You are on page 1of 520

‫فتوح البلدان‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫فتوح البلدان‬
‫أحد بن يي بن جابر البلذري‬
‫هذا الكتاب يذكر فيه الؤلف تاريخ الفتوح السلمية بداية من دخول النب ـ صلى ال عليه وسلم‬
‫ـ الدينة النورة وقصة بناء السجد ث يطوف الؤلف ف القبة التاريية للخلفاء الراشدين ويستعرض‬
‫أهم الحداث التاريية الت وقعت ف عصر اللفة الراشدة‪ ،‬ولعل أهم ما ييز الكتاب ذكره للبلدان‬
‫الت فتحت وأهم الحداث الت وقعت ف هذه البلدان‪ ،‬وذكره كذلك لهم ما ييز كل بلد عن‬
‫الخرى‬
‫الجلد الول‬

‫قال أحد بن يي بن جابر‪:‬‬

‫أخبن جاعة من أهل العلم بالديث والسية وفتوح البلدان سقت حديثهم واختصرته ورددت من‬
‫بعضه على بعض أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لا هاجر إل الدينة من مكة نزل على كلثوم ابن‬
‫الدم بن امرئ القيس بن الارث بن زيد بن عبيد بن أمية بن زيد بن مالك ابن عوف بن عمرو بن‬
‫عوف بن مالك بن الوس بقباء وكان يتحدث عند سعد بن خيثمة بن الارث بن مالك أحد بن‬
‫السلم بن امرئ القيس بن مالك ابن الوس حت ظن قوم أنه نزل عنده‪.‬‬

‫وكان التقدمون ف الجرة من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم ومن نزلوا من النصار بنوا‬
‫بقباء مسجدا يصلون فيه والصلة يومئذ إل بيت القدس فلما ورد رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قباء صلى بم فيه‪.‬‬

‫فأهل قباء يقولون إنه السجد الذي يقول ال تعال فيه‪( :‬لسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق‬
‫أن تقوم فيه)‪ .‬وروى أن السجد الذي أسس على التقوى مسجد رسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫حدثنا عفان بن مسلم الصفار قال‪ :‬حدثنا حاد بن سلمة قال‪ :‬أخبن هشام بن عروة عن يسألونه أن‬
‫يأتيه فيصلي فيه‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فلما قام رسول ال صلى ال عليه وسلم لينطلق إليهم أتاه الوحي فنل عليه فيهم‪) :‬والذين اتذوا‬
‫مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بي الؤمني وإرصادا لن حارب ال ورسوله(‪ .‬قال‪ :‬هو أبو عامر‪.‬‬

‫)ل تقم فيه أبدًا لسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يبون أن يتطهروا‬
‫وال يب الطهرين أفمن أسس بنيانه على تقوى من ال ورضوان(‪ .‬قال‪ :‬هذا مسجد قباء‪.‬‬

‫وحدثنا ممد بن حات بن ميمون قال‪ :‬حدثنا يزيد بن هارون عن هشام عن السن قال‪ :‬لا نزلت‬
‫هذه الية‪) :‬فيه رجال يبون أن يتطهروا(‪ .‬أرسل رسول ال صلى ال عليه وسلم إل أهل مسجد قباء‬
‫فقال‪ :‬ما هذا الطهور الذي ذكرت به قالوا‪ :‬يا رسول ال! آنا نغسل أثر الغائط والبول‪.‬‬

‫وحدثنا ممد بن حات قال‪ :‬حدثنا وكيع عن ابن أب ليلى عن عامر قال‪ :‬كان ناس من أهل قباء‬
‫يستنجون بالاء فنلت فيهم‪) :‬فيه رجال يبون أن يتطهروا(‪ .‬الية‪.‬‬

‫حدثن عمرو بن ممد الناقد وأحد بن هشام بن برام قال‪ :‬حدثنا وكيع بن الراح قال‪ :‬أخبنا ربيعة‬
‫بن عثمان عن عمران بن أب أنس عن سهل بن سعد قال‪ :‬اختلف رجلن على عهد رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ف السجد الذي أسس على التقوى‪.‬‬

‫فقال أحدها‪ :‬هو مسجد الرسول‪.‬‬

‫وقال الخر‪ :‬هو مسجد قباء‪.‬‬

‫فأتيا النب صلى ال عليه وسلم فسأله‪.‬‬

‫فقال‪ :‬هو مسجدي هذا‪.‬‬

‫حدثن عمرو بن ممد وممد بن حات بن ميمون قال‪ :‬حدثنا وكيع عن ربيعة بن عثمان التيمي عن‬
‫عثمان بن عبيد ال بن أب رافع عن ابن عمر قال‪ :‬السجد الذي أسس على التقوى مسجد الرسول‬
‫صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫حدثنا ممد بن حات قال‪ :‬حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكي قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن عام السلمي عن‬
‫عمران بن أب أنس عن سهل بن سعد عن أب بن كعب قال‪ :‬سئل النب صلى ال عليه وسلم عن‬
‫السجد الذي أسس على التقوى فقال‪ :‬هو مسجدي هذا‪.‬‬

‫حدثن هدبة بن خالد قال‪ :‬حدثنا أبو هلل الراسي قال‪ :‬أخبنا قتادة عن سعيد بن السيب ف قوله‪:‬‬
‫(لسجد أسس على التقوى)‪ .‬قال‪ :‬هو مسجد النب صلى ال عليه وسلم العظم‪.‬‬

‫حدثنا على بن عبد ال الدين قال‪ :‬حدثنا سفيان بن عيينة عن أب الزناد عن خارجة بن زيد بن ثابت‬
‫قال‪ :‬السجد الذي أسس على التقوى مسجد الرسول عليه السلم‪.‬‬

‫حدثنا عفان قال‪ :‬حدثنا وهيب قال‪ :‬حدثنا داود بن أب هند عن سعيد بن السيب قال‪ :‬السجد الذي‬
‫أسس على التقوى مسجد الدينة العظم‪.‬‬

‫حدثنا ممد بن حات بن ميمون السمي قال‪ :‬حدثنا وكيع حدثنا أسامة بن زيد عن عبد الرحن بن‬
‫أب سعيد الدري عن أبيه قال‪ :‬هو مسجد الرسول صلى ال عليه وسلم يعن الذي أسس على‬
‫التقوى‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وقد وسع مسجد قباء بعد وزيد فيه‪.‬‬

‫وكان عبد ال بن عمر إذا دخله صلى إل السطوانة الخلقة وكان ذلك مصلى رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وأقام رسول ال صلى ال عليه وسلم بقباء يوم الثني والثلثاء والربعاء والميس وركب‬
‫منها يوم المعة يريد الدينة‪.‬‬

‫فجمع ف مسجد كان بنو سال بن عوف بن عمرو بن عوف بن الزرج بنوه وكانت تلك أول جعة‬
‫جع فيها‪.‬‬

‫ث مر رسول ال صلى ال عليه وسلم بنازل النصار منل منل وكلهم يسأله النول عليه حت إذا‬
‫انتهى إل موضع مسجده بالدينة بركت ناقته فنل عنها وجاء أبو أيوب خالد بن زيد بن كليب بن‬

‫‪3‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ثعلبة بن عبد بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار بن ثعلبة بن عمرو بن الزرج فأخذ رحله فنل‬
‫صلى ال عليه وسلم عند أب أيوب‪.‬‬

‫وأراده قوم من الزرج على النول عندهم فقال‪ :‬الرء مع رحله‪.‬‬

‫فكان مقامه ف منل أب أيوب سبعة أشهر‪.‬‬

‫ونزل عليه تام الصلة بعد مقدمه بشهر ووهبت النصار لرسول ال صلى ال عليه وسلم كل فضل‬
‫كان ف خططها وقالوا‪ :‬يا بن ال! إن شئت فخذ منازلنا‪.‬‬

‫فقال لم خيا ‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وكان أبو أمامة أسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار نقيب‬
‫النقباء يمع بن يليه من السلمي ف مسجد له فكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يصلي فيه‪.‬‬

‫ث إنه سأل أسعد أن يبيعه أرضا متصلة بذلك السجد كانت ف يده ليتيمي ف حجره يقال لما سهل‬
‫وسهيل ابنا رافع بن أب عمرو بن عائذ بن ثعلبة بن غنم فعرض عليهم أن يأخذها ويغرم عنه لليتيمي‬
‫ثنها فأب رسول ال صلى ال عليه وسلم ذلك وابتاعها منه بعشرة دناني أداها من مال أب بكر‬
‫الصديق رضي ال عنه‪.‬‬

‫ث إن رسول ال صلى ال عليه وسلم أمر باتاذ اللب فاتذ وبن به السجد ورفع أساسه بالجارة‬
‫وسقف بالريد وجعلت عمده جذعا ‪.‬‬

‫فلما استخلف أبو بكر رضي ال عنه ل يدث فيه شيئا واستخلف عمر رضي ال عنه فوسعه وكلم‬
‫العباس بن عبد الطلب رضي ال عنه ف بيع داره ليزيدها فيه فوهبها العباس ل والسلمي فزادها عمر‬
‫رضي ال عنه ف السجد‪.‬‬

‫ث إن عثمان بن عفان رضي ال عنه بناه ف خلفته بالجارة والقصة وجعل عمده حجارة وسقفه‬
‫بالساج وزاد فيه ونقل إليه الصباء من العقيق‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وكان أول من اتذ فيه شئ إل أن ول الوليد بن عبد اللك بن مروان بعد أبيه فكتب إل عمر بن‬
‫عبد العزيز وهو عامله على الدينة يأمره بدم السجد وبنائه وبعث إليه بال وفسيفساء ورخام وثاني‬
‫صانعا من الروم والقبط من أهل الشام ومصر‪.‬‬

‫فبناه وزاد فيه وول القيام بأمره والنفقة عليه صال بن كيسان مول سعدى مولة آل معيقيب بن أب‬
‫فاطمة الوصي وذلك ف سنة سبع وثاني ويقال ف سنة ثان وثاني‪.‬‬

‫ث ل يدث فيه أحد من اللفاء شيئا حت استخلف الهدي أمي الؤمني صلوات ال عليه‪.‬‬

‫قال الواقدي‪ :‬بعث الهدي عبد اللك بن شبيب الغسان ورجل من ولد عمر بن عبد العزيز إل‬
‫الدينة لبناء مسجدها والزيادة فيه وعليها يومئذ جعفر بن سليمان بن علي فمكثا ف عمله سنة وزادا‬
‫ف مؤخره مثئة ذراع فصار طوله ثلث مئة ذراع وعرضه مائت ذراع‪.‬‬

‫وقال على بن ممد الائن‪ :‬ول الهدي أمي الؤمني جعفر بن سليمان مكة والدينة واليمامة فزاد ف‬
‫مسجد مكة ومسجد الدينة‪.‬‬

‫فتم بناء مسجد الدينة ف سنة اثنتي وستي ومئة وكان الهدي أتى الدينة ف سنة ستي قبل الج فأمر‬
‫بقلع القصورة وتسويتها مع السجد‪.‬‬

‫ولا كانت سنة ست وأربعي ومائتي أمر أمي الؤمني جعفر التوكل على ال رحه ال برمة مسجد‬
‫الدينة فحمل إليه فسيفساء كثي وفرغ منه سبع وأربعي ومائتي‪.‬‬

‫حدثن عمر بن حاد بن أب حنيفة قال‪ :‬حدثنا مالك بن أنس قال‪ :‬حدثنا هشام ابن عروة عن أبيه‬
‫عن عائشة قالت‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬ما يفتح من مصر أو مدينة عنوة فإن الدينة‬
‫فتحت بالقرآن‪.‬‬

‫حدثنا شيبان بن أب شيبة البلي قال‪ :‬حدثنا أبو الشهب قال‪ :‬أخبنا السن أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قال‪ :‬إن لكل نب حرمًا وإن حرمت الدينة كما حرم إبراهيم عليه السلم مكة ما بي‬
‫حرتيها ليتلى خلها ول يعضد شجرها ول يمل فيها السلح لقتال‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فمن أحدث حدثًا أو آوى مدثًا فعليه لعنة ال واللئكة والناس أجعي ل يقبل منه صرف ول عدل‪.‬‬

‫وحدثن روح بن عبد الؤمن البصري القري قال‪ :‬حدثنا أبو عوانه عن عمر بن أب سلمة بن عن أب‬
‫هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬اللهم إن إبراهيم عبدك ورسولك وأنا عبدك‬
‫ورسولك وإن قد حرمت ما بي لبتيها كما حرم إبراهيم مكة‪.‬‬

‫فكان أبو هيية يقول‪ :‬والذي نفسي بيده لو أجد الظباء ببطحان ماعانيتهاز وحدثنا شيبان بن أب‬
‫سيبة قال‪ :‬حدثنا القاسم بن الفضل الدان عن ممد بن زياد عن جده وكان مول عثمان بن مظعون‬
‫وكانت ف يده أرض لل مظعون بالرة قال‪ :‬كان عمر بن الطاب ربا أتان نصف النهار واضعا‬
‫ثوبه على رأسه فيجلس إل ويتحدث عندي فأجيئه من القثآء والبقل‪.‬‬

‫فقال ل يومًا‪( :‬ل تبح فقد استعملتك على ما هاهنا ول تدعن أحدا)‪ .‬يبط شجرة ول يعضدها‬
‫يعن من شجرة الدينة فإن وجدت أحدا يفعل ذلك فخذ حبله وفأسه‪.‬‬

‫قال قلت‪ :‬آخذ ثوبه قال‪ :‬ل‪.‬‬

‫وحدثن أبو مسعود بن القتات قال‪ :‬حدثنا ابن أب يي الدن عن جعفر بن ممد عن أبيه أن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم حرم من الشجر ما بي أحد إل عي وأذن لصاحب الناضح ف الغضا وما‬
‫يصلح به ماريثه وعربه‪.‬‬

‫حدثن بكر بن اليثم‪ :‬قال حدثنا عبد ال بن صال عن الليث بن سعد عن هشام ابن سعد عن زيد‬
‫بن أسلم عن أبيه قال‪ :‬سعت عمر بن الطاب رضي ال عنه يقول لرجل استعمله على حى الربذة‬
‫نسى بكر اسه‪ :‬اضمم جناحك عن كل مسلم واتق دعوة الظلوم فإنا مابة وأدخل رب الصرية‬
‫والغنيمة ودعن من نعم ابن عفان وابن العوف فإنما إن تلك ماشيتهما يرجعا إل زرع وإن هذا‬
‫البائس إن تلك ماشيته ييء فيصرخ يا أمي الؤمني! يا أمي الؤمني فالكلء أهون على السلمي من‬
‫غرم الال ذهبه وورقه‪.‬‬

‫وال إنا لرضهم قاتلوا عليها ف الاهلية وأسلموا عليها ف السلم وإنم ليون أن أظلمهم ولول‬
‫النعم الت تمل عليها ف سبيل ال ما حيت عن الناس من بلدهم شيئا أبدا ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫حدثنا القاسم بن سلم أبو عبيد قال‪ :‬حدثنا ابن أب مري عن العمري عن نافع عن ابن عمر قال‪:‬‬
‫حى رسول ال صلى ال عليه وسلم النقيع ليل السلمي‪.‬‬

‫قال ل أبو عبيد‪ :‬بالنون‪.‬‬

‫وقال‪ :‬النقيع فيه قاع ذرق وهو الندقوق‪.‬‬

‫وحدثن مصعب بن عبد ال الزبيي عن أبيه عن ابن الدراوردي عن ممد بن ابراهيم التيمي عن أبيه‬
‫عن سعد بن أب وقاص أنه وجد غلما يقطع المى فضربه وسلبه فأسه‪.‬‬

‫فدخلت مولته أو امرأة من أهله على عمر رضي ال عنه فشكت إليه سعدا فقال عمر‪ :‬رد الفأس‬
‫والثياب أبا إسحاق رحك ال‪.‬‬

‫فأب وقال‪ :‬ل أعطي غنيمة غنمنيها رسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫سعنه يقول‪ :‬من وجدتوه يقطع المى فاضربوه واسلبوه‪.‬‬

‫فاتذ من الفأس مسحاه فلم يزل يعمل با ف أرضه حت توف‪.‬‬

‫وحدثنا أبو السن الدائن عن ابن جعدبة وأب معشر قال‪ :‬لا كان النب صلى ال عليه وسلم بظريب‬
‫‪ -‬التأويل مقدمه من غزوة ذي قرد ‪ -‬قالت له بنو حارثة من النصار‪ :‬يا رسول ال! ها هنا مسارح‬
‫إبلنا ومرعى غنمنا ومرج نسائنا يعنون موضع الغابة‪.‬‬

‫فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬من قطع شجرة فليغرس مكانا ودية فغرست الغابة‪.‬‬

‫وحدثن عبد العلى بن حاد الترسي قال‪ :‬حدثنا حاد بن سلمة قال‪ :‬أخبنا ممد بن إسحاق عن أب‬
‫مالك بن ثعلبة عن أبيه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قضى ف وادي مهزور أن يبس الاء ف‬
‫الرض إل الكعبي فإذا بلغ الكعبي أرسل إل الخرى ل ينع العلى السفل‪.‬‬

‫وحدثنا اسحاق بن أب إسرائيل قال‪ :‬حدثنا عبد الرحن بن أب الزناد‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫عن عبد الرحن بن الارث أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قضى ف سيل مهزور أن وحدثن عمر‬
‫بن أب حنيفة قال‪ :‬حدثنا مالك بن أنس عن عبد ال بن أب بكر بن ممد بن عمرو بن حزم‬
‫النصاري عن أبيه قال‪ :‬قضى رسول ال صلى ال عليه وسلم ف سيل مهزور ومذينب أن يبس الاء‬
‫حت يبلغ الكعبي ت يرسل العلى إل السفل‪.‬‬

‫قال مالك‪ :‬وقضى رسول ال صلى ال عليه وسلم ف سيل بطحان بثل ذلك‪.‬‬

‫وحدثن السي بن السود العجلي قال‪ :‬حدثنا يي بن آدم قال‪ :‬حدثنا يزيد ابن عبد العزيز عن‬
‫ممد بن اسحاق قال‪ :‬حدثنا أبو مالك بن ثعلبة بن أب مالك‪.‬‬

‫عن أبيه قال‪ :‬اختصم إل رسول ال صلى ال عليه وسلم ف مهزور وادي بن قريظة فقضى أن الاء‬
‫إل الكعبي ليسبه العلى على السفل‪.‬‬

‫وحدثن السي قال‪ :‬حدثنا يي بن آدم قال‪ :‬حدثنا حفص بن غياث عن جعفر ابن ممد عن أبيه‬
‫قال‪ :‬قضى رسول ال صلى ال عليه وسلم ف سيل مهزور أن لهل النخل إل العقبي ولهل الزرع‬
‫إل الشراكي ث يرسلون الاء إل من هو أسفل منهم‪.‬‬

‫وحدثن حفص بن عمر الدوري قال‪ :‬حدثنا عباد بن عباد قال‪ :‬حدثنا هشام بن عروه‪.‬‬

‫عن عروة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬بطحان على ترعة من ترع النة‪.‬‬

‫عن ابن جعدبة وغيه قالوا‪ :‬أشرفت الدينة على الغرق ف خلفة عثمان من سيل مهزور حت اتذ له‬
‫عثمان ردما ‪.‬‬

‫قال أبو السن‪ :‬وجاء أيضا باء موف عظيم ف سنة ست وخسي ومئة فبعث إليه عبد الصمد بن‬
‫علي بن عبد ال العباش وهو المي يومئذ عبيد ال بن أب سلمة العمري فخرج وخرج الناس بعد‬
‫صلة العصر وقد مل السيل صدقات رسول ال صلى ال عليه وسلم فدلتهم عجوز من أهل العالية‬
‫على موضع كانت تسمع الناس يذكرونه فحفروه فوجد الاء منسربا فغاص منه إل وادي بطحان‪.‬‬

‫قال‪ :‬ومن مهزور إل مذينب شعبة يصب فيها‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫حدثن ممد بن أبان الوسطي قال‪ :‬حدثنا أبو هلل الراسي قال‪ :‬حدثنا السن قال‪ :‬دعا رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم للمدينة وأهلها وساها طيبة‪.‬‬

‫وحدثن أبو عمر حفص بن عمر الدوري قال‪ :‬حدثنا عباد بن عباد عن هشام بن عروة عن أبيه عن‬
‫عائشة أم الؤمني قالت‪ :‬لا هاجر رسول ال صلى ال عليه وسلم إل الدينة مرض السلمون با فكان‬
‫من اشتد به مرضه أبو بكر وبلل وعامر ابن فهية فكان أبو بكر رضي ال كل ارمئ مصبح ف أهله‬
‫والوت أدن من شراك نعله وكان بلل رضي ال عنه يقول‪ :‬أل ليت شعري هل ابت ليلة بفخ‬
‫وحول أذخر وجليل وهل أردن يوما مياه منة وهل يبدون ل شامة وطفيل وكان عامر بن فهية‬
‫يقول‪ :‬لقد وجدت الوت قبل ذوقه إن البان حتفه من فوقه كل ارمئ ماهد بطوقه كالثور يمي‬
‫جلده بروقه قال‪ :‬فأخب النب صلى ال عليه وسلم بذل‪ :‬فقال‪ :‬اللهم طيب لنا الدينة كما طيبت لنا‬
‫مكة وبارك لنا ف مدها وصاعها‪.‬‬

‫حدثنا الوليد بن صال قال‪ :‬حدثنا الواقدي عن ممد بن عبد ال عن الزهري عن عروة أن رجل من‬
‫النصار خاصم الزبي بن العوام ف أشراج الرة‪.‬‬

‫فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬اسق يا زبي ث أرسل إل جارك‪.‬‬

‫وأخبن على الثرم عن أب عبيدة قال‪ :‬الشراج مسايل الاء ف الرار والرة أرض مفروشة بصخر‪.‬‬

‫قال‪ :‬وقال حدثن السي بن علي بن السود العجلي قال‪ :‬حدثنا يي بن آدم قال‪ :‬حدثنا يزيد ابن‬
‫عبد العزيز حدثنا هشام بن عروة‪.‬‬

‫عن أبيه قال‪ :‬أقطع عمر رضي ال عنه العقيق حت انتهى إل أرض فقال‪ :‬ما أقطعت مثلها‪.‬‬

‫قال خوات بي جبي‪ :‬أقطعنيها‪.‬‬

‫فأقطعه إياها‪.‬‬

‫وحدثن السي قال‪ :‬حدثنا يي بن آدم عن يزيد بن عبد العزيز عن هشام بن عروة عن أبيه قال‪:‬‬
‫أقطع عمر العقيق مابي أعله إل أسفله‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وحدثن السي قال‪ :‬حدثنا حفص بن غياث عن هشام بن عروة قال‪ :‬خرج عمر يقطع الناس‬
‫وخرج معه الزبي فجعل عمر يقطع حت مر بالعقيق فقال‪ :‬أين الستقطعون مذ اليوم ما مررت بقطعة‬
‫أجود منها‪.‬‬

‫فقال الزبي‪ :‬أقطعنيها‪.‬‬

‫فأقطعه إياها‪.‬‬

‫وحدثن السي قال‪ :‬حدثنا يي بن آدم قال‪ :‬حدثنا أبو معاوية الضرير عن هشام بن عروة عن أبيه‬
‫قال‪ :‬أقطع عمر العقيق كله حت انتهى إل قطيعه خوات بن جبي النصاري فقال‪ :‬أين الستقطعون‬
‫ماأقطعت اليوم أجود من هذه‪.‬‬

‫وحدثنا خلف بن هشام البزار قال‪ :‬حدثنا أبو بكر بن عياش قال‪ :‬حدثنا هشام بن عروة حدثن‬
‫السي بن السود قال‪ :‬حدثنا يي بن آدم عن أب بكر بن عياش عن هشام عن أبيه بثله‪.‬‬

‫وحدثن السي قال‪ :‬حدثن يي بن آدم حدثنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن عروة قال‪ :‬أقطع‬
‫أبو بكر الزبي ما بي الرف إل قناة‪.‬‬

‫وأخبن أبو السن الدائن قال‪ :‬قناة واد يأت من الطائف ويصب إل الرحضية وقرقرة الكدر ث يأت‬
‫سد معونة ث ير على طرف القدوم ويصب ف أصل قبور الشهداء بأحد‪.‬‬

‫وحدثنا أبو عبيد القاسم بن سلم قال‪ :‬حدثنا إسحاق بن عيسى عن مالك بن أنس عن ربيعة عن قوم‬
‫من علمائهم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أقطع بلل بن الارث الزن معادن بناحية الفرع‪.‬‬

‫وحدثن عمرو الناقد وابن سهم النطاكي قال‪ :‬حدثنا اليثم بن جيل النطاكي قال‪ :‬حدثنا حاد بن‬
‫سلمة عن أب مكي عن أب عكرمة مول بلل بن الارث الزن قال‪ :‬أقطع رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم بلل أرضا فيها جبل ومعدن‪.‬‬

‫فباع بنو بلل عمر بن عبد العزيز أرضا منها فظهر فيها معدن أو قال معدنان فقالوا‪ :‬إنا بعناك أرض‬
‫حرث ول نبعك العادن‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وجاؤا بكتاب النب صلى ال عليه وسلم لم ف جريدة فقبلها عمر ومسح با عينه وقال لقيمه‪ :‬أنظر‬
‫ماخرج منها وما أنفقت وقاصهم بالنفقة ورد عليهم الفضل‪.‬‬

‫وحدثنا أبو عبيد قال‪ :‬حدثنا نعيم بن حاد عن عبد العزيز بن ممد عن ربيعة بن اب عبد الرحن عن‬
‫الارث بن بلل بن الارث الزن‪.‬‬

‫عن أبيه بلل بن الارث أن النب صلى ال عليه وسلم أقطعه العقيق أجع‪.‬‬

‫وحدثن مصعب الزبيي قال‪ :‬قال مالك بن أنس‪ :‬أقطع رسول ال صلى ال عليه وسلم بلل بن‬
‫الارث معادن بناحية الفرع ل اختلف ف ذلك بي علمائنا ول أعلم بي أحد من أصحابنا خلفا أن‬
‫ف العدن الزكاة ربع العشر‪.‬‬

‫قال مصعب‪ :‬وروى عن الزهري أنه كان يقول ف العن الزكاة وروى عنه أيضا قال فيها المس مثل‬
‫قول أهل العراق‪.‬‬

‫وهم يأخذون اليوم من معادن الفرع ونران وذي الروة ووادي القرى وغيها المس على قول‬
‫سفيان الثوري وأب حنيفة وأب يوسف وأهل العراق‪.‬‬

‫وحدثن السي بن السود قال‪ :‬حدثنا وكيع بن الراح قال‪ :‬حدثنا السن بن صال بن حي عن‬
‫جعفر بن ممد أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أقطع عليا رضي ال عنه أربع أرضي الفقيين وبئر‬
‫قيس والشجرة‪.‬‬

‫وحدثن السي عن يي بن آدم عن السن بن صال عن جعفر بن ممد مثله‪.‬‬

‫وحدثن عمر بن ممدة الناقد قال‪ :‬حدثنا حفص بن غياث عن جعفر بن ممد عن أبيه أنه قال‪ :‬أقطع‬
‫عمر بن الطاب عليا رضي ال عنهما ينبع فأضاف إليها غيها‪.‬‬

‫وحدثن السي عن يي بن آدم عن حفص بن غياث عن جعفر بن ممد عن أبيه بثله‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وحدثن من أثق به عن مصعب بن عبد ال الزبيي أنه قال‪ :‬نسبت بئر عروة بن الزبي إل عروة بن‬
‫الزبي‪.‬‬

‫ونسب حوض عمرو إل عمرو بن الزبي‪.‬‬

‫ونسب خليج بنات نائلة إل ولد نائلة بنت الفرافصة الكلبية امرأة عثمان ابن عفان‪.‬‬

‫وكان بن عفان رضي ال عنه اتذ هذا الليج وساقه إل أرض استخرجها واعتملها بالعرصة‪.‬‬

‫وأرض أب هريرة نسبت إل أب يهريرة الدوسي‪.‬‬

‫والصهوة صدقة عبد ال بن عباس رضي ال عنهما ف جبل جهينة‪.‬‬

‫وقصر نفيس ينسب فيما يقال إل نفيس التاجر من ممد بن زيد بن عبيد بن العلى بن لوذان بن‬
‫حارثة بن زيد من الزرج وهم حلفاء بن زريق بن عبد حارثة من الزرج وهذا القصر برة واقم‬
‫بالدينة واستشهد عبيد بن العلى يوم أحد‪.‬‬

‫قال‪ :‬ويقال إنه نفيس بن ممد بن زيد بن عبيد بن مرة مول العلى فلن عبيدا هذا وأباه من سب عي‬
‫التمر ومات عبيد بن مرة أيام الرة وكان يكن أبا عبد ال‪.‬‬

‫قال‪ :‬وبئر عائشة نسبت إل عائشة بن ني بن واقف وعائشة رجل وهو من الوس‪.‬‬

‫وبئر الطلب على طريق العراق نسب إل الطلب بن عبد ال بن حنطب بن الارث بن عبيد بن عمر‬
‫بن مزوم‪.‬‬

‫وبئر ابن الرتفع نسب إل ممد بن الرتفع بن النضي العبدري‪.‬‬

‫حدثن ممد بن سعد عن الواقدي عن عبد ال بن جعفر عن شريك بن عبد ال عن أب نر الليثي عن‬
‫عطاء بن يسار مول ميمونة بنت الارث بن حزن بن بي لللة قال‪ :‬لا أراد رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم أن يتخذ السوق بالدينة قال‪ :‬هذا سوقكم ل خراج عليكم فيه‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وحدثن العباس بن هشام الكلب عن أبيه عن جده ممد بن السائب وشرقي بن القطامى الكلب قال‪:‬‬
‫لا هدم بنصر بيت القدس وأجلى وسب من سب من بن إسرائيل لق قوم منهم بناحية الجاز فنلوا‬
‫وادي القرى وتيماء ويثرب وكان بيثرب قوم من جرهم وبقية من العماليق قد اتذوا النخل والزرع‬
‫فأقاموا معهم وخالطوهم فلم يزالوا يكثرون وتقل جرهم والعماليق حت نفوهم عن يثرب واستولوا‬
‫عليها وصارت عمارتا ومراعيها لم فمكثوا على ذلك ما شاء ال ث إن من كان باليمن من ولد سبأ‬
‫بن يشجب بن يعرب بن قحطان بغوا وطغوا وكفروا نعمة ربم فيما آتاهم من الصب ورفاغة‬
‫العيش فخلق ال جرذانا جعلت تنقب سدا كان لم بي جبلي فيه أنابيب يفتحونا إذا شاؤا فيأتيهم‬
‫الاء منها على قدر حاجتهم وإرادتم‪.‬‬

‫والسد العرم فلم تزل تلك الرذان تعمل ف ذلك العرم حت خرقته‪.‬‬

‫فأغرق ال تعال جناتم وذهب بأشجارهم وأبدلم خطًا وأثل وشيئا من سدر قليل ‪.‬‬

‫فلما رأى ذلك مزيقيا ‪ -‬وهو عمرو بن عامر بن حارثة بن ثعلبة بن ارمئ القيس ابن مازن بن الزد‬
‫بن غوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلن بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ‪ -‬باع كل‬
‫شيء له من عقار وماشية وغي ذلك ودعا الزد حت صاروا معه إل بلد عك فأقاموا با‪.‬‬

‫وقال عمرو‪ :‬النتجاع قبل العلم عجز‪.‬‬

‫فما رأت عك غلبة الزد على أجود مواضعهم غمها ذلك‪.‬‬

‫فقالت للزد‪ :‬انتقلوا عنا‪.‬‬

‫فقام رجل من الزد أعود أصم يقال له جذع فوثب بطائفة منهم فقتلهم ونشبت الرب بي الزد‬
‫وعك فانزمت الزد ث عرت فقال جذع ف ذلك‪ :‬سيعلمون أينا أرك وكانت الزد نزلت باء يقال‬
‫له غسان فسموا بذلك‪.‬‬

‫ث إن الزد سارت حت انتهت إل بلد حكم بن سعد العشية بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب‬
‫ابن عريب بن زيد بن كهلن بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان فقاتلوهم‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فظهرت الزد على حكم ث إنه بدا لم النتقال عن بلدهم فانتقلوا وبقيت طائفة منهم معهم‪.‬‬

‫ث أتو نران فحاربم أهلها فنصروا عليهم فأقاموا بنجران ث رحلوا عنها إل قوما منهم تلفوا با‬
‫لسباب دعتهم إل ذلك فأتوا مكة وأهلها جرهم فنلوا بطن مر وسأل ثعلبة بن عمرو مزيقيا جرهم‬
‫أن يعطوهم سهل مكة فأبوا فقاتلهم حت غلب على السهل‪.‬‬

‫ث إنه والزد استوبئوا مكانم ورأوا شدة العيش به فتفرقوا فأتت طائفة منهم عمان وطائفة السراة‬
‫وطائفة النبار والية وطائفة الشام وأقامت طائفة منهم بكة‪.‬‬

‫فقال جذع‪ :‬أكلما صرت يا معشر الزد إل ناحية انزعت منكم جاعة يوشك أن تكونوا أذنابا ف‬
‫العرب‪.‬‬

‫فسمى من أقام بكة خزاعة‪.‬‬

‫وأتى ثعلبة بن عمرو مزيقيا وولده ومن تبعه يثرب وسكانا اليهود فأقاموا با خارج الدينة ث إنم‬
‫غنوا وكثروا وعزوا حت أخرجوا اليهود منها ودخلوها‪.‬‬

‫فنلت اليهود خارجها فالوس والزرج ابنا حارثة بن ثعلبة بن عمرو مزيقيا بن عامر وأمهما قيلة‬
‫بنت الرقم بن عمرو ويقال إنا غسانية من الزد ويقال إنا وكانت للوس والزرج قبل السلم‬
‫وقائع وأيام تدربوا فيها بالروب واعتادوا اللقاء حت شهر بأسهم وعرفت ندتم وذكرت شجاعتهم‬
‫وجل ف قلوب العرب أمرهم وهابوا حدهم فامتنعت حوزتم وعز جارهم وذلك لا أراد ال من‬
‫إعزاز نبيه صلى ال عليه وسلم وإكرامهم بنصرته‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ولا قدم رسول ال صلى ال عليه وسلم الدينة كتب بينه وبي يهود يثرب كتابا وعاهدهم‬
‫عهدا ‪.‬‬

‫وكان أول من نقض ونكث منهم يهود بن قينقاع فأجلهم رسول ال صلى ال عليه وسلم عن‬
‫الدينة‪.‬‬

‫وكان أول أرض افتتحها رسول ال صلى ال عليه وسلم أرض بن النضي‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫فتوح البلدان‬

‫أموال بن النضي‬

‫قال‪ :‬أتى رسول ال صلى ال عليه وسلم بن النضي من يهود ومعه أبو بكر وعمر وأسيد بن حضي‪.‬‬

‫فاستعانم ف دية رجلي من بن كلب ابن ربيعة موادعي له كان عمرو بن أمية الضمري قتلهما‪.‬‬

‫فهموا بأن يلقوا عليه رحا فانصرف عنهم وبعث إليهم يأمرهم باللء عن بلده إذ كان منهم ما كان‬
‫من الغدر والنكث‪.‬‬

‫فأبوا ذلك وأذنوا بالحاربة‪.‬‬

‫فزحف إليهم رسول ال صلى ال عليه وسلم فحاصرهم خس عشرة ليلة ث صالوه على أن يرجوا‬
‫من بلده ولم ماحلت البل إل اللقة واللة ولرسول ال صلى ال عليه وسلم أرضهم ونلهم‬
‫واللقة وسائر السلح واللقة الدروع‪.‬‬

‫فكانت أموال بن النضي خالصة لرسول ال صلى ال عليه وسلم وكان يزرع تت النخل ف أرضهم‬
‫فيدخل من ذلك قوت أهله وأزواجه سنة ومافضل جعله ف الكراع والسلح‪.‬‬

‫وأقطع رسول ال صلى ال عليه وسلم من أرض بن النضي أبا بكر وعبد الرحن بن عوف وأبا دجانة‬
‫ساك بن خرشة الساعدي وغيهم‪.‬‬

‫وكان أمر بن النضي ف سنة أربع من الجرة‪.‬‬

‫قال الواقدي‪ :‬وكان ميبق أحد بن النضي حبا عالا فآمن برسول ال صلى ال عليه وسلم وجعل‬
‫ماله له وهو سبعة حوائط‪.‬‬

‫فجعلها رسول ال صلى ال عليه وسلم صدقة‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وهي اليثب والصافية والدلل وحن وبرقة والعواف ومشربة أم إبراهيم ابن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم وهي مارية القبطية حدثنا القاسم بن سلم قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن صال قال‪ :‬أخبنا الليث بن‬
‫سعد عن عقيل عن الزهري أن وقيعة بن النضي من يهود كانت على ستة أشهر من يوم أحد‬
‫فحاصرهم رسول ال صلى ال عليه وسلمحت نزلوا على اللء وعلى أن لم ما أقلت البل من‬
‫المتعة إل اللقة فأنزل ال فيهم‪{ :‬سبح ل ما ف السماوات وما ف الرض وهو العزيز الكيم هو‬
‫الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب} إل قوله‪{ :‬وليخزي الفاسقي}‪.‬‬

‫وحدثنا السي بن السود قال‪ :‬حدثنا يي بن آدم عن أب زائدة عن ممد بن إسحاق ف قوله‪{ :‬‬
‫وما أفاء ال على رسوله منهم} قال‪ :‬من بن النضي‪{ :‬فما أوجفتم عليه من خيل ول ركاب ولكن‬
‫ال يسلط رسله على من يشاء}‪ .‬قال‪ :‬أعلمهم أنا لرسول ال صلى ال عليه وسلم خالصة دون‬
‫الناس‪.‬‬

‫فقسمها رسول ال صلى ال عليه وسلم ف الهاجرين إل أن سهل بن حنيف وأبا دجانة ذكر فقرا‬
‫فأعطاها‪.‬‬

‫قال‪ :‬وأما قوله‪{ :‬ما أفاء ال على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول}‪ .‬إل آخر الية قال‪ :‬هذا‬
‫قسم آخر بي السلمي على ما وصفه ال‪.‬‬

‫وحدثن ممد بن حات السمي قال‪ :‬حدثنا الجاج بن ممد عن بن جريج عن موسى ابن عقبة عن‬
‫نافع عن ابن عمر قال‪ :‬أحرق رسول ال صلى ال عليه وسلم نل بن نضي وقطع‪.‬‬

‫وف ذلك يقول حسان بن ثابت‪ :‬لان على سراة بن لؤي حريق بالبويرة مستطي قال ابن جريج‪ :‬وف‬
‫ذلك‪{ :‬ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولا فبإذن ال وليخزي الفاسقي}‪ .‬اللينة‬
‫النخلة‪.‬‬

‫وحدثنا أبو عبيد قال‪ :‬حدثنا حجاج عن ابن جريج عن موسى عن نافع بن عمر بثله‪.‬‬

‫وقال أبو عمرو الشيبان الزاوية وغيه من الرواة‪ :‬إن هذا الشعر لب سفيان بن الارث بن عبد‬
‫الطلب وإنا هو‪ :‬لعز على سراة بن لؤي حريق بالبويرة مستطي ويروي بالبويلة‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فأجابه حسان بن ثابت فقال‪ :‬أدام ال ذالكم حريقا وضرم ف طوائفها السعي هم أوتوا الكتاب‬
‫فضيعوه فهم عمي عن التوراة بور وحدثن عمرو بن ممد الناقد قال‪ :‬حدثنا سفيان بن عيينة عن‬
‫معمر عن الزهرىء عن مالك بن أوس بن الدثان قال‪ :‬قال عمر بن الطاب‪ :‬كانت أموال بن‬
‫النضي ما أفآء ال على رسوله ول يوجف السلمون عليه بيل ول ركاب فكانت له خالصة فكان‬
‫ينفق منها على أهله نفقة سنة وما بقي جعله ف الكراع عدة ف سبيل ال‪.‬‬

‫حدثنا هشام بن عمار الدمشقي قال‪ :‬حدثنا حات بن اساعيل قال‪ :‬حدثنا أسامة ابن زيد عن مالك بن‬
‫أوس بن الدثان أنه أخبه أن عمر بن الطاب قال‪ :‬كانت لرسول ال صلى ال عليه وسلم ثلث‬
‫صفايا‪ :‬مال بن النضي وخيب وفدك‪.‬‬

‫فأما أموال بن النضي فكانت حبسا لنوائبه وأما فدك فكانت لبناء السبيل وأما خيب فجزأها ثلثة‬
‫أجزاء‪ :‬فقسم جزئي منها بي السلمي وحبس جزأ لنفسه ونفقه أهله فما فضل من نفقتهم إل فقراء‬
‫الهاجرين‪.‬‬

‫وحدثنا السي بن السود قال‪ :‬حدثنا يي بن آدم قال‪ :‬حدثنا سفيان عن الزهري قال‪ :‬كانت أموال‬
‫بن النضي ما أفآء ال على رسوله ول يوجف السلمون عليه بيل ول ركاب‪.‬‬

‫فكانت لرسول ال صلى ال عليه وسلم خالصة فقسمها بي الهاجرين ول يعط أحدا من النصار‬
‫منها شيئا إل رجلي كانا فقيين‪ :‬ساك بن خرشة أبا دجانة وسهل بن حنيف‪.‬‬

‫وحدثنا السي قال‪ :‬حدثنا يي بن آدم قال‪ :‬حدثنا أبو بكر بن عياش عن الكلب قال‪ :‬لا ظهر‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم على أموال بن النضي وكانوا أول من أجلى قال ال تباركوتعال‪{ :‬‬
‫هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لول الشر}‪ .‬والشر اللء فكانت مال‬
‫يوجف السلمون عليه بيل ول ركاب فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم للنصال‪ :‬ليست‬
‫لخوانكم من الهاجرين أموال فإن شئتم قسمت هذه وأموالكم بينكم وبينهم جيعا وإن شئتم‬
‫أمسكتم أموالكم وقسمت هذه فيهم خاصة‪.‬‬

‫فقالوا‪ :‬بل اقسم هذه فيهم واقسم لم من أموالنا ما شئت‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فنلت‪{ :‬ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بم خصاصة}‪ .‬فقال أبو بكر‪ :‬جزاكم ال يا معشر‬
‫النصار خيا فو ال ما مثلنا ومثلكم إل كما قال الغنوى‪ :‬جزى ال عنا جعفر حي أزلقت بنا نعلنا‬
‫ف الواطئتي فزلت أبوا أن يلونا ولو أن أمنا نلقي الذي يلقون منا للت فذو الال موفور وكل‬
‫معصب إل حجرات أدفأت وأظلت وحدثنا السي قال‪ :‬حدثنا يي بن آدم قال‪ :‬أخبنا قيس بن‬
‫الرب عن هشام بن عروة عن أبيه قال‪ :‬أقطع رسول ال صلى ال عليه وسلم الزبي بن العوام أرضا من‬
‫أرض بن النضي ذات نل‪.‬‬

‫وحدثنا السي قال‪ :‬حدثنا يي قال‪ :‬حدثنا يزيد بن عبد العزيز عن هشام ابن عروة عن أبيه قال‪:‬‬
‫أقطع رسول ال صلى ال عليه وسلم الزبي من أموال بن النضي وأقطع الزبي‪.‬‬

‫وحدثن ممد بن سعد كاتب الواقدي قال‪ :‬حدثن أنس بن عياض وعبد ال ابن ني قال‪ :‬حدثنا‬
‫هشام بن عروة عن أبيه أن النب صلى ال عليه وسلم الزبي أقطع الزبي أرضا من أموال بن النضي‬
‫فيها نل وأن أبا بكر أقطع الزبي الرف‪.‬‬

‫قال أنس ف حديثه‪ :‬أرضا مواتا وقال عبد ال بن ني ف حديثه‪ :‬وإن عمر أقطع الزبي العقيق أجع‪.‬‬

‫أموال بن قريظة قالوا‪ :‬حاصر رسول ال صلى ال عليه وسلم بن قريظة لليال من ذى القعدة وليال‬
‫من ذى الجة سنة هس فكان حصارهم خس عشرة ليلة‪.‬‬

‫وكانوا من أعان على رسول ال صلى ال عليه وسلم ف غزوة الندق وهي غزوة الحزاب ث إنم‬
‫نزلوا على حكمه فحكم فيهم سعد بن معاذ الوسي فحكم بقتل من جرت عليه الواسي وبسب‬
‫النساء والذرية وأن يقسم مالم بي السلمي‪.‬‬

‫فأجاز رسول ال صلى ال عليه وسلم ذلك وقال‪ :‬لقد حكمت بكم ال ورسوله‪.‬‬

‫حدثن عبد الواحد بن غياث قال‪ :‬حدثنا حاد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم لا فرغ من الحزاب دخل مغتسل ليغتسل فجاءه جبيل فقال‪:‬‬
‫ياممد! قد وضعتم أسلحتكم وما وضعنا أسلحتنا بعد‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫اند إل بن حدثن عبد الواحد بن غياث‪ :‬حدثنا حاد بن سلمة عن أب جعفر الطمي عن عمارة بن‬
‫خزية عن كثي بن السائب أن بن قريظة عرضوا على النب صلى ال عليه وسلم فمن كان منهم‬
‫متلما أو قد نبتت عانته قتل ومن ل يكن احتلم ول نبتت عانته ترك‪.‬‬

‫وحدثن وهب بن بقية قال‪ :‬حدثنا يزيد بن هارون عن هشام عن السن قال‪ :‬عاهد حي بن أخطب‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم على أن ل يظاهر عليه أحدا وجعل ال عليه كفيل‪ .‬فلما أتى به‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلميوم قريظة وبابنه قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬لقد أوف‬
‫الكفيل‪.‬‬

‫ث أمر به فضربت عنقه وعنق ابنه‪.‬‬

‫حدثن بكر بن اليثم قال‪ :‬حدثنا عبد الرزاق عن معمر قال‪ :‬سألت الزهري هل كانت لبن قريظة‬
‫أرض فقال سديدا ‪ :‬قسمها رسول ال صلى ال عليه وسلم بي السلمي على السهام‪.‬‬

‫وحدثن السي بن السود قال‪ :‬حدثنا يي بن آدم عن أب بكر بن عياش عن الكلب عن أب يصال‬
‫حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلم قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن صال كاتب الليث عن الليث بن سعد عن‬
‫عقيل عن الزهري أن رسول ال صلى ال عليه وسلم حاصر بن قريظة حت نزلوا على حكم سعد بن‬
‫معذ‪.‬‬

‫فقضى بأن تقتل رجالم وتسب ذراريهم وتقسم أموالم‪.‬‬

‫فقتل منهم يومئذ كذا وكذا رجل ‪.‬‬

‫خيب قالوا‪ :‬غزا رسول ال صلى ال عليه وسلم خيب ف سنة سبع فطاوله أهلها وما كثوه وقاتلوا‬
‫السلمي فحاصرهم رسول ال صلى ال عليه وسلم قريبا من شهر ث إنم صالوه على حقن دمائهم‬
‫وترك الذرية على أن يلوا ويلوا بي السلمي وبي الرض والصفراء والبيضاء والبزة إل ما كان منها‬
‫على الجساد وأن ل يكتموه شيئا ‪.‬‬

‫قم قالوا لرسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬إن لنا بالعمارة والقيام على النخل علما فأقرنا‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فأقرهم رسول ال صلى ال عليه وسلم وعاملهم على الشطر من الثمر والب وقال‪ :‬أقركم ما أقركم‬
‫ال‪.‬‬

‫فلما كانت خلفة عمر بن الطاب رضي ال عنه ظهر فيهم الوباء وتعبثوا بالسلمي فأجلهم عمر‬
‫وقسم خيب حدثن السي بن السود قال‪ :‬حدثنا يي بن آدم قال‪ :‬حدثنا زياد بن عبد ال ابن طفيل‬
‫عن ممد ين إسحاق قال‪ :‬سألت ابن شهاب عن خيب فأخبن أنه بلغه أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم افتتحها عنوة بعد القتال وكانت ما أفآء ال على رسوله صلى ال عليه وسلم فخمسها رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم وقسمها بي السلمي ونزل من نزل من أهلها على اللء فدعاهم رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم إل العاملة ففعلوا‪.‬‬

‫وحدثن عبد العلى بن حاد النرسي قال‪ :‬حدثنا حاد بن سلمة عن عبيد بن عمر عن نافع عن ابن‬
‫عمر اقل‪ :‬أتى رسول ال صلى ال عليه وسلم أهل خيب فقاتلهم حت ألأهم إل قصرهم وغلبهم على‬
‫الرض والنخل وصالهم على أن يقن دماءهم ويلوا ولم ما حلت ركابم ولرسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم الصفراء والبيضاء واللقة‪.‬‬

‫واشترط عليهم أن ل يكتموا ول يغيبوا شيئا فإن فعلوا فل ذمة لم ول عهد‪.‬‬

‫فغيبوا مسكا فيه مال وحلى لى بن أخطب وكان احتمله معه إل خيب حي أجليت بنو النضي‪.‬‬

‫فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم لسعية بن عمرو‪ :‬مافعل مسك حي الذي جاء به من قبل بن‬
‫النضي قال‪ :‬أذهبته الروب والنفقات‪.‬‬

‫قال‪ :‬العهد قريب والال كثي‪.‬‬

‫وقد كان حي قتل قبل ذلك‪.‬‬

‫فدفع رسول ال صلى ال عليه وسلم سعية إل الزبي فمسه بعذاب‪.‬‬

‫فقال‪ :‬رأيت حييا يطوف ف خربة ها هنا‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فذهبوا إل الربة ففتشوها فوجدوا السك‪.‬‬

‫فقتل رسول ال صلى ال عليه وسلم ابن أب القيق وأحدها زوج صفية بنت حيي بن أخطب وسب‬
‫نساءهم وذراريهم وقسم أموالم للنكث الذي نكثوا‪.‬‬

‫ول يكن لرسول ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه فلمان يقومون با وكانوا ل يفرغون للقيام عليها‬
‫بأنفسهم فأعطاهم رسول ال صلى ال عليه وسلم خيب على أن لم الشطر من كل زرع ونل وشيء‬
‫مابدا لرسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫فكان عبد ال بن رواحة بأتيهم ف كل عام فيخرصها عليهم ث يضمنهم الشطر‪.‬‬

‫فشكوا إل رسول ال صلى ال عليه وسلم شدة خرصه وأرادوا أن ي رشوه فقال‪ :‬يا أعداء ال!‬
‫أتطعمونن السحت وال لقد جئتكم من عند أحب الناس إل وإنكم لبغض إل من عدتكم من‬
‫القرود والنازير ولن يملن بغض لكم وحب إياه على أن ل أعدل عليكم‪.‬‬

‫فقالوا‪ :‬بذا قامت السموات والرض‪.‬‬

‫قال‪ :‬ورأى رسول ال صلى ال عليه وسلم بعي صفية بنت حي خضرة‪.‬‬

‫فقال‪ :‬ياصفية! فقالت‪ :‬كان رأسي ف حجر ابن أب القيق وأنا نائمة فرأيت كأن قمرا وقع ف‬
‫حجري‪.‬‬

‫فأخبته بذلك فلطمن وقال‪ :‬أتتمني ملك يثرب قالت‪ :‬وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم أبغض‬
‫الناس إل قتل زوجي وأب وأخي‪.‬‬

‫فما زال يعتذر ويقول‪ :‬إن أباك ألب علي العرب وفعل وفعل حت ذهب ذلك من نفسي‪.‬‬

‫قال‪ :‬وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يعطي كل ارمأة من نسائه ثاني وسقا من ثر كل عام‬
‫وعشرين وسقا من شعي من خيب‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫قال نافع‪ :‬فلما كان عمر بن الطاب عاثوا ف السلمي وغشوهم وألقوا ابن عمر من فوق بيت‬
‫وفدغوا يديه فقسمها عمر رضي ال عنه بي السلمي من كان شهد خيب من أهل الديبيه‪.‬‬

‫وحدثنا السي بن السود حدثنا يي بن آدم عن زياد البكائي عن ممد ابن إسحاق عن عبد ال بن‬
‫أب بكر بن ممد بن عمرو بن حزم قال‪ :‬حصر رسول ال صلى ال عليه وسلم أهل خيب ف‬
‫حصنيهم الوطيح وسللم فلما أيقنوا بالتهلكة سألوه أن يسيهم ويقن دمائهم ففعل‪.‬‬

‫وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم قد حاز الموال كلها‪ :‬الشق والنطاة والسكتيبة وجيع‬
‫حصونم إل ما كان ف هذين الصني‪.‬‬

‫حدثنا السي بن السود قال‪ :‬حدثنا يي بن آدم قال‪ :‬حدثنا عبد السلم ابن حرب عن شعبة عن‬
‫الكم عن عبد الرحن بن أب ليلى ف قوله تعال‪{ :‬وأثابم فتحا قريبا}‪ .‬قال‪ :‬خيب وأخرى ل حدثنا‬
‫عمرو الناقد حدثنا يزيد بن هارون أخبنا يي بن سعيد عن بشي بن يسار أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قسم خيب على ستة وثلثي سهما وجعل كل سهم مائة سهم فعزل نصفها لنوائبه وما ينل به‬
‫وقسم النصف الباقي بي السلمي‪.‬‬

‫فكان سهم رسول ال صلى ال عليه وسلم فيما قسم الشق والنطاة وما حيز معهما‪.‬‬

‫وكان فيما وقف الكتيبة وسلل‪.‬‬

‫فلما صارت الموال ف يدي رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يكن له من العمال من يكفيه عمل‬
‫الرض فدفعها إل اليهود يعملونا على نصف ما خرج منها فلم تزل على ذلك حياة رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم وأب بكر فلما كان عمرو كثر الال ف أيدي السلمي وقووا على الرض أجلى اليهود‬
‫إل الشام وقسم الموال بي السلمي‪.‬‬

‫حدثن بكر بن اليثم قال‪ :‬حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم لا فتح خيب كان سهم المس منها الكتيبة وكان الشق والنطاة وسلل والوطيح للمسلمي‬
‫فأقرها ف يد يهود على اشطر فكان ما أخرج ال منها للمسلمي يقسم بينهم حت كان عمر فقسم‬
‫رقبة الرض بينهم على سهامهم‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وحدثنا أبو عبيد قال‪ :‬حدثنا علي بن معبد عن أب الليح عن ميمون بن مهران قال‪ :‬حصر رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم أهل خيب ما بي عشرين ليلة حدثنا السي بن السود قال‪ :‬حدثنا يي بن آدم‬
‫قال‪ :‬أخبنا حاد بن سلمة عن يي بن سعيد عن بشي بن يسار أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قسم خيب على ستة وثلثي سهما ‪ :‬لرسول ال صلى ال عليه وسلم ثانية عشر سهما لا ينوبه من‬
‫القوق وأمر الناس والوفود وقسم ثانية عشر سهما كل سهم لائة رجل‪.‬‬

‫وحدثنا الن قال‪ :‬حدثنا يي بن آدم عن عبد السلم بن حرب عن يي بن سعيد قال‪ :‬سعت بشي‬
‫بن يسار يقول‪ :‬قسمت سهمان خيب على ستة وثلثي سهما جع كل سهم مائة سهم‪.‬‬

‫فكان من ذلك للمسلمي ثانية عشر سهما اقتسموها بينهم ولرسول ال صلى ال عليه وسلم من‬
‫الناس والوفود وما نابه‪.‬‬

‫حدثنا عمرو الناقد والسي بن السود قال‪ :‬حدثنا وكيع بن الراح قال‪ :‬حدثن العمري عن نافع‬
‫عن ابن عمر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم بعث ابن رواحة إل خيب فخرص عليهم النخل ث‬
‫خيهم أن يأخذوا أو يردوا‪.‬‬

‫فقالوا‪ :‬هذا الق وبه قامت السموات والرض‪.‬‬

‫وحدثنا إسحاق بن أب إسرائيل قال‪ :‬حدثنا الجاج بن ممد عن ابن جريج عن رجل من أهل الدينة‬
‫أن النب صلى ال عليه وسلم صال بن أب القيق على أن ليكتموا كنا ‪.‬‬

‫فكتموه فاستحل دماءهم‪.‬‬

‫حدثنا أبو عبيد قال‪ :‬حدثنا بن معبد عن أب الليح عن ميمون بن مهران أن أهل خيب أخذوا المان‬
‫على أنفسهم وذراريهم على أن لرسول ال صلى ال عليه وسلم كل شيء ف الصن‪.‬‬

‫قال‪ :‬وكان ف الصن أهل بيت فيهم شدة على رسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫فقال لم قد عرفت عداوتكم ل ولرسوله ولن ينعن ذلك من أن أعطيكم ما أعطيت أصحابكم وقد‬
‫أعطيتمون أنكم إن كتمتم شيئا حلت ل دماؤكم‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ما فعلت آنيتكم قالوا‪ :‬استهلكناها ف حربنا‪.‬‬

‫قال‪ :‬فأمر أصحابه فأتو الكان الذي هي فيه فاستثاروها ث ضرب أعناقهم‪.‬‬

‫حدثنا عمرو الناقد وممد بن الصباح قال‪ :‬حدثنا هشيم قال‪ :‬أخبنا ابن أب ليلى عن الكم بن عتيبة‬
‫عن مقسم عن ابن عباس قال‪ :‬دفع رسول ال صلى ال عليه وسلم خيب بأرضها ونلها إل أهلها‬
‫مقاسة على النصف‪.‬‬

‫حدثنا ممد بن الصباح قال‪ :‬حدثنا هشيم بن بشي قال‪ :‬أخبنا داود بن أب هند عن الشعب قال‪:‬‬
‫دفع رسول ال صلى ال عليه وسلم خيب إل أهلها بالنصف وبعث عبد ال بن رواحة لرص التمر أو‬
‫قال النخل‪.‬‬

‫فخرص عليهم وجعل ذلك نصفي فخيهم أن يأخذوا أيهما شاؤا‪.‬‬

‫فقالوا‪ :‬بذا قامت السموات والرض‪.‬‬

‫وحدثنا بعض أصحاب أب يوسف قال‪ :‬حدثنا أبو يوسف عن مسلم العور عن أنس أن عبد ال بن‬
‫رواحة قال لهل خيب‪ :‬إن شئتم خرصت وخيتكم وإن شئتم خرصتم وخيتون‪.‬‬

‫فقالوا‪ :‬بذا قامت السماوات والرض‪.‬‬

‫وحدثنا القاسم بن سلم قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن صال الصري عن ليث ابن سعد عن يونس بن زيد‬
‫عن الزهري أن النب صلى ال عليه وسلم فتح خيب عنوة بعد قتال فخمسها وقسم أربعة أخاسها بي‬
‫السلمي‪.‬‬

‫وحدثنا عبد العلى بن حاد النرسي قال‪ :‬قرأت على مالك بن أنس عن ابن شهاب قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬لجتمع دينان ف جزيرة العرب‪.‬‬

‫ففحص عمر بن الطاب رضي ال عنه عن ذلك حت أتاه الثلج واليقي أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪ :‬ل يتمع دينان ف جزيرة العرب فأجلى يهود خيب‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫عن أشياخه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أطعم من سهمه بيب طعما فجعل لكل أرملة من‬
‫نساءه ثاني وسقا من تر وعشرين وسقا من شعي وأطعم عمه العباس بن عبد الطلب رضي ال عنه‬
‫مائت وسق وأطعم أبا بكر وعمر والسن والسي وغيهم وأطعم بن الطلب ابن عبد مناف أو ساقا‬
‫معلومة وكتب لم بذلك كتابا ثابتا‪.‬‬

‫وحدثن الوليد عن الواقدي عن أفلح بن حيد عن أبيه قال‪ :‬ولن عمر بن عبد العزيز الكتيبة فكنا‬
‫نعطي ورثة الطعمي وكانوا مصي عندنا‪.‬‬

‫وحدثنا ممد بن حات السمي قال‪ :‬حدثنا جرير بن عبد الميد عن ليث عن نافع قال‪ :‬أعطى رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم خيب أهلها بالشطر فكانت ف أيديهم حياة رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫وأب بكر وصدرا من خلفة عمر ث إن عبد ال بن عمر أتاهم ف حاجة فبيتوه فأخرجهم منها‬
‫وقسمها بي من حضرها من السلمي وجعل لزواج النب صلى ال عليه وسلم فيها نصيبا وقال‪:‬‬
‫آيتكن شاءت أخذت الثمرة وآيتكن شاءت أخذت الضيعة فكانت لا ولورثتها‪.‬‬

‫وحدثن السي بن السود قال‪ :‬حدثنا أبو بكر بن عياش عن الكلب عن أب يصال عن ابن عباس‬
‫قال‪ :‬قسمت خيب على ألف وخس مائة سهم وثاني سهما وكانوا ألفا وخس مائة وثاني رجل‬
‫الذين شهدوا الدييية منهم ألف وخس مائة وأربعون والذين كانوا مع جعفر بن أب طالب بأرض‬
‫البسة أربعون رجل ‪.‬‬

‫حدثنا السي بن السود قال‪ :‬حدثن يي بن آدم قال‪ :‬حدثنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه‬
‫قال‪ :‬أقطع رسول ال صلى ال عليه وسلم الزبي أرضا بيب فيها نل وشجر‪.‬‬

‫فدك قالوا‪ :‬بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم إل أهل فدك منصرفه من خيب ميصة بن مسعود‬
‫النصاري بدعوهم إل السلم ورئيسهم رجل منهم يقال له يوشع بن نون اليهودي‪.‬‬

‫فصالوا رسول ال صلى ال عليه وسلم على نصف الرض بتربتها‪.‬‬

‫فقبل ذلك منهم‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فكان نصف فدك خالصا لرسول ال صلى ال عليه وسلم لنه ل يوجف السلمون عليه بيل ول‬
‫ركاب‪.‬‬

‫وكان يصرف ما يأتيه منها إل أبناء السبيل‪.‬‬

‫ول يزل أهلها با إل أن استخلف عمر بن الطاب رضي ال عنه وأجلى يهود الجاز‪.‬‬

‫فوجه أبا اليثم مالك بن التيهان ويقال النيهان وسهل بن أب حيثمة وزيد بن ثابت النصاريي فقوموا‬
‫نصف تربتها بقيمة عدل فدفعها إل حدثنا سعيد بن سليمان عن الليث بن سعيد عن يي بن سعيد‬
‫أن أهل فد صالوا رسول ال صلى ال عليه وسلم على نصف أرضهم ونلهم‪.‬‬

‫فلما أجلهم عمر بعث من أقام لم حظهم من النخل والرض فأداه إليهم‪.‬‬

‫حدثن بكر بن اليثم قال‪ :‬حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أن عمر بن الطاب رضي ال‬
‫عنه أعطى أهل فدك قيمة نصف أرضهم ونلهم‪.‬‬

‫حدثنا السي بن السود قال‪ :‬حدثنا يي بن آدم قال‪ :‬حدثنا ابن أب زائدة عن ممد بن اسحاق عن‬
‫الزهري وعبد ال بن أب بكر وبعض ولد ممد بن مسلمة قالوا‪ :‬بقيت بقية من أهل خيب تصحنوا‬
‫وسألوا رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يقن دماءهم ويسيهم فسمع بذلك أهل فدك فنلوا على‬
‫مثل ذلك وكانت فدك لرسول ال صلى ال عليه وسلم خاصة لنه ل يوجف السلمون عليها بيل‬
‫ول ركاب‪.‬‬

‫وحدثنا السي عن يي بن آدم عن زياد البكائي عن ممد بن اسحاق عن عبد ال بن أب بكر‬


‫بنحوه وزاد فيه‪ :‬وكان ف من مشى بينهم ميصه ابن مسعو‪.‬‬

‫وحدثنا السي قال‪ :‬حدثنا يي بن آدم قال‪ :‬حدثن إبراهيم بن حيد عن أسامة بن زيد عن ابن‬
‫شهاب عن مالك بن أوس بن الدثان عن عمر رضي ال عنه قال‪ :‬كانت لرسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ثلث صفايا‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فكانت أرض بن النضي حبسا وكانت لنوائبه وجزأ خيب على ثلثة أجزاء وكانت فدك لبناء‬
‫السبيل‪.‬‬

‫حدثنا عبد ال بن صال العجلي قال‪ :‬حدثنا صفوان بن عيسى عن أسامة ابن زيد عن ابن شهاب عن‬
‫عروة بن الزبي أن أزواج النب صلى ال عليه وسلم أرسلن عثمان بن عفان إل أب بكر يسألنه‬
‫موارثيهن من سهم رسول ال صلى ال عليه وسلم بيب وفد‪.‬‬

‫فقالت لن عائشة‪ :‬أما تتقي ال! أما سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪ :‬ل نورث‪.‬‬

‫ما تركنا صدقة‪.‬‬

‫إنا هذا الال لل ممد لنائبتهم وضيفهم فإذا من فهو إل وال المر بعدي‪.‬‬

‫قال‪ :‬فأمسكن‪.‬‬

‫حدثنا أحد بن إبراهيم الدورقي حدثنا صفوان بن عيسى الزهري عن أسامة عن ابن شهاب عن عروة‬
‫بثله‪.‬‬

‫حدثن ابراهيم بن ممد عن عرعرة عن عبد الرزاق عن معمر عن الكلب أن بن أمية اصطفوا فدك‬
‫وغيوا سنة رسول ال صلى ال عليه وسلم فيها فلما ول عمر بن عبد العزير رضي ال عنه ردها إل‬
‫ما كانت عليه‪.‬‬

‫وحدثنا عبد ال بن ميمون الكتب قال‪ :‬أخبنا الفضيل بن عياض عن مالك ابن جعونه عن أبيه قال‪:‬‬
‫قالت فاطمة لب بكر‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم جعل ل فدك فاعطن إياها‪.‬‬

‫وشهد لا علي بن أب طالب‪.‬‬

‫فسالا شاهدا آخر فشهدت لا أم أين‪.‬‬

‫فقال‪ :‬قد علمت يابنت رسول ال أنه ل توز إل شهادة رجلي أو رجل وامرأتي‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فانصرفت‪.‬‬

‫وحدثن روح الكرابيسي قال‪ :‬حدثنا زيد بن الباب قال‪ :‬أخبنا خالد ابن طهمان عن رجل حسبه‬
‫روح جعفر بن ممد أن فاطمة رضي ال عنها قالت لب بكر الصدبق رضي ال عنه‪ :‬أعطن فدك‬
‫فقد جعلها رسول ال صلى ال عليه وسلم ل‪.‬‬

‫فسألا البينة فجاءت بأم أين ورباح مول النب صلى ال عليه وسلم فشهدا لا بذلك‪.‬‬

‫فقال‪ :‬إن هذا المر ل توز فيه إل شهادة رجل وامرأتي‪.‬‬

‫حدثنا ابن عائشة التيمي قال‪ :‬حدثنا حاد بن سلمة عن ممد بن السائب الكلب عن أب صال باذام‬
‫عن أم هان أن فاطمة بنت رسول ال صلى ال عليه وسلم أتت أبا بكر الصديق رضي ال عنه فقالت‬
‫له‪ :‬من يرثك إذ مت قال‪ :‬ولدي وأهلي قالت‪ :‬فما بالك ورثت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫دوننا فقال‪ :‬يابنت رسول ال! وال ما ورثت أباك ذهبا ول فضة ول كذا ول كذا‪.‬‬

‫فقالت‪ :‬سهمنا بيب وصدقتنا فدك‪.‬‬

‫فقال‪ :‬يابنت رسول ال! سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪ :‬إنا هي طعمة أطعمنيها ال‬
‫حيات فإذا مت فهي بي السلمي‪.‬‬

‫عن مغية أن عمر بن عبد العزيز جع بن أمية فقال‪ :‬إن فدك كانت للنب صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫فكان ينفق منها ويأكل ويعود على فقراء بن هاشم ويزوج أمهم‪.‬‬

‫وإن فاطمة سألته أن يهبها لا فأب‪.‬‬

‫فلما قبض عمل أبو بكر فيها كعمل رسول ال صلى ال عليه وسلم ث ول عمر فعمل فيها بثل‬
‫ذلك‪.‬‬

‫وإن أشهدكم أن قد رددتا إل ما كانت عليه‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫حدثنا سريج بن يونس قال‪ :‬أخبنا إساعيل بن إبراهيم عن أيوب عن الزهري ف قول تعال‪{ :‬فما‬
‫أوجفتم عليه من خيل ول ركاب}‪ .‬قال‪ :‬هذه قرى عربية لرسول ال صلى ال عليه وسلم فدك‬
‫وكذا وكذا‪.‬‬

‫حدثنا أبو عبيد قال‪ :‬حدثنا سعيد بن عفي عن مالك بن أنس ‪ -‬قال أبو عبيد‪ :‬لأدري ذكره عن‬
‫الزهي أم ل ‪ -‬قال‪ :‬أجلى عمر يهود خيب فخرجوا منها‪.‬‬

‫فأما يهود فدك فكان لم نصف الثمرة ونصف الرض لن رسول ال صلى ال عليه وسلم صالهم‬
‫على ذلك‪.‬‬

‫فأقام لم عمر نصف الثمرة ونصف الرض من ذهب وورق وأقتاب ث أجلهم‪.‬‬

‫وحدثن عمرو النقاد قال حدثن الجاج بن أب منيع الرصاف عن أبيه عن أب برقان أن عمر بن عبد‬
‫العزيز لا ول اللفة خطب فقال‪ :‬إن فدك كانت ما أفاء ال على رسوله ول يوجف السلمون عليه‬
‫بيل ول ركاب‪.‬‬

‫فسألته إياها فاطمة رحها ال تعال فقال‪ :‬ما كان لك أن تسألين وما كان ل أن أعطيك‪.‬‬

‫فكان يضع ما يأتيه منها ف أبناء السبيل‪.‬‬

‫ث ول أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي ال عنهم فوضعوا ذلك بيث وضعه رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪.‬‬

‫ث ول معاوية فأقطعها مروان بن الكم فوهبها مروان لب ولعبد اللك فصارت ل وللوليد‬
‫وسليمان‪.‬‬

‫فلما ول الوليد سألته حصته منها فوهبها ل وسألت سليمان حصته منها فوهبها ل فاستجمعهتا‪.‬‬

‫وما كان ل من مال أحب إل منها فاشهدوا أن قد رددتا إل ما كانت عليه‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ولا كانت سنة عشر ومائتي أمر أمي الؤمني الأمون عبد ال بن هارون الرشيد فدفعها إل ولد‬
‫فاطمة وكتب بذلك إل قثم بن جعفر عامله على الدينة‪ :‬أما بعد فإن أمي الؤمني بكانة من دين ال‬
‫وخلفة رسوله صلى ال عليه وسلم والقرابة به أول من است سنته ونفذ أمره وسلم لن منحه منحة‬
‫وتصدق عليه بصدقة منحته وصدقته وبال توفيق أمي الؤمني وعصمته وإليه ف العمل با يقر به إليه‬
‫رغبته‪.‬‬

‫وقد كان رسول ال صلى ال عليه وسلم أعطى فاطمة بنت رسول ال صلى ال عليه وسلم فدك‬
‫وتصدق با عليها وكان ذلك أمرا ظتهرا معروفا ل اختلف فيه بي آل رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ول تزل تدعى منه ما هو أول به من صدق عليه فرأى أمي الؤمني أن يردها إل ورثتها‬
‫ويسلمها إليهم تقربا إل ال تعال بإقامة حقه وعدله وإل رسول ال صلى ال عليه وسلم بتنفيذ أمره‬
‫وصدقته‪.‬‬

‫فأمر بإثبات ذلك ف دواوينه والكتاب به إل عماله‪.‬‬

‫فلئن كان ينادي ف كل موسم ‪ -‬بعد أن قبض ال نبيه صلى ال عليه وسلم ‪ -‬أن يذكر كل من‬
‫كانت له صدقة أو هبة أو عدة ذلك فيقبل قوله وينفذ عدته إن فاطمة رضي ال عنها لول بأن‬
‫يصدق قولا فيما جعل رسول ال صلى ال عليه وسلم لا‪.‬‬

‫وقد كتب أمي الؤمني إل البارك الطبي مول أمي الؤمني بأمره يرد فدك على ورثة فاطمة بنت‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم بدودها وجيع حقوقها النسوبة إليها وما فيها من الرقيق والغلت‬
‫وغي ذلك وتسليمها إل ممد بن يي بن زيد بن علي بن السي بن علي بن أب طالب لتولية امي‬
‫الؤمني إياها القيام با لهلها‪.‬‬

‫فأعلم ذلك من رأي أمي الؤمني وما ألمه ال من طاعته ووفقه له من التقرب إليه وإل رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم وأعلمه من قبلك وعامل ممد بن يي وممد عبد ال با كنت تعامل به البارك‬
‫الطبي وأعنهما على ما فيه عمارتا ومصلحتها ووفور غلتا إن شاء ال والسلم‪.‬‬

‫وكتب يوم الربعاء لليلتي خلتا من ذي القعدة سنة عشر ومائتي‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫فتوح البلدان‬

‫أمر وادي القرى وتيماء‬

‫قالوا‪ :‬أتى رسول ال صلى ال عليه وسلم منصرفة من خيب وادي القرى فدعا أهلها إل السلم‬
‫فامتنعوا من ذلك وقاتلوا ففتحها رسول ال صلى ال عليه وسلم عنو ًة وغنمه ال أموال أهلها وأصاب‬
‫السلمون منهم أثاثًا ومتاعًا فخمس رسول ال صلى ال عليه وسلم ذلك وترك النخل والرض ف‬
‫أيدي اليهود وعاملهم على نو ما عامل أهل خيب‪.‬‬

‫فقيل إن عمر أجلى يهودها وقسمها بي قاتل عليها وقيل إنه ل يلهم لنا خارجة من الجاز‪.‬‬

‫وهي اليوم مضافة إل عمل الدينة وأعراضها‪.‬‬

‫وأخبن عدة من أهل العلم أن رفاعة بن زيد الذامي كان أهدى لرسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫غلمًا يقال له معمم فلما كانت غزاة وادي القرى أصابه سهم غرب وهو يط رحل رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم فقيل‪ :‬يا رسول ال هنيئًا لغلمك أصابه سهم فاستشهد‪.‬‬

‫فقال‪ :‬كل إن الشعلة الت أخذها من الغان يوم خيب لتشتعل عليه نارًا‪.‬‬

‫حدثن شيبان بن فروع قال‪ :‬حدثنا أبو الشهب عن السن أنه قيل لرسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫استشهد فتاك فلن‪.‬‬

‫فقال‪ :‬إنه ير إل وحدثن عبد الواحد بن غياث قال‪ :‬حدثنا حاد بن سلمة عن الريري عن عبد ال‬
‫بن سفيان قال‪ :‬وحدثنا حبيب بن الشهيد عن السن أنه قيل لرسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬هنيئًا‬
‫لك استشهد فتاك فلن‪.‬‬

‫فقال‪ :‬بل هو ير إل النار ف عباءة غلها‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫قالوا‪ :‬ولا بلغ أهل تيماء ما وطئ به رسول ال صلى ال عليه وسلم أهل وادي القرى صالوه على‬
‫الزية فأقاموا ببلدهم وأرضوهم ف أيديهم وول رسول ال صلى ال عليه وسلم عمرو بن سعيد بن‬
‫العاصي بن أمية وادي القرى وول يزيد بن أب سفيان بعد الفتح وكان إسلمه يوم فتح تيماء‪.‬‬

‫وحدثن عبد العلى بن حاد النرسي قال‪ :‬حدثنا حاد بن سلمة عن يي بن سعيد عن إساعيل بن‬
‫حكيم‪.‬‬

‫عن عمر بن عبد العزيز أن عمر بن الطاب أجلى أهل فدك وتيماء وخيب‪.‬‬

‫قال‪ :‬وكان قتال رسول ال صلى ال عليه وسلم أهل وادي القرى ف جادى الخرى سنة سبع‪.‬‬

‫حدثن العباس بن هشام الكلب عن أبيه عن جده قال‪ :‬أقطع رسول ال صلى ال عليه وسلم حزة بن‬
‫النعمان بن هوذة العذري رمية من وادي القرى وكان سيد بن عذره وهو أول أهل الجاز قدم على‬
‫النب صلى ال عليه وسلم بصدقة بن عذره‪.‬‬

‫وحدثن علي بن ممد بن عبد ال مول قريش عن العباس بن عامر عن عمه قال‪ :‬أتى عبد اللك بن‬
‫مروان يزيد بن معاوية فقال‪ :‬يا أمي الؤمني! معاوية كان ابتاع من بعض اليهود أرضًا بوادي القرى‬
‫وأحيا إليها أرضًا وليست لك بذلك الال عناية فقد ضاع وقلت غلته فأقطعنيه فإنه ل خطر له‪.‬‬

‫فقال يزيد‪ :‬إنا ل نبخل بكبي ول ندع عن صغي‪.‬‬

‫فقال‪ :‬يا أمي الؤمني! غلته كذا‪.‬‬

‫قال‪ :‬هو لك‪.‬‬

‫فلما ول قال يزيد‪ :‬هذا الذي يقال إنه بلى بعدنا فإن يكن ذلك حقًا فقد صانعناه وإن يكن باطلًا فقد‬
‫وصلناه‪.‬‬

‫مكة قالوا‪ :‬لا قضى رسول ال صلى ال عليه وسلم قريشًا عام اليبية وكتب القضية على الدنة وأنه‬
‫من أحب أن يدخل ف عهد ممد صلى ال عليه وسلم دخل ومن أحب أن يدخل ف عهد قريش‬

‫‪32‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫دخل وأنه من أتى قريشا من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يردوه ومن أتاه منهم ومن‬
‫حلفائهم رده قام من كان من كنانة فقالوا‪ :‬ندخل ف عهد قريش ومدتا وقامت خزاعة فقالت‪:‬‬
‫ندخل ف عهد ممد وعقده‪.‬‬

‫وقد كان بي عبد الطلب وخزاعة حلف قدي فلذلك قال عمرو بن سال بن حصية الزاعي‪ :‬ل هم‬
‫إن ناشد ممدا حلف أبينا وأبيه التلدا ث إن رجلًا من خزاعة سع رجلًا من كنانة ينشد هجاءً ف‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فوثب عليه فشجه فهاج ذلك بينهم الشر والقتال وأعانت قريش بن‬
‫كنانة وخرج منهم رجال معهم فبيتوا خزاعة فكان ذلك ما نقضوا به العهد والقضية‪.‬‬

‫وقدم على رسول ال صلى ال عليه وسلم عمرو ابن سال بن حصية الزاعي يستنصر رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم فدعاه ذلك إل غزو مكة‪.‬‬

‫وحدثنا أبو عبيد القاسم بن سلم قال‪ :‬حدثنا عثمان بن صال عن ابن ليعة عن أب السود عن عروة‬
‫ف حديث طويل قال‪ :‬فهادنت قريش رسول ال صلى ال عليه وسلم على أن يأمن بعضهم بعضًا‬
‫على الغلل والسلب أو قال إرسال فمن قدم مكة حاجًا أو معتمرًا أو متازًا إل اليمن والطائف‬
‫فهو آمن ومن قدم الدينة‪.‬‬

‫من الشركي عامدًا إل الشام والشرق فهو آمن‪.‬‬

‫قال‪ :‬فأدخل رسول ال صلى ال عليه وسلم ف عهده بن كعب وأدخلت قريش ف عهدها حلفاءها‬
‫من بن كنانة‪.‬‬

‫عن عكرمة أن بن بكر من كنانة كانوا ف صلح قريش وكانت خزاعة ف صلح رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم فاقتتلت بنو بكر وخزاعة بعرمة فأمدت قريش بن بكر بالسلح وسقوهم ألاء وظللوهم‪.‬‬

‫فقال‪ :‬بعضهم لبعض‪ :‬نكثتم العهد‪.‬‬

‫فقالوا‪ :‬ما نكثنا وال‪.‬‬

‫ما قاتلنا إنا مددناهم وسقيناهم وظللناهم‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فقالوا لن سفيان بن حرب‪ :‬انطلق فأجد اللف وأصلح بي الناس‪.‬‬

‫فقدم أبو سفيان الدينة فلقي أبا بكر فقال له‪ :‬يا أبا بكر! أجد اللف وأصلح بي الناس‪.‬‬

‫فقال أبو بكر‪ :‬الق عمر‪.‬‬

‫فلقي عمر فقال له‪ :‬أجد اللف وأصلح بي الناس‪.‬‬

‫فقال عمر‪ :‬قطع ال منه ما كان متصلًا وأبلى ما كان جديدًا‪.‬‬

‫فقال أبو سفيان‪ :‬تال ما رأيت شاهد عشية شرًا منك‪.‬‬

‫فانطلق إل فاطمة فقالت‪ :‬الق عليا‪.‬‬

‫فلقيه فذكر له مثل ذلك فقال علي‪ :‬أنت شيخ قريش وسيدها فأجد اللف وأصلح بي الناس‪.‬‬

‫فضرب أبو سفيان يينه على شاله وقال‪ :‬قد جددت اللف وأصلحت بي الناس‪.‬‬

‫ث انطلق حت أتى مكة وقد كان رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬إن أبا سفيان قد أقبل وسيجع‬
‫راضيًا بغي قضاء حاجة فلما رجع إل أهل مكة أخبهم الب فقالوا‪ :‬تال ما رأينا أحق منك‪.‬‬

‫ما جئتنا برب فنحذر ول بسلم فنأمن‪.‬‬

‫وجاءت خزاعة إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فشكوا ما أصابم فقال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ :‬إن قد أمرت بإحدى القريتي مكة أو الطائف وأمر رسول ال صلى ال عليه وسلم بالسي‪.‬‬

‫فخرج ف أصحابه وقال‪ :‬اللهم اضرب على آذانم فل يسمعوا حت نبغتهم بغتة‪.‬‬

‫وأغذ السي حت نزل مر الظهران‪.‬‬

‫وقد كانت قريش قالت لب سفيان‪ :‬ارجع‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فلما بلغ مر الظهران ورأى النيان والخبية قال‪ :‬ما شأن الناس كأنم أهل عشية عرفة وغشيته خيول‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فأخذوه أسيًا‪.‬‬

‫فأتى به النب صلى ال عليه وسلم وجاء عمر فأراد قتله فمنعه العباس وأسلم فدخل على رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫فلما كان عند صلة الصبح تشحش الناس وضوءًا للصلة‪.‬‬

‫فقال أبو سفيان للعباس بن عبد الطلب‪ :‬ما شأنم يريدون قتلى قال‪ :‬ل ولكنهم قاموا إل الصلة‪.‬‬

‫فلما دخلوا ف صلتم رآهم إذا ركع رسول ال صلى ال عليه وسلم ركعوا وإذا سجد سجدوا‪.‬‬

‫فقال‪ :‬تال ما رأيت كاليوم طواعية قوم جاؤا من هاهنا وهانا ول فارس الكرام ول الروم ذات‬
‫القرون‪.‬‬

‫فقال العباس‪ :‬يا رسول ال ابعثن إل أهل مكة ادعهم إل السلم‪.‬‬

‫فلما بعثه أرسل ف أثره وقال‪ :‬ردوا على عمي ل يقتله الشركون‪.‬‬

‫فأب أن يرجع حت أتى مكة‪.‬‬

‫فقال‪ :‬أي قوم! أسلموا تسلموا‪.‬‬

‫أتيتم أتيتم واستبطنتم بأشهب بأزل‪.‬‬

‫هذا خالد بأسف مكة وهذا الزبي بأعلى مكة وهذا رسول ال صلى ال عليه وسلم ف الهاجرين‬
‫والنصار وخزاعة‪.‬‬

‫فقالت قريش‪ :‬وما خزاعة النوف! حدثنا عبد الواحد بن غياث قال‪ :‬حدثنا حاد بن سلمة عن ممد‬
‫بن عمرو عن أب سلمة بن عبد الرحن عن أب هريرة أن قائل خزاعة قال للنب صلى ال عليه وسلم‪:‬‬

‫‪35‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ل هم إن ناشدٌ ممدا حلف أبينا وأبيه التلدا فانصر هداك ال نصرًا أبدًا وادع عباد ال يأتوا مددا‬
‫قال حاد‪ :‬فحدثن علي بن زيد‪.‬‬

‫عن عكرمة أن خزاعة نادوا للنب صلى ال عليه وسلم وهو يغتسل فقال‪ :‬لبيكم‪.‬‬

‫وقال الواقدي وغيه‪ :‬تسلح قوم من قريش يوم الفتح وقالوا‪ :‬ل يدخلها ممد إل عنوة فقاتلهم خالد‬
‫بن الوليد وكان أول من أمره رسول ال صلى ال عليه وسلم بالدخول فقتل أربعة وعشرين رجلًا من‬
‫قريش وانزم الباقون فاعتصموا برؤوس البال وتوقلوا فيها واستشهد من أصحاب رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم يومئذ كرز بن جابر الفهري وخالد الشعر الكعب وقل هشام بن الكلب‪ :‬هو حبيش‬
‫بن الشعر الكعب من خزاعة‪.‬‬

‫وحدثنا شيبان بت أب شيبة البلى حدثنا سليمان بن الغية قال‪ :‬حدثنا ثابت البستان عن عبد ال بن‬
‫رباح قال‪ :‬وفدت وفود إل معاوية وذلك ف شهر رمضان وكان بعضنا يصنع لبعض الطعام وكان‬
‫أبو هريرة ما يكثر أن يدعونا إل رحله قال‪ :‬فصنعت لم طعامًا ودعوتم فقال أبو هريرة‪ :‬أل أعللكم‬
‫بديث من حديثكم معشر النصار ث ذكر فتح مكة فقال‪ :‬أقبل رسول ال صلى ال عليه وسلم حت‬
‫قدم مكة فبعث الزبي على إحدى الجنبتي وبعث خالد بن الوليد على الخرى وبعث أبا عبيدة بن‬
‫الراح على السر فأخذوا بطن الوادي رسول ال صلى ال عليه وسلم ف كتيبته فرآن فقال‪ :‬يا أبا‬
‫هريرة! قلت‪ :‬لبيك يا رسول ال قال‪ :‬ناد النصار فل يأت أنصاري قال‪ :‬فناديتهم فطافوا به وجعت‬
‫قريش أوباشها وأتباعها وقلوا‪ :‬نقدم هؤلء فان أصابوا ظفرًا كنا معهم وان أصيبوا أعطينا الذي يسأل‬
‫فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬أترون أوباش قريش قالوا‪ :‬نعم بإحدى يديه على الخرى يشي‬
‫أن اقتلوهم ث قال‪ :‬وافون بالصفا قال‪ :‬فانطلقنا فما يشاء أحد أن يقتل أحدًا إل قتله فجاء أبو سفيان‬
‫فقال‪ :‬يا رسول ال! أبيدت خضراء قريش ل قريش بعد اليوم فقال‪ :‬رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫من دخل دار أب سفيان فهو آمن ومن اغلق بابه فهو آمن ومن ألقى السلح فهو آمن فقال بعض‬
‫النصار لبعض‪ :‬أما الرجل فأدركته رغبة ف قرابته ورأفة بعشيته وجاء رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم الوحي وكان إذا جاءه ل يف علينا فقال‪ :‬يا معشر النصار قلتم كذا وكذا قلوا‪ :‬قد كان‬
‫ذلك يا رسول ال قال‪ :‬كل إن عبد ال ورسوله هاجرت إل ال وإليكم فالحيا مياكم والمات‬
‫ماتكم فجعلوا يبكون ويقولون‪ :‬وال ما قلنا الذي قلنا إل للضن برسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫قال‪ :‬وأقبل الناس إل دار أب سفيان وأغلقوا أبوابا ووضعوا سلحهم واقبل رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم إل الجر فاستلمه ث طاف بالبيت واتى على صنم كان إل جنب الكعبة وف يده قوس قد‬
‫أخذ بسيتها فجعل يطعن ف عي الصنم ويقول‪{ :‬جاء الق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا}‪.‬‬
‫قال‪ :‬فلما فرغ من طوافه أتى الصفا فعله حت نظر إل البيت ث رفع يده يمد ال ويدعو‪.‬‬

‫حدثنا ممد بن الصباح قال‪ :‬أخبنا هشيم عن حضي عن عبيد ال بن عبد ال بن عتبة قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم فتح مكة‪ :‬ل يهزن على جريح ول يتبعن مدبر ول يقتلن أسي‬
‫ومن أغلق بابه فهو آمن قال الواقدي‪ :‬كانت غزوة الفتح ف شهر رمضان سنة ثان فأقام رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم بكة إل الفطر ث توجه لغزوة حني‪.‬‬

‫وول مكة عتاب بن أسيد بن أب العيص بن أمية وأمر رسول ال صلى ال عليه وسلم بدم الصنام‬
‫ومو الصور الت كانت ف الكعبة وقال‪ :‬ابن خطل ولو كان متعلقًا بأستار الكعبة‪.‬‬

‫فقتله أبو برزة السلمي‪.‬‬

‫قال أبو اليقظان‪ :‬واسم ابن خطل قيس وقتله أبو شرياب النصاري وكانت لبن خطل قينتان تغنيان‬
‫بجاء رسول ال صلى ال عليه وسلم فقتلت إحداها وبقيت الخرى حت كسرت لا ضلع أيام‬
‫عثمان فماتت‪.‬‬

‫وقتل نيلة بن عبد ال الكنان مقيس بن ضبابة الكنان وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم قد أمر‬
‫من وجده أن يقتله‪.‬‬

‫وذلك لن أخاه هاشم ابن ضبابة بن خزن أسلم وشهد غزوة الريسيع مع رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم فقتله رجل من النصار خطأ وهو يظنه مشركا‪.‬‬

‫فقدم مقيس على رسول ال صلى ال عليه وسلم فقضى له بالدية على عاقلة القاتل فأخذا وأسلم ث‬
‫عدا على قاتل أخيه فقتله وهرب مرتدًا وقال‪ :‬شفى النفس أن قد بات بالقاع مسندا يضرج ثوبيه‬
‫دماء الخداع ثأرت به قهرًا وحلت عقله سراة بن النجار أرباب فارع حللت به وترى وأدركت‬

‫‪37‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ثؤرت وكنت عن السلم أول راجع وقتل علي بن أب طالب رضي ال عنه الويرث بن نقيذ بن بي‬
‫بن عبد ابن قصي وكان النب صلى ال عليه وسلم أمر أن يقتله من وجده‪.‬‬

‫وحدثن بكر بن اليثم عن عبد الرازق عن معمر عن الكلب قال‪ :‬جاءت قينة للل بن عبد ال وهو‬
‫ابن خطل الدرمي من بن تيم إل النب صلى ال عليه وسلم متنكرة فأسلمت وبايعت وهو ل يعرفها‬
‫فلم يعرض لا‪.‬‬

‫وقتلت قينة له أخرى وكانتا تغنيان بجاء رسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫قال‪ :‬وأسلم ابن الزبعري السهمي قبل أن يقدر عليه‪.‬‬

‫ومدح رسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫وكان قد أباح دمه يوم الفتح ول يعرض له‪.‬‬

‫حدثنا ممد بن الصباح البزاز قال‪ :‬حدثنا هشيم قال‪ :‬أخبنا خالد الذاء عن القاسم بن ربيعة أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم خطب يوم مكة فقال‪ :‬المد ل الذي صدق وعده ونصر جنده‬
‫وهزم الحزاب وحده أل إن كل مأثرة كانت ف الاهلية وكل د ٍم ودعوى موضوعةٌ تت قدمي إل‬
‫سدانة البيت وسقاية الاج‪.‬‬

‫وحدثنا خلف الزار حدثنا إساعيل بن عياش عن عبد ال بن عبد الرحن عن أشياخة قالوا‪ :‬لا كان‬
‫يوم فتح مكة قال النب صلى ال عليه وسلم لقريش‪ :‬ما تظنون قالوا‪ :‬نظن خيًا ونقول خيًا أخ كري‬
‫وابن أخ كري وقد قدرت‪.‬‬

‫قال‪ :‬فلن أقول كما قال أخي يوسف عليه السلم ‪{ :‬ل تثريب عليكم اليوم يغفر ال لكم وهو‬
‫أرحم الراحي}‪ .‬أل كل دين ومال ومأثر ٍة كانت ف الاهلية فهي تت قدمي إل سدانة البيت‬
‫وسقاية الاج‪.‬‬

‫حدثنا عبد ال بن عبيد بن عمي قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ف خطبته‪ :‬أل إن مكة حرام‬
‫ما بي أخشبيها ل يل لحد قبلي ول يل لحد بعدي ول يل ل إل ساعة من نار‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ل يتلى خلها ول تعضد عضاهها ول ينفر صيدها ول تلتقط لقطتها إل أن يعرف أو يعرف‪.‬‬

‫فقال العباس رحه ال‪ :‬إل الذخر فلنه لصاغتنا وقيوننا وطهور بيوتنا فقال صلى ال عليه وسلم‪ :‬إل‬
‫الذخر‪.‬‬

‫حدثنا يوسف بن موسى القطان قال‪ :‬حدثنا جرير بن عبد الميد عن منصور عن ماهد عن ابن‬
‫عباس أن النب صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬ل يتلى خلى مكة ول بعضد شجرها‪.‬‬

‫فقال العباس‪ :‬إل الذخر فلنه للقيون وطهور البيوت‪.‬‬

‫فرخص ف ذلك‪.‬‬

‫حدثنا شيبان قال‪ :‬حدثنا أبو هلل الراسي عن السن قال‪ :‬أراد عمر أن يأخذ كن الكعبة فينفقه ف‬
‫سبيل ال‪.‬‬

‫فقال له أب بن كعب النصاري‪ :‬يا أمي الؤمني! قد سبقك صاحباك ولو كان هذا فضلًا لفعله‪.‬‬

‫وحدثنا عمرو الناقد قال‪ :‬حدثنا أبو معاوية عن العمش عن ماهد قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ :‬مكة حرام ل يل بيع رباعها ول أجور بيوتا‪.‬‬

‫حدثنا ممد بن حات الروزي قال‪ :‬حدثنا عبد الرحن بن مهدي عن إسرائيل عن إبراهيم بن مهاجر‬
‫عن يوسف بن ماهك عن أبيه عن عائشة قالت‪ :‬قلت يا رسول ال‪.‬‬

‫ابن لك بناء يظلك من الشمس بكة فقال‪ :‬إنا هي مناخ من سبق‪.‬‬

‫حدثنا خلف بن هشام الزار حدثنا أساعي عن ابن جريج قال‪ :‬قرأت كتاب عمر بن عبد العزيز ينهى‬
‫عن كراء بيوت مكة‪.‬‬

‫حدثنا أبو عبيد حدثنا إساعيل بن جعفر عن اسرائيل عن نوثر عن ماهد عن ابن عمر قال‪ :‬الرم كله‬
‫مسجد‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫حدثنا عمرو الناقد قال‪ :‬حدثنا إسحاق الزرق عن عبد اللك بن أب سليمان قال‪ :‬كتب عمر بن‬
‫عبد العزيز إل أمي مكة أن ل تدع أهل مكة يأخذون على بيوت مكة أجرًا فإنه ل يل لم‪.‬‬

‫حدثنا عثمان بن أب شيبة قال‪ :‬حدثنا جرير عن يزيد بن أب زياد عن عبد الرحن بن سابط ف قوله‪:‬‬
‫{سوا ًء العاكف فيه والباد}‪ .‬قال‪ :‬البادي من يرج من الجاج والعتمرين هم سواء ف النازل ينلوا‬
‫حيث شاؤا غي أن ل يرج أحد من بيته‪.‬‬

‫حدثنا عثمان قال‪ :‬حدثنا جرير عن منصور عن ماهد ف هذه الية قال‪ :‬أهل مكة وغيهم ف النازل‬
‫سواء‪.‬‬

‫وحدثنا عثمان وعمرو قال‪ :‬حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن ماهد أن عمر بن الطاب قال‬
‫لهل مكة‪ :‬ل تتخذوا لدوركم أبوابًا لينل البادي حيث شاء‪.‬‬

‫وحدثنا عثمان بن أب شيبة وبكر بن اليثم قال‪ :‬حدثنا يي بن ضريس الرازي عن سفيان عن أب‬
‫حصي قال‪ :‬قلت لسعيد بن جبي وهو بكة‪ :‬إن أريد أن أعتكف‪.‬‬

‫فقال‪ :‬أنت عاكف‪.‬‬

‫ث قرأ {سوا ًء العاكف فيه والباد}‪.‬‬

‫حدثنا عثمان قال‪ :‬حدثنا حفص بن غياث عن عبد ال بن مسلم عن سعيد بن جبي ف قوله‪{ :‬سواءً‬
‫العاكف فيه والباد}‪ .‬قال‪ :‬خلق ال فيه سواءٌ‪ :‬أهل مكة وغيها‪.‬‬

‫وحدثن ممد بن سعد عن الواقدي قال‪ :‬كان يتخاصم إل أب بكر بن ممد بن عمرو بن حزم ف‬
‫أجور الدور بكة فيقضى با على من اكتراها‪.‬‬

‫وهو قول مالك وابن أب ذئب‪.‬‬

‫وقال الواقدي‪ :‬رأيت ابن أب ذئب يأتيه كراء داره بكة بي الصفا والروة‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وقال الليث بن سعد‪ :‬ما كان من دار فأجرها طيب لصاحبها فأما القاعات والسكك والفنية‬
‫والرابات فمن سبق نزل ذلك بغي كراء‪.‬‬

‫وأخبن أبو عبد الرحن الودي عن الشافعي بثل ذلك‪.‬‬

‫وقال سفيان بن سعيد الثوري‪ :‬كراء بيوت مكة حرام‪.‬‬

‫وكان يشدد ف ذلك‪.‬‬

‫وقال الوزاعي وابن أب ليلى وأبو حنيفة‪ :‬إن كراها ف ليال الج فالكرآء باطلٌ وإن كان ف غي‬
‫ليال الج وكان الكتري ماورًا أو غي ذلك فل بأس‪.‬‬

‫وقال بعض أصحاب أب يوسف‪ :‬كراؤها حل طلق وإنا يستوي العاكف والبادي ف الطواف بالبيت‪.‬‬

‫حدثنا السي بن علي بن السود قال‪ :‬حدثنا عبيد ال بن موسى عن السن ابن صال عن العلء بن‬
‫السيب عن عبد الرحن بن السود أنه كان ل يرى ببقل مكة ول بالزرع الذي يزرع فيها ول شيء‬
‫ما أنبته الناس با من شجر أو نل بأسًا أن تقطعه وتأكله وتصنع فيه ما شئت‪.‬‬

‫قال‪ :‬وإنا كره ما أنبتت الرض بكة من شجر وغيه ما ل يعمله الناس إل الذخر‪.‬‬

‫وقال‪ :‬ممد بن عمر الواقدي‪ :‬قال مالك وابن أب ذئب‪ :‬ف مرم أو حلل قطع شجر من الرم أنه‬
‫قد أساء فإن كان جاهلًا علم ول شيء عليه وإن كان عالًا خالعًا عوقب ول قيمة عليه ومن قطع من‬
‫ذلك شيئًا فل بأس أن ينتفع به‪.‬‬

‫قال‪ :‬وقال سفيان الثوري وأبو يوسف‪ :‬عليه ف الشجرة لقطعها قيمة ول ينتفع بذلك‪.‬‬

‫وهو قول أب حنيفة‪.‬‬

‫وقال سفيان بن سعيد وأبو حنيفة وأبو يوسف‪ :‬كل شيء ما ل ينبته الناس فعلى قاطعة قيمة‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وقال الواقدي‪ :‬سألت الثوري وأبا يوسف عن رجل أنبت ف الرم مال ينبته الناس فقام عليه حت‬
‫نبت له أله أن يقطعه قال‪ :‬نعم‪.‬‬

‫قلت‪ :‬فإن نبتت ف بستانه شجرة ما ل ينبت الناس من غي أن يكون أنبتها قال‪ :‬يصنع با ما شاء‪.‬‬

‫وحدثن ممد بن سعد عن الواقدي قال‪ :‬روى لنا أن ابن عمر كان يأكل بكة بقلًا زرع ف الرم‪.‬‬

‫وحدثن ممد بن سعد قال‪ :‬حدثن الواقدي عن معاذ بن ممد قال‪ :‬رأيت على مائدة الزهري بقلًا‬
‫من الرم‪.‬‬

‫قال أبو حنيفة‪ :‬ليرعى الرجل الحرم بعيه ف الرم ول يتش له‪.‬‬

‫وهو قول زفر‪.‬‬

‫وقال ابن أب ليلى‪ :‬ل بأس بأن يتش‪.‬‬

‫وحدثن عفان والعباس بن الوليد الترسي قال‪ :‬حدثنا عبد الواحد ابن زياد قال‪ :‬حدثنا ليث قال‪ :‬كان‬
‫عطاء ليرى بأسًا ببقل الرم وما زرع فيه وبالقضيب والسواك‪.‬‬

‫قال‪ :‬وكان ماهد يكرهه‪.‬‬

‫قال‪ :‬ول يكن للمسجد الرام على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم وأب بكر جدار ييط به‬
‫فلما استخلف عمر بن الطاب وكثر الناس وسع السجد واشترى دورًا فهدمها وزاردها فيه‪.‬‬

‫وهدم على قومٍ من جيان السجد أبوا أن يبيعوا ووضع لم الثان حت أخذوها بعد‪.‬‬

‫واتذ للمسجد جدارًا قصيًا دون القامة فكانت السابيح توضع عليه‪.‬‬

‫فلما استخلف عثمان بن عفان ابتاع منازل وسع السجد با وأخذ منازل أقوام ووضع لم الثان‬
‫فضجوا به عند البيت فقال‪ :‬إنا جرأكم على حلمى عنكم ولين لكم‪.‬‬

‫لقد فعل بكم عمر مثل هذا فأررت ورضيتم‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ث أمر بم إل البس حت كلمه فيهم عبد ال بن خالد ابن أسيد بن أب العيص فحلى سبيلهم‪.‬‬

‫ويقال إن عثمان أول من اتذ للمسجد الروقة واتذها حي وسعه‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وكان باب الكعبة على عهد إبارهيم عليه السلم وجرهم والعماليق بالرض حت بنته قريش‪.‬‬

‫فقال أبو حذيفة بن الغية‪ :‬ياقوم! ارفعوا باب الكعبة حت ل يدخل إل بسلم فإنه ل يدخلها حينئذ‬
‫إل من أردت فإن جاء أحد من تكرهون رميتم به فسقط فكان نكالًا لن ورائه‪.‬‬

‫فعملت قرش بذلك‪.‬‬

‫قال‪ :‬ولا تصن عبد ال بن الزبي بن العوام ف السجد الرام واستعاذ به والصي بن ني السكون إذ‬
‫ذاك يقاتله ف أهل الشام أخذ ذات يوم رجل من أصحابه نارًا على ليفةٍ ف رأس رمح وكانت الريح‬
‫عاصفًا فطارت شرره فتعلقت بأستار الكعبة فأحرقتها فتصدعت حيطانا واسودت وضك ف سنة‬
‫أربع وستي حت إذا مات يزيد بن معاوية وانصرف الصي ابن ني إل الشام أمر ابن الزبي با ف‬
‫السجد من الجارة الت رمى با فأخرج ث هدم الكعبة متصلًا بالجر‪.‬‬

‫وإنا التمس إعادتا إل بناء إبراهيم عليه السلم على ما كانت عائشة أم الؤمني أخبته عن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫وجعل على بابا صفائح الذهب وجعل مفاتيحها من ذهب‪.‬‬

‫فلما حاربه الجاج ابن يوسف من قبل عبد اللك بن مروان وقتله كتب إليه عبد اللك يأمره ببناء‬
‫الكعبة والسجد الرام‪.‬‬

‫وقد كانت الجارة حلحلت الكعبة فهدمها الجاج وبناها فردها إل بناء قريش وأخرج الجر‪.‬‬

‫فكان عبد اللك يقول بعد ذلك‪ :‬وددت أن كنت حلت ابن الزبي من أمر الكعبة وبناءها ما تمل‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وكانت كسوة الكعبة ف الاهلية النطاع والغافر‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فكساها رسول ال صلى ال عليه وسلم الثياب اليمانية ث كساها عمر وعثمان رضي ال عنهما‬
‫القباطي ث كساها يزيد بن معاوية الدياج السوان وكساها ابن الزبي والجاج بعده الديباج‬
‫وكساها بنو أمية ف بعض أيامهم اللل الت كان أهل نران يؤدونت وأخذوهم بتجويدها وفوقها‬
‫الديباج‪.‬‬

‫ث إن الوليد بن عبد اللك وسع السجد الرام وحل إليه عمد تلحجارة والرخام والفيسفساء‪.‬‬

‫قال الواقدي‪ :‬فلما كانت خلفة أمي الؤمني النصور رحه ال زاد ف السجد وبناه وذلك ف سنة‬
‫تسع وثلثي ومئة‪.‬‬

‫وقال على بن ممد بن عبد ال الائن‪ :‬ول الهدي جعفر بن سليمان ابن على بن عبد ال بن العباس‬
‫مكة والدينة واليمامة‪.‬‬

‫فوسع مسجدي مكة والدينة وبناها‪.‬‬

‫وقد جدد أمي الؤمني التوكل على ال جعفر بن أب اسحاق العتصم بال بن الرشيد هارون بن‬
‫الهدي رضوان ال عليهم رخام الكعبة وأزرها بفضة وألبس سائر حيطانا وسقفها الذهب ول يفعل‬
‫ذلك أحد قبله وكسا أساطينها الديباج‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬كانت قريش قبل جع قصى إياها وقبل دخولا مكة تشرب من حياض ومصانع على رؤوس‬
‫البال ومن بئرٍ حفرها لؤي بن غالب خارج الرم تدعى الروى وهي ما يلى عرفه‪.‬‬

‫ث حفر كلب بن مرة خم ورم والفر بظاهر مكة‪.‬‬

‫ث إن قصى بن كلب حفر بئرًا ساها العجول واتذ سقاية‪.‬‬

‫وفيها يقول بعض رجاز الاج‪ :‬نروى على العجول ث ننطلق قبل صدور الاج من كل أفق إن قصيًا‬
‫ي مغتبق ث إنه سقط ف العجول بعد مات قصي رجلٌ من بن‬
‫قد وف وقد صدق باشبع للناس ور ٍ‬
‫نصر بن معاوية فعطلت‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وحفر هاشم بن عبد مناف بذر وهي عند الندقة على فم شعب أب طالب‪.‬‬

‫وحفر هاشم أيضًا سجلة فوهبها أسد بن هاشم لعدى بن نوفل بن عبد مناف ابن الطعم ويقال بل‬
‫ابتاعها منه ويقال إن عبد الطلب وهبها له حي حفر زمزم وكثر الاء بكة فقالت خالدة بنت هاشم‪:‬‬
‫ى سجله ف ترب ٍة ذات عذاةٍ سهله تروي اليج زغلةً فزعله وقد دخلت سجلة ف‬
‫نن وهبنا لعد ٍ‬
‫السجد‪.‬‬

‫وحفر ميمون بن الضرمي حليف بن عبد شس بن عبد مناف بئره‪.‬‬

‫وهي آخر بئر حفرت ف الاهلية بكة وعندها قب أمي الؤمني النصور رحه ال‪.‬‬

‫واسم الضرمي عبد ال بن عماد‪.‬‬

‫واحتفر عبد شس أيضًا بئرين وساها خم ورم على ما سي كلب بن مرة بئرية‪.‬‬

‫فأما خم فهي عند الردم‪.‬‬

‫وأما رم فعند دار حدية بنت خويلد‪.‬‬

‫وقال عبد شس‪ :‬حفرت خًا وحفرت رمًا حت أرى الجد لنا قد تا وقالت سبيعة بنت عبد شس ف‬
‫الطوى‪ :‬إن الطوى إذا شربتم ماءها صوب الغمام عذوبةً وصفاء وحفرت بنو أسد بن عبد العزى بن‬
‫قصى شفية بئر بن أسد‪.‬‬

‫وقال الويرث بن أسد‪ :‬ماء شفيةٍ كماء الزن وليس ماؤها بطرقٍ أجن وحفر بنو عبد الدار بن قصى‬
‫أم أحرادٍ فقالت أميمة بنت عميلة بن السباق بن عبد الدار‪ :‬نن حفرنا البحر أم أحراد ليست كبذر‬
‫البذور الماد فأجابتها صفية بنت عبد الطلب‪ :‬نن حفرنا بذر تروى الجيج الكب من مقبلٍ ومدبر‬
‫وحفر بنو جح السنبلة وهي بئر خلف بن وهب المحي‪.‬‬

‫فقال قائلهم‪ :‬نن حفرنا للحجيج سنبله صوب سحاب ذو اللل أنزله وحفر بن سهم الغمر وهي‬
‫بئر العاصي بن وائل‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فقال بعضهم‪ :‬نن حفرنا الغمر للحجيج تثج ماء أيا ثجيج قال ابن الكلب‪ :‬قالا ابن الربعى‪.‬‬

‫وحفرت بنو عدى الفي فقال شاعرهم‪ :‬نن حفرنا بئرنا الفيا برًا ييش ماؤه غزيرا وحفرت بنو‬
‫مزوم السقيا بئر هشام بن الغية بن عبد ال عمر بن مزوم‪.‬‬

‫وحفرت بنو تيم الثريا وهي بئر عبد ال بن جدعان بن عمرو بن كعب ابن سعد بن تيم‪.‬‬

‫وحفرت بنو عامر بن لؤى النقع‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وكانت لبي بن مطعم بئر وهي بئر بن نوفل فأدخلت حديثًا ف دار القوارير الت بناها حاد‬
‫الببري ف خلفة أمي الؤمني هارون الرشيد‪.‬‬

‫وكان عقيل بن أب طالب حفر ف الاهلية بئرًا وهي ف دار ابن يوسف‪.‬‬

‫فكانت للسود بن أب البختري بن هاشم بن الارث بن أسد بن عبد العزى بئر على باب السود عن‬
‫الناطي بئر عكرمة نسبت إل عكرمة بن خالد بن العاص بن هاشم بن الغية‪.‬‬

‫بئر عمرو نسبت إل عمرو بن عبد ال بن صفوان بن أمية بن خلف المحى وكذلك شعب عمرو‬
‫الطلوب أسفل مكة لعبد ال بن صفوان‪.‬‬

‫بئر حويطب نسبت إل حويطب بن عبد العزى بن أب قيس من بن عامر بن لؤى وهى بفناء داره‬
‫ببطن الوادي‪.‬‬

‫بئر أب موسى كانت لب موسى الشعرى بالعلة‪.‬‬

‫بئر شوذب نسبت إل شوذب مول معاوية وقد دخلت ف السجد‪.‬‬

‫ويقال إن شوذبا كان مول طارق بن علقمة بن عريج بن جذية الكنان ويقال كان مول لنافع بن‬
‫علقمة بن صفوان بن أمية بن مرث بن خل بن شق الكنان خال مروان بن الكم بن أب العاص بن‬
‫أمية‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وبئر بكار نسبت إل رجل مكة من أهل العراق وهي بذى طوى‪.‬‬

‫وبئر وردان نسبت إل وردان مول السائب بن أب وداعة بن ضبية السهمي‪.‬‬

‫وسقاية سراج بفخ كانت لسراج مول بن هاشم‪.‬‬

‫وبئر السود نسبت إل السود بن سفيان بن عبد السد بن هلل بن عبد ال بن عمر بن مزم وهي‬
‫بقرب بئر خالصة مولة أمي الؤمني الهدي‪.‬‬

‫وقال ابن الكلب‪ :‬صاحب دار ابن علقمة بكة طارق بن علقمة ابن عريج بن جذية الكنان‪.‬‬

‫وقال أبو عبيدة معمر بن الثن وعبد الالك بن قريب الصمعي وغيها‪ :‬بستان ابن عامر لعمر بن‬
‫عبد ال بن معمر بنعثمان بن عمرو بن كعب ابن تيم بن مرة بن كعب بن لؤى ولكن الناس غلطوا‬
‫فيها فقالوا بستان ابن عامر وبستان بن عامر‪.‬‬

‫وإنا هو بستان ابن معمر‪.‬‬

‫وقوم يقولون نسب إل ابن عامر الضرمي وآخرون يقولون نسب إل ابن عامر بن كريز‪.‬‬

‫وذلك ظن وترجيم‪.‬‬

‫حدثن مصعب بن عبد ال الزبيي قال‪ :‬كانت ف الاهلية مكة تدعى صلح‪.‬‬

‫ح ليكفيك الندامى من قريش وتنل بلد ًة‬ ‫قال أبو سفيان بن حرب الضرمي‪ :‬أبا مطر هلم إل صل ٍ‬
‫عزت قديًا وتأمن أن بذلك رب جيش وحدثن العباس بن هشام الكلب قال‪ :‬كتب بعض الكنديي‬
‫إل أب يسأله عن سجن ابن سباع بالدينة إل من نسب وعن قصة دار الندوة ودار العجلة ودار‬
‫القوارير بكة‪.‬‬

‫فكتب إليه‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫أما سجن ابن سباع فإنه كان دارًا لعبد ال بن سباع بن عبد العزى بن نضلة ابن عمرو بن غبشان‬
‫الناعي‪.‬‬

‫وكان سباع يكن أبا نيار‪.‬‬

‫وكانت أمه قابلةً بكة‪.‬‬

‫فبارزه حزة بن عبد الطلب يوم أحد فقال له‪ :‬هلم إل يا ابن مقطعة البظور! ث قتله وأكب عليه‬
‫ليأخذ درعه فزرقه وحشى‪.‬‬

‫وأم طريح بن إساعيل الثقفى الشاعر بنت عبد ال بن سباع وهو حليف بن زهرة‪.‬‬

‫واما دار الندوة فبناها أقصى بن كلب‪.‬‬

‫فكانوا يتمعون إليه فتقضى فيها المور‪.‬‬

‫ث كانت قريش بعده تتمع فيها فتتشاور ف حروبا وأمورها وتعقد اللوية وتزوج من أراد التزويج‪.‬‬

‫وكانت أول دار بنيت بكة من دور قريش ث دار الندوة وذلك باطل‪.‬‬

‫فلم تزل دار الندوة لبن عبد الدار بن قصي حت باعها عكرمة بن عامر بن هشام بن عبد مناف بن‬
‫عبد الدار بن قصي من معاوية بن أب سفيان فجعلها دارًا للمارة‪.‬‬

‫وأما دار القوارير فكانت لعتبة بن ربيعة بن عبد شس بن عبد مناف‪.‬‬

‫ث صارت للعباس بن عتبة بن أب لب بن عبد الطلب وقد صارت بعد لم جعفر زبيدة بنت أب‬
‫الفضل بن النصور أمي الؤمني‪.‬‬

‫واستعمل ف بعض فرشها وحيطانا شيء من قوارير فقيل دار القوارير‪.‬‬

‫وكان حاد الببري بناها فيل خلفة الرشيد أمي الؤمني رحه ال‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫قال هشام بن ممد الكلب‪ :‬كان عمرو بن مضاض الرهي حارب رجل من جرهم يقال له‬
‫السميدع‪.‬‬

‫فخرج عمرو ف السلح يتقعقع فسمي الوضع الذي خرج منه قعيقعان‪.‬‬

‫وخرج السميدع مقلدًا خيله الجراس ف أجيادها فسمي الوضع الذي خرج منه أجياد‪.‬‬

‫وقال ابن الكلب‪ :‬ويقال أخرج بالياد مسومة فسمي الوضع أجياد‪.‬‬

‫وعامة أهل مكة يقولون جياد الصغي وجياد الكبي‪.‬‬

‫حدثنا الوليد بن صال عن ممد بن عمر السلمي كثي بن عبد ال عن أبيه عن جده قال‪ :‬قدمنا مع‬
‫عمر بن الطاب ف عمرته سنة سبع عشرة فكلمه أهل الياه ف الطريق أن يبتنوا منازل فيما بي مكة‬
‫والدينة ول تكن قبل ذلك فأذن لم واشترط عليهم أن ابن السبيل أحق بالاء والظل‪.‬‬

‫أمر السيول بكة‬

‫حدثنا العباس بن هشام عن أبيه هشام بن ممد عن ابن خربوز الكي وغيه قالوا‪ :‬كانت السيول‬
‫بكة أربعة‪.‬‬

‫منها سيل أم نشل وكان ف زمن عمر بن الطاب‪.‬‬

‫أقبل السيل حت دخل السجد من أعلى مكة فعمل عمر الردمي جيعًا‪.‬‬

‫العلى بي دار ببة ‪ -‬وهو عبدال بن الارث بن نوفل بن الارث بن عبد الطلب بن عبد مناف‬
‫الذي ول البصرة ف فتنة ابن الزبي اصطلح أهلها عليه ‪ -‬ودار أبان بن عثمان بن عفان‪.‬‬

‫قال‪ :‬وأم نشل بنت عبيدة بن سعيد بن العاص بن أمية ذهب با السيل من أعلى مكة فنسب إليها‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ومنها سيل الحاف والراف ف سنة ثاني ف زمن عبد اللك بن مروان صبح الاج يوم الثني‬
‫فذهب بم وبأمتعتهم وأحاط بالكعبة‪.‬‬

‫فقال الشاعر‪ :‬ل تر غسان كيوم الثني أكثر مزونًا وأبكى للعي إذ ذهب السيل بأهل الصرين‬
‫وخرج الخآت يسعي شواردًا ف البلي يرقي فكتب عبد اللك إل عبد ال بن الزومي عامله على‬
‫مكة ‪ -‬ويقال بل كان عامله يومئذ الارث بن خالد الخزومي الشاعر ‪ -‬يأمره بعمل ضفائر الدور‬
‫الشارعة على الوادي وضفائر السجد وعمل الردم على أفواه السكك لتحصي دور الناس وبعث‬
‫لعمل ذلك رجلًا نصرانيًا فاتذ الضفائر وردم الردم الذي يعرف بردم بن قراد وهويعرف ببن جح‬
‫واتذت ردوم بأسفل مكة‪.‬‬

‫قال الشاعر‪ :‬سأملك عبة وأفيض أخرى إذا جاوزت ردم بن قراد ومنها السيل الذي يدعى الخبل‬
‫أصاب الناس ف أيامه مرض ف أجسادهم وخبل ف ألسنتهم فسمي الخبل‪.‬‬

‫ومنها سيل أن بعد ذلك ف خلفة هشام بب عبد اللك ف سنة عشرين ومئة يعرف بسيل أب شاكر‬
‫وهو مسلمة بن هشام وكان على الوسم ذلك العام فنسب إليه‪.‬‬

‫قال‪ :‬وسيل وادي مكة يأت من موضع يعرف بسدرة عتاب بن أسيد بن أب العيص‪.‬‬

‫قال عباس بن هشام‪ :‬وقد كان ف خلفة الأمون عبد ال بن الرشيد رحه ال سيلٌ عظيم بلغ ماؤه‬
‫قريبًا من الجر‪.‬‬

‫فحدثن العباس قال‪ :‬حدثن أب عن أبيه ممد بن السائب الكلب عن أب صال عن عكرمة قال‪ :‬درس‬
‫شيء من معال الرم على عهد معاوية بن أب سفيان‪.‬‬

‫فكتب إل مروان بن الكم وهو عامله على الدينة يأمره إن كان كرز بن علقم الزاعى حيًا أن‬
‫يكلفة إقامة معال الرم لعرفته با‪.‬‬

‫وكان معمرًا فأقامهم عليها فهي مواضع النصاب اليوم‪.‬‬

‫قال الكلب‪ :‬هذا كرز بن علقمة بن هلل بن جريبة بن عبد نم ابن حليل بن حبشية الزاعى‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وهو الذي استخفى فيه وأبو بكر الصديق معه حي أراد الجرة إل الدينة فرأى عليه نسج العنكبوت‬
‫ورأى دونه قدم رسول ال صلى ال عليه وسلم فعرفها فقال‪ :‬هذه قدم ممد الطائف قال‪ :‬لا هزمت‬
‫هوازن يوم حني وقتل دريد بن الصمة أتى فلهم أوطاس‪.‬‬

‫فبعث إليهم رسول ال صلى ال عليه وسلم أبا عامر الشعري فقتل‪.‬‬

‫فقام بأمر الناس أبو موسى عبد ال بن قيس الشعري‪.‬‬

‫وأقبل السلمون إل أوطاس فلما رأى ذلك مالك بن عوف بن سعد أحد بن دهان بن نصر ابن‬
‫معاوية بن بكر بن هوازن ‪ -‬وكان رئيس هوازن يومئذ ‪ -‬هرب إل الطائف فوجد أهلها مستعدين‬
‫للحصار قد رموا حصنهم وجعوا فيه الية‪.‬‬

‫فأقام با وسار رسول ال صلى ال عليه وسلم بالسلمي حت نزل الطائف فرمتهم ثقيف بالجارة‬
‫والنبل ونصب رسول ال صلى ال عليه وسلم منجنيقًا على حصنهم وكانت مع السلمي دبابة من‬
‫جلود البقر فألقت عليها ثقيف سكك الديد الحماة فأحرقتها فأصيب من تتها من السلمي وكان‬
‫حصار رسول ال صلى ال عليه وسلم الطائف خس عشرة ليلة‪.‬‬

‫وكان غزوه إياها ف شوال سنة ثان‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ونزل إل رسول ال صلى ال عليه وسلم رقيق من رقيق أهل الطائف منهم أبو بكرة بن‬
‫مسروح مول رسول ال صلى ال عليه وسلم واسه نقيع ومنهم الزرق الذي نسبت الزارقة إليه‬
‫كان عبدًا روميًا حدادًا وهو أبو نافع بن الزرق الارجي‪.‬‬

‫فأعتقوا بنولم‪.‬‬

‫ويقال إن نافع بن الزرق الارجي من بن حنيفة وأن الزرق الذي نزل من الطائف غيه‪.‬‬

‫ث إن رسول ال صلى ال عليه وسلم انصرف إل العرانة ليقسم سب أهل حني وغنائمهم‪.‬‬

‫فخافت ثقيف أن يعود إليهم‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فبعثوا إليه وفدهم فصالهم على أن يسلموا ويقرهم على ما ف أيديهم من أموالم وركازهم واشترط‬
‫عليهم أن ل يربوا ول يشربوا المر وكانوا أصحاب ربا‪.‬‬

‫وكتب لم كتاباز قال‪ :‬وكانت الطائف تسمى وج فلما حصنت وبن سورها سيت الطائف‪.‬‬

‫حدثن الدائن عن أب اساعيل الطائفي عن أبيه عن أشياخ من أهل الطائف قال‪ :‬كان بخالف‬
‫الطائف قوم من اليهود طردوا من اليمن ويثرب فأقاموا با للتجارة فوضعت عليهم الزية ومن‬
‫بعضهم ابتاع معاوية أمواله بالطائف‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وكانت للعباس بن عبد الطلب رحه ال أرض بالطائف‪.‬‬

‫وكان الزبيب يمل منها فينبذ ف السقاية للحج وكانت لعامة قريش أموال بالطائف يأتونا من مكة‬
‫فيصلحونا فلما فتحت مكة وأسلم أهلها طمعت ثقيف فيها حت إذا فتحت الطائف أقرت ف أيدي‬
‫الكيي وصارت أرض الطائف ملفًا من ماليف مكة‪.‬‬

‫حدثنا الوليد بن صال قال‪ :‬حدثنا الواقدي عن ممد بن عبدال عن الزهري عن ابن السيب‪.‬‬

‫عن عتاب بن أسيد أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أمر أن ترص أعتاب ثقيف كخرص النخل ث‬
‫تؤخذ زكاتم زبيبًا كما تؤدي زكاة النخل‪.‬‬

‫قال الواقدي‪ :‬قات أبو حنيفة ليرص ولكنه إذا وضع بلرض أخذت الصدقة من قليله وكثيه‪.‬‬

‫وقال يعقوب إذا بالرض فبلغت مكيلته خسة أوسق ففيه الزكاة العشر أو نصف العشر‪.‬‬

‫وهو قول سفيان بن سعيد الثوري والوسق ستون صاعًا‪.‬‬

‫حدثنا شيبان بن أب شيبه قال‪ :‬حدثنا حاد بن سلمىقال‪ :‬حدثنا يي بن سعيد عن عمر أنه جعل ف‬
‫العسل العشر‪.‬‬

‫حدثنا داود بن عبد الميد قاضي القة عن مروان بن شجاع عن خصيف عن عمر بن عبد العزيز أنه‬
‫كتب إل عماله على مكة والطائف‪ :‬إن ف الليا صدقة فخذوها منها قال‪ :‬والليا الكوثر‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وقال الواقدي‪ :‬وروى عن ابن عمر أنه قال‪ :‬عمر أنه قال‪ :‬ليس ف الليا صدقة‪.‬‬

‫وقال مالك والثورى‪ :‬لزكاة ف العسل وإن كثر وهو قول الشافعي‪.‬‬

‫وقال أبو حنيفة‪ :‬ف قليل العسل وكثيه إذا كان ف أرض العشر العشر وإذا كان ف ارض الراج‬
‫وقال الواقدي‪ :‬أخبن القاسم بن معن ويعقوب عن أب حنيفة أنه قال ف العسل يكون ف أرض ذمى‬
‫وهي من أرض العشر إنه ل عشر عليه وعلى أرضه الراج‪.‬‬

‫وإذا كان ف أرض تغلب أخذ منه المس‪.‬‬

‫وقول زفر مثل قول أب حنيفة‪.‬‬

‫وقال أبو يوسف‪ :‬إذا كان العسل ف أرض الراج فل شيء فيه وإذا كان ف أرض العشر ففي كل‬
‫عشرة أرطال رطل‪.‬‬

‫وقال ممد بن السن‪ :‬ليس فيما دون أفراق صدقة وهو قول ابن أب ذئب‪.‬‬

‫وروى خالد بن عبد ال الطحان عن ابن أب ليلى أنه قال‪ :‬إذا كان ف أرض الراج أو العشر ففي‬
‫كل عشرة أرطال رطل‪.‬‬

‫وهو قول السن بن صال بن حي‪.‬‬

‫وحدثن أبو عبيد قال‪ :‬حدثنا ممد بن كثي عن الوزاعي عن الزهري قال‪ :‬ف كل عشرة زقاق زق‪.‬‬

‫وحدثنا السي بن علي بن السود قال‪ :‬حدثنا يي بن آدم قال‪ :‬حدثنا عبد الرحن بن حيد الرقاشي‬
‫عن جعفر بن نيح الدين عن بشر بن عاصم وعثمان بن عبد ال بن أوس أن سفيان بي عبد ال‬
‫الثقفي كتب إل عمر بن الطاب رضي ال عنه وكان عاملًا له على الطائف يذكر أن قبله حيطانًا‬
‫فيها كروم وفيها من الفرسك والرمان وما هو أكثر غلة من الكروم أضعافًا واستأمره ف العشر‪.‬‬

‫قال‪ :‬فكتب إليه عمر‪ :‬ليس عليها عشر‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫قال يي بن آدم‪ :‬وهو قول سفيان بن سعيد سعته يقول‪ :‬ليس فيما أخرجت الرض صدقة إل أربعة‬
‫أشياء‪ :‬النطة والشعي والتمر والزبيب أذا بلغ كل واحد من ذلك خسة أوسق‪.‬‬

‫قال‪ :‬وقال أبو حنيفة فيما أخرجت أرض العشر العشر ولو دستجة بقل‪.‬‬

‫وهو قول زفر‪.‬‬

‫وقال مالك وابن أب ذئب ويعقوب‪ :‬ليس ف البقول وما أشبهها صدقة‪.‬‬

‫وقالوا‪ :‬ليس فيما دون خسة أو سق من النطة والشعي والذرة والسلت والزوان والتمر والزبيب‬
‫والرز والسمسم واللبان وأنواع البوب الت تكال وتدخر مع العدس واللوبيا والمص والاش‬
‫والدخن صدقة فإذا بلغت خسة أو سق ففيها صدق‪.‬‬

‫قال الواقدي‪ :‬وهذا قول ربيعة بن أب عبد الرحن‪.‬‬

‫وقال الزهري‪ :‬التوابل والقطان كلها تزكى‪.‬‬

‫وقال مالك‪ :‬لشيء ف الثرى والفرسك وهو الوخ ول ف الرمان وسائر أصناف الفواكه قال أبو‬
‫يوسف‪ :‬ليس الصدقة إل فيما وقع عليه القفيز وجرى عليه الكيل‪.‬‬

‫وقال أبو الزناد وابن أب ذئب وابن أب سبة‪ :‬ل شيء ف الضر والفواكه من صدقة ولكن الصدقة ف‬
‫أثانا ساعة تباع‪.‬‬

‫وحدثن عباس بن هشام عن أبيه عن جده أن رسول ال صلى ال عليه وسلم استعمل عثمان بن أب‬
‫العاص الثقفي على الطائف‪.‬‬

‫تبالة وجرش حدثن بكر بن اليثم عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال‪ :‬أسلم أهل تبالة وجرش‬
‫عن غي قتال‪.‬‬

‫فأقرهم رسول ال صلى ال عليه وسلم على ما أسلموا عليه وجعل على كل حال من بما من أهل‬
‫الكتاب دينارًا واشترط عليهم ضيافة السلمي وول أبا سفيان بن حرب جرش‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫تبوك وأيلة وأذرح ومقنا والرباء قالوا‪ :‬توجه رسول ال صلى ال عليه وسلم إل تبوك من أرض‬
‫الشام لغزو من انتهى إليه أنه قد تمع له من الروم وعاملة ولم وجذام وغيهم وذلك ف سنة تسع‬
‫من الجرة ل يلق كيدًا‪.‬‬

‫فأقام بتبوك أيامًا فصاله أهلها على الزية‪.‬‬

‫وأتاه وهو با ينه بن رؤبة صاحب أيلة فصاله على أن جعل له على كل حال بأرضه ف السنة‬
‫دينارًا‪.‬‬

‫فبلغ ذلك ثلث مئة دينار‪.‬‬

‫واشترط عليهم قرى من مر بم من السلمي وكتب لم كتابًا بأن يفظوا وينعوا‪.‬‬

‫فحدثن ممد بن سعد قال‪ :‬حدثنا الواقدي عن خالد بن ربيعة عن طلحة البلى أن عمر بن عبد‬
‫العزيز كان ل يزداد من أهل أيلة على ثلث مئة دينار شيئًا‪.‬‬

‫وصال رسول ال صلى ال عليه وسلم أهل أذرح على مئة دينار ف كل رجب‪.‬‬

‫وصال أهل الرباء على الزية وكتب لم كتابًا‪.‬‬

‫وصال أهل منا على ربع عروكهم ‪ -‬والعروك خشب يصطاد عليه ‪ -‬وربع كراعهم وعلى ربع‬
‫ثارهم وكانوا يهودًا وأخبن بعض أهل مصر أنه رأى كتابم بعينه ف جلد أحر دارس الط فنسخه‬
‫وأملي على نسخته‪.‬‬

‫بسم ال الرحن الرحيم‪.‬‬

‫من ممد رسول ال إل بن حبيبة وأهل مقنا‪.‬‬

‫سلم أنتم‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فإنه أنزل على أنكم راجعون إل قريتكم فإذا جاءكم كتاب هذا فإنكم آمنون ولكم ذمة ال وذمة‬
‫رسوله‪.‬‬

‫وإن رسول ال غفر لكم ذنوبكم وكل دم أتبعتم به لشريك لكم ف قريتكم إل رسول ال أو رسول‬
‫رسول ال وإنه لظلم عليكم ول عدوان‪.‬‬

‫وإن رسول ال ييكم ما يي منه نفسه فإن لرسول ال بزتكم ورقيقكم والكراع واللقة إل ما عفا‬
‫عنه رسول ال أو رسول رسول ال‪.‬‬

‫وأن عليكم بعد ذلك ربع ما أخرجت نيلكم وربع ما صادت عككم وربع ما اعتزلت نساؤكم‪.‬‬

‫وإنكم قد برئتم بعد ذلكم ورفعكم رسول ال صلى ال عليه وسلم عن كل جزية وسخرة‪.‬‬

‫فإن سعتم وأطعتم فعلى رسول ال أن يكرم كريكم ويعفو عن مسيئكم ومن ائتمر ف بن حبيبة‬
‫وأهل مقنا من السلمي خيًا فهو خي له ومن أطلعهم بشر فهو شر له وليس عليكم أمي إل من‬
‫أنفسكم أو من أهل بيت رسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫وكتب على بن أبو طالب ف سنة تسع‪.‬‬

‫دومة أتندل قال‪ :‬بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم خالد بن الوليد بن الغية الخزومي إل‬
‫أكيدر بن عبد اللك الكندي ث السكون بدومة أتندل فأخذه أسيًا وقتل أخاه وسلبه قباء ديباج‬
‫منسوجًا بالذهب وقدم بأكيدر على النب صلى ال عليه وسلم وكتب له ولهل دومة كتابًا نسخته‪:‬‬
‫بسم اله الرحن الرحيم‪.‬‬

‫من ممد رسول ال إل بن حبيبة وأهل مقنا‪.‬‬

‫سلم أنتم‪.‬‬

‫فإنه أنزل على أنكم راجعون إل قريتكم فإذا جاءكم كتاب هذا فإنكم آمنون ولكم ذمة ال وذمة‬
‫رسوله‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وإن رسول ال قد غفر لكم ذنوبكم وكل د ٍم أتبعتم به ل شريك لكم ف قريتكم إل رسول ال أو‬
‫رسول رسول ال وإنه لظلم عليكم ول عدوان‪.‬‬

‫وإن رسول ال صلى ال عليه وسلم ييكم ما يي منه نفسه فإن لرسول ال بزتكم ورقيقكم‬
‫والكراع واللقة إل ما عفا عنه رسول ال أو رسول رسول ال‪.‬‬

‫وإن عليكم بعد ذلك ربع ما أخرجت نيلكم وربع ما صادت عرككم وربع ما اعتزلت نساؤكم‪.‬‬

‫وإنكم قد برئتم بعد ذلكم ورفعكم رسول ال صلى ال عليه وسلم عن كل جزية وسخرة‪.‬‬

‫فإن سعتم وأطعتم فعلى رسول ال أن يكرم كريكم ويعفو عن مسيئكم ومن ائتمر ف بن حبيبة‬
‫وأهل مقنا من السلمي خيًا فهو خي له ومن أطلعهم بش ٍر فهو شرٌ له‪.‬‬

‫وليس عليكم أميٌ إل من أنفسكم أو من أهل بيت رسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫وكتب علي بن أبو طالب ف سنة تسع‪.‬‬

‫دومة أتندل قال‪ :‬بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم خالد بن الوليد بن الغية الخزومي إل‬
‫أكيدر بن عبد اللك الكندي ث السكون بدونة أتندل فأخذه أسيًا وقتل أخاه وسلبه قباء ديباج‬
‫منسوجًا بالذهب وقدم بأكيدر على التب صلى ال عليه وسلم فأسلم وكتب له ولهل دومة كتابًا‬
‫نسخته‪ :‬هذا كتاب من ممد رسول ال أكيدر حي أجاب إل السلم وخلع النداد والصنام‬
‫ولهل دومة‪.‬‬

‫إن لنا الضاحية من الضحل والبور والعامى وأغفال الرض واللقة والسلح والافر والصن ولكم‬
‫الصامنة من النخل والعي من العمور‪.‬‬

‫لتعدل سارحتكم ول تعد فاردتكم ول يظر عليكم التبات تقيمون الصلة لوقتها وتؤتون الزكاة‬
‫بقها‪.‬‬

‫عليكم بذلك عهد ال واليثاق ولكم به الصدق والوفاء‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫شهد ال ومن حضر من السلمي‪.‬‬

‫الضاحى البارز والضحل الاء القليل والبور الرض الت ل تستخرج ول تعتمل والعامى الرض‬
‫الجهولة والغفال الت ل آثار فيها واللقة الدروع والافر اليل والبازين والبغال والمي والصن‬
‫حصنهم والضامنة النخيل الذي معهم ف الصن والعي الاء الظاهر الدائم‪.‬‬

‫وقوله‪ :‬ل تعدل ماشيتكم أي لنصدقها إل ف مراعيها ومواضعها ل نشرها وقوله‪ :‬لتعد فاردتكم‬
‫يقول‪ :‬ل تضم الفاردة إل غيها ث يصدق الميع فيجمع بي متفرق‪.‬‬

‫وحدثن العباس بن هشام الكلب عن أبيه‪.‬‬

‫عن جده قال‪ :‬وجه رسول ال صلى ال عليه وسلم خالد بن الوليد إل أكيدر فقدم به عليه فأسلم‬
‫فكتب له كتابًا‪.‬‬

‫فلما قبض النب صلى ال عليه وسلم منع الصدقة ونقض العهد وخرج من دومة أتندل فلحق بالية‬
‫وابتن با بناء ساه دومة بدومة أتندل‪.‬‬

‫وأسلم حريث بن عبد اللك أخوه على ما ف يده فسلم ذلك له‪.‬‬

‫ت ظعائن أكدرا قال‪:‬‬


‫فقال سويد بن شبيب الكلب‪ :‬ل يأمنن قومٌ عثار جدودهم كما زال من خب ٍ‬
‫وتزوج يزيد بن معاوية ابنة حريث أخي أكيدر‪.‬‬

‫قال العباس‪ :‬وأخبن أب عن عوانة بن الكم أن أبا بكر كتب إل خالد ابن الوليد وهو بعي التمر‬
‫يأمره أن يسي إل أكيدر‪.‬‬

‫فسار إليه فقتله وفتح دومة‪.‬‬

‫وكان قد خرج منها بعد وفاة رسول ال صلى ال عليه وسلم ث عاد إليها فلما قتله خالد مضى إل‬
‫الشام‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وقال الواقدي‪ :‬لا شخص خالد من العراق يريد الشام مر بدومة أتندل ففتحها وأصاب سبايا فكان‬
‫فيمن سبا منها ليلى بنت الودي الغسان‪.‬‬

‫ويقال إنا أصيبت ف حاضر من غسان أصابتها خيل له‪.‬‬

‫وابنة الودي هي الت كان عبد الرحن بن أب بكر الصديق هويها وقال فيها‪ :‬تذكرت ليلى والسماوة‬
‫بيننا وما لبنة الودي ليلى وماليا فصارت له فتزوجها وغلبت عليه حت أعرض عن من سواها من‬
‫نسائه‪.‬‬

‫ث إنا اشتكت وقال الواقدي‪ :‬كان النب صلى ال عليه وسلم غزا دومة أتندل ف سنة خس فلم يلق‬
‫كيدًا ووجه خالد بن الوليد إل أكيدر ف شوال سنة تسع بعد إسلم خالد بن الوليد بعشرين شهرًا‪.‬‬

‫وسعت بعض أهل الية يذكر أن أكيدر وإخوته كانوا ينلون دومة الية‪.‬‬

‫وكانوا يزوؤون أخوالم من كلب فيتغربون عندهم‪.‬‬

‫فإنم لعهم وقد خرجوا للصيد إذ رفعت لم مدين ٌة متهدمة ل يبق إل بعض حيطانا وكانت مبنيةً‬
‫بالندل‪.‬‬

‫فأعادوا بناءها وغرسوا فيها الزيتون وغيه وسوها دومة الية‪.‬‬

‫وحدثن عمرو بن ممد الناقد عن عبد ال بن وهب الصري عن يونس البلى عن الزهرى قال‪ :‬بعث‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم خالد بن الوليد بن الغية إل أهل دومة أتندل‪.‬‬

‫وكانوا من عباد الكوفة‪.‬‬

‫فاسر أكيدر رأسهم فقاضاه على الزية‪.‬‬

‫صلح نران حدثن بكر بن اليثم قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن صال عن الليث بن سعد عن يونس بن يزيد‬
‫اليلى عن الزهري قال‪ :‬أتى رسول ال صلى ال عليه وسلم السيد والعاقب وافدا أهل نران اليمن‬
‫فسأله الصلح‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فصالهما عن أهل نران على ألفى حلة ف صفر وألف حلة ف رجب ثن كل حلة أوقية والوقية‬
‫وزن أربعي درها‪.‬‬

‫فإن أدوا حلة با فوق الوقية حسب لم فضل ذلك وإن أدوها با دون الوقية أخذ منهم النقصان‬
‫وعلى أن يؤخذ منهم ما أعطوا من سلحٍ أو خيلٍ أو ركابٍ أو عرضٍ من العروض بقيمته قصاصًا‬
‫من اللل وعلى أن يضيفوا رسل رسول ال صلى ال عليه وسلم شهرًا فما دونه ول يبسوهم فوق‬
‫شهر وعلى أن عليهم عارية ثلثي درعًا وثلثي فرسًا وثلثي بعيًا إن كان باليمن كيد وأن ما هلك‬
‫من تلك العارية فالرسل ضامنون له حت يردوه وجعل لم ذمة ال وعهده وأن ل يفتنوا عن دينهم‬
‫ومراتبهم فيه ول يشروا ول يعسروا‪.‬‬

