي .19 /280 :2
-1الكافي .250 /206 :8
) (1من معاني الوتر :الجناية و الظلم ،قال المجلسي» :قوله :ل يدعون وترا ،أي ذا وتر و جناية ،ففي الكلم
تقدير مضاف« .بحار النوار .57 :51
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص503 :
الحسين قد خرج] .حتى[ ل يشك المؤمنون فيه ،و أنه ليس بدجال و ل شيطان ،و الحجة القائم بين أظهرهم ،فإذا
استقرت المعرفة في قلوب المؤمنين أنه الحسين )عليه السلم( جاء الحجة الموت ،فيكون الذي يغسله و يكفنه و
يحنطه و يلحده في حفرته الحسين بن علي )عليهما السلم( ،و ل يلي الوصي إل الوصي«.
-[2] /6249أبو جعفر محمد بن جرير في )مسند فاطمة )عليها السلم(( ،قال :حدثنا أبو المفضل ،قال :حدثني
علي بن الحسن المنقري الكوفي ،قال :حدثني أحمد بن زيد الدهان ،عن مخول بن إبراهيم ،عن رستم بن عبد ال
ابن خالد المخزومي ،عن سليمان العمش ،عن محمد بن خلف الطاطري ،عن زاذان ،عن سلمان ،قال :قال لي
رسول ال )صلى ال عليه و آله(» :إن ال تبارك و تعالى لم يبعث نبيا و ل رسول إل جعل له اثني عشر نقيبا«.
فقلت :يا رسول ال ،لقد عرفت هذا من أهل الكتابين.
فقال» :يا سلمان ،هل علمت من نقبائي ،و من الثني عشر الذين اختارهم ال للمة من بعدي«؟ فقلت :ال و
رسوله أعلم.
فقال» :يا سلمان ،خلقني ال من صفوة نوره و دعاني فأطعته ،و خلق من نوري عليا و دعاه فأطاعه ،و خلق مني
و من علي » «1فاطمة و دعاها فأطاعته ،و خلق مني و من علي و فاطمة الحسن و دعاه فأطاعه ،و خلق مني و
من علي و فاطمة الحسين و دعاه فأطاعه ،ثم سمانا بخمسة أسماء من أسمائه :فال المحمود و أنا محمد ،و ال
العلي و هذا علي ،و ال الفاطر و هذه فاطمة ،و ل الحسان » «2و هذا الحسن ،و ال المحسن و هذا الحسين ،ثم
خلق منا و من نور الحسين تسعة أئمة فدعاهم فأطاعوه قبل أن يخلق ال سماء مبنية و ل أرضا مدحية و ل ملكا
و ل بشرا ،و كنا نورا » «3نسبح ال و نسمع له و نطيع«.
قال سلمان :فقلت :يا رسول ال -بأبي أنت و أمي -فما لمن عرف هؤلء؟ فقال» :يا سلمان ،من عرفهم حق
معرفتهم و اقتدى بهم و والى وليهم و تبرأ من عدوهم » ،«4فهو و ال منا ،يرد حيث نرد ،و يسكن حيث نسكن«.
فقلت :يا رسول ال ،فهل يكون إيمان بهم بغير معرفة بأسمائهم و أنسابهم؟ فقال» :ل ،يا سلمان«.
فقلت :يا رسول ال ،فأنى لي بهم و قد عرفت إلى الحسين؟ قال» :ثم سيد العابدين علي بن الحسين ،ثم ابنه محمد
بن علي باقر علم الولين و الخرين من النبيين و المرسلين ،ثم جعفر بن محمد لسان الصادق ،ثم موسى ابن
جعفر الكاظم غيظه صبرا في ال عز و جل ،ثم علي بن موسى الرضا لمر ال ،ثم محمد بن علي المختار من
خلق ال ،ثم علي بن محمد الهادي إلى ال ،ثم الحسن بن علي الصامت المين لسر ال ،ثم محمد بن الحسن
__________________________________________________
-2دلئل المامة.237 :
ي.
) (1في المصدر :و خلق من نور عل ّ
ل ذو الحسان. ) (2في المصدر :و ا ّ
) (3في »س« و »ط« :دوننا نور.
) (4في المصدر :و عادى عدّوهم.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص504 :
الهادي المهدي الناطق القائم بأمر » «1ال« ثم قال» :يا سلمان ،إنك مدركه ،و من كان مثلك و من تواله بحقيقة
المعرفة«.
عُدقال سلمان :فشكرت ال كثيرا ،ثم قلت :يا رسول ال ،و إني مؤجل إلى عهده؟ فقال :يا سلمان ،اقرأَ :فِإذا جاَء َو ْ
عَلْيِهْم َو
ل ُثّم َرَدْدنا َلُكُم اْلَكّرَة َعدًا َمْفُعو ً ن َو ْل الّدياِر َو كا َ خل َ سوا ِ شِديٍد َفجا ُ س َ عبادًا َلنا ُأوِلي َبْأ ٍ عَلْيُكْم ِ ُأولُهما َبَعْثنا َ
جَعْلناُكْم َأْكَثَر َنِفيرًا.
ن َو َ ل َو َبِني َ َأْمَدْدناُكْم ِبَأْموا ٍ
قال سلمان :فاشتد بكائي و شوقي ،ثم قلت :يا رسول ال ،بعهد منك؟ فقال» :إي و ال الذي أرسلني » «2بالحق،
مني و من علي و فاطمة و الحسن و الحسين و التسعة ،و كل من هو منا و معنا و مضام فينا إي و ال -يا سلمان-
و ليحضرن إبليس و جنوده ،و كل من محض اليمان محضا و محض الكفر محضا ،حتى يؤخذ له بالقصاص و
ض َولْر ِ ضِعُفوا ِفي ا َْسُت ْ نا ْ عَلى اّلِذي َن َ الوتار و ل يظلم ربك أحدا ،و ذلك » «3تأويل هذه اليةَ :و ُنِريُد َأنْ َنُم ّ
جُنوَدُهما ِمْنُهْم ما كاُنوا ن َو ُ ن َو هاما َ عْو َي ِفْر َض َو ُنِر َ لْر ِ ن َلُهْم ِفي ا َْ
ن َو ُنَمّك َجَعَلُهُم اْلواِرِثي َ جَعَلُهْم َأِئّمًة َو َن ْ
َن ْ
ن ».««4 حَذُرو َ َي ْ
قال :سلمان :فقمت من بين يدي رسول ال )صلى ال عليه و آله( و ما يبالي سلمان متى لقي الموت أو الموت
لقيه.
-[3] /6250أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه ،قال :حدثني محمد بن جعفر القرشي الرزاز ،قال :حدثني
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ،عن موسى بن سعدان الحناط ،عن عبد ال بن القاسم الحضرمي ،عن صالح
ن ِفي سُد ّب َلُتْف ِل ِفي اْلِكتا ِسراِئي َ ضْينا ِإلى َبِني ِإ ْ ابن سهل ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال عز و جلَ :و َق َ
ن.ض َمّرَتْي ِلْر ِ ا َْ
عُلّوا َكِبيرًا -قال -قتل ن ُ قال» :قتل أمير المؤمنين )عليه السلم( ،و طعن الحسن بن علي )عليه السلم( َو َلَتْعُل ّ
عبادًا َلنا عَلْيُكْم ِ
عُد ُأولُهما -قال -إذا جاء نصر الحسين )عليه السلم(َ :بَعْثنا َ الحسين )عليه السلم( َفِإذا جاَء َو ْ
ل الّدياِر قوما يبعثهم ال قبل قيام القائم )عليه السلم( ل يدعون لل محمد وترا إل خل َ سوا ِ شِديٍد َفجا ُ س َ ُأوِلي َبْأ ٍ
ل«.عدًا َمْفُعو ً ن َو ْ أخذوه َو كا َ
-[4] /6251و عنه ،قال :حدثني محمد بن جعفر الكوفي الرزاز ،عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ،عن
موسى بن سعدان ،عن عبد ال بن القاسم الحضرمي ،عن صالح بن سهل ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول
ن.
ض َمّرَتْي ِ
لْر ِ ن ِفي ا َْ سُد ّب َلُتْف ِ
ل ِفي اْلِكتا ِسراِئي َ ضْينا ِإلى َبِني ِإ ْ ال تبارك و تعالىَ :و َق َ
__________________________________________________
-3كامل الزيارات[.....] .1 /62 :
-4كامل الزيارات.7 /64 :
ق.) (1في المصدر :بح ّ
) (2في »س« و »ط« :أرسل محّمدا.
) (3في »ط« :و تحّقق.
) (4القصص .6 -5 :28
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص505 :
عُلّوا َكِبيرًا -قال -قتل الحسين )عليه ن ُ قال» :قتل علي )عليه السلم( ،و طعن الحسن )عليه السلم(َ :و َلَتْعُل ّ
السلم(«.
-[5] /6252أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في )مسند فاطمة )عليها السلم(( ،قال :روى أبو عبد ال محمد
بن سهل الجلودي ،قال :حدثنا أبو الخير أحمد بن محمد بن جعفر الطائي الكوفي ،في مسجد أبي إبراهيم موسى
بن جعفر )عليه السلم( قال :حدثنا محمد بن الحسن بن يحيى الحارثي ،قال] :حدثنا[ علي بن إبراهيم بن مهزيار
الهوازي -و ذكر حديثه مع القائم )عليه السلم( -قال القائم )عليه السلم(» :أل أنبئك بالخبر :أنه إذا قعد »«1
الصبي ،و تحرك المغربي ،و سار العماني ،و بويع السفياني ،يأذن ال لي فأخرج بين الصفا و المروة في
الثلثمائة و ثلثة عشر رجل سواء ،فأجيء إلى الكوفة و أهدم مسجدها و أبنيه على بنائه الول ،و أهدم ما حوله
من بناء الجبابرة ،و أحج بالناس حجة السلم ،و أجيء إلى يثرب و أهدم الحجرة و اخرج من بها و هما طريان،
فأمر بهما تجاه البقيع ،و آمر بخشبتين يصلبان عليهما ،فتورق من تحتهما ،فيفتتن الناس بهما أشد من الفتنة
الولى ،فينادي مناد من السماء :يا سماء أبيدي ،و يا أرض خذي فيومئذ ل يبقى على وجه الرض إل مؤمن قد
أخلص قلبه لليمان«.
عَلْيِهْم
قلت :يا سيدي ،ما يكون بعد ذلك؟ قال» :الكرة الكرة ،الرجعة الرجعة« ثم تل هذه اليةُ :ثّم َرَدْدنا َلُكُم اْلَكّرَة َ
جَعْلناُكْم َأْكَثَر َنِفيرًا.
ن َو َ ل َو َبِني ََو َأْمَدْدناُكْم ِبَأْموا ٍ
سراِئي َ
ل ضْينا ِإلى َبِني ِإ ْ -[6] /6253العياشي :عن صالح بن سهل ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قولهَ :و َق َ
عُدعُلّوا َكِبيرًا قتل الحسين َفِإذا جاَء َو ْ ن ُ ن »قتل علي ،و طعن الحسن َو َلَتْعُل ّ ض َمّرَتْي ِلْر ِ ن ِفي ا َْ سُد ّ
ب َلُتْف ِ
ِفي اْلِكتا ِ
ل الّدياِر قوم خل َ سوا ِ شِديٍد َفجا ُ س َ عبادًا َلنا ُأوِلي َبْأ ٍ عَلْيُكْم ِ
ُأولُهما فإذا جاء نصر دم الحسين )عليه السلم( َبَعْثنا َ
ل قيام القائم )عليه السلم( ُثّم عدًا َمْفُعو ًن َو ْ يبعثهم ال قبل خروج القائم ل يدعون وترا لل محمد إل أخذوه َو كا َ
جَعْلناُكْم َأْكَثَر َنِفيرًا :خروج الحسين )عليه السلم( في الكرة في ن َو َ ل َو َبِني َعَلْيِهْم َو َأْمَدْدناُكْم ِبَأْموا ٍ
َرَدْدنا َلُكُم اْلَكّرَة َ
سبعين رجل من أصحابه الذين قتلوا معه ،عليهم البيض المذهبة ،لكل بيضة وجهان ،المؤدى إلى الناس :أن
الحسين قد خرج في أصحابه .حتى ل يشك فيه المؤمنون ،و أنه ليس بدجال و ل شيطان ،و الحجة القائم بين
أظهر الناس يومئذ ،فإذا استقر عند المؤمن أنه الحسين )عليه السلم( و ل يشكون فيه ،و صدقه المؤمنون بذلك،
جاء الحجة الموت ،فيكون الذي يغسله و يكفنه و يحنطه و يلحده في حفرته الحسين )عليه السلم( ،و ل يلي
الوصي إل الوصي«.
و زاد إبراهيم :ثم يملكهم الحسين )عليه السلم( حتى يقع حاجباه على عينيه.
شِديٍد ثم س َ عبادًا َلنا ُأوِلي َبْأ ٍ عَلْيُكْم ِ -[7] /6254عن حمران ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :كان يقرأَ :بَعْثنا َ
قال» :هو القائم و أصحابه اولي بأس شديد«.
__________________________________________________
-5دلئل المامة.296 :
-6تفسير العّياشي .20 /281 :2
-7تفسير العّياشي .21 /281 :2
) (1في المصدر :فقد.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص506 :
-[8] /6255عن مسعدة بن صدقة ،عن جعفر بن محمد ،عن أبيه ،عن جده )عليهم السلم( ،قال» :قال أمير
المؤمنين )عليه السلم( في خطبته :يا أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني ،فإن بين جوانحي علما جما ،فاسألوني
قبل أن تشغر » «1برجلها فتنة شرقية ،تطأ في خطامها ،ملعون ناعقها ،و مولها ،و قائدها ،و سائقها ،و
المتحرز فيها ،فكم عندها من رافعة ذيلها ،تدعو بويلها ،بدجلة أو حولها ،ل مأوى يكنها ،و ل أحد يرحمها ،فإذا
استدار الفلك قلتم:
عَلْيِهْم َو َأْمَدْدناُكْم
مات أو هلك و أي واد سلك فعندها توقعوا الفرج ،و هو تأويل هذه اليةُ :ثّم َرَدْدنا َلُكُم اْلَكّرَة َ
جَعْلناُكْم َأْكَثَر َنِفيرًا و الذي فلق الحبة و برأ النسمة ،ليعيش إذ ذاك ملوك ناعمين ،و ل يخرج ن َو َ ل َو َبِني َ
ِبَأْموا ٍ
الرجل منهم من الدنيا حتى يولد لصلبه ألف ذكر ،آمنين من كل بدعة و آفة ،عاملين بكتاب ال و سنة رسوله ،قد
اضمحلت عنهم الفات و الشبهات«.
-[9] /6256عن رفاعة بن موسى ،قال :قال أبو عبد ال )عليه السلم(» :إن أول من يكر إلى الدنيا الحسين بن
علي )عليه السلم( و أصحابه ،و يزيد بن معاوية و أصحابه ،فيقتلهم حذوا القذة بالقذة« » .«2ثم قال أبو عبد ال
)عليه السلم(:
جَعْلناُكْم َأْكَثَر َنِفيرًا.ن َو َ ل َو َبِني َعَلْيِهْم َو َأْمَدْدناُكْم ِبَأْموا ٍ
ُثّم َرَدْدنا َلُكُم اْلَكّرَة َ
-[10] /6257سعد بن عبد ال :عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ،عن عمر بن عبد العزيز ،عن رجل ،عن
جميل بن دراج ،عن المعلى بن خنيس و زيد الشحام ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :سمعناه يقول» :إن أول
من يكر في الرجعة الحسين بن علي )عليهما السلم( ،و يمكث في الرض أربعين » «3سنة حتى يسقط حاجباه
على عينيه من كبره«.
-[11] /6258و عنه :عن أحمد بن محمد بن عيسى و محمد بن عبد الجبار و أحمد بن الحسن بن علي بن
فضال ،عنهم عن الحسن بن علي بن فضال ،عن أبي المغرا حميد بن المثنى ،عن داود بن راشد ،عن حمران بن
أعين ،قال :قال أبو جعفر )عليه السلم( لنا» :و لسوف يرجع جاركم الحسين بن علي )صلوات ال عليهما( ألفا،
فيملك حتى يقع حاجباه على عينيه من الكبر«.
-[12] /6259و عنه :عن أحمد بن محمد بن عيسى و محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ،عن أحمد بن محمد بن
أبي نصر ،عن حماد بن عثمان ،عن محمد بن مسلم ،قال :سمعت حمران بن أعين و أبا الخطاب
__________________________________________________
-8تفسير العّياشي .22 /282 :2
) (1شغر الكلب :إذا رفع إحدى رجليه ليبول» .النهاية .«482 :2
) (2أي مثل بمثل ،يضرب في السوّية بين الشيئين» .مجمع المال .«1030 /195 :1
-[16] /6263و عنه :عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ،عن موسى بن سعدان ،عن عبد ال بن القاسم ،عن
الحسين بن أحمد المعروف بالمنقري ،عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :إن الذي يلي
حساب الناس قبل يوم القيامة الحسين بن علي )عليه السلم( ،فأما يوم القيامة ،فإنما هو بعث إلى الجنة و بعث إلى
النار«.
قوله تعالى:
سْأُتْم َفَلها ][7
ن َأ َ
سُكْم َو ِإ ْ لْنُف ِ
سْنُتْم َِ
حَسْنُتْم َأ ْ
حَن َأ ِْإ ْ
-[1] /6264ابن بابويه ،قال :حدثنا أحمد بن الحسن القطان ،و محمد بن بكران النقاش ،و محمد بن إبراهيم ابن
إسحاق الطالقاني )رضي ال عنهم( ،قالوا :حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني ،قال :أخبرنا علي بن الحسن
بن علي بن فضال ،عن أبيه ،قال :قال الرضا )عليه السلم(» :من تذكر مصابنا فبكى أو أبكى » «1لم تبك عينه
يوم تبكي العيون ،و من جلس مجلسا يحيي فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت فيه القلوب«.
سْأُتْم َفَلها قال )عليه السلم(: ن َأ َ
سُكْم َو ِإ ْلْنُف ِ
سْنُتْم َِ
حَسْنُتْم َأ ْ
حَن َأ ْ
قال :و قال الرضا )عليه السلم( في قوله تعالىِ :إ ْ
»إن أحسنتم أحسنتم لنفسكم و إن أسأتم فلها رب يغفر لها«.
قوله تعالى:
صيرًا ] -[2] /6265 [8 -7علي بن إبراهيم :في ح ِ ن َجَهّنَم ِلْلكاِفِري َجَعْلنا َ
خَرِة -إلى قوله تعالىَ -و َ لِ عُد ا ْ َفِإذا جاَء َو ْ
جوَهُكْم يعني :ليسودوا وجوهكم َو سوُؤا ُو ُ خَرِة يعني القائم )عليه السلم( و أصحابه ِلَي ُ لِ عُد ا ْ قوله تعالىَ :فِإذا جاَء َو ْ
ل َمّرٍة يعني :رسول ال )صلى ال عليه و آله( و أصحابه و أمير المؤمنين )عليه خُلوُه َأّو َ جَد َكما َد َ سِ خُلوا اْلَم ْ ِلَيْد ُ
عَلْوا َتْتِبيرًا :أي يعلوا عليكم و يقتلوكم ،ثم عطف على آل محمد )عليه و عليهم السلم( و أصحابه َو ِلُيَتّبُروا ما َ
حَمُكْم :أي ينصركم على ن َيْر َعسى َرّبُكْم َأ ْ السلم( ،فقالَ :
__________________________________________________
-16مختصر بصائر الدرجات.27 :
سلم( 48 /294 :1و .49 -1عيون أخبار الّرضا )عليه ال ّ
-2تفسير القّمي .14 :2
) (1في المصدر :و أبكى[.....] .
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص509 :
عْدنا يعني :عدتم بالسفياني عدنا بالقائم من آل محمد )عليهم السلم( عْدُتْم ُ
ن ُعدوكم .ثم خاطب بني امية فقالَ :و ِإ ْ
صيرًا :أي حبسا يحصرون فيه. ح ِ ن َ جَهّنَم ِلْلكاِفِري َ
جَعْلنا َ َو َ
قوله تعالى:
ي َأْقَوُم ][9 ن َيْهِدي ِلّلِتي ِه َ ن هَذا اْلُقْرآ َ ِإ ّ
-[1] /6266محمد بن يعقوب :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن بكر بن صالح ،عن القاسم بن بريد ،عن أبي
ي َأْقَوُم.
ن َيْهِدي ِلّلِتي ِه َ ن هَذا اْلُقْرآ َ عمرو الزبيري ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله تعالىِ :إ ّ
قال» :أي يدعو«.
-[2] /6267و عنه :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن إبراهيم بن عبد الحميد ،عن موسى
ن َيْهِدي ِلّلِتي
ن هَذا اْلُقْرآ َ ابن أكيل النميري ،عن العلء بن سيابة ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله تعالىِ :إ ّ
ي َأْقَوُم.ِه َ
قال» :يهدي إلى المام«.
-[3] /6268ابن بابويه ،قال :حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمن المقرئ ،قال :حدثنا أبو عمرو محمد بن
جعفر المقرئ » «1الجرجاني ،قال :حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن » «2الموصلي ببغداد ،قال :حدثنا محمد »
«3بن عاصم الطريفي ،قال :حدثنا عباس » «4بن يزيد بن الحسن الكحال مولى زيد بن علي ،قال :حدثني أبي،
قال:
حدثني موسى بن جعفر ،عن أبيه جعفر بن محمد ،عن أبيه محمد بن علي ،عن أبيه علي بن الحسين )عليهم
السلم( قال» :المام منا ل يكون إل معصوما ،و ليست العصمة في ظاهر الخلقة فيعرف بها ،فلذلك ل يكون إل
منصوصا«.
فقيل له :يا بن رسول ال ،فما معنى المعصوم؟ فقال» :هو المعتصم بحبل ال ،و حبل ال هو القرآن ل يفترقان
ن هَذا اْلُقْرآ َ
ن إلى يوم القيامة ،فالمام يهدي إلى القرآن ،و القرآن يهدي إلى المام ،و ذلك قول ال عز و جلِ :إ ّ
ي َأْقَوُم«.َيْهِدي ِلّلِتي ِه َ
__________________________________________________
-1الكافي .1 /13 :5
-2الكافي .2 /169 :1
-3معاني الخبار.1 /132 :
) (1في »ط« :المنقري.
) (2في »ط« و »س« :ابو بكر محمد ابن ابى الحسن.
) (3في »ط« و »س« :أحمد.
) (4في »ط« :عّياش.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص510 :
-[4] /6269سعد بن عبد ال ،قال :حدثنا يعقوب بن يزيد ،عن محمد بن أبي عمير ،عن إبراهيم بن عبد الحميد،
عن موسى بن أكيل النميري ،عن العلء بن سيابة ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال عز و جل:
ي َأْقَوُم ،قال» :يهدي إلى المام«. ن َيْهِدي ِلّلِتي ِه َ ن هَذا اْلُقْرآ َ ِإ ّ
ن َيْهِدي ِلّلِتي ِهيَ َأْقَوُم ،قال :يهدي إلى المام. ن هَذا اْلُقْرآ َ -[5] /6270العياشي :عن أبي إسحاق ِإ ّ
ي َأْقَوُم ،قال: ن َيْهِدي ِلّلِتي ِه َ ن هَذا اْلُقْرآ َ -[6] /6271عن الفضيل بن يسار ،عن أبي جعفر )عليه السلم(ِ :إ ّ
»يهدي إلى الولية«.
قوله تعالى:
ل ][11 -9 جو ً عُ ن َ لْنسا ُ ن ا ِْجرًا َكِبيرًا -إلى قوله تعالىَ -و كا َ ن َلُهْم َأ ْ
ت َأ ّ صاِلحا ِ ن ال ّ ن َيْعَمُلو َ ن اّلِذي َ
شُر اْلُمْؤِمِني َ َو ُيَب ّ
جرًا َكِبيرًا يعني ن َلُهْم َأ ْت َأ ّ
صاِلحا ِ ن ال ّ ن َيْعَمُلو َ
ن اّلِذي َشُر اْلُمْؤِمِني َ -[1] /6272علي بن إبراهيم :في قوله تعالىَ :و ُيَب ّ
عذابًا َأِليمًا.
عَتْدنا َلُهْم َ خَرةِ َأ ْلِن ِبا ْ
ن ل ُيْؤِمُنو َ ن اّلِذي َآل محمد )عليهم السلم( .ثم عطف علي بني امية ،فقالَ :و َأ ّ
ل قال :يدعو على أعدائه بالشر كما يدعو جو ًعُ ن َ لْنسا ُن ا ِْخْيِر َو كا َ شّر ُدعاَءُه ِباْل َ ن ِبال ّلْنسا ُ ع ا ِْثم قال :قولهَ :و َيْد ُ
ل.
جو ً عُ لْنسانُ َ ن » «1ا ِْ لنفسه بالخير ،و يستعجل ال بالعذاب ،و هو قوله َو كا َ
-[2] /6273العياشي :عن سلمان الفارسي ،قال :إن ال لما خلق آدم ،كان أول ما خلق عيناه ،فجعل ينظر إلى
لو جو ً عُن َ لْنسا ُن ا ِْ جسده كيف يخلق ،فلما حان أن يبلغ الخلق في رجليه أراد القيام فلم يقدر ،و هو قول الَ :و كا َ
إن ال لما خلق آدم و نفخ فيه ،لم يلبث أن تناول عنقود العنب فأكله.
-[3] /6274عن هشام بن سالم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :لما خلق ال آدم و نفخ فيه من روحه،
ل«. جو ً عُ لْنسانُ َ ن ا ِْوثب ليقوم قبل أن يتم خلقه فسقط ،فقال ال عز و جلَ :و كا َ
__________________________________________________
-4مختصر بصائر الدرجات.5 :
-5تفسير العّياشي .24 /282 :2
-6بصائر الدرجات.25 /283 :2 :
-1تفسير القّمي .14 :2
-2تفسير العّياشي .26 /283 :2
-3تفسير العّياشي .27 /283 :2
) (1في »ط ،س« و المصدر :و خلق .و كذا في الحديثين التين ) (3و )[.....] .(4
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص511 :
-[4] /6275الشيخ في )أماليه( :بإسناده عن هشام بن سالم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :إن ال لما خلق
ل«. جو ً عُن َ لْنسا ُ ن ا ِْآدم و نفخ فيه من روحه ،وثب ليقوم قبل أن تستتم فيه الروح فسقط ،فقال ال عز و جلَ :و كا َ
قوله تعالى:
ل ][12 صي ًصَرًة -إلى قوله تعالىَ -تْف ِ جَعْلنا آَيَة الّنهاِر ُمْب ِ ل َو َ حْونا آَيَة الّلْي ِن َفَم َل َو الّنهاَر آَيَتْي ِ جَعْلَنا الّلْي َ
َو َ
-[1] /6276ابن بابويه ،قال :حدثنا الحسين » «1بن يحيى بن ضريس البجلي ،قال :حدثنا أبي ،قال :حدثنا أبو
جعفر ]محمد بن[ » «2عمارة السكري السرياني ،قال :حدثنا إبراهيم بن عاصم بقزوين ،قال :حدثنا عبد ال بن
هارون الكرخي ،قال :حدثنا أبو جعفر أحمد بن عبد ال بن يزيد بن سلم بن عبيد ال مولى رسول ال ،قال:
ن مليلة كانت في الصل بمعنى الملبسة أو نحوها ،و ليس هذا المعنى فيما عندنا من كتب اللغة ،قال يظهر منه أ ّ
الفيروزآبادي :ليلته :استأجرته لليلة ،و عاملته مليلة ،كمياومة» .بحار النوار .«306 :9
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص512 :
جَعْلَنا الّنهاَر َمعاشًا » .««1قال:
ل ِلباسًا َو َ
جَعْلَنا الّلْي َ
ال عز و جل الفة و لباسا ،و ذلك قول ال عز و جلَ :و َ
صدقت.
ل قال :المحو في القمر. حْونا آَيَة الّلْي ِ
-[2] /6277علي بن إبراهيم :في قوله تعالىَ :فَم َ
-[3] /6278و عنه ،قال :حدثني أبي ،عن الحسن بن محبوب ،عن عبد ال بن سنان ،عن معروف بن خربوذ،
عن الحكم بن المستنير ،عن علي بن الحسين )عليهما السلم( قال» :إن ]من[ الوقات التي قدرها ال للناس مما
يحتاجون إليه ،البحر الذي خلقه ال بين السماء و الرض ،فإن ال قدر فيه مجاري الشمس و القمر و النجوم و
الكواكب ،ثم قدر ذلك كله على الفلك ،ثم وكل بالفلك ملكا معه سبعون ألف ملك يديرون الفلك ،فإذا دارت الشمس
و القمر و النجوم و الكواكب معه نزلت في منازلها التي قدرها ال فيها ليومها و ليلتها.
و إذا كثرت ذنوب العباد ،و أراد ال أن يستعتبهم بآية من آياته ،أمر الملك الموكل بالفلك أن يزيل الفلك الذي عليه
مجاري الشمس و القمر و النجوم و الكواكب ،فيأمر الملك أولئك السبعين ألف ملك أن يزيلوا الفلك عن مجاريه-
قال -فيزيلونه ،فتصير الشمس في ذلك البحر الذي يجري فيه الفلك ،فيطمس حرها و يتغير لونها.
و إذا أراد ال أن يعظم الية طمست الشمس في البحر على ما يحب ال أن يخوف خلقه بالية ،فذلك عند شدة
انكساف الشمس ،و كذلك يفعل بالقمر ،فإذا أراد ال أن يخرجهما و يردهما إلى مجراهما ،أمر الملك الموكل
بالفلك أن يرد الشمس إلى مجراها ،فيرد الملك الفلك إلى مجراه ،فتخرج من الماء و هي كدرة ،و القمر مثل
ذلك«.
ثم قال علي بن الحسين )عليهما السلم(» :إنه ل يفزع لهما و ل يرهب إل من كان من شيعتنا ،فإذا كان ذلك
فافزعوا إلى ال و ارجعوا«.
قال» :و قال أمير المؤمنين )عليه السلم( :الرض مسيرة خمسمائة عام ،الخراب منها مسيرة أربعمائة عام ،و
العمران منها مسيرة مائة عام ،و الشمس ستون فرسخا في ستين فرسخا ،و القمر أربعون فرسخا في أربعين
فرسخا ،بطونهما يضيئان لهل السماء ،و ظهورهما يضيئان لهل الرض ،و الكواكب كأعظم جبل على
الرض ،و خلق الشمس قبل القمر«.
-[4] /6279و قال سلم بن المستنير :قلت لبي جعفر )عليه السلم( :لم صارت الشمس أحر من القمر؟ قال:
»إن ال خلق الشمس من نور النار و صفو الماء ،طبقا من هذا ،و طبقا من هذا ،حتى إذا صارت سبعة أطباق
ألبسها لباسا من نار ،فمن هنالك صارت الشمس أحر من القمر«.
قلت :فالقمر؟ قال» :إن ال خلق القمر من ضوء » «2النار و صفو الماء ،طبقا من هذا ،و طبقا من هذا ،حتى إذا
__________________________________________________
-2تفسير القّمي .14 :2
-3تفسير القّمي .14 :2
-4تفسير القّمي .17 :2
) (1النبأ .11 -10 :78
) (2في »ط« :نور.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص513 :
صارت سبعة أطباق ألبسها ال لباسا من ماء ،فمن هنالك صار القمر أبرد من الشمس«.
ل ،قال» :هو السواد الذي حْونا آَيَة الّلْي ِ
-[5] /6280العياشي :عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( َفَم َ
في جوف القمر«.
-[6] /6281عن نصر بن قابوس ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :السواد الذي في القمر :محمد رسول ال
)صلى ال عليه و آله(«.
-[7] /6282عن أبي الطفيل ،قال :كنت في مسجد الكوفة ،فسمعت عليا )عليه السلم( و هو على المنبر ،و ناداه
ابن الكواء و هو في مؤخر المسجد ،فقال :يا أمير المؤمنين ،أخبرني عن هذا السواد في القمر؟ فقال» :هو قول
ال:
ل«. حْونا آَيَة الّلْي َِفَم َ
-[8] /6283عن أبي الطفيل ،قال :قال علي بن أبي طالب )عليه السلم(» :سلوني عن كتاب ال ،فإنه ليس من
آية إل و قد عرفت بليل نزلت أم بنهار ،في سهل أو في جبل« .فقال له ابن الكواء :فما هذا السواد في القمر؟ فقال:
جَعْلنا آَيَة الّنهاِرل َو َ حْونا آَيَة الّلْي ِ ن َفَم َ
ل َو الّنهاَر آَيَتْي ِ جَعْلَنا الّلْي َ»أعمى سأل عن عمياء ،أما سمعت ال يقولَ :و َ
صَرًة فذلك محوها«. ُمْب ِ
صَلْوَنها »«1؟ جَهّنَم َي ْ حّلوا َقْوَمُهْم داَر اْلَبواِر َ ل ُكْفرًا َو َأ َ ت ا ِّ
ن َبّدُلوا ِنْعَم َقال :يقول الَ :أ َلْم َتَر ِإَلى اّلِذي َ
قال )عليه السلم(» :تلك في الفجرين من قريش«.
قوله تعالى:
عُنِقِه ] -[1] /6284 [13علي بن إبراهيم قال :قدره الذي قدر عليه. ن َأْلَزْمناُه طاِئَرُه ِفي ُ ل ِإنسا ٍ َو ُك ّ
-[2] /6285العياشي :عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم ،عن أبي جعفر و أبي عبد ال )عليهما السلم( عن
قوله:
عُنِقِه ،قال» :قدره الذي قدر عليه«. ن َأْلَزْمناُه طاِئَرُه ِفي ُ ل ِإنسا ٍ َو ُك ّ
__________________________________________________
-5تفسير العّياشي .28 /283 :2
-6تفسير العّياشي .29 /283 :2
-7تفسير العّياشي [.....] .30 /283 :2
-8تفسير العّياشي .31 /283 :2
-1تفسير القّمي .17 :2
-2تفسير العّياشي .32 /284 :2
) (1إبراهيم .29 -28 :14
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص514 :
ن َأْلَزْمناهُ طاِئَرُه ِفي ل ِإنسا ٍ -[1] /6286و في رواية أبي الجارود ،عن أبي جعفر )عليه السلم( في قولهَ :و ُك ّ
عُنِقِه ،يقول» :خيره و شره معه حيث كان ،ل يستطيع فراقه ،حتى يعطى كتابه يوم القيامة بما عمل«. ُ
-[2] /6287ابن بابويه :بإسناده عن سدير الصيرفي ،قال :دخلت أنا و المفضل بن عمر و أبو بصير و أبان بن
تغلب على مولنا أبي عبد ال جعفر بن محمد )عليهما السلم( -و ذكر الحديث -و قال فيه» :قال ال تقدس ذكره:
عُنِقِه يعني الولية«. ن َأْلَزْمناُه طاِئَرُه ِفي ُ ل ِإنسا ٍ َو ُك ّ
قوله تعالى:
سيبًا ][14 -13 حِك َ عَلْي َ
ك اْلَيْومَ َ
سَ ك َكفى ِبَنْف ِ شورًا اْقَرْأ ِكتاَب َ ج َلُه َيْوَم اْلِقياَمِة ِكتابًا َيْلقاُه َمْن ُ
خِر ُ َو ُن ْ
-[3] /6288الحسين بن سعيد في كتاب )الزهد( :عن القاسم ،عن علي ،عن أبي بصير ،قال :سمعت أبا عبد ال
)عليه السلم( يقول» :إن المؤمن يعطى يوم القيامة كتابا منشورا مكتوبا فيه :كتاب ال العزيز الحكيم ،أدخلوا
فلنا الجنة«.
سكَ اْلَيْوَم
ك َكفى ِبَنْف ِ -[4] /6289العياشي :عن خالد بن نجيح عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله :اْقَرْأ ِكتاَب َ
سيبًا ،قال» :يذكر العبد جميع ما عمل و ما كتب عليه ،حتى كأنه فعله تلك الساعة ،فلذلك قالوا: حِ ك َ عَلْي َ
َ
حصاها« ».«1 ل َأ ْصِغيَرًة َو ل َكِبيَرًة ِإ ّ ب ل ُيغاِدُر َ يا َوْيَلَتنا ما ِلهَذا اْلِكتا ِ
) -[5] /6290بستان الواعظين( :روي عن النبي )صلى ال عليه و آله( ،أنه قال» :الكتب كلها تحت العرش،
سَ
ك ك َكفى ِبَنْف ِ فإذا كان يوم القيامة بعث ال تبارك و تعالى ريحا تطيرها باليمان و الشمائل ،أول حرفه :اْقَرْأ ِكتاَب َ
سيبًا«. حِ ك َ عَلْي َ
اْلَيْوَم َ
__________________________________________________
-1تفسير القّمي .17 :2
-2كمال الدين و تمام النعمة ،50 /354 :ينابيع المودة.45 :
-3كتاب الزهد.247 /92 :
-4تفسير العّياشي .33 /284 :2
... -5
) (1الكهف .49 :18
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص515 :
قوله تعالى:
خرى ] [15تقدم ما فيها من الحاديث في آخر سورة النعام ».«1 َو ل َتِزُر واِزَرٌة ِوْزَر ُأ ْ
قوله تعالى:
سُقوا ِفيهاك َقْرَيًة َأَمْرنا ُمْتَرِفيها َفَف َ
ن ُنْهِل َ
َو ِإذا َأَرْدنا َأ ْ
ل ][22 -16 خُذو ً خَر َفَتْقُعَد َمْذُمومًا َم ْل ِإلهًا آ َل َمَع ا ِّجَع ْ
-إلى قوله تعالى -ل َت ْ
-[1] /6291العياشي :عن حمران ،عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله» :و إذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا
مترفيها« مشددة منصوبة» :تفسيرها :كثرنا -و قال -ل قرأتها مخففة«.
ك َقْرَيًة َأَمْرنا ُمْتَرِفيها
ن ُنْهِل َ
-[2] /6292عن حمران ،عن أبي جعفر )عليه السلم( ،في قوله تعالىَ :و ِإذا َأَرْدنا َأ ْ
،قال» :تفسيرها أمرنا أكابرها«.
ك قَْرَيًة َأَمْرنا ُمْتَرِفيها
ن ُنْهِل َ
-[3] /6293علي بن إبراهيم :في قوله تعالىَ :و ِإذا َأَرْدنا َأ ْ
ن ُنِريُد -في جْلنا َلُه ِفيها ما َنشاُء ِلَم ْ عّجَلَة -يعني أموال الدنياَ - ن ُيِريُد اْلعا ِ ن كا َأي كثرنا جبابرتها ،ثم قال :قولهَ :م ْ
حورًا يعني :يلقى في النار ،ثم ذكر من عمل للخرة صلها َمْذُمومًا َمْد ُ جَهّنَم -في الخرةَ -ي ْ جَعْلنا َلُه َالدنياُ -ثّم َ
ل ُنِمّد
شُكورًا ثم قال قوله تعالىُ :ك ّ ن سَْعُيُهْم َم ْ
ك كا َ ن َفُأولِئ َسْعَيها َو ُهَو ُمْؤِم ٌ سعى َلها َ خَرَة َو َ لِن َأراَد ا ْ فقالَ :و َم ْ
عطاُء َرّب َ
ك ن َ ك يعني :من أراد الدنيا و أراد الخرة ،و معنى نمد :أي نعطي َو ما كا َ عطاِء َرّب َ ن َ هُؤلِء َو َهُؤلِء ِم ْ
ظورًا :أي ممنوعا. حَُم ْ
ل أي في النار ،و هو مخاطبة للنبي و المعنى خُذو ً خَر َفَتْقُعَد َمْذُمومًا َم ْل ِإلهًا آ َ
ل َمَع ا ِّ جَع ْ
ثم قال :قوله تعالى :ل َت ْ
للناس ،قال :و هو
قول الصادق )عليه السلم(» :إن ال بعث نبيه بإياك أعني و اسمعي يا جارة«.
__________________________________________________
-1تفسير العّياشي .34 /284 :2
-2تفسير العّياشي .35 /284 :2
-3تفسير القّمي .17 :2
) (1تقّدم في الحاديث ) (10 -8من تفسير اليات ) (165 -161من سورة النعام[.....] .
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص516 :
قوله تعالى:
-[4] /6297و عنه :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن محمد بن سنان ،عن حديد بن
حكيم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :أدنى العقوق أف ،و لو علم ال عز و جل شيئا أهون منه لنهى عنه«.
-[5] /6298و عنه بإسناده عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلد ،عن أبيه ،عن جده ،عن أبي عبد ال )عليه
السلم( قال» :لو علم ال شيئا أدنى من أف لنهى عنه و هو من أدنى العقوق ،و من العقوق أن ينظر الرجل إلى
والديه فيحد النظر إليهما«.
-[6] /6299و عنه :عن أبي علي الشعري ،عن أحمد بن محمد ،عن محسن بن أحمد ،عن أبان بن عثمان ،عن
حديد بن حكيم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،قال» :أدنى العقوق أف ،و لو علم ال أيسر منه لنهى عنه«.
-[7] /6300الحسين بن سعيد في )كتاب الزهد( :عن إبراهيم بن أبي البلد ،عن أبيه ،عن أبي عبد ال )عليه
السلم( ،قال» :لو علم ال شيئا أدنى من أف لنهى عنه ،و هو أدنى العقوق ،و من العقوق :أن ينظر الرجل إلى
أبويه فيحد إليهما النظر«.
-[8] /6301العياشي :عن أبي بصير ،عن أحدهما )عليهما السلم( :أنه ذكر الوالدين ،فقال» :هما اللذان قال
ال:
حسانًا«.
ن ِإ ْ
ل ِإّياُه َو ِباْلواِلَدْي ِ
ل َتْعُبُدوا ِإ ّ
ك َأ ّ
َو َقضى َرّب َ
__________________________________________________
-4الكافي .1 /260 :2
-5الكافي .7 /261 :2
-6الكافي .9 /261 :2
-7كتاب الزهد.103 :38 :
-8تفسير العّياشي .36 /284 :2
) (1آل عمران .92 :3
) (2من ل يحضره الفقيه .880 /291 :4
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص518 :
حُدُهما َأْو ِكلُهما َفل ك اْلِكَبَر َأ َ
عْنَد َ
ن ِ
-[9] /6302عن جابر ،عن أبي جعفر )عليه السلم( في قول ال ِإّما َيْبُلَغ ّ
ف َو ل َتْنَهْرُهما ،قال» :هو أدنى الدنى ،حرمه ال فما فوقه«. ل َلُهما ُأ ّ
َتُق ْ
-[10] /6303عن حريز ،قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول» :أدنى العقوق أف ،و لو علم ال أن شيئا
أهون منه لنهى عنه«.
حسانًا.
ن ِإ ْ
-[11] /6304عن أبي ولد الحناط ،قال :سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول الَ :و ِباْلواِلَدْي ِ
فقال» :الحسان :أن تحسن صحبتهما ،و ل تكلفهما أن يسألك شيئا مما يحتاجان إليه ،و إن كانا مستغنيين ،أليس
ن »«1؟«. حّبو َ
حّتى ُتْنِفُقوا ِمّما ُت ِ
ن َتناُلوا اْلِبّر َ
ال يقولَ :ل ْ
ف -قال -إن ل َلُهما ُأ ّ حُدُهما َأْو ِكلُهما َفل َتُق ْ ك اْلِكَبَر َأ َعْنَد َ
ن ِ
ثم قال أبو عبد ال )عليه السلم(» :و أما قولهِ :إّما َيْبُلَغ ّ
ل َكِريمًا -قال -يقول لهما: ل َلُهما َقْو ً
أضجراك فل تقل لهما أف ،و ل تنهرهما إن ضرباك -و قالَ -و ُق ْ
حَمِة -قال -ل تمل عينيك من النظر ن الّر ْل ِم َح الّذ ّ جنا َض َلُهما َ خِف ْ غفر ال لكما ،فذلك منه قول كريم -و قالَ -و ا ْ
إليهما إل برحمة ورقة ،و ل ترفع صوتك فوق أصواتهما ،و ل يديك فوق أيديهما ،و ل تتقدم قدامهما«.
-[12] /6305الطبرسي :روي عن علي بن موسى الرضا )عليه السلم( عن أبيه ،عن جده أبي عبد ال )عليهما
السلم( قال» :لو علم ال كلمة » «2أوجز في ترك عقوق الوالدين من )أف( لتى بها«.
-[13] /6306قال :و في رواية اخرى عنه )عليه السلم( ،قال» :أدنى العقوق )أف( و لو علم ال شيئا أيسر و
أهون منه لنهى عنه«.
قوله تعالى:
غُفورًا ][25 ن َلّواِبي َن ِل َْ
َفِإّنُه كا َ
-[1] /6307الطبرسي :عن أبي عبد ال )عليه السلم( »الواب :التواب المتعبد ،الراجع عن ذنبه«.
__________________________________________________
-9تفسير العّياشي .37 /285 :2
-10تفسير العّياشي .38 /285 :2
-11تفسير العّياشي .39 /285 :2
-12مجمع البيان [.....] .631 :6
-13مجمع البيان .631 :6
-1مجمع البيان .632 :6
) (1آل عمران .92 :3
) (2في المصدر :لفظة.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص519 :
-[2] /6308محمد بن يعقوب :عن محمد بن يحيى ،عن محمد بن إسماعيل القمي ،عن علي بن الحكم ،عن سيف
بن عميرة ،رفعه ،قال» :مر أمير المؤمنين )عليه السلم( برجل يصلي الضحى في مسجد الكوفة ،فغمز جنبه
عْبدًا ِإذا صَّلى » ت اّلِذي َيْنهى َ بالدرة ،و قال :نحرت صلة الوابين نحرك ال .قال :فأتركها؟ -قال -فقالَ :أ َرَأْي َ
.««1
فقال أبو عبد ال )عليه السلم(» :و كفى بإنكار علي )عليه السلم( نهيا«.
-[3] /6309العياشي :عن الصبغ ،قال :خرجنا مع علي )عليه السلم( فتوسط المسجد ،فإذا ناس يتنفلون »«2
حين طلعت الشمس ،فسمعته يقول» :نحروا صلة الوابين نحرهم ال« قال :قلت :فما نحروها؟ قال» :عجلوها«.
قال :قلت :يا أمير المؤمنين ،ما صلة الوابين؟ قال» :ركعتان«.
-[4] /6310عن عبد ال بن عطاء المكي ،قال :قال أبو جعفر )عليه السلم(» :أنطلق بنا إلى حائط لنا« فدعا
بحمار و بغل ،فقال» :أيهما أحب إليك؟« فقلت :الحمار ،فقال» :إني أحب أن تؤثرني بالحمار« فقلت :البغل أحب
إلي ،فركب الحمار و ركبت البغل .فلما مضينا اختال الحمار في مشيته حتى هز منكبي أبي جعفر )عليه السلم(
فلزم قربوس » «3السرج ،فقلت :جعلت فداك ،كأني أراك تشتكي بطنك ،قال» :و فطنت إلى هذا مني؟ إن رسول
ال )صلى ال عليه و آله( كان له حمار يقال له :عفير ،إذا ركبه اختال في مشيته سرورا برسول ال )صلى ال
عليه و آله( حتى يهز منكبيه فيلزم قربوس السرج ،فيقول :اللهم ليس مني و لكن ذا من عفير و إن حماري من
سروري اختال في مشيه فلزمت قربوس السرج ،و قلت :اللهم هذا ليس مني و لكن هذا من حماري«.
قال :فقال» :يا بن عطاء ،ترى زاغت الشمس؟« فقلت :جعلت فداك ،و ما علمي بذلك و أنا معك؟ فقال» :ل ،لم
تفعل و أوشكت« قال :فسرنا ،قال :فقال» :قد فعلت« .قلت :هذا المكان الحمر؟ قال» :ليس يصلى ها هنا ،هذه
أودية و ليس يصلى« .قال :فمضينا إلى أرض بيضاء ،قال» :هذه سبخة ،و ليس يصلى بالسباخ« قال :فمضينا
إلى أرض حصباء ،قال» :ها هنا« فنزل و نزلت.
فقال» :يا ابن عطاء ،أتيت العراق فرأيت القوم يصلون بين تلك السواري في مسجد الكوفة؟« قال :قلت:
غُفورًا«. ن َ لّواِبي َن ِل َْ
نعم ،فقال» :أولئك شيعة أبي علي ،هذه صلة الوابين ،إن ال يقولَ :فِإّنُه كا َ
غُفورًا.ن َلّواِبي َن ِل َْ -[5] /6311عن أبي بصير ،قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول في قولهَ :فِإّنُه كا َ
__________________________________________________
-2الكافي .8 /452 :3
-3تفسير العّياشي .40 /285 :2
-4تفسير العّياشي .41 /285 :2
-5تفسير العّياشي .42 /286 :2
) (1العلق .10 -9 :96
) (2في المصدر :يصلون.
خره» .لسان العرب -قربس.«172 :6 - ) (3القربوس :حنو السرج ،و للسرج قربوسان :مقّدم السرج ،و مؤ ّ
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص520 :
قال» :هم التوابون المتعبدون«.
-[6] /6312عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :يا أبا محمد ،عليكم بالورع و الجتهاد ،و أداء
المانة ،و صدق الحديث ،و حسن الصحبة لمن صحبكم ،و طول السجود ،كان ذلك من سنن الوابين«.
قال أبو بصير :الوابون :التوابون.
-[7] /6313و عن هشام بن سالم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :من صلى أربع ركعات ،فقرأ في كل
حٌد كانت صلة فاطمة )عليها السلم( ،و هي صلة الوابين«. ل َأ َل ُهَو ا ُّ ركعة خمسين مرة ُق ْ
-[8] /6314عن محمد بن حفص بن عمر ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :كانت صلة الوابين خمسين
حٌد«. ل َأ َل ُهَو ا ُّصلة كلها ب ُق ْ
-[9] /6315ابن بابويه في )الفقيه( قال :محمد بن مسعود العياشي )رحمه ال( روى في كتابه عن عبد ال بن
محمد ،عن محمد بن إسماعيل بن سماك ،عن ابن أبي عمير ،عن هشام بن سالم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم(
حٌد كانت صلة فاطمة )عليها السلم(، ل َأ َ
ل ُهَو ا ُّقال» :من صلى أربع ركعات ،فقرأ في كل ركعة خمسين مرة ُق ْ
و هي صلة الوابين«.
قوله تعالى:
شْيطا ُ
ن ن ال ّن َو كا َ
طي ِشيا ِن ال ّ
خوا َ
ن كاُنوا ِإ ْ
ن اْلُمَبّذِري َ
ل َو ل ُتَبّذْر َتْبِذيرًا ِإ ّسِبي ِن ال ّ
ن َو اْب َسِكي َ حّقُه َو اْلِم ْ
ت َذا اْلُقْربى َ
َو آ ِ
سورًا ][28 -26 ل َمْي ُ
ل َلُهْم َقْو ً
ِلَرّبِه َكُفورًا -إلى قوله تعالىَ -فُق ْ
-[1] /6316محمد بن يعقوب :عن علي بن محمد بن عبد ال ،عن بعض أصحابنا -أظنه السياري ،-عن علي
ابن أسباط ،قال :لما ورد أبو الحسن )عليه السلم( على المهدي ،رآه يرد المظالم ،فقال» :يا أمير المؤمنين ،ما
بال مظلمتنا ل ترد«؟
فقال له :و ما ذاك ،يا أبا الحسن؟ قال» :إن ال تبارك و تعالى لما فتح على نبيه )صلى ال عليه و آله( فدك و ما
حّقُه فلم
ت َذا اْلُقْربى َ
والها ،لم يوجف عليها بخيل و ل ركاب ،فأنزل ال على نبيه )صلى ال عليه و آله(َ :و آ ِ
يدر رسول
__________________________________________________
-6تفسير العّياشي .43 /286 :2
-7تفسير العّياشي .44 /286 :2
-8تفسير العّياشي [.....] .45 /287 :2
-9من ل يحضره الفقيه .1560 /356 :1
-1الكافي .5 /456 :1
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص521 :
ال )صلى ال عليه و آله( من هم ،فراجع في ذلك جبرئيل )عليه السلم( ،و راجع جبرئيل )عليه السلم( ربه،
فأوحى ال إليه :أن ادفع فدك إلى فاطمة .فدعاها رسول ال )صلى ال عليه و آله( فقال لها :يا فاطمة ،إن ال
أمرني أن أدفع إليك فدك .فقالت :قد قبلت -يا رسول ال -من ال و منك .فلم يزل وكلؤها فيها حياة رسول ال
)صلى ال عليه و آله( ،فلما ولي أبو بكر أخرج عنها و كلءها ،فأتته فسألته أن يردها عليها ،فقال لها :ائتيني
بأسود أو أحمر يشهد لك بذلك .فجاءت بأمير المؤمنين )عليه السلم( ،و ام أيمن فشهدا لها ،فكتب لها بترك
التعرض ،فخرجت و الكتاب معها ،فلقيها عمر ،فقال :ما هذا معك يا بنت محمد؟ قالت :كتاب كتبه لي ابن أبي
قحافة ،قال :أرينيه .فأبت ،فانتزعه من يدها و نظر فيه ،ثم تفل فيه و محاه و خرقه ،فقال لها :هذا لم يوجف عليه
بخيل و ل ركاب ،فضعي الحبال » «1في رقابنا«.
فقال له المهدي :يا أبا الحسن ،حدها لي .فقال» :حد منها جبل احد ،و حد منها عريش مصر » ،«2و حد منها
سيف البحر » ،«3و حد منها دومة الجندل » .««4فقال له :كل هذا؟ قال» :نعم -يا أمير المؤمنين -هذا كله ،إن
هذا كله مما لم يوجف على أهله رسول ال )صلى ال عليه و آله( بخيل و ل ركاب« .فقال :كثير ،و أنظر فيه.
-[2] /6317ابن بابويه ،قال :حدثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب و جعفر بن محمد بن مسرور )رضي
ال عنهما( ،عن محمد بن عبد ال بن جعفر الحميري ،عن أبيه ،عن الريان بن الصلت ،عن الرضا )عليه السلم(
حّقُه خصوصية خصهم ال العزيز الجبار بها ،و اصطفاهم على المة -قال- ت َذا اْلُقْربى َ قال» :قوله تعالىَ :و آ ِ
فلما نزلت هذه الية على رسول ال )صلى ال عليه و آله( قال :ادعوا لي فاطمة فدعيت له ،فقال :يا فاطمة.
قالت :لبيك يا رسول ال .فقال )صلى ال عليه و آله( :هذه فدك و هي مما لم يوجف عليه بخيل و ل ركاب ،و هي
لي خاصة دون المسلمين ،و قد جعلتها لك لما أمرني ال تعالى به ،فخذيها لك و لولدك«.
-[3] /6318و عنه ،قال :حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق )رحمه ال( ،قال :حدثنا عبد العزيز بن يحيى
البصري ،قال :حدثنا محمد بن زكريا ،قال :حدثنا أحمد بن محمد بن يزيد ،قال :حدثني أبو نعيم ،قال :حدثني
ت َذاحاجب عبيد ال بن زياد ،عن علي بن الحسين )عليهما السلم( أنه قال لرجل من أهل الشام» :أما قرأت َو آ ِ
حّقُه؟« قال :بلى .قال» :فنحن أولئك« ».«5 اْلُقْربى َ
__________________________________________________
سلم( .1 /233 :1 -2عيون أخبار الّرضا )عليه ال ّ
-3المالي.3 /141 :
ل( :قوله :فضعي الجبال ،في بعض النسخ ) (1في البحار :29 /157 :48الجبال .قال المجلسي )رحمه ا ّ
المهملة ،و يحتمل أن يكون حينئذ كناية عن الترافع إلى الحّكام بأن يكون قال ذلك تعجيزا لها و تحقيرا لشأنها ،أو
المعنى أّنك إذا أعطيت ذلك وضعت الحبال على رقابنا بالعبودّية ،أو أّنك إذا حكمت على ما لم يوجف عليها بخيل
بأّنها ملكك فاحكمي على رقابنا أيضا بالملكية ،و في بعض النسخ بالجيم ،أي إن قدرت على وضع الجبال على
رقابنا جزاء بما صنعنا فافعلي.
) (2عريش مصر :مدينة كانت أّول عمل مصر من ناحية الشام على ساحل بحر الروم» .مراصد الطلع :2
.«935
) (3سيف البحر ،ساحله» .الصحاح -سيف.«1379 :4 -
) (4دومة الجندل :قيل :هي من أعمال المدينة ،حصن على سبعة مراحل من دمشق ،بينها و بين المدينة.
»مراصد الطلع .«542 :2
) (5في المصدر :فنحن هم.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص522 :
-[4] /6319و من طريق المخالفين :ما رواه الثعلبي ،عن السدي ،عن ابن الديلمي ،قال :قال علي بن الحسين
ت َذا)عليهما السلم( لرجل من أهل الشام» :أقرأت القرآن؟« قال :نعم ،قال» :فما قرأت في بني إسرائيل َو آ ِ
حّقُه؟« قال :و إنكم القرابة التي أمر ال تعالى أن يؤتى حقه؟ قال» :نعم«. اْلُقْربى َ
ت َذا
-[5] /6320العياشي :عن عبد الرحمن ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :لما أنزل ال تعالى َو آ ِ
ن قال رسول ال )صلى ال عليه و آله( :يا جبرئيل ،قد عرفت المسكين ،فمن ذو القربى؟ سِكي َحّقُه َو اْلِم ْ
اْلُقْربى َ
قال :هم أقاربك ،فدعا حسنا و حسينا و فاطمة ،فقال :إن ربي أمرني أن أعطيكم مما أفاء علي -قال -أعطيتكم
فداك«.
-[6] /6321عن أبان بن تغلب ،قال :قلت لبي عبد ال )عليه السلم( :كان رسول ال )صلى ال عليه و آله(
حّقُه فأعطاها رسول ال )صلى ال عليه و آله( ت َذا اْلُقْربى َ أعطى فاطمة فدك؟ قال» :كان وقفها ،فأنزل ال َو آ ِ
حقها«.
قلت :رسول ال )صلى ال عليه و آله( أعطاها؟ قال» :بل ال أعطاها«.
-[7] /6322عن أبان بن تغلب ،قال :قلت لبي عبد ال )عليه السلم( :أ كان رسول ال أعطى فاطمة فدك؟
قال» :كان لها من ال«.
-[8] /6323عن جميل بن دراج ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :أتت فاطمة أبا بكر تريد فدك ،فقال:
هاتي أسود أو أحمر يشهد بذلك -قال -فأتت بأم أيمن ،فقال لها :بم تشهدين؟ قالت :أشهد أن جبرئيل )عليه السلم(
حّقُه فلم يدر محمد )صلى ال عليه و آله( ت َذا اْلُقْربى َ
أتى محمدا )صلى ال عليه و آله( ،فقال :إن ال يقولَ :و آ ِ
من هم ،فقال :يا جبرئيل ،سل ربك من هم ،فقال :فاطمة ذو القربى ،فأعطاها فدك ،فزعموا أن عمر محا الصحيفة
و قد كان كتبها أبو بكر«.
-[9] /6324عن عطية العوفي ،قال :لما فتح رسول ال )صلى ال عليه و آله( خيبر ،و أفاء ال عليه فدك ،و
حّقُه قال» :يا فاطمة ،لك فدك«. ت َذا اْلُقْربى َ
أنزل عليه َو آ ِ
-[10] /6325عن عبد الرحمن بن صالح :كتب المأمون إلى عبيد ال بن موسى العبسي يسأله عن قصة فدك،
فكتب إليه عبيد ال بن موسى بهذا الحديث » ،«1رواه عن الفضل بن مرزوق ،عن عطية ،فرد المأمون فدك على
ولد
__________________________________________________
-4تفسير الطبري .53 :15الدر المنثور .271 :5
-5تفسير العّياشي .46 /287 :2
-6تفسير العّياشي .47 /287 :2
-7تفسير العّياشي .48 /287 :2
-8تفسير العّياشي [.....] .49 /287 :2
-9تفسير العّياشي .50 /287 :2
-10تفسير العّياشي .51 /287 :2
ن المروي في مجمع البيان 634 :6بالسناد عن أبي سعيد لأّن المراد الحديث المتقّدم آنفا ،إ ّ ) (1الظاهر أ ّ
الخدري ،قال :لما نزل قوله تعالى:
ل عليه و آله( فاطمة فدك ،قال عبد الرحمن بن صالح :كتب ل )صلى ا ّ حّقُه أعطى رسول ا ّ ت َذا اْلُقْربى َ
َو آ ِ
ل بهذا الحديث .رواه الفضيل بن مرزوق، صة فدك ،فكتب إليه عبيد ا ّ ل بن موسى يسأله عن ق ّ المأمون إلى عبيد ا ّ
عن عطية ،فرّد المأمون فدك إلى ولد فاطمة )عليها السلم(.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص523 :
فاطمة )صلوات ال عليها(.
-[11] /6326عن أبي الطفيل ،عن علي )عليه السلم( ،قال :قال يوم الشورى» :أ فيكم أحد تم نوره من السماء
ن؟« قالوا :ل.سِكي َ
حّقُه َو اْلِم ْ
ت َذا اْلُقْربى َحين قالَ :و آ ِ
-[12] /6327عن عبد الرحمن بن الحجاج ،قال :سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قولهَ :و ل ُتَبّذْر َتْبِذيرًا.
قال» :من أنفق شيئا في غير طاعة ال فهو مبذر ،و من أنفق في سبيل الخير فهو مقتصد«.
-[13] /6328عن أبي بصير ،قال :سألت أبا عبد ال )عليه السلم( في قوله َو ل ُتَبّذْر َتْبِذيرًا ،قال» :بذل الرجل
ماله ،و يقعد ليس له مال«.
قال :فيكون تبذير في حلل؟ قال» :نعم«.
-[14] /6329عن عامر بن جذاعة ،قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول» :اتق ال و ل تسرف و ل
تقتر ،و كن بين ذلك قواما ،إن التبذير من السراف ،و قال الَ :و ل ُتَبّذْر َتْبِذيرًا إن ال ل يعذب على القصد«.
-[15] /6330عن جميل ،عن إسحاق بن عمار ،عن عامر بن جذاعة ،قال :دخل على أبي عبد ال )عليه السلم(
رجل ،فقال :يا أبا عبد ال ،قرضا إلى ميسرة .فقال أبو عبد ال )عليه السلم(» :إلى غلة تدرك؟« فقال :ل و ال.
فقال» :إلى تجارة تؤدى؟« فقال :ل و ال .قال» :فإلى عقدة » «1تباع؟« فقال :ل و ال .فقال» :أنت إذن ممن
جعل ال له في أموالنا حقا« .فدعا أبو عبد ال )عليه السلم( بكيس فيه دراهم ،فأدخل يده فناوله قبضة ،ثم قال:
»اتق ال ،و ل تسرف و ل تقتر ،و كن بين ذلك قواما ،إن التبذير من السراف ،قال الَ :و ل ُتَبّذْر َتْبِذيرًا« و
قال» :إن ال ل يعذب على القصد«.
-[16] /6331عن جميل ،عن إسحاق بن عمار ،في قولهَ :و ل ُتَبّذْر َتْبِذيرًا.
قال :ل تبذر في ولية علي )عليه السلم(.
-[17] /6332عن بشر بن مروان ،قال :دخلنا على أبي عبد ال )عليه السلم( فدعا برطب ،فأقبل بعضهم يرمي
بالنوى ،قال :فأمسك أبو عبد ال )عليه السلم( يده ،فقال» :ل تفعل ،إن هذا من التبذير ،و إن ال ل يحب الفساد«.
-[18] /6333أحمد بن محمد بن خالد البرقي .عن أبيه ،عن علي بن حديد ،عن منصور بن يونس ،عن إسحاق
بن عمار ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول الَ :و ل ُتَبّذْر َتْبِذيرًا.
__________________________________________________
-11تفسير العّياشي .52 /288 :2
-12تفسير العّياشي .53 /288 :2
-13تفسير العّياشي .54 /288 :2
-14تفسير العّياشي .55 /288 :2
-15تفسير العّياشي .56 /288 :2
-16تفسير العّياشي .57 /288 :2
-17تفسير العّياشي .58 /288 :2
-18المحاسن.298 /257 :
) (1العقدة :الضيعة ،و العقار الذي اعتقده صاحبه ملكا» .أقرب الموارد -عقد.«808 :2 -
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص524 :
__________________________________________________
-1تفسير القمي .19 :2
-2الكافي .9 /284 :7
-3الكافي .7 /370 :7
-4الكافي .364 /255 :8
-5التهذيب .858 /218 :10
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص528 :
و إذا قتل الثلثة واحدا ،خير الوالي أي الثلثة شاء » «1أن يقتل ،و يضمن الخران ثلثي الدية لورثة المقتول«.
-[6] /6353أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه ،قال :حدثني محمد بن الحسن بن أحمد ،عن محمد بن الحسن
الصفار ،عن العباس بن معروف ،عن محمد بن سنان ،عن رجل ،قال :سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قوله
صورًا. ن َمْن ُل ِإّنُه كا َف ِفي اْلَقْت ِ
سِر ْ سْلطانًا َفل ُي ْ جَعْلنا ِلَوِلّيِه ُ
ظُلومًا َفَقْد َ ل َم ْ ن ُقِت َتعالىَ :و َم ْ
قال» :ذلك قائم آل محمد )عليه و عليهم السلم( ،يخرج فيقتل بدم الحسين )عليه السلم( ،فلو قتل أهل الرض لم
ل أي لم يكن ليصنع شيئا يكون سرفا » ««2ثم قال أبو عبد ال )عليه ف ِفي اْلَقْت ِسِر ْ يكن مسرفا .و قولهَ :فل ُي ْ
السلم(:
»يقتل -و ال -ذراري قتلة الحسين )عليه السلم( بفعال آبائها«.
-[7] /6354ابن بابويه ،قال :حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني )رضي ال عنه( ،قال :حدثنا علي بن
إبراهيم ،عن أبيه ،عن عبد السلم بن صالح الهروي ،قال :قلت لبي الحسن علي بن موسى الرضا )عليه
السلم( :يا بن رسول ال ،ما تقول في حديث روي عن الصادق )عليه السلم( أنه قال» :إذا قام » «3القائم )عليه
السلم( قتل ذراري قتلة الحسين )عليه السلم( بفعال آبائهم؟« فقال )عليه السلم(» :هو كذلك«.
خرى » «4ما معناه؟ فقال» :صدق ال في جميع أقواله ،لكن قلت :و قول ال عز و جلَ :و ل َتِزُر واِزَرٌة ِوْزَر ُأ ْ
ذراري قتلة الحسين )عليه السلم( يرضون بأفعال آبائهم و يفتخرون بها ،و من رضي شيئا ،كان كمن أتاه ،و لو
أن رجل قتل في المشرق فرضي بقتله رجل في المغرب ،لكان الراضي عند ال عز و جل شريك القاتل ،و إنما
يقتلهم القائم )عليه السلم( إذا خرج ،لرضاهم بفعل آبائهم«.
قال :فقلت له :بأي شيء يبدأ القائم )عليه السلم( منكم إذا قام؟ قال» :يبدأ ببني شيبة و يقطع أيديهم ،لنهم سراق
بيت ال عز و جل«.
-[8] /6355علي بن إبراهيم :عن أبيه ،عن عثمان بن سعيد ،عن المفضل بن صالح ،عن جابر ،عن أبي جعفر
ل ِإّنُه كا َ
ن ف ِفي اْلَقْت ِسِر ْ سْلطانًا َفل ُي ْجَعْلنا ِلَوِلّيِه ُ
ظُلومًا َفَقْد َ ل َم ْ
ن ُقِت َ
)عليه السلم( في قول ال عز و جلَ :و َم ْ
صورًا ،قال» :نزلت في قتل الحسين )عليه السلم(«. َمْن ُ
__________________________________________________
-6كامل الزيارات.5 /63 :
سلم( ،5 /273 :1ينابيع المودة.424 : -7عيون أخبار الّرضا )عليه ال ّ
-8لم نجده في تفسير القّمي ،و رواه عنه في تأويل اليات .9 /279 :1
) (1في »ط« :شاءوا.
) (2في »ط« :فيكون مسرفا.
) (3في »ط« :خرج.
) (4السراء ،15 :17فاطر ،18 :35الزمر [.....] .7 :39
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص529 :
-[9] /6356العياشي :عن المعلى بن خنيس ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :سمعته يقول» :من قتل النفس
التي حرم ال فقد قتل الحسين في أهل بيته )عليهم السلم(«.
-[10] /6357عن جابر ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال» :نزلت هذه الية في الحسين )عليه السلم(َ :و َم ْ
ن
صورًا -قال:- ن َمْن ُل قاتل الحسين ِإّنُه كا َ ف ِفي اْلَقْت ِسِر ْ سْلطانًا َفل ُي ْ جَعْلنا ِلَوِلّيِه ُظُلومًا َفَقْد َ ل َم ْ
ُقِت َ
الحسين )عليه السلم(«.
-[11] /6358عن أبي العباس ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :إذا اجتمع العدة على قتل رجل ،حكم الوالي
سْلطانًا َفل جَعْلنا ِلَوِلّيِه ُ
ظُلومًا َفَقْد َل َم ْ
ن ُقِت َبقتل أيهم شاء ،و ليس له أن يقتل أكثر من واحد ،إن ال يقولَ :و َم ْ
صورًا و إذا قتل واحدا ثلثة ،خير الوالي أي الثلثة شاء أن يقتل ،و يضمن الخران ن َمْن ُ ل ِإّنُه كا َ
ف ِفي اْلَقْت ِ سِر ُْي ْ
ثلثي الدية لورثة المقتول«.
جَعْلنا ِلَوِلّيِه
ظُلومًا َفَقْد َ
ل َم ْ ن ُقِت َ
-[12] /6359عن سلم بن المستنير ،عن أبي جعفر )عليه السلم( في قولهَ :و َم ْ
صورًا. ن َمْن ُ ل ِإّنُه كا َ
ف ِفي اْلَقْت ِ
سِر ْ سْلطانًا َفل ُي ُْ
قال» :هو الحسين بن علي )عليه السلم( قتل مظلوما و نحن أولياؤه ،و القائم منا إذا قام طلب بثار الحسين ،فيقتل
حتى يقال :قد أسرف في القتل -و قال «1» -المقتول :الحسين )عليه السلم( و وليه :القائم ،و السراف في القتل:
صورًا فإنه ل يذهب من الدنيا حتى ينتصر برجل من آل الرسول )صلى ال عليهم( ن َمْن ُ أن يقتل غير قاتله ِإّنُه كا َ
يمل الرض قسطا و عدل كما ملئت ظلما و جوار«.
-[13] /6360عن أبي العباس ،قال :سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن رجلين قتل رجل ،فقال» :يخير وليه
أن يقتل أيهما شاء ،و يغرم الباقي نصف الدية -أعني دية المقتول -فترد على ورثته » ،«2و كذلك إن قتل رجل
امرأة ،إن قبلوا دية المرأة فذاك ،و إن أبى أولياؤها إل قتل قاتلها غرموا نصف دية الرجل و قتلوه ،و هو قول ال:
ل«.ف ِفي اْلَقْت ِ سِر ْسْلطانًا َفل ُي ْ جَعْلنا ِلَوِلّيِه َُفَقْد َ
-[14] /6361عن حمران ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :قلت له :يا بن رسول ال ،زعم ولد الحسن )عليه
السلم( أن القائم منهم ،و أنهم أصحاب المر ،و يزعم ولد ابن الحنفية مثل ذلك ،فقال» :رحم ال عمي الحسن
)عليه السلم( ،لقد
__________________________________________________
-9تفسير العّياشي .64 /290 :2
-10تفسير العّياشي .65 /290 :2
-11تفسير العّياشي .66 /290 :2
-12تفسير العّياشي ،67 /290 :2ينابيع المودة.425 :
-13تفسير العّياشي .68 /290 :2
-14تفسير العّياشي .69 /291 :2
) (1زاد في »ط« :الشيء.
) (2في المصدر :ذّريته.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص530 :
أغمد » «1أربعين ألف سيف حين أصيب أمير المؤمنين )عليه السلم( و أسلمها إلى معاوية ،و محمد بن علي
سبعين ألف سيف قاتله ،لو خطر عليهم خطر ما خرجوا منها حتى يموتوا جميعا ،و خرج الحسين )عليه السلم(
فعرض نفسه على ال في سبعين رجل ،من أحق بدمه منا؟ نحن -و ال -أصحاب المر ،و فينا القائم ،و من
جَعْلنا ِلَوِلّيِه سُْلطانًا نحن أولياء الحسين بن علي )عليهما ظُلومًا َفَقْد َ ل َم ْ
ن ُقِت َ
السفاح و المنصور ،و قد قال الَ :و َم ْ
السلم( ،و على دينه«.
-[15] /6362شرف الدين النجفي ،قال :روى بعض الثقات ،بإسناده عن بعض أصحابنا ،عن أبي عبد ال )عليه
ف ِفي اْلَقْتلِ ِإّنُه كا َ
ن سِر ْ سْلطانًا َفل ُي ْ
جعَْلنا ِلَوِلّيِه ُ
ظُلومًا َفَقْد َ
ل َم ْن ُقِت َ السلم( قال :سألته عن قول ال عز و جلَ :و َم ْ
صورًا. َمْن ُ
قال» :نزلت في الحسين )عليه السلم( ،لو قتل وليه أهل الرض ]به[ ما كان مسرفا ،و وليه القائم )عليه
السلم(«.
قوله تعالى:
ل ِإذا ِكْلُتْم َو
شّدُه َو َأْوُفوا ِباْلَعْهِد -إلى قوله تعالىَ -و َأْوُفوا اْلَكْي َ حّتى َيْبُلَغ َأ ُن َ سُحَ ي َأ ْ
ل ِباّلِتي ِه َ
ل اْلَيِتيِم ِإ ّ
َو ل َتْقَرُبوا ما َ
سَتِقيِم ][35 -34 س اْلُم ْ سطا ِ ِزُنوا ِباْلِق ْ
-[1] /6363العياشي :عن عبد ال بن سنان ،عن أبي عبد ال )عليه السلم(» :أن نجدة الحروري كتب إلى ابن
عباس يسأله عن أشياء :عن اليتيم ،متى » «2ينقطع يتمه؟ فكتب إليه ابن عباس :أما اليتيم ،فانقطاع يتمه إذا بلغ
أشده ،و هو الحتلم«.
-[2] /6364و في رواية اخرى عن عبد ال بن سنان ،عنه قال» :سئل أبي و أنا حاضر عن اليتيم ،متى يجوز
أمره؟ فقال :حين يبلغ أشده.
قلت :و ما أشده؟ قال :الحتلم.
قلت :قد يكون الغلم ابن ثماني عشرة سنة ل يحتلم ،أو أقل أو أكثر؟ قال :إذا بلغ ثلث عشرة سنة كتب له الحسن
و كتب عليه السيء ،و جاز أمره إل أن يكون سفيها أو ضعيفا«.
__________________________________________________
-15تأويل اليات .10 /280 :1
-1تفسير العّياشي .70 /291 :2
-2تفسير العّياشي .71 /291 :2
) (1في »س« و »ط« :عمل.
) (2في »س« و »ط« :حّتى.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص531 :
-[3] /6365عن أبي بصير ،قال :قال أبو عبد ال )عليه السلم(» :إذا بلغ العبد ثلثا و ثلثين سنة فقد بلغ أشده،
و إذا بلغ أربعين فقد انتهى منتهاه ،فإذا بلغ إحدى و أربعين فهو في النقصان ،و ينبغي لصاحب الخمسين أن يكون
كمن هو في النزع«.
-[4] /6366عن عبد ال بن سنان ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :إذا بلغ أشده :الحتلم ،ثلث عشرة
سنة«.
ن يعني :بالمعروف ،و ل سُ
حَ ي َأ ْ
ل ِباّلِتي ِه َل اْلَيِتيِم ِإ ّ
-[5] /6367قال علي بن إبراهيم :قولهَ :و ل َتْقَرُبوا ما َ
ل يعني:سُؤ ً
ن َم ْ
ن اْلَعْهَد كا َ
يسرف .قال :و قولهَ :و َأْوُفوا ِباْلَعْهِد يعني :إذا عاهدت إنسانا ،فأوف له .قال :و قولهِ :إ ّ
سَتِقيِم أي بالستواء ».«1 س اْلُم ْسطا ِ ل ِإذا ِكْلُتْم َو ِزُنوا ِباْلِق ْ
يوم القيامة .قال :و قولهَ :و َأْوُفوا اْلَكْي َ
-[6] /6368قال :و في رواية أبي الجارود ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال» :القسطاس المستقيم فهو الميزان
الذي له لسان«.
قوله تعالى:
ل ] -[1] /6369 [36قال علي سُؤ ًعْنُه َم ْ
ن َ
ك كا َ ل ُأولِئ َ صَر َو اْلُفؤاَد ُك ّ سْمَع َو اْلَب َ ن ال ّ
عْلٌم ِإ ّ
ك ِبِه ِ
س َل َ
ف ما َلْي َ
َو ل َتْق ُ
عْلٌم قال :ل ترم أحدا بما ليس لك به علم، ك ِبِه ِس َل َف ما َلْي َ بن إبراهيم ،في قوله تعالىَ :و ل َتْق ُ
قال :قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(» :من بهت مؤمنا أو مؤمنة أقيم في طينة خبال ،أو يخرج مما قال«.
-[2] /6370محمد بن يعقوب :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن الحسن بن محبوب ،عن
مالك بن عطية ،عن ابن أبي يعفور ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :من بهت مؤمنا أو مؤمنة بما ليس فيه
بعثه ال في طينة خبال حتى يخرج مما قال«.
قلت :و ما طينة خبال؟ قال» :صديد يخرج من فروج المومسات«.
__________________________________________________
-3تفسير العّياشي [.....] .72 /292 :2
-4تفسير العّياشي .73 /292 :2
-5تفسير القّمي .19 :2
-6تفسير القّمي .19 :2
-1تفسير القّمي .19 :2
-2الكافي .5 /266 :2
) (1في المصدر :بالسواء.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص532 :
-[3] /6371و عنه :عن علي بن إبراهيم ،عن هارون بن مسلم ،عن مسعدة بن زياد ،قال :كنت عند أبي عبد ال
)عليه السلم( فقال له رجل :بأبي أنت و امي ،إني أدخل كنيفا » «1لي ،و لي جيران عندهم جوار يتغنين و
يضربن بالعود ،فربما أطلت الجلوس استماعا مني لهن ،فقال» :ل تفعل«.
فقال الرجل :و ال ،ما أتيتهن ،إنما هو سماع أسمعه باذني .فقال» :ل أنت! أما سمعت ال عز و جل يقول:
ل؟!« فقال :بلى و ال ،لكأني لم أسمع بهذه الية من كتاب ال سُؤ ً عْنُه َم ْ
ن َك كا َ ل ُأولِئ َ صَر َو اْلُفؤاَد ُك ّسْمَع َو اْلَب َ ن ال ّ ِإ ّ
من أعجمي و ل عربي ،ل جرم أني ل أعود إن شاء ال ،و إني لستغفر ال.
فقال له» :قم فاغتسل وصل ما بدا لك ،فإنك كنت مقيما على أمر عظيم ،ما كان أسوأ حالك لو مت على ذلك!
احمد ال و اسأله التوبة من كل ما يكره ،فإنه ل يكره إل كل قبيح ،و القبيح دعه لهله فإن لك أهل«.
-[4] /6372و عنه :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد ،قال :حدثنا أبو عمرو
الزبيري ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( -في حديث طويل -قال» :و فرض على السمع أن يتنزه عن الستماع
إلى ما حرم ال ،و أن يعرض عما ل يحل له مما نهى ال عز و جل عنه ،و الصغاء إلى ما أسخط ال عز و
جل ،فقال في ذلك:
حِدي ٍ
ث ضوا ِفي َ خو ُ حّتى َي ُ سَتْهَزُأ ِبها َفل َتْقُعُدوا َمَعُهْم َ ل ُيْكَفُر ِبها َو ُي ْ ت ا ِّ
سِمْعُتْم آيا ِ ن ِإذا َ ب َأ ْ
عَلْيُكْم ِفي اْلِكتا ِ
ل َ َو َقْد َنّز َ
ن َفل َتْقُعْد َبْعَد الّذْكرى َمَع اْلَقْوِم شْيطا ُ ك ال ّ
غْيِرِه » ،«2ثم استثنى ال عز و جل موضع النسيان ،فقالَ :و ِإّما ُيْنسَِيّن َ َ
ك ُهْم ُأوُلوا
ل َو ُأولِئ َ ن َهداُهُم ا ُّ ك اّلِذي َ
حسََنُه ُأولِئ َن َأ ْل َفَيّتِبُعو َ
ن اْلَقْو َ
سَتِمُعو َن َي ْ
عباِد اّلِذي َ شْر ِ ن » ،«3و قالَ :فَب ّ ظاِلِمي َ
ال ّ
ضو َ
ن ن الّلْغِو ُمْعِر ُ عِ ن ُهْم َ ن َو اّلِذي َشُعو َ صلِتِهْم خا ِ ن ُهْم ِفي َ ن اّلِذي َح اْلُمْؤِمُنو َ
ب » ،«4و قال عز و جلَ :قْد َأْفَل َ لْلبا ِ ا َْ
عماُلُكْم »،«6 عماُلنا َو َلُكْم َأ ْ عْنُه َو قاُلوا َلنا َأ ْ ضوا َ عَر ُ سِمُعوا الّلْغَو َأ ْ ن » ،«5و قالَ :و ِإذا َ عُلو َن ُهْم ِللّزكاِة فا ِ َو اّلِذي َ
و قالَ :و ِإذا َمّروا ِبالّلْغِو َمّروا ِكرامًا » «7فهذا ما فرض ال على السمع من اليمان أن ل يصغي إلى ما ل يحل
له و هو عمله ،و هو من اليمان.
و فرض على البصر أن ل ينظر إلى ما حرم ال عليه ،و أن يعرض عما نهى ال عنه مما ل يحل له ،و هو
جُهْم » «8فنهاهم ظوا ُفُرو َ حَف ُ
ن َأْبصاِرِهْم َو َي ْ ضوا ِم ْ ن َيُغ ّ ل ِلْلُمْؤِمِني َ
عمله ،و هو من اليمان ،فقال تبارك و تعالىُ :ق ْ
أن
__________________________________________________
-3الكافي .10 /432 :6
-4الكافي .1 /28 :2
) (1الكنيف :الظّلة تشرع فوق باب الدار ،و المرحاض» .المعجم الوسيط -كنف.«801 :2 -
) (2النساء .140 :4
) (3النعام .68 :6
) (4الزمر .18 -17 :39
) (5المؤمنون .4 -1 :23
) (6القصص [.....] .55 :28
) (7الفرقان .72 :25
) (8النور .30 :24
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص533 :
ل ِلْلُمْؤِمنا ِ
ت ينظروا إلى عوراتهم ،و أن ينظر المرء إلى فرج أخيه ،و يحفظ فرجه أن ينظر إليه ،و قالَ :و ُق ْ
ن » «1من أن تنظر إحداهن إلى فرج أختها ،و تحفظ فرجها من أن جُه ّن ُفُرو َ
ظَحَف ْ
ن َو َي ْن َأْبصاِرِه ّ ن ِم ْضَ ض َْيْغ ُ
ينظر إليها -و قال -كل شيء في القرآن من حفظ الفرج فهو من الزنا إل هذه الية ،فإنها من النظر.
عَلْيُكْم
شَهَد َن َي ْ
ن َأ ْسَتِتُرو َ
ثم نظم ما فرض على القلب و اللسان و السمع و البصر في آية اخرى ،فقالَ :و ما ُكْنُتْم َت ْ
عْلٌم ِإ ّ
ن ك ِبِه ِ
س َل َف ما َلْي َ جُلوُدُكْم » «2يعني بالجلود الفروج و الفخاذ ،و قالَ :و ل َتْق ُ سْمُعُكْم َو ل َأْبصاُرُكْم َو ل ُ َ
ل فهذا ما فرض ال على العينين عن غض البصر عما حرم ال سُؤ ً
عْنُه َم ْ
ن َك كا َل ُأولِئ َ
صَر َو اْلُفؤاَد ُك ّ
سْمَع َو اْلَب َال ّ
سوَرٌة ت ُعز و جل ،و هو علمهما ،و هو من اليمان« .و الحديث طويل ،ذكرناه بتمامه في قولهَ :و ِإذا ما ُأْنِزَل ْ
ل َأّيُكْم زاَدْتُه هِذِه ِإيمانًا من آخر سورة براءة ».«3 ن َيُقو ُ
َفِمْنُهْم َم ْ
-[5] /6373ابن بابويه ،قال :حدثنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق )رضي ال عنه( ،قال:
حدثنا محمد بن أبي عبد ال الكوفي قال :حدثنا سهل بن زياد الدمي ،عن عبد العظيم بن عبد ال الحسني ،قال:
حدثني سيدي علي بن محمد بن علي الرضا )عليه السلم( عن أبيه ،عن آبائه ،عن الحسن » «4بن علي )عليهم
السلم( ،قال:
»قال رسول ال )صلى ال عليه و آله( :إن أبا بكر مني بمنزلة السمع ،و إن عمر مني بمنزلة البصر ،و إن
عثمان مني بمنزلة الفؤاد -قال -فلما كان من الغد دخلت عليه و عنده أمير المؤمنين )عليه السلم( ،و أبو بكر ،و
عمر ،و عثمان فقلت له :يا أبت ،سمعتك تقول في أصحابك هؤلء قول ،فما هو؟ فقال )صلى ال عليه و آله( :نعم
ثم أشار بيده إليهم ،فقال :هم السمع و البصر و الفؤاد ،و سيسألون عن ولية وصيي هذا و أشار إلى علي بن أبي
ل ثمسُؤ ً عْنُه َم ْن َك كا َل ُأولِئ َصَر َو اْلُفؤاَد ُك ّ
سْمَع َو اْلَب َن ال ّ
طالب )عليه السلم( .ثم قال :إن ال عز و جل يقولِ :إ ّ
قال )صلى ال عليه و آله( :و عزة ربي إن جميع امتي لموقوفون يوم القيامة ،و مسئولون عن وليته ،و ذلك قول
ن ».««5
سُؤُلو َ
ال عز و جلَ :و ِقُفوُهْم ِإّنُهْم َم ْ
-[6] /6374علي بن إبراهيم ،قال :حدثني أبي ،عن الحسن بن محبوب ،عن أبي حمزة الثمالي ،عن أبي جعفر
)عليه السلم( قال» :قال رسول ال )صلى ال عليه و آله( :ل تزول قدم عبد يوم القيامة من بين يدي ال عز و
جل ،حتى يسأله عن أربع خصال :عمرك فيما أفنيته ،و جسدك فيما أبليته ،و مالك من أين اكتسبته و أين
وضعته؟ و عن حبنا
__________________________________________________
-5في »ط« :الحسين.
-6تفسير القّمي ،19 :2مناقب ابن المغازلي ،157 /119 :كفاية الطالب ،324 :المناقب للخوارزمي ،35 :مقتل
سلم( للخوارزمي ،42 :1مجمع الزوائد ،346 :10ينابيع المودة 106 :و 113و .271 الحسين )عليه ال ّ
) (1النور .31 :24
) (2فصلت .22 :41
) (3تقّدم في الحديث ) (1من تفسير اليتين ) (125 -124من سورة التوبة.
) (4في »ط« :الحسين.
) (5الصافات .24 :37
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص534 :
أهل البيت«.
-[7] /6375العياشي :عن الحسن ،قال :كنت أطيل القعود في المخرج » «1لسمع غناء بعض الجيران ،قال:
عْنُه
ن َ ك كا َ ل ُأولِئ َ
صَر َو اْلُفؤاَد ُك ّ
سْمَع َو اْلَب َ
ن ال ّ فدخلت على أبي عبد ال )عليه السلم( ،فقال لي» :يا حسنِ ،إ ّ
ل السمع و ما وعى ،و البصر و ما رأى ،و الفؤاد و ما عقد عليه«. سُؤ ًَم ْ
صَر َو اْلُفؤاَد ُك ّ
ل سْمَع َو اْلَب َن ال ّ
-[8] /6376عن الحسين بن هارون ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول الِ :إ ّ
ل.سُؤ ً
عْنُه َم ْ
ن َ
ك كا َ
ُأولِئ َ
قال» :يسأل السمع عما يسمع و البصر عما يطرف ،و الفؤاد عما يعقد عليه«.
-[9] /6377عن أبي جعفر ،قال :كنت عند أبي عبد ال )عليه السلم( فقال له رجل :بأبي أنت و أمي ،إني أدخل
كنيفا لي ،و لي جيران و عندهم جوار يغنين و يضربن بالعود ،فربما أطيل الجلوس استماعا مني لهن؟ فقال» :ل
تفعل«.
صَر َو سْمَع َو اْلَب َ ن ال ّفقال الرجل :و ال ،ما أتيتهن ،إنما هو سماع أسمعه باذني .فقال له» :أما سمعت ال يقولِ :إ ّ
ل؟!« .قال :بلى و ال ،فكأني لم أسمع هذه الية قط من كتاب ال من عجمي و ل سُؤ ً عْنُه َم ْن َ ك كا َ ل ُأولِئ َ اْلُفؤاَد ُك ّ
عربي ،ل جرم أني ل أعود إن شاء ال ،و إني أستغفر ال .فقال» :قم و اغتسل و صل ما بدا لك ،فإنك كنت مقيما
على أمر عظيم ،ما كان أسوأ حالك لو مت على ذلك .أحمد ال و اسأله التوبة من كل ما يكره ،فإنه ل يكره إل كل
قبيح ،و القبيح دعه لهله ،فإن لك أهل«.
-[10] /6378عن أبي عمرو الزبيري ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :إن ال تبارك و تعالى فرض
اليمان على جوارح بني آدم و قسمه عليها ،فليس من جوارحه جارحة إل و قد وكلت من اليمان بغير ما وكلت
به أختها ،فمنها عيناه اللتان ينظر بهما ،و رجله اللتان يمشي بهما ففرض على العين أن ل تنظر إلى ما حرم ال
عليه ،و أن تغض عما نهاه ال عنه مما ل يحل له و هو عمله ،و هو من اليمان ،قال ال تبارك و تعالىَ :و ل
ل فهذا ما فرض ال من غض البصر سُؤ ًعْنُه َم ْ
ن َ ك كا َ ل ُأولِئ َ صَر َو اْلُفؤاَد ُك ّ سْمَع َو اْلَب َ ن ال ّ عْلٌم ِإ ّك ِبِه ِ س َل َ ف ما َلْي َ َتْق ُ
عما حرم ال و هو عمله » ،«2و هو من اليمان.
و فرض ال على الرجلين أل يمشى بهما إلى شيء من معاصي ال ،و فرض عليهما المشي فيما فرض ال
__________________________________________________
-7تفسير العّياشي .74 /292 :2
-8تفسير العّياشي .75 /292 :2
-9تفسير العّياشي .76 /292 :2
-10تفسير العّياشي .77 /293 :2
) (1المخرج :مكان خروج الفضلت -أعني الكنيف» -مجمع البحرين -خرج[.....] .«294 :2 -
) (2في المصدر :عملها.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص535 :
شِي َ
ك صْد ِفي َم ْ ل » ،«1و قالَ :و اْق ِ طو ً ل ُ جبا َن َتْبُلَغ اْل ِ
ض َو َل ْ لْر َ ق ا َْخِر َ ن َت ْك َل ْض َمَرحًا ِإّن َ لْر ِ ش ِفي ا َْ فقالَ :و ل َتْم ِ
حِميِر ».««2 ت اْل َ صْو ُت َل َ صوا ِ ل ْ ن َأْنَكَر ا َْ ك ِإ ّصْوِت َن َ ض ِم ْض ْ غ ُ َو ا ْ
-[11] /6379الشيخ ،في )التهذيب( :عن أبي عبد ال )عليه السلم( أن رجل جاء إليه فقال له :إن لي جيرانا و
لهم جوار يتغنين و يضربن بالعود ،فربما دخلت المخرج فأطيل الجلوس استماعا مني لهن؟ فقال له )عليه
السلم(» :ل تفعل«.
فقال :و ال ،ما هو شيء أتيته برجلي ،إنما هو سماع أسمعه بأذني .فقال الصادق )عليه السلم(» :ل أنت! أما
ل«؟! فقال الرجل :كأني لم أسمع سُؤ ً عْنُه َم ْ
ن َ ك كا َ ل ُأولِئ َ صَر َو اْلُفؤاَد ُك ّ سْمَع َو اْلَب َ ن ال ّ سمعت ال عز و جل يقولِ :إ ّ
بهذه الية من كتاب ال عز و جل من عربي و ل عجمي ،ل جرم إني قد تركتها ،و إني أستغفر ال تعالى .فقال له
الصادق )عليه السلم(» :قم فاغتسل و صل ما بدا لك ،فلقد كنت مقيما على أمر عظيم ،ما كان أسوأ حالك لو مت
على ذلك! استغفر ال و اسأله التوبة من كل ما يكره ،فإنه ل يكره إل القبيح ،و القبيح دعه لهله ،فإن لكل أهل«.
قوله تعالى:
صفاُكْم َرّبُكْمل -إلى قوله تعالىَ -أ َفَأ ْ طو ً ل ُ جبا َ ن َتْبُلَغ اْل ِض َو َل ْ لْر َ ق ا َْ خِر َ ن َت ْك َل ْ
ض َمَرحًا ِإّن َ لْر ِ ش ِفي ا َْ َو ل َتْم ِ
ن اْلَملِئَكِة ِإناثًا ] -[1] /6380 [40 -37علي بن إبراهيم ،قال في قوله تعالىَ :و ل َتْمشِ ِفي خَذ ِم َ ن َو اّت َ ِباْلَبِني َ
ل أي ل تقدر أن طو ً ل ُ جبا َ
ن َتْبُلَغ اْل ِ
ض أي لم تبلغها كلهاَ :و َل ْ لْر َ ق ا َْ
خِر َ ن َت ْك َل ْ ض َمَرحًا :أي بطرا و فرحا ِإّن َ لْر ِ ا َْ
تبلغ قلل الجبال.
-[2] /6381محمد بن يعقوب :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن بكر بن صالح ،عن القاسم بن بريد ،قال:
حدثنا أبو عمرو الزبيري ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :فرض ال على الرجلين أن ل يمشى بهما إلى
ض َمَرحًا لْر ِ ش ِفي ا َْ شيء من معاصي ال ،و فرض عليهما المشيء إلى ما يرضي ال عز و جل فقالَ :و ل َتْم ِ
ل ،و قال: طو ً ل ُ جبا َ ن َتْبُلَغ اْل ِ
ض َو َل ْ لْر َ ق ا َْ خِر َ ن َت ْك َل ْ
ِإّن َ
__________________________________________________
-11التهذيب .304 /116 :1
-1تفسير القمي .20 :2
-2الكافي .1 /28 :2
) (1السراء .37 :17
) (2لقمان .19 :31
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص536 :
حِميِر ».««1 صْوتُ اْل َ ت َل َ صوا ِ ل ْ ن َأْنَكَر ا َْ ك ِإ ّصْوِت َن َ ض ِم ْ ض ْ غ ُ ك َو ا ْ شِي َ صْد ِفي َم ْ َو اْق ِ
حْكَمِة يعني القرآن و ما فيه من النباء ن اْل ِ
ك ِم َك َرّب َ ك ِمّما َأْوحى ِإَلْي َ -[3] /6382و قال علي بن إبراهيم :قوله :ذِل َ
حورًا فالمخاطبة للنبي و المعنى للناس. جَهّنَم َمُلومًا َمْد ُ خَر َفُتْلقى ِفي َ ل ِإلهًا آ َل َمَع ا ِّ جَع ْ
» ،«2ثم قالَ :و ل َت ْ
ن اْلَملِئَكِة ِإناثًا و هو رد على قريش فيما قالوا :إن الملئكة هن خَذ ِم َن َو اّت َ
صفاُكْم َرّبُكْم ِباْلَبِني َقال :و قولهَ :أ َفَأ ْ
بنات ال.
قوله تعالى:
عُلّوا
ن ُعّما َيُقوُلو َ
سْبحاَنُه َو َتعالى َ ل ُنُفورًا -إلى قوله تعالىُ - ن ِلَيّذّكُروا َو ما َيِزيُدُهْم ِإ ّ صّرْفنا ِفي هَذا اْلُقْرآ ِ َو َلَقْد َ
َكِبيرًا ][43 -41
صّرْفنا ِفي هَذا اْلُقْرآ ِ
ن -[4] /6383العياشي :عن علي بن أبي حمزة ،عن أبي جعفر )عليه السلم(َ :و َلَقْد َ
ِلَيّذّكُروا» :يعني و لقد ذكرنا عليا )عليه السلم( في القرآن و هو الذكر فما زادهم إل نفورا«.
ل ُنُفورًا قال :إذا سمعوا القرآن ،ينفرون عنه و يكذبونه ،ثم -[5] /6384قال علي بن إبراهيم :قولهَ :و ما َيِزيُدُهْم ِإ ّ
لْبَتَغْوا
ن ِإذًا َ
ن َمَعُه آِلَهٌة َكما َيُقوُلو َل لهم يا محمد َلْو كا َ احتج عز و جل على الكفار الذين يعبدون الوثان ،فقالُ :ق ْ
سْبحاَنُه َول قال :لو كانت الصنام آلهة كما يزعمون لصعدوا إلى العرش ،ثم قال ال لذلكُ : سِبي ً
ش َ ِإلى ِذي اْلَعْر ِ
عُلّوا َكِبيرًا.
