Professional Documents
Culture Documents
فتوح البلدان
أحد بن يي بن جابر البلذري
هذا الكتاب يذكر فيه الؤلف تاريخ الفتوح السلمية بداية من دخول النب ـ صلى ال عليه وسلم
ـ الدينة النورة وقصة بناء السجد ث يطوف الؤلف ف القبة التاريية للخلفاء الراشدين ويستعرض
أهم الحداث التاريية الت وقعت ف عصر اللفة الراشدة ،ولعل أهم ما ييز الكتاب ذكره للبلدان
الت فتحت وأهم الحداث الت وقعت ف هذه البلدان ،وذكره كذلك لهم ما ييز كل بلد عن
الخرى
الجلد الول
أخبن جاعة من أهل العلم بالديث والسية وفتوح البلدان سقت حديثهم واختصرته ورددت من
بعضه على بعض أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لا هاجر إل الدينة من مكة نزل على كلثوم ابن
الدم بن امرئ القيس بن الارث بن زيد بن عبيد بن أمية بن زيد بن مالك ابن عوف بن عمرو بن
عوف بن مالك بن الوس بقباء وكان يتحدث عند سعد بن خيثمة بن الارث بن مالك أحد بن
السلم بن امرئ القيس بن مالك ابن الوس حت ظن قوم أنه نزل عنده.
وكان التقدمون ف الجرة من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم ومن نزلوا من النصار بنوا
بقباء مسجدا يصلون فيه والصلة يومئذ إل بيت القدس فلما ورد رسول ال صلى ال عليه وسلم
قباء صلى بم فيه.
فأهل قباء يقولون إنه السجد الذي يقول ال تعال فيه( :لسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق
أن تقوم فيه) .وروى أن السجد الذي أسس على التقوى مسجد رسول ال صلى ال عليه وسلم.
حدثنا عفان بن مسلم الصفار قال :حدثنا حاد بن سلمة قال :أخبن هشام بن عروة عن يسألونه أن
يأتيه فيصلي فيه.
1
فتوح البلدان
فلما قام رسول ال صلى ال عليه وسلم لينطلق إليهم أتاه الوحي فنل عليه فيهم) :والذين اتذوا
مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بي الؤمني وإرصادا لن حارب ال ورسوله( .قال :هو أبو عامر.
)ل تقم فيه أبدًا لسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يبون أن يتطهروا
وال يب الطهرين أفمن أسس بنيانه على تقوى من ال ورضوان( .قال :هذا مسجد قباء.
وحدثنا ممد بن حات بن ميمون قال :حدثنا يزيد بن هارون عن هشام عن السن قال :لا نزلت
هذه الية) :فيه رجال يبون أن يتطهروا( .أرسل رسول ال صلى ال عليه وسلم إل أهل مسجد قباء
فقال :ما هذا الطهور الذي ذكرت به قالوا :يا رسول ال! آنا نغسل أثر الغائط والبول.
وحدثنا ممد بن حات قال :حدثنا وكيع عن ابن أب ليلى عن عامر قال :كان ناس من أهل قباء
يستنجون بالاء فنلت فيهم) :فيه رجال يبون أن يتطهروا( .الية.
حدثن عمرو بن ممد الناقد وأحد بن هشام بن برام قال :حدثنا وكيع بن الراح قال :أخبنا ربيعة
بن عثمان عن عمران بن أب أنس عن سهل بن سعد قال :اختلف رجلن على عهد رسول ال صلى
ال عليه وسلم ف السجد الذي أسس على التقوى.
حدثن عمرو بن ممد وممد بن حات بن ميمون قال :حدثنا وكيع عن ربيعة بن عثمان التيمي عن
عثمان بن عبيد ال بن أب رافع عن ابن عمر قال :السجد الذي أسس على التقوى مسجد الرسول
صلى ال عليه وسلم.
2
فتوح البلدان
حدثنا ممد بن حات قال :حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكي قال :حدثنا عبد ال بن عام السلمي عن
عمران بن أب أنس عن سهل بن سعد عن أب بن كعب قال :سئل النب صلى ال عليه وسلم عن
السجد الذي أسس على التقوى فقال :هو مسجدي هذا.
حدثن هدبة بن خالد قال :حدثنا أبو هلل الراسي قال :أخبنا قتادة عن سعيد بن السيب ف قوله:
(لسجد أسس على التقوى) .قال :هو مسجد النب صلى ال عليه وسلم العظم.
حدثنا على بن عبد ال الدين قال :حدثنا سفيان بن عيينة عن أب الزناد عن خارجة بن زيد بن ثابت
قال :السجد الذي أسس على التقوى مسجد الرسول عليه السلم.
حدثنا عفان قال :حدثنا وهيب قال :حدثنا داود بن أب هند عن سعيد بن السيب قال :السجد الذي
أسس على التقوى مسجد الدينة العظم.
حدثنا ممد بن حات بن ميمون السمي قال :حدثنا وكيع حدثنا أسامة بن زيد عن عبد الرحن بن
أب سعيد الدري عن أبيه قال :هو مسجد الرسول صلى ال عليه وسلم يعن الذي أسس على
التقوى.
وكان عبد ال بن عمر إذا دخله صلى إل السطوانة الخلقة وكان ذلك مصلى رسول ال صلى ال
عليه وسلم.
قالوا :وأقام رسول ال صلى ال عليه وسلم بقباء يوم الثني والثلثاء والربعاء والميس وركب
منها يوم المعة يريد الدينة.
فجمع ف مسجد كان بنو سال بن عوف بن عمرو بن عوف بن الزرج بنوه وكانت تلك أول جعة
جع فيها.
ث مر رسول ال صلى ال عليه وسلم بنازل النصار منل منل وكلهم يسأله النول عليه حت إذا
انتهى إل موضع مسجده بالدينة بركت ناقته فنل عنها وجاء أبو أيوب خالد بن زيد بن كليب بن
3
فتوح البلدان
ثعلبة بن عبد بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار بن ثعلبة بن عمرو بن الزرج فأخذ رحله فنل
صلى ال عليه وسلم عند أب أيوب.
ونزل عليه تام الصلة بعد مقدمه بشهر ووهبت النصار لرسول ال صلى ال عليه وسلم كل فضل
كان ف خططها وقالوا :يا بن ال! إن شئت فخذ منازلنا.
قالوا :وكان أبو أمامة أسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار نقيب
النقباء يمع بن يليه من السلمي ف مسجد له فكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يصلي فيه.
ث إنه سأل أسعد أن يبيعه أرضا متصلة بذلك السجد كانت ف يده ليتيمي ف حجره يقال لما سهل
وسهيل ابنا رافع بن أب عمرو بن عائذ بن ثعلبة بن غنم فعرض عليهم أن يأخذها ويغرم عنه لليتيمي
ثنها فأب رسول ال صلى ال عليه وسلم ذلك وابتاعها منه بعشرة دناني أداها من مال أب بكر
الصديق رضي ال عنه.
ث إن رسول ال صلى ال عليه وسلم أمر باتاذ اللب فاتذ وبن به السجد ورفع أساسه بالجارة
وسقف بالريد وجعلت عمده جذعا .
فلما استخلف أبو بكر رضي ال عنه ل يدث فيه شيئا واستخلف عمر رضي ال عنه فوسعه وكلم
العباس بن عبد الطلب رضي ال عنه ف بيع داره ليزيدها فيه فوهبها العباس ل والسلمي فزادها عمر
رضي ال عنه ف السجد.
ث إن عثمان بن عفان رضي ال عنه بناه ف خلفته بالجارة والقصة وجعل عمده حجارة وسقفه
بالساج وزاد فيه ونقل إليه الصباء من العقيق.
4
فتوح البلدان
وكان أول من اتذ فيه شئ إل أن ول الوليد بن عبد اللك بن مروان بعد أبيه فكتب إل عمر بن
عبد العزيز وهو عامله على الدينة يأمره بدم السجد وبنائه وبعث إليه بال وفسيفساء ورخام وثاني
صانعا من الروم والقبط من أهل الشام ومصر.
فبناه وزاد فيه وول القيام بأمره والنفقة عليه صال بن كيسان مول سعدى مولة آل معيقيب بن أب
فاطمة الوصي وذلك ف سنة سبع وثاني ويقال ف سنة ثان وثاني.
ث ل يدث فيه أحد من اللفاء شيئا حت استخلف الهدي أمي الؤمني صلوات ال عليه.
قال الواقدي :بعث الهدي عبد اللك بن شبيب الغسان ورجل من ولد عمر بن عبد العزيز إل
الدينة لبناء مسجدها والزيادة فيه وعليها يومئذ جعفر بن سليمان بن علي فمكثا ف عمله سنة وزادا
ف مؤخره مثئة ذراع فصار طوله ثلث مئة ذراع وعرضه مائت ذراع.
وقال على بن ممد الائن :ول الهدي أمي الؤمني جعفر بن سليمان مكة والدينة واليمامة فزاد ف
مسجد مكة ومسجد الدينة.
فتم بناء مسجد الدينة ف سنة اثنتي وستي ومئة وكان الهدي أتى الدينة ف سنة ستي قبل الج فأمر
بقلع القصورة وتسويتها مع السجد.
ولا كانت سنة ست وأربعي ومائتي أمر أمي الؤمني جعفر التوكل على ال رحه ال برمة مسجد
الدينة فحمل إليه فسيفساء كثي وفرغ منه سبع وأربعي ومائتي.
حدثن عمر بن حاد بن أب حنيفة قال :حدثنا مالك بن أنس قال :حدثنا هشام ابن عروة عن أبيه
عن عائشة قالت :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم :ما يفتح من مصر أو مدينة عنوة فإن الدينة
فتحت بالقرآن.
حدثنا شيبان بن أب شيبة البلي قال :حدثنا أبو الشهب قال :أخبنا السن أن رسول ال صلى ال
عليه وسلم قال :إن لكل نب حرمًا وإن حرمت الدينة كما حرم إبراهيم عليه السلم مكة ما بي
حرتيها ليتلى خلها ول يعضد شجرها ول يمل فيها السلح لقتال.
5
فتوح البلدان
فمن أحدث حدثًا أو آوى مدثًا فعليه لعنة ال واللئكة والناس أجعي ل يقبل منه صرف ول عدل.
وحدثن روح بن عبد الؤمن البصري القري قال :حدثنا أبو عوانه عن عمر بن أب سلمة بن عن أب
هريرة قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم :اللهم إن إبراهيم عبدك ورسولك وأنا عبدك
ورسولك وإن قد حرمت ما بي لبتيها كما حرم إبراهيم مكة.
فكان أبو هيية يقول :والذي نفسي بيده لو أجد الظباء ببطحان ماعانيتهاز وحدثنا شيبان بن أب
سيبة قال :حدثنا القاسم بن الفضل الدان عن ممد بن زياد عن جده وكان مول عثمان بن مظعون
وكانت ف يده أرض لل مظعون بالرة قال :كان عمر بن الطاب ربا أتان نصف النهار واضعا
ثوبه على رأسه فيجلس إل ويتحدث عندي فأجيئه من القثآء والبقل.
فقال ل يومًا( :ل تبح فقد استعملتك على ما هاهنا ول تدعن أحدا) .يبط شجرة ول يعضدها
يعن من شجرة الدينة فإن وجدت أحدا يفعل ذلك فخذ حبله وفأسه.
وحدثن أبو مسعود بن القتات قال :حدثنا ابن أب يي الدن عن جعفر بن ممد عن أبيه أن رسول
ال صلى ال عليه وسلم حرم من الشجر ما بي أحد إل عي وأذن لصاحب الناضح ف الغضا وما
يصلح به ماريثه وعربه.
حدثن بكر بن اليثم :قال حدثنا عبد ال بن صال عن الليث بن سعد عن هشام ابن سعد عن زيد
بن أسلم عن أبيه قال :سعت عمر بن الطاب رضي ال عنه يقول لرجل استعمله على حى الربذة
نسى بكر اسه :اضمم جناحك عن كل مسلم واتق دعوة الظلوم فإنا مابة وأدخل رب الصرية
والغنيمة ودعن من نعم ابن عفان وابن العوف فإنما إن تلك ماشيتهما يرجعا إل زرع وإن هذا
البائس إن تلك ماشيته ييء فيصرخ يا أمي الؤمني! يا أمي الؤمني فالكلء أهون على السلمي من
غرم الال ذهبه وورقه.
وال إنا لرضهم قاتلوا عليها ف الاهلية وأسلموا عليها ف السلم وإنم ليون أن أظلمهم ولول
النعم الت تمل عليها ف سبيل ال ما حيت عن الناس من بلدهم شيئا أبدا .
6
فتوح البلدان
حدثنا القاسم بن سلم أبو عبيد قال :حدثنا ابن أب مري عن العمري عن نافع عن ابن عمر قال:
حى رسول ال صلى ال عليه وسلم النقيع ليل السلمي.
وحدثن مصعب بن عبد ال الزبيي عن أبيه عن ابن الدراوردي عن ممد بن ابراهيم التيمي عن أبيه
عن سعد بن أب وقاص أنه وجد غلما يقطع المى فضربه وسلبه فأسه.
فدخلت مولته أو امرأة من أهله على عمر رضي ال عنه فشكت إليه سعدا فقال عمر :رد الفأس
والثياب أبا إسحاق رحك ال.
فأب وقال :ل أعطي غنيمة غنمنيها رسول ال صلى ال عليه وسلم.
وحدثنا أبو السن الدائن عن ابن جعدبة وأب معشر قال :لا كان النب صلى ال عليه وسلم بظريب
-التأويل مقدمه من غزوة ذي قرد -قالت له بنو حارثة من النصار :يا رسول ال! ها هنا مسارح
إبلنا ومرعى غنمنا ومرج نسائنا يعنون موضع الغابة.
فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :من قطع شجرة فليغرس مكانا ودية فغرست الغابة.
وحدثن عبد العلى بن حاد الترسي قال :حدثنا حاد بن سلمة قال :أخبنا ممد بن إسحاق عن أب
مالك بن ثعلبة عن أبيه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قضى ف وادي مهزور أن يبس الاء ف
الرض إل الكعبي فإذا بلغ الكعبي أرسل إل الخرى ل ينع العلى السفل.
7
فتوح البلدان
عن عبد الرحن بن الارث أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قضى ف سيل مهزور أن وحدثن عمر
بن أب حنيفة قال :حدثنا مالك بن أنس عن عبد ال بن أب بكر بن ممد بن عمرو بن حزم
النصاري عن أبيه قال :قضى رسول ال صلى ال عليه وسلم ف سيل مهزور ومذينب أن يبس الاء
حت يبلغ الكعبي ت يرسل العلى إل السفل.
قال مالك :وقضى رسول ال صلى ال عليه وسلم ف سيل بطحان بثل ذلك.
وحدثن السي بن السود العجلي قال :حدثنا يي بن آدم قال :حدثنا يزيد ابن عبد العزيز عن
ممد بن اسحاق قال :حدثنا أبو مالك بن ثعلبة بن أب مالك.
عن أبيه قال :اختصم إل رسول ال صلى ال عليه وسلم ف مهزور وادي بن قريظة فقضى أن الاء
إل الكعبي ليسبه العلى على السفل.
وحدثن السي قال :حدثنا يي بن آدم قال :حدثنا حفص بن غياث عن جعفر ابن ممد عن أبيه
قال :قضى رسول ال صلى ال عليه وسلم ف سيل مهزور أن لهل النخل إل العقبي ولهل الزرع
إل الشراكي ث يرسلون الاء إل من هو أسفل منهم.
وحدثن حفص بن عمر الدوري قال :حدثنا عباد بن عباد قال :حدثنا هشام بن عروه.
عن عروة قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم :بطحان على ترعة من ترع النة.
عن ابن جعدبة وغيه قالوا :أشرفت الدينة على الغرق ف خلفة عثمان من سيل مهزور حت اتذ له
عثمان ردما .
قال أبو السن :وجاء أيضا باء موف عظيم ف سنة ست وخسي ومئة فبعث إليه عبد الصمد بن
علي بن عبد ال العباش وهو المي يومئذ عبيد ال بن أب سلمة العمري فخرج وخرج الناس بعد
صلة العصر وقد مل السيل صدقات رسول ال صلى ال عليه وسلم فدلتهم عجوز من أهل العالية
على موضع كانت تسمع الناس يذكرونه فحفروه فوجد الاء منسربا فغاص منه إل وادي بطحان.
8
فتوح البلدان
حدثن ممد بن أبان الوسطي قال :حدثنا أبو هلل الراسي قال :حدثنا السن قال :دعا رسول ال
صلى ال عليه وسلم للمدينة وأهلها وساها طيبة.
وحدثن أبو عمر حفص بن عمر الدوري قال :حدثنا عباد بن عباد عن هشام بن عروة عن أبيه عن
عائشة أم الؤمني قالت :لا هاجر رسول ال صلى ال عليه وسلم إل الدينة مرض السلمون با فكان
من اشتد به مرضه أبو بكر وبلل وعامر ابن فهية فكان أبو بكر رضي ال كل ارمئ مصبح ف أهله
والوت أدن من شراك نعله وكان بلل رضي ال عنه يقول :أل ليت شعري هل ابت ليلة بفخ
وحول أذخر وجليل وهل أردن يوما مياه منة وهل يبدون ل شامة وطفيل وكان عامر بن فهية
يقول :لقد وجدت الوت قبل ذوقه إن البان حتفه من فوقه كل ارمئ ماهد بطوقه كالثور يمي
جلده بروقه قال :فأخب النب صلى ال عليه وسلم بذل :فقال :اللهم طيب لنا الدينة كما طيبت لنا
مكة وبارك لنا ف مدها وصاعها.
حدثنا الوليد بن صال قال :حدثنا الواقدي عن ممد بن عبد ال عن الزهري عن عروة أن رجل من
النصار خاصم الزبي بن العوام ف أشراج الرة.
وأخبن على الثرم عن أب عبيدة قال :الشراج مسايل الاء ف الرار والرة أرض مفروشة بصخر.
قال :وقال حدثن السي بن علي بن السود العجلي قال :حدثنا يي بن آدم قال :حدثنا يزيد ابن
عبد العزيز حدثنا هشام بن عروة.
عن أبيه قال :أقطع عمر رضي ال عنه العقيق حت انتهى إل أرض فقال :ما أقطعت مثلها.
فأقطعه إياها.
وحدثن السي قال :حدثنا يي بن آدم عن يزيد بن عبد العزيز عن هشام بن عروة عن أبيه قال:
أقطع عمر العقيق مابي أعله إل أسفله.
9
فتوح البلدان
وحدثن السي قال :حدثنا حفص بن غياث عن هشام بن عروة قال :خرج عمر يقطع الناس
وخرج معه الزبي فجعل عمر يقطع حت مر بالعقيق فقال :أين الستقطعون مذ اليوم ما مررت بقطعة
أجود منها.
فأقطعه إياها.
وحدثن السي قال :حدثنا يي بن آدم قال :حدثنا أبو معاوية الضرير عن هشام بن عروة عن أبيه
قال :أقطع عمر العقيق كله حت انتهى إل قطيعه خوات بن جبي النصاري فقال :أين الستقطعون
ماأقطعت اليوم أجود من هذه.
وحدثنا خلف بن هشام البزار قال :حدثنا أبو بكر بن عياش قال :حدثنا هشام بن عروة حدثن
السي بن السود قال :حدثنا يي بن آدم عن أب بكر بن عياش عن هشام عن أبيه بثله.
وحدثن السي قال :حدثن يي بن آدم حدثنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن عروة قال :أقطع
أبو بكر الزبي ما بي الرف إل قناة.
وأخبن أبو السن الدائن قال :قناة واد يأت من الطائف ويصب إل الرحضية وقرقرة الكدر ث يأت
سد معونة ث ير على طرف القدوم ويصب ف أصل قبور الشهداء بأحد.
وحدثنا أبو عبيد القاسم بن سلم قال :حدثنا إسحاق بن عيسى عن مالك بن أنس عن ربيعة عن قوم
من علمائهم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أقطع بلل بن الارث الزن معادن بناحية الفرع.
وحدثن عمرو الناقد وابن سهم النطاكي قال :حدثنا اليثم بن جيل النطاكي قال :حدثنا حاد بن
سلمة عن أب مكي عن أب عكرمة مول بلل بن الارث الزن قال :أقطع رسول ال صلى ال عليه
وسلم بلل أرضا فيها جبل ومعدن.
فباع بنو بلل عمر بن عبد العزيز أرضا منها فظهر فيها معدن أو قال معدنان فقالوا :إنا بعناك أرض
حرث ول نبعك العادن.
10
فتوح البلدان
وجاؤا بكتاب النب صلى ال عليه وسلم لم ف جريدة فقبلها عمر ومسح با عينه وقال لقيمه :أنظر
ماخرج منها وما أنفقت وقاصهم بالنفقة ورد عليهم الفضل.
وحدثنا أبو عبيد قال :حدثنا نعيم بن حاد عن عبد العزيز بن ممد عن ربيعة بن اب عبد الرحن عن
الارث بن بلل بن الارث الزن.
عن أبيه بلل بن الارث أن النب صلى ال عليه وسلم أقطعه العقيق أجع.
وحدثن مصعب الزبيي قال :قال مالك بن أنس :أقطع رسول ال صلى ال عليه وسلم بلل بن
الارث معادن بناحية الفرع ل اختلف ف ذلك بي علمائنا ول أعلم بي أحد من أصحابنا خلفا أن
ف العدن الزكاة ربع العشر.
قال مصعب :وروى عن الزهري أنه كان يقول ف العن الزكاة وروى عنه أيضا قال فيها المس مثل
قول أهل العراق.
وهم يأخذون اليوم من معادن الفرع ونران وذي الروة ووادي القرى وغيها المس على قول
سفيان الثوري وأب حنيفة وأب يوسف وأهل العراق.
وحدثن السي بن السود قال :حدثنا وكيع بن الراح قال :حدثنا السن بن صال بن حي عن
جعفر بن ممد أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أقطع عليا رضي ال عنه أربع أرضي الفقيين وبئر
قيس والشجرة.
وحدثن عمر بن ممدة الناقد قال :حدثنا حفص بن غياث عن جعفر بن ممد عن أبيه أنه قال :أقطع
عمر بن الطاب عليا رضي ال عنهما ينبع فأضاف إليها غيها.
11
فتوح البلدان
وحدثن من أثق به عن مصعب بن عبد ال الزبيي أنه قال :نسبت بئر عروة بن الزبي إل عروة بن
الزبي.
ونسب خليج بنات نائلة إل ولد نائلة بنت الفرافصة الكلبية امرأة عثمان ابن عفان.
وكان بن عفان رضي ال عنه اتذ هذا الليج وساقه إل أرض استخرجها واعتملها بالعرصة.
وقصر نفيس ينسب فيما يقال إل نفيس التاجر من ممد بن زيد بن عبيد بن العلى بن لوذان بن
حارثة بن زيد من الزرج وهم حلفاء بن زريق بن عبد حارثة من الزرج وهذا القصر برة واقم
بالدينة واستشهد عبيد بن العلى يوم أحد.
قال :ويقال إنه نفيس بن ممد بن زيد بن عبيد بن مرة مول العلى فلن عبيدا هذا وأباه من سب عي
التمر ومات عبيد بن مرة أيام الرة وكان يكن أبا عبد ال.
قال :وبئر عائشة نسبت إل عائشة بن ني بن واقف وعائشة رجل وهو من الوس.
وبئر الطلب على طريق العراق نسب إل الطلب بن عبد ال بن حنطب بن الارث بن عبيد بن عمر
بن مزوم.
حدثن ممد بن سعد عن الواقدي عن عبد ال بن جعفر عن شريك بن عبد ال عن أب نر الليثي عن
عطاء بن يسار مول ميمونة بنت الارث بن حزن بن بي لللة قال :لا أراد رسول ال صلى ال
عليه وسلم أن يتخذ السوق بالدينة قال :هذا سوقكم ل خراج عليكم فيه.
12
فتوح البلدان
وحدثن العباس بن هشام الكلب عن أبيه عن جده ممد بن السائب وشرقي بن القطامى الكلب قال:
لا هدم بنصر بيت القدس وأجلى وسب من سب من بن إسرائيل لق قوم منهم بناحية الجاز فنلوا
وادي القرى وتيماء ويثرب وكان بيثرب قوم من جرهم وبقية من العماليق قد اتذوا النخل والزرع
فأقاموا معهم وخالطوهم فلم يزالوا يكثرون وتقل جرهم والعماليق حت نفوهم عن يثرب واستولوا
عليها وصارت عمارتا ومراعيها لم فمكثوا على ذلك ما شاء ال ث إن من كان باليمن من ولد سبأ
بن يشجب بن يعرب بن قحطان بغوا وطغوا وكفروا نعمة ربم فيما آتاهم من الصب ورفاغة
العيش فخلق ال جرذانا جعلت تنقب سدا كان لم بي جبلي فيه أنابيب يفتحونا إذا شاؤا فيأتيهم
الاء منها على قدر حاجتهم وإرادتم.
والسد العرم فلم تزل تلك الرذان تعمل ف ذلك العرم حت خرقته.
فأغرق ال تعال جناتم وذهب بأشجارهم وأبدلم خطًا وأثل وشيئا من سدر قليل .
فلما رأى ذلك مزيقيا -وهو عمرو بن عامر بن حارثة بن ثعلبة بن ارمئ القيس ابن مازن بن الزد
بن غوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلن بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان -باع كل
شيء له من عقار وماشية وغي ذلك ودعا الزد حت صاروا معه إل بلد عك فأقاموا با.
فقام رجل من الزد أعود أصم يقال له جذع فوثب بطائفة منهم فقتلهم ونشبت الرب بي الزد
وعك فانزمت الزد ث عرت فقال جذع ف ذلك :سيعلمون أينا أرك وكانت الزد نزلت باء يقال
له غسان فسموا بذلك.
ث إن الزد سارت حت انتهت إل بلد حكم بن سعد العشية بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب
ابن عريب بن زيد بن كهلن بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان فقاتلوهم.
13
فتوح البلدان
فظهرت الزد على حكم ث إنه بدا لم النتقال عن بلدهم فانتقلوا وبقيت طائفة منهم معهم.
ث أتو نران فحاربم أهلها فنصروا عليهم فأقاموا بنجران ث رحلوا عنها إل قوما منهم تلفوا با
لسباب دعتهم إل ذلك فأتوا مكة وأهلها جرهم فنلوا بطن مر وسأل ثعلبة بن عمرو مزيقيا جرهم
أن يعطوهم سهل مكة فأبوا فقاتلهم حت غلب على السهل.
ث إنه والزد استوبئوا مكانم ورأوا شدة العيش به فتفرقوا فأتت طائفة منهم عمان وطائفة السراة
وطائفة النبار والية وطائفة الشام وأقامت طائفة منهم بكة.
فقال جذع :أكلما صرت يا معشر الزد إل ناحية انزعت منكم جاعة يوشك أن تكونوا أذنابا ف
العرب.
وأتى ثعلبة بن عمرو مزيقيا وولده ومن تبعه يثرب وسكانا اليهود فأقاموا با خارج الدينة ث إنم
غنوا وكثروا وعزوا حت أخرجوا اليهود منها ودخلوها.
فنلت اليهود خارجها فالوس والزرج ابنا حارثة بن ثعلبة بن عمرو مزيقيا بن عامر وأمهما قيلة
بنت الرقم بن عمرو ويقال إنا غسانية من الزد ويقال إنا وكانت للوس والزرج قبل السلم
وقائع وأيام تدربوا فيها بالروب واعتادوا اللقاء حت شهر بأسهم وعرفت ندتم وذكرت شجاعتهم
وجل ف قلوب العرب أمرهم وهابوا حدهم فامتنعت حوزتم وعز جارهم وذلك لا أراد ال من
إعزاز نبيه صلى ال عليه وسلم وإكرامهم بنصرته.
قالوا :ولا قدم رسول ال صلى ال عليه وسلم الدينة كتب بينه وبي يهود يثرب كتابا وعاهدهم
عهدا .
وكان أول من نقض ونكث منهم يهود بن قينقاع فأجلهم رسول ال صلى ال عليه وسلم عن
الدينة.
وكان أول أرض افتتحها رسول ال صلى ال عليه وسلم أرض بن النضي.
14
فتوح البلدان
أموال بن النضي
قال :أتى رسول ال صلى ال عليه وسلم بن النضي من يهود ومعه أبو بكر وعمر وأسيد بن حضي.
فاستعانم ف دية رجلي من بن كلب ابن ربيعة موادعي له كان عمرو بن أمية الضمري قتلهما.
فهموا بأن يلقوا عليه رحا فانصرف عنهم وبعث إليهم يأمرهم باللء عن بلده إذ كان منهم ما كان
من الغدر والنكث.
فزحف إليهم رسول ال صلى ال عليه وسلم فحاصرهم خس عشرة ليلة ث صالوه على أن يرجوا
من بلده ولم ماحلت البل إل اللقة واللة ولرسول ال صلى ال عليه وسلم أرضهم ونلهم
واللقة وسائر السلح واللقة الدروع.
فكانت أموال بن النضي خالصة لرسول ال صلى ال عليه وسلم وكان يزرع تت النخل ف أرضهم
فيدخل من ذلك قوت أهله وأزواجه سنة ومافضل جعله ف الكراع والسلح.
وأقطع رسول ال صلى ال عليه وسلم من أرض بن النضي أبا بكر وعبد الرحن بن عوف وأبا دجانة
ساك بن خرشة الساعدي وغيهم.
قال الواقدي :وكان ميبق أحد بن النضي حبا عالا فآمن برسول ال صلى ال عليه وسلم وجعل
ماله له وهو سبعة حوائط.
15
فتوح البلدان
وهي اليثب والصافية والدلل وحن وبرقة والعواف ومشربة أم إبراهيم ابن رسول ال صلى ال عليه
وسلم وهي مارية القبطية حدثنا القاسم بن سلم قال :حدثنا عبد ال بن صال قال :أخبنا الليث بن
سعد عن عقيل عن الزهري أن وقيعة بن النضي من يهود كانت على ستة أشهر من يوم أحد
فحاصرهم رسول ال صلى ال عليه وسلمحت نزلوا على اللء وعلى أن لم ما أقلت البل من
المتعة إل اللقة فأنزل ال فيهم{ :سبح ل ما ف السماوات وما ف الرض وهو العزيز الكيم هو
الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب} إل قوله{ :وليخزي الفاسقي}.
وحدثنا السي بن السود قال :حدثنا يي بن آدم عن أب زائدة عن ممد بن إسحاق ف قوله{ :
وما أفاء ال على رسوله منهم} قال :من بن النضي{ :فما أوجفتم عليه من خيل ول ركاب ولكن
ال يسلط رسله على من يشاء} .قال :أعلمهم أنا لرسول ال صلى ال عليه وسلم خالصة دون
الناس.
فقسمها رسول ال صلى ال عليه وسلم ف الهاجرين إل أن سهل بن حنيف وأبا دجانة ذكر فقرا
فأعطاها.
قال :وأما قوله{ :ما أفاء ال على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول} .إل آخر الية قال :هذا
قسم آخر بي السلمي على ما وصفه ال.
وحدثن ممد بن حات السمي قال :حدثنا الجاج بن ممد عن بن جريج عن موسى ابن عقبة عن
نافع عن ابن عمر قال :أحرق رسول ال صلى ال عليه وسلم نل بن نضي وقطع.
وف ذلك يقول حسان بن ثابت :لان على سراة بن لؤي حريق بالبويرة مستطي قال ابن جريج :وف
ذلك{ :ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولا فبإذن ال وليخزي الفاسقي} .اللينة
النخلة.
وحدثنا أبو عبيد قال :حدثنا حجاج عن ابن جريج عن موسى عن نافع بن عمر بثله.
وقال أبو عمرو الشيبان الزاوية وغيه من الرواة :إن هذا الشعر لب سفيان بن الارث بن عبد
الطلب وإنا هو :لعز على سراة بن لؤي حريق بالبويرة مستطي ويروي بالبويلة.
16
فتوح البلدان
فأجابه حسان بن ثابت فقال :أدام ال ذالكم حريقا وضرم ف طوائفها السعي هم أوتوا الكتاب
فضيعوه فهم عمي عن التوراة بور وحدثن عمرو بن ممد الناقد قال :حدثنا سفيان بن عيينة عن
معمر عن الزهرىء عن مالك بن أوس بن الدثان قال :قال عمر بن الطاب :كانت أموال بن
النضي ما أفآء ال على رسوله ول يوجف السلمون عليه بيل ول ركاب فكانت له خالصة فكان
ينفق منها على أهله نفقة سنة وما بقي جعله ف الكراع عدة ف سبيل ال.
حدثنا هشام بن عمار الدمشقي قال :حدثنا حات بن اساعيل قال :حدثنا أسامة ابن زيد عن مالك بن
أوس بن الدثان أنه أخبه أن عمر بن الطاب قال :كانت لرسول ال صلى ال عليه وسلم ثلث
صفايا :مال بن النضي وخيب وفدك.
فأما أموال بن النضي فكانت حبسا لنوائبه وأما فدك فكانت لبناء السبيل وأما خيب فجزأها ثلثة
أجزاء :فقسم جزئي منها بي السلمي وحبس جزأ لنفسه ونفقه أهله فما فضل من نفقتهم إل فقراء
الهاجرين.
وحدثنا السي بن السود قال :حدثنا يي بن آدم قال :حدثنا سفيان عن الزهري قال :كانت أموال
بن النضي ما أفآء ال على رسوله ول يوجف السلمون عليه بيل ول ركاب.
فكانت لرسول ال صلى ال عليه وسلم خالصة فقسمها بي الهاجرين ول يعط أحدا من النصار
منها شيئا إل رجلي كانا فقيين :ساك بن خرشة أبا دجانة وسهل بن حنيف.
وحدثنا السي قال :حدثنا يي بن آدم قال :حدثنا أبو بكر بن عياش عن الكلب قال :لا ظهر
رسول ال صلى ال عليه وسلم على أموال بن النضي وكانوا أول من أجلى قال ال تباركوتعال{ :
هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لول الشر} .والشر اللء فكانت مال
يوجف السلمون عليه بيل ول ركاب فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم للنصال :ليست
لخوانكم من الهاجرين أموال فإن شئتم قسمت هذه وأموالكم بينكم وبينهم جيعا وإن شئتم
أمسكتم أموالكم وقسمت هذه فيهم خاصة.
17
فتوح البلدان
فنلت{ :ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بم خصاصة} .فقال أبو بكر :جزاكم ال يا معشر
النصار خيا فو ال ما مثلنا ومثلكم إل كما قال الغنوى :جزى ال عنا جعفر حي أزلقت بنا نعلنا
ف الواطئتي فزلت أبوا أن يلونا ولو أن أمنا نلقي الذي يلقون منا للت فذو الال موفور وكل
معصب إل حجرات أدفأت وأظلت وحدثنا السي قال :حدثنا يي بن آدم قال :أخبنا قيس بن
الرب عن هشام بن عروة عن أبيه قال :أقطع رسول ال صلى ال عليه وسلم الزبي بن العوام أرضا من
أرض بن النضي ذات نل.
وحدثنا السي قال :حدثنا يي قال :حدثنا يزيد بن عبد العزيز عن هشام ابن عروة عن أبيه قال:
أقطع رسول ال صلى ال عليه وسلم الزبي من أموال بن النضي وأقطع الزبي.
وحدثن ممد بن سعد كاتب الواقدي قال :حدثن أنس بن عياض وعبد ال ابن ني قال :حدثنا
هشام بن عروة عن أبيه أن النب صلى ال عليه وسلم الزبي أقطع الزبي أرضا من أموال بن النضي
فيها نل وأن أبا بكر أقطع الزبي الرف.
قال أنس ف حديثه :أرضا مواتا وقال عبد ال بن ني ف حديثه :وإن عمر أقطع الزبي العقيق أجع.
أموال بن قريظة قالوا :حاصر رسول ال صلى ال عليه وسلم بن قريظة لليال من ذى القعدة وليال
من ذى الجة سنة هس فكان حصارهم خس عشرة ليلة.
وكانوا من أعان على رسول ال صلى ال عليه وسلم ف غزوة الندق وهي غزوة الحزاب ث إنم
نزلوا على حكمه فحكم فيهم سعد بن معاذ الوسي فحكم بقتل من جرت عليه الواسي وبسب
النساء والذرية وأن يقسم مالم بي السلمي.
فأجاز رسول ال صلى ال عليه وسلم ذلك وقال :لقد حكمت بكم ال ورسوله.
حدثن عبد الواحد بن غياث قال :حدثنا حاد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن
رسول ال صلى ال عليه وسلم لا فرغ من الحزاب دخل مغتسل ليغتسل فجاءه جبيل فقال:
ياممد! قد وضعتم أسلحتكم وما وضعنا أسلحتنا بعد.
18
فتوح البلدان
اند إل بن حدثن عبد الواحد بن غياث :حدثنا حاد بن سلمة عن أب جعفر الطمي عن عمارة بن
خزية عن كثي بن السائب أن بن قريظة عرضوا على النب صلى ال عليه وسلم فمن كان منهم
متلما أو قد نبتت عانته قتل ومن ل يكن احتلم ول نبتت عانته ترك.
وحدثن وهب بن بقية قال :حدثنا يزيد بن هارون عن هشام عن السن قال :عاهد حي بن أخطب
رسول ال صلى ال عليه وسلم على أن ل يظاهر عليه أحدا وجعل ال عليه كفيل .فلما أتى به
رسول ال صلى ال عليه وسلميوم قريظة وبابنه قال رسول ال صلى ال عليه وسلم :لقد أوف
الكفيل.
حدثن بكر بن اليثم قال :حدثنا عبد الرزاق عن معمر قال :سألت الزهري هل كانت لبن قريظة
أرض فقال سديدا :قسمها رسول ال صلى ال عليه وسلم بي السلمي على السهام.
وحدثن السي بن السود قال :حدثنا يي بن آدم عن أب بكر بن عياش عن الكلب عن أب يصال
حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلم قال :حدثنا عبد ال بن صال كاتب الليث عن الليث بن سعد عن
عقيل عن الزهري أن رسول ال صلى ال عليه وسلم حاصر بن قريظة حت نزلوا على حكم سعد بن
معذ.
خيب قالوا :غزا رسول ال صلى ال عليه وسلم خيب ف سنة سبع فطاوله أهلها وما كثوه وقاتلوا
السلمي فحاصرهم رسول ال صلى ال عليه وسلم قريبا من شهر ث إنم صالوه على حقن دمائهم
وترك الذرية على أن يلوا ويلوا بي السلمي وبي الرض والصفراء والبيضاء والبزة إل ما كان منها
على الجساد وأن ل يكتموه شيئا .
قم قالوا لرسول ال صلى ال عليه وسلم :إن لنا بالعمارة والقيام على النخل علما فأقرنا.
19
فتوح البلدان
فأقرهم رسول ال صلى ال عليه وسلم وعاملهم على الشطر من الثمر والب وقال :أقركم ما أقركم
ال.
فلما كانت خلفة عمر بن الطاب رضي ال عنه ظهر فيهم الوباء وتعبثوا بالسلمي فأجلهم عمر
وقسم خيب حدثن السي بن السود قال :حدثنا يي بن آدم قال :حدثنا زياد بن عبد ال ابن طفيل
عن ممد ين إسحاق قال :سألت ابن شهاب عن خيب فأخبن أنه بلغه أن رسول ال صلى ال عليه
وسلم افتتحها عنوة بعد القتال وكانت ما أفآء ال على رسوله صلى ال عليه وسلم فخمسها رسول
ال صلى ال عليه وسلم وقسمها بي السلمي ونزل من نزل من أهلها على اللء فدعاهم رسول ال
صلى ال عليه وسلم إل العاملة ففعلوا.
وحدثن عبد العلى بن حاد النرسي قال :حدثنا حاد بن سلمة عن عبيد بن عمر عن نافع عن ابن
عمر اقل :أتى رسول ال صلى ال عليه وسلم أهل خيب فقاتلهم حت ألأهم إل قصرهم وغلبهم على
الرض والنخل وصالهم على أن يقن دماءهم ويلوا ولم ما حلت ركابم ولرسول ال صلى ال
عليه وسلم الصفراء والبيضاء واللقة.
فغيبوا مسكا فيه مال وحلى لى بن أخطب وكان احتمله معه إل خيب حي أجليت بنو النضي.
فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم لسعية بن عمرو :مافعل مسك حي الذي جاء به من قبل بن
النضي قال :أذهبته الروب والنفقات.
20
فتوح البلدان
فذهبوا إل الربة ففتشوها فوجدوا السك.
فقتل رسول ال صلى ال عليه وسلم ابن أب القيق وأحدها زوج صفية بنت حيي بن أخطب وسب
نساءهم وذراريهم وقسم أموالم للنكث الذي نكثوا.
ول يكن لرسول ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه فلمان يقومون با وكانوا ل يفرغون للقيام عليها
بأنفسهم فأعطاهم رسول ال صلى ال عليه وسلم خيب على أن لم الشطر من كل زرع ونل وشيء
مابدا لرسول ال صلى ال عليه وسلم.
فشكوا إل رسول ال صلى ال عليه وسلم شدة خرصه وأرادوا أن ي رشوه فقال :يا أعداء ال!
أتطعمونن السحت وال لقد جئتكم من عند أحب الناس إل وإنكم لبغض إل من عدتكم من
القرود والنازير ولن يملن بغض لكم وحب إياه على أن ل أعدل عليكم.
قال :ورأى رسول ال صلى ال عليه وسلم بعي صفية بنت حي خضرة.
فقال :ياصفية! فقالت :كان رأسي ف حجر ابن أب القيق وأنا نائمة فرأيت كأن قمرا وقع ف
حجري.
فأخبته بذلك فلطمن وقال :أتتمني ملك يثرب قالت :وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم أبغض
الناس إل قتل زوجي وأب وأخي.
فما زال يعتذر ويقول :إن أباك ألب علي العرب وفعل وفعل حت ذهب ذلك من نفسي.
قال :وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يعطي كل ارمأة من نسائه ثاني وسقا من ثر كل عام
وعشرين وسقا من شعي من خيب.
21
فتوح البلدان
قال نافع :فلما كان عمر بن الطاب عاثوا ف السلمي وغشوهم وألقوا ابن عمر من فوق بيت
وفدغوا يديه فقسمها عمر رضي ال عنه بي السلمي من كان شهد خيب من أهل الديبيه.
وحدثنا السي بن السود حدثنا يي بن آدم عن زياد البكائي عن ممد ابن إسحاق عن عبد ال بن
أب بكر بن ممد بن عمرو بن حزم قال :حصر رسول ال صلى ال عليه وسلم أهل خيب ف
حصنيهم الوطيح وسللم فلما أيقنوا بالتهلكة سألوه أن يسيهم ويقن دمائهم ففعل.
وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم قد حاز الموال كلها :الشق والنطاة والسكتيبة وجيع
حصونم إل ما كان ف هذين الصني.
حدثنا السي بن السود قال :حدثنا يي بن آدم قال :حدثنا عبد السلم ابن حرب عن شعبة عن
الكم عن عبد الرحن بن أب ليلى ف قوله تعال{ :وأثابم فتحا قريبا} .قال :خيب وأخرى ل حدثنا
عمرو الناقد حدثنا يزيد بن هارون أخبنا يي بن سعيد عن بشي بن يسار أن النب صلى ال عليه
وسلم قسم خيب على ستة وثلثي سهما وجعل كل سهم مائة سهم فعزل نصفها لنوائبه وما ينل به
وقسم النصف الباقي بي السلمي.
فكان سهم رسول ال صلى ال عليه وسلم فيما قسم الشق والنطاة وما حيز معهما.
فلما صارت الموال ف يدي رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يكن له من العمال من يكفيه عمل
الرض فدفعها إل اليهود يعملونا على نصف ما خرج منها فلم تزل على ذلك حياة رسول ال صلى
ال عليه وسلم وأب بكر فلما كان عمرو كثر الال ف أيدي السلمي وقووا على الرض أجلى اليهود
إل الشام وقسم الموال بي السلمي.
حدثن بكر بن اليثم قال :حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أن رسول ال صلى ال عليه
وسلم لا فتح خيب كان سهم المس منها الكتيبة وكان الشق والنطاة وسلل والوطيح للمسلمي
فأقرها ف يد يهود على اشطر فكان ما أخرج ال منها للمسلمي يقسم بينهم حت كان عمر فقسم
رقبة الرض بينهم على سهامهم.
22
فتوح البلدان
وحدثنا أبو عبيد قال :حدثنا علي بن معبد عن أب الليح عن ميمون بن مهران قال :حصر رسول ال
صلى ال عليه وسلم أهل خيب ما بي عشرين ليلة حدثنا السي بن السود قال :حدثنا يي بن آدم
قال :أخبنا حاد بن سلمة عن يي بن سعيد عن بشي بن يسار أن رسول ال صلى ال عليه وسلم
قسم خيب على ستة وثلثي سهما :لرسول ال صلى ال عليه وسلم ثانية عشر سهما لا ينوبه من
القوق وأمر الناس والوفود وقسم ثانية عشر سهما كل سهم لائة رجل.
وحدثنا الن قال :حدثنا يي بن آدم عن عبد السلم بن حرب عن يي بن سعيد قال :سعت بشي
بن يسار يقول :قسمت سهمان خيب على ستة وثلثي سهما جع كل سهم مائة سهم.
فكان من ذلك للمسلمي ثانية عشر سهما اقتسموها بينهم ولرسول ال صلى ال عليه وسلم من
الناس والوفود وما نابه.
حدثنا عمرو الناقد والسي بن السود قال :حدثنا وكيع بن الراح قال :حدثن العمري عن نافع
عن ابن عمر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم بعث ابن رواحة إل خيب فخرص عليهم النخل ث
خيهم أن يأخذوا أو يردوا.
وحدثنا إسحاق بن أب إسرائيل قال :حدثنا الجاج بن ممد عن ابن جريج عن رجل من أهل الدينة
أن النب صلى ال عليه وسلم صال بن أب القيق على أن ليكتموا كنا .
حدثنا أبو عبيد قال :حدثنا بن معبد عن أب الليح عن ميمون بن مهران أن أهل خيب أخذوا المان
على أنفسهم وذراريهم على أن لرسول ال صلى ال عليه وسلم كل شيء ف الصن.
قال :وكان ف الصن أهل بيت فيهم شدة على رسول ال صلى ال عليه وسلم.
فقال لم قد عرفت عداوتكم ل ولرسوله ولن ينعن ذلك من أن أعطيكم ما أعطيت أصحابكم وقد
أعطيتمون أنكم إن كتمتم شيئا حلت ل دماؤكم.
23
فتوح البلدان
ما فعلت آنيتكم قالوا :استهلكناها ف حربنا.
قال :فأمر أصحابه فأتو الكان الذي هي فيه فاستثاروها ث ضرب أعناقهم.
حدثنا عمرو الناقد وممد بن الصباح قال :حدثنا هشيم قال :أخبنا ابن أب ليلى عن الكم بن عتيبة
عن مقسم عن ابن عباس قال :دفع رسول ال صلى ال عليه وسلم خيب بأرضها ونلها إل أهلها
مقاسة على النصف.
حدثنا ممد بن الصباح قال :حدثنا هشيم بن بشي قال :أخبنا داود بن أب هند عن الشعب قال:
دفع رسول ال صلى ال عليه وسلم خيب إل أهلها بالنصف وبعث عبد ال بن رواحة لرص التمر أو
قال النخل.
وحدثنا بعض أصحاب أب يوسف قال :حدثنا أبو يوسف عن مسلم العور عن أنس أن عبد ال بن
رواحة قال لهل خيب :إن شئتم خرصت وخيتكم وإن شئتم خرصتم وخيتون.
وحدثنا القاسم بن سلم قال :حدثنا عبد ال بن صال الصري عن ليث ابن سعد عن يونس بن زيد
عن الزهري أن النب صلى ال عليه وسلم فتح خيب عنوة بعد قتال فخمسها وقسم أربعة أخاسها بي
السلمي.
وحدثنا عبد العلى بن حاد النرسي قال :قرأت على مالك بن أنس عن ابن شهاب قال :قال رسول
ال صلى ال عليه وسلم :لجتمع دينان ف جزيرة العرب.
ففحص عمر بن الطاب رضي ال عنه عن ذلك حت أتاه الثلج واليقي أن رسول ال صلى ال عليه
وسلم قال :ل يتمع دينان ف جزيرة العرب فأجلى يهود خيب.
24
فتوح البلدان
عن أشياخه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أطعم من سهمه بيب طعما فجعل لكل أرملة من
نساءه ثاني وسقا من تر وعشرين وسقا من شعي وأطعم عمه العباس بن عبد الطلب رضي ال عنه
مائت وسق وأطعم أبا بكر وعمر والسن والسي وغيهم وأطعم بن الطلب ابن عبد مناف أو ساقا
معلومة وكتب لم بذلك كتابا ثابتا.
وحدثن الوليد عن الواقدي عن أفلح بن حيد عن أبيه قال :ولن عمر بن عبد العزيز الكتيبة فكنا
نعطي ورثة الطعمي وكانوا مصي عندنا.
وحدثنا ممد بن حات السمي قال :حدثنا جرير بن عبد الميد عن ليث عن نافع قال :أعطى رسول
ال صلى ال عليه وسلم خيب أهلها بالشطر فكانت ف أيديهم حياة رسول ال صلى ال عليه وسلم
وأب بكر وصدرا من خلفة عمر ث إن عبد ال بن عمر أتاهم ف حاجة فبيتوه فأخرجهم منها
وقسمها بي من حضرها من السلمي وجعل لزواج النب صلى ال عليه وسلم فيها نصيبا وقال:
آيتكن شاءت أخذت الثمرة وآيتكن شاءت أخذت الضيعة فكانت لا ولورثتها.
وحدثن السي بن السود قال :حدثنا أبو بكر بن عياش عن الكلب عن أب يصال عن ابن عباس
قال :قسمت خيب على ألف وخس مائة سهم وثاني سهما وكانوا ألفا وخس مائة وثاني رجل
الذين شهدوا الدييية منهم ألف وخس مائة وأربعون والذين كانوا مع جعفر بن أب طالب بأرض
البسة أربعون رجل .
حدثنا السي بن السود قال :حدثن يي بن آدم قال :حدثنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه
قال :أقطع رسول ال صلى ال عليه وسلم الزبي أرضا بيب فيها نل وشجر.
فدك قالوا :بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم إل أهل فدك منصرفه من خيب ميصة بن مسعود
النصاري بدعوهم إل السلم ورئيسهم رجل منهم يقال له يوشع بن نون اليهودي.
25
فتوح البلدان
فكان نصف فدك خالصا لرسول ال صلى ال عليه وسلم لنه ل يوجف السلمون عليه بيل ول
ركاب.
ول يزل أهلها با إل أن استخلف عمر بن الطاب رضي ال عنه وأجلى يهود الجاز.
فوجه أبا اليثم مالك بن التيهان ويقال النيهان وسهل بن أب حيثمة وزيد بن ثابت النصاريي فقوموا
نصف تربتها بقيمة عدل فدفعها إل حدثنا سعيد بن سليمان عن الليث بن سعيد عن يي بن سعيد
أن أهل فد صالوا رسول ال صلى ال عليه وسلم على نصف أرضهم ونلهم.
فلما أجلهم عمر بعث من أقام لم حظهم من النخل والرض فأداه إليهم.
حدثن بكر بن اليثم قال :حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أن عمر بن الطاب رضي ال
عنه أعطى أهل فدك قيمة نصف أرضهم ونلهم.
حدثنا السي بن السود قال :حدثنا يي بن آدم قال :حدثنا ابن أب زائدة عن ممد بن اسحاق عن
الزهري وعبد ال بن أب بكر وبعض ولد ممد بن مسلمة قالوا :بقيت بقية من أهل خيب تصحنوا
وسألوا رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يقن دماءهم ويسيهم فسمع بذلك أهل فدك فنلوا على
مثل ذلك وكانت فدك لرسول ال صلى ال عليه وسلم خاصة لنه ل يوجف السلمون عليها بيل
ول ركاب.
وحدثنا السي قال :حدثنا يي بن آدم قال :حدثن إبراهيم بن حيد عن أسامة بن زيد عن ابن
شهاب عن مالك بن أوس بن الدثان عن عمر رضي ال عنه قال :كانت لرسول ال صلى ال عليه
وسلم ثلث صفايا.
26
فتوح البلدان
فكانت أرض بن النضي حبسا وكانت لنوائبه وجزأ خيب على ثلثة أجزاء وكانت فدك لبناء
السبيل.
حدثنا عبد ال بن صال العجلي قال :حدثنا صفوان بن عيسى عن أسامة ابن زيد عن ابن شهاب عن
عروة بن الزبي أن أزواج النب صلى ال عليه وسلم أرسلن عثمان بن عفان إل أب بكر يسألنه
موارثيهن من سهم رسول ال صلى ال عليه وسلم بيب وفد.
فقالت لن عائشة :أما تتقي ال! أما سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول :ل نورث.
إنا هذا الال لل ممد لنائبتهم وضيفهم فإذا من فهو إل وال المر بعدي.
قال :فأمسكن.
حدثنا أحد بن إبراهيم الدورقي حدثنا صفوان بن عيسى الزهري عن أسامة عن ابن شهاب عن عروة
بثله.
حدثن ابراهيم بن ممد عن عرعرة عن عبد الرزاق عن معمر عن الكلب أن بن أمية اصطفوا فدك
وغيوا سنة رسول ال صلى ال عليه وسلم فيها فلما ول عمر بن عبد العزير رضي ال عنه ردها إل
ما كانت عليه.
وحدثنا عبد ال بن ميمون الكتب قال :أخبنا الفضيل بن عياض عن مالك ابن جعونه عن أبيه قال:
قالت فاطمة لب بكر :إن رسول ال صلى ال عليه وسلم جعل ل فدك فاعطن إياها.
فقال :قد علمت يابنت رسول ال أنه ل توز إل شهادة رجلي أو رجل وامرأتي.
27
فتوح البلدان
فانصرفت.
وحدثن روح الكرابيسي قال :حدثنا زيد بن الباب قال :أخبنا خالد ابن طهمان عن رجل حسبه
روح جعفر بن ممد أن فاطمة رضي ال عنها قالت لب بكر الصدبق رضي ال عنه :أعطن فدك
فقد جعلها رسول ال صلى ال عليه وسلم ل.
فسألا البينة فجاءت بأم أين ورباح مول النب صلى ال عليه وسلم فشهدا لا بذلك.
حدثنا ابن عائشة التيمي قال :حدثنا حاد بن سلمة عن ممد بن السائب الكلب عن أب صال باذام
عن أم هان أن فاطمة بنت رسول ال صلى ال عليه وسلم أتت أبا بكر الصديق رضي ال عنه فقالت
له :من يرثك إذ مت قال :ولدي وأهلي قالت :فما بالك ورثت رسول ال صلى ال عليه وسلم
دوننا فقال :يابنت رسول ال! وال ما ورثت أباك ذهبا ول فضة ول كذا ول كذا.
فقال :يابنت رسول ال! سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول :إنا هي طعمة أطعمنيها ال
حيات فإذا مت فهي بي السلمي.
عن مغية أن عمر بن عبد العزيز جع بن أمية فقال :إن فدك كانت للنب صلى ال عليه وسلم.
فكان ينفق منها ويأكل ويعود على فقراء بن هاشم ويزوج أمهم.
فلما قبض عمل أبو بكر فيها كعمل رسول ال صلى ال عليه وسلم ث ول عمر فعمل فيها بثل
ذلك.
28
فتوح البلدان
حدثنا سريج بن يونس قال :أخبنا إساعيل بن إبراهيم عن أيوب عن الزهري ف قول تعال{ :فما
أوجفتم عليه من خيل ول ركاب} .قال :هذه قرى عربية لرسول ال صلى ال عليه وسلم فدك
وكذا وكذا.
حدثنا أبو عبيد قال :حدثنا سعيد بن عفي عن مالك بن أنس -قال أبو عبيد :لأدري ذكره عن
الزهي أم ل -قال :أجلى عمر يهود خيب فخرجوا منها.
فأما يهود فدك فكان لم نصف الثمرة ونصف الرض لن رسول ال صلى ال عليه وسلم صالهم
على ذلك.
فأقام لم عمر نصف الثمرة ونصف الرض من ذهب وورق وأقتاب ث أجلهم.
وحدثن عمرو النقاد قال حدثن الجاج بن أب منيع الرصاف عن أبيه عن أب برقان أن عمر بن عبد
العزيز لا ول اللفة خطب فقال :إن فدك كانت ما أفاء ال على رسوله ول يوجف السلمون عليه
بيل ول ركاب.
فسألته إياها فاطمة رحها ال تعال فقال :ما كان لك أن تسألين وما كان ل أن أعطيك.
ث ول أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي ال عنهم فوضعوا ذلك بيث وضعه رسول ال صلى ال
عليه وسلم.
ث ول معاوية فأقطعها مروان بن الكم فوهبها مروان لب ولعبد اللك فصارت ل وللوليد
وسليمان.
فلما ول الوليد سألته حصته منها فوهبها ل وسألت سليمان حصته منها فوهبها ل فاستجمعهتا.
29
فتوح البلدان
ولا كانت سنة عشر ومائتي أمر أمي الؤمني الأمون عبد ال بن هارون الرشيد فدفعها إل ولد
فاطمة وكتب بذلك إل قثم بن جعفر عامله على الدينة :أما بعد فإن أمي الؤمني بكانة من دين ال
وخلفة رسوله صلى ال عليه وسلم والقرابة به أول من است سنته ونفذ أمره وسلم لن منحه منحة
وتصدق عليه بصدقة منحته وصدقته وبال توفيق أمي الؤمني وعصمته وإليه ف العمل با يقر به إليه
رغبته.
وقد كان رسول ال صلى ال عليه وسلم أعطى فاطمة بنت رسول ال صلى ال عليه وسلم فدك
وتصدق با عليها وكان ذلك أمرا ظتهرا معروفا ل اختلف فيه بي آل رسول ال صلى ال عليه
وسلم ول تزل تدعى منه ما هو أول به من صدق عليه فرأى أمي الؤمني أن يردها إل ورثتها
ويسلمها إليهم تقربا إل ال تعال بإقامة حقه وعدله وإل رسول ال صلى ال عليه وسلم بتنفيذ أمره
وصدقته.
فلئن كان ينادي ف كل موسم -بعد أن قبض ال نبيه صلى ال عليه وسلم -أن يذكر كل من
كانت له صدقة أو هبة أو عدة ذلك فيقبل قوله وينفذ عدته إن فاطمة رضي ال عنها لول بأن
يصدق قولا فيما جعل رسول ال صلى ال عليه وسلم لا.
وقد كتب أمي الؤمني إل البارك الطبي مول أمي الؤمني بأمره يرد فدك على ورثة فاطمة بنت
رسول ال صلى ال عليه وسلم بدودها وجيع حقوقها النسوبة إليها وما فيها من الرقيق والغلت
وغي ذلك وتسليمها إل ممد بن يي بن زيد بن علي بن السي بن علي بن أب طالب لتولية امي
الؤمني إياها القيام با لهلها.
فأعلم ذلك من رأي أمي الؤمني وما ألمه ال من طاعته ووفقه له من التقرب إليه وإل رسول ال
صلى ال عليه وسلم وأعلمه من قبلك وعامل ممد بن يي وممد عبد ال با كنت تعامل به البارك
الطبي وأعنهما على ما فيه عمارتا ومصلحتها ووفور غلتا إن شاء ال والسلم.
30
فتوح البلدان
قالوا :أتى رسول ال صلى ال عليه وسلم منصرفة من خيب وادي القرى فدعا أهلها إل السلم
فامتنعوا من ذلك وقاتلوا ففتحها رسول ال صلى ال عليه وسلم عنو ًة وغنمه ال أموال أهلها وأصاب
السلمون منهم أثاثًا ومتاعًا فخمس رسول ال صلى ال عليه وسلم ذلك وترك النخل والرض ف
أيدي اليهود وعاملهم على نو ما عامل أهل خيب.
فقيل إن عمر أجلى يهودها وقسمها بي قاتل عليها وقيل إنه ل يلهم لنا خارجة من الجاز.
وأخبن عدة من أهل العلم أن رفاعة بن زيد الذامي كان أهدى لرسول ال صلى ال عليه وسلم
غلمًا يقال له معمم فلما كانت غزاة وادي القرى أصابه سهم غرب وهو يط رحل رسول ال صلى
ال عليه وسلم فقيل :يا رسول ال هنيئًا لغلمك أصابه سهم فاستشهد.
فقال :كل إن الشعلة الت أخذها من الغان يوم خيب لتشتعل عليه نارًا.
حدثن شيبان بن فروع قال :حدثنا أبو الشهب عن السن أنه قيل لرسول ال صلى ال عليه وسلم:
استشهد فتاك فلن.
فقال :إنه ير إل وحدثن عبد الواحد بن غياث قال :حدثنا حاد بن سلمة عن الريري عن عبد ال
بن سفيان قال :وحدثنا حبيب بن الشهيد عن السن أنه قيل لرسول ال صلى ال عليه وسلم :هنيئًا
لك استشهد فتاك فلن.
31
فتوح البلدان
قالوا :ولا بلغ أهل تيماء ما وطئ به رسول ال صلى ال عليه وسلم أهل وادي القرى صالوه على
الزية فأقاموا ببلدهم وأرضوهم ف أيديهم وول رسول ال صلى ال عليه وسلم عمرو بن سعيد بن
العاصي بن أمية وادي القرى وول يزيد بن أب سفيان بعد الفتح وكان إسلمه يوم فتح تيماء.
وحدثن عبد العلى بن حاد النرسي قال :حدثنا حاد بن سلمة عن يي بن سعيد عن إساعيل بن
حكيم.
عن عمر بن عبد العزيز أن عمر بن الطاب أجلى أهل فدك وتيماء وخيب.
قال :وكان قتال رسول ال صلى ال عليه وسلم أهل وادي القرى ف جادى الخرى سنة سبع.
حدثن العباس بن هشام الكلب عن أبيه عن جده قال :أقطع رسول ال صلى ال عليه وسلم حزة بن
النعمان بن هوذة العذري رمية من وادي القرى وكان سيد بن عذره وهو أول أهل الجاز قدم على
النب صلى ال عليه وسلم بصدقة بن عذره.
وحدثن علي بن ممد بن عبد ال مول قريش عن العباس بن عامر عن عمه قال :أتى عبد اللك بن
مروان يزيد بن معاوية فقال :يا أمي الؤمني! معاوية كان ابتاع من بعض اليهود أرضًا بوادي القرى
وأحيا إليها أرضًا وليست لك بذلك الال عناية فقد ضاع وقلت غلته فأقطعنيه فإنه ل خطر له.
فلما ول قال يزيد :هذا الذي يقال إنه بلى بعدنا فإن يكن ذلك حقًا فقد صانعناه وإن يكن باطلًا فقد
وصلناه.
مكة قالوا :لا قضى رسول ال صلى ال عليه وسلم قريشًا عام اليبية وكتب القضية على الدنة وأنه
من أحب أن يدخل ف عهد ممد صلى ال عليه وسلم دخل ومن أحب أن يدخل ف عهد قريش
32
فتوح البلدان
دخل وأنه من أتى قريشا من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يردوه ومن أتاه منهم ومن
حلفائهم رده قام من كان من كنانة فقالوا :ندخل ف عهد قريش ومدتا وقامت خزاعة فقالت:
ندخل ف عهد ممد وعقده.
وقد كان بي عبد الطلب وخزاعة حلف قدي فلذلك قال عمرو بن سال بن حصية الزاعي :ل هم
إن ناشد ممدا حلف أبينا وأبيه التلدا ث إن رجلًا من خزاعة سع رجلًا من كنانة ينشد هجاءً ف
رسول ال صلى ال عليه وسلم فوثب عليه فشجه فهاج ذلك بينهم الشر والقتال وأعانت قريش بن
كنانة وخرج منهم رجال معهم فبيتوا خزاعة فكان ذلك ما نقضوا به العهد والقضية.
وقدم على رسول ال صلى ال عليه وسلم عمرو ابن سال بن حصية الزاعي يستنصر رسول ال
صلى ال عليه وسلم فدعاه ذلك إل غزو مكة.
وحدثنا أبو عبيد القاسم بن سلم قال :حدثنا عثمان بن صال عن ابن ليعة عن أب السود عن عروة
ف حديث طويل قال :فهادنت قريش رسول ال صلى ال عليه وسلم على أن يأمن بعضهم بعضًا
على الغلل والسلب أو قال إرسال فمن قدم مكة حاجًا أو معتمرًا أو متازًا إل اليمن والطائف
فهو آمن ومن قدم الدينة.
قال :فأدخل رسول ال صلى ال عليه وسلم ف عهده بن كعب وأدخلت قريش ف عهدها حلفاءها
من بن كنانة.
عن عكرمة أن بن بكر من كنانة كانوا ف صلح قريش وكانت خزاعة ف صلح رسول ال صلى ال
عليه وسلم فاقتتلت بنو بكر وخزاعة بعرمة فأمدت قريش بن بكر بالسلح وسقوهم ألاء وظللوهم.
33
فتوح البلدان
فقالوا لن سفيان بن حرب :انطلق فأجد اللف وأصلح بي الناس.
فقدم أبو سفيان الدينة فلقي أبا بكر فقال له :يا أبا بكر! أجد اللف وأصلح بي الناس.
فلقيه فذكر له مثل ذلك فقال علي :أنت شيخ قريش وسيدها فأجد اللف وأصلح بي الناس.
فضرب أبو سفيان يينه على شاله وقال :قد جددت اللف وأصلحت بي الناس.
ث انطلق حت أتى مكة وقد كان رسول ال صلى ال عليه وسلم قال :إن أبا سفيان قد أقبل وسيجع
راضيًا بغي قضاء حاجة فلما رجع إل أهل مكة أخبهم الب فقالوا :تال ما رأينا أحق منك.
وجاءت خزاعة إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فشكوا ما أصابم فقال رسول ال صلى ال عليه
وسلم :إن قد أمرت بإحدى القريتي مكة أو الطائف وأمر رسول ال صلى ال عليه وسلم بالسي.
فخرج ف أصحابه وقال :اللهم اضرب على آذانم فل يسمعوا حت نبغتهم بغتة.
34
فتوح البلدان
فلما بلغ مر الظهران ورأى النيان والخبية قال :ما شأن الناس كأنم أهل عشية عرفة وغشيته خيول
رسول ال صلى ال عليه وسلم فأخذوه أسيًا.
فأتى به النب صلى ال عليه وسلم وجاء عمر فأراد قتله فمنعه العباس وأسلم فدخل على رسول ال
صلى ال عليه وسلم.
فقال أبو سفيان للعباس بن عبد الطلب :ما شأنم يريدون قتلى قال :ل ولكنهم قاموا إل الصلة.
فلما دخلوا ف صلتم رآهم إذا ركع رسول ال صلى ال عليه وسلم ركعوا وإذا سجد سجدوا.
فقال :تال ما رأيت كاليوم طواعية قوم جاؤا من هاهنا وهانا ول فارس الكرام ول الروم ذات
القرون.
فلما بعثه أرسل ف أثره وقال :ردوا على عمي ل يقتله الشركون.
هذا خالد بأسف مكة وهذا الزبي بأعلى مكة وهذا رسول ال صلى ال عليه وسلم ف الهاجرين
والنصار وخزاعة.
فقالت قريش :وما خزاعة النوف! حدثنا عبد الواحد بن غياث قال :حدثنا حاد بن سلمة عن ممد
بن عمرو عن أب سلمة بن عبد الرحن عن أب هريرة أن قائل خزاعة قال للنب صلى ال عليه وسلم:
35
فتوح البلدان
ل هم إن ناشدٌ ممدا حلف أبينا وأبيه التلدا فانصر هداك ال نصرًا أبدًا وادع عباد ال يأتوا مددا
قال حاد :فحدثن علي بن زيد.
عن عكرمة أن خزاعة نادوا للنب صلى ال عليه وسلم وهو يغتسل فقال :لبيكم.
وقال الواقدي وغيه :تسلح قوم من قريش يوم الفتح وقالوا :ل يدخلها ممد إل عنوة فقاتلهم خالد
بن الوليد وكان أول من أمره رسول ال صلى ال عليه وسلم بالدخول فقتل أربعة وعشرين رجلًا من
قريش وانزم الباقون فاعتصموا برؤوس البال وتوقلوا فيها واستشهد من أصحاب رسول ال صلى
ال عليه وسلم يومئذ كرز بن جابر الفهري وخالد الشعر الكعب وقل هشام بن الكلب :هو حبيش
بن الشعر الكعب من خزاعة.
وحدثنا شيبان بت أب شيبة البلى حدثنا سليمان بن الغية قال :حدثنا ثابت البستان عن عبد ال بن
رباح قال :وفدت وفود إل معاوية وذلك ف شهر رمضان وكان بعضنا يصنع لبعض الطعام وكان
أبو هريرة ما يكثر أن يدعونا إل رحله قال :فصنعت لم طعامًا ودعوتم فقال أبو هريرة :أل أعللكم
بديث من حديثكم معشر النصار ث ذكر فتح مكة فقال :أقبل رسول ال صلى ال عليه وسلم حت
قدم مكة فبعث الزبي على إحدى الجنبتي وبعث خالد بن الوليد على الخرى وبعث أبا عبيدة بن
الراح على السر فأخذوا بطن الوادي رسول ال صلى ال عليه وسلم ف كتيبته فرآن فقال :يا أبا
هريرة! قلت :لبيك يا رسول ال قال :ناد النصار فل يأت أنصاري قال :فناديتهم فطافوا به وجعت
قريش أوباشها وأتباعها وقلوا :نقدم هؤلء فان أصابوا ظفرًا كنا معهم وان أصيبوا أعطينا الذي يسأل
فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :أترون أوباش قريش قالوا :نعم بإحدى يديه على الخرى يشي
أن اقتلوهم ث قال :وافون بالصفا قال :فانطلقنا فما يشاء أحد أن يقتل أحدًا إل قتله فجاء أبو سفيان
فقال :يا رسول ال! أبيدت خضراء قريش ل قريش بعد اليوم فقال :رسول ال صلى ال عليه وسلم:
من دخل دار أب سفيان فهو آمن ومن اغلق بابه فهو آمن ومن ألقى السلح فهو آمن فقال بعض
النصار لبعض :أما الرجل فأدركته رغبة ف قرابته ورأفة بعشيته وجاء رسول ال صلى ال عليه
وسلم الوحي وكان إذا جاءه ل يف علينا فقال :يا معشر النصار قلتم كذا وكذا قلوا :قد كان
ذلك يا رسول ال قال :كل إن عبد ال ورسوله هاجرت إل ال وإليكم فالحيا مياكم والمات
ماتكم فجعلوا يبكون ويقولون :وال ما قلنا الذي قلنا إل للضن برسول ال صلى ال عليه وسلم.
36
فتوح البلدان
قال :وأقبل الناس إل دار أب سفيان وأغلقوا أبوابا ووضعوا سلحهم واقبل رسول ال صلى ال عليه
وسلم إل الجر فاستلمه ث طاف بالبيت واتى على صنم كان إل جنب الكعبة وف يده قوس قد
أخذ بسيتها فجعل يطعن ف عي الصنم ويقول{ :جاء الق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا}.
قال :فلما فرغ من طوافه أتى الصفا فعله حت نظر إل البيت ث رفع يده يمد ال ويدعو.
حدثنا ممد بن الصباح قال :أخبنا هشيم عن حضي عن عبيد ال بن عبد ال بن عتبة قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم فتح مكة :ل يهزن على جريح ول يتبعن مدبر ول يقتلن أسي
ومن أغلق بابه فهو آمن قال الواقدي :كانت غزوة الفتح ف شهر رمضان سنة ثان فأقام رسول ال
صلى ال عليه وسلم بكة إل الفطر ث توجه لغزوة حني.
وول مكة عتاب بن أسيد بن أب العيص بن أمية وأمر رسول ال صلى ال عليه وسلم بدم الصنام
ومو الصور الت كانت ف الكعبة وقال :ابن خطل ولو كان متعلقًا بأستار الكعبة.
قال أبو اليقظان :واسم ابن خطل قيس وقتله أبو شرياب النصاري وكانت لبن خطل قينتان تغنيان
بجاء رسول ال صلى ال عليه وسلم فقتلت إحداها وبقيت الخرى حت كسرت لا ضلع أيام
عثمان فماتت.
وقتل نيلة بن عبد ال الكنان مقيس بن ضبابة الكنان وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم قد أمر
من وجده أن يقتله.
وذلك لن أخاه هاشم ابن ضبابة بن خزن أسلم وشهد غزوة الريسيع مع رسول ال صلى ال عليه
وسلم فقتله رجل من النصار خطأ وهو يظنه مشركا.
فقدم مقيس على رسول ال صلى ال عليه وسلم فقضى له بالدية على عاقلة القاتل فأخذا وأسلم ث
عدا على قاتل أخيه فقتله وهرب مرتدًا وقال :شفى النفس أن قد بات بالقاع مسندا يضرج ثوبيه
دماء الخداع ثأرت به قهرًا وحلت عقله سراة بن النجار أرباب فارع حللت به وترى وأدركت
37
فتوح البلدان
ثؤرت وكنت عن السلم أول راجع وقتل علي بن أب طالب رضي ال عنه الويرث بن نقيذ بن بي
بن عبد ابن قصي وكان النب صلى ال عليه وسلم أمر أن يقتله من وجده.
وحدثن بكر بن اليثم عن عبد الرازق عن معمر عن الكلب قال :جاءت قينة للل بن عبد ال وهو
ابن خطل الدرمي من بن تيم إل النب صلى ال عليه وسلم متنكرة فأسلمت وبايعت وهو ل يعرفها
فلم يعرض لا.
وقتلت قينة له أخرى وكانتا تغنيان بجاء رسول ال صلى ال عليه وسلم.
حدثنا ممد بن الصباح البزاز قال :حدثنا هشيم قال :أخبنا خالد الذاء عن القاسم بن ربيعة أن
رسول ال صلى ال عليه وسلم خطب يوم مكة فقال :المد ل الذي صدق وعده ونصر جنده
وهزم الحزاب وحده أل إن كل مأثرة كانت ف الاهلية وكل د ٍم ودعوى موضوعةٌ تت قدمي إل
سدانة البيت وسقاية الاج.
وحدثنا خلف الزار حدثنا إساعيل بن عياش عن عبد ال بن عبد الرحن عن أشياخة قالوا :لا كان
يوم فتح مكة قال النب صلى ال عليه وسلم لقريش :ما تظنون قالوا :نظن خيًا ونقول خيًا أخ كري
وابن أخ كري وقد قدرت.
قال :فلن أقول كما قال أخي يوسف عليه السلم { :ل تثريب عليكم اليوم يغفر ال لكم وهو
أرحم الراحي} .أل كل دين ومال ومأثر ٍة كانت ف الاهلية فهي تت قدمي إل سدانة البيت
وسقاية الاج.
حدثنا عبد ال بن عبيد بن عمي قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ف خطبته :أل إن مكة حرام
ما بي أخشبيها ل يل لحد قبلي ول يل لحد بعدي ول يل ل إل ساعة من نار.
38
فتوح البلدان
ل يتلى خلها ول تعضد عضاهها ول ينفر صيدها ول تلتقط لقطتها إل أن يعرف أو يعرف.
فقال العباس رحه ال :إل الذخر فلنه لصاغتنا وقيوننا وطهور بيوتنا فقال صلى ال عليه وسلم :إل
الذخر.
حدثنا يوسف بن موسى القطان قال :حدثنا جرير بن عبد الميد عن منصور عن ماهد عن ابن
عباس أن النب صلى ال عليه وسلم قال :ل يتلى خلى مكة ول بعضد شجرها.
فرخص ف ذلك.
حدثنا شيبان قال :حدثنا أبو هلل الراسي عن السن قال :أراد عمر أن يأخذ كن الكعبة فينفقه ف
سبيل ال.
فقال له أب بن كعب النصاري :يا أمي الؤمني! قد سبقك صاحباك ولو كان هذا فضلًا لفعله.
وحدثنا عمرو الناقد قال :حدثنا أبو معاوية عن العمش عن ماهد قال :قال رسول ال صلى ال
عليه وسلم :مكة حرام ل يل بيع رباعها ول أجور بيوتا.
حدثنا ممد بن حات الروزي قال :حدثنا عبد الرحن بن مهدي عن إسرائيل عن إبراهيم بن مهاجر
عن يوسف بن ماهك عن أبيه عن عائشة قالت :قلت يا رسول ال.
حدثنا خلف بن هشام الزار حدثنا أساعي عن ابن جريج قال :قرأت كتاب عمر بن عبد العزيز ينهى
عن كراء بيوت مكة.
حدثنا أبو عبيد حدثنا إساعيل بن جعفر عن اسرائيل عن نوثر عن ماهد عن ابن عمر قال :الرم كله
مسجد.
39
فتوح البلدان
حدثنا عمرو الناقد قال :حدثنا إسحاق الزرق عن عبد اللك بن أب سليمان قال :كتب عمر بن
عبد العزيز إل أمي مكة أن ل تدع أهل مكة يأخذون على بيوت مكة أجرًا فإنه ل يل لم.
حدثنا عثمان بن أب شيبة قال :حدثنا جرير عن يزيد بن أب زياد عن عبد الرحن بن سابط ف قوله:
{سوا ًء العاكف فيه والباد} .قال :البادي من يرج من الجاج والعتمرين هم سواء ف النازل ينلوا
حيث شاؤا غي أن ل يرج أحد من بيته.
حدثنا عثمان قال :حدثنا جرير عن منصور عن ماهد ف هذه الية قال :أهل مكة وغيهم ف النازل
سواء.
وحدثنا عثمان وعمرو قال :حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن ماهد أن عمر بن الطاب قال
لهل مكة :ل تتخذوا لدوركم أبوابًا لينل البادي حيث شاء.
وحدثنا عثمان بن أب شيبة وبكر بن اليثم قال :حدثنا يي بن ضريس الرازي عن سفيان عن أب
حصي قال :قلت لسعيد بن جبي وهو بكة :إن أريد أن أعتكف.
حدثنا عثمان قال :حدثنا حفص بن غياث عن عبد ال بن مسلم عن سعيد بن جبي ف قوله{ :سواءً
العاكف فيه والباد} .قال :خلق ال فيه سواءٌ :أهل مكة وغيها.
وحدثن ممد بن سعد عن الواقدي قال :كان يتخاصم إل أب بكر بن ممد بن عمرو بن حزم ف
أجور الدور بكة فيقضى با على من اكتراها.
وقال الواقدي :رأيت ابن أب ذئب يأتيه كراء داره بكة بي الصفا والروة.
40
فتوح البلدان
وقال الليث بن سعد :ما كان من دار فأجرها طيب لصاحبها فأما القاعات والسكك والفنية
والرابات فمن سبق نزل ذلك بغي كراء.
وقال الوزاعي وابن أب ليلى وأبو حنيفة :إن كراها ف ليال الج فالكرآء باطلٌ وإن كان ف غي
ليال الج وكان الكتري ماورًا أو غي ذلك فل بأس.
وقال بعض أصحاب أب يوسف :كراؤها حل طلق وإنا يستوي العاكف والبادي ف الطواف بالبيت.
حدثنا السي بن علي بن السود قال :حدثنا عبيد ال بن موسى عن السن ابن صال عن العلء بن
السيب عن عبد الرحن بن السود أنه كان ل يرى ببقل مكة ول بالزرع الذي يزرع فيها ول شيء
ما أنبته الناس با من شجر أو نل بأسًا أن تقطعه وتأكله وتصنع فيه ما شئت.
قال :وإنا كره ما أنبتت الرض بكة من شجر وغيه ما ل يعمله الناس إل الذخر.
وقال :ممد بن عمر الواقدي :قال مالك وابن أب ذئب :ف مرم أو حلل قطع شجر من الرم أنه
قد أساء فإن كان جاهلًا علم ول شيء عليه وإن كان عالًا خالعًا عوقب ول قيمة عليه ومن قطع من
ذلك شيئًا فل بأس أن ينتفع به.
قال :وقال سفيان الثوري وأبو يوسف :عليه ف الشجرة لقطعها قيمة ول ينتفع بذلك.
وقال سفيان بن سعيد وأبو حنيفة وأبو يوسف :كل شيء ما ل ينبته الناس فعلى قاطعة قيمة.
41
فتوح البلدان
وقال الواقدي :سألت الثوري وأبا يوسف عن رجل أنبت ف الرم مال ينبته الناس فقام عليه حت
نبت له أله أن يقطعه قال :نعم.
قلت :فإن نبتت ف بستانه شجرة ما ل ينبت الناس من غي أن يكون أنبتها قال :يصنع با ما شاء.
وحدثن ممد بن سعد عن الواقدي قال :روى لنا أن ابن عمر كان يأكل بكة بقلًا زرع ف الرم.
وحدثن ممد بن سعد قال :حدثن الواقدي عن معاذ بن ممد قال :رأيت على مائدة الزهري بقلًا
من الرم.
قال أبو حنيفة :ليرعى الرجل الحرم بعيه ف الرم ول يتش له.
وحدثن عفان والعباس بن الوليد الترسي قال :حدثنا عبد الواحد ابن زياد قال :حدثنا ليث قال :كان
عطاء ليرى بأسًا ببقل الرم وما زرع فيه وبالقضيب والسواك.
قال :ول يكن للمسجد الرام على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم وأب بكر جدار ييط به
فلما استخلف عمر بن الطاب وكثر الناس وسع السجد واشترى دورًا فهدمها وزاردها فيه.
وهدم على قومٍ من جيان السجد أبوا أن يبيعوا ووضع لم الثان حت أخذوها بعد.
واتذ للمسجد جدارًا قصيًا دون القامة فكانت السابيح توضع عليه.
فلما استخلف عثمان بن عفان ابتاع منازل وسع السجد با وأخذ منازل أقوام ووضع لم الثان
فضجوا به عند البيت فقال :إنا جرأكم على حلمى عنكم ولين لكم.
42
فتوح البلدان
ث أمر بم إل البس حت كلمه فيهم عبد ال بن خالد ابن أسيد بن أب العيص فحلى سبيلهم.
قالوا :وكان باب الكعبة على عهد إبارهيم عليه السلم وجرهم والعماليق بالرض حت بنته قريش.
فقال أبو حذيفة بن الغية :ياقوم! ارفعوا باب الكعبة حت ل يدخل إل بسلم فإنه ل يدخلها حينئذ
إل من أردت فإن جاء أحد من تكرهون رميتم به فسقط فكان نكالًا لن ورائه.
قال :ولا تصن عبد ال بن الزبي بن العوام ف السجد الرام واستعاذ به والصي بن ني السكون إذ
ذاك يقاتله ف أهل الشام أخذ ذات يوم رجل من أصحابه نارًا على ليفةٍ ف رأس رمح وكانت الريح
عاصفًا فطارت شرره فتعلقت بأستار الكعبة فأحرقتها فتصدعت حيطانا واسودت وضك ف سنة
أربع وستي حت إذا مات يزيد بن معاوية وانصرف الصي ابن ني إل الشام أمر ابن الزبي با ف
السجد من الجارة الت رمى با فأخرج ث هدم الكعبة متصلًا بالجر.
وإنا التمس إعادتا إل بناء إبراهيم عليه السلم على ما كانت عائشة أم الؤمني أخبته عن النب
صلى ال عليه وسلم.
فلما حاربه الجاج ابن يوسف من قبل عبد اللك بن مروان وقتله كتب إليه عبد اللك يأمره ببناء
الكعبة والسجد الرام.
وقد كانت الجارة حلحلت الكعبة فهدمها الجاج وبناها فردها إل بناء قريش وأخرج الجر.
فكان عبد اللك يقول بعد ذلك :وددت أن كنت حلت ابن الزبي من أمر الكعبة وبناءها ما تمل.
43
فتوح البلدان
فكساها رسول ال صلى ال عليه وسلم الثياب اليمانية ث كساها عمر وعثمان رضي ال عنهما
القباطي ث كساها يزيد بن معاوية الدياج السوان وكساها ابن الزبي والجاج بعده الديباج
وكساها بنو أمية ف بعض أيامهم اللل الت كان أهل نران يؤدونت وأخذوهم بتجويدها وفوقها
الديباج.
ث إن الوليد بن عبد اللك وسع السجد الرام وحل إليه عمد تلحجارة والرخام والفيسفساء.
قال الواقدي :فلما كانت خلفة أمي الؤمني النصور رحه ال زاد ف السجد وبناه وذلك ف سنة
تسع وثلثي ومئة.
وقال على بن ممد بن عبد ال الائن :ول الهدي جعفر بن سليمان ابن على بن عبد ال بن العباس
مكة والدينة واليمامة.
وقد جدد أمي الؤمني التوكل على ال جعفر بن أب اسحاق العتصم بال بن الرشيد هارون بن
الهدي رضوان ال عليهم رخام الكعبة وأزرها بفضة وألبس سائر حيطانا وسقفها الذهب ول يفعل
ذلك أحد قبله وكسا أساطينها الديباج.
قالوا :كانت قريش قبل جع قصى إياها وقبل دخولا مكة تشرب من حياض ومصانع على رؤوس
البال ومن بئرٍ حفرها لؤي بن غالب خارج الرم تدعى الروى وهي ما يلى عرفه.
وفيها يقول بعض رجاز الاج :نروى على العجول ث ننطلق قبل صدور الاج من كل أفق إن قصيًا
ي مغتبق ث إنه سقط ف العجول بعد مات قصي رجلٌ من بن
قد وف وقد صدق باشبع للناس ور ٍ
نصر بن معاوية فعطلت.
44
فتوح البلدان
وحفر هاشم بن عبد مناف بذر وهي عند الندقة على فم شعب أب طالب.
وحفر هاشم أيضًا سجلة فوهبها أسد بن هاشم لعدى بن نوفل بن عبد مناف ابن الطعم ويقال بل
ابتاعها منه ويقال إن عبد الطلب وهبها له حي حفر زمزم وكثر الاء بكة فقالت خالدة بنت هاشم:
ى سجله ف ترب ٍة ذات عذاةٍ سهله تروي اليج زغلةً فزعله وقد دخلت سجلة ف
نن وهبنا لعد ٍ
السجد.
وهي آخر بئر حفرت ف الاهلية بكة وعندها قب أمي الؤمني النصور رحه ال.
واحتفر عبد شس أيضًا بئرين وساها خم ورم على ما سي كلب بن مرة بئرية.
وقال عبد شس :حفرت خًا وحفرت رمًا حت أرى الجد لنا قد تا وقالت سبيعة بنت عبد شس ف
الطوى :إن الطوى إذا شربتم ماءها صوب الغمام عذوبةً وصفاء وحفرت بنو أسد بن عبد العزى بن
قصى شفية بئر بن أسد.
وقال الويرث بن أسد :ماء شفيةٍ كماء الزن وليس ماؤها بطرقٍ أجن وحفر بنو عبد الدار بن قصى
أم أحرادٍ فقالت أميمة بنت عميلة بن السباق بن عبد الدار :نن حفرنا البحر أم أحراد ليست كبذر
البذور الماد فأجابتها صفية بنت عبد الطلب :نن حفرنا بذر تروى الجيج الكب من مقبلٍ ومدبر
وحفر بنو جح السنبلة وهي بئر خلف بن وهب المحي.
فقال قائلهم :نن حفرنا للحجيج سنبله صوب سحاب ذو اللل أنزله وحفر بن سهم الغمر وهي
بئر العاصي بن وائل.
45
فتوح البلدان
فقال بعضهم :نن حفرنا الغمر للحجيج تثج ماء أيا ثجيج قال ابن الكلب :قالا ابن الربعى.
وحفرت بنو عدى الفي فقال شاعرهم :نن حفرنا بئرنا الفيا برًا ييش ماؤه غزيرا وحفرت بنو
مزوم السقيا بئر هشام بن الغية بن عبد ال عمر بن مزوم.
وحفرت بنو تيم الثريا وهي بئر عبد ال بن جدعان بن عمرو بن كعب ابن سعد بن تيم.
قالوا :وكانت لبي بن مطعم بئر وهي بئر بن نوفل فأدخلت حديثًا ف دار القوارير الت بناها حاد
الببري ف خلفة أمي الؤمني هارون الرشيد.
وكان عقيل بن أب طالب حفر ف الاهلية بئرًا وهي ف دار ابن يوسف.
فكانت للسود بن أب البختري بن هاشم بن الارث بن أسد بن عبد العزى بئر على باب السود عن
الناطي بئر عكرمة نسبت إل عكرمة بن خالد بن العاص بن هاشم بن الغية.
بئر عمرو نسبت إل عمرو بن عبد ال بن صفوان بن أمية بن خلف المحى وكذلك شعب عمرو
الطلوب أسفل مكة لعبد ال بن صفوان.
بئر حويطب نسبت إل حويطب بن عبد العزى بن أب قيس من بن عامر بن لؤى وهى بفناء داره
ببطن الوادي.
ويقال إن شوذبا كان مول طارق بن علقمة بن عريج بن جذية الكنان ويقال كان مول لنافع بن
علقمة بن صفوان بن أمية بن مرث بن خل بن شق الكنان خال مروان بن الكم بن أب العاص بن
أمية.
46
فتوح البلدان
وبئر بكار نسبت إل رجل مكة من أهل العراق وهي بذى طوى.
وبئر السود نسبت إل السود بن سفيان بن عبد السد بن هلل بن عبد ال بن عمر بن مزم وهي
بقرب بئر خالصة مولة أمي الؤمني الهدي.
وقال ابن الكلب :صاحب دار ابن علقمة بكة طارق بن علقمة ابن عريج بن جذية الكنان.
وقال أبو عبيدة معمر بن الثن وعبد الالك بن قريب الصمعي وغيها :بستان ابن عامر لعمر بن
عبد ال بن معمر بنعثمان بن عمرو بن كعب ابن تيم بن مرة بن كعب بن لؤى ولكن الناس غلطوا
فيها فقالوا بستان ابن عامر وبستان بن عامر.
وقوم يقولون نسب إل ابن عامر الضرمي وآخرون يقولون نسب إل ابن عامر بن كريز.
وذلك ظن وترجيم.
حدثن مصعب بن عبد ال الزبيي قال :كانت ف الاهلية مكة تدعى صلح.
ح ليكفيك الندامى من قريش وتنل بلد ًة قال أبو سفيان بن حرب الضرمي :أبا مطر هلم إل صل ٍ
عزت قديًا وتأمن أن بذلك رب جيش وحدثن العباس بن هشام الكلب قال :كتب بعض الكنديي
إل أب يسأله عن سجن ابن سباع بالدينة إل من نسب وعن قصة دار الندوة ودار العجلة ودار
القوارير بكة.
فكتب إليه.
47
فتوح البلدان
أما سجن ابن سباع فإنه كان دارًا لعبد ال بن سباع بن عبد العزى بن نضلة ابن عمرو بن غبشان
الناعي.
فبارزه حزة بن عبد الطلب يوم أحد فقال له :هلم إل يا ابن مقطعة البظور! ث قتله وأكب عليه
ليأخذ درعه فزرقه وحشى.
وأم طريح بن إساعيل الثقفى الشاعر بنت عبد ال بن سباع وهو حليف بن زهرة.
ث كانت قريش بعده تتمع فيها فتتشاور ف حروبا وأمورها وتعقد اللوية وتزوج من أراد التزويج.
وكانت أول دار بنيت بكة من دور قريش ث دار الندوة وذلك باطل.
فلم تزل دار الندوة لبن عبد الدار بن قصي حت باعها عكرمة بن عامر بن هشام بن عبد مناف بن
عبد الدار بن قصي من معاوية بن أب سفيان فجعلها دارًا للمارة.
ث صارت للعباس بن عتبة بن أب لب بن عبد الطلب وقد صارت بعد لم جعفر زبيدة بنت أب
الفضل بن النصور أمي الؤمني.
وكان حاد الببري بناها فيل خلفة الرشيد أمي الؤمني رحه ال.
48
فتوح البلدان
قال هشام بن ممد الكلب :كان عمرو بن مضاض الرهي حارب رجل من جرهم يقال له
السميدع.
فخرج عمرو ف السلح يتقعقع فسمي الوضع الذي خرج منه قعيقعان.
وخرج السميدع مقلدًا خيله الجراس ف أجيادها فسمي الوضع الذي خرج منه أجياد.
وقال ابن الكلب :ويقال أخرج بالياد مسومة فسمي الوضع أجياد.
حدثنا الوليد بن صال عن ممد بن عمر السلمي كثي بن عبد ال عن أبيه عن جده قال :قدمنا مع
عمر بن الطاب ف عمرته سنة سبع عشرة فكلمه أهل الياه ف الطريق أن يبتنوا منازل فيما بي مكة
والدينة ول تكن قبل ذلك فأذن لم واشترط عليهم أن ابن السبيل أحق بالاء والظل.
حدثنا العباس بن هشام عن أبيه هشام بن ممد عن ابن خربوز الكي وغيه قالوا :كانت السيول
بكة أربعة.
أقبل السيل حت دخل السجد من أعلى مكة فعمل عمر الردمي جيعًا.
العلى بي دار ببة -وهو عبدال بن الارث بن نوفل بن الارث بن عبد الطلب بن عبد مناف
الذي ول البصرة ف فتنة ابن الزبي اصطلح أهلها عليه -ودار أبان بن عثمان بن عفان.
قال :وأم نشل بنت عبيدة بن سعيد بن العاص بن أمية ذهب با السيل من أعلى مكة فنسب إليها.
49
فتوح البلدان
ومنها سيل الحاف والراف ف سنة ثاني ف زمن عبد اللك بن مروان صبح الاج يوم الثني
فذهب بم وبأمتعتهم وأحاط بالكعبة.
فقال الشاعر :ل تر غسان كيوم الثني أكثر مزونًا وأبكى للعي إذ ذهب السيل بأهل الصرين
وخرج الخآت يسعي شواردًا ف البلي يرقي فكتب عبد اللك إل عبد ال بن الزومي عامله على
مكة -ويقال بل كان عامله يومئذ الارث بن خالد الخزومي الشاعر -يأمره بعمل ضفائر الدور
الشارعة على الوادي وضفائر السجد وعمل الردم على أفواه السكك لتحصي دور الناس وبعث
لعمل ذلك رجلًا نصرانيًا فاتذ الضفائر وردم الردم الذي يعرف بردم بن قراد وهويعرف ببن جح
واتذت ردوم بأسفل مكة.
قال الشاعر :سأملك عبة وأفيض أخرى إذا جاوزت ردم بن قراد ومنها السيل الذي يدعى الخبل
أصاب الناس ف أيامه مرض ف أجسادهم وخبل ف ألسنتهم فسمي الخبل.
ومنها سيل أن بعد ذلك ف خلفة هشام بب عبد اللك ف سنة عشرين ومئة يعرف بسيل أب شاكر
وهو مسلمة بن هشام وكان على الوسم ذلك العام فنسب إليه.
قال :وسيل وادي مكة يأت من موضع يعرف بسدرة عتاب بن أسيد بن أب العيص.
قال عباس بن هشام :وقد كان ف خلفة الأمون عبد ال بن الرشيد رحه ال سيلٌ عظيم بلغ ماؤه
قريبًا من الجر.
فحدثن العباس قال :حدثن أب عن أبيه ممد بن السائب الكلب عن أب صال عن عكرمة قال :درس
شيء من معال الرم على عهد معاوية بن أب سفيان.
فكتب إل مروان بن الكم وهو عامله على الدينة يأمره إن كان كرز بن علقم الزاعى حيًا أن
يكلفة إقامة معال الرم لعرفته با.
قال الكلب :هذا كرز بن علقمة بن هلل بن جريبة بن عبد نم ابن حليل بن حبشية الزاعى.
50
فتوح البلدان
وهو الذي استخفى فيه وأبو بكر الصديق معه حي أراد الجرة إل الدينة فرأى عليه نسج العنكبوت
ورأى دونه قدم رسول ال صلى ال عليه وسلم فعرفها فقال :هذه قدم ممد الطائف قال :لا هزمت
هوازن يوم حني وقتل دريد بن الصمة أتى فلهم أوطاس.
فبعث إليهم رسول ال صلى ال عليه وسلم أبا عامر الشعري فقتل.
وأقبل السلمون إل أوطاس فلما رأى ذلك مالك بن عوف بن سعد أحد بن دهان بن نصر ابن
معاوية بن بكر بن هوازن -وكان رئيس هوازن يومئذ -هرب إل الطائف فوجد أهلها مستعدين
للحصار قد رموا حصنهم وجعوا فيه الية.
فأقام با وسار رسول ال صلى ال عليه وسلم بالسلمي حت نزل الطائف فرمتهم ثقيف بالجارة
والنبل ونصب رسول ال صلى ال عليه وسلم منجنيقًا على حصنهم وكانت مع السلمي دبابة من
جلود البقر فألقت عليها ثقيف سكك الديد الحماة فأحرقتها فأصيب من تتها من السلمي وكان
حصار رسول ال صلى ال عليه وسلم الطائف خس عشرة ليلة.
قالوا :ونزل إل رسول ال صلى ال عليه وسلم رقيق من رقيق أهل الطائف منهم أبو بكرة بن
مسروح مول رسول ال صلى ال عليه وسلم واسه نقيع ومنهم الزرق الذي نسبت الزارقة إليه
كان عبدًا روميًا حدادًا وهو أبو نافع بن الزرق الارجي.
فأعتقوا بنولم.
ويقال إن نافع بن الزرق الارجي من بن حنيفة وأن الزرق الذي نزل من الطائف غيه.
ث إن رسول ال صلى ال عليه وسلم انصرف إل العرانة ليقسم سب أهل حني وغنائمهم.
51
فتوح البلدان
فبعثوا إليه وفدهم فصالهم على أن يسلموا ويقرهم على ما ف أيديهم من أموالم وركازهم واشترط
عليهم أن ل يربوا ول يشربوا المر وكانوا أصحاب ربا.
وكتب لم كتاباز قال :وكانت الطائف تسمى وج فلما حصنت وبن سورها سيت الطائف.
حدثن الدائن عن أب اساعيل الطائفي عن أبيه عن أشياخ من أهل الطائف قال :كان بخالف
الطائف قوم من اليهود طردوا من اليمن ويثرب فأقاموا با للتجارة فوضعت عليهم الزية ومن
بعضهم ابتاع معاوية أمواله بالطائف.
وكان الزبيب يمل منها فينبذ ف السقاية للحج وكانت لعامة قريش أموال بالطائف يأتونا من مكة
فيصلحونا فلما فتحت مكة وأسلم أهلها طمعت ثقيف فيها حت إذا فتحت الطائف أقرت ف أيدي
الكيي وصارت أرض الطائف ملفًا من ماليف مكة.
حدثنا الوليد بن صال قال :حدثنا الواقدي عن ممد بن عبدال عن الزهري عن ابن السيب.
عن عتاب بن أسيد أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أمر أن ترص أعتاب ثقيف كخرص النخل ث
تؤخذ زكاتم زبيبًا كما تؤدي زكاة النخل.
قال الواقدي :قات أبو حنيفة ليرص ولكنه إذا وضع بلرض أخذت الصدقة من قليله وكثيه.