‫واشترط عليهم أن ل يأكلوا الربا ول يتعاملوا به‪.‬‬

‫حدثن السي بن السود حدثنا وكيع قال‪ :‬حدثنا مبارك بن فضالة عن السن قال‪ :‬جاء راهبا نران‬
‫إل النب صلى ال عليه وسلم فعرض عليهما السلم فقال‪ :‬إنا قد أسلمنا قبلك‪.‬‬

‫فقال كذبتما‪.‬‬

‫ينعكما من السلم ثلث‪ :‬أكلكما النير وعبادتكما الصليب وقولكما ل ولد‪.‬‬

‫قال‪ :‬فمن أبو عيسى ‪ -‬قال السن‪ :‬وكان صلى ال عليه وسلم ل يعجل حت يأمره ربه ‪ -‬فأنزل ال‬
‫تعال‪{ :‬ذلك نتلوه عليك من اليات والذكر الكيم إن مثل عيسى عند ال كمثل آدم خلقه من‬
‫تراب ث قال له كن فيكون}‪.‬‬

‫‪ -‬إل قوله ‪{ -‬الكاذبي}‪.‬‬

‫فقرأ رسول ال صلى ال عليه وسلم عليهما ث دعاها إل الباهلة وأخذ بيد فاطمة والسن والسي‪.‬‬

‫فقال أحدها لصاحبه‪ :‬اصعد البل ول تباهله فإنك إن باهلته بوءت باللعنة‪.‬‬

‫قال‪ :‬فما ترى قال‪ :‬أرى أن نعطيه الراج ول نباهله‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫حدثن السي قال‪ :‬حدثن يي بن آدم قال‪ :‬أخذت نسخة كتاب رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫لهل نران من كتاب رجل عن السن بن صال رحه ال وهي‪ :‬بسم ال الرحن الرحيم‪.‬‬

‫هذا ما كتب النب رسول ال ممد لنجران إذ كان له عليهم حكمة ف كل ثرة وصفراء وبيضاء‬
‫وسوداء ورقيق فافضل عليهم وترك ذلك ألفى حلة حلل الواقي‪.‬‬

‫ف كل رجب ألف حلة وف كل صفر الف حلة‪.‬‬

‫كل حلة أوقية وما زادت حلل الراج أو نقصت عن الواقي فبالساب وما قضوا من درع أو خيل‬
‫أو ركاب أو عرض أخذ منهم بالساب وعلى نران مثواة رسلى شهرًا فدونه ول يبس رسلى فوق‬
‫شهر وعليهم عارية ثلثي درعًا وثلثي فرسًا وثلثي بعيًا إ ‪ 1‬ا كان كيد باليمن ذو مغدرة ‪ -‬أي‬
‫إذا كان كيد بغد ٍر منهم ‪ -‬وما هلك ما أعاروا رسلى من خيل أو ركاب فهم ضمنٌ حت يردوه‬
‫إليهم‪.‬‬

‫ولنجران وحاشيتها جوار ال وذمة‪.‬‬

‫ممد النب رسول ال على أنفسهم وملتهم وأرضهم وأموالم وغائبهم وشاهدهم وغيهم وبعثهم‬
‫وأمثلتهم ل يغي ما كانوا عليه ول يغي حق من حقوقهم وأمثلتهم ل يفت أسقف من أسقفيته ول‬
‫راهب من رهبانيته ول واقهٌ من وقاهيته على ماتت أيديهم من قليل أو كثي وليس عليهم رهقٌ ول‬
‫دم جاهلية ول يشرون ول يعشرون ول يطأ أرضهم جيشٌ من سأل منهم حقًا فبينهم النصف غي‬
‫ظالي ول مظلومي بنجران ومن أكل منهم ربًا من ذى قبل فذمت منه بريئة ول يؤخذ منهم رجلُ‬
‫بظلم آخر ولم على ما ف هذه الصحيفة جوار ال وذمة ممد النب أبدًا حت يأت أمر ال ما نصحوا‬
‫وأصلحوا فيما عليهم غي مكلفي شيئًا بظلم ‪.‬‬

‫شهد أبو سفيان ابن حرب وغيلن بن عمرو ومالك بن عوف من بن نصر والقرع ابن حابس‬
‫النظلي والغية وكتب‪.‬‬

‫وقال يي بن آدم‪ :‬وقد رأيت كتابًا ف أيي النجرانيي كانت نسخته شبيه بذه النسخة وف أسفله‬

‫‪61‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وكتب علي بن أب طالب ول أدري ما أقول فيه‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ولا استخلف أبو بكر الصديق رضي ال عنه حلهم على ذلك‪.‬‬

‫فكتب لم كتابًا على نو كتاب رسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫فلما استخلف عمر بن الطاب رضي ال عنه أصابوا الربا وكثروا‪.‬‬

‫فخافهم على السلم فأجلهم وكتب لم‪ :‬أما بعد فمن وقعوا به من أهل السام والعراق فليوسعهم‬
‫من حرث الرض وما اعتملوا من شيء فهو لم مكان أرضهم باليمن ‪.‬‬

‫فتفرقوا‪.‬‬

‫فنل بعضهم الشام ونزل بعضهم النجرانية بناحية الكوفة وبم سيث‪.‬‬

‫ودخل يهود نران مع النصارى ف الصلح وكانوا كالتباع لم‪.‬‬

‫فلما استخلف عثمان بن عفان كتب إل الوليد بن عقبة بن أب معيط وهو عامله على الكوفة‪ :‬أما‬
‫بعد فإن العاقب والسقف وسارة نران أتون بكتاب رسول ال صلى ال عليه وسلم وأرون شرط‬
‫عمر‪.‬‬

‫وقد سالت عثمان بن حنيف عن ذلك فأنبان أنه كان بث عن أمرهم فوجده ضارًا للدهاقي‬
‫لردعهم عن ارضهم‪.‬‬

‫وإن قد وضعت عنهم من جزيتهم مائت حلة لوجه ال وعقب لم من أرضهم‪.‬‬

‫وإن أوصيك بم فإنم قوم لم ذمة ‪.‬‬

‫وسعت بعض العلماء يذكر أن عمر كتب لم‪ :‬أما بعد فمن وقعوا به من أهل الشام والعراق‬
‫فليوسعهم من حرث الرض‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وسعت بعضهم يقول‪ :‬من جريب الرض وحدثن عبد العلى بن حاد النرسي اقل‪ :‬حدثنا حاد بن‬
‫سلمة عن يي بن سعيد عن اساعيل بن حكيم عن عمر بن عبد العزيز أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال ف مرضه‪ :‬ل يبقي دينان ف ارض العرب‪.‬‬

‫فلما استخلف عمر بن الطاب رضي ال عنه أجلى أهل نران إل النجرانية وحدثن العباس بن هشام‬
‫الكلب عن أبيه عن جده قال‪ :‬سيت نران اليمن بنجران بن زيد بن سبأ بن يشجب ابن يعرب بن‬
‫قحطان‪.‬‬

‫وحدثن السي بن ألسود قال‪ :‬حدثنا وكيع بن الراح قال‪ :‬حدثنا العمش عن سال بن أب العد‬
‫قال‪ :‬كان أهل نران قد بلغوا أربعي ألفًا فتحاسدوا بينهم فأتوا عمر بن الطاب رضي ال عنه‬
‫فقالوا‪ :‬أجلنا‪.‬‬

‫وكان عمر قد خافهم على السلمي فاغتنمها فأجلهم‪.‬‬

‫فندموا بعد ذلك وأتوه فقالوا‪ :‬أقلنا‪.‬‬

‫فأب ذلك‪.‬‬

‫فلما قام علي بن أب طالب رضي ال عنه أتوه فقالوا‪ :‬ننشدك خطك بيمينك وشفاعتك لنا عند نبيك‬
‫إل أقلتنا فقال‪ :‬إن عمر كان رشيد المر وأنا أكره خلفه‪.‬‬

‫وحدثن أبو مسعود الكوف قال‪ :‬حدثن ممد بن مروان واليثم بن عدة عن الكلب أن صاحب‬
‫النجرانية بالكوفة كان يبعث رسله إل جيع من بالشام والنواحي من أهل نران فيجبونم مالًا يقسمه‬
‫عليهم لقامة اللل‪.‬‬

‫فلما ول معاوية أو يزيد بن معاوية شكوا إليه تفرقهم وموت من مات وإسلم من أسلم منهم‬
‫وأحضروه كتاب عثمان بن عفان با حطهم من اللل وقالوا‪ :‬إنا ازددنا تقصانًا وضعفًا‪.‬‬

‫فوضع عنهم مائت حلة تتمة أربع مئة حلة‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فلما ول الجاج بن يوسف العراق وخرج ابن الشعث عليه اتم الدهاقي بوالته واتمهم معهم‬
‫فردهم إل ألف وثان مئة حلة وأخذهم بلل وشيٍ‪.‬‬

‫فلما ول عمر بن عبد العزيز شكوا إليه فناءهم ونقصانم وإلاح العراب بالغارة عليهم وتميلهم‬
‫إياهم الؤن الجحفة بم وظلم الجاج إياهم‪.‬‬

‫فأمر جزي ًة على رؤوسهم وليس هو بصلح عن أرضيهم وجزية اليت والسلم ساقطة‪.‬‬

‫فألزمهم مائت حلة قيمتها ثانية آلف درهم‪.‬‬

‫فلما ول يوسف بن عمر العراق ف أيام الوليد بن يزيد ردهم إل أمرهم الول عصبيةً للحجاجز فلما‬
‫استخلف أمي الؤمني أبو العباس رحه ال عمدوا إل طريقه يوم ظه ٍر بالوفة فألقوا فيه الريان ونثروا‬
‫عليه وهو منصرف إل منله من السجد‪.‬‬

‫فأعجبه ذلك من فعلهم ث إنم رفعوا إليه ف أمرهم وأعلموه قلتهم وما كان من عمر بن عبد العزيز‬
‫ويوسف بن عمر وقالوا‪ :‬إن لنا نسبًا ف أخوالك بن الارث بن كعب وتكلم فيهم عبد ال بن الربيع‬
‫الارثي وصدقهم الجاج بن أرطاة فيما ادعوا فردهم أبو العباس صلوات ال عليه إل مائت حلة‬
‫قيمتها ثانية آلف درهم‪.‬‬

‫قال أبو مسعود‪ :‬فلما استخلف الرشيد هارون أمي الؤمني وشخص إل الكوفة يريد الج رفعوا إليه‬
‫ف أمرهم وشكوا تعنت العمال إياهم‪.‬‬

‫فأمر فكتب لم كتابٌ بالائت حلة قد رأيته‪.‬‬

‫وأمر أن يعفوا من معاملة العمال وأن يكون مؤداهم بيت الال بالضرة‪.‬‬

‫حدثنا عمرو الناقد قال‪ :‬أخبنا عبد ال بن وهب الصري عن يون بن يزيد عن ابن شهاب الزهري‬
‫اقل‪ :‬أنزلت ف كفار قريش والعرب {وقاتلوهم حت ل تكون فتنةٌ ويكون الدين ل}‪ .‬وأنزلت ف‬
‫أهل الكتاب‪{ :‬قاتلوا الذين ل يؤمنون بال ول باليوم الخر ول يرمون ما حرم ال ورسوله ول‬

‫‪64‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫يدينون دين الق} إل قوله {صاغرون}‪ .‬فكان أول من أعطى الزية من أهل الكتاب أهل نران‬
‫فيما علمنا ومانو نصارى ث أعطى أهل أيلة وأذرح وأهل أذرعات الزية ف غزوة تبوك‪.‬‬

‫اليمن‬

‫قالوا‪ :‬لا بلغ أهل اليمن ظهور رسول ال صلى ال عليه وسلم وعلو حقه أتته وفودهم‪.‬‬

‫فكتب لم كتابًا بإقرارهم على ما أسلموا عليه من أموالم وأرضهم وركازهم فأسلموا‪.‬‬

‫ووجه إليهم رسله وعماله لتعريفهم شرائع السلم وسننه وقبض صدقاتم وجزي رؤوس من أقام‬
‫على النصرانية واليهودية والجوسية منهم‪.‬‬

‫عن السن قال‪ :‬كتب رسول ال صلى ال عليه وسلم إل أهل اليمن‪ :‬من صلى صلتنا واستقبل‬
‫قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذلكم السلم له ذمة ال وذمة رسوله ومن أب فعليه الزية‪.‬‬

‫وحدثن هدبة قال‪ :‬حدثنا يزيد بن ابراهيم عن السن بثله‪.‬‬

‫قال الواقدي‪ :‬وجه رسول ال صلى ال عليه وسلم خالد بن سعيد بن العاص أميًا إل صنعاء‬
‫وأرضها‪.‬‬

‫قال‪ :‬وقال بعضهم‪ :‬ول رسول ال صلى ال عليه وسلم الهاجر بن أب أمية بت الغية الخزومي‬
‫صنعاء فقبض وهو عليها‪.‬‬

‫قال‪ :‬وقال آخرون‪ :‬إنا ول الهاجر صنعاء أبو بكر الصديق رضي ال عنه وول خالد بن سعيد‬
‫ماليف أعلى اليمن‪.‬‬

‫وقال هشام بن الكلب بن عدي‪ :‬ول رسول ال صلى ال عليه وسلم الهاجر كندة والصدف‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فلما قبض رسول ال صلى ال عليه وسلم كتب أبوبكر إل زياد بن لبيد البياضي من النصار بولية‬
‫كندة والصدف إل ما كان يتول من حضرموت وول الهاجر صنعاء ث كتب إليه بإناد زياد بن لبيد‬
‫ول يعزله عن صنعاء‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وول النب صلى ال عليه وسلم أبا موسى الشعري زبيد ورمع وعدن والساتل‪.‬‬

‫وول معاذ بن جبل الند وصي إليه القضاء وقبض جيع الصدقات باليمن‪.‬‬

‫وول نران عمرو بن حزم النصاري ويقال إنه ول أباسفيان بن حرب نران بعد عمرو بن حزم‪.‬‬

‫وأخبن عبد ال بن صال القرىء‪.‬‬

‫قال‪ :‬حدثن الثقة عن ابن ليعة عن أب السود عن عروة بن الزبي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫كتب إل زرعة بن ذى يزن‪ :‬أما بعد فإذا أتاكم رسول معاذ بن جبل وأصحابه فاجعوا ماعندكم من‬
‫الصدقة والزية فأبلغةه ذلك فإن أتاكم معاذ بن جبل وأصحابه فاجعوا ماعندكم من الصدقة والزية‬
‫فأبلغوه ذلك فإن أمي رسلى معاذ وهو من صالى من قبلى وإن مالك بن مرارة الرهاوي حدثن أنك‬
‫قد أسلمت أول حي وفارقت الشركي فأبشر بي‪.‬‬

‫وأنا آمركم يامعشر حي أل تونوا ول تادوا فإن رسول ال مول غنيكم وفقيكم‪.‬‬

‫وإن الصدقة ل تل لحمد ول لله إنا هي زكاةٌ تزكون با هي لفقراء السلمي والؤمني‪.‬‬

‫وإن مالكًا قد بلغ الب وحفظ الغيب وإن معاذًا من صالي أهلي وذوى دينهم فآمركم به خيًا فإنه‬
‫منظور إليه والسلم ‪.‬‬

‫وحدثن السي بن السود قال‪ :‬حدثن يي بن آدم قال‪ :‬حدثنا يزيد ابن عبد العزيز عن عمرو بن‬
‫عثمان بن موهب قال‪ :‬سعت موسى بن طلحة يقول‪ :‬بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم معاذ بن‬
‫جبل على صدقات اليمن وأمره أن يأخذ من الخل والنطة والشعي والعنب أو قال الزبيب العشر‬
‫ونصف العشر‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وحدثن السي قال‪ :‬حدثن يي بن آدم قال‪ :‬حدثنا زياد عن ممد بن اسحاق أن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم كتب لعمرو بن حزم حي بعثه إل اليمن‪ :‬بسم ال الرحن الرحيم‪.‬‬

‫هذا بيانٌ من ال ورسوله‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود}‪.‬‬

‫عهدٌ من ممد النب رسول ال لعمرو بن حزم حي بعثه إل اليمن‪ :‬أمره بتقوى ال ف أمره كله وأن‬
‫يأخذ من الغان خس ال وما كتب على الؤمني من الصدقة من العقار عشر ماسقى البعل وسقت‬
‫السماء ونصف العشر ما سقى الغرب ‪.‬‬

‫وحدثن السي قال‪ :‬حدثن يي بن آدم قال‪ :‬حدثنا زياد بن عبد ال البكائي عن ممد بن اسحاق‬
‫قال‪ :‬كتب رسول ال صلى ال عليه وسلم إل ملوك حي‪ :‬بسم ال الرحن الرحيم‪ :‬من ممد النب‬
‫رسول ال إل الارث بن عبد كلل ونعيم بن عبد كلل وشرح بن عبد كلل أما بعد فإن ال قد‬
‫هداكم بدايته ان أصلحتم وأطعمتم ال ورسوله وأقمتم الصلة وآتيتم الزكاة من الغان خس ال‬
‫وسهم النب وصفيه وما كتب ال على الؤمني من الصدقة من العقار عشر ماسقت العي وسقت‬
‫السماء وما سقى بالغرب نصف العشر ‪.‬‬

‫وقال هشام بن ممد الكلب‪ :‬كان كتاب رسول ال صلى ال عليه وسلم إل عريب والارث ابن‬
‫عبد كلل بن عريب بن ليشرح‪.‬‬

‫وحدثنا يوسف بن موسى القطان قال‪ :‬حدثنا جرير بن عبد الميد قال‪ :‬حدثنا منصور عن الكم‬
‫قال‪ :‬كتب رسول ال صلى ال عليه وسلم إل معاذ بن جبل وهو باليمن‪ :‬إن فيما سقت السماء أو‬
‫سقى غيلًا العشر وفيما سقى بالغرب والدالية نصف العشر إن على كل حال دينارًا أو عدل ذلك من‬
‫العاقر وأن ليفت يهودي عن يهوديته‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬الغيل السيح والغرب الدلو يعن ماسقى بالسوان والدوال والدواليب والغرافات والبعل السيح‬
‫أيضًا والعاقر ثياب لم‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫حدثنا أبو عبيد قال‪ :‬حدثنا مروان بن معاوية عن العمس عن أب وائل عن مسروق قال‪ :‬بعث‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم معاذًا إل اليمن وأمره أن يأخذ من كل ثلثي بقرة تبيعًا ومن كل‬
‫أربعي مسنة ومن كل حال دينارًا أو عدل ذلك من العاقر‪.‬‬

‫عن السن قال‪ :‬أخذ رسول ال صلى ال عليه وسلم الزية من موس هجر وموس أهل اليمن‬
‫وفرض على كل من بلغ اللم من موس اليمن من رجل أو امرأة دينارًا أو قيمته من العاقر حدثنا‬
‫عمرو الناقد عن عبد ال بن وهب عن مسلمة بن علي عن الثن ابن الصباح عن عمرو بن شعيب عن‬
‫أبيه عن جده أن رسول ال صلى ال عليه وسلم فرض الزية على كل متلم من أهل اليمن دينارا‪.‬‬

‫حدثنا شيبان بن أب شيبة البلى قال‪ :‬حدثنا قزعة بن سويد الباهلي قال‪ :‬سعت زكريا بن اسحاق‬
‫يدث عن يي بن سيفى أو أب معبد عن ابن عباس قال‪ :‬لا بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫معاذ بن جبل إل اليمن قال‪ :‬أما إنك تأت قومًا من أهل الكتاب فقل لم‪ :‬إن ال فرض عليكم ف‬
‫اليوم والليلة خس صلوات فإن أطاعوك فقل‪ :‬إن ال فرض عليكم ف السنة صوم رمضان فإن أطاعوك‬
‫فقل‪ :‬إن ال فرض عليكم حج البيت من استطاع إليه سبيل فإن أطاعوك فقل‪ :‬إن ال قد فرض‬
‫عليكم ف أموالكم صدقةً تؤخذ من أغنيائكم فترد ف فقرائكم فإن أطاعوك فإياك وكرائم أموالم‪.‬‬

‫وإياك حدثنا شيبان قال‪ :‬حدثنا حاد بن سلمة قال‪ :‬حدثنا الجاج بن أرطاة عن عثمان بن عبد ال‬
‫أن الغية بن عبد ال قال‪ :‬قال الجاج‪ :‬صدقوا كل خضراء‪.‬‬

‫فقال أبو بردة بن أب موسى‪ :‬صدق‪.‬‬

‫فقال موسى بن طلحة لب بردة‪ :‬هذا الن يزعم أن أباه كان من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم معاذ بن جبل إل اليمن فأمره أن يأخذ الصدقة من التمر والب‬
‫والشعي والزبيب‪.‬‬

‫وحدثن عمرو الناقد قال‪ :‬حدثنا وكيع عن عمرو بن عثمان عن موسى بن طلحة بن عبيد ال قال‪:‬‬
‫قرات كتاب معاذ بن جبل حي بعثه رسول ال صلى ال عليه وسلم إل اليمن فكان فيه أن تؤخذ‬
‫الصدقة من النطة والشعي والتمر والزبيب والذرة‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫حدثنا علي بن عبد ال الدين قال‪ :‬حدثنا سفيان بن عيبنة عن ابن أب نيح قال‪ :‬سألت ماهدًا ل‬
‫وضع عمر بن الطاب رضي ال عنه على أهل الشام من الزية أكثر ما وضع على أهل اليمن فقال‪:‬‬
‫لليسار‪.‬‬

‫حدثنا السي بن علي بن السود قال‪ :‬حدثنا وكيع عن سفيان عن أبراهيم ابن ميسرة عن طاووس‬
‫قال‪ :‬لا أتى معاذ اليمن أتى بأوقاص البقر والعسل فقال‪ :‬ل أومر ف هذا بشيء‪.‬‬

‫وحدثنا السي بن السود قال‪ :‬حدثنا يي بن آدم قال‪ :‬حدثنا عبد اللهع ابن البارك عن معمر عن‬
‫يي بن قيس الازن عن رجل عن أبيض بن حال أنه استقطع رسول ال صلى ال عليه وسلم اللح‬
‫الذي بارب فقال رجل‪ :‬إنه كالاء العد‪.‬‬

‫فأب أن يقعه إياه‪.‬‬

‫وحدثن القاسم بن سلم وغيه عن اساعيل بن عياش عن عمرو بن يي ابن قيس الازن عن أبيه من‬
‫حدثه عن أبيض بن حال بثله‪.‬‬

‫وحدثن أحد بن ابراهيم الدورقي قال‪ :‬حدثنا أبو داود الطيالسى قال‪ :‬حدثنا شعبة عن ساك عن‬
‫علقمة بن وائل الضري عن أبيه أن النب صلى ال عليه وسلم أقطعه أرضًا بضرموت‪.‬‬

‫عن مسلمة بن مارب قال‪ :‬لا ول ممد بن يوسف أخو الجاج بن يوسف اليمن أساء السية وظلم‬
‫الرعية وأخذ أراضي التاس بغي حقها‪.‬‬

‫فكان ما اغتصبه الرج‪.‬‬

‫قال‪ :‬وضرب على أهل اليمن خراجًا جعله وظيفة عليهم‪.‬‬

‫فلما ول عمر ابن عبد العزيز كتب إل عامله يأمره بإلغاء تلك الوظيفة والقتصار على العشر وقال‪:‬‬
‫وال لن ل تأتين من اليمن حفنة كتم أحب إل من إقرار هذه الوظيفة فلما ول يزيد بن عبد اللك‬
‫أمر بردها‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫عن أب عبد الرحن هشام بن يوسف قاضي صنعاء أن أهل خفاش أخرجوا كتابًا من أب بكر الصديق‬
‫رضي ال عنه ف قطعة أدي يأمرهم فيه أن يؤدوا صدقة الورس‪.‬‬

‫وقال مالك وابن أب ذئب وجيع أهل الجاز من الفقهاء وسفيان الثورى وأبو يوسف‪ :‬ل زكاة ف‬
‫الورس والوسة والقرط والكتم والناء والورد‪.‬‬

‫وقال أبو حنيفة‪ :‬ف قليل ذلك وكثيه الزكاة‪.‬‬

‫وقال مالك‪ :‬ف الزعفران إذا بلغ ثنه مائت درهم وبيع خسة دراهم‪.‬‬

‫وهو قول أب الزناد‪.‬‬

‫وروى عنه أيضًا أنه قال‪ :‬ل شيء ف الزعفران‪.‬‬

‫وقال أبو حنيفة وزفر‪ :‬ف قليله وكثيه الزكاة‪.‬‬

‫وقال أبو يوسف وممد بن السن‪ :‬إذا بلغ ثنه أدنة ثن خسة أوسق من ترٍ أو حنط ٍة أو شعيٍ أو ذرةٍ‬
‫ف من أصناف البوب ففيه الصدقة‪.‬‬
‫أو صن ٍ‬

‫وقال ابن أب ليلى‪ :‬ليس ف الضر شيء‪.‬‬

‫وهو قول الشعب‪.‬‬

‫وقال عطاء وابراهيم النخعي‪ :‬فيما أخرجت أرض العشر من قليل وكثي العشر أو نصف العشر‪.‬‬

‫وحدثن السي بن السود قال‪ :‬حدثنا يي بن آدم عن سعيد بن سال عن الصلت بن دينار وحدثنا‬
‫السي قال‪ :‬حدثنا يي بن آدم قال‪ :‬حدثنا ابن البارك عن معمر عن طاووس وعكرمة أنما قال‪:‬‬
‫ليس ف الورس والعطب وهو القطن زكاة‪.‬‬

‫وقال أبو حنيفة وبشر ف الذمة يلكون الرضي من أراضي العشر مثل اليمن الت أسلم عليها أهلها‬
‫والبصرة الت احياها السلمون وما أقتطعه اللفاء من القطائع الت ل حق فيها لسلم ول معاهد‪ :‬عنهم‬

‫‪70‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫يلزمون الزية ف رقابم ويوضع الراج على أرضهم بقدر احتمالا ويكون مرى ما يتب منهم مرى‬
‫مال الراج فإن أسلم منهم مسلم وضعت عنه الزية والزم الراج ف أرضه أبدا على قياس السواد‪.‬‬

‫و هو قول ابن أب ليلى‪.‬‬

‫وقال ابن شبمة و أبو يوسف‪ :‬يوضع عليهم الزية ف رقبهم وعليهم الضعف ما على السلمي ف‬
‫أرضهم و هو الميس أو العشر‪.‬‬

‫وقاسا ذلك على أمر نصارى بن تغلب‪.‬‬

‫وقال ابن شبمة وأبو يوسف‪ :‬يوضع عليهم الزية ف رقابم وعليهم الضعف ففما على السلمي ف‬
‫أرضهم وهو المس أو العشر‪.‬‬

‫وقاسا ذلك على أمر نصارى بن تغلب‪.‬‬

‫وقال أبو يوسف‪ :‬ما أخذ منهم فسبيله سبيل الراج فإن أسلم الذمى أو خرجت أرضه إل مسلم‬
‫صارت عشرية‪.‬‬

‫قد روىذلك عن عطاء والسن‪.‬‬

‫وقالبن أب ذئب وابن أب سبة وشريك بن عبد ال النخغى والشافعي‪ :‬عليهم الزية ف رقابم ول‬
‫خراج ول عشر ف أرضهم لنم ليسوا من تب عيه الزكاة وليست أرضهم بأرض خراج‪.‬‬

‫وهو قول السن بن صال ابن حي المدان‪.‬‬

‫وقال سفيان الثوري وممد بن السن‪ :‬عليهم العشر غي مضعف لن الكم حكم الرض ول ينظر‬
‫إل مالكها‪.‬‬

‫وقال الوزاعي وشريك بن عبد ال‪ :‬إن كانوا ذم ًة مثل يهود اليمن الت أسلم أهلها وهم با ل تأخذ‬
‫منهم شيئًا غي الزية ول تدع الذمى يبتاع أرضًا من أراضي العشر ول يدخل فيها يعن يلكها به‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وقال الواقدي‪ :‬سألت مالكًا عن اليهود من يهود الجاز يبتاع أرضًا بالرف فيزرعها‪.‬‬

‫قال‪ :‬يؤخذ منه العشر‪.‬‬

‫قلت‪ :‬أو لست تزعم أنه ل عشر على أرضٍ ذميٍ إذا ملك أرض عشر فقال‪ :‬ذاك اذا أقاموا ببلدهم‬
‫فأما اذا خرجوا من بلدهم فإنا تارة‪.‬‬

‫وقال أبو الزناد ومالك بن أنس وابن أب ذئب والثوري وأبو حنيفة ويعقوب ف التلب يزرع أرضًا من‬
‫أرض العشر‪ :‬إنه يؤخذ منه ضعف العشر‪.‬‬

‫وإذا اكترى رج ٌل مزرعةً عشري ًة فإن مالكًا والثوري وابن أب ذئب ويعقوب قالوا‪ :‬العشر على‬
‫صاحب الزرع‪.‬‬

‫وقال أبو حنيفة‪ :‬إذ ل يؤد رجل عشر أرضه سنتي فإن السلطان يأخذ منه العشر لا يستأنف وقال أبو‬
‫شر‪ :‬يأخذ ذلك منه لا مضى لنه حقٌ وجب ف ماله‪.‬‬

‫عمان قالوا‪ :‬كان الغلبي على عمان الزد وكان با من غيهم بشرٌ كثي ف البوادي‪.‬‬

‫فلما كانت سنة ثان بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم أبا زيد النصاري أحد الزرج وهو أحد‬
‫من جع القرآن على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ -‬واسه فيما ذكر الكلب قيس بن سكن بن‬
‫زيد بن حرام وقال بعض البصريي‪ :‬اسه عمرو بن أخطب جد عروة بن ثابت بن عمرو بن أخطب‬
‫وقال سعيد بن أوس النصاري‪ :‬اسه ثابت بن زيد ‪ -‬وبعث عمرو بن العاص السهمي إل عبدٍ‬
‫وجيفر ابن اللندي بكتاب منه يدعوها فيه إل السلم وقال‪ :‬إن أجاب القوم إل شهادة الق‬
‫وأطاعوا ال ورسوله فعمرو المي وأبو زيد وعمرو عمان وجدا عبدًا وجيفرًا بصحار على ساحل‬
‫البحر‪.‬‬

‫فأوصل كتاب النب صلى ال عليه وسلم إليهما فأسلما ودعوا العرب هاك إل السلم فأجابوا إليه‬
‫ورغبوا فيه‪.‬‬

‫فلم يزل عمرو وأبو زيد بعمان حت قبض النب صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ويقال إن أبا زيد قدم الدينة قبل ذلك‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ولا قبض رسول ال صلى ال عليه وسلم ارتدت الزد وعليها لقيط بن مالك ذو التاج‬
‫وانازت إل دبا ‪ -‬وبعضهم يقول دما ف دبا ‪ -‬فوجه أبو بكر رضي ال عنه إليهم حذيفة بن مصن‬
‫البارقي من الزد وعكرمة ابن أب جهل بن هشام الخزومي فواقعا لقيطًا ومن معه فقتله وسبيا من‬
‫أهل دبا سبيًا بعثا به إل أب بكر رحه ال‪.‬‬

‫ث إن الزد راجعت السلم وارتدت طوائف من أهل عمان ولقوا بالشحر‪.‬‬

‫فسار إليهم عكرمة فظفر بم وأصاب منهم مغنمًا وقتل بشرًا‪.‬‬

‫وجع قومٌ من مهرة بن حيدان بن عمرو ابن الاف بن قضاعة جعًا فأتاهم عكرمة فلم يقاتلوه وأدوا‬
‫الصدقة‪.‬‬

‫وول أبو بكر رضي ال عنه حذيفة بن مصن عمان فمات أبو بكر وهو عليها وصرف عكرمة ووجه‬
‫إل اليمن‪.‬‬

‫ول تزل عمان مستقيمة المر يؤدي أهلها صدقات أموالا ويؤخذ من با من الذمة جزية رؤسهم‬
‫حت كانت خلفة الرشيد صلوات ال عليه فولها عيسى ابن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد ال‬
‫بن العباس‪.‬‬

‫فخرج إليها بأهل البصرة فجعلوا يفجرون بالنساء ويسلبونم ويظهرون العازف‪.‬‬

‫فبلغ ذلك أهل عمان وجلهم شراةٌ فحاربوه ومنعوه من دخولا ث قدروا عليه فقتلوه وصلبوه وامتنعوا‬
‫على السلطان فلم يعطوه طاعة وولوا أمرهم رجلًا منهم‪.‬‬

‫وقد قال قوم‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان وجه أبا زيد بكتابه إل عبد وجيفر ابن‬
‫اللندي الزديي ف سنة ست ووجه عمرًا ف سنة ثان بعد إسامه بقيليل‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وكان إسلمه وإسلم خالد بن الوليد وعثمان بن طلحة العبدي ف صفر سنة ثان أقبل من البشة‬
‫حت أتى إل النب صلى ال عليه وسلم وإن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال لب زيد‪ :‬خذ‬
‫الصدقة من السلمي والزية من الجوس‪.‬‬

‫حدثن أبو السن الدائن عن البارك بن فضالة قال‪ :‬كتب عمر بن عبد العزيز إل عدي بن أرطاة‬
‫الفزاري عامله على البصرة‪ :‬أما بعد فإن كنت كتبت إل عمرو بن عبد ال أن يقسم ما وجد بعمان‬
‫من عشور التمر والب ف فقراء أهلها ومن سقط إليها من أهل البادية ومن أضافته إليها الاجة‬
‫والسكنة وانقطاع السبيل‪.‬‬

‫فكتب إل أل أنه سأل عاملك قبله عن ذلك الطعام والتمر فذكر أنه قد باعه وحل إليك ثنه فاردد‬
‫إل عمرو ما كان حل إليك عاملك على عمان من ثن التمر والب ليضعه ف الواضع الت أمرته با‬
‫ويصرفه فيها إن شاء ال والسلم ‪.‬‬

‫البحرين قالوا‪ :‬وكانت أرض البحرين من ملكة الفرس وكان با خلق كثي من العرب من عبد القيس‬
‫وبكر بن وائل وتيم مقيمي ف باديتها‪.‬‬

‫وكان على العرب با من قبل الفرس على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم النذر ابن ساوى أحد‬
‫بن عبد ال بن زيد بن عبد ال بن دارم بن مالك بن حنظلة ‪ -‬وعبد ال بن زيد هذا هو السبذى‬
‫نسب إل قرية بجر يقال لا السبذ ويقال إنه نسب إل السبذيي وهم قوم كانوا يعبدون اليل‬
‫بالبحرين فلما كانت سنة ثان وجه رسول ال صلى ال عليه وسلم العلء بن عبد ال بن عماد‬
‫الضرمي حليف بن عبد شس إل البحرين ليدعو أهلها إل اإسلم أو الزية وكتب معه إل النذر بن‬
‫ساوى وال سيبخت مرزبان هجر يدعوها إل السلم أو الزية‪.‬‬

‫فأسلما وأسلم معهما جيع العرب هناك وبعض العجم‪.‬‬

‫فأما أهل الرض من الجوس واليهود والنصارى فإنم صالوا العلء وكتب بينه وبينهم كتابًا نسخته‪:‬‬
‫بسم ال الرحن الرحيم‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫هذا ما صال عليه العلء بن الضرمي أهل البحرين‪ :‬صالهم على أن يكفونا العمل ويقاسونا التمر‬
‫فمن ل يف بذا فعليه لعنة ال واللئكة والناس أجعي ‪.‬‬

‫واما جزية الرؤوس فإنه أخذ لا من كل حال دينارًا‪.‬‬

‫حدثن عباس بن هشام عن أبيه عن الكلي عن أب صال عن أبن عباس قال‪ :‬كتب رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم إل أهل البحرين‪ :‬أما بعد فإنكم إذا أقمتم الصلة وآتيتم الزكاة ونصحتم اللح ورسوله‬
‫وآتيتم عشر النخل ونصف عشر الب ول تجسوا أولدكم فلكم ما أسلمتم عليه غي أن بيت النار‬
‫اله ورسوله وإن أبيتم فعليكم الزية ‪.‬‬

‫فكره الجوس الجوس واليهود السلم وأحبوا أداء الزية‪.‬‬

‫فقال منافقوا العرب‪ :‬زعم ممد ل يقبل الزية إل من أهل الكتاب وقد قبلها من موس هجر وهم‬
‫غي أهل الكتاب‪.‬‬

‫فنلت‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا عليكم ل يضركم من ضل إذا اهتديتم}‪ .‬وقد قيل إن صلى ال عليه‬
‫وسلم وجه العلء حي وجه رسله إل اللوك ف سنة ست‪.‬‬

‫وحدثن ممد بن مصفى المصي قال‪ :‬حدثنا ممد بن البارك قال‪ :‬حدثنا عتاب بن زياد قال‪:‬‬
‫حدثن ممدبن ميمون عن مغية الزدي عن ممد بن زيد بن حيان العرج‪.‬‬

‫عن العلء بن الضرمي قال‪ :‬بعثن رسول ال صلى ال عليه وسلم إل البحرين أو قال هجر وكنت‬
‫آت الائط بي الخوة قد أسلم بعضهم فآخذ من السلم العشر ومن الشرك الراج‪.‬‬

‫وحدثنا القاسم بن سلم قال‪ :‬حدثنا عثمان بن صال عن عبد ال بن ليعة عن أب السود‪.‬‬

‫عن عروة بن الزبي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كتب إل أهل هجر‪ :‬بسم ال الرحن الرحيم‪.‬‬

‫من ممد النب إل أهل هجر‪.‬‬

‫سلم أنتم‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فإن أحد إاليكم ال الذي ل إله إل هو‪.‬‬

‫أما بعد فإن أوصيكم بال وبانسكم أل تضلوا بعد إذا هدت ول تغووا بعد إذا رشدت‪.‬‬

‫أما بعد فإنه أتان الذي صنعتم وأنه من يسن منكم ليمل عليه ذنب السيء فإذا جآءكم أمرائي‬
‫فأطيعوهم وانصروهم وأعينوهم على أمر ال وف سبيله فإنه من يعمل منكم عملًا صالًا فلن يضل له‬
‫عند ال وعندي وأما بعد فقد جاءن وفدكم فلم آت إلم إل ما سرهم وإن لو جهدت حقي فيكم‬
‫كله أخرجتكم من هجر فشفعت غائبكم وأفضلت على شاهدكم {واذكروا نعمة ال عليكم}‪.‬‬

‫حدثن السي بن السود قال‪ :‬حدثنا عبيد ال بن موسى عن شيبان النحوي عن قتادة قال‪ :‬ل يكن‬
‫بالبحرين ف أيام رسول ال صلى ال عليه وسلم قتال ولكن بعضهم أسلم وبعضهم صال العلء على‬
‫أنصاف الب والتمر‪.‬‬

‫وحدثن السي قال‪ :‬حدثن يي بن آدم قال‪ :‬حدثنا السن بن صال عن أشعث عن الزهري أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم أخذ الزية من موس هجر‪.‬‬

‫وحدثن السي قال‪ :‬حدثن يي بن آدم قال‪ :‬حدثنا قيس بن الربيع عن قيس ابن مسلم عن السن‬
‫بن ممد قال‪ :‬كتب رسول ال صلى ال عليه وسلم إل موس هجر يدعوهم إل السلم فإن أسلموا‬
‫فلهم مالنا وعليهم ما علينا ومن أب فعليه الزية ف غي أكلٍ لذبائحهم ول وحدثن السي قال‪:‬‬
‫حدثن يي بن آدم عن ابن البارك عن يونس بن يزيد البلى عن الزهري عن سعيد بن السيب قال‪:‬‬
‫أخذ رسول ال صلى ال عليه وسلم من موس هجر وأخذنا عمر من موس فارس وأخذها عثمان‬
‫من بربر‪.‬‬

‫وحدثنا السي قال‪ :‬حدثن يي قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن إدريس عن مالك ابن أنس عن الزهري‬
‫بثله‪.‬‬

‫وحدثنا عمرو الناقد قال‪ :‬أخبنا عبد ال بن وهب عن يي بن عبد ال ابن سال بن عبد ال بن عمر‬
‫عن موسى بن عقبة أن النب صلى ال عليه وسلم كتب إل منذر ابن ساوى‪ :‬من ممد النب إل منذر‬
‫بن ساوى‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫سل ٌم أنت فإن أحد إليك ال الذي ل إله إل هو‪.‬‬

‫أما بعد فإن كتابك جآءن وسعت ما فيه فمن صلى صلتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذلك‬
‫السلم ومن أب ذلك فعليه الزية ‪.‬‬

‫وحدثن عباس بن هشام الكلب عن أبيه عن جده عن أب صال عن ابن عباس قال‪ :‬كتب رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم إل النذر بن ساوى فأسلم ودعا أهل هجر فكانوا بي راضٍ وكاره‪.‬‬

‫أما العرب فأسلموا وأما الجوس واليهود فرضوا بالزية وحدثنا شيبان بن فروخ حدثنا سليمان بن‬
‫الغية قال‪ :‬حدثنا حيد بن هلل قال‪ :‬بعث العلء بن الضرمي إل رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫مالًا من البحرين يكون ثاني ألفًا ما أتاه أكثر منه قبله ول بعده فأعطى منه العباس عمه‪.‬‬

‫حدثن هشام بن عمار عن إساعيل بن عياش عن عبد العزيز بن عبيد ال قال‪ :‬بعث رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم إل وضائع كسرى بجر فلم يسلموا‪.‬‬

‫فوضع عليهم الزية دينارًا على كل رجل منهم‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وعزل رسول ال صلى ال عليه وسلم العلء ث ول البحرين أبان بن سعيد بن العاص بن أمية‪.‬‬

‫وقوم يقولون‪ :‬إن العلء كان على ناحية من البحرين منها القطيف وإن أبان كان على ناحية أخرى‬
‫فيها الط والول اثبت‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ولا توف رسول ال صلى ال عليه وسلم خرج أبان من البحرين فأتى الدين‪.‬‬

‫فسأل أهل البحرين أبا بكر رضي ال عنه أن يرد العلء عليهم ففعل‪.‬‬

‫فيقال إن العلء ل يزل واليًا حت توف با سنة عشرين‪.‬‬

‫فول عمر مكانه أبا هريرة الدوسي ويقال أيضا إن عمر رضي ال عنه ول أبو هريرة قبل موت العلء‬
‫فأتى العلء توج من أرض فارس وعزم على القام با‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫قال‪ :‬ث رجع إل البحرين فمات هناك‪.‬‬

‫وكان أبو هريرة يقول‪ :‬دفنا العلء ث احتجنا إل رفع لبنة فرفعناها فلم نده ف اللحد‪.‬‬

‫وقال أبو منف‪ :‬كتب عمر بن الطاب رضي ال عنه إل العلء ابن الضرمي وهو عامله على‬
‫البحرين يأمره بالقدوم عليه وول عثمان ابن أب العاصي الثقفي البحرين وعمان‪.‬‬

‫فلما قدم العلء الدينة وله البصرة مكان عتبة بن غزوان فلما قدم العلء الدينة وله البصرة مكان‬
‫عتبة بن غزوان فلم يصل إليها حت مات وذلك ف سنة أربع عشرة أو ف أول سنة خس عشرة‪.‬‬

‫ث إن عمر ول قدامه بن مظعون المحي جباية البحرين وول أبا هريرة الحداث والصلة ث عزل‬
‫قدامة وحده على شرب المر وول أبا هريرة الصلة والحداث ث عزله وقاسه ماله ث ول عثمان‬
‫بن أب العاصي البحرين وعمان‪.‬‬

‫حدثن العمري عن اليثم قال‪ :‬كان قدامة بن مظعون على الباية والحداث وأبو هريرة على الصلة‬
‫والقضاء فشهد على قدامة با شهد به‪.‬‬

‫ث وله عمر البحرين بعد قدامة ث عزله وقاسه وأمره بالرجوع فأب فولها عثمان بن أب العاص‪.‬‬

‫فمات عمر وهو واليه عليها‪.‬‬

‫وكان خليفته على عمان والبحرين وهو بفارس أخوه مغية بن أب العاصي ويقال حفص بن أب‬
‫العاصي‪.‬‬

‫عن أب هريرة قال‪ :‬استعملن عمر بن الطاب رضي ال عنه على البحرين فاجتمعت ل اثنا عشر‬
‫ألفًا‪.‬‬

‫فلما قدمت على عمر قال ل‪ :‬يا عدو ال وعدو السلمي! أو قال وعدو كتابه سرقت مال ال قال‬
‫قلت‪ :‬لست بعدو ل ول للمسلمي أو قال لكتابه ولكي عدو من عاداها‪.‬‬

‫ولكن خيلًا تناتت وسهاما اجتمعت‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫قال‪ :‬فأخذ من اثنا عشر ألفًا‪.‬‬

‫فلما صليت الغداة قلت‪ :‬اللهم اغفر لعمر‪.‬‬

‫قال‪ :‬فكان يأخذ منهم ويعطيهم أفضل من ذلك حت إذا كان بعد ذلك قال‪ :‬أل تعمل يا أبا هريرة‬
‫قلت‪ :‬ل‪.‬‬

‫قال‪ :‬ول قد عمل من هو خي منك يوسف‪{ :‬قال اجعلن على خزائن الرض}‪.‬‬

‫فقلت‪ :‬يوسف نب ابن نب وأنا أبو هريرة بن أميمة‪.‬‬

‫وأخاف منكم ثلثًا واثنتي‪.‬‬

‫قال‪ :‬فهل قلت خسًا! قلت‪ :‬أخشى أن تضربوا ظهري وتشتموا عرضي وتأخذوا مال وأكره أن‬
‫أقول بغي حلم وأحكم بغي علم‪.‬‬

‫حدثنا القاسم بن سلم وروح بن عبد الؤمن قال‪ :‬حدثنا يعقوب بن إسحاق الضري عن يزيد بن‬
‫ابراهيم التستري عن ابن سيين عن أب هريرة أنه لا قدم من البحرين قال له عمر‪ :‬يا عدو ال كتابه!‬
‫أسرقت مال ال قال‪ :‬لست عدو ال ول عدو كتابه ولكن عدو من عاداها ول أسرق مال ال‪.‬‬

‫قال‪ :‬فمن أين اجتمعت لك عشرة آلف درهم قال‪ :‬خي ٌل تناسلت وعطا ٌء تلحق وسهامٌ اجتمعت‬
‫فقبضها قالوا‪ :‬ولا مات النذر بن ساوى بعد وفاة النب صلى ال عليه وسلم بقليل ارتد من بالبحرين‬
‫من ولد قيس بن ثعلبة بن عكابة مع الطم ‪ -‬وهو شريح بن ضبيعة بن عمرو بن مرثد أحد بن قيس‬
‫بن ثعلبة ‪ -‬وإنا سي الطم بقوله‪ :‬قد لفها الليل بسواق حطم وارتد سائر من بالبحرين من ربيعة‬
‫خل الارود وهو بشر بن عمرو العبدي ومن تابعه من قومه وأمروا عليهم ابنًا للنعمان بن النذر يقال‬
‫له النذر فصار الطم حت لق بربيعة فانضم إليها بن معه وبلغ العلء بن الضرمي الب فسار‬
‫بالسلمي حت نزل جواثا وهو حصن البحرين فدلفت إليه ربيعة فخرج إليها بن معه من العرب‬
‫والعجم فقاتلها قتالًا شديدًا‪.‬‬

‫ث إن السلمي لأوا إل الصن فحصرهم فيه عدوهم‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ففي ذلك يقول عبد ال بن حذف الكلب‪ :‬أل أبلغ أبا بك ٍر ألوكًا وفتيان الدينة أجعينا فهل لك ف‬
‫شبابٍ منك أمسوا أسارى ف جواث ماصرينا ث إن العلء خرج بالسلمي ذات ليلة فبيت ربيعة‬
‫فقاتلوا قتالًا شديدًا وقتل الطم‪.‬‬

‫وقال غي هشام بن الكلب‪ :‬أتى الطم ربيعة وهو بواثا وقد كفر أهلها جيعًا وأمروا عليهم النذر بن‬
‫النعمان فأقام معهم‪.‬‬

‫فحصرهم العلء حت فتح جواثا وفض ذلك المع وقتل الطم‪.‬‬

‫والب الول أثبت‪.‬‬

‫وف قتل الطم يقول مالك بن ثعلبة العبدي‪ :‬تركنا شريًا قد علته بصيةٌ كحاشية البد اليمان الحب‬
‫البصية من الدم ما وقع ف الرض‪.‬‬

‫ونن فجعنا أم غضبان بأبنها ونن كسرنا الرمح ف عي حبتر ونن تركنا مسمعًا متجدلًا رهينة ضبعٍ‬
‫تعتريه وأنسر قالوا‪ :‬وكان النذر بن النعمان يسمى الغرور فلما ظهر السلمون قال‪ :‬لست بالغرور‬
‫ولكن الغرور‪.‬‬

‫ولق هو وفل ربيعة بالط فأتاها العلء ففتحها وقتل النذر ومن معه‪.‬‬

‫ويقال إن النذر نا فدخل إل الشقر وأرسل الاء حوله فلم يوصل إليه حت صال الغرور على أن‬
‫يلى الدينة فخلها ولق بيلمة فقتل معه‪.‬‬

‫وقال قوم‪ :‬قتل النذر يوم جواثا‪.‬‬

‫وقم يقولون إنه استأمن ث هرب فلحق فقتل‪.‬‬

‫وكان العلء كتب إل أب بكر يستمده فكتب إل خالد بن الوليد بأمره بالنهوض إليه من اليمامة‬
‫وإناده فقدم عليه وقد قتل الطم فحصر معه الط‪.‬‬

‫ث أتاه كتاب أب بكر بالشخوص إل العراق فشخص إليه من البحرين وذلك ف سنة اثن عشر‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وقال الواقدي‪ :‬يقول أصحابنا إن خالدًا قدم الدينة ث توجه منها إل العراق‪.‬‬

‫واستشهد بواثا عبد ال بن سهيل بن عمرو أحد بن عامر ابن لؤي ويكن أبا سهيل وأمه فاخته بنت‬
‫عامر بن نوفل بن عبد مناف‪.‬‬

‫وكان عبد ال أقبل مع الشركي يوم بدر ث اناز إل السلمي مسلمًا وشهد بدرًا مع النب صلى ال‬
‫عليه وسلم‪.‬‬

‫فلما بلغ أباه سهيل بن عمرو خبه قال‪ :‬عند ال أحتسبه‪.‬‬

‫ولقيه أبو بكر وكان بكة حاجًا فعزاه به فقال سهيل‪ :‬إنه بلغن أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪ :‬يشفع الشهيد ف سبعي من أهله وإن لرجو أن ل يبدأ ابن بأحدٍ قبلي‪.‬‬

‫وكان يوم استشهد ابن ثان وثلثي سنة‪.‬‬

‫واستشهد عبد ال بن عبد ال بن أب يوم جواثا‪.‬‬

‫وقال غي الواقدي‪ :‬استشهد يوم اليمامة‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وتصن الكعب الفارسي صاحب كسرى الذي كان وجهه لقتل بن تيم حي عرضوا لعيه ‪-‬‬
‫واسه فيوز بن جشيش ‪ -‬بالزارة‪.‬‬

‫س كانوا تمعوا بالقطيف وامتنعوا من آداء الزية‪.‬‬


‫وانضم إليه مو ٌ‬

‫فأقام العلء على الزارة فلم يفتحها ف خلفة أب بكر وفتحها ف أول خلفة عمر‪.‬‬

‫وفتح العلء السابون ودارين ف خلفة عمر عنوة وهناك موضع يعرف بندق العلء‪.‬‬

‫وقال معمر بن الثن‪ :‬غزا العلء بعبد القيس قرى من السابون ف خلفة عمل بن الطاب ففتحها ث‬
‫غزا مدينة الغابة فقتل من با من العجم ث أتى الزارة وبا الكعب فحصره‪.‬‬

‫ث إن مرزبان الزارة دعا إل الباز فبارزه الباء بن مالك فقتله وأخذ سلبه فبلغ أربعي ألفًا‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ث خرج رجل من الزارة مستأمنًا على أن يدل على شرب القوم فدله على العي الارجة من الزارة‬
‫فسدها العلء فلما رأوا ذلك صالوه على أن له ثلث الدينة وثلث كا فيها من ذهب وفضة وعلى أن‬
‫يأخذ النصف ما كان لم خارجها‪.‬‬

‫وأتى الخنس العامري العلء فقال له‪ :‬إنم ل يصالوك على ذراريهم وهم بدارين‪.‬‬

‫ودل كراز النكري على الخاضة إليهم فتقحم العلء ف جاعة من السلمي البحر فلم يشعر أهل‬
‫دراين إل بالتكبي فخرجوا فقاتلوهم من ثلثة أوجه فقتلوا وحووا الذرارى والسب‪.‬‬

‫ولا رأى الكعب ذلك أسلم‪.‬‬

‫وقال كراز‪ :‬هاب العلء حياض البحر مقتحمًا فخضت قدمًا أل كفار دارينا حدثنا خلف البزاز‬
‫وعفان قال‪ :‬حدثنا هشيم قال‪ :‬أخبنا ابن عون وينس عن ممد بن سيين قال‪ :‬بارز الباء بن مالك‬
‫مرزبان الزارة فطعنه فوق صلبه وصرعه ث نزل فقطع يديه وأخذ سواريه ويلمقًا كان عليه ومنطقة‪.‬‬

‫فخمسه عمر لكثرته وكان أول سلب خس ف السلم‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وكانت اليمامة تدعى جو فصلبت امرأة من جديس يقال لا اليمامة بنت مر على بابا فسميت‬
‫باسها وال اعلم‪.‬‬

‫وقالوا‪ :‬ولا كتب رسول ال صلى ال عليه وسلم إل ملوك الفاق ف أول سنة سبع ويقال ف سنة‬
‫ست كتب إل هوذة بن علي النفي وأهل اليمامة يدعوهم إل السلم وأنفذ كتابه بذلك مع سليط‬
‫بن قيس بن عمرو النصاري ث الزرجي‪.‬‬

‫فبعثوا إل رسول ال صلى ال عليه وسلم وفدهم‪.‬‬

‫وكان ف الوفد ماعة بن مرارة فأقطعه رسول ال صلى ال عليه وسلم أرضًا مواتًا سأله إياها‪.‬‬

‫وكان فيها أيضًا الرجال بن عنفوة فأسلم وقرأ سورة البقرة وسورًا من القرآن إل أنه ارتد بعد‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وكان فيهم مسيلمة الكذاب ثامة بن كبي بن حبيب فقال مسيلمة لرسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫ل ول نعمة عي‪.‬‬

‫ولكن ال قاتلك‪.‬‬

‫وكان هوذة بن علي النفي قد كتب ال النب صلى ال عليه وسلم يسأله أن يعل المر له من بعده‬
‫على أن يسلم ويصي إليه فينصره‪.‬‬

‫فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬ل ول كرامة‪.‬‬

‫اللهم اكفنيه‪.‬‬

‫فمات بعد قليل‪.‬‬

‫فلما انصرف وفد بن حنيفة ال اليمامة ادعى مسيلمة الكذاب النبوة وشهد له الرجال بن عنفوة بأن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم أشركه ف المر معه‪.‬‬

‫فاتبعه بنو حنيفة وغيهم من باليمامة‪.‬‬

‫وكتب ال رسول ال صلى ال عليه وسلم مع عبادة بن الارث أحد بن عامر بن حنيفة ‪ -‬وهو ابن‬
‫النواحة الذي قتله عبد ال بن مسعود بالكوفة وبلغه أنه وجاعة معه يؤمنون بكذب مسيلمة ‪ :-‬من‬
‫مسيلمة رسول ال ال ممد رسول ال‪.‬‬

‫اما بعد فإن لنا نصف الرض ولقريش نصفها ولكن قريشًا ل ينصفون‪.‬‬

‫والسلم عليك وكتب عمرو ابن الاورود النفي‪.‬‬

‫فكتب إليه رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬بسم ال الرحن الرحيم‪.‬‬

‫من ممد النب ال مسلمة الكذاب‪.‬‬

‫أما بعد فـ {إن الرض ل يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقي}‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫{والسلم على من اتبع الدى}‪ .‬وكتب أب بن كعب‪.‬‬

‫فلما توف رسول ال صلى ال عليه وسلم واستخلف أبو بكر فأوقع بأهل الردة من أهل ند وما واله‬
‫ف أشهر يسية بعث خالد بن الوليد ابن الغية الخزومي ال اليمامة وأمره بحاربة الكذاب مسيلمة‪.‬‬

‫فلما شارفها ظفر بقوم من بن حنيفة فيهم ماعة بن مرارة بن سلمى فقتلهم واستبقى ماعة وحله‬
‫معه موثقًا‪.‬‬

‫وعسكر خالد على ميل من اليمامة فخرج إليه بنو حنيفة وفيهم الرجال ومكم بن الطفيل بن سبيع‬
‫الذي يقال له مكم اليمامة‪.‬‬

‫فرأى خالد البارقة فيهم فقال‪ :‬يامعشر السلمي! قد كفاكم ال مؤنة عدوكم أل ترونم وقد شهر‬
‫بعضهم السيوف على بعض وأحسبهم قد اختلفوا ووقع بأسهم بينهم‪.‬‬

‫فقال ماعة وهو ف حديدة‪ :‬كل! ولكنها الندوانية خشوا تطمها فأبرزوها للشمس لتلي متونا‪.‬‬

‫ث التقى الناس وقراء القرآن‪.‬‬

‫ث أن السلمي فآءوا وثابوا فأنزل ال عليهم نصره وهزم أهل اليمامة فأتبعوهم يقتلونم قتلًا ذريعًا‬
‫ورمى عبد الرحن ابن أب بكر الصديق أخو عائشة لبيها مكمًا بسهم فقتله وألأوا الكفرة إل‬
‫الديقة فسميت يومئذ حديقة الوت وقتل ال مسيلمة ف الديقة فبنو عامر بن لؤي بن غالب‬
‫يقولون‪ :‬قتلة خداش بن بشي بن الصم أحد بن معيص ابن عامر بن لؤي‪.‬‬

‫وبعض النصار يقولون‪ :‬قتله عبد ال بن زيد بن ثعلة أحد بن الارث بن الزرج وهو الذي أرى‬
‫الذان‪.‬‬

‫وبعضهم يقول‪ :‬قتله أبو دجانة ساك بن خرشة مم استشهد‪.‬‬

‫وقال بعضهم‪ :‬بل قتله عبد ال بن زيد بن عاصم أخو حبيب بن زيد من بن مبذول من بن النجار‪.‬‬

‫وقد كان مسلمة قطع يدي حبيب ورجليه‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وكان وحشى بن حرب البشي قاتل حزة رضي ال عنه يدعى قتله ويقول‪ :‬قتلت خي الناس وشر‬
‫الناس‪.‬‬

‫وقال قوم‪ :‬إن هؤلء جيعًا شركوا ف قتله‪.‬‬

‫وكان معاوية بن أب سفيان يدعي أنه قتله ويدعي ذلك له بنو أمية‪.‬‬

‫حدثن أبو حفص الدمشقي قال‪ :‬حدثنا الوليد بن مسلم عن خالد بن دهقان عن رجل حضر عبد‬
‫اللك بن مروان سأل رجلًا من بن حنيفة من شهد وقعة اليمامة عن قاتل مسيلمة فقال‪ :‬قتله رجل‬
‫من صفته كذا وكذا‪.‬‬

‫فقال عبد اللك‪ :‬قضيت وال لعاوية بقتله‪.‬‬

‫قال‪ :‬وجعل الكذاب يقول حي أخذ منه بالخنق‪ :‬يابن حنيفة! قاتلوا عن أحسابكم‪.‬‬

‫فلم يزل يعيده حت قتله ال‪.‬‬

‫وحدثن عبد الواحد بن غياث قال‪ :‬حدثنا حاد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه قال‪ :‬كفرت‬
‫العرب‪.‬‬

‫فبعث أبو بكر خالد بن الوليد فلقيهم‪.‬‬

‫ث قال‪ :‬وال ل أنتهى حت أناطح مسيلمة‪.‬‬

‫فقالت النصار‪ :‬هذا رأي تفردت به ل يأمرك به أبو بكر أرجع إل الدينة حت نريح كراعنا‪.‬‬

‫فقال‪ :‬وال ل أنتهي حت أناطحه‪.‬‬

‫فرجعت عنه النصار قم قالوا‪ :‬ماذا صنعنا لئن ظهر أصحابنا لقد خسسنا ولئن هربوا لقد خذلناهم‪.‬‬

‫فرجعوا ومضوا معه‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فالتقى السلمون والشركون فول السلمون مدبرين حت بلغوا الرحال‪.‬‬

‫فقام السائب بن العوام فقال‪ :‬أيها الناس! قد بلغتم الرحال فليس لمرئ مفرٌ بعد رحله‪.‬‬

‫فهزم ال الشركي وقتل مسيلمة‪.‬‬

‫وكان شعارهم يومئذ‪ :‬يا أصحاب سورة البقرة‪.‬‬

‫وحدثن بعض أهل اليمامة أن رجلًا كان ماورًا ف بن حنيفة فلما قتل مكم أنشأ يقول‪ :‬فإن أنج‬
‫منها أنج منها عظيمةً وإل فإن شاربٌ كأس مكم قالوا‪ :‬وكانت الرب قد نكت السلمي وبلغت‬
‫منهم فقال ماعة لالد‪ :‬إن أكثر أهل اليمامة ل يرجوا لقتالكم وإنا قتلتم منهم القليل وقد بلغوا‬
‫منكم ما أرى وأنا مصالك عنهم‪.‬‬

‫صاله على نصف السب ونصف الصفراء والبيضاء واللقة والكراع‪.‬‬

‫ث إن خالدًا توثق منه وبعثه إليهم فلما دخل اليمامة أمر الصبيان والنساء ومن باليمامة من الشايخ أن‬
‫يلبسوا السلح ويقوموا على الصون‪.‬‬

‫ففعلوا ذلك‪.‬‬

‫فلم يشك خالد والسلمون حي نظروا إليهم أنم مقاتلةٌ فقالوا‪ :‬لقد صدقنا ماعة‪.‬‬

‫ث إن ماعة خرج حت أتى عسكر السلمي فقال‪ :‬ان القوم ل يقبلوا ما صالتك عليه عنهم واستعدوا‬
‫لربك وهذه حصون العرض ملوءة رجالًا ول أزل بم حت رضوا بأن يصالوا على ربع السب‬
‫ونصف الصفراء والبيضاء واللقة والكراع‪.‬‬

‫فاستقر الصلح على ذلك ورضي خالد به وأمضاه وأدخل ماعة خالدًا اليمامة‪.‬‬

‫فلما رأى من بقي با قال‪ :‬خدعتن يا ماع‪.‬‬

‫وأسلم أهل اليمامة فأخذت منهم الصدقة‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وأتى خالدًا كتاب أب بكر رضي ال عنه بإناد العلء بن الضرمي فسار إل البحرين واستخلف‬
‫على اليمامة سرة بن عمرو العنبي وكان فتح اليمامة سنة أثن عشر‪.‬‬

‫حدثن أبو رباح اليمامي قال‪ :‬حدثن أشياخ من أهل اليمامة أن‬

‫مسيلمة الكذاب‬

‫كان قصيًا شديد الصفرة أخنس النف أفطس يكن أبا ثامة‪.‬‬

‫وقال غيه‪ :‬كان يكن أبا ثالة‪.‬‬

‫وكان له مؤذن يسمى حجيًا فكان إذا أذن يقول‪ :‬أشهد أن مسيلمة يزعم أن رسول ال‪.‬‬

‫فقال‪ :‬أفصح حجي‪.‬‬

‫فمضت مثلًا‪.‬‬

‫وكان من استشهد باليمامة أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة ابن عبد شس واسه هشيم ويقال مهشم‪.‬‬

‫وسال مول أب حذيفة ويكن أبا عبد ال وهو مول ثبيتة بنت يعار النصارية وبعض الرواة يقول‪:‬‬
‫نبيثة وهي امرأة‪.‬‬

‫وخالد بن أسيد بن أب العيص بن أمية‪.‬‬

‫وعبد ال وهو الكم بن سعيد بن العاص بن أمية‪.‬‬

‫ويقال لنه قتل يوم مؤتة‪.‬‬

‫وشجاع بن وهب السدي حليف بن أمية يكن أبا وهب‪.‬‬

‫والطفيل بن عمرو الدوسي من الزد ويزيد بن رقيش السدي حليف بن أمية‪.‬‬

‫ومرمة بن شريح الضرمي حليف بن أمية‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫والسائب بن العوام أخو الزبي بن العوام‪.‬‬

‫والوليد بن عبد شس بن الغية الخزومي‪.‬‬

‫والسائب بن عثمان بن مظعون المحي‪.‬‬

‫وزيد بن الطاب بن نفيل أخو عمر بن الطاب يقال قتلة أبو مري النفي فقدم بعد ذلك على مر‬
‫رضي ال عنه فقال أنت الوالق واللبيد هو الوالق‪.‬‬

‫وكان زيد يكن أبا عبد الرحن وكان أسن من عمر‪.‬‬

‫قال بعضهم‪ :‬اسم أب مري اياس بن صبيح‪.‬‬

‫وهو أول من قضى بالبصرة زمن عمر وتوف بسنبيل من الهواز‪.‬‬

‫وأبو قيس بن الارث ابن عدى بن سهم‪.‬‬

‫وعبد ال بن الارث بن قيس‪.‬‬

‫وسليط بن عمرو أخو سهيل ابن عمرو أحد بن عامر بن لؤي‪.‬‬

‫واياس بن البكي الكنان‪.‬‬

‫ومن النصار‪ :‬عباد بن الارث بن عدي أحد بن جحجبا من الوس‪.‬‬

‫وعباد بن بشر بن وقش الشهلي من الوس ويكن أبا الربيع ويقال إنه كان يكن أبا بشر‪.‬‬

‫ومالك بن أوس بن عتيك الشهلي‪.‬‬

‫وأبو عقيل بن ثعلبة بيجان البلوى حليف بن جحجبا ‪ -‬كان اسه عبد العزى فسماه النب صلى ال‬
‫عليه وسلم عبد الرحن عدو الوثان‪.‬‬

‫وسراقة بن كعب بن عبد العزى النجاري من الزرج‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وعمارة بن حزم بن زيد بن لوذان النجاري ويقال انه مات زمن معاوية‪.‬‬

‫وحبيب بن عمرو بن مصن النجاري‪.‬‬

‫ومعن بن عدي بن الد بن العجلن البلوى من قضاعة حليف النصار‪.‬‬

‫وثابت بن قيس بن شاس بن أب زهي خطيب النب صلى ال عليه وسلم أحد بن الارث بن الزرج‬
‫ويكن أبا ممد وكان على النصار يومئذ‪.‬‬

‫وأبو حنة ابن غزية بن عمرو أحد بن مازن النجار‪.‬‬

‫والعاص بن ثعلبة الدوسي من الزد حليف النصار‪.‬‬

‫وأبو دجانة ساك بن أوس بن خرشة بن لوذان الساعدي من الزرج‪.‬‬

‫وأبو أسيد مالك بن ربيعة الساعدي ويقال إنه مات سنة ستي بالدينة‪.‬‬

‫وعبد ال بن عبد ال بن أب بن مالك وكان اسه الباب فسماه رسول ال صلى ال عليه وسلم باسم‬
‫أبيه وكان أبوه منافقًا وهو الذي يقال له ابن أب سلول‪.‬‬

‫وسلول أم أب وهي خزاعية نسب إليها وأبوه مالك ابن الارث أحد بن الزرج‪.‬‬

‫ويقال إنه استشهد يوم جواثا من البحرين‪.‬‬

‫وعقبة بن عامر بن نابئ وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم بعث حبيب بن زيد بن عاصم أحد بن‬
‫مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار وعبد ال بن وهب السلمي إل مسيلمة فلم يعرض لعبد‬
‫ال وقطع يدي حبيب ورجليه‪.‬‬

‫وأم حبيب نسيبة بنت كعب‪.‬‬

‫وقال الواقدي‪ :‬إنا أقبل مع عمرو بن العاص من عمان فكفتهما مسيلمة فنجا عمرو ومن معه غي‬
‫هذين فأخذا‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وقاتلت نسيبة يوم اليمامة فانصرفت وبا جراحات‪.‬‬

‫وهي أم حبيب وعبد ال ابن زيد وقد قاتلت يوم أح ٍد أيضًا‪.‬‬

‫وهي إحدى الرأتي البايعتي يوم العقبة‪.‬‬

‫واستشهد يوم اليمامة عائذ بن ماعص الزرقى من الزرج ويزيد بن ثابت الزرجي أخو زيد بن ثابت‬
‫صاحب الفرائض‪.‬‬

‫وقد اختلفوا ف عدة من استشهد باليمامة فأقل ما ذكروا من مبلغها سبع مئة وأكثر ذلك ألف وسبع‬
‫مئة‪.‬‬

‫وقال بعضهم‪ :‬إن عدتم ألف ومائتان‪.‬‬

‫وحدثنا القاسم بن سلم قال‪ :‬حدثنا الارث بن مرة النفي عن هشام بن إساعيل أن ماعة اليمامي‬
‫أتى رسول ال صلى ال عليه وسلم فأقطعه رسول ال صلى ال عليه وسلم وكتب له كتابًا‪ :‬بسم ال‬
‫الرحن الرحيم‪.‬‬

‫هذا كتاب ممد رسول ال لجاعة بن مرارة بن سلمى‪.‬‬

‫إن أقطعتك الغورة وغرابة والبل فمن حاجك فإل الغورة قرية الغرابات تلت قارات‪.‬‬

‫قال‪ :‬ث وفد ما قبض النب صلى ال عليه وسلم على أب بكر فأقطعه الضرمة‪.‬‬

‫ث قدم على عمر فأقطعه الريا‪.‬‬

‫ث قدم على عثمان فأقطعه قطعية ‪ -‬قال الارث‪ - :‬ل أحفظ اسها‪.‬‬

‫وحدثنا القاسم بن سلم قال‪ :‬حدثنا أبو أيوب الدمشقي عن سعدان بن يي عن صدقة بن أب عمران‬
‫عن أب إسحاق المدان عن عدى بن حات أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أقطع فرات بن حيان‬
‫العجلى أرضًا باليمامة‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫حدثن ممد بن ثال اليمامي عن أشياخهم قال‪ :‬سيت الديقة حديقة الوت لكثرة من قتل با‪.‬‬

‫قال‪ :‬وقد بن إسحاق بن أب خيصة مول قيس فيها أيام الأمون مسجدًا جامعًا وكانت الديقة‬
‫تسمى أباض‪.‬‬

‫وقال ممد بن ثال‪ :‬قصر الورد نسب إل الورد بن السمي بن عبيد النفي‪.‬‬

‫وقال غيه‪ :‬سى الصن معتقًا لصانته‪.‬‬

‫يريدون أن من لأ إليه عتق من عدوه‪.‬‬

‫ي منها شرب الصعفوقة وهي ضيعة نسبت إل وكيل كان عليها يقال له خب ردة‬ ‫وقال‪ :‬الريا ع ٌ‬
‫العرب ف خلفة أب بكر الصديق رضي ال عنه قالوا‪ :‬لا استخلف أبو بكر رحه ال ارتدت طوائف‬
‫من العرب ومنعت الصدقة‪.‬‬

‫وقال قوم منهم‪ :‬نقيم الصلة ول نؤدي الزكاة‪.‬‬

‫فقال أبو بكر رضي ال عنه‪ :‬لو منعون عقالًا لقاتلتهم‪.‬‬

‫وبعض الرواة يقول‪ :‬لو منعون عناقًا والعقال صدقة السنة‪.‬‬

‫وحدثن عبد ال بن صال العجلي عن يي بن آدم عوانة بن الكم عن جرير بن يزيد عن الشعب قال‬
‫قال عبد ال بن مسعود‪ :‬لقد قمنا بعد رسول ال صلى ال عليه وسلم مقامًا كدنا نلهك فيه لول أن‬
‫ال من علينا بأب بكر‪.‬‬

‫اجتمع رأينا جيعًا على أن ل نقاتل على بنت متض وابن لبون وأن نأكل قرى عربي ًة ونعبد ال حت‬
‫يأتينا اليقي‪.‬‬

‫وعزم ال لب بكر رضي ال عنه على قتالم فو ال مارضي منهم إل بالطة الخزية أو الرب‬
‫الجلية‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فأما الطة الخزية فأن أقروا بأن من قتل منهم ف النار وأن ما أخذوا من أموالنا مردو ٌد علينا‪.‬‬

‫وأما الرب الجلية فأن يرجوا من ديارهم‪.‬‬

‫حدثنا إبراهيم بن ممد عن عرعرة قال‪ :‬حدثنا عبد الرحن بن مهدي قال‪.‬‬

‫أخبنا سفيان عن طارق بن شهاب قال‪ :‬قدم وفد بزاخة على أب بكر فخيهم بي الرب الجلية‬
‫والسلم الخزية‪.‬‬

‫فقالوا‪ :‬قد عرفنا الرب الجلية فما السلم الخزية قال‪ :‬أن ننع منكم اللقة والكراع ونغنم ما أصبنا‬
‫منكم وتردوا إلينا ما أصبتم منا وتدوا قتلنا ويكون قتلكم ف النار‪.‬‬

‫حدثنا شجاع بن ملد الفلس قال‪ :‬حدثنا بشر بن الفضل مول بن رقاش قال‪ :‬حدثنا عبد العزيز بن‬
‫عبد ال بن أب سلمة الاجشون عن عبد الواحد عن القاسم بن ممد بن أب بكر عن عمته عائشة أم‬
‫الؤمني رضي ال عنها أنا قالت‪ :‬توف رسول ال صلى ال عليه وسلم فنل بأب ما لو نزل بالبال‬
‫الراسيات لاضها‪.‬‬

‫اشرأب النفاق بالدينة وارتدت العرب فو ال ما اختلفوا ف واحدة إل طار بظها وغنائها عن‬
‫السلم‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬فخرج أبو بكر رضي ال عنه إل القصة من أرض مارب لتوجيه الزحوف إل أهل الردة ومعه‬
‫السلمون‪.‬‬

‫فصار إليهم خارجة بن حصن ابن حذيفة بن بدر الفزاري ومنظور بن زبان بن سيار الفزاري أحد بن‬
‫العشراء ف غطفان فقاتلوهم قتالًا‪.‬‬

‫فانزم الشركون واتبعهم طلحة بن عبيد ال التيمي فلحقهم بأسفل ثنايا عوسجة فقتل منهم رجلًا‬
‫وفاته الباقون فأعجزوه هربًا فجعل خارجه بن حصن يقول‪ :‬ويل للعرب من ابن أب قحافة‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ث عقد أبو بكر وهو بالقصة لالد بن الوليد بن الغية الخزومي على الناس وجعل على النصار‬
‫ثابت بن قيس بن شاس النصاري وهو أحد من استشهد يوم اليمامة إل أنه كان من تت يد خالد‬
‫وأمر خالدًا أن يصمد لطليحة بن خويلد السدي وكان قد ادعى النبوة وهو يومئذ ببزاخة وبزاخة ماء‬
‫لبن أسد ابن خزية‪.‬‬

‫فسار إليه خالد وقدم أمامه عكاشة بن مصن السدي حليف بن عبد شس وثابت بن أقرم البلوى‬
‫حليف النصار‪.‬‬

‫فلقيهما حبال ابن خويلد فقتله وخرج طليحة وسلمة أخوه وقد بلغهما الب فلقيا عكاشة وثابتًا‬
‫فقتلها‪.‬‬

‫فقال طليحة‪ :‬ذكرت أخي لا عرفت وجوهم وأيقنت أن ثائرٌ ببال عشية غادرت ابن أقرم ثاوبًا‬
‫وعكاشة الغنمي عند مال ث التقى السلمون وعدوهم واقتتلوا قتالًا شديدًا وكان عيينة بن حصن ابن‬
‫حذيفة بن بدر مع طليحة ف سبع مئةٍ من بن فزارة‪.‬‬

‫فلما رأى سيوف السلمي قد استحلمت الشركي أتاه فقال له‪ :‬أما ترى ما يصنع جيش أب الفصيل‬
‫فهل جاءك جبيل بشيْ قال‪ :‬نعم‪.‬‬

‫جاءن فقال‪ :‬إن لك رحًا كرحاه ويًا لتنساه‪.‬‬

‫فقال عيينة‪ :‬أرى أن لك يومًا لتنساه‪.‬‬

‫يابن فزارة! هذا كذاب‪.‬‬

‫وول عن عسكره فانزم الناس وظهر السلمون وأسر عيينة ابن حصن‪.‬‬

‫فقدم به الدينة فحقن أبو بكر دمه وخلى سبيله‪.‬‬

‫وهرب طليحة ابن خويلد فدخل خباءً له فاغتسل وخرج فركب فرسه وأهل بعمرة ث مضى إل مكة‬
‫ث أتى الدينة مسلمًا‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وقيل بل أتى الشام فأخذه السلمون من كان غازيًا وبعثوا به إل أب بكر بالدينة فأسلم وأبلى بعد ف‬
‫فتح العراق وناوند‪.‬‬

‫وقال له عمر‪ :‬أقتلت العبد الصال عكاشة بن مصن فقال‪ :‬إن عكاشة ابن مصن سعد ب وشقيت به‬
‫وأنا استغفر ال‪.‬‬

‫وأخبن داود بن حبال السدي عن أشياخ من قومه أن عمر بن الطاب رضي ال عنه قال لطليحة‪:‬‬
‫أنت الكاذب على ال حي زعمت أنه أنزل عليك أن ال ل يصنع بتعقي وجوهكم وقبح أدباركم‬
‫شيئًا‪.‬‬

‫فاذكروا ال أعفةً قيامًا فإن الرغوة فوق الصريح‪.‬‬

‫فقال‪ :‬يا أمي الؤمني! ذلك من فت الكفر الذي هدمه السلم كله فل تعنيف علي ببعضه‪.‬‬

‫فأسكت عمر‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وأتى خالد بن الوليد رمان وأبا ني وهناك فل بزاخة فلم يقاتلوه وبايعوه لب بكر‪.‬‬

‫وبعث خالد بن الوليد هشام بن العاص بن وائل السهمي أخا عمرو بن العاص وكان قدي السلم‬
‫وهو من مهاجرة البشة إل بن عامر بن صعصعة فلم يقاتلوه وأظهروا السلم والذان فانصرف‬
‫عنهم‪.‬‬

‫وكان قرة بن هبية القشيي امتنع من أداء الصدقة وأمد طليحة فأخذه هشام بن العاص وأتى به‬
‫خالدًا فحمله إل أب بكر فقال‪ :‬وال ما كفرت مذ آمنت ولقد مر ب عمر بن العاص منصرفًا من‬
‫عمان فأكرمته وبررته‪.‬‬

‫فسأل أبو بكر عمرًا رضي ال عنهما عن ذلك فصدقه‪.‬‬

‫فحقن أبو بكر دمه‪.‬‬

‫ويقال‪ :‬إن خالدًا كان سار إل بلد بن عامر فأخذ قرة وبعث به أب بكر‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫قال‪ :‬ث سار خالد بن الوليد إل الغمر وهناك جاعة من بن أسد وغطفان وغيهم وعليهم خارجة بن‬
‫حصن بن حذيفة‪.‬‬

‫ويقال إنم كانوا متسايدين قد جعل كل قومٍ عليهم رئيسًا منهم قاتلوا خالدًا والسلمي فقتلوا منهم‬
‫جاعة وانزم الباقون‪.‬‬

‫وف يوم الغمر يقول الطيئة العبسي‪ :‬أل كل أرماحٍ قصارٍ أذلةٍ فداءٌ لرماح الفوارس بالغمر ث أتى‬
‫خالد جو قراقر ويقال أت النقرة وكان هناك جعٌ لبن سليم عليهم أبو شجرة عمرو بن عبد العزى‬
‫السلمي وأمه النساء فقاتلوه‪.‬‬

‫فاستشهد رجل من السلمي ث فض ال جع الشركي‪.‬‬

‫وجعل خال ٌد يومئذ يرق الرتدين‪.‬‬

‫فقيل لب بكر ف ذلك‪.‬‬

‫فقال‪ :‬ل أشيم سيفًا سله ال على الكفار‪.‬‬

‫وأسلم أبو شجرة فقدم على عمر وهو يعطي الساكي فاستعطاه فقال له‪ :‬ألست القائل‪ :‬ورويت‬
‫رمي من كتيبة خالدٍ وإن لرجو بعدها أن أعمرا وعله بالدرة‪.‬‬

‫فقال‪ :‬قد ما السلم ذلك يا أمي الؤمني‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وأتى الفجاءة وهو بي بن إياس بن عبد ال السلمى أبا بكر فقال‪ :‬احلن وقون أقاتل الرتدين‪.‬‬

‫فحمله وأعطاه سلحًا‪.‬‬

‫فخرج يعترض الناس فيقتل السلمي والرتدين وجع جعًا‪.‬‬

‫فكتب أبو بكر إل طريفة بن حاجزة أخي معن بن حاجزة يأمره بقتاله‪.‬‬

‫فقاتله وأسره ابن حاجزة‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فبعث به إل أب بكر فأمر أبو بكر بإحراقه ف ناحية الصلى‪.‬‬

‫ويقال‪ :‬إن أبا بكر كتب إل معن ف أمر الفجاءة فوجه مع ٌن إليه طريفة أخاه فأسره‪.‬‬

‫ث سار خالد إل من بالبطاح والبعوضة من بن نيم فقاتلوه ففض جعهم وقتل مالك بن نويرة أخا‬
‫متمم بن نويرة‪.‬‬

‫وكان مالك عاملًا للنب صلى ال عليه وسلم على صدقات بن حنظلة‪.‬‬

‫فلما قبض صلى ال عليه وسلم خلى ما كان ف يده من الفرائض وقال‪ :‬شأنكم بأموالكم يابن‬
‫حنظلة‪.‬‬

‫وقد قيل إن خالدًا ل يلق بالبطاح والبعوضة أحدًا ولكنه بث السرايا ف بن تيم وكان منها سريةٌ‬
‫عليها ضرار بن الزور السدي فلقى ضرار مالكًا فاقتتلوا وأسره وجاعة معه فأتى بم فضربت‬
‫أعناقهم وتول شرار ضرب عنق مالك‪.‬‬

‫ويقال إن مالكًا قال لالد‪ :‬إن وال ما ارتددت‪.‬‬

‫وشهد أبو قتادة النصاري أن بن حنظلة وضعوا السلح وأذنوا‪.‬‬

‫فقال عمر بن الطاب لب بكر رضي ال عنهما‪ :‬بعثت رجلًا يقتل السلمي ويعذب بالنار‪.‬‬

‫وق روى أن متمم بن نويرة دخل على عمر بن الطاب فقال له‪ :‬ما بلغ من وجدك على أخيك‬
‫مالك قال‪ :‬بكيته حولًا حت أسعدت عين الذاهبة عين الصحيح وما رأيت نارًا إل كدت أنقطع لا‬
‫أسفًا عليه لنه كان يوقد ناره إل الصبح مافة أن يأتيه ضيف فل يعرف مكانه‪.‬‬

‫قال‪ :‬فصفه ل‪.‬‬

‫قال‪ :‬كان يركب الفرس الرور ويقود المل الثقال وهو بي الزادتي النضوحي ف الليلة القرة وعليه‬
‫ت معتقلًا رمًا خطلًا فيسرى ليلته ث يصبح وكان وجه فلقة قمر قال‪ :‬فأنشدن بعض ما قلت‬
‫شلة فلو ٌ‬
‫فيه‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فأنشده مرثيته الت يقول فيها‪ :‬وكنا كندمان جذية حقبةً من الدهر حت قيل لن يتصدعا فقال عمر‪:‬‬
‫لو كنت أحسن قول الشعر لرثيت أخي زيدًا‪.‬‬

‫فقال‪ :‬متمم‪ :‬ول سواء يا أمي الؤمني! لو كان أخي صرع مصرع أخيك ما بكيته‪.‬‬

‫فقال عمر‪ :‬ما عزان أحدٌ بأحسن ما عزيتن‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وتنبأت أم صادرٍ سجاح بنت أوس بن حق بن أسامة ابن الغنيز بن يربوع بن حنظلة بن مالك‬
‫بن زيد مناة بن تبم ويقال هي سجاح بنت الارث بن عقفان بن سويد بن خالد بن أسامة‬
‫وتكهنت‪.‬‬

‫فاتبعها قوم من بن تيم وقومٌ من أخوالا بن تغلب‪.‬‬

‫ث إنا سجعت ذات يوم فقالت‪ :‬إن رب السحاب يأمركم أن تغزوا الرباب‪.‬‬

‫فغزتم فهزموها ول يقاتلها أح ٌد غيهم فأتت مسيلمة الكذاب وهو بجرٍ فتزوجه وجعلت دينها‬
‫ودينه واحدًا‪.‬‬

‫فلما قتل وقال ابن الكلب‪ :‬أسلمت سجاح وهاجرت إل البصرة وحسن إسلمها‪.‬‬

‫وقال عبد العلى بن حاد النرسي‪ :‬سعت مشايخ من البصريي يقولون‪ :‬إن سرة بن جندب الفزاري‬
‫صلى عليها وهو يلي البصرة من قبل معاوية قبل قدوم عبيد ال بن زياد من خراسان ووليته البصرة‪.‬‬

‫وقال ابن الكلب‪ :‬كان مؤذن سجاح النبة بن طارق بن عمرو بن حوط الرياحي وقوم يقولون‪ :‬إن‬
‫شبث بن ربعي الرياحي كان يؤذن لا‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وارتدت خولن باليمن فوجه أبو بكر إليهم يعلى بن منية وهي أمه وهي من بن مازن بن‬
‫منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلن ابن مضر وأبو أمية بن أب عبيدة من ولد مالك بن‬
‫حنظلة بن مالك حليف بن نوفل بن عبد مناف فظفر بم وأصاب منهم غنيمة وسبايا‪.‬‬

‫ويقال ل يلق حربًا فرجع القوم إل السلم‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ردة بن وليعة والشعث بن قيس بن معدي كرب ابن معاوية الكندي قالوا‪ :‬ول رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم زياد بن لبيد البياضي من النصار حضر موت ث ضم إليه كنده‪.‬‬

‫ويقال إن الذي ضم إليه كنده أبو بكر الصديق رضي ال عنه‪.‬‬

‫وكان زياد بن لبيد رجلًا حازمًا صليبًا فأخذ ف الصدقة من بعض كنده قلوصًا فسأله الكندي ردها‬
‫عليه وأخذ غيها‪.‬‬

‫وكان قد وسها بيسم الصدقة فأب ذلك وكلمه الشعث بن قيس فيه فلم يبه وقال‪ :‬لست برا ٍد شيئًا‬
‫قد وقع اليسم عليه‪.‬‬

‫فاتقضت عليه كنده كلها إل السكون فإنم كانو معه فقال شاعرهم‪ :‬ونن نصرنا الدين إذ ضل‬
‫قومنا شقا ًء وشايعنا ابن أم زياد ول نبغ عن حق البياضي مزحلًا وكان تقى الرحن أفضل زاد وجع له‬
‫بنو عمرو بن معاوية بن الارث الكندي فبيتهم فيمن معه من السلمي فقتل منهم بشرًا فيهم مةس‬
‫ومشرح وحد وأبضعة بن معدي كرب ابن وليعة بن شر حبيل بن معاوية بن حجر القرد والقرد‬
‫الوادف كلمهم ابن الارث بن الولدة بن عمرو بن معاوية بن الارث‪.‬‬

‫وكانت لؤلء الخوة أوديتٌ يلكونا فسموا اللوك الربعة‪.‬‬

‫وكانوا وفدوا على النب صلى ال عليه وسلم ث ارتدوا وقتلت أختٌ لم يقال لا العمردة وقاتلها‬
‫يسبها رجل‪.‬‬

‫ث إن زيادًا أقبل بالسب والموال فمر على الشعث بن قيس وقومه فصرخ النساء والصبيان وبكوا‬
‫فحمى الشعث أنفًا وخرج ف جاعة من قومه فعرض لزياد ومن معه‪.‬‬

‫فاصيب ناس من السلمي ث هزموهم‪.‬‬

‫فاجتمعت عظماء كنده إل الشعث بن قيس‪.‬‬

‫فلما رأى زياد ذلك كتب إل أب بكر يستمده وكتب أبو بكر إل الهاجر بن أب أمية يأمره بإناده‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فلقيا الشعث بن قيس فيمن معهما من السلمي ففضا جعه وأوقعا بأصحابه فقتل منهم مقتله‬
‫عظيمة‪.‬‬

‫ث إنم لأوا إل النجي وهو حصن لم فحصرهم السلمون حت جهدوا‪.‬‬

‫فطلب الشعث المان لعدة منهم وأخرج نفسه من العدة‪.‬‬

‫وذلك إن الفشيش الكندى ‪ -‬واسه معدان بن السود بن معدي كرب ‪ -‬أخذ بقوه وقال‪ :‬أجعلن‬
‫من العدة‪.‬‬

‫فأدخله وأخرج نفسه‪.‬‬

‫ونزل إل زياد بن لبيد والهاجر فبعثا به إل أب بكر الصديق فمن عليه وزوجه أخته أم فروة بنت أب‬
‫قحافة‪.‬‬

‫فولدت له ممدًا واسحاق وقريبة وحبابة وجعدة‪.‬‬

‫وبعضهم يقول‪ :‬زوجه أخته قريبة‪.‬‬

‫ولا تزوجها أتى السوق فلم ير با جزورًا إل كسف عروقوبيها وأعطى ثنها وأطعمها الناس‪.‬‬

‫وأقام بالدينة ث سار إل الشام والعراق غازيًا ومات بالكوفة وصلى عليه السن بن علي بن أب طال‬
‫بعد صلحه معاوية‪.‬‬

‫وكان الشعث يكن أبا ممد ويلقب عرف النار‪.‬‬

‫وقال بعض الرواة‪ :‬ارتد بنو وليعة قبل وفاة النب صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫فلما بلغت زياد بن لبيد وفاته صلى ال عليه وسلم دعا الناس إل بيعة أب بكر فبايعوه خل بن وليعة‬
‫فبيتهم وقتلهم‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وارتد الشعث وتصن ف النجي فحاصره زياد بن لبيد والهاجر اجتمعا عليه وأمدها أبو بكر رضي‬
‫ال عنه بعكرمة بن أب جهل بعد انصرافه من عمان‪.‬‬

‫فقدم عليهما قالوا‪ :‬وكان بالنجي نسوة شت بوفاة رسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫فكتب أبو بكر رضي ال عنه ف قطع أيديهن وارجلهن منهن الثبجاء الضرمية وهند بنت يامي‬
‫اليهودية‪.‬‬

‫وحدثن بكر بن اليثم قال‪ :‬حدثن عبد الرزاق بن هام اليمان عن مشايخ حدثوه من أهل اليمن أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ول خالد بن سعيد بن العاص صنعاء فأخرجه العنسى الكذاب عنها‬
‫وأنه ول الهاجر بن أب أمية على كنده وزياد بن لبيد النصاري على حضر موت والصدف ‪ -‬وهم‬
‫ولد مالك بن مرتع بن معاوية بن كنده ‪ -‬وأنا سى صدفًا لن مرتعا تزوج حضرمية وشرط لا أن‬
‫تكون عنده فإذا ولدت ل يرجا من دار قومها‪.‬‬

‫فولدت له مالكًا‪.‬‬

‫فضى الاكم عليه بأن يرجها إل أهلها‪.‬‬

‫فلما خرج مالك عنه معها قال‪ :‬صدف عن مالك‪.‬‬

‫فسمى الصدف‪.‬‬

‫وقال عبد الرزاق‪ :‬فأخبن مشايخ من أهل اليمن قالوا‪ :‬كتب أبو بكر إل زياد بن لبيد والهاجر بن‬
‫أب أمية الخزومي وهو يومئذ على كنده يأمرها أن يتمعا فتكون أيديهما يدًا وأمرها واحدًا فيأخذا‬
‫له البيعة ويقاتل من امتنع من أداء الصدقة‪.‬‬

‫وأن يستعينا بالؤمني على الكافرين وبالطيعي على العاصي والخالفي‪.‬‬

‫فأخذا من رجل من كندة ف الصدقة بكرة من البل فسألما أخذ غيها فسامه الهاجر وأب زياد إل‬
‫أخذها وقال‪ :‬ما كنت لردها بعد أن وقع عليها ميسم الصداقة‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فجمع بن عمرو بن معاوية جعًا‪.‬‬

‫فقال زياد بن لبيد للمهاجر‪ :‬قد ترى هذا المع وليس الرأي أن نزول جيعًا‪.‬‬

‫فقال زياد بن لبيد للمهاجر‪ :‬قد ترى هذا المع وليس الرأي أن نزول جيعًا عن مكاننا ولكن أنفصل‬
‫عن العسكر ف جاعة فيكون ذلك أخفى للمر وأستر‪.‬‬

‫ث أبيت هؤلء الكفرة‪.‬‬

‫وكان زياد حازمًا صليبًا‪.‬‬

‫فصار إل بن عمرو وألقاهم ف الليل فبيتهم فأتى على أكثرهم وجعل بعضهم يقتل بعضًا‪.‬‬

‫ث اجتمع والهاجر ومعهما السب والسارى فعرض لما الشعث بت قيس ووجوه كنده فقاتلهم‬
‫قتالًا شديدًا‪.‬‬

‫ث إن الكنديي تصنوا بالنجي فحاصرهم حت جهدهم الصار وأضر بم ونزل الشعث على الكم‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وكانت حضرموت أتت كنده منجدة لما فواقعهم زياد والاجر فظفرا بم وارتدت خولن‬
‫فوجه إليهم أبو بكر بعلي بن منية فقاتلهم حت أذعنوا وأقروا بالصدقة ث أتى الهاجر كتاب أب بكر‬
‫بتوليه صنعاء وماليفها وجع عمله لزياد إل ما كان ف يده‪.‬‬

‫فكانت اليمن بي ثلثة‪ :‬الهاجر وزياد ويعلى‪.‬‬

‫وول أبوسفيان بن حرب ما بي آخر حد الجاز وآخر حد نران‪.‬‬

‫وحدثن أبو الثمار قال‪ :‬حدثن شريك قال‪ :‬أنبأنا إبراهيم بن مهاجر عن ابراهيم النخمي قال‪ :‬ارتد‬
‫الشعث بن قيس الكندي ف ناس من كنده فحوصروا فأخذ المان لسيعي منهم ول يأخذه لنفسه‬
‫فأتى به أبو بكر فقال‪ :‬إتا قاتلوك لنه لأمان لك إذا أخرجت نفسك من العدة فقال‪ :‬بل تن علي‬
‫ياخليفة رسول ال وتزوجن‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ففعل وزوجه أخته‪.‬‬

‫وحدثنا القاسم بن سلم أبو عبيد قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن صال كاتب الليث ابن سعد عن علوان بن‬
‫صال عن صال بن كيسان عن حيد بن عبد الرحن عن عبد الرحن بن عوف عن أب بكر الصديق‬
‫أنه قال‪ :‬ثلث تركتهن ووددت أن ل أفعل‪.‬‬

‫وددت أن يوم أتيت بالشعث بن قيس ضربت عنقه فإنه تيل إل انه ليرى شرًا إل سعى فيه وأعان‬
‫عليه‪.‬‬

‫وودت أن يوم أتيت بالفجاءة قتلته ول أحرقه‪.‬‬

‫وودت أن حي وجهت خالدًا إل الشام وجهت عمر بن الطاب إل العراق فأكون قد بسطت يين‬
‫وشال جيعًا ف سبيل ال‪.‬‬

‫أخبن عبدال بن صال العجلي عن يي بن آدم عن السن بن صال عن فراس أو بنان‪.‬‬

‫عن الشعب أن أبا بكر رد سبايا النجي بالفداء لكل رأس أربع مئة درهم وأن الشعث بن قيس‬
‫استسلف من تار الدينة فداءهم ففداهم ث رده لم‪.‬‬

‫وقال الشعث بن قيس يرثي بشي بن الودح وكان من وفد على رسول ال صلى ال عليه وسلم ث‬
‫ارتد يزيد بن أماناة ومن قتل يوم النيجر‪ :‬فل غرو أل يوم يقسم سبيهم وما الدهر عندي بعدهم بأمي‬
‫وكنت كذات البو ربعت فأقبلت على بوها إذا طربت بني عن ابن أماناة الكري وبعده بشي الندى‬
‫فليجر دمع عيون أمر السود العنسى ومن ارتد معه باليمن قالوا‪ :‬كان السود بن كعب بن عوف‬
‫العنسى قد تكهن وادعى النبوة فاتبعه عنسى واسم عنسى زيد بن مالك بن أدد بن يشجب ابن‬
‫عريب بن زيد بن كهلن بن سبأ وعنس أخو مراد بن مالك وخالد ابن مالك وسعد العشية بن‬
‫مالك‪.‬‬

‫واتبعه أيضًا قومٌ من غي عنسى وسى نفسه رحان اليمن كما تسمى مسيلمة رحان اليمن كما‬
‫تسمى مسيلمة رحان اليمامة‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وكان له حار معلم يقول له‪ :‬اسجد لربك‪.‬‬

‫فيسجد ويقول له‪ :‬ابرك فيبك‪.‬‬

‫فسمى ذا المار‪.‬‬

‫وقال بعضهم‪ :‬هو ذو المار لنه كان متخمرًا معتمًا أبدًا‪.‬‬

‫وأخبن بعض أهل اليمن أنه كأن أسود الوجه فسمى السود للونه وأن اسه عيهلة‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬فبعث رسول ال صلى ال عليه وسلم جرير بن عبد ال البجلى ف السنة الت توف رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم فيها وفيها كان إسلم جرير إل السود يدعوه إل السلم قالوا‪ :‬وأتى السود‬
‫صنعاء فغل عليها وأخرج خالد بن سعيد بن العاص عنها ويقال أنه إنا أخرج الهاجر بن أب أمية‬
‫واناز إل ناحية زياد بن لبيد البياض وكان عنده حت أتاه كتاب أب بكر يأمره بعاونة زياد فلما فرغ‬
‫من أمرها وله صنعاء وأعمالا‪.‬‬

‫وكان السود متجبًا فاستذل البناء وهم أولد أهل فارس الذين وجههم كسرى إل اليمن مع ابن‬
‫ذي يزن وعليهم وهرز واستخدمهم فأضر بم وتزوج الرزبانة امرأة باذام ملكهم وعامل أبرويز‬
‫عليهم‪.‬‬

‫فوجه رسول ال صلى ال عليه وسلم قيس بن هبية الكشوح الرادي لقتاله‪.‬‬

‫وإنا سي الكشوح لنه كوى على كشحه من داء كان به امره باستمالة البناء‪.‬‬

‫وبعث معه فروة بن مسيك الرادي‪.‬‬

‫فلما صار إل اليمن بلغتهما وفاة رسول ال صلى ال عليه وسلم فأظهر قيس للسود أنه على رأيه‬
‫حت بينه وبي دخول صنعاء فدخلها ف جاعة من مدحج وهدان وغيهم‪.‬‬

‫ث استمال فيوز بن الديلمي أحد البناء‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وكان فيوز قد أسلم‪.‬‬

‫ث أتيا باذام رأس البناء ويقال إن باذام قد كان مات ورأس البناء بعده خليفة له يسمى داذويه‬
‫وذلك أثبت‪.‬‬

‫فأسلم داذويه‪.‬‬

‫ولقى قيس باب بن ذي الرة الميي فاستماله وبث داذوية دعائه ف البناء فأسلموا فتطابق هؤلء‬
‫جيعًا على قتل السود واغتياله ودسوا إل الرزبانة امرأته من أعلمها الذي هم عليه‪.‬‬

‫وكانت شائنةً له‪.‬‬

‫فدلتهم على جدو ٍل يدخل إليه منه‪.‬‬

‫فدخلوا سحرًا ويقال بل نقبوا جدار بيته بالل نقبًا ث دخلوا عليه‪.‬‬

‫فسكنوا وأمسكوا‪.‬‬

‫واحتز قيس رأسه ث عل سور الدينة حي أصبح فقال‪ :‬ال أكب! ال أكب!‪.‬‬

‫أشهد أن ل إله إل ال واشهد أ ممدًا رسول ال وأن السود كذابٌ عدو ال‪.‬‬

‫فاجتمع أصحاب السود فألقى إليهم رأسه فتفرقوا إل قليل وخرج أصحاب قيس ففتحوا الباب‬
‫ووضعوا ف بقية أصحاب العنسى السيف فلم ينج إل من أسلم منهم‪.‬‬

‫وذكر بعض الرواة أن الذي قتل السود العنسى فيوز بن الديلمى وأن قيسًا أجاز عليه واحتز رأسه‪.‬‬

‫وذكر بعض أهل العلم أن قتل السود كان قبل وفاة النب صلى ال عليه وسلم بمسة أيام‪.‬‬

‫فقال ف مرضه‪ :‬قد قتل ال السود العنسى‪.‬‬

‫قتله الرجل الصال فيوز بن الديلمى وأن الفتح ورد على أب بكر بعد ما استخلف بعشر ليال‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وأخبن بكر بن اليثم قال‪ :‬حدثن ابن أنس اليمان عمن أخبه عن النعمان بن برزج أحد البناء أن‬
‫عامل النب صلى ال عليه وسلم الذي أخرجه السود عن صنعاء أبان بن سعيد بن العاص وأن الذي‬
‫قتل السود العنسى فيوز بن الديلي وأن قيسًا وفيوز ادعيا قتله وها بالدينة‪.‬‬

‫فقال عمر‪ :‬قتله هذا السد بعن فيوز‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ث إن قيسًا اتم بقتل داذويه وبلغ أبا بكر أنه على إجلء البناء عن صنعاء فأغضبه ذلك وكتب‬
‫إل الهاجر بن أب أمية حي دخل صنعاء وهو عامله عليها يأمره بمل قيس إل ما قبله‪.‬‬

‫فلما قدم به عليه أحلفه خسي يينًا منب رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه ما قتل داذويه فحلف‬
‫فخلى سبيله ووجهه إل الشام مع من انتدب لغزو الروم من السلمي‪.‬‬

‫فتوح الشم‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬لا فرغ أبو بكر رضي ال عنه من أمر أهل الردة رأى توجيه اليوش إل الشام‪.‬‬

‫فكتب إل أهل مكة والطائف واليمن وجيع العرب بند والجاز يستنفرهم للجهاد ويرغبهم فيه‬
‫وغنائم الروم فسارع الناس إليه بي متسب وطامع وأتوا الدينة من كل أوب‪.‬‬

‫فعقد ثلثة ألوية لثلثة رجال‪ :‬خالد بن سعيد بن العاص بن أمية وشرحبيل بن حسنة حليف بت جح‬
‫‪ -‬وشرحبيل فيما ذكر الواقدي ابن عبد ال الطاع الكندي وحسنة أمه وهي مولة معمر بن حبيب‬
‫بن وهب بن حذافة بن جح وقال الكلب‪ :‬هو شرحبيل بن ربيعة بن الطاع من ولد صوفة وهم‬
‫الغوث بن مر بن أد بن طابة ‪ -‬وعمر بن العاص بن وائل السهمي‪.‬‬

‫وكان عقده هذه اللوية يوم الميس لستهل صفر سنة ثلث عشرة وذلك بعد مقام اليوش‬
‫معسكرين بالوف الحرم كله وأبو عبيدة بن الراح يصلي بم وكان أبو بكر أراد أبا عبيدة أن يعقد‬
‫له فاستعفاه من ذلك‪.‬‬

‫وقد روى قوم أنه عقد له وليس ذلك بثبت ولكن عمر وله الشام كله حي استخلف‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وذكر أبو منف أن أبا بكر قال للمراء‪ :‬إن اجتمعتم على قتال فأميكم أبو عبيدة عامر بن الراح‬
‫الفهري وإل فيزيد بن أب سفيان‪.‬‬

‫وذكر أن عمرو بن العاص إنا كان مددًا للمسلمي وأميًا على من ضم إليه‪.‬‬

‫قال‪ :‬ولا عقد أبو بكر لالد بن سعيد كره عمر ذلك‪.‬‬

‫فكلم أبا بكر ف عزله وقال‪ :‬إنه رجل فخور يمل أمره على الغالية والتعصب‪.‬‬

‫فعزله أبو بكر ووجه أبا أروى الدوسي لخذ لوائه فلقيه بذي الروة فأخذ اللواء منه وورد به على أب‬
‫بكر فدفعه أبو بكر رضي ال عنه ال يزيد بن أب سفيان فسار به ومعاوية أخوه يمله بي يديه‪.‬‬

‫ويقال بل سلم اليه اللواء بذي الروة فمضى على جيش خالد وسار خالد بن سعيد متسبًا ف جيش‬
‫شرحبيل‪.‬‬

‫وأمر أبوبكر رضي ال عنه عمرو بن العاص أن يسلك طريق أيلة عامدًا لفلسطي وامر يزيد أن يسلك‬
‫طريق تبوك وكتب إل شرحبيل أن يسلك أيضًا طريق تبوك‪.‬‬

‫وكان العقد لكل أمي ف بدء المر على ثلثة آلف رجل فلم يزل أبو بكر يتبعهم المداد حت صار‬
‫مع كل أمي سبعة آلف وخس مئة ث تتام جعهم بعد ذلك أربعة وعشرين ألفًا‪.‬‬

‫وروي عن الواقدي‬

‫أن أبا بكر ول عمرًا فلسطي وشرحبيل الردن ويزيد دمشق وقال‪ :‬إذا كان قتال فأميكم الذي‬
‫تكونون ف عمله‪.‬‬

‫وروي أيضًا أنه أمر عمرًا مشافهة أن يصلي بالناس إذا اجتمعوا وإذا تتفرقوا صلى كل أمي بأصحابه‪.‬‬

‫وأمر المراء أن يعقدوا لكل قبيلة لواء يكون فيهم‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫قالوا‪ :‬فلما صار عمرو بن العاص إل أول عمل فلسطي كتب إل أب بكر يعلمه كثرة عدد العدو‬
‫وعدتم وسعة أرضهم وندة مقاتلتهم‪.‬‬

‫فكتب أبو بكر إل خالد بن الوليد بن الغية الخزومي وهو بالعراق يأمره بالسي إل الشام‪.‬‬

‫فيقال إنه جعله أميًا على المراء ف الرب‪.‬‬

‫وقال قوم‪ :‬كان خالد أميًا على أصحابه الذين شخصوا معه وكان السلمون إذا اجتمعوا لرب أمره‬
‫المراء فيها لبأسه وكيده وين نقيبته‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬فـ‬

‫أول وقعة كانت بي السلمي وعدوهم‬

‫بقرية من قرى غزة يقال لا دائن كانت بينهم وبي بطريق غزة‪.‬‬

‫فاقتتلوا فيها قتالًا شديدًا‪.‬‬

‫ث إن ال تعال أظهر أولياءه وهزم أعداءه وفض جعهم وذلك قبل قدوم خالد بن الوليد الشام‪.‬‬

‫وتوجه يزيد بن أب سفيان ف طلب ذلك البطريق‪.‬‬

‫فبلغه أن بالعربة من أرض فلسطي جعًا للروم فوجه اليهم أبا أمامة الصدي بن عجلن الباهلي فأوقع‬
‫بم وقتل عظيمهم ث انصرف‪.‬‬

‫وروى أبو منف ف يوم العربة أن ستة قاد من قواد الروم نزلوا العربة ف ثلثة آلف فسار اليهم أبو‬
‫أمامة ف كثف من السلمي فهزمهم وقتل أحد القواد ث اتبعهم فصاروا ال الدبية فهزمهم وغنم‬
‫السلمون غنمًا حسنًا‪.‬‬

‫وحدثن أبو حفص الشامي‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫عن مشايخ أهل الشام قالوا‪ :‬كانت أول وقائع السلمي وقعة العربة ول يقاتلوا قبل ذلك مذ فصلوا‬
‫من الجاز‪.‬‬

‫ول يروا بشيء من الرض فيما بي ابلحجاز وموضع هذه الوقعة إل غلبوا عليه بغي حرب وصار ف‬
‫أيديهم‪.‬‬

‫ذكر شخوص خالد بن الوليد إل الشام وما فتح ف طريقه‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬لا أتى خالد بن الوليد كتاب أب بكر وهو بالية خلف الثن بن حارثة الشيبان على ناحية‬
‫الكوفة وسار ف شهر ربيع الخر سنة ثلث عشرة ف ثان مئة ويقال ف ست مئة ويقال ف خس مئة‬
‫فأتى عي التمر‪.‬‬

‫ففتحها عنوة‪.‬‬

‫ويقال إن كتاب أب بكر وافاه وهو بعي التمر وقد فتحها فسار خالد من عي التمر فأتى صندودآء‬
‫وبا قوم من كنده وأياد والعجم فقاتله أهلها فظفر وخلف با سعد بن حرام النصاري فولده اليوم‬
‫با‪.‬‬

‫وبلغ خالدًا أن جعًا لبن تغلب بن وائل بالضيح والصيد مرتدين عليهم ربيعة بن بي‪.‬‬

‫فأتاهم فقاتلوه فهزمهم وسب وغنم وبعث بالسب إل أب بكر‪.‬‬

‫فكانت منهم أم حبيب الصهباء بنت حبيب بن بيي وهي أم عمر بن أب طالب‪.‬‬

‫ث أغار خالد على قراقر وهو ماء لكلب ث فوز منه إل سوى وهو ماء لكب أيضًا ومعهم فيه قوم من‬
‫برآ‪.‬‬

‫فقتل حرقوص بن النعمان البهران من قضاعة واكتسح أموالم‪.‬‬

‫وكان خالد لا ركب الفازة عمد إل الرواحل راحلةً راحلةً ويشرب وأصحابه الاء من أكراشها‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وكان له دليل يقال له رافع بن عمي الطائي ففيه يقول الشاعر‪ :‬ل در نافعٍ أن اهتدى فوز من قرارٍ‬
‫إل سوى ماءٌ إذا ما رامه البس انثن ما جازها قبلك من إنسٍ يرى وكان السلمون لا انتهوا إل‬
‫سوى وجدوا حرقوصًا وجاعةً معه يشربون ويتغنون وحرقوص يقول‪ :‬أل عللن قبل جيش أب بكر‬
‫ب ول ندرى فلما قتله السلمون جعل دمه يسيل ف الفنة الت كان فيها شرابه‪.‬‬ ‫لعل منايانا قري ٌ‬

‫ويقال إن رأسه سقط فيها أيضًا‪.‬‬

‫وقال بعض الرواة‪ :‬إن الغن بذا البيت رجل من كان أغار خالد عليه من بن تغلب مع وقال‬
‫الواقدي‪ :‬خرج خالد من سوى إل الكواثل ث أتى قرقيسيا فخرج إليه صاحبها ف خلق فتركه واناز‬
‫إل الب ومضى لوجهه وأتى خالد أركة وهي أرك فأغار على أهلها وحاصرهم ففتحها صلحًا على‬
‫شيء أخذه منهم للمسلمي‪.‬‬

‫وأتى دومة أتندل ففتحها‪.‬‬

‫ث أتى قصم فصاله بنو مشجعة ابن أتتيم بن النمر بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الاف‬
‫بن قضاعة وكتب لم أمانا‪.‬‬

‫ث أتى تدمر فامتنع أهلها وتصنوا ث طلبوا المان فأمنهم على أن يكونوا ذمة وعلى أن قروا السلمي‬
‫ورضخوا لم‪.‬‬

‫ث أتى القريتي فقاتله أهلها فظفر وغنم‪.‬‬

‫ث أتى حوارين من سني فأغار على مواشي أهلها فقاتلوه وقد جاءهم مدد أهل بعلبك وأهل بصرى‬
‫وهي مدينة حوران فظفر بم فسب وقتل‪.‬‬

‫ث أتى مرج راهط فأغار على غسان ف يوم فصحهم وهم نصارى فسب وقتل‪.‬‬

‫ووجه خالد بسر بن أب أرطاة العامري من قريش وحبيب بن مسلمة القهري إل غوطة دمشق فأغار‬
‫على قرى من قراها‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وصار خالد إل الثنية الت تعرف بثنية العقاب بدمشق‪.‬‬

‫فوقف عليها ساعة ناشرًا رايته وهي راية كانت لرسول ال صلى ال عليه وسلم سودآء فسميت ثنية‬
‫العقاب يومئذ‪.‬‬

‫والعرب تسمى الراية عقابًا وقوم يقولون‪ :‬إنا سيت بعقاب من الطي كانت ساقطة عليها‪.‬‬

‫والب الول أصح‪.‬‬

‫وسعت من يقول‪ :‬كان هناك مثال عقابٍ من حجارة وليس ذلك بشيء‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ونزل خالد بالباب الشرقي من دمشق ويقال بل نزل بباب الابية فأخرج إليه أسقف دمشق‬
‫نزلًا وخدمه فقال‪ :‬احفظ ل هذا العهد‪.‬‬

‫فوعده بذلك‪.‬‬

‫ث سار خالد حت انتهى إل السلمي وهم بقناة بصرى‪.‬‬

‫ويقال إنه أتى الابية وبا أبو عبيده ف جاعة من السلمي فالتقيا ومضيا جيعًا إل بصرى‪.‬‬

‫فتح بصرى قالوا‪ :‬لا قدم خالد بن الوليد على السلمي بصرى اجتمعوا عليها وأمروا خالدًا ف حربا‬
‫ث ألصقوا با وحاربوا بطريقها حت ألأوه وكماة أصحابه إليها‪.‬‬

‫ويقال بل كان يزيد بن أب سفيان التقلد لنر الرب لن وليتها وإمرتا كانت إليه لنا من دمشق‪.‬‬

‫ث إن أهلها صالوا على أن يؤمنوا على دمائهم وأموالم وأولدهم على أن يؤدوا الزية‪.‬‬

‫وذكر بعض الرواة أن أهل بصرى صالوا على أن يؤدوا عن كل حال دينارأ وجريب حنطة‪.‬‬

‫وافتتح السلمون جيع أرض كورة حوران وغلبوا عليها‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫قال‪ :‬وتوجه أبو عبيده بن الراح ف جاعة من السلمي كثيفة من أصحاب المراء ضموا إليه فأتى‬
‫مآب من أرض البلقاء وبا جع العدو فافتتحها صلحًا على مثل صلح بصرى‪.‬‬

‫وقال بعضهم‪ :‬إن أبا عبيده فتح مآب وهو أمي على جيع الشام أيام عمر‪.‬‬

‫يوم أجنادين ويقال أجنادين ث كانت وقعة أجنادين وشهدها من الروم زهاء مئة ألف سرب هرقل‬
‫أكثرهم وتمع باقوهم من النواحي وهرقل يومئذ مقيمٌ بمص‪.‬‬

‫فقاتلهم السلمون قتالًا شديدًا وأبلى خالد بن الوليد يومئذ بلءً حسنًا ث إن ال عزم أعداءه ومزقهم‬
‫كل مزق وقتل منهم خلق كثي‪.‬‬

‫واستشهد يومئذ عبد ال بن الزبي بن عبد الطلب بن هاشم وعمرو بن سعيد بن العاص بن أمية‬
‫وأخوه أبان بن سعيد وذلك الثبت ويقال بل توف أبان ف سنة تسع وعشرين‪.‬‬

‫وطليب بن عمي بن وهب بن عبد بن قصي بارزه علج فضربه ضربة أبانت يده اليمن فسقط سيفه‬
‫مع كفه ث غشيه الروم فقتلوه‪.‬‬

‫وأمه أروى بنت عبد الطلب عمة رسول ال صلى ال عليه وسلم وكان يكن أبا عدي‪.‬‬

‫وسلمة بن هشام بن الغية ويقال إنه قتل برج الصفر‪.‬‬

‫وعكرمة بن أب جهل ابن هشام الخزومي‪.‬‬

‫وهبار بن سفيان بن عبد السد الخزومي ويقال بل قتل يوم مؤتة‪.‬‬

‫ونعيم بن عبد ال النحام العدوى ويقال قتل يوم اليموك‪.‬‬

‫وهشام بن العاص بن وائل السهمي وقال قتل بوم اليموك‪.‬‬

‫وعمر بن طفيل ابن عمرو الدوسي ويقال قتل يوم اليموك‪.‬‬

‫وجندب بن عمرو الدوسي‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وسعيد بن الارث‪.‬‬

‫والارث بن الارث‪.‬‬

‫والجاج بن الارث بن قيس بن عدي السهمي‪.‬‬

‫وقال هشام بن ممد الكلب‪ :‬قتل النحام يوم مؤتة وقتل سعيد بن الارث بن قيس يوم اليموك وقتل‬
‫تيم بن الارث يوم أجنادين وقتل عبيد ال بن عبد السد أخوه يوم اليموك‪.‬‬

‫قال‪ :‬وقتل الارث بن هشام ابن الغية يوم أجنادين‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ولا انتهى خب هذه الوقعة إل هرقل نب قلبه وسقط ف يده وملىء رعبًا فهرب من حص إل‬
‫إنطاكية‪.‬‬

‫وقد ذكر بعضهم أن هربه من حص إل إنطاكية كان عند قدوم السلمي الشام‪.‬‬

‫وكانت وقعة أجنادين يوم الثني لثنت عشرة ليلة بقيت من جادى الول سنة ثلث عشرة ويقال‬
‫لليلتي خلتا من جادى الخرة ويقال لليلتي بقيتا منه‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ث جعت الروم جعًا بالياقوصة والياقوصة وا ٍد فمه الفوارة فلقيهم السلمون هناك فكشفوهم‬
‫وهزموهم وقتلوا كثيًا منهم ولق فلهم بدن الشام‪.‬‬

‫وتوف أبو بكر رضي ال عنه ف جادى الخرة سنة ثلث عشرة فأتى السلمي نعيه وقم بالياقوصة‪.‬‬

‫يوم فحل من الردن قالوا‪ :‬وكان وقعة فحل من الردن لليلتي بقيتا من ذي القعدة بعد خلفة عمر‬
‫بن الطاب رضي ال عنه بمسة أشهر وأمي الناس أبو عبيده ابن الراح‪.‬‬

‫وكان عمر قد كتب إليه بوليته الشام وإمرة المراء مع عامر بن أب وقاص أخي سعد بن أب وقاص‪.‬‬

‫وقوم يقولون‪ :‬إن ولية أب عبيده الشام أتته والناسحاصرون دمشق فكتمها خالدًا أيامًا لن خالدًا‬
‫كان أمي الناس ف الرب‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فقال له خالد‪ :‬ما دعاك رحك ال إل ما فعلت قال‪ :‬كرهت أن أكسرك وأوهن أمرك وأنت بأجزاء‬
‫عدو‪.‬‬

‫وكان سبب هذه الوقعة أن هرقل لا صار إل إنطاكية استنفر الروم وأهل الزيرة وبعث رجلًا من‬
‫خاصته وثقاته ف نفسه‪.‬‬

‫فلقوا السلمي بفحل من الردن فقاتلوهم أشد قتال وأبرحه حت أظهرهم ال عليهم‪.‬‬

‫وقتل بطريقهم وزهاء عشرة آلف معه وتفرق الباقون ف مدن الشام ولق بعضهم برقل وتصن أهل‬
‫فحل فحصرهم السلمون حت سألوا المان على أداء الزية عن رؤوسهم والراج عن أرضهم‬
‫فأمنوهم على أنفسهم وأموالم وأن ل تدم حيطانم‪.‬‬

‫وتول عقد ذلك أبو عبيده بن الراح ويقال‪ :‬توله شرحبيل ابن حسنة‪.‬‬

‫أمر الردن‪.‬‬

‫عن اليثم بن عدي قال‪ :‬افتتح شرحبيل بن حسنة الردن عنوة ما خل طبية فإن أهلها صالوه على‬
‫أنصاف منازلم وكنائسهم‪.‬‬

‫وحدثن أبو حفص الدمشقي عن سعيد بن عبد العزيز التنوحي عن عدة منهم أبو بشر مؤذن مسجد‬
‫دمشق أن السلمي لا قدموا الشام كان كل أمي منهم يقصد لناحية ليغزوها ويبث غارته فيها‪.‬‬

‫فكان عمرو بن العاص يقصد لفلسطي وكان شرحبيل يقصد الردن وكان يزيد بن أب سفيان يقصد‬
‫ارض دمشق‪.‬‬

‫وكانوا إذا اجتمع لم الدو اجتمعوا عليه وإذا احتاج أحدهم إل معاضدة صاحبه وإناده سارع ال‬
‫ذلك‪.‬‬

‫وكان أميهم عند الجتماع ف حربم أول أيام أب بكر رضي ال عنه عمرو بن العاص حت قدم قدم‬
‫خالد بن الوليد الشام فكان أمي السلمي ف كل حرب‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ثول أبو عبيدة بن الراح أمر الشام كله وإمرة المراء ف الرب والسلم من قبل عمر بن الطاب‬
‫رضي ال عنه وذلك أنه لا استخلف كتب إل خالد نعزله وول أبا عبيدة‪.‬‬

‫ففتح شرحبيل بن حسنة طبية صلحًا بعد حصار أيام على أن أمن أهلها على أنفسهم وأموالم‬
‫وأولدهم وكنائسهم ومنازلم إل ما جلوا عنه وخلوه واستثن لسجد السلمي موضعًا ث إنم نقضوا‬
‫ف خلفة عمر واجتمع إليهم قوم من الروم وغيهم فأمر أبو عبيدة عمر بن العاص بغزوهم فسارع‬
‫إليهم ف أربعة آلف ففتحها على مثل صلح شرحبيل‪.‬‬

‫ويقال بل فتحها شرحبيل ثانية‪.‬‬

‫وفتح شرحبيل جيع مدن الردن وحصوتا على هذا الصلح فتحًا يسيًا بغي قتال‪ :‬ففتح بيسان وفتح‬
‫سوسيه وفتح فيق وجرش وبيت رأس وقدس والولن وغلب على سواد الردن وجيع أرضها‪.‬‬

‫قال أبو حفص‪ :‬قال أبوممد سعيد بن عبد العزيز‪ :‬وبلغن أن الوضي بن عطاء قال‪ :‬فتح شرحبيل‬
‫عكا وصور وصفورية‪.‬‬

‫وقال أبو بشر الؤذن‪ :‬إن أبا عبيدة وجه عمرو بن العاص إل سواحل الردن فكثر به الوم وجاءهم‬
‫الدد من ناحية هرقل وهو بالقسطنطينية‪.‬‬

‫فكتب ال أب عبيدة يستمده‪.‬‬

‫فوجه أبو عبيدة يزيد بن أب سفيان‪.‬‬

‫فسار يزيد وعلى مقدمته معاوية أخوه‪.‬‬

‫ففتح يزيد وعمرو سواحل الردن فكتب أبو عبيدة بفتحها لما وكان لعاوية ف ذلك بلء حسن‬
‫وأثر جيل‪.‬‬

‫وحدثن أبو اليسع النطاكي عن أبيه‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫عن مشايخ أهل أنطاكية والردن قالوا‪ :‬نقل معاوية قومًا من فرس بعتبك وحص وأنطاكية إل‬
‫سواحل الردن وصور وعكا وغيها سنة اثنتي وأربعي‪.‬‬

‫ونقل من أساورة البصرة والكوفة وفرس بعلبك وحص إل انطاكية ف هذه السنة أو قبلها أو بعدها‬
‫بسنة جاعة‪.‬‬

‫فكان من قواد الفرس مسلم بن عبد ال جد عبد ال بن حبيب بن وحدثن ممد بن سعد عن‬
‫الواقدي وأخبن هشام بن الليث الصوري‪.‬‬

‫عن مشايخ أهل الشام قالوا‪ :‬رم معاوية عكا عند ركوبه منها إل قبص ورم صور‪.‬‬

‫ث إن عبد اللك بن مروان جددها وقد كانتا خربتا‪.‬‬

‫وحدثن هشام بن الليث قال‪ :‬حدثن أشياخنا قالوا‪ :‬نزلنا صور والسواحل وبا جند من العرب وخلق‬
‫من الروم‪.‬‬

‫ث نزع إلينا أهل بادان شت فنلوها معنا وكذلك جيع سواحل الشام‪.‬‬

‫وحدثن ممد بن سهم النطاكي‪.‬‬

‫عن مشايخ أدركهم قالوا‪ :‬لا كانت سنة تسع وأربعي خرجت الروم إل السواحل وكانت الصناعة‬
‫بصر فقط‪.‬‬

‫فأمر معاوية بن أب سفيان بمع الصناع النجارين فجمعوا ورتبهم ف السواحل‪.‬‬

‫وكانت الصناعة ف الردن بعكا‪.‬‬

‫قال‪ :‬فذكر أبو الطاب الزدى أنه كانت لرجل من ولد أب معيط بعكا أرجاء ومستغلت‪.‬‬

‫فأراده هشام بن عبد اللك على أن يبيعه إباها فأب العيطى ذلك عليه‪.‬‬

‫فنقل هشام الصناعة إل صور واتذ فندقًا ومستغلًا‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وفال الواقدى‪ :‬ل تزال الراكب بعكا حت ولّى بنو مروان فنقلوها إل صور فهي بصور إل اليوم‪.‬‬

‫وأمر أمي الؤمني التوكل على ال ف سنة سبع وأربعي ومائتي بترتيب الراكب بعكا وجيع‬
‫السواحل وشحنها بالقاتلة‪.‬‬

‫يوم مرج الصفر قالوا‪ :‬ث اجتمعت الروم جعًا عظيمًا وأمدهم هرقل بددٍ‪.‬‬

‫فلقيهم السلمون برج الصفر وهم متوجهون إل دمشق وذلك للل الحرم سنة أربع عشرة‪.‬‬

‫فاقتتلوا قتالًا شديدًا حت جرت الدماء ف الاء وطحنت با الطاحونة وجرح من السلمي زهاء أربعة‬
‫آلف‪.‬‬

‫ث ول الكفرة منهزمي مفلولي ل يلوون على شيء حت أتوا دمشق وبيت القدس‪.‬‬

‫واستشهد يومئذ خالد ابن سعيد بن العاص بن أمية ويكن أبا سعيد‪.‬‬

‫وكان قد أعرس ف الليلة الت كانت الوقعة ف صبيحتها بأم حكيم بنت الارث بن هشام الخزومي‬
‫امرأة عكرمة بن أب جهل‪.‬‬

‫فلما بلغها مصابه انتزعت عمود الفسطاط فقاتلت به‪.‬‬

‫فيقال إنا قتلت يومئذ سبعة نفر وإن با لردع اللوق‪.‬‬

‫وف رواية أب منف أن وقعة الرج بعد أجنادين بعشرين ليلة وأن فتح مدينة دمشق بعدها ث بعد فتح‬
‫مدينة دمشق وقعة فحل‪.‬‬

‫ورواية الواقدي أثبت‪.‬‬

‫من فارسٌ كره الطعان يعين رمًا إذا نزلوا برج الصفر وقال عبد ال بن كامل بن حبيب بن عمي‬
‫بن خفاف بن امرئ القيس ابن بثة بن سليم‪ :‬شهدت قبائل مالكٍ ‪ #‬وتغيبت عن عمية يوم مرج‬
‫الصفر يعن مالك بن خفاف‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وقال هشام بن ممد الكلب‪ :‬استشهد خالد بن سعيد يوم الرج وف عنقه الصمصامة سيفه‪.‬‬

‫وكان النب صلى ال عليه وسلم وجهه إل اليمن عاملًا فمر برهط عمرو بن معدي كرب الزبيدى من‬
‫مذ حج فأغار عليهم فسبا امرأة عمروٍ وعدةً من قومه فعرض عليه عمرو أن ين عليهم ويسلموا ففعل‬
‫وفعلوا فوهب له عمرو سيفه الصمصامة وقال‪ :‬خلي ٌل ل أهبه من قله ولكن الواهب للكرام خليلٌ ل‬
‫أخنه ول ين كذلك ما خلل أو تدامي حبوت به كريًا من قريشٍ فسر به وصي عن الليام قال‪:‬‬
‫فأخذ معاوية السيف من عنق خالد يوم الرج حي استشهد فكان عنده ث نازعه فيه سعيد بن العاص‬
‫بن سعيد بن العاص بن أمبة فقضى له به عثمان فلم يزل عنده‪.‬‬

‫فلما كان يوم الدار وضرب مروان على قفاه وضرب سعيد فسقط صريعًا أخذ الصمصامة منه رجلٌ‬
‫من جهينة فكان عنده‪.‬‬

‫ث إنه دفعه إل صيق ٍل ليجلوه فأنكر الصيقل أن يكون للجهن مثله فأتى به مروان بن الكم وهو وال‬
‫الدينة‪.‬‬

‫فسأل الهن عنه فحدثه حديثه فقال‪ :‬أما وال لقد سلبت سيفي يوم الدار وسلب سعيد بن العاص‬
‫سيفه‪.‬‬

‫فجاء سعيد فعرف السيف فأخذه وختم عليه وبعث به إل عمرو بن سعيد الشدق وهو على مكة‪.‬‬

‫فهلك سعيد فبقى السيف متاعه فأخذ السيف ممد بن سعيد أخو عمرو لبيه‪.‬‬

‫ث صار إل يي ابن سعيد‪.‬‬

‫ث مات فصار إل عنبسة بن سعيد أخو عمرو لبيه‪.‬‬

‫ث صار إل يي ابن سعيد‪.‬‬

‫ث هلك فصار إل ممد بن عبد ال بن سعيد وولده ينلون ببارق‪.‬‬

‫ث صار إل أبان بن سعيد فحله بلية ذهب فكان عند أم ولد له‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ث إن أيوب بن أب أيوب بن سعيد بن عمرو بن سعيد باعه من الهدي أمي الؤمني بنيف وثاني ألفًا‬
‫فرد الهدي حليته عليه‪.‬‬

‫ولا صار الصمصامة إل موسى الادي أمي الؤمني أعجب به وأمر الشاعر وهو أبو الول أن ينعته‬
‫فقال‪ :‬حاز صمصامة الزبيدي عمروٍ خي هذا النام موسى المي سيف عمروٍ وكان فيما علمنا خي‬
‫ما أطبقت عليه الفون أخضر اللون بي حديه بردٌ من ذع أف تيس فيه النون فإذا ما سللته بر الشم‬
‫‪ -‬س ضياءً فلم تكد تستبي نعم مراق ذي الفيظة ف الي ‪ -‬جا بعصا به ونعم القرين ث إن أمي‬
‫الؤمني الواثق بال دعي له بصقيل وأمره أن يسقنه فلما فعل ذلك تغي‪.‬‬

‫فتح مدينة دمشق وأرضها قالوا‪ :‬لا فرغ السلمون من قتال من اجتمع لم بالرج أقاموا خس عشرة‬
‫ليلة ث رجعوا إل مدينة دمشق لربع عشرة ليلة بقيت من الحرم سنة أربع عشرة فأخذوا الغوطة‬
‫وكنائسها عنوة‪.‬‬

‫وتصن أهل الدينة وأغلقوا بابا‪.‬‬

‫فنل خالد بن الوليد على الباب الشرقي ف زهاء خسة آلف ضمهم إليه أبو عبيده‪.‬‬

‫وقوم يقولون إن خالدًا كان أميًا وإنا أتاه عزله وهم ماصرون دمشق‪.‬‬

‫وسى الدير الذي نزل عنده خالد دير خالد‪.‬‬

‫ونزل عمرو ابن العاص على باب توما‪.‬‬

‫ونزل شرحبيل على باب الفراديس‪.‬‬

‫ونزل أبو عبيده على باب الابية‪.‬‬

‫ونزل يزيد بن أب سفيان على الباب الصغي إل الباب الذي يعرف بكيسان‪.‬‬

‫وجعل أبو الدر داء عوير بن عامر الز رجي على مسلح ٍة ببزة‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وكان السقف الذي أقام لالد النل ف بدأته ربا وقف على السور فدعى له خالد‪ :‬فإذا أتى سلم‬
‫عليه وحادثه‪.‬‬

‫فقال له ذات يوم‪ :‬يا أبا سليمان! إن أمركم مقبلٌ ول عليك عدة فصالن عن هذه الدينة فدعى‬
‫خالد بداوة وقرطاس فكتب‪ :‬بسم ال الرحن الرحيم‪.‬‬

‫هذا ما أعطى خالد بن الوليد أهل دمشق إذا دخلها‪ :‬أعطاهم أمانًا على أنفسهم وأموالم وكنائسهم‬
‫وسور مدينتهم ل يهدم ول يسكن شيء من دورهم‪.‬‬

‫لم بذلك عهد ال وذمة رسوله صلى ال عليه وسلم واللفاء والؤمني ل يعرض لم إل بي إذا‬
‫أعطوا الزية ‪.‬‬

‫ث إن بعض أصحاب السقف أتى خالدًا ف ليلة من الليال فأعلمه أنا ليلة عيد لهل الدينة وأنم ف‬
‫شغل وأن الباب الشرقي قد ردم بالجارة وترك وأشار عليه أن يلتمس سلمًا‪.‬‬

‫فأتاه قوم من أهل الدير الذي عند عسكرة بسلمي فرقى جاعة من السلمي عليهما إل أعلى السور‬
‫ونزلوا إل الباب وليس عليه إل رجلٌ أو رجلن‪.‬‬

‫فتعاونوا عليه وفتحوه وذلك عند طلوع الشمس وقد كان أبو عبيد بن الراح عان فتح باب الابية‬
‫وأصعد جاعة من السلمي على حائطه فأنصب مقاتلة الروم إل ناحيته فقاتلوا السلمينقتالًا شديدًا‬
‫ودخلوا منه فالتقى أبو عبيده وخالد بن الوليد بالقسلط وهو موضع النحاسي بدمشق وهو الببص‬
‫الذي ذكره حسان بن ثابت ف شعره حي قال‪ :‬يسقون من ورد البيص عليهم بردى يصفق بالرحيق‬
‫السلسل وقد روى أن الروم أخرجوا ميتًا لم من باب الابية ليلًا وقد أحاط بنازته السلمي من‬
‫فتحه ودخوله إل رجوع أصحابم من دفن اليت وطمعوا ف غفلة السلمي عنهم وإن السلمي‬
‫بدروا بم فقاتلوهم على الباب أشد قتال وأبرحه حت فتحوه ف وقت طلوع الشمس‪.‬‬

‫فلما رأى السقف أن أبا عبيده قد قارب دخول الدينة بدر إل خالد فصاله وفتح له الباب الشرقي‪.‬‬

‫فدخل والسقف معه ناشرًا كتابه الذي كتبه له‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فقال بعض السلمي‪ :‬وال ما خالد بأمي فكيف يوز صلحه فقال أبو عبيده‪ :‬إنه ييز على السلمي‬
‫أدناهم‪.‬‬

‫وأجاز صلحه وأمضاه ول يلتفت إل ما فتح عنوة فصارت دمشق صلحًا كلها‪.‬‬

‫وكتب أبو عبيدة بذلك إل عمر وأنفذه وفتحت أبواب الدينة فالتقى القوم جيعًا‪.‬‬

‫وف رواية أب منف وغيه أن خالدًا دخل دمشق بقتال وأن أبا عبيده دخلها بصلح فالتقيا بالزياتي‪.‬‬

‫والب الول أثبت‪.‬‬

‫وزعم اليثم بن عدى أن أهل دمشق صلحوا على أنصاف منازلم وكنائسهم‪.‬‬

‫وقال ممد بن سعد‪ :‬قال أبو عبد ال الواقدي‪ :‬قرأت كتاب خالد بن الوليد لهل دمشق فلم أر فيه‬
‫أنصاف النازل والكنائس‪.‬‬

‫وقد روى ذلك ول أدري من أين جاء من رواه‪.‬‬

‫ولكن دمشق لا فتحت لق بش ٌر كثي من أهلها برقل وهو بإنطاكية فكثرت فضول منازلا فنلا‬
‫السلمون‪.‬‬

‫قال الواقدي‪ :‬وكان فتح مدينة دمشق ف رجب سنة أربع عشرة‪.‬‬

‫وتاريخ كتاب خالد بصلحها ف شهر ربيع الخر سنة خس عشرة‪.‬‬

‫وذلك أن خالدًا كتب الكتاب بغي تاريخ فلما اجتمع السلمون للنهوض إل من تمع لم باليموك‬
‫أتى السقف خالدًا فسأله أن يدد له كتابًا ويشهد عليه أبا عبيده والسلمي‪.‬‬

‫ففعل وأثبت ف الكتاب أب عبيده ويزيد بن أب سفيان وشرحبيل بن حسنة وغيهم فأرخه بالوقت‬
‫الذي جدده‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وحدثن القاسم بن سلم قال‪ :‬حدثنا أبو مسهر عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي قال‪ :‬دخل يزيد‬
‫دمشق من الباب الشرقي صلحًا فالتقيا بالقسلط فأمضيت كلها على الصلح‪.‬‬

‫وحدثن القاسم قال‪ :‬حدثنا أبو مسهر عن يي بن حزة عن أب الهلب الصنعائي عن أب الشعث‬
‫الصنعائي أو أب عثمان الصنعائي أن أبا عبيده أقام بباب الابية ماصرًا لم أربعة أشهر‪.‬‬

‫حدثن أبو عبيد قال‪ :‬حدثنا نعيم بن حاد عن ضمرة بن ربيعه عن رجاء بن أب سلمة قال‪ :‬خاصم‬
‫حسان بن مالك عجم أهل دمشق إل عمر بن عبد العزيز ف كنيسة كان رجل من المراء أقطعه‬
‫إياها‪.‬‬

‫فقال عمر‪ :‬إن كانت من المس العشرة الكنيسة قال ضمرة عن علي بن أب حلة‪ :‬خاصمنا عجم‬
‫أهل دمشق إل عمر بن عبد العزيز ف كنيسة كان فلن قطعها لبن نصر بدمشق فأخرجنا عمر عنها‬
‫وردها إل النصارى‪.‬‬

‫فلما ول يزيد بن عبد اللك ردها إل بن نصي‪.‬‬

‫حدثن أبو عبيد قال‪ :‬حدثنا هشام بن عمار عن الوليد بن مسلم عن الوزاعي أنه قال‪ :‬كانت الزية‬
‫بالشام ف بدئ المر جريبًا ودينارًا على كل ججمة‪.‬‬

‫ث وضعها عمر بن الطاب على أهل الذهب أربعة دناني وعلى أهل الورق أربعي درهًا وجعلهم‬
‫طبقات لغن الغن وإقلل القل وتوسط التوسط‪.‬‬

‫قال هشام‪ :‬وسعت مشاينا يذكرون أن اليهود كانوا كالذمة للنصارى يؤدون إليهم الراج فدخلوا‬
‫معهم ف الصلح‪.‬‬

‫وقد ذكر بعض الرواة أن خالد بن الوليد صال أهل دمشق فيما صالهم عليه على أن ألزم كل رجل‬
‫من الزية دينارًا وجريب حنطة وخلًا وزيتًا لقوت السلمي‪.‬‬

‫حدثنا عمرو الناقد حدثنا عبد ال بن وهب الصري عن عمر بن ممد عن نافع‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫عن أسلم مول عمر بن الطاب أن عمر كتب إل أمراء الجناد بأمرهم أن يضربوا الزية على كل‬
‫من جرت عليه الوسى وأن يعلوها على أهل الورق على كل رجل أربعي درهًا وعلى أهل الذهب‬
‫ط زيتًا كل شهر‬
‫أربعة دناني وعليهم من أرزاق السلمي من النطة والزيت مديان حنط ًة وثلثة أقسا ٍ‬
‫لكل إنسان بالشام والزيرة وجعل عليهم ودكًا وعسلًا ل أدري كم هو وجعل لكل إنسان بصر ف‬
‫كل شهر أردبًا وكسوةً وضيافة ثلثة أيام‪.‬‬

‫وحدثنا عمرو بن حاد بن أب حنيفة قال حدثنا مالك بن أنس عن نافع عن أسلم أن عمر بن ضرب‬
‫الزية على أهل الذهب أربعة وعلى أهل الورق أربعي درهًا مع ذلك أرزاق السلمي وضيافة ثلثة‬
‫أيام‪.‬‬

‫وحدثن مصعب عن أبيه عن مالك عن نافع عن اسلم بثله‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ولا ول معاوية بن أب سفيان أراد أن يزيد كنيسة يوحنا ف السجد بدمشق‪.‬‬

‫فأب النصارى ذلك فأمسك‪.‬‬

‫ث طلبها عبد اللك بن مروان ف أيامه للزيادة ف السجد وبذل لم مالًا عظيمًا على أن يعطوه إياها‬
‫فأبوا‪.‬‬

‫فقال‪ :‬لئن ل تفعلوا لهدمنها‪.‬‬

‫فقال بعضهم‪ :‬يا أمي الؤمني! إن من هدم كنيسة جن وأصابته عاهة‪.‬‬

‫فأحفظه قوله ودعا بعول وجعل يهدم بعض حيطانا بيده وعليه قباء خز أصفر‪.‬‬

‫ث جع الفعلة والنقاضي فهدموها وأدخلها ف السجد‪.‬‬

‫فلما استخلف عمر بن عبد العزيز شكا النصارى إليه ما فعل الوليد بم ف كنيستهم‪.‬‬

‫فكتب إل عامله يأمره برد ما زاده ف السجد عليهم‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فكره أهل دمشق ذلك وقالوا‪ :‬يهدم مسجدنا بعد أن أذنا فيه وصلينا ويرد بيعةً‪.‬‬