ن ُ عّما َيُقوُلو ََتعالى َ
قوله تعالى:
حُهْم ِإّنُه كا َ
ن سِبي َ
ن َت ْ
ن ل َتْفَقُهو َحْمِدِه َو لِك ْ
ح ِب َ
ل ُيسَّب ُ يٍء ِإ ّ
ش ْ ن َن ِم ْ ن َو ِإ ْ ن ِفيِه ّ
ض َو َم ْلْر ُ سْبُع َو ا َْت ال ّ
سماوا ُ ح َلُه ال ّ
سّب ُ
ُت َ
غُفورًا ][44 حِليمًا ََ
-[6] /6385محمد بن يعقوب :عن عدة من أصحابنا ،عن سهل بن زياد ،عن علي بن أسباط ،عن داود الرقي،
__________________________________________________
-3تفسير القّمي .20 :2
) (1تنقض البيت :تشقق و سمع له صوت» .أقرب الموارد -نقض.«1337 :2 -
على َأْدباِرِهْم ُنُفورًا قال :كان رسول ال )صلى ال عليه و آله( حَدُه َوّلْوا َ ن َو ْ ك ِفي اْلُقْرآ ِت َرّب َقال :قولهَ :و ِإذا َذَكْر َ
حيِم فروا عنه. ن الّر ِحم ِ ل الّر ْسِم ا ِّ
إذا تهجد بالقرآن تستمع له قريش لحسن صوته » ،«1و كان إذا قرأ ِب ْ
-[2] /6394الطبرسي في )الحتجاج( :عن موسى بن جعفر )عليهما السلم(» :قال يهودي لمير المؤمنين
)عليه السلم( :إن إبراهيم حجب عن نمرود بحجب ثلث ،قال علي )عليه السلم( :لقد كان كذلك ،و محمد )صلى
ال عليه و آله( حجب عمن أراد قتله بحجب خمس ،فثلثة بثلثة و اثنان فضل ،قال ال عز و جل و هو يصف
سّدا فهذا الحجاب خْلِفِهْم َ ن َسّدا فهذا الحجاب الول َو ِم ْ ن َأْيِديِهْم َ
ن َبْي ِ
جَعْلنا ِم ْأمر محمد )صلى ال عليه و آله(َ :و َ
نل ن اّلِذي َ
ك َو َبْي َ
جَعْلنا َبْيَن َ
ن َت اْلُقْرآ َن » «2فهذا الحجاب الثالث ثم قالَ :و ِإذا َقَرْأ َ صُرو َشْيناُهْم َفُهْم ل ُيْب ِغَالثاني َفَأ ْ
ن » «3فهذه حجب حو َن َفُهْم ُمْقَم ُ
لْذقا ِ
ي ِإَلى ا َْ
سُتورًا فهذا الحجاب الرابع ،ثم قالَ :فِه َ حجابًا َم ْخَرِة ِ لِ ن ِبا ْ
ُيْؤِمُنو َ
خمس«.
__________________________________________________
-1تفسير القّمي .20 :1
-2الحتجاج .213 :1
) (1في »ط« :قراءته.
) (2يس .9 :36
) (3يس .8 .36
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص539 :
حيِم ن الّر ِ حم ِ ل الّر ْ سِم ا ِّ -[3] /6395العياشي :عن زيد بن علي ،قال :دخلت على أبي جعفر )عليه السلم( فذكر ِب ْ
حيِم؟« فقلت :ل ،فقال» :إن رسول ال )صلى ال عليه و آله( كان ن الّر ِ حم ِ ل الّر ْ سِم ا ِّ فقال» :تدري ما نزل في ِب ْ
أحسن الناس صوتا بالقرآن ،و كان يصلي بفناء الكعبة فرفع صوته ،و كان عتبة بن ربيعة و شيبة بن ربيعة و أبو
حيِم فيرفع بها صوته- ن الّر ِ حم ِ ل الّر ْ سِم ا ِّجهل بن هشام و جماعة منهم يسمعون قراءته -قال و كان يكثر قراءة ِب ْ
سِمقال -فيقولون :إن محمدا ليردد اسم ربه ترددا ،إنه ليحجه ،فيأمرون من يقوم فيستمع إليه ،و يقولون :إذا جاز ِب ْ
حَدُه -بسم ن َو ْ ك ِفي اْلُقْرآ ِ ت َرّب َ حيِم فأعلمنا حتى نقوم فنستمع قراءته ،فأنزل ال في ذلك َو ِإذا َذَكْر َ ن الّر ِ حم ِ ل الّر ْ ا ِّ
على َأْدباِرِهْم ُنُفورًا«. ال الرحمن الرحيمَ -وّلْوا َ
حيِم .قال» :هو أحق ما جهر ن الّر ِ حم ِ ل الّر ْ سِم ا ِّ
-[4] /6396عن زرارة ،عن أحدهما )عليهما السلم( ،قال في ِب ْ
حَدُه -بسم ال الرحمن الرحيمَ -وّلْوا ن َو ْ ك ِفي الُْقْرآ ِت َرّب َ
به ،فأجهر به » ،«1و هي الية التي قال الَ :و ِإذا َذَكْر َ
حم ِ
ن ل الّر ْ سِم ا ِّ على َأْدباِرِهْم ُنُفورًا كان المشركون يستمعون إلى قراءة النبي )صلى ال عليه و آله( ،فإذا قرأ ِب ْ َ
حيِم نفروا و ذهبوا ،فإذا فرغ منه عادوا و تسمعوا«. الّر ِ
-[5] /6397عن منصور بن حازم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :كان رسول ال )صلى ال عليه و آله(
حيِم فتخلف من خلفه من المنافقين عن الصفوف ،فإذا جازها في ن الّر ِ حم ِ ل الّر ْ سِم ا ِّ إذا صلى بالناس جهر ب ِب ْ
السورة عادوا إلى مواضعهم و قال بعضهم لبعض :إنه ليردد اسم ربه تردادا ،إنه ليحب ربه ،فأنزل ال َو ِإذا
على َأْدباِرِهْم ُنُفورًا«. حَدُه َوّلْوا َ ن َو ْ ك ِفي اْلُقْرآ ِ ت َرّب َ َذَكْر َ
-[6] /6398عن أبي حمزة الثمالي ،قال :قال لي أبو جعفر )عليه السلم(» :يا ثمالي ،إن الشيطان ليأتي قرين
المام فيسأله ،هل ذكر ربه؟ فإن قال :نعم اكتسع » «2فذهب ،و إن قال :ل ركب على كتفيه ،و كان إمام القوم
حتى ينصرفوا«.
حيِم«. ن الّر ِ حم ِ ل الّر ْ سِم ا ِّ قال :قلت :جعلت فداك ،و ما معنى قوله :ذكر ربه؟ قال» :الجهر ب ِب ْ
قوله تعالى:
جوى -إلى ك َو ِإْذ ُهْم َن ْن ِإَلْي َ
سَتِمُعو َ ن ِبِه ِإْذ َي ْسَتِمُعو َ عَلُم ِبما َي ْ ن َأ ْ
حُ َن ْ
__________________________________________________
-3تفسير العّياشي .85 /295 :2
-4تفسير العّياشي [.....] .86 /295 :2
-5تفسير العّياشي .87 /295 :2
-6تفسير العّياشي .88 /296 :2
ق فاجهر به. ) (1في »ط« :هو الح ّ
) (2اكتسع الفحل :خطر فضرب فخّذيه بذنبه» .القاموس المحيط -كسع.«81 :3 -
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص540 :
ن ِبِه ِإْذ سَتِمُعو َ عَلُم ِبما َي ْن َأ ْ
حُ قوله تعالىَ -قِريبًا ] -[1] /6399 [51 -47علي بن إبراهيم ،في قوله تعالىَ :ن ْ
ن ِإ ّ
ل ن َتّتِبُعو َ ن ِإ ْ ظاِلُمو َ ل ال ّ جوى يعني إذ هم في السر يقولون :هو ساحر و هو قولهِ :إْذ َيُقو ُ ك َو ِإْذ ُهْم َن ْ ن ِإَلْي َ
سَتِمُعو َ َي ْ
حورًا«. سُ ل َم ْ جًَر ُ
خْلقًا ن َ عظامًا َو ُرفاتًا َأ ِإّنا َلَمْبُعوُثو َ ثم حكى لرسول ال )صلى ال عليه و آله( قول الدهرية ،فقالَ :و قاُلوا َأ ِإذا ُكّنا ِ
طَرُكْمل اّلِذي َف َ ن ُيِعيُدنا ُق ِ ن َم ْ سَيُقوُلو َصُدوِرُكْم َف َ خْلقًا ِمّما َيْكُبُر ِفي ُحِديدًا َأْو َحجاَرًة َأْو َ ل ُكوُنوا ِ جِديدًا .ثم قال لهمُ :ق ْ َ
ن َقِريبًا. ن َيُكو َ عسى َأ ْ ل َ سُهْم و النغض :تحريك الرأس َو َيُقوُلونَ َمتى ُهَو ُق ْ ك ُرُؤ َ ن ِإَلْي َ
ضو َ سُيْنِغ ُ ل َمّرٍة َف ََأّو َ
-[2] /6400قال :و في رواية أبي الجارود ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال» :الخلق الذي يكبر في صدوركم:
الموت«.
-[3] /6401العياشي :عن الحلبي ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :جاء أبي بن خلف ،فأخذ عظما باليا من
ي َرِميٌم ُق ْ
ل ي اْلِعظاَم َو ِه َ حِ ن ُي ْ
حائط ،ففته ثم قال :يا محمد ،إذا كنا عظاما و رفاتا أ ءنا لمبعوثون؟! فأنزل ال َم ْ
عِليٌم ».««1 ق َ خْل ٍ
ل َ ل َمّرٍة َو ُهَو ِبُك ّ شَأها َأّو َ حِييَها اّلِذي َأْن َ ُي ْ
قوله تعالى:
ن -إلى قوله تعالىَ -و آَتْينا داُوَد َزُبورًا ] -[4] /6402 [55 -53و قال علي بن سُ حَ ي َأ ْ
ل ِلِعباِدي َيُقوُلوا اّلِتي ِه َ َو ُق ْ
غ َبْيَنُهْم أي يدخل بينهم و يحملهم » ن َيْنَز ُشْيطا َ ن ال ّ
ن ِإ ّسُ
حَي َأ ْ
ل ِلِعباِدي َيُقوُلوا اّلِتي ِه َ إبراهيم ،في قوله تعالىَ :و ُق ْ
«2على المعاصي.
حْمُكْم إلى قوله َزُبورًا فهو محكم. شْأ َيْر َ
ن َي َ عَلُم ِبُكْم ِإ ْقال :و قولهَ :رّبُكْم َأ ْ
__________________________________________________
-1تفسير القّمي .20 :2
-2تفسير القّمي .21 :2
-3تفسير العّياشي .89 /296 :2
-4تفسير القّمي .21 :2
) (1يس .79 -78 :36
) (2في »س« :بحملهم ،و في المصدر :و يحّثهم.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص541 :
-[2] /6403ابن شهر آشوب :عن أبي معاوية الضرير ،عن العمش ،عن أبي صالح ،في قوله تعالىَ :و َلَقْد
ض قال :فضل ال محمدا )صلى ال عليه و آله( بالعلم و العقل على جميع الرسل ،و على َبْع ٍ
ن َ
ض الّنِبّيي َ
ضْلنا َبْع َ
َف ّ
فضل علي بن أبي طالب )عليه السلم( على جميع الصديقين بالعلم و العقل.
قوله تعالى:
طورًا ][58 سُ ب َم ْ ك ِفي اْلِكتا ِ ن ذِل َ شِديدًا كا َ عذابًا َ ل َيْوِم اْلِقياَمِة َأْو ُمَعّذُبوها َ ن ُمْهِلُكوها َقْب َ حُل َن ْ
ن َقْرَيٍة ِإ ّن ِم ْ َو ِإ ْ
ل َيْوِم اْلِقياَمِة َأْو ُمَعّذُبوها ن ُمْهلُِكوها أي أهلها َقْب َ حُ ل َن ْ
ن َقْرَيٍة ِإ ّن ِم ْ
-[3] /6404علي بن إبراهيم ،قال :قولهَ :و ِإ ْ
طورًا أي مكتوبا. ب َمسْ ُ ك ِفي اْلِكتا ِ ن ذِل َ شِديدًا يعني بالخسف و الموت و الهلك كا َ عذابًا َ َ
حُ
ن ن َقْرَيٍة ِإلّ َن ْ ن ِم ْ -[4] /6405ابن بابويه :مرسل ،عن الصادق )عليه السلم( أنه سئل عن قوله تعالىَ :و ِإ ْ
شِديدًا قال» :هو الفناء بالموت«. عذابًا َل َيْوِم اْلِقياَمِة َأْو ُمَعّذُبوها َ ُمْهِلُكوها َقْب َ
ن ُمْهِلُكوها حُ ل َن ْن َقْرَيٍة ِإ ّ ن ِم ْ -[5] /6406العياشي :عن محمد بن مسلم ،قال :سألت أبا جعفر )عليه السلم( َو ِإ ْ
شِديدًا ،قال» :إنما أمة محمد من المم ،فمن مات فقد هلك«. عذابًا َ ل َيْوِم اْلِقياَمِة َأْو ُمَعّذُبوها َ َقْب َ
ل َيْوِمن ُمْهِلُكوها َقْب َ حُ ل َن ْ ن َقْرَيٍة ِإ ّن ِم ْ -[6] /6407عن ابن سنان ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قولهَ :و ِإ ْ
اْلِقياَمِة ،قال» :هو الفناء بالموت أو غيره«.
ل َيْوِم اْلِقياَمِة. ن ُمْهِلُكوها َقْب َ حُ ل َن ْن َقْرَيٍة ِإ ّ
ن ِم ْ -[7] /6408و في رواية اخرى ،عنه )عليه السلم(َ :و ِإ ْ
قال» :بالقتل و الموت أو غيره«.
قوله تعالى:
ن -إلى قوله تعالى- لّوُلو َب ِبَها ا َْ
ن َكّذ َ ل َأ ْت ِإ ّ
ليا ِ ل ِبا ْ
سَ ن ُنْر َِو ما َمَنَعنا َأ ْ
__________________________________________________
-2المناقب .99 :3
-3تفسير القّمي .21 :2
-4من ل يحضره الفقيه .562 /118 :1
-5تفسير العّياشي [.....] .90 /297 :2
-6تفسير العّياشي .91 /297 :2
-7تفسير العّياشي .92 /297 :2
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص542 :
لّوُلو َ
ن ب ِبَها ا َْ ن َكّذ َ ل َأ ْت ِإ ّليا ِ ل ِبا ْ سَن ُنْر ِ خِويفًا ] -[1] /6409 [59و قال علي بن إبراهيم :قولهَ :و ما َمَنَعنا َأ ْ ل َت ِْإ ّ
خِويفًا فعطف على قوله: ل َت ْ ت ِإ ّ
ليا ِ ل ِبا ْ سُظَلُموا ِبها َو ما ُنْر ِ صَرًة َف َنزلت في قريش ،و قولهَ :و آَتْينا َثُموَد الّناَقَة ُمْب ِ
ت.
ليا ِ ل ِبا ْ
سَ ن ُنْر َِو ما َمَنَعنا َأ ْ
ت.ليا ِ ل ِبا ْسَ ن ُنْر ِ -[2] /6410قال :و في رواية أبي الجارود ،عن أبي جعفر )عليه السلم( في قولهَ :و ما َمَنَعنا َأ ْ
قال» :و ذلك أن محمدا )صلى ال عليه و آله( سأله قومه أن يأتيهم بآية ،فنزل جبرئيل )عليه السلم( ،فقال :إن
ن و كنا إذا أرسلنا إلى قرية آية لّوُلو َ ب ِبَها ا َْ ن َكذّ َ ل َأ ْ
ت إلى قومك ِإ ّ ليا ِ ل ِبا ْ
سَن ُنْر ِ ال عز و جل يقولَ :و ما َمَنَعنا َأ ْ
فلم يؤمنوا بها أهلكناهم ،فلذلك أخرنا عن قومك اليات«.
قوله تعالى:
طْغيانًا َكِبيرًا ل ُ خّوُفُهْم َفما َيِزيُدُهْم ِإ ّ ن َو ُن َ جَرَة اْلَمْلُعوَنَة ِفي اْلُقْرآ ِ شَس َو ال ّ ل ِفْتَنًة ِللّنا ِك ِإ ّ
جَعْلَنا الّرْؤَيا اّلِتي َأَرْينا ََو ما َ
][60
جَعْلَنا الّرْؤَيا اّلِتي َأَرْينا َ
ك -[3] /6411العياشي :عن حريز ،عمن سمع ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قالَ :و ما َ
ن يعني بني امية«. جَرَة اْلَمْلُعوَنَة ِفي اْلُقْرآ ِ شَل ِفْتَنًة لهم ليعمهوا فيها َو ال ّ ِإ ّ
-[4] /6412علي بن سعيد ،قال :كنت بمكة فقدم علينا معروف بن خربوذ ،فقال :قال لي أبو عبد ال )عليه
السلم(» :إن عليا )عليه السلم( قال لعمر :يا أبا حفص ،أل أخبرك بما نزل في بني أمية؟ قال :بلى .قال :فإنه
ن فغضب عمر و قال :كذبت ،بنو أمية خير منك ،و أوصل للرحم«. جَرَة اْلَمْلُعوَنَة ِفي اْلُقْرآ ِ شَ نزل فيهم َو ال ّ
جَعْلَنا الّرْؤَيا اّلِتي -[5] /6413عن الحلبي ،عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم ،قالوا :سألناه عن قولهَ :و ما َ
ك.
َأَرْينا َ
قال» :إن رسول ال )صلى ال عليه و آله( رأى أن رجال على المنابر ،يردون الناس ضلل :زريق ،و زفر«.
__________________________________________________
-1تفسير القّمي .21 :2
-2تفسير القّمي .21 :2
-3تفسير العّياشي .93 /297 :2
-4تفسير العّياشي .94 /297 :2
-5تفسير العّياشي .95 /297 :2
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص543 :
ن ،قال» :هم بنو امية«. جَرَة اْلَمْلُعوَنَة ِفي اْلُقْرآ ِشَ و قولهَ :و ال ّ
-[4] /6414و في رواية اخرى ،عنه )عليه السلم(» :أن رسول ال )صلى ال عليه و آله( قد رأى رجال من
نار على منابر من نار ،يردون الناس على أعقابهم القهقرى ،و لسنا نسمي أحدا«.
-[5] /6415و في رواية سلم الجعفي ،عنه )عليه السلم( ،أنه قال» :إنا ل نسمي الرجال بأسمائهم ،و لكن
رسول ال )صلى ال عليه و آله( رأى قوما على منبره يضلون الناس بعده عن الصراط القهقرى«.
-[6] /6416عن القاسم بن سليمان ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :أصبح رسول ال )صلى ال عليه و
آله( يوما حاسرا حزينا ،فقيل له :مالك ،يا رسول ال؟ فقال :إني رأيت الليلة صبيان بني أمية يرقون على منبري
هذا ،فقلت:
يا رب معي؟ فقال :ل ،و لكن بعدك«.
-[7] /6417عن أبي الطفيل ،قال :كنت في مسجد الكوفة فسمعت عليا )عليه السلم( يقول ،و هو على المنبر و
جَرةَ اْلَمْلُعوَنَة ِفي
شَ ناداه ابن الكواء ،و هو في مؤخر المسجد ،فقال :يا أمير المؤمنين ،أخبرني عن قول الَ :و ال ّ
ن ،فقال» :الفجران من قريش ،و من بني امية«. اْلُقْرآ ِ
ك ِإ ّ
ل جَعْلَنا الّرْؤَيا اّلِتي َأَرْينا َ
-[8] /6418عن عبد الرحيم القصير ،عن أبي جعفر )عليه السلم( في قولهَ :و ما َ
س ،قال» :أري رجال من بني تيم و عدي على المنابر يردون الناس عن الصراط القهقرى«. ِفْتَنًة ِللّنا ِ
طْغيانًا َكِبيرًا«. ل ُ خّوُفُهْم َفما َيِزيُدُهْم ِإ ّ
ن؟ قال» :هم بنو أمية ،يقول الَ :و ُن َ جَرَة اْلَمْلُعوَنَة ِفي اْلُقْرآ ِشَقلتَ :و ال ّ
ل ِفْتَنًة
جَعْلَنا الّرْؤَيا اّلِتي َأَرْيناكَ ِإ ّ -[9] /6419عن يونس ،عن عبد الرحمن الشل ،قال :سألته عن قول الَ :و ما َ
س الية. ِللّنا ِ
فقال» :إن رسول ال )صلى ال عليه و آله( نام فرأى أن بني امية يصعدون المنابر ،فكلما صعد منهم رجل رأى
رسول ال )صلى ال عليه و آله( الذلة و المسكنة ،فاستيقظ جزوعا من ذلك ،و كان الذين رآهم اثني عشر رجل
من بني امية ،فأتاه جبرئيل بهذه الية ،ثم قال جبرئيل :إن بني امية ل يملكون شيئا إل ملك أهل البيت ضعفيه«.
-[10] /6420الطبرسي :إن ذلك رؤيا رآها النبي في منامه ،أن قرودا تصعد منبره و تنزل ،فساءه ذلك و اغتم
به .رواه سهل بن سعيد ،عن أبيه ،ثم قال :و هو المروي عن أبي جعفر و أبي عبد ال )عليهما السلم(.
و قالوا على هذا
__________________________________________________
-4تفسير العّياشي .96 /298 :2
-5تفسير العّياشي .97 /298 :2
-6تفسير العّياشي .98 /298 :2
-7تفسير العّياشي .99 /298 :2
-8تفسير العّياشي .100 /298 :2
-9تفسير العّياشي .101 /298 :2
-10مجمع البيان [.....] .654 :6
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص544 :
ن هم » «1بنو امية. جَرَة اْلَمْلُعوَنَة ِفي اْلُقْرآ ِ شَالتأويل :إن ال ّ
-[11] /6421و في )نهج البيان( :جاء في أخبارنا ،عن أبي عبد ال الصادق )عليه السلم(» :أن النبي )صلى
ال عليه و آله( رأى ذات ليلة -و هو بالمدينة -كأن قرودا أربعة عشر قد علوا منبره واحدا بعد واحد ،فلما أصبح
قص رؤياه على أصحابه ،فسألوه عن ذلك .فقال :يصعد منبري هذا بعدي جماعة من قريش ليسوا لذلك أهل«.
قال الصادق )عليه السلم(» :هم بنو أمية«.
-[12] /6422علي بن إبراهيم ،قال :نزلت لما رأى النبي )صلى ال عليه و آله( في نومه كأن قرودا تصعد
منبره ،فساءه ذلك و غمه غما شديدا ،فأنزل ال» :و ما جعلنا الرؤيا التي أريناك إل فتنة للناس » «2ليعمهوا فيها،
و الشجرة الملعونة في القرآن« .كذا نزلت ،و هم بنو امية.
-[13] /6423و من طريق المخالفين ،روى الثعلبي في )تفسيره( :يرفعه إلى الرشيد ،عن سعيد بن المسيب ،في
س الية ،قال :رأى رسول ال )صلى ال عليه و آله( بني ل ِفْتَنًة ِللّنا ِ
ك ِإ ّ
جَعْلَنا الّرْؤَيا اّلِتي َأَرْينا َ
قوله تعالىَ :و ما َ
س بلء للناس. ل ِفْتَنًة ِللّنا ِ
امية على المنابر فساءه ذلك ،فقيل له :إنها الدنيا ]يعطونها[ فسري » «3بها عنه ِإ ّ
-[14] /6424و من )تفسير الثعلبي( أيضا يرفعه إلى سهل بن سعد ،قال :رأى رسول ال )صلى ال عليه و آله(
بني امية ينزون على منبره نزو القردة ،فساءه ذلك ،فما استجمع ضاحكا حتى مات ،فنزلت هذه الية.
-[15] /6425و في كتاب )فضيلة الحسين و حكاية مصيبته و قتله( :يرفعه إلى أبي هريرة ،قال :قال رسول ال
)صلى ال عليه و آله(» :رأيت في النوم بني الحكم أو بني العاص ينزون على منبري كما تنزو القردة« فأصبح
كالمتغيظ ،فما رؤي رسول ال )صلى ال عليه و آله( مستجمعا ضاحكا بعد ذلك حتى مات.
قوله تعالى:
س -إلى قوله تعالى- ل ِإْبِلي َجُدوا ِإ ّ
سَ لَدَم َف َ
جُدوا ِ سُ َو ِإْذ ُقْلنا ِلْلَملِئَكِة ا ْ
__________________________________________________
-11نهج البيان » 170 :2مخطوط«.
-12تفسير القّمي .21 :2
... -13عنه ابن البطريق في العمدة ،942 /452 :الدر المنثور ،310 :5تحفة البرار.188 :
... -14عنه ابن البطريق في العمدة ،943 /453 :و الدر المنثور ،309 :5تحفة البرار.188 :
... -15عنه تحفة البرار.188 :
) (1في المصدر :هي.
) (2في المصدر :لهم.
) (3سّري عنه :تجّلى هّمه و انكشف» .لسان العرب -سرا.«380 :14 -
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص545 :
لْولِد ] -[1] /6426 [64 -61و قال علي بن إبراهيم :ثم حكى ال عز و جل خبر ل َو ا َْ لْموا ِ َو شاِرْكُهْم ِفي ا َْ
ل أي لفسدنهم إل ل َقِلي ًن ُذّرّيَتُه ِإ ّ
حَتِنَك ّ
لْس إلى قوله َ ل ِإْبِلي َ
جُدوا ِإ ّ
سَلَدَم َف َجُدوا ِ سُ إبليس ،فقالَ :و ِإْذ ُقْلنا ِلْلَملِئَكِة ا ْ
قليل ،فقال ال عز و جل:
ت ِمْنُهْم
طْع َسَت َ
نا ْ سَتْفِزْز أي اخدع َم ِ جزاًء َمْوُفورًا و هو محكم َو ا ْ جزاُؤُكْم َ جَهّنَم َن َ ك ِمْنُهْم َفِإ ّ ن َتِبَع َب َفَم ْ
اْذَه ْ
لْولِد قال :ما كان من مال حرام فهو شرك ل َو ا َْ
لْموا ِك َو شاِرْكُهْم ِفي ا َْ جِل َ
ك َو َر ِ خْيِل َ
عَلْيِهْم ِب َ
ب َ جِل ْك َو َأ ْ صْوِت َ
ِب َ
الشيطان ،فإذا اشترى به الماء و نكحهن و ولد له ،فهو شرك » «1الشيطان ،كما » «2تلد » «3منه ،و يكون مع
الرجل إذا جامع ،فيكون الولد من نطفته و نطفة الرجل إذا كان حراما.
و
في حديث آخر :إذا جامع الرجل أهله و لم يسم ،شاركه الشيطان.
-[2] /6427محمد بن يعقوب :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد بن عيسى و عدة من أصحابنا ،عن أحمد
بن أبي عبد ال ،عن القاسم بن يحيى ،عن جده الحسن بن راشد ،عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( »
«4
في معنى :و ل تجعله شرك الشيطان ،قال :قلت :و كيف يكون من شرك الشيطان؟
قال» :إذا ذكر اسم ال تنحى الشيطان ،و إن فعل و لم يسم أدخل ذكره ،و كان العمل منهما جميعا و النطفة
واحدة«.
-[3] /6428و عنه :عن الحسين بن محمد ،عن معلى بن محمد و عدة من أصحابنا ،عن أحمد بن أبي عبد ال
جميعا ،عن الوشاء ،عن موسى بن بكر ،عن أبي بصير ،قال :قال أبو عبد ال )عليه السلم(» :يا أبا محمد ،أي
شيء يقول الرجل منكم إذا دخلت عليه امرأته؟« .قلت :جعلت فداك ،أ يستطيع الرجل أن يقول شيئا؟ فقال» :أل
أعلمك ما تقول؟« قلت :بلى .قال» :تقول :بكلمات ال استحللت فرجها ،و في أمانة ال أخذتها ،اللهم إن قضيت لي
في رحمها شيئا فاجعله بارا تقيا ،و اجعله مسلما سويا ،و ل تجعل فيه شركا للشيطان«.
ل َولْموا ِ قلت :و بأي شيء يعرف ذلك؟ قال له» :أما تقرأ كتاب ال عز و جل ،ثم ابتدأ هوَ :و شاِرْكُهْم ِفي ا َْ
لْولِد فإن الشيطان يجيء حتى يقعد من المرأة كما يقعد الرجل منها ،و يحدث كما يحدث ،و ينكح كما ينكح«. ا َْ
__________________________________________________
-1تفسير القّمي .21 :2
-2الكافي .3 /501 :5
-3الكافي .2 /502 :5
) (1في »س« :شريك.
) (2في »س« :كّلما.
) (3زاد في المصدر :يلزمه[.....] .
سلم(. ) (4في المصدر :عن أبي جعفر )عليه ال ّ
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص546 :
قلت :بأي شيء يعرف ذلك ،قال» :بحبنا و بغضنا ،فمن أحبنا كان من نطفة العبد ،و من أبغضنا كان من نطفة
الشيطان«.
-[4] /6429و عنه :عن عدة من أصحابنا ،عن أحمد بن محمد بن خالد ،عن أبيه ،عن حمزة بن عبد ال ،عن
جميل بن دراج ،عن أبي الوليد ،عن أبي بصير ،قال :قال لي أبو عبد ال )عليه السلم(» :يا أبا محمد ،إذا أتيت
أهلك ،فأي شيء تقول؟« قال :قلت :جعلت فداك ،و أطيق أن أقول شيئا؟ قال» :بلى ،قل :اللهم إني بكلماتك
استحللت فرجها ،و بأمانتك أخذتها ،فإن قضيت في رحمها شيئا فاجعله تقيا زكيا ،و ل تجعل للشيطان فيه شركا«.
قال :قلت :جعلت فداك ،و يكون فيه شرك للشيطان؟ قال» :نعم ،أما تسمع قول ال عز و جلَ :و شاِرْكُهْم ِفي
لْولِد فإن الشيطان يجيء فيقعد كما يقعد الرجل ،و ينزل كما ينزل الرجل«. ل َو ا َْلْموا ِ ا َْ
قال :قلت :بأي شيء يعرف ذلك؟ قال» :بحبنا و بغضنا«.
-[5] /6430الحسين بن سعيد في كتاب )الزهد( :عن عثمان بن عيسى ،عن عمر بن أذينة ،عن سليمان بن
قيس ،قال :سمعت أمير المؤمنين )عليه السلم( يقول» :قال رسول ال )صلى ال عليه و آله( :إن ال حرم الجنة
على كل فحاش بذيء قليل الحياء ،ل يبالي ما قال و ما قيل له ،فإنك إن فتشته لم تجده إل لغية » «1أو شرك
الشيطان.
ل َوفقال رجل :يا رسول ال ،و في الناس شرك شيطان؟ فقال :أما تقرأ قول ال عز و جلَ :و شاِرْكُهْم ِفي الَْْموا ِ
لْولِد.ا َْ
فقيل :و في الناس من ل يبالي ما قال و ما قيل له؟ فقال :نعم ،من تعرض للناس فقال فيهم و هو يعلم أنهم » «2ل
يتركونه ،فذلك الذي ل يبالي ما قال و ما قيل له«.
-[6] /6431العياشي :عن محمد بن مسلم ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :سألته عن شرك الشيطان :قوله:
لْولِد.
ل َو ا َْ
لْموا ِ
َو شاِرْكُهْم ِفي ا َْ
قال» :ما كان من مال حرام فهو شرك » «3الشيطان -قال -و يكون مع الرجل حتى يجامع ،فيكون من نطفته و
نطفة الرجل إذا كان حراما«.
-[7] /6432عن زرارة ،قال :كان يوسف أبو الحجاج صديقا لعلي بن الحسين )عليه السلم( و أنه دخل على
امرأته
__________________________________________________
-4الكافي .5 /503 :5
-5كتاب الزهد.12 /7 :
-6تفسير العّياشي .102 /299 :2
-7تفسير العّياشي .3 /299 :2
) (1يقال :هو لغّية و لغّية :أي لزنية ،و هو نقيض قولك :لرشدة» .لسان العرب -غوي.«142 :15 -
) (2في »س« و »ط« :أّنه.
) (3في المصدر :شريك.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص547 :
فأراد أن يضمها -أعني ام الحجاج -قال :فقالت له » :«1إنما عهدك بذاك الساعة ،قال :فأتى علي بن الحسين
)عليه السلم( فأخبره ،فأمره أن يمسك عنها ،فأمسك عنها ،فولدت بالحجاج ،و هو ابن شيطان ذي الردهة ».«2
-[8] /6433عن عبد الملك بن أعين ،قال :سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول» :إذا زنى الرجل أدخل الشيطان
ذكره ،ثم عمل جميعا ثم تختلط النطفتان ،فيخلق ال منهما ،فيكون شركة الشيطان«.
-[9] /6434عن سليم بن قيس الهللي ،عن أمير المؤمنين )عليه السلم( ،قال» :قال رسول ال )صلى ال عليه
و آله( :إن ال حرم الجنة على كل فاحش بذيء قليل الحياء ،ل يبالي بما قال و ل ما قيل له ،فإنك إن فتشته لم
تجده إل لغية أو شرك الشيطان.
لْولِد«. ل َو ا َْ
لْموا ِ
قيل :يا رسول ال ،و في الناس شرك الشيطان؟ فقال :أو ما تقرأ قول الَ :و شاِرْكُهْم ِفي ا َْ
-[10] /6435عن يونس ،عن أبي الربيع الشامي ،قال :كنت عنده ليلة ،فذكر شرك الشيطان فعظمه حتى
أفزعني ،فقلت :جعلت فداك ،فما المخرج منها ،و ما نصنع؟
قال» :إذا أردت المجامعة فقل :بسم ال الرحمن الرحيم ،الذي ل إله إل هو ،بديع السماوات و الرض ،اللهم إن
قضيت شيئا خلقته في هذه الليلة » ،«3فل تجعل للشيطان فيه نصيبا ،و ل شركا ،و ل حظا ،و اجعله عبدا صالحا
خالصا مخلصا مصيبا » «4و ذريته ،جل ثناؤك«.
ل َو -[11] /6436عن سليمان بن خالد ،قال :قلت لبي عبد ال )عليه السلم( :ما قول الَ :و شاِرْكُهْم ِفي الَْْموا ِ
لْولِد؟ قال :فقال» :قل في ذلك قول :أعوذ بال السميع العليم من الشيطان الرجيم«. ا َْ
-[12] /6437عن العلء بن رزين ،عن محمد ،عن أحدهما )عليهما السلم( ،قال» :شرك الشيطان ،ما كان من
مال حرام فهو من شركه » ،«5و يكون مع الرجل حين يجامع ،فتكون نطفته من نطفته إذا كان حراما -قال -فإن
كلتيهما جميعا تختلطان -و قال -ربما خلق من واحدة ،و ربما خلق منهما جميعا«.
__________________________________________________
-8تفسير العّياشي .104 /299 :2
-9تفسير العّياشي .105 /299 :2
-10تفسير العّياشي .106 /300 :2
-11تفسير العّياشي .107 /300 :2
-12تفسير العّياشي .108 /300 :2
) (1في »ط« :فقالت لي .و زاد في المصدر :أليس[.....] .
ن شيطان الّردهة ) (2الّردهة :الّنقرة في الجبل يستنقع فيها الماء و قيل :قّلة الرابية» .النهاية «216 :2و قيل :إ ّ
ل إبليس ،و قيل :هو عفريت مارد يتصّور في صورة حّية و يكون على أحد البالسة المردة من أعوان عدو ا ّ
الّردهة» .شرح ابن أبي الحديد .«184 :13
) (3في المصدر :الّلهم إن قصدت تصب مّني في هذه الليلة خليفة.
) (4في المصدر :مصفّيا ،و في نور الثقلين :300 /185 :3مصغيا.
) (5في »ط« :شركة الشيطان.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص548 :
-[13] /6438صفوان الجمال ،قال :كنت عند أبي عبد ال )عليه السلم( فاستأذن عيسى بن منصور عليه ،فقال
له:
»ما لك و لفلن ،يا عيسى ،أما إنه ما يحبك » «!«1فقال :بأبي و امي ،يقول قولنا ،و هو يتولى من نتولى .فقال:
»إن فيه نخوة إبليس«.
ن »«2؟ فقال أبو عبد ال )عليه السلم(: طي ٍن ِ خَلْقَتُه ِم ْ
ن ناٍر َو َ خَلْقَتِني ِم ْفقال :بأبي و امي ،أليس يقول إبليسَ :
لْولِد فالشيطان يباضع ابن آدم هكذا« و قرن بين إصبعيه. ل َو ا َْلْموا ِ »أليس ال يقولَ :و شاِرْكُهْم ِفي ا َْ
-[14] /6439عن زرارة ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :سمعته يقول» :كان الحجاج ابن شيطان يباضع ذي
الردهة« » .«3ثم قال» :إن يوسف دخل على ام الحجاج ،فأراد أن يصيبها ،فقالت :أليس إنما عهدك » «4بذلك
الساعة؟
فأمسك عنها ،فولدت الحجاج«.
قوله تعالى:
ل ][65 ك َوِكي ً ن َو َكفى ِبَرّب َ سْلطا ٌعَلْيِهْم ُ
ك َس َل َ
عباِدي َلْي َ
ن ِ
ِإ ّ
-[1] /6440العياشي :عن جعفر بن محمد الخزاعي ،عن أبيه ،قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يذكر في
حديث غدير خم» :أنه لما قال النبي )صلى ال عليه و آله( لعلي )عليه السلم( ما قال ،و أقامه للناس ،صرخ
إبليس صرخة ،فاجتمعت له العفاريت ،فقالوا :يا سيدنا ،ما هذه الصرخة؟ فقال :ويلكم ،يومكم كيوم عيسى -و ال-
لضلن فيه الخلق«.
ن » -«5قال -فصرخ إبليس ن اْلُمْؤِمِني َ
ل َفِريقًا ِم َ ظّنُه َفاّتَبُعوُه ِإ ّس َ عَلْيِهْم ِإْبِلي ُق َصّد َ
قال» :فنزل القرآنَ :و َلَقْد َ
صرخة فرجعت إليه العفاريت ،فقالوا :يا سيدنا ،ما هذه الصرخة الخرى؟ فقال :ويحكم ،حكى ال -و ال -كلمي
ن ثم رفع رأسه إلى السماء ،ثم ن اْلُمْؤِمِني َ
ل َفِريقًا مِ َظّنُه َفاّتَبُعوُه ِإ ّ س َ عَلْيِهْم ِإْبِلي ُق َصّد َ
قرآنا ،و أنزل عليهَ :و َلَقْد َ
قال :و عزتك و جللك للحقن الفريق بالجميع«.
ن -قال-
سْلطا ٌعَلْيِهْم ُ
ك َ
س َل َ
عباِدي َلْي َ ن ِ حيِم ِإ ّن الّر ِ حم ِل الّر ْ سِم ا ِّقال» :فقال النبي )صلى ال عليه و آله(ِ :ب ْ
__________________________________________________
-13تفسير العّياشي .109 /300 :2
-14تفسير العّياشي .110 /301 :2
-1تفسير العّياشي .111 /301 :2
ب.
) (1في »ط« :ما يح ّ
) (2العراف ،12 :7سورة ص .76 :38
) (3يباضع :يجامع ،و ذو الّردهة نعت أو عطف بيان للشيطان ،إن لم يكن في الكلم تصحيف» .بحار النوار
.«256 :63
) (4في »ط« :عهدتك.
) (5سبأ .20 :34
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص549 :
فصرخ إبليس صرخة ،فرجعت إليه العفاريت ،فقالوا :يا سيدنا ،ما هذه الصرخة الثالثة؟ قال :و ال ،من أصحاب
علي ،و لكن و عزتك و جللك -يا رب -لزينن لهم المعاصي حتى ابغضهم إليك«.
قال :فقال أبو عبد ال )عليه السلم(» :و الذي بعث بالحق محمدا ،للعفاريت و البالسة على المؤمن أكثر من
الزنابير على اللحم ،و المؤمن أشد من الجبل ،و الجبل تدنو إليه » «1بالفأس فتنحت منه ،و المؤمن ل يستقل عن
دينه«.
ل ،قال:
ك َوِكي ً
ن َو َكفى ِبَرّب َ
سْلطا ٌ
عَلْيِهْم ُ
ك َ
عباِدي َلْيسَ َل َ
ن ِ
-[2] /6441عن عبد الرحمن بن سالم ،في قول الِ :إ ّ
نزلت في علي بن أبي طالب )عليه السلم( ،و نحن نرجو أن تجري لمن أحب ال من عباده المسلمين.
قوله تعالى:
عَلْينا ِبِه َتِبيعًا ]-[3] /6442 [69 -66 جُدوا َلكُْم َ حِر -إلى قوله تعالىُ -ثّم ل َت ِ ك ِفي اْلَب ْجي َلُكُم اْلُفْل َ َرّبُكُم اّلِذي ُيْز ِ
ن ِبُكْمضِلِه ِإّنُه كا َن َف ْحِر إي السفن في البحر ِلَتْبَتُغوا ِم ْ ك ِفي اْلَب ْ جي َلُكُم اْلُفْل َ علي بن إبراهيم :ثم قالَ :رّبُكُم اّلِذي ُيْز ِ
جاُكْم ِإَلى اْلَبّر
ل ِإّياُه أي بطل من تدعون غير ال َفَلّما َن ّ ن ِإ ّعو َ ن َتْد ُل َم ْ ضّ حِر َ ضّر ِفي اْلَب ْ سُكُم ال ّ حيمًا َو ِإذا َم ّ َر ِ
صبًا أي عَلْيُكْم حا ِل َ سَ ب اْلَبّر َأْو ُيْر ِف ِبُكْم جاِن َ س َ خِ ن َي ْ
ن َكُفورًا ثم أرهبهم ،فقالَ :أ َفَأِمْنُتْم َأ ْ لْنسا ُ ن ا ِْ
ضُتْم َو كا َ عَر ْ َأ ْ
صفًا ِم َ
ن عَلْيُكْم قا ِل َ سَ خرى أي مرة اخرى َفُيْر ِ ن ُيِعيَدُكْم ِفيِه تاَرًة ُأ ْ ل َأْم َأِمْنُتْم َأ ْ
جُدوا َلُكْم َوِكي ً عذابا و هلكا ُثّم ل َت ِ
عَلْينا ِبِه َتِبيعًا.
جُدوا َلُكْم َ ح أي تجيء من كل جانب َفُيْغِرَقُكْم ِبما َكَفْرُتْم ُثّم ل َت ِ الّري ِ
ح قال» :هي ن الّري ِ صفًا ِم َ -[4] /6443قال :و في رواية أبي الجارود ،عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله :قا ِ
العاصف« و قولهَ :تِبيعًا يقول :وكيل ،و يقال :كفيل ،و يقال :ثائرا.
قوله تعالى:
حِر َو َرَزْقناُهْم ِم َ
ن حَمْلناُهْم ِفي اْلَبّر َو اْلَب ْ َو َلَقْد َكّرْمنا َبِني آَدَم َو َ
__________________________________________________
-2تفسير العّياشي .112 /301 :2
-3تفسير القّمي [.....] .22 :2
-4تفسير القّمي .22 :2
) (1في »ط« :تواليه.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص550 :
ل ][70 ضي ً خَلْقنا َتْف ِ ن َ على َكِثيٍر ِمّم ْ ضْلناُهْم َ ت َو َف ّ طّيبا ِال ّ
-[1] /6444علي بن إبراهيم ،قال :حدثنا جعفر بن أحمد ،قال :حدثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم ،قال :حدثنا
محمد بن علي ،عن محمد بن الفضيل ،عن أبي حمزة الثمالي ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال» :إن ال ل يكرم
روح كافر ،و لكن يكرم أرواح المؤمنين ،و إنما كرامة النفس و الدم بالروح ،و الرزق الطيب هو العلم«.
-[2] /6445الشيخ في )أماليه( قال :أخبرنا جماعة ،عن أبي المفضل ،قال :حدثنا علي بن محمد بن الحسن ابن
كاس القاضي النخعي بالرملة » ،«1قال :حدثني جدي سليم بن إبراهيم بن عبيد المحاربي ،قال :حدثنا نصر بن
مزاحم المنقري ،قال :حدثنا إبراهيم بن الزبرقان ،عن أبي خالد ،عن زيد بن علي ،عن أبيه )عليه السلم( ،في
قوله تعالىَ :و َلَقْد َكّرْمنا َبِني آَدَم.
حِر يقول» :على الرطب و اليابس«. حَمْلناُهْم ِفي اْلَبّر َو اْلَب ْ يقول» :فضلنا بني آدم على سائر الخلق«َ .و َ
ضْلناُهْم يقول» :ليس من دابة و ل طائر إل هي تأكل ت يقول» :من طيبات الثمار كلها« َو َف ّ طّيبا ِ ن ال َّو َرَزْقناُهْم ِم َ
و تشرب بفيها ،ل ترفع بيدها إلى فيها طعاما و ل شرابا غير ابن آدم ،فإنه يرفع إلى فيه بيده طعامه ،فهذا من
التفضيل«.
-[3] /6446و عنه ،قال :أخبرنا جماعة ،عن أبي المفضل ،قال :حدثنا عبد ال بن محمد بن العبد العزيز
البغوي ،قال :حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني ،قال :حدثنا حجاج بن تميم ،قال :حدثنا ميمون بن مهران ،عن
حِر َو َرَزْقناُهْم ِم َ
ن ابن عباس )رحمه ال( ،في قوله عز و جلَ :و َلَقْد َكّرْمنا َبِني آَدَم َو حََمْلناُهْم ِفي اْلَبّر َو اْلَب ْ
ل.ضي ً خَلْقنا َتْف ِ ن َ على َكِثيٍر ِمّم ْ ضْلناُهْم َ ت َو َف ّ طّيبا ِال ّ
قال :ليس من دابة إل و هي تأكل بفيها إل ابن آدم فإنه يأكل بيده.
-[4] /6447و عنه ،قال :أخبرنا جماعة ،عن أبي المفضل ،قال :حدثنا أحمد بن الحسن بن هارون بن سليمان
الصباحي ،قال :حدثنا يحيى بن السري الضرير ،قال :حدثنا محمد بن خازم » «2أبو معاوية الضرير ،قال:
حَمْلناُهْم دخلت على هارون الرشيد -و كانت بين يديه المائدة -فسألني عن تفسير هذه اليةَ :و َلَقْد َكّرْمنا َبِني آَدَم َو َ
ت الية. طّيبا ِ ن ال ّ حِر َو َرَزْقناُهْم ِم َ ِفي اْلَبّر َو اْلَب ْ
__________________________________________________
-1تفسير القّمي .22 :1
-2المالي .103 :2
-3المالي .103 :2
-4المالي .104 :2
) (1الّرملة :مدينة بفلسطين» .معجم البلدان .«69 :3
) (2في المصدر :محّمد بن مزاحم ،و في »س ،ط« :محّمد بن حازم ،تصحيف ،صوابه ما في المتن ،راجع
تقريب التهذيب .157 :2
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص551 :
فقلت :يا أمير المؤمنين ،قد تأولها جدك عبد ال بن العباس ،أخبرني الحجاج بن إبراهيم الخوزي » ،«1عن
حِر َو َرَزْقناُهْم ِم َ
ن حَمْلناُهْم ِفي اْلَبّر َو اْلَب ْ ميمون بن مهران ،عن ابن عباس ،في هذه اليةَ :و َلَقْد َكّرْمنا َبِني آَدَم َو َ
ت قال :كل دابة تأكل بفيها إل ابن آدم فإنه يأكل بالصابع. طّيبا ِال ّ
قال أبو معاوية :فبلغني أنه رمى بملعقة كانت بيده من فضة و تناول من الطعام بإصبعه.
خَلْقنا
ن َ
على َكِثيٍر ِمّم ْ ضْلناُهْم َ
-[5] /6448العياشي :عن جابر ،عن أبي جعفر )عليه السلم( ،في قوله تعالىَ :و َف ّ
ل ،قال» :خلق كل شيء منكبا غير النسان ،خلق منتصبا«. ضي ً َتْف ِ
قوله تعالى:
ل ][71 ن َفِتي ً
ظَلُمو َ
س ِبِإماِمِهْم -إلى قوله تعالىِ -كتاَبُهْم َو ل ُي ْ ل ُأنا ٍ عوا ُك ّ
َيْوَم َنْد ُ
-[1] /6449علي بن إبراهيم ،قال :أخبرنا أحمد بن إدريس ،قال :حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ،عن الحسين
بن سعيد ،عن حماد بن عيسى ،عن ربعي بن عبد ال ،عن الفضيل بن يسار ،عن أبي جعفر )عليه السلم( ،في
س ِبِإماِمِهْم.
ل ُأنا ٍ
عوا ُك ّ
قوله تعالىَ :يْوَم َنْد ُ
قال» :يجيء رسول ال )صلى ال عليه و آله( في قومه » ،«2و علي )عليه السلم( في قومه ،و الحسن في
قومه ،و الحسين في قومه ،و كل من مات بين ظهراني قوم جاءوا معه«.
-[2] /6450محمد بن يعقوب :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن الحسن بن محبوب ،عن
عوا ُكلّ ُأنا ٍ
س عبد ال بن غالب ،عن جابر ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :قال» :لما نزلت هذه الية َيْوَم َنْد ُ
ِبِإماِمِهْم قال المسلمون :يا رسول ال ،أ لست إمام الناس كلهم أجمعين؟ -قال -فقال رسول ال )صلى ال عليه و
آله( :أنا رسول ال إلى الناس أجمعين ،و لكن سيكون من بعدي أئمة على الناس من ال من أهل بيتي ،يقومون في
الناس فيكذبون ،و يظلمهم أئمة الكفر و الضلل و أشياعهم ،فمن والهم و اتبعهم و صدقهم فهو مني و معي و
سيلقاني ،أل و من ظلمهم و كذبهم فليس مني و ل معي ،و أنا منه بريء«.
محمد بن الحسن الصفار :عن أحمد بن محمد ،عن الحسن بن محبوب ،عن عبد ال بن غالب ،عن جابر،
__________________________________________________
-5تفسير العّياشي .113 /302 :2
) (1الجزري.
و رواه أيضا أحمد بن محمد بن خالد البرقي ،عن ابن محبوب ،عن عبد ال بن غالب ،عن جابر بن يزيد الجعفي،
عن أبي جعفر )عليه السلم( ».«2
-[3] /6451أحمد بن محمد بن خالد البرقي :عن أبيه ،عن النضر بن سويد ،عن ابن مسكان ،عن يعقوب بن
س ِبِإماِمِهْم؟ فقال» :يدعو كل قرن من هذه المة
ل ُأنا ٍ
عوا ُك ّ
شعيب ،قال :قلت لبي عبد ال )عليه السلم(َ :يْوَم َنْد ُ
بإمامهم«.
قلت :فيجيء رسول ال )صلى ال عليه و آله( في قرنه ،و علي )عليه السلم( في قرنه ،و الحسن )عليه السلم(
في قرنه ،و الحسين )عليه السلم( في قرنه ،و كل إمام في قرنه الذي هلك بين أظهرهم؟ قال» :نعم«.
-[4] /6452ابن بابويه ،قال :حدثنا أبو الحسن محمد بن علي بن الشاه الفقيه المروروذي بمروالروذ » .«3في
داره ،قال :حدثنا أبو بكر محمد بن عبد ال النيسابوري ،قال :حدثنا أبو القاسم عبد ال بن أحمد بن عامر بن
سليمان الطائي بالبصرة ،قال :حدثني أبي في سنة ستين و مائتين ،قال :حدثني علي بن موسى الرضا )عليه
السلم( سنة أربع و تسعين و مائة بنيسابور.
و حدثنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم بن بكر الخوزي بنيسابور ،قال :حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن
هارون الخوزي ،قال :حدثنا جعفر بن محمد بن زياد الفقيه الخوزي بنيسابور ،قال :حدثنا أحمد بن عبد ال
الهروي الشيباني ،عن الرضا علي بن موسى الرضا )عليه السلم(.
و حدثنا أبو عبد ال الحسين بن محمد الشناني الرازي العدل ببلخ ،قال :حدثنا علي بن محمد بن مهرويه
القزويني ،عن داود بن سليمان الفراء ،عن علي بن موسى الرضا )عليه السلم( ،قال :حدثني أبي ،عن آبائه ،عن
عوا ُك ّ
ل علي بن أبي طالب )عليه السلم( ،قال :قال رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،في قوله تعالىَ :يْوَم َنْد ُ
س ِبِإماِمِهْم .قال:
ُأنا ٍ
»يدعى كل قوم بإمام زمانهم ،و كتاب ربهم ،و سنة نبيهم«.
-[5] /6453محمد بن يعقوب :عن الحسين بن محمد ،عن معلى بن محمد ،عن محمد بن جمهور » ،«4عن
صفوان بن يحيى ،عن محمد بن مروان ،عن الفضيل بن يسار ،قال :سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول ال
س ِبِإماِمِهْم.
ل ُأنا ٍ عوا ُك ّ تبارك و تعالىَ :يْوَم َنْد ُ
__________________________________________________
-3المحاسن[.....] .44 /144 :
سلم( .61 /32 :2 -4عيون أخبار الّرضا )عليه ال ّ
-5الكافي .2 /303 :1
سلم(. ل )عليه ال ّ ) (1بصائر الدرجات ،1 /53 :و فيه :عن أبي عبد ا ّ
) (2المحاسن.84 /155 :
) (3مرو الّروذ :مدينة قريبة من مرور الشاهجان ،و مرو الشاهجان هي أشهر مدن خراسان» .مراصد الطلع
.«1262 :3
) (4في »ط« :محّمد بن محمود ،و الصواب ما في المتن .انظر معجم رجال الحديث .133 :9
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص553 :
فقال» :يا فضيل ،اعرف إمامك ،فإنك إذا عرفت إمامك لم يضرك تقدم هذا المر أو تأخر ،و من عرف إمامه ثم
مات قبل أن يقوم صاحب هذا المر ،كان بمنزلة من كان قاعدا في عسكره ،ل بل بمنزلة من قعد تحت لوائه«.
قال :و قال بعض أصحابه :بمنزلة من استشهد مع رسول ال )صلى ال عليه و آله(.
-[6] /6454و عنه :عن علي بن إبراهيم ،عن محمد بن عيسى ،عن يونس بن عبد الرحمن ،عن حماد ،عن عبد
العلى ،قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول» :السمع و الطاعة أبواب الخير ،السامع المطيع ل حجة
عليه ،و السامع العاصي ل حجة له ،و إمام المسلمين تمت حجته و احتجاجه يوم يلقى ال عز و جل -ثم قال-
س ِبِإماِمِهْم«.ل ُأنا ٍعوا ُك ّ يقول ال تبارك و تعالىَ :يْوَم َنْد ُ
-[7] /6455و عنه :عن علي بن محمد ،عن سهل بن زياد ،عن محمد بن الحسن بن شمون ،عن عبد ال بن عبد
عوا الرحمن ،عن عبد ال بن القاسم البطل ،عن عبد ال بن سنان ،قال :قلت لبي عبد ال )عليه السلم(َ :يْوَم َنْد ُ
س ِبِإماِمِهْم ،قال» :إمامهم الذي بين أظهرهم ،و هو قائم أهل زمانه«. ل ُأنا ٍ ُك ّ
ل ُأناسٍ عوا ُك ّ -[8] /6456العياشي :عن الفضيل ،قال :سألت أبا جعفر )عليه السلم( عن قول الَ :يْوَم َنْد ُ
ِبِإماِمِهْم ،فقال» :يجيء رسول ال )صلى ال عليه و آله( في قومه ،و علي )عليه السلم( في قومه ،و علي )عليه
السلم( في قومه ،و الحسن )عليه السلم( في قومه ،و الحسين )عليه السلم( في قومه ،و كل من مات بين
ظهراني إمام جاء معه«.
-[9] /6457عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم(» :أنه إذا كان يوم القيامة يدعى كل بإمامه الذي مات
ك َيْقَرُؤ َ
ن ي ِكتاَبُه ِبَيِميِنِه َفُأولِئ َ
ن ُأوِت َ س ِبِإماِمِهْم َفَم ْ
ل ُأنا ٍ عوا ُك ّ
في عصره ،فإن أثبته أعطي كتابه بيمينه لقولهَ :يْوَم َنْد ُ
ل هاُؤُم اْقَرُؤا ِكتاِبَيْه ي ِكتاَبُه ِبَيِميِنِه َفَيُقو ُِكتاَبُهْم و اليمين :إثبات المام لنه كتاب يقرؤه ،إن ال يقولَ :فَأّما َمنْ ُأوِت َ
حساِبَيْه » «1الية ،و الكتاب :المام ،فمن نبذه وراء ظهره كان كما قالَ :فَنَبُذوُه َوراَء ق ِ ت َأّني ُمل ٍ ظَنْن ُِإّني َ
ظّ
ل حِميٍم َو ِ سُموٍم َو َ ل ِفي َ شما ِ ب ال ّ صحا ُ ظُهوِرِهْم » «2و من أنكره كان من أصحاب الشمال الذين قال ال :ما َأ ْ ُ
حُموٍم » «3إلى آخر الية«. ن َي ْ
ِم ْ
ل ُأنا ٍ
س عوا ُك ّ -[10] /6458عن محمد بن مسلم ،عن أحدهما )عليهما السلم( ،قال :سألته عن قولهَ :يْوَم َنْد ُ
ِبِإماِمِهْم ،قال» :من كان يأتمون به في الدنيا ،و يؤتى بالشمس و القمر فيقذفان في جهنم » ،«4و من يعبدهما«.
__________________________________________________
-6الكافي .17 /146 :1
-7الكافي .3 /451 :1
-8تفسير العّياشي .114 /302 :2
-9تفسير العّياشي .115 /302 :2
-10تفسير العّياشي .116 /302 :2و يأتي في الحديث ) (17من تفسير هذه الية.
) (1الحاقة .20 -19 :69
) (2آل عمران .187 :3
) (3الواقعة [.....] .43 -41 :56
) (4في »ط« نسخة بدل :حميم.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص554 :
و عن جعفر بن أحمد ،عن الفضل بن شاذان ،أنه وجد مكتوبا بخط أبيه ،مثله ».«1
-[11] /6459عن أبي بصير ،قال :سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول أمير المؤمنين )عليه السلم(:
»السلم بدأ غريبا ،و سيعود غريبا كما كان ،فطوبى للغرباء«.
فقال» :يا أبا محمد ،يستأنف الداعي منا دعاء جديدا كما دعا إليه رسول ال )صلى ال عليه و آله(« .فأخذت
بفخذه ،فقلت :أشهد أنك إمامي .فقال» :أما أنه سيدعى كل أناس بإمامهم :أصحاب الشمس بالشمس ،و أصحاب
القمر بالقمر ،و أصحاب النار بالنار ،و أصحاب الحجارة بالحجارة«.
-[12] /6460عن عمار الساباطي ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،قال» :ل تترك الرض بغير إمام يحل حلل
س ِبِإماِمِهْم« .ثم قال» :قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(: ل ُأنا ٍ
عوا ُك ّ
ال و يحرم حرامه ،و هو قول الَ :يْوَم َنْد ُ
من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية« فمدوا أعناقهم و فتحوا أعينهم ،فقال أبو عبد ال )عليه السلم(» :ليست
الجاهلية الجهلء«.
فلما خرجنا من عنده ،قال لنا سليمان :هو -و ال -الجاهلية الجهلء ،و لكن لما رآكم مددتم أعناقكم و فتحتم
أعينكم ،قال لكم كذلك.
-[13] /6461عن بشير الدهان ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :أنتم -و ال -على دين ال« ثم تل َيْوَم
س ِبِإماِمِهْم ثم قال» :علي إمامنا ،و رسول ال )صلى ال عليه و آله( إمامنا ،كم من إمام يجيء يوم ل ُأنا ٍ
عوا ُك ّ
َنْد ُ
القيامة يلعن أصحابه و يلعنونه ،و نحن ذرية محمد )صلى ال عليه و آله( و امنا فاطمة )عليها السلم(«.
س ِبِإماِمِهْم قال
ل ُأنا ٍ
عوا ُك ّ
-[14] /6462عن جابر ،عن أبي جعفر )عليه السلم(» :لما نزلت هذه اليةَ :يْوَم َنْد ُ
المسلمون :يا رسول ال ،أ و لست إمام المسلمين أجمعين؟« قال» :فقال :أنا رسول ال إلى الناس أجمعين ،و لكن
سيكون بعدي أئمة على الناس من ال من أهل بيتي ،يقومون في الناس فيكذبون و يظلمون ،أل فمن تولهم فهو
مني و معي و سيلقاني ،أل و من ظلمهم أو أعان على ظلمهم و كذبهم فليس مني و ل معي ،و أنا منه بريء«.
و زاد في رواية اخرى مثله» :و يظلمهم » «2أئمة الكفر و الضلل و أشياعهم«.
-[15] /6463عن عبد العلى ،قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول» :السمع و الطاعة أبواب الجنة،
ل ُأنا ٍ
س عوا ُك ّ السامع المطيع ل حجة عليه ،و إمام المسلمين تمت حجته و احتجاجه يوم يلقى ال ،لقول الَ :يْوَم َنْد ُ
ِبِإماِمِهْم«.
__________________________________________________
-11تفسير العّياشي .118 /303 :2
-12تفسير العّياشي .119 /303 :2
-13تفسير العّياشي .120 /303 :2
-14تفسير العّياشي .121 /204 :2
-15تفسير العّياشي .122 /304 :2
) (1تفسير العّياشي .117 /303 :2
) (2في »ط« :يوم يظلمهم.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص555 :
-[16] /6464عن بشير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :إنه كان يقول» :ما بين أحدكم و بين أن يغتبط إل
ل َو
طيُعوا ا َّ » «1أن تبلغ نفسه هاهنا« .و أشار بإصبعه إلى حنجرته ،قال :ثم تأول بآيات من الكتاب ،فقالَ :أ ِ
ل َفاّتِبُعوِنين ا َّ
حّبو َ ن ُكْنُتْم ُت ِ
ل » «3و ِإ ْ ع ا َّ ل َفَقْد َأطا َ
سو َ
طِع الّر ُن ُي ِ
لْمِر ِمْنُكْم » «2و َم ْ ل َو ُأوِلي ا َْ
سو َ
طيُعوا الّر ُ َأ ِ
س ِبِإماِمِهْم فرسول ال )صلى ال عليه و آله( إمامكم ،و كم من ل ُأنا ٍ عوا ُك ّ
ل » «4قال :ثم قالَ» :يْوَم َنْد ُ حِبْبُكُم ا ُّ
ُي ْ
إمام يوم القيامة يجيء يلعن أصحابه و يلعنونه«.
س ِبِإماِمِهْم.ل ُأنا ٍ عوا ُك ّ -[17] /6465عن محمد ،عن أحدهما )عليهما السلم( ،أنه سئل عن قولهَ :يْوَم َنْد ُ
فقال» :ما كانوا يأتمون به في الدنيا ،و يؤتى بالشمس و القمر فيقذفان في جهنم ،و من كان يعبدهما«.
ل ُأناسٍ ِبِإماِمِهْم، عوا ُك ّ -[18] /6466عن إسماعيل بن همام ،قال :قال الرضا )عليه السلم( ،في قول الَ :يْوَم َنْد ُ
قال» :إذا كان يوم القيامة قال ال :أليس عدل من ربكم أن نولي كل قوم من تولوا؟ قالوا :بلى -قال -:فيقول:
تميزوا فيتميزون«.
-[19] /6467عن محمد بن حمران ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :إن كنتم تريدون أن تكونوا معنا يوم
س ِبِإماِمِهْم«. ل ُأنا ٍعوا ُك ّ القيامة ،ل يلعن بعضكم بعضا ،فاتقوا ال و أطيعوا ،فإن ال يقولَ :يْوَم َنْد ُ
-[20] /6468ابن شهر آشوب :روى الخاص و العام عن الرضا ،عن آبائه )عليهم السلم( عن النبي )صلى ال
عليه و آله( قال» :يدعى كل أناس بإمام زمانهم ،و كتاب ربهم ،و سنة نبيهم«.
-[21] /6469و عن الصادق )عليه السلم(» :أل تحمدون ال أنه إذا كان يوم القيامة يدعى كل قوم إلى من
يتولونه ،و فزعنا إلى رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،و فزعتم أنتم إلينا« ».«5
-[22] /6470عن يوسف القطان في )تفسيره( :عن شعبة ،عن قتادة ،عن سعيد بن جبير ،عن ابن عباس ،في
س ِبِإماِمِهْم.
ل ُأنا ٍ
عوا ُك ّ قوله تعالىَ :يْوَم َنْد ُ
__________________________________________________
-16تفسير العّياشي .123 /304 :2
-17تفسير العّياشي .124 /304 :2و تقّدم في الحديث ) (10من تفسير هذه الية بطريقين.
-18تفسير العّياشي .125 /304 :2
-19تفسير العّياشي .126 /305 :2
-20المناقب .65 :3
-21المناقب [.....] .65 :3
-22المناقب .65 :3
) (1في »ط« :إلى.
) (2النساء .59 :4
) (3النساء .80 :4
) (4آل عمران .31 :3
ب الكعبة« قالها ثلثا. ) (5في المصدر زيادة» :فإلى أين تّرون أن نذهب بكم؟ إلى الجنة و ر ّ
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص556 :
قال :إذا كان يوم القيامة دعا ال عز و جل أئمة الهدى و مصابيح الدجى و أعلم التقى :أمير المؤمنين ،و الحسن،
و الحسين ،ثم يقال لهم :جوزوا على الصراط أنتم و شيعتكم ،و ادخلوا الجنة بغير حساب ثم يدعوا أئمة الفسق ،و
إن -و ال -يزيدا منهم ،فيقال له :خذ بيد شيعتك ،و انطلقوا إلى النار بغير حساب.
-[23] /6471الراوندي في )الخرائج( :عن أبي هاشم ،عن أبي محمد العسكري )عليه السلم( ،و قد سأله عن
ت» خْيرا ِ ق ِباْل َ
صٌد َو ِمْنُهْم ساِب ٌ
سِه َو ِمْنُهْم ُمْقَت ِ
عباِدنا َفِمْنُهْم ظاِلٌم ِلَنْف ِ
ن ِ
طَفْينا ِم ْ
صَ نا ْ ب اّلِذي َ
قوله تعالىُ :ثّم َأْوَرْثَنا اْلِكتا َ
.«1
قال )عليه السلم(» :كلهم من آل محمد )صلى ال عليه و آله( ،و الظالم لنفسه :الذي ل يقر بالمام ،و المقتصد:
العارف بالمام ،و السابق بالخيرات » :«2المام« .فجعلت أفكر في نفسي ]عظم[ ما أعطى ال آل محمد و
بكيت ،فنظر إلي فقال» :المر أعظم مما حدثت به نفسك من عظم شأن آل محمد )صلى ال عليه و آله( ،فاحمد
ال أن جعلك مستمسكا بحبلهم ،تدعى يوم القيامة بهم إذا دعي كل أناس بإمامهم ،إنك لعلى خير«.
-[24] /6472الطبرسي ،بعد ما جمع عدة أقوال في ذلك ،قال :هذه القوال ما رواه الخاص و العام،
عن علي ابن موسى الرضا )عليه السلم( ،بالسانيد الصحيحة :أنه روى عن آبائه )عليهم السلم( عن النبي
)صلى ال عليه و آله( أنه قال فيه» :يدعى كل أناس بإمام زمانهم ،و كتاب ربهم ،و سنة نبيهم«.
-[25] /6473المفيد في )الختصاص( :عن المعلى بن محمد البصري ،عن بسطام بن مرة ،عن إسحاق بن
حسان ،عن الهيثم بن واقد ،عن علي بن الحسن العبدي ،عن سعد بن طريف ،عن الصبغ بن نباتة ،قال :أمرنا
أمير المؤمنين )عليه السلم( بالمسير إلى المدائن من الكوفة ،فسرنا يوم الحد ،و تخلف عمرو بن حريث في
سبعة نفر ،فخرجوا إلى مكان بالحيرة ،يسمى الخورنق » ،«3فقالوا :نتنزه ،فإذا كان يوم الربعاء خرجنا و لحقنا
عليا قبل أن يجمع ،فبينما هم يتغدون إذ خرج عليهم ضب فضربوه » ،«4فأخذه عمرو بن حريث فنصب كفه،
فقال :بايعوا ،هذا أمير المؤمنين فبايعه السبعة و عمرو ثامنهم ،و ارتحلوا ليلة الربعاء ،و نزلوا المدائن يوم
الجمعة ،و أمير المؤمنين )عليه السلم( يخطب ،و لم يفارق بعضهم بعضا ،كانوا جميعا حتى نزلوا على باب
المسجد ،فلما دخلوا ،نظر إليهم أمير المؤمنين )عليه السلم( ،فقال» :يا أيها الناس ،إن رسول ال )صلى ال عليه
عواو آله( أسر إلي ألف حديث ،في كل حديث ألف باب ،في كل باب ألف مفتاح ،و إني سمعت ال يقولَ :يْوَم َنْد ُ
س ِبِإماِمِهْم و إني أقسم ل ُأنا ٍ
ُك ّ
__________________________________________________
-23الخرائج و الجرائح .9 /687 :2
-24مجمع البيان .663 :6
-25الختصاص.283 :
) (1فاطر .32 :35
ل.
) (2زاد في المصدر :بإذن ا ّ
) (3الخورنق :موضع بالكوفة ،و المعروف أّنه القصر الكائن بظهر الحيرة »مراصد الطلع .«489 :1
) (4في المصدر :فصادوه.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص557 :
لكم بال ليبعثن يوم القيامة ثمانية نفر بإمامهم و هو ضب ،و لو شئت أن أسميهم لفعلت« .قال :فلو رأيت عمرو بن
حريث يتنفط » «1مثل السعفة رعبا ».«2
س ِبِإماِمِهْم قال :ذلك يوم القيامة ينادي مناد: ل ُأنا ٍ عوا ُك ّ
-[26] /6474علي بن إبراهيم ،في قولهَ :يْوَم َنْد ُ
ل قال:ن َفِتي ً
ظَلُمو َ
ليقم أبو بكر و شيعته ،و عمر و شيعته ،و عثمان و شيعته ،و علي و شيعته .قال :و قولهَ :و ل ُي ْ
الجلدة التي في ظهر النواة.
قوله تعالى:
ل ][72 سِبي ً
ل َ ضّعمى َو َأ َ خَرِة َأ ْ
لِعمى َفُهَو ِفي ا ْ ن ِفي هِذِه َأ ْ
ن كا َ
َو َم ْ
-[1] /6475محمد بن يعقوب :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن الحسين بن سعيد ،عن القاسم بن
محمد ،عن علي بن أبي حمزة ،عن أبي بصير ،قال :سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول ال عز و جل:
ل ،قال» :ذلك الذي يسوف نفسه الحج -يعني حجة سِبي ً
ل َ ضّعمى َو َأ َ خَرِة َأ ْ
لِعمى َفُهَو ِفي ا ْ ن ِفي هِذِه َأ ْ
ن كا َ
َو َم ْ
السلم -حتى يأتيه الموت«.
-[2] /6476ابن بابويه :عن أبيه ،قال :حدثنا سعد بن عبد ال ،عن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن الحسن بن
ن ِفين كا َ محبوب ،عن العلء بن رزين ،عن محمد بن مسلم ،عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله تعالىَ :و َم ْ
ل ».«3 سِبي ً ل َ ضّ عمى َو َأ َ خَرِة َأ ْ
لِعمى َفُهَو ِفي ا ْهِذِه َأ ْ
قال» :من لم يدله خلق السماوات و الرض ،و اختلف الليل و النهار ،و دوران الفلك ]و الشمس و القمر[ ،و
ل«.
سِبي ً
ل َ
ضّعمى َو َأ َخَرِة َأ ْ
لِاليات العجيبات على أن وراء ذلك أمرا أعظم منه َفُهَو ِفي ا ْ
-[3] /6477و عنه ،قال :حدثنا أبو محمد جعفر بن علي بن أحمد الفقيه القمي اليلقي )رضي ال عنه( ،قال:
__________________________________________________
-26تفسير القّمي [.....] .23 :2
-1الكافي .2 /268 :4
-2التوحيد.6 /455 :
سلم( ،1 /175 :1التوحيد.1 /438 : -3عيون أخبار الّرضا )عليه ال ّ
) (1نفط الرجل :غضب ،و إّنه لينفط غضبا :أي يتحّرك ،مثل ينفت» .لسان العرب -نفط.«416 :7 -
) (2في المصدر :سقط كما تسقط السعفة وجيبا.
ل سبيل. ) (3زاد في المصدر :قال :فهو عّما لم يعاين أعمى و أض ّ
خَرِة
لِعمى َفُهَو ِفي ا ْ ن ِفي هِذهِ َأ ْن كا َ -[5] /6479قال علي بن إبراهيم :قال أبو عبد ال )عليه السلم( أيضاَ :و َم ْ
ل ،قال» :نزلت فيمن يسوف الحج حتى مات و لم يحج » ،«4فعمي عن فريضة من فرائض سِبي ً
ل َ
ضّ عمى َو َأ َ َأ ْ
ال«.
-[6] /6480سعد بن عبد ال :عن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن محمد بن عيسى بن عبيد ،عن علي بن الحكم،
ن ِفي
ن كا َ عن المثنى بن الوليد الحناط ،عن أبي بصير ،عن أحدهما )عليهما السلم( ،في قول ال عز و جلَ :و َم ْ
ل ،قال» :في الرجعة«. سِبي ً
ل َ
ضّعمى َو َأ َ
خَرِة َأ ْلِ
عمى َفُهَو ِفي ا ْ هِذِه َأ ْ
عمى َو خَرِة َأ ْلِعمى َفُهَو ِفي ا ْ ن ِفي هِذِه َأ ْ -[7] /6481العياشي :عن أبي بصير ،قال :سألته عن قول الَ :و َمنْ كا َ
ل .فقال» :ذاك الذي يسوف الحج -يعني حجة السلم -يقول :العام أحج ،العام أحج حتى يجيئه الموت«. سِبي ً
ل َضّ َأ َ
__________________________________________________
-5تفسير القّمي .24 :2
-6مختصر بصائر الدرجات.20 :
-7تفسير العّياشي .127 /305 :2
) (1في »س« و »ط« :و كسف.
) (2في »ط« :و لهدم.
) (3الختصاص.71 :
) (4في المصدر زيادة :فهو أعمى.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص560 :
عن محمد بن الفضيل ،عن أبي الحسن )عليه السلم( ،مثله ».«1
-[8] /6482عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ،عن أبي جعفر )عليه السلم( ،قال» :جاء رجل إلى أبي ،فقال :ابن
عباس يزعم أنه يعلم كل آية نزلت في القرآن في أي يوم نزلت ،و فيمن نزلت ،فقال أبي )عليه السلم( :فسله:
حي ِإ ْ
ن ل ،و فيمن نزلتَ :و ل َيْنَفُعُكْم ُنصْ ِ ل سَِبي ًضّعمى َو َأ َ
خَرِة َأ ْ
لِعمى َفُهَو ِفي ا ْ ن ِفي هِذِه َأ ْن كا َ فيمن نزلتَ :و َم ْ
صِبُروا َو صاِبُروا َو ن آَمُنوا ا ْ
ن ُيْغِوَيُكْم » «2و فيمن نزلت :يا َأّيَها اّلِذي َ ل ُيِريُد َأ ْ
ن ا ُّن كا َ
ح َلُكْم ِإ ْ
صَن َأْن َ
ت َأ ْ
َأَرْد ُ
طوا »«3؟ راِب ُ
فأتاه الرجل ،فغضب و قال :وددت أن الذي أمرك بهذا واجهني به فأسأله ،و لكن سله :مع العرش ،و فيم خلق ،و
كم هو ،و كيف هو؟ فانصرف الرجل إلى أبي ،فقال ما قيل له ،فقال أبي :و هل أجابك في اليات؟ قال :ل.
قال :لكني أجيبك فيها بنور و علم غير المدعى و ل المنتحل ،أما الوليان فنزلتا فيه و في أبيه ،و أما الخرى
فنزلت في أبيه » «4و فينا ،و لم يكن الرباط الذي أمرنا به بعد ،و سيكون من نسلنا المرابط ،و من نسله
المرابط«.
-[9] /6483عن كليب ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،قال :سأله أبو بصير و أنا أسمع ،فقال له :رجل له مائة
ألف ،فقال :العام أحج ،العام أحج فأدركه الموت و لم يحج حجة السلم؟
سِبيلً عمي ل َ ضّ عمى َو َأ َ خَرةِ َأ ْ لِ عمى َفُهَو ِفي ا ْ ن ِفي هِذِه َأ ْ ن كا َ فقال» :يا أبا بصير ،أو ما سمعت قول الَ :و َم ْ
عن فريضة من فرائض ال«.
ن ِفي هِذِه ن كا َ -[10] /6484عن علي بن الحلبي ،عن أبي بصير ،عن أحدهما )عليهما السلم( ،في قول ال َو َم ْ
ل ،فقال» :في الرجعة«. سِبي ًل َ ضّ عمى َو َأ َ خَرِة َأ ْلِ عمى َفُهَو ِفي ا ْ َأ ْ
قوله تعالى:
ل] ل َقِلي ًل -إلى قوله تعالىِ -إ ّ خِلي ًك َ خُذو َ لّت َ
غْيَرُه َو ِإذًا َ عَلْينا َ ي َك ِلَتْفَتِر َ
حْينا ِإَلْي َ
ن اّلِذي َأْو َ عِك َ ن كاُدوا َلَيْفِتُنوَن َ َو ِإ ْ
-[1] /6485 [76 -73محمد بن العباس بن علي بن مروان بن الماهيار ،بالياء بعد الهاء و الراء أخيرا ،أبو عبد
ال البزاز،
__________________________________________________
-8تفسير العّياشي .129 /305 :2
-9تفسير العّياشي .130 /306 :2
-10تفسير العّياشي .131 /306 :2
-1تأويل اليات .20 /284 :1
) (1تفسير العّياشي .128 /305 :2
) (2هود .34 :11
) (3آل عمران [.....] .200 :3
) (4في »ط« نسخة بدل :أبي.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص561 :
بالزاي بعد اللف و قبلها ،المعروف با بن الجحام ،بالجيم المضمومة و الحاء المهملة بعدها ،ثقة ثقة » «1في
أصحابنا ،عين سديد ،كثير الحديث ،له كتاب )ما نزل من القرآن في أهل البيت )عليهم السلم( قال جماعة من
أصحابنا » :«2إنه كتاب لم يصنف مثله في معناه ،و قيل :إنه ألف ورقة »] ،«3
روى المشار إليه )رحمه ال([ عن أحمد بن القاسم )رحمه ال( ،قال :حدثنا أحمد بن محمد السياري ،عن محمد
عِ
ن ك َ ن كاُدوا َلَيْفِتُنوَن َ بن خالد البرقي ،عن ابن الفضيل ،عن أبي حمزة ،عن أبي جعفر )عليه السلم( ،قالَ» :و ِإ ْ
ك في علي بن أبي طالب )عليه السلم(«. حْينا ِإَلْي َاّلِذي َأْو َ
-[2] /6486و عنه ،قال :حدثنا محمد بن همام ،عن محمد بن إسماعيل العلوي ،عن عيسى بن داود النجار ،عن
أبي الحسن موسى بن جعفر ،عن أبيه )صلوات ال عليهما( ،قال» :كان القوم قد أرادوا النبي )صلى ال عليه و
آله( ]ليريبوا[ رأيه في علي )عليه السلم( و ليمسك عنه بعض المساك حتى أن بعض نسائه ألححن عليه في
ك في علي حْينا ِإَلْي َ
ن اّلِذي َأْو َ عِك َ ن كاُدوا َلَيْفِتُنوَن َ ذلك ،فكاد يركن إليهم بعض الركون ،فأنزل ال عز و جلَ :و ِإ ْ
ل«. شْيئًا َقِلي ً
ن ِإَلْيِهْم َت َتْرَك ُ ك َلَقْد ِكْد َ ن َثّبْتنا َ
ل َو َلْو ل َأ ْ خِلي ً ك َ خُذو َ لّت َ
غْيَرُه َو ِإذًا َ عَلْينا َ ي َ ِلَتْفَتِر َ
قال محمد بن العباس » :«4رسول ال )صلى ال عليه و آله( معصوم ،و لكن هذا تخويف لمته لئل يركن أحد
من المؤمنين إلى أحد من المشركين.
غْيَرُه قال: عَلْينا َي َ ك ِلَتْفَتِر َ
حْينا ِإَلْي َ
ن اّلِذي َأْو َ عِ ك َ ن كاُدوا َلَيْفِتُنوَن َ -[3] /6487علي بن إبراهيم ،قال :قولهَ :و ِإ ْ
ك َلَقْد
ن َثّبْتنا َ
ل أي صديقا لو أقمت غيره .ثم قالَ :و َلْو ل َأ ْ خِلي ً ك َ خُذو َ لّت َيعني أمير المؤمنين )عليه السلم(َ :و ِإذًا َ
ت من يوم الموت إلى أن تقوم الساعة .ثم قال: ف اْلَمما ِ ضْع َ حياِة َو ِ ف اْل َضْع َ ك ِ لَذْقنا َ
ل ِإذًا َ شْيئًا َقِلي ً
ن ِإَلْيِهْم َ ت َتْرَك ُِكْد َ
ل حتى قتلوا ببدر. ل َقِلي ً
ك ِإ ّ خلَف َ ن ِ ض يعني أهل مكة َو ِإذًا ل َيْلَبُثو َ لْر ِ ن ا َْ ك ِم َسَتِفّزوَن َن كاُدوا َلَي ْ َو ِإ ْ
-[4] /6488ابن بابويه ،قال :حدثنا تميم بن عبد ال بن تميم القرشي )رضي ال عنه( ،قال :حدثني أبي ،عن
حمدان بن سليمان النيسابوري ،عن علي بن محمد بن الجهم ،عن أبي الحسن الرضا )عليه السلم( ،مما سأله
ت َلُهْم ».«5 ك ِلَم َأِذْن َعْن َل َعَفا ا ُّ المأمون ،فقال له :أخبرني عن قول ال عز و جلَ :
__________________________________________________
-2تأويل اليات .21 /284 :1
-3تفسير القّمي .24 :2
سلم( .1 /202 :1 -4عيون أخبار الّرضا )عليه ال ّ
) (1في »ط« :ثقة ،عين.
) (2في »س« :قال أحمد بن المسّيب.
ل( ،في كتابه] ،الرجال [1415 /175 :عن اسمه و نسبه ) (3في المصدر زيادة :و قال الحسن بن داود )رحمه ا ّ
مثل ما ذكر أول ،ثّم قال :إّنه ثقة ثقة عين كثير الحديث سديده .هذا كتابه المذكور لم أقف عليه كّله بل نصفه ،من
هذه الية إلى آخر القرآن.
ل عنه(. ) (4في المصدر :قال ابن عباس )رضي ا ّ
) (5التوبة .43 :9
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص562 :
قال الرضا )عليه السلم(» :هذا مما نزل بإياك أعني و اسمعي يا جارة خاطب ال عز و جل بذلك نبيه )صلى ال
ن » «1و قوله سِري َ ن اْلخا ِ ن ِم َك َو َلَتُكوَن ّ عَمُل َن َ طّ حَب َ
ت َلَي ْ
شَرْك َ ن َأ ْ
عليه و آله( و أراد به أمته ،و كذلك قوله تعالىَ :لِئ ْ
ل« .قال :صدقت ،يا بن رسول ال. شْيئًا َقِلي ً
ن ِإَلْيِهْم َت َتْرَك ُ ك َلَقْد ِكْد َ ن َثّبْتنا َتعالىَ :و َلْو ل َأ ْ
-[5] /6489العياشي :عن أبي يعقوب ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :سألته عن قول الَ :و َلْو ل َأ ْ
ن
ل.
شْيئًا َقِلي ً
ن ِإَلْيِهْم َت َتْرَك ُ ك َلَقْد ِكْد ََثّبْتنا َ
قال» :لما كان يوم الفتح أخرج رسول ال )صلى ال عليه و آله( أصناما من المسجد ،و كان منها صنم على
المروة ،فطلبت إليه قريش أن يتركه ،و كان مستحيا فهم بتركه ثم أمر بكسره ،فنزلت هذه الية«.
-[6] /6490عن عبد ال بن عثمان البجلي ،عن رجل :أن النبي )صلى ال عليه و آله( اجتمع عنده رؤساؤهم »
«2فتكلموا في علي )عليه السلم( ،و كان من النبي )صلى ال عليه و آله( أن يلين لهم » «3في بعض القول،
صيرًا ثم عَلْينا َن ِ ك َ جُد َل َ
ت ُثّم ل َت ِ ف اْلَمما ِ ضْع َ حياِة َو ِ ف اْل َضْع َ ك ِ لَذْقنا َ ل ِإذًا َ شْيئًا َقِلي ً
ن ِإَلْيِهْم َت َتْرَك ُ فأنزل ال َلَقْد ِكْد َ
ل تجد بعدك مثل علي )عليه السلم( وليا.
قوله تعالى:
ل ][77 حِوي ً سّنِتنا َت ْجُد ِل ُ
سِلنا َو ل َت ِ ن ُر ُ ك ِم ْ سْلنا َقْبَل َن َقْد َأْر َسّنَة َم ْ
ُ
-[1] /6491العياشي :عن بعض أصحابنا ،عن أحدهما )عليهما السلم( ،قال» :إن ال قضى الختلف على
خلقه ،و كان أمرا قد قضاه في علمه كما قضى على المم من قبلكم ،و هي السنن و المثال تجري على الناس،
فجرت علينا كما جرت على المم من قبلنا ،و قول ال حق ،قال ال تبارك و تعالى لمحمد )صلى ال عليه و آله(:
جَدن َت ِن َفَل ْ
لّوِلي َت ا َْ سّن َ
ل ُ ن ِإ ّ
ظُرو َ ل َيْن ُل » ،«4و قالَ :فَه ْ حِوي ً سّنِتنا َت ْجُد ِل ُ
سِلنا َو ل َت ِ ن ُر ُ ك ِم ْ سْلنا َقْبَل َن َقْد َأْر َسّنَة َم ْ
ُ
ظُروا ل َفاْنَت ِ
ن َقْبِلِهْم ُق ْ
خَلْوا ِم ْ
ن َ ل َأّياِم اّلِذي َ
ل ِمْث َن ِإ ّ
ظُرو َ ل َيْنَت ِل ،و قالَ :فَه ْ حِوي ً ل َت ْت ا ِّسّن ِجَد ِل ُن َت ِل َو َل ْ ل َتْبِدي ًت ا ِّسّن ِِل ُ
ل ».«6 ق ا ِّ خْل ِ
ل ِل َن » «5و قال :ل َتْبِدي َ ظِري َ ن اْلُمْنَت ِ
ِإّني َمَعُكْم ِم َ
__________________________________________________
-5تفسير العّياشي .132 /306 :2
-6تفسير العّياشي .133 /306 :2
-1تفسير العّياشي .134 /306 :2
) (1الزمر .65 :39
) (2في »ط« نسخة بدل :اجتمعا عنده و ابنتيهما[.....] .
) (3في »س« و المصدر :لهما.
) (4فاطر .43 :35
) (5يونس .102 :10
) (6الروم .30 :30
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص563 :
و قد قضى ال على موسى )عليه السلم( و هو مع قومه يريهم اليات و العبر » ،«1ثم مروا على قوم يعبدون
ن » «2و استخلف موسى هارون )عليهما جَهُلو َل ِإّنُكْم َقْوٌم َت ْ ل َلنا ِإلهًا َكما َلُهْم آِلَهٌة قا َ جَع ْ سى ا ْ أصناما قاُلوا يا ُمو َ
خواٌر َفقاُلوا هذا ِإلُهُكْم َو ِإلُه ُموسى » «3و تركوا هارون ،فقال :يا َقْوِم ِإّنما ُفِتْنُتْم سدًا َلُه ُ جَ ل َ جً عْ السلم( فنصبوا ِ
جَع ِإَلْينا ُموسى » «4فضرب حّتى َيْر ِ ن َ عَلْيِه عاِكِفي َ ح َ ن َنْبَر َ طيُعوا َأْمِري قاُلوا َل ْ ن َفاّتِبُعوِني َو َأ ِ حم ُ ن َرّبُكُم الّر ْ ِبِه َو ِإ ّ
لكم أمثالهم ،و بين لكم كيف صنع بهم«.
و قال» :إن نبي ال )صلى ال عليه و آله( لم يقبض حتى أعلم الناس أمر علي )عليه السلم( ،فقال :من كنت
موله فعلي موله .و قال :إنه مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه ل نبي بعدي .و كان صاحب راية رسول ال
)صلى ال عليه و آله( في المواطن كلها ،و كان معه في المسجد يدخله على كل حال ،و كان أول الناس إيمانا به،
فلما قبض نبي ال )صلى ال عليه و آله( كان الذي كان ،لما قد قضي من الختلف ،و عمد عمر فبايع أبا بكر و
لم يدفن رسول ال )صلى ال عليه و آله( بعد ،فلما رأى ذلك علي )عليه السلم( ،و رأى الناس قد بايعوا أبا بكر
خشي أن يفتتن الناس ففرغ إلى كتاب ال و أخذ بجمعه في مصحف ،فأرسل أبو بكر إليه أن تعال فبايع ،فقال علي
)عليه السلم( :ل أخرج حتى أجمع القرآن فأرسل إليه مرة اخرى ،فقال :ل أخرج حتى أفرغ ،فأرسل إليه الثالثة
عمر رجل يقال له » :«5قنفذ ،فقامت فاطمة بنت رسول ال )صلوات ال عليهما( تحول بينه و بين علي )عليه
السلم( فضربها ،فانطلق قنفذ و ليس معه علي )عليه السلم( ،فخشي أن يجمع علي )عليه السلم( الناس ،فأمر
بحطب فجعل الحطب حوالي » «6بيته ،ثم انطلق عمر بنار ،فأراد أن يحرق على علي )عليه السلم( بيته و على
فاطمة و الحسن و الحسين )صلوات ال عليهم( ،فلما رأى علي )عليه السلم( ذلك خرج فبايع كارها غير طائع«.
سِلنا.ن ُر ُك ِم ْسْلنا َقْبَل َ
ن َقْد َأْر َ
سّنَة َم ْ
-[2] /6492عن أبي العباس :عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول الُ :
قال» :هي سنة محمد )صلى ال عليه و آله( و من كان قبله من الرسل ،و هو السلم«.
قوله تعالى:
شُهودًا ][78 ن َم ْجِر كا َ
ن اْلَف ْ
ن ُقْرآ َ
جِر ِإ ّ
ن اْلَف ْ
ل َو ُقْرآ َ
ق الّلْي ِسِ غَس ِإلى َشْم ِك ال ّ
صلَة ِلُدُلو ِ
َأِقِم ال ّ
__________________________________________________
-2تفسير العّياشي .135 /308 :2
) (1في »ط« :و المثل ،و في المصدر :و النذر.
) (2العراف .138 :7
) (3طه .88 :20
) (4طه .91 -90 :20
) (5في المصدر :ابن عّم له يقال.
) (6في المصدر :الحطب على باب.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص564 :
-[1] /6493محمد بن يعقوب :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن حماد بن عيسى و محمد بن يحيى ،عن أحمد
بن محمد بن عيسى و محمد بن إسماعيل ،عن الفضل بن شاذان جميعا ،عن حماد بن عيسى ،عن حريز ،عن
زرارة ،قال :سألت أبا جعفر )عليه السلم( عما فرض ال عز و جل من الصلة .فقال» :خمس صلوات في الليل
و النهار«.
فقلت :فهل سماهن ال و بينهن في كتابه؟ قال» :نعم ،قال ال تبارك و تعالى لنبيه )صلى ال عليه و آله( َأِقِم
ل و دلوكها :زوالها ،ففيما بين دلوك الشمس إلى غسق الليل أربع صلوات، ق الّلْي ِ
سِغَ
س ِإلى َ شْم ِك ال ّ
صلَة ِلُدُلو ِال ّ
جِرن اْلَف ْ
ن ُقْرآ َجِر ِإ ّن اْلَف ْ
سماهن ال و بينهن و وقتهن ،و غسق الليل هو انتصافه ،ثم قال تبارك و تعالىَ :و ُقْرآ َ
شُهودًا«. ن َم ْكا َ
و روى هذا الحديث ابن بابويه في )العلل( قال :حدثنا أبي )رحمه ال( ،قال :حدثنا سعد بن عبد ال ،عن أحمد بن
محمد بن عيسى ،عن علي بن حديد و عبد الرحمن بن أبي نجران ،عن حماد بن عيسى ،عن حريز بن عبد ال
السجستاني ،عن زرارة بن أعين ،قال :سئل أبو جعفر) ،عليه السلم( و ذكر الحديث ».«1
و رواه أيضا في )الفقيه( :بإسناده عن زرارة ،قال :قيل لبي جعفر )عليه السلم( ،و ذكر الحديث ».«2
-[2] /6494و عنه :عن علي بن إبراهيم ،عن محمد بن عيسى ،عن يونس ،عن يزيد بن خليفة ،قال :قلت لبي
عبد ال )عليه السلم( :إن عمر بن حنظلة أتانا عنك بوقت .فقال أبو عبد ال )عليه السلم(» :إذن ل يكذب
علينا«.
قلت :ذكر أنك قلت» :إن أول صلة افترضها ال على نبيه )صلى ال عليه و آله( الظهر ،و هو قول ال عز و
س فإذا زالت الشمس ل يمنعك إل سبحتك ،ثم ل تزال في وقت إلى أن يصير الظل شْم ِ
ك ال ّ
صلَة ِلُدُلو ِ
جلَ :أِقِم ال ّ
قامة ،و هو آخر الوقت ،فإذا صار الظل قامة دخل وقت العصر ،فلم تزل في وقت العصر حتى يصير الظل
قامتين ،و ذلك المساء«.
فقال» :صدق«.
-[3] /6495و عنه :بإسناده عن ابن محبوب ،عن هشام بن سالم ،عن أبي حمزة ،عن سعيد بن المسيب ،قال:
سألت علي بن الحسين )عليه السلم( :ابن كم كان علي بن أبي طالب )عليه السلم( يوم أسلم؟
فقال» :أو كان كافرا قط ،إنما كان لعلي )عليه السلم( يوم بعث ال عز و جل رسول ال )صلى ال عليه و آله(
عشر سنين،
__________________________________________________
-1الكافي .1 /271 :3
-2الكافي .1 /275 :3
-3الكافي [.....] .536 /338 :8
) (1علل الشرائع.1 /354 :
) (2من ل يحضره الفقيه .600 /124 :1
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص565 :
و لم يكن يومئذ كافرا ،و لقد آمن بال تبارك و تعالى و برسوله )صلى ال عليه و آله( ،و سبق الناس كلهم إلى
اليمان بال و برسوله )صلى ال عليه و آله( ،و إلى الصلة بثلث سنين.
و كانت أول صلة صلها مع رسول ال )صلى ال عليه و آله( الظهر ركعتين ،و كذلك فرضها ال تبارك و
تعالى على من أسلم بمكة ركعتين ركعتين و كان رسول ال )صلى ال عليه و آله( يصليها بمكة ركعتين ،و
يصليها علي )عليه السلم( معه بمكة ركعتين ،مدة عشر سنين ،حتى هاجر رسول ال )صلى ال عليه و آله( إلى
المدينة ،و خلف عليا )عليه السلم( في امور لم يكن يقوم بها » «1أحد غيره.
و كان خروج رسول ال )صلى ال عليه و آله( من مكة » «2في أول يوم من ربيع الول ،و ذلك يوم الخميس
من سنة ثلث عشرة من المبعث ،و قدم المدينة لثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الول مع زوال الشمس،
فنزل بقبا » «3فصلى الظهر ركعتين و العصر ركعتين ،ثم لم يزل مقيما ينتظر عليا )عليه السلم( يصلي الخمس
صلوات ركعتين ركعتين ،و كان نازل على بني عمرو بن عوف ،فأقام عندهم بضعة عشر يوما ،يقولون له :أ
تقيم عندنا فنتخذ لك منزل و مسجدا؟ فيقول :ل ،إني أنتظر قدوم علي بن أبي طالب ،و قد أمرته أن يلحقني ،و ما
أنا بمقيم حتى يلحقني ،و لست مستوطنا منزل حتى يقدم علي ،و ما أسرعه! إن شاء ال ،فقدم علي )عليه
السلم( ،و النبي )صلى ال عليه و آله( في بيت عمرو بن عوف ،فنزل معه ،ثم إن رسول ال )صلى ال عليه و
آله( لما قدم عليه علي )عليه السلم( تحول من قبال إلى بني سالم بن عوف ،و علي )عليه السلم( معه يوم
الجمعة مع طلوع الشمس ،فخط لهم مسجدا ،و نصب قبلته ،فصلى بهم فيه الجمعة ركعتين ،و خطب خطبتين.
ثم راح من يومه إلى المدينة على ناقته التي كان قدم عليها ،و علي )عليه السلم( معه ل يفارقه ،يمشي بمشيه ،و
ليس يمر رسول ال )صلى ال عليه و آله( ببطن من بطون النصار إل قاموا إليه يسألونه أن ينزل عليهم ،فيقول
لهم :خلوا سبيل الناقة فإنها مأمورة فانطلقت به و رسول ال )صلى ال عليه و آله( واضع لها زمامها حتى انتهت
إلى الموضع الذي ترى -و أشار بيده إلى باب مسجد رسول ال )صلى ال عليه و آله( الذي يصلى عنده بالجنائز-
فوقفت عنده و بركت ،و وضعت جرانها » «4على الرض ،فنزل رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،و أقبل أبو
أيوب مبادرا حتى احتمل رحله فأدخله منزله ،و دخل » «5رسول ال )صلى ال عليه و آله( و علي )عليه
السلم( معه حتى بني له مسجده ،و بنيت له مساكنه و منزل علي )عليه السلم( ،فتحول إلى منازلهما« .فقال
سعيد بن المسيب لعلي بن الحسين )عليه السلم( :جعلت فداك ،كان أبو بكر مع رسول ال )صلى ال عليه و آله(
حين أقبل إلى المدينة ،فأين فارقه؟
__________________________________________________
) (1في »ط« :يقدر لها.
) (2في »ط« :يوم خرج مهاجرا.
) (3قبا ،بالضم :قرية قرب المدينة ،و أصله اسم بئر عرفت القرية بها ،و هي مساكن بني عمرو بن عوف من
النصار ،تقع على ميلين من المدينة على يسار القاصد إلى مّكة ،و فيها مسجد التقوى» .مراصد الطلع :3
.«1061
) (4جران البعير :مقّدم عنقه من مذبحه إلى منحره» .الصحاح -جرن.«2091 :5 -
) (5في المصدر :و نزل.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص566 :
فقال» :إن أبا بكر لما قدم رسول ال )صلى ال عليه و آله( إلى قبا فنزل بهم ينتظر قدوم علي )عليه السلم( ،فقال
له أبو بكر :انهض بنا إلى المدينة فإن القوم قد فرحوا بقدومك ،و هم ينتظرون إقبالك إليهم ،فانطلق بنا و ل تقم
هاهنا تنتظر قدوم علي ،فما أظنه يقدم عليك إلى شهر .فقال له رسول ال )صلى ال عليه و آله( :كل ،ما أسرعه!
و لست أريم حتى يقدم ابن عمي و أخي في ال عز و جل ،و أحب أهل بيتي إلي ،فقد وقاني بنفسه من
المشركين«.
قال» :فغضب عند ذلك أبو بكر و اشمأز ،و داخله من ذلك حسد لعلي )عليه السلم( ،و كان ذلك أول عداوة بدت
منه لرسول ال )صلى ال عليه و آله( في علي )عليه السلم( » ،«1و أول خلف على رسول ال )صلى ال عليه
و آله( ،فانطلق حتى دخل المدينة ،و تخلف رسول ال )صلى ال عليه و آله( بقبا ينتظر قدوم علي )عليه
السلم(«.