وقال يعقوب إذا بالرض فبلغت مكيلته خسة أوسق ففيه الزكاة العشر أو نصف العشر.
حدثنا شيبان بن أب شيبه قال :حدثنا حاد بن سلمىقال :حدثنا يي بن سعيد عن عمر أنه جعل ف
العسل العشر.
حدثنا داود بن عبد الميد قاضي القة عن مروان بن شجاع عن خصيف عن عمر بن عبد العزيز أنه
كتب إل عماله على مكة والطائف :إن ف الليا صدقة فخذوها منها قال :والليا الكوثر.
52
فتوح البلدان
وقال الواقدي :وروى عن ابن عمر أنه قال :عمر أنه قال :ليس ف الليا صدقة.
وقال مالك والثورى :لزكاة ف العسل وإن كثر وهو قول الشافعي.
وقال أبو حنيفة :ف قليل العسل وكثيه إذا كان ف أرض العشر العشر وإذا كان ف ارض الراج
وقال الواقدي :أخبن القاسم بن معن ويعقوب عن أب حنيفة أنه قال ف العسل يكون ف أرض ذمى
وهي من أرض العشر إنه ل عشر عليه وعلى أرضه الراج.
وقال أبو يوسف :إذا كان العسل ف أرض الراج فل شيء فيه وإذا كان ف أرض العشر ففي كل
عشرة أرطال رطل.
وقال ممد بن السن :ليس فيما دون أفراق صدقة وهو قول ابن أب ذئب.
وروى خالد بن عبد ال الطحان عن ابن أب ليلى أنه قال :إذا كان ف أرض الراج أو العشر ففي
كل عشرة أرطال رطل.
وحدثن أبو عبيد قال :حدثنا ممد بن كثي عن الوزاعي عن الزهري قال :ف كل عشرة زقاق زق.
وحدثنا السي بن علي بن السود قال :حدثنا يي بن آدم قال :حدثنا عبد الرحن بن حيد الرقاشي
عن جعفر بن نيح الدين عن بشر بن عاصم وعثمان بن عبد ال بن أوس أن سفيان بي عبد ال
الثقفي كتب إل عمر بن الطاب رضي ال عنه وكان عاملًا له على الطائف يذكر أن قبله حيطانًا
فيها كروم وفيها من الفرسك والرمان وما هو أكثر غلة من الكروم أضعافًا واستأمره ف العشر.
53
فتوح البلدان
قال يي بن آدم :وهو قول سفيان بن سعيد سعته يقول :ليس فيما أخرجت الرض صدقة إل أربعة
أشياء :النطة والشعي والتمر والزبيب أذا بلغ كل واحد من ذلك خسة أوسق.
قال :وقال أبو حنيفة فيما أخرجت أرض العشر العشر ولو دستجة بقل.
وقال مالك وابن أب ذئب ويعقوب :ليس ف البقول وما أشبهها صدقة.
وقالوا :ليس فيما دون خسة أو سق من النطة والشعي والذرة والسلت والزوان والتمر والزبيب
والرز والسمسم واللبان وأنواع البوب الت تكال وتدخر مع العدس واللوبيا والمص والاش
والدخن صدقة فإذا بلغت خسة أو سق ففيها صدق.
وقال مالك :لشيء ف الثرى والفرسك وهو الوخ ول ف الرمان وسائر أصناف الفواكه قال أبو
يوسف :ليس الصدقة إل فيما وقع عليه القفيز وجرى عليه الكيل.
وقال أبو الزناد وابن أب ذئب وابن أب سبة :ل شيء ف الضر والفواكه من صدقة ولكن الصدقة ف
أثانا ساعة تباع.
وحدثن عباس بن هشام عن أبيه عن جده أن رسول ال صلى ال عليه وسلم استعمل عثمان بن أب
العاص الثقفي على الطائف.
تبالة وجرش حدثن بكر بن اليثم عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال :أسلم أهل تبالة وجرش
عن غي قتال.
فأقرهم رسول ال صلى ال عليه وسلم على ما أسلموا عليه وجعل على كل حال من بما من أهل
الكتاب دينارًا واشترط عليهم ضيافة السلمي وول أبا سفيان بن حرب جرش.
54
فتوح البلدان
تبوك وأيلة وأذرح ومقنا والرباء قالوا :توجه رسول ال صلى ال عليه وسلم إل تبوك من أرض
الشام لغزو من انتهى إليه أنه قد تمع له من الروم وعاملة ولم وجذام وغيهم وذلك ف سنة تسع
من الجرة ل يلق كيدًا.
وأتاه وهو با ينه بن رؤبة صاحب أيلة فصاله على أن جعل له على كل حال بأرضه ف السنة
دينارًا.
فحدثن ممد بن سعد قال :حدثنا الواقدي عن خالد بن ربيعة عن طلحة البلى أن عمر بن عبد
العزيز كان ل يزداد من أهل أيلة على ثلث مئة دينار شيئًا.
وصال رسول ال صلى ال عليه وسلم أهل أذرح على مئة دينار ف كل رجب.
وصال أهل منا على ربع عروكهم -والعروك خشب يصطاد عليه -وربع كراعهم وعلى ربع
ثارهم وكانوا يهودًا وأخبن بعض أهل مصر أنه رأى كتابم بعينه ف جلد أحر دارس الط فنسخه
وأملي على نسخته.
سلم أنتم.
55
فتوح البلدان
فإنه أنزل على أنكم راجعون إل قريتكم فإذا جاءكم كتاب هذا فإنكم آمنون ولكم ذمة ال وذمة
رسوله.
وإن رسول ال غفر لكم ذنوبكم وكل دم أتبعتم به لشريك لكم ف قريتكم إل رسول ال أو رسول
رسول ال وإنه لظلم عليكم ول عدوان.
وإن رسول ال ييكم ما يي منه نفسه فإن لرسول ال بزتكم ورقيقكم والكراع واللقة إل ما عفا
عنه رسول ال أو رسول رسول ال.
وأن عليكم بعد ذلك ربع ما أخرجت نيلكم وربع ما صادت عككم وربع ما اعتزلت نساؤكم.
وإنكم قد برئتم بعد ذلكم ورفعكم رسول ال صلى ال عليه وسلم عن كل جزية وسخرة.
فإن سعتم وأطعتم فعلى رسول ال أن يكرم كريكم ويعفو عن مسيئكم ومن ائتمر ف بن حبيبة
وأهل مقنا من السلمي خيًا فهو خي له ومن أطلعهم بشر فهو شر له وليس عليكم أمي إل من
أنفسكم أو من أهل بيت رسول ال صلى ال عليه وسلم.
دومة أتندل قال :بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم خالد بن الوليد بن الغية الخزومي إل
أكيدر بن عبد اللك الكندي ث السكون بدومة أتندل فأخذه أسيًا وقتل أخاه وسلبه قباء ديباج
منسوجًا بالذهب وقدم بأكيدر على النب صلى ال عليه وسلم وكتب له ولهل دومة كتابًا نسخته:
بسم اله الرحن الرحيم.
سلم أنتم.
فإنه أنزل على أنكم راجعون إل قريتكم فإذا جاءكم كتاب هذا فإنكم آمنون ولكم ذمة ال وذمة
رسوله.
56
فتوح البلدان
وإن رسول ال قد غفر لكم ذنوبكم وكل د ٍم أتبعتم به ل شريك لكم ف قريتكم إل رسول ال أو
رسول رسول ال وإنه لظلم عليكم ول عدوان.
وإن رسول ال صلى ال عليه وسلم ييكم ما يي منه نفسه فإن لرسول ال بزتكم ورقيقكم
والكراع واللقة إل ما عفا عنه رسول ال أو رسول رسول ال.
وإن عليكم بعد ذلك ربع ما أخرجت نيلكم وربع ما صادت عرككم وربع ما اعتزلت نساؤكم.
وإنكم قد برئتم بعد ذلكم ورفعكم رسول ال صلى ال عليه وسلم عن كل جزية وسخرة.
فإن سعتم وأطعتم فعلى رسول ال أن يكرم كريكم ويعفو عن مسيئكم ومن ائتمر ف بن حبيبة
وأهل مقنا من السلمي خيًا فهو خي له ومن أطلعهم بش ٍر فهو شرٌ له.
وليس عليكم أميٌ إل من أنفسكم أو من أهل بيت رسول ال صلى ال عليه وسلم.
دومة أتندل قال :بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم خالد بن الوليد بن الغية الخزومي إل
أكيدر بن عبد اللك الكندي ث السكون بدونة أتندل فأخذه أسيًا وقتل أخاه وسلبه قباء ديباج
منسوجًا بالذهب وقدم بأكيدر على التب صلى ال عليه وسلم فأسلم وكتب له ولهل دومة كتابًا
نسخته :هذا كتاب من ممد رسول ال أكيدر حي أجاب إل السلم وخلع النداد والصنام
ولهل دومة.
إن لنا الضاحية من الضحل والبور والعامى وأغفال الرض واللقة والسلح والافر والصن ولكم
الصامنة من النخل والعي من العمور.
لتعدل سارحتكم ول تعد فاردتكم ول يظر عليكم التبات تقيمون الصلة لوقتها وتؤتون الزكاة
بقها.
57
فتوح البلدان
شهد ال ومن حضر من السلمي.
الضاحى البارز والضحل الاء القليل والبور الرض الت ل تستخرج ول تعتمل والعامى الرض
الجهولة والغفال الت ل آثار فيها واللقة الدروع والافر اليل والبازين والبغال والمي والصن
حصنهم والضامنة النخيل الذي معهم ف الصن والعي الاء الظاهر الدائم.
وقوله :ل تعدل ماشيتكم أي لنصدقها إل ف مراعيها ومواضعها ل نشرها وقوله :لتعد فاردتكم
يقول :ل تضم الفاردة إل غيها ث يصدق الميع فيجمع بي متفرق.
عن جده قال :وجه رسول ال صلى ال عليه وسلم خالد بن الوليد إل أكيدر فقدم به عليه فأسلم
فكتب له كتابًا.
فلما قبض النب صلى ال عليه وسلم منع الصدقة ونقض العهد وخرج من دومة أتندل فلحق بالية
وابتن با بناء ساه دومة بدومة أتندل.
وأسلم حريث بن عبد اللك أخوه على ما ف يده فسلم ذلك له.
قال العباس :وأخبن أب عن عوانة بن الكم أن أبا بكر كتب إل خالد ابن الوليد وهو بعي التمر
يأمره أن يسي إل أكيدر.
وكان قد خرج منها بعد وفاة رسول ال صلى ال عليه وسلم ث عاد إليها فلما قتله خالد مضى إل
الشام.
58
فتوح البلدان
وقال الواقدي :لا شخص خالد من العراق يريد الشام مر بدومة أتندل ففتحها وأصاب سبايا فكان
فيمن سبا منها ليلى بنت الودي الغسان.
وابنة الودي هي الت كان عبد الرحن بن أب بكر الصديق هويها وقال فيها :تذكرت ليلى والسماوة
بيننا وما لبنة الودي ليلى وماليا فصارت له فتزوجها وغلبت عليه حت أعرض عن من سواها من
نسائه.
ث إنا اشتكت وقال الواقدي :كان النب صلى ال عليه وسلم غزا دومة أتندل ف سنة خس فلم يلق
كيدًا ووجه خالد بن الوليد إل أكيدر ف شوال سنة تسع بعد إسلم خالد بن الوليد بعشرين شهرًا.
وسعت بعض أهل الية يذكر أن أكيدر وإخوته كانوا ينلون دومة الية.
فإنم لعهم وقد خرجوا للصيد إذ رفعت لم مدين ٌة متهدمة ل يبق إل بعض حيطانا وكانت مبنيةً
بالندل.
وحدثن عمرو بن ممد الناقد عن عبد ال بن وهب الصري عن يونس البلى عن الزهرى قال :بعث
رسول ال صلى ال عليه وسلم خالد بن الوليد بن الغية إل أهل دومة أتندل.
صلح نران حدثن بكر بن اليثم قال :حدثنا عبد ال بن صال عن الليث بن سعد عن يونس بن يزيد
اليلى عن الزهري قال :أتى رسول ال صلى ال عليه وسلم السيد والعاقب وافدا أهل نران اليمن
فسأله الصلح.
59
فتوح البلدان
فصالهما عن أهل نران على ألفى حلة ف صفر وألف حلة ف رجب ثن كل حلة أوقية والوقية
وزن أربعي درها.
فإن أدوا حلة با فوق الوقية حسب لم فضل ذلك وإن أدوها با دون الوقية أخذ منهم النقصان
وعلى أن يؤخذ منهم ما أعطوا من سلحٍ أو خيلٍ أو ركابٍ أو عرضٍ من العروض بقيمته قصاصًا
من اللل وعلى أن يضيفوا رسل رسول ال صلى ال عليه وسلم شهرًا فما دونه ول يبسوهم فوق
شهر وعلى أن عليهم عارية ثلثي درعًا وثلثي فرسًا وثلثي بعيًا إن كان باليمن كيد وأن ما هلك
من تلك العارية فالرسل ضامنون له حت يردوه وجعل لم ذمة ال وعهده وأن ل يفتنوا عن دينهم
ومراتبهم فيه ول يشروا ول يعسروا.
حدثن السي بن السود حدثنا وكيع قال :حدثنا مبارك بن فضالة عن السن قال :جاء راهبا نران
إل النب صلى ال عليه وسلم فعرض عليهما السلم فقال :إنا قد أسلمنا قبلك.
فقال كذبتما.
قال :فمن أبو عيسى -قال السن :وكان صلى ال عليه وسلم ل يعجل حت يأمره ربه -فأنزل ال
تعال{ :ذلك نتلوه عليك من اليات والذكر الكيم إن مثل عيسى عند ال كمثل آدم خلقه من
تراب ث قال له كن فيكون}.
فقرأ رسول ال صلى ال عليه وسلم عليهما ث دعاها إل الباهلة وأخذ بيد فاطمة والسن والسي.
فقال أحدها لصاحبه :اصعد البل ول تباهله فإنك إن باهلته بوءت باللعنة.
60
فتوح البلدان
حدثن السي قال :حدثن يي بن آدم قال :أخذت نسخة كتاب رسول ال صلى ال عليه وسلم
لهل نران من كتاب رجل عن السن بن صال رحه ال وهي :بسم ال الرحن الرحيم.
هذا ما كتب النب رسول ال ممد لنجران إذ كان له عليهم حكمة ف كل ثرة وصفراء وبيضاء
وسوداء ورقيق فافضل عليهم وترك ذلك ألفى حلة حلل الواقي.
كل حلة أوقية وما زادت حلل الراج أو نقصت عن الواقي فبالساب وما قضوا من درع أو خيل
أو ركاب أو عرض أخذ منهم بالساب وعلى نران مثواة رسلى شهرًا فدونه ول يبس رسلى فوق
شهر وعليهم عارية ثلثي درعًا وثلثي فرسًا وثلثي بعيًا إ 1ا كان كيد باليمن ذو مغدرة -أي
إذا كان كيد بغد ٍر منهم -وما هلك ما أعاروا رسلى من خيل أو ركاب فهم ضمنٌ حت يردوه
إليهم.
ممد النب رسول ال على أنفسهم وملتهم وأرضهم وأموالم وغائبهم وشاهدهم وغيهم وبعثهم
وأمثلتهم ل يغي ما كانوا عليه ول يغي حق من حقوقهم وأمثلتهم ل يفت أسقف من أسقفيته ول
راهب من رهبانيته ول واقهٌ من وقاهيته على ماتت أيديهم من قليل أو كثي وليس عليهم رهقٌ ول
دم جاهلية ول يشرون ول يعشرون ول يطأ أرضهم جيشٌ من سأل منهم حقًا فبينهم النصف غي
ظالي ول مظلومي بنجران ومن أكل منهم ربًا من ذى قبل فذمت منه بريئة ول يؤخذ منهم رجلُ
بظلم آخر ولم على ما ف هذه الصحيفة جوار ال وذمة ممد النب أبدًا حت يأت أمر ال ما نصحوا
وأصلحوا فيما عليهم غي مكلفي شيئًا بظلم .
شهد أبو سفيان ابن حرب وغيلن بن عمرو ومالك بن عوف من بن نصر والقرع ابن حابس
النظلي والغية وكتب.
وقال يي بن آدم :وقد رأيت كتابًا ف أيي النجرانيي كانت نسخته شبيه بذه النسخة وف أسفله
61
فتوح البلدان
وكتب علي بن أب طالب ول أدري ما أقول فيه.
قالوا :ولا استخلف أبو بكر الصديق رضي ال عنه حلهم على ذلك.
فخافهم على السلم فأجلهم وكتب لم :أما بعد فمن وقعوا به من أهل السام والعراق فليوسعهم
من حرث الرض وما اعتملوا من شيء فهو لم مكان أرضهم باليمن .
فتفرقوا.
فنل بعضهم الشام ونزل بعضهم النجرانية بناحية الكوفة وبم سيث.
فلما استخلف عثمان بن عفان كتب إل الوليد بن عقبة بن أب معيط وهو عامله على الكوفة :أما
بعد فإن العاقب والسقف وسارة نران أتون بكتاب رسول ال صلى ال عليه وسلم وأرون شرط
عمر.
وقد سالت عثمان بن حنيف عن ذلك فأنبان أنه كان بث عن أمرهم فوجده ضارًا للدهاقي
لردعهم عن ارضهم.
وسعت بعض العلماء يذكر أن عمر كتب لم :أما بعد فمن وقعوا به من أهل الشام والعراق
فليوسعهم من حرث الرض.
62
فتوح البلدان
وسعت بعضهم يقول :من جريب الرض وحدثن عبد العلى بن حاد النرسي اقل :حدثنا حاد بن
سلمة عن يي بن سعيد عن اساعيل بن حكيم عن عمر بن عبد العزيز أن رسول ال صلى ال عليه
وسلم قال ف مرضه :ل يبقي دينان ف ارض العرب.
فلما استخلف عمر بن الطاب رضي ال عنه أجلى أهل نران إل النجرانية وحدثن العباس بن هشام
الكلب عن أبيه عن جده قال :سيت نران اليمن بنجران بن زيد بن سبأ بن يشجب ابن يعرب بن
قحطان.
وحدثن السي بن ألسود قال :حدثنا وكيع بن الراح قال :حدثنا العمش عن سال بن أب العد
قال :كان أهل نران قد بلغوا أربعي ألفًا فتحاسدوا بينهم فأتوا عمر بن الطاب رضي ال عنه
فقالوا :أجلنا.
فأب ذلك.
فلما قام علي بن أب طالب رضي ال عنه أتوه فقالوا :ننشدك خطك بيمينك وشفاعتك لنا عند نبيك
إل أقلتنا فقال :إن عمر كان رشيد المر وأنا أكره خلفه.
وحدثن أبو مسعود الكوف قال :حدثن ممد بن مروان واليثم بن عدة عن الكلب أن صاحب
النجرانية بالكوفة كان يبعث رسله إل جيع من بالشام والنواحي من أهل نران فيجبونم مالًا يقسمه
عليهم لقامة اللل.
فلما ول معاوية أو يزيد بن معاوية شكوا إليه تفرقهم وموت من مات وإسلم من أسلم منهم
وأحضروه كتاب عثمان بن عفان با حطهم من اللل وقالوا :إنا ازددنا تقصانًا وضعفًا.
63
فتوح البلدان
فلما ول الجاج بن يوسف العراق وخرج ابن الشعث عليه اتم الدهاقي بوالته واتمهم معهم
فردهم إل ألف وثان مئة حلة وأخذهم بلل وشيٍ.
فلما ول عمر بن عبد العزيز شكوا إليه فناءهم ونقصانم وإلاح العراب بالغارة عليهم وتميلهم
إياهم الؤن الجحفة بم وظلم الجاج إياهم.
فأمر جزي ًة على رؤوسهم وليس هو بصلح عن أرضيهم وجزية اليت والسلم ساقطة.
فلما ول يوسف بن عمر العراق ف أيام الوليد بن يزيد ردهم إل أمرهم الول عصبيةً للحجاجز فلما
استخلف أمي الؤمني أبو العباس رحه ال عمدوا إل طريقه يوم ظه ٍر بالوفة فألقوا فيه الريان ونثروا
عليه وهو منصرف إل منله من السجد.
فأعجبه ذلك من فعلهم ث إنم رفعوا إليه ف أمرهم وأعلموه قلتهم وما كان من عمر بن عبد العزيز
ويوسف بن عمر وقالوا :إن لنا نسبًا ف أخوالك بن الارث بن كعب وتكلم فيهم عبد ال بن الربيع
الارثي وصدقهم الجاج بن أرطاة فيما ادعوا فردهم أبو العباس صلوات ال عليه إل مائت حلة
قيمتها ثانية آلف درهم.
قال أبو مسعود :فلما استخلف الرشيد هارون أمي الؤمني وشخص إل الكوفة يريد الج رفعوا إليه
ف أمرهم وشكوا تعنت العمال إياهم.
وأمر أن يعفوا من معاملة العمال وأن يكون مؤداهم بيت الال بالضرة.
حدثنا عمرو الناقد قال :أخبنا عبد ال بن وهب الصري عن يون بن يزيد عن ابن شهاب الزهري
اقل :أنزلت ف كفار قريش والعرب {وقاتلوهم حت ل تكون فتنةٌ ويكون الدين ل} .وأنزلت ف
أهل الكتاب{ :قاتلوا الذين ل يؤمنون بال ول باليوم الخر ول يرمون ما حرم ال ورسوله ول
64
فتوح البلدان
يدينون دين الق} إل قوله {صاغرون} .فكان أول من أعطى الزية من أهل الكتاب أهل نران
فيما علمنا ومانو نصارى ث أعطى أهل أيلة وأذرح وأهل أذرعات الزية ف غزوة تبوك.
اليمن
قالوا :لا بلغ أهل اليمن ظهور رسول ال صلى ال عليه وسلم وعلو حقه أتته وفودهم.
فكتب لم كتابًا بإقرارهم على ما أسلموا عليه من أموالم وأرضهم وركازهم فأسلموا.
ووجه إليهم رسله وعماله لتعريفهم شرائع السلم وسننه وقبض صدقاتم وجزي رؤوس من أقام
على النصرانية واليهودية والجوسية منهم.
عن السن قال :كتب رسول ال صلى ال عليه وسلم إل أهل اليمن :من صلى صلتنا واستقبل
قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذلكم السلم له ذمة ال وذمة رسوله ومن أب فعليه الزية.
قال الواقدي :وجه رسول ال صلى ال عليه وسلم خالد بن سعيد بن العاص أميًا إل صنعاء
وأرضها.
قال :وقال بعضهم :ول رسول ال صلى ال عليه وسلم الهاجر بن أب أمية بت الغية الخزومي
صنعاء فقبض وهو عليها.
قال :وقال آخرون :إنا ول الهاجر صنعاء أبو بكر الصديق رضي ال عنه وول خالد بن سعيد
ماليف أعلى اليمن.
وقال هشام بن الكلب بن عدي :ول رسول ال صلى ال عليه وسلم الهاجر كندة والصدف.
65
فتوح البلدان
فلما قبض رسول ال صلى ال عليه وسلم كتب أبوبكر إل زياد بن لبيد البياضي من النصار بولية
كندة والصدف إل ما كان يتول من حضرموت وول الهاجر صنعاء ث كتب إليه بإناد زياد بن لبيد
ول يعزله عن صنعاء.
قالوا :وول النب صلى ال عليه وسلم أبا موسى الشعري زبيد ورمع وعدن والساتل.
وول معاذ بن جبل الند وصي إليه القضاء وقبض جيع الصدقات باليمن.
وول نران عمرو بن حزم النصاري ويقال إنه ول أباسفيان بن حرب نران بعد عمرو بن حزم.
قال :حدثن الثقة عن ابن ليعة عن أب السود عن عروة بن الزبي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم
كتب إل زرعة بن ذى يزن :أما بعد فإذا أتاكم رسول معاذ بن جبل وأصحابه فاجعوا ماعندكم من
الصدقة والزية فأبلغةه ذلك فإن أتاكم معاذ بن جبل وأصحابه فاجعوا ماعندكم من الصدقة والزية
فأبلغوه ذلك فإن أمي رسلى معاذ وهو من صالى من قبلى وإن مالك بن مرارة الرهاوي حدثن أنك
قد أسلمت أول حي وفارقت الشركي فأبشر بي.
وأنا آمركم يامعشر حي أل تونوا ول تادوا فإن رسول ال مول غنيكم وفقيكم.
وإن الصدقة ل تل لحمد ول لله إنا هي زكاةٌ تزكون با هي لفقراء السلمي والؤمني.
وإن مالكًا قد بلغ الب وحفظ الغيب وإن معاذًا من صالي أهلي وذوى دينهم فآمركم به خيًا فإنه
منظور إليه والسلم .
وحدثن السي بن السود قال :حدثن يي بن آدم قال :حدثنا يزيد ابن عبد العزيز عن عمرو بن
عثمان بن موهب قال :سعت موسى بن طلحة يقول :بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم معاذ بن
جبل على صدقات اليمن وأمره أن يأخذ من الخل والنطة والشعي والعنب أو قال الزبيب العشر
ونصف العشر.
66
فتوح البلدان
وحدثن السي قال :حدثن يي بن آدم قال :حدثنا زياد عن ممد بن اسحاق أن رسول ال صلى
ال عليه وسلم كتب لعمرو بن حزم حي بعثه إل اليمن :بسم ال الرحن الرحيم.
عهدٌ من ممد النب رسول ال لعمرو بن حزم حي بعثه إل اليمن :أمره بتقوى ال ف أمره كله وأن
يأخذ من الغان خس ال وما كتب على الؤمني من الصدقة من العقار عشر ماسقى البعل وسقت
السماء ونصف العشر ما سقى الغرب .
وحدثن السي قال :حدثن يي بن آدم قال :حدثنا زياد بن عبد ال البكائي عن ممد بن اسحاق
قال :كتب رسول ال صلى ال عليه وسلم إل ملوك حي :بسم ال الرحن الرحيم :من ممد النب
رسول ال إل الارث بن عبد كلل ونعيم بن عبد كلل وشرح بن عبد كلل أما بعد فإن ال قد
هداكم بدايته ان أصلحتم وأطعمتم ال ورسوله وأقمتم الصلة وآتيتم الزكاة من الغان خس ال
وسهم النب وصفيه وما كتب ال على الؤمني من الصدقة من العقار عشر ماسقت العي وسقت
السماء وما سقى بالغرب نصف العشر .
وقال هشام بن ممد الكلب :كان كتاب رسول ال صلى ال عليه وسلم إل عريب والارث ابن
عبد كلل بن عريب بن ليشرح.
وحدثنا يوسف بن موسى القطان قال :حدثنا جرير بن عبد الميد قال :حدثنا منصور عن الكم
قال :كتب رسول ال صلى ال عليه وسلم إل معاذ بن جبل وهو باليمن :إن فيما سقت السماء أو
سقى غيلًا العشر وفيما سقى بالغرب والدالية نصف العشر إن على كل حال دينارًا أو عدل ذلك من
العاقر وأن ليفت يهودي عن يهوديته.
قالوا :الغيل السيح والغرب الدلو يعن ماسقى بالسوان والدوال والدواليب والغرافات والبعل السيح
أيضًا والعاقر ثياب لم.
67
فتوح البلدان
حدثنا أبو عبيد قال :حدثنا مروان بن معاوية عن العمس عن أب وائل عن مسروق قال :بعث
رسول ال صلى ال عليه وسلم معاذًا إل اليمن وأمره أن يأخذ من كل ثلثي بقرة تبيعًا ومن كل
أربعي مسنة ومن كل حال دينارًا أو عدل ذلك من العاقر.
عن السن قال :أخذ رسول ال صلى ال عليه وسلم الزية من موس هجر وموس أهل اليمن
وفرض على كل من بلغ اللم من موس اليمن من رجل أو امرأة دينارًا أو قيمته من العاقر حدثنا
عمرو الناقد عن عبد ال بن وهب عن مسلمة بن علي عن الثن ابن الصباح عن عمرو بن شعيب عن
أبيه عن جده أن رسول ال صلى ال عليه وسلم فرض الزية على كل متلم من أهل اليمن دينارا.
حدثنا شيبان بن أب شيبة البلى قال :حدثنا قزعة بن سويد الباهلي قال :سعت زكريا بن اسحاق
يدث عن يي بن سيفى أو أب معبد عن ابن عباس قال :لا بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم
معاذ بن جبل إل اليمن قال :أما إنك تأت قومًا من أهل الكتاب فقل لم :إن ال فرض عليكم ف
اليوم والليلة خس صلوات فإن أطاعوك فقل :إن ال فرض عليكم ف السنة صوم رمضان فإن أطاعوك
فقل :إن ال فرض عليكم حج البيت من استطاع إليه سبيل فإن أطاعوك فقل :إن ال قد فرض
عليكم ف أموالكم صدقةً تؤخذ من أغنيائكم فترد ف فقرائكم فإن أطاعوك فإياك وكرائم أموالم.
وإياك حدثنا شيبان قال :حدثنا حاد بن سلمة قال :حدثنا الجاج بن أرطاة عن عثمان بن عبد ال
أن الغية بن عبد ال قال :قال الجاج :صدقوا كل خضراء.
فقال موسى بن طلحة لب بردة :هذا الن يزعم أن أباه كان من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم.
بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم معاذ بن جبل إل اليمن فأمره أن يأخذ الصدقة من التمر والب
والشعي والزبيب.
وحدثن عمرو الناقد قال :حدثنا وكيع عن عمرو بن عثمان عن موسى بن طلحة بن عبيد ال قال:
قرات كتاب معاذ بن جبل حي بعثه رسول ال صلى ال عليه وسلم إل اليمن فكان فيه أن تؤخذ
الصدقة من النطة والشعي والتمر والزبيب والذرة.
68
فتوح البلدان
حدثنا علي بن عبد ال الدين قال :حدثنا سفيان بن عيبنة عن ابن أب نيح قال :سألت ماهدًا ل
وضع عمر بن الطاب رضي ال عنه على أهل الشام من الزية أكثر ما وضع على أهل اليمن فقال:
لليسار.
حدثنا السي بن علي بن السود قال :حدثنا وكيع عن سفيان عن أبراهيم ابن ميسرة عن طاووس
قال :لا أتى معاذ اليمن أتى بأوقاص البقر والعسل فقال :ل أومر ف هذا بشيء.
وحدثنا السي بن السود قال :حدثنا يي بن آدم قال :حدثنا عبد اللهع ابن البارك عن معمر عن
يي بن قيس الازن عن رجل عن أبيض بن حال أنه استقطع رسول ال صلى ال عليه وسلم اللح
الذي بارب فقال رجل :إنه كالاء العد.
وحدثن القاسم بن سلم وغيه عن اساعيل بن عياش عن عمرو بن يي ابن قيس الازن عن أبيه من
حدثه عن أبيض بن حال بثله.
وحدثن أحد بن ابراهيم الدورقي قال :حدثنا أبو داود الطيالسى قال :حدثنا شعبة عن ساك عن
علقمة بن وائل الضري عن أبيه أن النب صلى ال عليه وسلم أقطعه أرضًا بضرموت.
عن مسلمة بن مارب قال :لا ول ممد بن يوسف أخو الجاج بن يوسف اليمن أساء السية وظلم
الرعية وأخذ أراضي التاس بغي حقها.
فلما ول عمر ابن عبد العزيز كتب إل عامله يأمره بإلغاء تلك الوظيفة والقتصار على العشر وقال:
وال لن ل تأتين من اليمن حفنة كتم أحب إل من إقرار هذه الوظيفة فلما ول يزيد بن عبد اللك
أمر بردها.
69
فتوح البلدان
عن أب عبد الرحن هشام بن يوسف قاضي صنعاء أن أهل خفاش أخرجوا كتابًا من أب بكر الصديق
رضي ال عنه ف قطعة أدي يأمرهم فيه أن يؤدوا صدقة الورس.
وقال مالك وابن أب ذئب وجيع أهل الجاز من الفقهاء وسفيان الثورى وأبو يوسف :ل زكاة ف
الورس والوسة والقرط والكتم والناء والورد.
وقال مالك :ف الزعفران إذا بلغ ثنه مائت درهم وبيع خسة دراهم.
وقال أبو يوسف وممد بن السن :إذا بلغ ثنه أدنة ثن خسة أوسق من ترٍ أو حنط ٍة أو شعيٍ أو ذرةٍ
ف من أصناف البوب ففيه الصدقة.
أو صن ٍ
وقال عطاء وابراهيم النخعي :فيما أخرجت أرض العشر من قليل وكثي العشر أو نصف العشر.
وحدثن السي بن السود قال :حدثنا يي بن آدم عن سعيد بن سال عن الصلت بن دينار وحدثنا
السي قال :حدثنا يي بن آدم قال :حدثنا ابن البارك عن معمر عن طاووس وعكرمة أنما قال:
ليس ف الورس والعطب وهو القطن زكاة.
وقال أبو حنيفة وبشر ف الذمة يلكون الرضي من أراضي العشر مثل اليمن الت أسلم عليها أهلها
والبصرة الت احياها السلمون وما أقتطعه اللفاء من القطائع الت ل حق فيها لسلم ول معاهد :عنهم
70
فتوح البلدان
يلزمون الزية ف رقابم ويوضع الراج على أرضهم بقدر احتمالا ويكون مرى ما يتب منهم مرى
مال الراج فإن أسلم منهم مسلم وضعت عنه الزية والزم الراج ف أرضه أبدا على قياس السواد.
وقال ابن شبمة و أبو يوسف :يوضع عليهم الزية ف رقبهم وعليهم الضعف ما على السلمي ف
أرضهم و هو الميس أو العشر.
وقال ابن شبمة وأبو يوسف :يوضع عليهم الزية ف رقابم وعليهم الضعف ففما على السلمي ف
أرضهم وهو المس أو العشر.
وقال أبو يوسف :ما أخذ منهم فسبيله سبيل الراج فإن أسلم الذمى أو خرجت أرضه إل مسلم
صارت عشرية.
وقالبن أب ذئب وابن أب سبة وشريك بن عبد ال النخغى والشافعي :عليهم الزية ف رقابم ول
خراج ول عشر ف أرضهم لنم ليسوا من تب عيه الزكاة وليست أرضهم بأرض خراج.
وقال سفيان الثوري وممد بن السن :عليهم العشر غي مضعف لن الكم حكم الرض ول ينظر
إل مالكها.
وقال الوزاعي وشريك بن عبد ال :إن كانوا ذم ًة مثل يهود اليمن الت أسلم أهلها وهم با ل تأخذ
منهم شيئًا غي الزية ول تدع الذمى يبتاع أرضًا من أراضي العشر ول يدخل فيها يعن يلكها به.
71
فتوح البلدان
وقال الواقدي :سألت مالكًا عن اليهود من يهود الجاز يبتاع أرضًا بالرف فيزرعها.
قلت :أو لست تزعم أنه ل عشر على أرضٍ ذميٍ إذا ملك أرض عشر فقال :ذاك اذا أقاموا ببلدهم
فأما اذا خرجوا من بلدهم فإنا تارة.
وقال أبو الزناد ومالك بن أنس وابن أب ذئب والثوري وأبو حنيفة ويعقوب ف التلب يزرع أرضًا من
أرض العشر :إنه يؤخذ منه ضعف العشر.
وإذا اكترى رج ٌل مزرعةً عشري ًة فإن مالكًا والثوري وابن أب ذئب ويعقوب قالوا :العشر على
صاحب الزرع.
وقال أبو حنيفة :إذ ل يؤد رجل عشر أرضه سنتي فإن السلطان يأخذ منه العشر لا يستأنف وقال أبو
شر :يأخذ ذلك منه لا مضى لنه حقٌ وجب ف ماله.
عمان قالوا :كان الغلبي على عمان الزد وكان با من غيهم بشرٌ كثي ف البوادي.
فلما كانت سنة ثان بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم أبا زيد النصاري أحد الزرج وهو أحد
من جع القرآن على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم -واسه فيما ذكر الكلب قيس بن سكن بن
زيد بن حرام وقال بعض البصريي :اسه عمرو بن أخطب جد عروة بن ثابت بن عمرو بن أخطب
وقال سعيد بن أوس النصاري :اسه ثابت بن زيد -وبعث عمرو بن العاص السهمي إل عبدٍ
وجيفر ابن اللندي بكتاب منه يدعوها فيه إل السلم وقال :إن أجاب القوم إل شهادة الق
وأطاعوا ال ورسوله فعمرو المي وأبو زيد وعمرو عمان وجدا عبدًا وجيفرًا بصحار على ساحل
البحر.
فأوصل كتاب النب صلى ال عليه وسلم إليهما فأسلما ودعوا العرب هاك إل السلم فأجابوا إليه
ورغبوا فيه.
فلم يزل عمرو وأبو زيد بعمان حت قبض النب صلى ال عليه وسلم.
72
فتوح البلدان
ويقال إن أبا زيد قدم الدينة قبل ذلك.
قالوا :ولا قبض رسول ال صلى ال عليه وسلم ارتدت الزد وعليها لقيط بن مالك ذو التاج
وانازت إل دبا -وبعضهم يقول دما ف دبا -فوجه أبو بكر رضي ال عنه إليهم حذيفة بن مصن
البارقي من الزد وعكرمة ابن أب جهل بن هشام الخزومي فواقعا لقيطًا ومن معه فقتله وسبيا من
أهل دبا سبيًا بعثا به إل أب بكر رحه ال.
وجع قومٌ من مهرة بن حيدان بن عمرو ابن الاف بن قضاعة جعًا فأتاهم عكرمة فلم يقاتلوه وأدوا
الصدقة.
وول أبو بكر رضي ال عنه حذيفة بن مصن عمان فمات أبو بكر وهو عليها وصرف عكرمة ووجه
إل اليمن.
ول تزل عمان مستقيمة المر يؤدي أهلها صدقات أموالا ويؤخذ من با من الذمة جزية رؤسهم
حت كانت خلفة الرشيد صلوات ال عليه فولها عيسى ابن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد ال
بن العباس.
فخرج إليها بأهل البصرة فجعلوا يفجرون بالنساء ويسلبونم ويظهرون العازف.
فبلغ ذلك أهل عمان وجلهم شراةٌ فحاربوه ومنعوه من دخولا ث قدروا عليه فقتلوه وصلبوه وامتنعوا
على السلطان فلم يعطوه طاعة وولوا أمرهم رجلًا منهم.
وقد قال قوم :إن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان وجه أبا زيد بكتابه إل عبد وجيفر ابن
اللندي الزديي ف سنة ست ووجه عمرًا ف سنة ثان بعد إسامه بقيليل.
73
فتوح البلدان
وكان إسلمه وإسلم خالد بن الوليد وعثمان بن طلحة العبدي ف صفر سنة ثان أقبل من البشة
حت أتى إل النب صلى ال عليه وسلم وإن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال لب زيد :خذ
الصدقة من السلمي والزية من الجوس.
حدثن أبو السن الدائن عن البارك بن فضالة قال :كتب عمر بن عبد العزيز إل عدي بن أرطاة
الفزاري عامله على البصرة :أما بعد فإن كنت كتبت إل عمرو بن عبد ال أن يقسم ما وجد بعمان
من عشور التمر والب ف فقراء أهلها ومن سقط إليها من أهل البادية ومن أضافته إليها الاجة
والسكنة وانقطاع السبيل.
فكتب إل أل أنه سأل عاملك قبله عن ذلك الطعام والتمر فذكر أنه قد باعه وحل إليك ثنه فاردد
إل عمرو ما كان حل إليك عاملك على عمان من ثن التمر والب ليضعه ف الواضع الت أمرته با
ويصرفه فيها إن شاء ال والسلم .
البحرين قالوا :وكانت أرض البحرين من ملكة الفرس وكان با خلق كثي من العرب من عبد القيس
وبكر بن وائل وتيم مقيمي ف باديتها.
وكان على العرب با من قبل الفرس على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم النذر ابن ساوى أحد
بن عبد ال بن زيد بن عبد ال بن دارم بن مالك بن حنظلة -وعبد ال بن زيد هذا هو السبذى
نسب إل قرية بجر يقال لا السبذ ويقال إنه نسب إل السبذيي وهم قوم كانوا يعبدون اليل
بالبحرين فلما كانت سنة ثان وجه رسول ال صلى ال عليه وسلم العلء بن عبد ال بن عماد
الضرمي حليف بن عبد شس إل البحرين ليدعو أهلها إل اإسلم أو الزية وكتب معه إل النذر بن
ساوى وال سيبخت مرزبان هجر يدعوها إل السلم أو الزية.
فأما أهل الرض من الجوس واليهود والنصارى فإنم صالوا العلء وكتب بينه وبينهم كتابًا نسخته:
بسم ال الرحن الرحيم.
74
فتوح البلدان
هذا ما صال عليه العلء بن الضرمي أهل البحرين :صالهم على أن يكفونا العمل ويقاسونا التمر
فمن ل يف بذا فعليه لعنة ال واللئكة والناس أجعي .
حدثن عباس بن هشام عن أبيه عن الكلي عن أب صال عن أبن عباس قال :كتب رسول ال صلى
ال عليه وسلم إل أهل البحرين :أما بعد فإنكم إذا أقمتم الصلة وآتيتم الزكاة ونصحتم اللح ورسوله
وآتيتم عشر النخل ونصف عشر الب ول تجسوا أولدكم فلكم ما أسلمتم عليه غي أن بيت النار
اله ورسوله وإن أبيتم فعليكم الزية .
فقال منافقوا العرب :زعم ممد ل يقبل الزية إل من أهل الكتاب وقد قبلها من موس هجر وهم
غي أهل الكتاب.
فنلت{ :يا أيها الذين آمنوا عليكم ل يضركم من ضل إذا اهتديتم} .وقد قيل إن صلى ال عليه
وسلم وجه العلء حي وجه رسله إل اللوك ف سنة ست.
وحدثن ممد بن مصفى المصي قال :حدثنا ممد بن البارك قال :حدثنا عتاب بن زياد قال:
حدثن ممدبن ميمون عن مغية الزدي عن ممد بن زيد بن حيان العرج.
عن العلء بن الضرمي قال :بعثن رسول ال صلى ال عليه وسلم إل البحرين أو قال هجر وكنت
آت الائط بي الخوة قد أسلم بعضهم فآخذ من السلم العشر ومن الشرك الراج.
وحدثنا القاسم بن سلم قال :حدثنا عثمان بن صال عن عبد ال بن ليعة عن أب السود.
عن عروة بن الزبي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كتب إل أهل هجر :بسم ال الرحن الرحيم.
سلم أنتم.
75
فتوح البلدان
فإن أحد إاليكم ال الذي ل إله إل هو.
أما بعد فإن أوصيكم بال وبانسكم أل تضلوا بعد إذا هدت ول تغووا بعد إذا رشدت.
أما بعد فإنه أتان الذي صنعتم وأنه من يسن منكم ليمل عليه ذنب السيء فإذا جآءكم أمرائي
فأطيعوهم وانصروهم وأعينوهم على أمر ال وف سبيله فإنه من يعمل منكم عملًا صالًا فلن يضل له
عند ال وعندي وأما بعد فقد جاءن وفدكم فلم آت إلم إل ما سرهم وإن لو جهدت حقي فيكم
كله أخرجتكم من هجر فشفعت غائبكم وأفضلت على شاهدكم {واذكروا نعمة ال عليكم}.
حدثن السي بن السود قال :حدثنا عبيد ال بن موسى عن شيبان النحوي عن قتادة قال :ل يكن
بالبحرين ف أيام رسول ال صلى ال عليه وسلم قتال ولكن بعضهم أسلم وبعضهم صال العلء على
أنصاف الب والتمر.
وحدثن السي قال :حدثن يي بن آدم قال :حدثنا السن بن صال عن أشعث عن الزهري أن
رسول ال صلى ال عليه وسلم أخذ الزية من موس هجر.
وحدثن السي قال :حدثن يي بن آدم قال :حدثنا قيس بن الربيع عن قيس ابن مسلم عن السن
بن ممد قال :كتب رسول ال صلى ال عليه وسلم إل موس هجر يدعوهم إل السلم فإن أسلموا
فلهم مالنا وعليهم ما علينا ومن أب فعليه الزية ف غي أكلٍ لذبائحهم ول وحدثن السي قال:
حدثن يي بن آدم عن ابن البارك عن يونس بن يزيد البلى عن الزهري عن سعيد بن السيب قال:
أخذ رسول ال صلى ال عليه وسلم من موس هجر وأخذنا عمر من موس فارس وأخذها عثمان
من بربر.
وحدثنا السي قال :حدثن يي قال :حدثنا عبد ال بن إدريس عن مالك ابن أنس عن الزهري
بثله.
وحدثنا عمرو الناقد قال :أخبنا عبد ال بن وهب عن يي بن عبد ال ابن سال بن عبد ال بن عمر
عن موسى بن عقبة أن النب صلى ال عليه وسلم كتب إل منذر ابن ساوى :من ممد النب إل منذر
بن ساوى.
76
فتوح البلدان
سل ٌم أنت فإن أحد إليك ال الذي ل إله إل هو.
أما بعد فإن كتابك جآءن وسعت ما فيه فمن صلى صلتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذلك
السلم ومن أب ذلك فعليه الزية .
وحدثن عباس بن هشام الكلب عن أبيه عن جده عن أب صال عن ابن عباس قال :كتب رسول ال
صلى ال عليه وسلم إل النذر بن ساوى فأسلم ودعا أهل هجر فكانوا بي راضٍ وكاره.
أما العرب فأسلموا وأما الجوس واليهود فرضوا بالزية وحدثنا شيبان بن فروخ حدثنا سليمان بن
الغية قال :حدثنا حيد بن هلل قال :بعث العلء بن الضرمي إل رسول ال صلى ال عليه وسلم
مالًا من البحرين يكون ثاني ألفًا ما أتاه أكثر منه قبله ول بعده فأعطى منه العباس عمه.
حدثن هشام بن عمار عن إساعيل بن عياش عن عبد العزيز بن عبيد ال قال :بعث رسول ال صلى
ال عليه وسلم إل وضائع كسرى بجر فلم يسلموا.
قالوا :وعزل رسول ال صلى ال عليه وسلم العلء ث ول البحرين أبان بن سعيد بن العاص بن أمية.
وقوم يقولون :إن العلء كان على ناحية من البحرين منها القطيف وإن أبان كان على ناحية أخرى
فيها الط والول اثبت.
قالوا :ولا توف رسول ال صلى ال عليه وسلم خرج أبان من البحرين فأتى الدين.
فسأل أهل البحرين أبا بكر رضي ال عنه أن يرد العلء عليهم ففعل.
فول عمر مكانه أبا هريرة الدوسي ويقال أيضا إن عمر رضي ال عنه ول أبو هريرة قبل موت العلء
فأتى العلء توج من أرض فارس وعزم على القام با.
77
فتوح البلدان
قال :ث رجع إل البحرين فمات هناك.
وكان أبو هريرة يقول :دفنا العلء ث احتجنا إل رفع لبنة فرفعناها فلم نده ف اللحد.
وقال أبو منف :كتب عمر بن الطاب رضي ال عنه إل العلء ابن الضرمي وهو عامله على
البحرين يأمره بالقدوم عليه وول عثمان ابن أب العاصي الثقفي البحرين وعمان.
فلما قدم العلء الدينة وله البصرة مكان عتبة بن غزوان فلما قدم العلء الدينة وله البصرة مكان
عتبة بن غزوان فلم يصل إليها حت مات وذلك ف سنة أربع عشرة أو ف أول سنة خس عشرة.
ث إن عمر ول قدامه بن مظعون المحي جباية البحرين وول أبا هريرة الحداث والصلة ث عزل
قدامة وحده على شرب المر وول أبا هريرة الصلة والحداث ث عزله وقاسه ماله ث ول عثمان
بن أب العاصي البحرين وعمان.
حدثن العمري عن اليثم قال :كان قدامة بن مظعون على الباية والحداث وأبو هريرة على الصلة
والقضاء فشهد على قدامة با شهد به.
ث وله عمر البحرين بعد قدامة ث عزله وقاسه وأمره بالرجوع فأب فولها عثمان بن أب العاص.
وكان خليفته على عمان والبحرين وهو بفارس أخوه مغية بن أب العاصي ويقال حفص بن أب
العاصي.
عن أب هريرة قال :استعملن عمر بن الطاب رضي ال عنه على البحرين فاجتمعت ل اثنا عشر
ألفًا.
فلما قدمت على عمر قال ل :يا عدو ال وعدو السلمي! أو قال وعدو كتابه سرقت مال ال قال
قلت :لست بعدو ل ول للمسلمي أو قال لكتابه ولكي عدو من عاداها.
78
فتوح البلدان
قال :فأخذ من اثنا عشر ألفًا.
قال :فكان يأخذ منهم ويعطيهم أفضل من ذلك حت إذا كان بعد ذلك قال :أل تعمل يا أبا هريرة
قلت :ل.
قال :ول قد عمل من هو خي منك يوسف{ :قال اجعلن على خزائن الرض}.
قال :فهل قلت خسًا! قلت :أخشى أن تضربوا ظهري وتشتموا عرضي وتأخذوا مال وأكره أن
أقول بغي حلم وأحكم بغي علم.
حدثنا القاسم بن سلم وروح بن عبد الؤمن قال :حدثنا يعقوب بن إسحاق الضري عن يزيد بن
ابراهيم التستري عن ابن سيين عن أب هريرة أنه لا قدم من البحرين قال له عمر :يا عدو ال كتابه!
أسرقت مال ال قال :لست عدو ال ول عدو كتابه ولكن عدو من عاداها ول أسرق مال ال.
قال :فمن أين اجتمعت لك عشرة آلف درهم قال :خي ٌل تناسلت وعطا ٌء تلحق وسهامٌ اجتمعت
فقبضها قالوا :ولا مات النذر بن ساوى بعد وفاة النب صلى ال عليه وسلم بقليل ارتد من بالبحرين
من ولد قيس بن ثعلبة بن عكابة مع الطم -وهو شريح بن ضبيعة بن عمرو بن مرثد أحد بن قيس
بن ثعلبة -وإنا سي الطم بقوله :قد لفها الليل بسواق حطم وارتد سائر من بالبحرين من ربيعة
خل الارود وهو بشر بن عمرو العبدي ومن تابعه من قومه وأمروا عليهم ابنًا للنعمان بن النذر يقال
له النذر فصار الطم حت لق بربيعة فانضم إليها بن معه وبلغ العلء بن الضرمي الب فسار
بالسلمي حت نزل جواثا وهو حصن البحرين فدلفت إليه ربيعة فخرج إليها بن معه من العرب
والعجم فقاتلها قتالًا شديدًا.
79
فتوح البلدان
ففي ذلك يقول عبد ال بن حذف الكلب :أل أبلغ أبا بك ٍر ألوكًا وفتيان الدينة أجعينا فهل لك ف
شبابٍ منك أمسوا أسارى ف جواث ماصرينا ث إن العلء خرج بالسلمي ذات ليلة فبيت ربيعة
فقاتلوا قتالًا شديدًا وقتل الطم.
وقال غي هشام بن الكلب :أتى الطم ربيعة وهو بواثا وقد كفر أهلها جيعًا وأمروا عليهم النذر بن
النعمان فأقام معهم.
وف قتل الطم يقول مالك بن ثعلبة العبدي :تركنا شريًا قد علته بصيةٌ كحاشية البد اليمان الحب
البصية من الدم ما وقع ف الرض.
ونن فجعنا أم غضبان بأبنها ونن كسرنا الرمح ف عي حبتر ونن تركنا مسمعًا متجدلًا رهينة ضبعٍ
تعتريه وأنسر قالوا :وكان النذر بن النعمان يسمى الغرور فلما ظهر السلمون قال :لست بالغرور
ولكن الغرور.
ولق هو وفل ربيعة بالط فأتاها العلء ففتحها وقتل النذر ومن معه.
ويقال إن النذر نا فدخل إل الشقر وأرسل الاء حوله فلم يوصل إليه حت صال الغرور على أن
يلى الدينة فخلها ولق بيلمة فقتل معه.
وكان العلء كتب إل أب بكر يستمده فكتب إل خالد بن الوليد بأمره بالنهوض إليه من اليمامة
وإناده فقدم عليه وقد قتل الطم فحصر معه الط.
ث أتاه كتاب أب بكر بالشخوص إل العراق فشخص إليه من البحرين وذلك ف سنة اثن عشر.
80
فتوح البلدان
وقال الواقدي :يقول أصحابنا إن خالدًا قدم الدينة ث توجه منها إل العراق.
واستشهد بواثا عبد ال بن سهيل بن عمرو أحد بن عامر ابن لؤي ويكن أبا سهيل وأمه فاخته بنت
عامر بن نوفل بن عبد مناف.
وكان عبد ال أقبل مع الشركي يوم بدر ث اناز إل السلمي مسلمًا وشهد بدرًا مع النب صلى ال
عليه وسلم.
ولقيه أبو بكر وكان بكة حاجًا فعزاه به فقال سهيل :إنه بلغن أن رسول ال صلى ال عليه وسلم
قال :يشفع الشهيد ف سبعي من أهله وإن لرجو أن ل يبدأ ابن بأحدٍ قبلي.
قالوا :وتصن الكعب الفارسي صاحب كسرى الذي كان وجهه لقتل بن تيم حي عرضوا لعيه -
واسه فيوز بن جشيش -بالزارة.
فأقام العلء على الزارة فلم يفتحها ف خلفة أب بكر وفتحها ف أول خلفة عمر.
وفتح العلء السابون ودارين ف خلفة عمر عنوة وهناك موضع يعرف بندق العلء.
وقال معمر بن الثن :غزا العلء بعبد القيس قرى من السابون ف خلفة عمل بن الطاب ففتحها ث
غزا مدينة الغابة فقتل من با من العجم ث أتى الزارة وبا الكعب فحصره.
ث إن مرزبان الزارة دعا إل الباز فبارزه الباء بن مالك فقتله وأخذ سلبه فبلغ أربعي ألفًا.
81
فتوح البلدان
ث خرج رجل من الزارة مستأمنًا على أن يدل على شرب القوم فدله على العي الارجة من الزارة
فسدها العلء فلما رأوا ذلك صالوه على أن له ثلث الدينة وثلث كا فيها من ذهب وفضة وعلى أن
يأخذ النصف ما كان لم خارجها.
وأتى الخنس العامري العلء فقال له :إنم ل يصالوك على ذراريهم وهم بدارين.
ودل كراز النكري على الخاضة إليهم فتقحم العلء ف جاعة من السلمي البحر فلم يشعر أهل
دراين إل بالتكبي فخرجوا فقاتلوهم من ثلثة أوجه فقتلوا وحووا الذرارى والسب.
وقال كراز :هاب العلء حياض البحر مقتحمًا فخضت قدمًا أل كفار دارينا حدثنا خلف البزاز
وعفان قال :حدثنا هشيم قال :أخبنا ابن عون وينس عن ممد بن سيين قال :بارز الباء بن مالك
مرزبان الزارة فطعنه فوق صلبه وصرعه ث نزل فقطع يديه وأخذ سواريه ويلمقًا كان عليه ومنطقة.
قالوا :وكانت اليمامة تدعى جو فصلبت امرأة من جديس يقال لا اليمامة بنت مر على بابا فسميت
باسها وال اعلم.
وقالوا :ولا كتب رسول ال صلى ال عليه وسلم إل ملوك الفاق ف أول سنة سبع ويقال ف سنة
ست كتب إل هوذة بن علي النفي وأهل اليمامة يدعوهم إل السلم وأنفذ كتابه بذلك مع سليط
بن قيس بن عمرو النصاري ث الزرجي.
وكان ف الوفد ماعة بن مرارة فأقطعه رسول ال صلى ال عليه وسلم أرضًا مواتًا سأله إياها.
وكان فيها أيضًا الرجال بن عنفوة فأسلم وقرأ سورة البقرة وسورًا من القرآن إل أنه ارتد بعد.
82
فتوح البلدان
وكان فيهم مسيلمة الكذاب ثامة بن كبي بن حبيب فقال مسيلمة لرسول ال صلى ال عليه وسلم:
ل ول نعمة عي.
ولكن ال قاتلك.
وكان هوذة بن علي النفي قد كتب ال النب صلى ال عليه وسلم يسأله أن يعل المر له من بعده
على أن يسلم ويصي إليه فينصره.
اللهم اكفنيه.
فلما انصرف وفد بن حنيفة ال اليمامة ادعى مسيلمة الكذاب النبوة وشهد له الرجال بن عنفوة بأن
رسول ال صلى ال عليه وسلم أشركه ف المر معه.
وكتب ال رسول ال صلى ال عليه وسلم مع عبادة بن الارث أحد بن عامر بن حنيفة -وهو ابن
النواحة الذي قتله عبد ال بن مسعود بالكوفة وبلغه أنه وجاعة معه يؤمنون بكذب مسيلمة :-من
مسيلمة رسول ال ال ممد رسول ال.
اما بعد فإن لنا نصف الرض ولقريش نصفها ولكن قريشًا ل ينصفون.
83
فتوح البلدان
{والسلم على من اتبع الدى} .وكتب أب بن كعب.
فلما توف رسول ال صلى ال عليه وسلم واستخلف أبو بكر فأوقع بأهل الردة من أهل ند وما واله
ف أشهر يسية بعث خالد بن الوليد ابن الغية الخزومي ال اليمامة وأمره بحاربة الكذاب مسيلمة.
فلما شارفها ظفر بقوم من بن حنيفة فيهم ماعة بن مرارة بن سلمى فقتلهم واستبقى ماعة وحله
معه موثقًا.
وعسكر خالد على ميل من اليمامة فخرج إليه بنو حنيفة وفيهم الرجال ومكم بن الطفيل بن سبيع
الذي يقال له مكم اليمامة.
فرأى خالد البارقة فيهم فقال :يامعشر السلمي! قد كفاكم ال مؤنة عدوكم أل ترونم وقد شهر
بعضهم السيوف على بعض وأحسبهم قد اختلفوا ووقع بأسهم بينهم.
فقال ماعة وهو ف حديدة :كل! ولكنها الندوانية خشوا تطمها فأبرزوها للشمس لتلي متونا.
ث أن السلمي فآءوا وثابوا فأنزل ال عليهم نصره وهزم أهل اليمامة فأتبعوهم يقتلونم قتلًا ذريعًا
ورمى عبد الرحن ابن أب بكر الصديق أخو عائشة لبيها مكمًا بسهم فقتله وألأوا الكفرة إل
الديقة فسميت يومئذ حديقة الوت وقتل ال مسيلمة ف الديقة فبنو عامر بن لؤي بن غالب
يقولون :قتلة خداش بن بشي بن الصم أحد بن معيص ابن عامر بن لؤي.
وبعض النصار يقولون :قتله عبد ال بن زيد بن ثعلة أحد بن الارث بن الزرج وهو الذي أرى
الذان.
وقال بعضهم :بل قتله عبد ال بن زيد بن عاصم أخو حبيب بن زيد من بن مبذول من بن النجار.
84
فتوح البلدان
وكان وحشى بن حرب البشي قاتل حزة رضي ال عنه يدعى قتله ويقول :قتلت خي الناس وشر
الناس.
وكان معاوية بن أب سفيان يدعي أنه قتله ويدعي ذلك له بنو أمية.
حدثن أبو حفص الدمشقي قال :حدثنا الوليد بن مسلم عن خالد بن دهقان عن رجل حضر عبد
اللك بن مروان سأل رجلًا من بن حنيفة من شهد وقعة اليمامة عن قاتل مسيلمة فقال :قتله رجل
من صفته كذا وكذا.
قال :وجعل الكذاب يقول حي أخذ منه بالخنق :يابن حنيفة! قاتلوا عن أحسابكم.
وحدثن عبد الواحد بن غياث قال :حدثنا حاد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه قال :كفرت
العرب.
فقالت النصار :هذا رأي تفردت به ل يأمرك به أبو بكر أرجع إل الدينة حت نريح كراعنا.
فرجعت عنه النصار قم قالوا :ماذا صنعنا لئن ظهر أصحابنا لقد خسسنا ولئن هربوا لقد خذلناهم.
85
فتوح البلدان
فالتقى السلمون والشركون فول السلمون مدبرين حت بلغوا الرحال.
فقام السائب بن العوام فقال :أيها الناس! قد بلغتم الرحال فليس لمرئ مفرٌ بعد رحله.
وحدثن بعض أهل اليمامة أن رجلًا كان ماورًا ف بن حنيفة فلما قتل مكم أنشأ يقول :فإن أنج
منها أنج منها عظيمةً وإل فإن شاربٌ كأس مكم قالوا :وكانت الرب قد نكت السلمي وبلغت
منهم فقال ماعة لالد :إن أكثر أهل اليمامة ل يرجوا لقتالكم وإنا قتلتم منهم القليل وقد بلغوا
منكم ما أرى وأنا مصالك عنهم.
ث إن خالدًا توثق منه وبعثه إليهم فلما دخل اليمامة أمر الصبيان والنساء ومن باليمامة من الشايخ أن
يلبسوا السلح ويقوموا على الصون.
ففعلوا ذلك.
فلم يشك خالد والسلمون حي نظروا إليهم أنم مقاتلةٌ فقالوا :لقد صدقنا ماعة.
ث إن ماعة خرج حت أتى عسكر السلمي فقال :ان القوم ل يقبلوا ما صالتك عليه عنهم واستعدوا
لربك وهذه حصون العرض ملوءة رجالًا ول أزل بم حت رضوا بأن يصالوا على ربع السب
ونصف الصفراء والبيضاء واللقة والكراع.
فاستقر الصلح على ذلك ورضي خالد به وأمضاه وأدخل ماعة خالدًا اليمامة.
86
فتوح البلدان
وأتى خالدًا كتاب أب بكر رضي ال عنه بإناد العلء بن الضرمي فسار إل البحرين واستخلف
على اليمامة سرة بن عمرو العنبي وكان فتح اليمامة سنة أثن عشر.
حدثن أبو رباح اليمامي قال :حدثن أشياخ من أهل اليمامة أن
مسيلمة الكذاب
كان قصيًا شديد الصفرة أخنس النف أفطس يكن أبا ثامة.
وكان له مؤذن يسمى حجيًا فكان إذا أذن يقول :أشهد أن مسيلمة يزعم أن رسول ال.
فمضت مثلًا.
وكان من استشهد باليمامة أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة ابن عبد شس واسه هشيم ويقال مهشم.
وسال مول أب حذيفة ويكن أبا عبد ال وهو مول ثبيتة بنت يعار النصارية وبعض الرواة يقول:
نبيثة وهي امرأة.
87
فتوح البلدان
والسائب بن العوام أخو الزبي بن العوام.
وزيد بن الطاب بن نفيل أخو عمر بن الطاب يقال قتلة أبو مري النفي فقدم بعد ذلك على مر
رضي ال عنه فقال أنت الوالق واللبيد هو الوالق.
وعباد بن بشر بن وقش الشهلي من الوس ويكن أبا الربيع ويقال إنه كان يكن أبا بشر.
وأبو عقيل بن ثعلبة بيجان البلوى حليف بن جحجبا -كان اسه عبد العزى فسماه النب صلى ال
عليه وسلم عبد الرحن عدو الوثان.
88
فتوح البلدان
وعمارة بن حزم بن زيد بن لوذان النجاري ويقال انه مات زمن معاوية.
وثابت بن قيس بن شاس بن أب زهي خطيب النب صلى ال عليه وسلم أحد بن الارث بن الزرج
ويكن أبا ممد وكان على النصار يومئذ.
وأبو أسيد مالك بن ربيعة الساعدي ويقال إنه مات سنة ستي بالدينة.
وعبد ال بن عبد ال بن أب بن مالك وكان اسه الباب فسماه رسول ال صلى ال عليه وسلم باسم
أبيه وكان أبوه منافقًا وهو الذي يقال له ابن أب سلول.
وسلول أم أب وهي خزاعية نسب إليها وأبوه مالك ابن الارث أحد بن الزرج.
وعقبة بن عامر بن نابئ وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم بعث حبيب بن زيد بن عاصم أحد بن
مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار وعبد ال بن وهب السلمي إل مسيلمة فلم يعرض لعبد
ال وقطع يدي حبيب ورجليه.
وقال الواقدي :إنا أقبل مع عمرو بن العاص من عمان فكفتهما مسيلمة فنجا عمرو ومن معه غي
هذين فأخذا.
89
فتوح البلدان
وقاتلت نسيبة يوم اليمامة فانصرفت وبا جراحات.
واستشهد يوم اليمامة عائذ بن ماعص الزرقى من الزرج ويزيد بن ثابت الزرجي أخو زيد بن ثابت
صاحب الفرائض.
وقد اختلفوا ف عدة من استشهد باليمامة فأقل ما ذكروا من مبلغها سبع مئة وأكثر ذلك ألف وسبع
مئة.
وحدثنا القاسم بن سلم قال :حدثنا الارث بن مرة النفي عن هشام بن إساعيل أن ماعة اليمامي
أتى رسول ال صلى ال عليه وسلم فأقطعه رسول ال صلى ال عليه وسلم وكتب له كتابًا :بسم ال
الرحن الرحيم.
إن أقطعتك الغورة وغرابة والبل فمن حاجك فإل الغورة قرية الغرابات تلت قارات.
قال :ث وفد ما قبض النب صلى ال عليه وسلم على أب بكر فأقطعه الضرمة.
ث قدم على عثمان فأقطعه قطعية -قال الارث - :ل أحفظ اسها.
وحدثنا القاسم بن سلم قال :حدثنا أبو أيوب الدمشقي عن سعدان بن يي عن صدقة بن أب عمران
عن أب إسحاق المدان عن عدى بن حات أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أقطع فرات بن حيان
العجلى أرضًا باليمامة.
90
فتوح البلدان
حدثن ممد بن ثال اليمامي عن أشياخهم قال :سيت الديقة حديقة الوت لكثرة من قتل با.
قال :وقد بن إسحاق بن أب خيصة مول قيس فيها أيام الأمون مسجدًا جامعًا وكانت الديقة
تسمى أباض.
وقال ممد بن ثال :قصر الورد نسب إل الورد بن السمي بن عبيد النفي.
ي منها شرب الصعفوقة وهي ضيعة نسبت إل وكيل كان عليها يقال له خب ردة وقال :الريا ع ٌ
العرب ف خلفة أب بكر الصديق رضي ال عنه قالوا :لا استخلف أبو بكر رحه ال ارتدت طوائف
من العرب ومنعت الصدقة.
وحدثن عبد ال بن صال العجلي عن يي بن آدم عوانة بن الكم عن جرير بن يزيد عن الشعب قال
قال عبد ال بن مسعود :لقد قمنا بعد رسول ال صلى ال عليه وسلم مقامًا كدنا نلهك فيه لول أن
ال من علينا بأب بكر.
اجتمع رأينا جيعًا على أن ل نقاتل على بنت متض وابن لبون وأن نأكل قرى عربي ًة ونعبد ال حت
يأتينا اليقي.
وعزم ال لب بكر رضي ال عنه على قتالم فو ال مارضي منهم إل بالطة الخزية أو الرب
الجلية.
91
فتوح البلدان
فأما الطة الخزية فأن أقروا بأن من قتل منهم ف النار وأن ما أخذوا من أموالنا مردو ٌد علينا.
حدثنا إبراهيم بن ممد عن عرعرة قال :حدثنا عبد الرحن بن مهدي قال.
أخبنا سفيان عن طارق بن شهاب قال :قدم وفد بزاخة على أب بكر فخيهم بي الرب الجلية
والسلم الخزية.
فقالوا :قد عرفنا الرب الجلية فما السلم الخزية قال :أن ننع منكم اللقة والكراع ونغنم ما أصبنا
منكم وتردوا إلينا ما أصبتم منا وتدوا قتلنا ويكون قتلكم ف النار.
حدثنا شجاع بن ملد الفلس قال :حدثنا بشر بن الفضل مول بن رقاش قال :حدثنا عبد العزيز بن
عبد ال بن أب سلمة الاجشون عن عبد الواحد عن القاسم بن ممد بن أب بكر عن عمته عائشة أم
الؤمني رضي ال عنها أنا قالت :توف رسول ال صلى ال عليه وسلم فنل بأب ما لو نزل بالبال
الراسيات لاضها.
اشرأب النفاق بالدينة وارتدت العرب فو ال ما اختلفوا ف واحدة إل طار بظها وغنائها عن
السلم.
قالوا :فخرج أبو بكر رضي ال عنه إل القصة من أرض مارب لتوجيه الزحوف إل أهل الردة ومعه
السلمون.
فصار إليهم خارجة بن حصن ابن حذيفة بن بدر الفزاري ومنظور بن زبان بن سيار الفزاري أحد بن
العشراء ف غطفان فقاتلوهم قتالًا.
فانزم الشركون واتبعهم طلحة بن عبيد ال التيمي فلحقهم بأسفل ثنايا عوسجة فقتل منهم رجلًا
وفاته الباقون فأعجزوه هربًا فجعل خارجه بن حصن يقول :ويل للعرب من ابن أب قحافة.
92
فتوح البلدان
ث عقد أبو بكر وهو بالقصة لالد بن الوليد بن الغية الخزومي على الناس وجعل على النصار
ثابت بن قيس بن شاس النصاري وهو أحد من استشهد يوم اليمامة إل أنه كان من تت يد خالد
وأمر خالدًا أن يصمد لطليحة بن خويلد السدي وكان قد ادعى النبوة وهو يومئذ ببزاخة وبزاخة ماء
لبن أسد ابن خزية.
فسار إليه خالد وقدم أمامه عكاشة بن مصن السدي حليف بن عبد شس وثابت بن أقرم البلوى
حليف النصار.
فلقيهما حبال ابن خويلد فقتله وخرج طليحة وسلمة أخوه وقد بلغهما الب فلقيا عكاشة وثابتًا
فقتلها.
فقال طليحة :ذكرت أخي لا عرفت وجوهم وأيقنت أن ثائرٌ ببال عشية غادرت ابن أقرم ثاوبًا
وعكاشة الغنمي عند مال ث التقى السلمون وعدوهم واقتتلوا قتالًا شديدًا وكان عيينة بن حصن ابن
حذيفة بن بدر مع طليحة ف سبع مئةٍ من بن فزارة.
فلما رأى سيوف السلمي قد استحلمت الشركي أتاه فقال له :أما ترى ما يصنع جيش أب الفصيل
فهل جاءك جبيل بشيْ قال :نعم.
وول عن عسكره فانزم الناس وظهر السلمون وأسر عيينة ابن حصن.
وهرب طليحة ابن خويلد فدخل خباءً له فاغتسل وخرج فركب فرسه وأهل بعمرة ث مضى إل مكة
ث أتى الدينة مسلمًا.
93
فتوح البلدان
وقيل بل أتى الشام فأخذه السلمون من كان غازيًا وبعثوا به إل أب بكر بالدينة فأسلم وأبلى بعد ف
فتح العراق وناوند.
وقال له عمر :أقتلت العبد الصال عكاشة بن مصن فقال :إن عكاشة ابن مصن سعد ب وشقيت به
وأنا استغفر ال.
وأخبن داود بن حبال السدي عن أشياخ من قومه أن عمر بن الطاب رضي ال عنه قال لطليحة:
أنت الكاذب على ال حي زعمت أنه أنزل عليك أن ال ل يصنع بتعقي وجوهكم وقبح أدباركم
شيئًا.
فقال :يا أمي الؤمني! ذلك من فت الكفر الذي هدمه السلم كله فل تعنيف علي ببعضه.
فأسكت عمر.
قالوا :وأتى خالد بن الوليد رمان وأبا ني وهناك فل بزاخة فلم يقاتلوه وبايعوه لب بكر.
وبعث خالد بن الوليد هشام بن العاص بن وائل السهمي أخا عمرو بن العاص وكان قدي السلم
وهو من مهاجرة البشة إل بن عامر بن صعصعة فلم يقاتلوه وأظهروا السلم والذان فانصرف
عنهم.
وكان قرة بن هبية القشيي امتنع من أداء الصدقة وأمد طليحة فأخذه هشام بن العاص وأتى به
خالدًا فحمله إل أب بكر فقال :وال ما كفرت مذ آمنت ولقد مر ب عمر بن العاص منصرفًا من
عمان فأكرمته وبررته.
ويقال :إن خالدًا كان سار إل بلد بن عامر فأخذ قرة وبعث به أب بكر.
94
فتوح البلدان
قال :ث سار خالد بن الوليد إل الغمر وهناك جاعة من بن أسد وغطفان وغيهم وعليهم خارجة بن
حصن بن حذيفة.
ويقال إنم كانوا متسايدين قد جعل كل قومٍ عليهم رئيسًا منهم قاتلوا خالدًا والسلمي فقتلوا منهم
جاعة وانزم الباقون.
وف يوم الغمر يقول الطيئة العبسي :أل كل أرماحٍ قصارٍ أذلةٍ فداءٌ لرماح الفوارس بالغمر ث أتى
خالد جو قراقر ويقال أت النقرة وكان هناك جعٌ لبن سليم عليهم أبو شجرة عمرو بن عبد العزى
السلمي وأمه النساء فقاتلوه.
وأسلم أبو شجرة فقدم على عمر وهو يعطي الساكي فاستعطاه فقال له :ألست القائل :ورويت
رمي من كتيبة خالدٍ وإن لرجو بعدها أن أعمرا وعله بالدرة.
قالوا :وأتى الفجاءة وهو بي بن إياس بن عبد ال السلمى أبا بكر فقال :احلن وقون أقاتل الرتدين.
فكتب أبو بكر إل طريفة بن حاجزة أخي معن بن حاجزة يأمره بقتاله.
95
فتوح البلدان
فبعث به إل أب بكر فأمر أبو بكر بإحراقه ف ناحية الصلى.
ويقال :إن أبا بكر كتب إل معن ف أمر الفجاءة فوجه مع ٌن إليه طريفة أخاه فأسره.
ث سار خالد إل من بالبطاح والبعوضة من بن نيم فقاتلوه ففض جعهم وقتل مالك بن نويرة أخا
متمم بن نويرة.
وكان مالك عاملًا للنب صلى ال عليه وسلم على صدقات بن حنظلة.
فلما قبض صلى ال عليه وسلم خلى ما كان ف يده من الفرائض وقال :شأنكم بأموالكم يابن
حنظلة.
وقد قيل إن خالدًا ل يلق بالبطاح والبعوضة أحدًا ولكنه بث السرايا ف بن تيم وكان منها سريةٌ
عليها ضرار بن الزور السدي فلقى ضرار مالكًا فاقتتلوا وأسره وجاعة معه فأتى بم فضربت
أعناقهم وتول شرار ضرب عنق مالك.
فقال عمر بن الطاب لب بكر رضي ال عنهما :بعثت رجلًا يقتل السلمي ويعذب بالنار.
وق روى أن متمم بن نويرة دخل على عمر بن الطاب فقال له :ما بلغ من وجدك على أخيك
مالك قال :بكيته حولًا حت أسعدت عين الذاهبة عين الصحيح وما رأيت نارًا إل كدت أنقطع لا
أسفًا عليه لنه كان يوقد ناره إل الصبح مافة أن يأتيه ضيف فل يعرف مكانه.
قال :كان يركب الفرس الرور ويقود المل الثقال وهو بي الزادتي النضوحي ف الليلة القرة وعليه
ت معتقلًا رمًا خطلًا فيسرى ليلته ث يصبح وكان وجه فلقة قمر قال :فأنشدن بعض ما قلت
شلة فلو ٌ
فيه.
96
فتوح البلدان
فأنشده مرثيته الت يقول فيها :وكنا كندمان جذية حقبةً من الدهر حت قيل لن يتصدعا فقال عمر:
لو كنت أحسن قول الشعر لرثيت أخي زيدًا.
فقال :متمم :ول سواء يا أمي الؤمني! لو كان أخي صرع مصرع أخيك ما بكيته.
قالوا :وتنبأت أم صادرٍ سجاح بنت أوس بن حق بن أسامة ابن الغنيز بن يربوع بن حنظلة بن مالك
بن زيد مناة بن تبم ويقال هي سجاح بنت الارث بن عقفان بن سويد بن خالد بن أسامة
وتكهنت.
ث إنا سجعت ذات يوم فقالت :إن رب السحاب يأمركم أن تغزوا الرباب.
فغزتم فهزموها ول يقاتلها أح ٌد غيهم فأتت مسيلمة الكذاب وهو بجرٍ فتزوجه وجعلت دينها
ودينه واحدًا.
فلما قتل وقال ابن الكلب :أسلمت سجاح وهاجرت إل البصرة وحسن إسلمها.
وقال عبد العلى بن حاد النرسي :سعت مشايخ من البصريي يقولون :إن سرة بن جندب الفزاري
صلى عليها وهو يلي البصرة من قبل معاوية قبل قدوم عبيد ال بن زياد من خراسان ووليته البصرة.
وقال ابن الكلب :كان مؤذن سجاح النبة بن طارق بن عمرو بن حوط الرياحي وقوم يقولون :إن
شبث بن ربعي الرياحي كان يؤذن لا.
قالوا :وارتدت خولن باليمن فوجه أبو بكر إليهم يعلى بن منية وهي أمه وهي من بن مازن بن
منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلن ابن مضر وأبو أمية بن أب عبيدة من ولد مالك بن
حنظلة بن مالك حليف بن نوفل بن عبد مناف فظفر بم وأصاب منهم غنيمة وسبايا.
97
فتوح البلدان
ردة بن وليعة والشعث بن قيس بن معدي كرب ابن معاوية الكندي قالوا :ول رسول ال صلى ال
عليه وسلم زياد بن لبيد البياضي من النصار حضر موت ث ضم إليه كنده.
وكان زياد بن لبيد رجلًا حازمًا صليبًا فأخذ ف الصدقة من بعض كنده قلوصًا فسأله الكندي ردها
عليه وأخذ غيها.
وكان قد وسها بيسم الصدقة فأب ذلك وكلمه الشعث بن قيس فيه فلم يبه وقال :لست برا ٍد شيئًا
قد وقع اليسم عليه.
فاتقضت عليه كنده كلها إل السكون فإنم كانو معه فقال شاعرهم :ونن نصرنا الدين إذ ضل
قومنا شقا ًء وشايعنا ابن أم زياد ول نبغ عن حق البياضي مزحلًا وكان تقى الرحن أفضل زاد وجع له
بنو عمرو بن معاوية بن الارث الكندي فبيتهم فيمن معه من السلمي فقتل منهم بشرًا فيهم مةس
ومشرح وحد وأبضعة بن معدي كرب ابن وليعة بن شر حبيل بن معاوية بن حجر القرد والقرد
الوادف كلمهم ابن الارث بن الولدة بن عمرو بن معاوية بن الارث.
وكانوا وفدوا على النب صلى ال عليه وسلم ث ارتدوا وقتلت أختٌ لم يقال لا العمردة وقاتلها
يسبها رجل.
ث إن زيادًا أقبل بالسب والموال فمر على الشعث بن قيس وقومه فصرخ النساء والصبيان وبكوا
فحمى الشعث أنفًا وخرج ف جاعة من قومه فعرض لزياد ومن معه.
فلما رأى زياد ذلك كتب إل أب بكر يستمده وكتب أبو بكر إل الهاجر بن أب أمية يأمره بإناده.
98
فتوح البلدان
فلقيا الشعث بن قيس فيمن معهما من السلمي ففضا جعه وأوقعا بأصحابه فقتل منهم مقتله
عظيمة.
وذلك إن الفشيش الكندى -واسه معدان بن السود بن معدي كرب -أخذ بقوه وقال :أجعلن
من العدة.
ونزل إل زياد بن لبيد والهاجر فبعثا به إل أب بكر الصديق فمن عليه وزوجه أخته أم فروة بنت أب
قحافة.
ولا تزوجها أتى السوق فلم ير با جزورًا إل كسف عروقوبيها وأعطى ثنها وأطعمها الناس.
وأقام بالدينة ث سار إل الشام والعراق غازيًا ومات بالكوفة وصلى عليه السن بن علي بن أب طال
بعد صلحه معاوية.
وقال بعض الرواة :ارتد بنو وليعة قبل وفاة النب صلى ال عليه وسلم.
فلما بلغت زياد بن لبيد وفاته صلى ال عليه وسلم دعا الناس إل بيعة أب بكر فبايعوه خل بن وليعة
فبيتهم وقتلهم.
99
فتوح البلدان
وارتد الشعث وتصن ف النجي فحاصره زياد بن لبيد والهاجر اجتمعا عليه وأمدها أبو بكر رضي
ال عنه بعكرمة بن أب جهل بعد انصرافه من عمان.
فقدم عليهما قالوا :وكان بالنجي نسوة شت بوفاة رسول ال صلى ال عليه وسلم.
فكتب أبو بكر رضي ال عنه ف قطع أيديهن وارجلهن منهن الثبجاء الضرمية وهند بنت يامي
اليهودية.
وحدثن بكر بن اليثم قال :حدثن عبد الرزاق بن هام اليمان عن مشايخ حدثوه من أهل اليمن أن
رسول ال صلى ال عليه وسلم ول خالد بن سعيد بن العاص صنعاء فأخرجه العنسى الكذاب عنها
وأنه ول الهاجر بن أب أمية على كنده وزياد بن لبيد النصاري على حضر موت والصدف -وهم
ولد مالك بن مرتع بن معاوية بن كنده -وأنا سى صدفًا لن مرتعا تزوج حضرمية وشرط لا أن
تكون عنده فإذا ولدت ل يرجا من دار قومها.
فولدت له مالكًا.
فسمى الصدف.
وقال عبد الرزاق :فأخبن مشايخ من أهل اليمن قالوا :كتب أبو بكر إل زياد بن لبيد والهاجر بن
أب أمية الخزومي وهو يومئذ على كنده يأمرها أن يتمعا فتكون أيديهما يدًا وأمرها واحدًا فيأخذا
له البيعة ويقاتل من امتنع من أداء الصدقة.
فأخذا من رجل من كندة ف الصدقة بكرة من البل فسألما أخذ غيها فسامه الهاجر وأب زياد إل
أخذها وقال :ما كنت لردها بعد أن وقع عليها ميسم الصداقة.
100
فتوح البلدان
فجمع بن عمرو بن معاوية جعًا.
فقال زياد بن لبيد للمهاجر :قد ترى هذا المع وليس الرأي أن نزول جيعًا.
فقال زياد بن لبيد للمهاجر :قد ترى هذا المع وليس الرأي أن نزول جيعًا عن مكاننا ولكن أنفصل
عن العسكر ف جاعة فيكون ذلك أخفى للمر وأستر.
فصار إل بن عمرو وألقاهم ف الليل فبيتهم فأتى على أكثرهم وجعل بعضهم يقتل بعضًا.
ث اجتمع والهاجر ومعهما السب والسارى فعرض لما الشعث بت قيس ووجوه كنده فقاتلهم
قتالًا شديدًا.
ث إن الكنديي تصنوا بالنجي فحاصرهم حت جهدهم الصار وأضر بم ونزل الشعث على الكم.
قالوا :وكانت حضرموت أتت كنده منجدة لما فواقعهم زياد والاجر فظفرا بم وارتدت خولن
فوجه إليهم أبو بكر بعلي بن منية فقاتلهم حت أذعنوا وأقروا بالصدقة ث أتى الهاجر كتاب أب بكر
بتوليه صنعاء وماليفها وجع عمله لزياد إل ما كان ف يده.
وحدثن أبو الثمار قال :حدثن شريك قال :أنبأنا إبراهيم بن مهاجر عن ابراهيم النخمي قال :ارتد
الشعث بن قيس الكندي ف ناس من كنده فحوصروا فأخذ المان لسيعي منهم ول يأخذه لنفسه
فأتى به أبو بكر فقال :إتا قاتلوك لنه لأمان لك إذا أخرجت نفسك من العدة فقال :بل تن علي
ياخليفة رسول ال وتزوجن.
101
فتوح البلدان
ففعل وزوجه أخته.
وحدثنا القاسم بن سلم أبو عبيد قال :حدثنا عبد ال بن صال كاتب الليث ابن سعد عن علوان بن
صال عن صال بن كيسان عن حيد بن عبد الرحن عن عبد الرحن بن عوف عن أب بكر الصديق
أنه قال :ثلث تركتهن ووددت أن ل أفعل.
وددت أن يوم أتيت بالشعث بن قيس ضربت عنقه فإنه تيل إل انه ليرى شرًا إل سعى فيه وأعان
عليه.
وودت أن حي وجهت خالدًا إل الشام وجهت عمر بن الطاب إل العراق فأكون قد بسطت يين
وشال جيعًا ف سبيل ال.
عن الشعب أن أبا بكر رد سبايا النجي بالفداء لكل رأس أربع مئة درهم وأن الشعث بن قيس
استسلف من تار الدينة فداءهم ففداهم ث رده لم.
وقال الشعث بن قيس يرثي بشي بن الودح وكان من وفد على رسول ال صلى ال عليه وسلم ث
ارتد يزيد بن أماناة ومن قتل يوم النيجر :فل غرو أل يوم يقسم سبيهم وما الدهر عندي بعدهم بأمي
وكنت كذات البو ربعت فأقبلت على بوها إذا طربت بني عن ابن أماناة الكري وبعده بشي الندى
فليجر دمع عيون أمر السود العنسى ومن ارتد معه باليمن قالوا :كان السود بن كعب بن عوف
العنسى قد تكهن وادعى النبوة فاتبعه عنسى واسم عنسى زيد بن مالك بن أدد بن يشجب ابن
عريب بن زيد بن كهلن بن سبأ وعنس أخو مراد بن مالك وخالد ابن مالك وسعد العشية بن
مالك.
واتبعه أيضًا قومٌ من غي عنسى وسى نفسه رحان اليمن كما تسمى مسيلمة رحان اليمن كما
تسمى مسيلمة رحان اليمامة.
102
فتوح البلدان
وكان له حار معلم يقول له :اسجد لربك.
فسمى ذا المار.
وأخبن بعض أهل اليمن أنه كأن أسود الوجه فسمى السود للونه وأن اسه عيهلة.
قالوا :فبعث رسول ال صلى ال عليه وسلم جرير بن عبد ال البجلى ف السنة الت توف رسول ال
صلى ال عليه وسلم فيها وفيها كان إسلم جرير إل السود يدعوه إل السلم قالوا :وأتى السود
صنعاء فغل عليها وأخرج خالد بن سعيد بن العاص عنها ويقال أنه إنا أخرج الهاجر بن أب أمية
واناز إل ناحية زياد بن لبيد البياض وكان عنده حت أتاه كتاب أب بكر يأمره بعاونة زياد فلما فرغ
من أمرها وله صنعاء وأعمالا.
وكان السود متجبًا فاستذل البناء وهم أولد أهل فارس الذين وجههم كسرى إل اليمن مع ابن
ذي يزن وعليهم وهرز واستخدمهم فأضر بم وتزوج الرزبانة امرأة باذام ملكهم وعامل أبرويز
عليهم.
فوجه رسول ال صلى ال عليه وسلم قيس بن هبية الكشوح الرادي لقتاله.
وإنا سي الكشوح لنه كوى على كشحه من داء كان به امره باستمالة البناء.
فلما صار إل اليمن بلغتهما وفاة رسول ال صلى ال عليه وسلم فأظهر قيس للسود أنه على رأيه
حت بينه وبي دخول صنعاء فدخلها ف جاعة من مدحج وهدان وغيهم.
103
فتوح البلدان
وكان فيوز قد أسلم.
ث أتيا باذام رأس البناء ويقال إن باذام قد كان مات ورأس البناء بعده خليفة له يسمى داذويه
وذلك أثبت.
فأسلم داذويه.
ولقى قيس باب بن ذي الرة الميي فاستماله وبث داذوية دعائه ف البناء فأسلموا فتطابق هؤلء
جيعًا على قتل السود واغتياله ودسوا إل الرزبانة امرأته من أعلمها الذي هم عليه.
فدخلوا سحرًا ويقال بل نقبوا جدار بيته بالل نقبًا ث دخلوا عليه.
فسكنوا وأمسكوا.
واحتز قيس رأسه ث عل سور الدينة حي أصبح فقال :ال أكب! ال أكب!.
أشهد أن ل إله إل ال واشهد أ ممدًا رسول ال وأن السود كذابٌ عدو ال.
فاجتمع أصحاب السود فألقى إليهم رأسه فتفرقوا إل قليل وخرج أصحاب قيس ففتحوا الباب
ووضعوا ف بقية أصحاب العنسى السيف فلم ينج إل من أسلم منهم.
وذكر بعض الرواة أن الذي قتل السود العنسى فيوز بن الديلمى وأن قيسًا أجاز عليه واحتز رأسه.
وذكر بعض أهل العلم أن قتل السود كان قبل وفاة النب صلى ال عليه وسلم بمسة أيام.
قتله الرجل الصال فيوز بن الديلمى وأن الفتح ورد على أب بكر بعد ما استخلف بعشر ليال.
104
فتوح البلدان
وأخبن بكر بن اليثم قال :حدثن ابن أنس اليمان عمن أخبه عن النعمان بن برزج أحد البناء أن
عامل النب صلى ال عليه وسلم الذي أخرجه السود عن صنعاء أبان بن سعيد بن العاص وأن الذي
قتل السود العنسى فيوز بن الديلي وأن قيسًا وفيوز ادعيا قتله وها بالدينة.
قالوا :ث إن قيسًا اتم بقتل داذويه وبلغ أبا بكر أنه على إجلء البناء عن صنعاء فأغضبه ذلك وكتب
إل الهاجر بن أب أمية حي دخل صنعاء وهو عامله عليها يأمره بمل قيس إل ما قبله.
فلما قدم به عليه أحلفه خسي يينًا منب رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه ما قتل داذويه فحلف
فخلى سبيله ووجهه إل الشام مع من انتدب لغزو الروم من السلمي.
فتوح الشم.
قالوا :لا فرغ أبو بكر رضي ال عنه من أمر أهل الردة رأى توجيه اليوش إل الشام.
فكتب إل أهل مكة والطائف واليمن وجيع العرب بند والجاز يستنفرهم للجهاد ويرغبهم فيه
وغنائم الروم فسارع الناس إليه بي متسب وطامع وأتوا الدينة من كل أوب.
فعقد ثلثة ألوية لثلثة رجال :خالد بن سعيد بن العاص بن أمية وشرحبيل بن حسنة حليف بت جح
-وشرحبيل فيما ذكر الواقدي ابن عبد ال الطاع الكندي وحسنة أمه وهي مولة معمر بن حبيب
بن وهب بن حذافة بن جح وقال الكلب :هو شرحبيل بن ربيعة بن الطاع من ولد صوفة وهم
الغوث بن مر بن أد بن طابة -وعمر بن العاص بن وائل السهمي.
وكان عقده هذه اللوية يوم الميس لستهل صفر سنة ثلث عشرة وذلك بعد مقام اليوش
معسكرين بالوف الحرم كله وأبو عبيدة بن الراح يصلي بم وكان أبو بكر أراد أبا عبيدة أن يعقد
له فاستعفاه من ذلك.
وقد روى قوم أنه عقد له وليس ذلك بثبت ولكن عمر وله الشام كله حي استخلف.
105
فتوح البلدان
وذكر أبو منف أن أبا بكر قال للمراء :إن اجتمعتم على قتال فأميكم أبو عبيدة عامر بن الراح
الفهري وإل فيزيد بن أب سفيان.
وذكر أن عمرو بن العاص إنا كان مددًا للمسلمي وأميًا على من ضم إليه.
قال :ولا عقد أبو بكر لالد بن سعيد كره عمر ذلك.
فكلم أبا بكر ف عزله وقال :إنه رجل فخور يمل أمره على الغالية والتعصب.
فعزله أبو بكر ووجه أبا أروى الدوسي لخذ لوائه فلقيه بذي الروة فأخذ اللواء منه وورد به على أب
بكر فدفعه أبو بكر رضي ال عنه ال يزيد بن أب سفيان فسار به ومعاوية أخوه يمله بي يديه.
ويقال بل سلم اليه اللواء بذي الروة فمضى على جيش خالد وسار خالد بن سعيد متسبًا ف جيش
شرحبيل.
وأمر أبوبكر رضي ال عنه عمرو بن العاص أن يسلك طريق أيلة عامدًا لفلسطي وامر يزيد أن يسلك
طريق تبوك وكتب إل شرحبيل أن يسلك أيضًا طريق تبوك.
وكان العقد لكل أمي ف بدء المر على ثلثة آلف رجل فلم يزل أبو بكر يتبعهم المداد حت صار
مع كل أمي سبعة آلف وخس مئة ث تتام جعهم بعد ذلك أربعة وعشرين ألفًا.
وروي عن الواقدي
أن أبا بكر ول عمرًا فلسطي وشرحبيل الردن ويزيد دمشق وقال :إذا كان قتال فأميكم الذي
تكونون ف عمله.
وروي أيضًا أنه أمر عمرًا مشافهة أن يصلي بالناس إذا اجتمعوا وإذا تتفرقوا صلى كل أمي بأصحابه.
106
فتوح البلدان
قالوا :فلما صار عمرو بن العاص إل أول عمل فلسطي كتب إل أب بكر يعلمه كثرة عدد العدو
وعدتم وسعة أرضهم وندة مقاتلتهم.
فكتب أبو بكر إل خالد بن الوليد بن الغية الخزومي وهو بالعراق يأمره بالسي إل الشام.
وقال قوم :كان خالد أميًا على أصحابه الذين شخصوا معه وكان السلمون إذا اجتمعوا لرب أمره
المراء فيها لبأسه وكيده وين نقيبته.
قالوا :فـ
بقرية من قرى غزة يقال لا دائن كانت بينهم وبي بطريق غزة.
ث إن ال تعال أظهر أولياءه وهزم أعداءه وفض جعهم وذلك قبل قدوم خالد بن الوليد الشام.
فبلغه أن بالعربة من أرض فلسطي جعًا للروم فوجه اليهم أبا أمامة الصدي بن عجلن الباهلي فأوقع
بم وقتل عظيمهم ث انصرف.
وروى أبو منف ف يوم العربة أن ستة قاد من قواد الروم نزلوا العربة ف ثلثة آلف فسار اليهم أبو
أمامة ف كثف من السلمي فهزمهم وقتل أحد القواد ث اتبعهم فصاروا ال الدبية فهزمهم وغنم
السلمون غنمًا حسنًا.
107
فتوح البلدان
عن مشايخ أهل الشام قالوا :كانت أول وقائع السلمي وقعة العربة ول يقاتلوا قبل ذلك مذ فصلوا
من الجاز.
ول يروا بشيء من الرض فيما بي ابلحجاز وموضع هذه الوقعة إل غلبوا عليه بغي حرب وصار ف
أيديهم.
قالوا :لا أتى خالد بن الوليد كتاب أب بكر وهو بالية خلف الثن بن حارثة الشيبان على ناحية
الكوفة وسار ف شهر ربيع الخر سنة ثلث عشرة ف ثان مئة ويقال ف ست مئة ويقال ف خس مئة
فأتى عي التمر.
ففتحها عنوة.
ويقال إن كتاب أب بكر وافاه وهو بعي التمر وقد فتحها فسار خالد من عي التمر فأتى صندودآء
وبا قوم من كنده وأياد والعجم فقاتله أهلها فظفر وخلف با سعد بن حرام النصاري فولده اليوم
با.
وبلغ خالدًا أن جعًا لبن تغلب بن وائل بالضيح والصيد مرتدين عليهم ربيعة بن بي.
فكانت منهم أم حبيب الصهباء بنت حبيب بن بيي وهي أم عمر بن أب طالب.
ث أغار خالد على قراقر وهو ماء لكلب ث فوز منه إل سوى وهو ماء لكب أيضًا ومعهم فيه قوم من
برآ.
وكان خالد لا ركب الفازة عمد إل الرواحل راحلةً راحلةً ويشرب وأصحابه الاء من أكراشها.
108
فتوح البلدان
وكان له دليل يقال له رافع بن عمي الطائي ففيه يقول الشاعر :ل در نافعٍ أن اهتدى فوز من قرارٍ
إل سوى ماءٌ إذا ما رامه البس انثن ما جازها قبلك من إنسٍ يرى وكان السلمون لا انتهوا إل
سوى وجدوا حرقوصًا وجاعةً معه يشربون ويتغنون وحرقوص يقول :أل عللن قبل جيش أب بكر
ب ول ندرى فلما قتله السلمون جعل دمه يسيل ف الفنة الت كان فيها شرابه. لعل منايانا قري ٌ
وقال بعض الرواة :إن الغن بذا البيت رجل من كان أغار خالد عليه من بن تغلب مع وقال
الواقدي :خرج خالد من سوى إل الكواثل ث أتى قرقيسيا فخرج إليه صاحبها ف خلق فتركه واناز
إل الب ومضى لوجهه وأتى خالد أركة وهي أرك فأغار على أهلها وحاصرهم ففتحها صلحًا على
شيء أخذه منهم للمسلمي.
ث أتى قصم فصاله بنو مشجعة ابن أتتيم بن النمر بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الاف
بن قضاعة وكتب لم أمانا.
ث أتى تدمر فامتنع أهلها وتصنوا ث طلبوا المان فأمنهم على أن يكونوا ذمة وعلى أن قروا السلمي
ورضخوا لم.
ث أتى حوارين من سني فأغار على مواشي أهلها فقاتلوه وقد جاءهم مدد أهل بعلبك وأهل بصرى
وهي مدينة حوران فظفر بم فسب وقتل.
ث أتى مرج راهط فأغار على غسان ف يوم فصحهم وهم نصارى فسب وقتل.
ووجه خالد بسر بن أب أرطاة العامري من قريش وحبيب بن مسلمة القهري إل غوطة دمشق فأغار
على قرى من قراها.
109
فتوح البلدان
وصار خالد إل الثنية الت تعرف بثنية العقاب بدمشق.
فوقف عليها ساعة ناشرًا رايته وهي راية كانت لرسول ال صلى ال عليه وسلم سودآء فسميت ثنية
العقاب يومئذ.
والعرب تسمى الراية عقابًا وقوم يقولون :إنا سيت بعقاب من الطي كانت ساقطة عليها.
وسعت من يقول :كان هناك مثال عقابٍ من حجارة وليس ذلك بشيء.
قالوا :ونزل خالد بالباب الشرقي من دمشق ويقال بل نزل بباب الابية فأخرج إليه أسقف دمشق
نزلًا وخدمه فقال :احفظ ل هذا العهد.
فوعده بذلك.
ويقال إنه أتى الابية وبا أبو عبيده ف جاعة من السلمي فالتقيا ومضيا جيعًا إل بصرى.
فتح بصرى قالوا :لا قدم خالد بن الوليد على السلمي بصرى اجتمعوا عليها وأمروا خالدًا ف حربا
ث ألصقوا با وحاربوا بطريقها حت ألأوه وكماة أصحابه إليها.
ويقال بل كان يزيد بن أب سفيان التقلد لنر الرب لن وليتها وإمرتا كانت إليه لنا من دمشق.
ث إن أهلها صالوا على أن يؤمنوا على دمائهم وأموالم وأولدهم على أن يؤدوا الزية.
وذكر بعض الرواة أن أهل بصرى صالوا على أن يؤدوا عن كل حال دينارأ وجريب حنطة.