‫وفيهم يومئذ سليمان بن حبيب الحارب وغيه من الفقهاء‪.‬‬

‫وأقبلوا على النصارى فسألوهم أن يعطوا جيع كنائس الغوطة الت أخذت عنوة وصارت ف أيدي‬
‫السلمي على أن يصفحوا عن كنيسة يوحنا ويسكوا عن الطالبة با‪.‬‬

‫فرضوا بذلك وأعجبهم‪.‬‬

‫فكتب به إل عمر فسره وأمضاه‪.‬‬

‫وبسجد دمشق ف الرواق القبلة ما يلي الئذنة كتاب ف رخامة بقرب السقف‪ :‬ما أمر ببنيانه أمي‬
‫الؤمني الوليد سنة ست وثاني ‪.‬‬

‫وسعت هشام بن عمار يقول‪ :‬ل يزل سور مدينة دمشق قائمًا حت هدمه عبد ال بن علي بن عبد ال‬
‫بن العباس بعد انقضاء أمر مروان وبن أمية‪.‬‬

‫وحدثن أبو حفص الدمشقي عن سعيد بن عبد العزيز عن مؤذن مسجد دمشق وغيه قالوا‪ :‬اجتمع‬
‫السلمون عند قدوم خالد على بصرى ففتحوها صلحًا وانبثوا ف أرض حوران جيعًا فغلبوا عليها‪.‬‬

‫وأتاهم صاحب أذر عات فطلب الصلح على مثل ما صول عليه أهل بصرى على أن جيع أرض‬
‫البثنية أرض خراج‪.‬‬

‫فأجابوهم إل ذلك‪.‬‬

‫ومضى يزيد بن أب سفيان حت دخلها وعقد لهلها‪.‬‬

‫وكان السلمون يتصرفون بكورت حوران والبثنية‪.‬‬

‫ث مضوا إل فلسطي وأردن وغزوا ما ل يكن فتح‪.‬‬

‫وسار يزيد إل عمان ففتحها فتحًا يسيًا بصلح على مثل صلح بصرى وغلب على أرض البلقاء‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وول أبو عبيده وقد فتح هذا كله فكان أمي الناس حي فتحت دمشق إل أن الصلح كان لالد‬
‫وأجاز صلحه‪.‬‬

‫وتوجه يزيد بن أب سفيان ف ولية أب عبيده ففتح عر ندل صلحًا وغلب على أرض الشراة وجبالا‪.‬‬

‫قال‪ :‬وقال سعيد بن عبد العزيز أخبن الوضي أن يزيد أتى بعد فتح مدينة دمشق صيدا وعرقة‬
‫وجبيل وبيوت وهي سواحل وعلى مقدمته أخوه معاوية ففتحها فتحًا يسيًا وجل كثيًا من أهلها‬
‫وتول فتح عرقة معاوية نفسه ف ولية يزيد‪.‬‬

‫ث إن الروم غلبوا على بعض هذه السواحل ف آخر خلفة عمر بن الطاب أو أول خلفة عثمان بن‬
‫عفان فقصد لم معاوية حت فتحها ث رمها وشحنها بالقاتلة وأعطاهم القطائع‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬فلما استحلف عثمان وول معاوية الشام وجه معاوية سفيان بن ميب الزدى إل أطرابلس‬
‫وهي ثلث مدن متمعة فبن ف مرج على أميال منها حصنًا سى حصن سفيان وقطع الادة عن أهلها‬
‫من البحر وغيه وحاصرهم فلما اشتد عليهم الصار اجتمعوا ف أحد الصون الثلثة وكتبوا إل‬
‫ملك الروم يسألونه أن يدهم أو يبعث إليهم براكب يهربون فيها إل ما قبله‪.‬‬

‫فوجه إليهم براكب كثية فركبوها ليلًا وهربوا‪.‬‬

‫فلما أصبح سفيان ‪ -‬وكان يبيت كل ليلة ف حصنه ويصن السلمي فيه ث يغدو على العدو ‪ -‬وجد‬
‫الصن الذي كانوا فيه خاليًا فدخله‪.‬‬

‫وكتب بالفتح إل معاوية فأسكنه معاوية جاعة كبية من اليهود‪.‬‬

‫وهو الذي فيه الينا اليوم‪.‬‬

‫ث إن عبد اللك بناه بعد وحصنه‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وكان معاوية يوجه ف كل عام إل أطرابلس جاعة كثيفة من الند يشحنها بم ويوليها عاملًا‬
‫فإذا نغلق البحر قفل وبقى العامل ف جيعه منهم يسية فلم يزل المر فيها جاريًا على ذلك حت ول‬

‫‪124‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫عبد اللك فقدم ف أيامه بطريق من بطارقة الروم ومعه بشر منهم كثي فسأل أن يعطى المان على أن‬
‫يقيم با وؤدى الراج‪.‬‬

‫فأجيب إل مسئلته‪.‬‬

‫فلم يلبث إل سنتي أو أكثر منهما بأشهر حت تي قفول الند عن الدينة ث أغلق بابا وقتل عاملها‬
‫وأسر من معه من الند وعدة من اليهود ولق وأصحابه بأرض الروم‪.‬‬

‫فقدر السلمون بعد ذلك عليه ف البحر وهو متوجه إل ساحل للمسلمي ف مراكب كثية فقتلوه‬
‫ويقال‪ :‬بل أسروه وبعثوا به إل عبد اللك فقتله وصلبه‪.‬‬

‫وسعت من يذكر أن عبد اللك بعث إليه من حصره بأطرابلس ث أخذه سلمًا وحله إليه فقتله‬
‫وصلبه‪.‬‬

‫وهرب من أصحابه جاعة فلحقوا ببلد الروم‪.‬‬

‫وقال علي بن ممد الدائن قال عتاب بن إبراهيم‪ :‬فتح أطرابلس سفيان بن ميب ث نقض‬

‫وحدثن أبو حفص الشامي عن سعيد عن الوضي‬

‫قال‪ :‬كان يزيد بن أب سفيان وجه معاوية إل سواحل دمشق سوى أطرابلس فإنه ل يكن يطمع فيها‪.‬‬

‫فكان يقيم على الصن اليومي واليام اليسية فربا قوتل قتالًا غي شديد وربا رمى ففتحها‪.‬‬

‫قال‪ :‬وكان السلمون كلما فتحوا مدينة ظاهرة أو عند ساح ٍل رتبوا فيها قدر من يتاج لا إليه من‬
‫السلمي فإن حدث ف شيء منها حدثٌ من قبل العدو سربوا إليها المداد‪.‬‬

‫فلما استخلف عثمان بن عفان رضي ال عنه كتب إل معاوية يأمره بتحصي السواحل وشحنتها‬
‫وإقطاع من ينله إياها القطائع ففعل‪.‬‬

‫‪125‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وحدثن أبو حفص عن سعيد بن عبد العزيز قال‪ :‬أدركت الناس وهم يتحدثون أن معاوية كتب إل‬
‫عمر بن الطاب بعد موت أخيه يزيد يصف له حال السواحل فكتب إليه ف مرمة حصونا وترتيب‬
‫القاتلة فيها وإقامة الرس على مناظرها واتاذ الواقيدلا‪.‬‬

‫ول يأذن له ف غزو البحر‪.‬‬

‫وأن معاوية ل يزل بعثمان حت أذن له ف الغزو برًا وأمره أن يعد ف السواحل إذا غزا أو أغزى‬
‫جيوشًا سوى من فيها من الرتب وأن يقطع الرتب أرضي ويعطيهم ماجل عنه أهله من النازل ويبن‬
‫الساجد ويكب ماكان ابتن منها قبل خلفته‪.‬‬

‫قال الوضي‪ :‬ث إن الناس بعد انتقلوا إل السواحل من كل ناحية‪.‬‬

‫حدثن العباس بن هشام الكلب عن أبيه‪.‬‬

‫عن جعفر بن كلب الكلب أن عمر بن الطاب رضي ال عنه ول علقمة ابن عوف بن الحوض‬
‫بن جعفر بن كلب حوران وجعل وليته من قبل معاوية‪.‬‬

‫فمات با‪.‬‬

‫وله يقول الطيئة العبسي ‪ -‬وخرج اليه فكان موته قبل وصوله وبلغه أنه ف الطريق يريده فأوصى له‬
‫بثل سهم من سهام ولده‪ - :‬فما كان بين لو لقيتك سالًا وبي الغن ال ليال قلئل وحدثن عدة من‬
‫أهل العلم منهم جار لشام بن عمار أنه كانت لب سفيان بن حرب أيام تارته ال الشام ف الاهلية‬
‫ضيعة بالبلقاء تدعى بقبش فصارت لعاوية وولده‪.‬‬

‫ث قبضت ف أول الدولة وصارت لبعض ولد أمي الؤمني الهدي رضي ال عنه‪.‬‬

‫ث صارت لقوم من الزياتي يعرفون ببن نعيم من أهل الكوفة‪.‬‬

‫وحدثن عباس بن هشام عن أبيه‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫عن جده قال‪ :‬وفد تيم بن أوس أحد بن الدار بن حبيب من لم ويكن أبا رقية على النب صلى ال‬
‫عليه وسلم ومعه أخوه نعيم بن أوس فأقطعهما رسول ال صلى ال عليه وسلم حبى وبيت عينون‬
‫ومسجد ابراهيم عليه السلم فكتب بذلك كتابًا‪.‬‬

‫فلما افتتح الشام دفع ذلك إليهما‪.‬‬

‫فكان سليمان بن عبد اللك إذا مر بذه القطعة ل يعرج وقال‪ :‬أخاف ان تصيبن دعوة النب صلى ال‬
‫عليه وسلم‪.‬‬

‫وحدثن هشام بن عمار أنه سع الشايخ يذكرون أن عمر بن الطاب عند مقدمه الابية من أرض‬
‫دمشق مر بقوم مذمي من النصارى فامر أن يعطوا من الصدقات وأن يرى عليهم القوت‪.‬‬

‫وقال هشام‪ :‬سعت الوليد بن مسلم يذكر أن خالد بن الوليد شرط لهل الدير الذي يعرف بدير‬
‫خالد شرطًا ف خراجهم بالتخفيف عنهم حي أعطوه سلمًا صعد عليه‪.‬‬

‫فأنفذه لم ابو عبيدة‪.‬‬

‫ولا فرغ أبو عبيدة من أمر مدينة دمشق سار إل حص فمر ببعتبك فطلب اهلها المان والصلح‬
‫فصالهم على أن أمنهم على أنفسهم واموالم وكنائسهم وكتب لم‪ :‬بسم ال المن الرحيم‪.‬‬

‫هذا كتاب أمان لفلن بن فلن وأهل بعلبك رومها وفرسها وعربا على انفسهم وأموالم وكنائسهم‬
‫ودورهم داخل الدينة وخارجها وعلى أرحائهم وللروم أن يرعوا سرحهم ما بينهم وبي خسة عشر‬
‫ميلًا ول ينلوا قرية عامرة‪.‬‬

‫فإذا مضى شهر ربيع وجادي الول ساروا إل حيث شاؤا‪.‬‬

‫ومن أسلم منهم فله مالنا وعليه ما علينا ولتجارهم أن يسافروا إل حيث أرادوا من البلد الت صالنا‬
‫عليها وعلى من أقام الزية والراج‪.‬‬

‫شهد ال وكفى بال شهيدًا‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫أمر حص حدثن عباس بن هشام عن أبيه‪.‬‬

‫عن أب منف ان أبا عبيدة بن الراح لا فرغ من دمشق قدم أمامه خالد بن الوليد وملحان بن زيار‬
‫الطائي ث اتبعهما‪.‬‬

‫فلما توافوا بمص قاتلهم أهلها ث لأوا إل الدينة وطلبوا المان والصلح فصالوه على مئة الف‬
‫وسبعي الف دينار‪.‬‬

‫قال الواقدي وغيه‪ :‬بينما السلمون على أبواب دمشق إذ أقبلت خيل للعدو كثيفة فخرجت إلبهم‬
‫جاعة من السلمي فلقوهم بي ليا والثنية فولوا منهزمي نو حص على طريق قارا‪.‬‬

‫واتبعوهم حت وافواحص‪.‬‬

‫فألفوهم قد عدلوا عنها‪.‬‬

‫ورآهم المصيون وكاتوا منخوبي لرب هرقل عنهم وما كان يبلغهم من قوة كيد السلمي وبأسهم‬
‫وظفرهم فاعطوا بايديهم وهتفوا بطلب المان‪.‬‬

‫فأمنهم السلمون وكفوا أيديهم عنهم‪.‬‬

‫فأخرجوا اليهم العلف والطعام وأقاموا على الرنط ‪ -‬يريد الرند وهو النهر الذي يات أنطاكية ث‬
‫يصب ف البحر بساحلها ‪ -‬وكان على السلمي السمط بن السود الكندي فلما فرغ أبو عبيدة من‬
‫أمر دمشق استخلف عليها يزيد بنأب سفيان ث قدم حص على طريق بعلبك فنل بباب الرست‬
‫فصلحه أهل حص على أن امنهم على انفسهم واموالم وسور مدينتهم وكنائسهم وأرحائهم واستثن‬
‫عليهم ربع كنيسة يوحنا للمسجد واشترط الراج من أقام منهم‪.‬‬

‫وذكر بعض الرواة أن السمط بن السود الكندي كان صال أهل حص فلما قدم أبو عبيدة امضى‬
‫صلحه وأن السمط قسم حص خططًا بي السلمي حت نزلوها واسكنهم ف كل مرفوض جل أهله‬
‫او ساحة متروكة‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وحدثنا أبو حفص الدمشقي‪.‬‬

‫عن سعيد بن عبد العزيز قال‪ :‬لا افتتح أبو عبيدة بن الراح دمشق استخلف يزيد بن أب سفيان على‬
‫دمشق وعمرو بن العاص على فلسطي وشرحبيل على الردن‪.‬‬

‫وأتى حص فصال اهلها على نو صلح بعلبك‪.‬‬

‫ث خلف بمص عبادة بن الصامت النصاري ومضى نو حاة فتلقاه اهلها مذعني فصالهم على‬
‫الزية ف رؤسهم والراج ف أرضهم‪.‬‬

‫فمضى شيزر فخرجوا يكفرون ومعهم القلسون ورضوا بثل ما رضي أهل حاه‪.‬‬

‫وبلغت خيله الزراعة والقسطل ومر أبو عبيدة بعرة حص وهي تنسب إل النعمان بن بشي فخرجوا‬
‫يقلسون بي يديه‪.‬‬

‫ث أتى فامية ففعل أهلها مثل ذلك واذعنوا بالزية والراج واسلم أمر حص فكانت حص وقنسرين‬
‫شيئًا واحدًا‪.‬‬

‫وقد اختلفوا ف تسمية الجناد فقال بعضهم‪ :‬سى السلمون فلسطي جندًا لنه جع كورًا وكذلك‬
‫دمشق وكذلك الردن وكذلك حص مع قنسرين‪.‬‬

‫وقال بعضهم‪ :‬سيت كل ناحية لا جند يقبضون أطماعهم با جندًا‪.‬‬

‫وذكروا أن الزيرة كانت إل قنسرين فجندها عبد اللك بن مروان أي أفردها فصار جندها يأخذون‬
‫أطماعهم با من خراجها‪.‬‬

‫وأن ممد بن مروان كان سأل عبد اللك تنيدها ففعل‪.‬‬

‫ول تزل قنسرين وكورها مضمومة إل حص حت كان يزيد بن معاوية فجعل قنسرين وإنطاكية‬
‫ومنبج وذواتا جندا‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فلما استخلف أمي الؤمني الرشيد هارون بن الهدي أفرد قنسرين بكورها فصي ذلك جندًا واحدًا‬
‫وأفرد منبج ودلوك ورعبان وقورس وإنطاكية وتيزين وساها العواصم‪.‬‬

‫لن السلمي يعتصمون با فتعصمهم وتنعهم إذا انصرفوا من غزوهم وخرجوا من الثغر‪.‬‬

‫وجعل مدينة العواصم منبج فسكنها عبد اللك بن صال بن علي ف سنة ثلث وسبعي ومئة وبن با‬
‫وحدثن أبو حفص الدمشقي عن سعيد بن عبد العزيز وحدثن موسى ابن إبراهيم التنوخي عن أبيه‬
‫عن مشايخ من أهل حص قال‪ :‬استخلف أبو عبيده عبادة بن الصامت النصاري على حص‪.‬‬

‫فأتى اللذقية فقاتله أهلها‪.‬‬

‫فكان با باب عظيم ل يفتحه إل جاعة من الناس‪.‬‬

‫فلما رأى صعوبة مرامها عسكر على بعدٍ من الدين‪.‬‬

‫ث أمر أن تفر حفائر كالسراب يستتر الرجل وفرسه ف الواحدة منها‪.‬‬

‫فاجتهد السلمون ف حفرها حت فرغوا منها‪.‬‬

‫ث إنم أظهروا القفول إل حص فلما جن عليهم الليل عادوا إل معسكرهم وحفائرهم وأهل اللذقية‬
‫غارون يرون أنم قد انصرفوا عنهم‪.‬‬

‫فلما أصبحوا فتحوا بابم وأخرجوا سرحهم‪.‬‬

‫فلم يرعهم إل تصبيح السلمي إياهم ودخولم من باب الدينة‪.‬‬

‫ففتحت عنو ًة ودخل عبادة الصن ث عل حائطه فكب عليه‪.‬‬

‫وهرب قوم من نصارى اللذقية إل اليسيد ث طلبوا المان على ا يتراجعوا إل أرضهم‪.‬‬

‫فقوطعوا على خراج يؤدونه قلوا أو كثروا وتركت لم كنيستهم وبن السلمون باللذقية مسجدًا‬
‫جامعًا بأمر عبادة ث إنه وسع بعد‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وكانت الروم أغارت ف البحر على ساحل اللذقية فهدموا مدينتها وسبوا أهلها وذلك ف خلفة عمر‬
‫بن عبد العزيز حت حرز مدينة اللذقية وفرغ منها والذي أحدث يزيد بن عبد وحدثن أبو حفص‬
‫الدمشقي قال‪ :‬حدثن سعيد بن عبد العزيز وسعيد بن سليمان المصي قال‪ :‬ورد عبادة والسلمون‬
‫السواحل ففتحوا مدينة تعرف ببلة على فرسخي من جبلة عنوةً‪.‬‬

‫ث إنا خربت وجل عنها أهلها‪.‬‬

‫فأنشأ معاوية بن أب سفيان جبلة‪.‬‬

‫وكانت حصنًا للروم جلوا عنه عند فتح السلمي حص وشحنها‪.‬‬

‫وحدثن سفيان بن ممد البهران عن أشياخه قالوا‪ :‬بن معاوية لبلة حصنًا خارجًا من الصن الرومي‬
‫القدي‪.‬‬

‫وكان سكان الصن الرومي رهبانًا وقومًا يتعبدون ف دينهم‪.‬‬

‫وحدثن سفيان بن ممد قال‪ :‬حدثن أب وأشياخنا قالوا‪ :‬فتح عبادة والسلمون معه أنطرطوس وكان‬
‫حصنًا ث جل عنه أهله‪.‬‬

‫فبن معاوية أنطرطوس ومصرها وأقطع با القطائع وكذلك فعل برقبة وبلنياس‪.‬‬

‫وحدثن أبو حفص الدمشقي قال عن أشياخه قالوا‪ :‬افتتح أبو عبيده اللذقية وجبلة وأنطرطوس على‬
‫يدي عبادة بن الصامت‪.‬‬

‫وكان يوكل با حفظةً إل انغلق البحر‪.‬‬

‫فلما كانت شحنة معاوية السواحل وتصينه إياها وحدثن شيخ من أهل حص قال‪ :‬بقرب سلمية‬
‫س فبنوا منل وسكنوها فسميت‬
‫مدينة تدعى الؤتكفة اتقلبت بأهلها فلم يسلم منهم إل مئة نف ٍ‬
‫حوزتم الت بنوا فيها سلم مئة‪.‬‬

‫ث حرف الناس اسها فقالوا‪ :‬سلمية‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ث إن صال بن علي بن عبد ال بن عباس اتذها وبن وولده فيها ومصروها ونزلا قوم من ولده‪.‬‬

‫وقال ابن سهم النطاكي‪ :‬سلمية اسم رومي قدي‪.‬‬

‫وحدثن ممد بن مصفى المصي قال‪ :‬هدم مروان بن ممد سور حص‪.‬‬

‫وذلك أنم كانوا خالفوا عليه فلما مر بأهلها هاربًا من أهل خرا سان اقتطعوا بعض ثقله وماله‬
‫وخزائن سلحه‪.‬‬

‫وكانت مدينة حص مفروشة بالصخر فلما كانت أيام أحد بن ممد بن أب إسحاق العتصم بال‬
‫شغبوا على عاملهم الفضل بن قارن الطبي أخي مازيار ابن قارن فأمر بقلع ذلك الفرش فقلع‪.‬‬

‫ث إنم أظهروا العصية وأعادوا ذلك الفرش وحاربوا الفضل بن قارن حت قدروا عليه وأنبوا ماله‬
‫ونساءه وأخذوه فقتلوه وصلبوه فوجه أحد بن ممد إليهم موسى بن بغا الكبي مول بأمي الؤمني‬
‫العتصم بال فحاربوه وفيهم خلق من نصارى الدينة ويهودها‪.‬‬

‫فقتل منهم مقتلة عظيمة وهزم باقيهم حت ألقهم بالدينة ودخلها عنوةً وذلك ف سنة خسي‬
‫ومائتي‪.‬‬

‫وبمص هري يرده قمح وزيت من السواحل وغيها ما قوطع أهله عليه وأسجلت لم يوم اليموك‬
‫قالوا‪ :‬جع هرقل جوعًا كثية من الروم وأهل الشام وأهل الزيرة وأرمينية تكون زهاء مائت ألف‬
‫وول عليهم رجلًا من خاصته وبعث على مقدمته جبلة بن اليهم الغسان ف مستعربة الشام من لم‬
‫وجذام وغيهم وعزم على ماربة السلمي فإن ظهروا وإل دخل بلد الروم فأقام بالقسطنطينية‪.‬‬

‫واجتمع السلمي فزحفوا إليهم فاقتتلوا على اليموك أشد قتال وأبرحه‪.‬‬

‫واليموك نر‪.‬‬

‫وكان السلمون يومئذ أربعة وعشرين ألفًا‪.‬‬

‫‪132‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وتسلسلت الروم وأتباعها يومئذ لئل يطمعوا أنفسهم ف الرب فقتل ال منهم زهاء سبعي ألفًا‬
‫وهرب فلهم فلحقوا بفلسطي وإنطاكية وحلب والزيرة وأرمينية‪.‬‬

‫وقاتل يوم اليموك نساءٌ من نساء السلمي قتالًا شديدًا وجعلت هند بنت عتيبة أم معاوية بن أب‬
‫سفيان تقول‪ :‬عضدوا الغلفان بسيوفكم‪.‬‬

‫وكان زوجها أبو سفيان خرج إل الشام تطوعًا وأحب مع ذلك أن يرى ولده وحلها معه ث إنه قدم‬
‫الدينة فمات با سنة إحدى وثلثي وهو ابن ثان وثاني سنة ويقال إنه مات بالشام‪.‬‬

‫فلما أتى أم حبيبة بنته نعيه دعت ف اليوم الثالث بصفرة فمسحت با ذراعيها وعارضتها وقالت‪ :‬لقد‬
‫كنت عن هذا عنية لول أن سعت النب صلى ال عليه وسلم يقول‪ :‬ل تد امرأة على ميت سوى‬
‫زوجها أكثر من ثلث‪.‬‬

‫ويقال‪ :‬إنا فعلت هذا الفعل حي أتاها نعي أخيها يزيد‪.‬‬

‫وال أعلم‪.‬‬

‫وكان أبو سفيان بن حرب أحد العوران ذهبت عينة يوم الطائف‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وذهب يوم اليموك عن الشعث بن قيس وعي هاشم ابن عتبة بن أب وقاص الزهري وهو الر‬
‫قال وعي قيس بن مكشوح‪.‬‬

‫واستشهد عامر بن أي وقاص الزهري وهو الذي كان قدم الشام بكتاب عمر بن الطاب إل أب‬
‫عبيده بوليته الشام‪.‬‬

‫ويقال بل مات ف الطاعون‪.‬‬

‫وقال بعض الرواة‪ :‬استشهد يوم أجنادين‪.‬‬

‫وليس ذلك بثبت‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫قال‪ :‬وعقد أبو عبيده لبيب بن مسلمة الفهري على خيل الطلب فجعل يقتل من أدرك‪.‬‬

‫وأناز جبلة بن اليهم إل النصار فقال‪ :‬أنتم اخوتنا وبنو أبينا‪.‬‬

‫وأظهر السلم‪.‬‬

‫فلما قدم عمر بن الطاب رضي ال عنه الشام سنة سبع عشرةً لحى جبلة رجلًا من مزينة فلطم عينه‬
‫فأمره عمر بالقتصاص منه فقال‪ :‬أوعيته مثل عين وال ل أقيم ببلد على به سلطان‪.‬‬

‫فدخل بلد الروم مرتدًا‪.‬‬

‫وكان جبلة ملك غسان بعد الارث بن أب شر‪.‬‬

‫وروى أيضا أن جبلة أتى عمر بن الطاب رضي ال عنه وهو على نصرا نيته‪.‬‬

‫فعرض عمر عليه السلم وأداء الصدقة فأب ذلك وقال‪ :‬أقيم على دين وأؤدي الصدقة‪.‬‬

‫فقال عمر‪ :‬إن أقمت على دينك فأد الزية فأنف منها‪.‬‬

‫فقال عمر‪ :‬ما عندنا لك إل واحدة من ثلث‪ :‬إما السلم وإما أداء الزية وإما الذهاب إل حيث‬
‫شئت‪.‬‬

‫فدخل بلد الروم ف ثلثي ألفًا‪.‬‬

‫فلما بلغ ذلك عمر ندم‪.‬‬

‫وعاتبه عبادة بن الصامت فقال‪ :‬لو قبلت منه الصدقة ث تألفنه لسلم‪.‬‬

‫وإن عمر رضي ال عنه وجه ف سنة إحدى وعشرين عمي بن سعد النصاري إل بلد الروم ف‬
‫جيش عظيم ووله الصائفة‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وهي أول صائفة كانت وأمره أن يتلطف لبلة بن اليهم ويستعطفه بالقرابة بينهما ويدعوه إل‬
‫الرجوع إل بلد السلم على أن يؤدى ما كان بذل من الصدقة ويقيم على دينه‪.‬‬

‫فسار عمي حت دخل بلد الروم وعرض على جبلة ما أمره عمر بعرضه عليه فأب إل القام ف بلد‬
‫الروم‪.‬‬

‫وانتهى عمي إل موضع يعرف بالمار وهو وا ٍد فأوقع بأهله وأخربه‪.‬‬

‫فقيل‪ :‬أخرب من جوف حار‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ولا بلغ هرقل خب أهل اليموك وإيقاع السلمي بنده هرب من إنطاكية إل قسطنطينية‪.‬‬

‫فلما جاوز الدرب قال‪ :‬عليك يا سورية السلم! ونعم البلد هذا للعدو‪.‬‬

‫يعن أرض الشام لكثرة مراعيها‪.‬‬

‫وكانت وقعة اليموك ف رجب سنة خس عشرة‪.‬‬

‫قال هشام بن الكلب‪ :‬شهد اليموك حباش بن قيس القشيي فقتل من العلوج خلقًا وقطعت رجله‬
‫وهو ل يشعر‪.‬‬

‫ث جعل ينشدها‪.‬‬

‫فقال سوار ابن أوف‪ :‬ومنا ابن عتابٍ وناشد رجله ومنا الذي أدى إل الي حاجبًا يعن ذا الرقيبة‪.‬‬

‫وحدثن أبو حفص الدمشقي قال‪ :‬حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال‪ :‬بلغن أنه لا جع هرقل للمسلمي‬
‫الموع وبلغ السلمي إقبالم إليهم لوقعة اليموك ردوا على أهل حص ما كانو أخذوا منهم من‬
‫الراج وقالوا‪ :‬شغلنا عن نصرتكم والدفع عنكم فأنتم على أمركم‪.‬‬

‫فقال أهل حص‪ :‬لوليتكم وعدلكم أحب إلينا ما كنا فيه من الظلم والغشم ولندفعن جند هرقل عن‬
‫الدينة مع عاملكم‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ونض اليهود فقالوا‪ :‬والتوراة ل يدخل عامل هرقل مدينة حص إل أن تغلب ونهد‪.‬‬

‫فأغلقوا البواب وحرسوها‪.‬‬

‫وكذلك فعل أهل الدن الت صولت من النصارى واليهود وقالوا‪ :‬إن ظهر الروم وأتباعهم على‬
‫السلمي صرنا إل ما كنا عليه وإل فأنا على أمرنا ما بقي للمسلمي عدد‪.‬‬

‫فلما هزم ال الكفرة وأطهر السلمي فتحوا مدنم وأخرجوا القلسي فلعبوا وأدوا الراج‪.‬‬

‫وسار أبو عبيده إل جند قنسرين وإنطاكية ففتحها‪.‬‬

‫عن جده قال‪ :‬أبلى السمط بن السود الكندي بالشام وبمص خاصة وف يوم اليموك‪.‬‬

‫وهو الذي قسم منازل حص بي أهلها‪.‬‬

‫وكان ابنه شرحبيل بن السمط بالكوفة مقاومًا للشعث بن قيس الكندي ف الرياسة‪.‬‬

‫فوقد السمط إل عمر فقال له‪ :‬يا أمي الؤمني! إنك ل تفرق بي السب وقد فرقت بين وبي ولدي‬
‫فحوله إل الشام أو حولن إل الكوفة‪.‬‬

‫فقال‪ :‬بل أحوله إل الشام‪.‬‬

‫فنل حص مع أبيه‪.‬‬

‫أمر فلسطي حدثن أبو حفص الدمشقي عن سعيد بن عبد العزيز عن أشياخه وعن بقية ابن الوليد‬
‫عن مشايخ من أهل العلم قالوا‪ :‬كانت أول وقعة واقعها السلمون الروم ف خلفة أب بكر الصديق‬
‫رضي ال عنه أرض فلسطي وعلى الناس عمرو ابن العاص‪.‬‬

‫ث إن عمر بن العاص فتح غزة ف خلفة أب بكر الصديق رضي ال عنه ث فتح بعد ذلك سبسطية‬
‫ونابلس على أن أعطاهم المان على أنفسهم وأموالم ومنازلم ث فتح يبن وعمواس وبيت جبين‬
‫واتذ با ضيعةً تدعى عجلن باسم مول له وفتح يافا ويقال فتحها معاوية‪.‬‬

‫‪136‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وفتح عمرو رفح على مثل ذلك‪.‬‬

‫وقدم عليه أبو عبيدة بعد أن فتح قنسرين ونواحيها وذلك ف سنة ست عشرة وهو ماصر إيلياء‬
‫وإيلياء مدينة ببيت القدس‪.‬‬

‫فيقال إنه وجهه إل إنطاكية من إيلياء وقد غدر أهلها ففتحها ث عاد فأقام يومي أو ثلثة‪.‬‬

‫ث طلب أهل إيلياء من أب عبيده المان والصلح على مثل ما صول عليه أهل مدن الشام من أداء‬
‫الزية والراج والدخول ف ما دخل فيه نظراؤهم على أن يكون التول للعقد لم عمر بن الطاب‬
‫نفسه‪.‬‬

‫فكتب أبو عبيده إل عمر بذلك‪.‬‬

‫فقدم عمر فنل الابية من دمشق ث صار إل إيلياء فأنفذ صلح أهلها وكتب لم به‪.‬‬

‫وكان فتح إيلياء ف سنة سبع عشرة‪.‬‬

‫وقد روى ف فتح إيلياء وجه آخر‪.‬‬

‫حدثن القاسم بن سلم قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن صال عن الليث بن سعد عن يزيد بن أب حبيب أن‬
‫عمر بن الطاب بعث خالد بن ثابت الفهمي إل بيت القدس ف جيش وهو يومئذ بالابية فقاتلهم‬
‫فأعطوه على ما أحاط به حصنهم شيئًا يؤدونه ويكون السلمي ما كان خارجًا‪.‬‬

‫فقدم عمر فأجاز ذلك ث رجع إل الدينة‪.‬‬

‫وحدثن هشام بن عمار عن الوليد عن الوزاعي أن أبا عبيده فتح قنسرين وكورها سنة ست عشرة‪.‬‬

‫ث فلسطي فنل إيلياء فسألوه أن يصالهم‪.‬‬

‫فصالهم ف سنة سبع عشرة على أن يقدم عمر رجه ال فينفذ ذلك ويكتب لم به‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وحدثن هشام بن عمار قال‪ :‬حدثن الوليد بن مسلم عن تيم ين عطية عن عبد ال بن قيس قال‪:‬‬
‫كنت فيمن تلقى عمر مع أب عبيده مقدمة الشم فبينما عمر يسي إذ لقيه القلسون من أهل أذر عات‬
‫بالسيوف والريان‪.‬‬

‫فقال عمر‪ :‬مه امنعوهم‪.‬‬

‫فقال أبو عبيده‪ :‬يا أمي الؤمني هذه سنتهم أو كلمة نوها وإنك إن منعتهم منها يروا أن ف نفسك‬
‫نقضًا لعهدهم‪.‬‬

‫فقال‪ :‬دعوهم‪.‬‬

‫قال‪ :‬فكان طاعون عمواس سنة ثان عشر فتوف فيه خلق من السلمي منهم أبو عبيده بن الراح‪.‬‬

‫مات وله ثان وخسون سنة وهو أمي‪.‬‬

‫ومعاذ ابن جبل أحد بن سلمة من الزرج ويكن أبا عبد الرحن‪.‬‬

‫توف بناحية القحوانة من الردن وله ثان وثلثون سنة‪.‬‬

‫وكان أبو عبيده لا احتضر استخلفه ويقال استخلف عياض بن غنم الفهري ويقال بل استخلف‬
‫عمرو بن العاص‪.‬‬

‫فاستخلف عمرو ابنه ومضى إل مصر‪.‬‬

‫والفضل بن العباس ابن عبد الطلب ويكن أبا ممد وقوم يقولون إنه استشهد بأجناد ين والثبت أنه‬
‫توف ف طاعون عمواس‪.‬‬

‫شرحبيل بن حسنة ويكن أبا عبد ال مات وهو ابن تسع وستي سنة‪.‬‬

‫وسهيل بن عمرو أحد بن عامر بن لؤي ويكن أبا يزيد‪.‬‬

‫والارث بن هشام بن الغية الخزومي وقيل إنه استشهد يوم أجناد ين‪.‬‬

‫‪138‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫قالوا‪ :‬ولا أتت عمر بن الطاب وفاة أب عبيده كتب إل يزيد ابن أب سفيان بولية الشام مكانه‬
‫وأمره أن يغزو قيساري‪.‬‬

‫ويقال قوم‪ :‬إن عمر إنا ول يزيد الردن وفلسطي وأنه ول دمشق أبا الدر داء وول حص عبادة بن‬
‫الصامت‪.‬‬

‫وحدثن ممد بن سعيد قال‪ :‬حدثن الواقدي قال‪ :‬اختلف علينا ف أمر قيسارية فقال قائلون‪ :‬فتحها‬
‫معاوية وقال آخرون‪ :‬بل فتحها عياض بن غنم بعد وفاة أب عبيده وهو خليفته وقال قائلون‪ :‬بل‬
‫فتحها عمرو بن العاص وقال قائلون‪ :‬خرج عمرو بن العاص إل مصر وخلف ابنه عبد الل‪.‬‬

‫فكان الثبت من ذلك والذي اجتمع عليه العلماء أن أول الناص الذي حاصرها عمرو بن العاص نزل‬
‫عليها ف جادى الول سنة ثلث عشرة‪.‬‬

‫فكان يقيم عليها ما أقام فإذا كان للمسلمي واليموك ث رجع إل فلسطي فحاصرها بعد إيلياء ث‬
‫خرج إل مصر من قيسارية‪.‬‬

‫وول يزيد بن أب سفيان بعد أب عبيده فوكل أخاه معاوية بحاصرتا وتوجه إل دمشق مطعونًا‬
‫فمات با‪.‬‬

‫وقال غي الواقدي‪ :‬ول عمر يزيد بن أب سفيان فلسطي مع ما وله من أجناد الشام وكتب إليه‬
‫يأمره بغزو قيسارية وقد كانت حوصرت قبل ذلك فنهض إليها ف سبعة عشرة ألفًا فقاتله أهلها ث‬
‫حصرهم ومرض ف آخر سنة ثان عشرة فمضى إل دمشق واستخلف على قيسارية أخاه معاوية بن‬
‫أب سفيان ففتحها وكتب إليه بفتحها فكتب به يزيد إل عمر‪.‬‬

‫ولا توف يزيد بن أب سفيان كتب عمر إل معاوية بتوليته ما كان يتوله فشكر أبو سفيان ذلك له‬
‫وقال‪ :‬وصلتك يا أمي الؤمني رحم‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وحدثن هشام بن عمار قال‪ :‬حدثن الوليد بن مسلم عن تيم بن عطية قال‪ :‬ول عمر معاوية بن أب‬
‫سفيان الشام بعد يزيد وول معه رجلي من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم الصلة‬
‫والقضاء‪.‬‬

‫فول أبا الدر داء قضاء دمشق والردن وصلتما وول عبادة قضاء حص وقنسرين وصلتما‪.‬‬

‫وحدثن ممد بن سعيد عن الواقدي ف إسناده قال‪ :‬لا ول عمر بن الطاب معاوية الشام حاصر‬
‫قيسارية حت فتحها وقد كانت حوصرت نوًا من سبع سني وكان فتحها ف شوال سنة تسع عشرة‪.‬‬

‫وحدثن ممد بن سعد عن ممد بن عمر عن عبد ال بن عامر ف إسناده قال‪ :‬حاصر معاوية قيسارية‬
‫حت يئس من فتحها وكان عمرو بن العاص وابنه حاصراها ففتحها معاوية قسرًا فوجد با من الرتزقة‬
‫سبع مئة ألف ومن السامرة ثلثي ألفًا ومن اليهود مائت ألف ووجد با ثلث مئة سوق قائمة كلها‬
‫وكان يرسها ف كل ليلة على سورها مئة ألف‪.‬‬

‫وكان سبب فتحها أن يهوديًا يقال له يوسف أتى السلمي ليلًا فدلم على طريق ف سرب فيه الاء إل‬
‫حقو الرجل على أن أمنوه وأهله وأنفذ معاوية ذلك‪.‬‬

‫ودخلها السلمون ف الليل وكبوا فيها فأراد الروم أن يهربوا من السرب فوجدوا السلمي عليه‪.‬‬

‫وفتح السلمون الباب فدخل معاوية ومن معه‪.‬‬

‫وكان با خلق من العرب وكانت فيهم شقراء الت يقول فيها حسان بن ثابت‪ :‬تقول شقراء لو‬
‫صحوت عن المر لصبحت مثرى العدد ويقال إن اسها شعثاء‪.‬‬

‫وحدثن ممد بن سع عن الواقدي ف إسناده أن سب قيسارية بلغوا أربعة آلف رأس‪.‬‬

‫فلما بعث به معاوية إل عمر بن الطاب رضي ال عنه أمر بم فأنزلوا الرف‪.‬‬

‫ث قسمهم على يتامى النصار وجعل بعضهم ف الكتاب والعمال للمسلمي‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وكان أبو بكر الصديق رضي ال عنه أخدم بنات أب أمامه أسعد بن زرارة خادمي من سب عي‬
‫التمر فماتا فأعطاهن عمر مكانما من سب قالوا‪ :‬ووجه معاوية بالفتح مع رجلي من جذام ث خاف‬
‫ضعفهما عن السي فوجه رجلًا من خثعم فكان الثعمي يهد نفسه ف السي والسرى وهو يقول‪:‬‬
‫أرق عين أخو جذام أخى جشمٍ وأخو حرام كيف أنام وها أمامي إذ يرحلن والجي طام فسبقهما‬
‫ودخل على عمر فكب عمر‪.‬‬

‫وحدثن هشام بن عمار ف إسناد له ل أحفظه أن قيسارية فتحت قسرًا ف سنة تسع عشرة‪.‬‬

‫فلما بلغ عمر فتحها نادى إن قيسارية فتحت قسرًا‪.‬‬

‫وكب وكب السلمون‪.‬‬

‫وكانت حوصرت سبع سني وفتحها معاوية‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وكان موت يزيد بن أب سفيان ف آخر سنة ثان عشرة بدمشق‪.‬‬

‫فمن قال إن معاوية فتح قيسارية ف حياة أخيه قال إنا فتحت ف آخر سنة ثان عشرة ومن قال إنه‬
‫فتحها ف وليته الشام قال فتحت ف سنة تسع عشرة وذلك الثبت‪.‬‬

‫وقال بعض الرواة‪ :‬إنا فتحت ف أول سنة عشرين‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وكتب عمر بن الطاب رضي ال عنه إل معاوية يأمره بتتبع ما بقي من فلسطي‪.‬‬

‫ففتح عسقلن صلحًا بعد كيد‪.‬‬

‫ويقال‪ :‬إن عمرو بن العاص كان فتحها ث نقض أهلها وأمدهم الروم وحدثن بكر بن اليثم قال‪:‬‬
‫سعت ممد بن يوسف الفارياب يدث عن مشايخ من أهل عسقلن أن الروم أخرجت عسقلن‬
‫وأجلت أهلها عنها ف أيام ابن الزبي‪.‬‬

‫فلما ول عبد اللك بن مروان بناها وحصنها ورم أيضًا قيسارية‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وحدثن ممد بن مصفى قال‪ :‬حدثن أبو سليمان الرملي عن أبيه أن الروم خرجت ف أيام ابن الزبي‬
‫إل قيسارية فشعثتها وهدمت مسجدها‪.‬‬

‫فلما استقام لعبد اللك بن مروان المر رم قيسارية وأعاد مسجدها وأشحنها بالرجال وبن صور عكا‬
‫الارجة وكانت سبيلهما مثل سبيل قيسارية‪.‬‬

‫وحدثن جاعة من أهل العلم بأمر الشام قالوا‪ :‬ول الوليد بن عبد اللك سليمان بن عبد اللك جند‬
‫فلسطي‪.‬‬

‫فنل لد‪.‬‬

‫ث أحدث مدينة الرملة ومصرها‪.‬‬

‫وكان أول ما بن منها قصره والدار الت تعرف بدار الصباغي‪.‬‬

‫وجعل ف الدار صهريًا متوسطًا لا‪.‬‬

‫ث اختط للمسجد خط ًة وبناه فول اللفة قبل استتمامه‪.‬‬

‫ث بن فيه بعد ف خلفته ث أته عمر بن عبد العزيز ونقص من الطة وقال‪ :‬أهل الرملة يكتفون بذا‬
‫القدار الذي اقتصرت بم عليه‪.‬‬

‫ولا بن سليمان لنفسه أذن للناس ف البناء فبنوا‪.‬‬

‫واحتفر لهل الرملة قناتم الت تدعى بردة واحتفر آبارًا وول النفقة على بنائها بالرملة ومسجد‬
‫الماعة كاتبًا له نصرانيًا من أهل لد يقال قالوا‪ :‬وقد صارت دار الصباغي لورثة صال بن علي بن‬
‫عبد ال ابن العباس لنا قبضت مع أموال بن أمية‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وكان بن أمية ينفقون على آبار الرملة وقناتا بعد سليمان ابن عبد اللك‪.‬‬

‫فلما استخلف بنو العباس أنفقوا عليها‪.‬‬

‫‪142‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وكان المر ف تلك النفقة يرج ف كل سنة من خليفة بعد خليفة فلما استخلف أمي الؤمني أبو‬
‫إسحاق العتصم بال أسجل بتلك النفقة سجلًا فانقطع الستثمار وصارت جارية يتسب با العمال‬
‫فتحسب لم‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وبفلسطي فروزٌ بسجلت من اللفاء مفردةٌ من خراج العامة وبا التخفيف والردود‪.‬‬

‫وذاك أن ضياعًا رفضت ف خلفة الرشيد وتركها أهلها فوجه أمي الؤمني الرشيد هرثة بن أعي‬
‫لعمارتا‪.‬‬

‫فدعا قومًا من مزارعها وأكرتا إل الرجوع إليها على أن يفف عنهم من خراجهم ولي معاملتهم‬
‫فرجعوا فأولئك أصحاب التخافيف‪.‬‬

‫وجاء قوم منهم بعد فردت عليهم أرضوهم على مثل ما كانوا عليه فهم أصحاب الردود‪.‬‬

‫وحدثن بكر بن اليثم قال‪ :‬لقيت رجلًا من العرب بعسقلن‪.‬‬

‫فأخبن أن جده من أسكنه إياها عبد اللك وأقطعه با قطيعةً مع من أقطع من الرابطة‪.‬‬

‫قال‪ :‬وأران أرضًا‪.‬‬

‫فقال‪ :‬هذه من قطائع عثمان بن عفان‪.‬‬

‫قال بكر‪:‬‬

‫وسعت ممد بن يوسف الفارياب يقول‪ :‬بعسقلن هاهنا قطائع أقطعت بأمر عمر وعثمان لو دخل‬
‫فيها رجل ل أجد بذلك بأسا‪.‬‬

‫أمر جند قنسرين والدن الت تدعى العواصم قالوا‪ :‬سار أبو عبيده بن الراح بعد فراغه من أرض‬
‫اليموك إل حص فاستقراها‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ث أتى قنسرين وعلى مقدمته خالد بن الوليد فقاتله أخل مدينة قتسرين ث لأوا إل حصنهم وطلبوا‬
‫الصلح فصالهم أبو عبيده على مثل صلح حص‪.‬‬

‫وغلب السلمون على أرضها وقرارها‪.‬‬

‫وكان حاضر قنسرين لتنوخ مذ أول ما تنخوا بالشام نزلوه وهم ف خيم الشعر ث ابتنوا به النازل‬
‫فدعاهم أبو عبيده إل السلم فأسلم بعضهم وأقام على النصرانية بنو سليح ابن حلوان بن عمران بن‬
‫الاف بن قضاعة‪.‬‬

‫فحثن بعض ولد يزيد بن حني الطائي النطاكي عن أشياخهم أن جاعة من أهل ذلك الاضر‬
‫أسلموا ف خلفة أمي الؤمني الهدي فكتب على أيديهم بالضرة قنسرين‪.‬‬

‫ث سار أبو عبيده يريد حلب فبلغه أن أهل قنسرين قد نقضوا وغدروا‪.‬‬

‫فوجه إليهم السمط ابن السود الكندي فحصرهم ث فتحها‪.‬‬

‫حدثن هشام بن عمار الدمشقي قال‪ :‬حدثنا يي بن حزة عن أب عبد العزيز عن عبادة بن نسى عن‬
‫عبد الرحن بن غنم قال‪ :‬رابطنا مدينة قنسرين مع السمط ‪ -‬او قال شرحبيل بن السمط ‪ -‬فلما‬
‫فتحها أصاب فيها بقرًا وغنمًا‪.‬‬

‫فقسم فينا طائفة منها وجعل بقيتها ف الغنم‪.‬‬

‫وكان حاضر طيء قديًا نزلوه بعد حرب الفساد الت كانت بيتهم حي نزل البلي من نزل منهم‬
‫وتفرق باقوهم ف البلد‪.‬‬

‫فلما ورد أبو عبيده عليهم أسلم بعضهم وصال كثي منهم على الزية‪.‬‬

‫ث أسلموا بعد ذلك بيسي إل من شذ عن جاعتهم‪.‬‬

‫وكان بقرب مدينة حلب حاضر يدعى حاضر حلب يمع أصنافًا من العرب من تنوخ وغيهم‪.‬‬

‫‪144‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فصالهم أبو عبيده على الزية‪.‬‬

‫ث إنم أسلموا بعد ذلك فكانوا مقيمي وأعقابم به إل بعيد وفاة أمي الؤمني الرشيد‪.‬‬

‫ث إن أهل ذلك الاضر حاربوا أهل مدينة حلب وأرادوا إخراجهم عنها فكتب الاشيون من أهلها‬
‫إل جيع من حولم من قبائل العرب يستجدونم‪.‬‬

‫فكان أسبقهم إل إنادهم وإغاثتهم العباس بن زفر ابن عاصم اللل بالؤولة لن أم عبد ال بن‬
‫العباس لبابه بنت الارث بن حزن بن بي بن الزم وأخربوه‪.‬‬

‫وذل ف أيام فتنة ممد بن الرشيد‪.‬‬

‫فانتقلوا إل قنسرين فتلقاهم أهلها بالطعمة والكسى‪.‬‬

‫فلما دخلوها أرادوا التغلب عليها فأخرجوهم عنها فتفرقوا ف البلد فمنهم وأخبن أمي الؤمني‬
‫التوكل رحه ال قال‪ :‬سعت شيخًا من مشايخ بن صال بن علي بن عبد ال بن العباس يدث أمي‬
‫الؤمني العتصم بال رحه ال سنة غزا عمورية قال‪ :‬لا ورد العباس بن زفر اللل حلب لغاثة‬
‫الاشيي ناداه نسوة منهم‪ :‬يا خال! نن بال ث بك‪.‬‬

‫فقال‪ :‬ل خوف عليكم إن شاء ال خذلن ال إن خذلنكم‪.‬‬

‫قال‪ :‬وكان حيار بن القعقاع بلدًا معروفًا قبل السلم وبه كان مقيل النذر بن ماء السماء اللخمي‬
‫ملك الية فنله بنو القعقاع بن خليد بن جزء بن زهي بن جذية بن رواحه بن ربيعه بن الارث بن‬
‫قطيعة بن عبسي بن بغيض أوطنوه منسب إليهم‪.‬‬

‫وكان عبد اللك بن مروان أقطع القعقاع به قطيعة وأقطع عمه العباس ابن جزء بن الارث قطائع أو‬
‫غرها له إل اليمن فأوغرت بعده‪.‬‬

‫وكانت أو أكثرها مواتًا‪.‬‬

‫وكانت ولدة بنت العباس بن جزء عند عبد اللك فولدت له الوليد وسليمان‪.‬‬

‫‪145‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫قالوا‪ :‬ورحل أبو عبيده إل حلب وعلى مقدمته عياض بن غنم الفهري‪.‬‬

‫وكان أبوه يسمى عبد غنم فلما أسلم عياض كره أن يقال عبد غنم فقال‪ :‬أنا عياض بن غنم‪.‬‬

‫فوجد أهلها قد تصنوا فنل عليها‪.‬‬

‫فلم يلبثوا أن طلبوا الصلح والمان على أنفسهم وأموالم وسور مدينتهم وكنائسهم ومنازلم والصن‬
‫الذي با‪.‬‬

‫فأعطوا ذلك فاستثن عليهم موضع السجد‪.‬‬

‫وكان الذي وزعم بعض الرواة أنم صالوا على حقن دمائهم وأن يقاسوا أنصاف منازلم‬
‫وكنائسهم‪.‬‬

‫وقال‪ :‬بعضهم‪ :‬إن أبا عبيده ل يصادق بلب أحدًا وذلك أن أهلها انتقلوا إل إنطاكية وأنم صالوه‬
‫عن مدينتهم وهم بإنطاكية راسلوه ف ذلك فلما ت صلحهم رجعوا إل حلب‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وسار أبو عبيده من حلب إل إنطاكية وقد تصن با خلق من أهل جند قنسرين‪.‬‬

‫فلما صار بهروبة وهي على قريب فرسخي من مدينة إنطاكية لقيه جع للعدو‪.‬‬

‫ففضهم ألأهم إل الدينة وحاصر أهلها من جيع أبوابا‪.‬‬

‫وكان معظم اليش على باب فارس والباب الذي يدعى باب البحر‪.‬‬

‫ث إنم صالوه على الزية واللء‪.‬‬

‫فجل بعضهم وأقام بعضهم‪.‬‬

‫فأمنهم ووضع على كل حال منهم دينارًا وجريبًا‪.‬‬

‫ث تقضوا العهد فوجه إليهم أبو عبيده عياض ابن ن بن مسلمة ففتحاها على الصلح الول‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ويقال‪ :‬بل تقضوا بعد رجوعه إل فلسطي فوجه عمرو بن العاص من إيلياء ففتحها ث رجع فمكث‬
‫يسيًا حت طلب أهل إيلياء المان والصلح‪.‬‬

‫وال أعلم‪.‬‬

‫وحدثن ممد بن سهم النطاكي عن أب صال الفراء قال‪ :‬قال ملد بن السي‪ :‬سعت مشايخ الثغر‬
‫يقولون‪ :‬كانت إنطاكية عظيمة الذكر والمر عند عمر وعثمان‪.‬‬

‫فلما فتحت كتب عمر إل أب عبيده أن رتب بإنطاكية جاعة من السلمي أهل نيات وحسبة‬
‫وأجهلهم با مرابطة ول تبس عنهم العطاء‪.‬‬

‫ث لا ول معاوية كتب إليه بثل ذلك‪.‬‬

‫ث إن عثمان كتب إليه بأمره أن يلزمها قومًا وأن يقطع قطائع ففعل‪.‬‬

‫قال ابن سهم‪ :‬وكنت واقفًا على جسر إنطاكية على الرنط فسمعت شيخًا مسنًا من أهل إنطاكية‬
‫وأنا يومئذ غلم يقول‪ :‬هذه الرض قطيعة من عثمان لقوم كانوا ف بعث أب عبيده أقطعهم إياها أيام‬
‫ولية عثمان معاوية الشام‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ونقل معاوية بن أب سفيان إل إنطاكية ف سنة اثنتي وأربعي جاعة من الفرس وأهل بعلبك‬
‫وحص ومن الصرين‪.‬‬

‫فكان منهم مسلم قتل على بابٍ من أبواب إنطاكية أرض سلوقية عند الساحل وصي الفلثر وهو‬
‫الريب بدينار ومدى قمح عمروها وجرى ذلك لم وبن حصن سلوقية‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وكانت أرض بغراس لسلمة بن عبد اللك فوقفها ف سبيل الب‪.‬‬

‫وكانت عي السلور وبيتا له أيضًا‪.‬‬

‫وكانت السكندرية له ث صارت لرجاء مول الهدي إقطاعًا فورثه منصور وإبراهيم ابنا الهدي‪.‬‬

‫‪147‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ث صارت لرجاء مول الهدي إقطاعًا فورثه منصور وإبراهيم ابنا الهدي‪.‬‬

‫ث صارت لبراهيم بن سعيد الوهري ث لحد بن أب دؤاد اليادي ابتياعًا‪.‬‬

‫ث انتقل ملكها إل أمي الؤمني التوكل على ال رحه ال‪.‬‬

‫وغيه قالوا‪ :‬أقطع مسلمة بن عبد اللك قومًا من ربيعه قطائع فقبضت وصارت بعد للمأمون وجرى‬
‫أمرها على يد صال الازن صاحب الدار بإنطاكية‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وبلغ أبا عبيده أن جعًا للروم بي معرة مصرين وحلب فلقيهم وقتل عدة بطارقة وفض ذلك‬
‫اليش وسب وغنم‪.‬‬

‫وفتح معرة مصرين على مثل صلح حلب‪.‬‬

‫وجالت خيوله فبلغت بوقا وفتحت قرى الومة وسرمي ومر توان وتيزين‪.‬‬

‫وصالوا أهل دير طيايا كذا ودير الفسيلة على أن يضيفوا من مر بم من السلمي وأتاه نصارى خنا‬
‫صرة فصالهم‪.‬‬

‫وفتح أبو عبيده جيع أرض قنسرين وإنطاكية‪.‬‬

‫حدثن العباس بن هشام عن أبيه قال‪ :‬خنا صرة نسبت إل خناصر بن عمرو بن الارث الكلب ث‬
‫الكنان وكان صاحبها‪.‬‬

‫وبطنان حبيب بن مسلمة الفهري وذلك أن أبا عبيده أو عياض بن غمم وجهه من حلب ففتح حصنًا‬
‫با فنسب إليه‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وسار أبو عبيده يريد قورس وقدم أمامه عياضًا‪.‬‬

‫فتلقاه راهب من رهبانا يسأل الصلح عن أهلها‪.‬‬

‫‪148‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فبعث به إل أب عبيده وهو بي جبين وتل إعزاز فصاله ث أتى قورس فعقد لهلها عهدًا وأعطاهم‬
‫مثل الذي أعطى أهل إنطاكية وكتب للراهب كتابًا ف قرية له قالوا‪ :‬وأتى أبو عبيده حلب الساجور‬
‫وقدم عياضًا إل منبج ث لقه وقد صال أهلها على مثل صلح إنطاكية فأنقذ أبو عبيده ذلك‪.‬‬

‫وبعث عياض بن غنم إل دلوك ورعبان فصاله أهلها على مثل صلح منبج واشترط عليهم أن يبحثوا‬
‫عن أخبار الروم ويكاتبوا با السلمي‪.‬‬

‫وول أبو عبيده كل كوره فتحها عاملًا وضم إليه جاعة من السلمي وشحن النواحي الخوفة‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ث سار أبو عبيده حت نزل عراجي‪.‬‬

‫وقدم مقدمته إل بالس‪.‬‬

‫وبعث جيشًا عليه حبيب بن مسلمة إل قاصرين‪.‬‬

‫وكانت بالس وقاصرين لخوين من أشراف الروم أقطعا القرى الت بالقرب منهما وجعل حافظي لا‬
‫بينهما من مدن الروم بالشام‪.‬‬

‫فلما نزل السلمون با صالهم على الزية واللء فجل أكثرهم إل بلد الروم وأرض الزيرة وقرية‬
‫جسر منبج ول يكن يومئذ إنا اتذ ف خلفة عثمان بن عفان رضي ال عنه للصوائف‪.‬‬

‫ويقال بل كان له رسم قدي‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬رتب أبو عبيده ببالس جاعة من القاتلة وأسكنها قومًا من العرب الذين كانوا بالشام فأسلموا‬
‫بعد قدوم السلمي الشام وقومًا ل يكونوا من البعوث نزعوا من البوادي من قيس وأسكن قاصرين‬
‫قومًا ث رفضوها أو أعقابم‪.‬‬

‫وبلغ أبو عبيده الفرات ث رجع إل فلسطي‪.‬‬

‫فلما كان مسلمة بن عبد اللك بن مروان توجه غازيًا للروم من نو الثغور الزرية عسكر ببالس‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فأتاه أهلها وأهل بوبلس كذا وقاصرين وعابدين وصفي وهي قرى منسوبة إليها‪.‬‬

‫فأتاه أهل الد العلى فسألوه جيعًا أن يفر لم نرًا من الفرات يسقي أرضهم على أن يعلوا له‬
‫الثلث من غلتم بعد عشر السلطان الذي كان يأخذه ففعل‪.‬‬

‫فحفر النهر العروف بنهر مسلمة ووفوا له بالشرط ورم سور الدينة وأحكمه‪.‬‬

‫ويقال بل كان ابتداء العرض من مسلمة وأنه دعاهم إل هذه العاملة‪.‬‬

‫فلما مات مسلمة صارت بالس وقراها لورثته‪.‬‬

‫فلم تزل ف أيديهم إل أن جاءت الدولة الباركة وقبض عبد ال بن علي أموال بن أمية فدخلت فيها‪.‬‬

‫فأقطعها أمي الؤمني أبو العباس سليمان بن علي بن عبد ال بن العباس فصارت لبنه ممد ابن‬
‫سليمان‪.‬‬

‫وكان جعفر بن سليمان أخوه يسعى به إل أمي الؤمني الرشيد رحه ال ويكتب إليه فيعمله أنه ل‬
‫مال له ول ضيعة إل وقد اجتاز إضعاف قيمته وأنفقه فيما يرشح له نفسه وعلى من اتذ من الول‬
‫وأن أمواله ح ٌل طلقٌ لمي الؤمني‪.‬‬

‫وكان الرشيد يأمر بالحتفاظ بكتبه‪.‬‬

‫فلما توف ممد بن سليمان أخرجت كتبه إل جعفر واحتج عليه با‪.‬‬

‫ول يكن لحمد أخ لبيه وأمه غيه فأقر با وصارت أمواله للرشيد‪.‬‬

‫فأقطع بالس وقراها الأمون رحه ال فصارت لولده من بعده‪.‬‬

‫عن عبد ال بن قيس المدان قال‪ :‬قدم عمر بن الطاب رضي ال عنه الابية‪.‬‬

‫‪150‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فأراد قسمة الرض بي السلمي لنا فتحت عنوة فقال له معاذ بن جبل‪ :‬وال لئن قسمها ليكونن ما‬
‫نكره ويصي الشيء الكثي ف أيدي القوم ث يبيدون فيبقى ذلك لواحد ث يأت من بعدهم قوم يسدون‬
‫عن السلم مسدًا فل يدون شيئًا‪.‬‬

‫فانظر أمرًا يسع أولم وآخرهم‪.‬‬

‫فصار إل قول معاذ‪.‬‬

‫حدثن السي بن علي بن السود العجلي عن يي بن آدم عن مشايخ من الذريي عن سليمان بن‬
‫عطاء عن سلمة الهن عن عمه أن صاحب بصرى ذكر أنه كان صال السلمي على طعام وزيت‬
‫وخل‪.‬‬

‫فسأل عمر أن يكتب له بذلك وكذبه أبو عبيده وقال‪ :‬إنا صالناه على شيء ينقتع به السلمون‬
‫لشتاهم‪.‬‬

‫ففرض عليهم الزية على الطبقات والراج على الرض‪.‬‬

‫وحدثن السي قال‪ :‬حدثنا ممد بن عبدٍ الحدب قال‪ :‬أخبنا عبد ال بن عمر عن نافع عن أسلم‬
‫مواى عمر أن عمر كتب إل أمراء الزية أن ل يضربوها إل على من جرت عليه الوسى‪.‬‬

‫وجعلها على أهل الذهب أربعة دناني وجعل عليهم لرزاق السلمي من النطة لكل رجل مديي‬
‫ومن الزيت ثلثة أقساط بالشام والزيرة مع إضافة من نزل بم ثلثًا‪.‬‬

‫عن مكحول قال‪ :‬كل عشري بالشام فهو ما جل عنه أهله فأقطعه السلمون فأحيوه وكان مواتًا‬
‫لحق فيه لحد فأحيوه بإذن الولة‪.‬‬

‫أمر قبس قال ألوا قدي وغيه‪ :‬غزا معاوية بن أب سفيان ف البحر غزوة قبس الول ول يركب‬
‫السلمون بر الروم قبلها‪.‬‬

‫وكان معاوية استأذن عمر ف غزو البحر فلم يأذن له‪.‬‬

‫‪151‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فلما ول عثمان بن عفان كتب إليه يستأذنه ف غزوة قبس ويعلمه قربا وسهولة المر فيها‪.‬‬

‫فكتب إليه أن قد شهدت مارد عليك عمر رحه ال حي استأمرته ف غزو البحر‪.‬‬

‫فلما دخلت سنة سبع وعشرين كتب إليه يهون عليه ركوب البحر إل قبس‪.‬‬

‫فكتب إليه عثمان‪ :‬فإن ركبت ومعك امرأتك فاركبه مأذونًا لك وإل فل‪.‬‬

‫فكتب إليه عثمان‪ :‬فإن ركبت ومعك امرأتك فاركبه مأذونًا لك وإل فل‪.‬‬

‫فركب البحر من عكا ومعه مراكب كثية وحل امرأته فأخته بنت قرظة بن عبد عمرو بن نوفل ابن‬
‫عبد مناف بن قصي وحل عبادة بن الصامت امرأته أم حرام بنت ملحان النصارية وذلك ف سنة‬
‫ثان وعشرين بعد انسار الشتاء ويقيا ف سنة تسع وعشرين‪.‬‬

‫فلما صار السلمون إل قبس فأرقوا إل ساحلها وهي جزيرة ف البحر تكون فيما يقال ثاني فرسخًا‬
‫ف مثلها ‪ -‬بعث إليهم أركونا يطلب الصلح وقد أذعن أهلها به فصالهم على سبعة آلف ومائت‬
‫دينار يؤدونا ف كل عام وصالهم الروم على مثل ذلك فهم يؤدون خرجي‪.‬‬

‫واشرطوا أن ل ينعهم السلمون أداء الصلح إل الروم واشترط عليهم السلمون أن ل يقاتلوا عنهم من‬
‫أرادهم من ورائهم وأن يؤذنوا السلمي بسي عدوهم من الروم‪.‬‬

‫فكان السلمون إذا ركبوا البحر ل يعرضوا لم ول ينصرهم أهل قبس ول ينصروا عليهم‪.‬‬

‫فلما كانت سنة اثنتي وثلثي أعانوا الروم على الغزاة ف البحر براكب أعطوهم إياها فغزاهم معاوية‬
‫سنة ثلث وثلثي ف خس مئة مركب ففتح قبس عنوة فقتل وسب ث أقرهم على صلحهم‪.‬‬

‫وبعث إليها باثنت عشر ألفًا كلهم أهل ديوان فبنا يها الساجد‪.‬‬

‫ونقل إليها جاعة من بعلبك وبن با مدينة‪.‬‬

‫وأقاموا يعطون العطية إل أن توف معاوية وول بعده ابنه يزيد فأقفل ذلكالبعث وأمر بدم الدينة‪.‬‬

‫‪152‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وبعض الرواة يزعم أن غزوة معاوية الثانية لقبس ف سنة خس وثلثي‪.‬‬

‫وحدثن ممد بن مصفى المصي‪.‬‬

‫عن الوليد قال‪ :‬بلغنا أن يزيد رشي مالًا عظيمًا ذا قدر حت أقفل جند قبس فلما قفلوا هدم أهل‬
‫قبس مدينتهم ومساجدهم‪.‬‬

‫عن أبيه قال‪ :‬لا غزيت قبس الغزوة الول ركبت أم حرام بنت ملحان مع زوجها عبادة بن‬
‫الصامت‪.‬‬

‫فلما انتهوا إل قبس خرجت من الركب وقدمت إليها دابة لتركبها فعثرت با فقتلتها فقبها بقبس‬
‫يدعى قب الرأة الصالة‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وغزا مع معاوية أبو أيوب خالد بن زيد بن كلب النصاري وأبو الدرداء وأبو ذر الغفاري‬
‫وعبادة بن الصامت وفضالة بن عبيد النصاري وعمي بن سعد بن عبيد النصاري ووائلة بن السقع‬
‫الكنان وعبد ال بن بشر الازن وشداد بن أوس بن ثابت وهو ابن أخي حسان بن ثابت والقداد‬
‫وكعب بن مانع وجبي بن نفيالضرمي‪.‬‬

‫حدثن هشام بن عمار الدمشقي قال‪ :‬حدثنا الويد بن مسلم عن صفوان بن عمرو أن معاوية بن أب‬
‫سفيان غزا قبس بنفسه ومعه امرأته‪.‬‬

‫ففتحها ال فتحًا عظيمًا وغنم السلمي غنمًا حسنًا‪.‬‬

‫ث ل يزل السلمون بغزوهم حت صالهم معاوية ف أيامه صلحًا دائمًا على سبعة آلف دينار وعلى‬
‫النصيحة للمسلمي وإنذارهم عدوهم من الروم هذا أو نو‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وكان الوليد بن يزيد بن عبد اللك أجلى منهم خلقًا إل الشام لمرٍ اتمهم به‪.‬‬

‫فأنكر الناس ذلك فردهم يزيد بن عبد اللك إل بلدهم‪.‬‬

‫‪153‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وكان حيد بن معيوف المدان غزاهم ف خلفة الرشيد لدثٍ أحدثوه فأس منهم بشرًا ث إنم‬
‫استقاموا للمسلمي فأمر الرشيد برد من أسر منهم فردوا‪.‬‬

‫حدثن ممد بن سعد عن الواقدي ف إسناده قال‪ :‬ل يزل أهل قبس على صلح معاوية حت ول عبد‬
‫اللك بن مروان فزاد عليهم ألف دينار‪.‬‬

‫فجرى ذلك إل خلفة عمر بن عبد العزيز فحطها عنهم‪.‬‬

‫ث لا ول هشام بن عبد اللك ردها‪.‬‬

‫فجرى ذلك إل خلفة أب جعفر النصور فقال‪ :‬نن أحق من أنصفهم ول نتكثر بظلمهم‪.‬‬

‫فردهم إل صلح معاوية‪.‬‬

‫وحدثن بعض أهلل العلم من الشاميي وأبو عبيد القاسم بن سلم قالوا‪ :‬أحدث أهل قبس حدثًا ف‬
‫ولية عبد اللك صال بن علي بن عبد ال ابن عباس الثغور فأراد نقض صلحهم والفقهاء متوافرون‪.‬‬

‫فكتب إل الليث ابن سعد ومالك بن أنس وسفيان بن عيينة وموسى بن أعي وإساعيل ابن عياش‬
‫ويي بن حزة وأب إسحاق الفزاري وملد بن السي ف أمرهم فأجابوه‪.‬‬

‫وكان فيما كتب به الليث بن سعد‪ :‬إن أهل قبس قوم ل نزل نتهمهم بغش أهل السلم ومنا صحة‬
‫أعداء ال الروم وقد قال تعال‪{ :‬وإما تافن من قو ٍم خيان ًة فانبذ إليهم على سواء}‪ .‬ول يقل ل تنبذ‬
‫إليهم حت تستيقن خيانتهم‪.‬‬

‫وإن أرى أن تنبذ إليهم وينظروا سنة يأترون‪.‬‬

‫فمن أحب اللحاق ببلد السلمي على أن يكون ذمة يؤدى الراج قبلت ذلك ومن أراد أن ينتحي‬
‫إل بلد الروم فعل ومن أراد القام بقبس على الرب أقام فكانوا عدوًا يقاتلون ويغزون فإن ف أنظار‬
‫سنة قطعًا لجتهم ووفاء بعدهم‪.‬‬

‫وكان فيما كتب به مالك بن أنس‪ :‬أن أمان أهل قبس كان قديًا متظاهرا من الولة لم‪.‬‬

‫‪154‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وذلك لنم رأوا أن إقرارهم على حالم ذلٌ وصغار لم وقوةٌ للمسلمي عليهم با يأخذون من‬
‫جزيتهم ويصيبون به من الفرصة ف عدوهم‪.‬‬

‫ول أجد أحدًا من الولة نقض صلحهم ول أخرهم عن بلدهم‪.‬‬

‫وأنا أرى أن ل تعجل بنقض عهدهم ومنابذتم حت تتجه الجة عليهم فإن ال يقول {فأتوا إليهم‬
‫عهدهم إل مدتم}‪ .‬فإن هم ل يستقيموا بعد ذلك ويدعوا غشهم ورأيت أن الغدر ثابت منهم‬
‫أوقعت بم فكان ذلك بعد العذار فرزقت النصر وكان بم الذل والزي إن شاء ال تعال وكتب‬
‫سفيان بن عيينة‪ :‬إنا ل نعلم النب صلى ال عليه وسلم عاهد قومًا فنقضوا العهد إل استحل قتلهم غي‬
‫أهل مكة فإنه من عليهم وكان نقضهم أنم نصروا حلفاءهم على حلفاء رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم من خزاعة‪.‬‬

‫وكان فيما أخذ على أهل نران أن ل يأكلوا الربا فحكم فيهم عمر رحه ال حي أكلوه بإجلئهم‪.‬‬

‫فإجاع القوم أنه من نقض عهدًا فل ذمة له‪.‬‬

‫وكتب موسى بن أعي‪ :‬قد كان يكون مثل هذا فيما خلل فيعمل الولة فيه النظرة‪.‬‬

‫ول أر أحدًا من مضى نقض أهل قبس ول غيها ولعل عاميتهم وجاعتهم ل يالئوا على ما كان من‬
‫خاصتهم‪.‬‬

‫وأنا أرى الوفاء لم والتمام على شرطهم وإن كان منهم الذي كان‪.‬‬

‫وقد سعت الوزاعي يقول ف قوم صالوا السلمي ث أخبوا الشركي بعورتم ودلوهم عليها‪ :‬إنم‬
‫إن كانوا ذمة فقد نقضوا عهدهم وخرجوا من ذمتهم فإن شاء الوال قتل وصلب وإن كانوا صلحًا ل‬
‫يدخلوا ف ذمة السلمي نبذ إليهم الوال على سواء {إن ال ل يهدي كيد الائني}‪.‬‬

‫وكتب إساعيل بن عياش‪ :‬أهل قبس أذلء مقهورون يغلبهم الروم على أنفسهم ونسائهم فقد يق‬
‫علينا أن ننعهم ونميهم‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وقد كتب حبيب ابن مسلمة لهل تفليس ف عهده أنه إن عرض للمسلمي شغل عنكم وقهركم‬
‫عدوكم فأن ذلك غي ناقضٍ عهدكم بعد أن تفوا للمسلمي‪.‬‬

‫وأنا أرى أن يقروا على عهدهم وذمتهم فإن الوليد بن يزيد قد كان أجلهم إل الشام فاستفظع ذلك‬
‫السلمون واستعظمه الفقهاء لا ول يزيد بن الوليد بن عبد اللك ردهم إل قبس فاستحسن السلمون‬
‫ذلك من فعله ورأوه عدلًا ‪.‬‬

‫وكتب يي بن حزة‪ :‬إن أمر قبس كأمر عرب سوس فإن فيها قدوة حسنة وسنة متعبة‪.‬‬

‫وكان من أمرها أن عمي بن سعد قال لعمر ابن الطاب وقدم عليه‪ :‬إن بيننا وبي الروم مدينة يقال‬
‫لا عر بسوس‪.‬‬

‫وإنم يبون عدونا بعوراتنا ول يظهرونا على عورات عدونا‪.‬‬

‫فقال عمر‪ :‬فإذا قدمت فخيهم أن تعطيهم مكان شاة شاتي ومكان بقرةٍ بقرتي ومكان كل شيء‬
‫شيئي فإذا رضوا بذلك فأعطهم إياه وأجلهم وأخربا فإن أبو افا نبذ إليهم وأجلهم سنة ث أخرجها‪.‬‬

‫فانتهى عمي إل ذلك فأبوا‪.‬‬

‫فأجلهم سنة ث أخربا‪.‬‬

‫وكان لم عهد كعهد أهل قبس‪.‬‬

‫وكل أهل قبس على صلحهم والستعانة با يؤذن على أمور السلمي أفضل‪.‬‬

‫وكان أهل عهد ل يقاتل السلمون من ورائهم ويري عليهم أحكامهم ف دارهم فليسوا بذمة‬
‫ولكنهم أهل فدية يكف عنهم ما كفوا ويوف لم بعهدهم ما وفوا ورضوا ويقبل عفوهم ما أدوا‪.‬‬

‫وقد روى عن معاذ بن جبل أنه كره أن يصال أحدٌ من العدو على شيء معلوم إل أن يكون‬
‫السلمون مضطرين إل صلحهم لنه ل يدري لعل صلحهم نفع وعز للمسلمي ‪.‬‬

‫‪156‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وكتب أبو إسحاق الفزاري وملد بن السي‪ :‬أنا ل نر شيئًا اشبه بأمر قبس من أمر عرب سوس وما‬
‫حكم به فيها عمر بن الطاب رضي ال عنه فإنه عرض عليهم ضعف مالم على أن يرجوا منها أو‬
‫نظرة سنة بعد نبذ عهدهم إليهم فأبوا الول فانظروا‪.‬‬

‫ث أخرجت وقد كان الوزاعي يدث أن قبس فتحت فتركوا على حالم وصولوا على أربعة عشر‬
‫ألف دينار‪ :‬سبعة آلف للمسلمي وسبعة آلف للروم ولنا لنرى أنم أهل عهد وأن صلحهم وقع‬
‫على أمر السامرة حدثن هشام بن عمار عن الوليد بن مسلم عن صفوان بن عمرو أن عبيده بن‬
‫الراح صال السامرة بالردن وفلسطي وكانوا عيونا وأدلء للمسلمي على جزية رؤوسهم أطعمهم‬
‫أرضهم‪.‬‬

‫فلما كان زيد بن معاوية وضع الراج على أرضهم‪.‬‬

‫وأخبن قوم من أهل العرفة بأمر جندي الردن وفلسطي أن يزيد بن معاوية وضع الراج على أرض‬
‫السامرة بالردن وجعل على رأس كل امرئ منهم خسة دناني‪.‬‬

‫والسامرة يهود وهم صنفان‪ :‬صنف يقال لم الدستان وصنف يقال لم الكوشان‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وكان بفلسطي ف أول خلفة أمي الؤمني الرشيد رحه ال طاعون جارف ربا أتى على جيع‬
‫أهل البيت‪.‬‬

‫فخرجت أرضوهم وتعطلت‪.‬‬

‫فوكل السلطان با من عمرها وتألف الكرة والزارعي إليها فصارت ضياعًا‪.‬‬

‫للخلفة وبا السامرة‪.‬‬

‫فلما كانت سنة ست وأربعي ومائتي رفع أهل القرية من تلك الضياع تدعى بيت ماما من كوره‬
‫نابلس وهم سامرة يشكون ضعفهم وعجزهم عن أدآء الراج على خسة دناني‪.‬‬

‫فأمر التوكل على ال بردهم إل ثلثة حدثن هشام بن عمار قال‪ :‬حدثنا الوليد بن مسلم‪.‬‬

‫‪157‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫عن سفيان بن عمر وسعيد بن عبد العزيز أن الروم صالت معاوية على أن يؤدي إليهم مالًا وارتن‬
‫معاوية منهم رهناء فوضعهم ببعلبك‪.‬‬

‫ث إن الروم غدرت فلم يستحيل معاوية والسلمون قتل من ف أيديهم من رهنهم وقالوا‪ :‬وفاء بغدر‬
‫خي من غدر بغدر‪.‬‬

‫قال هشام‪ :‬وهو قول العلماء الوزاعي وغيه‪.‬‬

‫أمر الراجة حدثن مشايخ من أهل إنطاكية أن الراجة من مدينة على جبل اللكام عند معدن الزاج‬
‫فيما بياس وبوقا ويقال لا الرجومة‪.‬‬

‫وأن أمرهم كان ف أيام استلء الروم على الشام وإنطاكية إل بطريق إنطاكية وواليها‪.‬‬

‫فلما قدم أبو عبيده إنطاكية وفتحها لزموا مدينتهم وهوا باللحاق بالروم إذ خافوا على أنفسهم فلم‬
‫ينتبه السلمون لم ول ينبهوا عليهم‪.‬‬

‫ث إن أهل إنطاكية نقضوا وغدروا فوجه إليهم أبو عبيده من فتها ثانية وولها بعد فتحها حبيب بن‬
‫مسلمة الفهري‪.‬‬

‫فغزا الرجومة فلم يقاتله أهلها ولكنهم بادروا بطلب المان والصلح‪.‬‬

‫فصالوه على أن يكونوا أعوانً للمسلمي وعيونًا ومسال ف جبل اللكام وأن ل يؤخذوا بالزية وأن‬
‫ينفلوا أسلب من الرواد يف لنم تلوهم وليسوا منهم‪.‬‬

‫ويقال إنم جاؤا بم إل عسكر السلمي وهم أرداف لم فسموا رواد يف‪.‬‬

‫فكان الراجة يستقيمون للولة مرة ويعوجون أخرى فيكاتبون الروم ويالئونم‪.‬‬

‫قلما كانت أيام ابن الزبي وموت مروان بن الكم وطلب عبد اللك اللفة لتوليه إياه عهده‬
‫واستعدادم للشخوص إل العراق لحاربة الصعب بن الربي خرجت خيل الروم إل جبل اللكام وعليها‬

‫‪158‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫قائد من قوادهم ث صارت إل لبنان وقد ضوت إليها جاعة كثية من الراجة وأنباط وعبيد أباق من‬
‫عبيد يؤديه إليه لشغله عن ماربته وتوفه أن يرج إل الشام فيغلب عليه‪.‬‬

‫واقتدى بصلحه بعاوية حي شغل برب أهل العراق فإنه صلحهم على أن يؤدي إليهم مالًا وارتن‬
‫منهم رهناء وضعهم ببعلبك‪.‬‬

‫ووافق ذلك أيضًا طلب عمرو بن سعيد بن العاص اللفة وإغلقه أبواب دمشق حي خرج عبد‬
‫اللك عنها فازداد شغلًا وذلك ف سنة سبعي‪.‬‬

‫ث إن عبد اللك وجه إل الرومي سحيم بن الهاجر فتلطف حت دخل عليه متنكرًا فأظهر المالة له‬
‫وتقرب إليهم بذم عبد اللك وشتمه وتوهي أمره حت أمنه واغتر به‪.‬‬

‫ث إنه انكفأ عليه بقوم من موال عبد اللك وجنده كان أعدهم لوقعته ورتبهم بكان عرفه‪.‬‬

‫فقتله ومن كان معه فتفرق الراجة بقرى دمشق وحص‪.‬‬

‫ورجع أكثرهم إل مدينتهم باللكام وأتى النباط قراهم فرجع العبيد إل مواليهم‪.‬‬

‫وكان ميمون الرجان عبدًا روميًا لبن أم الكم أخت معاوية بن أب سفيان وهم ثقفيون وإنا نسب‬
‫إل الراجة لختلطه بم وخروجه ببل لبنان معهم‪.‬‬

‫فبلغ عبد اللك عنه بأس وشجاعة فسأل مواليه أن يعتقوه ففعلوا‪.‬‬

‫وقوده على جاعة من الند وصيه بإنطاكية فغزا مع مسلمة بن عبد اللك الطوافة وهو على ألفٍ من‬
‫أهل إنطاكية‪.‬‬

‫فاستشهد بعد بلءٍ حسن وموقف مشهود‪.‬‬

‫فغم عبد اللك مصابه وأغزى الروم جيشًا عظيمًا طلبًا بثأره‪.‬‬

‫‪159‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫قالوا‪ :‬ولا كانت سنة تسع وثاني اجتمع الراجة إل مدينتهم وأتاهم قوم من الروم من قبل‬
‫السكندرونة وروس‪.‬‬

‫فوجه الوليد بن عبد اللك إليهم مسلمة بن عبد اللك فأناخ عليهم ف خلق من اللق فافتتحها على‬
‫أن ينلوا بيث أحبوا من الشام ويري على كل امرئ منهم ثانية دناني وعلى عيال تم القوت من‬
‫القمح والزيت وهو مديان من قمح وقسطان من زيت وعلى أن ل يكرهوا ول أحدٌ من أولدهم‬
‫ونسائهم على ترك النصرانية وعلى أن يلبسوا لباس السلمي ول يؤخذ منهم ول من أولدهم‬
‫ونسائهم جزية وعلى أن يغزوا مع السلمي فينفلوا أسلب من يقتلونه مبارزة وعلى أن يؤخذ من‬
‫تارتم وأموال موسر يهم ما يؤخذ من أموال السلمي‪.‬‬

‫فأخرب مدينتهم وأنزلم فأسكنهم جبل الوار وسنح اللولون كذا وعمق تيزين‪.‬‬

‫وصار بعضهم إل حص ونزل بطريق الرجومة ف جاعة معه إنطاكية هرب إل بلد الروم‪.‬‬

‫وقد كان بعض العمال ألزم الراجة بإنطاكية جزية رؤوسهم فرفعوا ذلك إل الواثق بال رحه ال‬
‫وهو خليفة فأمر بإسقاطها عنهم‪.‬‬

‫وحدثن بعض من أثق به من الكتاب‬

‫أن التوكل على ال رحه ال أمر بأخذ الزية من هؤلء الراجة وأن ترى عليهم الرزاق إذ كانوا‬
‫من يستعان به ف السال وغي ذلك‪.‬‬

‫وزعم أبو الطاب الزدى أن أهل الرجومة كانوا يغيون ف أيام عبد اللك على قرى إنطاكية‬
‫والعمق وإذا غزت الصوائف قطعوا على التخلف واللحق ومن قدروا عليه من ف أواخر العسكر‬
‫وغالوا ف السلمي‪.‬‬

‫فأمر عبد اللك ففرض القوم من أهل إنطاكية وأنبا طها وجعلوا مسال وأردفت با عساكر الصوائف‬
‫ليؤدبوا الراجة عن أواخرها فسموا الرواد يف‪.‬‬

‫وأجرى على كل امرئ منهم ثانية دناني‪.‬‬

‫‪160‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫والب الول أثبت‪.‬‬

‫وحدثن أبو حفص الشامي عن ممد بن راشد عن مكحول قال‪ :‬نقل معاوية ف سنة تسع وأربعي أو‬
‫سنة خسي إل السواحل قومًا من زط البصرة والسيابة وأنزل بعضهم إنطاكية‪.‬‬

‫قال أبو حفص‪ :‬فبإنطاكية ملة تعرف بالزط‪.‬‬

‫وببوقا من عمل إنطاكية قوم من أولدهم يعرفون بالزط‪.‬‬

‫وقد كان الوليد بن عبد اللك نقل إل إنطاكية قومًا من الزط السند من حله ممد بن القاسم إل‬
‫الجاج‪.‬‬

‫فبعث بم الجاج إل الشام‪.‬‬

‫وحدثن ممد بن سعد عن الواقدي قال‪ :‬خرج ببل لبنان قوم شكوا عامل خراج بعلبك فوجه صال‬
‫بن علي بن عبد ال بن عباس من قتل مقاتلتهم وأقر من بقي منهم على دينهم وردهم إل قراهم‬
‫وأجلى قومًا من أهل لبنان‪.‬‬

‫فحدثن القاسم بن سلم أن ممد بن كثي حدثه أن الوزاعي كتب إل صال رسالة طويلة حفظ‬
‫منها‪ :‬وقد كان من إجلء أهل الذمة من جبل لبنان من ل يكن مالئًا لن خرج على خروجه من‬
‫قتلت بعضهم ورددت باقيهم إل قراهم ما قد علمت فكيف تؤخذ عامةٌ بذنوب خاصة حت يرجوا‬
‫من ديارهم وأموالم وحكم ال تعال‪{ :‬أل تزر وازرةٌ وزر أخرى}‪ .‬وهو أحق ما وقف عنده‬
‫واقتدى به وأحق الوصايا أن تفظ وترعى وصية رسول ال صلى ال عليه وسلم فإنه قال‪ :‬من ظلم‬
‫معاهدًا وكلفه فوق طاقته فأنا حجيجه‪.‬‬

‫ث ذكر كلما‪.‬‬

‫حدثن ممد بن سهم النطاكي قال‪ :‬حدثن معاوية بن عمرو عن أب إسحاق الفزاري قال‪ :‬كانت‬
‫بنو أمية تغزو الروم بأهل الشام والزيرة صائفة وشاتية ما يلي ثغور الشام والزيرة وتقيم الراكب‬
‫للغزو وترتب الفظة ف السواحل ويكون الغفال والتفريط خلل الزم والتيقظ‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فلما ول أبو جعفر النصور تتبع حصون السواحل ومدنا فعمرها وحصنها وبن ما احتاج إل البناء‬
‫منها وفعل مثل ذلك بدن الثغور‪.‬‬

‫ث لا استخلف الهدي استتم ما كان بقي من الدن والصون وزاد ف شحنها‪.‬‬

‫قال معاوية بن عمرو‪ :‬وقد رأينا من اجتهاد أمي الؤمني هارون ف الزو ونفاذ بصيته ف الهاد أمرًا‬
‫عظيمًا‪.‬‬

‫أقام من الصناعة ما ل يقيم قبله وقسم الموال ف الثغور والسواحل وأشجى الروم وقمعهم‪.‬‬

‫وأمر التوكل على ال بترتيب الراكب ف جيع السواحل وأن تشحن بالقاتلة وذلك ف سنة سبع‬
‫وأربعي ومائتي‪.‬‬

‫الثغور الشامية حدثن مشايخ من أهل إنطاكية وغيهم قالوا‪ :‬كانت ثغور السلمي الشامية أيام عمر‬
‫وعثمان رضي ال عنهما وما بعد ذلك ف إنطاكية وغيها من الدن الت ساها الرشيد عواصم‪.‬‬

‫فكان السلمون يغزون ما ورآءها كغزوهم اليوم ما وراء طر سوس‪.‬‬

‫وكان فيما بي السكندرونة وطر سوس حصون ومسال للروم كالصون والسال الت ير با‬
‫السلمون اليوم‪.‬‬

‫فربا أخلها أهلها وهربوا إل بلد الروم خوفًا وربا نقل إليها من مقاتلة الروم من تشحن به‪.‬‬

‫وقد قيل إن هرقل أدخل أهل هذه الدن معه عند انتقاله من إنطاكية لئل يسي السلمون ف عمارة ما‬
‫بي إنطاكية وبلد الروم‪.‬‬

‫وال أعلم‪.‬‬

‫وحدثن ابن طسون البغراسي عن أشياخهم أنم قالوا‪ :‬المر التعال عندنا أن هرقل نقل أهل هذه‬
‫الصون معه وشعثها فكان السلمون إذا غزوا ل يدوا با أحدًا وربا كمن عندها القوم من الروم‬

‫‪162‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فأصابوا غرةً التخلفي عن العسكر والنقطعي عنها فكان ولة الشواتى والصوائف إذا دخلوا بلد‬
‫الروم خلفوا با جندًا كثيفا إل خروجهم‪.‬‬

‫وقد اختلفوا ف أول من قطع الدرب وهو درب بغراس فقال بعضهم‪ :‬قطعه ميسرة بن مسروق‬
‫العبسي وجهه أبو عبيده بن الراح فلقى جعًا للروم ومعهم مستعربةٌ من غسان وتنوخ وأياد يريدون‬
‫اللحاق برقل فأوقع بم وقتل منهم مقتلة عظيمة‪.‬‬

‫ث لق به مالك الشتر النخعى مددًا من قبل أب عبيده وهو بإنطاكية‪.‬‬

‫وقال بعضهم‪ :‬أول من قطع الدرب عمي بن سعد النصاري حي توجه ف أمر جبلة بن اليهم‪.‬‬

‫وقال أبو الطاب الزدي‪ :‬بلغن أن أبا عبيده نفسه غزا الصائفة فمر بالصيصة وطر سوس وقد وقال‬
‫غيه‪ :‬إنا وجه ميسرة بن مسروق فبلغ زنده‪.‬‬

‫حدثن أبو صال الفراء عن رجل من أهل دمشق يقال له عبد ال بن الوليد عن هشام بن الغاز عن‬
‫عباده بن نسى فيما يسب أبو صال قال‪ :‬لا غزا معاوية غزوة عمورية ف سنة خس وعشرين وجد‬
‫الصون فيما بي إنطاكية وطر سوس خالية فوقف عندها جاعة من أهل الشام والزيرة وقنسرين‬
‫حت انصرف من غزاته‪.‬‬

‫ث أغزى بعد ذلك بسنة أو سنتي يزيد بن الر العبسي الصائفة وأمره ففعل مثل ذلك وكانت الولة‬
‫تفعله‪.‬‬

‫وقال هذا الرجل‪ :‬ووجدت ف كتاب مغازى معاوية‪ :‬إنه غزا سنة إحدى وثلثي من ناحية الصيصة‪.‬‬

‫فبلغ درولية فلما خرج جعل ل ير ين فيما بينه وبي إنطاكية إل هدمه‪.‬‬

‫وحدثن ممد بن سعد عن الواقدي وغيه قال‪ :‬لا كانت سنة أربع وثاني غزا على الصائفة عبد ال‬
‫بن عبد اللك بن مروان فدخل من درب إنطاكية وأتى الصيصة‪.‬‬

‫‪163‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فبن حصنها على أساسه القدي ووضع با سكانًا من الند فيهم ثلث مئة رجل انتخبهم من ذوى‬
‫البأس والجدة العروفي ول يكن السلمون سكنوها قبل ذلك وبن فيها مسجدًا فوق تل الصن‪.‬‬

‫ث سار ف جيشه حت غزا وقال أبو الطاب الزدي‪ :‬كان أول من ابتن حصن الصيصة ف السلم‬
‫عبد اللك بن مروان على يد ابنه عبد ال بن عبد اللك ف سنة أربع وثاني على أساسها القدي‪.‬‬

‫فتم بناؤها وشحنها ف سنة خس وثاني‪.‬‬

‫وكانت ف الصن كنيسة جعلت هربًا‪.‬‬

‫وكانت الطوالع من إنطاكية تطلع عليها ف كل عام فتشتو با ث تنصرف وعدة من كان يطلع إليها‬
‫ألف وخس مئة إل اللفي‪.‬‬

‫وقال‪ :‬وشخص عمر بن عبد العزيز حت نزل هري الصيصة وأراد هدمها وهدم الصون بينها وبي‬
‫إنطاكية وقال ره أن ياصر الروم أهلها‪.‬‬

‫فأعلمه الناس أنا إنا عمرت ليدفع من با من الروم عن إنطاكية وأنه إن أخرجها ل يكن للعدو ناهية‬
‫دون إنطاكية‪.‬‬

‫فأمسك وبن لهلها مسجدًا جامعًا من ناحية كفربيا وأتذ فيه صهريًا وكان اسه عليه مكتوبًا‪.‬‬

‫ث إن السجد خرب ف خلفة العتصم بال وهو يدعى مسجد الصن‪.‬‬

‫قال‪ :‬ث بن هشام بن عبد اللك الربض ث بن مروان بن ممد الصوص ف شرقي جيحان وبن عليها‬
‫حائطًا وأقام عليه باب خشب وخندق خندقا‪.‬‬

‫فلما استخلف أبو العباس فرض بالصيصة لربع مئة رجل زيادة ف شحنتها وأقطعهم‪.‬‬

‫ث لا استخلف النصور فرض بالصيصة لربع مئة رجل‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ث لا دخلت سنة تسع وثلثي ومئة أمر بعمران مدينة الصيصة وكان حائطها متشعثًا من الزلزل‬
‫وأهلها قليل ف داخل الدينة‪.‬‬

‫فبن سور الدينة وأسكنها أهلها سنة أربعي ومئة وساها العمورة وبن فيها مسجدًا جامعًا ف موضع‬
‫هيكلٍ كان با وجعله مثل مسجد عمر مرات‪.‬‬

‫ث زاد فيه الأمون أيام ولية عبد ال بن طاهر بن السي الغرب‪.‬‬

‫وفرض النصور فيها للف رجل ث نقل أهل الصوص وهم فرس وصقالبة وأنباط نصارى‪.‬‬

‫وكان مروان أسكنهم إياها وأعطاهم خططًا ف الدينة عوضًا عن منازلم على ذرعها ونقض منازلم‬
‫وأعانم على البناء وأقطع الفرض قطائع ومساكن‪.‬‬

‫ولا استخلف الهدي فرض بالصيصة للفي رجل ول يقطعهم لنا قد كانت شحنت من الند‬
‫ولطوعة ول تزل الطوال تأتيها من إنطاكية ف كل عام حت وليها سال البلسى وفرض موضعه‬
‫لمس مئة مقاتل على خاصة عشرة دناني‪.‬‬

‫فكثر من با وقووا‪.‬‬

‫وذلك ف خلفة الهدي‪.‬‬

‫وحدثن ممد بن سهم عن مشايخ الثغر قالوا‪ :‬ألت الروم على أهل الصيصة ف أول أيام الدولة‬
‫الباركة حت جلوا عنها‪.‬‬

‫فوجه صال بن علي جبيل بن يي إليها فعمرها واسكنها الناس ف سنة أربعي ومئة‪.‬‬

‫وبن الرشيد كفر بيا ويقال‪ :‬بل كانت ابتديت ف خلفة الهدي ث غي الرشيد بناءها وحصنها‬
‫بندق‪.‬‬

‫ث رفع إل الأمون ف أمر غل ٍة كانت على منازلا فأبطلها‪.‬‬

‫‪165‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وكانت منازلا كالانات‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وكان الذي حصن الثقب هشام بن عبد اللك على يد حسان بن ما هويه النطاكي‪.‬‬

‫ووجد ف خندقه حي حفر عظم ساقٍ مفرط الطول فبعث به إل هشام‪.‬‬

‫وبن هشام حصن قطرغاس على يدي عبد العزيز بن حيان النطاكي وبن هشام حصن مورة على‬
‫يدي رجل من أهل إنطاكية‪.‬‬

‫وكان سبب بنائه إياه أن الروم عرضو لرسولٍ له ف درب اللكام عند العقبة البيضاء ورتب فيه أربعي‬
‫رجلًا وجاعة من الراجة وأقام ببغراس مسلحة ف خسي رجلًا وابتن لا حصنًا‪.‬‬

‫وبن هشام حصن بوقا من عمل إنطاكية ث جدد وأصلح حديثًا‪.‬‬

‫وبن ممد بن يوسف الر وزي العروف بأب سعيد حصنًا بساحل إنطاكية بعد غارة الروم على‬
‫ساحلها ف خلفة العتصم بال رحه ال‪.‬‬

‫حدثن داود بن عبد الميد قاضي الرقة عن أبيه عن جده أن عمر بن عبد العزيز رضي ال عنه أراد‬
‫هدم الصيصة ونقل أهلها عنها لا كانوا يلقون من الروم فتوف قبل ذلك‪.‬‬

‫وحدثن بعض أهل إنطاكية وبغراس أن مسلمة بن عبد اللك لا غزا عمورية حل معه نساؤه وحل‬
‫ناس من معه نساءهم‪.‬‬

‫وكانت بنو أمية تفعل ذلك إرادة الد ف القتال للغية على الرم‪.‬‬

‫فلما صار ف عقبة بغراس عند الطريق الستدقة الت تشرف على الوادي سقط مملٌ فيه امرأة إل‬
‫الضيض‪.‬‬

‫فأمر مسلمة أن تشى سائر النساء فمشي فسميت تلك العقبة عقبة النساء‪.‬‬

‫وقد كان العتصم بال رحه ال بن على حد تلك الطريق حائطًا قصيًا من حجارة‪.‬‬

‫‪166‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وقال أبو نعمان االنطاكي‪ :‬كان الطريق فيما بي أنطاكية والصيصه مسيعة يعترض للناس فيها‬
‫السد‪.‬‬

‫فلما كان الوليد بن عبد اللك شكي إليه فوجه أربعة آلف جاموسة وجاموس فنفع ال با‪.‬‬

‫وكان ممد بن القسم الثقفي عامل الجاج على السند بعث منها بألوف جو أميس فبعث الجاج‬
‫إل الوليد منها با بعث من الربعة آلف وألقى باقيها ف آجام كسكر‪.‬‬

‫ولا خلع يزيد بن الهلب فقتل وقبض يزيد بن عبد اللك أموال بن الهلب أصاب أربعة آلف‬
‫جاموسة كانت بكور دجلة وكسكر فوجه با يزيد بن عبد اللك إل الصيصه أيضًا مع زطها فكان‬
‫أصل الواميس بالصيصه ثانية آلف جاموسة وكان أهل أنطاكية وقنسرين قد غلبوا على كثي منها‬
‫واختاروا لنفسهم ف أيام فتنة مروان بن ممد فلما استخلف النصور أمر بردها إل الصيصه‪.‬‬

‫وأما جواميس أنطاكية فكان أصلها ما قدم به الزط معهم وكذلك جواميس بوقا‪.‬‬

‫وقال أبو الطاب‪ :‬بن السر الذي على طريق أذنة من الصيصه وهو على تسعة أميال من الصيصه‬
‫سنة خس وعشرين ومئة‪.‬‬

‫فهو يدعى جسر الوليد وهو الوليد بن يزيد بن عبد اللك القتول‪.‬‬

‫وقال أبو النعمان النطاكي وغيه‪ :‬بنيت أذنة ف سنة إحدى وأربعي ومئة أو اثنتي وأربعي ومئة‬
‫والنود من أهل خرا سان معسكرون عليها مع مسلمة بن يي البجلي ومن أهل الشام مع مالك بن‬
‫أدهم الباهلي وجههما صال بن علي‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ولا كانت سنة خس وستي ومئة أغزى الهدي ابنه هارون الرشيد بلد الروم‪.‬‬

‫فنل على الليج ث خرج فرم الصيصه ومسجدها وزاد ف شحنتها وقوى أهلها وبن القصر الذي‬
‫عند جسر أذنة على سيحان‪.‬‬

‫‪167‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وقد كان النصور أغزى صال بن علي بلد الروم فوجه هلل بن ضيغم ف جاعة من أهل مشق‬
‫والردن وغيهم فبن ذلك القصر ول يكن بناؤه مكمًا فهدمه الرشيد وبناه‪.‬‬

‫ث لا كانت سنة أربع وتسعي ومئة بن أبو سليم فرج الادم أذنة فأحكم بناءها وحصنها ونب إليها‬
‫رجالًا من أهل خرا سان وغيهم على زيادة ف العطاء وذلك بأمر ممد بن الرشيد‪.‬‬

‫فرم قصر سيحان‪.‬‬

‫وكان الرشيد توف سنة ثلث وتسعي ومئة وعامله على أعشار الثغور أبو سليم فأقره ممد وأبو‬
‫سليم هذا هو صاحب الدار بأنطاكية‪.‬‬

‫وحدثن ممد بن سعد عن الواقدي قال‪ :‬غزا السن بن قحطبة الطائي بلد الروم سنة اثنتي وستي‬
‫ومئة ف أهل خرا سان وأهل الوصل والشام وأمداد اليمن ومطوعة العراق والجاز‪.‬‬

‫خرج ما يلي طر سوس فأخب الهدي با ف بنائها وتصينها وشحنها بالقاتلة من عظيم الغناء عن‬
‫السلم والكبت للعدو والوقم له فيما ياول ويكيد‪.‬‬

‫وكان السن قد أبلى ف تلك لغزاة بلء حسنًا ودوخ أرض الروم حت سوه الشيت‪.‬‬

‫وكان معه ف غزاته مندل العني الحدث الكوف ومعتمر بن سليمان البصري‪.‬‬

‫وحدثن ممد بن سعد قال‪ :‬حدثن سعد بن السن قال‪ :‬لا خرج السن من بلد الروم نزل مرج طر‬
‫سوس فركب إل مدينتها وهي خراب فنظر إليها وأطاف با من جيع جهاتا احزر عدة من يسكنها‬
‫فوجدهم مئة ألف‪.‬‬

‫فلما قدم على الهدي وصف له أمرها وما ف بنائها وشحنتها من غيظ العدو وكبته وعز السلم‬
‫وأهله وأخبه ف الدث أيضًا بب رغبه ف بناء مدينتها‪.‬‬

‫فأمره ببناء طر سوس وأن يبدأ بدينة الدث فبنيت‪.‬‬

‫وأوصى الهدي ببناء طر سوس‪.‬‬

‫‪168‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فلما كانت سنة إحدى وسبعي ومئة بلغ الرشيد أن الروم ائتمروا بينهم بالروج إل طر سوس‬
‫لتحصينها وترتيب القاتلة فيها‪.‬‬

‫فأغزى الصائفه ف سنة إحدى وسبعي ومئة هر ثة بن أعي وأمره بعمارة طر سوس وبنائها وتصيها‬
‫ففعل‪.‬‬

‫وأجرى أمرها على يد فرج بن سليم الادم بأمر الرشيد فوكل فرج ببنائها وتوجه أبو سليم إل مدينة‬
‫السلم فأشخص الندبة الول من أهل خرا سان وهم ثلثة آلف رجل فوردوا طر سوس‪.‬‬

‫ث أشخص الندبة الثانية وهم آلفا رجل ألف من أهل الصيصة وألف من أهل إنطاكية على زيادة‬
‫عشرة دناني لكل رجل ف أصل عطاءه فعسكروا مع الندبة الول بالدائن على باب الهاد ف‬
‫مستهل الحرم سنة اثنتي وسبعي ومئة إل أن استتم بناء طر سوس وتصينها وبناء مسجدها‪.‬‬

‫ومسح فرج ما بي النهر إل النهر فبلغ ذلك أربعة آلف خطة كل خطة عشرون ذراعًا ف مثلها‬
‫وأقطع أهل طر سوس الطط وسكنتها الندبتان ف شهر ربيع الخر سنة اثنتي وسبعي ومئة‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وكان عبد اللك بن صال قد استعمل يزيد بن ملد الفزاري على طر سوس فطرده من با من‬
‫أهل خرا سان واستوحشوا منه للهبييا فاستخلف أبا الفوارس فأقره عبد اللك بن صال وذلك ف‬
‫سنة ثلث وسبعي ومئة‪.‬‬

‫قال ممد بن سعد‪ :‬حدثن الواقدي قال‪ :‬جلى أهل سيسة ولقوا بأعلى الروم ف أربع وتسعي ومئة‬
‫أو ثلث وتسعي ومئة‪.‬‬

‫وسيسة ومدينة تل عي زربة وقد عمرت ف خلفة التوكل على يد علي بن يي الرمين ث أخربتها‬
‫الروم‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬فكان الذي أحرق إنطاكية الحترقة ببلد الروم عباس ابن الوليد بن عبد اللك‪.‬‬

‫د قالوا‪ :‬وتل جبي نسبت إل رجل من فرس إنطاكية كانت له عنه وقعة وهو من طر سوس على‬
‫قالوا‪ :‬والصن العروف بذي الكلع إنا هو الصن ذو القلع لنه على ثلث قلع‪.‬‬

‫‪169‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فحرف أسه‪.‬‬

‫وتفسي أسه بالرومية الصن الذي مع الكواكب‪.‬‬

‫وقالوا‪ :‬سيت كنيسة الصلح لن الروم لا حلوا صلحهم إل الرشيد نزلوها‪.‬‬

‫ونسب مرج حسي إل حسي بن مسلم النطاكي‪.‬‬

‫وذلك أنه كانت له به وقعة ونكاية ف العدو‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وأغزى الهدي ابنه هارون الرشيد ف سنة ثلث وستي ومئة‪.‬‬

‫فحاصر أهل صمالو وهي الت تدعوها العامة سالو‪.‬‬

‫فسألوه المان لعشرة أهل أبيات فيهم القومس فأجابم إل ذلك‪.‬‬

‫وكان ف شرطهم أن ل يفرق بينهم‪.‬‬

‫فانزلوا ببغداد على باب الشماسية‪.‬‬

‫فسموا موضعهم سالو فهو معروف‪.‬‬

‫ويقال بل نزلوا على حكم الهدي فاستحياهم وجعهم بذلك الوضع وأمر أن يسمى سالو‪.‬‬

‫وأمر الرشيد فنودي على من بقي ف الصن فبيعوا‪.‬‬

‫وأخذ حبشي كان يشتم الرشيد والسلمي فصلب على برج من أبراجه‪.‬‬

‫وحدثن أحد بن الارث الو اسطي عن ممد بن سعد عن الواقدي قال‪ :‬لا كانت سنة ثاني ومئة‬
‫أمر الرشيد بابتناء مدينة عي زربة وتصينها وندب إليها ندبة من أهل خرا سان وغيهم فأقطعهم با‬
‫النازل‪.‬‬

‫‪170‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ث لا كانت سنة ثلث وثاني ومئة أمر ببناء الارونية فبنيت وشحنت أيضًا بالقاتلة ومن نزح إليها‬
‫من الطوعة ونسبت إليه‪.‬‬

‫ويقال إنه بناها ف خلفة الهدي ث أتتمت ف خلفته‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وكانت الكنيسة السوداء من حجارة سود بناها الروم على وجه الدهر ولا حصن قدي اخرب‪.‬‬

‫فأمر الرشيد ببناء مدينة الكنيسة السوداء وتصينها وندب إليها القاتلة ف زيادة العطاء‪.‬‬

‫وأخبن بعض أهل الثغر عزون بن سعد أن الروم أغارت عليها والقاسم بن الرشيد مقيم بدا بق‪.‬‬

‫فاستاقوا مواشي أهلها وأثروا عدة منهم‪.‬‬

‫فنفر إليهم أهل الصيصة ومطوعتها فاستنقذوا جيع ما صار إليهم وقتلوا منهم بشرًا ورجع الباقون‬
‫منكوبي مفلولي‪.‬‬

‫فوجه القاسم من حصن الدينة ورمها وزاد ف شحنتها‪.‬‬

‫وقد كان العتصم بال نقل إل عي زربة ونواحيها بشرًا من الزط اللذين كانوا غلبوا على البطائح بي‬
‫واسط والبصرة فانتفع أهلها بم‪.‬‬

‫حدثن أبو صال النطاكي قال‪ :‬كان أبو إسحاق الفزاري يكره شرى ارضٍ بالثغر ويقول‪ :‬غلب عليه‬
‫قوم ف بدء المر وأجلو عنه فلم يقتسموه وصار إل غيهم وقد دخلت ف هذا المر شبه العاقل‬
‫حقيق بتركها وكانت بالثغر ايغارات قد تيفت ما يرتفع من أعشاره حت قصرت عن نفقاته فأمر‬
‫التوكل ف سنة ثلث وأربعي ومائتي بأبطال تلك الغارات فأبطلت‪.‬‬

‫حدثن داود بن عبد الميد قاضي الرقة عن أبيه عن جده عن ميمون بن مهران قال‪ :‬الزيرة كلها‬
‫فتوح عياض بن غنم بعد وفاة أب عبيدة وله إياها عمر بن الطاب وكان أبو عبيدة استخلفه على‬
‫الشام فول عمر بن الطاب يزيد بن أب سفيان ث معاوية من بعده الشام وأمر عياضًا بغزو الزيرة‪.‬‬

‫وحدثن السي بن السود قال‪ :‬حدثنا يي بن آدم عن عدة من الزريي‪.‬‬

‫‪171‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫عن سليمان بن عطاء القرشي قال‪ :‬بعث أبو عبيدة عياض بن غنم إل الزيرة فمات أبو عبيدة با‬
‫فوله عمر إياها بعد‪.‬‬

‫وحدثن بكر بن اليثم قال‪ :‬حدثنا النعيلي عبد ال بن ممد قال‪ :‬حدثنا سليمان بن عطاء قال‪ :‬لا فتح‬
‫عياض بن غنم الرها وكان أبو عبيدة وجهه وقف على بابا على فرس له كميت‪.‬‬

‫فصالوه على أن لم هيكلهم وما حوله وعلى أن ل يدثوا كنيسة إل ما كان لم وعلى معونة‬
‫السلمي على عدوهم فإن تركوا شيئًا ما شرط عليهم فل ذمة لم‪.‬‬

‫ودخل أهل الزيرة فيما دخل فيه أهل الرها‪.‬‬

‫وقال ممد بن سعد‪ :‬قال الواقدي‪ :‬أثبت ما سعنا ف أمر عياض أن أبا عبيده مات ف طاعون عمواس‬
‫سنة ثان عشرة واستخلف عياضًا‪.‬‬

‫فورد عليه كتاب عمر بتوليته حص وقنسرين والزيرة‪.‬‬

‫فسار إل الزيرة يوم الميس للنصف من شعبان سنة ثان عشرة ف خسة آلف وعلة مقدمته ميسرة‬
‫بن مسروق العبسي وعلى ميمنته سعيد بن عامر بن حدي المحي وعلى ميسرته صفوان بن العطل‬
‫السلمي‪.‬‬

‫وكان خالد بن الوليد على ميسرته‪.‬‬

‫ويقال إن خالدًا ل يسر تت لواء أحد بعد أب عبيده ولزم حص حت توف با سنة إحدى وعشرين‬
‫وأوصىإل عمر‪.‬‬

‫وبعضهم يزعم أنه مات بالدينة وموته بمص أثبت‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬فانتهت طليعة عباض إل الرقة فأغاروا على حاضرٍ كان حولا للعرب وعلى قومٍ من الفلحي‬
‫فأصابوا مغنما وهرب من نا من أولئك فدخلوا مدينة الرق‪.‬‬

‫وأقبل عياض ف عسكره حت نزل باب الرها وهو أحد أبوابا ف تعبئة‪.‬‬

‫‪172‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فرمى السلمون ساعة حت جرح بعضهم‪.‬‬

‫ث إنه تأخر عنهم لئل تبلغه حجارتم وسهامهم وركب فطاف حول الدينة ووضع على أبوابا روابط‬
‫ث رجع إل عسكرة وبث السرايا‪.‬‬

‫فجعلوا يأتون بالسرى من القرى وبالطعمة الكثية وكانت الزروع مستحصدة‪.‬‬

‫فلما مضت خسة أيام أو ستة وهم على ذلك أرسل بطريق الدينة إل عياض يطلب المان‪.‬‬

‫فصاله عياض على أن أمن جيع أهلها على أنفسهم وذراريهم وأموالم ومدينتهم‪.‬‬

‫وقال عياض‪ :‬الرض لنا قد وطئناها وأحرزناها فأقرها ف أيديهم على الراج ودفع منها ما ل يرده‬
‫أهل الذمة ورفضوه إل السلمي على العشر ووضع الزية على رقابم فألزم كل رجل منهم دينارًا ف‬
‫كل سنة وأخرج النساء والصبيان ووظف عليهم مع الدينار أففزة من قمح وشيئًا من زيت وخلٍ‬
‫وعسل فلما ول معاوية جعل ذلك جزي ًة عليهم ث إنم فتحوا أبواب الدينة وأقاموا للمسلمي سوقًا‬
‫على باب الرها فكتب لم عياض‪ :‬بسم ال الرحن الرحيم‪.‬‬

‫هذا ما أعطى عياض بن غنم أهل الرقة يوم دخلها‪.‬‬

‫أعطاهم أمانًا لنفسهم وأموالم وكنائسهم ل ترب ول تسكن إذا أعطوا الزية الت عليهم ول‬
‫يدثوا مغيلة وعلى أن ل يدثوا كنيسة ول بيعة ول يظهروا ناقوسًا ول باعوثًا ول صليبًا‪.‬‬

‫شهد ال وكفى بال شهيدا وختم عياض باته‪.‬‬

‫ويقال إن عياضًا ألزم كل حال من أهل الرقة أربعة دناني‪.‬‬

‫والثبت أن عمر كتب بعد إل عمي بن سعد وهو واليه‪ :‬أن ألزم كل امرئ منهم أربعة دناني كما‬
‫ألزم أهل الذهب‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ث سار عياض إل حران فنل بأجدى وبعث مقدمته فأغلق أهل حران أبوابا دونم ث أتبعهم‪.‬‬

‫‪173‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فلما نزل با بعث إليه الرنانية من أهلها يعلمونه أن ف أيديهم طائفة من الدينة ويسألونه أن يصي‬
‫إل الرها فما صالوه عليه من شيء قنعوا به وخلوا بينه وبي النصارى حت يصيوا إليه‪.‬‬

‫وبلغ النصارى ذلك فأرسلوا إليه بالرضي با عرض الرنانية وبذلوا‪.‬‬

‫فأتى الرها وقد جع له أهلها فرموا السلمي ساعة ث خرجت مقاتلتهم فهزمهم السلمون حت‬
‫ألئوهم إل الدينة فلم ينسبوا أن طلبوا الصلح والمان فأجابم عياض إليه وكتب لم كتابًا نسخته‪:‬‬
‫بسم ال الرحن الرحيم‪.‬‬

‫هذا كتاب عياض بن غنم لسقف الرها‪.‬‬

‫إنكم أن فتحتم ليباب الدينة على أن تؤدوا إل عن كل رجل دينارًا ومدي قمح فأنتم آمنون على‬
‫أنفسكم وأموالكم ومن تبعكم‪.‬‬

‫وعليكم إرشاد الضال وإصلح السور والطرق ونصيحة السلمي‪.‬‬

‫شهد ال وكفى بال شهيدا ‪.‬‬

‫وحدثن داود بن عبد الميد عن أبيه عن جده أن كتاب عياض لهل الرها‪ :‬بسم ال الرحن الرحيم‪.‬‬

‫هذا كتاب من عياض بن غنم ومن معه من السلمي لهل الرها‪.‬‬

‫أن أمنتهم على دمائهم وأموالم وذراريهم ونسائهم ومدينتهم وطواحينهم إذا أرادوا الق الذي‬
‫عليهم ولنا عليهم أن يصلحوا جسورنا ويهدوا ضالنا‪.‬‬

‫شهد ال وملئكته والسلمون‪.‬‬

‫قال‪ :‬ث أتى عياض حران ووجه صفوان بن العطل وحبيب بن مسلمة الفهري إل سيساط‪.‬‬

‫فصال عياض أهل حران على مثل صلح الرها وفتحوا له أبوابا وولها رجلًا‪.‬‬

‫‪174‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ث سار إل سيساط فود صفوان بن العطل وحبيب ابن مسلمة مقيمي عليها وقد غلبا على قرى‬
‫وحصون من قراها وحصونا‪.‬‬

‫فصاله أهلها على مثل صلح أهل الرها‪.‬‬

‫وكان عياض يغزو من الرها ث يرجع إليها‪.‬‬

‫وحدثن ممد بن سعد عن الواقدي عن معمر عن الزهري قال‪ :‬ل يبق بالزيرة موضع قدمٍ إل فتح‬
‫على عهد عمر ابن الطاب رضي ال عنه على يد عياض بن غنم‪ :‬فتح حران والرها والرقة وقرقيسيا‬
‫ونصيبي وسنجار‪.‬‬

‫وحدثن ممد عن الواقدي عن عبد الرحن بن مسلمة عن فرات بن سلمان عن ثابت بن الجاج‬
‫قال‪ :‬فتح عياض الرقة وحران والرها ونصيبي وميافارقي وقرقيسيا وقرى الفرات ومدائنها صلحًا‬
‫وأرضها عنوة‪.‬‬

‫وحدثن ممد عن الواقدي عن ثور بن يزيد عن راش بن سع أن عياضًا افتتح الزيرة ومدائنها صلحًا‬
‫وأرضها عنوة‪.‬‬

‫وقد روى أن عياضًا لا أتى حران من الرقة وجدها خالية قد انتقل أهلها إل الرها‪.‬‬

‫فلما فتحت الرها صالوا عن مدينتهم وهم با‪.‬‬

‫وكان صلحهم مثل صلح الرها‪.‬‬

‫وحدثن أبو أيوب الرقى الؤدب قال‪ :‬حدثن الجاج بن أب منيع الرصاف عن أبيه عن جده قال‪ :‬فتح‬
‫عياضٌ الرقة ث الرها ث حران ث سيساط على صلح واحد‪.‬‬

‫ث أتى سروج وراسكيفا والرض البيضاء فغلب على أرضها وصال أهل حصونا على مثل الرها‪.‬‬

‫ث إن أهل سيساط كفروا فلما بلغه ذلك رجع إليهم فحاصرها حت فتحها‪.‬‬

‫‪175‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وبلغه أن أهل الرها قد تقضوا فلما أناخ عليهم فتحوا له أبواب مدينتهم فدخلها وخلف با عامله ف‬
‫جاعة‪.‬‬

‫ث أت قريات الفرات وهي جسر منبج وذواتا ففتحها على ذلك‪.‬‬

‫وأتى عي الوردة وهي رأس العي فامتنعت عليه فتركها‪.‬‬

‫وأتى تل موزن ففتحها على مثل صلح الرها وذلك ف سنة تسع عشرة‪.‬‬

‫ووجه عياض إل قرقيسيا حبيب ابن مسلمة الفهري ففتحها صلحًا مثل الرقة وفتح عياض آمد بغي‬
‫قتال على مثل صلح الرها‪.‬‬

‫وفتح ميافارقي على مثل ذلك‪.‬‬

‫وفتح حصن كفر توثا‪.‬‬

‫وفتح نصيبي بعد قتالٍ على مثل صلح الرها‪.‬‬

‫وفتح طور عبدين وحصن ماردين ودارا على مثل ذلك‪.‬‬

‫وفتح قردي وبازبدى على مثل صلح نصبي‪.‬‬

‫وأتاه بطريق الوزان فصاله عن أرضه على إتاوة وكل ذلك ف سنة تسع عشرة وأيام من الحرم سنة‬
‫عشرين‪.‬‬

‫ث سار إل أرزن ففتحها على مثل صلح نصيبي‪.‬‬

‫ودخل الدرب فبلغ بد ليس وجازها إل خلط وصال بطريقها وانتهى إل العي الامضة من أرمينية‬
‫فلم يعدها‪.‬‬

‫ث عاد فضمن صاحب بد ليس خراج خلط وجاجها وما على بطريقها‪.‬‬

‫‪176‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ث إنه انصرف إل الرقة ومضى إل حص وقد كان عمر وله إياها فمات سنة عشرين‪.‬‬

‫وول عمر سعيد بن عامر بن حزي فلم يلبث إل قليلًا حت مات‪.‬‬

‫فول عمر عمي بن سعد النصاري ففتح عي الوردة بعد قتال شديد‪.‬‬

‫وقال الواقدي حدثن من سع إسحاق بن أب فروه يدث عن أب وهب اليشان ديلم بن الوسع أن‬
‫عمر بن الطاب رضي ال عنه كتب إل عياض يأمره أن يوجه عمي بن سعد إل عي الوردة فوجه‬
‫إليها‪.‬‬

‫فقدم الطلئع أمامه فأصابوا قومًا من الفلحي وغنموا مواشي من مواشي العدو‪.‬‬

‫ث إن أهل الدينة غلقوا أبوابا ونصبوا العرادات عليها فقتل من السلمي بالجارة والسهام بشر‬
‫وأطلع عليهم بطريق من بطارقتها فشتمهم وقال‪ :‬لسنا كمن لقيتم‪.‬‬

‫ث إنا فتحت بعد على صلح‪.‬‬

‫حدثن عمرو بن ممد عن الجاج بن أب منيع عن أبيه عن جده قال‪ :‬امتنعت رأس العي على عياض‬
‫بن غنم ففتحها عمي بن سعد وهو وال عمر على الزيرة بعد أن قاتل أهلها السلمي قتالًا شديدًا‪.‬‬

‫فدخلها السلمون عنوة ث صالوهم بعد ذلك على أن دفعت الرض إليهم ووضعت الزية على‬
‫رؤوسهم على كل رأس أربعة دناني ول تسب نساؤهم ول أولدهم‪.‬‬

‫وقال الجاج‪ :‬وقد سعت مشايخ من أهل رأس العي يذكرون أن عميًا لا دخلها قال لم‪ :‬وزعم‬
‫اليثم بن عدي أن عمر بن الطاب رضي ال عنه بعث أبا موسى الشعري إل عي الوردة فغزاها‬
‫بند الزيرة بعد وفاة عياض‪.‬‬

‫والثبت أن عميًا فتحها عنوة فلم تسب وجعل عليهم الراج والزية ول يقل هذا أحد غي اليثم‪.‬‬

‫وقال الجاج بن أب منيع‪ :‬جل خلق من أهل رأس العي واعتمل السلمون أرضهم وازدرعوها‬
‫بإقطاع‪.‬‬

‫‪177‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وحدثن ممد بن الفضل الوصلي عن مشايخ أهل سنجار‬

‫قالوا‪ :‬كانت سنجار ف أيدي الروم‪.‬‬

‫ث أن كسرى العروف بأبرويز أراد قتل مئة رجل من الفرس كانوا حلوا إليه بسبب خلف ومعصية‪.‬‬

‫فكلم فيهم فأمر أن يوجهوا إل سنجار وهو يومئذ يعان فتحها‪.‬‬

‫فمات منهم رجلن ووصل إليها ثانية وتسعون رجلًا فصاروا مع القاتلة الذين كانوا بازائها ففتحوها‬
‫دونم وأقاموا با وتناسلوا‪.‬‬

‫فلما انصرف عياض من خلط إل الزيرة بعث إل سنجار ففتحها صلحًا وأسكنها قومًا من العرب‬
‫وقد قال بعض الرواة‪ :‬إن عياضًا فتح حصنًا من الوصل وليس ذلك بثبت‪.‬‬

‫قال ابن الكلب‪ :‬عمي بن سعد عامل عمر هو عمي بن سعد بن شهيد بن عمرو أحد الوس‪.‬‬

‫وقال الواقدي‪ :‬هو عمي بن سعد بن عبيد‪.‬‬

‫وقتل أبوه سعد يوم القادسية‪.‬‬

‫وسعد هذا هو قال الواقدي‪ :‬وقد روى قوم أن خالد بن الوليد ول لعمر بعض الزيرة فأطلى ف حام‬
‫بأمد أو غيها بشيء فيه خر فعزله عمر‪.‬‬

‫وليس ذلك بثبت‪.‬‬

‫وحدثن عمرو الناقد قال‪ :‬حدثن الجاج بن أب منيع عن أبيه عن جده عن ميمون بن مهران قال‪:‬‬
‫أخذ الزيت والطعام والل لرفق السلمي بالزيرة مدة ث خفف عنهم واقتصر بم على ثانية وأربعي‬
‫درهًا وأربعة وعشرين واثنا عشر نظرًا من عمر للناس‪.‬‬

‫وكان على كل إنسان مع جزيته مدا قمح وقسطان من زيت وقسطان من خل‪.‬‬

‫‪178‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وحدثن عدة من أهل الرقة قالوا‪ :‬لا مات عياض وول الزيرة سعيد بن عامر بن حذي بن مسجد‬
‫الرقة ومسجد الرها‪.‬‬

‫ث توف فبن الساجد بديار مضر وديار ربيعه عمي بن سعد‪.‬‬

‫ث لا ول معاوية الشام والزيرة لعثمان بن عفان رضي ال عنه أمره أن ينل العرب بواضع نائية عن‬
‫الدن والقرى ويأذن لم ف اعتمال الرضي الت لحق فيها لحد‪.‬‬

‫فأنزل بن تيم الرابية وانزل الازحي والد يب أخلطًا من قبس وأسد وغيهم وفعل ذلك ف جيع‬
‫نواحي ديار مضر ورتب ربيعه ف ديارها على ذلك وألزم الدن والقرى والسال من يقوم بفظها‬
‫ويذيب عنها من أهل العطاء ث جعلهم مع عماله‪.‬‬

‫وحدثن أبو حفص الشامي عن حاد بن عمرو النصيب قال‪ :‬كتب عامل نصيبي إل معاوية وهو‬
‫عامل عثمان على الشام والزيرة يشكو إليه أن جاعة من السلمي من معه أصيبوا بالعقارب‪.‬‬

‫فكتب إليه يأمره أن يوظف على أهل كل حيز من الدينة عدة من العقارب مسماة ف كل ليلة‪.‬‬

‫ففعل فكانوا يأتونه با فيأمر بقتلها‪.‬‬

‫وحدثن أبو ايوب الؤدب الرقي عن أب عبد ال القرقسان عن أشياخه أن عمي بن سعد لا فتح رأس‬
‫العي سلك الابور وما يليه حت أتى قرقيسيا وقد نقد أهلها فصالهم على مثل صلحهم الول‪.‬‬

‫ث أتى حصون الفرات حصنًا حصنًا ففتحها على ما فتحت عليه قرقيسيا ول بلق ف شيء منها كثي‬
‫قتال‪.‬‬

‫وكان بعض أهلها ربا رموا بالجارة‪.‬‬

‫فلما فرغ من تلبس كذا وعانات أتى الناؤسة وآلوسة وهيت فوجد عمار بن ياسر وهو يومئذ عامل‬
‫عمر بن الطاب على الكوفة وقد بعث جيشًا يستغزى ما فوق النبار عليه سعد بن عمرو بن حرام‬
‫النصاري وقد أتاه أهل هذه الصون فطلبوا المان‪.‬‬

‫‪179‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فأمنهم واستثن على أهل هيت نصف كنيستهم‪.‬‬

‫فانصرف عمي إل الرقة‪.‬‬

‫وحدثن بعض أهل العلم قال‪ :‬كان الذي توجه إل هيت والصون الت بعدها من الكوفة مد لج بن‬
‫عمرو السلمي حليف بن عبد شس وله صحبه فتول فتحها‪.‬‬

‫وهو بن الديثة الت على الفرات‪.‬‬

‫وولده بيت وكان منهم رجل يكن أبا هارون باقي الذكر هناك‪.‬‬

‫ويقال إن مد لجا كان من قبل سعد ابن عمرو بن حرام‪.‬‬

‫وال أعلم‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وكان موضع نر سعيد بن عبد اللك بن مروان ‪ -‬هو الذي يقال له سعيد الي وكان يظهر‬
‫نسكًا ‪ -‬غيضة ذات سباع‪.‬‬

‫فأقطعه إياها الوليد‪.‬‬

‫فحفر النهر وعمر ما هناك‪.‬‬

‫وقال بعضهم‪ :‬الذي أقطعه ذلك عمر بن عبد العزيز‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ول يكن للرافقة أثر قدي إنا بناها أمي الؤمني النصور رحه ال سنة خس وخسي ومئة على‬
‫بناء مدينته ببغداد ورتب فيها جندًا من أهل خرا سان‪.‬‬

‫وجرت على يدي الهدي وهو ول عهد‪.‬‬

‫ث إن الرشيد بن قصورها فكان بي الرقة والرافقة فضاء مزارع‪.‬‬

‫‪180‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فلما قدم على بن سليمان ابن علي واليًا على الزيرة نقل أسواق الرقة إل تلك الرض فكان سوق‬
‫الرقة العظم فيما مضى يعرف بسوق هشام العتيق‪.‬‬

‫ث لا قدم الرشيد الرقة استزاد ف تلك السواق فلم تزل تب مع الصواف‪.‬‬

‫وأما رصافة هشام فإن هشام بن عبد اللك أحدثها وكان ينل قبلها اليتونة‪.‬‬

‫وحفر الن والرى واستخرج الضيعة الت تعرف بالن والرى وأحدث فيها واسط الرقة‪.‬‬

‫ث إن تلك الضيعة قبضت ف أول الدولة‪.‬‬

‫ث صارت لم جعفر زبيدة بنت جعفر بن النصور فابتنت ول يكن للرحبة الت ف أسفل قرقيسيا أثر‬
‫قدي إنا بناها وأحدثها مالك ابن طوق بن عتاب التغلب ف خلفة الأمون‪.‬‬

‫وكانت أذرمة من ديار ربيعه قريةً قدية فأخذها السن بن عمرو بن الطاب التغلب من صاحبها‬
‫وبن با قصرًا وحصنها‪.‬‬

‫وكانت كفرتوثا حصنًا قديًا فاتذها ولد أب رمثة منلًا فمدنوها وحصنوها‪.‬‬

‫حدثن معاف بن طاووس عن أبيه قال‪ :‬سألت الشايخ عن أعشار بلد وديار ربيعا والبدية فقال‪ :‬هي‬
‫أعشار ما أسلمت عليه العرب أو عمرته من الوات الذي ليس ف يد أحد أو رفضه النصارى فمات‬
‫وغلب عليها الدغل فأقطعه العرب‪.‬‬

‫حدثن أبو عفان الرقى عن مشايخ من كتاب الرقة وغيهم قالوا‪ :‬كانت عي الرومية وماؤها للوليد‬
‫ابن عقبة بن أب معيط فأعطاها أبا زبيد الطائي‪.‬‬

‫ث صارت لب العباس أمي الؤمني فأقطعها ميمون بن حزة مول على بن عبد ال بن عباس‪.‬‬

‫ث ابتاعها الرشيد من ورثته‪.‬‬

‫وهي من أرض الرقة‪.‬‬

‫‪181‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫قالوا‪ :‬وكان ابن هبية أقطع غابة ابن هبية فقبضت وأقطعها بشر بن ميمون صاحب الطاقات وكان‬
‫هشام أقطع عائشة ابنته قطيعةً برأس كيفا تعرف با فقبضت‪.‬‬

‫وكانت لعبد اللك وهشام قرية تدعى سلعوس ونصف قرية تدعى كفر جدا من الرها‪.‬‬

‫وكانت بران للغمر بن يزيد تل عفراء وأرض تل مذابا كذا وأرض الصلى وصواف ف ربض حران‬
‫ومستغلتا‪.‬‬

‫وكان مرج عبد الواحد حى السلمي قبل أن تبن الدث وزبطرة فلما بنيتا استغن بما فعمر فضمه‬
‫السي الادم إل الحواز ف خلفة الرشيد‪.‬‬

‫ث توثب الناس عليه فغلبوا على مزارعه حت قدم عبد ال بن طاهر الشام فرده إل الضياع‪.‬‬

‫وقال أبو أيوب الرقى‪ :‬سعت أن عبد الواحد الذي نسب الرج إليه عبد الواحد بن الارث بن الكم‬
‫بن أب العاص وهو ابن عم عبد اللك كان الرج له فجعله حى السلمي‪.‬‬

‫وهو الذي مدحه القطامى فقال‪ :‬أهل الدينة ل يزنك شأنم إذا تطأ عبد الواحد الجل أمر نصارى‬
‫بن تغلب بن وائل حدثنا شيبان بن فروخ قال‪ :‬حدثنا أبو عوانة عن الغية عن السفاح الشيبان أن‬
‫عمر بن الطاب رضي ال عنه أراد أن يأخذ الزية من نصارى بن تغلب فانطلقوا هاربي ولقت‬
‫طائفة منهم ببعدٍ من الرض‪.‬‬

‫فقال النعمان بن زرعة أو زرعة بن النعمان‪ :‬أنشدك ال ف بن تغلب! فإنم قوم من العرب يأنفون‬
‫من الزية وهم قومٌ شديدة نكايتهم فل تعن عدوك عليك بم‪.‬‬

‫فأرسل عمر ف طلبهم فردهم وأضعف عليهم الصدقة‪.‬‬

‫حدثنا شيبان قال‪ :‬حدثنا عبد العزيز بن مسلم قال‪ :‬حدثنا ليث عن رجل عن سعيد بن جبي عن ابن‬
‫عباس قال‪ :‬ل تؤكل ذبائح نصارى بن تغلب ول تنكح نساؤهم‪.‬‬

‫ليسوا منا ول من أهل الكتاب‪.‬‬

‫‪182‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫حدثنا عباس بن هشام عن أبيه عن عوانة بن الكم وأب منف قال‪ :‬كتب عمي بن سعد إل عمر بن‬
‫الطاب رضي ال عنه يعلمه أنه أتى شق الفرات الشامي ففتح عانات وسائر حصون الفرات وأنه‬
‫أراد من هناك من بن تغلب على السلم فأبوه وهوا باللحاق بأرض الروم‪.‬‬

‫وقبلهم أراد من ف الشق الشرقي على ذلك فامتنعوا منه وسألوه أن يأذن لم ف اللء واستطلع رأيه‬
‫فيهم‪.‬‬

‫فكتب إليه عمر رضي ال عنه يأمره أن يضعف عليهم الصدقة الت تؤخذ من السلمي ف كل سائمة‬
‫وأرض وإن أتوا ذلك حاربم حت تبيدهم أو يسلموا‪.‬‬

‫فقبلوا أن يؤخذ منهم ضعف الصدقة وقالوا‪ :‬أما إذ ل تكن جزية كجزية العلج فإنا نرضى ونفظ‬
‫ديننا‪.‬‬

‫حدثن عمرو الناقد قال‪ :‬حدثن أبو معاوية عن الشيابن عن السفاح عن داود بن كردوس قال‪ :‬صال‬
‫عمر بن الطاب بن تغلب بعدما قطعوا الفرات وأرادوا اللحاق بأرض الروم على أن ل يصبغوا صبيًا‬
‫ول يكرهوه على دينهم وعلى أن عليهم الصدقة مضعفة‪.‬‬

‫قال‪ :‬وكان داود بن كردوس يقول‪ :‬ليست لم ذمة لنم قد صبغوا ف دينهم يعن العمودية‪.‬‬

‫فحدثن السي بن السود قال‪ :‬حدثنا يي بن آدم عن ابن البارك عن يونس ابن يزيد البلى عن‬
‫الزهري قال‪ :‬ليس ف مواشي أهل الكتاب صدقة إل نصارى بن تغلب أو قال نصارى العرب الذين‬
‫عامة أموالم الواشي فإن عليهم ضعف ما على السلمي‪.‬‬

‫حدثنا سعيد بن سليمان سعدويه حدثنا هشيم عن مغية عن السفاح بن الثن عن زرعة بن النعمان‬
‫أنه كان كلم عمر ف نصارى بن تغلب وقال‪ :‬قوم عرب يأنفون من الزية وإنا هم أصحاب حروث‬
‫ومواس‪.‬‬

‫وكان عمر قد هم أن يأخذ الزية منهم فتفرقوا ف البلد‪.‬‬

‫‪183‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فصالهم على أن أضعف عليهم ما يؤخذ من السلمي من صدقاتم ف الرض والاشية قال مغية‪:‬‬
‫فكان علي عليه السلم يقول‪ :‬لئن تفرقت لبن تغلب ليكونن ل فيهم رأي‪.‬‬

‫لقتلن مقاتلتهم ولسبي ذريتهم فقد نقضوا العهد وبرئت منهم الذمة حي نصروا أولدهم‪.‬‬

‫وحدثن أبو نصر التمار قال‪ :‬حدثنا شريك بن عبد ال عن إبراهيم ابن مهاجر عن زياد بن حدير‬
‫السدي قال‪ :‬بعثت عمر إل نصارى بن تغل آخذ منهم نصف عشر أموالم ونان أن أعشر مسلمًا‬
‫أو ذميًا يؤدي الراج‪.‬‬

‫حدثن ممد بن سعد عن الواقدي عن أبن أب سبة عن عبد اللك بن نوفل عن ممد بن إبراهيم بن‬
‫الارث أن عثمان أمر أن ل يقبل من بن تغلب ف الزية إل دهيك الذهب والفضة‪.‬‬

‫فجاءه الثبت أن عمر أخذ منهم ضعف الصدقة‪.‬‬

‫فرجع عن ذلك‪.‬‬

‫قال الواقدي‪ :‬وقال سفيان الثوري والوزاعي ومالك بن أنس وابن أب ليلى وابن أب ذئب وأبو‬
‫حنيفة وأبو يوسف‪ :‬يؤخذ من التغلب ضعف ما يؤخذ من السلم ف أرضه وماشيته وماله‪.‬‬

‫فأما الصب والعتوه منهم فإن أهل العراق يرون أن يؤخذ ضعف الصدقة من أرضه ول يأخذون من‬
‫ماشيته شيئًا‪.‬‬

‫قال أهل الجاز‪ :‬يؤخذ من أموال بن تغلب سبيل مال الراج لنه بدلٌ من الزية‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬لا استخلف عثمان بن عفان رضي ال عنه كتب إل معاوية بوليته الشام‪.‬‬

‫وول عمي بن سعد النصاري الزيرة ث عزله‪.‬‬

‫وجع لعاوية الشام والزيرة وثغورها وأمره أن يغزو ششاط وهي أرمين الرابعة أو يغزيها‪.‬‬

‫‪184‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فوجه إليها حبيب بن مسلمة الفهري وصفوان بن معطل السلمي ففتحاها بعد أيام من نزولما عليها‬
‫على مثل صلح الرها‪.‬‬

‫وأقام صفوان با وبا توف ف آخر خلفة معاوية‪.‬‬

‫ويقال بل غزاها معاوية نفسه وهذان معه‪.‬‬

‫فولها صفوان فأوطنها وتوف با‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وقد كان قسطنطي أناخ عليها بعد نزوله ف ملطية ف سنة ثلث وثلثي ومئة فلم يكنه فيها‬
‫شيء فأغار على ما حولا ث انصرف‪.‬‬

‫ول تزل ششاط خرا دية حت صيها التوكل على ال رحه ال عشرية أسوة غيها من الثغور‪.‬‬

‫وقالوا‪ :‬غزل حبيب بن مسلمة حصن كمخ بعد فتح ششاط فلم يقدر عليه‪.‬‬

‫وغزاه صفوان فلم يكنه فتحه‪.‬‬

‫ث غزاه ف سنة تسع وخسي وهي السنة الت مات فيها ومعه عمي بن الباب السلمي‪.‬‬

‫فعل عمي سوره ول يزل يالد عليه وحده حت كشف الروم وصعد السلمون ففتحه لعمي بن‬
‫الباب وبذلك كان يفخر ويفخر له‪.‬‬

‫ث إن الروم غلبوا عليه ففتحه مسلمة بن عبد اللك‪.‬‬

‫ول يزل يفتح وتغلب الروم عليه‪.‬‬

‫فلما كانت سنة تسع وأربعي ومئة شخص النصور عن بغداد حت نزل حديثة الوصل ث أغزى منها‬
‫السن بن قحطبة وبعده ممد ابن الشعث وجعل عليهما العباس بن ممد وأمره أن يغزو بم كمخ‪.‬‬

‫فمات ممد ابن الشعث بآم وسار العباس والسن حت صارا إل ملطية فحمل منها الية ث أناخا‬
‫على كمخ وأمر العباس بنصب النجنيق ورموا السلمي فقتلوا منهم بالجارة مائت رجل فاتذ‬

‫‪185‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫السلمون الدبابات وقاتلوا قتالًا شديدًا حت فتحوه وكان مع العباس بن ممد بن علي ف غزاته هذه‬
‫مطر الوراق‪.‬‬

‫ث إن الروم أغلقوا كمخ‪.‬‬

‫فلما كانت سنة سبع وسبعي ومئة غزا ممد بن عبد ال ابن عبد الرحن بن أب عمرة النصاري وهو‬
‫عامل عبد اللك بن صال علي ششاط ففتحه ودخله لربع عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الخر من‬
‫هذه السنة‪.‬‬