قال :فقلت لعلي بن الحسين )عليه السلم( :متى زوج رسول ال )صلى ال عليه و آله( فاطمة من علي )عليه
السلم(؟
فقال» :في المدينة بعد الهجرة بسنة ،و كان لها يومئذ تسع سنين«.
قال علي بن الحسين )عليه السلم(» :و لم يولد لرسول ال )صلى ال عليه و آله( من خديجة على فطرة السلم
إل فاطمة )عليها السلم( ،و قد كانت خديجة ماتت قبل الهجرة بسنة ،و مات أبو طالب بعد موت خديجة بسنة،
فلما فقدهما رسول ال )صلى ال عليه و آله( سئم المقام بمكة ،و دخله حزن شديد ،و أشفق على نفسه من كفار
قريش ،فشكا إلى جبرئيل )عليه السلم( ذلك ،فأوحى ال عز و جل إليه :اخرج من القرية الظالم أهلها ،و هاجر
إلى المدينة ،فليس لك اليوم بمكة ناصر ،و انصب للمشركين حربا ،فعند ذلك توجه رسول ال )صلى ال عليه و
آله( إلى المدينة«.
فقلت له فمتى فرضت الصلة على المسلمين على ما هو » «2عليه اليوم؟
فقال» :بالمدينة حين ظهرت الدعوة و قوي السلم ،و كتب ال عز و جل على المسلمين الجهاد ،زاد رسول ال
)صلى ال عليه و آله( سبع ركعات :في الظهر ركعتين ،و في العصر ركعتين ،و في المغرب ركعة ،و في
العشاء الخرة ركعتين ،و أقر الفجر على ما فرضت لتعجيل نزول ملئكة النهار من السماء ،و لتعجيل عروج
ملئكة الليل إلى السماء ،و كان ملئكة الليل و ملئكة النهار يشهدون مع رسول ال )صلى ال عليه و آله( صلة
شُهودًا يشهده المسلمون ،و تشهده ملئكة
ن مَ ْ
جِر كا َ
ن اْلَف ْ
ن ُقْرآ َ
جِر ِإ ّ
ن اْلَف ْ
الفجر ،فلذلك قال ال عز و جلَ :و ُقْرآ َ
النهار و ملئكة الليل«.
ابن بابويه ،قال :حدثني أبي )رحمه ال( ،قال :حدثنا سعد بن عبد ال ،عن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن الحسن
بن محبوب ،قال :حدثنا هشام بن سالم ،عن أبي حمزة ،عن سعيد بن المسيب ،قال :سألت علي بن الحسين )عليه
السلم( ،فقلت له :متى فرضت الصلة على المسلمين على ما هو اليوم عليه؟
قال :فقال» :بالمدينة ،حين ظهرت الدعوة و قوى السلم« الحديث إلى آخر ما تقدم في آخر الحديث السابق »
.«3
__________________________________________________
ي.
) (1في »ط« :و عل ّ
) (2في المصدر :هم.
) (3علل الشرائع.1 /324 :
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص567 :
-[4] /6496الشيخ في )التهذيب( :بإسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ،عن
شْم ِ
س صلةَ ِلُدُلوكِ ال ّ
الضحاك بن يزيد ،عن عبيد بن زرارة ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله تعالىَ :أِقِم ال ّ
ل.
ق الّلْي ِ
سِغَ
ِإلى َ
قال» :إن ال تعالى افترض أربع صلوات :أول وقتها من زوال الشمس إلى انتصاف الليل ،منها صلتان ،أول
وقتهما عند » «1زوال الشمس إلى غروب الشمس«.
-[5] /6497و عنه :بإسناده عن أحمد بن محمد ،عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ،عن عبد الرحمن بن سالم،
عن إسحاق بن عمار ،قال :قلت لبي عبد ال )عليه السلم( :أخبرني عن أفضل المواقيت في صلة الفجر؟
شُهودًا يعني صلة » «2الفجر ،تشهده ملئكة ن َم ْ
جِر كا َ
ن اْلَف ْ
ن ُقْرآ َ
قال» :مع طلوع الفجر ،إن ال تعالى يقولِ :إ ّ
الليل و ملئكة النهار ،فإذا صلى العبد صلة الصبح مع طلوع الفجر أثبتت له مرتين تثبته ملئكة الليل ،و ملئكة
النهار«.
و رواه ابن بابويه في )العلل( :قال :حدثنا أبي ،قال :حدثنا سعد بن عبد ال ،عن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن
أحمد بن محمد بن أبي نصر ،و ساق الحديث إلى آخره بالسند و المتن ».«3
و رواه الكليني :عن علي بن محمد ،عن سهل بن زياد ،عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ،و ساق الحديث بعينه »
.«4
-[6] /6498الشيخ في )مجالسه( :بإسناده عن رزيق ،قال :كان أبو عبد ال )عليه السلم( يصلي الغداة بغلس »
جِر كا َ
ن ن اْلفَ ْ
ن ُقْرآ َ
جِر ِإ ّ
ن اْلَف ْ
«5عند طلوع الفجر الصادق ،أول ما يبدوا قبل أن يستعرض ،و كان يقولَ» :و ُقْرآ َ
شُهودًا إن ملئكة الليل تصعد و ملئكة النهار تنزل عند طلوع الفجر ،فأنا أحب أن تشهد ملئكة الليل و ملئكة َم ْ
النهار صلتي«.
قال :و كان يصلي المغرب عند سقوط القرص قبل أن تظهر النجوم.
-[7] /6499العياشي :عن زرارة ،عن أبي جعفر )عليه السلم( » «6قال :سألته عما فرض ال من الصلوات؟
قال:
__________________________________________________
-4التهذيب .72 /25 :2
-5التهذيب .116 /37 :2
-6المالي .306 :2
-7تفسير العّياشي [.....] .136 /308 :2
) (1في المصدر :من عند.
) (2في »ط« :يعني قرآن.
) (3علل الشرائع.1 /336 :
) (4الكافي .2 /282 :3
) (5الغلس :ظلمة آخر الليل» .الصحاح -غلس.«956 :3 -
سلم(. ل )عليه ال ّ ) (6في »ط« :عن أبي عبد ا ّ
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص568 :
»خمس صلوات في الليل و النهار«.
قلت :سماهن ال ،و بينهن في كتابه لنبيه )صلى ال عليه و آله(؟ قال» :نعم ،قال ال لنبيه )صلى ال عليه و آله(:
ل و دلوكها :زوالها ،فيما بين دلوك الشمس إلى غسق الليل أربع صلوات، ق الّلْي ِ
سِغَ س ِإلى َ شْم ِ ك ال ّ
صلَة ِلُدُلو ِ َأِقِم ال ّ
شُهودًا هذه ن َم ْجِر كا َ ن اْلَف ْ
ن ُقْرآ َ
جِر ِإ ّ
ن اْلفَ ْ
سماهن و بينهن و وقتهن ،و غسق الليل :انتصافه ،و قالَ :و ُقْرآ َ
الخامسة«.
س ِإلىشْم ِ ك ال ّ
صلَة ِلُدُلو ِ -[8] /6500عن زرارة ،قال :سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن هذه اليةَ :أِقِم ال ّ
ل.
ق الّلْي ِسِغَ َ
ل إلى انتصاف الليل ،فرض ال فيما بينهما أربع ق الّلْي ِسِغَ قال» :دلوك الشمس :زوالها عند كبد السماءِ ،إلى َ
شُهودًا -قال- ن َم ْجِر كا َ ن اْلَف ْ
ن ُقْرآ َ جِر يعني القراءة ِإ ّ ن اْلَف ْصلوات :الظهر ،و العصر ،و المغرب ،و العشاء َو ُقْرآ َ
يجتمع في صلة الغداة حرس الليل و النهار من الملئكة -قال -و إذا زالت الشمس فقد دخل وقت الصلتين ،ليس
ن اْلَفجِْر قال» :ركعتا الفجر ،وضعهن رسول ال نفل » «1إل السبحة » «2التي جرت بها السنة أمامها«َ .و ُقْرآ َ
)صلى ال عليه و آله( و وقتهن للناس«.
س قال» :زوالها ِإلى شْم ِ ك ال ّصلةَ ِلُدُلو ِ -[9] /6501عن زرارة ،عن أبي جعفر )عليه السلم( في قول الَ :أِقِم ال ّ
ل إلى نصف الليل ،و ذلك أربع صلوات ،وضعهن رسول ال )صلى ال عليه و آله( و وقتهن للناس َو ق الّلْي ِسِغَ َ
جِر صلة الغداة«. ن اْلَف ْ
ُقْرآ َ
-[10] /6502عن محمد الحلبي ،عن أحدهما )عليهما السلم(» :و غسق الليل نصفها بل زوالها ،و أفرد الغداة،
شُهودًا فركعتا الفجر يحضرهما ملئكة الليل و ملئكة النهار«. ن َم ْجِر كا َ ن اْلَف ْ
ن ُقْرآ َ جِر ِإ ّ
ن اْلَف ْ
و قالَ :و ُقْرآ َ
-[11] /6503عن سعيد العرج ،قال :دخلت على أبي عبد ال )عليه السلم( و هو مغضب و عنده نفر من
أصحابنا ،و هو يقول» :تصلون قبل أن تزول الشمس؟« قال :و هم سكوت ،قال :فقلت :أصلحك ال ،ما نصلي
صلَة حتى يؤذن مؤذن مكة ،قال» :فل بأس ،أما أنه إذا أذن فقد زالت الشمس« .ثم قال» :إن ال يقولَ :أِقِم ال ّ
ل فقد دخلت أربع صلوات فيما بين هذين الوقتين ،و أفرد صلة الفجر ،قالَ :و ُقْرآ َ
ن ق الّلْي ِ سِ غَ س ِإلى َ شْم ِ ك ال ّ ِلُدُلو ِ
شُهودًا فمن صلى قبل أن تزول الشمس فل صلة له«. ن َم ْ جِر كا َ ن اْلَف ْ
ن ُقْرآ َ جِر ِإ ّ
اْلَف ْ
__________________________________________________
-8تفسير العّياشي .137 /308 :2
-9تفسير العّياشي .138 /309 :2
-10تفسير العّياشي .139 /309 :2
-11تفسير العّياشي .140 /309 :2
) (1في المصدر :يعمل.
) (2السبحة :النافلة» .مجمع البحرين -سبح.«370 :2 -
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص569 :
-[12] /6504عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم ،عن أبي جعفر و أبي عبد ال )عليهما السلم( عن قول
ال:
ل.
ق الّلْي ِ
سِغَ س ِإلى َ شْم ِ ك ال ّ
صلَة ِلُدُلو ِ َأِقِم ال ّ
قال» :جمعت الصلوات كلهن ،و دلوك الشمس :زوالها ،و غسق الليل :انتصافه« .و قال» :إنه ينادي مناد من
جِر قال: ن اْلَف ْ
السماء كل ليلة إذا انتصف الليل :من رقد عن صلة العشاء إلى هذه الساعة فل نامت عيناه َو ُقْرآ َ
شُهودًا قال» :تحضره ملئكة الليل و ملئكة النهار«. ن َم ْ
»صلة الصبح« .و أما قوله :كا َ
-[13] /6505عن سعيد بن المسيب ،عن علي بن الحسين )عليه السلم( قال :قلت له :متى فرضت الصلة على
المسلمين على ما هم اليوم عليه؟
قال» :بالمدينة ،حين ظهرت الدعوة و قوي السلم ،و كتب ال على المسلمين الجهاد ،زاد في الصلوات رسول
ال )صلى ال عليه و آله( سبع ركعات :في الظهر ركعتين ،و في العصر ركعتين ،و في المغرب ركعة ،و في
العشاء ركعتين ،و أقر الفجر على ما فرضت عليه بمكة لتعجيل نزول ملئكة النهار إلى الرض ،و تعجيل
عروج ملئكة الليل إلى السماء ،فكان ملئكة الليل و ملئكة النهار يشهدون مع رسول ال )صلى ال عليه و آله(
الفجر ،فلذلك قال ال:
شُهودًا يشهده المسلمون و يشهده ملئكة الليل و ملئكة النهار«. ن َم ْ
جِر كا َ ن اْلَف ْ
ن ُقْرآ َجِر ِإ ّن اْلَف َْو ُقْرآ َ
شْمسِ ِإلى
ك ال ّ
صلَة ِلُدُلو ِ
-[14] /6506عن عبيد بن زرارة ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول الَ :أِقِم ال ّ
ل.
ق الّلْي ِ
سِ غََ
قال» :إن ال افترض أربع صلوات ،أول وقتها من زوال الشمس إلى انتصاف الليل ،منها صلتان أول وقتهما
من عند زوال الشمس إلى غروبها ،إل أن هذه قبل هذه ،و منها صلتان أول وقتهما من غروب الشمس إلى
انتصاف الليل ،إل أن هذه قبل هذه«.
-[15] /6507عن أبي هاشم الخادم ،عن أبي الحسن الماضي )عليه السلم( قال» :ما بين غروب الشمس إلى
سقوط القرص غسق«.
قوله تعالى:
حُمودًا ][79
ك َمقامًا َم ْ
ك َرّب َ
ن َيْبَعَث َ
عسى َأ ْ
ك َ
جْد ِبِه ناِفَلًة َل َ
ل َفَتَه ّ
ن الّلْي ِ
َو ِم َ
__________________________________________________
-12تفسير العّياشي .141 /309 :2
-13تفسير العّياشي [.....] .142 /309 :2
-14تفسير العّياشي .143 /310 :2
-15تفسير العّياشي .144 /310 :2
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص570 :
-[1] /6508علي بن إبراهيم ،قال :صلة الليل ،و قال :سبب النور في القيامة الصلة في جوف الليل.
-[2] /6509ابن بابويه ،قال :حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد )رضي ال عنه( ،قال :حدثنا محمد بن
الحسن الصفار ،عن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن علي بن الحكم ،عن عثمان بن عبد الملك ،عن أبي بكر ،قال:
قال لي أبو جعفر )عليه السلم(» :أ تدري لي شيء وضع التطوع؟« قلت :ل أدري ،جعلت فداك .قال» :إنه
تطوع لكم ،و نافلة للنبياء ،أو تدري لم وضع التطوع؟«] .قلت :ل أدري جعلت فداك .قال» [:لنه إن كان في
الفريضة نقص صبت » «1النافلة على الفريضة حتى تتم ،إن ال عز و جل يقول لنبيه )صلى ال عليه و آله(َ :و
ك«.جْد ِبِه ناِفَلًة َل َل َفَتَه ّ
ن الّلْي ِ
ِم َ
-[3] /6510الشيخ في )أماليه( :قال :أخبرنا جماعة عن أبي المفضل ،قال :حدثنا يحيى بن علي بن عبد الجبار
السدوسي بالسيرجان » ،«2قال :حدثني عمي محمد بن عبد الجبار ،قال :حدثنا حماد بن عيسى ،عن عمر بن
أذينة ،عن عبد الرحمن بن أذينة العبدي ،عن أبيه و أبان مولهم ،عن أنس بن مالك ،قال :رأيت رسول ال )صلى
جْد ِبِه ناِفَلًة
ل َفَتَه ّ
ن الّلْي ِ
ال عليه و آله( يوما مقبل على علي بن أبي طالب )عليه السلم( و هو يتلو هذه الية َو ِم َ
حُمودًا فقال» :يا علي ،إن ربي عز و جل ملكني الشفاعة في أهل التوحيد من ك َمقامًا َم ْك َرّب َ ن َيْبَعَث َ
عسى َأ ْ ك َ َل َ
امتي ،و حظر ذلك على من ناصبك أو ناصب ولدك من بعدك«.
-[4] /6511الشيخ في )التهذيب( :بإسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى ،عن الحسن بن علي بن عبد ال ،عن ابن
فضال ،عن مروان ،عن عمار الساباطي ،قال :كنا جلوسا عند أبي عبد ال )عليه السلم( بمنى ،فقال له رجل:
ما تقول في النوافل؟ فقال» :فريضة« قال :ففزعنا و فزع الرجل ،فقال أبو عبد ال )عليه السلم(» :إنما أعني
ك«. جْد ِبِه ناِفَلًة َل َ
ل َفَتَه ّ
ن الّلْي ِ
صلة الليل على رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،إن ال يقولَ :و ِم َ
-[5] /6512علي بن إبراهيم ،قال :حدثني أبي ،عن الحسن بن محبوب ،عن زرعة ،عن سماعة ،عن أبي عبد
ال )عليه السلم( قال :سألته عن شفاعة النبي )صلى ال عليه و آله( يوم القيامة.
__________________________________________________
-1تفسير القّمي .25 :2
-2علل الشرائع .1 /327 :2
-3المالي .70 :2
-4التهذيب .959 /242 :2
-5تفسير القّمي .25 :2
ب.
) (1في المصدر :نقصان قضيت ،و في »ط« :فص ّ
) (2في »ط« :جرجان ،و سيرجان :مدينة بين كرمان و فارس» .معجم البلدان .«295 :3
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص571 :
فقال» :يلجم الناس يوم القيامة العرق » ،«1فيقولون :انطلقوا بنا إلى آدم ليشفع لنا عند ربنا فيأتون آدم )عليه
السلم( ،فيقولون :يا آدم اشفع لنا عند ربك فيقول :إن لي ذنبا و خطيئة فعليكم بنوح ،فعليكم بنوح ،فيأتون نوحا
)عليه السلم( فيردهم إلى من يليه ،فيردهم كل نبي إلى من يليه حتى ينتهوا إلى عيسى )عليه السلم( ،فيقول:
عليكم بمحمد رسول ال )صلى ال عليه و آله( فيعرضون أنفسهم عليه و يسألونه ،فيقول :انطلقوا فينطلق بهم إلى
باب الجنة ،و يستقبل باب الرحمة » ،«2و يخر ساجدا ،فيمكث ما شاء ال ،فيقول ال :أرفع رأسك ،و اشفع تشفع،
حُمودًا«.
ك َمقامًا َم ْ
ك َرّب َ
ن َيْبَعَث َ
عسى َأ ْ و اسأل تعط و ذلك قولهَ :
-[6] /6513و عنه ،قال :حدثني أبي ،عن محمد بن أبي عمير ،عن معاوية و هشام ،عن أبي عبد ال )عليه
السلم( قال» :قال رسول ال )صلى ال عليه و آله( :لو قد قمت المقام المحمود لشفعت في أبي ،و امي » ،«3و
أخ كان لي في الجاهلية«.
-[7] /6514الشيخ في )أماليه( :عن الفحام ،عن المنصوري ،عن عم أبيه ،قال :حدثني المام علي بن محمد،
بإسناده عن الباقر ،عن جابر ،قال :قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب )عليه السلم(» :سمعت النبي )صلى ال
عليه و آله( يقول :إذا حشر الناس يوم القيامة ناداني مناد :يا رسول ال ،إن ال جل اسمه قد أمكنك من مجازاة
محبيك و محبي أهل بيتك ،الموالين لهم فيك و المعادين لهم فيك ،فكافهم بما شئت فأقول :يا رب ،الجنة فأنادي:
بوئهم منها حيث شئت فذلك المقام المحمود الذي وعدت به«.
-[8] /6515ابن بابويه ،بإسناده عن ابن عباس ،قال :قال رسول ال )صلى ال عليه و آله( لعلي )عليه السلم(:
»يا علي ،شيعتك » «4هم الفائزون يوم القيامة ،فمن أهان واحدا منهم فقد أهانك ،و من أهانك فقد أهانني ،و من
أهانني أدخله ال تعالى نار جهنم خالدا فيها و بئس المصير.
يا علي ،أنت مني ،و أنا منك ،روحك من روحي ،و طينتك من طينتي ،و شيعتك خلقوا من فضل طينتنا ،فمن
أحبهم فقد أحبنا ،و من أبغضهم فقد أبغضنا ،و من عاداهم فقد عادانا ،و من ودهم فقد ودنا.
يا علي ،إن شيعتك مغفور لهم على ما كان فيهم من ذنوب و عيوب .يا علي ،أنا الشفيع لشيعتك غدا إذا قمت المقام
المحمود فبشرهم بذلك.
يا علي ،شيعتك شيعة ال ،و أنصارك أنصار ال ،و أولياؤك أولياء ال ،و حزبك حزب ال .يا علي ،سعد من
__________________________________________________
-6تفسير القّمي .25 :2
-7المالي .304 :1
-8أمالي الصدوق.8 /23 :
) (1أي يصل إلى أفواهم ،فيصير لهم بمنزلة الّلجام ،يمنعهم عن الكلم» .النهاية .«234 :4
) (2في »ط« باب الرحمن[.....] .
ي.
) (3في المصدر زيادة :و عم ّ
) (4في »س« و »ط« :شيعتنا.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص572 :
تولك و شقي من عاداك .يا علي ،لك كنز في الجنة و أنت ذو قرنيها«.
-[9] /6516العياشي :عن خيثمة الجعفي ،قال :كنت عند جعفر بن محمد )عليهما السلم( ،أنا و مفضل بن عمر
ليل ليس عنده أحد غيرنا ،فقال له مفضل الجعفي :جعلت فداك ،حدثنا حديثا نسر به .قال» :نعم ،إذا كان يوم
القيامة حشر ال الخلئق في صعيد واحد حفاة عراة غرل ».««1
قال :فقلت :جعلت فداك ،ما الغرل؟ قال :فقال» :كما خلقوا أول مرة ،فيقفون حتى يلجمهم العرق ،فيقولون:
ليت ال يحكم بيننا و لو إلى النار ،يرون أن في النار راحة فيما هم فيه ،ثم يأتون آدم )عليه السلم( ،فيقولون :أنت
أبونا و أنت نبي ،فسل ربك يحكم بيننا و لو إلى النار ،فيقول آدم :لست بصاحبكم ،خلقني ربي بيده ،و حملني على
عرشه ،و أسجد لي ملئكته ،ثم أمرني فعصيت ،و لكني أدلكم على ابني الصديق الذي مكث في قومه ألف سنة
إل خمسين عاما يدعوهم ،كلما كذبوا اشتد تصديقه ،نوح -قال -فيأتون نوحا )عليه السلم( فيقولون :سل ربك
يحكم بيننا و لو إلى النار .قال :فيقول :لست بصاحبكم ،إني قلت :إن ابني من أهلي و لكني أدلكم إلى من اتخذه ال
خليل في دار الدنيا ،ائتوا إبراهيم -قال -فيأتون إبراهيم )عليه السلم( فيقول :لست بصاحبكم ،إني قلت :إني سقيم
و لكني أدلكم على من كلمه ال تكليما ،موسى -قال -فيأتون موسى )عليه السلم( فيقولون له ،فيقول لست:
بصاحبكم ،إني قتلت نفسا ،و لكني أدلكم على من كان يخلق بإذن ال ،و يبرئ الكمه و البرص بإذن ال ،عيسى
فيأتونه ،فيقول:
لست بصاحبكم ،و لكني أدلكم على من بشرتكم به في دار الدنيا ،أحمد«.
ثم قال أبو عبد ال )عليه السلم(» :ما من نبي ولد من آدم إلى محمد )صلوات ال عليهم( إل و هم تحت لواء
محمد )صلى ال عليه و آله( .قال :فيأتونه ،ثم قال :فيقولون :يا محمد ،سل ربك يحكم بيننا و لو إلى النار -قال-
فيقول:
نعم ،أنا صاحبكم فيأتي دار الرحمن و هي عدن ،و إن بابها سعته » «2ما بين المشرق و المغرب ،فيحرك حلقة
من الحلق ،فيقال :من هذا؟ و هو أعلم به ،فيقول :أنا محمد فيقال :افتحوا له قال :فيفتح لي » «3قال :فإذا نظرت
إلى ربي مجدته تمجيدا لم يمجده أحد كان قبلي ،و ل يمجده أحد كان بعدي ،ثم أخر ساجدا ،فيقول :يا محمد ،ارفع
رأسك ،و قل يسمع قولك ،و اشفع تشفع ،و سل تعط قال :فإذا رفعت رأسي و نظرت إلى ربي مجدته تمجيدا
أفضل من الول ،ثم أخر ساجدا ،فيقول :ارفع رأسك ،و قل يسمع قولك ،و اشفع تشفع ،و سل تعط فإذا رفعت
رأسي و نظرت إلى ربي » «4مجدته تمجيدا أفضل من الول و الثاني ،ثم أخر ساجدا ،فيقول :ارفع رأسك ،و قل
يسمع قولك ،و اشفع تشفع ،و سل تعط فإذا رفعت رأسي أقول :رب احكم بين عبادك و لو إلى النار فيقول :نعم ،يا
محمد.
__________________________________________________
-9تفسير العّياشي .145 /310 :2
) (1الغرل :جمع الغرل ،و هو القلف» .النهاية .«362 :3
) (2في المصدر زيادة :بعد.
) (3في »ط« :له.
ل عليه و آله( :نظرت إلى رّبي ،أي إلى عرشه ،أو إلى ) (4قال المجلسي في بحار النوار :47 :8قوله )صلى ا ّ
كرامته ،أو إلى نور من أنوار عظمته.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص573 :
قال :ثم يؤتى بناقة من ياقوت أحمر ،و زمامها زبرجد أخضر ،حتى أركبها ،ثم آتي المقام المحمود حتى أقف »
«1عليه ،و هو تل من مسك أذفر بحيال العرش ثم يدعى إبراهيم )عليه السلم( فيحمل على مثلها ،فيجيء حتى
يقف عن يمين رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،ثم يرفع رسول ال )صلى ال عليه و آله( يده فيضرب على
كتف علي بن أبي طالب )عليه السلم( ،ثم قال :ثم تؤتى -و ال -بمثلها فتحمل عليها ،ثم تجيء حتى تقف بيني و
بين أبيك إبراهيم.
ثم يخرج مناد من عند الرحمن فيقول :يا معشر الخلئق ،أليس العدل من ربكم أن يولي كل قوم ما كانوا يتولون
في دار الدنيا؟ فيقولون :بلى ،و أي شيء عدل غيره؟ قال :فيقوم الشيطان الذي أضل فرقة من الناس حتى زعموا
أن عيسى )عليه السلم( هو ال و ابن ال فيتبعونه إلى النار ،و يقوم الشيطان الذي أضل فرقة من الناس حتى
زعموا أن عزيرا ابن ال حتى يتبعونه إلى النار ،فيقوم كل شيطان أضل فرقة فيتبعونه إلى النار حتى تبقى هذه
المة.
ثم يخرج مناد من عند ال فيقول :يا معشر الخلئق ،أليس العدل من ربكم أن يولي كل فريق من كانوا يتولون في
دار الدنيا؟ فيقولون :بلى ،و أي شيء عدل غيره؟ فيقوم شيطان فيتبعه من كان يتوله ،ثم يقوم شيطان فيتبعه من
كان يتوله ،ثم يقوم شيطان ثالث فيتبعه من كان يتوله ،ثم يقوم معاوية فيتبعه من كان يتوله ،و يقوم علي فيتبعه
من كان يتوله ،ثم يقوم يزيد بن معاوية فيتبعه من كان يتوله ،و يقوم الحسن فيتبعه من كان يتوله ،و يقوم
الحسين فيتبعه من كان يتوله ،ثم يقوم مروان بن الحكم و عبد الملك فيتبعهما من كان يتولهما ،ثم يقوم علي بن
الحسين فيتبعه من كان يتوله ،ثم يقوم الوليد بن عبد الملك ،و يقوم محمد بن علي فيتبعهما من كان يتولهما ،ثم
أقوم أنا فيتبعني من كان يتولني ،و كأني بكما معي ،ثم يؤتى بنا فنجلس على عرش ربنا » ،«2و يؤتى بالكتب
فتوضع ،فتشهد على عدونا ،و نشفع لمن كان من شيعتنا مرهقا«.
قال :قلت :جعلت فداك ،فما المرهق؟ قال» :المذنب ،فأما الذين اتقوا من شيعتنا فقد نجاهم ال بمفازتهم ،ل يمسهم
السوء و ل هم يحزنون«.
قال :ثم جاءته جارية له ،فقالت :إن فلن القرشي بالباب ،فقال» :ائذنوا له« ثم قال لنا» :اسكتوا«.
-[10] /6517عن محمد بن حكيم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(:
لو قد قمت المقام المحمود ،شفعت لبي و امي و عمي و أخ كان لي موافيا » «3في الجاهلية«.
-[11] /6518عن عيص بن القاسم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم(» :أن أناسا من بني هاشم أتوا رسول ال
)صلى ال عليه و آله( فسألوه أن يستعملهم على صدقات المواشي ،و قالوا :يكون لنا هذا السهم الذي جعلته
للعاملين
__________________________________________________
-10تفسير العّياشي .146 /313 :2
-11تفسير العّياشي .147 /313 :2
) (1في المصدر :أقضي.
) (2في بحار النوار :47 :8فيجلس على العرش رّبنا .و عّلق عليها بقوله :الجلوس على العرش كناية عن
ظهور الحكم و المر من عند العرش و خلق الكلم هناك.
) (3في »ط« :مواليا.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص574 :
عليها ،فنحن أولى به ،فقال رسول ال )صلى ال عليه و آله( :يا بني عبد المطلب ،إن الصدقة ل تحل لي و ل
لكم ،و لكني وعدت بالشفاعة -ثم قال :و ال ،أشهد أنه قد وعدها -فما ظنكم -يا بني عبد المطلب -إذا أخذت بحلقة
الباب ،أ تروني مؤثرا عليكم غيركم؟
ثم قال :إن الجن و النس يجلسون يوم القيامة في صعيد واحد ،فإذا طال بهم الموقف طلبوا الشفاعة ،فيقولون :إلى
من؟ فيأتون نوحا )عليه السلم( فيسألونه الشفاعة ،فيقول :هيهات ،قد رفعت حاجتي » «1فيقولون إلى من؟
فيقال :إلى إبراهيم فيأتون إبراهيم )عليه السلم( فيسألونه الشفاعة ،فيقول :هيهات ،قد رفعت حاجتي .فيقولون:
إلى من؟ فيقال :ائتوا موسى فيأتونه فيسألونه الشفاعة ،فيقول :هيهات ،قد رفعت حاجتي .فيقولون :إلى من؟ فيقال:
ائتوا عيسى فيأتونه و يسألونه الشفاعة ،فيقول :هيهات ،قد رفعت حاجتي .فيقولون :إلى من؟ فيقال :ائتوا محمدا
فيأتونه فيسألونه الشفاعة ،فيقوم مدل حتى يأتي باب الجنة ،فيأخذ بحلقة الباب ،ثم يقرعه ،فيقال :من هذا؟
فيقول :أحمد .فيرحبون » «2و يفتحون الباب ،فإذا نظر إلى الجنة خر ساجدا يمجد ربه و يعظمه ،فيأتيه ملك،
فيقول:
ارفع رأسك ،و سل تعط ،و اشفع تشفع فيقوم فيرفع رأسه ،و يدخل من باب الجنة ،فيخر ساجدا يمجد ربه و
يعظمه ،فيأتيه ملك ،فيقول :ارفع رأسك ،و سل تعط ،و اشفع تشفع فيقوم ،فيمشي في الجنة ساعة ،ثم يخر ساجدا
يمجد ربه و يعظمه ،فيأتيه ملك ،فيقول :ارفع رأسك ،و سل تعط ،و اشفع تشفع فيقوم ،فما يسأل شيئا إل أعطاه
إياه«.
ك َمقامًا
ك َرّب َ
ن َيْبَعَث َ
عسى َأ ْ
-[12] /6519عن بعض أصحابنا ،عن أحدهما )عليهما السلم( ،قال في قولهَ :
حُمودًا ،قال» :هي الشفاعة«.
َم ْ
-[13] /6520عن صفوان ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،قال» :قال رسول ال )صلى ال عليه و آله( :إني
استوهبت من ربي أربعة :آمنة بنت وهب ،و عبد ال بن عبد المطلب ،و أبا طالب ،و رجل جرت بيني و بينه
أخوة ،فطلب إلي أن أطلب إلى ربي أن يهبه لي«.
-[14] /6521عن عبيد بن زرارة ،قال :سئل أبو عبد ال )عليه السلم( عن المؤمن ،هل له شفاعة؟ قال:
»نعم«.
فقال له رجل من القوم :هل يحتاج المؤمن إلى شفاعة محمد )صلى ال عليه و آله( يومئذ؟ قال» :نعم ،للمؤمنين
خطايا و ذنوب ،و ما من أحد إل و يحتاج إلى شفاعة محمد )صلى ال عليه و آله( يومئذ«.
قال :و سأله رجل عن قول رسول ال )صلى ال عليه و آله(» :أنا سيد ولد آدم و ل فخر« .قال» :نعم ،يأخذ حلقة
باب
__________________________________________________
-12تفسير العّياشي .148 /314 :2
-13تفسير العّياشي [.....] .149 /314 :2
-14تفسير العّياشي .150 /314 :2
) (1قال المجلسي في البحار :48 :8
سلم( قد رفعت حاجتي،قوله )عليه ال ّ
أي إلى غيري ،و الحاصل أّني أيضا استشفع من غيري ،فل أستطيع شفاعتكم ،و يمكن أن يقرأ على بناء
المفعول ،كناية عن رفع الرجاء ،أي رفع عّني طلب الحاجة لما صدر مّني من ترك الولى.
) (2في »ط« :فيجيئون.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص575 :
الجنة فيفتحها ،فيخر ساجدا ،فيقول ال :ارفع رأسك ،اشفع تشفع ،اطلب تعط ،فيرفع رأسه ،ثم يخر ساجدا ،فيقول
ال :ارفع رأسك ،اشفع تشفع ،و اطلب تعط ثم يرفع رأسه ،فيشفع فيشفع ،و يطلب فيعطى«.
ك َرّبكَ َمقامًا
ن َيْبَعَث َ
عسى َأ ْ -[15] /6522عن سماعة بن مهران ،عن أبي إبراهيم )عليه السلم( في قول الَ :
حُمودًا.َم ْ
قال» :يقوم الناس يوم القيامة مقدار أربعين يوما » ،«1و تؤمر الشمس فتركب على رؤوس العباد ،و يلجمهم
العرق ،و تؤمر الرض فل تقبل من عرقهم شيئا ،فيأتون آدم )عليه السلم( فيتشفعون منه ،فيدلهم على نوح
)عليه السلم( ،و يدلهم نوح على إبراهيم ،و يدلهم إبراهيم )عليه السلم( على موسى ،و يدلهم موسى )عليه
السلم( على عيسى )عليه السلم( ،و يدلهم عيسى على محمد )صلى ال عليه و آله( فيقول :عليكم بمحمد خاتم
النبيين فيقول محمد )صلى ال عليه و آله( :أنا لها فينطلق حتى يأتي باب الجنة فيدق ،فيقال له :من هذا؟ -و ال
أعلم -فيقول :محمد .فيقال :افتحوا له ،فإذا فتح الباب استقبل ربه فخر ساجدا ،فل يرفع رأسه حتى يقال له :تكلم،
و سل تعط ،و اشفع تشفع فيرفع رأسه فيستقبل ربه فيخر ساجدا ،فيقال له مثلها ،فيرفع رأسه حتى أنه ليشفع لمن
قد احرق بالنار ،فما أحد من الناس يوم القيامة في جميع المم أوجه من محمد )صلى ال عليه و آله( ،و هو قول
حُمودًا. ك َمقامًا َم ْ ك َرّب َ
ن َيْبَعَث َ
عسى َأ ْ ال تعالىَ :
قوله تعالى:
صيرًا ]-[1] /6523 [80 سْلطانًا َن ِ
ك ُ
ن َلُدْن َ
ل ِلي ِم ْ
جَع ْ
ق َو ا ْصْد ٍ
ج ِ خَر َجِني ُم ْ خِر ْق َو َأ ْصْد ٍل ِخَ خْلِني ُمْد َ
ب َأْد ِ
ل َر َّو ُق ْ
علي بن إبراهيم :فإنها نزلت يوم فتح مكة لما أراد رسول ال )صلى ال عليه و آله( دخولها :أنزل ال:
صيرًا أي :معينا. سْلطانًا َن ِق الية .قال :قولهُ : صْد ٍ
ج ِ خَر َجِني ُم ْ
خِر ْ ق َو َأ ْصْد ٍل ِ خَخْلِني ُمْد َ
ب َأْد ِل يا محمد َر ّ َو ُق ْ
ن َلُدْن َ
ك ل ِلي ِم ْ
جَع ْ -[2] /6524العياشي :عن أبي الجارود ،عن زيد بن علي )عليه السلم( ،في قول ال َو ا ْ
صيرًا قال :السيف. سْلطانًا َن ُِ
ق َول صِْد ٍ خَخْلِني ُمْد َ
ب َأْد ِ
ل َر ّ
-[3] /6525ابن شهر آشوب :من كتاب أبي بكر الشيرازي ،قال ابن عباسَ :و ُق ْ
صْد ٍ
ق ج ِ خَر َجِني ُم ْخِر َْأ ْ
__________________________________________________
-15تفسير العياشي .151 /315 :2
-1تفسير القمي .26 :2
-2تفسير العياشي .152 /315 :2
-3المناقب ،67 :2شواهد التنزيل .479 /348 :1
) (1في المصدر :عاما.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص576 :
صيرًا قال :لقد استجاب ال لنبيه )صلى ال عليه و آله( دعاءه ،فأعطاه سْلطانًا َن ِ ك ُ ن َلُدْن َ
ل ِلي ِم ْ جَع ْ
يعني مكةَ .و ا ْ
علي بن أبي طالب )عليه السلم( سلطانا ينصره على أعدائه.
قوله تعالى:
ن َزُهوقًا ][81ل كا َ طَ ن اْلبا ِل ِإ ّطُق اْلبا ِ ق َو َزَه َ حّل جاَء اْل ََو ُق ْ
-[1] /6526محمد بن يعقوب :عن علي بن محمد ،عن علي بن العباس ،عن الحسن بن عبد الرحمن ،عن عاصم
ل ِإ ّ
ن طُ ق اْلبا ِق َو َزَه َ حّل جاَء اْل َ
بن حميد ،عن أبي حمزة ،عن أبي جعفر )عليه السلم( ،في قوله عز و جلَ :و ُق ْ
ن َزُهوقًا ،قال» :إذا قام القائم أذهب » «1دولة الباطل«. ل كا َطَاْلبا ِ
-[2] /6527شرف الدين النجفي ،قال :ذكر الشيخ الطوسي )رحمه ال( » «2حديثا ،بإسناده عن رجاله ،عن
نعيم بن حكيم ،عن أبي مريم الثقفي ،عن أمير المؤمنين )عليه السلم( قال» :انطلق بي رسول ال )صلى ال عليه
و آله( حتى أتى بي إلى الكعبة ،فقال لي :اجلس فجلست إلى جنب الكعبة فصعد رسول ال )صلى ال عليه و آله(
على منكبي ،ثم قال لي:
انهض فنهضت ،فلما رأى مني ضعفا قال :اجلس فنزل » ،«3ثم قال لي :يا علي اصعد على منكبي فصعدت على
منكبه ،ثم نهض بي رسول ال )صلى ال عليه و آله( و خيل لي أن لو شئت لنلت أفق السماء ،فصعدت فوق
الكعبة و تنحى رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،و قال لي :ألق صنمهم الكبر » ،«4و كان من نحاس موتدا
بأوتاد حديد إلى الرض .فقال لي رسول ال )صلى ال عليه و آله( :عالجه فعالجته و رسول ال )صلى ال عليه
ن َزُهوقًا فلم أزل أعالجه حتى استمكنت منه ،فقال لي :اقذفه ل كا َ
طَن اْلبا ِ
ل ِإ ّ طُ ق اْلبا ِ
ق َو َزَه َ حّو آله( يقول :جاَء اْل َ
فقذفته فتكسر ،فنزلت من فوق الكعبة ،و انطلقت أنا و رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،و خشينا أن يرانا أحد
من قريش و غيرهم«.
-[3] /6528ابن بابويه :حدثنا أبو علي أحمد بن يحيى المكتب ،قال حدثنا أحمد بن محمد الوراق ،قال:
حدثنا بشر بن سعيد بن قيلويه المعدل بالرافقة ،قال :حدثنا عبد الجبار بن كثير التميمي اليماني ،قال :سمعت محمد
بن حرب الهللي أمير المدينة يقول :سألت جعفر بن محمد )عليه السلم( ،فقلت له :يا بن رسول ال ،في نفسي
مسألة أريد أن أسألك عنها؟ فقال :إن شئت أخبرتك بمسألتك قبل أن تسألني ،و إن شئت قل؟«
__________________________________________________
-1الكافي .432 /287 :8
-2تأويل اليات .26 /286 :1
-3علل الشرائع.1 /173 :
) (1في المصدر :ذهبت.
) (2في المصدر زيادة :في معنى تأويله.
) (3في المصدر زيادة :و جلس[.....] .
) (4في المصدر زيادة :صنم قريش.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص577 :
قال :قلت له :يا بن رسول ال ،و بأي شيء تعرف ما في نفسي قبل سؤالي؟ فقال» :بالتوسم و التفرس ،أما سمعت
ن » «1و قول رسول ال )صلى ال عليه و آله( :اتقوا فراسة سِمي َ
ت ِلْلُمَتَو ّ
ليا ٍ ك َ ن ِفي ذِل َ قول ال عز و جلِ :إ ّ
المؤمن فإنه ينظر بنور ال؟«.
قال :فقلت له :يا بن رسول ال ،فأخبرني بمسألتي؟ قال» :أردت أن تسألني عن رسول ال )صلى ال عليه و آله(:
لم لم يطق حمله علي بن أبي طالب )عليه السلم( عند حط الصنام عن سطح الكعبة مع قوته و شدته ،و ما ظهر
منه في قلع باب القموص بخيبر ،و الرمي به إلى ورائه أربعين ذراعا ،و كان ل يطيق حمله أربعون رجل ،و قد
كان رسول ال )صلى ال عليه و آله( يركب الناقة و الفرس و الحمار ،و ركب البراق ليلة المعراج ،و كل ذلك
دون علي )عليه السلم( في القوة و الشدة«.
قال :فقلت له :عن هذا و ال أردت أن أسألك -يا بن رسول ال -فأخبرني .قال» :نعم ،إن عليا )عليه السلم(
برسول ال )صلى ال عليه و آله( تشرف ،و به ارتفع ،و به وصل إلى أن أطفأ نار الشرك ،و أبطل كل معبود
من دون ال عز و جل ،و لو عله النبي )صلى ال عليه و آله( لحط الصنام لكان )عليه السلم( بعلي مرتفعا و
متشرفا و واصل إلى حط الصنام ،و لو كان ذلك كذلك لكان أفضل منه ،أل ترى أن عليا )عليه السلم( قال :لما
علوت ظهر رسول ال )صلى ال عليه و آله( شرفت و ارتفعت حتى لو شئت أن أنال السماء لنلتها؟ أما علمت أن
المصباح هو الذي يهتدى به في الظلمة ،و انبعاث فرعه من أصله؟ و قد قال علي )عليه السلم( :أنا من أحمد
)صلى ال عليه و آله( كالضوء من الضوء ،أما علمت أن محمدا و عليا )صلوات ال عليهما( كانا نورا بين يدي
ال عز و جل قبل خلق الخلق بألفي عام؟ و أن الملئكة لما رأت ذلك النور رأت له أصل قد تشعب منه شعاع
لمع ،فقالوا :إلهنا و سيدنا ،ما هذا النور؟ فأوحى ال تبارك و تعالى إليهم :هذا نور من نوري ،أصله نبوة و فرعه
إمامة ،أما النبوة فلمحمد عبدي و رسولي ،و أما المامة فلعلي حجتي و وليي ،و لولهما ما خلقت خلقي ،أما
علمت أن رسول ال )صلى ال عليه و آله( رفع يد علي )عليه السلم( بغدير خم حتى نظر الناس إلى بياض
إبطيهما ،فجعله مولى المسلمين و إمامهم ،و قد أحتمل الحسن و الحسين )عليهما السلم( بغدير خم حتى نظر
الناس إلى بياض إبطيهما ،فجعله مولى المسلمين و إمامهم ،و قد أحتمل الحسن و الحسين )عليهما السلم( يوم
حظيرة بني النجار ،فلما قال له بعض أصحابه :ناولني أحدهما ،يا رسول ال )صلى ال عليه و آله( .قال :نعم
الراكبان ،و أبوهما خير منهما ،و أنه )صلى ال عليه و آله( كان يصلي بأصحابه فأطال سجدة من سجداته ،فلما
سلم قيل له :يا رسول ال لقد أطلت هذه السجدة؟ فقال :إن ابني ارتحلني ،فكرهت أن أعاجله حتى ينزل و إنما أراد
بذلك )صلى ال عليه و آله( رفعهم و تشريفهم ،فالنبي )صلى ال عليه و آله( إمام و نبي ،و علي )عليه السلم(
إمام ليس بنبي و ل رسول ،فهو غير مطيق لحمل أثقال النبوة.
قال :محمد بن حرب الهللي :فقلت له زدني ،يا بن رسول ال .فقال» :انك لهل للزيادة ،إن رسول ال )صلى ال
عليه و آله( حمل عليا )عليه السلم( على ظهره ،يريد بذلك أنه أبو ولده ،و إمام الئمة من صلبه ،كما حول رداءه
في صلة الستسقاء ،و أراد أن يعلم أن يعلم أصحابه بذلك أنه قد تحول الجدب خصبا«.
__________________________________________________
) (1الحجر .75 :15
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص578 :
قال :قلت له :زدني ،يا بن رسول ال .فقال» :حمل رسول ال )صلى ال عليه و آله( عليا )عليه السلم( يريد بذلك
أن يعلم قومه أنه هو الذي يخفف عن ظهر رسول ال )صلى ال عليه و آله( ما عليه من الدين و العدات ،و الداء
عنه من بعده«.
قال :فقلت له :يا بن رسول ال ،زدني .فقال» :احتمله ليعلم بذلك أنه قد احتمله ،و ما حمل إل لنه » «1معصوم
ل يحمل وزرا فتكون أفعاله عند الناس حكمة و صوابا ،و قد قال النبي )صلى ال عليه و آله( لعلي )عليه
ل ما ك ا ُّ
السلم( :يا علي إن ال تبارك و تعالى حملني ذنوب شيعتك ثم غفرها لي ،و ذلك قوله عز و جلِ :لَيْغِفَر َل َ
سُكْم » «3قال النبي )صلى ال عليه و عَلْيُكمْ َأْنُف َ
خَر » ،«2و لما أنزل ال عز و جل عليهَ : ك َو ما َتَأ ّ ن َذْنِب َ
َتَقّدَم ِم ْ
آله( :أيها الناس عليكم أنفسكم ،ل يضركم من ضل إذا اهتديتم » ،«4و علي نفسي و أخي ،أطيعوا عليا فإنه
حّم َ
ل عَلْيِه ما ُ
ن َتَوّلْوا َفِإّنما َ
ل َفِإ ْ
سو َ
طيُعوا الّر ُ ل َو أَ ِ طيُعوا ا َّ ل َأ ِ
مطهر معصوم ل يضل و ل يشقى ثم تل هذه الية ُق ْ
ن ».««5 غ الُْمِبي ُ ل اْلَبل ُ ل ِإ ّ
سو ِ عَلى الّر ُ
طيُعوُه َتْهَتُدوا َو ما َ
ن ُت ِ
حّمْلُتْم َو ِإ ْ
عَلْيُكْم ما َُو َ
قال محمد بن حرب الهللي :ثم قال جعفر بن محمد )عليه السلم(» :أيها المير ،لو أخبرتك بما في حمل النبي
)صلى ال عليه و آله( عليا )عليه السلم( عند حط الصنام عن سطح الكعبة من المعاني التي أرادها به لقلت :إن
جعفر بن محمد لمجنون ،فحسبك من ذلك ما قد سمعت« .فقمت إليه ،و قبلت رأسه ،و قلت له :ال أعلم حيث
يجعل رسالته.
-[4] /6529ابن شهر آشوب :ذكر أبو بكر الشيرازي في )نزول القرآن في شأن أمير المؤمنين )عليه السلم((:
عن قتادة ،عن ابن المسيب ،عن أبي هريرة ،قال :قال لي جابر بن عبد ال :دخلنا مع النبي )صلى ال عليه و آله(
مكة ،و في البيت و حوله ثلثمائة و ستون صنما ،فأمر بها رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،فألقيت كلها على
وجوهها ،و كان على البيت صنم طويل يقال له هبل فنظر النبي )صلى ال عليه و آله( إلى علي )صلى ال عليه
و آله( ،و قال له» :يا علي ،تركب علي أو أركب عليك ل لقي هبل عن ظهر الكعبة؟ قال )عليه السلم(» :يا
رسول ال ،بل تركبني«.
قال )عليه السلم(» :فلما جلس على ظهري لم أستطع حمله لثقل الرسالة ،فقلت :يا رسول ال بل أركبك ،فضحك
و نزل و طأطأ ظهره و استويت عليه ،فو الذي فلق الحب و برأ النسمة لو أردت أن أمسك السماء لمسكتها بيدي،
ل« .الية. ق اْلباطِ ُ ق َو َزَه َ حّ ل جاَء اْل َ
فألقيت هبل عن ظهر الكعبة ،فأنزل الَ :و ُق ْ
-[5] /6530و قال ابن شهر آشوب :و قد استنابه يوم الفتح في أمر عظيم ،فإنه وقف حتى صعد على كتفيه
__________________________________________________
-4المناقب ،135 :2شواهد التنزيل .480 /350 :1
-5المناقب .135 :2
ل إنه.
) (1في »ط« :إ ّ
) (2الفتح .2 :48
) (3المائدة .105 :5
) (4تضمين من سورة المائدة .105 :5
) (5النور .54 :24
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص579 :
و تعلق بسطح الكعبة » ،«1و صعد ،و كان يقلع الصنام بحيث تهتز حيطان البيت ،ثم يرمي بها فتنكسر.
رواه أحمد بن حنبل و أبو يعلى الموصلي في )مسنديهما( » «2و أبو بكر الخطيب في )تاريخه( » ،«3و
الخطيب الخوارزمي في )أربعينه( » ،«4و محمد بن الصباح » «5الزعفراني في )الفضائل( »«6
،و أبو عبد ال النطنزي في )الخصائص( »«7
.
-[6] /6531السيد الرضي في كتاب )المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة( :بإسناده عن مجاهد ،عن ابن عباس:
أن رسول ال )صلى ال عليه و آله( مر داخل إلى الكعبة و إذا هو بإداوات »«8
لبن مسعود معلقة ،فقال لمير المؤمنين )عليه السلم(» :يا علي ،ائتني بإداوة من تلك الداوات« فأتاه بواحدة
فشرب منها و توضأ ،ثم نظر إلى ابن مسعود ،قال له» :ما هذه الخلق »«9
التي أجدها في إداوتك؟« .فقال ابن مسعود :فداك أبي و امي -يا رسول ال -ثقل علي الماء بمكة فأخذت تميرات،
فمرستهن في إداواتي ليعذب الماء .فقال )صلى ال عليه و آله(» :حلل و ماء طهور«.
ثم قام و أخذ المفتاح من شيبة و فتح الباب ،فقال العباس بن عبد المطلب :يا رسول ال ،أليس أنا عمك و صنوا
أبيك؟ فقال» :بلى ،فما حاجتك ،يا عم؟« .فقال :تعطيني مفتاح الكعبة .فقال» :هو لك ،يا عم« .فهبط جبرئيل )عليه
السلم( ،و قال :إن ال يقرئك السلم ،و يقول لك أن تؤدي المانات إلى أهلها ،فاستعاد المفتاح من العباس و
أعاده إلى شيبة ،و دخل رسول ال )صلى ال عليه و آله( إلى الكعبة فإذا هو بصورة إبراهيم )عليه السلم( ،فقال:
»ل تعبدوا الصور و التماثيل ،فإن ال عز و جل يبغضها و يبغض صانعها ،و جعل يحلها » «10بطرف ردائه،
فلما خرج قال لشيبة» :أغلق الباب«.
ثم رفع رأسه فإذا هو بصنم على ظهر الكعبة ،فقال لعلي )عليه السلم(» :يا علي ،كيف لي بهذا الصنم؟« .فقال:
»يا رسول ال ،أنكب لك فارق على ظهري و تناوله« .فقال النبي )صلى ال عليه و آله(» :يا علي ،لو جهدت
امتي من أولها إلى
__________________________________________________
..... -6
) (1في المصدر :البيت.
) (2مسند أحمد بن حنبل ،84 :1مسند أبي يعلى الموصلي .292 /251 :1
) (3تاريخ بغداد .302 :13
) ... (4مناقب الخوارزمي[.....] .71 :
) (5في »ط« :الصّباغ.
) (6الصراط المستقيم 178 :1عن الزعفراني.
) (7الصراط المستقيم 178 :1عن النطنزي ،بحار النوار 76 :38عن مناقب ابن شهر آشوب.
) (8الداوة :إناء صغير من جلد يّتخد للماء» .لسان العرب -أدا.«25 :14 -
) (9الخلق :جمع خلق ،و هو البالي من الثياب و الجلد و غيرها» .المعجم الوسيط -خلق .«252 :1 -و لعّلها
تصحيف .الخلف أو الخلوقة ،يقال:
خلف اللبن و الطعام خلوفا و خلوفة ،و أخلف إخلفا :إذا تغّير طعمه أو رائحته.
) (10في »ط« :يحيلها.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص580 :
آخرها أن يحملوا عضوا من أعضائي ما قدروا على ذلك ،و لكن ادن مني يا علي -قال -فدنوت منه فضرب بيده
إلى ساقي .فأقلعني من الرض ،و انتصب بي فإذا أنا على كتفيه ،فقال لي :يا علي ،سم و خذه ،فأخذت الصنم
فضربت به الرض ،فتفتت ثلثا.
فقال النبي )صلى ال عليه و آله( :يا علي ،ما ترى و أنت على كتفي؟ قلت :خيرا -فداك أبي و امي ،يا رسول
ال -لو أردت أن أمس السماء بيدي لقدرت ،فقال لي :يا علي ،زادك ال شرفا إلى شرفك.
ثم انحسر من تحتي فوقعت على الرض و ضحكت ،فقال :ما يضحكك يا علي؟ فقلت :فداك أبي امي -يا رسول
ال -وقعت من أعلى الكعبة إلى الرض فلم أتألم من الوقع .فقال :يا علي ،كيف تتألم و قد حملك محمد ،و أنزلك
جبرئيل )عليه السلم(«.
و مضى رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،فقال العباس يفتخر :أنا سيد قريش و أكرمها حسبا ،و أفخرها مركبا،
و بيدي سقاية الحاج ل يليها غيري .فقال شيبة :ل ،بل أنا سيد قريش ،و بيدي سدانة الكعبة ل يليها غيري .فقال
علي )عليه السلم( :أبغضتماني بمقالتكما ،أنا سيدكما ،و سيد أهل الرض بعد رسول ال )صلى ال عليه و آله(،
أنا الذي ضربت وجوهكما حتى آمنتما و أقررتما أن محمدا رسول ال )صلى ال عليه و آله(« .فغضبا من قوله،
و أتيا النبي )صلى ال عليه و آله( فأخبراه بما قال علي )عليه السلم( لهما ،فهبط جبرئيل )عليه السلم( و قال :يا
حراِم َكَم ْ
ن جِد اْل َ
سِعماَرةَ اْلَم ْج َو ِ
سقاَيَة اْلحا ّ جَعْلُتْم ِ
محمد ،الحق يقرئك السلم ،و يقول لك :قل لشيبة و العباسَ :أ َ
ل »«1 عْنَد ا ِّ
ن ِسَتُوو َ
ل ل َي ْ ل ا ِّ سِبي ِ
خِر َو جاَهَد ِفي َ لِ ل َو اْلَيْوِم ا ْ ن ِبا ِّ
آَم َ
الية -يا محمد -علي خير منهما«.
-[7] /6532العياشي :عن حمدويه ،عن يعقوب بن يزيد ،عن بعض أصحابنا ،قال :سألت أبا عبد ال )عليه
السلم( عن اللعب بالشطرنج؟ فقال» :الشطرنج من الباطل«.
قوله تعالى:
خسارًا ][82 ل َ ن ِإ ّ
ظاِلِمي َ ن َو ل َيِزيُد ال ّحَمٌة ِلْلُمْؤِمِني َ
شفاٌء َو َر ْ ن ما ُهَو ِ ن اْلُقْرآ ِل ِم ََو ُنَنّز ُ
-[1] /6533عن مسعدة بن صدقة ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :إنما الشفاء في علم القرآن ،لقوله :ما
ن لهله ،ل شك فيه و ل مرية ،فأهله أئمة الهدى الذين قال ال حَمٌة ِلْلُمْؤِمِني َ
شفاٌء َو َر ْ ُهَو ِ
__________________________________________________
-7تفسير العياشي .153 /315 :2
-1تفسير العياشي .154 /315 :2
) (1التوبة .19 :9
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص581 :
عباِدنا »«1 ن ِطَفْينا ِم ْ صَ نا ْ ب اّلِذي َُثّم َأْوَرْثَنا اْلِكتا َ
.
-[2] /6534عن محمد بن أبي حمزة ،رفعه الى أبي جعفر )عليه السلم( قال» :نزل جبرئيل على محمد )صلى
خسارًا«. ل َ ن آل محمد حقهم ِإ ّ ظاِلِمي َال عليه و آله( بهذه الية َو ل َيِزيُد ال ّ
-[3] /6535محمد بن العباس ،قال :حدثنا محمد بن خالد البرقي ،عن محمد بن علي الصيرفي ،عن ابن
ن َو ل حَمٌة ِلْلُمْؤِمِني َ
شفاٌء َو َر ْ ن ما ُهَو ِ ل ِمنَ اْلُقْرآ ِ الفضيل ،عن أبي حمزة عن أبي جعفر )عليه السلم( قالَ :و ُنَنّز ُ
خسارًا«. ل َ ن آل محمد حقهم ِإ ّ ظاِلِمي َ َيِزيُد ال ّ
-[4] /6536و عنه ،قال :حدثنا محمد بن همام ،عن محمد بن إسماعيل العلوي ،عن عيسى بن دواد ،عن أبي
حَمٌة ِلْلُمْؤِمِني َ
ن شفاٌء َو َر ْ ن ما ُهَو ِ ن اْلُقْرآ ِ
ل ِم َ الحسن موسى ،عن أبيه )عليهما السلم( ،قال» :نزلت هذه الية َو ُنَنّز ُ
خسارًا«. ل َ ن لل محمد ِإ ّ ظاِلِمي َ
َو ل َيِزيُد ال ّ
قوله تعالى:
ل ][84 سِبي ً
ن ُهَو َأْهدى َ عَلُم ِبَم ْ
على شاِكَلِتِه َفَرّبُكْم َأ ْ ل َ ل َيْعَم ُ
ل ُك ّ ُق ْ
-[5] /6537محمد بن يعقوب :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن القاسم بن محمد ،عن المنقري ،عن سفيان بن
عيينة ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :قال» :النية أفضل من العمل ،أل و إن النية هي العمل ،ثم قرأ قوله عز
على شاِكَلِتِه يعني على نيته«. ل َ ل َيْعَم ُ ل ُك ّو جل ُق ْ
-[6] /6538و عنه :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن القاسم بن محمد ،عن المنقري ،عن أحمد بن يونس ،عن
أبي هاشم ،قال :قال أبو عبد ال )عليه السلم(» :إنما خلد أهل النار في النار لن نياتهم كانت في الدنيا أن لو
خلدوا فيها أن يعصوا ال أبدا ،و إنما خلد أهل الجنة في الجنة لن نياتهم كانت في الدنيا أن لو بقوا فيها أن يطيعوا
على شاِكَلِتِه قال» :على نيته«. ل َ ل َيْعمَ ُل ُك ّال أبدا ،فبالنيات خلد هؤلء و هؤلء« .ثم تل قوله تعالىُ :ق ْ
-[7] /6539علي بن إبراهيم ،قال :حدثني أبي ،عن جعفر بن إبراهيم ،عن أبي الحسن الرضا )عليه السلم(
قال» :إذا كان يوم القيامة أوقف المؤمن بين يديه ،فيكون هو الذي يتولى حسابه ،فيعرض عليه عمله في
صحيفته ،فأول
__________________________________________________
-2تفسير العّياشي .155 /315 :2
-3تأويل اليات .28 /290 :1
-4تأويل اليات .29 /290 :1
-5الكافي .4 /13 :2
-6الكافي [.....] .5 /69 :2
-7تفسير القّمي .26 :2
) (1فاطر .32 :35
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص582 :
ما يرى سيئاته فيتغير لذلك لونه ،و ترتعش فرائصه ،و تفزع نفسه ،ثم يرى حسناته فتقر عينه ،و تسر نفسه ،و
تفرح روحه ،ثم ينظر إلى ما أعطاه ال من الثواب فيشتد فرحه ،ثم يقول ال للملئكة :هلموا الصحف التي فيها
العمال التي لم يعملوها -قال -فيقرءونها ثم يقولون :و عزتك ،إنك لتعلم أنا لم نعمل منها شيئا ،فيقول :صدقتم،
نويتموها فكتبناها لكم ،ثم يثابون عليها«.
-[4] /6540الشيخ في )التهذيب( :بإسناده عن الحسين بن سعيد ،عن فضالة ،عن حماد الناب ،عن الحكم ابن
الحكم ،قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول ،و قد سئل عن الصلة في البيع و الكنائس؟ فقال» :صل فيها،
قد رأيتها و ما أنظفها!«.
عَلُم
على شاِكَلِتِه َفَرّبُكْم َأ ْ
ل َ ل َيْعَم ُ
ل ُك ّ
قلت :اصلي » «1فيها و إن كانوا يصلون فيها؟ فقال» :نعم ،أما تقرأ القرآنُ :ق ْ
ل صل على القبلة و دعهم« »«2 سِبي ًن ُهَو َأْهدى َ ِبَم ْ
.
-[5] /6541العياشي :عن حماد ،عن صالح بن الحكم ،قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول ،و قد سئل
عن الصلة في البيع و الكنائس؟ فقال» :صل فيها فقد رأيتها و ما أنظفها!«.
ل ُك ّ
ل قال :فقلت :اصلي فيها و إن كانوا يصلون فيها؟ فقال» :صل فيها و إن كانوا يصلون فيها ،أما تقرأ القرآنُ :ق ْ
ل صل إلى القبلة و دعهم«. سِبي ً
ن ُهَو َأْهدى َ عَلُم ِبَم ْ
على شاِكَلِتِه َفَرّبُكْم َأ ْ ل َ َيْعَم ُ
-[6] /6542عن أبي هاشم ،قال :سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن الخلود في الجنة و النار؟
فقال» :إنما خلد أهل النار في النار لن نياتهم كان في الدنيا أن لو خلدوا فيها ،أن يعصو ال أبدا ،و إنما خلد أهل
الجنة في الجنة لن نياتهم كانت في الدنيا أن لو بقوا أن يطيعوا ال أبدا ،فبالنيات خلد هؤلء و هؤلء«.
على شاِكَلِتِه قال» :على نيته«. ل َ ل َيْعَم ُل ُك ّ ثم تل قولهُ :ق ْ
قوله تعالى:
ل ][85 ل َقِلي ً
ن اْلِعْلِم ِإ ّ
ن َأْمِر َرّبي َو ما ُأوِتيُتْم ِم َ
ح ِم ْل الّرو ُ ح ُق ِ
ن الّرو ِ عِ ك َسَئُلوَن َ
َو َي ْ
-[1] /6543محمد بن يعقوب :عن علي بن إبراهيم ،عن محمد بن عيسى ،عن يونس ،عن ابن مسكان ،عن
__________________________________________________
-4التهذيب .876 /222 :2
عليهما ،فأوحى ال إليه .يا إبراهيم ،اكفف دعوتك عن عبادي و إمائي ،أنا الغفور الرحيم ،الجبار » «1الحليم ،ل
تضرني ذنوب عبادي ،كما ل تنفعني طاعتهم ،و لست أسوسهم بشفاء الغيظ كسياستك ،فاكفف دعوتك عن عبادي
و إمائي فإنما أنت عبد نذير ،ل شريك لي في المملكة ،و ل مهيمن علي ،و ل على عبادي ،و عبادي معي بين
خلل ثلث :اما أن تابوا إلي فتبت عليهم و غفرت ذنوبهم و سترت عيوبهم ،و إما كففت عنهم عذابي لعلمي بأنه
سيخرج من أصلبهم ،ذريات مؤمنون » ،«2فأرفق بالباء الكافرين ،و أتأنى بالمهات الكافرات ،فأرفع عذابي
عنهم ليخرج ذلك المؤمن من أصلبهم ،فإذا تزايلوا حل بهم عذابي ،و حاق بهم بلئي ،فإن لم يكن هذا و ل هذا
فإن الذي أعددته لهم من عذابي أعظم مما تريده بهم ،فإن عذابي لعبادي على حسب جللي و كبريائي .يا إبراهيم،
خل بيني و بين عبادي فإني أرحم بهم منك ،و خل بيني و بين عبادي فإني أنا الجبار الحليم العلم الحكيم ،ادبرهم
بعلمي و انفذ فيهم قضائي و قدري.
ثم قال رسول ال )صلى ال عليه و آله( :إن ال تعالى -يا أبا جهل -إنما دفع عنك العذاب لعلمه بأنه سيخرج من
صلبك ذرية طيبة ،عكرمة » «3ابنك ،و سيلي من امور المسلمين ما إن ،أطاع ال فيه ،كان عند ال جليل ،و إل
فالعذاب نازل عليك ،و كذلك سائر قريش السائلين ،لما سألوا من هذا ،إنما أمهلوا لن ال علم أن بعضهم سيؤمن
بمحمد ،و ينال به السعادة ،فهو تعالى ل يقتطعه عن تلك السعادة و ل يبخل بها عليه ،أو من يولد منه مؤمن فهو
ينظر أباه ليصال ابنه إلى السعادة ،و لو ل ذلك لنزل العذاب بكفاتكم ،فانظر نحو السماء ،فنظر فإذا أبوابها
مفتحة ،و إذا النيران نازلة منها مسامتة » «4لرءوس القوم تدنو منهم ،حتى وجدوا حرها بين أكتافهم ،فارتعدت
فرائص أبي جهل و الجماعة ،فقال رسول ال )صلى ال عليه و آله( :ل تروعنكم ،فإن ال ل يهلككم بها ،و إنما
أظهرها عبرة ثم نظروا فإذا قد خرج من ظهور الجماعة أنوار قابلتها و رفعتها و دفعتها حتى أعادتها في السماء
كما جاءت منها .فقال رسول ال )صلى ال عليه و آله( :بعض هذه النوار أنوار من قد علم ال أنه سيسعده
باليمان بي منكم من بعد ،بعضها أنوار ذرية طيبة ستخرج من بعضكم ممن ل يؤمن و هم يؤمنون«.
-[2] /6561علي بن إبراهيم :إنها نزلت في عبد ال بن أبي امية أخي ام سلمة )رحمة ال عليها( ،و ذلك أنه قال
هذا لرسول ال )صلى ال عليه و آله( بمكة قبل الهجرة ،فلما خرج رسول ال )صلى ال عليه و آله( إلى فتح مكة
استقبله عبد ال بن أبي امية فسلم على رسول ال )صلى ال عليه و آله( فلم يرد عليه السلم ،فأعرض عنه فلم
يجبه بشيء ،و كانت أخته أم سلمة
__________________________________________________
-2تفسير القّمي .26 :2
) (1في المصدر :الحّنان[.....] .
) (2في »س« :يؤمنون.
) (3عكرمة بن أبي جهل عمرو بن هشام المخزومي القريشي ،من صناديد قريش في الجاهلية و السلم .كان
ل عليه و آله( ،و أسلم عكرمة بعد فتح مّكة ،فشهد الوقائع ،و ولي
ي )صلى ا ّ
هو و أبوه من أشّد الناس عداوة للنب ّ
العمال ،و ولي العمال ،و قتل في اليرموك أو يوم برج الصفر ،سنة :13ه .الطبقات الكبرى ،404 :7صفة
الصفوة ،111 /730 :1سير أعلم النبلء ،66 /323 :1الصابة .496 :2
) (4سامته مسامتة :قابله و وازاه» .تاج العروس -سمت.«555 :1 -
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص594 :
مع رسول ال )صلى ال عليه و آله( فدخل عليها فقال :يا أختي ،إن رسول ال قد قبل إسلم الناس كلهم ،ورد
علي إسلمي فليس يقبلني كما قبل غيري.
فلما دخل رسول ال )صلى ال عليه و آله( إلى ام سلمة قالت :بأبي أنت و امي يا رسول ال ،سعد بك جميع الناس
إل أخي من بين قريش و العرب رددت إسلمه ،و قبلت إسلم الناس كلهم؟
فقال» :يا ام سلمة ،إن أخاك كذبني تكذيبا لم يكذبني أحد من الناس ،هو الذي قال لي :لن نؤمن لك حتى تفجر لنا
من الرض ينبوعا أو تكون لك جنة من نخيل و عنب ،فتفجر النهار خللها تفجيرا ،أو تسقط السماء كما زعمت
علينا كسفا ،أو تأتي بال و الملئكة قبيل ،أو يكون لك بيت من زخرف ،أو ترقى في السماء ،و لن نؤمن لرقيك
حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه«.
قالت ام سلمة :بأبي أنت و أمي -يا رسول ال -ألم تقل أن السلم يجب ما كان قبله؟ قال» :نعم« ،فقبل رسول ال
)صلى ال عليه و آله( إسلمه.
ن الَْْرضِ جَر َلنا ِم َحّتى َتْف ُ -[3] /6562قال :و في رواية أبي الجارود ،عن أبي جعفر )عليه السلم( في قولهَ :
جيرًا من تلك العيون َأْو خلَلها َتْف ِلْنهاَر ِ جَر ا َْب َفُتَف ّ
عَن ٍ
ل َو ِ خي ٍ
ن َن ِجّنٌة يعني بستانا ِم ْ ك َ ن َل َ
َيْنُبوعًا يعني عينا َأْو َتُكو َ
سفًا و ذلك أن رسول ال )صلى ال عليه و آله( قال :إنه ستسقط السماء كسفا عَلْينا ِك َ
ت َ عْم َ سماَء َكما َز َ ط ال ّ سِق َُت ْ
ب َمْرُكوٌم ».«1 سحا ٌ سماِء ساِقطًا َيُقوُلوا َ ن ال ّسفًا ِم َ ن َيَرْوا ِك ْ لقولهَ :و ِإ ْ
ف أي مزخرف بالذهب َأْو خُر ٍن ُز ْ
ت ِم ْ ك َبْي ٌ
ن َل َ ل و القبيل :الكثير َأْو َيُكو َ ل َو اْلَملِئَكِة َقِبي ً ي ِبا ِّ
قوله تعالىَ :أْو َتْأِت َ
عَلْينا ِكتابًا َنْقَرُؤُه يقول :من ال إلى عبد ال بن أبي أمية أن محمدا ل َحّتى ُتَنّز َك َ ن ِلُرِقّي َ
ن ُنْؤِم َسماِء َو َل ْ َتْرقى ِفي ال ّ
صادق ،و أني أنا بعثته ،و يجيء معه أربعة من الملئكة يشهدون أن ال هو كتبه .فأنزل ال عز و جلُ :ق ْ
ل
ل«.سو ً شرًا َر ُ ل َب َ
ت ِإ ّل ُكْن ُ ن َرّبي َه ْ سْبحا َ ُ
سو ً
ل شرًا َر ُ ل َب َ
ث ا ُّ
-[4] /6563العياشي :عن عبد الحميد بن أبي الديلم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( :قاُلوا َأ َبَع َ
قالوا :إن الجن كانوا في الرض قبلنا فبعث ال إليهم ملكا ،فلو أراد ال أن يبعث إلينا لبعث ملكا من الملئكة ،و
ل«. سو ً شرًا َر ُ ل َب َ
ث ا ُّن قاُلوا َأ َبَع َ
ل َأ ْن ُيْؤِمُنوا ِإْذ جاَءُهُم اْلُهدى ِإ ّ س َأ ْ
هو قول ال تبارك و تعالىَ :و ما َمَنَع الّنا َ
-[5] /6564علي بن إبراهيم ،قال :حدثني أبي ،عن أحمد بن النضر ،عن عمرو بن شمر ،عن جابر ،عن أبي
جعفر )عليه السلم( ،قال» :بينا رسول ال )صلى ال عليه و آله( جالس و عنده جبرئيل )عليه السلم( إذ حانت
من جبرئيل نظرة نحو
__________________________________________________
-3تفسير القّمي .27 :2
-4تفسير العّياشي .167 /317 :2
-5تفسير القّمي .27 :2
) (1الطور .44 :52
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص595 :
السماء فامتقع لونه » «1حتى صار كأنه الكركمة » ،«2ثم لذ برسول ال )صلى ال عليه و آله( ،فنظر رسول
ال )صلى ال عليه و آله( إلى حيث نظر جبرئيل فإذا شيء قد مل ما بين الخافقين مقبل حتى كان كقاب » «3من
الرض ،ثم قال :يا محمد ،إني رسول ال إليك أخيرك أن تكون ملكا رسول أحب إليك ،أو تكون عبدا رسول
فالتفت رسول ال )صلى ال عليه و آله( إلى جبرئيل )عليه السلم( و قد رجع إليه لونه .فقال جبرئيل :بل كن
عبدا رسول فرفع الملك رجله اليمنى فوضعها في كبد السماء الدنيا ،ثم رفع الخرى فوضعها في الثانية ،ثم رفع
اليمنى فوضعها في الثالثة ،ثم هو هكذا حتى انتهى إلى السماء السابعة ،كل سماء خطوة ،و كلما ارتفع صغر،
حتى صار آخر ذلك مثل الصر » ،«4فالتفت رسول ال )صلى ال عليه و آله( إلى جبرئيل )عليه السلم( فقال:
لقد رأيتك ذعرا و ما رأيت شيئا كان أذعر لي من تغير لونك؟
فقال :يا نبي ال ،ل تلمني ،أ تدري من هذا؟ قال :ل ،قال :هذا إسرافيل حاجب الرب ،فلم ينزل من مكانه منذ خلق
ال السماوات و الرض ،فلما رأيته منحطا ظننت أنه جاء بقيام الساعة ،فكان الذي رأيت من تغير لوني لذلك،
فلما رأيت ما اصطفاك ال به رجع إلي لوني و نفسي ،أما رأيته كلما ارتفع صغر ،إنه ليس شيء يدنو من الرب
إل يصغر لعظمته ،إن هذا حاجب الرب و أقرب خلق ال منه ،و اللوح بين عينيه من ياقوتة حمراء ،فإذا تكلم
الرب تبارك و تعالى بالوحي ضرب اللوح جبينه فنظر فيه ،ثم يلقيه إلينا فنسعى به في السماوات و الرض ،إنه
لدنى خلق الرحمن منه ،و بينه و بينه سبعون حجابا من نور تقطع من دونها البصار ما ل يعد و ل يوصف ،و
إني لقرب الخلق منه ،و بيني و بينه مسيرة ألف عام«.
شرًال َب َ ث ا ُّ ن قاُلوا َأ َبَع َ ل َأ ْن ُيْؤِمُنوا ِإْذ جاَءُهُم اْلُهدى ِإ ّ س َأ ْ
-[6] /6565قال علي بن إبراهيم :و قولهَ :و ما َمَنَع الّنا َ
ل.
سو ً َر ُ
قال :قال الكفار :لم لم يبعث ال إلينا الملئكة؟ فقال ال عز و جل :و لو بعثنا إليهم ملكا لما آمنوا و لهلكوا ،و لو
كانت الملئكة في الرض يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسول«.
قوله تعالى:
سِعيرًا ][97 ت ِزْدناُهْم َ خَب ْ
جَهّنُم ُكّلما َصّما َمْأواُهْم َ عْميًا َو ُبْكمًا َو ُ جوِهِهْم ُ على ُو ُ شُرُهْم َيْوَم اْلِقياَمِة َ حُ َو َن ْ
__________________________________________________
-6تفسير القّمي .27 :2
) (1امتقع لونه :إذا تغّير من حزن أو فزع» .لسان العرب -مقع.«341 :8 -
) (2الكركمة :واحدة الكركم ،و هو الّزعفران ،و قيل :العصفر ،و قيل :شيء كالورس ،هو فارسي معّرب.
»النهاية .«166 :4
) (3القاب :المقدار ،و من القوس :ما بين المقبض و طرف القوس» .المعجم الوسيط -قاب .«765 :2
صّر :عصفور أو طائر في قّده ،أصفر اللون» :مجمع البحرين -صرر.«365 :3 - ) (4في المصدر :الّذر ،و ال ّ
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص596 :
صّما قال: عْميًا َو ُبْكمًا َو ُ جوِهِهْم ُ
على ُو ُ شُرُهْم َيْوَم اْلِقياَمِة َحُ -[1] /6566علي بن إبراهيم ،قال :و قوله تعالىَ :و َن ْ
سِعيرًا :أي كلما انطفت. ت ِزْدناُهْم َخَب ْجَهّنُم ُكّلما َعلى جباههم َمْأواُهْم َ
-[2] /6567ثم قال علي بن إبراهيم :حدثني أبي عن ابن أبي عمير ،عن سيف بن عميرة ،يرفعه إلى علي بن
خَب ْ
ت الحسين )عليه السلم( قال» :إن في جهنم واديا يقال له سعير ،إذا خبث جهنم فتح سعيرها ،و هو قولهُ :كّلما َ
سِعيرًا أي كلما انطفت«. ِزْدناُهْم َ
شُرُهْم َيْوَم
حُ -[3] /6568العياشي :عن إبراهيم بن عمر ،رفعه إلى أحدهما )عليهما السلم( ،في قوله تعالىَ :و َن ْ
جوِهِهْم ،قال» :على جباههم«. على ُو ُ اْلِقياَمِة َ
-[4] /6569عن بكر بن بكر » ،«1رفع الحديث إلى علي بن الحسين )عليهما السلم( ،قال» :إن في جهنم لواديا
سِعيرًا«.
خَبتْ ِزْدناُهْم َ يقال له :سعيرا إذا خبت جهنم فتح سعيرها ،و هو قول الُ :كّلما َ
قوله تعالى:
ن َقُتورًا ] -[5] /6570 [100علي لْنسا ُ ن ا ِْ
ق َو كا َ لْنفا ِ
شَيَة ا ِْ
خْ سْكُتْم َلْم َحَمِة َرّبي ِإذًا َ
ن َر ْ خزاِئ َ
ن َ ل َلْو َأْنُتْم َتْمِلُكو َ
ُق ْ
ن َقُتورًا أي لْنسا ُ
ن ا ِْبن إبراهيم ،قال :لو كانت الموال بيد الناس لما أعطوا الناس شيئا مخافة الفقر »َ .«2و كا َ
بخيل.
قوله تعالى:
ن َمْثُبورًا ][102 -101 عْو ُك يا ِفْر َظّن َ
لُ ت -إلى قوله تعالىَ -و ِإّني َ ت َبّينا ٍ
سَع آيا ٍَو َلَقْد آَتْينا ُموسى ِت ْ
__________________________________________________
-1تفسير القّمي .29 :2
-2تفسير القّمي [.....] .29 :2
-3تفسير العّياشي .168 /318 :2
-4تفسير العّياشي .169 /318 :2
-5تفسير القّمي .29 :2
) (1لعّله بكر بن أبي بكر .انظر معجم رجال الحديث .340 :3
) (2في المصدر و »ط« نسخة بدل :النفاد.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص597 :
-[1] /6571عبد ال بن جعفر الحميري ،عن الحسن بن ظريف ،عن معمر ،عن الرضا ،عن أبيه موسى بن
جعفر )عليهم السلم( ،قال» :كنت عند أبي عبد ال )عليه السلم( ذات يوم و أنا طفل خماسي ،إذ دخل عليه نفر
من اليهود -و ذكر الحديث إلى أن قال -قالوا :أخبرنا عن اليات التسع التي أوتيها موسى بن عمران.
قلت :العصا ،و إخراجه يده من جيبه بيضاء ،و الجراد ،و القمل ،و الضفادع ،و الدم ،و رفع الطور ،و المن و
السلوى آية واحدة ،و فلق البحر .قالوا :صدقت«.
-[2] /6572ابن بابويه ،قال :حدثنا أبي )رضي ال عنه( ،قال :حدثنا سعد بن عبد ال ،قال :حدثنا أحمد بن محمد
بن عيسى ،عن الحسن بن محبوب ،عن محمد بن النعمان ،عن سلم بن المستنير ،عن أبي جعفر )عليه السلم(،
ت ،قال» :الطوفان ،و الجراد ،و القمل ،و الضفادع ،و ت َبّينا ٍسَع آيا ٍ في قول ال عز و جلَ :و َلَقْد آَتْينا ُموسى ِت ْ
الدم ،و الحجر ،و البحر ،و العصا ،و يده«.
-[3] /6573و عنه ،قال :حدثنا أبي )رضي ال عنه( ،قال :حدثنا سعد بن عبد ال ،قال :حدثنا محمد بن الحسين
بن أبي الخطاب ،قال :حدثنا أبو إسحاق يزيد بن إسحاق -و لقبه شعر -قال :حدثني هارون بن حمزة الغنوي
الصيرفي ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،قال :سألته عن التسع آيات التي اوتي موسى )عليه السلم( .فقال:
»الجراد ،و القمل ،و الضفادع ،و الدم ،و الطوفان ،و البحر ،و الحجر ،و العصا ،و يده«.
-[4] /6574على بن إبراهيم ،قال :الطوفان ،و الجراد ،و القمل ،و الضفادع ،و الدم و الحجر و العصا ،و يده،
و البحر.
ت ،قال: ت َبّينا ٍ
سَع آيا ٍ -[5] /6575العياشي :عن سلم ،عن أبي جعفر )عليه السلم( في قولهَ :و َلَقْد آَتْينا ُموسى ِت ْ
»الطوفان ،و الجراد ،و القمل ،و الضفادع ،و الدم ،و الحجر ،و البحر ،و العصا ،و يده«.
ن َمْثُبورًا أي هالكا يدعو بالثبور. عْو ُ ك يا ِفْر َ ظّن َ
لُ -[6] /6576علي بن إبراهيم :قال يحكي قول موسىَ :و ِإّني َ
-[7] /6577العياشي :عن العباس بن معروف ،عن أبي الحسن الرضا )عليه السلم( ذكر قول ال عز و جل:
__________________________________________________
-1قرب السناد.133 :
-2الخصال.25 /423 :
-3الخصال.24 /423 :
-4تفسير القّمي .29 :2
-5تفسير العّياشي .170 /318 :2
-6تفسير القّمي .29 :2
-7تفسير العّياشي .171 /318 :2
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص598 :
ن» :يا عاصي«. عْو ُيا ِفْر َ
قوله تعالى:
شوعًا ][109 -103 خُ ن َو َيِزيُدُهْم ُ ن َيْبُكو َ لْذقا ِ ن ِل َْخّرو َ ض -إلى قوله تعالىَ -و َي ِ لْر ِ ن ا َْسَتِفّزُهْم ِم َ ن َي ْ
َفَأراَد َأ ْ
-[1] /6578علي بن إبراهيم ،قال :في رواية أبي الجارود ،عن أبي جعفر )عليه السلم( في قولهَ :فَأراَد َأ ْ
ن
ض» :أي أراد أن يخرجهم من الرض ،و قد علم فرعون و قومه أن ما أنزل تلك اليات إل لْر ِ ن ا َْسَتِفّزُهْم ِم ََي ْ
جْئنا ِبُكْم َلِفيفًا يقول :جميعا«. خَرِة ِ لِعُد ا ْ ال ،و أما قولهَ :فِإذا جاَء َو ْ
ض أي يخرجهم من مصر لْر ِ ن ا َْسَتِفّزُهْم ِم َن َي ْ -[2] /6579في رواية علي بن إبراهيمَ :فَأراَد يعني فرعون َأ ْ
جْئنا ِبُكْم َلِفيفًا :أي
خَرِة ِلِ عُد ا ْض َفِإذا جاَء َو ْ لْر َ سُكُنوا ا َْ لا ْ سراِئي َ ن َبْعِدِه ِلَبِني ِإ ْجِميعًا َو ُقْلنا ِم ْ ن َمَعُه َ غَرْقناُه َو َم ْ َفَأ ْ
من كل ناحية.
ل ثم قال :يا محمدُ ،ق ْ
ل ث :أي على مهل َو َنّزْلناهُ َتْنِزي ً على ُمْك ٍ س َعَلى الّنا ِ قال :قوله تعالى َو ُقْرآنًا َفَرْقناُه ِلَتْقَرَأُه َ
ن َقْبِلِه يعني من أهل الكتاب الذين آمنوا برسول ال )صلى ال عليه و ن ُأوُتوا اْلِعْلَم ِم ْ ن اّلِذي َآِمُنوا ِبِه َأْو ل ُتْؤِمُنوا ِإ ّ
خّرو َ
ن ل َو َي ِ
عُد َرّبنا َلَمْفُعو ًن َو ْن كا َ ن َرّبنا ِإ ْ سْبحا َ ن ُ جدًا قال :الوجه َو َيُقوُلو َ سّ ن ُ لْذقا ِن ِل َْ
خّرو َ عَلْيِهْم َي ِآله(ِ :إذا ُيْتلى َ
شوعًا و هم قوم من أهل الكتاب آمنوا بال. خُ ن َو َيِزيُدُهْم ُ ن َيْبُكو َلْذقا ِِل َْ
-[3] /6580محمد بن يعقوب :عن علي بن محمد ،بإسناده ،قال :سئل أبو عبد ال )عليه السلم( عمن بجبهته
علة ل يقدر على السجود عليها.
جدًا«. سّن ُ لْذقا ِن ِل َْ خّرو َ قال» :يضع ذقنه على الرض ،إن ال عز و جل يقولَ :ي ِ
-[4] /6581علي بن إبراهيم ،قال :حدثني أبي ،عن الصباح ،عن إسحاق بن عمار ،عن أبي عبد ال )عليه
السلم( قال :قلت له رجل بين عينية قرحة ل يستطيع أن يسجد عليها؟ قال :يسجد ما بين طرف شعره ،فإن لم
يقدر سجد على حاجبه اليمن ،فإن لم يقدر فعلى حاجبه اليسر ،فإن لم يقدر فعلى ذقنه«.
جدًا«. سّ ن ُ لْذقا ِن ِل َْ خّرو َ قلت :على ذقنه؟ قال» :نعم ،أما تقرأ كتاب ال عز و جلَ :ي ِ
__________________________________________________
-1تفسير القّمي .29 :2
-2تفسير القّمي [.....] .29 :2
-3الكافي .6 /334 :3
-4تفسير القّمي .3 :2
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص599 :
قوله تعالى:
ل ][110 سِبي ً
ك َ ن ذِل َت ِبها َو اْبَتِغ َبْي َ ك َو ل ُتخاِف ْ صلِت َ جَهْر ِب َ َو ل َت ْ
-[1] /6582محمد بن يعقوب :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن عثمان بن عيسى ،عن سماعة ،قال:
ت ِبها قال» :المخافتة :ما دون سمعك ،و الجهر :أن ك َو ل ُتخاِف ْ صلِت َ جَهْر ِب َ سألته عن قول ال عز و جلَ :و ل َت ْ
ترفع صوتك شديدا«.
و رواه الشيخ في )التهذيب( بإسناده عن أحمد بن محمد ،عن عثمان بن عيسى ،عن سماعة قال :سألته عن قول
ال عز و جل ،و ساق الحديث إلى آخره ».«1
-[2] /6583و عنه :عن علي بن إبراهيم ،عن محمد بن عيسى ،عن يونس بن عبد الرحمن ،عن عبد ال بن
سنان ،قال :قلت لبي عبد ال )عليه السلم( :على المام أن يسمع من خلفه و إن كثروا؟
ت ِبها«.
ك َو ل ُتخاِف ْ صلِت َ
جَهْر ِب َ
فقال» :ليقرأ قراءة وسطا ،يقول ال تبارك و تعالىَ :و ل َت ْ
-[3] /6584علي بن إبراهيم :عن أبيه ،عن الصباح ،عن إسحاق بن عمار ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في
قوله:
ت ِبها ،قال» :الجهر بها :رفع الصوت ،و التخافت :ما لم تسمع بأذنك ،و اقرأ ما ك َو ل ُتخاِف ْ
صلِت َ
جَهْر ِب َ
َو ل َت ْ
بين ذلك«.
-[4] /6585و عنه قال :حدثني أبي ،عن الصباح ،عن إسحاق بن عمار ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،في
قوله:
ت ِبها ،قال» :رفع الصوت عاليا ،و المخافتة :ما لم تسمع نفسك«. ك َو ل ُتخاِف ْ
صلِت َ
جَهْر ِب َ
َو ل َت ْ
ك َو لصلِت َجَهْر ِب َ
-[5] /6586قال علي بن إبراهيم :و روي عن أبي جعفر الباقر )عليه السلم( في قولهَ :و ل َت ْ
ت ِبها ،قال» :الجهار أن ترفع صوتك يسمعه من بعد عنك ،و المخافتة .أن ل تسمع من معك إل يسيرا«. ُتخاِف ْ
-[6] /6587العياشي :عن المفضل قال :سمعته )عليه السلم( يقول ،و سئل عن المام هل عليه أن يسمع من
ت ِبها«.
ك َو ل ُتخاِف ْصلِت َجَهْر ِب َ
خلفه و إن كثروا؟ قال :يقرأ قراءة وسطا ،يقول ال تبارك و تعالىَ :و ل َت ْ
__________________________________________________
-1الكافي .21 /315 :3
-2الكافي .27 /317 :3
-3تفسير القّمي .30 :2
-4تفسير القّمي .30 :2
-5تفسير القّمي .30 :2
-6تفسير العّياشي .172 /318 :2
) (1التهذيب 1164 /290 :2
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص600 :
ك َو صلِت َ جَهْر ِب َ -[7] /6588عن سماعة بن مهران ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال عز و جل َو ل َت ْ
ت ِبها ،قال» :المخافتة :ما دون سمعك ،و الجهر :أن ترفع صوتك شديدا«. ل ُتخاِف ْ
-[8] /6589عن عبد ال بن سنان ،قال :سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن المام ،هل عليه أن يسمع من خلفه
ت ِبها«. ك َو ل ُتخاِف ْ صلِت َجَهْر ِب َ
و إن كثروا؟ قال» :ليقرأ قراءة وسطا ،إن ال يقولَ :و ل َت ْ
-[9] /6590عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم ،عن أبي جعفر و أبي عبد ال )عليهما السلم( :في قوله
تعالى:
ل ،قال» :كان رسول ال )صلى ال عليه و آله( إذا كان سِبي ًك َن ذِل َت ِبها َو اْبَتِغ َبْي َ ك َو ل ُتخاِف ْ صلِت َ جَهْر ِب َ َو ل َت ْ
بمكة جهر بصوته ،فيعلم بمكانه المشركون ،فكانوا يؤذونه ،فأنزلت هذه الية عند ذلك«.
-[10] /6591عن أبي بصير ،عن أبي جعفر )عليه السلم( »«1
ت ِبها. ك َو ل ُتخاِف ْ صلِت َ جَهْر ِب َ في قولهَ :و ل َت ْ
ع ِبما ُتْؤَمُر ».««2 صَد ْ قال» :نسختها َفا ْ
ك َو ل ُتخاِف ْ
ت صلِت َ جَهْر ِب َ -[11] /6592عن سليمان ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال تعالىَ :و ل َت ْ
ِبها.
فقال» :الجهر بها :رفع الصوت ،و المخافتة :ما لم تسمع اذناك ،و ما بين ذلك قدر ما يسمع اذنك«.
صلِت َ
ك جَهْر ِب َ -[12] /6593عن أبي حمزة الثمالي ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :سألته عن قول الَ :و ل َت ْ
ل ،قال :تفسيرها :و ل تجهر بولية علي )عليه السلم( و ل بما أكرمته به سِبي ًك َ ن ذِل َ ت ِبها َو اْبَتِغ َبْي َ َو ل ُتخاِف ْ
ت ِبها يعني و ل تكتمها عليا )عليه السلم( و أعلمه بما أكرمته به«. حتى آمرك بذلك َو ل ُتخاِف ْ
-[13] /6594عن الحلبي ،عن بعض أصحابنا ،قال :قال أبو جعفر )عليه السلم( لبي عبد ال )عليه السلم(:
»يا بني عليك بالحسنة بين السيئتين تمحوها« .قال» :و كيف ذاك ،يا أبت؟« قال» :مثل قول ال عز و جلَ :و ل
ل حسنة ،و مثل سِبي ًك َ ن ذِل َت ِبها سيئة َو اْبَتِغ َبْي َ
ك سيئةَ ،و ل ُتخاِف ْ صلِت َ جَهْر ِب َ ت ِبها ل َت ْ ك َو ل ُتخاِف ْ صلِت َ جَهْر ِب َ
َت ْ
سِرُفوا َو ن ِإذا َأْنَفُقوا َلْم ُي ْ
ط » ،«3و مثل قولهَ :و اّلِذي َ سِ ل اْلَب ْ
طها ُك ّ س ْك َو ل َتْب ُ عُنِق َ
ك َمْغُلوَلًة ِإلى ُ ل َيَد َجَع ْ قولهَ :و ل َت ْ
َلْم َيْقُتُروا إذا أسرفوا سيئة ،و إذا أقتروا
__________________________________________________
-7تفسير العّياشي .173 /318 :2
-8تفسير العّياشي .174 /318 :2
-9تفسير العّياشي .175 /318 :2
-10تفسير العّياشي .176 /319 :2
-11تفسير العّياشي [.....] .177 /319 :2
-12تفسير العّياشي .178 /319 :2
-13تفسير العّياشي .179 /319 :2
سلم(. ل )عليه ال ّ ) (1في المصدر :عن أبي عبد ا ّ
) (2الحجر .94 :15
) (3السراء .29 :17
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص601 :
ك َقوامًا » «1حسنة ،فعليك بالحسنة بين السيئتين«. ن ذِل َ ن َبْي َ
سيئة َو كا َ
جَهْر -[14] /6595عن جابر ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :سألته عن تفسير هذه الية في قول ال َو ل َت ْ
ل.سِبي ًك َ ن ذِل َ ت ِبها َو اْبَتِغ َبْي َ ك َو ل ُتخاِف ْ صلِت َِب َ
قال» :ل تجهر بولية علي )عليه السلم( فهو الصلة ،و ل بما أكرمته به حتى انزل به » ،«2و ذلك قولهَ :و ل
ل.
سِبي ً
ك َ ن ذِل َ ت ِبها َو اْبَتِغ َبْي َ ك َو ل ُتخاِف ْ صلِت َ جَهْر ِب َ
َت ْ
جَهْرقال» :ل تجهر بولية علي )عليه السلم( فهو الصلة ،و ل بما أكرمته به حتى انزل به ،و ذلك قولهَ :و ل َت ْ
ت ِبها فإنه يقول :و ل تكتم ذلك عليا )عليه السلم( ،يقول :أعلمه بما أكرمته به فأما ك و أما قولهَ :و ل ُتخاِف ْ صلِت َِب َ
ل ،يقول :تسألني أن آذن لك أن تجهر بأمر علي )عليه السلم( ،بوليته .فأذن له بإظهار سِبي ًك َ ن ذِل َ
قولهَ :و اْبَتِغ َبْي َ
ذلك يوم غدير خم ،فهو قوله يومئذ :اللهم من كنت موله فعلي موله ،اللهم وال من واله و عاد من عاداه«.
قوله تعالى:
ل َو َكّبْرُه َتْكِبيرًا ][111
ن الّذ ّ
ي ِم َ
ن َلُه َوِل ّ
ك َو َلْم َيكُ ْ
ك ِفي اْلُمْل ِ
شِري ٌ
ن َلُه َ
خْذ َوَلدًا َو َلْم َيُك ْ
ل اّلِذي َلْم َيّت ِحْمُد ِّ ل اْل َ
َو ُق ِ
-[1] /6596علي بن إبراهيم ،قال :لم يذل فيحتاج إلى ولي ينصره.
-[2] /6597العياشي :عن النوفلي ،عن السكوني ،عن جعفر بن محمد ،عن أبيه )عليهما السلم( قال» :قال
النبي )صلى ال عليه و آله( و قد فقد رجل ،فقال :ما أبطأ بك عنا؟ فقال :السقم و العيال .فقال :أل أعلمك بكلمات
تدعو بهن ،و يذهب ال عنك السقم و ينفي عنك الفقر؟ تقول :ل حول و ل قوة إل بال العلي العظيم ،توكلت على
الحي الذي ل يموت ،و الحمد ل الذي لم يتخذ ولدا و لم يكن له شريك في الملك ،و لم يكن له ولي من الذل و
كبره تكبيرا«.
-[3] /6598عن عبد ال بن سنان ،قال :شكوت إلى أبي عبد ال )عليه السلم( فقال» :أل أعلمك شيئا إذا قلته
قضى ال دينك و أنعشك و أنعش حالك؟« فقلت :ما أحوجني إلى ذلك .فعلمه هذا الدعاء» :قل في دبر صلة
الفجر:
توكلت على الحي الذي ل يموت ،و الحمد ل الذي لم يتخذ ولدا و لم يكن له شريك في الملك ،و لم يكن له ولي من
الذل و كبره تكبيرا ،اللهم إني أعوذ بك من البؤس و الفقر ،و من غلبة الدين و السقم ،و أسألك أن تعينني على
أداء حقك إليك و إلى الناس«.
__________________________________________________
-14تفسير العّياشي .180 /319 :2
-1تفسير القّمي .30 :2
-2تفسير العّياشي .181 /320 :2
-3تفسير العّياشي .182 /320 :2
) (1الفرقان .67 :25
) (2في المصدر :آمرك.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص603 :
جُرزًا. صِعيدًا ُ -[8] /6615قال :و في رواية أبي الجارود ،عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله تعالىَ :
قال )عليه السلم(» :أي ل نبات فيها«.
قوله تعالى:
حدًا ][22 -9 ت ِفيِهْم ِمْنُهْم َأ َ
سَتْف ِ
جبًا -إلى قوله تعالىَ -و ل َت ْ
عَ
ن آياِتنا َ
ف َو الّرِقيِم كاُنوا ِم ْ
ب اْلَكْه ِ
صحا َ ن َأ ْ ت َأ ّ
سْب َ
حِ
َأْم َ
-[1] /6616محمد بن يعقوب :عن علي بن إبراهيم ،رفعه ،قال :قال أبو عبد ال )عليه السلم( لرجل عنده:
__________________________________________________
-3تفسير العّياشي .2 /321 :2
-4تفسير العّياشي .3 /321 :2
-5المناقب .81 :2
-6تفسير القّمي .31 :2
-7تفسير القّمي .31 :2
-8تفسير القّمي .31 :2
-1الكافي .595 /395 :8
) (1بشرت الديم أبشره بشرا :إذا أخذت بشرته» .الصحاح -بشر.«590 :2 -
) (2قرأ حمزة و الكسائي بالتخفيف و الباقون بالتشديد .انظر :تفسير النيسابوري -هامش تفسير الطبري:15 -
-107و روح المعاني لللوسي [.....] .203 :15
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص613 :
»ما الفتى عندكم«؟ فقال له :الشاب ،فقال» :ل ،الفتى :المؤمن ،إن أصحاب الكهف كانوا شيوخا فسماهم ال عز
و جل فتية بإيمانهم«.