110
فتوح البلدان
قال :وتوجه أبو عبيده بن الراح ف جاعة من السلمي كثيفة من أصحاب المراء ضموا إليه فأتى
مآب من أرض البلقاء وبا جع العدو فافتتحها صلحًا على مثل صلح بصرى.
وقال بعضهم :إن أبا عبيده فتح مآب وهو أمي على جيع الشام أيام عمر.
يوم أجنادين ويقال أجنادين ث كانت وقعة أجنادين وشهدها من الروم زهاء مئة ألف سرب هرقل
أكثرهم وتمع باقوهم من النواحي وهرقل يومئذ مقيمٌ بمص.
فقاتلهم السلمون قتالًا شديدًا وأبلى خالد بن الوليد يومئذ بلءً حسنًا ث إن ال عزم أعداءه ومزقهم
كل مزق وقتل منهم خلق كثي.
واستشهد يومئذ عبد ال بن الزبي بن عبد الطلب بن هاشم وعمرو بن سعيد بن العاص بن أمية
وأخوه أبان بن سعيد وذلك الثبت ويقال بل توف أبان ف سنة تسع وعشرين.
وطليب بن عمي بن وهب بن عبد بن قصي بارزه علج فضربه ضربة أبانت يده اليمن فسقط سيفه
مع كفه ث غشيه الروم فقتلوه.
وأمه أروى بنت عبد الطلب عمة رسول ال صلى ال عليه وسلم وكان يكن أبا عدي.
111
فتوح البلدان
وسعيد بن الارث.
والارث بن الارث.
وقال هشام بن ممد الكلب :قتل النحام يوم مؤتة وقتل سعيد بن الارث بن قيس يوم اليموك وقتل
تيم بن الارث يوم أجنادين وقتل عبيد ال بن عبد السد أخوه يوم اليموك.
قالوا :ولا انتهى خب هذه الوقعة إل هرقل نب قلبه وسقط ف يده وملىء رعبًا فهرب من حص إل
إنطاكية.
وقد ذكر بعضهم أن هربه من حص إل إنطاكية كان عند قدوم السلمي الشام.
وكانت وقعة أجنادين يوم الثني لثنت عشرة ليلة بقيت من جادى الول سنة ثلث عشرة ويقال
لليلتي خلتا من جادى الخرة ويقال لليلتي بقيتا منه.
قالوا :ث جعت الروم جعًا بالياقوصة والياقوصة وا ٍد فمه الفوارة فلقيهم السلمون هناك فكشفوهم
وهزموهم وقتلوا كثيًا منهم ولق فلهم بدن الشام.
وتوف أبو بكر رضي ال عنه ف جادى الخرة سنة ثلث عشرة فأتى السلمي نعيه وقم بالياقوصة.
يوم فحل من الردن قالوا :وكان وقعة فحل من الردن لليلتي بقيتا من ذي القعدة بعد خلفة عمر
بن الطاب رضي ال عنه بمسة أشهر وأمي الناس أبو عبيده ابن الراح.
وكان عمر قد كتب إليه بوليته الشام وإمرة المراء مع عامر بن أب وقاص أخي سعد بن أب وقاص.
وقوم يقولون :إن ولية أب عبيده الشام أتته والناسحاصرون دمشق فكتمها خالدًا أيامًا لن خالدًا
كان أمي الناس ف الرب.
112
فتوح البلدان
فقال له خالد :ما دعاك رحك ال إل ما فعلت قال :كرهت أن أكسرك وأوهن أمرك وأنت بأجزاء
عدو.
وكان سبب هذه الوقعة أن هرقل لا صار إل إنطاكية استنفر الروم وأهل الزيرة وبعث رجلًا من
خاصته وثقاته ف نفسه.
فلقوا السلمي بفحل من الردن فقاتلوهم أشد قتال وأبرحه حت أظهرهم ال عليهم.
وقتل بطريقهم وزهاء عشرة آلف معه وتفرق الباقون ف مدن الشام ولق بعضهم برقل وتصن أهل
فحل فحصرهم السلمون حت سألوا المان على أداء الزية عن رؤوسهم والراج عن أرضهم
فأمنوهم على أنفسهم وأموالم وأن ل تدم حيطانم.
وتول عقد ذلك أبو عبيده بن الراح ويقال :توله شرحبيل ابن حسنة.
أمر الردن.
عن اليثم بن عدي قال :افتتح شرحبيل بن حسنة الردن عنوة ما خل طبية فإن أهلها صالوه على
أنصاف منازلم وكنائسهم.
وحدثن أبو حفص الدمشقي عن سعيد بن عبد العزيز التنوحي عن عدة منهم أبو بشر مؤذن مسجد
دمشق أن السلمي لا قدموا الشام كان كل أمي منهم يقصد لناحية ليغزوها ويبث غارته فيها.
فكان عمرو بن العاص يقصد لفلسطي وكان شرحبيل يقصد الردن وكان يزيد بن أب سفيان يقصد
ارض دمشق.
وكانوا إذا اجتمع لم الدو اجتمعوا عليه وإذا احتاج أحدهم إل معاضدة صاحبه وإناده سارع ال
ذلك.
وكان أميهم عند الجتماع ف حربم أول أيام أب بكر رضي ال عنه عمرو بن العاص حت قدم قدم
خالد بن الوليد الشام فكان أمي السلمي ف كل حرب.
113
فتوح البلدان
ثول أبو عبيدة بن الراح أمر الشام كله وإمرة المراء ف الرب والسلم من قبل عمر بن الطاب
رضي ال عنه وذلك أنه لا استخلف كتب إل خالد نعزله وول أبا عبيدة.
ففتح شرحبيل بن حسنة طبية صلحًا بعد حصار أيام على أن أمن أهلها على أنفسهم وأموالم
وأولدهم وكنائسهم ومنازلم إل ما جلوا عنه وخلوه واستثن لسجد السلمي موضعًا ث إنم نقضوا
ف خلفة عمر واجتمع إليهم قوم من الروم وغيهم فأمر أبو عبيدة عمر بن العاص بغزوهم فسارع
إليهم ف أربعة آلف ففتحها على مثل صلح شرحبيل.
وفتح شرحبيل جيع مدن الردن وحصوتا على هذا الصلح فتحًا يسيًا بغي قتال :ففتح بيسان وفتح
سوسيه وفتح فيق وجرش وبيت رأس وقدس والولن وغلب على سواد الردن وجيع أرضها.
قال أبو حفص :قال أبوممد سعيد بن عبد العزيز :وبلغن أن الوضي بن عطاء قال :فتح شرحبيل
عكا وصور وصفورية.
وقال أبو بشر الؤذن :إن أبا عبيدة وجه عمرو بن العاص إل سواحل الردن فكثر به الوم وجاءهم
الدد من ناحية هرقل وهو بالقسطنطينية.
ففتح يزيد وعمرو سواحل الردن فكتب أبو عبيدة بفتحها لما وكان لعاوية ف ذلك بلء حسن
وأثر جيل.
114
فتوح البلدان
عن مشايخ أهل أنطاكية والردن قالوا :نقل معاوية قومًا من فرس بعتبك وحص وأنطاكية إل
سواحل الردن وصور وعكا وغيها سنة اثنتي وأربعي.
ونقل من أساورة البصرة والكوفة وفرس بعلبك وحص إل انطاكية ف هذه السنة أو قبلها أو بعدها
بسنة جاعة.
فكان من قواد الفرس مسلم بن عبد ال جد عبد ال بن حبيب بن وحدثن ممد بن سعد عن
الواقدي وأخبن هشام بن الليث الصوري.
عن مشايخ أهل الشام قالوا :رم معاوية عكا عند ركوبه منها إل قبص ورم صور.
وحدثن هشام بن الليث قال :حدثن أشياخنا قالوا :نزلنا صور والسواحل وبا جند من العرب وخلق
من الروم.
ث نزع إلينا أهل بادان شت فنلوها معنا وكذلك جيع سواحل الشام.
عن مشايخ أدركهم قالوا :لا كانت سنة تسع وأربعي خرجت الروم إل السواحل وكانت الصناعة
بصر فقط.
قال :فذكر أبو الطاب الزدى أنه كانت لرجل من ولد أب معيط بعكا أرجاء ومستغلت.
فأراده هشام بن عبد اللك على أن يبيعه إباها فأب العيطى ذلك عليه.
115
فتوح البلدان
وفال الواقدى :ل تزال الراكب بعكا حت ولّى بنو مروان فنقلوها إل صور فهي بصور إل اليوم.
وأمر أمي الؤمني التوكل على ال ف سنة سبع وأربعي ومائتي بترتيب الراكب بعكا وجيع
السواحل وشحنها بالقاتلة.
يوم مرج الصفر قالوا :ث اجتمعت الروم جعًا عظيمًا وأمدهم هرقل بددٍ.
فلقيهم السلمون برج الصفر وهم متوجهون إل دمشق وذلك للل الحرم سنة أربع عشرة.
فاقتتلوا قتالًا شديدًا حت جرت الدماء ف الاء وطحنت با الطاحونة وجرح من السلمي زهاء أربعة
آلف.
ث ول الكفرة منهزمي مفلولي ل يلوون على شيء حت أتوا دمشق وبيت القدس.
واستشهد يومئذ خالد ابن سعيد بن العاص بن أمية ويكن أبا سعيد.
وكان قد أعرس ف الليلة الت كانت الوقعة ف صبيحتها بأم حكيم بنت الارث بن هشام الخزومي
امرأة عكرمة بن أب جهل.
وف رواية أب منف أن وقعة الرج بعد أجنادين بعشرين ليلة وأن فتح مدينة دمشق بعدها ث بعد فتح
مدينة دمشق وقعة فحل.
من فارسٌ كره الطعان يعين رمًا إذا نزلوا برج الصفر وقال عبد ال بن كامل بن حبيب بن عمي
بن خفاف بن امرئ القيس ابن بثة بن سليم :شهدت قبائل مالكٍ #وتغيبت عن عمية يوم مرج
الصفر يعن مالك بن خفاف.
116
فتوح البلدان
وقال هشام بن ممد الكلب :استشهد خالد بن سعيد يوم الرج وف عنقه الصمصامة سيفه.
وكان النب صلى ال عليه وسلم وجهه إل اليمن عاملًا فمر برهط عمرو بن معدي كرب الزبيدى من
مذ حج فأغار عليهم فسبا امرأة عمروٍ وعدةً من قومه فعرض عليه عمرو أن ين عليهم ويسلموا ففعل
وفعلوا فوهب له عمرو سيفه الصمصامة وقال :خلي ٌل ل أهبه من قله ولكن الواهب للكرام خليلٌ ل
أخنه ول ين كذلك ما خلل أو تدامي حبوت به كريًا من قريشٍ فسر به وصي عن الليام قال:
فأخذ معاوية السيف من عنق خالد يوم الرج حي استشهد فكان عنده ث نازعه فيه سعيد بن العاص
بن سعيد بن العاص بن أمبة فقضى له به عثمان فلم يزل عنده.
فلما كان يوم الدار وضرب مروان على قفاه وضرب سعيد فسقط صريعًا أخذ الصمصامة منه رجلٌ
من جهينة فكان عنده.
ث إنه دفعه إل صيق ٍل ليجلوه فأنكر الصيقل أن يكون للجهن مثله فأتى به مروان بن الكم وهو وال
الدينة.
فسأل الهن عنه فحدثه حديثه فقال :أما وال لقد سلبت سيفي يوم الدار وسلب سعيد بن العاص
سيفه.
فجاء سعيد فعرف السيف فأخذه وختم عليه وبعث به إل عمرو بن سعيد الشدق وهو على مكة.
فهلك سعيد فبقى السيف متاعه فأخذ السيف ممد بن سعيد أخو عمرو لبيه.
ث صار إل أبان بن سعيد فحله بلية ذهب فكان عند أم ولد له.
117
فتوح البلدان
ث إن أيوب بن أب أيوب بن سعيد بن عمرو بن سعيد باعه من الهدي أمي الؤمني بنيف وثاني ألفًا
فرد الهدي حليته عليه.
ولا صار الصمصامة إل موسى الادي أمي الؤمني أعجب به وأمر الشاعر وهو أبو الول أن ينعته
فقال :حاز صمصامة الزبيدي عمروٍ خي هذا النام موسى المي سيف عمروٍ وكان فيما علمنا خي
ما أطبقت عليه الفون أخضر اللون بي حديه بردٌ من ذع أف تيس فيه النون فإذا ما سللته بر الشم
-س ضياءً فلم تكد تستبي نعم مراق ذي الفيظة ف الي -جا بعصا به ونعم القرين ث إن أمي
الؤمني الواثق بال دعي له بصقيل وأمره أن يسقنه فلما فعل ذلك تغي.
فتح مدينة دمشق وأرضها قالوا :لا فرغ السلمون من قتال من اجتمع لم بالرج أقاموا خس عشرة
ليلة ث رجعوا إل مدينة دمشق لربع عشرة ليلة بقيت من الحرم سنة أربع عشرة فأخذوا الغوطة
وكنائسها عنوة.
فنل خالد بن الوليد على الباب الشرقي ف زهاء خسة آلف ضمهم إليه أبو عبيده.
وقوم يقولون إن خالدًا كان أميًا وإنا أتاه عزله وهم ماصرون دمشق.
ونزل يزيد بن أب سفيان على الباب الصغي إل الباب الذي يعرف بكيسان.
وجعل أبو الدر داء عوير بن عامر الز رجي على مسلح ٍة ببزة.
118
فتوح البلدان
وكان السقف الذي أقام لالد النل ف بدأته ربا وقف على السور فدعى له خالد :فإذا أتى سلم
عليه وحادثه.
فقال له ذات يوم :يا أبا سليمان! إن أمركم مقبلٌ ول عليك عدة فصالن عن هذه الدينة فدعى
خالد بداوة وقرطاس فكتب :بسم ال الرحن الرحيم.
هذا ما أعطى خالد بن الوليد أهل دمشق إذا دخلها :أعطاهم أمانًا على أنفسهم وأموالم وكنائسهم
وسور مدينتهم ل يهدم ول يسكن شيء من دورهم.
لم بذلك عهد ال وذمة رسوله صلى ال عليه وسلم واللفاء والؤمني ل يعرض لم إل بي إذا
أعطوا الزية .
ث إن بعض أصحاب السقف أتى خالدًا ف ليلة من الليال فأعلمه أنا ليلة عيد لهل الدينة وأنم ف
شغل وأن الباب الشرقي قد ردم بالجارة وترك وأشار عليه أن يلتمس سلمًا.
فأتاه قوم من أهل الدير الذي عند عسكرة بسلمي فرقى جاعة من السلمي عليهما إل أعلى السور
ونزلوا إل الباب وليس عليه إل رجلٌ أو رجلن.
فتعاونوا عليه وفتحوه وذلك عند طلوع الشمس وقد كان أبو عبيد بن الراح عان فتح باب الابية
وأصعد جاعة من السلمي على حائطه فأنصب مقاتلة الروم إل ناحيته فقاتلوا السلمينقتالًا شديدًا
ودخلوا منه فالتقى أبو عبيده وخالد بن الوليد بالقسلط وهو موضع النحاسي بدمشق وهو الببص
الذي ذكره حسان بن ثابت ف شعره حي قال :يسقون من ورد البيص عليهم بردى يصفق بالرحيق
السلسل وقد روى أن الروم أخرجوا ميتًا لم من باب الابية ليلًا وقد أحاط بنازته السلمي من
فتحه ودخوله إل رجوع أصحابم من دفن اليت وطمعوا ف غفلة السلمي عنهم وإن السلمي
بدروا بم فقاتلوهم على الباب أشد قتال وأبرحه حت فتحوه ف وقت طلوع الشمس.
فلما رأى السقف أن أبا عبيده قد قارب دخول الدينة بدر إل خالد فصاله وفتح له الباب الشرقي.
119
فتوح البلدان
فقال بعض السلمي :وال ما خالد بأمي فكيف يوز صلحه فقال أبو عبيده :إنه ييز على السلمي
أدناهم.
وأجاز صلحه وأمضاه ول يلتفت إل ما فتح عنوة فصارت دمشق صلحًا كلها.
وكتب أبو عبيدة بذلك إل عمر وأنفذه وفتحت أبواب الدينة فالتقى القوم جيعًا.
وف رواية أب منف وغيه أن خالدًا دخل دمشق بقتال وأن أبا عبيده دخلها بصلح فالتقيا بالزياتي.
وزعم اليثم بن عدى أن أهل دمشق صلحوا على أنصاف منازلم وكنائسهم.
وقال ممد بن سعد :قال أبو عبد ال الواقدي :قرأت كتاب خالد بن الوليد لهل دمشق فلم أر فيه
أنصاف النازل والكنائس.
ولكن دمشق لا فتحت لق بش ٌر كثي من أهلها برقل وهو بإنطاكية فكثرت فضول منازلا فنلا
السلمون.
قال الواقدي :وكان فتح مدينة دمشق ف رجب سنة أربع عشرة.
وذلك أن خالدًا كتب الكتاب بغي تاريخ فلما اجتمع السلمون للنهوض إل من تمع لم باليموك
أتى السقف خالدًا فسأله أن يدد له كتابًا ويشهد عليه أبا عبيده والسلمي.
ففعل وأثبت ف الكتاب أب عبيده ويزيد بن أب سفيان وشرحبيل بن حسنة وغيهم فأرخه بالوقت
الذي جدده.
120
فتوح البلدان
وحدثن القاسم بن سلم قال :حدثنا أبو مسهر عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي قال :دخل يزيد
دمشق من الباب الشرقي صلحًا فالتقيا بالقسلط فأمضيت كلها على الصلح.
وحدثن القاسم قال :حدثنا أبو مسهر عن يي بن حزة عن أب الهلب الصنعائي عن أب الشعث
الصنعائي أو أب عثمان الصنعائي أن أبا عبيده أقام بباب الابية ماصرًا لم أربعة أشهر.
حدثن أبو عبيد قال :حدثنا نعيم بن حاد عن ضمرة بن ربيعه عن رجاء بن أب سلمة قال :خاصم
حسان بن مالك عجم أهل دمشق إل عمر بن عبد العزيز ف كنيسة كان رجل من المراء أقطعه
إياها.
فقال عمر :إن كانت من المس العشرة الكنيسة قال ضمرة عن علي بن أب حلة :خاصمنا عجم
أهل دمشق إل عمر بن عبد العزيز ف كنيسة كان فلن قطعها لبن نصر بدمشق فأخرجنا عمر عنها
وردها إل النصارى.
حدثن أبو عبيد قال :حدثنا هشام بن عمار عن الوليد بن مسلم عن الوزاعي أنه قال :كانت الزية
بالشام ف بدئ المر جريبًا ودينارًا على كل ججمة.
ث وضعها عمر بن الطاب على أهل الذهب أربعة دناني وعلى أهل الورق أربعي درهًا وجعلهم
طبقات لغن الغن وإقلل القل وتوسط التوسط.
قال هشام :وسعت مشاينا يذكرون أن اليهود كانوا كالذمة للنصارى يؤدون إليهم الراج فدخلوا
معهم ف الصلح.
وقد ذكر بعض الرواة أن خالد بن الوليد صال أهل دمشق فيما صالهم عليه على أن ألزم كل رجل
من الزية دينارًا وجريب حنطة وخلًا وزيتًا لقوت السلمي.
حدثنا عمرو الناقد حدثنا عبد ال بن وهب الصري عن عمر بن ممد عن نافع.
121
فتوح البلدان
عن أسلم مول عمر بن الطاب أن عمر كتب إل أمراء الجناد بأمرهم أن يضربوا الزية على كل
من جرت عليه الوسى وأن يعلوها على أهل الورق على كل رجل أربعي درهًا وعلى أهل الذهب
ط زيتًا كل شهر
أربعة دناني وعليهم من أرزاق السلمي من النطة والزيت مديان حنط ًة وثلثة أقسا ٍ
لكل إنسان بالشام والزيرة وجعل عليهم ودكًا وعسلًا ل أدري كم هو وجعل لكل إنسان بصر ف
كل شهر أردبًا وكسوةً وضيافة ثلثة أيام.
وحدثنا عمرو بن حاد بن أب حنيفة قال حدثنا مالك بن أنس عن نافع عن أسلم أن عمر بن ضرب
الزية على أهل الذهب أربعة وعلى أهل الورق أربعي درهًا مع ذلك أرزاق السلمي وضيافة ثلثة
أيام.
قالوا :ولا ول معاوية بن أب سفيان أراد أن يزيد كنيسة يوحنا ف السجد بدمشق.
ث طلبها عبد اللك بن مروان ف أيامه للزيادة ف السجد وبذل لم مالًا عظيمًا على أن يعطوه إياها
فأبوا.
فأحفظه قوله ودعا بعول وجعل يهدم بعض حيطانا بيده وعليه قباء خز أصفر.
فلما استخلف عمر بن عبد العزيز شكا النصارى إليه ما فعل الوليد بم ف كنيستهم.
122
فتوح البلدان
فكره أهل دمشق ذلك وقالوا :يهدم مسجدنا بعد أن أذنا فيه وصلينا ويرد بيعةً.
وأقبلوا على النصارى فسألوهم أن يعطوا جيع كنائس الغوطة الت أخذت عنوة وصارت ف أيدي
السلمي على أن يصفحوا عن كنيسة يوحنا ويسكوا عن الطالبة با.
وبسجد دمشق ف الرواق القبلة ما يلي الئذنة كتاب ف رخامة بقرب السقف :ما أمر ببنيانه أمي
الؤمني الوليد سنة ست وثاني .
وسعت هشام بن عمار يقول :ل يزل سور مدينة دمشق قائمًا حت هدمه عبد ال بن علي بن عبد ال
بن العباس بعد انقضاء أمر مروان وبن أمية.
وحدثن أبو حفص الدمشقي عن سعيد بن عبد العزيز عن مؤذن مسجد دمشق وغيه قالوا :اجتمع
السلمون عند قدوم خالد على بصرى ففتحوها صلحًا وانبثوا ف أرض حوران جيعًا فغلبوا عليها.
وأتاهم صاحب أذر عات فطلب الصلح على مثل ما صول عليه أهل بصرى على أن جيع أرض
البثنية أرض خراج.
فأجابوهم إل ذلك.
وسار يزيد إل عمان ففتحها فتحًا يسيًا بصلح على مثل صلح بصرى وغلب على أرض البلقاء.
123
فتوح البلدان
وول أبو عبيده وقد فتح هذا كله فكان أمي الناس حي فتحت دمشق إل أن الصلح كان لالد
وأجاز صلحه.
وتوجه يزيد بن أب سفيان ف ولية أب عبيده ففتح عر ندل صلحًا وغلب على أرض الشراة وجبالا.
قال :وقال سعيد بن عبد العزيز أخبن الوضي أن يزيد أتى بعد فتح مدينة دمشق صيدا وعرقة
وجبيل وبيوت وهي سواحل وعلى مقدمته أخوه معاوية ففتحها فتحًا يسيًا وجل كثيًا من أهلها
وتول فتح عرقة معاوية نفسه ف ولية يزيد.
ث إن الروم غلبوا على بعض هذه السواحل ف آخر خلفة عمر بن الطاب أو أول خلفة عثمان بن
عفان فقصد لم معاوية حت فتحها ث رمها وشحنها بالقاتلة وأعطاهم القطائع.
قالوا :فلما استحلف عثمان وول معاوية الشام وجه معاوية سفيان بن ميب الزدى إل أطرابلس
وهي ثلث مدن متمعة فبن ف مرج على أميال منها حصنًا سى حصن سفيان وقطع الادة عن أهلها
من البحر وغيه وحاصرهم فلما اشتد عليهم الصار اجتمعوا ف أحد الصون الثلثة وكتبوا إل
ملك الروم يسألونه أن يدهم أو يبعث إليهم براكب يهربون فيها إل ما قبله.
فلما أصبح سفيان -وكان يبيت كل ليلة ف حصنه ويصن السلمي فيه ث يغدو على العدو -وجد
الصن الذي كانوا فيه خاليًا فدخله.
قالوا :وكان معاوية يوجه ف كل عام إل أطرابلس جاعة كثيفة من الند يشحنها بم ويوليها عاملًا
فإذا نغلق البحر قفل وبقى العامل ف جيعه منهم يسية فلم يزل المر فيها جاريًا على ذلك حت ول
124
فتوح البلدان
عبد اللك فقدم ف أيامه بطريق من بطارقة الروم ومعه بشر منهم كثي فسأل أن يعطى المان على أن
يقيم با وؤدى الراج.
فأجيب إل مسئلته.
فلم يلبث إل سنتي أو أكثر منهما بأشهر حت تي قفول الند عن الدينة ث أغلق بابا وقتل عاملها
وأسر من معه من الند وعدة من اليهود ولق وأصحابه بأرض الروم.
فقدر السلمون بعد ذلك عليه ف البحر وهو متوجه إل ساحل للمسلمي ف مراكب كثية فقتلوه
ويقال :بل أسروه وبعثوا به إل عبد اللك فقتله وصلبه.
وسعت من يذكر أن عبد اللك بعث إليه من حصره بأطرابلس ث أخذه سلمًا وحله إليه فقتله
وصلبه.
وقال علي بن ممد الدائن قال عتاب بن إبراهيم :فتح أطرابلس سفيان بن ميب ث نقض
قال :كان يزيد بن أب سفيان وجه معاوية إل سواحل دمشق سوى أطرابلس فإنه ل يكن يطمع فيها.
فكان يقيم على الصن اليومي واليام اليسية فربا قوتل قتالًا غي شديد وربا رمى ففتحها.
قال :وكان السلمون كلما فتحوا مدينة ظاهرة أو عند ساح ٍل رتبوا فيها قدر من يتاج لا إليه من
السلمي فإن حدث ف شيء منها حدثٌ من قبل العدو سربوا إليها المداد.
فلما استخلف عثمان بن عفان رضي ال عنه كتب إل معاوية يأمره بتحصي السواحل وشحنتها
وإقطاع من ينله إياها القطائع ففعل.
125
فتوح البلدان
وحدثن أبو حفص عن سعيد بن عبد العزيز قال :أدركت الناس وهم يتحدثون أن معاوية كتب إل
عمر بن الطاب بعد موت أخيه يزيد يصف له حال السواحل فكتب إليه ف مرمة حصونا وترتيب
القاتلة فيها وإقامة الرس على مناظرها واتاذ الواقيدلا.
وأن معاوية ل يزل بعثمان حت أذن له ف الغزو برًا وأمره أن يعد ف السواحل إذا غزا أو أغزى
جيوشًا سوى من فيها من الرتب وأن يقطع الرتب أرضي ويعطيهم ماجل عنه أهله من النازل ويبن
الساجد ويكب ماكان ابتن منها قبل خلفته.
عن جعفر بن كلب الكلب أن عمر بن الطاب رضي ال عنه ول علقمة ابن عوف بن الحوض
بن جعفر بن كلب حوران وجعل وليته من قبل معاوية.
فمات با.
وله يقول الطيئة العبسي -وخرج اليه فكان موته قبل وصوله وبلغه أنه ف الطريق يريده فأوصى له
بثل سهم من سهام ولده - :فما كان بين لو لقيتك سالًا وبي الغن ال ليال قلئل وحدثن عدة من
أهل العلم منهم جار لشام بن عمار أنه كانت لب سفيان بن حرب أيام تارته ال الشام ف الاهلية
ضيعة بالبلقاء تدعى بقبش فصارت لعاوية وولده.
ث قبضت ف أول الدولة وصارت لبعض ولد أمي الؤمني الهدي رضي ال عنه.
126
فتوح البلدان
عن جده قال :وفد تيم بن أوس أحد بن الدار بن حبيب من لم ويكن أبا رقية على النب صلى ال
عليه وسلم ومعه أخوه نعيم بن أوس فأقطعهما رسول ال صلى ال عليه وسلم حبى وبيت عينون
ومسجد ابراهيم عليه السلم فكتب بذلك كتابًا.
فكان سليمان بن عبد اللك إذا مر بذه القطعة ل يعرج وقال :أخاف ان تصيبن دعوة النب صلى ال
عليه وسلم.
وحدثن هشام بن عمار أنه سع الشايخ يذكرون أن عمر بن الطاب عند مقدمه الابية من أرض
دمشق مر بقوم مذمي من النصارى فامر أن يعطوا من الصدقات وأن يرى عليهم القوت.
وقال هشام :سعت الوليد بن مسلم يذكر أن خالد بن الوليد شرط لهل الدير الذي يعرف بدير
خالد شرطًا ف خراجهم بالتخفيف عنهم حي أعطوه سلمًا صعد عليه.
ولا فرغ أبو عبيدة من أمر مدينة دمشق سار إل حص فمر ببعتبك فطلب اهلها المان والصلح
فصالهم على أن أمنهم على أنفسهم واموالم وكنائسهم وكتب لم :بسم ال المن الرحيم.
هذا كتاب أمان لفلن بن فلن وأهل بعلبك رومها وفرسها وعربا على انفسهم وأموالم وكنائسهم
ودورهم داخل الدينة وخارجها وعلى أرحائهم وللروم أن يرعوا سرحهم ما بينهم وبي خسة عشر
ميلًا ول ينلوا قرية عامرة.
ومن أسلم منهم فله مالنا وعليه ما علينا ولتجارهم أن يسافروا إل حيث أرادوا من البلد الت صالنا
عليها وعلى من أقام الزية والراج.
127
فتوح البلدان
أمر حص حدثن عباس بن هشام عن أبيه.
عن أب منف ان أبا عبيدة بن الراح لا فرغ من دمشق قدم أمامه خالد بن الوليد وملحان بن زيار
الطائي ث اتبعهما.
فلما توافوا بمص قاتلهم أهلها ث لأوا إل الدينة وطلبوا المان والصلح فصالوه على مئة الف
وسبعي الف دينار.
قال الواقدي وغيه :بينما السلمون على أبواب دمشق إذ أقبلت خيل للعدو كثيفة فخرجت إلبهم
جاعة من السلمي فلقوهم بي ليا والثنية فولوا منهزمي نو حص على طريق قارا.
واتبعوهم حت وافواحص.
ورآهم المصيون وكاتوا منخوبي لرب هرقل عنهم وما كان يبلغهم من قوة كيد السلمي وبأسهم
وظفرهم فاعطوا بايديهم وهتفوا بطلب المان.
فأخرجوا اليهم العلف والطعام وأقاموا على الرنط -يريد الرند وهو النهر الذي يات أنطاكية ث
يصب ف البحر بساحلها -وكان على السلمي السمط بن السود الكندي فلما فرغ أبو عبيدة من
أمر دمشق استخلف عليها يزيد بنأب سفيان ث قدم حص على طريق بعلبك فنل بباب الرست
فصلحه أهل حص على أن امنهم على انفسهم واموالم وسور مدينتهم وكنائسهم وأرحائهم واستثن
عليهم ربع كنيسة يوحنا للمسجد واشترط الراج من أقام منهم.
وذكر بعض الرواة أن السمط بن السود الكندي كان صال أهل حص فلما قدم أبو عبيدة امضى
صلحه وأن السمط قسم حص خططًا بي السلمي حت نزلوها واسكنهم ف كل مرفوض جل أهله
او ساحة متروكة.
128
فتوح البلدان
وحدثنا أبو حفص الدمشقي.
عن سعيد بن عبد العزيز قال :لا افتتح أبو عبيدة بن الراح دمشق استخلف يزيد بن أب سفيان على
دمشق وعمرو بن العاص على فلسطي وشرحبيل على الردن.
ث خلف بمص عبادة بن الصامت النصاري ومضى نو حاة فتلقاه اهلها مذعني فصالهم على
الزية ف رؤسهم والراج ف أرضهم.
فمضى شيزر فخرجوا يكفرون ومعهم القلسون ورضوا بثل ما رضي أهل حاه.
وبلغت خيله الزراعة والقسطل ومر أبو عبيدة بعرة حص وهي تنسب إل النعمان بن بشي فخرجوا
يقلسون بي يديه.
ث أتى فامية ففعل أهلها مثل ذلك واذعنوا بالزية والراج واسلم أمر حص فكانت حص وقنسرين
شيئًا واحدًا.
وقد اختلفوا ف تسمية الجناد فقال بعضهم :سى السلمون فلسطي جندًا لنه جع كورًا وكذلك
دمشق وكذلك الردن وكذلك حص مع قنسرين.
وذكروا أن الزيرة كانت إل قنسرين فجندها عبد اللك بن مروان أي أفردها فصار جندها يأخذون
أطماعهم با من خراجها.
ول تزل قنسرين وكورها مضمومة إل حص حت كان يزيد بن معاوية فجعل قنسرين وإنطاكية
ومنبج وذواتا جندا.
129
فتوح البلدان
فلما استخلف أمي الؤمني الرشيد هارون بن الهدي أفرد قنسرين بكورها فصي ذلك جندًا واحدًا
وأفرد منبج ودلوك ورعبان وقورس وإنطاكية وتيزين وساها العواصم.
لن السلمي يعتصمون با فتعصمهم وتنعهم إذا انصرفوا من غزوهم وخرجوا من الثغر.
وجعل مدينة العواصم منبج فسكنها عبد اللك بن صال بن علي ف سنة ثلث وسبعي ومئة وبن با
وحدثن أبو حفص الدمشقي عن سعيد بن عبد العزيز وحدثن موسى ابن إبراهيم التنوخي عن أبيه
عن مشايخ من أهل حص قال :استخلف أبو عبيده عبادة بن الصامت النصاري على حص.
ث إنم أظهروا القفول إل حص فلما جن عليهم الليل عادوا إل معسكرهم وحفائرهم وأهل اللذقية
غارون يرون أنم قد انصرفوا عنهم.
وهرب قوم من نصارى اللذقية إل اليسيد ث طلبوا المان على ا يتراجعوا إل أرضهم.
فقوطعوا على خراج يؤدونه قلوا أو كثروا وتركت لم كنيستهم وبن السلمون باللذقية مسجدًا
جامعًا بأمر عبادة ث إنه وسع بعد.
130
فتوح البلدان
وكانت الروم أغارت ف البحر على ساحل اللذقية فهدموا مدينتها وسبوا أهلها وذلك ف خلفة عمر
بن عبد العزيز حت حرز مدينة اللذقية وفرغ منها والذي أحدث يزيد بن عبد وحدثن أبو حفص
الدمشقي قال :حدثن سعيد بن عبد العزيز وسعيد بن سليمان المصي قال :ورد عبادة والسلمون
السواحل ففتحوا مدينة تعرف ببلة على فرسخي من جبلة عنوةً.
وحدثن سفيان بن ممد البهران عن أشياخه قالوا :بن معاوية لبلة حصنًا خارجًا من الصن الرومي
القدي.
وحدثن سفيان بن ممد قال :حدثن أب وأشياخنا قالوا :فتح عبادة والسلمون معه أنطرطوس وكان
حصنًا ث جل عنه أهله.
فبن معاوية أنطرطوس ومصرها وأقطع با القطائع وكذلك فعل برقبة وبلنياس.
وحدثن أبو حفص الدمشقي قال عن أشياخه قالوا :افتتح أبو عبيده اللذقية وجبلة وأنطرطوس على
يدي عبادة بن الصامت.
فلما كانت شحنة معاوية السواحل وتصينه إياها وحدثن شيخ من أهل حص قال :بقرب سلمية
س فبنوا منل وسكنوها فسميت
مدينة تدعى الؤتكفة اتقلبت بأهلها فلم يسلم منهم إل مئة نف ٍ
حوزتم الت بنوا فيها سلم مئة.
131
فتوح البلدان
ث إن صال بن علي بن عبد ال بن عباس اتذها وبن وولده فيها ومصروها ونزلا قوم من ولده.
وحدثن ممد بن مصفى المصي قال :هدم مروان بن ممد سور حص.
وذلك أنم كانوا خالفوا عليه فلما مر بأهلها هاربًا من أهل خرا سان اقتطعوا بعض ثقله وماله
وخزائن سلحه.
وكانت مدينة حص مفروشة بالصخر فلما كانت أيام أحد بن ممد بن أب إسحاق العتصم بال
شغبوا على عاملهم الفضل بن قارن الطبي أخي مازيار ابن قارن فأمر بقلع ذلك الفرش فقلع.
ث إنم أظهروا العصية وأعادوا ذلك الفرش وحاربوا الفضل بن قارن حت قدروا عليه وأنبوا ماله
ونساءه وأخذوه فقتلوه وصلبوه فوجه أحد بن ممد إليهم موسى بن بغا الكبي مول بأمي الؤمني
العتصم بال فحاربوه وفيهم خلق من نصارى الدينة ويهودها.
فقتل منهم مقتلة عظيمة وهزم باقيهم حت ألقهم بالدينة ودخلها عنوةً وذلك ف سنة خسي
ومائتي.
وبمص هري يرده قمح وزيت من السواحل وغيها ما قوطع أهله عليه وأسجلت لم يوم اليموك
قالوا :جع هرقل جوعًا كثية من الروم وأهل الشام وأهل الزيرة وأرمينية تكون زهاء مائت ألف
وول عليهم رجلًا من خاصته وبعث على مقدمته جبلة بن اليهم الغسان ف مستعربة الشام من لم
وجذام وغيهم وعزم على ماربة السلمي فإن ظهروا وإل دخل بلد الروم فأقام بالقسطنطينية.
واجتمع السلمي فزحفوا إليهم فاقتتلوا على اليموك أشد قتال وأبرحه.
واليموك نر.
132
فتوح البلدان
وتسلسلت الروم وأتباعها يومئذ لئل يطمعوا أنفسهم ف الرب فقتل ال منهم زهاء سبعي ألفًا
وهرب فلهم فلحقوا بفلسطي وإنطاكية وحلب والزيرة وأرمينية.
وقاتل يوم اليموك نساءٌ من نساء السلمي قتالًا شديدًا وجعلت هند بنت عتيبة أم معاوية بن أب
سفيان تقول :عضدوا الغلفان بسيوفكم.
وكان زوجها أبو سفيان خرج إل الشام تطوعًا وأحب مع ذلك أن يرى ولده وحلها معه ث إنه قدم
الدينة فمات با سنة إحدى وثلثي وهو ابن ثان وثاني سنة ويقال إنه مات بالشام.
فلما أتى أم حبيبة بنته نعيه دعت ف اليوم الثالث بصفرة فمسحت با ذراعيها وعارضتها وقالت :لقد
كنت عن هذا عنية لول أن سعت النب صلى ال عليه وسلم يقول :ل تد امرأة على ميت سوى
زوجها أكثر من ثلث.
وال أعلم.
وكان أبو سفيان بن حرب أحد العوران ذهبت عينة يوم الطائف.
قالوا :وذهب يوم اليموك عن الشعث بن قيس وعي هاشم ابن عتبة بن أب وقاص الزهري وهو الر
قال وعي قيس بن مكشوح.
واستشهد عامر بن أي وقاص الزهري وهو الذي كان قدم الشام بكتاب عمر بن الطاب إل أب
عبيده بوليته الشام.
133
فتوح البلدان
قال :وعقد أبو عبيده لبيب بن مسلمة الفهري على خيل الطلب فجعل يقتل من أدرك.
وأظهر السلم.
فلما قدم عمر بن الطاب رضي ال عنه الشام سنة سبع عشرةً لحى جبلة رجلًا من مزينة فلطم عينه
فأمره عمر بالقتصاص منه فقال :أوعيته مثل عين وال ل أقيم ببلد على به سلطان.
وروى أيضا أن جبلة أتى عمر بن الطاب رضي ال عنه وهو على نصرا نيته.
فعرض عمر عليه السلم وأداء الصدقة فأب ذلك وقال :أقيم على دين وأؤدي الصدقة.
فقال عمر :إن أقمت على دينك فأد الزية فأنف منها.
فقال عمر :ما عندنا لك إل واحدة من ثلث :إما السلم وإما أداء الزية وإما الذهاب إل حيث
شئت.
وعاتبه عبادة بن الصامت فقال :لو قبلت منه الصدقة ث تألفنه لسلم.
وإن عمر رضي ال عنه وجه ف سنة إحدى وعشرين عمي بن سعد النصاري إل بلد الروم ف
جيش عظيم ووله الصائفة.
134
فتوح البلدان
وهي أول صائفة كانت وأمره أن يتلطف لبلة بن اليهم ويستعطفه بالقرابة بينهما ويدعوه إل
الرجوع إل بلد السلم على أن يؤدى ما كان بذل من الصدقة ويقيم على دينه.
فسار عمي حت دخل بلد الروم وعرض على جبلة ما أمره عمر بعرضه عليه فأب إل القام ف بلد
الروم.
قالوا :ولا بلغ هرقل خب أهل اليموك وإيقاع السلمي بنده هرب من إنطاكية إل قسطنطينية.
فلما جاوز الدرب قال :عليك يا سورية السلم! ونعم البلد هذا للعدو.
قال هشام بن الكلب :شهد اليموك حباش بن قيس القشيي فقتل من العلوج خلقًا وقطعت رجله
وهو ل يشعر.
ث جعل ينشدها.
فقال سوار ابن أوف :ومنا ابن عتابٍ وناشد رجله ومنا الذي أدى إل الي حاجبًا يعن ذا الرقيبة.
وحدثن أبو حفص الدمشقي قال :حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال :بلغن أنه لا جع هرقل للمسلمي
الموع وبلغ السلمي إقبالم إليهم لوقعة اليموك ردوا على أهل حص ما كانو أخذوا منهم من
الراج وقالوا :شغلنا عن نصرتكم والدفع عنكم فأنتم على أمركم.
فقال أهل حص :لوليتكم وعدلكم أحب إلينا ما كنا فيه من الظلم والغشم ولندفعن جند هرقل عن
الدينة مع عاملكم.
135
فتوح البلدان
ونض اليهود فقالوا :والتوراة ل يدخل عامل هرقل مدينة حص إل أن تغلب ونهد.
وكذلك فعل أهل الدن الت صولت من النصارى واليهود وقالوا :إن ظهر الروم وأتباعهم على
السلمي صرنا إل ما كنا عليه وإل فأنا على أمرنا ما بقي للمسلمي عدد.
فلما هزم ال الكفرة وأطهر السلمي فتحوا مدنم وأخرجوا القلسي فلعبوا وأدوا الراج.
عن جده قال :أبلى السمط بن السود الكندي بالشام وبمص خاصة وف يوم اليموك.
وكان ابنه شرحبيل بن السمط بالكوفة مقاومًا للشعث بن قيس الكندي ف الرياسة.
فوقد السمط إل عمر فقال له :يا أمي الؤمني! إنك ل تفرق بي السب وقد فرقت بين وبي ولدي
فحوله إل الشام أو حولن إل الكوفة.
فنل حص مع أبيه.
أمر فلسطي حدثن أبو حفص الدمشقي عن سعيد بن عبد العزيز عن أشياخه وعن بقية ابن الوليد
عن مشايخ من أهل العلم قالوا :كانت أول وقعة واقعها السلمون الروم ف خلفة أب بكر الصديق
رضي ال عنه أرض فلسطي وعلى الناس عمرو ابن العاص.
ث إن عمر بن العاص فتح غزة ف خلفة أب بكر الصديق رضي ال عنه ث فتح بعد ذلك سبسطية
ونابلس على أن أعطاهم المان على أنفسهم وأموالم ومنازلم ث فتح يبن وعمواس وبيت جبين
واتذ با ضيعةً تدعى عجلن باسم مول له وفتح يافا ويقال فتحها معاوية.
136
فتوح البلدان
وفتح عمرو رفح على مثل ذلك.
وقدم عليه أبو عبيدة بعد أن فتح قنسرين ونواحيها وذلك ف سنة ست عشرة وهو ماصر إيلياء
وإيلياء مدينة ببيت القدس.
فيقال إنه وجهه إل إنطاكية من إيلياء وقد غدر أهلها ففتحها ث عاد فأقام يومي أو ثلثة.
ث طلب أهل إيلياء من أب عبيده المان والصلح على مثل ما صول عليه أهل مدن الشام من أداء
الزية والراج والدخول ف ما دخل فيه نظراؤهم على أن يكون التول للعقد لم عمر بن الطاب
نفسه.
فقدم عمر فنل الابية من دمشق ث صار إل إيلياء فأنفذ صلح أهلها وكتب لم به.
حدثن القاسم بن سلم قال :حدثنا عبد ال بن صال عن الليث بن سعد عن يزيد بن أب حبيب أن
عمر بن الطاب بعث خالد بن ثابت الفهمي إل بيت القدس ف جيش وهو يومئذ بالابية فقاتلهم
فأعطوه على ما أحاط به حصنهم شيئًا يؤدونه ويكون السلمي ما كان خارجًا.
وحدثن هشام بن عمار عن الوليد عن الوزاعي أن أبا عبيده فتح قنسرين وكورها سنة ست عشرة.
فصالهم ف سنة سبع عشرة على أن يقدم عمر رجه ال فينفذ ذلك ويكتب لم به.
137
فتوح البلدان
وحدثن هشام بن عمار قال :حدثن الوليد بن مسلم عن تيم ين عطية عن عبد ال بن قيس قال:
كنت فيمن تلقى عمر مع أب عبيده مقدمة الشم فبينما عمر يسي إذ لقيه القلسون من أهل أذر عات
بالسيوف والريان.
فقال أبو عبيده :يا أمي الؤمني هذه سنتهم أو كلمة نوها وإنك إن منعتهم منها يروا أن ف نفسك
نقضًا لعهدهم.
فقال :دعوهم.
قال :فكان طاعون عمواس سنة ثان عشر فتوف فيه خلق من السلمي منهم أبو عبيده بن الراح.
ومعاذ ابن جبل أحد بن سلمة من الزرج ويكن أبا عبد الرحن.
وكان أبو عبيده لا احتضر استخلفه ويقال استخلف عياض بن غنم الفهري ويقال بل استخلف
عمرو بن العاص.
والفضل بن العباس ابن عبد الطلب ويكن أبا ممد وقوم يقولون إنه استشهد بأجناد ين والثبت أنه
توف ف طاعون عمواس.
شرحبيل بن حسنة ويكن أبا عبد ال مات وهو ابن تسع وستي سنة.
والارث بن هشام بن الغية الخزومي وقيل إنه استشهد يوم أجناد ين.
138
فتوح البلدان
قالوا :ولا أتت عمر بن الطاب وفاة أب عبيده كتب إل يزيد ابن أب سفيان بولية الشام مكانه
وأمره أن يغزو قيساري.
ويقال قوم :إن عمر إنا ول يزيد الردن وفلسطي وأنه ول دمشق أبا الدر داء وول حص عبادة بن
الصامت.
وحدثن ممد بن سعيد قال :حدثن الواقدي قال :اختلف علينا ف أمر قيسارية فقال قائلون :فتحها
معاوية وقال آخرون :بل فتحها عياض بن غنم بعد وفاة أب عبيده وهو خليفته وقال قائلون :بل
فتحها عمرو بن العاص وقال قائلون :خرج عمرو بن العاص إل مصر وخلف ابنه عبد الل.
فكان الثبت من ذلك والذي اجتمع عليه العلماء أن أول الناص الذي حاصرها عمرو بن العاص نزل
عليها ف جادى الول سنة ثلث عشرة.
فكان يقيم عليها ما أقام فإذا كان للمسلمي واليموك ث رجع إل فلسطي فحاصرها بعد إيلياء ث
خرج إل مصر من قيسارية.
وول يزيد بن أب سفيان بعد أب عبيده فوكل أخاه معاوية بحاصرتا وتوجه إل دمشق مطعونًا
فمات با.
وقال غي الواقدي :ول عمر يزيد بن أب سفيان فلسطي مع ما وله من أجناد الشام وكتب إليه
يأمره بغزو قيسارية وقد كانت حوصرت قبل ذلك فنهض إليها ف سبعة عشرة ألفًا فقاتله أهلها ث
حصرهم ومرض ف آخر سنة ثان عشرة فمضى إل دمشق واستخلف على قيسارية أخاه معاوية بن
أب سفيان ففتحها وكتب إليه بفتحها فكتب به يزيد إل عمر.
ولا توف يزيد بن أب سفيان كتب عمر إل معاوية بتوليته ما كان يتوله فشكر أبو سفيان ذلك له
وقال :وصلتك يا أمي الؤمني رحم.
139
فتوح البلدان
وحدثن هشام بن عمار قال :حدثن الوليد بن مسلم عن تيم بن عطية قال :ول عمر معاوية بن أب
سفيان الشام بعد يزيد وول معه رجلي من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم الصلة
والقضاء.
فول أبا الدر داء قضاء دمشق والردن وصلتما وول عبادة قضاء حص وقنسرين وصلتما.
وحدثن ممد بن سعيد عن الواقدي ف إسناده قال :لا ول عمر بن الطاب معاوية الشام حاصر
قيسارية حت فتحها وقد كانت حوصرت نوًا من سبع سني وكان فتحها ف شوال سنة تسع عشرة.
وحدثن ممد بن سعد عن ممد بن عمر عن عبد ال بن عامر ف إسناده قال :حاصر معاوية قيسارية
حت يئس من فتحها وكان عمرو بن العاص وابنه حاصراها ففتحها معاوية قسرًا فوجد با من الرتزقة
سبع مئة ألف ومن السامرة ثلثي ألفًا ومن اليهود مائت ألف ووجد با ثلث مئة سوق قائمة كلها
وكان يرسها ف كل ليلة على سورها مئة ألف.
وكان سبب فتحها أن يهوديًا يقال له يوسف أتى السلمي ليلًا فدلم على طريق ف سرب فيه الاء إل
حقو الرجل على أن أمنوه وأهله وأنفذ معاوية ذلك.
ودخلها السلمون ف الليل وكبوا فيها فأراد الروم أن يهربوا من السرب فوجدوا السلمي عليه.
وكان با خلق من العرب وكانت فيهم شقراء الت يقول فيها حسان بن ثابت :تقول شقراء لو
صحوت عن المر لصبحت مثرى العدد ويقال إن اسها شعثاء.
فلما بعث به معاوية إل عمر بن الطاب رضي ال عنه أمر بم فأنزلوا الرف.
140
فتوح البلدان
وكان أبو بكر الصديق رضي ال عنه أخدم بنات أب أمامه أسعد بن زرارة خادمي من سب عي
التمر فماتا فأعطاهن عمر مكانما من سب قالوا :ووجه معاوية بالفتح مع رجلي من جذام ث خاف
ضعفهما عن السي فوجه رجلًا من خثعم فكان الثعمي يهد نفسه ف السي والسرى وهو يقول:
أرق عين أخو جذام أخى جشمٍ وأخو حرام كيف أنام وها أمامي إذ يرحلن والجي طام فسبقهما
ودخل على عمر فكب عمر.
وحدثن هشام بن عمار ف إسناد له ل أحفظه أن قيسارية فتحت قسرًا ف سنة تسع عشرة.
قالوا :وكان موت يزيد بن أب سفيان ف آخر سنة ثان عشرة بدمشق.
فمن قال إن معاوية فتح قيسارية ف حياة أخيه قال إنا فتحت ف آخر سنة ثان عشرة ومن قال إنه
فتحها ف وليته الشام قال فتحت ف سنة تسع عشرة وذلك الثبت.
قالوا :وكتب عمر بن الطاب رضي ال عنه إل معاوية يأمره بتتبع ما بقي من فلسطي.
ويقال :إن عمرو بن العاص كان فتحها ث نقض أهلها وأمدهم الروم وحدثن بكر بن اليثم قال:
سعت ممد بن يوسف الفارياب يدث عن مشايخ من أهل عسقلن أن الروم أخرجت عسقلن
وأجلت أهلها عنها ف أيام ابن الزبي.
141
فتوح البلدان
وحدثن ممد بن مصفى قال :حدثن أبو سليمان الرملي عن أبيه أن الروم خرجت ف أيام ابن الزبي
إل قيسارية فشعثتها وهدمت مسجدها.
فلما استقام لعبد اللك بن مروان المر رم قيسارية وأعاد مسجدها وأشحنها بالرجال وبن صور عكا
الارجة وكانت سبيلهما مثل سبيل قيسارية.
وحدثن جاعة من أهل العلم بأمر الشام قالوا :ول الوليد بن عبد اللك سليمان بن عبد اللك جند
فلسطي.
فنل لد.
ث بن فيه بعد ف خلفته ث أته عمر بن عبد العزيز ونقص من الطة وقال :أهل الرملة يكتفون بذا
القدار الذي اقتصرت بم عليه.
واحتفر لهل الرملة قناتم الت تدعى بردة واحتفر آبارًا وول النفقة على بنائها بالرملة ومسجد
الماعة كاتبًا له نصرانيًا من أهل لد يقال قالوا :وقد صارت دار الصباغي لورثة صال بن علي بن
عبد ال ابن العباس لنا قبضت مع أموال بن أمية.
قالوا :وكان بن أمية ينفقون على آبار الرملة وقناتا بعد سليمان ابن عبد اللك.
142
فتوح البلدان
وكان المر ف تلك النفقة يرج ف كل سنة من خليفة بعد خليفة فلما استخلف أمي الؤمني أبو
إسحاق العتصم بال أسجل بتلك النفقة سجلًا فانقطع الستثمار وصارت جارية يتسب با العمال
فتحسب لم.
قالوا :وبفلسطي فروزٌ بسجلت من اللفاء مفردةٌ من خراج العامة وبا التخفيف والردود.
وذاك أن ضياعًا رفضت ف خلفة الرشيد وتركها أهلها فوجه أمي الؤمني الرشيد هرثة بن أعي
لعمارتا.
فدعا قومًا من مزارعها وأكرتا إل الرجوع إليها على أن يفف عنهم من خراجهم ولي معاملتهم
فرجعوا فأولئك أصحاب التخافيف.
وجاء قوم منهم بعد فردت عليهم أرضوهم على مثل ما كانوا عليه فهم أصحاب الردود.
فأخبن أن جده من أسكنه إياها عبد اللك وأقطعه با قطيعةً مع من أقطع من الرابطة.
قال بكر:
وسعت ممد بن يوسف الفارياب يقول :بعسقلن هاهنا قطائع أقطعت بأمر عمر وعثمان لو دخل
فيها رجل ل أجد بذلك بأسا.
أمر جند قنسرين والدن الت تدعى العواصم قالوا :سار أبو عبيده بن الراح بعد فراغه من أرض
اليموك إل حص فاستقراها.
143
فتوح البلدان
ث أتى قنسرين وعلى مقدمته خالد بن الوليد فقاتله أخل مدينة قتسرين ث لأوا إل حصنهم وطلبوا
الصلح فصالهم أبو عبيده على مثل صلح حص.
وكان حاضر قنسرين لتنوخ مذ أول ما تنخوا بالشام نزلوه وهم ف خيم الشعر ث ابتنوا به النازل
فدعاهم أبو عبيده إل السلم فأسلم بعضهم وأقام على النصرانية بنو سليح ابن حلوان بن عمران بن
الاف بن قضاعة.
فحثن بعض ولد يزيد بن حني الطائي النطاكي عن أشياخهم أن جاعة من أهل ذلك الاضر
أسلموا ف خلفة أمي الؤمني الهدي فكتب على أيديهم بالضرة قنسرين.
ث سار أبو عبيده يريد حلب فبلغه أن أهل قنسرين قد نقضوا وغدروا.
حدثن هشام بن عمار الدمشقي قال :حدثنا يي بن حزة عن أب عبد العزيز عن عبادة بن نسى عن
عبد الرحن بن غنم قال :رابطنا مدينة قنسرين مع السمط -او قال شرحبيل بن السمط -فلما
فتحها أصاب فيها بقرًا وغنمًا.
وكان حاضر طيء قديًا نزلوه بعد حرب الفساد الت كانت بيتهم حي نزل البلي من نزل منهم
وتفرق باقوهم ف البلد.
فلما ورد أبو عبيده عليهم أسلم بعضهم وصال كثي منهم على الزية.
وكان بقرب مدينة حلب حاضر يدعى حاضر حلب يمع أصنافًا من العرب من تنوخ وغيهم.
144
فتوح البلدان
فصالهم أبو عبيده على الزية.
ث إنم أسلموا بعد ذلك فكانوا مقيمي وأعقابم به إل بعيد وفاة أمي الؤمني الرشيد.
ث إن أهل ذلك الاضر حاربوا أهل مدينة حلب وأرادوا إخراجهم عنها فكتب الاشيون من أهلها
إل جيع من حولم من قبائل العرب يستجدونم.
فكان أسبقهم إل إنادهم وإغاثتهم العباس بن زفر ابن عاصم اللل بالؤولة لن أم عبد ال بن
العباس لبابه بنت الارث بن حزن بن بي بن الزم وأخربوه.
فلما دخلوها أرادوا التغلب عليها فأخرجوهم عنها فتفرقوا ف البلد فمنهم وأخبن أمي الؤمني
التوكل رحه ال قال :سعت شيخًا من مشايخ بن صال بن علي بن عبد ال بن العباس يدث أمي
الؤمني العتصم بال رحه ال سنة غزا عمورية قال :لا ورد العباس بن زفر اللل حلب لغاثة
الاشيي ناداه نسوة منهم :يا خال! نن بال ث بك.
قال :وكان حيار بن القعقاع بلدًا معروفًا قبل السلم وبه كان مقيل النذر بن ماء السماء اللخمي
ملك الية فنله بنو القعقاع بن خليد بن جزء بن زهي بن جذية بن رواحه بن ربيعه بن الارث بن
قطيعة بن عبسي بن بغيض أوطنوه منسب إليهم.
وكان عبد اللك بن مروان أقطع القعقاع به قطيعة وأقطع عمه العباس ابن جزء بن الارث قطائع أو
غرها له إل اليمن فأوغرت بعده.
وكانت ولدة بنت العباس بن جزء عند عبد اللك فولدت له الوليد وسليمان.
145
فتوح البلدان
قالوا :ورحل أبو عبيده إل حلب وعلى مقدمته عياض بن غنم الفهري.
وكان أبوه يسمى عبد غنم فلما أسلم عياض كره أن يقال عبد غنم فقال :أنا عياض بن غنم.
فلم يلبثوا أن طلبوا الصلح والمان على أنفسهم وأموالم وسور مدينتهم وكنائسهم ومنازلم والصن
الذي با.
وكان الذي وزعم بعض الرواة أنم صالوا على حقن دمائهم وأن يقاسوا أنصاف منازلم
وكنائسهم.
وقال :بعضهم :إن أبا عبيده ل يصادق بلب أحدًا وذلك أن أهلها انتقلوا إل إنطاكية وأنم صالوه
عن مدينتهم وهم بإنطاكية راسلوه ف ذلك فلما ت صلحهم رجعوا إل حلب.
قالوا :وسار أبو عبيده من حلب إل إنطاكية وقد تصن با خلق من أهل جند قنسرين.
فلما صار بهروبة وهي على قريب فرسخي من مدينة إنطاكية لقيه جع للعدو.
وكان معظم اليش على باب فارس والباب الذي يدعى باب البحر.
ث تقضوا العهد فوجه إليهم أبو عبيده عياض ابن ن بن مسلمة ففتحاها على الصلح الول.
146
فتوح البلدان
ويقال :بل تقضوا بعد رجوعه إل فلسطي فوجه عمرو بن العاص من إيلياء ففتحها ث رجع فمكث
يسيًا حت طلب أهل إيلياء المان والصلح.
وال أعلم.
وحدثن ممد بن سهم النطاكي عن أب صال الفراء قال :قال ملد بن السي :سعت مشايخ الثغر
يقولون :كانت إنطاكية عظيمة الذكر والمر عند عمر وعثمان.
فلما فتحت كتب عمر إل أب عبيده أن رتب بإنطاكية جاعة من السلمي أهل نيات وحسبة
وأجهلهم با مرابطة ول تبس عنهم العطاء.
ث إن عثمان كتب إليه بأمره أن يلزمها قومًا وأن يقطع قطائع ففعل.
قال ابن سهم :وكنت واقفًا على جسر إنطاكية على الرنط فسمعت شيخًا مسنًا من أهل إنطاكية
وأنا يومئذ غلم يقول :هذه الرض قطيعة من عثمان لقوم كانوا ف بعث أب عبيده أقطعهم إياها أيام
ولية عثمان معاوية الشام.
قالوا :ونقل معاوية بن أب سفيان إل إنطاكية ف سنة اثنتي وأربعي جاعة من الفرس وأهل بعلبك
وحص ومن الصرين.
فكان منهم مسلم قتل على بابٍ من أبواب إنطاكية أرض سلوقية عند الساحل وصي الفلثر وهو
الريب بدينار ومدى قمح عمروها وجرى ذلك لم وبن حصن سلوقية.
قالوا :وكانت أرض بغراس لسلمة بن عبد اللك فوقفها ف سبيل الب.
وكانت السكندرية له ث صارت لرجاء مول الهدي إقطاعًا فورثه منصور وإبراهيم ابنا الهدي.
147
فتوح البلدان
ث صارت لرجاء مول الهدي إقطاعًا فورثه منصور وإبراهيم ابنا الهدي.
وغيه قالوا :أقطع مسلمة بن عبد اللك قومًا من ربيعه قطائع فقبضت وصارت بعد للمأمون وجرى
أمرها على يد صال الازن صاحب الدار بإنطاكية.
قالوا :وبلغ أبا عبيده أن جعًا للروم بي معرة مصرين وحلب فلقيهم وقتل عدة بطارقة وفض ذلك
اليش وسب وغنم.
وجالت خيوله فبلغت بوقا وفتحت قرى الومة وسرمي ومر توان وتيزين.
وصالوا أهل دير طيايا كذا ودير الفسيلة على أن يضيفوا من مر بم من السلمي وأتاه نصارى خنا
صرة فصالهم.
حدثن العباس بن هشام عن أبيه قال :خنا صرة نسبت إل خناصر بن عمرو بن الارث الكلب ث
الكنان وكان صاحبها.
وبطنان حبيب بن مسلمة الفهري وذلك أن أبا عبيده أو عياض بن غمم وجهه من حلب ففتح حصنًا
با فنسب إليه.
148
فتوح البلدان
فبعث به إل أب عبيده وهو بي جبين وتل إعزاز فصاله ث أتى قورس فعقد لهلها عهدًا وأعطاهم
مثل الذي أعطى أهل إنطاكية وكتب للراهب كتابًا ف قرية له قالوا :وأتى أبو عبيده حلب الساجور
وقدم عياضًا إل منبج ث لقه وقد صال أهلها على مثل صلح إنطاكية فأنقذ أبو عبيده ذلك.
وبعث عياض بن غنم إل دلوك ورعبان فصاله أهلها على مثل صلح منبج واشترط عليهم أن يبحثوا
عن أخبار الروم ويكاتبوا با السلمي.
وول أبو عبيده كل كوره فتحها عاملًا وضم إليه جاعة من السلمي وشحن النواحي الخوفة.
وكانت بالس وقاصرين لخوين من أشراف الروم أقطعا القرى الت بالقرب منهما وجعل حافظي لا
بينهما من مدن الروم بالشام.
فلما نزل السلمون با صالهم على الزية واللء فجل أكثرهم إل بلد الروم وأرض الزيرة وقرية
جسر منبج ول يكن يومئذ إنا اتذ ف خلفة عثمان بن عفان رضي ال عنه للصوائف.
قالوا :رتب أبو عبيده ببالس جاعة من القاتلة وأسكنها قومًا من العرب الذين كانوا بالشام فأسلموا
بعد قدوم السلمي الشام وقومًا ل يكونوا من البعوث نزعوا من البوادي من قيس وأسكن قاصرين
قومًا ث رفضوها أو أعقابم.
فلما كان مسلمة بن عبد اللك بن مروان توجه غازيًا للروم من نو الثغور الزرية عسكر ببالس.
149
فتوح البلدان
فأتاه أهلها وأهل بوبلس كذا وقاصرين وعابدين وصفي وهي قرى منسوبة إليها.
فأتاه أهل الد العلى فسألوه جيعًا أن يفر لم نرًا من الفرات يسقي أرضهم على أن يعلوا له
الثلث من غلتم بعد عشر السلطان الذي كان يأخذه ففعل.
فحفر النهر العروف بنهر مسلمة ووفوا له بالشرط ورم سور الدينة وأحكمه.
فلم تزل ف أيديهم إل أن جاءت الدولة الباركة وقبض عبد ال بن علي أموال بن أمية فدخلت فيها.
فأقطعها أمي الؤمني أبو العباس سليمان بن علي بن عبد ال بن العباس فصارت لبنه ممد ابن
سليمان.
وكان جعفر بن سليمان أخوه يسعى به إل أمي الؤمني الرشيد رحه ال ويكتب إليه فيعمله أنه ل
مال له ول ضيعة إل وقد اجتاز إضعاف قيمته وأنفقه فيما يرشح له نفسه وعلى من اتذ من الول
وأن أمواله ح ٌل طلقٌ لمي الؤمني.
فلما توف ممد بن سليمان أخرجت كتبه إل جعفر واحتج عليه با.
ول يكن لحمد أخ لبيه وأمه غيه فأقر با وصارت أمواله للرشيد.
عن عبد ال بن قيس المدان قال :قدم عمر بن الطاب رضي ال عنه الابية.
150
فتوح البلدان
فأراد قسمة الرض بي السلمي لنا فتحت عنوة فقال له معاذ بن جبل :وال لئن قسمها ليكونن ما
نكره ويصي الشيء الكثي ف أيدي القوم ث يبيدون فيبقى ذلك لواحد ث يأت من بعدهم قوم يسدون
عن السلم مسدًا فل يدون شيئًا.
حدثن السي بن علي بن السود العجلي عن يي بن آدم عن مشايخ من الذريي عن سليمان بن
عطاء عن سلمة الهن عن عمه أن صاحب بصرى ذكر أنه كان صال السلمي على طعام وزيت
وخل.
فسأل عمر أن يكتب له بذلك وكذبه أبو عبيده وقال :إنا صالناه على شيء ينقتع به السلمون
لشتاهم.
وحدثن السي قال :حدثنا ممد بن عبدٍ الحدب قال :أخبنا عبد ال بن عمر عن نافع عن أسلم
مواى عمر أن عمر كتب إل أمراء الزية أن ل يضربوها إل على من جرت عليه الوسى.
وجعلها على أهل الذهب أربعة دناني وجعل عليهم لرزاق السلمي من النطة لكل رجل مديي
ومن الزيت ثلثة أقساط بالشام والزيرة مع إضافة من نزل بم ثلثًا.
عن مكحول قال :كل عشري بالشام فهو ما جل عنه أهله فأقطعه السلمون فأحيوه وكان مواتًا
لحق فيه لحد فأحيوه بإذن الولة.
أمر قبس قال ألوا قدي وغيه :غزا معاوية بن أب سفيان ف البحر غزوة قبس الول ول يركب
السلمون بر الروم قبلها.
151
فتوح البلدان
فلما ول عثمان بن عفان كتب إليه يستأذنه ف غزوة قبس ويعلمه قربا وسهولة المر فيها.
فكتب إليه أن قد شهدت مارد عليك عمر رحه ال حي استأمرته ف غزو البحر.
فلما دخلت سنة سبع وعشرين كتب إليه يهون عليه ركوب البحر إل قبس.
فكتب إليه عثمان :فإن ركبت ومعك امرأتك فاركبه مأذونًا لك وإل فل.
فكتب إليه عثمان :فإن ركبت ومعك امرأتك فاركبه مأذونًا لك وإل فل.
فركب البحر من عكا ومعه مراكب كثية وحل امرأته فأخته بنت قرظة بن عبد عمرو بن نوفل ابن
عبد مناف بن قصي وحل عبادة بن الصامت امرأته أم حرام بنت ملحان النصارية وذلك ف سنة
ثان وعشرين بعد انسار الشتاء ويقيا ف سنة تسع وعشرين.
فلما صار السلمون إل قبس فأرقوا إل ساحلها وهي جزيرة ف البحر تكون فيما يقال ثاني فرسخًا
ف مثلها -بعث إليهم أركونا يطلب الصلح وقد أذعن أهلها به فصالهم على سبعة آلف ومائت
دينار يؤدونا ف كل عام وصالهم الروم على مثل ذلك فهم يؤدون خرجي.
واشرطوا أن ل ينعهم السلمون أداء الصلح إل الروم واشترط عليهم السلمون أن ل يقاتلوا عنهم من
أرادهم من ورائهم وأن يؤذنوا السلمي بسي عدوهم من الروم.
فكان السلمون إذا ركبوا البحر ل يعرضوا لم ول ينصرهم أهل قبس ول ينصروا عليهم.
فلما كانت سنة اثنتي وثلثي أعانوا الروم على الغزاة ف البحر براكب أعطوهم إياها فغزاهم معاوية
سنة ثلث وثلثي ف خس مئة مركب ففتح قبس عنوة فقتل وسب ث أقرهم على صلحهم.
وبعث إليها باثنت عشر ألفًا كلهم أهل ديوان فبنا يها الساجد.
وأقاموا يعطون العطية إل أن توف معاوية وول بعده ابنه يزيد فأقفل ذلكالبعث وأمر بدم الدينة.
152
فتوح البلدان
وبعض الرواة يزعم أن غزوة معاوية الثانية لقبس ف سنة خس وثلثي.
عن الوليد قال :بلغنا أن يزيد رشي مالًا عظيمًا ذا قدر حت أقفل جند قبس فلما قفلوا هدم أهل
قبس مدينتهم ومساجدهم.
عن أبيه قال :لا غزيت قبس الغزوة الول ركبت أم حرام بنت ملحان مع زوجها عبادة بن
الصامت.
فلما انتهوا إل قبس خرجت من الركب وقدمت إليها دابة لتركبها فعثرت با فقتلتها فقبها بقبس
يدعى قب الرأة الصالة.
قالوا :وغزا مع معاوية أبو أيوب خالد بن زيد بن كلب النصاري وأبو الدرداء وأبو ذر الغفاري
وعبادة بن الصامت وفضالة بن عبيد النصاري وعمي بن سعد بن عبيد النصاري ووائلة بن السقع
الكنان وعبد ال بن بشر الازن وشداد بن أوس بن ثابت وهو ابن أخي حسان بن ثابت والقداد
وكعب بن مانع وجبي بن نفيالضرمي.
حدثن هشام بن عمار الدمشقي قال :حدثنا الويد بن مسلم عن صفوان بن عمرو أن معاوية بن أب
سفيان غزا قبس بنفسه ومعه امرأته.
ث ل يزل السلمون بغزوهم حت صالهم معاوية ف أيامه صلحًا دائمًا على سبعة آلف دينار وعلى
النصيحة للمسلمي وإنذارهم عدوهم من الروم هذا أو نو.
قالوا :وكان الوليد بن يزيد بن عبد اللك أجلى منهم خلقًا إل الشام لمرٍ اتمهم به.
153
فتوح البلدان
وكان حيد بن معيوف المدان غزاهم ف خلفة الرشيد لدثٍ أحدثوه فأس منهم بشرًا ث إنم
استقاموا للمسلمي فأمر الرشيد برد من أسر منهم فردوا.
حدثن ممد بن سعد عن الواقدي ف إسناده قال :ل يزل أهل قبس على صلح معاوية حت ول عبد
اللك بن مروان فزاد عليهم ألف دينار.
فجرى ذلك إل خلفة أب جعفر النصور فقال :نن أحق من أنصفهم ول نتكثر بظلمهم.
وحدثن بعض أهلل العلم من الشاميي وأبو عبيد القاسم بن سلم قالوا :أحدث أهل قبس حدثًا ف
ولية عبد اللك صال بن علي بن عبد ال ابن عباس الثغور فأراد نقض صلحهم والفقهاء متوافرون.
فكتب إل الليث ابن سعد ومالك بن أنس وسفيان بن عيينة وموسى بن أعي وإساعيل ابن عياش
ويي بن حزة وأب إسحاق الفزاري وملد بن السي ف أمرهم فأجابوه.
وكان فيما كتب به الليث بن سعد :إن أهل قبس قوم ل نزل نتهمهم بغش أهل السلم ومنا صحة
أعداء ال الروم وقد قال تعال{ :وإما تافن من قو ٍم خيان ًة فانبذ إليهم على سواء} .ول يقل ل تنبذ
إليهم حت تستيقن خيانتهم.
فمن أحب اللحاق ببلد السلمي على أن يكون ذمة يؤدى الراج قبلت ذلك ومن أراد أن ينتحي
إل بلد الروم فعل ومن أراد القام بقبس على الرب أقام فكانوا عدوًا يقاتلون ويغزون فإن ف أنظار
سنة قطعًا لجتهم ووفاء بعدهم.
وكان فيما كتب به مالك بن أنس :أن أمان أهل قبس كان قديًا متظاهرا من الولة لم.
154
فتوح البلدان
وذلك لنم رأوا أن إقرارهم على حالم ذلٌ وصغار لم وقوةٌ للمسلمي عليهم با يأخذون من
جزيتهم ويصيبون به من الفرصة ف عدوهم.
وأنا أرى أن ل تعجل بنقض عهدهم ومنابذتم حت تتجه الجة عليهم فإن ال يقول {فأتوا إليهم
عهدهم إل مدتم} .فإن هم ل يستقيموا بعد ذلك ويدعوا غشهم ورأيت أن الغدر ثابت منهم
أوقعت بم فكان ذلك بعد العذار فرزقت النصر وكان بم الذل والزي إن شاء ال تعال وكتب
سفيان بن عيينة :إنا ل نعلم النب صلى ال عليه وسلم عاهد قومًا فنقضوا العهد إل استحل قتلهم غي
أهل مكة فإنه من عليهم وكان نقضهم أنم نصروا حلفاءهم على حلفاء رسول ال صلى ال عليه
وسلم من خزاعة.
وكان فيما أخذ على أهل نران أن ل يأكلوا الربا فحكم فيهم عمر رحه ال حي أكلوه بإجلئهم.
وكتب موسى بن أعي :قد كان يكون مثل هذا فيما خلل فيعمل الولة فيه النظرة.
ول أر أحدًا من مضى نقض أهل قبس ول غيها ولعل عاميتهم وجاعتهم ل يالئوا على ما كان من
خاصتهم.
وأنا أرى الوفاء لم والتمام على شرطهم وإن كان منهم الذي كان.
وقد سعت الوزاعي يقول ف قوم صالوا السلمي ث أخبوا الشركي بعورتم ودلوهم عليها :إنم
إن كانوا ذمة فقد نقضوا عهدهم وخرجوا من ذمتهم فإن شاء الوال قتل وصلب وإن كانوا صلحًا ل
يدخلوا ف ذمة السلمي نبذ إليهم الوال على سواء {إن ال ل يهدي كيد الائني}.
وكتب إساعيل بن عياش :أهل قبس أذلء مقهورون يغلبهم الروم على أنفسهم ونسائهم فقد يق
علينا أن ننعهم ونميهم.
155
فتوح البلدان
وقد كتب حبيب ابن مسلمة لهل تفليس ف عهده أنه إن عرض للمسلمي شغل عنكم وقهركم
عدوكم فأن ذلك غي ناقضٍ عهدكم بعد أن تفوا للمسلمي.
وأنا أرى أن يقروا على عهدهم وذمتهم فإن الوليد بن يزيد قد كان أجلهم إل الشام فاستفظع ذلك
السلمون واستعظمه الفقهاء لا ول يزيد بن الوليد بن عبد اللك ردهم إل قبس فاستحسن السلمون
ذلك من فعله ورأوه عدلًا .
وكتب يي بن حزة :إن أمر قبس كأمر عرب سوس فإن فيها قدوة حسنة وسنة متعبة.
وكان من أمرها أن عمي بن سعد قال لعمر ابن الطاب وقدم عليه :إن بيننا وبي الروم مدينة يقال
لا عر بسوس.
فقال عمر :فإذا قدمت فخيهم أن تعطيهم مكان شاة شاتي ومكان بقرةٍ بقرتي ومكان كل شيء
شيئي فإذا رضوا بذلك فأعطهم إياه وأجلهم وأخربا فإن أبو افا نبذ إليهم وأجلهم سنة ث أخرجها.
وكل أهل قبس على صلحهم والستعانة با يؤذن على أمور السلمي أفضل.
وكان أهل عهد ل يقاتل السلمون من ورائهم ويري عليهم أحكامهم ف دارهم فليسوا بذمة
ولكنهم أهل فدية يكف عنهم ما كفوا ويوف لم بعهدهم ما وفوا ورضوا ويقبل عفوهم ما أدوا.
وقد روى عن معاذ بن جبل أنه كره أن يصال أحدٌ من العدو على شيء معلوم إل أن يكون
السلمون مضطرين إل صلحهم لنه ل يدري لعل صلحهم نفع وعز للمسلمي .
156
فتوح البلدان
وكتب أبو إسحاق الفزاري وملد بن السي :أنا ل نر شيئًا اشبه بأمر قبس من أمر عرب سوس وما
حكم به فيها عمر بن الطاب رضي ال عنه فإنه عرض عليهم ضعف مالم على أن يرجوا منها أو
نظرة سنة بعد نبذ عهدهم إليهم فأبوا الول فانظروا.
ث أخرجت وقد كان الوزاعي يدث أن قبس فتحت فتركوا على حالم وصولوا على أربعة عشر
ألف دينار :سبعة آلف للمسلمي وسبعة آلف للروم ولنا لنرى أنم أهل عهد وأن صلحهم وقع
على أمر السامرة حدثن هشام بن عمار عن الوليد بن مسلم عن صفوان بن عمرو أن عبيده بن
الراح صال السامرة بالردن وفلسطي وكانوا عيونا وأدلء للمسلمي على جزية رؤوسهم أطعمهم
أرضهم.
وأخبن قوم من أهل العرفة بأمر جندي الردن وفلسطي أن يزيد بن معاوية وضع الراج على أرض
السامرة بالردن وجعل على رأس كل امرئ منهم خسة دناني.
والسامرة يهود وهم صنفان :صنف يقال لم الدستان وصنف يقال لم الكوشان.
قالوا :وكان بفلسطي ف أول خلفة أمي الؤمني الرشيد رحه ال طاعون جارف ربا أتى على جيع
أهل البيت.
فلما كانت سنة ست وأربعي ومائتي رفع أهل القرية من تلك الضياع تدعى بيت ماما من كوره
نابلس وهم سامرة يشكون ضعفهم وعجزهم عن أدآء الراج على خسة دناني.
فأمر التوكل على ال بردهم إل ثلثة حدثن هشام بن عمار قال :حدثنا الوليد بن مسلم.
157
فتوح البلدان
عن سفيان بن عمر وسعيد بن عبد العزيز أن الروم صالت معاوية على أن يؤدي إليهم مالًا وارتن
معاوية منهم رهناء فوضعهم ببعلبك.
ث إن الروم غدرت فلم يستحيل معاوية والسلمون قتل من ف أيديهم من رهنهم وقالوا :وفاء بغدر
خي من غدر بغدر.
أمر الراجة حدثن مشايخ من أهل إنطاكية أن الراجة من مدينة على جبل اللكام عند معدن الزاج
فيما بياس وبوقا ويقال لا الرجومة.
وأن أمرهم كان ف أيام استلء الروم على الشام وإنطاكية إل بطريق إنطاكية وواليها.
فلما قدم أبو عبيده إنطاكية وفتحها لزموا مدينتهم وهوا باللحاق بالروم إذ خافوا على أنفسهم فلم
ينتبه السلمون لم ول ينبهوا عليهم.
ث إن أهل إنطاكية نقضوا وغدروا فوجه إليهم أبو عبيده من فتها ثانية وولها بعد فتحها حبيب بن
مسلمة الفهري.
فغزا الرجومة فلم يقاتله أهلها ولكنهم بادروا بطلب المان والصلح.
فصالوه على أن يكونوا أعوانً للمسلمي وعيونًا ومسال ف جبل اللكام وأن ل يؤخذوا بالزية وأن
ينفلوا أسلب من الرواد يف لنم تلوهم وليسوا منهم.
ويقال إنم جاؤا بم إل عسكر السلمي وهم أرداف لم فسموا رواد يف.
فكان الراجة يستقيمون للولة مرة ويعوجون أخرى فيكاتبون الروم ويالئونم.
قلما كانت أيام ابن الزبي وموت مروان بن الكم وطلب عبد اللك اللفة لتوليه إياه عهده
واستعدادم للشخوص إل العراق لحاربة الصعب بن الربي خرجت خيل الروم إل جبل اللكام وعليها
158
فتوح البلدان
قائد من قوادهم ث صارت إل لبنان وقد ضوت إليها جاعة كثية من الراجة وأنباط وعبيد أباق من
عبيد يؤديه إليه لشغله عن ماربته وتوفه أن يرج إل الشام فيغلب عليه.
واقتدى بصلحه بعاوية حي شغل برب أهل العراق فإنه صلحهم على أن يؤدي إليهم مالًا وارتن
منهم رهناء وضعهم ببعلبك.
ووافق ذلك أيضًا طلب عمرو بن سعيد بن العاص اللفة وإغلقه أبواب دمشق حي خرج عبد
اللك عنها فازداد شغلًا وذلك ف سنة سبعي.
ث إن عبد اللك وجه إل الرومي سحيم بن الهاجر فتلطف حت دخل عليه متنكرًا فأظهر المالة له
وتقرب إليهم بذم عبد اللك وشتمه وتوهي أمره حت أمنه واغتر به.
ث إنه انكفأ عليه بقوم من موال عبد اللك وجنده كان أعدهم لوقعته ورتبهم بكان عرفه.
ورجع أكثرهم إل مدينتهم باللكام وأتى النباط قراهم فرجع العبيد إل مواليهم.
وكان ميمون الرجان عبدًا روميًا لبن أم الكم أخت معاوية بن أب سفيان وهم ثقفيون وإنا نسب
إل الراجة لختلطه بم وخروجه ببل لبنان معهم.
فبلغ عبد اللك عنه بأس وشجاعة فسأل مواليه أن يعتقوه ففعلوا.
وقوده على جاعة من الند وصيه بإنطاكية فغزا مع مسلمة بن عبد اللك الطوافة وهو على ألفٍ من
أهل إنطاكية.
فغم عبد اللك مصابه وأغزى الروم جيشًا عظيمًا طلبًا بثأره.
159
فتوح البلدان
قالوا :ولا كانت سنة تسع وثاني اجتمع الراجة إل مدينتهم وأتاهم قوم من الروم من قبل
السكندرونة وروس.
فوجه الوليد بن عبد اللك إليهم مسلمة بن عبد اللك فأناخ عليهم ف خلق من اللق فافتتحها على
أن ينلوا بيث أحبوا من الشام ويري على كل امرئ منهم ثانية دناني وعلى عيال تم القوت من
القمح والزيت وهو مديان من قمح وقسطان من زيت وعلى أن ل يكرهوا ول أحدٌ من أولدهم
ونسائهم على ترك النصرانية وعلى أن يلبسوا لباس السلمي ول يؤخذ منهم ول من أولدهم
ونسائهم جزية وعلى أن يغزوا مع السلمي فينفلوا أسلب من يقتلونه مبارزة وعلى أن يؤخذ من
تارتم وأموال موسر يهم ما يؤخذ من أموال السلمي.
فأخرب مدينتهم وأنزلم فأسكنهم جبل الوار وسنح اللولون كذا وعمق تيزين.
وصار بعضهم إل حص ونزل بطريق الرجومة ف جاعة معه إنطاكية هرب إل بلد الروم.
وقد كان بعض العمال ألزم الراجة بإنطاكية جزية رؤوسهم فرفعوا ذلك إل الواثق بال رحه ال
وهو خليفة فأمر بإسقاطها عنهم.
أن التوكل على ال رحه ال أمر بأخذ الزية من هؤلء الراجة وأن ترى عليهم الرزاق إذ كانوا
من يستعان به ف السال وغي ذلك.
وزعم أبو الطاب الزدى أن أهل الرجومة كانوا يغيون ف أيام عبد اللك على قرى إنطاكية
والعمق وإذا غزت الصوائف قطعوا على التخلف واللحق ومن قدروا عليه من ف أواخر العسكر
وغالوا ف السلمي.
فأمر عبد اللك ففرض القوم من أهل إنطاكية وأنبا طها وجعلوا مسال وأردفت با عساكر الصوائف
ليؤدبوا الراجة عن أواخرها فسموا الرواد يف.
160
فتوح البلدان
والب الول أثبت.
وحدثن أبو حفص الشامي عن ممد بن راشد عن مكحول قال :نقل معاوية ف سنة تسع وأربعي أو
سنة خسي إل السواحل قومًا من زط البصرة والسيابة وأنزل بعضهم إنطاكية.
وقد كان الوليد بن عبد اللك نقل إل إنطاكية قومًا من الزط السند من حله ممد بن القاسم إل
الجاج.
وحدثن ممد بن سعد عن الواقدي قال :خرج ببل لبنان قوم شكوا عامل خراج بعلبك فوجه صال
بن علي بن عبد ال بن عباس من قتل مقاتلتهم وأقر من بقي منهم على دينهم وردهم إل قراهم
وأجلى قومًا من أهل لبنان.
فحدثن القاسم بن سلم أن ممد بن كثي حدثه أن الوزاعي كتب إل صال رسالة طويلة حفظ
منها :وقد كان من إجلء أهل الذمة من جبل لبنان من ل يكن مالئًا لن خرج على خروجه من
قتلت بعضهم ورددت باقيهم إل قراهم ما قد علمت فكيف تؤخذ عامةٌ بذنوب خاصة حت يرجوا
من ديارهم وأموالم وحكم ال تعال{ :أل تزر وازرةٌ وزر أخرى} .وهو أحق ما وقف عنده
واقتدى به وأحق الوصايا أن تفظ وترعى وصية رسول ال صلى ال عليه وسلم فإنه قال :من ظلم
معاهدًا وكلفه فوق طاقته فأنا حجيجه.
ث ذكر كلما.
حدثن ممد بن سهم النطاكي قال :حدثن معاوية بن عمرو عن أب إسحاق الفزاري قال :كانت
بنو أمية تغزو الروم بأهل الشام والزيرة صائفة وشاتية ما يلي ثغور الشام والزيرة وتقيم الراكب
للغزو وترتب الفظة ف السواحل ويكون الغفال والتفريط خلل الزم والتيقظ.
161
فتوح البلدان
فلما ول أبو جعفر النصور تتبع حصون السواحل ومدنا فعمرها وحصنها وبن ما احتاج إل البناء
منها وفعل مثل ذلك بدن الثغور.
قال معاوية بن عمرو :وقد رأينا من اجتهاد أمي الؤمني هارون ف الزو ونفاذ بصيته ف الهاد أمرًا
عظيمًا.
أقام من الصناعة ما ل يقيم قبله وقسم الموال ف الثغور والسواحل وأشجى الروم وقمعهم.
وأمر التوكل على ال بترتيب الراكب ف جيع السواحل وأن تشحن بالقاتلة وذلك ف سنة سبع
وأربعي ومائتي.
الثغور الشامية حدثن مشايخ من أهل إنطاكية وغيهم قالوا :كانت ثغور السلمي الشامية أيام عمر
وعثمان رضي ال عنهما وما بعد ذلك ف إنطاكية وغيها من الدن الت ساها الرشيد عواصم.
وكان فيما بي السكندرونة وطر سوس حصون ومسال للروم كالصون والسال الت ير با
السلمون اليوم.
فربا أخلها أهلها وهربوا إل بلد الروم خوفًا وربا نقل إليها من مقاتلة الروم من تشحن به.
وقد قيل إن هرقل أدخل أهل هذه الدن معه عند انتقاله من إنطاكية لئل يسي السلمون ف عمارة ما
بي إنطاكية وبلد الروم.
وال أعلم.
وحدثن ابن طسون البغراسي عن أشياخهم أنم قالوا :المر التعال عندنا أن هرقل نقل أهل هذه
الصون معه وشعثها فكان السلمون إذا غزوا ل يدوا با أحدًا وربا كمن عندها القوم من الروم
162
فتوح البلدان
فأصابوا غرةً التخلفي عن العسكر والنقطعي عنها فكان ولة الشواتى والصوائف إذا دخلوا بلد
الروم خلفوا با جندًا كثيفا إل خروجهم.
وقد اختلفوا ف أول من قطع الدرب وهو درب بغراس فقال بعضهم :قطعه ميسرة بن مسروق
العبسي وجهه أبو عبيده بن الراح فلقى جعًا للروم ومعهم مستعربةٌ من غسان وتنوخ وأياد يريدون
اللحاق برقل فأوقع بم وقتل منهم مقتلة عظيمة.
وقال بعضهم :أول من قطع الدرب عمي بن سعد النصاري حي توجه ف أمر جبلة بن اليهم.
وقال أبو الطاب الزدي :بلغن أن أبا عبيده نفسه غزا الصائفة فمر بالصيصة وطر سوس وقد وقال
غيه :إنا وجه ميسرة بن مسروق فبلغ زنده.
حدثن أبو صال الفراء عن رجل من أهل دمشق يقال له عبد ال بن الوليد عن هشام بن الغاز عن
عباده بن نسى فيما يسب أبو صال قال :لا غزا معاوية غزوة عمورية ف سنة خس وعشرين وجد
الصون فيما بي إنطاكية وطر سوس خالية فوقف عندها جاعة من أهل الشام والزيرة وقنسرين
حت انصرف من غزاته.
ث أغزى بعد ذلك بسنة أو سنتي يزيد بن الر العبسي الصائفة وأمره ففعل مثل ذلك وكانت الولة
تفعله.
وقال هذا الرجل :ووجدت ف كتاب مغازى معاوية :إنه غزا سنة إحدى وثلثي من ناحية الصيصة.
فبلغ درولية فلما خرج جعل ل ير ين فيما بينه وبي إنطاكية إل هدمه.
وحدثن ممد بن سعد عن الواقدي وغيه قال :لا كانت سنة أربع وثاني غزا على الصائفة عبد ال
بن عبد اللك بن مروان فدخل من درب إنطاكية وأتى الصيصة.
163
فتوح البلدان
فبن حصنها على أساسه القدي ووضع با سكانًا من الند فيهم ثلث مئة رجل انتخبهم من ذوى
البأس والجدة العروفي ول يكن السلمون سكنوها قبل ذلك وبن فيها مسجدًا فوق تل الصن.
ث سار ف جيشه حت غزا وقال أبو الطاب الزدي :كان أول من ابتن حصن الصيصة ف السلم
عبد اللك بن مروان على يد ابنه عبد ال بن عبد اللك ف سنة أربع وثاني على أساسها القدي.
وكانت الطوالع من إنطاكية تطلع عليها ف كل عام فتشتو با ث تنصرف وعدة من كان يطلع إليها
ألف وخس مئة إل اللفي.
وقال :وشخص عمر بن عبد العزيز حت نزل هري الصيصة وأراد هدمها وهدم الصون بينها وبي
إنطاكية وقال ره أن ياصر الروم أهلها.
فأعلمه الناس أنا إنا عمرت ليدفع من با من الروم عن إنطاكية وأنه إن أخرجها ل يكن للعدو ناهية
دون إنطاكية.
فأمسك وبن لهلها مسجدًا جامعًا من ناحية كفربيا وأتذ فيه صهريًا وكان اسه عليه مكتوبًا.
قال :ث بن هشام بن عبد اللك الربض ث بن مروان بن ممد الصوص ف شرقي جيحان وبن عليها
حائطًا وأقام عليه باب خشب وخندق خندقا.
فلما استخلف أبو العباس فرض بالصيصة لربع مئة رجل زيادة ف شحنتها وأقطعهم.
164
فتوح البلدان
ث لا دخلت سنة تسع وثلثي ومئة أمر بعمران مدينة الصيصة وكان حائطها متشعثًا من الزلزل
وأهلها قليل ف داخل الدينة.
فبن سور الدينة وأسكنها أهلها سنة أربعي ومئة وساها العمورة وبن فيها مسجدًا جامعًا ف موضع
هيكلٍ كان با وجعله مثل مسجد عمر مرات.
وفرض النصور فيها للف رجل ث نقل أهل الصوص وهم فرس وصقالبة وأنباط نصارى.
وكان مروان أسكنهم إياها وأعطاهم خططًا ف الدينة عوضًا عن منازلم على ذرعها ونقض منازلم
وأعانم على البناء وأقطع الفرض قطائع ومساكن.
ولا استخلف الهدي فرض بالصيصة للفي رجل ول يقطعهم لنا قد كانت شحنت من الند
ولطوعة ول تزل الطوال تأتيها من إنطاكية ف كل عام حت وليها سال البلسى وفرض موضعه
لمس مئة مقاتل على خاصة عشرة دناني.
فكثر من با وقووا.
وحدثن ممد بن سهم عن مشايخ الثغر قالوا :ألت الروم على أهل الصيصة ف أول أيام الدولة
الباركة حت جلوا عنها.
فوجه صال بن علي جبيل بن يي إليها فعمرها واسكنها الناس ف سنة أربعي ومئة.
وبن الرشيد كفر بيا ويقال :بل كانت ابتديت ف خلفة الهدي ث غي الرشيد بناءها وحصنها
بندق.
165
فتوح البلدان
وكانت منازلا كالانات.
قالوا :وكان الذي حصن الثقب هشام بن عبد اللك على يد حسان بن ما هويه النطاكي.
وبن هشام حصن قطرغاس على يدي عبد العزيز بن حيان النطاكي وبن هشام حصن مورة على
يدي رجل من أهل إنطاكية.
وكان سبب بنائه إياه أن الروم عرضو لرسولٍ له ف درب اللكام عند العقبة البيضاء ورتب فيه أربعي
رجلًا وجاعة من الراجة وأقام ببغراس مسلحة ف خسي رجلًا وابتن لا حصنًا.
وبن ممد بن يوسف الر وزي العروف بأب سعيد حصنًا بساحل إنطاكية بعد غارة الروم على
ساحلها ف خلفة العتصم بال رحه ال.
حدثن داود بن عبد الميد قاضي الرقة عن أبيه عن جده أن عمر بن عبد العزيز رضي ال عنه أراد
هدم الصيصة ونقل أهلها عنها لا كانوا يلقون من الروم فتوف قبل ذلك.
وحدثن بعض أهل إنطاكية وبغراس أن مسلمة بن عبد اللك لا غزا عمورية حل معه نساؤه وحل
ناس من معه نساءهم.
وكانت بنو أمية تفعل ذلك إرادة الد ف القتال للغية على الرم.
فلما صار ف عقبة بغراس عند الطريق الستدقة الت تشرف على الوادي سقط مملٌ فيه امرأة إل
الضيض.
فأمر مسلمة أن تشى سائر النساء فمشي فسميت تلك العقبة عقبة النساء.
وقد كان العتصم بال رحه ال بن على حد تلك الطريق حائطًا قصيًا من حجارة.
166
فتوح البلدان
وقال أبو نعمان االنطاكي :كان الطريق فيما بي أنطاكية والصيصه مسيعة يعترض للناس فيها
السد.
فلما كان الوليد بن عبد اللك شكي إليه فوجه أربعة آلف جاموسة وجاموس فنفع ال با.
وكان ممد بن القسم الثقفي عامل الجاج على السند بعث منها بألوف جو أميس فبعث الجاج
إل الوليد منها با بعث من الربعة آلف وألقى باقيها ف آجام كسكر.
ولا خلع يزيد بن الهلب فقتل وقبض يزيد بن عبد اللك أموال بن الهلب أصاب أربعة آلف
جاموسة كانت بكور دجلة وكسكر فوجه با يزيد بن عبد اللك إل الصيصه أيضًا مع زطها فكان
أصل الواميس بالصيصه ثانية آلف جاموسة وكان أهل أنطاكية وقنسرين قد غلبوا على كثي منها
واختاروا لنفسهم ف أيام فتنة مروان بن ممد فلما استخلف النصور أمر بردها إل الصيصه.
وأما جواميس أنطاكية فكان أصلها ما قدم به الزط معهم وكذلك جواميس بوقا.
وقال أبو الطاب :بن السر الذي على طريق أذنة من الصيصه وهو على تسعة أميال من الصيصه
سنة خس وعشرين ومئة.
فهو يدعى جسر الوليد وهو الوليد بن يزيد بن عبد اللك القتول.
وقال أبو النعمان النطاكي وغيه :بنيت أذنة ف سنة إحدى وأربعي ومئة أو اثنتي وأربعي ومئة
والنود من أهل خرا سان معسكرون عليها مع مسلمة بن يي البجلي ومن أهل الشام مع مالك بن
أدهم الباهلي وجههما صال بن علي.
قالوا :ولا كانت سنة خس وستي ومئة أغزى الهدي ابنه هارون الرشيد بلد الروم.
فنل على الليج ث خرج فرم الصيصه ومسجدها وزاد ف شحنتها وقوى أهلها وبن القصر الذي
عند جسر أذنة على سيحان.
167
فتوح البلدان
وقد كان النصور أغزى صال بن علي بلد الروم فوجه هلل بن ضيغم ف جاعة من أهل مشق
والردن وغيهم فبن ذلك القصر ول يكن بناؤه مكمًا فهدمه الرشيد وبناه.
ث لا كانت سنة أربع وتسعي ومئة بن أبو سليم فرج الادم أذنة فأحكم بناءها وحصنها ونب إليها
رجالًا من أهل خرا سان وغيهم على زيادة ف العطاء وذلك بأمر ممد بن الرشيد.
وكان الرشيد توف سنة ثلث وتسعي ومئة وعامله على أعشار الثغور أبو سليم فأقره ممد وأبو
سليم هذا هو صاحب الدار بأنطاكية.
وحدثن ممد بن سعد عن الواقدي قال :غزا السن بن قحطبة الطائي بلد الروم سنة اثنتي وستي
ومئة ف أهل خرا سان وأهل الوصل والشام وأمداد اليمن ومطوعة العراق والجاز.
خرج ما يلي طر سوس فأخب الهدي با ف بنائها وتصينها وشحنها بالقاتلة من عظيم الغناء عن
السلم والكبت للعدو والوقم له فيما ياول ويكيد.
وكان السن قد أبلى ف تلك لغزاة بلء حسنًا ودوخ أرض الروم حت سوه الشيت.
وكان معه ف غزاته مندل العني الحدث الكوف ومعتمر بن سليمان البصري.
وحدثن ممد بن سعد قال :حدثن سعد بن السن قال :لا خرج السن من بلد الروم نزل مرج طر
سوس فركب إل مدينتها وهي خراب فنظر إليها وأطاف با من جيع جهاتا احزر عدة من يسكنها
فوجدهم مئة ألف.
فلما قدم على الهدي وصف له أمرها وما ف بنائها وشحنتها من غيظ العدو وكبته وعز السلم
وأهله وأخبه ف الدث أيضًا بب رغبه ف بناء مدينتها.
168
فتوح البلدان
فلما كانت سنة إحدى وسبعي ومئة بلغ الرشيد أن الروم ائتمروا بينهم بالروج إل طر سوس
لتحصينها وترتيب القاتلة فيها.
فأغزى الصائفه ف سنة إحدى وسبعي ومئة هر ثة بن أعي وأمره بعمارة طر سوس وبنائها وتصيها
ففعل.
وأجرى أمرها على يد فرج بن سليم الادم بأمر الرشيد فوكل فرج ببنائها وتوجه أبو سليم إل مدينة
السلم فأشخص الندبة الول من أهل خرا سان وهم ثلثة آلف رجل فوردوا طر سوس.