‫ويقال إن عبيد ال بن القطع دفعه إليهم وتلص ابنه وكان أسيًا عندهم‪.‬‬

‫ث إن عبد ال بن طاهر فتحه ف خلفة الأمون فكان ف أيدي السلمي حت لطف قوم من نصارى‬
‫ششاط وقاليقل وبقراط بن أشوط بطريق خلط ف دفعه إل الروم والتقرب إليهم بذلك بسبب‬
‫ضياع لم ف عمل ششاط‪.‬‬

‫ملطية وقالوا‪ :‬وجه عياض بن غنم حبيب بن مسلمة الفهري من ششاط إل ملطية ففتحها ث أغلقت‪.‬‬

‫فلما ول معاوية الشام والزيرة وجه إليها حبيب بن مسلمة ففتحها عنوةً ورتب فيها رابطةً من‬
‫السلمي مع عاملها‪.‬‬

‫وقدمها معاوية وهو يريد دخول الروم فشحنها بماعة من أهل الشام والزيرة وغيها فكانت طريق‬
‫الصوائف‪.‬‬

‫ث إن أهلها انتقلوا عنها ف أيام عبد ال ابن الزبي وخرجت الروم فشعثتها ث تركتها‪.‬‬

‫فنلا قوم من النصارى من الرمن والنبط‪.‬‬

‫وحدثن ممد بن سعد عن الواقدي ف إسناده قال‪ :‬كان السلمون نزلوا طرندة بعد أن غزاها عبد ال‬
‫بن عبد اللك سنة ثلث وثاني وبنوا با مساكن‪.‬‬

‫وهي من ملطية على ثلث مراحل واغلة ف بلد الروم‪.‬‬

‫‪186‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ومالطية يومئذ خراب ليس با إل ناسٌ من أهل الذمة من الرمن وغيهم‪.‬‬

‫فكانت تأتيهم طالعة من جند الزيرة ف الصيف فيقيمون با إل أن ينل الشتاء وتسقط الثلوج فإذا‬
‫كان ذلك قفلوا‪.‬‬

‫فلما ول عمر بن عبد العزيز رضي ال عنه رحل أهل طرندة عنها وهم كارهون وذلك لشفاقه‬
‫عليهم من العدو واحتملوا فلم يدعوا لم شيئًا حت كسروا خواب الل والزيت ث أنزلم ملطية‬
‫وأخرب طرندة وول على ملطية جعونة بن الارث أحد بن عامر ابن صعصعة‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وخرج عشرون ألفًا من الروم ف سنة ثلث وعشرين ومئة فنلوا على مالطية‪.‬‬

‫فأغلق أهلها أبوابا وظهر النساء على السور عليهم العمائم فقاتلن‪.‬‬

‫وخرج رسول لهل مالطية مستغيثًا‪.‬‬

‫فركب البيد وسار حت لق بشام بن عبد اللك وهو بالرصافة‪.‬‬

‫فندب هشام الناس إل ملطية‪.‬‬

‫ث أتاه الب بأن الروم قد رحلت عنها فدعا الرسول فأخبه وبعث معه خيلًا ليابط با‪.‬‬

‫وغزا هشام نفسه ث نزل ملطية وعسكر عليها حت بنيت فكان مره بالرقة دخلها مقتلدًا سيفًا ول‬
‫يتقله قبل ذلك ف أيامه‪.‬‬

‫قال الواقدي‪ :‬لا كانت سنة ثلث وثلثي ومئة أقبل قسطنطي الطاغية عامدًا لالطية وكمخ يومئذ ف‬
‫أيدي السلمي وعليها رجل من بن سليم‪.‬‬

‫فبعث أهل كمخ الصريخ إل أهل مالطية‪.‬‬

‫فخرج إل الروم منهم ثان مئة فارس فواقعهم خيل الروم فهزمتهم‪.‬‬

‫‪187‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ومال الرومي فأناخ على مالطية فحصر من فيها والزيرة يومئذ مفتونة وعاملها موسى بن كعب‬
‫بران‪.‬‬

‫فوجهوا رسولًا لم إليه فلم يكنه إغاثتهم‪.‬‬

‫وبلغ ذلك قسطنطي فقال لم‪ :‬يا أهل ملطية! إن ل آتكم إل على علم بأمركم وتشاغل سلطانكم‪.‬‬

‫انزلوا على المان واخلوا الدينة وأخربا وأمضى عنكم‪.‬‬

‫فأبوا عليه فوضع عليها الجانيق‪.‬‬

‫فلما جهدهم البلء واشتد عليهم الصار سألوه أن يوثق لم ففعل‪.‬‬

‫ث استعدوا للرحلة وحلوا ما استدق لم وألقوا كثيًا ما ثقل عليهم ف البار والخاب ث خرجوا‪.‬‬

‫وأقام لم الروم صفي من باب الدينة إل منقطع أخرهم مترطى السيوف طرف سيف كل واحد‬
‫منهم مع طرف سيف الذي يقابله حت كأنا عقد قنطرة ث شيعوهم حت بلغوا مأمنهم وتوجهوا نو‬
‫الزيرة فتفرقوا فيها‪.‬‬

‫وهدم الروم مالطية فلم يبقوا منها إل هريًا فإنم شعثوا منه شيئًا يسيًا وهدموا حصن قلوذية‪.‬‬

‫فما كانت سنة تسع وثلثي ومئة كتب النصور إل صال بن علي يأمره ببناء ملطية وتصينها‪.‬‬

‫ث رأى أن يوجه عبد الوهاب بن إبراهيم المام واليًا على الزيرة وثغورها فتوجه ف سنة أربعي ومئة‬
‫السن قحطبة ف جنود أهل خراسان‪.‬‬

‫فقطع البعوث على أهل الشام والزيرة فتواف معه سبعون ألفًا‪.‬‬

‫فعسكر على ملطية وقد جع الفعلة من كل بلد فأخذ ف بنائها‪.‬‬

‫وكان السن بن قحطبة ربا حل الجر حت يناوله البناء‪.‬‬

‫‪188‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وجعل يغدي الناس ويعشيهم من ماله مبزًا مطابه‪.‬‬

‫فغاظ ذلك عبد الوهاب فكتب إل أب جعفر يعلمه أنه يطعم الناس وأن السن يطعم أشعاف ذلك‬
‫التماسًا لن يطوله ويفسدها يصنع ويهجنه يالسراف والرياء وأن له منادين ينادون الناس إل طعامه‪.‬‬

‫فكتب إليه أبو جعفر‪ :‬يا صب! يطعم السن من ماله وتطعم من مال‪.‬‬

‫ما أتيت إل من صغر خطرك وقلة هتك وسفه رأيك‪.‬‬

‫وكتب إل السن‪ :‬أطعم ول تتخذ مناديًا‪.‬‬

‫فكان السن يقول‪ :‬من سبق إل شرفة فله كذا‪.‬‬

‫فجد الناس ف العمل حت فرغوا من بناء ملطية ومسجدها ف ستة أشهر وبن للجند الذين أسكنوها‬
‫لكل عرافة بيتان سفليان وعليتان فوقهما وإسطبل والعرافة عشرة نفر إل خسة عشر رجلًا‪.‬‬

‫وبن لا مسلحة على ثلثي ميلًا منها ومسلحة على نر يدعى قباقب يدفع ف الفرات‪.‬‬

‫وأسكن النصور ملطية أربعة آلف مقاتل من أهل الزيرة لنا من ثغورهم على زيادة عشرة دناني‬
‫ف عطاء كل رجل معونة مئة دينار سوى العل الذي يتجاعله القبائل بينها‪.‬‬

‫ووضع فيها شحنتها من السلح وأقطع الند الزارع وبن حصن قلوذية‪.‬‬

‫وأقبل قسطنطي الطاغية ف أكثر من مئة ألف فنل جيجان فبلغه كثرة العرب فأحجم عنها‪.‬‬

‫وسعت من يذكر أنه كان مع عبد الوهاب ف هذه الغزاة نصرين مالك الزاعى ونصر بن سعد‬
‫الكاتب مول النصار‪.‬‬

‫فقال الشاعر‪ :‬تكتنفك النصران نصر بن مالكٍ ونصر بن سعدٍ عز نصرك من نصر وف سنة إحدى‬
‫وأربعي ومئة أغزى ممد بن إبراهيم مالطية ف جند من أهل خرا سان وعلى شرطته السيب بن‬
‫زهي‪.‬‬

‫‪189‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وكانت الروم عرضت لالطية ف خلفة الرشيد فلم تقدر عليها وغزاهم الرشيد رحه ال فأشجاهم‬
‫وقمعهم‪.‬‬

‫وقالوا‪ :‬وجه أبو عبيده بن الراح وهو بنبج خالد بن الوليد إل ناحية مرعش ففتح حصنها على أن‬
‫جل أهله ث أخربه‪.‬‬

‫وكان سفيان بن عوف الغامدى لا غزا الروم ف سنة ثلثي رحلل من قبل مرعش فساح ف بلد‬
‫الروم‪.‬‬

‫وكان معاوية بن مدينة مرعش وأسكنها جندًا فلما كان موت يزيد بن معاوية كثرت غارات الروم‬
‫عليهم فانتقلوا عنها‪.‬‬

‫وصال عبد اللك الروم بعد موت أبيه مروان بن الكم وطلبه اللفة على شيء كان يؤديه إليهم‪.‬‬

‫فلما كانت سنة أربع وسبعي غزا ممد بن مروان الروم وانتقض الصلح‪.‬‬

‫ولا كانت سنة خس وسبعي غزا الصائفة أيضًا ممد بن مروان‪.‬‬

‫وخرجت الروم ف جادى الول من قبل مرعش إل العماق‪.‬‬

‫فزحف إليهم السلمون وعليهم أبان بن الوليد بن عقبة بن أب معبيط ومعه دينار بن دينار مول عبد‬
‫اللك بن مروان وكان على قتسرين وكورها‪.‬‬

‫فالتقوا بعمق مرعش فاقتلوا قتالًا شديدًا فهزمت الروم واتبعهم السلمون يقتلون ويأسرون‪.‬‬

‫وكان دينار لقي ف هذا العام جاعة من الروم بسر يغرا وهو من ششاط على نوٍ من عشرة أميال‬
‫فظفر بم‪.‬‬

‫ث إن العباس بن الوليد بن عبد اللك صار إل مرعش فعمرها وحصنها ونقل الناس إليها وبن لا‬
‫مسجدًا جامعًا‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وكان يقطع ف كل عام على أهل قنسرين بعثًا إليها‪.‬‬

‫فلما كانت أيام مروان بن ممد وشغل بحاربة أهل حص خرجت الروم وحصرت مدينة مرعش‬
‫حت صالهم أهلها على اللء فخرجوا نو الزيرة وجند قنسرين بعيالتم ث أخربوها‪.‬‬

‫وكان عامل مروان عليها يومئذ الكوثر بن زفر بن الارث الكلب‪.‬‬

‫وكان الطاغية يومئذ قسطنطي بن اليون‪.‬‬

‫ث لا فرغ مروان من أمر حص وهدم سورها بعث جيشًا لبناء مرعش فبنيت ومدنت‪.‬‬

‫فخرجت الروم ف فتنته فأخربتها فبناها صال بن علي ف خلفة أب جعفر النصور وحصنها وندب‬
‫الناس إليها على زيادة العطاء‪.‬‬

‫واستخلف الهدي فزاد ف شحنها وقى أهلها‪.‬‬

‫حدثن ممد بن سعد عن الواقدي قال‪ :‬خرج ميخائيل من درب الث ف ثاني ألفًا فأتى عمق‬
‫مرعش فقتل وأحرق وسب من السلمي خلقًا وصار إل باب مدينة مرعش وبا عيسى بن علي وكان‬
‫قد غزا ف تلك السنة فخرج إليه موال عيسى وأهل الدينة ومقاتلتهم فرشقوه بالنبل والسهام‬
‫فاستطرد لم حت إذا ناهم عن الدينة كر عليهم فقتل من موال عيسى ثانية نفر واعتصم الباقون‬
‫بالدينة فأغلقوها فحاصرهم با‪.‬‬

‫ث انصرف حت نزل جيحان‪.‬‬

‫وبلغ الب ثامة بن الوليد العبسي وهو بدابق وكان قد ول الصائفة سنة إحدى وستي ومئة فوجه‬
‫إليه خيلًا كثيفة فأصيبوا إل من نا منهم فأحفظ ذلك الهدي واحتفل لغراء السن بن قحطبة ف‬
‫العام القبل وهو سنة اثنتي وستي ومئة‪.‬‬

‫‪191‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫قالوا‪ :‬وكان حصن الدث ما فتح أيام عمر فتحه حبيب بن مسلمة من قبل عياض بن غنم وكان‬
‫معاوية يتعهده بعد ذلك وكان بنو أمية يسمون درب الدث السلمة للطية لن السلمي كانوا‬
‫أصيبوا به فكان ذلك الدث فيما يقول بعض الناس‪.‬‬

‫وقال قوم‪ :‬لقي السلمي غلمٌ حدث على الدرب فقاتلهم ف أصحابه فقيل درب الدث‪.‬‬

‫ولا كان زمن فتنة مروان بن ممد خرجت الروم فهدمت مدينة الدث وأجلت عنها أهلها كما‬
‫فعلت بلطية‪.‬‬

‫ث لا كانت سنة إحدى وستي ومئة خرج ميخائيل إل عمق مرعش ووجه الهدي السن بن قحطبة‬
‫ساح ف بلد الروم فثقلت وطلته على أهلها حت صوروه ف كنائسهم‪.‬‬

‫وكان دخوله من درب الدث فنظر إل موضع مدينتها فأخب أن ميخائيل خرج منه فارتاد السن‬
‫موضع مدينته هناك فلما انصرف كلم الهدي ف بنائها وبناء طر سوس فأمر بتقدي بناء مدينة‬
‫الدث‪.‬‬

‫وكان ف غزاة السن هذه مندل العني الحدث الكوف ومعتمر بن سليمان البصري فأنشأها علي بن‬
‫سليمان بن علي وهو على الزيرة وقنسرين وسيت الحمدية وتوف الهدي مع فراغهم من بنائها فهي‬
‫الهدية والحمدية‪.‬‬

‫وكان بناؤها باللب وكانت وفاته سنة تسع وستي ومئة‪.‬‬

‫واستخلف موسى الادي ابنه فعزل على بن سليمان وول الزيرة وقنسرين ممد بن إبراهيم بن ممد‬
‫بن علي‪.‬‬

‫وقد كان علي بن سليمان فرغ من بناء مدينة الدث وفرض ممدٌ لا فرضًا من أهل الشام والزيرة‬
‫وخرا سان ف أربعي دينارًا من العطاء وأقطعهم الساكن وأعطى كل امرئ ثلث مئة درهم‪.‬‬

‫وكان الفراغ منها ف سنة تسع وستي ومئة‪.‬‬

‫‪192‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وقال أبو الطاب‪ :‬فرض علي بن سليمان بدينة الدث لربعة آلف فأسكنهم إياها ونقل إليها من‬
‫ملطية وششاط وكيسوم ودلوك ورعبان ألفي رجل‪.‬‬

‫قال الواقدي‪ :‬ولا بنيت مدينة الدث هجم الشتاء والثلوج وكثرت المطار ول يكن بناؤها بستوثق‬
‫منه ول متاطٍ فيه فتثلمت الدينة وتشعثت ونزل با الروم فتفرق عنها من كان فيها من جندها‬
‫وغيهم‪.‬‬

‫وبلغ الب موسى فقطع بعثًا مع السيب بن زهي وبعثًا مع روح بن حات وبعثًا مع حزةبن مالك‬
‫فمات قبل أن ينفذا‪.‬‬

‫ث ول الرشيد اللفة فأمر ببنائها وتصينها وشحنتها وإقطاع مقاتلتها الساكن والقطائع‪.‬‬

‫وقال غي الواقدي‪ :‬أناخ بطريقٌ من عظماء بطارقة الروم ف جع كثيف على مدينة الدث حي بنيت‬
‫وكان بناؤها بلب قد حل بعضه على بعض وأضرت به الثلوج‪.‬‬

‫وهرب عاملها ومن فيها ودخلها العدو فحرق مسجدها وأخربا واحتمل أمتعة أهلها فبناها الرشيد‬
‫حي استخلف‪.‬‬

‫وحدثن بعض أهل منبج قال‪ :‬إن الرشيد كتب إل ممد بن إبراهيم بإقراره على عمله فجرى أمر‬
‫مدينة الدث وعمارتا من قبل الرشيد على يده ث عزله‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وكان مالك بن عبد الثعمي الذي يقال مالك الصوائف وهو من أهل فلسطي غزا بلد الروم‬
‫سنة ست وأربعي وغنم غنائم كثية ث قفل‪.‬‬

‫فلما كان من درب الدث على خسة عشر ميلًا بوضع يدعى الرهوة أقام فيها ثلثًا‪.‬‬

‫فباع الغنائم وقسم سهام الغنيمة فسميت تلك الرهوة رهوة مالك‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وكان مرج عبد الواحد حى ليل السلمي‪.‬‬

‫فلما بن الدث وزبطرة استغن عنه فاز درع‪.‬‬

‫‪193‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫قالوا‪ :‬وكانت زبطرة حصنًا قديًا روميًا ففتح مع حصن الدث القدي فتحه حبيب بن مسلة القهري‬
‫وكان قائمًا إل أن اخربته الروم ف أيام الوليد بن يزيد فبن بناء غي مكم‪.‬‬

‫فأناخت الروم عليه ف أيام فتنة نوح بن ممد فهدمته فبناه النصور‪.‬‬

‫ث خرجت إليه فشعثته فبناه الرشيد على يدي ممد بن إبراهيم وشحنه‪.‬‬

‫فلما كانت خلفة الأمون طرقه الروم فشعثوه وأغاروا على سرح أهله فاستاقوا لم مواشي فأمر‬
‫الأمون برمته وتصينه‪.‬‬

‫وقدم وفد طاغية الروم ف سنة عشرة ومائتي يسأل الصلح فلم يبه إليه وكتب إل عمال الثغور‬
‫فساحوا ف بلد الروم فأكثروا فيها القتل ودوخوها وظفروا ظفرًا حسنًا إل أن يقظان بن عبد العلى‬
‫بن أحد بن يزيد بن أسيد السلمي أصيب‪.‬‬

‫ث خرجت الروم إل زبطرة ف خلفة العتصم بال أب إسحاق بن الرشيد فقتلوا الرجال وسبوا النساء‬
‫وأخربوها فأحفظه ذلك وأغضبه فغزاهم حت بلغ عمورية وقد أخرب قبلها حصونًا فأناخ عليها حت‬
‫فتحها فقتل القاتلة وسب النساء والذرية ث أخربا وأمر ببناء زبطرة وحصنها وشحنها فرامها الروم‬
‫بعد ذلك فلم يقدروا عليها‪.‬‬

‫وحدثن أبو عمر الباهلي وغيه وقالوا‪ :‬نسب حصن منصور إل منصور بن جعونة بن الارث‬
‫العامري من قيس وذلك أنه تول بناءه ومرمته وكان مقيمًا به أيام مروان ليد العدو ومعه جند كثيف‬
‫من أهل الشام والزيرة‪.‬‬

‫وكان منصور هذا على أهل الرها حي امتنعوا ف أول الدولة فحصرهم منصور وهو عامل أب العباس‬
‫على الزيرة وأرمينية فلما فتحها هرب منصور ث أمن فظهر فلما خلع عبد ال بن علي أبا جعفر‬
‫النصور شرطته فلما هرب عبد ال إل البصرة استخفى فدل عليه ف سنة إحدى وأربعي ومئة فأتى‬
‫النصور به فقتله بالرقة منصرفة من بيت القدس‪.‬‬

‫وقوم يقولون إنه أمن بعد هرب ابن علي فظهر ث وجدت له كتب إل الروم بغش السلم‪.‬‬

‫‪194‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فلما قدم النصور الرقة من بيت القدس سنة إحدى وأربعي ومئة وجه من أتاه به فضرب عنق بالرقة‬
‫ث انصرف إل الاشية بالكوفة‪.‬‬

‫وكان الرشيد بن حصن منصور وشحنه ف خلفة الهدي‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ول يزل‬

‫ديوان الشام‬

‫بالرومية حت ول عبد اللك بن مروان فلما كانت سنة إحدى وثاني أمر بنقله‪.‬‬

‫وذلك أن رجلًا من كتاب الروم احتاج أن يكتب شيئًا فلم يد ماءً فبال ف الدواة‪.‬‬

‫فبلغ ذلك عبد اللك فأدبه وأمر سليمان بن سعد بنقل الديوان فسأله أن يعينه براج الردن سنة ففعل‬
‫ذلك ووله الردن فلم تنقض السنة حت فرغ من نقله وأتى به عبد اللك‪.‬‬

‫فدعا بسرجون كاتبه فعرض ذلك عليه فغمه وخرج من عنده كئيبًا فلقيه قومٌ من كتاب الروم فقال‪:‬‬
‫اطلبوا العيشة من غي هذه الصناعة فقد قطعها ال عنكم‪.‬‬

‫قال‪ :‬وكانت وظيفة الردن الت قطعها معونة مئة ألف وثاني ألف دينار ووظيفة فلسطي ثلث مئة‬
‫ألفٍ وخسي ألف دينار ووظيفة دمشق أربع مئة ألف دينار ووظيفة حص مع قنسرين والكور الت‬
‫تدعى اليوم العواصم ثان مئة ألف دينار ويقال سبع مئة ألف دينار‪.‬‬

‫فتوح أرمينية حدثن ممد بن اساعيل من ساكن برذعة وغيه عن أب براء عنبسة بن بر الرمن‬
‫وحدثن ممد بن بشر القال عن أشياخه وبرمك بن عبد ال الدبيلي وممد بن الخبس اللطي‬
‫وغيهم‪.‬‬

‫عن قوم من أهل العلم بأمور أرمينية سقت حديثهم ورددت من بعضه على بعض قالوا‪ :‬كانت‬
‫ششاط وقاليقل وخلط وأرجيش وباجنيس تدعى أرمينية الرابعة وكانت كوره البسفرجان ودبيل‬

‫‪195‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وسراج طي وبغر وند تدعى أرمينية الثالثة وكانت جرزان تدعى أرمينية الثانية وكانت السبسجان‬
‫وأران تدعى أرمينية الول‪.‬‬

‫ويقال‪ :‬كانت ششاط وحدها أرمينية الرابعة‪.‬‬

‫وكانت قاليقل وخلط وارجيش وباجنيس تدعى أرمينية الثالثة وسراج طي وبغر وند ودبيل‬
‫والبسفرجان تدعى أرمينية الثانية وسيسجان وأران وتفليس تدعى أرمينية الول‪.‬‬

‫وكانت جرذان وأران ف أيدي الزر وسائر أرمينية ف أيدي الروم يتولها صاحب أرمينيا قس‪.‬‬

‫وكانت الزر ترج فتغي وربا بلغت الدينور‪.‬‬

‫فوجه قباذ بن فيوز اللك قل ئد من عظماء قواده ف أثن عشر ألفًا فوطئ بلد أران وفتح ما بي‬
‫النهر الذي يعرف بالرس إل شر وان‪.‬‬

‫ث إن قباذ لق به فبن بأران مدينة البيلقان ومدينة برذعة وهي مدينة الثغر كله ومدينة قبلة وهي‬
‫الزر‪.‬‬

‫ث بن سد اللب فيما بي أرض شروان وباب الللن وبن على سد اللب ثلث مئة وستي مديتة‬
‫خربت بعد بناء الباب والبواب‪.‬‬

‫ث إنه ملك بعد قباذ ابنه أنو شروان كسرى بن قباذ فبن الشابران ومدينة مسقط ث بن مدينة الباب‬
‫والبواب‪.‬‬

‫وإنا سيت أبوابًا لنا بنيت على طريق ف البل‪.‬‬

‫وأسكن ما بن من هذه الواضع قومًا ساهم السياسيجي‪.‬‬

‫وبن بأرض أران أبواب شكن والقميبان وأبواب الدودانية وهم أمة يزعمون أنم من بن دودان بن‬
‫أسد بن خزية وبن الدرذقية وهي اثنا عشر بابًا وكل باب منها قصر من حجارة وبن بأرض جرزان‬
‫مدينة يقال لا سغدبيل أنزلا قومًا من السغد وأبناء فارس وجعلها مسلحة وبن ما يلي الروم ف بلد‬

‫‪196‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫جرزان قصرًا يقال له باب فيوز قباذ وقصرًا يقال له باب لذقة وقصرًا يقال له باب بارقة وهو على‬
‫بر طرابز نده وبن باب الن وباب سسخى وبن قلعة الردمان وقلعة ششلدى‪.‬‬

‫وفتح أبو شروان جيع ما كان ف أيدي الروم من أرمينية وعمر مدينة دبيل وحصنها وبن مدينة‬
‫النشوى وهي مدينة كوره البسفرجان وبن حصن ويص وقلعًا بأرض السيسجان منها قلعة الكلب‬
‫وساهيونس وأسكن هذه الصون والقلع ذوى البأس والنجدة ف سياسيجية‪.‬‬

‫ث إن أنوشروان كتب إل ملك الترك يسأله ألوا دعة والصلح وأن يكون أمرها واحدًا وخطب إليه‬
‫ابنته ليؤنسه وذكر أنا ابنته‪.‬‬

‫فهدى التركي ابنته إليه‪.‬‬

‫ث قدم عليه فالتقيا بالبشلية وتنادما أيامًا وأنس كل واح ٍد منهما بصاحبه وأظهر بره وأمر أنوشروان‬
‫جاعةً من خاصته وثقاته أن يبيتوا طرفًا من عسكر التركي ويرقوا فيه ففعلوا‪.‬‬

‫فلما أصبح شكا ذلك إل أنوشروان فأنكر أن يكون أمر به أو علم أن أحدًا من أصحابه فعله‪.‬‬

‫ولا مضت لذلك ليالٍ أمر أولئك القوم بعاودة مثل الذي كان منهم ففعلوا‪.‬‬

‫فضج التركي من فعلهم حت رفق به أنوشروان واعتذر إليه فسكن‪.‬‬

‫ث إن أنوشروان أمر فألقيت النار ف ناحية من عسكره ل يكن با إل أكواخ قد اتذت من حشيش‬
‫وعيدان فلما أصبح ضج أنوشروان إل التركي وقال‪ :‬كاد أصحابك يذهبون بعسكري وقد كان فأتن‬
‫بالظنة‪.‬‬

‫فحلف أنه ل يعلم لشيء ما كان سببًا‪.‬‬

‫فقال أنوشروان‪ :‬يا أخي! جندنا وجندك قد كرهوا صلحنا لنقطاع ما انقطع عنهم من النيل ف‬
‫الغارات والروب الت كانت تكون بيننا ول آمن أن يدثوا أحداثًا تفسد قلوبنا بعد صافينا وتالصنا‬

‫‪197‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫حت نعود إل العداوة بعد الصهر والودة والرأي أن تأذن ل ف بناء حائط يكون بين وبينك ونعل‬
‫عليه بابًا فل يدخل إليك من عندنا وإلينا من عندك إل من أردت وأردنا‪.‬‬

‫فأجابه إل ذلك‪.‬‬

‫فانصرف إل بلده وأقام أنوشروان لبناء الائط فبناه وجعله من قبل البحر بالصخر والرصاص وجعل‬
‫عرضه ثلث مئة ذراع وألقه برؤوس البال وأمر أن تمل الجارة ف السفن وبتغريقها ف البحر‬
‫حت إذا ظهرت على وجه الاء بن عليها فقاد الائط ف البحر ثلثة أميال‪.‬‬

‫فلما فرغ من بنائه علق على الدخل منه أبواب حديد ووكل به مائة فارس يرسونه بعد أن كان‬
‫موضعه يتاج إل خسي ألفًا من الند وجعل عليه دبابة فقيل لاقان بعد ذلك‪ :‬إنه خدعك وزوجك‬
‫غي ابنته وتصن منك‪.‬‬

‫فلم يقدر على حيلة‪.‬‬

‫وملك أنوشروان ملوكًا رتبهم وجعل لكل امرئ منهم شاهية ناحية‪.‬‬

‫فمنهم خاقان البل وهو صاحب السرير ويدعى وهرارزانشاه ومنهم ملك فيلن وهو قيل نشاه‬
‫ومنهم طبسرانشاه وملك اللكز ويدعى جرشا نشاه وملك مسقط وقد بطلت ملكته وملك ليان‬
‫ويدعى ليانشاه وملك شروان ويدعى شروانشاه وملك صاحب بخ على بخ وصاحب زريكران‬
‫عليها وأقر ملوك جبل القيق على مالكهم وصالهم على التاوة‪.‬‬

‫فلم تزل أرمينية ف أيدي الفرس حت ظهر السلم فرفض كثي من السياسيجي حصونم ومدائنهم‬
‫حت خربت وغلب الزر والروم على ما كان ف أيديهم بديًا‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وقد كانت أمور الروم تشتتت ف بعض الزمنة وصاروا كملوك الطوائف‪.‬‬

‫فملك أرمنياقس رج ٌل منهم ث مات فملكتها بعده امرأته وكانت تسمى قال‪.‬‬

‫فبنت مدينة قاليقل وستها قاليقاله ومعن ذلك إحسان قال‪.‬‬

‫‪198‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫قال‪ :‬وصورت على باب من أبوابا فأعربت العرب قاليقاله فقالوا‪ :‬قاليقل‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ولا استخلف عثمان بن عفان كتب إل معاوية وهو عامله على الشام والزيرة وثغورها يأمره‬
‫أن يوجه حبيب بن مسلمة الفهري إل أرمينية‪.‬‬

‫وكان حبيب ذا أثرٍ جيلٍ ف فتوح الشام وغزو الروم قد علم ذلك منه عمر ث عثمان رضي ال عنهما‬
‫ث من بعده‪.‬‬

‫ويقال بل كتب عثمان إل حبيب يأمره بغزو أرمينية وذلك أثبت‪.‬‬

‫فنهض إليها ف ستة آلف ويقال ف ثانية آلف من أهل الشام والزيرة‪.‬‬

‫فأتى قاليقل فأناخ عليها وخرج اليه أهلها فقاتلهم ث ألأهم إل الدينة فطلبوا المان على اللء‬
‫والزية فجل كثي منهم فلحقوا ببلد الروم‪.‬‬

‫وأقام حبيب با فيمن معه أشهرًا‪.‬‬

‫ث بلغه أن بطريق أرمنياقس قد جع للمسلمي جعًا عظيمًا وانضمت اليه إمداد أهل اللن وأفخاز‬
‫وسندر من الزر فكتب إل عثمان يسأله الدد فكتب إل معاوية يسأله أن يشخص إليه من أهل‬
‫الشام والزيرة قومًا من يرغب ف الهاد والغنيمة‪.‬‬

‫فبعث إليه معاوية ألفى رجل أسكنهم قاليقل وأقطعهم با القطائع وجعلهم مرابطة با‪.‬‬

‫ولا ورد على عثمان كتاب حبيب كتب إل سعيد بن العاص بن سعيد ابن العاص بن أمية وهو عامله‬
‫على الكوفة يأمره بإمداده بيش عليه سليمان ابن ربيعه الباهلي وهو سلمان اليل‪.‬‬

‫وكان خيًا فاضلًا غزاء‪.‬‬

‫فسار سلمان اليل اليه ف ستة آلف رجل من أهل الكوفة وقد أقبلت الروم ومن معها فنلوا على‬
‫الفرات وقد أبطأ على حبيب الدد فبتهم السلمون فاجتاحوهم وقتلوا عظيمهم‪.‬‬

‫‪199‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وقالت أم عبد ال بنت يزيد الكلبية امرأة حبيب ليلتئذ له‪ :‬أين موعدك قال‪ :‬سرادق الطاغية أو النة‬
‫فلما انتهى إل السرادق وجدها عنده‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ث إن سلمان ورد وقد فرغ السلمون من عدوهم فطلب أهل الكوفة إليهم أن يشركوهم ففي‬
‫الغنيمة فلم يفعلوا حت تغالظ حبيب وسلمان ف القول وتوعد بعض السلمي سلمان بالقتل‪.‬‬

‫قال الشاعر‪ :‬إن تقتلوا سلمان نقتل حبيبكم وإن ترحلوا نو ابن عفان نرحل وكتبا إل عثمان بذلك‬
‫فكتب‪ :‬إن الغنيمة باردة لهل الشام‪.‬‬

‫وكتب إل سلمان يأمره بغزو أران‪.‬‬

‫وقد روى بعضهم أن سلمان بن ربيعة توجه إل أرمينية ف خلفة عثمان فسب وغنم وانصرف ال‬
‫الوليد بن عقبة وهو بديثه الوصل سنة خس وعشرين‪.‬‬

‫فأتاه كتاب عثمان يعلمه أن معاوية كتب يذكر أن الروم قد اجلبوا على السلمي بموع عظيمة‬
‫يسأل الدد ويأمره أن يبعث إليه ثانية آلف رجل فوجه بم وعليهم سلمان بن ربيعة الباهلي ووجه‬
‫معاوية حبيب بن مسلمة الفهري معه ف مثل تلك العدة فافتتحا حصونًا وأصابا سبيًا وتنازعا المارة‬
‫وهم أهل الشام بسلمان فقال الشاعر‪ :‬إن تقتلوا البيت‪.‬‬

‫والب الول أثبت حدثن به عدة من مشايخ أهل قاليقل وكتب إل به العطاف بن سفيان أبو الصبغ‬
‫قاضيها‪.‬‬

‫عن أبيه قال‪ :‬حاصر حبيب بن مسلمة أهل دبيل فأقام عليها‪.‬‬

‫فلقيه الوريان الرومي فبيته وقتله وغنم ما كان ف عسكره ث قدم سلمان عليه‪.‬‬

‫والثبت عندهم أنه لقيه بقاليقل‪.‬‬

‫وحدثن ممد بن بشر وابن ورز الالبان‪.‬‬

‫‪200‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫عن مشايخ أهل قاليقل قالوا‪ :‬ام تزل مدينة قاليقل منذ فتحت متنعة بن فيها من أهلها حت خرج‬
‫الطاغية ف سنة ثلث وثلثي ومئة فحصر أهل ملطية وهدم حائطها وأجلى من با من السلمي إل‬
‫الزيرة‪.‬‬

‫ث نزل مرج الصى فوجه كوسان الرمن حت أناخ على قاليقل فحصرها وأهلها يومئذ قليل‬
‫وعاملها أبو كرية‪.‬‬

‫فنقب أخوان من الرمن من أهل الدينة قاليقل ردمًا كان ف سورها وخرجا إل كوسان فأدخله‬
‫الدينة فغلب عليها وسب وهدمها وساق ما حوى إل الطاغية وفرق السب على أصحابه‪.‬‬

‫وقال الواقدي‪ :‬لا كانت سنة تسع وثلثي ومئة فادى النصور بن كان حيًا من أسارى أهل قاليقل‬
‫وبن قاليقل وعمرها ورد من فادى به إليها وندب إليها جندًا من أهل الزيرة وغيهم‪.‬‬

‫وقد كان طاغية الروم خرج إل قاليقل ف خلفة العتصم بال فرمى سورها حت كاد يسقط فأنفق‬
‫العتصم عليها خس مئة ألف درهم حت حصنت‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ولا فتح حبيب مدينة قاليقل سار حت نزل مر بال فأتاه بطريق خلط بكتاب عياض بن غنم‪.‬‬

‫وكان عياض قد أمنه على نفسه وماله وبلده وقاطعه على إتاوة فانفذه حبيب له ث نزل منلًا بي‬
‫الرك ودشت الورك فأتاه بطريق خلط با عليه من الال وأهدى له هدية ل يقبلها منه ونزل خلط‬
‫ث سار منها إل الصسانة كذا فلقيه با صاحب مكس وهي ناحية من نواحي البسفرجان فقاطعه على‬
‫بلده ووجه معه رجلًا وكتب له كتاب صلح وأمان ووجه إل قرى أرجيش وباجنيس من غلب‬
‫عليها وجب جزية رؤوس أهلها وأتاه وجوههم فقاطعهم على خراجها فأما بية الطريخ فلم يعرض‬
‫لا ول تزل مباحة حت ول ممد بن مروان بن الكم الزيرة وأرمينية فحوى صيدها وباعه فكان‬
‫يستغلها‪.‬‬

‫ث صارت لروان بن ممد فقبضت عنه‪.‬‬

‫‪201‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫قال‪ :‬ث سار حبيب وأتى أزد ساط وهي قرية القرمز وأجاز نر الكراد ونزل مرج دبيل فسرت‬
‫اليول إليها ث زحف حت نزل على بابا فتحصن أهلها ورموه فوضع عليها منجنيقًا ورماهم حت‬
‫طلبوا المان والصلح فأعطاهم إياه وجالت خيوله فنلت جرن وبلغت أشوش وذات اللجم والبل‬
‫كونته ووادي الحرار وغلبت على جيع قرى دبيل ووجه إل سراج طي وبغر وند فأتاه بطريقها‬
‫فصاله عنها على اتاوه يؤديها وعلى مناصحة السلمي وقراهم ومعاونتهم على أعدائهم‪.‬‬

‫وكان كتاب صلح دبيل‪ :‬بسم ال الرحن الرحيم‪.‬‬

‫هذا كتاب من حبيب بن مسلمة لنصارى أهل دبيل وموسها ويهودها شاهدهم وغائبهم‪.‬‬

‫إن أمنتكم على أنفسكم وأموالكم وكنائسكم وبيعكم وسور مدينتكم فأنتم آمنون وعلينا الوفاء لكم‬
‫بالعهد ما وفيتم وأديتم الزية والراج شهد ال وكفى بال شهيدا‪.‬‬

‫وختم حبيب ابن مسلمة ‪.‬‬

‫ث أتى حبيب النشوى فتحها على مثل صلح دبيل وقدم عليه بطريق البسفرجان فصاله عن جيع‬
‫بلده وأرضى هصالة كذا وافارستة كذا على خرج يؤديه ف كل سنة ث أتى السيسجان فحاربم‬
‫أهلها فهزمهم وغلب على ويص وصال أهل القلع بالسيسجان على خرج يؤدونه ث سار إل‬
‫جرزان‪.‬‬

‫حدثن مشايخ من أهل دبيل منهم برمك بن عبد ال قالوا‪ :‬سار حبيب بن مسلمة بن معه يريد‬
‫جرزان‪.‬‬

‫فلما انتهوا إل ذات اللجم سرحوا بعض دوابم وجعوا لمها‪.‬‬

‫فخرج عليهم قوم من العلوج فأعجلوهم عن اللام فقاتلوهم فكشفهم العلوج وأخذوا تلك اللجم‬
‫وما قدروا عليه من الدواب‪.‬‬

‫ث إنم كروا عليهم فقتلوهم وارتعوا ما أخذوا منهم فسمى الوضع ذات اللجم‪.‬‬

‫‪202‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫قالوا‪ :‬وأتى حبيبًا رسول بطريق جرزان وأهلها وهو يريدها فأدى إليه رسالتهم وسأله كتاب صلح‬
‫وأمان لم فكتب حبيب إليهم‪ :‬أما بعد فإن نقلى رسولكم قدم على وعلى الذين معي من الؤمني‬
‫فذكر عنكم‪.‬‬

‫إنا أمة أكرمنا ال وفضلنا وكذلك فعل ال وله المد كثيًا وصلى ال على ممد نبيه وخيته من‬
‫خلقه وعليه السلم‪.‬‬

‫وذكرت أنكم أحببتم سلمنا وقد قومت هديتكم وحسبتها من جزيتكم وكتبت لكم أمانًا واشترطت‬
‫فيه شرطًا فإن قبلتموه ووفيتم به وإل فأذنوا برب من ال ورسوله والسلم على من اتبع الدى ‪.‬‬

‫ث ورد تفليس وكتب لهلها صلحًا‪ :‬بسم ال الرحن الرحيم هذا كتاب من حبيب بن مسلمة لهل‬
‫طفليس من منجليس من جرزان القرمز بالمان على أنفسهم وبيعهم وصوامعهم وصلواتم ودينهم‬
‫على إقرار بالصغار والزية على كل أهل بيت الدار وليس لكم أن تمعوا بي أهل البيوتات تفيفًا‬
‫للجزية ول لنا أن نفرق بينهم استكثارًا منها ولنا نصيحتكم وضلعكم على أعداء ال ورسوله صلى‬
‫ال عليه وسلم ما استطعتم وقرى السلم الحتاج ليلة بالعروف من حلل طعام أهل الكتاب لنا وإن‬
‫انقطع برجل من السلمي عندكم فعليكم أداؤه إل أدن فئة من الؤمني إل أن يال دونم وإن أبتم‬
‫وأقمتم الصلة فإخواننا ف الدين وإل فالزية عليكم وإن عرض للمسلمي شغل عنكم فقهركم‬
‫عدوكم فغي مأخوذين بذلك ول هو ناقص عهدكم‪.‬‬

‫هذا لكم وهذا عليكم‪.‬‬

‫شهد ال وملئكته وكفى بال وكتب الراح بن عبد ال الكمى لهل تفليس كتابًا نسخته‪ :‬بسم‬
‫ال الرحن الرحيم هذا كتاب من الراح بن عبد ال لهل تفليس من رستاق منجليس من كوره‬
‫جرزان‪.‬‬

‫انه أتون بكتاب أمان لم من حبيب بن مسلمة على القرار بصغار الزية وأنه صالهم عن أرضي‬
‫لم وكرومٍ وأرحاء يقال لا أوارى وسابينا من رستاق منجليس وعن طعام ود يدونا من رستاق‬
‫قحويط من كوره جرزان على أن يؤدوا عن هذه الرحاء والكروم ف كل سنة مئة درهم بل ثانية‪.‬‬

‫‪203‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فأنفت لم أماتم وصلحهم وأمرت أل يزاد عليهم فمن قرى عليه كتاب فل يتعد ذلك فيهم إن شاء‬
‫ال وكنب ‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وفتح حبيب حوا رح وكسفر مس كذا وكسال وحنان وسسخى والردمان وكستسجى‬
‫وشوشت وبازليت صلحًا على حقن دماء أهلها وإقرار مصلياتم وحيطانم وعلى أن يؤدوا إتاوة عن‬
‫أرضهم ورؤوسهم‪.‬‬

‫وصال أهل قلرجيت وأهل ثريا ليت وخاخيط وخوخيط وأرطهال وباب اللل وصال الصنارية والد‬
‫ودانية على إتاوة‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وسار سلمان بن ربيعة الباهلي حي أمره عثمان بالسي إل أران ففتح مدينة البيلقان صلحًا‬
‫على أن أمنهم على دمائهم وأموالم وحيطان مدينتهم واشترط عليهم أداء الزية والراج‪.‬‬

‫ث أتى سلمان برذعة فعسكر على الثر ثور وهو نر منها على أقل من فرسخ فأغلق أهلها دونه أبوابم‬
‫فعاناها أيامًا وشن الغارات ف قراها وكانت زروعها مستحصدة فصالوه على مثل صلح البيلقان‬
‫وفتحوا له أبوابا فدخلها وأقام با‪.‬‬

‫ووجه خيله ففتحت شفشي والسفوان وأوذ والصربان كذا والرحليان وتبار وهي رسانيق وفتح‬
‫غيها من اران ودعا أكراد البلسجان إل السلم فقاتلوه فظفر بم فأقر بعضهم بالزية وأدى بعض‬
‫الصدقة وهم قليل‪.‬‬

‫وحدثن جاعة من أهل برذاعة قالوا‪ :‬كانت شكور مدينة قدية فوجه سلمان بن ربيعة الباهلي من‬
‫فتحها‪.‬‬

‫فلم تزل مسكونة معمورة حت أخربا السار ودية وهم قوم تمعوا ف أيام انصرف يزيد بن أسيد عن‬
‫أرمينية فغلظ أمرهم وكثرت نوائبهم‪.‬‬

‫‪204‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ث إن بغا مول العتصم بال رحه عمرها ف سنة أربعي ومائتي وهو وال أرمينية وأذربيجان وششاط‬
‫وأسكنها قومًا خرجوا إليه من الزر مستأمني لرغبتهم ف السلم ونقل إليها التجار من برذغة‬
‫وساها التوكلة‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وسار سلمان إل ممع الرس والكر خلف برديج فعب الكر ففتح قبلة وصاله صاحب شكن‬
‫والقميبان على إتاوة‪.‬‬

‫وصاله أهل خيزان وملك شر وان وسائر ملوك البال وأهل مسقط والشابران ومدينة الباب‪.‬‬

‫ث أغلقت بعده ولقيه خاقان ف خيوله خلف نر البلنجر فقتل رحه ال ف أربعة آلف من السلمي‬
‫فكان يسمع ف مأزقهم التكبي‪.‬‬

‫وكان سلمان بن ربيعة أول من استقضى بالكوفة أقام أربعي يومًا ل يأتيه خصم وقد روى عن عمر‬
‫بن الطاب رضي ال عنه‪.‬‬

‫وف سلمان وقتيبة بن مسلم يقول ابن جانة الباهلي‪ :‬وإن لنا قبين قب بلنج ٍر وق ٌب بصي استان يالك‬
‫من قب فذاك الذي بالصي عمت فتوحه وهذا الذي يسقى به سبل القطر وكان مع سلمان بيلنجر‬
‫قرظة بن كعب النصاري وهو جاء بنعيه إل عثمان‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ولا فتح حبيب ما فتح من أرض أرمينية كتب به إل عثمان بن عفان فوافاه كتابه وقد نعى إليه‬
‫سلمان فهم أن يوليه جيع أرمينية ث رأى أن يعله غازيًا بثغور الشام والزيرة لغنائه فيما كان ينهض‬
‫له من ذلك فول ثغر أرمينية حذيفة من اليمان العيسى‪.‬‬

‫فشخص إل برذغة ووجه عماله على ما بينها وبي قاليقل وإل جيزان فورد عليه كتاب عثمان يأمره‬
‫بانصراف وتليف صلة بن زفر العبسي وكان معه‪.‬‬

‫فخلفه وسار حبيب راجعًا إل الشام‪.‬‬

‫وكان يغزو الروم‪.‬‬

‫‪205‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ونزل حص فنقله معاوية إل دمشق فتوف با سنة اثنتي وأربعي وهو ابن خس وثلثي سنة‪.‬‬

‫وكان معاوية وجه حبيبًا ف جيش لنصرة عثمان حي حوصر فلما انتهى إل وادي القرى قالوا‪ :‬وول‬
‫عثمان الغية بن شعبة أذربيجان وأرمينية ث عزله وول القاسم بن ربيعه بن أمية بن أب الصلت الثقفى‬
‫أرمينية ويقال ولها عمرو بن معاوية بن النتفق العقيلي‪.‬‬

‫وبعضهم يقول‪ :‬وليها رجل من بن كلب بعد الغية خسة عشر سنة ث وليها العقيلى‪.‬‬

‫وول الشعث بن قيس لعلي بن أب طالب رضي ال عنه أرمينية وأذربيجان ث وليها عبد ال بن حات‬
‫بن النعمان أخوه فبن مدينة دبيل وحصنها وكب مسجدها وبن مدينة النشوى ورم مدينة برذعة‬
‫ويقال إنه جدد بناءها وأحكم حفر الفارقي حولا وجدد بناء مدينة البيلقان وكانت هذه الدن‬
‫متشعثة مستهدمة‪.‬‬

‫ويقال إن الذي جدد بناء برذعة ممد بن مروان ف أيام عبد اللك بن مروان وقال الواقدي‪ :‬بن عبد‬
‫اللك مدينة برذغة على يد حات بن النعمان الباهلي أو ابنه وقد كان عبد اللك ول عثمان بن الوليد‬
‫بن عقبة بن أب معيط أرمينية‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ولا كانت فتنة ابن الزبي انتقضت أرمينية وخالف أحرارها وأتباعهم‪.‬‬

‫فلما ول ممد بن مروان من قبل أخيه عبد اللك أرمينيا حاربم فظفر بم فقتل وسب وغل على‬
‫البلد‪.‬‬

‫ث وعد من بقي منهم أن يعرض لم ف الشرف فاجتمعوا لذلك ف كنائس من عمل خلط فاغلقها‬
‫عليهم ووكل بأبوابا ث حرقهم‪.‬‬

‫وف تلك الغزاة سبيت أم يزيد بن أسيد من السيسجان وكانت بنت بطريقها‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وول سليمان بن عبد اللك أرمينيا عدي بن عمية الكندي‪.‬‬

‫‪206‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وكان عدي بن عمية من نزل الرقة مفارقًا لعلي بن أب طالب ث وله أياها عمر بن عبد العزيز وه‬
‫صاحب نر عدي بالبيلقان‪.‬‬

‫وروى بعضهم أن عامل عمر كان حات بن النعمان وليس ذلك يثبت‪.‬‬

‫ث ول يزيد بن عبد اللك معلق بن صفار البهران ث عزله وول الارث بن عمر الطائي‪.‬‬

‫فغزا أهل اللكز ففتح رستاق وحسمدان‪.‬‬

‫وول الراح ابن عبد ال الكمي من مذحج أرمينيا فنل برزعة فرفع إليه اختلف مكايلها وموازينها‬
‫فأقامها على العدل والوفاء واتذ مكيالًا يدعى الراحي فأهلها يتعاملون به إل اليوم‪.‬‬

‫ث إنه عب الكر وسار حت قطع النهر العروف بالسمور وصار ال الزر فقتل منهم مقتل عظيمًا‬
‫وقاتل أهل بلد حزين ث صالهم على أن نقلهم إل رستاق جيزال وجعل لم قريتي منه وأوقع بأهل‬
‫غوميك وسب منهم ث قفل فنل شكى وشت جنه ببزعة والبيلقان‪.‬‬

‫وجاشت الزر وعبت الرس فحاربم ف صحراء ورثان ث انازوا ال ناحية اردبيل قواقعهم على‬
‫أربعة فراسخ ما يلي أرمينيا فاقتتلوا ثلثة أيام فاستشهد ومن معه فسمي ذلك النهر نر الراح ونسب‬
‫جسر عليه ال الراح أيضًا‪.‬‬

‫ث إن هشام بن عبد اللك ول مسلمة بن عبد اللك أرمينيا ووجه على مقدمته سعيد بن عمر بن‬
‫أسود الرشي ومعه إسحاق بن مسلم العقيلي واخوته وجعونة ابن الارث بن خالد أحد بن عامر بن‬
‫ربيعة بن صعصعة وزفافة وخالد ابنا عمي بن الباب السلمي والفرات بن سلمان الباهلي والوليد بن‬
‫القعقاع العبسي‪.‬‬

‫فواقع الزر وقد حاصروا ورثان فكشفهم عنها وهزمهم‪.‬‬

‫فأتوا ميمذ من عمل أذربيجان فلما تيئة لقتالم أتاه كتاب مسلمة بن عبد اللك يلومه على قتاله‬
‫الزر قبل قدومه ويعلمه أن قد ول أمر عسكره عبد اللك بن مسلم العقيلي‪.‬‬

‫‪207‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فلما سلم العسكر أخذه رسول مسلمة فقيده وحله إل برذعة فحبس ف سجنها وانصرف الزر‬
‫فاتبعهم مسلمة وكتب بذلك إل هشام فكتب إليه‪ :‬اتتركهم بيمذ قد تراهم وتطلبهم بنقطع التراب‬
‫وأمر بإخراج الرشي من السجن‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وصال مسلمة أهل جيزان وأمر بصنها فهدم واتذ لنفيه به ضياعًا وهي اليوم تعرف بوز‬
‫جيزان‪.‬‬

‫وسأله ملوك البال فصار إليه شروان شاه وليان شاه وطبسران شاه وفيلن شاه وجرشان شاه‬
‫وصار إليه صاحب مسقط‪.‬‬

‫وصمد لدينة الباب ففتحها وكان ف قلعتها ألف بيت من الزر فحاصرهم ورماهم بالجارة ث‬
‫بديد اتذه على هيئة الجارة فلم ينتفع بذلك‪.‬‬

‫فعمد ال العي الت كان أنو شروان أجرى منها الاء إل صهريج هم فذبح البقر والغنم وألقى فيه‬
‫الفرث واللتيث فلم يكث ماؤهم ال لليلة حت دود وانت وفسد‪.‬‬

‫فلما جن عليهم الليل هربوا وأخلوا القلعة‪.‬‬

‫وأسكن مسلمة بن عبد اللك مدينة الباب والبواب أربعة وعشرين ألفًا من أهل الشام على العطاء‬
‫فأهل الباب اليوم ل يدعون عامل يدخل مدينتهم إل ومعه مال يفرقه بينهم‪.‬‬

‫وبن هريًا للطعام وهريًا للشعي وخزانة للسلح وأمر بكبس الصهريج ورم الدينة وشرفها وكان ممد‬
‫بن مروان مع مسلمة وواقع معه الزر فأبلى وقاتل قتالًا شديدًا‪.‬‬

‫ث ول هشام بعد مسلمة سعيد الرشي فأقام بالثغر سنتي ث ول الثغر مروان بن ممد فنل كسال‬
‫وهو بن مدينتها وهي من برذعة على أربعي فرسخًا ومن تفليس على عشرين فرسخًا‪.‬‬

‫ث دخل أرض الزر ما يلي باب اللن وأدخلها أسيد بن زافر السلمي أبا يزيد ومعه ملوك البال من‬
‫ناحية الباب وأل بواب‪.‬‬

‫‪208‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فأغار مروان على صقالبة كانوا بأرض الزر فسب منهم عشرين ألف أهل بيت فأسكنهم خاخيط‪.‬‬

‫ث إنم قتلوا أميهم فلحقهم وقتلهم‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ولا بلغ عظيم الزر كثرة من وطىء به مروان بلده من الرجال وما هم عليه من عدتم وقوتم‬
‫نب ذلك قبله ومله رعبًا‪.‬‬

‫فلما دنا منه أرسل إليه رسولًا يدعوه إل السلم أو الرب فقال‪ :‬قد قبلت السلم فأرسل إل من‬
‫يعرضه علي‪.‬‬

‫ففعل فأطهر السلم ووادع مروان على أن أقره ف ملكته‪.‬‬

‫وسار مروان معه بلق من الزر فأنزلم ما بي السمور والشابران ف سهل أرض اللكز‪.‬‬

‫ث إن مروان دخل أرض السرير فأوقع بأهلها وفتح قلعًا فيها ودان له ملك السرير وأطاعه فصاله‬
‫على ألف رأس‪ :‬خس مئة غلم وخس مئة جارية سود الشعور والواجب وهدب الشفار كل سنة‪.‬‬

‫وعلى مئة ألف مدى تصب ف أهراء الباب وأخذ منه الرهنة‪.‬‬

‫وصال مروان أهل تومان على مائة رأس‪ :‬خسي جارية وخسي غلم خاسيي سود الشعور‬
‫والواجب وهدب الشفار وعشرين ألف مدى للهراء ف كل سنة‪.‬‬

‫ث دخل أرض زريكران فصاله ملكها على خسي رأسًا وعشرة آلف مدى للهراء ف كل سنة‪.‬‬

‫ث أتى أرض حزين فأب حزين أن يصاله فافتتح حصنهم بعد أن حاصرهم فيه شهرًا فاحرق‬
‫وأخرب وكان صلحه إياه على خس مئة رأس يؤدونا دفعة واحدة ث ليكون عليه سبيل وعلى أن‬
‫يمل ثلثي ألف مدى إل أهراء الباب ف كل سنة‪.‬‬

‫س يعطيه إياها صاحبها دفعة ث ل يكون عليه سبيل فيما‬


‫ث أتى سندان فافتتحا صلحًا على مئة رأ ٍ‬
‫يستقبل وعلى أن يمل ف كل سنة إل أهراء الباب خسة آلف مدى‪.‬‬

‫‪209‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ووظف على أهل طبسرانشاه عشرة آلف مدى ف كل سنة تمل إل أهراء الباب‪.‬‬

‫ول يوظف على فيلنشاه شيئًا وذلك لسن غنائه وجيل بلئه وإحاده أمره‪.‬‬

‫ث نزل مروان على قلعة الكر وقد امتنع من أداء شيء من الوظيفة‪.‬‬

‫ع بسهم رماه به وهو ل يعرفه‪.‬‬


‫وخرج يريد صاحب الزر فقتله را ٍ‬

‫فصال أهل اللكز على عشرين ألف مدى تمل إل الهراء وول عليهم خشرمًا السلمى‪.‬‬

‫وسار مروان إل قلعة صاحب شروان وهي تدعى خرش وهي على البحر فأذعن بالطاعة والندار‬
‫إل السهل‪.‬‬

‫وألزمهم عشرة آلف مدى ف كل سنة‪.‬‬

‫وجعل على صاحب شروان أن يكون ف القدمة إذا بدأ السلمون بغزو الزر وف الساقة إذا بدءوا‬
‫وف القدمة إذا انصرفوا‪.‬‬

‫وسار مروان إل الدودانية فأوقع بم‪.‬‬

‫ث جاءه قتل الوليد بن يزيد وخالف عليه ثابت بن نعيم الذامى وأتى مسافر القصاب وهو من مكنه‬
‫بالباب الضحاك الارجي فوافقه على رأيه ووله أرمينية وأذربيجان‪.‬‬

‫وأتى أردبي ٍل مستخفيًا فخرج معه قوم من الشراة منها وأتوا باجروان فوجدوا با قومًا يرون رأيهم‬
‫فانضموا إليهم فأتوا ورثان فصحبهم من أهلها بشر كثي كانوا على مثل رأيهم وعبوا إل البيلقان‬
‫فصحبتهم منهم جاعة كثية كانوا على مثل رأيهم‪.‬‬

‫ث نزل يونان كذا وول مروان بن ممد إسحاق بن مسلم أرمينية فلم يزل يقاتل مسافرًا وكان ف‬
‫قلعة الكلب بالسيسجان‪.‬‬

‫ث لا جاءت الدولة الباركة‬

‫‪210‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وول أبو جعفر النصور الزيرة وأرمينية ف خلفة السفاح أب العباس رحه ال وجه إل مسافر‬
‫وأصحابه قائدًا من أهل خرا سان فقاتلهم حت ظفر بم وقتل مسافرًا‪.‬‬

‫وكان أهل البيلقان متحصني ف قلعة الكلب ورئيسهم قدد بن أصفر البيلقان ولا استخلف النصور‬
‫رحه ال ول يزيد أسيد السلمى أرمينية ففتح باب اللن ورتب فيه رابطة من أهل الديوان ودوخ‬
‫الصناربة حت أدوا الراج‪.‬‬

‫فكتب إليه النصور يأمره بصاهرة ملك الزر ففعل‪.‬‬

‫وولدت له ابنته منه ابنًا فمات وماتت ف نفاسها‪.‬‬

‫وبعث يزيد إل نفاطة أرض شروان وملحاتا فجباها ووكل با‪.‬‬

‫وبن يزيد أرجيل الصغرى ومدينة أرجيل الكبى وأنزلما أهل فلسطي‪.‬‬

‫حدثن ممد بن إساعيل عن جاعة من مشايخ أهل برذعة قالوا‪.‬‬

‫الشماخية الت ف عمل شروان نسبت إل الشماخ بن شجاع فكان ملك شروان ف ولية سعيد بن‬
‫سال الباهلي أرمينية‪.‬‬

‫وحدثن ممد بن إساعيل عن الشيخة أن أهل أرمينية انتقضوا ف ولية السن بن قحطبة الطائي بعد‬
‫عزل ابن أسيد وبكار بن مسلم العقبلى‪.‬‬

‫وكان رئيسهم موشائيل الرمين‪.‬‬

‫فبعث إليه النصور رحه ال المداد وعليهم عامر بن إساعيل‪.‬‬

‫فواقع السن موشائيل فقتل وفضت جوعه واستقامت له المور‪.‬‬

‫وهو الذي نسب إليه نر السن بالبيلقان والباغ إل يعرف بباغ السن ببذعة والضياع العروفة‬
‫بالسنية‪.‬‬

‫‪211‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وول بعد السن بن قحطبة عثمان بن عمارة بن خري ث روح ابن حات الهلب ث خزية بن خازم ث‬
‫يزيد بن مزيد الشيبان ث عبيد ال ابن الهدي ث الفضل بن يي ث سعيد بن سال ث ممد بن يزيد بن‬
‫مزيد وكان خزية أشدهم ولي ًة وهو الذي سن الساحة بدبيل والنشوى ول يكن قبل ذلك ول يزل‬
‫بطارقة أرمينية مقيمي ف بلدهم يمى كل واحد منهم ناحيته فإذا قدم الثغر عاملٌ من عماله داروه‬
‫فإن رأوا منه عفة وصرامةً وكان ف قوة وعدة أدوا إليه الراج وأذعنوا له بالطاعة وإل اغتمزوا فيه‬
‫واستخفوا بأمره ووليهم خالد بن يزيد بن مزيد ف خلفة الأمون فقبل هداياهم وخلطهم بنفسه‬
‫فأفسدهم ذلك من فعله وجرأهم على من بعده من عمال الأمون‪.‬‬

‫ث ول العتصم بال السن بن علي الباذغيسى العروف بالأمون الثغر فأهل بطارقته وأحراره ولن‬
‫لم حت ازدادوا فسادًا على السلطان وكلبًا على من يليهم من الرعية‪.‬‬

‫وغلب إسحاق بن إساعيل بن شعيب مول بن أمية على جرزان ووثب سهل بن سنباط البطريق على‬
‫عامل حيدر بن كاوس الفشي على أرمينية فقتل كاتبه وأفلت بشاشة نفسه‪.‬‬

‫ث ول أرمينية عما ٌل كانوا يقبلون من أهلها العفو ويرضون من خراجها باليسور‪.‬‬

‫ث إن أمي الؤمني التوكل على ال ول يوسف بن ممد بن يوسف الروزى أرمينية لسنتي من‬
‫خلفته‪.‬‬

‫فلما صار بلط أخذ بطريقها بقراط بن أشوط فحمله إل سرمن رأى فأوحش البطارقة والحرار‬
‫والنغلبة ذلك منه‪.‬‬

‫ث إنه عمد عامل له يقال له العلء بن أحد إل دير بالسيسجان يعرف بدير القداح ل تزل نصارى‬
‫أرمينية تعظمه وتدى إليه فأخذ منه جيع ماكان فيه وعسف أهله فأكبت البطارقة ذلك وأعظمته‬
‫وتكاتبت فيه وحض بعضًا على بعض على اللف والنقض ودسوا إل الويثية وهم علوج يعرفون‬
‫بالرطان ف الثوب بيوسف وحرضوهم عليه لا كان من حله بقراط بطريقهم ووجه كل امر ٍء منهم‬
‫ومن التغلبة خيلًا ورجالًا ليؤيدوهم على ذلك فوثبوا به بطرون وقد فرق أصحابه ف القرى فقتلوه‬
‫واحووا على ماكان ف عسكره فول أمي الؤمني التوكل على ال بغا الكبي أرمينية فلما صار إل بد‬

‫‪212‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ليس أخذ موسى بن زرارة وكان من هوى قتل يوسف وأعان عليه غضبًا لبقراط وحارب الويثية‬
‫فقتل منهم مقتلة عظيمة وسب سبيًا كثيًا ث حاصر أشوط ابن حزة بن جاجق بطريق البسفرجان‬
‫وهو بالباق فاستنله من قلعته وحله إل سر من رأى وسار إل جرزان فظفر بإسحاق بن إساعيل‬
‫فقتله صبًا وفتح جرزان وحل من بأران وظاهر أرمينية من بالسيسجان من أهل اللف والعصية من‬
‫النصارى وغيهم حت صلح ذلك الثغر صلحًا ل يكن على مثله ث قدم سر من رأى ف سنة إحدى‬
‫وأربعي ومائتي‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وكلن عمر بن العاص حاصر قيسارية بعد انصراف الناس من حرب اليموك ث استخلف عليها‬
‫ابنه حي ول يزيد بن أب سفيان ومضى إل مصر من تلقاء نفسه ف ثلثة آلف وخس مئة‪.‬‬

‫فغضب عمر لذلك وكتب إيه يوبه ويعنفه على افتياته عليه برأيه وأمره بالرجوع إل موضعه إن وافاه‬
‫كتابه دون مصر‪.‬‬

‫فورد الكتاب عليه وهو بالعريش‪.‬‬

‫وقيل أيضًا إن عمر كتب إل عمرو بن العاص يأمره بالشخوص إل مصر فوافاه كتابه وهو ماصر‬
‫قيسارية وكان الذي أتاه شريك بن عبدة فأعطاه ألف دينار فأب شريك قبولا فسأله أن يستر ذاك‬
‫ول يب به عمر‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وكان مسي عمر إل مصر ف سنة تسع عشرة‪.‬‬

‫فنل العريش ث أتى الفرماء وبا قوم مستعدون للقتال‪.‬‬

‫فحاربم فهزمهم وحوى عسكرهم ومضى قدمًا إل الفسطاط فنل جنان الريان وقد خندق أهل‬
‫الفسطاط‪.‬‬

‫وكان اسم الدينة اليونة فسماها السلمون فسطاطًا لنم قالوا‪ :‬هذا فسطاط القوم وممعهم‪.‬‬

‫وقم يقولون إن عمرًا ضرب با فسطاطًا فسميت بذلك‪.‬‬

‫‪213‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫قالوا‪ :‬ول يلبث عمرو بن العاص وهو ماصر أهل الفسطاط أن ورد عليه الزبي بن خويلد ف عشرة‬
‫آلف ويقال ف أثن عشر ألفًا فيهم خارجة بن حذافة العدوى وعمي بن وهب المحي‪.‬‬

‫وكان الزبي قد هم بالغزو وأراد إتيان إنطاكية فقال له عمر يا أبا عبد ال هل لك ف ولية مصر‬
‫فقال‪ :‬ل حاجة ل فيها ولكن أخرج ماهدًا وللمسلمي معاونا فإن وجدت عمرًا قد فتحها ل أعرض‬
‫لعمله وقصدت إل بعض السواحل فرابطت به وإن وجدته ف جها ٍد كنت معه‪.‬‬

‫فسار على ذلك‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وكان الزبي يقاتل من وجهٍ وعمرو بن العاص من وجه ث إن الزبي أتى بسلم فصعد عليه حت‬
‫أوف على الصن وهو مرد سيفه فكب وكب السلمون واتبعوه‪.‬‬

‫ففتح الصن عنو ًة واستباح السلمون ما فيه وأقر عمرو أهله على أنم ذمة ووضع عليهم الزية ف‬
‫رقابم والراج ف أرضهم‪.‬‬

‫وكتب بذلك إل عمر بن الطاب رضي ال عنه فأجازه واختط الزبي بصر وابتن دارًا معروفة وإياها‬
‫نزل عبد ال بن الزبي حي غزا إفريقية مع الب أب سرح‪.‬‬

‫وسلم الزبي باقٍ ف مصر‪.‬‬

‫وحدثنا عفان بن مسلم قال حدثنا حاد بن سلمة عن هشام بن عروة أن الزبي بن العوام بعث إل‬
‫مصر‪.‬‬

‫فقيل له‪ :‬إن با الطعن والطاعون‪.‬‬

‫فقال‪ :‬إن جئنا للطعن والطاعون‪.‬‬

‫قال‪ :‬فوضعوا السلليم فصعدوا عليها‪.‬‬

‫وحدثن عمرو الناقد قال‪ :‬حدثن عبد ال بن وهب الصري عن ابن ليعة عن يزيد بن أب حبيب أن‬
‫عمرو بن العاص دخل مصر ومعه ثلثة آلف وخس مئة‪.‬‬

‫‪214‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وكان عمر بن الطاب رضي ال عنه قد أشفق لا أخب به من أمرها فأرسل الزبي بن العوام ف أثن‬
‫عشر ألفًا فشهد الزبي فتح مصر واختط با‪.‬‬

‫وحدثن عمرو الناقد عن عبد ال بن وهب الصري عن ابن ليعة عن يزيد بن أب حبيب عن عبد ال‬
‫بن الغية بن أب بردة عن سفيان بن وهب الولن قال‪ :‬لا فتحنا مصر بغي عهد قام الزبي فقال‪:‬‬
‫اقسمها يا عمرو‪.‬‬

‫فأب فقال الزبي‪ :‬وال لنقسنها كما قسم رسول ال صلى ال عليه وسلم خيب فكتب عمرو إل عمر‬
‫ف ذلك‪.‬‬

‫فكتب إليه عمر‪ :‬أقرها حت يغزو منها حبل البلة‪.‬‬

‫قال‪ :‬وقال عبد ال بن وهب وحدثن ابن ليعة عن خالد بن ميمون عن عبد ال ابن الغية عن سفيان‬
‫بن وهب بنحوه‪.‬‬

‫وحدثن القاسم بن سلم قال‪ :‬حدثنا أبو السود عن ابن ليعة عن يزيد بن أب حبيب أن عمرو بن‬
‫العاص دخل مصر ف ثلثة آلف وهس مئة‪.‬‬

‫وكان عمر قد أشفق من ذلك فأرسل الزبي بن العوام ف أثن عشر ألف فشهد معه فتح مصر‪.‬‬

‫قال‪ :‬فاختط الزبي بصر والسكندرية خطتي‪.‬‬

‫وحدثن إبراهيم بن مسلم الوارزمي عن عبد ال بن البارك عن ابن ليعة عن يزيد بن أب عن عبد‬
‫ال بن عمرو بن العاص قال‪ :‬اشتبه على الناس أمر مصر فقال قوم‪ :‬فتحت عنوةً وقال آخرون‪.‬‬

‫فتحت صلحًا والثلج ف أمرها أن أب قدمها فقاتله أهل اليونة ففتحها قهرًا وأدخلها للمسلمي وكان‬
‫الزبي أول من عل حصنها‪.‬‬

‫فقال صاحبها لب‪ :‬إنه قد بلغنا فعلكم بالشام ووضعكم الزية على النصارى واليهود وإقراركم‬
‫الرض من أيدي أهلها يعمرونا ويؤدون خراجها‪.‬‬

‫‪215‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فإن فعلتم بنا مثل ذلك كان أرد عليكم من قتلنا وسبينا وإجلئنا‪.‬‬

‫قال‪.‬‬

‫فاستشار أب السلمي فأشار عليه بأن يفعل ذلك إل نفرًا منهم سألوا أن يقسم الرض بينهم فوضع‬
‫على كل حالٍ دينارين جزية إل أن يكون فقيًا‪.‬‬

‫وألزم كل ذى أرض مع الدينارين ثلثة أرادب حنطة وقسطى زيت وقسطى عسل وقسطى خل رزقًا‬
‫للمسلمي تمع ف دار الرزق وتقسم فيهم‪.‬‬

‫وأحصى السلمون فألزم جيع أهل مصر لكل رجل منهم جبة صوف وبرنسًا أو عمامةً وسراويل‬
‫وخفي ف كل عام أو عدل البة الصوف ثوبًا قبطيًا وكتب عليهم بذلك كتابًا وشرط لم إذت وفوا‬
‫بذلك أن لتباع نساؤهم وأبناؤهم ول يسبوا وأن تقر أموالم وكنوزهم ف أيديهم‪.‬‬

‫فكتب بذلك إل أمي الؤمني عمر فأجازه وصارت الرض أرض خراج إل أنه لا وقع هذا الشرط‬
‫والكتاب ظن بعض الناس أنا فتحت صلحًا‪.‬‬

‫قال‪ :‬ولا فرغ ملك اليونة من أمر نفسه ومن معه ف مدينته صال عن جيع أهل مصر على مثل صلح‬
‫اليونة‪.‬‬

‫فرضوا به وقالوا‪ :‬هؤلء المتنعون قد رضوا وقنعوا بذا فنجن به أقنع لننا فرش ل منعة لنا‪.‬‬

‫ووضع الراج على أرض مصر فجعل على كل جريب دينارًا وثلثة أرداب طعامًا وعلى رأس كل‬
‫حال دينارين وكتب بذلك إل عمر بن الطاب رضي ال عنه‪.‬‬

‫وحدثن عمرو الناقد عن عبد ال بن وهب الصري عن الليث عن يزيد بن أب حبيب أن القوقس‬
‫صال عمرو بن العاص على أن يسي من الروم من أراد ويقر من أراد القامة من الروم على أمرٍ ساه‬
‫وأن يفرض على القبط دينارين فبلغ ملك الروم فتسخطه وبعث اليوش فأغلقوا باب السكندرية‬
‫وآذنوا عمرًا بالرب فخرج إليه لنقوقس فقال‪ :‬أسألك ثلثًا‪ :‬أن ل تبذل للروم مثل الذي بذلت ل‬

‫‪216‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فإنم قد استغشون وأن ل تنقض بالقبط فإن النقض ل يأت من قبلهم وإن مت فمر بدفن ف كنيسةٍ‬
‫بالسكندرية ذكرها‪.‬‬

‫فقال عمرو‪ :‬هذه أهونن علي‪.‬‬

‫وكانت قرى من مصر قاتلت فسب منهم‪.‬‬

‫والقرى‪ :‬بلهيت واليس وسلطيس‪.‬‬

‫فوقع سباؤهم بالدينة فردهم عمر بن الطاب رضي ال عنه وصيهم وجاعة القبط أهل ذمة‪.‬‬

‫وكان لم عهد ل ينقضوه‪.‬‬

‫وكتب عمرو بفتح السكندرية إل عمر‪ :‬أما بعد فإن ال قد فتح علينا السكندرية عنوةً قسرًا بغي‬
‫عهد ول عقد ‪.‬‬

‫وهي كلها صلح ف قول يزيد بن أب حبيب‪.‬‬

‫عن يزيد بن أب حبيب قال‪ :‬جب عمرو خراج مصر وجزيتها ألفى ألف وجباها عبد ال بن سعد بن‬
‫أب سرح أربعة آلف ألف فقال عثمان لعمرو‪ :‬إن اللقاح بصر بعدك قد درت ألبانا‪.‬‬

‫قال‪ :‬ذاك لنكم أعجفتم أولدها‪.‬‬

‫قال‪ :‬وكتب عمر بن الطاب رضي ال عنه ف سنة إحدى وعشرين إل عمرو بن العاص يعلمه ما‬
‫فيه أهل الدينة من الهد ويأمره أن يمل ما يفيض من الطعام ف الراج إل الدينة ف البحر‪.‬‬

‫فكان ذلك يمل ويمل معه الزيت‪.‬‬

‫فإذا ورد الار تول قبضه سعد الار‪.‬‬

‫ث حل ف دار بالدينة وقسم بي الناس بكيال فانقطع ذلك ف الفتنة الول ث حل ف أيام معاوية‬
‫ويزيد ث انقطع إل زمن عبد اللك بن مروان ث ل يزل يمل إل خلفة أب جعفر أو قبيلها‪.‬‬

‫‪217‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وحدثن بكر بن اليثم قال‪ :‬حدثن أبو صال عبد ال بن صال عن الليث ابن سعد عن يزيد بن أب‬
‫حبيب أن أهل الزية بصر صولوا ف خلفة عمر بعد الصلح الول مكان النطة والزيت والعسل‬
‫والل على دينارين دينارين‪.‬‬

‫فألزم كل رجل أربعة دناني فرضوا بذلك وأحبوه‪.‬‬

‫وحدثن أبو أيوب الرقى قال‪ :‬حدثن عبد الغفار الران عن ابن ليعة عن يزيد بن أب حبيب عن‬
‫اليشان قال‪ :‬سعت جاعة من شهد فتح مصر يبون أن عمرو ابن العاص لا فتح القسطاط وجه‬
‫عبد ال بن حذافة السهمى إل عي شس فغلب على أرضها وصال أهل قراها على مثل حكم‬
‫القسطاط‪.‬‬

‫ووجه حارجة بن حذافة الدوي إل الفيوم والشوني وإخيم والبشرودات وقرى الصعيد ففعل مثل‬
‫ذلك‪.‬‬

‫ووجه عمي بن وهب المحي إل تنيس ودمياط وتونة ودمية وشطا ودقهلة وبنا وبوصي ففعل مثل‬
‫ذلك‪.‬‬

‫ووجه عقبة بن عامر الهن ويقال وردان موله صاحب سوق وردان بصر إل سائر قرى أسفل‬
‫الرض ففعل مثل ذلك‪.‬‬

‫فاستجمع عمرو بن العاص فتح مصر فصارت أرضها أرض خراج‪.‬‬

‫وحدثنا القاسم بن سلم قال‪ :‬حدثنا عبد الغفار الران عن ابن ليعة عن إبراهيم بن ممد عن أيوب‬
‫بن أب العالية عن أبيه قال‪ :‬سعت عمرو بن العاص يقول على النب‪ :‬لقد قعدت مقعدي هذا وما‬
‫لحدٍ من قبط مصر علي عهد ول عقد‪.‬‬

‫إن شئت قتلت وإن شئت خست وإن شئت بعت إل أهل أنطابلس فإن لم عهدًا يوف لم به‪.‬‬

‫وحدثن القاسم بن سلم قال‪ :‬حدثن به عبد ال بن صال عن موسى بن علي بن رباح اللخمى عن‬
‫أبيه قال‪ :‬الغرب كله عنوة‪.‬‬

‫‪218‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫عن الصلت بن أب عاصم كاتب حيان بن شريح أنه قرأ كتاب عمر بن عبد العزيز إل حيان وكان‬
‫عامله على مصر أن مصر فتحت عنوةً بغي عهد ول عقد‪.‬‬

‫وحدثن أبو عبيد قال‪ :‬حدثنا سعيد بن أب مري عن يي بن أيوب عن عبيد ال بن أب جعفر قال‪:‬‬
‫كتب معاوية إل وردان مول عمرو أن زد على كل امرئ من القبط قياطًا‪.‬‬

‫فكتب إليه‪ :‬كيف أزد عليهم وف عهدهم أن ل يزاد عليهم‪.‬‬

‫وحدثن ممد بن سعد عن الواقدي عن عبد الميد بن جعفر عن أبيه قال‪ :‬سعت عروة بن الزبي‬
‫يقول‪ :‬أقمت بصر سبع سني وتزوجت با فرأيت أهلها ماهيد قد حل عليهم فوق طاقتهم وإنا‬
‫فتحها عمرو بصلح وعهد وشيء مفروض عليهم‪.‬‬

‫وحدثن بكر بن اليثم عن عبد ال بن صال عن الليث بن سعد عن يزيد بن أب علقة عن عقبة بن‬
‫عامر الهن قال‪ :‬كان لهل مصر عهد وعقد‪.‬‬

‫كتب لم عمرو أنم آمنون على أموالم ودمائهم ونسائهم وأولدهم ل يباع منهم أحد وفرض‬
‫عليهم خراجًا ل يزاد عليهم وأن يدفع عنهم خوف عدوهم‪.‬‬

‫قال عقبة‪ :‬وأنا شاهد على ذلك‪.‬‬

‫وحدثن السي بن السود قال‪ :‬حدثن يي بن آدم عن عبد ال بن البارك عن ابن ليعة عن يزيد بن‬
‫أب حبيب عن من سع عبد ال بن الغية بن أب بردة قال‪ :‬سعت سفيان بن وهب الولن يقول‪ :‬لا‬
‫افتتحنا مصر بل عهد قام الزبي بن العوام فقال‪ :‬يا عمرو! اقسمها بيننا‪.‬‬

‫فقال عمرو‪ :‬ل وال ل اقسمها حت أكتب إل عمر‪.‬‬

‫فكتب إل عمر فكتب إليه ف جواب كتابه‪ :‬أن اقرها حت يغزوا منها حبل البلة أو قال يغدو‪.‬‬

‫وحدثن ممد سعد عن الواقدي ممد بن عمر عن أسامة بن يزيد بن أسلم عن أبيه عن جده قال‪:‬‬
‫فتح عمرو بن العاص مصر سنة عشرين ومعه الزبي‪.‬‬

‫‪219‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فلما فتحها صاله أهل البلد على وظيفة وظفها عليهم وهي ديناران على كل رجل وأخرج النساء‬
‫والصبيان من ذلك فبلغ خراج مصر ف وليته ألفي ألف دينار‪.‬‬

‫فكان بعد ذلك يبلغ أربعة آلف ألف دينار‪.‬‬

‫وحدثن أبو عبيد قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن صال عن الليث عن يزيد بن أب حبيب أن القوقس صاحب‬
‫مصر صال عمرو بن العاص على أن فرض على القبط دينارين دينارين‪.‬‬

‫فبلغ ذلك هرقل صاحب الروم فسخط أشد السخط وبعث اليوش إل السكندرية وأغلقها‪.‬‬

‫ففتحها عمرو بن العاص عنوة‪.‬‬

‫وحدثن ابن القتات وهو أبو مسعود عن اليثم عن الجالد عن الشعب أن علي بن السي أو السي‬
‫نفسه كلم معاوية ف جزية أهل قرية أم ابراهيم ابن رسول ال صلى ال عليه وسلم بصر فوضعها‬
‫عنهم‪.‬‬

‫وكان النب صلى ال عليه وسلم يوصي بالقبط خيًا‪.‬‬

‫وحدثن عمرو عن عبد ال بن وهب عن مالك الزهري عن ابن لكعب بن مالك أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال‪ :‬إذا افتتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيًا فإن لم ذمة ورحًا وقال الليث‪ :‬كانت أم‬
‫إساعيل منهم‪.‬‬

‫أبو السن الدائن عن عبد ال بن البارك قال‪ :‬كان عمر بن الطاب يكتب أموال عماله إذا ولهم ث‬
‫يقاسهم ما زاد على ذلك وربا أخذ منهم‪.‬‬

‫فكتب إل عمرو بن العاص‪ :‬إنه قد فشت لك فاشية من متاع ورقيق وآنية وحيوان ل تكن حي‬
‫وليت مصر‪.‬‬

‫فكتب إليه عمرو‪ :‬إن أرضنا أرض مزدرع ومتجر فنحن نصيب عن ما نتاج اليه لنفقتنا‪.‬‬

‫فكتب إليه‪ :‬إن قد خبت من عمال السوء ما كفى‪.‬‬

‫‪220‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وكتابك إل كتاب من قد أقلقه الخذ بالق‪.‬‬

‫وقد سؤت بك ظنًا‪.‬‬

‫وقد وجهت إليك ممد بن مسلمة ليقاسك مالك فأطلعه وأخرج إليه ما يطالبك أعفه من الغلظة‬
‫عليك فإنه برح الفاء فقاسه ماله‪.‬‬

‫الدائن عن عيسى بن يزيد قال‪ :‬لا قاسم ممد بن مسلمة عمرو بن العاص قال عمرو‪ :‬إن زمانًا‬
‫عاملنا فيه ابن حنتمة هذه العاملة لزمان سوء‪.‬‬

‫لقد كان العاص يلبس الز بكفاف الديباج‪.‬‬

‫فقال ممد‪ :‬مه! لول زمان ابن حنتمة هذا الذي تكرهه ألفيت معتقلًا عنًا بفناء بيتك يسرك غزرها‬
‫ويسوءك بكؤها‪.‬‬

‫قال‪ :‬أنشدك ال أن ل تب عمر بقول فإن الجالس بالمانة‪.‬‬

‫فقال‪ :‬ل أذكر شيئًا ما جرى بيننا وعمر حي‪.‬‬

‫وحدثن عمرو الناقد عن عبد ال بن وهب عن ابن ليعة عن عبد ال بن هبية أن مصر فتحت عنوة‬
‫وحدثن عمرو عن ابن وهب عن ابن ليعة عن ابن أنعم عن أبيه عن جده وكان من شهد فتح مصر‬
‫قال‪ :‬فتحت مصر عنوة بغي عهد ول عقد‪.‬‬

‫فتح السكندرية قالوا‪ :‬لا افتتح عمرو بن العاص مصر أقام با‪.‬‬

‫ث كتب إل عمر بن الطاب يستأمره ف الزحف إل السكندرية‪.‬‬

‫فكتب إليه يأمره بذلك‪.‬‬

‫فسار إليها ف سنة إحدى وعشرين واستخلف على مصر خارجة بن حذافة بن غان بن عامر بن عبد‬
‫ال بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي بنغالب‪.‬‬

‫‪221‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وكان من دون السكندرية من الروم والقبط قد تمعوا له وقالوا‪ :‬نغزوه الفسطاط قبل أن يبلغنا‬
‫ويروم السكندرية‪.‬‬

‫فلقيهم بالكربون فهزمهم وقتل منهم مقتلة عظيمة وكان فيهم أعل سخا وبلهيت واليس وسلطيس‬
‫وغيهم قوم رقدوهم وأعانوهم‪.‬‬

‫ث سار عمرو بنالعاص حت انتهى إل السكندرية فوجد أهلها معدين لقتاله إل أن القبط ف ذلك‬
‫يبون الوادعة‪.‬‬

‫فأرسل إليه القوقس يسأله الصلح والهادنة إل مدة فأب عمرو ذلك‪.‬‬

‫فأمر القوقس النساء أن يقمن على سور الدينة مقبلت وجوههن إل داخله وأقام الرجال ف السلح‬
‫مقبلي بوجوههم إل السلمي ليهبهم بذلك‪.‬‬

‫فأرسل إليه عمرو‪ :‬إنا قد رأينا ما صنعت وما بالكثرة غلبنا من غلبنا‪.‬‬

‫فقد لقينا هرقل ملككم فكان من أمره ما كان‪.‬‬

‫فقال القوقس لصحابه‪ :‬قد صدق هؤلء القوم أخرجوا ملكنا من دار ملكته حت أدخلوه‬
‫القسطنطينية فنحن أول بالذعان فأغلظوا القول وأبوا إل الحاربة‪.‬‬

‫فقاتلهم السلمون قتالًا شديدًا وحصروهم ثلثة أشهر‪.‬‬

‫ث إن عمرًا فتحها بالسيف وغنم ما فيها واستبقى أهلها ول يسب وجعلهم ذمة كأهل اليونة فكتب‬
‫إل عمر بالفتح مع معاوية بن حديج الكندي ث السكون وبعث إليه معه بالمس‪.‬‬

‫ويقال إن القوقس صال عمرًا على ثلثة عشر ألف دينار على أن يرج من السكندرية من أراد‬
‫الروج ويقيم با من أحب القام وعلى أن يفرض على كل حال من القبط دينارين‪.‬‬

‫فكتب لم بذلك كتابًا‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ث إن عمرو بن العاص استخلف على السكندرية عبد ال بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد ابن‬
‫سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي ف رابطة من السلمي وانصرف إل الفسطاط‪.‬‬

‫وكتب الروم إل قسطنطي بن هرقل وهو كان اللك يومئذ يبونه بقلة من عندهم من السلمي وبا‬
‫هم فيه من الذلة وأداء الزية فبعث رجلًا من أصحابه يقال له منويل ف ثلث مئة مركب مشحونة‬
‫بالقاتلة‪.‬‬

‫فدخل السكندرية وقتل من با من روابط السلمي إل من لطف للهرب فنجا وذلك ف سنة خس‬
‫وعشرين‪.‬‬

‫وبلغ عمرًا الب فسار إليهم ف خسة عشر ألفًا فوجد مقاتلتهم قد خرجوا يعيثون فيما يلي‬
‫السكندرية من قرى مصر فلقيهم السلمون فرشقوهم بالنشاب ساعة والسلمون متترسون ث‬
‫صدقوهم الملة فالتحمت بينهم الرب فاقتتلوا قتالًا شديدًا‪.‬‬

‫ث إن أولئك الكفرة ولوا منهزمي فلم يكن لم ول عرجة دون السكندرية‪.‬‬

‫فتحصنوا با ونصبوا العرادات‪.‬‬

‫فقاتلهم عمرو عليها أشد قتال ونصب الجانيق فأخرب جدرها وأل بالرب حت دخلها بالسيف‬
‫عنوة فقتل القاتلة وسب الذرية‪.‬‬

‫وهرب بعض رومها إل الروم وقتل عدو ال منويل‪.‬‬

‫وهدم عمرو والسلمون جدار السكندرية وكان عمرو نذر لئن فتحها ليفعلن ذلك‪.‬‬

‫وقال بعض الرواة‪ :‬إن هذه الغزاة كانت سنة ثلث وعشرين‪.‬‬

‫وروى بعضهم أنم نقضوا ف سنة قالوا‪ :‬ووضع عمرو على أرض السكندرية الراج وعلى أهلها‬
‫الزية‪.‬‬

‫وروي أن القوقس اعتزل أهل السكندرية حي نقضوا فأقره عمرو ومن معه على أمرهم الول‪.‬‬

‫‪223‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وروى أيضًا أنه كان مات قبل هذه الغزاة‪.‬‬

‫حدثن ممد بن سعد عن الواقدي عن إسحاق بن عبد ال بن أب فروه عن حسان بن شريح عن عمر‬
‫بن عبد العزيز رضي ال عنه أنه قال‪ :‬ل نفتح قرية من الغرب على صلح إل ثلثًا‪ :‬السكندرية‬
‫وكفرطيس وسلطيس‪.‬‬

‫فكان عمر يقول‪ :‬من أسلم من أهل هذه الواضع خلى سبيله وسبيل ماله حدثن عمرو الناقد قال‪:‬‬
‫حدثنا ابن وهب الصري عن ابن ليعة عن يزيد بن أب حبيب أنه قال‪ :‬افتتح عمرو بن العاص‬
‫السكندرية فسكنها السلمون ف رباطهم ث قفلوا ث غزوا فابتدروا إل النازل‪.‬‬

‫فكان الرجل يأت النل الذي كان ينله فيجد صاحبه قد نزله وبدر غليه‪.‬‬

‫فقال عمرو‪ :‬إن أخاف أن ترب النازل إذا كنتم تتعاورونا‪.‬‬

‫فلما غزا فصاروا عند الكربون قال لم‪ :‬سيوا على بركة ال فمن ركز منكم رمًا ف دار فهي له‬
‫ولبن أبيه‪.‬‬

‫فكان الرجل يدخل الدار فيكز رمه ف بعض بيوتا ويأت الخر فيكز رمه كذلك أيضًا‪.‬‬

‫فكانت الدار بي النفسي والثلثة فكانوا يسكنوها فإذا قفلوا سكنها الروم‪.‬‬

‫فكان يزيد بن أب حبيب يقول‪ :‬ل يل لحد شيء من كرائها ول تباع ول تورث إنا كانت لم‬
‫سكن أيام رباطهم‪.‬‬

‫فلما كان قتالا الخر وقدمها منويل الرومي الصي أغلقها أهلها ففتحها عمرو وأخرب سورها‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ولا ول عمرو موله وردان السكندرية ورجع إل الفسطاط فلم يلبث إل قليلًا حت أتاه عزله‪.‬‬

‫فول عثمان بعده عبد ال بن سعد بن أب سرح بن الارث أحد بن عامر بن لؤي‪.‬‬

‫وكان أخا عثمان من الرضاعة‪.‬‬

‫‪224‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وكانت وليته سنة خس وعشرين‪.‬‬

‫ويقال‪ :‬إن عبد ال بن سعد كان على خراج مصر من قبل عثمان‪.‬‬

‫فجرى بينه وبي عمرو كلم‪.‬‬

‫فكتب عبد ال يشكو عمرًا فعزله عثمان وجع العملي لعبد ال بن سعد‪.‬‬

‫وكتب إليه يعلمه أن السكندرية فتحت عنوة وانتقضت مرتي ويأمره أن يلزمها رابطة ل تفارقها‬
‫وأن يدر عليهم الرزاق ويعقب بينهم ف كل ستة أشهر‪.‬‬

‫وحدثن ممد بن سعد عن الواقدي أن ابن هرمز العرج القارئ كان يقول‪ :‬خي سواحلكم رباطًا‬
‫السكندرية فخرج إليها من الدينة مرابطًا فمات با سنة سبع عشرة ومئة‪.‬‬

‫وحدثن بكر بن اليثم عن عبد ال بن صال عن موسى بن علي عن ابيه قال‪ :‬كانت جزية‬
‫السكندرية ثانية عشر ألف دينار‪.‬‬

‫فلما كانت ولية هشام بن عبد اللك بلغت ستة وثلثي ألف دينار‪.‬‬

‫حدثن عمرو عن ابن وهب عن ابن ليعة عن يزيد بن أب حبيب قال‪ :‬كان عثمان عزل عمرو بن‬
‫العاص عن مصر وجعل عليها عبد ال بن سعد‪.‬‬

‫فلما نزلت الروم السكندرية سأل أهل مصر عثمان أن يقر عمرًا حت يفرغ من قتال الروم لن له‬
‫معرفة بالرب وهيبة ف أنفس العدو‪.‬‬

‫ففعل حت هزمهم‪.‬‬

‫فأراد عثمان أن يعل عمرًا على الرب وعبد ال على الراج‪.‬‬

‫فأب ذلك عمرو وقال‪ :‬أنا كماسك قرن البقرة والمي يلبها‪.‬‬

‫فول عثمان ابن سعد مصر‪.‬‬

‫‪225‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ث أقامت البش من البيما بعد فتح مصر يقاتلون سبع سني ما يقدر عليهم لا يفجرون من الياه ف‬
‫الغياض‪.‬‬

‫قال عبد ال بن وهب‪ :‬وأخبن الليث بن سعد عن موسى بن علي عن أبيه أن عمرًا فتح السكندرية‬
‫الفتح الخر عنوة ف خلفة عثمان بعد وفاة عمر رحه ال‪.‬‬

‫فتح برقة وزويلة حدثن ممد بن سعد عن الواقدي عن شرحبيل بن أب عون عن عبد ال بن هبية‬
‫قال‪ :‬لا فتح عمرو بن العاص السكندرية سار ف جنده يريد الغرب حت قدم برقة وهي مدينة‬
‫أنطابلس‪.‬‬

‫فصال أهلها على الزية وهي ثلثة عشر ألف دينار يبيعون فيها من أبنائهم من أحبوا بيعه‪.‬‬

‫حدثن بكر بن اليثم قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن صال عن سهيل بن عقيل عن عبد ال بن هبية قال‪:‬‬
‫صال عمرو بن العاص أهل أنطابلس ومدينتها برقة وهي بي مصر وإفريقية بعد أن حاصرهم وقاتلهم‬
‫على الزية على أن يبيعوا من أبنائهم من أرادوا ف جزيتهم‪.‬‬

‫وكتب لم بذلك كتابا‪.‬‬

‫حدثن ممد بن سعيد عن الواقدي عن مسلمة بن سعيد عن إسحاق بن عبد ال بن أب فروة قال‪:‬‬
‫ث أو مستحثٌ‪.‬‬‫كان أهل برقة يبعثون براجهم إل وال مصر من غي أن يأتيهم حا ٌ‬

‫فكانوا أخصب قوم بالغرب ول يدخلها فتنة‪.‬‬

‫قال الواقدي‪ :‬وكان عبد ال بن عمرو بن العاص يقول‪ :‬لول مال بالجاز لنلت برقة فما أعلم منلًا‬
‫أسلم ول أعزل منها‪.‬‬

‫وحثن بكر بن اليثم قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن صال عن معاوية بن صال قال‪ :‬كتب عمرو بن العاص‬
‫إل عمر بن الطاب رضي ال عنه يعلمه أنه قد ول عقبة بن نافع الفهري الغرب فبلغ زويلة وأن من‬
‫بي زويلة وبرقة سلم كلهم حسنة طاعتهم قد أدى مسلمهم الصدقة وأقر معاهدهم بالزية وأنه قد‬
‫وضع على أهل زويلة ومن بينه وبينها ما رأى أنم يطيقونه‪.‬‬

‫‪226‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وأمر عماله جيعًا أن يأخذوا الصدقة من الغنياء فيدوها ف الفقراء ويأخذوا الزية من الذمة فتحمل‬
‫إليه بصر وأن يؤخذ من أرض السلمي العشر ونصف العشر ومن أهل الصلح صلحهم‪.‬‬

‫وحدثن بكر بن اليثم‬

‫قال‪ :‬سألت عبد ال بن صال عن الببر فقال‪ :‬هم يزعمون أنم ولد بر بن قيس وما جعل اله لقيس‬
‫ولدًا يقال له بر وإنا هم من البارين الذين قاتلهم داود عليه السلم‪.‬‬

‫وكان منازلم على أيادي الدهر فلسطي وهم أهل عمود فأتوا الغرب فتناسلوا به‪.‬‬

‫حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلم قال‪ :‬حدثنا عب ال بن صال عن الليث ابن سعد عن يزيد بن أب‬
‫حبيب أن عمرو بن العاص كتب ف شرطه على أهل لواتة من الببر من أهل برقة‪ :‬إن عليكم أن‬
‫تبيعوا أبناءكم ونساءكم فيما عليكم من الزية‪.‬‬

‫قال الليث‪ :‬فلو كانوا عبيدًا ما حل ذلك منهم‪.‬‬

‫وحدثن بكر بن اليثم قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن صال عن ابن ليعة عن يزيد بن أب حبيب أن عمر بن‬
‫عبد العزيز كتب ف اللواتيات أن من كانت عنه لواتية فتح طرابلس فحدثن بكر بن اليثم عن عبد‬
‫ال بن صال عن معاوية بن صال عن علي بن أب طلحة قال‪ :‬سار عمرو بن العاص حت نزل‬
‫أطرابلس ف سنة اثنتي وعشرين‪.‬‬

‫فقوتل ث افتتحها عنو ًة واصاب با أحال بزيون كثيةً مع تار من تارها فباعه وقسم ثنه بي‬
‫السلمي‪.‬‬

‫وكتب إل عمر بن الطاب رضي ال عنه‪ :‬إنا قد بلغنا أطرابلس وبينها وبي إفريقية تسعة أيام‪.‬‬

‫فإن رأى أمي الؤمني أن يأذن لنا ف غزوها فعل‪.‬‬

‫فكتب إليه ينهاه عنها ويقول‪ :‬ما هي بإفريقية ولكنها مفرقة غادرة مغدور با‪.‬‬

‫‪227‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وذلك أن أهلها كانوا يؤدون إل ملك الروم شيئًا فكانوا يغدرون به كثيًا وكان ملك الندلس‬
‫صالهم ث غدر بم‪.‬‬

‫وكان خيهم قد بلغ عمر‪.‬‬

‫حدثن عمرو الناقد قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن وهب عن الليث بن سعد قال‪ :‬حدثن مشيختنا أن‬
‫أطرابلس فتحت بعهدٍ من عمرو بن العاص‪.‬‬

‫فتح إفريقية قالوا‪ :‬لا ول عبد ال بن سعد بن أب سرح مصر والغرب بعث السلمي ف جرائد خيل‬
‫فأصابوا من أطراف إفريقية وغنموا‪.‬‬

‫وكان عثمان بن عفان رضي ال عنه متوقفًا عن غزوها ث إنه عزم على ذلك بعد أن استشار فيه‪.‬‬

‫وكتب إل عبد ال ف سنة سبع وعشرين ويقال ف سنة ثان وعشرين ويقال ف سنة تسع وعشرين‬
‫يأمره بغزوها وأمده بيش عظيم فيه معبد بن العباس ابن عبد الطلب ومروان بن الكم بن أب العاص‬
‫بن أمية والارث بن الكم أخوه وعبد ال بن الزبي بن العوام والسور بن مرمة بن نوفل بن أهيب‬
‫ابن عبد مناف ابن زهرة بن كلب وعبد الرحن بن زيد بن الطاب وعبد ال بن عمر بن الطاب‬
‫وعاصم بن عمر وعبيد ال بن عمر وعبد الرحن بن أب بكر وعبد ال بن عمرو بن العاص وبسر بن‬
‫أرطاة بن عوير العامري وأبو ذؤيب خويلد بن خالد الذل الشاعر وبا توف فقام بأمره ابن الزبي‬
‫حت واراه ف لده‪.‬‬

‫وخرج ف هذه الغزاة من حول الدينة من العرب خلق كثي‪.‬‬

‫حدثن ممد بن سعد عن الواقدي عن أسامة بن زيد بن أسلم عن نافع مول آل الزبي عن عبد ال بن‬
‫الزبي قال‪ :‬أغزانا عثمان بن عفان إفريقية‪.‬‬

‫وكان با بطريق سلطانه من أطرابلس إل طنجة‪.‬‬

‫فسار عبد ال بن سعد بن أب سرح حت حل بعقوبة فقاتله أيامًا فقتله ال وكنت أنا الذي قتلته‪.‬‬

‫‪228‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وهرب جيشه فتمزقوا‪.‬‬

‫وبث ابن أب سرح السرايا ففرقها ف البلد فأصابوا غنائم كثية واستاقوا من الواشي ما قدروا عليه‪.‬‬

‫فلما رأى ذلك عظماء إفريقية اجتمعوا فطلبوا إل عبد ال بن سعد أن يأخذ منهم ثلث مئة قنطار‬
‫من ذهب على أن يكف عنهم ويرج من بلدهم‪.‬‬

‫فقبل ذلك‪.‬‬

‫وحدثن ممد بن سعد عن الواقدي عن أسامة بن زيد الليثي عن ابن كعب أن عبد ال بن سعد بن‬
‫أب سرح صال بطريق إفريقية على ألفى ألف دينار وخس مئة ألف دينار‪.‬‬

‫وحدثن ممد بن سعد عن الواقدي عن موسى بن ضمرة ألا زن عن أبيه قال‪ :‬لا صال عبد ال بن‬
‫سعد بطريق إفريقية رجع إل مصر ول يول على إفريقية أحدًا‪.‬‬

‫ول يكن لا يومئذ قيوان ول مصرٌ جامع‪.‬‬

‫قال‪ :‬فلما قتل عثمان وول أمر مصر ممد بن حذيفة عتبة بن ربيعة ل يوجه إليها أحدًا‪.‬‬

‫فلما ول معاوية بن أب سفيان ول معاوية بن حديج السكون مصر‪.‬‬

‫فبعث ف سنة خسي عقبة بن نافع بن عبد قيس بن لقيط الفهري فغزاها واختلطها‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ووجه عقبة بشر بن أرطاة من القيوان فافتتحها وقتل وسب وهي اليوم تعرف بقلعة بسر وهي‬
‫بالقرب من مدينة تدعى مانة عند معدن الفضة‪.‬‬

‫وقد سعت من يذكر أن موسى بن نصي وجه بسرًا وبسر ابن اثني وثاني سنة إل هذه القلعة‬
‫فافتتحها‪.‬‬

‫وكان مولد بسر قبل وفاة النب صلى ال عليه وسلم بسنتي‪.‬‬

‫وغي الواقدي يزعم أنه قد روى عن النب صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫‪229‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وال أعلم‪.‬‬

‫وقال الواقدي‪ :‬ول يزل عبد ال بن سعد واليًا حت غلب ممد بن أب حذيفة على مصر وهو كان‬
‫أتغلها على عثمان ث إن عليًا رضي ال عنه ول قيس بن سعد بن عبادة النصاري مصر ث عزله‬
‫واستعمل عليها ممد بن أب بكر الصديق ث عزله وول مالكًا الشتر فاعتل بالقلزم‪.‬‬

‫ث ول ممد بن أب بكر ثانيةً ورده عليها‪.‬‬

‫فقتله معاوية بن حديج وأحرقه ف جوف حار‪.‬‬

‫وكان الوال عمرو بن العاص من قبل معاوية بن أب سفيان‪.‬‬

‫فمات عمرو بصر يوم الفطر سنة اثنتي وأربعي ويقال سنة ثلث وأربعي وول عبد ال بن عمرو‬
‫ابنه بعده‪.‬‬

‫ث عزله معاوية وول معاوية بن حديج فأقام با أربع سني ث غزا فغنم‪.‬‬

‫ث قدم مصر فوجه عقبة بن نافع بن عبد قيس الفهري ويقال بل وله معاوية الغرب فغزا إفريقية ف‬
‫عشرة آلف من السلمي‪.‬‬

‫فافتتح إفريقية واختط قيوانا‪.‬‬

‫وكان موضع القيوان غيضة ذات طر فاء وشجر ل يرام من السباع واليات والعقارب القتالة‪.‬‬

‫وكان ابن نافع رجلًا صالًا مستجاب الدعوة‪.‬‬

‫فدعا ربه وقال الواقدي‪ :‬قلت لوسى بن علي‪ :‬رأيت بناء إفريقية التصل الجتمع الذي نراه اليوم من‬
‫بناه فقال‪ :‬أول من بناها عقبة بن نافع الفهري اختطها ث بن وبن الناس معه الدور والساكن وبن‬
‫السجد الامع با‪.‬‬

‫‪230‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫قال‪ :‬وبإفريقية استشهد معبد بن العباس رحه ال ف غزاة ابن أب سرح ف خلفة عثمان ويقال بل‬
‫مات ف أيام القتال‪.‬‬

‫واستشهاده أثبت‪.‬‬

‫وقال الواقدي وغيه‪ :‬عزل معاوية بن أب سفيان معاوية بن حديج وول مصر والغرب مسلمةبن ملد‬
‫النصاري‪.‬‬

‫فول الغرب أبا الهاجر موله فلما ول يزيد بن معاوية رد عقبة بن نافع على عمله‪.‬‬

‫فغزا السوس الدن وهو خلف طنجة وجول فيما هناك ل يعرض له أحد ول يقاتله فانصرف‪.‬‬

‫ومات يزيد بن معاوية وبويع لبنه معاوية بن يزيد وهو أبو ليلى‪.‬‬

‫فنادى‪ :‬الصلة جامعة‪.‬‬

‫ث تبأ من اللفة وجلس ف بيته ومات بعد شهرين‪.‬‬

‫ث كانت ولية مروان بن الكم وفتنة ابن الزبي‪.‬‬

‫ث ول عبد اللك بن مروان فاستقام له الناس‪.‬‬

‫فاستعمل أخاه عبد العزيز على مصر فول إفريقية زهي بن قيس البلوى‪.‬‬

‫ففتح تونس ث انصرف إل برقة‪.‬‬

‫فبلغه أن جاعة من الروم خرجوا من مراكب لم فعاثوا فتوجه إليهم ف جريدة خيلٍ فلقيهم فاستشهد‬
‫ومن معه فقبه هناك وقبورهم تدعى قبور الشهداء‪.‬‬

‫ث ول حسان بن النعمان الغسان فغزا ملكة الببر الكاهنة فهزمته‪.‬‬

‫فأتى قصورًا ف حيز برقة فنلا‪.‬‬

‫‪231‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وهي قصور يضمها قصر سقوفه الزاج فسميت قصور حسان‪.‬‬

‫ث إن حسان غزاها ثانية فقتلها وسب سبًا من الببر وبعث به إل عبد العزيز‪.‬‬

‫فكان أبو مجن نصب الشاعر يقول‪ :‬لقد حضرت عند عبد العزيز سبيًا من الببر ما رأيت قط‬
‫وجوهًا أحسن من وجوهم‪.‬‬

‫قال ابن الكلب‪ :‬ول هشام كلثوم بن عياض بن وحوح القشيى إفريقية فانتقض أهلها عليه فقتل با‪.‬‬

‫وقال ابن الكلب‪ :‬كان إفريقيس بن قيس بن صيفي الميي غلب على إفريقية ف الاهلية فسميت‬
‫به‪.‬‬

‫وهو قتل جرجي ملكها‪.‬‬

‫فقال للبابرة‪ :‬ما أكثر بربرة هؤلء! فسموا البابرة‪.‬‬

‫وحدثن جاعة من أهل إفريقية عن أشياخهم أن عقبة بن نافع الفهري لا أراد تصي القيوان فكر ف‬
‫موضع السجد منه‪.‬‬

‫فأرى ف منامه كأن رجلًا أذن ف الوضع الذي جعل فيه مئذنته‪.‬‬

‫فلما أصبح بن النائر ف موقف الرجل ث بن السجد‪.‬‬

‫وحدثن ممد بن سعد عن الواقدي قال‪ :‬ول ممد بن الشعث الزاعى إفريقية من قبل أب العباس‬
‫أمي الؤمني‪.‬‬

‫فرم مدينة القيوان ومسجدها‪.‬‬

‫ث عزله النصور وول عمر بن حفص هزار مرد مكانه‪.‬‬

‫قال الواقدي‪ :‬وجه عبد العزيز بن مروان موسى بن نصي مول بن أمية ‪ -‬وأصله من عي النمر‪.‬‬

‫‪232‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ويقال بل هو من أراشة من بلى ويقال هو من لم ‪ -‬واليًا على إفريقية‪.‬‬

‫ويقال بل وليها ف زمن الوليد بن عبد اللك سنة تسع وثاني‪.‬‬

‫ففتح طنجة ونزلا وهو أول من نزلا واختط فيها للمسلمي‪.‬‬

‫وانتهت خيله إل السوس الدن وبينه وبي السوس القصى نيف وعشرون يومًا فوطئهم وسب منهم‬
‫وأدوا إليه الطاعة وقبض عامله منهم الصدقة‪.‬‬

‫ث ولها طارق بن زياد موله وانصرف إل قيوان إفريقية‪.‬‬

‫فتح الندلس قال الواقدي‪ :‬غزا طارق بن زياد عامل موسى بن نصي الندلس وهو أول من غزاها‬
‫وذلك ف سنة اثنتي وتسعي‪.‬‬

‫فلقيه آليان وهو والٍ على ماز الندلس فآمنة طارق على أن حله وأصحابه إل الندلس ف أسفن‪.‬‬

‫فلما صار إليها حاربه أهلها ففتحها وذلك ف سنة اثنتي وتسعي‪.‬‬

‫وكان ملكها فيما يزعمون من السبان وأصلها من أصبهان‪.‬‬

‫ث إن موسى بن نصي كتب إل طارق كتابًا غليظًا لتغريره بالسلمي وافتياته عليه بالرأي ف غزوه‬
‫وأمره أن ل ياوز قرطبة‪.‬‬

‫وسار موسى إل قرطبة من الندلس فترضاه طارق فرضي عنه‪.‬‬

‫فافتتح طارق مدينة طليطلة وهي مدينة ملكة الندلس وهي ما يلي فرنة وأصاب با مائدةً عظيمة‬
‫أهداها موسى بن نصي إل الوليد بن عبد اللك بدمشق حي قفل سنة ست وتسعي والوليد مريض‪.‬‬

‫فلما ول سليمان لن عبد اللك أخذ موسى بن نصي بئة ألف دينار‪.‬‬

‫فكلمه فيه يزيد بن الهلب فأمسك عنه‪.‬‬

‫‪233‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ث لا كانت خلفة عمر بن عبد العزيز رضي ال عنه ول الغرب إساعيل بن عبد ال بن أب الهاجر‬
‫مول بن مزوم‪.‬‬

‫سار أحسن سية ودعا الببر إل السلم‪.‬‬

‫وكتب إليهم عمر بن عبد العزيز كتبًا يدعوهم بعد إل ذلك‪.‬‬

‫فقرأها إساعيل عليهم ف النواحي فغلب السلم على الغرب‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ولا ول يزيد بن عبد اللك ول يزيد بن أب مسلم مول الجاج بن يوسف إفريقية والغرب‪.‬‬

‫فقدم إفريقية ف سنة اثنتي ومئة‪.‬‬

‫ئ منهم على يده حرسى‪.‬‬


‫وكان حرسه الببر فوسم كل امر ٍ‬

‫فأنكروا ذلك وملوا سيته فدب بعضهم إل بعض وتضافروا على قتله فخرج ذات عشيةٍ لصلة‬
‫الغرب فقتلوه ف مصله‪.‬‬

‫فول يزيد بشر بن صفوان الكلب فضرب عنق عبد ال بن موسى بن نصي بيزيد‪.‬‬

‫وذلك أنه اتم بقتله وتأليب الناس عليه‪.‬‬

‫ث ول هشام بن عبد اللك بشر بن صفوان أيضًا فتوف بالقيوان سنة تسع ومئة‪.‬‬

‫فول مكانه ث استعمل بعده عبد ال بن البحاب مول بن سلول‪.‬‬

‫فأغزا عبد الرحن ابن حبيب بن أب عبيده بن عقبة بن نافع الفهري السوس وأرض السودان‪.‬‬

‫فظفر ظفرًا ل ير أحدٌ مثله قط وأصاب جاريتي من نساء ما هناك ليس للمرأة منهن إل ثدي واحد‬
‫وهم يسمون تراجان‪.‬‬

‫ث ول بعد ابن البحاب كلثوم بن عياض القيشري فقدم إفريقية ف سنة ثلث وعشرين فقتل‪.‬‬

‫‪234‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ث ول بعده حنظلة بن صفوان الكلب أخا بشر بن صفوان فقاتل الوارج وتوف هناك وهو وال‪.‬‬

‫وقام الوليد بن يزيد بن عبد اللك فخالف عليه عبد الرحن بن حبيب الفهري وكان مببًا ف ذلك‬
‫الثغر لا كان من أثار جده عقبة بن نافع فيه فغل عليه وانصرف فنع حنظلة‪.‬‬

‫فبقي عبد الرحن عليه‪.‬‬

‫وول يزيد بن الوليد اللفة فلم يبعث إل الغرب عاملًا‪.‬‬

‫وقام مروان بن ممد فكاتبه عبد الرحن بن حبيب وأظهر له الطاعة وبعث إليه بالدايا‪.‬‬

‫وكان كاتبه خالد بن ربيعة الفريقي وكان بينه وبي عبد الميد ابن يي مودة ومكاتبة فأقر مروان‬
‫عبد الرحن على النغر‪.‬‬

‫ث ول بعده الياس بن حبيب ث حبيب بن عبد الرحن ث غلب الببر والباضية من الوارج‪.‬‬

‫ث دخل ممد بن الشعث الز اعي إفريقية واليًا عليها ف آخر خلفة أب العباس ف سبعي ألفًا ويقال‬
‫ف أربعي ألفًا فوليها أربع سني‪.‬‬

‫فرم مدينة القيوان‪.‬‬

‫ث وثب عليه جند البلد وغيهم‪.‬‬

‫وسعت من يدث أن أهل البلد والند القيمي فيه وثبوا به فمكث يقاتلهم أربعي يومًا وهو ف‬
‫قصره حت اجتمع إليه أهل الطاعة من كان شخص معه من أهل خرا سان وغيهم وظفر بن حاربه‬
‫وعرضهم على الساء‪ :‬فمن كان اسه معاوية أو سفيان أو مروان أو اسًا موافقًا لساء بن أمية قتله‬
‫ومن كان اسه خلف ذلك استبقاه‪.‬‬

‫فعزله النصور وول عمر بن حفص بن عثمان بن قبيصة بن أب صفرة التكى وهو الذي سى هزار‬
‫مرد وكان النصور به معجبًا‪.‬‬

‫‪235‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فدخل إفريقية وغزا منها حت بلغ أقصى بلد الببر وابتن هناك مدينة ساها العباسية‪.‬‬

‫ث إن أبا حات اسدر أت الباضي من أهل سدراتة وهو مول لكندة قاتله‪.‬‬

‫فاستشهد وجاعة من أهل بيته واتقض الثغر وهدمت تلك الدينة الت ابتناها وول بعد هزار مرد يزيد‬
‫بن حات بن قبيصة ابن الهلب‪.‬‬

‫فخرج ف خسي ألفًا وشيعه أبو جعفر النصور إل بيت القدس وأنفق عليه مالًا عظيمًا‪.‬‬

‫فسار يزيد حت لقي أبا حات بأطرابلس فقتله ودخل إفريقية‪.‬‬

‫فاستقامت له‪.‬‬

‫ث ول بعد يزيد بن حات روح بن حات ث الفضل إن روح فوثب الند وحدثن أحد بن نقد مول بن‬
‫الغلب قال‪ :‬كان الغلب بن سال التميمي من أهل مرو الروذ ف من قدم مع السودة من خرا سان‬
‫فوله موسى الادي الغرب‪.‬‬

‫فجمع له حريش وهو رجل كان من جند الثغر من تونس جعًا وسار إليه وهو بقيوان إفريقية‬
‫فحصره‪.‬‬

‫ث إن الغلب خرج إليه فقاتله فأصابه ف العركة سهم فسقط ميتًا وأصحابه ل يعلمون بصابه‪.‬‬

‫ول يعلم به أصحاب حريش‪.‬‬

‫ث إن حريشًا انزم وجيشه فاتبعهم أصحاب الغلب ثلثة أيام فقتلوهم وقتلوا حريشًا بوضعٍ يعرف‬
‫بسوق الحد‪.‬‬

‫فسمى الغلب الشهيد‪.‬‬

‫قال‪ :‬وكان إبراهيم بن الغلب من وجوه جند مصر‪.‬‬

‫‪236‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فوثب واثنا عشر رجل معه فأخذوا من بيت الال مقدار أرزاقهم ل يزدادوا على ذلك شيئا وهربوا‬
‫فلحقوا بوضع يقال له الزاب وهو من القيوان على مسية أكثر من عشرة أيام وعامل الثغر يومئذ‬
‫من قبل الرشيد هارون هر ثة بن أعي‪.‬‬

‫واعتقد إبراهيم بن لغلب على من كان من تلك الناحية من الند وغيهم الرياسة وأقبل يهدى إل‬
‫هرثة و يلطفه ويكتب إليه يعلمه أنه ل يرج يدًا من طاعة ول اشتمل على معصية وأنه إنا دعاه إل‬
‫ما كان منه الحواج والضرورة‪.‬‬

‫فوله هرثة ناحيته واستكفاه أمرها‪.‬‬

‫فلما صرف هرثة من الثغر وليه بعده ابن الكعى‪.‬‬

‫فساء أثره فيه حت انتقض عليه‪.‬‬

‫فاستشار الرشيد هرثة ف رجلٍ يوليه إياه ويقلده أمره‪.‬‬

‫فأشار عليه باستصلح إبراهيم واصطناعه وتوليته الثغر‪.‬‬

‫فكتب إليه الرشيد يعلمه أنه قد صفح له عن جرمه وأقاله هفوته ورأى توليته بلد الغرب اصطناعًا له‬
‫ليستقبل به الحسان ويستقبل به النصيحة‪.‬‬

‫فول إبراهيم ذلك الثغر وقام به وضبطه‪.‬‬

‫ث إن رجلًا من جند البلد يقال له عمران بن ملد خالف ونقض‪.‬‬

‫فانضم إليه جند الثغر وطلبوا أرزاقهم وحاصروا إبراهيم بالقيوان‪.‬‬

‫فلم يلبثوا أن أتاهم العراض والعطون ومعهم مالٌ من خراج مصر‪.‬‬

‫فلما أعطوا تفرقوا‪.‬‬

‫فابتن إبراهيم القصر البيض الذي ف قبلة القيوان على ميلي منها‪.‬‬

‫‪237‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وخط للناس حوله فابتنوا ومصر ما هناك وبن مسجدًا جامعًا بالص والجر وعمد الرخام وسقفه‬
‫بالرز وجعله مئت ذراع ف نو مئت ذراع‪.‬‬

‫وابتاع عبيدًا أعتقهم فبلغوا خسة آلف وأسكنهم حوله‪.‬‬

‫وسى تلك الدينة العباسية وهي اليوم آهلة عامرة‪.‬‬

‫وكان ممد بن الغلب بن إبراهيم بن الغلب أحدث ف سنة تسع وثلثي ومائتي مدينة بقرب‬
‫تاهرت ساها العباسية أيضًا‪.‬‬

‫فأخربا أفلح بن عبد الوهاب الباضي وكتب إل الموي صاحب الندلس يعلمه ذلك تقربًا إليه به‪.‬‬

‫فبعث إليه الموي مئة ألف درهم‪.‬‬

‫وبالغرب أرضٌ تعرف بالرض الكبية وبينها وبي برقة مسية خسة عشر يومًا أو أقل من ذلك قليلًا‬
‫وأكثر قليل‪.‬‬

‫وبا مدينةٌ على شاطئ البحر تدعى بارة وكان أهلها نصارى وليسوا بروم‪.‬‬

‫غزاها حبله مول الغلب فلم يقدر عليها‪.‬‬

‫ث غزاها خلفون الببري ويقال إنه مول لربيعه ففتحها ف أول خلفة التوكل على ال‪.‬‬

‫وقام بعده رجلٌ يقال له الفرج بن سلم ففتح أربعة وعشرين حصنًا واستول عليها وكتب إل‬
‫صاحب البيد بصر يعلمه خبه وأنه ل يرى لنفسه ومن معه من السلمي صلة إل بأن يعقد له‬
‫المام على ناحيته ويوليه إياها ليخرج من حد النغلبي‪.‬‬

‫وبن مسجدًا جامعًا‪.‬‬

‫ث إن أصحابه شغبوا عليه فقتلوه‪.‬‬

‫وقام بعده سوران فوجه رسوله إل أمي الؤمني التوكل على ال يسأله عقدًا وكتاب ولية‪.‬‬

‫‪238‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فتوف قبل أن ينصرف رسوله إليه‪.‬‬

‫وتوف النتصر بال وكانت خلفته ستة أشهر‪.‬‬

‫وقام الستعي بال أحد بن ممد بن العتصم بال فأمر عامله على الغرب وهو أوتا مش مول أمي‬
‫الؤمني بأن يعقد على ناحيته‪.‬‬

‫فلم يشخص رسوله من سر من رأى حت قتل أوتا مش وول الناحية وصيف مول أمي الؤمني فعقد‬
‫له وأنفذه‪.‬‬

‫فتح جزائر ف البحر قالوا‪ :‬غزا معاوية بن حديج الكندي أيام معاوية بن أب سفيان سقلية وكان أول‬
‫من غزاها‪.‬‬

‫ول تزل تغزى بعد ذلك‪.‬‬

‫وقد فتح آل الغلب بن سال الفريقي منها نيفًا وعشرين مدينة وهي ف أيدي السلمي‪.‬‬

‫وفتح أحد بن ممد بن الغلب منها ف خلفة أمي الؤمني التوكل على ال قصر بانة وحصن غليانة‪.‬‬

‫وقال الواقدي‪ :‬سب عبد ال بن قيس بن ملد الدرقى سقلية فأصاب أصنام ذهب وفضةٍ مكللة‬
‫بالواهر‪.‬‬

‫فبعث با إل معاوية فوجه با معاوية إل البصرة لتحمل إل الند فتباع هناك ليثمن با‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وكان معاوية بن أب سفيان يغزي برًا وبرًا فبعث جنادة بن أب أمية الردي إل رودس ‪-‬‬
‫وجنادة أحد من روى عنه الديث ولقى أبا بكر وعمر ومعاذ بن جبل ومات ف سنة ثاني ‪-‬‬
‫ففتحها عنوةً‪.‬‬

‫وكانت غيضة ف البحر‪.‬‬

‫وأمره معاوية فأنزلا قومًا من السلمي‪.‬‬

‫‪239‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وكان ذلك ف سنة اثنتي وخسي‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ورودس من أخصب الزائر وهي نو من ستي ميلًا فبها الزيتون والكروم والثمار والياه‬
‫العذبة‪.‬‬

‫وحدثن ممد بن سعد عن الواقدي وغيه قالوا‪ :‬أقام السلمون برودس سبع سني ف حصن اتذ لم‪.‬‬

‫فلما مات معاوية كتب يزيد إل جنادة يأمره بدم الصن والقفل‪.‬‬

‫وكان معاوية يعاقب بي الناس فيها وفتح جنادة بن أب أمية ف سنة أربع وخسي أرواد وأسكنها‬
‫معاوية السلمي‪.‬‬

‫وكان من فتحها ماهد وتبيع ابن امرأة كعب الحبار وبا أقرأ ماهد تبيعًا القرآن‪.‬‬

‫ويقال إنه أقرأه القرآن برودس‪.‬‬

‫وأرواد جزيرة بالقرب من القسطنطينية‪.‬‬

‫وغزا جنادة إقريطش‪.‬‬

‫فلما كان زمن الوليد فتح بعضها‪.‬‬

‫ث أغلق‪.‬‬

‫وغزاها حيد بن معيوف المدان ف خلفة الرشيد ففتح بعضها ث غزاها ف خلفة الأمون أبو حفص‬
‫عمر بن عيسى الندلسي العروف بالفريطش وافتح منها حصنًا واحدًا ونزله‪.‬‬

‫ث ل يفتح شيئًا بعد شيء حت ل يبق فيها من الروم أحد وأخرب حصونم‪.‬‬

‫صلح النوبة حدثن ممد بن سعد قال‪ :‬حدثن ممد بن عمر الواقدي عن الوليد بن كثي عن يزيد بن‬
‫أب حبيب عن أب الي قال‪ :‬لا فتح السلمون مصر بعث عمرو بن العاص إل القرى الت حولا اليل‬
‫ليطأهم‪.‬‬

‫‪240‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فبعث عقبة بن نافع الفهري وكان نافع أخا العاص لمه‪.‬‬

‫فدخلت خيولم أرض النوبة كما تدخل صوائف الروم فلقى السلمون بالنوبة قتالًا شديدًا‪.‬‬

‫لقد لقوهم فرشقوهم بالنبل حت جرح عامتهم‪.‬‬

‫ق مفقوءة فسموا رماة الدق‪.‬‬


‫فانصرفوا براحاتٍ كثية وحد ٍ‬

‫فلم يزالوا على ذلك حت ول مصر عبد ال بن سعد بن أب سرح‪.‬‬

‫فسألوه الصلح والوادعة فأجابم إل ذلك على غي جزي ٍة لكن على هدنة ثلث مئة رأس ف كل سنة‬
‫وعلى أن يهدى السلمون إليهم طعامًا بقدر ذلك‪.‬‬

‫حدثن ممد بن سعد قال‪ :‬حدثن الواقدي قال‪ :‬حدثنا إبراهيم بن جعفر عن عمر ابن الارث عن أب‬
‫قبيل حسي بن هان العا فرى عن شيخ من حي قال‪ :‬شهدت النوبة مرتي ف ولية عمر بن الطاب‬
‫فلم أر قومًا أحد ف حرب منهم‪.‬‬

‫لقد رأيت أحدهم يقول للمسلم‪ :‬أين تب أن أضع سهمي منك فربا عبث الفت منا فقال‪ :‬ف مكان‬
‫كذا‪.‬‬

‫فل يطئه‪.‬‬

‫كانوا يكثرون الرمي بالنبل فما يكاد يرى من نبلهم ف الرض شيء‪.‬‬

‫فخرجوا إلينا ذات يوم فصافونا ونن نريد أن نعلها حلة واحدة بالسيوف فما قدرنا على معالتهم‪.‬‬

‫رمونا حت ذهبت العي فعدت مئة وخسون عينًا مفقوءة‪.‬‬

‫فقلنا‪ :‬ما لؤلء خي من الصلح إن سلبهم لقليل وإن نكايتهم لشديدة‪.‬‬

‫فلم يصالهم عمرو ول يزل يكالبهم حت نزع وول عبد ال بن سعد بن أب سرح فصالهم‪.‬‬

‫‪241‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫قال الواقدي‪ :‬وبالنوبة ذهبت عي معاوية بن حديج الكندي وكان أعور‪.‬‬

‫عن يزيد بن أب حبيب قال‪ :‬ليس بيننا وبي الساود عهد ول ميثاق إنا هي هدنة بيننا وبينهم على‬
‫أن نعطيهم شيئًا من قم ٍح وعدسٍ ويعطونا رقيقًا فل بأس بشراء رقيقهم منهم أو من غيهم‪.‬‬

‫حدثنا أبو عبيد عن عبد ال بن صال عن الليث بن سعد قال إنا الصلح بيننا وبي النوبة على أن ل‬
‫نقاتلهم ول يقاتلونا وأن يعطونا رقيقًا ونعطيهم بقدر ذلك طعامًا فإن باعوا نساءهم ل أر بذلك بأسًا‬
‫أن يشترى‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫ومن رواية أب البخترى وغيه أن عبد ال بن سعد بن أب سرح صال أهل النوبة على أن يهدوا ف‬
‫السنة أربع مئة رأس يرجونا ويأخذون با طعاما‪.‬‬

‫وكان الهدي أمي الؤمني أمر بإلزام النوبة ف كل سنة ثلث مئة رأس وستي رأسًا وزرافة على أن‬
‫يعطوا قمحًا وخل خ ٍر وثيابًا وفرشا أو قيمته‪.‬‬

‫وقد ادعوا حديثًا أنه ليس يب عليهم البقط لكل سنة وأنم كانوا طولبوا بذلك ف خلفة الهدي‬
‫فرفعوا إليه أن هذا البقط ما يأخذون من رقيق أعدائهم فإذا ل يدوا منه شيئًا عادوا على أولدهم‬
‫فأعطوا منهم فيه بذه العدة‪.‬‬

‫فأمر أن يملوا ف ذلك على أن يؤخذ منهم لكل ثلث سني بقط سنة‪.‬‬

‫ول يوجد لذه الدعوى ثبت ف واوين الضرة ووجد ف الديوان بصر‪.‬‬

‫وكان التوكل على ال أمر بتوجيه رجل يقال له ممد بن عبد ال ويعرف بالقمى إل العدن بصر‬
‫واليًا عليه ووله القلزم وطريق الجاز وبذرقة حاج مصر‪.‬‬

‫فلما واف العدن حل الية ف الراكب من القلزم إل بلد البجة وواف ساحلًا يعرف بعيذاب‪.‬‬

‫فوافته الراكب هناك‪.‬‬

‫‪242‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فاستعان بتلك الية وتقوتا ومن معه حت وصل إل قلعة ملك البجة‪.‬‬

‫فناهضه‪.‬‬

‫وكان ف عدة يسية فخرج إليه البجوى ف الدهم على إبل مزمةٍٍ‪.‬‬

‫فعمد القمى إل الجراس فقلدها اليل‪.‬‬

‫فلما سعت البل أصواتا نقطعت بالبجوبي ف الودية والبال‪.‬‬

‫وقتل صاحب البجة‪.‬‬

‫ث قام من بعده ابن أخته وكان أبوه أحد ملوك البجويي وطلب الدنة‪.‬‬

‫فأب التوكل على ال ذلك إل أن يطأ بساطه‪.‬‬

‫فقدم سر من رأى فصول ف سنة إحدى وأربعي ومائتي على أداء التاوة والبقط ورد مع القمى‪.‬‬

‫فأهل البجة على الدنة يؤدون ول ينعون السلمي من العمل ف معدن الذهب‪.‬‬

‫وكان ذلك ف الشرط على صاحبهم‪.‬‬

‫ف أمر القراطيس قالوا‪ :‬كانت القراطيس تدخل بلد الروم من ارض مصر ويأت العرب من قبل الروم‬
‫الدناني‪.‬‬

‫فكان عبد اللك بن مروان أول من أحدث الكتاب الذي يكتب ف رؤوس الطوامي من‪ :‬قل هو إنكم‬
‫أحدثتم ف قراطيسكم كتابًا نكرهه فإن تركتموه وإل أتاكم ف الدناني من ذكر نبيكم ما تكرهونه ‪.‬‬

‫قال‪ :‬فكب ذلك ف صدر عبد اللك‪.‬‬

‫فكره أن يدع سن ًة حسنة سنها‪.‬‬

‫فارسل إل خالد بن يزيد بن معاوية فقال له‪ :‬يا أبا هاشم! إحدى بنات طبق‪.‬‬

‫‪243‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وأخبه الب‪.‬‬

‫فقال‪ :‬أفرخ روعك يا أمي الؤمني‪.‬‬

‫حرم دنانيهم فل يتعامل با واضرب للناس سلكًا ول تعف هؤلء الكفرة ما كرهوا ف الطوامي‪.‬‬

‫فقال عبد اللك‪ :‬فرجتها عن فرج ال عنك‪.‬‬

‫وضرب الدناني‪.‬‬

‫قال عوانة بن الكم‪ :‬وكانت القباط تذكر السيح ف رؤوس الطوامي وتنسبه إل الربوبية تعال ال‬
‫علوًا كبيًا وتعل الصليب مكان بسم ال الرحن الرحيم‪.‬‬

‫فلذلك كره ملك الروم ما كره واشتد عليه تغيي عبد اللك ما غيه‪.‬‬

‫وقال الدائن‪ :‬قال مسلمة بن مارب‪ :‬أشار خالد بن يزيد على عبد اللك بتحري دنانيهم ومنع‬
‫التعامل با وأن ل يدخل بلد الروم شيء من القراطيس‪.‬‬

‫فمكث حينًا ل يمل إليهم‪.‬‬

‫الجلد الثان‬

‫فتوح البلدان الزء الثان‬

‫خلفة أب بكر الصديق رضي ال عنه‬

‫قالوا‪ :‬وكان الثن بن حارثة بن سلمة بن ضمضم الشيبان يغي على السواد ف رجالٍ من قومه‪.‬‬

‫فبلغ أب بكر الصديق رضي ال عنه خبه فسأل عنه فقال له قيس بن عاصم بن سنان النقرى‪ :‬هذا‬
‫رج ٌل غي خامل الذكر ول مهول النسب ول ذليل العماد هذا الثن بن حارثة الشيبان‪.‬‬

‫‪244‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ث إن الثن قدم على أب بكر فقال له‪ :‬يا خليفة رسول ال! استعملن على من أسلم من قومي أقاتل‬
‫هذه العاجم من أهل فارس‪.‬‬

‫فكتب له أبو بكر ف ذلك عهدًا فسار حت نزل خفان ودعا قومه إل السلم فأسلموا‪.‬‬

‫ث إن أبا بكر رضي ال عنه كتب إل خالد بن الوليد الخزومي يأمره بالسي إل العراق ويقال بل‬
‫وجهه من الدينة وكتب أبو بكر إل الثن بن حارثة يأمره بالسمع والطاعة له وتلقيه‪.‬‬

‫وكان مذعور بن عدي العجلى قد كتب إل أب بكر يعلمه حاله وحال قومه ويسأله توليته قتال‬
‫الفرس‪.‬‬

‫فلما نزل خالد النباح لقيه الثن بن حارثة با وأقبل خالد حت أتى البصرة وبا سويد ابن قطبة‬
‫الذهلى‪.‬‬

‫وقال غي أب منف‪ :‬كان با قطبة بن قتادة الذهلي ‪ -‬من بكر بن وائل ومعه جاعة من قومه وهو‬
‫يريد أن يفعل بالبصرة مثل فعل الثن بالكوفة‪.‬‬

‫ول تكن الكوفة يومئذ إنا كانت الية‪.‬‬

‫فقد سويد لالد‪ :‬إن أهل البله قد جعوا ل ول أحسبهم امتنعوا من إل لكانك‪.‬‬

‫قال له خالد‪ :‬فالرأي أن أخرج من البصرة نارًا ث أعود ليلًا فأخل عسكرك بأصحاب فإن صبحوك‬
‫حاربناهم‪.‬‬

‫‪ -‬ففعل خالد ذلك وتوجه نو الية‪.‬‬

‫فلما جن عليه الليل انكفأ راجعًا حت صار إل عسكر سويد فدخله بأصحابه وأصبح البليون وقد‬
‫بلغهم انصراف خالد عن البصرة فأقبلوا نو سويد‪.‬‬

‫فلما رأوا كثرة من ف عسكره سقط ف أيديهم وانكسروا‪.‬‬

‫‪245‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فقال خالد‪ :‬احلوا عليهم فإن أرى هيئة قوم قد ألقى ال ف قلوبم الرعب‪.‬‬

‫فحملوا عليهم قهزموهم وقتل ال منهم بشرًا وغرق طائفة ف دجلة البصرة‪.‬‬

‫ث مر خالد بالريبة ففتحها وسب من فيها واستخلف با فيما ذكر الكلب شريح بن عامر بن قي من‬
‫بن سعد بن بكر بن هوازن‪.‬‬

‫وكانت مسلحة للعجم‪.‬‬

‫ويقال أيضًا إنه أتى النهرالذي يعرف بنهر الرأة فصال أهله وأنه قاتل جعًا بالذار ث سار يريد الية‬
‫وخلف سويد بن قطبة على ناحيته وقال له‪ :‬قد عركنا هذه العاجم بناحيتك عركة أذلتهم لك‪.‬‬

‫وقد روى أن خالدًا لا كان بناحية اليمامة كتب إل أب يبكر يستمده فأمده برير بن عبد ال البجلي‬
‫فلقيه جرير منصرفًا من اليمامة فكان معه‪.‬‬

‫وواقع صاحب الذار بأمره وال أعلم‪.‬‬

‫وقال الواقدي‪ :‬والذي عليه أصحابنا من أهل الجاز أن خالدًا قدم الدينة من اليمامة ث خرج منها‬
‫إل العراق على فيد والثعلبية ث أتى الية‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ومر خالد بن الوليد بزند ورد من كسكر فافتتحها وافتتح درن وذواتا بأمان بعد أن كانت‬
‫من أهل بزند ورد مراماةٌ للمسلمي ساعة‪.‬‬

‫وأتى هرمز جرد فآمن أهلها أيضًا وفتحها‪.‬‬

‫وأتى أليس فخرج إليه جابان عظيم العجم فقدم إليه الثن لن حارثة الشيبان فلقيه بنهر الدم‪.‬‬

‫وصال خالد أهل أنيس على أن يكونوا عيونًا للمسلمي على الفرس وأدلء وأعوانا‪.‬‬

‫وأقبل خالد إل متمع النار فلقيه أزاذبه صاحب مسلح كسرى فيما بينه وبي العرب فقاتله‬
‫السلمون وهزموه‪.‬‬

‫‪246‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ث نزل خالد خفان ويقال بل سار قاصدًا إل الية فخرج إليه عبد السيح بن عمر بن قيس بن حيان‬
‫بن يقيلة ‪ -‬واسم بقيلة الارث وهو من الزد ‪ -‬وهانئ بن قبيصة بن مسعود الشيبان وإياس عامل‬
‫كسرى أبرويز على الية بعد النعمان ابن النذر ‪ -‬فصالوه على مئة ألف درهم ف كل علم وعلى‬
‫أن يكونوا عيونًا للمسلمي على أهل فارس وأن ل يهدم لم بيعة ول قصرًا‪.‬‬

‫وروى أبو متف عن أب الثن الوليد بن القسطامى وهو الصرف بن القسطامي الكلب إن عبد السيح‬
‫استقبل خالدًا وكان كبي السن فقال له خالد‪ :‬من أين أقصى أثرك يا شيخ فقال‪ :‬من ظهر أب‪.‬‬

‫قال‪ :‬فمن أين خرجت قال‪ :‬من بطن أمي‪.‬‬

‫قال‪ :‬ويك ف أي شيء أنت! قال‪ :‬ف ثياب‪.‬‬

‫قال‪ :‬ويك على أي شيء أنت قال‪ :‬على الرض‪.‬‬

‫قال‪ :‬أتعقل قال‪ :‬نعم وأقيد‪.‬‬

‫قال‪ :‬أسلم أنت أم حرب‪.‬‬

‫قال‪ :‬بل سلم‪.‬‬

‫قال‪ :‬فما هذه الصون قال‪ :‬بنيناها للسفيه حت ييء الليم‪.‬‬

‫ث تذاكرا الصلح فاصطلحا على مئة ألف يؤدونا ف كل سنة فكان الذي أخذ منهم أول مال حل‬
‫إل الدينة من العراق واشترط عليهم أن ل يبغوا السلمي غائلة وأن يكونوا عيونًا على أهل فارس‬
‫وذلك ف سنة أثن عشر‪.‬‬

‫وحدثن السي بن السود عن يي بن آدم قال‪ :‬سعت أن أهل الية كانوا ستة آلف رجل فألزم‬
‫كل رجل منهم أربعة عشرة درهًا وزن خسة فبلغ ذلك أربعة وثاني ألفًا وزن خسة تكون ستي‬
‫وزن سبعة‪.‬‬

‫‪247‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وروى عن يزيد بن نبيشة العامري أنه قال‪ :‬قدمنا العراق مع خالد بن الوليد فانتهينا إل مشلحة‬
‫العذيب ث أتينا الية وقد تصن أهلها ف القصر البيض وقصر ابن بقيلة وقصر العد سيي فأجلنا‬
‫اليل ف عرصاتم ث صالونا‪.‬‬

‫قال ابن الكلب‪ :‬العدسيون من كلب نسبوا إل أمهم وهي كلبية أيضًا‪.‬‬

‫وحدثن أبو مسعود الكوف عن ابن مالد عن أبيه عن الشعب أن خري بن أوس بن حارثة بن لم‬
‫الطائي قال للنب صلى ال عليه وسلم‪ :‬إن فتح ال عليك الية فاعطن ابنة بقيلة‪.‬‬

‫فلما أراد خالد صلح أهل الية قال له خري‪ :‬إن النب صلى ال عليه وسلم جعل ل بنت بقيلة فل‬
‫تدخلها ف صلحك‪.‬‬

‫وشهد له بشي بن سعد وممد بن مسلمة النصاريان‪.‬‬

‫فاستثناها ف الصلح ودفعها إل خري فاشتريت منه بألف درهم‪.‬‬

‫وكانت عجوزًا قد حالت عن عهده‪.‬‬

‫فقيل له‪ :‬ويك لقد أرخصتها كان أهلها يدفعون إليك أضعاف ما سألت با‪.‬‬

‫فقال‪ :‬ما كنت أظن عددًا يكون أكثر من عشر مئة‪.‬‬

‫وقد جاء ف الديث أن الذي سأل النب صلى ال عليه وسلم بنت بقيلة رجل من ربيعة والول‬
‫اثبت‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وبعث خالد بن الوليد بشي بن سعد أبا النعمان بن بشي النصاري إل بانقيا فلقيته خيل‬
‫العاجم عليها فرخبنداذ فرشقوا من معه بالسهام وحل عليهم فهزمهم وقتل فرخبنداذ‪.‬‬