-[2] /6617و عنه :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن هشام بن سالم ،عن أبي عبد ال
)عليه السلم( قال» :إن مثل أبي طالب مثل أصحاب الكهف ،أسروا اليمان و أظهروا الشرك ،فآتاهم ال أجرهم
مرتين«.
-[3] /6618و عنه :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن صالح بن السندي ،عن جعفر بن بشير ،عن خالد بن
عمارة ،عن سدير الصيرفي ،عن أبي جعفر )عليه السلم( -في حديث -قال له» :أما علمت أن أصحاب الكهف
كانوا صيارفة؟!«.
-[4] /6619العياشي :عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :إن أصحاب الكهف أسروا اليمان و
أظهروا الكفر ،فآجرهم ال مرتين«.
صحا َ
ب ن َأ ْ ت َأ ّسْب َحِ -[5] /6620عن محمد :عن أحمد بن علي ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قولهَ :أْم َ
جبًا.
عَن آياِتنا َ
ف َو الّرِقيِم كاُنوا ِم ْاْلَكْه ِ
قال» :هم قوم فروا ،و كتب ملك ذلك الزمان » «1أسماءهم و أسماء آبائهم و عشائرهم في صحف من رصاص،
ف َو الّرِقيِم«.ب اْلَكْه ِ
صحا َ فهو قولهَ :أ ْ
-[6] /6621عن أبي بكر الحضرمي ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :خرج أصحاب الكهف على غير
معرفة و ل ميعاد ،فلما صاروا في الصحراء أخذ بعضهم على بعض العهود و المواثيق ،فأخذ هذا على هذا ،و
هذا على هذا ،ثم قالوا أظهروا أمركم فأظهروه فإذا هم على أمر واحد«.
-[7] /6622عن درست ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( أنه ذكر أصحاب الكهف ،فقال» :كانوا صيارفة كلم »
«2و لم يكونوا صيارفة دراهم«.
-[8] /6623عن عبيد ال بن يحيى ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( أنه ذكر أصحاب الكهف ،فقال» :لو كلفكم
قومكم ما كلفهم قومهم!«.
__________________________________________________
-2الكافي .28 /373 :1
-3الكافي .2 /113 :5
-4تفسير العّياشي .4 /321 :2
-5تفسير العّياشي .5 /321 :2
-6تفسير العّياشي .6 /322 :2
-7تفسير العّياشي .7 /322 :2
-8تفسير العّياشي .9 /323 :2
) (1في »ج« و »س« و »ط« :الديار.
ق عن الباطل. ) (2أي يمّيزون كلم الح ّ
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص614 :
فقيل له :و ما كلفهم قومهم؟ فقال» :كلفوهم الشرك بال العظيم ،فأظهروا لهم الشرك و أسروا اليمان حتى جاءهم
الفرج«.
-[9] /6624عن درست ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :ما بلغت تقية أحد ما بلغت تقية أصحاب الكهف،
كانوا ليشدون الزنانير » ،«1و يشهدون العياد ،و أعطاهم ال أجرهم مرتين«.
-[10] /6625عن الكاهلي ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :إن أصحاب الكهف كانوا أسروا اليمان و
أظهروا الكفر ،و كانوا على إجهار الكفر أعظم أجرا منهم على إسرار اليمان«.
-[11] /6626عن سليمان بن جعفر الهمداني » ،«2قال :قال لي جعفر بن محمد )عليه السلم(» :يا سليمان ،من
الفتى؟ قال :فقلت :له :جعلت فداك ،الفتى عندنا الشاب ،قال لي» :أما علمت أن أصحاب الكهف كانوا كهول
فسماهم ال فتية بإيمانهم .يا سليمان ،من آمن بال و اتقى فهو الفتى«.
-[12] /6627عن أبي عمرو الزبيري ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :قلت له :قد فهمت نقصان اليمان و
تمامه ،فمن أين جاءت زيادته ،و ما الحجة فيها؟
ل َأّيُكْم زاَدْتُه هِذِه ِإيمانًا إلى قوله: ن َيُقو ُ
سوَرٌة َفِمْنُهْم َم ْت ُ
قال» :قول ال عز و جل َو ِإذا ما ُأْنِزَل ْ
ى و لو كان كله ق ِإّنُهْم ِفْتَيٌة آَمُنوا ِبَرّبِهْم َو ِزْدناُهْم ُهد ً
حّك َنَبَأُهْم ِباْل َ
عَلْي َ
ص َ
ن َنُق ّ
حُسِهْم » ،«3و قالَ :ن ْ جِ جسًا ِإَلى ِر ِْر ْ
واحدا ل زيادة فيه و ل نقصان لم يكن لحد منهم فضل على أحد ،و ل تستوي النعمة فيه و ل يستوي الناس ،و
بطل التفضيل ،و لكن بتمام اليمان دخل المؤمنون الجنة ،و بالزيادة في اليمان تفاضل المؤمنون بالدرجات عند
ال و بالنقصان منه دخل المفرطون النار«.
و روى هذا الحديث محمد بن يعقوب ،عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن بكر بن صالح ،عن القاسم بن بريد،
قال :حدثنا أبو عمرو الزبيري ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،و الحديث طويل تقدم بطوله في قوله تعالىَ :و ِإذا
ل َأّيُكْم زاَدْتُه هِذِه ِإيمانًا من آخر سورة براءة ».«4 ن َيُقو ُسوَرٌة َفِمْنُهْم َم ْ ت ُ
ما ُأْنِزَل ْ
عَلْيِهْم َلَوّلْي َ
ت ت َ
طَلْع َ
-[13] /6628عن محمد بن سنان عن البطيخي ،عن أبي جعفر )عليه السلم( في قولهَ :لِو ا ّ
عبًا.
ت ِمْنُهْم ُر ْ
ِمْنُهْم ِفرارًا َو َلُمِلْئ َ
__________________________________________________
-9تفسير العّياشي .9 /323 :2
-10تفسير العّياشي .10 /323 :2
-11تفسير العّياشي .11 /32 :2
-12تفسير العّياشي .12 /323 :2
-13تفسير العّياشي [.....] .13 /324 :2
) (1الزنانير :جمع زّنار ،و هو شيء يشّده الذّمي على وسطه» .لسان العرب -زنر.«330 :4 -
) (2في المصدر ،و »ط« نسخة بدل :النهدي.
) (3التوبة .125 -124 :9
) (4الكافي ،1 /28 :2و تقّدم في الحديث ) (1من تفسير الية ) (125 -124من سورة التوبة.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص615 :
قال» :إن ذلك لم يعن به النبي )صلى ال عليه و آله( إنما عني به المؤمنون بعضهم لبعض ،لكنه حالهم التي هم
عليها«.
-[14] /6629ابن شهر آشوب :عن جابر و أنس :أن جماعة تنقصوا عليا )عليه السلم( عند عمر ،فقال سلمان:
أما تذكر -يا عمر -اليوم الذي كنت فيه و أبو بكر و أنا و أبو ذر عند رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،و بسط لنا
شملة » «1و أجلس كل واحد منا على طرف ،و أخذ بيد علي و أجلسه وسطها ،ثم قال» :قم -يا أبا بكر -و سلم
على علي بالمامة و خلفة المسلمين« .و هكذا كل واحد منا ،ثم قال» :قم يا علي ،و سلم على هذا النور« .يعني
الشمس ،فقال أمير المؤمنين )عليه السلم(» :أيتها الية المشرقة ،السلم عليك« فأجابت القرصة و ارتعدت و
قالت :و عليك السلم ،يا ولي ال و وصي رسوله.
ثم رفع رسول ال )صلى ال عليه و آله( يده إلى السماء ،فقال» :اللهم إنك أعطيت لخي سليمان صفيك منك ملكا
و ريحا غدوها شهر و رواحها شهر ،اللهم أرسل تلك لتحملهم إلى أصحاب الكهف و أمرنا أن نسلم على أصحاب
الكهف .فقال علي» :يا ريح ،احملينا« فإذا نحن في الهواء فسرنا ما شاء ال ،ثم قال» :يا ريح ،ضعينا« فوضعتنا
عند الكهف ،فقام كل واحد منا و سلم فلم يرد » «2الجواب ،فقام علي )عليه السلم( فقال» :السلم عليكم يا
أصحاب الكهف« فسمعنا :و عليك السلم يا وصي محمد ،إنا قوم محبوسون هاهنا من زمن دقيانوس .فقال لهم:
»لم لم تردوا سلم القوم« .فقالوا :نحن فتية ل نرد إل على نبي ،أو وصي نبي ،و أنت وصي خاتم النبيين و خليفة
رسول رب العالمين .ثم قال» :خذوا مجالسكم« .فأخذنا مجالسنا.
ثم قال» :يا ريح ،احملينا« .فإذا نحن في الهواء ،فسرنا ما شاء ال ،ثم قال» :يا ريح ضعينا« فوضعتنا ،ثم ركض
» «3برجله الرض فنبعت عين ماء فتوضأ و توضأنا ،ثم قال» :ستدركون الصلة مع النبي أو بعضها ،ثم قال:
»يا ريح ،احملينا« ،ثم قال» :ضعينا« فوضعتنا فإذا نحن في مسجد رسول ال )صلى ال عليه و آله( و قد صلى
من الغداة ركعة.
قال أنس :فاستشهدني علي و هو على منبر الكوفة فداهنت ،فقال» :إن كنت كتمتها مداهنة بعد وصية رسول ال
)صلى ال عليه و آله( إياك ،فرماك ال ببياض في جسمك ،و لظى في جوفك ،و عمى في عينيك« فما برحت
حتى برصت و عميت و كان أنس ل يطيق الصيام في شهر رمضان و ل غيره.
و البساط أهداه أهل هربوق و الكهف في بلد الروم في موضع يقال له :اركدى ،و كان في ملك باهندق ،و هو
اليوم اسم الضيعة.
و في خبر :أن الكساء أتى به خطي بن الشرف أخو كعب ،فلما رأى شرف معجزات علي )عليه السلم( أسلم و
سماه النبي )صلى ال عليه و آله( محمدا.
__________________________________________________
-14المناقب .337 :2
طى به يتلّفف» .المعجم الوسيط .«495 :1 شملة :كساء من صوف أو شعر يتغ ّ ) (1ال ّ
) (2في »س ،ط« ::يرد.
) (3ركض الرض :ضربها برجله» .لسان العرب -ركض.«159 :7 -
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص616 :
-[15] /6630و في رواية اخرى عن شاذان في )الفضائل( :بالسناد يرفعه إلى سالم بن أبي الجعد ،أنه قال:
حضرت مجلس أنس بن مالك بالبصرة و هو يحدث ،فقام إليه رجل من القوم ،و قال :يا صاحب رسول ال
)صلى ال عليه و آله( ما هذه النمشة » «1التي أرى بك؟ فإنه حدثني أبي عن رسول ال )صلى ال عليه و آله(
أنه قال» :البرص و الجذام ل يبلو ال تعالى به مؤمنا« .قال :فعند ذلك أطرق أنس بن مالك إلى الرض و عيناه
تذرفان بالدموع ،ثم رفع رأسه ،و قال :دعوة العبد الصالح علي بن أبي طالب )عليه السلم( نفذت في.
قال :فعند ذلك قام الناس من حوله ،و قصدوه و قالوا :يا أنس ،حدثنا ما كان السبب؟ فقال لهم :الهوا عن هذا قالوا
له :ل بد أن تخبرنا بذلك .فقال :اجلسوا مواضعكم و اسمعوا مني حديثا كان هو السبب لدعوة علي )عليه السلم(.
اعلموا أن النبي )صلى ال عليه و آله( قد اهدي له بساط شعر من قرية كذا و كذا من قرى المشرق ،يقال لها:
هندق » ،«2فأرسلني رسول ال )صلى ال عليه و آله( إلى أبي بكر و عمر و عثمان و طلحة و الزبير و سعد و
سعيد و عبد الرحمن بن عوف الزهري ،فأتيته بهم و عنده ابن عمه علي بن أبي طالب )عليه السلم( فقال لي:
»يا أنس ابسط البساط و اجلس حتى تخبرني بما يكون منهم« .ثم قال» :يا علي ،قل :يا ريح احملينا« .قال :فقال
المام علي )عليه السلم(» :يا ريح ،احملينا« فإذا نحن في الهواء فقال» :سيروا على بركة ال« قال :فسرنا ما
شاء ال ،ثم قال» :يا ريح ،ضعينا« فوضعتنا ،فقال:
»أ تدرون أين أنتم«؟ قلنا :ال و رسوله و علي أعلم ،فقال» :هؤلء أصحاب الكهف و الرقيم الذين كانوا من
آيات ال عجبا ،قوموا بنا -يا أصحاب رسول ال -حتى نسلم عليهم« ،فعند ذلك قام أبو بكر و عمر فقال :السلم
عليكم يا أصحاب الكهف و الرقيم .قال :فلم يجبهما أحد ،قال :فقام طلحة و الزبير فقال :السلم عليكم يا أصحاب
الكهف و الرقيم .فلم يجبهما أحد ،قال أنس :فقمت أنا و عبد الرحمن بن عوف فقلت :أنا أنس خادم رسول ال
)صلى ال عليه و آله( ،السلم عليكم يا أصحاب الكهف و الرقيم ،فلم يجبنا أحد.
قال :فعند ذلك قام المام علي )عليه السلم( و قال» :السلم عليكم يا أصحاب الكهف و الرقيم الذين كانوا من
آيات ال عجبا« .فقالوا :و عليك السلم و رحمة ال و بركاته يا وصي رسول ال )صلى ال عليه و آله( فقال» :يا
أصحاب الكهف لم ل رددتم على أصحاب رسول ال )صلى ال عليه و آله( السلم«؟ فقالوا :يا خليفة رسول ال،
إنا فتية آمنوا بربهم و زادهم ال هدى ،و ليس معنا إذن أن نرد السلم إل على نبي أو وصي نبي ،و أنت وصي
خاتم النبيين ،و أنت سيد الوصيين .ثم قال» :أسمعتم ،يا أصحاب رسول ال«؟ قلنا :نعم يا أمير المؤمنين .قال:
»فخذوا مواضعكم و اقعدوا في مجالسكم« .قال :فقعدنا في مجالسنا.
ثم قال» :يا ريح ،احملينا« فحملتنا و سرنا ما شاء ال ،إلى أن غربت الشمس ،ثم قال» :يا ريح ،ضعينا« ،فإذا
نحن في أرض » «3كالزعفران ليس بها حسيس و ل أنيس ،نباتها القيصوم و الشيح » «4و ليس فيها ماء ،فقلنا
يا أمير
__________________________________________________
-15الفضائل.164 :
) (1النمش :نقط بيض و سود ،تقع على الجلد في الوجه تخالف لونه» .لسان العرب -نمش.«359 :6 -
) (2في المصدر :هندف.
) (3في المصدر :روضة.
ي يّتخذ شيح :نبات سهل ّ ) (4القيصوم :من نبات السهل ،و هو من المرار ،طّيب الرائحة ،من رياحين البّر .و ال ّ
من بعضه المكانس ،و هو من المرار ،له رائحة طيبة و طعم مّر ،و هو مرعى للخيل و الّنعم ،و منابته القيعان
و الرياض» .لسان العرب -شيح 502 :2 -و -قصم.«486 :12 -
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص617 :
المؤمنين دنت الصلة و ليس عندنا ماء نتوضأ به؟ ثم قام و جاء إلى موضع من تلك الرض ،فركض »«1
برجله فنبعت عين ماء عذب فقال» :دونكم و ما طلبتم ،و لول طلبتكم لجاءنا جبرئيل )عليه السلم( بماء من
الجنة« .قال:
فتوضأنا به و صلينا ،و وقف )عليه السلم( يصلي إلى أن انتصف الليل ،ثم قال» :فخذوا مواضعكم ،ستدركون
الصلة مع رسول ال )صلى ال عليه و آله( أو بعضها«.
ثم قال» :يا ريح ،احملينا« .فإذا نحن في الهواء ،ثم سرنا ما شاء ال ،فإذا نحن بمسجد رسول ال )صلى ال عليه
و آله( و قد صلى من صلة الغداة ركعة واحدة ،فقضينا ما كان قد سبقنا بها رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،ثم
التفت إلينا فقال لي:
»يا أنس ،تحدثني أم أحدثك »««2؟ قلت :بل من فيك أحلى ،يا رسول ال .قال :فابتدأ بالحديث من أوله إلى آخره
كأنه كان معنا.
قال )صلى ال عليه و آله(» :يا أنس ،أ تشهد لبن عمي بها إذا استشهدك«؟ فقلت :نعم يا رسول ال .قال :فلما
ولي أبو بكر الخلفة أتى علي )عليه السلم( إلي و كنت حاضرا عند أبي بكر و الناس حوله ،فقال لي» :يا أنس،
أ لست تشهد بفضيلة البساط ،و يوم عين الماء » «3و يوم الجب«؟ فقلت له :يا علي ،قد نسيت لكبري ،فعندها قال
لي» :يا أنس ،إن كنت كتمتها مداهنة بعد وصية رسول ال )صلى ال عليه و آله( لك ،رماك ال ببياض في
وجهك ،و لظى في جوفك ،و عمى في عينيك« .فما قمت من مقامي حتى برصت و عميت ،و أنا الن ل أقدر
على الصيام في شهر رمضان و ل غيره ،لن الزاد ل يبقى في جوفي .و لم يزل على ذلك حتى مات بالبصرة.
ف َو الّرِقيِم كاُنوا ِم ْ
ن ب اْلَكْه ِ
صحا َ
ن َأ ْ
ت َأ ّ
سْب َ
-[16] /6631و قال علي بن إبراهيم ،في قوله تبارك و تعالىَ :أْم حَ ِ
جبًا يقول :قد آتيناك من اليات ما هو أعجب منه ،و هم فتية كانوا في الفترة بين عيسى بن مريم )عليه عَ آياِتنا َ
السلم( و محمد )صلى ال عليه و آله( و أما الرقيم :فهما لوحان من نحاس مرقوم ،أي مكتوب فيهما أمر الفتية و
أمر إسلمهم ،و ما أراد منهم دقيانوس الملك ،و كيف كان أمرهم و حالهم.
-[17] /6632ثم قال علي بن إبراهيم ،حدثني أبي ،عن ابن أبي عمير ،عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال )عليه
السلم( قال» :كان سبب نزول سورة الكهف ،أن قريشا بعثوا ثلثة نفر إلى نجران :النضر بن الحارث بن كلدة،
و عقبة بن أبي معيط ،و العاص بن وائل السهمي ،ليتعلموا من اليهود و النصارى مسائل يسألونها رسول ال
)صلى ال عليه و آله( فخرجوا إلى نجران ،إلى علماء اليهود فسألوهم ،فقالوا :سلوه عن ثلث مسائل ،فإن أجابكم
فيها
__________________________________________________
-16تفسير القّمي [.....] .-31 :2
-17تفسير القّمي .31 :2
) (1في »س« و المصدر :فرفس.
) (2في المصدر زيادة :بما وقع من المشاهدة التي شاهدتها أنت.
)) (3و يوم عين الماء( ليس في المصدر.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص618 :
على ما عندنا فهو صادق ثم سلوه عن مسألة واحدة فإن ادعى علمها فهو كاذب.
قالوا :و ما هذه المسائل؟ قالوا :سلوه عن فتية كانوا في الزمن الول ،فخرجوا و غابوا و ناموا ،كم بقوا في نومهم
حتى انتبهوا ،و كم كان عددهم ،و أي شيء كان معهم من غيرهم ،و ما كان قصتهم؟ و سلوه عن موسى حين
أمره ال أن يتبع العالم و يتعلم منه ،من هو ،و كيف تبعه و ما كان قصته معه؟ و سلوه عن طائف طاف من
مغرب الشمس و مطلعها حتى بلغ سد يأجوج و مأجوج ،من هو ،و كيف كان قصته؟ ثم أملوا عليهم أخبار هذه
الثلث مسائل و قالوا :لهم إن أجابكم بما قد أملينا عليكم فهو صادق و إن أخبركم بخلف ذلك فل تصدقوه.
قالوا :فما المسألة الرابعة؟ قالوا :سلوه متى تقوم الساعة؟ فإن ادعى علمها فهو كاذب ،فإن قيام الساعة ل يعلمها
إل ال تبارك و تعالى.
فرجعوا إلى مكة و اجتمعوا إلى أبي طالب فقالوا :يا أبا طالب ،إن ابن أخيك يزعم أن خبر السماء يأتيه ،و نحن
نسأله عن مسائل ،فإن أجابنا عنها علمنا أنه صادق ،و إن لم يجبنا علمنا أنه كاذب ،فقال أبو طالب :سلوه عما بدا
لكم فسألوه عن الثلث مسائل فقال رسول ال )صلى ال عليه و آله( :غدا أخبركم -و لم يستثن » -«1فاحتبس
الوحي عنه أربعين يوما حتى أغتم النبي )صلى ال عليه و آله( و شك أصحابه الذين كانوا آمنوا به ،و فرحت
قريش و استهزءوا و آذوا ،و حزن أبو طالب.
فلما كان بعد أربعين يوما نزل عليه جبرئيل )عليه السلم( بسورة الكهف .فقال رسول ال )صلى ال عليه و آله(:
ت يا محمد َأ ّ
ن سْب َحِيا جبرئيل لقد أبطأت؟ فقال :إنا ل نقدر أن ننزل إل بإذن ال .فأنزل ال تبارك و تعالىَ :أْم َ
ف َفقاُلوا َرّبنا آِتنا ِم ْ
ن جبًا ثم قص قصتهم فقال :إِْذ َأَوى اْلِفْتَيُة ِإَلى اْلَكْه ِ عَن آياِتنا َ
ف َو الّرِقيِم كاُنوا ِم ْ ب اْلَكْه ِ
صحا ََأ ْ
شدًا«.ن َأْمِرنا َر َ
ئ َلنا ِم ْ
حَمًة َو َهّي ْ
ك َر ْ
َلُدْن َ
قال :فقال الصادق )عليه السلم(» :إن أصحاب الكهف و الرقيم كانوا في زمن ملك جبار عات و كان يدعو أهل
مملكته إلى عبادة الصنام ،فمن لم يجبه قتله ،و كان هؤلء قوما مؤمنين يعبدون ال عز و جل ،و وكل الملك
بباب المدينة وكلء ،و لم يدع أحدا يخرج حتى يسجد للصنام ،و خرج هؤلء بعلة » «2الصيد ،و ذلك أنهم
مروا براع في طريقهم فدعوه إلى أمرهم فلم يجبهم ،و كان مع الراعي كلب فأجابهم الكلب و خرج معهم -قال
الصادق )عليه السلم(:
ل يدخل الجنة من البهائم إل ثلث :حمارة » «3بلعم بن باعوراء ،و ذئب يوسف ،و كلب أصحاب الكهف »-«4
فخرج أصحاب الكهف من المدينة بعلة » «5الصيد هربا من دين ذلك الملك ،فلما أمسوا دخلوا ذلك الكهف و
الكلب
__________________________________________________
ل.
) (1إن لم يقل :ان شاء ا ّ
) (2في المصدر :بحيلة.
) (3في المصدر :حمار.
) (4كذا ،و في
ل ثلثة :حمارة بلعم ،و كلب أصحاب الكهف ،و سلم( :ل يدخل الجّنة من البهائم إ ّ الحديث عن الرضا )عليه ال ّ
الذئب ،و كان سبب الذئب أّنه بعث ملك ظالم شرطيا ليحشر قوما من المؤمنين و يعّذبهم ،و كان للشرطي ابن
ل ذلك الجّنة لّما أحزن الشرطي. يحّبه ،فجاء ذئب فأكل ابنه ،فحزن الشرطي عليه ،فأدخل ا ّ
ب » «1و لما أراد أن يقرأ سورة الكهف قال اليهودي: عْبِدِه اْلِكتا َ
على َ
ل َ
ل اّلِذي َأْنَز َ
حْمُد ِّ
حيِم اْل َ
ن الّر ِ
حم ِ
ل الّر ْ
سِم ا ِّ
ِب ْ
ما أكثر ما سمعنا قرآنكم! إن كنت فاعل » «2فأخبرنا عن قصة هؤلء و بأسمائهم و عددهم ،و اسم كلبهم ،و اسم
كهفهم ،و اسم ملكهم ،و اسم مدينتهم.
قال علي )عليه السلم(» :ل حول و ل قوة إل بال ،يا أخا اليهود ،حدثني حبيبي محمد )صلى ال عليه و آله( أنه
كان في أرض الروم مدينة يقال لها :أفسوس ،و كان لها ملك صالح ،فمات ملكهم و تشتت أمرهم و اختلفت
كلمتهم ،فسمع بهم ملك من ملوك فارس يقال له :دقيوس » ،«3فأقبل في مائة ألف رجل حتى دخل مدينة أفسوس
فاتخذها دار مملكته ،و اتخذ فيها قصرا طوله فرسخ في عرض فرسخ ،و اتخذ في ذلك القصر مجلسا طوله ألف
ذراع في عرض ذلك من الزجاج الممرد ،و اتخذ في المجلس أربعة آلف اسطوانة من ذهب ،و اتخذ ألف قنديل
من ذهب له سلسل من لجين » ،«4تسرج بأطيب الدهان ،و اتخذ في شرق المجلس ثمانين كوة » ،«5و في
غربيه ثمانين كوة ،و كانت الشمس إذا طلعت تدور في المجلس كيف ما دارت ،و اتخذ له سريرا من ذهب »،«6
له قوائم من فضة مرصعة بالجواهر ،و عله بالنمارق ،و اتخذ عن يمين السرير ثمانين كرسيا من الذهب
مرصعة بالزبرجد الخضر ،فأجلس عليها بطارقته » ،«7و اتخذ عن يسار السرير ثمانين كرسيا من الفضة
مرصعة بالياقوت الحمر ،فأجلس عليها هراقلته ،ثم عل السرير فوضع التاج على رأسه«.
__________________________________________________
) (1الكهف .1 :18
) (2في المصدر :عالما.
) (3في المصدر في جميع المواضع :دقيانوس.
ضة» .لسان العرب -لجن.«379 :13 - ) (4الّلجين :الف ّ
) (5الكّوة :الخرق في الحائط و الّثقب في البيت و نحوه» .لسان العرب -كوى.«236 :15 -
) (6في المصدر زيادة :طوله ثمانون ذراعا في أربعين ذراعا.
) (7البطريق :القائد» .لسان العرب -بطرق[.....] .«21 :10 -
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص622 :
قال :فوثب اليهودي ،فقال :يا أمير المؤمنين ،مم كان تاجه؟ فقال) :عليه السلم(» :ل حول و ل قوة إل بال العلي
العظيم ،كان تاجه من الذهب المشبك ،له سبعة أركان على كل ركن لؤلؤة بيضاء تضيء كضوء المصباح في
الليلة الظلماء ،و اتخذ خمسين غلما من أولد الهراقلة ،فقرطهم بقراط » «1الديباج الحمر ،و سرولهم
بسراويلت من الفرند » «2الخضر ،و توجهم و دملجهم » «3و خلخلهم ،و أعطاهم أعمدة من الذهب ،و أوقفهم
على رأسه ،و اتخذ ستة أغلمة من أولد العلماء ،فاتخذهم وزراء :فأقام ثلثة عن يمينه ،و ثلثة عن يساره«.
قال اليهودي :ما كان أسماء الثلثة الذين عن يمينه ،و الثلثة الذين عن يساره؟ فقال علي )عليه السلم(» :أما
الثلثة الذين كانوا عن يمينه فكانت أسماؤهم تمليخا ،و مكسلينا ،و محسمينا » ،«4و أما الثلثة الذين كانوا عن
يساره فكانت أسماؤهم :مرطوس » ،«5و كينظوس » ،«6و ساربيوس » ،«7و كان يستشيرهم في جميع
أموره«.
قال» :و كان يجلس في كل يوم في صحن داره ،البطارقة عن يمينه ،و الهراقلة عن يساره -قال -و يدخل ثلثة
أغلمة فى يد أحدهم جام » «8من ذهب مملوء من المسك المسحوق » ،«9و في يد الخر جام من فضة مملوء من
ماء الورد ،و في يد الخر طائر أبيض له منقار أحمر ،فإذا نظر إلى ذلك الطائر صفر به ،فيطير الطائر حتى يقع
في جام ماء الورد فيتمرغ فيه ،فيحمل ما في الجام بريشه و جناحيه ،ثم يصفر به الثانية فيطير الطائر حتى يقع
في جام ماء الورد فيتمرغ فيه ،فيحمل ما في الجام بريشه و جناحيه ،ثم يصفر الثالثة فيطير الطائر حتى يقع في
جام المسك فيتمرغ فيه ،فيحمل ما في الجام بريشه و جناحيه ،ثم يصفر الثالثة فيطير الطائر على رأس الملك،
فلما نظر الملك إلى ذلك عتا و تجبر و ادعى الربوبية من دون ال عز و جل«.
قال» :فدعا إلى ذلك وجوه قومه ،فكل من أطاعه على ذلك أعطاه و حباه و كساه ،و كل من لم يتابعه قتله،
فاستجاب له أناس ،فاتخذ لهم عيدا في كل سنة مرة ،فبينما هو ذات يوم في عيده » ،«10و البطارقة عن يمينه و
الهراقلة عن يساره ،و إذا ببطريق من بطارقته قد أقبل و أخبره أن ،عساكر الفرس قد غشيته ،فاغتم لذلك غما
شديدا حتى سقط التاج عن ناصبيته ،فنظر إليه أحد الفتية الثلثة الذين كانوا عن يمينه ،يقال له :تمليخا ،فقال في
نفسه :لو كان دقيوس إلها كما يزعم ما كان يغتم ،و ل كان يفرح » ،«11و ل كان يبول و ل كان يتغوط ،و ل
كان ينام و ل
__________________________________________________
) (1في »ط ،ج« :فبرطقهم براطق.
) (2الفرند :ثوب من حرير» .تاج العروس .«451 :2
ي» .لسان العرب -دملج.«276 :2 - ) (3دملج الشيء :إذا سّواه و أحسن صنعته ،و الّدملوج :المعضد من الحل ّ
) (4في المصدر :مكسلمينا و مجلسينا.
) (5في المصدر :مرنوس.
) (6في »ج« :كينطوس ،و في »س« :كيظوس ،و في المصدر :ديرنوس.
) (7في المصدر :شاذرنوس.
ضة» .لسان العرب -جوم.«112 :12 - ) (8الجام :إناء من ف ّ
ف.
) (9في »س« :المشرق .و المشرق :الملقى فى الشمس ليج ّ
) (10في المصدر :عيدهم.
) (11في المصدر :يفزع.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص623 :
يستيقظ ،و ليس هذا من فعل الله«.
قال» :و كان الفتية الستة كل يوم عند أحدهم يأكلون و يشربون ،و كانوا في ذلك اليوم عند تمليخا فاتخذ لهم من
أطيب الطعام و أعذب الشراب فطعموا و شربوا ،ثم قال :يا إخوتاه ،قد وقع في نفسي شيء قد منعني الطعام و
الشراب و المنام قالوا :و ما ذلك يا تمليخا ،فقال تمليخا :لقد أطلت فكري في هذه السماء فقلت :من رفع سقفها
محفوظة بل علقة من فوقها و ل دعامة من تحتها ،و من أجرى فيها شمسا و قمرا نيرين مضيئين« ،و من زينها
بالنجوم؟ ثم أطلت فكري في هذه الرض ،فقلت :من سطحها على صميم الماء الزاخر ،و من حبسها بالجبال أن
تميد على كل شيء؟ و أطلت فكري في نفسي ،فقلت :من أخرجني جنينا من بطن امي ،و من غذاني ،و من رباني
في بطنها؟ إن لهذا صانعا و مدبرا غير دقيوس الملك ،و ما هذا إل ملك الملوك و جبار السماوات«.
قال» :فانكب الفتية على رجليه فقبلوها ،و يقولون :قد هدانا ال من الضللة بك إلى الهدى فأشر علينا -قال -فوثب
تمليخا فباع تمرا من حائط له ثلثة دراهم » ،«2و صرها في كمه ،و ركبوا على خيولهم و خرجوا من المدينة،
فلما ساروا ثلثة أميال ،قال تمليخا :يا إخوتاه جاء ملك الخرة و ذهب ملك الدنيا و زال أمرها ،انزلوا عن
خيولكم و امشوا على أرجلكم لعل ال يجعل لكم من أمركم فرجا و مخرجا فنزلوا عن خيولهم فمشوا سبع فراسخ
في ذلك اليوم فجعلت أرجلهم تقطر دما«.
قال» :فاستقبلهم راع ،فقالوا ،أيها الراعي ،هل من شربة لبن؟ هل من شربة ماء؟ فقال الراعي عندي ما تحبون،
و لكن أرى وجوهكم وجوه الملوك ،و ما أظنكم إل هرابا من دقيوس الملك؟ قالوا :أيها الراعي ،ل يحل لنا
الكذب ،فينجينا منك الصدق؟ قال :نعم ،فأخبروه بقصتهم ،فانكب على أقدامهم يقبلها ،و قال :يا قوم ،لقد وقع في
قلبي ما وقع في قلوبكم ،و لكن أمهلوني حتى أرد الغنام إلى أربابها و ألحق بكم ،فوقفوا له فرد الغنام و أقبل
يسعى فتبعه كلبه«.
فقال اليهودي :يا علي ،ما كان لون الكلب ،و ما اسمه؟ قال علي )عليه السلم(» :يا أخا اليهود » ،«3أما لون
الكلب فكان أبلق بسواد ،و أما اسمه فكان قطمير » .«4فلما نظر الفتية إلى الكلب ،قال بعضهم لبعض :إنا نخاف
أن يفضحنا هذا الكلب بنباحه فألحوا عليه بالحجارة ،فلما نظر الكلب إليهم قد ألحوا عليه بالطرد أقعى على ذنبه و
تمطى و نطق بلسان ذلق » ،«5و هو ينادي :يا قوم ،لم تردوني و أنا أشهد أن ل إله إل ال ،وحده ل شريك له،
ذروني أحرسكم من عدوكم -،قال -فجعلوا يبتدرونه ،فحملوه على أعناقهم -قال -فلم يزل الراعي يسير بهم حتى
علبهم جبل فانحط بهم على كهف يقال له :الوصيد ،فإذا بإزاء الكهف عين ،و أشجار مثمرة ،فأكلوا من الثمرة و
شربوا من الماء ،و جهنم
__________________________________________________
) (1في المصدر :آيتين مبصرتين.
) (2في المصدر :ثلثة آلف درهم.
ل العلي العظيم[.....] .
ل با ّ
سلم( :ل حول و ل قّوة إ ّ ي )عليه ال ّ
) (3في المصدر :قال عل ّ
) (4في المصدر :قمطير.
) (5في المصدر :طلق.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص624 :
الليل فأووا إلى الكهف ،فأوحى ال جل جلله إلى ملك الموت :أن يقبض أرواحهم ،و وكل ال عز و جل بكل
رجل منهم ملكين يقلبانه ذات اليمين إلى ذات الشمال ،و ذات الشمال إلى ذات اليمين ،و أوحى ال إلى خازن »
«1الشمس فكانت تزاور عن كهفهم ذات اليمين ،و تقرضهم ذات الشمال.
فلما رجع دقيوس من عيده سأل عن الفتية ،فأخبر أنهم ذهبوا هربا ،فركب في ثمانين ألف حصان ،فلم يزل يقفوا
أثرهم حتى عل الجبل ،و انحط إلى الكهف ،فلما نظر إليهم إذا هم نيام فقال الملك :لو أردت أن أعاقبهم بشيء لما
عاقبتهم بأكثر مما عاقبوا به أنفسهم ،و لكن ائتوني بالبنائين ،و سد باب الكهف بالكلس و الحجارة ،ثم قال
لصحابه :قولوا لهم يقولون للههم الذي في السماء لينجيهم مما بهم إن كانوا صادقين ،و أن يخرجهم من هذا
الموضع«.
ثم قال علي )عليه السلم(» :يا أخا اليهود ،فمكثوا ثلثمائة و تسع سنين ،فلما أراد ال أن يحييهم أمر إسرافيل
الملك أن ينفخ فيهم الروح -قال -فنفخ فقاموا من رقدتهم ،فلما بزغت الشمس قال بعضهم لبعض :قد غفلنا في هذه
الليلة عن عبادة إله السماوات فقاموا فإذا العين قد غارت و الشجار قد جفت ،فقال بعضهم لبعض :إن في أمرنا
لعجبا ،مثل تلك العين الغزيرة قد غارت في ليلة واحدة ،و مثل تلك الشجار قد جفت في ليلة واحدة!«.
قال» :و مسهم الجوع فقالوا :ابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة ،فلينظر أيها أزكى طعاما فليأتكم برزق منه و
ليتلطف و ل يشعرن بكم أحدا :فقال تمليخا :ل يذهب في حوائجكم غيري ،و لكن ادفع إلي -أيها الراعي -ثيابك
قال :فدفع الراعي إليه ثيابه و مضى إلى المدينة ،فجعل يرى مواضع ل يعرفها و طرقا ينكرها ،حتى أتى باب
المدينة ،فإذا عليه علم أخضر مكتوب عليه بالصفرة :ل إله إل ال ،عيسى رسول ال و روحه -قال )عليه
السلم( -فجعل ينظر إلى العلم و يمسح عينيه و يقول :كأني نائم ثم دخل المدينة حتى أتى السوق فإذا رجل خباز،
فقال :أيها الخباز ما اسم مدينتكم هذه؟ قال :أفسوس .قال :و ما اسم ملككم؟ قال :عبد الرحمن ،قال :يا هذا حركني
كأني نائم فقال الخباز :أ تهزأ بي ،تكلمني و أنت نائم؟! فقال تمليخا للخباز :فادفع إلي بهذا الورق طعاما .قال:
فتعجب الخباز من نقش » «2الدرهم و من كبره«.
قال :فوثب اليهودي و قال :يا علي و ما كان وزن كل درهم؟ قال علي )عليه السلم(» :يا أخا اليهود ،كان وزن
كل درهم منها عشرة دراهم و ثلثي درهم«.
قال» :فقال له الخباز :يا هذا ،إنك أصبت كنزا؟ فقال تمليخا :ما هذا إل ثمن تمرة بعتها منذ ثلثة أيام و خرجت
من هذه المدينة و تركت ،الناس يعبدون دقيوس الملك فغضب الخباز و قال :أل تعطيني بعضها و تنجو ،أتذكر
رجل خمارا كان يدعي الربوبية قد مات منذ أكثر من ثلثمائة سنة؟«.
قال :فثبت تمليخا حتى أدخله الخباز على الملك ،فقال :ما شأن هذا الفتى؟ فقال :الخباز :هذا رجل أصاب
__________________________________________________
) (1في المصدر :خّزان.
) (2في المصدر :ثقل.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص625 :
كنزا .فقال له الملك :ل تخف -يا فتى -فإن نبينا عيسى بن مريم )عليه السلم( أمرنا أن ل نأخذ من الكنوز إل
خمسها ،فأعطني خمسها و امض سالما .فقال تمليخا :انظر -أيها الملك -في أمري ،ما أصبت كنزا ،أنا من أهل
هذه المدينة.
قال :له الملك :أنت من أهلها؟ قال :نعم .قال :فهل تعرف منها أحدا؟ قال :نعم ،قال :فسم ،فسمى تمليخا نحوا من
ألف رجل ل يعرف منهم رجل واحد .قال :ما أسمك؟ قال :اسمي تمليخا .قال :ما هذه السماء؟ قال :أسماء أهل
زماننا.
قال :فهل لك في هذه المدينة دار؟ قال :نعم ،اركب أيها الملك معي -قال :-فركب الناس معه ،فأتى بهم إلى أرفع
باب دار في المدينة ،فقال تمليخا :هذه الدار داري ،فقرع الباب فخرج إليهم شيخ قد وقع حاجباه على عينيه من
الكبر ،فقال :ما شأنكم؟ قال :له الملك :أتينا بالعجب ،هذا الغلم يزعم أن هذه الدار داره .فقال له الشيخ :من أنت؟
قال :أنا تمليخا بن قسطنطين » .«1قال :فانكب الشيخ على رجليه يقبلها و يقول :هو جدي و رب الكعبة .فقال:
أيها الملك ،هؤلء الستة الذين خرجوا هرابا من دقيوس الملك«.
قال» :فنزل الملك عن فرسه ،و حمله على عاتقه ،و جعل الناس يقبلون يديه و رجليه ،فقال :يا تمليخا ،ما فعل
أصحابك؟ فأخبرهم أنهم في الكهف ،فكان يومئذ بالمدينة ملكان :ملك مسم ،و مل نصراني ،فركبا و أصحابهما،
فلما صاروا قريبا من الكهف قال لهم تمليخا :يا قوم ،إني أخاف أن يسمع أصحابي أصوات حوافر الخيول
فيظنون أن دقيوس الملك قد جاء في طلبهم ،و لكن أمهلوني حتى أتقدم فأخبرهم -قال -فوقف الناس و أقبل تمليخا
حتى دخل الكهف ،فلما نظروا إليه أعتقوه و قالوا :الحمد ل الذي نجاك من دقيوس.
فقال تمليخا :دعوني عنكم و عن دقيوس ،كم لبثتم؟ قالوا :لبثنا يوما أو بعض يوم .قال تمليخا :بل لبثتم ثلثمائة و
تسع سنين ،و قد مات دقيوس و ذهب قرن بعد قرن ،بعث ال عز و جل نبيا يقال له :المسيح عيسى بن مريم و
رفعه ال عز و جل إليه ،و قد أقبل إلينا الملك و الناس معه قالوا :يا تمليخا ،أ تريد أن تجعلنا فتنة للعالمين؟
قال تمليخا :فما تريدون؟ قالوا :تدعو ال و ندعوه معك أن يقبض أرواحنا ،و يجعل عشاءنا معه في الجنة -قال-
فرفعوا أيديهم و قالوا :إلهنا ،بحق ما آتيتنا من الدين فمر بقبض أرواحنا فأمر ال عز و جل بقبض أرواحهم ،و
طمس ال عز و جل على باب الكهف عن الناس ،فأقبل الملكان يطوفان على باب الكهف سبعة أيام ل يجدان
للكهف بابا فقال الملك المسلم :ماتوا على ديننا ،أبني على باب الكهف مسجدا .و قال النصراني ل ،بل ماتوا على
ديننا أبني على باب الكهف ديرا .فاقتتل ،فغلب المسلم النصراني ،و بنى على باب الكهف مسجدا«.
ثم قال علي )عليه السلم( »سألتك بال -يا يهودي -أ يوافق ما في توراتكم«؟ فقال اليهودي :و ال ما زدت حرفا
و ل نقصت حرفا ،و أنا أشهد أن ل إله إل ال ،و أن محمدا رسول ال ،و أنك -يا أمير المؤمنين وصي رسول ال
حقا«.
-[22] /6637ابن بابويه ،قال :حدثنا علي بن عبد ال الوراق و محمد بن أحمد السناني و علي بن أحمد بن
__________________________________________________
-22التوحيد.1 /241 :
ل ،قال» :هو الرجل يحلف على الشيء و ينسى أن يستثني، ن َيشاَء ا ُّل َأ ْ
غدًا ِإ ّ
ك َ ل ذِل َ
عٌ يٍء ِإّني فا ِ
ش ْن ِل َ
َو ل َتُقوَل ّ
ت«. سي َك ِإذا َن ِ
فيقول :لفعلن كذا و كذا غدا أو بعد غد عن قولهَ :و اْذُكْر َرّب َ
ت ،قال» :إذا حلفت ناسيا ثم سي َ
ك ِإذا َن ِ
-[16] /6654عن حمزة بن حمران ،قال :سألته عن قول الَ :و اْذكُْر َرّب َ
ذكرت بعد ،فاستثن حين تذكر«.
-[17] /6655عن القداح ،عن جعفر بن محمد ،عن أبيه ،عن علي )عليهم السلم( قال» :الستثناء في اليمين
ت.
سي َ
ك ِإذا َن ِ
متى ما ذكر ،و إن كان بعد أربعين صباحا« .ثم تل هذه اليةَ :و اْذُكْر َرّب َ
قوله تعالى:
سعًا ][25 ن َو اْزَداُدوا ِت ْ سِني َ
ث ِماَئٍة ِ
َو َلِبُثوا ِفي َكْهِفِهْم َثل َ
-[/6656العياشي :عن جابر ،قال :سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول» :و ال ،ليملكن رجل منا أهل البيت
الرض بعد موته ثلثمائة سنة و يزداد تسعا« .قال :قلت :و متى ذلك؟ قال» :بعد موت القائم«.
قال :قلت :و كم يقوم القائم في عالمه حتى يموت؟ قال» :تسع عشرة سنة ،من يوم قيامة إلى يوم موته«.
قال :قلت :فيكون بعد موته هرج؟ قال» :نعم ،خمسين سنة -قال -ثم يخرج المنتصر » «1إلى الدنيا فيطلب بدمه و
دم أصحابه ،فيقتل و يسبي حتى يقال :لو كان هذا من ذرية النبياء ما قتل الناس كل هذا القتل فيجتمع الناس عليه
أبيضهم و أسودهم فيكثرون عليه حتى يلجئوه إلى حرم ال ،فإذا اشتد البلء عليه مات المنتصر » «2و خرج
السفاح إلى الدنيا غضبا للمنتصر ،فيقتل كل عدونا جائر و يملك الرض كلها ،فيصلح ال له أمره ،و يعيش
ثلثمائة سنة و يزداد تسعا«.
ثم قال :أبو جعفر )عليه السلم(» :يا جابر ،و هل تدري من المنتصر و السفاح؟ يا جابر ،المنتصر الحسين ،و
السفاح أمير المؤمنين )صلوات ال عليهما(«.
-[2] /6657محمد بن إبراهيم النعماني ،قال :أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة ،قال :حدثنا محمد بن
المفضل بن إبراهيم بن قيس بن رمانة الشعري ،و سعدان بن إسحاق بن سعيد ،و أحمد بن الحسين بن
__________________________________________________
-16تفسير العّياشي [.....] .22 /325 :2
-[6] /6665عن أبي حمزة ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال» :نزل جبرئيل بهذه الية هكذا على محمد )صلى
ن آل محمد حقهم ظاِلِمي َ
عَتْدنا ِلل ّ
ن شاَء َفْلَيْكُفْر ِإّنا َأ ْ ن َو َم ْ ن شاَء َفْلُيْؤِم ْ ن َرّبُكْم َفَم ْق ِم ْ حّ ل اْل َ ال عليه و آله( فقالَ :و ُق ِ
نارًا«.
ن َرّبُكْم. ق ِم ْ حّ ل اْل َ -[7] /6666علي بن إبراهيم :في قولهَ :و ُق ِ
ن َرّبُكْم يعني ولية علي )عليه السلم( ق ِم ْ حّ ل اْل َ
قال :قال أبو عبد ال )عليه السلم(» :نزلت هذه الية هكذاَ :و ُق ِ
سَتِغيُثوا ُيغاُثوا
ن َي ْ
سراِدُقها َو ِإ ْ ط ِبِهْم ُن آل محمد حقهم نارًا َأحا َ ظاِلِمي َعَتْدنا ِلل ّن شاَء َفْلَيْكُفْر ِإّنا َأ ْ ن َو َم ْن شاَء َفْلُيْؤِم ْ َفَم ْ
ت ُمْرَتَفقًا« .ثم ب َو ساَء ْ شرا ُ س ال ّجوهَ ِبْئ َ شِوي اْلُو ُ ل -.قال -المهل :الذي يبقى في أصل الزيت المغلي َي ْ ِبماٍء َكاْلُمْه ِ
ل إلى قولهَ :و عَم ً ن َسَ حَ ن َأ ْ
جَر َم ْ ضيُع َأ ْ ت ِإّنا ل ُن ِ صاِلحا ِ عِمُلوا ال ّ ن آَمُنوا َو َ ذكر ما أعد ال للمؤمنين ،فقال :اّلِذي َ
ت ُمْرَتَفقًا.سَن ْحَُ
-[8] /6667العياشي :عن عبد ال بن سنان ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :ابن آدم خلق أجوف ل بد له
جوَه«. شِوي اْلُو ُ ل َي ْ سَتِغيُثوا ُيغاُثوا ِبماٍء َكاْلُمْه ِ ن َي ْ من الطعام و الشراب ،فقالَ :و ِإ ْ
ض » «2قال» :تبدل خبزة بيضاء لْر ِ غْيَر ا َْ ض َ لْر ُ ل ا َْ -[9] /6668و عنه )عليه السلم( في قوله تعالىَ :يْوَم ُتَبّد ُ
نقية يأكل الناس منها حتى يفرغ من الحساب«.
قال له قائل :إنهم يومئذ لفي شغل عن الكل و الشرب؟! فقال له» :إن ابن آدم خلق أجوف ل بد له من الطعام و
ل«. سَتِغيُثوا ُيغاُثوا ِبماٍء َكاْلُمْه ِ ن َي ْالشراب ،أهم أشد شغل أمن في النار قد استغاثوا؟ قال الَ :و ِإ ْ
قوله تعالى:
جَعْلنا َبْيَنُهما َزْرعًا -إلى قوله ل َو َ خٍ
حَفْفناُهما ِبَن ْ ب َو َ عنا ٍ ن َأ ْن ِم ْ جّنَتْي ِ
حِدِهما َ لَ جَعْلنا َِ ن َ جَلْي ِ
ل َر ُ ب َلُهْم َمَث ًضِر ْ َو ا ْ
صرًا ][43 -32 ن ُمْنَت ِتعالىَ -و ما كا َ
-[1] /6669محمد بن العباس )رحمه ال( ،قال :حدثنا الحسين بن عامر ،عن محمد بن الحسين ،عن أحمد بن
__________________________________________________
-6تفسير العّياشي .28 /326 :2
خَلَقكَ
ت ِباّلِذي َ على ثلث و ستين ،و إذا كلم من قبر النبي )صلى ال عليه و آله(» :ويلك من أمري »َ «1أ َكَفْر َ
ل؟« و ألقت ما فيها فإذا دخان أزرق ،قال :فما نزل عن المنبر إل و هو أعمى جً ك َر ُ سّوا َطَفٍة ُثّم َن ُن ْ ب ُثّم ِم ْ ن ُترا ٍ ِم ْ
يقاد ،قال :فما مضت له ثلثة أيام حتى مات.
حَفْفناُهماب َو َ عنا ٍن َأ ْ
ن ِم ْجّنَتْي ِ
حِدِهما َ لَ جَعْلنا َِن َ جَلْي ِ
ل َر ُ ب َلُهْم َمَث ً
ضِر ْ -[12] /6680قال علي بن إبراهيم :قولهَ :و ا ْ
جَعْلنا َبْيَنُهما َزْرعًا قال :نزلت في رجل كان له بستانان كبيران عظيمان كثيرا الثمار ،كما حكى ال عز و ل َو َ خٍ ِبَن ْ
ك ما ً
ل جل ،و فيهما نخل و زرع و ماء ،و كان له جار فقير ،فافتخر الغني على ذلك الفقير ،و قال لهَ :أَنا َأْكَثُر ِمْن َ
جَد ّ
ن لِ ت ِإلى َرّبي َ ن ُرِدْد ُ عَة قاِئَمًة َو َلِئ ْ سا َ
ن ال ّ ظّ ن َتِبيَد هِذِه َأَبدًا َو ما َأ ُ ن َأ ْ
ظّ عّز َنَفرًا ثم دخل بستانه و قال :ما َأ ُ َو َأ َ
خْيرًا ِمْنها ُمْنَقَلبًا.َ
حدًا
ك ِبَرّبي َأ َ شِر ُ
ل َرّبي َو ل ُأ ْ ل لِكّنا ُهَو ا ُّ جًك َر ُ سّوا َ طَفٍة ُثّم َن ُن ْب ُثّم ِم ْن ُترا ٍ ك ِم ْخَلَق َت ِباّلِذي َ فقال له الفقيرَ :أ َكَفْر َ
ل َو َوَلدًا.ك ما ً ل ِمْن َن َأَنا َأَق ّ
ن َتَر ِل ِإ ْ
ل ِبا ِّ
ل ل ُقّوَة ِإ ّ ت ما شاَء ا ُّ ك ُقْل َجّنَت َ
ت َ خْل َثم قال الفقير للغنيَ :و َلْو ل ِإْذ َد َ
صِعيدًا َزَلقًا أي ح َ صِب َ
سماِء َفُت ْ ن ال ّسبانًا ِم َ حْعَلْيها ُ ل َسَ ك َو ُيْر ِجّنِت َ
ن َ خْيرًا ِم ْن َ ن ُيْؤِتَي ِ
ثم قال الفقيرَ :فَعسى َرّبي َأ ْ
ح الغني ،يقلب كفيه صَب َ
طَلبًا .فوقع فيها ما قال الفقير في تلك الليلة َفَأ ْ طيَع َلُه َ سَت ِ
ن َت ْغْورًا َفَل ْ ح ماُؤها َ صِب َ محترقا َأْو ُي ْ
صُروَنُه ِم ْ
ن ن َلُه ِفَئٌة َيْن ُ
على ما أنفق فيها و هي خاوية على عروشها و يقول :يا ليتني لم أشرك بربي أحدا َو َلْم َتُك ْ
صرًا فهذه عقوبة البغي. ن ُمْنَت ِل َو ما كا َ ن ا ِّ ُدو ِ
-[13] /6681ابن بابويه ،قال :حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور )رضي ال عنه( قال :حدثنا الحسين بن محمد
بن عامر ،عن عمه عبد ال بن عامر ،عن محمد بن أبي عمير ،قال :حدثني جماعة من مشايخنا ،منهم :أبان بن
عثمان و هشام بن سالم و محمد بن حمران ،عن الصادق )عليه السلم( قال :عجبت لمن فزع من أربع ،كيف ل
يفزع إلى أربع؟
ل »«2؟ فإني سمعت ال عز و جل ل َو ِنْعَم اْلَوِكي ُسُبَنا ا ُّ
حْ عجبت لمن خاف كيف ل يفزع إلى قوله عز و جلَ :
سوٌء » .«3و عجبت لمن اغتم ،كيف ل يفزع إلى قوله عز سُهْم ُ سْ ل َلْم َيْم َضٍل َو َف ْ ن ا ِّ يقول بعقبهاَ :فاْنَقَلُبوا ِبِنْعَمٍة ِم َ
ن » «4فإني سمعت ال عز و جل يقول بعقبها: ظاِلِمي َن ال ّ ت ِم َك ِإّني ُكْن ُ سْبحاَن َت ُ ل َأْن َ و جل ل ِإلَه ِإ ّ
ن » .«5و عجبت لمن مكر به ،كيف ل يفزع إلى قوله تعالى: جي اْلُمْؤِمِني َ ك ُنْن ِ
ن اْلَغّم َو َكذِل َ
جْيناُه ِم َجْبنا َلُه َو َن ّسَت َ
َفا ْ
__________________________________________________
-12تفسير القّمي .35 :2
-13الخصال.43 /218 :
) (1في المصدر :اموي.
) (2آل عمران .173 :3
) (3آل عمران .174 :3
) (4النبياء .87 :21
) (5النبياء .88 :21
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص638 :
ت ما سّيئا ِل َ صيٌر ِباْلِعباِد »«1؟ فإني سمعت ال عز و جل يقول بعقبهاَ :فَوقاهُ ا ُّ ل َب ِن ا َّ
ل ِإ ّ
ض َأْمِري ِإَلى ا ِّ َو ُأَفّو ُ
ل؟ و فإني ل ِبا ِّ ل ل ُقّوَة ِإ َّمَكُروا » .«2و عجبت لمن أراد الدنيا و زينتها ،كيف ل يفزع إلى قوله تعالى :ما شاَء ا ُّ
ك ،و عسى جّنِت َ ن َ خْيرًا ِم ْ
ن َ ن ُيْؤِتَي ِ
ل َو َوَلدًا َفَعسى َرّبي َأ ْ
ك ما ً
ل ِمْن َن َأَنا َأَق ّ
ن َتَر ِسمعت ال عز و جل يقول بعقبهاِ :إ ْ
موجبة«.
قوله تعالى:
عْقبًا ][44 خْيٌر ُ خْيٌر َثوابًا َو َ ق ُهَو َ حّ ل اْل َ ك اْلَولَيُة ُِّهناِل َ
-[1] /6682محمد بن يعقوب :عن الحسين بن محمد ،عن معلى بن محمد ،عن محمد بن اورمة و محمد بن عبد
ال ،عن علي بن حسان ،عن عبد الرحمن بن كثير ،قال سألت أبا عبد ال )عليه السلم( .عن قوله تعالىُ :هناِل َ
ك
ق ،قال» :ولية أمير المؤمنين )عليه السلم(«. حّ
ل اْل َ
اْلَولَيُة ِّ
-[2] /6683محمد بن العباس )رحمه ال( :عن محمد بن همام ،عن عبد ال بن جعفر ،عن محمد بن عبد
الحميد ،عن محمد بن الفضيل ،عن أبي حمزة الثمالي ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال :قلت له :قوله تعالى:
عْقبًا؟ قال» :هي ولية علي )عليه السلم( ،هي » «3خير ثوابا و خْيٌر ُ خْيٌر َثوابًا َو َ ق ُهَو َ حّ ل اْل َك اْلَولَيُة ِّ ُهناِل َ
خير عقبا«.
قوله تعالى:
ك َثوابًا
عْنَد َرّب َ
خْيٌر ِ ت َ صاِلحا ُ ت ال ّ سماِء -إلى قوله تعالىَ -و اْلباِقيا ُ ن ال ّ حياِة الّدْنيا َكماٍء َأْنَزْلناُه ِم َل اْل َب َلُهْم َمَث َ
ضِر ْ َو ا ْ
ل ][46 -45 خْيٌر َأَم ً
َو َ
-[3] /6684علي بن إبراهيم ،قال :حدثني أبي ،عن بكر بن محمد الزدي ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال:
__________________________________________________
-1الكافي ،34 /346 :1شواهد التنزيل .487 /356 :1
__________________________________________________
-2الكافي .4 /367 :2
) (1عفو المال :ما يفضل عن النفقة» :لسان العرب -عفا .«76 :15 -و في »ج« و »ط« و »ق« :عثرة.
) (2في »ق« و »ط« و المصدر :يغش.
) (3في »ط« :تظهر فتخشع إذا ذكر.
) (4في »ج« و »ق« :آثام.
) (5في »ج« و »ق« :إحدى.
) (6في »ج« :و هو.
) (7الليل .7 -5 :92
) (8المالي.16 /169 :
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص640 :
-[3] /6686الشيخ في )التهذيب( بإسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى ،عن عمر بن علي بن عمر ،عن عمه
ل َو اْلَبُنو َ
ن محمد بن عمر ،عمن حدثه عن أبي عبد ال )عليه السلم( أنه قال» :إن كان ال عز و جل قال :اْلما ُ
حياِة الّدْنيا فإن الثمانية ركعات يصليها العبد آخر الليل زينة الخرة«. ِزيَنُة اْل َ
-[4] /6687العياشي :عن إدريس القمي ،قال :سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن الباقيات الصالحات ،فقال:
»هي الصلة ،فحافظوا عليها -قال -ل تصل الظهر أبدا حتى تزول الشمس«.
-[5] /6688عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :قال رسول ال )صلى ال عليه و آله( :خذوا
جننكم .فقالوا:
يا رسول ال ،عدو حضر؟ قال :ل و لكن خذوا جننكم من النار .فقالوا :بم نأخذ جنننا يا رسول ال من النار؟ قال:
سبحان ال و الحمد ل و ل إله إل ال و ال أكبر ،فإنهن يأتين يوم القيامة و لهن مقدمات و مؤخرات و منجيات و
معقبات ،و هن الباقيات الصالحات«.
ل َأْكَبُر » «1قال :ذكر ال عند ما أحل أو حرم ،و شبه هذا وثم قال أبو عبد ال )عليه السلم(َ :و َلِذْكُر ا ِّ
مؤخرات«.
-[6] /6689عن محمد بن عمرو ،عمن حدثه ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( أنه قال» :قال ال عز و جل :اْلما ُ
ل
حياِة الّدْنيا كما أن ثماني ركعات يصليها العبد آخر الليل » «2زينة الخرة«. ن ِزيَنُة اْل َ
َو اْلَبُنو َ
-[7] /6690الشيخ :بإسناده عن ابن فضال ،عن العباس ،عن فضيل بن عثمان ،عن بشير الدهان ،عن أبي عبد
ال )عليه السلم( قال» :كان رسول ال )صلى ال عليه و آله( في مل من أصحابه ،فقال :خذوا جننكم .قالوا :يا
رسول ال ،حضر عدو؟ قال :ل ،خذوا جننكم من النار قال :قولوا :سبحان ال و الحمد ل و ل إله إل ال و ال
أكبر ،و ل حول و ل قوة إل بال العلي العظيم .فإنهن يوم القيامة مقدمات و منجيات و معقبات ،و هن عند ال
الباقيات الصالحات«.
-[8] /6691محمد بن العباس ،قال :حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ،عن محمد بن فضيل ،عن أبيه ،عن النعمان
بن عمرو الجعفي ،قال :حدثنا محمد بن إسماعيل بن عبد الرحمن الجعفي ،قال :دخلت أنا و عمي الحصين بن
عبد الرحمن علي أبي عبد ال )عليه السلم( .فسلم عليه فرد عليه السلم و أدناه ،فقال» :ابن من هذا معك«؟
قال :ابن أخي إسماعيل .قال» :رحم ال إسماعيل و تجاوز عن سيئ عمله ،كيف مخلفوه«؟ » «3قال :نحن جميعا
__________________________________________________
-3التهذيب [.....] .223 /120 :2
-4تفسير العّياشي .31 /327 :2
-5تفسير العّياشي .32 /327 :2
-6تفسير العّياشي .33 /327 :2
-7المالي .290 :2
-8تأويل اليات .8 /297 :1
) (1العنكبوت .45 :29
) (2في »ط« و »ق« و المصدر :الليلة.
) (3في »ق« و »ط« و المصدر :تخّلفوه.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص641 :
بخير ما أبقى ال لنا مودتكم قال» :يا حصين ،ل تستصغرن مودتنا ،فإنها من الباقيات الصالحات«.
فقال :يا بن رسول ال ،ما أستصغرها ،و لكن أحمد ال عليها ،لقولهم )صلوات ال عليهم أجمعين(» :من حمد ال
فليقل :الحمد ل على اولي » «1النعم«.
قيل و ما اولي النعم؟ قال» :وليتنا أهل البيت«.
قوله تعالى:
صِغيَرةً َو ل َكِبيَرًة ب ل ُيغاِدُر َ ن يا َوْيَلَتنا ما ِلهَذا اْلِكتا ِ حدًا -إلى قوله تعالىَ -و َيُقوُلو َ شْرناُهْم َفَلْم ُنغاِدْر ِمْنُهْم َأ َ حَ َو َ
حدًا ][49 -47 ك َأ َ
ظِلُم َرّب َضرًا َو ل َي ْ عِمُلوا حا ِ جُدوا ما َ حصاها َو َو َ ل َأ ْ ِإ ّ
-[1] /6692علي بن إبراهيم ،قال :حدثني أبي ،عن ابن أبي عمير ،عن حماد ،عن أبي عبد ال )عليه السلم(
ل ُأّمٍة َفْوجًا »«2؟« .قلت :يقولون :إنها في القيامة. ن ُك ّ شُر ِم ْحُ قال» :ما يقول الناس في هذه الية َو َيْوَم َن ْ
قال :أبو عبد ال )عليه السلم(» :ليس كما يقولون ،إنما ذلك في الرجعة ،يحشر ال في القيامة من كل امة فوجا و
حدًا«.شْرناُهْم َفَلْم ُنغاِدْر ِمْنُهْم َأ َ حَ يدع الباقين؟! إنما آية القيامة قولهَ :و َ
-[2] /6693العياشي :عن خالد بن نجيح ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :إذا كان يوم القيامة دفع إلى
النسان كتابه ،ثم قيل له :اقرأ«.
قلت :فيعرف ما فيه؟ فقال» :إنه يذكره ،فما من لحظة و ل كلمة و ل نقل قدم و ل شيء فعله إل ذكره ،كأنه فعله
حصاها«. ل َأ ْ
صِغيَرًة َو ل َكِبيَرةً ِإ ّ ب ل ُيغاِدُر َ تلك الساعة ،فلذلك قالوا :يا َوْيَلَتنا ما ِلهَذا اْلِكتا ِ
ك اْلَيْوَم »
سَ ك َكفى ِبَنْف ِ -[3] /6694عن خالد بن نجيح ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله تعالى :اْقَرْأ ِكتاَب َ
بل ،«3قال» :يذكر العبد جميع ما عمل و ما كتب عليه كأنه فعله تلك الساعة ،فلذلك قالوا :يا َوْيَلَتنا ما ِلهَذا اْلِكتا ِ
حصاها«. ل َأ ْ
صِغيَرًة َو ل َكِبيَرًة ِإ ّ ُيغاِدُر َ
__________________________________________________
-1تفسير القّمي .24 :1
-2تفسير العّياشي .34 /328 :2
-3تفسير العّياشي .35 /328 :2
) (1في »ق« و »ط« :أّول ،في الموضعين.
) (2النمل .83 :27
) (3السراء [.....] .14 :17
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص642 :
صّفاك َ على َرّب َ ضوا َ عِر ُ -[4] /6695قال علي بن إبراهيمُ :
عدًا
إلى قولهْ:و ِ
فهو محكم.
ب من ضَع اْلِكتا ُ ض ِبُنوِر َرّبها َو ُو ِ لْر ُ ت ا َْ
شَرقَ ِو سيأتي -إن شاء ال تعالى -حديث المحشر ،في قوله تعالىَ :و َأ ْ
آخر سورة الزمر ».«1
ظِلُم
ن ِمّما ِفيِه -إلى قوله تعالىَ -:و ل َي ْ شِفِقي َن ُم ْجِرِمي َب َفَتَرى اْلُم ْ ضَع اْلِكتا ُ -[5] /6696و قال في قوله تعالىَ :و ُو ِ
حدًا قال :يجدون كل ما عملوا مكتوبا. ك َأ ََرّب َ
قوله تعالى:
ن ][50 جّ ن اْل ِن ِم َ س كا َ ل ِإْبِلي َجُدوا ِإ ّسَلَدَم َف َ
جُدوا ِ سُ َو ِإْذ ُقْلنا ِلْلَملِئَكِة ا ْ
-[1] /6697ابن بابويه ،قال :حدثنا محمد بن القاسم المفسر المعروف بأبي الحسن الجرجاني )رضي ال عنه(،
قال :حدثنا يوسف بن محمد بن زياد ،و علي بن محمد بن سيار ،عن أبويهما ،عن الحسن بن علي ،عن أبيه ،علي
بن محمد ،عن أبيه محمد بن علي ،عن أبيه علي الرضا ،عن أبيه موسى بن جعفر ،عن أبيه الصادق جعفر بن
محمد )عليهم السلم( -في حديث -قال :قلنا له :فعلى هذا لم يكن إبليس )لعنه ال( أيضا ملكا.
س كانَ
ل ِإْبِلي َ
جُدوا ِإ ّ
سَ لَدَم َف َ
جُدوا ِ سُفقال» :ل ،بل كان من الجن ،أما تسمعان ال تعالى يقولَ :و ِإْذ ُقْلنا ِلْلَملِئَكِة ا ْ
سُموِم »
ن ناِر ال ّ ل ِم ْ
ن َقْب ُخَلْقناهُ ِم ْ
ن َجا ّن فأخبر عز و جل أنه كان من الجن ،و هو الذي قال ال تعالىَ :و اْل َ جّ ن اْل ِ ِم َ
.««2
ن ».«3 سَلْيما َ
ك ُ على ُمْل ِ ن َ طي ُ شيا ِ و الحديث طويل ذكرناه في قوله تعالىَ :و اّتَبُعوا ما َتْتُلوا ال ّ
-[2] /6698العياشي :عن جميل بن دراج ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :سألته عن إبليس ،أ كان من
الملئكة؟ و هل كان يلي من أمر السماء شيئا؟
قال» :إنه لم يكن من الملئكة ،و لم يكن يلي من أمر السماء شيئا ،كان من الجن ،و كان مع الملئكة ،و كانت
__________________________________________________
-4تفسير القّمي .36 :2
-5تفسير القّمي .37 :2
سلم( .1 /270 :1 -1عيون أخبار الّرضا )عليه ال ّ
-2تفسير العّياشي .36 /328 :2
) (1يأتي في الحديث ) (2من تفسير الية ) (9من سورة الزمر.
) (2الحجر .27 :15
) (3تقّدم في الحديث ) (1من تفسير الية ) (102من سورة البقرة.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص643 :
الملئكة تراه أنه منها ،و كان ال يعلم أنه ليس منها ،فلما امر بالسجود كان منه الذي كان«.
-[3] /6699عن هشام بن سالم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :أمر ال إبليس بالسجود لدم مشافهة .فقال:
و عزتك لئن أعفيتني من السجود لدم لعبدنك عبادة ما عبدها خلق من خلقك«.
-[4] /6700و في رواية اخرى ،عن هشام ،عنه )عليه السلم(» :و لما خلق ال آدم )عليه السلم( قبل أن ينفخ
فيه الروح كان إبليس يمر به فيضربه برجله فيدب ،فيقول إبليس :لمر ما خلقت«.
و قد تقدمت الروايات في سورة البقرة بما فيه مزيد على ما هاهنا ».«1
قوله تعالى:
ضدًا ] -[5] /6701 [51علي ع ُ ن َ ضّلي َ
ت ُمّتخَِذ اْلُم ِسِهْم َو ما ُكْن ُ ق َأْنُف ِ
خْل َ
ض َو ل َ لْر ِ ت َو ا َْسماوا ِ ق ال ّ
خْل َ
شَهْدُتُهْم َما َأ ْ
ضدًا :أي ناصرا. ع ُن َ ضّلي َ خَذ اْلُم ِت ُمّت ِ
بن إبراهيم ،في قوله تعالىَ :و ما ُكْن ُ
سماوا ِ
ت ق ال ّخْل َ
شَهْدُتُهْم َ -[6] /6702العياشي :عن محمد بن مروان ،عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله :ما َأ ْ
ضدًا.
ع ُن َ ضّلي َخَذ اْلُم ِت ُمّت ِ
سِهْم َو ما ُكْن ُ ق َأْنُف ِ
خْل َ
ض َو ل َ لْر ِ َو ا َْ
قال» :إن رسول ال )صلى ال عليه و آله( قال :اللهم أعز الدين بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام فأنزل
ال:
ضدًا يعنيهما«. ع ُ ن َضّلي َخَذ اْلُم ِ
ت ُمّت َِو ما ُكْن ُ
-[7] /6703عن محمد بن مروان ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :قلت له :جعلت فداك ،قال رسول ال
)صلى ال عليه و آله(» :اللهم أعز السلم بأبي جهل بن هشام أو بعمر بن الخطاب«؟ فقال» :يا محمد ،قد -و
ال -قال ذلك ،و كان علي أشد من ضرب العنق«.
ثم أقبل علي فقال» :هل تدري ما أنزل ال يا محمد«؟ قلت :أنت أعلم ،جعلت فداك ،قال» :إن رسول ال )صلى
ال عليه و آله( كان في دار الرقم ،فقال :اللهم أعز السلم ،بأبي جهل بن هشام أو بعمر بن الخطاب ،فأنزل ال:
ضدًا يعنيهما«. ع ُ ن َ ضّلي َ
ت ُمّتخَِذ اْلُم ِسِهْم َو ما ُكْن ُ ق َأْنُف ِ
خْل َ
ض َو ل َ لْر ِ ت َو ا َْ
سماوا ِ ق ال ّ
خْل َ
شَهْدُتُهْم َما َأ ْ
__________________________________________________
-3تفسير العّياشي .37 /328 :2
-4تفسير العّياشي .38 /328 :2
-5تفسير القّمي .37 :2
-6تفسير العّياشي .39 /328 :2
-7تفسير العّياشي .40 /329 :2
) (1تقّدمت الروايات في تفسير الية ) (34من سورة البقرة.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص644 :
قوله تعالى:
ظّنوا أَّنُهْم ُمواِقُعوها ] -[1] /6704 [53 -52علي ن الّناَر َف َجِرُمو َ جَعْلنا َبْيَنُهْم َمْوِبقًا -إلى قوله تعالىَ -و َرَأى اْلُم ْ َو َ
جَعْلنا َبْيَنُهْم َمْوِبقًا :أي سترا. بن إبراهيم ،قال :في قوله تعالىَ :و َ
ظّنوا َأّنُهْم ُمواِقُعوها أي علموا ،فهذا ظن يقين. ن الّناَر َف َ جِرُمو َقال :قولهَ :و َرَأى اْلُم ْ
-[2] /6705ابن بابويه ،قال :حدثنا أحمد بن الحسن القطان )رحمه ال( ،قال :حدثنا أحمد بن يحيى ،عن بكر ابن
عبد ال بن حبيب ،قال :حدثني أحمد بن يعقوب بن مطر ،قال :حدثني محمد بن الحسن بن عبد العزيز الحدب
الجنديسابوري ،قال :وجدت في كتاب أبي بخطه :حدثنا طلحة بن يزيد ،عن عبد ال » «1بن عبيد ،عن أبي معمر
ظّنوا َأّنُهْم ن الّناَر َف َ جِرُمو َ السعداني ،عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب )عليه السلم( قال» :قولهَ :و َرَأى اْلُم ْ
ُمواِقُعوها أي أيقنوا أنهم داخلوها«.
قوله تعالى:
ل ][54 جَد ً
يٍء َ ش ْ ن َأْكَثَر َ لْنسا ُ ن ا ِْ َو كا َ
-[3] /6706ابن شهر آشوب :عن أبي بكر الشيرازي في )كتابه( عن مالك بن أنس ،عن ابن شهاب ،و أبي
يوسف يعقوب بن سفيان في )تفسيره( و أحمد بن حنبل و أبي يعلى الموصلي في )مسنديهما( قال ابن شهاب:
أخبرني علي بن الحسين )عليه السلم( أن أباه الحسين بن علي )عليه السلم( ذكر أن علي بن أبي طالب )عليه
السلم( أخبره :أن النبي )صلى ال عليه و آله( طرقه و فاطمة بنت رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،فقال» :أل
تصلون؟ فقلت :يا رسول ال ،إنما أنفسنا بيد ال ،فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا -أي يكثر اللطف بنا -فانصرف حين قلت
ن يعني :علي بن أبي طالب لْنسا ُ ن ا ِْذلك و لم يرجع إلي شيئا ،ثم سمعته و هو مول يضرب فخذيه و يقولَ :و كا َ
ل أي متكلما بالحق و الصدق«. جَد ًيٍء َ ش ْ َأْكَثَر َ
__________________________________________________
-1تفسير القّمي [.....] .37 :2
-2التويد.5 /267 :
-3المناقب ،45 :2مسند أحمد بن حنبل .112 :1
ل.) (1في المصدر :عبيد ا ّ
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص645 :
قوله تعالى:
صْبرًا ][82 -56 عَلْيِه َ طْع َ سِ ل ما َلْم َت ْ ك َتْأِوي ُ
ق -إلى قوله تعالى -ذِل َ حّ ضوا ِبِه اْل َ ح ُ ل ِلُيْد ِ
طِن َكَفُروا ِباْلبا ِ ل اّلِذي َ َو ُيجاِد ُ
ق .أي يدفعوه َو حّ ضوا ِبِه اْل َ ح ُ ل ِلُيْد ِ
طِ ن َكَفُروا ِباْلبا ِل اّلِذي َ -[1] /6707علي بن إبراهيم ،في قوله تعالىَ :و ُيجاِد ُ
عٌد فهو محكم. ل َلُهْم َمْو ِ
خُذوا آياِتي َو ما ُأْنِذُروا ُهُزوًا إلى قولهَ :ب ْ اّت َ
عدًا جَعْلنا ِلَمْهِلِكِهْم َمْو ِ ظَلُموا َو َ ك اْلُقرى أَْهَلْكناُهْم َلّما َ ل أي ملجأَ :و ِتْل َ ن ُدوِنِه َمْوِئ ً جُدوا ِم ْ ن َي ِ قال :و قوله تعالىَ :ل ْ
أي يوم القيامة يدخلون النار ،فلما أخبر رسول ال )صلى ال عليه و آله( قريشا خبر أصحاب الكهف ،قالوا:
ل ُموسى ِلَفتاُه ل َأْبَر ُ
ح أخبرنا عن العالم الذي أمر ال موسى أن يتبعه ،و ما قصته؟ فأنزل ال عز و جلَ :و ِإْذ قا َ
حُقبًا.ي ُ ضَ ن َأْو َأْم ِ حَرْي ِ جَمَع اْلَب ْحّتى َأْبُلَغ َم ْ َ
-[2] /6708ابن بابويه ،قال :أخبرنا أحمد بن الحسن القطان ،قال :حدثنا الحسن بن علي السكري ،قال:
حدثني محمد بن زكريا الجوهري البصري ،قال :حدثنا جعفر بن عمارة ،عن أبيه ،عن جعفر بن محمد )عليه
السلم( أنه قال» :إن الخضر كان نبيا مرسل ،بعثه ال تبارك و تعالى إلى قومه ،فدعاهم إلى توحيده ،و القرار
بأنبيائه و رسله و كتبه ،و كانت آيته أنه كان ل يجلس على خشبة يابسة و ل أرض بيضاء إل أزهرت خضراء،
و إنما سمي خضرا لذلك ،و كان اسمه تاليا » «1بن ملكان بن عابر بن أرفخشد بن سام بن نوح )عليه السلم( ،و
إن موسى لما كلمه ال تكليما ،و أنزل عليه التوراة و كتب له في اللواح من كل شيء موعظة و تفصيل لكل
شيء ،و جعل آيته في يده و في عصاه ،و في الطوفان و الجراد و القمل و الضفادع و الدم ،و فلق البحر ،و
أغرق ال عز و جل فرعون و جنوده ،و عملت البشرية فيه حتى قال في نفسه :ما أرى أن ال عز و جل خلق
خلقا أعلم مني .فأوحى ال عز و جل إلى جبرئيل )عليه السلم( :يا جبرئيل ،أدرك عبدي موسى قبل أن يهلك ،و
قل :له :إن عند ملتقى البحرين رجل عابدا فاتبعه و تعلم منه ،فهبط جبرئيل )عليه السلم( على موسى )عليه
السلم( بما أمره به ربه عز و جل ،فعلم موسى )عليه السلم( أن ذلك لما حدثته به نفسه.
فمضى هو و فتاه يوشع بن نون )عليه السلم( حتى انتهيا إلى ملتقى البحرين ،فوجدا هناك الخضر )عليه السلم(
ن َلُدّنا عّلْمناُه ِم ْ عْنِدنا َو َ ن ِ حَمًة ِم ْ عباِدنا آَتْيناهُ َر ْ ن ِ عْبدًا ِم ْ
جدا َ يعبد ال عز و جل ،كما قال ال عز و جل في كتابه َفَو َ
طيَعسَت ِن َت ْ ك َل ْشدًا؟ قال له الخضر )عليه السلم(ِ :إّن َ ت ُر ْ عّلْم َ
ن ِمّما ُ ن ُتَعّلَم ِ على َأ ْ ك َ ل َأّتِبُع َ
ل َلُه ُموسى َه ْ عْلمًا قا َِ
صْبرًا لني وكلت بعلم ل تطيقه ،و وكلت أنت بعلم ل أطيقه .قال موسى :بل أستطيع معك صبرا .فقال ي َ َمِع َ
__________________________________________________
-1تفسير القّمي .37 :2
-2علل الشرائع.1 /59 :
) (1في المصدر :باليا ،و في »ق« :إليا.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص646 :
خْبرًا؟ قال له موسى: ط ِبِه ُ ح ْعلى ما َلْم ُت ِ صِبُر َ ف َت ْ الخضر :إن القياس ل مجال له في علم ال و أمره َو َكْي َ
يٍءش ْ ن َ عْ سَئْلِني َ ن اّتَبْعَتِني َفل َت ْ ك َأْمرًا فلما استثنى المشيئة قبله .قالَ :فِإ ِ صي َل َ ع ِ ل صاِبرًا َو ل َأ ْ ن شاَء ا ُّ جُدِني ِإ ْ سَت ِ
َ
ك ِمْنُه ِذْكرًا فقال موسى )عليه السلم( :لك ذلك علي .فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها ث َل َ
حِد َ حّتى ُأ َْ
ل ِإّن َ
ك شْيئًا ِإْمرًا قالَ :أ َلْم َأُق ْ ت َ جْئ َق َأْهَلها َلَقْد ِ خَرْقَتها ِلُتْغِر َالخضر )عليه السلم( ،فقال له موسى )عليه السلم(َ :أ َ
ت أي بما تركت من أمرك َو ل ُتْرِهْقِني سي ُ خْذِني ِبما َن ِ صْبرًا؟! قال موسى )عليه السلم( :ل ُتؤا ِ ي َ طيَع َمِع َ سَت ِن َت َْل ْ
سرًا. عْ ن َأْمِري ُ ِم ْ
غلمًا َفَقَتَلُه الخضر )عليه السلم( ،فغضب موسى )عليه السلم( و أخذ بتلبيبه و قال له: حّتى ِإذا َلِقيا ُ طَلقا َ َفاْن َ
شْيئًا ُنْكرًا؟! قال له الخضر :إن العقول ل تحكم على أمر ال تعالى ذكره ،بل ت َ جْئ َ س َلَقْد ِت َنْفسًا َزِكّيًة ِبَغْيِر َنْف ٍ َأ َقَتْل َ
أمر ال يحكم عليها ،فسلم لما ترى مني و اصبر عليه ،فقد كنت علمت أنك لن تستطيع معي صبرا .قال موسى
عْذرًا. ن َلُدّني ُ ت ِم ْ
حْبِني َقْد َبَلْغ َ يٍء َبْعَدها َفل ُتصا ِ ش ْ ن َ عْك َ سَأْلُت َ
ن َ )عليه السلم(ِ :إ ْ
جدا ضّيُفوُهما َفَو َ ن ُي َ طَعما َأْهَلها َفَأَبْوا َأ ْ سَت ْل َقْرَيٍة و هي الناصرة ،و إليها تنسب النصارى ا ْ حّتى ِإذا َأَتيا َأْه َ طَلقا َ َفاْن َ
ض فوضع الخضر )عليه السلم( يده عليه فأقامه فقال له موسى )عليه السلم(: ن َيْنَق ّ جدارًا ُيِريُد َأ ْ ِفيها ِ
طْع سَت ِ
ل ما َلْم َت ْ ك ِبَتْأِوي ِ
سُأَنّبُئ َ
ك َجرًا؟ قال له الخضر )عليه السلم( :هذا ِفراقُ َبْيِني َو َبْيِن َ عَلْيِه َأ ْ
ت َ خْذ َ لّت َ
ت َ شْئ ََلْو ِ
خُذ ُك ّ
ل ك َيْأ ُن َوراَءُهْم َمِل ٌ عيَبها َو كا َ ن َأ ِحِر َفَأَرْدتُ َأ ْ ن ِفي اْلَب ْ ن َيْعَمُلو َ
ت ِلَمساِكي َ سِفيَنُة َفكاَن ْ صْبرًا فقالَ :أّما ال ّ عَلْيِه َ َ
صبًا فأردت بما فعلت أن تبقى لهم ،و ل يغصبهم الملك عليها ،فنسب إل بانة » «1في هذا الفعل غ ْ سِفيَنٍة صالحة َ َ
إلى نفسه لعلة ذكر التعييب ،لنه أراد أن يعيبها عند الملك حتى إذا شاهدها فل يغصب المساكين عليها ،و أراد ال
عز و جل صلحهم بما أمره به من ذلك.
ن فطبع » «2كافرا ،و علم ال تعالى ذكره أنه إن بقي كفر أبواه و افتتنا به و ن َأَبواُه ُمْؤِمَنْي ِ ثم قالَ :و َأّما اْلُغلُم َفكا َ
ضل بإضلله إياهما ،فأمرني ال تعالى ذكره بقتله ،و أراد بذلك نقلهم إلى محل كرامته في العاقبة ،فاشترك »«3
حمًا و إنما ب ُر ْ خْيرًا ِمْنُه َزكاًة َو َأْقَر َ ن ُيْبِدَلُهما َرّبُهما َ طْغيانًا َو ُكْفرًا َفَأَرْدنا َأ ْ ن ُيْرِهَقُهما ُ شينا َأ ْ خِ في البانة بقولهَ :ف َ
اشترك في البانة لنه خشي ،و ال ل يخشى لنه ل يفوته شيء ،و ل يمتنع عليه أحد أراده ،و إنما خشي الخضر
من أن يحال بينه و بين ما أمر فيه فل يدرك ثواب المضاء فيه ،و وقع في نفسه أن ال تعالى ذكره جعله سببا
لرحمة أبوي الغلم ،فعمل فيه وسط المر من البشرية مثل ما كان عمل في موسى )عليه السلم( ،لنه صار في
الوقت مخبرا ،و كليم ال موسى )عليه السلم( مخبرا ،و لم يكن ذلك باستحقاق الخضر )عليه السلم( للرتبة على
موسى )عليه السلم( و هو أفضل من الخضر ،بل كان لستحقاق موسى للتبيين.
ن َأُبوُهما صاِلحًا و لم حَتُه َكْنٌز َلُهما َو كا َ ن َت ْن ِفي اْلَمِديَنِة َو كا َ ن َيِتيَمْي ِ ن ِلُغلَمْي ِ جداُر َفكا َ ثم قالَ :و َأّما اْل ِ
__________________________________________________
ن المراد الرادة. ) (1في المصدر في جميع المواضع :النانّية ،و الظاهر أ ّ
) (2في »ق« و »ج« :فطلع.
) (3في »ق« و »ط« :فأشرك ،في الموضعين.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص647 :
يكن ذلك الكنز بذهب و ل فضة ،و لكن كان لوحا من ذهب مكتوب فيه :عجب » «1لمن أيقن بالموت كيف
يفرح ،عجب لمن أيقن بالقدر كيف يحزن ،عجب لمن أيقن أن البعث حق كيف يظلم ،عجب لمن يرى الدنيا و
تصرف أهلها حال بعد حال كيف يطمئن إليها ،و كان أبوهما صالحا ،و كان بينهما و بين هذا الب الصالح
خِرجا َكنَزُهما فتبرأ من البانة في سَت ْشّدُهما َو َي ْ ن َيْبُلغا َأ ُ
ك َأ ْ
سبعون أبا ،فحفظهما ال بصلحه ،ثم قالَ :فَأراَد َرّب َ
آخر القصص ،و نسب الرادة كلها إلى ال تعالى ذكره في ذلك لنه لم يكن بقي شيء مما فعله فيخبر به بعد و
يصير موسى )عليه السلم( به مخبرا و مصغيا إلى كلمه تابعا له ،فتجرد من البانة و الرادة تجرد العبد
المخلص ،ثم صار متنصل مما أتاه من نسبة البانة في أول القصة ،و من ادعائه الشتراك في ثاني القصة ،فقال:
صْبرًا.عَلْيِه َ طْع َ سِ ل ما َلْم َت ْك َتْأِوي ُ
ن َأْمِري ذِل َ عْ ك َو ما َفَعْلُتُه َ ن َرّب َحَمًة ِم ْ َر ْ
ثم قال جعفر بن محمد )عليهما السلم(» :إن أمر ال تعالى ذكره ل يحمل على المقاييس ،و من حمل أمر ال على
المقاييس هلك و أهلك ،إن أول معصية ظهرت ،البانة من إبليس اللعين ،حين أمر ال تعالى ذكره ملئكته
خْيٌر ل َأَنا َك قا َ جَد ِإْذ َأَمْرُت َسُ ل َت ْ
ك َأ ّبالسجود لدم فسجدوا ،و أبي إبليس اللعين أن يسجد ،فقال عز و جل :ما َمَنَع َ
ن ناٍر َو خَلْقَتِني ِم ْخْيٌر ِمْنُه ثم قياسه بقولهَ : ن » «2فكان أول كفره قولهَ :أَنا َ طي ٍ ن ِ خَلْقَتُه ِم ْ
ن ناٍر َو َ خَلْقَتِني ِم ْ
ِمْنُه َ
ن فطرده ال عز و جل عن جواره و لعنه و سماه رجيما ،و أقسم بعزته ل يقيس أحد في دينه إل طي ٍن ِ خَلْقَتُه ِم ْ
َ
قرنه مع عدوه إبليس في أسفل درك من النار«.
-[3] /6709علي بن إبراهيم ،قال :و كان سبب ذلك أنه لما كلم ال موسى )عليه السلم( تكليما ،و أنزل عليه
يٍء » «3رجع ش ْل َ ل ِلُك ّ
صي ً ظًة َو َتْف ِ عَ يٍء َمْو ِ ش ْل َن ُك ّ ح ِم ْ لْلوا ِ اللواح ،و فيها كما قال ال تعالىَ :و َكَتْبنا َلُه ِفي ا َْ
موسى )عليه السلم( إلى بني إسرائيل ،فصعد المنبر فأخبرهم أن ال قد أنزل عليه التوراة و كلمه ،قال في نفسه:
ما خلق ال خلقا أعلم مني ،فأوحى ال عز و جل إلى جبرئيل )عليه السلم( أن أدرك موسى فقد هلك ،و أعلمه أن
عند ملتقى البحرين عند الصخرة رجل أعلم منك فصر إليه ،و تعلم من علمه فنزل جبرئيل )عليه السلم( على
موسى )عليه السلم( و أخبره فذل موسى )عليه السلم( في نفسه ،و علم أنه أخطأ و دخله الرعب ،و قال لوصيه
يوشع بن نون :إن ال قد أمرني أن أتبع رجل عند ملتقى البحرين و أتعلم منه .فتزود يوشع بن نون حوتا مملوحا
و خرجا ،فلما خرجا و بلغا ذلك المكان وجدا رجل مستلقيا على قفاه فلم يعرفاه ،فأخرج وصي موسى الحوت و
غسله بالماء و وضعه على الصخرة ،و مضيا و نسيا الحوت ،و كان ذلك الماء ماء الحيوان ،فحيي الحوت و
غداَءنا َلَقْد َلِقينا
دخل الماء ،فمضى موسى )عليه السلم( و يوشع بن نون معه حتى عييا » :«4فقال لوصيه :آِتنا َ
صبًا أي عناء » «5فذكر سَفِرنا هذا َن َ ن َ ِم ْ
__________________________________________________
-3تفسير القّمي .37 :2
) (1في »ط« في جميع المواضع :عجبت.
) (2العراف .12 :7
) (3العراف .145 :7
) (4في المصدر :عشيا ،و في »ق« :جيعا[.....] .
) (5في »ج« و »ق« :عّيا.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص648 :
وصيه السمكة ،فقال لموسى )عليه السلم( :إني نسيت الحوت على الصخرة .فقال موسى :ذلك الرجل الذي رأيناه
عند الصخرة هو الذي نريده ،فرجعا على آثارهما قصصا ،إلى الرجل و هو في الصلة ،فقعد موسى )عليه
السلم( حتى فرغ من صلته فسلم عليهما.
-[4] /6710و قال علي بن إبراهيم :حدثني محمد بن علي بن بلل ،عن يونس ،قال :اختلف يونس و هشام بن
إبراهيم في العالم الذي أتاه موسى )عليه السلم( أيهما كان أعلم؟ و هل يجوز أن يكون على موسى )عليه السلم(
حجة في وقته و هو حجة ال على خلقه؟ قال قاسم الصيقل :فكتبوا ذلك إلى أبي الحسن الرضا )عليه السلم(
يسألونه عن ذلك ،فكتب في الجواب» :أتى موسى )عليه السلم( العالم فأصابه و هو في جزيرة من جزائر البحر
إما جالسا و إما متكئا ،فسلم عليه موسى )عليه السلم( فأنكر السلم ،إذ كان بأرض ليس فيها سلم ،قال :من
أنت؟ قال :أنا موسى بن عمران .قال:
أنت موسى بن عمران الذي كلمه ال تكليما؟ قال :نعم .قال :فما حاجتك؟ قال :جئت لتعلمني مما علمت رشدا.
قال :إني وكلت بأمر ل تطيقه ،و وكلت أنت بأمر ل أطيقه.
ثم حدثه العالم بما يصيب آل محمد )عليهم السلم( من البلء و كيد العداء حتى اشتد بكاؤهما ،ثم حدثه عن فضل
آل محمد )عليهم السلم( حتى جعل موسى )عليه السلم( يقول :يا ليتني كنت من آل محمد ،و حتى ذكر فلنا و
فلنا ،و فلنا ،و مبعث رسول ال )صلى ال عليه و آله( إلى قومه ،و ما يلقى منهم و من تكذيبهم إياه ،و ذكر له
تأويل هذه الية:
ل َمّرٍة » «1حين أخذ عليهم الميثاق )عليه السلم( فقال موسى: ب َأْفِئَدَتُهْم َو َأْبصاَرُهْم َكما َلْم ُيْؤِمُنوا ِبِه َأّو َ َو ُنَقّل ُ
صِبُر
صْبرًا َو َكْيفَ َت ْ ي َ طيَع َمِع َ
سَت ِ
ن َت ْ
ك َل ْشدًا فقال الخضر )عليه السلم(ِ :إّن َ ت ُر ْعّلْم َن ِمّما ُ ن ُتَعّلَم ِ
على َأ ْ ك َ ل َأّتِبُع َ
َه ْ
ك َأْمرًا قال
صي َل َ ع ِل صاِبرًا َو ل َأ ْ ن شاَء ا ُّ جُدِني ِإ ْ سَت ِ
خْبرًا؟ فقال موسى )عليه السلم(َ : ط ِبِه ُ ح ْعلى ما َلْم ُت ِ َ
ك ِمْنُه ِذْكرًا يقول :ل تسألني عن شيء حِدثَ َل َ حّتى ُأ ْ يٍء َ ش ْ
ن َعْسَئْلِني َ ن اّتَبْعَتِني َفل َت ْالخضر )عليه السلم(َ :فِإ ِ
أفعله ،و ل تنكره علي حتى أخبرك أنا بخبره ،قال :نعم.
فمروا ثلثتهم حتى انتهوا إلى ساحل البحر ،و قد شحنت سفينة و هي تريد أن تعبر ،فقال أرباب السفينة:
نحمل هؤلء الثلثة نفر فإنهم قوم صالحون فحملوهم ،فلما جنحت السفينة في البحر قام الخضر )عليه السلم( إلى
جوانب السفينة فكسرها و حشاها بالخرق و الطين ،فغضب موسى )عليه السلم( غضبا شديدا ،و قال للخضر
)عليه السلم(:
صْبرًا .قال موسى )عليه ي َ طيَع َمِع َسَت ِ
ن َت ْ
ك َل ْل ِإّن َ
شْيئًا ِإْمرًا فقال له الخضرَ :أ َلْم َأُق ْ ت َ جْئ َ
ق َأْهَلها َلَقْد ِ خَرْقَتها ِلُتْغِر َ َأ َ
سرًا.عْ ن َأْمِري ُ ت َو ل ُتْرِهْقِني ِم ْ سي ُ خْذِني ِبما َن ِ السلم( ل ُتؤا ِ
فخرجوا من السفينة و مروا فنظر الخضر )عليه السلم( إلى غلم يلعب بين الصبيان حسن الوجه كأنه قطعة
قمر ،و في أذنيه درتان ،فتأمله الخضر )عليه السلم( ،ثم أخذه فقتله فوثب موسى )عليه السلم( على الخضر
)عليه السلم( و جلد به
__________________________________________________
-4تفسير القّمي .38 :2
) (1النعام .110 :6
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص649 :
شْيئًا ُنْكرًا؟!.
ت َ جْئ َ
س َلَقْد ِت َنْفسًا َزِكّيًة ِبَغْيِر َنْف ٍ الرض » ،«1فقالَ :أ َقَتْل َ
عْ
ن ك َسَأْلُت َ
ن َ
صْبرًا؟! قال موسى )عليه السلم(ِ :إ ْ
ي َ طيَع َمِع َ
سَت ِن َت ْ
ك َل ْ
ك ِإّن َل َل َفقال الخضر )عليه السلم( َأ َلْم َأُق ْ
عْذرًا.
ن َلُدّني ُ ت ِم ْ حْبِني َقْد َبَلْغ َ يٍء َبْعَدها َفل ُتصا ِ ش َْ
طَعما َأْهَلها ]بالعشي[ تسمى الناصرة ،و إليها تنسب النصارى ،و لم يضيفوا سَت ْل َقْرَيٍة ا ْ حّتى ِإذا َأَتيا َأْه َ
طَلقا َ
َفاْن َ
أحدا قط ،و لم يطعموا غريبا ،فاستطعموهم فلم يطعموهم و لم يضيفوهم ،فنظر الخضر )عليه السلم( إلى حائط
قد زال لينهدم فوضع الخضر يده عليه ،و قال :قم بإذن ال تعالى ،فقام .فقال موسى )عليه السلم( :لم ينبغ لك أن
جرًا؟ عَلْيِه َأ ْ
ت َخْذ َ لّت َ
ت َ شْئ َ
تقيم الجدار حتى يطعمونا و يؤوونا و هو قولهَ :لْو ِ
سِفيَنةُ التي صْبرًا َأّما ال ّ عَلْيِه َ طْع َ سَت ِل ما َلْم َت ْ ك ِبَتْأِوي ِ
سُأَنّبُئ َ
ك َق َبْيِني َو َبْيِن َ فقال له الخضر )عليه السلم( :هذا ِفرا ُ
سِفيَنٍة صالحة ل َ خُذ ُك ّ ك َيْأ ُن َوراَءُهْم َمِل ٌ عيَبها َو كا َ ن َأ ِ
ت َأ ْ
حِر َفَأَرْد ُ ن ِفي اْلَب ْ ن َيْعَمُلو َت ِلَمساِكي َفعلت بها ما فعلت َفكاَن ْ
ن و طبع كافرا- ن َأَبواهُ ُمْؤِمَنْي ِ صبًا -كذا نزلت -و إذا كانت السفينة معيوبة ،لم يأخذ منها شيئاَ ،و َأّما اْلُغلُم َفكا َ غ َْ
ن ُيْبِدَلُهما
طْغيانًا َو ُكْفرًا َفَأَرْدنا َأ ْ ن ُيْرِهَقُهما ُ شينا َأ ْ خِ كذا نزلت -فنظرت إلى جبينه و عليه مكتوب :طبع كافراَ :ف َ
ن ِلُغلَمْي ِ
ن جداُر الذي أقمته َفكا َ حمًا فأبدل ال والديه بنتا ولدت سبعين نبيا َو َأّما اْل ِ ب ُر ْخْيرًا ِمْنُه َزكاًة َو َأْقَر َ َرّبُهما َ
خِرجا َكنَزُهما إلى سَت ْشّدُهما َو َي ْ ن َيْبُلغا َأ ُك َأ ْ
ن َأُبوُهما صاِلحًا َفَأراَد َرّب َ حَتُه َكْنٌز َلُهما َو كا َ ن َت ْ
ن ِفي اْلَمِديَنِة َو كا َ َيِتيَمْي ِ
صْبرًا«.عَلْيِه َ طْع َ سِ ل ما َلْم َت ْ
ك َتْأِوي ُقوله :ذِل َ
-[5] /6711محمد بن يعقوب :عن عدة من أصحابنا ،عن أحمد بن محمد بن خالد ،عن عدة من أصحابه ،عن
الحسن بن علي بن يوسف ،عن الحسن بن سعيد اللخمي ،قال :ولد لرجل من أصحابنا جارية ،فدخل على أبي عبد
ال )عليهم السلم( فرآه متسخطا ،فقال له أبو عبد ال )عليه السلم(» :أ رأيت لو أن ال تبارك و تعالى أوحى
إليك أن أختار لك أو تختار لنفسك ،ما كنت تقول؟« .قال :كنت أقول :يا رب ،تختار لي .قال» :فإن ال قد اختار
لك!«.