ث أشخص الندبة الثانية وهم آلفا رجل ألف من أهل الصيصة وألف من أهل إنطاكية على زيادة
عشرة دناني لكل رجل ف أصل عطاءه فعسكروا مع الندبة الول بالدائن على باب الهاد ف
مستهل الحرم سنة اثنتي وسبعي ومئة إل أن استتم بناء طر سوس وتصينها وبناء مسجدها.
ومسح فرج ما بي النهر إل النهر فبلغ ذلك أربعة آلف خطة كل خطة عشرون ذراعًا ف مثلها
وأقطع أهل طر سوس الطط وسكنتها الندبتان ف شهر ربيع الخر سنة اثنتي وسبعي ومئة.
قالوا :وكان عبد اللك بن صال قد استعمل يزيد بن ملد الفزاري على طر سوس فطرده من با من
أهل خرا سان واستوحشوا منه للهبييا فاستخلف أبا الفوارس فأقره عبد اللك بن صال وذلك ف
سنة ثلث وسبعي ومئة.
قال ممد بن سعد :حدثن الواقدي قال :جلى أهل سيسة ولقوا بأعلى الروم ف أربع وتسعي ومئة
أو ثلث وتسعي ومئة.
وسيسة ومدينة تل عي زربة وقد عمرت ف خلفة التوكل على يد علي بن يي الرمين ث أخربتها
الروم.
قالوا :فكان الذي أحرق إنطاكية الحترقة ببلد الروم عباس ابن الوليد بن عبد اللك.
د قالوا :وتل جبي نسبت إل رجل من فرس إنطاكية كانت له عنه وقعة وهو من طر سوس على
قالوا :والصن العروف بذي الكلع إنا هو الصن ذو القلع لنه على ثلث قلع.
169
فتوح البلدان
فحرف أسه.
قالوا :وأغزى الهدي ابنه هارون الرشيد ف سنة ثلث وستي ومئة.
ويقال بل نزلوا على حكم الهدي فاستحياهم وجعهم بذلك الوضع وأمر أن يسمى سالو.
وأخذ حبشي كان يشتم الرشيد والسلمي فصلب على برج من أبراجه.
وحدثن أحد بن الارث الو اسطي عن ممد بن سعد عن الواقدي قال :لا كانت سنة ثاني ومئة
أمر الرشيد بابتناء مدينة عي زربة وتصينها وندب إليها ندبة من أهل خرا سان وغيهم فأقطعهم با
النازل.
170
فتوح البلدان
ث لا كانت سنة ثلث وثاني ومئة أمر ببناء الارونية فبنيت وشحنت أيضًا بالقاتلة ومن نزح إليها
من الطوعة ونسبت إليه.
قالوا :وكانت الكنيسة السوداء من حجارة سود بناها الروم على وجه الدهر ولا حصن قدي اخرب.
فأمر الرشيد ببناء مدينة الكنيسة السوداء وتصينها وندب إليها القاتلة ف زيادة العطاء.
وأخبن بعض أهل الثغر عزون بن سعد أن الروم أغارت عليها والقاسم بن الرشيد مقيم بدا بق.
فنفر إليهم أهل الصيصة ومطوعتها فاستنقذوا جيع ما صار إليهم وقتلوا منهم بشرًا ورجع الباقون
منكوبي مفلولي.
وقد كان العتصم بال نقل إل عي زربة ونواحيها بشرًا من الزط اللذين كانوا غلبوا على البطائح بي
واسط والبصرة فانتفع أهلها بم.
حدثن أبو صال النطاكي قال :كان أبو إسحاق الفزاري يكره شرى ارضٍ بالثغر ويقول :غلب عليه
قوم ف بدء المر وأجلو عنه فلم يقتسموه وصار إل غيهم وقد دخلت ف هذا المر شبه العاقل
حقيق بتركها وكانت بالثغر ايغارات قد تيفت ما يرتفع من أعشاره حت قصرت عن نفقاته فأمر
التوكل ف سنة ثلث وأربعي ومائتي بأبطال تلك الغارات فأبطلت.
حدثن داود بن عبد الميد قاضي الرقة عن أبيه عن جده عن ميمون بن مهران قال :الزيرة كلها
فتوح عياض بن غنم بعد وفاة أب عبيدة وله إياها عمر بن الطاب وكان أبو عبيدة استخلفه على
الشام فول عمر بن الطاب يزيد بن أب سفيان ث معاوية من بعده الشام وأمر عياضًا بغزو الزيرة.
171
فتوح البلدان
عن سليمان بن عطاء القرشي قال :بعث أبو عبيدة عياض بن غنم إل الزيرة فمات أبو عبيدة با
فوله عمر إياها بعد.
وحدثن بكر بن اليثم قال :حدثنا النعيلي عبد ال بن ممد قال :حدثنا سليمان بن عطاء قال :لا فتح
عياض بن غنم الرها وكان أبو عبيدة وجهه وقف على بابا على فرس له كميت.
فصالوه على أن لم هيكلهم وما حوله وعلى أن ل يدثوا كنيسة إل ما كان لم وعلى معونة
السلمي على عدوهم فإن تركوا شيئًا ما شرط عليهم فل ذمة لم.
وقال ممد بن سعد :قال الواقدي :أثبت ما سعنا ف أمر عياض أن أبا عبيده مات ف طاعون عمواس
سنة ثان عشرة واستخلف عياضًا.
فسار إل الزيرة يوم الميس للنصف من شعبان سنة ثان عشرة ف خسة آلف وعلة مقدمته ميسرة
بن مسروق العبسي وعلى ميمنته سعيد بن عامر بن حدي المحي وعلى ميسرته صفوان بن العطل
السلمي.
ويقال إن خالدًا ل يسر تت لواء أحد بعد أب عبيده ولزم حص حت توف با سنة إحدى وعشرين
وأوصىإل عمر.
قالوا :فانتهت طليعة عباض إل الرقة فأغاروا على حاضرٍ كان حولا للعرب وعلى قومٍ من الفلحي
فأصابوا مغنما وهرب من نا من أولئك فدخلوا مدينة الرق.
وأقبل عياض ف عسكره حت نزل باب الرها وهو أحد أبوابا ف تعبئة.
172
فتوح البلدان
فرمى السلمون ساعة حت جرح بعضهم.
ث إنه تأخر عنهم لئل تبلغه حجارتم وسهامهم وركب فطاف حول الدينة ووضع على أبوابا روابط
ث رجع إل عسكرة وبث السرايا.
فلما مضت خسة أيام أو ستة وهم على ذلك أرسل بطريق الدينة إل عياض يطلب المان.
فصاله عياض على أن أمن جيع أهلها على أنفسهم وذراريهم وأموالم ومدينتهم.
وقال عياض :الرض لنا قد وطئناها وأحرزناها فأقرها ف أيديهم على الراج ودفع منها ما ل يرده
أهل الذمة ورفضوه إل السلمي على العشر ووضع الزية على رقابم فألزم كل رجل منهم دينارًا ف
كل سنة وأخرج النساء والصبيان ووظف عليهم مع الدينار أففزة من قمح وشيئًا من زيت وخلٍ
وعسل فلما ول معاوية جعل ذلك جزي ًة عليهم ث إنم فتحوا أبواب الدينة وأقاموا للمسلمي سوقًا
على باب الرها فكتب لم عياض :بسم ال الرحن الرحيم.
أعطاهم أمانًا لنفسهم وأموالم وكنائسهم ل ترب ول تسكن إذا أعطوا الزية الت عليهم ول
يدثوا مغيلة وعلى أن ل يدثوا كنيسة ول بيعة ول يظهروا ناقوسًا ول باعوثًا ول صليبًا.
والثبت أن عمر كتب بعد إل عمي بن سعد وهو واليه :أن ألزم كل امرئ منهم أربعة دناني كما
ألزم أهل الذهب.
قالوا :ث سار عياض إل حران فنل بأجدى وبعث مقدمته فأغلق أهل حران أبوابا دونم ث أتبعهم.
173
فتوح البلدان
فلما نزل با بعث إليه الرنانية من أهلها يعلمونه أن ف أيديهم طائفة من الدينة ويسألونه أن يصي
إل الرها فما صالوه عليه من شيء قنعوا به وخلوا بينه وبي النصارى حت يصيوا إليه.
فأتى الرها وقد جع له أهلها فرموا السلمي ساعة ث خرجت مقاتلتهم فهزمهم السلمون حت
ألئوهم إل الدينة فلم ينسبوا أن طلبوا الصلح والمان فأجابم عياض إليه وكتب لم كتابًا نسخته:
بسم ال الرحن الرحيم.
إنكم أن فتحتم ليباب الدينة على أن تؤدوا إل عن كل رجل دينارًا ومدي قمح فأنتم آمنون على
أنفسكم وأموالكم ومن تبعكم.
وحدثن داود بن عبد الميد عن أبيه عن جده أن كتاب عياض لهل الرها :بسم ال الرحن الرحيم.
أن أمنتهم على دمائهم وأموالم وذراريهم ونسائهم ومدينتهم وطواحينهم إذا أرادوا الق الذي
عليهم ولنا عليهم أن يصلحوا جسورنا ويهدوا ضالنا.
قال :ث أتى عياض حران ووجه صفوان بن العطل وحبيب بن مسلمة الفهري إل سيساط.
فصال عياض أهل حران على مثل صلح الرها وفتحوا له أبوابا وولها رجلًا.
174
فتوح البلدان
ث سار إل سيساط فود صفوان بن العطل وحبيب ابن مسلمة مقيمي عليها وقد غلبا على قرى
وحصون من قراها وحصونا.
وحدثن ممد بن سعد عن الواقدي عن معمر عن الزهري قال :ل يبق بالزيرة موضع قدمٍ إل فتح
على عهد عمر ابن الطاب رضي ال عنه على يد عياض بن غنم :فتح حران والرها والرقة وقرقيسيا
ونصيبي وسنجار.
وحدثن ممد عن الواقدي عن عبد الرحن بن مسلمة عن فرات بن سلمان عن ثابت بن الجاج
قال :فتح عياض الرقة وحران والرها ونصيبي وميافارقي وقرقيسيا وقرى الفرات ومدائنها صلحًا
وأرضها عنوة.
وحدثن ممد عن الواقدي عن ثور بن يزيد عن راش بن سع أن عياضًا افتتح الزيرة ومدائنها صلحًا
وأرضها عنوة.
وقد روى أن عياضًا لا أتى حران من الرقة وجدها خالية قد انتقل أهلها إل الرها.
وحدثن أبو أيوب الرقى الؤدب قال :حدثن الجاج بن أب منيع الرصاف عن أبيه عن جده قال :فتح
عياضٌ الرقة ث الرها ث حران ث سيساط على صلح واحد.
ث أتى سروج وراسكيفا والرض البيضاء فغلب على أرضها وصال أهل حصونا على مثل الرها.
ث إن أهل سيساط كفروا فلما بلغه ذلك رجع إليهم فحاصرها حت فتحها.
175
فتوح البلدان
وبلغه أن أهل الرها قد تقضوا فلما أناخ عليهم فتحوا له أبواب مدينتهم فدخلها وخلف با عامله ف
جاعة.
وأتى تل موزن ففتحها على مثل صلح الرها وذلك ف سنة تسع عشرة.
ووجه عياض إل قرقيسيا حبيب ابن مسلمة الفهري ففتحها صلحًا مثل الرقة وفتح عياض آمد بغي
قتال على مثل صلح الرها.
وأتاه بطريق الوزان فصاله عن أرضه على إتاوة وكل ذلك ف سنة تسع عشرة وأيام من الحرم سنة
عشرين.
ودخل الدرب فبلغ بد ليس وجازها إل خلط وصال بطريقها وانتهى إل العي الامضة من أرمينية
فلم يعدها.
ث عاد فضمن صاحب بد ليس خراج خلط وجاجها وما على بطريقها.
176
فتوح البلدان
ث إنه انصرف إل الرقة ومضى إل حص وقد كان عمر وله إياها فمات سنة عشرين.
فول عمر عمي بن سعد النصاري ففتح عي الوردة بعد قتال شديد.
وقال الواقدي حدثن من سع إسحاق بن أب فروه يدث عن أب وهب اليشان ديلم بن الوسع أن
عمر بن الطاب رضي ال عنه كتب إل عياض يأمره أن يوجه عمي بن سعد إل عي الوردة فوجه
إليها.
فقدم الطلئع أمامه فأصابوا قومًا من الفلحي وغنموا مواشي من مواشي العدو.
ث إن أهل الدينة غلقوا أبوابا ونصبوا العرادات عليها فقتل من السلمي بالجارة والسهام بشر
وأطلع عليهم بطريق من بطارقتها فشتمهم وقال :لسنا كمن لقيتم.
حدثن عمرو بن ممد عن الجاج بن أب منيع عن أبيه عن جده قال :امتنعت رأس العي على عياض
بن غنم ففتحها عمي بن سعد وهو وال عمر على الزيرة بعد أن قاتل أهلها السلمي قتالًا شديدًا.
فدخلها السلمون عنوة ث صالوهم بعد ذلك على أن دفعت الرض إليهم ووضعت الزية على
رؤوسهم على كل رأس أربعة دناني ول تسب نساؤهم ول أولدهم.
وقال الجاج :وقد سعت مشايخ من أهل رأس العي يذكرون أن عميًا لا دخلها قال لم :وزعم
اليثم بن عدي أن عمر بن الطاب رضي ال عنه بعث أبا موسى الشعري إل عي الوردة فغزاها
بند الزيرة بعد وفاة عياض.
والثبت أن عميًا فتحها عنوة فلم تسب وجعل عليهم الراج والزية ول يقل هذا أحد غي اليثم.
وقال الجاج بن أب منيع :جل خلق من أهل رأس العي واعتمل السلمون أرضهم وازدرعوها
بإقطاع.
177
فتوح البلدان
وحدثن ممد بن الفضل الوصلي عن مشايخ أهل سنجار
ث أن كسرى العروف بأبرويز أراد قتل مئة رجل من الفرس كانوا حلوا إليه بسبب خلف ومعصية.
فمات منهم رجلن ووصل إليها ثانية وتسعون رجلًا فصاروا مع القاتلة الذين كانوا بازائها ففتحوها
دونم وأقاموا با وتناسلوا.
فلما انصرف عياض من خلط إل الزيرة بعث إل سنجار ففتحها صلحًا وأسكنها قومًا من العرب
وقد قال بعض الرواة :إن عياضًا فتح حصنًا من الوصل وليس ذلك بثبت.
قال ابن الكلب :عمي بن سعد عامل عمر هو عمي بن سعد بن شهيد بن عمرو أحد الوس.
وسعد هذا هو قال الواقدي :وقد روى قوم أن خالد بن الوليد ول لعمر بعض الزيرة فأطلى ف حام
بأمد أو غيها بشيء فيه خر فعزله عمر.
وحدثن عمرو الناقد قال :حدثن الجاج بن أب منيع عن أبيه عن جده عن ميمون بن مهران قال:
أخذ الزيت والطعام والل لرفق السلمي بالزيرة مدة ث خفف عنهم واقتصر بم على ثانية وأربعي
درهًا وأربعة وعشرين واثنا عشر نظرًا من عمر للناس.
وكان على كل إنسان مع جزيته مدا قمح وقسطان من زيت وقسطان من خل.
178
فتوح البلدان
وحدثن عدة من أهل الرقة قالوا :لا مات عياض وول الزيرة سعيد بن عامر بن حذي بن مسجد
الرقة ومسجد الرها.
ث لا ول معاوية الشام والزيرة لعثمان بن عفان رضي ال عنه أمره أن ينل العرب بواضع نائية عن
الدن والقرى ويأذن لم ف اعتمال الرضي الت لحق فيها لحد.
فأنزل بن تيم الرابية وانزل الازحي والد يب أخلطًا من قبس وأسد وغيهم وفعل ذلك ف جيع
نواحي ديار مضر ورتب ربيعه ف ديارها على ذلك وألزم الدن والقرى والسال من يقوم بفظها
ويذيب عنها من أهل العطاء ث جعلهم مع عماله.
وحدثن أبو حفص الشامي عن حاد بن عمرو النصيب قال :كتب عامل نصيبي إل معاوية وهو
عامل عثمان على الشام والزيرة يشكو إليه أن جاعة من السلمي من معه أصيبوا بالعقارب.
فكتب إليه يأمره أن يوظف على أهل كل حيز من الدينة عدة من العقارب مسماة ف كل ليلة.
وحدثن أبو ايوب الؤدب الرقي عن أب عبد ال القرقسان عن أشياخه أن عمي بن سعد لا فتح رأس
العي سلك الابور وما يليه حت أتى قرقيسيا وقد نقد أهلها فصالهم على مثل صلحهم الول.
ث أتى حصون الفرات حصنًا حصنًا ففتحها على ما فتحت عليه قرقيسيا ول بلق ف شيء منها كثي
قتال.
فلما فرغ من تلبس كذا وعانات أتى الناؤسة وآلوسة وهيت فوجد عمار بن ياسر وهو يومئذ عامل
عمر بن الطاب على الكوفة وقد بعث جيشًا يستغزى ما فوق النبار عليه سعد بن عمرو بن حرام
النصاري وقد أتاه أهل هذه الصون فطلبوا المان.
179
فتوح البلدان
فأمنهم واستثن على أهل هيت نصف كنيستهم.
وحدثن بعض أهل العلم قال :كان الذي توجه إل هيت والصون الت بعدها من الكوفة مد لج بن
عمرو السلمي حليف بن عبد شس وله صحبه فتول فتحها.
وولده بيت وكان منهم رجل يكن أبا هارون باقي الذكر هناك.
وال أعلم.
قالوا :وكان موضع نر سعيد بن عبد اللك بن مروان -هو الذي يقال له سعيد الي وكان يظهر
نسكًا -غيضة ذات سباع.
قالوا :ول يكن للرافقة أثر قدي إنا بناها أمي الؤمني النصور رحه ال سنة خس وخسي ومئة على
بناء مدينته ببغداد ورتب فيها جندًا من أهل خرا سان.
180
فتوح البلدان
فلما قدم على بن سليمان ابن علي واليًا على الزيرة نقل أسواق الرقة إل تلك الرض فكان سوق
الرقة العظم فيما مضى يعرف بسوق هشام العتيق.
وأما رصافة هشام فإن هشام بن عبد اللك أحدثها وكان ينل قبلها اليتونة.
وحفر الن والرى واستخرج الضيعة الت تعرف بالن والرى وأحدث فيها واسط الرقة.
ث صارت لم جعفر زبيدة بنت جعفر بن النصور فابتنت ول يكن للرحبة الت ف أسفل قرقيسيا أثر
قدي إنا بناها وأحدثها مالك ابن طوق بن عتاب التغلب ف خلفة الأمون.
وكانت أذرمة من ديار ربيعه قريةً قدية فأخذها السن بن عمرو بن الطاب التغلب من صاحبها
وبن با قصرًا وحصنها.
وكانت كفرتوثا حصنًا قديًا فاتذها ولد أب رمثة منلًا فمدنوها وحصنوها.
حدثن معاف بن طاووس عن أبيه قال :سألت الشايخ عن أعشار بلد وديار ربيعا والبدية فقال :هي
أعشار ما أسلمت عليه العرب أو عمرته من الوات الذي ليس ف يد أحد أو رفضه النصارى فمات
وغلب عليها الدغل فأقطعه العرب.
حدثن أبو عفان الرقى عن مشايخ من كتاب الرقة وغيهم قالوا :كانت عي الرومية وماؤها للوليد
ابن عقبة بن أب معيط فأعطاها أبا زبيد الطائي.
ث صارت لب العباس أمي الؤمني فأقطعها ميمون بن حزة مول على بن عبد ال بن عباس.
181
فتوح البلدان
قالوا :وكان ابن هبية أقطع غابة ابن هبية فقبضت وأقطعها بشر بن ميمون صاحب الطاقات وكان
هشام أقطع عائشة ابنته قطيعةً برأس كيفا تعرف با فقبضت.
وكانت لعبد اللك وهشام قرية تدعى سلعوس ونصف قرية تدعى كفر جدا من الرها.
وكانت بران للغمر بن يزيد تل عفراء وأرض تل مذابا كذا وأرض الصلى وصواف ف ربض حران
ومستغلتا.
وكان مرج عبد الواحد حى السلمي قبل أن تبن الدث وزبطرة فلما بنيتا استغن بما فعمر فضمه
السي الادم إل الحواز ف خلفة الرشيد.
ث توثب الناس عليه فغلبوا على مزارعه حت قدم عبد ال بن طاهر الشام فرده إل الضياع.
وقال أبو أيوب الرقى :سعت أن عبد الواحد الذي نسب الرج إليه عبد الواحد بن الارث بن الكم
بن أب العاص وهو ابن عم عبد اللك كان الرج له فجعله حى السلمي.
وهو الذي مدحه القطامى فقال :أهل الدينة ل يزنك شأنم إذا تطأ عبد الواحد الجل أمر نصارى
بن تغلب بن وائل حدثنا شيبان بن فروخ قال :حدثنا أبو عوانة عن الغية عن السفاح الشيبان أن
عمر بن الطاب رضي ال عنه أراد أن يأخذ الزية من نصارى بن تغلب فانطلقوا هاربي ولقت
طائفة منهم ببعدٍ من الرض.
فقال النعمان بن زرعة أو زرعة بن النعمان :أنشدك ال ف بن تغلب! فإنم قوم من العرب يأنفون
من الزية وهم قومٌ شديدة نكايتهم فل تعن عدوك عليك بم.
حدثنا شيبان قال :حدثنا عبد العزيز بن مسلم قال :حدثنا ليث عن رجل عن سعيد بن جبي عن ابن
عباس قال :ل تؤكل ذبائح نصارى بن تغلب ول تنكح نساؤهم.
182
فتوح البلدان
حدثنا عباس بن هشام عن أبيه عن عوانة بن الكم وأب منف قال :كتب عمي بن سعد إل عمر بن
الطاب رضي ال عنه يعلمه أنه أتى شق الفرات الشامي ففتح عانات وسائر حصون الفرات وأنه
أراد من هناك من بن تغلب على السلم فأبوه وهوا باللحاق بأرض الروم.
وقبلهم أراد من ف الشق الشرقي على ذلك فامتنعوا منه وسألوه أن يأذن لم ف اللء واستطلع رأيه
فيهم.
فكتب إليه عمر رضي ال عنه يأمره أن يضعف عليهم الصدقة الت تؤخذ من السلمي ف كل سائمة
وأرض وإن أتوا ذلك حاربم حت تبيدهم أو يسلموا.
فقبلوا أن يؤخذ منهم ضعف الصدقة وقالوا :أما إذ ل تكن جزية كجزية العلج فإنا نرضى ونفظ
ديننا.
حدثن عمرو الناقد قال :حدثن أبو معاوية عن الشيابن عن السفاح عن داود بن كردوس قال :صال
عمر بن الطاب بن تغلب بعدما قطعوا الفرات وأرادوا اللحاق بأرض الروم على أن ل يصبغوا صبيًا
ول يكرهوه على دينهم وعلى أن عليهم الصدقة مضعفة.
قال :وكان داود بن كردوس يقول :ليست لم ذمة لنم قد صبغوا ف دينهم يعن العمودية.
فحدثن السي بن السود قال :حدثنا يي بن آدم عن ابن البارك عن يونس ابن يزيد البلى عن
الزهري قال :ليس ف مواشي أهل الكتاب صدقة إل نصارى بن تغلب أو قال نصارى العرب الذين
عامة أموالم الواشي فإن عليهم ضعف ما على السلمي.
حدثنا سعيد بن سليمان سعدويه حدثنا هشيم عن مغية عن السفاح بن الثن عن زرعة بن النعمان
أنه كان كلم عمر ف نصارى بن تغلب وقال :قوم عرب يأنفون من الزية وإنا هم أصحاب حروث
ومواس.
183
فتوح البلدان
فصالهم على أن أضعف عليهم ما يؤخذ من السلمي من صدقاتم ف الرض والاشية قال مغية:
فكان علي عليه السلم يقول :لئن تفرقت لبن تغلب ليكونن ل فيهم رأي.
لقتلن مقاتلتهم ولسبي ذريتهم فقد نقضوا العهد وبرئت منهم الذمة حي نصروا أولدهم.
وحدثن أبو نصر التمار قال :حدثنا شريك بن عبد ال عن إبراهيم ابن مهاجر عن زياد بن حدير
السدي قال :بعثت عمر إل نصارى بن تغل آخذ منهم نصف عشر أموالم ونان أن أعشر مسلمًا
أو ذميًا يؤدي الراج.
حدثن ممد بن سعد عن الواقدي عن أبن أب سبة عن عبد اللك بن نوفل عن ممد بن إبراهيم بن
الارث أن عثمان أمر أن ل يقبل من بن تغلب ف الزية إل دهيك الذهب والفضة.
فرجع عن ذلك.
قال الواقدي :وقال سفيان الثوري والوزاعي ومالك بن أنس وابن أب ليلى وابن أب ذئب وأبو
حنيفة وأبو يوسف :يؤخذ من التغلب ضعف ما يؤخذ من السلم ف أرضه وماشيته وماله.
فأما الصب والعتوه منهم فإن أهل العراق يرون أن يؤخذ ضعف الصدقة من أرضه ول يأخذون من
ماشيته شيئًا.
قال أهل الجاز :يؤخذ من أموال بن تغلب سبيل مال الراج لنه بدلٌ من الزية.
قالوا :لا استخلف عثمان بن عفان رضي ال عنه كتب إل معاوية بوليته الشام.
وجع لعاوية الشام والزيرة وثغورها وأمره أن يغزو ششاط وهي أرمين الرابعة أو يغزيها.
184
فتوح البلدان
فوجه إليها حبيب بن مسلمة الفهري وصفوان بن معطل السلمي ففتحاها بعد أيام من نزولما عليها
على مثل صلح الرها.
قالوا :وقد كان قسطنطي أناخ عليها بعد نزوله ف ملطية ف سنة ثلث وثلثي ومئة فلم يكنه فيها
شيء فأغار على ما حولا ث انصرف.
ول تزل ششاط خرا دية حت صيها التوكل على ال رحه ال عشرية أسوة غيها من الثغور.
وقالوا :غزل حبيب بن مسلمة حصن كمخ بعد فتح ششاط فلم يقدر عليه.
ث غزاه ف سنة تسع وخسي وهي السنة الت مات فيها ومعه عمي بن الباب السلمي.
فعل عمي سوره ول يزل يالد عليه وحده حت كشف الروم وصعد السلمون ففتحه لعمي بن
الباب وبذلك كان يفخر ويفخر له.
فلما كانت سنة تسع وأربعي ومئة شخص النصور عن بغداد حت نزل حديثة الوصل ث أغزى منها
السن بن قحطبة وبعده ممد ابن الشعث وجعل عليهما العباس بن ممد وأمره أن يغزو بم كمخ.
فمات ممد ابن الشعث بآم وسار العباس والسن حت صارا إل ملطية فحمل منها الية ث أناخا
على كمخ وأمر العباس بنصب النجنيق ورموا السلمي فقتلوا منهم بالجارة مائت رجل فاتذ
185
فتوح البلدان
السلمون الدبابات وقاتلوا قتالًا شديدًا حت فتحوه وكان مع العباس بن ممد بن علي ف غزاته هذه
مطر الوراق.
فلما كانت سنة سبع وسبعي ومئة غزا ممد بن عبد ال ابن عبد الرحن بن أب عمرة النصاري وهو
عامل عبد اللك بن صال علي ششاط ففتحه ودخله لربع عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الخر من
هذه السنة.
ويقال إن عبيد ال بن القطع دفعه إليهم وتلص ابنه وكان أسيًا عندهم.
ث إن عبد ال بن طاهر فتحه ف خلفة الأمون فكان ف أيدي السلمي حت لطف قوم من نصارى
ششاط وقاليقل وبقراط بن أشوط بطريق خلط ف دفعه إل الروم والتقرب إليهم بذلك بسبب
ضياع لم ف عمل ششاط.
ملطية وقالوا :وجه عياض بن غنم حبيب بن مسلمة الفهري من ششاط إل ملطية ففتحها ث أغلقت.
فلما ول معاوية الشام والزيرة وجه إليها حبيب بن مسلمة ففتحها عنوةً ورتب فيها رابطةً من
السلمي مع عاملها.
وقدمها معاوية وهو يريد دخول الروم فشحنها بماعة من أهل الشام والزيرة وغيها فكانت طريق
الصوائف.
ث إن أهلها انتقلوا عنها ف أيام عبد ال ابن الزبي وخرجت الروم فشعثتها ث تركتها.
وحدثن ممد بن سعد عن الواقدي ف إسناده قال :كان السلمون نزلوا طرندة بعد أن غزاها عبد ال
بن عبد اللك سنة ثلث وثاني وبنوا با مساكن.
186
فتوح البلدان
ومالطية يومئذ خراب ليس با إل ناسٌ من أهل الذمة من الرمن وغيهم.
فكانت تأتيهم طالعة من جند الزيرة ف الصيف فيقيمون با إل أن ينل الشتاء وتسقط الثلوج فإذا
كان ذلك قفلوا.
فلما ول عمر بن عبد العزيز رضي ال عنه رحل أهل طرندة عنها وهم كارهون وذلك لشفاقه
عليهم من العدو واحتملوا فلم يدعوا لم شيئًا حت كسروا خواب الل والزيت ث أنزلم ملطية
وأخرب طرندة وول على ملطية جعونة بن الارث أحد بن عامر ابن صعصعة.
قالوا :وخرج عشرون ألفًا من الروم ف سنة ثلث وعشرين ومئة فنلوا على مالطية.
فأغلق أهلها أبوابا وظهر النساء على السور عليهم العمائم فقاتلن.
ث أتاه الب بأن الروم قد رحلت عنها فدعا الرسول فأخبه وبعث معه خيلًا ليابط با.
وغزا هشام نفسه ث نزل ملطية وعسكر عليها حت بنيت فكان مره بالرقة دخلها مقتلدًا سيفًا ول
يتقله قبل ذلك ف أيامه.
قال الواقدي :لا كانت سنة ثلث وثلثي ومئة أقبل قسطنطي الطاغية عامدًا لالطية وكمخ يومئذ ف
أيدي السلمي وعليها رجل من بن سليم.
فخرج إل الروم منهم ثان مئة فارس فواقعهم خيل الروم فهزمتهم.
187
فتوح البلدان
ومال الرومي فأناخ على مالطية فحصر من فيها والزيرة يومئذ مفتونة وعاملها موسى بن كعب
بران.
وبلغ ذلك قسطنطي فقال لم :يا أهل ملطية! إن ل آتكم إل على علم بأمركم وتشاغل سلطانكم.
ث استعدوا للرحلة وحلوا ما استدق لم وألقوا كثيًا ما ثقل عليهم ف البار والخاب ث خرجوا.
وأقام لم الروم صفي من باب الدينة إل منقطع أخرهم مترطى السيوف طرف سيف كل واحد
منهم مع طرف سيف الذي يقابله حت كأنا عقد قنطرة ث شيعوهم حت بلغوا مأمنهم وتوجهوا نو
الزيرة فتفرقوا فيها.
وهدم الروم مالطية فلم يبقوا منها إل هريًا فإنم شعثوا منه شيئًا يسيًا وهدموا حصن قلوذية.
فما كانت سنة تسع وثلثي ومئة كتب النصور إل صال بن علي يأمره ببناء ملطية وتصينها.
ث رأى أن يوجه عبد الوهاب بن إبراهيم المام واليًا على الزيرة وثغورها فتوجه ف سنة أربعي ومئة
السن قحطبة ف جنود أهل خراسان.
فقطع البعوث على أهل الشام والزيرة فتواف معه سبعون ألفًا.
188
فتوح البلدان
وجعل يغدي الناس ويعشيهم من ماله مبزًا مطابه.
فغاظ ذلك عبد الوهاب فكتب إل أب جعفر يعلمه أنه يطعم الناس وأن السن يطعم أشعاف ذلك
التماسًا لن يطوله ويفسدها يصنع ويهجنه يالسراف والرياء وأن له منادين ينادون الناس إل طعامه.
فكتب إليه أبو جعفر :يا صب! يطعم السن من ماله وتطعم من مال.
فجد الناس ف العمل حت فرغوا من بناء ملطية ومسجدها ف ستة أشهر وبن للجند الذين أسكنوها
لكل عرافة بيتان سفليان وعليتان فوقهما وإسطبل والعرافة عشرة نفر إل خسة عشر رجلًا.
وبن لا مسلحة على ثلثي ميلًا منها ومسلحة على نر يدعى قباقب يدفع ف الفرات.
وأسكن النصور ملطية أربعة آلف مقاتل من أهل الزيرة لنا من ثغورهم على زيادة عشرة دناني
ف عطاء كل رجل معونة مئة دينار سوى العل الذي يتجاعله القبائل بينها.
ووضع فيها شحنتها من السلح وأقطع الند الزارع وبن حصن قلوذية.
وأقبل قسطنطي الطاغية ف أكثر من مئة ألف فنل جيجان فبلغه كثرة العرب فأحجم عنها.
وسعت من يذكر أنه كان مع عبد الوهاب ف هذه الغزاة نصرين مالك الزاعى ونصر بن سعد
الكاتب مول النصار.
فقال الشاعر :تكتنفك النصران نصر بن مالكٍ ونصر بن سعدٍ عز نصرك من نصر وف سنة إحدى
وأربعي ومئة أغزى ممد بن إبراهيم مالطية ف جند من أهل خرا سان وعلى شرطته السيب بن
زهي.
189
فتوح البلدان
وكانت الروم عرضت لالطية ف خلفة الرشيد فلم تقدر عليها وغزاهم الرشيد رحه ال فأشجاهم
وقمعهم.
وقالوا :وجه أبو عبيده بن الراح وهو بنبج خالد بن الوليد إل ناحية مرعش ففتح حصنها على أن
جل أهله ث أخربه.
وكان سفيان بن عوف الغامدى لا غزا الروم ف سنة ثلثي رحلل من قبل مرعش فساح ف بلد
الروم.
وكان معاوية بن مدينة مرعش وأسكنها جندًا فلما كان موت يزيد بن معاوية كثرت غارات الروم
عليهم فانتقلوا عنها.
وصال عبد اللك الروم بعد موت أبيه مروان بن الكم وطلبه اللفة على شيء كان يؤديه إليهم.
فلما كانت سنة أربع وسبعي غزا ممد بن مروان الروم وانتقض الصلح.
فزحف إليهم السلمون وعليهم أبان بن الوليد بن عقبة بن أب معبيط ومعه دينار بن دينار مول عبد
اللك بن مروان وكان على قتسرين وكورها.
فالتقوا بعمق مرعش فاقتلوا قتالًا شديدًا فهزمت الروم واتبعهم السلمون يقتلون ويأسرون.
وكان دينار لقي ف هذا العام جاعة من الروم بسر يغرا وهو من ششاط على نوٍ من عشرة أميال
فظفر بم.
ث إن العباس بن الوليد بن عبد اللك صار إل مرعش فعمرها وحصنها ونقل الناس إليها وبن لا
مسجدًا جامعًا.
190
فتوح البلدان
وكان يقطع ف كل عام على أهل قنسرين بعثًا إليها.
فلما كانت أيام مروان بن ممد وشغل بحاربة أهل حص خرجت الروم وحصرت مدينة مرعش
حت صالهم أهلها على اللء فخرجوا نو الزيرة وجند قنسرين بعيالتم ث أخربوها.
ث لا فرغ مروان من أمر حص وهدم سورها بعث جيشًا لبناء مرعش فبنيت ومدنت.
فخرجت الروم ف فتنته فأخربتها فبناها صال بن علي ف خلفة أب جعفر النصور وحصنها وندب
الناس إليها على زيادة العطاء.
حدثن ممد بن سعد عن الواقدي قال :خرج ميخائيل من درب الث ف ثاني ألفًا فأتى عمق
مرعش فقتل وأحرق وسب من السلمي خلقًا وصار إل باب مدينة مرعش وبا عيسى بن علي وكان
قد غزا ف تلك السنة فخرج إليه موال عيسى وأهل الدينة ومقاتلتهم فرشقوه بالنبل والسهام
فاستطرد لم حت إذا ناهم عن الدينة كر عليهم فقتل من موال عيسى ثانية نفر واعتصم الباقون
بالدينة فأغلقوها فحاصرهم با.
وبلغ الب ثامة بن الوليد العبسي وهو بدابق وكان قد ول الصائفة سنة إحدى وستي ومئة فوجه
إليه خيلًا كثيفة فأصيبوا إل من نا منهم فأحفظ ذلك الهدي واحتفل لغراء السن بن قحطبة ف
العام القبل وهو سنة اثنتي وستي ومئة.
191
فتوح البلدان
قالوا :وكان حصن الدث ما فتح أيام عمر فتحه حبيب بن مسلمة من قبل عياض بن غنم وكان
معاوية يتعهده بعد ذلك وكان بنو أمية يسمون درب الدث السلمة للطية لن السلمي كانوا
أصيبوا به فكان ذلك الدث فيما يقول بعض الناس.
وقال قوم :لقي السلمي غلمٌ حدث على الدرب فقاتلهم ف أصحابه فقيل درب الدث.
ولا كان زمن فتنة مروان بن ممد خرجت الروم فهدمت مدينة الدث وأجلت عنها أهلها كما
فعلت بلطية.
ث لا كانت سنة إحدى وستي ومئة خرج ميخائيل إل عمق مرعش ووجه الهدي السن بن قحطبة
ساح ف بلد الروم فثقلت وطلته على أهلها حت صوروه ف كنائسهم.
وكان دخوله من درب الدث فنظر إل موضع مدينتها فأخب أن ميخائيل خرج منه فارتاد السن
موضع مدينته هناك فلما انصرف كلم الهدي ف بنائها وبناء طر سوس فأمر بتقدي بناء مدينة
الدث.
وكان ف غزاة السن هذه مندل العني الحدث الكوف ومعتمر بن سليمان البصري فأنشأها علي بن
سليمان بن علي وهو على الزيرة وقنسرين وسيت الحمدية وتوف الهدي مع فراغهم من بنائها فهي
الهدية والحمدية.
واستخلف موسى الادي ابنه فعزل على بن سليمان وول الزيرة وقنسرين ممد بن إبراهيم بن ممد
بن علي.
وقد كان علي بن سليمان فرغ من بناء مدينة الدث وفرض ممدٌ لا فرضًا من أهل الشام والزيرة
وخرا سان ف أربعي دينارًا من العطاء وأقطعهم الساكن وأعطى كل امرئ ثلث مئة درهم.
192
فتوح البلدان
وقال أبو الطاب :فرض علي بن سليمان بدينة الدث لربعة آلف فأسكنهم إياها ونقل إليها من
ملطية وششاط وكيسوم ودلوك ورعبان ألفي رجل.
قال الواقدي :ولا بنيت مدينة الدث هجم الشتاء والثلوج وكثرت المطار ول يكن بناؤها بستوثق
منه ول متاطٍ فيه فتثلمت الدينة وتشعثت ونزل با الروم فتفرق عنها من كان فيها من جندها
وغيهم.
وبلغ الب موسى فقطع بعثًا مع السيب بن زهي وبعثًا مع روح بن حات وبعثًا مع حزةبن مالك
فمات قبل أن ينفذا.
ث ول الرشيد اللفة فأمر ببنائها وتصينها وشحنتها وإقطاع مقاتلتها الساكن والقطائع.
وقال غي الواقدي :أناخ بطريقٌ من عظماء بطارقة الروم ف جع كثيف على مدينة الدث حي بنيت
وكان بناؤها بلب قد حل بعضه على بعض وأضرت به الثلوج.
وهرب عاملها ومن فيها ودخلها العدو فحرق مسجدها وأخربا واحتمل أمتعة أهلها فبناها الرشيد
حي استخلف.
وحدثن بعض أهل منبج قال :إن الرشيد كتب إل ممد بن إبراهيم بإقراره على عمله فجرى أمر
مدينة الدث وعمارتا من قبل الرشيد على يده ث عزله.
قالوا :وكان مالك بن عبد الثعمي الذي يقال مالك الصوائف وهو من أهل فلسطي غزا بلد الروم
سنة ست وأربعي وغنم غنائم كثية ث قفل.
فلما كان من درب الدث على خسة عشر ميلًا بوضع يدعى الرهوة أقام فيها ثلثًا.
فباع الغنائم وقسم سهام الغنيمة فسميت تلك الرهوة رهوة مالك.
193
فتوح البلدان
قالوا :وكانت زبطرة حصنًا قديًا روميًا ففتح مع حصن الدث القدي فتحه حبيب بن مسلة القهري
وكان قائمًا إل أن اخربته الروم ف أيام الوليد بن يزيد فبن بناء غي مكم.
فأناخت الروم عليه ف أيام فتنة نوح بن ممد فهدمته فبناه النصور.
ث خرجت إليه فشعثته فبناه الرشيد على يدي ممد بن إبراهيم وشحنه.
فلما كانت خلفة الأمون طرقه الروم فشعثوه وأغاروا على سرح أهله فاستاقوا لم مواشي فأمر
الأمون برمته وتصينه.
وقدم وفد طاغية الروم ف سنة عشرة ومائتي يسأل الصلح فلم يبه إليه وكتب إل عمال الثغور
فساحوا ف بلد الروم فأكثروا فيها القتل ودوخوها وظفروا ظفرًا حسنًا إل أن يقظان بن عبد العلى
بن أحد بن يزيد بن أسيد السلمي أصيب.
ث خرجت الروم إل زبطرة ف خلفة العتصم بال أب إسحاق بن الرشيد فقتلوا الرجال وسبوا النساء
وأخربوها فأحفظه ذلك وأغضبه فغزاهم حت بلغ عمورية وقد أخرب قبلها حصونًا فأناخ عليها حت
فتحها فقتل القاتلة وسب النساء والذرية ث أخربا وأمر ببناء زبطرة وحصنها وشحنها فرامها الروم
بعد ذلك فلم يقدروا عليها.
وحدثن أبو عمر الباهلي وغيه وقالوا :نسب حصن منصور إل منصور بن جعونة بن الارث
العامري من قيس وذلك أنه تول بناءه ومرمته وكان مقيمًا به أيام مروان ليد العدو ومعه جند كثيف
من أهل الشام والزيرة.
وكان منصور هذا على أهل الرها حي امتنعوا ف أول الدولة فحصرهم منصور وهو عامل أب العباس
على الزيرة وأرمينية فلما فتحها هرب منصور ث أمن فظهر فلما خلع عبد ال بن علي أبا جعفر
النصور شرطته فلما هرب عبد ال إل البصرة استخفى فدل عليه ف سنة إحدى وأربعي ومئة فأتى
النصور به فقتله بالرقة منصرفة من بيت القدس.
وقوم يقولون إنه أمن بعد هرب ابن علي فظهر ث وجدت له كتب إل الروم بغش السلم.
194
فتوح البلدان
فلما قدم النصور الرقة من بيت القدس سنة إحدى وأربعي ومئة وجه من أتاه به فضرب عنق بالرقة
ث انصرف إل الاشية بالكوفة.
ديوان الشام
بالرومية حت ول عبد اللك بن مروان فلما كانت سنة إحدى وثاني أمر بنقله.
وذلك أن رجلًا من كتاب الروم احتاج أن يكتب شيئًا فلم يد ماءً فبال ف الدواة.
فبلغ ذلك عبد اللك فأدبه وأمر سليمان بن سعد بنقل الديوان فسأله أن يعينه براج الردن سنة ففعل
ذلك ووله الردن فلم تنقض السنة حت فرغ من نقله وأتى به عبد اللك.
فدعا بسرجون كاتبه فعرض ذلك عليه فغمه وخرج من عنده كئيبًا فلقيه قومٌ من كتاب الروم فقال:
اطلبوا العيشة من غي هذه الصناعة فقد قطعها ال عنكم.
قال :وكانت وظيفة الردن الت قطعها معونة مئة ألف وثاني ألف دينار ووظيفة فلسطي ثلث مئة
ألفٍ وخسي ألف دينار ووظيفة دمشق أربع مئة ألف دينار ووظيفة حص مع قنسرين والكور الت
تدعى اليوم العواصم ثان مئة ألف دينار ويقال سبع مئة ألف دينار.
فتوح أرمينية حدثن ممد بن اساعيل من ساكن برذعة وغيه عن أب براء عنبسة بن بر الرمن
وحدثن ممد بن بشر القال عن أشياخه وبرمك بن عبد ال الدبيلي وممد بن الخبس اللطي
وغيهم.
عن قوم من أهل العلم بأمور أرمينية سقت حديثهم ورددت من بعضه على بعض قالوا :كانت
ششاط وقاليقل وخلط وأرجيش وباجنيس تدعى أرمينية الرابعة وكانت كوره البسفرجان ودبيل
195
فتوح البلدان
وسراج طي وبغر وند تدعى أرمينية الثالثة وكانت جرزان تدعى أرمينية الثانية وكانت السبسجان
وأران تدعى أرمينية الول.
وكانت قاليقل وخلط وارجيش وباجنيس تدعى أرمينية الثالثة وسراج طي وبغر وند ودبيل
والبسفرجان تدعى أرمينية الثانية وسيسجان وأران وتفليس تدعى أرمينية الول.
وكانت جرذان وأران ف أيدي الزر وسائر أرمينية ف أيدي الروم يتولها صاحب أرمينيا قس.
فوجه قباذ بن فيوز اللك قل ئد من عظماء قواده ف أثن عشر ألفًا فوطئ بلد أران وفتح ما بي
النهر الذي يعرف بالرس إل شر وان.
ث إن قباذ لق به فبن بأران مدينة البيلقان ومدينة برذعة وهي مدينة الثغر كله ومدينة قبلة وهي
الزر.
ث بن سد اللب فيما بي أرض شروان وباب الللن وبن على سد اللب ثلث مئة وستي مديتة
خربت بعد بناء الباب والبواب.
ث إنه ملك بعد قباذ ابنه أنو شروان كسرى بن قباذ فبن الشابران ومدينة مسقط ث بن مدينة الباب
والبواب.
وبن بأرض أران أبواب شكن والقميبان وأبواب الدودانية وهم أمة يزعمون أنم من بن دودان بن
أسد بن خزية وبن الدرذقية وهي اثنا عشر بابًا وكل باب منها قصر من حجارة وبن بأرض جرزان
مدينة يقال لا سغدبيل أنزلا قومًا من السغد وأبناء فارس وجعلها مسلحة وبن ما يلي الروم ف بلد
196
فتوح البلدان
جرزان قصرًا يقال له باب فيوز قباذ وقصرًا يقال له باب لذقة وقصرًا يقال له باب بارقة وهو على
بر طرابز نده وبن باب الن وباب سسخى وبن قلعة الردمان وقلعة ششلدى.
وفتح أبو شروان جيع ما كان ف أيدي الروم من أرمينية وعمر مدينة دبيل وحصنها وبن مدينة
النشوى وهي مدينة كوره البسفرجان وبن حصن ويص وقلعًا بأرض السيسجان منها قلعة الكلب
وساهيونس وأسكن هذه الصون والقلع ذوى البأس والنجدة ف سياسيجية.
ث إن أنوشروان كتب إل ملك الترك يسأله ألوا دعة والصلح وأن يكون أمرها واحدًا وخطب إليه
ابنته ليؤنسه وذكر أنا ابنته.
ث قدم عليه فالتقيا بالبشلية وتنادما أيامًا وأنس كل واح ٍد منهما بصاحبه وأظهر بره وأمر أنوشروان
جاعةً من خاصته وثقاته أن يبيتوا طرفًا من عسكر التركي ويرقوا فيه ففعلوا.
فلما أصبح شكا ذلك إل أنوشروان فأنكر أن يكون أمر به أو علم أن أحدًا من أصحابه فعله.
ولا مضت لذلك ليالٍ أمر أولئك القوم بعاودة مثل الذي كان منهم ففعلوا.
ث إن أنوشروان أمر فألقيت النار ف ناحية من عسكره ل يكن با إل أكواخ قد اتذت من حشيش
وعيدان فلما أصبح ضج أنوشروان إل التركي وقال :كاد أصحابك يذهبون بعسكري وقد كان فأتن
بالظنة.
فقال أنوشروان :يا أخي! جندنا وجندك قد كرهوا صلحنا لنقطاع ما انقطع عنهم من النيل ف
الغارات والروب الت كانت تكون بيننا ول آمن أن يدثوا أحداثًا تفسد قلوبنا بعد صافينا وتالصنا
197
فتوح البلدان
حت نعود إل العداوة بعد الصهر والودة والرأي أن تأذن ل ف بناء حائط يكون بين وبينك ونعل
عليه بابًا فل يدخل إليك من عندنا وإلينا من عندك إل من أردت وأردنا.
فأجابه إل ذلك.
فانصرف إل بلده وأقام أنوشروان لبناء الائط فبناه وجعله من قبل البحر بالصخر والرصاص وجعل
عرضه ثلث مئة ذراع وألقه برؤوس البال وأمر أن تمل الجارة ف السفن وبتغريقها ف البحر
حت إذا ظهرت على وجه الاء بن عليها فقاد الائط ف البحر ثلثة أميال.
فلما فرغ من بنائه علق على الدخل منه أبواب حديد ووكل به مائة فارس يرسونه بعد أن كان
موضعه يتاج إل خسي ألفًا من الند وجعل عليه دبابة فقيل لاقان بعد ذلك :إنه خدعك وزوجك
غي ابنته وتصن منك.
وملك أنوشروان ملوكًا رتبهم وجعل لكل امرئ منهم شاهية ناحية.
فمنهم خاقان البل وهو صاحب السرير ويدعى وهرارزانشاه ومنهم ملك فيلن وهو قيل نشاه
ومنهم طبسرانشاه وملك اللكز ويدعى جرشا نشاه وملك مسقط وقد بطلت ملكته وملك ليان
ويدعى ليانشاه وملك شروان ويدعى شروانشاه وملك صاحب بخ على بخ وصاحب زريكران
عليها وأقر ملوك جبل القيق على مالكهم وصالهم على التاوة.
فلم تزل أرمينية ف أيدي الفرس حت ظهر السلم فرفض كثي من السياسيجي حصونم ومدائنهم
حت خربت وغلب الزر والروم على ما كان ف أيديهم بديًا.
قالوا :وقد كانت أمور الروم تشتتت ف بعض الزمنة وصاروا كملوك الطوائف.
فملك أرمنياقس رج ٌل منهم ث مات فملكتها بعده امرأته وكانت تسمى قال.
198
فتوح البلدان
قال :وصورت على باب من أبوابا فأعربت العرب قاليقاله فقالوا :قاليقل.
قالوا :ولا استخلف عثمان بن عفان كتب إل معاوية وهو عامله على الشام والزيرة وثغورها يأمره
أن يوجه حبيب بن مسلمة الفهري إل أرمينية.
وكان حبيب ذا أثرٍ جيلٍ ف فتوح الشام وغزو الروم قد علم ذلك منه عمر ث عثمان رضي ال عنهما
ث من بعده.
فنهض إليها ف ستة آلف ويقال ف ثانية آلف من أهل الشام والزيرة.
فأتى قاليقل فأناخ عليها وخرج اليه أهلها فقاتلهم ث ألأهم إل الدينة فطلبوا المان على اللء
والزية فجل كثي منهم فلحقوا ببلد الروم.
ث بلغه أن بطريق أرمنياقس قد جع للمسلمي جعًا عظيمًا وانضمت اليه إمداد أهل اللن وأفخاز
وسندر من الزر فكتب إل عثمان يسأله الدد فكتب إل معاوية يسأله أن يشخص إليه من أهل
الشام والزيرة قومًا من يرغب ف الهاد والغنيمة.
فبعث إليه معاوية ألفى رجل أسكنهم قاليقل وأقطعهم با القطائع وجعلهم مرابطة با.
ولا ورد على عثمان كتاب حبيب كتب إل سعيد بن العاص بن سعيد ابن العاص بن أمية وهو عامله
على الكوفة يأمره بإمداده بيش عليه سليمان ابن ربيعه الباهلي وهو سلمان اليل.
فسار سلمان اليل اليه ف ستة آلف رجل من أهل الكوفة وقد أقبلت الروم ومن معها فنلوا على
الفرات وقد أبطأ على حبيب الدد فبتهم السلمون فاجتاحوهم وقتلوا عظيمهم.
199
فتوح البلدان
وقالت أم عبد ال بنت يزيد الكلبية امرأة حبيب ليلتئذ له :أين موعدك قال :سرادق الطاغية أو النة
فلما انتهى إل السرادق وجدها عنده.
قالوا :ث إن سلمان ورد وقد فرغ السلمون من عدوهم فطلب أهل الكوفة إليهم أن يشركوهم ففي
الغنيمة فلم يفعلوا حت تغالظ حبيب وسلمان ف القول وتوعد بعض السلمي سلمان بالقتل.
قال الشاعر :إن تقتلوا سلمان نقتل حبيبكم وإن ترحلوا نو ابن عفان نرحل وكتبا إل عثمان بذلك
فكتب :إن الغنيمة باردة لهل الشام.
وقد روى بعضهم أن سلمان بن ربيعة توجه إل أرمينية ف خلفة عثمان فسب وغنم وانصرف ال
الوليد بن عقبة وهو بديثه الوصل سنة خس وعشرين.
فأتاه كتاب عثمان يعلمه أن معاوية كتب يذكر أن الروم قد اجلبوا على السلمي بموع عظيمة
يسأل الدد ويأمره أن يبعث إليه ثانية آلف رجل فوجه بم وعليهم سلمان بن ربيعة الباهلي ووجه
معاوية حبيب بن مسلمة الفهري معه ف مثل تلك العدة فافتتحا حصونًا وأصابا سبيًا وتنازعا المارة
وهم أهل الشام بسلمان فقال الشاعر :إن تقتلوا البيت.
والب الول أثبت حدثن به عدة من مشايخ أهل قاليقل وكتب إل به العطاف بن سفيان أبو الصبغ
قاضيها.
عن أبيه قال :حاصر حبيب بن مسلمة أهل دبيل فأقام عليها.
فلقيه الوريان الرومي فبيته وقتله وغنم ما كان ف عسكره ث قدم سلمان عليه.
200
فتوح البلدان
عن مشايخ أهل قاليقل قالوا :ام تزل مدينة قاليقل منذ فتحت متنعة بن فيها من أهلها حت خرج
الطاغية ف سنة ثلث وثلثي ومئة فحصر أهل ملطية وهدم حائطها وأجلى من با من السلمي إل
الزيرة.
ث نزل مرج الصى فوجه كوسان الرمن حت أناخ على قاليقل فحصرها وأهلها يومئذ قليل
وعاملها أبو كرية.
فنقب أخوان من الرمن من أهل الدينة قاليقل ردمًا كان ف سورها وخرجا إل كوسان فأدخله
الدينة فغلب عليها وسب وهدمها وساق ما حوى إل الطاغية وفرق السب على أصحابه.
وقال الواقدي :لا كانت سنة تسع وثلثي ومئة فادى النصور بن كان حيًا من أسارى أهل قاليقل
وبن قاليقل وعمرها ورد من فادى به إليها وندب إليها جندًا من أهل الزيرة وغيهم.
وقد كان طاغية الروم خرج إل قاليقل ف خلفة العتصم بال فرمى سورها حت كاد يسقط فأنفق
العتصم عليها خس مئة ألف درهم حت حصنت.
قالوا :ولا فتح حبيب مدينة قاليقل سار حت نزل مر بال فأتاه بطريق خلط بكتاب عياض بن غنم.
وكان عياض قد أمنه على نفسه وماله وبلده وقاطعه على إتاوة فانفذه حبيب له ث نزل منلًا بي
الرك ودشت الورك فأتاه بطريق خلط با عليه من الال وأهدى له هدية ل يقبلها منه ونزل خلط
ث سار منها إل الصسانة كذا فلقيه با صاحب مكس وهي ناحية من نواحي البسفرجان فقاطعه على
بلده ووجه معه رجلًا وكتب له كتاب صلح وأمان ووجه إل قرى أرجيش وباجنيس من غلب
عليها وجب جزية رؤوس أهلها وأتاه وجوههم فقاطعهم على خراجها فأما بية الطريخ فلم يعرض
لا ول تزل مباحة حت ول ممد بن مروان بن الكم الزيرة وأرمينية فحوى صيدها وباعه فكان
يستغلها.
201
فتوح البلدان
قال :ث سار حبيب وأتى أزد ساط وهي قرية القرمز وأجاز نر الكراد ونزل مرج دبيل فسرت
اليول إليها ث زحف حت نزل على بابا فتحصن أهلها ورموه فوضع عليها منجنيقًا ورماهم حت
طلبوا المان والصلح فأعطاهم إياه وجالت خيوله فنلت جرن وبلغت أشوش وذات اللجم والبل
كونته ووادي الحرار وغلبت على جيع قرى دبيل ووجه إل سراج طي وبغر وند فأتاه بطريقها
فصاله عنها على اتاوه يؤديها وعلى مناصحة السلمي وقراهم ومعاونتهم على أعدائهم.
هذا كتاب من حبيب بن مسلمة لنصارى أهل دبيل وموسها ويهودها شاهدهم وغائبهم.
إن أمنتكم على أنفسكم وأموالكم وكنائسكم وبيعكم وسور مدينتكم فأنتم آمنون وعلينا الوفاء لكم
بالعهد ما وفيتم وأديتم الزية والراج شهد ال وكفى بال شهيدا.
ث أتى حبيب النشوى فتحها على مثل صلح دبيل وقدم عليه بطريق البسفرجان فصاله عن جيع
بلده وأرضى هصالة كذا وافارستة كذا على خرج يؤديه ف كل سنة ث أتى السيسجان فحاربم
أهلها فهزمهم وغلب على ويص وصال أهل القلع بالسيسجان على خرج يؤدونه ث سار إل
جرزان.
حدثن مشايخ من أهل دبيل منهم برمك بن عبد ال قالوا :سار حبيب بن مسلمة بن معه يريد
جرزان.
فخرج عليهم قوم من العلوج فأعجلوهم عن اللام فقاتلوهم فكشفهم العلوج وأخذوا تلك اللجم
وما قدروا عليه من الدواب.
ث إنم كروا عليهم فقتلوهم وارتعوا ما أخذوا منهم فسمى الوضع ذات اللجم.
202
فتوح البلدان
قالوا :وأتى حبيبًا رسول بطريق جرزان وأهلها وهو يريدها فأدى إليه رسالتهم وسأله كتاب صلح
وأمان لم فكتب حبيب إليهم :أما بعد فإن نقلى رسولكم قدم على وعلى الذين معي من الؤمني
فذكر عنكم.
إنا أمة أكرمنا ال وفضلنا وكذلك فعل ال وله المد كثيًا وصلى ال على ممد نبيه وخيته من
خلقه وعليه السلم.
وذكرت أنكم أحببتم سلمنا وقد قومت هديتكم وحسبتها من جزيتكم وكتبت لكم أمانًا واشترطت
فيه شرطًا فإن قبلتموه ووفيتم به وإل فأذنوا برب من ال ورسوله والسلم على من اتبع الدى .
ث ورد تفليس وكتب لهلها صلحًا :بسم ال الرحن الرحيم هذا كتاب من حبيب بن مسلمة لهل
طفليس من منجليس من جرزان القرمز بالمان على أنفسهم وبيعهم وصوامعهم وصلواتم ودينهم
على إقرار بالصغار والزية على كل أهل بيت الدار وليس لكم أن تمعوا بي أهل البيوتات تفيفًا
للجزية ول لنا أن نفرق بينهم استكثارًا منها ولنا نصيحتكم وضلعكم على أعداء ال ورسوله صلى
ال عليه وسلم ما استطعتم وقرى السلم الحتاج ليلة بالعروف من حلل طعام أهل الكتاب لنا وإن
انقطع برجل من السلمي عندكم فعليكم أداؤه إل أدن فئة من الؤمني إل أن يال دونم وإن أبتم
وأقمتم الصلة فإخواننا ف الدين وإل فالزية عليكم وإن عرض للمسلمي شغل عنكم فقهركم
عدوكم فغي مأخوذين بذلك ول هو ناقص عهدكم.
شهد ال وملئكته وكفى بال وكتب الراح بن عبد ال الكمى لهل تفليس كتابًا نسخته :بسم
ال الرحن الرحيم هذا كتاب من الراح بن عبد ال لهل تفليس من رستاق منجليس من كوره
جرزان.
انه أتون بكتاب أمان لم من حبيب بن مسلمة على القرار بصغار الزية وأنه صالهم عن أرضي
لم وكرومٍ وأرحاء يقال لا أوارى وسابينا من رستاق منجليس وعن طعام ود يدونا من رستاق
قحويط من كوره جرزان على أن يؤدوا عن هذه الرحاء والكروم ف كل سنة مئة درهم بل ثانية.
203
فتوح البلدان
فأنفت لم أماتم وصلحهم وأمرت أل يزاد عليهم فمن قرى عليه كتاب فل يتعد ذلك فيهم إن شاء
ال وكنب .
قالوا :وفتح حبيب حوا رح وكسفر مس كذا وكسال وحنان وسسخى والردمان وكستسجى
وشوشت وبازليت صلحًا على حقن دماء أهلها وإقرار مصلياتم وحيطانم وعلى أن يؤدوا إتاوة عن
أرضهم ورؤوسهم.
وصال أهل قلرجيت وأهل ثريا ليت وخاخيط وخوخيط وأرطهال وباب اللل وصال الصنارية والد
ودانية على إتاوة.
قالوا :وسار سلمان بن ربيعة الباهلي حي أمره عثمان بالسي إل أران ففتح مدينة البيلقان صلحًا
على أن أمنهم على دمائهم وأموالم وحيطان مدينتهم واشترط عليهم أداء الزية والراج.
ث أتى سلمان برذعة فعسكر على الثر ثور وهو نر منها على أقل من فرسخ فأغلق أهلها دونه أبوابم
فعاناها أيامًا وشن الغارات ف قراها وكانت زروعها مستحصدة فصالوه على مثل صلح البيلقان
وفتحوا له أبوابا فدخلها وأقام با.
ووجه خيله ففتحت شفشي والسفوان وأوذ والصربان كذا والرحليان وتبار وهي رسانيق وفتح
غيها من اران ودعا أكراد البلسجان إل السلم فقاتلوه فظفر بم فأقر بعضهم بالزية وأدى بعض
الصدقة وهم قليل.
وحدثن جاعة من أهل برذاعة قالوا :كانت شكور مدينة قدية فوجه سلمان بن ربيعة الباهلي من
فتحها.
فلم تزل مسكونة معمورة حت أخربا السار ودية وهم قوم تمعوا ف أيام انصرف يزيد بن أسيد عن
أرمينية فغلظ أمرهم وكثرت نوائبهم.
204
فتوح البلدان
ث إن بغا مول العتصم بال رحه عمرها ف سنة أربعي ومائتي وهو وال أرمينية وأذربيجان وششاط
وأسكنها قومًا خرجوا إليه من الزر مستأمني لرغبتهم ف السلم ونقل إليها التجار من برذغة
وساها التوكلة.
قالوا :وسار سلمان إل ممع الرس والكر خلف برديج فعب الكر ففتح قبلة وصاله صاحب شكن
والقميبان على إتاوة.
وصاله أهل خيزان وملك شر وان وسائر ملوك البال وأهل مسقط والشابران ومدينة الباب.
ث أغلقت بعده ولقيه خاقان ف خيوله خلف نر البلنجر فقتل رحه ال ف أربعة آلف من السلمي
فكان يسمع ف مأزقهم التكبي.
وكان سلمان بن ربيعة أول من استقضى بالكوفة أقام أربعي يومًا ل يأتيه خصم وقد روى عن عمر
بن الطاب رضي ال عنه.
وف سلمان وقتيبة بن مسلم يقول ابن جانة الباهلي :وإن لنا قبين قب بلنج ٍر وق ٌب بصي استان يالك
من قب فذاك الذي بالصي عمت فتوحه وهذا الذي يسقى به سبل القطر وكان مع سلمان بيلنجر
قرظة بن كعب النصاري وهو جاء بنعيه إل عثمان.
قالوا :ولا فتح حبيب ما فتح من أرض أرمينية كتب به إل عثمان بن عفان فوافاه كتابه وقد نعى إليه
سلمان فهم أن يوليه جيع أرمينية ث رأى أن يعله غازيًا بثغور الشام والزيرة لغنائه فيما كان ينهض
له من ذلك فول ثغر أرمينية حذيفة من اليمان العيسى.
فشخص إل برذغة ووجه عماله على ما بينها وبي قاليقل وإل جيزان فورد عليه كتاب عثمان يأمره
بانصراف وتليف صلة بن زفر العبسي وكان معه.
205
فتوح البلدان
ونزل حص فنقله معاوية إل دمشق فتوف با سنة اثنتي وأربعي وهو ابن خس وثلثي سنة.
وكان معاوية وجه حبيبًا ف جيش لنصرة عثمان حي حوصر فلما انتهى إل وادي القرى قالوا :وول
عثمان الغية بن شعبة أذربيجان وأرمينية ث عزله وول القاسم بن ربيعه بن أمية بن أب الصلت الثقفى
أرمينية ويقال ولها عمرو بن معاوية بن النتفق العقيلي.
وبعضهم يقول :وليها رجل من بن كلب بعد الغية خسة عشر سنة ث وليها العقيلى.
وول الشعث بن قيس لعلي بن أب طالب رضي ال عنه أرمينية وأذربيجان ث وليها عبد ال بن حات
بن النعمان أخوه فبن مدينة دبيل وحصنها وكب مسجدها وبن مدينة النشوى ورم مدينة برذعة
ويقال إنه جدد بناءها وأحكم حفر الفارقي حولا وجدد بناء مدينة البيلقان وكانت هذه الدن
متشعثة مستهدمة.
ويقال إن الذي جدد بناء برذعة ممد بن مروان ف أيام عبد اللك بن مروان وقال الواقدي :بن عبد
اللك مدينة برذغة على يد حات بن النعمان الباهلي أو ابنه وقد كان عبد اللك ول عثمان بن الوليد
بن عقبة بن أب معيط أرمينية.
قالوا :ولا كانت فتنة ابن الزبي انتقضت أرمينية وخالف أحرارها وأتباعهم.
فلما ول ممد بن مروان من قبل أخيه عبد اللك أرمينيا حاربم فظفر بم فقتل وسب وغل على
البلد.
ث وعد من بقي منهم أن يعرض لم ف الشرف فاجتمعوا لذلك ف كنائس من عمل خلط فاغلقها
عليهم ووكل بأبوابا ث حرقهم.
وف تلك الغزاة سبيت أم يزيد بن أسيد من السيسجان وكانت بنت بطريقها.
206
فتوح البلدان
وكان عدي بن عمية من نزل الرقة مفارقًا لعلي بن أب طالب ث وله أياها عمر بن عبد العزيز وه
صاحب نر عدي بالبيلقان.
وروى بعضهم أن عامل عمر كان حات بن النعمان وليس ذلك يثبت.
ث ول يزيد بن عبد اللك معلق بن صفار البهران ث عزله وول الارث بن عمر الطائي.
وول الراح ابن عبد ال الكمي من مذحج أرمينيا فنل برزعة فرفع إليه اختلف مكايلها وموازينها
فأقامها على العدل والوفاء واتذ مكيالًا يدعى الراحي فأهلها يتعاملون به إل اليوم.
ث إنه عب الكر وسار حت قطع النهر العروف بالسمور وصار ال الزر فقتل منهم مقتل عظيمًا
وقاتل أهل بلد حزين ث صالهم على أن نقلهم إل رستاق جيزال وجعل لم قريتي منه وأوقع بأهل
غوميك وسب منهم ث قفل فنل شكى وشت جنه ببزعة والبيلقان.
وجاشت الزر وعبت الرس فحاربم ف صحراء ورثان ث انازوا ال ناحية اردبيل قواقعهم على
أربعة فراسخ ما يلي أرمينيا فاقتتلوا ثلثة أيام فاستشهد ومن معه فسمي ذلك النهر نر الراح ونسب
جسر عليه ال الراح أيضًا.
ث إن هشام بن عبد اللك ول مسلمة بن عبد اللك أرمينيا ووجه على مقدمته سعيد بن عمر بن
أسود الرشي ومعه إسحاق بن مسلم العقيلي واخوته وجعونة ابن الارث بن خالد أحد بن عامر بن
ربيعة بن صعصعة وزفافة وخالد ابنا عمي بن الباب السلمي والفرات بن سلمان الباهلي والوليد بن
القعقاع العبسي.
فأتوا ميمذ من عمل أذربيجان فلما تيئة لقتالم أتاه كتاب مسلمة بن عبد اللك يلومه على قتاله
الزر قبل قدومه ويعلمه أن قد ول أمر عسكره عبد اللك بن مسلم العقيلي.
207
فتوح البلدان
فلما سلم العسكر أخذه رسول مسلمة فقيده وحله إل برذعة فحبس ف سجنها وانصرف الزر
فاتبعهم مسلمة وكتب بذلك إل هشام فكتب إليه :اتتركهم بيمذ قد تراهم وتطلبهم بنقطع التراب
وأمر بإخراج الرشي من السجن.
قالوا :وصال مسلمة أهل جيزان وأمر بصنها فهدم واتذ لنفيه به ضياعًا وهي اليوم تعرف بوز
جيزان.
وسأله ملوك البال فصار إليه شروان شاه وليان شاه وطبسران شاه وفيلن شاه وجرشان شاه
وصار إليه صاحب مسقط.
وصمد لدينة الباب ففتحها وكان ف قلعتها ألف بيت من الزر فحاصرهم ورماهم بالجارة ث
بديد اتذه على هيئة الجارة فلم ينتفع بذلك.
فعمد ال العي الت كان أنو شروان أجرى منها الاء إل صهريج هم فذبح البقر والغنم وألقى فيه
الفرث واللتيث فلم يكث ماؤهم ال لليلة حت دود وانت وفسد.
وأسكن مسلمة بن عبد اللك مدينة الباب والبواب أربعة وعشرين ألفًا من أهل الشام على العطاء
فأهل الباب اليوم ل يدعون عامل يدخل مدينتهم إل ومعه مال يفرقه بينهم.
وبن هريًا للطعام وهريًا للشعي وخزانة للسلح وأمر بكبس الصهريج ورم الدينة وشرفها وكان ممد
بن مروان مع مسلمة وواقع معه الزر فأبلى وقاتل قتالًا شديدًا.
ث ول هشام بعد مسلمة سعيد الرشي فأقام بالثغر سنتي ث ول الثغر مروان بن ممد فنل كسال
وهو بن مدينتها وهي من برذعة على أربعي فرسخًا ومن تفليس على عشرين فرسخًا.
ث دخل أرض الزر ما يلي باب اللن وأدخلها أسيد بن زافر السلمي أبا يزيد ومعه ملوك البال من
ناحية الباب وأل بواب.
208
فتوح البلدان
فأغار مروان على صقالبة كانوا بأرض الزر فسب منهم عشرين ألف أهل بيت فأسكنهم خاخيط.
قالوا :ولا بلغ عظيم الزر كثرة من وطىء به مروان بلده من الرجال وما هم عليه من عدتم وقوتم
نب ذلك قبله ومله رعبًا.
فلما دنا منه أرسل إليه رسولًا يدعوه إل السلم أو الرب فقال :قد قبلت السلم فأرسل إل من
يعرضه علي.
وسار مروان معه بلق من الزر فأنزلم ما بي السمور والشابران ف سهل أرض اللكز.
ث إن مروان دخل أرض السرير فأوقع بأهلها وفتح قلعًا فيها ودان له ملك السرير وأطاعه فصاله
على ألف رأس :خس مئة غلم وخس مئة جارية سود الشعور والواجب وهدب الشفار كل سنة.
وعلى مئة ألف مدى تصب ف أهراء الباب وأخذ منه الرهنة.
وصال مروان أهل تومان على مائة رأس :خسي جارية وخسي غلم خاسيي سود الشعور
والواجب وهدب الشفار وعشرين ألف مدى للهراء ف كل سنة.
ث دخل أرض زريكران فصاله ملكها على خسي رأسًا وعشرة آلف مدى للهراء ف كل سنة.
ث أتى أرض حزين فأب حزين أن يصاله فافتتح حصنهم بعد أن حاصرهم فيه شهرًا فاحرق
وأخرب وكان صلحه إياه على خس مئة رأس يؤدونا دفعة واحدة ث ليكون عليه سبيل وعلى أن
يمل ثلثي ألف مدى إل أهراء الباب ف كل سنة.
209
فتوح البلدان
ووظف على أهل طبسرانشاه عشرة آلف مدى ف كل سنة تمل إل أهراء الباب.
ول يوظف على فيلنشاه شيئًا وذلك لسن غنائه وجيل بلئه وإحاده أمره.
ث نزل مروان على قلعة الكر وقد امتنع من أداء شيء من الوظيفة.
فصال أهل اللكز على عشرين ألف مدى تمل إل الهراء وول عليهم خشرمًا السلمى.
وسار مروان إل قلعة صاحب شروان وهي تدعى خرش وهي على البحر فأذعن بالطاعة والندار
إل السهل.
وجعل على صاحب شروان أن يكون ف القدمة إذا بدأ السلمون بغزو الزر وف الساقة إذا بدءوا
وف القدمة إذا انصرفوا.
ث جاءه قتل الوليد بن يزيد وخالف عليه ثابت بن نعيم الذامى وأتى مسافر القصاب وهو من مكنه
بالباب الضحاك الارجي فوافقه على رأيه ووله أرمينية وأذربيجان.
وأتى أردبي ٍل مستخفيًا فخرج معه قوم من الشراة منها وأتوا باجروان فوجدوا با قومًا يرون رأيهم
فانضموا إليهم فأتوا ورثان فصحبهم من أهلها بشر كثي كانوا على مثل رأيهم وعبوا إل البيلقان
فصحبتهم منهم جاعة كثية كانوا على مثل رأيهم.
ث نزل يونان كذا وول مروان بن ممد إسحاق بن مسلم أرمينية فلم يزل يقاتل مسافرًا وكان ف
قلعة الكلب بالسيسجان.
210
فتوح البلدان
وول أبو جعفر النصور الزيرة وأرمينية ف خلفة السفاح أب العباس رحه ال وجه إل مسافر
وأصحابه قائدًا من أهل خرا سان فقاتلهم حت ظفر بم وقتل مسافرًا.
وكان أهل البيلقان متحصني ف قلعة الكلب ورئيسهم قدد بن أصفر البيلقان ولا استخلف النصور
رحه ال ول يزيد أسيد السلمى أرمينية ففتح باب اللن ورتب فيه رابطة من أهل الديوان ودوخ
الصناربة حت أدوا الراج.
وبن يزيد أرجيل الصغرى ومدينة أرجيل الكبى وأنزلما أهل فلسطي.
الشماخية الت ف عمل شروان نسبت إل الشماخ بن شجاع فكان ملك شروان ف ولية سعيد بن
سال الباهلي أرمينية.
وحدثن ممد بن إساعيل عن الشيخة أن أهل أرمينية انتقضوا ف ولية السن بن قحطبة الطائي بعد
عزل ابن أسيد وبكار بن مسلم العقبلى.
وهو الذي نسب إليه نر السن بالبيلقان والباغ إل يعرف بباغ السن ببذعة والضياع العروفة
بالسنية.
211
فتوح البلدان
وول بعد السن بن قحطبة عثمان بن عمارة بن خري ث روح ابن حات الهلب ث خزية بن خازم ث
يزيد بن مزيد الشيبان ث عبيد ال ابن الهدي ث الفضل بن يي ث سعيد بن سال ث ممد بن يزيد بن
مزيد وكان خزية أشدهم ولي ًة وهو الذي سن الساحة بدبيل والنشوى ول يكن قبل ذلك ول يزل
بطارقة أرمينية مقيمي ف بلدهم يمى كل واحد منهم ناحيته فإذا قدم الثغر عاملٌ من عماله داروه
فإن رأوا منه عفة وصرامةً وكان ف قوة وعدة أدوا إليه الراج وأذعنوا له بالطاعة وإل اغتمزوا فيه
واستخفوا بأمره ووليهم خالد بن يزيد بن مزيد ف خلفة الأمون فقبل هداياهم وخلطهم بنفسه
فأفسدهم ذلك من فعله وجرأهم على من بعده من عمال الأمون.
ث ول العتصم بال السن بن علي الباذغيسى العروف بالأمون الثغر فأهل بطارقته وأحراره ولن
لم حت ازدادوا فسادًا على السلطان وكلبًا على من يليهم من الرعية.
وغلب إسحاق بن إساعيل بن شعيب مول بن أمية على جرزان ووثب سهل بن سنباط البطريق على
عامل حيدر بن كاوس الفشي على أرمينية فقتل كاتبه وأفلت بشاشة نفسه.
ث إن أمي الؤمني التوكل على ال ول يوسف بن ممد بن يوسف الروزى أرمينية لسنتي من
خلفته.
فلما صار بلط أخذ بطريقها بقراط بن أشوط فحمله إل سرمن رأى فأوحش البطارقة والحرار
والنغلبة ذلك منه.
ث إنه عمد عامل له يقال له العلء بن أحد إل دير بالسيسجان يعرف بدير القداح ل تزل نصارى
أرمينية تعظمه وتدى إليه فأخذ منه جيع ماكان فيه وعسف أهله فأكبت البطارقة ذلك وأعظمته
وتكاتبت فيه وحض بعضًا على بعض على اللف والنقض ودسوا إل الويثية وهم علوج يعرفون
بالرطان ف الثوب بيوسف وحرضوهم عليه لا كان من حله بقراط بطريقهم ووجه كل امر ٍء منهم
ومن التغلبة خيلًا ورجالًا ليؤيدوهم على ذلك فوثبوا به بطرون وقد فرق أصحابه ف القرى فقتلوه
واحووا على ماكان ف عسكره فول أمي الؤمني التوكل على ال بغا الكبي أرمينية فلما صار إل بد
212
فتوح البلدان
ليس أخذ موسى بن زرارة وكان من هوى قتل يوسف وأعان عليه غضبًا لبقراط وحارب الويثية
فقتل منهم مقتلة عظيمة وسب سبيًا كثيًا ث حاصر أشوط ابن حزة بن جاجق بطريق البسفرجان
وهو بالباق فاستنله من قلعته وحله إل سر من رأى وسار إل جرزان فظفر بإسحاق بن إساعيل
فقتله صبًا وفتح جرزان وحل من بأران وظاهر أرمينية من بالسيسجان من أهل اللف والعصية من
النصارى وغيهم حت صلح ذلك الثغر صلحًا ل يكن على مثله ث قدم سر من رأى ف سنة إحدى
وأربعي ومائتي.
قالوا :وكلن عمر بن العاص حاصر قيسارية بعد انصراف الناس من حرب اليموك ث استخلف عليها
ابنه حي ول يزيد بن أب سفيان ومضى إل مصر من تلقاء نفسه ف ثلثة آلف وخس مئة.
فغضب عمر لذلك وكتب إيه يوبه ويعنفه على افتياته عليه برأيه وأمره بالرجوع إل موضعه إن وافاه
كتابه دون مصر.
وقيل أيضًا إن عمر كتب إل عمرو بن العاص يأمره بالشخوص إل مصر فوافاه كتابه وهو ماصر
قيسارية وكان الذي أتاه شريك بن عبدة فأعطاه ألف دينار فأب شريك قبولا فسأله أن يستر ذاك
ول يب به عمر.
فحاربم فهزمهم وحوى عسكرهم ومضى قدمًا إل الفسطاط فنل جنان الريان وقد خندق أهل
الفسطاط.
وكان اسم الدينة اليونة فسماها السلمون فسطاطًا لنم قالوا :هذا فسطاط القوم وممعهم.
213
فتوح البلدان
قالوا :ول يلبث عمرو بن العاص وهو ماصر أهل الفسطاط أن ورد عليه الزبي بن خويلد ف عشرة
آلف ويقال ف أثن عشر ألفًا فيهم خارجة بن حذافة العدوى وعمي بن وهب المحي.
وكان الزبي قد هم بالغزو وأراد إتيان إنطاكية فقال له عمر يا أبا عبد ال هل لك ف ولية مصر
فقال :ل حاجة ل فيها ولكن أخرج ماهدًا وللمسلمي معاونا فإن وجدت عمرًا قد فتحها ل أعرض
لعمله وقصدت إل بعض السواحل فرابطت به وإن وجدته ف جها ٍد كنت معه.
قالوا :وكان الزبي يقاتل من وجهٍ وعمرو بن العاص من وجه ث إن الزبي أتى بسلم فصعد عليه حت
أوف على الصن وهو مرد سيفه فكب وكب السلمون واتبعوه.
ففتح الصن عنو ًة واستباح السلمون ما فيه وأقر عمرو أهله على أنم ذمة ووضع عليهم الزية ف
رقابم والراج ف أرضهم.
وكتب بذلك إل عمر بن الطاب رضي ال عنه فأجازه واختط الزبي بصر وابتن دارًا معروفة وإياها
نزل عبد ال بن الزبي حي غزا إفريقية مع الب أب سرح.
وحدثنا عفان بن مسلم قال حدثنا حاد بن سلمة عن هشام بن عروة أن الزبي بن العوام بعث إل
مصر.
وحدثن عمرو الناقد قال :حدثن عبد ال بن وهب الصري عن ابن ليعة عن يزيد بن أب حبيب أن
عمرو بن العاص دخل مصر ومعه ثلثة آلف وخس مئة.
214
فتوح البلدان
وكان عمر بن الطاب رضي ال عنه قد أشفق لا أخب به من أمرها فأرسل الزبي بن العوام ف أثن
عشر ألفًا فشهد الزبي فتح مصر واختط با.
وحدثن عمرو الناقد عن عبد ال بن وهب الصري عن ابن ليعة عن يزيد بن أب حبيب عن عبد ال
بن الغية بن أب بردة عن سفيان بن وهب الولن قال :لا فتحنا مصر بغي عهد قام الزبي فقال:
اقسمها يا عمرو.
فأب فقال الزبي :وال لنقسنها كما قسم رسول ال صلى ال عليه وسلم خيب فكتب عمرو إل عمر
ف ذلك.
قال :وقال عبد ال بن وهب وحدثن ابن ليعة عن خالد بن ميمون عن عبد ال ابن الغية عن سفيان
بن وهب بنحوه.
وحدثن القاسم بن سلم قال :حدثنا أبو السود عن ابن ليعة عن يزيد بن أب حبيب أن عمرو بن
العاص دخل مصر ف ثلثة آلف وهس مئة.
وكان عمر قد أشفق من ذلك فأرسل الزبي بن العوام ف أثن عشر ألف فشهد معه فتح مصر.
وحدثن إبراهيم بن مسلم الوارزمي عن عبد ال بن البارك عن ابن ليعة عن يزيد بن أب عن عبد
ال بن عمرو بن العاص قال :اشتبه على الناس أمر مصر فقال قوم :فتحت عنوةً وقال آخرون.
فتحت صلحًا والثلج ف أمرها أن أب قدمها فقاتله أهل اليونة ففتحها قهرًا وأدخلها للمسلمي وكان
الزبي أول من عل حصنها.
فقال صاحبها لب :إنه قد بلغنا فعلكم بالشام ووضعكم الزية على النصارى واليهود وإقراركم
الرض من أيدي أهلها يعمرونا ويؤدون خراجها.
215
فتوح البلدان
فإن فعلتم بنا مثل ذلك كان أرد عليكم من قتلنا وسبينا وإجلئنا.
قال.
فاستشار أب السلمي فأشار عليه بأن يفعل ذلك إل نفرًا منهم سألوا أن يقسم الرض بينهم فوضع
على كل حالٍ دينارين جزية إل أن يكون فقيًا.
وألزم كل ذى أرض مع الدينارين ثلثة أرادب حنطة وقسطى زيت وقسطى عسل وقسطى خل رزقًا
للمسلمي تمع ف دار الرزق وتقسم فيهم.
وأحصى السلمون فألزم جيع أهل مصر لكل رجل منهم جبة صوف وبرنسًا أو عمامةً وسراويل
وخفي ف كل عام أو عدل البة الصوف ثوبًا قبطيًا وكتب عليهم بذلك كتابًا وشرط لم إذت وفوا
بذلك أن لتباع نساؤهم وأبناؤهم ول يسبوا وأن تقر أموالم وكنوزهم ف أيديهم.
فكتب بذلك إل أمي الؤمني عمر فأجازه وصارت الرض أرض خراج إل أنه لا وقع هذا الشرط
والكتاب ظن بعض الناس أنا فتحت صلحًا.
قال :ولا فرغ ملك اليونة من أمر نفسه ومن معه ف مدينته صال عن جيع أهل مصر على مثل صلح
اليونة.
فرضوا به وقالوا :هؤلء المتنعون قد رضوا وقنعوا بذا فنجن به أقنع لننا فرش ل منعة لنا.
ووضع الراج على أرض مصر فجعل على كل جريب دينارًا وثلثة أرداب طعامًا وعلى رأس كل
حال دينارين وكتب بذلك إل عمر بن الطاب رضي ال عنه.
وحدثن عمرو الناقد عن عبد ال بن وهب الصري عن الليث عن يزيد بن أب حبيب أن القوقس
صال عمرو بن العاص على أن يسي من الروم من أراد ويقر من أراد القامة من الروم على أمرٍ ساه
وأن يفرض على القبط دينارين فبلغ ملك الروم فتسخطه وبعث اليوش فأغلقوا باب السكندرية
وآذنوا عمرًا بالرب فخرج إليه لنقوقس فقال :أسألك ثلثًا :أن ل تبذل للروم مثل الذي بذلت ل
216
فتوح البلدان
فإنم قد استغشون وأن ل تنقض بالقبط فإن النقض ل يأت من قبلهم وإن مت فمر بدفن ف كنيسةٍ
بالسكندرية ذكرها.
فوقع سباؤهم بالدينة فردهم عمر بن الطاب رضي ال عنه وصيهم وجاعة القبط أهل ذمة.
وكتب عمرو بفتح السكندرية إل عمر :أما بعد فإن ال قد فتح علينا السكندرية عنوةً قسرًا بغي
عهد ول عقد .
عن يزيد بن أب حبيب قال :جب عمرو خراج مصر وجزيتها ألفى ألف وجباها عبد ال بن سعد بن
أب سرح أربعة آلف ألف فقال عثمان لعمرو :إن اللقاح بصر بعدك قد درت ألبانا.
قال :وكتب عمر بن الطاب رضي ال عنه ف سنة إحدى وعشرين إل عمرو بن العاص يعلمه ما
فيه أهل الدينة من الهد ويأمره أن يمل ما يفيض من الطعام ف الراج إل الدينة ف البحر.
ث حل ف دار بالدينة وقسم بي الناس بكيال فانقطع ذلك ف الفتنة الول ث حل ف أيام معاوية
ويزيد ث انقطع إل زمن عبد اللك بن مروان ث ل يزل يمل إل خلفة أب جعفر أو قبيلها.
217
فتوح البلدان
وحدثن بكر بن اليثم قال :حدثن أبو صال عبد ال بن صال عن الليث ابن سعد عن يزيد بن أب
حبيب أن أهل الزية بصر صولوا ف خلفة عمر بعد الصلح الول مكان النطة والزيت والعسل
والل على دينارين دينارين.
وحدثن أبو أيوب الرقى قال :حدثن عبد الغفار الران عن ابن ليعة عن يزيد بن أب حبيب عن
اليشان قال :سعت جاعة من شهد فتح مصر يبون أن عمرو ابن العاص لا فتح القسطاط وجه
عبد ال بن حذافة السهمى إل عي شس فغلب على أرضها وصال أهل قراها على مثل حكم
القسطاط.
ووجه حارجة بن حذافة الدوي إل الفيوم والشوني وإخيم والبشرودات وقرى الصعيد ففعل مثل
ذلك.
ووجه عمي بن وهب المحي إل تنيس ودمياط وتونة ودمية وشطا ودقهلة وبنا وبوصي ففعل مثل
ذلك.
ووجه عقبة بن عامر الهن ويقال وردان موله صاحب سوق وردان بصر إل سائر قرى أسفل
الرض ففعل مثل ذلك.
وحدثنا القاسم بن سلم قال :حدثنا عبد الغفار الران عن ابن ليعة عن إبراهيم بن ممد عن أيوب
بن أب العالية عن أبيه قال :سعت عمرو بن العاص يقول على النب :لقد قعدت مقعدي هذا وما
لحدٍ من قبط مصر علي عهد ول عقد.
إن شئت قتلت وإن شئت خست وإن شئت بعت إل أهل أنطابلس فإن لم عهدًا يوف لم به.
وحدثن القاسم بن سلم قال :حدثن به عبد ال بن صال عن موسى بن علي بن رباح اللخمى عن
أبيه قال :الغرب كله عنوة.
218
فتوح البلدان
عن الصلت بن أب عاصم كاتب حيان بن شريح أنه قرأ كتاب عمر بن عبد العزيز إل حيان وكان
عامله على مصر أن مصر فتحت عنوةً بغي عهد ول عقد.
وحدثن أبو عبيد قال :حدثنا سعيد بن أب مري عن يي بن أيوب عن عبيد ال بن أب جعفر قال:
كتب معاوية إل وردان مول عمرو أن زد على كل امرئ من القبط قياطًا.
وحدثن ممد بن سعد عن الواقدي عن عبد الميد بن جعفر عن أبيه قال :سعت عروة بن الزبي
يقول :أقمت بصر سبع سني وتزوجت با فرأيت أهلها ماهيد قد حل عليهم فوق طاقتهم وإنا
فتحها عمرو بصلح وعهد وشيء مفروض عليهم.
وحدثن بكر بن اليثم عن عبد ال بن صال عن الليث بن سعد عن يزيد بن أب علقة عن عقبة بن
عامر الهن قال :كان لهل مصر عهد وعقد.
كتب لم عمرو أنم آمنون على أموالم ودمائهم ونسائهم وأولدهم ل يباع منهم أحد وفرض
عليهم خراجًا ل يزاد عليهم وأن يدفع عنهم خوف عدوهم.
وحدثن السي بن السود قال :حدثن يي بن آدم عن عبد ال بن البارك عن ابن ليعة عن يزيد بن
أب حبيب عن من سع عبد ال بن الغية بن أب بردة قال :سعت سفيان بن وهب الولن يقول :لا
افتتحنا مصر بل عهد قام الزبي بن العوام فقال :يا عمرو! اقسمها بيننا.
فكتب إل عمر فكتب إليه ف جواب كتابه :أن اقرها حت يغزوا منها حبل البلة أو قال يغدو.
وحدثن ممد سعد عن الواقدي ممد بن عمر عن أسامة بن يزيد بن أسلم عن أبيه عن جده قال:
فتح عمرو بن العاص مصر سنة عشرين ومعه الزبي.
219
فتوح البلدان
فلما فتحها صاله أهل البلد على وظيفة وظفها عليهم وهي ديناران على كل رجل وأخرج النساء
والصبيان من ذلك فبلغ خراج مصر ف وليته ألفي ألف دينار.
وحدثن أبو عبيد قال :حدثنا عبد ال بن صال عن الليث عن يزيد بن أب حبيب أن القوقس صاحب
مصر صال عمرو بن العاص على أن فرض على القبط دينارين دينارين.
فبلغ ذلك هرقل صاحب الروم فسخط أشد السخط وبعث اليوش إل السكندرية وأغلقها.
وحدثن ابن القتات وهو أبو مسعود عن اليثم عن الجالد عن الشعب أن علي بن السي أو السي
نفسه كلم معاوية ف جزية أهل قرية أم ابراهيم ابن رسول ال صلى ال عليه وسلم بصر فوضعها
عنهم.
وحدثن عمرو عن عبد ال بن وهب عن مالك الزهري عن ابن لكعب بن مالك أن النب صلى ال
عليه وسلم قال :إذا افتتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيًا فإن لم ذمة ورحًا وقال الليث :كانت أم
إساعيل منهم.
أبو السن الدائن عن عبد ال بن البارك قال :كان عمر بن الطاب يكتب أموال عماله إذا ولهم ث
يقاسهم ما زاد على ذلك وربا أخذ منهم.
فكتب إل عمرو بن العاص :إنه قد فشت لك فاشية من متاع ورقيق وآنية وحيوان ل تكن حي
وليت مصر.
فكتب إليه عمرو :إن أرضنا أرض مزدرع ومتجر فنحن نصيب عن ما نتاج اليه لنفقتنا.
220
فتوح البلدان
وكتابك إل كتاب من قد أقلقه الخذ بالق.
وقد وجهت إليك ممد بن مسلمة ليقاسك مالك فأطلعه وأخرج إليه ما يطالبك أعفه من الغلظة
عليك فإنه برح الفاء فقاسه ماله.
الدائن عن عيسى بن يزيد قال :لا قاسم ممد بن مسلمة عمرو بن العاص قال عمرو :إن زمانًا
عاملنا فيه ابن حنتمة هذه العاملة لزمان سوء.
فقال ممد :مه! لول زمان ابن حنتمة هذا الذي تكرهه ألفيت معتقلًا عنًا بفناء بيتك يسرك غزرها
ويسوءك بكؤها.
وحدثن عمرو الناقد عن عبد ال بن وهب عن ابن ليعة عن عبد ال بن هبية أن مصر فتحت عنوة
وحدثن عمرو عن ابن وهب عن ابن ليعة عن ابن أنعم عن أبيه عن جده وكان من شهد فتح مصر
قال :فتحت مصر عنوة بغي عهد ول عقد.
فتح السكندرية قالوا :لا افتتح عمرو بن العاص مصر أقام با.
فسار إليها ف سنة إحدى وعشرين واستخلف على مصر خارجة بن حذافة بن غان بن عامر بن عبد
ال بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي بنغالب.
221
فتوح البلدان
وكان من دون السكندرية من الروم والقبط قد تمعوا له وقالوا :نغزوه الفسطاط قبل أن يبلغنا
ويروم السكندرية.
فلقيهم بالكربون فهزمهم وقتل منهم مقتلة عظيمة وكان فيهم أعل سخا وبلهيت واليس وسلطيس
وغيهم قوم رقدوهم وأعانوهم.
ث سار عمرو بنالعاص حت انتهى إل السكندرية فوجد أهلها معدين لقتاله إل أن القبط ف ذلك
يبون الوادعة.
فأرسل إليه القوقس يسأله الصلح والهادنة إل مدة فأب عمرو ذلك.
فأمر القوقس النساء أن يقمن على سور الدينة مقبلت وجوههن إل داخله وأقام الرجال ف السلح
مقبلي بوجوههم إل السلمي ليهبهم بذلك.
فأرسل إليه عمرو :إنا قد رأينا ما صنعت وما بالكثرة غلبنا من غلبنا.
فقال القوقس لصحابه :قد صدق هؤلء القوم أخرجوا ملكنا من دار ملكته حت أدخلوه
القسطنطينية فنحن أول بالذعان فأغلظوا القول وأبوا إل الحاربة.
ث إن عمرًا فتحها بالسيف وغنم ما فيها واستبقى أهلها ول يسب وجعلهم ذمة كأهل اليونة فكتب
إل عمر بالفتح مع معاوية بن حديج الكندي ث السكون وبعث إليه معه بالمس.
ويقال إن القوقس صال عمرًا على ثلثة عشر ألف دينار على أن يرج من السكندرية من أراد
الروج ويقيم با من أحب القام وعلى أن يفرض على كل حال من القبط دينارين.
222
فتوح البلدان
ث إن عمرو بن العاص استخلف على السكندرية عبد ال بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد ابن
سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي ف رابطة من السلمي وانصرف إل الفسطاط.
وكتب الروم إل قسطنطي بن هرقل وهو كان اللك يومئذ يبونه بقلة من عندهم من السلمي وبا
هم فيه من الذلة وأداء الزية فبعث رجلًا من أصحابه يقال له منويل ف ثلث مئة مركب مشحونة
بالقاتلة.
فدخل السكندرية وقتل من با من روابط السلمي إل من لطف للهرب فنجا وذلك ف سنة خس
وعشرين.
وبلغ عمرًا الب فسار إليهم ف خسة عشر ألفًا فوجد مقاتلتهم قد خرجوا يعيثون فيما يلي
السكندرية من قرى مصر فلقيهم السلمون فرشقوهم بالنشاب ساعة والسلمون متترسون ث
صدقوهم الملة فالتحمت بينهم الرب فاقتتلوا قتالًا شديدًا.
فقاتلهم عمرو عليها أشد قتال ونصب الجانيق فأخرب جدرها وأل بالرب حت دخلها بالسيف
عنوة فقتل القاتلة وسب الذرية.
وهدم عمرو والسلمون جدار السكندرية وكان عمرو نذر لئن فتحها ليفعلن ذلك.
وقال بعض الرواة :إن هذه الغزاة كانت سنة ثلث وعشرين.
وروى بعضهم أنم نقضوا ف سنة قالوا :ووضع عمرو على أرض السكندرية الراج وعلى أهلها
الزية.
وروي أن القوقس اعتزل أهل السكندرية حي نقضوا فأقره عمرو ومن معه على أمرهم الول.
223
فتوح البلدان
وروى أيضًا أنه كان مات قبل هذه الغزاة.
حدثن ممد بن سعد عن الواقدي عن إسحاق بن عبد ال بن أب فروه عن حسان بن شريح عن عمر
بن عبد العزيز رضي ال عنه أنه قال :ل نفتح قرية من الغرب على صلح إل ثلثًا :السكندرية
وكفرطيس وسلطيس.
فكان عمر يقول :من أسلم من أهل هذه الواضع خلى سبيله وسبيل ماله حدثن عمرو الناقد قال:
حدثنا ابن وهب الصري عن ابن ليعة عن يزيد بن أب حبيب أنه قال :افتتح عمرو بن العاص
السكندرية فسكنها السلمون ف رباطهم ث قفلوا ث غزوا فابتدروا إل النازل.
فكان الرجل يأت النل الذي كان ينله فيجد صاحبه قد نزله وبدر غليه.
فلما غزا فصاروا عند الكربون قال لم :سيوا على بركة ال فمن ركز منكم رمًا ف دار فهي له
ولبن أبيه.
فكان الرجل يدخل الدار فيكز رمه ف بعض بيوتا ويأت الخر فيكز رمه كذلك أيضًا.
فكانت الدار بي النفسي والثلثة فكانوا يسكنوها فإذا قفلوا سكنها الروم.
فكان يزيد بن أب حبيب يقول :ل يل لحد شيء من كرائها ول تباع ول تورث إنا كانت لم
سكن أيام رباطهم.
فلما كان قتالا الخر وقدمها منويل الرومي الصي أغلقها أهلها ففتحها عمرو وأخرب سورها.
قالوا :ولا ول عمرو موله وردان السكندرية ورجع إل الفسطاط فلم يلبث إل قليلًا حت أتاه عزله.
فول عثمان بعده عبد ال بن سعد بن أب سرح بن الارث أحد بن عامر بن لؤي.
224
فتوح البلدان
وكانت وليته سنة خس وعشرين.
ويقال :إن عبد ال بن سعد كان على خراج مصر من قبل عثمان.
فكتب عبد ال يشكو عمرًا فعزله عثمان وجع العملي لعبد ال بن سعد.
وكتب إليه يعلمه أن السكندرية فتحت عنوة وانتقضت مرتي ويأمره أن يلزمها رابطة ل تفارقها
وأن يدر عليهم الرزاق ويعقب بينهم ف كل ستة أشهر.