‫ث انصرف وبه جراحة انتقضت به وهو بعي التمر فمات منها‪.‬‬

‫ويقال إن خالدًا لقي فرخبنداذ بنفسه وبشي معه‪.‬‬

‫‪248‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ث بعث خالد جرير بن عبد ال البجلي إل أهل بانقيا فخرج إليه بصبهري بن صلوبا فاعتذر إليه من‬
‫القتال وعرض الصلح‪.‬‬

‫فصاله جرير على ألف درهم وطيلسان‪.‬‬

‫ويقال إن ابن صلوبا أتى خالدًا فاعتذر إليه وصاله هذا الصلح‪.‬‬

‫فلما قتل مهران ومضى يوم النخيلة أتاهم جرير فقبض منهم ومن أهل الية صلحهم وكتب لم‬
‫كتابًا بقبض ذلك‪.‬‬

‫وقوم ينكرون أن يكون جرير بن عبد ال قدم العراق إل ف خلفة عمر بن الطاب وكان أبو منف‬
‫والواقدي يقولن‪ :‬قدمها مرتي‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وكتب خالد لبصبهري بن صلوبا كتابًا ووجه إل أب بكر بالطيلسان مع مال الية وباللف‬
‫درهم‪.‬‬

‫فوهب الطيلسان للحسي بن علي رضي ال عنهما‪.‬‬

‫وحدثن أبو نصر التمار قال‪ :‬حدثنا شريك بن عبد ال النخعي عن الجاج بن أرطاة عن الكم عن‬
‫عبد ال بن مغفل الزن قال‪ :‬ليس لهل السواد عهد إل الية وأليس وبانقيا‪.‬‬

‫وحدثن السي بن السود قال‪ :‬حدثنا يي بن آدم عن الفضل بن الهلهل عن منصور عن عن ابن‬
‫مغفل قال‪ :‬ل يصلح بيع أرض دون البل إل أرض بن صلوبا وأرض الية‪.‬‬

‫وحدثن السي بن السود قال‪ :‬حدثنا يي بن آدم عن السن بن صال عن السود بن قيس عن أبيه‬
‫قال‪ :‬انتهينا إل الية فصالناهم على كذا وكذا ورحل‪.‬‬

‫قال فقلت‪ :‬وما صنعتم بالرحل قال‪ :‬ل يكن لصاحب منا رحل فأعطيناه إياه‪.‬‬

‫وحدثنا أبو عبيد قال‪ :‬حدثنا ابن أب مري عن النسري بن يي عن حيد بن هلل أن خالدًا لا نزل‬
‫الية صال أهلها ول يقاتلوا‪.‬‬

‫‪249‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وقال ضرار بن الزور السدي‪ :‬أرقت ببانقيا ومن يلق مثل ما لقيت ببانقيا من الرح يأرق وقال‬
‫الواقدي‪ :‬الجتمع عليه عند أصحابنا أن ضرارًا قتل باليمامة‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وأتى خالد الفلليج منصرفة من بانقيا وبا جع للعجم فتفرقوا ول يلق كيدًا‪.‬‬

‫فرجع إل الية فبلغه أن جابان ف جع عظيم بتستر‪.‬‬

‫فوجه إليه الثن بن حارثة الشيبان وحنظلة بن الربيع بن رباح السدي من بن تيم وهو الذي يقال له‬
‫حنظلة الكاتب‪.‬‬

‫فلما انتهيا إليه هرب‪.‬‬

‫وسار خالد إل النبار فتحصن أهلها‪.‬‬

‫ث أتاه من دله على سوق بغداد وهو السوق العتيق الذي كان عند قرن الصراة‪.‬‬

‫فبعث خالدٌ الثن بن حارثة فأغار عليه فمل السلمون أيديهم من الصفراء والبيضاء وما خف مملة‬
‫من التاع‪.‬‬

‫ث باتوا بالسيلحي وأتوا النبار وخالد با فحصروا أهلها وحرقوا ف نواحيها‪.‬‬

‫وإنا سيت النبار لن أهراء العجم كانت با‪.‬‬

‫وكان أصحاب النعمان وصناعه يعطون أرزاقهم منها‪.‬‬

‫فلما رأى أهل النبار ما نزل بم صالوا خالدًا على شيءٍ رضي به فأقرهم‪.‬‬

‫ويقال إن خالدًا قدم الثن إل بغداد ث سار فتول الغارة عليها ث رجع إل النبار‪.‬‬

‫وليس ذلك بثبت‪.‬‬

‫‪250‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وحدثن السي بن السود قال‪ :‬حدثن يي بن آدم قال‪ :‬حدثنا السن ابن صال عن جابر عن‬
‫الشعب أنه قال‪ :‬لهل النبار عه ٌد وعقدٌ‪.‬‬

‫وحدثن مشايخ من أهل النبار أنم صولوا ف خلفة عمر رحه ال عن طسوجهم على أربع مئة‬
‫ألف درهم وألف عباه قطوانية ف كل سنة وتول الصلح جرير بن عبد ال البجلي‪.‬‬

‫وثقال صالهم على ثاني ألفًا وال أعلم‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وفتح جرير بوازيج النبار وبا قوم من مواليه‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وأتى خالد بن الوليد رجلٌ دله على سوق يتمع فيها كلب وبكر بن وائل وطوائف من قضاعة‬
‫فوق النبار‪.‬‬

‫فوجه إليها الثن بن حارثة فأغار عليها فأصاب ما فيها وقتل وسب‪.‬‬

‫ث أتى خالد عي تر فألصق بصنها‪.‬‬

‫وكانت فيه مسلحةٌ للعاجم عظيمةٌ‪.‬‬

‫فخرج أهل الصن فقاتلوا‪.‬‬

‫ث لزموا حصنهم فحاصرهم خالد والسلمون حت سألوا المان فأب أن يؤمنهم وافتتح الصن عنوة‬
‫وقتل وسب ووجد ف كنيسة هناك جاع ًة سباهم فكان من ذلك السب حران ابن أبان بن خالد‬
‫النمري‪.‬‬

‫وقومٌ يقولون‪ :‬كان اسم أبيه أبا‪.‬‬

‫وحران مول عثمان وكان للمسيب بن نبة الفزاري فاشتراه منه فأعتقه‪.‬‬

‫ث إنه وجهه إل الكوفة للمسألة عن عامله فكذبه فأخرجه من جواره فنل البصرة‪.‬‬

‫‪251‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وسيين أبو ممد بن سيين وأخوته وهم‪ :‬يي بن سيين وأنس بن سيين ومعبد بن سيين وهو‬
‫أكب أخوته وهم موال أنس بن مالك النصاري‪.‬‬

‫وكان من ذلك السب أيضًا أبو عمرة جد عبد ال بن عبد العلى الشاعر‪.‬‬

‫ويسار جد ممد بن إسحاق صاحب السية وهو مول قيس بن مرمة ابن الطلب بن عبد مناف‪.‬‬

‫وكان منهم مرة أبو عبيد جد ممد بن زيد بن عبيد بن مرة ونفيس ابن ممد بن زيد بن عبيد بن مرة‬
‫صاحب القصر عند الرة‪.‬‬

‫ابن ممد هذا ونوه يقولون‪ :‬عبيد بن مرة بن العلى النصاري ث الزرقى‪.‬‬

‫ونصي أبو موسى بن نصي صاحب الغرب وهو مول لبن أمية وله بالثغور موال من أولد من أعتق‬
‫يقولون ذلك‪.‬‬

‫وقال ابن الكلب‪ :‬كان أبو فروه عبد الرحن بن السود ونصي أبو موسى ابن نصي عربيي من أراشة‬
‫بلى سبيا أيام أب بكر رحه ال من جبل الليل بالشام‪.‬‬

‫وكان اسم نصي نصرًا فصغر وأعتقه بعض بن أمية فرجع إل الشام وولد له موسى بقرية يقال لا‬
‫كفر مرى وكان أعرج‪.‬‬

‫وقال الكلب‪ :‬وقد قيل إنما أخوان من سب عي التمر وإن ولءها لبن ضبة‪.‬‬

‫وقال‪ :‬علي بن ممد الدائن‪ :‬يقال إن أبا فروه ونصيًا كانا من سب عي التمر‪.‬‬

‫فابتاع ناعم السدي أبا فروه ث ابتاعه من عثمان وجعله يفر القبور‪.‬‬

‫فلما وثب الناس به كان معهم عليه فقال له‪ :‬رد الظال‪.‬‬

‫فقال له‪ :‬أنت أولا ابتعتك من مال الصدقة لتحفر القبور فتركت ذلك‪.‬‬

‫وكان ابنه عبد ال بن أب فروه من سراه الوال‪.‬‬

‫‪252‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫والربيع صاحب النصور الربيع بن يونس بن ممد بن أب فروه‪.‬‬

‫وإنا لقب أبا فروه بفروه كانت عليه حي سب وقد قيل إن خالدًا صال أهل حصن عي الثمر وإن‬
‫هذا السب وجد ف كنيس ٍة ببعض الطسوج‪.‬‬

‫وقيل إن سيين من أهل جرجرايا وإنه كان زائرًا لقرابة له فأخذ ف الكنيسة معهم‪.‬‬

‫حدثن السي بن السود قال‪ :‬حدثن يي بن آدم عن السن بن صال عن أشعث عن الشعب قال‪:‬‬
‫صال خالد بن الوليد أهل الية وأهل عي التمر وكتب بذلك إل أب بكر فأجازه‪.‬‬

‫قال يي‪ :‬فقلت للحسن بن صال‪ :‬أفأهل عي النمر مثل أهل الية إنا هو شيء عليهم وليس على‬
‫أراضيهم شيء‪.‬‬

‫فقال نعم‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وكان هلل بن عقبة بن قيس بن البشر النمري على النمر ابن قاسط بعي التمر فجمع لالد‬
‫وقاتله فظفر به فقتله وصلبه‪.‬‬

‫وقال ابن الكلب‪ :‬كان على النمر يومئذ عقبة بن قيس بن البشر بنفسه‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وانتقض ببشي بن سعد النصاري جرحه فمات فدفن بعي التمر‪.‬‬

‫ودفن إل جنبه عمي بن رئاب بن مهشم بن سعيد بن سهم بن عمرو وكان أصابه سهمٌ بعي التمر‬
‫فاستشهد‪.‬‬

‫ووجه خالد بن الوليد وهو بعي التمر النسي بن ديس بن ثور إل ماء لبن تغلب فطرقهم ليلًا فقتل‬
‫وأسر فسأله رجلٌ من السرى أن يطلقه على أن يدله على حيٍ من ربيعه‪.‬‬

‫ففعل فأب النسي ذلك الب‪.‬‬

‫فبيتهم فغنم وسبة ومضى إل ناحية تكريت ف الب فغنم السلمون‪.‬‬

‫‪253‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وحدثن أبو مسعود الكوف عن ممد بن مروان أن النسي أتى عكبا فأمن أهلها وأخرجوا لن معه‬
‫طعامًا وعلفًا‪.‬‬

‫ث مر قال‪ :‬ث أتى الخرم ‪ -‬قال أبو مسعود‪ :‬ول يكن يدعى يومئذ مرمًا إنا نزله بعض ولد مرم بن‬
‫حزن بن زياد بن أنس بن الديان الارثي فسمى به فيما ذكر هشام بن ممد الكلب ‪ -‬ث عب‬
‫السلمون جسرًا كان معقودًا عند قصر سابور الذي يعرف اليوم بقصر عيسى بن علي فخرج إليه‬
‫خرزاد بن ماهبنداذ وكان موكلًا به فقاتلوه وهزموه‪.‬‬

‫ث لوا فأتوا عي التمر‪.‬‬

‫وقال الواقدي‪ :‬وجه الثن بن حارثة النسي وحذيفة بن مصن بعد يوم السر وبعد انيازه بالسلمي‬
‫إل خفان وذلك ف خلفة عمر بن الطاب ف خيلٍ‪.‬‬

‫فأوقعا بقومٍ من بن تغلب وعبا إل تكريت فأصابا نعمًا وشاءً‪.‬‬

‫وقال عتاب بن إبراهيم فيما ذكر ل عنه أبو مسعود أن النسي وحذيفة آمنا أهل تكريت وكتبا لم‬
‫كتابًا أنفذه له عتبة بن فرقد السلمي حي فتح الطيهان والوصل‪.‬‬

‫وذكر أيضًا أن النسي توجه من قبل خالد بن الوليد فأغار على قرى بسكن وقطربل فغنم منها غنيمة‬
‫حسنة‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ث سار خالد من عي التمر إل الشام وقال للمثن بن حارثة‪ :‬ارجع رحك ال إل سلطانك‬
‫فغي مقصر ول وان‪.‬‬

‫وقال الشاعر‪ :‬أبنا دارهم واليل تردى بكل سيمدع سامي التليل يعن من كان ف السوق الذي‬
‫فوق النبار‪.‬‬

‫وللمثن بالعال معرك ٌة شاهدها من قبيله بشر يعن بالعال النبار وقطر بل ومسكن وبادوريا فأراد‬
‫سوق بغداد كتيبةٌ أفزعت بوقعتها كسرى وكاد اليوان ينفطر وشجع السلمون إذ حذروا وف صر‬
‫وف التجارب العب سهل نج السبيل فاقتفروا آثاره والمور تقتفر وقال بعضهم حي لقوا خرزاد‪:‬‬

‫‪254‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وآل منا الفارسي الذره حي لقيناه دوين النظره بكل قباء لوقٍ مضمره بثلها يهزم جع الكفره يعن‬
‫بالنظرة تل عقرقوف وكان شخوص خالد إل الشام ف شهر ربيع الخر ويقال ف شهر ربيع الول‬
‫سنة ثلث عشرة‪.‬‬

‫وقال قوم إن خالدًا أتى دومة من عي التمر ففتحها ث أقبل إل الشام‪.‬‬

‫وأصح ذلك مضيه من خلفة عمر بن الطاب رضي ال عنه قالوا‪ :‬لا استخلف عمر بن الطاب‬
‫رضي ال عنه وجه أبا عبيد ابن عمرو بن عمي بن عوف بن عقدة بن غية بن عوف بن ثقيف ‪-‬‬
‫ف وكتب إل الثن بن حارثة يأمره بتلقيه والسمع‬
‫وهو أبو الختار بن أب عبيد ‪ -‬إل العراق ف أل ٍ‬
‫والطاعة له وبعث مع أب عبيد سليط بن قيس بن عمرو النصاري وقال له‪ :‬لول عجل ٌة فيك لوليتك‬
‫ولكن الرب زبونٌ ل يصلح لا إل الرجل الكيث‪.‬‬

‫فأقبل أبو عبيد ل ير بقومٍ من العرب إل رغبهم ف الهاد والغنيمة‪.‬‬

‫فصحبه خلقٌ‪.‬‬

‫فلما صار بالعذيب بلغه أن جابان العجمي يتستر ف جعٍ كثي‪.‬‬

‫فلقيه فهزم جعه وأسر منهم‪.‬‬

‫ث أتى درن وبا جعٌ للعجم فهزمهم إل كسكر‪.‬‬

‫وسار إل الالينوس وهو ببار وسا فصاله ابن الندرزعز كذا عن كل رأس على أربعة دراهم على‬
‫أن ينصرف‪.‬‬

‫ووجه أبو عبيد الثن إل زند ورد فوجدهم قد نقضوا فحاربم فظفر وسب‪.‬‬

‫ووجه عروة بن زيد اليل الطائي إل الزواب فصال دهقانا على مثل صلح بارو سا‪.‬‬

‫‪255‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫يوم قس الناطف وهو يوم السر قالوا‪ :‬بعث الفرس إل العرب حي بلغها اجتماعها ذا الاجب مردا‬
‫نشاه وكان أنوشروان لقبه بمن لتبكه به وسى ذا الاجب لنه كان يغضب حاجبيه ليفعهما عن‬
‫عينيه كبا‪.‬‬

‫ويقال أن اسه رستم‪.‬‬

‫فأمر أبو عبيد بالسر فعقد أعانه على عقده أهل بانقيا‪.‬‬

‫ويقال أن ذلك السر كان قديا لهل الية يعبون عليه إل ضياعهم فأصلحه أبو عبيد وذلك أنه‬
‫كان معتلًا مقطوعًا‪.‬‬

‫ث عب أبو عبيد والسلمون من الروحة على السر فلقوا ذا الاجب وهو ف أربعة آلف مدججٍ ومعه‬
‫في ٌل ويقال عدة فيلة واقتتلوا قتالًا شديدًا وكثرت الراحات وفشت ف السلمي‪.‬‬

‫فقال سليط بن قيس‪ :‬يا أبا عبيد! قد كنت نيتك عن قطع هذا السر إليهم اشرت عليك بالنياز‬
‫إل بعض النواحي والكتاب إل أمي الؤمني بالستمداد فأبيت‪.‬‬

‫وقاتل سليط حت قتل‪.‬‬

‫وسأل أبو عبيد‪ :‬أين مقتل هذه الدابة فقيل‪ :‬خرطومه‪.‬‬

‫فحمل فضرب خرطوم الفيل وحل عليه أبو مجن بن حبيب الثقفي فضرب رجله فعلقها وحل‬
‫الشركون فقتل أبو عبيد رجه ال‪.‬‬

‫ويقال إن الفيل برك عليه فمات تته‪.‬‬

‫فأخذ اللواء أخوه فقتل‪.‬‬

‫فأخذه ابنه جب فقتل‪.‬‬

‫‪256‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ث إن الثن بن حارثة أخذه ساعة وانصرف بالناس وبعضهم على حامية بعض وقاتل عروة بن زيد‬
‫اليل يومئذ قتالًا شديدًا عدل بقتال جاعة وقاتل أبو زبيد الطائي الشاعر حيةً للمسلمي بالغربية‬
‫وكان أتى الية ف بعض أموره وكان نصرانيًا‪.‬‬

‫وأتى الثن أليس فنلا وكتب إل عمر بن الطاب بالب مع عروة بن زيد‪.‬‬

‫وكان من قتل يوم السر فيما ذكر أبو منف‪ :‬أبو زيد النصاري أحد من جع القرآن على عهد النب‬
‫صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وكانت وقعة السر يوم السبت ف آخر شهر رمضان سنة ثلث عشرة‪.‬‬

‫وقال أبو مجن بن حبيب‪ :‬أن نسرت نونا أم يوسف ومن دون مسراها فيافٍ ماهل إل فتيةٍ بالطف‬
‫نيل سراتم وغودر أفراسٌ لم ورواحل مررت على النصار وسط رحالم فقلت لم هل منكم اليوم‬
‫قافل حدثن أبو عبيد بن سلم قال‪ :‬حدثنا ممد بن كثي عن زائدة عن إساعيل بن أب خالد عن‬
‫قيس بن أب حازم قال‪ :‬عب أبو عبيد بانقيا ف ناس من أصحابه فقطع الشركون السر فأصيب ناسٌ‬
‫من أصحابه‪.‬‬

‫قال إساعيل‪ :‬وقال أبو عمرو الشيبان‪ :‬كان يوم مهران ف أول السنة والقادسية ف آخرها‪.‬‬

‫يوم مهران وهو يوم النخيلة قال أبو منف وغيه‪ :‬مكث عمر بن الطاب رضي ال عنه سنة ل يذكر‬
‫العراق لصاب أب عبيد وسليط‪.‬‬

‫وكان الثن بن حارثة مقيمًا بناحية أليس يدعو العرب إل الهاد‪.‬‬

‫ث إن عمر رضي ال عنه ندب الناس إل العراق فجعلوا يتحامونه ويتثاقلون عنه حت هم أن يغزو‬
‫بنفسه‪.‬‬

‫وقدم عليه خلقٌ من الزد يريدون غزو الشام فدعاهم إل العراق ورغبهم ف غناء آل كسرى فردوا‬
‫الختيار إليه فأمرهم بالشخوص‪.‬‬

‫‪257‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وقدم جرير بن عبد ال من السراة ف بيلة فسأل أن يأت العراق على أن يعطى وقومه ربع ما غلبوا‬
‫عليه‪.‬‬

‫فأجابه عمر إل ذلك فسار نو العراق‪.‬‬

‫وقومٌ يزعمون أنه مر على طريق البصرة وواقع مرزبان الذار فهزمه‪.‬‬

‫وآخرون يزعمون أنه واقع الرزبان وهو مع خالد بن الوليد‪.‬‬

‫وقومٌ يقولون إنه سلك الطريق على فيدٍ والثعلبية إل العذيب‪.‬‬

‫حدثن عفان بن مسلم قال‪ :‬حدثنا حاد بن سلمة قال‪ :‬حدثنا داود بن أب هند قال‪ :‬أخبن الشعب‬
‫أن عمر وجه جرير بن عبد ال إل الكوفة بعد قتل أب عبيد أول من وجه قال‪ :‬هل لك ف العراق‬
‫وأنفلك الثلث بعد المس قال‪ :‬نعم‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬واجتمع السلمون بدير هند ف سنة أربع عشر وقد هلك شيويه وملكت بوران بنت كسرى‬
‫إل أن يبلغ يزد جرد بن شهريار فبعث إليهم مهران بن مهر بنداذ المذان ف اثن عشر ألفًا فأهل‬
‫السلمون له حت عب السر وصار ما يلي دير العور‪.‬‬

‫وروى سيف أن مهران صار عند عبور السر إل موضع يقال له البويب وهذا الوضع الذي قتل به‬
‫ويقال إن جنبت البويب أفعمت عظامًاحت استوى وعفا عليها التراب زمان الفتنة وإنه ما يثار هناك‬
‫شيء إل وقعوا منها على شيء وذلك ما بي السكون وبن سليم‪.‬‬

‫فكان مغيضًا للفرات زمن الكاسرة يصب ف الوف‪.‬‬

‫وعسكر السلمي بالنخيلة وكان على الناس فيما تزعم بيلة جرير بن عبد ال وفيما تقول ربيعة الثن‬
‫بن حارثة‪.‬‬

‫وقد قيل إنم كانوا متسايدين على كل قوم رئيسهم‪.‬‬

‫‪258‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فالتقى السلمون وعدوهم فأبلى شرحبيل بن السمط الكندي يومئذ بلءً حسنًا وقتل مسعود بن‬
‫حارثة أخو الثن بن حارثة‪.‬‬

‫فقال الثن‪ :‬يا معشر السلمي! ل يرعكم مصرع أخي فإن مصارع خياركم هكذا‪.‬‬

‫فحملوا حلة رجلٍ واحد مققي صابرين حت قتل ال مهران وهزم الكفرة‪.‬‬

‫فاتبعهم السلمون يقتلونم فقل من نا منهم‪.‬‬

‫وضارب قرط بن جاح العبدى يومئذ حت انثن سيفه وجاء الليل فتتاموا إل عسكرهم وذلك ف سنة‬
‫أربع عشرة‪.‬‬

‫فتول قتل مهران جرير بن عبد ال والنذر ابن حسان بن ضرار الضب فقال هذا‪ :‬أنا قتلته وقال هذا‬
‫أنا قتلته وتنازعا نزاعًا شديدًا‪.‬‬

‫فأخذ النذر منطقته وأخذ جرير سائر سلبه‪.‬‬

‫ويقال إن الصن بن معبد بن زرارة بن عدس التميمي كان من قتله‪.‬‬

‫ث ل يزل السلمون يشنون الغارات ويتابعونا فيما بي الية وكسكر وفيما بي كسكر وسورا‬
‫وبربيسما وصراه جاماسب وما بي الفلوجتي والنهرين وعي التمر‪.‬‬

‫وأتوا حصن مليقيا وكان منظرة ففتحوه‪.‬‬

‫وأجلوا العجم عن مناظر كانت بالطف‪.‬‬

‫وكانوا منخوبي قد وهن سلطانم وضعف أمرهم‪.‬‬

‫وعب بعض السلمي نر سورا فأتوا كوثى ونر اللك وباد وريا‪.‬‬

‫وبلغ بعضهم كلواذى‪.‬‬

‫‪259‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وكانوا يعيشون با ينالون من الغارات‪.‬‬

‫ويقال إن ما بي مهران والقادسية ثانية عشر شهرًا‪.‬‬

‫يوم القادسية قالوا‪ :‬كتب السلمون إل عمر بن الطاب رضي ال عنه يعلمونه كثرة من تمع لم من‬
‫أهل فارس ويسألونه الدد‪.‬‬

‫فأراد أن يغزو بنفسه وعسكر لذلك‪.‬‬

‫فأشار عليه العباس بن عبد الطلب وجاعةٌ من مشايخ أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم بالقام‬
‫وتوجيه اليوش والبعوث‪.‬‬

‫ففعل ذلك‪.‬‬

‫واشار عليه علي بن أب طالب بالسي‪.‬‬

‫فقال له‪ :‬إن قد عزمت على القام‪.‬‬

‫وعرض على علي رضي ال عنه الشخوص فأباه‪.‬‬

‫فأراد عمر توجيه سعيد ابن زيد بن عمرو بن نفيل العدوى ث بدا له فوجه سعد بن أب وقاص ‪-‬‬
‫واسم أب وقاص مالك بن ويقال إن سعيد بن زيد بن عمرو كان يومئذ بالشام غازيا‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وسار إل العراق فأقام بالثعلبية ثلثة أشهر حت نلحق به الناس‪.‬‬

‫ث قدم العذيب ف سنة خس عشرة‪.‬‬

‫وكان الثن بن حارثة مريضًا فأشار عليه بأن يارب العدو بي القادسية والعذيب ث اشتد وجعه‬
‫فحمل إل قومه فمات فيهم‪.‬‬

‫وتزوج سعدٌ امرأته‪.‬‬

‫‪260‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫قال الواقدي‪ :‬توف الثن قبل نزول رستم القادسية‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وأقبل رستم وهو من أهل الري ويقال بل هو من أهل هذان فنل برس‪.‬‬

‫ث سار فأقام بي الية والسيلحي أربعة أشهر ل يقدم على السلمي ول يقاتلهم والسلمون‬
‫معسكرون بي العذيب والقادسية‪.‬‬

‫وقدم رستم ذا الاجب فكان معسكرًا بطيزناباذ‪.‬‬

‫وكان الشركون زهاء مئة ألف وعشرين ألفًا ومعهم ثلثون فيلًا ورايتهم العظمى الت تدعى‬
‫درفشكابيان‪.‬‬

‫وكان جيع السلمي ما بي تسعة آلف إل عشرة آلف فإذا احتاجوا إل العلف والطعام أخرجوا‬
‫خيولًا ف الب فأغارت على أسفل الفرات‪.‬‬

‫وكان عمر يبعث إليهم من الدينة الغنم والزر‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ك وكانت البصرة قد مصرت فيما بي يوم النخيلة ويوم القادسية مصرها عتبة بن غزوان ث‬
‫استاذن الج وخلف الغية بن شعبة‪.‬‬

‫فكتب إليه عمر بعهده فلم يلبث أن قرف با قرف به فول اب موسى البصرة وأشخص الغية ف‬
‫الدينة‪.‬‬

‫ث أن عمر رده ومن شهد عليه إل بصرة‪.‬‬

‫فلما حضروا يوم القادسية كتب عمر إل أب موسى يأمره بإمداد سعد فامده بالغية ف ثان مئة‬
‫فشهدها ث شخص إل مدينة‪.‬‬

‫فكتب عمر إل عبيدة بن الراح فأمد سعدا بقيس بن هبية بن الكشوح الرادي‪.‬‬

‫فيقال انه شهد القادسية ويقال بل شهد على السلمي وقد فرغ من حربا وكان قيس ف سبع مئة‪.‬‬

‫‪261‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وكان يوم القادسية ف آخرسنة ست عشرة‪.‬‬

‫وقد قيل إن أمد سعدًا بالغية عتبة بن غزوان وإن الغية غنما ولّى البصرة بعد قدومه من القادسية إن‬
‫عمر ل يرج من الدينة حي اشخصه إليها لا قرف به إل واليًا على الكوفة‪.‬‬

‫وحدثن العباس بن الوليد النرسي قال‪ :‬حدثنا عبد الواحد بن زياد عن مالد‪.‬‬

‫عن الشعب قال‪ :‬كتب عمر إل أب عبيدة‪ :‬ابعث قيس بن الكشوح إل القادسية فيمن انتدب معه‪.‬‬

‫فانتدب معه خلق‪.‬‬

‫فقدم متعجلًا سبع مئة وقد فتح على سعد‪.‬‬

‫فسألوه الغنيمة فكتب إل عمر ف ذلك فكتب إله عمر‪ :‬كإن كان قيس قدم قبل دفن القتلى قالوا‪:‬‬
‫وأرسل رستم إل سعد يسأله توجيه بعض أصحابه إليه‪.‬‬

‫فوجد الغية بن شعبة‪.‬‬

‫فقصد سريره ليجلس معه عليه فمنعته الساورة من ذلك وكلمة رستم بكلم كثي‪.‬‬

‫ث قال له‪ :‬قد علمت أنه ل يملكم على ما أنتم فيه إل ضيق العاش وشدة الهد‪.‬‬

‫ونن نعطيكم ما تتشبعون به ونصرفكم ببعض ما تبون‪.‬‬

‫فقال الغية‪ :‬إن ال بعث إلينا نبيه صلى ال عليه وسلم فسعدنا بإجابته وإتباعه وأمرنا بها من خالف‬
‫ديننا‪{ :‬حت يعطوا الزية عن يد وهم صاغرون}‪ .‬ونن ندعوك إل عبادة ال وحده واليان بنبيه‬
‫صلى ال عليه وسلم فإن فعلت وإل فالسيف بيننا وبينكم‪.‬‬

‫فنخر رستم غضبًا‪.‬‬

‫ث قال‪ :‬والشمس والقمر ل يرتفع الضحى غدًا حت نقتلكم أجعي‪.‬‬

‫‪262‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فقال الغية‪ :‬ل حول ول قوة إل بال‪.‬‬

‫وانصرف عنه‪.‬‬

‫ف عليه الرق‪.‬‬
‫وكان على فرس له مهزول وعليه سيفٌ معلوبٌ ملفو ٌ‬

‫وكتب عمر إل سعد يأمره بأن يبعث إل عظيم الفرس قومًا يدعونه إل السلم‪.‬‬

‫فوجه عمرو بن معدي كرب الزبيدي والشعث بن قيس الكندي ف جاعة‪.‬‬

‫فمروا برستم فأتى بم فقال‪ :‬أين تريدون قالوا‪ :‬صاحبكم‪.‬‬

‫فجرى بينهم كلم كثي حت قالوا‪ :‬إن نبينا قد وعدنا أن نغل على أرضكم‪.‬‬

‫فدعا بزبيلٍ من تراب فقال‪ :‬هذا لكم من أرضنا‪.‬‬

‫فقام عمرو بن معدي كرب مبادرًا فبسط رداءه وأخذ من ذلك التراب فيه وانصرف‪.‬‬

‫فقيل له‪ :‬ما دعاك إل ما صنعت قال‪ :‬تفاءلت بأن أرضهم تصي إلينا ونغلب عليها‪.‬‬

‫ث أتوا اللك ودعوه إل السلم فغضب وأمرهم بالنصراف وقال‪ :‬لول أنكم رسلٌ لقتلتكم‪.‬‬

‫وكتب إل رستم يعنفه على إنفاذ هم إليه‪.‬‬

‫ث إن علفة السلمي وعليها زهرة بن حوية بن عبد ال بن قتادة التيمي ث السعدي ‪ -‬ويقال كان‬
‫عليها قتادة بن حوية ‪ -‬لقيت خيلًا للعاجم فكان ذلك سبب الوقعة‪.‬‬

‫أغاثت العاجم خيلها وأغاث السلمون علفتهم فالتحمت الب بينهم وذلك بعد الظهر وحل‬
‫عمرو بن معدي كرب الزبيدي فاعتنق عظيمًا من الفرس فوضعه بي يديه ف السرج وقال‪ :‬أنا أبو‬
‫ثور افعلوا كذا‪.‬‬

‫ث حطم قيلًا من الفيلة وقال‪ :‬ألزموا سيوفكم خراطيمها فإن مقتل الفيل خرطومه‪.‬‬

‫‪263‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وكان سعد قد استخلف على العسكر والناس خالد بن عرفطة العذري حليف بن زهرة لعلة وجدها‪.‬‬

‫وكان مقيمًا ف قصر العذيب فجعلت امرأته ‪ -‬وهي سلمى بنت حفصة من بن تيم ال بن ثعلبة امرأة‬
‫الثن بن حارثة ‪ -‬تقول‪ :‬وامثنياه ول مثن للخيل! فلطمها فقالت‪ :‬يا سعد! أغية وجبنًا وكان أبو‬
‫مجن الثقفي بباضع غربه إليها عمر بن الطاب رضي ال عنه لشربه المر فتخلص حت لق بسعد‪.‬‬

‫ول يكن فيمن شخص معه فيما ذكر الواقدي وشرب المر ف عسكر سعد فضربه وحبسه ف قصر‬
‫العذيب‪.‬‬

‫فسأل زبراء أم ولد سعد أن تطلقه ليقاتل ث يعود إل حديده‪.‬‬

‫فأحلفته بال ليفعلن إن أطلقته‪.‬‬

‫فركب فرس سعد وحل على العاجم فخرق صفهم وحطم الفيل البيض بسيفه وسعد يراه‪.‬‬

‫فقال‪ :‬أما الفرس ففرسي وأما الملة فحملة أب مجن‪.‬‬

‫ث أنه رجع إل حديده‪.‬‬

‫ويقال إن سلمى بنت حفصة أعطته الفرس والول أصح وأثبت‪.‬‬

‫فلما انقضى أمر رستم قال له سعد‪ :‬وال ل ضربتك ف المر بعدما رأيت منك أبدًا‪.‬‬

‫قال‪ :‬وأنا وال فل شربتها أبدًا‪.‬‬

‫وأبلى طليحة بن خويلد السدي يومئذ وضرب الالينوس ضربة قدت مغفره ول تعمل ف رأسه‪.‬‬

‫وقال قيس بن مشكوح‪ :‬يا قوم! إن منايا الكرام القتل فل يكونن هؤلء القلف أول بالصب واسخي‬
‫نفسًا بالوت منكم‪.‬‬

‫ث قاتل قتالًا شديدًا وقتل ال رستم فوجد بدنه ملوءًا ضربًا وطعنًا فلم يعلم من قاتله‪.‬‬

‫‪264‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وقد كان مشى إليه عمرو بن معدي كرب وطليحة بن خويلد السدي وقرط بن جاح العبدي‬
‫وضرار بن الزور السدي‪.‬‬

‫وكان الواقدي يقول‪ :‬قتل ضرار يوم اليمامة‪.‬‬

‫وقد قيل إن زهي بن عبد شس البجلي قتله‪.‬‬

‫وقيل أيضًا إن قاتله عوام بن عبد شس‪.‬‬

‫وقيل إن قاتله هلل بن علقة التيمي‪.‬‬

‫فكان قتال القادسية يوم الميس والمعة وليلة السبت وهي ليلة الرير‪.‬‬

‫وإنا سيت ليلة صفي با‪.‬‬

‫ويقال إن قيس بن مشكوح ل يضر القتال بالقادسية ولكنه قدمها وقد فرغ السلمون من القتال‪.‬‬

‫وحدثن أحد بن سلمان الباهلي عن السهمي عن أشياخه أن سلمان بن ربيعة غزا الشام مع أب أمامة‬
‫الصدي بن عجلن الباهلي فشهد مشاهد السلمي هناك ث خرج إل العراق فيمن خرج من الدد إل‬
‫القادسية متعجلًا فشهد الوقعة وأقام بالكوفة وقتل ببلنجر‪.‬‬

‫وقال الواقدي ف إسناده‪ :‬خد قوم نت العاجم لرايتهم وقالوا‪ :‬ل نبح موضعنا حت نوت‪.‬‬

‫فحمل عليهم سلمان بن ربيعة الباهلي فقتلهم واخذ الراية‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وبعث سعد خالد بن عرفطة على خيل الطلب فجعلوا يقتلون من لقوا حت انتهوا إل برس‪.‬‬

‫ونزل خالد على رجل يقال ته بسطام فأكرمه وبره وسي نر هناك نر بسطام‪.‬‬

‫واجتاز خالد بالصراة فلحق جالينوس فحمل عليه كثي بن شهاب الارثي فطعنه ويقال قتله‪.‬‬

‫وقال ابن الكلب‪ :‬قتله زهرة بن حوية السعدي وذلك أثبت‪.‬‬

‫‪265‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وهرب الفرس إل الدائن ولقوا بيزدجرد وكتب سعد إل عمر بالفتح وبصاب من أصيب‪.‬‬

‫وحدثن أبو رجاء الفارسي عن أبيه عن جده قال‪ :‬حضرت وقعة القادسية وأنا موسي فلما رمتنا‬
‫العرب بالنبل جعلنا نقول‪ :‬دوك دوك نعن مغزل فما زالت بنا تلك الغازل حت أزالت أمرنا‪.‬‬

‫لقد كان الرجل منا يرمي عن القوس الناوكيةفما يزيد سهمها على أن يتعلق بثوب أحدهم ولقد‬
‫كانت النبلة من نبالم تتك الدرع الصينة والوشن الضاعف ما علينا‪.‬‬

‫وقال هشام بن الكلب‪ :‬كان أول من قتل أعجميًا يوم القادسية ربيعة بن عثمان بن ربيعة أحد بن‬
‫نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور‪.‬‬

‫وقال طليحة ف يوم القادسية‪ :‬أنا ضربت الالينوس ضربه حي جياد اليل وسط الكبه وقال أبو‬
‫مجن الثقفي حي رأى الرب‪ :‬كفى حزنًا أن تدعس اليل بالقنا وأترك قد شدوا علي وثاقيا إذا‬
‫قمت عنان الديد وغلقت مصاريع من دون تصم الناديا وقال زهي بن عبد شس بن عوف البجلي‪:‬‬
‫أنا زهي وابن عبد شس أرديت بالسيف عظيم الفرس رستم ذا النخوة والدمقس أطعت رب وشفيت‬
‫نفسي وما عقرت بالسيلحي مطيت وبالقصر إل خيفة أن أعيا فبئس امرؤٌ يبأى على برهطه وقد ساد‬
‫أشياخي معدًا وحيا وقال بعض السلمي يومئذ‪ :‬وقاتلت حت أنزل ال نصره وسعدٌ بباب القادسية‬
‫معصم فرحنا وقد آمت نساءٌ كثيةٌ ونسوة سع ٍد ليس منهن أي وقال قيس بن الكشوح ويقال إنا‬
‫لغيه‪ :‬جلبت اليل من صنعاء تردى بكل مدجج كالليث سام إل وادي القرى فديار كلبٍ إل‬
‫اليموك فالبلد الشامي وجئنا القادسية بعد شهر مسومة دوابرها دوامى فناهضنا هنالك جع كسرى‬
‫وأبناء الرازبة الكرام فلما أن رأيت اليل جالت قصدت لوقف اللك المام فأضرب رأسه فهوى‬
‫صريعًا بسيفٍ ل أفل ول كهام وقد أتلى الله هناك خيًا وفعل الي عند ال نام أضارب بالخشوب‬
‫حت أفله وأطعن بالرمح التل وأقدم وقال طليحة بن خويلد‪ :‬طرقت سليمي أرحل الركب أن‬
‫اهتديت بسبسب سهب إن كلفت سلم بعدكم بالغارة الشعواء والرب لو كنت يوم القادسية إذ‬
‫نازلتهم بهن ٍد عضب أبصرت شدات ومنصرف وإقامت للطعن والضرب وقال بشر بن ربيعة بن عمرو‬
‫الثعمي‪ :‬أل خيالٌ من أميمة موهنًا وقد جعلت أول النجوم ثغور ونن بصحراء العذيب ودارها‬
‫حجازيةٌ إن الحل شطي ول غرو إل جوبا البيد ف الدجى ومن دوننا رعنٌ أشم وقور تن بباب‬

‫‪266‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫القادسية ناقت وسعد بن وقاص علي أمي وسعدٌ أميٌ شره دون خيه طويل الشذى كاب الزناد قصي‬
‫تذكر هداك ال وقع سيوفنا بباب قديسٍ والكر عسي قال‪ :‬واستشهد يومئذ سعد بن عبيد النصاري‬
‫فاغتم عمر لصابه وقال‪ :‬لقد كاد قتله ينغص علي هذا الفتح‪.‬‬

‫فتح الدائن‬

‫قالوا‪ :‬مضى السلمون بعد القادسية فلما جازوا دير كعب لقيهم النخيخان إليها وبدا ف جعٍ عظيمٍ‬
‫من أهل الدائن فاقتتلوا وعانق زهي ابن سليم الزدى النخيخان فسقط إل الرض وأخذ زهي‬
‫خنجرًا كان ف وسط النخيخان فشق بطنه فقتله‪.‬‬

‫وسار سع ٌد والسلمون فنلوا ساباط واجتمعوا بدينة بر سي وهي الدينة الت ف شق الكوفة فأقاموا‬
‫تسعة أشهر ويقال ثانية عشر شهرًا حت أكلوا الرطب مرتي‪.‬‬

‫وكان أهل تلك الدينة يقاتلونم فإذا تاجزوا دخلوها‪.‬‬

‫فلما فتحها السلمون أجع يزد جرد بن شهريار ملك فارس على الرب‪.‬‬

‫فدل من ابيض الدائن ف زبيل فسماه النبط برزبيل ومضى إل حلوان معه وجوه أساورته وحل معه‬
‫بيت ماله وخف متاعه وخزانته والنساء والذراري‪.‬‬

‫وكانت السنة الت هرب فيها سنة ماعة وطاعون عم أهل فارس‪.‬‬

‫ث عب السلمون خوضًا ففتحوا الدينة الشرقية‪.‬‬

‫حدثن عفان بن مسلم قال‪ :‬أخبنا هشيم قال‪ :‬أخبنا حصي قال‪ :‬أخبنا أبو وائل قال‪ :‬لا انزم‬
‫العاجم من القادسية اتبعناهم فاجتمعوا بكوثى فاتبعناهم ث انتهينا إل دجلة فقال السلمون‪ :‬ما‬
‫تنتظرون بذه النطفة أن توضوها فخضناها فهزمناهم‪.‬‬

‫‪267‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫حدثن ممد بن سعيد عن الواقدي عن ابن أب سية عن ابن عجلن عن أبان بن صال قال‪ :‬لا‬
‫انزمت الفرس من القادسية قدم فلهم الدائن فانتهى السلمون إل دجلة وهي تطفح باءٍ ل ير مثله‬
‫قط‪.‬‬

‫وإذا الفرس قد رفعوا السفن والعابر إل اليزة الشرقية وحرقوا السر‪.‬‬

‫فاغتم سعدٌ والسلمون إذ ل يدوا إل العبور سبيلًا‪.‬‬

‫فانتدب رجلٌ من السلمي فسبح فرسه وعب‪.‬‬

‫فسبح السلمون ث أمروا أصحاب السفن فعبوا الثقال فقالت الفرس‪ :‬وال ما تقاتلون إل جناٌ‬
‫فانزموا‪.‬‬

‫حدثن عباس بن هشام عن أبيه عن عسوانة بن الكم وقال أبو عبيده معمر بن الثن‪ :‬حدثن أبو‬
‫عمرو بن العلء قال‪ :‬وجه سعد بن أب وقاص خالد بن عرفطة على مقدمته فلم يرد سعد حت فتح‬
‫خالد ساباط‪.‬‬

‫ث قدم فأقام على الرومية حت صال أهلها على أن يلو من أحب منهم ويقيم من أقام على الطاعة‬
‫والناصحة وأداء الراج ودللة السلمي ول ينطووا لم على غش‪.‬‬

‫ول يد معابر فدل على ماضةٍ عند قرية الصيادين فأخاضوها اليل فجعل الفرس يرمونم فسلموا‬
‫حدثنا عبد ال بن صال قال‪ :‬حدثن من أثق به عن الجالد بن سعيد عن الشعب أنه قال‪ :‬أخذ‬
‫السلمون يوم الدائن جواري من جواري كسرى جيء بن من الفاق فكن يصنعن له فكانت أمي‬
‫أحداهن‪.‬‬

‫قال‪ :‬وجعل السلمون يأخذون الكافور يومئذ فيلقونه ف قدورهم ويظنونه ملحا‪.‬‬

‫قال الواقدي‪ :‬كان فراغ سعد من الدائن وجلولء ف سنة ست عشرة‪.‬‬

‫‪268‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫يوم جلولء الوقيعة قالوا‪ :‬مكث السلمون بالدائن أيامًا ث بلغهم أن يزد جرد قد جع جعًا عظيمًا‬
‫ووجهه إليهم وأن المع بلولء فسرح سعد بن أب وقاص هاشم بن عتبة بن أب وقاص إليهم ف أثن‬
‫عشر ألفًا فوجدوا العاجم قد تصنوا وخندقوا وجعلوا عيالم وثقلهم بانقي وتعاهدوا أن ل يفروا‬
‫وجعلت المداد تقدم عليهم من حلوان والبال‪.‬‬

‫فقال السلمون‪ :‬ينبغي أن نعاجلهم قبل أن تكثر إمدادهم‪.‬‬

‫فلقوهم وحجر بن عدي الكندي على اليمنة وعمرو ابن معدي كرب على اليل وطليحة بن خويلد‬
‫على الرجال وعلى العاجم يومئذ خرزاذ أخو رستم‪.‬‬

‫فاقتتلوا قتالًا شديدًا ل يقتتلوا مثله رميًا بالنبل وطعنًا بالرماح حت تقصفت وتالدوا بالسيوف حت‬
‫انثنت‪.‬‬

‫ث إن السلمي حلوا حلةً واحد ًة قلعوا با العاجم عن موقفهم وهزموهم فولوا هاربي وركب‬
‫السلمون أكتافهم يقتلونم قتل ذريعًا حت حال الظلم بينهم‪.‬‬

‫ث انصرفوا إل معسكرهم وجعل هاشم بن عتبة جرير بن عبد ال بلولء ف خي ٍل كثيف ٍة ليكون بي‬
‫السلمي وبي عدوهم‪.‬‬

‫فارتل يزد جرد من حلوان وأقبل السلمون يغيون ف نواحي السواد من جانب دجلة الشرقي‪.‬‬

‫فأتوا مهروذ فصال دهقانا هاشًا على جريب من دراهم على أن ل يقتل أحدًا منهم‪.‬‬

‫وقتل دهقان الدسكرة وذلك أنه اتمه بغشٍ للمسلمي‪.‬‬

‫وأتى البندنيجي فطلب أهله المان على أداء الزية والراج فأمنهم‪.‬‬

‫وأتى جرير بن عبد ال خانقي وبا بقيةٌ من العاجم فقتلهم‪.‬‬

‫ول يبق من سواد دجلة ناحية إل غلب عليها السلمون وصارت ف أيديهم‪.‬‬

‫‪269‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وقال هشام بن الكلب‪ :‬كان على الناس يوم جلولء من قبل سعد عمرو بن عتبة بن نوفل بن أهيب‬
‫بن عبد مناف بن زهرة وأمه عاتكة بنت أب وقاص‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وانصرف سعد بعد جلولء إل الدائن‪.‬‬

‫فصي با جعًا ث مضى إل ناحية الية‪.‬‬

‫وكانت وقعة جلولء ف آخر سنة ست عشرة‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬فأسلم جيل بن بصبهرى دهقان الفلليج والنهرين وبسطام ابن نرسى دهقان بابل وخطر نية‬
‫والرفيل دهقان العال وفيوز دهقان نر اللك وكوثى وغيهم من الدهاقي‪.‬‬

‫فلم يعرض لم عمر بن الطاب ول يرج الرض من أيديهم وأزال الزية عن رقابم‪.‬‬

‫وحدثن أبو مسعود الكوف عن عوانة عن أبيه قال‪ :‬وجه سعد بن أب وقاص هاشم بن عتبة بن أب‬
‫وقاص ومعه الشعث بن قيس الكندي فمر بالراذانات وأتى دقوقا وخانيجار فغلب على ما هناك‬
‫وفتح جيع كوره باجرمى ونفذ إل نو سن بارما وبوازيج اللك إل حد شهر زور‪.‬‬

‫حدثن السي بن السود قال‪ :‬حدثن يي بن آدم قال‪ :‬أخبنا ابن البارك عن أب ليعة عن يزيد بن‬
‫أب حبيب قال‪ :‬كتب عمر بن الطاب إل سعد بن أب وقاص حي فتح السواد‪ :‬أما بعد فقد بلغن‬
‫كتابك تذكر أن الناس سألوك أن تقسم بينهم ما أفاء ال عليهم‪.‬‬

‫فإذا أتاك كتاب فانظر ما أجلب عليه أهل العسكر بيلهم وركابم من مالٍ أو كراعٍ فاقسمه بينهم‬
‫بعد المس واترك الرض والنار لعمالا ليكون ذلك ف أعطيات السلمي فإنك إن قسمتها بي من‬
‫حضر ل يكن يبقى بعدهم شيء‪.‬‬

‫وحدثن السي قال‪ :‬حدثنا وكيع عن فضيل بن غزوان عن عبد ال بن حازم قال‪ :‬سألت ماهدًا عن‬
‫أرض السواد فقال‪ :‬ل تشترى ول تباع‪.‬‬

‫‪270‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫قال‪ :‬وحدثن الوليد بن صال عن الواقدي عن ابن أب سبة عن صال ابن كيسان عن سليمان بن‬
‫يسار قال‪ :‬أقر عمر بن الطاب السواد لن ف أصلب الرجال وأرحام النساء وجعلهم ذم ًة تؤخذ‬
‫منهم الزية ومن أرضهم الراج وهم ذمةٌ ل رق عليهم‪.‬‬

‫قال سليمان‪ :‬وكان الوليد بن عبد اللك أراد أن يعل أهل السواد فيئًا فأخبته با كان من عمر ف‬
‫ذلك فورعه ال عنهم‪.‬‬

‫حدثن السي بن السود قال‪ :‬حدثنا يي بن آدم عن إسرائيل عن أب إسحاق عن حارثة بن مضرب‬
‫أن عمر بن الطاب أراد قسمة السواد بي السلمي فأمر أن يصوا فوجد الرجل منهم نصيبه ثلثةً‬
‫من الفلحي‪.‬‬

‫فشاروا أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم ف ذلك فقال علي‪ :‬دعهم يكونوا مادةً للمسلمي‪.‬‬

‫فبعث عثمان بن حنيف النصاري فوضع عليه ثانية أربعي وأربعة وعشرين وأثن عشر‪.‬‬

‫حدثنا أبو نصر التمار قال‪ :‬حدثنا شريك عن الجلج عن حبيب بن أب ثابت عن ثعلبة بن يزيد عن‬
‫علي قال‪ :‬لول أن يضرب بعضكم وجوه بعضٍ لقسمت السواد بينكم‪.‬‬

‫حدثن السي بن السود قال‪ :‬حدثنا يي بن آدم قال‪ :‬حدثنا إسرائيل عن جابر حدثن السي قال‪:‬‬
‫حدثنا يي بن آدم قال‪ :‬حدثن الصلت الزبيدي عن ممد بن قيس السدي عن الشعب أنه سئل عن‬
‫أهل السواد ألم عهد فقال‪ :‬ل يكن لم عهدٌ فلما رضي منهم بالراج صار لم عهد‪.‬‬

‫حدثن السي‪ :‬عن يي بن آدم عن شريك عن جابر عن عامر أنه قال‪ :‬ليس لهل السواد عهدٌ‪.‬‬

‫حدثنا عمرو الناقد قال‪ :‬حدثنا ابن وهب الصري قال‪ :‬حدثنا مالك عن جعفر بن ممد عن أبيه قال‪:‬‬
‫كان للمهاجر بن ملسٌ ف السجد‪.‬‬

‫فكان عمر يلس معهم فيه ويدثهم عن ما ينتهي إليه من أمر الفاق‪.‬‬

‫‪271‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فقال يومًا‪ :‬ما أدري كيف أصنع بالجوس فوثب عبد الرحن بن عوف فقال‪ :‬اشهد على رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم أنه قال‪ :‬سنوا بم سنة أهل الكتب‪.‬‬

‫حدثنا ممد بن الصباح البزاز قال‪ :‬حدثنا هشيم قال‪ :‬حدثنا إساعيل ابن أب خالد عن قيس بن أب‬
‫حازم قال‪ :‬كانت بيلة ربع الناس يوم القادسية‪.‬‬

‫وكان عمر جعل لم ربع السواد‪.‬‬

‫فلما وفد عليه جرير قال‪ :‬لول أن قاسمٌ مسئول لكنت على ما جعلت لكم‪.‬‬

‫وإن أرى الناس قد كثروا فردوا ذلك عليهم‪.‬‬

‫ففعل وفعلوا‪.‬‬

‫فأجازه عمر بثماني دينارًا‪.‬‬

‫قال‪ :‬فقالت امرأة من بيلة يقال لا أم كرز‪ :‬إن أب هلك وسهمه ثابتٌ ف السواد‪.‬‬

‫وإن لن أسلم‪.‬‬

‫فقال لا‪ :‬يا أم كرز! إن قومك قد أجابوا‪.‬‬

‫فقالت له‪ :‬ما أنا بسلمة أو تملن على ناقة ذلول عليها قطيفة حراء وتل يدي ذهبًا‪.‬‬

‫ففعل عمر ذلك‪.‬‬

‫وحدثن السي قال‪ :‬حدثنا أبو أسامة عن إساعيل عن قيس عن جرير قال‪ :‬كان عمر أعطى بيلة‬
‫ربع السواد فأخذوه ثلث سني‪.‬‬

‫قال قيس‪ :‬ووفد جرير بن عبد ال على عمر مع عمار بن ياسر فقال عمر‪ :‬لول أن قاسم مسئول‬
‫لتركتكم على ما كنتم عليه ولكن أرى أن تردوه‪.‬‬

‫‪272‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ففعلوا‪.‬‬

‫فأجازه بثماني دينارًا‪.‬‬

‫السن بن عثمان الزيادي قال‪ :‬حدثنا عيسى بن يونس عن إساعيل عن قيس قال‪ :‬أعطى عمر جرير‬
‫بن عبد ال أربع مئة دينار‪.‬‬

‫حدثن حيد بن الربيع عن يي بن آدم عن السن بن صال قال‪ :‬صال عمر بيلة من ربع السواد‬
‫على أن فرض لم ف ألفي من العطاء‪.‬‬

‫وحدثن الوليد بن صال عن الواقدي عن عبد الميد بن جعفر عن جرير بن يزيد بن جرير بن عبد‬
‫ال عن أبيه عن جده أم عمر جعل له ولقومه ربع ما غلبوا عليه من السواد‪.‬‬

‫فلما جعت غنائم جلولء طلب ريعه‪.‬‬

‫فكتب سعد إل عمر يعلمه ذلك‪.‬‬

‫فكتب عمر‪ :‬إن شاء جرير أن يكون إنا قاتل وقومه على جعلٍ كجعل الؤلفة قلوبم فأعطوهم‬
‫جعلهم وإن كانوا إنا قاتلوا ل واحتبسوا ما عنده فهم من السلمي لم ما لم وعليهم ما عليهم‪.‬‬

‫فقال جرير‪ :‬صدق أمي الؤمني وبر ل حاجة لنا بالربع‪.‬‬

‫حدثن السي قال‪ :‬حدثن يي بن آدم عن عبد السلم بن حرب عن معمر عن على بن الكم عن‬
‫إبراهيم النخعي قال‪ :‬جاء رجل إل عمر بن الطاب رضي ال عنه فقال‪ :‬إن قد أسلمت فارفع عن‬
‫أرض الراج‪.‬‬

‫قال‪ :‬إن أرضك أخذت عنوةً‪.‬‬

‫حدثنا خلف بن هشام البزاز قال‪ :‬حدثنا هشيم عن العوام بن حوشب عن إبراهيم التيمي قال‪ :‬لا‬
‫افتتح عمر السواد قالوا له‪ :‬اقسمه بيننا فأنا فتحناه عنوةً بسيوفنا‪.‬‬

‫‪273‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فأب وقال‪ :‬فما لن جاء بعدكم من السلمي وأخاف إن قسمته أن تتفا سدوا بينكم ف الياه‪.‬‬

‫قال‪ :‬فأقر أهل السواد ف أرضهم وضرب على رؤسهم الزية وعلى أرضهم التصق ول تقسم بينهم‪.‬‬

‫وحدثن القاسم بن سرم قال‪ :‬حدثنا إساعيل بن مالد عن أبيه عن الشعب أن عمر بن الطاب رضي‬
‫ال عنه بعث عثمان بن حنيف النصاري يسح السواد قال القاسم‪ :‬وبلغن أن ذلك القفيز كان‬
‫مكوكًا لم يدعى الشابرقان‪.‬‬

‫قال يي بن آدم‪ :‬هو الختوم الجاجي‪.‬‬

‫حدثن عمرو الناقد قال‪ :‬حدثنا أبو معاوية عن الشيبان عن ممد بن عبد ال الثقفي قال‪ :‬وضع عمر‬
‫على السواد على كل جريبٍ عامرٍ أو غامرٍ يبلغه الاء درهًا وقفيزًا وعلى جريب الرطبة خسة دراهم‬
‫وخسة أقفزة وعلى جريب الشجر عشرة دراهم وعشرة أقفزة ول يذكر النخل وعلى رؤس الرجال‬
‫ثانية وأربعي وأربعة وعشرين وأثن عشر‪.‬‬

‫وحدثنا القاسم بن سلم قال‪ :‬حدثنا ممد بن عبد ال النصاري عن سعيد ابن أب عروبة عن قتادة‬
‫عن أب ملز لحق بن حيد أن عمر بن الطاب رضي ال عنه بعث عمار بن ياسر على صلة أهل‬
‫الكوفة وجيوشهم وعبد ال بن مسعود على قضائهم وبث ما لم وعثمان بن حنيف على مساحة‬
‫الرض‪.‬‬

‫وفرض لم كل يو ٍم شاة بينهم شطرها وسواقطها لعمار والشطر الخر بي هذين‪.‬‬

‫فمسح عثمان بن حنيف الرض فجعل على جريب النخل عشرة دراهم وعلى جري بالكرم عشرة‬
‫دراهم وعلى جريب القصب ستة دراهم وعلى جريب الب أربعة دراهم وعلى جريب الشعي درهي‪.‬‬

‫وكتب بذلك إل عمر رحه ال فأجازه‪.‬‬

‫حدثنا الي بن السود قال‪ :‬حدثنا يي بن آدم عن مندل العنى عن العمش عن إبراهيم عن عمرو‬
‫بن ميمون قال‪ :‬بعث عمر بن الطاب رضي ال عنه حذيفة بن اليمان على ما وراء دجلة وبعث‬
‫عثمان بن حنيف على ما دون دجلة‪.‬‬

‫‪274‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فوضعا على كل جريبٍ قفيزًا ودرها‪.‬‬

‫حدثنا السي قال‪ :‬حدثنا يي بن آدم عن مندل عن أب إسحاق الشيبان عن ممد بن عبد ال‬
‫الثقفى قال‪ :‬كتب الغية بن شعبة وهو على السواد‪ :‬إن قبلنا أصنافًا من الغلة لا مزيدٌ على النطة‬
‫والشعي‪.‬‬

‫فذكر الاشي والكروم والرطبة والسماسم‪.‬‬

‫قال‪ :‬فوضع عليها ثانية ثانية وألغى النخل‪.‬‬

‫وحدثنا خلف البزاز قال‪ :‬حدثنا أبو بكر بن عياش وحدثن السي بن السود عن يي بن آدم عن‬
‫أب بكر قال‪ :‬أخبن أبو سعيد البقال عن العيزار بن حريث قال‪ :‬وضع عمر بن الطاب رضي ال‬
‫عنه على جريب النطة درهي وجريبي وعلى جريب الشعي درهًا وجريبًا وعلى كل غامر يطاق‬
‫زرعه على الريبي درها‪.‬‬

‫وحدثنا خلف البزار عن أب بكر بن عياش عن أب سعيد عن العيزار بن حريث قال‪ :‬وضع عمر على‬
‫جريب الكرم عشرة دراهم وعلى جريب الرطبة عشرة دراهم وعلى جريب حدثن عمرو الناقد قال‪:‬‬
‫حدثنا حفص بن غياث عن ابن أب عروبة عن قتادة عن أب ملز أن عمر وضع على جريب النخل‬
‫ثانية دراهم‪.‬‬

‫وحدثنا السي بن السود قال‪ :‬حدثنا يي بن آدم قال‪ :‬حدثنا عبد الرحن ابن سليمان عن السرى‬
‫بن إساعيل عن الشعب قال‪ :‬بعث عمر بن الطاب رضي ال عنه عثمان بن حنيف فوضع على أهل‬
‫السواد لريب الرطبة خسة دراهم ولريب الكرم عشرة دراهم ول يعل على ما عمل تته شيئًا‪.‬‬

‫وحدثن الوليد بن صال عن الواقدي عن ابن أب سية عن السور بن رفاعة قال قال عمر بن عبد‬
‫العزيز‪ :‬كان خراج السواد على عهد عمر بن الطاب رضي ال عنه مئة ألف ألف درهم‪.‬‬

‫فلما كان الجاج صار إل أربعي ألف ألف درهم‪.‬‬

‫‪275‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وحدثنا الوليد عن الواقدي عن عبد ال بن عبد العزيز عن أيوب بن أب أمامة بن سهل بن حنيف عن‬
‫أبيه قال‪ :‬ختم عثمان بن حنيف ف رقاب خس مئة ألفٍ وخسي ألف علجٍ وبلغ الراج ف وليته‬
‫مئة ألف ألف درهم‪.‬‬

‫وحدثن الوليد بن صال قال‪ :‬حدثنا يونس بن أرقم الالكي قال‪ :‬حدثن يي بن أب الشعث الكندي‬
‫عن مصعب بن يزيد أب زيد النصاري عن أبيه قال‪ :‬بعثن علي بن اب طالب على ما سقى الفرات‬
‫فذكر رساتيق وقرى‪.‬‬

‫فسمى نر اللك وكوتى وبر سي والرومقان ونر جوبر ونر درقيط والبهقباذات وأمرن أن أضع على‬
‫كل جريب زرعٍ غليظ من الب ردرهًا ونصفًا وصاعًا من طعام وعلى كل جريبٍ وسطٍ درهًا وعلى‬
‫كل جريب من الب رقيق الزرع ثلثي درهم وعلى الشعي نصف ذلك‪.‬‬

‫وأمرن أن أضع على البساتي الت تمع النخل والشجر على كل جريب عشرة دراهم وعلى جريب‬
‫الكرم إذا أتت عليه ثلث سني ودخل ف الرابعة وأطعم عشرة دراهم وأن ألغي كل نل شاذ عن‬
‫القرى يأكله من مر به وأن ل أضع على الضراوات شيئًا‪ :‬القاثي والبوب والسماسم والقطن‪.‬‬

‫وأمرن أن أضع على الدهاقي اللذين يركبون الباذين ويتختمون بالذهب على الرجل ثانية وأربعي‬
‫درهًا وعلى أوساطهم من التجار على كل رجل أربعة وعشرين درهًا ف السنة وأن أضع على الكرة‬
‫وسائر من بقي منهم على الرجل اثن عشر درهًا‪.‬‬

‫حدثن حيد بن الربيع عن يي بن آدم عن السن بن صال قال للحسن‪ :‬ما هذه الطسوق الختلفة‬
‫فقال‪ :‬كل قد وضع حالًا بعد حال على قدر قرب الرضي والفرض من السواق وبعدها‪.‬‬

‫قال‪ :‬وقال يي بن آدم‪ :‬وأما مقاسة السواد فإن الناس سألوها السلطان ف آخر خلفة النصور فقبض‬
‫قبل أن يتقاسوا ث أمر الهدي با فقسموا فيها دون عقبة حلوان‪.‬‬

‫وحدثن عبد ال بن صال العجلي عن عبثر أب زبيد عن الثقات قال‪ :‬مسح حذيفة سقي دجلة ومات‬
‫بالدائن‪.‬‬

‫‪276‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وقناطر حذيفة نسبت إليه وذلك أنه نزل عندها‪.‬‬

‫ويقال جددها‪.‬‬

‫وكان ذراعه وذراع ابن حنيف ذراع اليد وقبضة وإبام مدودة‪.‬‬

‫وبما قوسم أهل السواد على النصف بعد الساحة الت كانت تسح عليهم‪.‬‬

‫قال بعض الكتاب‪ :‬العشر الذي يؤخذ من القطائع هو عشر ما يكال خس النصف الذي يؤخذ من‬
‫الستان‪.‬‬

‫فينبغي أن يوضع على الريب ما تري عليه الساحة ف القطائع أيضًا خس ما يؤخذ من جريب‬
‫الستان فمضى المر على ذلك‪.‬‬

‫حدثن أبو عبيد قال‪ :‬حدثنا كثي بن هشام عن جعفر بن برقان عنميمون بن مهران أن عمر رحه ال‬
‫بعث حذيفة وابن حنيف إل خانقي زكانت من أول ما افتتحوا‪.‬‬

‫فختما أعناق أهل الذمة ث قبضا الراج‪.‬‬

‫حدثنا السي بن السود قال‪ :‬حدثنا وكيع قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن الوليد قال‪ :‬حدثنا رجل كان أبوه‬
‫أخب الناس بذا السواد يقال له عبد اللك بن أب حره عن أبيه أن عمر بن الطاب أصفى عشر‬
‫أرضي من السواد فحفظت سبعًا وذهب عن ثلث‪ :‬أصفى الجام ومغايض الاء وأرض كسرى‬
‫وكل دير يزيد وأرض من قتل ف العركة وأرض من هرب‪.‬‬

‫قال‪ :‬ول يزل ذلك ثابتًا حت أحرق الديوان أيام الجاج بن يوسف فأخذ كل قوم ما يليهم‪.‬‬

‫وحدثن أبو عبد الرحن العفي قال‪ :‬حدثنا ابن البارك عن عبد ال بن الوليد عن عبد اللك بن أب‬
‫حرة عن أبيه قال‪ :‬أصفى عمر بن الطاب من السواد أرض من قتل ف الرب وأرض من هرب وكل‬
‫أرض كسرى وكل مغيض ماء وكل دير يزيد وكل صافية اصطفاها كسرى‪.‬‬

‫فبلغت صوافيه سبعة آلف ألف درهم‪.‬‬

‫‪277‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فلما كانت وقعة الماجم أحرق الناس الديوان فأخذ كل قوم ما يليهم‪.‬‬

‫حدثن السي وعمرو الناقد قال‪ :‬حدثنا ممد بن فضيل عن العمش عن إبراهيم بن مهاجر عن‬
‫موسى بن طلحة قال‪ :‬أقطع عثمان بن عبد ال بن مسعود أرضًا بالنهرين وأقطع عمارة بن ياسر‬
‫إستينيا وأقطع خباب بن الرت صعنبا وأقطع سعدًا قرية هرمز‪.‬‬

‫وحدثنا عبد ال بن صال العجلى عن اساعيل بن مالد عن أبيه عن الشعب قال‪ :‬أقطع عثمان بن‬
‫عفان طلحة بن عبد ال النشاستج وأقطع أسامة بن زيد حدثنا شيبان بن فروخ قال‪ :‬حدثنا أبو عوانة‬
‫عن ابراهيم بن الهاجر عن موسى بن طلحة أن عثمان بن عفان أقطع خس نفر من أصحاب النب‬
‫صلىاال عليه وسلم منهم عبد ال بن مسعود وسعد بن مالك الزهرى والزبي بن العوام وخباب بن‬
‫الرت و أسامة بن زيد‪.‬‬

‫قال‪ :‬فرأيت بن مسعود و سعدًا فكانا جارى يعطيان أرضهما بالثلث والربع‪.‬‬

‫وحدثن الوليد بن صال عن ممد بن عمر السلمى عن اسحاق بن يي عن موسى بن طلحة أن‬
‫عثمان بن عفان أقطع خسة نفر من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم منهم عبد ال بن مسعود‬
‫وسعد بن مالك الزهري والزبي بن العوام وخباب بن الرث وأسامة بن زيد‪.‬‬

‫قال‪ :‬فرأيت ابن مسعود و سعدًا فكانا جاري يعطيان أرضهما بالثلث والربع‪.‬‬

‫حدثن الوليد بن صال عن ممد بن عمر السلمي عن إسحاق بن يي عن موسى بن طلحة قال‪:‬‬
‫أول من أقطع العراق عثمان بن عفان‪.‬‬

‫أقطع قطائع من صواف كسرى وما كان من أرض الالية‪.‬‬

‫فأقطع طلحة النشاستج وأقطع وائل بن حجر الضرمي وال زرارة وأقطع خباب بن الرث استينيا‬
‫وأقطع عدي بن حات الطائي الروحاء وأقطع خالد بن عرفطة أرضًا عند حام أعي وأقطع الشعث بن‬
‫قيس الكندي طيزناباذ و أقطع جرير بن عبد ال البجلي أرضه على شاطئ الفرات‪.‬‬

‫‪278‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫حدثن السي بن السود عن يي بن آدم عن السن بن صال قال‪ :‬بلغن أن عليًا رحه ال أزم أهل‬
‫أجة برس أربعة آلف درهم وكتب لم بذلك كتابًا ف قطعة أدي‪.‬‬

‫وحدثن أحد بن حاد الكوف قال‪ :‬أجة برس بضرة صرح نروذ ببابل‪.‬‬

‫وف الجة حو ٌة القعر يقال إنا بئرٌ كان آخر الصرح اتذ من طينها ويقال إنا موضع خسف‪.‬‬

‫وحدثن أبو مسعود وغيه أن دهاقي النبار سألوا سعد بن أب وقاص أن يفر لم نرًا كانوا سألوا‬
‫عظيم الفرس حفره لم فكتب إل سعد ابن عمرو بن حرام يأمره بفره لم‪.‬‬

‫فجمع الرجال لذلك فخفروه حت انتهوا إل جبل ل يكنه شقه فتركوه فلما ول الجاج العراق جع‬
‫الفعلة من كل ناحيةٍ وقال لقوامه‪ :‬انظروا إل قيمة ما يأكل ردلٌ من الفارين ف اليوم فإن كان وزنه‬
‫مثل وزن ما يقلع فل تتنعوا من الفر‪.‬‬

‫فأنفقوا عليه حت استتموه فنسب ذلك البل إل الجاج ونسب النهر إل سعد بن عمرو بن حرام‪.‬‬

‫قال‪ :‬وأمرت اليزران أم اللفاء أن يفر النهر العروف بحدود وسته الريان‪.‬‬

‫وكان وكيلها فأما النهر العروف بشيلي فإن بن شيلى بن فرخزادان الروزى يدعون أن سابور حفره‬
‫لدهم حي رتبه بنغيا من طسوج النبار‪.‬‬

‫والذي يقول غيهم‪ :‬إنه نسب إل رجل يقال له شيلى كان متقبلًا بفره‪.‬‬

‫وكانت له عليه مبقلة ف أيام النصور أمي الؤمني وان هذا النهر كان قديًا مندفنًا فأمر النصور بفره‬
‫فلم يستتم حت توف فاستتم ف خلفة الهدي‪.‬‬

‫ويقال إن النصور كان أمر بإحداث فوهة له فوق فوهته القدية فلم يتم ذلك حت أتها الهدي رحه‬
‫ال‪.‬‬

‫‪279‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ذكر تصي الكوفة حدثن ممد بن سعد قال‪ :‬حدثنا ممد بن عمر الواقدي عن عبد الميد بن جعفر‬
‫وغيه أن عمر بن الطاب كتب إل سعد بن أب وقاص يأمره أن يتخذ للمسلمي دار هجر ٍة وأن ل‬
‫يعل بينه وبينهم برًا‪.‬‬

‫فأتى النبار وأراد أن يتخذها منلًا‪.‬‬

‫فكثر على الناس الذباب فتحول إل موضع آخر فلم يصلح فتحول إل الكوفة فاختطها وأقطع الناس‬
‫النازل وأنزل القبائل منازلم وبن مسجدها وذلك ف سنة سبع عشرة‪.‬‬

‫وحدثن علي بن الغية الثرم قال‪ :‬حدثن أبو عبيده معمر بن الثن عن أشياخه قالوا‪ :‬لا فرغ سعد‬
‫بن أب وقاص من وقعة القادسية وجه إل الدائن‪.‬‬

‫فصال أهل الرومية وبرسي‪.‬‬

‫ث افتتح الدائن وأخذ أسبانب وكردبناذ عنوةً فأنزلا جنده فاحتووها‪.‬‬

‫فكتب إل سعد أن حولم فحولم إل سوق حكمة‪.‬‬

‫وبعضهم يقول حولم إل كويفةٍ دون الكوفة‪.‬‬

‫وقال الثرم‪ :‬وقد قيل التكوف الجتماع‪.‬‬

‫وقيل أيضًا الواضع الستديرة من الرمل تسمى كوفان‪.‬‬

‫وبعضهم يسمي الرض الت فيها الصباء مع الطي والرمل كوفة‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬فأصابم البعوض فكتب سعد إل عمر يعلمه أن الناس قد بعضوا وتأذوا بذلك‪.‬‬

‫فكتب إليه عمر‪ :‬إن العرب بنلة البل ل يصلها إل ما يصلح البل فارتد لم موضعًا عدنًا ول تعل‬
‫بين وبينهم برًا‪.‬‬

‫وول الختطاط للناس أبا الياج السدي عمرو بن مالك بن جنادة‪.‬‬

‫‪280‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ث إن عبد السيح بن بقيلة أتى سعدًا وقال له‪ :‬أدلك على أرض اندرت عن الفلة وارتفعت عن‬
‫الباق‪.‬‬

‫فدله على موضع الكوفة اليوم‪.‬‬

‫وكان يقال لا سورستان‪.‬‬

‫فلما انتهى إل موضع مسجدها أمر رجلًا فغل بسهم قبل مهب القلة فأعلم على موقعه ث غل بسهم‬
‫آخر قبل مهب الشمال وأعلم على موقعه ث غل بسهم قبل مهب النوب وأعلم على موقعه ث غل‬
‫بسهم قبل مهب الصبا فأعلم على موقعه‪.‬‬

‫ث وضع مسجدها ودار إمارتا ف مقام الغال وما حوله وأسهم لنار وأهل اليمن بسهمي على أنه‬
‫من خرج بسهمه أول فله الانب اليسر وهو خيها‪.‬‬

‫فخرج سهم أهل اليمن فصارت خططهم ف الانب الشرقي وصارت خطط نزار ف الانب الغرب‬
‫من وراء تلك العلمات‪.‬‬

‫وترك ما دونا فناء للمسجد ودار المارة‪.‬‬

‫ث إن الغية بن شعبة وسعه وبناه زياد فأحكمه وبن دار المارة‪.‬‬

‫وكان زياد يقول‪ :‬أنفقت على كل أسطوانةٍ من أساطي مسجد الكوفة ثان عشرة مئة‪.‬‬

‫وبن فيها عمرو بن حريث الخزومي بناء‪.‬‬

‫وكان زياد يستخلفه على الكوفة إذا شخص إل البصرة‪.‬‬

‫ث بن العمال فيها فضيقوا رحابا وأفنيتها‪.‬‬

‫قال‪ :‬وصاحب زقاق عمرو بالكوفة بنو عمرو بن حريث بن عمرو بن عثمان ابن عبد ال بن عمر بن‬
‫مزوم بن يقظة‪.‬‬

‫‪281‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وحدثن وهب بن بقي ًة الواسطي قال‪ :‬حدثنا يزيد بن هارون عن داود ابن أب هند عن الشعب قال‪:‬‬
‫كنا ‪ -‬يعن أهل اليمن ‪ -‬أثن عشر ألفًا‪.‬‬

‫وكانت نزار ثانية آلف‪.‬‬

‫أل ترى أنا أكثر أه الكوفة وخرج سهمنا بالناحية الشرقية فلذلك صارت خططنا بيث هي‪.‬‬

‫وحدثن علي بن مهمد الائن عن مسلمة بن مارب وغيه قالوا‪ :‬زاد الغية ف مسجد الكوفة وبناه ث‬
‫زاد فيه زيادٌ‪.‬‬

‫وكان سبب إلقاء الصى فيه وف مسجد البصرة أن الناس كانوا يصلون فإذا رفعوا أيديهم وقد تربت‬
‫نفضوها‪.‬‬

‫فقال زياد‪ :‬ما أخوفن أن يظن الناس على غابر اليام أن نفض اليدي سنة ف الصلة‪.‬‬

‫فزاد ف السجد ووسعه وأمر بالصى فجمع وألقى ف صحن السجد‪.‬‬

‫وكان الوكلون بمعه يتعنتون الناس ويقولون لن وظفوه عليه‪ :‬إيتونا به على ما نريكم وانتقوا منه‬
‫ضروبًا اختاروها‪.‬‬

‫فكانوا يطلبون ما أشبهها فأصابوا مالًا‪.‬‬

‫فقيل‪ :‬حبذا المارة ولو على الجارة‪.‬‬

‫وقال الثرم قال أبو عبيده‪ :‬إنا قيل ذلك لن الجاج بن عتيك الثقفي أبو ابنه تول قطع حجارة‬
‫أساطي مسجد البصرة من جبل الهواز فظهر له مالٌ فقال الناس‪ :‬حبذا المارة ولو على الجارة‪.‬‬

‫وقال أبو عبيده‪ :‬وكان تكويف الكوفة ف سنة ثانية عشرة‪.‬‬

‫قال‪ :‬وكان زياد اتذ ف مسجد الكوفة مقصورةً ث جددها خالد ابن عبد ال القسري‪.‬‬

‫‪282‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وحدثن حفص بن عمر العمري قال‪ :‬حدثن اليثم بن عدي الطائي قال‪ :‬أقام السلمون بالدائن‬
‫واختطوها وبنوا الساجد فيها‪.‬‬

‫ث إن السلمي استوخوها واستوبؤها فكتب بذلك سعد بن أب وقاص إل عمر‪.‬‬

‫فكتب إليه عمر أن ينلم منل غربيًا‪.‬‬

‫فارتاد كويفة ابن عمر‪.‬‬

‫ط با‪.‬‬
‫فنظروا فإذا الاء مي ٌ‬

‫فخرجوا حت أتوا موضع الكوفة اليوم فانتهوا إل الظهر وكان يدعى خد العذراء ينبت الزامة‬
‫والقحوان والشيح والقيصوم والشقائق فاختطوها‪.‬‬

‫وحدثن شيخ من الكوفيي أن ما بي الكوفة والية كان يسمى اللطاط‪.‬‬

‫قال‪ :‬وكانت دار عبد اللك بن عمي للضيفان‪.‬‬

‫أمر عمر أن يتخذ لن يرد من الفاق دارًا فكانوا ينلونا‪.‬‬

‫وحدثن العباس بن هشام الكلب عن أبيه عن أب منف عن ممد بن إسحاق قال‪ :‬اتذ سعد بن أب‬
‫وقاص بابًا مبوبًا من خشبٍ وخص على قصره خصًا من قصب‪.‬‬

‫فبعث عمر بن الطاب رضي ال عنه ممد بن مسلمة الصناري حت أحرق الباب والص‪.‬‬

‫وأقام سعدًا ف مساجد الكوفة فلم يقل فيه إل خيٌ‪.‬‬

‫وحدثن العباس بن الوليد النرسي وإبراهيم العلف البصري‬

‫قال‪ :‬حدثنا أبو عوانة عن عبد اللك بن عمي عن جابر بن سرة أن أهل الكوفة سعوا بسعد بن أب‬
‫وقاص إل عمر وقالوا‪ :‬إنه ل يسن الصلة‪.‬‬

‫‪283‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فقال سعدٌ‪ :‬أما أنا فكنت أصلي بم صلة رسول ال صلى ال عليه وسلم ل أخرم عنها أركد ف‬
‫الوليي وأحذف ف الخريي‪.‬‬

‫فقال عمر‪ :‬ذاك الظن بك يا أبا إسحاق‪.‬‬

‫فأرسل عمر رجالًا يسألون عنه بالكوفة فجعلوا ل يأتون مسجدًا من مساجدها إل قالوا خيًا وأثنوا‬
‫معروفًا حت أتوا مسجدًا من مساجدها إل قالوا خيًا وأثنوا معروفًا حت أتوا مسجدًا من مساجد بن‬
‫عبس فقال رجل منهم يقال له أبو سعدة‪ :‬أما إذا سألتمونا عنه فإنه كان ل يقسم بالسوية ول يعدل‬
‫ف القضية‪.‬‬

‫قال‪ :‬فقال سعدٌ‪ :‬اللهم إن كان كاذبًا فأطل عمره وأدم فقره واعم بصره وعرضه للفت‪.‬‬

‫قال عبد اللك‪ :‬فأنا رأيته بعد يتعرض للماء ف السكك فذا قيل له‪ :‬كيف أنت يا أبا سعدة قال‪:‬‬
‫كبيٌ مفتونٌ أصابتن دعوة سعد‪.‬‬

‫قال العباس النرسي ف غي هذا الديث‪ :‬إن سعدًا قال لهل الكوفة‪ :‬اللهم ل ترض عنهم أميًا ول‬
‫ترضهم بأمي‪.‬‬

‫وحدثن العباس النرسي قال‪ :‬بلغن أن الختار بن أب عبيد أو غيه قال‪ :‬حب أهل الكوفة شرف‬
‫وبغضهم تلف‪.‬‬

‫وحدثن السن بن عثمان الزبادي قال‪ :‬حدثنا إساعيل بن مالد عن أبيه عن الشعب أن عمرو بن‬
‫معدي كرب الزبيدي وفد على عمر بن الطاب رضي ال عنه بعد فتح القادسية فسأله عن سعدٍ‬
‫وعن رضاء الناس عنه فقال‪ :‬تركته يمع لم جع الذرة ويشفق عليهم شفقة الم البة‪.‬‬

‫أعرابٌ ف نرته نبطيٌ ف جبايته‪.‬‬

‫يقسم بالسوية ويعدل ف القضية وينفذ بالسرية‪.‬‬

‫‪284‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فقال عمر‪ :‬كأنكما تقارضتما الثناء ‪ -‬وقد كان سعد كتب يثن على عمرو ‪ -‬قال‪ :‬كل يا أمي‬
‫الؤمني! ولكن أنبيت با أعلم‪.‬‬

‫قال‪ :‬يا عمرو! أخبن عن الرب‪.‬‬

‫قال‪ :‬مرة الذاق إذا قامت على ساق‪.‬‬

‫من صب فيها عرف ومن ضعف عنها تلف‪.‬‬

‫قال‪ :‬فأخبن عن السلح قال‪ :‬سل يا أمي الؤمني عما شئت منه‪.‬‬

‫قال‪ :‬الرمح‪.‬‬

‫قال‪ :‬أخوك وربا خانك‪.‬‬

‫قال‪ :‬فالسهام‪.‬‬

‫قال‪ :‬رسل النايا تطئ وتصيب‪.‬‬

‫قال‪ :‬فالترس‪.‬‬

‫قال‪ :‬ذاك الجن عليه تدور الدوائر‪.‬‬

‫قال‪ :‬فالدرع‪.‬‬

‫قال مشغلي للفارس متعبة للراحل وإنا لصن حصي‪.‬‬

‫قال‪ :‬والسيف قال‪ :‬هناك ثكلتك أمك‪.‬‬

‫فقال عمر‪ :‬بل ثكلتك أمك‪.‬‬

‫فقال عمرو‪ :‬المى أضرعتن إليك‪.‬‬

‫‪285‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫قال‪ :‬وعزل عمر سعدًا وول عمار بن ياسر‪.‬‬

‫فشكوه وقالوا‪ :‬ضعيفٌ ل علم له بالسياسة‪.‬‬

‫فعزله‪.‬‬

‫وكانت وليته الكوفة سنةً وتسعة أشهر‪.‬‬

‫فقال عمر‪ :‬من عذيري من أهل الكوفة! إن استعملت عليهم القوى فجروه وإن وليت عليهم‬
‫الضعيف حقروه‪.‬‬

‫ث دعى الغية بن شعبة فقال‪ :‬إن وليتك الكوفة أتعود إل شيءٍ ما قرفت به فقال‪ :‬ل‪.‬‬

‫وكان الغية حي فتحت القادسية صار إل الدينة فوله عمر الكوفة فلم يزل عليها حت توف عمر‪.‬‬

‫ث إن عثمان ابن عفان ولها سعدًا ث عزله وول الوليد بن عقبة بن أب معيط بن أب عمرو بن أمية‬
‫فلما قدم عليه قال له سد‪ :‬إما أن تكون كست بعدي أو أكون حقت بعدك‪.‬‬

‫ث عزل الوليد وول سعد بن العاص بن سعيد ابن العاص بن أمية‪.‬‬

‫وحدثن أبو مسعود الكوف عن بعض الكوفيي قال‪ :‬سعت مسعر بن كدام يدث قال‪ :‬كان مع‬
‫رستم يوم القادسية أربعة آلف يسمون جند شهانشاه‪.‬‬

‫فاستأمنوا على أن ينلوا حيث أحبوا ويالفوا من أحبوا ويفرض لم ف العطاء‪.‬‬

‫فأعطوا الذي سألوه‪.‬‬

‫وحالفوا زهرة ابن حوية السعدي من بن تيم وأنزلم سعد بيث اختاروا وفرض لم ف ألف ألفٍ‬
‫ب منهم يقال له ديلم فقيل حراء ديلم‪.‬‬
‫وكان لم نقي ٌ‬

‫ث إن زيادًا ير بعضهم إل بلد الشام بأمر معاوية فهم با يدعون الفرس‪.‬‬

‫‪286‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وسيًا منهم قومًا إل البصرة فدخلوا ف الساورة الذين با‪.‬‬

‫قال أبو مسعود‪ :‬والعرب تسمى العجم المراء ويقولون‪ :‬جئت من حراء ديلم كقولم جئت من‬
‫جهينة وأشباه ذلك‪.‬‬

‫قال أبو مسعود‪ :‬وسعت من يذكر أن هؤلء الساورة كانوا مقيمي بازاء الديلم فلما غشيهم‬
‫السلمون بقزوين أسلموا على مثل ما أسلم عليه أساورة البصرة وأتوا الكوفة فأقاموا با‪.‬‬

‫وحدثن الدائن قال‪ :‬كان أبرويز وجه إل الديلم فأتى بأربعة آلف‪.‬‬

‫وكانوا خدمه وخاصته ث كانوا على تلك النلة بعده وشهدوا القادسية مع رستم‪.‬‬

‫فلما قتل وانزم الجوس اعتزلوا وقالوا‪ :‬ما نن كهؤلء ول لنا ملجأ وأثرنا عندهم غي جيل والرأي‬
‫لنا أن ندخل معهم ف دينهم فنعز بم‪.‬‬

‫فاعتزلوا‪.‬‬

‫فقال سعد‪ :‬ما لؤلء فأتاهم الغية بن شعبة فسألم عن أمرهم فأخبوه بيهم وقالوا‪ :‬ندخل ف‬
‫دينكم‪.‬‬

‫فرجع إل سعد فأخبه فأمنهم فأسلموا وشهدوا فتح الدائن مع سعد وشهدوا فتح جلولء ث تولوا‬
‫فنلوا الكوفة مع السلمي‪.‬‬

‫وقال هشام بن ممد بن السائب الكلب‪ :‬جبانة السبيع نسبت إل ولد السبيع بن سبع بن صعب‬
‫المدان‪.‬‬

‫وصحراء أثي نسبت إل رجلٍ من بن أسد يقال له أثي‪.‬‬

‫ودكان عبد الميد نسب إل عبد الميد بن عبد الرحن بن زيد بن الطاب عامل عمر بن عبد‬
‫العزيز على الكوفة‪.‬‬

‫‪287‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وصحراء بن قرار نسبت إل بن قرار ابن ثعلبة بن مالك بن حرب بن طريف بن النمر بن يقدم ابن‬
‫ثعلبة بن مالك بن حرب بن طريف بن النمر بن يدم بن عنة بن أسد ابن ربيعة بن نزار‪.‬‬

‫قال‪ :‬وكانت دار الروميي مزبل ًة لهل الكوفة تطرح فيها القمامات والكساحات حت استقطعها‬
‫عنبسة بن سعيد بن العاص من يزيد بن عبد اللك فأقطعه إياها فنقل ترابا بئة وقال أبو مسعود‪:‬‬
‫سوق يوسف بالية نسب إل يوسف بن عمر ابن ممد بن الكم بن أب عقيل الثقفي ابن عم‬
‫الجاج بن يوسف بن الكم ابن أب عقيل وهو عامل هشام على العراق‪.‬‬

‫وأخبن أبو السن على بن ممد وأبو مسعود قال‪ :‬حام أعي نسب إل أعي مول سعد بن أب‬
‫وقاس‪.‬‬

‫وأعي هذا هو الذي أرسله الجاج ابن يوسف إل عبد ال بن الارود العبدى من رستقاباذ حي‬
‫خالف وتابعه الناس على إخراج الجاج من العراق ومسئلة عبد اللك تولية غيه فقال له حي أدى‬
‫الرسالة‪ :‬لول أنك رسول لقتلتك‪.‬‬

‫قال أبو مسعود‪ :‬وسعت أن المام قبله كان لرجل من العباد يقال له جابر أخو حيان الذي ذكره‬
‫العشى وهو صاحب مسناة جابر بالية فابتاعه من ورثته‪.‬‬

‫وقال ابن الكلب‪ :‬وبيعة بن مازن بالية لقومٍ من الزد من بن عمرو بن مازن من الزد وهم من‬
‫غسان‪.‬‬

‫قال‪ :‬وحام عمر نسب إل عمر بن سعد بن أب وقاص‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وشهارسوج بيلة بالكوفة إنا نسب إل بن بلة وهم ولد مالك بن قعلبة بن بثة بن سليم بن‬
‫منصور‪.‬‬

‫وبلة أمهم وهي غالبةٌ على نسبهم‪.‬‬

‫فغلط الناس فقالوا بيلة‪.‬‬

‫‪288‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وجبانة عرزم نسبت إل رج ٍل يقال له عرزم كان يضرب فيها اللب ولبنها ردى فيه قصبٌ وحدثن‬
‫ابن عرفة قال‪ :‬حدثن إساعيل بن عليه عن ابن عون أن إبراهيم النخعي أوصى أن ل يعل ف قبه لب‬
‫عرزمى‪.‬‬

‫وقد قال بعض أهل الكوفة‪ :‬إن عرزمًا هذا رجلٌ من بن ند‪.‬‬

‫وجبانة بشر نسبت إل بشر بن ربيعة بن عمرو بن منارة بن قمي الثعمي الذي يقول‪ :‬نن بباب‬
‫القادسية ناقت وسعد بن وقاص على أمي قال أبو مسعود‪ :‬وكان بالكوفة موضعٌ يعرف بعنترة‬
‫الجام‪.‬‬

‫وكان أسو‪.‬‬

‫فلما دخل أهل خرا سان الكوفة كانوا يقولون‪ :‬حجام عنترة‪.‬‬

‫فبقى الناس على ذلك‪.‬‬

‫وكذلك حجام فرج وضحاك رواس وبيطار حيان‪.‬‬

‫ويقال‪ :‬رستم ويقال‪ :‬صليب وهو بالية‪.‬‬

‫وقال هشام بن الكلب‪ :‬نسبت زرارة إل زرارة بن يزيد ابن عمرو بن عدس من بن البكاء بن عامر‬
‫بن صعصعة‪.‬‬

‫وكانت منله وأخذها منه معاوية بن أب سفيان‪.‬‬

‫ث أصفيت بعد حت أقطعها ممد بن الشعث ابن عقبة الزاعى‪.‬‬

‫قال‪ :‬ودار حكيم بالكوفة ف أصحاب الناط نسبت إل حكيم بن سعد ابن ثور البكائي‪.‬‬

‫وقصر مقاتل بن حسان بن ثعلبة بن أوس بن إبراهيم بن أيوب بن مروق أحد بن امرئ القيس بن‬
‫زيد مناة بن تيم‪.‬‬

‫‪289‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫قال‪ :‬والسوا دية بالكوفة نسبت إل سواد بن زيد بن عدي ابن زيد الشاعر العبادي‪.‬‬

‫وجده وقرية أب صلبة الت على الفرات نسبت إل صلبة بن مالك بن طارق ابن جب بن هام‬
‫العبدي‪.‬‬

‫وأقساس مالك نسبت إل مالك بن قيس بن عبد هند بن لم أحد بن حذاة بن زهر بن إياد بن نزار‪.‬‬

‫ودير العور لرجل من إياد من بن أمية بن حذافة كان يسمى العور وفيه يقول أبو دؤاد اليادي‬
‫وديرٌ يقول له الرائدو ‪ -‬ن ويل أم دار الذاقى دارا ودير قرة نسب إل قرة أحد بن أمية بن حذاقة‬
‫وإليهم ينسب دير السوا والسوا العدل كانوا يأتونه فيتناصفون فيه‪.‬‬

‫ويلف بعضهم لبعض على القوق‪.‬‬

‫وبعض الرواة يقول‪ :‬السوا امرأة منهم‪.‬‬

‫قال‪ :‬ودير الماجم لياد وكانت بينهم وبي بن براء بن عمرو بن الاف ابن قضاعة وبي بن القي‬
‫بن جسر بن شيع ال بن وبرة بن تغلب بن حلوان ابن عمران بن الاف حربٌ فقتل فيها من إياد‬
‫خلقٌ فلما أقضت الوقعة دفنوا قتلهم عند الدير‪.‬‬

‫وكان الناس بعد ذلك يفرون فخرج جاجم فسمى دير الماجم‪.‬‬

‫هذه رواية الشرقي بن القطامى‪.‬‬

‫وقال ممد بن السائب الكلب‪ :‬كان مالك الرماح بن مرز اليادي قتل قوماٌ من الفرس ونصب‬
‫جاجهم عند الدير فسمى دير الماجم‪.‬‬

‫ويقال إن دير كعب لياد ويقال لغيهم‪.‬‬

‫ودير هند لم عمرو بن هند وهو عمرو بن النذر بن ماء السماء‪.‬‬

‫وأمه كندية‪.‬‬

‫‪290‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ودار قمام بنت الارث بن هانئ الكندي وهي عند دار الشعث ابن قيس‪.‬‬

‫قال‪ :‬وبيعة بن عدي بن الذميل من لم‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وكانت طيزناباذ تدعى ضيزناباذ‪.‬‬

‫فغيوا أسها‪.‬‬

‫وإنا نسبت إل الضيزن بن معاوية بن العبيد السليحي‪.‬‬

‫واسم سليح عمر بن طريف بن عمران بن الاف بن قضاعة‪.‬‬

‫وربة الضراء بنت الضيزن‪.‬‬

‫وأم الضيزن جهيلة بنت تزيد بن حيدان بن عمرو بن الاف بن قضاعة‪.‬‬

‫قال‪ :‬والذي نيب إليه مسجد ساك بالكوفة ساك بن مرمة بن حي السدي من بن الالك بن عمرو‬
‫بن أسد وهو الذي يقول له الخطل‪ :‬إن ساكًا بن مدًا لسرته حت المات وفعل الي يبتدر قد‬
‫كنت أحسبه قينًا وأخبه فاليوم طي عن أثوابه الشرر وكان الالك أول من عمل الديد وكان ولده‬
‫يعيون بذلك فقال ساك للخطل‪ :‬ويك ما قال ابن الكلب‪ :‬بالكوفة ملة بن شيطان وهو شيطان بن‬
‫زهي بن شهاب بن ربيعة بن أب سود بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة من تيم‪.‬‬

‫وقال ابن الكلب‪ :‬موضع دار عيسى بن موسى الت يعرف با اليوم كان للعلء بن عبد الرحن بن‬
‫مرز بن حارثة بن ربيعة بن عبد العزى بن عبد شس بن عبد مناف‪.‬‬

‫وكان العلء على ربع الكوفة أيام ابن الزبي‪.‬‬

‫وسكة ابن مرز تنسب إليه‪.‬‬

‫وبالكوفة سكة تنسب إل عمية بن شهاب بن مرز بن أب شر الكندي الذي كانت أخته عند عمر‬
‫بن سعد بن أب وقاص فولدت له حفص بن عمر‪.‬‬

‫‪291‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وصحراء شبث نسبت إل شبث بن ربعي الرياحي من بن تيم‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ودار حجي بالكوفة نسبت إل حجي بن العد المحي‪.‬‬

‫وفال‪ :‬بئر البارك ف مقبة جعفي نسبت إل البارك بن عكرمة بن حيي العفي‪.‬‬

‫وكان يوسف بن عمر وله بعض السواد‪.‬‬

‫ورحى عمارة نسبت إل عمارة بن عقبة بن أب معيط بن أب عمرو بن أمية‪.‬‬

‫وقال‪ :‬جبانة سام نسبت إل سال بن عمار بن عبد الارث أحد بن دارم بن نار بن مرة بن صعصعة‬
‫بن معاوية بن بكر بن هارون‪.‬‬

‫وبنو مرة بن صعصعة ينسبون إل أمهم سلول بنت ذهل قالوا‪ :‬وصحراء البدخت نسبت إل‬
‫البدخت الشاعر الضب واسه علي بن خالد‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ومسجد بن عن نسب إل بن عن بن وائل بن قاسط‪.‬‬

‫ومسجد بن جذية نسب إل بن جذية بن مالك بن نصر بن قعي بن الارث بن ثعلبة بن دودان بن‬
‫أسد‪.‬‬

‫ويقال إل بن جذية بن رواحة العبسي وفيه حوانيت الصيارفة‪.‬‬

‫قال‪ :‬وبالكوفة مسجد نسب إل بن القاصف بن ذكوان بن زبينةبن الارث بن قطيعة بن عبس بن‬
‫بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلن ول يبق منهم أحد‪.‬‬

‫قال‪ :‬ومسجد بن بدلة نسب إل بن بدلة بن الثل بن معاوية من كندة‪.‬‬

‫قال‪ :‬وبئر العد بالكوفة نسب إل العد مول هدان‪.‬‬

‫قال‪ :‬ودار أب أرطاة نسبت إل أرطاة بن مالك البجلي‪.‬‬

‫‪292‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫قال‪ :‬ودار القطع نسبت إل القطع بن سني الكلب بن خالد بن مالك‪.‬‬

‫وله يقول ابن الرفاع‪ :‬على ذي منار تعرف العي شخصه كما يعرف الضياف دار القطع‪.‬‬

‫قال‪ :‬وقصر العدسيي ف طرف الية لبن عمار بن عبد السيح بن قيس بن حرملة بن علقمة بن‬
‫عدس الكلب‪.‬‬

‫نسبوا إل جدتم عدية بنت مالك بن عوف الكلب وهي أم الرماح والشظ ابن عامر الذمم‪.‬‬

‫وحدثن شيخ من أهل الية قال‪ :‬وجد ف قراطيس هدم قصور الية الت كانت لل النذر أن‬
‫السجد الامع بالكوفة بن ببعض نقض تلك القصور وحسبت لهل الية قيمة ذلك من جزيتهم‪.‬‬

‫وحدثن أبو مسعود وغيه قال‪ :‬كان خالد بن عبد ال بن أيد بن كرز القسري من بياة بن لمه بيعة‬
‫هي اليوم سكة البيد بالكوفة‪.‬‬

‫وكانت أمه نصرانية‪.‬‬

‫قال وبن خالد حوانيت أنشأها وجعل سقوفها آزاجًا معقودة بالجر والص‪.‬‬

‫وحفر خالد النهر الذي يعرف بالامع‪.‬‬

‫واتذ بالقرية قصرًا يعرف بقصر خالد‪.‬‬

‫واتذ أخوه أسد بن عبد ال القرية الت تعرف بسوق أسد‪.‬‬

‫وسوقها ونقل الناس إليها فقيل سوق أسد‪.‬‬

‫وكان العب الخر ضيعة عتاب بن ورقاء الرياحي وكان معسكره حي شخص إل خرا سان واليًا‬
‫عليها عند سوقة هذا قال أبو مسعود‪ :‬وكان عمر بن هبية بن معية الفزاري أيام وليته العراق أحدث‬
‫قنطرة الكوفة ث أصلحها خال ٌد بن عبد ال القسري واسوتثق منها‪.‬‬

‫وقد أصلحت بعد ذلك مرات‪.‬‬

‫‪293‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫قال‪ :‬وقال بعض أشياخنا‪ :‬كان أول من بناها رجلٌ من العباد من جعفى ف الاهلية ث سقطت فاتذ‬
‫ف موضعها جس ٌر ث بناها ف السلم زياد بن أب سفيان ث ابن هبية ث حدثن أبو مسعود وغيه‬
‫قالوا‪ :‬كان يزيد بن عمر بن هبية بن مدينة بالكوفة على الفرات ونزلا ومنها شيء يسيٌ ل يستتم‪.‬‬

‫فأتاه كتاب مروان يأمره باجتناب ماورة أهل الكوفة فتركها‪.‬‬

‫وبن القصر الذي يعرف بقصر ابن هبية بالقرب من جسر سورا‪.‬‬

‫فلماظهر أمي الؤمني أبو العباس نزل تلك الدينة واستتم مقاصي فيها وأحدث فيها بناءً وساها‬
‫الاشية‪.‬‬

‫فكان الناس ينسبونا إل ابن هبية على العادة فقال‪ :‬ما أرى ذكر ابن هبية يسقط عنها‪.‬‬

‫فرفضها وبن بيالا الدينة الاشية‪.‬‬

‫ث اختار نزول النبار فبن با مدينته العروفة فلما توف دفن با‪.‬‬

‫واستخلف أبو جعفر النصور فنل الدينة الاشية بالكوفة واستتم شيئًا كان بقي منها وزاد فيها بناءً‬
‫وهيأها على ما أراد ث تول منها إل بغداد‪.‬‬

‫فبن مدينته ومصر بغداذ وساها مدينة السلم واصلح سورها القدي الذي يبتدئ من دجلة وينتهي إل‬
‫الصراط‪.‬‬

‫وبالاشية حبس النصور عبد ال بن حي ابن حسن بن علي بن أب طالب بسبب ابنيه ممد وإبراهيم‬
‫وبا قبه‪.‬‬

‫وبن النصور بالكوفة الرصافة وأمر أبا الصيب مرزوقًا موله فبن له القصر العروف بأب وأما‬
‫الورنق فكان قديًا فارسيًا بناه النعمان بن امرئ القيس ‪ -‬وهو ابن الشقيقة بنت أب ربيعة بن ذهل‬
‫بن شيبان ‪ -‬لبهام جور بن يزدجرد ابن برام بن سابور ذي الكتاف‪.‬‬

‫وكان يهرام جور ف حجره‪.‬‬

‫‪294‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫والنعمان هذا الذي ترك ملكه وساح فذكره عدي بن زيد العبادي ف شعره‪.‬‬

‫فلما ظهرت الدولة الباركة أقطع الورنق إبراهيم بن سلمة أحد الدعاة برا سان وهو جد عبد‬
‫الرحن بن إسحاق القاضي كان بدينة السلم ف خلفة الأمون والعتصم بال رحهما ال وكان مول‬
‫للرباب‪.‬‬

‫وإبراهيم أحدث قبة الورنق ف خلفة أب العباس ول تكن قبل ذلك‪.‬‬

‫وحدثن أبو مسعود الكوف قال‪ :‬وحدثن يي بن سلمة بن كهيل الضري عن مشايخ من أهل‬
‫الكوفة أن السلمي لا فتحوا الدائن أصابوا با فيلًا وقد كانوا قتلوا ما لقيهم قبل ذلك من الفيلة‪.‬‬

‫فكتبوا فيه ال عمر‪.‬‬

‫فكتب إليهم أن بيعوه إن وجدت له مباعًا‪.‬‬

‫فاشتراه رجلٌ من أهل الية فكان عنده يريه الناس ويلله ويطوف به ف القرى فمكت عنه حينًا‪.‬‬

‫ث إن أم أيوب بنت عمارة بن عقبة بن أب معيط ارمأة الغية بن شعبة ‪ -‬وهي الت خلف عليها زياد‬
‫بعده ‪ -‬أحبت النظر إليه وهي تنل دار أبيها‪.‬‬

‫فأتى به ووقف على باب السجد الذي يدعى اليوم باب الفيل‪.‬‬

‫فجعلت تنظر إليه ووهبت لصاحبه شيئًا وصرفته فلم يط إل خطًا يسية حت سقط ميتًا‪.‬‬

‫فسمي الباب باب الفيل‪.‬‬

‫وقد قيل إن الناظر إليه امرأة الوليد بن عقبة بن أب معيط‪.‬‬

‫وقيل أن ساحرًا أرى الناس أنه أخرج من هذا الباب فبلًا على حار وذلك باطل‪.‬‬

‫وقيل إن الجانا الت ف السجد حلت على فيل وأدخل من هذا الباب فسميت باب الفيل‪.‬‬

‫‪295‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وقال بعضهم‪ :‬إن فيلًا لبعض الولة اقتحم هذا الباب فنسب إليه‪.‬‬

‫والب الول أثبت هذه الخبار‪.‬‬

‫وحدثن أبو مسعود قال‪ :‬جبانة ميمون بالكوفة نسبت إل ميمون مول ممد بن علي بن عبد ال وهو‬
‫أبو بشر بن ميمون صاحب الطاقات ببغداد بالقرب من باب الشام‪.‬‬

‫وصحراء أم سلمة نسبت إل أم سلمة بنت يعقوب بن سلمة بن عبد ال بن الوليد بن الغية بن عبد‬
‫ال بن عمر بن مزوم امرأة أب العباس‪.‬‬

‫وحدثن أبو مسعود قال‪ :‬أخذ النصور أهل الكوفة بفر خندقها وألزم كل امرئ منهم للنفقة عليه‬
‫أربعي ردهم‪.‬‬

‫وكان ذامًا لم ليلهم إل الطالبيي وإرجافهم بالسلطان‪.‬‬

‫وحدثنا السي بن السود قال‪ :‬حدثنا وكيع عن إسرائيل عن جاب وحدثن السي قال‪ :‬حدثنا‬
‫وكيع عن سفيان عن سفيان عن حبيب بن أب ثابت عن نافع بن جبي بن مطعم قال‪ :‬قال عمر‪:‬‬
‫بالكوفة وجوه الناس‪.‬‬

‫وحدثنا السي وإبراهيم بن مسلم الوارزمي قال‪ :‬حدثنا وكيع عن يونس بن أب إسحاق عن الشعب‬
‫قال‪ :‬كتب عمر إل أهل الكوفة‪ :‬إل رأس السلم‪.‬‬

‫وحدثنا السي بن السود قال‪ :‬حدثنا وكيع عن قيس بن الربيع عن شر بن عطية قال‪ :‬قال عمر‪:‬‬
‫وذكر الكوفة فقال‪ :‬هم رمح ال وكن اليان وججمة العرب يرسون ثغورهم ويدون أهل‬
‫المصار‪.‬‬

‫حدثنا أبو نصر التمار قال‪ :‬حدثنا شريك بن عبد ال بن أب شريك العامري عن جندب عن سلمان‬
‫قال‪ :‬الكوفة قبة السلم يأت على الناس زمان ل يبقى مؤمن إل وهو با أو يهوى قلبه إليها‪.‬‬

‫‪296‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫أمر واسط العراق حدثن عبد الميد بن واسع التلى الاسب قال‪ :‬حدثن يي بن آدم عن السن‬
‫بن صال قال‪ :‬أول مسجدٍ جامعٍ بالسواد مسجد الدائن بناه سعد وأصحابه ث وسع بعد وأحكم‬
‫بناؤه وجرى ذلك على يدي حذيفة ابن اليمان‪.‬‬

‫وبالدائن مات حذيفة سنة ست وثلثي‪.‬‬

‫ث بن مسجد الكوفة ث مسجد النبار‪.‬‬

‫قال‪ :‬وأحدث الجاج مدينة واسط ف سنة ثلث وثاني أو سنة أربع وثاني‪.‬‬

‫وبن مسجدها وقصرها وقبة الضراء با‪.‬‬

‫وكانت واسط أرض قصب فسميت واسط القصب‪.‬‬

‫وبينها وبي الهواز والبصرة والكوفة مقدارٌ واحد‪.‬‬

‫وقال ابن القرية‪ :‬بناها ف غي بلده ويتركها لغيه ولده‪.‬‬

‫وحدثن شيخ من أهل واسط عن أشياخ منهم أن الجاج لا فرغ من واسط كتب إل عبد الللك بن‬
‫مروان‪ :‬إن اتذت مدينة فر كرش من الرض بي البل والصرين وسيتها واسطًا‪.‬‬

‫فلذلك سى أهل واسط الكرشيي‪.‬‬

‫وكان الجاج قبل اتاذه واسطًا أراد نزول الصي من كسكر فخفر نر الصي وجع له الفعلة وأمر‬
‫بأن يسلسوا لئل يشذوا ويتبلطوا‪.‬‬

‫ث بدا له فأحدث واسطًا‪.‬‬

‫فنلا واحتفر النيل والزاب وساه زابيًا لخذه من الزاب القدي‪.‬‬

‫وأحيا ما على هذين النهرين من الرضي وأحدث الدينة الت تعرف بالنيل ومصرها‪.‬‬

‫‪297‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وعمد إل ضياعٍ كان عبد ال بن دراج مول معاوية بن أب سفيان استخرجا له أيام وليته خراج‬
‫الكوفة مع الغية بن شعبة من مواتٍ مرفوض ونقوع ميا ٍه ومغايض وآجام ضرب عليها السنيات ث‬
‫قلع قصبها فحازها لعبد اللك بن مروان وعمرها‪.‬‬

‫ونقل الجاج إل قصره والسجد الامع بواسط أبوابًا من زند ورد والد وقرة ودار وساط ودير‬
‫ماسرجسان وشرابيط‪.‬‬

‫فضج أهل هذه الدن وقالوا‪ :‬قد أومنا على مدننا وأموالنا‪.‬‬

‫فلم يلتفت إل قولم‪.‬‬

‫قال‪ :‬وحفر خالد بن عبد ال القسري البارك فقال الفرز دق‪ :‬كأنك بالبارك بعد شه ٍر توض غموره‬
‫بقع الكلب ث قال ف شعر له طويل‪ :‬أعطى خليفته بقوة خالدٍ نرًا يفيض له على النار إن البارك‬
‫كاسه يسقى به حرث السواد وناعم البار وكأن دجلة حي أقبل مدها نابٌ يد له ببل قطار‬
‫وحدثن ممد بن خالد بن عبد ال الطحان قال‪ :‬حدثن مشاينا أن خالد بن عبد ال القسري كتب‬
‫إل هشام بن عبد اللك يستأذنه ف عمل قنطرة على دجلة‪.‬‬

‫فكتب إليه هشام‪ :‬لو كان هذا مكنًا لسبق إليه الفرس‪.‬‬

‫فراجعه فكتب إليه‪ :‬إن كنت متيقنًا أنا تتم فاعملها‪.‬‬

‫فعملها وأعظم النفقة عليها فلم يلبث أن قطعها الاء‪.‬‬

‫فأغرمه هشام ما كان أنفق عليها‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وكان النهر العروف بالبزاق قديًا وكان يدعى بالنبطية البساق أي الذي يقطع الاء عن ما يليه‬
‫ويره إليه‪.‬‬

‫وهو نر يتمع إليه فضول مياه آجام السيب وماءٌ من ماء الفرات‪.‬‬

‫فقال الناس‪ :‬البزاق‪.‬‬

‫‪298‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فأما اليمون فأول من حفره وكيلٌ لم جعفر زبيدة بنت جعفر بن النصور يقال له سعيد بن زيد‪.‬‬

‫وكانت فوهته عند قرية تدعى قرية ميمون‪.‬‬

‫فحولت ف أيام الواثق بال على يدي عمر بن فرج الرخجى وسى اليمون لئل يسقط عنه ذكر‬
‫اليمن‪.‬‬

‫وحدثن ممد بن خالد قال‪ :‬أمر الهدي أمي الؤمني بفر نر الصلة فحفر وأحيا ما عليه من الرضي‬
‫وجعلت غلته لصلت أهل الرمي والنفقة هناك‪.‬‬

‫وكان شرط لن تألف إليه من الزارعي الشرط الذي هم عليه اليوم خسي سنة على أن يقاسوا بعد‬
‫انقضاء المسي مقاسة النصف‪.‬‬

‫وأما نر المي فنسب إل عيسى بن علي وهو ف قطيعته‪.‬‬

‫وحدثنا ممد بن خالد قال‪ :‬كان ممد بن القاسم أهدى إل الجاج من السند فيلًا فأجيز البطائح ف‬
‫سفينة وأخرج ف الشرعة الت تدعى مشرعة الفيل‪.‬‬

‫فسميت تلك الشرعة مشرعة الفيل وفرضة الفيل‪.‬‬

‫أمر البطائح حدثن جاعة من أهل العلم أن الفرس كانت تتحدث بزوال ملكها وتروي ف آية ذلك‬
‫زلزل وطوفانًا تدث‪.‬‬

‫وكانت دجلة تصب إل دجلة البصرة الت تدعى العوراء ف أنار متشعبةٍ من عمود مراها الذي كان‬
‫باقي مائها يري فيه وهو كبعض تلك النار‪.‬‬

‫فلما كان زمان قباذ بن فيوز انبثق ف أسافل كسكر بث ٌق عظيم فأغفل حت غلب ماؤه وغرق كثيًا‬
‫من أرضي عامرة‪.‬‬

‫وكان قياذ واهنًا قليل التفقد لمره‪.‬‬

‫‪299‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فلما ول أنو شر وان ابنه أمر لا كانت السنة الت بعث فيها رسول ال صلى ال عليه وسلم عبد ال‬
‫بن حذافة السهمي إل كسرى أبرويز وهي سنة سبع من الجرة ويقال سنة ستٍ زاد الفرات ودجلة‬
‫زيادة عظيمة ل ير مثلها قبلها ول بعدها‪.‬‬

‫وانبثقت بثوقٌ عظامٌ فجهد أبرويز أن يسكرها فغلبه الاء ومال إل موضع البطائح فطفا على‬
‫العمارات والزروع فغرق عدة طساسيج كانت هناك‪.‬‬

‫وركب كسرى بنفسه لسد تلك البثوق ونثر الموال على النطاع وقتل الفعلة بالكفاية وصلب على‬
‫بعض البثوق فيما يقال أربعي جسارًا ف يوم فلم يقدر للماء على حيلة‪.‬‬

‫ث دخلت العرب أرض العراق وشغلت العاجم بالروب‪.‬‬

‫فكانت البثوق تتفجر فل يلتفت إليها ويعجز الدهاقي عن سد عظمها‪.‬‬

‫فاتسعت البطيحة وعرضت‪.‬‬

‫فلما ول معاوية بن أب سفيان ول عبد ال بن دراج موله خراج العراق واستخرج له من الرضي‬
‫بالبطائح ما بلغت غلته خسة آلف ألف‪.‬‬

‫وذلك أنه قطع القصب وغلب الاء بالسنيات‪.‬‬

‫ث كان حسان النبطي ‪ -‬مول بن ضبة وصاحب حوض حسان بالبصرة والذي تنسب إليه منارة‬
‫حسان بالبطائح ‪ -‬فاستخرج للحجاج أيام الوليد ولشام بن عبد اللك أرضي من أراضي البطيحة‪.‬‬

‫قالوا وكان بكسكر قبل حدوث البطائح نرٌ يقال له النب‪.‬‬

‫وكان طريق البيد إل ميسان ودستميسان وإل الهواز ف شقه القبلى‪.‬‬

‫فلما تبطحت البطائح سى ما استأجم من شق طريق البيد آجام البيد‪.‬‬

‫وسى الشق الخر أجام أغمر بثى‪.‬‬

‫‪300‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ومعن ذلك الجام الكبى‪.‬‬

‫والنهر اليوم يظهر ف الرضي الامدة الت استخرجت حديثًا‪.‬‬

‫وحدثن أبو مسعود الكوف عن أشياخه قالوا‪ :‬حدثت البطائح بعد مهاجر النب صلى ال عليه وسلم‬
‫وملك الفرس أبرويز‪.‬‬

‫وذلك أنه انبثقت يثوقٌ عظامٌ عجز كسرى عن سدها وفاضت النار حت حدثت البطائح‪.‬‬

‫ث كان مدٌ ف أيام ماربة السلمي العاجم وبثوقٌ ل يعن أح ٌد بسدها فاتسعت البطيحة لذلك‬
‫وعظمت‪.‬‬

‫وقد كان بن أمية استخرجوا بعض أرضيها فلما كان زمن الجاج غرق ذلك لن بثوقًا انفجرت فلم‬
‫يعان الجاج سدها مضارةً للدهاقي لنه كان اتمهم بمالة ابن الشعث حي خرج عليه‪.‬‬

‫واستخرج حسان النبطي لشام أرضي من أرض البطيحة أيضًا‪.‬‬

‫وكان أبو السد ‪ -‬الذي نسب إليه نر أب السد ‪ -‬قائدًا من قواد النصور أمي الؤمني من كان وجه‬
‫إل البصرة أيام مقام عبد ال ابن علي با وهو الذي أدخل عبد ال بن علي الكوفة‪.‬‬

‫وحدثن عمر بن بكي أن النصور رحه ال وجه أبا السد مول أمي الؤمني فعسكر بينه وبي عسكر‬
‫عيسى بن موسى حي كان يارب إبراهيم بن عبد ال بن السن بن السن بن علي بن أب طالب‪.‬‬

‫وهو حفر النهر العروف بأب أسد عند البطيحة‪.‬‬

‫وقال غيه‪ :‬أقام على فم النهر لن السفن ل تدخله لضيقه عنها فوسعه ونسب إليه‪.‬‬

‫قال أبو مسعود‪ :‬وقد انبثقت ف أيام الدولة الباركة بثوقٌ زادت ف البطائح سعة‪.‬‬

‫وحدثت أيضًا من الفرات آجامٌ استخرج بعضها‪.‬‬

‫وحدثن أبو مسعود عن عوانة قال‪ :‬انبثقت البثوق أيام الجاج‪.‬‬

‫‪301‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فكتب الجاج إل الوليد بن عبد اللك يعلمه أنه قدر لسدها ثلثة آلف ألف درهم‪.‬‬

‫فاستكثرها الوليد فقال له مسلمة بن عبد اللك‪ :‬أنا أنفق عليها على أن تقطعن الرضي النخفضة‬
‫الت يبقى فيها الاء بعد إنفاق ثلثة آلف ألف درهم يتول إنفاقها ثقتك ونصيحك الجاج‪.‬‬

‫فأجابه إل ذلك‪.‬‬

‫فحصلت له أرضون من طساسيج متصلة‪.‬‬

‫فخفر السيبي وتألف الكرة والزارعي وعمر تلك الرضي وألأ الناس إليها ضياعا كثية للتعزز به‪.‬‬

‫فلما جاءت الدولة الباركة وقبضت أموال بن أمية أقطع جيع السيبي داود بن علي ابن عبد ال بن‬
‫العباس ث ابتيع ذلك من ورثته بقوقه وحدوده فصار من ضياع اللفة‪.‬‬

‫أمر مدينة السلم‬

‫قالوا‪ :‬وكانت بغداذ قديةً فمصرها أمي الؤمني النصور رحه ال وابتن با مدين ًة وابتدأها ف سنة‬
‫خس وأربعي ومئة‪.‬‬

‫فلما بلغه خروج ممد وإبراهيم بن عبد ال بن حسن بن حسن عاد إل الكوفة ث حول بيوت‬
‫الموال والزائن والدواوين من الكوفة إل بغداذ سنة ست وأربعي ومئة‪.‬‬

‫وساها مدينة السلم‪.‬‬

‫واستتم بناء حائط مدينته وجيع أمره وبناء سور بغداذ القدي سنة سبع وأربعي ومئة‪.‬‬

‫وتوف سنة ثان وخسي ومئة بكة ودفن عند بئر ميمون بن الضرمي حليف بن أمية‪.‬‬

‫وبن النصور للمهدي الرصافة ف الانب الشرقي ببغداذ‪.‬‬

‫وكان هذا الانب يدعى عسكر الهدي لنه عسكر فيه حي خرج إل الري‪.‬‬

‫‪302‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فلما قدم من الري وقد بدا للمنصور ف إنفاذه إل خرا سان للقامة با نزل الرصافة وذلك ف سنة‬
‫إحدى وخسي ومئة وقد كان النصور أمر فبن للمهدي قبل إنزاله الانب الشرقي قصره الذي‬
‫يعرف بقصر الوضاح وبقصر الهدي وبالشرقية وهو ما يلي باب الكرخ‪.‬‬

‫والوضاح رجلٌ من أهل النبار كان تول النفقة عليه فنسب إليه‪.‬‬

‫وبن النصور مسجدي مدينة السلم‪.‬‬

‫وبن القنطرة الديدة على الصراة وابتاع أرض مدينة السلم من قومٍ من أرباب القرى باد وريا وقطر‬
‫بل ونر بوق ونر بي وأقطعها أهل بيته وقواده وجنده وصحابته وكتابه وجعل ممع السواق‬
‫بالكرخ وأمر التجار فابتنوا الوانيت وألزمهم الغلة‪.‬‬

‫عن أبيه قال‪ :‬سى الخرم ببغداذ مرمًا لن مرم بن شريح بن حزن الارثي نزله‪.‬‬

‫قال‪ :‬وكان ناحية قنطرة البدان للسرى بن الطيم صاحب الطيمية الت تعرف ببغداذ‪.‬‬

‫وحدثن مشايخ من أهل بغداذ أن الصالية ببغداذ نسبت إل صال بن النصور‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬والربية نسبت إل حرب بن عبد ال البلخي وكان على شرط جعفر بن أب جعفر بالوصل‪.‬‬

‫والزهيية تعرف بباب التب نسبت إل زهي بن ممد من أهل أبيورد‪.‬‬

‫وعيساباذ نسبت إل عيسى بن الهدي وكان ف حجر منازل التركي وهو ابن اليزران‪.‬‬

‫وقصر عبدويه ما يلي براثا نسب إل رجل من الزد يقال له عبدويه وكان من وجوه أهل الدولة‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وأقطع النصور ببغداذ سليمان بن مالد ‪ -‬ومالد شروىٌ مول لعلي بن عبد ال ‪ -‬موضع داره‪.‬‬

‫وأقطع مهلهل بن صفوان قطيعة بالدينة وإليه ينسب درب مهلهل‪.‬‬

‫وكان صفوان مول علي بن عبد ال‪.‬‬

‫‪303‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وكان اسم مهلهل يي فاسنشده ممد بن علي شعرًا فأنشده‪.‬‬

‫أليلتنا بذي حش ٍم أنيي وهي لهلهل فسماه مهلهلًا‪.‬‬

‫وممد أعتقه‪.‬‬

‫وأقطع النصور عمارة بن حزة الناحية العروفة به خلف مربعة شبيب بن واج‪.‬‬

‫واقطع ميمونًا أبا بشر بن ميمون قطيع ًة عن بستان القس ناحية باب الشام‪.‬‬

‫وطاقات بشر تنسب إل بشر بن ميمون هذا‪.‬‬

‫وكان ميمون مول على ابن عبد ال‪.‬‬

‫وأقطع شبيلًا موله قطيعةً عند دار يقطي وهناك مسجد يعرف بشبيل‪.‬‬

‫وأقطع أم عبيده وهي حاضنة لم ومولة لحمد بن علي قطيعةً‪.‬‬

‫وغليها تنسب طاقات أم عبيده بقرب السر‪.‬‬

‫اقطع منية مولة ممد بن علي وإليها ينسب درب منية وخان منية ف الانب الشرقي‪.‬‬

‫واقطع ريسانة موضعًا يعرف بسجد بن رغبان مول حبيب بن مسلمة الفهري يدخل ف قصر عيسى‬
‫بن جعفر أو جعفر بن جعفر بن النصور ودرب مهروية ف الانب الشرقي نسب إل مهروية الرازي‬
‫وكان من سب سنفاذ فاعتقه الهدي‪.‬‬

‫ول يزل النصور رحه ال بدينة السلم إل آخر سن خلفته ث حج منها وتوف بكة‪.‬‬

‫ونزلا بعده الهدي أمي الؤمني ث شخص منها إل ماسبذان فتوف با‪.‬‬

‫وكان أكثر نزوله من مدينة السلم بعيساباذ ف أبنية بناها هناك‪.‬‬

‫‪304‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ونزلا الرشيد هارون بن الهدي ث شخص عنها إل الرافقة فأقام با وسار منها إل خرا سان فتوف‬
‫بطوس‪.‬‬

‫ونزلا ممد بن الرشيد فقتل با‪.‬‬

‫وقدمها الأمون عبد ال بن الرشيد من خرا سان فأقام با ث شخص عنها غازيًا فمات بالفذ ندون‬
‫ودفن بطر سوس‪.‬‬

‫ونزلا أمي الؤمني العتصم بال ث شخص عنها إل القاطول فنل قصرًا للرشيد كان ابتناه حي حفر‬
‫قاطوله الذي دعاه أبا الند لقيام ما يسقى من الرضي بأرزاق جنده‪.‬‬

‫ث بن بالقاطول بناء نزله ودفع ذلك القصر إل اشناس التركي موله وهم بتمصي ما هناك وابتدأ بناء‬
‫مدينة تركها‪.‬‬

‫ث رأى تصي سر من رأى فمصرها ونقل الناس إليها وأقام با وبن مسجدًا جامعًا ف طرف السواق‬
‫وساها سر من رأى‪.‬‬

‫وأنزل اشناس موله فيمن ضم إليه من القواد كرخ فيوز وأنزل بعض قواده الدور العروفة بالعربان‪.‬‬

‫وتوف رحه ال بسر من رأى ف سنة سبع وعشرين ومئتي‪.‬‬

‫وأقام هارون الواثق بال بسر من رأى ف بناءٍ بناه وساه الارون حت توف به‪.‬‬

‫ث استخلف أمي الؤمني جعفر التوكل على ال رحه ال ف ذى الجة سنة اثنتي وثلثي ومئتي‬
‫فأقام بالارون وبن بناء كثيًا وأقطع الناس ف ظهر سر من رأى بالائر الذي كان العتصم بال‬
‫احتجزه با قطائع فاتسعوا با‪.‬‬

‫وبن مسجدًا جامعًا كبيًا وأعظم النفقة عليه وأمر برفع منارته لتعلوا أصوات الؤذني فيها حت ينظر‬
‫إليها من فراسخ فجمع الناس فيه وتركوا السجد الول‪.‬‬

‫‪305‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ث أنه أحدث مدينة ساها التوكلية وعمرها وأقام با وأقطع الناس فيها القطائع وجعلها فيما بي‬
‫الكرخ العروف بفيوز وبي القاطول العروف بكسرى فدخلت الدور والقرية العروفة بالاحوزة‬
‫فيها‪.‬‬

‫وبن با مسجدًا جامعًا‪.‬‬

‫وكان من ابتدائه إياها إل أن نزلا أشهر ونزلا ف أول سنة ست وأربعي ومائتي‪.‬‬

‫ث توف با رحه ال ف شوال سنة سبع وأربعي واستخلف ف هذه الليلة النتصر بال فانتقل عنها إل‬
‫سر من رأى يوم الثلثاء لعشر خلون من شوال ومات با‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬كانت عيون الطف مثل عي الصيد والقطقطانة والرهيمة وعي جل وذواتا للموكلي بالسال‬
‫الت وراء السواد‪ :‬وهي عيون خندق سابور الذي حفره بينه وبي العرب الوكلي بسال الندق‬
‫وغيهم‪.‬‬

‫وذلك أن سابور أقطعهم أرضها فاعتملوها من غي أن يلزمهم لا خراجًا‪.‬‬

‫فلما كان يوم ذي قار ونصر ال العرب بنبيه صلى ال عليه وسلم غلبت العرب على طائفة من تلك‬
‫العيون‪.‬‬

‫وبقي ف أيدي العاجم بعضها‪.‬‬

‫ث لا قدم السلمون الية هربت العاجم بعد أن طمت عامة ما ف أيديهم منها وبقي الذي ف أيدي‬
‫العرب فأسلموا عليه وصار ما عمروه من الرضي عشريًا‪.‬‬

‫ولا مضى أمر القادسية والدائن دفع ما جل عنه أهله من أراضي تلك العيون إل السلمي فأقطعوه‬
‫فصارت عشرية أيضًا وكذلك مرى عيون الطف وأرضيها مرى أعراض الدينة وقرى ند وكل‬
‫صدقتها إل عمال الدينة‪.‬‬

‫‪306‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فلما ول إسحاق بن إبراهيم بن مصعب السواد للمتوكل على ال ضمها إل ما ف يده فتول عمالة‬
‫عشرها وصيها سوادية وهي على ذلك إل اليوم‪.‬‬

‫وقد استخرج عيونٌ إسلمية ف مرى ما سقت عيونا من الرضي هذا الجرى‪.‬‬

‫وحدثن بعض الشايخ أن جلًا مات عند عي المل فنسبت إليه‪.‬‬

‫وقال بعض أهل واسط‪ :‬إن الستخرج لا كان يسمى جلًا‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وسيت العي عيد الصيد لن السمك يتمع فيها‪.‬‬

‫وأخبن بعض الكريزيي أن عي الصيد كانت ما طم فبينا رجل من السلمي يول فيما هناك إذ‬
‫ساخت قوائم فرسه فيها‪.‬‬

‫فنل عنه فخفر فظهر له الاء فجمع قومًا عاونوه على كشف التراب والطي عنها وتنقيتها حت‬
‫عادت إل ما كانت عليه‪.‬‬

‫ث إنا صارت بعد إل عيسى بن علي‪.‬‬

‫وكان عيسى ابتاعها من ولد حسن ابن حسن بن علي بن أب طالب وكانت عنده منهم أم كلثوم‬
‫بنت حسن بن حسن وكان معاوية أقطع السن بن علي عي صيد هذه عوضًا من اللفة مع غيها‪.‬‬

‫وكانت عي الرحبة ما طم قديًا فرآها رجلٌ من حجاج أهل كرمان وهي تبض فلما انصرف من‬
‫حجه أتى عيسى بن موسى متنصحًا فدله عليها فاستقطعها وأرضها واستخرجها له الكرمان فاعتمل‬
‫ما عليها من الرضي وغرس النخل الذي ف طريق العذيب‪.‬‬

‫وعلى فراسخ من هيت عيونٌ تدعى العرق تري هذا الجرى أعشارها إل صاحب هيت‪.‬‬

‫حدثن الثرم عن أب عبيده عن أب عمرو بن العلء قال‪ :‬لا رأت العرب كثرة القرى والنخل‬
‫والشجر قالوا‪ :‬ما رأينا سوادًا أكثر‪.‬‬

‫‪307‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫والسواد الشخص فلذلك سى السواد سوادا‪.‬‬

‫وحدثن القاسم بن سلم قال‪ :‬حدثنا ممد بن عبيد عن ممد بن أب موسى قال خرج‪ :‬علي إل‬
‫السوق فرأى أهله قد حازوا أمكنتهم فقال‪ :‬ليس ذلك لم إن سوق السلمي كمصلهم من سبق إل‬
‫موض ٍع فهو له يومه حت يدعه‪.‬‬

‫حدثن أبو عبيد قال‪ :‬حدثن مروان بن معاوية عن عبد الرحن بن عبيد عن أبيه قال‪ :‬كنا نغدو إل‬
‫السوق ف زمن الغية بن شعبة فمن قعد ف موضع كان أحق به إل الليل‪.‬‬

‫فلما كان زياد قال‪ :‬من قعد ف موضع كان أحق به ما دام فيه‪.‬‬

‫قال مروان‪ :‬وول الغية الكوفة مرتي لعمر مرة ومرة لعاوية‪.‬‬

‫نقل ديوان الفارسية وحدثن الدائن علي بن ممد بن اب سيف عن أشياخه قالوا‪ :‬ل يزل ديوان‬
‫خراج السواد وسائر العراق بالفارسية فلما ول الجاج العراق استكتب زادان فروخ بن بيى وكان‬
‫معه صال بن عبد الرحن مول بن تيم يط بي يديه بالعربية والفارسية‪.‬‬

‫وكان أبو صال من سب سجستان فوصل زادان فروخ صالًا بالجاج وخف على قلبه‪.‬‬

‫فقال له ذات يوم‪ :‬إنك سبب إل المي وأراه قد استخفى ول آمن أن يقدمن عليك وان تسقط‪.‬‬

‫فقال‪ :‬ل تظن ذلك هو أحوج إل منه إليك لنه ل يد من يكفيه حسابه غيي‪.‬‬

‫فقال‪ :‬وال لو شئت أن أحول الساب إل العربية لولته‪.‬‬

‫قال‪ :‬فحول منه شطرًا حت أرة‪.‬‬

‫ففعل‪.‬‬

‫فقال له‪ :‬تارض‪.‬‬

‫فتمارض فبعث إليه الجاج طبيبه فلمي به علة‪.‬‬

‫‪308‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وبلغ زادان فروخ ذلك فأمره أن يظهر‪.‬‬

‫ث إن زادان فروخ قتل أيام عبد الرحن بن ممد بن الشعث الكندي وهو خارج من منلٍ كان فيه‬
‫إل منله أو منل غيه‪.‬‬

‫فاستكتب الجاج صالًا مكانه‪.‬‬

‫فأعلمه الذي كان جرى بينه وبي زادان فروخ ف نقل الديوان‪.‬‬

‫فعزم الجاج على أن يعل الديوان بالعربية‪.‬‬

‫وقلد ذلك صالًا‪.‬‬

‫فقال له مردا نشاه بن زادان فروخ‪ :‬كيف تصنع بد هوية وششوية قال‪ :‬أكتب عشر ونصف عشر‪.‬‬

‫قال‪ :‬فكيف تصنع بويد قال‪ :‬أكتبه أيضًا‪.‬‬

‫والويد النيف والزيادة تزاد‪.‬‬

‫فقال‪ :‬قطع ال أصلك من الدنيا كما قطعت أصل الفارسية‪.‬‬

‫وبذلت له مئة ألف درهم على أن يظهر العجز عن نقل الديوان ويسك عن ذلك فأب ونقله‪.‬‬

‫فكان عبد الميد بن يي كاتب مروان بن ممد يقول‪ :‬ل در صال! ما أعظم منته على الكتاب‪.‬‬

‫وحدثن عمر بن شبة قال‪ :‬حدثن أبو عاصم النبيل قال أنبأ سهل بن أب الصلت قال‪ :‬أجل الجاج‬
‫صال بن عبد الرحن أجلًا حت قلب الديوان‪.‬‬

‫فتوح البال ‪ -‬حلوان قالوا‪ :‬لا فرغ السلمون من أمر جلولء الوقيعة ضم هاشم بن عتبة ابن أب‬
‫وقاص إل جرير بن عبد ال البجلى خيلًا كثيفة ورتبه بلولء ليكون بي السلمي وبي عدوهم‪.‬‬

‫ث إن سعدًا وجه إليهم زهاء ثلثة آلفٍ من السلمي وأمره أن ينهض بم وبن معه إل حلوان‪.‬‬

‫‪309‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فلما كان بالقرب منها هرب يزدجرد إل ناخ ة أصبهان‪.‬‬

‫ففتح جرير حلوان صلحًا على أن كف عنهم وأمنهم على دمائهم وأموالم وجعل لن أحب منهم‬
‫الرب أن ل يعرض لم‪.‬‬

‫ث خلف بلوان جريرًا مع عزرة بن قيس بن غزية البجلي ومضى نو الدينور فلم يفتحها وفتح‬
‫قرماسيي على مثل ما فتح عليه حلوان‪.‬‬

‫وقدم حلوان فأقام با واليًا عليها إل أن قدم عمار بن ياسر الكوفة‪.‬‬

‫فكتب إليه يعلمه أن عمر بن الطاب أمره أن يد به أبا موسى الشعري فخلف جرير عزرة بن قيس‬
‫على حلوان وسار حت أتى أبا موسى الشعري ف سنة تسع عشرة‪.‬‬

‫وحدثن ممد بن سعد عن الواقدي عن ممد بن ناد عن عائشة بنت سعد أب يوقاص قالت‪ :‬لكا‬
‫قتل معاوية حجر بن عدي الكندي قال أب‪ :‬لو رأى معاوية ما كان من حجوم عي قنطرة حلوان‬
‫لعرف أن له غناءً عظيمًا عن السلم‪.‬‬

‫قال الواقدي‪ :‬وقد نزل حلوان قومٌ من ولد جرير بن عبد ال فأعاقبهم با‪.‬‬

‫فتح ناوند قالوا‪ :‬لا هرب يزد جرد من حلوان ف سنة تسع عشرة تكاتبت الفرس وأهل الري‬
‫وقومس وإصبهان وهذان والاهي وتمعوا إل يزد جرد وذلك ف سنة عشرين فأمر عليهم مردا نشاه‬
‫ذا الاجب وأخرجوا رايتهم الدر فشكا بيان وكانت عدة الشركي يومئذ ستي ألفًا ويقال مئة ألف‪.‬‬

‫وقد كان عمار بن ياسر كتب إل عمر بن الطاب بيهم فهم أن يغزوهم بنفسه ث خاف أن ينتشر‬
‫أمر العرب بنجد وغيها وأشي عليه بأن يغزى أهل الشام من شامهم وأهل اليمن من ينهم فخاف إن‬
‫فعل ذلك أن يعود الروم إل أوطانا وتغلب البشة على ما يليها‪.‬‬

‫فكتب إل أهل الكوفة يأمرهم أن يسي ثلثاهم ويبقى ثلثهم لفظ بلدهم وديارهم‪.‬‬

‫وبعث من أهل البصرة بعثًا‪.‬‬

‫‪310‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وقال‪ :‬لستعملن رجلًا يكون لول ما يلقاه من السنة‪.‬‬

‫فكتب إل النعمان بن عمرو بن مقرن الزن وكان مع السائب بن القرع الثقفي بتوليته اليش وقال‪:‬‬
‫إن أصبت فالمي حذيفة بن اليمان فإن أصيب فجرير بن عبد ال الجلي فإن أصيب فالغية ابن شعبة‬
‫فإن أصيب فالشعث بن قيس‪.‬‬

‫وكان النعمان عاملًا على كسكر وناحيتها ويقال بل كان بالدينة فوله عمر أمر هذا اليش مشافهةً‬
‫فشخص منها‪.‬‬

‫وحدثن شيبان قال‪ :‬حدثنا حاد بن سلمة عن أب عمران الون عن علقمة بن عبد ال عن معقل بن‬
‫يسار أن عمر بن الطاب شاور الرمزان فسأل‪ :‬ما ترى أنبدأ بإصبهان أو بأذربيجان فقال الرمزان‪:‬‬
‫إصبهان الرأس وأذربيجان الناحان فإن قطعت الرأس سقط الناحان والرأس‪.‬‬

‫قال‪ :‬فدخل عمر السجد فبصر بالنعمان بن مقرنٍ‪ :‬أما جابيًا فل ولكن غازيا‪.‬‬

‫قال‪ :‬فأنت غاز‪.‬‬

‫فأرسله وكتب إل أهل الكوفة أن يدوه‪.‬‬

‫فأمدوه وفيهم الغية بن شعبة‪.‬‬

‫فبعث النعمان الغية إل ذى الاجبي عظيم العجم بنهاوند فجعل يشق بسطه برمه حت قام بي يديه‬
‫ث قعد على سريره فأمر به فسحب‪.‬‬

‫فقال‪ :‬إن رسولٌ‪.‬‬

‫ث التقى السلمون والشركون فسلسلوا كل عشرةٍ ف سلسلة وكل خسة ف سلسلة لئل يفروا‪.‬‬

‫قال‪ :‬فرمونا حت جرحوا منا جاعة وذلك قبل القتال‪.‬‬

‫‪311‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وقال النعمان‪ :‬شهدت النب صلى ال عليه وسلم فكان إذا ل يقاتل ف أول النهار انتظر زوال الشمس‬
‫وهبوب الرياح ونزول النصر‪.‬‬

‫ث قال‪ :‬إن ها ٌز لوائي ثلث هزات‪ :‬فأما أول هزة فليتوضأ الرجل بعدها وليقض حاجته وأما الزة‬
‫الثانية فلينظر الرجل بعدها إل سيفه أو قال شسعه وليتهيأ وليصلح من شأنه وأما الثالثة فإذا كانت إن‬
‫شاء ال فاحلوا ول يلوين أحدٌ على أحد‪.‬‬

‫فهز لواءه ففعلوا ما أمرعهم وثقل درعه عليه فقاتل وقاتل الناس فكان رحه ال أول قتيل‪.‬‬

‫قال‪ :‬فأتيت النعمان وبه رمقٌ فغسلت وجهه من أدواة ماءٍ كانت معي‪.‬‬

‫فقال‪ :‬من أنت قلت‪ :‬معقل‪.‬‬

‫قال‪ :‬ما صنع السلمون قلت‪ :‬أبشر بفتح ال ونصره‪.‬‬

‫قال‪ :‬المد ل اكتبوا إل عمر‪.‬‬

‫حدثن شيبان قال‪ :‬حدثنا حاد بن سلمة قال‪ :‬حدثن علي بن زيد بن جدعان عن أب عثمان النهدي‬
‫قال‪ :‬أنا ذهبت بالبشارة إل عمر‪.‬‬