قال :ثم قال» :إن الغلم الذي قتله العالم الذي كان مع موسى )عليه السلم( و هو قول ال عز و جلَ :فَأَرْدنا َأ ْ
ن
حمًا أبدلهما ال به بنتا ،ولدت سبعين نبيا«. ب ُر ْخْيرًا ِمْنُه َزكاًة َو َأْقَر َُيْبِدَلُهما َرّبُهما َ
-[6] /6712علي بن إبراهيم ،قال :حدثني أبي ،عن محمد بن أبي عمير ،عن معاوية بن عمار ،عن أبي عبد ال
)عليه السلم( قال» :كان ذلك الكنز لوحا من ذهب فيه مكتوب :بسم ال الرحمن الرحيم ،ل إله إل ال ،محمد
رسول ال ]و الئمة حجج ال[ ،عجب لمن يعلم أن الموت حق كيف يفرح ،عجب لمن يؤمن بالقدر كيف يفرق »
،«2عجب لمن يذكر النار كيف يضحك ،عجب لمن يرى الدنيا و تصرف أهلها حال بعد حال كيف يطمئن
إليها!«.
__________________________________________________
-5الكافي .11 /6 :6
-6تفسير القّمي .40 :2
) (1جلدت به الرض :أي صرعته» .لسان العرب -جلد.«125 :3 -
) (2في »ط« :يحزن ،و فرق :فزع و أشفق» .لسان العرب -فرق.«304 :10 -
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص650 :
-[7] /6713محمد بن يعقوب :عن عدة من أصحابنا ،عن أحمد بن محمد بن خالد ،عن أحمد بن محمد بن أبي
جداُر َفكا َ
ن نصر ،عن صفوان الجمال ،قال :سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول ال عز و جلَ :و َأّما اْل ِ
حَتُه َكْنٌز َلُهما.
ن َت ْ
ن ِفي اْلَمِديَنِة َو كا َ ن َيِتيَمْي ِ
ِلُغلَمْي ِ
فقال» :أما إنه ما كان ذهبا و ل فضة ،و إنما كان أربع كلمات :ل إله إل أنا ،من أيقن بالموت لم يضحك ،و من
أيقن بالحساب لم يفرح قلبه ،و من أيقن بالقدر لم يخش إل ال«.
-[8] /6714ابن بابويه ،قال :حدثنا محمد بن الحسن )رحمه ال( قال :حدثنا محمد بن يحيى العطار ،عن محمد
ابن أحمد ،قال :حدثنا الحسن بن علي ،رفعه إلى عمرو بن جميع ،رفعه إلى علي )عليه السلم( ،في قول ال عز
و جل:
حَتُه َكْنٌز َلُهما و ذكر مثل ما في رواية معاوية بن عمار ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( السابقة ».«1 ن َت َْو كا َ
ل ُموسى -[9] /6715علي بن إبراهيم ،و في رواية أبي الجارود ،عن أبي جعفر )عليه السلم( في قولهَ :و ِإْذ قا َ
حُقبًا -قال- ي ُ ضَ ن َأْو َأْم ِ حَرْي ِ جَمَع اْلَب ْحّتى َأْبُلغَ َم ْ ح يقول :ل أزال َ ِلَفتاُه قال» :هو يوشع بن نون و قوله :ل َأْبَر ُ
شْيئًا ِإْمرًا هو المنكر ،و كان موسى )عليه السلم( ينكر الظلم ،فأعظم ما ت َ جْئ َالحقب ثمانون سنة و قولهَ :لَقْد ِ
رأى«.
-[10] /6716العياشي :عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم ،عن أبي جعفر و أبي عبد ال )عليهما السلم(،
قال» :لما كان من أمر موسى )عليه السلم( الذي كان ،اعطي مكتل » «2فيه حوت مملح ،و قيل له :هذا يدلك
على صاحبك عند عين مجمع البحرين ،ل يصيب منها شيء ميتا إل حيي ،يقال لها :الحياة ،فانطلقا حتى بلغا »
«3الصخرة ،فانطلق الفتى يغسل الحوت في العين ،فاضطرب الحوت في يده حتى خدشه ،فانفلت منه ،و نسيه
سَفِرنا هذا ن َ غداَءنا َلَقْد َلِقينا ِم ْ الفتى ،فلما جاوز الوقت الذي وقت فيه أعيا موسى )عليه السلم( :قالَ ِلَفتاُه آِتنا َ
صبًا قال: َن َ
صصًا فلما أتاها وجد الحوت قد خر في البحر ،فاقتصا الثر حتى أتيا على آثاِرِهما َق َ ت إلى قوله تعالىَ : َأ َرَأْي َ
صاحبهما في جزيرة من جزائر البحر ،إما متكئا و إما جالسا في كساء له ،فسلم عليه موسى )عليه السلم( ،و
عجب من السلم ،و هو في أرض ليس فيها سلم ،فقال :من أنت؟ قال :أنا موسى .قال :أنت موسى بن عمران
شدًا.
ت ُر ْ عّلْم َن ِمّما ُ على َأنْ ُتَعّلَم ِ ك َ الذي كلمه ال تكليما؟ قال :نعم .قال :فما حاجتك؟ قالَ :أّتِبُع َ
__________________________________________________
-7الكافي .6 /48 :2
-8معاني الخبار.1 /200 :
-9تفسير القّمي .40 :2
-10تفسير العّياشي .41 /329 :2
نا ّ
ل سلم(» :إ ّ ن فيها» :أّنه كان بينهما و بين الب الصالح سبعة آباء« و قال )عليه ال ّ لأّ ) (1في »ط« زيادة :إ ّ
ل«. يصلح بصلح الرجل المؤمن ولده و ولد ولده ،و أهل دويرته و دويرات حوله ،فل يزالون في حفظ ا ّ
) (2المكتل :الّزبيل الكبير» .لسان العرب -كتل.«583 :11 -
) (3في »ج« و »ط« :فانظر إلى حين تلقى[.....] .
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص651 :
علىصِبُر َ ف َت ْصْبرًا َو َكْي َي َ طيَع َمِع َ
سَت ِ
ن َت ْ ك َل ْ
قال :إني وكلت بأمر ل تطيقه ،و وكلت بأمر ل أطيقه و قال لهِ :إّن َ
ك َأْمرًا فحدثه عن آل محمد )عليهم السلم( ،و صي َل َ ع ِل صاِبرًا َو ل َأ ْ ن شاَء ا ُّ جُدِني ِإ ْسَت ِ
ل َ خْبرًا قا َ
ط ِبِه ُ
ح ْ ما َلْم ُت ِ
عما يصيبهم حتى اشتد بكاؤهما ،ثم حدثه عن رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،و عن أمير المؤمنين )عليه
السلم( ،و عن ولد فاطمة )عليهم السلم( ،و ذكر له من فضلهم و ما اعطوا ،حتى جعل ،يقول :يا ليتني من آل
محمد و عن رجوع رسول ال )صلى ال عليه و آله( إلى قومه ،و ما يلقى منهم ،و من تكذيبهم إياه ،و تل هذه
الية:
ل َمّرٍة » «1فإنه أخذ عليهم الميثاق«. ب َأْفِئَدَتُهْم َو َأْبصاَرُهْم َكما َلْم ُيْؤِمُنوا ِبِه َأّو َ
َو ُنَقّل ُ
-[11] /6717عن أبي حمزة ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال» :كان وصي موسى بن عمران )عليه السلم(
يوشع بن نون ،و هو فتاه الذي ذكره ال في كتابه«.
-[12] /6718عن هشام بن سالم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :كان موسى )عليه السلم( أعلم من
الخضر )عليه السلم(«.
-[13] /6719عن حفص بن البختري ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول موسى )عليه السلم( لفتاه آِتنا
خْيٍر َفِقيٌر » ،«2فقال» :إنما عنى الطعام« .و قال أبو عبد ال )عليه ن َ ي ِم ْ
ت ِإَل ّب ِإّني ِلما َأْنَزْل َ
غداَءنا و قولهَ :ر ّ َ
السلم(» :إن موسى لذو جوعات« ».«3
-[14] /6720عن بريد ،عن أحدهما )عليهما السلم( ،قال :قلت له :ما منزلتكم في الماضين ،و من تشبهون
منهم؟
قال» :الخضر و ذو القرنين كانا عالمين و لم يكونا نبيين«.
-[15] /6721عن إسحاق بن عمار ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :إنما مثل علي )عليه السلم( و مثلنا
من بعده من هذه المة كمثل موسى )عليه السلم( و العالم ،حين لقيه و استنطقه و سأله الصحبة ،فكان من
عَلى الّنا ِ
س ك َطَفْيُت َ
صَأمرهما ما اقتصه ال لنبيه )صلى ال عليه و آله( في كتابه ،و ذلك أن ال قال لموسىِ :إّني ا ْ
ظًة َو
عَ يٍء َمْو ِش ْ
ل َ ن ُك ّ
ح ِم ْ
لْلوا ِ
ن » ،«4ثم قالَ :و َكَتْبنا َلُه ِفي ا َْ شاِكِري َن ال ّن ِم َك َو ُك ْ خْذ ما آَتْيُت َِبِرسالِتي َو ِبَكلِمي َف ُ
يٍء ».«5 ش ْ
ل َل ِلُك ّ صي ً َتْف ِ
و قد كان عند العالم علم لم يكتب لموسى في اللواح ،و كان موسى يظن أن جميع الشياء التي يحتاج إليها
__________________________________________________
-11تفسير العّياشي .42 /330 :2
-12تفسير العّياشي .43 /330 :2
-13تفسير العّياشي .44 /330 :2
-14تفسير العّياشي .45 /330 :2
-15تفسير العّياشي .46 /330 :2
) (1النعام .110 :6
) (2القصص .24 :28
ن موسى جوعان. ) (3في »ط« :إ ّ
) (4العراف .144 :7
) (5العراف .145 :7
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص652 :
في تابوته ،و جميع العلم قد كتب له في اللواح ،كما يظن هؤلء الذين يدعون أنهم فقهاء و علماء ،و أنهم قد أثبتوا
جميع العلم و الفقه في الدين مما تحتاج هذه المة إليه ،و صح لهم عن رسول ال )صلى ال عليه و آله( و علموه
و حفظوه ،و ليس كل علم رسول ال )صلى ال عليه و آله( علموه ،و ل صار إليهم عن رسول ال )صلى ال
عليه و آله( و ل عرفوه ،و ذلك أن الشيء من الحلل و الحرام و الحكام يرد عليهم فيسألون عنه ،و ل يكون
عندهم فيه أثر عن رسول ال )صلى ال عليه و آله( و يستحيون أن ينسبهم الناس إلى الجهل ،و يكرهون أن
يسألوا فل يجيبوا فيطلب الناس العلم من معدنه ،فلذلك استعملوا الرأي و القياس في دين ال ،و تركوا الثار ،و
دانوا ال بالبدع ،و قد قال رسول ال )صلى ال عليه و آله( :كل بدعة ضللة.
فلو أنهم إذا سئلوا عن شيء من دين ال ،فلم يكن عندهم منه أثر عن رسول ال ،ردوه إلى ال و إلى الرسول و
إلى أولي المر منهم ،لعلمه الذين يستنبطونه منهم -من آل محمد )عليهم السلم( -و الذي منعهم من طلب العلم منا
العداوة و الحسد لنا ،ل و ال ما حسد موسى )عليه السلم( العالم -و موسى نبي ال يوحي ال إليه -حيث لقيه و
استنطقه و عرفه بالعلم ،و لم يحسده كما حسدتنا هذه المة بعد رسول ال )صلى ال عليه و آله( على ما علمنا و
ما ورثنا عن رسول ال )صلى ال عليه و آله( و لم يرغبوا إلينا في علمنا كما رغب موسى )عليه السلم( إلى
العالم و سأله الصحبة ،ليتعلم منه ،و يرشده ،فلما أن سأل العالم ذلك ،علم العالم أن موسى )عليه السلم( ل
خْبرًاط ِبِه ُح ْ على ما َلْم ُت ِ صِبُر َ ف َت ْ يستطيع صحبته ،و ل يحتمل علمه ،و ل يصير معه ،فعند ذلك قال العالمَ :و َكْي َ
ل صاِبرًا َو ل ن شاَء ا ُّ جُدِني ِإ ْسَت ِ
فقال موسى )عليه السلم( له ،و هو خاضع له يستعطفه على نفسه كي يقبلهَ :
ك َأْمرًا و قد كان العالم يعلم أن موسى )عليه السلم( ل يصبر على علمه. صي َل َ ع ِ َأ ْ
فكذلك -و ال ،يا إسحاق بن عمار -حال قضاة هؤلء و فقهائهم و جماعتهم اليوم ،ل يحتملون -و ال -علمنا و ل
يقبلونه و ل يطيقونه ،و ل يأخذون به ،و ل يصبرون عليه ،كما لم يصبر موسى )عليه السلم( على علم العالم
حين صحبه و رأى ما رأى من علمه ،و كان ذلك عند موسى )عليه السلم( مكروها ،و كان عند ال رضا و هو
الحق ،و كذلك علمنا عند الجهلة مكروه ل يؤخذ ،و هو عند ال الحق«.
-[16] /6722عن عبد الرحمن بن سيابة ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :إن موسى )عليه السلم( صعد
المنبر ،و كان منبره ثلث مراق » ،«1فحدث نفسه أن ال لم يخلق خلقا أعلم منه ،فأتاه جبرئيل )عليه السلم(
فقال له :إنك قد ابتليت ،فانزل فإن في الرض من هو أعلم منك فاطلبه فأرسل إلى يوشع :إني قد ابتليت ،فاصنع
لنا زادا و انطلق بنا فاشترى حوتا من الحيتان الحية ،فخرج بأذربيجان ،ثم شواه ،ثم حمله في مكتل ،ثم انطلقا
يمشيان في ساحل البحر ،و النبي إذا مر في مكان لم يعي أبدا حتى يجوز ذلك الوقت«.
قال :فبينما هما يمشيان إذ انتهيا إلى شيخ مستلق ،معه عصاه موضوعة إلى جانبه ،و عليه كساء إذا قنع رأسه
__________________________________________________
-16تفسير العّياشي .47 /332 :2
) (1المرقاة :الدرجة ،واحدة من مراقي الّدرج» .لسان العرب -رقا.«332 :14 -
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص653 :
خرجت رجله ،و إذا غطى رجليه خرج رأسه -قال -فقام موسى )عليه السلم( يصلي ،و قال ليوشع :احفظ علي-
قال -فقطرت قطرة من السماء في المكتل ،فاضطرب الحوت ،ثم جعل يجر » «1المكتل إلى البحر -،قال -:و هو
قوله:
سَربًا -قال -ثم إنه جاء طير فوقع على ساحل البحر ،ثم أدخل منقاره ،فقال :يا موسى ،ما حِر َ سِبيَلُه ِفي اْلَب ْ
خَذ َ َفاّت َ
أخذت من علم ربك ما حمل ظهر منقاري من جميع البحر -قال -ثم قام يمشي فتبعه يوشع ،فقال موسى )عليه
جبًا«. عَ حِر َ صبًا إلى قولهِ :في اْلَب ْ سَفِرنا هذا َن َ ن َ غداَءنا َلَقْد َلِقينا ِم ْ السلم( لما أعيا حيث جاز الوقت فيه :آِتنا َ
قال :فرجع موسى )عليه السلم( يقص » «2أثره حتى انتهى إليه ،و هو على حاله مستلق ،فقال له موسى )عليه
السلم(:
السلم عليك .فقال :و عليك السلم يا عالم بني إسرائيل -قال -ثم وثب فأخذ عصاه بيده -قال -فقال له موسى )عليه
طيَع َمِع َ
ي سَت ِن َت ْك َل ْالسلم( :إني قد أمرت أن أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا .فقال كما قص عليكمِ :إّن َ
صْبرًا«. َ
قال» :فانطلقا حتى انتهيا إلى معبر ،فلما نظر إليهم أهل المعبر قالوا :و ال ،ل نأخذ من هؤلء أجرا ،اليوم
ك َل ْ
ن ل ِإّن َ
نحملهم ،فلما ذهبت السفينة وسط الماء خرقها ،فقال له موسى )عليه السلم( كما أخبرتهم ،ثم قالَ :أ َلْم َأُق ْ
سرًا«.
عْ ن َأْمِري ُ ت َو ل ُتْرِهْقِني ِم ْ سي ُ خْذِني ِبما َن ِ ل ل ُتؤا ِ صْبرًا قا َ ي َ طيَع َمِع َ سَت ِ
َت ْ
قال :و خرجا على ساحل البحر ،فإذا غلم يلعب مع غلمان عليه قميص حرير أخضر ،في أذنيه درتان ،فتوركه
شْيئًا ُنْكرًا«. ت َ جْئ َ
س َلَقْد ِت َنْفسًا َزِكّيًة ِبغَْيِر َنْف ٍ » «3العالم فذبحه ،فقال له موسى )عليه السلم(َ :أ َقَتْل َ
ض َفَأقاَمُه قا َ
ل ن َيْنَق ّ جدارًا ُيِريُد َأ ْ جدا ِفيها ِ ضّيُفوُهما َفَو َ ن ُي َ طَعما َأْهَلها َفَأَبْوا َأ ْسَت ْ
ل َقْرَيٍة ا ْ
حّتى ِإذا َأَتيا َأْه َطَلقا َ قالَ :فاْن َ
جرًا خبزا نأكله فقد جعنا -قال -و هي قرية على ساحل البحر ،و يقال لها :ناصرة ،و بها عَلْيِه َأ ْ
ت َ خْذ َ
لّت َ
ت َ شْئ ََلْو ِ
تسمى النصارى نصارى :فلم يضيفوهما و ل يضيفون بعدهما أحدا حتى تقوم الساعة ،و كان مثل السفينة فيكم
وفينا ،ترك الحسين )عليه السلم( البيعة لمعاوية ،و كان مثل الغلم فيكم قول الحسن بن علي )عليه السلم( لعبد
ال بن علي :لعنك ال من كافر فقال له :قد قتلته ،يا أبا محمد و كان مثل الجدار فيكم علي و الحسن و الحسين
)عليهم السلم(« ».«4
-[17] /6723عن عبد ال بن ميمون القداح ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( عن أبيه )عليه السلم( ،قال» :بينما
موسى )عليه السلم( قاعد في مل من بني إسرائيل ،إذ قال له رجل :ما أرى أحدا أعلم بال منك ،قال موسى
)عليه السلم(:
__________________________________________________
-17تفسير العّياشي .48 /334 :2
) (1في المصدر :يثب من[.....] .
) (2في »ط« :يقتفي ،و في المصدر :يقفي.
ي :جعله في وركه معتمدا عليها» .لسان العرب -ورك.«511 :10 - ) (3توّرك الصب ّ
ل( بيانا لمفردات الحديث في )بحار النوار .(308 :13 ) (4ذكر المجلسي )رحمه ا ّ
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص654 :
ما أرى فأوحى ال إليه :بلى » «1عبدي الخضر فاسأل السبيل إليه ،و كان له آية الحوت ،إن افتقده فكان من شأنه
ما قص ال«.
-[18] /6724عن هشام بن سالم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم(» :كان سليمان )عليه السلم( أعلم من آصف،
و كان موسى )عليه السلم( أعلم من الذي اتبعه«.
-[19] /6725عن ليث بن أبي سليم ،عن أبي جعفر )عليه السلم(» :شكا موسى )عليه السلم( إلى ربه الجوع
خْيٍر
ن َ ي ِم ْت ِإَل ّ
ب ِإّني ِلما َأْنَزْل َ جرًاَ ،ر ّ عَلْيِه َأ ْ
خْذتَ َ لّت َ
صبًا و َ سَفِرنا هذا َن َ ن َ غداَءنا َلَقْد َلِقينا ِم ْفي ثلثة مواضع :آِتنا َ
َفِقيٌر ».««2
-[20] /6726عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني » ،«3عن جعفر بن محمد ،عن أبيه ،عن جده ،عن ابن
عباس ،قال :ما وجدت للناس » «4و لعلي بن أبي طالب )عليه السلم( شبها إل موسى )عليه السلم( و صاحب
السفينة ،تكلم موسى )عليه السلم( بجهل ،و تكلم صاحب السفينة بعلم ،و تكلم الناس بجهل ،و تكلم علي )عليه
السلم( بعلم.
-[21] /6727ابن بابويه ،قال :حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد )رضي ال عنه( قال :حدثنا محمد بن
الحسن الصفار ،عن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن الحسين بن سعيد ،عن الحسين بن علوان ،عن العمش ،عن
عباية السدي ،قال :كان عبد ال بن عباس جالسا على شفير زمزم يحدث الناس ،فلما فرغ من حديثه جاء رجل
فسلم عليه ،ثم قال :يا عبد ال ،إني رجل من أهل الشام فقال :أعوان كل ظالم إل من عصم ال منكم ،سل عما بدا
لك.
فقال :يا عبد ال بن عباس ،إني جئتك أسألك عمن قتله علي بن أبي طالب من أهل ل إله إل ال ،لم يكفروا
بصلة ،و ل بحج ،و ل بصوم شهر رمضان ،و ل بزكاة؟.
فقال له عبد ال :ثكلتك أمك ،سل عما يعنيك ،و دع ما ل يعنيك .فقال :ما جئتك أضرب إليك من حمص للحج و ل
للعمرة ،و لكن آتيتك لتشرح لي أمر علي بن أبي طالب و فعاله.
فقال له :ويلك ،إن علم العالم صعب ل تحتمله و ل تقر به القلوب الصدئة أخبرك أن علي بن أبي طالب )عليه
السلم( كان مثله في هذه المة كمثل موسى و العالم )عليهما السلم( و ذلك أن ال تبارك و تعالى قال في كتابه:
__________________________________________________
-18تفسير العّياشي .49 /334 :2
-19تفسير العّياشي .50 /335 :2
-20تفسير العّياشي .51 /335 :2
-21علل الشرائع.3 /64 :
) (1في »ط« و »ق« :إئت.
) (2القصص .24 :28
) (3في المصدر :الكوفي.
) (4في »ج« :لنا.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص655 :
لْلوا ِ
ح ن َو َكَتْبنا َلُه ِفي ا َْ شاِكِري َ ن ال ّ
ن ِم َ ك َو ُك ْ خْذ ما آَتْيُت َ س ِبِرسالِتي َو ِبَكلِمي َف ُ عَلى الّنا ِ ك َطَفْيُت َ
صَيا ُموسى ِإّني ا ْ
يٍء » «1فكان موسى )عليه السلم( يرى أن جميع الشياء قد أثبتت له، ش ْل َ ل ِلُك ّ
صي ً
ظًة َو َتْف ِ عَيٍء َمْو ِش ْل َ
ن ُك ِّم ْ
كما ترون أنتم أن علماءكم قد أثبتوا جميع الشياء ،فلما انتهى موسى )عليه السلم( إلى ساحل البحر ،و لقي
العالم ،استنطق موسى ليصل علمه و ل يحسده ،كما حسدتم أنتم علي بن أبي طالب )عليه السلم( و أنكرتم
شدًا؟ فعلم العالم أن موسى )عليه ت ُر ْ ن ِمّما عُّلْم َ ن ُتَعّلَم ِعلى َأ ْ ك َل َأّتِبُع َ
فضله ،فقال له موسى )عليه السلم(َ :ه ْ
على ما َلْم صِبُر َ ف َت ْ صْبرًا َو َكْي َ ي َ طيَع َمِع َ سَت ِ
ن َت ْ ك َل ْالسلم( ل يطيق صحبته ،و ل يصبر على علمه ،فقال لهِ :إّن َ
خْبرًا؟
ط ِبِه ُ
ح ُْت ِ
ك َأْمرًا فعلم العالم ،أن موسى )عليه صي َل َ ع ِ ل صاِبرًا َو ل َأ ْ ن شاَء ا ُّ جُدِني ِإ ْ سَت ِ
فقال له موسى )عليه السلم(َ :
ك ِمْنُه ِذْكرًا.ث َل َ
حِد َ حّتى ُأ ْ يٍء َ ش ْ ن َ عْ سَئْلِني َ ن اّتَبْعَتِني َفل َت ْ السلم( ل يصبر على علمه ،فقالَ :فِإ ِ
قال :فركبا في السفينة فخرقها العالم ،و كان خرقها ل عز و جل رضا ،و سخط ذلك موسى ،و لقي الغلم فقتله،
و كان قتله ل عز و جل رضا ،و سخط ذلك موسى ،و أقام الجدار و كانت إقامته ل عز و جل رضا ،و سخط
ذلك موسى ،كذلك كان علي بن أبي طالب )عليه السلم( لم يقتل إل من كان ل في قتله رضا و لهل الجهالة من
الناس سخطا.
ن َلُكْم ِإلى ن ُيْؤَذ َ
ل َأ ْي ِإ ّ
ت الّنِب ّ
خُلوا ُبُيو َ
ن آَمُنوا ل َتْد ُو الحديث بتمامه يأتي -إن شاء ال -في قوله تعالى :يا َأّيَها اّلِذي َ
ن ِإناُه من سورة الحزاب ».«2 ظِري َ غْيَر نا ِطعاٍم َ َ
-[22] /6728العياشي :عن عبد ال بن سنان ،عن أبي عبد ال )عليه السلم(» :أن نجدة الحروري » «3كتب
إلى ابن عباس ،يسأله عن سبي الذراري ،فكتب إليه :أما الذراري فلم يكن رسول ال )صلى ال عليه و آله(
يقتلهم ،و كان الخضر )عليه السلم( يقتل كافرهم و يترك مؤمنهم ،فإن كنت تعلم ما يعلم الخضر )عليه السلم(
فاقتلهم«.
-[23] /6729عن إسحاق بن عمار ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :سمعته يقول» :بينما العالم يمشي مع
س َلَقْدت َنْفسًا َزِكّيًة ِبَغْيِر َنْف ٍ موسى )عليه السلم( إذا هم بغلم يلعب -قال -فوكزه العالم فقتله ،فقال له موسىَ :أ َقَتْل َ
شْيئًا ُنْكرًا -قال -فأدخل العالم يده فاقتلع كتفه ،فإذا عليه مكتوب :كافر مطبوع«. ت َ جْئ َ
ِ
-[24] /6730عن حريز ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( أنه كان يقرأ» :و كان وراءهم ملك -يعني أمامهم -يأخذ
كل
__________________________________________________
-22تفسير العّياشي .53 /335 :2
-23تفسير العّياشي .53 /335 :2
-24تفسير العّياشي [.....] .54 /335 :2
) (1العراف .145 /144 :7
) (2يأتي في الحديث ) (2من تفسير الية ) (53من سورة الحزاب.
ق ،خرج باليمامة عقب موت يزيد بن ) (3هو نجدة بن عامر الحروري :من رؤوس الخوارج ،زائغ عن الح ّ
معاوية ،و قدم مّكة ،و له مقالت معروفة و أتباع انقرضوا ،كاتب ابن عباس يسأله عن سهم ذي القربى و عن
قتل الطفال الذين يخالفونه و غير ذلك» .الكامل في التاريخ ،201 :4شرح نهج البلغة لبن أبي الحديد :4
،136لسان الميزان .«148 :6
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص656 :
سفينة صالحة غصبا«.
-[25] /6731عن حريز ،عمن ذكره عن أحدهما )عليهما السلم( »«1
،أنه قرأ) » :و كان أبواه مؤمنين و طبع كافرا(«.
شينا خشي إن أدرك الغلم أن يدعوا خِ -[26] /6732عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قولهَ :ف َ
أبويه إلى الكفر ،فيجيبانه من فرط حبهما له«.
-[27] /6733عن عبد ال بن خالد ،رفعه ،قال» :كان في كتف الغلم الذي قتله العالم مكتوب :كافر«.
-[28] /6734عن محمد بن عمر ،عن رجل ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :إن ال ليحفظ ولد المؤمن إلى
ألف سنة ،و إن الغلمين كان بينهما و بين أبويهما سبعمائة سنة«.
ن ُيْبِدَلُهما
-[29] /6735عن عثمان ،عن رجل ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال عز و جلَ :فَأَرْدنا َأ ْ
حمًا ،قال» :إنه ولدت لهما جارية ،فولدت غلما ،و كان نبيا«. ب ُر ْ خْيرًا ِمْنُه َزكاًة َو َأْقَر َ َرّبُهما َ
-[30] /6736عن الحسن بن سعيد اللخمي ،قال :ولدت لرجل من أصحابنا جارية ،فدخل على أبي عبد ال )عليه
السلم( ،فرآه متسخطا لها ،فقال له أبو عبد ال )عليه السلم(» :أ رأيت لو أن ال أوحى إليك :إني أختار لك أو
تختار لنفسك ،ما كنت تقول؟«.
قال :كنت أقول :يا رب ،تختار لي .قال» :فإن ال قد أختار لك«.
خْيرًا ن ُيْبِدَلُهما َرّبُهما َ ثم قال» :إن الغلم الذي قتله العالم حين كان مع موسى )عليه السلم( في قول الَ :فَأَرْدنا َأ ْ
حمًا ،قال :فأبدلهما جارية ولدت سبعين نبيا«. ب ُر ِْمْنُه َزكاًة َو َأْقَر َ
-[31] /6737عن أبي يحيى الواسطي ،رفعه إلى أحدهما )عليهما السلم( في قول ال عز و جل َو َأّما اْلُغلُم
حمًا قال» :أبدلهما مكان البن بنتا ،فولدت سبعين نبيا«. ب ُر ْ
ن إلى قولهَ :و َأْقَر َ ن َأَبواُه ُمْؤِمَنْي ِ
َفكا َ
-[32] /6738عن أبي بصير ،عن أبي جعفر )عليه السلم( »» :«2كم من إنسان له حق ل يعلم به!« قال :قلت:
و ما ذاك ،أصلحك ال؟ قال» :إن صاحبي الجدار كان لهما كنز تحته ،أما إنه لم يكن ذهبا و ل فضة«.
قال :قلت :فأيهما كان أحق به؟ فقال» :الكبر ،كذلك نقول«.
__________________________________________________
-25تفسير العّياشي .55 /336 :2
-26تفسير العّياشي .56 /336 :2
-27تفسير العّياشي .57 /336 :2
-28تفسير العّياشي .58 /336 :2
-29تفسير العّياشي .59 /336 :2
-30تفسير العّياشي .60 /337 :2
-31تفسير العّياشي .61 /337 :2
-32تفسير العّياشي .62 /337 :2
سلم(. ل )عليه ال ّ
) (1في »ط« -عن أبي عبد ا ّ
سلم(.ل )عليه ال ّ) (2في المصدر :عن أبي عبد ا ّ
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص657 :
-[33] /6739عن إسحاق بن عمار ،قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول» :إن ال ليصلح بصلح الرجل
المؤمن ولده و ولد ولده ،و يحفظه في دويرته و دويرات حوله ،فل يزالون في حفظ ال لكرامته على ال«.
ن َأُبوُهما صاِلحًا ألم تر أن ال شكر صلح أبويهما لهما«. ثم ذكر الغلمين فقالَ» :و كا َ
-[34] /6740عن يزيد بن رومان » ،«1قال :دخل نافع بن الزرق » «2المسجد الحرام و الحسين بن علي
)عليهما السلم( مع عبد ال بن عباس جالسان في الحجر ،فجلس إليهما ،ثم قال :يا بن عباس ،صف لي إلهك الذي
تعبده ،فأطرق ابن عباس طويل متبطئا » «3بقوله ،فقال له الحسين )عليه السلم(» :إلي يا بن الزرق ،المتورط
في الضللة ،المرتكس » «4في الجهالة ،أجيبك عما سألت عنه« .فقال :ما إياك سألت فتجيبني.
فقال له ابن عباس :مه عن ابن رسول ال ،فإنه من أهل بيت النبوة و معدن الحكمة .فقال له :صف لي.
فقال له» :أصفه بما وصف به نفسه ،و أعرفه بما عرف به نفسه :ل يدرك بالحواس ،و ل يقاس بالناس ،قريب
غير ملتزق » «5و بعيد غير مقصى ،يوحد و ل يبعض » ،«6ل إله إل هو الكبير المتعال« قال :فبكى ابن
الزرق بكاء شديدا .فقال له الحسين )عليه السلم(» :ما يبكيك«؟ فقال :بكيت من حسن وصفك.
قال» :يا بن الزرق ،إني أخبرت أنك تكفر أبي و أخي و تكفرني« قال له نافع :لئن قلت ذاك لقد كنتم الحكماء »
«7و معالم السلم ،فلما بدلتم استبدلنا بكم.
فقال :له الحسين )عليه السلم(» :يا بن الزرق ،أسألك عن مسألة ،فأجبني عن قول ال ل إله إل هوَ :و َأّما
ن ِفي اْلَمِديَنِة إلى قولهَ :كْنٌز َلُهما من حفظ فيهما«؟ قال» :فأيهما أفضل أبوهما أم رسول ن َيِتيَمْي ِ
ن ِلُغلَمْي ِ
جداُر َفكا َ
اْل ِ
ال )صلى ال عليه و آله( و فاطمة )عليها السلم(؟« .قال :ل ،بل رسول ال و فاطمة بنت رسول ال قال» :فما
حفظنا حتى حيل بيننا » «8و بين الكفر؟« .فنهض ،ثم نفض ثوبه ،ثم قال :قد نبأنا ال عنكم -معشر قريش -أنتم
قوم خصمون.
__________________________________________________
-33تفسير العّياشي [.....] .63 /337 :2
-34تفسير العّياشي .64 /337 :2
) (1في »ق« :زوبان ،و في المصدر و »ج ،ط« :رويان ،و ما أثبتناه هو الصحيح راجع تقريب التهذيب :2
.249 /364
) (2هو نافع بن الزرق الحروري ،من رؤوس الخوارج و إليه تنسب طائفة الزارقة ،و كان قد خرج في
أواخر دولة يزيد بن معاوية» .لسان الميزان .«506 /144 :6
) (3في المصدر :مستبطئا.
) (4في المصدر :المرتكن
) (5في »ط« :غير بعيد ملتزق ،و في »ج« :غير بعيد غير ملتزق.
) (6في المصدر :و ل يتبّعض.
) (7في المصدر :الحّكام.
) (8في »ط« :فما حفظهما حّتى حيل بينهما.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص658 :
-[35] /6741عن زرارة و حمران ،عن أبي جعفر و أبي عبد ال )عليهما السلم( :قال» :يحفظ الطفال بأعمال
آبائهم ،كما حفظ ال الغلمين بصلح أبيهما«.
-[36] /6742عن صفوان الجمال ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :سألته عن قول ال عز و جل َو َأّما
حَتُه َكْنٌز َلُهما ،فقال» :أما إنه ما كان ذهبا و ل فضة ،و إنما كان
ن َت ْن ِفي اْلَمِديَنِة َو كا َ
ن َيِتيَمْي ِ
ن ِلُغلَمْي ِ
جداُر َفكا َ
اْل ِ
أربع كلمات :إني أنا ال ل إله إل أنا ،من أيقن بالموت لم تضحك سنة ،و من أقر بالحساب لم يفرح قلبه ،و من
آمن بالقدر » «1لم يخش إل ربه«.
-[37] /6743عن ابن أسباط ،عن أبي الحسن الرضا )عليه السلم( قال» :كان في الكنز الذي قال ال عز و
جل:
حَتُه َكْنٌز َلُهما لوح من ذهب ،فيه :بسم ال الرحمن الرحيم ،محمد رسول ال ،عجبت لمن أيقن بالموت ن َت ْ
َو كا َ
كيف يفرح ،و عجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن ،و عجبت لمن رأى الدنيا و تقلبها بأهلها كيف يركن إليها! و
ينبغي لمن عقل عن ال أن ل يتهم ال في قضائه ،و ل يستبطئه في رزقه«.
-[38] /6744عن مسعدة بن صدقة ،عن جعفر بن محمد .عن آبائه )عليهم السلم(» :أن النبي )صلى ال عليه و
آله( قال :إن ال ليخلف العبد الصالح من بعد موته في أهله و ماله ،و إن كان أهله أهل سوء ،ثم قرأ هذه الية إلى
ن َأُبوُهما صاِلحًا«. قولهَ :و كا َ
-[39] /6745عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ،أنه سمع هذا الكلم من الرضا )عليه السلم(» :عجبا لمن عقل
» «2عن ال ،كيف يستبطئ ال في رزقه؟! و كيف اصطبر على قضائه!«.
-[40] /6746عن محمد بن عمرو الكوفي ،عن رجل ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :يحفظ ولد المؤمن
لبيه إلى ألف سنة ،و إن الغلمين كان بينهما و بين أبيهما سبعمائة سنة«.
-[41] /6747الشيخ في )التهذيب( :بإسناده ،عن محمد بن عبيد ال الحلبي و العباس بن عامر ،عن عبد ال ابن
بكير ،عن عبيد بن زرارة ،عن أبي بصير عن أبي جعفر )عليه السلم( ،قال» :كم من إنسان له حق ل يعلم به!«
قلت:
و ما ذاك أصلحك ال؟ قال» :إن صاحبي الجدار كان لهما كنز تحته ل يعلمان به ،أما إنه لم يكن بذهب و ل
فضة«.
قلت :فما كان؟ قال» :كان علما« .قلت :فأيهما أحق به؟ قال» :الكبير ،كذلك نقول نحن«.
__________________________________________________
-35تفسير العّياشي .65 /338 :2
-36تفسير العّياشي .66 /338 :2
-37تفسير العّياشي .67 /338 :2
-38تفسير العّياشي .68 /338 :2
-39تفسير العّياشي [.....] .69 /339 :2
-40تفسير العّياشي .70 /339 :2
-41التهذيب .1000 /276 :9
) (1في »ط« :و من أقّر بالقبر.
) (2في المصدر :غفل.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص659 :
-[42] /6748و عنه :بإسناده عن علي بن أسباط ،عن أبي الحسن الرضا )عليه السلم( ،قال :سمعناه -و ذكر
كنز اليتيمين -فقال» :كان لوحا من ذهب فيه :بسم ال الرحمن الرحيم ،ل إله إل ال ،محمد رسول ال ،عجبت
لمن أيقن بالموت كيف يفرح ،و عجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن ،و عجبت لمن رأى الدنيا و تقلبها بأهلها كيف
يركن إليها:
و ينبغي لمن عقل عن ال أن ل يستبطئ ال في رزقه ،و ل يتهمه في قضائه«.
فقال له الحسين بن أسباط :فإلى من صار ،إلى أكبرهما؟ قال» :نعم«.
قوله تعالى:
حّقا ][98 -83 عُد َرّبي َ ن َو ْعَلْيُكْم ِمْنُه ِذْكرًا -إلى قوله تعالىَ -و كا َ سَأْتُلوا َ
ل َن ُق ْ ن ِذي اْلَقْرَنْي ِعْ ك َ سَئُلوَن َ
َو َي ْ
-[1] /6749ابن بابويه :عن أبيه ،عن محمد بن يحيى العطار » ،«1عن الحسين بن الحسن بن أبان ،عن محمد
ابن اورمة ،قال :حدثني القاسم بن عروة ،عن بريد العجلي ،عن سعد بن طريف ،عن الصبغ بن نباتة ،قال :قام
ابن الكواء إلى علي )عليه السلم( و هو على المنبر ،فقال :يا أمير المؤمنين ،أخبرني عن ذي القرنين ،أنبياء كان
أم ملكا؟
و أخبرني عن قرنيه ،أمن ذهب أم من فضة؟
فقال له )عليه السلم(» :لم يكن نبيا و ل ملكا و لم يكن قرناه من ذهب و ل فضة ،و لكنه كان عبدا أحب ال فأحبه
ال ،و نصح ل فنصحه ال ،و إنما سمي ذا القرنين لنه دعا قومه إلى ال عز و جل فضربوه على قرنه ،فغاب
عنهم حينا ،ثم عاد إليهم ،فضرب على قرنه الخر ،و فيكم مثله« .يعني نفسه.
-[2] /6750أحمد بن محمد بن خالد البرقي ،عن محمد بن عيسى اليقطيني ،عن عبيد ال الدهقان ،عن درست
بن أبي منصور الواسطي ،عن إبراهيم بن عبد الحميد ،عن أبي الحسن موسى بن جعفر )عليه السلم( قال» :ملك
ذو القرنين و هو ابن اثنتي عشرة سنة ،و مكث في ملكه ثلثين سنة«.
-[3] /6751قال علي بن إبراهيم :فلما أخبر رسول ال )صلى ال عليه و آله( بخبر موسى و فتاه و الخضر،
قالوا له:
ن ُق ْ
ل ن ِذي اْلَقْرَنْي ِ
عْ
ك َسَئُلوَن َ
فأخبرنا عن طائف طاف المشرق و المغرب ،من هو ،و ما قصته؟ فأنزل ال َو َي ْ
يٍء سََببًا.
ش ْ
ل َ
ن ُك ّ
ض َو آَتْيناُه ِم ْ
لْر ِ
عَلْيُكْم ِمْنُه ِذْكرًا ِإّنا َمّكّنا َلُه ِفي ا َْ
سَأْتُلوا َ
َ
__________________________________________________
-42التهذيب .1001 /276 :9
-1كمال الدين و تمام النعمة.3 /393 :
-2المحاسن.9 /193 :
-3تفسير القّمي .40 :2
طار ،قال :حّدثنا أبي. ) (1في المصدر :حّدثنا أحمد بن محّمد بن الع ّ
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص660 :
-[4] /6752الطبرسي في )الحتجاج( :عن الصادق )عليه السلم( و قد سأله زنديق ،فقال :أخبرني أين تغيب
الشمس؟ قال )عليه السلم(» :إن بعض العلماء قال :إذا انحدرت أسفل القبة دار بها الفلك إلى بطن السماء صاعدة
أبدا إلى أن تنحط إلى موضع مطلعها ،يعني أنها تغيب في عين حمئة » «1ثم تخرق الرض راجعة إلى موضع
مطلعها ،فتخر تحت العرش حتى يؤذن لها بالطلوع ،و يسلب نورها كل يوم و تجلل نورا آخر«.
-[5] /6753علي بن إبراهيم ،قال :حدثنا جعفر بن أحمد ،عن عبد ال بن موسى ،عن الحسن بن علي بن أبي
ن ِذي عْ ك َسَئُلوَن َحمزة » ،«2عن أبيه ،عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :سألته عن قول ال َو َي ْ
عَلْيُكْم ِمْنُه ِذْكرًا. سَأْتُلوا َ
ل َ ن ُق ْ
اْلَقْرَنْي ِ
قال» :إن ذا القرنين بعثه ال إلى قومه ،فضربوه على قرنه اليمن ،فأماته ال خمسمائة عام ،ثم بعثه إليهم بعد
ذلك فضربوه على قرنه اليسر ،فأماته ال خمسمائة عام ،ثم بعثه إليهم ،بعد ذلك ،فملكه مشارق الرض و
عْي ٍ
ن ب ِفي َ جَدها َتْغُر ُ س َو َشْم ِ ب ال ّ
حّتى ِإذا َبَلَغ َمْغِر َ مغاربها ،من حيث تطلع الشمس إلى حيث تغرب ،فهو قولهَ :
عذابًا ُنْكرًا -قال -في النار ،فجعل ذو القرنين بينهم بابا من نحاس و حديد ،و زفت و قطران ،فحال حِمَئٍة إلى قوله َ َ
بينهم و بين الخروج«.
ثم قال :أبو عبد ال )عليه السلم(» :ليس منهم رجل يموت حتى يولد له من صلبه ألف ولد ذكر -ثم قال -هم أكثر
خلق خلقوا بعد الملئكة«.
-[6] /6754و سئل أمير المؤمنين )عليه السلم( عن ذي القرنين ،أنبياء كان أم ملكا؟
فقال» :ل نبي و ل ملك ،بل إنما هو عبد أحب ال فأحبه ،و نصح ل فبعثه ال إلى قومه ،فضربوه على قرنه
اليمن ،فغاب عنهم ما شاء ال أن يغيب ،ثم بعثه الثانية ،فضرب على قرنه اليسر فغاب عنهم ما شاء ال أن
ب ِفي يغيب ،ثم بعثه الثالثة ،فمكن ال له في الرض ،و فيكم مثله -يعني نفسه -فبلغ مغرب الشمس فوجدها َتْغُر ُ
سنًا.
حْخَذ ِفيِهْم ُ ب َو ِإّما َأنْ َتّت ِن ُتَعّذ َن ِإّما َأ ْعْنَدها َقْومًا ُقْلنا يا َذا اْلَقْرَنْي ِ جَد ِحِمَئٍة َو َو َن َ عْي ٍَ
حّتىسَببًا أي دليل َ عذابًا ُنْكرًا إلى قوله ُثّم َأْتَبَع َ ف ُنَعّذُبُه ُثّم ُيَرّد ِإلى َرّبِه َفُيَعّذُبُه َ سْو َ ظَلَم َف َ
ن َ قال :ذو القرنينَ :أّما َم ْ
سَببًا
سْترًا -قال -لم يعلموا صنعة الثياب ُثّم َأْتَبَع َ ن ُدوِنها ِ ل َلُهْم ِم ْ
جَع ْ على َقْوٍم َلْم َن ْ طُلُع َ جَدها َت ْ س َو َ شْم ِ طِلَع ال ِّإذا َبَلَغ َم ْ
ج َوجو َ ن َيْأ ُ
ن ِإ ّ
ل قاُلوا يا َذا اْلَقْرَنْي ِن َقْو ً ن َيْفَقُهو َن ُدوِنِهما َقْومًا ل َيكاُدو َ جَد ِم ْ ن َو َ سّدْي ِ
ن ال ّحّتى ِإذا َبَلَغ َبْي َ أي دليل َ
سّدا فقال ذو القرنين ما َمّكّني ِفيِه ل َبْيَننا َو َبْيَنُهْم َجَع َن َت ْ
على َأ ْ خْرجًا َ ك َ ل َل َجَع ُل َن ْض َفَه ْلْر ِ ن ِفي ا َْ سُدو َج ُمْف ِجو َ َمْأ ُ
ل َبْيَنُكْم َو َبْيَنُهْم َرْدمًاجَع ْعيُنوِني ِبُقّوٍة َأ ْ خْيٌر َفَأ ِ
َرّبي َ
__________________________________________________
-4الحتجاج.351 :
-5تفسير القمي .40 :2
-6تفسير القمي .41 :2
) (1في »ق« و المصدر :حامية.
) (2في نسخة من المصدر :عن أبي حمزة[.....] .
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص661 :
حِديِد فأتوا به ،فوضعه ما بين الصدفين -يعني بين الجبلين -حتى سوى بينهما ،ثم أمرهم أن يأتوا آُتوِني ُزَبَر اْل َ
بالنار فأتوا بها ،فأشعلوا فيه و نفخوا تحت الحديد حتى صار الحديد مثل النار ،ثم صب عليه القطر -و هو
جَعَلُه نارًا إلى قوله َنْقبًا قال ذو حّتى ِإذا َ
خوا َ ل اْنُف ُ
ن قا َ
صَدَفْي ِ
ن ال ّ حّتى ِإذا ساوى َبْي َالصفر -حتى سده ،و هو قولهَ :
حّقا -قال -إذا كان قبل يوم القيامة في عُد َرّبي َ
ن َو ْ جَعَلُه َدّكاَء َو كا َعُد َرّبي َ
ن َرّبي َفِإذا جاَء َو ْحَمٌة ِم ْالقرنين :هذا َر ْ
جو ُ
ج ت َيْأ ُح ْحّتى ِإذا ُفِت َ
آخر الزمان انهدم ذلك السد ،و خرج يأجوج و مأجوج إلى الدنيا و أكلوا الناس ،و هو قولهَ :
ن ».««1 سُلو َ
ب َيْن ِ
حَد ٍ
ل َ
ن ُك ّج َو ُهْم ِم ْ جو ُ َو َمْأ ُ
قال» :فسار ذو القرنين إلى ناحية المغرب ،فكان إذا مر بقرية زأر فيها كما يزأر السد المغضب ،فتنبعث في
القرية ظلمات و رعد و برق و صواعق ،تهلك من ناوأه و خالفه ،فلم يبلغ مغرب الشمس حتى دان له أهل
ض َو آَتْيناُه
لْر ِ المشرق و المغرب« قال أمير المؤمنين )عليه السلم(» :و ذلك قوله عز و جلِ :إّنا َمّكّنا َلُه ِفي ا َْ
سَببًا :أي دليل ،فقيل له :إن ل في أرضه عينا يقال لها :عين الحياة ،ل يشرب منها ذو روح إل لم يٍء َ ش ْل َ ن ُك ّ ِم ْ
يمت حتى الصيحة فدعا ذو القرنين الخضر )عليه السلم( ،و كان أفضل أصحابه عنده ،و دعا بثلث مائة و
ستين رجل ،و دفع إلى كل واحد منهم سمكة ،و قال لهم :اذهبوا إلى موضع كذا و كذا ،فإن هناك ثلثمائة و ستين
عينا ،فليغسل كل واحد منكم سمكته في عين غير عين صاحبه ،فذهبوا يغسلون ،و قعد الخضر )عليه السلم(
يغسل ،فانسابت السمكة منه في العين ،و بقي الخضر )عليه السلم( متعجبا مما رأى ،و قال في نفسه :ما أقول
لذي القرنين؟ ثم نزع ثيابه يطلب السمكة ،فشرب من مائها ،و لم يقدر على السمكة ،فرجعوا إلى ذي القرنين،
فأمر ذو القرنين بقبض السمك من أصحابه ،فلما انتهوا إلى الخضر )عليه السلم( لم يجدوا معه شيئا ،فدعاه و
قال له :ما حال السمكة؟ فأخبره الخبر .فقال له:
فصنعت ماذا؟ فقال :اغتمست فيها ،فجعلت أغوص و أطلبها فلم أجدها قال :فشربت من مائها؟ قال :نعم -قال-
فطلب ذو القرنين العين فلم يجدها ،فقال للخضر )عليه السلم( :أنت صاحبها«.
-[7] /6755ابن بابويه :عن المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي ،قال :حدثنا جعفر بن محمد بن
مسعود ،عن أبيه محمد بن مسعود ،عن جعفر بن أحمد ،عن الحسن بن علي بن فضال ،قال :سمعت أبا الحسن
علي بن موسى الرضا )عليه السلم( يقول» :إن الخضر )عليه السلم( شرب من ماء الحياة ،فهو حي ل يموت
حتى ينفخ في الصور ،و إنه ليأتينا فيسلم علينا ،فنسمع صوته و ل نرى شخصه ،و إنه ليحضر حيثما ذكر ،فمن
ذكره منكم فليسلم عليه ،و أنه ليحضر الموسم كل سنة فيقضي جميع المناسك ،و يقف بعرفة فيؤمن على دعاء
المؤمنين ،و سيؤنس ال به وحشة قائمنا في غيبته ،و يصل به وحدته«.
-[8] /6756و عنه ،قال :حدثنا أبي )رحمه ال( ،قال :حدثنا سعد بن عبد ال ،عن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن
علي بن النعمان ،عن هارون بن خارجة ،عن أبي بصير ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال» :إن ذا القرنين لم
يكن نبيا،
__________________________________________________
-7كمال الدين و تمام النعمة.4 /390 :
-8كمال الدين و تمام النعمة.1 /393 :
) (1النبياء .96 :21
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص662 :
و لكنه كان عبدا صالحا أحب ال فأحبه ،و ناصح ل فناصحه ،أمر قومه بتقوى ال فضربوه على قرنه ،فغاب
عنهم زمانا ،ثم رجع إليهم فضربوه على قرنه الخر ،و فيكم من هو على سنته«.
-[9] /6757و عنه ،قال :حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين البزاز ،قال :حدثنا محمد بن يعقوب بن يوسف ،قال:
حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي ،قال :حدثنا يونس بن بكير ،عن محمد بن إسحاق بن يسار المدني ،عن
عمرو بن ثابت ،عن سماك بن حرب ،عن رجل من بني أسد ،قال :سأل رجل عليا )عليه السلم( :أ رأيت ذا
القرنين ،كيف استطاع أن يبلغ المشرق و المغرب؟
قال» :سخر ال له السحاب ،و مد له في السباب ،و بسط له النور ،فكان الليل و النهار عليه سواء«.
-[10] /6758و عنه ،قال :حدثنا أبو طالب المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي ،قال :حدثنا جعفر
ابن محمد بن مسعود ،عن أبيه ،قال :حدثني محمد بن نصير ،قال :حدثني محمد بن عيسى ،عن حماد بن عيسى،
عن عمرو بن شمر ،عن جابر بن يزيد الجعفي ،عن جابر بن عبد ال النصاري ،قال :سمعت رسول ال )صلى
ال عليه و آله( يقول» :إن ذا القرنين كان عبدا صالحا ،جعله ال حجة على عباده فدعا قومه إلى ال عز و جل ،و
أمرهم بتقواه ،فضربوه على قرنه فغاب عنهم زمانا حتى قيل :مات أو هلك ،بأي واد سلك؟ ثم ظهر و رجع إلى
قومه ،فضربوه على قرنه الخر ،و فيكم من هو على سنته ،و إن ال عز و جل مكن له في الرض ،و آتاه من
كل شيء سببا ،و بلغ المشرق و المغرب ،و إن ال تبارك و تعالى سيجري سنته في القائم من ولدي ،و يبلغه
شرق الرض و غربها حتى ل يبقى سهل و ل موضع من سهل و ل جبل وطئه ذو القرنين إل يطؤه و يظهر ال
له كنوز الرض و معادنها ،و ينصره بالرعب ،فيمل الرض به عدل و قسطا كما ملئت جورا و ظلما«.
-[11] /6759و في كتاب )الختصاص( للشيخ المفيد :عن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن محمد بن سنان ،عمن
حدثه ،عن عبد الرحيم » «1القصير ،قال :ابتدأني أبو جعفر )عليه السلم( فقال» :أما إن ذا القرنين قد خير
السحابتين فاختار الذلول ،و ذخر لصاحبكم الصعب«.
فقلت :و ما الصعب؟ فقال» :و ما كان من سحاب فيه رعد و صاعقة و برق ،فصاحبكم يركبه ،أما إنه سيركب
السحاب و يرقي في السباب ،أسباب السماوات السبع و الرضين السبع ،خمس عوامر ،و اثنتان خراب«.
و روى هذا الحديث الصفار في )بصائر الدرجات( :بإسناده عن عبد الرحيم ،قال :ابتدأني أبو جعفر )عليه
السلم( فقال» :أما إن ذا القرنين« الحديث ».«2
__________________________________________________
-9كمال الدين و تمام النعمة.2 /393 :
-10كمال الدين و تمام النعمة.4 /394 :
-11الختصاص.199 :
) (1في »ط« :عبد الرحمن.
) (2بصائر الدرجات.1 /428 :
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص663 :
-[12] /6760و في كتاب )الختصاص( أيضا :أحمد بن محمد بن عيسى ،عن الحسين بن سعيد ،عن عثمان ابن
عيسى ،عن سماعة بن مهران و غيره » ،«1عن أبي بصير ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال» :إن عليا )عليه
السلم( ملك ما فوق الرض و ما تحتها ،فعرضت له سحابتان :إحداهما الصعب » ،«2و الخرى الذلول ،و كان
في الصعب ملك ما تحت الرض ،و في الذلول ما فوق الرض ،فاختار الصعب على الذلول ،فدارت به سبع
أرضين ،فوجده ثلثا خرابا و أربعا عوامر«.
روى الصفار في كتاب )بصائر الدرجات( هذا الحديث :عن أحمد بن محمد ،عن الحسين بن سعيد ،عن عثمان بن
عيسى ،عن سماعة بن مهران و غيره » ،«3عن أبي بصير ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال» :إن عليا
)صلوات ال عليه( ملك ما فوق الرض و ما تحتها -الحديث بعينه إلى قوله -و اختار الصعب على الذلول« »
.«4
-[13] /6761و فى كتاب )الختصاص( أيضا :عن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن محمد بن سنان ،عن أبي
خالد القماط و أبي سلم الحناط » «5عن سورة بن كليب ،عن أبي جعفر )عليه السلم( ،قال» :أما ذا القرنين قد
خير في السحابتين ،فاختار الذلول ،و ذخر لصاحبكم الصعب«.
قلت :و ما الصعب؟ فقال» :ما كان من سحاب فيه رعد و صاعقة و برق فصاحبكم يركبه ،أما إنه سيركب
السحاب و يرقى في السباب ،أسباب السماوات السبع و الرضين السبع ،خمس عوامر ،و اثنتان خراب«.
-[14] /6762و في )الختصاص( أيضا :عن محمد بن هارون ،عن أبي يحيى سهيل بن زياد الواسطي ،عمن
حدثه ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :إن ال تبارك و تعالى خير ذا القرنين في السحابتين :الذلول ،و
الصعب ،فاختار الذلول ،و هو ما ليس فيه برق و ل رعد -و لو اختار الصعب لم يكن له ذلك لن ال ادخره للقائم
)عليه السلم(«.
-[15] /6763و في )الختصاص( أيضا :عن إبراهيم بن هاشم ،عن عثمان بن عيسى ،عن أبي أيوب الخزار،
عن أبي بصير و غيره » «6عن أبي جعفر )عليه السلم( قال» :إن عليا )عليه السلم( حين خير الملك ما فوق
الرض ،و ما تحتها ،عرضت له » «7سحابتان :إحداهما صعبة ،و الخرى ذلول ،و كان في الصعبة ملك ما
تحت الرض و في الذلول ملك
__________________________________________________
-12الختصاص.199 :
-13بصائر الدرجات.2 /429 :
-14الختصاص.326 :
-15الختصاص.327 :
) (1في المصدر :أو غيره.
) (2في »ج« و المصدر في جميع المواضع :الصعبة[.....] .
) (3في »ج« :أو غيره.
) (4بصائر الدرجات.2 /429 :
) (5في »ج« :الخّياط.
) (6في »ج« و المصدر :أو غيره.
ل له.
خر ا ّ) (7في »ط« :س ّ
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص664 :
ما فوق الرض ،فاختار الصعبة على الذلول ،فركبها فدارت به سبع أرضين ،فوجد فيها ثلثا خرابا و أربعا
عوامر«.
-[16] /6764و في )الختصاص( أيضا :عن المعلى بن محمد البصري ،عن سليمان بن سماعة .عن عبد ال
ابن القاسم ،عن سماعة بن مهران ،قال :كنت عند أبي عبد ال )عليه السلم( فأرعدت السماء و أبرقت ،فقال أبو
عبد ال )عليه السلم(» :أما أنه ما كان من هذا الرعد و من هذا البرق فإنه من أمر صاحبكم« .قلت :من صاحبنا؟
قال» :أمير المؤمنين )عليه السلم(«.
-[17] /6765العياشي :عن الصبغ بن نباتة ،قال :قام ابن الكواء إلى أمير المؤمنين )صلوات ال عليه( فقال :يا
أمير المؤمنين ،أخبرني عن ذي القرنين ،أ ملكا كان أم نبيا؟ و أخبرني عن قرنيه ذهب أم فضة؟
قال» :إنه لم يكن نبيا و ل ملكا ،و لم يكن قرناه ذهبا و ل فضة ،و لكنه كان عبدا أحب ال فأحبه ،و نصح ل
فنصح له ،و إنما سمي ذا القرنين ،لنه دعا قومه فضربوه على قرنه ،فغاب عنهم ،ثم عاد إليهم فدعاهم ،فضربوه
بالسيف على قرنه الخر ،و فيكم مثله«.
-[18] /6766عن أبي بصير ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال» :إن ذا القرنين لم يكن نبيا ،و لكن كان عبدا
صالحا أحب ال فأحبه ،و ناصح ال فناصحه ،أمر قومه بتقوى ال ،فضربوه على قرنه فغاب عنهم زمانا ،ثم
رجع إليهم فضربوه على قرنه الخر ،و فيكم من هو على سنته ،و إنه خير بين السحاب الصعب و السحاب
الذلول ،فاختار الذلول فركب الذلول ،فكان إذا انتهى إلى قوم » «1كان رسول نفسه إليهم ،لكيل يكذب الرسل«.
-[19] /6767عن أبي الطفيل ،قال :سمعت عليا )عليه السلم( يقول» :إن ذا القرنين لم يكن نبيا و ل رسول ،و
لكن كان عبدا أحب ال فأحبه و ناصح ال فنصح ،دعا قومه فضربوه على أحد قرنيه فقتلوه ،ثم بعثه ال فضربوه
على قرنه الخر فقتلوه«.
-[20] /6768عن بريد بن معاوية ،عن أبي جعفر و أبي عبد ال )عليهما السلم( جميعا ،قال لهما :ما منزلتكم،
و من تشبهون ممن مضى؟ قال» :صاحب موسى )عليه السلم( و ذا القرنين ،كانا عالمين ،و لم يكونا نبيين«.
-[21] /6769عن أبي حمزة الثمالي ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال» :إن ال لم يبعث أنبياء ملوكا في
الرض إل أربعة بعد نوح )عليه السلم( أولهم ذو القرنين و اسمه عياش ،و داود ،و سليمان ،و يوسف .فأما
عياش فملك ما بين المشرق و المغرب ،و أما داود فملك ما بين الشامات إلى بلد إصطخر ،و كذلك كان ملك
سليمان ،و أما يوسف
__________________________________________________
-16الختصاص.327 :
-17تفسير العّياشي .71 /339 :2
-18تفسير العّياشي .72 /339 :2
-19تفسير العّياشي .74 /340 :2
-20تفسير العّياشي .74 /340 :2
-21تفسير العّياشي .75 /340 :2
) (1في »ج« :قومه.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص665 :
فملك مصر و براريها لم يتجاوزها إلى غيرها« ».«1
-[22] /6770عن ابن الورقاء ،قال :سألت أمير المؤمنين )عليه السلم( عن ذي القرنين ،ما كان قرناه؟
فقال» :لعلك تحسب كان قرنه ذهبا أو فضة ،أو كان نبيا؟ بل كان عبدا صالحا بعثه ال إلى أناس فدعاهم إلى ال و
إلى الخير ،فقام رجل منهم ،فضرب قرنه اليسر فمات ،ثم بعثه فأحياه و بعثه إلى أناس ،فقام رجل فضرب قرنه
اليمن فمات ،فسماه ال ذا القرنين«.
-[23] /6771عن ابن هشام ،عن أبيه ،عمن حدثه ،عن بعض آل محمد )عليهم السلم( قال» :إن ذا القرنين كان
رجل صالحا ،طويت له السباب ،و مكن له في البلد ،و كان قد وصف له عين الحياة ،و قيل له :من يشرب منها
شربة لم يمت حتى يسمع الصوت ،و إنه قد خرج في طلبها حتى أتى موضعها ،و كان في ذلك الموضع ثلث
مائة و ستون عينا ،و كان الخضر )عليه السلم( على مقدمته ،و كان من أفضل » «2أصحابه عنده ،فدعاه و
أعطاه ،و أعطى قوما من أصحابه كل رجل منهم حوتا مملحا ،فقال :انطلقوا إلى هذه المواضع ،فليغسل كل رجل
منكم حوته عند عين ،و ل يغسل معه أحد ،فانطلقوا فلزم كل رجل منهم عينا ،فغسل فيها حوته ،و إن الخضر
)عليه السلم( انتهى إلى عين من تلك العيون ،فلما غمس الحوت و وجد الحوت ريح الماء حيي فانساب في الماء،
فلما رأى ذلك الخضر )عليه السلم( رمى بثيابه و سقط ،و جعل يرتمس في الماء و يشرب و يجتهد أن يصيبه
فل يصيبه ،فلما رأى ذلك رجع ،فرجع أصحابه.
و أمر ذو القرنين بقبض السمك ،فقال :انظروا ،فقد تخلفت سمكة ،فقالوا :الخضر صاحبها -قال -فدعاه ،فقال :ما
خلف سمكتك؟ -قال -فأخبره الخبر ،فقال :له فصنعت ماذا؟ قال :سقطت عليها ،فجعلت أغوص فأطلبها فلم أجدها.
قال :فشربت من الماء؟ قال :نعم -قال -فطلب ذو القرنين العين و لم يجدها ،فقال للخضر )عليه السلم(:
أنت صاحبها«.
-[24] /6772عن حارث بن حبيب ،قال :أتى رجل عليا )عليه السلم( ،فقال له :يا أمير المؤمنين ،أخبرني عن
ذي القرنين ،فقال له» :سخر له السحاب ،و قربت له السباب ،و بسط له في النور«.
فقال له الرجل :كيف بسط له في النور؟ فقال علي )عليه السلم(» :كان يبصر بالليل كما يبصر بالنهار« .ثم قال
علي )عليه السلم( :للرجل »أزيدك فيه«؟ فسكت.
-[25] /6773عن الصبغ بن نباتة ،عن أمير المؤمنين )عليه السلم( ،قال :سئل عن ذي القرنين؟ قال» :كان
عبدا
__________________________________________________
-22تفسير العّياشي /340 :2د .7
-23تفسير العّياشي [.....] .77 /340 :2
-24تفسير العّياشي .78 /341 :2
-25تفسير العّياشي .79 /341 :2
) (1في »ج« و »ق« :ثّم تجاوزها إلى غيرها.
) (2في »ج« :أسّر ،و في المصدر :أشّد.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص666 :
صالحا و اسمه عياش ،و اختاره ال و ابتعثه إلى قرن من القرون الولى في ناحية المغرب ،و ذلك بعد طوفان
نوح )عليه السلم( ،فضربوه على قرن رأسه اليمن ،فمات منها ،ثم أحياه ال بعد مائة عام ،ثم بعثه إلى قرن من
القرون الولى في ناحية المشرق )عليه السلم( ،فكذبوه فضربوه ضربة على قرنه اليسر فمات منها ،ثم أحياه
ال بعد مائة عام ،و عوضه من الضربتين اللتين على رأسه قرنين في موضع الضربتين أجوفين ،و جعل عز
ملكه آية نبوته في قرنيه.
ثم رفعه ال إلى السماء الدنيا ،فكشط له عن الرض كلها ،جبالها و سهولها و فجاجها حتى أبصر ما بين المشرق
و المغرب ،و آتاه ال من كل شيء علما يعرف به الحق و الباطل ،و أيده في قرنيه بكسف من السماء فيه ظلمات
و رعد و برق ،ثم اهبط إلى الرض ،و أوحى ال إليه :أن سر في ناحية غرب الرض و شرقها ،و قد طويت لك
البلد ،و ذللت لك العباد ،و أرهبتهم منك.
فسار ذو القرنين إلى ناحية المغرب ،فكان إذا مر بقرية زأر فيها كما يزأر السد المغضب ،فينبعث من قرنيه
ظلمات و رعد و برق ،و صواعق تهلك من ناوأه و خالفه ،فلم يبلغ مغرب الشمس حتى دان له أهل المشرق و
شْم ِ
س ب ال ّحّتى ِإذا َبَلَغ َمْغِر َ سَببًا فسار َ يٍء َ ش ْ
ن ُكلّ َ ض َو آَتْيناُه ِم ْ
لْر ِ المغرب -قال -و ذلك قول الِ :إّنا َمّكّنا َلُه ِفي ا َْ
ف ُنَعّذُبُه في الدنيا بعذاب الدنيا ُثّم ُيَرّد ِإلى ظَلَم و لم يؤمن بربه َفسَْو َ ن َ حِمَئٍة إلى قوله َأّما َم ْ ن َ عْي ٍ
ب ِفي َ جَدها َتْغُر َُو َ
سَببًا«.
سرًا ُثّم َأْتَبَع ذو القرنين من الشمس َ ن َأْمِرنا ُي ْ
ل َلُه ِم ْ
سَنُقو ُعذابًا ُنْكرًا إلى قولهَ :و َ َرّبِه في مرجعه َفُيَعّذُبُه َ
ثم قال أمير المؤمنين )عليه السلم(» :إن ذا القرنين لما انتهى مع الشمس إلى العين الحمئة » ،«1وجد الشمس
تغرب فيها ،و معها سبعون ألف ملك يجرونها بسلسل الحديد و الكلليب ،يجرونها من قعر البحر في قطر
على َقْوٍم طُلعُ َ جَدها َت ْ الرض اليمن كما تجري السفينة على ظهر الماء ،فلما انتهى معها إلى مطلع الشمس سببا َو َ
خْبرًا«. إلى قوله ِبما َلَدْيِه ُ
فقال أمير المؤمنين )عليه السلم(» :إن ذا القرنين ورد على قوم ،قد أحرقتهم الشمس ،و غيرت أجسادهم و
ن ُدوِنِهما جَد ِم ْن َو َ سّدْي ِ
ن ال ّ
حّتى ِإذا َبَلَغ َبْي َألوانهم حتى صيرتهم كالظلمة ،ثم أتبع ذو القرنين سببا في ناحية الظلمةَ :
ج خلف هذين الجبلين ،و هم يفسدون في جو َج َو َمْأ ُ جو َن َيْأ ُ
ن ِإ ّل قاُلوا يا َذا اْلَقْرَنْي ِن َقْو ً
ن َيْفَقُهو ََقْومًا ل َيكاُدو َ
الرض ،إذا كان إبان زروعنا و ثمارنا خرجوا علينا من هذين السدين فرعوا في ثمارنا و زروعنا ،حتى ل يبقوا
حِديِد«. سّدا إلى قولهُ :زَبَر اْل َ ل َبْيَننا َو َبْيَنُهْم َ
جَع َن َت ْ
على َأ ْ خْرجًا نؤديه إليك في كل عام َ ك َ ل َل َ
جَع ُل َن ْ
منها شيئا َفَه ْ
قال» :فاحتفر له جبل حديد ،فقلعوا له أمثال اللبن ،فطرح بعضه على بعض فيما بين الصدفين ،و كان ذو القرنين
هو أول من بنى بناء » «2على الرض ،ثم جمع عليه الحطب و ألهب فيه النار ،و وضع عليه المنافيخ ،فنفخوا
__________________________________________________
) (1في »« و المصدر :الحامية.
) (2في المصدر :ردما.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص667 :
عليه ،فلما ذاب قال :آتوني بقطر -و هو المس الحمر ،قال -فاحتفروا له جبل من مس فطرحوه على الحديد،
حَمٌة ل هذا َر ْ عوا َلُه َنْقبًا يعني يأجوج و مأجوج قا َ سَتطا ُظَهُروُه َو َما ا ْ ن َي ْعوا َأ ْ سطا ُ فذاب معه و اختلط به -قالَ -فَما ا ْ
حّقا« .إلى ها هنا رواية علي بن الحسين و رواية محمد عُد َرّبي َ ن َو ْ جَعَلُه َدّكاَء َو كا َ عُد َرّبي َ ن َرّبي َفِإذا جاَء َو ْ ِم ْ
بن نصر.
و زاد جبرئيل بن أحمد ،في حديثه بأسانيد عن الصبغ بن نباتة ،عن علي بن أبي طالب )عليه السلم(َ» :و َتَرْكنا
ض » «1يعني يوم القيامة ،و كان ذو القرنين عبدا صالحا ،و كان من ال بمكان ،نصح ج ِفي َبْع ٍ ضُهْم َيْوَمِئٍذ َيُمو ُ
َبْع َ
ل فنصح له و أحب ال فأحبه ،و كان قد سبب له في البلد ،و مكن له فيها حتى ملك ما بين المشرق و المغرب،
و كان له خليل من الملئكة يقال له :رقائيل » ،«2ينزل إليه فيحدثه و يناجيه ،فبينا هو ذات يوم عنده إذ قال له ذو
القرنين :يا رقائيل ،كيف عبادة أهل السماء ،و أين هي من عبادة أهل الرض؟ قال رقائيل :يا ذا القرنين ،و ما
عبادة أهل الرض؟ فقال :أما عبادة أهل السماء ،ما في السماوات موضع قدم إل و عليه ملك قائم ل يقعد أبدا ،أو
راكع ل يسجد أبدا أو ساجد ل يرفع رأسه أبدا فبكى ذو القرنين بكاء شديدا ،و قال :يا رقائيل ،إني أحب أن أعيش
حتى أبلغ من عبادة ربي و حق طاعته بما هو أهله.
قال رقائيل :يا ذا القرنين ،إن ل في الرض عينا تدعى عين الحياة ،فيها عزيمة من ال » «3أنه من يشرب منها
لم يمت حتى يكون هو الذي يسأل ال الموت ،فإن ظفرت بها تعيش ما شئت .قال :و أين تلك العين ،و هل
تعرفها؟
قال :ل ،غير أنا نتحدث في السماء أن ل في الرض ظلمة لم يطأها إنس و ل جان .فقال ذو القرنين :و أين تلك
الظلمة؟ قال رقائيل :ما أدري.
ثم صعد رقائيل فدخل ذا القرنين حزن طويل من قول رقائيل ،و مما أخبره عن العين و الظلمة ،و لم يخبره بعلم
ينتفع به منها فجمع ذو القرنين فقهاء أهل مملكته و علماءهم و أهل دراسة الكتب و آثار النبوة ،فلما اجتمعوا
عنده ،قال ذو القرنين :يا معشر الفقهاء ،و أهل الكتب و آثار النبوة ،هل وجدتم فيما قرأتم من كتب ال أو في كتب
من كان قبلكم من الملوك أن ل عينا تدعى عين الحياة ،فيها من ال عزيمة أنه من يشرب منها لم يمت حتى يكون
هو الذي يسأل ال الموت؟ قالوا :ل ،يا أيها الملك .قال :فهل وجدتم فيما قرأتم من الكتب أن ال في الرض ظلمة
لم يطأها إنس و ل جان؟ قالوا :ل ،يا أيها الملك .فحزن ذو القرنين حزنا شديدا و بكى إذ لم يخبر عن العين و
الظلمة بما يحب.
و كان فيمن حضره غلم من الغلمان من أولد الوصياء ،أوصياء النبياء و كان ساكتا ل يتكلم حتى إذا أيس ذو
القرنين منهم .قال له الغلم :أيها الملك ،إنك تسأل هؤلء عن أمر ليس لهم به علم ،و علم ما تريد عندي ،ففرح ذو
القرنين فرحا شديدا ،حتى نزل عن فراشه ،و قال له :ادن مني .فدنا منه ،فقال :أخبرني .قال :نعم أيها الملك ،إني
__________________________________________________
) (1الكهف .99 :18
) (2في المصدر في جميع المواضع :رفائيل.
) (3في »ط« :من أسمائه.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص668 :
وجدت في كتاب آدم )عليه السلم( الذي كتب يوم سمي له ما في الرض من عين أو شجر ،فوجدت فيه أن ال
عينا تدعى عين الحياة ،فيها من ال عزيمة أنه من يشرب منها لم يمت حتى يكون هو الذي يسأل ال الموت،
بظلمة لم يطأها إنس و ل جان .ففرح ذو القرنين ،و قال :ادن مني أيها الغلم ،تدري أين موضعها؟ قال :نعم،
وجدت في كتاب آدم )عليه السلم( أنها على قرن الشمس -،يعني مطلعها -ففرح ذو القرنين و بعث إلى أهل
مملكته ،فجمع أشرافهم و فقهاءهم و علماءهم و أهل الحكم منهم ،و اجتمع إليه ألف حكيم و عالم و فقيه ،فلما
اجتمعوا إليه تهيأ للمسير و تأهب له بأعد العدة و أقوى القوة ،فسار بهم يريد مطلع الشمس ،يخوض البحار و
يقطع الجبال و الفيافي و الرضين و المفاوز ،فسار اثنتي عشرة سنة ،حتى انتهى إلى طرف الظلمة ،فإذا هي
ليست بظلمة ليل و ل دخان ،و لكنها هواء يفور مد ما بين الفقين ،فنزل بطرفها و عسكر عليها ،و جمع علماء
أهل عسكره و فقهاءهم و أهل الفضل منهم ،و قال يا معشر الفقهاء ،و العلماء ،إني أريد أن أسلك هذه الظلمة.
فخروا له سجدا ،و قالوا :أيها الملك ،إنك لتطلب أمرا ما طلبه و ل سلكه أحد ممن كان قبلك من النبيين و
المرسلين و ل من الملوك .قال :إنه ل بد لي من طلبها.
قالوا :يا أيها الملك ،إنا لنعلم أنك إذا سلكتها ظفرت بحاجتك بغير منة » «1عليك لمرنا ،و لكنا نخاف أن يعلق
بك منها أمر يكون فيه هلك ملكك و زوال سلطانك ،و فساد من في الرض؟ فقال :ل بد من أن أسلكها .فخروا
سجدا ل ،و قالوا :إنا نتبرأ إليك مما يريد ذو القرنين.
فقال :ذو القرنين :يا معشر العلماء ،أخبروني بأبصر الدواب؟ قالوا :الخيل الناث البكار أبصر الدواب ،فانتخب
من عسكره ،فأصاب ستة آلف فرس إناثا أبكارا ،و انتخب من أهل العلم و الفضل و الحكمة ستة آلف رجل،
فدفع إلى كل رجل فرسا ،و عقد لفسحر -و هو الخضر -على ألف فرس ،فجعلهم على مقدمته ،و أمرهم أن
يدخلوا الظلمة ،و سار ذو القرنين في أربعة آلف ،و أمر أهل عسكره أن يلزموا معسكره اثنتي عشرة سنة ،فإن
رجع هو إليهم إلى ذلك الوقت ،و إل تفرقوا في البلد ،و لحقوا ببلدهم ،أو حيث شاءوا ،فقال الخضر )عليه
السلم( :أيها الملك ،إنا نسلك في الظلمة ،ل يرى بعضنا بعضا كيف نصنع بالضلل إذا أصابنا؟ فأعطاه ذو
القرنين خرزة حمراء كأنها مشعلة لها ضوء ،و قال :خذ هذه الخرزة فإذا أصابكم الضلل فارم بها إلى الرض
فإنها تصيح ،فإذا صاحت رجع أهل الضلل إلى صوتها .فأخذها الخضر )عليه السلم( و مضى في الظلمة ،و
كان الخضر )عليه السلم( :يرتحل ،و ينزل ذو القرنين ،فبينما الخضر يسير ذات يوم ،إذا عرض له واد في
الظلمة ،فقال لصحابه :قفوا في هذا الموضع ،ل يتحركن أحد منكم من موضعه .و نزل عن فرسه ،فتناول
الخرزة ،فرمى بها في الوادي ،فابطأت عنه بالجابة حتى ساء ظنه أو خاف أن ل تجيبه ،ثم أجابته ،فخرج إلى
صوتها فإذا هي على جانب العين التي يقفوها ،و إذا ماؤها أشد بياضا من اللبن ،و أصفى من الياقوت ،و أحلى
من العسل ،فشرب منه ،ثم خلع ثيابه و اغتسل منها ،ثم لبس ثيابه ثم رمى بالخرزة نحو أصحابه ،فأجابته فخرج
إلى أصحابه ،و ركب و أمرهم بالمسير فساروا.
__________________________________________________
) (1في المصدر :منها بغير عنت.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص669 :
و مر ذو القرنين بعده ،فأخطؤوا الوادي ،و سلكوا تلك الظلمة أربعين يوما و أربعين ليلة ،ثم خرجوا بضوء ليس
بضوء نهار و ل شمس و ل قمر ،و لكنه نور ،فخرجوا إلى أرض حمراء و رملة خشخاشة » «1فركة » «2كأن
حصاها اللؤلؤ ،فإذا هو بقصر مبني على طول فرسخ ،فجاء ذو القرنين إلى الباب فعسكر عليه ،ثم توجه بوجهه
وحده إلى القصر ،فإذا طائر و إذا حديدة طويلة قد وضع طرفاها على جانبي القصر ،و الطير السود معلق »«3
في تلك الحديدة بين السماء و الرض مزموم » ،«4كأنه الخطاف » «5أو صورة الخطاف أو شبيه بالخطاف ،أو
هو خطاف ،فلما سمع خشخشة ذي القرنين ،قال :من هذا؟ قال :أنا ذو القرنين ،فقال الطائر :يا ذا القرنين ،أما
كفاك ما وراءك حتى وصلت إلى حد بابي هذا؟ ففرق ذو القرنين فرقا شديدا ،فقال :يا ذا القرنين ،ل تخف و
أخبرني .قال سل قال :هل كثر بنيان الجر و الجص في الرض؟ قال :نعم ،قال :فانتفض الطير ،و امتل حتى
مل من الحديدة ثلثها ،ففرق ذو القرنين ،فقال :ل تخف ،و أخبرني .قال :سل .قال :هل كثرت المعازف؟ قال :نعم.
قال :فانتفض الطير و امتل حتى امتل من الحديدة ثلثيها ،ففرق ذو القرنين ،فقال :ل تخف ،و أخبرني .قال :سل.
قال :هل ارتكب الناس شهادة الزور في الرض؟ قال :نعم .فانتفض انتفاضة و انتفخ ،فسد ما بين جداري القصر،
قال :فامتل ذو القرنين عند ذلك فرقا منه ،فقال له :ل تخف و أخبرني .قال :سل :قال :هل ترك الناس شهادة ان ل
إله إل ال؟ قال :ل .فانضم ثلثه ،ثم قال :يا ذا القرنين ،ل تخف و أخبرني .قال :سل .قال :هل ترك الناس الغسل
من الجنابة؟ قال :ل.
قال :فانضم حتى عاد إلى الحالة الولى ،فإذا هو بدرجة مدرجة إلى أعلى القصر ،فقال الطير :يا ذا القرنين،
اسلك هذه الدرجة فسلكها و هو خائف ل يدري ما يهجم عليه ،حتى استوى على ظهرها ،فإذا هو بسطح ممدود مد
البصر ،و إذا رجل شاب أبيض مضيء الوجه ،عليه ثياب بيض ،كأنه رجل ،أو في صورة رجل ،أو شبيه
بالرجل ،أو هو رجل ،و إذا هو رافع رأسه إلى السماء ينظر إليها ،واضع يده على فيه ،فلما سمع خشخشة ذي
القرنين ،قال:
من هذا؟ قال :أنا ذو القرنين .قال :يا ذا القرنين ،ما كفاك ما وراءك حتى وصلت إلي؟ قال ذو القرنين :ما لي
أراك واضعا يدك على فيك؟ قال :يا ذا القرنين ،أنا صاحب الصور ،و إن الساعة قد اقتربت ،و أنا أنتظر أن أؤمر
بالنفخ فأنفخ ثم ضرب بيده ،فتناول حجرا فرمى به إلى ذي القرنين ،كأنه حجر ،أو شبه حجر ،أو هو حجر ،فقال:
يا ذا القرنين ،خذها ،فإن جاع جعت ،و إن شبع شبعت ،فارجع.
فرجع ذو القرنين بذلك الحجر ،حتى خرج به إلى أصحابه ،فأخبرهم بالطير و ما سأله عنه ،و ما قال له،
__________________________________________________
ك بعضه ببعض صوت» .المعجم الوسيط .«235 :1 ل شيء يابس إذا ح ّ ) (1الخشخاش :ك ّ
ل :فركة :أي ليّنة .بحيث يمكن فركها باليد ،البحار .206 :12 ) (2قال المجلسي رحمة ا ّ
) (3في »ط« :معلق بأنفه.
) (4زّم الشيء :شّده »لسان العرب -زمم[.....] .«272 :12 -
سنونو ،و هو ضرب من الطيور القواطع» .المعجم الوسيط -خلف.«245 :1 - طاف :ال ّ
) (5الخ ّ
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص670 :
و ما كان من أمره ،و أخبرهم بصاحب الصور » ،«1و ما قال له ،و ما أعطاه ،ثم قال لهم :إنه أعطاني هذا
الحجر ،و قال لي إن جاع جعت ،و إن شبع شبعت .قال :أخبروني بأمر هذا الحجر فوضع الحجر في إحدى
الكفتين ،و وضع حجرا مثله في الكفة الخرى ،ثم رفع الميزان ،فإذا الحجر الذي جاء به أرجح بمثل الخر،
فوضعوا آخر ،فمال به ،حتى وضعوا ألف حجر كلها مثله ،ثم رفعوا الميزان فمال بها و لم يمل به » «2اللف
حجر ،فقالوا :يا أيها الملك ،ل علم لنا بهذا ،فقال :له الخضر )عليه السلم( :يا أيها الملك ،إنك تسأل هؤلء عما ل
علم لهم به .،قد أتيت على هذا الحجر .فقال ذو القرنين :فأخبرنا به ،و بينه لنا فتناول الخضر )عليه السلم(
الميزان ،فوضع الحجر الذي جاء به ذو القرنين في كفة الميزان ،ثم وضع حجرا آخر في كفة اخرى ،ثم وضع
كفا من تراب على حجر ذي القرنين يزيده ثقل ،ثم رفع الميزان فاعتدل ،و عجبوا و خروا سجدا ل ،و قالوا :يا
أيها الملك ،هذا أمر لم يبلغه علمنا ،و إنا لنعلم أن الخضر ليس بساحر ،فكيف هذا و قد وضعنا معه ألف حجر كله
مثله فمال بها ،و هذا قد اعتدل به و زاده ترابا؟! قال ذو القرنين :بين -يا خضر -لنا أمر هذا الحجر ،قال الخضر:
أيها الملك ،إن أمر ال نافذ في عباده ،و سلطانه قاهر و حكمه فاصل ،و إن ال ابتلى عباده بعضهم ببعض ،و
ابتلى العالم بالعالم ،و الجاهل بالجاهل ،و العالم بالجاهل ،و الجاهل بالعالم ،و إنه ابتلني بك ،و ابتلك بي.
فقال ذو القرنين :يرحمك ال يا خضر ،إنما تقول :ابتلني بك حين جعلت أعلم مني ،و جعلت تحت يدي،
أخبرني -يرحمك ال -عن أمر هذا الحجر .فقال الخضر )عليه السلم( :أيها الملك ،إن هذا الحجر مثل ضربه لك
صاحب الصور ،يقول :إن مثل بني آدم مثل هذا الحجر الذي وضع و وضع معه ألف حجر فمال بها ،ثم إذا وضع
عليه التراب ،شبع و عاد حجرا مثله ،فيقول :كذلك مثلك ،أعطاك ال من الملك ما أعطاك ،فلم ترض به حتى
طلبت أمرا لم يطلبه أحد كان قبلك ،و دخلت مدخل لم يدخله إنس و ل جان ،يقول :كذلك ابن آدم ،ل يشبع حتى
يحثى عليه التراب .قال :فبكى ذو القرنين بكاء شديدا ،و قال :صدقت يا خضر ،يضرب لي هذا المثل ،ل جرم
أني ل أطلب أثرا في البلد بعد مسلكي هذا.
ثم انصرف راجعا في الظلمة ،فبينما هم يسيرون ،إذ سمعوا خشخشة تحت سنابك خيلهم ،فقالوا أيها الملك ،ما
هذا؟ فقال :خذوا منه ،فمن أخذ منه ندم ،و من تركه ندم فأخذ بعض ،و ترك بعض ،فلما خرجوا من الظلمة إذا هم
بالزبرجد ،فندم الخذ و التارك ،و رجع ذو القرنين إلى دومة الجندل ،و كان بها منزله ،فلم يزل بها حتى قبضه
ال إليه«.
قال» :و كان )صلى ال عليه و آله( إذا حدث بهذا الحديث ،قال :رحم ال أخي ذا القرنين ،ما كان مخطئا إذ سلك
ما سلك ،و طلب ما طلب ،و لو ظفر بوادي الزبرجد في مذهبه ،لما ترك فيه شيئا إل أخرجه للناس لنه كان
راغبا ،و لكنه ظفر به بعد ما رجع ،و قد زهد عن الدنيا بعد«.
__________________________________________________
) (1في »ج« و »ق« و المصدر :صاحب السطح.
) (2في المصدر :يستمل.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص671 :
-[26] /6774جبرئيل بن أحمد ،عن موسى بن جعفر ،رفعه إلى أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :إن ذا القرنين
عمل صندوقا من قوارير ،ثم حمل في مسيره ما شاء ال ،ثم ركب البحر ،فلما انتهى إلى موضع منه ،قال
لصحابه.
دلوني ،فإذا حركت الحبل فأخرجوني ،و إن لم أحرك الحبل فأرسلوني إلى آخره .فأرسلوه في البحر ،و أرسلوا
الحبل مسيرة أربعين يوما ،فإذا ضارب يضرب جنب الصندوق ،و يقول :يا ذا القرنين ،أين تريد؟ قال :أريد أن
أنظر إلى ملك ربي في البحر ،كما رأيته في البر .فقال :يا ذا القرنين ،إن هذا الموضع الذي أنت فيه مر فيه نوح
زمان الطوفان ،فسقط منه قدوم ،فهو يهوي في قعر البحر إلى الساعة لم يبلغ قعره .فلما سمع ذو القرنين ذلك،
حرك الحبل و خرج«.
-[27] /6775عن أبي حمزة الثمالي ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال» :كان اسم ذي القرنين عياش ،و كان
أول الملوك من النبياء ،و كان بعد نوح )عليه السلم( ،و كان ذو القرنين قد ملك ما بين المشرق و المغرب«.
-[28] /6776عن جميل بن دراج ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :سألته عن الزلزلة ،فقال» :أخبرني أبي،
عن أبيه ،عن آبائه )عليهم السلم( قال :قال رسول ال )صلى ال عليه و آله( :إن ذا القرنين لما انتهى إلى السد
جاوزه فدخل الظلمة ،فإذا هو بملك قائم ،طوله خمسمائة ذراع ،فقال له الملك :يا ذا القرنين ،أما كان خلفك منفذ
لك »«1؟
فقال له ذو القرنين :و من أنت؟ قال :أنا ملك من ملئكة الرحمن ،موكل بهذا الجبل ،و ليس من جبل خلقه ال إل
وله عرق إلى هذا الجبل ،فإذا أراد ال أن يزلزل مدينة ،أوحى إلي ربي فزلزلتها«.
-[29] /6777عن جابر ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال» :قال أمير المؤمنين )عليه السلم( :تغرب الشمس
في عين حمئة » «2في بحر دون المدينة التي تلي مما يلي المغرب« يعني جابلق ».«3
سْترًا َكذِلكَ قال:
ن ُدوِنها ِ
ل َلُهْم ِم ْجَع ْ
-[30] /6778عن أبي بصير ،عن أبي جعفر )عليه السلم( في قولهَ :لْم َن ْ
»لم يعلموا صنعة البيوت«.
ل َبْيَنُكْم َو َبْيَنُهْم َرْدمًا قال» :التقية« َفَما
جَع ْ
-[31] /6779عن جابر ،عن أبي جعفر )عليه السلم( » «4قالَ :أ ْ
عوا َلُه َنْقبًا قال» :هو التقية«.
سَتطا ُ
ظَهُروُه َو َما ا ْ
ن َي ْ
عوا َأ ْ
سطا ُاْ
__________________________________________________
-26تفسير العّياشي .80 /349 :2
-27تفسير العّياشي .81 /350 :2
-28تفسير العّياشي .82 /350 :2
-29تفسير العّياشي .83 /350 :2
-30تفسير العّياشي .84 /350 :2
-31تفسير العّياشي .85 /351 :2
) (1في المصدر :مسلك.
) (2في »ج ،ق« :حامية.
) (3جابلق :مدينتان ،إحداهما بأقصى المغرب ،و الخرى رستاق بأصفهان» .معجم البلدان .«91 :2
سلم(. ل )عليه ال ّ
) (4في نسخة من »ط« :عن أبي عبد ا ّ
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص672 :
-[9] /6798الشيخ المفيد في )الختصاص( :عن محمد بن عبد ال الرازي الجاموراني ،عن إسماعيل بن
موسى ،عن أبيه ،عن جده ،عن عبد الصمد بن علي :قال :دخل رجل على علي بن الحسين )عليهما السلم( ،فقال
له علي بن الحسين )عليهما السلم(» :من أنت؟« قال :أنا رجل منجم قائف عراف .قال :فنظر إليه ،ثم قال» :هل
أدلك على رجل قد مر منذ دخلت علينا في أربعة عشر عالما ،كل عالم أكبر من الدنيا ثلث مرات ،لم يتحرك من
مكانه؟«.
قال :من هو؟ قال» :أنا و إن شئت أنبأتك عما أكلت ،و ما ادخرت في بيتك«.
و قد تقدم حديث جابر ،عن أبي جعفر )عليه السلم( » ،«2و الحديث طويل ،و أنه دخل معه في الظلمة التي فيها
ك ُنِري ِإْبراِهيَم َمَلُكو َ
ت عين الحياة التي سلكها ذو القرنين ،و قد وردا خمسة عوالم ،تقدم في قوله تعالىَ :و َكذِل َ
ن و الروايات في ذلك كثيرة ،اقتصرنا على ذلك مخافة الطالة. ن اْلُموِقِني َ
ن ِم َ
ض َو ِلَيُكو َ
لْر ِ
ت َو ا َْ
سماوا ِ
ال ّ
-[10] /6799علي بن إبراهيم ،قال :فلما أخبر رسول ال )صلى ال عليه و آله( قريشا بخبر أصحاب الكهف ،و
خبر الخضر و موسى و خبر ذي القرنين ،قالوا :قد بقيت مسألة واحدة؟ فقال رسول ال )صلى ال عليه و آله(:
»ما هي؟« قالوا:
عْنَد َرّبي » «3الية، عْلُمها ِ
ل ِإّنما ِعِة َأّيانَ ُمْرساها ُق ْ
سا َ
ن ال ّ
عِ ك َ سَئُلوَن َ
متى تقوم الساعة؟ فأنزل ال تبارك و تعالى َي ْ
ن ُمْرساها عِة َأّيا َ
سا َ
ن ال ّ
عِك َسَئُلوَن َ
فهذا كان سبب نزول سورة الكهف ،و هذه اليةَ :ي ْ
في سورة العراف ،و كان الواجب أن تكون في هذه السورة.
__________________________________________________
-9الختصاص.319 :
-10تفسير القّمي .45 :2
) (1الكافي .1 /411 :1
) (2تقّدم في الحديث ) (8من تفسير الية ) (81 -74من سورة النعام.
) (3العراف .187 :7
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص685 :
قوله تعالى:
جْمعًا ] -[1] /6800 [99قال علي بن جَمْعناُهْم َ صوِر َف َ خ ِفي ال ّ ض َو ُنِف َج ِفي َبْع ٍ ضُهْم َيْوَمِئٍذ َيُمو َُو َتَرْكنا َبْع َ
جْمعًا.
جَمْعناُهْم َ صوِر َف َ خ ِفي ال ّ ض أي يختلطون َو ُنِف َ ج ِفي َبْع ٍ ضُهْم َيْوَمِئٍذ َيُمو ُ إبراهيم :قولهَ :و َتَرْكنا َبْع َ
ضُهْم َيْوَمِئٍذ َيُمو ُ
ج -[2] /6801العياشي :عن الصبغ بن نباتة ،عن أمير المؤمنين )عليه السلم( ،قالَ :و َتَرْكنا َبْع َ
ض »يعني يوم القيامة«. ِفي َبْع ٍ
قوله تعالى:
جَهّنَم ِلْلكاِفِري َ
ن عَتْدنا َ سْمعًا -إلى قوله تعالىِ -إّنا َأ ْ ن َ طيُعو َ سَت ِ
ن ِذْكِري َو كاُنوا ل َي ْ عْ غطاٍء َ عُيُنُهْم ِفي ِ ت َأ ْن كاَن ْ اّلِذي َ
ل ][102 -101 ُنُز ً
-[3] /6802ابن بابويه ،قال :حدثنا تميم بن عبد ال بن تميم القرشي ،بفرغانة » ،«1قال :حدثنا أبي ،عن أحمد
ابن علي النصاري ،عن أبي الصلت عبد السلم بن صالح الهروي ،قال :سأل المأمون الرضا علي بن موسى
سْمعًا.
ن َ طيُعو َ سَت ِ
ن ِذْكِري َو كاُنوا ل َي ْ غطاٍء عَ ْ عُيُنُهْم ِفي ِ ت َأ ْن كاَن ْ)عليه السلم( عن قول ال عز و جل :اّلِذي َ
فقال )عليه السلم(» :إن غطاء العين ل يمنع من الذكر ،و الذكر ل يرى بالعيون ،و لكن ال عز و جل شبه
الكافرين بولية علي بن أبي طالب )عليه السلم( بالعميان ،لنهم كانوا يستقلون قول النبي )صلى ال عليه و آله(
فيه ،فل يستطيعون له سمعا« .فقال المأمون :فرجت عني ،فرج ال عنك.
-[4] /6803علي بن إبراهيم ،قال :حدثنا جعفر بن أحمد ،عن عبد ال بن موسى ،عن الحسين بن علي بن أبي
حمزة ،عن أبيه ،و الحسين بن أبي العلء ،و عبد ال بن وضاح و شعيب العقرقوفي جميعهم :عن أبي بصير ،عن
ن ِذْكِري؟ قال» :يعني بالذكر ولية علي عْغطاٍء َ عُيُنُهْم ِفي ِ ت َأ ْن كاَن ْأبي عبد ال )عليه السلم( قلت :قوله :اّلِذي َ
__________________________________________________
-1تفسير القّمي .45 :2
-2تفسير العّياشي .87 /351 :2
-3عيون أخبار الّرضا .33 /136 :1
-4تفسير القّمي .47 :2
) (1فرغانة :مدينة واسعة بما وراء النهر ،متآخمة لبلد تركستان» .معجم البلدان .«253 :4
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص686 :
سْمعًا؟ قال» :كانوا ل يستطيعون إذا ن َ
طيُعو َ سَت ِ أمير المؤمنين )عليه السلم( ،و هو قولهِ :ذْكِري« قلت :قوله ل َي ْ
ذكر علي )عليه السلم( عندهم أن يسمعوا ذكره لشدة بغض له ،و عداوة منهم له و لهل بيته«.
ل؟ن ُنُز ًجَهّنَم ِلْلكاِفِري َ
عَتْدنا َ
ن ُدوِني َأْوِلياَء ِإّنا َأ ْ عباِدي ِم ْ خُذوا ِ ن َيّت ِ
ن َكَفُروا َأ ْ ب اّلِذي َ
س َ حِقلت قولهَ :أ َف َ
قال )عليه السلم(» :يعنيهما و أشياعهما » «1الذين اتخذوهما من دون ال أولياء ،و كانوا يرون أنهم بحبهم
إياهما ،أنهما ينجيانهم من عذاب ال ،و كانوا بحبهما كافرين«.