وحدثن ممد بن سعد عن الواقدي أن ابن هرمز العرج القارئ كان يقول :خي سواحلكم رباطًا
السكندرية فخرج إليها من الدينة مرابطًا فمات با سنة سبع عشرة ومئة.
وحدثن بكر بن اليثم عن عبد ال بن صال عن موسى بن علي عن ابيه قال :كانت جزية
السكندرية ثانية عشر ألف دينار.
فلما كانت ولية هشام بن عبد اللك بلغت ستة وثلثي ألف دينار.
حدثن عمرو عن ابن وهب عن ابن ليعة عن يزيد بن أب حبيب قال :كان عثمان عزل عمرو بن
العاص عن مصر وجعل عليها عبد ال بن سعد.
فلما نزلت الروم السكندرية سأل أهل مصر عثمان أن يقر عمرًا حت يفرغ من قتال الروم لن له
معرفة بالرب وهيبة ف أنفس العدو.
ففعل حت هزمهم.
فأب ذلك عمرو وقال :أنا كماسك قرن البقرة والمي يلبها.
225
فتوح البلدان
ث أقامت البش من البيما بعد فتح مصر يقاتلون سبع سني ما يقدر عليهم لا يفجرون من الياه ف
الغياض.
قال عبد ال بن وهب :وأخبن الليث بن سعد عن موسى بن علي عن أبيه أن عمرًا فتح السكندرية
الفتح الخر عنوة ف خلفة عثمان بعد وفاة عمر رحه ال.
فتح برقة وزويلة حدثن ممد بن سعد عن الواقدي عن شرحبيل بن أب عون عن عبد ال بن هبية
قال :لا فتح عمرو بن العاص السكندرية سار ف جنده يريد الغرب حت قدم برقة وهي مدينة
أنطابلس.
فصال أهلها على الزية وهي ثلثة عشر ألف دينار يبيعون فيها من أبنائهم من أحبوا بيعه.
حدثن بكر بن اليثم قال :حدثنا عبد ال بن صال عن سهيل بن عقيل عن عبد ال بن هبية قال:
صال عمرو بن العاص أهل أنطابلس ومدينتها برقة وهي بي مصر وإفريقية بعد أن حاصرهم وقاتلهم
على الزية على أن يبيعوا من أبنائهم من أرادوا ف جزيتهم.
حدثن ممد بن سعيد عن الواقدي عن مسلمة بن سعيد عن إسحاق بن عبد ال بن أب فروة قال:
ث أو مستحثٌ.كان أهل برقة يبعثون براجهم إل وال مصر من غي أن يأتيهم حا ٌ
قال الواقدي :وكان عبد ال بن عمرو بن العاص يقول :لول مال بالجاز لنلت برقة فما أعلم منلًا
أسلم ول أعزل منها.
وحثن بكر بن اليثم قال :حدثنا عبد ال بن صال عن معاوية بن صال قال :كتب عمرو بن العاص
إل عمر بن الطاب رضي ال عنه يعلمه أنه قد ول عقبة بن نافع الفهري الغرب فبلغ زويلة وأن من
بي زويلة وبرقة سلم كلهم حسنة طاعتهم قد أدى مسلمهم الصدقة وأقر معاهدهم بالزية وأنه قد
وضع على أهل زويلة ومن بينه وبينها ما رأى أنم يطيقونه.
226
فتوح البلدان
وأمر عماله جيعًا أن يأخذوا الصدقة من الغنياء فيدوها ف الفقراء ويأخذوا الزية من الذمة فتحمل
إليه بصر وأن يؤخذ من أرض السلمي العشر ونصف العشر ومن أهل الصلح صلحهم.
قال :سألت عبد ال بن صال عن الببر فقال :هم يزعمون أنم ولد بر بن قيس وما جعل اله لقيس
ولدًا يقال له بر وإنا هم من البارين الذين قاتلهم داود عليه السلم.
وكان منازلم على أيادي الدهر فلسطي وهم أهل عمود فأتوا الغرب فتناسلوا به.
حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلم قال :حدثنا عب ال بن صال عن الليث ابن سعد عن يزيد بن أب
حبيب أن عمرو بن العاص كتب ف شرطه على أهل لواتة من الببر من أهل برقة :إن عليكم أن
تبيعوا أبناءكم ونساءكم فيما عليكم من الزية.
وحدثن بكر بن اليثم قال :حدثنا عبد ال بن صال عن ابن ليعة عن يزيد بن أب حبيب أن عمر بن
عبد العزيز كتب ف اللواتيات أن من كانت عنه لواتية فتح طرابلس فحدثن بكر بن اليثم عن عبد
ال بن صال عن معاوية بن صال عن علي بن أب طلحة قال :سار عمرو بن العاص حت نزل
أطرابلس ف سنة اثنتي وعشرين.
فقوتل ث افتتحها عنو ًة واصاب با أحال بزيون كثيةً مع تار من تارها فباعه وقسم ثنه بي
السلمي.
وكتب إل عمر بن الطاب رضي ال عنه :إنا قد بلغنا أطرابلس وبينها وبي إفريقية تسعة أيام.
فكتب إليه ينهاه عنها ويقول :ما هي بإفريقية ولكنها مفرقة غادرة مغدور با.
227
فتوح البلدان
وذلك أن أهلها كانوا يؤدون إل ملك الروم شيئًا فكانوا يغدرون به كثيًا وكان ملك الندلس
صالهم ث غدر بم.
حدثن عمرو الناقد قال :حدثنا عبد ال بن وهب عن الليث بن سعد قال :حدثن مشيختنا أن
أطرابلس فتحت بعهدٍ من عمرو بن العاص.
فتح إفريقية قالوا :لا ول عبد ال بن سعد بن أب سرح مصر والغرب بعث السلمي ف جرائد خيل
فأصابوا من أطراف إفريقية وغنموا.
وكان عثمان بن عفان رضي ال عنه متوقفًا عن غزوها ث إنه عزم على ذلك بعد أن استشار فيه.
وكتب إل عبد ال ف سنة سبع وعشرين ويقال ف سنة ثان وعشرين ويقال ف سنة تسع وعشرين
يأمره بغزوها وأمده بيش عظيم فيه معبد بن العباس ابن عبد الطلب ومروان بن الكم بن أب العاص
بن أمية والارث بن الكم أخوه وعبد ال بن الزبي بن العوام والسور بن مرمة بن نوفل بن أهيب
ابن عبد مناف ابن زهرة بن كلب وعبد الرحن بن زيد بن الطاب وعبد ال بن عمر بن الطاب
وعاصم بن عمر وعبيد ال بن عمر وعبد الرحن بن أب بكر وعبد ال بن عمرو بن العاص وبسر بن
أرطاة بن عوير العامري وأبو ذؤيب خويلد بن خالد الذل الشاعر وبا توف فقام بأمره ابن الزبي
حت واراه ف لده.
حدثن ممد بن سعد عن الواقدي عن أسامة بن زيد بن أسلم عن نافع مول آل الزبي عن عبد ال بن
الزبي قال :أغزانا عثمان بن عفان إفريقية.
فسار عبد ال بن سعد بن أب سرح حت حل بعقوبة فقاتله أيامًا فقتله ال وكنت أنا الذي قتلته.
228
فتوح البلدان
وهرب جيشه فتمزقوا.
وبث ابن أب سرح السرايا ففرقها ف البلد فأصابوا غنائم كثية واستاقوا من الواشي ما قدروا عليه.
فلما رأى ذلك عظماء إفريقية اجتمعوا فطلبوا إل عبد ال بن سعد أن يأخذ منهم ثلث مئة قنطار
من ذهب على أن يكف عنهم ويرج من بلدهم.
فقبل ذلك.
وحدثن ممد بن سعد عن الواقدي عن أسامة بن زيد الليثي عن ابن كعب أن عبد ال بن سعد بن
أب سرح صال بطريق إفريقية على ألفى ألف دينار وخس مئة ألف دينار.
وحدثن ممد بن سعد عن الواقدي عن موسى بن ضمرة ألا زن عن أبيه قال :لا صال عبد ال بن
سعد بطريق إفريقية رجع إل مصر ول يول على إفريقية أحدًا.
قال :فلما قتل عثمان وول أمر مصر ممد بن حذيفة عتبة بن ربيعة ل يوجه إليها أحدًا.
فبعث ف سنة خسي عقبة بن نافع بن عبد قيس بن لقيط الفهري فغزاها واختلطها.
قالوا :ووجه عقبة بشر بن أرطاة من القيوان فافتتحها وقتل وسب وهي اليوم تعرف بقلعة بسر وهي
بالقرب من مدينة تدعى مانة عند معدن الفضة.
وقد سعت من يذكر أن موسى بن نصي وجه بسرًا وبسر ابن اثني وثاني سنة إل هذه القلعة
فافتتحها.
وكان مولد بسر قبل وفاة النب صلى ال عليه وسلم بسنتي.
229
فتوح البلدان
وال أعلم.
وقال الواقدي :ول يزل عبد ال بن سعد واليًا حت غلب ممد بن أب حذيفة على مصر وهو كان
أتغلها على عثمان ث إن عليًا رضي ال عنه ول قيس بن سعد بن عبادة النصاري مصر ث عزله
واستعمل عليها ممد بن أب بكر الصديق ث عزله وول مالكًا الشتر فاعتل بالقلزم.
فمات عمرو بصر يوم الفطر سنة اثنتي وأربعي ويقال سنة ثلث وأربعي وول عبد ال بن عمرو
ابنه بعده.
ث عزله معاوية وول معاوية بن حديج فأقام با أربع سني ث غزا فغنم.
ث قدم مصر فوجه عقبة بن نافع بن عبد قيس الفهري ويقال بل وله معاوية الغرب فغزا إفريقية ف
عشرة آلف من السلمي.
وكان موضع القيوان غيضة ذات طر فاء وشجر ل يرام من السباع واليات والعقارب القتالة.
فدعا ربه وقال الواقدي :قلت لوسى بن علي :رأيت بناء إفريقية التصل الجتمع الذي نراه اليوم من
بناه فقال :أول من بناها عقبة بن نافع الفهري اختطها ث بن وبن الناس معه الدور والساكن وبن
السجد الامع با.
230
فتوح البلدان
قال :وبإفريقية استشهد معبد بن العباس رحه ال ف غزاة ابن أب سرح ف خلفة عثمان ويقال بل
مات ف أيام القتال.
واستشهاده أثبت.
وقال الواقدي وغيه :عزل معاوية بن أب سفيان معاوية بن حديج وول مصر والغرب مسلمةبن ملد
النصاري.
فول الغرب أبا الهاجر موله فلما ول يزيد بن معاوية رد عقبة بن نافع على عمله.
فغزا السوس الدن وهو خلف طنجة وجول فيما هناك ل يعرض له أحد ول يقاتله فانصرف.
ومات يزيد بن معاوية وبويع لبنه معاوية بن يزيد وهو أبو ليلى.
فاستعمل أخاه عبد العزيز على مصر فول إفريقية زهي بن قيس البلوى.
فبلغه أن جاعة من الروم خرجوا من مراكب لم فعاثوا فتوجه إليهم ف جريدة خيلٍ فلقيهم فاستشهد
ومن معه فقبه هناك وقبورهم تدعى قبور الشهداء.
231
فتوح البلدان
وهي قصور يضمها قصر سقوفه الزاج فسميت قصور حسان.
ث إن حسان غزاها ثانية فقتلها وسب سبًا من الببر وبعث به إل عبد العزيز.
فكان أبو مجن نصب الشاعر يقول :لقد حضرت عند عبد العزيز سبيًا من الببر ما رأيت قط
وجوهًا أحسن من وجوهم.
قال ابن الكلب :ول هشام كلثوم بن عياض بن وحوح القشيى إفريقية فانتقض أهلها عليه فقتل با.
وقال ابن الكلب :كان إفريقيس بن قيس بن صيفي الميي غلب على إفريقية ف الاهلية فسميت
به.
وحدثن جاعة من أهل إفريقية عن أشياخهم أن عقبة بن نافع الفهري لا أراد تصي القيوان فكر ف
موضع السجد منه.
فأرى ف منامه كأن رجلًا أذن ف الوضع الذي جعل فيه مئذنته.
وحدثن ممد بن سعد عن الواقدي قال :ول ممد بن الشعث الزاعى إفريقية من قبل أب العباس
أمي الؤمني.
قال الواقدي :وجه عبد العزيز بن مروان موسى بن نصي مول بن أمية -وأصله من عي النمر.
232
فتوح البلدان
ويقال بل هو من أراشة من بلى ويقال هو من لم -واليًا على إفريقية.
وانتهت خيله إل السوس الدن وبينه وبي السوس القصى نيف وعشرون يومًا فوطئهم وسب منهم
وأدوا إليه الطاعة وقبض عامله منهم الصدقة.
فتح الندلس قال الواقدي :غزا طارق بن زياد عامل موسى بن نصي الندلس وهو أول من غزاها
وذلك ف سنة اثنتي وتسعي.
فلقيه آليان وهو والٍ على ماز الندلس فآمنة طارق على أن حله وأصحابه إل الندلس ف أسفن.
فلما صار إليها حاربه أهلها ففتحها وذلك ف سنة اثنتي وتسعي.
ث إن موسى بن نصي كتب إل طارق كتابًا غليظًا لتغريره بالسلمي وافتياته عليه بالرأي ف غزوه
وأمره أن ل ياوز قرطبة.
فافتتح طارق مدينة طليطلة وهي مدينة ملكة الندلس وهي ما يلي فرنة وأصاب با مائدةً عظيمة
أهداها موسى بن نصي إل الوليد بن عبد اللك بدمشق حي قفل سنة ست وتسعي والوليد مريض.
فلما ول سليمان لن عبد اللك أخذ موسى بن نصي بئة ألف دينار.
233
فتوح البلدان
ث لا كانت خلفة عمر بن عبد العزيز رضي ال عنه ول الغرب إساعيل بن عبد ال بن أب الهاجر
مول بن مزوم.
قالوا :ولا ول يزيد بن عبد اللك ول يزيد بن أب مسلم مول الجاج بن يوسف إفريقية والغرب.
فأنكروا ذلك وملوا سيته فدب بعضهم إل بعض وتضافروا على قتله فخرج ذات عشيةٍ لصلة
الغرب فقتلوه ف مصله.
فول يزيد بشر بن صفوان الكلب فضرب عنق عبد ال بن موسى بن نصي بيزيد.
ث ول هشام بن عبد اللك بشر بن صفوان أيضًا فتوف بالقيوان سنة تسع ومئة.
فأغزا عبد الرحن ابن حبيب بن أب عبيده بن عقبة بن نافع الفهري السوس وأرض السودان.
فظفر ظفرًا ل ير أحدٌ مثله قط وأصاب جاريتي من نساء ما هناك ليس للمرأة منهن إل ثدي واحد
وهم يسمون تراجان.
ث ول بعد ابن البحاب كلثوم بن عياض القيشري فقدم إفريقية ف سنة ثلث وعشرين فقتل.
234
فتوح البلدان
ث ول بعده حنظلة بن صفوان الكلب أخا بشر بن صفوان فقاتل الوارج وتوف هناك وهو وال.
وقام الوليد بن يزيد بن عبد اللك فخالف عليه عبد الرحن بن حبيب الفهري وكان مببًا ف ذلك
الثغر لا كان من أثار جده عقبة بن نافع فيه فغل عليه وانصرف فنع حنظلة.
وقام مروان بن ممد فكاتبه عبد الرحن بن حبيب وأظهر له الطاعة وبعث إليه بالدايا.
وكان كاتبه خالد بن ربيعة الفريقي وكان بينه وبي عبد الميد ابن يي مودة ومكاتبة فأقر مروان
عبد الرحن على النغر.
ث ول بعده الياس بن حبيب ث حبيب بن عبد الرحن ث غلب الببر والباضية من الوارج.
ث دخل ممد بن الشعث الز اعي إفريقية واليًا عليها ف آخر خلفة أب العباس ف سبعي ألفًا ويقال
ف أربعي ألفًا فوليها أربع سني.
وسعت من يدث أن أهل البلد والند القيمي فيه وثبوا به فمكث يقاتلهم أربعي يومًا وهو ف
قصره حت اجتمع إليه أهل الطاعة من كان شخص معه من أهل خرا سان وغيهم وظفر بن حاربه
وعرضهم على الساء :فمن كان اسه معاوية أو سفيان أو مروان أو اسًا موافقًا لساء بن أمية قتله
ومن كان اسه خلف ذلك استبقاه.
فعزله النصور وول عمر بن حفص بن عثمان بن قبيصة بن أب صفرة التكى وهو الذي سى هزار
مرد وكان النصور به معجبًا.
235
فتوح البلدان
فدخل إفريقية وغزا منها حت بلغ أقصى بلد الببر وابتن هناك مدينة ساها العباسية.
ث إن أبا حات اسدر أت الباضي من أهل سدراتة وهو مول لكندة قاتله.
فاستشهد وجاعة من أهل بيته واتقض الثغر وهدمت تلك الدينة الت ابتناها وول بعد هزار مرد يزيد
بن حات بن قبيصة ابن الهلب.
فخرج ف خسي ألفًا وشيعه أبو جعفر النصور إل بيت القدس وأنفق عليه مالًا عظيمًا.
فاستقامت له.
ث ول بعد يزيد بن حات روح بن حات ث الفضل إن روح فوثب الند وحدثن أحد بن نقد مول بن
الغلب قال :كان الغلب بن سال التميمي من أهل مرو الروذ ف من قدم مع السودة من خرا سان
فوله موسى الادي الغرب.
فجمع له حريش وهو رجل كان من جند الثغر من تونس جعًا وسار إليه وهو بقيوان إفريقية
فحصره.
ث إن الغلب خرج إليه فقاتله فأصابه ف العركة سهم فسقط ميتًا وأصحابه ل يعلمون بصابه.
ث إن حريشًا انزم وجيشه فاتبعهم أصحاب الغلب ثلثة أيام فقتلوهم وقتلوا حريشًا بوضعٍ يعرف
بسوق الحد.
236
فتوح البلدان
فوثب واثنا عشر رجل معه فأخذوا من بيت الال مقدار أرزاقهم ل يزدادوا على ذلك شيئا وهربوا
فلحقوا بوضع يقال له الزاب وهو من القيوان على مسية أكثر من عشرة أيام وعامل الثغر يومئذ
من قبل الرشيد هارون هر ثة بن أعي.
واعتقد إبراهيم بن لغلب على من كان من تلك الناحية من الند وغيهم الرياسة وأقبل يهدى إل
هرثة و يلطفه ويكتب إليه يعلمه أنه ل يرج يدًا من طاعة ول اشتمل على معصية وأنه إنا دعاه إل
ما كان منه الحواج والضرورة.
فكتب إليه الرشيد يعلمه أنه قد صفح له عن جرمه وأقاله هفوته ورأى توليته بلد الغرب اصطناعًا له
ليستقبل به الحسان ويستقبل به النصيحة.
فابتن إبراهيم القصر البيض الذي ف قبلة القيوان على ميلي منها.
237
فتوح البلدان
وخط للناس حوله فابتنوا ومصر ما هناك وبن مسجدًا جامعًا بالص والجر وعمد الرخام وسقفه
بالرز وجعله مئت ذراع ف نو مئت ذراع.
وكان ممد بن الغلب بن إبراهيم بن الغلب أحدث ف سنة تسع وثلثي ومائتي مدينة بقرب
تاهرت ساها العباسية أيضًا.
فأخربا أفلح بن عبد الوهاب الباضي وكتب إل الموي صاحب الندلس يعلمه ذلك تقربًا إليه به.
وبالغرب أرضٌ تعرف بالرض الكبية وبينها وبي برقة مسية خسة عشر يومًا أو أقل من ذلك قليلًا
وأكثر قليل.
وبا مدينةٌ على شاطئ البحر تدعى بارة وكان أهلها نصارى وليسوا بروم.
ث غزاها خلفون الببري ويقال إنه مول لربيعه ففتحها ف أول خلفة التوكل على ال.
وقام بعده رجلٌ يقال له الفرج بن سلم ففتح أربعة وعشرين حصنًا واستول عليها وكتب إل
صاحب البيد بصر يعلمه خبه وأنه ل يرى لنفسه ومن معه من السلمي صلة إل بأن يعقد له
المام على ناحيته ويوليه إياها ليخرج من حد النغلبي.
وقام بعده سوران فوجه رسوله إل أمي الؤمني التوكل على ال يسأله عقدًا وكتاب ولية.
238
فتوح البلدان
فتوف قبل أن ينصرف رسوله إليه.
وقام الستعي بال أحد بن ممد بن العتصم بال فأمر عامله على الغرب وهو أوتا مش مول أمي
الؤمني بأن يعقد على ناحيته.
فلم يشخص رسوله من سر من رأى حت قتل أوتا مش وول الناحية وصيف مول أمي الؤمني فعقد
له وأنفذه.
فتح جزائر ف البحر قالوا :غزا معاوية بن حديج الكندي أيام معاوية بن أب سفيان سقلية وكان أول
من غزاها.
وقد فتح آل الغلب بن سال الفريقي منها نيفًا وعشرين مدينة وهي ف أيدي السلمي.
وفتح أحد بن ممد بن الغلب منها ف خلفة أمي الؤمني التوكل على ال قصر بانة وحصن غليانة.
وقال الواقدي :سب عبد ال بن قيس بن ملد الدرقى سقلية فأصاب أصنام ذهب وفضةٍ مكللة
بالواهر.
فبعث با إل معاوية فوجه با معاوية إل البصرة لتحمل إل الند فتباع هناك ليثمن با.
قالوا :وكان معاوية بن أب سفيان يغزي برًا وبرًا فبعث جنادة بن أب أمية الردي إل رودس -
وجنادة أحد من روى عنه الديث ولقى أبا بكر وعمر ومعاذ بن جبل ومات ف سنة ثاني -
ففتحها عنوةً.
239
فتوح البلدان
وكان ذلك ف سنة اثنتي وخسي.
قالوا :ورودس من أخصب الزائر وهي نو من ستي ميلًا فبها الزيتون والكروم والثمار والياه
العذبة.
وحدثن ممد بن سعد عن الواقدي وغيه قالوا :أقام السلمون برودس سبع سني ف حصن اتذ لم.
فلما مات معاوية كتب يزيد إل جنادة يأمره بدم الصن والقفل.
وكان معاوية يعاقب بي الناس فيها وفتح جنادة بن أب أمية ف سنة أربع وخسي أرواد وأسكنها
معاوية السلمي.
وكان من فتحها ماهد وتبيع ابن امرأة كعب الحبار وبا أقرأ ماهد تبيعًا القرآن.
ث أغلق.
وغزاها حيد بن معيوف المدان ف خلفة الرشيد ففتح بعضها ث غزاها ف خلفة الأمون أبو حفص
عمر بن عيسى الندلسي العروف بالفريطش وافتح منها حصنًا واحدًا ونزله.
ث ل يفتح شيئًا بعد شيء حت ل يبق فيها من الروم أحد وأخرب حصونم.
صلح النوبة حدثن ممد بن سعد قال :حدثن ممد بن عمر الواقدي عن الوليد بن كثي عن يزيد بن
أب حبيب عن أب الي قال :لا فتح السلمون مصر بعث عمرو بن العاص إل القرى الت حولا اليل
ليطأهم.
240
فتوح البلدان
فبعث عقبة بن نافع الفهري وكان نافع أخا العاص لمه.
فدخلت خيولم أرض النوبة كما تدخل صوائف الروم فلقى السلمون بالنوبة قتالًا شديدًا.
فسألوه الصلح والوادعة فأجابم إل ذلك على غي جزي ٍة لكن على هدنة ثلث مئة رأس ف كل سنة
وعلى أن يهدى السلمون إليهم طعامًا بقدر ذلك.
حدثن ممد بن سعد قال :حدثن الواقدي قال :حدثنا إبراهيم بن جعفر عن عمر ابن الارث عن أب
قبيل حسي بن هان العا فرى عن شيخ من حي قال :شهدت النوبة مرتي ف ولية عمر بن الطاب
فلم أر قومًا أحد ف حرب منهم.
لقد رأيت أحدهم يقول للمسلم :أين تب أن أضع سهمي منك فربا عبث الفت منا فقال :ف مكان
كذا.
فل يطئه.
كانوا يكثرون الرمي بالنبل فما يكاد يرى من نبلهم ف الرض شيء.
فخرجوا إلينا ذات يوم فصافونا ونن نريد أن نعلها حلة واحدة بالسيوف فما قدرنا على معالتهم.
فلم يصالهم عمرو ول يزل يكالبهم حت نزع وول عبد ال بن سعد بن أب سرح فصالهم.
241
فتوح البلدان
قال الواقدي :وبالنوبة ذهبت عي معاوية بن حديج الكندي وكان أعور.
عن يزيد بن أب حبيب قال :ليس بيننا وبي الساود عهد ول ميثاق إنا هي هدنة بيننا وبينهم على
أن نعطيهم شيئًا من قم ٍح وعدسٍ ويعطونا رقيقًا فل بأس بشراء رقيقهم منهم أو من غيهم.
حدثنا أبو عبيد عن عبد ال بن صال عن الليث بن سعد قال إنا الصلح بيننا وبي النوبة على أن ل
نقاتلهم ول يقاتلونا وأن يعطونا رقيقًا ونعطيهم بقدر ذلك طعامًا فإن باعوا نساءهم ل أر بذلك بأسًا
أن يشترى.
.
ومن رواية أب البخترى وغيه أن عبد ال بن سعد بن أب سرح صال أهل النوبة على أن يهدوا ف
السنة أربع مئة رأس يرجونا ويأخذون با طعاما.
وكان الهدي أمي الؤمني أمر بإلزام النوبة ف كل سنة ثلث مئة رأس وستي رأسًا وزرافة على أن
يعطوا قمحًا وخل خ ٍر وثيابًا وفرشا أو قيمته.
وقد ادعوا حديثًا أنه ليس يب عليهم البقط لكل سنة وأنم كانوا طولبوا بذلك ف خلفة الهدي
فرفعوا إليه أن هذا البقط ما يأخذون من رقيق أعدائهم فإذا ل يدوا منه شيئًا عادوا على أولدهم
فأعطوا منهم فيه بذه العدة.
فأمر أن يملوا ف ذلك على أن يؤخذ منهم لكل ثلث سني بقط سنة.
ول يوجد لذه الدعوى ثبت ف واوين الضرة ووجد ف الديوان بصر.
وكان التوكل على ال أمر بتوجيه رجل يقال له ممد بن عبد ال ويعرف بالقمى إل العدن بصر
واليًا عليه ووله القلزم وطريق الجاز وبذرقة حاج مصر.
فلما واف العدن حل الية ف الراكب من القلزم إل بلد البجة وواف ساحلًا يعرف بعيذاب.
242
فتوح البلدان
فاستعان بتلك الية وتقوتا ومن معه حت وصل إل قلعة ملك البجة.
فناهضه.
وكان ف عدة يسية فخرج إليه البجوى ف الدهم على إبل مزمةٍٍ.
ث قام من بعده ابن أخته وكان أبوه أحد ملوك البجويي وطلب الدنة.
فقدم سر من رأى فصول ف سنة إحدى وأربعي ومائتي على أداء التاوة والبقط ورد مع القمى.
فأهل البجة على الدنة يؤدون ول ينعون السلمي من العمل ف معدن الذهب.
ف أمر القراطيس قالوا :كانت القراطيس تدخل بلد الروم من ارض مصر ويأت العرب من قبل الروم
الدناني.
فكان عبد اللك بن مروان أول من أحدث الكتاب الذي يكتب ف رؤوس الطوامي من :قل هو إنكم
أحدثتم ف قراطيسكم كتابًا نكرهه فإن تركتموه وإل أتاكم ف الدناني من ذكر نبيكم ما تكرهونه .
فارسل إل خالد بن يزيد بن معاوية فقال له :يا أبا هاشم! إحدى بنات طبق.
243
فتوح البلدان
وأخبه الب.
حرم دنانيهم فل يتعامل با واضرب للناس سلكًا ول تعف هؤلء الكفرة ما كرهوا ف الطوامي.
وضرب الدناني.
قال عوانة بن الكم :وكانت القباط تذكر السيح ف رؤوس الطوامي وتنسبه إل الربوبية تعال ال
علوًا كبيًا وتعل الصليب مكان بسم ال الرحن الرحيم.
فلذلك كره ملك الروم ما كره واشتد عليه تغيي عبد اللك ما غيه.
وقال الدائن :قال مسلمة بن مارب :أشار خالد بن يزيد على عبد اللك بتحري دنانيهم ومنع
التعامل با وأن ل يدخل بلد الروم شيء من القراطيس.
الجلد الثان
قالوا :وكان الثن بن حارثة بن سلمة بن ضمضم الشيبان يغي على السواد ف رجالٍ من قومه.
فبلغ أب بكر الصديق رضي ال عنه خبه فسأل عنه فقال له قيس بن عاصم بن سنان النقرى :هذا
رج ٌل غي خامل الذكر ول مهول النسب ول ذليل العماد هذا الثن بن حارثة الشيبان.
244
فتوح البلدان
ث إن الثن قدم على أب بكر فقال له :يا خليفة رسول ال! استعملن على من أسلم من قومي أقاتل
هذه العاجم من أهل فارس.
فكتب له أبو بكر ف ذلك عهدًا فسار حت نزل خفان ودعا قومه إل السلم فأسلموا.
ث إن أبا بكر رضي ال عنه كتب إل خالد بن الوليد الخزومي يأمره بالسي إل العراق ويقال بل
وجهه من الدينة وكتب أبو بكر إل الثن بن حارثة يأمره بالسمع والطاعة له وتلقيه.
وكان مذعور بن عدي العجلى قد كتب إل أب بكر يعلمه حاله وحال قومه ويسأله توليته قتال
الفرس.
فلما نزل خالد النباح لقيه الثن بن حارثة با وأقبل خالد حت أتى البصرة وبا سويد ابن قطبة
الذهلى.
وقال غي أب منف :كان با قطبة بن قتادة الذهلي -من بكر بن وائل ومعه جاعة من قومه وهو
يريد أن يفعل بالبصرة مثل فعل الثن بالكوفة.
فقد سويد لالد :إن أهل البله قد جعوا ل ول أحسبهم امتنعوا من إل لكانك.
قال له خالد :فالرأي أن أخرج من البصرة نارًا ث أعود ليلًا فأخل عسكرك بأصحاب فإن صبحوك
حاربناهم.
فلما جن عليه الليل انكفأ راجعًا حت صار إل عسكر سويد فدخله بأصحابه وأصبح البليون وقد
بلغهم انصراف خالد عن البصرة فأقبلوا نو سويد.
245
فتوح البلدان
فقال خالد :احلوا عليهم فإن أرى هيئة قوم قد ألقى ال ف قلوبم الرعب.
فحملوا عليهم قهزموهم وقتل ال منهم بشرًا وغرق طائفة ف دجلة البصرة.
ث مر خالد بالريبة ففتحها وسب من فيها واستخلف با فيما ذكر الكلب شريح بن عامر بن قي من
بن سعد بن بكر بن هوازن.
ويقال أيضًا إنه أتى النهرالذي يعرف بنهر الرأة فصال أهله وأنه قاتل جعًا بالذار ث سار يريد الية
وخلف سويد بن قطبة على ناحيته وقال له :قد عركنا هذه العاجم بناحيتك عركة أذلتهم لك.
وقد روى أن خالدًا لا كان بناحية اليمامة كتب إل أب يبكر يستمده فأمده برير بن عبد ال البجلي
فلقيه جرير منصرفًا من اليمامة فكان معه.
وقال الواقدي :والذي عليه أصحابنا من أهل الجاز أن خالدًا قدم الدينة من اليمامة ث خرج منها
إل العراق على فيد والثعلبية ث أتى الية.
قالوا :ومر خالد بن الوليد بزند ورد من كسكر فافتتحها وافتتح درن وذواتا بأمان بعد أن كانت
من أهل بزند ورد مراماةٌ للمسلمي ساعة.
وأتى أليس فخرج إليه جابان عظيم العجم فقدم إليه الثن لن حارثة الشيبان فلقيه بنهر الدم.
وصال خالد أهل أنيس على أن يكونوا عيونًا للمسلمي على الفرس وأدلء وأعوانا.
وأقبل خالد إل متمع النار فلقيه أزاذبه صاحب مسلح كسرى فيما بينه وبي العرب فقاتله
السلمون وهزموه.
246
فتوح البلدان
ث نزل خالد خفان ويقال بل سار قاصدًا إل الية فخرج إليه عبد السيح بن عمر بن قيس بن حيان
بن يقيلة -واسم بقيلة الارث وهو من الزد -وهانئ بن قبيصة بن مسعود الشيبان وإياس عامل
كسرى أبرويز على الية بعد النعمان ابن النذر -فصالوه على مئة ألف درهم ف كل علم وعلى
أن يكونوا عيونًا للمسلمي على أهل فارس وأن ل يهدم لم بيعة ول قصرًا.
وروى أبو متف عن أب الثن الوليد بن القسطامى وهو الصرف بن القسطامي الكلب إن عبد السيح
استقبل خالدًا وكان كبي السن فقال له خالد :من أين أقصى أثرك يا شيخ فقال :من ظهر أب.
ث تذاكرا الصلح فاصطلحا على مئة ألف يؤدونا ف كل سنة فكان الذي أخذ منهم أول مال حل
إل الدينة من العراق واشترط عليهم أن ل يبغوا السلمي غائلة وأن يكونوا عيونًا على أهل فارس
وذلك ف سنة أثن عشر.
وحدثن السي بن السود عن يي بن آدم قال :سعت أن أهل الية كانوا ستة آلف رجل فألزم
كل رجل منهم أربعة عشرة درهًا وزن خسة فبلغ ذلك أربعة وثاني ألفًا وزن خسة تكون ستي
وزن سبعة.
247
فتوح البلدان
وروى عن يزيد بن نبيشة العامري أنه قال :قدمنا العراق مع خالد بن الوليد فانتهينا إل مشلحة
العذيب ث أتينا الية وقد تصن أهلها ف القصر البيض وقصر ابن بقيلة وقصر العد سيي فأجلنا
اليل ف عرصاتم ث صالونا.
قال ابن الكلب :العدسيون من كلب نسبوا إل أمهم وهي كلبية أيضًا.
وحدثن أبو مسعود الكوف عن ابن مالد عن أبيه عن الشعب أن خري بن أوس بن حارثة بن لم
الطائي قال للنب صلى ال عليه وسلم :إن فتح ال عليك الية فاعطن ابنة بقيلة.
فلما أراد خالد صلح أهل الية قال له خري :إن النب صلى ال عليه وسلم جعل ل بنت بقيلة فل
تدخلها ف صلحك.
فقيل له :ويك لقد أرخصتها كان أهلها يدفعون إليك أضعاف ما سألت با.
وقد جاء ف الديث أن الذي سأل النب صلى ال عليه وسلم بنت بقيلة رجل من ربيعة والول
اثبت.
قالوا :وبعث خالد بن الوليد بشي بن سعد أبا النعمان بن بشي النصاري إل بانقيا فلقيته خيل
العاجم عليها فرخبنداذ فرشقوا من معه بالسهام وحل عليهم فهزمهم وقتل فرخبنداذ.
248
فتوح البلدان
ث بعث خالد جرير بن عبد ال البجلي إل أهل بانقيا فخرج إليه بصبهري بن صلوبا فاعتذر إليه من
القتال وعرض الصلح.
ويقال إن ابن صلوبا أتى خالدًا فاعتذر إليه وصاله هذا الصلح.
فلما قتل مهران ومضى يوم النخيلة أتاهم جرير فقبض منهم ومن أهل الية صلحهم وكتب لم
كتابًا بقبض ذلك.
وقوم ينكرون أن يكون جرير بن عبد ال قدم العراق إل ف خلفة عمر بن الطاب وكان أبو منف
والواقدي يقولن :قدمها مرتي.
قالوا :وكتب خالد لبصبهري بن صلوبا كتابًا ووجه إل أب بكر بالطيلسان مع مال الية وباللف
درهم.
وحدثن أبو نصر التمار قال :حدثنا شريك بن عبد ال النخعي عن الجاج بن أرطاة عن الكم عن
عبد ال بن مغفل الزن قال :ليس لهل السواد عهد إل الية وأليس وبانقيا.
وحدثن السي بن السود قال :حدثنا يي بن آدم عن الفضل بن الهلهل عن منصور عن عن ابن
مغفل قال :ل يصلح بيع أرض دون البل إل أرض بن صلوبا وأرض الية.
وحدثن السي بن السود قال :حدثنا يي بن آدم عن السن بن صال عن السود بن قيس عن أبيه
قال :انتهينا إل الية فصالناهم على كذا وكذا ورحل.
قال فقلت :وما صنعتم بالرحل قال :ل يكن لصاحب منا رحل فأعطيناه إياه.
وحدثنا أبو عبيد قال :حدثنا ابن أب مري عن النسري بن يي عن حيد بن هلل أن خالدًا لا نزل
الية صال أهلها ول يقاتلوا.
249
فتوح البلدان
وقال ضرار بن الزور السدي :أرقت ببانقيا ومن يلق مثل ما لقيت ببانقيا من الرح يأرق وقال
الواقدي :الجتمع عليه عند أصحابنا أن ضرارًا قتل باليمامة.
قالوا :وأتى خالد الفلليج منصرفة من بانقيا وبا جع للعجم فتفرقوا ول يلق كيدًا.
فوجه إليه الثن بن حارثة الشيبان وحنظلة بن الربيع بن رباح السدي من بن تيم وهو الذي يقال له
حنظلة الكاتب.
ث أتاه من دله على سوق بغداد وهو السوق العتيق الذي كان عند قرن الصراة.
فبعث خالدٌ الثن بن حارثة فأغار عليه فمل السلمون أيديهم من الصفراء والبيضاء وما خف مملة
من التاع.
فلما رأى أهل النبار ما نزل بم صالوا خالدًا على شيءٍ رضي به فأقرهم.
ويقال إن خالدًا قدم الثن إل بغداد ث سار فتول الغارة عليها ث رجع إل النبار.
250
فتوح البلدان
وحدثن السي بن السود قال :حدثن يي بن آدم قال :حدثنا السن ابن صال عن جابر عن
الشعب أنه قال :لهل النبار عه ٌد وعقدٌ.
وحدثن مشايخ من أهل النبار أنم صولوا ف خلفة عمر رحه ال عن طسوجهم على أربع مئة
ألف درهم وألف عباه قطوانية ف كل سنة وتول الصلح جرير بن عبد ال البجلي.
قالوا :وأتى خالد بن الوليد رجلٌ دله على سوق يتمع فيها كلب وبكر بن وائل وطوائف من قضاعة
فوق النبار.
فوجه إليها الثن بن حارثة فأغار عليها فأصاب ما فيها وقتل وسب.
ث لزموا حصنهم فحاصرهم خالد والسلمون حت سألوا المان فأب أن يؤمنهم وافتتح الصن عنوة
وقتل وسب ووجد ف كنيسة هناك جاع ًة سباهم فكان من ذلك السب حران ابن أبان بن خالد
النمري.
وحران مول عثمان وكان للمسيب بن نبة الفزاري فاشتراه منه فأعتقه.
ث إنه وجهه إل الكوفة للمسألة عن عامله فكذبه فأخرجه من جواره فنل البصرة.
251
فتوح البلدان
وسيين أبو ممد بن سيين وأخوته وهم :يي بن سيين وأنس بن سيين ومعبد بن سيين وهو
أكب أخوته وهم موال أنس بن مالك النصاري.
وكان من ذلك السب أيضًا أبو عمرة جد عبد ال بن عبد العلى الشاعر.
ويسار جد ممد بن إسحاق صاحب السية وهو مول قيس بن مرمة ابن الطلب بن عبد مناف.
وكان منهم مرة أبو عبيد جد ممد بن زيد بن عبيد بن مرة ونفيس ابن ممد بن زيد بن عبيد بن مرة
صاحب القصر عند الرة.
ابن ممد هذا ونوه يقولون :عبيد بن مرة بن العلى النصاري ث الزرقى.
ونصي أبو موسى بن نصي صاحب الغرب وهو مول لبن أمية وله بالثغور موال من أولد من أعتق
يقولون ذلك.
وقال ابن الكلب :كان أبو فروه عبد الرحن بن السود ونصي أبو موسى ابن نصي عربيي من أراشة
بلى سبيا أيام أب بكر رحه ال من جبل الليل بالشام.
وكان اسم نصي نصرًا فصغر وأعتقه بعض بن أمية فرجع إل الشام وولد له موسى بقرية يقال لا
كفر مرى وكان أعرج.
وقال الكلب :وقد قيل إنما أخوان من سب عي التمر وإن ولءها لبن ضبة.
وقال :علي بن ممد الدائن :يقال إن أبا فروه ونصيًا كانا من سب عي التمر.
فابتاع ناعم السدي أبا فروه ث ابتاعه من عثمان وجعله يفر القبور.
فلما وثب الناس به كان معهم عليه فقال له :رد الظال.
فقال له :أنت أولا ابتعتك من مال الصدقة لتحفر القبور فتركت ذلك.
252
فتوح البلدان
والربيع صاحب النصور الربيع بن يونس بن ممد بن أب فروه.
وإنا لقب أبا فروه بفروه كانت عليه حي سب وقد قيل إن خالدًا صال أهل حصن عي الثمر وإن
هذا السب وجد ف كنيس ٍة ببعض الطسوج.
وقيل إن سيين من أهل جرجرايا وإنه كان زائرًا لقرابة له فأخذ ف الكنيسة معهم.
حدثن السي بن السود قال :حدثن يي بن آدم عن السن بن صال عن أشعث عن الشعب قال:
صال خالد بن الوليد أهل الية وأهل عي التمر وكتب بذلك إل أب بكر فأجازه.
قال يي :فقلت للحسن بن صال :أفأهل عي النمر مثل أهل الية إنا هو شيء عليهم وليس على
أراضيهم شيء.
فقال نعم.
قالوا :وكان هلل بن عقبة بن قيس بن البشر النمري على النمر ابن قاسط بعي التمر فجمع لالد
وقاتله فظفر به فقتله وصلبه.
وقال ابن الكلب :كان على النمر يومئذ عقبة بن قيس بن البشر بنفسه.
قالوا :وانتقض ببشي بن سعد النصاري جرحه فمات فدفن بعي التمر.
ودفن إل جنبه عمي بن رئاب بن مهشم بن سعيد بن سهم بن عمرو وكان أصابه سهمٌ بعي التمر
فاستشهد.
ووجه خالد بن الوليد وهو بعي التمر النسي بن ديس بن ثور إل ماء لبن تغلب فطرقهم ليلًا فقتل
وأسر فسأله رجلٌ من السرى أن يطلقه على أن يدله على حيٍ من ربيعه.
253
فتوح البلدان
وحدثن أبو مسعود الكوف عن ممد بن مروان أن النسي أتى عكبا فأمن أهلها وأخرجوا لن معه
طعامًا وعلفًا.
ث مر قال :ث أتى الخرم -قال أبو مسعود :ول يكن يدعى يومئذ مرمًا إنا نزله بعض ولد مرم بن
حزن بن زياد بن أنس بن الديان الارثي فسمى به فيما ذكر هشام بن ممد الكلب -ث عب
السلمون جسرًا كان معقودًا عند قصر سابور الذي يعرف اليوم بقصر عيسى بن علي فخرج إليه
خرزاد بن ماهبنداذ وكان موكلًا به فقاتلوه وهزموه.
وقال الواقدي :وجه الثن بن حارثة النسي وحذيفة بن مصن بعد يوم السر وبعد انيازه بالسلمي
إل خفان وذلك ف خلفة عمر بن الطاب ف خيلٍ.
وقال عتاب بن إبراهيم فيما ذكر ل عنه أبو مسعود أن النسي وحذيفة آمنا أهل تكريت وكتبا لم
كتابًا أنفذه له عتبة بن فرقد السلمي حي فتح الطيهان والوصل.
وذكر أيضًا أن النسي توجه من قبل خالد بن الوليد فأغار على قرى بسكن وقطربل فغنم منها غنيمة
حسنة.
قالوا :ث سار خالد من عي التمر إل الشام وقال للمثن بن حارثة :ارجع رحك ال إل سلطانك
فغي مقصر ول وان.
وقال الشاعر :أبنا دارهم واليل تردى بكل سيمدع سامي التليل يعن من كان ف السوق الذي
فوق النبار.
وللمثن بالعال معرك ٌة شاهدها من قبيله بشر يعن بالعال النبار وقطر بل ومسكن وبادوريا فأراد
سوق بغداد كتيبةٌ أفزعت بوقعتها كسرى وكاد اليوان ينفطر وشجع السلمون إذ حذروا وف صر
وف التجارب العب سهل نج السبيل فاقتفروا آثاره والمور تقتفر وقال بعضهم حي لقوا خرزاد:
254
فتوح البلدان
وآل منا الفارسي الذره حي لقيناه دوين النظره بكل قباء لوقٍ مضمره بثلها يهزم جع الكفره يعن
بالنظرة تل عقرقوف وكان شخوص خالد إل الشام ف شهر ربيع الخر ويقال ف شهر ربيع الول
سنة ثلث عشرة.
وأصح ذلك مضيه من خلفة عمر بن الطاب رضي ال عنه قالوا :لا استخلف عمر بن الطاب
رضي ال عنه وجه أبا عبيد ابن عمرو بن عمي بن عوف بن عقدة بن غية بن عوف بن ثقيف -
ف وكتب إل الثن بن حارثة يأمره بتلقيه والسمع
وهو أبو الختار بن أب عبيد -إل العراق ف أل ٍ
والطاعة له وبعث مع أب عبيد سليط بن قيس بن عمرو النصاري وقال له :لول عجل ٌة فيك لوليتك
ولكن الرب زبونٌ ل يصلح لا إل الرجل الكيث.
فصحبه خلقٌ.
وسار إل الالينوس وهو ببار وسا فصاله ابن الندرزعز كذا عن كل رأس على أربعة دراهم على
أن ينصرف.
ووجه أبو عبيد الثن إل زند ورد فوجدهم قد نقضوا فحاربم فظفر وسب.
ووجه عروة بن زيد اليل الطائي إل الزواب فصال دهقانا على مثل صلح بارو سا.
255
فتوح البلدان
يوم قس الناطف وهو يوم السر قالوا :بعث الفرس إل العرب حي بلغها اجتماعها ذا الاجب مردا
نشاه وكان أنوشروان لقبه بمن لتبكه به وسى ذا الاجب لنه كان يغضب حاجبيه ليفعهما عن
عينيه كبا.
فأمر أبو عبيد بالسر فعقد أعانه على عقده أهل بانقيا.
ويقال أن ذلك السر كان قديا لهل الية يعبون عليه إل ضياعهم فأصلحه أبو عبيد وذلك أنه
كان معتلًا مقطوعًا.
ث عب أبو عبيد والسلمون من الروحة على السر فلقوا ذا الاجب وهو ف أربعة آلف مدججٍ ومعه
في ٌل ويقال عدة فيلة واقتتلوا قتالًا شديدًا وكثرت الراحات وفشت ف السلمي.
فقال سليط بن قيس :يا أبا عبيد! قد كنت نيتك عن قطع هذا السر إليهم اشرت عليك بالنياز
إل بعض النواحي والكتاب إل أمي الؤمني بالستمداد فأبيت.
فحمل فضرب خرطوم الفيل وحل عليه أبو مجن بن حبيب الثقفي فضرب رجله فعلقها وحل
الشركون فقتل أبو عبيد رجه ال.
256
فتوح البلدان
ث إن الثن بن حارثة أخذه ساعة وانصرف بالناس وبعضهم على حامية بعض وقاتل عروة بن زيد
اليل يومئذ قتالًا شديدًا عدل بقتال جاعة وقاتل أبو زبيد الطائي الشاعر حيةً للمسلمي بالغربية
وكان أتى الية ف بعض أموره وكان نصرانيًا.
وأتى الثن أليس فنلا وكتب إل عمر بن الطاب بالب مع عروة بن زيد.
وكان من قتل يوم السر فيما ذكر أبو منف :أبو زيد النصاري أحد من جع القرآن على عهد النب
صلى ال عليه وسلم.
قالوا :وكانت وقعة السر يوم السبت ف آخر شهر رمضان سنة ثلث عشرة.
وقال أبو مجن بن حبيب :أن نسرت نونا أم يوسف ومن دون مسراها فيافٍ ماهل إل فتيةٍ بالطف
نيل سراتم وغودر أفراسٌ لم ورواحل مررت على النصار وسط رحالم فقلت لم هل منكم اليوم
قافل حدثن أبو عبيد بن سلم قال :حدثنا ممد بن كثي عن زائدة عن إساعيل بن أب خالد عن
قيس بن أب حازم قال :عب أبو عبيد بانقيا ف ناس من أصحابه فقطع الشركون السر فأصيب ناسٌ
من أصحابه.
قال إساعيل :وقال أبو عمرو الشيبان :كان يوم مهران ف أول السنة والقادسية ف آخرها.
يوم مهران وهو يوم النخيلة قال أبو منف وغيه :مكث عمر بن الطاب رضي ال عنه سنة ل يذكر
العراق لصاب أب عبيد وسليط.
ث إن عمر رضي ال عنه ندب الناس إل العراق فجعلوا يتحامونه ويتثاقلون عنه حت هم أن يغزو
بنفسه.
وقدم عليه خلقٌ من الزد يريدون غزو الشام فدعاهم إل العراق ورغبهم ف غناء آل كسرى فردوا
الختيار إليه فأمرهم بالشخوص.
257
فتوح البلدان
وقدم جرير بن عبد ال من السراة ف بيلة فسأل أن يأت العراق على أن يعطى وقومه ربع ما غلبوا
عليه.
وقومٌ يزعمون أنه مر على طريق البصرة وواقع مرزبان الذار فهزمه.
حدثن عفان بن مسلم قال :حدثنا حاد بن سلمة قال :حدثنا داود بن أب هند قال :أخبن الشعب
أن عمر وجه جرير بن عبد ال إل الكوفة بعد قتل أب عبيد أول من وجه قال :هل لك ف العراق
وأنفلك الثلث بعد المس قال :نعم.
قالوا :واجتمع السلمون بدير هند ف سنة أربع عشر وقد هلك شيويه وملكت بوران بنت كسرى
إل أن يبلغ يزد جرد بن شهريار فبعث إليهم مهران بن مهر بنداذ المذان ف اثن عشر ألفًا فأهل
السلمون له حت عب السر وصار ما يلي دير العور.
وروى سيف أن مهران صار عند عبور السر إل موضع يقال له البويب وهذا الوضع الذي قتل به
ويقال إن جنبت البويب أفعمت عظامًاحت استوى وعفا عليها التراب زمان الفتنة وإنه ما يثار هناك
شيء إل وقعوا منها على شيء وذلك ما بي السكون وبن سليم.
وعسكر السلمي بالنخيلة وكان على الناس فيما تزعم بيلة جرير بن عبد ال وفيما تقول ربيعة الثن
بن حارثة.
258
فتوح البلدان
فالتقى السلمون وعدوهم فأبلى شرحبيل بن السمط الكندي يومئذ بلءً حسنًا وقتل مسعود بن
حارثة أخو الثن بن حارثة.
فقال الثن :يا معشر السلمي! ل يرعكم مصرع أخي فإن مصارع خياركم هكذا.
فحملوا حلة رجلٍ واحد مققي صابرين حت قتل ال مهران وهزم الكفرة.
وضارب قرط بن جاح العبدى يومئذ حت انثن سيفه وجاء الليل فتتاموا إل عسكرهم وذلك ف سنة
أربع عشرة.
فتول قتل مهران جرير بن عبد ال والنذر ابن حسان بن ضرار الضب فقال هذا :أنا قتلته وقال هذا
أنا قتلته وتنازعا نزاعًا شديدًا.
ث ل يزل السلمون يشنون الغارات ويتابعونا فيما بي الية وكسكر وفيما بي كسكر وسورا
وبربيسما وصراه جاماسب وما بي الفلوجتي والنهرين وعي التمر.
وعب بعض السلمي نر سورا فأتوا كوثى ونر اللك وباد وريا.
259
فتوح البلدان
وكانوا يعيشون با ينالون من الغارات.
يوم القادسية قالوا :كتب السلمون إل عمر بن الطاب رضي ال عنه يعلمونه كثرة من تمع لم من
أهل فارس ويسألونه الدد.
فأشار عليه العباس بن عبد الطلب وجاعةٌ من مشايخ أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم بالقام
وتوجيه اليوش والبعوث.
ففعل ذلك.
فأراد عمر توجيه سعيد ابن زيد بن عمرو بن نفيل العدوى ث بدا له فوجه سعد بن أب وقاص -
واسم أب وقاص مالك بن ويقال إن سعيد بن زيد بن عمرو كان يومئذ بالشام غازيا.
وكان الثن بن حارثة مريضًا فأشار عليه بأن يارب العدو بي القادسية والعذيب ث اشتد وجعه
فحمل إل قومه فمات فيهم.
260
فتوح البلدان
قال الواقدي :توف الثن قبل نزول رستم القادسية.
قالوا :وأقبل رستم وهو من أهل الري ويقال بل هو من أهل هذان فنل برس.
ث سار فأقام بي الية والسيلحي أربعة أشهر ل يقدم على السلمي ول يقاتلهم والسلمون
معسكرون بي العذيب والقادسية.
وكان الشركون زهاء مئة ألف وعشرين ألفًا ومعهم ثلثون فيلًا ورايتهم العظمى الت تدعى
درفشكابيان.
وكان جيع السلمي ما بي تسعة آلف إل عشرة آلف فإذا احتاجوا إل العلف والطعام أخرجوا
خيولًا ف الب فأغارت على أسفل الفرات.
قالوا :ك وكانت البصرة قد مصرت فيما بي يوم النخيلة ويوم القادسية مصرها عتبة بن غزوان ث
استاذن الج وخلف الغية بن شعبة.
فكتب إليه عمر بعهده فلم يلبث أن قرف با قرف به فول اب موسى البصرة وأشخص الغية ف
الدينة.
فلما حضروا يوم القادسية كتب عمر إل أب موسى يأمره بإمداد سعد فامده بالغية ف ثان مئة
فشهدها ث شخص إل مدينة.
فكتب عمر إل عبيدة بن الراح فأمد سعدا بقيس بن هبية بن الكشوح الرادي.
فيقال انه شهد القادسية ويقال بل شهد على السلمي وقد فرغ من حربا وكان قيس ف سبع مئة.
261
فتوح البلدان
وكان يوم القادسية ف آخرسنة ست عشرة.
وقد قيل إن أمد سعدًا بالغية عتبة بن غزوان وإن الغية غنما ولّى البصرة بعد قدومه من القادسية إن
عمر ل يرج من الدينة حي اشخصه إليها لا قرف به إل واليًا على الكوفة.
وحدثن العباس بن الوليد النرسي قال :حدثنا عبد الواحد بن زياد عن مالد.
عن الشعب قال :كتب عمر إل أب عبيدة :ابعث قيس بن الكشوح إل القادسية فيمن انتدب معه.
فسألوه الغنيمة فكتب إل عمر ف ذلك فكتب إله عمر :كإن كان قيس قدم قبل دفن القتلى قالوا:
وأرسل رستم إل سعد يسأله توجيه بعض أصحابه إليه.
فقصد سريره ليجلس معه عليه فمنعته الساورة من ذلك وكلمة رستم بكلم كثي.
ث قال له :قد علمت أنه ل يملكم على ما أنتم فيه إل ضيق العاش وشدة الهد.
فقال الغية :إن ال بعث إلينا نبيه صلى ال عليه وسلم فسعدنا بإجابته وإتباعه وأمرنا بها من خالف
ديننا{ :حت يعطوا الزية عن يد وهم صاغرون} .ونن ندعوك إل عبادة ال وحده واليان بنبيه
صلى ال عليه وسلم فإن فعلت وإل فالسيف بيننا وبينكم.
262
فتوح البلدان
فقال الغية :ل حول ول قوة إل بال.
وانصرف عنه.
ف عليه الرق.
وكان على فرس له مهزول وعليه سيفٌ معلوبٌ ملفو ٌ
وكتب عمر إل سعد يأمره بأن يبعث إل عظيم الفرس قومًا يدعونه إل السلم.
فجرى بينهم كلم كثي حت قالوا :إن نبينا قد وعدنا أن نغل على أرضكم.
فقام عمرو بن معدي كرب مبادرًا فبسط رداءه وأخذ من ذلك التراب فيه وانصرف.
فقيل له :ما دعاك إل ما صنعت قال :تفاءلت بأن أرضهم تصي إلينا ونغلب عليها.
ث أتوا اللك ودعوه إل السلم فغضب وأمرهم بالنصراف وقال :لول أنكم رسلٌ لقتلتكم.
ث إن علفة السلمي وعليها زهرة بن حوية بن عبد ال بن قتادة التيمي ث السعدي -ويقال كان
عليها قتادة بن حوية -لقيت خيلًا للعاجم فكان ذلك سبب الوقعة.
أغاثت العاجم خيلها وأغاث السلمون علفتهم فالتحمت الب بينهم وذلك بعد الظهر وحل
عمرو بن معدي كرب الزبيدي فاعتنق عظيمًا من الفرس فوضعه بي يديه ف السرج وقال :أنا أبو
ثور افعلوا كذا.
ث حطم قيلًا من الفيلة وقال :ألزموا سيوفكم خراطيمها فإن مقتل الفيل خرطومه.
263
فتوح البلدان
وكان سعد قد استخلف على العسكر والناس خالد بن عرفطة العذري حليف بن زهرة لعلة وجدها.
وكان مقيمًا ف قصر العذيب فجعلت امرأته -وهي سلمى بنت حفصة من بن تيم ال بن ثعلبة امرأة
الثن بن حارثة -تقول :وامثنياه ول مثن للخيل! فلطمها فقالت :يا سعد! أغية وجبنًا وكان أبو
مجن الثقفي بباضع غربه إليها عمر بن الطاب رضي ال عنه لشربه المر فتخلص حت لق بسعد.
ول يكن فيمن شخص معه فيما ذكر الواقدي وشرب المر ف عسكر سعد فضربه وحبسه ف قصر
العذيب.
فركب فرس سعد وحل على العاجم فخرق صفهم وحطم الفيل البيض بسيفه وسعد يراه.
فلما انقضى أمر رستم قال له سعد :وال ل ضربتك ف المر بعدما رأيت منك أبدًا.
وأبلى طليحة بن خويلد السدي يومئذ وضرب الالينوس ضربة قدت مغفره ول تعمل ف رأسه.
وقال قيس بن مشكوح :يا قوم! إن منايا الكرام القتل فل يكونن هؤلء القلف أول بالصب واسخي
نفسًا بالوت منكم.
ث قاتل قتالًا شديدًا وقتل ال رستم فوجد بدنه ملوءًا ضربًا وطعنًا فلم يعلم من قاتله.
264
فتوح البلدان
وقد كان مشى إليه عمرو بن معدي كرب وطليحة بن خويلد السدي وقرط بن جاح العبدي
وضرار بن الزور السدي.
فكان قتال القادسية يوم الميس والمعة وليلة السبت وهي ليلة الرير.
ويقال إن قيس بن مشكوح ل يضر القتال بالقادسية ولكنه قدمها وقد فرغ السلمون من القتال.
وحدثن أحد بن سلمان الباهلي عن السهمي عن أشياخه أن سلمان بن ربيعة غزا الشام مع أب أمامة
الصدي بن عجلن الباهلي فشهد مشاهد السلمي هناك ث خرج إل العراق فيمن خرج من الدد إل
القادسية متعجلًا فشهد الوقعة وأقام بالكوفة وقتل ببلنجر.
وقال الواقدي ف إسناده :خد قوم نت العاجم لرايتهم وقالوا :ل نبح موضعنا حت نوت.
قالوا :وبعث سعد خالد بن عرفطة على خيل الطلب فجعلوا يقتلون من لقوا حت انتهوا إل برس.
ونزل خالد على رجل يقال ته بسطام فأكرمه وبره وسي نر هناك نر بسطام.
واجتاز خالد بالصراة فلحق جالينوس فحمل عليه كثي بن شهاب الارثي فطعنه ويقال قتله.
265
فتوح البلدان
وهرب الفرس إل الدائن ولقوا بيزدجرد وكتب سعد إل عمر بالفتح وبصاب من أصيب.
وحدثن أبو رجاء الفارسي عن أبيه عن جده قال :حضرت وقعة القادسية وأنا موسي فلما رمتنا
العرب بالنبل جعلنا نقول :دوك دوك نعن مغزل فما زالت بنا تلك الغازل حت أزالت أمرنا.
لقد كان الرجل منا يرمي عن القوس الناوكيةفما يزيد سهمها على أن يتعلق بثوب أحدهم ولقد
كانت النبلة من نبالم تتك الدرع الصينة والوشن الضاعف ما علينا.
وقال هشام بن الكلب :كان أول من قتل أعجميًا يوم القادسية ربيعة بن عثمان بن ربيعة أحد بن
نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور.
وقال طليحة ف يوم القادسية :أنا ضربت الالينوس ضربه حي جياد اليل وسط الكبه وقال أبو
مجن الثقفي حي رأى الرب :كفى حزنًا أن تدعس اليل بالقنا وأترك قد شدوا علي وثاقيا إذا
قمت عنان الديد وغلقت مصاريع من دون تصم الناديا وقال زهي بن عبد شس بن عوف البجلي:
أنا زهي وابن عبد شس أرديت بالسيف عظيم الفرس رستم ذا النخوة والدمقس أطعت رب وشفيت
نفسي وما عقرت بالسيلحي مطيت وبالقصر إل خيفة أن أعيا فبئس امرؤٌ يبأى على برهطه وقد ساد
أشياخي معدًا وحيا وقال بعض السلمي يومئذ :وقاتلت حت أنزل ال نصره وسعدٌ بباب القادسية
معصم فرحنا وقد آمت نساءٌ كثيةٌ ونسوة سع ٍد ليس منهن أي وقال قيس بن الكشوح ويقال إنا
لغيه :جلبت اليل من صنعاء تردى بكل مدجج كالليث سام إل وادي القرى فديار كلبٍ إل
اليموك فالبلد الشامي وجئنا القادسية بعد شهر مسومة دوابرها دوامى فناهضنا هنالك جع كسرى
وأبناء الرازبة الكرام فلما أن رأيت اليل جالت قصدت لوقف اللك المام فأضرب رأسه فهوى
صريعًا بسيفٍ ل أفل ول كهام وقد أتلى الله هناك خيًا وفعل الي عند ال نام أضارب بالخشوب
حت أفله وأطعن بالرمح التل وأقدم وقال طليحة بن خويلد :طرقت سليمي أرحل الركب أن
اهتديت بسبسب سهب إن كلفت سلم بعدكم بالغارة الشعواء والرب لو كنت يوم القادسية إذ
نازلتهم بهن ٍد عضب أبصرت شدات ومنصرف وإقامت للطعن والضرب وقال بشر بن ربيعة بن عمرو
الثعمي :أل خيالٌ من أميمة موهنًا وقد جعلت أول النجوم ثغور ونن بصحراء العذيب ودارها
حجازيةٌ إن الحل شطي ول غرو إل جوبا البيد ف الدجى ومن دوننا رعنٌ أشم وقور تن بباب
266
فتوح البلدان
القادسية ناقت وسعد بن وقاص علي أمي وسعدٌ أميٌ شره دون خيه طويل الشذى كاب الزناد قصي
تذكر هداك ال وقع سيوفنا بباب قديسٍ والكر عسي قال :واستشهد يومئذ سعد بن عبيد النصاري
فاغتم عمر لصابه وقال :لقد كاد قتله ينغص علي هذا الفتح.
فتح الدائن
قالوا :مضى السلمون بعد القادسية فلما جازوا دير كعب لقيهم النخيخان إليها وبدا ف جعٍ عظيمٍ
من أهل الدائن فاقتتلوا وعانق زهي ابن سليم الزدى النخيخان فسقط إل الرض وأخذ زهي
خنجرًا كان ف وسط النخيخان فشق بطنه فقتله.
وسار سع ٌد والسلمون فنلوا ساباط واجتمعوا بدينة بر سي وهي الدينة الت ف شق الكوفة فأقاموا
تسعة أشهر ويقال ثانية عشر شهرًا حت أكلوا الرطب مرتي.
فلما فتحها السلمون أجع يزد جرد بن شهريار ملك فارس على الرب.
فدل من ابيض الدائن ف زبيل فسماه النبط برزبيل ومضى إل حلوان معه وجوه أساورته وحل معه
بيت ماله وخف متاعه وخزانته والنساء والذراري.
وكانت السنة الت هرب فيها سنة ماعة وطاعون عم أهل فارس.
حدثن عفان بن مسلم قال :أخبنا هشيم قال :أخبنا حصي قال :أخبنا أبو وائل قال :لا انزم
العاجم من القادسية اتبعناهم فاجتمعوا بكوثى فاتبعناهم ث انتهينا إل دجلة فقال السلمون :ما
تنتظرون بذه النطفة أن توضوها فخضناها فهزمناهم.
267
فتوح البلدان
حدثن ممد بن سعيد عن الواقدي عن ابن أب سية عن ابن عجلن عن أبان بن صال قال :لا
انزمت الفرس من القادسية قدم فلهم الدائن فانتهى السلمون إل دجلة وهي تطفح باءٍ ل ير مثله
قط.
فسبح السلمون ث أمروا أصحاب السفن فعبوا الثقال فقالت الفرس :وال ما تقاتلون إل جناٌ
فانزموا.
حدثن عباس بن هشام عن أبيه عن عسوانة بن الكم وقال أبو عبيده معمر بن الثن :حدثن أبو
عمرو بن العلء قال :وجه سعد بن أب وقاص خالد بن عرفطة على مقدمته فلم يرد سعد حت فتح
خالد ساباط.
ث قدم فأقام على الرومية حت صال أهلها على أن يلو من أحب منهم ويقيم من أقام على الطاعة
والناصحة وأداء الراج ودللة السلمي ول ينطووا لم على غش.
ول يد معابر فدل على ماضةٍ عند قرية الصيادين فأخاضوها اليل فجعل الفرس يرمونم فسلموا
حدثنا عبد ال بن صال قال :حدثن من أثق به عن الجالد بن سعيد عن الشعب أنه قال :أخذ
السلمون يوم الدائن جواري من جواري كسرى جيء بن من الفاق فكن يصنعن له فكانت أمي
أحداهن.
قال :وجعل السلمون يأخذون الكافور يومئذ فيلقونه ف قدورهم ويظنونه ملحا.
268
فتوح البلدان
يوم جلولء الوقيعة قالوا :مكث السلمون بالدائن أيامًا ث بلغهم أن يزد جرد قد جع جعًا عظيمًا
ووجهه إليهم وأن المع بلولء فسرح سعد بن أب وقاص هاشم بن عتبة بن أب وقاص إليهم ف أثن
عشر ألفًا فوجدوا العاجم قد تصنوا وخندقوا وجعلوا عيالم وثقلهم بانقي وتعاهدوا أن ل يفروا
وجعلت المداد تقدم عليهم من حلوان والبال.
فلقوهم وحجر بن عدي الكندي على اليمنة وعمرو ابن معدي كرب على اليل وطليحة بن خويلد
على الرجال وعلى العاجم يومئذ خرزاذ أخو رستم.
فاقتتلوا قتالًا شديدًا ل يقتتلوا مثله رميًا بالنبل وطعنًا بالرماح حت تقصفت وتالدوا بالسيوف حت
انثنت.
ث إن السلمي حلوا حلةً واحد ًة قلعوا با العاجم عن موقفهم وهزموهم فولوا هاربي وركب
السلمون أكتافهم يقتلونم قتل ذريعًا حت حال الظلم بينهم.
ث انصرفوا إل معسكرهم وجعل هاشم بن عتبة جرير بن عبد ال بلولء ف خي ٍل كثيف ٍة ليكون بي
السلمي وبي عدوهم.
فارتل يزد جرد من حلوان وأقبل السلمون يغيون ف نواحي السواد من جانب دجلة الشرقي.
فأتوا مهروذ فصال دهقانا هاشًا على جريب من دراهم على أن ل يقتل أحدًا منهم.
وأتى البندنيجي فطلب أهله المان على أداء الزية والراج فأمنهم.
ول يبق من سواد دجلة ناحية إل غلب عليها السلمون وصارت ف أيديهم.
269
فتوح البلدان
وقال هشام بن الكلب :كان على الناس يوم جلولء من قبل سعد عمرو بن عتبة بن نوفل بن أهيب
بن عبد مناف بن زهرة وأمه عاتكة بنت أب وقاص.
قالوا :فأسلم جيل بن بصبهرى دهقان الفلليج والنهرين وبسطام ابن نرسى دهقان بابل وخطر نية
والرفيل دهقان العال وفيوز دهقان نر اللك وكوثى وغيهم من الدهاقي.
فلم يعرض لم عمر بن الطاب ول يرج الرض من أيديهم وأزال الزية عن رقابم.
وحدثن أبو مسعود الكوف عن عوانة عن أبيه قال :وجه سعد بن أب وقاص هاشم بن عتبة بن أب
وقاص ومعه الشعث بن قيس الكندي فمر بالراذانات وأتى دقوقا وخانيجار فغلب على ما هناك
وفتح جيع كوره باجرمى ونفذ إل نو سن بارما وبوازيج اللك إل حد شهر زور.
حدثن السي بن السود قال :حدثن يي بن آدم قال :أخبنا ابن البارك عن أب ليعة عن يزيد بن
أب حبيب قال :كتب عمر بن الطاب إل سعد بن أب وقاص حي فتح السواد :أما بعد فقد بلغن
كتابك تذكر أن الناس سألوك أن تقسم بينهم ما أفاء ال عليهم.
فإذا أتاك كتاب فانظر ما أجلب عليه أهل العسكر بيلهم وركابم من مالٍ أو كراعٍ فاقسمه بينهم
بعد المس واترك الرض والنار لعمالا ليكون ذلك ف أعطيات السلمي فإنك إن قسمتها بي من
حضر ل يكن يبقى بعدهم شيء.
وحدثن السي قال :حدثنا وكيع عن فضيل بن غزوان عن عبد ال بن حازم قال :سألت ماهدًا عن
أرض السواد فقال :ل تشترى ول تباع.
270
فتوح البلدان
قال :وحدثن الوليد بن صال عن الواقدي عن ابن أب سبة عن صال ابن كيسان عن سليمان بن
يسار قال :أقر عمر بن الطاب السواد لن ف أصلب الرجال وأرحام النساء وجعلهم ذم ًة تؤخذ
منهم الزية ومن أرضهم الراج وهم ذمةٌ ل رق عليهم.
قال سليمان :وكان الوليد بن عبد اللك أراد أن يعل أهل السواد فيئًا فأخبته با كان من عمر ف
ذلك فورعه ال عنهم.
حدثن السي بن السود قال :حدثنا يي بن آدم عن إسرائيل عن أب إسحاق عن حارثة بن مضرب
أن عمر بن الطاب أراد قسمة السواد بي السلمي فأمر أن يصوا فوجد الرجل منهم نصيبه ثلثةً
من الفلحي.
فشاروا أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم ف ذلك فقال علي :دعهم يكونوا مادةً للمسلمي.
فبعث عثمان بن حنيف النصاري فوضع عليه ثانية أربعي وأربعة وعشرين وأثن عشر.
حدثنا أبو نصر التمار قال :حدثنا شريك عن الجلج عن حبيب بن أب ثابت عن ثعلبة بن يزيد عن
علي قال :لول أن يضرب بعضكم وجوه بعضٍ لقسمت السواد بينكم.
حدثن السي بن السود قال :حدثنا يي بن آدم قال :حدثنا إسرائيل عن جابر حدثن السي قال:
حدثنا يي بن آدم قال :حدثن الصلت الزبيدي عن ممد بن قيس السدي عن الشعب أنه سئل عن
أهل السواد ألم عهد فقال :ل يكن لم عهدٌ فلما رضي منهم بالراج صار لم عهد.
حدثن السي :عن يي بن آدم عن شريك عن جابر عن عامر أنه قال :ليس لهل السواد عهدٌ.
حدثنا عمرو الناقد قال :حدثنا ابن وهب الصري قال :حدثنا مالك عن جعفر بن ممد عن أبيه قال:
كان للمهاجر بن ملسٌ ف السجد.
فكان عمر يلس معهم فيه ويدثهم عن ما ينتهي إليه من أمر الفاق.
271
فتوح البلدان
فقال يومًا :ما أدري كيف أصنع بالجوس فوثب عبد الرحن بن عوف فقال :اشهد على رسول ال
صلى ال عليه وسلم أنه قال :سنوا بم سنة أهل الكتب.
حدثنا ممد بن الصباح البزاز قال :حدثنا هشيم قال :حدثنا إساعيل ابن أب خالد عن قيس بن أب
حازم قال :كانت بيلة ربع الناس يوم القادسية.
فلما وفد عليه جرير قال :لول أن قاسمٌ مسئول لكنت على ما جعلت لكم.
ففعل وفعلوا.
قال :فقالت امرأة من بيلة يقال لا أم كرز :إن أب هلك وسهمه ثابتٌ ف السواد.
وإن لن أسلم.
فقالت له :ما أنا بسلمة أو تملن على ناقة ذلول عليها قطيفة حراء وتل يدي ذهبًا.
وحدثن السي قال :حدثنا أبو أسامة عن إساعيل عن قيس عن جرير قال :كان عمر أعطى بيلة
ربع السواد فأخذوه ثلث سني.
قال قيس :ووفد جرير بن عبد ال على عمر مع عمار بن ياسر فقال عمر :لول أن قاسم مسئول
لتركتكم على ما كنتم عليه ولكن أرى أن تردوه.
272
فتوح البلدان
ففعلوا.
السن بن عثمان الزيادي قال :حدثنا عيسى بن يونس عن إساعيل عن قيس قال :أعطى عمر جرير
بن عبد ال أربع مئة دينار.
حدثن حيد بن الربيع عن يي بن آدم عن السن بن صال قال :صال عمر بيلة من ربع السواد
على أن فرض لم ف ألفي من العطاء.
وحدثن الوليد بن صال عن الواقدي عن عبد الميد بن جعفر عن جرير بن يزيد بن جرير بن عبد
ال عن أبيه عن جده أم عمر جعل له ولقومه ربع ما غلبوا عليه من السواد.
فكتب عمر :إن شاء جرير أن يكون إنا قاتل وقومه على جعلٍ كجعل الؤلفة قلوبم فأعطوهم
جعلهم وإن كانوا إنا قاتلوا ل واحتبسوا ما عنده فهم من السلمي لم ما لم وعليهم ما عليهم.
حدثن السي قال :حدثن يي بن آدم عن عبد السلم بن حرب عن معمر عن على بن الكم عن
إبراهيم النخعي قال :جاء رجل إل عمر بن الطاب رضي ال عنه فقال :إن قد أسلمت فارفع عن
أرض الراج.
حدثنا خلف بن هشام البزاز قال :حدثنا هشيم عن العوام بن حوشب عن إبراهيم التيمي قال :لا
افتتح عمر السواد قالوا له :اقسمه بيننا فأنا فتحناه عنوةً بسيوفنا.
273
فتوح البلدان
فأب وقال :فما لن جاء بعدكم من السلمي وأخاف إن قسمته أن تتفا سدوا بينكم ف الياه.
قال :فأقر أهل السواد ف أرضهم وضرب على رؤسهم الزية وعلى أرضهم التصق ول تقسم بينهم.
وحدثن القاسم بن سرم قال :حدثنا إساعيل بن مالد عن أبيه عن الشعب أن عمر بن الطاب رضي
ال عنه بعث عثمان بن حنيف النصاري يسح السواد قال القاسم :وبلغن أن ذلك القفيز كان
مكوكًا لم يدعى الشابرقان.
حدثن عمرو الناقد قال :حدثنا أبو معاوية عن الشيبان عن ممد بن عبد ال الثقفي قال :وضع عمر
على السواد على كل جريبٍ عامرٍ أو غامرٍ يبلغه الاء درهًا وقفيزًا وعلى جريب الرطبة خسة دراهم
وخسة أقفزة وعلى جريب الشجر عشرة دراهم وعشرة أقفزة ول يذكر النخل وعلى رؤس الرجال
ثانية وأربعي وأربعة وعشرين وأثن عشر.
وحدثنا القاسم بن سلم قال :حدثنا ممد بن عبد ال النصاري عن سعيد ابن أب عروبة عن قتادة
عن أب ملز لحق بن حيد أن عمر بن الطاب رضي ال عنه بعث عمار بن ياسر على صلة أهل
الكوفة وجيوشهم وعبد ال بن مسعود على قضائهم وبث ما لم وعثمان بن حنيف على مساحة
الرض.
فمسح عثمان بن حنيف الرض فجعل على جريب النخل عشرة دراهم وعلى جري بالكرم عشرة
دراهم وعلى جريب القصب ستة دراهم وعلى جريب الب أربعة دراهم وعلى جريب الشعي درهي.
حدثنا الي بن السود قال :حدثنا يي بن آدم عن مندل العنى عن العمش عن إبراهيم عن عمرو
بن ميمون قال :بعث عمر بن الطاب رضي ال عنه حذيفة بن اليمان على ما وراء دجلة وبعث
عثمان بن حنيف على ما دون دجلة.
274
فتوح البلدان
فوضعا على كل جريبٍ قفيزًا ودرها.
حدثنا السي قال :حدثنا يي بن آدم عن مندل عن أب إسحاق الشيبان عن ممد بن عبد ال
الثقفى قال :كتب الغية بن شعبة وهو على السواد :إن قبلنا أصنافًا من الغلة لا مزيدٌ على النطة
والشعي.
وحدثنا خلف البزاز قال :حدثنا أبو بكر بن عياش وحدثن السي بن السود عن يي بن آدم عن
أب بكر قال :أخبن أبو سعيد البقال عن العيزار بن حريث قال :وضع عمر بن الطاب رضي ال
عنه على جريب النطة درهي وجريبي وعلى جريب الشعي درهًا وجريبًا وعلى كل غامر يطاق
زرعه على الريبي درها.
وحدثنا خلف البزار عن أب بكر بن عياش عن أب سعيد عن العيزار بن حريث قال :وضع عمر على
جريب الكرم عشرة دراهم وعلى جريب الرطبة عشرة دراهم وعلى جريب حدثن عمرو الناقد قال:
حدثنا حفص بن غياث عن ابن أب عروبة عن قتادة عن أب ملز أن عمر وضع على جريب النخل
ثانية دراهم.
وحدثنا السي بن السود قال :حدثنا يي بن آدم قال :حدثنا عبد الرحن ابن سليمان عن السرى
بن إساعيل عن الشعب قال :بعث عمر بن الطاب رضي ال عنه عثمان بن حنيف فوضع على أهل
السواد لريب الرطبة خسة دراهم ولريب الكرم عشرة دراهم ول يعل على ما عمل تته شيئًا.
وحدثن الوليد بن صال عن الواقدي عن ابن أب سية عن السور بن رفاعة قال قال عمر بن عبد
العزيز :كان خراج السواد على عهد عمر بن الطاب رضي ال عنه مئة ألف ألف درهم.
275
فتوح البلدان
وحدثنا الوليد عن الواقدي عن عبد ال بن عبد العزيز عن أيوب بن أب أمامة بن سهل بن حنيف عن
أبيه قال :ختم عثمان بن حنيف ف رقاب خس مئة ألفٍ وخسي ألف علجٍ وبلغ الراج ف وليته
مئة ألف ألف درهم.
وحدثن الوليد بن صال قال :حدثنا يونس بن أرقم الالكي قال :حدثن يي بن أب الشعث الكندي
عن مصعب بن يزيد أب زيد النصاري عن أبيه قال :بعثن علي بن اب طالب على ما سقى الفرات
فذكر رساتيق وقرى.
فسمى نر اللك وكوتى وبر سي والرومقان ونر جوبر ونر درقيط والبهقباذات وأمرن أن أضع على
كل جريب زرعٍ غليظ من الب ردرهًا ونصفًا وصاعًا من طعام وعلى كل جريبٍ وسطٍ درهًا وعلى
كل جريب من الب رقيق الزرع ثلثي درهم وعلى الشعي نصف ذلك.
وأمرن أن أضع على البساتي الت تمع النخل والشجر على كل جريب عشرة دراهم وعلى جريب
الكرم إذا أتت عليه ثلث سني ودخل ف الرابعة وأطعم عشرة دراهم وأن ألغي كل نل شاذ عن
القرى يأكله من مر به وأن ل أضع على الضراوات شيئًا :القاثي والبوب والسماسم والقطن.
وأمرن أن أضع على الدهاقي اللذين يركبون الباذين ويتختمون بالذهب على الرجل ثانية وأربعي
درهًا وعلى أوساطهم من التجار على كل رجل أربعة وعشرين درهًا ف السنة وأن أضع على الكرة
وسائر من بقي منهم على الرجل اثن عشر درهًا.
حدثن حيد بن الربيع عن يي بن آدم عن السن بن صال قال للحسن :ما هذه الطسوق الختلفة
فقال :كل قد وضع حالًا بعد حال على قدر قرب الرضي والفرض من السواق وبعدها.
قال :وقال يي بن آدم :وأما مقاسة السواد فإن الناس سألوها السلطان ف آخر خلفة النصور فقبض
قبل أن يتقاسوا ث أمر الهدي با فقسموا فيها دون عقبة حلوان.
وحدثن عبد ال بن صال العجلي عن عبثر أب زبيد عن الثقات قال :مسح حذيفة سقي دجلة ومات
بالدائن.
276
فتوح البلدان
وقناطر حذيفة نسبت إليه وذلك أنه نزل عندها.
ويقال جددها.
وكان ذراعه وذراع ابن حنيف ذراع اليد وقبضة وإبام مدودة.
وبما قوسم أهل السواد على النصف بعد الساحة الت كانت تسح عليهم.
قال بعض الكتاب :العشر الذي يؤخذ من القطائع هو عشر ما يكال خس النصف الذي يؤخذ من
الستان.
فينبغي أن يوضع على الريب ما تري عليه الساحة ف القطائع أيضًا خس ما يؤخذ من جريب
الستان فمضى المر على ذلك.
حدثن أبو عبيد قال :حدثنا كثي بن هشام عن جعفر بن برقان عنميمون بن مهران أن عمر رحه ال
بعث حذيفة وابن حنيف إل خانقي زكانت من أول ما افتتحوا.
حدثنا السي بن السود قال :حدثنا وكيع قال :حدثنا عبد ال بن الوليد قال :حدثنا رجل كان أبوه
أخب الناس بذا السواد يقال له عبد اللك بن أب حره عن أبيه أن عمر بن الطاب أصفى عشر
أرضي من السواد فحفظت سبعًا وذهب عن ثلث :أصفى الجام ومغايض الاء وأرض كسرى
وكل دير يزيد وأرض من قتل ف العركة وأرض من هرب.
قال :ول يزل ذلك ثابتًا حت أحرق الديوان أيام الجاج بن يوسف فأخذ كل قوم ما يليهم.
وحدثن أبو عبد الرحن العفي قال :حدثنا ابن البارك عن عبد ال بن الوليد عن عبد اللك بن أب
حرة عن أبيه قال :أصفى عمر بن الطاب من السواد أرض من قتل ف الرب وأرض من هرب وكل
أرض كسرى وكل مغيض ماء وكل دير يزيد وكل صافية اصطفاها كسرى.
277
فتوح البلدان
فلما كانت وقعة الماجم أحرق الناس الديوان فأخذ كل قوم ما يليهم.
حدثن السي وعمرو الناقد قال :حدثنا ممد بن فضيل عن العمش عن إبراهيم بن مهاجر عن
موسى بن طلحة قال :أقطع عثمان بن عبد ال بن مسعود أرضًا بالنهرين وأقطع عمارة بن ياسر
إستينيا وأقطع خباب بن الرت صعنبا وأقطع سعدًا قرية هرمز.
وحدثنا عبد ال بن صال العجلى عن اساعيل بن مالد عن أبيه عن الشعب قال :أقطع عثمان بن
عفان طلحة بن عبد ال النشاستج وأقطع أسامة بن زيد حدثنا شيبان بن فروخ قال :حدثنا أبو عوانة
عن ابراهيم بن الهاجر عن موسى بن طلحة أن عثمان بن عفان أقطع خس نفر من أصحاب النب
صلىاال عليه وسلم منهم عبد ال بن مسعود وسعد بن مالك الزهرى والزبي بن العوام وخباب بن
الرت و أسامة بن زيد.
قال :فرأيت بن مسعود و سعدًا فكانا جارى يعطيان أرضهما بالثلث والربع.
وحدثن الوليد بن صال عن ممد بن عمر السلمى عن اسحاق بن يي عن موسى بن طلحة أن
عثمان بن عفان أقطع خسة نفر من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم منهم عبد ال بن مسعود
وسعد بن مالك الزهري والزبي بن العوام وخباب بن الرث وأسامة بن زيد.
قال :فرأيت ابن مسعود و سعدًا فكانا جاري يعطيان أرضهما بالثلث والربع.
حدثن الوليد بن صال عن ممد بن عمر السلمي عن إسحاق بن يي عن موسى بن طلحة قال:
أول من أقطع العراق عثمان بن عفان.
فأقطع طلحة النشاستج وأقطع وائل بن حجر الضرمي وال زرارة وأقطع خباب بن الرث استينيا
وأقطع عدي بن حات الطائي الروحاء وأقطع خالد بن عرفطة أرضًا عند حام أعي وأقطع الشعث بن
قيس الكندي طيزناباذ و أقطع جرير بن عبد ال البجلي أرضه على شاطئ الفرات.
278
فتوح البلدان
حدثن السي بن السود عن يي بن آدم عن السن بن صال قال :بلغن أن عليًا رحه ال أزم أهل
أجة برس أربعة آلف درهم وكتب لم بذلك كتابًا ف قطعة أدي.
وحدثن أحد بن حاد الكوف قال :أجة برس بضرة صرح نروذ ببابل.
وف الجة حو ٌة القعر يقال إنا بئرٌ كان آخر الصرح اتذ من طينها ويقال إنا موضع خسف.
وحدثن أبو مسعود وغيه أن دهاقي النبار سألوا سعد بن أب وقاص أن يفر لم نرًا كانوا سألوا
عظيم الفرس حفره لم فكتب إل سعد ابن عمرو بن حرام يأمره بفره لم.
فجمع الرجال لذلك فخفروه حت انتهوا إل جبل ل يكنه شقه فتركوه فلما ول الجاج العراق جع
الفعلة من كل ناحيةٍ وقال لقوامه :انظروا إل قيمة ما يأكل ردلٌ من الفارين ف اليوم فإن كان وزنه
مثل وزن ما يقلع فل تتنعوا من الفر.
فأنفقوا عليه حت استتموه فنسب ذلك البل إل الجاج ونسب النهر إل سعد بن عمرو بن حرام.
قال :وأمرت اليزران أم اللفاء أن يفر النهر العروف بحدود وسته الريان.
وكان وكيلها فأما النهر العروف بشيلي فإن بن شيلى بن فرخزادان الروزى يدعون أن سابور حفره
لدهم حي رتبه بنغيا من طسوج النبار.
والذي يقول غيهم :إنه نسب إل رجل يقال له شيلى كان متقبلًا بفره.
وكانت له عليه مبقلة ف أيام النصور أمي الؤمني وان هذا النهر كان قديًا مندفنًا فأمر النصور بفره
فلم يستتم حت توف فاستتم ف خلفة الهدي.
ويقال إن النصور كان أمر بإحداث فوهة له فوق فوهته القدية فلم يتم ذلك حت أتها الهدي رحه
ال.
279
فتوح البلدان
ذكر تصي الكوفة حدثن ممد بن سعد قال :حدثنا ممد بن عمر الواقدي عن عبد الميد بن جعفر
وغيه أن عمر بن الطاب كتب إل سعد بن أب وقاص يأمره أن يتخذ للمسلمي دار هجر ٍة وأن ل
يعل بينه وبينهم برًا.
فكثر على الناس الذباب فتحول إل موضع آخر فلم يصلح فتحول إل الكوفة فاختطها وأقطع الناس
النازل وأنزل القبائل منازلم وبن مسجدها وذلك ف سنة سبع عشرة.
وحدثن علي بن الغية الثرم قال :حدثن أبو عبيده معمر بن الثن عن أشياخه قالوا :لا فرغ سعد
بن أب وقاص من وقعة القادسية وجه إل الدائن.
قالوا :فأصابم البعوض فكتب سعد إل عمر يعلمه أن الناس قد بعضوا وتأذوا بذلك.
فكتب إليه عمر :إن العرب بنلة البل ل يصلها إل ما يصلح البل فارتد لم موضعًا عدنًا ول تعل
بين وبينهم برًا.
280
فتوح البلدان
ث إن عبد السيح بن بقيلة أتى سعدًا وقال له :أدلك على أرض اندرت عن الفلة وارتفعت عن
الباق.
فلما انتهى إل موضع مسجدها أمر رجلًا فغل بسهم قبل مهب القلة فأعلم على موقعه ث غل بسهم
آخر قبل مهب الشمال وأعلم على موقعه ث غل بسهم قبل مهب النوب وأعلم على موقعه ث غل
بسهم قبل مهب الصبا فأعلم على موقعه.
ث وضع مسجدها ودار إمارتا ف مقام الغال وما حوله وأسهم لنار وأهل اليمن بسهمي على أنه
من خرج بسهمه أول فله الانب اليسر وهو خيها.
فخرج سهم أهل اليمن فصارت خططهم ف الانب الشرقي وصارت خطط نزار ف الانب الغرب
من وراء تلك العلمات.
وكان زياد يقول :أنفقت على كل أسطوانةٍ من أساطي مسجد الكوفة ثان عشرة مئة.
قال :وصاحب زقاق عمرو بالكوفة بنو عمرو بن حريث بن عمرو بن عثمان ابن عبد ال بن عمر بن
مزوم بن يقظة.
281
فتوح البلدان
وحدثن وهب بن بقي ًة الواسطي قال :حدثنا يزيد بن هارون عن داود ابن أب هند عن الشعب قال:
كنا -يعن أهل اليمن -أثن عشر ألفًا.
أل ترى أنا أكثر أه الكوفة وخرج سهمنا بالناحية الشرقية فلذلك صارت خططنا بيث هي.
وحدثن علي بن مهمد الائن عن مسلمة بن مارب وغيه قالوا :زاد الغية ف مسجد الكوفة وبناه ث
زاد فيه زيادٌ.
وكان سبب إلقاء الصى فيه وف مسجد البصرة أن الناس كانوا يصلون فإذا رفعوا أيديهم وقد تربت
نفضوها.
فقال زياد :ما أخوفن أن يظن الناس على غابر اليام أن نفض اليدي سنة ف الصلة.
وكان الوكلون بمعه يتعنتون الناس ويقولون لن وظفوه عليه :إيتونا به على ما نريكم وانتقوا منه
ضروبًا اختاروها.
وقال الثرم قال أبو عبيده :إنا قيل ذلك لن الجاج بن عتيك الثقفي أبو ابنه تول قطع حجارة
أساطي مسجد البصرة من جبل الهواز فظهر له مالٌ فقال الناس :حبذا المارة ولو على الجارة.
قال :وكان زياد اتذ ف مسجد الكوفة مقصورةً ث جددها خالد ابن عبد ال القسري.
282
فتوح البلدان
وحدثن حفص بن عمر العمري قال :حدثن اليثم بن عدي الطائي قال :أقام السلمون بالدائن
واختطوها وبنوا الساجد فيها.
ط با.
فنظروا فإذا الاء مي ٌ
فخرجوا حت أتوا موضع الكوفة اليوم فانتهوا إل الظهر وكان يدعى خد العذراء ينبت الزامة
والقحوان والشيح والقيصوم والشقائق فاختطوها.
وحدثن العباس بن هشام الكلب عن أبيه عن أب منف عن ممد بن إسحاق قال :اتذ سعد بن أب
وقاص بابًا مبوبًا من خشبٍ وخص على قصره خصًا من قصب.
فبعث عمر بن الطاب رضي ال عنه ممد بن مسلمة الصناري حت أحرق الباب والص.
قال :حدثنا أبو عوانة عن عبد اللك بن عمي عن جابر بن سرة أن أهل الكوفة سعوا بسعد بن أب
وقاص إل عمر وقالوا :إنه ل يسن الصلة.
283
فتوح البلدان
فقال سعدٌ :أما أنا فكنت أصلي بم صلة رسول ال صلى ال عليه وسلم ل أخرم عنها أركد ف
الوليي وأحذف ف الخريي.
فأرسل عمر رجالًا يسألون عنه بالكوفة فجعلوا ل يأتون مسجدًا من مساجدها إل قالوا خيًا وأثنوا
معروفًا حت أتوا مسجدًا من مساجدها إل قالوا خيًا وأثنوا معروفًا حت أتوا مسجدًا من مساجد بن
عبس فقال رجل منهم يقال له أبو سعدة :أما إذا سألتمونا عنه فإنه كان ل يقسم بالسوية ول يعدل
ف القضية.
قال :فقال سعدٌ :اللهم إن كان كاذبًا فأطل عمره وأدم فقره واعم بصره وعرضه للفت.
قال عبد اللك :فأنا رأيته بعد يتعرض للماء ف السكك فذا قيل له :كيف أنت يا أبا سعدة قال:
كبيٌ مفتونٌ أصابتن دعوة سعد.
قال العباس النرسي ف غي هذا الديث :إن سعدًا قال لهل الكوفة :اللهم ل ترض عنهم أميًا ول
ترضهم بأمي.
وحدثن العباس النرسي قال :بلغن أن الختار بن أب عبيد أو غيه قال :حب أهل الكوفة شرف
وبغضهم تلف.
وحدثن السن بن عثمان الزبادي قال :حدثنا إساعيل بن مالد عن أبيه عن الشعب أن عمرو بن
معدي كرب الزبيدي وفد على عمر بن الطاب رضي ال عنه بعد فتح القادسية فسأله عن سعدٍ
وعن رضاء الناس عنه فقال :تركته يمع لم جع الذرة ويشفق عليهم شفقة الم البة.
284
فتوح البلدان
فقال عمر :كأنكما تقارضتما الثناء -وقد كان سعد كتب يثن على عمرو -قال :كل يا أمي
الؤمني! ولكن أنبيت با أعلم.
قال :فأخبن عن السلح قال :سل يا أمي الؤمني عما شئت منه.
قال :الرمح.
قال :فالسهام.
قال :فالترس.
قال :فالدرع.
285
فتوح البلدان
قال :وعزل عمر سعدًا وول عمار بن ياسر.
فعزله.
فقال عمر :من عذيري من أهل الكوفة! إن استعملت عليهم القوى فجروه وإن وليت عليهم
الضعيف حقروه.
ث دعى الغية بن شعبة فقال :إن وليتك الكوفة أتعود إل شيءٍ ما قرفت به فقال :ل.
وكان الغية حي فتحت القادسية صار إل الدينة فوله عمر الكوفة فلم يزل عليها حت توف عمر.
ث إن عثمان ابن عفان ولها سعدًا ث عزله وول الوليد بن عقبة بن أب معيط بن أب عمرو بن أمية
فلما قدم عليه قال له سد :إما أن تكون كست بعدي أو أكون حقت بعدك.
وحدثن أبو مسعود الكوف عن بعض الكوفيي قال :سعت مسعر بن كدام يدث قال :كان مع
رستم يوم القادسية أربعة آلف يسمون جند شهانشاه.
وحالفوا زهرة ابن حوية السعدي من بن تيم وأنزلم سعد بيث اختاروا وفرض لم ف ألف ألفٍ
ب منهم يقال له ديلم فقيل حراء ديلم.
وكان لم نقي ٌ
286
فتوح البلدان
وسيًا منهم قومًا إل البصرة فدخلوا ف الساورة الذين با.
قال أبو مسعود :والعرب تسمى العجم المراء ويقولون :جئت من حراء ديلم كقولم جئت من
جهينة وأشباه ذلك.
قال أبو مسعود :وسعت من يذكر أن هؤلء الساورة كانوا مقيمي بازاء الديلم فلما غشيهم
السلمون بقزوين أسلموا على مثل ما أسلم عليه أساورة البصرة وأتوا الكوفة فأقاموا با.
وحدثن الدائن قال :كان أبرويز وجه إل الديلم فأتى بأربعة آلف.
وكانوا خدمه وخاصته ث كانوا على تلك النلة بعده وشهدوا القادسية مع رستم.
فلما قتل وانزم الجوس اعتزلوا وقالوا :ما نن كهؤلء ول لنا ملجأ وأثرنا عندهم غي جيل والرأي
لنا أن ندخل معهم ف دينهم فنعز بم.
فاعتزلوا.
فقال سعد :ما لؤلء فأتاهم الغية بن شعبة فسألم عن أمرهم فأخبوه بيهم وقالوا :ندخل ف
دينكم.
فرجع إل سعد فأخبه فأمنهم فأسلموا وشهدوا فتح الدائن مع سعد وشهدوا فتح جلولء ث تولوا
فنلوا الكوفة مع السلمي.
وقال هشام بن ممد بن السائب الكلب :جبانة السبيع نسبت إل ولد السبيع بن سبع بن صعب
المدان.
ودكان عبد الميد نسب إل عبد الميد بن عبد الرحن بن زيد بن الطاب عامل عمر بن عبد
العزيز على الكوفة.
287
فتوح البلدان
وصحراء بن قرار نسبت إل بن قرار ابن ثعلبة بن مالك بن حرب بن طريف بن النمر بن يقدم ابن
ثعلبة بن مالك بن حرب بن طريف بن النمر بن يدم بن عنة بن أسد ابن ربيعة بن نزار.
قال :وكانت دار الروميي مزبل ًة لهل الكوفة تطرح فيها القمامات والكساحات حت استقطعها
عنبسة بن سعيد بن العاص من يزيد بن عبد اللك فأقطعه إياها فنقل ترابا بئة وقال أبو مسعود:
سوق يوسف بالية نسب إل يوسف بن عمر ابن ممد بن الكم بن أب عقيل الثقفي ابن عم
الجاج بن يوسف بن الكم ابن أب عقيل وهو عامل هشام على العراق.
وأخبن أبو السن على بن ممد وأبو مسعود قال :حام أعي نسب إل أعي مول سعد بن أب
وقاس.
وأعي هذا هو الذي أرسله الجاج ابن يوسف إل عبد ال بن الارود العبدى من رستقاباذ حي
خالف وتابعه الناس على إخراج الجاج من العراق ومسئلة عبد اللك تولية غيه فقال له حي أدى
الرسالة :لول أنك رسول لقتلتك.
قال أبو مسعود :وسعت أن المام قبله كان لرجل من العباد يقال له جابر أخو حيان الذي ذكره
العشى وهو صاحب مسناة جابر بالية فابتاعه من ورثته.
وقال ابن الكلب :وبيعة بن مازن بالية لقومٍ من الزد من بن عمرو بن مازن من الزد وهم من
غسان.
قالوا :وشهارسوج بيلة بالكوفة إنا نسب إل بن بلة وهم ولد مالك بن قعلبة بن بثة بن سليم بن
منصور.
288
فتوح البلدان
وجبانة عرزم نسبت إل رج ٍل يقال له عرزم كان يضرب فيها اللب ولبنها ردى فيه قصبٌ وحدثن
ابن عرفة قال :حدثن إساعيل بن عليه عن ابن عون أن إبراهيم النخعي أوصى أن ل يعل ف قبه لب
عرزمى.