‫فقال‪ :‬ما فعل النعمان قلت‪ :‬قتل‪.‬‬

‫قال‪ :‬إنا ل وإنا إليه راجعون‪.‬‬

‫ث بكى فقلت‪ :‬قتل وال ف آخرين ل أعلمهم‪.‬‬

‫قال‪ :‬ولكن ال يعلمهم‪.‬‬

‫وحدثن أحد بن إبراهيم قال‪ :‬حدثنا أبو أسامة وأبو عامر العقدي وسلم بن قتيبة جيعا عن شعبة عن‬
‫علي بن زيد عن أب عثمان النهدي قال‪ :‬رأيت عمر بن الطاب لا جاءه نعى النعمان بن مقرن وضع‬
‫يده على رأسه وجعل يبكي‪.‬‬

‫‪312‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وحدثنا القاسم بن سلم قال‪ :‬حدثنا ممد بن عبد ال النصاري عن النهاس بن قهم عن القاسم بن‬
‫عوف عن أبيه عن السائب بن القرع ‪ -‬أو عن عمر بن السائب عن أبيه شك النصاري ‪ -‬قال‪:‬‬
‫زحف إل السلمي زحفٌ ل ير مثله‪.‬‬

‫فذكر حديث عمر فيما هم به من الغزو بنفسه وتوليته النعمان بن مقرن وأنه بعث إليه بكتابه مع‬
‫السائب وول السائب الغنائم وقال‪ :‬ل ترفعن باطل ول تبسن حقًا‪.‬‬

‫ث ذكر الوقعة‪.‬‬

‫قال‪ :‬فكان النعمان أول مقتولٍ يوم ناوند‪.‬‬

‫ث أخذ حذيفة الراية ففتح ال عليهم‪.‬‬

‫قال السائب‪ :‬فجمعت تلك الغنائم ث قسمتها ث أتان ذو العوينتي فقال‪ :‬إن كن النخي خان ف‬
‫القلعة‪.‬‬

‫قال‪ :‬فصعدتا فإذا أنا بسفطي فيهما جوهر ل أر مثله قط‪.‬‬

‫قال‪ :‬فأقبلت إل عمر وقد راث عنه الب وهو يتطوف الدينة ويسأل‪.‬‬

‫فلما رآن قال‪ :‬ويلك ما وراءك فحدثته بديث الوقعة ومقتل النعمان وذكرت له شأن السفطي‪.‬‬

‫فقال‪ :‬اذهب بما فبعهما ث اقسم ثنها بي السلمي‪.‬‬

‫فأقبلت بما إل الكوفة فأتان شابٌ من قريش يقال له عمرو بن حريث فاشتراها بأعطية الذرية‬
‫والقاتلة‪.‬‬

‫ث انطلق بأحدها إل الية فباعه با اشتراها به من وفضل الخر فكان ذلك أول لوة مال اتذه‪.‬‬

‫وقال بعض أهل السية‪ :‬اقتتلوا بنهاوند يوم الربعاء ويوم الميس ث تاجزوا ث اقتتلوا يوم المعة‪.‬‬

‫وذكر من حديث الوقعة نو حديث حاد بن سلمة‪.‬‬

‫‪313‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وقال ابن الكلب عن أب منف أن النعمان بن مقرن نزل السبيذهان وجعل على ميمنته الشعث بن‬
‫قيس وعلى اليسرة الغية بن شعبة‪.‬‬

‫فاقتتلوا فقتل النعمان ث ظفر السلمون قال‪ :‬وكان فتح ناوند ف سنة تسع عشرة يوم الربعاء ويقال‬
‫ف سنة عشرين‪.‬‬

‫وحدثنا الرفاعي قال‪ :‬حدثنا العنقزي عن أب بكر الذل عن السن وممد قال‪ :‬كانت وقعة ناوند‬
‫سنة إحدى وعشرين‪.‬‬

‫وحدثن الرفاعي قال‪ :‬حدثنا العنقزى عن أب معشر عن ممد بن كعب مثله‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ولا هزم جيش العاجم وظهر السلمون وحذيفة يومئذ على الناس حاصر ناوند‪.‬‬

‫فكان أهلها يرجون فيقاتلون وهزمهم السلمون‪.‬‬

‫ث إن ساك بن عبيد العبسي اتبع رجلًا منهم ذات يوم ومعه ثانية فوارس فجعل ل يبز إليه رج ٌل‬
‫منهم إل قتله حت ل يبق غي الرجل وحده فاستسلم وألقى سلحه فأخذه أسيًا فتكلم بالفارسية‬
‫فدعا له ساك برجل يفهم كلمه فترجه فإذا هو يقول‪ :‬اذهب إل أميكم حت أصاله عن هذه‬
‫الرض وأؤدي إليه الزية وأعطيك على أسرك إياي ما شئت فإنك قد مننت علي إذ ل تقتلن‪.‬‬

‫فقال له‪ :‬وما اسك قال‪ :‬دينار‪.‬‬

‫فانطلق به إل حذيفة فصاله على الراج والزية وأمن أهل مدينته ناوند على أموالم وحيطانم‬
‫ومنازلم‪.‬‬

‫فسميت ناوند ماه دينار‪.‬‬

‫وكان دينار يأت بعد ذلك ساكًا ويهدى إليه ويبه‪.‬‬

‫وحدثن أبو مسعود الكوف عن البارك بن سعيد عن أبيه قال‪ :‬وكانت ناوند من فتوح أهل الكوفة‬
‫والدينور من فتوح أهل البصرة‪.‬‬

‫‪314‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فلما كثر السلمون بالكوفة احتاجوا إل أن يزادوا ف النواحي الت كان خراجها مقسومًا فيهم‬
‫فصيت لم الدينور وعوض أهل البصرة ناوند لنامن إصبهان‪.‬‬

‫فصار فضل ما بي خراج الدينور وناوند لهل الكوفة‪.‬‬

‫فسميت ناوند ماه البصرة والدينور ماه الكوفة وذلك ف خلفة معاوية‪.‬‬

‫وحدثن جاعة من أهل العلم أن حذيفة بن اليمان ‪ -‬وهو حذيفة ابن حسيل بن جابر العبسي حليف‬
‫بن عبد الشهل من النصار وأمه الرباب بنت كعب بن عدي من عبد الشهل ‪ -‬وكان أبو حذيفة‬
‫قتل يوم أحدٍ قتله عبد ال بن مسعود الذل خطاء وهو يسبه كافرًا فأمر رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم بإخراج ديته فوهبه حذيفة للمسلمي‪.‬‬

‫وكان الواقدي يقول‪ :‬سى حسيل باليمان لنه كان يتجر إل اليمن فإذا أتى الدينة قالوا‪ :‬قد جاء‬
‫اليمان‪.‬‬

‫وقال الكلب‪ :‬هو حذيفة بن حسيل بن جابر بن ربيعة بن عمرو بن جروة وجروة هو اليمان نسب‬
‫إليه حذيفة وبينهما آباء وكان قد أصاب ف الاهلية دمًا وهرب إل الدينة وحالف بن عبد الشهل‬
‫فقال قومه‪ :‬هو يان لنه حالف اليمانية‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬انصرف أبو موسى الشعري من ناوند وقد كان سار بنفسه إليها على بعث أهل البصرة مدًا‬
‫للنعمان بن مقرن فمر بالدينور فأقام عليها خسة أيام قوتل منها يومًا واحدًا‪.‬‬

‫ث إن أهلها أقروا بالزية والراج وسألوا المان على أنفسهم وأموالم وأولدهم‪.‬‬

‫فأجابم إل ذلك‪.‬‬

‫وخلف با عامله ف خيل‪.‬‬

‫ث مضى إل ما سبذان فلم يقاتله أهلها‪.‬‬

‫وصاله أهل السي وان على مثل صلح ألد ينور وعلى أن يؤدوا الزية والراج‪.‬‬

‫‪315‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وبث السرايا فيهم فغلب على أرضها‪.‬‬

‫وقومٌ يقولون‪ :‬إن أبا موسى فتح ما سبذان قبل وقعة ناوند وبعث أبو موسى عبد ال بن قيس‬
‫الشعري السائب بن القرع الثقفى ‪ -‬وهو صهره على ابنته وهي أم ممد بن السائب ‪ -‬إل الصيمرة‬
‫مدينة مهر جانقذف ففتحها صلحًا على حقن الدماء وترك السباء والصفح عن الصفراء والبيضاء‬
‫وعلى أداء الزية وخراج الرض‪.‬‬

‫وفتح جيع كور مهر جانقذف‪.‬‬

‫وأثبت الي أنه وجه السائب من الهواز ففتحها‪.‬‬

‫حدثن ممد بن عقبة بن مكرم الضب عن أبيه عن سيف بن عمر التميمي عن أشياخ من أهل الكوفة‬
‫أن السلمي لا غزوا البال فمروا بالقلة الشرقية الت تدعى سن سية ‪ -‬وسية امرأة من ضبة من بن‬
‫معاوية بن كعب بن ثعلبة بن سعد بن ضبة من الهاجرات قال ابن هشام الكلب‪ :‬وقناطر النعمان‬
‫نسبت إل النعمان بن عمرو بن مقرن الزن عسكر عندها وهي قدية‪.‬‬

‫وحدثن العباس بن هشام الكلب عن أبيه عن عوانة قال‪ :‬كان كثي بن شهاب بن الصي بن ذى‬
‫الغصة الارثي عثمانيًا يقع ف علي بن أب طالب ويثبط الناس عن السي ومات قبيل خروج الختار‬
‫بن أب عبيد أو ف أول أيامه وله يقول الختار بن أب عبيد ف سجعه‪ :‬أما ورب السحاب شديد‬
‫العقاب سريع الساب منل الكتاب لنبشن قب كثي بن شهاب الفترى الكذاب ‪.‬‬

‫وكان معاوية وله الري ودستب حينًا من قبله ومن قبل زيادة والغية ابن شعبة عامليه‪.‬‬

‫ث غضب عليه فحبسه بدمشق وضربه جت شخص شريح ابن هانئ الرادي إليه ف أمره فتخلصه‪.‬‬

‫وكان يزيد بن معاوية قد حد مشابعته وأتباعه لواه فكتب إل عبيد ال بن زياد ف توليته ماسبذان‬
‫ومهر جانقذف وحلوان والاهي وأقطعه ضياعًا بالبل فبن قصره العروف بقصر كثي وهو من عمل‬
‫الدينور‪.‬‬

‫وكان زهرة بن الارث بن منصور بن قيس بن كثي بن شهاب اتذ با سبذان ضياعا‪.‬‬

‫‪316‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫حدثن بعض ولد خشرم بن مالك بن هبية السدي أن أول نزول الشارمة ما سبذان كان ف آخر‬
‫أيام بن أمية نزع إليها جدهم من الكوفة‪.‬‬

‫وحدثن العميي عن اليثم بن عدي قال‪ :‬كان زياد ف سفر فانقطع سفشق قائه فأخرج كثي بن‬
‫شهاب إبر ًة كانت مغروزةً ف قلنسوته وخيطًا كان معه فأصلح السفشق‪.‬‬

‫فقال له زياد‪ :‬أنت حازم وما مثلك يعطل‪.‬‬

‫فوله بعض البل‪.‬‬

‫فتح هذان‬

‫قالوا‪ :‬وجه الغية بن شعبة وهو عامل عمر بن الطاب رضي ال عنه على الكوفة بعد عزل عمار بن‬
‫ياسر جرير بن عبد ال البجلي إل هذان وذلك ف سنة ثلث وعشرين فقاتله أهلها ودفع دونا‬
‫فأصيبت عينه بسهم فقال‪ :‬احتسبتها عند ال الذي زين با وجهي ونور ل ما شاء ث سلبنيها ف‬
‫سبيله‪.‬‬

‫ث إنه فتح هذان على مثل صلح ناوند‪.‬‬

‫وكان ذلك ف آخر سنة ثلث وعشرين فقاتله أهلها ودفع عنها وغلب على أرضها فأخذها قسرًا‪.‬‬

‫وقال الواقدي‪ :‬فتح جريرٌ ناوند ف سنة أرعب وعشرين بعد ستة أشهر من وفاة عمر بن الطاب‬
‫رحه ال‪.‬‬

‫وقد روى بعضهم أن الغية بن شعبة سار إل هذان وعلى مقدمته جرير فافتتحها وأن الغية ضم‬
‫هذان إل كثي بن شهاب الارثي‪.‬‬

‫وحدثن عباس بن هشام عن أبيه عن جده وعوانة بن الكم أن سعد بن أب وقاص لا ول الكوفة‬
‫لعثمان ابن عفان ول العلء بن وهب بن عبد بن وهبان أحد بن عامر بن لؤي ماه وهدان‪.‬‬

‫فغدر أهل هذان ونقضوا‪.‬‬

‫‪317‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فقاتلهم ث إنم نزلوا على حكمه فصالهم على أن يؤدوا خراج أرضهم وجزية الرؤوس ويعطوه مئة‬
‫ألف درهم للمسلمي ث ل يعرض لم ف مالٍ ول حرمةٍ ول ولد‪.‬‬

‫وقال ابن الكلب‪ :‬ونسبت القلعة الت تعرف باذران إل السرى بن نسي بن ثور العجلي وهو كان‬
‫أناخ عليها حت فتحها‪.‬‬

‫وحدثن زياد بن عبد الرحن البلخي عن أشياخ من أهل سيسر قال‪ :‬سيت سيسر لنا ف الفاض‬
‫من الرض بي رؤس آكامٍ ثلثي‪.‬‬

‫فقيل‪ :‬ثلثون رأسا ‪.‬‬

‫وكان سيسر تدعى سيسر صدخانيه أي ثلثون رأسًا ومئة عي قالوا‪ :‬ول تزل سيسر وما والها‬
‫مراعى لواشي الكراد وغيهم وكانت با مروجٌ لدواب الهدي أمي الؤمني وأغنامه وعليها مول له‬
‫ك معه يقال له سلم الطيفورى‪.‬‬‫يقال له سليمان بن قياط صاحب صحراء قياط بدينة السلم وشري ٌ‬

‫وكان طيفور مول أب جعفر النصور وهبه للمهدي‪.‬‬

‫فلما كثر الصعاليك والدعار وانتشروا بالبل ف خلفة الهدي أمي الؤمني جعلوا هذه الناحية ملجأ‬
‫لم وحوزًا فكانوا يقطعون ويأوون إليها ول يطلبون لنا حد هذان والدينور وأذربيجان‪.‬‬

‫فكتب سليمان بن قياط وشريكه إل الهدي بيهم وشكيا عرضهم لا ف أيديهم من الدواب‬
‫والغنام‪.‬‬

‫فوجه إليهم جيشًا عظيمًا وكتب إل سليمان وسلم يأمرها ببناء مدينة يأويان إليها وأعوانما‬
‫ورعاتما ويصنان فيها الدواب والغنام من خافاه عليها‪.‬‬

‫فبنيا مدينة سيسر وحصناها وأسكناها الناس‪.‬‬

‫وضم إليها رستاق ما ينهرج من الدينور ورستاق الوزمة من أذربيجان من كورة برزة ورسطف‬
‫وخابنجر فكورت بذه الرساتيق ووليها عام ٌل مفرد وكان خراجها يؤدى إليه‪.‬‬

‫‪318‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ث إن الصعاليك كثروا ف خلفة أمي الؤمني الرشيد وشعثوا سيسر فأمر برمتها وتصينها ورتب فيها‬
‫ألف رجلٍ من أصحاب خاقان الادم السغدي ففيها قوم من أولدهم‪.‬‬

‫ث لا كان ف آخر أيام الرشيد وجه مرة الردين العجلي على سيسر‪.‬‬

‫فحاول عثمان الودي مغالبته عليها فلم يقدر على ذلك وغلبه على ما كان ف يده من أذربيجان أو‬
‫أكثر‪.‬‬

‫ول يزل مرة بن الردين يؤدي الراج عن سيسر ف أيام ممد الرشيد على مقاطعة قاطعه عليها إل أن‬
‫وقعت الفتنة‪.‬‬

‫ث إنا أخذت من عاصم بن مرة فأخرجت من يده ف خلفة الأمون‪.‬‬

‫فرجعت إل ضياع اللفة‪.‬‬

‫وحدثن مشايخ من أهل الفازة وهي متاخة لسيسر أن الرشي لا ول البل جل أهل الفازة عنها‬
‫فرفضوها‪.‬‬

‫وكان للجرشي قائد يقال له هام بن هانئ العبدي فألأ إليه أكثر أهل الفازة ضياعهم وغلب على ما‬
‫فيها‪.‬‬

‫فكان يؤدي حق بيت الال فيها حت توف‪.‬‬

‫وضعف ولده عن القيام با‪.‬‬

‫فلما أقبل الأمون أمي الؤمني من خراسان بعد قتل ممد بن زبيدة يريد مدينة السلم اعترضه بعض‬
‫ولد هام ورجل من أهلها يقال له ممد بن العباس وأخبا بقصتها ورضاء جيع أهلها أن يعطوه‬
‫رقبتها ويكونوا مزارعي له فيها على أن يعزوا وينعوا من الصعاليك وغيهم‪.‬‬

‫فقبلها وأمر بتقويتهم ومعونتهم على عمارتا وصلحتها فصارت من ضياع اللفة‪.‬‬

‫‪319‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وحدثن الدائن أن ليلى الخيلية أتت الجاج فوصلها وسألته أن يكتب لا إل عامله بالري فلما‬
‫صارت بساوة ماتت فدفنت هناك‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬لا انصرف أبو موسى عبد ال بن قيس الشعري من ناوند سار إل الهواز فاستقرها‪.‬‬

‫ث أتى قم وأقام عليها أيامًا ث افتتحها ووجه الحنف بن قيس واسه الضحاك بن قيس التميمي إل‬
‫قاشان ففتحها عنوة‪.‬‬

‫ث لق به‪.‬‬

‫ووحه عمر بن الطاب عبد ال بن بديل بن ورقاء الز اعي إل أصبهان سنة ثلث وعشرين ويقال‬
‫بل كتب عمر إل أب موسى الشعري يأمره بتوجيه جيش إل أصبهان فوجهه ففتح عبد ال بن بديل‬
‫جى صلحًا بعد قتال على أن يؤدي أهلها الراج والزية‪.‬‬

‫وعلى أن يؤمنوا على أنفسهم وأموالم خل ما ف أيديهم من السلح‪.‬‬

‫ووجه عبد ال بن بديل الحنف بن قيس وكان ف جيشه إل اليهودية‪.‬‬

‫فصاله أهلها على مثل ذلك الصلح‪.‬‬

‫وغلب ابن بديل على أرض أصبهان وطساسيجها‪.‬‬

‫وكان العامل عليها إل أن مضت من خلفة عثمان سنة ث ولها عثمان السائب بن القرع‪.‬‬

‫وحدثن ممد بن سعد مول بن هاشم قال‪ :‬حدثنا موسى بن إساعيل عن سليمان بن مسلم عن خاله‬
‫بشي أب أمية أن الشعري نزل بأصبهان فعرض عليهم السلم فأبوا فعرض عليهم الزية فصالوه‬
‫عليها فباتوا على صلح ث أصبحوا على غدر‪.‬‬

‫فقاتلهم وأظهره ال عليهم‪.‬‬

‫قال ممد بن سعد‪ :‬أحسبه عن أهل قم‪.‬‬

‫‪320‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫عن ممد بن إسحاق قال‪ :‬وجه عمر بن بديل الز اعي إل أصبهان‪.‬‬

‫وكان مرزبانا مسنًا يسمى الفادوسفان‪.‬‬

‫فحاصره وكاتب أهل الدينة فخذلم عنه فلما رأى الشيخ التباث الناس عليه اختار ثلثي رجلًا من‬
‫الرماة يثق ببأسهم وطاعتهم ث خرج من الدينة هاربًا يريد كرمان ليتبع يزدجرد و يلحق به‪.‬‬

‫فانتهى خبه إل عبد ال بن بديل فاتبعه ف خيل كثيفة فالتفت العجمي إليه وقد عل شرفًا فقال‪:‬‬
‫ابق على نفسك فليس يسقط لن ترى سهم فإن حلت رميناك وإن شئت أن تبارزنا بارزناك‪.‬‬

‫فبارز العجمي فضربه ضربة وقعت على قربوس سرجه فكسرته وقطعت اللبب‪.‬‬

‫ث قال له‪ :‬يا هذا! ما أحب قتلك فإن أراك عاقلًا شجاعًا فهل لك ف أن أرجع معك فأصالك على‬
‫أداء الزية عن أهل بلدي فمن أقام كان ذمة ومن هرب ل تعرض له وأدفع الدينة إليك‪.‬‬

‫فرجع ابن بديل معه ففتح جى ووف با أعطاه وقال‪ :‬يا أهل أصبهان! رأيتكم لئامًا متخاذلي فكنت‬
‫أهلًا لا فعلت بكم‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وسار ابن بديل ف نواحي أصبهان سهلها وجبلها فغلب عليها وعاملهم ف الراج نو ما عامل‬
‫عليه أهل الهواز‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وكان فتح أصبهان وأرضها ف بعض سنة ثلث وعشرين وأربع وعشرين‪.‬‬

‫وقد روى أن عمر بن الطاب وجه عبد ال بن بديل ف جيش فواف أبا موسى وقد فتح قم وقاشان‪.‬‬

‫فغزوا جيعًا أصبهان وعلى مقدمتها أب موسى الشعري الحنف بن قيس ففتحا اليهودية جيعًا على‬
‫ما وصفنا ث فتح ابن بديل جى وسارا جيعًا ف أرض أصبهان فغلبا عليها‪.‬‬

‫وأصح الخبار أن أبا موسى فتح قم وقاشان وأن عبد ال بن بديل فتح جى واليهودية‪.‬‬

‫‪321‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وحدثن أبو حسان الزيادي عن رجل من ثقيف قال‪ :‬كان لعثمان بن أب العاص الثقفي مشهدٌ‬
‫بإصبهان‪.‬‬

‫وحدثنا ممد بن يي التميمي عن أشياخه قال‪ :‬كانت للشراف من أهل إصبهان معاقل بفر باذ من‬
‫رستاق الثيمرة الكبى ببهجاورسان وبقلعةٍ تعرف باربي‪.‬‬

‫فلما فتحت جى دخلوا ف الطاعة على أن يؤدوا الراج وأنفوا من الزية فأسلموا‪.‬‬

‫وقال الكلب وأبو اليقظان‪ :‬ول الذيل بن قيس العنبي إصبهان ف أيام مروان فمذ ذاك صار العنبيون‬
‫إليها‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وكان جد دلف وأبو دلف القاسم بن عيسى بن إدريس ابن معقل العجلي يعال العطر ويلب‬
‫الغنم‪.‬‬

‫فقدم البل ف عدةٍ من أهله فنلوا قريةً من قرى هذان تدعى مس‪.‬‬

‫ث إنم أثروا واتذوا الضياع‪.‬‬

‫ووثب إدريس بن معقل على رجلٍ من التجار كان له عليه مالٌ فخنقه ويقال‪ :‬بل خنقه وأخذ ماله‪.‬‬

‫فحمل إل الكوفة وحبس با ف ولية يوسف بن عمر الثقفي العراق زمن هشام بن عبد اللك‪.‬‬

‫ث إن عيسى بن إدريس نزل الكرج وغلب عليها وبن حصنها وكان حصنًا رثًا‪.‬‬

‫وقويت حال أب دلف القاسم بن عيسى وعظم شأنه عند السلطان فكب ذلك الصن ومدن الكرج‬
‫فقيل‪ :‬كرج أب دلف‪.‬‬

‫والكرج اليوم مصرٌ من المصار‪.‬‬

‫‪322‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وكان الأمون وجه علي بن هشام الر وزي إل قم وقد عصا أهلها وخالفوا ومنعوا الراج وأمره‬
‫بحاربتهم وأمده باليوش ففعل وقتل رئيسهم وهو يي بن عمران وهدم سور مدينتهم وألصقه‬
‫بالرض وجباها سبعة آلف ألف درهم وكسرًا وكان أهلها قبل ذلك يتظلمون من ألفي ألف درهم‪.‬‬

‫وقد نقضوا ف خلفة أب عبد ال العتز بال ابن التوكل على ال فوجه إليهم موسى ابن بغا عامله‬
‫على البل لحاربة الطالبيي الذين ظهروا بطبستان ففتحت عنوة وقتل من أهلها خلقٌ كثي‪.‬‬

‫وكتب العتز بال ف حل جاعةٍ من وجوهها‪.‬‬

‫مقتل يزد جرد بن شهريار بن كسرى قالوأ هرب يزدجر من الدائن إل حلوان ث إل إصبهان‪.‬‬

‫فلما فرغ السلمون من أمر ناوند هرب من إصبهان إل اصطخر‪.‬‬

‫فتوجه عبد ال ابن يديل بن ورقاء بعد فتح إصبهان لتباعه فلم يقدر عليه‪.‬‬

‫وواف أبو موسى الشعري اصطخر فرام فتحها فلم يكنه ذلك وعاناها عثمان بن أب العاص الثقفى‬
‫فلم يقدر عليها‪.‬‬

‫وقدم عبد ال بن عامر بن كريز البصرة سنة تسع وعشرين وقد افتتحت فارس كلها إل اصطخر‬
‫وجور فهم يزد جرد بأن يأت طبستان وذلك أن مرزبانا عرض عليه وهو بإصبهان أن يأتيها وأخبه‬
‫بصانتها ث بدا له فهرب إل كرمان واتبعه ابن عامر ماشع بن مسعود السلمي وهرم بن حيان‬
‫العبدى فمضى ماشع فنل بيمنذ من كرمان فأصاب الناس الدمق وهلك جيشه فلم ينج إل القليل‬
‫فسمى القصر قصر ماشع‪.‬‬

‫وانصرف ماشع إل ابن عامر‪.‬‬

‫وكان يزد جرد جلس ذات يوم بكرمان فدخل عليه كرزبانا فلم يكلمه تيهًا فأمر بر رجله وقال‪ :‬ما‬
‫أنت بأه ٍل لولية قريةٍ فضلًا عن اللك ولو علم ال فيك خيًا ما صيك إل هذه الال‪.‬‬

‫فمضى إل سجستان فأكرمه للكها وأعظمه فلما مضت عليه أيامٌ سأله عن الراج فتنكر له‪.‬‬

‫‪323‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فلما رأى بزدجرد ذلك سار إل خراسان فلما صار إل حد مرو تلقاه ما هويه مرزبانا معظكًا مبجلًا‬
‫وقدم عليه نيزنك عنده شهرًا ث شخص وكتب إليه يطب ابنته فأغاظ ذلك يزدجرد وقال‪ :‬اكتبوا‬
‫إليه إنا أنت عبدٌ من عب ٌد من عبيدي فما جرأك على أن تطب إل وأمر بحاسبة ما هويه مرزبان مرو‬
‫وسأله عن الموال‪.‬‬

‫فكتب ماهويه إل نيزك يرضه عليه ويقول‪ :‬هذا الذي قدم مفلولًا طريدًا فمننت عليه ليد عليه ملكه‬
‫فكتب إليك با كتب‪.‬‬

‫ث تضافرا على قتله‪.‬‬

‫وأقبل نيزك ف التراك حت نزل النابذ فحاربوه فتكافأ الترك ث عادت الدائرة عليه فقتل أصحابه‬
‫ونب عسكره‪.‬‬

‫فأتى مدينة مرو فلم يفتح له فنل عن دابته ومشى حت دخل بيت طحانٍ على الرغاب ويقال إنه دس‬
‫إل الطحان فأمره بقتله فقتله ث قال‪ :‬ما ينبغي لقاتل ملك أن يعيش‪.‬‬

‫فأمر بالطحان فقتل‪.‬‬

‫ويقال إن الطحان قدم له طعامًا فأكل وأتاه بشراب يشرب فسكر فلما كان الساء أخرج تاجه‬
‫فوضعه على رأسه فبصر به الطحان فطمع فيه فعمد إل رحا فألقاها عليه فلما قتله أخذ تاجه وثيابه‬
‫وألقاه ف الاء‪.‬‬

‫ث عرف ما هويه خبه فقتل الطحان وأهل بيته وأخذ التاج والثياب‪.‬‬

‫ويقال إن يزد جرد نذر برسل ما هويه ‪ -‬فهرب ونزل الاء‪.‬‬

‫فطلب من الطحان فقال‪ :‬قد خرج من بيت‪.‬‬

‫فوجدوه ف الاء‪.‬‬

‫فقال‪ :‬خلوا عن أعطكم منطقت وخاتي وتاجي‪.‬‬

‫‪324‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فتغيبوا عنه‪.‬‬

‫وسألم شيئًا يأكل به خبزًا فأعطاهم بعضهم أربعة دراهم‪.‬‬

‫فضحك وقال‪ :‬لقد قيل ل إنك ث إنه هجم عليه بعد ذلك قو ٌم وجهتهم ما هويه لطلبه‪.‬‬

‫فقال‪ :‬ل تقتلون واحلون إل ملك العرب لصاله عن وعنكم‪.‬‬

‫فأبوا ذلك وخنقوه بوتر ث أخذوا ثيابه فجعلت ف جراب وألقوا جثته ف الاء‪.‬‬

‫ووقع فيوز بن يزد جرد فيما يزعمون إل الترك فزوجوه وأقام عندهم‪.‬‬

‫فتح الري وقومس حدثن العباس بن هشام الكلب عن أبيه عن أب منف أن عمر بن الطاب رضي‬
‫ال عنه كتب إل عمار بن ياسر وهو عامله على الكوفة بعد شهرين من وقعة ناوند يأمره أن يبعث‬
‫عروة بن زيد اليل الطائي إل الري ودستسب ف ثانية آلف ففعل‪.‬‬

‫وسار عروة إل ما هناك‪.‬‬

‫فجمعت له الديلم وأمدهم أهل الري فقاتلوه فأظهره ال عليهم فقتلهم واجتاحهم‪.‬‬

‫ث خلف حنظلة بن زيد أخاه وقدم على عمار فسأله أن يوجهه إل عمر وذلك أنه كان القادم عليه‬
‫بي السر فأحب أن يأتيه با يسره‪.‬‬

‫فلما رآه عمر قال‪{ :‬إنا ل وإنا إليه راجعون}‪ .‬فقال عروة‪ :‬بل احد ال فقد نصرنا وأظهرنا‪.‬‬

‫وحدثه بديثه فقال‪ :‬هل أقمت وأرسلت قال‪ :‬قد استخلفت أخي وأحببت أن آتيك بنفسي‪.‬‬

‫فسماه البشي‪.‬‬

‫وقال عروة‪ :‬ويومًا بأكناف النخيلة قبلها شهدت فلم أبرح أدمى وأكلم وأيقنت يوم الديلميي أنن‬
‫مت ينصرف وجهي إل القوم يهزموا مافظةً أن امرؤ ذو حفيظة إذا ل أجد مستأخرًا أتقدم النذر بن‬
‫حسان بن ضرار أحد بن مالك بن زبد شرك ف دم مهران يوم النخيلة‪.‬‬

‫‪325‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫قالوا‪ :‬فلما انصرف عروة بعث حذيفة على جيشه سلمة بن عمرو بن ضرار الضب ويقال الباء بن‬
‫عازب وقد كانت وقعة عروة كسرت الديلم وأهل الري فأناخ على حصن الفرخان ابن الزينبدى‬
‫والعرب يسمونه الزينب وكان يدعى عارين‪.‬‬

‫فصاله ابن الزينب بعد قتالٍ على أن يكونوا ذمة يؤدون الزية والراج وأعطاه عن أهل الري وقو‬
‫ف على أن ل يقتل منهم أحدًا ول يسبيه ول يهدم لم بيت نار وأن يكونوا أسوة‬
‫مس خس مئة أل ٍ‬
‫أهل ناوند ف خراجهم‪.‬‬

‫وصاله أيضًا عن أهل دسنسب الرازي وكانت دسنسب قسمي قسما رازيًا وقسما هذانيًا‪.‬‬

‫ووجه سليمان ب عمر الضب ويقال الباء بن عازب إل قو مس خيلًا فلم يتنعوا أبواب الدامغان‪.‬‬

‫ث لا عزل عمر بن الطاب رضي ال عنه عمارًا وول الغية بن شعبة الكوفة ول الغية بن شعبة‬
‫كثي بن شهاب الارثى الري ودستب‪.‬‬

‫وكان لكثي أثرٌ جيلٌ يوم القادسية‪.‬‬

‫فلما صاروا إل الري وجد أهلها قد نقضوا فقاتلهم حت رجعوا إل الطاعة وأذعنوا بالراج وغزا‬
‫الديلم فأوقع بم وغزا البب والطيلسان‪.‬‬

‫فحدثن حفص بن عمر العمري عن اليثم بن عدي عن ابن عياش المذان وغيه أن كثي بن شهاب‬
‫كان على الري ودستب وقزوين وكان جيلًا حازمًا مقعدًان فكان يقول‪ :‬ما من مقعد إل وهو عيال‬
‫على أهله سواي‪.‬‬

‫وكان إذا ركب ثابت سويقتيه كالحراثي‪.‬‬

‫وكان إذا غزا أخذ كل امرئ من معه بترس ودرع وبيضة ومسلة وخس إبرٍ وخيوط كتان وبخصفٍ‬
‫ومقراض وملةٍ تليسة‪.‬‬

‫‪326‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وكان بيلًا وكانت له جفنه توضع بي يديه فإذا جاءه إنسان قال‪ :‬ل أبا لك! أكانت لك علينا عي‬
‫وقال يوما‪ :‬ي غلم! أطعمنا‪.‬‬

‫فقال‪ :‬ما عندي إل خبز وبقل‪.‬‬

‫فقال‪ :‬وهل اقتتلت فارس والروم إل على البز والبقل‪.‬‬

‫وول الري ودستب أيضًا أيام معاوية حينًا‪.‬‬

‫قال‪ :‬ولا ول سعد بن أب وقاص الكوفة ف مرته الثانية أتى الري‪.‬‬

‫وكانت ملتاثةً فأصلحها‪.‬‬

‫وغزا الديلم وذلك ف أول سنة خس وعشرين ث انصرف‪.‬‬

‫وحدثن بكر بن اليثم عن يي بن ضريس قاضي الري قال‪ :‬ل تزل الري بعد أن فتحت أيام حذيفة‬
‫تنتقض وتفتح حت كان آخر من فتحها قرظة بن كعب النصاري ف ولية أب موسى الكوفة لعثمان‬
‫فاستقامت‪.‬‬

‫وكان عمالا ينلون حصن الزنبدى ويمعون ف مسجدٍ اتذ بضرته‪.‬‬

‫وقد دخل ذلك ف فصيل الحدثة‪.‬‬

‫وكانوا يغزون الديلم من دستب‪.‬‬

‫قال‪ :‬وقد كان قرظة بعد ول الكوفة لعلي ومات با فصلى عليه علي رضي ال عنه‪.‬‬

‫وحدثن عباس بن هشام عن أبيه عن جده قال‪ :‬ول علي يزيد بن حجبة بن عامر بن تيم ال بن ثعلبة‬
‫بن عكابة الري ودستب‪.‬‬

‫فكسر الراج فحبسه فخرج فلحق بعاوية‪.‬‬

‫‪327‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وقد كان أبو موسى غزا الري بنفسه وقد نقض أهلها ففتحها على أمرها الول‪.‬‬

‫وحدثن جعفر بن ممد الرازي قال‪ :‬قدم أمي الؤمني الهدي ف خلفة النصور فبن مدينة الري الت‬
‫الناس با اليوم وجعل حولا خندقًا وبن فيها مسجدًا جامعًا جرى على يدي عمار بن أب الصيب‬
‫وكتب اسه على حائطه‪.‬‬

‫فأرخ بناءها سنة ثان وخسي ومئة‪.‬‬

‫وجعل لا فصيل يطيف به فارقان من آجر وساها الحمدية فأهل الري يدعون الري الدينة الداخلة‬
‫ويسمون الفصيل الدينة الارجة‪.‬‬

‫وحصن الزنبدى ف داخل الحمدية‪.‬‬

‫وكانالهدي قد أمر برمته ونزله‪.‬‬

‫وهو مطل على السجد الامع ودار المارة وقد كان جعل بعد سجنًا‪.‬‬

‫قال‪ :‬وكانت مدينة الري تدعى ف الاهلية ارازى فيقال إنه خسف با‪.‬‬

‫وهي على ست فراسخ من الحمدية وبا سيت الري‪.‬‬

‫قال‪ :‬وكان الهدي ف أول مقدمه الري نزل قرية يقال لا السي وان‪.‬‬

‫قال‪ :‬وف قلعة الفرخان يقول الشاعر وهو الغطمش بن العور بن عمرو الضب على الو سق اللعون‬
‫بالري ل ين على رأسه داعي النية يلمع قال بكر بن اليثم‪ :‬حدثن يي بن ضريس القاضي قال‪:‬‬
‫كان الشعب دخل الري مع قتيبة بن مسلم‪.‬‬

‫فقال له‪ :‬ما أحب الشراب إليك فقال‪ :‬أهونه وجودًا وأعزه فقدًا‪.‬‬

‫قال‪ :‬ودخل سعيد بن جبي الري أيضًا فلقيه الضحاك فكتب عنه التفسي‪.‬‬

‫‪328‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫قال‪ :‬وكان عمرو بن معدي كرب الزبيدي غزا الري أول ما غزيت فلما انصرف توف فدفن فوق‬
‫روذة وبوسنة بوضع يسمى كرمانشاهان‪.‬‬

‫وبالري دفن الكسائي النحوي واسه علي بن حزة‪.‬‬

‫كان شخص إليها مع الرشيد رحه ال وهو يريد خرا سان‪.‬‬

‫وبا مات الجاج بن أرطاة‪.‬‬

‫وكان شخص إليها مع الهدي ويكن أبا أرطاة‪.‬‬

‫وقال الكلب‪ :‬نسب قصر جابر بدستب إل جابر أحد بن زيبان ابن تيم ال بن ثعلبة‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ول تزل وظيفة الري أثن عشر ألف ألف درهم حت مر با الأمون منصرفًا من خرا سان يريد‬
‫مدينة السلم فأسقط من وظيفتها ألفي ألف درهم وأسجل بذلك لهلها‪.‬‬

‫فتح قزوين وزنان حدثن عدةٌ من أهل قزوين وبكر بن اليثم عن شيخ من أهل الري قالوا‪ :‬وكان‬
‫حصن قزوين يسمى بالفارسية كشوين ومعاه الد النظور إليه أي الحفوظ‪.‬‬

‫وبينه وبي الديلم جبل ول يزل فيه لهل فارس مقاتلةٌ من الساورة يرابطون فيه فيدفعون الديلم إذا ل‬
‫يكن بينهم هدنة ويفظون بلدهم من متلصصيهم وغيهم إذا جرى بينهم صلح‪.‬‬

‫وكانت دستب مقسومة بي الري وهذان فقسم يدعى الرازي وقسم يدعى المذان‪.‬‬

‫فلما ول الغية بن شعبة الكوفة ول جرير بن عبد ال هذان وول الباء بن عازب قزوين وأمره أن‬
‫يسي إليها فإن فتحها ال على يده غزا الديلم منها وإنا كان مغزاهم قبل ذلك من دستب‪.‬‬

‫فسار الباء ومعه حنظلة بن زيد اليل حت أتى أبر‪.‬‬

‫فقام على حصنها وهو حصن بناه بعض العاجم على عيونٍ سدها بلود البقر والصوف واتذ عليها‬
‫دكة ث أنشأ الصن عليها‪.‬‬

‫‪329‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فقاتلوه ث طلبوا المان فآمنهم على مثل ما أمن عليه حذيفة أهل ناوند وصالهم ث غزا أهل حصن‬
‫قزوين‪.‬‬

‫فلما بلغهم قصد السلمي لم وجهوا إل الديالة يسئلونم نصرتم فوعدوهم أن يفعلوا‪.‬‬

‫وحل الباء والسلمون بعقوتم فخرجوا لقتالم والديلميون وقوف على البل ل يدون إل السلمي‬
‫يدًا‪.‬‬

‫فلما رأوا ذلك طلبوا الصلح‪.‬‬

‫فعرض عليهم ما أعطى أهل أبر فأنفوا من الزية وأظهروا السلم‪.‬‬

‫فقبل إنم نزلوا على مثل ما نزل عليه أساوره البصرة من السلم على أن يكونوا مع من شاؤا‪.‬‬

‫فنلوا الكوفة وحالفوا زهرة بن حوية فسموا حراء الديلم‪.‬‬

‫وقيل إنم أسلموا وأقاموا بكانم وضارت أرضوهم عشرية‪.‬‬

‫فرتب الباء معهم خس مئة رجل من السلمي معهم طليحة بن خويلد السدي وأقطعهم أرضي ل‬
‫حق فيها لحد‪.‬‬

‫قال بكر‪ :‬وأنشدن رجل من أهل قزوين لد أبيه وكان مع الباء‪ :‬قد علم الديلم إذ تارب حي أتى‬
‫ف جيشه ابن عازب بأن ظن الشركي كاذب فكم قطعنا ف دجى الغياهب من جبلٍ وع ٍر ومن سبا‬
‫سب وغزا الديلم حت أدوا إليه التاوة‪.‬‬

‫وغزا جيلن والبي والطيلسان‪.‬‬

‫وفتح زنان عنوة‪.‬‬

‫ولا ول الوليد بن عقبة بن أب معيط بن أب عمرو بن أمية الكوفة لعثمان بن عفان غزا الديلم وول‬
‫سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية بعد الوليد فغزا الديلم ومصر قزوين‪.‬‬

‫‪330‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فكانت ثغر أهل الكوفة وفيها بنيانم‪.‬‬

‫وحدثن أحد بن إبراهيم الدورقي قال‪ :‬ثنا خلف بن تيم قال‪ :‬ثنا زائدة بن قدامه عن إساعيل بن مرة‬
‫المذان قال‪ :‬قال علي بن أب طالب رضي ال عنه‪ :‬من كره منكم أن يقاتل معنا معاوية فليأخذ‬
‫عطاءه وليخرج إل الديلم فليقاتلهم‪.‬‬

‫قال‪ :‬وكنت ف النخبة فأخذنا أعطياتنا وخرجنا إل الديلم ونن أربعة آلف أو خسة آلف‪.‬‬

‫وحدثنا عبد ال بن صال العجلي عن ابن يان عن سفيان قال‪ :‬أغزى علي رضي ال عنه الربيع بن‬
‫خثيم الثوري الديلم وعقد له علي أربعة آلفٍ من السلمي‪.‬‬

‫وحدثن بعض أهل قزوين قال‪ :‬بقزوين مسجد الربيع بن خثيم معروف وكانت فيه شجرة تتمسح با‬
‫العامة‪.‬‬

‫ويقال إنه غرس سواكه ف الرض فأورق حت كانت الشجرة منه فقطعها عامل طاهر بن عبد ال بن‬
‫طاهر ف خلفة أمي الؤمني التوكل على ال خوفًا من أن يفتت با الناس‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وكان موسى الادي لا صار إل الري أتى قزوين فأمر ببناء مدينة بازائها‪.‬‬

‫وهي تعرف بدينة موسى‪.‬‬

‫وابتاع أرضًا تدعى رستماباذ فوقفها على مصال الدينة‪.‬‬

‫وكان عمر الرومي موله يتولها ث تولها بعده ممد بن عمرو‪.‬‬

‫وكان البارك التركي بن حصنًا يسمى مدينة البارك وبا قومٌ من مواليه‪.‬‬

‫وحدثن ممد بن هارون الصبهان قال‪ :‬مر الرشيد بمذان وهو يريد خرا سان واعترضه أهل قزوين‬
‫فأخبوه بكانم من بلد العدو وغنائهم ف ماهدته وسألوه النظر لم وتفيف ما يلزمهم من عشر‬
‫غلتم ف القضية‪.‬‬

‫‪331‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فصي عليهم ف كل سنةٍ عشرة آلف درهم مقاطعةً‪.‬‬

‫وكان القاسم ابن أمي الؤمني الرشيد ول جرجان وطبستان وقزوين فألأ إليه أهل زنان ضياعهم‬
‫تعززًا به ودفعًا لكروه الصعاليك وظلم العمال عنهم وكتبوا له عليها الشربة وصاروا مزارعي له‪.‬‬

‫وهي اليوم من الضياع‪.‬‬

‫وكان القاقرزان عشريًا لن أهله أسلموا عليه وأحيوه بعد افسلم فألأوه إل القاسم أيضًا على أن‬
‫جعلوا له عشرًا ثانيًا سوى عشر بيت الال‪.‬‬

‫فصار أيضًا ف الضياع‪.‬‬

‫ول تزل دستب على قسميها بعضها من الري وبعضها من هذان إل أن سعى رجلٌ من بقزوين من‬
‫بن تيم يقال له حنظلة بن خالد يكن أبا مالك ف أمرها حت صيت كلها إل قزوين‪.‬‬

‫فسمعه رجل من أهل بلده يقول‪ :‬كورتا وأنا أبو مالك‪.‬‬

‫فقال‪ :‬بل أفسدتا وأنت أبو هالك‪.‬‬

‫وحدثن الدائن وغيه أن الكراد عاثوا وأسدوا ف أيام خروج عبد الرحن بن ممد بن الشعث‪.‬‬

‫فبعث الجاج عمرو بن هان العبسي ف أهل دمشق إليهم فأوقع بم وقتل منهم خلقًا‪.‬‬

‫ث أمره بغزو الديلم فغزاهم ف أثن عشر ألفًا فيهم من بن عجل ومواليهم من أهل الكوفة ثانون‬
‫منهم‪ :‬ممد بن سنان العجلى‪.‬‬

‫فحدثن عوف بن أحد العبدي قال‪ :‬حدثن أبو حنش العجلى عن ابيه قال‪ :‬أدركت رجلًا من‬
‫التميميي الذين وجههم الجاج لرابطة الديلم فحدثن قال‪ :‬رأيت من موال بن عجل رجلًا يزعم أنه‬
‫صليبه فقلت‪ :‬إن أباك كان ل يب بنسبه ف العجم ولية ف العرب بدلًا فمن أين زعمت أنك‬
‫صليبه‪.‬‬

‫‪332‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فقال‪ :‬أخبتن أمي بذلك‪.‬‬

‫فقلت‪ :‬هي مصدقة هي أعلم بأبيك‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وكان ممد بن سنان العجلي نزل قرية من قرى دستب ث صار إل قزوين فبن دارًا ف ربضها‪.‬‬

‫فعذله أهل الثغر وقالوا‪ :‬عرضت نفسك للتلف وعرضتنا للوهن إن نالك العدو بسوء‪.‬‬

‫فلم يلتفت إل قولم‪.‬‬

‫فأمر ولده وأهل بيته فبنوا معه خارج الدينة ث انتقل الناس بعد قالوا‪ :‬وكان أبو دلف القاسم بن‬
‫عيسى غزا الديلم ف خلفة الأمون وهو وال ف خلفة العتصم بال أيام ولية الفشي البال‪.‬‬

‫ففتح حصونًا منها اقليسم صال أهله على إتاوة‪.‬‬

‫زمنها بومج فتحه عنو ًة ث صال أهله على إتاوة‪.‬‬

‫ومنها اليلم ومنها انداق ف حصونٍ أخر‪.‬‬

‫وأغزى الفشي غي أب دلف ففتح أيضًا من الديلم حصونًا‪.‬‬

‫ولا كانت سنة ‪ 253‬وجه أمي الؤمني العتز بال موسى بن بغا الكبي موله إل الطالبيي الذين‬
‫ظهروا بالديلم وناحية طبستان‪.‬‬

‫وكانت الديالة قد اشتملت على رجل منهم يعرف بالكواكب‪.‬‬

‫فغزا الديلم وأوغل ف بلدهم وحاربوه فأوقع بم وثقلت وطأته عليهم واشتدت نكايته‪.‬‬

‫وأخبن رجل من أهل قزوين أن قبور هؤلء الندماء براوند من عمل إصبهان وأن الشاعر إنا قال‪:‬‬
‫أل تعلما أن براوند مفردٌ وحدثن عبد ال بن صال العجلي قال‪ :‬بلغن أن ثلثة نف ٍر من أهل الكوفة‬
‫كانوا ف جيش الجاج الذي وجهه إل الديلم‪.‬‬

‫‪333‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فكانوا يتنادمون ثلثتهم ول يالطون غيهم‪.‬‬

‫فإنم على ذلك إذ مات أحدهم فدفنه صاحباه‪.‬‬

‫وكانا يشربان عند قبه فإذا بلغته الكأس هرقاها على قبه وبكيا‪.‬‬

‫ث إن الثان مات فدفنه الباقي إل جانبه‪.‬‬

‫وكان يلس عند قبيهما فيشرب ث يصب على القب الذي يليه ث على الخر ويبكي فأنشأ ذات يوم‬
‫يقول‪ :‬خليلي هبا طال ما قد رقدتا أجد كما ما تقضيان كراكما أل تعلما أن بقزوين مفردٌ ومال‬
‫فيها من خلي ٍل سواكا مقيمًا على قبيكما لست بارحًا طوال الليال أو ييب صداكما سأبكيكما‬
‫طول الياة وما الذي يرد على ذي لوعةٍ أن بكاكما ث ل يلبث أن مات فدفن عند صاحبيه فقبورهم‬
‫تعرف بقبور الندماء‪.‬‬

‫فتح أذربيجان حدثنا السي بن عمرو الرديلي عن واقد الرديلي عن مشايخ أدركهم أن الغية بن‬
‫شعبة قدم الكوفة واليًا من قبل عمر بن الطاب ومعه كتاب إل حذيفة بن اليمان بولية أذربيجان‪.‬‬

‫فأنقذه إليه وهو بنهاوند أو بقربا‪.‬‬

‫فسار حت أتى أردبيل وهي مدينة أذربيجان وبا مرزبانا وإليه جباية خراجها‪.‬‬

‫وكان الرزبان قد جع إليه القاتلة من أهل باجرون وميمذ والنرير وسراة والشيز واليانج وغيهم‪.‬‬

‫فقاتلوا السلمي قتالًا شديدًا أيامًا ث أن الرزبان صال حذيفة عن جيع أهل أذربيجان على ثان مئة‬
‫ألف درهم وزن ثانية على أن ليقتل منهم أحدًا ول يسبيه ول يهدم بيت نار ول يعرض لكراد‬
‫البلسجان وسبلن وساتر ودان ول ينع أهل الشيز خاصةً من الزفن ف أعيادهم وإظهار ما كانوا‬
‫يظهرونه‪.‬‬

‫ث أنه غزا موقان وجيلن فأوقع بم وصالهم على إتاوة‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ث عزل عمر حذيفة وول أذربيجان عتبة بن فرقد السلمي‪.‬‬

‫‪334‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فأتاها من الوصل ويقال بل أتاها من شهرزور على السلق الذي يعرف اليوم بعاوية الودي‪.‬‬

‫فلما دخل أردبيل وجد أهلها على العهد‪.‬‬

‫ح فغزاها فظفر وغنم وكان معه عمر بن عتبة الزاهد‪.‬‬


‫وانتفضت عليه نوا ً‬

‫وروى الواقدي ف إسناده أن الغية بن شعبة غزا أذربيجان من الكوفة ف سنة ‪ 22‬حت انتهى إليها‬
‫ففتحها عنوة ووضع عليها الراج‪.‬‬

‫وروى ابن الكلب عن أب منف أن الغية غزا أذربيجان سنة عشرين ففتحها‪.‬‬

‫ث إنم كفروا فغزاها الشعث بن قيس الكندي ففتح حصن باجرون وصالهم على صلح الغية‬
‫ومضى الشعث إل اليوم‪.‬‬

‫وكان أبو منف لوط بن يي يقول‪ :‬إن عمر ول سعدًا ث عمارًا ث الغية ث رد سعد وكتب إليه‬
‫وإل أمراء النصار ف قدوم الدينة ف السنة الت توف فيها‪.‬‬

‫فلذلك حضر سعد الشورى وأوصى القائم باللفة أن يرده إل عمله‪.‬‬

‫وقال غيه‪ :‬توف عمر والغية واليه على الكوفة وأوصى بتولية سعد الكوفة وتولية أب موسى البصرة‬
‫فولها عثمان ث عزلما‪.‬‬

‫وحدثن الذائن عن علي بن ماهد عن عاصم الحول عن أب عثمان النهدي قال‪ :‬عزل عمر حذيفة‬
‫عن أذربيجان واستعمل عليها عتبة بن فرقد السلمي‪.‬‬

‫فبعث إليه بأخبصة قد أدرجها ف كرابيس‪.‬‬

‫فلما وردت عليه قال‪ :‬أورق قالوا‪ :‬ل قال‪ :‬فما هي قال‪ :‬لطف بعث به‪.‬‬

‫فلما نظر إليه قال‪ :‬ردوها عليه‪.‬‬

‫وكتب إليه‪ :‬يا ابن أم عتبة إنك لتأكل البيص من غي كد أبيك‪.‬‬

‫‪335‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وقال عتبة‪ :‬قدمت من أذربيجان وافدًا على عمر فإذا بي يديه عصلة جزور‪.‬‬

‫وحدثن الدائن عن عبد ال بن القاسم عن فروة بن لقط‪ :‬قال لا قام عثمان بن عفان رضي ال عنه‬
‫استعمل الوليد بن عقبة بن أب معيط فعزل عتبة عن أذربيجان فنقضوا‪.‬‬

‫فغزاهم الوليد سنة خس وعشرين وعلى مقدمته عبد ال بن شبل الحسي‪.‬‬

‫فأغار على أهل موقان والبي والطيلسان فغنم وسب وطلب أهل قال ابن الكلب‪ :‬ول علي بن أب‬
‫طالب رضي ال عنه أذربيجان سعيد بن سارية الزاعي ث الشعث بن قيس الكندي‪.‬‬

‫وحدثن عبد ال بن معاذ العنقزي عن أبيه عن سعد بن الكم بن عتبة‬

‫عن زيد بن وهب قال‪ :‬لا هزم ال الشركي بنهاوند رجع أهل الجاز إل حجاز هم وأهل البصرة‬
‫إل بصرتم وأقام حذيفة بنهاوند ف أهل الكوفة‪.‬‬

‫فغزا أذربيجان فصالوه على ثانية مئة ألف درهم‪.‬‬

‫فكتب إليهم عمر بن الطاب‪ :‬إنكم بأرض يالط طعام أهلها ولباسهم اليتة فل تأكلوا إل ذكيًا ول‬
‫تلبسوا إل زكيًا‪.‬‬

‫يريد الفراء‪.‬‬

‫وحدثن العباس بن الوليد النرسي قال‪ :‬حدثنا عبد الواحد بن زياد قال لنا عاصم الحول‪.‬‬

‫عن أب عثمان النهدي قال‪ :‬كنت مع عتبة بن فرقد حي افتتح أذربيجان‪.‬‬

‫فصنع سفطي من خبيص وألبسهما اللود و اللبود ث بعث بما إل عمر مع سحيم مول عتبة‪.‬‬

‫فلما قدم عليه قال‪ :‬ما الذي جئت به أذهب أم ورق وأمر به فكشف عنه فذاق البيص فقال‪ :‬إن‬
‫هذا الطيب أثر! أكل الاجرين أكل منه شعبه قال‪ :‬ل إنا هو شيء خصك به‪.‬‬

‫فكتب إليه‪ :‬من عبد ال أمي الؤمني إل عتبة بن فرقد‪.‬‬

‫‪336‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫أما بعد فليس من كدك ول كد أمك ول كد أبيك‪.‬‬

‫ل نأكل إل ما يشبع منه السلمون ف رحالم‪.‬‬

‫وحدثن السي بن عمرو وأحد بن مصلح الزدي عن مشايخ من أهل أذربيجان قالوا‪ :‬قدم الوليد‬
‫بن عقبة أذربيجان ومعه الشعث بن قيس‪.‬‬

‫فلما انصرف الوليد وله أذربيجان فانتفضت‪.‬‬

‫فكتب إليه يستمده‪.‬‬

‫فأمده بيش عظيم من أهل الكوفة‪.‬‬

‫فتتبع الشعث بن قيس حانًا حانًا ‪ -‬والان الائر ف كلم أهل أذربيجان ‪ -‬ففتحها على مثل صلح‬
‫حذيفة وعتبة بن فرقد وأسكنها ناسًا من العرب من أهل العطاء والديوان وامرهم بدعاء الناس إل‬
‫السلم‪.‬‬

‫ث تول سعيد بن العاص فغزا أهل أذربيجان فأوقع بأهل موقان وجيلن وتمع له بناحية أرم‬
‫وبلوانكرح خلق من الرمن وأهل أذربيجان فوجه إليهم جرير بن عبد ال البجلي فهزمهم وأخذ‬
‫رئيسهم فصلبه على قلعة باجروان‪.‬‬

‫ويقال إن الشماخ بن ضرار الثعلب كان مع سعيد بن العاص ف هذه الغزاة وكان بكي بن شداد بن‬
‫عامر فارس أطلل معهم ف هذه الغزاة وفيه يقول الشماخ‪ :‬وغنيت عن خيل بوقان أسلمت بكي بن‬
‫الشداخ فارس أطلل وأشعث غره السلم من خلوت بعرسه ليل التمام فقتله‪.‬‬

‫ث ول علي بن أب طالب الشعث أذربيجان‪.‬‬

‫فلما قدمها وجد أكثرها قد أسلموا وقرأو القرآن‪.‬‬

‫فأنزل أردبيل جاعة من أهل العطاء والديوان من العرب ومصرها وبن مسجدها إل أنه وسع بعد‬
‫ذلك‪.‬‬

‫‪337‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫قال السي بن عمرو‪ :‬وأخبن واقد أن العرب لا نزلت أذربيجان نزعت إليها عشائرها من الصرين‬
‫والشام وغلب كل على ما أمكنهم وابتاع بعضهم من العجم الرضي وألئت إليهم القرى للخفارة‬
‫فصار أهلها مزارعي لم‪.‬‬

‫وقال السي‪ :‬كانت ورثان قنطرة كقنطرت وحش وأرشق اللتي اتذتا حديثًا أيام بابك فبناها مروان‬
‫بن ممد بن مروان بن الكم وأحيا أرضها وحصنها فصارت له ضيعة‪.‬‬

‫ث قبضت مع ما قبض من ضياع بن أمية فصارت لم جعفر زبيدة بنت جعفر بن النصور أمي‬
‫الؤمني وهدم وكلؤها سورها‪.‬‬

‫ث رم وجدد قريبًا وكان الورثان من مواليها‪.‬‬

‫قال‪ :‬وكانت برزند قرية فعسكر فيها الفشي حيدر بن كاوس عامل أمي الؤمني العتصم بال على‬
‫أذربيجان وأرمنية والبل أيام ماربته الكافر بابك الرمي وحصنها‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وكانت الراغة تدعى اقراهروذ‪.‬‬

‫فعسكر مروان بن ممد وهو وال أرمينية وأذربيجان ‪ -‬منصرفة من غزوة موقان وجيلن ‪ -‬بالقرب‬
‫منها‪.‬‬

‫وكان فيها سر جب كثي فكانت دوابه و دواب أصحابه ترغ فيها فجعلوا يقولون‪ :‬ايتوا قرية الراغة‪.‬‬

‫ث حذف الناس قرية وقالوا‪ :‬الراغة‪.‬‬

‫وكان أهلها ألأوها إل مروان فابتناها وتألف وكلؤه الناس فكثروا فيها للتعزز ث إنا قبضت مع ما‬
‫قبض من ضياع بن أمية‪.‬‬

‫وصارت لبعض بنات الرشيد أمي الؤملي‪.‬‬

‫فلما عاث الوجناء الزدي وصدقة بن علي مول الزد فأفسدا وول خزية بن خازم بن خزية أرمينية‬
‫وأذربيجان ف خلفة الرشيد بن سورها وحصنها ومصرها وأنزلا جندًا كثيفًا‪.‬‬

‫‪338‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ث لا ظهر بابك الرمي بالبذ لأ الناس إليها فنلوها وتصنوا فيها‪.‬‬

‫ورم سورها ف أيام الأمون عدة من عماله منهم‪ :‬أحد بن النيد بن فرزندي وعلي بن هشام‪.‬‬

‫ث نزل الناس ربضها وحصن‪.‬‬

‫وأما مرند فكانت قريةً صغية فنلا حلبس أبو البعيث ث حصنها البعيث ث ابنه ممد بن البعيث‪.‬‬

‫وبن با ممد قصورًا‪.‬‬

‫وكان قد خالف ف خلفة أمي الؤمني التوكل على ال فحاربه بغا الصغي مول أمي الؤمني حت‬
‫ظفر به وحله إل سر من رأى وهدم حائط مرند وذلك القصر‪.‬‬

‫والبعيث من ولد عتيب بن عمرو بن وهب بن أقصى بن دعمي بن جديلة بن أسد ابن ربيعة‪.‬‬

‫ويقال إنه عتيب بن عوف بن سنان‪.‬‬

‫والعتبيون يقولون ذلك وال أعلم‪.‬‬

‫وأما أرمية فمدينة قدية يزعم الجوس أن زر دشت صحبهم كان منها‪.‬‬

‫وكان صدقة بن علي بن صدقة بن دينار مول الزد حارب أهلها حت دخلها وغب عليها وبن‬
‫وأخوته با قصورًا‪.‬‬

‫وأما تبيز فنلا الرواد الزدي ث الوجناء بن الرواد وبن با وأخوته بناء وحصنها بسور فنلا الناس‬
‫معه‪.‬‬

‫وأما اليانج فمنازل المدانيي‪.‬‬

‫وقد مدن عبد ال بن جعفر المدان ملته باليانج ومصي السلطان با منبًا‪.‬‬

‫‪339‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وأما كوره برزة فللود وقصبتها لرجل منهم جع الناس إليها وبن با حصنًا وقد اتذ با ف سنة‬
‫‪ 239‬منب على كرهٍ من الودي‪.‬‬

‫وأما نرير فكانت قرية لا قصر قدي متشعث فنلا مر بن عمرو الوصلي الطائي فبن با وأسكنها‬
‫ولده‪.‬‬

‫ث انم بنوا با قصورًا ومدنوها‪.‬‬

‫وبنوا سوق جابر وان وكبوه وأفرده السلطان لم فصاروا يتولونه دون أذربيجان‪.‬‬

‫فأما سراه فإن فيها من كنده جاعة أخبن بعضهم أنه من ولد من كان مع الشعث بن قيس‬
‫الكندي‪.‬‬

‫فتح الوصل قالوا‪ :‬ول عمر بن الطاب عتبة بن فرقد السلمي الوصل سنة عشرين‪.‬‬

‫فقاتله أهل نينوى فأخذ حصنها وهو الشرقي عنوةً وعب دجلة فصاله أهل الصن الخر على الزية‬
‫والذن لن أراد اللء ف اللء‪.‬‬

‫ت فصاله أهلها على الزية‪.‬‬


‫ووجد بالوصل ديارا ٍ‬

‫ث فتح الرج وقراه وأرض باهذرة وباعذرى والنانة والعلة ودامي وجيع معاقل الكراد‪.‬‬

‫وأتى بانعاثا من حزه ففتحها‪.‬‬

‫وأتى تل الشهارجة والسلق الذي يعرف ببن الرين صال بن عباده المدان صاحب رابطة الوصل‬
‫ففتح ذلك كله وغلب عليه السلمون‪.‬‬

‫وأخبن معاف بن طاووس عن مشايخ من أهل الوصل قال‪ :‬كانت أرمية من فتوح الوصل فتحها‬
‫عتبة بن فرقد‪.‬‬

‫وكان خراجها حينًا إل الوصل‪.‬‬

‫‪340‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وكذلك الور وخوى وسلماس‪.‬‬

‫قال معاف‪ :‬وسعت أيضًا أن عتبة فتحها حي ول أذربيجان‪.‬‬

‫وال أعلم‪.‬‬

‫عن جده قال‪ :‬أول من اختط الوصل وأسكنها العرب ومصرها هر ثة بن عر فجة البارقي‪.‬‬

‫حدثن أبو موسى الروى عن أب الفضل النصاري عن أب الحارب الضب أن عمر بن الطاب‬
‫رضي ال عنه عزل عتبة عن الوصل وولها هرثة بن عرفجة البارقي‪.‬‬

‫وكان با الصن وبيعٌ للنصارى ومنازل لم قليلة عند تلك البيع وملة اليهود‪.‬‬

‫فمصرها هرثة فأنزل العرب منازلم واختط لم ث بن السجد الامع‪.‬‬

‫وحدثن العفى بن طاووس قال‪ :‬الذي فرش الوصل بالجارة ابن تليد صاحب شرطة ممد بن مروان‬
‫بن الكم‪.‬‬

‫وكان ممد وال الوصل والزيرة وأرمينية وأذربيجان‪.‬‬

‫قال الواقدي‪ :‬ول عبد اللك بن مروان ابنه سعيد بن عبد اللك ابن مروان صاحب نر سعيد الوصل‪.‬‬

‫وول ممدًا أخاه الزيرة وأرمينية‪.‬‬

‫فبن سعيدٌ سور الوصل وهو الذي هدمه الرشيد حي مر با‪.‬‬

‫وقد كانوا خالفوا قبل ذلك وفرشها سعيد بالجارة‪.‬‬

‫وحدثت عن بعض أهل بابغيش أن السلمي كانوا طلبوا غرة أهل ناحية منها ما يلي دامي يقال لا‬
‫زران‪.‬‬

‫فأتوهم ف يوم عيد لم وليس معهم سلح فحالوا بينهم وبي قلعتهم وفتحوها‪.‬‬

‫‪341‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫قالوا‪ :‬ولا اختط هرثة الوصل وأسكنها العرب أتى الديثة وكانت قرية قدية فيها بيعتان وأبياتٌ‬
‫للنصارى فمصرها وأسكنها قومًا من العرب فسميت الديثة لنا بعد الوصل‪.‬‬

‫وبن نوه حصنًا‪.‬‬

‫ويقال إن هرثة نزل الديثة أولًا فمصرها واختطها قبل الوصل وإنا إنا سيت الديثة حي تول‬
‫إليها من تول من أهل النبار لا وليهم ابن الرفيل أيام الجاج ابن يوسف فعسفها‪.‬‬

‫وكان فيهم قومٌ من أهل حديثة النبار فبنوا با مسجدًا وسوا الدينة الديثة‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وافتتح عتبة بن فرقد الطيهان وتكريت وآمن أهل حصن تكريت على أنفسهم وأموالم وسار‬
‫ف كوره باجرامى ث صار إل شهرزور‪.‬‬

‫وحدثن شيخٌ من أهل تكريت أنه كان معهم كتاب أمانٍ وشرطٌ لم‪.‬‬

‫فخرقه الرشى حي أخرب قرى الوصل نرساياذ وهاعلة وذواتا‪.‬‬

‫وزعم اليثم بن عدي أن عباض بن غنم لا فتح بلدًا أت الوصل ففتح أحد الصني‪.‬‬

‫وال تعال أعلم‪.‬‬

‫شهر زور والصامغان ودراباذ حدثن إسحاق بن سليمان الشهرزورى قال‪ :‬ثنا أب عن ممد بن‬
‫مروان عن الكلب عن بعض آل عزرة البجلى أن عزرة بن قيس حاول فتح شهرزور وهو وا ٍل على‬
‫حلوان ف خلفة عمر فلم يقدر عليها‪.‬‬

‫فغزاها عتبة بن فرقد ففتحها بعد قتال على مثل صلح حلوان‪.‬‬

‫وحدثن إسحاق عن أبيه عن مشايهم قال‪ :‬صال أهل الصامغان ودراباذ عتبة على الزية والراج‬
‫على أن ل يقتلوا ول سبوا ول ينعوا طريقًا يسلكونه‪.‬‬

‫‪342‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وحدثن أبو رجاء اللوان عن أبيه عن مشايخ شهرزور قالوا‪ :‬شهرزور والصامغان ودراباذ من فتوح‬
‫عتبة ابن فرقد السلمي‪.‬‬

‫فتحها وقاتل الكراد فقتل منهم خلقًا وكتب إل عمر‪ :‬إن قد بلغت بفتوحي أذربيجان‪.‬‬

‫فوله إياها‪.‬‬

‫وول هرثة بن عرفجة الوصل‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ول تزل شهرزور وأعمالا مضمومةً إل الوصل حت فرقت ف آخر خلفة الرشيد‪.‬‬

‫فول شهرزور والصامغان ودراباذ رج ٌل مفردٌ‪.‬‬

‫وكان رزق عامل كل كوره من كور الوصل مائت درهم فحط لذه الكور ست مئة درهم‪.‬‬

‫جرجان وطبستان ونواحيها قالوا‪ :‬ول عثمان بن عفان رحه ال سعيد بن العاص بن سعيد ابن‬
‫العاص بن أمية الكوفة ف سنة تسع وعشرين‪.‬‬

‫فكتب مرزبان طوس إليه وإل عبد ال بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شس وهو على‬
‫البصرة يدعوها إل خراسان على أن يلكه عليها أيهما غلب وظفر‪.‬‬

‫فخرج ابن عامر يريدها وخرج سعيد‪.‬‬

‫فسبقه ابن عامر فغزا سعيد طبستان ومعه ف غزاته فيما يقال السن والسي أبناء علي بن أب طالب‬
‫عليهم السلم‪.‬‬

‫وقيل أيضا إن سعيدًا غزا طبستان بغي كتاب أتاه من أحد وقصد إليها من الكوفة وال أعلم‪.‬‬

‫ففتح سعيد طميسة ونامنة وهي قرية‪.‬‬

‫وصال ملك جرجان على مائت ألف درهم ويقال على ثلث مئة ألف بغلية وافته فكان يؤديها إل‬
‫غزاة السلمي‪.‬‬

‫‪343‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وافتتح سعيد سهل طبستان والرويان ودنباوند وأعطاه أهل البال مالًا‪.‬‬

‫وكان السلمون يغزون طبستان ونواحيها فربا أعطوا التاوة عفوًا ورمبا أعطوها بعد قتال‪.‬‬

‫وول معاوية بن اب سفيان مصقلة بن هبية بن شيل ‪ -‬أحد بن ثعلبة ابن شيبان بن ثعلبة بن عكابة ‪-‬‬
‫طبستان وجيع أهلها حرب‪.‬‬

‫وضم إليه عشرة آلف ويقال عشرين ألفًا فكاده العدو وأروه اليبة له حت توغل بن معه ف البلد‪.‬‬

‫فلما جاوروا الضايق أخذها العدو عليهم ودهدهوا الصخور من البال على رؤسهم‪.‬‬

‫فهلك ذلك اليش أجع وهلك مصقلة فضرب فقالوا‪ :‬حت يرجع مصقلة من طبستان‪.‬‬

‫ث إن عبيد ال بن زياد بن أب سفيان ول ممد بن الشعث بن قيس الكندي طبستان‪.‬‬

‫فصالهم وعقد لم عقدًا ث أمهلوا له حت دخل فأخذوا عليه ا لضايق وقتلوا ابنه أبا يكر فضخوه ث‬
‫نا‪.‬‬

‫فكان السلمون يغزون ذلك الثغر وهم حذرون من التوغل ف أرض العدو‪.‬‬

‫وحدثن عباس بن هشام الكلب عن أبيه عن أب منف وغيه قالوا‪ :‬لا ول سليمان بن عبد اللك بن‬
‫مروان المر ول يزيد بن اللهب بن أب صفرة العراق‪.‬‬

‫فخرج إل خرا سان لسبب ما كان من التواء قتيبة بن مسلم وخلفه على سليمان وقتل وكيع بن أب‬
‫سود التميمي إياه‪.‬‬

‫فعرض له صول التركي ف طريقه وهو يريد خرا سان‪.‬‬

‫فكتب إل سليمان يستأذنه ف غزوه فأذن له‪.‬‬

‫فغزا جيلن وسارية ث أتى دهستان وبا صول فحصرها وهو ف جند كثيف من أهل الشام و أهل‬
‫الصرين وأهل خرا سان‪.‬‬

‫‪344‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فكان أهل دهستان يرجون فيقاتلونم فأل عليهم يزيد وقطع الواد عنهم‪.‬‬

‫ث إن وصل أرسل إل يزيد يسأله الصلح على أن يؤمنه على نفسه وماله وأهل بيته ويدفع إليه الدينة‬
‫وأهلها وما فيها‪.‬‬

‫فقبل يزيد ذلك وصاله عليه ووف له‪.‬‬

‫وقتل يزيد أربعة عشر ألفًا من الترك واستخلف عليها‪.‬‬

‫وقال أبو عبيده معمر بن الثن‪ :‬إن صول قتل والب الول أثبت‪.‬‬

‫وقال هشام بن الكلب‪ :‬أتى يزيد جرجان‪.‬‬

‫فتلقاه أهلها بالتاوة الت كان سعيد بن العاص صالهم عليها فقبلها‪.‬‬

‫ث إن أهل جرجان نقضوا وغدروا‪.‬‬

‫فوجه إليهم جهم بن زحر العفي ففتحها‪.‬‬

‫قال‪ :‬ويقال إنه صار إل مرو فأقام با شتوته ث غزا جرجان ف مئة ألف وعشرين ألف من أهل الشام‬
‫والزيرة والصرين وخرا سان‪.‬‬

‫وحدثن علي بن ممد الدائن قال‪ :‬أقام يزيد بن الهلب براسان شتو ًة ث غزا جرجان وكان عليها‬
‫حائط من آخر قد تصنوا به من الترك وأحد طرفيه ف البحر ث غلبت الترك عليه وسوا ملكهم‬
‫صول‪.‬‬

‫فقال يزيد‪ :‬قبح ال قتيبة! ترك هؤلء وهم ف بيضة العرب وأراد غزو الصي أو قال‪ :‬وغزا الصي‪.‬‬

‫وخلف يزيد على خراسان ملد بن يزيد‪.‬‬

‫قال‪ :‬فلما صار إل جرجان وجد صول قد نزل ف البحية‪.‬‬

‫‪345‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فحصره ستة أشهر وقاتله مرارًا‪.‬‬

‫فطلب الصلح على أن يؤمنه على نفسه وماله وثلث مئة من أهل بيته ويدفع إليه البحية با فيها‪.‬‬

‫فصاله ث سار إل طبستان‪.‬‬

‫واستعمل علي دهستان والبياسان عبد ال بن معمر اليشركي وهو ف أربعة آلف ووجه ابنه خالد بن‬
‫يزيد وأخاه أبا عيينة بن الهلب إل الصبهبذ وهزمهما حت ألقهما بعسكر يزيد‪.‬‬

‫وكتب الصبهبذ إل الرزبان ‪ -‬ويقال الروزبان ‪ :-‬آنا قد قتلنا أصحاب يزيد فاقتل من قبالك من‬
‫العرب‪.‬‬

‫فقتل عبد ال بن معمر اليشكري ومن معه وهم غارون ف منازلم‪.‬‬

‫وبلغ الب يزيد فوجه حيان مول مصقلة وهو من سب الديلم فقال للصبهبذ‪ :‬إن رجل منك وإليك‬
‫وإن فرق الدين بيننا ولست بآمن أن يأتيك من قبل أمي الؤمني ومن جيوش خرا سان ما ل قبل لك‬
‫به ول قوام لك معه‪.‬‬

‫وقد رزت لك يزيد فوجدته سريعًا إل الصلح فصاله‪.‬‬

‫ول يزل يدعه حت صال يزيد على سبع مئة ألف درهم وأربع مئة وقر زغفرانًا‪.‬‬

‫فقال له الصبهبذ‪ :‬العشرة وزن ستة‪.‬‬

‫فقال‪ :‬ل ولكن وزن سبعة‪.‬‬

‫فأب‪.‬‬

‫فقال حيان‪ :‬أنا أتمل فضل ما بي الوزنتي‪.‬‬

‫فتحمله‪.‬‬

‫‪346‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وكان حيان من نبل الوال وسرواتم وكان يكن أبا معمر‪.‬‬

‫قال الدائن‪ :‬بلغ يزيد نكث أهل جرجان وغردهم فسار يريدها ثانية‪.‬‬

‫فلما بلغ الرزبان مسيه أتى وجاه فتحصن با وحولا غياض وأشب‪.‬‬

‫فنل عليها سبعة أشهر ل يقدر منها على شيء‪.‬‬

‫وقاتلوه مررًا ونصب النجنيق عليها‪.‬‬

‫ث إن رجلًا دلم على طريق إل قلعتهم وقال‪ :‬ل بد من سلم جلود‪.‬‬

‫فعقد يزيد لهم بن زحر العفى وقال‪ :‬إن غلبت على الياة فل تغلب على الوت‪.‬‬

‫وأمر يزيد أن تشعل النار ف الطب‪.‬‬

‫فهالم ذلك وخرج قومٌ منهم ث رجعوا‪.‬‬

‫وانتهى جهم إل القلعة فقاتله قومٌ من كان على بابا فكشفهم عنه‪.‬‬

‫ول يشعر العدو بعيد العصر إل بالتكبي من ورائهم‪.‬‬

‫ففتحت القلعة وأنزلوا على حكم يزيد‪.‬‬

‫فقادهم جهم إل وادي جرجان وجعل يقتلهم حت سالت الدماء ف الوادي وجرت‪.‬‬

‫وهو بن مدينة جرجان‪.‬‬

‫وسار يزيد إل خراسان فبلغته الدايا‪.‬‬

‫ث ول ابنه ملدا خراسان وانصرف إل سليمان‪.‬‬

‫فكتب إليه أن معه خسة وعشرين ألف ألف درهم‪.‬‬

‫‪347‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فوقع الكتاب ف يدي عمر بن عبد العزيز فأخذ يزيد به وحبسه‪.‬‬

‫وحدثن عباس بن هشام الكلب عن أبيه عن أب منف أو عوانة بن الكم قال‪ :‬سار يزيد إل‬
‫طبستان‪.‬‬

‫فاستجاش الصبهبذ الديلم فأندوه‪.‬‬

‫فقاتله يزيد ث إنه صاله على نقد أربعة آلف ألف درهم وعلى سبع مئة ألف درهم مثاقيل ف كل‬
‫سنة ووقر أربع مئة جا ٍز زعفرانًا وأن يرجوا أربع مئة رجل على رأس كل رجل منهم ترس‬
‫وطيلسان وجام فضة ونرقة حرير‪.‬‬

‫وبعض الرواة يقول‪ :‬برنس‪.‬‬

‫ب وآنية‪.‬‬
‫وفتح يزيد الرويان ودنباوند على مالٍ وثيا ٍ‬

‫ث مضى إل جرجان وقد غدر أهلها وقتلوا خليفته وقدم أمامه جهم بن زحر بن قيس العفي‪.‬‬

‫فدخل الدينة وأهلها غارون وغافلون ووفاه ابن الهلب فقتل خلقًا من أهلها وسب ذراريهم وصلب‬
‫من قتل عن يي الطريق ويساره‪.‬‬

‫واستخلف عليها جهمًا فوضع الزية والراج على أهلها وثقلت وطأته عليهم‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ول تزل اهل طبستان يؤدون الصلح مر ًة ويتنعون من أدائه أخرى فيحاربون ويسالون‪.‬‬

‫فلما كانت أيام مروان بن ممد بن مروان ابن الكم غدروا ونقضوا حت إذا استخلف أبو العباس‬
‫أمي الؤمني وجه إليهم عامله فصالوه‪.‬‬

‫ث إنم نقضوا وغدروا وقتلوا السلمي ف خلفة أمي الؤمني النصور‪.‬‬

‫فوجه إليهم خازم بن خزية التميمي وروح بن حات الهلب ومعهما مرزوق أبو الصيب موله الذي‬
‫نسب إليه قصر أب الصيب بالكوفة‪.‬‬

‫‪348‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فسألما مرزوق حي طال عليهما المر وصعب أن يضرباه ويلقا رأسه وليته ففعل‪.‬‬

‫فخلص إل الصبهبذ فقال له‪ :‬إن هذين الرجلي استغشان وفعل ب ما ترى وقد هربت إليك فإن‬
‫قبلت انقطاعي وأنزلتن النلة الت أستحقها منك دللتك على عورات العرب وكنت يدًا معك عليهم‪.‬‬

‫فكساه وأعطاه وأظهر الثقة به والشاورة له‪.‬‬

‫فكان يريه أنه له ناص ٌح وعليه مشفق‪.‬‬

‫فلما اطلع على أموره وعوراته كتب إل خازم وروح با احتاجا إل معرفته من ذلك واحتال للباب‬
‫حت فتحه‪.‬‬

‫فدخل السلمون الدينة وفتحوها وساروا ف البلد فدوخوها‪.‬‬

‫وكان عمر بن العلء جزارًا من أهل الري فجمع جعًا وقاتل سنفاذ حي خرج با‪.‬‬

‫فأبلى ونكى فأوفده جهور بن مرار العجلى على النصور فقوده وحضنه وجعل له مرتبة‪.‬‬

‫ث أنه ول طبستان فاستشهد با ف خلفة الهدي أمي الؤمني‪.‬‬

‫وافتتح ممد بن موسى بن حفص بن عمر بن العلء وما يزديار بن قارن جبال شر وين من طبستان‬
‫وهي أمنع جبا ٍل وأصعبها وأكثرها أشبًا وغياضًا ف خلفة الأمون رحه ال‪.‬‬

‫ث إن الأمون ول مايزديار أعمال طبستان والرويان ودنباوند وساه ممدًا وجعل له مرتبة الصبهبذ‪.‬‬

‫فلم يزل واليًا حت توف الأمون‪.‬‬

‫ث استخلف أبو إسحاق العتصم بال أمي الؤمني فأقره على عمله‪.‬‬

‫ث إنه كفر وغدر بعد ست سني وأشهرٍ من خلفته‪.‬‬

‫‪349‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فكتب إل عبد ال بن طاهر ابن السي بن مصعب عامله على خراسان والري وقومس وجرجان‬
‫يأمره بحاربته‪.‬‬

‫فوجه عبد ال إليه السن لن السي عمه ف رجال خراسان‪.‬‬

‫ووجه العتصم بال ممد بن إبراهيم بن مصعب فيمن ضم إليه من جند الضرة‪.‬‬

‫فلما توافت النود ف بلده كاب أخٌ له يقال له فوهيار بن قارن السن وممدًا وأعلمهما أنه معهما‬
‫عليه‪.‬‬

‫وقد كان يقد أشياء يناله با من الستخفاف‪.‬‬

‫وكان أهل عمله قد ملوا سيته لتجبه وعسفه‪.‬‬

‫فكتب السن يشي عليه بأن يكمن ف موضع ساه له وقال لا يزديار‪ :‬إن السن قد أتاك وهو بوضع‬
‫كذا وذكر غي ذلك الوضع وهو يدعوك إل المان ويريد مشافهتك فيما بلغن‪.‬‬

‫فسار مايزديار يريد السن‪.‬‬

‫فلما صار بقرب الوضع الذي السن كامنٌ فيه آذنه فوهيار بجيئه‪.‬‬

‫فخرج عليه ف أصحابه وكانوا منقطعي ف الغياض فجعلوا يتتامون إليه‪.‬‬

‫واراد مايزديار العرب فأخذ فوهيار بنطقته‪.‬‬

‫وانطوى عليه أصحاب السن فأخذوه سلمًا بغي عهدٍ ول عقد‪.‬‬

‫فحمل إل سر من رأى ف سنة خس وعشرين ومائتي فضرب بالسياط بي يدي العتصم بال ضربًا‬
‫مبحًا فلما رفعت السياط عنه مات‪.‬‬

‫فصلب بسر من رأى مع بابك الرمي على العقبة الت بضرة ملس الشرطة‪.‬‬

‫‪350‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ووثب بفوهيار بعض خاصة أخيه فقتل بطبستان‪.‬‬

‫وافتتحت طبستان سهلها وجبلها فتولها عبد ال بن طاهر وطاهر بن عبد ال من بعده‪.‬‬

‫فتوح كور دجلة قالوا‪ :‬كان سويد بن قطبة الذهلي وبعضهم يقول‪ :‬قطبة بن قتادة يغي ف ناحية‬
‫الريبة من البصرة على العجم كما كان الثن بن حارثة الشيبان يغي بناحية الية‪.‬‬

‫فلما قدم خالد بن الوليد البصرة يريد الكوفة سنة ‪ 12‬أعانه على حرب أهل البلة وخلف سويدًا‪.‬‬

‫ويقال إن خالدًا ل يسر من البصرة حت فتح الريبة وكانت مسلح ًة للعاجم فقتل وسب‪.‬‬

‫وخلف با رجلًا من بن سعد بن بكر بن هوازن يقال له شريح بن عامر‪.‬‬

‫ويقال إنه أتى نر الرأة ففتح القصر صلحًا صاله عنه النوشجان بن جسنسما والرأة صاحبة القصر‬
‫كامن دار بنت نرسى وهي ابنة عم النوشجان‪.‬‬

‫وإنا سيت الرأة لن أبا موسى الشعري كان نزل با فزودته خبيصًا فجعل يقول‪ :‬أطعمونا من دقيق‬
‫الرأة‪.‬‬

‫وكان ممد بن عمر الواقدي ينكر أن يكون خالد بن الوليد أتى البصرة حي فرغ من أمر أهل‬
‫اليمامة والبحرين‪.‬‬

‫ويقول‪ :‬قدم الدينة ث سار منها إل العراق على طريق فيد والثعلبية وال أعلم‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬فلما بلغ عمر بن الطاب رضي ال عنه خب سويد بن قطبة وما يصنع بالبصرة رأى أن يوليها‬
‫رجل من قبله فولها عتبة بن غزوان بن جابر بن وهب بن نسيب ‪ -‬أحد بن مازن بن منصور بن‬
‫عكرمة بن خصفة‪.‬‬

‫وهو حليف بن نوفل بن عبد مناف وكان من الهاجرين الولي ‪ -‬وقال له‪ :‬إن الية قد فتحت‬
‫وقتل عظيمٌ من العجم يعن مهران ووطئت خيل السلمي أرض بابل‪.‬‬

‫‪351‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فصره إل ناحية البصرة واشغل من هناك من أهل الهواز وفارس وميسان عن إمداد إخوانم على‬
‫إخوانك‪.‬‬

‫فأتاها عتبة وانضم إليه سويد بن قطبة ومن معه من بكر بن وائل وكانت بالبصرة سبع دساكر‪ :‬اثنتان‬
‫بالريبة واثنتان بالزايوقة وثلثٌ ف موضع دار الزد اليوم‪.‬‬

‫ففرق عتبة أصحابه فيها ونزل هو بالريبة وكانت مسلحةً للعاجم ففتحها خالد بن الوليد فخلت‬
‫منهم‪.‬‬

‫وكتب عتبة إل عمر يعلمه نزوله وأصحابه بيث نزلوا‪.‬‬

‫فكتب إليه يأمره بأن ينلم موضعًا قريبًا من الاء والراعى‪.‬‬

‫فأقبل إل موضع البصرة‪.‬‬

‫قال أبو منف‪ :‬وكانت ذات حصى وحجارة سود فقيل إنا بصرة‪.‬‬

‫وقيل إنم إنا سوها بصرة لرخاوة أرضها‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وضربوا با اليام والقباب والفساطيط‪.‬‬

‫ول يكن لم بناء‪.‬‬

‫وأمد عمر عتبة برثة بن عرفجة البارقي وكان بالبحرين ث إنه صار بعد إل الوصل‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬فغزا عتبة بن غزوان البلة ففتحها عنوة‪.‬‬

‫وكتب إل عمر يعلمه ذلك ويبه أن البله فرضة البحرين وعمان والند والصي‪.‬‬

‫وأنفذ الكتاب مع نافع بن الارث الثقفي‪.‬‬

‫‪352‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وحدثن الوليد بن صال قال‪ :‬ثنا مرحوم العطار عن أبيه عن شويس الدوي قال‪ :‬خرجنا مع أمي‬
‫البلة فظفرنا با‪.‬‬

‫ث عبنا الفرات فخرج إلينا أهل الفرات بساحيهم فظفرنا بم وفتحنا الفرات‪.‬‬

‫وحدثن عبد الواحد بن غياث قال‪ :‬ثنا حاد بن سلمة عن أبيه عن حيي بن كراثة الربعى قال‪ :‬لا‬
‫دخلوا البلة وجدوا خبيز الواري‪.‬‬

‫فقالوا‪ :‬هذا الذي كان يقال إنه يسمن‪.‬‬

‫فلما أكلوا منه جعلوا ينظرون إل سواعدهم ويقولون‪ :‬وال ما نرى سنًا‪.‬‬

‫قال‪ :‬وأصبت قميصًا ميبًا من قبل صدره أخضر فكنت أحضر فيه المعة‪.‬‬

‫وحدثن الدائن عن جهم بن حسان قال‪ :‬فتح عتبة البلة ووجه ماشع بن مسعود على الفرات وأمر‬
‫الغية بالصلة وشخص إل عمر‪.‬‬

‫وحدثن الدائن عن أشياخه أن مابي الفهرج إل الفرات صلح وسائر البلة عنوة‪.‬‬

‫وحدثن عبد ال بن صال القري قال‪ :‬حدثن عبدة بن سليمان عن ممد بن إسحاق بن يسار قال‪:‬‬
‫وجه عمر بن الطاب رضي ال عنه عتبة بن غزوان حليف بن نوفل ف ثان مئة إل البصرة وأمده‬
‫بالرجال‪.‬‬

‫فنل بالناس ف خيم‪.‬‬

‫ب منها بالريبة اثنتان بالزابوقة واحدة وف الزد اثنتان‬


‫فلما كثروا بن رهطٌ منهم سبع دسا كر من ل ٍ‬
‫وف تيم اثنتان‪.‬‬

‫ث إنه خرج إل البلة فقاتل أهلها ففتحها عنوة‪.‬‬

‫وأتى الفرات وعلى مقدمته ماشع بن مسعود السلمي ففتحه عنوة‪.‬‬

‫‪353‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وأتى الذار فخرج إليه مرزبانا فقاتله فهزمه ال وغرق عامة من معه‪.‬‬

‫وأخذ سلمًا فضرب عتبة عنقه‪.‬‬

‫وسار عتبة إل دستميسان وقد جع أهلها للمسلمي وأرادوا السي إليهم فرأى أن يعاجلهم بالغزو‬
‫ليكون ذلك أفت ف اعضادهم وأمل لقلوبم فلقيهم فهزمهم ال وقتل دها قيهم‪.‬‬

‫وانصرف عتبة من فوره إل أبرقياذ ففتحها ال عليه‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ث استأذن عتبة عمر بن الطاب ف الوفادة عليه والج‪.‬‬

‫فأذن له‪.‬‬

‫فاستخلف بن ماشع بن مسعود السلمي وكان غائبًا عن البصرة وأمر الغية بن شعبة أن يقوم مقامه‬
‫إل قدومه‪.‬‬

‫فقال ‪ :‬أتول رجلًا من أهل الوبر على رجل من أهل الدر واستعفى عتبة من ولية البصرة فلم يعفه‬
‫وشخص فمات ف الطريق‪.‬‬

‫فول عمر البصرة للمغية بن شعبة‪.‬‬

‫وقد كان الناس سألوا عتبة عن البصرة فأخبهم بصبها فسار إليها خلقٌ من الناس‪.‬‬

‫وحدثن عباس بن هشام عن أبيه عن عوانة قال‪ :‬كانت عند عتبة بن غزوتن أزده بنت الارث بن‬
‫كلدة‪.‬‬

‫فلما استعمل عمر عتبة بن غزوان قدم معه ناف ٌع وأبوه بكرة وزياد‪.‬‬

‫ث إن عتبة قاتل أهل مدينة الفرات فجعلت امرأته أزده ترض الناس على القتال وهي تقول‪ :‬إن‬
‫يهزموكم تولوا فينا الغلف ففتح ال على السلمي تلك الدينة وأصابوا غنائم كثية‪.‬‬

‫ول يكن فيهم أح ٌد يكتب ويسب إل زياد‪.‬‬

‫‪354‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فول قسم ذلك الغنم وجعل له كل يوم درهان وهو غلم ف رأسه ذوابة‪.‬‬

‫ث إن عتبة شخص إل عمر‪.‬‬

‫وكتب إل ماشع بن مسعود يعلمه أنه قد خلفه وكان غائبًا وأمر الغية بن شعبة أن يصلي بالناس إل‬
‫قدوم ماشع‪.‬‬

‫ث إن دهقان ميسان كفر ورجع عن السلم فلقيه الغية بالنعرج فقتله‪.‬‬

‫وكتب الغية إل عمر بالفتح منه‪.‬‬

‫فدعا عمر عتبة فقال‪ :‬أل تعلمن أنك استخلفت ماشعًا قال‪ :‬نعم‪.‬‬

‫فإن الغية كتب إل بكذا‪.‬‬

‫فقال‪ :‬إن ماشعًا كان غائبًا فأمرت الغية أن يلفه ويصلى بالناس إل قدومه‪.‬‬

‫فقال عمر‪ :‬لعمري لهل الدر كانوا أول بأن يستعملوا من أهل الوبر‪.‬‬

‫ث كتب إل الغية بعهده على البصرة وبعث به إليه‪.‬‬

‫فأقام الغية ما شاء ال‪.‬‬

‫ث إنه هوى الرأة‪.‬‬

‫وحدثن عبد ال بن صال عن عبدة عن ممد بن إسحاق قال‪ :‬غزا الغية ميسان ففتحها عنوة بعد‬
‫قتالٍ شدي ٍد وغلب على أرضها‪.‬‬

‫ث إن أهل أبرقباذ غدروا ففتحها الغية عنوة‪.‬‬

‫وحدثن روح بن عبد الؤمن قال‪ :‬حدثن وهب بن جرير بن حازم عن أبيه قال‪ :‬فتح عتبة بن غزوان‬
‫البلة والفرات وأبرقاذ زد ستميسان وفتح الغية ميسان‪.‬‬

‫‪355‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وغدر أهل أبرقباذ ميسان‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وكان من سب ميسان أبو السن البصري وسعيد بن يسار أخوه‪.‬‬

‫وكان اسم يسار فيوز‪.‬‬

‫فصار أبو السن لمرأة من النصار يقال لا الربيع بنت النضر عمة أنس بن مالك‪.‬‬

‫ويقال كان لمرأة من بن سلمة يقال لا جيلة امرأة أنس بن مالك‪.‬‬

‫وروى السن قال‪ :‬كان أب وأمي لرجل من بن النجار‪.‬‬

‫فتزوج امرأة من بن سلمة فساقهما إليها ف صداقها‪.‬‬

‫فأعتقتهما تلك الرأة فولؤنا لا‪.‬‬

‫وكان مولد السن بالدينة لسنتي بقيتا من خلفه عمر وخرج منها بعد صفي بسنة ومات بالبصرة‬
‫سنة ‪ 110‬وهو ابن تسع وثاني سنة‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬إن الغية جعل يتلف إل امرأة من بن هلل يقال لا أم جيل بنت مجن بن الفقم بن شعيثة‬
‫بن الزم‪.‬‬

‫ج من ثقيف يقال له الجاج بن عتيك‪.‬‬


‫وقد كان لا زو ٌ‬

‫فبلغ ذلك أبا بكرة بن مسروح مول النب صلى ال عليه وسلم من مولدي ثقيف وشبل بن معبد بن‬
‫عبيد البجلي ونافع بن الارث ابن كلدة الثقفي وشبل بن معبد بن عبيد البجلي ونافع بن الارث ابن‬
‫كلدة الثقفي وزياد بن عبيد فرصدوه‪.‬‬

‫حت إذا دخل عليها هجموا عليه فإذا ها عريانان وهو متبطنها‪.‬‬

‫فخرجوا حت أتوا عمر بن الطاب فشهدوا عنده با رأوا‪.‬‬

‫‪356‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فقال عمر لب موسى الشعري‪ :‬إن أريد أبعثك إل بلد قد عشش فيه الشيطان‪.‬‬

‫قال‪ :‬فأعن بعدةٍ من النصار‪.‬‬

‫فبعث معه الباء بن مالك وعمران بن الصي وأمره بأشخاص الغية‪.‬‬

‫فأشخصه بعد قدومه بثلث‪.‬‬

‫فلما صار إل عمر جع بينه وبي الشهود‪.‬‬

‫فقال نافع بن الارث‪ :‬رأيته على بطن الرأة يتفز عليها ورأيته يدخل ما معه ويرجه كاليل ف‬
‫الكحلة‪.‬‬

‫ث شهد شبل بن معبد على شهادته ث أبو بكرة ث أقبل زياد رابعًا‪.‬‬

‫فلما نظر إليه عمر قال‪ :‬أما إن أرى وجه رجلٍ أرجو أن ل يرجم رجلٌ من أصحاب رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم على يده ول يزي بشهادته‪.‬‬

‫وكان الغية قد من مصر فأسلم وشهد الديبية مع رسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫فقال زياد‪ :‬رأيت منظرًا قبيحًا وسعت نفسًا عاليًا‪.‬‬

‫وما أدري أخالطها أم ل ويقال ل يشهد بشيء‪.‬‬

‫فأمر عمر بالثلثة للدوا‪.‬‬

‫فقال شبل‪ :‬أنلد شهود الق وتبطل الد فلما جلد أبو بكرة قال‪ :‬أشهد أن الغية زانٍ‪.‬‬

‫فقال عمر‪ :‬حدوه‪.‬‬

‫فقال‪ :‬على إن جعلتها شهادة‪.‬‬

‫فارجم صاحبك‪.‬‬

‫‪357‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فخلف أبو بكرة أن ليكلم زيادًا ابدًا وكان أخاه لمه سية‪.‬‬

‫ث إن عمر ردهم إل مصرهم‪.‬‬

‫وقد روى قوم أن أبا موسى كان بالبصرة فكتب إليه عمر بوليتها وإضخاص الغية‪.‬‬

‫والول أثبت‪.‬‬

‫وروى أن عمر بن الطاب رضي ال عنه كان أمر سعد بن أب وقاص رضي ال عنه أن يبعث عتبة‬
‫بن غزوان إل البصرة ففعل‪.‬‬

‫وكان يأنف من مكاتبته إياه فلذلك استعفى وأن عمر رضي ال عنه رده واليًا فمات ف الطريق‪.‬‬

‫وكانت ولية أب موسى البصرة ف سنة ‪ 16‬ويقال سنة ‪ 17‬فاستقرى كور دجلة فوجد أهلها‬
‫مذعني بالطاعة فأمر بساحتها ووضع الراج عليها على قدر احتمالا‪.‬‬

‫والثبت أن أبا موسى ول البصرة ف سنة ‪.16‬‬

‫حدثن شيبان بن فروخ البلس‬

‫قال‪ :‬ثنا أبو هلل الراسي قال‪ :‬حدثنا يي بن أب كثي أن كاتبًا لب موسى كنب إل عمر بن‬
‫الطاب رضي ال عنه‪ :‬من أبو موسى‪.‬‬

‫فكتب إليه عمر‪ :‬إذا أتاك كتاب هذا فاضرب كاتبك سوطًا واعزله عن عملك‪.‬‬

‫تصي البصرة حدثن علي بن الغية الثرم عن أب عبيده قال‪ :‬لا نزل عتبة بن غزوان الريبة كتب إل‬
‫عمر ابن الطاب يعلمه نزوله إياها وأنه ل بد للمسلمي من من ٍل يشتون به لذا شتوا ويكنسون فيه‬
‫إذا انصرفوا من غزوهم‪.‬‬

‫فكتب إليه أن اجع أصحابك ف موضع واحد‪.‬‬

‫وليكن قريبًا من الاء والرعى‪.‬‬

‫‪358‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫واكتب إل بصفته‪.‬‬

‫فكتب إليه‪ :‬إن وجدت أرضًا كثية القضبة ف طرف الب إل الريف ودونا مناقع ما ٍء فيها قصباء‪.‬‬

‫فلما قرأ الكتاب قال‪ :‬هذه أرض نضرة قريبة من الشارب والراعي زالحتطب‪.‬‬

‫وكتب إليه أن أنزلا الناس‪.‬‬

‫فأنزلم إياها‪.‬‬

‫فبنوا مساكن بالقصب‪.‬‬

‫وبن عتبة مسجدًا من قصب وذلك ف سنة ‪.14‬‬

‫فيقال إنه تول اختطاط السجد بيده‪.‬‬

‫ويقال اختطه مجر بن الدرع البهزي من سليم‪.‬‬

‫ويقال اختطه نافع بن الارث بن كلدة حي خط داره‪.‬‬

‫ويقال بل اختطه السود بن سريع التميمي وهو أول من قضى فيه‪.‬‬

‫فقال له ماشع ومالد ابنا مسعود‪ :‬رحك ال! شهرت نفسك‪.‬‬

‫فقال‪ :‬ل أعود‪.‬‬

‫وبن عتبة دار المارة دون السجد ف الرحبة الت يقال لا اليوم رحبة بن هاشم‪.‬‬

‫وكانت تسمى الدهناء‪.‬‬

‫وفيها السجن والديوان‪.‬‬

‫فكانوا إذا غزوا نزعوا ذلك القصب وحزموه ووضعوه حت يرجعوا من الغزو‪.‬‬

‫‪359‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فإذا رجعوا أعادوا بناءه‪.‬‬

‫فلم تزل الال كذلك‪.‬‬

‫ث إن الناس اختطوا وبنوا النازل‪.‬‬

‫وبن أبو موسى الشعري السجد ودار المارة بلب وطي وسقفها بالعشب وزاد ف السجد‪.‬‬

‫وكان المام إذا جاء للصلة تطاهم إل القبلة على حاجر‪.‬‬

‫فخرج عبد اله بن عامر ذات يوم من دار المارة يريد القبلة وعليه جبة خز دكناء‪.‬‬

‫فجعل العراب يقولون‪ :‬على المي جلد دب‪.‬‬

‫وحدثن أبو ممد الثوري عن الصمعي قال‪ :‬لا نزل عتبة بن غزوان الريبة ولد با عبد الرحن بن‬
‫أب بكرة‪.‬‬

‫وهو أول مولود بالبصرة‪.‬‬

‫فنخر أبوه جزورًا أشبع منها أهل البصرة‪.‬‬

‫ث لا استعمل معاوية بن أب سفيان زيادًا على البصرة زاد ف السجد زياد ًة كثية وبناه بالجر والص‬
‫وسقفه بالساج وقال‪ :‬ل ينبغي للمام أن يتخطى الناس‪.‬‬

‫فحول دار المارة من الدهناء إل قبلة السجد‪.‬‬

‫فكان المام يرج من الدار ف الباب الذي ف حائط القبلة‪.‬‬

‫وجعل زياد حي بن السجد ودار المارة يطوف فيهما وينظر إل البناء ث يقول لن معه من وجوه‬
‫أهل البصرة‪ :‬أترون خلل فيقولون‪ :‬ما نعلم بناء احكم منه‪.‬‬

‫‪360‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فقال‪ :‬بلى هذه الساطي وروى عن يونس بن حبيب النحوي قال‪ :‬ل يؤت من تلك الساطي قط‬
‫تصديع ول عيب‪.‬‬

‫وقال حارثة بن بدر الغدان ويقال‪ :‬بل قال ذلك البعيث الجاشعى‪ :‬بن زيادٌ لذكر ال مصنعةٌ من‬
‫الجارة ل تعمل من الطي لول تعاور أيدي النس ترفعها اذًا لقلنا من أعمال الشياطي وقال الوليد‬
‫بن هشام بن قحذم‪ :‬لا بن زياد السجد جعل لصفته القدمة خس سوارٍ‪.‬‬

‫وبن منارته بالجارة‪.‬‬

‫وهو أول من عمل القصورة‪.‬‬

‫ونقل دار المارة إل قبلة السجد‪.‬‬

‫وكان بناؤه إياها بلب وطي حت بناها صال بن عبد الرحن السجستان مول بن تيم ف وليته‬
‫خراج العراق لسليمان بن عبد اللك بالجر والص‪.‬‬

‫وزاد فيه عبيد ال بن زياد وف مسجد الكوفة‪.‬‬

‫وقال‪ :‬دعوت ال أن يرزقن الهاد ففعل ودعوته أن يرزقن بناء مسجدي الماعة بالصرين ففعل‬
‫ودعوته أن يعلن خلفًا من زياد ففعل‪.‬‬

‫وقال أبو عبيده معمر بن الثن‪ :‬لا بن زياد السجد أت بسواريه من جبل الهواز‪.‬‬

‫وكان الذي تول أمرها وقطعها الجاج بن عتيك الثقفي وابنه‪.‬‬

‫فظهر له مال‪.‬‬

‫فقيل‪ :‬حبذا المارة ولو على الجارة‪.‬‬

‫فذهب مثلًا‪.‬‬

‫‪361‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫قال‪ :‬وبعض الناس يقول إن زيادًا رأى الناس ينفضون أيديهم إذا تربت وهم ف الصلة فقال‪ :‬ل آمن‬
‫أن يظن الناس على طول اليام أن نفض اليدي ف الصلة سنة‪.‬‬

‫فأمر بمع الصى وإلقائه ف السجد‪.‬‬

‫فاشتد الوكلون بذلك على الناس وتعنتوهم وأروهم حصى وإلقائه ف السجد‪.‬‬

‫فاشتد الوكلون بذلك على الناس وتعنتوهم وأروهم حصى انتقوه‪.‬‬

‫فقالوا‪ :‬ايتونا بثله على مقاديره وألوانه وارتشوا على ذلك‪.‬‬

‫فقال القائل‪ :‬حبذا المارة ولو على الجارة‪.‬‬

‫وقال أبو عبيده‪ :‬كان جانب السجد الشمال متزويًا لنه كانت هناك دارٌ لنافع بن الارث بن كلدة‪.‬‬

‫فأب ولده بيعها‪.‬‬

‫فلما ول معاوية عبيد ال بن زياد البصرة قال عبيد ال لصحابه‪ :‬إذا شخص عبد ال بن نافع إل‬
‫أقصى ضيعته فأعلمون ذلك‪.‬‬

‫فشخص إل قصره البيض الذي على البطيحة‪.‬‬

‫فأخب عبيد ال بذلك‪.‬‬

‫فبعث الفعلة فهدموا من تلك الدار ما سوى به تربيع السجد‪.‬‬

‫وقدم ابن نافع فضج إليه من ذلك‪.‬‬

‫فأرضاه بأن أعطاه بكل ذراعٍ خسة أذرع‪.‬‬

‫وفتح له ف الائط خوخةً إل السجد‪.‬‬

‫فلم تزل الوخة ف حائطه حت زاد الهدي أمي الؤمني ف السجد‪.‬‬

‫‪362‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فأدخلت الدار كلها فيه وأدلت فيه أيضاَ دار المارة ف خلفة الرشيد رحه ال‪.‬‬

‫وقال أبو عبيده‪ :‬لا قدم الجاج بن يوسف العراق أخب أن زيادًا ابتن دار المارة بالبصرة‪.‬‬

‫فأراد أن يزيل اسه عنها فهم ببنائها بص وآجر‪.‬‬

‫فقيل له‪ :‬إنا تزيد اسه فيها ثباتًا وتوكدًا‪.‬‬

‫فبنيت عامة الدور حولا من طينها ولبنها وأبوابا‪.‬‬

‫فلم تكن بالبصرة دار إمارة حت ول سليمان بن عبد اللك‪.‬‬

‫فاستعمل صال ابن عبد الرحن على خراج العراق‪.‬‬

‫فحدثه صال حديث الجاج وما فعل ف دار المارة‪.‬‬

‫فأمره بإعادتا‪.‬‬

‫فأعادها بالجر والص على اساسها ورفع سكها‪.‬‬

‫فلما ول عمر بن عبد العزيز رضي ال عنه وول عدي بن أرطاة الفزاري البصرة أراد عدي أن يبن‬
‫فوقها غرفًا‪.‬‬

‫فكتب إليه عمر‪ :‬هبلتك أمك يا بن أم عدي! أيعجز عنك منل وسع زيادًا وآل زياد فأمسك عدي‬
‫عن إتام تلك الغرف وتركها‪.‬‬

‫فلما ول سليمان بن علي بن عبد ال بن العباس البصرة لب العباس أمي الؤمني بن على ما كان‬
‫عدي رفعه من حيطان الغرف بناءً بطي ث تركه وتول إل الربد فنله‪.‬‬

‫فلما استخلف الرشيد أدخلت الدار ف قبلة السجد فليس للمراء بالبصرة دار إمارة‪.‬‬

‫وقال الوليد بن هشام بن قحذم‪ :‬ل يزد أحدٌ ف السجد بعد ابن زياد حت كان الهدي‪.‬‬

‫‪363‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فاشترى دار نافع بن الارث بن كلدة الثقفي ودار عبيد ال بن أب بكرة ودار ربيعة بن كلدة الثقفي‬
‫ودار عمر بن وهب الثقفي ودار أم جيل الللية الت كان من أمرها وأمر الغية بن شعبة ما كان‬
‫ودورًا غيها فزادها ف السجد أيام ول ممد بن سليمان بن علي البصرة‪.‬‬

‫ث أمر هارون أمي الؤمني الرشيد عيسى بن جعفر بن النصور أيام وليته البصرة أن يدخل دار‬
‫المارة ف السجد ففعل‪.‬‬

‫وقال الوليد بن هشام‪ :‬أخبن أب عن أبيه وكان يوسف بن عمر وله ديوان جند العرب قال‪ :‬نظرت‬
‫ف جاعة مقاتلة البصرة أيام زياد فوجدتم ثاني ألفًا‪.‬‬

‫ووجدت عيالم مئة ألفٍ وعشرين ألف عيل‪.‬‬

‫ووجدت العرب مقاتلة الكوفة ستي ألفًا وعيالم ثاني ألفًا‪.‬‬

‫وحدثن ممد بن سعيد عن الواقدي ف إسناده قال‪ :‬كان عتبة بن غزوان مع سعد بن أب وقاص‪.‬‬

‫فكتب إليه عمر‪ :‬أن أضرب قيوانك بالكوفة‪.‬‬

‫ووجه عتبة بن غزوان إل البصرة‪.‬‬

‫فخرج ف ثان مئة فضرب خيمة من أكسية وضرب الناس معه‪.‬‬

‫وأمده عمر بالرجال‪.‬‬

‫فلما كثروا بن رهطٌ منهم سبع دسا كر من لب‪.‬‬

‫منها بالريبة اثنتان وبالزابوقة واحدة وف بن تيم اثنتان وف الزد اثنتان‪.‬‬

‫ث إن عتبة خرج إل الفرات بالبصرة فافتتحه‪.‬‬

‫ث رجع إل البصرة‪.‬‬

‫‪364‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وكان سعد يكاتب عتبة فغمه ذلك‪.‬‬

‫فاستأذن عمر ف الشخوص إليه‪.‬‬

‫فلحق به واستخلف الغية بن شعبة‪.‬‬

‫فلما قدم الدينة شكا إل عمر تسلط سعدٍ عليه‪.‬‬

‫فقال له‪ :‬وما عليك أن تقر بالمارة لرجل من قريشٍ له صحبةٌ وشرف فأب الرجوع‪.‬‬

‫وأب عمر إل رده‪.‬‬

‫فسقط عن راحلته ف الطريق فمات ف سنة ‪.16‬‬

‫وكان مجر بن الدرع اختط مسجد الصرة ول يبنه‪.‬‬

‫فكان يصلي فيه غي مبن‪.‬‬

‫فبناه عتبة بقصبٍ ث بناه أبو موسى الشعري وبن بعده‪.‬‬

‫حدثن السي بن علي بن السود العجلي قال‪ :‬ثنا يي بن آدم قال‪ :‬ثنا أبو معاوية عن الشيبان عن‬
‫ممد بن عبد ال الثقفي قال‪ :‬كان بالبصرة رج ٌل يكن أبا عبد ال ويقال له نافع فكان أول مت افتل‬
‫الفلة بالبصرة فأتى عمر فقال له‪ :‬إن بالبصرة أرضًا ليست من أرضي الراج ول تضر بأحدٍ من‬
‫السلمي‪.‬‬

‫فكتب له أبو موسى إل عمر بذلك‪.‬‬

‫فكتب له عمر إليه أن يقطعه إياها‪.‬‬

‫وحدثن سعيد بن سليمان قال‪ :‬ثنا عبادة بن العوام عن عوف العراب قال‪ :‬قرأت كتاب عمر إل أب‬
‫موسى‪ :‬إن أبا عبد ال سألن أرضًا على شاطئ دجلة يفتلى فيها خيله‪.‬‬

‫‪365‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فإن كانت ف غي أرض الزية ول يزأ إليها ماء الزية فأعطه إياها‪.‬‬

‫وقال عباد‪ :‬بلغن أنه نافع بن الارث بن كلدة طبيب العرب‪.‬‬

‫وقال الوليد بن هشام بن قحذم‪ :‬وجدت كتابًا عندنا فيه‪ :‬بسم ال الرحن الرحيم‪.‬‬

‫من عبد ال عمر أمي الؤمني إل الغية بن شعبة‪.‬‬

‫سلم عليك‪.‬‬

‫فإن أحد إليك ال الذي ل إله إل هو‪.‬‬

‫أما بعد فإن أبا عبد ال ذكر أنه زرع بالبصرة ف أمارة ابن غزوان وافتلى أولد اليل حي ل يفتلها‬
‫أحد من أهل البصرة وإنه نعم ما رأى‪.‬‬

‫فأعنه على زرعه وعلى خيله‪.‬‬

‫فإن قد أذنت له أن يزرع‪.‬‬

‫وآته أرضه الت زرع إل أن تكون أرضًا عليها الزية من أرض العاجم أو يصرف إليها ماء أرضٍ‬
‫عليها الزية‪.‬‬

‫ول تعرض له إل بي‪.‬‬

‫والسلم عليك ورحة ال‪.‬‬

‫وكتب معيقيب بن أب فاطمة ف صفر سنة ‪.17‬‬

‫وقال الوليد بن هشام‪ :‬أخبن عمي عن ابن شيمة أنه قا‪ :‬لو وليت البصرة لقبضت أموالم‪.‬‬

‫لن عمر ابن الطاب ل يقطع با أحدًا إل أبا بكرة ونافع بن الارث‪.‬‬

‫ول يقطع عثمان بالبصرة إل عمران بن حصي وابن عامر أقطعه داره وحران موله‪.‬‬

‫‪366‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫قال‪ :‬وقد أقطع زياد عمران قطيعة أيضًا فيما يقال‪.‬‬

‫وقال هشام بن الكلب‪ :‬أول دار بنيت بالبصرة دار نافع ابن الارث ث دار معقل بن يسار الزن‪.‬‬

‫وكان عثمان بن عفان أخذ دار عثمان بن أب العاص الثقفي وكتب أن يعطى أرضًا بالبصرة‪.‬‬

‫فأعطى أرضه العروفة بشط عثمان بيال البلة‪.‬‬

‫وكانت سبخةً فاستخرجها وعمرها‪.‬‬

‫وإل عثمان بن أب العاص ينسب باب عثمان بالبصرة‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬كان حران بن أبان للمسيب بن نبة الفزاري‪.‬‬

‫أصابه بعي التمر فابتدعه منه عثمان بن عفان وعلمه الكتاب واتذه كتابًا‪.‬‬

‫فوجد عليه نه كان وجهه للمسئلة عما رفع على الوليد بن عقبة بن أب معيط فارتشى منه وكذب ما‬
‫قيل فيه‪.‬‬

‫فتيقن عثمان صحة ذلك بعد‪.‬‬

‫فوجد عليه وقال‪ :‬ل بساكن أبدًا‪.‬‬

‫وخيه بلدًا يسكنه غي الدينة‪.‬‬

‫فاختار البصرة‪.‬‬

‫وسأله أن يقطعه با دارًا وذكر ذرعًا كثيًا‪.‬‬

‫فاستكثره عثمان وقال لبن عامر‪ :‬أعطه دارًا مثل بعض دورك‪.‬‬

‫فأقطعه داره الت بالبصرة‪.‬‬

‫‪367‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫قالوا‪ :‬ودار خالد بن طليق الزاعي القاضي كانت لب الراح القضي صاحب سجن ابن الزبي‪.‬‬

‫اشتراها له سلم بن زياد لنه هرب من سجن الزبي‪.‬‬

‫قال ابن الكلب‪ :‬سكة بن سرة بالبصرة كان صاحبها عتبة ابن عبد ال بن عبد الرحن بن سرة بن‬
‫حبيب بن عبد شس بن عبد مناف‪.‬‬

‫ومسجد عاصم نسب إل أحد بن ربيعة بن كلب بن ربيعة ابن عامر ن صعصعة‪.‬‬

‫ودار أب نافع بالبصرة نسبت إل أب نافع مول عبد الرحن بن أب بسكرة‪.‬‬

‫وقال القحذمي‪ :‬كانت دار أب يعقوب الطاب لسحامة بن عبد الرحن بن الصم الغنوى مؤذن‬
‫الجاج‪.‬‬

‫هو من قاتل مع يزيد بن الهلب‪.‬‬

‫فقتله مسلمة بن عبد اللك يوم العقر‪.‬‬

‫وهي إل جانب دار الغية ابن شعبة‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ودار طارق نسبت إل طارق بن أب بكرة‪.‬‬

‫وقبالتها خطة الكم بن أب العاص الثقفي‪.‬‬

‫ودار زياد بن عثمان كان عبيد ال بن زياد اشتراها لبن اشتراها لبن أخيه زياد بن عثمان‪.‬‬

‫وتليها الطة الت منها دار بابة بنت أب العاص‪.‬‬

‫وكانت دار سليمان بن علي لسلم بن زياد فغلب عليها بلل بن أب بردة أيام وليته البصرة لالد بن‬
‫عبد ال ث جاء سليمان بن علي فنلا‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وكانت دار موسى بن أب الختار مول ثقيف لرجل من بن دارم‪.‬‬

‫‪368‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فأراد فيوز حصي ابتياعها منه بعشرة آلف‪.‬‬

‫فقال‪ :‬ما كنت لبيع جوارك بئة ألف‪.‬‬

‫فأعطاه عشرة آلف وأقر الدار ف يده‪.‬‬

‫وقال أبو السن‪ :‬أراد الدارمى بيع داره فقال‪ :‬أبيعها بعشرة آلف درهم خسة آلف ثنها وخسة‬
‫آلف لوار فيوز‪.‬‬

‫فبلغ فيوز ذلك فقال‪ :‬أمسك عليك ودارك‪.‬‬

‫وأعطاه عشرة آلف درهم‪.‬‬

‫ودار ابن تبع نسبت إل عبد الرحن بن تبع اليى‪.‬‬

‫وكان على قطائع زياد وكان دمون من أهل الطائف‪.‬‬

‫فتزوج أبو موسى ابنته فولدت له أبا بردة‪.‬‬

‫ولدمون خطة بالبصرة‪.‬‬

‫وله يقول أهل البصرة‪ :‬الرفاء والبنون وخبز وكمون ف بيت الدمون‪.‬‬

‫وقال القحذمي وغيه‪ :‬كان أول حام اتذ بالبصرة حام عبد ال بن عثمان بن أب العاص الثقفي وهو‬
‫موضع بستان سفيان بن معاوية الذي بالريبة وعند قصر عيسى بن جعفر‪.‬‬

‫ث الثان حام فيل مول زياد‪.‬‬

‫ث الثالث حام مسلم بن أب بكرة ف بللباذ‪.‬‬

‫وهو الذي صار لعمرو بن مسلم الباهلي‪.‬‬

‫فمكث البصرة دهرًا وليس با إل هذه المامات‪.‬‬

‫‪369‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وحدثن الدائن قال‪ :‬قال أبو بكرة لبنه مسلم‪ :‬يا بن! وال ما تلي عملًا وما أراك تقصر عن أخوتك‬
‫ف النفقة‪.‬‬

‫فقال‪ :‬إن كتمت علي أخبتك‪.‬‬

‫قال‪ :‬فإن أفعل‪.‬‬

‫قال‪ :‬فإن اغتل من حامي هذا ف كل يومٍ ألف درهم وطعامًا كثيًا‪.‬‬

‫ث إن مسلمًا مرض فأوصى إل أخيه عبد الرحن بن أب بكرة وأخبه بغلة حامه‪.‬‬

‫فأفشى ذلك واستأذن السلطان ف بناء حام‪.‬‬

‫وكانت المامات ل تبتن بالبصرة إل بإذن الولة‪.‬‬

‫فأذن له‪.‬‬

‫فاستأذن عبيد ال ابن أب بكرة فأذن له واستأذن الكم بن أب العاص فأذن له‪.‬‬

‫واستأذن سياه السواري فأذن له‪.‬‬

‫واستأذن الصي بن أب الر العنبي فأذن له‪.‬‬

‫واستأذنت ربطة بنت زياد فأذن لا‪.‬‬

‫واستأذنت لبابه بنت أوف الرش فأذن لا ف حامي‪ :‬أحدها ف أصحاب القباء والخر ف بن سعد‪.‬‬

‫واستأذن النجاب بن راشد الضب فإذن له‪.‬‬

‫وأفاق مسلم بن أب بكرة من مرضه وقد فسدت عليه غلة حامه‪.‬‬

‫فجعلن بلغن عبد الرحن ويقول‪ :‬ماله قطع ال رحه!‪.‬‬

‫‪370‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫قالوا‪ :‬وكان فيل حاجب زياد وموله ركب معه أبو السود الدائلي وأنس بن زنيم وكان على‬
‫برذون هلج وها على فرسي سوء قطوفي‪.‬‬

‫فأدركهما السد‪.‬‬

‫فقال أنس‪ :‬أجز يا أبا السود‪.‬‬

‫قال‪ :‬هات‪.‬‬

‫فقال‪ :‬لعمر أبيك ما حام كسرى على الثلثي من حام فيل فقال أبو السود‪ :‬وقال أبو مفرغ لطلحة‬
‫الطلحات وهو طلحة بن عبد ال بن خلف‪ :‬تنين طليحة ألف ألفٍ لقد منيتن أملًا بعيدا فلست لاجدٍ‬
‫ح ٍر ولكن لسمراء الت تلد العبيدا ولو أدخلت ف حام في ٍل وألبست الطارف والب ودا وقال بعضهم‬
‫وقد حضرته الوفاة‪ :‬يا رب قائل ٍة يومًا وقد لغبت كيف الطريق إل حام منجاب يعن حام النجاب‬
‫بن راشد الضب‪.‬‬

‫وقال عباس مول بن أسامة‪ :‬ذكرت البند ف حام عمروٍ فلم أبرح إل بعد العشاء وحار بلج نسب‬
‫إل بلج بن نشبة السعدي الذي يقول له زياد‪ :‬ومترسٍ من مثله وهو حارس وقال هشام بن الكلب‪:‬‬
‫قصر أوس بالبصرة نسب إل أوس ابن ثعلبة بن رقى أحد بن تيم ال بن ثعلبة بن عكابة‪.‬‬

‫وهو من وجوه من كان برا سان‪.‬‬

‫وقد تقلد با أمورًا جسيمة‪.‬‬

‫وهو الذي مر بتدمر فقال ف صنميها‪ :‬فكائن مر من دهرٍ وده ٍر لهلكما وعامٍ بعد عام وقصر أنس‬
‫نسب إل أنس بن مالك النصاري خادم رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬والذي بن منارة بن‬
‫أسيد بن سعد منهم‪.‬‬

‫والقصر الحر لعمرو بن عتبة بن أب سفيان وهو اليوم لل عمر بن حفص بن قبيصة بن أب صفرة‪.‬‬

‫وقصر السيين كان لعبد الرحن بن زياد‪.‬‬

‫‪371‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وكان الجاج سي عيال من خرج مع عبد الرحن بن الشعث الكندي إليه فحبسهم فيه‪.‬‬

‫وهو قصرٌ ف جوف قصر ويتلوه قصر عبيد ال بن زياد وإل جانبه جوشق‪.‬‬

‫قال القحذمى‪ :‬وقصر النواهق هو قصر زياد‪.‬‬

‫ساه الشطار بذلك‪.‬‬

‫وقصر النعمان كان للنعمان بن صهبان الراسب الذي حكم بي مضر وربيعه أيام مات يزيد بن‬
‫معاوية‪.‬‬

‫قال‪ :‬وزاد عبيد ال بن زياد للنعمان بن صهبان ف قصره هذا‪.‬‬

‫فقال‪ :‬بئس الال هذا يا أبا حات! إن كثر الاء غرقت وإن قل عطشت‪.‬‬

‫فكان كما قال‪.‬‬

‫قل الاء فمات كل من ث‪.‬‬

‫وقصر زرب نسب إل زرب مول عبد ال بن عامر‪.‬‬

‫وكان قيمًا على خيله‪.‬‬

‫فكانت الدار وقصر عطية نسب إل عطية النصاري‪.‬‬

‫ومسجد بن عباد نسب إل بن عباد بن رضاء بن شقرة بن الارث بن تيم بن مرة‪.‬‬

‫وكانت دار عبد ال بن خازم السلمي لعمته دجاجة أم عبد ال بن عامر‪.‬‬

‫فقطعته إياها وهو عبد ال بن خازم بن أساء بن الصلت‪.‬‬

‫وهي دجاجة بنت أساء‪.‬‬

‫‪372‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وحدثن الدائن عن أب بكر الذل والعباس بن هشام عن أبيه عن عوانة قال‪ :‬قدم الحنف بن قيس‬
‫على عمر بن الطاب رضي ال عنه ف أهل البصرة‪.‬‬

‫فجعل يسألم رجلًا رجلًا والحنف ف ناحية البيت ف بت ل يتكلم‪.‬‬

‫فقال له عمر‪ :‬أما لك حاجة قال‪ :‬بلى يا أمي الؤمني‪.‬‬

‫إن مفتاح الي بيد ال وإن إخواننا من أهل المصار نزلوا منازل المم الالية بي الياه العذبة والنان‬
‫اللتفة وإنا نزلنا سبخه نشاشة ل يف نداها ول ينبت مرعاها‪.‬‬

‫ناحيتها من قبل الشرق البحر الجاج ومن قبل الغرب الفلة فليس لنا زرع ول ضرع تأتينا منافعنا‬
‫وميتنا ف مثل مريء النعامة‪.‬‬

‫يرج الرجل الضعيف فيستعذب الاء من فرسخي وترج الرأة لذلك فنريق ولدها كما يريق العن‬
‫ياف بادرة العدو وأكل السبع‪.‬‬

‫فأل ترفع خسيستنا وتب فاقتنا نكن كقوم هلكوا‪.‬‬

‫فألق عمر ذراري أهل البصرة ف العطاء وكتب إل أب موسى يأمره أن يتفر لم نرًا‪.‬‬

‫فحدثن جاعة من أهل العلم قالوا‪ :‬كان لدجلة العوراء ‪ -‬وهي دجلة البصرة ‪ -‬خور والور طريق‬
‫للماء ل يفره أحد يري فيه ماء المطار إليها ويتراجع ماؤها فيه عند الد ونضب ف الزر‪.‬‬

‫وكان طوله قدر فرسخ‪.‬‬

‫وكان لده ما يلي البصرة غور وسعة تسمى ف الاهلية الجانة وسته العرب ف السلم الزارة‪.‬‬

‫وهو على مقدار ثلثة فراسخ من البصرة بالذرع الذي يكون به نر اليلة كله أربعة فراسخ ومنه‬
‫يبتدىء النهر الذي يعرف اليوم بنهر الجانة‪.‬‬

‫‪373‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فلما أمر عمر بن الطاب رضي ال عنه أبا موسى الشعري أن يتفر لهل البصرة نرًا ابتدأ الفر من‬
‫الجانة وقاده ثلثة فراسخ حت بلغ به البصرة‪.‬‬

‫فصار طول نر البلة أربعة فراسخ‪.‬‬

‫ث إنه انطم منه ما بي البصرة وبثق اليى وذلك على قدر فرسخ من البصرة‪.‬‬

‫وكان زياد بن أب سفيان واليًا على الديوان وبيت الال من قبل عبد ال بن عامر بن كريز وعبد ال‬
‫يومئذ على البصرة من قبل عثمان بن عفان‪.‬‬

‫فأشار على ابن عامر أن ينفذ حفر نر البلة من حيث انطم حت يبلغ به البصرة‪.‬‬

‫وكان يربث ذلك ويدافع به‪.‬‬

‫فلما شخص ابن عامر إل خرا سان واستخلف زيادًا أقر حفر أب موسى الشعري على حاله‪.‬‬

‫وحفر النهر من حيث انطم حت بلغ به البصرة‪.‬‬

‫وول ذلك عبد الرحن بن أب بكرة‪.‬‬

‫فلما فتح عبد الرحن الاء جعل يركض فرسه والاء يكاد يسبقه‪.‬‬

‫وقدم ابن عامر من خرا سان فغضب على زياد وقال‪ :‬إنا أردت أن تذهب بذكر النهر دون‪.‬‬

‫فتباعد ما بينهما حت ماتا‪.‬‬

‫وتباعد بسببه ما بي أولدها‪.‬‬

‫فقال يونس بن حبيب النحوي‪ :‬أنا أدركت ما بي آل زياد وآل ابن عامر متباعدًا‪.‬‬

‫وحدثن الترم عن أب عبيده قال‪ :‬قاد أبو موسى الشعري نر البلة من موضع الجانة إل البصرة‪.‬‬

‫‪374‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وكان شرب الناس قبل ذلك من مكان يقال له دير قاووس فوهته ف دجلة فوق اليلة بأربعة فراسخ‬
‫يري ف سباخ ل عمارة على حافاته‪.‬‬

‫وكانت الرواح تدفنه‪.‬‬

‫قال‪ :‬ولا حفر زياد فيض البصرة بعد فراغه من إصلح نر اليلة قدم ابن عامر من خرا سان فلمه‬
‫وقال‪ :‬أردت أن تذهب بشهرة هذا النهر وذكره‪.‬‬

‫فتباعد ما بينهما وبي أهلهما بذلك السبب‪.‬‬

‫وقال أبو عبيده وكان احتفاره الفيض من لدن دارفيل مول زياد وحاجبه إل موضع السر‪.‬‬

‫وروى ممد بن سعد عن الواقدي وغيه أن عمر بن الطاب أمر أبا موسى بفر النهر الخر وأن‬
‫يريه على يد معقل بن يسار الزن فنسب إليه‪.‬‬

‫وقال الوليد بن هشام القحذمي وعلي بن ممد أب سيف الدائن‪ :‬كلم النذر بن الاورد العبدي‬
‫معاوية بن أب سفيان ف حفر نر ثار‪.‬‬

‫فكتب إل زياد فحفر نر معقل‪.‬‬

‫فقال قوم‪ :‬جرى على يد معقل بن يسار‪.‬‬

‫فنسب إليه‪.‬‬

‫وقال آخرون‪ :‬بل أجراه زياد على يد عبد الرحن بن أب بكرة أو غيه‪.‬‬

‫فلما فرغ منه وأرادوا فتحه بعث زياد معقل بن يسار ففتحه تبكًا به لنه من أصحاب رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫فقال الناس‪ :‬نر معقل‪.‬‬

‫‪375‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فذكر القحذمي أن زيادًا أعطى رجلًا ألف درهم وقال له‪ :‬أبلغ دجلة وسل عن صاحب هذا النهر من‬
‫هو فإن قال لك رجل إنه نر زياد فأعطه اللف فبلغ دجلة ث رجع فقال‪ :‬ما لقيت أحدًا إل يقول نر‬
‫معقل‪.‬‬

‫فقال زياد‪{ :‬ذلك فضل ال يؤتيه من يشاء}‪ .‬قالوا ونر دبيس نسب إل رجل قصار يقال له دبيس‬
‫كان يقصر الثياب عليه‪.‬‬

‫وبثق اليى نسب إل نبطي من أهل الية ويقال كان مول لزياد‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وكان زياد لا بلغ بنهر معقل قبته الت يعرض فيها الند رده إل مستقبل النوب حت أخرجه‬
‫إل أصحاب الصدقة بالبل‪.‬‬

‫فسمي ذلك العطف نر دبيس‪.‬‬

‫وحفر عبد ال بن عامر نره الذي عند دارفيل‪.‬‬

‫وهو الذي يعرف بنهر السوارة‪.‬‬

‫ونر عمرو نسب إل عمرو بن عتبه بن أب سفيان ونر أم حبيب نسب إل أم حبيب بنت زياد‪.‬‬

‫وكان عليه قصر كثي البواب فسمي الزاردر‪.‬‬

‫وقال علي بن ممد الدائن‪ :‬تزوج شيويه السواري مرجانه أم عبد ال بن زياد‪.‬‬

‫فبن لا قصرًا فيه أبواب كثية فسمي هزار در‪.‬‬

‫وقال أبو السن‪ :‬قال قوم‪ :‬سي هزار در لن شيويه اتذ ف قصره ألف باب‪.‬‬

‫وقال بعضهم‪ :‬نزل ذلك الوضع ألف أسوار ف ألف بيت أنزلم كسرى فقيل هزار در‪.‬‬

‫ونسب نر حرب إل حرب بن سلم بن زياد‪.‬‬

‫‪376‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وكان عبد العلى بن عبد ال بن عبد ال بن عامر ادعى أن الرض الت كانت عليه كانت لبن عامر‬
‫وخاصم فيها حربًا‪.‬‬

‫فلما توجه القضاء لعبد العلى أتاه حربٌ فلقال له‪ :‬خاصمتك ف هذا النهر وقد ندمت على ذلك‪.‬‬

‫وأنت شيخ العشية وسيدها فهو لك‪.‬‬

‫فقال عبد العلى بن عبد ال‪ :‬بل هو لك‪.‬‬

‫فانصرف حرب فلما كان العشى جاء موال عبد العلى ونصحاؤه فقالوا‪ :‬وال ما أتاك حرب حت‬
‫توجه لك القضاء عليه‪.‬‬

‫فقال‪ :‬وال ل رجعت فيما جعلت له أبدًا‪.‬‬

‫والنهر العروف بيزيدان نسب إل يزيد بن عمر السيدي صاحب شرطة عدى بن أرطاة‪.‬‬

‫وقالوا‪ :‬أقطع عبد ال بن عامر بن كريز عبد ال بن عمي بن عمرو بن مالك الليثي وهو أخوه لمه‬
‫دجاجة بنت أساء بن الصلت السلمية ثانية آلف جريب‪.‬‬

‫فخفر لا النهر الذي يعرف بنهر ابن عمي‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وكان عبد ال بن عامر حفر نر أم عبد ال دجاجة ووله غيلن بن خرشة الضب‪.‬‬

‫وهو النهر الذي قال حارثة بن بدر الغان لعبد ال بن عامر وقد سايره‪ :‬ل أر أعظم بركة من هذا‬
‫النهر‪.‬‬

‫ض لياههم‪.‬‬
‫يستقى منه الضعفاء من أبواب دروهم ويأتيهم منافعهم فيه إل منازلم وهو مغي ٌ‬

‫ث إنه ساير زيادًا بعد ذلك ف وليته فقال‪ :‬ما رأيت نرًا شرًا منه ين منه دورهم ويبعضون له ف‬
‫منازلم ويغرق فيه صبيانم‪.‬‬

‫وروى قوم أن غيلن بن خرشة القائل‪.‬‬

‫‪377‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وهذا والول أثبت‪.‬‬

‫ونر سلم نسب إل سلم بن زياد بن أب سفيان‪.‬‬

‫وكان عبد ال بن عامر حفر نرًا توله ناف ٌذ موله فغل عليه فقيل نر نافذ‪.‬‬

‫وهو لل الفضل بن عبد الرحن بن عباس بن ربيعة بن الارث بن عبد الطلب‪.‬‬

‫قال أبو اليقظان‪ :‬أقطع عثمان بن عفان العباس بن ربيعة بن الارث دارًا بالبصرة وأعطاه مئة ألف‬
‫درهم‪.‬‬

‫وكان عبد الرحن بن عباس يلقب راشض البغال لودة ركوبه لا‪.‬‬

‫وتابعه الناس وطلحتان نر طلحة بن أب نافع مول طلحة بن عبيد ال‪.‬‬

‫ونر حيدة نسب إل امرأة من آل عبد الرحن بن سرة بن حبيب ابن عبد شس يقال لا حيدة‪.‬‬

‫وهي امرأة عبد العزيز بن عبد ال بن عامر‪.‬‬

‫وخيتان لية بنت ضمرة القشيية امرأة الهلب‪.‬‬

‫ولا مهلبان‪.‬‬

‫كان الهلب وهبه لا‪.‬‬

‫ويقال‪ :‬بل كان لا فنسب إل الهلب‪.‬‬

‫وهي أم أب عيينة ابنه‪.‬‬

‫وجبيان لبي بن حية‪.‬‬

‫وخلفان قطعية بعد ال بن خلف الزاعي أب طلحة الطلحات‪.‬‬

‫‪378‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫طليقان لل عمران بن حصي الزاعي من ولد خالد بن طليق بن ممد ابن عمران‪.‬‬

‫وكان خالد ول قضاء البصرة‪.‬‬

‫وقال القحذمى‪ :‬نر مرة لبن عامر ول حفره له مرة مول أب بكر الصديق فغلب على ذكره‪.‬‬

‫وقال أبو اليقظان وغيه‪ :‬نسب نر مرة إل مرة بن أب عثمان مول عبد الرحن بن أب بكر الصديق‬
‫وكان سريا‪.‬‬

‫سأل عائشة أم الؤمني أن تكتب له إل زياد وتبدأ به ف عنوان كتابا‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫فكتبت له إليه بالوصاية به وعنونته‪ :‬إل زياد بن أب سفيان من عائشة أم الؤمني‪.‬‬

‫فلما رأى زياد أنا قد كاتبته ونسبته إل أب سفيان سر بذلك وأكرم مرة وألطفه‪.‬‬

‫وقال للناس‪ :‬هذا كتاب أم الؤمني إل فيه وعرضه عليهم ليقرؤا عنوانه‪.‬‬

‫ث أقطعه مئة جريب على نر البله وأمره فحفر لا نرًا فنسب إليه‪.‬‬

‫وكان عثمان بن مرة من سراه أهل البصرة وقد خرجت القطيعة من أيدي ولده وصارت لل الصفاق‬
‫بن حجر بن بي العقوي من الزد‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ودرجاه جنك من أموال ثقيف وإنا قيل له ذلك لنازعات كانت فيه‪.‬‬

‫وجنك بالفارسية صخب‪.‬‬

‫أنسان نسب إل أنس بن مالك ف قطيعة من زياد‪.‬‬

‫نر بشار نسب إل بشار بن مسلم بن عمرو الباهلي أخي قتيبة‪.‬‬

‫وكان أهدى إل الجاج فرسًا فسبق عليه‪.‬‬

‫‪379‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فأقطعه سبع مئة جريب ويقال أربع مئة جريب‪.‬‬

‫فحفر لا النهر‪.‬‬

‫ونر فيوز نسب إل فيوز حصي ويقال إل باشكار كان يقال له فيوز‪.‬‬

‫وقال القحذمى‪ :‬نسب إل فيوز مول ربيعة بن كلدة الثقفي‪.‬‬

‫ونر العلء نسب إل العلء بن شرك الزل أهدى إل عبد اللك شيئًا أعجبه فأقطعه مئة جريب‪.‬‬

‫ونر ذراع نسب إل ذراع النمري من ربيعة‪.‬‬

‫وهو أبو هارون بن ذراع‪.‬‬

‫ونر حبيب نسب إل حبيب بن شهاب الشامي التاجر ف قطيعة من زياد ويقال من عثمان‪.‬‬

‫وحدثن العقوي الدلل قال‪ :‬كانت الزيرة بي النهرين سبخ ًة فأقطعها معاوية بعض بن أخوته‪.‬‬

‫فلما قدم الفت لنظر إليها أمر زيا ٌد بالاء فأرسل فيها‪.‬‬

‫فقال الفت‪ :‬إنا أقطعن أمي الؤمني بطيحةً ل حاجة ل فيها‪.‬‬

‫فابتاعها زياد منه بائت ألف درهم وحفر أنارها‪.‬‬

‫وأقطع منها روادان لرواد ابن أب بكرة‪.‬‬

‫ونر الراء صيدت فيه سكةٌ تسمى الراء فسمى با‪.‬‬

‫وعليه أرض حران الذي أقطعه إياها معاوية‪.‬‬

‫ونر مكحول نسب إل مكحول بن عبيد ال الحسى وهو ابن عم شيبان صاحب مقبة شيبان بن‬
‫عبد ال الذي كان على شرطة ابن زياد‪.‬‬

‫‪380‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وكان مكحول يقول الشعرف اخيل فكانت قطيعة من عبد اللك بن مروان‪.‬‬

‫وقال القحذمي‪ :‬نر مكحول نسب إل مكحول بن عبد ال السعدي وقال القحذمي‪ :‬شط عثمان‬
‫اشتراه عثمان بن أب العاص الثقفي من عثمان ابن عفان بال له بالطائف‪.‬‬