ل؟ قال» :أي منزل ،فهي لهما و لشياعهما » «2عتيدة » «3عند ال«. ن ُنُز ًجَهّنَم ِلْلكاِفِري َ
عَتْدنا َ قلت :قوله ِإّنا َأ ْ
ل قال» :مأوى و منزل«. قلت :قوله ُنُز ً
-[3] /6804العياشي :عن محمد بن حكيم ،قال :كتبت رقعة إلى أبي عبد ال )عليه السلم( فيها :أ تستطيع النفس
المعرفة؟ قال :فقال» :ل«.
سْمعًا؟ ن َ طيُعو َ سَت ِ
ن ِذْكِري َو كاُنوا ل َي ْ عْغطاٍء َ عُيُنُهْم ِفي ِ ت َأ ْ
ن كاَن ْ فقلت :يقول ال عز و جل :اّلِذي َ
ن ».««4 صُرو َ سْمَع َو ما كاُنوا ُيْب ِ ن ال ّطيُعو َ سَت ِ
قال» :هو كقوله :ما كاُنوا َي ْ
قلت :فعابهم »«5؟ قال» :لم يعبهم » «6بما صنع في قلوبهم ،و لكن عابهم » «7بما صنعوا ،و لو لم يتكلفوا لم
يكن عليهم شيء«.
جَهّنَم
عَتْدنا َن ُدوِني َأْوِلياَء ِإّنا َأ ْ عباِدي ِم ْ ن َيّتخُِذوا ِ ن َكَفُروا َأ ْب اّلِذي َ س َحِ -[4] /6805علي بن إبراهيم ،في قوله َأ َف َ
ل :أي منزل. ن ُنُز ً ِلْلكاِفِري َ
قوله تعالى:
عما ً
ل ن َأ ْ
سِري َ خَلْ ل ُنَنّبُئُكْم ِبا َْ
ل َه ُْق ْ
__________________________________________________
-3تفسير العّياشي .88 /351 :2
-4تفسير القّمي .46 :2
) (1في »ط« :و أشباههما[.....] .
) (2في »ط« :و لشباههما.
) (3العتيد :الشيء الحاضر المهّيأ» .الصحاح -عتد «505 :2 -و في نسخة من »ط« معدة.
) (4هود .20 :11
) (5في »ط« :يعاتبهم.
) (6في »ط« :ل يعتبهم.
) (7في »ط« :يعاتبهم.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص687 :
صْنعًا ][104 -103 ن ُ سُنو َ حِ ن َأّنُهْم ُي ْسُبو َ حَ حياِة الّدْنيا َو ُهْم َي ْ سْعُيُهْم ِفي اْل َ ل َضّ ن َ اّلِذي َ
-[1] /6806علي بن إبراهيم :و في رواية أبى الجارود ،عن أبي جعفر )عليه السلم( ،قال» :هم النصارى ،و
القسيسون ،و الرهبان ،و أهل الشبهات و الهواء من أهل القبلة ،و الحرورية ،و أهل البدع«.
-[2] /6807و قال علي بن إبراهيم :نزلت في اليهود ،و جرت في الخوارج.
-[3] /6808العياشي :عن إمام بن ربعي ،قال :قام ابن الكواء إلى أمير المؤمنين )عليه السلم( ،فقال :أخبرني
سُنو َ
ن حِن َأّنُهْم ُي ْ
سُبو َ
حَ
حياِة الّدْنيا َو ُهْم َي ْ
سْعُيُهْم ِفي اْل َ ل َ ضّ ن َ ل اّلِذي َعما ً ن َأ ْ
سِري َ خَ لْ ل ُنَنّبُئُكْم ِبا َْ
ل َه ْعن قول الُ :ق ْ
صْنعًا.
ُ
قال» :أولئك أهل الكتاب ،كفروا بربهم ،و ابتدعوا في دينهم ،فحبطت أعمالهم ،و ما أهل النهر -أي النهروان-
منهم ببعيد«.
-[4] /6809عن أبي الطفيل ،قال» :منهم أهل النهر«.
-[5] /6810و في رواية أبي الطفيل» :أولئك هم أهل حروراء«.
-[6] /6811الطبرسي في )الحتجاج( :عن أمير المؤمنين )عليه السلم( و قد سأله سائل ،قال :يا أمير
ل الية .قال» :كفرة أهل الكتاب ،اليهود عما ًن َأ ْ
سِري َ
خَ لْ ل ُنَنّبُئُكْم ِبا َْ
ل َه ْ المؤمنين ،أخبرني عن قول ال عز و جلُ :ق ْ
و النصارى ،و قد كانوا على الحق ،فابتدعوا في أديانهم ،و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا«.
قوله تعالى:
ن ِفيها عماُلُهْم َفل ُنِقيُم َلُهْم َيْوَم اْلِقياَمِة َوْزنًا -إلى قوله تعالى -خاِلِدي َ ت َأ ْ
ط ْ حِب َ
ت َرّبِهْم َو ِلقاِئِه َف َ ن َكَفُروا ِبآيا ِ ك اّلِذي َُأولِئ َ
ت َرّبِهْم َو ِلقاِئِهن َكَفُروا ِبآيا ِ ك اّلِذي َ
ل ] -[7] /6812 [108 -105علي بن إبراهيم ،قالُ :أولِئ َ حَو ًعْنها ِ ن َ ل َيْبُغو َ
عماُلُهْم َفل ُنِقيُم َلُهْم َيْوَم اْلِقياَمِة َوْزنًا: ت َأ ْ
ط ْ حِب َ
َف َ
__________________________________________________
-1تفسير القمي .46 :2
-2تفسير القمي .46 :2
-3تفسير العياشي .89 /352 :2
-4تفسير العياشي .90 /352 :2
-5تفسير العياشي .90 /352 :2
-6الحتجاج .260 :1
-7تفسير القمي .46 :2
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص688 :
سِلي ُهُزوًا يعنى باليات الوصياء اتخذوها هزوا .ثم خُذوا آياِتي َو ُر ُ جَهّنُم ِبما َكَفُروا َو اّت َ
جزاُؤُهْم َ
ك َ أي حسنة :ذِل َ
ن ِفيها لل خاِلِدي َ
س ُنُز ً
ت اْلِفْرَدْو ِ
جّنا ُ
ت َلُهْم َ
ت كاَن ْ
صاِلحا ِعِمُلوا ال ّن آَمُنوا َو َ ن اّلِذي َ
ذكر المؤمنين بهذه اليات :فقالِ :إ ّ
ل ،أي ل يحولون ،و ل يسألون التحويل عنها. حَو ًعْنها ِ
ن ََيْبُغو َ
-[2] /6813محمد بن العباس ،قال :حدثنا محمد بن همام بن سهيل ،عن محمد بن إسماعيل العلوي ،عن عيسى
بن داود النجار ،قال :حدثنا مولي موسى بن جعفر )عليهما السلم( قال :سألت أبي عن قول ال عز و جلِ :إ ّ
ن
ل.
حَو ً
عْنها ِ ن َ ل خاِلِدينَ ِفيها ل َيْبُغو َ
س ُنُز ً
ت اْلِفْرَدْو ِ
جّنا ُ
ت َلُهْم َ ت كاَن ْ
صاِلحا ِ
عِمُلوا ال ّ
ن آَمُنوا َو َ
اّلِذي َ
قال» :نزلت في آل محمد )صلوات ال عليهم أجمعين(«.
-[3] /6814و عنه ،قال :حدثنا محمد بن الحسين الخثعمي ،عن محمد بن يحيى الحجري ،عن عمر بن صخر
الهذلي ،عن الصباح بن يحيى ،عن أبي إسحاق ،عن الحارث ،عن علي )عليه السلم( أنه قال» :لكل شيء ذروة،
و ذروة الجنة الفردوس ،و هي لمحمد و آل محمد )صلوات ال عليه و عليهم أجمعين(«.
ت إل و صاِلحا ِ عِمُلوا ال ّ ن آَمُنوا َو َ -[4] /6815العياشي :عن عكرمة عن ابن عباس ،قال :ما في القرآن آية :اّلِذي َ
علي )عليه السلم( أميرها و شريفها ،و ما من أصحاب محمد )صلى ال عليه و آله( رجل إل و قد عاتبه ال ،و
ما ذكر عليا )عليه السلم( إل بخير.
قال عكرمة :إني لعلم لعلي )عليه السلم( منقبة ،لو حدثت بها لبعدت أقطار السماوات و الرض.
-[5] /6816علي بن إبراهيم ،قال :حدثنا جعفر بن أحمد ،عن عبد ال بن موسى ،عن الحسن بن علي بن أبي
ل ،قال: حَو ًعْنها ِ ن َ ن ِفيها ل َيْبُغو َ حمزة ،عن أبيه ،عن أبي بصير ،عن أبى عبد ال )عليه السلم( ،في قوله :خاِلِدي َ
ل ،قال» :ل يريدون بها بدل«. حَو ً عْنها ِ ن َ »خالدين فيها ل يخرجون منها« و ل َيْبُغو َ
ل ،قال» :نزلت في أبي ذر ،و سلمان س ُنُز ًت اْلِفْرَدْو ِ جّنا ُ
ت َلُهْم َ ت كاَن ْ صاِلحا ِ عِمُلوا ال ّ ن آَمُنوا َو َ ن اّلِذي َقلت :قولهِ :إ ّ
الفارسي ،و المقداد ،و عمار بن ياسر ،جعل ال لهم جنات الفردوس نزل ،أي مأوى و منزل«.
قوله تعالى:
جْئنا ِبِمْثِلِه َمَددًا -إلى قوله تعالىَ -و ل ت َرّبي َو َلْو ِ ن َتْنَفَد َكِلما ُل َأ ْ
حُر َقْب َت َرّبي َلَنِفَد اْلَب ْ حُر ِمدادًا ِلَكِلما ِ ن اْلَب ْ
ل َلْو كا َ ُق ْ
حدًا ][110 -109 ك ِبِعباَدِة َرّبِه َأ َشِر ْ ُي ْ
__________________________________________________
-2تأويل اليات [.....] .10 /298 :1
-3تأويل اليات .11 /298 :1
-4تفسير العّياشي .91 /352 :2
-5تفسير القّمي .46 :2
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص689 :
-[1] /6817علي بن إبراهيم ،قال :حدثنا جعفر بن أحمد ،عن عبد ال بن موسى ،عن الحسن بن علي بن أبي
ت َرّبي حُر ِمدادًا ِلَكِلما ِ ن اْلَب ْل َلْو كا َ حمزة ،عن أبيه ،عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قلت :قولهُ :ق ْ
جْئنا ِبِمْثِلِه َمَددًا؟ت َرّبي َو َلْو ِ ن َتْنَفَد َكِلما ُ ل َأ ْحُر َقْب ََلَنِفَد اْلَب ْ
قال» :قد أخبرك أن كلم ال ليس له آخر ،و ل غاية ،و ل ينقطع أبدا«.
جوا ِلقاَء َرّبِه َفْلَيْعَم ْ
ل ن َيْر ُ ن كا َ حٌد َفَم ْ ي َأّنما ِإلُهُكْم ِإلٌه وا ِ شٌر ِمْثُلُكْم ُيوحى ِإَل ّ قال» :ثم قال :قل يا محمدِ :إّنما َأَنا َب َ
حدًا ،فهذا الشرك شرك رياء. ك ِبِعباَدِة َرّبِه َأ َ شِر ْ ل صاِلحًا َو ل ُي ْ عَم ً َ
-[2] /6818المام أبو محمد العسكري )عليه السلم( ،عن أبيه ،علي بن محمد )عليهما السلم( في حديث
طويل ،في مناظرة جماعة من قريش ،عن رسول ال )صلى ال عليه و آله(» :ثم أنزل ال تعالى :يا محمد ،قل:
حٌد يعني قل لهم :أنا في البشرية مثلكم ،و لكن ي َأّنما ِإلُهُكْم ِإلٌه وا ِ شٌر ِمْثُلُكْم يعني آكل الطعام ُيوحى ِإَل ّ ِإّنما َأَنا َب َ
خصني ربي بالنبوة دونكم ،كما يخص بعض البشر بالغنى و الصحة و الجمال ،دون بعض من البشر ،فل تنكروا
أن يخصني أيضا بالنبوة«.
ض َيْنُبوعًا ».«1 لْر ِ ن ا َْجَر َلنا ِم َ حّتى َتْف ُ
ك َن َل َ ن ُنْؤِم َتقدم الحديث بطوله ،في قوله تعالىَ :و قاُلوا َل ْ
-[3] /6819محمد بن يعقوب :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن الحسين بن سعيد ،عن
النضر بن سويد ،عن القاسم بن سليمان ،عن جراح المدايني ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( في قول ال عز و
جل:
حدًا.ك ِبِعباَدِة َرّبِه َأ َ
شِر ْ ل صاِلحًا َو ل ُي ْ عَم ًل َ جوا ِلقاَء َرّبِه َفْلَيْعَم ْ ن َيْر ُن كا َ َفَم ْ
قال» :الرجل يعمل شيئا من الثواب ،ل يطلب به وجه ال ،إنما يطلب تزكية الناس ،يشتهي أن يسمع به الناس،
فهذا الذي أشرك بعبادة ربه« .ثم قال» :ما من عبد أسر خيرا فذهبت اليام أبدا ،حتى يظهر ال له خيرا ،و ما من
عبد أسر شرا فذهبت اليام أبدا ،حتى يظهر ال له شرا«.
-[4] /6820و عنه :عن علي بن محمد بن عبد ال ،عن إبراهيم بن إسحاق الحمر ،عن الحسن بن علي الوشاء،
قال :دخلت على الرضا )عليه السلم( و بين يديه إبريق ،يريد أن يتهيأ للصلة ،فدنوت منه لصب عليه ،فأبى
ذلك ،و قال» :مه ،يا حسن« ،فقلت :لم تنهاني ان أصب على يدك ،تكره أن أوجر؟ قال» :تؤجر أنت ،و أوزر
أنا«.
ل صاِلحًا َو ل عَم ًل َجوا ِلقاَء َرّبِه َفْلَيْعَم ْ ن َيْر ُ ن كا َ فقلت له :كيف ذلك؟ فقال» :أما سمعت ال عز و جل يقولَ :فَم ْ
حدًاك ِبِعباَدِة َرّبِه َأ َشِر ْ ُي ْ
__________________________________________________
-1تفسير القمي .46 :2
-2التفسير المنسوب إلى المام العسكري )عليه السلم(.504 :
-3الكافي .4 /222 :2
-4الكافي .1 /69 :3
) (1تقدم في الحديث ) (1من تفسير الية ) (95 -90من سورة السراء.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص690 :
.و ها أنا ذا أتوضأ للصلة ،و هي العبادة ،فأكره أن يشركني فيها أحد«.
-[5] /6821علي بن إبراهيم ،قال :في رواية أبي الجارود ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال» :سئل رسول ال
شِر ْ
ك ل صاِلحًا َو ل ُي ْ عَم ً ل َجوا ِلقاَء َرّبِه َفْلَيْعَم ْ
ن َيْر ُن كا َ )صلى ال عليه و آله( عن تفسير قول ال عز و جلَ :فَم ْ
حدًا.
ِبِعباَدِة َرّبِه َأ َ
فقال :من صلى مراءاة الناس فهو مشرك ،و من زكى مراءاة الناس فهو مشرك ،و من صام مراءاة الناس فهو
مشرك ،و من حج مراءاة الناس فهو مشرك ،و من عمل عمل مما أمر ال به مراءاة الناس فهو مشرك ،و ل يقبل
ال عمل مراء«.
-[6] /6822علي بن إبراهيم ،قال :حدثنا جعفر بن أحمد ،عن عبد ال بن موسى ،عن الحسن بن علي بن أبي
حمزة ،عن أبيه ،و الحسين بن أبي العلء ،و عبد ال بن وضاح ،و شعيب العقرقوفي ،جميعهم ،عن أبي بصير،
شٌر ِمْثُلُكْم قال» :يعني في الخلق ،أنه مثلهم مخلوق«. ل ِإّنما َأَنا َب َعن أبي عبد ال )عليه السلم( في قوله تعالىُ :ق ْ
حدًا.ك ِبِعباَدةِ َرّبِه َأ َ شِر ْل صاِلحًا َو ل ُي ْ عَم ً
ل َ جوا ِلقاَء َرّبِه َفْلَيْعَم ْ ن َيْر ُ
ن كا َ
حٌد َفَم ْ
ي َأّنما ِإلُهُكْم ِإلٌه وا ِ ُيوحى ِإَل ّ
قال» :ل يتخذ مع ولية آل محمد ولية غيرهم ،و وليتهم العمل الصالح ،فمن أشرك بعبادة ربه أحدا ،فقد أشرك
بوليتنا ،و كفر بها ،و جحد أمير المؤمنين )عليه السلم( حقه و وليته«.
-[7] /6823العياشي :عن جراح ،عن أبي عبد ال )عليه السلم(» :أنه ليس من رجل يعمل شيئا من البر و ل
يطلب به وجه ال ،إنما يطلب به تزكية الناس ،يشتهي أن يسمع به الناس ،فذاك الذي أشرك بعبادة ربه«.
ن كا َ
ن -[8] /6824عن العلء بن فضيل ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :سألته عن تفسير هذه الية َفَم ْ
حدًا.ك ِبِعباَدِة َرّبِه َأ َشِر ْ ل صاِلحًا َو ل ُي ْ عَم ً
ل َجوا ِلقاَء َرّبِه َفْلَيْعَم ْ َيْر ُ
قال» :من صلى ،أو صام ،أو أعتق ،أو حج يريد محمدة الناس ،فقد أشرك في عمله ،و هو شرك مغفور«.
-[9] /6825عن علي بن سالم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :قال ال تبارك و تعالى :أنا خير شريك ،من
أشرك بي في عمله لن أقبله ،إل ما كان لي خالصا«.
-[10] /6826و في رواية اخرى عنه )عليه السلم( قال» :إن ال يقول :أنا خير شريك ،من عمل لي و لغيري،
فهو لمن عمل له دوني«.
__________________________________________________
-5تفسير القّمي .47 :2
-6تفسير القّمي .47 :2
-7تفسير العّياشي .93 /352 :2
-8تفسير العّياشي .92 /352 :2
-9تفسير العّياشي .94 /353 :2
-10تفسير العّياشي [.....] .95 /353 :2
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص691 :
-[11] /6827عن زرارة ،و حمران ،عن أبي جعفر و أبي عبد ال )عليهما السلم( قال» :لو أن عبدا عمل
عمل يطلب به وجه ال ،و الدار الخرة ،ثم أدخل فيه رضا أحد من الناس ،كان مشركا«.
ل صاِلحًا َو ل عَم ًل َ -[12] /6828عن سماعة بن مهران قال :سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول الَ :فْلَيْعَم ْ
حدًا.
ك ِبِعباَدِة َرّبِه َأ َ شِر ُْي ْ
حدًا :التسليم لعلي )عليه السلم( ،ل يشرك معه في ك ِبِعباَدِة َرّبِه َأ َ شِر ْقال» :العمل الصالح :المعرفة بالئمةَ ،و ل ُي ْ
الخلفة من ليس ذلك له ،و ل هو من أهله«.
__________________________________________________
-11تفسير العّياشي .96 /353 :2
-12تفسير العّياشي .97 /353 :2
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص693 :
سورة مريم
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص695 :
__________________________________________________
-1معاني الخبار.22 :
__________________________________________________
-4تفسير القمي .48 :2
-1تفسير القمي .48 :2
) (1في »ط« زيادة :الصابر على العادي ،و في المصدر نسخة بدل :ذو اليادي الصابر على العادي.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص699 :
ظُم ِمّني يقول: ن اْلَع ْب ِإّني َوَه َ ل َر ّ خِفّيا قا َ
يقول» :ذكر ربك عبده فرحمه«ِ ،إْذ نادى َرّبُه ِنداًء َ
شِقّيا يقول» :لم يكن دعائي خائبا عندك«. ب َ ك َر ّ ن ِبُدعاِئ َ »ضعف« َو َلْم َأُك ْ
ت اْمَرَأِتي عاِقرًا يقول» :لم يكن لزكريا ن َوراِئي يقول» :خفت الورثة من بعدي« َو كاَن ِ ي ِم ْ ت اْلَمواِل َ خْف ُ
َو ِإّني ِ
يومئذ ولد يقوم مقامه ،و يرثه ،و كانت هدايا بني إسرائيل و نذورهم للحبار ،و كان زكريا رئيس الحبار ،و
كانت امرأة زكريا اخت مريم بنت عمران بن ماثان » ،«1و بنو ماثان ،إذ ذاك رؤساء بني إسرائيل و بنو
جَعْلُهب َو ا ْل َيْعُقو َنآِ ث ِم ْ
ك َوِلّيا َيِرُثِني َو َيِر ُ ن َلُدْن َ
ب ِلي ِم ْ ملوكهم ،و هم من ولد سليمان بن داود ،فقال زكرياَ :فَه ْ
سِمّيا يقول :لم يسم باسم يحيى أحد قبله قا َ
ل ل َ ن َقْب ُ
ل َلُه ِم ْ
جَع ْ
حيى َلْم َن ْ سُمُه َي ْ
ك ِبُغلٍم ا ْ شُر َضّيا يا َزَكِرّيا ِإّنا ُنَب ّب َر ِ َر ّ
ك ُهَو ك قالَ َرّب َل َكذِل َ ن اْلِكَبِر عِِتّيا فهو اليؤوس » «2قا َ ت ِم َ ت اْمَرَأِتي عاِقرًا َو َقْد َبَلْغ ُ غلٌم َو كاَن ِ ن ِلي ُ ب َأّنى َيُكو َُر ّ
سِوّيا صحيحا ل َ ث َليا ٍ
س َثل َ ل ُتَكّلَم الّنا َ
ك َأ ّ
ل آَيُت َ
ل ِلي آَيًة قا َ جَع ْ
با ْ ل َر ّ شْيئًا قا َ
ك َل َو َلْم َت ُن َقْب ُ
ك ِم ْ خَلْقُت َ
ن َو َقْد َ
ي َهّي ٌ
عَل ّ
َ
من غير مرض«.
-[2] /6837محمد بن العباس ،قال :حدثنا محمد بن همام بن سهيل ،عن محمد بن إسماعيل العلوي ،عن عيسى
بن داود النجار ،قال حدثني أبو الحسن موسى بن جعفر )عليهما السلم( ،قال» :كنت عند أبي يوما قاعدا ،حتى
أتى رجل فوقف به ،و قال :أ فيكم باقر العلم و رئيسه محمد بن علي؟ قيل له :نعم .فجلس طويل ،ثم قام إليه ،فقال:
ت اْمَرَأِتي ن َوراِئي َو كاَن ِ ي ِم ْ
ت اْلَمواِل َخْف ُيا بن رسول ال ،أخبرني عن قول ال عز و جل في قصة زكرياَ :و ِإّني ِ
عاِقرًا الية؟
قال» :نعم .الموالي بنو العم ،و أحب ال أن يهب له وليا من صلبه ،و ذلك أنه فيما كان علم من فضل محمد
)صلى ال عليه و آله( ،قال :يا رب ،أما شرفت محمدا و كرمته و رفعت ذكره حتى قرنته بذكرك ،فما يمنعك -يا
سيدي -أن تهب له ذرية من صلبه » «3فتكون فيها النبوة؟
قال :يا زكريا ،قد فعلت ذلك بمحمد و ل نبوة بعده ،و هو خاتم النبياء ،و لكن المامة لبن عمه و أخيه علي ابن
أبي طالب من بعده ،و أخرجت الذرية من صلب علي إلى بطن فاطمة بنت محمد ،و صيرت بعضها من بعض،
فخرجت منه الئمة حججي على خلقي ،و إني مخرج من صلبك ولدا يرثك و يرث من آل يعقوب ،فوهب ال له
يحيى )عليه السلم(«.
-[3] /6838محمد بن العباس ،قال :حدثنا حميد بن زياد ،عن أحمد بن الحسين بن بكر ،قال :حدثنا الحسن ابن
علي بن فضال ،بإسناده إلى عبد الخالق ،قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( ،يقول في قول ال عز و جل:
__________________________________________________
-2تأويل اليات [.....] .2 /301 :1
-3تأويل اليات .3 /302 :1
) (1في »ج« زيادة :و يعقوب بن ماثان.
) (2في »ي« :اليبوس.
) (3في »ي ،ط« نسخة بدل :صلبي.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص700 :
سِمّيا قال» :ذلك يحيى بن زكريا ،لم يكن له من قبل سميا ،و كذلك الحسين )عليه السلم( لم ل َن َقْب ُ
ل َلُه ِم ْجَع َْلْم َن ْ
يكن له من قبل سميا ،و لم تبك السماء إل عليهما أربعين صباحا«.
قلت :فما كان بكاؤها؟ قال» :تطلع الشمس حمراء -قال -و كان قاتل الحسين )عليه السلم( ولد زنا ،و قاتل يحيى
ابن زكريا ولد زنا«.
-[4] /6839محمد بن العباس :عن محمد بن خالد ،عن عبد ال بن بكير ،عن زرارة ،عن عبد الخالق ،قال:
سِمّيا.
ل َ
ل َلُه ِمنْ َقْب ُ
جَع ْ
سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول في قوله تعالىَ :لْم َن ْ
فقال» :الحسين )عليه السلم( لم يكن له من قبل سميا و يحيى بن زكريا لم يكن له من قبل سميا ،و لم تبك السماء
إل عليهما أربعين صباحا«.
قلت :فما كان بكاؤها؟ قال» :كانت تطلع الشمس حمراء و تغيب حمراء ،و كان قاتل الحسين )عليه السلم( ولد
زنا ،و قاتل يحيى بن زكريا ولد زنا«.
-[5] /6840و عنه :ما رواه محمد بن العباس ،مسندا عن الصادق )عليه السلم( ،في قول ال عز و جلَ :لْم
سِمّيا قال» :ذلك يحيى بن زكريا )عليه السلم( لم يكن له من قبل سميا ،و كذلك الحسين )عليه ل َ ن َقْب ُ
ل َلُه ِم ْ
جَع َْن ْ
السلم( لم يكن له من قبل سميا ،و لم تبك السماء إل عليهما«.
قلت :فما بكاؤها؟ قال» :تطلع الشمس حمراء و تغيب حمراء -قال -و كان قاتل الحسين ولد زنا ،و قاتل يحيى بن
زكريا ولد زنا«.
و عنه :ما رواه علي بن إبراهيم ،عن الصادق )عليه السلم( بأدنى تفاوت ».«1
-[6] /6841و من ذلك ،ما رواه من المخالفين ابن شيرويه الديلمي في كتاب )الفردوس( في الجزء الثاني ،في
جَعلْ َلُه ِم ْ
ن باب القاف :عن ابن عباس ،قال :قال رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،في قول ال عز و جلَ :لْم َن ْ
سِمّيا ،قال» :ذلك يحيى ،و قرة عيني الحسين«. ل ََقْب ُ
-[7] /6842أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه ،قال :حدثني أبي رحمه ال ،عن سعد بن عبد ال ،عن أحمد
بن محمد بن عيسى ،عن الحسن بن علي بن فضال ،عن ابن بكير ،عن زرارة ،عن عبد الخالق بن عبد ربه ،قال:
سِمّيا ،الحسين بن علي و يحيى بن زكريا ،لم يكن لهما ل َن َقْب ُ
ل َلُه ِم ْ
جَع ْ
سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقولَ :لْم َن ْ
من قبل سميا ،و لم تبك السماء إل عليهما أربعين صباحا«.
قال :قلت :و ما بكاؤها؟ قال» :كانت تطلع حمراء و تغرب حمراء«.
__________________________________________________
-4تأويل اليات .4 /302 :1
-5تأويل اليات .5 /303 :1
.... -6
-7كامل الزيارات.8 /90 :
) (1تأويل اليات .5 /303 :1
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص701 :
-[8] /6843و عنه ،قال :حدثني محمد بن جعفر ،عن محمد بن الحسين ،عن وهيب بن حفص النحاس ،عن أبي
بصير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،قال» :إن الحسين )عليه السلم( بكت لقتله السماء و الرض و احمرتا ،و
لم تبكيا على أحد قط ،إل على يحيى بن زكريا ،و الحسين بن علي )عليهم السلم(«.
و عنه ،قال :حدثني أبي ،عن سعد بن عبد ال ،عن محمد بن الحسين بإسناده مثله.
-[9] /6844و عنه قال :حدثني علي بن الحسين بن موسى بن بابويه و غيره ،عن سعد بن عبد ال ،عن محمد
ابن عبد الجبار ،عن الحسن بن علي بن فضال ،عن حماد بن عثمان ،عن عبد ال بن هلل ،قال :سمعت أبا عبد
ال يقول» :إن السماء بكت على الحسين بن علي ،و يحيى بن زكريا )عليهما السلم( ،و لم تبك على أحد
غيرهما« ،قلت:
و ما بكاؤها؟ ،قال» :مكثت أربعين يوما تطلع الشمس بحمرة و تغرب بحمرة« قلت :جعلت فداك ،هذا بكاؤها؟
قال» :نعم«.
-[10] /6845و عنه ،قال :حدثني علي بن الحسين بن موسى ،عن علي بن إبراهيم بن هاشم ،عن أبيه ،عن ابن
عَلْيِهُم
ت َفضال ،عن أبي جميلة ،عن محمد بن علي الحلبي ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،في قوله تعالى َفما َبَك ْ
ن ».«1ظِري َ
ض َو ما كاُنوا ُمْن َ
لْر ُ
سماُء َو ا َْ
ال ّ
قال» :لم تبك السماء على أحد منذ قتل يحيى بن زكريا ،حتى قتل الحسين )عليه السلم( ،فبكت عليه«.
-[11] /6846و عنه ،قال :حدثني محمد بن جعفر القرشي الرزاز ،قال :حدثني محمد بن الحسين بن أبي
الخطاب ،عن صفوان بن يحيى ،عن داود بن فرقد ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،قال» :احمرت السماء حين
قتل الحسين )عليه السلم( سنة -قال -ثم بكت السماء و الرض على الحسين بن علي )عليهما السلم( ،و على
يحيى بن زكريا ،و حمرتها بكاؤها«.
-[12] /6847و عنه ،قال :حدثني علي بن الحسين بن موسى ،عن علي بن إبراهيم و سعد بن عبد ال ،جميعا،
عن إبراهيم بن هاشم ،عن ابن فضال ،عن أبي جميلة ،عن جابر ،عن أبي جعفر )عليه السلم( ،قال» :ما بكت
السماء على أحد بعد يحيى بن زكريا ،إل على الحسين بن علي )عليهما السلم( ،فإنها بكت عليه أربعين يوما«.
-[13] /6848و عنه ،قال :حدثني محمد بن جعفر الرزاز الكوفي ،عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ،عن
جعفر بن بشير ،عن كليب بن معاوية السدي ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،قال» :لم تبك السماء إل على
الحسين
__________________________________________________
-8كامل الزيارات.3 /89 :
-9كامل الزيارات.4 /89 :
-10كامل الزيارات.6 /90 :
-11كامل الزيارات.7 /90 :
-12كامل الزيارات[.....] .9 /90 :
-13كامل الزيارات.10 /90 :
) (1الدخان .29 :44
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص702 :
ابن علي و يحيى بن زكريا )عليهم السلم(«.
-[14] /6849و عنه ،قال :حدثني حكيم بن داود بن حكيم ،عن سلمة بن الخطاب ،عن محمد بن أبي عمير ،عن
الحسن بن عيسى » ،«1عن أسلم بن القاسم ،قال :أخبرنا عمرو بن ثابت ،عن أبيه ،عن علي بن الحسين )عليه
السلم( ،قال» :إن السماء لم تبك منذ رفعت ،إل على يحيى بن زكريا ،و الحسين بن علي )عليهم السلم(«.
قلت :أي شيء كان بكاؤها؟ قال» :كانت إذا استقبلت بثوب وقع عليه شبه أثر البراغيث من الدم«.
-[15] /6850و عنه ،قال :حدثني أبي )رحمه ال( ،و علي بن الحسين ،عن سعد بن عبد ال ،عن أحمد بن
محمد ابن عيسى ،قال :حدثنا موسى بن الفضل ،عن حنان ،قال :قلت لبي عبد ال )عليه السلم( :ما تقول في
زيارة قبر أبي عبد ال )عليه السلم( ،إنه بلغنا عن بعضهم أنها تعدل حجة و عمرة؟
قال» :ل تعجب ،ما أصاب بالقول هذا كله » ،«2و لكن زره و ل تجفه ،فإنه سيد الشهداء ،و سيد شباب أهل
الجنة ،و شبيه يحيى بن زكريا ،و عليهما بكت السماء و الرض«.
و عنه ،قال :حدثني أبي و محمد بن الحسن بن الوليد ،عن محمد بن الحسن الصفار ،عن عبد الصمد بن محمد،
عن حنان بن سدير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،مثله.
و عنه ،قال :حدثني أبي )رحمه ال( و جماعة من مشايخي ،عن سعد بن عبد ال ،عن أحمد بن محمد بن عيسى،
عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن حنان بن سدير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،مثله.
-[16] /6851و عنه ،بهذا السناد :عن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن غير واحد ،عن جعفر بن بشير ،عن
حماد ،عن عامر بن معقل ،عن الحسن بن زياد ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،قال» :كان قاتل يحيى بن زكريا
ولد زنا ،و قاتل الحسين بن علي )عليهما السلم( ولد زنا ،و لم تبك السماء على أحد ،إل عليهما«.
قال :قلت :و كيف تبكي؟ قال» :تطلع الشمس في حمرة و تغيب في حمرة«.
-[17] /6852و عنه ،قال :و حدثني أبي ،و علي بن الحسين ،جميعا ،عن سعد بن عبد ال ،عن أحمد بن محمد
بن عيسى ،عن الحسن بن علي الوشاء ،عن حماد بن عثمان ،عن عبد ال بن هلل ،عن أبي عبد ال )عليه
السلم( ،قال» :سمعته يقول :إن السماء بكت على الحسين بن علي )عليهما السلم( و يحيى بن زكريا ،و لم تبك
على أحد غيرهما«.
__________________________________________________
-14كامل الزيارات.12 /90 :
-15كامل الزيارات ،13 /91 :البحار .44 /35 :101
-16كامل الزيارات.14 /91 :
-17كامل الزيارات.15 /91 :
) (1في »ط ،ي« :الحسين بن عيسى ،راجع تهذيب التهذيب 213 :2و .9 :8
ل المراد أّنها ل تعدل الواجبين من الحج و ل :لع ّ ) (2في المصدر :ل تعجب بالقول هذا كله .قال المجلسي رحمه ا ّ
العمرة ،و الظهر أّنه محمول على التقّية.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص703 :
قلت :و ما بكاؤها؟ قال» :مكثت أربعين يوما تطلع الشمس بحمرة و تغرب بحمرة« .قلت :جعلت فداك ،هذا
بكاؤها؟ قال» :نعم«.
-[18] /6853و عنه ،قال :و حدثني أبي )رحمه ال( ،عن سعد بن عبد ال ،عن أحمد بن محمد ،عن البرقي
محمد ابن خالد ،عن عبد العظيم بن عبد ال الحسني ،عن الحسن ،عن أبي سلمة ،قال :قال جعفر بن محمد
)عليهما السلم(» :ما بكت السماء » ،«1إل على يحيى بن زكريا و الحسين )عليهما السلم(«.
-[19] /6854و عنه ،عن أبيه ،عن محمد بن الحسن بن مهزيار ،عن أبيه ،عن علي بن مهزيار ،عن الحسين
بن سعيد ،عن فضالة بن أيوب ،عن داود بن فرقد ،قال :سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول» :كان الذي قتل
الحسين )عليه السلم( ولد زنا ،و الذي قتل يحيى بن زكريا ولد زنا«.
و قال :احمرت السماء حين قتل الحسين سنة ،ثم قال» :بكت السماء و الرض على الحسين بن علي و على يحيى
بن زكريا )عليهم السلم( ،و حمرتها بكاؤها«.
قوله تعالى:
ن َتِقّيا َو َبّرا ِبواِلَدْيِه -إلى قوله تعالىَ -و ن َلُدّنا َو َزكاًة َو كا َحنانًا ِم ْصِبّيا َو َ حْكَم َ ب ِبُقّوٍة َو آَتْيناُه اْل ُخِذ اْلِكتا َ حيى ُ يا َي ْ
حّيا
ث َ ت َو َيْوَم ُيْبَع ُ عَلْيِه َيْوَم ُوِلَد َو َيْوَم َيُمو ُ سلٌم َ َ
][15 -12
-[1] /6855محمد بن العباس ،قال :حدثنا علي بن سليمان الرازي ،عن محمد بن خالد الطيالسي ،عن سيف ابن
عميرة ،عن حكم بن أيمن ،قال :سمعت أبا جعفر )عليه السلم( :يقول» :و ال ،لقد اوتي علي )عليه السلم( الحكم
صبيا ،كما اوتي يحيى بن زكريا الحكم صبيا«.
-[2] /6856العياشي :عن علي بن أسباط ،قال :قدمت المدينة و أنا أريد مصر ،فدخلت على أبي جعفر محمد بن
علي الرضا )عليهما السلم( ،و هو إذ ذاك خماسي ،فجعلت أتأمله لصفه لصحابنا بمصر ،فنظر إلي ،و قال:
»يا علي ،إن ال قد أخذ في المامة كما أخذ في النبوة ،فقال سبحانه عن يوسف )عليه السلم(:
__________________________________________________
-18كامل الزيارات.17 /92 :
-19كامل الزيارات.21 /93 :
-1تأويل اليات .6 /303 :1
... -2مجمع البيان ،781 :6تأويل اليات .7 /303 :1
) (1في المصدر زيادة :و الرض.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص704 :
صِبّيا«.حْكَم َ عْلمًا » ،«1و قال عن يحيى )عليه السلم(َ :و آَتْيناهُ اْل ُ حْكمًا َو ِ شّدُه آَتْيناُه َُو َلّما َبَلَغ َأ ُ
-[3] /6857محمد بن يعقوب :عن عدة من أصحابنا ،عن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن ابن محبوب ،عن هشام
بن سالم ،عن يزيد الكناسي ،قال :سألت أبا جعفر )عليه السلم( :أ كان عيسى بن مريم )عليه السلم( حين تكلم
عْبُدفي المهد حجة ال على أهل زمانه؟ فقال» :كان يومئذ نبيا حجة ل غير مرسل ،أما تسمع لقوله حين قالِ :إّني َ
حّيا ».««2 ت َ صلِة َو الّزكاِة ما ُدْم ُ ت َو َأْوصاِني ِبال ّ ن ما ُكْن ُ جَعَلِني ُمباَركًا َأْي َ جَعَلِني َنِبّيا َو َ ب َو َ ي اْلِكتا َ ل آتاِن َ ا ِّ
قلت :فكان يومئذ حجة ل على زكريا في تلك الحال و هو في المهد؟ فقال» :كان عيسى في تلك الحال آية للناس،
و رحمة من ال لمريم حين تكلم فعبر عنها ،و كان نبيا حجة على من سمع كلمه في تلك الحال ،ثم صمت فلم
يتكلم حتى مضت له سنتان ،و كان زكريا الحجة ل عز و جل على الناس بعد ما صمت عيسى سنتين ،ثم مات
حيى زكريا )عليه السلم( ،فورثه ابنه يحيى الكتاب و الحكمة ،و هو صبي صغير ،أما تسمع لقوله عز و جل يا َي ْ
صِبّيا ،فلما بلغ عيسى )عليه السلم( سبع سنين تكلم بالنبوة و الرسالة حين أوحى حْكَم َ ب ِبُقّوٍة َو آَتْيناُه اْل ُ
خِذ اْلِكتا َ ُ
ال تعالى إليه ،فكان عيسى الحجة على يحيى و على الناس أجمعين«.
جَعَلِني
جَعَلِني َنِبّيا َو َ
ب َو َ ي اْلِكتا َل آتاِن َ ل ِإّني عَْبُد ا ِّ
و الحديث يأتي بتمامه -ان شاء ال تعالى -في قوله تعالى :قا َ
حّيا ».««3 ت َصلِة َو الّزكاِة ما ُدْم ُ ت َو َأْوصاِني ِبال ّ ن ما ُكْن ُ ُمباَركًا َأْي َ
-[4] /6858و عنه :عن علي بن محمد ،عن بعض أصحابه ،عن محمد بن سنان ،عن أبي سعيد المكاري ،عن
ن َلُدّنا َو َزكاًة َو كا َ
ن حنانًا ِم ْ
أبي حمزة ،عن أبى جعفر )عليه السلم( ،قال :قلت :فما عنى ال بقوله في يحيىَ :و َ
َتِقّيا؟ قال» :تحنن ال«.
قال :قلت :فما بلغ من تحنن ال عليه؟ قال» :كان إذا قال :يا رب ،قال ال عز و جل :لبيك يا يحيى«.
-[5] /6859أحمد بن محمد بن خالد ،قال :و في رواية أبي بصير ،قال :قلت لبي عبد ال )عليه السلم( :قول
ن َلُدّنا؟
حنانًا ِم ْ ال تبارك و تعالى في كتابهَ :و َ
قال» :كان يحيى إذا دعا و قال في دعائه :يا رب ،يا ال ناداه ال من السماء :لبيك يا يحيى ،سل حاجتك«.
-[6] /6860ابن بابويه ،قال :حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ،قال :حدثنا سعد بن عبد ال ،عن أحمد
بن حمزة الشعري ،قال :حدثني ياسر الخادم ،قال :سمعت أبا الحسن الرضا )عليه السلم( يقول» :إن أوحش ما
__________________________________________________
-3الكافي [.....] .1 /313 :1
-4الكافي .38 /388 :2
-5المحاسن.30 /35 :
-6الخصال.71 /107 :
) (1يوسف .22 :12
) (2مريم 30 :19و .31
) (3يأتي في الحديث ) (13من تفسير اليات ) (34 -16من هذه السورة.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص705 :
يكون هذا الخلق في ثلثة مواطن :يوم ولد و يخرج من بطن امه فيرى الدنيا ،و يوم يموت فيعاين الخرة و
أهلها ،و يوم يبعث حيا فيرى أحكاما لم يرها في دار الدنيا ،و قد سلم ال عز و جل على يحيى )عليه السلم( في
حّيا و قد سلم عيسى بن ث َ ت َو َيْوَم ُيْبَع ُعَلْيِه َيْوَم ُوِلَد َو َيْوَم َيُمو ُسلٌم َ هذه الثلثة مواطن و آمن روعته ،فقالَ :و َ
ت َو َيْوَم ُأْبَع ُ
ث ت َو َيْوَم َأُمو ُ ي َيْوَم ُوِلْد ُعَل ّ
سلُم َ مريم )عليه السلم( على نفسه في هذه الثلثة مواطن ،فقالَ :و ال ّ
حّيا ».««1 َ
-[7] /6861محمد بن يعقوب :عن الحسين بن محمد ،عن معلى بن محمد ،عن علي بن أسباط ،قال :خرج إلي
محمد بن علي الرضا )عليهما السلم( ،فنظرت إلى رأسه و رجليه لصف قامته لصحابنا بمصر ،فبينما أنا
صِبّيا وحْكَم َ كذلك حتى قعد ،و قال» :يا علي ،إن ال احتج في المامة بمثل ما احتج به في النبوة ،فقالَ :و آَتْيناهُ اْل ُ
سَنًة » «2فقد يجوز أن يعطى الحكم صبيا ،و يجوز أن يعطاها و هو ابن أربعين ن َ شّدُه َو َبَلَغ َأْرَبِعي َ قال :فلما َبَلَغ َأ ُ
سنة«.
قوله تعالى:
شْرِقّيان َأْهِلها َمكانًا َ ت ِم ْب َمْرَيَم ِإِذ اْنَتَبَذ ْ َو اْذُكْر ِفي اْلِكتا ِ
ن ] -[1] /6862 [34 -16قال علي بن ق اّلِذي ِفيِه َيْمَتُرو َ حّ ل اْل َ
ن َمْرَيَم َقْو َ سى اْب ُ عي َ ك ِ -إلى قوله تعالى -ذِل َ
ب َمْرَيَم ِإِذ اْنَتَبَذ ْ
ت إبراهيم :ثم قص ال عز و جل خبر ،مريم بنت عمران )عليها السلم( ،فقالَ :و اْذُكْر ِفي اْلِكتا ِ
شْرِقّيا
ن َأْهِلها َمكانًا َ ِم ْ
حجابًا ن ُدوِنِهْم ِ ت ِم ْخَذ ْ قال :خرجت إلى النخلة اليابسة َفاّت َ
حناسْلنا ِإَلْيها ُرو َ قال :في محرابها َفَأْر َ
ت َتِقّيا
ن ُكْن َك ِإ ْن ِمْن َحم ِ عوُذ ِبالّر ْت ِإّني َأ ُ سِوّيا قاَل ْ شرًا َ ل َلها َب َيعني جبرئيل )عليه السلم( َفَتَمّث َ
يعني إن كنت ممن يتقي ال.
غلمًا َزِكّيا ك ُ ب َل ِلَه َ ك َِ
ل َرّب ِسو ُ قال لها جبرئيل )عليه السلم(ِ :إّنما َأَنا َر ُ
شٌر
سِني َب َ سْ غلٌم َو َلْم َيْم َ ن ِلي ُ فأنكرت ذلك ،لنها لم يكن في العادة أن تحمل المرأة من غير فحل ،فقالتَ :أّنى َيُكو ُ
جَعَلُه
ن َو ِلَن ْي َهّي ٌ عَل ّ
ك ُهَو َ ل َرّب ِك قا َ ك َبِغّيا و لم يعلم جبرئيل )عليه السلم( أيضا كيفية القدرة ،فقال لهاَ :كذِل ِ َو َلْم َأ ُ
ضّيا.
ن َأْمرًا َمْق ِ حَمًة ِمّنا َو كا َ س َو َر ْ آَيًة ِللّنا ِ
قال :فنفخ في جيبها ،فحملت بعيسى )عليه السلم( بالليل و وضعته بالغداة ،و كان حملها تسع ساعات من
__________________________________________________
-7الكافي .7 /315 :1
-1تفسير القّمي .48 :2
) (1مريم .33 :19
) (2الحقاف .15 :46
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص706 :
خَلِة أي هزي النخلة ع الّن ْ جْذ ِ
ك ِب ِ
النهار ،جعل ال لها الشهور ساعات ،ثم ناداها جبرئيل )عليه السلم(َ :و ُهّزي ِإَلْي ِ
اليابسة ،فهزت ،و كان ذلك اليوم سوقا ،فاستقبلها الحاكة ،و كانت الحياكة أنبل صناعة في ذلك الزمان ،فأقبلوا
على بغال شهب ،فقالت لهم مريم :أين النخلة اليابسة؟ فاستهزءوا بها و زجروها ،فقالت لهم :جعل ال كسبكم نزرا
» ،«1و جعلكم في الناس عارا ،ثم استقبلها قوم من التجار ،فدلوها على النخلة اليابسة ،فقالت لهم :جعل ال
البركة في كسبكم ،و أحوج الناس إليكم ،فلما بلغت النخلة أخذها المخاض ،فوضعت عيسى )عليه السلم( ،فلما
نظرت إليه:
سّيا ماذا أقول لخالي ،و ماذا أقول لبني إسرائيل؟ سيًا َمْن ِت َن ْ
ل هذا َو ُكْن ُ ت َقْب َقالت :يا َلْيَتِني ِم ّ
خَلِة أي حركي النخلة ع الّن ْ جْذ ِ ك ِب ِ
سِرّيا أي نهرا َو ُهّزي ِإَلْي ِ ك َ حَت ِك َت ْ
ل َرّب ِجَع َ
حَزِني َقْد َ ل َت ْ
حِتها َأ ّن َت َْفناداها عيسى ِم ْ
جِنّيا أي طيبا ،و كانت النخلة قد يبست منذ دهر طويل ،فمدت يدها إلى النخلة ،فأورقت و طبًا َ ك ُر َ عَلْي ِ
ط َ ُتساِق ْ
أثمرت ،و سقط عليها الرطب الطري ،فطابت نفسها.
شَرِبي َو َقّري فقال لها عيسى؟ قمطيني و سويني ،ثم افعلي كذا و كذا ،فقمطته و سوته ،و قال لها عيسىَ :فُكِلي َو ا ْ
سّيا.
ن ُأَكّلَم اْلَيْوَم ِإْن ِصْومًا و صمتا -كذا نزلتَ -فَل ْ ن َ حم ِ ت ِللّر ْ
حدًا َفُقوِلي ِإّني َنَذْر ُ شِر َأ َ
ن اْلَب َن ِم َعْينًا َفِإّما َتَرِي ّ
َ
ففقدوها في المحراب ،فخرجوا في طلبها ،و خرج خالها زكريا ،فأقبلت و هو في صدرها ،و أقبلت مؤمنات بني
إسرائيل يبزقن في وجهها ،فلم تكلمهن حتى دخلت في محرابها ،فجاء إليها بنو إسرائيل و زكريا فقالوا لها:
ت ُأّمكِ َبِغّيا. سْوٍء َو ما كاَن ْ ك اْمَرَأ َ ن َأُبو ِن ما كا َ ت هاُرو َ خ َ شْيئًا َفِرّيا أي عظيما من المناهي يا ُأ ْ ت َ جْئ ِ
يا َمْرَيُم َلَقْد ِ
ن أن هارون كان رجل فاسقا زانيا فشبهوها به .من أين هذا البلء الذي جئت به ،و ت هاُرو َ خ َ و معنى قولهم يا ُأ ْ
ن ِفي ن كا َ ف ُنَكّلُم َم ْالعار الذي ألزمته لبني إسرائيل؟ فأشارت إلى عيسى )عليه السلم( في المهد ،فقالوا لهاَ :كْي َ
جَعَلِني جَعَلِني َنِبّيا َو َ ب َو َ ي اْلِكتا َ ل آتاِن َ
عْبُد ا ِّ
صِبّيا!؟ فأنطق ال عيسى بن مريم )عليه السلم( ،فقال ِإّني َ اْلَمْهِد َ
عَل ّ
ي سلُم َ شِقّيا َو ال ّ جّبارًا َ جَعْلِني َ حّيا َو َبّرا ِبواِلَدِتي َو َلْم َي ْت َ صلِة َو الّزكاِة ما ُدْم ُ ت َو َأْوصاِني ِبال ّ ن ما ُكْن ُ ُمباَركًا َأْي َ
ن أي يخاصمون. ق اّلِذي ِفيِه َيْمَتُرو َ ل اْلحَ ّ
ن َمْرَيَم َقْو َسى اْب ُ عي َ
ك ِ حّيا ذِل َ
ث َت َو َيْوَم ُأْبَع ُ
ت َو َيْوَم َأُمو ُ َيْوَم ُوِلْد ُ
صلِة َو الّزكاِة. -[2] /6863قال علي بن إبراهيم :قال الصادق )عليه السلم( ،في قوله َو َأْوصاِني ِبال ّ
قال» :زكاة الرؤوس ،لن كل الناس ليس لهم أموال ،و إنما الفطرة على الفقير و الغني و الصغير و الكبير«.
-[3] /6864الشيخ في )التهذيب( :عن محمد بن أحمد بن داود ،عن محمد بن همام ،قال :حدثنا جعفر بن محمد
بن مالك ،قال :حدثنا سعد بن عمرو الزهري ،قال :حدثنا بكر بن سالم ،عن أبيه ،عن أبي حمزة الثمالي،
__________________________________________________
-2تفسير القّمي .50 :2
قليل ممن قرأ الكتب أخبرني ما اسم ام مريم ،و أي يوم نفخت فيه مريم ،و لكم ساعة من النهار ،و أي يوم
وضعت فيه مريم عيسى )عليه السلم( ،و لكم ساعة من النهار؟« .فقال النصراني :ل أدري.
فقال أبو إبراهيم )عليه السلم(» :أما ام مريم ،فاسمها مرثى ،و هي وهيبة بالعربية ،و أما اليوم الذي حملت فيه
مريم ،فهو يوم الجمعة عند الزوال ،و هو اليوم الذي هبط فيه الروح المين ،و ليس للمسلمين عيد كان أولى منه
عند ال ،عظمه ال تبارك و تعالى ،و عظمه محمد )صلى ال عليه و آله( ،فأمره أن يجعله عيدا ،فهو يوم
الجمعة ،و أما اليوم الذي ولدت فيه مريم ،فهو يوم الثلثاء لربع -ساعات و نصف من النهار.
و النهر الذي ولدت عليه مريم عيسى )عليه السلم( هل تعرفه«؟ قال :ل .قال» :هو الفرات ،و عليه شجر النخل
و الكرم ،و ليس يساوى بالفرات شيء للكروم و النخيل ،فأما اليوم الذي حجبت فيه لسانها » ،«1و نادى قيدوس
» «2ولده و أشياعه ،فأعانوه و أخرجوا آل عمران لينظروا إلى مريم ،فقالوا لها ما قص ال عليك في كتابه ،و
علينا في كتابه؟« الحديث،
ن ِفيهان ِإّنا َأْنَزْلناهُ ِفي َلْيَلٍة ُمباَرَكٍة ِإّنا ُكّنا ُمْنِذِري َ
ب اْلُمِبي ِ
و يأتي بتمامه في سورة الدخان قوله تعالى حم َو اْلِكتا ِ
حِكيٍم ».«3 ل َأْمٍر َ ق ُك ّ ُيْفَر ُ
-[9] /6870محمد بن يعقوب :عن عدة من أصحابنا ،عن أحمد بن محمد ،عن الحسين بن سعيد ،عن النضر ابن
سويد ،عن القاسم بن سليمان ،عن جراح المدائني ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :إن الصيام ليس من
صْومًا أي صمتا«. ن َ حم ِ
ت ِللّر ْ الطعام و الشراب وحده -ثم قال -قالت مريمِ :إّني َنَذْر ُ
-[10] /6871الطبرسي في )الحتجاج( :عن أبي بصير ،عن أبي جعفر )عليه السلم( -في حديث -قال:
فأخبرني عن صلة مفروضة تصلى بغير وضوء ،و عن صوم ل يحجز عن أكل و ل شرب؟
حم ِ
ن ت ِللّر ْقال» :أما الصلة بغير وضوء ،فالصلة على النبي و آله ،و أما الصوم ،فقول ال عز و جل ِإّني َنَذْر ُ
ن َأُبو ِ
ك ن ما كا َ ت هاُرو َ خ َشْيئًا َفِرّيا يا ُأ ْ
جْئتِ َ حِمُلُه قاُلوا يا َمْرَيُم َلَقْد ِت ِبِه َقْوَمها َت ْ
سّيا َفَأَت ْ
ن ُأَكّلَم اْلَيْوَم ِإْن ِ
صْومًا َفَل ْ
َ
ك َبِغّيا«.ت ُأّم ِ سْوٍء َو ما كاَن ْ اْمَرَأ َ
-[11] /6872ابن بابويه :عن أبيه ،قال :حدثنا علي بن محمد بن قتيبة ،عن همدان بن سليمان ،عن نوح بن
شعيب ،عن محمد بن إسماعيل ،عن صالح بن عقبة عن علقمة ،عن الصادق )عليه السلم( -في حديث -قال فيه:
»ألم ينسبوا مريم بنت عمران )عليها السلم( إلى أنها حملت بعيسى من رجل نجار اسمه يوسف؟!«.
__________________________________________________
-9الكافي .3 /87 :4
-10الحتجاج.329 :
-11أمالي الصدوق.3 /92 :
) (1في »ي« :لنسائها.
) (2في »ي« :أقيدوس.
) (3يأتي في الحديث ) (1من تفسير اليات ) (4 -1من سورة الدخان.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص709 :
-[12] /6873السيد المرتضى في كتاب )الغرر و الدرر( ،قال :و على قول من قال :أنه كان أخاها -يعني
هارون -يكون معنى قولهم :إنك من أهل بيت الصلح و السداد ،لن أباك لم يكن امرأ سوء ،و ل كانت أمك بغيا،
و أنت مع ذلك اخت هارون المعروف بالصلح و العفة ،فكيف أتيت بما ل يشبه نسبك ،و ل يعرف من مثلك؟! ثم
قال :و يقوي هذا القول
ما رواه المغيرة بن شعبة ،قال :لما أرسلني رسول ال )صلى ال عليه و آله( إلى أهل نجران ،قال لي أهلها :أليس
نبيكم يزعم أن هارون أخو موسى ،و قد علم ال تعالى ما كان بين موسى و عيسى من السنين »«1؟
فلم أدر ما أرد عليهم ،حتى رجعت إلى النبي )صلى ال عليه و آله( فذكرت له ذلك ،فقال لي» :فهل قلت :إنهم
كانوا يدعون بأنبيائهم و الصالحين قبلهم«.
ن :يا من هي من نسل » «2هارون أخي موسى )عليه السلم( ،كما يقال ت هاُرو َ خ َ و منها أن يكون معنى قوله يا ُأ ْ
للرجل :يا أخا بني تميم ،و يا أخا بني فلن.
ن قال: ت هاُرو َ خ َ ثم قال :و ذكر مقاتل بن سليمان في قوله تعالى يا ُأ ْ
روي عن النبي )صلى ال عليه و آله( أنه قال» :هارون هذا الذي ذكروه هو هارون أخو موسى )عليه السلم(«.
ن يا من هي من نسل » «3هارون ،كما قال تعالىَ :و ِإلى عاٍد َأخاُهْم ُهودًا » ت هاُرو َ خ َ ثم قال مقاتل :و تأويل يا ُأ ْ
َ ،«4و ِإلى َثُموَد َأخاُهْم صاِلحًا » «5يعني بأخيهم أنه من نسلهم و جنسهم.
قلت :قد تقدمت عن قريب رواية علي بن إبراهيم في هارون هذا ».«6
جَعَلِني َنِبّيا َو
ب َو َي اْلِكتا َ
ل آتاِن َ عْبُد ا ِّ
ل ِإّني َ
صِبّيا قا َ
ن ِفي اْلَمْهِد َ ن كا َ ف ُنَكّلُم َم ْ
ت ِإَلْيِه قاُلوا َكْي َ
قوله تعالىَ :فَأشاَر ْ
حّيا.
ت َ
صلِة َو الّزكاِة ما ُدْم ُ ت َو َأْوصاِني ِبال ّ ن ما ُكْن ُ جَعَلِني ُمباَركًا َأْي َ َ
-[13] /6874محمد بن يعقوب :عن عدة من أصحابنا ،عن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن ابن محبوب ،عن
هشام بن سالم ،عن يزيد الكناسي ،قال :سألت أبا جعفر )عليه السلم( :أ كان عيسى بن مريم )عليه السلم( حين
تكلم في المهد حجة ل على أهل زمانه؟ فقال» :كان يومئذ نبيا حجة ل غير مرسل ،أما تسمع لقوله حين قالِ :إّني
حّيا«؟ ت َصلِة َو الّزكاِة ما ُدْم ُ ت َو َأْوصاِني ِبال ّ ن ما ُكْن ُ جَعَلِني ُمباَركًا َأْي َ جَعَلِني َنِبّيا َو َب َو َ ي اْلِكتا َ ل آتاِن َ
عْبُد ا ِّ
َ
قلت :فكان يومئذ حجة ل على زكريا في تلك الحال و هو في المهد؟ فقال» :كان عيسى )عليه السلم( في تلك
الحال آية للناس ،و رحمة من ال لمريم حين تكلم فعبر عنها ،و كان نبيا حجة على من سمع كلمه في تلك الحال،
__________________________________________________
-12أمالي المرتضى .197 :2
-13الكافي [.....] .1 /313 :1
) (1في »ط« :النبيين.
) (2في »ج« :نساء.
) (3في »ج« :نساء.
) (4العراف .65 :7
) (5العراف .73 :7
) (6تقّدم عن تفسير القّمي في الحديث ) (1من تفسير هذه اليات.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص710 :
ثم صمت فلم يتكلم حتى مضت له سنتان ،و كان زكريا الحجة ل عز و جل على الناس بعد ما صمت عيسى
)عليه السلم( سنتين ،ثم مات زكريا )عليه السلم( فورثه ابنه يحيى الكتاب و الحكمة و هو صبي صغير ،أما
صِبّيا » ،«1فلما بلغ عيسى )عليه السلم( سبع سنين حْكَم َ ب ِبُقّوٍة َو آَتْيناُه اْل ُ
خِذ اْلِكتا َ
حيى ُ تسمع لقوله عز و جل يا َي ْ
تكلم بالنبوة و الرسالة ،حين أوحى ال تعالى إليه ،فكان عيسى )عليه السلم( الحجة على يحيى و على الناس
أجمعين ،و ليس تبقى الرض -يا أبا خالد -يوما واحدا بغير حجة ل على الناس منذ يوم خلق ال آدم )عليه
السلم( ،و أسكنه الرض«.
فقلت :جعلت فداك ،أ كان علي )عليه السلم( حجة من ال و رسوله على هذه المة في حياة رسول ال )صلى ال
عليه و آله(؟ فقال» :نعم ،يوم أقامه للناس ،و نصبه علما ،و دعاهم إلى وليته ،و أمرهم بطاعته«.
قلت :و كانت طاعة علي )عليه السلم( واجبة على الناس في حياة رسول ال )صلى ال عليه و آله( و بعد وفاته؟
فقال» :نعم« ،و لكنه صمت فلم يتكلم مع رسول ال )صلى ال عليه و آله( و كانت الطاعة لرسول ال )صلى ال
عليه و آله( على أمته و على علي )عليه السلم( في حياة رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،و كانت الطاعة من
ال و من رسوله على الناس كلهم لعلي )عليه السلم( بعد وفاة رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،و كان علي
)عليه السلم( حكيما عالما«.
-[14] /6875و عنه :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن صفوان بن يحيى ،قال :قلت
للرضا )عليه السلم( :قد كنا نسألك قبل أن يهب ال لك أبا جعفر )عليه السلم( ،فكنت تقول :يهب ال لي غلما،
فقد وهب ال لك ،فقر عيوننا ،فل أرانا ال يومك ،فإن كان كون فإلى من؟ فأشار بيده إلى أبي جعفر )عليه السلم(
و هو قائم بين يديه.
فقلت :جعلت فداك ،هذا ابن ثلث سنين؟ قال» :و ما يضر من ذلك ،قد قام عيسى )عليه السلم( ،بالحجة و هو
ابن ثلث سنين«.
-[15] /6876و عنه :عن عدة من أصحابنا ،عن سهل بن زياد ،عن يحيى بن المبارك ،عن عبد ال بن جبلة،
ت .قال» :نفاعا«. ن ما ُكْن ُ جَعَلِني ُمباَركًا َأْي َ
عن رجل ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( :في قول ال عز و جل َو َ
-[16] /6877و عنه :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن الحسن بن محبوب ،عن معاوية
بن وهب ،قال :سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن أفضل ما يتقرب به العباد إلى ربهم ،و أحب ذلك إلى ال عز
و جل ،ما هو؟
فقال» :ما أعلم شيئا بعد المعرفة أفضل من هذه الصلة ،أل ترى أن العبد الصالح عيسى بن مريم )عليه السلم(،
حّيا«.ت َ صلِة َو الّزكاِة ما ُدْم ُ قالَ :و َأْوصاِني ِبال ّ
__________________________________________________
-14الكافي .2 /314 :1
-15الكافي .11 /132 :2
-16الكافي .1 /264 :3
) (1مريم )عليها السلم( .12 :19
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص711 :
-[17] /6878و عنه :عن عدة عن أصحابنا ،عن أحمد بن محمد بن خالد ،عن شريف بن سابق ،عن الفضل ابن
أبي قرة ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،قال» :قال رسول ال )صلى ال عليه و آله( :مر عيسى بن مريم )عليه
السلم( بقبر يعذب صاحبه ،ثم مر به من قابل ،فإذا هو ل يعذب ،فقال :يا رب ،مررت بهذا القبر عام أول و كان
يعذب ،و مررت به العام فإذا هو ليس يعذب فأوحى ال إليه :أنه أدرك له ولد صالح فأصلح طريقا و آوى يتيما،
فلهذا غفرت له بما فعل ابنه ،ثم قال رسول ال )صلى ال عليه و آله( :ميراث ال عز و جل من عبده المؤمن ولد
ك َوِلّيا َيِرُثِني َون َلُدْن َ
ب ِلي ِم ْ
يعبده من بعده« .ثم تل أبو عبد ال )عليه السلم( آية زكريا )عليه السلم( :رب َفَه ْ
ضّيا ».««1
ب َر ِ
جَعْلُه َر ّ
ب َو ا ْ
ل َيْعُقو َ
نآِث ِم ْ
َيِر ُ
-[18] /6879علي بن إبراهيم :عن محمد بن جعفر ،قال :حدثني محمد بن أحمد ،عن يعقوب بن يزيد ،عن
جَعَلِني ُمباَركًا يحيى بن المبارك ،عن عبد ال بن جبلة ،عن رجل ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،في قولهَ :و َ
ت .قال» :نفاعا«. ن ما ُكْن ُ
َأْي َ
-[19] /6880ابن بابويه :قال :حدثنا أبي عن سعد بن عبد ال ،عن يعقوب بن يزيد ،عن يحيى بن المبارك ،عن
ت،
ن ما ُكْن ُ جَعَلِني ُمباَركًا َأْي َ عبد ال بن جبلة ،عن رجل ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،في قول ال عز و جلَ :و َ
قال» :نفاعا«.
-[20] /6881و عنه :بإسناده ،عن وهب بن منبه اليماني ،قال :إن يهوديا سأل النبي )صلى ال عليه و آله(،
فقال:
يا محمد ،أ كنت في ام الكتاب نبيا قبل أن تخلق؟ قال» :نعم« .قال :و هؤلء أصحابك المؤمنون مثبتون معك قبل
أن يخلقوا؟ قال» :نعم«.
قال :فما شأنك لم تتكلم بالحكمة حين خرجت من بطن أمك ،كما تكلم عيسى بن مريم على زعمك ،و قد كنت قبل
ذلك نبيا؟ فقال النبي )صلى ال عليه و آله(» :إنه ليس أمري كأمر عيسى بن مريم ،إن عيسى بن مريم خلقه ال
عز و جل من ام ليس له أب ،كما خلق ال آدم من غير أب و ل أم ،و لو أن عيسى حين خرج من بطن امه لم
ينطق بالحكمة ،لم يكن لمه عذر عند الناس ،و قد أتت به من غير أب و كانوا يأخذونها كما يؤخذ به مثلها من
المحصنات ،فجعل ال عز و جل منطقه عذرا لمه«.
-[21] /6882و عنه :عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق ،قال :حدثنا أحمد بن محمد الهمداني مولى بني هاشم،
قال :حدثنا جعفر بن عبد ال بن جعفر بن عبد ال بن جعفر بن محمد بن علي بن أبي طالب )عليه السلم( ،قال:
__________________________________________________
-17الكافي .12 /3 :6
-[6] /6901و عنه ،قال :حدثني محمد بن جعفر الرزاز ،عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ،و أحمد بن
الحسن بن علي بن فضال ،عن أبيه ،عن مروان بن مسلم ،عن بريد بن معاوية العجلي ،قال :قلت لبي عبد ال
)عليه السلم( :يا ابن رسول ال ،أخبرني عن إسماعيل الذي ذكره ال في كتابه ،حيث يقولَ :و اْذُكْر ِفي اْلِكتا ِ
ب
ل َنِبّيا أ كان إسماعيل بن إبراهيم )عليهما السلم( ،فإن الناس يزعمونسو ً
ن َر ُ
عِد َو كا َ
ق اْلَو ْ
ن صاِد َ
ل ِإّنُه كا َ
عي َ
سما ِ
ِإ ْ
أنه إسماعيل بن إبراهيم )عليهما السلم(؟
فقال )عليه السلم(» :إسماعيل مات قبل إبراهيم ،و إن إبراهيم كان حجة ل قائما ،صاحب شريعة ،فإلى من
أرسل إسماعيل إذن«.
فقلت :جعلت فداك ،فمن كان؟
فقال )عليه السلم(» :ذاك إسماعيل بن حزقيل النبي بعثه ال إلى قومه ،فكذبوه و قتلوه و سلخوا وجهه ،فغضب
ال عليهم ،فوجه إليه سطاطائيل » «2ملك العذاب ،فقال له :يا إسماعيل :أنا سطاطائيل ملك العذاب ،وجهني إليك
رب العزة لعذب قومك بأنواع العذاب إن شئت .فقال له إسماعيل :ل حاجة لي في ذلك يا سطاطائيل فأوحى ال
إليه :فما حاجتك يا إسماعيل؟ فقال إسماعيل :يا رب ،إنك أخذت الميثاق لنفسك بالربوبية ،و لمحمد بالنبوة ،و
لوصيه » «3بالولية ،و أخبرت خير خلقك بما تفعل أمته بالحسين بن علي )عليهما السلم( بعد نبيها ،و إنك
وعدت الحسين )عليه السلم( أن تكره إلى الدنيا ،حتى ينتقم بنفسه ممن فعل ذلك به ،فحاجتي إليك -يا رب -أن
تكرني إلى الدنيا ،حتى أنتقم ممن فعل ذلك بي كما تكر الحسين )عليه السلم( .فوعد ال إسماعيل بن حزقيل ذلك،
فهو يكر مع الحسين بن علي )صلوات ال عليهما(«.
-[7] /6902و عنه ،قال :حدثني محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار ،عن أبيه ،عن جده علي بن مهزيار ،عن
محمد بن سنان ،عمن ذكره ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،قال» :إن إسماعيل الذي قال ال تعالى في كتابه َو
ل َنِبّيا أخذ فسلخت فروة وجهه و رأسه ،فأتاه ملك، سو ًن َر ُعِد َو كا َ ق اْلَو ْن صاِد َ ل ِإّنُه كا َ
عي َ
سما ِب ِإ ْ
اْذُكْر ِفي اْلِكتا ِ
فقال :إن ال بعثني إليك ،فمرني بما شئت ،فقال :لي أسوة بالحسين بن علي )عليهما السلم(«.
-[8] /6903صاحب )الربعين( عن )الربعين( ،بإسناده عن أنس بن مالك ،عن رسول ال )صلى ال عليه و
آله( -في حديث -قال )صلى ال عليه و آله( فيه» :يا أنس ،من أراد أن ينظر إلى إسماعيل في صدقه -هو
إسماعيل بن حزقيل ،و هو
__________________________________________________
-6كامل الزيارات.3 /65 :
-7كامل الزيارات.4 /65 :
-8الربعين عن الربعين للخزاعي.27 /27 :
) -(1كامل الزيارات.2 /64 :
) (2في المصدر :اسطاطائيل ،في جميع المواضع.
) (3في المصدر :و لوصيائه[.....] .
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص721 :
ل -فلينظر إلى علي بن أبي طالب«. عي َ
سما ِ ب ِإ ْالذي ذكره ال في القرآنَ :و اْذُكْر ِفي اْلِكتا ِ
-[9] /6904المفيد في )الختصاص( :أحمد بن محمد بن عيسى ،عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ،عن ثعلبة بن
ل َنِبّيا علمنا الرسولسو ً
ن َر ُميمون ،عن زرارة ،قال :سألت أبا جعفر )عليه السلم( عن قول ال عز و جلَ :و كا َ
من النبي؟ فقال» :النبي :هو الذي يرى في منامه ،و يسمع الصوت ،و ل يعاين الملك ،و الرسول :يعاين الملك و
يكلمه«.
قلت :فالمام ،ما منزلته؟ قال» :يسمع الصوت ،و ل يرى ،و ل يعاين الملك« ،ثم تل هذه الية» :و ما أرسلنا من
قبلك من رسول و ل نبي و ل محدث« ».«1
قوله تعالى:
عِلّيا ][57 -56
صّديقًا َنِبّيا َو َرَفْعناُه َمكانًا َ
ن ِ س ِإّنُه كا َ
ب ِإْدِري َ
َو اْذُكْر ِفي اْلِكتا ِ
-[1] /6905محمد بن يعقوب :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن عمرو بن عثمان ،عن مفضل بن صالح ،عن
جابر ،عن أبي جعفر )عليه السلم( ،قال» :قال رسول ال )صلى ال عليه و آله( :أخبرني جبرئيل )عليه
السلم( ،أن ملكا من ملئكة ال كانت له منزلة عند ال عز و جل منزلة عظيمة ،فغضب » «2عليه ،فاهبط من
السماء إلى الرض ،فأتى إدريس )عليه السلم( ،فقال :إن لك من ال منزلة ،فاشفع لي عند ربك ،فصلى ثلث
ليال ل يفتر ،و صام أيامها ل يفطر ،ثم طلب إلى ال عز و جل في السحر ،في الملك.
فقال الملك :إنك قد أعطيت سؤلك ،و قد اطلق لي جناحي ،و أنا أحب أن اكافئك ،فاطلب إلي حاجة ،فقال :تريني
ملك الموت لعلي آنس به ،فإنه ليس يهنئني مع ذكره شيء فبسط جناحه ،ثم قال :اركب فصعد به يطلب ملك
الموت في السماء الدنيا ،فقيل له :اصعد فاستقبله بين السماء الرابعة و الخامسة ،فقال الملك :يا ملك الموت ،مالي
أراك قاطبا؟ قال :العجب إني تحت ظل العرش حيث أمرت أن اقبض روح آدمي بين السماء الرابعة و الخامسة
فسمع إدريس )عليه السلم( فامتعض ،فخر من جناح الملك ،فقبض روحه مكانه ،و قال ال عز و جل َو َرَفْعناُه
عِلّيا«.
َمكانًا َ
__________________________________________________
-9الختصاص.328 :
-1الكافي .26 /257 :3
) (1الحج ،52 :22و لكن لفظة »و ل محّدث« ليست في الية ،إّنما هو في قراءة أهل البيت )عليهم السلم( ،و
في تفسير القرطبي 79 :12و الدر المنثور 65 :6عن ابن عباس أيضا ،و المحّدث ،بفتح الدال المشّددة :الذي
يحّدثه الملك ،انظر »الوافي .«74 :2
) (2في »ط« و المصدر :فتعّتب ،أي وجد.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص722 :
-[2] /6906علي بن إبراهيم ،قال :حدثني أبي ،عن محمد بن أبي عمير ،عمن حدثه ،عن أبي عبد ال )عليه
السلم( ،قال» :إن ال تبارك و تعالى غضب على ملك من الملئكة ،فقطع جناحه ،و ألقاه في جزيرة من جزائر
البحر ،فبقي ما شاء ال في ذلك البحر ،فلما بعث ال إدريس )عليه السلم( ،جاء ذلك الملك إليه ،فقال :يا نبي ال،
ادع ال لي أن يرضى عني ،و يرد علي جناحي .قال :نعم فدعا له إدريس )عليه السلم( ،فرد عليه جناحه ،و
رضي عنه.
فقال الملك لدريس :أ لك إلي حاجة؟ قال :نعم ،أحب أن ترفعني إلى السماء ،حتى أنظر إلى ملك الموت ،فإنه ل
عيش لي مع ذكره ،فأخذه الملك على جناحه ،حتى انتهى به إلى السماء الرابعة ،فإذا ملك الموت يحرك رأسه
تعجبا ،فسلم إدريس على ملك الموت ،و قال له :مالك تحرك رأسك؟ قال :إن رب العزة أمرني أن أقبض روحك
بين السماء الرابعة و الخامسة فقلت :يا رب ،و كيف هذا ،و غلظ السماء الرابعة مسيرة خمسمائة عام ،و من
السماء الرابعة إلى السماء الثالثة مسيرة خمسمائة عام ،و غلظ السماء الثالثة خمسمائة عام ،و من السماء الثالثة
إلى السماء الثانية مسيرة خمسمائة عام ،و كل سماء و ما بينهما كذلك ،فكيف يكون هذا؟ ثم قبض روحه بين
عِلّيا« .قال» :و سمي إدريس لكثرة دراسته للكتب« ».«1 السماء الرابعة و الخامسة ،و هو قولهَ :و َرَفْعناُه َمكانًا َ
-[3] /6907و عنه :عن أبيه ،عن محمد بن أبي عمير ،عن هشام بن سالم ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،عن
رسول ال )صلى ال عليه و آله( في حديث السراء ،قال )صلى ال عليه و آله(» :ثم صعدت إلى السماء
الرابعة ،و إذا فيها رجل ،فقلت :من هذا ،يا جبرئيل؟ قال :هذا إدريس رفعه ال مكانا عليا ،فسلمت عليه و سلم
علي ،و استغفرت له و استغفر لي«.
قوله تعالى:
ن َتِقّيا ] -[1] /6908 [63 -58علي بن إبراهيم ،قال :قوله ن كا َ عَلْيِهْم -إلى قوله تعالىَ -م ْ ل َن َأْنَعَم ا ُّ ك اّلِذي َ
ُأولِئ َ
صلةَ َو اّتَبُعوا عوا ال ّ ف و هو الرديء » ،«2و الدليل على ذلك قوله تعالى َأضا ُ خْل ٌن َبْعِدِهْم َ ف ِم ْ خَل َتعالى َف َ
جّنَة َو
ن اْل َخُلو َ ك َيْد ُل صاِلحًا َفُأولِئ َ عِم َ ن َو َ ب َو آَم َن تا َ ل َم ْ
غّيا .ثم استثنى عز و جل ،فقالِ :إ ّ ن َ ف َيْلَقْو َسْو َ ت َف َ
شَهوا ِ ال ّ
شْيئًا.
ن َ ظَلُمو َ ل ُي ْ
__________________________________________________
-2تفسير القّمي .51 :2
-3تفسير القّمي .8 :2
-1تفسير القّمي .52 :2
) (1في »ج ،ي« :للحديث.
) (2في المصدر :الدنيء.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص723 :
-[2] /6909محمد بن العباس ،قال :حدثنا جعفر بن محمد الرازي ،عن محمد بن الحسين ،عن محمد بن أبي
عمير ،عن عمر بن أذينة ،عن بريد بن معاوية ،عن محمد بن مسلم ،عن أبي جعفر )عليه السلم( ،قال» :كان
عَلْيِهْم آيا ُ
ت جَتَبْينا ِإذا ُتْتلى َ ن َهَدْينا َو ا ْ علي بن الحسين )عليهما السلم( يسجد في سورة مريم ،حين يقولَ :و ِمّم ْ
جدًا َو ُبِكّيا و يقول :نحن عنينا ،و نحن أهل الهدى » «1و الصفوة«. سّ خّروا ُ ن َ حم ِ الّر ْ
-[3] /6910و عنه ،قال :حدثنا محمد بن همام بن سهيل ،عن محمد بن إسماعيل العلوي ،عن عيسى بن داود
ن َأْنَعَم ا ُّ
ل ك اّلِذي َالنجار ،عن أبي الحسن موسى بن جعفر )عليه السلم( ،قال :سألته عن قول ال عز و جلُ :أولِئ َ
جَتَبْينا ِإذا ُتْتلى ن َهَدْينا َو ا ْ ل َو ِمّم ْ سراِئي َ ن ُذّرّيِة ِإْبراِهيَم َو ِإ ْح َو ِم ْ حَمْلنا َمَع ُنو ٍ ن َ ن ُذّرّيِة آَدَم َو ِمّم ْ
ن ِم ْ ن الّنِبّيي َ
عَلْيِهْم ِم َ
َ
جدًا َو ُبِكّيا.
سّخّروا ُ ن َ حم ِ ت الّر ْ عَلْيِهْم آيا َُ
جَتَبْينا فهم- ن َهَدْينا َو ا ْ قال» :نحن ذرية إبراهيم ،و نحن المحمولون مع نوح ،و نحن صفوة ال ،و أما قولهَ :و ِمّم ْ
و ال -شيعتنا الذين هداهم ال لمودتنا و اجتباهم لديننا ،فحيوا عليه ،و ماتوا عليه ،و وصفهم ال بالعبادة ،و
ن َبْعِدِهْمف ِم ْ خَل َ جدًا َو ُبِكّيا ،ثم قال عز و جلَ :ف َ سّخّروا ُ ن َحم ِ ت الّر ْ عَلْيِهْم آيا ُالخشوع ،و رقة القلب ،فقالِ :إذا ُتْتلى َ
غّيا .و هو جبل من صفر يدور في جهنم ،ثم قال عز و ن َ ف َيْلَقْو َ
سْو َ ت َف َشَهوا ِ صلَة َو اّتَبُعوا ال ّ عوا ال ّ ف َأضا ُ خْل ٌ
َ
شْيئًا إلى قوله :كا َ
ن ن َ ظَلُمو َ جّنَة َو ل ُي ْ ن اْل َ
خُلو َك َيْد ُ
ل صاِلحًا َفُأولِئ َ عِم َن َو َ ب من غش آل محمد َو آَم َ ن تا َ ل َم ْ جلِ :إ ّ
َتِقّيا«.
عُدهُ َمْأِتّيا لن َو ْ ب ِإّنُه كا َعباَدُه ِباْلَغْي ِ
ن ِ حم ُ عَد الّر ْن اّلِتي َو َ عْد ٍ
ت َ جّنا ِ -[4] /6911علي بن إبراهيم ،قال :و قولهَ :
شّيا قال :ذلك في جنات الدنيا قبل عِ سلمًا َو َلُهْم ِرْزُقُهْم ِفيها ُبْكَرةً َو َ ل َن ِفيها -يعني في الجنةَ -لْغوًا ِإ ّ سَمُعو َ َي ْ
شّيا فالبكرة و العشي ل تكون في الخرة في جنات الخلد ،و إنما يكون عِالقيامة ،و الدليل على ذلك قولهُ :بْكَرًة َو َ
الغدو و العشي في جنات الدنيا التي تنتقل إليها أرواح المؤمنين ،و تطلع فيها الشمس و القمر.
-[5] /6912محمد بن يعقوب :عن عدة من أصحابنا ،عن أحمد بن محمد و سهل بن زياد و علي بن إبراهيم،
عن أبيه ،جميعا ،عن ابن محبوب ،عن علي بن رئاب ،عن ضريس الكناسي ،قال :سألت أبا جعفر )عليه السلم(،
إن الناس يذكرون أن فراتنا يخرج من الجنة ،فكيف و هو يقبل من المغرب ،و تصب فيه العيون و الودية؟! قال:
فقال أبو جعفر )عليه السلم( و أنا أسمع» :إن ل جنة خلقها في المغرب ،و ماء فراتكم يخرج منها ،و إليها تخرج
أرواح المؤمنين من حفرهم عند كل مساء ،فتسقط على ثمارها ،و تأكل منها ،و تتنعم فيها ،و تتلقى
__________________________________________________
-2تأويل اليات .11 /305 :1
-3تأويل اليات .12 /305 :1
-4تفسير القّمي .52 :2
-5الكافي .1 /246 :3
) (1في »ج« :الحبوة[.....] .
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص724 :
و تتعارف » ،«1فإذا طلع الفجر هاجت من الجنة ،فكانت في الهواء ،فيما بين السماء و الرض ،تطير ذاهبة و
جائية ،و تعهد حفرها إذا طلعت الشمس ،و تتلقى في الهواء ،و تتعارف -قال -و إن ل نارا في المشرق ،خلقها
ليسكنها أرواح الكفار ،و يأكلون من زقومها ،و يشربون من حميمها ليلهم ،فإذا طلع الفجر هاجت إلى واد باليمن،
يقال له برهوت ،أشد حرا من نيران الدنيا ،كانوا فيها يتلقون ،و يتعارفون ،فإذا كان المساء عادوا إلى النار ،فهم
كذلك إلى يوم القيامة«.
قال :قلت :أصلحك ال ،فما حال الموحدين المقرين بنبوة محمد )صلى ال عليه و آله( من المسلمين المذنبين،
الذين يموتون و ليس لهم إمام ،و ل يعرفون وليتكم؟
فقال» :أما هؤلء فإنهم في حفرهم ،ل يخرجون منها ،فمن كان له عمل صالح ،و لم تظهر منه عداوة ،فإنه يخد
له خد إلى الجنة التي خلقها ال في المغرب ،فيدخل عليه منها الروح في حفرته إلى يوم القيامة ،فيلقى ال،
فيحاسبه بحسناته و سيئاته ،فإما إلى الجنة ،و إما إلى النار ،فهؤلء موقوفون لمر ال ،و كذلك يفعل ال
بالمستضعفين ،و البله ،و الطفال ،و أولد المسلمين الذين لم يبلغوا الحلم.
فأما النصاب من أهل القبلة ،فإنهم يخد لهم خد إلى النار التي خلقها ال بالمشرق ،فيدخل عليهم منها اللهب و
الشرر و الدخان و فورة الحميم ،إلى يوم القيامة ،ثم مصيرهم إلى الجحيم ،ثم في النار يسجرون ،ثم قيل لهم :أين
ما كنتم تدعون من دون ال ،أين إمامكم الذي اتخذتموه دون المام الذي جعله ال للناس إماما؟«.
-[6] /6913و عنه :عن عدة من أصحابنا ،عن سهل بن زياد ،عن عبد الرحمن بن أبي نجران ،عن مثنى
الحناط ،عن أبي بصير ،قال :قال أبو عبد ال )عليه السلم(» :إن أرواح المؤمنين لفي شجرة من الجنة ،يأكلون
من طعامها ،و يشربون من شرابها ،و يقولون :ربنا أقم الساعة لنا ،و أنجز لنا ما وعدتنا ،و ألحق آخرنا بأولنا«.
-[7] /6914و عنه :عن عدة من أصحابنا ،عن سهل بن زياد ،عن إسماعيل بن مهران ،عن درست بن أبي
منصور ،عن ابن مسكان ،عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،قال» :إن الرواح في صفة الجساد،
في شجرة في الجنة ،تتعارف و تتساءل ،فإذا قدمت الروح على الرواح ،تقول :دعوها فإنها قد أقبلت » «2من
هول عظيم ثم يسألونها ،ما فعل فلن ،و ما فعل فلن؟ فإن قالت لهم :تركته حيا ارتجوه ،و إن قالت :قد هلك
قالوا :قد هوى هوى«.
-[8] /6915و عنه :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن محمد بن عثمان ،عن أبي بصير،
قال :سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن أرواح المؤمنين.
__________________________________________________
-6الكافي .2 /244 :3
-7الكافي .3 /244 :3
-8الكافي .4 /244 :3
) (1في »ي ،ط« :و تتفارق.
) (2في المصدر :أفلتت.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص725 :
فقال» :في حجرات في الجنة ،يأكلون من طعامها ،و يشربون من شرابها ،و يقولون :ربنا أقم لنا الساعة ،و أنجز
لنا ما وعدتنا ،و ألحق آخرنا بأولنا«.
-[9] /6916و عنه :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن الحسين بن سعيد ،عن النضر بن سويد ،عن
علي بن الصلت ،عن ابن أخي شهاب بن عبد ربه ،قال :شكوت إلى أبي عبد ال )عليه السلم( ما ألقى من
الوجاع و التخم ،فقال لي» :تغد و تعش ،و ل تأكل بينهما شيئا ،فإن فيه فساد البدن ،أما سمعت ال عز و جل
شّيا«.
عِيقولَ :و َلُهْم ِرْزُقُهْم ِفيها ُبْكَرًة َو َ
-[10] /6917الحسين بن بسطام في كتاب )طب الئمة )عليهم السلم(( :عن محمد بن عبد ال العسقلني ،قال:
حدثنا النضر بن سويد ،عن علي بن الصلت ،عن ابن أخي شهاب ،قال :شكوت إلى أبي عبد ال )عليه السلم(
الوجاع و التخم؟
فقال» :تغد و تعش ،و ل تأكل بينهما شيئا ،فإن فيه فساد البدن ،أما سمعت ال تعالى يقولَ :و َلُهْم ِرْزُقُهْم ِفيها ُبْكَرًة
شّيا؟«.
عَِو َ
قوله تعالى:
سّيا ][64 ك َن ِن َرّب ََو ما كا َ
-[1] /6918ابن بابويه :بإسناده عن أمير المؤمنين )عليه السلم( -في حديثه في جواب الشاك -قال» :و أما
قوله:
سّيا ،فإن ربنا تبارك و تعالى علوا كبيرا ليس بالذي ينسى ،و ل يغفل ،بل هو الحفيظ العليم ،و قد ك َن ِ ن َرّب َ َو ما كا َ
يقول العرب في باب النسيان :قد نسينا فلن فل يذكرنا أي إنه ل يأمر لنا » «1بخير ،و ل يذكرنا به«.
و سيأتي الحديث بطوله مسندا في آخر الكتاب إن شاء ال تعالى ».««2
قوله تعالى:
شْيئًا ] -[2] /6919 [67 -66و قال علي بن إبراهيم :قوله ك َ ت -إلى قوله تعالىَ -و َلْم َي ُ ن َأ ِإذا ما ِم ّ لْنسا ُ ل ا َِْو َيُقو ُ
عز و جل يحكي قول الدهرية الذين أنكروا البعث ،فقال:
__________________________________________________
-9الكافي .2 /288 :6
-10طب الئمة.59 :
-1التوحيد.260 :
-2تفسير القمي .52 :2
) (1في »ي ،ط« :يأمرنا.
) (2يأتي في الباب الول من خاتمة الكتاب )باب في رد متشابه القرآن إلى تأويله(.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص726 :
شْيئًا أي لم يكن ثم ك َل َو َلْم َي ُ ن َقْب ُ
خَلْقناهُ ِم ْ
ن َأّنا َ لْنسا ُ حّيا َأ َو ل َيْذُكُر ا ِْ ج َ خَر ُ ف ُأ ْسْو َ ت َل َ
ن َأ ِإذا ما ِم ّ لْنسا ُ ل ا ِْ َو َيُقو ُ
ذكره.
-[2] /6920محمد بن يعقوب :عن أحمد بن مهران ،عن عبد العظيم بن عبد ال الحسني ،عن علي بن أسباط،
عن خلف بن حماد ،عن ابن مسكان ،عن مالك الجهني ،قال :سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قوله تعالى:
شْيئًا .فقال» :ل مقدرا ،و ل مكونا«. ك َ ل َو َلْم َي ُ ن َقْب ُخَلْقناُه ِم ْ
ن َأّنا َ لْنسا ُ َأ َو ل َيْذُكُر ا ِْ
شْيئًا َمْذُكورًا » «1قال» :كان مقدرا غير ن َ ن الّدْهِر َلْم َيُك ْ ن ِم َحي ٌ ن ِ لْنسا ِ عَلى ا ِْ ل َأتى َ قال :و سألته عن قولهَ :ه ْ
مذكور«.
-[3] /6921أحمد بن محمد بن خالد البرقي :عن أبيه :عن إسماعيل بن إبراهيم ،و محمد بن أبي عمير ،عن عبد
عَلى ل َأتى َ ال بن بكير ،عن زرارة ،عن حمران ،قال :سألت أبا جعفر )عليه السلم( :عن قول ال عز و جلَ :ه ْ
شْيئًا َمْذُكورًا » «2فقال» :كان شيئا ،و لم يكن مذكورا«. ن َ ن الّدْهِر َلْم َيُك ْ ن ِم َ حي ٌ ن ِ لْنسا ِ ا ِْ
شْيئًا؟ قال» :لم يكن شيئا في كتاب ،و ل علم«. ك َ ل َو َلْم َي ُن َقْب ُخَلْقناُه ِم ْ ن َأّنا َ لْنسا ُ قلت :فقولهَ :أ َو ل َيْذُكُر ا ِْ
قوله تعالى:
جِثّيا ] -[1] /6922 [72 -68علي بن ن ِفيها ِ ظاِلِمي َن -إلى قوله تعالىَ -و َنَذُر ال ّ طي َشيا ِ شَرّنُهْم َو ال ّ حُ ك َلَن َْفَو َرّب َ
جِثّيا
جَهّنَم ِل َ حْو َ
ضَرّنُهْم َ ح ِ ن ُثّم َلُن ْطي َشيا ِ
شَرّنُهْم َو ال ّ حُ ك يا محمد َلَن ْ إبراهيم :ثم أقسم عز و جل بنفسه ،فقالَ :فَو َرّب َ
قال :على ركبهم.
جِثّيا يعني ن ِفيها ِ ظاِلِمي َ
ن اّتَقْوا َو َنَذُر ال ّ جي اّلِذي َ ضّيا ُثّم ُنَن ّحْتمًا َمْق ِ ك َ على َرّب َ ن َ ل واِرُدها كا َ ن ِمْنُكْم ِإ ّقال :قولهَ :و ِإ ْ
سنى حْت َلُهْم ِمّنا اْل ُ
سَبَق ْن َ ن اّلِذي َ في البحار إذا تحولت نيرانا يوم القيامة .و في حديث آخر بأنها منسوخة بقولهِ :إ ّ
ن ».«3 عْنها ُمْبَعُدو َ ك َ ُأولِئ َ
__________________________________________________
-2الكافي .5 /114 :1
-3المحاسن.234 /243 :
-1تفسير القّمي 266 :الطبعة الحجرية[.....] .
) (1الدهر .1 :76
) (2الدهر.1 :76 :
) (3النبياء .101 :21
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص727 :
-[2] /6923ثم قال علي بن إبراهيم :أخبرنا أحمد بن إدريس ،قال :حدثني أحمد بن محمد بن عيسى ،عن علي
ل واِرُدها. ن ِمْنُكْم ِإ ّبن الحكم ،عن الحسين بن أبي العلء ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،في قولهَ :و ِإ ْ
قال» :أما تسمع الرجل يقول :وردنا ماء بني فلن ،فهو الورود » ،«1و لم يدخله«.
قوله تعالى:
ن َنِدّيا -إلى قوله تعالىَ -أْو سُ حَخْيٌر َمقامًا َو َأ ْ ي اْلَفِريَقْينِ َ ن آَمُنوا َأ ّ ن َكَفُروا ِلّلِذي َ ل اّلِذي َ ت قا َعَلْيِهْم آياُتنا َبّينا ٍ َو ِإذا ُتْتلى َ
سَمُع َلُهْم ِرْكزًا ][98 -73 َت ْ
-[1] /6924محمد بن يعقوب :عن محمد بن يحيى ،عن سلمة بن الخطاب ،عن الحسن بن عبد الرحمن ،عن
عَلْيِهْم آياُتنا
علي بن أبي حمزة ،عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،في قول ال عز و جلَ :و ِإذا ُتْتلى َ
ن َندِّيا.سُ حَ خْيٌر َمقامًا َو َأ ْ ن َ ي اْلَفِريَقْي ِ ن آَمُنوا َأ ّ ن َكَفُروا ِلّلِذي َ ل اّلِذي َ ت قا ََبّينا ٍ
ن َكَفُروا من قريش ل اّلِذي َ
قال» :كان رسول ال )صلى ال عليه و آله( دعا قريشا إلى وليتنا ،فنفروا و أنكروا ،قا َ
ن َنِدّيا،
سُحَخْيٌر َمقامًا َو َأ ْن َي اْلَفِريَقْي ِ
ن آَمُنوا ،الذين أقروا لمير المؤمنين )عليه السلم( و لنا أهل البيت َأ ّ ِلّلِذي َ
ن َأثاثًا َو ِرْءيًا«. سُحَن من المم السالفة ُهْم َأ ْ ن َقْر ٍ تعييرا منهم ،فقال ال ردا عليهمَ :و َكْم َأْهَلْكنا َقْبَلُهْم ِم ْ
ن َمّدا؟ قال» :كلهم كانوا في الضللة ل يؤمنون بولية أمير حم ُضلَلِة َفْلَيْمُدْد َلُه الّر ْ ن ِفي ال ّ ن كا َ ل َم ْقلت :قولهُ :ق ْ
المؤمنين )عليه السلم( ،و ل بوليتنا ،فكانوا ضالين مضلين ،فيمد لهم في ضللتهم و طغيانهم حتى يموتوا،
فيصيرهم شرا مكانا و أضعف جندا«.
جْندًا؟ قال: ف ُضَع ُ شّر َمكانًا َو َأ ْ ن ُهَو َ ن َم ْ سَيْعَلُمو َ
عَة َف َ
سا َب َو ِإّما ال ّ ن ِإّما اْلَعذا َ عُدو َ حّتى ِإذا َرَأْوا ما ُيو َ قلت :قولهَ :
ن فهو خروج القائم )عليه السلم( ،و الساعة ،فسيعلمون ذلك اليوم ،و ما نزل عُدو َ حّتى ِإذا َرَأْوا ما ُيو َ »أما قوله َ
جْندًا«.ف ُ ضَع ُشّر َمكانًا يعني عند القائم )عليه السلم( َو َأ ْ ن ُهَو َ بهم من ال على يدي وليه » ،«2فذلك قولهَ :م ْ
__________________________________________________
-2تفسير القّمي .52 :2
-1الكافي .90 /357 :1
) (1في المصدر :الورد.
) (2في المصدر ،و »ط« نسخة بدل :قائمه.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص728 :
ى؟ قال» :يزيدهم ذلك اليوم هدى على هدى ،باتباعهم القائم )عليه السلم( ن اْهَتَدْوا ُهد ً ل اّلِذي َقلت :قولهَ :و َيِزيُد ا ُّ
حيث ل يجحدونه ،و ل ينكرونه«.
عْهدًا؟ قال» :إل من دان ال بولية أمير المؤمنين ن َ حم ِعْنَد الّر ْ خَذ ِ ن اّت َ
ل َم ِ عَة ِإ ّ شفا َ ن ال ّقلت :قوله تعالى ل َيْمِلُكو َ
)عليه السلم( ،و الئمة من بعده ،فهو العهد عند ال«.
ن ُوّدا؟ قال» :ولية أمير المؤمنين )عليه السلم( حم ُل َلُهُم الّر ْ جَع ُ
سَي ْ
ت َ صاِلحا ِ عِمُلوا ال ّ ن آَمُنوا َو َ ن اّلِذي َ
قلت :قولهِ :إ ّ
هي الود الذي قال ال تعالى«.
ن َو ُتْنِذَر ِبِه َقْومًا ُلّدا؟ قال» :إنما يسره ال على لسانه حين أقام شَر ِبِه اْلُمّتِقي َ ك ِلُتَب ّ
سْرناُه ِبِلساِن َ قلت :قولهَ :فِإّنما َي ّ
أمير المؤمنين )عليه السلم( علما ،فبشر به المؤمنين ،و أنذر به الكافرين ،و هم الذين ذكرهم ال في كتابه لدا،
أي كفارا«.
ن َأثاثًا َو ِرْءيًا .قال :عنى به الثياب ،و سُ حَ ن ُهْم َأ ْن َقْر ٍ
-[2] /6925علي بن إبراهيم ،في قولهَ :و َكْم َأْهَلْكنا َقْبَلُهْم ِم ْ
الكل ،و الشرب.
-[3] /6926قال :و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر )عليه السلم( ،قال» :الثاث :المتاع ،و أما الرئيا:
فالجمال و المنظر الحسن«.