وقد قال بعض أهل الكوفة :إن عرزمًا هذا رجلٌ من بن ند.
وجبانة بشر نسبت إل بشر بن ربيعة بن عمرو بن منارة بن قمي الثعمي الذي يقول :نن بباب
القادسية ناقت وسعد بن وقاص على أمي قال أبو مسعود :وكان بالكوفة موضعٌ يعرف بعنترة
الجام.
وكان أسو.
فلما دخل أهل خرا سان الكوفة كانوا يقولون :حجام عنترة.
وقال هشام بن الكلب :نسبت زرارة إل زرارة بن يزيد ابن عمرو بن عدس من بن البكاء بن عامر
بن صعصعة.
قال :ودار حكيم بالكوفة ف أصحاب الناط نسبت إل حكيم بن سعد ابن ثور البكائي.
وقصر مقاتل بن حسان بن ثعلبة بن أوس بن إبراهيم بن أيوب بن مروق أحد بن امرئ القيس بن
زيد مناة بن تيم.
289
فتوح البلدان
قال :والسوا دية بالكوفة نسبت إل سواد بن زيد بن عدي ابن زيد الشاعر العبادي.
وجده وقرية أب صلبة الت على الفرات نسبت إل صلبة بن مالك بن طارق ابن جب بن هام
العبدي.
وأقساس مالك نسبت إل مالك بن قيس بن عبد هند بن لم أحد بن حذاة بن زهر بن إياد بن نزار.
ودير العور لرجل من إياد من بن أمية بن حذافة كان يسمى العور وفيه يقول أبو دؤاد اليادي
وديرٌ يقول له الرائدو -ن ويل أم دار الذاقى دارا ودير قرة نسب إل قرة أحد بن أمية بن حذاقة
وإليهم ينسب دير السوا والسوا العدل كانوا يأتونه فيتناصفون فيه.
قال :ودير الماجم لياد وكانت بينهم وبي بن براء بن عمرو بن الاف ابن قضاعة وبي بن القي
بن جسر بن شيع ال بن وبرة بن تغلب بن حلوان ابن عمران بن الاف حربٌ فقتل فيها من إياد
خلقٌ فلما أقضت الوقعة دفنوا قتلهم عند الدير.
وكان الناس بعد ذلك يفرون فخرج جاجم فسمى دير الماجم.
وقال ممد بن السائب الكلب :كان مالك الرماح بن مرز اليادي قتل قوماٌ من الفرس ونصب
جاجهم عند الدير فسمى دير الماجم.
وأمه كندية.
290
فتوح البلدان
ودار قمام بنت الارث بن هانئ الكندي وهي عند دار الشعث ابن قيس.
فغيوا أسها.
قال :والذي نيب إليه مسجد ساك بالكوفة ساك بن مرمة بن حي السدي من بن الالك بن عمرو
بن أسد وهو الذي يقول له الخطل :إن ساكًا بن مدًا لسرته حت المات وفعل الي يبتدر قد
كنت أحسبه قينًا وأخبه فاليوم طي عن أثوابه الشرر وكان الالك أول من عمل الديد وكان ولده
يعيون بذلك فقال ساك للخطل :ويك ما قال ابن الكلب :بالكوفة ملة بن شيطان وهو شيطان بن
زهي بن شهاب بن ربيعة بن أب سود بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة من تيم.
وقال ابن الكلب :موضع دار عيسى بن موسى الت يعرف با اليوم كان للعلء بن عبد الرحن بن
مرز بن حارثة بن ربيعة بن عبد العزى بن عبد شس بن عبد مناف.
وبالكوفة سكة تنسب إل عمية بن شهاب بن مرز بن أب شر الكندي الذي كانت أخته عند عمر
بن سعد بن أب وقاص فولدت له حفص بن عمر.
291
فتوح البلدان
وصحراء شبث نسبت إل شبث بن ربعي الرياحي من بن تيم.
وفال :بئر البارك ف مقبة جعفي نسبت إل البارك بن عكرمة بن حيي العفي.
وقال :جبانة سام نسبت إل سال بن عمار بن عبد الارث أحد بن دارم بن نار بن مرة بن صعصعة
بن معاوية بن بكر بن هارون.
وبنو مرة بن صعصعة ينسبون إل أمهم سلول بنت ذهل قالوا :وصحراء البدخت نسبت إل
البدخت الشاعر الضب واسه علي بن خالد.
ومسجد بن جذية نسب إل بن جذية بن مالك بن نصر بن قعي بن الارث بن ثعلبة بن دودان بن
أسد.
قال :وبالكوفة مسجد نسب إل بن القاصف بن ذكوان بن زبينةبن الارث بن قطيعة بن عبس بن
بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلن ول يبق منهم أحد.
292
فتوح البلدان
قال :ودار القطع نسبت إل القطع بن سني الكلب بن خالد بن مالك.
وله يقول ابن الرفاع :على ذي منار تعرف العي شخصه كما يعرف الضياف دار القطع.
قال :وقصر العدسيي ف طرف الية لبن عمار بن عبد السيح بن قيس بن حرملة بن علقمة بن
عدس الكلب.
نسبوا إل جدتم عدية بنت مالك بن عوف الكلب وهي أم الرماح والشظ ابن عامر الذمم.
وحدثن شيخ من أهل الية قال :وجد ف قراطيس هدم قصور الية الت كانت لل النذر أن
السجد الامع بالكوفة بن ببعض نقض تلك القصور وحسبت لهل الية قيمة ذلك من جزيتهم.
وحدثن أبو مسعود وغيه قال :كان خالد بن عبد ال بن أيد بن كرز القسري من بياة بن لمه بيعة
هي اليوم سكة البيد بالكوفة.
قال وبن خالد حوانيت أنشأها وجعل سقوفها آزاجًا معقودة بالجر والص.
وكان العب الخر ضيعة عتاب بن ورقاء الرياحي وكان معسكره حي شخص إل خرا سان واليًا
عليها عند سوقة هذا قال أبو مسعود :وكان عمر بن هبية بن معية الفزاري أيام وليته العراق أحدث
قنطرة الكوفة ث أصلحها خال ٌد بن عبد ال القسري واسوتثق منها.
293
فتوح البلدان
قال :وقال بعض أشياخنا :كان أول من بناها رجلٌ من العباد من جعفى ف الاهلية ث سقطت فاتذ
ف موضعها جس ٌر ث بناها ف السلم زياد بن أب سفيان ث ابن هبية ث حدثن أبو مسعود وغيه
قالوا :كان يزيد بن عمر بن هبية بن مدينة بالكوفة على الفرات ونزلا ومنها شيء يسيٌ ل يستتم.
وبن القصر الذي يعرف بقصر ابن هبية بالقرب من جسر سورا.
فلماظهر أمي الؤمني أبو العباس نزل تلك الدينة واستتم مقاصي فيها وأحدث فيها بناءً وساها
الاشية.
فكان الناس ينسبونا إل ابن هبية على العادة فقال :ما أرى ذكر ابن هبية يسقط عنها.
ث اختار نزول النبار فبن با مدينته العروفة فلما توف دفن با.
واستخلف أبو جعفر النصور فنل الدينة الاشية بالكوفة واستتم شيئًا كان بقي منها وزاد فيها بناءً
وهيأها على ما أراد ث تول منها إل بغداد.
فبن مدينته ومصر بغداذ وساها مدينة السلم واصلح سورها القدي الذي يبتدئ من دجلة وينتهي إل
الصراط.
وبالاشية حبس النصور عبد ال بن حي ابن حسن بن علي بن أب طالب بسبب ابنيه ممد وإبراهيم
وبا قبه.
وبن النصور بالكوفة الرصافة وأمر أبا الصيب مرزوقًا موله فبن له القصر العروف بأب وأما
الورنق فكان قديًا فارسيًا بناه النعمان بن امرئ القيس -وهو ابن الشقيقة بنت أب ربيعة بن ذهل
بن شيبان -لبهام جور بن يزدجرد ابن برام بن سابور ذي الكتاف.
294
فتوح البلدان
والنعمان هذا الذي ترك ملكه وساح فذكره عدي بن زيد العبادي ف شعره.
فلما ظهرت الدولة الباركة أقطع الورنق إبراهيم بن سلمة أحد الدعاة برا سان وهو جد عبد
الرحن بن إسحاق القاضي كان بدينة السلم ف خلفة الأمون والعتصم بال رحهما ال وكان مول
للرباب.
وحدثن أبو مسعود الكوف قال :وحدثن يي بن سلمة بن كهيل الضري عن مشايخ من أهل
الكوفة أن السلمي لا فتحوا الدائن أصابوا با فيلًا وقد كانوا قتلوا ما لقيهم قبل ذلك من الفيلة.
فاشتراه رجلٌ من أهل الية فكان عنده يريه الناس ويلله ويطوف به ف القرى فمكت عنه حينًا.
ث إن أم أيوب بنت عمارة بن عقبة بن أب معيط ارمأة الغية بن شعبة -وهي الت خلف عليها زياد
بعده -أحبت النظر إليه وهي تنل دار أبيها.
فأتى به ووقف على باب السجد الذي يدعى اليوم باب الفيل.
فجعلت تنظر إليه ووهبت لصاحبه شيئًا وصرفته فلم يط إل خطًا يسية حت سقط ميتًا.
وقيل أن ساحرًا أرى الناس أنه أخرج من هذا الباب فبلًا على حار وذلك باطل.
وقيل إن الجانا الت ف السجد حلت على فيل وأدخل من هذا الباب فسميت باب الفيل.
295
فتوح البلدان
وقال بعضهم :إن فيلًا لبعض الولة اقتحم هذا الباب فنسب إليه.
وحدثن أبو مسعود قال :جبانة ميمون بالكوفة نسبت إل ميمون مول ممد بن علي بن عبد ال وهو
أبو بشر بن ميمون صاحب الطاقات ببغداد بالقرب من باب الشام.
وصحراء أم سلمة نسبت إل أم سلمة بنت يعقوب بن سلمة بن عبد ال بن الوليد بن الغية بن عبد
ال بن عمر بن مزوم امرأة أب العباس.
وحدثن أبو مسعود قال :أخذ النصور أهل الكوفة بفر خندقها وألزم كل امرئ منهم للنفقة عليه
أربعي ردهم.
وحدثنا السي بن السود قال :حدثنا وكيع عن إسرائيل عن جاب وحدثن السي قال :حدثنا
وكيع عن سفيان عن سفيان عن حبيب بن أب ثابت عن نافع بن جبي بن مطعم قال :قال عمر:
بالكوفة وجوه الناس.
وحدثنا السي وإبراهيم بن مسلم الوارزمي قال :حدثنا وكيع عن يونس بن أب إسحاق عن الشعب
قال :كتب عمر إل أهل الكوفة :إل رأس السلم.
وحدثنا السي بن السود قال :حدثنا وكيع عن قيس بن الربيع عن شر بن عطية قال :قال عمر:
وذكر الكوفة فقال :هم رمح ال وكن اليان وججمة العرب يرسون ثغورهم ويدون أهل
المصار.
حدثنا أبو نصر التمار قال :حدثنا شريك بن عبد ال بن أب شريك العامري عن جندب عن سلمان
قال :الكوفة قبة السلم يأت على الناس زمان ل يبقى مؤمن إل وهو با أو يهوى قلبه إليها.
296
فتوح البلدان
أمر واسط العراق حدثن عبد الميد بن واسع التلى الاسب قال :حدثن يي بن آدم عن السن
بن صال قال :أول مسجدٍ جامعٍ بالسواد مسجد الدائن بناه سعد وأصحابه ث وسع بعد وأحكم
بناؤه وجرى ذلك على يدي حذيفة ابن اليمان.
قال :وأحدث الجاج مدينة واسط ف سنة ثلث وثاني أو سنة أربع وثاني.
وحدثن شيخ من أهل واسط عن أشياخ منهم أن الجاج لا فرغ من واسط كتب إل عبد الللك بن
مروان :إن اتذت مدينة فر كرش من الرض بي البل والصرين وسيتها واسطًا.
وكان الجاج قبل اتاذه واسطًا أراد نزول الصي من كسكر فخفر نر الصي وجع له الفعلة وأمر
بأن يسلسوا لئل يشذوا ويتبلطوا.
وأحيا ما على هذين النهرين من الرضي وأحدث الدينة الت تعرف بالنيل ومصرها.
297
فتوح البلدان
وعمد إل ضياعٍ كان عبد ال بن دراج مول معاوية بن أب سفيان استخرجا له أيام وليته خراج
الكوفة مع الغية بن شعبة من مواتٍ مرفوض ونقوع ميا ٍه ومغايض وآجام ضرب عليها السنيات ث
قلع قصبها فحازها لعبد اللك بن مروان وعمرها.
ونقل الجاج إل قصره والسجد الامع بواسط أبوابًا من زند ورد والد وقرة ودار وساط ودير
ماسرجسان وشرابيط.
فضج أهل هذه الدن وقالوا :قد أومنا على مدننا وأموالنا.
قال :وحفر خالد بن عبد ال القسري البارك فقال الفرز دق :كأنك بالبارك بعد شه ٍر توض غموره
بقع الكلب ث قال ف شعر له طويل :أعطى خليفته بقوة خالدٍ نرًا يفيض له على النار إن البارك
كاسه يسقى به حرث السواد وناعم البار وكأن دجلة حي أقبل مدها نابٌ يد له ببل قطار
وحدثن ممد بن خالد بن عبد ال الطحان قال :حدثن مشاينا أن خالد بن عبد ال القسري كتب
إل هشام بن عبد اللك يستأذنه ف عمل قنطرة على دجلة.
فكتب إليه هشام :لو كان هذا مكنًا لسبق إليه الفرس.
قالوا :وكان النهر العروف بالبزاق قديًا وكان يدعى بالنبطية البساق أي الذي يقطع الاء عن ما يليه
ويره إليه.
وهو نر يتمع إليه فضول مياه آجام السيب وماءٌ من ماء الفرات.
298
فتوح البلدان
فأما اليمون فأول من حفره وكيلٌ لم جعفر زبيدة بنت جعفر بن النصور يقال له سعيد بن زيد.
فحولت ف أيام الواثق بال على يدي عمر بن فرج الرخجى وسى اليمون لئل يسقط عنه ذكر
اليمن.
وحدثن ممد بن خالد قال :أمر الهدي أمي الؤمني بفر نر الصلة فحفر وأحيا ما عليه من الرضي
وجعلت غلته لصلت أهل الرمي والنفقة هناك.
وكان شرط لن تألف إليه من الزارعي الشرط الذي هم عليه اليوم خسي سنة على أن يقاسوا بعد
انقضاء المسي مقاسة النصف.
وحدثنا ممد بن خالد قال :كان ممد بن القاسم أهدى إل الجاج من السند فيلًا فأجيز البطائح ف
سفينة وأخرج ف الشرعة الت تدعى مشرعة الفيل.
أمر البطائح حدثن جاعة من أهل العلم أن الفرس كانت تتحدث بزوال ملكها وتروي ف آية ذلك
زلزل وطوفانًا تدث.
وكانت دجلة تصب إل دجلة البصرة الت تدعى العوراء ف أنار متشعبةٍ من عمود مراها الذي كان
باقي مائها يري فيه وهو كبعض تلك النار.
فلما كان زمان قباذ بن فيوز انبثق ف أسافل كسكر بث ٌق عظيم فأغفل حت غلب ماؤه وغرق كثيًا
من أرضي عامرة.
299
فتوح البلدان
فلما ول أنو شر وان ابنه أمر لا كانت السنة الت بعث فيها رسول ال صلى ال عليه وسلم عبد ال
بن حذافة السهمي إل كسرى أبرويز وهي سنة سبع من الجرة ويقال سنة ستٍ زاد الفرات ودجلة
زيادة عظيمة ل ير مثلها قبلها ول بعدها.
وانبثقت بثوقٌ عظامٌ فجهد أبرويز أن يسكرها فغلبه الاء ومال إل موضع البطائح فطفا على
العمارات والزروع فغرق عدة طساسيج كانت هناك.
وركب كسرى بنفسه لسد تلك البثوق ونثر الموال على النطاع وقتل الفعلة بالكفاية وصلب على
بعض البثوق فيما يقال أربعي جسارًا ف يوم فلم يقدر للماء على حيلة.
فلما ول معاوية بن أب سفيان ول عبد ال بن دراج موله خراج العراق واستخرج له من الرضي
بالبطائح ما بلغت غلته خسة آلف ألف.
ث كان حسان النبطي -مول بن ضبة وصاحب حوض حسان بالبصرة والذي تنسب إليه منارة
حسان بالبطائح -فاستخرج للحجاج أيام الوليد ولشام بن عبد اللك أرضي من أراضي البطيحة.
300
فتوح البلدان
ومعن ذلك الجام الكبى.
وحدثن أبو مسعود الكوف عن أشياخه قالوا :حدثت البطائح بعد مهاجر النب صلى ال عليه وسلم
وملك الفرس أبرويز.
وذلك أنه انبثقت يثوقٌ عظامٌ عجز كسرى عن سدها وفاضت النار حت حدثت البطائح.
ث كان مدٌ ف أيام ماربة السلمي العاجم وبثوقٌ ل يعن أح ٌد بسدها فاتسعت البطيحة لذلك
وعظمت.
وقد كان بن أمية استخرجوا بعض أرضيها فلما كان زمن الجاج غرق ذلك لن بثوقًا انفجرت فلم
يعان الجاج سدها مضارةً للدهاقي لنه كان اتمهم بمالة ابن الشعث حي خرج عليه.
وكان أبو السد -الذي نسب إليه نر أب السد -قائدًا من قواد النصور أمي الؤمني من كان وجه
إل البصرة أيام مقام عبد ال ابن علي با وهو الذي أدخل عبد ال بن علي الكوفة.
وحدثن عمر بن بكي أن النصور رحه ال وجه أبا السد مول أمي الؤمني فعسكر بينه وبي عسكر
عيسى بن موسى حي كان يارب إبراهيم بن عبد ال بن السن بن السن بن علي بن أب طالب.
وقال غيه :أقام على فم النهر لن السفن ل تدخله لضيقه عنها فوسعه ونسب إليه.
قال أبو مسعود :وقد انبثقت ف أيام الدولة الباركة بثوقٌ زادت ف البطائح سعة.
301
فتوح البلدان
فكتب الجاج إل الوليد بن عبد اللك يعلمه أنه قدر لسدها ثلثة آلف ألف درهم.
فاستكثرها الوليد فقال له مسلمة بن عبد اللك :أنا أنفق عليها على أن تقطعن الرضي النخفضة
الت يبقى فيها الاء بعد إنفاق ثلثة آلف ألف درهم يتول إنفاقها ثقتك ونصيحك الجاج.
فأجابه إل ذلك.
فخفر السيبي وتألف الكرة والزارعي وعمر تلك الرضي وألأ الناس إليها ضياعا كثية للتعزز به.
فلما جاءت الدولة الباركة وقبضت أموال بن أمية أقطع جيع السيبي داود بن علي ابن عبد ال بن
العباس ث ابتيع ذلك من ورثته بقوقه وحدوده فصار من ضياع اللفة.
قالوا :وكانت بغداذ قديةً فمصرها أمي الؤمني النصور رحه ال وابتن با مدين ًة وابتدأها ف سنة
خس وأربعي ومئة.
فلما بلغه خروج ممد وإبراهيم بن عبد ال بن حسن بن حسن عاد إل الكوفة ث حول بيوت
الموال والزائن والدواوين من الكوفة إل بغداذ سنة ست وأربعي ومئة.
واستتم بناء حائط مدينته وجيع أمره وبناء سور بغداذ القدي سنة سبع وأربعي ومئة.
وتوف سنة ثان وخسي ومئة بكة ودفن عند بئر ميمون بن الضرمي حليف بن أمية.
وكان هذا الانب يدعى عسكر الهدي لنه عسكر فيه حي خرج إل الري.
302
فتوح البلدان
فلما قدم من الري وقد بدا للمنصور ف إنفاذه إل خرا سان للقامة با نزل الرصافة وذلك ف سنة
إحدى وخسي ومئة وقد كان النصور أمر فبن للمهدي قبل إنزاله الانب الشرقي قصره الذي
يعرف بقصر الوضاح وبقصر الهدي وبالشرقية وهو ما يلي باب الكرخ.
والوضاح رجلٌ من أهل النبار كان تول النفقة عليه فنسب إليه.
وبن القنطرة الديدة على الصراة وابتاع أرض مدينة السلم من قومٍ من أرباب القرى باد وريا وقطر
بل ونر بوق ونر بي وأقطعها أهل بيته وقواده وجنده وصحابته وكتابه وجعل ممع السواق
بالكرخ وأمر التجار فابتنوا الوانيت وألزمهم الغلة.
عن أبيه قال :سى الخرم ببغداذ مرمًا لن مرم بن شريح بن حزن الارثي نزله.
قال :وكان ناحية قنطرة البدان للسرى بن الطيم صاحب الطيمية الت تعرف ببغداذ.
قالوا :والربية نسبت إل حرب بن عبد ال البلخي وكان على شرط جعفر بن أب جعفر بالوصل.
وعيساباذ نسبت إل عيسى بن الهدي وكان ف حجر منازل التركي وهو ابن اليزران.
وقصر عبدويه ما يلي براثا نسب إل رجل من الزد يقال له عبدويه وكان من وجوه أهل الدولة.
قالوا :وأقطع النصور ببغداذ سليمان بن مالد -ومالد شروىٌ مول لعلي بن عبد ال -موضع داره.
303
فتوح البلدان
وكان اسم مهلهل يي فاسنشده ممد بن علي شعرًا فأنشده.
وممد أعتقه.
وأقطع النصور عمارة بن حزة الناحية العروفة به خلف مربعة شبيب بن واج.
واقطع ميمونًا أبا بشر بن ميمون قطيع ًة عن بستان القس ناحية باب الشام.
وأقطع شبيلًا موله قطيعةً عند دار يقطي وهناك مسجد يعرف بشبيل.
اقطع منية مولة ممد بن علي وإليها ينسب درب منية وخان منية ف الانب الشرقي.
واقطع ريسانة موضعًا يعرف بسجد بن رغبان مول حبيب بن مسلمة الفهري يدخل ف قصر عيسى
بن جعفر أو جعفر بن جعفر بن النصور ودرب مهروية ف الانب الشرقي نسب إل مهروية الرازي
وكان من سب سنفاذ فاعتقه الهدي.
ول يزل النصور رحه ال بدينة السلم إل آخر سن خلفته ث حج منها وتوف بكة.
ونزلا بعده الهدي أمي الؤمني ث شخص منها إل ماسبذان فتوف با.
304
فتوح البلدان
ونزلا الرشيد هارون بن الهدي ث شخص عنها إل الرافقة فأقام با وسار منها إل خرا سان فتوف
بطوس.
وقدمها الأمون عبد ال بن الرشيد من خرا سان فأقام با ث شخص عنها غازيًا فمات بالفذ ندون
ودفن بطر سوس.
ونزلا أمي الؤمني العتصم بال ث شخص عنها إل القاطول فنل قصرًا للرشيد كان ابتناه حي حفر
قاطوله الذي دعاه أبا الند لقيام ما يسقى من الرضي بأرزاق جنده.
ث بن بالقاطول بناء نزله ودفع ذلك القصر إل اشناس التركي موله وهم بتمصي ما هناك وابتدأ بناء
مدينة تركها.
ث رأى تصي سر من رأى فمصرها ونقل الناس إليها وأقام با وبن مسجدًا جامعًا ف طرف السواق
وساها سر من رأى.
وأنزل اشناس موله فيمن ضم إليه من القواد كرخ فيوز وأنزل بعض قواده الدور العروفة بالعربان.
وأقام هارون الواثق بال بسر من رأى ف بناءٍ بناه وساه الارون حت توف به.
ث استخلف أمي الؤمني جعفر التوكل على ال رحه ال ف ذى الجة سنة اثنتي وثلثي ومئتي
فأقام بالارون وبن بناء كثيًا وأقطع الناس ف ظهر سر من رأى بالائر الذي كان العتصم بال
احتجزه با قطائع فاتسعوا با.
وبن مسجدًا جامعًا كبيًا وأعظم النفقة عليه وأمر برفع منارته لتعلوا أصوات الؤذني فيها حت ينظر
إليها من فراسخ فجمع الناس فيه وتركوا السجد الول.
305
فتوح البلدان
ث أنه أحدث مدينة ساها التوكلية وعمرها وأقام با وأقطع الناس فيها القطائع وجعلها فيما بي
الكرخ العروف بفيوز وبي القاطول العروف بكسرى فدخلت الدور والقرية العروفة بالاحوزة
فيها.
وكان من ابتدائه إياها إل أن نزلا أشهر ونزلا ف أول سنة ست وأربعي ومائتي.
ث توف با رحه ال ف شوال سنة سبع وأربعي واستخلف ف هذه الليلة النتصر بال فانتقل عنها إل
سر من رأى يوم الثلثاء لعشر خلون من شوال ومات با.
قالوا :كانت عيون الطف مثل عي الصيد والقطقطانة والرهيمة وعي جل وذواتا للموكلي بالسال
الت وراء السواد :وهي عيون خندق سابور الذي حفره بينه وبي العرب الوكلي بسال الندق
وغيهم.
فلما كان يوم ذي قار ونصر ال العرب بنبيه صلى ال عليه وسلم غلبت العرب على طائفة من تلك
العيون.
ث لا قدم السلمون الية هربت العاجم بعد أن طمت عامة ما ف أيديهم منها وبقي الذي ف أيدي
العرب فأسلموا عليه وصار ما عمروه من الرضي عشريًا.
ولا مضى أمر القادسية والدائن دفع ما جل عنه أهله من أراضي تلك العيون إل السلمي فأقطعوه
فصارت عشرية أيضًا وكذلك مرى عيون الطف وأرضيها مرى أعراض الدينة وقرى ند وكل
صدقتها إل عمال الدينة.
306
فتوح البلدان
فلما ول إسحاق بن إبراهيم بن مصعب السواد للمتوكل على ال ضمها إل ما ف يده فتول عمالة
عشرها وصيها سوادية وهي على ذلك إل اليوم.
وقد استخرج عيونٌ إسلمية ف مرى ما سقت عيونا من الرضي هذا الجرى.
وأخبن بعض الكريزيي أن عي الصيد كانت ما طم فبينا رجل من السلمي يول فيما هناك إذ
ساخت قوائم فرسه فيها.
فنل عنه فخفر فظهر له الاء فجمع قومًا عاونوه على كشف التراب والطي عنها وتنقيتها حت
عادت إل ما كانت عليه.
وكان عيسى ابتاعها من ولد حسن ابن حسن بن علي بن أب طالب وكانت عنده منهم أم كلثوم
بنت حسن بن حسن وكان معاوية أقطع السن بن علي عي صيد هذه عوضًا من اللفة مع غيها.
وكانت عي الرحبة ما طم قديًا فرآها رجلٌ من حجاج أهل كرمان وهي تبض فلما انصرف من
حجه أتى عيسى بن موسى متنصحًا فدله عليها فاستقطعها وأرضها واستخرجها له الكرمان فاعتمل
ما عليها من الرضي وغرس النخل الذي ف طريق العذيب.
وعلى فراسخ من هيت عيونٌ تدعى العرق تري هذا الجرى أعشارها إل صاحب هيت.
حدثن الثرم عن أب عبيده عن أب عمرو بن العلء قال :لا رأت العرب كثرة القرى والنخل
والشجر قالوا :ما رأينا سوادًا أكثر.
307
فتوح البلدان
والسواد الشخص فلذلك سى السواد سوادا.
وحدثن القاسم بن سلم قال :حدثنا ممد بن عبيد عن ممد بن أب موسى قال خرج :علي إل
السوق فرأى أهله قد حازوا أمكنتهم فقال :ليس ذلك لم إن سوق السلمي كمصلهم من سبق إل
موض ٍع فهو له يومه حت يدعه.
حدثن أبو عبيد قال :حدثن مروان بن معاوية عن عبد الرحن بن عبيد عن أبيه قال :كنا نغدو إل
السوق ف زمن الغية بن شعبة فمن قعد ف موضع كان أحق به إل الليل.
فلما كان زياد قال :من قعد ف موضع كان أحق به ما دام فيه.
قال مروان :وول الغية الكوفة مرتي لعمر مرة ومرة لعاوية.
نقل ديوان الفارسية وحدثن الدائن علي بن ممد بن اب سيف عن أشياخه قالوا :ل يزل ديوان
خراج السواد وسائر العراق بالفارسية فلما ول الجاج العراق استكتب زادان فروخ بن بيى وكان
معه صال بن عبد الرحن مول بن تيم يط بي يديه بالعربية والفارسية.
وكان أبو صال من سب سجستان فوصل زادان فروخ صالًا بالجاج وخف على قلبه.
فقال له ذات يوم :إنك سبب إل المي وأراه قد استخفى ول آمن أن يقدمن عليك وان تسقط.
فقال :ل تظن ذلك هو أحوج إل منه إليك لنه ل يد من يكفيه حسابه غيي.
ففعل.
308
فتوح البلدان
وبلغ زادان فروخ ذلك فأمره أن يظهر.
ث إن زادان فروخ قتل أيام عبد الرحن بن ممد بن الشعث الكندي وهو خارج من منلٍ كان فيه
إل منله أو منل غيه.
فأعلمه الذي كان جرى بينه وبي زادان فروخ ف نقل الديوان.
فقال له مردا نشاه بن زادان فروخ :كيف تصنع بد هوية وششوية قال :أكتب عشر ونصف عشر.
وبذلت له مئة ألف درهم على أن يظهر العجز عن نقل الديوان ويسك عن ذلك فأب ونقله.
فكان عبد الميد بن يي كاتب مروان بن ممد يقول :ل در صال! ما أعظم منته على الكتاب.
وحدثن عمر بن شبة قال :حدثن أبو عاصم النبيل قال أنبأ سهل بن أب الصلت قال :أجل الجاج
صال بن عبد الرحن أجلًا حت قلب الديوان.
فتوح البال -حلوان قالوا :لا فرغ السلمون من أمر جلولء الوقيعة ضم هاشم بن عتبة ابن أب
وقاص إل جرير بن عبد ال البجلى خيلًا كثيفة ورتبه بلولء ليكون بي السلمي وبي عدوهم.
ث إن سعدًا وجه إليهم زهاء ثلثة آلفٍ من السلمي وأمره أن ينهض بم وبن معه إل حلوان.
309
فتوح البلدان
فلما كان بالقرب منها هرب يزدجرد إل ناخ ة أصبهان.
ففتح جرير حلوان صلحًا على أن كف عنهم وأمنهم على دمائهم وأموالم وجعل لن أحب منهم
الرب أن ل يعرض لم.
ث خلف بلوان جريرًا مع عزرة بن قيس بن غزية البجلي ومضى نو الدينور فلم يفتحها وفتح
قرماسيي على مثل ما فتح عليه حلوان.
فكتب إليه يعلمه أن عمر بن الطاب أمره أن يد به أبا موسى الشعري فخلف جرير عزرة بن قيس
على حلوان وسار حت أتى أبا موسى الشعري ف سنة تسع عشرة.
وحدثن ممد بن سعد عن الواقدي عن ممد بن ناد عن عائشة بنت سعد أب يوقاص قالت :لكا
قتل معاوية حجر بن عدي الكندي قال أب :لو رأى معاوية ما كان من حجوم عي قنطرة حلوان
لعرف أن له غناءً عظيمًا عن السلم.
قال الواقدي :وقد نزل حلوان قومٌ من ولد جرير بن عبد ال فأعاقبهم با.
فتح ناوند قالوا :لا هرب يزد جرد من حلوان ف سنة تسع عشرة تكاتبت الفرس وأهل الري
وقومس وإصبهان وهذان والاهي وتمعوا إل يزد جرد وذلك ف سنة عشرين فأمر عليهم مردا نشاه
ذا الاجب وأخرجوا رايتهم الدر فشكا بيان وكانت عدة الشركي يومئذ ستي ألفًا ويقال مئة ألف.
وقد كان عمار بن ياسر كتب إل عمر بن الطاب بيهم فهم أن يغزوهم بنفسه ث خاف أن ينتشر
أمر العرب بنجد وغيها وأشي عليه بأن يغزى أهل الشام من شامهم وأهل اليمن من ينهم فخاف إن
فعل ذلك أن يعود الروم إل أوطانا وتغلب البشة على ما يليها.
فكتب إل أهل الكوفة يأمرهم أن يسي ثلثاهم ويبقى ثلثهم لفظ بلدهم وديارهم.
310
فتوح البلدان
وقال :لستعملن رجلًا يكون لول ما يلقاه من السنة.
فكتب إل النعمان بن عمرو بن مقرن الزن وكان مع السائب بن القرع الثقفي بتوليته اليش وقال:
إن أصبت فالمي حذيفة بن اليمان فإن أصيب فجرير بن عبد ال الجلي فإن أصيب فالغية ابن شعبة
فإن أصيب فالشعث بن قيس.
وكان النعمان عاملًا على كسكر وناحيتها ويقال بل كان بالدينة فوله عمر أمر هذا اليش مشافهةً
فشخص منها.
وحدثن شيبان قال :حدثنا حاد بن سلمة عن أب عمران الون عن علقمة بن عبد ال عن معقل بن
يسار أن عمر بن الطاب شاور الرمزان فسأل :ما ترى أنبدأ بإصبهان أو بأذربيجان فقال الرمزان:
إصبهان الرأس وأذربيجان الناحان فإن قطعت الرأس سقط الناحان والرأس.
قال :فدخل عمر السجد فبصر بالنعمان بن مقرنٍ :أما جابيًا فل ولكن غازيا.
فبعث النعمان الغية إل ذى الاجبي عظيم العجم بنهاوند فجعل يشق بسطه برمه حت قام بي يديه
ث قعد على سريره فأمر به فسحب.
ث التقى السلمون والشركون فسلسلوا كل عشرةٍ ف سلسلة وكل خسة ف سلسلة لئل يفروا.
311
فتوح البلدان
وقال النعمان :شهدت النب صلى ال عليه وسلم فكان إذا ل يقاتل ف أول النهار انتظر زوال الشمس
وهبوب الرياح ونزول النصر.
ث قال :إن ها ٌز لوائي ثلث هزات :فأما أول هزة فليتوضأ الرجل بعدها وليقض حاجته وأما الزة
الثانية فلينظر الرجل بعدها إل سيفه أو قال شسعه وليتهيأ وليصلح من شأنه وأما الثالثة فإذا كانت إن
شاء ال فاحلوا ول يلوين أحدٌ على أحد.
فهز لواءه ففعلوا ما أمرعهم وثقل درعه عليه فقاتل وقاتل الناس فكان رحه ال أول قتيل.
قال :فأتيت النعمان وبه رمقٌ فغسلت وجهه من أدواة ماءٍ كانت معي.
حدثن شيبان قال :حدثنا حاد بن سلمة قال :حدثن علي بن زيد بن جدعان عن أب عثمان النهدي
قال :أنا ذهبت بالبشارة إل عمر.
وحدثن أحد بن إبراهيم قال :حدثنا أبو أسامة وأبو عامر العقدي وسلم بن قتيبة جيعا عن شعبة عن
علي بن زيد عن أب عثمان النهدي قال :رأيت عمر بن الطاب لا جاءه نعى النعمان بن مقرن وضع
يده على رأسه وجعل يبكي.
312
فتوح البلدان
وحدثنا القاسم بن سلم قال :حدثنا ممد بن عبد ال النصاري عن النهاس بن قهم عن القاسم بن
عوف عن أبيه عن السائب بن القرع -أو عن عمر بن السائب عن أبيه شك النصاري -قال:
زحف إل السلمي زحفٌ ل ير مثله.
فذكر حديث عمر فيما هم به من الغزو بنفسه وتوليته النعمان بن مقرن وأنه بعث إليه بكتابه مع
السائب وول السائب الغنائم وقال :ل ترفعن باطل ول تبسن حقًا.
ث ذكر الوقعة.
قال السائب :فجمعت تلك الغنائم ث قسمتها ث أتان ذو العوينتي فقال :إن كن النخي خان ف
القلعة.
قال :فأقبلت إل عمر وقد راث عنه الب وهو يتطوف الدينة ويسأل.
فلما رآن قال :ويلك ما وراءك فحدثته بديث الوقعة ومقتل النعمان وذكرت له شأن السفطي.
فأقبلت بما إل الكوفة فأتان شابٌ من قريش يقال له عمرو بن حريث فاشتراها بأعطية الذرية
والقاتلة.
ث انطلق بأحدها إل الية فباعه با اشتراها به من وفضل الخر فكان ذلك أول لوة مال اتذه.
وقال بعض أهل السية :اقتتلوا بنهاوند يوم الربعاء ويوم الميس ث تاجزوا ث اقتتلوا يوم المعة.
313
فتوح البلدان
وقال ابن الكلب عن أب منف أن النعمان بن مقرن نزل السبيذهان وجعل على ميمنته الشعث بن
قيس وعلى اليسرة الغية بن شعبة.
فاقتتلوا فقتل النعمان ث ظفر السلمون قال :وكان فتح ناوند ف سنة تسع عشرة يوم الربعاء ويقال
ف سنة عشرين.
وحدثنا الرفاعي قال :حدثنا العنقزي عن أب بكر الذل عن السن وممد قال :كانت وقعة ناوند
سنة إحدى وعشرين.
قالوا :ولا هزم جيش العاجم وظهر السلمون وحذيفة يومئذ على الناس حاصر ناوند.
ث إن ساك بن عبيد العبسي اتبع رجلًا منهم ذات يوم ومعه ثانية فوارس فجعل ل يبز إليه رج ٌل
منهم إل قتله حت ل يبق غي الرجل وحده فاستسلم وألقى سلحه فأخذه أسيًا فتكلم بالفارسية
فدعا له ساك برجل يفهم كلمه فترجه فإذا هو يقول :اذهب إل أميكم حت أصاله عن هذه
الرض وأؤدي إليه الزية وأعطيك على أسرك إياي ما شئت فإنك قد مننت علي إذ ل تقتلن.
فانطلق به إل حذيفة فصاله على الراج والزية وأمن أهل مدينته ناوند على أموالم وحيطانم
ومنازلم.
وحدثن أبو مسعود الكوف عن البارك بن سعيد عن أبيه قال :وكانت ناوند من فتوح أهل الكوفة
والدينور من فتوح أهل البصرة.
314
فتوح البلدان
فلما كثر السلمون بالكوفة احتاجوا إل أن يزادوا ف النواحي الت كان خراجها مقسومًا فيهم
فصيت لم الدينور وعوض أهل البصرة ناوند لنامن إصبهان.
فسميت ناوند ماه البصرة والدينور ماه الكوفة وذلك ف خلفة معاوية.
وحدثن جاعة من أهل العلم أن حذيفة بن اليمان -وهو حذيفة ابن حسيل بن جابر العبسي حليف
بن عبد الشهل من النصار وأمه الرباب بنت كعب بن عدي من عبد الشهل -وكان أبو حذيفة
قتل يوم أحدٍ قتله عبد ال بن مسعود الذل خطاء وهو يسبه كافرًا فأمر رسول ال صلى ال عليه
وسلم بإخراج ديته فوهبه حذيفة للمسلمي.
وكان الواقدي يقول :سى حسيل باليمان لنه كان يتجر إل اليمن فإذا أتى الدينة قالوا :قد جاء
اليمان.
وقال الكلب :هو حذيفة بن حسيل بن جابر بن ربيعة بن عمرو بن جروة وجروة هو اليمان نسب
إليه حذيفة وبينهما آباء وكان قد أصاب ف الاهلية دمًا وهرب إل الدينة وحالف بن عبد الشهل
فقال قومه :هو يان لنه حالف اليمانية.
قالوا :انصرف أبو موسى الشعري من ناوند وقد كان سار بنفسه إليها على بعث أهل البصرة مدًا
للنعمان بن مقرن فمر بالدينور فأقام عليها خسة أيام قوتل منها يومًا واحدًا.
ث إن أهلها أقروا بالزية والراج وسألوا المان على أنفسهم وأموالم وأولدهم.
فأجابم إل ذلك.
وصاله أهل السي وان على مثل صلح ألد ينور وعلى أن يؤدوا الزية والراج.
315
فتوح البلدان
وبث السرايا فيهم فغلب على أرضها.
وقومٌ يقولون :إن أبا موسى فتح ما سبذان قبل وقعة ناوند وبعث أبو موسى عبد ال بن قيس
الشعري السائب بن القرع الثقفى -وهو صهره على ابنته وهي أم ممد بن السائب -إل الصيمرة
مدينة مهر جانقذف ففتحها صلحًا على حقن الدماء وترك السباء والصفح عن الصفراء والبيضاء
وعلى أداء الزية وخراج الرض.
حدثن ممد بن عقبة بن مكرم الضب عن أبيه عن سيف بن عمر التميمي عن أشياخ من أهل الكوفة
أن السلمي لا غزوا البال فمروا بالقلة الشرقية الت تدعى سن سية -وسية امرأة من ضبة من بن
معاوية بن كعب بن ثعلبة بن سعد بن ضبة من الهاجرات قال ابن هشام الكلب :وقناطر النعمان
نسبت إل النعمان بن عمرو بن مقرن الزن عسكر عندها وهي قدية.
وحدثن العباس بن هشام الكلب عن أبيه عن عوانة قال :كان كثي بن شهاب بن الصي بن ذى
الغصة الارثي عثمانيًا يقع ف علي بن أب طالب ويثبط الناس عن السي ومات قبيل خروج الختار
بن أب عبيد أو ف أول أيامه وله يقول الختار بن أب عبيد ف سجعه :أما ورب السحاب شديد
العقاب سريع الساب منل الكتاب لنبشن قب كثي بن شهاب الفترى الكذاب .
وكان معاوية وله الري ودستب حينًا من قبله ومن قبل زيادة والغية ابن شعبة عامليه.
ث غضب عليه فحبسه بدمشق وضربه جت شخص شريح ابن هانئ الرادي إليه ف أمره فتخلصه.
وكان يزيد بن معاوية قد حد مشابعته وأتباعه لواه فكتب إل عبيد ال بن زياد ف توليته ماسبذان
ومهر جانقذف وحلوان والاهي وأقطعه ضياعًا بالبل فبن قصره العروف بقصر كثي وهو من عمل
الدينور.
وكان زهرة بن الارث بن منصور بن قيس بن كثي بن شهاب اتذ با سبذان ضياعا.
316
فتوح البلدان
حدثن بعض ولد خشرم بن مالك بن هبية السدي أن أول نزول الشارمة ما سبذان كان ف آخر
أيام بن أمية نزع إليها جدهم من الكوفة.
وحدثن العميي عن اليثم بن عدي قال :كان زياد ف سفر فانقطع سفشق قائه فأخرج كثي بن
شهاب إبر ًة كانت مغروزةً ف قلنسوته وخيطًا كان معه فأصلح السفشق.
فتح هذان
قالوا :وجه الغية بن شعبة وهو عامل عمر بن الطاب رضي ال عنه على الكوفة بعد عزل عمار بن
ياسر جرير بن عبد ال البجلي إل هذان وذلك ف سنة ثلث وعشرين فقاتله أهلها ودفع دونا
فأصيبت عينه بسهم فقال :احتسبتها عند ال الذي زين با وجهي ونور ل ما شاء ث سلبنيها ف
سبيله.
وكان ذلك ف آخر سنة ثلث وعشرين فقاتله أهلها ودفع عنها وغلب على أرضها فأخذها قسرًا.
وقال الواقدي :فتح جريرٌ ناوند ف سنة أرعب وعشرين بعد ستة أشهر من وفاة عمر بن الطاب
رحه ال.
وقد روى بعضهم أن الغية بن شعبة سار إل هذان وعلى مقدمته جرير فافتتحها وأن الغية ضم
هذان إل كثي بن شهاب الارثي.
وحدثن عباس بن هشام عن أبيه عن جده وعوانة بن الكم أن سعد بن أب وقاص لا ول الكوفة
لعثمان ابن عفان ول العلء بن وهب بن عبد بن وهبان أحد بن عامر بن لؤي ماه وهدان.
317
فتوح البلدان
فقاتلهم ث إنم نزلوا على حكمه فصالهم على أن يؤدوا خراج أرضهم وجزية الرؤوس ويعطوه مئة
ألف درهم للمسلمي ث ل يعرض لم ف مالٍ ول حرمةٍ ول ولد.
وقال ابن الكلب :ونسبت القلعة الت تعرف باذران إل السرى بن نسي بن ثور العجلي وهو كان
أناخ عليها حت فتحها.
وحدثن زياد بن عبد الرحن البلخي عن أشياخ من أهل سيسر قال :سيت سيسر لنا ف الفاض
من الرض بي رؤس آكامٍ ثلثي.
وكان سيسر تدعى سيسر صدخانيه أي ثلثون رأسًا ومئة عي قالوا :ول تزل سيسر وما والها
مراعى لواشي الكراد وغيهم وكانت با مروجٌ لدواب الهدي أمي الؤمني وأغنامه وعليها مول له
ك معه يقال له سلم الطيفورى.يقال له سليمان بن قياط صاحب صحراء قياط بدينة السلم وشري ٌ
فلما كثر الصعاليك والدعار وانتشروا بالبل ف خلفة الهدي أمي الؤمني جعلوا هذه الناحية ملجأ
لم وحوزًا فكانوا يقطعون ويأوون إليها ول يطلبون لنا حد هذان والدينور وأذربيجان.
فكتب سليمان بن قياط وشريكه إل الهدي بيهم وشكيا عرضهم لا ف أيديهم من الدواب
والغنام.
فوجه إليهم جيشًا عظيمًا وكتب إل سليمان وسلم يأمرها ببناء مدينة يأويان إليها وأعوانما
ورعاتما ويصنان فيها الدواب والغنام من خافاه عليها.
وضم إليها رستاق ما ينهرج من الدينور ورستاق الوزمة من أذربيجان من كورة برزة ورسطف
وخابنجر فكورت بذه الرساتيق ووليها عام ٌل مفرد وكان خراجها يؤدى إليه.
318
فتوح البلدان
ث إن الصعاليك كثروا ف خلفة أمي الؤمني الرشيد وشعثوا سيسر فأمر برمتها وتصينها ورتب فيها
ألف رجلٍ من أصحاب خاقان الادم السغدي ففيها قوم من أولدهم.
ث لا كان ف آخر أيام الرشيد وجه مرة الردين العجلي على سيسر.
فحاول عثمان الودي مغالبته عليها فلم يقدر على ذلك وغلبه على ما كان ف يده من أذربيجان أو
أكثر.
ول يزل مرة بن الردين يؤدي الراج عن سيسر ف أيام ممد الرشيد على مقاطعة قاطعه عليها إل أن
وقعت الفتنة.
وحدثن مشايخ من أهل الفازة وهي متاخة لسيسر أن الرشي لا ول البل جل أهل الفازة عنها
فرفضوها.
وكان للجرشي قائد يقال له هام بن هانئ العبدي فألأ إليه أكثر أهل الفازة ضياعهم وغلب على ما
فيها.
فلما أقبل الأمون أمي الؤمني من خراسان بعد قتل ممد بن زبيدة يريد مدينة السلم اعترضه بعض
ولد هام ورجل من أهلها يقال له ممد بن العباس وأخبا بقصتها ورضاء جيع أهلها أن يعطوه
رقبتها ويكونوا مزارعي له فيها على أن يعزوا وينعوا من الصعاليك وغيهم.
فقبلها وأمر بتقويتهم ومعونتهم على عمارتا وصلحتها فصارت من ضياع اللفة.
319
فتوح البلدان
وحدثن الدائن أن ليلى الخيلية أتت الجاج فوصلها وسألته أن يكتب لا إل عامله بالري فلما
صارت بساوة ماتت فدفنت هناك.
قالوا :لا انصرف أبو موسى عبد ال بن قيس الشعري من ناوند سار إل الهواز فاستقرها.
ث أتى قم وأقام عليها أيامًا ث افتتحها ووجه الحنف بن قيس واسه الضحاك بن قيس التميمي إل
قاشان ففتحها عنوة.
ث لق به.
ووحه عمر بن الطاب عبد ال بن بديل بن ورقاء الز اعي إل أصبهان سنة ثلث وعشرين ويقال
بل كتب عمر إل أب موسى الشعري يأمره بتوجيه جيش إل أصبهان فوجهه ففتح عبد ال بن بديل
جى صلحًا بعد قتال على أن يؤدي أهلها الراج والزية.
وكان العامل عليها إل أن مضت من خلفة عثمان سنة ث ولها عثمان السائب بن القرع.
وحدثن ممد بن سعد مول بن هاشم قال :حدثنا موسى بن إساعيل عن سليمان بن مسلم عن خاله
بشي أب أمية أن الشعري نزل بأصبهان فعرض عليهم السلم فأبوا فعرض عليهم الزية فصالوه
عليها فباتوا على صلح ث أصبحوا على غدر.
320
فتوح البلدان
عن ممد بن إسحاق قال :وجه عمر بن بديل الز اعي إل أصبهان.
فحاصره وكاتب أهل الدينة فخذلم عنه فلما رأى الشيخ التباث الناس عليه اختار ثلثي رجلًا من
الرماة يثق ببأسهم وطاعتهم ث خرج من الدينة هاربًا يريد كرمان ليتبع يزدجرد و يلحق به.
فانتهى خبه إل عبد ال بن بديل فاتبعه ف خيل كثيفة فالتفت العجمي إليه وقد عل شرفًا فقال:
ابق على نفسك فليس يسقط لن ترى سهم فإن حلت رميناك وإن شئت أن تبارزنا بارزناك.
فبارز العجمي فضربه ضربة وقعت على قربوس سرجه فكسرته وقطعت اللبب.
ث قال له :يا هذا! ما أحب قتلك فإن أراك عاقلًا شجاعًا فهل لك ف أن أرجع معك فأصالك على
أداء الزية عن أهل بلدي فمن أقام كان ذمة ومن هرب ل تعرض له وأدفع الدينة إليك.
فرجع ابن بديل معه ففتح جى ووف با أعطاه وقال :يا أهل أصبهان! رأيتكم لئامًا متخاذلي فكنت
أهلًا لا فعلت بكم.
قالوا :وسار ابن بديل ف نواحي أصبهان سهلها وجبلها فغلب عليها وعاملهم ف الراج نو ما عامل
عليه أهل الهواز.
قالوا :وكان فتح أصبهان وأرضها ف بعض سنة ثلث وعشرين وأربع وعشرين.
وقد روى أن عمر بن الطاب وجه عبد ال بن بديل ف جيش فواف أبا موسى وقد فتح قم وقاشان.
فغزوا جيعًا أصبهان وعلى مقدمتها أب موسى الشعري الحنف بن قيس ففتحا اليهودية جيعًا على
ما وصفنا ث فتح ابن بديل جى وسارا جيعًا ف أرض أصبهان فغلبا عليها.
وأصح الخبار أن أبا موسى فتح قم وقاشان وأن عبد ال بن بديل فتح جى واليهودية.
321
فتوح البلدان
وحدثن أبو حسان الزيادي عن رجل من ثقيف قال :كان لعثمان بن أب العاص الثقفي مشهدٌ
بإصبهان.
وحدثنا ممد بن يي التميمي عن أشياخه قال :كانت للشراف من أهل إصبهان معاقل بفر باذ من
رستاق الثيمرة الكبى ببهجاورسان وبقلعةٍ تعرف باربي.
فلما فتحت جى دخلوا ف الطاعة على أن يؤدوا الراج وأنفوا من الزية فأسلموا.
وقال الكلب وأبو اليقظان :ول الذيل بن قيس العنبي إصبهان ف أيام مروان فمذ ذاك صار العنبيون
إليها.
قالوا :وكان جد دلف وأبو دلف القاسم بن عيسى بن إدريس ابن معقل العجلي يعال العطر ويلب
الغنم.
فقدم البل ف عدةٍ من أهله فنلوا قريةً من قرى هذان تدعى مس.
ووثب إدريس بن معقل على رجلٍ من التجار كان له عليه مالٌ فخنقه ويقال :بل خنقه وأخذ ماله.
فحمل إل الكوفة وحبس با ف ولية يوسف بن عمر الثقفي العراق زمن هشام بن عبد اللك.
ث إن عيسى بن إدريس نزل الكرج وغلب عليها وبن حصنها وكان حصنًا رثًا.
وقويت حال أب دلف القاسم بن عيسى وعظم شأنه عند السلطان فكب ذلك الصن ومدن الكرج
فقيل :كرج أب دلف.
322
فتوح البلدان
وكان الأمون وجه علي بن هشام الر وزي إل قم وقد عصا أهلها وخالفوا ومنعوا الراج وأمره
بحاربتهم وأمده باليوش ففعل وقتل رئيسهم وهو يي بن عمران وهدم سور مدينتهم وألصقه
بالرض وجباها سبعة آلف ألف درهم وكسرًا وكان أهلها قبل ذلك يتظلمون من ألفي ألف درهم.
وقد نقضوا ف خلفة أب عبد ال العتز بال ابن التوكل على ال فوجه إليهم موسى ابن بغا عامله
على البل لحاربة الطالبيي الذين ظهروا بطبستان ففتحت عنوة وقتل من أهلها خلقٌ كثي.
مقتل يزد جرد بن شهريار بن كسرى قالوأ هرب يزدجر من الدائن إل حلوان ث إل إصبهان.
فتوجه عبد ال ابن يديل بن ورقاء بعد فتح إصبهان لتباعه فلم يقدر عليه.
وواف أبو موسى الشعري اصطخر فرام فتحها فلم يكنه ذلك وعاناها عثمان بن أب العاص الثقفى
فلم يقدر عليها.
وقدم عبد ال بن عامر بن كريز البصرة سنة تسع وعشرين وقد افتتحت فارس كلها إل اصطخر
وجور فهم يزد جرد بأن يأت طبستان وذلك أن مرزبانا عرض عليه وهو بإصبهان أن يأتيها وأخبه
بصانتها ث بدا له فهرب إل كرمان واتبعه ابن عامر ماشع بن مسعود السلمي وهرم بن حيان
العبدى فمضى ماشع فنل بيمنذ من كرمان فأصاب الناس الدمق وهلك جيشه فلم ينج إل القليل
فسمى القصر قصر ماشع.
وكان يزد جرد جلس ذات يوم بكرمان فدخل عليه كرزبانا فلم يكلمه تيهًا فأمر بر رجله وقال :ما
أنت بأه ٍل لولية قريةٍ فضلًا عن اللك ولو علم ال فيك خيًا ما صيك إل هذه الال.
فمضى إل سجستان فأكرمه للكها وأعظمه فلما مضت عليه أيامٌ سأله عن الراج فتنكر له.
323
فتوح البلدان
فلما رأى بزدجرد ذلك سار إل خراسان فلما صار إل حد مرو تلقاه ما هويه مرزبانا معظكًا مبجلًا
وقدم عليه نيزنك عنده شهرًا ث شخص وكتب إليه يطب ابنته فأغاظ ذلك يزدجرد وقال :اكتبوا
إليه إنا أنت عبدٌ من عب ٌد من عبيدي فما جرأك على أن تطب إل وأمر بحاسبة ما هويه مرزبان مرو
وسأله عن الموال.
فكتب ماهويه إل نيزك يرضه عليه ويقول :هذا الذي قدم مفلولًا طريدًا فمننت عليه ليد عليه ملكه
فكتب إليك با كتب.
وأقبل نيزك ف التراك حت نزل النابذ فحاربوه فتكافأ الترك ث عادت الدائرة عليه فقتل أصحابه
ونب عسكره.
فأتى مدينة مرو فلم يفتح له فنل عن دابته ومشى حت دخل بيت طحانٍ على الرغاب ويقال إنه دس
إل الطحان فأمره بقتله فقتله ث قال :ما ينبغي لقاتل ملك أن يعيش.
ويقال إن الطحان قدم له طعامًا فأكل وأتاه بشراب يشرب فسكر فلما كان الساء أخرج تاجه
فوضعه على رأسه فبصر به الطحان فطمع فيه فعمد إل رحا فألقاها عليه فلما قتله أخذ تاجه وثيابه
وألقاه ف الاء.
ث عرف ما هويه خبه فقتل الطحان وأهل بيته وأخذ التاج والثياب.
فوجدوه ف الاء.
324
فتوح البلدان
فتغيبوا عنه.
فضحك وقال :لقد قيل ل إنك ث إنه هجم عليه بعد ذلك قو ٌم وجهتهم ما هويه لطلبه.
فأبوا ذلك وخنقوه بوتر ث أخذوا ثيابه فجعلت ف جراب وألقوا جثته ف الاء.
ووقع فيوز بن يزد جرد فيما يزعمون إل الترك فزوجوه وأقام عندهم.
فتح الري وقومس حدثن العباس بن هشام الكلب عن أبيه عن أب منف أن عمر بن الطاب رضي
ال عنه كتب إل عمار بن ياسر وهو عامله على الكوفة بعد شهرين من وقعة ناوند يأمره أن يبعث
عروة بن زيد اليل الطائي إل الري ودستسب ف ثانية آلف ففعل.
فجمعت له الديلم وأمدهم أهل الري فقاتلوه فأظهره ال عليهم فقتلهم واجتاحهم.
ث خلف حنظلة بن زيد أخاه وقدم على عمار فسأله أن يوجهه إل عمر وذلك أنه كان القادم عليه
بي السر فأحب أن يأتيه با يسره.
فلما رآه عمر قال{ :إنا ل وإنا إليه راجعون} .فقال عروة :بل احد ال فقد نصرنا وأظهرنا.
وحدثه بديثه فقال :هل أقمت وأرسلت قال :قد استخلفت أخي وأحببت أن آتيك بنفسي.
فسماه البشي.
وقال عروة :ويومًا بأكناف النخيلة قبلها شهدت فلم أبرح أدمى وأكلم وأيقنت يوم الديلميي أنن
مت ينصرف وجهي إل القوم يهزموا مافظةً أن امرؤ ذو حفيظة إذا ل أجد مستأخرًا أتقدم النذر بن
حسان بن ضرار أحد بن مالك بن زبد شرك ف دم مهران يوم النخيلة.
325
فتوح البلدان
قالوا :فلما انصرف عروة بعث حذيفة على جيشه سلمة بن عمرو بن ضرار الضب ويقال الباء بن
عازب وقد كانت وقعة عروة كسرت الديلم وأهل الري فأناخ على حصن الفرخان ابن الزينبدى
والعرب يسمونه الزينب وكان يدعى عارين.
فصاله ابن الزينب بعد قتالٍ على أن يكونوا ذمة يؤدون الزية والراج وأعطاه عن أهل الري وقو
ف على أن ل يقتل منهم أحدًا ول يسبيه ول يهدم لم بيت نار وأن يكونوا أسوة
مس خس مئة أل ٍ
أهل ناوند ف خراجهم.
وصاله أيضًا عن أهل دسنسب الرازي وكانت دسنسب قسمي قسما رازيًا وقسما هذانيًا.
ووجه سليمان ب عمر الضب ويقال الباء بن عازب إل قو مس خيلًا فلم يتنعوا أبواب الدامغان.
ث لا عزل عمر بن الطاب رضي ال عنه عمارًا وول الغية بن شعبة الكوفة ول الغية بن شعبة
كثي بن شهاب الارثى الري ودستب.
فلما صاروا إل الري وجد أهلها قد نقضوا فقاتلهم حت رجعوا إل الطاعة وأذعنوا بالراج وغزا
الديلم فأوقع بم وغزا البب والطيلسان.
فحدثن حفص بن عمر العمري عن اليثم بن عدي عن ابن عياش المذان وغيه أن كثي بن شهاب
كان على الري ودستب وقزوين وكان جيلًا حازمًا مقعدًان فكان يقول :ما من مقعد إل وهو عيال
على أهله سواي.
وكان إذا غزا أخذ كل امرئ من معه بترس ودرع وبيضة ومسلة وخس إبرٍ وخيوط كتان وبخصفٍ
ومقراض وملةٍ تليسة.
326
فتوح البلدان
وكان بيلًا وكانت له جفنه توضع بي يديه فإذا جاءه إنسان قال :ل أبا لك! أكانت لك علينا عي
وقال يوما :ي غلم! أطعمنا.
وحدثن بكر بن اليثم عن يي بن ضريس قاضي الري قال :ل تزل الري بعد أن فتحت أيام حذيفة
تنتقض وتفتح حت كان آخر من فتحها قرظة بن كعب النصاري ف ولية أب موسى الكوفة لعثمان
فاستقامت.
قال :وقد كان قرظة بعد ول الكوفة لعلي ومات با فصلى عليه علي رضي ال عنه.
وحدثن عباس بن هشام عن أبيه عن جده قال :ول علي يزيد بن حجبة بن عامر بن تيم ال بن ثعلبة
بن عكابة الري ودستب.
327
فتوح البلدان
وقد كان أبو موسى غزا الري بنفسه وقد نقض أهلها ففتحها على أمرها الول.
وحدثن جعفر بن ممد الرازي قال :قدم أمي الؤمني الهدي ف خلفة النصور فبن مدينة الري الت
الناس با اليوم وجعل حولا خندقًا وبن فيها مسجدًا جامعًا جرى على يدي عمار بن أب الصيب
وكتب اسه على حائطه.
وجعل لا فصيل يطيف به فارقان من آجر وساها الحمدية فأهل الري يدعون الري الدينة الداخلة
ويسمون الفصيل الدينة الارجة.
وهو مطل على السجد الامع ودار المارة وقد كان جعل بعد سجنًا.
قال :وكانت مدينة الري تدعى ف الاهلية ارازى فيقال إنه خسف با.
قال :وكان الهدي ف أول مقدمه الري نزل قرية يقال لا السي وان.
قال :وف قلعة الفرخان يقول الشاعر وهو الغطمش بن العور بن عمرو الضب على الو سق اللعون
بالري ل ين على رأسه داعي النية يلمع قال بكر بن اليثم :حدثن يي بن ضريس القاضي قال:
كان الشعب دخل الري مع قتيبة بن مسلم.
فقال له :ما أحب الشراب إليك فقال :أهونه وجودًا وأعزه فقدًا.
قال :ودخل سعيد بن جبي الري أيضًا فلقيه الضحاك فكتب عنه التفسي.
328
فتوح البلدان
قال :وكان عمرو بن معدي كرب الزبيدي غزا الري أول ما غزيت فلما انصرف توف فدفن فوق
روذة وبوسنة بوضع يسمى كرمانشاهان.
وقال الكلب :نسب قصر جابر بدستب إل جابر أحد بن زيبان ابن تيم ال بن ثعلبة.
قالوا :ول تزل وظيفة الري أثن عشر ألف ألف درهم حت مر با الأمون منصرفًا من خرا سان يريد
مدينة السلم فأسقط من وظيفتها ألفي ألف درهم وأسجل بذلك لهلها.
فتح قزوين وزنان حدثن عدةٌ من أهل قزوين وبكر بن اليثم عن شيخ من أهل الري قالوا :وكان
حصن قزوين يسمى بالفارسية كشوين ومعاه الد النظور إليه أي الحفوظ.
وبينه وبي الديلم جبل ول يزل فيه لهل فارس مقاتلةٌ من الساورة يرابطون فيه فيدفعون الديلم إذا ل
يكن بينهم هدنة ويفظون بلدهم من متلصصيهم وغيهم إذا جرى بينهم صلح.
وكانت دستب مقسومة بي الري وهذان فقسم يدعى الرازي وقسم يدعى المذان.
فلما ول الغية بن شعبة الكوفة ول جرير بن عبد ال هذان وول الباء بن عازب قزوين وأمره أن
يسي إليها فإن فتحها ال على يده غزا الديلم منها وإنا كان مغزاهم قبل ذلك من دستب.
فقام على حصنها وهو حصن بناه بعض العاجم على عيونٍ سدها بلود البقر والصوف واتذ عليها
دكة ث أنشأ الصن عليها.
329
فتوح البلدان
فقاتلوه ث طلبوا المان فآمنهم على مثل ما أمن عليه حذيفة أهل ناوند وصالهم ث غزا أهل حصن
قزوين.
فلما بلغهم قصد السلمي لم وجهوا إل الديالة يسئلونم نصرتم فوعدوهم أن يفعلوا.
وحل الباء والسلمون بعقوتم فخرجوا لقتالم والديلميون وقوف على البل ل يدون إل السلمي
يدًا.
فقبل إنم نزلوا على مثل ما نزل عليه أساوره البصرة من السلم على أن يكونوا مع من شاؤا.
فرتب الباء معهم خس مئة رجل من السلمي معهم طليحة بن خويلد السدي وأقطعهم أرضي ل
حق فيها لحد.
قال بكر :وأنشدن رجل من أهل قزوين لد أبيه وكان مع الباء :قد علم الديلم إذ تارب حي أتى
ف جيشه ابن عازب بأن ظن الشركي كاذب فكم قطعنا ف دجى الغياهب من جبلٍ وع ٍر ومن سبا
سب وغزا الديلم حت أدوا إليه التاوة.
ولا ول الوليد بن عقبة بن أب معيط بن أب عمرو بن أمية الكوفة لعثمان بن عفان غزا الديلم وول
سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية بعد الوليد فغزا الديلم ومصر قزوين.
330
فتوح البلدان
فكانت ثغر أهل الكوفة وفيها بنيانم.
وحدثن أحد بن إبراهيم الدورقي قال :ثنا خلف بن تيم قال :ثنا زائدة بن قدامه عن إساعيل بن مرة
المذان قال :قال علي بن أب طالب رضي ال عنه :من كره منكم أن يقاتل معنا معاوية فليأخذ
عطاءه وليخرج إل الديلم فليقاتلهم.
قال :وكنت ف النخبة فأخذنا أعطياتنا وخرجنا إل الديلم ونن أربعة آلف أو خسة آلف.
وحدثنا عبد ال بن صال العجلي عن ابن يان عن سفيان قال :أغزى علي رضي ال عنه الربيع بن
خثيم الثوري الديلم وعقد له علي أربعة آلفٍ من السلمي.
وحدثن بعض أهل قزوين قال :بقزوين مسجد الربيع بن خثيم معروف وكانت فيه شجرة تتمسح با
العامة.
ويقال إنه غرس سواكه ف الرض فأورق حت كانت الشجرة منه فقطعها عامل طاهر بن عبد ال بن
طاهر ف خلفة أمي الؤمني التوكل على ال خوفًا من أن يفتت با الناس.
قالوا :وكان موسى الادي لا صار إل الري أتى قزوين فأمر ببناء مدينة بازائها.
وكان البارك التركي بن حصنًا يسمى مدينة البارك وبا قومٌ من مواليه.
وحدثن ممد بن هارون الصبهان قال :مر الرشيد بمذان وهو يريد خرا سان واعترضه أهل قزوين
فأخبوه بكانم من بلد العدو وغنائهم ف ماهدته وسألوه النظر لم وتفيف ما يلزمهم من عشر
غلتم ف القضية.
331
فتوح البلدان
فصي عليهم ف كل سنةٍ عشرة آلف درهم مقاطعةً.
وكان القاسم ابن أمي الؤمني الرشيد ول جرجان وطبستان وقزوين فألأ إليه أهل زنان ضياعهم
تعززًا به ودفعًا لكروه الصعاليك وظلم العمال عنهم وكتبوا له عليها الشربة وصاروا مزارعي له.
وكان القاقرزان عشريًا لن أهله أسلموا عليه وأحيوه بعد افسلم فألأوه إل القاسم أيضًا على أن
جعلوا له عشرًا ثانيًا سوى عشر بيت الال.
ول تزل دستب على قسميها بعضها من الري وبعضها من هذان إل أن سعى رجلٌ من بقزوين من
بن تيم يقال له حنظلة بن خالد يكن أبا مالك ف أمرها حت صيت كلها إل قزوين.
وحدثن الدائن وغيه أن الكراد عاثوا وأسدوا ف أيام خروج عبد الرحن بن ممد بن الشعث.
فبعث الجاج عمرو بن هان العبسي ف أهل دمشق إليهم فأوقع بم وقتل منهم خلقًا.
ث أمره بغزو الديلم فغزاهم ف أثن عشر ألفًا فيهم من بن عجل ومواليهم من أهل الكوفة ثانون
منهم :ممد بن سنان العجلى.
فحدثن عوف بن أحد العبدي قال :حدثن أبو حنش العجلى عن ابيه قال :أدركت رجلًا من
التميميي الذين وجههم الجاج لرابطة الديلم فحدثن قال :رأيت من موال بن عجل رجلًا يزعم أنه
صليبه فقلت :إن أباك كان ل يب بنسبه ف العجم ولية ف العرب بدلًا فمن أين زعمت أنك
صليبه.
332
فتوح البلدان
فقال :أخبتن أمي بذلك.
قالوا :وكان ممد بن سنان العجلي نزل قرية من قرى دستب ث صار إل قزوين فبن دارًا ف ربضها.
فعذله أهل الثغر وقالوا :عرضت نفسك للتلف وعرضتنا للوهن إن نالك العدو بسوء.
فأمر ولده وأهل بيته فبنوا معه خارج الدينة ث انتقل الناس بعد قالوا :وكان أبو دلف القاسم بن
عيسى غزا الديلم ف خلفة الأمون وهو وال ف خلفة العتصم بال أيام ولية الفشي البال.
ولا كانت سنة 253وجه أمي الؤمني العتز بال موسى بن بغا الكبي موله إل الطالبيي الذين
ظهروا بالديلم وناحية طبستان.
فغزا الديلم وأوغل ف بلدهم وحاربوه فأوقع بم وثقلت وطأته عليهم واشتدت نكايته.
وأخبن رجل من أهل قزوين أن قبور هؤلء الندماء براوند من عمل إصبهان وأن الشاعر إنا قال:
أل تعلما أن براوند مفردٌ وحدثن عبد ال بن صال العجلي قال :بلغن أن ثلثة نف ٍر من أهل الكوفة
كانوا ف جيش الجاج الذي وجهه إل الديلم.
333
فتوح البلدان
فكانوا يتنادمون ثلثتهم ول يالطون غيهم.
وكانا يشربان عند قبه فإذا بلغته الكأس هرقاها على قبه وبكيا.
وكان يلس عند قبيهما فيشرب ث يصب على القب الذي يليه ث على الخر ويبكي فأنشأ ذات يوم
يقول :خليلي هبا طال ما قد رقدتا أجد كما ما تقضيان كراكما أل تعلما أن بقزوين مفردٌ ومال
فيها من خلي ٍل سواكا مقيمًا على قبيكما لست بارحًا طوال الليال أو ييب صداكما سأبكيكما
طول الياة وما الذي يرد على ذي لوعةٍ أن بكاكما ث ل يلبث أن مات فدفن عند صاحبيه فقبورهم
تعرف بقبور الندماء.
فتح أذربيجان حدثنا السي بن عمرو الرديلي عن واقد الرديلي عن مشايخ أدركهم أن الغية بن
شعبة قدم الكوفة واليًا من قبل عمر بن الطاب ومعه كتاب إل حذيفة بن اليمان بولية أذربيجان.
فسار حت أتى أردبيل وهي مدينة أذربيجان وبا مرزبانا وإليه جباية خراجها.
وكان الرزبان قد جع إليه القاتلة من أهل باجرون وميمذ والنرير وسراة والشيز واليانج وغيهم.
فقاتلوا السلمي قتالًا شديدًا أيامًا ث أن الرزبان صال حذيفة عن جيع أهل أذربيجان على ثان مئة
ألف درهم وزن ثانية على أن ليقتل منهم أحدًا ول يسبيه ول يهدم بيت نار ول يعرض لكراد
البلسجان وسبلن وساتر ودان ول ينع أهل الشيز خاصةً من الزفن ف أعيادهم وإظهار ما كانوا
يظهرونه.
قالوا :ث عزل عمر حذيفة وول أذربيجان عتبة بن فرقد السلمي.
334
فتوح البلدان
فأتاها من الوصل ويقال بل أتاها من شهرزور على السلق الذي يعرف اليوم بعاوية الودي.
وروى الواقدي ف إسناده أن الغية بن شعبة غزا أذربيجان من الكوفة ف سنة 22حت انتهى إليها
ففتحها عنوة ووضع عليها الراج.
وروى ابن الكلب عن أب منف أن الغية غزا أذربيجان سنة عشرين ففتحها.
ث إنم كفروا فغزاها الشعث بن قيس الكندي ففتح حصن باجرون وصالهم على صلح الغية
ومضى الشعث إل اليوم.
وكان أبو منف لوط بن يي يقول :إن عمر ول سعدًا ث عمارًا ث الغية ث رد سعد وكتب إليه
وإل أمراء النصار ف قدوم الدينة ف السنة الت توف فيها.
وقال غيه :توف عمر والغية واليه على الكوفة وأوصى بتولية سعد الكوفة وتولية أب موسى البصرة
فولها عثمان ث عزلما.
وحدثن الذائن عن علي بن ماهد عن عاصم الحول عن أب عثمان النهدي قال :عزل عمر حذيفة
عن أذربيجان واستعمل عليها عتبة بن فرقد السلمي.
فلما وردت عليه قال :أورق قالوا :ل قال :فما هي قال :لطف بعث به.
335
فتوح البلدان
وقال عتبة :قدمت من أذربيجان وافدًا على عمر فإذا بي يديه عصلة جزور.
وحدثن الدائن عن عبد ال بن القاسم عن فروة بن لقط :قال لا قام عثمان بن عفان رضي ال عنه
استعمل الوليد بن عقبة بن أب معيط فعزل عتبة عن أذربيجان فنقضوا.
فأغار على أهل موقان والبي والطيلسان فغنم وسب وطلب أهل قال ابن الكلب :ول علي بن أب
طالب رضي ال عنه أذربيجان سعيد بن سارية الزاعي ث الشعث بن قيس الكندي.
عن زيد بن وهب قال :لا هزم ال الشركي بنهاوند رجع أهل الجاز إل حجاز هم وأهل البصرة
إل بصرتم وأقام حذيفة بنهاوند ف أهل الكوفة.
فكتب إليهم عمر بن الطاب :إنكم بأرض يالط طعام أهلها ولباسهم اليتة فل تأكلوا إل ذكيًا ول
تلبسوا إل زكيًا.
يريد الفراء.
وحدثن العباس بن الوليد النرسي قال :حدثنا عبد الواحد بن زياد قال لنا عاصم الحول.
فصنع سفطي من خبيص وألبسهما اللود و اللبود ث بعث بما إل عمر مع سحيم مول عتبة.
فلما قدم عليه قال :ما الذي جئت به أذهب أم ورق وأمر به فكشف عنه فذاق البيص فقال :إن
هذا الطيب أثر! أكل الاجرين أكل منه شعبه قال :ل إنا هو شيء خصك به.
336
فتوح البلدان
أما بعد فليس من كدك ول كد أمك ول كد أبيك.
وحدثن السي بن عمرو وأحد بن مصلح الزدي عن مشايخ من أهل أذربيجان قالوا :قدم الوليد
بن عقبة أذربيجان ومعه الشعث بن قيس.
فتتبع الشعث بن قيس حانًا حانًا -والان الائر ف كلم أهل أذربيجان -ففتحها على مثل صلح
حذيفة وعتبة بن فرقد وأسكنها ناسًا من العرب من أهل العطاء والديوان وامرهم بدعاء الناس إل
السلم.
ث تول سعيد بن العاص فغزا أهل أذربيجان فأوقع بأهل موقان وجيلن وتمع له بناحية أرم
وبلوانكرح خلق من الرمن وأهل أذربيجان فوجه إليهم جرير بن عبد ال البجلي فهزمهم وأخذ
رئيسهم فصلبه على قلعة باجروان.
ويقال إن الشماخ بن ضرار الثعلب كان مع سعيد بن العاص ف هذه الغزاة وكان بكي بن شداد بن
عامر فارس أطلل معهم ف هذه الغزاة وفيه يقول الشماخ :وغنيت عن خيل بوقان أسلمت بكي بن
الشداخ فارس أطلل وأشعث غره السلم من خلوت بعرسه ليل التمام فقتله.
فأنزل أردبيل جاعة من أهل العطاء والديوان من العرب ومصرها وبن مسجدها إل أنه وسع بعد
ذلك.
337
فتوح البلدان
قال السي بن عمرو :وأخبن واقد أن العرب لا نزلت أذربيجان نزعت إليها عشائرها من الصرين
والشام وغلب كل على ما أمكنهم وابتاع بعضهم من العجم الرضي وألئت إليهم القرى للخفارة
فصار أهلها مزارعي لم.
وقال السي :كانت ورثان قنطرة كقنطرت وحش وأرشق اللتي اتذتا حديثًا أيام بابك فبناها مروان
بن ممد بن مروان بن الكم وأحيا أرضها وحصنها فصارت له ضيعة.
ث قبضت مع ما قبض من ضياع بن أمية فصارت لم جعفر زبيدة بنت جعفر بن النصور أمي
الؤمني وهدم وكلؤها سورها.
قال :وكانت برزند قرية فعسكر فيها الفشي حيدر بن كاوس عامل أمي الؤمني العتصم بال على
أذربيجان وأرمنية والبل أيام ماربته الكافر بابك الرمي وحصنها.
فعسكر مروان بن ممد وهو وال أرمينية وأذربيجان -منصرفة من غزوة موقان وجيلن -بالقرب
منها.
وكان فيها سر جب كثي فكانت دوابه و دواب أصحابه ترغ فيها فجعلوا يقولون :ايتوا قرية الراغة.
وكان أهلها ألأوها إل مروان فابتناها وتألف وكلؤه الناس فكثروا فيها للتعزز ث إنا قبضت مع ما
قبض من ضياع بن أمية.
فلما عاث الوجناء الزدي وصدقة بن علي مول الزد فأفسدا وول خزية بن خازم بن خزية أرمينية
وأذربيجان ف خلفة الرشيد بن سورها وحصنها ومصرها وأنزلا جندًا كثيفًا.
338
فتوح البلدان
ث لا ظهر بابك الرمي بالبذ لأ الناس إليها فنلوها وتصنوا فيها.
ورم سورها ف أيام الأمون عدة من عماله منهم :أحد بن النيد بن فرزندي وعلي بن هشام.
وأما مرند فكانت قريةً صغية فنلا حلبس أبو البعيث ث حصنها البعيث ث ابنه ممد بن البعيث.
وكان قد خالف ف خلفة أمي الؤمني التوكل على ال فحاربه بغا الصغي مول أمي الؤمني حت
ظفر به وحله إل سر من رأى وهدم حائط مرند وذلك القصر.
والبعيث من ولد عتيب بن عمرو بن وهب بن أقصى بن دعمي بن جديلة بن أسد ابن ربيعة.
وأما أرمية فمدينة قدية يزعم الجوس أن زر دشت صحبهم كان منها.
وكان صدقة بن علي بن صدقة بن دينار مول الزد حارب أهلها حت دخلها وغب عليها وبن
وأخوته با قصورًا.
وأما تبيز فنلا الرواد الزدي ث الوجناء بن الرواد وبن با وأخوته بناء وحصنها بسور فنلا الناس
معه.
وقد مدن عبد ال بن جعفر المدان ملته باليانج ومصي السلطان با منبًا.
339
فتوح البلدان
وأما كوره برزة فللود وقصبتها لرجل منهم جع الناس إليها وبن با حصنًا وقد اتذ با ف سنة
239منب على كرهٍ من الودي.
وأما نرير فكانت قرية لا قصر قدي متشعث فنلا مر بن عمرو الوصلي الطائي فبن با وأسكنها
ولده.
وبنوا سوق جابر وان وكبوه وأفرده السلطان لم فصاروا يتولونه دون أذربيجان.
فأما سراه فإن فيها من كنده جاعة أخبن بعضهم أنه من ولد من كان مع الشعث بن قيس
الكندي.
فتح الوصل قالوا :ول عمر بن الطاب عتبة بن فرقد السلمي الوصل سنة عشرين.
فقاتله أهل نينوى فأخذ حصنها وهو الشرقي عنوةً وعب دجلة فصاله أهل الصن الخر على الزية
والذن لن أراد اللء ف اللء.
ث فتح الرج وقراه وأرض باهذرة وباعذرى والنانة والعلة ودامي وجيع معاقل الكراد.
وأتى تل الشهارجة والسلق الذي يعرف ببن الرين صال بن عباده المدان صاحب رابطة الوصل
ففتح ذلك كله وغلب عليه السلمون.
وأخبن معاف بن طاووس عن مشايخ من أهل الوصل قال :كانت أرمية من فتوح الوصل فتحها
عتبة بن فرقد.
340
فتوح البلدان
وكذلك الور وخوى وسلماس.
وال أعلم.
عن جده قال :أول من اختط الوصل وأسكنها العرب ومصرها هر ثة بن عر فجة البارقي.
حدثن أبو موسى الروى عن أب الفضل النصاري عن أب الحارب الضب أن عمر بن الطاب
رضي ال عنه عزل عتبة عن الوصل وولها هرثة بن عرفجة البارقي.
وكان با الصن وبيعٌ للنصارى ومنازل لم قليلة عند تلك البيع وملة اليهود.
وحدثن العفى بن طاووس قال :الذي فرش الوصل بالجارة ابن تليد صاحب شرطة ممد بن مروان
بن الكم.
قال الواقدي :ول عبد اللك بن مروان ابنه سعيد بن عبد اللك ابن مروان صاحب نر سعيد الوصل.
وحدثت عن بعض أهل بابغيش أن السلمي كانوا طلبوا غرة أهل ناحية منها ما يلي دامي يقال لا
زران.
فأتوهم ف يوم عيد لم وليس معهم سلح فحالوا بينهم وبي قلعتهم وفتحوها.
341
فتوح البلدان
قالوا :ولا اختط هرثة الوصل وأسكنها العرب أتى الديثة وكانت قرية قدية فيها بيعتان وأبياتٌ
للنصارى فمصرها وأسكنها قومًا من العرب فسميت الديثة لنا بعد الوصل.
ويقال إن هرثة نزل الديثة أولًا فمصرها واختطها قبل الوصل وإنا إنا سيت الديثة حي تول
إليها من تول من أهل النبار لا وليهم ابن الرفيل أيام الجاج ابن يوسف فعسفها.
وكان فيهم قومٌ من أهل حديثة النبار فبنوا با مسجدًا وسوا الدينة الديثة.
قالوا :وافتتح عتبة بن فرقد الطيهان وتكريت وآمن أهل حصن تكريت على أنفسهم وأموالم وسار
ف كوره باجرامى ث صار إل شهرزور.
وحدثن شيخٌ من أهل تكريت أنه كان معهم كتاب أمانٍ وشرطٌ لم.
وزعم اليثم بن عدي أن عباض بن غنم لا فتح بلدًا أت الوصل ففتح أحد الصني.
شهر زور والصامغان ودراباذ حدثن إسحاق بن سليمان الشهرزورى قال :ثنا أب عن ممد بن
مروان عن الكلب عن بعض آل عزرة البجلى أن عزرة بن قيس حاول فتح شهرزور وهو وا ٍل على
حلوان ف خلفة عمر فلم يقدر عليها.
فغزاها عتبة بن فرقد ففتحها بعد قتال على مثل صلح حلوان.
وحدثن إسحاق عن أبيه عن مشايهم قال :صال أهل الصامغان ودراباذ عتبة على الزية والراج
على أن ل يقتلوا ول سبوا ول ينعوا طريقًا يسلكونه.
342
فتوح البلدان
وحدثن أبو رجاء اللوان عن أبيه عن مشايخ شهرزور قالوا :شهرزور والصامغان ودراباذ من فتوح
عتبة ابن فرقد السلمي.
فتحها وقاتل الكراد فقتل منهم خلقًا وكتب إل عمر :إن قد بلغت بفتوحي أذربيجان.
فوله إياها.
قالوا :ول تزل شهرزور وأعمالا مضمومةً إل الوصل حت فرقت ف آخر خلفة الرشيد.
وكان رزق عامل كل كوره من كور الوصل مائت درهم فحط لذه الكور ست مئة درهم.
جرجان وطبستان ونواحيها قالوا :ول عثمان بن عفان رحه ال سعيد بن العاص بن سعيد ابن
العاص بن أمية الكوفة ف سنة تسع وعشرين.
فكتب مرزبان طوس إليه وإل عبد ال بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شس وهو على
البصرة يدعوها إل خراسان على أن يلكه عليها أيهما غلب وظفر.
فسبقه ابن عامر فغزا سعيد طبستان ومعه ف غزاته فيما يقال السن والسي أبناء علي بن أب طالب
عليهم السلم.
وقيل أيضا إن سعيدًا غزا طبستان بغي كتاب أتاه من أحد وقصد إليها من الكوفة وال أعلم.
وصال ملك جرجان على مائت ألف درهم ويقال على ثلث مئة ألف بغلية وافته فكان يؤديها إل
غزاة السلمي.
343
فتوح البلدان
وافتتح سعيد سهل طبستان والرويان ودنباوند وأعطاه أهل البال مالًا.
وكان السلمون يغزون طبستان ونواحيها فربا أعطوا التاوة عفوًا ورمبا أعطوها بعد قتال.
وول معاوية بن اب سفيان مصقلة بن هبية بن شيل -أحد بن ثعلبة ابن شيبان بن ثعلبة بن عكابة -
طبستان وجيع أهلها حرب.
وضم إليه عشرة آلف ويقال عشرين ألفًا فكاده العدو وأروه اليبة له حت توغل بن معه ف البلد.
فلما جاوروا الضايق أخذها العدو عليهم ودهدهوا الصخور من البال على رؤسهم.
فهلك ذلك اليش أجع وهلك مصقلة فضرب فقالوا :حت يرجع مصقلة من طبستان.
فصالهم وعقد لم عقدًا ث أمهلوا له حت دخل فأخذوا عليه ا لضايق وقتلوا ابنه أبا يكر فضخوه ث
نا.
فكان السلمون يغزون ذلك الثغر وهم حذرون من التوغل ف أرض العدو.
وحدثن عباس بن هشام الكلب عن أبيه عن أب منف وغيه قالوا :لا ول سليمان بن عبد اللك بن
مروان المر ول يزيد بن اللهب بن أب صفرة العراق.
فخرج إل خرا سان لسبب ما كان من التواء قتيبة بن مسلم وخلفه على سليمان وقتل وكيع بن أب
سود التميمي إياه.
فغزا جيلن وسارية ث أتى دهستان وبا صول فحصرها وهو ف جند كثيف من أهل الشام و أهل
الصرين وأهل خرا سان.
344
فتوح البلدان
فكان أهل دهستان يرجون فيقاتلونم فأل عليهم يزيد وقطع الواد عنهم.
ث إن وصل أرسل إل يزيد يسأله الصلح على أن يؤمنه على نفسه وماله وأهل بيته ويدفع إليه الدينة
وأهلها وما فيها.
وقال أبو عبيده معمر بن الثن :إن صول قتل والب الول أثبت.
فتلقاه أهلها بالتاوة الت كان سعيد بن العاص صالهم عليها فقبلها.
قال :ويقال إنه صار إل مرو فأقام با شتوته ث غزا جرجان ف مئة ألف وعشرين ألف من أهل الشام
والزيرة والصرين وخرا سان.
وحدثن علي بن ممد الدائن قال :أقام يزيد بن الهلب براسان شتو ًة ث غزا جرجان وكان عليها
حائط من آخر قد تصنوا به من الترك وأحد طرفيه ف البحر ث غلبت الترك عليه وسوا ملكهم
صول.
فقال يزيد :قبح ال قتيبة! ترك هؤلء وهم ف بيضة العرب وأراد غزو الصي أو قال :وغزا الصي.
345
فتوح البلدان
فحصره ستة أشهر وقاتله مرارًا.
فطلب الصلح على أن يؤمنه على نفسه وماله وثلث مئة من أهل بيته ويدفع إليه البحية با فيها.
واستعمل علي دهستان والبياسان عبد ال بن معمر اليشركي وهو ف أربعة آلف ووجه ابنه خالد بن
يزيد وأخاه أبا عيينة بن الهلب إل الصبهبذ وهزمهما حت ألقهما بعسكر يزيد.
وكتب الصبهبذ إل الرزبان -ويقال الروزبان :-آنا قد قتلنا أصحاب يزيد فاقتل من قبالك من
العرب.
وبلغ الب يزيد فوجه حيان مول مصقلة وهو من سب الديلم فقال للصبهبذ :إن رجل منك وإليك
وإن فرق الدين بيننا ولست بآمن أن يأتيك من قبل أمي الؤمني ومن جيوش خرا سان ما ل قبل لك
به ول قوام لك معه.
ول يزل يدعه حت صال يزيد على سبع مئة ألف درهم وأربع مئة وقر زغفرانًا.
فأب.
فتحمله.
346
فتوح البلدان
وكان حيان من نبل الوال وسرواتم وكان يكن أبا معمر.
قال الدائن :بلغ يزيد نكث أهل جرجان وغردهم فسار يريدها ثانية.
فلما بلغ الرزبان مسيه أتى وجاه فتحصن با وحولا غياض وأشب.
فعقد يزيد لهم بن زحر العفى وقال :إن غلبت على الياة فل تغلب على الوت.
وانتهى جهم إل القلعة فقاتله قومٌ من كان على بابا فكشفهم عنه.
فقادهم جهم إل وادي جرجان وجعل يقتلهم حت سالت الدماء ف الوادي وجرت.
347
فتوح البلدان
فوقع الكتاب ف يدي عمر بن عبد العزيز فأخذ يزيد به وحبسه.
وحدثن عباس بن هشام الكلب عن أبيه عن أب منف أو عوانة بن الكم قال :سار يزيد إل
طبستان.
فقاتله يزيد ث إنه صاله على نقد أربعة آلف ألف درهم وعلى سبع مئة ألف درهم مثاقيل ف كل
سنة ووقر أربع مئة جا ٍز زعفرانًا وأن يرجوا أربع مئة رجل على رأس كل رجل منهم ترس
وطيلسان وجام فضة ونرقة حرير.
ب وآنية.
وفتح يزيد الرويان ودنباوند على مالٍ وثيا ٍ
ث مضى إل جرجان وقد غدر أهلها وقتلوا خليفته وقدم أمامه جهم بن زحر بن قيس العفي.
فدخل الدينة وأهلها غارون وغافلون ووفاه ابن الهلب فقتل خلقًا من أهلها وسب ذراريهم وصلب
من قتل عن يي الطريق ويساره.
واستخلف عليها جهمًا فوضع الزية والراج على أهلها وثقلت وطأته عليهم.
قالوا :ول تزل اهل طبستان يؤدون الصلح مر ًة ويتنعون من أدائه أخرى فيحاربون ويسالون.
فلما كانت أيام مروان بن ممد بن مروان ابن الكم غدروا ونقضوا حت إذا استخلف أبو العباس
أمي الؤمني وجه إليهم عامله فصالوه.
فوجه إليهم خازم بن خزية التميمي وروح بن حات الهلب ومعهما مرزوق أبو الصيب موله الذي
نسب إليه قصر أب الصيب بالكوفة.
348
فتوح البلدان
فسألما مرزوق حي طال عليهما المر وصعب أن يضرباه ويلقا رأسه وليته ففعل.
فخلص إل الصبهبذ فقال له :إن هذين الرجلي استغشان وفعل ب ما ترى وقد هربت إليك فإن
قبلت انقطاعي وأنزلتن النلة الت أستحقها منك دللتك على عورات العرب وكنت يدًا معك عليهم.
فلما اطلع على أموره وعوراته كتب إل خازم وروح با احتاجا إل معرفته من ذلك واحتال للباب
حت فتحه.
وكان عمر بن العلء جزارًا من أهل الري فجمع جعًا وقاتل سنفاذ حي خرج با.
فأبلى ونكى فأوفده جهور بن مرار العجلى على النصور فقوده وحضنه وجعل له مرتبة.
وافتتح ممد بن موسى بن حفص بن عمر بن العلء وما يزديار بن قارن جبال شر وين من طبستان
وهي أمنع جبا ٍل وأصعبها وأكثرها أشبًا وغياضًا ف خلفة الأمون رحه ال.
ث إن الأمون ول مايزديار أعمال طبستان والرويان ودنباوند وساه ممدًا وجعل له مرتبة الصبهبذ.
ث استخلف أبو إسحاق العتصم بال أمي الؤمني فأقره على عمله.
349
فتوح البلدان
فكتب إل عبد ال بن طاهر ابن السي بن مصعب عامله على خراسان والري وقومس وجرجان
يأمره بحاربته.
ووجه العتصم بال ممد بن إبراهيم بن مصعب فيمن ضم إليه من جند الضرة.
فلما توافت النود ف بلده كاب أخٌ له يقال له فوهيار بن قارن السن وممدًا وأعلمهما أنه معهما
عليه.
فكتب السن يشي عليه بأن يكمن ف موضع ساه له وقال لا يزديار :إن السن قد أتاك وهو بوضع
كذا وذكر غي ذلك الوضع وهو يدعوك إل المان ويريد مشافهتك فيما بلغن.
فلما صار بقرب الوضع الذي السن كامنٌ فيه آذنه فوهيار بجيئه.
فحمل إل سر من رأى ف سنة خس وعشرين ومائتي فضرب بالسياط بي يدي العتصم بال ضربًا
مبحًا فلما رفعت السياط عنه مات.
فصلب بسر من رأى مع بابك الرمي على العقبة الت بضرة ملس الشرطة.
350
فتوح البلدان
ووثب بفوهيار بعض خاصة أخيه فقتل بطبستان.
وافتتحت طبستان سهلها وجبلها فتولها عبد ال بن طاهر وطاهر بن عبد ال من بعده.
فتوح كور دجلة قالوا :كان سويد بن قطبة الذهلي وبعضهم يقول :قطبة بن قتادة يغي ف ناحية
الريبة من البصرة على العجم كما كان الثن بن حارثة الشيبان يغي بناحية الية.
فلما قدم خالد بن الوليد البصرة يريد الكوفة سنة 12أعانه على حرب أهل البلة وخلف سويدًا.
ويقال إن خالدًا ل يسر من البصرة حت فتح الريبة وكانت مسلح ًة للعاجم فقتل وسب.
ويقال إنه أتى نر الرأة ففتح القصر صلحًا صاله عنه النوشجان بن جسنسما والرأة صاحبة القصر
كامن دار بنت نرسى وهي ابنة عم النوشجان.
وإنا سيت الرأة لن أبا موسى الشعري كان نزل با فزودته خبيصًا فجعل يقول :أطعمونا من دقيق
الرأة.
وكان ممد بن عمر الواقدي ينكر أن يكون خالد بن الوليد أتى البصرة حي فرغ من أمر أهل
اليمامة والبحرين.
ويقول :قدم الدينة ث سار منها إل العراق على طريق فيد والثعلبية وال أعلم.
قالوا :فلما بلغ عمر بن الطاب رضي ال عنه خب سويد بن قطبة وما يصنع بالبصرة رأى أن يوليها
رجل من قبله فولها عتبة بن غزوان بن جابر بن وهب بن نسيب -أحد بن مازن بن منصور بن
عكرمة بن خصفة.
وهو حليف بن نوفل بن عبد مناف وكان من الهاجرين الولي -وقال له :إن الية قد فتحت
وقتل عظيمٌ من العجم يعن مهران ووطئت خيل السلمي أرض بابل.
351
فتوح البلدان
فصره إل ناحية البصرة واشغل من هناك من أهل الهواز وفارس وميسان عن إمداد إخوانم على
إخوانك.
فأتاها عتبة وانضم إليه سويد بن قطبة ومن معه من بكر بن وائل وكانت بالبصرة سبع دساكر :اثنتان
بالريبة واثنتان بالزايوقة وثلثٌ ف موضع دار الزد اليوم.
ففرق عتبة أصحابه فيها ونزل هو بالريبة وكانت مسلحةً للعاجم ففتحها خالد بن الوليد فخلت
منهم.
قال أبو منف :وكانت ذات حصى وحجارة سود فقيل إنا بصرة.
وأمد عمر عتبة برثة بن عرفجة البارقي وكان بالبحرين ث إنه صار بعد إل الوصل.
وكتب إل عمر يعلمه ذلك ويبه أن البله فرضة البحرين وعمان والند والصي.
352
فتوح البلدان
وحدثن الوليد بن صال قال :ثنا مرحوم العطار عن أبيه عن شويس الدوي قال :خرجنا مع أمي
البلة فظفرنا با.
ث عبنا الفرات فخرج إلينا أهل الفرات بساحيهم فظفرنا بم وفتحنا الفرات.
وحدثن عبد الواحد بن غياث قال :ثنا حاد بن سلمة عن أبيه عن حيي بن كراثة الربعى قال :لا
دخلوا البلة وجدوا خبيز الواري.
فلما أكلوا منه جعلوا ينظرون إل سواعدهم ويقولون :وال ما نرى سنًا.
قال :وأصبت قميصًا ميبًا من قبل صدره أخضر فكنت أحضر فيه المعة.
وحدثن الدائن عن جهم بن حسان قال :فتح عتبة البلة ووجه ماشع بن مسعود على الفرات وأمر
الغية بالصلة وشخص إل عمر.
وحدثن الدائن عن أشياخه أن مابي الفهرج إل الفرات صلح وسائر البلة عنوة.
وحدثن عبد ال بن صال القري قال :حدثن عبدة بن سليمان عن ممد بن إسحاق بن يسار قال:
وجه عمر بن الطاب رضي ال عنه عتبة بن غزوان حليف بن نوفل ف ثان مئة إل البصرة وأمده
بالرجال.
353
فتوح البلدان
وأتى الذار فخرج إليه مرزبانا فقاتله فهزمه ال وغرق عامة من معه.
وسار عتبة إل دستميسان وقد جع أهلها للمسلمي وأرادوا السي إليهم فرأى أن يعاجلهم بالغزو
ليكون ذلك أفت ف اعضادهم وأمل لقلوبم فلقيهم فهزمهم ال وقتل دها قيهم.
فأذن له.
فاستخلف بن ماشع بن مسعود السلمي وكان غائبًا عن البصرة وأمر الغية بن شعبة أن يقوم مقامه
إل قدومه.
فقال :أتول رجلًا من أهل الوبر على رجل من أهل الدر واستعفى عتبة من ولية البصرة فلم يعفه
وشخص فمات ف الطريق.
وقد كان الناس سألوا عتبة عن البصرة فأخبهم بصبها فسار إليها خلقٌ من الناس.
وحدثن عباس بن هشام عن أبيه عن عوانة قال :كانت عند عتبة بن غزوتن أزده بنت الارث بن
كلدة.
فلما استعمل عمر عتبة بن غزوان قدم معه ناف ٌع وأبوه بكرة وزياد.
ث إن عتبة قاتل أهل مدينة الفرات فجعلت امرأته أزده ترض الناس على القتال وهي تقول :إن
يهزموكم تولوا فينا الغلف ففتح ال على السلمي تلك الدينة وأصابوا غنائم كثية.
354
فتوح البلدان
فول قسم ذلك الغنم وجعل له كل يوم درهان وهو غلم ف رأسه ذوابة.
وكتب إل ماشع بن مسعود يعلمه أنه قد خلفه وكان غائبًا وأمر الغية بن شعبة أن يصلي بالناس إل
قدوم ماشع.
فدعا عمر عتبة فقال :أل تعلمن أنك استخلفت ماشعًا قال :نعم.