‫ويقال إنه اشتراه بدارٍ له بالدينة فزادها عثمان بن عفان ف السجد‪.‬‬

‫وأقطع عثمان بن أب العاص أخاه حفص بن أب العاص حفصان‪.‬‬

‫وأقطع أبا أمية بن أب العاص أميتان‪.‬‬

‫وأقطع أخاه الغية مغيتان‪.‬‬

‫قال‪ :‬فكان نر الرحاء لب عمرو بن أب العاص الثقفي‪.‬‬

‫وقال الدائن‪ :‬أقطع زياد ف الشط الموم وهي زيادان‪.‬‬

‫وقال لعبد ال بن عثمان‪ :‬إن ل أنفذ إل ما عمرت‪.‬‬

‫وكان يقطع الرجل القطيعة ويدعه سنتي فإن عمرها وإل أخذها منه‪.‬‬

‫فكانت الموم لب بكرة ث صارت لعبد الرحن بن أب بكرة‪.‬‬

‫أزرقان نسب إل الزرق بن مسلم مول بن حنيفة‪.‬‬

‫ونسب ممدان إل ممد بن علي بن عثمان النفي‪.‬‬

‫زيادان نسب إل زياد مول بن اليثم وهو جد مؤنس بن عمران بن جيع بن يسار وجد عيسى بن‬
‫عمر النحوي وحاجب بن عمر لمهما‪.‬‬

‫ونر أب الصيب نسب إل أب الصيب مرزوق مول النصور أمي الؤمني‪.‬‬

‫ونر المي بالبصرة حفره النصور ث وهبه لبنه جعفر‪.‬‬

‫‪381‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فكان يقال نر أمي الؤمني ث قيل نر المي ث ابتاعه الرشيد وأقطع منه وباع‪.‬‬

‫ونر ربا للرشيد نسب إل سورجى‪.‬‬

‫والقرش كان عبيد ال بن عبد العلى الكريزي وعبيد ال بن عمر ابن الكم الثقفي والقندل خور‬
‫من أخوار دجلة سده سليمان بن علي وعليه قطيعة النذر ابن الزبي بن عوام‪.‬‬

‫وفيه نر النعمان بن النذر صاحب الية‪.‬‬

‫أيام كسرى وكان هناك قصر للنعمان‪.‬‬

‫ونر مقاتل نسب إل مقاتل بن جارية بن قدامه السعدي‪.‬‬

‫وعميان نسب إل عبد ال بن عمي الليثي‪.‬‬

‫وسيحان كان للبامكة وهم سوه سيحان‪.‬‬

‫والوبرة صيد فيها الوبرة فسميت بذلك‪.‬‬

‫حصينان لصي بن أب الر العنبي‪.‬‬

‫عبيدلن لعبيد بن كعب النميي‪.‬‬

‫منقذان لنقذ بن علج السلمي‪.‬‬

‫عبد الرحانان كان لب بكرة بن زياد فاشتراه أبو عبد الرحن مول هشام‪.‬‬

‫ونافعان لنافع بن الارث الثقفي‪.‬‬

‫وأسلمان لسلم بن زرعة الكلب‪.‬‬

‫وحرانان لمران بن أبان مول عثمان‪.‬‬

‫‪382‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وقتيبتان لقتيبة بن مسلم‪.‬‬

‫وقال القحذمي‪:‬‬

‫بر البنات بنات زياد أقطع كل بنت ستي جريبًا‪.‬‬

‫وكذلك كان يقطع العامة‪.‬‬

‫وقال‪ :‬أمر زياد عبد الرحن بن تبع الميى وكان على قطائعه أن يقطع نافع بن الارث الثقفي ما‬
‫مشى‪.‬‬

‫فمشى فانقطع شسعه فجلس فقال‪ :‬حسبك‪.‬‬

‫فقال‪ :‬لو علمت لشيت إل البلة‪.‬‬

‫فقال دعن حت أرمي بنعلي‪.‬‬

‫فرمى با حت بلغت الجانة‪.‬‬

‫سعيدان لل سعيد بن عبد الرحن بن عبادة بن أسيد‪.‬‬

‫وكان سليمانان قطيعة لعبيد بن قسيط صاحب الطوف أيام الجاج‪.‬‬

‫فرابط با رجلٌ من الزهاد يقال له سليمان بن جابر فنسبت إليه‪.‬‬

‫وعمران لعمر بن عبد ال بن معمر التميمي‪.‬‬

‫وفيلن لفيل مول زياد‪.‬‬

‫وخالدان نسب إل خالد بن عبد ال بن خالد بن أسيد بن أب العيص بن أمية‪.‬‬

‫نر يزيد الباضي وهو يزيد بن عبد ال الميي‪.‬‬

‫‪383‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫السمارية قطيعة مسمار مول زياد‪.‬‬

‫وله بالكوفة ضيعة‪.‬‬

‫قال القحذمى‪ :‬وكان بلل بن أب بردة الذي فتق نر معقل ف فيض البصرة‪.‬‬

‫وكان قبل ذلك واحتفر بللٌ نر بلل وجعل على جنبتيه حوانيت ونقل إليها السوق وجعل ذلك‬
‫ليزيد بن خالد القسري‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وحفر بشي بن عبيد ال بن أب بكرة الرغاب وساه باسم مرغاب مرو‪.‬‬

‫وكانت القطيعة الت فيها الرغاب للل بن أحوز الازن أقطعه إياها يزيد بن عبد اللك وهي ثانية‬
‫آلف جريب‪.‬‬

‫فحفر بشي الرغاب والسواقي والعترضات بالتغلب وقال‪ :‬هذه قطيعة ل‪.‬‬

‫وخاصمه حيي بن هلل فكتب خالد بن عبد ال القسري إل مالك بن النذر بن الار ود وهو‬
‫على أحداث البصرة‪ :‬أن خل بي الميي وبي الرغاب وأرضه‪.‬‬

‫وذلك أن بشيًا أشخص إل خال ٍد فتظلم فقبل قوله‪.‬‬

‫وكان عمرو بن يزيد السيدي يعن بميي ويعينه‪.‬‬

‫فقال لالك بن النذر‪ :‬أصلحك ال! ليس هذا خل إنا هو حل بي حيي وبي الرغاب‪.‬‬

‫قال‪ :‬وكانت لصعصعة بن معاوية عم الحنف قطيعةٌ بيال الرغاب وإل جنبها‪.‬‬

‫فجاء معاوية بن صعصعة بن معاوية معينًا لميي‪.‬‬

‫فقال بشي‪ :‬هذا مسرح إبلنا وبقرنا وحينا ودوابنا وغنمنا‪.‬‬

‫‪384‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فقال معاوية‪ :‬أمن أجل ثلط بقر ٍة عقفاء وأتانٍ ودق تريد أن تغلبنا على حقنا وجاء عبد ال بن أب‬
‫عثمان بن عبد ال بن خالد بن أسيد فقال‪ :‬أرضنا وقطيعتنا‪.‬‬

‫فقال له معاوية‪ :‬أسعت بالذي تطى النار فدخل اللهب ف استة فأنت هو‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وكانت سويدان لعبيد ال بن أب بكرة قطيع ًة مبلغها أربع مئة جريب‪.‬‬

‫فوهبها لسويد بن منجوف السدوسي‪.‬‬

‫وذلك أن سويدًا مرض وعاده ابن أب بكرة فقال له‪ :‬كيف تدك قال صالًا إن شئت‪.‬‬

‫قال‪ :‬قد شئت فما ذاك قال‪ :‬إن أعطيتن مثل الذي أعطيت ابن معمر فليس علي بأس‪.‬‬

‫فأعطاه سويدان فنسبت إليه‪.‬‬

‫قال الدائن‪ :‬حفر يزيد بن الهلب نر يزيد ف قطيعةٍ لعبيد ال بن أب بكرة‪.‬‬

‫فقال لبشي بن عبيد ال‪ :‬اكتب ل كتابًا بأن هذا النهر ف حقي‪.‬‬

‫قال‪ :‬ل ولئن عزلت لخاصمنك‪.‬‬

‫جبان لل كلثوم بن جب‪.‬‬

‫نر ابن أب برذعة نسب إل أب برذعة بن عبيد ال بن أب بكرة‪.‬‬

‫والسر قانان قطيعة لل أب بكرة وأصلها مئة جريب فمساح النصور ألف جريب‪.‬‬

‫فأقروا ف أيدي آل أب بكرة منها مئة وقبضوا الباقي‪.‬‬

‫قطيعة هيان لميان بن عدي السدوسي‪.‬‬

‫كثيان لكثي بن سيار‪.‬‬

‫‪385‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫بللن لبلل بن أب بردة‪.‬‬

‫كانت القطيعة لعباد بن زيد فاشتراها‪.‬‬

‫شبلن لشبل بن عمية بن يثرب الضب‪.‬‬

‫نر سلم نسب إل سلم بن عبيد ال بن أب بكرة سبخة عائشة إل عائشة بنت عبد ال بن خلف الز‬
‫اعي قالوا‪ :‬واحتفر كثي بن عبد ال السلمي وهو أبو العاج عامل يوس بن عمر الثقفي على البصرة‬
‫نرًا من نر ابن عتبة إل الستل فنسب إليه‪.‬‬

‫نر أب نسب إل أب شداد مول زياد‪.‬‬

‫بثق سيار لفيلٍ مول زياد ولكن القيم عليه كان سيار بن عقيل فغلب عليه‪.‬‬

‫أرض الصبهانيي شراءٌ من بعض العرب‪.‬‬

‫وكان هؤلء الصبهانيون قومًا أسلموا وهاجروا إل البصرة‪.‬‬

‫ويقال إنم كانوا من الساورة الذين صاروا بالبصرة‪.‬‬

‫ودار ابن الصبهان بالبصرة نسبت إل عبد ال بن الصبهان وكان له أربع مئة ملوك لقي الختار مع‬
‫مصعب وهو على ميمنته‪.‬‬

‫حدثن عباس بن هشام عن أبيه عن بعض آل الهتم قال‪ :‬كتب يزيد بن عبد اللك إل عمر بن‬
‫هبية‪ :‬انه ليست لمي الؤمني بأرض العرب خرصة فسر على القطائع فخذ فضولا لمي الؤمني‪.‬‬

‫فجعل عمر يأت القطيعة فيسأل عنها ث يسحها‪.‬‬

‫حت وقف على أرضٍ فقال‪ :‬لن هذه فقال صاحبها‪ :‬ل‪.‬‬

‫فقال‪ :‬ومن أين هيلك فقال‪ :‬قال‪ :‬ث إن الناس ضجوا من ذلك فأمسك‪.‬‬

‫‪386‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫قالوا‪ :‬صلتان نسب إل الصلت بن حريث النفي وقاسان قطيعة القاسم بن عباس بن ربيعة بن‬
‫الارث بن عبد الطلب ورثه إياه أخوه عون ونر خالدان الجة لل خالد بن أسيد وآل أب بكرة‬
‫ونر ماسوران كان فيه رجلٌ شري ٌر يسعى بالناس ويبحث عليهم فنسب النهر إليه‪.‬‬

‫والاسور بالفارسية الريء الشرير جبيان أيضًا قطيعة جبي بن أب زيد من بن عبد الدار‪.‬‬

‫معقلن قطيعة معقل بن يسار من زياد وولده يقولون من عمر ول يقطع عمر أحدًا على النهرين‪.‬‬

‫جندلن لعبيد ال بن جندل اللل نر التوت قطيعة عبد ال بن نافع بن الارث الثقفي‪.‬‬

‫وقال القحذمي‪ :‬كان نر سليمان بن علي لسان بن أب حسان النبطي‪.‬‬

‫والر الغوثي كان عليه صاحب مسلحةٍ يقال له غوث فنسب إليه‪.‬‬

‫وقال بعضهم‪ :‬جعل مغيثًا للمرغاب فسمى الغوث‪.‬‬

‫ذات الفافي على نر معقل ودجلة كانت لعبد الرحن بن أب بكرة فاشتراها عرب التمار مول أمة‬
‫ال بنت أب بكرة‪.‬‬

‫نر أب سية الذل قطيعة‪.‬‬

‫حربانان قطيعة حرب بن عبد الرحن بن الكم بن أب العاص‪.‬‬

‫قطيعة الباب حباب بن يزيد وكان خراجيًا‪.‬‬

‫نر جعفر كان لعفر مول سلم بن زياد وكان خراجيًا‪.‬‬

‫بثق شيين نسب إل شيين امرأة كسرى بن هرمز‪.‬‬

‫وقال القحذمى والدائن‪ :‬كانت مهلبان الت تعرف ف الديوان بقطيعة عمر بن هبية لعمر بن هبية‪.‬‬

‫أقطعه إياها يزيد بن عبد اللك حي قبض مال يزيد بن الهلب وإخوانه وولده‪.‬‬

‫‪387‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وكانت للمغية بن الهلب وفيها نرٌ كان زادان فروخ حفره فعرف به‪.‬‬

‫وهي اليوم لل سفيان بن معاوية ابن يزيد بن الهلب رفع إل أب العباس أمي الؤمني فيها فأقطعه‬
‫إياها فخاصمه آل الهلب ف أمرها فقال‪ :‬كانت للمغية‪.‬‬

‫فقالوا‪ :‬نيز ذلك‪.‬‬

‫مات الغية بن الهلب قبل أبيه فورثت ابنته النصف فلك مياثك من أمك‪.‬‬

‫ورجع الباقي إل أبيه فهو بي الورثة‪.‬‬

‫قال‪ :‬وللمغية ابن قالوا‪ :‬ومالك ولبن الغية أنت ل ترثه إنا هو خالك‪.‬‬

‫فلم بعطهم شيئًا وهي ألف وخسي مئة جريب‪.‬‬

‫كوسجان نسب إل عبد ال بن عمرو الثقفي الكوسج‪.‬‬

‫وقال الدائن‪ :‬كانت كوسجان لب بكرة‪.‬‬

‫فخاصمه أخوه نافع فخرجا إليها وكل واحدٍ منهما يعيها‪.‬‬

‫وخرج إليها عبد ال بن عمرو الكوسج‪.‬‬

‫فقال لما‪ :‬أراكما تتصمان فحكمان‪.‬‬

‫فحكماه‪.‬‬

‫فقال‪ :‬قد حكمت با لنفسي‪.‬‬

‫فسلماها له‪.‬‬

‫قال‪ :‬ويقال إنه ل يكن للكوسج شربٌ‪.‬‬

‫‪388‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فقال لب بكرة ونافع‪ :‬اجعل ل شربًا بقدر وثبة‪.‬‬

‫فأجاباه إل ذلك‪.‬‬

‫فيقال إنه وثب ثلثي ذراعًا‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وبالفرات أرضون أسلم أهل عليها حي دخلها السلمون وأرضون خرجت من أيدي أهلها إل‬
‫قومٍ مسلمي ببات وغي ذلك من أسباب اللك فصيت عشري ًة وكانت خراجية‪.‬‬

‫فردها الجاج إل الراج ث ول هشام بن عبد اللك رد بعضها إل الصدقة‪.‬‬

‫ث إن الهدي أمي الؤمني جعلها كلها من أراضي الصدقة‪.‬‬

‫وقال‪ :‬جعفران كان لم جعفر بنت مزأة بن ثور السدوسي امرأة أسلم صاحب أسلمان‪.‬‬

‫قال القحذمى‪ :‬حدثن أرقم بن إبراهيم أنه نظر إل حسان النبطي يشي من السر ومعه عبد العلى‬
‫بن عبد ال بوز كل شيءٍ من حد نر الفيض لولد هشام بن عبد اللك‪.‬‬

‫فلما بلغ دار عبد العلى رفع الذرع‪.‬‬

‫فلما كانت الدولة الباركة قبض ذلك أجع فوقف أبو جعفر البان فيما وقف على أهل الدينة‪.‬‬

‫وأقطع الهدي العباسة ابنته امرأة ممد بن سليمان الشرقي عبادان قطيعة لمران بن أبان مول عثمان‬
‫من عبد اللك بن مروان‪.‬‬

‫وبعضها فيما يقال من زياد‪.‬‬

‫وكان حران من سب عي التمر يدعى أنه من النم بن قاسط‪.‬‬

‫فقال الجاج ذات يوم وعنده عباد بن حصي البطي‪ :‬ما يقول حران لئن انتمى إل العرب ول يقل‬
‫إن أباه أب وإنه مول لعثمان لضربن عنقه‪.‬‬

‫‪389‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فخرج عباد من عند الجاج مبادرًا فأخب حران بقول‪.‬‬

‫فوهب له غرب النهر وحبس الشرقي‪.‬‬

‫فنسب إل عباد بن الصي‪.‬‬

‫وقال هشام بن الكلب‪ :‬كان أول من رابط بعبادان عبد بن الصي‪.‬‬

‫قال‪ :‬وكان الربيع بن صبح الفقيه وهو مول بن سعد جع مالًا من أهل الصرة فحصن به عبادان‬
‫ورابط فيها ‪ -‬والربيع يروي عن السن البصري وكان خرج غازيًا إل الند ف البحر فمات فدفن ف‬
‫جزيرة من الزائر ف سنة مئة وستي‪.‬‬

‫وخالدان ليزيد بن طلحة النفي ويكن أبا خالد‪.‬‬

‫قال‪ :‬ونر عدي كان خورًا من نر البصرة حت فتقه عدي بن أرطاة الفزاري عامل عمر بن عبد‬
‫العزيز من بثق شيين‪.‬‬

‫قال‪ :‬وكان سليمان أقطع يزيد بن الهلب ما اعتمل من البطيحة فاعتمل الشرقي والبان والشت‬
‫والريي ومغيتان وغيها فصارت حوزًا فقبضها يزيد بن عبد اللك ث أقطعها هشام ولده ث حيزت‬
‫بعده‪.‬‬

‫قال القحذمى‪ :‬وكان الجاج أقطع خية بنت ضمرة القشيية امرأة الهلب عباسان‪.‬‬

‫فقبضها يزيد بن عبد اللك فأقطعها العباس بن الوليد بن عبد اللك‪.‬‬

‫ث قبضت فأقطعها أبو العباس أمي الؤمني سليمان بن علي‪.‬‬

‫قال‪ :‬وكانت القاسية ما نضب عنه الاء فافتعل القاسم بن سليمان مول زياد كتابًا ادعى أنه من يزيد‬
‫بن معاوية بإقطاعه إياها‪.‬‬

‫الالدية لالد بن صفوان بن الهتم‪.‬‬

‫‪390‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫كانت للقاسم بن سليمان‪.‬‬

‫الالكية لالك بن النذر بن الارود‪.‬‬

‫الاتية لات بن قبيصة بن الهلب‪.‬‬

‫حدثن جاعة من أهل البصرة قالوا‪ :‬كتب عدي بن أرطاة إل عمر بن عبد العزيز وأمر أهل البصرة‬
‫أن يكتبوا ف حفر نر لم‪.‬‬

‫فكتب إليه وكيع بن أب سود التميمي‪ :‬إنك إن ل تفر لنا نرًا فما البصرة لنا بدار‪.‬‬

‫ويقال إن عديًا التمس ف ذلك الضرار ببهز بن يزيد بن الهلب فنفعه‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬فكتب عمر يأذن له ف حفر نر‪.‬‬

‫فحفر نر عديٍ وخرج الناس ينظرون إليه‪.‬‬

‫فحمل عدي السن البصري على حارٍ كان عليه وجعل يشي‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ولا قدم عبد ال بن عمر بن عبد العزيز عاملًا على العراق من قبل يزيد بن الوليد أتاه أهل‬
‫البصرة فشكوا إليه ملوحة مائهم وحلوا إليه قارورتي ف إحداها ماء من ماء البصرة وف الخرى ماء‬
‫من ماء البطيحة‪.‬‬

‫فرأى بينهما فصلًا‪.‬‬

‫فقالوا‪ :‬إنك إن حفرت لنا نرًا شربنا من هذا العذب‪.‬‬

‫فكتب بذلك إل يزيد فكتب إليه يزيد‪ :‬إن بلغت نفقة هذا النهر خراج العراق ما ف أيدينا فأنفقه‬
‫عليه‪.‬‬

‫فحفر النهر الذي يعرف بنهر ابن عمر‪.‬‬

‫‪391‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وقال رجل ذات يوم ف ملس ابن عمر‪ :‬وال إن أحسب نفقة هذا النهر تبلغ ثلث مئة ألف او أكثر‪.‬‬

‫فقال ابن عمر‪ :‬لو بلغت خراج العراق لنفقته عليه‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وكانت الولة والشراف بالبصرة يستعذبون الاء من دجلة‪.‬‬

‫ويتفرون الصهاريج‪.‬‬

‫وكان للحجاج با صهريج معروف يتمع فيه ماء الطر‪.‬‬

‫وكان لبن عامر وزياد وابن زياد صهاريج يبيحونا الناس‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وبن النصور رحه ال بالبصرة ف دخلته الول قصره الذي عند البس الكب وذلك ف سنة‬
‫اثنتي وأربعي ومئة‪.‬‬

‫وبن ف دخلته الثانية الصلى بالبصرة‪.‬‬

‫وقال القحذمي‪ :‬البس الكب إسلمي‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ووقف ممد بن سليمان بن علي ضيعة له على أحواض اتذها بالبصرة فغلتها تنفق على‬
‫دواليبها وإبلها ومصلحتها‪.‬‬

‫وحدثن روح بن عبد الؤمن عن عمه أب هشام عن أبيه قال‪ :‬وفد أهل البصرة على عمر بن عبد‬
‫العزيز بواسط‪.‬‬

‫فسألوه حفر نر لم فحفر لم نر ابن عمر‪.‬‬

‫وكان الاء الذي يأت نزرًا قليلًا‪.‬‬

‫وكان عظم ماء البطيحة يذهب ف نر الدير‪.‬‬

‫‪392‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فكان الناس يستعذبون اليلة حت قدم سليمان بن علي البصرة واتذ الغيثة وعمل مسنياتا على‬
‫البطيحة‪.‬‬

‫فحجز الاء عن نر الدير وصرفه إل نر ابن عمر‪.‬‬

‫وأنفق على الغيثة ألف ألف درهم‪.‬‬

‫فقال‪ :‬شكا أهل البصرة إل سليمان ملوحة الاء وكثرة ما يأتيهم من ماء البحر‪.‬‬

‫فسكر القنديل قال‪ :‬واشترى سليمان بن علي موضع السجن من ماله ف دار ابن زياد فجعله سجنًا‬
‫وحفر الوض الذي ف الناء وهي رحبة بن هاشم‪.‬‬

‫وحدثن بعض أهل العلم بضياع البصرة قال‪ :‬كان أهل الشعيبة من الفرات جعلوها لعلي بن أمي‬
‫الؤمني الرشيد ف خلفة الرشيد على أن يكونوا مزارعي له فيها ويفف مقاستهم‪.‬‬

‫فتكلم فيها فجعلت عشرية من الصدقة وقاسم أهلها على ما رضوا به وقام له بأمرها شعيب بن زياد‬
‫الواسطي الذي لبعض ولده دار بواسط على دجلة فنسبت إليه‪.‬‬

‫وحدثن عدة من البصريي منهم روح بن عبد الؤمن قالوا‪ :‬لا اتذ سليمان بن علي الغيثة أحب‬
‫النصور أن يستخرج ضيعة من البطيحة فأمر باتاذ السبطية‪.‬‬

‫فكره سليمان بن علي وأهل البصرة ذلك واجتمع أهل البصرة إل باب عبد ال بن علي وهو يومئذ‬
‫عند أخيه سليمان هاربًا من النصور فصاحوا‪ :‬يا أمي الؤمني! انزل إلينا نبايعك‪.‬‬

‫فكفهم سليمان وفرقهم وأوفد إل النصور سوار بن عبد ال التميمي ث العني وداود بن أب هند‬
‫مول بن بشي وسعيد بن أب عروبة بران فقدموا عليه ومعهم صورة البطيحة فأخبوه أنم يتخوفون‬
‫أن يلح ماؤهم‪.‬‬

‫فقال‪ :‬ما أراه كما ظننتم‪.‬‬

‫وأمر بالمساك‪.‬‬

‫‪393‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ث إنه قدم البصرة فأمر باستخراج السبطية فاستخرجت له‪.‬‬

‫فكانت منها أجة لرجل من ألدها قي يقال له سبيط‪.‬‬

‫فحبس عند الوكيل الذي قلد القيام بأمر الضيعة واستخرجها بعض ثنها وضربه فلم يزل على باب‬
‫النصور يطالب با بقي له من ثن أجته ويتلف ف ذلك إل ديوانه حت مات‪.‬‬

‫فنسبت الضيعة إليه بسبب أجته فقيل السبطية‪.‬‬

‫وقالوا‪ :‬قنطرة قرة بالبصرة نسبت إل قرة بن حيان الباهلي وكان عندها نر قدي ث اشترته أم عبد ال‬
‫بنت عامر فتصدقت به مغيضًا لهل البصرة‪.‬‬

‫وابتاع عبد ال بن عامر السوق فتصدق به‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ومر عبيد ال بن زياد يوم نعي يزيد بن معاوية على نر أم عبد ال فإذا هو بنخل فأمر به فعقر‬
‫وهدم حام حران بن أبان وموضعه اليوم يعمل فيه الرباب‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ومسجد الامرة نسب إل قوم قدموا اليمامة عجم من عمان‪.‬‬

‫ث صاروا منها إل البصرة على حي فأقاموا بضرة هذا السجد‪.‬‬

‫وقال بعضهم‪ :‬بنوه ث جدد بعد‪.‬‬

‫وحدثن علي الرت عن أب عبيده عن أب عمرو بن العلء قال‪ :‬كان قيس بن مسعود الشيبان على‬
‫الطف من قبل كسرى فهو اتذ النجشانية على ستة أميل من البصرة‪.‬‬

‫وجرت على يد عضروط يقال له منجشان فنسبت إليه‪.‬‬

‫وقال ابن الكلب‪ :‬نسب الاء الذي يعرف بالوءب إل الوءب بنت كلب بنت وبرة‪.‬‬

‫وكانت عند مر بن أد بن طابة‪.‬‬

‫‪394‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ونسب حى ضريه إل ضرية بنت ربيعة بن نزار وهي أم حلوان بن عمران بن الاف بن قضاعة‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬نسب حلوان إل حلوان هذا‪.‬‬

‫أمر الساورة و الزط حدثن جاعةٌ من أهل العلم قالوا‪ :‬كان سياه السواري على مقدمة يزجرد‪.‬‬

‫ث إنه بعث به إل الهواز فنل الكلبانية وأبو موسى الشعري ماصرٌ السوس‪.‬‬

‫فلما رأى ظهور السلم وعز أهله وأن السوس قد فتحت والمداد متتابعة إل أب موسى أرسل إليه‪:‬‬
‫إنا قد أحببنا الدخول معكم ف دينكم على أن نقاتل إل أب موسى أرسل إليه إنا قد أحببنا الدخول‬
‫معكم ف دينكم على أن نقاتل العجم معكم وعلى أنه إن وقع بينكم اختلفٌ ل نقاتل بعضكم مع‬
‫بعض وعلى أنه إن قاتلنا العرب منعتمونا منهم وأعنتمونا عليهم وعلى أن ننل بيث شئنا من البلد‬
‫ونكون فيمن شئنا منكم وعلى أن نلحق بشرف العطاء ويعقد لنا بذلك المي الذي فقال أبو موسى‪:‬‬
‫بل لكم ما لنا وعليكم ما علينا‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ل نرضى‪.‬‬

‫فكتب أبو موسى بذلك إل عمر‪.‬‬

‫فكتب إليه عمر‪ :‬أن أعطهم جيع ما سألوا‪.‬‬

‫فخرجوا حت لقوا بالسلمي‪.‬‬

‫وشهدوا مع أب موسى حصار تستر فلم يظهر منهم نكاية‪.‬‬

‫فقال لسياه‪ :‬يا عون! ما أنت وأصحابك كما كنا نظن‪.‬‬

‫فقال له‪ :‬أخبك أنه ليست بصائرنا كبصائركم ول لنا فيكم حر ٌم ناف عليها ونقاتل وإنا دخلنا ف‬
‫هذا الدين ف بدء أمرنا تعوذًا وإن كان ال رزق خيًا كثيًا‪.‬‬

‫ث فرض لم ف شرف العطاء‪.‬‬

‫‪395‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فلما صاروا إل البصرة سألوا أي الحياء أقرب نسبًا إل رسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫فقيل‪ :‬بنو تيم‪.‬‬

‫وكانوا على أن يالفوا الزد فتركوهم وحالفوا بن تيم‪.‬‬

‫ث خطت لم خططهم فنلوا وحفروا نرهم وهو يعرف بنهر الساورة‪.‬‬

‫ويقال إن عبد ال بن عامر حفره‪.‬‬

‫وقال أبو السن الدائن‪ :‬أراد شيوية السواري أن ينل ف بكر بن وائل مع خالد بن العمر وبن‬
‫سدوس فأب سياه ذلك‪.‬‬

‫فنلوا ف بن تيم‪.‬‬

‫ول يكن يومئذ الزد بالبصرة ول عبد شس‪.‬‬

‫قال‪ :‬فانضم إل الساورة السيابة وكانوا السلم بالسواحل وكذلك الزط وكانوا بالطفوف يتتبعون‬
‫الكل‪.‬‬

‫فلما اجتمعت الساورة والزط والسيابة تنازعتهم بن تيم فرغبوا فيهم‪.‬‬

‫فصارت الساورة ف بن سعدٍ والزط والسيابة ف بن حنظلة‪.‬‬

‫فأقاموا معهم يقاتلون الشركي وخرجوا مع ابن عامر إل خراسان ول يشهدوا معهم المل وصفي‬
‫ول شيئًا من حروبم حت كان يوم مسعود‪.‬‬

‫ث شهدوا بعد يوم مسعود الربذة وشهدوا أمر ابن الشعث معه‪.‬‬

‫فأضر بم الجاج فهدم دورهم وحط أعطيا تم وأجلى بعضهم‪.‬‬

‫وقال‪ :‬كان ف شرطكم أن ل تعينوا بعضنا على بعض‪.‬‬

‫‪396‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وقد روى أن الساورة لا انازوا إل الكلبانية وجه أبو موسى إليهم الربيع بن زياد الارثي فقاتلهم‪.‬‬

‫ث إنم استأمنوا على أن يسلموا وياربوا العدو ويالفوا من شاؤا ونزلوا بيث أحبوا‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬واناز إل هؤلء الساورة قومٌ من مقاتلة الفرس من ل أرض له فلحقوا بم بعد أن وشعت‬
‫الرب أوزارها ف النواحي فصاروا معهم ودخلوا ف السلم‪.‬‬

‫وقال الدائن‪ :‬لا توجه يزدجرد إل إصبهان دعا سياه فوجهه إلىاصطخر ف ثلث مئة فيهم سبعون‬
‫رجلًا من عظمائهم وأمره أن ينتخب من أحب من أهل كل بلد ومقاتلته‪.‬‬

‫ث اتبعه يزد جرد‪.‬‬

‫فلما صار باصطخر وجهه إل السوس وأبو موسى ماصر لا‪.‬‬

‫ووجه الرمزان إل تستر‪.‬‬

‫فنل سياه الكلبانية وبلغ أهل السوس أمر يزد جرد وهربه فسألوا أبا موسى الصلح فصالهم‪.‬‬

‫فلم يزل سياه مقيمًا بالكلبانية حت سار أبو موسى إل تستر فتحول سياه فنل بي رامهرمز وتستر‬
‫حت قدم عمار‪.‬‬

‫فجمع سياه الرؤساء الذين خرجوا معه من أصب هان فقال‪ :‬قد علمتم با كنا نتحدث به من أن‬
‫هؤلء القوم سيغلبون على هذه الملكة ويروث دوابم ف إيوان اصطخر‪.‬‬

‫وأمرهم ف الظهور على ما ترون‪.‬‬

‫فانظروا لنفسكم وادخلوا ف دينهم‪.‬‬

‫فأجابوه إل ذلك‪.‬‬

‫فوجه شيويه ف عشرة إل أب موسى فأخذوا ميثاقًا على ما وصفنا من الشرط وأسلموا‪.‬‬

‫‪397‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وحدثن غي الدائن عن عوانة قال‪ :‬حالفت الساور الزد‪.‬‬

‫ث سألوا عن أقرب اليي من الزد وبن تيم نسبًا إل النب صلى ال عليه وسلم واللفاء وأقربم‬
‫مددًا‪.‬‬

‫فقيل‪ :‬بنو تيم فحالفوهم‪.‬‬

‫وسيد بن تيم يومئذ الحنف بن قيس‪.‬‬

‫وقد شهد وقعة الربذة أيام ابن الزبي جاعة من الساورة فقتلوا خلقًا بعدتم من النشاب ول يطئ‬
‫لحد منهم رمية‪.‬‬

‫أما السيابة والزط والند غار فإنم كانوا ف جند الفرس من سبوه وفرضوا له من أهل السند‪.‬‬

‫ومن كان سبيًا من أول الغزاة‪.‬‬

‫فلما سعوا با كان من أمر الساورة أسلموا وأتوا أبا وحدثن روح بن عبد الؤمن قال‪ :‬حدثن‬
‫يعقوب بن الضرمي عن سلم قال‪ :‬أتى الجاج بلق من زط السند وأصناف من با من المم‬
‫معهم أهلوهم وأولدهم وجواميسهم فأسكنهم بأسفل كسكر‪.‬‬

‫قال روح‪ :‬فغلبوا على البطيحة وتناسلوا با‪.‬‬

‫ث إنه ضوى إليهم قوم من أباق العبيد وموال باهلة وخولة ممد بن سليمان بن علي وغيهم‬
‫فشجعوهم على قطع الطريق ومبارزة السلطان بالعصية‪.‬‬

‫وإنا كانت غايتهم قبل ذلك أن يسألوا الشيء الطفيف ويصيبوا غرة من أهل السفيتة فيتناولوا منها ما‬
‫أمكنهم اختلسه‪.‬‬

‫وكان الناس ف بعض أيام الأمون قد تاموا الجتياز بم وانقطع عن بغداد جيع ما كان يمل إليها‬
‫من البصرة ف السفن‪.‬‬

‫‪398‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فلما استخلف العتصم بال ترد لم وول ماربتهم رجلًا من أهل خرا سان يقال له عجيف بن‬
‫عنبسة وضم إليه من القواد والند خلقًا ول ينعه شيئًا طلبه من الموال فرتب بي البطائح ومدينة‬
‫السلم خيلًا مضمرة مهلوبة الذناب‪.‬‬

‫وكانت أخيار الزط تأتيه بدينة السلم ف ساعات من النهار أو أول الليل وأمر عجيفًا فسكر عنهم‬
‫الاء بالؤن العظام حت أخذوا فلم يشذ منهم أحد وقدم بم إل مدينة السلم ف الزواريق فجعل‬
‫بعضهم بانقي وفرق سائرهم ف عي زربة والثغور‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وكانت جاعة من السيابة موكلي ببيت مال البصرة يقال إنم أربعون ويقال أربع مئة‪.‬‬

‫فلما قدم طلحة بن عبد ال والزبي بن العوام البصرة وعليها من قبل علي بن أب طالب عثمان بن‬
‫حنيف النصاري أبوا أن يسلموا بيت الال إل قدوم علي رضي ال عنه‪.‬‬

‫فأتوهم ف السحر فقتلوهم‪.‬‬

‫وكان عبد ال بن الزبي التول لمرهم ف جاعة تسرعوا إليهم معه‪.‬‬

‫وكان على السيابة يومئذ أبو سالة الزطي وكان رجلًا صالًا‪.‬‬

‫وقد كان معاوية نقل من الزط والسيابة القدماء إل سواحل الشام وإنطاكية بشرًا‪.‬‬

‫وقد كان الوليد بن عبد اللك نقل قومًا من الزط إل إنطاكية وناحيتها‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وكان عبيد ال بن زياد سب خلقًا من أهل بارى‪.‬‬

‫ويقال بل نزلوا على حكمه ويقال بل دعاهم إل المان والفريضة فنلوا على ذلك ورغبوا فيه‪.‬‬

‫فأسكنهم البصرة‪.‬‬

‫فلما بن الجاج مدينة واسط نقل كثيًا منهم إليها‪.‬‬

‫فمن نسلهم اليوم با قوم منهم خالد الشاطر العروف بابن مارقلي‪.‬‬

‫‪399‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫قال‪ :‬والندغار من ناحية كرمان ما يلي سجستان‪.‬‬

‫كور الهواز قالوا‪ :‬غزا الغية بن شعبة سوق الهواز ف وليته حي شخص عتبة بن غزواه من‬
‫البصرة ف آخر سنة خس عشرة أو أول سنة ست عشرة‪.‬‬

‫فقاتله البيواز دهقا نا ث صاله على مال‪.‬‬

‫ث إنه نكث فغزاها أبو موسى الشعري حي وله عمر بن الطاب البصرة بعد الغية‪.‬‬

‫فافتتح سوق الهواز عنوة وفتح نر تيى عنوة وول ذلك بنفسه ف سنة سبع عشرة‪.‬‬

‫وقال أبو منف والوا قدي ف روايتهما‪ :‬قدم موسى البصرة فاستكتب زيادًا وأتبعه عمر بن الطاب‬
‫بعمران بن الصي الزاعي وصيه على تعليم الناس الفقه والقرآن وخلفة أب موسى إذا شخص عن‬
‫البصرة‪.‬‬

‫فسار أبو موسى إل الهواز فلم يزل يفتح رستاقًا رستاقًا ونرًا نرًا والعاجم ترب من بي يديه‬
‫فغلب على جيع أرضها إل السوس وتستر ومناذر ورامهرمز‪.‬‬

‫وحدثن الوليد بن صال قال‪ :‬حدثن مرحوم العطار عن أبيه عن شوبس العدوي قال‪ :‬أتينا الهواز‬
‫وبا ناس من الزط و الساورة فقاتلناهم قتالًا شديدًا فظهرنا عليهم وظفرنا بم فأصبنا سبيًا كثيًا‬
‫اقتسمناهم‪.‬‬

‫فكتب إلينا عمر‪ :‬إنه ل طاقة لكم بعمارة الرض فخلوا ما ف أيديكم من السب واجعلوا عليهم‬
‫الراج‪.‬‬

‫فرددنا السب ول نلكهم‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وسار أبو موسى إل مناذر فحاصر أهلها فاشتد قتالم‪.‬‬

‫فكان الهاجر بن زياد الارثي أخو الربيع بن زياد بن الديان ف اليش‪.‬‬

‫‪400‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فأراد أن يشري نفسه وكان صائم فقال الربيع لب موسى‪ :‬إن الهاجر عزم على أن يشري نفسه وهو‬
‫صائم فقال موسى‪ :‬عزمت على كل صائم أن يفطر أو ل يرج إل القتال‪.‬‬

‫فشرب الهاجر شربة ماء وقال‪ :‬قد أبررت عزمة أميي! وال ما شربتها من عطش‪.‬‬

‫ث راح السلح فقاتل حت استشهد وأخذ أهل مناذر رأسه ونصبوه على قصرهم بي شرفتي‪.‬‬

‫وله يقول القائل‪ :‬وف مناذر لا جاش جعهم راح الهاجر ف حل بأجال والبيت بيت بن الديان نعرفه‬
‫ف آل مذ حج مثل الوهر الغال واستخلف أبو موسى الشعري الربيع بن زياد على مناذر وسار إل‬
‫السوس ففتح الربيع مناذر عنوة فقتل القاتلة وسب الذرية وصارت مناذر الكبى والصغرى ف أيدي‬
‫السلمي فولها أبو موسى عاصم بن قيس بن الصلت السلمي‪.‬‬

‫وول سوق الهواز سرة بن جندب الفزاري حليف النصار‪.‬‬

‫وقال قوم‪ :‬إن عمر كتب إل أب موسى وهو ماصر مناذر يأمره أن يلف عليها ويسي إل السوس‬
‫فخلف الربيع بن زياد‪.‬‬

‫حدثن سعدويه قال‪ :‬حدثنا شربك عن أب إسحاق عن الهلب بن أب صفرة قال‪ :‬حاصرنا مناذر‬
‫فأصبنا سبيًا فكتب عمر‪ :‬إن مناذر قرية من قرى السواد فردوا عليهم ما أصبتم‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وسار أبو موسى إل السوس فقاتل أهلها ث حاصرهم حت نفذ ما عندهم من الطعام فضرعوا‬
‫إل المان‪.‬‬

‫وسأل مرزبانم أن يؤمن ثانون منهم على أن يفتح باب الدينة ويسلمها‪.‬‬

‫فسمى الثماني وأخرج نفسه منهم فأمر به أبو موسى فضربت عنقه ول يعرض للثماني وقتل من‬
‫سواهم من القاتلة وأخذ الموال وسب الذرية‪.‬‬

‫ورأى أبو موسى ف قلعتهم بيتًا وعليه ستر فسأل عنه فقيل‪ :‬إن فيه جثة دانيال النب عليه السلم وعلى‬
‫أنبياء ال ورسله فإنم كانوا أقحطوا فسألوا أهل بابل دفعه إليهم ليستسقوا به ففعلوا‪.‬‬

‫‪401‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وكان بتنصر سب دانيال وأتى به بابل فقبض با‪.‬‬

‫فكتب أبو موسى بذلك إل عمر‪.‬‬

‫فكتب إليه عمر‪ :‬أن كفنه وأدفنه‪.‬‬

‫فسكر أبو موسى نرًا حت إذا انقطع دفنه ث أجرى الاء عليه‪.‬‬

‫حدثن أبو عبيد القاسم بن سلم قال‪ :‬حدثنا مروان بن معاوية عن حيد الطويل عن حبيب عن خالد‬
‫بن زيد الزن وكانت عينه أصيبت بالسوس قال‪ :‬حاصرنا مدينتها وأمينا أبو موسى فلقينا جهدًا‪.‬‬

‫ث صاله دهقانا على أن يفتح له الدينة ويؤمن له مئة من أهله ففعل وأخذ عهد أب موسى‪.‬‬

‫فقال له اعزلم‪.‬‬

‫فجعل يعزلم وأبو موسى يقول لصحابه‪ :‬إن لرجو أن يغلبه ال على نفسه‪.‬‬

‫فعزل الائة وبقي عدو ال‪.‬‬

‫فأمر أبو موسى أن يقتل فنادى‪ :‬رويدك أعطيك مالًا كثيًا! فأب وضرب عنقه قالوا‪ :‬وهادن أبو‬
‫موسى أهل رامهرمز ث انقضت هد نتهم فوجه إليهم أبا مري النفي فصالهم على ثان مئة ألف‬
‫درهم‪.‬‬

‫حدثن روح بن عبد الؤمن‬

‫قال‪ :‬حدثن يعقوب عن أب عاصم الرامهرمزى وكان قد بلغ الئة أو قاربا قال‪ :‬صال أبو موسى أهل‬
‫رامهرمز على ثان ألف أو تسع مئة ألف‪.‬‬

‫ث إنم غدروا ففتحت بعد عنوة فتحها أبو موسى ف آخر أيامه‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ومفتح أبو موسى سرق على مثل صلح رامهرمز‪.‬‬

‫‪402‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ش كثيف فلم يفتحها‪.‬‬
‫ث إنم غدروا فوجه إليها حارثة بن بدر جي ٍ‬

‫فلما قدم عبد ال بن عامر فتحها عنوة‪.‬‬

‫وقد كان حارثة ول سرق بعد ذلك‪.‬‬

‫وفيه يقول أبو السود الدول‪.‬‬

‫أجار بن بدرٍ قد وليت أمارةً فكن جرذًا فيها تون وتسرق فإن جيع الناس إما مكذبٌ يقول با توى‬
‫وإما مصدق ول تعجزن فالعجز أسوأ عادة فحظك من مال العراقي سرق فلما بلغ الشعر حارثة‬
‫قال‪ :‬جزا‪ :‬إله الناس خي جزائة فقد قلت معروفًا وأوصيت كافيا أمرت بزمٍ لو أمرت بغيه للفيتن‬
‫فيه لمرك عاصيًا قالوا‪ :‬وسار أبو موسى إل تستر وبا شوكة العدو وحدهم‪.‬‬

‫فكتب إل عمر يستمده‪.‬‬

‫فكتب عمر إل عمار بن ياسر يأمره بالسي إليه ف أهل الكوفة‪.‬‬

‫فقدم عمارٌ جرير بن عبد ال البجلي وسار حت أتى تستر وعلى ميمنته ‪ -‬يعن مسمنة أب موسى ‪-‬‬
‫الباء بن مالك أخو أنس بن مالك وعلى ميسرته مزأة بن ثور السدوسي وعلى اليل أنس بن مالك‬
‫وعلى ميمنته عمار بن عازب النصاري وعلى ميسرته حذيفة بن اليمان العبسي وعلى خيله قرظة بن‬
‫كعب النصاري وعلى رجالته النعمان بن مقرن الزن‪.‬‬

‫فقاتلهم أهل تستر قتالًا شديدًا‪.‬‬

‫وحل أهل الكوفة حت بلغوا باب تستر‪.‬‬

‫فضاربم الباء بن مالك على الباب حت استشهد رجه ال ودخل الرمزان وأصحابه الدينة بشر حال‬
‫وقد قتل منهم ف العركة تسع مئة ضربت أعناقهم بعد‪.‬‬

‫وكان الرمزان من أهل مهرجا نقذف وقد حضر وقعة جلولء مع العاجم ث إن رجلًا من العاجم‬
‫استأمن إل السلمي على أن يدلم على عورة الشركي‪.‬‬

‫‪403‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فأسلم واشترط أن يفرض لولده ويفرض له‪.‬‬

‫فعاقده أبو موسى على ذلك ووجه رجلًا من شيبان يقال له أشرس بن عوف فخاض به دجيل على‬
‫عرقٍ من حجارة ث عل به الدينة وأراه الرمزان ث رده إل العسكر‪.‬‬

‫فندب أبو موسى أربعي رجلًا مع مزأة بن ثور وأتبعهم مائت رجل وذلك ف الليل والستأمن‬
‫يقدمهم‪.‬‬

‫فأدخلهم الدينة فقتلوا الرس وكبوا على سور الدينة‪.‬‬

‫فلما سع الرمزان هرب إل قلعته وكانت موضع خزانته وأمواله‪.‬‬

‫وعب أبو موسى حي أصبح حت دخل الدينة فاحتوى عليها‪.‬‬

‫وقال الرمزان‪ :‬ما دل العرب على عورتنا إل بعض من معنا من رأى إقبال أمرهم وأدبار أمرنا‪.‬‬

‫وجعل الرجل من العاجم يقتل أهله وولده ويلقيهم ف دجيل خوفًا من أن يظفر بم العرب‪.‬‬

‫وطلب الرمزان إل عمر فاستحياه وفرض له‪.‬‬

‫ث إنه اتم بمالة أب لؤلؤة عبد الغية بن شعبة على قتل عمر رضي ال عنه فقال عبيد ال بن عمر‪:‬‬
‫امض بنا ننظر إل فرسٍ ل‪.‬‬

‫فمضى وعبيد ال خلفه فضربه بالسيف وهو غافل فقتله‪.‬‬

‫حدثنا أبو عبيده قال‪ :‬حدثنا مروان بن معاوية عن حيد عن أنس قال‪ :‬حاصرنا تستر فنل الرمزان‬
‫فكنت الذي أتيت به إل عمر بعث ب أبو موسى‪.‬‬

‫فقال له عمر‪ :‬تكلم‪.‬‬

‫فقال‪ :‬تكلم لبأس‪.‬‬

‫‪404‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فقال الرمزان‪ :‬كنا معشر العجم ما خلى ال بيننا وبينكم تقصيكم ونقتلكم‪.‬‬

‫فلما كان اله معكم ل يكن لنا بكم يدان‪.‬‬

‫فقال عمر‪ :‬ما تقول يا أنس قلت‪ :‬تركت خلفي شوكةً شديدة وعدوا كلبًا‪.‬‬

‫فإن قتلته يئس القوم من الياة فكان أشد لشوكتكم وإن استحييته طمع القوم ف الياة‪.‬‬

‫فقال عمر‪ :‬يا أنس! سبحان ال‪.‬‬

‫قاتل الباء بنو مالك ومزأة بن ثور السدوسي‪.‬‬

‫قلت‪ :‬فليس لك إل قتله سبيل‪.‬‬

‫قال‪ :‬ول إعطاءك أصبت منه قلت‪ :‬ل ولكنك قلت له‪ :‬ل بأس‪.‬‬

‫فقال‪ :‬مت لتجيئن معك بن شهد وإل بدأت بعقوبتك‪.‬‬

‫قال‪ :‬فخرجت من عنده فإذا الزبي بن العوام قد حفظ الذي حفظت‪.‬‬

‫فشهد ل‪.‬‬

‫فخلى سبيل الرمزان‪.‬‬

‫فاسلم وفرض له عمر‪.‬‬

‫وحدثن إسحاق بن أب إسرائيل قال‪ :‬حدثنا ابن البارك عن ابن جريح عن عطاء الرسان قال‪:‬‬
‫كفيتك أن تستر كانت صلحًا فكفرت‪.‬‬

‫فسار إليها الهاجرون فقتلوا القاتلة وسبوا الذراري فلم يزالوا ف أيدي سادتم حت كتب عمر‪ :‬خلوا‬
‫ما ف أيديكم‪.‬‬

‫‪405‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫قال‪ :‬وسار أبو موسى إل جند يسابور وأهلها منخوبون فطلبوا المان فصالهم على أن ل يقتل‬
‫منهم أحدًا ول يسبيه ول يعرض لموالم سوى السلح‪.‬‬

‫ث إن طائفةً من أهلها توجهوا إل الكلبانية‪.‬‬

‫فوجه إليهم أبو موسى الربيع بن زياد فقتلهم وفتح الكلبانية‪.‬‬

‫واستأمنت الساورة فأمنهم أبو موسى فأسلموا‪.‬‬

‫ويقال إنم استأمنوا قبل ذلك فلحقوا بأب موسى وشهدوا تستر‪.‬‬

‫وال أعلم‪.‬‬

‫وحدثن عمر بن حفص العمري عن أب حذيفة عن أب الشهب عن أب رجاء قال‪ :‬فتح الربيع بن‬
‫زياد الثيبان من قبل أب موسى عنوة‪.‬‬

‫ث غدروا ففتحها منجوف بن ثور السدوسي‪.‬‬

‫قال‪ :‬وكان ما فتح عبد ال بن عامر سنبيل والزط‪.‬‬

‫وكان أهلهما قد كفروا‪.‬‬

‫فاجتمع إليهم أكرادٌ من هذه الكراد‪.‬‬

‫وفتح أيذج بعد قتالٍ شديد‪.‬‬

‫وفتح أبو موسى السوس وتستر ودورق عنوة‪.‬‬

‫وقال الدائن‪ :‬فتح ثابت بن ذى الرة الميي قلعة ذى الرناق‪.‬‬

‫عن مالد بن يي أن مصعب بن الزبي ول مطرف بن سيدان الباهلي أحد بن جئآوة شرطته ف بعض‬
‫أيام وليته العراق لخيه عبد ال بن الزبي‪.‬‬

‫‪406‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فأتى مطرف بالناب بن زياد بن ظبيان أحد بن عائش بن مالك بن تيم ال ابن ثعلبة بن عكابة‬
‫وبرجل من بن ني قطعا الطريق فقتل الناب وضرب النميي بالسياط وتركه‪.‬‬

‫فلما عزل مطرف عن الشرطة وول الهواز جع عبيد ال بن زياد بن ظبيان له جعًا وخرج يريده‪.‬‬

‫فالتقيا فتواقفا وبينهما نرٌ فعب مطرف بن سيدان فعاجله ابن ظبيان فطعنه فقتله‪.‬‬

‫فبعث مصعب مكرم بن مطرف ف طلبه‪.‬‬

‫فسار حت صار إل الوضع الذي يعرف اليوم بعسكر مكرم فلم يلق ابن ظبيان‪.‬‬

‫ولق ابن ظبيان بعبد اللك بن مروان وقاتل معه مصعبًا فقتله واحتز رأسه‪.‬‬

‫ونسب عسكر مكرم إل مكرم بن مطرف هذا‪.‬‬

‫قال البعيث الكرى‪.‬‬

‫سقينا ابن سيدانٍ بكأسٍ رويةٍ كفتنا وخي المر ما كان كافيا ويقال أيضًا إن عسكر مكرم إنا نسب‬
‫إل مكرم بن الفزر أحد بن جعونة بن الارث بن ني‪.‬‬

‫وكان الجاج وجه لحاربة خرزاد بن باس حي عصى ولق بأيذج وتصن ف قلعةٍ تعرف به‪.‬‬

‫فلما طال عليه الصار نزل مستخفيًا متنكرًا ليلحق بعبد اللك‪.‬‬

‫فظفر به مكرم ومعه درتان ف وذكروا أنه كانت عند عسكر مكرم قريةٌ قديةٌ وصل با البناء بعد ث‬
‫ل يزل يزاد فيه حت كثر‪.‬‬

‫فسمى ذلك أجع عسكر مكرم‪.‬‬

‫وهو اليوم مصرٌ جامع‪.‬‬

‫وحدثن أبو مسعود عن عوانة قال‪ :‬ول عبد ال بن الزبي البصرة حزة بن عبد ال بن الزبي‪.‬‬

‫‪407‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فخرج إل الهواز فلما رأى جبلها قال‪ :‬كأنه قعيقعان‪.‬‬

‫وقال الثوري‪ :‬الهواز سى بالفارسية هوز مسي‪.‬‬

‫وإنا سيت الخواز فغيها الناس فقالوا‪ :‬الهواز‪.‬‬

‫وأنشد لعراب‪ :‬ل ترجعن إل الخواز ثانيةً وقعقعان الذي ف جانب السوق ونر بط الذي أمسى‬
‫ب غي تشفيق فما الذي وعدته نفسه طمعًا من الصين أو عمرو بصدوق‬ ‫يؤرقن فيه البعوض بلس ٍ‬
‫وقال‪ :‬نر البط نرٌ كانت عنده مراعٍ للبط فقالت العامة‪.‬‬

‫نر البط كما قالوا‪ :‬دار بطيخ‪.‬‬

‫وسعت من يقول‪ :‬ن النهر كان لمرأة تسمى البطئة فنسب إليها ث حذف‪.‬‬

‫حدثن ممد بن سعد عن الواقدي عن ممد بن عبد ال عن الزهري قال‪ :‬افتتح عمر السواد والهواز‬
‫عنوةً‪.‬‬

‫فسئل عمر قسمة ذلك‪.‬‬

‫فقال‪ :‬فما لن وحدثن الدائن عن علي بن حاد وسحي ٍم بن حفص وغيها قالوا‪ :‬قال أبو الختار‬
‫يزيد بن قيس بن يزيد بن الصعق كلمةً رفع فيها على عمال الهواز وغيهم إل عمر بن الطاب‬
‫رضي ال عنه‪ :‬أبغ أمي الؤمني رسالة فأنت أمي ال ف النهي والمر وأنت أمي ال فينا ومن يكن‬
‫أمينًا لرب العرش يسلم له صدري فل تدعن أهل الرساتيق والقرى يسغون مال ال ف الدم الوفر‬
‫فأرسل إل الجاج فاعرف حسابه وأرسل إل جزءٍ وأرسل إل بشر ول تنسي النافعي كليهما ول‬
‫ابن غلبٍ من سراة بن نصر وما عاص ٌم منها بصف ٍر عيابه وذاك الذي ف السوق مول بن بدر وأرسل‬
‫إل النعمان واعرف حسابه وصهر بن غزوان إن لذو خب وشبلًا فسله الال وابن مرشٍ فقد كان ف‬
‫أهل الرساتيق ذا ذكر فقاسهم أهلي فداؤك إنم سيضون إن قاستهم منك بالشطر ول تدعون‬
‫للشهادة إنن أغيب ولكن أرى عجب الدهر فقاسم عمر هؤلء الذين ذكرهم أبو الختار شطر‬
‫أموالم حت أخذ نعلًا وترك نعلًا‪.‬‬

‫‪408‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وكان أبو بكرة فقال‪ :‬إن ل أل لك شيئًا‪.‬‬

‫فقال له‪ :‬أخوك على بيت الال وعشور البله وهو يعطيك الال تتجربه‪.‬‬

‫فأخذ منه عشرة آلف‪.‬‬

‫ويقال‪ :‬قاسه شطر ماله‪.‬‬

‫وقال‪ :‬الجاج الذي ذكره الجاج بن عتيك الثقفي وكان على الفرات‪.‬‬

‫وجزء بن معاوية عم الحنف كان على سرق‪.‬‬

‫وبشر بن الحتفز كان على جند يسابور‪.‬‬

‫والنافعان نفيع أبو بكرة ونافع بن الارث بن كلدة أخوه‪.‬‬

‫وابن غلب خالد بن الارث من بن دهان كان على بيت الال بإصبهان‪.‬‬

‫وعاصم بن قيس بن الصلت السلمي كان على مناذر‪.‬‬

‫والذي ف السوق سرة بن جندب على سوق الهواز‪.‬‬

‫والنعمان بن عدي بن نضلة بن عبد العزى بن حرثان أحد بن عدي بن كعب بن لؤي كان على‬
‫كور دجلة‪.‬‬

‫وهو الذي يقول‪ :‬من مبلغ السناء أن خليلها بيسان يسقى ف زجاجٍ وحنتم إذا شئت غنتن دهاقي‬
‫قرية وصناجةٌ تزو على كل منسم فلما بلغ عمر شعره قال‪ :‬أي وال إنه ليسوءن ذلك‪.‬‬

‫وعزله‪.‬‬

‫وصهر بن غزوان ماشع بن مسعود السلمي‪.‬‬

‫كانت عنده بنت عتبة بن غزوان‪.‬‬

‫‪409‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وكان على أرض البصرة وصدقاتا‪.‬‬

‫وشبل بن معبد البجلي ث الحس كان على قبض الغان‪.‬‬

‫وابن مرش أبو مري النفي كان على رام هرمز‪.‬‬

‫قال عوسجة بن زياد الكاتب‪ :‬أقطع الرشيد أمي الؤمني عبيد ال بن الهدي مزارعةً أرض الهواز‪.‬‬

‫فدخل فيها شبهةٌ فرفع ف ذلك قومٌ إل الأمون فأمر بالنظر فيها والوقوف عليها فما ل تكن فيه شبهة‬
‫أنفذ وما شك فيه سى الشكوك فيه‪.‬‬

‫وذلك معروف بالهواز‪.‬‬

‫كور فار وكرمان قالوا‪ :‬كان العلء بن الضرمي وهو عامل عمر بن الطاب رضي ال عنه على‬
‫البحرين وجه هرثة بن عرفجة البارقي من الزد ففتح جزيرة ف البحر ما يلي فارس‪.‬‬

‫ث كتب عمر إل العلء أن يد به عتبة بن فرقد السلمي فعل‪.‬‬

‫ث وول عمر عثمان بن أب العاص الثقفي البحرين وعمان فدوخهما واتسقت له طاعة أهلهما وجه‬
‫أخاه الكم بن أب العاص ف البحر إل فارس ف جيش عظيمٍ من عبد القيس والزد وتيم وبن ناحية‬
‫وغيهم ففتح جزيرة ابركاوان‪.‬‬

‫ث صار إل توج وهي من أرض أردشي خره ومعن اردشي خرة باء أردشي‪.‬‬

‫وف رواية أب منف أن عثمان بن أب العاص نفسه قطع البحر إل فارس فنل توج ففتحها وبن با‬
‫الساجد وجعلها دارًا للمسلمي وأسكنها عبد القيس وغيهم‪.‬‬

‫فكان يغي منها على أرجان وهي متاخة لا‪.‬‬

‫ث إنه شخص عن فارس إل عمان والبحرين لكتاب عمر إليه ف ذلك واستخلف أخاه الكم‪.‬‬

‫وقال غي أب منف‪ :‬إن الكم فتح توج وأنزلا السلمي من عبد القيس وغيهم سنة تسع عشرة‪.‬‬

‫‪410‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وقالوا‪ :‬إن شهرك مرزبان فارس وواليها أعظم ما كان من قدوم العرب فارس واشتد عليه وبلغته‬
‫نكايتهم وبأسهم وظهورهم على كل من لقوه من عدوهم‪.‬‬

‫فجمع جعًا عظيمًا وسار بنفسه حت أتى راشهر من أرض سابور وهي بقرب توج فخرج إليه الكم‬
‫بن أب العاص وعلى مقدمته سوار بن هام العبدي‪.‬‬

‫فاقتتلوا قتالًا شديدًا‪.‬‬

‫وكان هناك وادٍ قد وكل به شهرك رجلًا من نقابه ف جاعة وأمره أن ل يتازه هاربٌ من أصحابه‬
‫إل قتله‪.‬‬

‫فأقبل رجلٌ من شجعاء الساورة موليًا من العركة‪.‬‬

‫فأراد الرجل قتله‪.‬‬

‫فقال له‪ :‬ل تقتلن فإنا نقاتل قومًا منصورين ال معهم‪.‬‬

‫ووضع حجرًا فرماه ففلقه ث قال‪ :‬أترى هذا السهم الذي فلق الجر وال ما كان ليخدش بعضهم لو‬
‫رمى به‪.‬‬

‫قال‪ :‬ل بد من قتلك‪.‬‬

‫فبينما هو ف ذلك إذ أتاه الب بقتل شهرك‪.‬‬

‫وكان الذي قتله سوار ابن هام العبدي حل عليه فطعنه فأذراه عن فرسه وضربه بسيفه حت فاظت‬
‫نفسه‪.‬‬

‫وحل ابن شهرك على سوار فقتله وهزم ال الشركي وفتحت راشهر عنوةً وكان يومها ف صعوبته‬
‫وعظيم النعمة على السلمي فيه كيوم القادسية‪.‬‬

‫‪411‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وتوجه بالفتح إل عمر بن الطاب عمرو بن الهتم التميمي فقال‪ :‬جئت المام بإسراعٍ لخبه بالق‬
‫من خب العبدي سوار أخبار أروع ميمو ٍن تقيبته مستعملٍ ف سبيل ال مغوار وقال بعض أهل توج‪:‬‬
‫إن توجٍ مصرت بعد مقتل شهرك‪.‬‬

‫وال أعلم‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ث إن عمر بن الطاب رضي ال عنه كتب إل عثمان ابن أب العاص ف إتيان فارس‪.‬‬

‫فخلف على عمله أخاه الغية ويقال‪ :‬هو حفص ابن أب العاص‪.‬‬

‫وكان جزلًا‪.‬‬

‫وقدم توج فنلا‪.‬‬

‫فكان يغزو منها ث يعود إليها‪.‬‬

‫وكتب عمر إل أب موسى وهو بالبصرة يأمره أن يكانف عثمان بن أب العاص ويعاونه‪.‬‬

‫فكان يغزو فارس من البصرة ث يعود إليها‪.‬‬

‫وبعث عثمان بن أب العاص هرم بن حيان العبدي إل قلعة يقال لا شبي ففتحها عنوة بعد حصار‬
‫وقتال‪.‬‬

‫وقال بعضهم‪ :‬فتح هرم قلعة الستوج عنوة وأتى عثمان خره من سابور ففتحها وأرضها بعد أن قاتله‬
‫أهلها صلحًا على أداء الزية والراج ونصح السلمي‪.‬‬

‫وفتح عثمان بن أب العاص كازرون من سابور وغلب على أرضها‪.‬‬

‫وفتح عثمان النوبندجان من سابور أيضًا وغلب عليها‪.‬‬

‫واجتمع أبو موسى وعثمان بن أب العاص ف آخر خلفة عمر رضى ال عنه ففتحها أرجان صلحًا‬
‫على الزية والراج‪.‬‬

‫‪412‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وفتحا شياز وهي من أرض أردشي خره على أن يكونوا ذمة يؤدون الراج إل من أحب منهم‬
‫اللء ول يقتلوا ول يستعبدوا‪.‬‬

‫وفتحا سينيز من أرض أردشي خره وترك أهلها عمارًا للرض‪.‬‬

‫وفتح عثمان حصن جنابا بأمانٍ‪.‬‬

‫وأتى عثمان بن أب العاص درا برد وكانت شادروان علمهم ودينهم وعليها الربذ فصاله الربذ‬
‫على مال أعطاه إياه وعلى أن أهل درا برد كلهم أسوة من فتحت بلده من أهل فارس‪.‬‬

‫واجتمع له ج ٌع بناحية جهرم ففضهم وفتح أرض جهرم‪.‬‬

‫وأتى عثمان فسا فصاله عظيمها على مثل صلح درا برد‪.‬‬

‫ويقال أن الربذ صال عنها أيضا‪.‬‬

‫وأتى عثمان بن أب العاص مدينة سابور ف سنة ثلث وعشرين ويقال ف سنة اربع وعشرين قبل أن‬
‫تأت أبا موسى وليته البصرة من قبل عثمان بن عفان فوجد أهلها هائبي للمسلمي‪.‬‬

‫ورأى أخو شهرك ف منامه كأن رجلًا من العرب دخل عليه فسلبه قميصه‪.‬‬

‫فنخب ذلك قلبه فامتنع قلي ًل ث طلب المان والصلح‪.‬‬

‫فصاله عثمان على أن ل يقتل أحدًا ول يسبيه وعلى أن تكون له ذمة ويعجل مالًا‪.‬‬

‫ث إن أهل سابور نقضوا وغدروا‪.‬‬

‫ففتحت ف سنة ست وعشرين عنوةً فتحها أبو موسى وعلى مقدمته عثمان بن أب العاص‪.‬‬

‫وقال معمر بن الثن وغيه‪ :‬كان عمر بن الطاب أمر أن يوجه الارود العبدي سنة أثنتي وعشرين‬
‫إل قلع فارس‪.‬‬

‫‪413‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فلما كان بي خره وشياز تلف عن أصحابه ف عقبةٍ هناك سحرًا لاجته ومعه اداوة فأحاطت به‬
‫جاعةٌ من الكراد فقتلوه‪.‬‬

‫فسميت تلك العقبة عقبة الارود‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ولا ول عبد ال بن عامر بن كريز البصرة من قبل عثمان ابن عفان بعد أب موسى الشعري‬
‫سار إل اصطخر ف سنة ثان وعشرين فصاله ماهك عن أهلها‪.‬‬

‫ث خرج يريد جور فلما فارقها نكثوا وقتلوا عامله عليهم‪.‬‬

‫ث لا فتح جور كر عليهم ففتحها‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وكان هرم بن حيان مقيما على جور‪.‬‬

‫وهي مدينةً اردشي خره‪.‬‬

‫وكان السلمون يعانونا ث ينصرفون عنها فيعانون اصطخر ويغزون نواحي كانت تنتقض عليهم‪.‬‬

‫فلماذا نزل ابن عامر با قاتلوه ث تصنوا ففتحها بالسيف عنوة وذلك ف سنة تسع وعشرين‪.‬‬

‫وفتح ابن عامر أيضًا الكاريان وفشجاتن وهي الفيشجان من درا برد ول تكونا دخلتا ف صلح الربذ‬
‫وانتقضتا‪.‬‬

‫وحدثن جاعة من أهل العلم أن جور غزيت عدة سني فلم يقدر عليها حت فتحها ابن عامر‪.‬‬

‫وكان سبب فتحها أن بعض السلمي قام يصلي ذات ليلة وإل جانبه جرابٌ له فيه خبزٌ ولم فجاء‬
‫كلبٌ فجره وعدا به حت دخل الدينة من مدخلٍ لا خفيٍ فألظ السلمون بذلك الدخل حت دخلوا‬
‫منه وفتحوها‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ولا فرغ عبد ال بن عامر من فتح جور كر على أهل اصطخر وفتحها عنوة بعد قتالٍ شديد‬
‫ورميٍ بالجانيق‪.‬‬

‫‪414‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وقتل با من العاجم أربعي ألفًا وأفن أهل البيوتات ووجه الساورة وبعض الرواة يقول‪ :‬إن ابن‬
‫عامر رجع إل اصطخر حي بلغه نكثهم ففتحها‪.‬‬

‫ث صار إل جور وعلى مقدمته هرم بن حيان ففتحها‪.‬‬

‫وروى السن بن عثمان الزيادي أن أهل اصطخر غدروا ف ولية عبد ال بن عباس رضي ال عنه‬
‫عنهما العراق لعلي رضي ال عنه ففتحها‪.‬‬

‫وحدثن العباس بن هشام عن أبيه عن أب منف قال‪ :‬توجه ابن عامر إل اصطخر ووجه على مقدمته‬
‫عبيد ال بن معمر التيمي‪.‬‬

‫فاستقبله أهل اصطخر برامرد فقاتلهم فقتلوه فدفن ف بستان برامرد‪.‬‬

‫وبلغ ابن عامر الب فأقبل مسرعًا حت واقعهم وعلى ميمنته أبو برزة نضلة بن عبد ال السلمي وعلى‬
‫الرجال خالد بن العمر الذهلي‪.‬‬

‫فقاتلهم فهزمهم حت أدخلهم اصطخر‪.‬‬

‫وفتحها ال عنوة فقتل فيها نوًا من مئة ألف‪.‬‬

‫وأتى درا برد ففتحها وكانت منتقضة ث وجه إل كرمان‪.‬‬

‫حدثن عمر الناقد قال‪ :‬حدثنا مروان بن معاوية الفرازى عن عاصم الحول عن فضيل بن زيد الرقاش‬
‫قال‪ :‬حاصرنا شهرياج شهرًا جرّارًا وكان ظننا أنا سنفتحها ف يومنا فقاتلنا أهلها ذات يوم ورجعنا‬
‫إل معسكرنا وتلف عبدٌ ملوك منافرًا ظنوه‪.‬‬

‫فكتب لم أمانًا ورمى به إليهم ف سهم‪.‬‬

‫قال‪ :‬فرحنا للقتال وقد خرجوا من حصنهم قالوا‪ :‬هذا أمانكم! فكتبنا بذلك إل عمر‪.‬‬

‫فكتب إلينا‪ :‬إن العبد السلم من السلمي ذمته كذمتهم فلينفذ أمانة‪.‬‬

‫‪415‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فأنفذناه‪.‬‬

‫وحدثن القاسم بن سلم قال‪ :‬حدثنا أبو النضر عن شعبة عن عاصم عن الفضيل قال‪ :‬كنا مصاف‬
‫العدو بسياف‪.‬‬

‫ث ذكر نو ذلك‪.‬‬

‫وحدثنا سعدوية قال‪ :‬حدثنا عباد بن العوام عن عاصم الحول عن الفضيل بن زيد الرقاشي قال‪:‬‬
‫حاصر السلمون حصنًا‪.‬‬

‫فكتب عب ٌد أمانًا ورمى به إليهم ف مشقص‪.‬‬

‫فقال السلمون‪ :‬ليس أمانة بشيء‪.‬‬

‫فقال القوم‪ :‬لسنا نعرف الر من العبد‪.‬‬

‫فكتب بذلك إل عمر‪.‬‬

‫فكتب‪ :‬إن عبد السلمي منهم ذمته ذمتهم‪.‬‬

‫وأخبن بعض أهل فارس أن حصن سياف يدعى سوريانج‪.‬‬

‫فسمته العرب شهرياج‪.‬‬

‫وبفسا قلعةٌ تعرف برشة بن مسعود من بن تيم ث من بن شقرة كان مع ابن الشعث فتحصن ف‬
‫هذه القلعة ث أومن فمات بواسط‪.‬‬

‫له عقب بفسا‪.‬‬

‫كرمان وأما كرمان فإن عثمان بن أب العاص الثقفي لقى مرزبانا ف جزيرة ابركاوان وهو ف خفٍ‬
‫فقتله‪.‬‬

‫‪416‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فوهن أمر أهل كرمان وتيب قلوبم‪.‬‬

‫فلما صار ابن عامر إل فارس وجه ماشع بن مسعود السلمي إل كرمان ف طلب يزدجرد‪.‬‬

‫فأتى بيمند‪.‬‬

‫فهلك جيشه با‪.‬‬

‫ث لا توجه ابن عامر يريد خراسان ول ماشعًا كرمان‪.‬‬

‫ففتح بيمند عنو ًة واستبقى أهلها وأعطاهم أمانًا‪.‬‬

‫وبا قصرٌ يعرف بقصر ماشع‪.‬‬

‫وفتح ماشع بروخروة وأتى الشيجان وهي مدينة كرمان وأقام عليها ايامًا بسية أهلها متحصنون‬
‫وقد خرجت لم خيلٌ فقاتلهم ففتحها عنوة وخلف با رجلًا ث إن كثيًا من أهلها جلوا عنها‪.‬‬

‫وقد كان أبو موسى الشعري وجه الربيع بن زياد ففتح ما حول الشيجان وصال أهل ب والندغار‪.‬‬

‫فكر أهلها ونكثوا‪.‬‬

‫فاقتتحها مامع بن مسعود‪.‬‬

‫وفتح جيفت عنوةً وسار ف كرمان فدوخها‪.‬‬

‫واتى القفص وجع له برموز خلقٌ من جل من العاجم فقاتلهم فظفر بم وظهر عليهم‪.‬‬

‫وهرب كثيٌ من أهل كرمان فركبوا البحر ولق بعضهم بكران وأت بعضهم سجستان فأقطعت‬
‫العرب منازلم وأرضيهم فعمروها وأدوا العشر فيها واحتفروا القن ف مواضع منها‪.‬‬

‫وول الجاج قطن بن قبيصة بن مارق اللل فارس وكرمان وهو الذي انتهى إل نر فلم يقدر‬
‫أصحابه على إجازته فقال‪ :‬من جاز فله ألف درهم‪.‬‬

‫‪417‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فجازوه فوف لم‪.‬‬

‫فكان ذلك أول يوم سيت الائزة فيه‪.‬‬

‫قال الشاعر وهو الحاف بن حكيم‪ :‬فدى للكرمي بن هلل على علتم أهلي ومال هم سنوا‬
‫الوائز ف معدٍ فصارت سنة أخرى الليال رماحهم تزيد على ثانٍ وعشرٍ حي تتلف العوال وكان‬
‫قبيصة بن مارق من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫وف قطن يقول الشاعر‪ :‬كم من أميٍ قد أصبت حباهء وآخر حظي من إمارته الزن فهل قطنٌ إل‬
‫كمن كان قبله فصبًا على ما جاء يومًا به قطن قالوا‪ :‬وكان ابن زياد ول شريك بن العور الارثي‬
‫وهو شريك بن الارث وكتب يزيد بن زياد بن ربيعة بن مفرغ الميي إليه فأقطعه أرضًا بكرمان‬
‫فباعها بعد هرب ابن زياد من البصرة‪.‬‬

‫وول الجاج الكم بن نيك الجيمي كرمان بعد أن كان وله فارس‪.‬‬

‫فبن مسجد أرجان ودار إمارتا‪.‬‬

‫سجستان وكابل حدثن علي بن ممد وغيه‪ :‬أن عبد ال بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن‬
‫عبد شس توجه يريد خرا سان سنة ثلثي‪.‬‬

‫فنل بعسكره شق الشيجان من كرمان‪.‬‬

‫ووجه الربيع بن زياد ابن أنس بن الديان الارثي إل سجستان فسار حت نزل الفرج‪.‬‬

‫ث قطع الفازة وهي خسة وسبعون فرسخًا فأتى رستاق زالق وبي زالق وبي سجستان خسة فراسخ‬
‫وزالق حصن‪.‬‬

‫فأغار على أهله ف يوم مهرجان فأخذ دهقانه فافتدى نفسه بأن ركز عنة ث غمرها ذهبًا وفضة‬
‫وصال الدهقان على حقن دمه‪.‬‬

‫وقال أبو عبيده معمر بن الثن‪ :‬صاله على أن يكون بلده كبعض ما افتتح من بلد فارس وكرمان‪.‬‬

‫‪418‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ث أتى قريةً يقال لا كركوبه على خسة أميال من زالق فصالوه ول يقاتلوه‪.‬‬

‫ث نزل رستاقًا يقال له هيسون فأقام له أهله النل وصالوه على غي قتال‪.‬‬

‫ث أتى زالق وأخذ الدلء منها إل زرنج وسار حت نزل الند مند وعب واديا ينع منه يقال له نوق‪.‬‬

‫وأتى زوشت وهي من زرنج على ثلثي ميل‪.‬‬

‫فخرج إليه أهلها فقاتلوه قتالًا شديدًا وأصيب رجالٌ من السلمي‪.‬‬

‫ث كر السلمون وهزموهم حت اضطروهم إل الدينة بعد أن قتلوا منهم مقتلةً عظيمة‪.‬‬

‫ث أت الربيع ناشروذ وهي قريةٌ‪.‬‬

‫فقاتل أهلها وظفر بم‪.‬‬

‫وأصاب با عبد الرحن أبا صال بن عبد الرحن الذي كتب للحجاج مكان زدا نفروخ ابن نيى‬
‫وول خراج العراق لسليمان بن عبد اللك وأمه‪.‬‬

‫فاشترته امرأة من بن تيم ث من بن مرة بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد ابن‬
‫تيم يقال لا عبلة‪.‬‬

‫ث مضى من ناشروذ إل شرواذ وهي قريةٌ‪.‬‬

‫فغلب عليها وأصاب با جد إبراهيم بن بسام فصار لبن عمي الليثي‪.‬‬

‫ث حاصر مدينة زرنج بعد أن قاتله أهلها‪.‬‬

‫فبعث إليه برويزمرز بأنا يستأمنه ليصاله‪.‬‬

‫فأمر بسدٍ من أجساد القتلى فوضع له‪.‬‬

‫فجلس عليه واتكأ على الخر وأجلس أصحابه على أجساد القتلى‪.‬‬

‫‪419‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وكان الربيع آدم أفوه طويلًا فلما رآه الرزبان هاله فصاله على ألف وصيف ث أتى سناروذ وهو وادٍ‬
‫فعبه وأتى القريتي‪.‬‬

‫وهناك مربط فرس رستم فقاتلوه فظفر‪.‬‬

‫ث قدم زرنج فأقام با سنتي‪.‬‬

‫ث أتى عامر واستخلف با رجلًا من بن الارث بن كعب فأخرجوه وأغلقوها‪.‬‬

‫وكانت ولية الربيع سنتي ونصفًا‪.‬‬

‫وسب ف وليته هذه أربعي ألف رأس‪.‬‬

‫وكان كاتبه السن البصري‪.‬‬

‫ث ول ابن عامر عبد الرحن بن سرة بن حبيب بن عبد شس سجستان‪.‬‬

‫فأتى زرنج فحصر مرزبانا ف قصره ف يوم عيدٍ لم فصاله على ألفي ألف درهم وألفى وصيفٍ‪.‬‬

‫وغلب ابن سرة على ما بي زرنج وكش من ناحية الند‪.‬‬

‫وغلب من ناحية طريق الرخج على ما بينه وبي بلد الداور‪.‬‬

‫فلما انتهى إل بلد الداور حصرهم ف جبل الزور ث صالهم فكانت عدة من معه من السلمي ثانية‬
‫آلف‪.‬‬

‫فأصاب كل رج ٍل منهم أربعة آلف‪.‬‬

‫ودخل على الزور وهو صنم من ذهب عيناه ياقوتتان‪.‬‬

‫فقطع يده وأخذ الياقوتتي‪.‬‬

‫ث قال للمرزبان‪ :‬دونك الذهب والوهر وإنا أردت أن أعلمك أنه ل يضر ول ينفع‪.‬‬

‫‪420‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وفتح بست وزابل بعهد‪.‬‬

‫حدثن السي بن السود قال‪ :‬حدثنا وكيع عن حاد بن زيد عن يي ابن عتيق قال وكيع‪ :‬عقد لم‬
‫عقدًا وهو دون العهد‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وأتى عبد الرحن زرنج فأقام با حت اضطرب أمر عثمان‪.‬‬

‫ث استخلف أمي بن أحر اليشكري وانصرف من سجستان‪.‬‬

‫ولمي يقول زياد العجم‪ :‬لول أميٌ هلكت يشكرٌ ويشك ٌر هلكى على كل حال ث إن أهل زرنج‬
‫أخرجوا أميًا واغلقوها‪.‬‬

‫ولا فرغ علي بن أب يطالب عليه السلم من أمر المل خرج حسكة بن عتاب البطي وعمران بن‬
‫الفصيل البجي ف صعاليك من العرب حت نزلوا زالق وقد نكث أهلها‪.‬‬

‫أصابوا منها مال وأخذوا جد البختري الصم ابن ماهد مول شيبان‪.‬‬

‫ث أتو زرنخ وقد خافهم مرزبانا فصالهم ودخلوها وقال الراجز‪.‬‬

‫بشر سجستان بوع وحرب بابن الفصيل وصعاليك العرب ل فضةٌ يغنيهم ول ذهب وبعث علي بن‬
‫أب طالب عبد الرحن بن جزء الطائي إل سجستان فقتله حسكة‪.‬‬

‫فقال علي‪ :‬لقتلن من البطات أربعة آلف‪.‬‬

‫فقيل له‪ :‬إن البطات ل يكونون خس مئة‪.‬‬

‫وقال أبو منف‪ :‬وبعث علي رضي ال عنه عون بن جعده ابن هبية الخزومي إل سجستان‪.‬‬

‫فقتله بدال اللص الطائي ف طريق العراق‪.‬‬

‫فكتب عليٌ إل عبد ال بن العباس يأمره أن يول سجستان رجلًا ف أربعة آلف‪.‬‬

‫‪421‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فوجه ربعى بن الكاس العنبي ف أربعة آلف‪.‬‬

‫وخرج معه الصي بن أب الر ‪ -‬وأسم أب الر مالك بن الشخاش العنبي ‪ -‬وثات بن ذي الرة‬
‫الميي‪.‬‬

‫وكان على مقدمته‪.‬‬

‫فلما وردوا سجستان قاتلهم حسكة فقتلوه‪.‬‬

‫وضبط ربعي البلد‪.‬‬

‫فقال راجز هم‪ :‬نن الذين اقتحموا سجستان على ابن عتابٍ وجند الشيطان يقدمنا الاجد عبد‬
‫الرحان أنا وجدنا ف مني الفرقان أن ل نوال شيعة ابن عفان وكان ثات يسمى عبد الرحن‪.‬‬

‫وكان فيوز حصي ينسب إل حصي بن أب الر‪.‬‬

‫وهذا هو من سب سجستان‪.‬‬

‫ث لا ول معاوية بن أب سفيان استعمل ابن عامرٍ على البصرة‪.‬‬

‫فول عبد الرحن بن سرة سجستان‪.‬‬

‫فأتاها وعلى شرطته عباد بن الصي البطى ومعه من الشراف عمر بن عبيد ال بن معمر التيمي‬
‫وعبد ال بن خازم السلمي وقطرى بن الفجاءة والهلب بن أب صفرة‪.‬‬

‫فكان يغزو البلد قد كفر أهله فيفتحه عنوةً أو يصال أهله حت بلغ كابل‪.‬‬

‫فلما صار إليها نزل با فحاصر أهلها أشهرًا وكان يقاتلهم ويرميهم بالنجنيق حت ثلمت ثلمة عظيمةً‬
‫فبات عليها عباد بن الصي ليل ًة يطاعن الشركي حت أصبح فلم يقدروا على سدها‪.‬‬

‫وقاتل ابن خازم معه عليها‪.‬‬

‫‪422‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فلما أصبح الكفرة خرجوا يقاتلون السلمي‪.‬‬

‫فضرب ابن خازم فيلًا كان معهم فسقط على الباب الذي خرجوا منه فلم يقدروا على غلقه فدخلها‬
‫السلمون عنوةً‪.‬‬

‫وقال أبو منف‪ :‬الذي عقر الفيل الهلب‪.‬‬

‫وكان السن البصري يقول‪ :‬ما ظننت أن رجلًا يقوم مقام ألفٍ حت رأيت عباد بن الصي‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ووجه عبد الرحن بن سرة ببشارة الفتح عمر بن عبيد ال بن معمر والهلب بن أب صفرة‪.‬‬

‫ث خرج عبد الرحن فقطع زادي نسل‪.‬‬

‫ث أتى خواش وقوزان بست ففتحها عنوة‪.‬‬

‫وسار إل رزان فهرب أهلها وغلب عليها‪.‬‬

‫ث سار إل خشك فصاله أهلها‪.‬‬

‫ث أتى الرخج فقاتلوه فظفر بم وفتحها‪.‬‬

‫وأتى كابل وقد نكث أهلها ففتحها‪.‬‬

‫ث ول معاوية عبد الرحن بن سرة سجستان من قبله وبعث إليه بعهده فلم يزل عليها حت قدم زيادٌ‬
‫البصرة فأقره أشهرًا ث ولها الربيع بن زياد‪.‬‬

‫ومات ابن سرة بالبصرة سنة خسي وصلى عليه زياد‪.‬‬

‫وهو الذي قال له النب صلى ال عليه وسلم‪ ( :‬ل تسأل المارة فإنك إن أويتيها عن غي مسئلة أعنت‬
‫عليها وإن أعطيتها عن مسئلة وكلت إليها‪.‬‬

‫وإذا حلفت على ييٍ فرأيت خيًا منها فأت الذي هو خيٌ وكفره عن يينك)‪.‬‬

‫‪423‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وكان عبد الرحن قدم بغلمان من سب كابل فعملوا له مسجدًا ف قصره بالبصرة على بناءٍ كابل‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ث جع كابل شاه للمسلمي وأخرج من كان منهم بكابل‪.‬‬

‫وجاء رتبيل فغلب على ذا بلستان والرخج حت انتهى إل بست‪.‬‬

‫فخرج الربيع بن زياد ف الناس فقاتل رتبيل بيست وهزمه وأتبعه حت أتى الرخج فقاتله بالرخج‬
‫ومضى ففتح بلد الداور‪.‬‬

‫ث عزل زياد بن أب سفيان الربيع بن زياد الارثي وول عبيد ال بن أب بكرة سجستان‪.‬‬

‫فغزا فلما كان برزان بعث إليه رتبيل يسأله الصلح عن بلده وبلد كابل على ألف ألفٍ ومائت ألف‪.‬‬

‫فأجابه إل ذلك‪.‬‬

‫وسأله أن يهب له مائت ألفٍ ففعل‪.‬‬

‫فتم الصلح إل ألف ألف درهم‪.‬‬

‫ووفد عبيد ال على زياد فأعلمه ذلك‪.‬‬

‫فأمضى الصلح‪.‬‬

‫ث رجع عبيد ال بن أب بكرة إل سجستان فأقام با إل أن مات زياد‪.‬‬

‫وول سجستان بعد موت زيادٍ عباد بن زياد من قبل معاوية‪.‬‬

‫ث لا ول يزيد بن معاوية ول سلم بن زياد خرا سان وسجستان‪.‬‬

‫فول سلم أخاه يزيد بن زياد سجستان‪.‬‬

‫فلما كان موت يزيد أو قبل ذلك بقليل غدر أهل كابل ونكثوا وأسروا أبا عبيده بن زياد‪.‬‬

‫‪424‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فسار إليهم يزيد بن زياد فقاتلهم وهم بينة فقتل يزيد بن زياد وكثيٌ من كان معه وانزم سائر‬
‫الناس‪.‬‬

‫وكان فيمن استشهد زيد بن عبد ال بن أب مليكة بن عبد ال بن جدعان القرشي وصلة بن اشيم أبو‬
‫الصهباء العدوى زوج معاذة العدوية‪.‬‬

‫فبعث سلم بن طلحة بن عبد ال بن خلف الزاعي الذي يعرف بطلحة الطحات ففدى أبا عبيده‬
‫بمس مئة ألف درهم‪.‬‬

‫وسار طلحة من كابل إل سجستان واليًا عليها من قبل سلم بن زياد‪.‬‬

‫فجب وأعطى زواره ومات بسجستان‪.‬‬

‫واستخلف رجلًا من بن يشكر فأخرجته الضرية ووقعت العصبية وغلب كل قومٍ على مدينتهم‪.‬‬

‫فطمع فيهم رتبيل‪.‬‬

‫ث قدم عبد العزيز بن عبد ال بن عامر واليًا على سجستان من قبل القباع وهو الارث بن عبد ال‬
‫بن أب ربيعة الخزومي ف أيام ابن الزبي‪.‬‬

‫فأدخلوه مدينة زرنج وحاربوا رتبيل فقتله أبو عفراء عمي الازن وانزم الشركون‪.‬‬

‫وأرسل عبد ال بن ناشرة التميمي إل عبد العزيز‪ :‬أن خذ جيع ما ف بيت الال وانصرف‪.‬‬

‫ففعل‪.‬‬

‫وأقبل ابن ناشرة حت دخل زرنج ومضى وكيع ابن أب يسود التميمي فرد عبد العزيز وأدخله الدينة‬
‫حي فتحت للحطابي وأخرج ابن ناشرة فجمع جعًا فقاتله عبد العزيز وأدخله الدينة حي فتحت‬
‫للحطابي وأخرج ابن ناشرة فجمع جعًا فقاتله عبد العزيز بن عبد ال ومعه وكيع فعثر بابن ناشرة‬
‫فرسه فقتل‪.‬‬

‫‪425‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فقال أبو حزابة ويقال حنظلة ابن عرادة‪ :‬أل لفت بعد ابن ناشرةً الفت ول شيء إل قد تول وأدبرا‬
‫أكان حصادًا للمنايا ازدرعنه فهل تركن النبت ما كان أخضرا فتً حنظليٌ ما تزال يينه تود بعروفٍ‬
‫ش عروشنا بأروع نفاح العشيات أزهرا واستعمل عبد اللك بن‬ ‫وتنكر منكرا لعمري لقد هدت قري ٌ‬
‫مروان أمية بن عبد ال بن خالد بن أسيد بن أب العيص على خرا سان‪.‬‬

‫فوجه ابنه عبد ال بن أمية على سجستان وعقد له عليها وهو بكرمان‪.‬‬

‫فلما قدمها غزا رتبيل اللك بعد رتبيل الول القتول‪.‬‬

‫وقد كان هاب السلمي‪.‬‬

‫فصال عبد ال حي نزل بست على ألف ألف‪.‬‬

‫ففعل وبعث إليه بدايا ورقيق فأب قبول ذلك وقال‪ :‬ن مل ل هذا الرواق ذهبًا وإل فل صلح بين‬
‫وبينه‪.‬‬

‫وكان غزاءً فخلى له رتبيل البلد حت إذا أوغل فيها أخذ عليه الشعاب والضايق‪.‬‬

‫وطلب إليهم أن يلوا عنه ول يأخذ منهم شيئًا‪.‬‬

‫فأب ذلك وقال‪ :‬بل تأخذ ثلث ألف درهم صلحًا وتكتب واليا ول ترق ول ترب‪.‬‬

‫ففعل‪.‬‬

‫وبلغ عبد اللك بن مروان ذل‪ :‬فعزله‪.‬‬

‫ث لا ول الجاج بن يوسف العراق وجه عبيد ال بن أب بكرة إل سجستان فخار ووهن‪.‬‬

‫وأتى الرخج وكانت البلد مدبةً فسار حت نزل بالقرب من كابل وانتهى إل شعب فأخذه عليه‬
‫العدو ولقهم رتبيل‪.‬‬

‫‪426‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فصالهم عبيد ال على أن يعطوه خس مئة ألف درهم ويبعث إليه بثلثة من ولده‪ :‬نار والجاج‬
‫وأب بكرة رهناء ويكتب لم كتابًا أن ل يغزوهم ما كان واليًا‪.‬‬

‫فقال له شريح بن هانئ الارثي‪ :‬اتق ال وقاتل هؤلء القوم‪.‬‬

‫فإنك إن فعلت ما تريد أن تفعله أوهنت السلم بذا الثغر وكنت قد فررت من الوت الذي إليه‬
‫مصيك‪.‬‬

‫فاقتتلوا وحل شريح فقتل‪.‬‬

‫وقاتل الناس فأفلتوا وهم مهودون وسلكوا مفازة بست فهلك كثيٌ من الناس عطشًا وجوعًا‪.‬‬

‫ومات عبيد ال بن أب بكرة كمدًا لا نال الناس وأصابم‪.‬‬

‫ويقال إنه اشتكى أذنه فمات‪.‬‬

‫واستخلف على الناس ابنه أبا بردعة‪.‬‬

‫ث إن عبد الرحن بن ممد بن الشعث خلع وخرج إل سجستان مالفًا لعبد اللك بن مروان‬
‫والجاج‪ :‬فهادن رتبيل وصار إليه‪.‬‬

‫ث إن رتبيل أسلمه خوفا من الجاج‪.‬‬

‫وذلك أنه كتب إليه يتوعده فألقى نفسه سلسل نفسه معه فمات‪.‬‬

‫فأتى الجاج برأسه فصال الجاج رتبيل على أن ل يغزوه سبع سنسن ويقال تسع سنسن على أن‬
‫يؤدي بعد ذلك ف كل سنة ألف درهم عروضًا‪.‬‬

‫فلما انقضت السنون ول الجاج الشهب بن بشر الكلب سجستان فعاسر رتبيل ف العروض الت‬
‫أداها‪.‬‬

‫فكتب إل الجاج يشكوه إليه فعزله الجاج‪.‬‬

‫‪427‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫قالوا‪ :‬ث لا ول قتيبة بن مسلم الباهلي خرا سان وسجستان ف أيام الوليد بن عبد اللك ول أخاه‬
‫عمرو بن مسلم سجستان‪.‬‬

‫فكلب الصلح من رتبيل دراهم مدر هة‪.‬‬

‫فذكر أنه ل يكنه إل ما كان فارق عليه الجاج من العروض‪.‬‬

‫فكتب عمرو بذلك إل قتيبة‪.‬‬

‫فسار قتيبة إل سجستان‪.‬‬

‫فلما بلغ رتبيل قدومه أرسل إليه‪ :‬أنا ل نلع بدًا من الطاعة وإنا فارقتمونا على عروض فل تظلمونا‪.‬‬

‫فقال قتيبة للجند‪ :‬اقبلوا منه العروض فإنه ثغر مشئوم‪.‬‬

‫فرضوا با‪.‬‬

‫ث انصرف قتيبة إل خرا سان بعد أن زرع زرعًا ف أرض زر نج لييأس العدو من انصرافه فيذعن له‪.‬‬

‫فلما حصد ذلك الزرع منعت منه الفاعي فأمر به فأحرق‪.‬‬

‫ث ول سليمان بن عبد اللك وول يزيد بن الهلب العراق‪.‬‬

‫فول يزيد مدرك بن الهلب أخاه سجستان‪.‬‬

‫فلم يعطه رتبيل شيئًا‪.‬‬

‫ث ول معاوية بن يزيد فرضخ له‪.‬‬

‫ث ول يزيد بن عبد اللك فلم يعط رتبيل عماله شيئًا‪.‬‬

‫قال‪ :‬ما فعل قو ٌم كانوا يأتونا خاص البطون سود الوجوه من الصلة نعالم خوص قالوا‪ :‬انقرضوا‪.‬‬

‫‪428‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫قال‪ :‬أولئك أوف منكم عهدًا وأشد بأسًا وإن كنتم أحسن منهم وجوهًا‪.‬‬

‫وقيل له‪ :‬ما بالك كنت تعطي الجاج التاوة ول تعطيناها‪.‬‬

‫فقال‪ :‬كان الجاج رجلًا ل ينظر فيما أنفق إذا ظفر ببغيته ولو ل يرجع إليه درهم وأنتم ل تنفقون‬
‫درهًا إل طمعتم ف أن يرجع إليكم مكانه عشرة‪.‬‬

‫ث ل يعط أحدًا من عمال بن أمية ول عمال أب مسلم على سجستان من تلك التاوة شيئًا‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ولا استخلف النصور أمي الؤمني ول معن بن زائدة الشيبان سجستان‪.‬‬

‫فقدمها وبعث عماله عليها‪.‬‬

‫وكتب إل رتبيل يأمره بمل التاوة الت كان الجاج صال عليها‪.‬‬

‫فبعث بإبلٍ وقبابٍ تركيةٍ ورقيقٍ وزاد ف قيمة ذلك للواحد ضعفه‪.‬‬

‫فضب معن وقصد الرخج وعلى مقدمته يزيد ابن مزيد‪.‬‬

‫فوجد رتبيل قد خرج عنها ومضى إل ذابلستان ليصيق با‪.‬‬

‫ففتحها وأصاب سبيا كثية‪.‬‬

‫وكان فيهم فرج الرخجى وهو صب أبوه زياد‪.‬‬

‫فكان فرج يدث أن معنًا رأى غبارًا ساطعًا أثارته حوافر حرٍ وحشية فظن أن جيشًا قد أقبل نوه‬
‫ليجاره ويتخلص السب والسرى من يده‪.‬‬

‫فوضع السيف فيهم فقتل منهم عدة كثية ث إنه تبي أمر الغبار ورأى المي فأمسك‪.‬‬

‫وقال فرج‪ :‬لقد رأيت حي أمر معن بوضع السيف فينا وقد حن علي وهو يقول‪ :‬اقتلون ول تقتلوا‬
‫ابن‪.‬‬

‫‪429‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫قالوا‪ :‬وكانت عدة من سب وأسر زهاء ثلثي ألفًا‪.‬‬

‫فطلب ما وند خليفة رتبيل المان على أن يمله إل أمي الؤمني‪.‬‬

‫فآمنه وبعث به إل بغداد مع خسة آلف من مقاتلتهم فأكرمه النصور وفرض له وقوده‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وخاف معن الشتاء وهجومه فانصرف إل بست‪.‬‬

‫وأنكر قو ٌم من الوارج سيته فاندسوا مع فعل ٍة كانوا يبنون ف منله بناءً فلما بلغوا التسقيف احتلوا‬
‫مع فعل ًة كانوا يبنون ف منله بناءً فلما بلغو التسقيف احتالوا لسيوفهم فجعلوها ف حزم القصب ث‬
‫دخلوا عليه قبته وهو يتجم ففتكوا به وشق بعضهم بطنه بنجر كان معه‪.‬‬

‫وقال أحدهم‪ :‬وضربه على رأسه أبو الغلم الطاقي ‪ -‬والطاق بقرب زرنج ‪ -‬فقتلهم يزيد بن ث إن‬
‫يزيد قام بأمر سجستان واشتدت على العرب والعجم من أهلها وطأته‪.‬‬

‫فاحتال بعض العرب فكتب على لسانه إل النصور كتابًا يبه أن كتب الهدي إليه قد حيته‬
‫وأدهشته ويسأله أن يعفيه من معاملته‪.‬‬

‫فأغضب ذلك النصورة وشتمه وأقرأ الهدي كتابه فعزله وأمر ببسه وبيع كل شيء له‪.‬‬

‫زرنج ‪ -‬ث إنه كلم فيه فأشخص إل مدينة السلم‪.‬‬

‫فلم يزل با مفوًا حت لقيه الوارج على السر فقاتلهم‪.‬‬

‫فتحرك أمره قليلًا‪.‬‬

‫ث توجه إل يوسف البم برا سان فلم يزل ف ارتفاع‪.‬‬

‫ول يزل عمال الهدي والرشيد رحهما ال يقبضون التاوة من رتبيل سجستان على قدر قوتم‬
‫وضعفهم ويولون عمالم النواحي الت قد غلب عليها السلم‪.‬‬

‫ولا كان الأمون برا سان أديت إليه التاوة مضعفة‪.‬‬

‫‪430‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وفتح كابل وأظهر ملكها السلم والطاعة وأدخلها عامله واتصل إليها البيد فبعث إليه منها باهليلج‬
‫غض ث استقامت بعد ذلك حينا‪.‬‬

‫وحدثن العمري عن اليثم بن عدي قال‪ :‬كان ف صلحات سجستان القدية أن ل يقتل لم ابن عرس‬
‫لكثرة الفاعي عندهم‪.‬‬

‫قال‪ :‬أول من دعا أهل سجستان إل رأى الوارج رجلٌ من بن تيم يقال له عاصم أو ابن‬

‫فتوح البلدان ‪ -‬القسم الثالث‬

‫خراسان‬

‫قالوا‪ :‬وجه أبو موسى الشعري عبد ال بن بديل بن ورقاء الز اعي غازيًا فأتى كرمان ومضى حت‬
‫بلغ الطبسي وها حصنان يقال لحدها طبس وللخر كرين‪.‬‬

‫وها حرم فيهما نل وها بابا خرا سان‪.‬‬

‫فأصاب مغنمًا‪.‬‬

‫وأتى قومٌ من أهل الطبسي عمر بن الطاب فصالوه على ستي ألفًا ويقال خسة وسبعي ألفًا‬
‫وكتب لم كتابًا‪.‬‬

‫ويقال بل توجه عبد ال بن بديل من إصبهان من تلقاء نفسه‪.‬‬

‫فلما استخلف عثمان بن عفان ول عبد ال بن عامر بن كريز البصرة ف سنة ثان وعشرين ويقال ف‬
‫سنة تسع وعشرين وهو ابن خس وعشرين سنة فافتتح من أرض فارس ما افتتح ث غزا خراسان ف‬
‫سنة ثلثي واستخلف على البصرة زياد ابن أب سفيان وبعث على مقدمته الحنف بن قيس ويقال‬
‫عبد ال ابن خازم بن أساء بن الصلت بن حبيب السلمي فأقر صلح الطبسي‪.‬‬

‫وقدم ابن عام الحنف بن قيس إل قوهستان‪.‬‬

‫‪431‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وذلك أنه سأل عن أقرب مدينة إل الطبسي فدل عليها‪.‬‬

‫فلقيته الياطلة ‪ -‬وهم أتراكٌ ويقال بل هم قومٌ من أهل فارس كانوا يلوطون فنفاهم فيوز إل هراة‬
‫فصاروا مع التراك فكانوا معاوني لهل قوهستان ‪ -‬فهزمهم وفتح قوهستان عنوةً‪.‬‬

‫ويقال بل ألأهم إل حصنهم‪.‬‬

‫ث قدم عليه ابن عامر فطلبوا الصلح فصالهم على ست مئة ألف درهم‪.‬‬

‫وقال معمر بن الثن‪ :‬كان التوجه إل قوهستان أمي بن أحر اليشكري‪.‬‬

‫وهي بلد بن وائل إل اليوم‪.‬‬

‫وبعث ابن عامر يزيد الرش أبا سال بن يزيد إل رستاق زام من نيسابور ففتحه عنوة‪.‬‬

‫وفتح باخرز وهو رستاق من نيسابور وفتح أيضًا جوين وسب سبيًا‪.‬‬

‫ووجه ابن عامر السود بن كلثوم العدوى عدى الرباب وكان ناسكا إل بيهق وهو رستاق من‬
‫نيسابور‪.‬‬

‫فدخل بعض حيطان أهله من ثلمة كانت فيه ودخلت معه طائفةٌ من السلمي وأخذ العدو عليهم‬
‫تلك الثلمة‪.‬‬

‫فقاتل السود حت قتل ومن معه‪.‬‬

‫وقام بأمر الناس بعده أدهم بن كلثوم‪.‬‬

‫فظفر وفتح بيهق‪.‬‬

‫وكان السود يدعو ربه أن يشره من بطون السباع والطي فلم يواره أخوه ودفن من استشهد من‬
‫أصحابه‪.‬‬

‫‪432‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وفتح ابن عامر بشت من نسيابور وأشبند ورخ وزاوة وخواف واسبائي وأرغيان من نيسابور‪.‬‬

‫ث أتى أرشهر وهي مدينة نيسابور فحصر أهلها أشهرًا‪.‬‬

‫وكان على كل ربع منها رجلٌ موكل به‪.‬‬

‫وطلب صاحب ربعٍ من تلك الرباع المان على أن يدخل السلمي الدينة‪.‬‬

‫فأعطيه‪.‬‬

‫وأدخلهم إياها ليلًا‪.‬‬

‫ففتحوا الباب وتصن مرزبانا ف القهندز ومعه جاعة فطلب المان على أن يصاله عن جيع‬
‫نيسابور على وظيفة يؤديها‪.‬‬

‫فصاله على ألف ألف درهم ويقال سبع مئة ألف درهم‪.‬‬

‫وول نيسابور حي فتحها قيس بن اليثم السلمى‪.‬‬

‫ووجه ابن عامر عبد ال بن خازم السلمى إل حراندز من نسا وهو رستاق ففتحه‪.‬‬

‫وأتاه صاحب نسا فصاله على ثلث مئة ألف درهم ويقال على احتمال الرض من الراج على أن‬
‫ل يقتل أحدًا ول يسبيه‪.‬‬

‫وقدم بمنة عظيم أبيورد على ابن عامر فصاله على أربع مئة ألف ويقال وجه إليها ابن عامر عبد ال‬
‫بن خازم فصال أهلها على أربع مئة ألف درهم‪.‬‬

‫ووجه عبد ال بن عامر عبد ال بن خازم إل سرخس‪.‬‬

‫فقاتلهم ث طلب زاذويه مرزبانا الصلح على إيان مئة رجل وأن يدفع إليه النساء‪.‬‬

‫فصارت ابنته ف سهم ابن خازم واتذها وساها ميثاء‪.‬‬

‫‪433‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وغلب ابن خازم على أرض سرخس‪.‬‬

‫ويقال إنه صاله على أن يؤمن مئة نفس‪.‬‬

‫فسمى له ووجه ابن خازم من سرخس يزيد بن سال مول شريك بن العور إل كيف وبينه‬
‫ففتحهما‪.‬‬

‫وأتى كعنازتك مرزبان طوس ابن عامر فصاله عن طوس على ست مئة ألف درهم‪.‬‬

‫ووجه ابن عامر جيشًا إل هراة عليه أوس بن ثعلبة بن رقى‪.‬‬

‫ويقال خليد بن عبد ال النفي فبلغ عظيم هراة ذلك‪.‬‬

‫فشخص إل ابن عامر وصاله عن هراة وبادغيس وبوشنج غي طاغون وباغون فإنما فتحا عنوة‪.‬‬

‫وكتب له ابن عامر‪ :‬بسم ال الرحن الرحيم‪.‬‬

‫هذا ما أمر به عبد ال بن عامر عظيم هراة وبوشنج وبادغيس‪.‬‬

‫أمره بتقوى ال ومناصحة السلمي وإصلح ما تت يديه من الرضي‪.‬‬

‫وصاله عن هراة سهلها وجبلها على أن يؤدى من الزية ما صاله عليه وأن يقسم ذلك على‬
‫الرضي عدلًا بينهم‪.‬‬

‫فمن ما عليه فل عهد ول ذمة‪.‬‬

‫وكتب ربيع بن نشل وختم ابن عامر‪.‬‬

‫ويقال أيضًا إن عامر سار نفسه ف الدهم إل هراة‪.‬‬

‫فقاتل أهلها ث صاله مرزبانا عن هراة وبوشنج وبادغيس على ألف ألف درهم‪.‬‬

‫‪434‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وأرسل مرزبان مرو الشاهجان يسأل الصلح فوجه ابن عامر إل مرو حات بن النعمان الباهلي وقال‬
‫بعضهم‪ :‬ألف ألف درهم ومائت ألف جريب من بر وشعي‪.‬‬

‫وقال بعضهم‪ :‬ألف ألف ومئة ألف أوقية‪.‬‬

‫وكان ف صلحهم أن يوسعوا للمسلمي ف منازلم وأن عليهم قسمة الال وليس على السلمي إل‬
‫قبض ذلك‪.‬‬

‫وكانت مرو صلحًا كلها إل قرية منها يقال لا السنج فإنا أخذت عنوة‪.‬‬

‫وقال أبو عبيده‪ :‬صاله على وصائف ووصفاء ودواب ومتاع‪.‬‬

‫ول يكن عند القوم يومئذ عي‪.‬‬

‫وكان الراج كله على ذلك حت ول يزيد بن معاوية فصيه مال‪.‬‬

‫ووجه عبد ال بن عامر الحنف بن قيس نو طخارستان‪.‬‬

‫فأتى الوضع الذي يقال له قصر الحنف وهو حصنٌ من مرو الروذ وله رستاق عظيم يعرف برستاق‬
‫الحنف ويدعى بشق الرذ‪.‬‬

‫فحصر أهله فصالوه على ثلث مئة ألف‪.‬‬

‫فقال الحنف‪ :‬أصالكم على أن يدخل رج ٌل منا القصر فيؤذن فيه ويقيم فيكم حت أنصرف فرضوا‪.‬‬

‫وكان الصلح عن جيع الريتاق‪.‬‬

‫ومضى الحنف إل مرو الروذ فحصر أهلها وقاتلوه قتالًا شديدًا فهزمهم السلمون فاضطروهم إل‬
‫حصنهم‪.‬‬

‫وكان الرزبان من ولد باذام صاحب اليمن أو ذا قرابة له‪.‬‬

‫‪435‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فكتب إل الحنف‪ :‬إنه دعان إل الصلح إسلم باذام‪.‬‬

‫فصاله على ستي ألف‪.‬‬

‫وقال الدائن‪ :‬قال قوم ست مئة ألف‪.‬‬

‫وقد كانت للحنف خي ٌل سارت رستاقًا يقال له بغ واستاقت مئة مواشي فكان الصلح بعد ذلك‪.‬‬

‫وقال أبو عبيده‪ :‬قاتل الحنف أهل مرو الروذ مرات‪.‬‬

‫ث إنه مر برجلٍ يطبخ قدرًا أو يعجن لصحابه عجينًا‪.‬‬

‫فسمعه يقول‪ :‬إنا ينبغي للمي أن يقاتلهم من وجهٍ واحد من داخل الشعب‪.‬‬

‫فقال ف نفسه‪ :‬الرأي ما قال الرجل‪.‬‬

‫فقاتلهم وجعل الرغاب عن يينه والبل عن يساره‪.‬‬

‫والرغاب نر يسيح برو الروذ ث يغيض ف رمل ث يرج برو الشاهجان‪.‬‬

‫فهزمهم ومن معهم من الترك‪.‬‬

‫ث طلبوا المان فصالهم‪.‬‬

‫وقال غي أب عبيده‪ :‬جع أهل طخارستان للمسلمي‪.‬‬

‫فاجتمع أهل الوزجان والطالقان والفارياب ومن حولم فبلغوا ثلثي ألفًا وجاءهم أهل الصغانيان‬
‫وهم ف الانب الشرقي من النهر فرجع الحنف إل قصره فوف له أهله‪.‬‬

‫وخرج ليلًا فسمع أهل خباءٍ يتحدثون ورجلًا يقول‪ :‬الرأي للمي أن يسي إليهم فيناجزهم حيث‬
‫لقيهم‪.‬‬

‫‪436‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فقال رجلٌ يوقد تت خزيرة أو يعجن‪ :‬ليس هذا برأي! ولكن الرأي أن ينل بي الرغاب والبل‬
‫فيكون الرغاب عن يينه والبل عن يساره فل يلقى من عدوه وإن كثروا إل مثل عدة أصحابه‪.‬‬

‫فرأى ذلك صوابًا ففعله‪.‬‬

‫وهو ف خسة آلف من السلمي‪ :‬أربعة آلف من العرب وألفٌ من مسلمي العجم‪.‬‬

‫فالتقوا وهز رايته وحل وحلوا فقصد ملك الصغانيان للحنف فأهوى له بالرمح فانتزع الحنف‬
‫الرمح من يده وقاتل قتالًا شديدًا فقتل ثلثة من معهم الطبول منهم‪.‬‬

‫كان يقصد قصد صاحب الطبل فيقتله‪.‬‬

‫ث إن ال ضرب وجوه الكفار فقتلهم السلمون قتالًا ذريعًا ووضعوا السلح أتى شاؤا منهم‪.‬‬

‫ورجع الحنف إل مرو الروذ‪.‬‬

‫ولق بعض العدو بالوزجان فوجه إليهم الحنف القرع بن حابس التميمي ف خيل‪.‬‬

‫قال‪ :‬يا بن تيم! تابوا وتباذلوا تعتدل أموركم‪.‬‬

‫وابدؤا بهاد بطونكم وفروجكم يصلح لكم دينكم‪.‬‬

‫ول تغلوا يسلم لكم جهادكم‪.‬‬

‫فسار القرع فلقى العدو بالوزجان‪.‬‬

‫فكانت ف السلمي جولة ث كروا فهزموا الكفرة وفتحوا الوزان عنوة‪.‬‬

‫وقال ابن الغريزة النهشلي‪ :‬سقى صوب السحاب إذا استهلت مصارع فتيةٍ بالوزجان إل القصرين‬
‫من رستاق حوفٍ أفادهم هناك القرعان وفتح الحنف الطالقان صلحًا‪.‬‬

‫وفتح الفارياب‪.‬‬

‫‪437‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ويقال بل فتحها أمي ابن أحر‪.‬‬

‫ث سار الحنف إل بلخ وهي مدينة طخارا‪.‬‬

‫فصالهم أهلها على أربع مئة ألف ويقال سبع مئة ألف وذلك أثبت‪.‬‬

‫فاستعمل على بلخ أسيد بن التشمس‪.‬‬

‫ث سار إل خارزم وهي من سقى النهر جيعًا ومدينتها شرقي فلم يقدر عليها فانصرف إل بلخ وقد‬
‫جب أسيد صلحها‪.‬‬

‫وقال أبو عبيده‪ :‬فتح ابن عامر مادون النهر‪.‬‬

‫فلما بلغ أهل ما وراء النهر أمره طلبوا إليه أن يصالهم ففعل‪.‬‬

‫فيقال إنه عب النهر حت أتى موضعًا موضعًا‪.‬‬

‫وقيل بل أتو فصالوه وبث من قبض ذلك‪.‬‬

‫فأتته الدواب والوصفاء والوصائف والرير والثياب ث أحرم شكرًا ل‪.‬‬

‫ول يذكر غيه عبوره النهر ومصالته أهل الانب الشرقي‪.‬‬

‫وقالوا‪ :‬إنه أهل بعمرة وقدم على عثمان‪.‬‬

‫واستخلف قيس ابن اليثم‪.‬‬

‫فسار قيس بعد شخوصه من أرض طخارستان فلم يأت بلدًا منها إل صاله أهله فأذعنوا له حت أتى‬
‫سنجان فامتنعوا عليه فحصرهم حت فتحها عنوة‪.‬‬

‫وقد قيل إن ابن عامر جعل خراسان بي ثلثة‪ :‬الحنف بن قيس وحات ابن النعمان الباهلي وقيس بن‬
‫اليثم‪.‬‬

‫‪438‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫والول أثبت‪.‬‬

‫ث إن ابن خازم افتعل عهدًا على لسان ابن عامر وتول خراسان‪.‬‬

‫فاجتمعت با جوع الترك ففضهم‪.‬‬

‫ث قدم البصرة قبل قتل عثمان‪.‬‬

‫عن ممد بن سيين أن عثمان بن عفان عقد لن وراء النهر‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وقدم ما هويه مرزبان مرو على علي بن أب طالب ف خلفته وهو بالكوفة‪.‬‬

‫فكتب له إل الدهاقي والساورة والشلرين أن يؤدوا إليه الزية‪.‬‬

‫فانقضت عليهم خراسان‪.‬‬

‫فبعث جعده بن هبية الخزومي ‪ -‬وأمه أم هانئ بنت أب يطالب ‪ -‬فلم يفتحها‪.‬‬

‫ول تزل خراسان ملتاثة حت قتل علي عليه السلم‪.‬‬

‫قال أبو عبيده‪ :‬أول عمال علي على خراسان عبد الرحن بن أبرزى مول خزاعة ث جعده بن هبية‬
‫بن وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مزوم فلم يعرض لهل النكث وجب أهل الصلح‪.‬‬

‫فكان عليها سنة أو قريبًا منها‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬واستعمل معاوية بن أب سفيان قيس بن اليثم بن قيس بن الصلت السلمى على خراسان ث‬
‫عزله وول خالد بن العمر فمات بقصر مقاتل أو بعي التمر‪.‬‬

‫ويقال إن معاوية ندم على توليته فبعث إليه بثوب مسموم‪.‬‬

‫ويقام بل دخلت ف رجله زجاجة فنف منها حت مات‪.‬‬

‫ث ضم معاوية إل عبد ال بن عامر مع البصرة خراسان‪.‬‬

‫‪439‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فول ابن عامر قيس بن اليثم السلمى خراسان‪.‬‬

‫وكان أهل بادغيس وهراة وبوشنج وبلخ على نكثهم‪.‬‬

‫فسار إل بلخ فأخرب نوبارها‪.‬‬

‫وكان الذي تول ذلك عطاء بن السائب مول بن الليث وهو الشل‪.‬‬

‫وإنا سى عطاء الشل‪.‬‬

‫واتذ قناطر على ثلثة أنار من بلخ على فرسخ فقيل قناطر عطاء‪.‬‬

‫ث إن بلخ سألوا الصلح ومراجعة الطاعة صالهم قيس ث قدم على ابن عامر فضربه مئة وحبسه‪.‬‬

‫واستعمل عبد ال بن خازم‪.‬‬

‫فأرسل إليه أهل هراة وبوشنج وبادغيس فطلبوا المان والصلح‪.‬‬

‫فصالهم وحل إل ابن عامر مالًا‪.‬‬

‫وول زياد بن أب سفيان البصرة ف سنة خس وأربعي فول أمي بن أحر مرو‪.‬‬

‫وخليد بن عبد ال النفي أبرشهر‪.‬‬

‫وقيس بن اليثم والطالقان والفارياب‪.‬‬

‫ونافع بن خالد الطاحي من الزد هراة وبادغيس وبوشنج وقادس من أنواران‪.‬‬

‫فكان أمي أول من أسكن العرب مرو‪.‬‬

‫ث ول زياد الكم بن عمرو الغاري وكان عفيفًا وله صحبة‪.‬‬

‫وإنا قال لاجبه فبل‪ :‬ايتن بالكم وهو يريج الكم بن أب العاص الثقفي‪.‬‬

‫‪440‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وكانت أم عبد ال بنت عثمان بن أب العاص عنده فأتاه بالكم بن عمرو فلما رآه تبك به وقال‪:‬‬
‫رجلٌ صال من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫فوله خراسان فمات با ف سنة خسي‪.‬‬

‫وكان الكم أول من صلى من وراء النهر‪.‬‬

‫سعت عبد ال بن البارك يقول لرجل من أهل الصغانيان كان يطلب معنا الديث‪ :‬أتدري من فتح‬
‫بلدك قال ل‪.‬‬

‫قال‪ :‬فتحها الكم بن عمرو الغفاري‪.‬‬

‫ث ول زياد بن أب سفيان الربيع بن زياد الارثي سنة إحدى وخسي خرا سان وحول معه من أهل‬
‫الصرين زهاء خسي ألف بعيالنم‪.‬‬

‫وكان فيهم بريدة بن الصيب السلمي أبو عبد ال وبرو توف ف أيام يزيد بن معاوية‪.‬‬

‫وكان فيهم أيضًا أبو برزة السلمي عبد ال بن نضلة وبا مات‪.‬‬

‫وأسكنهم دون النهر والربيع أول من أمر الند بالتناهد‪.‬‬

‫ولا بلغه مقتل حجر بن عدي الكندي غمه ذلك فدعا بالوت فسقط من يومه ومات سنة ثلث‬
‫وخسي‪.‬‬

‫واستخلف عبد ال ابنه فقاتل أهل آمل وهي آموية وزم‪.‬‬

‫ث صالهم ورجع إل مرو‪.‬‬

‫فمكث فيها شهرين ث مات‪.‬‬

‫ومات زياد فاستعمل معاوية عبد ال بن زياد على خرا سان وهو ابن خس وعشرين سنة‪.‬‬

‫‪441‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فقطع النهر ف أربعة وعشرين ألفًان فأتى بيكند‪.‬‬

‫وكانت خاتون بدينة بارا فأرسلت إل الترك تستمدهم فجاءها منهم دهم فلقيهم السلمون‬
‫فهزموهم وحوا عسكرهم‪.‬‬

‫وأقبل السلمون يربون ويرقون فبعثت إليهم خاتون تطلب الصلح والمان فصالها على ألف ألف‬
‫ودخل الدينة‪.‬‬

‫وفتح رامدين وبيكند وبينهما فرسخان‪.‬‬

‫ورامدين تنسب إل بيكند ويقال أنه فتح الصغانيان‪.‬‬

‫وقدم البصرة بلق من أهل بارا فقرض لم‪.‬‬

‫ث ول معاوية سعيد بن عفان خرا سان فقطع النهر‪.‬‬

‫وكان أول من قطعه بنده‪.‬‬

‫فكان معه رفيع أبو العالية الرياحي وهو مول لمرأة من بن رياح‪.‬‬

‫فقال‪ :‬رفيع أبو العالية رفعة وعلو‪.‬‬

‫فلما بلغ خاتون عبوره النهر حلت إليه الصلح وأقبل أهل السغد والترك وأهل كش ونسف وهي‬
‫نشب إل سعيد ف مئة ألف وعشرين ألف‪.‬‬

‫فالتقوا ببخارا وقد ندمت خاتون على ادآئها التاوة ونكثت العهد‪.‬‬

‫فحضر عبد لبعض أهل تلك الموع فانصرف بن معه فانكسر الباقون‪.‬‬

‫فلما رأت خاتون ذلك أعطته الرهن وأعادت الصلح‪.‬‬

‫ودخل سعيد مدينة بارا‪.‬‬

‫‪442‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ث غزا سعيد بن عثمان سر قند فأعانته خاتون بأهل بارا‪.‬‬

‫فنل على باب سرقند وحلف أن ل يبح أو يفتحها ويرمي قهندزها‪.‬‬

‫فقاتل أهلها ثلثة أيام وكان أشد قتالم ف اليوم الثالث‪.‬‬

‫ففقئت عينه وعي اللب بن أب صفرة‪.‬‬

‫ويقال إن عي الهلب فقئت بالطالقان‪.‬‬

‫ث لزم العدو الدينة وقد فشت فيهم الراح‪.‬‬

‫وأتاه رجل فدله على قصر فيه أبناء ملوكهم وعظمائهم‪.‬‬

‫فسار إليهم وحصرهم‪.‬‬

‫فلما خاف أهل الدينة أن يفتح القصر عنوة ويقتل من فيه طلبوا الصلح‪.‬‬

‫فصالهم على سبع مئة ألف درهم وعلى أن يعطوه رهنًا من أبناء عظمائهم وعلى أن يدخل الدينة‬
‫ومن شاء يرج من الباب الخر‪.‬‬

‫فأعطوه خسة عشر من أبناء ملوكهم ويقال أربعي ويقال ثاني‪.‬‬

‫ورمى القهندز فثبت الجر ف كوته‪.‬‬

‫ث انصرف‪.‬‬

‫فلما كان بالترمذ حلت إليه خاتون الصلح‪.‬‬

‫وأقام على الترمذ حت فتحها صلحًا‪.‬‬

‫ث لا قتل عبد ال بن خازم السلمي أتى موسى ابنه ملك الترمذ فأجاره وألأه وقومًا كانوا معه‬
‫فأخرجه عنها وغلب عليها وهو مالف‪.‬‬

‫‪443‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فلما قتل صارت ف أيدي الولة ث انتفض أهلها ففتحها قتيبة بن مسلم‪.‬‬

‫وف سعيد يقول مالك بن الريب‪ :‬هبت شال خربق أسقطت ورقًا واصفر بالقاع بعد الضرة الشيح‬
‫فارحل هديت ول تعل غنيمننا ثلجًا يصفقه بالترمذ الريح أن الشتاء عدو ما نقاتله فاقفل هديت‬
‫وثوب الدفء مطروح ويقال إن هذه البيات لنهار بن توسعة ف قتيبة وأولا‪ :‬فاستبدلت قتيبًا جعدًا‬
‫أتامله كأنا وجهه بالل منضوح وكان قثم بن العباس بن عبد الطلب مع سعيد بن عفان فتوف‬
‫بسمرقند‪.‬‬

‫ويقال استشهد با‪.‬‬

‫فأقبل يصلي‪.‬‬

‫فقيل له‪ :‬ما هذا فقال‪ :‬أما سعتم ال يقول‪{ :‬واستعينوا بالصب والصلة وإنا لكبية إل على‬
‫الاشعي}‪.‬‬

‫وحدثن عبد ال بن صال قال‪ :‬حدثنا شريك عن جابر عن الشعب قال‪ :‬قدم قثم على سعيد بن عفان‬
‫برا سان فقال له سعيد‪ :‬أعطيك من الغنم ألف سهم‪.‬‬

‫فقال‪ :‬ل ولكن أعطين سهمًا ل وسهمًا لفرسي‪.‬‬

‫قال‪ :‬ومضى سعيد بالرهن الذين أخذهم من السغد حت ورد بم الدينة‪.‬‬

‫فدفع ثيابم ومناطقهم إل مواليه وألبسهم جباب الصوف وألزمهم السقي والسوان والعمل‪.‬‬

‫فدخلوا عليه ملسه ففتكوا به ث قتلوا أنفسهم‪.‬‬

‫وف سعيد يقول مالك بن الريب‪ :‬ومازالت يوم السغد ترعد واقفًا من الب حت خفت أن تتنصر‬
‫وقال خالد بن عقبة بن أب معيط‪ :‬أل إن خي الناس نفسًا ووالدًا سعيد بن عثمان قتيل العاجم وكان‬
‫سعيد احتال لشريكه ف خراج خرا سان‪.‬‬

‫فأخذ منه مالًا فوجه معاوية من لقيه بلوان فأخذ الال منه‪.‬‬

‫‪444‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وكان شريكه أسلم بن زرعة ويقال إسحاق بن طلحة بن عبيد ال‪.‬‬

‫وكان معاوية قد خاف سعيدًا على خلعه ولذلك عاجله بالعزل‪.‬‬

‫ث ول معاوية عبد الرحن بن زياد خرا سان وكان شريفًا‪.‬‬

‫ومات معاوية وهو عليها‪.‬‬

‫ث ول يزيد بن معاوية سلم بن زياد‪.‬‬

‫فصاله أهل خارزم على أربع مئة ألف وحلوها إليه‪.‬‬

‫وقطع النهر ومعه امرأته أم ممد بنت عبد ال بن عثمان بن أب العاص الثقفي‪.‬‬

‫وكانت أول عربية عب با النهر‪.‬‬

‫وأتى سرقتد فأعطاه أهلها ألف دية‪.‬‬

‫وولد له ابن ساه السغدى‪.‬‬

‫واستعارت امرأته من امرأة صاحب السغد حليها فكسرته عليها وذهبت به‪.‬‬

‫ووجه سلم بن زياد وهو بالسغد جيشًا إل خجندة وفيهم أعشى هدان فهزموا‪.‬‬

‫فقال العشى‪ :‬ليت خيلي يوم الجندة ل تزم وغودرت ف الكر سليبًا تضر الطي مصرعي‬
‫وتروحت إل ال ف الدماء خضيبا ث رجع سلم إل مرو‪.‬‬

‫ث غزا منها فقطع النهر وقتل بندون السغدي‪.‬‬

‫وقد كان السغد جعت له فقاتلها‪.‬‬

‫ولا مات يزيد بن معاوية التاث الناس على سلم وقالوا‪ :‬بئس ما ظن ابن سية إن ظن أنه يتأمر علينا ف‬
‫الماعة والفتنة‪.‬‬

‫‪445‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫كما قيل لخيه عبيد ال بالبصرة‪.‬‬

‫فشخص عن خرا سان وأتى عبد ال بن الزبي فأغرمه أربعة آلف ألف درهم وحبسه‪.‬‬

‫وكان سلم يقول‪ :‬ليتن أتيت الشام ول آنف من خدمة أخي عبيد ال بن زياد فكنت أغسل رجله‬
‫ول آت ابن الزبي‪.‬‬

‫فلم يزل بكة حت حصر ابن الزبي الجاج بن يوسف‪.‬‬

‫فنقب السجن وصار إل الجاج ث إل عبد اللك‪.‬‬

‫فقال له عبد اللك‪ :‬أما وال لو أقمت بكة ما كان لا وال غيك ول كان با عليك أمي‪.‬‬

‫ووله خرا سان‪.‬‬

‫فلما قدم البصرة مات با‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وقد كان عبد ال بن خازم السلمي تلقى سلم بن زياد منصرفه من خرا سان بنيسابور‪.‬‬

‫فكتب له سلم عهدًا على خرا سان وأعانه بئة ألف درهم‪.‬‬

‫فاجتمع جعٌ كثي من بكر بن وائل وغيهم فقالوا‪ :‬على ما يأكل هؤلء خرا سان دوننا فأغاروا على‬
‫ثقل ابن خازم فقاتلوهم عنه فكفوا‪.‬‬

‫وأرسل سليمان بن مرثد أحد بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس ابن تعلبة بن عكابة من الراثد بن‬
‫ربيعة إل ابن خازم‪ :‬إن العهد الذي معك لو استطاع صاحبه أن يقيم برا سان ل يرج عنها‬
‫ويوجهك‪.‬‬

‫وأقبل سليمان فنل بشرعة سليمان وابن خازم برو واتفقا على أن يكتبا إل ابن الزبي فأيهما أمره‬
‫فهو المي‪.‬‬

‫ففعل فول ابن الزبي عبد ال بن حازم خرا سان‪.‬‬

‫‪446‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فقدم إليه بعهده عروة بن قطبة بعد ستة أشهر‪.‬‬

‫فأب سليمان أن يقبل ذلك وقال‪ :‬ما ابن الزبي بليفة وإنا هو رجل عائ ٌد بالبيت‪.‬‬

‫فحاربه ابن خازم وهو ف ستة آلف وسليمان ف خسة عشر ألفًا فقتل سليمان قتله قيس بن عاصم‬
‫السلمي واحتز رأسه‪.‬‬

‫وأصيب من أصحاب ابن خازم رجالٌ‪.‬‬

‫وكان شعار ابن خازم‪.‬‬

‫حرٌ ل ينصرون‪.‬‬

‫وشعار سليمات‪ :‬يا نصر ال اقترب‪.‬‬

‫واجتمع فل سليمان إل عمر بن مرثد بالطالقان‪.‬‬

‫فسار إليه ابن خازم فقاتله فقتله‪.‬‬

‫واجتمعت ربيعة إل أوس بن ثعلبة براة فاستخلف ابن خازم موسى ابنه وسار إليه وكانت بي‬
‫أصحابما وقائع واغتنمت الترك ذلك فكانت تغي حت بلغت قرب نيسابور‪.‬‬

‫ودس ابن خازم إل أوس من سه فمرض‪.‬‬

‫واجتمعوا للقتال فحض ابن خازم أصحابه فقال‪ :‬اجعلوه يومكم واطعنوا اليل من مناخرها فإنه ل‬
‫يطعن فرس قط ف منخره إل أدبره فاقتتلوا قتالًا شديدًا وأصابت أوسا جراحة وهو عليل فمات منها‬
‫بعد أيام‪.‬‬

‫وول ابن خازم ابنه ممدًا هراة وجعل على شرطته بكي بن وشاح وصفت له خرا سان‪.‬‬

‫ث إن بن تيم هاجوا براة وقتلوا ممدًا‪.‬‬

‫‪447‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فظفر أبوه عثمان بن بشر بن الحتفز فقتله صبًا وقتل رجلًا من بن تيم‪.‬‬

‫فاجتمع بنو تيم فتناظروا وقالوا‪ :‬ما نرى هذا يقلع عنا فيصي جاعة منا إل طوس فإذا خرج إليهم‬
‫خلعه من بر ومنا‪.‬‬

‫فمضى بي بن وفاء الصريي من بن تيم إل طوس ف جاعة فدخلوا الصن ث تولوا إل أبر شهر‬
‫وخلعوا ابن خازم‪.‬‬

‫فوجه ابن خازم ثقله مع ابنه موسى إل الترمذ ول يأمن عليه من برو من بن تيم‪.‬‬

‫وورد كتاب عبد اللك بن مروان على ابن خازم بولية خرا سان‪.‬‬

‫فأطعم رسوله الكتاب وقال‪ :‬ما كتب للقى ال وقد نكثت بيعه ابن حواري رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم وبايعت ابن طريدة‪.‬‬

‫فكتب عبد اللك إل بكي بن وشاح بوليته خرا سان‪.‬‬

‫فخاف ابن خازم أن يأتيه ف أهل مرو وقد كان بكي خلع ابن خازم وأخذ السلح وبيت الال ودعى‬
‫أهل مرو إل بيع عبد اللك فبايعوه‪.‬‬

‫فمضى ابن خازم بريد ابنه موسى وهو بالترمذ ف عياله وثقله فأتبعه بي فقاتله بقرب مرو ودعا‬
‫وكيع بن الدورقية القريعى ‪ -‬واسم أبيه عمية وأمه من سب دورق نسب إليها ‪ -‬بردعه وسلحه‬
‫فلبسه وخرج فحمل على ابن خازم ومعه بي بن وقاء فطعناه‪.‬‬

‫وقعد وكيع على صدره وقال‪ :‬يا لثارات دويلة! ودويلة أخو وكيع لمه‪.‬‬

‫وكان مول لبن قريع قتله ابن خازم فتنخم ابن خازم ف وجهه وقال‪ :‬لعنك ال أتقتل كبش مضر‬
‫بأخيك علج ل يساوي كفًا من نوى‪.‬‬

‫وقال وكيع‪ :‬ذق يا بن عجلي مثل ما قد أذقتن ول تسبن كنت عن ذاك عاقلًا عجلي أم ابن خازم‬
‫وكان يكن أبا صال‪.‬‬

‫‪448‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وكنية وكيع بن الدورقية أبو ربيعه‪.‬‬

‫وقتل مع عبد ال بن خازم بناه عنبسة ويي‪.‬‬

‫وطعن طهمان مول ابن خازم وهو جد يعقوب بن داود كاتب أمي الؤمني الهدي بعد أب عبيد ال‪.‬‬

‫وأتى بكي بن وشاح برأس ابن خازم فبعث به إل عبد اللك بن مروان فنصبه بدمشق‪.‬‬

‫وقطعوا يده اليمن وبعثوا با إل ولد عثمان بن بشر بن الحتفز الزن‪.‬‬

‫وكان وكيع جافيًا عظيم اللقة‪.‬‬

‫صلى يومًا وبي يديه نبتٌ فجعل يأكل منه‪.‬‬

‫فقيل له‪ :‬أتأكل وأنت تصلي فقال‪ :‬ما كان ال أحرم نبتًا أنبته باء السماء على طي الثرى‪.‬‬

‫وكان يشرب المر فعوتب عليها فقال‪ :‬ف المر تعاتبون وهي تلو بول حت تصية كالفضة!‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وغضب قو ٌم لبن خازم ووقع الختلف وصارت طائفة مع بكي بن وشاح وطائفةٌ مع بي‪.‬‬

‫فكتب وجوه أهل خرا سان وخيارهم إل عبد اللك يعلمونه أنه ل تصلح خرا سان بعد الفتنة إل‬
‫برجلٍ من قريش‪.‬‬

‫فول أمية بن عبد ال بن خالد بن أسيد بن أب العيص بن أمية خرا سان‪.‬‬

‫فول بكي بن وشاح طخارستان‪.‬‬

‫ث وله غزو ما وراء النهر‪.‬‬

‫ث عزم أمية على غزو بارا ث إتيان موسى بن عبد ال بن خازم بالترمذ‪.‬‬

‫فانصرف بكي إل مرو وأخذ ابن أمية فحبسه ودعا الناس إل خلع أمية فأجابوه‪.‬‬

‫‪449‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وبلغ ذلك أمية فصال أهل بارًا على فدية قليلة واتذ السفن وقد كان بكي أحرقها ورجع وترك‬
‫موسى بن عبد ال‪.‬‬

‫فقاتله بكي ث صاله على أن يوليه أي ناحية شاء‪.‬‬

‫ث بلغ أمية أنه يسعى ف خلعه بعد ذلك فأمر إذا دخل داره أن يؤخذ فدخلها فأخذ وأمر ببسه فوثب‬
‫به بي بن وفاء فقتله‪.‬‬

‫وغزا أمية التل وقد نقضوا بعد أن صالهم سعيد بن عثمان فافتتحها‪.‬‬

‫ث إن الجاج بن يوسف ول خرا سان مع العراقي‪.‬‬

‫فول خرا سان الهلب بن أب صفرة ‪ -‬واسه ظال بن سراق بن صبح بن العتيك من الزد ويكن أبا‬
‫سعيد ‪ -‬سنة تسع وتسعي‪.‬‬

‫فغزا مغازى كثي ًة وفتح التل وقد انتقضت‪.‬‬

‫وفتح خجندة فأدت إليه السغد التاوة‪.‬‬

‫وغزا كش ونسف ورجع فمات بزاغول من مرو الروذ بالشوصة‪.‬‬

‫وكان بدؤ علته الزن على ابنه الغية بن الهلب‪.‬‬

‫واستخلف الهلب ابنه يزيد الهلب‪.‬‬

‫فغزا مغازى كثية وفتح البتم على يد ملد بن يزيد بن الهلب‪.‬‬

‫وول الجاج يزيد بن الهلب‪.‬‬

‫وصار عبد الرحن بن العباس بن ربيعة ابن الارث بن عبد الطلب إل هراة ف فل ابن الشعث‬
‫وغيهم وكان خرج مع ابن الشعث‪.‬‬

‫‪450‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫الرقاد العتكي وجب الراج‪.‬‬

‫فسار إليه يزيد فاقتتلوا فهزمهم يزيد وأمر بالكف عن أتباعهم ولق الاشي بالسند‪.‬‬

‫وغزا يزيد خار زم وأصب سبيًا‪.‬‬

‫فلبس الند ثياب السب فماتوا من البد‪.‬‬

‫ث ول الجاج الفضل بن الهلب بن أب صفرة‪.‬‬

‫ففتح بادغيس وقد انتقضت وشومان وأخرون وأصاب غنائم قسمها بي الناس‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وكان موسى بن عبد ال بن خازم السلمي بالترمذ‪.‬‬

‫فأتى سرقند فأكرمه ملكها طرخون‪.‬‬

‫فوثب رجلٌ من أصحابه على رجل من السغد فقتله فأخرجه ومن معه وأتى صاحب كش‪.‬‬

‫ث أتى الترمذ وهو حصنٌ فنل على دهقان الترمذ وهيأ له طعامًا‪.‬‬

‫فلما أكل اضطجع فقال له الدهقان‪ :‬أخرج‪.‬‬

‫فقال‪ :‬لست أعرف منل مثل هذا‪.‬‬

‫وقاتل أهل الترمذ حت غلب عليها‪.‬‬

‫فخرج دهقانا وأهلها إل الترك يستنصرنم فلم ينصروهم وقالوا‪ :‬لعنكم ال! فما ترجون بي‪.‬‬

‫أتاكم رجل ف مئة وأخرجكم عن مدينتكم وغلبكم عليها‪.‬‬

‫وقد تتام أصحاب موسى إليه من كان مع أبيه وغيهم‪.‬‬

‫‪451‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ول يزل صاحب الترمذ وأهلها بالترك حت أعانوهم وأطافوا جيعًا بوسى ومن معه فبيتهم موسى‬
‫وحوى عسكرهم‪.‬‬

‫وأصيب من السلمي ستة عشر رجل‪.‬‬

‫وكان ثابت وحريث ابنا قطبة الزاعيان مع موسى‪.‬‬

‫فاستجاشا طرخون وأصحابه لوسى فأنده وأنض إليه بشرًا كثيًا‪.‬‬

‫فعظمت دالتهما عليه وكانا المرين والناهي ف عسكره‪.‬‬

‫فقيل له‪ :‬إنا لك السم وهذان صاحبا العسكر والمر‪.‬‬

‫وخرج إليه من أهل الترمذ خل ٌق من الياطلة والترك واقتتلوا قتالًا شديدًا فغلبهم السلمون ومن معهم‪.‬‬

‫فبلغ ذلك الجاج فقال‪ :‬المد ل الذي نصر النافقي على الشركي‪.‬‬

‫وجعل موسى من رءوس من قاتله جوسقي عظيمي‪.‬‬

‫وقتل حريث ابن قطبة بنشابة أصابته‪.‬‬

‫فقال أصحاب موسى لوسى‪ :‬قد أراحنا ال من حريث فأرحنا من ثابت فإنه ل يصفو عيشٌ معه‪.‬‬

‫وبلغ ثابتًا ما يوضون فيه فلما استثبته لق بشورًا واستنجد طرخون فأنده‪.‬‬

‫فنهض إليه موسى فغلب على ربض الدينة‪.‬‬

‫ث كثرت إمداد السغد فرجع إل الترمذ فتحصن با وأعانه أهل كش ونسف وبارًا‪.‬‬

‫فحصر ثابتٌ موسى وهو ف ثاني ألفًا‪.‬‬

‫فوجه موسى يزيد بن هزيل كالعزى لزيا ٍد القصي الزاعي وقد أصيب بصيبة فالتمس الغرة من ثابت‬
‫فضربه بالسيف على رأسه ضرب ًة عاش بعدها سبعة أيام ث مات‪.‬‬

‫‪452‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وألقى يزيد نفسه ف نر الصغانيان فنجا‪.‬‬

‫وقام طرخون بأمر أصحابه‪.‬‬

‫فبيتهم موسى فرجعت العاجم إل بلدها‪.‬‬

‫وكان أهل خرا سان يقولون‪ :‬ما رأينا مثل موسى قاتل مع أبيه سنتي ل يفل‪.‬‬

‫ث أتى الترمذ فغلب عليها وهو ف عدةٍ يسيةٍ وأخرج ملكها عنها‪.‬‬

‫ث قاتل الترك والعجم فهزمهم وأوقع بم‪.‬‬

‫فلما عزل يزيد بن الهلب وتول الفضل بن الهلب خرا سان وجه عثمان بن مسعود‪.‬‬

‫فسار حت نزل جزيرة بالترمذ تدعى اليوم جزيرة عثمان وهو ف خسة عشر ألفًا‪.‬‬

‫فضيق على موسى وكتب إل طرخون فقدم عليه‪.‬‬

‫فلما رأى موسى الذي ورد عليه خرج من الدينة وقال لصحابه الذين خلقهم فيها‪ :‬إن قتلت فادفعوا‬
‫الدينة إل مدرك بن الهلب ول تدفعوها إل ابن مسعود‪.‬‬