ى ،رد على من زعم أن اليمان ل يزيد و ل ينقص ،و قوله: ن اْهَتَدْوا ُهد ً ل اّلِذي َ
قال :و قولهَ :و َيِزيُد ا ُّ
خْيٌر َمَرّدا قال :الباقيات الصالحات ،و هو قول المؤمن :سبحان ال ،و ك َثوابًا َو َ عْنَد َرّب َ خْيٌر ِت َ صاِلحا ُ ت ال ّ َو اْلباِقيا ُ
الحمد ل و ل إله إل ال ،و ال أكبر.
-[4] /6927ثم قال علي بن إبراهيم :حدثني أبي ،عن محمد بن أبي عمير ،عن جميل ،عن أبي عبد ال )عليه
السلم( ،قال» :قال رسول ال )صلى ال عليه و آله( :لما أسري بي إلى السماء دخلت الجنة ،فرأيتها قيعانا يققا »
،«1و رأيت فيها ملئكة يبنون لبنة من ذهب و لبنة من فضة ،و ربما أمسكوا ،فقلت لهم :ما لكم :ربما بنيتم و
ربما أمسكتم؟ فقالوا :حتى تجيئنا النفقة ،قلت لهم :و ما نفقتكم؟ فقالوا :قول المؤمن في الدنيا :سبحان ال ،و الحمد
ل ،و ل إله إل ال ،و ال أكبر ،فإذا قال بنينا ،و إذا أمسك أمسكنا«.
و عنه ،قال :حدثني أبي ،عن حماد ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :قال النبي )صلى ال عليه و آله( :لما
أسري بي إلى السماء دخلت الجنة ،فرأيت فيها قيعانا يققا ،و رأيت فيها ملئكة يبنون لبنة من ذهب ،و لبنة من
فضة« ،و ساق الحديث ».«2
__________________________________________________
-2تفسير القّمي .52 :2
-3تفسير القّمي .52 :2
-4تفسير القّمي .53 :2
) (1اليقق :الشديد البياض» .لسان العرب -يقق.«387 :10 -
) (2تفسير القّمي .21 :1
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص729 :
الشيخ في )أماليه( :بإسناده عن حماد بن عثمان ،عن جعفر بن محمد ،عن آبائه )صلوات ال عليهم( ،عن علي
)عليه السلم(» :أن رسول ال )صلى ال عليه و آله( قال :لما أسري بي إلى السماء دخلت الجنة ،فرأيت فيها
قيعانا يققا من مسك ،و رأيت فيها ملئكة يبنون لبنة من ذهب ،و لبنة من فضة« ،الحديث إلى آخره ».«1
-[5] /6928علي بن إبراهيم ،قال :حدثني أبي ،عن حماد ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،قال» :قال رسول ال
)صلى ال عليه و آله( :لما أسري بي إلى السماء دخلت الجنة ،فرأيت قصرا من ياقوتة حمراء ،يرى داخلها من
خارجها ،و خارجها من داخلها من ضيائها ،و فيها بنيان من در و زبرجد ،فقلت :يا جبرئيل ،لمن هذا القصر؟
فقال :هذا لمن أطاب الكلم ،و أدام الصيام ،و أطعم الطعام ،و تهجد بالليل و الناس نيام.
فقال أمير المؤمنين )عليه السلم( :يا رسول ال ،و في أمتك من يطيق هذا؟ فقال :ادن مني يا علي فدنا منه ،فقال:
أ تدري ما إطابة الكلم؟ قال :ال و رسوله أعلم .قال :من قال :سبحان ال ،و الحمد ل و ل إله إل ال ،و ال أكبر.
ثم قال:
أ تدري ما إدامة الصيام؟ قال :ال و رسوله أعلم .قال :من صام شهر رمضان ،و لم يفطر منه يوما .أو تدري ما
إطعام الطعام؟ قال :ال و رسوله أعلم .قال :من طلب لعياله ما يكف به وجوههم عن الناس .أو تدري ما التهجد
بالليل و الناس نيام؟ قال :ال و رسوله أعلم .قال :من لم ينم حتى يصلي العشاء الخرة ،و يعني بالناس نيام:
اليهود و النصارى ،فإنهم ينامون فيما بينهما«.
-[6] /6929علي بن إبراهيم ،قال :و في رواية أبي الجارود ،عن أبي جعفر )عليه السلم( ،في قوله تعالى:
ل َو َوَلدًا.ن ما ً لوَتَي ّل َُت اّلِذي َكَفَر ِبآياِتنا َو قا َ َأ َفَرَأْي َ
قال» :و ذلك أن العاص بن وائل القرشي ثم السهمي ،و هو أحد المستهزئين ،و كان لخباب بن الرت على
العاص بن وائل حق ،فأتاه يتقاضاه ،فقال له العاص :ألستم تزعمون أن في الجنة الذهب و الفضة و الحرير؟ قال:
ب َأِم
طَلَع اْلَغْي َبلى ،قال :فموعد ما بيني و بينك الجنة ،فو ال لوتين فيها خيرا مما أوتيت في الدنيا :يقول ال َأ ّ
خُذوا ِم ْ
ن ل َو َيْأِتينا َفْردًا َو اّت َب َمّدا َو َنِرُثُه ما َيُقو ُن اْلَعذا ِ
ل َو َنُمّد َلُه ِم َب ما َيُقو ُ سَنْكُت ُ
ل َ عْهدًا َك ّن َ حم ِعْنَد الّر ْ خَذ ِ اّت َ
ضّدا ،و الضد :القرين الذي يقرن »«2 عَلْيِهمْ ِ ن َن ِبِعباَدِتِهْم َو َيُكوُنو َ
سَيْكُفُرو َ ل َ عّزا َك ّ ل آِلَهًة ِلَيُكوُنوا َلُهْم ِ
ن ا ُِّدو ِ
به«.
-[7] /6930قال علي بن إبراهيم :حدثنا جعفر بن أحمد ،قال :حدثنا عبد ال بن موسى ،قال :حدثنا الحسن ابن
ل آِلَهًة
ن ا ِّ ن ُدو ِ خُذوا ِم ْعلي بن أبي حمزة ،عن أبيه ،عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،في قولهَ :و اّت َ
ضّدا .قال» :يوم القيامة ،أي يكون هؤلء الذين عَلْيِهْم ِن َ ن ِبِعباَدِتِهْم َو َيُكوُنو َ سَيْكُفُرو َل َ عّزا َك ّ ِلَيُكوُنوا َلُهْم ِ
__________________________________________________
-5تفسير القّمي .21 :1
-6تفسير القّمي [.....] .54 :2
-7تفسير القّمي .55 :2
) (1المالي .88 :2
) (2في المصدر :يقترن.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص730 :
اتخذوهم آلهة من دون ال عليهم ضدا يوم القيامة ،و يتبرءون منهم ،و من عبادتهم إلى يوم القيامة«.
ثم قال» :ليست العبادة هي الركوع و السجود ،و إنما هي طاعة الرجال ،من أطاع مخلوقا في معصية الخالق فقد
عبده«.
ن َتُؤّزُهْم َأّزا.
عَلى اْلكاِفِري َ ن َطي َ
شيا ِسْلَنا ال ّ
-[8] /6931علي بن إبراهيم :قوله تعالى َأّنا َأْر َ
قال :لما طغوا فيها و في فتنتها » ،«1و في طاعتهم ،مد لهم في طغيانهم و ضللهم ،و أرسل عليهم شياطين
عَلْيِهْم ِإّنمال َ جْ النس و الجنَ :تُؤّزُهْم َأّزا أي تحثهم حثا » ،«2و تحضهم على طاعتهم و عبادتهم ،فقال الَ :فل َتْع َ
عّدا أي في طغيانهم ،و فتنتهم ،و كفرهم. َنُعّد َلُهْم َ
-[9] /6932علي بن إبراهيم أيضا ،قال :نزلت في ما نعي الخمس و الزكاة و المعروف ،يبعث ال عليهم سلطانا
أو شيطانا ،فينفق ما يجب عليه من الزكاة و الخمس في غير طاعة ال ،و يعذبه ال على ذلك.
عّدا فقال لي» :ما هو عندك؟« قلت :عد اليام ،قال» :ل ،إن الباء و عَلْيِهْم ِإّنما َنُعّد َلُهْم َ
ل َجْ و قوله تعالىَ :فل َتْع َ
المهات ليحصون ذلك ،و لكن عدد النفاس« ».«3
-[10] /6933محمد بن يعقوب :عن محمد بن يحيى ،عن الحسين بن إسحاق ،عن علي بن مهزيار ،عن علي بن
إسماعيل الميثمي ،عن عبد العلى مولى آل سام ،قال :قلت لبي عبد ال )عليه السلم( :قول ال عز و جلِ :إّنما
عّدا؟ قال» :ما هو عندك؟« قلت :عد اليام .قال» :إن الباء و المهات يحصون ذلك -قال -ل ،و لكنه َنُعّد َلُهْم َ
عدد النفاس«.
-[11] /6934محمد بن يعقوب :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن ابن محبوب ،عن محمد بن إسحاق المدني،
شُر حُعن أبي جعفر )عليه السلم( ،قال» :إن رسول ال )صلى ال عليه و آله( سئل عن قول ال تعالىَ :يْوَم َن ْ
ن َوْفدًا ،فقال :يا علي إن الوفد ل يكون إل ركبانا ،أولئك رجال اتقوا ال فأحبهم ال عز ذكره ،و حم ِن ِإَلى الّر ْ اْلُمّتِقي َ
اختصهم ،و رضي أعمالهم فسماهم المتقين.
ثم قال له :يا علي ،أما و الذي فلق الحبة و برأ النسمة ،إنهم ليخرجون من قبورهم و إن الملئكة لتستقبلهم بنوق
من نوق العز ،عليها رحائل الذهب ،مكللة بالدر و الياقوت ،و جللها الستبرق و السندس ،و خطمها »«4
__________________________________________________
-8تفسير القّمي .55 :2
-9تفسير القّمي .53 :2
-10الكافي .33 /259 :3
-11الكافي .69 /95 :8
) (1في »ج ،ي« :فتنهم.
) (2في المصدر :تنخسهم نخسا.
سلم( و الظاهر من المصدر أّنه معطوف من حيث السند على الحديث )(4 ل )عليه ال ّ) (3الحديث عن أبي عبد ا ّ
المتقّدم ،و انظر الحديث التي.
) (4الخطام :الزمام» .المعجم الوسيط -خطم.«245 :1 -
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص731 :
جدل » «1الرجوان ،تطير بهم إلى المحشر ،مع كل رجل منهم ألف ملك ،من قدامه ،و عن يمينه ،و عن شماله،
يزفونهم زفا حتى ينتهوا بهم إلى باب الجنة العظم.
و على باب الجنة شجرة ،إن الورقة منها ليستظل تحتها ألف رجل من الناس ،و عن يمين الشجرة عين مطهرة
مزكية -قال -فيسقون منها شربة ،فيطهر ال بها قلوبهم من الحسد ،و يسقط من أبشارهم الشعر ،و ذلك قول ال
طُهورًا » «2من تلك العين المطهرة ،قال :ثم يصرفون إلى عين اخرى عن يسار شرابًا َسقاُهْم َرّبُهْم َ
عز و جلَ :و َ
الشجرة ،فيغتسلون فيها ،و هي عين الحياة ،فل يموتون أبدا.
قال :ثم يوقف بهم قدام العرش ،و قد سلموا من الفات و السقام و الحر و البرد أبدا ،قال :فيقول الجبار جل ذكره
للملئكة الذين معهم :احشروا أوليائي إلى الجنة ،و ل توقفوهم مع الخلئق ،فقد سبق رضاي عنهم ،و وجبت
رحمتي لهم ،و كيف أريد أن أوقفهم مع أصحاب الحسنات و السيئات؟
قال :فتسوقهم الملئكة إلى الجنة ،فإذا انتهوا بهم إلى باب الجنة العظم ،ضرب الملئكة الحلقة ضربة ،فتصر
صريرا ،فيبلغ صوت صريرها كل حوراء أعدها ال عز و جل لوليائه في الجنان ،فيتباشرن بهم ،إذا سمعن
صرير » «3الحلقة ،فيقول بعضهن لبعض :قد جاءنا أولياء ال .فيفتح لهم الباب ،فيدخلون الجنة ،و تشرف عليهم
أزواجهم من الحور العين و الدميين ،فيقلن :مرحبا بكم ،فما كان أشد شوقنا إليكم .و يقول لهن أولياء ال مثل
ذلك.
ف َمْبِنّيٌة » «4بماذا غَر ٌ ن َفْوِقها ُ
ف ِم ْ غَر ٌ
فقال علي )عليه السلم( :يا رسول ال ،أخبرنا عن قول ال عز و جلُ :
بنيت يا رسول ال،؟
فقال :يا علي ،تلك غرف بناها ال تعالى لوليائه بالدر و الياقوت و الزبرجد ،سقوفها الذهب ،محبوكة بالفضة،
لكل غرفة منها ألف باب من ذهب ،على كل باب منها ملك موكل به ،فيها فرش مرفوعة ،بعضها فوق بعض ،من
عٍة » ش َمْرُفو َالحرير و الديباج ،بألوان مختلفة ،و حشوها المسك و الكافور و العنبر ،و ذلك قوله عز و جل َو ُفُر ٍ
.«5
إذا ادخل المؤمن إلى منزله في الجنة ،و وضع على رأسه تاج الملك و الكرامة ،ألبس حلل الذهب و الفضة و
الياقوت و الدر المنظوم في الكليل تحت التاج .قال :و ألبس سبعين حلة حرير بألوان مختلفة ،و ضروب مختلفة،
ب َون َذَه ٍن َأساِوَر ِم ْ
ن ِفيها ِم ْ
حّلْو َ
منسوجة بالذهب و الفضة و اللؤلؤ و الياقوت الحمر ،فذلك قوله عز و جلُ :ي َ
حِريٌر ».«6 سُهْم ِفيها َ
ُلْؤُلؤًا َو ِلبا ُ
__________________________________________________
) (1الجدل :جمع جديل :الزمام المجدول من أدم» .الصحاح -جدل.«1653 :4 -
) (2النسان .21 :76
) (3في »ي ،ط« :صوت[.....] .
) (4الزمر .20 :39
) (5الواقعة .34 :56
ج .23 :22 ) (6الح ّ
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص732 :
-[16] /6939علي بن إبراهيم ،قال :حدثنا جعفر بن أحمد ،عن عبد ال بن موسى ،عن الحسن بن علي بن أبي
عْنَد
خَذ ِ
ن اّت َل َم ِعَة ِإ ّ
شفا َ
ن ال ّحمزة ،عن أبيه ،عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،في قوله :ل َيْمِلُكو َ
عْهدًا.
ن َ
حم ِ
الّر ْ
عْهدًا إل من أذن له بولية علي أمير حمنِ َ
عْنَد الّر ْ
خَذ ِ
ن اّت َ
ل َم ِ
قال» :ل يشفع و ل يشفع لهم ،و ل يشفعون ِإ ّ
المؤمنين و الئمة )عليهم السلم( من بعده ،فهو العهد عند ال«.
-[17] /6940علي بن إبراهيم ،قال :حدثنا جعفر بن أحمد بن عبد ال بن موسى ،عن الحسن بن علي بن أبي
ن َوَلدًا.حم ُخَذ الّر ْ
حمزة ،عن أبيه ،عن أبي بصير ،قال :قلت لبي عبد ال )عليه السلم( :قولهَ :و قاُلوا اّت َ
قال» :هذا حيث قالت قريش :إن ل ولدا ،و إن الملئكة إناث ،فقال ال تبارك و تعالى ردا عليهم:
__________________________________________________
-16تفسير القمي .56 :2
-17تفسير القمي .57 :2
) (1في »ط« زيادة :الملك.
) (2في المصدر :يا إلهي و إله آبائي.
) (3في المصدر :وحشتي.
) (4في »ج ،ي« :و خطها[.....] .
) (5من ل يحضره الفقيه ،482 /138 :4و حديث الكافي ) (14المتقدم.
) (6التهذيب .711 /174 :9
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص737 :
لْر ُ
ض ق ا َْشّ ن ِمْنُه ،يعني مما قالوا و مما رموه »َ .«2و َتْن َ طْر َ ت َيَتَف ّ
سماوا ُ شْيئًا ِإّدا أي ظلما »َ .«1تكاُد ال ّ جْئُتْم َ
َلَقْد ِ
خَذ َوَلدًا ِإ ْ
ن ن َيّت ِن َأ ْ
حم ِن َوَلدًا فقال ال تبارك و تعالىَ :و ما َيْنَبِغي ِللّر ْ حم ِ عْوا ِللّر ْ ن َد َل َهّدا مما قالوا َأ ْ جبا ُ
خّر اْل َِو َت ِ
عّدا َو ُكّلُهْم آِتيِه َيْوَم اْلِقياَمِة َفْردًا واحدا عّدُهْم َحصاُهْم َو َ عْبدًا َلَقْد َأ ْ
ن َ حم ِ
ل آِتي الّر ْ ض ِإ ّلْر ِ ت َو ا َْ
سماوا ِ ن ِفي ال ّ ل َم ُْك ّ
واحدا«.
-[18] /6941محمد بن يعقوب :عن محمد بن يحيى ،عن سلمة بن الخطاب ،عن الحسن بن عبد الرحمن ،عن
عِمُلوا
ن آَمُنوا َو َ ن اّلِذي َ
علي بن أبي حمزة ،عن أبي بصير ،قال :قلت لبي عبد ال )عليه السلم( :قولهِ :إ ّ
ن ُوّدا ،قال» :ولية أمير المؤمنين )عليه السلم( هي الود الذي قال ال تعالى«. حم ُ ل َلُهُم الّر ْ
جَع ُسَي ْ
ت َصاِلحا ِ ال ّ
-[19] /6942علي بن إبراهيم ،قال :حدثنا جعفر بن أحمد ،عن ،عبد ال بن موسى ،عن الحسن بن علي بن أبي
صاِلحا ِ
ت عِمُلوا ال ّ ن آَمُنوا َو َ ن اّلِذي َ
حمزة ،عن أبيه ،عن أبي بصير ،قال :قلت لبي عبد ال )عليه السلم( :قولهِ :إ ّ
ن ُوّدا؟ قال» :ولية أمير المؤمنين )عليه السلم( هي الود الذي ذكره ال«. حم ُ ل َلُهُم الّر ْ
جَع ُسَي ْ
َ
-[20] /6943محمد بن العباس ،قال :حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ،عن عون بن سلم ،عن بشر بن
عمارة الخثعمي ،عن أبي روق ،عن الضحاك ،عن ابن عباس ،قال :نزلت هذه الية في علي )عليه السلم(ِ :إ ّ
ن
ن ُوّدا ،قال :محبة في قلوب المؤمنين. حم ُ ل َلُهُم الّر ْ
جَع ُ سَي ْ
ت َ صاِلحا ِ عِمُلوا ال ّ ن آَمُنوا َو َ اّلِذي َ
-[21] /6944و عنه ،قال :حدثنا عبد العزيز بن يحيى ،عن محمد بن زكريا ،عن يعقوب بن جعفر بن سليمان،
عِمُلوا ن آَمُنوا َو َ ن اّلِذي َ
عن علي بن عبد ال بن العباس ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،في قوله عز و جلِ :إ ّ
ن ُوّدا ،قال» :نزلت في علي )عليه السلم( ،فما من مؤمن إل و في قلبه حب لعلي حم ُ ل َلُهُم الّر ْ
جَع ُسَي ْ
ت َصاِلحا ِ ال ّ
)عليه السلم(«.
-[22] /6945علي بن إبراهيم ،قال :قال الصادق )عليه السلم(» :كان سبب نزول هذه الية ،أن أمير المؤمنين
)عليه السلم( كان جالسا بين يدي رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،فقال له :قل -يا علي -اللهم اجعل لي في
ن ُوّدا«. حم ُ ل َلُهُم الّر ْ
جَع ُ
ت سََي ْ
صاِلحا ِ
عِمُلوا ال ّ ن آَمُنوا َو َ ن اّلِذي َقلوب المؤمنين ودا ،فأنزل الِ :إ ّ
-[23] /6946الطبرسي ،قال :و في تفسير أبي حمزة الثمالي ،حدثني أبو جعفر الباقر )عليه السلم( ،قال» :قال
__________________________________________________
-18الكافي .90 /357 :1
-20تأويل اليات ،17 /308 :1النور المشتعل ،34 /129 :شواهد التنزيل 500 /364 :1و ،501مجمع
الزوائد ،125 :9الدر المنثور .544 :5
-22تفسير القّمي ،56 :2و نحوه في شواهد التنزيل 490 /360 :1و الكشاف 47 :3و العمدة 472 /289 :و
تذكرة الخواص ،17 :و تفسير القرطبي ،161 :11و فرائد السمطين ،51 /80 :1و تفسير النيشابوري بهامش
تفسير الطبري ،74 :16و الدر المنثور .544 :5
-[24] /6947شرف الدين النجفي :قال علي بن إبراهيم :روى فضالة بن أيوب ،عن أبان بن عثمان ،عن أبي
ت قال» :آمنوا بأمير صاِلحا ِ
عِمُلوا ال ّ
ن آَمُنوا َو َ ن اّلِذي َ
حمزة الثمالي ،عن أبي جعفر )عليه السلم( ،في قولهِ :إ ّ
المؤمنين )عليه السلم( ،و عملوا الصالحات بعد المعرفة«.
-[25] /6948السيد الرضي في )الخصائص( :بإسناده مرفوعا إلى عبد ال بن العباس )رحمه ال( ،قال :نزلت
جَعلُ َلُهُم
سَي ْ
ت َ
صاِلحا ِ
عِمُلوا ال ّ
ن اّلِذينَ آَمُنوا َو َ
هذه الية في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب )عليه السلم( ِإ ّ
ن ُوّدا قال :محبة في قلوب المؤمنين. حم ُ
الّر ْ
-[26] /6949ابن شهر آشوب قال :قال أبو روق :عن الضحاك و شعبة ،عن الحكم ،عن عكرمة و العمش،
عن سعيد بن جبير ،و العزيزي السجستاني في )غريب القرآن( عن ابن عمر » ،«2كلهم ،عن ابن عباس ،أنه
ن ُوّدا فقال :نزلت في علي )عليه السلم( ،لنه ما من مسلم إل و لعلي حم ُ
ل َلُهُم الّر ْ
جَع ُ
سَي ْ
سئل عن قوله تعالىَ :
)عليه السلم( في قلبه محبة.
-[27] /6950أبو نعيم الصفهاني و أبو المفضل الشيباني و ابن بطة العكبري ،بالسناد عن محمد بن الحنفية ،و
عن الباقر )عليه السلم( -في خبر -قال» :ل تلقى مؤمنا إل و في قلبه ود لعلي بن أبي طالب و لهل بيته )عليهم
السلم(«.
-[28] /6951زيد بن علي :إن عليا )عليه السلم( أخبر رسول ال )صلى ال عليه و آله( أنه قال له رجل :إني
أحبك في ال تعالى .فقال» :لعلك -يا علي -اصطنعت له معروفا؟« قال» :ل -و ال -ما اصطنعت له معروفا«.
فقال» :الحمد ل الذي جعل قلوب المؤمنين تتوق إليك بالمودة« فنزلت هذه اليات.
و روي هذا الحديث من طريق المخالفين عن زيد بن علي أيضا ».«3
خْيٌر ِمْنها،
سَنِة َفَلُه َ
حَن جاَء ِباْل َ
-[29] /6952ابن الفارسي في )الروضة( :قال الباقر )عليه السلم(َ :م ْ
__________________________________________________
-24تأويل اليات .16 /308 :1
-25خصائص الئمة.71 :
-26المناقب ،93 :3فرائد السمطين .50 /80 :1
-27المناقب ،93 :3النور المشتعل ،36 /132 :شواهد التنزيل 505 /366 :1و ،508ذخائر العقبى،89 :
الرياض النضرة ،179 :3الصواعق المحرقة[.....] .172 :
-28المناقب .93 :3
-29روضة الواعظين.106 :
) (1في المصدر زيادة :النصاري.
) (2في المصدر :عن أبي عمرو.
) (3المناقب للخوارزمي.197 :
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص739 :
جوُهُهْم ِفي الّناِر »» :«1الحسنة» :ولية علي )عليه السلم( و حبه ،و السيئة :عداوته ت ُو ُ سّيَئِة َفُكّب ْن جاَء ِبال ّ َو َم ْ
و بغضه ،و ل يرفع معهما عمل.
ن ُوّدا هو علي َفِإّنما حم ُ ل َلُهُم الّر ْ
جَع ُسَي ْ
ت َصاِلحا ِ
عِمُلوا ال ّ ن آَمُنوا َو َ
ن اّلِذي َ
و قال رسول ال )صلى ال عليه و آله(ِ :إ ّ
ن قال :هو علي َو ُتْنِذَر ِبِه َقْومًا ُلّدا ،قال :بني امية قوما ظلمة«. شَر ِبِه اْلُمّتِقي َك ِلُتَب ّ
سْرناُه ِبِلساِن ََي ّ
-[30] /6953و من طريق المخالفين ما رواه موفق بن أحمد في كتاب )فضائل أمير المؤمنين )عليه السلم(:
ن ُوّدا قال ابن عباس :هو علي بن أبي حم ُل َلُهُم الّر ْ
جَع ُ
سَي ْ
ت َ
صاِلحا ِ عِمُلوا ال ّ
ن آَمُنوا َو َ ن اّلِذي َقال :قوله تعالىِ :إ ّ
طالب )عليه السلم(.
-[31] /6954ثم قال :و روى زيد بن علي ،عن آبائه ،عن علي بن أبي طالب )عليهم السلم( ،قال» :لقيني
رجل ،فقال لي :يا أبا الحسن ،أما -و ال -إني أحبك في ال ،فرجعت إلى رسول ال )صلى ال عليه و آله(،
فأخبرته بقول الرجل«.
و ذكر الحديث إلى آخره و قد تقدم ».«2
قال ابن عباس :فسمعت مناديا ينادي :يا أحمد ،قد أعطيت ما سألت ،فقال النبي )صلى ال عليه و آله(» :يا أبا
الحسن ،ارفع يديك إلى السماء و ادع ربك ،و اسأله يعطك« فرفع علي )عليه السلم( يده إلى السماء ،و هو يقول:
صاِلحا ِ
ت عِمُلوا ال ّ ن آَمُنوا َو َ ن اّلِذي َ
»اللهم اجعل لي عندك عهدا ،و اجعل لي عندك ودا« فأنزل ال تعالى على نبيه ِإ ّ
ن ُوّدا ،فتلها النبي )صلى ال عليه و آله( على أصحابه ،فعجبوا من ذلك عجبا شديدا ،فقال حم ُ ل َلُهُم الّر ْ
جَع ُسَي َْ
النبي )صلى ال عليه و آله( مم تعجبون؟! إن القرآن أربعة أرباع :فربع فينا أهل البيت خاصة ،و ربع حلل ،و
ربع حرام ،و ربع فضائل » «1و أحكام ،و ال أنزل فينا » «2كرائم القرآن«.
-[34] /6957محمد بن يعقوب :عن محمد بن يحيى ،عن سلمة بن الخطاب ،عن الحسن بن عبد الرحمن ،عن
شَر ِبِه اْلُمّتِقي َ
ن ك ِلُتَب ّ
سْرناُه ِبِلساِن َعلي بن أبي حمزة ،عن أبي بصير ،قال :قلت لبي عبد ال )عليه السلم(َ :فِإّنما َي ّ
َو ُتْنِذَر ِبِه َقْومًا ُلّدا؟
قال» :إنما يسره ال على لسانه )صلى ال عليه و آله( حين أقام أمير المؤمنين )عليه السلم( علما ،فبشر به
المؤمنين ،و أنذر به الكافرين ،و هم الذين ذكرهم ال في كتابه ُلّدا ،أي كفارا«.
-[35] /6958علي بن إبراهيم ،قال :حدثنا جعفر بن أحمد ،عن عبد ال بن موسى ،عن الحسن بن علي بن أبي
شَر ِبِه ك ِلُتَب ّ
سْرناُه ِبِلساِن َحمزة ،عن أبيه ،عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال :قلت :قولهَ :فِإّنما َي ّ
ن َو ُتْنِذَر ِبِه َقْومًا ُلّدا؟اْلُمّتِقي َ
قال» :إنما يسره ال على لسان نبيه )صلى ال عليه و آله( حين » «3أقام أمير المؤمنين )عليه السلم( علما،
فبشر به المؤمنين ،و أنذر به الكافرين ،و هم القوم الذين ذكرهم الَ :قْومًا ُلّدا أي كفارا«.
سَمُع َلُهْم ِرْكزًا؟ حٍد َأْو َت ْ
ن َأ َ
س ِمْنُهْم ِم ْح ّ ل ُت ِ ن َه ْ
ن َقْر ٍ
قلت قولهَ :و َكْم َأْهَلْكنا َقْبَلُهْم ِم ْ
سَمُع َلُهْم ِرْكزًا أي ذكرا«. حٍد َأْو َت ْ
ن َأ َ
س ِمْنُهْم ِم ْح ّ ل ُت ِقال» :أهلك ال من المم مال يحصون ،فقال :يا محمد َه ْ
__________________________________________________
-34الكافي [.....] .90 /358 :1
-35تفسير القّمي .57 :2
صة ،و ربع في أعدائنا ،و ربع حلل و حرام ،و ربع فرائض. ) (1في المصدر :خا ّ
) (2في المصدر :في علي.
) (3في المصدر :حّتى.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص741 :
المستدرك )سورة مريم(
قوله تعالى:
شّيا ][11 عِ حوا ُبْكَرًة َو َ سّب ُ
ن َ ب َفَأْوحى ِإَلْيِهْم َأ ْ
حرا ِ ن اْلِم ْعلى َقْوِمِه ِم َ ج َخَر َ َف َ
]) -[1تفسير النعماني( بإسناده :عن الصادق )عليه السلم(» :قال أمير المؤمنين )عليه السلم( حين سألوه عن
معنى الوحي ،فقال :منه وحي النبوة ،و منه وحي اللهام ،و منه وحي الشارة -و ساقه إلى أن قال -و أما وحي
شّيا أي أشار إليهم ،لقوله عِحوا ُبْكَرةً َو َ سّب ُ
ن َ ب َفَأْوحى ِإَلْيِهمْ َأ ْ حرا ِ ن اْلِم ْعلى َقْوِمِه ِم َ ج َ خَر َ الشارة فقوله عز و جل َف َ
ل َرْمزًا ».««1 س َثلَثَة َأّياٍم ِإ ّل ُتَكّلَم الّنا َ
تعالىَ :أ ّ
قوله تعالى:
ضّيا ][55 عْنَد َرّبِه َمْر ِ ن ِ صلِة َو الّزكاِة َو كا َ ن َيْأُمُر َأْهَلُه ِبال َّو كا َ
ن آَمُنوا ُقوا ]) -[2دعائم السلم( :عن المام الصادق )عليه السلم( أنه قال» :لما نزلت هذه الية :يا َأّيَها اّلِذي َ
سُكْم َو َأْهِليُكْم نارًا » ،«2قال الناس :يا رسول ال ،كيف نقى أنفسنا و أهلينا؟ قال :اعملوا الخير ،و ذكروا به َأْنُف َ
__________________________________________________
-1المحكم و المتشابه.16 :
-2دعائم السلم .82 :1
) (1آل عمران 3و .41
) (2التحريم .6 :66
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص742 :
أهليكم فأدبوهم على طاعة ال«.
صلِة َو ك ِبال ّ ثم قال أبو عبد ال )عليه السلم(» :أل ترى أن ال يقول لنبيه )صلى ال عليه و آله(َ :و ْأُمْر َأْهَل َ
ن َيْأُمُر َأْهَلُهل َنِبّيا َو كا َ سو ً ن َر ُ
عِد َو كا َ ق اْلَو ْن صادِ َ ل ِإّنُه كا َعي َسما ِ ب ِإ ْ
عَلْيها » «1و قالَ :و اْذُكْر ِفي اْلِكتا ِ طِبْر َ صَ ا ْ
ضّيا«. عْنَد َرّبِه َمْر ِ ن ِصلِة َو الّزكاِة َو كا َ ِبال ّ
__________________________________________________
) (1طه .132 :20
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص743 :
سورة طه
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص745 :
سورة طه فضلها
-[1] /6959ابن بابويه :بإسناده المتقدم في سورة الكهف ،عن الحسن ،عن صباح الحذاء ،عن إسحاق بن عمار،
عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،قال» :ل تدعوا قراءة سورة طه ،فإن ال يحبها و يحب من يقرأها ،و من أدمن
قراءتها أعطاه ال يوم القيامة كتابه بيمينه ،و لم يحاسبه بما عمل في السلم ،و اعطي في الخرة من الجر حتى
يرضى«
-[2] /6960و من )خواص القرآن( :عن النبي )صلى ال عليه و آله( ،أنه قال» :من قرأ هذه السورة اعطي يوم
القيامة مثل ثواب المهاجرين و النصار ،و من كتبها و جعلها في خرقة حرير خضراء ،و قصد إلى قوم يريد
التزويج ،لم يرد و قضيت حاجته ،و إن مشى بين عسكرين يقتتلن افترقوا و لم يقاتل أحد منهم الخر ،و إن دخل
على سلطان كفاه ال شره ،و قضى له جميع حوائجه ،و كان عنده جليل القدر« ».«1
-[3] /6961و عن الصادق )عليه السلم( ،قال» :من كتبها و جعلها في خرقة حرير خضراء ،و راح إلى قوم
يريد التزويج منهم ،تم له ذلك و وقع ،و إن قصد في إصلح قوم تم له ذلك ،و لم يخالفه أحد منهم ،و إن مشى بين
عسكرين افترقا و لم يقاتل بعضهم بعضا ،و إذا شرب ماءها المظلوم من السلطان ،و دخل على من ظلمه من أي
السلطين ،زال عنه ظلمه بقدرة ال تعالى ،و خرج من عنده مسرورا ،و إذا اغتسلت بمائها من ل طالب لعرسها
خطبت ،و سهل عرسها بإذن ال تعالى«.
__________________________________________________
-1ثواب العمال.108 :
ص القرآن» 4 :قطعة منه«. -2خوا ّ
ص القرآن» :4 :قطعة منه«. -3خوا ّ
ل تعالى عليها ) (1في نسخة من »ط« :و إذا اغتسلت بمائها أنثى طالت عزوبتها ،تزّوجت سريعا ،و سهل ا ّ
ذلك.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص747 :
قوله تعالى:
خشى ][3 -1 ن َي ْل َتْذِكَرًة ِلَم ْ شقى ِإ ّ ن ِلَت ْك اْلُقْرآ َعَلْي َ
حيِم طه ما َأْنَزْلنا َ ن الّر ِحم ِ ل الّر ْ سِم ا ِّ
ِب ْ
-[1] /6962سعد بن عبد ال :عن إبراهيم بن هاشم ،عن عثمان بن عيسى ،عن حماد الطنافسي ،عن الكلبي ،عن
أبي عبد ال )عليه السلم( ،قال :قال لي» :يا كلبي ،كم لمحمد )صلى ال عليه و آله( من اسم في القرآن؟« فقلت:
اسمان أو ثلثة.
شرًال » «2و قولهَ :و ُمَب ّ سُن َقْبِلِه الّر ُ
ت ِم ْ خَل ْ ل َقْد َ سو ٌ ل َر ُ حّمٌد ِإ ّفقال» :يا كلبي ،له عشرة » «1أسماء َو ما ُم َ
عَلْيِه ِلَبدًا » ،«4و طه ما َأْنَزْلنا ن َ عوُه كاُدوا َيُكوُنو َ ل َيْد ُ
عْبُد ا ِّ
حَمُد » ،«3و َلّما قاَم َ سُمُه َأ ْ ن َبْعِدي ا ْل َيْأِتي ِم ْ سو ٍِبَر ُ
سَتِقيٍم » ،«5و ن َو اْلَقَلِم َو ما ط ُم ْ صرا ٍ على ِ ن َ سِلي َ
ن اْلُمْر َك َلِم َحِكيِم ِإّن َ
ن اْل َ
شقى ،و يس َو اْلُقْرآ ِ ن ِلَت ْ
ك اْلُقْرآ َعَلْي َ
َ
ل يال » ،«8و قولهَ :فاّتُقوا ا َّ ن » ،«6و يا َأّيَها اْلُمّدّثُر » ،«7و يا َأّيَها اْلُمّزّم ُ جُنو ٍ ك ِبَم ْت ِبِنْعَمِة َرّب َن ما َأْن َ طُرو َ سَُي ْ
ل ِإَلْيُكْم ِذْكرًا » ،«9قال» :الذكر :اسم ل ا ُّ ن آَمُنوا َقْد َأْنَز َ ب اّلِذي َ
لْلبا ُِأوِلي ا َْ
__________________________________________________
-1مختصر بصائر الدرجات[.....] .67 :
) (1و المذكور في هذه الرواية تسعة أسماء.
) (2آل عمران .144 :3
ف .6 :61 ) (3الص ّ
ن .19 :72 ) (4الج ّ
) (5يس .4 -1 :36
) (6القلم 1 :68و .2
) (7المّدّثر .1 :74
) (8المزّمل .1 :73
) (9الطلق .10 :65
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص748 :
من أسماء محمد )صلى ال عليه و آله( ،و نحن أهل الذكر ،فاسأل -يا كلبي -عما بدا لك« .قال :نسيت -و ال-
القرآن كله ،فما حفظت منه حرفا أسأله عنه.
-[2] /6963ابن بابويه ،قال :أخبرنا أبو الحسن محمد بن هارون الزنجاني ،فيما كتب إلي على يدي علي بن
أحمد البغدادي الوراق ،قال :حدثنا معاذ بن المثنى العنبري ،قال :حدثنا عبد ال بن أسماء ،قال :حدثنا جويرية،
عن سفيان بن سعيد الثوري ،قال :قلت لجعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب )عليه السلم(:
يا بن رسول ال ،ما معنى قول ال عز و جل :طه؟
ك اْلُقْرآ َ
ن عَلْي َ
قال» :طه :اسم من أسماء النبي )صلى ال عليه و آله( ،و معناه :يا طالب الحق الهادي إليه ما َأْنَزْلنا َ
شقى بل لتسعد به«. ِلَت ْ
-[3] /6964و من طريق المخالفين) ،تفسير الثعلبي( في قوله تعالى :طه.
قال:
قال جعفر بن محمد الصادق )عليه السلم(» :طهارة أهل بيت محمد )صلى ال عليه و آله( -ثم قرأِ :-إّنما ُيِريُد ا ُّ
ل
طِهيرًا« ».«1 طّهَرُكْم َت ْ
ت َو ُي َ ل اْلَبْي ِس َأْه َ ج َعْنُكُم الّر ْب َ ِلُيْذِه َ
-[4] /6965محمد بن يعقوب :عن حميد بن زياد ،عن الحسن بن محمد بن سماعة ،عن وهيب بن حفص ،عن
أبي بصير ،عن أبي جعفر )عليه السلم( ،قال» :كان رسول ال )صلى ال عليه و آله( عند عائشة ليلتها ،فقالت:
يا رسول ال ،لم تتعب نفسك ،و قد غفر ال لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخر؟ فقال :يا عائشة ،أ فل أكون عبدا
شكورا؟« قال» :و كان رسول ال )صلى ال عليه و آله( يقوم على أطراف أصابع رجليه ،فأنزل ال سبحانه
شقى«. ن ِلَت ْك اْلُقْرآ َ عَلْي َ
تعالى :طه ما َأْنَزْلنا َ
-[5] /6966علي بن إبراهيم ،قال :حدثني أبي ،عن القاسم بن محمد ،عن علي بن أبي حمزة ،عن أبي بصير،
عن أبي عبد ال و أبي جعفر )عليهما السلم( ،قال» :كان رسول ال )صلى ال عليه و آله( إذا صلى قام على
شقى ِإ ّ
ل ن ِلَت ْ
ك اْلُقْرآ َ
عَلْي َ
أصابع رجليه حتى تورمت ،فأنزل ال تبارك و تعالى :طه بلغة طيئ ،يا محمد ما َأْنَزْلنا َ
خشى«. ن َي ْ
َتْذِكَرًة ِلَم ْ
-[6] /6967الطبرسي في )الحتجاج( :عن أمير المؤمنين )عليه السلم( ،و قد سأله بعض اليهود ،قال له
اليهودي:
فإن هذا داود )عليه السلم( ،بكى على خطيئته حتى سارت الجبال معه لخوفه.
قال له علي )عليه السلم(» :لقد كان كذلك ،و محمد )صلى ال عليه و آله( اعطي ما هو أفضل من هذا ،إنه كان
إذا قام إلى
__________________________________________________
-2معاني الخبار.1 /22 :
-3تفسير الثعلبي» 75 :مخطوط« ،العمدة ،19 /38 :خصائص الوحي المبين.46 /76 :
-4الكافي .6 /77 :2
-5تفسير القّمي .57 :2
-6الحتجاج[.....] .219 :
) (1الحزاب .33 :33
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص749 :
الصلة ،سمع لصدره » «1أزير كأزير المرجل على الثافي » «2من شدة البكاء ،و قد آمنه ال عز و جل من
عقابه ،فأراد أن يتخشع لربه ببكائه ،و يكون إماما لمن اقتدى به ،و لقد قام )صلى ال عليه و آله( عشر سنين على
أطراف أصابعه ،حتى تورمت قدماه ،و اصفر وجهه ،يقوم الليل أجمع ،حتى عوتب في ذلك ،فقال ال عز و جل:
شقى بل لتسعد به ،و لقد كان يبكي حتى يغشى عليه ،فقيل له :يا رسول ال ،أليس ال ن ِلَت ْك اْلُقْرآ َ
عَلْي َ
طه ما َأْنَزْلنا َ
عز و جل قد غفر لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخر؟ قال :بلى ،أ فل أكون عبدا شكورا؟«.
-[7] /6968الطبرسي :روي أن النبي )صلى ال عليه و آله( كان يرفع إحدى رجليه في الصلة ليزيد تعبه،
شقى فوضعها ،قال :و روي ذلك عن أبي عبد ال )عليه السلم(. ن ِلَت ْك اْلُقْرآ َعَلْي َفأنزل ال تعالى :طه ما َأْنَزْلنا َ
-[8] /6969الشيخ في )أماليه( :عن الحفار ،قال :حدثنا علي بن أحمد الحلواني ،قال :حدثنا أبو عبد ال محمد بن
القاسم المقري ،قال :حدثنا الفضل بن حباب الجمحي ،قال :حدثنا مسلم بن إبراهيم ،عن أبان ،عن قتادة ،عن أبي
العالية ،عن ابن عباس ،قال :كنا جلوسا مع النبي )صلى ال عليه و آله( ،إذ هبط عليه المين جبرئيل )عليه
السلم( ،و معه جام » «3من البلور الحمر مملوءة مسكا و عنبرا ،و كان إلى جنب رسول ال )صلى ال عليه و
آله( علي بن أبي طالب )عليه السلم( و ولداه الحسن و الحسين )عليهما السلم( ،فقال له ،السلم عليك ،ال يقرأ
عليك السلم ،و يحييك بهذه التحية ،و يأمرك أن تحيي بها عليا و ولديه ،قال ابن عباس :فلما صارت في كف
رسول ال )صلى ال عليه و آله( هلل ثلثا و كبر ثلثا ،ثم قالت بلسان ذرب طلق -يعني الجام :-بسم ال الرحمن
شقى فاشتمها النبي )صلى ال عليه و آله( ،و حيى بها عليا )عليه السلم( ،فلما ن ِلَت ْ
ك اْلُقْرآ َ عَلْي َ
الرحيم طه ما َأْنَزْلنا َ
ن آَمُنوا اّلِذي َ
ن سوُلُه َو اّلِذي َل َو َر ُحيِم إِّنما َوِلّيُكُم ا ُّن الّر ِ حم ِ
ل الّر ْ سِم ا ِّ
صارت في كف علي )عليه السلم( ،قالتِ :ب ْ
ن » «4فاشتمها علي )صلوات ال عليه( ،و حيى بها الحسن )عليه ن الّزكاَة َو ُهْم راِكُعو َ صلَة َو ُيْؤُتو َ ن ال ّ ُيِقيُمو َ
ظيِم
ن الّنَبِإ اْلَع ِ
عِن َعّم َيَتساَءُلو َ حيِم َن الّر ِ حم ِ ل الّر ْ سِم ا ِّ السلم( ،فلما صارت في كف الحسن )عليه السلم( ،قالتِ :ب ْ
ن » «5فاشتمها الحسن )عليه السلم( و حيى بها الحسين )عليه السلم( ،فلما صارت في كف خَتِلُفو َ
اّلِذي ُهْم ِفيِه ُم ْ
ن َيْقَتِر ْ
ف ل اْلَمَوّدَة ِفي اْلُقْربى َو َم ْ جرًا ِإ ّعَلْيِه َأ ْ
سَئُلُكْم َ
ل ل َأ ْحيِم ُق ْ
ن الّر ِ حم ِ ل الّر ْ سِم ا ِّ الحسين )عليه السلم( ،قالتِ :ب ْ
شُكوٌر » «6ثم ردت إلى النبي )صلى ال عليه و آله( ،فقالت: غُفوٌر َ ل َن ا َّ سنًا ِإ ّ
حْ سَنًة َنِزْد َلُه ِفيها ُ
حََ
__________________________________________________
-7مجمع البيان .4 :7
-8المالي .366 :1
) (1في »ط« نسخة بدل :لصوته .و زاد في »ط« :و جوفه.
) (2الثافي :واحدتها اثفية ،و هي الحجر يوضع عليه القدر» .أقرب الموارد -ألف.«4 :1 -
) (3الجام :إناء للشراب و الطعام من فضة أو نحوها ،و هي مؤنثة» .المعجم الوسيط.«149 :1 -
) (4المائدة .55 :5
) (5النبأ .3 -1 :78
) (6الشورى .23 :42
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص750 :
ض ».«1
لْر ِت َو ا َْ
سماوا ِ
ل ُنوُر ال ّ
حيِم ا ُّ
ن الّر ِ
حم ِل الّر ْ
سِم ا ِّ
ِب ْ
قال ابن عباس :فل أدري ،إلى السماء صعدت ،أم في الرض توارت بقدرة ال عز و جل.
قوله تعالى:
سَتوى ][5 شا ْ عَلى اْلَعْر ِ
ن َحم ُ الّر ْ
-[1] /6970محمد بن يعقوب :عن علي بن محمد ،و محمد بن الحسن ،عن سهل بن زياد ،عن الحسن بن موسى
عَلى
ن َ
حم ُ
الخشاب ،عن بعض رجاله ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،أنه سئل عن قول ال عز و جل :الّر ْ
سَتوى .فقال» :استوى على كل شيء ،فليس شيء أقرب إليه من شيء«. شا ْ اْلَعْر ِ
و رواه ابن بابويه ،قال :حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ،قال :حدثنا محمد بن يحيى العطار ،عن سهل
بن زياد ،عن الحسن بن موسى الخشاب ،عن بعض رجاله ،رفعه ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،مثله ».«2
-[2] /6971و عنه ،بهذا السناد :عن سهل ،عن الحسن بن محبوب ،عن محمد بن مارد :أن أبا عبد ال )عليه
سَتوى فقال» :استوى على » «3كل شيء ،فليس شا ْ
عَلى اْلَعْر ِ
ن َ
حم ُ
السلم( سئل عن قول ال عز و جل :الّر ْ
أقرب إليه من شيء«.
و رواه علي بن إبراهيم :عن محمد بن أبي عبد ال ،عن سهل بن زياد ،عن الحسن بن محبوب ،عن محمد بن
مارد ،قال :سئل أبو عبد ال )عليه السلم( ،و ذكر مثله ».«4
و رواه ابن بابويه ،قال :حدثنا محمد بن علي ما جيلويه )رضي ال عنه( ،قال :حدثنا محمد بن يحيى العطار ،عن
سهل بن زياد الدمي ،عن الحسن بن محبوب ،عن محمد بن مارد :أن أبا عبد ال )عليه السلم( ،و ذكر مثله »
.«5
-[3] /6972و عنه :عن محمد بن يحيى ،عن محمد بن الحسين ،عن صفوان بن يحيى ،عن عبد الرحمن بن
سَتوى فقال:
شا ْ
عَلى اْلَعْر ِ
ن َ
حم ُ
الحجاج ،قال :سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول ال عز و جل :الّر ْ
»استوى في كل شيء ،فليس شيء أقرب إليه من شيء ،لم يبعد منه بعيد و لم يقرب منه قريب ،استوى في كل
__________________________________________________
-1الكافي .6 /99 :1
-2الكافي .7 /99 :1
-3الكافي .8 /99 :1
) (1النور .35 :24
) (2التوحيد[.....] .4 /316 :
) (3في »ط ،ج« :من.
) (4تفسير القّمي .59 :2
) (5التوحيد.1 /315 :
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص751 :
شيء«.
و رواه ابن بابويه عن أبيه ،قال :حدثنا سعد بن عبد ال ،عن محمد بن الحسين ،عن صفوان بن يحيى ،عن عبد
الرحمن بن الحجاج ،قال :سألت أبا عبد ال )عليه السلم( مثله ».«1
-[4] /6973و عنه :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن الحسين بن سعيد عن النضر بن
سويد ،عن عاصم بن حميد ،عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،قال» :من زعم أن ال من شيء ،أو
في شيء ،أو على شيء ،فقد كفر«.
قلت فسر لي .قال» :أعني بالحواية من الشيء له ،أو بإمساك له ،أو من شيء سبقه«.
و
في رواية أخرى» :من زعم أن ال من شيء فقد جعله محدثا ،و من زعم أنه في شيء فقد جعله محصورا ،و من
زعم أنه على شيء فقد جعله محمول«.
و رواه أيضا ابن بابويه ،قال :حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد )رحمه ال( ،قال :حدثنا الحسين بن
الحسن بن أبان ،عن الحسين بن سعيد ،عن النضر بن سويد ،عن عاصم بن حميد ،عن أبي بصير ،عن أبي عبد
ال )عليه السلم( ،مثله ».«2
-[5] /6974و عنه :عن عدة من أصحابنا ،عن أحمد بن محمد البرقي ،رفعه ،قال :سأل الجاثليق أمير المؤمنين
)عليه السلم( ،فقال له :أخبرني عن ال عز و جل ،يحمل العرش أم العرش يحمله؟
فقال :أمير المؤمنين )عليه السلم(» :ال تعالى حامل العرش و السماوات و الرض ،و ما فيهما و ما بينهما ،و
ن َبْعِدِه ِإّنُه
حٍد ِم ْ
ن َأ َ
سَكُهما ِم ْ
ن َأْم َ
ن زاَلتا ِإ ْ
ن َتُزول َو َلِئ ْ
ض َأ ْ
لْر َ
ت َو ا َْ
سماوا ِ ك ال ّ
سُ
ل ُيْم ِ
ن ا َّذلك قول ال عز و جلِ :إ ّ
غُفورًا ».«3حِليمًا َ
ن َ
كا َ
ك َفْوَقُهْم َيْوَمِئٍذ َثماِنَيٌة » «4فكيف قال ذلك ،و قلت :إنه يحمل العرش و ش َرّب َعْر َل َحِم ُقال :فأخبرني عن قولهَ :و َي ْ
السماوات و الرض؟
فقال أمير المؤمنين )عليه السلم(» :إن العرش خلقه ال تعالى من أنوار أربعة :نور أحمر منه احمرت الحمرة،
و نور أخضر منه اخضرت الخضرة ،و نور أصفر منه اصفرت الصفرة ،و نور أبيض منه ابيض البياض ،و
هو العلم الذي حمله ال الحملة ،و ذلك نور من عظمته ،فبعظمته و نوره أبصر قلوب المؤمنين ،و بعظمته و نوره
عاداه الجاهلون ،و بعظمته و نوره ابتغى من في السماوات و الرض ،من جميع خلئقه إليه الوسيلة بالعمال
المختلفة ،و الديان،
__________________________________________________
-4الكافي .9 /99 :1
-5الكافي .1 /100 :1
) (1التوحيد.2 /315 :
) (2التوحيد.6 ،5 /317 :
) (3فاطر .41 :35
) (4الحاقة .17 :69
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص752 :
المشتبهة ،و كل محمول يحمله ال بنوره و عظمته و قدرته ،ل يستطيع لنفسه ضرا و ل نفعا ،و ل موتا و ل حياة
و ل نشورا فكل شيء محمول ،و ال تبارك و تعالى الممسك لهما أن تزول ،و المحيط بهما » ،«1و هو حياة كل
شيء ،و نور كل شيء ،سبحانه و تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا«.
قال له :فأخبرني عن ال عز و جل أين هو؟
فقال أمير المؤمنين )عليه السلم(» :هو هاهنا و هاهنا ،و فوق و تحت ،و محيط بنا و معنا ،و هو قوله :ما َيُكو ُ
ن
ن ما كاُنوال ُهَو َمَعُهْم َأْي َك َو ل َأْكَثَر ِإ ّن ذِل َ سُهْم َو ل َأْدنى ِم ْ
ل ُهَو ساِد ُ سٍة ِإ ّ
خْم َل ُهَو راِبُعُهْم َو ل َ جوى َثلَثٍة ِإ ّ ن َن ْ
ِم ْ
» «2فالكرسي محيط بالسماوات و الرض ،و ما بينهما و ما تحت الثرى ،و إن تجهر بالقول فإنه يعلم السر و
ظيُم ».«3 ي اْلَع ِ
ظُهما َو ُهَو اْلَعِل ّحْف ُض َو ل َيُؤدُُه ِ
لْر َ ت َو ا َْ
سماوا ِ سّيُه ال ّ
سَع ُكْر ِ
أخفى ،و ذلك قوله تعالىَ :و ِ
فالذين يحملون العرش هم العلماء الذين حملهم ال علمه ،و ليس يخرج عن هذه الربعة شيء خلق في ملكوته ،و
ت َوسماوا ِ ت ال ّ ك ُنِري ِإْبراِهيَم َمَلُكو َ هو الملكوت الذي أراه ال أصفياءه ،و أراه خليله )عليه السلم( ،فقالَ :و َكذِل َ
ن » «4و كيف يحمل حملة العرش ال ،و بحياته حييت قلوبهم ،و بنوره اهتدوا إلى ن اْلُموِقِني َ
ن ِم َض َو ِلَيُكو َ
لْر ِ ا َْ
معرفته؟!«.
-[6] /6975و عنه :عن أحمد بن إدريس ،عن محمد بن عبد الجبار ،عن صفوان بن يحيى ،قال :سألني أبو قرة
المحدث ،أن ادخله على أبي الحسن الرضا )عليه السلم( ،فاستأذنته فأذن لي ،فدخل فسأله عن الحلل و الحرام،
ثم قال له :أفتقر أن ال محمول؟
فقال أبو الحسن )عليه السلم(» :كل محمول مفعول به ،مضاف إلى غيره ،محتاج ،و المحمول :اسم نقص في
اللفظ ،و الحامل فاعل ،و هو في اللفظ مدحة ،و كذلك قول القائل :فوق و تحت ،و أعلى و أسفل ،و قد قال ال) :و
له السماء الحسنى فادعوه بها( » «5و لم يقل في كتبه أنه المحمول ،بل قال :هو الحامل في البر و البحر ،و
الممسك للسماوات و الرض أن تزول ،و المحمول ما سوى ال ،و لم يسمع أحد آمن بال و عظمته قط قال في
دعائه:
يا محمول«.
ك َفْوَقُهْم َيْوَمِئٍذ َثماِنَيٌة » ،«6و قال: ش َرّب َعْر َ ل َحِم ُقال أبو قرة فإنه قالَ :و َي ْ
__________________________________________________
-6الكافي .2 /101 :1
) (1في »ج ،ط« و المصدر زيادة :من شيء.
) (2المجادلة .7 :58
) (3البقرة .255 :2
) (4النعام [.....] .75 :6
سنى الية. حْسماُء اْل ُلْ ل ا َْ
) (5في العراف )َ :(180 :7و ِّ
-[2] /6983علي بن إبراهيم ،قال :حدثني أبي ،عن علي بن مهزيار ،عن العلء المكفوف ،عن بعض أصحابه،
عن أبا عبد ال )عليه السلم( ،قال :سئل عن الرض ،على أي شيء هي؟ قال» :على الحوت« فقيل له:
فالحوت ،على أي شيء هو؟ قال» :على الماء« .فقيل له :فالماء ،على أي شيء هو؟ قال» :على الثرى« قيل له:
فالثرى ،على أي شيء هو؟ قال» :عند ذلك انقضى علم العلماء«.
قوله تعالى:
خفى ][7سّر َو َأ ْ
ل َفِإّنُه َيْعَلُم ال ّ
جَهْر ِباْلَقْو ِ
ن َت ْ
َو ِإ ْ
-[3] /6984ابن بابويه ،قال :حدثنا محمد بن علي ما جيلويه )رحمه ال( ،قال :حدثني عمي محمد بن أبي
__________________________________________________
-1الكافي .55 /89 :8
-[3] /6989و عنه ،قال :حدثنا محمد بن علي بن نصر البخاري المقرئ ،قال :حدثنا أبو عبد ال الكوفي الفقيه
بفرغانة » ،«1بإسناد متصل إلى الصادق جعفر بن محمد )عليه السلم( ،أنه قال في قوله عز و جل لموسى
)عليه السلم(:
ك» :يعني ارفع خوفيك ،يعني خوفه من ضياع أهله ،و قد خلفها تمخض ،و خوفه من فرعون«. خَلْع َنْعَلْي َ
َفا ْ
-[4] /6990و عنه ،قال :حدثنا محمد بن علي بن محمد بن حاتم النوفلي المعروف بالكرماني ،قال :حدثنا أبو
العباس أحمد بن عيسى الوشاء البغدادي ،قال :حدثنا أحمد بن طاهر القمي ،قال :حدثنا محمد بن بحر بن سهل
الشيباني ،قال :حدثنا أحمد بن مسرور ،عن سعد بن عبد ال القمي ،عن القائم الحجة )عليه السلم( -في حديث
طويل يتضمن مسائل كثيرة -قال :قلت :فأخبرني ،يا بن رسول ال ،عن أمر ال تعالى لنبيه موسى )عليه السلم(:
ى فإن فقهاء الفريقين يزعمون أنها كانت من إهاب الميتة.
طو ً
س ُ
ك ِباْلواِد اْلُمَقّد ِ
ك ِإّن َ
خَلْع َنْعَلْي َ
َفا ْ
فقال )عليه السلم(» :من قال ذلك فقد افترى على موسى )عليه السلم( ،و استجهله في نبوته ،لنه ما خل المر
فيها من خصلتين » :«2إما أن تكون صلة موسى فيها جائزة أو غير جائزة ،فإن كانت صلته جائزة ،جاز له
لبسها في تلك البقعة إذ لم تكن مقدسة ،و إن كانت مقدسة مطهرة ،فليست بأقدس و أطهر من الصلة ،و إن كانت
صلته غير جائزة فيها ،فقد أوجب على موسى )عليه السلم( أنه لم يعرف الحلل من الحرام ،و ما علم ما تجوز
فيه الصلة و ما لم تجز ،و هذا كفر«.
قلت :فأخبرني -يا مولي -عن التأويل فيها؟
قال» :إن موسى )عليه السلم( ناجى ربه بالوادي المقدس ،فقال :يا رب ،إني قد أخلصت لك المحبة مني ،و
ك أي انزع حب أهلك من خَلْع َنْعَلْي َ
غسلت قلبي عمن سواك -و كان شديد الحب لهله -فقال ال تبارك و تعالىَ :فا ْ
قبلك إن كانت محبتك لي خالصة ،و قلبك من الميل إلى من سواي مغسول«.
سَتِمْع ِلما
ك َفا ْ
خَتْرُت َ
ك قال :كانتا من جلد حمار ميت َو َأَنا ا ْ خَلْع َنْعَلْي َ
-[5] /6991علي بن إبراهيم ،قال :و قولهَ :فا ْ
صلَة ِلِذْكِري قال :إذا نسيتها ثم ذكرتها فصلها. عُبْدِني َو َأِقِم ال ّ
ل َأَنا َفا ْ
ل ل ِإلَه ِإ ّ
ُيوحى ِإّنِني َأَنا ا ُّ
-[6] /6992محمد بن يعقوب :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن الحسين بن سعيد ،و محمد ابن
خالد ،جميعا ،عن القاسم بن عروة ،عن عبيد بن زرارة ،عن أبيه ،عن أبي جعفر )عليه السلم( ،قال» :إذا فاتتك
صلة فذكرتها في وقت اخرى ،فإن كنت تعلم أنك إذا صليت التي فاتتك ،كنت من الخرى في وقت ،فابدأ بالتي
__________________________________________________
-3علل الشرائع.2 /66 :
-4كمال الدين و تمام النعمة.460 :
-5تفسير القّمي .60 :2
-6الكافي .4 /293 :3
) (1فرغانة :مدينة ،و كورة واسعة بما وراء النهر ،متآخمة لبلد تركستان ،و بينها و بين سمرقند خمسون
فرسخا ،و يقال :فرغانة قرية من قرى فارس» .معجم البلدان .«253 :4
) (2في »ج« و المصدر :خطيئتين.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص759 :
صلَة ِلِذْكِري .و إن كنت تعلم أنك إذا صليت التي فاتتك ،فاتتك التي فاتتك ،فإن ال عز و جل يقولَ :و َأِقِم ال ّ
بعدها ،فابدأ بالتي أنت في وقتها فصلها ،ثم أقم الخرى«.
و رواه الشيخ في )التهذيب( بإسناده :عن الحسين بن سعيد ،عن القاسم بن عروة ،بباقي السند و المتن ،إل أن في
آخر الرواية» :و أقم للخرى« ».«1
-[7] /6993الطبرسي ،قيل :معناه أقم الصلة متى ذكرت أن عليك صلة ،كنت في وقتها أم لم تكن ،عن أكثر
المفسرين قال :و هو المروي عن أبي جعفر )عليه السلم(.
خِفيها قال :قال» :من نفسي هكذا نزلت«.عَة آِتَيٌة َأكاُد ُأ ْ
سا َ
ن ال ّ
-[8] /6994قال علي بن إبراهيم ،في قولهِ :إ ّ
قيل :كيف يخفيها من نفسه؟ قال» :جعلها من غير وقت«.
-[9] /6995الطبرسي :عن ابن عباس :أكاد أخفيها من نفسي ،فهو كذلك في قراءة أبي ،قال :و روي ذلك عن
الصادق )عليه السلم(.
-[10] /6996محمد بن يعقوب :عن محمد بن يحيى ،عن سلمة بن الخطاب ،عن عبد ال بن محمد ،عن منيع بن
الحجاج البصري ،عن مجاشع ،عن معلى ،عن محمد بن الفيض ،عن أبي جعفر )عليه السلم( ،قال» :كانت
عصا موسى لدم ،فصارت إلى شعيب ،ثم صارت إلى موسى بن عمران ،و إنها لعندنا ،و إن عهدي بها آنفا ،و
هي خضراء كهيئتها حين انتزعت من شجرتها ،و إنها لتنطق إذا استنطقت ،أعدت لقائمنا )عليه السلم( ،يصنع
بها ما كان يصنع بها موسى )عليه السلم( ،و إنها لتروع و تلقف ما يأفكون ،و تصنع ما تؤمر به ،إنها حيث
أقبلت تلقف ما يأفكون ،يفتح لها شعبتان :إحداهما في الرض ،و الخرى في السقف ،و بينهما أربعون ذراعا،
تلقف ما يأفكون بلسانها«.
و رواه ابن بابويه ،قال :حدثنا أبي )رحمه ال( ،قال :حدثنا محمد بن يحيى ،عن سلمة بن الخطاب ،و ساق السند
و المتن ».«2
و رواه محمد بن الحسن الصفار في )بصائره( عن سلمة بن الخطاب ،و ساق الحديث سندا و متنا ».«3
-[11] /6997محمد بن إبراهيم النعماني ،قال :أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة ،قال :حدثنا محمد
__________________________________________________
-7مجمع البيان .10 :7
و رواه أيضا علي بن إبراهيم :عن هارون بن مسلم بباقي السند و المتن ».«2
-[2] /7012ابن بابويه ،قال :حدثنا الحاكم أبو محمد جعفر بن نعيم بن شاذان النيسابوري )رضي ال عنه( ،عن
عمه أبي عبد ال محمد بن شاذان ،قال :حدثنا الفضل بن شاذان ،عن محمد بن أبي عمير ،قال :قلت لموسى بن
ن ِإّنُهعْو َجعفر )عليه السلم( :أخبرني عن قول ال عز و جل لموسى و هارون )عليهما السلم( :اْذَهبا ِإلى ِفْر َ
خشى. ل َلّينًا َلَعّلُه َيَتَذّكُر َأْو َي ْ
طغى َفُقول َلُه َقْو ً َ
ل َلّينًا أي كنياه ،و قول له :يا أبا مصعب ،و كان اسم فرعون أبا مصعب الوليد فقال» :أما قوله تعالىَ :فُقول َلُه َقْو ً
خشى فإنما قال ،ليكون أحرص لموسى على الذهاب ،و قد علم ال عز و بن مصعب .و أما قوله تعالىَ :يَتَذّكُر َأْو َي ْ
ق قا َ
ل حّتى ِإذا َأْدَرَكُه اْلَغَر ُجل أن فرعون ل يتذكر و ل يخشى إل عند رؤية البأس ،أل تسمع ال عز و جل يقولَ :
ن َو َقْد
لَ ن » «3فلم يقبل ال إيمانه ،و قال :آ ْسِلِمي َ
ن اْلُم ْ
ل َو َأَنا ِم َ
سراِئي َت ِبِه َبُنوا ِإ ْل اّلِذي آَمَن ْ ت َأّنُه ل ِإلَه ِإ ّ
آَمْن ُ
ن ».««4 سِدي َن اْلُمْف ِت ِم َ ل َو ُكْن َ ت َقْب ُ
صْي َ
ع َ َ
-[3] /7013و عنه ،قال :حدثنا أحمد بن الحسن القطان ،قال :حدثنا الحسن بن علي السكري ،قال :حدثنا محمد
بن زكريا الجوهري ،قال :حدثنا جعفر بن محمد بن عمارة ،عن أبيه ،عن سفيان بن سعيد ،قال :سمعت أبا عبد
ال جعفر بن محمد الصادق )عليهما السلم( -و كان و ال صادقا كما سمي -يقول» :يا سفيان ،عليك بالتقية ،فإنها
عْو َ
ن سنة إبراهيم الخليل )عليه السلم( ،و إن ال عز و جل قال لموسى و هارون )عليهما السلم( :اْذَهبا ِإلى ِفْر َ
خشى يقول ال عز و جل :كنياه ،و قول له :يا أبا مصعب«. ل َلّينًا َلَعّلُه َيَتَذّكُر َأْو َي ْ
طغى َفُقول َلُه َقْو ً ِإّنُه َ
إلى أن قال :قال :سفيان :فقلت له :يا بن رسول ال ،هل يجوز أن يطمع ال عز و جل عباده في كون ما ل يكون؟
قال» :ل«.
خشى و قد علم أن فرعون ل فقلت :فكيف قال ال عز و جل لموسى و هارون )عليهما السلم(َ :لَعّلُه َيَتَذّكُر َأْو َي ْ
يتذكر و ل يخشى.
فقال» :إن فرعون قد تذكر و خشي ،و لكن عند رؤية البأس ،حيث لم ينفعه اليمان ،أل تسمع ال عز و جل
ن » ،«5فلم سِلِمي َ
ن اْلُم ْ
ل َو َأَنا ِم َ سراِئي َت ِبِه َبُنوا ِإ ْل اّلِذي آَمَن ْ ت َأّنُه ل ِإلَه ِإ ّ
ل آَمْن ُ ق قا َ حّتى ِإذا َأْدَرَكُه اْلَغَر ُ يقولَ :
__________________________________________________
-2علل الشرائع.1 /67 :
-3معاني الخبار.20 /385 :
) (1الكافي .1 /460 :7
) (2تفسير القّمي [.....] .60 :2
) (3يونس .90 :10
) (4يونس .91 :10
) (5يونس .90 :10
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص765 :
ن ِلَم ْ
ن ك ِلَتُكو َ
ك ِبَبَدِن َ
جي َ
ن َفاْلَيْوَم ُنَن ّ
سِدي َن اْلُمْف ِت ِم َل َو ُكْن َ
ت َقْب ُ
صْي َع َ ن َو َقْد َلَيقبل ال عز و جل إيمانه ،و قال :آ ْ
ك آَيًة » ،«1يقول :نلقيك على نجوة » «2من الرض ،لتكون لمن بعدك علمة و عبرة«. خْلَف َ
َ
قوله تعالى:
خْلَقُه ُثّم َهدى ][50 يٍء َ ش ْ ل َ عطى ُك ّ ل َرّبَنا اّلِذي َأ ْقا َ
-[1] /7014محمد بن يعقوب :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن علي بن الحكم ،عن سيف بن
عميرة ،عن إبراهيم بن ميمون ،عن محمد بن مسلم ،قال :سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول ال عز و جل:
خْلَقُه ُثّم َهدى قال» :ليس ]شيء[ من خلق ال إل و هو يعرف من شكله الذكر من النثى«. يٍء َ ش ْل َعطى ُك ّ َأ ْ
قلت :ما معنى ُثّم َهدى؟ قال :هداه للنكاح ،و السفاح من شكله«.
و سيأتي -إن شاء ال تعالى -خبر قصة فرعون و موسى و هارون ،في حديثين عن الباقر و الصادق )عليهما
السلم( ،في سورة الشعراء » «3و سورة القصص ».«4
قوله تعالى:
لوِلي الّنهى ][54 ت ُِ ليا ٍ ك َن ِفي ذِل َ ِإ ّ
-[2] /7015علي بن إبراهيم ،قال :حدثني أبي ،عن الحسن بن محبوب ،عن علي بن رئاب ،عن مروان ،عن
لوِلي الّنهى قال» :نحن -و ال- ت ُِليا ٍ ك َ ن ِفي ذِل َ أبي عبد ال )عليه السلم( ،قال :سألته عن قول ال عز و جلِ :إ ّ
اولوا النهى«.
فقلت :جعلت فداك ،و ما معنى اولي النهى؟ قال» :ما أخبر ال به رسوله )صلى ال عليه و آله( مما يكون من
بعده ،من ادعاء أبي فلن الخلفة و القيام بها ،و الخر من بعده ،و الثالث من بعدهما ،و بني امية ،فأخبر رسول
ال )صلى ال عليه و آله( ،فكان ذلك كما أخبر ال به نبيه )صلى ال عليه و آله( ،و كما أخبر رسول ال )صلى
ال عليه و آله( عليا )عليه السلم(،
__________________________________________________
-1الكافي .49 /567 :5
-2تفسير القّمي .61 :2
) (1يونس 91 :10و .92
) (2الّنجوة :المرتفع من الرض» .المعجم الوسيط .«905 :2
) (3يأتي في الحديث ) (1من تفسير اليات ) (63 -10من سورة الشعراء.
) (4يأتي في الحديث ) (1من تفسير اليات ) (13 -7من سورة القصص.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص766 :
و كما انتهى إلينا من علي )عليه السلم( ،فيما يكون من بعده من الملك ،في بني امية و غيرهم ،فهذه الية التي
لوِلي الّنهى الذي انتهى إلينا علم ذلك كله ،فصبرنا لمر ال ،فنحن
ت ُِ
ليا ٍ
ك َ
ن ِفي ذِل َ
ذكرها ال تعالى في الكتاب ِإ ّ
قوام ال على خلقه ،و خزانه على دينه ،نخزنه و نستره ،و نكتم به من عدونا ،كما كتم رسول ال )صلى ال عليه
و آله( حتى أذن ال له في الهجرة ،و جاهد المشركين ،فنحن على منهاج رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،حتى
يأذن ال لنا في إظهار دينه بالسيف ،و ندعو الناس إليه ،فنضربهم » «1عليه عودا ،كما ضربهم » «2رسول ال
)صلى ال عليه و آله( بدءا«.
و رواه محمد بن العباس :عن أحمد بن إدريس ،عن عبد ال بن محمد بن عيسى ،عن الحسن بن محبوب ،عن
ن ِفي ذِل َ
ك علي بن رئاب ،عن عمار بن مروان ،قال :سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول ال عز و جل ِإ ّ
لوِلي الّنهى و ساق الحديث إلى آخره ».«3ت ُِ
ليا ٍ
َ
و رواه سعد بن عبد ال القمي :عن علي بن إسماعيل بن عيسى ،عن أبي عبد ال محمد بن خالد البرقي ،عن
الحسن بن محبوب ،عن علي بن رئاب ،عن عمار بن مروان ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،في قول ال عز و
لوِلي الّنهى قال» :نحن -و ال اولي النهى« و ساق الحديث إلى آخره ».«4
ت ُِ
ليا ٍ
ك َ
ن ِفي ذِل َ
جل ِإ ّ
-[2] /7016محمد بن العباس ،قال :حدثنا محمد بن همام ،عن محمد بن إسماعيل العلوي ،عن عيسى بن داود
لوِلي الّنهى .قال: ت ُِليا ٍ
ك َن ِفي ذِل َ
النجار ،عن أبي الحسن موسى بن جعفر )عليه السلم( ،في قوله تعالىِ :إ ّ
»هم الئمة من آل محمد )عليهم السلم( ،و ما كان في القرآن مثلها«.
-[3] /7017علي بن إبراهيم ،قال :حدثني أبي ،عن ابن أبي عمير و فضالة ،عن معاوية بن عمار ،عن أبي عبد
لوِلي الّنهى ،قال» :نحن اولوا النهى«. ت ُِليا ٍ ك َن ِفي ذِل َ ال )عليه السلم( ،في قولهِ :إ ّ
قوله تعالى:
خرى ][55 جُكْم تاَرًة ُأ ْخِر ُ خَلْقناُكْم َو ِفيها ُنِعيُدُكْم َو ِمْنها ُن ْ
ِمْنها َ
-[1] /7018محمد بن يعقوب :عن علي بن محمد بن عبد ال ،عن إبراهيم بن إسحاق ،عن محمد بن سليمان
الديلمي ،عن أبيه ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،قال» :دخل عبد ال بن قيس الماصر على أبي جعفر )عليه
السلم(-
__________________________________________________
-2تأويل اليات .19 /320 :1
-3تفسير القّمي .66 :2
-1الكافي .1 /161 :3
) (1في »ط ،ج ،ي« :فنصّيرهم.
) (2في »ط ،ج ،ي« :صّيرهم[.....] .
) (3تأويل اليات .7 /314 :1
) (4مختصر بصائر الدرجات.66 :
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص767 :
الحديث ،و فيه -إن ال تعالى خلق خلقين » ،«1فإذا أراد أن يخلق خلقا أمرهم فأخذوا من التربة التي قال ال في
خرى ،فعجنوا النطفة بتلك التربة التي يخلق منها ،بعد أن جُكْم تاَرًة ُأ ْ خِر ُخَلْقناُكْم َو ِفيها ُنِعيُدُكْم َو ِمْنها ُن ْ
كتابهِ :مْنها َ
أسكنها الرحم أربعين ليلة ،فإذا تمت لها أربعة أشهر ،قالوا :يا رب ،نخلق ماذا؟ فيأمرهم بما يريد ،من ذكر أو
أنثى ،أبيض أو أسود ،فإذا خرجت الروح من البدن ،خرجت هذه النطفة بعينها منه ،كائنا ما كان ،صغيرا أو
كبيرا ،ذكرا أو أنثى ،فلذلك يغسل الميت غسل الجنابة«.
-[1] /7019ابن بابويه ،قال :حدثني الحسين بن أحمد )رحمه ال( ،عن أبيه ،قال :حدثني أحمد بن محمد بن
عيسى ،عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ،عن عبد الرحمن بن حماد ،قال :سألت أبا إبراهيم )عليه السلم( عن
الميت ،لم يغسل غسل الجنابة؟
قال» :إن ال تبارك و تعالى أعلى و أخلص من أن يبعث الشياء بيده ،إن ل تبارك و تعالى ملكين خلقين ،فإذا
خَلْقناُكْم َو ِفيها
أراد أن يخلق خلقا أمر أولئك الخلقين فأخذوا من التربة التي قال ال عز و جل في كتابهِ :مْنها َ
خرى ،فعجنوها بالنطفة المسكنة في الرحم ،فإذا عجنت النطفة بالتربة ،قال :يا رب، جُكْم تاَرًة ُأ ْ
خِر ُ
ُنِعيُدُكْم َو ِمْنها ُن ْ
ما نخلق؟ -قال :-فيوحي ال تبارك و تعالى إليهما ما يريد ،ذكرا أو أنثى ،مؤمنا أو كافرا ،أسود أو أبيض ،شقيا أو
سعيدا ،فإذا مات سالت عنه تلك النطفة بعينها ،ل غيرها ،فمن ثم صار الميت يغسل غسل الجنابة«.
قوله تعالى:
ب ] -[2] /7020 [61علي بن إبراهيم :أي يصيبكم ».«2 حَتُكْم ِبَعذا ٍ
سِ َفُي ْ
قوله تعالى:
على ] 67و [68 لْ ت ا َْ
ك َأْن َف ِإّن َ
خ ْخيَفًة ُموسى ُقْلنا ل َت َ سِه ِس ِفي َنْف ِج َ َفَأْو َ
-[3] /7021ابن بابويه ،قال :حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل )رضي ال عنه( ،قال :حدثنا محمد بن جعفر
__________________________________________________
-1علل الشرائع.5 /300 :
-2تفسير القّمي )الطبعة الحجرية(.268 :
لقين :أي ملئكة خلقين ،و الخلق بمعنى التقدير» .مرآة العقول .«345 :13
) (1خ ّ
و رواه أيضا في )معاني الخبار( بهذا السناد ،إل أن فيه :عن المشرقي حمزة بن الربيع ،و في آخر الحديث:
و ل يغيره » -«2بالواو -كما هو في كتاب )التوحيد( ».«3
-[2] /7024المفيد في )إرشاده( قال :روى العلماء أن عمرو بن عبيد وفد على محمد بن علي بن الحسين )عليهم
ت َوسماوا ِ ن ال ّ ن َكَفُروا َأ ّ
السلم( ليمتحنه بالسؤال ،فقال له :جعلت فداك ،ما معنى قوله تعالىَ :أ َو َلْم َيَر اّلِذي َ
ض كاَنتا َرْتقًا َفَفَتْقناُهما » ،«4ما هذا الرتق و الفتق؟ لْر َ ا َْ
فقال أبو جعفر )عليه السلم(» :كانت السماء رتقا ل تنزل المطر » ،«5و كانت الرض رتقا ل تخرج النبات«.
فانقطع عمرو و لم يجد اعتراضا ،و مضى ثم عاد إليه ،فقال له :أخبرني -جعلت فداك -عن قوله عز و جلَ :و
ضِبي َفَقْد َهوى ما غضب ال؟ غ َعَلْيِه َل َ حِل ْ
ن َي ْ
َم ْ
فقال أبو جعفر )عليه السلم(» :غضب ال عقابه -يا عمرو -و من ظن أن ال يغيره شيء فقد كفر«.
قوله تعالى:
ل صاِلحًا ُثّم اْهَتدى ][82 عِم َ
ن َو َ
ب َو آَم َن تا ََو ِإّني َلَغّفاٌر ِلَم ْ
-[1] /7025محمد بن يعقوب :عن علي بن إبراهيم ،عن صالح بن السندي ،عن جعفر بن بشير و محمد بن
يحيى ،عن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن ابن فضال ،جميعا ،عن أبي جميلة ،عن خالد بن عمار ،عن سدير،
قال :سمعت أبا جعفر )عليه السلم( و هو داخل و أنا خارج ،و أخذ بيدي ،ثم استقبل البيت ،فقال» :يا سدير ،إنما
امر الناس أن يأتوا هذه الحجار ،فيطوفوا بها ،ثم يأتونا فيعلمونا وليتهم لنا ،و هو قول ال تعالىَ :و ِإّني َلَغّفاٌر
ل صاِلحًا ُثّم اْهَتدى -ثم أومأ بيده إلى صدره -إلى وليتنا«. عِم َ
ن َو َب َو آَم َ ن تا َ ِلَم ْ
__________________________________________________
-2الرشاد.265 :
-1الكافي .3 /323 :1
) (1التوحيد.1 /168 :
) (2في المصدر :و ل يعّزه شيء[.....] .
) (3معاني الخبار.1 /18 :
) (4النبياء .30 :21
) (5في المصدر :القطر.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص770 :
ثم قال» :يا سدير ،فأريك الصادين عن دين ال« ثم نظر إلى أبي حنيفة و سفيان الثوري في ذلك الزمان ،و هم
حلق في المسجد ،فقال :هؤلء الصادون عن دين ال بل هدى من ال ،و ل كتاب منير ،إن هؤلء الخابيث لو
جلسوا في بيوتهم ،فجال الناس ،فلم يجدوا أحدا يخبرهم عن ال تبارك و تعالى ،و عن رسول ال )صلى ال عليه
و آله( ،حتى يأتونا ،فنخبرهم عن ال تبارك و تعالى ،و عن رسول ال )صلى ال عليه و آله(«.
-[2] /7026محمد بن الحسن الصفار :عن محمد بن عيسى ،عن صفوان ،عن يعقوب بن شعيب ،قال :سألت أبا
ل صاِلحًا ُثّم اْهَتدى. عِم َ
ن َو َ ب َو آَم َ ن تا َ عبد ال )عليه السلم( عن قول ال تبارك و تعالىَ :و ِإّني َلَغّفاٌر ِلَم ْ
قال» :من تاب من ظلم ،و آمن من كفر ،و عمل صالحا ،ثم اهتدى إلى وليتنا« و أومأ بيده إلى صدره.
-[3] /7027ابن بابويه ،قال :حدثنا علي بن أحمد بن عبد ال بن أحمد بن أبي عبد ال البرقي ،عن أبيه ،عن جده
أحمد بن أبي عبد ال البرقي ،عن أبيه محمد بن خالد البرقي ،قال :حدثنا سهل بن المرزبان » «1الفارسي ،قال:
حدثنا محمد بن منصور ،عن عبد ال بن جعفر ،عن محمد بن الفيض بن المختار ،عن أبيه ،عن أبي جعفر محمد
ابن علي الباقر ،عن أبيه ،عن جده )عليهم السلم( ،قال» :خرج رسول ال )صلى ال عليه و آله( ذات يوم و هو
راكب ،و خرج علي )عليه السلم( و هو يمشي ،فقال له :يا أبا الحسن ،إما أن تركب ،و إما أن تنصرف -و ذكر
الحديث إلى أن قال فيه -و ال يا علي ،ما خلقت إل لتعبد » «2ربك ،و لتعرف » «3بك معالم الدين ،و يصلح بك
دارس السبيل ،و لقد ضل من ضل عنك ،و لن يهتدي إلى ال عز و جل من لم يهتد إليك و إلى وليتك ،و هو قول
ل صاِلحًا ُثّم اْهَتدى يعني إلى وليتك«. عِم َ
ن َو َ
ب َو آَم َ
ن تا َ
ربي عز و جلَ :و ِإّني َلَغّفاٌر ِلَم ْ
ك ».«4 ن َرّب َ
ك ِم ْل ِإَلْي َ
ل َبّلْغ ما ُأْنِز َ
سو ُ
و قد ذكر الحديث بتمامه في سورة المائدة ،في قوله تعالى :يا َأّيَها الّر ُ
-[4] /7028علي بن إبراهيم ،قال :حدثنا أحمد بن علي ،قال :حدثنا الحسن بن عبد ال ،عن السندي بن محمد،
عِم َ
ل ن َو َ
ب َو آَم َ
ن تا َ عن أبان ،عن الحارث بن يحيى ،عن أبي جعفر )عليه السلم( ،في قول الَ :و ِإّني َلَغّفاٌر ِلَم ْ
صاِلحًا ُثّم اْهَتدى.
قال» :أل ترى كيف اشترط ،و لم تنفعه التوبة و ل اليمان و العمل الصالح حتى اهتدى .و ال ،لو جهد أن يعمل
بعمل ،ما قبل منه حتى يهتدي«.
__________________________________________________
-2بصائر الدرجات.6 /98 :
-3المالي ،13 /399 :شواهد التنزيل ) 521 /376 :1نحوه( ،ينابيع المودة.110 :
-4تفسير القّمي .61 :2
ي ثقة ،راجع رجال النجاشي/185 : ) (1في »ج ،ي« سهل بن زياد ،و الظاهر أّنه :سهل بن الهرمزان ،و هو قم ّ
.491
) (2في نسخة من المصدر :ليعبد.
) (3في »ج ،ي« :و لتشرف.
) (4تقّدم في الحديث ) (2من تفسير الية ) (67من سورة المائدة.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص771 :
قال :قلت :إلى من ،جعلني ال فداك؟ قال» :إلينا«.
-[5] /7029محمد بن العباس ،قال :حدثنا علي بن العباس البجلي ،قال :حدثنا عباد بن يعقوب ،عن علي بن
ن تا َ
ب هاشم ،عن جابر بن الحر ،عن جابر الجعفي ،عن أبي جعفر )عليه السلم( ،في قوله تعالىَ :و ِإّني َلَغّفاٌر ِلَم ْ
ل صاِلحًا ُثّم اْهَتدى ،قال» :إلى وليتنا«.
عِم َ
ن َو ََو آَم َ
-[6] /7030و عنه ،قال :حدثنا الحسين بن عامر ،عن محمد بن الحسين ،عن محمد بن سنان ،عن عمار بن
ب َو
ن تا َ مروان ،عن المنخل ،عن جابر ،عن أبي جعفر )عليه السلم( ،في قول ال عز و جلَ :و ِإّني َلَغّفاٌر ِلَم ْ
ل صاِلحًا ُثّم اْهَتدى ،قال» :إلى ولية أمير المؤمنين )عليه السلم(«. عِم َ
ن َو َآَم َ
-[7] /7031و عنه ،قال :حدثنا محمد بن همام ،عن محمد بن إسماعيل العلوي ،عن عيسى بن داود النجار ،عن
ل صاِلحًا ُثّم عِم َ ن َو َ ب َو آَم َ ن تا َأبي الحسن موسى بن جعفر )عليهما السلم( ،في قوله عز و جلَ :و ِإّني َلَغّفاٌر ِلَم ْ
اْهَتدى ،قال» :إلى وليتنا«.
-[8] /7032الشيخ في )أماليه( قال :أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد ال بن محمد بن مهدي ،قال:
أخبرنا أحمد ،قال :أخبرنا الحسن بن علي بن بزيع ،قال :حدثنا القاسم بن الضحاك ،قال :أخبرنا شهر بن حوشب
ل صاِلحًا ».«1 عِم َ
ن َو َ ب َو آَم َ ن تا َ ل َم ْأخو العوام ،عن أبي سعيد الهمداني ،عن أبي جعفر )عليه السلم(ِ :إ ّ
قال» :و ال ،لو أنه تاب و آمن و عمل صالحا ،و لم يهتد إلى وليتنا و مودتنا و معرفة فضلنا ،ما أغنى ذلك عنه
شيئا«.
-[9] /7033أحمد بن محمد بن خالد البرقي ،عن أبيه ،عن حماد بن عيسى -فيما أعلم -عن يعقوب بن شعيب،
ل صاِلحًا ُثّم عِم َن َو َ ب َو آَم َن تا َ قال :سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن قول ال عز و جلَ :و ِإّني َلَغّفاٌر ِلَم ْ
اْهَتدى.
قال» :إلى وليتنا و ال ،أما ترى كيف اشترط ال عز و جل«.
-[10] /7034أبو علي الطبرسي :قال أبو جعفر الباقر )عليه السلم(» :ثم اهتدى إلى وليتنا أهل البيت .فو ال،
لو أن رجل عبد ال عمره ما بين الركن و المقام ،ثم مات و لم يجيء بوليتنا ،لكبه ال في النار على وجهه«.
__________________________________________________
-5تأويل اليات ،11 /316 :1شواهد التنزيل 518 /375 :1و ،519الصواعق المحرقة.153 :
-6تأويل اليات .12 /316 :1
-7تأول اليات .26 /323 :1
-8المالي [.....] .265 :1
-9المحاسن.35 /142 :
-10مجمع البيان .39 :7
) (1مريم .60 :19
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص772 :
و رواه الحاكم أبو القاسم الحسكاني بإسناده » ،«1و أورده العياشي في )تفسيره( من عدة طرق ».«2
-[11] /7035ابن بابويه :بالسناد عن سليمان ،عن داود بن كثير الرقي ،قال :دخلت على أبي عبد ال )عليه
ل صاِلحًا ُثّم اْهَتدى فما هذا الهتداءعِم َ
ن َو َ ب َو آَم َن تا َ السلم( ،فقلت له :جعلت فداك ،قوله تعالىَ :و ِإّني َلَغّفاٌر ِلَم ْ
بعد التوبة و اليمان و العمل الصالح؟
قال :فقال» :معرفة الئمة -و ال -إمام بعد إمام«.
-[12] /7036و روى علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن ابن أبي عمير ،عن ابن أذينة ،عن الفضيل ،عن زرارة،
عن أبي جعفر )عليه السلم( ،في قوله تعالىُ :ثّم اْهَتدى ،قال» :اهتدى إلينا«.
قوله تعالى:
عْلمًا ]-[1] /7037 [98 -85 يٍء ِ
ش ْل َسَع ُك ّي -إلى قوله تعالىَ -و ِ ساِمِر ّ ضّلُهُم ال ّ ك َو َأ َ ن َبْعِد َ
ك ِم ْ
ل َفِإّنا َقْد َفَتّنا َقْوَم َ
قا َ
ي قال:
ساِمِر ّضّلُهمُ ال ّ
ك َو َأ َن َبْعِد َ
ك ِم ْ علي بن إبراهيم :في قوله تعالىَ :فِإّنا َقْد َفَتّنا َقْوَم َ
اختبرناهم و أضلهم السامري ،قال :بالعجل الذي عبدوه ،و كان سبب ذلك أن موسى لما وعده ال أن ينزل عليه
التوراة و اللواح إلى ثلثين يوما أخبر بني إسرائيل بذلك ،و ذهب إلى الميقات ،و خلف هارون في قومه ،فلما
جاءت الثلثون يوما و لم يرجع موسى )عليه السلم( إليهم غضبوا و أرادوا أن يقتلوا هارون ،و قالوا :إن موسى
كذبنا و هرب منا .فجاءهم إبليس في صورة رجل ،فقال لهم :إن موسى قد هرب منكم و ل يرجع إليكم أبدا،
فاجمعوا لي حليكم حتى أتخذ لكم إلها تعبدونه.
و كان السامري على مقدمة موسى يوم أغرق ال فرعون و أصحابه ،فنظر إلى جبرئيل و كان على حيوان في
صورة رمكة » ،«3فكانت كلما وضعت حافرها على موضع من الرض تحرك ذلك الموضع ،فنظر إليه
السامري و كان من خيار أصحاب موسى )عليه السلم( ،فأخذ التراب من تحت حافر رمكة جبرئيل و كان
يتحرك فصره في صرة و كان عنده يفتخر به على بني إسرائيل فلما جاءهم إبليس و اتخذوا العجل ،قال
للسامري :هات التراب الذي
__________________________________________________
-11فضائل الشيعة.22 /65 :
،... -12تأويل اليات .10 /316 :1
-1تفسير القّمي .61 :2
) (1شواهد التنزيل 518 /375 :1و .519 /375 :إلى قوله :أهل البيت.
) (2عنه :مجمع البيان .39 :7
) (3الرمكة :الفرس» .لسان العرب -ربم.«434 :1 -
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص773 :
معك .فجاء به السامري فألقاه إبليس في جوف العجل ،فلما وقع التراب في جوفه تحرك ،و خار ،و نبت عليه
الوبر و الشعر ،فسجد له بنو إسرائيل ،و كان عدد الذين سجدوا سبعين ألفا من بني إسرائيل ،فقال لهم هارون كما
جَعحّتى َيْر ِ ن َعَلْيِه عاِكِفي َح َن َنْبَر َ
طيُعوا َأْمِري قاُلوا َل ْ ن َفاّتِبُعوِني َو َأ ِ حم ُ ن َرّبُكُم الّر ْ حكى ال :يا َقْوِم ِإّنما ُفِتْنُتْم ِبِه َو ِإ ّ
ِإَلْينا ُموسى ،فهموا بهارون فهرب من بينهم ،و بقوا في ذلك حتى تم ميقات موسى أربعين ليلة ،فلما كان يوم
عشرة من ذي الحجة أنزل ال عليه اللواح فيها التوراة و ما يحتاجون إليه من أحكام السير و القصص ،ثم أوحى
ي و عبدوا العجل و له خوار .فقال موسى )عليه ساِمِر ّ ضّلُهُم ال ّك َو َأ َ ن َبْعِد َك ِم ْال إلى موسىَ :فِإّنا َقْد َفَتّنا َقْوَم َ
السلم(:
يا رب ،العجل من السامري ،فالخوار ممن؟ فقال» :مني -يا موسى -إني لما رأيتهم قد فاءوا » «1عني إلى العجل
أحببت أن أزيدهم فتنة«.
عَلْيُكُم
ل َسنًا َأ َفطا َ
حَعدًا َ ل يا قَْوِم َأ َلْم َيِعْدُكْم َرّبُكْم َو ْ سفًا قا َ ن َأ ِ
ضبا َغ ْ جَع ُموسى كما حكى ال عز و جل ِإلى َقْوِمِه َ َفَر َ
عِدي ،ثم رمى باللواح و أخذ بلحية أخيه هارون و خَلْفُتْم َمْو ِ
ن َرّبُكْم َفَأ ْ ب ِم ْض ٌ غ َ عَلْيُكْم َ
ل َ حّ ن َي ِاْلَعْهُد َأْم َأَرْدُتْم َأ ْ
ت َأْمِري فقال هارون كما حكى ال:ا ْب َ
ن صْي َ ن َأ َفَع َ ل َتّتِبَع ِضّلوا َأ ّ
ك ِإْذ َرَأْيَتُهْم َ ن ما َمَنَع َ ل يا هاُرو ُ رأسه يجره إليه قا َ
ب َقْوِليل َو َلْم َتْرُق ْسراِئي َ ن َبِني ِإ ْ ت َبْي َ
ل َفّرْق َ ن َتُقو َ ت َأ ْشي ُ خِ سي ِإّني َ حَيِتي َو ل ِبَرْأ ِ خْذ ِبِل ْ
ُأّم ل َتْأ ُ
.
-[2] /7038ابن بابويه ،قال :حدثنا علي بن أحمد بن محمد ،و محمد بن أحمد الشيباني ،و الحسين بن إبراهيم بن
أحمد بن هشام )رضي ال عنه( ،قالوا حدثنا محمد بن أبي عبد ال الكوفي السدي ،قال :حدثنا موسى بن عمران
النخعي ،عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي ،عن علي بن سالم ،عن أبيه ،قال :قلت لبي عبد ال )عليه السلم(:
أخبرني عن هارون لم قال لموسى )عليه السلم( :يا بن ام ل تأخذ بلحيتي و ل برأسي .و لم يقل يا بن أبي؟
فقال» :إن العداوة بين الخوة أكثر ما تكون إذا كانوا بني علت » ،«2و متى كانوا بني ام قلت العداوة إل أن
ينزغ الشيطان بينهم فيطيعوه ،فقال هارون لخيه :يا أخي الذي ولدته امي ،و لم تلدني غير امه ،ل تأخذ بلحيتي و
ل برأسي ،و لم يقل يا بن أبي لن بني الب إذا كانت أمهاتهم شتى لم تستبعد العداوة بينهم إل من عصمه ال
منهم ،و إنما تستبعد العداوة بين بني ام واحدة«.
قال» :قلت :فلم أخذ برأس أخيه يجره إليه و بلحيته ،و لم يكن له في اتخاذهم العجل و عبادتهم له ذنب.
فقال» :إنما فعل ذلك به لنه لم يفارقهم لما فعلوا ذلك ،و لم يلحق بموسى ،و كان إذا فارقهم ينزل بهم العذاب ،أل
ت َأْمِري؟! قال هارون :لو فعلت ذلك صْي َن َأ َفَع َ ل َتّتِبَع ِ
ضّلوا َأ ّ ك ِإْذ َرَأْيَتُهْم َ ن ما َمَنَع َ ترى أنه قال له موسى :يا هاُرو ُ
لتفرقوا ،و إني خشيت أن تقول :فرقت بين بني إسرائيل و لم ترقب قولي«.
__________________________________________________
-2علل الشرائع.1 /68 :
) (1في المصدر :وّلوا.
لت :الذين أّمهاتهم مختلفة و أبوهم واحد» .النهاية .«291 :3 ) (2أولد الع ّ
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص774 :
-[3] /7039سليم بن قيس الهللي :قال الشعث بن قيس :يا بن أبي طالب ،ما منعك حين بويع أخو بني تيم بن
مرة ،و أخو بني عدي ،و أخو بني امية بعدهم أن تقاتل و تضرب بسيفك ،فإنك لم تخطبنا خطبة منذ قدمت العراق
إل قلت فيها قبل أن تنزل من المنبر» :و ال إني لولى الناس بالناس ،و ما زلت مظلوما منذ قبض رسول ال
)صلى ال عليه و آله(« .فما منعك أن تضرب بسيفك دون مظلمتك؟
قال» :يا بن قيس قد قلت فاستمع الجواب ،لم يمنعني من ذلك الجبن ،و ل كراهية للقاء ربي و أن ل أكون أعلم
بأن ما عند ال خير لي من الدنيا بما فيها » ،«1و لكن منعني من ذلك أمر رسول ال )صلى ال عليه و آله( و
عهده إلي أخبرني رسول ال )صلى ال عليه و آله( بما المة صانعة بعده ،فلم أكن بما صنعوا حين عاينته بأعلم
و ل أشد استيقانا مني به قبل ذلك ،بل أنا بقول رسول ال )صلى ال عليه و آله( أشد يقينا مني بما عاينت و
شاهدت.
فقلت لرسول ال )صلى ال عليه و آله( :فما تعهد إلي إذا كان ذلك؟ قال :إن وجدت أعوانا فانبذ إليهم و جاهدهم،
و إن لم تجد أعوانا فكف يدك و احقن دمك ،حتى تجد على إقامة الدين و كتاب ال و سنتي أعوانا«.
و أخبرني )صلى ال عليه و آله( أن المة ستخذلني و تتبع غيري ،و أخبرني )صلى ال عليه و آله( أني منه
بمنزلة هارون من موسى ،و أن المة سيصيرون بعده بمنزلة هارون و من تبعه ،و العجل و من تبعه ،إذ قال له
سي ِإّني حَيِتي َو ل ِبَرْأ ِ خْذ ِبِل ْ
ن ُأّم ل َتْأ ُ ل َيا ْب َ
ت َأْمِري قا َ صْي َن َأ َفَع َ ل َتّتِبَع ِ
ضّلوا َأ ّك ِإْذ َرَأْيَتُهْم َ ن ما َمَنَع َ موسى :يا هاُرو ُ
ب َقْوِلي .و إنما يعني أن موسى أمر هارون حين استخلفه عليهم ل َو َلْم َتْرُق ْ سراِئي َ ن َبِني ِإ ْ ت َبْي َل َفّرْق َن َتُقو َت َأ ْشي ُ خَِ
إن ضلوا ثم وجد أعوانا أن يجاهدهم ،و إن لم يجد أعوانا أن يكف يده و يحقن دمه ،و ل يفرق بينهم ،و إني
خشيت أن يقول أخي رسول ال )صلى ال عليه و آله( لم فرقت بين المة و لم ترقب قولي و قد عهدت إليك أنك
إن لم تجد أعوانا فكف يدك و احقن دمك و دم أهل بيتك و شيعتك«.