فقال :إن ماشعًا كان غائبًا فأمرت الغية أن يلفه ويصلى بالناس إل قدومه.
فقال عمر :لعمري لهل الدر كانوا أول بأن يستعملوا من أهل الوبر.
وحدثن عبد ال بن صال عن عبدة عن ممد بن إسحاق قال :غزا الغية ميسان ففتحها عنوة بعد
قتالٍ شدي ٍد وغلب على أرضها.
وحدثن روح بن عبد الؤمن قال :حدثن وهب بن جرير بن حازم عن أبيه قال :فتح عتبة بن غزوان
البلة والفرات وأبرقاذ زد ستميسان وفتح الغية ميسان.
355
فتوح البلدان
وغدر أهل أبرقباذ ميسان.
فصار أبو السن لمرأة من النصار يقال لا الربيع بنت النضر عمة أنس بن مالك.
وكان مولد السن بالدينة لسنتي بقيتا من خلفه عمر وخرج منها بعد صفي بسنة ومات بالبصرة
سنة 110وهو ابن تسع وثاني سنة.
قالوا :إن الغية جعل يتلف إل امرأة من بن هلل يقال لا أم جيل بنت مجن بن الفقم بن شعيثة
بن الزم.
فبلغ ذلك أبا بكرة بن مسروح مول النب صلى ال عليه وسلم من مولدي ثقيف وشبل بن معبد بن
عبيد البجلي ونافع بن الارث ابن كلدة الثقفي وشبل بن معبد بن عبيد البجلي ونافع بن الارث ابن
كلدة الثقفي وزياد بن عبيد فرصدوه.
حت إذا دخل عليها هجموا عليه فإذا ها عريانان وهو متبطنها.
356
فتوح البلدان
فقال عمر لب موسى الشعري :إن أريد أبعثك إل بلد قد عشش فيه الشيطان.
فقال نافع بن الارث :رأيته على بطن الرأة يتفز عليها ورأيته يدخل ما معه ويرجه كاليل ف
الكحلة.
ث شهد شبل بن معبد على شهادته ث أبو بكرة ث أقبل زياد رابعًا.
فلما نظر إليه عمر قال :أما إن أرى وجه رجلٍ أرجو أن ل يرجم رجلٌ من أصحاب رسول ال صلى
ال عليه وسلم على يده ول يزي بشهادته.
وكان الغية قد من مصر فأسلم وشهد الديبية مع رسول ال صلى ال عليه وسلم.
فقال شبل :أنلد شهود الق وتبطل الد فلما جلد أبو بكرة قال :أشهد أن الغية زانٍ.
فارجم صاحبك.
357
فتوح البلدان
فخلف أبو بكرة أن ليكلم زيادًا ابدًا وكان أخاه لمه سية.
وقد روى قوم أن أبا موسى كان بالبصرة فكتب إليه عمر بوليتها وإضخاص الغية.
والول أثبت.
وروى أن عمر بن الطاب رضي ال عنه كان أمر سعد بن أب وقاص رضي ال عنه أن يبعث عتبة
بن غزوان إل البصرة ففعل.
وكان يأنف من مكاتبته إياه فلذلك استعفى وأن عمر رضي ال عنه رده واليًا فمات ف الطريق.
وكانت ولية أب موسى البصرة ف سنة 16ويقال سنة 17فاستقرى كور دجلة فوجد أهلها
مذعني بالطاعة فأمر بساحتها ووضع الراج عليها على قدر احتمالا.
قال :ثنا أبو هلل الراسي قال :حدثنا يي بن أب كثي أن كاتبًا لب موسى كنب إل عمر بن
الطاب رضي ال عنه :من أبو موسى.
فكتب إليه عمر :إذا أتاك كتاب هذا فاضرب كاتبك سوطًا واعزله عن عملك.
تصي البصرة حدثن علي بن الغية الثرم عن أب عبيده قال :لا نزل عتبة بن غزوان الريبة كتب إل
عمر ابن الطاب يعلمه نزوله إياها وأنه ل بد للمسلمي من من ٍل يشتون به لذا شتوا ويكنسون فيه
إذا انصرفوا من غزوهم.
358
فتوح البلدان
واكتب إل بصفته.
فكتب إليه :إن وجدت أرضًا كثية القضبة ف طرف الب إل الريف ودونا مناقع ما ٍء فيها قصباء.
فلما قرأ الكتاب قال :هذه أرض نضرة قريبة من الشارب والراعي زالحتطب.
فأنزلم إياها.
وبن عتبة دار المارة دون السجد ف الرحبة الت يقال لا اليوم رحبة بن هاشم.
فكانوا إذا غزوا نزعوا ذلك القصب وحزموه ووضعوه حت يرجعوا من الغزو.
359
فتوح البلدان
فإذا رجعوا أعادوا بناءه.
وبن أبو موسى الشعري السجد ودار المارة بلب وطي وسقفها بالعشب وزاد ف السجد.
فخرج عبد اله بن عامر ذات يوم من دار المارة يريد القبلة وعليه جبة خز دكناء.
وحدثن أبو ممد الثوري عن الصمعي قال :لا نزل عتبة بن غزوان الريبة ولد با عبد الرحن بن
أب بكرة.
ث لا استعمل معاوية بن أب سفيان زيادًا على البصرة زاد ف السجد زياد ًة كثية وبناه بالجر والص
وسقفه بالساج وقال :ل ينبغي للمام أن يتخطى الناس.
وجعل زياد حي بن السجد ودار المارة يطوف فيهما وينظر إل البناء ث يقول لن معه من وجوه
أهل البصرة :أترون خلل فيقولون :ما نعلم بناء احكم منه.
360
فتوح البلدان
فقال :بلى هذه الساطي وروى عن يونس بن حبيب النحوي قال :ل يؤت من تلك الساطي قط
تصديع ول عيب.
وقال حارثة بن بدر الغدان ويقال :بل قال ذلك البعيث الجاشعى :بن زيادٌ لذكر ال مصنعةٌ من
الجارة ل تعمل من الطي لول تعاور أيدي النس ترفعها اذًا لقلنا من أعمال الشياطي وقال الوليد
بن هشام بن قحذم :لا بن زياد السجد جعل لصفته القدمة خس سوارٍ.
وكان بناؤه إياها بلب وطي حت بناها صال بن عبد الرحن السجستان مول بن تيم ف وليته
خراج العراق لسليمان بن عبد اللك بالجر والص.
وقال :دعوت ال أن يرزقن الهاد ففعل ودعوته أن يرزقن بناء مسجدي الماعة بالصرين ففعل
ودعوته أن يعلن خلفًا من زياد ففعل.
وقال أبو عبيده معمر بن الثن :لا بن زياد السجد أت بسواريه من جبل الهواز.
فظهر له مال.
فذهب مثلًا.
361
فتوح البلدان
قال :وبعض الناس يقول إن زيادًا رأى الناس ينفضون أيديهم إذا تربت وهم ف الصلة فقال :ل آمن
أن يظن الناس على طول اليام أن نفض اليدي ف الصلة سنة.
فاشتد الوكلون بذلك على الناس وتعنتوهم وأروهم حصى وإلقائه ف السجد.
وقال أبو عبيده :كان جانب السجد الشمال متزويًا لنه كانت هناك دارٌ لنافع بن الارث بن كلدة.
فلما ول معاوية عبيد ال بن زياد البصرة قال عبيد ال لصحابه :إذا شخص عبد ال بن نافع إل
أقصى ضيعته فأعلمون ذلك.
362
فتوح البلدان
فأدخلت الدار كلها فيه وأدلت فيه أيضاَ دار المارة ف خلفة الرشيد رحه ال.
وقال أبو عبيده :لا قدم الجاج بن يوسف العراق أخب أن زيادًا ابتن دار المارة بالبصرة.
فأمره بإعادتا.
فلما ول عمر بن عبد العزيز رضي ال عنه وول عدي بن أرطاة الفزاري البصرة أراد عدي أن يبن
فوقها غرفًا.
فكتب إليه عمر :هبلتك أمك يا بن أم عدي! أيعجز عنك منل وسع زيادًا وآل زياد فأمسك عدي
عن إتام تلك الغرف وتركها.
فلما ول سليمان بن علي بن عبد ال بن العباس البصرة لب العباس أمي الؤمني بن على ما كان
عدي رفعه من حيطان الغرف بناءً بطي ث تركه وتول إل الربد فنله.
فلما استخلف الرشيد أدخلت الدار ف قبلة السجد فليس للمراء بالبصرة دار إمارة.
وقال الوليد بن هشام بن قحذم :ل يزد أحدٌ ف السجد بعد ابن زياد حت كان الهدي.
363
فتوح البلدان
فاشترى دار نافع بن الارث بن كلدة الثقفي ودار عبيد ال بن أب بكرة ودار ربيعة بن كلدة الثقفي
ودار عمر بن وهب الثقفي ودار أم جيل الللية الت كان من أمرها وأمر الغية بن شعبة ما كان
ودورًا غيها فزادها ف السجد أيام ول ممد بن سليمان بن علي البصرة.
ث أمر هارون أمي الؤمني الرشيد عيسى بن جعفر بن النصور أيام وليته البصرة أن يدخل دار
المارة ف السجد ففعل.
وقال الوليد بن هشام :أخبن أب عن أبيه وكان يوسف بن عمر وله ديوان جند العرب قال :نظرت
ف جاعة مقاتلة البصرة أيام زياد فوجدتم ثاني ألفًا.
وحدثن ممد بن سعيد عن الواقدي ف إسناده قال :كان عتبة بن غزوان مع سعد بن أب وقاص.
ث رجع إل البصرة.
364
فتوح البلدان
وكان سعد يكاتب عتبة فغمه ذلك.
فقال له :وما عليك أن تقر بالمارة لرجل من قريشٍ له صحبةٌ وشرف فأب الرجوع.
حدثن السي بن علي بن السود العجلي قال :ثنا يي بن آدم قال :ثنا أبو معاوية عن الشيبان عن
ممد بن عبد ال الثقفي قال :كان بالبصرة رج ٌل يكن أبا عبد ال ويقال له نافع فكان أول مت افتل
الفلة بالبصرة فأتى عمر فقال له :إن بالبصرة أرضًا ليست من أرضي الراج ول تضر بأحدٍ من
السلمي.
وحدثن سعيد بن سليمان قال :ثنا عبادة بن العوام عن عوف العراب قال :قرأت كتاب عمر إل أب
موسى :إن أبا عبد ال سألن أرضًا على شاطئ دجلة يفتلى فيها خيله.
365
فتوح البلدان
فإن كانت ف غي أرض الزية ول يزأ إليها ماء الزية فأعطه إياها.
وقال الوليد بن هشام بن قحذم :وجدت كتابًا عندنا فيه :بسم ال الرحن الرحيم.
سلم عليك.
أما بعد فإن أبا عبد ال ذكر أنه زرع بالبصرة ف أمارة ابن غزوان وافتلى أولد اليل حي ل يفتلها
أحد من أهل البصرة وإنه نعم ما رأى.
وآته أرضه الت زرع إل أن تكون أرضًا عليها الزية من أرض العاجم أو يصرف إليها ماء أرضٍ
عليها الزية.
وقال الوليد بن هشام :أخبن عمي عن ابن شيمة أنه قا :لو وليت البصرة لقبضت أموالم.
لن عمر ابن الطاب ل يقطع با أحدًا إل أبا بكرة ونافع بن الارث.
ول يقطع عثمان بالبصرة إل عمران بن حصي وابن عامر أقطعه داره وحران موله.
366
فتوح البلدان
قال :وقد أقطع زياد عمران قطيعة أيضًا فيما يقال.
وقال هشام بن الكلب :أول دار بنيت بالبصرة دار نافع ابن الارث ث دار معقل بن يسار الزن.
وكان عثمان بن عفان أخذ دار عثمان بن أب العاص الثقفي وكتب أن يعطى أرضًا بالبصرة.
أصابه بعي التمر فابتدعه منه عثمان بن عفان وعلمه الكتاب واتذه كتابًا.
فوجد عليه نه كان وجهه للمسئلة عما رفع على الوليد بن عقبة بن أب معيط فارتشى منه وكذب ما
قيل فيه.
فاختار البصرة.
فاستكثره عثمان وقال لبن عامر :أعطه دارًا مثل بعض دورك.
367
فتوح البلدان
قالوا :ودار خالد بن طليق الزاعي القاضي كانت لب الراح القضي صاحب سجن ابن الزبي.
قال ابن الكلب :سكة بن سرة بالبصرة كان صاحبها عتبة ابن عبد ال بن عبد الرحن بن سرة بن
حبيب بن عبد شس بن عبد مناف.
ومسجد عاصم نسب إل أحد بن ربيعة بن كلب بن ربيعة ابن عامر ن صعصعة.
وقال القحذمي :كانت دار أب يعقوب الطاب لسحامة بن عبد الرحن بن الصم الغنوى مؤذن
الجاج.
ودار زياد بن عثمان كان عبيد ال بن زياد اشتراها لبن اشتراها لبن أخيه زياد بن عثمان.
وكانت دار سليمان بن علي لسلم بن زياد فغلب عليها بلل بن أب بردة أيام وليته البصرة لالد بن
عبد ال ث جاء سليمان بن علي فنلا.
368
فتوح البلدان
فأراد فيوز حصي ابتياعها منه بعشرة آلف.
وقال أبو السن :أراد الدارمى بيع داره فقال :أبيعها بعشرة آلف درهم خسة آلف ثنها وخسة
آلف لوار فيوز.
وله يقول أهل البصرة :الرفاء والبنون وخبز وكمون ف بيت الدمون.
وقال القحذمي وغيه :كان أول حام اتذ بالبصرة حام عبد ال بن عثمان بن أب العاص الثقفي وهو
موضع بستان سفيان بن معاوية الذي بالريبة وعند قصر عيسى بن جعفر.
369
فتوح البلدان
وحدثن الدائن قال :قال أبو بكرة لبنه مسلم :يا بن! وال ما تلي عملًا وما أراك تقصر عن أخوتك
ف النفقة.
قال :فإن اغتل من حامي هذا ف كل يومٍ ألف درهم وطعامًا كثيًا.
ث إن مسلمًا مرض فأوصى إل أخيه عبد الرحن بن أب بكرة وأخبه بغلة حامه.
فأذن له.
فاستأذن عبيد ال ابن أب بكرة فأذن له واستأذن الكم بن أب العاص فأذن له.
واستأذنت لبابه بنت أوف الرش فأذن لا ف حامي :أحدها ف أصحاب القباء والخر ف بن سعد.
370
فتوح البلدان
قالوا :وكان فيل حاجب زياد وموله ركب معه أبو السود الدائلي وأنس بن زنيم وكان على
برذون هلج وها على فرسي سوء قطوفي.
فأدركهما السد.
قال :هات.
فقال :لعمر أبيك ما حام كسرى على الثلثي من حام فيل فقال أبو السود :وقال أبو مفرغ لطلحة
الطلحات وهو طلحة بن عبد ال بن خلف :تنين طليحة ألف ألفٍ لقد منيتن أملًا بعيدا فلست لاجدٍ
ح ٍر ولكن لسمراء الت تلد العبيدا ولو أدخلت ف حام في ٍل وألبست الطارف والب ودا وقال بعضهم
وقد حضرته الوفاة :يا رب قائل ٍة يومًا وقد لغبت كيف الطريق إل حام منجاب يعن حام النجاب
بن راشد الضب.
وقال عباس مول بن أسامة :ذكرت البند ف حام عمروٍ فلم أبرح إل بعد العشاء وحار بلج نسب
إل بلج بن نشبة السعدي الذي يقول له زياد :ومترسٍ من مثله وهو حارس وقال هشام بن الكلب:
قصر أوس بالبصرة نسب إل أوس ابن ثعلبة بن رقى أحد بن تيم ال بن ثعلبة بن عكابة.
وهو الذي مر بتدمر فقال ف صنميها :فكائن مر من دهرٍ وده ٍر لهلكما وعامٍ بعد عام وقصر أنس
نسب إل أنس بن مالك النصاري خادم رسول ال صلى ال عليه وسلم قال :والذي بن منارة بن
أسيد بن سعد منهم.
والقصر الحر لعمرو بن عتبة بن أب سفيان وهو اليوم لل عمر بن حفص بن قبيصة بن أب صفرة.
371
فتوح البلدان
وكان الجاج سي عيال من خرج مع عبد الرحن بن الشعث الكندي إليه فحبسهم فيه.
وهو قصرٌ ف جوف قصر ويتلوه قصر عبيد ال بن زياد وإل جانبه جوشق.
وقصر النعمان كان للنعمان بن صهبان الراسب الذي حكم بي مضر وربيعه أيام مات يزيد بن
معاوية.
فقال :بئس الال هذا يا أبا حات! إن كثر الاء غرقت وإن قل عطشت.
372
فتوح البلدان
وحدثن الدائن عن أب بكر الذل والعباس بن هشام عن أبيه عن عوانة قال :قدم الحنف بن قيس
على عمر بن الطاب رضي ال عنه ف أهل البصرة.
إن مفتاح الي بيد ال وإن إخواننا من أهل المصار نزلوا منازل المم الالية بي الياه العذبة والنان
اللتفة وإنا نزلنا سبخه نشاشة ل يف نداها ول ينبت مرعاها.
ناحيتها من قبل الشرق البحر الجاج ومن قبل الغرب الفلة فليس لنا زرع ول ضرع تأتينا منافعنا
وميتنا ف مثل مريء النعامة.
يرج الرجل الضعيف فيستعذب الاء من فرسخي وترج الرأة لذلك فنريق ولدها كما يريق العن
ياف بادرة العدو وأكل السبع.
فألق عمر ذراري أهل البصرة ف العطاء وكتب إل أب موسى يأمره أن يتفر لم نرًا.
فحدثن جاعة من أهل العلم قالوا :كان لدجلة العوراء -وهي دجلة البصرة -خور والور طريق
للماء ل يفره أحد يري فيه ماء المطار إليها ويتراجع ماؤها فيه عند الد ونضب ف الزر.
وكان لده ما يلي البصرة غور وسعة تسمى ف الاهلية الجانة وسته العرب ف السلم الزارة.
وهو على مقدار ثلثة فراسخ من البصرة بالذرع الذي يكون به نر اليلة كله أربعة فراسخ ومنه
يبتدىء النهر الذي يعرف اليوم بنهر الجانة.
373
فتوح البلدان
فلما أمر عمر بن الطاب رضي ال عنه أبا موسى الشعري أن يتفر لهل البصرة نرًا ابتدأ الفر من
الجانة وقاده ثلثة فراسخ حت بلغ به البصرة.
ث إنه انطم منه ما بي البصرة وبثق اليى وذلك على قدر فرسخ من البصرة.
وكان زياد بن أب سفيان واليًا على الديوان وبيت الال من قبل عبد ال بن عامر بن كريز وعبد ال
يومئذ على البصرة من قبل عثمان بن عفان.
فأشار على ابن عامر أن ينفذ حفر نر البلة من حيث انطم حت يبلغ به البصرة.
فلما شخص ابن عامر إل خرا سان واستخلف زيادًا أقر حفر أب موسى الشعري على حاله.
فلما فتح عبد الرحن الاء جعل يركض فرسه والاء يكاد يسبقه.
وقدم ابن عامر من خرا سان فغضب على زياد وقال :إنا أردت أن تذهب بذكر النهر دون.
فقال يونس بن حبيب النحوي :أنا أدركت ما بي آل زياد وآل ابن عامر متباعدًا.
وحدثن الترم عن أب عبيده قال :قاد أبو موسى الشعري نر البلة من موضع الجانة إل البصرة.
374
فتوح البلدان
وكان شرب الناس قبل ذلك من مكان يقال له دير قاووس فوهته ف دجلة فوق اليلة بأربعة فراسخ
يري ف سباخ ل عمارة على حافاته.
قال :ولا حفر زياد فيض البصرة بعد فراغه من إصلح نر اليلة قدم ابن عامر من خرا سان فلمه
وقال :أردت أن تذهب بشهرة هذا النهر وذكره.
وقال أبو عبيده وكان احتفاره الفيض من لدن دارفيل مول زياد وحاجبه إل موضع السر.
وروى ممد بن سعد عن الواقدي وغيه أن عمر بن الطاب أمر أبا موسى بفر النهر الخر وأن
يريه على يد معقل بن يسار الزن فنسب إليه.
وقال الوليد بن هشام القحذمي وعلي بن ممد أب سيف الدائن :كلم النذر بن الاورد العبدي
معاوية بن أب سفيان ف حفر نر ثار.
فنسب إليه.
وقال آخرون :بل أجراه زياد على يد عبد الرحن بن أب بكرة أو غيه.
فلما فرغ منه وأرادوا فتحه بعث زياد معقل بن يسار ففتحه تبكًا به لنه من أصحاب رسول ال
صلى ال عليه وسلم.
375
فتوح البلدان
فذكر القحذمي أن زيادًا أعطى رجلًا ألف درهم وقال له :أبلغ دجلة وسل عن صاحب هذا النهر من
هو فإن قال لك رجل إنه نر زياد فأعطه اللف فبلغ دجلة ث رجع فقال :ما لقيت أحدًا إل يقول نر
معقل.
فقال زياد{ :ذلك فضل ال يؤتيه من يشاء} .قالوا ونر دبيس نسب إل رجل قصار يقال له دبيس
كان يقصر الثياب عليه.
وبثق اليى نسب إل نبطي من أهل الية ويقال كان مول لزياد.
قالوا :وكان زياد لا بلغ بنهر معقل قبته الت يعرض فيها الند رده إل مستقبل النوب حت أخرجه
إل أصحاب الصدقة بالبل.
ونر عمرو نسب إل عمرو بن عتبه بن أب سفيان ونر أم حبيب نسب إل أم حبيب بنت زياد.
وقال علي بن ممد الدائن :تزوج شيويه السواري مرجانه أم عبد ال بن زياد.
وقال أبو السن :قال قوم :سي هزار در لن شيويه اتذ ف قصره ألف باب.
وقال بعضهم :نزل ذلك الوضع ألف أسوار ف ألف بيت أنزلم كسرى فقيل هزار در.
376
فتوح البلدان
وكان عبد العلى بن عبد ال بن عبد ال بن عامر ادعى أن الرض الت كانت عليه كانت لبن عامر
وخاصم فيها حربًا.
فلما توجه القضاء لعبد العلى أتاه حربٌ فلقال له :خاصمتك ف هذا النهر وقد ندمت على ذلك.
فانصرف حرب فلما كان العشى جاء موال عبد العلى ونصحاؤه فقالوا :وال ما أتاك حرب حت
توجه لك القضاء عليه.
والنهر العروف بيزيدان نسب إل يزيد بن عمر السيدي صاحب شرطة عدى بن أرطاة.
وقالوا :أقطع عبد ال بن عامر بن كريز عبد ال بن عمي بن عمرو بن مالك الليثي وهو أخوه لمه
دجاجة بنت أساء بن الصلت السلمية ثانية آلف جريب.
قالوا :وكان عبد ال بن عامر حفر نر أم عبد ال دجاجة ووله غيلن بن خرشة الضب.
وهو النهر الذي قال حارثة بن بدر الغان لعبد ال بن عامر وقد سايره :ل أر أعظم بركة من هذا
النهر.
ض لياههم.
يستقى منه الضعفاء من أبواب دروهم ويأتيهم منافعهم فيه إل منازلم وهو مغي ٌ
ث إنه ساير زيادًا بعد ذلك ف وليته فقال :ما رأيت نرًا شرًا منه ين منه دورهم ويبعضون له ف
منازلم ويغرق فيه صبيانم.
377
فتوح البلدان
وهذا والول أثبت.
وكان عبد ال بن عامر حفر نرًا توله ناف ٌذ موله فغل عليه فقيل نر نافذ.
قال أبو اليقظان :أقطع عثمان بن عفان العباس بن ربيعة بن الارث دارًا بالبصرة وأعطاه مئة ألف
درهم.
وكان عبد الرحن بن عباس يلقب راشض البغال لودة ركوبه لا.
ونر حيدة نسب إل امرأة من آل عبد الرحن بن سرة بن حبيب ابن عبد شس يقال لا حيدة.
ولا مهلبان.
378
فتوح البلدان
طليقان لل عمران بن حصي الزاعي من ولد خالد بن طليق بن ممد ابن عمران.
وقال القحذمى :نر مرة لبن عامر ول حفره له مرة مول أب بكر الصديق فغلب على ذكره.
وقال أبو اليقظان وغيه :نسب نر مرة إل مرة بن أب عثمان مول عبد الرحن بن أب بكر الصديق
وكان سريا.
.
فلما رأى زياد أنا قد كاتبته ونسبته إل أب سفيان سر بذلك وأكرم مرة وألطفه.
وقال للناس :هذا كتاب أم الؤمني إل فيه وعرضه عليهم ليقرؤا عنوانه.
ث أقطعه مئة جريب على نر البله وأمره فحفر لا نرًا فنسب إليه.
وكان عثمان بن مرة من سراه أهل البصرة وقد خرجت القطيعة من أيدي ولده وصارت لل الصفاق
بن حجر بن بي العقوي من الزد.
قالوا :ودرجاه جنك من أموال ثقيف وإنا قيل له ذلك لنازعات كانت فيه.
379
فتوح البلدان
فأقطعه سبع مئة جريب ويقال أربع مئة جريب.
فحفر لا النهر.
ونر فيوز نسب إل فيوز حصي ويقال إل باشكار كان يقال له فيوز.
ونر العلء نسب إل العلء بن شرك الزل أهدى إل عبد اللك شيئًا أعجبه فأقطعه مئة جريب.
ونر حبيب نسب إل حبيب بن شهاب الشامي التاجر ف قطيعة من زياد ويقال من عثمان.
وحدثن العقوي الدلل قال :كانت الزيرة بي النهرين سبخ ًة فأقطعها معاوية بعض بن أخوته.
فلما قدم الفت لنظر إليها أمر زيا ٌد بالاء فأرسل فيها.
ونر مكحول نسب إل مكحول بن عبيد ال الحسى وهو ابن عم شيبان صاحب مقبة شيبان بن
عبد ال الذي كان على شرطة ابن زياد.
380
فتوح البلدان
وكان مكحول يقول الشعرف اخيل فكانت قطيعة من عبد اللك بن مروان.
وقال القحذمي :نر مكحول نسب إل مكحول بن عبد ال السعدي وقال القحذمي :شط عثمان
اشتراه عثمان بن أب العاص الثقفي من عثمان ابن عفان بال له بالطائف.
وكان يقطع الرجل القطيعة ويدعه سنتي فإن عمرها وإل أخذها منه.
زيادان نسب إل زياد مول بن اليثم وهو جد مؤنس بن عمران بن جيع بن يسار وجد عيسى بن
عمر النحوي وحاجب بن عمر لمهما.
381
فتوح البلدان
فكان يقال نر أمي الؤمني ث قيل نر المي ث ابتاعه الرشيد وأقطع منه وباع.
والقرش كان عبيد ال بن عبد العلى الكريزي وعبيد ال بن عمر ابن الكم الثقفي والقندل خور
من أخوار دجلة سده سليمان بن علي وعليه قطيعة النذر ابن الزبي بن عوام.
عبد الرحانان كان لب بكرة بن زياد فاشتراه أبو عبد الرحن مول هشام.
382
فتوح البلدان
وقتيبتان لقتيبة بن مسلم.
وقال القحذمي:
وقال :أمر زياد عبد الرحن بن تبع الميى وكان على قطائعه أن يقطع نافع بن الارث الثقفي ما
مشى.
383
فتوح البلدان
السمارية قطيعة مسمار مول زياد.
قال القحذمى :وكان بلل بن أب بردة الذي فتق نر معقل ف فيض البصرة.
وكان قبل ذلك واحتفر بللٌ نر بلل وجعل على جنبتيه حوانيت ونقل إليها السوق وجعل ذلك
ليزيد بن خالد القسري.
قالوا :وحفر بشي بن عبيد ال بن أب بكرة الرغاب وساه باسم مرغاب مرو.
وكانت القطيعة الت فيها الرغاب للل بن أحوز الازن أقطعه إياها يزيد بن عبد اللك وهي ثانية
آلف جريب.
فحفر بشي الرغاب والسواقي والعترضات بالتغلب وقال :هذه قطيعة ل.
وخاصمه حيي بن هلل فكتب خالد بن عبد ال القسري إل مالك بن النذر بن الار ود وهو
على أحداث البصرة :أن خل بي الميي وبي الرغاب وأرضه.
فقال لالك بن النذر :أصلحك ال! ليس هذا خل إنا هو حل بي حيي وبي الرغاب.
قال :وكانت لصعصعة بن معاوية عم الحنف قطيعةٌ بيال الرغاب وإل جنبها.
384
فتوح البلدان
فقال معاوية :أمن أجل ثلط بقر ٍة عقفاء وأتانٍ ودق تريد أن تغلبنا على حقنا وجاء عبد ال بن أب
عثمان بن عبد ال بن خالد بن أسيد فقال :أرضنا وقطيعتنا.
فقال له معاوية :أسعت بالذي تطى النار فدخل اللهب ف استة فأنت هو.
قالوا :وكانت سويدان لعبيد ال بن أب بكرة قطيع ًة مبلغها أربع مئة جريب.
وذلك أن سويدًا مرض وعاده ابن أب بكرة فقال له :كيف تدك قال صالًا إن شئت.
قال :قد شئت فما ذاك قال :إن أعطيتن مثل الذي أعطيت ابن معمر فليس علي بأس.
فقال لبشي بن عبيد ال :اكتب ل كتابًا بأن هذا النهر ف حقي.
والسر قانان قطيعة لل أب بكرة وأصلها مئة جريب فمساح النصور ألف جريب.
385
فتوح البلدان
بللن لبلل بن أب بردة.
نر سلم نسب إل سلم بن عبيد ال بن أب بكرة سبخة عائشة إل عائشة بنت عبد ال بن خلف الز
اعي قالوا :واحتفر كثي بن عبد ال السلمي وهو أبو العاج عامل يوس بن عمر الثقفي على البصرة
نرًا من نر ابن عتبة إل الستل فنسب إليه.
بثق سيار لفيلٍ مول زياد ولكن القيم عليه كان سيار بن عقيل فغلب عليه.
ودار ابن الصبهان بالبصرة نسبت إل عبد ال بن الصبهان وكان له أربع مئة ملوك لقي الختار مع
مصعب وهو على ميمنته.
حدثن عباس بن هشام عن أبيه عن بعض آل الهتم قال :كتب يزيد بن عبد اللك إل عمر بن
هبية :انه ليست لمي الؤمني بأرض العرب خرصة فسر على القطائع فخذ فضولا لمي الؤمني.
حت وقف على أرضٍ فقال :لن هذه فقال صاحبها :ل.
فقال :ومن أين هيلك فقال :قال :ث إن الناس ضجوا من ذلك فأمسك.
386
فتوح البلدان
قالوا :صلتان نسب إل الصلت بن حريث النفي وقاسان قطيعة القاسم بن عباس بن ربيعة بن
الارث بن عبد الطلب ورثه إياه أخوه عون ونر خالدان الجة لل خالد بن أسيد وآل أب بكرة
ونر ماسوران كان فيه رجلٌ شري ٌر يسعى بالناس ويبحث عليهم فنسب النهر إليه.
والاسور بالفارسية الريء الشرير جبيان أيضًا قطيعة جبي بن أب زيد من بن عبد الدار.
معقلن قطيعة معقل بن يسار من زياد وولده يقولون من عمر ول يقطع عمر أحدًا على النهرين.
جندلن لعبيد ال بن جندل اللل نر التوت قطيعة عبد ال بن نافع بن الارث الثقفي.
والر الغوثي كان عليه صاحب مسلحةٍ يقال له غوث فنسب إليه.
ذات الفافي على نر معقل ودجلة كانت لعبد الرحن بن أب بكرة فاشتراها عرب التمار مول أمة
ال بنت أب بكرة.
وقال القحذمى والدائن :كانت مهلبان الت تعرف ف الديوان بقطيعة عمر بن هبية لعمر بن هبية.
أقطعه إياها يزيد بن عبد اللك حي قبض مال يزيد بن الهلب وإخوانه وولده.
387
فتوح البلدان
وكانت للمغية بن الهلب وفيها نرٌ كان زادان فروخ حفره فعرف به.
وهي اليوم لل سفيان بن معاوية ابن يزيد بن الهلب رفع إل أب العباس أمي الؤمني فيها فأقطعه
إياها فخاصمه آل الهلب ف أمرها فقال :كانت للمغية.
مات الغية بن الهلب قبل أبيه فورثت ابنته النصف فلك مياثك من أمك.
قال :وللمغية ابن قالوا :ومالك ولبن الغية أنت ل ترثه إنا هو خالك.
فحكماه.
فسلماها له.
388
فتوح البلدان
فقال لب بكرة ونافع :اجعل ل شربًا بقدر وثبة.
فأجاباه إل ذلك.
قالوا :وبالفرات أرضون أسلم أهل عليها حي دخلها السلمون وأرضون خرجت من أيدي أهلها إل
قومٍ مسلمي ببات وغي ذلك من أسباب اللك فصيت عشري ًة وكانت خراجية.
وقال :جعفران كان لم جعفر بنت مزأة بن ثور السدوسي امرأة أسلم صاحب أسلمان.
قال القحذمى :حدثن أرقم بن إبراهيم أنه نظر إل حسان النبطي يشي من السر ومعه عبد العلى
بن عبد ال بوز كل شيءٍ من حد نر الفيض لولد هشام بن عبد اللك.
فلما كانت الدولة الباركة قبض ذلك أجع فوقف أبو جعفر البان فيما وقف على أهل الدينة.
وأقطع الهدي العباسة ابنته امرأة ممد بن سليمان الشرقي عبادان قطيعة لمران بن أبان مول عثمان
من عبد اللك بن مروان.
فقال الجاج ذات يوم وعنده عباد بن حصي البطي :ما يقول حران لئن انتمى إل العرب ول يقل
إن أباه أب وإنه مول لعثمان لضربن عنقه.
389
فتوح البلدان
فخرج عباد من عند الجاج مبادرًا فأخب حران بقول.
قال :وكان الربيع بن صبح الفقيه وهو مول بن سعد جع مالًا من أهل الصرة فحصن به عبادان
ورابط فيها -والربيع يروي عن السن البصري وكان خرج غازيًا إل الند ف البحر فمات فدفن ف
جزيرة من الزائر ف سنة مئة وستي.
قال :ونر عدي كان خورًا من نر البصرة حت فتقه عدي بن أرطاة الفزاري عامل عمر بن عبد
العزيز من بثق شيين.
قال :وكان سليمان أقطع يزيد بن الهلب ما اعتمل من البطيحة فاعتمل الشرقي والبان والشت
والريي ومغيتان وغيها فصارت حوزًا فقبضها يزيد بن عبد اللك ث أقطعها هشام ولده ث حيزت
بعده.
قال القحذمى :وكان الجاج أقطع خية بنت ضمرة القشيية امرأة الهلب عباسان.
قال :وكانت القاسية ما نضب عنه الاء فافتعل القاسم بن سليمان مول زياد كتابًا ادعى أنه من يزيد
بن معاوية بإقطاعه إياها.
390
فتوح البلدان
كانت للقاسم بن سليمان.
حدثن جاعة من أهل البصرة قالوا :كتب عدي بن أرطاة إل عمر بن عبد العزيز وأمر أهل البصرة
أن يكتبوا ف حفر نر لم.
فكتب إليه وكيع بن أب سود التميمي :إنك إن ل تفر لنا نرًا فما البصرة لنا بدار.
فحمل عدي السن البصري على حارٍ كان عليه وجعل يشي.
قالوا :ولا قدم عبد ال بن عمر بن عبد العزيز عاملًا على العراق من قبل يزيد بن الوليد أتاه أهل
البصرة فشكوا إليه ملوحة مائهم وحلوا إليه قارورتي ف إحداها ماء من ماء البصرة وف الخرى ماء
من ماء البطيحة.
فكتب بذلك إل يزيد فكتب إليه يزيد :إن بلغت نفقة هذا النهر خراج العراق ما ف أيدينا فأنفقه
عليه.
391
فتوح البلدان
وقال رجل ذات يوم ف ملس ابن عمر :وال إن أحسب نفقة هذا النهر تبلغ ثلث مئة ألف او أكثر.
ويتفرون الصهاريج.
قالوا :وبن النصور رحه ال بالبصرة ف دخلته الول قصره الذي عند البس الكب وذلك ف سنة
اثنتي وأربعي ومئة.
قالوا :ووقف ممد بن سليمان بن علي ضيعة له على أحواض اتذها بالبصرة فغلتها تنفق على
دواليبها وإبلها ومصلحتها.
وحدثن روح بن عبد الؤمن عن عمه أب هشام عن أبيه قال :وفد أهل البصرة على عمر بن عبد
العزيز بواسط.
392
فتوح البلدان
فكان الناس يستعذبون اليلة حت قدم سليمان بن علي البصرة واتذ الغيثة وعمل مسنياتا على
البطيحة.
فقال :شكا أهل البصرة إل سليمان ملوحة الاء وكثرة ما يأتيهم من ماء البحر.
فسكر القنديل قال :واشترى سليمان بن علي موضع السجن من ماله ف دار ابن زياد فجعله سجنًا
وحفر الوض الذي ف الناء وهي رحبة بن هاشم.
وحدثن بعض أهل العلم بضياع البصرة قال :كان أهل الشعيبة من الفرات جعلوها لعلي بن أمي
الؤمني الرشيد ف خلفة الرشيد على أن يكونوا مزارعي له فيها ويفف مقاستهم.
فتكلم فيها فجعلت عشرية من الصدقة وقاسم أهلها على ما رضوا به وقام له بأمرها شعيب بن زياد
الواسطي الذي لبعض ولده دار بواسط على دجلة فنسبت إليه.
وحدثن عدة من البصريي منهم روح بن عبد الؤمن قالوا :لا اتذ سليمان بن علي الغيثة أحب
النصور أن يستخرج ضيعة من البطيحة فأمر باتاذ السبطية.
فكره سليمان بن علي وأهل البصرة ذلك واجتمع أهل البصرة إل باب عبد ال بن علي وهو يومئذ
عند أخيه سليمان هاربًا من النصور فصاحوا :يا أمي الؤمني! انزل إلينا نبايعك.
فكفهم سليمان وفرقهم وأوفد إل النصور سوار بن عبد ال التميمي ث العني وداود بن أب هند
مول بن بشي وسعيد بن أب عروبة بران فقدموا عليه ومعهم صورة البطيحة فأخبوه أنم يتخوفون
أن يلح ماؤهم.
وأمر بالمساك.
393
فتوح البلدان
ث إنه قدم البصرة فأمر باستخراج السبطية فاستخرجت له.
فحبس عند الوكيل الذي قلد القيام بأمر الضيعة واستخرجها بعض ثنها وضربه فلم يزل على باب
النصور يطالب با بقي له من ثن أجته ويتلف ف ذلك إل ديوانه حت مات.
وقالوا :قنطرة قرة بالبصرة نسبت إل قرة بن حيان الباهلي وكان عندها نر قدي ث اشترته أم عبد ال
بنت عامر فتصدقت به مغيضًا لهل البصرة.
قالوا :ومر عبيد ال بن زياد يوم نعي يزيد بن معاوية على نر أم عبد ال فإذا هو بنخل فأمر به فعقر
وهدم حام حران بن أبان وموضعه اليوم يعمل فيه الرباب.
وحدثن علي الرت عن أب عبيده عن أب عمرو بن العلء قال :كان قيس بن مسعود الشيبان على
الطف من قبل كسرى فهو اتذ النجشانية على ستة أميل من البصرة.
وقال ابن الكلب :نسب الاء الذي يعرف بالوءب إل الوءب بنت كلب بنت وبرة.
394
فتوح البلدان
ونسب حى ضريه إل ضرية بنت ربيعة بن نزار وهي أم حلوان بن عمران بن الاف بن قضاعة.
أمر الساورة و الزط حدثن جاعةٌ من أهل العلم قالوا :كان سياه السواري على مقدمة يزجرد.
ث إنه بعث به إل الهواز فنل الكلبانية وأبو موسى الشعري ماصرٌ السوس.
فلما رأى ظهور السلم وعز أهله وأن السوس قد فتحت والمداد متتابعة إل أب موسى أرسل إليه:
إنا قد أحببنا الدخول معكم ف دينكم على أن نقاتل إل أب موسى أرسل إليه إنا قد أحببنا الدخول
معكم ف دينكم على أن نقاتل العجم معكم وعلى أنه إن وقع بينكم اختلفٌ ل نقاتل بعضكم مع
بعض وعلى أنه إن قاتلنا العرب منعتمونا منهم وأعنتمونا عليهم وعلى أن ننل بيث شئنا من البلد
ونكون فيمن شئنا منكم وعلى أن نلحق بشرف العطاء ويعقد لنا بذلك المي الذي فقال أبو موسى:
بل لكم ما لنا وعليكم ما علينا.
فقال له :أخبك أنه ليست بصائرنا كبصائركم ول لنا فيكم حر ٌم ناف عليها ونقاتل وإنا دخلنا ف
هذا الدين ف بدء أمرنا تعوذًا وإن كان ال رزق خيًا كثيًا.
395
فتوح البلدان
فلما صاروا إل البصرة سألوا أي الحياء أقرب نسبًا إل رسول ال صلى ال عليه وسلم.
وقال أبو السن الدائن :أراد شيوية السواري أن ينل ف بكر بن وائل مع خالد بن العمر وبن
سدوس فأب سياه ذلك.
فنلوا ف بن تيم.
قال :فانضم إل الساورة السيابة وكانوا السلم بالسواحل وكذلك الزط وكانوا بالطفوف يتتبعون
الكل.
فأقاموا معهم يقاتلون الشركي وخرجوا مع ابن عامر إل خراسان ول يشهدوا معهم المل وصفي
ول شيئًا من حروبم حت كان يوم مسعود.
ث شهدوا بعد يوم مسعود الربذة وشهدوا أمر ابن الشعث معه.
396
فتوح البلدان
وقد روى أن الساورة لا انازوا إل الكلبانية وجه أبو موسى إليهم الربيع بن زياد الارثي فقاتلهم.
ث إنم استأمنوا على أن يسلموا وياربوا العدو ويالفوا من شاؤا ونزلوا بيث أحبوا.
قالوا :واناز إل هؤلء الساورة قومٌ من مقاتلة الفرس من ل أرض له فلحقوا بم بعد أن وشعت
الرب أوزارها ف النواحي فصاروا معهم ودخلوا ف السلم.
وقال الدائن :لا توجه يزدجرد إل إصبهان دعا سياه فوجهه إلىاصطخر ف ثلث مئة فيهم سبعون
رجلًا من عظمائهم وأمره أن ينتخب من أحب من أهل كل بلد ومقاتلته.
فنل سياه الكلبانية وبلغ أهل السوس أمر يزد جرد وهربه فسألوا أبا موسى الصلح فصالهم.
فلم يزل سياه مقيمًا بالكلبانية حت سار أبو موسى إل تستر فتحول سياه فنل بي رامهرمز وتستر
حت قدم عمار.
فجمع سياه الرؤساء الذين خرجوا معه من أصب هان فقال :قد علمتم با كنا نتحدث به من أن
هؤلء القوم سيغلبون على هذه الملكة ويروث دوابم ف إيوان اصطخر.
فأجابوه إل ذلك.
فوجه شيويه ف عشرة إل أب موسى فأخذوا ميثاقًا على ما وصفنا من الشرط وأسلموا.
397
فتوح البلدان
وحدثن غي الدائن عن عوانة قال :حالفت الساور الزد.
ث سألوا عن أقرب اليي من الزد وبن تيم نسبًا إل النب صلى ال عليه وسلم واللفاء وأقربم
مددًا.
وقد شهد وقعة الربذة أيام ابن الزبي جاعة من الساورة فقتلوا خلقًا بعدتم من النشاب ول يطئ
لحد منهم رمية.
أما السيابة والزط والند غار فإنم كانوا ف جند الفرس من سبوه وفرضوا له من أهل السند.
فلما سعوا با كان من أمر الساورة أسلموا وأتوا أبا وحدثن روح بن عبد الؤمن قال :حدثن
يعقوب بن الضرمي عن سلم قال :أتى الجاج بلق من زط السند وأصناف من با من المم
معهم أهلوهم وأولدهم وجواميسهم فأسكنهم بأسفل كسكر.
ث إنه ضوى إليهم قوم من أباق العبيد وموال باهلة وخولة ممد بن سليمان بن علي وغيهم
فشجعوهم على قطع الطريق ومبارزة السلطان بالعصية.
وإنا كانت غايتهم قبل ذلك أن يسألوا الشيء الطفيف ويصيبوا غرة من أهل السفيتة فيتناولوا منها ما
أمكنهم اختلسه.
وكان الناس ف بعض أيام الأمون قد تاموا الجتياز بم وانقطع عن بغداد جيع ما كان يمل إليها
من البصرة ف السفن.
398
فتوح البلدان
فلما استخلف العتصم بال ترد لم وول ماربتهم رجلًا من أهل خرا سان يقال له عجيف بن
عنبسة وضم إليه من القواد والند خلقًا ول ينعه شيئًا طلبه من الموال فرتب بي البطائح ومدينة
السلم خيلًا مضمرة مهلوبة الذناب.
وكانت أخيار الزط تأتيه بدينة السلم ف ساعات من النهار أو أول الليل وأمر عجيفًا فسكر عنهم
الاء بالؤن العظام حت أخذوا فلم يشذ منهم أحد وقدم بم إل مدينة السلم ف الزواريق فجعل
بعضهم بانقي وفرق سائرهم ف عي زربة والثغور.
قالوا :وكانت جاعة من السيابة موكلي ببيت مال البصرة يقال إنم أربعون ويقال أربع مئة.
فلما قدم طلحة بن عبد ال والزبي بن العوام البصرة وعليها من قبل علي بن أب طالب عثمان بن
حنيف النصاري أبوا أن يسلموا بيت الال إل قدوم علي رضي ال عنه.
وكان على السيابة يومئذ أبو سالة الزطي وكان رجلًا صالًا.
وقد كان معاوية نقل من الزط والسيابة القدماء إل سواحل الشام وإنطاكية بشرًا.
وقد كان الوليد بن عبد اللك نقل قومًا من الزط إل إنطاكية وناحيتها.
ويقال بل نزلوا على حكمه ويقال بل دعاهم إل المان والفريضة فنلوا على ذلك ورغبوا فيه.
فأسكنهم البصرة.
فمن نسلهم اليوم با قوم منهم خالد الشاطر العروف بابن مارقلي.
399
فتوح البلدان
قال :والندغار من ناحية كرمان ما يلي سجستان.
كور الهواز قالوا :غزا الغية بن شعبة سوق الهواز ف وليته حي شخص عتبة بن غزواه من
البصرة ف آخر سنة خس عشرة أو أول سنة ست عشرة.
ث إنه نكث فغزاها أبو موسى الشعري حي وله عمر بن الطاب البصرة بعد الغية.
فافتتح سوق الهواز عنوة وفتح نر تيى عنوة وول ذلك بنفسه ف سنة سبع عشرة.
وقال أبو منف والوا قدي ف روايتهما :قدم موسى البصرة فاستكتب زيادًا وأتبعه عمر بن الطاب
بعمران بن الصي الزاعي وصيه على تعليم الناس الفقه والقرآن وخلفة أب موسى إذا شخص عن
البصرة.
فسار أبو موسى إل الهواز فلم يزل يفتح رستاقًا رستاقًا ونرًا نرًا والعاجم ترب من بي يديه
فغلب على جيع أرضها إل السوس وتستر ومناذر ورامهرمز.
وحدثن الوليد بن صال قال :حدثن مرحوم العطار عن أبيه عن شوبس العدوي قال :أتينا الهواز
وبا ناس من الزط و الساورة فقاتلناهم قتالًا شديدًا فظهرنا عليهم وظفرنا بم فأصبنا سبيًا كثيًا
اقتسمناهم.
فكتب إلينا عمر :إنه ل طاقة لكم بعمارة الرض فخلوا ما ف أيديكم من السب واجعلوا عليهم
الراج.
400
فتوح البلدان
فأراد أن يشري نفسه وكان صائم فقال الربيع لب موسى :إن الهاجر عزم على أن يشري نفسه وهو
صائم فقال موسى :عزمت على كل صائم أن يفطر أو ل يرج إل القتال.
فشرب الهاجر شربة ماء وقال :قد أبررت عزمة أميي! وال ما شربتها من عطش.
ث راح السلح فقاتل حت استشهد وأخذ أهل مناذر رأسه ونصبوه على قصرهم بي شرفتي.
وله يقول القائل :وف مناذر لا جاش جعهم راح الهاجر ف حل بأجال والبيت بيت بن الديان نعرفه
ف آل مذ حج مثل الوهر الغال واستخلف أبو موسى الشعري الربيع بن زياد على مناذر وسار إل
السوس ففتح الربيع مناذر عنوة فقتل القاتلة وسب الذرية وصارت مناذر الكبى والصغرى ف أيدي
السلمي فولها أبو موسى عاصم بن قيس بن الصلت السلمي.
وقال قوم :إن عمر كتب إل أب موسى وهو ماصر مناذر يأمره أن يلف عليها ويسي إل السوس
فخلف الربيع بن زياد.
حدثن سعدويه قال :حدثنا شربك عن أب إسحاق عن الهلب بن أب صفرة قال :حاصرنا مناذر
فأصبنا سبيًا فكتب عمر :إن مناذر قرية من قرى السواد فردوا عليهم ما أصبتم.
قالوا :وسار أبو موسى إل السوس فقاتل أهلها ث حاصرهم حت نفذ ما عندهم من الطعام فضرعوا
إل المان.
وسأل مرزبانم أن يؤمن ثانون منهم على أن يفتح باب الدينة ويسلمها.
فسمى الثماني وأخرج نفسه منهم فأمر به أبو موسى فضربت عنقه ول يعرض للثماني وقتل من
سواهم من القاتلة وأخذ الموال وسب الذرية.
ورأى أبو موسى ف قلعتهم بيتًا وعليه ستر فسأل عنه فقيل :إن فيه جثة دانيال النب عليه السلم وعلى
أنبياء ال ورسله فإنم كانوا أقحطوا فسألوا أهل بابل دفعه إليهم ليستسقوا به ففعلوا.
401
فتوح البلدان
وكان بتنصر سب دانيال وأتى به بابل فقبض با.
فسكر أبو موسى نرًا حت إذا انقطع دفنه ث أجرى الاء عليه.
حدثن أبو عبيد القاسم بن سلم قال :حدثنا مروان بن معاوية عن حيد الطويل عن حبيب عن خالد
بن زيد الزن وكانت عينه أصيبت بالسوس قال :حاصرنا مدينتها وأمينا أبو موسى فلقينا جهدًا.
ث صاله دهقانا على أن يفتح له الدينة ويؤمن له مئة من أهله ففعل وأخذ عهد أب موسى.
فقال له اعزلم.
فجعل يعزلم وأبو موسى يقول لصحابه :إن لرجو أن يغلبه ال على نفسه.
فأمر أبو موسى أن يقتل فنادى :رويدك أعطيك مالًا كثيًا! فأب وضرب عنقه قالوا :وهادن أبو
موسى أهل رامهرمز ث انقضت هد نتهم فوجه إليهم أبا مري النفي فصالهم على ثان مئة ألف
درهم.
قال :حدثن يعقوب عن أب عاصم الرامهرمزى وكان قد بلغ الئة أو قاربا قال :صال أبو موسى أهل
رامهرمز على ثان ألف أو تسع مئة ألف.
ث إنم غدروا ففتحت بعد عنوة فتحها أبو موسى ف آخر أيامه.
402
فتوح البلدان
ش كثيف فلم يفتحها.
ث إنم غدروا فوجه إليها حارثة بن بدر جي ٍ
أجار بن بدرٍ قد وليت أمارةً فكن جرذًا فيها تون وتسرق فإن جيع الناس إما مكذبٌ يقول با توى
وإما مصدق ول تعجزن فالعجز أسوأ عادة فحظك من مال العراقي سرق فلما بلغ الشعر حارثة
قال :جزا :إله الناس خي جزائة فقد قلت معروفًا وأوصيت كافيا أمرت بزمٍ لو أمرت بغيه للفيتن
فيه لمرك عاصيًا قالوا :وسار أبو موسى إل تستر وبا شوكة العدو وحدهم.
فقدم عمارٌ جرير بن عبد ال البجلي وسار حت أتى تستر وعلى ميمنته -يعن مسمنة أب موسى -
الباء بن مالك أخو أنس بن مالك وعلى ميسرته مزأة بن ثور السدوسي وعلى اليل أنس بن مالك
وعلى ميمنته عمار بن عازب النصاري وعلى ميسرته حذيفة بن اليمان العبسي وعلى خيله قرظة بن
كعب النصاري وعلى رجالته النعمان بن مقرن الزن.
فضاربم الباء بن مالك على الباب حت استشهد رجه ال ودخل الرمزان وأصحابه الدينة بشر حال
وقد قتل منهم ف العركة تسع مئة ضربت أعناقهم بعد.
وكان الرمزان من أهل مهرجا نقذف وقد حضر وقعة جلولء مع العاجم ث إن رجلًا من العاجم
استأمن إل السلمي على أن يدلم على عورة الشركي.
403
فتوح البلدان
فأسلم واشترط أن يفرض لولده ويفرض له.
فعاقده أبو موسى على ذلك ووجه رجلًا من شيبان يقال له أشرس بن عوف فخاض به دجيل على
عرقٍ من حجارة ث عل به الدينة وأراه الرمزان ث رده إل العسكر.
فندب أبو موسى أربعي رجلًا مع مزأة بن ثور وأتبعهم مائت رجل وذلك ف الليل والستأمن
يقدمهم.
وقال الرمزان :ما دل العرب على عورتنا إل بعض من معنا من رأى إقبال أمرهم وأدبار أمرنا.
وجعل الرجل من العاجم يقتل أهله وولده ويلقيهم ف دجيل خوفًا من أن يظفر بم العرب.
ث إنه اتم بمالة أب لؤلؤة عبد الغية بن شعبة على قتل عمر رضي ال عنه فقال عبيد ال بن عمر:
امض بنا ننظر إل فرسٍ ل.
حدثنا أبو عبيده قال :حدثنا مروان بن معاوية عن حيد عن أنس قال :حاصرنا تستر فنل الرمزان
فكنت الذي أتيت به إل عمر بعث ب أبو موسى.
404
فتوح البلدان
فقال الرمزان :كنا معشر العجم ما خلى ال بيننا وبينكم تقصيكم ونقتلكم.
فقال عمر :ما تقول يا أنس قلت :تركت خلفي شوكةً شديدة وعدوا كلبًا.
فإن قتلته يئس القوم من الياة فكان أشد لشوكتكم وإن استحييته طمع القوم ف الياة.
قال :ول إعطاءك أصبت منه قلت :ل ولكنك قلت له :ل بأس.
فشهد ل.
وحدثن إسحاق بن أب إسرائيل قال :حدثنا ابن البارك عن ابن جريح عن عطاء الرسان قال:
كفيتك أن تستر كانت صلحًا فكفرت.
فسار إليها الهاجرون فقتلوا القاتلة وسبوا الذراري فلم يزالوا ف أيدي سادتم حت كتب عمر :خلوا
ما ف أيديكم.
405
فتوح البلدان
قال :وسار أبو موسى إل جند يسابور وأهلها منخوبون فطلبوا المان فصالهم على أن ل يقتل
منهم أحدًا ول يسبيه ول يعرض لموالم سوى السلح.
ويقال إنم استأمنوا قبل ذلك فلحقوا بأب موسى وشهدوا تستر.
وال أعلم.
وحدثن عمر بن حفص العمري عن أب حذيفة عن أب الشهب عن أب رجاء قال :فتح الربيع بن
زياد الثيبان من قبل أب موسى عنوة.
عن مالد بن يي أن مصعب بن الزبي ول مطرف بن سيدان الباهلي أحد بن جئآوة شرطته ف بعض
أيام وليته العراق لخيه عبد ال بن الزبي.
406
فتوح البلدان
فأتى مطرف بالناب بن زياد بن ظبيان أحد بن عائش بن مالك بن تيم ال ابن ثعلبة بن عكابة
وبرجل من بن ني قطعا الطريق فقتل الناب وضرب النميي بالسياط وتركه.
فلما عزل مطرف عن الشرطة وول الهواز جع عبيد ال بن زياد بن ظبيان له جعًا وخرج يريده.
فالتقيا فتواقفا وبينهما نرٌ فعب مطرف بن سيدان فعاجله ابن ظبيان فطعنه فقتله.
فسار حت صار إل الوضع الذي يعرف اليوم بعسكر مكرم فلم يلق ابن ظبيان.
ولق ابن ظبيان بعبد اللك بن مروان وقاتل معه مصعبًا فقتله واحتز رأسه.
سقينا ابن سيدانٍ بكأسٍ رويةٍ كفتنا وخي المر ما كان كافيا ويقال أيضًا إن عسكر مكرم إنا نسب
إل مكرم بن الفزر أحد بن جعونة بن الارث بن ني.
وكان الجاج وجه لحاربة خرزاد بن باس حي عصى ولق بأيذج وتصن ف قلعةٍ تعرف به.
فلما طال عليه الصار نزل مستخفيًا متنكرًا ليلحق بعبد اللك.
فظفر به مكرم ومعه درتان ف وذكروا أنه كانت عند عسكر مكرم قريةٌ قديةٌ وصل با البناء بعد ث
ل يزل يزاد فيه حت كثر.
وحدثن أبو مسعود عن عوانة قال :ول عبد ال بن الزبي البصرة حزة بن عبد ال بن الزبي.
407
فتوح البلدان
فخرج إل الهواز فلما رأى جبلها قال :كأنه قعيقعان.
وأنشد لعراب :ل ترجعن إل الخواز ثانيةً وقعقعان الذي ف جانب السوق ونر بط الذي أمسى
ب غي تشفيق فما الذي وعدته نفسه طمعًا من الصين أو عمرو بصدوق يؤرقن فيه البعوض بلس ٍ
وقال :نر البط نرٌ كانت عنده مراعٍ للبط فقالت العامة.
وسعت من يقول :ن النهر كان لمرأة تسمى البطئة فنسب إليها ث حذف.
حدثن ممد بن سعد عن الواقدي عن ممد بن عبد ال عن الزهري قال :افتتح عمر السواد والهواز
عنوةً.
فقال :فما لن وحدثن الدائن عن علي بن حاد وسحي ٍم بن حفص وغيها قالوا :قال أبو الختار
يزيد بن قيس بن يزيد بن الصعق كلمةً رفع فيها على عمال الهواز وغيهم إل عمر بن الطاب
رضي ال عنه :أبغ أمي الؤمني رسالة فأنت أمي ال ف النهي والمر وأنت أمي ال فينا ومن يكن
أمينًا لرب العرش يسلم له صدري فل تدعن أهل الرساتيق والقرى يسغون مال ال ف الدم الوفر
فأرسل إل الجاج فاعرف حسابه وأرسل إل جزءٍ وأرسل إل بشر ول تنسي النافعي كليهما ول
ابن غلبٍ من سراة بن نصر وما عاص ٌم منها بصف ٍر عيابه وذاك الذي ف السوق مول بن بدر وأرسل
إل النعمان واعرف حسابه وصهر بن غزوان إن لذو خب وشبلًا فسله الال وابن مرشٍ فقد كان ف
أهل الرساتيق ذا ذكر فقاسهم أهلي فداؤك إنم سيضون إن قاستهم منك بالشطر ول تدعون
للشهادة إنن أغيب ولكن أرى عجب الدهر فقاسم عمر هؤلء الذين ذكرهم أبو الختار شطر
أموالم حت أخذ نعلًا وترك نعلًا.
408
فتوح البلدان
وكان أبو بكرة فقال :إن ل أل لك شيئًا.
فقال له :أخوك على بيت الال وعشور البله وهو يعطيك الال تتجربه.
وقال :الجاج الذي ذكره الجاج بن عتيك الثقفي وكان على الفرات.
وابن غلب خالد بن الارث من بن دهان كان على بيت الال بإصبهان.
والنعمان بن عدي بن نضلة بن عبد العزى بن حرثان أحد بن عدي بن كعب بن لؤي كان على
كور دجلة.
وهو الذي يقول :من مبلغ السناء أن خليلها بيسان يسقى ف زجاجٍ وحنتم إذا شئت غنتن دهاقي
قرية وصناجةٌ تزو على كل منسم فلما بلغ عمر شعره قال :أي وال إنه ليسوءن ذلك.
وعزله.
409
فتوح البلدان
وكان على أرض البصرة وصدقاتا.
قال عوسجة بن زياد الكاتب :أقطع الرشيد أمي الؤمني عبيد ال بن الهدي مزارعةً أرض الهواز.
فدخل فيها شبهةٌ فرفع ف ذلك قومٌ إل الأمون فأمر بالنظر فيها والوقوف عليها فما ل تكن فيه شبهة
أنفذ وما شك فيه سى الشكوك فيه.
كور فار وكرمان قالوا :كان العلء بن الضرمي وهو عامل عمر بن الطاب رضي ال عنه على
البحرين وجه هرثة بن عرفجة البارقي من الزد ففتح جزيرة ف البحر ما يلي فارس.
ث وول عمر عثمان بن أب العاص الثقفي البحرين وعمان فدوخهما واتسقت له طاعة أهلهما وجه
أخاه الكم بن أب العاص ف البحر إل فارس ف جيش عظيمٍ من عبد القيس والزد وتيم وبن ناحية
وغيهم ففتح جزيرة ابركاوان.
ث صار إل توج وهي من أرض أردشي خره ومعن اردشي خرة باء أردشي.
وف رواية أب منف أن عثمان بن أب العاص نفسه قطع البحر إل فارس فنل توج ففتحها وبن با
الساجد وجعلها دارًا للمسلمي وأسكنها عبد القيس وغيهم.
ث إنه شخص عن فارس إل عمان والبحرين لكتاب عمر إليه ف ذلك واستخلف أخاه الكم.
وقال غي أب منف :إن الكم فتح توج وأنزلا السلمي من عبد القيس وغيهم سنة تسع عشرة.
410
فتوح البلدان
وقالوا :إن شهرك مرزبان فارس وواليها أعظم ما كان من قدوم العرب فارس واشتد عليه وبلغته
نكايتهم وبأسهم وظهورهم على كل من لقوه من عدوهم.
فجمع جعًا عظيمًا وسار بنفسه حت أتى راشهر من أرض سابور وهي بقرب توج فخرج إليه الكم
بن أب العاص وعلى مقدمته سوار بن هام العبدي.
وكان هناك وادٍ قد وكل به شهرك رجلًا من نقابه ف جاعة وأمره أن ل يتازه هاربٌ من أصحابه
إل قتله.
ووضع حجرًا فرماه ففلقه ث قال :أترى هذا السهم الذي فلق الجر وال ما كان ليخدش بعضهم لو
رمى به.
وكان الذي قتله سوار ابن هام العبدي حل عليه فطعنه فأذراه عن فرسه وضربه بسيفه حت فاظت
نفسه.
وحل ابن شهرك على سوار فقتله وهزم ال الشركي وفتحت راشهر عنوةً وكان يومها ف صعوبته
وعظيم النعمة على السلمي فيه كيوم القادسية.
411
فتوح البلدان
وتوجه بالفتح إل عمر بن الطاب عمرو بن الهتم التميمي فقال :جئت المام بإسراعٍ لخبه بالق
من خب العبدي سوار أخبار أروع ميمو ٍن تقيبته مستعملٍ ف سبيل ال مغوار وقال بعض أهل توج:
إن توجٍ مصرت بعد مقتل شهرك.
وال أعلم.
قالوا :ث إن عمر بن الطاب رضي ال عنه كتب إل عثمان ابن أب العاص ف إتيان فارس.
فخلف على عمله أخاه الغية ويقال :هو حفص ابن أب العاص.
وكان جزلًا.
وكتب عمر إل أب موسى وهو بالبصرة يأمره أن يكانف عثمان بن أب العاص ويعاونه.
وبعث عثمان بن أب العاص هرم بن حيان العبدي إل قلعة يقال لا شبي ففتحها عنوة بعد حصار
وقتال.
وقال بعضهم :فتح هرم قلعة الستوج عنوة وأتى عثمان خره من سابور ففتحها وأرضها بعد أن قاتله
أهلها صلحًا على أداء الزية والراج ونصح السلمي.
واجتمع أبو موسى وعثمان بن أب العاص ف آخر خلفة عمر رضى ال عنه ففتحها أرجان صلحًا
على الزية والراج.
412
فتوح البلدان
وفتحا شياز وهي من أرض أردشي خره على أن يكونوا ذمة يؤدون الراج إل من أحب منهم
اللء ول يقتلوا ول يستعبدوا.
وأتى عثمان بن أب العاص درا برد وكانت شادروان علمهم ودينهم وعليها الربذ فصاله الربذ
على مال أعطاه إياه وعلى أن أهل درا برد كلهم أسوة من فتحت بلده من أهل فارس.
وأتى عثمان فسا فصاله عظيمها على مثل صلح درا برد.
وأتى عثمان بن أب العاص مدينة سابور ف سنة ثلث وعشرين ويقال ف سنة اربع وعشرين قبل أن
تأت أبا موسى وليته البصرة من قبل عثمان بن عفان فوجد أهلها هائبي للمسلمي.
ورأى أخو شهرك ف منامه كأن رجلًا من العرب دخل عليه فسلبه قميصه.
فصاله عثمان على أن ل يقتل أحدًا ول يسبيه وعلى أن تكون له ذمة ويعجل مالًا.
ففتحت ف سنة ست وعشرين عنوةً فتحها أبو موسى وعلى مقدمته عثمان بن أب العاص.
وقال معمر بن الثن وغيه :كان عمر بن الطاب أمر أن يوجه الارود العبدي سنة أثنتي وعشرين
إل قلع فارس.
413
فتوح البلدان
فلما كان بي خره وشياز تلف عن أصحابه ف عقبةٍ هناك سحرًا لاجته ومعه اداوة فأحاطت به
جاعةٌ من الكراد فقتلوه.
قالوا :ولا ول عبد ال بن عامر بن كريز البصرة من قبل عثمان ابن عفان بعد أب موسى الشعري
سار إل اصطخر ف سنة ثان وعشرين فصاله ماهك عن أهلها.
وكان السلمون يعانونا ث ينصرفون عنها فيعانون اصطخر ويغزون نواحي كانت تنتقض عليهم.
فلماذا نزل ابن عامر با قاتلوه ث تصنوا ففتحها بالسيف عنوة وذلك ف سنة تسع وعشرين.
وفتح ابن عامر أيضًا الكاريان وفشجاتن وهي الفيشجان من درا برد ول تكونا دخلتا ف صلح الربذ
وانتقضتا.
وحدثن جاعة من أهل العلم أن جور غزيت عدة سني فلم يقدر عليها حت فتحها ابن عامر.
وكان سبب فتحها أن بعض السلمي قام يصلي ذات ليلة وإل جانبه جرابٌ له فيه خبزٌ ولم فجاء
كلبٌ فجره وعدا به حت دخل الدينة من مدخلٍ لا خفيٍ فألظ السلمون بذلك الدخل حت دخلوا
منه وفتحوها.
قالوا :ولا فرغ عبد ال بن عامر من فتح جور كر على أهل اصطخر وفتحها عنوة بعد قتالٍ شديد
ورميٍ بالجانيق.
414
فتوح البلدان
وقتل با من العاجم أربعي ألفًا وأفن أهل البيوتات ووجه الساورة وبعض الرواة يقول :إن ابن
عامر رجع إل اصطخر حي بلغه نكثهم ففتحها.
وروى السن بن عثمان الزيادي أن أهل اصطخر غدروا ف ولية عبد ال بن عباس رضي ال عنه
عنهما العراق لعلي رضي ال عنه ففتحها.
وحدثن العباس بن هشام عن أبيه عن أب منف قال :توجه ابن عامر إل اصطخر ووجه على مقدمته
عبيد ال بن معمر التيمي.
وبلغ ابن عامر الب فأقبل مسرعًا حت واقعهم وعلى ميمنته أبو برزة نضلة بن عبد ال السلمي وعلى
الرجال خالد بن العمر الذهلي.
حدثن عمر الناقد قال :حدثنا مروان بن معاوية الفرازى عن عاصم الحول عن فضيل بن زيد الرقاش
قال :حاصرنا شهرياج شهرًا جرّارًا وكان ظننا أنا سنفتحها ف يومنا فقاتلنا أهلها ذات يوم ورجعنا
إل معسكرنا وتلف عبدٌ ملوك منافرًا ظنوه.
قال :فرحنا للقتال وقد خرجوا من حصنهم قالوا :هذا أمانكم! فكتبنا بذلك إل عمر.
فكتب إلينا :إن العبد السلم من السلمي ذمته كذمتهم فلينفذ أمانة.
415
فتوح البلدان
فأنفذناه.
وحدثن القاسم بن سلم قال :حدثنا أبو النضر عن شعبة عن عاصم عن الفضيل قال :كنا مصاف
العدو بسياف.
ث ذكر نو ذلك.
وحدثنا سعدوية قال :حدثنا عباد بن العوام عن عاصم الحول عن الفضيل بن زيد الرقاشي قال:
حاصر السلمون حصنًا.
وبفسا قلعةٌ تعرف برشة بن مسعود من بن تيم ث من بن شقرة كان مع ابن الشعث فتحصن ف
هذه القلعة ث أومن فمات بواسط.
كرمان وأما كرمان فإن عثمان بن أب العاص الثقفي لقى مرزبانا ف جزيرة ابركاوان وهو ف خفٍ
فقتله.
416
فتوح البلدان
فوهن أمر أهل كرمان وتيب قلوبم.
فلما صار ابن عامر إل فارس وجه ماشع بن مسعود السلمي إل كرمان ف طلب يزدجرد.
فأتى بيمند.
وفتح ماشع بروخروة وأتى الشيجان وهي مدينة كرمان وأقام عليها ايامًا بسية أهلها متحصنون
وقد خرجت لم خيلٌ فقاتلهم ففتحها عنوة وخلف با رجلًا ث إن كثيًا من أهلها جلوا عنها.
وقد كان أبو موسى الشعري وجه الربيع بن زياد ففتح ما حول الشيجان وصال أهل ب والندغار.
واتى القفص وجع له برموز خلقٌ من جل من العاجم فقاتلهم فظفر بم وظهر عليهم.
وهرب كثيٌ من أهل كرمان فركبوا البحر ولق بعضهم بكران وأت بعضهم سجستان فأقطعت
العرب منازلم وأرضيهم فعمروها وأدوا العشر فيها واحتفروا القن ف مواضع منها.
وول الجاج قطن بن قبيصة بن مارق اللل فارس وكرمان وهو الذي انتهى إل نر فلم يقدر
أصحابه على إجازته فقال :من جاز فله ألف درهم.
417
فتوح البلدان
فجازوه فوف لم.
قال الشاعر وهو الحاف بن حكيم :فدى للكرمي بن هلل على علتم أهلي ومال هم سنوا
الوائز ف معدٍ فصارت سنة أخرى الليال رماحهم تزيد على ثانٍ وعشرٍ حي تتلف العوال وكان
قبيصة بن مارق من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم.
وف قطن يقول الشاعر :كم من أميٍ قد أصبت حباهء وآخر حظي من إمارته الزن فهل قطنٌ إل
كمن كان قبله فصبًا على ما جاء يومًا به قطن قالوا :وكان ابن زياد ول شريك بن العور الارثي
وهو شريك بن الارث وكتب يزيد بن زياد بن ربيعة بن مفرغ الميي إليه فأقطعه أرضًا بكرمان
فباعها بعد هرب ابن زياد من البصرة.
وول الجاج الكم بن نيك الجيمي كرمان بعد أن كان وله فارس.
سجستان وكابل حدثن علي بن ممد وغيه :أن عبد ال بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن
عبد شس توجه يريد خرا سان سنة ثلثي.
ووجه الربيع بن زياد ابن أنس بن الديان الارثي إل سجستان فسار حت نزل الفرج.
ث قطع الفازة وهي خسة وسبعون فرسخًا فأتى رستاق زالق وبي زالق وبي سجستان خسة فراسخ
وزالق حصن.
فأغار على أهله ف يوم مهرجان فأخذ دهقانه فافتدى نفسه بأن ركز عنة ث غمرها ذهبًا وفضة
وصال الدهقان على حقن دمه.
وقال أبو عبيده معمر بن الثن :صاله على أن يكون بلده كبعض ما افتتح من بلد فارس وكرمان.
418
فتوح البلدان
ث أتى قريةً يقال لا كركوبه على خسة أميال من زالق فصالوه ول يقاتلوه.
ث نزل رستاقًا يقال له هيسون فأقام له أهله النل وصالوه على غي قتال.
ث أتى زالق وأخذ الدلء منها إل زرنج وسار حت نزل الند مند وعب واديا ينع منه يقال له نوق.
وأصاب با عبد الرحن أبا صال بن عبد الرحن الذي كتب للحجاج مكان زدا نفروخ ابن نيى
وول خراج العراق لسليمان بن عبد اللك وأمه.
فاشترته امرأة من بن تيم ث من بن مرة بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد ابن
تيم يقال لا عبلة.
فجلس عليه واتكأ على الخر وأجلس أصحابه على أجساد القتلى.
419
فتوح البلدان
وكان الربيع آدم أفوه طويلًا فلما رآه الرزبان هاله فصاله على ألف وصيف ث أتى سناروذ وهو وادٍ
فعبه وأتى القريتي.
فأتى زرنج فحصر مرزبانا ف قصره ف يوم عيدٍ لم فصاله على ألفي ألف درهم وألفى وصيفٍ.
فلما انتهى إل بلد الداور حصرهم ف جبل الزور ث صالهم فكانت عدة من معه من السلمي ثانية
آلف.
ث قال للمرزبان :دونك الذهب والوهر وإنا أردت أن أعلمك أنه ل يضر ول ينفع.
420
فتوح البلدان
وفتح بست وزابل بعهد.
حدثن السي بن السود قال :حدثنا وكيع عن حاد بن زيد عن يي ابن عتيق قال وكيع :عقد لم
عقدًا وهو دون العهد.
ولمي يقول زياد العجم :لول أميٌ هلكت يشكرٌ ويشك ٌر هلكى على كل حال ث إن أهل زرنج
أخرجوا أميًا واغلقوها.
ولا فرغ علي بن أب يطالب عليه السلم من أمر المل خرج حسكة بن عتاب البطي وعمران بن
الفصيل البجي ف صعاليك من العرب حت نزلوا زالق وقد نكث أهلها.
أصابوا منها مال وأخذوا جد البختري الصم ابن ماهد مول شيبان.
بشر سجستان بوع وحرب بابن الفصيل وصعاليك العرب ل فضةٌ يغنيهم ول ذهب وبعث علي بن
أب طالب عبد الرحن بن جزء الطائي إل سجستان فقتله حسكة.
وقال أبو منف :وبعث علي رضي ال عنه عون بن جعده ابن هبية الخزومي إل سجستان.
فكتب عليٌ إل عبد ال بن العباس يأمره أن يول سجستان رجلًا ف أربعة آلف.
421
فتوح البلدان
فوجه ربعى بن الكاس العنبي ف أربعة آلف.
وخرج معه الصي بن أب الر -وأسم أب الر مالك بن الشخاش العنبي -وثات بن ذي الرة
الميي.
فقال راجز هم :نن الذين اقتحموا سجستان على ابن عتابٍ وجند الشيطان يقدمنا الاجد عبد
الرحان أنا وجدنا ف مني الفرقان أن ل نوال شيعة ابن عفان وكان ثات يسمى عبد الرحن.
وهذا هو من سب سجستان.
فأتاها وعلى شرطته عباد بن الصي البطى ومعه من الشراف عمر بن عبيد ال بن معمر التيمي
وعبد ال بن خازم السلمي وقطرى بن الفجاءة والهلب بن أب صفرة.
فكان يغزو البلد قد كفر أهله فيفتحه عنوةً أو يصال أهله حت بلغ كابل.
فلما صار إليها نزل با فحاصر أهلها أشهرًا وكان يقاتلهم ويرميهم بالنجنيق حت ثلمت ثلمة عظيمةً
فبات عليها عباد بن الصي ليل ًة يطاعن الشركي حت أصبح فلم يقدروا على سدها.
422
فتوح البلدان
فلما أصبح الكفرة خرجوا يقاتلون السلمي.
فضرب ابن خازم فيلًا كان معهم فسقط على الباب الذي خرجوا منه فلم يقدروا على غلقه فدخلها
السلمون عنوةً.
وكان السن البصري يقول :ما ظننت أن رجلًا يقوم مقام ألفٍ حت رأيت عباد بن الصي.
قالوا :ووجه عبد الرحن بن سرة ببشارة الفتح عمر بن عبيد ال بن معمر والهلب بن أب صفرة.
ث ول معاوية عبد الرحن بن سرة سجستان من قبله وبعث إليه بعهده فلم يزل عليها حت قدم زيادٌ
البصرة فأقره أشهرًا ث ولها الربيع بن زياد.
وهو الذي قال له النب صلى ال عليه وسلم ( :ل تسأل المارة فإنك إن أويتيها عن غي مسئلة أعنت
عليها وإن أعطيتها عن مسئلة وكلت إليها.
وإذا حلفت على ييٍ فرأيت خيًا منها فأت الذي هو خيٌ وكفره عن يينك).
423
فتوح البلدان
وكان عبد الرحن قدم بغلمان من سب كابل فعملوا له مسجدًا ف قصره بالبصرة على بناءٍ كابل.
فخرج الربيع بن زياد ف الناس فقاتل رتبيل بيست وهزمه وأتبعه حت أتى الرخج فقاتله بالرخج
ومضى ففتح بلد الداور.
ث عزل زياد بن أب سفيان الربيع بن زياد الارثي وول عبيد ال بن أب بكرة سجستان.
فغزا فلما كان برزان بعث إليه رتبيل يسأله الصلح عن بلده وبلد كابل على ألف ألفٍ ومائت ألف.
فأجابه إل ذلك.
فأمضى الصلح.
فلما كان موت يزيد أو قبل ذلك بقليل غدر أهل كابل ونكثوا وأسروا أبا عبيده بن زياد.
424
فتوح البلدان
فسار إليهم يزيد بن زياد فقاتلهم وهم بينة فقتل يزيد بن زياد وكثيٌ من كان معه وانزم سائر
الناس.
وكان فيمن استشهد زيد بن عبد ال بن أب مليكة بن عبد ال بن جدعان القرشي وصلة بن اشيم أبو
الصهباء العدوى زوج معاذة العدوية.
فبعث سلم بن طلحة بن عبد ال بن خلف الزاعي الذي يعرف بطلحة الطحات ففدى أبا عبيده
بمس مئة ألف درهم.
واستخلف رجلًا من بن يشكر فأخرجته الضرية ووقعت العصبية وغلب كل قومٍ على مدينتهم.
ث قدم عبد العزيز بن عبد ال بن عامر واليًا على سجستان من قبل القباع وهو الارث بن عبد ال
بن أب ربيعة الخزومي ف أيام ابن الزبي.
فأدخلوه مدينة زرنج وحاربوا رتبيل فقتله أبو عفراء عمي الازن وانزم الشركون.
وأرسل عبد ال بن ناشرة التميمي إل عبد العزيز :أن خذ جيع ما ف بيت الال وانصرف.
ففعل.
وأقبل ابن ناشرة حت دخل زرنج ومضى وكيع ابن أب يسود التميمي فرد عبد العزيز وأدخله الدينة
حي فتحت للحطابي وأخرج ابن ناشرة فجمع جعًا فقاتله عبد العزيز وأدخله الدينة حي فتحت
للحطابي وأخرج ابن ناشرة فجمع جعًا فقاتله عبد العزيز بن عبد ال ومعه وكيع فعثر بابن ناشرة
فرسه فقتل.
425
فتوح البلدان
فقال أبو حزابة ويقال حنظلة ابن عرادة :أل لفت بعد ابن ناشرةً الفت ول شيء إل قد تول وأدبرا
أكان حصادًا للمنايا ازدرعنه فهل تركن النبت ما كان أخضرا فتً حنظليٌ ما تزال يينه تود بعروفٍ
ش عروشنا بأروع نفاح العشيات أزهرا واستعمل عبد اللك بن وتنكر منكرا لعمري لقد هدت قري ٌ
مروان أمية بن عبد ال بن خالد بن أسيد بن أب العيص على خرا سان.
فوجه ابنه عبد ال بن أمية على سجستان وعقد له عليها وهو بكرمان.
ففعل وبعث إليه بدايا ورقيق فأب قبول ذلك وقال :ن مل ل هذا الرواق ذهبًا وإل فل صلح بين
وبينه.
وكان غزاءً فخلى له رتبيل البلد حت إذا أوغل فيها أخذ عليه الشعاب والضايق.
فأب ذلك وقال :بل تأخذ ثلث ألف درهم صلحًا وتكتب واليا ول ترق ول ترب.
ففعل.
وأتى الرخج وكانت البلد مدبةً فسار حت نزل بالقرب من كابل وانتهى إل شعب فأخذه عليه
العدو ولقهم رتبيل.
426
فتوح البلدان
فصالهم عبيد ال على أن يعطوه خس مئة ألف درهم ويبعث إليه بثلثة من ولده :نار والجاج
وأب بكرة رهناء ويكتب لم كتابًا أن ل يغزوهم ما كان واليًا.
فإنك إن فعلت ما تريد أن تفعله أوهنت السلم بذا الثغر وكنت قد فررت من الوت الذي إليه
مصيك.
وقاتل الناس فأفلتوا وهم مهودون وسلكوا مفازة بست فهلك كثيٌ من الناس عطشًا وجوعًا.
ث إن عبد الرحن بن ممد بن الشعث خلع وخرج إل سجستان مالفًا لعبد اللك بن مروان
والجاج :فهادن رتبيل وصار إليه.
وذلك أنه كتب إليه يتوعده فألقى نفسه سلسل نفسه معه فمات.
فأتى الجاج برأسه فصال الجاج رتبيل على أن ل يغزوه سبع سنسن ويقال تسع سنسن على أن
يؤدي بعد ذلك ف كل سنة ألف درهم عروضًا.
فلما انقضت السنون ول الجاج الشهب بن بشر الكلب سجستان فعاسر رتبيل ف العروض الت
أداها.
427
فتوح البلدان
قالوا :ث لا ول قتيبة بن مسلم الباهلي خرا سان وسجستان ف أيام الوليد بن عبد اللك ول أخاه
عمرو بن مسلم سجستان.
فلما بلغ رتبيل قدومه أرسل إليه :أنا ل نلع بدًا من الطاعة وإنا فارقتمونا على عروض فل تظلمونا.
فرضوا با.
ث انصرف قتيبة إل خرا سان بعد أن زرع زرعًا ف أرض زر نج لييأس العدو من انصرافه فيذعن له.
قال :ما فعل قو ٌم كانوا يأتونا خاص البطون سود الوجوه من الصلة نعالم خوص قالوا :انقرضوا.
428
فتوح البلدان
قال :أولئك أوف منكم عهدًا وأشد بأسًا وإن كنتم أحسن منهم وجوهًا.
فقال :كان الجاج رجلًا ل ينظر فيما أنفق إذا ظفر ببغيته ولو ل يرجع إليه درهم وأنتم ل تنفقون
درهًا إل طمعتم ف أن يرجع إليكم مكانه عشرة.
ث ل يعط أحدًا من عمال بن أمية ول عمال أب مسلم على سجستان من تلك التاوة شيئًا.
قالوا :ولا استخلف النصور أمي الؤمني ول معن بن زائدة الشيبان سجستان.
وكتب إل رتبيل يأمره بمل التاوة الت كان الجاج صال عليها.
فبعث بإبلٍ وقبابٍ تركيةٍ ورقيقٍ وزاد ف قيمة ذلك للواحد ضعفه.
فكان فرج يدث أن معنًا رأى غبارًا ساطعًا أثارته حوافر حرٍ وحشية فظن أن جيشًا قد أقبل نوه
ليجاره ويتخلص السب والسرى من يده.
فوضع السيف فيهم فقتل منهم عدة كثية ث إنه تبي أمر الغبار ورأى المي فأمسك.
وقال فرج :لقد رأيت حي أمر معن بوضع السيف فينا وقد حن علي وهو يقول :اقتلون ول تقتلوا
ابن.
429
فتوح البلدان
قالوا :وكانت عدة من سب وأسر زهاء ثلثي ألفًا.
فآمنه وبعث به إل بغداد مع خسة آلف من مقاتلتهم فأكرمه النصور وفرض له وقوده.
وأنكر قو ٌم من الوارج سيته فاندسوا مع فعل ٍة كانوا يبنون ف منله بناءً فلما بلغوا التسقيف احتلوا
مع فعل ًة كانوا يبنون ف منله بناءً فلما بلغو التسقيف احتالوا لسيوفهم فجعلوها ف حزم القصب ث
دخلوا عليه قبته وهو يتجم ففتكوا به وشق بعضهم بطنه بنجر كان معه.
وقال أحدهم :وضربه على رأسه أبو الغلم الطاقي -والطاق بقرب زرنج -فقتلهم يزيد بن ث إن
يزيد قام بأمر سجستان واشتدت على العرب والعجم من أهلها وطأته.
فاحتال بعض العرب فكتب على لسانه إل النصور كتابًا يبه أن كتب الهدي إليه قد حيته
وأدهشته ويسأله أن يعفيه من معاملته.
فأغضب ذلك النصورة وشتمه وأقرأ الهدي كتابه فعزله وأمر ببسه وبيع كل شيء له.
ول يزل عمال الهدي والرشيد رحهما ال يقبضون التاوة من رتبيل سجستان على قدر قوتم
وضعفهم ويولون عمالم النواحي الت قد غلب عليها السلم.
430
فتوح البلدان
وفتح كابل وأظهر ملكها السلم والطاعة وأدخلها عامله واتصل إليها البيد فبعث إليه منها باهليلج
غض ث استقامت بعد ذلك حينا.
وحدثن العمري عن اليثم بن عدي قال :كان ف صلحات سجستان القدية أن ل يقتل لم ابن عرس
لكثرة الفاعي عندهم.
قال :أول من دعا أهل سجستان إل رأى الوارج رجلٌ من بن تيم يقال له عاصم أو ابن
خراسان
قالوا :وجه أبو موسى الشعري عبد ال بن بديل بن ورقاء الز اعي غازيًا فأتى كرمان ومضى حت
بلغ الطبسي وها حصنان يقال لحدها طبس وللخر كرين.
فأصاب مغنمًا.
وأتى قومٌ من أهل الطبسي عمر بن الطاب فصالوه على ستي ألفًا ويقال خسة وسبعي ألفًا
وكتب لم كتابًا.
فلما استخلف عثمان بن عفان ول عبد ال بن عامر بن كريز البصرة ف سنة ثان وعشرين ويقال ف
سنة تسع وعشرين وهو ابن خس وعشرين سنة فافتتح من أرض فارس ما افتتح ث غزا خراسان ف
سنة ثلثي واستخلف على البصرة زياد ابن أب سفيان وبعث على مقدمته الحنف بن قيس ويقال
عبد ال ابن خازم بن أساء بن الصلت بن حبيب السلمي فأقر صلح الطبسي.
431
فتوح البلدان
وذلك أنه سأل عن أقرب مدينة إل الطبسي فدل عليها.
فلقيته الياطلة -وهم أتراكٌ ويقال بل هم قومٌ من أهل فارس كانوا يلوطون فنفاهم فيوز إل هراة
فصاروا مع التراك فكانوا معاوني لهل قوهستان -فهزمهم وفتح قوهستان عنوةً.
ث قدم عليه ابن عامر فطلبوا الصلح فصالهم على ست مئة ألف درهم.
وبعث ابن عامر يزيد الرش أبا سال بن يزيد إل رستاق زام من نيسابور ففتحه عنوة.
وفتح باخرز وهو رستاق من نيسابور وفتح أيضًا جوين وسب سبيًا.
ووجه ابن عامر السود بن كلثوم العدوى عدى الرباب وكان ناسكا إل بيهق وهو رستاق من
نيسابور.
فدخل بعض حيطان أهله من ثلمة كانت فيه ودخلت معه طائفةٌ من السلمي وأخذ العدو عليهم
تلك الثلمة.
وكان السود يدعو ربه أن يشره من بطون السباع والطي فلم يواره أخوه ودفن من استشهد من
أصحابه.
432
فتوح البلدان
وفتح ابن عامر بشت من نسيابور وأشبند ورخ وزاوة وخواف واسبائي وأرغيان من نيسابور.
وطلب صاحب ربعٍ من تلك الرباع المان على أن يدخل السلمي الدينة.
فأعطيه.
ففتحوا الباب وتصن مرزبانا ف القهندز ومعه جاعة فطلب المان على أن يصاله عن جيع
نيسابور على وظيفة يؤديها.
فصاله على ألف ألف درهم ويقال سبع مئة ألف درهم.
ووجه ابن عامر عبد ال بن خازم السلمى إل حراندز من نسا وهو رستاق ففتحه.
وأتاه صاحب نسا فصاله على ثلث مئة ألف درهم ويقال على احتمال الرض من الراج على أن
ل يقتل أحدًا ول يسبيه.
وقدم بمنة عظيم أبيورد على ابن عامر فصاله على أربع مئة ألف ويقال وجه إليها ابن عامر عبد ال
بن خازم فصال أهلها على أربع مئة ألف درهم.
فقاتلهم ث طلب زاذويه مرزبانا الصلح على إيان مئة رجل وأن يدفع إليه النساء.
433
فتوح البلدان
وغلب ابن خازم على أرض سرخس.
فسمى له ووجه ابن خازم من سرخس يزيد بن سال مول شريك بن العور إل كيف وبينه
ففتحهما.
وأتى كعنازتك مرزبان طوس ابن عامر فصاله عن طوس على ست مئة ألف درهم.
فشخص إل ابن عامر وصاله عن هراة وبادغيس وبوشنج غي طاغون وباغون فإنما فتحا عنوة.
وصاله عن هراة سهلها وجبلها على أن يؤدى من الزية ما صاله عليه وأن يقسم ذلك على
الرضي عدلًا بينهم.
فقاتل أهلها ث صاله مرزبانا عن هراة وبوشنج وبادغيس على ألف ألف درهم.
434
فتوح البلدان
وأرسل مرزبان مرو الشاهجان يسأل الصلح فوجه ابن عامر إل مرو حات بن النعمان الباهلي وقال
بعضهم :ألف ألف درهم ومائت ألف جريب من بر وشعي.
وكان ف صلحهم أن يوسعوا للمسلمي ف منازلم وأن عليهم قسمة الال وليس على السلمي إل
قبض ذلك.
وكانت مرو صلحًا كلها إل قرية منها يقال لا السنج فإنا أخذت عنوة.
فأتى الوضع الذي يقال له قصر الحنف وهو حصنٌ من مرو الروذ وله رستاق عظيم يعرف برستاق
الحنف ويدعى بشق الرذ.
فقال الحنف :أصالكم على أن يدخل رج ٌل منا القصر فيؤذن فيه ويقيم فيكم حت أنصرف فرضوا.
ومضى الحنف إل مرو الروذ فحصر أهلها وقاتلوه قتالًا شديدًا فهزمهم السلمون فاضطروهم إل
حصنهم.
435
فتوح البلدان
فكتب إل الحنف :إنه دعان إل الصلح إسلم باذام.
وقد كانت للحنف خي ٌل سارت رستاقًا يقال له بغ واستاقت مئة مواشي فكان الصلح بعد ذلك.
فسمعه يقول :إنا ينبغي للمي أن يقاتلهم من وجهٍ واحد من داخل الشعب.
فاجتمع أهل الوزجان والطالقان والفارياب ومن حولم فبلغوا ثلثي ألفًا وجاءهم أهل الصغانيان
وهم ف الانب الشرقي من النهر فرجع الحنف إل قصره فوف له أهله.
وخرج ليلًا فسمع أهل خباءٍ يتحدثون ورجلًا يقول :الرأي للمي أن يسي إليهم فيناجزهم حيث
لقيهم.
436
فتوح البلدان
فقال رجلٌ يوقد تت خزيرة أو يعجن :ليس هذا برأي! ولكن الرأي أن ينل بي الرغاب والبل
فيكون الرغاب عن يينه والبل عن يساره فل يلقى من عدوه وإن كثروا إل مثل عدة أصحابه.
وهو ف خسة آلف من السلمي :أربعة آلف من العرب وألفٌ من مسلمي العجم.
فالتقوا وهز رايته وحل وحلوا فقصد ملك الصغانيان للحنف فأهوى له بالرمح فانتزع الحنف
الرمح من يده وقاتل قتالًا شديدًا فقتل ثلثة من معهم الطبول منهم.
ث إن ال ضرب وجوه الكفار فقتلهم السلمون قتالًا ذريعًا ووضعوا السلح أتى شاؤا منهم.
ولق بعض العدو بالوزجان فوجه إليهم الحنف القرع بن حابس التميمي ف خيل.
وقال ابن الغريزة النهشلي :سقى صوب السحاب إذا استهلت مصارع فتيةٍ بالوزجان إل القصرين
من رستاق حوفٍ أفادهم هناك القرعان وفتح الحنف الطالقان صلحًا.
وفتح الفارياب.
437
فتوح البلدان
ويقال بل فتحها أمي ابن أحر.
فصالهم أهلها على أربع مئة ألف ويقال سبع مئة ألف وذلك أثبت.
ث سار إل خارزم وهي من سقى النهر جيعًا ومدينتها شرقي فلم يقدر عليها فانصرف إل بلخ وقد
جب أسيد صلحها.
فلما بلغ أهل ما وراء النهر أمره طلبوا إليه أن يصالهم ففعل.
فسار قيس بعد شخوصه من أرض طخارستان فلم يأت بلدًا منها إل صاله أهله فأذعنوا له حت أتى
سنجان فامتنعوا عليه فحصرهم حت فتحها عنوة.
وقد قيل إن ابن عامر جعل خراسان بي ثلثة :الحنف بن قيس وحات ابن النعمان الباهلي وقيس بن
اليثم.
438
فتوح البلدان
والول أثبت.
ث إن ابن خازم افتعل عهدًا على لسان ابن عامر وتول خراسان.
قالوا :وقدم ما هويه مرزبان مرو على علي بن أب طالب ف خلفته وهو بالكوفة.
فبعث جعده بن هبية الخزومي -وأمه أم هانئ بنت أب يطالب -فلم يفتحها.
قال أبو عبيده :أول عمال علي على خراسان عبد الرحن بن أبرزى مول خزاعة ث جعده بن هبية
بن وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مزوم فلم يعرض لهل النكث وجب أهل الصلح.
قالوا :واستعمل معاوية بن أب سفيان قيس بن اليثم بن قيس بن الصلت السلمى على خراسان ث
عزله وول خالد بن العمر فمات بقصر مقاتل أو بعي التمر.
439
فتوح البلدان
فول ابن عامر قيس بن اليثم السلمى خراسان.
وكان الذي تول ذلك عطاء بن السائب مول بن الليث وهو الشل.
واتذ قناطر على ثلثة أنار من بلخ على فرسخ فقيل قناطر عطاء.
ث إن بلخ سألوا الصلح ومراجعة الطاعة صالهم قيس ث قدم على ابن عامر فضربه مئة وحبسه.
وول زياد بن أب سفيان البصرة ف سنة خس وأربعي فول أمي بن أحر مرو.
وإنا قال لاجبه فبل :ايتن بالكم وهو يريج الكم بن أب العاص الثقفي.
440
فتوح البلدان
وكانت أم عبد ال بنت عثمان بن أب العاص عنده فأتاه بالكم بن عمرو فلما رآه تبك به وقال:
رجلٌ صال من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم.
سعت عبد ال بن البارك يقول لرجل من أهل الصغانيان كان يطلب معنا الديث :أتدري من فتح
بلدك قال ل.
ث ول زياد بن أب سفيان الربيع بن زياد الارثي سنة إحدى وخسي خرا سان وحول معه من أهل
الصرين زهاء خسي ألف بعيالنم.
وكان فيهم بريدة بن الصيب السلمي أبو عبد ال وبرو توف ف أيام يزيد بن معاوية.
وكان فيهم أيضًا أبو برزة السلمي عبد ال بن نضلة وبا مات.
ولا بلغه مقتل حجر بن عدي الكندي غمه ذلك فدعا بالوت فسقط من يومه ومات سنة ثلث
وخسي.
ومات زياد فاستعمل معاوية عبد ال بن زياد على خرا سان وهو ابن خس وعشرين سنة.
441
فتوح البلدان
فقطع النهر ف أربعة وعشرين ألفًان فأتى بيكند.
وكانت خاتون بدينة بارا فأرسلت إل الترك تستمدهم فجاءها منهم دهم فلقيهم السلمون
فهزموهم وحوا عسكرهم.
وأقبل السلمون يربون ويرقون فبعثت إليهم خاتون تطلب الصلح والمان فصالها على ألف ألف
ودخل الدينة.
فكان معه رفيع أبو العالية الرياحي وهو مول لمرأة من بن رياح.
فلما بلغ خاتون عبوره النهر حلت إليه الصلح وأقبل أهل السغد والترك وأهل كش ونسف وهي
نشب إل سعيد ف مئة ألف وعشرين ألف.
فالتقوا ببخارا وقد ندمت خاتون على ادآئها التاوة ونكثت العهد.
فحضر عبد لبعض أهل تلك الموع فانصرف بن معه فانكسر الباقون.
442
فتوح البلدان
ث غزا سعيد بن عثمان سر قند فأعانته خاتون بأهل بارا.
فلما خاف أهل الدينة أن يفتح القصر عنوة ويقتل من فيه طلبوا الصلح.
فصالهم على سبع مئة ألف درهم وعلى أن يعطوه رهنًا من أبناء عظمائهم وعلى أن يدخل الدينة
ومن شاء يرج من الباب الخر.
ث انصرف.
ث لا قتل عبد ال بن خازم السلمي أتى موسى ابنه ملك الترمذ فأجاره وألأه وقومًا كانوا معه
فأخرجه عنها وغلب عليها وهو مالف.
443
فتوح البلدان
فلما قتل صارت ف أيدي الولة ث انتفض أهلها ففتحها قتيبة بن مسلم.
وف سعيد يقول مالك بن الريب :هبت شال خربق أسقطت ورقًا واصفر بالقاع بعد الضرة الشيح
فارحل هديت ول تعل غنيمننا ثلجًا يصفقه بالترمذ الريح أن الشتاء عدو ما نقاتله فاقفل هديت
وثوب الدفء مطروح ويقال إن هذه البيات لنهار بن توسعة ف قتيبة وأولا :فاستبدلت قتيبًا جعدًا
أتامله كأنا وجهه بالل منضوح وكان قثم بن العباس بن عبد الطلب مع سعيد بن عفان فتوف
بسمرقند.
فأقبل يصلي.
فقيل له :ما هذا فقال :أما سعتم ال يقول{ :واستعينوا بالصب والصلة وإنا لكبية إل على
الاشعي}.
وحدثن عبد ال بن صال قال :حدثنا شريك عن جابر عن الشعب قال :قدم قثم على سعيد بن عفان
برا سان فقال له سعيد :أعطيك من الغنم ألف سهم.