‫وحال الترك والسغد بي موسى والصن وعثر به فرسه فسقط فارتدف خلف مول له وجعل يقول‪:‬‬
‫الوت كريه‪.‬‬

‫فنظر إليه عثمان فقال‪ :‬وثبة موسى ورب الكعبة! وقصد له حت سقط وموله فانطووا عليه فقتلوه‬
‫وقتل أصحابه فلم ينج منهم إل رقية بن الر فإنه دفعه إل خالد بن أب برزة السلمي‪.‬‬

‫وكان الذي أجهز على موسى بن عبد ال واصل بن طيسلة العنبي‪.‬‬

‫ودفعت الدينة إل مدرك بن الهلب‪.‬‬

‫وكان قتله ف آخر سنة خس وثاني‪.‬‬

‫‪453‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وضرب رج ٌل ساق موسى وهو قتيل فلما ول قتيبة قتله‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ث ول الجاج قتيبة بن مسلم الباهلي خرا سان‪.‬‬

‫فخرج يريد آخرون‪.‬‬

‫فلما كان بالطالقان تلقاه دهاقي بلخ فعبوا معه النهر فأتاه حي عب النهر ملك الغانيان بدايا ومفتا ٍ‬
‫ح‬
‫من ذهب وأعطاه الطاعة ودعاه إل نزول بلده وكان ملك آخرون وشومان قد ضيق على الصغانيان‬
‫وغزاه فلذلك أعطى قتيبة ما أعطاه ودعاه إل ما دعاه إليه‪.‬‬

‫وأتى قتيبة ملك كفيان بنحو ما أتاه به ملك الصغانيان وسلما إليه بلديهما‪.‬‬

‫فانصرف قتيبة إل مرو وخلف أخاه صالًا على ما وراء النهر‪.‬‬

‫ففتح صال كاسان واورشت وهي من فرغانة‪.‬‬

‫وكان نصر بن سيار معه ف جيشه‪.‬‬

‫وفتح بيعنخر وفتح خشكت من فرغانة وهي مدينتها القدية‪.‬‬

‫وكان‬

‫آخر من فتح كاسان‬

‫وأورشت وقد انتقض أهلها نوح بن أسد ف خلفة أمي الؤمني النتصر بال رحه ال‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وأرسل ملك الوزجان إل قتيبة فصاله على أن يأتيه‪.‬‬

‫فصار إليه ث رجع فمات ث غزا قتيبة بيكند سنة سبع وثاني ومعه نيزك فقطع النهر من زم إل بيكند‬
‫وهي أدن مدائن بارا إل النهر‪.‬‬

‫فغدروا واستنصروا السغد فقاتلهم وأغار عليهم وحصرهم‪.‬‬

‫‪454‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فطلبوا الصلح ففتحها عنوة‪.‬‬

‫وغزا قتيبةتومشكت وكرمينية سنة ثانٍ وثاني‪.‬‬

‫واستخلف علي مرو بشار ابن مسلم أخاه فصالهم وافتتح حصونًا صغارًا‪.‬‬

‫وغزا قتيبة بارا ففتحها على صلح‪.‬‬

‫وقال أبو عبيده معمر بن الثن‪ :‬أتى قتيبة بارا فاحترسوا منه‪.‬‬

‫فقال‪ :‬دعون أدخلها فأصلي با ركعتي‪.‬‬

‫فأذنوا له ف ذلك‪.‬‬

‫فأكمن لم قومًا فلما دخلوا كاثروا أهل الباب ودخلوا‪.‬‬

‫فأصاب فيها مالًا عظيمًا وغدر بأهلها‪.‬‬

‫قال‪ :‬وأوقع قتيبة بالسغد وقتل نيزك بطخارستان وصلبه وافتتح كش ونسف وهي نشب صلحًا‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وكان ملك خارزم ضعيفًا‪.‬‬

‫وكان أخوه خرزاد قد ضاده وقوى عليه‪.‬‬

‫فبعث ملك خارزم إل قتيبة‪ :‬إن أعطيك كذا وكذا وأدفع إليك الفاتيح على أن تلكن على بلدي‬
‫دون أخي‪.‬‬

‫وخارزم ثلث مدائن ياط با فارقي ومعدنية الفيل أحصنها‪.‬‬

‫فنل اللك أحصن الدائن وبعث إل قتيبة بالال الذي صاله عليه وبالفاتيح‪.‬‬

‫فوجه قتيبة أخاه عبد الرحن بن مسلم إل خرزاد فقاتله فقتله وظفر بأربعة آلف أسي فقاتلهم‪.‬‬

‫‪455‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وملك ملك خارزم الول على ما شرط له‪.‬‬

‫فقال له أهل ملكته‪ :‬إنه ضعيف‪.‬‬

‫ووثبوا عليه فقتلوه‪.‬‬

‫فول قتيبة أخاه عبيد ال ابن مسلم خوارزم‪.‬‬

‫وغزا قتيبة سرقند وكانت ملوك السند تنلا قديًا ث نزلت اشتخي‪.‬‬

‫فحصر قتيبة أهل سرقند والتقوا مرارًا فاقتتلوا‪.‬‬

‫وكتب ملك السند إل ملك الشاش وهو مقيم باطاربند فأتاه ف خلق من مقاتليه‪.‬‬

‫فلقيهم السلمون فاقتتلوا أشد قتال‪.‬‬

‫ث إن قتيبة أوقع بم وكسرهم فصاله غوزك على ألفي ألف ومائت ألف درهم ف كل عام وعلى أن‬
‫يصلى ف الدينة‪.‬‬

‫فدخلها وقد اتذ له غوزك طعامًا فأكل وصلى واتذ مسجدًا وخلف با من السلمي فيهم الضحاك‬
‫بن مزاحم صاحب التفسي‪.‬‬

‫ويقال‪ :‬إنه صال قتيبة على سبعة مئة ألف درهم وضيافة السلمي ثلثة أيام‪.‬‬

‫وكان ف صلحه بيوت الصنام والنيان‪.‬‬

‫فأخرجت الصنام فسلبت حليها وأحرقت‪.‬‬

‫وكانت العاجم تقول‪ :‬إن فيها أصنامًا من استخف به هلك‪.‬‬

‫فلما حرقها قتيبة بيده أسلم منهم خلق‪.‬‬

‫‪456‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فقال الختار بن كعب العفي ف قتيبة‪ :‬وقال أبو عبيدة وغيه‪ :‬لا استخلف عمر بن عبد العزيز وفد‬
‫عليه قوم من أهل سرقند فرفعوا إليه أن قتيبة دخل مدينتهم وأسكنها السلمي على غدر‪.‬‬

‫فكتب عمر إل عامله يأمره أن ينصب لم قاضيًا ينظر فيما ذكروا‪.‬‬

‫فإن قضى بإخراج السلمي أخرجوا فنصب لم جيع بن حاضر التاجي‪.‬‬

‫فحكم بإخراج السلمي على أن ينابذوهم على سوآء‪.‬‬

‫فكره أهل مدينة سرقند الرب وأقروا السلمي فأقاموا بي أظهرهم‪.‬‬

‫وقال اليثم بن عدي‪ :‬حدثن ابن عياش المذان قال‪ :‬فتح قتيبة عامة الشاش وبلغ أسيجاب‪.‬‬

‫وقيل‪ :‬كان فتح حصن أسبيجاب قديًا ث غلب عليه الترك ومعهم قوم من أهل الشاش ث فتحه نوح‬
‫بن أسد ف خلفة أمي الؤمني العتصم بال وبن حوله سورًا ييط بكروم أهله ومزارعهم‪.‬‬

‫وقال أبو عبيدة معمر بن الثن‪ :‬فتح قتيبة خارزم وفتح سرقند عنوة‪.‬‬

‫وقد كان سعيد بن عثمان صال أهلها ففتحها قتيبة بعده ول يكونوا نقضوا ولكنه استقل صلحهم‪.‬‬

‫قال‪ :‬وفتح بيكند وكش ونسف والشاش وغزا فرغانة ففتح بعضها وغزا السند وأشرو سنة‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وكان قتيبة مستوحشًامن سليمان بن عبد اللك‪.‬‬

‫وذلك أنه سعى ف بيعة عبد العزيز بن الوليد فأراد دفعها عن سليمان‪.‬‬

‫فلما مات الوليد وقام سليمان خطب الناس فقال‪ :‬إنه قد وليكم هبنقة العائشي‪.‬‬

‫وذلك أن سليمان كان يعطي ويصطنع أهل النعم واليسار ويدع من سواهم‪.‬‬

‫وكان هنبقة وهو يزيد بن ثروان يؤثر سان إبله بالعلف والرعى ويقول‪ :‬أنا ل أصلح ما أفسد ال‪.‬‬

‫ودعا الناس إل خلعه‪.‬‬

‫‪457‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فلم يبه أحد إل ذلك‪.‬‬

‫فشتم بن تيم ونسبهم إل الغدر وقال‪ :‬لستم بن تيم ولكنكم من بن ذميم‪.‬‬

‫وذم بن بكر بن وائل وقال‪ :‬ياإخوة مسيلمة‪.‬‬

‫وذم الزد فقال‪ :‬بدلتم الرماح بالرادي وبالسفن أعنة الصن‪.‬‬

‫وقال‪ :‬يا أهل السافلة ول أقول أهل العالية! لضعنكم بيث وضعكم ال‪.‬‬

‫قال‪ :‬فكتب سليمان إل قتيبة بالولية وأمره بإطلق كل من ف حبسه وأن يعطى الناس أعطياتم‬
‫ويأذن لن أراد القفول ف القفول‪.‬‬

‫وكانوا متطلعي إل ذلك‪.‬‬

‫وأمر رسوله بإعلم الناس ما كتب به‪.‬‬

‫فقال قتيبة‪ :‬هذا من تدبيه علي‪.‬‬

‫وقام فقال‪ :‬أيها الناس! إن سليمان قدمناكم مخ أعضاد البعوض وإنكم ستدعون إل بيعة أنور صب‬
‫ل تل ذبيحته‪.‬‬

‫وكانوا حنقي عليه لشتمه إياهم‪.‬‬

‫فاعتذر من ذلك وقال‪ :‬إن غضبت فلم أدر ما قلت وما أردت لكم إل الي فتكلموا وقالوا‪ :‬إن أذن‬
‫لنا ف القفول كان خيًا له وإن ل يفعل فل يلومن إل نفسه‪.‬‬

‫وبلغه ذلك فخطب الناس فعدد إحسانه إليهم وذم قلة وفائهم له وخلفهم عليه وخوفهم بالعاجم‬
‫الذين استظهر بم عليهم‪.‬‬

‫فأجعوا على حربه ول ييبوه بشيء‪.‬‬

‫‪458‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وطلبوا إل الضي بن النذر أن يولوه أمرهم فأب وأشار عليهم بوكيع بن حسان بن قيس بن أب‬
‫سود بن كلب بن عوف بن مالك بن غدانة بن يربوع بن حنظلة التميمي وقال‪ :‬ل يقوى على هذا‬
‫المر غيه لنه إعراب جاف تطيعه عشيته وهو من بن تيم وقد قتل قتيبة بن الهتم فهم يطلبونه‬
‫بدمائهم‪.‬‬

‫فسعوا إل وكيع فأعطاهم يده فبايعوه‪.‬‬

‫وكان السفي بينه وبينهم قبل ذلك حيان مول مصقلة وبرا سان يومئذٍ من مقاتلة أهل البصرة أربعون‬
‫ألفًا ومن أهل الكوفة سبعة آلف ومن الوال سبعة آلف‪.‬‬

‫وإن وكيعًا تارض ولزم منله‪.‬‬

‫فكان قتيبة يبعث إليه وقد طلى رجليه وساقه بغرة فيقول‪ :‬أنا عليل ل تكنن الركة‪.‬‬

‫وكان إذا أرسل إليه قومًا يأتونه به تسللوا وأتوا وكيعًا فأخبوه فدعا وكيعٌ بسلحه وبرمح وأخذ‬
‫خار أم ولده فعقده عليه‪.‬‬

‫ولقيه رجل يقال له إدريس فقال له‪ :‬يا أبا مطرف! إنك تريد أمرًا وتاف ما قد أمنك الرجل منه فال‬
‫ال‪.‬‬

‫فقال وكيع‪ :‬هذا إدريس رسول إبليس! أقتيبة يؤمنن وال ل آتيه حت أوتى برأسه‪.‬‬

‫ودلف نو فسطاط قتيبة وتلحق به الناس وقتيبة ف أهل بيته وقومٌ وفوا له‪.‬‬

‫فقال صال أخوه لغلمه‪ :‬هات قوسي‪.‬‬

‫فقال له بعضهم وهو يهزأ‪ :‬أنه ليس هذا يوم قوس‪.‬‬

‫ورماه رجلٌ من بن ضبة فأصاب رهابته فصرع وأدخل الفسطاط فقضى وقتيبة عند رأسه‪.‬‬

‫وكان قتيبة يقول ليان وهو على العاجم‪.‬‬

‫‪459‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫احل‪.‬‬

‫فيقول‪ :‬ل يأن ذلك بعد‪.‬‬

‫وحلت العجم على العرب‪.‬‬

‫فقال حيان‪ :‬يا معشر العجم! ل تقتلون أنفسكم لقتيبة ألسن بلئه عندكم فاناز بم إل بن تيم‪.‬‬

‫وتايج الناس وصب مع قتيبة اخوته أهل بيته وقومٌ من أبناء ملوك السغد انفوا من خذلنه‪.‬‬

‫وقطعت إطناب الفسطاط وإطناب الفازة فسقطت على قتيبة أو سقط عمود الفازة على هامته فقتله‪.‬‬

‫فاحتز رأسه عبد ال بن علوان‪.‬‬

‫وقال قو ٌم منهم هشام بن الكلب‪ :‬بل دخلو عليه فسطاطه فقتله جهم بن زحر العفي وضربه سعد بن‬
‫مد واحتز رأسه ابن علوان‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وقتل معه جاعةٌ من أخوته وأهل بيته وأم ولده الصماء‪.‬‬

‫ونا ضرار بن مسلم أمنه بنو تيم‪.‬‬

‫وأخذت الزد رأس قتيبة وخاته‪.‬‬

‫وأتى وكيع برأس قتيبة فبعث به إل سليمان مع سليط بن عطية النفي‪.‬‬

‫وكتب وكيع إل أب ملز لحق بن حيد بعهده على مرو فقبله ورضى الناس به‪.‬‬

‫وكان قتيبة يوم قتل ابن خس وخسي سنة‪.‬‬

‫ولا قبل وكيع بن أب سود بصارم برا سان وضبطها أراد سليمان توليته إياها فقيل له‪ :‬إن وكيعًا‬
‫ترفعه الفتنة وتضعه الماعة وفيه جفا ٌء وأعرابية‪.‬‬

‫ت فيبول والناس ينظرون إليه‪.‬‬


‫وكان وكيع يدعو بطس ٍ‬

‫‪460‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فمكث تسعة أشهر حت قدم عليه يزيد بن الهلب وكان بالعراق‪.‬‬

‫فكتب إليه سليمان أن يأت خرا سان وبعث إليه بعهده‪.‬‬

‫فقدم يزيد ملدًا ابنه فحاسب وكيعًا وحبسه وقال له‪ :‬أد مال ال‪.‬‬

‫فقال‪ :‬أوخازًا ل كنت‪.‬‬

‫وغزا ملد البتم ففتحها‪.‬‬

‫ث نقضوا بعده فتركهم ومال عنهم فطمعوا ف انصرافه ث كر عليهم حت دخلها‪.‬‬

‫ودخلها جهم بن زحر وأصاب با مالًا وأصنامًا من ذهب فأهل البتم ينسبون إل ولئه‪.‬‬

‫قال أبو عبيده معمر بن الثن‪ :‬كانوا يرون أن عبد ال بن عبد ال بن الهم أبا خاقان قد كتب إل‬
‫الجاج يسعى بقتيبة ويب با صار إليه من الال وهو يومئذ خليفة قتيبة على مرو‪.‬‬

‫وكان قتيبة إذا غزا استخلفه على مرو‪.‬‬

‫فلما كانت غزوة بارا وما يليها واستخلفه أتاه بشي أحد بن الهتم فقال له‪ :‬إنك قد انبسطت إل‬
‫عبد ال وهو ذو غوائلٍ حسو ٌد فل نأمنه أن يعزلك قال‪ :‬إنا قلت هذا حسدًا لبن عمك‪.‬‬

‫قال‪ :‬فلسكن عذري عندك فإن كان ذلك عرتن‪.‬‬

‫وغزا فكتب با كتب به إل الجاج‪.‬‬

‫فطوى الجاج كتابه ف كتابه إل قتيبة‪.‬‬

‫فجاء الرسول حت نزل السكة برو وجاوزها ول يأت عبد ال‪.‬‬

‫فأحس بالشر فهرب فلحق بالشام فمكث زمينًا يبيع المر والكتانيات ف رزمة على عنقه يطوف با‪.‬‬

‫ث إنه وضع خرقةً وقطنة على إحدى عينيه ث عصبها واكتن بأب طينة‪.‬‬

‫‪461‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وكان يبيع الزيت‪.‬‬

‫فلم يزل على هذه الال حت هالك الوليد بن عبد اللك وقام سليمان فألقى عنه ذاك الدنس والرقة‪.‬‬

‫وقام بطبة تنئة لسليمان ووقوعًا ف الجاج وقتيبة‪.‬‬

‫وكانا قد بايعا لعبد العزيز بن الوليد وخلعا سليمان‪.‬‬

‫فتفرق الناس وهم يقولون‪ :‬أبو طينة الزيات أبلغ الناس‪.‬‬

‫فلما انتهى إل قتيبة كتاب ابن الهتم إل الجاج وقد فاته عكر علي بن عمه وبنيه‪.‬‬

‫وكان أحدهم شيبة أبو شبيب فقتل تسعة أناسي منهم أحدهم بشي‪.‬‬

‫فقال له بشي‪ :‬اذكر عذري عندك فقال‪ :‬قدمت رجلًا وأخرت رجلًا يا عدو ال! فقتلهم جيعًا‪.‬‬

‫وكان وكيع بن أب سود قبل ذلك على بن تيم برا سان‪.‬‬

‫فعزله عنهم قتيبة واستعمل رجلًا من بن ضرار الضب فقال حي قتلهم‪ :‬قتلن ال أنا أقتله‪.‬‬

‫وتفقدوه فلم يصل الظهر ول العصر‪.‬‬

‫وقال أبو عبيده‪ :‬غزا قتيبة مدينة فبل ففتحها‪.‬‬

‫وقد كان أمية بن عبد ال ابن خالد بن أسيد فتحها‪.‬‬

‫ث نكثوا ورامهم يزيد بن الهلب فلم يقدر عليها‪.‬‬

‫فقال كعب الشقري‪ :‬أعطيتك فيلٌ بأيديها وحق لا ورامها قبلك الفجفاجة الصلف يعن يزيد بن‬
‫الهلب قالوا‪ :‬ولا استخلف عمر بن عبد العزيز كتب إل ملوك ما وراء النهر يدعوهم إل السلم‪.‬‬

‫فأسلم بعضهم وكان عامل عمر على خرا سان الراح بن عبد ال الكمي‪.‬‬

‫‪462‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فأخذ ملد بن يزيد وعمال يزيد فحبسهم‪.‬‬

‫ووجه الراح عبد ال بن معمر اليشكرى إل ما وراء النهر فأوغل ف بلد العدو وهم بدخول الصي‬
‫فأحاطت به الترك حت افتدى منهم وتلص وصار إل الشاش‪.‬‬

‫ورفع عمر الراج على من أسلم برا سان وفرض لن أسلم وابتن الانات‪.‬‬

‫ث بلغ عمر عن الراح عصبية وكتب إليه إنه ل يصلح أهل خرا سان إل السيف‪.‬‬

‫فأنكر ذلك وعزله‪.‬‬

‫وكان عليه دين فقضاه‪.‬‬

‫وول عبد الرحن بن نعيم الغامدي حرب خرا سان وعبد الرحن بن عبد ال القشيي خراجها‪.‬‬

‫قال‪ :‬وكان الراح بن عبد ال يتخذ نقرًا من فضةٍ وذهب ويصيها تت بساطٍ ف ملسه على أوزانٍ‬
‫متلفة‪.‬‬

‫فإذا دخل عليه الداخل من أخوته والعتزين به رمى إل كل امرئ منهم مقدار ما يؤهل له‪.‬‬

‫ث ول يزيد بن عبد اللك فول مسلمة بن عبد اللك العراق وخرا سان‪.‬‬

‫فول مسلمة سعيد بن عبد العزيز بن الارث بن الكم بن أب العاس بن أمية خرا سان وسعي ٌد هذا‬
‫يلقب حذيفة‪.‬‬

‫وذلك أن بعض دها قي ما وراء النهر دخل عليه وعليه معصفرٌ وقد رجل شعره‪.‬‬

‫فقال‪ :‬هذا خذينة‪.‬‬

‫يهن دهقانة‪.‬‬

‫وكان سعيدٌ صهر مسلمة على ابنته‪.‬‬

‫‪463‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فقدم سعيدٌ سورة بن الر النظلي ث ابنه فتوجه إل ما وراء النهر فنل اشتيخن وقد صارت الترك‬
‫إليها‪.‬‬

‫فحاربم وهزمهم ومنع الناس من طلبهم حينًا‪.‬‬

‫ث لقي الترك ثانيةً فهزموهم وأكثروا القتل ف أصحابه‪.‬‬

‫وول سعيد نصر ابن سيار‪.‬‬

‫وف سعيد يقول الشاعر‪ :‬فسرت إل العداء تلهو بلعبةٍ فأيرك مشهورٌ وسيفك مغمد وشخص قومٌ‬
‫من وجوه أهل خرا سان إل مسلمة يشكون سعيدًا فعزله‪.‬‬

‫وول سعيد بن عمرو الرشي خرا سان‪.‬‬

‫فلما قدمها أمر كاتبه بقراءة عهده وكان لانًا‪.‬‬

‫فقال سعيدٌ‪ :‬أيها الناس! إن المي بري ٌء ما تسمعون من هذا اللحن‪.‬‬

‫ووجه إل السغد يدعوهم إل الفئة والراجعة وكف عن مهايتهم حت أتته رسله بإقامتهم على‬
‫خلفة‪.‬‬

‫فزحف إليهم فانقطع عن عظيمهم زهاء عشرة آلف رجل وفارقوهم مائلي إل الطاعة وافتتح الرش‬
‫عامة حصون السغد ونال من العدو نيل شافيا‪.‬‬

‫وكان يزيد بن عبد اللك ول عهده هشام بن عبد اللك والوليد بن يزيد بعده فلما مات يزيد بن عبد‬
‫اللك قام هشام‪.‬‬

‫فول عمر ابن هبية الفزاري العراق فعزل الرشي واستعمل على خرا سان مسلم بن سعيد‪.‬‬

‫فغزا أفشي فصاله على ستة آلف رأس ودفع إليه قلعته ث انصرف إل مرو‪.‬‬

‫‪464‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وول طخارستان نصر بن سيار فخالفه خلقٌ من العرب فأوقع بم ث سفرت بينهم السفراء‬
‫فاصطلحوا‪.‬‬

‫واستعمل هشام خالد بن عبد ال القسري على العراق‪.‬‬

‫فول أسد بن عبد ال أخاه خرا سان‪.‬‬

‫وبلغ ذلك مسلم بن سعيد فسار حت أتى فرغانة فأناخ على مدينتها فقطع الشجر وأخرب العمارة‬
‫واندر عليه خاقان الترك ف عسكره فارتل عن فرغانة وسار ف يوم واحد ثلث مراحل حت ماتت‬
‫دوابه وتطرفت الترك عسكره‪.‬‬

‫فقال بعض الشعراء‪ :‬غزوت بنا من خشية العزل عاصيًا فلم تنج من دنيا معنٍ غرورها وقدم أسد‬
‫سرقند‪.‬‬

‫فاستعمل عليها السن بن أب العمرطة‪.‬‬

‫فكانت الترك تطرق سرقند وتغي‪.‬‬

‫وكان السن ينفر كلما أغاروا فل يلحقهم‪.‬‬

‫فخطب ذات يوم فدعا على الترك ف خطبته فقال‪ :‬اللهم اقطع آثارهم وعجل أقدارهم وأنزل عليهم‬
‫الصب‪.‬‬

‫فشتمه أهل سرقند وقالوا‪ :‬ل بل أنزل ال علينا الصب وزلزل أقدامهم‪.‬‬

‫وغزا أسد جبال نرود‪.‬‬

‫فصاله نرود وأسلم‪.‬‬

‫وغزا التل فلما قدم بلخ أمر ببناء مدينتها ونقل الدواوين إليها‪.‬‬

‫وصار إل التل فلم يقدر منها على شيء‪.‬‬

‫‪465‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وأصاب الناس ضرٌ وجوعٌ‪.‬‬

‫وبلغه عن نصر بن سيار كلمٌ فضربه وبعث به إل خالد مع ثلثة نفر اتموا بالشغب‪.‬‬

‫ث شخص أسد عن خرا سان وخلف عليها الكم بن عوانة الكلب‪.‬‬

‫واستعمل هشام أشري بن عبد ال السلمي على خرا سان‪.‬‬

‫وكان معه كاتب نبطي يسمى عمية ويكن أبا أمية‪.‬‬

‫فزين له الشر‪.‬‬

‫فزاد أشرس ف وظائف خرا سان واستخف بالدهاقي ودعا ما وراء النهر إل السلم وأمر بطرح‬
‫الزية عن من أسلم‪.‬‬

‫فسارعوا إل السلم وانكسر الراج‪.‬‬

‫فلما رأى أشرس ذلك أخذ السالة‪.‬‬

‫فأنكروا ذلك وألحوا منه‪.‬‬

‫وغضب لم ثابت قطنة الزدى‪.‬‬

‫وإنا قيل له قطنة لن عينه فقئت فكان يضع عليها قطنة‪.‬‬

‫فبعث إليهم أشري من فرق جعهم‪.‬‬

‫وأخذ ثابتًا فحبسه ث خله بكفالة ووجهه ف وجهً فخرجت عليه الترك واستعمل هشام ف سنة‬
‫‪ 112‬النيد بن عبد الرحن الري على خرا سان‪.‬‬

‫فلقى الترك فحاربم ووجه طلئع له فظفروا بابن خاقان وهو سكران يتصيد‪.‬‬

‫فأخذوه فأتوا به الند بن بعد الرحن‪.‬‬

‫‪466‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فبعث به إل هشام يستمده فأمده بعمرو بن مسلم ف عشرة آلف رجل من أهل البصرة وبعبد‬
‫الرحن بن نعيم ف عشرة آلف من أهل الكوفة وحل إليه ثلثي ألف قناة وثلثي ألف ترس‪.‬‬

‫وأطلق يده ف الفريضة ففرض لمسة عشر ألف رجل‪.‬‬

‫وكانت للجنيد مغازٍ وانتشرت دعاة بن هاشم ف وليته وقوى أمرهم‪.‬‬

‫وكانت وفاة النيد برو‪.‬‬

‫وول هشام خرا سان عاصم بن عبد ال بن يزيد اللل‪.‬‬

‫وقال أبو عبيده معمر بن الثن‪ :‬التاثب نواحٍ من طخارستان فتحها النيد ابن عبد الرحن وردها إل‬
‫صلحها ومقاطعتها‪.‬‬

‫قال‪ :‬وكان نصر بن سيار غزا اشروسنة أيام مروان بن ممد فلم يقدر على شيْ منها‪.‬‬

‫فلما استخلف أمي الؤمني العباس رحه ال ومن بعده من اللفاء كانوا يولون عمالم فينقصون‬
‫حدود أرض العدو وأطرافها وياربون من نكث البيعة ونقض العهد من أهل القبلة ويعيدون مصالة‬
‫من امتنع من الوفاء بصلحه بنصب الرب له‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ولا استخلف الأمون أمي الؤمني أغزى السغد وأشروسنة ومن انتقض عليه من أهل فرغانة‬
‫الند وأل عليهم بالروب وبالغارات أيام مقامه برا سان وبعد ذلك‪.‬‬

‫وكان مع تسريبه اليول إليهم يكاتبهم بالدعاء إل السلم والطاعة والترغيب فيهما‪.‬‬

‫ووجه إل كابل شاه جيشًا فأدت التاوة وأذعن بالطاعة‪.‬‬

‫واتصل إليها البيد حت حل إليه منها أهليلج وصل رطبًا‪.‬‬

‫وكان كاوس ملك اشروسنة كتب إل الفضل بن سهل العروف بذى الرياستي وهو وزير الأمون‬
‫وكاتبه يسأله الصلح على مالٍ يؤديه على أن ل يغزى السلمي بلده‪.‬‬

‫‪467‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فأجيب إل ذلك‪.‬‬

‫فلما قدم الأمون رحه ال إل مدينة السلم امتنع كاوس من الوفاء بالصلح‪.‬‬

‫وكان له قهرمان أثيٌ عنده قد زوج ابنته من الفضل بن كاوس‪.‬‬

‫فكان يقرظ الفضل عنده ويقربه من قلبه ويذم حيدر بن كاوس العروف بالفشي ويشنعه‪.‬‬

‫فوثب حيدر على القهرمان فقتله على باب كنب مدينتهم وهرب إل هاشم بن مور التلي‪.‬‬

‫وكان هاشم ببلده ملكا عليه‪.‬‬

‫فسأله أن يكتب إل أبيه ف الرضى عليه‪.‬‬

‫وكان كاوس قد زوج أم جنيد حي قتل قهرمانه طراديس وهرب ببعض دهاقينه‪.‬‬

‫فلما بلغ حيدر ذلك أظهر السلم وشخص إل مدينة إسلم فوصف للمأمون سهولة المر ف‬
‫أشروسنة وهون عليه ما يهوله الناس من خبها ووصف له طريقًا متصرة إليها‪.‬‬

‫فوجه الأمون أحد بن أب خالد الحول الكاتب لغزوها ف جيشٍ عظيمٍ‪.‬‬

‫فلما بلغ كاوس إقباله نوه بعث الفضل ابن كاوس إل الترك يستنجد هم فأند منهم الدهم‪.‬‬

‫وقدم أحد ابن أب خالد بلد أشر وسنة فأناخ على مدينتها قبل موافاة الفضل بالتراك‪.‬‬

‫فكان تقدير كاوس فيه أن يسلك الطريق البعيدة وأنه ل يعرف هذه الطريق الختصرة فسقط ف يده‬
‫ونب قلبه فاستسلم وخرج ف الطاعة‪.‬‬

‫وبلغ الفضل خبه فاناز بالتراك إل مفازة هناك ث فارقهم وسار جادًا حت أتى أباه فدخل ف أمانة‪.‬‬

‫وهلك التراك عطشًا‪.‬‬

‫وورد كاوس مدينة السلم فأظهر السلم وملكه الأمون على بلده‪.‬‬

‫‪468‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ث ملك ابنه وهو الفشي بعده‪.‬‬

‫وكان الأمون رحه ال يكتب إل عماله على خرا سان ف غزو من ل يكن على الطاعة والسلم من‬
‫أهل ما وراء النهر ويوجه رسله فيفرضون لن رغب ف الديوان وأراد الفريضة من أهل تلك النواحي‬
‫وأبناء ملوكهم ويستميلهم بالرغبة فإذا وردوا بابه شرفهم وأسن صلتم وأرزاقهم‪.‬‬

‫ث استخلف العتصم بال فكان على مثل ذلك حت صار جل شهود عسكره من جند أهل ما وراء‬
‫النهر من السغد والفراغنة والشر وسنة وأهل الشاش وغيهم‪.‬‬

‫وحضر ملوكهم بابه وغلب السلم على من هناك وصار أهل تلك البلد يغزون من وراءهم من‬
‫الترك‪.‬‬

‫وأغزى وحدثن العمري عن اليثم بن عدي عن ابن عياش أن قتيبة أسكن العرب ما وراء النهر حت‬
‫أسكنهم أرض فرغانة والشاش‪.‬‬

‫فتوح السند أخبنا علي بن ممد بن عبد ال بن أب سيف قال‪ :‬ول عمر ابن الطاب رضي ال عنه‬
‫عثمان بن أب العاص الثقفي البحرين وعمان سنة خس عشرة‪.‬‬

‫فوجه أخاه الكم إل البحرين ومضى إل عمان فأقطع جيشًا إل تانه‪.‬‬

‫فلما رجع اليش كتب إل عمر يعلمه ذلك‪.‬‬

‫فكتب إليه عمر‪ :‬يا أخا ثقيف! حلت دودًا على عود‪.‬‬

‫وإن أحلف بال إلو أصيبوا لخذت من قومك مثلهم‪.‬‬

‫ووجه الكم أيضًا إل بروص‪.‬‬

‫ووجه أخاه الغية بن أب العاص إل خور الديبل فلقى العدو فظفر‪.‬‬

‫‪469‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فلما ول عثمان بن عفان رضي ال عنه وول عبد ال بن عامر بن كريز العراق كتب إليه يأمره أن‬
‫يوجه إل ثغر الند من يعلم علمه وينصرف إليه ببه‪.‬‬

‫فوجه حكيم بن جبلة العبدي‪.‬‬

‫فلما رجع أوفده إل عثمان فسأله عن حال البلد فقال‪ :‬يا أمي الؤمني! قد عرفتها وتنحرتا‪.‬‬

‫قال‪ :‬ماؤها وشل وثرها دقل ولصها بطل‪.‬‬

‫إن قل اليش فيها ضاعوا وإن كثروا جاعوا‪.‬‬

‫فقال له عثمان‪ :‬أخابر أم ساجع قال‪ :‬بل خابر‪.‬‬

‫فلم يغزها أحدًا‪.‬‬

‫فلما كان آخر سنة ثان وثلثي وأول سنة تسع وثلثي ف خلفة علي ابن أب طالب رضي ال عنه‬
‫توجه إل ذلك الثغر الارث بن مرة العبدي متطوعًا بإذن علي‪.‬‬

‫فظفر وأصاب مغنمًا وسبيًا وقسم ف يوم واحد ألف رأس‪.‬‬

‫ث إنه قتل ومن معه بأرض القيقان إل قليلًا‪.‬‬

‫وكان مقتله ف سنة اثنتي وأربعي‪.‬‬

‫والقيقان من بلد السند ما يلي خرا سان‪.‬‬

‫ث غزا ذلك الثغر الهلب بن أب صفرة ف أيام معاوية أربع وأربعي‪.‬‬

‫فأتى بنة وألهور وها بي اللتان وكابل‪.‬‬

‫فلقيه العدو فقاتله ومن معه‪.‬‬

‫‪470‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ولقى الهلب ببلد القيقان ثانية عشر فارسًا من الترك على خيل مذوفة فقاتلوه فقتلوا جيعًا فقال‬
‫الهلب‪ :‬ما جعل هؤلء العاجم أول بالتمشي منا فحذف اليل فكان أول من حذفها من السلمي‪.‬‬

‫وف بنة يقول الزدى‪ :‬أل تر أن الزد ليلة بيتوا ببنة كانوا خي جيش الهلب ث ول عبد ال بن عامر‬
‫ف زمن معاوية بن أب سفيان عبد ال بن سوار العبدي‪.‬‬

‫ويقال وله معاوية من قبله ثغر الند‪.‬‬

‫فغزا القيقان فأصاب مغنمًا‪.‬‬

‫ث وفد إل معاوية وأهدى إليه خيلًا قيقانية وأقام عنده ث رجع إل القيقان فاستجاشوا الترك‪.‬‬

‫فقتلوه وفيه يقول الشاعر‪ :‬وابن سوارٍ على علته موقد النار وقتال السغب وكان سخيًا ل يوقد أحدٌ‬
‫نارًا غي ناره ف عسكره‪.‬‬

‫فرأى ذات ليلة نارًا فقال‪ :‬ما هذه فقالوا‪ :‬امرأة نفساء يعمل لا خبيص‪.‬‬

‫فأمره أن يطعم الناس البيص ثلثًا‪.‬‬

‫وول زياد بن أب سفيان ف أيام معاوية سنان بن سلمة بن الحبق الذل‪.‬‬

‫وكان فاضل متألًا‪.‬‬

‫وهو أول من أحلف الند بالطلق‪.‬‬

‫فأتى الثغر ففتح مكران عنو ًة ومصّرها وأقام با وضبط البل‪.‬‬

‫وفيه يقول الشاعر‪ :‬رأيت هذيلًا أحدثت ف يينها طلق نساء ما تسوق لا مهرها لان على حلفة ابن‬
‫مبق إذا رفعت أعناقها حلقًا صفرا وقال بن الكلب‪ :‬كان الذي فتح مكران حكيم بن جبلة العبدى‪.‬‬

‫ث استعمل زيا ٌد على الثغر راشد بن عمر الديدى من الزد‪.‬‬

‫‪471‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فأتى مكران ث غزا القيقان فظفر ث غزا اليد فقتل‪.‬‬

‫وقام بأمر الناس سنان بن سلمى‪.‬‬

‫فوله زيا ٌد الثغر‪.‬‬

‫فأقام به وقال أعشى هدان ف مكران‪ :‬وأنت تسي إل مكران فقد شحط الورد والصدر ول تك من‬
‫حاجات مكران ول الغزوة فيها ول التجر وحدثت عنها ول آتا فما زلت من ذكرها أوجر بأن‬
‫الكثي با جائ ٌع وأن القليل با معور وغزا عبادة بن زيّاد ثغر الند من سجستان‪.‬‬

‫فأتى سناروذ‪.‬‬

‫ث أخذى على حوّى كهز إل الروذبار من أرض سجستان إل الند مند‪.‬‬

‫فنل كش وقطع الفازة حت أتى القندهار فقاتل أهلها فهزمهم وفلهم وفتحها بعد أن أصيب رجالٌ‬
‫من السلمي‪.‬‬

‫ورأى قلنس أهلها طوالًا‪.‬‬

‫فعمل عليها‪.‬‬

‫فسميت العبادية‪.‬‬

‫وقال ابن مفرغ‪ :‬كم بالروم وأرض الند من قدمٍ ومن سرابيل قتلى ل هم قبوا بقندهار ومن تكتب‬
‫منيته بقندهار يرجم دونه الب ث ول زياد النذر بن الارود العبدي ويكن أبا الشعث ثغر الند‪.‬‬

‫فغزا البوقان والقيقان‪.‬‬

‫فظفر السلمون وغنموا‪.‬‬

‫وبث السرايا ف بلدهم وفتح قصدار وسبابا‪.‬‬

‫‪472‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وكان سنان قد حل بقصدار فأضحى لا ف القب ل يقفل مع القافلي ل قصدار وأعنابا أي فت دنيا‬
‫أجنت ودين ث ول عبيد ال بن زياد بن حري الباهلي‪.‬‬

‫ففتح ال تلك البلد على يده‪.‬‬

‫وقاتل با قتالًا شديدًا فظفر وغنم‪.‬‬

‫وقال قوم إن عبيد ال بن زياد ول سنان بن سلمة‪.‬‬

‫وكان حري على سراياه‪.‬‬

‫وف حري بن حري يقول الشاعر‪ :‬لول طعان بالبوقان ما رجعت منه سرايا ابن حري بأسلب وأهل‬
‫البوقان اليوم مسلمون‪.‬‬

‫وقد بن عمران بن موسى بن يي بن خالد البمكي با مدينة ساها البيضاء وذلك ف خلفة العتصم‬
‫بال‪.‬‬

‫ولا ول الجاج بن يوسف بن الكم بن أب عقيل الثقفي العراق ول سعيد بن أسلم بن زرعة‬
‫الكلب مكران وذلك الثغر‪.‬‬

‫فخرج عليه معاوية وممد ابنا الارث العلفيان فقتل‪.‬‬

‫وغلب العلفيان على الثغر‪.‬‬

‫واسم علف هو ربان بن حلوان بن عمران بن الاف بن قضاعة‪.‬‬

‫وهو أبو جرم‪.‬‬

‫فول الجاج ماعة بن سعر التميمي ذلك الثغر‪.‬‬

‫فغزا ماعة فغنم وفتح طوائف من قندابيل‪.‬‬

‫‪473‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ما من مشاهدك الت شاهدتا إل يزينك ذكرها ماعا ث استعمل الجاج بعد ماعة ممد بن هارون‬
‫بن ذراع النمري‪.‬‬

‫فأهدى إل الجاج ف وليته ملك جزيرة الياقوت نسوةً ولدن ف بلده مسلمات ومات آباؤهن‬
‫وكانوا تارًا‪.‬‬

‫فأراد التقرب بن فعرض للسفينة الت كن فيها قومٌ من ميد الديبل ف بوارج‪.‬‬

‫فأخذوا السفينة با فيها‪.‬‬

‫فنادت امرأة منهن وكانت من بن يربوع يا حجاج! وبلغ الجاج ذلك‪.‬‬

‫فقال‪ :‬يالبيك! فأرسل إل داهر يسأله تليه النسوة‪.‬‬

‫فقال‪ :‬إنا أخذهن لصوصٌ ل أقدر عليهم‪.‬‬

‫فأغزى الجاج عبيد ال نبهان الديبل فقتل‪.‬‬

‫فكتب إل بديل بن طهفة البجلي وهو بعمان يأمره أن يسي إل الديبل‪.‬‬

‫فلما لقيهم نفر به فرسه فأطاف به العدو فقتلوه‪.‬‬

‫وقال بعضهم‪ :‬قتله رط البدهة‪.‬‬

‫قال‪ :‬وإنا سيت هذه الزيرة جزيرة الياقوت لسن وجوه نسائها‪.‬‬

‫ث ول الجاج ممد بن القاسم بن ممد بفارس وقد أمره أن يسي إل الري وعلى مقدمته أبو السود‬
‫جهم بن زحر العفي‪.‬‬

‫فرده إليه وعقد له على ثغر السند وضم إليه ستة آلف من جند أهل الشام وخلقًا من غيهم وجهزه‬
‫بكل ما احتاج إليه حت اليوط والسال وأمره أن يقيم بشياز حت يتتام إليه أصحابه ويوافيه ما أعد‬
‫له‪.‬‬

‫‪474‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وعمد الجاج إل القطن الحلوج فنقع ف الل المر الاذق ث جفف ف الظل‪.‬‬

‫فقال‪ :‬إذا صرت إل السند فإن الل با ضيق فانقعوا ويقال إن ممدًا لا صار إل الثغر كتب يشكو‬
‫ضيق الل عليهم‪.‬‬

‫فبعث إليه بالقطن النقوع ف الل‪.‬‬

‫فسار ممد بن القسم إل مكران فأقام با أيامًا ث أتى قنبور ففتحها ث أتى أرمائيل‪.‬‬

‫وكان ممد بن هارون بن ذراع قد لفيه فانضم إليه وسار معه فتوقى بالقرب منها فدفن بقنبل‪.‬‬

‫ث سار ممد بن القاسم من ارمائيل ومعه جهم بن زحر العفي فقدم الديبل يوم جعة ووافته سفنٌ‬
‫كان حل فيها الرجال والسلح والداة‪.‬‬

‫فخندق حي نزل الديبل وركزت الرماح على الندق ونشرت العلم وأنزل الناس على راياتم‬
‫ونصب منجنيقا تعرف بالعروس كان يد فيها خس مئة رجل‪.‬‬

‫وكان بالديبل ب ٌد عظيم عليه دق ٌل طوي ٌل وعلى الدقل رايةٌ حراء إذا هبت الريح أطافت بالدينة‪.‬‬

‫وكانت تدور‪.‬‬

‫والبد فيما ذكروا منارة عظيمة يتخذ ف بناء لم فيه صنم لم أو أصنام يشهر با‪.‬‬

‫وقد يكون الصنم ف داخل النارة أيضا‪.‬‬

‫وكل شيء أعظموه من طريق العبادة فهو عندهم بد‪.‬‬

‫والصنم بدٌ أيضا‪.‬‬

‫وكانت كتب الجاج ترد على ممد وكتب ممد ترد عليه بصفة ما قبله واستطلع رأيه فيما يعمل‬
‫به ف كل ثلثة أيام‪.‬‬

‫‪475‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فورد على ممد من الجاج كتاب ان انصب العروس واقصر منها قائمة ولتكن ما يلي الشرق ث‬
‫ادع صاحبها فمره أن يقصد برميته للدقل الذي وصفت ل‪.‬‬

‫فرمى الدقل فكسر فاشتدت طية الكفر من ذلك‪.‬‬

‫ث إن ممدًا ناهضهم وقد خرجوا إليه فهزمهم حت ردهم وأمر بالسلليم فوضعت وصعد عليها‬
‫الرجال‪.‬‬

‫وكان أولم صعودًا رجلٌ من مراد من أهل الكوفة‪.‬‬

‫ففتحت عنوةً‪.‬‬

‫ومكث ممد يقتل من فيها ثلثة أيام وهرب عامل داهر عنها وقتل سادنا بيت آلتهم‪.‬‬

‫واختط ممد للمسلمي با وبن مسجدًا وأنزلا أربعة آلف‪.‬‬

‫قال أحد بن يي‪ :‬فحدثن منصور بن حات النحوي مول آل خالد بن أسيد أنه رأى الدقل الذي‬
‫كان على منارة البد مكسورًا وأن عنبسة ابن إسحاق الضب العامل كان على السند ف خلفة العتصم‬
‫بال رحه ال هدم أعلى تلك النارة وجعل فيها سجنًا وابتدأ فر مرمة الدينة با نقض من حجارة تلك‬
‫النارة‪.‬‬

‫فعزل قبل استتمام ذلك‪.‬‬

‫وول بعده هارون بن أب خالد الروروذي فقتل با‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وأت ممد بن القاسم البيون‪.‬‬

‫وكان أهلها بعثوا سنيي منهم إل الجاج فصالوه‪.‬‬

‫فأقاموا لحمد العلوفة وأدخلوه مدينتهم ووفوا بالصلح‪.‬‬

‫وجعل ممد ل ير بدينة إل فتحها حت عب نرًا دون مهران‪.‬‬

‫‪476‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فأتاه سنية سريبدس فصالوه عن من خلفهم ووظف عليهم ث سار إل مهران فنل ف وسطه فبلغ‬
‫ذلك داهر واستعد لحاربته‪.‬‬

‫وبعث ممد بن القاسم ممد بن مصعب بن عبد الرحن الثقفي إل سدوسان ف خيل وحارا ٍ‬
‫ت‬
‫فطلب أهلها المان والصلح وسفر بينه وبينهم السمنية فأمنهم ووظف عليهم خرجًا وأخذ منهم رهنًا‬
‫وانصرف إل ممد ومعه من الزط أربعة آلف فصاروا مع ممد‪.‬‬

‫وول سدوسان رجلًا‪.‬‬

‫ث إن ممدًا احتال لعبور مهران حت عبه ما يلي بلد راسل ملك قصة من الند على جسر عقده‪.‬‬

‫ف به لهٍ عنهٍ‪.‬‬
‫وداهر مستخ ٌ‬

‫ولقيه ممد والسلمون وهو على فيلٍ وحوله الفيلة ومه التكاكرة‪.‬‬

‫فاقتتلوا قتالًا شديدًا ل يسمع بثله وترجل داهر وقائل فقتل عند الساء وانزم الشركون فقتلهم‬
‫السلمون كيف شاؤا‪.‬‬

‫وكان الذي قتله ف رواية الدائن من بن كلب وقال‪ :‬اليل تشهد يوم داهر والقنا وممد بن القاسم‬
‫بن ممد أن فرجت المع غي معردٍ حت علوت عظيمهم بهند فتركته تت العجاج مدل متعفر‬
‫الدين غي مؤسد فحدثن منصور بن حات قال‪ :‬داهر والذي قتله مصوران ببوص‪.‬‬

‫وبديل بن طهفة مصور بقند وقبه بالديبل‪.‬‬

‫وحدثن علي بن ممد الدائن عن أب ممد الندي عن أب الفرج قال‪ :‬لا قتل داهر غلب ممد بن‬
‫القاسم على بلد السند‪.‬‬

‫وقال ابن الكلب‪ :‬كان الذي قتل داهر القاسم بن ثعلبة بن عبد ال بن حصن الطائي‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وفتح ممد بن القاسم راور عنوةً‪.‬‬

‫‪477‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وكانت با امرأة لداهر فخافت أن تؤخذ فأحرقت نفسها وجواريها وجيع مالا‪.‬‬

‫ث أتى بن القاسم برهناباذ العتيقة وهي على رأس فرسخي من النصورة ول تكن النصورة يومئذ لتا‬
‫كان موضعها غيضة‪.‬‬

‫وكان فل داهر ببهناباذ هذه فقاتلوه ففتحها ممد عنوة وقتل با ثانية آلف وقبل ستة وعشرين ألفًا‬
‫وخلف فيها عامله وهي اليوم خراب‪.‬‬

‫وسار ممد يريد الرور وبغرور فتلقاه أهل ساوندرى فسألوه المان إياه واشترط عليهم ضيافة‬
‫السلمي ودللتهم وأهل ساوندري اليوم مسلمون‪.‬‬

‫ث تقدم إل بسمد فصال أهلها على مثل صلح ساوندرى‪.‬‬

‫وانتهى ممد إل الرور وهي من مدائن السند وهي على جبل‪.‬‬

‫فحصرهم أشهرًا ففتحها صلحًا على أن ل يقتلهم ول يعرض لبدهم وقال‪ :‬ما البد إل ككنائس‬
‫النصارى واليهود وبيوت نيان الجوس‪.‬‬

‫ووضع عليهم الراج بالرور‪.‬‬

‫وبن مسجدًا‪.‬‬

‫وسار ممد إل السكة وهي مدينة دون بياس ففتحها‪.‬‬

‫والسكة اليوم خراب‪.‬‬

‫ث قطع نر بياس إل اللتان‪.‬‬

‫فقاتله أهل اللتان فأبلى زائدة بن عمي الطائي وانزم الشركون فدخلوا الدينة وحصرهم ممد‬
‫ونفدت أزواد منه شربم وهو ماءٌ يري من نر بسمد فيصي ف متمع له مثل البكة ف الدينة وهم‬
‫يسمونه البلح‪.‬‬

‫‪478‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فغوره فلما عطشوا نزلوا على الكم فقتل ممد القاتلة وسب الذرية وسب سدنة البد وهم ستة‬
‫آلف‪.‬‬

‫وأصابوا ذهبًا كثيًا‪.‬‬

‫فجمعت تلك الموال ف بي يكون عشرة أذرع ف ثان أذرع يلقى ما أودعه ف كوة مفتوحة فس‬
‫سطحه‪.‬‬

‫فسميت اللمتان فرج بيت الذهب‪.‬‬

‫والفرج الثغر‪.‬‬

‫وكان بد اللتان بدًا تدى إليه الموال وتنذر له النذور ويج إليه السنج فيطوفون به ويلحقون‬
‫رؤسهم ولاهم عنده ويزعمون أن صنما فيه هو أيوب النب صلي ال عليه وسلم‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ونظر الجاج فإذا هو قد أنفق على ممد بن القاسم ستي ألف ألف ووجد ما حل إليه‬
‫عشرين ومائة ألف ألف‪.‬‬

‫فقال‪ :‬شفينا غيظنا وأدركنا ثأرنا وازددنا ستي ألف ألف درهم ورأس داهر‪.‬‬

‫ومات الجاج فأتت ممدًا وفاته فرجع عن اللتان إل الرور وبغرور وكان قد فتحها فأعطى الناس‬
‫ووجه إل البيلمان جيشًا فلم يقاتلوا وأعطوا الطاعة‪.‬‬

‫وساله أهل سرست وهي مغزى أهل البصرة اليوم وأهلها اليد الذي يقطعون ف البحر‪.‬‬

‫ث أتى ممد الكيج فخرج إليه دوهر فقاتله فانزم العدو وهرب دوهر ويقال قتل‪.‬‬

‫ونزل أهل الدينة على حكم ممد فقتل وسب‪.‬‬

‫قال الشاعر‪ :‬نن قتلنا داهرًا ودوهرا واليل تردى منسرًا فمنسرا ومات الوليد بن عبد اللك وول‬
‫سليمان بن عبد اللك‪.‬‬

‫‪479‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فاستعمل صال ابن عبد الرحن على خراج العراق وول يزيد بن أب كبشة السكسكي السند فحمل‬
‫ممد بن القاسم مقيدًا مع معاوية بن الهلب‪.‬‬

‫فقال ممد متمثل‪ :‬أضاعون وأي فت أضاعوا ليوم كريهةٍ وسداد ثغر فبكى أهل الند على ممد‬
‫وصوروه بالكيج‪.‬‬

‫فحبسه صال بواسط فقال‪ :‬فلئن ثويت بواسطٍ وبأرضها رهن الديد مكبلًا مغلول فلرب فتية فارسٍ‬
‫قد رعتها ولرب قرنٍ قد تركت قتيل وقال‪ :‬لو كنت أجعت القرار لوطئت إناثٌ أعدت للوغى‬
‫ك على أمي ول كنت للعبد الزون تابعًا‬‫وذكور وما دخلت خيل السكاسك أرضنا ول كان من ع ٍ‬
‫فيا لك دهرٌ بالكرام عثور وكان الجاج قتل آدم أخا صال وكان يرى رأي الوارج‪.‬‬

‫وقال حزة بن بيض النفي‪ :‬إن الروة والسماحة والندى لحمد بن القاسم بن ممد ساس اليوش‬
‫لسبع عشرة حجة يا قرب ذلك سؤددًا من مولد وقال آخر‪ :‬ساس الرجال لسبع عشرة حجة ولداته‬
‫عن ذاك ف أشغال ومات يزيد بن أب كبشة بعد قدومه أرض السند بثانية عشر يومًا‪.‬‬

‫واستعمل سليمان بن عبد اللك حبيب بن الهلب على حرب السند‪.‬‬

‫فقدمها وقد رجع ملوك الند إل مالكهم‪.‬‬

‫فرجع حليشه كذا بن داهر إل برهناباذ ونزل حبيب على شاطئ مهران فأعطاه أهل الرور الطاعة‪.‬‬

‫وحارب قومًا فظفر بم‪.‬‬

‫ث مات سليمان بن عبد اللك وكانت خلفة عمر بن عبد العزيز بعده‪.‬‬

‫فكتب إل اللوك يدعوهم إل السلم والطاعة على أن يلكهم ولم ما للمسلمي وعليهم ما عليهم‪.‬‬

‫وقد كانت بلغتهم سيته ومذهبه فأسلم حليشه واللوك وتسموا بأساء العرب‪.‬‬

‫ومكان عمرو بن مسلم الباهلي عامل عمر على ذلك الثغر فغزا بعض الند فظفر‪.‬‬

‫‪480‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وهرب بنو الهلب إل السند ف أيام يزيد بن عبد اللك‪.‬‬

‫فوجه إليهم هلل بن أحوز التميمي فلقيهم فقتل مدرك بن الهلب بقندابيل‪.‬‬

‫وقتل الفضل وعبد اللك وزياد ومران ومعاوية بن الهلب وقتل معاوية بن يزيد ف آخرين‪.‬‬

‫وول النيد بن عبد الرحن الري من قبل عمر بن هبية الفزاري ثغر السند ث وله إياه هشام بن عبد‬
‫اللك‪.‬‬

‫فلما قدم خالد بن عبد ال القسري العراق كتب هشام إل النيد يأمره بكاتبته‪.‬‬

‫فأتى النيد الديبل ث نزل شط مهران فمنعه حليشة العبور وأرسل إليه‪ :‬إن قد أسلمت وولن الرجل‬
‫الصال بلدي ولست آمنك‪.‬‬

‫فأعطاه رهنًا وأخذ منه رهنًا با على بلده من الراج‪.‬‬

‫ث انما ترادا الرهن وكفر حليشة وحارب‪.‬‬

‫وقيل إنه ل يارب ولكن النيد تن عليه‪.‬‬

‫فأتى الند فجمع جوعًا وأخذ السفن واستعد للحرب‪.‬‬

‫فسار إليه النيد ف السفن فالتقوا ف بطيحة الشرقي فأخذ حليشه أسيًا وقد جنحت سفينته‪.‬‬

‫فقتله‪.‬‬

‫وهرب صصه بن داهر وهو يريد أن يضي إل العراق فيشكو غدر النيد فلم يزل النيد يؤنسه حت‬
‫وضع يده فقتله‪.‬‬

‫وغزا النيد الكيج وكانوا قد نقضوا‪.‬‬

‫فاتذ كباشًا نطاحة فصك با حائط الدينة حت ثلمه ودخلها عنوة فقتل وسب وغنم‪.‬‬

‫‪481‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ووجه العمال إل مرمد والندل ودهنج وبروص‪.‬‬

‫وكان النيد يقول‪ :‬القتل ف الزع أكب منه ف الصب‪.‬‬

‫ووجه النيد جيشًا إل أزين‪.‬‬

‫ووجه حبيب بن مرة ف جيش إل أرض الالية‪.‬‬

‫فأغاروا على أزين وغزوا برمد فحرقوا ربضها‪.‬‬

‫وفتح النيد البيلمان والزر وحصل ف منله سوى ما أعطى زواره أربعي ألف ألف وحل مثلها‪.‬‬

‫قال جرير‪ :‬أصبح زوار النيد وصحبه ييون صلت الوجه جا مواهبه وقال أبو الويرية‪ :‬لو كان‬
‫يقعد فوق الشمس من كرم قومٌ بإحسانم أو مدهم قعدوا مسدون على ما كان من كرم ل ينع‬
‫ال منهم ماله حسدوا ث ول بعد النيد تيم بن زيد العتب‪.‬‬

‫فضعف ووهن ومات قريبًا من الديبل باء يقال له ماء وكان تيم من اسخياء العرب‪.‬‬

‫وجد ف بيت الال بالسند ثانية عشر ألف ألف درهم طاطارية فأسرع فيها‪.‬‬

‫وكان قد شخص معه ف الند فت من بن يربوع يقال له خنيس وأمه من طيء إل الند فأتت‬
‫الفرزدق فسألته أن يكتب إل تيم ف إقفاله وعاذت بقب غالب أبيه‪.‬‬

‫فكتب الفرزدق إل تيم‪ :‬أتتن فعادت يا تيم بغالبٍ وبالفرة الساف عليها ترابا فهب ل خنيسًا‬
‫واتذ فيه منةً لوبة أمٍ ما يسوغ شرابا تيم بن زيد ل تكونن حاجت بظهرٍ ول يفى عليك جوابا‬
‫فل تكثر الترداد فيها فإنن ملولٌ لاجات بطي طلبا فلم يدر ما اسم الفت أهو حبيش أم خنيس فأمر‬
‫أن يقفل كل من كان اسه على مثل هذه الروف‪.‬‬

‫وف أيام تيم خرج السلمون عن بلد الند ورفضوا مراكزهم فلم يعودوا إليها إل هذه الغاية‪.‬‬

‫ث ول الكم بن عوانة الكلب وقد كفر أهل الند إل أهل قصة‪.‬‬

‫‪482‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فلم ير للمسلمي ملجأ يلجؤن إليه فبن من وراء البحية ما بلى الند مدينة ساها الحفوظة وجعلها‬
‫مأوى لم ومعاذًا ومصرها‪.‬‬

‫وقال لشايخ كلب من أهل الشام‪ :‬ما ترون أن نسميها فقال بعضهم‪ :‬دمشق‪.‬‬

‫وقال بعضهم‪ :‬حص‪.‬‬

‫وقال رجل منهم‪ :‬سها تدمر فقال‪ :‬دمر ال عليك يا أحق! ولكن أسيها الحفوظة‪.‬‬

‫ونزلا‪.‬‬

‫وكان عمرو بن ممد بن القاسم مع الكم وكان يفوض إليه ويقلده جسيم أموره وأعماله‪.‬‬

‫فأغزاه من الحفوظة‪.‬‬

‫فلما قدم عليه وقد ظفر أمره فبن دون البحية مدينة وساها النصورة فهي الت ينلا العمال اليوم‪.‬‬

‫وتلص الكم ما كان ف أيدي العدو ما غلبوا عليه ورضى الناس بوليته‪.‬‬

‫وكان خالد يقول‪ :‬واعجبًا! وليت فت العرب فرفض‪.‬‬

‫يعن تيما‪.‬‬

‫ووليت أبل الناس فرضى به‪.‬‬

‫ث قتل الكم با‪.‬‬

‫ث كان العمال بعد يقاتلون العدو فيأخذون ما استطف لم ويفتحون الناحية قد نكث أهلها‪.‬‬

‫فلما كان أول الدولة الباركة ول أبو مسلم عبد الرحن بن مسلم مغلسًا العبدي ثغر السند وأخذ‬
‫على طخارستان وسار حت إل منصور بن جهور الكلب وهو بالسند‪.‬‬

‫فلقيه منصور فقتله وهزم جنده‪.‬‬

‫‪483‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فلما بلغ أبا مسلم ذلك عقد لوسى بن كعب التميمي ث وجهه إل السند فلما قدمها كان بينه وبي‬
‫منصور بن جهور مهران ث التقيا فهزم منصورًا وجيشه وول موسى السند فرم النصورة وزاد ف‬
‫مسجدها وغزا وافتتح‪.‬‬

‫وول أمي الؤمني النصور رحه ال هشام بن عمرو التغلب السند ففتح ما استغلق‪.‬‬

‫ووجه عمرو ابن جل ف بوارج إل نارند‪.‬‬

‫ووجه إل ناحية الند فافتتح قشمي وأصاب سبايا ورقيقًا كثيًا‪.‬‬

‫وفتح اللتان‪.‬‬

‫وكان بقندابيل متغلبةٌ من العرب فأجلهم عنها‪.‬‬

‫وأتى القندهار ف السفن ففتحها‪.‬‬

‫وهدم البد وبن موضعه مسجدًا‪.‬‬

‫فأخصبت البلد ف وليته فتبكوا به‪.‬‬

‫ودوخ الثغر وأحكم أموره‪.‬‬

‫ث ول ثغر السند عمر بن حفص بن عثمان هزار مرد ث داود بن يزيد بن حات وكان معه أبو الصمة‬
‫التغلب اليوم وهو مول لكندة‪.‬‬

‫ول يزل أمر ذلك الثغر مستقيمًا حت وليه بشر بن داود ف خلفة الأمون فعصى وخالف‪.‬‬

‫فوجه إليه غسان بن عباد وهو رجل من أهل سواد الكوفة فخرج بشر إليه ف المان وورد به مدينة‬
‫السلم‪.‬‬

‫وخلف غسان على الثغر موسى بن يي بن خالد بن برمك‪.‬‬

‫‪484‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فقتل باله ملك الشرقي وقد بذل له خس مئة ألف درهم على أن يستبقيه‪.‬‬

‫وكان باله هذا التوى على غسان وكتب إليه ف حضور عسكره فيمن حضره من اللوك فأب ذلك‪.‬‬

‫وأثر موسى أثرًا حسنًا‪.‬‬

‫ومات سنة إحدى وعشرين واستخلف ابنه عمران ابن موسى‪.‬‬

‫فكتب إليه أمي الؤمني العتصم بال بولية الثغر‪.‬‬

‫فخرج إل القيقان وهم زطٌ‪.‬‬

‫فقاتلهم فغلبهم وبن مدينة ساها البيضاء وأسكنها الند‪.‬‬

‫ث أتى النصورة وصار منها إل قندابيل وهي مدينة على جبل وفيها متغلبٌ يقال له ممد بن الليل‪.‬‬

‫فقاتله وفتحها وحل رؤساءها إل قصدار‪.‬‬

‫ث غزا اليد وقتل منهم ثلثة آلف وسكر سكرًا يعرف بسكر اليد‪.‬‬

‫وعسكر عمران على نر الرور ث نادى بالزط الذين بضرته فأتوه فختم أيديهم وأخذ الزية منهم‬
‫وأمرهم بأن يكونوا مع كل رج ٍل منهم إذا اعترض عليه كلب فبلغ الكلب خسي درهًا‪.‬‬

‫ث غزا اليد ومعه وجوه الزط فحفر من البحر نرًا أجراه ف بطيحتهم حت ماح ماؤهم وشن الغارات‬
‫عليهم‪.‬‬

‫ث وقعت العصبية بي النارية واليمنية فمال عمران إل اليمانية‪.‬‬

‫فسار إليه عبد العزيز الباري فقتله وهو غار‪.‬‬

‫وكان جد عمر هذا من قدم السند مع الكم بن عوانة الكلب‪.‬‬

‫وحدثن منصور بن حات‬

‫‪485‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫قال‪ :‬كان الفضل بن ماهان مول بن سامة فتح سندان وغلب عليها‪.‬‬

‫وبعث إل الأمون رحه ال بفي ٍل وكاتبه‪.‬‬

‫ودعا له ف مسجد جامع اتذه با‪.‬‬

‫فلما مات قام ممد بن الفضل ابن ماهان مقامه‪.‬‬

‫فسار ف سبعي بارجة إل ميد الند فقتل منهم خلقًا وافتتح فال‪.‬‬

‫ورجع إل سندان وقد غلب عليها أخ له يقال له ماهان بن الفضلً وكاتب أمي الؤمني العتصم بال‬
‫وأهدى إليه ساجًا ل يرى مثله عظمًا وطول‪.‬‬

‫وكانت الند ف أمر أخيه فمالوا عليه فقتلوه وصلبوه‪.‬‬

‫ث إن الند بعد غلبوا سندان فتركوا مسجدها للمسلمي يمعون فيه ويدعون للخليفة‪.‬‬

‫وحدثن أبو بكر مول الكريزيي أن بلدًا يدعى العسيفان بي قشمي واللتان وكابل كان له ملك‬
‫عاقل‪.‬‬

‫وكان أهل ذلك البلد يعبدون صنمًا قد بن عليه بيت وأبدوه‪.‬‬

‫فمرض ابن اللك فدعى سدنة ذلك البيت فقال لم‪ :‬ادعوا الصنم أن يبئ ابن‪.‬‬

‫فغابوا ساعة ث عادوا فقالوا‪ :‬قد دعوناه وقد أجابنا إل ما سألناه‪.‬‬

‫فلم يلبث الغلم أن مات‪.‬‬

‫فوثب اللك على البيت فهدمه وعلى الصنم فكسره وعلى السدنة فقتلهم‪.‬‬

‫ث دعا قومًا من تار السلمي فعرضوا عليه التوحيد‪.‬‬

‫فوحد وأسلم‪.‬‬

‫‪486‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وكان ذلك ف خلفة أمي الؤمني العتصم بال رحه ال‪.‬‬

‫قال بشر بن غياث‪ :‬قال أبو يوسف‪ :‬إيا أرض أخذت عنوة مثل السواد والشام وغيها فإن قسمها‬
‫المام بي من غلب عليها فهي أرض عشر وأهلها رقيق‪.‬‬

‫وإن ل يقسمها المام وردها للمسلمي عامة ‪ -‬كما فعل عمر بالسواد ‪ -‬فعلى رقاب أهلها الزية‬
‫وعلى الرض الراج وليسوا برقيق‪.‬‬

‫وهو قول أب حنيفة‪.‬‬

‫وحكى الواقدي عن سفيان الثوري مثل ذلك‪.‬‬

‫وقال الواقدي‪ :‬قال مالك بن أنس وابن أب ذئب‪ :‬إذا أسلم كافر من أهل العنوة أقرت أرضه ف يده‬
‫يعمرها ويؤدي الراج عنها‪.‬‬

‫ول اختلف ف ذلك‪.‬‬

‫وقال مالك وابن أب ذئب وسفيان الثوري وابن أب ليلى عن الرجل يسلم من أهل العنوة‪ :‬الراج ف‬
‫الرض والزكاة من الزرع بعد الراج‪.‬‬

‫وهو قول الوزاعي‪.‬‬

‫وقال أبو حنيفة وأصحابه‪ :‬ل يتمع الراج والزكاة على رجل‪.‬‬

‫وقال مالك وابن ذئب وسفيان وأبو حنيفة‪ :‬إذا زرع رجل أرضه الراجية مرات ف السنة ل يؤخذ‬
‫منه إل خراج واحد‪.‬‬

‫وقال ابن أب ليلى‪ :‬يؤخذ منه الراج كلما أدركت له غلة‪.‬‬

‫وهو قول ابن أب سبه وأب شر‪.‬‬

‫‪487‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وقال أبو الزناد ومالك وأبو حنيفة وسفيان ويعقوب وابن أب ليلىوابن أب سبة وزفر وممد بن‬
‫السن وبشر بن غياث‪ :‬إذا عطل رجل أرضه قيل له‪ :‬ازرعها وأد خراجها وإل فادفعها إل غيك‬
‫يزرعها‪.‬‬

‫فأما أرض العشر فإنه ل يقال له فيها شيء إن زرع أخذت منه الصدقة وإن أب فهو أعلم‪.‬‬

‫وقالوا‪ :‬إذا عطل رجل أرضه سنتي‪.‬‬

‫ث عمرها أدى خراجًا واحدًا‪.‬‬

‫وقال أبو شر‪ :‬يؤدي الراج للسنتي‪.‬‬

‫وقال أبو حنيفة وسفيان ومالك وابن أب ذئب وأبو عمرو الوزاعي‪ :‬إذا أصابت الغلت آفة أو غرق‬
‫سقط الراج عن صاحبها‪.‬‬

‫وإذا كانت أرض من أراضي الراج لعبد أو مكاتب أو امرأة فإن أبا حنيفة قال عليها الراج فقط‪.‬‬

‫وقال سفيان وابن ذئب ومالك عيها الراج وفيما بقي من الغلة العشر‪.‬‬

‫وقال أبو حنيفة‪ :‬والثوري ف أرض الراج بن مسلم أو ذمي فيها بناء من حوانيت أو غيها أنه ل‬
‫شيء عليه‪.‬‬

‫فإن جعلها بستانًا ألزم الراج‪.‬‬

‫وقال مالك وابن أب ذئب‪ :‬نرى إلزامه الراج لن انتفاعه بالبناء كانتفاعه بالزرع‪.‬‬

‫فأما أرض العشر فهو أعلم ما اتذ فيها‪.‬‬

‫وقال أبو يوسف‪ :‬ف أرض موات من أرض العنوة يييها السلم أنا له وهي أرض خراج إن كانت‬
‫تشرب من ماء الراج‪.‬‬

‫فإن استنبط لا عينًا أو سقاها من ماء السماء فهي أرض عشر‪.‬‬

‫‪488‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وقال بشر‪ :‬هي أرض عشر شربت من ماء الراج أو عيه‪.‬‬

‫وقال أبو حنيفة والثوري وأصحابا ومالك وابن ذئب والليث بن سعد ف أرض الراج الت ل تنسب‬
‫إل أحد يقعد السلمون فيها فيتبايعون ويعلونا سوقًا‪ :‬انه ل خراج علبهم فيها‪.‬‬

‫وقال أبو يوسف‪ :‬إذا كانت ف البلد سنة أعجمية ل يغيها السلم ول يبطلها فشكاها قوم إل‬
‫المام لا ينالم من مضرتا فليس له أن يغيها‪.‬‬

‫وقال مالك والشافعي‪ :‬يغيها وإن قدمت لن عليه نفي كل سنة جائرة سنها أحد من السلمي فضلًا‬
‫عن ما سن أهل الكفر‪.‬‬

‫ذكر العطاء ف خلفة عمر بن الطاب رضي ال عنه حدثنا عبد ال بن صال بن مسلم العجلي قال‪:‬‬
‫حدثنا إساعيل بن الجالد عن أبيه مالد بن عن الشعب قال‪ :‬لا افتتح عمر العراق والشام وجب‬
‫الراج جع أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬إن قد رأيت أن أفرض العطاء لهله‪.‬‬

‫فقالوا‪ :‬نعم الرأي يا أمي الؤمني‪.‬‬

‫قال‪ :‬فيمن أبدأ قالوا‪ :‬بنفسك‪.‬‬

‫قال‪ :‬ل ولكن أضع نفسي حيث وضعها ال وأبدأ بآل رسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫ففعل فكتب عائشة أم الؤمني رحها ال ف أثن عشر ألفًا‪.‬‬

‫وكتب سائر أزواج النب صلى ال عليه وسلم ف عشرة آلف‪.‬‬

‫وفرض لعلي بن أب طالب ف خسة آلف‪.‬‬

‫وفرض مثل ذلك لن شهد بدرًا من بن هاشم‪.‬‬

‫وحدثن عبد العلى بن حاد النرسي قال‪ :‬حدثنا حاد بن سلمة عن الجاج بن أرطأة عن حبيب بن‬
‫أب ثابت أن أزواج النب صلى ال عليه وسلم كن تتتابعن إل العطاء‪.‬‬

‫‪489‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ممد بن سعد عن الواقدي عن عائذ بن يي عن أب الويرث عن جبي بن الويرث بن نقيذ أن عمر‬
‫بن الطاب رضي ال عنه استشار السلمي ف تدوين الديوان‪.‬‬

‫فقال له علي بن أب طالب‪ :‬تقسم كل سنة ما اجتمع إليك من مال ول تسك منه وقال عثمان‪ :‬أرى‬
‫مالًا كثيًا يسع الناس وإن ل يصوا حت يعرف من أخذ من ل يأخذ خشيت أن يشتبه المر‪.‬‬

‫فقال له الوليد بن هشام بن الغية‪ :‬قد جئت الشام فرأيت ملوكها قد دونوا ديوانًا وجندوا جندًا‪.‬‬

‫فدون ديوانًا وجند جندًا‪.‬‬

‫فأخذ بقوله‪.‬‬

‫فدعا عقيل بن أب طالب ومرمة بن نوفل وجبي بن مطعم وكانوا من كتاب قريش فقال‪ :‬اكتبوا‬
‫الناس على منازلم‪.‬‬

‫فبدؤا بن هاشم ث أتبعوهم أبو بكر وقومه ث عمر وقومه على اللفة‪.‬‬

‫فلما نظر إليه عمر قال‪ :‬وددت ال أنه هكذا ولكن ابدؤا بقرابة النب صلى ال عليه وسلم القرب‬
‫فالقرب حت تضعوا عمر حيث وضعه ال تعال‪.‬‬

‫ممد عن الواقدي عن أسامة بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده قال‪ :‬جاءت بنو عدي إل عمر‬
‫فقالوا‪ :‬أنت خليفة رسول ال صلى ال عليه وسلم وخليفة أب بكر وأبو بكر خليفة رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم فلو جعلت نفسك حيث جعلك هؤلء القوم الذين كتبوا‪.‬‬

‫قال‪ :‬بخٍ بخٍ بن عدي! أردت الكل على ظهري وأن أهب حسنات لكم‪.‬‬

‫ل وال حت تأتيكم الدعوة وأن يطبق عليكم الفتر ‪ -‬يعن ولو أن تكتبوا آخر الناس ‪ -‬إن ل صاحبي‬
‫سلكا طريقًا فإن خالفتهما خولف ب وال ما أدركنا الفضل ف الدنيا وما نرجو الثواب على عملنا أل‬
‫بحمد صلى ال عليه وسلم فهو شرفنا وقومه أشرف العرب ث القرب فالقرب‪.‬‬

‫‪490‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وال لئن جاءت العاجم بعمل وجئنا بغي عمل لم أول بحمد منا يوم القيامة فإن من قصر به عمله‬
‫ل يسرع به نسبه‪.‬‬

‫ممد بن سعد عن الواقدي عن ممد بن عبد ال عن الزهري عن سعيد عن قوم آخرين ساهم‬
‫الواقدي دخل حديث بعضهم ف حديث بعض قالوا‪ :‬لا أجع عمر على تدوين الديوان وذلك ف‬
‫الحرم سنة عشرين بدأ ببن هاشم ف الدعوة قم القرب فالقرب برسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫فكان القوم إذا استووا ف القرابة قدم أهل السابقة‪.‬‬

‫ث انتهى إل النصار فقالوا‪ :‬بن نبدأ فقال ابدءوا برهط سعد بن معاذ الشهلي من الوس ث القرب‬
‫فالقرب لسعد‪.‬‬

‫وفرض عمر لهل الديوان ففضل أهل السوابق والشاهد ف الفرائض‪.‬‬

‫وكان أبو بكر قد سوى بي الناس ف القسم‪.‬‬

‫فقيل لعمر ف ذلك‪.‬‬

‫فقال‪ :‬ل أجعل من قاتل رسول ال صلى ال عليه وسلم كمن قاتل معه‪.‬‬

‫فبدأ بن شهد بدرًا من الهاجرين والنصار لكل رجلٍ منهم خسة آلف درهم ف كل سنة حليفهم‬
‫ومولهم معهم بالسواء‪.‬‬

‫وفرض لن كان له إسلم كإسلم أهل بدر ومن مهاجرة البشة من شهد أحدًا أربعة آلف وفرض‬
‫لبناء البدريي ألفي ألفي إل حسنًا وحسينًا فإنه ألقهما بفريضة أبيهما لقرابتهما برسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ففرض لكل واحد منهما خسة آلف‪.‬‬

‫وفرض للعباس بن عبد الطلب خسة آلف لقرابته برسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫وقال بعضهم‪ :‬فرض له سبعة آلف درهم‪.‬‬

‫‪491‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وقال سائرهم‪ :‬ل يفضل أحدًا على أهل بدر إل أزواج النب صلى ال عليه وسلم فإنه فرض لن أثن‬
‫عشر ألفًا أثن عشر ألفًا‪.‬‬

‫وألق بن جويرية بنت الارث وصفية بنت حيي بن أخطب‪.‬‬

‫وفرض لن هاجر قبل الفتح لكل رجل منهم ثلثة آلف درهم‪.‬‬

‫وفرض لسلمة الفتح لكل رجل منهم ألفي‪.‬‬

‫ث من أنباء الهاجرين كفرائض مسلمة الفتح‪.‬‬


‫وفرض لغلمان أحدا ٍ‬

‫وفرض لعمر بن أب سلمة أربعة آلف‪.‬‬

‫فقال ممد بن عبد ال ابن جحش‪ :‬ل تفضل عمر علينا فقد هاجر آباؤنا وشهدوا بدرًا‪.‬‬

‫فقال عمر‪ :‬أفضله لكانه من النب صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫فليأت الذي يستغيث بأمٍ من أم سلمة أغثه‪.‬‬

‫وفرض لسامة بن زيد أربعة آلف‪.‬‬

‫فقال عبد ال بن عمر‪ :‬فرضت ل ف ثلثة آلف وفرضت لسامة ف أربعة آلف‪.‬‬

‫وقد شهدت ما ل يشهد أسامة‪.‬‬

‫فقال عمر‪ :‬زدته لنه كان أحب إل رسول ال صلى ال عليه وسلم منك وكان أبوه أحب إل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم من أبيك‪.‬‬

‫ث فرض للناس على منازلم وقراءتم القرآن وجهادهم‪.‬‬

‫ث جعل من بقي الناس بابًا واحدًا‪.‬‬

‫فألق من جاءه من السلمي بالدينة ف خسة وعشرين دينارًا لكل رجل‪.‬‬

‫‪492‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وفرض لخرين معهم‪.‬‬

‫وفرض لهل اليمن وقيس بالشام والعراق لكل رجل ما بي ألفي إل ألف إل تسع مئة إل خس مئة‬
‫إل ثلث مئة ول ينقص أحدًا عن ثلث مئة‪.‬‬

‫وقال‪ :‬لئن كثر الال لفرضن لكل رجل أربعة آلف درهم ألفًا لسفره وألفًا لسلحه وألفًا يلفه لهله‬
‫وألفًا لفرسه ونعله‪.‬‬

‫وفرض لنساء مهاجرات‪.‬‬

‫فرض لصفية بنت عبد الطلب ستة آلف درهم ولساء بنت عميس ألف درهم ولم كلثوم بنت‬
‫عقبة ألف درهم ولم عبد ال بن مسعود أل فدرهم‪.‬‬

‫قال الواقدي‪ :‬فقد روى أنه فرص للنساء الهاجرات ثلثة آلف درهم لكل واحدة‪.‬‬

‫قال الواقدي ف إسناده‪ :‬وأمر عمر فكتب له عمال أهل العوال‪.‬‬

‫فكان يري عليهم القوات‪.‬‬

‫وكان عمر يفرض للمنفوس مئة درهم فإذا ترعرع بلغ به مائت درهم فإذا بلغ زاده‪.‬‬

‫وكان إذا أتى باللقيط فرض له مئة وفرض له رزقًا يأخذه وليه كل شهر بقدر ما يصلحه ث ينقله من‬
‫سنة إل سنة‪.‬‬

‫وكان يوصى بم خيًا ويعل رضاعهم ونفقتهم من بيت الال‪.‬‬

‫وحدثنا ممد بن سعد عن الواقدي قال‪ :‬حدثن حزام بن هشام الكعب عن أبيه قال‪ :‬رأيت عمر بن‬
‫الطاب يمل ديوان خزاعة حت ينل قديد فتأتيه النساء بقديد فل يغيب عنه امرأة بك ٌر ول ثيبٌ‬
‫فيعطيهن ف أيديهن ث يروح فينل عسفان فيفعل ذلك أيضًا حت توف‪.‬‬

‫‪493‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ممد بن سعيد عن الواقدي عن أب بكر بن أب سية عن ممد بن زيد قال‪ :‬كان ديوان حي على‬
‫عهد عمر على حدة‪.‬‬

‫ممد بن سعد قال‪ :‬حدثنا الواقدي قال‪ :‬حدثن عبد ال بن عمر العمري عن جهم بن أب جهم قال‪:‬‬
‫قدم خالد بن عرفطة العذري على عمر فسأله عن ما وراءه فقال‪ :‬تركتهم يسألون ال لك أن يزيد ف‬
‫عمرك من أعمارهم‪.‬‬

‫ما وطئ أحدٌ القادسية إل وعطاؤه ألفان أو خس عشرة مئة‪.‬‬

‫وما من مولودٍ ذكرًا كان أو أنثى إل لق ف مئة وجريبي ف كل شهر‪.‬‬

‫قال عمر‪ :‬إنا هو حقهم وأنا أسعد بأدائه إليهم لو كان من مال الطاب ما أعطيتهموه ولكن قد‬
‫علمت أن فيه فضلًا فلو أنه إذا خرج عطاء أحد هؤلء ابتاع منه غنمًا فجعلها بسوادهم فإذا خرج‬
‫عطاؤه ثانية ابتاع الرأس والرأسي فجعله فيها فإن بقي أحد من ولده كان لم شيء قد اعتقدوه‪.‬‬

‫إن ل أدري ما يكون بعدي وإن لعم بنصيحت من طوقن ال أمره فإن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪ :‬من مات غاشًا لرعيته ل يرح ريح النة‪.‬‬

‫وحدثن ممد بن سعد عن الواقدي عن ممد بن عمرو عن السن قال‪ :‬كتب عمر إل حذيفة أن‬
‫أعط الناس أعطيتهم وأرزاقهم‪.‬‬

‫فكتب إليه‪ :‬إنا قد فعلنا وبقي شيء كثي‪.‬‬

‫فكتب إليه‪ :‬إنه فيئهم الذي أفاءه ال عليهم ليس هو لعمر ول لل عمر فاقسمه بينهم‪.‬‬

‫قال‪ :‬وحدثنا وهب بن بقية وممد بن سعد قال‪ :‬حدثنا يزيد بن هارون قال‪ :‬أنبأ ممد بن عمرو عن‬
‫أب سلمة عن أب هريرة أنه قدم على عمر من البحرين‪.‬‬

‫قال‪ :‬فلقيته ف صلة العشاء الخرة‪.‬‬

‫فسلمت عليه فسألن عن الناس‪ :‬ث قال ل‪ :‬ما جئت به‪.‬‬

‫‪494‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫قلت‪ :‬جئت بمس مئة ألف‪.‬‬

‫قلت‪ :‬جئت بمس مئة ألف‪.‬‬

‫قال‪ :‬ماذا تقول قلت‪ :‬مئة ألف ومئة ألف ومئة ألف فعددت خسًا‪.‬‬

‫فقال‪ :‬إنك ناعس فأرجع إل أهلك فنم فإذا أصبحت فأتن‪.‬‬

‫قال أبو هريرة‪ :‬فغدوت إليه‪.‬‬

‫فقال‪ :‬ما جئت به قلت‪ :‬خس مئة ألف‪.‬‬

‫قال‪ :‬أطيب قلت‪ :‬نعم ل أعلم إل ذاك‪.‬‬

‫فقال للناس‪ :‬إنه قدم علينا مال كثي‪.‬‬

‫فإن شئتم أن نعده لكم عددًا وإن شئتم أن نكيله لكم كيل‪.‬‬

‫فقال له رجل‪ :‬يا أمي الؤمني! إن قد رأيت هؤلء العاجم يدونون ديوانًا يعطون الناس عليه‪.‬‬

‫قال‪ :‬فدون الديوان وفرض للمهاجرين الولي ف خسة آلف وللنصار ف أربعة آلف ولزواج‬
‫النب صلى ال عليه وسلم ف أثن عشر ألفًا عن برزة بنت رافع قالت‪ :‬لا خرج العطاء أرسل عمر إل‬
‫زينب بنت جحش بالذي لا‪.‬‬

‫فلما أدخل إليها قالت‪ :‬غفر ال لعمر غيي من أخوات كانت أقوى على قسم هذا من‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬هذا كله لك‪.‬‬

‫قالت‪ :‬سبحان ال واستترت منه بثوب‪.‬‬

‫ث قالت‪ :‬صبوه واطرحوا عليه ثوبًا‪.‬‬

‫ث قالت ل‪ :‬ادخلي يديك واقبضي منه قبضة فاذهب با إل بن فلن من ذوى رحها وأيتامٍ لا‪.‬‬

‫‪495‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فقسمته حت بقيت منه بقية تت الثوب‪.‬‬

‫قالت برزة بنت رافع‪ :‬فقلت غفر ال لك يا أم الؤمني! وال لقد كان لنا ف هذا الال حق‪.‬‬

‫قالت‪ :‬فلكم ما تث الثوب‪.‬‬

‫فوجده تته خس مئة وثاني درهًا‪.‬‬

‫ث رفعت يدها إل السمار فقالت‪ :‬اللهم ل يدركن عطاء لعمر بعد عامي هذا‪.‬‬

‫قال‪ :‬فماتت‪.‬‬

‫حدثنا أبو عبيد قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن صال عن الليث عن ممد بن عجلن قال‪ :‬لا دون عمر‬
‫الدواوين قال‪ :‬بن نبدأ قالوا بنفسك‪.‬‬

‫قال‪ :‬ل إن رسول ال صلى ال عليه وسلم إمامنا فبهطه نبدأ ث بالقرب فالقرب‪.‬‬

‫حدثنا عمرو الناقد قال‪ :‬حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن جعفر بن ممد وحدثنا السي بن علي بن‬
‫السود قال‪ :‬حدثنا وكيع عن سفيان الثوري عن جعفر بن ممد عن أبيه قال‪ :‬لا وضع عمر الديوان‬
‫استشار الناس بن يبدأ فقالوا‪ :‬ابدأ بنفسك‪.‬‬

‫قال ل‪ :‬ولكن أبدأ بالقرب فالقرب من رسول ال صلى ال عليه وسلم فبدأ بم‪.‬‬

‫حدثنا السي بن السود قال‪ :‬حدثنا وكيع عن سفيان عن أب إسحاق عن مصعب بن سعد أن عمر‬
‫فرض لهل بدر ف ستة آلف ستة آلف وفرض لمهات الؤمني ف عشرة آلف عشرة آلف‬
‫وفضل عائشة بألفي لب رسول ال صلى ال عليه وسلم إياها وفرض لصفية وجويرية ف ستة آلف‬
‫ستة آلف وفرض لنساء من الهاجرات ف ألف ألف منهن أم عبد وهي أم عبد ال بن مسعود‪.‬‬

‫حدثنا السي قال‪ :‬حدثنا وكيع عن إساعيل بن أب خالد عن قيس بن أب حازم قال‪ :‬فرض عمر‬
‫لهل بدر عربم ومواليهم ف خسة آلف خسة آلف‪.‬‬

‫‪496‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وقال‪ :‬لفضلنهم على من سواهم‪.‬‬

‫حدثنا السي حدثنا وكيع عن إسرائيل عن جابر عن عامر قال‪ :‬كان فيهم خسةٌ من العجم‪ :‬منهم‬
‫تيم الداري وبلل‪.‬‬

‫قال وكيع‪ :‬الدار من لم ولكن الشعب قال هذا‪.‬‬

‫عن شيخ لم قال‪ :‬سعت عمر يقول‪ :‬لئن بقيت إل قابل للقن سفلة الهاجرين ف ألفي ألفي‪.‬‬

‫وحدثنا أبو عبيد قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن صال الصري عن الليث بن سعد عن عبد الرحن بن خالد‬
‫الفهمي عن ابن شهاب أن عمر حي دون الدواوين فرض لزواج النب صلى ال عليه وسلم اللت‬
‫نكح نكاحًا أثن عشر ألف درهم أثن عشر ألف درهم‪.‬‬

‫وفرض لويرية وصفية بنت حب بن أخطب ستة آلف درهم لنما كانتا ما أفاء ال على رسوله‪.‬‬

‫وفرض للمهاجرين الذين شهدوًا بدرًا خسة آلف خسة آلف‪.‬‬

‫وفرض للنصار الذين شهدوا بدرًا أربعة آلف أربعة آلف‪.‬‬

‫وعم بفريضته كل صريحٍ وحليفٍ ومول شهد بدرًا فلم يفضل أحدًا على أحد‪.‬‬

‫حدثنا عمرو الناقد وأبو عبيد قال‪ :‬حدثنا أحد بن يونس عن أب خيثمة قال‪ :‬حدثنا أبو إسحاق عن‬
‫مصعب بن سعد أن عمر فرض لهل بدر من الهاجرين والنصار ستة آلف ستة آلف‪.‬‬

‫وفرض لنساء النب صلى ال عليه وسلم عشرة آلف عشرة آلف وفضل عليهن عائشة ففرض وفرض‬
‫لويرية وصفية ستة آلف ستة آلف‪.‬‬

‫وفرض للمهاجرات الول أساء بنت عميس وأساء بنت أب بكر وأم عبد ال بن مسعود ألف ألف‪.‬‬

‫حدثنا السي بن السود قال‪ :‬حدثنا وكيع عن ممد بن قيس السدي قال‪ :‬حدثتن والدت أم الكم‬
‫أن عليا ألقها ف مئة من العطاء‪.‬‬

‫‪497‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫حدثنا السي بن السود قال‪ :‬حدثنا وكيع عن سفيان عن الشيبان عن يسي بن عمرو أن سعدًا‬
‫فرض لن قرأ القرآن ف ألفي ألفي‪.‬‬

‫قال‪ :‬فكتب إليه عمر‪ :‬ل تعط على القرآن أحدًا‪.‬‬

‫حدثنا أبو عبيد قال‪ :‬حدثنا سعيد بن أب مري عن أبن ليعة عن يزيد بن أب حبيب أن عمر جعل‬
‫عمرو بن العاص ف مائتي لنه أميٌ وعمي بن وهب المحي ف مائتي لصبه على الضيق وبسر بن‬
‫أب أرطأة ف مائتي لنه صاحب فتح‪.‬‬

‫وقال‪ :‬رب فتحٍ قد فتحه ال على يده‪.‬‬

‫فقال أبو عبيد‪ :‬يعن بذا العدد من الدناني‪.‬‬

‫وقال أبو عبيد‪ :‬حدثنا عبد ال بن صال عن الليث بن سعد عن يزيد بن أب حبيب أن عمر كتب إل‬
‫عمرو بن العاص‪ :‬أن افرض لن بايع تت الشجرة ف مائتي من العطاء ‪ -‬قال‪ :‬يعن مائت دينار ‪-‬‬
‫وابلغ ذلك لنفسك بإمارتك وافرض لارجة بن حذافة ف شرف العطاء لشجاعته‪.‬‬

‫وحدثنا أبو عبيد قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن صال عن الليث بن سعد عن ممد بن عجلن أن عمر فضل‬
‫أسامة بن زيد على عبد اله بن عمر‪.‬‬

‫فلم يزل الناس بعبد ال حت كلم عمر فقال‪ :‬أتفضل على من ليس بأفضل من فرضت له ف ألفي‬
‫ول ف ألفٍ وخسة مئة درهم‪.‬‬

‫قال عمر‪ :‬فعلت ذلك لن زيد بن حارثة كان أحب إل رسول ال صلى ال عليه وسلم من عمر‪.‬‬

‫وأن أسامة كان أحب إل رسول ال صلى ال عليه وسلم من عبد ال بن عمر‪.‬‬

‫وحدثن يي بن معي قال‪ :‬حدثنا يي بن سعيد عن خارجة بن مصعب عن عبيد ال بن عمر عن‬
‫نافع أو غيه عن ابن عمر أنه كلم أباه ف تفضيل أسامة عليه ف العطاء وقال‪ :‬وال ما سبقن إل‬
‫شيء‪.‬‬

‫‪498‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فقال عمر‪ :‬إن أباه كان أحب إل رسول ال صلى ال عليه وسلم من أبيك وإنه كان أحب إل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم منك‪.‬‬

‫عن السن قال‪ :‬إن قومًا قدموا على عاملٍ لعمر بن الطاب فأعطى العرب منهم وترك الوال‪.‬‬

‫فكتب إليه عمر‪ :‬أما بعد فيحسب الرء من الشر أن يقر أخاه السلم والسلم‪.‬‬

‫حدثنا أبو عبيد حدثنا خالد بن عمر عن إسرائيل عن عمار الدهن عن سال بن أب العد أن عمر‬
‫جعل عطاء عمار بن ياسر ستة آلف درهم‪.‬‬

‫حدثنا أبو عبيد قال‪ :‬حدثنا خالد عن إسرائيل عن إساعيل بن سيع عن مسلم البطي أن عمر جعل‬
‫عطاء سلمان أربع آلف درهم‪.‬‬

‫وحدثنا روح بن عبد الؤمن قال‪ :‬حدثنا يعقوب عن حاد عن حيد عن أنس قال‪ :‬فرض عمر‬
‫للهرمزان ف ألفي من العطاء‪.‬‬

‫حدثن العمري قال‪ :‬حدثن أبو عبد الرحن الطائي‪.‬‬

‫عن الشعب قال‪ :‬لا هم عمر بن الطاب ف سنة عشرين بتدوين الدواوين دعا بخرمة بن نوفل وجبي‬
‫بن مطعم فأمرها أن يكتبا الناس على منازلم‪.‬‬

‫فكتبوا بن هاشم ث اتبعوهم أبا بكر وقومه وعمر وقومه‪.‬‬

‫فلما نظر عمر ف الكتاب قال‪ :‬وددت أن ف القرابة برسول ال صلى ال عليه وسلم كذا‪.‬‬

‫ابدؤوا بالقرب فالقرب‪.‬‬

‫ث ضعوا عمر بيث وضعه ال‪.‬‬

‫فشكر العباس بن عبد الطلب رحه ال على ذلك وقال‪ :‬وصلتك رحمٌ‪.‬‬

‫‪499‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫قال‪ :‬فلما وضع عمر الديوان قال أبو سفيان بن حرب‪ :‬أديوان مثل ديوان بن الصفر إنك إن فرضت‬
‫للناس اتكلوا على الديوان وتركوا التجارة‪.‬‬

‫فقال عمر‪ :‬ل بد من هذا فقد كثر فء السلمي‪.‬‬

‫قال‪ :‬وفرض عمر لدهقان نر اللك ولبن النخيخان ولالد وجيل ابن بوصبهري دهقان الفلليج‬
‫ولبسطام بن نرسي دهقان بابل وخطر نية وللرفيل دهقان العال وللهرموزان ولفينة العبادي ف ألف‬
‫ألف‪.‬‬

‫ويقال إنه فضل الرمزان ففرض له ألفي‪.‬‬

‫وحدثنا أبو عبيد عن إساعيل بن عياش عن أرطئة بن النذر عن حكيم بن عمي أن عمر بن الطاب‬
‫كتب إل أمراء الجناد‪ :‬ومن أعتقتم من المراء فأسلموا فألقوهم بواليهم لم ما لم وعليهم ما‬
‫عليهم وإن أحبوا أن يكونوا قبيلة وحدهم فاجعلوهم أسوتم ف العطاء‪.‬‬

‫حدثنا هشام بن عمار عن بقية عن أب بكر بن عبد ال بن أب مري عن أبيه عن أب عبيده أن رجالًا‬
‫من أهل البادية سألوه أن يرزقهم‪.‬‬

‫فقال‪ :‬وال ل أرزقكم حت أرزق أهل الاضرة‪.‬‬

‫وحدثنا أبو عبيد قال‪ :‬حدثنا أبو اليمان قال‪ :‬حدثنا صفوان بن عمر قال‪ :‬كتب عمر بن عبد العزيز‬
‫إل يزيد بن حصي أن مر للجن بالفريضة وعليك بأهل الاضرة‪.‬‬

‫حدثن أبو عبيد قال‪ :‬حدثنا سعيد بن أب مري عن عبيد ال بن عمر العمري عن نافع‪.‬‬

‫عن ابن عمر أن عمر كان ل يعطي أهل مكة عطاء ول يضرب عليهم بعثًا ويقول هم كذا وكذا‪.‬‬

‫حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلم حدثنا عبد الرحن بن مهدي عن شعبة عن عدي بن ثابت عن أب‬
‫حازم‪.‬‬

‫عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬من ترك كلًا فإلينا ومن ترك مالًا فلورثته‪.‬‬

‫‪500‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫حدثن هشام بن عمار الدمشقي قال‪ :‬حدثنا الوليد بن مسلم عن سليمان أبن أب العاتكة وكلثوم بن‬
‫زياد قال‪ :‬حدثن سليمان بن حبيب أن عمر فرض لعيال القاتلة وذريتهم العشرات‪.‬‬

‫قال‪ :‬فأمضى عثمان ومن بعده من الولة ذلك وجعلوها موروثة يرثها ورثة اليت من ليس ف العطاء‬
‫حت كان عمر بن عبد العزيز‪.‬‬

‫قال سليمان‪ :‬فسألن عن ذلك فأخبته بذا‪.‬‬

‫فأنكر الوراثة وقال‪ :‬اقطعها وأعم بالفريضة‪.‬‬

‫فقلت‪ :‬فإن أتوف أن يستنوا بك من بعدك ف قطع الوراثة ول يستنوا بك ف عموم الفريضة‪.‬‬

‫قال‪ :‬صدقت وتركهم‪.‬‬

‫حدثن بكر بن اليثم حدثنا عبد ال بن صال عن ابن ليعة عن أب قبيل قال‪ :‬كان عمر بن الطاب‬
‫رضي ال عنه يفرض للمولود إذا ولد ف عشرة فإذا بلغ أن يفرض له ألق بالفريضة فلما كان معاوية‬
‫فرض ذلك للفطيم‪.‬‬

‫فلما كان عبد اللك بن مروان قطع ذلك كله إل عمن شاء‪.‬‬

‫حدثنا عفان‪ :‬حدثنا يزيد‪.‬‬

‫قال‪ :‬أنبأ يي بن التوكل عن عبد ال بن نافع‪.‬‬

‫عن ابن عمر أن عمر كان ل يفرض للمولود حت يفطم‪.‬‬

‫ث نادى مناديه‪ :‬ل تعجلوا أولدكم عن الفطام فإن نفرض لكل مولودٍ ف السلم‪.‬‬

‫وحدثنا عمرو الناقد قال‪ :‬حدثنا أحد بن يونس عن زهي بن معاوية عن أب إسحاق أن جده مر على‬
‫عثمان فقال له‪ :‬كم معك من عيالك يا شيخ قال‪ :‬معي كذا‪.‬‬

‫قال‪ :‬قد فرضنا لك وفرضنا لعيالك مئة مئة‪.‬‬

‫‪501‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫حدثنا أبو عبيد قال‪ :‬حدثنا مروان بن شجاع الزري قال‪ :‬أثبتن عمر بن عبد العزيز وأنا فطيمٌ ف‬
‫عشرة دناني‪.‬‬

‫حدثنا إبراهيم بن ممد الشامي قال‪ :‬حدثنا عبد الرحن بن مهدي عن سفيان الثوري عن أب‬
‫الحاف عن رجل من خثعم قال‪ :‬ولد ل ول ٌد فأتيت به عليًا فأثبته ف مئة‪.‬‬

‫حدثن عمرو الناقد قال‪ :‬حدثنا عبد الرحن بن مهدي عن سفيان عن عبد ال بن شريك عن بشر بن‬
‫غالب قال‪ :‬سئل السي بن علي ‪ -‬أو قال‪ :‬السن ابن علي شك عمر ‪ -‬مت يب سهم الولود‬
‫قال‪ :‬إذا استهل‪.‬‬

‫حدثن عمرو الناقد‬

‫قال‪ :‬حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن السن بن ممد أن ثلثة ملوكي لبن عفان‬
‫شهدوا بدرًا‪.‬‬

‫فكان عمر يعطى كل إنسان منهم كل سنة ثلثة آلف درهم‪.‬‬

‫حدثنا أبو عبيد قال‪ :‬حدثنا ابن أب عدي عن سفيان عن زهي ابن ثابت أو ابن أب ذئب عن ذهل بن‬
‫أوس أن عليًا أتى بنبوذ فأثبته ف مئة‪.‬‬

‫وحدثن عمرو والقاسم بن سلم قال‪ :‬حدثنا أحد بن يونس عن زهي وحدثن عبد ال بن صال‬
‫القري عن زهي بن معاوية قال‪ :‬حدثنا أبو إسحاق عن حارثة بن الضرب أن عمر بن الطاب أمر‬
‫بريبٍ من طعام فعجن ث خبز ث ثرد بزيت ث دعا بثلثي رجلًا فأكلوا منه غداءهم حت أصدرهم‪.‬‬

‫ث فعل بالعشي مثل ذلك‪.‬‬

‫فقال‪ :‬يكفي الرجل جريبان كل شهر‪.‬‬

‫فكان يرزق الناس الرجل والرأة والملوك جريبي كل شهر‪.‬‬

‫قال عبد ال بن صال‪ :‬إن الرجل كان يدعو على صاحبه فيقول‪ :‬رفع ال جريبيك‪.‬‬

‫‪502‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫أي قطعهما عنك بالوت‪.‬‬

‫فبقي ذلك ف ألسن الناس إل اليوم‪.‬‬

‫حدثنا أبو عبيد قال‪ :‬حدثن أبو اليمان عن صفوان بن عمرو عن أب الزاهرية أن أبا الدرداء قال‪.‬‬

‫رب سنة راشد ٍة مهدية قد سنها عمر ف أمة ممد صلى ال عليه وسلم منها‪ :‬الديان والقسطان‪.‬‬

‫حدثنا أبو عبيد قال‪ :‬حدثنا سعيد بن أب مري عن ابن ليعة عن قيس بن رافع أنه سع سفيان بن‬
‫وهب يقول‪ :‬قال عمر وأخذ الدى بيد والقسط بيد‪ :‬إن قد فرضت لكل نفس مسلمة ف كل شهر‬
‫مدي حنطة وقسطي خل‪.‬‬

‫فقال رجل‪ :‬والعبد قال‪ :‬نعم والعبد‪.‬‬

‫حدثن هشام بن عمار قال‪ :‬حدثنا يي بن حزة قال‪ :‬حدثن تيم ابن عطية قال‪ :‬حدثن عبد ال بن‬
‫قيس أن عمر بن الطاب صعد النب فحمد ال وأثن عليه ث قال‪ :‬إنا أجرينا عليكم أعطياتكم‬
‫وأرزاقكم ف كل شهر وف يديه الدى والقسط‪.‬‬

‫قال‪ :‬فحركهما وقال‪ :‬حدثنا أبو عبيد قال‪ :‬حدثنا ابن أب زائدة عن معقل بن عبيد ال عن عمر بن‬
‫عبد العزيز أنه كان إذا استوجب الرجل عطاءه ث مات أعطاه ورثته‪.‬‬

‫حدثنا عفان وخلف البزار ووهب بن بقية قالوا‪ :‬أنبأ يزيد بن هارون قال‪ :‬أنبأ إساعيل بن أب خالد‬
‫عن قيس بن أب حازم قال‪ :‬قال الزبي بن العوام لعثمان بن عفان رضي ال عنهما بعد موت عبد ال‬
‫بن مسعود‪ :‬اعطن عطاء عبد ال فعياله أحق به من بيت الال‪.‬‬

‫فأعطاه خسة عشر ألفًا‪.‬‬

‫قال يزيد قال إساعيل‪ :‬وكان الزبي وصى ابن مسعود‪.‬‬

‫وحدثن ابن أب شيبة قال‪ :‬حدثنا عبيد ال بن موسى عن علي بن صال ابن حي عن ساك بن حرب‬
‫أن رجلًا مات ف الي بعد ثانية أشهر مضت من السنة فأعطاه عمر ثلثي عطائه‪.‬‬

‫‪503‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫أمر الات حدثن عفان بن مسلم قال‪ :‬حدثنا شعبة قال‪ :‬أنبأ قتادة قال‪ :‬سعت أنس بن مالك يقول‪:‬‬
‫لا أراد رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يكتب إل ملك الروم قيل له‪ :‬إنم ل يقرأون الكتاب إل‬
‫أن يكون متومًا‪.‬‬

‫قال‪ :‬فاتذ خاتًا من فضة‪.‬‬

‫فكأن أنظر إل بياضه ف يده‪.‬‬

‫ونقش عليه‪ :‬ممدٌ رسول ال‪.‬‬

‫حدثنا أبو الربيع سليمان بن داود الزهران قال‪ :‬حدثنا حاد بن زيد قال‪ :‬أنبأ أيوب عن نافع عن ابن‬
‫عمر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم اتذ خاتًا من فضة وجعل فصه من باطن كفه حدثن ممد‬
‫بن حيان اليان قال‪ :‬حدثنا زهي عن حيد عن أنس بن مالك قال‪ :‬كان خات رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم من فضة كله وفصه منه‪.‬‬

‫حدثنا عمرو الناقد قال‪ :‬حدثنا يزيد بن هارون عن حيد عن السن قال‪ :‬كان خات رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم من ورق وكان فصه حبشيا‪.‬‬

‫حدثنا هدية بن خالد قال‪ :‬حدثنا هام بن يي عن عبد العزيز ابن صهيب عن أنس بن مالك أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬قد صنعت خاتًا فل ينقشن أحدٌ على نقشه‪.‬‬

‫حدثنا بكر بن اليثم قال‪ :‬حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري وقتادة قال‪ :‬اتذ رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم خاتًا من فضة ونقش عليه ممد رسول ال‪.‬‬

‫فكان أبو بكر يتم به ث عمر ث عثمان وكان ف يده فسقط من يده ف البئر فنفت فلم يقدر عليه‬
‫وذلك ف النصف من خلفته‪.‬‬

‫فاتذ خاتًا ونقش عليه ممد رسول ال ف ثلثة أسطر‪.‬‬

‫قال قتادة‪ :‬وحربه كذا ‪.‬‬

‫‪504‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫حدثنا هناد قال‪ :‬حدثنا السود بن شيبان قال‪ :‬أخبنا خالد بن سي قال‪ :‬انتقش رجل يقال له معن‬
‫بن زائدة على خات اللفة‪.‬‬

‫فأصاب مالًا من خراج الكوفة على عهد عمر فبلغ ذلك عمر فكتب إل الغية بن شعبة‪ :‬إنه بلغن أن‬
‫رجلًا يقال له معن بن زائدة انتقش على خات اللفة فأصاب به مالًا من خراج الكوفة‪.‬‬

‫فإذا أتاك كتاب هذا فنفذ فيه أمري وأطع رسول‪.‬‬

‫فلما صلى الغية العصر وأخذ الناس مالسهم خرج ومعه رسول عمر‪.‬‬

‫فاشرأب الناس ينظرون إليه حت وقف على معن‪.‬‬

‫ث قال للرسول‪ :‬إن أمي الؤمني أمرن أن أطيع أمرك فيه فمرن با شئت‪.‬‬

‫فقال للرسول‪ :‬ادع ل بامعة أعلقها ف عنقه‪.‬‬

‫فأتى بامعة فجعلها ف عنقه وجبذها جبذًا شديدًا‪.‬‬

‫ث قال للمغية‪ :‬احبسه حت يأتيك فيه أمر أمي الؤمني‪.‬‬

‫ففعل‪.‬‬

‫وكان السجن يومئذ من قصب فتمحل معنٌ للخروج وبعث إل أهله‪ :‬أن ابعثوا ل بناقت وجاريت‬
‫وعباءت القطوانية‪.‬‬

‫ففعلوا‪.‬‬

‫فخرج من الليل وأردف جاريته فسار حت إذا رهب أن يفصحه الصبح أناخ ناقته وعقلها ث كمن‬
‫حت كف عنه الطلب‪.‬‬

‫فلما أمسى أعاد على ناقته العباءة وشد عليها وأردف جاريته ث سار حت قدم على عمر وهو يوقظ‬
‫التهجدين لصلة الصبح ومعه درته‪.‬‬

‫‪505‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فجعل ناقته وجاريته ناحيةً ث دنا من عمر فقال‪ :‬السلم عليك يا أمي الؤمني ورحه ال وبركاته‪.‬‬

‫فقال‪ :‬وعليك‪.‬‬

‫من أنت قال‪ :‬معن بن زائدة جئتك تائبًا‪.‬‬

‫قال‪ :‬ائت فل يييك ال‪.‬‬

‫فلما صلى صلة الصبح قال الناس‪ :‬مكانكم‪.‬‬

‫فلمت طلعت الشمس قال‪ :‬هذا معن بن زائدة انتقش على خات اللفة فأصاب فيه مالًا من خراج‬
‫الكوفة فما تقولون فيه فقال قائل‪ :‬اقطع يده‪.‬‬

‫وقال قائل‪ :‬اصلبه‪.‬‬

‫وعليٌ ساكت‪.‬‬

‫فقال له عمر‪ :‬ما تقول أبا السن‪.‬‬

‫قال‪ :‬يا أمي الؤمني رجل كذب كذبة عقوبته ف بشره‪.‬‬

‫فضربه عمر ضربًا شديدًا ‪ -‬أو قال مبحًا ‪ -‬وحبسه‪.‬‬

‫فكان ف البس ما شاء ال‪.‬‬

‫ث إنه أرسل إل صديق له من قريش‪ :‬أن كلم أمي الؤمني ف تلية سبيلي‪.‬‬

‫فكلمه القرش فقال‪ :‬يا أمي الؤمني معن بن زائدة قد أصبته من العقوبة با كان له أهلًا فإن رأيت أن‬
‫تلي سبيله‪.‬‬

‫فقال عمر‪ :‬ذكرتن الطعن وكنت ناسيًا‪.‬‬

‫علي بعن‪.‬‬

‫‪506‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فضربه ث أمر به إل السجن‪.‬‬

‫فبعث معن إل كل صديق له‪ :‬ل تذكرون لمي الؤمني‪.‬‬

‫فلبث مبوسًا ما شاء ال‪.‬‬

‫ث إن عمر انتبه له فقال‪ :‬معن‪.‬‬

‫فأتى به فقاسه وخلى سبيله‪.‬‬

‫حدثن الفضل البشكري وأبو السن الدائن عن ابن جابان عن ابن القفع قال‪ :‬كان ملك الفرس إذا‬
‫أمر بأمر وقعه صاحب التوقيع بي يديه وله خادم يثبت ذكره عنده ف تذكرة تمع لكل شهر فيختم‬
‫عليها اللك خاته وتزن ث ينفذ التوقيع إل صاحب الزمام وإليه التم فينفذه إل صاحب العمل‬
‫فيكتب به كتابًا من اللك وينسخ ف الصل ث ينفذ إل صاحب الزمام فيعرضه على اللك فيقابل به‬
‫ما ف التذكرة ث يتم بضرة اللك أو أوثق الناس عنده‪.‬‬

‫وحدثن الدائن عن مسلمة بن مارب قال‪ :‬كان زياد بن أب سفيان أول من اتذ من العرب ديوان‬
‫زمامٍ وخات امتثالًا لا كانت الفرس تفعله‪.‬‬

‫حدثن مفضل اليشكري قال‪ :‬حدثن ابن جابان عن ابن القفع قال‪ :‬كان للكمن ملوك فارس خات‬
‫للسر وخات للرسل وخات للتخليد يتم به السجلت والقطاعات وما أشبه ذلك من كتب التشريف‬
‫وخات للخراج‪.‬‬

‫فكان صاحب الزمام يليها‪.‬‬

‫وربا أفرد بات السر والرسائل رجلٌ من خاصة اللك‪.‬‬

‫وحدثن أبو السن الدائن عن ابن جابان عن ابن القفع قال‪ :‬كانت الرسائل بمل الال تقرأ على‬
‫ف بيض‪.‬‬‫اللك وهي تكتب ف صح ٍ‬

‫‪507‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وكان صاحب الراج يأت اللك كل سنة بصحف موصلة قد أثبت فيها مبلغ ما اجتب من الراج‬
‫وما أنفق ف وجوه النفقات وما حصل ف بيت الال فيختمها ويريها‪.‬‬

‫فلما كان كسرى بن هرمز ابرويز تأذى بروائح تلك الصحف وأمر أن ل يرفع إليه صاحب ديوان‬
‫خراجه ما يرفع إل ف صحف مصفرة بالزعفران وماء الورد وأن ل تكتب الصحف الت تعرض عليه‬
‫بمل الال وغي ذلك إل مصفرة‪.‬‬

‫ففعل ذلك‪.‬‬

‫فلما ول صال بن عبد الرحن خراج العراق تقبل منه ابن القفع بكور دجلة ويقال بالبهقباذ فحمل‬
‫مالًا‪.‬‬

‫فكتب رسالته ف جلد وصفرها‪.‬‬

‫فضحك صال وقال‪ :‬أنكرت أن يأت با غيه‪.‬‬

‫يقول‪ :‬لعلمه بأمور العجم‪.‬‬

‫قال أبو السن‪ :‬وأخبن مشايخ من الكتاب أن دواوين الشام إنا كانت ف قراطيس وكذلك الكتب‬
‫إل ملوك بن أمية ف حل الال وغي ذلك‪.‬‬

‫فلما ول أمي الؤمني النصور أمر وزيره أبا أيوب الوريان أن يكتب الرسائل بمل الموال ف‬
‫صحف وأن تصفر الصحف‪.‬‬

‫فجرى المر على ذلك‪.‬‬

‫أمر النقود حدثنا السي بن السود قال‪ :‬حدثنا يي بن آدم قال‪ :‬حدثن السن بن صال قال‪ :‬كانت‬
‫الدراهم من ضرب العاجم متلفة كبارًا وصغارًا‪.‬‬

‫فكانوا يضربون منها مثقالًا وهو وزن عشرين قياطًا ويضربون منها وزن اثن عشر قياطًا ويضربون‬
‫عشرة قراريط وهي أنصاف الثاقيل‪.‬‬

‫‪508‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فلما جاء ال بالسلم واحتيج ف أداء الزكاة إل المر الوسط أخذوا عشرين قياطًا‪.‬‬

‫فضربوا على وزن الثلث من ذلك وهو أربعة عشر قياطًا فوزن الدرهم العرب أربعة عشر قياطًا من‬
‫قراريط الدينار العزيز فصار وزن كل عشرة دراهم سبع مثاقيل‪.‬‬

‫وذلك مئة وأربعون قياطًا وزن سبعة‪.‬‬

‫وقال غي السن بن صال‪ :‬كانت دراهم العاجم ما العشرة منها وزن عشرة مثاقيل وما العشرة منها‬
‫وزن ستة مثاقيل وما العشرة منها وزن خسة مثاقيل‪.‬‬

‫فجمع ذلك فوجد إحدى وعشرين مثقالًا‪.‬‬

‫فأخذ ثلثه وهو سبعة مثاقيل فضربوا دراهم وزن العشرة منها سبعة مثاقيل‪.‬‬

‫وحدثن ممد بن سعد قال‪ :‬حدثنا ممد بن عمر السلمي قال‪ :‬حدثنا عثمان ابن عبد ال بن موهب‬
‫عن أبيه عن عبد ال بن ثعلبة بن صعي قال‪ :‬كانت دناني هرقل ترد على أهل مكة ف الاهلية وترد‬
‫عليهم دراهم الفرس البغلية‪.‬‬

‫فكانوا ل يتبايعون إل على أنا تب‪.‬‬

‫وكان الثقال عندهم معروف الوزن وزنه اثنان وعشرون قياطًا إل كسرًا ووزن العشرة الدراهم سبعة‬
‫مثاقيل‪.‬‬

‫فكان الرطل أثن عشر أوقية وكل أوقية أربعي درها‪.‬‬

‫فأقر رسول ال صلى ال عليه وسلم ذلك وأقره أبو بكر وعمر وعثمان وعلي‪.‬‬

‫فكان معاوية فأقر ذلك على حاله‪.‬‬

‫ث ضرب مصعب بن الزبي ف أيام عبد ال بن الزبي دراهم قليلة كسرت بعد‪.‬‬

‫فلما ول عبد اللك بن مروان سأل وفحص عن أمر الدراهم والدناني‪.‬‬

‫‪509‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫فكتب إل الجاج بن يوسف أن يضرب الدراهم على خسة عشر قياطًا من قراريط الدناني‪.‬‬

‫وضرب هو الدناني الدمشقية‪.‬‬

‫قال عثمان قال أب‪ :‬فقدمت علينا الدينة وبا نفرٌ من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫وغيهم من التابعي فلم ينكروا ذلك‪.‬‬

‫قال ممد بن سعد‪ :‬وزن الدرهم من دراهنا هذه أربعة عشر قياطًا من قراريط مثقالنا الذي جعل‬
‫عشرين قياطًا‪.‬‬

‫وهو وزن خسة عشر قياطًا من إحدى وعشرين قياطًا وثلثة أسباع‪.‬‬

‫حدثن ممد بن سعد قال‪ :‬حدثنا ممد بن عمر قال‪ :‬حدثن إسحاق ابن حازم عن الطلب بن‬
‫السائب عن أب وداعة السهمي أنه أراه وزن الثقال‪.‬‬

‫قال‪ :‬فوزنته فوجدته وزن مثقال عبد اللك بن مروان‪.‬‬

‫قال‪ :‬هذا كان عند أب وداعة بن ضبية السهمي ف الاهلية‪.‬‬

‫وحدثن ممد بن سعد قال‪ :‬حدثنا الواقدي عن سعيد بن مسلم ابن بابك عن عبد الرحن بن سابط‬
‫المحي قال‪ :‬كانت لقريش أوزانٌ ف الاهلية‪.‬‬

‫فدخل السلم فأقرت على ما كانت عليه‪.‬‬

‫كانت قريش تزن الفضة بوزنٍ تسميه درها وتزن الذهب بوزن تسميه دينارًا‪.‬‬

‫فكل عشرةٍ من أوزان الدراهم سبعة أوزان الدناني‪.‬‬

‫وكان وزن الشعية وهو واحد من الستي من وزن الدرهم‪.‬‬

‫وكان لم الوقية وزن أربعي درها‪.‬‬

‫‪510‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫والنش وزن عشرين درها‪.‬‬

‫وكانت لم النواة وهي وزن خسة دراهم‪.‬‬

‫فكانوا يتبايعون بالتب على هذه الوزان‪.‬‬

‫فلما قدم النب صلى ال عليه وسلم مكة أقرهم على ذلك‪.‬‬

‫ممد بن سعد عن الواقدي قال‪ :‬حدثن ربيعة بن عثمان عن وهب بن كيسان قال‪ :‬رأيت الدناني‬
‫والدراهم قبل أن ينقشها عبد اللك مسوحة‪.‬‬

‫وهي وزن الدناني الت ضربا عبد اللك‪.‬‬

‫وحدثن ممد بن سعد عن الواقدي عن عثمان بن عبد ال ابن موهب عن أبيه قال‪ :‬قلت لسعيد بن‬
‫السيب‪ :‬من أول من ضرب الدناني النقوشة فقال‪ :‬عبد اللك بن مروان وكانت الدناني ترد روميةً‬
‫والدراهم كسرويةً وحيية قليلة‪.‬‬

‫قال سعيد‪ :‬فأنا بعثت بتب إل دمشق فضرب ل على وزن الثقال ف الاهلية‪.‬‬

‫وحدثن ممد بن سعد قال‪ :‬حدثنا سفيان بن عيينة عن أبيه أن أول من ضرب وزن سبعة الارث بي‬
‫عبد ال بن أب ربيعة الخزوى أيام ابن الزبي‪.‬‬

‫وحدثن ممد بن سعد قال‪ :‬حدثن ممد بن عمر قال‪ :‬حدثنا ابن أب الزناد عن أبيه أن عبد اللك‬
‫أول من ضرب الذهب عام الماعة سنة أربع وسبعي قال أبو السن الدائن‪ :‬ضرب الجاج‬
‫الدراهم آخر سنة خس وسبعي ث أمر بضربا ف جيع النواحي سنة ستٍ وسبعي‪.‬‬

‫وحدثن داود الناقد قال سعت مشاينا يتحدثون أن العباد من أهل الية كانوا يتروجون على مئة‬
‫وزن ستة يريدون وزن ستي مثقالًا دراهم وعلى مئة وزن ثانية يريدون ثاني مثقال دراهم وعلى مئة‬
‫وزن خسة يريدون وزن خسي مثقال دراهم وعلى مئة وزن مئة مثقال‪.‬‬

‫‪511‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫قال داود الناقد‪ :‬رأيت درها عليه ضرب هذه الدراهم بالكوفة سنة ثلث وسبعي فاجع النقاد أنه‬
‫معمول‪.‬‬

‫وقال‪ :‬رأيت درها شاذا ل ير مثله عليه عبيد ال بن زياد فأنكر أيضًا‪.‬‬

‫حدثن ممد بن سعد قال‪ :‬حدثن الواقدي عن يي بن النعمان الغفاري عن أبيه قال‪ :‬ضرب مصعب‬
‫الدراهم بأمر عبد ال بن الزبي سنة سيعي على ضرب الكاسرة وعليها بركة ال‪.‬‬

‫فلما كان الجاج غيها‪.‬‬

‫وروي عن هشام بن الكلب أنه قال‪ :‬ضرب مصعب مع الدراهم دناني أيضًا‪.‬‬

‫حدثن داود الناقد قال‪ :‬حدثن أبو الزبي الناقد قال‪ :‬ضرب عبد اللك شيئًا من الدناني ف سنة أربع‬
‫وسبعي ث ضربا سنة خس وسبعي وأن الجاج ضرب دراهم بغلية كتب عليها‪ :‬بسم ال‪.‬‬

‫الجاج‪.‬‬

‫ث كتب عليها بعد سنة‪ :‬ال الصمد‪.‬‬

‫فكره الفقهاء ذلك فسميت قال‪ :‬ويقال إن العاجم كرهوا نقصانا فسميت مكروهة‪.‬‬

‫قال‪ :‬وسيت السميية بأول من ضربا واسه سي‪.‬‬

‫حدثن عباس بن هشام الكلب عن أبيه قال‪ :‬حدثن عوانة بن الكم أن الجاج سأل عن ما كانت‬
‫الفرس تعمل به ف ضرب الدراهم‪.‬‬

‫فاتذ دار ضرب وجع فيها الطباعي‪.‬‬

‫فكان يضرب الال للسلطان ما يتمع له من التب وخلصة الزيوف والستوقة والبهجة‪.‬‬

‫ث أذن للتجار وغيهم ف أن تضرب لم الوراق واستغلها من فضول ما كان يؤخذ من فضول‬
‫الجرة للصناع والطباعي‪.‬‬

‫‪512‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وختم أيدي الطباعي‪.‬‬

‫فلما ول عمر بن هبية العراق ليزيد بن عبد اللك خلص الفضة أبلغ من تليص من قبله وجود‬
‫الدراهم‪.‬‬

‫فاشتد ف العيار‪.‬‬

‫ث ول خالد بن عبد ال البجلي ث القسري العراق لشام بن عبد اللك فاشتد ف النقود أكثر من شدة‬
‫ابن هبية حت أحكم أمرها أبلغ من أحكامه‪.‬‬

‫ث ول يوسف بن عمر بعده فأفرط ف الشدة على الطباعي وأصحاب الغيار وقطع اليدي وضرب‬
‫البشار‪.‬‬

‫فكانت البية والالدية واليوسفية أجود نقود بن أمية‪.‬‬

‫ول يكن النصور يقبل ف الراج من نقود بن أمية غيها‪.‬‬

‫فسميت الدراهم الول الكروهة‪.‬‬

‫عن أبيه أن عبد اللك بن مروان أول من ضرب الذهب والورق بعد عام الماعة‪.‬‬

‫قال‪ :‬فقلت لب‪ :‬أرأيت قول الناس إن ابن مسعود كان يأمر بكسر الزيوف قال‪ :‬تلك زيوف ضربا‬
‫العاجم فغشوا فيها‪.‬‬

‫حدثن عبد العلى بن حاد النرسي قال‪ :‬حدثنا حاد بن سلمة قال‪ :‬حدثنا داود بن أب هند عن‬
‫الشعب عن علقمة بن قيس أن ابن مسعود كانت له بقاية ف بيت الال فباعها بنقصان‪.‬‬

‫فنهاه عمر بن الطاب عن ذلك فكان يدينها بعد ذلك‪.‬‬

‫حدثن ممد بن سعد عن الواقدي عن قدامة بن موسى أن عمرو وعثمان كانا إذا وجدا الزيوف ف‬
‫بيت الال جعلها فضة‪.‬‬

‫‪513‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫حدثن الوليد بن صال عن الواقدي عن ابن أب الزناد عن أبيه أن عمر بن عبد العزيز أن برجل‬
‫يضرب على غي سكة السلطان فعاقبه وسجنه وأخذ حديده فطرحه ف النار‪.‬‬

‫حدثن ممد بن سعد عن الواقدي عن كثي بن زيد عن الطلب بن عبد ال بن حنطب أن عبد اللك‬
‫مروان أخذ رجلًا يضرب على غي سكة قال الطلب‪ :‬فرأيت من بالدينة من شيوخنا حسنوا ذلك من‬
‫فعله وحدوه‪.‬‬

‫قال الواقدي‪ :‬وأصحابنا يرون فيمن نقش على خات اللفة البالغة ف الدب والشهرة وأن ل يرون‬
‫عليه قطعًا وذلك رأي أب حنيفة الثوري‪.‬‬

‫وقال مالك وابن أب ذئب وأصحابما‪ :‬نكره قطع الدرهم إذا كانت على الوفاء وننهى عنه لنه من‬
‫الفساد‪.‬‬

‫وقال الثوري وأبو حنيفة وأصحابه‪ :‬ل بأس بقطعها إذا ل يضر ذلك بالسلم وأهله‪.‬‬

‫حدثن عمرو الناقد قال‪ :‬حدثنا إساعيل بن إبراهيم عن ابن عون عن ابن سيين أن مروان بن الكم‬
‫أخذ رجلًا بقطع الدراهم فقطع يده فبلغ ذلك زيد بن ثابت فقال‪ :‬لقد عاقبه‪.‬‬

‫قال إساعيل‪ :‬يعن دراهم فارس‪.‬‬

‫قال ممد بن سعد وقال الواقدي‪ :‬عاقب أبان بن عثمان وهو على الدينة من يقطع الدراهم‪.‬‬

‫ضربه ثلثي وطاف به‪.‬‬

‫وهذا عندنا فيمن قطعها ودس فيها الفرغة والزيوف‪.‬‬

‫وحدثن ممد عن الواقدي عن صال بن جعفر عن ابن كعب ف قوله‪{ :‬أو أن نفعل ف أموالنا ما‬
‫نشاء}‪ .‬قال‪ :‬قطع الدراهم‪.‬‬

‫حدثنا ممد بن خالد بن عبد ال قال‪ :‬حدثنا يزيد بن هارون قال‪ :‬أنبأنا يي بن سعيد قال‪ :‬ذكر‬
‫لبن السيب رجل يقطع الدراهم فقال سعيد‪ :‬هذا من الفساد ف الرض‪.‬‬

‫‪514‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫حدثنا عمر الناقد قال‪ :‬حدثنا إساعيل بن إبراهيم قال‪ :‬حدثنا يونس بن عبيد عن السن قال‪ :‬كان‬
‫الناس وهم أهل كفر قد عرفوا موضع هذا الدرهم من الناس فجودوه وأخلصوه فلما صار إليكم‬
‫غششتموه وأفستدموه‪.‬‬

‫ولقد كان عمر بن الطاب قال‪ :‬همت أن أجعل الدراهم من جلود البل‪.‬‬

‫فقيل له إذًا ل بعي‪.‬‬

‫فأمسك‪.‬‬

‫أمر الط حدثنا عباس بن هشام بن ممد بن السائب الكلب عن أبيه عن جده وعن الشرقي بن‬
‫القطامي قال‪ :‬اجتمع ثلثة نفر من طيء ببقة وهم مرا مر بن مرة وأسلم بن سدرة وعامر بن جدرة‬
‫فوضعوا الط وقاسوا هجاء العربية على هجاء السريانية‪.‬‬

‫فتعلمه منهم قوم من النفار ث تعلمه أهل الية من أهل النبار‪.‬‬

‫وكان بشر بن عبد اللك أخو أكيدر بن عبد اللك بن عبد الن الكندي ث السكون صاحب دومة‬
‫أتندل يأت الية فيقيم با لي وكان نصرانيًا‪.‬‬

‫فتعلم بشر الط العرب من أهل الية‪.‬‬

‫ث أتى مكة ف بعض أمره فرآه سفيان بن أمية بن عبد شس وأبو قيس بن عبد مناف بن زهرة بن‬
‫كلب يكتب فسأله أن يعلمهما الط‪.‬‬

‫فعلمهما الجاء ث أراها الط فكتبا‪.‬‬

‫ث إن بشرًا وسفيان وأبا قيس أتوا الطائف ف تارة فصحبهم غيلن بن سلمة الثقفي فتعلم الط‬
‫منهم‪.‬‬

‫وفارقهم بشر ومضى إل ديار مضر فتعلم الط منه عمرو بن زرارة بن عدس فسمي عمرو الكاتب‪.‬‬

‫‪515‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ث أتى بشر الشام فتعلم الط منه ناس هناك‪.‬‬

‫وتعلم الط من الثلثة الطائيي أيضًا رجل من طابة كلب فعلمه رجلًا من أهل وادي القرى فأتى‬
‫الوادي يتردد فأقام با وعلم الط قومًا من أهلها‪.‬‬

‫وحدثن الوليد بن صال وممد بن سعد قال‪ :‬حدثنا ممد بن عمر الواقدي عن خالد بن الياس عن‬
‫أب بكر بن عبد ال بن أب جهم العدوي قال‪ :‬دخل السلم وف قريش سبعة عشر رجلًا كلهم‬
‫يكتبون‪ :‬عمر بن الطاب وعلي بن أب طالب وعثمان بن عفان وأبو عبيدة بن الراح وطلحة ويزيد‬
‫بن أب سفيان وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة وحاطب بن عمرو أخو سهيل بن عمرو العامري من‬
‫قريش وأبو سلمة بن عبد السد الخزومي وأبان بن سعيد بن العاصي بن أمية وخالد بن سعيد أخوه‬
‫وعبد ال بن سعد بن أب سرح العامري وحويطب بن عبد العزى العامري وأبو سفيان بن حرب بن‬
‫أمية‪.‬‬

‫ومعاوية بن أب سفيان وجهيم بن الصلت بن مرمة بن الطلب بن عبد مناف ومن حلفاء قريش‬
‫العلء بن الضرمي‪.‬‬

‫حدثن بكر بن اليثم قال‪ :‬حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبد ال بن عبد ال بن عقبة‬
‫أن النب صلى ال عليه وسلم قال للشفاء بنت عبد ال العدوية من رهط عمر بن الطاب‪ :‬أل تعلمي‬
‫حفصة رقنة النملة كما علمتها الكتابة وكانت الشفاء كاتبة ف الاهلية‪.‬‬

‫حدثن الوليد بن صال عن الواقدي عن أسامة بن زيد عن عبد الرحن بن سعد قال‪ :‬كانت حفصة‬
‫زوج النب صلى ال عليه وسلم تكتب‪.‬‬

‫وحدثن الوليد عن الواقدي عن ابن أب سبة عن علقمة بن أب علقمة عن ممد بن عبد الرحن بن‬
‫ثوبان أن أم كلثوم بنت عقبة كانت تكتب‪.‬‬

‫وحدثن الوليد عن الواقدي عن فروه عن عائشة بنت سعد أنا قالت‪ :‬علمن أب الكتاب‪.‬‬

‫عن عائشة أنا كانت تقرأ الصحف ول تكتب‪.‬‬

‫‪516‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وحدثن الوليد عن الواقدي عن عبد ال بن يزيد الذل عن سال سبلن عن أم سلمة أنا كانت تقرأ‬
‫ول تكتب وحدثن الوليد وممد بن سعد عن الواقدي عن أشياخنا قالوا‪ :‬أول من كتب لرسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم مقدمه الدينة أب بن كعب النصاري‪.‬‬

‫وهو أول من كتب ف آخر الكتاب وكتب فلن‪.‬‬

‫فكان أب إذا ل يضر دعاء رسول ال صلى ال عليه وسلم زيدبن ثابت النصاري فكتب له‪.‬‬

‫فكان أب وزيد يكتبان الوحي بي يديه وكتبه إل الناس وما يقطع وغي ذلك‪.‬‬

‫قال الواقدي‪ :‬وأول من كتب له من قريش عبد ال بن سعد بن أب سرح ث ارتد ورجع إل مكة‬
‫وقال لقريش‪.‬‬

‫أنا آت بثل ما يأت به ممد‪.‬‬

‫وكان يلي عليه الظالي فيكتب الكافرين‪.‬‬

‫يل عليه سيع عليم فيكتب غفور رحيم‪.‬‬

‫وأشباه ذلك فأنزل ال‪{ :‬ومن أظلم من افترى على ال كذبًا أو قال أوحي إل ول يوح إليه شيء‬
‫ومن قال سأنزل مثل ما أنزل ال}‪ .‬فلما كان يوم فتح مكة أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫عثمان بن عفان وقال‪ :‬أخي من الرضاع وقد أسلم فأمر رسول ال صلى ال عليه وسلم بتركه ووله‬
‫عثمان مصر‪.‬‬

‫فكتب لرسول ال صلى ال عليه وسلم عثمان بن عفان شرحبيل بن حسنة الطابي من خندف‬
‫حليف قريش‪.‬‬

‫ويقال بل هو كندي وكتب لم جهيم بن الصلت مرمة وخالد بن سعيد وأبان بن سعيد بن العاص‬
‫والعلء بن الضرمي‪.‬‬

‫فلما كان الفتح أسلم معاوية وكتب له أيضا‪.‬‬

‫‪517‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫ودعاه يومًا وهو يأكل فأبطأ فقال‪ :‬ل أشبع ال بطنه‪.‬‬

‫فكان يقول‪ :‬لقنن دعوة رسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫وكان يأكل ف اليوم سبع أكلت وأكثر وأقل‪.‬‬

‫وقال الواقدي وغيه‪ :‬كتب حنظلة بن الربيع بن رباح السدي من تيم بي يدي رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم مرة فسمي حنظلة الكاتب‪.‬‬

‫وقال الواقدي‪ :‬كان الكتاب بالعربية ف الوس والزرج قليلًا‪.‬‬

‫وكان بعض اليهود قد علم كتاب العربية وكان تعلمه الصبيان بالدينة ف الزمن الول فجاء السلم‬
‫وف الوس والزرج عدة يكتبون‪.‬‬

‫وهم سعد بن عبادة بن دليم والنذر بن عمرو وأب بن كعب وزيد بن ثابت فكان يكتب العربية‬
‫والعبانية ورافع بن مالك وأسيد بن حضي وسعد بن الربيع وأوس ابن خول وعبد ال بن أب النافق‪.‬‬

‫قال‪ :‬فكان الكملة منهم ‪ -‬والكامل من يمع إل الكتاب الرمي والعوم ‪ -‬رافع بن مالك وسعد بن‬
‫عبادة وأسيد بن حضي وعبد ال ابن أب وأوس بن خول وكان من جع هذه الشياء ف فكتب‬
‫لرسول ال صلى ال عليه وسلم عثمان بن عفان شرحبيل بن حسنة الطابي من خندف حليف‬
‫قريش‪.‬‬

‫ويقال بل هو كندي وكتب لم جهيم بن الصلت مرمة وخالد بن سعيد وأبان بن سعيد بن العاص‬
‫والعلء بن الضرمي‪.‬‬

‫فلما كان الفتح أسلم معاوية وكتب له أيضاَ‪.‬‬

‫ودعاه يومًا وهو يأكل فأبطأ فقال‪ :‬ل أشبع ال بطنه‪.‬‬

‫فكان يقول‪ :‬لقنن دعوة رسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫‪518‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وكان يأكل ف اليوم سبع أكلت وأكثر وأقل‪.‬‬

‫وقال الواقدي وغيه‪ :‬كتب حنظلة بن الربيع بن رباح السدي من تيم بي يدي رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم مرة فسمي حنظلة الكاتب‪.‬‬

‫وقال الواقدي‪ :‬كان الكتاب بالعربية ف الوس والزرج قليلًا‪.‬‬

‫وكان بعض اليهود قد علم كتاب العربية وكان تعلمه الصبيان بالدينة ف الزمن الول فجاء السلم‬
‫وف الوس والزرج عدة يكتبون‪.‬‬

‫وهم سعد بن عبادة بن دليم والنذر بن عمرو وأب بن كعب وزيد بن ثابت فكان يكتب العربية‬
‫والعبانية ورافع بن مالك وأسيد بن حضي وسعد بن الربيع وأوس ابن خول وعبد ال بن أب النافق‪.‬‬

‫قال‪ :‬فكان الكملة منهم ‪ -‬والكامل من يمع إل الكتاب الرمي والعوم ‪ -‬رافع بن مالك وسعد بن‬
‫عبادة وأسيد بن حضي وعبد ال ابن أب وأوس بن خول وكان من جع هذه الشياء ف فكتب‬
‫لرسول ال صلى ال عليه وسلم عثمان بن عفان شرحبيل بن حسنة الطابي من خندف حليف‬
‫قريش‪.‬‬

‫ويقال بل هو كندي وكتب لم جهيم بن الصلت مرمة وخالد بن سعيد وأبان بن سعيد بن العاص‬
‫والعلء بن الضرمي‪.‬‬

‫فلما كان الفتح أسلم معاوية وكتب له أيضاَ‪.‬‬

‫ودعاه يومًا وهو يأكل فأبطأ فقال‪ :‬ل أشبع ال بطنه‪.‬‬

‫فكان يقول‪ :‬لقنن دعوة رسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫وكان يأكل ف اليوم سبع أكلت وأكثر وأقل‪.‬‬

‫وقال الواقدي وغيه‪ :‬كتب حنظلة بن الربيع بن رباح السدي من تيم بي يدي رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم مرة فسمي حنظلة الكاتب‪.‬‬

‫‪519‬‬
‫فتوح البلدان‬
‫وقال الواقدي‪ :‬كان الكتاب بالعربية ف الوس والزرج قليلًا‪.‬‬

‫وكان بعض اليهود قد علم كتاب العربية وكان تعلمه الصبيان بالدينة ف الزمن الول فجاء السلم‬
‫وف الوس والزرج عدة يكتبون‪.‬‬

‫وهم سعد بن عبادة بن دليم والنذر بن عمرو وأب بن كعب وزيد بن ثابت فكان يكتب العربية‬
‫والعبانية ورافع بن مالك وأسيد بن حضي وسعد بن الربيع وأوس ابن خول وعبد ال بن أب النافق‪.‬‬

‫قال‪ :‬فكان الكملة منهم ‪ -‬والكامل من يمع إل الكتاب الرمي والعوم ‪ -‬رافع بن مالك وسعد بن‬
‫عبادة وأسيد بن حضي وعبد ال ابن أب وأوس بن خول وكان من جع هذه الشياء ف قال‬
‫الواقدي‪ :‬وكان جفينة العبادي من أهل الية نصرانيًا ظئرًا لسعد بن أب وقاص‪.‬‬

‫فاتمه عبيد ال بن عمر بشايعة أب لؤلؤة على قتل أبيه فقتله وقتل ابنيه‪.‬‬

‫حدثنا اسحاق بن اسرائيل قال‪ :‬حدثنا عبد الرحن بن أب الزناد عن أبيه عن خارجة بن زيد بن ثابت‬
‫قال‪ :‬أمرن رسول ال صلى ال عليه وسلم أن أتعلم له كتاب اليهود وقال ل‪ :‬إن ل آمن يهوديًا على‬
‫كتاب‪.‬‬

‫فلم ير ب نصف شهر حت تعلمته‪.‬‬

‫فكنت أكتب له إل يهود وإذا كتبوا إليه قرأت كتابم‪.‬‬

‫‪ -----------‬ت بمد ال وفضله ‪-----------‬‬

‫أخذ الكتاب من‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪520‬‬

You might also like