فلما قبض رسول ال )صلى ال عليه و آله( قام الناس إلى أبي بكر فبايعوه و أنا مشغول برسول ال )صلى ال
عليه و آله( بغسله ،و دفنه ،ثم شغلت بالقرآن فآليت يمينا أن ل أرتدي برداء إل للصلة حتى أجمعه في كتاب
ففعلت ،ثم حملت فاطمة و أخذت بيدي الحسن و الحسين فلم أدع أحدا من أهل بدر و أهل السابقة من المهاجرين و
النصار إل ناشدتهم ال في حقي ،و دعوتهم إلى نصرتي ،فلم يستجب لي من جميع الناس إل أربعة رهط:
الزبير ،و سلمان ،و أبو ذر ،و المقداد ،و لم يكن معي من أهل بيتي أحد أصول به و أقوى ،أما حمزة فقتل يوم
أحد ،و جعفر قتل يوم مؤتة ،و بقيت بين خلفين خائفين ذليلين :العباس و عقيل » ،«2فأكرهوني و قهروني ،فقلت
كما قال هارون لخيه :يا بن ام إن القوم استضعفوني و كادوا يقتلونني ،فلي بهارون أسوة حسنة ،ولي بعهد
رسول ال )صلى ال عليه و آله( حجة قوية«.
ن من سورة ن صاِبُرونَ َيْغِلُبوا ِماَئَتْي ِ شُرو َ عْ ن ِمْنُكْم ِ ن َيُك ْ
و تقدم في ذلك حديث في قوله تعالىِ :إ ْ
__________________________________________________
-3كتاب سليم بن قيس.90 :
) (1في »ط« نسخة بدل ،المصدر :الدنيا و البقاء[.....] .
) (2في »ط« زيادة :و هما حديثا عهد بإسلم.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص775 :
النفال » ،«1فليؤخذ من هناك.
ك ِبَمْلِكنا قال: عَد َ
خَلْفنا َمْو ِ -[4] /7040نرجع إلى رواية علي بن إبراهيم :قال له بنو إسرائيل :ما َأ ْ
ن ِزيَنِة اْلَقْوِم يعني من حليهم َفَقَذْفناها قال :يعني التراب الذي جاء به السامري حّمْلنا َأْوزارًا ِم ْ ما خالفناك َو لِكّنا ُ
ي؟ قال السامري: ك يا ساِمِر ّ طُب َخ ْ طرحناه في جوفه ثم أخرج السامري العجل و له خوار .فقال له موسىَ :فما َ
ل يعني من تحت حافر رمكة جبرئيل في البحر َفَنَبْذُتها أي سو ِ ن َأَثِر الّر ُ ضًة ِم ْت َقْب َض ُ صُروا ِبِه َفَقَب ْ ت ِبما َلْم َيْب ُصْر ُ َب ُ
سي أي زينت. ت ِلي َنْف ِ سّوَل ْ ك َأمسكتها َو َكذِل َ
ك ِفي ن َل َب َفِإ ّ
فأخرج موسى العجل و أحرقه بالنار و ألقاه في البحر ،ثم قال موسى )عليه السلم( للسامريَ :فاْذَه ْ
س ،أي ما دمت حيا و عقبك ،هذه العلمة فيكم قائمة أن تقولوا :ل مساس ،حتى تعرفوا أنكم ل ل ِمسا َ ن َتُقو َ حياِة َأ ْ
اْل َ
سامرية ل يقربكم » «2الناس .فهم إلى الساعة بمصر و الشام معروفون ب )ل مساس(.
ثم هم موسى )عليه السلم( بقتل السامري فأوحى ال إليه» :ل تقتله -يا موسى -فإنه سخي« .فقال له موسى )عليه
ل ُهَول اّلِذي ل ِإلَه ِإ ّ سفًا ِإّنما ِإلُهُكُم ا ُّ
سَفّنُه ِفي اْلَيّم َن ْ
حّرَقّنُه ُثّم َلَنْن ِ
عَلْيِه عاِكفًا َلُن َ ت َظْل َ ك اّلِذي َ ظْر ِإلى ِإلِه َ السلم( اْن ُ
عْلمًا.
يٍء ِ ش ْ ل َ سَع ُك َّو ِ
-[5] /7041ابن بابويه ،قال :حدثنا أبي )رضي ال عنه( ،قال :حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ،عن أبيه ،عن
علي ابن معبد ،عن الحسين بن خالد ،عن أبي الحسن )عليه السلم( ،قال :قلت له :عن كم تجزئ البدنة؟ قال:
»عن نفس واحدة« قلت :فالبقرة؟ قال» :تجزئ عن خمسة إذا كانوا يأكلون على مائدة واحدة«.
قلت :كيف صارت البدنة ل تجزئ إل عن واحدة ،و البقرة تجزئ عن خمسة؟
قال» :لن البدنة لم يكن فيها من العلة ما في البقرة ،إن الذين أمروا قوم موسى )عليه السلم( بعبادة العجل كانوا
خمسة أنفس ،و كانوا أهل بيت يأكلون على خوان واحد و هم :أديبويه » ،«3و أخوه مذويه ،و ابن أخيه ،و ابنته،
و امرأته ،هم الذين أمروا بعبادة العجل و هم الذين ذبحوا البقرة التي أمر ال تبارك و تعالى بذبحها«.
-[6] /7042نرجع إلى رواية علي بن إبراهيم :قيل :و إن من عبد العجل أنكر عند موسى )عليه السلم( :أنه لم
يسجد له ،فأمر موسى )عليه السلم( أن يبرد العجل بالمبارد ،و ألقى برادته في الماء ،ثم أمر بني إسرائيل أن
يشرب كل واحد منهم من ذلك الماء ،فالذين كانوا سجدوا يظهر له من البرادة شيء فعند ذلك استبان من خالف
ممن ثبت على إيمانه.
__________________________________________________
-4تفسير القّمي .63 :2
-5علل الشرائع.1 /440 :
-6تفسير القّمي .63 :2
) (1تقدم في الحديث ) (3من تفسير اليتين ) 65و (66من سورة النفال.
) (2في المصدر :يغتر بكم.
) (3في المصدر ،و »ط« نسخة بدل :أذيبويه.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص776 :
-[7] /7043علي بن إبراهيم ،قال :حدثنا أبي ،عن الحسين بن سعيد ،عن علي بن أبي حمزة ،عن أبي عبد ال
)عليه السلم( ،قال» :ما بعث ال رسول إل و في وقته شيطانان يؤذيانه و يفتنانه و يضلن الناس بعده ،فأما
الخمسة أولو العزم من الرسل :نوح و إبراهيم و موسى و عيسى و محمد )صلى ال عليه و آله و عليهم( ،فأما
صاحبا نوح فطنطينوس و خرام » ،«1و أما صاحبا إبراهيم فمكيل و رذام ،و أما صاحبا موسى فالسامري و مر
عقيبا ،و أما صاحبا عيسى فينواس » «2و مريسون ،و أما صاحبا محمد )صلى ال عليه و آله( فحبتر و زريق«.
ن من سورة النعام ».«3 جّس َو اْل ِ لْن ِ طينَ ا ِْ
شيا ِ عُدّوا َ
ي َ ل َنِب ّجَعْلنا ِلُك ّ
ك َ و قد تقدم هذا الحديث في تفسيرَ :و َكذِل َ
قوله تعالى:
ج َلُه ]-[1] /7044 [108 -102 عَو َ يل ِ عَن الّدا ِ
ن َيْوَمِئٍذ ُزْرقًا -إلى قوله تعالىَ -يْوَمِئٍذ َيّتِبُعو َ جِرِمي َشُر اْلُم ْ حُ َو َن ْ
ن َيْوَمِئٍذ ُزْرقًا فقال :تكون أعينهم مزرقة ل يقدرون أن جِرِمي َشُر اْلُم ْ حُ علي بن إبراهيم :في قوله تعالى َو َن ْ
ن َبْيَنُهْم قال :يوم القيامة يسر » «4بعضهم إلى بعض أنهم لم يلبثوا إل عشرا قال يطرفوها ،و قوله تعالىَ :يَتخاَفُتو َ
ل َيْومًا.
ن َلِبْثُتْم ِإ ّ
طِريَقًة قال :أعلمهم و أصلحهم ،يقولونِ :إ ْ ل َأْمَثُلُهْم َ ن ِإْذ َيُقو ُ
عَلُم ِبما َيُقوُلو َن َأ ْ
حُالَ :ن ْ
سفًا َفَيَذُرها قاعًا
سُفها َرّبي َن ْ ل َيْن ِ
ل َفُق ْ
جبا ِ
ن اْل ِ
عِ
ك َ سَئُلوَن َ ثم خاطب ال نبيه )صلى ال عليه و آله( ،فقالَ :و َي ْ
عَوجًا َو ل َأْمتًا قال :المت :الرتفاع ،و العوج :الحزون » «5و الذكوات. صفًا( ل َترى ِفيها ِ صْف َ َ
صفًا .قال:صْف َ
-[2] /7045و عنه ،قال :و في رواية أبي الجارود ،عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله :قاعًا َ
»و القاع :الذي ل تراب فيه ،و الصفصف :الذي ل نبات له«.
__________________________________________________
-7تفسير القّمي » 269الطبعة الحجرية«.
-1تفسير القّمي .64 :2
-2تفسير القّمي .67 :2
) (1في »ط« نسخة بدل :فقنطيفوس و خوام.
) (2في »ط« نسخة بدل :فبولس.
) (3تقّدم في الحديث ) (2من تفسير اليات ) (114 -112من سورة النعام.
) (4في المصدر :بشير[.....] .
) (5الحزن من الرض :ما غلظ» .الصحاح .«2098 :5
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص777 :
ج َلُه قال :مناديا من عند ال. عَو َيل ِ عَ ن الّدا ِ -[3] /7046و عنه ،في قوله تعالىَ :يْوَمِئٍذ َيّتِبُعو َ
-[4] /7047محمد بن العباس ،قال :حدثنا محمد بن همام بن سهيل ،عن محمد بن إسماعيل العلوي ،عن عيسى
بن داود ،عن أبي الحسن موسى بن جعفر ،عن أبيه )عليهم السلم( ،قال» :سألت أبي عن قول ال عز و جل:
ج َلُه قال :الداعي أمير المؤمنين )عليه السلم(«. عَو َيل ِ عَن الّدا َِيْوَمِئٍذ َيّتِبُعو َ
قوله تعالى:
ل َهْمسًا ][108 سَمُع ِإ ّن َفل َت ْ حم ِ ت ِللّر ْ
صوا ُ ل ْ ت ا َْشَع ِخَ َو َ
-[1] /7048علي بن إبراهيم ،قال :حدثنا أبي ،عن الحسن بن محبوب ،عن أبي محمد الوابشي ،عن أبي الورد،
عن أبي جعفر )عليه السلم( ،قال» :إذا كان يوم القيامة جمع ال الناس في صعيد واحد و هم حفاة عراة ،فيوقفون
شَع ِ
ت خَ في المحشر حتى يعرقوا عرقا شديدا و تشتد أنفاسهم ،فيمكثون في ذلك خمسين عاما ،و هو قول ال َو َ
ل َهْمسًا. سَمُع ِإ ّن َفل َت ْحم ِت ِللّر ْ صوا ُ ل ْ ا َْ
قال :ثم ينادي مناد من تلقاء العرش :أين النبي المي؟ فيقول الناس :قد أسمعت ،فسم باسمه .فينادي أين نبي
الرحمة ،أين محمد بن عبد ال المي؟ فيتقدم رسول ال )صلى ال عليه و آله( أمام الناس كلهم حتى ينتهي إلى
حوض طوله ما بين أيلة إلى صنعاء ،فيقف عليه فينادي بصاحبكم فيتقدم » «1أمام الناس فيقف معه ،ثم يؤذن
للناس فيمرون ،فبين وارد الحوض يومئذ و بين مصروف عنه ،فإذا رأى رسول ال )صلى ال عليه و آله( من
يصرف عنه محبينا يبكي ،و يقول :يا رب ،شيعة علي ،قال :فيبعث ال إليه ملكا فيقول له :ما يبكيك يا محمد؟
فيقول :أبكي لناس من شيعة علي ،أراهم قد صرفوا تلقاء أصحاب النار و منعوا ورود حوضي.
فيقول الملك :إن ال يقول قد وهبتهم لك -يا محمد -و صفحت لهم عن ذنوبهم بحبهم لك و لعترتك ،و ألحقتهم بك و
بمن كانوا يتولون به ،و جعلناهم في زمرتك فأوردهم حوضك«.
قال :أبو جعفر )عليه السلم(» :فكم باك يومئذ و باكية ينادون :يا محمد إذا رأوا ذلك ،و ل يبقى أحد يومئذ يتولنا
و يحبنا و يتبرأ من عدونا و يبغضهم إل كانوا في حزبنا و معنا و يردون حوضنا«.
و رواه الشيخ في )أماليه( قال :أخبرني أبو عبد ال محمد بن محمد ،قال :أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد بن
قولويه )رحمه ال( ،عن الحسين بن محمد بن عامر ،عن المعلى بن محمد البصري ،عن محمد بن جمهور
العمي،
__________________________________________________
-3تفسير القّمي .64 :2
سلم(.
ي )عليه ال ّ
) (1في المصدر :فيقّدم عل ّ
و رواه الشيخ المفيد في )أماليه( قال :أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه )رحمه ال( قال :حدثني
الحسين بن محمد بن عامر ،عن معلى بن محمد البصري ،عن محمد بن جمهور العمي ،قال حدثنا أبو علي
الحسن بن محبوب ،قال :سمعت أبا محمد الوابشي ،رواه عن أبي الورد ،قال سمعت أبا جعفر محمد بن علي
الباقر )عليه السلم( يقول» :إذا كان يوم القيامة جمع ال الناس في صعيد واحد من الولين و الخرين عراة حفاة
فيوقفون على طريق المحشر حتى يعرقوا عرقا شديدا ،و تشتد أنفاسهم« و ساق الحديث إلى آخره ».«2
قوله تعالى:
ضمًا ]ظْلمًا َو ل َه ْف ُ ل -إلى قوله تعالىَ -فل َيخا ُ ي َلُه َقْو ً
ضَن َو َر ِ
حم ُ
ن َلُه الّر ْ
ن َأِذ َ
ل َم ْعُة ِإ ّ
شفا َ
َيْوَمِئٍذ ل َتْنَفُع ال ّ
عْلمًا
ن ِبِه ِ
طو َحي ُ
خْلَفُهْم َو ل ُي ِ
ن َأْيِديِهْم َو ما َ
-[1] /7049 [112 -109علي بن إبراهيم ،في قوله تعالىَ :يْعَلُم ما َبْي َ
قال:
ما بين أيديهم :ما مضى من أخبار النبياء ،و ما خلفهم ،من أخبار القائم )عليه السلم(.
-[2] /7050محمد بن يعقوب :عن أحمد بن إدريس ،عن محمد بن عبد الجبار ،عن صفوان بن يحيى ،قال
سألني أبو قرة المحدث أن ادخله على أبي الحسن الرضا )عليه السلم( ،فاستأذنته في ذلك فأذن لي فدخل عليه،
فسأله عن الحلل و الحرام و الحكام حتى بلغ سؤاله إلى التوحيد ،فقال أبو قرة :إنا روينا أن ال قسم الرؤية و
الكلم بين نبيين :فقسم الكلم لموسى ،و لمحمد )صلى ال عليه و آله( الرؤية؟
لْبصاُر » «3و َو ل فقال أبو الحسن )عليه السلم(» :فمن المبلغ عن ال إلى الثقلين من الجن و النس :ل ُتْدِرُكُه ا َْ
يٌء » «4أليس محمد )صلى ال عليه و آله(؟« قال :بلى. ش ْ س َكِمْثِلِه َ
عْلمًا و َلْي َ
ن ِبِه ِ طو َ
حي ُ ُي ِ
قال )عليه السلم(» :كيف يجيء رجل إلى الخلق جميعا فيخبرهم أنه جاء من عند ال و أنه يدعوهم إلى ال بأمر
__________________________________________________
-1تفسير القّمي .65 :2
-2الكافي .2 /74 :2
) (1أمالي الطوسي .64 :1
) (2أمالي المفيد.8 /290 :
) (3النعام .103 :6
) (4الشورى .11 :42
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص779 :
يٌء ،ثم يقول :أنا رأيته بعيني و أحطت به س َكِمْثِلِه شَ ْعْلمًا و َلْي َ ن ِبِه ِ طو َ حي ُلْبصاُر و َو ل ُي ِ ال فيقول :ل ُتْدِرُكُه ا َْ
علما و هو على صورة البشر ،أما يستحيون؟! ما قدرت الزنادقة أن ترميه بهذا ،أن يكون يأتي من عند ال بشيء
ثم يأتي بخلفه من وجه آخر«.
خرى »«1؟ قال أبو قرة .فإنه يقولَ :و َلَقْد َرآُه َنْزَلًة ُأ ْ
ب اْلُفؤاُد ما َرأى »«2 فقال أبو الحسن )عليه السلم(» :إن بعد هذه الية ما يدل على ما رأى ،حيث قال :ما َكَذ َ
ت َرّبِه
ن آيا ِ يقول :ما كذب فؤاد محمد )صلى ال عليه و آله( ما رأته عيناه ،ثم أخبر بما رأى ،فقالَ :لَقْد َرأى ِم ْ
عْلمًا فإذا رأته البصار فقد أحاط به العلم و ن ِبِه ِ طو َ حي ُ اْلُكْبرى » ،«3فآيات ال غير ال ،و قد قال الَ :و ل ُي ِ
وقعت المعرفة«.
فقال أبو قرة :فتكذب بالروايات؟
فقال أبو الحسن )عليه السلم(» :إذا كانت الروايات مخالفة للقرآن كذبتها ،و ما أجمع المسلمون عليه أنه ل يحاط
به علما ،و ل تدركه البصار ،و ليس كمثله شيء«.
ي اْلَقّيوِم أي ذلت. حّ جوُه ِلْل َت اْلُو ُعَن ِ -[3] /7051علي بن إبراهيم :و قولهَ :و َ
-[4] /7052محمد بن العباس )رحمه ال( ،قال :حدثنا محمد بن همام ،عن محمد بن إسماعيل العلوي ،عن
عيسى بن داود ،عن أبي الحسن موسى بن جعفر )عليهما السلم( ،عن أبيه )عليه السلم( ،قال» :سمعت أبي
ل ،قال :ل ي َلُه َقْو ً
ضَ ن َو َر ِ حم ُ ن َلُه الّر ْ
ن َأِذ َ
ل َم ْ
عُة ِإ ّشفا َ يقول و رجل يسأله عن قول ال عز و جلَ :يْوَمِئٍذ ل َتْنَفُع ال ّ
ينال شفاعة محمد )صلى ال عليه و آله( يوم القيامة إل من أذن له الرحمن بطاعة آل محمد ،و رضي له قول و
عمل ،فحيي على مودتهم و مات عليها ،فرضي ال قوله و عمله فيهم ،ثم قال) :و عنت الوجوه للحي القيوم و قد
ظْلمًا َو لف ُ ن َفل َيخا ُ ت َو ُهَو ُمْؤِم ٌصاِلحا ِ ن ال ّ ل ِم َ ن َيْعَم ْخاب من حمل ظلما لل محمد( ،كذا نزلت ،ثم قالَ :و َم ْ
ضمًا قال :مؤمن بمحبة آل محمد و مبغض لعدوهم«. َه ْ
ظْلمًا
ف ُ -[5] /7053علي بن إبراهيم :و في رواية أبي الجارود ،عن أبي جعفر )عليه السلم( ،في قولهَ :فل َيخا ُ
ضمًا يقول» :ل ينقص من عمله شيء ،و أما ظلما يقول :لن يذهب به«. َو ل َه ْ
__________________________________________________
-3تفسير القّمي .65 :2
-4تأويل اليات .15 /318 :1
-5تفسير القّمي [.....] .67 :2
) (1النجم .13 :53
) (2النجم .11 :53
) (3النجم .18 :53
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص780 :
قوله تعالى:
ث َلُهْم ِذْكرًا ] -[1] /7054 [113علي بن إبراهيم :يعني ما يحدث من أمر القائم )عليه السلم( و السفياني. حِد ُ َأْو ُي ْ
قوله تعالى:
عْلمًا ] -[2] /7055 [114علي بن إبراهيم، ب ِزْدِني ِ ل َر ّ حُيُه َو ُق ْ
ك َو ْ ن ُيْقضى ِإَلْي َ ل َأ ْن َقْب ِن ِم ْل ِباْلُقْرآ ِ
جَْو ل َتْع َ
قال :كان رسول ال )صلى ال عليه و آله( إذا نزل عليه القرآن بادر بقراءته قبل نزول تمام الية و المعنى،
عْلمًا.
ب ِزْدِني ِ ل َر ّ حُيُه أي يفرغ من قراءته َو ُق ْ ك َو ْ ن ُيْقضى ِإَلْي َ ل َأ ْن َقْب ِ
ن ِم ْ ل ِباْلُقْرآ ِجْ فأنزل الَ :و ل َتْع َ
قوله تعالى:
عْزمًا ][115 جْد َلُه َ
ي َو َلْم َن ِ سَ ل َفَن ِ
ن َقْب ُعِهْدنا ِإلى آَدَم ِم ْ َو َلَقْد َ
-[3] /7056محمد بن يعقوب :عن عدة من أصحابنا ،عن أحمد بن محمد ،عن علي بن الحكم عن مفضل ابن
ي َو َلْم
سَل َفَن ِن َقْب ُ
عِهْدنا ِإلى آَدَم ِم ْصالح ،عن جابر ،عن أبي جعفر )عليه السلم( في قول ال عز و جلَ :و َلَقْد َ
عْزمًا.
جْد َلُه َ َن ِ
قال» :عهدنا إليه في محمد )صلى ال عليه و آله( و الئمة )عليهم السلم( من بعده فترك و لم يكن له عزم أنهم
هكذا ،و إنما سمي اولوا العزم لنه عهد إليهم في محمد )صلى ال عليه و آله( و الوصياء من بعده و المهدي و
سيرته و اجتمع عزمهم على أن ذلك كذلك ،و القرار به«.
و رواه علي بن إبراهيم :عن أحمد بن إدريس ،عن أحمد بن محمد ،عن علي بن الحكم ،عن المفضل بن
__________________________________________________
-1تفسير القّمي .65 :2
و رواه ابن بابويه :عن أبيه )رحمه ال( ،عن سعد بن عبد ال ،عن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن علي بن الحكم،
عِهْدنا ِإلى
عن المفضل بن صالح ،عن جابر بن يزيد ،عن أبي جعفر )عليه السلم( ،في قول ال عز و جلَ :و َلَقْد َ
آَدَم و ذكر الحديث إلى آخره ».«2
-[2] /7057ابن بابويه ،قال :حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق )رضي ال عنه( ،قال :حدثنا أحمد بن محمد
الهمداني ،قال :حدثنا علي بن الحسن بن فضال ،عن أبيه ،عن محمد بن الفضيل ،عن أبي حمزة الثمالي ،عن أبي
جعفر محمد بن علي الباقر )عليهم السلم( ،قال» :إن ال تبارك و تعالى عهد إلى آدم )عليه السلم( أن ل يقرب
الشجرة ،فلما بلغ الوقت الذي كان في علم ال تبارك و تعالى أن يأكل منها ،نسي فأكل منها ،و هو قول ال تبارك
عْزمًا«.
جْد َلُه َ
ي َو َلْم َن ِ
سَل َفَن ِ
ن َقْب ُ
عِهْدنا ِإلى آَدَم ِم ْ و تعالىَ :و َلَقْد َ
-[3] /7058محمد بن يعقوب :عن الحسين بن محمد ،عن معلى بن محمد ،عن جعفر بن محمد بن عبيد ال ،عن
محمد بن عيسى القمي ،عن محمد بن سليمان ،عن عبد ال بن سنان ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،في قوله:
»و لقد عهدنا إلى آدم من قبل ،كلمات في محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و الئمة من ذريتهم )عليهم
السلم( فنسي و لم نجد له عزما .هكذا و ال نزلت على محمد )صلى ال عليه و آله(«.
-[4] /7059المفيد :بإسناده عن حمران بن أعين ،عن أبي جعفر )عليه السلم( قال أخذ ال الميثاق على النبيين،
و قال أ لست بربكم ،و أن هذا محمد رسولي و أن عليا أمير المؤمنين »«3؟ قالوا :بلى فثبتت لهم النبوة.
ثم أخذ الميثاق على اولي العزم أني ربكم و محمد رسولي و علي أمير المؤمنين و الوصياء من بعده ولة أمري
و خزان علمي ،و أن المهدي أنتصر به لديني ،و أظهر به دولتي ،و أنتقم به من أعدائي ،و اعبد به طوعا أو
كرها » .«4قالوا :أقررنا -يا ربنا -و شهدنا .لم يجحد آدم )عليه السلم( ،و لم يقر ،فثبتت العزيمة لهؤلء الخمسة
عِهْدنا ِإلى آَدَم
في المهدي )عليه السلم( ،و لم يكن لدم عزيمة على القرار ،و هو قول ال تبارك و تعالىَ :و َلَقْد َ
عْزمًا«. جْد َلُه َ
ي َو َلْم َن ِ
سَ ل َفَن ِ
ن َقْب ُ
ِم ْ
ل .قال: ن َقْب ُ
عِهْدنا ِإلى آَدَم ِم ْ
-[5] /7060ابن شهر آشوب :عن الباقر )عليه السلم( ،في قوله تعالىَ :و َلَقْد َ
__________________________________________________
-2كمال الدين و تمام النعمة.2 /213 :
-3الكافي .23 /334 :1
ل(. -4بصائر الدرجات ،2 /90 :تأويل اليات .18 /319 :1و لم نجده في كتب الشيخ المفيد )رحمه ا ّ
-5المناقب .32 :3
) (1تفسير القّمي .66 :2
) (2علل الشرائع.1 /122 :
)) (3و أن هذا ...أمير المؤمنين( ليس في »ج ،ي«.
) (4في »ج«» ،ط« نسخة بدل :و كرها[.....] .
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص782 :
»كلمات في محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و الئمة من ذريتهم .كذا نزلت على محمد )صلى ال
عليه و آله(«.
قوله تعالى:
س َأبى ][116 ل ِإْبِلي َ
جُدوا ِإ ّسَلَدَم َف َ
جُدوا ِسُ
َو ِإْذ ُقْلنا ِلْلَملِئَكِة ا ْ
-[1] /7061محمد بن يعقوب :عن الحسين بن محمد ،عن معلى بن محمد ،عمن أخبره ،عن علي بن جعفر،
قال :سمعت أبا الحسن )عليه السلم( يقول» :لما رأى رسول ال )صلى ال عليه و آله( تيما و عديا و بني امية
س َأبى ثم
ل ِإْبِلي َ
جُدوا ِإ ّ
سَلَدَم َف َ
جُدوا ِ
سُيركبون منبره أفظعه ،فأنزل ال تعالى قرآنا يتأسى بهَ :و ِإْذ ُقْلنا ِلْلَملِئَكِة ا ْ
أوحى إليه:
يا محمد ،إني أمرت فلم أطع ،فل تجزع أنت إذا أمرت فلم تطع في وصيك«.
و قصة آدم )عليه السلم( ،قد تقدمت الروايات فيها في سورة البقرة و العراف ».«1
قوله تعالى:
عَلْيِه َو َهدى ][122 -121 ب َ جَتباُه َرّبُه َفتا َ
عصى آَدُم َرّبُه َفَغوى ُثّم ا ْ َو َ
-[2] /7062ابن بابويه ،قال :حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني )رضي ال عنه( ،و الحسين بن إبراهيم بن
أحمد بن هشام المكتب ،و علي بن عبد ال الوراق )رضي ال عنه( ،قالوا :حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ،قال:
حدثنا القاسم بن محمد البرمكي ،قال :حدثنا أبو الصلت الهروي ،قال :لما جمع المأمون لعلي بن موسى الرضا
)عليهما السلم( أهل المقالت من أهل السلم و من الديانات :من اليهود و النصارى و المجوس و الصابئين و
سائر أهل المقالت ،فلم يقم أحد ال و قد ألزمه حجته كأنه القم حجرا ،قام إليه علي بن محمد بن الجهم ،فقال :يا
بن رسول ال ،أتقول بعصمة النبياء؟ قال» :نعم«.
عصى آَدُم َرّبُه َفَغوى؟ قال :فما تقول في قول ال تعالىَ :و َ
فقال الرضا )عليه السلم(» :ويحك -يا علي -اتق ال ،و ل تنسب إلى أنبياء » «2ال الفواحش ،و ل تتأول كتاب
ال
__________________________________________________
-1الكافي .73 /353 :1
-2عيون أخبار الّرضا .1 /191 :1
) (1تقّدمت في تفسير اليات ) (36 -30من سورة البقرة ،و اليات ) (21 -19من سورة العراف.
) (2في »ج ،ي« :أولياء.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص783 :
خونَ ِفي اْلِعْلِم » .««1و قال )عليه السلم(» :أما سُ ل َو الّرا ِ ل ا ُّ برأيك ،فإن ال عز و جل قد قالَ :و ما َيْعَلُم َتْأِويَلُه ِإ ّ
عصى آَدُم َرّبُه َفَغوى فإن ال عز و جل خلق آدم )عليه السلم( حجة في أرضه و خليفة قوله عز و جل في آدمَ :و َ
في بلده ،لم يخلقه للجنة ،و كانت المعصية من آدم )عليه السلم( في الجنة ل في الرض ]و عصمته يجب أن
تكون في الرض[ لتتم مقادير أمر ال عز و جل » ،«2فلما اهبط إلى الرض و جعله حجة و خليفة ،عصمه
ن » .««3الحديث بطوله. عَلى اْلعاَلِمي َ ن َ عْمرا َ ل ِ ل ِإْبراِهيَم َو آ َ طفى آَدَم َو ُنوحًا َو آ َ صَ لا ْ ن ا َّ
بقوله عز و جلِ :إ ّ
-[2] /7063و عنه ،قال :حدثنا تميم بن عبد ال بن تميم القرشي )رضي ال عنه( ،قال :حدثني أبي ،عن حمدان
بن سليمان النيسابوري ،عن علي بن محمد بن الجهم ،قال :حضرت مجلس المأمون و عنده الرضا علي بن
موسى )عليهما السلم( ،فقال له المأمون :يا بن رسول ال ،أليس من قولك أن النبياء معصومون؟ قال» :بلى«.
عصى آَدُم َرّبُه َفَغوى؟ قال :فما تقول في قول ال عز و جلَ :و َ
شْئُتما
ث ِ حْي ُ
غدًا َ جّنَة َو ُكل ِمْنها َر َ ك اْل َجَ ت َو َزْو ُ ن َأْن َسُك ْقال )عليه السلم(» :إن ال تعالى قال لدم )عليه السلم( :ا ْ
ن » ،«5و لم يقل لهما ل تأكل من ظاِلِمي َ
ن ال ّ جَرَة » «4و أشار لهما إلى شجرة الحنطة َفَتُكونا ِم َ شَ َو ل َتْقَربا هِذِه ال ّ
هذه الشجرة و ل مما كان من جنسها ،فلم يقربا تلك الشجرة ،و لم يأكل منها ،و إنما أكل من غيرها لما أن
جَرِة » ،«6و إنما نهاكما عن ان تقربا غيرها ،و لم شَ ن هِذِه ال ّ عْوسوس الشيطان إليهما ،و قال :ما َنهاُكما َرّبُكما َ
ن » ،«7و لم حي َصِ ن الّنا ِن َو قاسََمُهما ِإّني َلُكما َلِم َ ن اْلخاِلِدي َن َأْو َتُكونا ِم َ ن َتُكونا َمَلَكْي ِل َأ ْ
ينهكما عن الكل منها ِإ ّ
لُهما ِبُغُروٍر » ،«8فأكل منها ثقة بيمينه بال ،و كان ذلك يكن آدم و حواء شاهدا قبل ذلك من يحلف بال كاذبا َفَد ّ
من آدم )عليه السلم( قبل النبوة ،و لم يكن ذلك بذنب كبير يستحق به دخول النار ،و إنما كان من الصغائر
الموهوبة التي تجوز على النبياء قبل نزول الوحي عليهم ،فلما اجتباه ال تعالى و جعله نبيا كان معصوما ل
عَلْيِه َو َهدى و قال عز ب َجَتباهُ َرّبُه َفتا َعصى آَدُم َرّبُه َفَغوى ُثّم ا ْ يذنب صغيرة و ل كبيرة ،قال ال عز و جلَ :و َ
ن ».««9 عَلى اْلعاَلِمي َ ن َ عْمرا َ ل ِ ل ِإْبراِهيَم َو آ َ طفى آَدَم َو ُنوحًا َو آ َ صَ لا ْ ن ا َّ
و جلِ :إ ّ
__________________________________________________
سلم( .1 /195 :1 -2عيون أخبار الّرضا )عليه ال ّ
) (1آل عمران .7 :3
ل( ليس في »ج ،ي«. ل عّز و ج ّ )) (2ل في الرض ...ا ّ
) (3آل عمران .33 :3
) (4البقرة .35 :2
) (5البقرة .35 :2
) (6العراف .20 :7
) (7العراف 20 :7و .21
) (8العراف .22 :7
) (9آل عمران [.....] .33 :3
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص784 :
قوله تعالى:
عمى قا َ
ل شُرهُ َيْوَم اْلِقياَمِة َأ ْ
حُضْنكًا َو َن ْشًة َ ن َلُه َمِعي َن ِذْكِري َفِإ ّ عْ ض َ عَر َ ن َأ ْشقى َو َم ْ ل َو ل َي ْ ضّ ي َفل َي ِ ن اّتَبَع ُهدا َ
َفَم ِ
ك اْلَيْوَم ُتْنسى -إلى قوله تعالىَ -و سيَتها َو َكذِل َ ك آياُتنا َفَن ِك َأَتْت َ
ل َكذِل َ صيرًا قا َ ت َب ِ عمى َو َقْد ُكْن ُ شْرَتِني َأ ْ حَب ِلَم َ
َر ّ
شّد َو َأْبقى ][127 -123 خَرِة َأ َ
لِ با ْ َلَعذا ُ
-[1] /7064محمد بن يعقوب :عن الحسين بن محمد ،عن معلى بن محمد ،عن السياري ،عن علي بن عبد ال،
شقى. ل َو ل َي ْ ضّ ي َفل َي ِ ن اّتَبعَ ُهدا َ قال :سئل أبو عبد ال )عليه السلم( عن قول ال عز و جلَ :فَم ِ
قال» :من قال بالئمة و اتبع أمرهم و لم يجز » «1طاعتهم«.
-[2] /7065و عنه :عن محمد بن يحيى ،عن سلمة بن الخطاب ،عن الحسين بن عبد الرحمن ،عن علي بن أبي
ن َلُهن ِذْكِري َفِإ ّ عْ ض َ عَر َ ن َأ ْحمزة ،عن أبي بصير ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،في قول ال عز و جلَ :و َم ْ
ضْنكًا ،قال» :يعني ولية أمير المؤمنين )عليه السلم(«. شًة َ َمِعي َ
عمى؟ قال» :يعني أعمى البصر في القيامة ،أعمى القلب في الدنيا عن ولية أمير شُرُه َيْوَم اْلِقياَمِة َأ ْ حُقلتَ :و َن ْ
صيرًا قا َ
ل ت َب ِ عمى َو َقْد ُكْن ُ شْرَتِني َأ ْحَ ب ِلَم َ ل َر ّ المؤمنين )عليه السلم( -قال -و هو متحير في القيامة ،يقول :قا َ
ك اْلَيْوَم ُتْنسى يعني تركتها ،و كذلك اليوم تترك سيَتها َو َكذِل َك آياُتنا ،قال :اليات الئمة )عليهم السلم(َ ،فَن ِ ك َأَتْت َ
َكذِل َ
في النار كما تركت الئمة )عليهم السلم( ،فلم تطع أمرهم ،و لم تسمع قولهم«.
شّد َو َأْبقى؟ قال» :يعني من أشرك بولية خَرِة َأ َلِ با ْ ت َرّبِه َو َلَعذا ُن ِبآيا ِف َو َلْم ُيْؤِم ْ
سَر َ ن َأ ْجِزي َم ْ ك َن ْ
قلتَ :و َكذِل َ
أمير المؤمنين )عليه السلم( غيره ،و لم يؤمن بآيات ربه ،و ترك الئمة معاندة فلم يتبع آثارهم و لم يتولهم«.
-[3] /7066محمد بن العباس ،قال :حدثنا محمد بن همام ،عن محمد بن إسماعيل العلوي ،عن عيسى بن داود
النجار » ،«2عن أبي الحسن موسى بن جعفر )عليهما السلم( ،قال :أنه سأل أباه عن قول ال عز و جلَ :فَم ِ
ن
شقى. ل َو ل َي ْ ضّ ي َفل َي ِ اّتَبَع ُهدا َ
__________________________________________________
-1الكافي .10 /342 :1
-2الكافي .92 /361 :1
-3تأويل اليات .19 /320 :1
) (1في »ج« :يخن.
) (2في جميع النسخ :عن داود النجار ،و ما أثبتناه هو الصحيح ،أنظر رجال النجاشي.797 /294 :
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص785 :
قال» :قال رسول ال )صلى ال عليه و آله( :يا أيها الناس ،اتبعوا هدى ال تهتدوا و ترشدوا ،و هو هداي ،و
هداي هدى علي بن أبي طالب )عليه السلم( ،فمن أتبع هداه في حياتي و بعد موتي فقد اتبع هداي ،و من اتبع
ن َلُهن ِذْكِري َفِإ ّ عْ ض َ عَر َ ن َأ ْ
هداي فقد اتبع هدى ال ،و من اتبع هدى ال فل يضل و ل يشقى ،قال عز و جلَ :و َم ْ
ك آياُتناك َأَتْت َ
ل َكذِل َصيرًا قا َ ت َب ِ عمى َو َقْد ُكْن ُ شْرَتِني َأ ْ
حَ ب ِلَم َل َر ّ عمى قا َ شُرُه َيْوَم اْلِقياَمِة َأ ْحُ ضْنكًا َو َن ْشًة َ َمِعي َ
ن ِبآيا ِ
ت ف في عداوة محمد )صلى ال عليه و آله(َ ،و َلْم ُيْؤِم ْ سَر َن َأ ْ
جِزي َم ْ ك َن ْك اْلَيْوَم ُتْنسى َو َكذِل َ سيَتها َو َكذِل َ َفَن ِ
شّد َو َأْبقى«. خَرِة َأ َلِ با ْ َرّبِه َو َلَعذا ُ
-[4] /7067العياشي :عن الحسين بن سعيد المكفوف ،كتب إليه )عليه السلم( في كتاب له :جعلت فداك يا
ن ِذْكِري؟ عْض َعَر َ ن َأ ْي َو َم ْ ن اّتَبَع ُهدا َ سيدي ،قولهَ :فَم ِ
ي ،أي من قال بالئمة و اتبع أمرهم بحسن طاعتهم«. ن اّتَبَع ُهدا َ قال» :أما قولهَ :فَم ِ
-[5] /7068سعد بن عبد ال :عن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن عمر بن عبد العزيز ،عن رجل ،عن إبراهيم
شًةن َلُه َمِعي َ ابن المستنير ،عن معاوية بن عمار ،قال :قلت لبي عبد ال )عليه السلم( :يقول ال عز و جلَ :فِإ ّ
ضْنكًا؟
َ
فقال» :هي و ال للنصاب«.
قلت :قد رأيناهم دهرهم الطول في الكفاية حتى ماتوا :فقال» :ذلك -و ال -في الرجعة ،يأكلون العذرة«.
-[6] /7069علي بن إبراهيم ،قال :أخبرنا أحمد بن إدريس ،قال :حدثنا أحمد بن محمد ،عن عمر بن عبد
ن َلُه
العزيز ،عن إبراهيم بن المستنير ،عن معاوية بن عمار ،قال :قلت لبي عبد ال )عليه السلم( :قولهَ :فِإ ّ
ضْنكًا؟
شًة َ َمِعي َ
قال» :هي -و ال -للنصاب«.
قال :جعلت فداك ،قد رأيناهم دهرهم الطول في كفاية ،حتى ماتوا ،قال» :ذلك -و ال -في الرجعة ،يأكلون
العذرة«.
و رواه السيد المعاصر في كتاب )الرجعة( :عن أحمد بن محمد بن عيسى ،بالسناد عن إبراهيم بن المستنير،
قال :قلت لبي عبد ال )عليه السلم( ،الحديث ».«1
ن َلُه
ن ِذْكِري َفِإ ّ
عْ
ض َ
عَر َ
ن َأ ْ
-[7] /7070ابن شهر آشوب :عن أبي صالح ،عن ابن عباس ،في قوله تعالىَ :و َم ْ
ضْنكًا أي من ترك ولية علي )عليه السلم( أعماه ال و أصمه عن الهدى.
شًة َ
َمِعي َ
__________________________________________________
-4تفسير العّياشي .21 /206 :2
-5مختصر بصائر الدرجات.18 :
-6تفسير القّمي .65 :2
-7المناقب ،97 :3شواهد التنزيل .525 /380 :1
) (1الرجعة للميرزا محمد مؤمن السترآبادي» 6 :مخطوط«.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص786 :
-[8] /7071ابن شهر آشوب أيضا :قال أبو بصير :عن أبي عبد ال )عليه السلم(» :يعني ولية أمير المؤمنين
عمى؟ شُرُه َيْوَم اْلِقياَمِة َأ ْ
حُ )عليه السلم(« قلتَ :و َن ْ
قال» :يعني أعمى البصيرة في الخرة ،أعمى القلب في الدنيا عن ولية أمير المؤمنين )عليه السلم( -قال -و هو
ك آياُتنا قال :اليات الئمة )عليهمك َأَتْت َ
ل َكذِل َ
صيرًا قا َ ت َب ِ عمى َو َقْد ُكْن ُ شْرَتِني َأ ْ حَ ب ِلَم َ متحير في الخرة ،يقولَ :ر ّ
ك اْلَيْوَم ُتْنسى يعني تركتها و كذلك اليوم تترك في النار كما تركت الئمة )عليهم السلم( و سيَتها َو َكذِل َ
السلم( َفَن ِ
لم تطع أمرهم ،و لم تسمع قولهم«.
-[9] /7072الشيخ في )أماليه( قال :حدثنا أبو عبد ال محمد بن النعمان )رحمه ال( ،قال :أخبرني أبو الحسن
علي بن محمد بن الحسن الكاتب ،قال :أخبرني الحسن بن علي الزعفراني ،قال أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن
محمد الثقفي ،قال :حدثنا عبد ال بن محمد بن عثمان ،قال :حدثنا علي بن محمد بن أبي سعيد ،عن فضيل بن
الجعد ،عن أبي إسحاق الهمداني ،عن أمير المؤمنين )عليه السلم( فيما كتبه إلى محمد بن أبي بكر يقرأه على
أهل مصر ،و فيما كتب )عليه السلم(:
»يا عبد ال ،ما بعد الموت لمن ل يغفر له أشد من الموت ،القبر فاحذروا ضيقه » ،«1و ضنكه و ظلمته ،و
غربته ،إن القبر يقول كل يوم :أنا بيت الغربة ،أنا بيت التراب ،أنا بيت الوحشة ،أنا بيت الدود و الهوام.
و القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار ،إن العبد المؤمن إذا دفن قالت له الرض :مرحبا و أهل،
قد كنت ممن أحب أن يمشي على ظهري ،فإذا وليتك فستعلم كيف صنعي بك فيتسع له مد البصر ،و إن الكافر إذا
دفن قالت له الرض :ل مرحبا ،و ل أهل ،لقد كنت من أبغض من يمشي على ظهري ،فإذا وليتك فستعلم كيف
صنعي بك فتضمه حتى تلتقي أضلعه ،و إن المعيشة الضنك التي حذر ال منها عدوه عذاب القبر ،إذ يسلط على
الكافر في قبره تسعة و تسعين تنينا » «2فينهشن لحمه ،و يكسرن عظمه ،و يترددن عليه كذلك إلى يوم يبعث ،لو
أن تنينا منها نفخ في الرض لم تنبت زرعا أبدا ،اعلموا -يا عباد ال -أن أنفسكم الضعيفة و أجسادكم الناعمة
الرقيقة التي يكفيها اليسير ،تضعف عن هذا ،فإن استطعتم أن تجزعوا لجسادكم و أنفسكم مما ل طاقة لكم به و ل
صبر لكم عليه ،فاعملوا بما أحب ال ،و اتركوا ما كره ال«.
-[10] /7073و في رواية ابن أبي الحديد في )شرح نهج البلغة( في هذا الحديث» :و اعلموا أن المعيشة
ضْنكًا هي عذاب القبر«. شًة َ ن َلُه َمِعي َالضنك التي قالها تعالىَ :فِإ ّ
__________________________________________________
-8المناقب .97 :3
-9المالي .24 :1
-10شرح نهج البلغة لبن أبي الحديد .69 :6
) (1في المصدر :ضيعته[.....] .
) (2الّتّنين :الحّية العظيمة» .أقرب الموارد -تنن.«11 :1 -
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص787 :
-[11] /7074محمد بن يعقوب :عن حميد بن زياد ،عن الحسن بن محمد بن سماعة ،عن أحمد بن الحسن
الميثمي ،عن أبان بن عثمان ،عن أبي بصير ،قال سمعت أبا عبد ال )عليه السلم( يقول» :من مات و هو صحيح
عمى«. شُرُه َيْوَم اْلِقياَمِة َأ ْ
حُموسر ،و لم يحج ،فهو ممن قال ال عز و جلَ :و َن ْ
قال» :قلت :سبحان ال ،أعمى! قال» :نعم ،إن ال عز و جل أعماه عن طريق الحق«.
و رواه الشيخ في )التهذيب( :بإسناده عن محمد بن يعقوب » ،«1و ساق الحديث بالسند و المتن إل أن في آخر
الحديث» :أعماه ال عن طريق الجنة ».««2
-[12] /7075الشيخ في )التهذيب( :بإسناده عن موسى بن القاسم ،عن معاوية بن عمار ،قال سألت أبا عبد ال
عمى«. شُرهُ َيْوَم اْلِقياَمِة َأ ْ
حُ)عليه السلم( عن رجل له مال و لم يحج قط .قال» :هو ممن قال ال عز و جلَ :و َن ْ
قال :قلت :سبحان ال ،أعمى! قال» :أعماه ال عن طريق الحق ».««3
-[13] /7076علي بن إبراهيم ،قال :حدثني أبي ،عن ابن أبي عمير ،و فضالة ،عن معاوية بن عمار ،عن أبي
عبد ال )عليه السلم( قال سألته عن رجل لم يحج قط و له مال .قال» :هو -و ال -ممن قال ال عز و جلَ :و
عمى«.شُرُه َيْوَم اْلِقياَمِة َأ ْ
حَُن ْ
قلت :سبحان ال ،أعمى! قال» :أعماه ال عن طريق الجنة«.
قوله تعالى:
سَبَقتْلوِلي الّنهى َو َلْو ل َكِلَمٌة َ ت ُِ ليا ٍ ك َ ن ِفي ذِل َ ن ِفي َمساِكِنِهْم ِإ ّ شو َ ن َيْم ُ ن اْلُقُرو ِ َأ َفَلْم َيْهِد َلُهْم َكْم َأْهَلْكنا َقْبَلُهْم ِم َ
خْيٌر َو َأْبقى ] -[1] /7077 [131 -128علي ك َ ق َرّب َ سّمى -إلى قوله تعالىَ -و ِرْز ُ ل ُم َ جٌ ن ِلزامًا َو َأ َ ك َلكا َ ن َرّب َ ِم ْ
بن إبراهيم ،في قوله تعالى َأ َفَلْم َيْهِد َلُهْم :أي يبين لهم.
__________________________________________________
-11الكافي .6 /269 :4
-12التهذيب .53 /18 :5
-13تفسير القّمي .66 :2
-1تفسير القّمي .67 :2
) (1التهذيب .51 /18 :5
ل.
ل الختلف كان في نسخته رحمه ا ّ ) (2الذي في آخر حديث التهذيب هو عين ما في رواية الكافي ،و لع ّ
) (3في المصدر :الجّنة.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص788 :
-[2] /7078محمد بن العباس )رحمه ال( ،قال :حدثنا محمد بن همام ،عن محمد بن إسماعيل العلوي ،عن
عيسى بن داود النجار ،عن أبي الحسن موسى بن جعفر )عليهما السلم( »» :«1قال ال عز و جلَ :أ َفَلْم َيْهِد َلُهْم
لوِلي الّنهى و هم الئمة من آل محمد )عليهم ت ُِ ليا ٍ ك َ ن ِفي ذِل َ ن ِفي َمساِكِنِهْم ِإ ّ شو َ ن َيْم ُ ن اْلُقُرو َِكْم َأْهَلْكنا َقْبَلُهْم ِم َ
سّمى ل ُم َجٌ ن ِلزامًا َو َأ َك َلكا َ ن َرّب َ ت ِم ْ سَبَق ْالسلم( ،و ما كان في القرآن مثلها ،و يقول ال عز و جلَ :و َلْو ل َكلَِمٌة َ
غُروِبها«. ل ُ س َو َقْب َشْم ِ ع ال ّطُلو ِ ل ُ ك َقْب َحْمِد َرّب َ ح ِب َسّب ْ
ن َو َ على ما َيُقوُلو َ صِبْر ،يا محمد ،نفسك و ذريتك َ َفا ْ
لوِلي الّنهى ،و كل ما يجيء في القرآن من لياتٍ ُِ ك َ ن ِفي ذِل َ و معنى قوله» :و ما كان في القرآن مثلها« أي مثل ِإ ّ
ذكر اولي النهى فهم الئمة )عليهم السلم(.
-[3] /7079علي بن إبراهيم ،قال :حدثني أبي ،عن ابن أبي عمير و فضالة ،عن معاوية بن عمار ،عن أبي عبد
لوِلي الّنهى قال» :نحن أولو النهى«. ت ُِ ليا ٍ ك َ ن ِفي ذِل َ ال )عليه السلم( :في قوله تعالىِ :إ ّ
ن ِلزامًا قال» :كان ينزل بهم العذاب ،و لكن قد أخرهم إلى أجل ك َلكا َ ن َرّب َ ت ِم ْ سَبَق ْو قوله تعالىَ :و َلْو ل َكِلَمٌة َ
ف الّنهاِر قال» :الغداة و العشي«. طرا َ ح َو َأ ْ سّب ْ
ل َف َن آناِء الّلْي ِ مسمى« .و قولهَ :و ِم ْ
خْيٌر َوك َ ق َرّب َ
حياةِ الّدْنيا ِلَنْفِتَنُهْم ِفيِه َو ِرْز ُ ك ِإلى ما َمّتْعنا ِبِه َأْزواجًا ِمْنُهْم َزْهَرَة اْل َ عْيَنْي َ
ن َ و قوله تعالى َو ل َتُمّد ّ
َأْبقى ،قال أبو عبد ال )عليه السلم(» :لما نزلت هذه الية ،استوى رسول ال )صلى ال عليه و آله( جالسا ،ثم
قال :من لم يتعز بعزاء ال تقطعت نفسه على الدنيا حسرات ،و من أتبع بصره ما في أيدي الناس طال همه و لم
يشف غيظه ،و من لم يعرف أن ل عليه نعمة إل في مطعم أو مشرب قصر أجله و دنا عذابه«.
-[4] /7080محمد بن يعقوب :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن حماد بن عيسى ،عن حريز ،عن زرارة ،عن
حَمَة َرّبِه » ،«2قال» :يعني جوا َر ْ خَرَة َو َيْر ُ لِحَذُر ا ْ جدًا َو قاِئمًا َي ْ ل سا ِ أبي جعفر )عليه السلم( ،قال :قلت :آناَء الّلْي ِ
صلة الليل«.
ك َتْرضى؟ قال» :يعني تطوع بالنهار«. ف الّنهاِر َلَعّل َ طرا َ قال :قلتَ :و َأ ْ
جوِم؟ » «3قال» :ركعتان قبل الصبح«. قال :قلتَ :و ِإْدباَر الّن ُ
جوِد؟ » «4قال» :ركعتان بعد المغرب«. سُ قلتَ :و َأْدباَر ال ّ
__________________________________________________
-2تأويل اليات .19 /320 :1
-3تفسير القّمي .66 :2
-4الكافي .11 /444 :3
ل.
ل عّز و ج ّ ) (1في المصدر زيادة :قال :إّنه سأل أباه عن قول ا ّ
) (2الزمر .9 :39
) (3الطور [.....] .49 :52
) (4سورة ق .40 :50
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص789 :
-[5] /7081ابن بابويه ،قال :حدثنا أحمد بن الحسن القطان ،قال :حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان ،عن
بكر بن عبد ال بن حبيب ،قال :حدثنا تميم بن بهلول ،عن أبيه ،قال :حدثنا إسماعيل بن الفضل ،قال سألت أبا عبد
غُروِبها. ل ُ س َو َقْب َ شْم ِ ع ال ّ طُلو ِ ل ُ ك َقْب َحْمِد َرّب َ ح ِب َ
سّب ْال )عليه السلم( عن قول ال عز و جلَ :و َ
فقال» :فريضة على كل مسلم أن يقول قبل طلوع الشمس عشر مرات و قبل غروبها عشر مرات :ل إله إل ال
وحده ل شريك له ،له الملك و له الحمد ،يحيي و يميت ،و هو حي ل يموت ،و هو على كل شيء قدير«.
قال :فقلت :ل إله إل ال وحده ل شريك له ،له الملك و له الحمد ،يحيي و يميت ،و يميت و يحيي،؟ فقال:
»يا هذا ل شك في أن ال يحيي و يميت ،و يميت و يحيي ،و لكن قل كما أقول«.
-[6] /7082علي بن إبراهيم :في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر )عليه السلم( ،في قولهَ :أ َفَلْم َيْهِد َلُهْم،
ن ِلزامًا ،قال» :اللزام الهلك«. يقول» :يبين لهم« .و قولهَ :لكا َ
قوله تعالى:
ن اْهَتدى ][135 -132 عَلْيها -إلى قوله تعالىَ -و َم ِ طِبْر َصَ صلِة َو ا ْك ِبال ّ َو ْأُمْر َأْهَل َ
-[1] /7083ابن بابويه ،قال :حدثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب ،و جعفر بن محمد بن مسرور )رضي
ال عنهما( ،قال :حدثنا محمد بن عبد ال بن جعفر الحميري ،عن أبيه ،عن الريان بن الصلت ،قال :حضر الرضا
)عليه السلم( مجلس المأمون بمرو ،و قد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق و خراسان -و ساق
الحديث إلى أن قال -فقال المأمون :هل فضل ال العترة على سائر الناس؟ فقال أبو الحسن )عليه السلم( :إن ال
تعالى فضل العترة على سائر الناس في محكم كتابه«.
طفى آَدَم َو ُنوحًا صَ لا ْ ن ا َّفقال له المأمون :و أين ذلك من كتاب ال؟ فقال الرضا )عليه السلم(» :في قوله تعالى ِإ ّ
عِليٌم » ،«1و قال عز و جل في سِميٌع َل َ ض َو ا ُّ ن َبْع ٍ ضها ِم ْن ُذّرّيًة َبْع ُ
عَلى اْلعاَلِمي َ
ن َ عْمرا َ
ل ِل ِإْبراِهيَم َو آ َ َو آ َ
حْكَمَة َو آَتْيناُهْم ُمْلكًا ب َو اْل ِ
ل ِإْبراِهيَم اْلِكتا َ
ضِلِه َفَقْد آَتْينا آ َ
ن َف ْل ِم ْ
على ما آتاُهُم ا ُّ س َ ن الّنا َ
سُدو َ
حُموضع آخرَ :أْم َي ْ
ظيمًا » «2ثم رد المخاطبة في أثر هذا إلى سائر المؤمنين ،فقال: عِ َ
__________________________________________________
-5الخصال.58 /452 :
-6تفسير القمي .67 :2
-1عيون أخبار الرضا )عليه السلم( .1 /228 :1
) (1آل عمران 33 :3و .34
) (2النساء .54 :4
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص790 :
لْمِر ِمْنُكْم » «1يعني الذين يرثهم الكتاب » «2و الحكمة ل َو ُأوِلي ا َْ سو َ طيُعوا الّر ُ ل َو َأ ِطيُعوا ا َّ ن آَمُنوا َأ ِيا َأّيَها اّلِذي َ
و حسدوا عليها ،فقوله تعالى:
ظيمًا ،يعني عِ حْكَمَة َو آَتْيناُهْم ُمْلكًا َب َو اْل ِل ِإْبراِهيَم اْلِكتا َ ضِلِه َفَقْد آَتْينا آ َ
ن َف ْ
ل ِم ْ على ما آتاُهُم ا ُّ س َ ن الّنا َ سُدو َ حَُأْم َي ْ
الطاعة للمصطفين الطاهرين ،فالملك هاهنا هو الطاعة لهم«.
قالت العلماء :فأخبرنا :هل فسر ال تعالى الصطفاء في الكتاب؟
فقال الرضا )عليه السلم(» :فسر الصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثني عشر موطنا و موضعا -و ساق
عَلْيها
طِبْر َ
صَ صلِة َو ا ْ ك ِبال ّ الحديث بذكر المواضع إلى أن قال -و أما الثانية عشر ،فقوله عز و جلَ :و ْأُمْر َأْهَل َ
فخصصنا ال تعالى بهذه الخصوصية ،إذ أمرنا مع المة بإقامة الصلة ثم خصصنا من دون المة ،فكان رسول
ال )صلى ال عليه و آله( يجيء إلى باب علي و فاطمة )صلوات ال عليهما( ،بعد نزول هذه الية تسعة أشهر،
كل يوم عند حضور كل صلة ،خمس مرات ،فيقول :الصلة رحمكم ال ،و ما أكرم ال أحدا من ذراري النبياء
)عليهم السلم( بمثل هذه الكرامة التي أكرمنا بها و خصصنا من دون جميع أهل بيتهم«.
فقال المأمون و العلماء :جزاكم ال -أهل بيت نبيكم -عن هذه المة خيرا ،فما نجد الشرح و البيان فيما اشتبه علينا
إل عندكم.
-[2] /7084محمد بن العباس )رحمه ال( ،قال :حدثنا عبد العزيز بن يحيى ،عن محمد بن عبد الرحمن بن
سلم ،عن أحمد بن عبد ال بن عيسى » «3بن مصقلة القمي ،عن زرارة بن أعين ،عن أبي جعفر الباقر ،عن
عَلْيها.
طِبْر َ
صَ صلِة َو ا ْ ك ِبال ّ أبيه علي بن الحسين )عليهم السلم( في قول ال عز و جلَ :و ْأُمْر َأهَْل َ
قال» :نزلت في علي و فاطمة و الحسن و الحسين )عليهم السلم( ،كان رسول ال )صلى ال عليه و آله( يأتي
باب فاطمة )عليها السلم( كل سحرة » ،«4فيقول :السلم عليكم أهل البيت و رحمة ال و بركاته ،الصلة
طِهيرًا ».««5 طّهَرُكْم َت ْت َو ُي َ ل اْلَبْي ِ
س َأْه َج َ عْنُكُم الّر ْب َ ل ِلُيْذِه َ
يرحمكم ال ِإّنما ُيِريُد ا ُّ
-[3] /7085الشيخ ورام ،قال :يروى عن رسول ال )صلى ال عليه و آله( أنه كان إذا أصاب أهله خصاصة »
«6قال:
سَئُل َ
ك عَلْيها ل َن ْ
طِبْر َصَ صلِة َو ا ْ ك ِبال ّ »قوموا إلى الصلة« ،و يقول» :بهذا أمرني ربي ،قال ال تعالى َو ْأُمْر َأْهَل َ
ك َو اْلعاِقَبُة ِللّتْقوى«. ن َنْرُزُق َحُِرْزقًا َن ْ
__________________________________________________
-2تأويل اليات ،22 /322 :1شواهد التنزل .526 /381 :1
-3تنبيه الخواطر .222 :1
) (1النساء .59 :4
) (2في المصدر :قرنهم بالكتاب.
ل بن عيسى ،صحيحه ما أثبتناه من رجال النجاشي.252 /101 : ) (3في النسخ :عبد ا ّ
سحر ،و هو آخر الليل قبيل الصبح» .لسان العرب -سحر.«350 :4 - سحرة :ال ّ ) (4ال ّ
) (5الحزاب .333 :33
) (6الخصاصة :الفقر و سوء الحال[.....] .
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص791 :
صلِة -[4] /7086علي بن إبراهيم :في رواية أبي الجارود ،عن أبي جعفر )عليه السلم( ،قولهَ :و ْأُمْر َأْهَلكَ ِبال ّ
عَلْيها.
طِبْر َ صََو ا ْ
قال» :فإن ال أمره أن يخص أهله دون الناس ليعلم الناس أن لهل محمد )صلى ال عليه و آله( عند ال منزلة
خاصة ليست للناس ،إذ أمرهم مع الناس عامة ثم أمرهم خاصة ،فلما نزلت هذه الية كان رسول ال )صلى ال
عليه و آله( يجيء كل يوم عند صلة الفجر حتى يأتي باب علي و فاطمة )عليهما السلم( ،فيقول :السلم عليكم و
رحمة ال و بركاته .فيقول علي و فاطمة و الحسن و الحسين )عليهم السلم( :و عليك السلم -يا رسول ال -و
س َأْه َ
ل ج َ عْنُكُم الّر ْ
ب َ ل ِلُيْذِه َ
رحمة ال و بركاته .ثم يأخذ بعضادتي الباب و يقول :الصلة يرحمكم الِ :إّنما ُيِريُد ا ُّ
طِهيرًا » «1فلم يزل يفعل ذلك كل يوم إذا شهد » «2المدينة حتى فارق الدنيا .و قال أبو طّهَرُكْم َت ْ ت َو ُي َاْلَبْي ِ
الحمراء خادم النبي )صلى ال عليه و آله( :أنا أشهد به يفعل ذلك«.
ك ِرْزقًا سَئُل َ
عَلْيها ل َن ْ طِبْر َ صَ صلةِ أي أمتك َو ا ْ ك ِبال ّ -[5] /7087علي بن إبراهيم أيضا :قوله تعالىَ :و ْأُمْر َأْهَل َ
ك َو اْلعاِقَبُة ِللّتْقوى قال :المتقين ،فوضع الفعل مكان المفعول. ن َنْرُزُق َ حُ َن ْ
ن اْهَتدى. ي َو َم ِ سِو ّط ال ّصرا ِ ب ال ّ صحا ُ ن َأ ْ سَتْعَلُمونَ َم ْ
صوا أي انتظروا أمرا َف َ ص َفَتَرّب ُ
ل ُمَتَرّب ٌ ل ُك ّقال :و أما قولهُ :ق ْ
-[6] /7088ثم قال علي بن إبراهيم :حدثني أبي ،عن الحسن بن محبوب ،عن علي بن رئاب ،قال :قال أبو عبد
ال )عليه السلم(» :نحن -و ال -سبيل ال الذي أمر ال باتباعه ،و نحن -و ال -الصراط المستقيم ،و نحن -و
ال -الذين أمر ال العباد بطاعتهم ،فمن شاء فليأخذ من هنا ،و من شاء فليأخذ من هناك ،و ل تجدون و ال عنا
محيصا«.
-[7] /7089علي بن إبراهيم :عن النضر بن سويد ،عن القاسم بن سليمان ،عن جابر ،عن أبي جعفر )عليه
ن اْهَتدى .قال» :إلى وليتنا«. ص إلى قوله تعالىَ :و َم ِ ل ُمَتَرّب ٌل ُك ّ
السلم( ،في قول ال عز و جلُ :ق ْ
-[8] /7090محمد بن العباس ،قال :حدثنا علي بن عبد ال بن راشد ،عن إبراهيم بن محمد الثقفي ،عن إبراهيم
بن محمد بن ميمون ،عن عبد الكريم بن يعقوب ،عن جابر ،قال :سئل محمد بن علي الباقر )عليهما السلم( عن
ن اهَْتدى ،قال» :اهتدى إلى وليتنا«. ي َو َم ِ سِو ّ ط ال ّصرا ِ ب ال ّ صحا ُن َأ ْ ن َم ْسَتْعَلُمو َ
قول ال عز و جلَ :ف َ
__________________________________________________
-4تفسير القّمي .67 :2
-5تفسير القّمي .66 :2
-6تفسير القّمي .66 :2
ي بن إبراهيم ،و لم نجده في تفسيره. -7تأويل اليات 23 /322 :1عن عل ّ
-8تأويل اليات .24 /323 :1
) (1الحزاب .33 :33
) (2في »ج ،ي ،ط« :شاهد.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص792 :
-[9] /7091و عنه :عن علي بن عبد ال ،عن إبراهيم بن محمد ،عن إسماعيل بن بشار ،عن علي بن جعفر
ي َوسِو ّ ط ال ّصرا ِ ب ال ّ صحا ُ ن َأ ْن َم ْ
سَتْعَلُمو َالحضرمي ،عن جابر ،عن أبي جعفر )عليه السلم( في قوله تعالىَ :ف َ
ن اْهَتدى. َم ِ
ن اْهَتدى أي إلى وليتنا أهل البيت«. قال» :علي )عليه السلم( صاحب الصراط السوي َو َم ِ
-[10] /7092و عنه ،قال :حدثنا محمد بن همام ،عن محمد بن إسماعيل العلوي ،عن عيسى بن داود النجار،
ن َم ْ
ن سَتْعَلُمو َ
عن أبي الحسن موسى بن جعفر )عليهما السلم( ،قال» :سألت أبي عن قول ال عز و جلَ :ف َ
ي :هو القائم )عليه السلم( ،و المهدي :من اهتدى إلى سِو ّ ط ال ّصرا ِ ن اْهَتدى قال :ال ّ ي َو َم ِ
سِو ّ ط ال ّصرا ِ ب ال ّ صحا ُ َأ ْ
ل صاِلحًا ُثّم اْهَتدى » -«1قال -إلى عِم َ ن َو َ ب َو آَم َ
ن تا َ طاعته ،و مثلها في كتاب ال عز و جلَ :و ِإّني َلَغّفاٌر ِلَم ْ
وليتنا«.
-[11] /7093سعد بن عبد ال :عن المعلى بن محمد البصري ،قال :حدثنا أبو الفضل المدني ،عن أبي مريم
النصاري عن المنهال بن عمرو ،عن زر بن حبيش ،عن أمير المؤمنين )صلوات ال عليه( ،قال :سمعته يقول:
»إذا دخل الرجل حفرته أتاه ملكان ،اسمهما :منكر و نكير ،فأول ما يسألنه عن ربه ،ثم عن نبيه ،ثم عن وليه،
فإن أجاب نجا ،و ان تحير عذباه«.
فقال رجل :فما حال من عرف ربه و نبيه ،و لم يعرف وليه؟ قال »مذبذب ل إلى هؤلء و ل إلى هؤلء َو َم ْ
ن
ل » ،«2فذلك ل سبيل له. سِبي ً
جَد َلُه َ ن َت ِ
ل َفَل ْ
ل ا ُّضِل ِ
ُي ْ
و قد قيل للنبي )صلى ال عليه و آله( :من ولينا » «3يا نبي ال؟ فقال :وليكم في هذا الزمان علي )عليه السلم( و
من بعده وصيه و لكل زمان عالم يحتج ال به ،لئل يكون كما قال الضلل قبلهم حين فارقتهم أنبياؤهمَ :رّبنا َلْو ل
خزى ،بما كان من ضللتهم و هي جهالتهم باليات و هم ل َو َن ْ ن َنِذ ّ
ل َأ ْن َقْب ِ
ك ِم ْل َفَنّتِبَع آياِت َ
سو ً ت ِإَلْينا َر ُ سْل َ
َأْر َ
ي َو َم ِ
ن سِو ّ ط ال ّصرا ِ ب ال ّ صحا ُ ن َأ ْ
ن َم ْ
سَتْعَلُمو َ
صوا َف َ ص َفَتَرّب ُ
ل ُمَتَرّب ٌ ل ُك ّ الوصياء ،فأجابهم ال عز و جلُ :ق ْ
اْهَتدى.
و إنما كان تربصهم أن قالوا :نحن في سعة من معرفة الوصياء حتى نعرف إماما ،فعيرهم ال بذلك ،فالوصياء
هم أصحاب الصراط ،وقوفا عليه ل يدخل الجنة إل من عرفهم و عرفوه ،و ل يدخل النار إل من أنكرهم و
أنكروه ،لنهم عرفاء ال عز و جل :عرفهم عليهم عند أخذه المواثيق عليهم ،و وصفهم في كتابه ،فقال عز و جل:
__________________________________________________
-9تأويل اليات .25 /323 :1
-10تأويل اليات .26 /323 :1
-11مختصر بصائر الدرجات.53 :
) (1طه .82 :20
) (2النساء 88 :4و .143
ل.
يا ّ ) (3في المصدر :من ول ّ
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص793 :
سيماُهْم » ،«1و هم الشهداء على أوليائهم و النبي )صلى ال عليه و آله( ل ِب ِن ُك ّل َيْعِرُفو َ ف ِرجا ٌ عرا ِ لْ عَلى ا ََْو َ
الشهيد عليهم ،أخذ لهم مواثيق العباد بالطاعة ،و أخذ النبي عليهم الميثاق بالطاعة ،فجرت نبوته عليهم ،و ذلك
صُوا
ع َ ن َكَفُروا َو َ شِهيدًا َيْوَمِئٍذ َيَوّد اّلِذي َ
على هُؤلِء َ ك َ جْئنا ِب َ شِهيٍد َو ِل ُأّمٍة ِب َن ُك ّجْئنا ِم ْف ِإذا ِ قول ال عز و جلَ :فَكْي َ
حِديثًا ».««2 ل َ ن ا َّ ض َو ل َيْكُتُمو َ لْر ُ سّوى ِبِهُم ا َْ ل َلْو ُت َ سو َ
الّر ُ
ن َم ْ
ن سَتْعَلُمو َ
-[12] /7094ابن شهر آشوب :عن العمش ،عن أبي صالح ،عن ابن عباس ،في قوله تعالىَ :ف َ
ن اْهَتدى فهم أصحاب محمد )صلى ال ي هو -و ال -محمد و أهل بيته )عليهم السلم( َو َم ِ سِو ّ ط ال ّصرا ِ ب ال ّ صحا ُ َأ ْ
عليه و آله(.
__________________________________________________
-12المناقب ،73 :3شواهد التنزيل [.....] .527 /383 :1
) (1العراف .46 :7
) (2النساء 41 :4و .42
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص795 :
المستدرك )سورة طه(
قوله تعالى:
ب ِلَتْرضى ][84 ك َر ّ ت ِإَلْي َجْل ُ
عِ َو َ
] -[1في )مصباح الشريعة( :قال الصادق )عليه السلم( :المشتاق ل يشتهي طعاما ،و ل يلتذ شرابا ،و ل
يستطيب رقادا ،و ل يأنس حميما ،و ل يأوي دارا ،و ل يسكن عمرانا ،و ل يلبس ثيابا ،و ل يقر قرارا ،و يعبد
ال ليل و نهارا ،راجيا بأن يصل إلى ما يشتاق إليه ،و يناجيه بلسان الشوق ،معبرا عما في سريرته ،كما أخبر ال
ب ِلَتْرضى. ك َر ّ ت ِإَلْي َ
جْل ُ
عِ تعالى عن موسى )عليه السلم( في ميعاد ربهَ :و َ
__________________________________________________
-1مصباح الشريعة.196 :
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص797 :
سورة النبياء
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص799 :
سورة النبياء فضلها
-[1] /7095ابن بابويه :بإسناده المتقدم في سورة الكهف ،عن الحسن ،عن يحيى بن مساور ،عن فضيل الرسان
عن أبي عبد ال )عليه السلم( قال» :من قرأ سورة النبياء حبا لها كان كمن » «1رافق النبيين أجمعين في جنات
النعيم ،و كان مهيبا في أعين الناس حياة الدنيا«.
-[2] /7096و من خواص القرآن :روي عن النبي )صلى ال عليه و آله( ،أنه قال» :من قرأ هذه السورة حاسبه
ال حسابا يسيرا ،و صافحه و سلم عليه كل نبي ذكر فيها ،و من كتبها في رق ظبي و جعلها في وسطه و نام ،لم
يستيقظ من رقاده إل و قد رأى عجائب مما يسر بها قلبه بإذن ال تعالى«.
-[3] /7097و عن الصادق )عليه السلم(» :من كتبها في رق ظبي و جعلها في وسطه و نام ،لم يستيقظ حتى
يرفع الكتاب عن وسطه ،و هذا يصلح للمرضى ،و من طال سهره من فكر ،أو خوف ،أو مرض ،فإنه يبرأ بإذن
ال تعالى«.
__________________________________________________
-1ثواب العمال.018 :
... -2مجمع البيان » 61 :7قطعة منه«.
ص القرآن» 45 :مخطوط«. -3خوا ّ
) (1في »ط« :مّمن.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص801 :
قوله تعالى:
ن ] -[1] /7098 [2 -1علي بن حساُبُهْم -إلى قوله تعالىَ -و ُهمْ َيْلَعُبو َ س ِب ِللّنا ِ
حيِم اْقَتَر َ
ن الّر ِ
حم ِل الّر ْ
سِم ا ِِّب ْ
ن ،قال: ضو َ غْفَلٍة ُمْعِر ُحساُبُهْم َو ُهْم ِفي َ س ِب ِللّنا ِ
إبراهيم ،في قوله تعالى اْقَتَر َ
سَتَمُعوُه َو ُهْم
لا ْ
ث ِإ ّ
حَد ٍ
ن َرّبِهْم ُم ْ
ن ِذْكٍر ِم ْ
قربت القيامة و الساعة و الحساب ،ثم كنى عن قريش ،فقال :ما َيْأِتيهِْم ِم ْ
ن قال :من التلهي. َيْلَعُبو َ
قوله تعالى:
ن ][6 -3 ن َقْرَيٍة َأْهَلْكناها َأ َفُهْم ُيْؤِمُنو َ
جَوى -إلى قوله تعالىِ -م ْ سّروا الّن َْو َأ َ
-[2] /7099محمد بن العباس ،قال :حدثنا محمد بن القاسم ،عن أحمد بن محمد السياري ،عن محمد بن خالد
البرقي ،عن محمد بن علي ،عن علي بن حماد الزدي ،عن عمرو بن شمر ،عن جابر ،عن أبي عبد ال )عليه
ظَلُموا ،قال» :الذين ظلموا آل محمد )عليهم السلم( حقهم«. ن َجَوى اّلِذي َ سّروا الّن ْ
السلم( في قوله عز و جلَ :و َأ َ
-[3] /7100محمد بن يعقوب :عن علي بن محمد ،عن علي بن العباس ،عن علي بن حماد ،عن عمرو بن
__________________________________________________
-1تفسير القّمي .67 :2
-[4] /7105و عنه :عن سليمان الزراري ،عن محمد بن خالد الطيالسي ،عن العلء بن رزين القلء ،عن محمد
سَئُلوا َأْه َ
ل بن مسلم ،عن أبي جعفر )عليه السلم( ،قال :قلت له :إن من عندنا يزعمون أن قول ال عز و جلَ :ف ْ
ن ،أنهم اليهود و النصارى؟ ن ُكْنُتْم ل َتْعَلُمو َ الّذْكِر ِإ ْ
قال» :إذن يدعونكم إلى دينهم« .ثم قال :ثم أومأ بيده إلى صدره ،و قال» :نحن أهل الذكر ،و نحن المسؤولون«.
ل » .«1و القرآن ،لقوله سو ً و للذكر معنيان :النبي )صلى ال عليه و آله( فقد سمي ذكرا ،لقوله تعالىِ :ذْكرًا َر ُ
ن » «2و هم )صلوات ال عليهم( أهل القرآن و أهل النبي )صلى ال ظو َن َنّزْلَنا الّذْكَر َو ِإّنا َلُه َلحاِف ُ
حُ تعالىِ :إّنا َن ْ
عليه و آله(.
و قد تقدمت الروايات بكثرة في هذه الية في سورة النحل » ،«3فليؤخذ من هناك.
قوله تعالى:
ن ][10 َلَقْد َأْنَزْلنا ِإَلْيُكْم ِكتابًا ِفيِه ِذْكُرُكْم َأ َفل َتْعِقُلو َ
-[1] /7106محمد بن العباس ،قال :حدثنا محمد بن همام ،عن محمد بن إسماعيل ،عن عيسى بن داود النجار،
عن أبي الحسن موسى بن جعفر )عليهما السلم( ،في قول ال عز و جلَ :لَقْد َأْنَزْلنا ِإَلْيُكْم ِكتابًا ِفيِه ِذْكُرُكْم َأ َفل
ن ،قال» :الطاعة للمام بعد النبي )صلى ال عليه و آله(«. َتْعِقُلو َ
قال بعض العلماء :معنى ذلك أن الذي ذكركم و شرفكم و عزكم هو طاعة المام الحق بعد النبي )صلى ال عليه
و آله(.
قوله تعالى:
ضو َ
ن سنا ِإذا ُهْم ِمْنها َيْرُك ُ سوا َبْأ َ حّ ن َفَلّما َأ َخِري َ شْأنا َبْعَدها َقْومًا آ َ ت ظاِلَمًة َو َأْن َ ن َقْرَيٍة كاَن ْ صْمنا ِم ْ َو َكْم َق َ
__________________________________________________
-4تأويل اليات .3 /324 :1
-1تأويل اليات .5 /325 :1
) (1الطلق 10 :65و .11
) (2الحجر .9 :15
) (3تقّدمت في تفسير اليات ) (44 -43من سورة الّنحل.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص804 :
ن ][15 -11 ن -إلى قوله تعالى -خاِمِدي َ سَئُلو َجُعوا ِإلى ما ُأْتِرْفُتْم ِفيِه َو َمساِكِنُكْم َلَعّلُكْم ُت ْ ضوا َو اْر ِ ل َتْرُك ُ
-[1] /7107محمد بن يعقوب :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن ابن فضال ،عن ثعلبة بن ميمون ،عن بدر بن
سنا ِإذا ُهْم ِمْنهاسوا َبْأ َحّ خليل السدي ،قال :سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول في قول ال عز و جلَ :فَلّما َأ َ
ن.سَئُلو َجُعوا ِإلى ما ُأْتِرْفُتْم ِفيِه َو َمساِكِنُكْم َلَعّلُكْم ُت ْ ضوا َو اْر ِ ن ل َتْرُك ُ ضو َ َيْرُك ُ
قال» :إذا قام القائم )عليه السلم( و بعث إلى بني امية بالشام ،هربوا إلى الروم ،فيقول لهم الروم :ل ندخلنكم حتى
تنتصروا ،فيعلقون في أعناقهم الصلبان فيدخلونهم ،فإذا نزل بحضرتهم أصحاب القائم )عليه السلم( ،طلبوا
المان و الصلح ،فيقول أصحاب القائم )عليه السلم( :ل نفعل حتى تدفعوا إلينا من قبلكم منا -قال -فيدفعونهم
ن ،قال :يسألونهم الكنوز ،و لهم سَئُلو َ جُعوا ِإلى ما ُأْتِرْفُتْم ِفيِه َو َمساِكِنُكمْ َلَعّلُكْم ُت ْ ضوا َو اْر ِ إليهم ،فذلك قوله :ل َتْرُك ُ
ن بالسيف« صيدًا خاِمِدي َ ح ِ جَعْلناُهْم َ حّتى َ عواُهْم َ ك َد ْ ت ِتْل َ
ن َفما زاَل ْ علم » «1بها -قال -فيقولون :يا َوْيَلنا ِإّنا ُكّنا ظاِلِمي َ
».«2
-[2] /7108محمد بن العباس ،قال :حدثنا علي بن عبد ال بن أسد ،عن إبراهيم بن محمد الثقفي ،عن إسماعيل
بن بشار ،عن علي بن جعفر الحضرمي ،عن جابر ،قال سألت أبا جعفر )عليه السلم( عن قول ال عز و جل:
ن ،قال» :ذلك عند قيام القائم )عجل ال فرجه(«. ضو َ سنا ِإذا ُهْم ِمْنها َيْرُك ُ سوا َبْأ َ حّ َفَلّما َأ َ
-[3] /7109و عنه ،قال :حدثنا الحسين بن أحمد ،عن محمد بن عيسى ،عن يونس ،عن منصور ،عن إسماعيل
سنا ،قال» :و ذلك عند قيام القائم سوا َبْأ َ حّبن جابر ،عن أبي عبد ال )عليه السلم( ،في قول ال عز و جلَ :فَلّما َأ َ
ت ِتْل َ
ك ن َفما زاَل ْ ن .قال» :الكنوز التي كانوا يكنزون قاُلوا يا َوْيَلنا ِإّنا ُكّنا ظاِلِمي َ ضو َ)عليه السلم(ِ ،إذا ُهْم ِمْنها َيْرُك ُ
ن ل تبقى منهم عين تطرف«. صيدًا .بالسيف خاِمِدي َ ح ِجَعْلناُهْم َ حّتى َ عواُهْم َ َد ْ
-[4] /7110العياشي :عن عبد العلى الحلبي ،قال :قال أبو جعفر )عليه السلم( في حديث يذكر فيه خروج
القائم )عليه السلم(» :لكأني أنظر إليهم -يعني القائم )عليه السلم( و أصحابه -مصعدين من نجف الكوفة ثلثمائة
و بضعة عشر رجل كأن قلوبهم زبر الحديد ،جبرئيل عن يمينه و ميكائيل عن يساره ،يسير الرعب أمامه شهرا و
خلفه شهرا،
__________________________________________________
-1الكافي .15 /51 :8
-2تأويل اليات .6 /326 :1
-3تأويل اليات .7 /326 :1
-4تفسير العّياشي .49 /56 :2
) (1في المصدر :يسألهم الكنوز و هو أمام.
) (2زاد في النسخ :و هو سعيد بن عبد الملك الموي ،صاحب سعيد بالرحبة.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص805 :
أمده ال بخمسة آلف من الملئكة مسومين ،حتى إذا صعد النجف قال لصحابه :تعبدوا ليلتكم هذه ،فيبيتون بين
راكع و ساجد يتضرعون إلى ال ،حتى إذا أصبح قال :خذوا بنا طريق النخيلة ،و على الكوفة جند مجندة« قلت:
و جند مجندة؟ قال» :إي و ال ،حتى ينتهي إلى مسجد إبراهيم )عليه السلم( بالنخيلة ،فيصلي فيه ركعتين،
فيخرج إليه من كان بالكوفة من مرجئيها و غيرهم من جيش السفياني ،فيقول لصحابه :استطردوا لهم .ثم يقول:
كروا عليهم -،قال أبو جعفر )عليه السلم( -و ل يجوز -و ال -الخندق منهم مخبر.
ثم يدخل الكوفة فل يبقى مؤمن إل كان فيها ،أوحن إليها ،و هو قول أمير المؤمنين )عليه السلم( ،ثم يقول
لصحابه :سيروا إلى هذا الطاغية ،فيدعوه إلى كتاب ال و سنة نبيه )صلى ال عليه و آله( فيعطيه السفياني من
البيعة مسلما ،فيقول له كلب ،و هم أخواله :ما هذا الذي صنعت؟ و ال ما نبايعك على هذا أبدا .فيقول ما أصنع؟
فيقولون:
استقبله فيستقبله ،ثم يقول له القائم )عليه السلم( :خذ حذرك فإنني أديت إليك ،و أنا مقاتلك .فيصبح فيقاتلهم
فيمنحه ال أكتافهم ،و يأخذ السفياني أسيرا ،فينطلق به و يذبحه بيده.
ثم يرسل جريدة خيل » «1إلى الروم فيستحذرون بقية بني امية ،فإذا انتهوا إلى الروم قالوا :أخرجوا إلينا أهل
ملتنا عندكم -فيأبون ،و يقولون :و ال ل نفعل :فيقول الجريدة :و ال لو أمرنا لقاتلناكم ،ثم ينطلقون إلى صاحبهم
فيعرضون ذلك عليه ،فيقول انطلقوا فأخرجوا إليهم أصحابهم ،فإن هؤلء قد أتوا بسلطان .و هو قول ال عز و
جل:
ن قال: سَئُلو َ
جُعوا ِإلى ما ُأْتِرْفُتْم ِفيِه َو َمساِكِنُكْم َلَعّلُكْم ُت ْ ضوا َو اْر ِ ن ل َتْرُك ُ ضو َ سنا ِإذا ُهْم ِمْنها َيْرُك ُ سوا َبْأ َحّ َفَلّما َأ َ
صيدًا خاِمِدي َ
ن ح ِ جَعْلناُهْم َ حّتى َ عواُهْم َ ك َد ْت ِتْل َن َفما زاَل ْ يعني الكنوز التي كنتم تكنزون ،قاُلوا يا َوْيَلنا ِإّنا ُكّنا ظاِلِمي َ
ل يبقى منهم مخبر«.
ن ِفْتَنٌة من سورة النفال ».«2 حّتى ل َتُكو َ و الحديث طويل تقدم بطوله في قوله تعالىَ :و قاِتُلوُهْم َ
يٍء في سورة ش ْ ل َ ب ُك ّعَلْيِهْم َأْبوا َ حنا َ سوا ما ُذّكُروا ِبِه َفَت ْ و قد مضى حديث في معنى الية في قوله تعالىَ :فَلّما َن ُ
النعام بهذا المعنى ».«3
-[5] /7111محمد بن يعقوب ،قال :حدثني محمد بن يحيى ،عن أحمد بن عيسى ،و علي بن إبراهيم عن أبيه
جميعا ،عن الحسن بن محبوب ،عن عبد ال بن غالب السدي ،عن أبيه ،عن سعيد بن المسيب ،قال :كان علي بن
الحسين )عليهما السلم( يعظ الناس ،و يزهدهم في الدنيا ،و يرغبهم في أعمال الخرة بهذا الكلم في كل جمعة
في مسجد رسول ال )صلى ال عليه و آله( ،و حفظ عنه و كتب -و ذكر الحديث إلى أن قال )عليه السلم(» :و
ن َقْرَيٍة كاَن ْ
ت صْمنا ِم ْ لقد أسمعكم ال في كتابه ما قد فعل بالقوم الظالمين من أهل القرى قبلكم ،حيث قالَ :و َكْم َق َ
ظاِلَمًة،
__________________________________________________
-5الكافي .29 /72 :8
) (1يقال :ندب القائد جريدة من الخيل :إذا لم ينهض معهم راجل ،و الجريدة من الخيل :الجماعة جّردت من
سائرها لوجه» .لسان العرب -جرد[.....] .«118 :3 -
) (2تقّدم في الحديث ) (3من تفسير الية ) (39من سورة النفال.
) (3تقّدم في الحديث ) (4من تفسير الية ) (45 -44من سورة النعام.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص806 :
سنا ِإذا ُهْم ِمْنها سوا َبْأ َ حّ ن فقال ال عز و جلَ :فَلّما َأ َ خِري َ شْأنا َبْعَدها َقْومًا آ َ و إنما عنى بالقرية أهلها ،حيث يقول َو َأْن َ
ن ،فلما أتاهم سَئُلو َجُعوا ِإلى ما ُأْتِرْفُتْم ِفيِه َو َمساِكِنُكْم َلَعّلُكْم ُت ْ ضوا َو اْر ِ ن يعني يهربون ،قال :ل َتْرُك ُ ضو َ َيْرُك ُ
ن و ايم ال إن هذه موعظة صيدًا خاِمِدي َ ح ِ جَعْلناُهْم َحّتى َ عواُهْم َ ك َد ْ ت ِتْل َ
ن َفما زاَل ْ العذاب قاُلوا يا َوْيَلنا ِإّنا ُكّنا ظاِلِمي َ
لكم و تخويف إن اتعظتم و خفتم.
عذا ِ
ب ن َ حٌة ِم ْسْتُهْم َنْف َ
ن َم ّ ثم رجع القول من ال في الكتاب على أهل المعاصي و الذنوب ،فقال ال عز و جلَ :و َلِئ ْ
ن » .«1فإن قلتم -أيها الناس -إن ال عز و جل إنما عنى بهذا أهل الشرك ،فكيف ن يا َوْيَلنا ِإّنا ُكّنا ظاِلِمي َ ك َلَيُقوُل ّ
َرّب َ
خْرَدلٍ َأَتْينا ِبهان َ حّبٍة ِم ْل َ ن ِمْثقا َ ن كا َ شْيئًا َو ِإ ْس َظَلُم َنْف ٌ
ط ِلَيْوِم اْلِقياَمِة َفل ُت ْ سَ ن اْلِق ْضُع اْلَمواِزي َ
ذلك و هو يقولَ :و َن َ
ن »«2؟ سِبي ََو َكفى ِبنا حا ِ
اعلموا -عباد ال -أن أهل الشرك ل تنصب لهم الموازين ،و ل تنشر لهم الدواوين ،و إنما يحشرون إلى جهنم
زمرا ،و إنما نصب الموازين و نشر الدواوين لهل السلم ،فاتقوا ال ،عباد ال«.
قوله تعالى:
ن ][18 -16 صُفو َ ل ِمّما َت ِ ن -إلى قوله تعالىَ -و َلُكُم اْلَوْي ُ عِبي َض َو ما َبْيَنُهما ل ِ لْر َ سماَء َو ا َْ خَلْقَنا ال َّو ما َ
-[1] /7112محمد بن يعقوب :عن محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن ابن فضال ،عن يونس بن يعقوب،
عن عبد العلى ،قال :سألت أبا عبد ال )عليه السلم( عن الغناء ،و قلت :إنهم يزعمون أن رسول ال )صلى ال
عليه و آله( رخص في أن يقال :جيناكم جيناكم ،حيونا حيونا نحييكم؟
خَذ َلْهوًان َنّت ِن َلْو َأَرْدنا َأ ْعِبي َ ض َو ما َبْيَنُهما ل ِ لْر َ سماَء َو ا َْ خَلْقَنا ال ّ
فقال» :كذبوا ،إن ال عز و جل يقولَ :و ما َ
ن« ،ثم صُفو َ ل ِمّما َت ِ ق َو َلُكُم اْلَوْي ُل َفَيْدَمُغُه َفِإذا ُهَو زاِه ٌ طِ
عَلى اْلبا ِ ق َ حّ ف ِباْل َ
ل َنْقِذ ُ ن َب ْ
عِلي َ ن ُكّنا فا ِ ن َلُدّنا ِإ ْ
خْذناُه ِم ْ لّت َ
َ
قال» :ويل لفلن مما يصف« -رجل لم يحضر المجلس.-
-[2] /7113أحمد بن محمد بن خالد البرقي :عن أبيه ،عن يونس بن عبد الرحمن ،رفعه ،قال :قال أبو عبد ال
عَلى ق َ حّ ف ِباْل َل َنْقِذ ُ)عليه السلم(» :ليس من باطل يقوم بإزاء الحق إل غلب الحق الباطل ،و ذلك قوله تعالىَ :ب ْ
ق«. ل َفَيْدَمُغُه َفِإذا ُهَو زاِه ٌ طِاْلبا ِ
__________________________________________________
-1الكافي .12 /433 :6
-2المحاسن.152 /226 :
) (1النبياء .46 :21
) (2النبياء .47 :21
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص807 :
-[1] /7114و عنه :عن يعقوب بن يزيد ،عن رجل ،عن الحكم بن مسكين ،عن أيوب بن الحر بياع الهروي »
«1قال :قال لي أبو عبد ال )عليه السلم(» :يا أيوب ،ما من أحد إل و قد يرد » «2عليه الحق حتى يصدع قلبه،
ق َو َلُكُم اْلَوْي ُ
ل ل َفَيْدَمُغُه َفِإذا ُهَو زاِه ٌ طِ عَلى اْلبا ِ ق َ حّ ف ِباْل َ ل َنْقِذ ُقبله أم تركه ،و ذلك قول ال عز و جل في كتابهَ :ب ْ
ن«. صُفو َ ِمّما َت ِ
قوله تعالى:
ن ]-[2] /7115 [20 -19 ل َو الّنهاَر ل َيْفُتُرو َ ن الّلْي َ حو َسّب ُ
ض -إلى قوله تعالىُ -ي َ لْر ِ ت َو ا َْ سماوا ِ ن ِفي ال ّ َو َلُه َم ْ
سَتْكِبُرو َ
ن عْنَدُه ،قال :يعني الملئكة ل َي ْ ن ِ ض َو َم ْ لْر ِ ت َو ا َْسماوا ِ ن ِفي ال ّ علي بن إبراهيم :في قوله تعالى َو َلُه َم ْ
ن أي ل يضعفون. سُرو َ حِ سَت ْ
عباَدِتِه َو ل َي ْ ن ِ عْ َ
-[3] /7116ابن بابويه ،قال :حدثنا أبي )رضي ال عنه( ،قال :حدثنا سعد بن عبد ال ،قال :حدثنا أحمد بن محمد
ابن عيسى ،عن العباس بن موسى الوراق ،عن يونس بن عبد الرحمن ،عن داود بن فرقد العطار ،قال :قال لي
ل َو
ن الّلْي َحو َ سّب ُ
بعض أصحابنا :أخبرني عن الملئكة ،أ ينامون؟ فقلت :ل أدري .فقال :يقول ال عز و جلُ :ي َ
ن .ثم قال :أل أطرفك عن أبي عبد ال )عليه السلم( فيه بشيء؟ قال :قلت :بلى. الّنهاَر ل َيْفُتُرو َ
فقال :سئل عن ذلك ،فقال» :ما من حي إل و ينام ما خل ال وحده عز و جل ،و الملئكة ينامون«.
ن؟ قال» :أنفاسهم تسبيح«. ل َو الّنهاَر ل َيْفُتُرو َ ن الّلْي َ
حو َ سّب ُ
فقلت :يقول ال عز و جلُ :ي َ
-[4] /7117ابن بابويه :بإسناده ،عن الحسن بن علي ،عن أبيه ،علي بن محمد ،عن أبيه محمد بن علي ،عن أبيه
الرضا علي بن موسى ،عن أبيه موسى بن جعفر ،عن أبيه الصادق جعفر بن محمد )صلوات ال عليهم أجمعين(،
عباَدِتِه ن ِعْ ن َ سَتْكِبُرو َ عْندَُه ،يعني الملئكة :ل َي ْ ن ِ ض َو َم ْ لْر ِ ت َو ا َْ
سماوا ِ ن ِفي ال ّ قال» :قال ال عز و جلَ :و َلُه َم ْ
عباٌد ُمْكَرُمو َ
ن ل ِ ن ،و قال ال تعالى في الملئكةَ :ب ْ ل َو الّنهاَر ل َيْفُتُرو َ ن الّلْي َ حو َ سّب ُ
ن ُي َ
سُرو َ حِ سَت َْو ل َي ْ
__________________________________________________
-1المحاسن.391 /276 :
-2تفسير القمي .68 :2
-3كمال الدين و تمام النعمة.8 /666 :
-4عيون أخبار الرضا )عليه السلم( .1 /266 :1
) (1الهروي :نوع من الثياب منسوب إلى هراة ،بلد من خراسان سابقا ،و هي الن من مدن أفغانستان» .أقرب
الموارد .«1387 :2
) (2في المصدر :برز.
البرهان في تفسير القرآن ،ج ،3ص808 :
ن ».««1 شِفُقو َ
ل إلى قوله تعالىُ :م ْ سِبُقوَنُه ِباْلَقْو ِ
ل َي ْ
قوله تعالى:
ن ] 22و [23 سَئُلو َ
سَدتا إلى قوله تعالىَ -و ُهْم ُي ْل َلَف َ
ل ا ُّ
ن ِفيِهما آِلَهٌة ِإ ّ َلْو كا َ
-[1] /7118محمد بن يعقوب :عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن العباس بن عمرو الفقيمي ،عن هشام بن
الحكم ،في حديث الزنديق الذي أتى أبا عبد ال )عليه السلم( ،و كان من قول أبي عبد ال )عليه السلم(» :ل
يخلو ،قولك:
إنهما اثنان من أن يكونا قد يمين قويين ،أو يكونا ضعيفين ،أو يكون أحدهما قويا و الخر ضعيفا ،فإن كانا قويين
فلم ل يدفع كل واحد منهما صاحبه و يتفرد بالتدبير؟ و إن زعمت أن أحدهما قوي و الخر ضعيف ،ثبت أنه
واحد كما نقول ،للعجز الظاهر في الثاني .فإن قلت :إنهما اثنان لم يخل من أن يكونا متفقين من كل جهة ،أو
متفرقين من كل جهة ،فلما رأينا الخلق منتظما ،و الفلك جاريا ،و التدبير واحدا ،و الليل و النهار و الشمس و
القمر ،دل صحة المر و التدبير و ائتلف المر على أن المدبر واحد.
ثم يلزمك إن ادعيت اثنين ،فرجة ما بينهما ،حتى يكونا اثنين ،فصارت الفرجة ثالثا بينهما ،قديما معهما فيلزمك
ثلثة ،فإن ادعيت ثلثة لزمك ما قلت في الثنين حتى تكون بينهم فرجة فيكونوا خمسة ،ثم يتناهى في العدد إلى
ما ل نهاية له في الكثرة«.
قال هشام :فكان من سؤال الزنديق أن قال :فما الدليل عليه؟
فقال أبو عبد ال )عليه السلم(» :وجود الفاعيل دلت على أن صانعا صنعها ،أل ترى أنك إذا نظرت إلى بناء
مشيد مبني ،علمت أن له بانيا ،و إن كنت لم تر الباني و لم تشاهده؟« قال :فما هو؟ قال :شيء بخلف الشياء،
ارجع بقولي إلى إثبات معنى ،و أنه شيء بحقيقة الشيئية ،غير أنه ل جسم و ل صورة و ل يحس و ل يجس و ل
يدرك بالحواس الخمس ،ل تدركه الوهام ،و ل تنقصه الدهور ،و ل تغيره الزمان«.
-[2] /7119ابن بابويه ،قال :حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد )رحمه ال( ،قال :حدثنا محمد بن الحسن
الصفار ،عن أحمد بن محمد بن عيسى ،عن محمد بن أبي عمير ،عن هشام بن الحكم ،قال :قلت لبي عبد ال
)عليه السلم( :ما الدليل عن أن ال واحد؟ قال» :اتصال التدبير ،و تمام الصنع ،كما قال ال عز و جل:
__________________________________________________
-1الكافي .5 /63 :1
-2التوحيد[.....] .2 /250 :