فدفع ثيابم ومناطقهم إل مواليه وألبسهم جباب الصوف وألزمهم السقي والسوان والعمل.
وف سعيد يقول مالك بن الريب :ومازالت يوم السغد ترعد واقفًا من الب حت خفت أن تتنصر
وقال خالد بن عقبة بن أب معيط :أل إن خي الناس نفسًا ووالدًا سعيد بن عثمان قتيل العاجم وكان
سعيد احتال لشريكه ف خراج خرا سان.
فأخذ منه مالًا فوجه معاوية من لقيه بلوان فأخذ الال منه.
444
فتوح البلدان
وكان شريكه أسلم بن زرعة ويقال إسحاق بن طلحة بن عبيد ال.
وقطع النهر ومعه امرأته أم ممد بنت عبد ال بن عثمان بن أب العاص الثقفي.
واستعارت امرأته من امرأة صاحب السغد حليها فكسرته عليها وذهبت به.
ووجه سلم بن زياد وهو بالسغد جيشًا إل خجندة وفيهم أعشى هدان فهزموا.
فقال العشى :ليت خيلي يوم الجندة ل تزم وغودرت ف الكر سليبًا تضر الطي مصرعي
وتروحت إل ال ف الدماء خضيبا ث رجع سلم إل مرو.
ولا مات يزيد بن معاوية التاث الناس على سلم وقالوا :بئس ما ظن ابن سية إن ظن أنه يتأمر علينا ف
الماعة والفتنة.
445
فتوح البلدان
كما قيل لخيه عبيد ال بالبصرة.
فشخص عن خرا سان وأتى عبد ال بن الزبي فأغرمه أربعة آلف ألف درهم وحبسه.
وكان سلم يقول :ليتن أتيت الشام ول آنف من خدمة أخي عبيد ال بن زياد فكنت أغسل رجله
ول آت ابن الزبي.
فقال له عبد اللك :أما وال لو أقمت بكة ما كان لا وال غيك ول كان با عليك أمي.
قالوا :وقد كان عبد ال بن خازم السلمي تلقى سلم بن زياد منصرفه من خرا سان بنيسابور.
فكتب له سلم عهدًا على خرا سان وأعانه بئة ألف درهم.
فاجتمع جعٌ كثي من بكر بن وائل وغيهم فقالوا :على ما يأكل هؤلء خرا سان دوننا فأغاروا على
ثقل ابن خازم فقاتلوهم عنه فكفوا.
وأرسل سليمان بن مرثد أحد بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس ابن تعلبة بن عكابة من الراثد بن
ربيعة إل ابن خازم :إن العهد الذي معك لو استطاع صاحبه أن يقيم برا سان ل يرج عنها
ويوجهك.
وأقبل سليمان فنل بشرعة سليمان وابن خازم برو واتفقا على أن يكتبا إل ابن الزبي فأيهما أمره
فهو المي.
446
فتوح البلدان
فقدم إليه بعهده عروة بن قطبة بعد ستة أشهر.
فأب سليمان أن يقبل ذلك وقال :ما ابن الزبي بليفة وإنا هو رجل عائ ٌد بالبيت.
فحاربه ابن خازم وهو ف ستة آلف وسليمان ف خسة عشر ألفًا فقتل سليمان قتله قيس بن عاصم
السلمي واحتز رأسه.
حرٌ ل ينصرون.
واجتمعت ربيعة إل أوس بن ثعلبة براة فاستخلف ابن خازم موسى ابنه وسار إليه وكانت بي
أصحابما وقائع واغتنمت الترك ذلك فكانت تغي حت بلغت قرب نيسابور.
واجتمعوا للقتال فحض ابن خازم أصحابه فقال :اجعلوه يومكم واطعنوا اليل من مناخرها فإنه ل
يطعن فرس قط ف منخره إل أدبره فاقتتلوا قتالًا شديدًا وأصابت أوسا جراحة وهو عليل فمات منها
بعد أيام.
وول ابن خازم ابنه ممدًا هراة وجعل على شرطته بكي بن وشاح وصفت له خرا سان.
447
فتوح البلدان
فظفر أبوه عثمان بن بشر بن الحتفز فقتله صبًا وقتل رجلًا من بن تيم.
فاجتمع بنو تيم فتناظروا وقالوا :ما نرى هذا يقلع عنا فيصي جاعة منا إل طوس فإذا خرج إليهم
خلعه من بر ومنا.
فمضى بي بن وفاء الصريي من بن تيم إل طوس ف جاعة فدخلوا الصن ث تولوا إل أبر شهر
وخلعوا ابن خازم.
فوجه ابن خازم ثقله مع ابنه موسى إل الترمذ ول يأمن عليه من برو من بن تيم.
وورد كتاب عبد اللك بن مروان على ابن خازم بولية خرا سان.
فأطعم رسوله الكتاب وقال :ما كتب للقى ال وقد نكثت بيعه ابن حواري رسول ال صلى ال
عليه وسلم وبايعت ابن طريدة.
فخاف ابن خازم أن يأتيه ف أهل مرو وقد كان بكي خلع ابن خازم وأخذ السلح وبيت الال ودعى
أهل مرو إل بيع عبد اللك فبايعوه.
فمضى ابن خازم بريد ابنه موسى وهو بالترمذ ف عياله وثقله فأتبعه بي فقاتله بقرب مرو ودعا
وكيع بن الدورقية القريعى -واسم أبيه عمية وأمه من سب دورق نسب إليها -بردعه وسلحه
فلبسه وخرج فحمل على ابن خازم ومعه بي بن وقاء فطعناه.
وقعد وكيع على صدره وقال :يا لثارات دويلة! ودويلة أخو وكيع لمه.
وكان مول لبن قريع قتله ابن خازم فتنخم ابن خازم ف وجهه وقال :لعنك ال أتقتل كبش مضر
بأخيك علج ل يساوي كفًا من نوى.
وقال وكيع :ذق يا بن عجلي مثل ما قد أذقتن ول تسبن كنت عن ذاك عاقلًا عجلي أم ابن خازم
وكان يكن أبا صال.
448
فتوح البلدان
وكنية وكيع بن الدورقية أبو ربيعه.
وطعن طهمان مول ابن خازم وهو جد يعقوب بن داود كاتب أمي الؤمني الهدي بعد أب عبيد ال.
وأتى بكي بن وشاح برأس ابن خازم فبعث به إل عبد اللك بن مروان فنصبه بدمشق.
فقيل له :أتأكل وأنت تصلي فقال :ما كان ال أحرم نبتًا أنبته باء السماء على طي الثرى.
وكان يشرب المر فعوتب عليها فقال :ف المر تعاتبون وهي تلو بول حت تصية كالفضة!.
قالوا :وغضب قو ٌم لبن خازم ووقع الختلف وصارت طائفة مع بكي بن وشاح وطائفةٌ مع بي.
فكتب وجوه أهل خرا سان وخيارهم إل عبد اللك يعلمونه أنه ل تصلح خرا سان بعد الفتنة إل
برجلٍ من قريش.
ث عزم أمية على غزو بارا ث إتيان موسى بن عبد ال بن خازم بالترمذ.
فانصرف بكي إل مرو وأخذ ابن أمية فحبسه ودعا الناس إل خلع أمية فأجابوه.
449
فتوح البلدان
وبلغ ذلك أمية فصال أهل بارًا على فدية قليلة واتذ السفن وقد كان بكي أحرقها ورجع وترك
موسى بن عبد ال.
ث بلغ أمية أنه يسعى ف خلعه بعد ذلك فأمر إذا دخل داره أن يؤخذ فدخلها فأخذ وأمر ببسه فوثب
به بي بن وفاء فقتله.
وغزا أمية التل وقد نقضوا بعد أن صالهم سعيد بن عثمان فافتتحها.
فول خرا سان الهلب بن أب صفرة -واسه ظال بن سراق بن صبح بن العتيك من الزد ويكن أبا
سعيد -سنة تسع وتسعي.
وصار عبد الرحن بن العباس بن ربيعة ابن الارث بن عبد الطلب إل هراة ف فل ابن الشعث
وغيهم وكان خرج مع ابن الشعث.
450
فتوح البلدان
الرقاد العتكي وجب الراج.
فسار إليه يزيد فاقتتلوا فهزمهم يزيد وأمر بالكف عن أتباعهم ولق الاشي بالسند.
ففتح بادغيس وقد انتقضت وشومان وأخرون وأصاب غنائم قسمها بي الناس.
فوثب رجلٌ من أصحابه على رجل من السغد فقتله فأخرجه ومن معه وأتى صاحب كش.
ث أتى الترمذ وهو حصنٌ فنل على دهقان الترمذ وهيأ له طعامًا.
فخرج دهقانا وأهلها إل الترك يستنصرنم فلم ينصروهم وقالوا :لعنكم ال! فما ترجون بي.
451
فتوح البلدان
ول يزل صاحب الترمذ وأهلها بالترك حت أعانوهم وأطافوا جيعًا بوسى ومن معه فبيتهم موسى
وحوى عسكرهم.
وخرج إليه من أهل الترمذ خل ٌق من الياطلة والترك واقتتلوا قتالًا شديدًا فغلبهم السلمون ومن معهم.
فبلغ ذلك الجاج فقال :المد ل الذي نصر النافقي على الشركي.
فقال أصحاب موسى لوسى :قد أراحنا ال من حريث فأرحنا من ثابت فإنه ل يصفو عيشٌ معه.
وبلغ ثابتًا ما يوضون فيه فلما استثبته لق بشورًا واستنجد طرخون فأنده.
ث كثرت إمداد السغد فرجع إل الترمذ فتحصن با وأعانه أهل كش ونسف وبارًا.
فوجه موسى يزيد بن هزيل كالعزى لزيا ٍد القصي الزاعي وقد أصيب بصيبة فالتمس الغرة من ثابت
فضربه بالسيف على رأسه ضرب ًة عاش بعدها سبعة أيام ث مات.
452
فتوح البلدان
وألقى يزيد نفسه ف نر الصغانيان فنجا.
وكان أهل خرا سان يقولون :ما رأينا مثل موسى قاتل مع أبيه سنتي ل يفل.
ث أتى الترمذ فغلب عليها وهو ف عدةٍ يسيةٍ وأخرج ملكها عنها.
فلما عزل يزيد بن الهلب وتول الفضل بن الهلب خرا سان وجه عثمان بن مسعود.
فسار حت نزل جزيرة بالترمذ تدعى اليوم جزيرة عثمان وهو ف خسة عشر ألفًا.
فلما رأى موسى الذي ورد عليه خرج من الدينة وقال لصحابه الذين خلقهم فيها :إن قتلت فادفعوا
الدينة إل مدرك بن الهلب ول تدفعوها إل ابن مسعود.
وحال الترك والسغد بي موسى والصن وعثر به فرسه فسقط فارتدف خلف مول له وجعل يقول:
الوت كريه.
فنظر إليه عثمان فقال :وثبة موسى ورب الكعبة! وقصد له حت سقط وموله فانطووا عليه فقتلوه
وقتل أصحابه فلم ينج منهم إل رقية بن الر فإنه دفعه إل خالد بن أب برزة السلمي.
453
فتوح البلدان
وضرب رج ٌل ساق موسى وهو قتيل فلما ول قتيبة قتله.
فلما كان بالطالقان تلقاه دهاقي بلخ فعبوا معه النهر فأتاه حي عب النهر ملك الغانيان بدايا ومفتا ٍ
ح
من ذهب وأعطاه الطاعة ودعاه إل نزول بلده وكان ملك آخرون وشومان قد ضيق على الصغانيان
وغزاه فلذلك أعطى قتيبة ما أعطاه ودعاه إل ما دعاه إليه.
وأتى قتيبة ملك كفيان بنحو ما أتاه به ملك الصغانيان وسلما إليه بلديهما.
وكان
وأورشت وقد انتقض أهلها نوح بن أسد ف خلفة أمي الؤمني النتصر بال رحه ال.
فصار إليه ث رجع فمات ث غزا قتيبة بيكند سنة سبع وثاني ومعه نيزك فقطع النهر من زم إل بيكند
وهي أدن مدائن بارا إل النهر.
454
فتوح البلدان
فطلبوا الصلح ففتحها عنوة.
واستخلف علي مرو بشار ابن مسلم أخاه فصالهم وافتتح حصونًا صغارًا.
وقال أبو عبيده معمر بن الثن :أتى قتيبة بارا فاحترسوا منه.
فأذنوا له ف ذلك.
قال :وأوقع قتيبة بالسغد وقتل نيزك بطخارستان وصلبه وافتتح كش ونسف وهي نشب صلحًا.
فبعث ملك خارزم إل قتيبة :إن أعطيك كذا وكذا وأدفع إليك الفاتيح على أن تلكن على بلدي
دون أخي.
فنل اللك أحصن الدائن وبعث إل قتيبة بالال الذي صاله عليه وبالفاتيح.
فوجه قتيبة أخاه عبد الرحن بن مسلم إل خرزاد فقاتله فقتله وظفر بأربعة آلف أسي فقاتلهم.
455
فتوح البلدان
وملك ملك خارزم الول على ما شرط له.
وغزا قتيبة سرقند وكانت ملوك السند تنلا قديًا ث نزلت اشتخي.
وكتب ملك السند إل ملك الشاش وهو مقيم باطاربند فأتاه ف خلق من مقاتليه.
ث إن قتيبة أوقع بم وكسرهم فصاله غوزك على ألفي ألف ومائت ألف درهم ف كل عام وعلى أن
يصلى ف الدينة.
فدخلها وقد اتذ له غوزك طعامًا فأكل وصلى واتذ مسجدًا وخلف با من السلمي فيهم الضحاك
بن مزاحم صاحب التفسي.
ويقال :إنه صال قتيبة على سبعة مئة ألف درهم وضيافة السلمي ثلثة أيام.
456
فتوح البلدان
فقال الختار بن كعب العفي ف قتيبة :وقال أبو عبيدة وغيه :لا استخلف عمر بن عبد العزيز وفد
عليه قوم من أهل سرقند فرفعوا إليه أن قتيبة دخل مدينتهم وأسكنها السلمي على غدر.
وقال اليثم بن عدي :حدثن ابن عياش المذان قال :فتح قتيبة عامة الشاش وبلغ أسيجاب.
وقيل :كان فتح حصن أسبيجاب قديًا ث غلب عليه الترك ومعهم قوم من أهل الشاش ث فتحه نوح
بن أسد ف خلفة أمي الؤمني العتصم بال وبن حوله سورًا ييط بكروم أهله ومزارعهم.
وقال أبو عبيدة معمر بن الثن :فتح قتيبة خارزم وفتح سرقند عنوة.
وقد كان سعيد بن عثمان صال أهلها ففتحها قتيبة بعده ول يكونوا نقضوا ولكنه استقل صلحهم.
قال :وفتح بيكند وكش ونسف والشاش وغزا فرغانة ففتح بعضها وغزا السند وأشرو سنة.
وذلك أنه سعى ف بيعة عبد العزيز بن الوليد فأراد دفعها عن سليمان.
فلما مات الوليد وقام سليمان خطب الناس فقال :إنه قد وليكم هبنقة العائشي.
وذلك أن سليمان كان يعطي ويصطنع أهل النعم واليسار ويدع من سواهم.
وكان هنبقة وهو يزيد بن ثروان يؤثر سان إبله بالعلف والرعى ويقول :أنا ل أصلح ما أفسد ال.
457
فتوح البلدان
فلم يبه أحد إل ذلك.
وقال :يا أهل السافلة ول أقول أهل العالية! لضعنكم بيث وضعكم ال.
قال :فكتب سليمان إل قتيبة بالولية وأمره بإطلق كل من ف حبسه وأن يعطى الناس أعطياتم
ويأذن لن أراد القفول ف القفول.
وقام فقال :أيها الناس! إن سليمان قدمناكم مخ أعضاد البعوض وإنكم ستدعون إل بيعة أنور صب
ل تل ذبيحته.
فاعتذر من ذلك وقال :إن غضبت فلم أدر ما قلت وما أردت لكم إل الي فتكلموا وقالوا :إن أذن
لنا ف القفول كان خيًا له وإن ل يفعل فل يلومن إل نفسه.
وبلغه ذلك فخطب الناس فعدد إحسانه إليهم وذم قلة وفائهم له وخلفهم عليه وخوفهم بالعاجم
الذين استظهر بم عليهم.
458
فتوح البلدان
وطلبوا إل الضي بن النذر أن يولوه أمرهم فأب وأشار عليهم بوكيع بن حسان بن قيس بن أب
سود بن كلب بن عوف بن مالك بن غدانة بن يربوع بن حنظلة التميمي وقال :ل يقوى على هذا
المر غيه لنه إعراب جاف تطيعه عشيته وهو من بن تيم وقد قتل قتيبة بن الهتم فهم يطلبونه
بدمائهم.
وكان السفي بينه وبينهم قبل ذلك حيان مول مصقلة وبرا سان يومئذٍ من مقاتلة أهل البصرة أربعون
ألفًا ومن أهل الكوفة سبعة آلف ومن الوال سبعة آلف.
فكان قتيبة يبعث إليه وقد طلى رجليه وساقه بغرة فيقول :أنا عليل ل تكنن الركة.
وكان إذا أرسل إليه قومًا يأتونه به تسللوا وأتوا وكيعًا فأخبوه فدعا وكيعٌ بسلحه وبرمح وأخذ
خار أم ولده فعقده عليه.
ولقيه رجل يقال له إدريس فقال له :يا أبا مطرف! إنك تريد أمرًا وتاف ما قد أمنك الرجل منه فال
ال.
فقال وكيع :هذا إدريس رسول إبليس! أقتيبة يؤمنن وال ل آتيه حت أوتى برأسه.
ودلف نو فسطاط قتيبة وتلحق به الناس وقتيبة ف أهل بيته وقومٌ وفوا له.
ورماه رجلٌ من بن ضبة فأصاب رهابته فصرع وأدخل الفسطاط فقضى وقتيبة عند رأسه.
459
فتوح البلدان
احل.
فقال حيان :يا معشر العجم! ل تقتلون أنفسكم لقتيبة ألسن بلئه عندكم فاناز بم إل بن تيم.
وتايج الناس وصب مع قتيبة اخوته أهل بيته وقومٌ من أبناء ملوك السغد انفوا من خذلنه.
وقطعت إطناب الفسطاط وإطناب الفازة فسقطت على قتيبة أو سقط عمود الفازة على هامته فقتله.
وقال قو ٌم منهم هشام بن الكلب :بل دخلو عليه فسطاطه فقتله جهم بن زحر العفي وضربه سعد بن
مد واحتز رأسه ابن علوان.
قالوا :وقتل معه جاعةٌ من أخوته وأهل بيته وأم ولده الصماء.
وكتب وكيع إل أب ملز لحق بن حيد بعهده على مرو فقبله ورضى الناس به.
ولا قبل وكيع بن أب سود بصارم برا سان وضبطها أراد سليمان توليته إياها فقيل له :إن وكيعًا
ترفعه الفتنة وتضعه الماعة وفيه جفا ٌء وأعرابية.
460
فتوح البلدان
فمكث تسعة أشهر حت قدم عليه يزيد بن الهلب وكان بالعراق.
فقدم يزيد ملدًا ابنه فحاسب وكيعًا وحبسه وقال له :أد مال ال.
ودخلها جهم بن زحر وأصاب با مالًا وأصنامًا من ذهب فأهل البتم ينسبون إل ولئه.
قال أبو عبيده معمر بن الثن :كانوا يرون أن عبد ال بن عبد ال بن الهم أبا خاقان قد كتب إل
الجاج يسعى بقتيبة ويب با صار إليه من الال وهو يومئذ خليفة قتيبة على مرو.
فلما كانت غزوة بارا وما يليها واستخلفه أتاه بشي أحد بن الهتم فقال له :إنك قد انبسطت إل
عبد ال وهو ذو غوائلٍ حسو ٌد فل نأمنه أن يعزلك قال :إنا قلت هذا حسدًا لبن عمك.
فأحس بالشر فهرب فلحق بالشام فمكث زمينًا يبيع المر والكتانيات ف رزمة على عنقه يطوف با.
ث إنه وضع خرقةً وقطنة على إحدى عينيه ث عصبها واكتن بأب طينة.
461
فتوح البلدان
وكان يبيع الزيت.
فلم يزل على هذه الال حت هالك الوليد بن عبد اللك وقام سليمان فألقى عنه ذاك الدنس والرقة.
فلما انتهى إل قتيبة كتاب ابن الهتم إل الجاج وقد فاته عكر علي بن عمه وبنيه.
وكان أحدهم شيبة أبو شبيب فقتل تسعة أناسي منهم أحدهم بشي.
فقال له بشي :اذكر عذري عندك فقال :قدمت رجلًا وأخرت رجلًا يا عدو ال! فقتلهم جيعًا.
فعزله عنهم قتيبة واستعمل رجلًا من بن ضرار الضب فقال حي قتلهم :قتلن ال أنا أقتله.
فقال كعب الشقري :أعطيتك فيلٌ بأيديها وحق لا ورامها قبلك الفجفاجة الصلف يعن يزيد بن
الهلب قالوا :ولا استخلف عمر بن عبد العزيز كتب إل ملوك ما وراء النهر يدعوهم إل السلم.
فأسلم بعضهم وكان عامل عمر على خرا سان الراح بن عبد ال الكمي.
462
فتوح البلدان
فأخذ ملد بن يزيد وعمال يزيد فحبسهم.
ووجه الراح عبد ال بن معمر اليشكرى إل ما وراء النهر فأوغل ف بلد العدو وهم بدخول الصي
فأحاطت به الترك حت افتدى منهم وتلص وصار إل الشاش.
ورفع عمر الراج على من أسلم برا سان وفرض لن أسلم وابتن الانات.
ث بلغ عمر عن الراح عصبية وكتب إليه إنه ل يصلح أهل خرا سان إل السيف.
وول عبد الرحن بن نعيم الغامدي حرب خرا سان وعبد الرحن بن عبد ال القشيي خراجها.
قال :وكان الراح بن عبد ال يتخذ نقرًا من فضةٍ وذهب ويصيها تت بساطٍ ف ملسه على أوزانٍ
متلفة.
فإذا دخل عليه الداخل من أخوته والعتزين به رمى إل كل امرئ منهم مقدار ما يؤهل له.
ث ول يزيد بن عبد اللك فول مسلمة بن عبد اللك العراق وخرا سان.
فول مسلمة سعيد بن عبد العزيز بن الارث بن الكم بن أب العاس بن أمية خرا سان وسعي ٌد هذا
يلقب حذيفة.
وذلك أن بعض دها قي ما وراء النهر دخل عليه وعليه معصفرٌ وقد رجل شعره.
يهن دهقانة.
463
فتوح البلدان
فقدم سعيدٌ سورة بن الر النظلي ث ابنه فتوجه إل ما وراء النهر فنل اشتيخن وقد صارت الترك
إليها.
وف سعيد يقول الشاعر :فسرت إل العداء تلهو بلعبةٍ فأيرك مشهورٌ وسيفك مغمد وشخص قومٌ
من وجوه أهل خرا سان إل مسلمة يشكون سعيدًا فعزله.
ووجه إل السغد يدعوهم إل الفئة والراجعة وكف عن مهايتهم حت أتته رسله بإقامتهم على
خلفة.
فزحف إليهم فانقطع عن عظيمهم زهاء عشرة آلف رجل وفارقوهم مائلي إل الطاعة وافتتح الرش
عامة حصون السغد ونال من العدو نيل شافيا.
وكان يزيد بن عبد اللك ول عهده هشام بن عبد اللك والوليد بن يزيد بعده فلما مات يزيد بن عبد
اللك قام هشام.
فول عمر ابن هبية الفزاري العراق فعزل الرشي واستعمل على خرا سان مسلم بن سعيد.
فغزا أفشي فصاله على ستة آلف رأس ودفع إليه قلعته ث انصرف إل مرو.
464
فتوح البلدان
وول طخارستان نصر بن سيار فخالفه خلقٌ من العرب فأوقع بم ث سفرت بينهم السفراء
فاصطلحوا.
وبلغ ذلك مسلم بن سعيد فسار حت أتى فرغانة فأناخ على مدينتها فقطع الشجر وأخرب العمارة
واندر عليه خاقان الترك ف عسكره فارتل عن فرغانة وسار ف يوم واحد ثلث مراحل حت ماتت
دوابه وتطرفت الترك عسكره.
فقال بعض الشعراء :غزوت بنا من خشية العزل عاصيًا فلم تنج من دنيا معنٍ غرورها وقدم أسد
سرقند.
فخطب ذات يوم فدعا على الترك ف خطبته فقال :اللهم اقطع آثارهم وعجل أقدارهم وأنزل عليهم
الصب.
فشتمه أهل سرقند وقالوا :ل بل أنزل ال علينا الصب وزلزل أقدامهم.
وغزا التل فلما قدم بلخ أمر ببناء مدينتها ونقل الدواوين إليها.
465
فتوح البلدان
وأصاب الناس ضرٌ وجوعٌ.
وبلغه عن نصر بن سيار كلمٌ فضربه وبعث به إل خالد مع ثلثة نفر اتموا بالشغب.
فزين له الشر.
فزاد أشرس ف وظائف خرا سان واستخف بالدهاقي ودعا ما وراء النهر إل السلم وأمر بطرح
الزية عن من أسلم.
وأخذ ثابتًا فحبسه ث خله بكفالة ووجهه ف وجهً فخرجت عليه الترك واستعمل هشام ف سنة
112النيد بن عبد الرحن الري على خرا سان.
فلقى الترك فحاربم ووجه طلئع له فظفروا بابن خاقان وهو سكران يتصيد.
466
فتوح البلدان
فبعث به إل هشام يستمده فأمده بعمرو بن مسلم ف عشرة آلف رجل من أهل البصرة وبعبد
الرحن بن نعيم ف عشرة آلف من أهل الكوفة وحل إليه ثلثي ألف قناة وثلثي ألف ترس.
وقال أبو عبيده معمر بن الثن :التاثب نواحٍ من طخارستان فتحها النيد ابن عبد الرحن وردها إل
صلحها ومقاطعتها.
قال :وكان نصر بن سيار غزا اشروسنة أيام مروان بن ممد فلم يقدر على شيْ منها.
فلما استخلف أمي الؤمني العباس رحه ال ومن بعده من اللفاء كانوا يولون عمالم فينقصون
حدود أرض العدو وأطرافها وياربون من نكث البيعة ونقض العهد من أهل القبلة ويعيدون مصالة
من امتنع من الوفاء بصلحه بنصب الرب له.
قالوا :ولا استخلف الأمون أمي الؤمني أغزى السغد وأشروسنة ومن انتقض عليه من أهل فرغانة
الند وأل عليهم بالروب وبالغارات أيام مقامه برا سان وبعد ذلك.
وكان مع تسريبه اليول إليهم يكاتبهم بالدعاء إل السلم والطاعة والترغيب فيهما.
وكان كاوس ملك اشروسنة كتب إل الفضل بن سهل العروف بذى الرياستي وهو وزير الأمون
وكاتبه يسأله الصلح على مالٍ يؤديه على أن ل يغزى السلمي بلده.
467
فتوح البلدان
فأجيب إل ذلك.
فلما قدم الأمون رحه ال إل مدينة السلم امتنع كاوس من الوفاء بالصلح.
فكان يقرظ الفضل عنده ويقربه من قلبه ويذم حيدر بن كاوس العروف بالفشي ويشنعه.
فوثب حيدر على القهرمان فقتله على باب كنب مدينتهم وهرب إل هاشم بن مور التلي.
وكان كاوس قد زوج أم جنيد حي قتل قهرمانه طراديس وهرب ببعض دهاقينه.
فلما بلغ حيدر ذلك أظهر السلم وشخص إل مدينة إسلم فوصف للمأمون سهولة المر ف
أشروسنة وهون عليه ما يهوله الناس من خبها ووصف له طريقًا متصرة إليها.
فلما بلغ كاوس إقباله نوه بعث الفضل ابن كاوس إل الترك يستنجد هم فأند منهم الدهم.
وقدم أحد ابن أب خالد بلد أشر وسنة فأناخ على مدينتها قبل موافاة الفضل بالتراك.
فكان تقدير كاوس فيه أن يسلك الطريق البعيدة وأنه ل يعرف هذه الطريق الختصرة فسقط ف يده
ونب قلبه فاستسلم وخرج ف الطاعة.
وبلغ الفضل خبه فاناز بالتراك إل مفازة هناك ث فارقهم وسار جادًا حت أتى أباه فدخل ف أمانة.
وورد كاوس مدينة السلم فأظهر السلم وملكه الأمون على بلده.
468
فتوح البلدان
ث ملك ابنه وهو الفشي بعده.
وكان الأمون رحه ال يكتب إل عماله على خرا سان ف غزو من ل يكن على الطاعة والسلم من
أهل ما وراء النهر ويوجه رسله فيفرضون لن رغب ف الديوان وأراد الفريضة من أهل تلك النواحي
وأبناء ملوكهم ويستميلهم بالرغبة فإذا وردوا بابه شرفهم وأسن صلتم وأرزاقهم.
ث استخلف العتصم بال فكان على مثل ذلك حت صار جل شهود عسكره من جند أهل ما وراء
النهر من السغد والفراغنة والشر وسنة وأهل الشاش وغيهم.
وحضر ملوكهم بابه وغلب السلم على من هناك وصار أهل تلك البلد يغزون من وراءهم من
الترك.
وأغزى وحدثن العمري عن اليثم بن عدي عن ابن عياش أن قتيبة أسكن العرب ما وراء النهر حت
أسكنهم أرض فرغانة والشاش.
فتوح السند أخبنا علي بن ممد بن عبد ال بن أب سيف قال :ول عمر ابن الطاب رضي ال عنه
عثمان بن أب العاص الثقفي البحرين وعمان سنة خس عشرة.
فكتب إليه عمر :يا أخا ثقيف! حلت دودًا على عود.
469
فتوح البلدان
فلما ول عثمان بن عفان رضي ال عنه وول عبد ال بن عامر بن كريز العراق كتب إليه يأمره أن
يوجه إل ثغر الند من يعلم علمه وينصرف إليه ببه.
فلما رجع أوفده إل عثمان فسأله عن حال البلد فقال :يا أمي الؤمني! قد عرفتها وتنحرتا.
فلما كان آخر سنة ثان وثلثي وأول سنة تسع وثلثي ف خلفة علي ابن أب طالب رضي ال عنه
توجه إل ذلك الثغر الارث بن مرة العبدي متطوعًا بإذن علي.
470
فتوح البلدان
ولقى الهلب ببلد القيقان ثانية عشر فارسًا من الترك على خيل مذوفة فقاتلوه فقتلوا جيعًا فقال
الهلب :ما جعل هؤلء العاجم أول بالتمشي منا فحذف اليل فكان أول من حذفها من السلمي.
وف بنة يقول الزدى :أل تر أن الزد ليلة بيتوا ببنة كانوا خي جيش الهلب ث ول عبد ال بن عامر
ف زمن معاوية بن أب سفيان عبد ال بن سوار العبدي.
ث وفد إل معاوية وأهدى إليه خيلًا قيقانية وأقام عنده ث رجع إل القيقان فاستجاشوا الترك.
فقتلوه وفيه يقول الشاعر :وابن سوارٍ على علته موقد النار وقتال السغب وكان سخيًا ل يوقد أحدٌ
نارًا غي ناره ف عسكره.
فرأى ذات ليلة نارًا فقال :ما هذه فقالوا :امرأة نفساء يعمل لا خبيص.
وفيه يقول الشاعر :رأيت هذيلًا أحدثت ف يينها طلق نساء ما تسوق لا مهرها لان على حلفة ابن
مبق إذا رفعت أعناقها حلقًا صفرا وقال بن الكلب :كان الذي فتح مكران حكيم بن جبلة العبدى.
471
فتوح البلدان
فأتى مكران ث غزا القيقان فظفر ث غزا اليد فقتل.
فأقام به وقال أعشى هدان ف مكران :وأنت تسي إل مكران فقد شحط الورد والصدر ول تك من
حاجات مكران ول الغزوة فيها ول التجر وحدثت عنها ول آتا فما زلت من ذكرها أوجر بأن
الكثي با جائ ٌع وأن القليل با معور وغزا عبادة بن زيّاد ثغر الند من سجستان.
فأتى سناروذ.
فنل كش وقطع الفازة حت أتى القندهار فقاتل أهلها فهزمهم وفلهم وفتحها بعد أن أصيب رجالٌ
من السلمي.
فعمل عليها.
فسميت العبادية.
وقال ابن مفرغ :كم بالروم وأرض الند من قدمٍ ومن سرابيل قتلى ل هم قبوا بقندهار ومن تكتب
منيته بقندهار يرجم دونه الب ث ول زياد النذر بن الارود العبدي ويكن أبا الشعث ثغر الند.
472
فتوح البلدان
وكان سنان قد حل بقصدار فأضحى لا ف القب ل يقفل مع القافلي ل قصدار وأعنابا أي فت دنيا
أجنت ودين ث ول عبيد ال بن زياد بن حري الباهلي.
وف حري بن حري يقول الشاعر :لول طعان بالبوقان ما رجعت منه سرايا ابن حري بأسلب وأهل
البوقان اليوم مسلمون.
وقد بن عمران بن موسى بن يي بن خالد البمكي با مدينة ساها البيضاء وذلك ف خلفة العتصم
بال.
ولا ول الجاج بن يوسف بن الكم بن أب عقيل الثقفي العراق ول سعيد بن أسلم بن زرعة
الكلب مكران وذلك الثغر.
473
فتوح البلدان
ما من مشاهدك الت شاهدتا إل يزينك ذكرها ماعا ث استعمل الجاج بعد ماعة ممد بن هارون
بن ذراع النمري.
فأهدى إل الجاج ف وليته ملك جزيرة الياقوت نسوةً ولدن ف بلده مسلمات ومات آباؤهن
وكانوا تارًا.
فأراد التقرب بن فعرض للسفينة الت كن فيها قومٌ من ميد الديبل ف بوارج.
قال :وإنا سيت هذه الزيرة جزيرة الياقوت لسن وجوه نسائها.
ث ول الجاج ممد بن القاسم بن ممد بفارس وقد أمره أن يسي إل الري وعلى مقدمته أبو السود
جهم بن زحر العفي.
فرده إليه وعقد له على ثغر السند وضم إليه ستة آلف من جند أهل الشام وخلقًا من غيهم وجهزه
بكل ما احتاج إليه حت اليوط والسال وأمره أن يقيم بشياز حت يتتام إليه أصحابه ويوافيه ما أعد
له.
474
فتوح البلدان
وعمد الجاج إل القطن الحلوج فنقع ف الل المر الاذق ث جفف ف الظل.
فقال :إذا صرت إل السند فإن الل با ضيق فانقعوا ويقال إن ممدًا لا صار إل الثغر كتب يشكو
ضيق الل عليهم.
فسار ممد بن القسم إل مكران فأقام با أيامًا ث أتى قنبور ففتحها ث أتى أرمائيل.
وكان ممد بن هارون بن ذراع قد لفيه فانضم إليه وسار معه فتوقى بالقرب منها فدفن بقنبل.
ث سار ممد بن القاسم من ارمائيل ومعه جهم بن زحر العفي فقدم الديبل يوم جعة ووافته سفنٌ
كان حل فيها الرجال والسلح والداة.
فخندق حي نزل الديبل وركزت الرماح على الندق ونشرت العلم وأنزل الناس على راياتم
ونصب منجنيقا تعرف بالعروس كان يد فيها خس مئة رجل.
وكان بالديبل ب ٌد عظيم عليه دق ٌل طوي ٌل وعلى الدقل رايةٌ حراء إذا هبت الريح أطافت بالدينة.
وكانت تدور.
والبد فيما ذكروا منارة عظيمة يتخذ ف بناء لم فيه صنم لم أو أصنام يشهر با.
وكانت كتب الجاج ترد على ممد وكتب ممد ترد عليه بصفة ما قبله واستطلع رأيه فيما يعمل
به ف كل ثلثة أيام.
475
فتوح البلدان
فورد على ممد من الجاج كتاب ان انصب العروس واقصر منها قائمة ولتكن ما يلي الشرق ث
ادع صاحبها فمره أن يقصد برميته للدقل الذي وصفت ل.
ث إن ممدًا ناهضهم وقد خرجوا إليه فهزمهم حت ردهم وأمر بالسلليم فوضعت وصعد عليها
الرجال.
ففتحت عنوةً.
ومكث ممد يقتل من فيها ثلثة أيام وهرب عامل داهر عنها وقتل سادنا بيت آلتهم.
قال أحد بن يي :فحدثن منصور بن حات النحوي مول آل خالد بن أسيد أنه رأى الدقل الذي
كان على منارة البد مكسورًا وأن عنبسة ابن إسحاق الضب العامل كان على السند ف خلفة العتصم
بال رحه ال هدم أعلى تلك النارة وجعل فيها سجنًا وابتدأ فر مرمة الدينة با نقض من حجارة تلك
النارة.
476
فتوح البلدان
فأتاه سنية سريبدس فصالوه عن من خلفهم ووظف عليهم ث سار إل مهران فنل ف وسطه فبلغ
ذلك داهر واستعد لحاربته.
وبعث ممد بن القاسم ممد بن مصعب بن عبد الرحن الثقفي إل سدوسان ف خيل وحارا ٍ
ت
فطلب أهلها المان والصلح وسفر بينه وبينهم السمنية فأمنهم ووظف عليهم خرجًا وأخذ منهم رهنًا
وانصرف إل ممد ومعه من الزط أربعة آلف فصاروا مع ممد.
ث إن ممدًا احتال لعبور مهران حت عبه ما يلي بلد راسل ملك قصة من الند على جسر عقده.
ف به لهٍ عنهٍ.
وداهر مستخ ٌ
ولقيه ممد والسلمون وهو على فيلٍ وحوله الفيلة ومه التكاكرة.
فاقتتلوا قتالًا شديدًا ل يسمع بثله وترجل داهر وقائل فقتل عند الساء وانزم الشركون فقتلهم
السلمون كيف شاؤا.
وكان الذي قتله ف رواية الدائن من بن كلب وقال :اليل تشهد يوم داهر والقنا وممد بن القاسم
بن ممد أن فرجت المع غي معردٍ حت علوت عظيمهم بهند فتركته تت العجاج مدل متعفر
الدين غي مؤسد فحدثن منصور بن حات قال :داهر والذي قتله مصوران ببوص.
وحدثن علي بن ممد الدائن عن أب ممد الندي عن أب الفرج قال :لا قتل داهر غلب ممد بن
القاسم على بلد السند.
وقال ابن الكلب :كان الذي قتل داهر القاسم بن ثعلبة بن عبد ال بن حصن الطائي.
477
فتوح البلدان
وكانت با امرأة لداهر فخافت أن تؤخذ فأحرقت نفسها وجواريها وجيع مالا.
ث أتى بن القاسم برهناباذ العتيقة وهي على رأس فرسخي من النصورة ول تكن النصورة يومئذ لتا
كان موضعها غيضة.
وكان فل داهر ببهناباذ هذه فقاتلوه ففتحها ممد عنوة وقتل با ثانية آلف وقبل ستة وعشرين ألفًا
وخلف فيها عامله وهي اليوم خراب.
وسار ممد يريد الرور وبغرور فتلقاه أهل ساوندرى فسألوه المان إياه واشترط عليهم ضيافة
السلمي ودللتهم وأهل ساوندري اليوم مسلمون.
فحصرهم أشهرًا ففتحها صلحًا على أن ل يقتلهم ول يعرض لبدهم وقال :ما البد إل ككنائس
النصارى واليهود وبيوت نيان الجوس.
وبن مسجدًا.
فقاتله أهل اللتان فأبلى زائدة بن عمي الطائي وانزم الشركون فدخلوا الدينة وحصرهم ممد
ونفدت أزواد منه شربم وهو ماءٌ يري من نر بسمد فيصي ف متمع له مثل البكة ف الدينة وهم
يسمونه البلح.
478
فتوح البلدان
فغوره فلما عطشوا نزلوا على الكم فقتل ممد القاتلة وسب الذرية وسب سدنة البد وهم ستة
آلف.
فجمعت تلك الموال ف بي يكون عشرة أذرع ف ثان أذرع يلقى ما أودعه ف كوة مفتوحة فس
سطحه.
والفرج الثغر.
وكان بد اللتان بدًا تدى إليه الموال وتنذر له النذور ويج إليه السنج فيطوفون به ويلحقون
رؤسهم ولاهم عنده ويزعمون أن صنما فيه هو أيوب النب صلي ال عليه وسلم.
قالوا :ونظر الجاج فإذا هو قد أنفق على ممد بن القاسم ستي ألف ألف ووجد ما حل إليه
عشرين ومائة ألف ألف.
فقال :شفينا غيظنا وأدركنا ثأرنا وازددنا ستي ألف ألف درهم ورأس داهر.
ومات الجاج فأتت ممدًا وفاته فرجع عن اللتان إل الرور وبغرور وكان قد فتحها فأعطى الناس
ووجه إل البيلمان جيشًا فلم يقاتلوا وأعطوا الطاعة.
وساله أهل سرست وهي مغزى أهل البصرة اليوم وأهلها اليد الذي يقطعون ف البحر.
ث أتى ممد الكيج فخرج إليه دوهر فقاتله فانزم العدو وهرب دوهر ويقال قتل.
قال الشاعر :نن قتلنا داهرًا ودوهرا واليل تردى منسرًا فمنسرا ومات الوليد بن عبد اللك وول
سليمان بن عبد اللك.
479
فتوح البلدان
فاستعمل صال ابن عبد الرحن على خراج العراق وول يزيد بن أب كبشة السكسكي السند فحمل
ممد بن القاسم مقيدًا مع معاوية بن الهلب.
فقال ممد متمثل :أضاعون وأي فت أضاعوا ليوم كريهةٍ وسداد ثغر فبكى أهل الند على ممد
وصوروه بالكيج.
فحبسه صال بواسط فقال :فلئن ثويت بواسطٍ وبأرضها رهن الديد مكبلًا مغلول فلرب فتية فارسٍ
قد رعتها ولرب قرنٍ قد تركت قتيل وقال :لو كنت أجعت القرار لوطئت إناثٌ أعدت للوغى
ك على أمي ول كنت للعبد الزون تابعًاوذكور وما دخلت خيل السكاسك أرضنا ول كان من ع ٍ
فيا لك دهرٌ بالكرام عثور وكان الجاج قتل آدم أخا صال وكان يرى رأي الوارج.
وقال حزة بن بيض النفي :إن الروة والسماحة والندى لحمد بن القاسم بن ممد ساس اليوش
لسبع عشرة حجة يا قرب ذلك سؤددًا من مولد وقال آخر :ساس الرجال لسبع عشرة حجة ولداته
عن ذاك ف أشغال ومات يزيد بن أب كبشة بعد قدومه أرض السند بثانية عشر يومًا.
فرجع حليشه كذا بن داهر إل برهناباذ ونزل حبيب على شاطئ مهران فأعطاه أهل الرور الطاعة.
ث مات سليمان بن عبد اللك وكانت خلفة عمر بن عبد العزيز بعده.
فكتب إل اللوك يدعوهم إل السلم والطاعة على أن يلكهم ولم ما للمسلمي وعليهم ما عليهم.
وقد كانت بلغتهم سيته ومذهبه فأسلم حليشه واللوك وتسموا بأساء العرب.
ومكان عمرو بن مسلم الباهلي عامل عمر على ذلك الثغر فغزا بعض الند فظفر.
480
فتوح البلدان
وهرب بنو الهلب إل السند ف أيام يزيد بن عبد اللك.
فوجه إليهم هلل بن أحوز التميمي فلقيهم فقتل مدرك بن الهلب بقندابيل.
وقتل الفضل وعبد اللك وزياد ومران ومعاوية بن الهلب وقتل معاوية بن يزيد ف آخرين.
وول النيد بن عبد الرحن الري من قبل عمر بن هبية الفزاري ثغر السند ث وله إياه هشام بن عبد
اللك.
فلما قدم خالد بن عبد ال القسري العراق كتب هشام إل النيد يأمره بكاتبته.
فأتى النيد الديبل ث نزل شط مهران فمنعه حليشة العبور وأرسل إليه :إن قد أسلمت وولن الرجل
الصال بلدي ولست آمنك.
فسار إليه النيد ف السفن فالتقوا ف بطيحة الشرقي فأخذ حليشه أسيًا وقد جنحت سفينته.
فقتله.
وهرب صصه بن داهر وهو يريد أن يضي إل العراق فيشكو غدر النيد فلم يزل النيد يؤنسه حت
وضع يده فقتله.
فاتذ كباشًا نطاحة فصك با حائط الدينة حت ثلمه ودخلها عنوة فقتل وسب وغنم.
481
فتوح البلدان
ووجه العمال إل مرمد والندل ودهنج وبروص.
وفتح النيد البيلمان والزر وحصل ف منله سوى ما أعطى زواره أربعي ألف ألف وحل مثلها.
قال جرير :أصبح زوار النيد وصحبه ييون صلت الوجه جا مواهبه وقال أبو الويرية :لو كان
يقعد فوق الشمس من كرم قومٌ بإحسانم أو مدهم قعدوا مسدون على ما كان من كرم ل ينع
ال منهم ماله حسدوا ث ول بعد النيد تيم بن زيد العتب.
فضعف ووهن ومات قريبًا من الديبل باء يقال له ماء وكان تيم من اسخياء العرب.
وجد ف بيت الال بالسند ثانية عشر ألف ألف درهم طاطارية فأسرع فيها.
وكان قد شخص معه ف الند فت من بن يربوع يقال له خنيس وأمه من طيء إل الند فأتت
الفرزدق فسألته أن يكتب إل تيم ف إقفاله وعاذت بقب غالب أبيه.
فكتب الفرزدق إل تيم :أتتن فعادت يا تيم بغالبٍ وبالفرة الساف عليها ترابا فهب ل خنيسًا
واتذ فيه منةً لوبة أمٍ ما يسوغ شرابا تيم بن زيد ل تكونن حاجت بظهرٍ ول يفى عليك جوابا
فل تكثر الترداد فيها فإنن ملولٌ لاجات بطي طلبا فلم يدر ما اسم الفت أهو حبيش أم خنيس فأمر
أن يقفل كل من كان اسه على مثل هذه الروف.
وف أيام تيم خرج السلمون عن بلد الند ورفضوا مراكزهم فلم يعودوا إليها إل هذه الغاية.
482
فتوح البلدان
فلم ير للمسلمي ملجأ يلجؤن إليه فبن من وراء البحية ما بلى الند مدينة ساها الحفوظة وجعلها
مأوى لم ومعاذًا ومصرها.
وقال لشايخ كلب من أهل الشام :ما ترون أن نسميها فقال بعضهم :دمشق.
وقال رجل منهم :سها تدمر فقال :دمر ال عليك يا أحق! ولكن أسيها الحفوظة.
ونزلا.
وكان عمرو بن ممد بن القاسم مع الكم وكان يفوض إليه ويقلده جسيم أموره وأعماله.
فأغزاه من الحفوظة.
فلما قدم عليه وقد ظفر أمره فبن دون البحية مدينة وساها النصورة فهي الت ينلا العمال اليوم.
وتلص الكم ما كان ف أيدي العدو ما غلبوا عليه ورضى الناس بوليته.
يعن تيما.
ث كان العمال بعد يقاتلون العدو فيأخذون ما استطف لم ويفتحون الناحية قد نكث أهلها.
فلما كان أول الدولة الباركة ول أبو مسلم عبد الرحن بن مسلم مغلسًا العبدي ثغر السند وأخذ
على طخارستان وسار حت إل منصور بن جهور الكلب وهو بالسند.
483
فتوح البلدان
فلما بلغ أبا مسلم ذلك عقد لوسى بن كعب التميمي ث وجهه إل السند فلما قدمها كان بينه وبي
منصور بن جهور مهران ث التقيا فهزم منصورًا وجيشه وول موسى السند فرم النصورة وزاد ف
مسجدها وغزا وافتتح.
وول أمي الؤمني النصور رحه ال هشام بن عمرو التغلب السند ففتح ما استغلق.
وفتح اللتان.
ث ول ثغر السند عمر بن حفص بن عثمان هزار مرد ث داود بن يزيد بن حات وكان معه أبو الصمة
التغلب اليوم وهو مول لكندة.
ول يزل أمر ذلك الثغر مستقيمًا حت وليه بشر بن داود ف خلفة الأمون فعصى وخالف.
فوجه إليه غسان بن عباد وهو رجل من أهل سواد الكوفة فخرج بشر إليه ف المان وورد به مدينة
السلم.
484
فتوح البلدان
فقتل باله ملك الشرقي وقد بذل له خس مئة ألف درهم على أن يستبقيه.
وكان باله هذا التوى على غسان وكتب إليه ف حضور عسكره فيمن حضره من اللوك فأب ذلك.
ث أتى النصورة وصار منها إل قندابيل وهي مدينة على جبل وفيها متغلبٌ يقال له ممد بن الليل.
ث غزا اليد وقتل منهم ثلثة آلف وسكر سكرًا يعرف بسكر اليد.
وعسكر عمران على نر الرور ث نادى بالزط الذين بضرته فأتوه فختم أيديهم وأخذ الزية منهم
وأمرهم بأن يكونوا مع كل رج ٍل منهم إذا اعترض عليه كلب فبلغ الكلب خسي درهًا.
ث غزا اليد ومعه وجوه الزط فحفر من البحر نرًا أجراه ف بطيحتهم حت ماح ماؤهم وشن الغارات
عليهم.
485
فتوح البلدان
قال :كان الفضل بن ماهان مول بن سامة فتح سندان وغلب عليها.
فسار ف سبعي بارجة إل ميد الند فقتل منهم خلقًا وافتتح فال.
ورجع إل سندان وقد غلب عليها أخ له يقال له ماهان بن الفضلً وكاتب أمي الؤمني العتصم بال
وأهدى إليه ساجًا ل يرى مثله عظمًا وطول.
ث إن الند بعد غلبوا سندان فتركوا مسجدها للمسلمي يمعون فيه ويدعون للخليفة.
وحدثن أبو بكر مول الكريزيي أن بلدًا يدعى العسيفان بي قشمي واللتان وكابل كان له ملك
عاقل.
فمرض ابن اللك فدعى سدنة ذلك البيت فقال لم :ادعوا الصنم أن يبئ ابن.
فوثب اللك على البيت فهدمه وعلى الصنم فكسره وعلى السدنة فقتلهم.
فوحد وأسلم.
486
فتوح البلدان
وكان ذلك ف خلفة أمي الؤمني العتصم بال رحه ال.
قال بشر بن غياث :قال أبو يوسف :إيا أرض أخذت عنوة مثل السواد والشام وغيها فإن قسمها
المام بي من غلب عليها فهي أرض عشر وأهلها رقيق.
وإن ل يقسمها المام وردها للمسلمي عامة -كما فعل عمر بالسواد -فعلى رقاب أهلها الزية
وعلى الرض الراج وليسوا برقيق.
وقال الواقدي :قال مالك بن أنس وابن أب ذئب :إذا أسلم كافر من أهل العنوة أقرت أرضه ف يده
يعمرها ويؤدي الراج عنها.
وقال مالك وابن أب ذئب وسفيان الثوري وابن أب ليلى عن الرجل يسلم من أهل العنوة :الراج ف
الرض والزكاة من الزرع بعد الراج.
وقال أبو حنيفة وأصحابه :ل يتمع الراج والزكاة على رجل.
وقال مالك وابن ذئب وسفيان وأبو حنيفة :إذا زرع رجل أرضه الراجية مرات ف السنة ل يؤخذ
منه إل خراج واحد.
487
فتوح البلدان
وقال أبو الزناد ومالك وأبو حنيفة وسفيان ويعقوب وابن أب ليلىوابن أب سبة وزفر وممد بن
السن وبشر بن غياث :إذا عطل رجل أرضه قيل له :ازرعها وأد خراجها وإل فادفعها إل غيك
يزرعها.
فأما أرض العشر فإنه ل يقال له فيها شيء إن زرع أخذت منه الصدقة وإن أب فهو أعلم.
وقال أبو حنيفة وسفيان ومالك وابن أب ذئب وأبو عمرو الوزاعي :إذا أصابت الغلت آفة أو غرق
سقط الراج عن صاحبها.
وإذا كانت أرض من أراضي الراج لعبد أو مكاتب أو امرأة فإن أبا حنيفة قال عليها الراج فقط.
وقال سفيان وابن ذئب ومالك عيها الراج وفيما بقي من الغلة العشر.
وقال أبو حنيفة :والثوري ف أرض الراج بن مسلم أو ذمي فيها بناء من حوانيت أو غيها أنه ل
شيء عليه.
وقال مالك وابن أب ذئب :نرى إلزامه الراج لن انتفاعه بالبناء كانتفاعه بالزرع.
وقال أبو يوسف :ف أرض موات من أرض العنوة يييها السلم أنا له وهي أرض خراج إن كانت
تشرب من ماء الراج.
488
فتوح البلدان
وقال بشر :هي أرض عشر شربت من ماء الراج أو عيه.
وقال أبو حنيفة والثوري وأصحابا ومالك وابن ذئب والليث بن سعد ف أرض الراج الت ل تنسب
إل أحد يقعد السلمون فيها فيتبايعون ويعلونا سوقًا :انه ل خراج علبهم فيها.
وقال أبو يوسف :إذا كانت ف البلد سنة أعجمية ل يغيها السلم ول يبطلها فشكاها قوم إل
المام لا ينالم من مضرتا فليس له أن يغيها.
وقال مالك والشافعي :يغيها وإن قدمت لن عليه نفي كل سنة جائرة سنها أحد من السلمي فضلًا
عن ما سن أهل الكفر.
ذكر العطاء ف خلفة عمر بن الطاب رضي ال عنه حدثنا عبد ال بن صال بن مسلم العجلي قال:
حدثنا إساعيل بن الجالد عن أبيه مالد بن عن الشعب قال :لا افتتح عمر العراق والشام وجب
الراج جع أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال :إن قد رأيت أن أفرض العطاء لهله.
قال :ل ولكن أضع نفسي حيث وضعها ال وأبدأ بآل رسول ال صلى ال عليه وسلم.
وحدثن عبد العلى بن حاد النرسي قال :حدثنا حاد بن سلمة عن الجاج بن أرطأة عن حبيب بن
أب ثابت أن أزواج النب صلى ال عليه وسلم كن تتتابعن إل العطاء.
489
فتوح البلدان
ممد بن سعد عن الواقدي عن عائذ بن يي عن أب الويرث عن جبي بن الويرث بن نقيذ أن عمر
بن الطاب رضي ال عنه استشار السلمي ف تدوين الديوان.
فقال له علي بن أب طالب :تقسم كل سنة ما اجتمع إليك من مال ول تسك منه وقال عثمان :أرى
مالًا كثيًا يسع الناس وإن ل يصوا حت يعرف من أخذ من ل يأخذ خشيت أن يشتبه المر.
فقال له الوليد بن هشام بن الغية :قد جئت الشام فرأيت ملوكها قد دونوا ديوانًا وجندوا جندًا.
فأخذ بقوله.
فدعا عقيل بن أب طالب ومرمة بن نوفل وجبي بن مطعم وكانوا من كتاب قريش فقال :اكتبوا
الناس على منازلم.
فبدؤا بن هاشم ث أتبعوهم أبو بكر وقومه ث عمر وقومه على اللفة.
فلما نظر إليه عمر قال :وددت ال أنه هكذا ولكن ابدؤا بقرابة النب صلى ال عليه وسلم القرب
فالقرب حت تضعوا عمر حيث وضعه ال تعال.
ممد عن الواقدي عن أسامة بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده قال :جاءت بنو عدي إل عمر
فقالوا :أنت خليفة رسول ال صلى ال عليه وسلم وخليفة أب بكر وأبو بكر خليفة رسول ال صلى
ال عليه وسلم فلو جعلت نفسك حيث جعلك هؤلء القوم الذين كتبوا.
قال :بخٍ بخٍ بن عدي! أردت الكل على ظهري وأن أهب حسنات لكم.
ل وال حت تأتيكم الدعوة وأن يطبق عليكم الفتر -يعن ولو أن تكتبوا آخر الناس -إن ل صاحبي
سلكا طريقًا فإن خالفتهما خولف ب وال ما أدركنا الفضل ف الدنيا وما نرجو الثواب على عملنا أل
بحمد صلى ال عليه وسلم فهو شرفنا وقومه أشرف العرب ث القرب فالقرب.
490
فتوح البلدان
وال لئن جاءت العاجم بعمل وجئنا بغي عمل لم أول بحمد منا يوم القيامة فإن من قصر به عمله
ل يسرع به نسبه.
ممد بن سعد عن الواقدي عن ممد بن عبد ال عن الزهري عن سعيد عن قوم آخرين ساهم
الواقدي دخل حديث بعضهم ف حديث بعض قالوا :لا أجع عمر على تدوين الديوان وذلك ف
الحرم سنة عشرين بدأ ببن هاشم ف الدعوة قم القرب فالقرب برسول ال صلى ال عليه وسلم.
ث انتهى إل النصار فقالوا :بن نبدأ فقال ابدءوا برهط سعد بن معاذ الشهلي من الوس ث القرب
فالقرب لسعد.
فقال :ل أجعل من قاتل رسول ال صلى ال عليه وسلم كمن قاتل معه.
فبدأ بن شهد بدرًا من الهاجرين والنصار لكل رجلٍ منهم خسة آلف درهم ف كل سنة حليفهم
ومولهم معهم بالسواء.
وفرض لن كان له إسلم كإسلم أهل بدر ومن مهاجرة البشة من شهد أحدًا أربعة آلف وفرض
لبناء البدريي ألفي ألفي إل حسنًا وحسينًا فإنه ألقهما بفريضة أبيهما لقرابتهما برسول ال صلى
ال عليه وسلم ففرض لكل واحد منهما خسة آلف.
وفرض للعباس بن عبد الطلب خسة آلف لقرابته برسول ال صلى ال عليه وسلم.
491
فتوح البلدان
وقال سائرهم :ل يفضل أحدًا على أهل بدر إل أزواج النب صلى ال عليه وسلم فإنه فرض لن أثن
عشر ألفًا أثن عشر ألفًا.
وفرض لن هاجر قبل الفتح لكل رجل منهم ثلثة آلف درهم.
فقال ممد بن عبد ال ابن جحش :ل تفضل عمر علينا فقد هاجر آباؤنا وشهدوا بدرًا.
فقال عبد ال بن عمر :فرضت ل ف ثلثة آلف وفرضت لسامة ف أربعة آلف.
فقال عمر :زدته لنه كان أحب إل رسول ال صلى ال عليه وسلم منك وكان أبوه أحب إل
رسول ال صلى ال عليه وسلم من أبيك.
492
فتوح البلدان
وفرض لخرين معهم.
وفرض لهل اليمن وقيس بالشام والعراق لكل رجل ما بي ألفي إل ألف إل تسع مئة إل خس مئة
إل ثلث مئة ول ينقص أحدًا عن ثلث مئة.
وقال :لئن كثر الال لفرضن لكل رجل أربعة آلف درهم ألفًا لسفره وألفًا لسلحه وألفًا يلفه لهله
وألفًا لفرسه ونعله.
فرض لصفية بنت عبد الطلب ستة آلف درهم ولساء بنت عميس ألف درهم ولم كلثوم بنت
عقبة ألف درهم ولم عبد ال بن مسعود أل فدرهم.
قال الواقدي :فقد روى أنه فرص للنساء الهاجرات ثلثة آلف درهم لكل واحدة.
وكان عمر يفرض للمنفوس مئة درهم فإذا ترعرع بلغ به مائت درهم فإذا بلغ زاده.
وكان إذا أتى باللقيط فرض له مئة وفرض له رزقًا يأخذه وليه كل شهر بقدر ما يصلحه ث ينقله من
سنة إل سنة.
وحدثنا ممد بن سعد عن الواقدي قال :حدثن حزام بن هشام الكعب عن أبيه قال :رأيت عمر بن
الطاب يمل ديوان خزاعة حت ينل قديد فتأتيه النساء بقديد فل يغيب عنه امرأة بك ٌر ول ثيبٌ
فيعطيهن ف أيديهن ث يروح فينل عسفان فيفعل ذلك أيضًا حت توف.
493
فتوح البلدان
ممد بن سعيد عن الواقدي عن أب بكر بن أب سية عن ممد بن زيد قال :كان ديوان حي على
عهد عمر على حدة.
ممد بن سعد قال :حدثنا الواقدي قال :حدثن عبد ال بن عمر العمري عن جهم بن أب جهم قال:
قدم خالد بن عرفطة العذري على عمر فسأله عن ما وراءه فقال :تركتهم يسألون ال لك أن يزيد ف
عمرك من أعمارهم.
قال عمر :إنا هو حقهم وأنا أسعد بأدائه إليهم لو كان من مال الطاب ما أعطيتهموه ولكن قد
علمت أن فيه فضلًا فلو أنه إذا خرج عطاء أحد هؤلء ابتاع منه غنمًا فجعلها بسوادهم فإذا خرج
عطاؤه ثانية ابتاع الرأس والرأسي فجعله فيها فإن بقي أحد من ولده كان لم شيء قد اعتقدوه.
إن ل أدري ما يكون بعدي وإن لعم بنصيحت من طوقن ال أمره فإن رسول ال صلى ال عليه
وسلم قال :من مات غاشًا لرعيته ل يرح ريح النة.
وحدثن ممد بن سعد عن الواقدي عن ممد بن عمرو عن السن قال :كتب عمر إل حذيفة أن
أعط الناس أعطيتهم وأرزاقهم.
فكتب إليه :إنه فيئهم الذي أفاءه ال عليهم ليس هو لعمر ول لل عمر فاقسمه بينهم.
قال :وحدثنا وهب بن بقية وممد بن سعد قال :حدثنا يزيد بن هارون قال :أنبأ ممد بن عمرو عن
أب سلمة عن أب هريرة أنه قدم على عمر من البحرين.
494
فتوح البلدان
قلت :جئت بمس مئة ألف.
قال :ماذا تقول قلت :مئة ألف ومئة ألف ومئة ألف فعددت خسًا.
فإن شئتم أن نعده لكم عددًا وإن شئتم أن نكيله لكم كيل.
فقال له رجل :يا أمي الؤمني! إن قد رأيت هؤلء العاجم يدونون ديوانًا يعطون الناس عليه.
قال :فدون الديوان وفرض للمهاجرين الولي ف خسة آلف وللنصار ف أربعة آلف ولزواج
النب صلى ال عليه وسلم ف أثن عشر ألفًا عن برزة بنت رافع قالت :لا خرج العطاء أرسل عمر إل
زينب بنت جحش بالذي لا.
فلما أدخل إليها قالت :غفر ال لعمر غيي من أخوات كانت أقوى على قسم هذا من.
ث قالت ل :ادخلي يديك واقبضي منه قبضة فاذهب با إل بن فلن من ذوى رحها وأيتامٍ لا.
495
فتوح البلدان
فقسمته حت بقيت منه بقية تت الثوب.
قالت برزة بنت رافع :فقلت غفر ال لك يا أم الؤمني! وال لقد كان لنا ف هذا الال حق.
ث رفعت يدها إل السمار فقالت :اللهم ل يدركن عطاء لعمر بعد عامي هذا.
قال :فماتت.
حدثنا أبو عبيد قال :حدثنا عبد ال بن صال عن الليث عن ممد بن عجلن قال :لا دون عمر
الدواوين قال :بن نبدأ قالوا بنفسك.
قال :ل إن رسول ال صلى ال عليه وسلم إمامنا فبهطه نبدأ ث بالقرب فالقرب.
حدثنا عمرو الناقد قال :حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن جعفر بن ممد وحدثنا السي بن علي بن
السود قال :حدثنا وكيع عن سفيان الثوري عن جعفر بن ممد عن أبيه قال :لا وضع عمر الديوان
استشار الناس بن يبدأ فقالوا :ابدأ بنفسك.
قال ل :ولكن أبدأ بالقرب فالقرب من رسول ال صلى ال عليه وسلم فبدأ بم.
حدثنا السي بن السود قال :حدثنا وكيع عن سفيان عن أب إسحاق عن مصعب بن سعد أن عمر
فرض لهل بدر ف ستة آلف ستة آلف وفرض لمهات الؤمني ف عشرة آلف عشرة آلف
وفضل عائشة بألفي لب رسول ال صلى ال عليه وسلم إياها وفرض لصفية وجويرية ف ستة آلف
ستة آلف وفرض لنساء من الهاجرات ف ألف ألف منهن أم عبد وهي أم عبد ال بن مسعود.
حدثنا السي قال :حدثنا وكيع عن إساعيل بن أب خالد عن قيس بن أب حازم قال :فرض عمر
لهل بدر عربم ومواليهم ف خسة آلف خسة آلف.
496
فتوح البلدان
وقال :لفضلنهم على من سواهم.
حدثنا السي حدثنا وكيع عن إسرائيل عن جابر عن عامر قال :كان فيهم خسةٌ من العجم :منهم
تيم الداري وبلل.
عن شيخ لم قال :سعت عمر يقول :لئن بقيت إل قابل للقن سفلة الهاجرين ف ألفي ألفي.
وحدثنا أبو عبيد قال :حدثنا عبد ال بن صال الصري عن الليث بن سعد عن عبد الرحن بن خالد
الفهمي عن ابن شهاب أن عمر حي دون الدواوين فرض لزواج النب صلى ال عليه وسلم اللت
نكح نكاحًا أثن عشر ألف درهم أثن عشر ألف درهم.
وفرض لويرية وصفية بنت حب بن أخطب ستة آلف درهم لنما كانتا ما أفاء ال على رسوله.
وعم بفريضته كل صريحٍ وحليفٍ ومول شهد بدرًا فلم يفضل أحدًا على أحد.
حدثنا عمرو الناقد وأبو عبيد قال :حدثنا أحد بن يونس عن أب خيثمة قال :حدثنا أبو إسحاق عن
مصعب بن سعد أن عمر فرض لهل بدر من الهاجرين والنصار ستة آلف ستة آلف.
وفرض لنساء النب صلى ال عليه وسلم عشرة آلف عشرة آلف وفضل عليهن عائشة ففرض وفرض
لويرية وصفية ستة آلف ستة آلف.
وفرض للمهاجرات الول أساء بنت عميس وأساء بنت أب بكر وأم عبد ال بن مسعود ألف ألف.
حدثنا السي بن السود قال :حدثنا وكيع عن ممد بن قيس السدي قال :حدثتن والدت أم الكم
أن عليا ألقها ف مئة من العطاء.
497
فتوح البلدان
حدثنا السي بن السود قال :حدثنا وكيع عن سفيان عن الشيبان عن يسي بن عمرو أن سعدًا
فرض لن قرأ القرآن ف ألفي ألفي.
حدثنا أبو عبيد قال :حدثنا سعيد بن أب مري عن أبن ليعة عن يزيد بن أب حبيب أن عمر جعل
عمرو بن العاص ف مائتي لنه أميٌ وعمي بن وهب المحي ف مائتي لصبه على الضيق وبسر بن
أب أرطأة ف مائتي لنه صاحب فتح.
وقال أبو عبيد :حدثنا عبد ال بن صال عن الليث بن سعد عن يزيد بن أب حبيب أن عمر كتب إل
عمرو بن العاص :أن افرض لن بايع تت الشجرة ف مائتي من العطاء -قال :يعن مائت دينار -
وابلغ ذلك لنفسك بإمارتك وافرض لارجة بن حذافة ف شرف العطاء لشجاعته.
وحدثنا أبو عبيد قال :حدثنا عبد ال بن صال عن الليث بن سعد عن ممد بن عجلن أن عمر فضل
أسامة بن زيد على عبد اله بن عمر.
فلم يزل الناس بعبد ال حت كلم عمر فقال :أتفضل على من ليس بأفضل من فرضت له ف ألفي
ول ف ألفٍ وخسة مئة درهم.
قال عمر :فعلت ذلك لن زيد بن حارثة كان أحب إل رسول ال صلى ال عليه وسلم من عمر.
وأن أسامة كان أحب إل رسول ال صلى ال عليه وسلم من عبد ال بن عمر.
وحدثن يي بن معي قال :حدثنا يي بن سعيد عن خارجة بن مصعب عن عبيد ال بن عمر عن
نافع أو غيه عن ابن عمر أنه كلم أباه ف تفضيل أسامة عليه ف العطاء وقال :وال ما سبقن إل
شيء.
498
فتوح البلدان
فقال عمر :إن أباه كان أحب إل رسول ال صلى ال عليه وسلم من أبيك وإنه كان أحب إل
رسول ال صلى ال عليه وسلم منك.
عن السن قال :إن قومًا قدموا على عاملٍ لعمر بن الطاب فأعطى العرب منهم وترك الوال.
فكتب إليه عمر :أما بعد فيحسب الرء من الشر أن يقر أخاه السلم والسلم.
حدثنا أبو عبيد حدثنا خالد بن عمر عن إسرائيل عن عمار الدهن عن سال بن أب العد أن عمر
جعل عطاء عمار بن ياسر ستة آلف درهم.
حدثنا أبو عبيد قال :حدثنا خالد عن إسرائيل عن إساعيل بن سيع عن مسلم البطي أن عمر جعل
عطاء سلمان أربع آلف درهم.
وحدثنا روح بن عبد الؤمن قال :حدثنا يعقوب عن حاد عن حيد عن أنس قال :فرض عمر
للهرمزان ف ألفي من العطاء.
عن الشعب قال :لا هم عمر بن الطاب ف سنة عشرين بتدوين الدواوين دعا بخرمة بن نوفل وجبي
بن مطعم فأمرها أن يكتبا الناس على منازلم.
فلما نظر عمر ف الكتاب قال :وددت أن ف القرابة برسول ال صلى ال عليه وسلم كذا.
فشكر العباس بن عبد الطلب رحه ال على ذلك وقال :وصلتك رحمٌ.
499
فتوح البلدان
قال :فلما وضع عمر الديوان قال أبو سفيان بن حرب :أديوان مثل ديوان بن الصفر إنك إن فرضت
للناس اتكلوا على الديوان وتركوا التجارة.
قال :وفرض عمر لدهقان نر اللك ولبن النخيخان ولالد وجيل ابن بوصبهري دهقان الفلليج
ولبسطام بن نرسي دهقان بابل وخطر نية وللرفيل دهقان العال وللهرموزان ولفينة العبادي ف ألف
ألف.
وحدثنا أبو عبيد عن إساعيل بن عياش عن أرطئة بن النذر عن حكيم بن عمي أن عمر بن الطاب
كتب إل أمراء الجناد :ومن أعتقتم من المراء فأسلموا فألقوهم بواليهم لم ما لم وعليهم ما
عليهم وإن أحبوا أن يكونوا قبيلة وحدهم فاجعلوهم أسوتم ف العطاء.
حدثنا هشام بن عمار عن بقية عن أب بكر بن عبد ال بن أب مري عن أبيه عن أب عبيده أن رجالًا
من أهل البادية سألوه أن يرزقهم.
وحدثنا أبو عبيد قال :حدثنا أبو اليمان قال :حدثنا صفوان بن عمر قال :كتب عمر بن عبد العزيز
إل يزيد بن حصي أن مر للجن بالفريضة وعليك بأهل الاضرة.
حدثن أبو عبيد قال :حدثنا سعيد بن أب مري عن عبيد ال بن عمر العمري عن نافع.
عن ابن عمر أن عمر كان ل يعطي أهل مكة عطاء ول يضرب عليهم بعثًا ويقول هم كذا وكذا.
حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلم حدثنا عبد الرحن بن مهدي عن شعبة عن عدي بن ثابت عن أب
حازم.
عن أب هريرة قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم :من ترك كلًا فإلينا ومن ترك مالًا فلورثته.
500
فتوح البلدان
حدثن هشام بن عمار الدمشقي قال :حدثنا الوليد بن مسلم عن سليمان أبن أب العاتكة وكلثوم بن
زياد قال :حدثن سليمان بن حبيب أن عمر فرض لعيال القاتلة وذريتهم العشرات.
قال :فأمضى عثمان ومن بعده من الولة ذلك وجعلوها موروثة يرثها ورثة اليت من ليس ف العطاء
حت كان عمر بن عبد العزيز.
فقلت :فإن أتوف أن يستنوا بك من بعدك ف قطع الوراثة ول يستنوا بك ف عموم الفريضة.
حدثن بكر بن اليثم حدثنا عبد ال بن صال عن ابن ليعة عن أب قبيل قال :كان عمر بن الطاب
رضي ال عنه يفرض للمولود إذا ولد ف عشرة فإذا بلغ أن يفرض له ألق بالفريضة فلما كان معاوية
فرض ذلك للفطيم.
فلما كان عبد اللك بن مروان قطع ذلك كله إل عمن شاء.
ث نادى مناديه :ل تعجلوا أولدكم عن الفطام فإن نفرض لكل مولودٍ ف السلم.
وحدثنا عمرو الناقد قال :حدثنا أحد بن يونس عن زهي بن معاوية عن أب إسحاق أن جده مر على
عثمان فقال له :كم معك من عيالك يا شيخ قال :معي كذا.
501
فتوح البلدان
حدثنا أبو عبيد قال :حدثنا مروان بن شجاع الزري قال :أثبتن عمر بن عبد العزيز وأنا فطيمٌ ف
عشرة دناني.
حدثنا إبراهيم بن ممد الشامي قال :حدثنا عبد الرحن بن مهدي عن سفيان الثوري عن أب
الحاف عن رجل من خثعم قال :ولد ل ول ٌد فأتيت به عليًا فأثبته ف مئة.
حدثن عمرو الناقد قال :حدثنا عبد الرحن بن مهدي عن سفيان عن عبد ال بن شريك عن بشر بن
غالب قال :سئل السي بن علي -أو قال :السن ابن علي شك عمر -مت يب سهم الولود
قال :إذا استهل.
قال :حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن السن بن ممد أن ثلثة ملوكي لبن عفان
شهدوا بدرًا.
حدثنا أبو عبيد قال :حدثنا ابن أب عدي عن سفيان عن زهي ابن ثابت أو ابن أب ذئب عن ذهل بن
أوس أن عليًا أتى بنبوذ فأثبته ف مئة.
وحدثن عمرو والقاسم بن سلم قال :حدثنا أحد بن يونس عن زهي وحدثن عبد ال بن صال
القري عن زهي بن معاوية قال :حدثنا أبو إسحاق عن حارثة بن الضرب أن عمر بن الطاب أمر
بريبٍ من طعام فعجن ث خبز ث ثرد بزيت ث دعا بثلثي رجلًا فأكلوا منه غداءهم حت أصدرهم.
قال عبد ال بن صال :إن الرجل كان يدعو على صاحبه فيقول :رفع ال جريبيك.
502
فتوح البلدان
أي قطعهما عنك بالوت.
حدثنا أبو عبيد قال :حدثن أبو اليمان عن صفوان بن عمرو عن أب الزاهرية أن أبا الدرداء قال.
رب سنة راشد ٍة مهدية قد سنها عمر ف أمة ممد صلى ال عليه وسلم منها :الديان والقسطان.
حدثنا أبو عبيد قال :حدثنا سعيد بن أب مري عن ابن ليعة عن قيس بن رافع أنه سع سفيان بن
وهب يقول :قال عمر وأخذ الدى بيد والقسط بيد :إن قد فرضت لكل نفس مسلمة ف كل شهر
مدي حنطة وقسطي خل.
حدثن هشام بن عمار قال :حدثنا يي بن حزة قال :حدثن تيم ابن عطية قال :حدثن عبد ال بن
قيس أن عمر بن الطاب صعد النب فحمد ال وأثن عليه ث قال :إنا أجرينا عليكم أعطياتكم
وأرزاقكم ف كل شهر وف يديه الدى والقسط.
قال :فحركهما وقال :حدثنا أبو عبيد قال :حدثنا ابن أب زائدة عن معقل بن عبيد ال عن عمر بن
عبد العزيز أنه كان إذا استوجب الرجل عطاءه ث مات أعطاه ورثته.
حدثنا عفان وخلف البزار ووهب بن بقية قالوا :أنبأ يزيد بن هارون قال :أنبأ إساعيل بن أب خالد
عن قيس بن أب حازم قال :قال الزبي بن العوام لعثمان بن عفان رضي ال عنهما بعد موت عبد ال
بن مسعود :اعطن عطاء عبد ال فعياله أحق به من بيت الال.
وحدثن ابن أب شيبة قال :حدثنا عبيد ال بن موسى عن علي بن صال ابن حي عن ساك بن حرب
أن رجلًا مات ف الي بعد ثانية أشهر مضت من السنة فأعطاه عمر ثلثي عطائه.
503
فتوح البلدان
أمر الات حدثن عفان بن مسلم قال :حدثنا شعبة قال :أنبأ قتادة قال :سعت أنس بن مالك يقول:
لا أراد رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يكتب إل ملك الروم قيل له :إنم ل يقرأون الكتاب إل
أن يكون متومًا.
حدثنا أبو الربيع سليمان بن داود الزهران قال :حدثنا حاد بن زيد قال :أنبأ أيوب عن نافع عن ابن
عمر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم اتذ خاتًا من فضة وجعل فصه من باطن كفه حدثن ممد
بن حيان اليان قال :حدثنا زهي عن حيد عن أنس بن مالك قال :كان خات رسول ال صلى ال
عليه وسلم من فضة كله وفصه منه.
حدثنا عمرو الناقد قال :حدثنا يزيد بن هارون عن حيد عن السن قال :كان خات رسول ال صلى
ال عليه وسلم من ورق وكان فصه حبشيا.
حدثنا هدية بن خالد قال :حدثنا هام بن يي عن عبد العزيز ابن صهيب عن أنس بن مالك أن النب
صلى ال عليه وسلم قال :قد صنعت خاتًا فل ينقشن أحدٌ على نقشه.
حدثنا بكر بن اليثم قال :حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري وقتادة قال :اتذ رسول ال صلى
ال عليه وسلم خاتًا من فضة ونقش عليه ممد رسول ال.
فكان أبو بكر يتم به ث عمر ث عثمان وكان ف يده فسقط من يده ف البئر فنفت فلم يقدر عليه
وذلك ف النصف من خلفته.
504
فتوح البلدان
حدثنا هناد قال :حدثنا السود بن شيبان قال :أخبنا خالد بن سي قال :انتقش رجل يقال له معن
بن زائدة على خات اللفة.
فأصاب مالًا من خراج الكوفة على عهد عمر فبلغ ذلك عمر فكتب إل الغية بن شعبة :إنه بلغن أن
رجلًا يقال له معن بن زائدة انتقش على خات اللفة فأصاب به مالًا من خراج الكوفة.
فلما صلى الغية العصر وأخذ الناس مالسهم خرج ومعه رسول عمر.
ث قال للرسول :إن أمي الؤمني أمرن أن أطيع أمرك فيه فمرن با شئت.
ففعل.
وكان السجن يومئذ من قصب فتمحل معنٌ للخروج وبعث إل أهله :أن ابعثوا ل بناقت وجاريت
وعباءت القطوانية.
ففعلوا.
فخرج من الليل وأردف جاريته فسار حت إذا رهب أن يفصحه الصبح أناخ ناقته وعقلها ث كمن
حت كف عنه الطلب.
فلما أمسى أعاد على ناقته العباءة وشد عليها وأردف جاريته ث سار حت قدم على عمر وهو يوقظ
التهجدين لصلة الصبح ومعه درته.
505
فتوح البلدان
فجعل ناقته وجاريته ناحيةً ث دنا من عمر فقال :السلم عليك يا أمي الؤمني ورحه ال وبركاته.
فقال :وعليك.
فلمت طلعت الشمس قال :هذا معن بن زائدة انتقش على خات اللفة فأصاب فيه مالًا من خراج
الكوفة فما تقولون فيه فقال قائل :اقطع يده.
وعليٌ ساكت.
ث إنه أرسل إل صديق له من قريش :أن كلم أمي الؤمني ف تلية سبيلي.
فكلمه القرش فقال :يا أمي الؤمني معن بن زائدة قد أصبته من العقوبة با كان له أهلًا فإن رأيت أن
تلي سبيله.
علي بعن.
506
فتوح البلدان
فضربه ث أمر به إل السجن.
حدثن الفضل البشكري وأبو السن الدائن عن ابن جابان عن ابن القفع قال :كان ملك الفرس إذا
أمر بأمر وقعه صاحب التوقيع بي يديه وله خادم يثبت ذكره عنده ف تذكرة تمع لكل شهر فيختم
عليها اللك خاته وتزن ث ينفذ التوقيع إل صاحب الزمام وإليه التم فينفذه إل صاحب العمل
فيكتب به كتابًا من اللك وينسخ ف الصل ث ينفذ إل صاحب الزمام فيعرضه على اللك فيقابل به
ما ف التذكرة ث يتم بضرة اللك أو أوثق الناس عنده.
وحدثن الدائن عن مسلمة بن مارب قال :كان زياد بن أب سفيان أول من اتذ من العرب ديوان
زمامٍ وخات امتثالًا لا كانت الفرس تفعله.
حدثن مفضل اليشكري قال :حدثن ابن جابان عن ابن القفع قال :كان للكمن ملوك فارس خات
للسر وخات للرسل وخات للتخليد يتم به السجلت والقطاعات وما أشبه ذلك من كتب التشريف
وخات للخراج.
وحدثن أبو السن الدائن عن ابن جابان عن ابن القفع قال :كانت الرسائل بمل الال تقرأ على
ف بيض.اللك وهي تكتب ف صح ٍ
507
فتوح البلدان
وكان صاحب الراج يأت اللك كل سنة بصحف موصلة قد أثبت فيها مبلغ ما اجتب من الراج
وما أنفق ف وجوه النفقات وما حصل ف بيت الال فيختمها ويريها.
فلما كان كسرى بن هرمز ابرويز تأذى بروائح تلك الصحف وأمر أن ل يرفع إليه صاحب ديوان
خراجه ما يرفع إل ف صحف مصفرة بالزعفران وماء الورد وأن ل تكتب الصحف الت تعرض عليه
بمل الال وغي ذلك إل مصفرة.
ففعل ذلك.
فلما ول صال بن عبد الرحن خراج العراق تقبل منه ابن القفع بكور دجلة ويقال بالبهقباذ فحمل
مالًا.
قال أبو السن :وأخبن مشايخ من الكتاب أن دواوين الشام إنا كانت ف قراطيس وكذلك الكتب
إل ملوك بن أمية ف حل الال وغي ذلك.
فلما ول أمي الؤمني النصور أمر وزيره أبا أيوب الوريان أن يكتب الرسائل بمل الموال ف
صحف وأن تصفر الصحف.
أمر النقود حدثنا السي بن السود قال :حدثنا يي بن آدم قال :حدثن السن بن صال قال :كانت
الدراهم من ضرب العاجم متلفة كبارًا وصغارًا.
فكانوا يضربون منها مثقالًا وهو وزن عشرين قياطًا ويضربون منها وزن اثن عشر قياطًا ويضربون
عشرة قراريط وهي أنصاف الثاقيل.
508
فتوح البلدان
فلما جاء ال بالسلم واحتيج ف أداء الزكاة إل المر الوسط أخذوا عشرين قياطًا.
فضربوا على وزن الثلث من ذلك وهو أربعة عشر قياطًا فوزن الدرهم العرب أربعة عشر قياطًا من
قراريط الدينار العزيز فصار وزن كل عشرة دراهم سبع مثاقيل.
وقال غي السن بن صال :كانت دراهم العاجم ما العشرة منها وزن عشرة مثاقيل وما العشرة منها
وزن ستة مثاقيل وما العشرة منها وزن خسة مثاقيل.
فأخذ ثلثه وهو سبعة مثاقيل فضربوا دراهم وزن العشرة منها سبعة مثاقيل.
وحدثن ممد بن سعد قال :حدثنا ممد بن عمر السلمي قال :حدثنا عثمان ابن عبد ال بن موهب
عن أبيه عن عبد ال بن ثعلبة بن صعي قال :كانت دناني هرقل ترد على أهل مكة ف الاهلية وترد
عليهم دراهم الفرس البغلية.
وكان الثقال عندهم معروف الوزن وزنه اثنان وعشرون قياطًا إل كسرًا ووزن العشرة الدراهم سبعة
مثاقيل.
فأقر رسول ال صلى ال عليه وسلم ذلك وأقره أبو بكر وعمر وعثمان وعلي.
ث ضرب مصعب بن الزبي ف أيام عبد ال بن الزبي دراهم قليلة كسرت بعد.
509
فتوح البلدان
فكتب إل الجاج بن يوسف أن يضرب الدراهم على خسة عشر قياطًا من قراريط الدناني.
قال عثمان قال أب :فقدمت علينا الدينة وبا نفرٌ من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم
وغيهم من التابعي فلم ينكروا ذلك.
قال ممد بن سعد :وزن الدرهم من دراهنا هذه أربعة عشر قياطًا من قراريط مثقالنا الذي جعل
عشرين قياطًا.
وهو وزن خسة عشر قياطًا من إحدى وعشرين قياطًا وثلثة أسباع.
حدثن ممد بن سعد قال :حدثنا ممد بن عمر قال :حدثن إسحاق ابن حازم عن الطلب بن
السائب عن أب وداعة السهمي أنه أراه وزن الثقال.
وحدثن ممد بن سعد قال :حدثنا الواقدي عن سعيد بن مسلم ابن بابك عن عبد الرحن بن سابط
المحي قال :كانت لقريش أوزانٌ ف الاهلية.
كانت قريش تزن الفضة بوزنٍ تسميه درها وتزن الذهب بوزن تسميه دينارًا.
510
فتوح البلدان
والنش وزن عشرين درها.
فلما قدم النب صلى ال عليه وسلم مكة أقرهم على ذلك.
ممد بن سعد عن الواقدي قال :حدثن ربيعة بن عثمان عن وهب بن كيسان قال :رأيت الدناني
والدراهم قبل أن ينقشها عبد اللك مسوحة.
وحدثن ممد بن سعد عن الواقدي عن عثمان بن عبد ال ابن موهب عن أبيه قال :قلت لسعيد بن
السيب :من أول من ضرب الدناني النقوشة فقال :عبد اللك بن مروان وكانت الدناني ترد روميةً
والدراهم كسرويةً وحيية قليلة.
قال سعيد :فأنا بعثت بتب إل دمشق فضرب ل على وزن الثقال ف الاهلية.
وحدثن ممد بن سعد قال :حدثنا سفيان بن عيينة عن أبيه أن أول من ضرب وزن سبعة الارث بي
عبد ال بن أب ربيعة الخزوى أيام ابن الزبي.
وحدثن ممد بن سعد قال :حدثن ممد بن عمر قال :حدثنا ابن أب الزناد عن أبيه أن عبد اللك
أول من ضرب الذهب عام الماعة سنة أربع وسبعي قال أبو السن الدائن :ضرب الجاج
الدراهم آخر سنة خس وسبعي ث أمر بضربا ف جيع النواحي سنة ستٍ وسبعي.
وحدثن داود الناقد قال سعت مشاينا يتحدثون أن العباد من أهل الية كانوا يتروجون على مئة
وزن ستة يريدون وزن ستي مثقالًا دراهم وعلى مئة وزن ثانية يريدون ثاني مثقال دراهم وعلى مئة
وزن خسة يريدون وزن خسي مثقال دراهم وعلى مئة وزن مئة مثقال.
511
فتوح البلدان
قال داود الناقد :رأيت درها عليه ضرب هذه الدراهم بالكوفة سنة ثلث وسبعي فاجع النقاد أنه
معمول.
وقال :رأيت درها شاذا ل ير مثله عليه عبيد ال بن زياد فأنكر أيضًا.
حدثن ممد بن سعد قال :حدثن الواقدي عن يي بن النعمان الغفاري عن أبيه قال :ضرب مصعب
الدراهم بأمر عبد ال بن الزبي سنة سيعي على ضرب الكاسرة وعليها بركة ال.
وروي عن هشام بن الكلب أنه قال :ضرب مصعب مع الدراهم دناني أيضًا.
حدثن داود الناقد قال :حدثن أبو الزبي الناقد قال :ضرب عبد اللك شيئًا من الدناني ف سنة أربع
وسبعي ث ضربا سنة خس وسبعي وأن الجاج ضرب دراهم بغلية كتب عليها :بسم ال.
الجاج.
فكره الفقهاء ذلك فسميت قال :ويقال إن العاجم كرهوا نقصانا فسميت مكروهة.
حدثن عباس بن هشام الكلب عن أبيه قال :حدثن عوانة بن الكم أن الجاج سأل عن ما كانت
الفرس تعمل به ف ضرب الدراهم.
فكان يضرب الال للسلطان ما يتمع له من التب وخلصة الزيوف والستوقة والبهجة.
ث أذن للتجار وغيهم ف أن تضرب لم الوراق واستغلها من فضول ما كان يؤخذ من فضول
الجرة للصناع والطباعي.
512
فتوح البلدان
وختم أيدي الطباعي.
فلما ول عمر بن هبية العراق ليزيد بن عبد اللك خلص الفضة أبلغ من تليص من قبله وجود
الدراهم.
فاشتد ف العيار.
ث ول خالد بن عبد ال البجلي ث القسري العراق لشام بن عبد اللك فاشتد ف النقود أكثر من شدة
ابن هبية حت أحكم أمرها أبلغ من أحكامه.
ث ول يوسف بن عمر بعده فأفرط ف الشدة على الطباعي وأصحاب الغيار وقطع اليدي وضرب
البشار.
عن أبيه أن عبد اللك بن مروان أول من ضرب الذهب والورق بعد عام الماعة.
قال :فقلت لب :أرأيت قول الناس إن ابن مسعود كان يأمر بكسر الزيوف قال :تلك زيوف ضربا
العاجم فغشوا فيها.
حدثن عبد العلى بن حاد النرسي قال :حدثنا حاد بن سلمة قال :حدثنا داود بن أب هند عن
الشعب عن علقمة بن قيس أن ابن مسعود كانت له بقاية ف بيت الال فباعها بنقصان.
حدثن ممد بن سعد عن الواقدي عن قدامة بن موسى أن عمرو وعثمان كانا إذا وجدا الزيوف ف
بيت الال جعلها فضة.
513
فتوح البلدان
حدثن الوليد بن صال عن الواقدي عن ابن أب الزناد عن أبيه أن عمر بن عبد العزيز أن برجل
يضرب على غي سكة السلطان فعاقبه وسجنه وأخذ حديده فطرحه ف النار.
حدثن ممد بن سعد عن الواقدي عن كثي بن زيد عن الطلب بن عبد ال بن حنطب أن عبد اللك
مروان أخذ رجلًا يضرب على غي سكة قال الطلب :فرأيت من بالدينة من شيوخنا حسنوا ذلك من
فعله وحدوه.
قال الواقدي :وأصحابنا يرون فيمن نقش على خات اللفة البالغة ف الدب والشهرة وأن ل يرون
عليه قطعًا وذلك رأي أب حنيفة الثوري.
وقال مالك وابن أب ذئب وأصحابما :نكره قطع الدرهم إذا كانت على الوفاء وننهى عنه لنه من
الفساد.
وقال الثوري وأبو حنيفة وأصحابه :ل بأس بقطعها إذا ل يضر ذلك بالسلم وأهله.
حدثن عمرو الناقد قال :حدثنا إساعيل بن إبراهيم عن ابن عون عن ابن سيين أن مروان بن الكم
أخذ رجلًا بقطع الدراهم فقطع يده فبلغ ذلك زيد بن ثابت فقال :لقد عاقبه.
قال ممد بن سعد وقال الواقدي :عاقب أبان بن عثمان وهو على الدينة من يقطع الدراهم.
وحدثن ممد عن الواقدي عن صال بن جعفر عن ابن كعب ف قوله{ :أو أن نفعل ف أموالنا ما
نشاء} .قال :قطع الدراهم.
حدثنا ممد بن خالد بن عبد ال قال :حدثنا يزيد بن هارون قال :أنبأنا يي بن سعيد قال :ذكر
لبن السيب رجل يقطع الدراهم فقال سعيد :هذا من الفساد ف الرض.
514
فتوح البلدان
حدثنا عمر الناقد قال :حدثنا إساعيل بن إبراهيم قال :حدثنا يونس بن عبيد عن السن قال :كان
الناس وهم أهل كفر قد عرفوا موضع هذا الدرهم من الناس فجودوه وأخلصوه فلما صار إليكم
غششتموه وأفستدموه.
ولقد كان عمر بن الطاب قال :همت أن أجعل الدراهم من جلود البل.
فأمسك.
أمر الط حدثنا عباس بن هشام بن ممد بن السائب الكلب عن أبيه عن جده وعن الشرقي بن
القطامي قال :اجتمع ثلثة نفر من طيء ببقة وهم مرا مر بن مرة وأسلم بن سدرة وعامر بن جدرة
فوضعوا الط وقاسوا هجاء العربية على هجاء السريانية.
وكان بشر بن عبد اللك أخو أكيدر بن عبد اللك بن عبد الن الكندي ث السكون صاحب دومة
أتندل يأت الية فيقيم با لي وكان نصرانيًا.
ث أتى مكة ف بعض أمره فرآه سفيان بن أمية بن عبد شس وأبو قيس بن عبد مناف بن زهرة بن
كلب يكتب فسأله أن يعلمهما الط.
ث إن بشرًا وسفيان وأبا قيس أتوا الطائف ف تارة فصحبهم غيلن بن سلمة الثقفي فتعلم الط
منهم.
وفارقهم بشر ومضى إل ديار مضر فتعلم الط منه عمرو بن زرارة بن عدس فسمي عمرو الكاتب.
515
فتوح البلدان
ث أتى بشر الشام فتعلم الط منه ناس هناك.
وتعلم الط من الثلثة الطائيي أيضًا رجل من طابة كلب فعلمه رجلًا من أهل وادي القرى فأتى
الوادي يتردد فأقام با وعلم الط قومًا من أهلها.
وحدثن الوليد بن صال وممد بن سعد قال :حدثنا ممد بن عمر الواقدي عن خالد بن الياس عن
أب بكر بن عبد ال بن أب جهم العدوي قال :دخل السلم وف قريش سبعة عشر رجلًا كلهم
يكتبون :عمر بن الطاب وعلي بن أب طالب وعثمان بن عفان وأبو عبيدة بن الراح وطلحة ويزيد
بن أب سفيان وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة وحاطب بن عمرو أخو سهيل بن عمرو العامري من
قريش وأبو سلمة بن عبد السد الخزومي وأبان بن سعيد بن العاصي بن أمية وخالد بن سعيد أخوه
وعبد ال بن سعد بن أب سرح العامري وحويطب بن عبد العزى العامري وأبو سفيان بن حرب بن
أمية.
ومعاوية بن أب سفيان وجهيم بن الصلت بن مرمة بن الطلب بن عبد مناف ومن حلفاء قريش
العلء بن الضرمي.
حدثن بكر بن اليثم قال :حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبد ال بن عبد ال بن عقبة
أن النب صلى ال عليه وسلم قال للشفاء بنت عبد ال العدوية من رهط عمر بن الطاب :أل تعلمي
حفصة رقنة النملة كما علمتها الكتابة وكانت الشفاء كاتبة ف الاهلية.
حدثن الوليد بن صال عن الواقدي عن أسامة بن زيد عن عبد الرحن بن سعد قال :كانت حفصة
زوج النب صلى ال عليه وسلم تكتب.
وحدثن الوليد عن الواقدي عن ابن أب سبة عن علقمة بن أب علقمة عن ممد بن عبد الرحن بن
ثوبان أن أم كلثوم بنت عقبة كانت تكتب.
وحدثن الوليد عن الواقدي عن فروه عن عائشة بنت سعد أنا قالت :علمن أب الكتاب.
516
فتوح البلدان
وحدثن الوليد عن الواقدي عن عبد ال بن يزيد الذل عن سال سبلن عن أم سلمة أنا كانت تقرأ
ول تكتب وحدثن الوليد وممد بن سعد عن الواقدي عن أشياخنا قالوا :أول من كتب لرسول ال
صلى ال عليه وسلم مقدمه الدينة أب بن كعب النصاري.
فكان أب إذا ل يضر دعاء رسول ال صلى ال عليه وسلم زيدبن ثابت النصاري فكتب له.
فكان أب وزيد يكتبان الوحي بي يديه وكتبه إل الناس وما يقطع وغي ذلك.
قال الواقدي :وأول من كتب له من قريش عبد ال بن سعد بن أب سرح ث ارتد ورجع إل مكة
وقال لقريش.
وأشباه ذلك فأنزل ال{ :ومن أظلم من افترى على ال كذبًا أو قال أوحي إل ول يوح إليه شيء
ومن قال سأنزل مثل ما أنزل ال} .فلما كان يوم فتح مكة أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم
عثمان بن عفان وقال :أخي من الرضاع وقد أسلم فأمر رسول ال صلى ال عليه وسلم بتركه ووله
عثمان مصر.
فكتب لرسول ال صلى ال عليه وسلم عثمان بن عفان شرحبيل بن حسنة الطابي من خندف
حليف قريش.
ويقال بل هو كندي وكتب لم جهيم بن الصلت مرمة وخالد بن سعيد وأبان بن سعيد بن العاص
والعلء بن الضرمي.
517
فتوح البلدان
ودعاه يومًا وهو يأكل فأبطأ فقال :ل أشبع ال بطنه.
وقال الواقدي وغيه :كتب حنظلة بن الربيع بن رباح السدي من تيم بي يدي رسول ال صلى ال
عليه وسلم مرة فسمي حنظلة الكاتب.
وكان بعض اليهود قد علم كتاب العربية وكان تعلمه الصبيان بالدينة ف الزمن الول فجاء السلم
وف الوس والزرج عدة يكتبون.
وهم سعد بن عبادة بن دليم والنذر بن عمرو وأب بن كعب وزيد بن ثابت فكان يكتب العربية
والعبانية ورافع بن مالك وأسيد بن حضي وسعد بن الربيع وأوس ابن خول وعبد ال بن أب النافق.
قال :فكان الكملة منهم -والكامل من يمع إل الكتاب الرمي والعوم -رافع بن مالك وسعد بن
عبادة وأسيد بن حضي وعبد ال ابن أب وأوس بن خول وكان من جع هذه الشياء ف فكتب
لرسول ال صلى ال عليه وسلم عثمان بن عفان شرحبيل بن حسنة الطابي من خندف حليف
قريش.
ويقال بل هو كندي وكتب لم جهيم بن الصلت مرمة وخالد بن سعيد وأبان بن سعيد بن العاص
والعلء بن الضرمي.
518
فتوح البلدان
وكان يأكل ف اليوم سبع أكلت وأكثر وأقل.
وقال الواقدي وغيه :كتب حنظلة بن الربيع بن رباح السدي من تيم بي يدي رسول ال صلى ال
عليه وسلم مرة فسمي حنظلة الكاتب.
وكان بعض اليهود قد علم كتاب العربية وكان تعلمه الصبيان بالدينة ف الزمن الول فجاء السلم
وف الوس والزرج عدة يكتبون.
وهم سعد بن عبادة بن دليم والنذر بن عمرو وأب بن كعب وزيد بن ثابت فكان يكتب العربية
والعبانية ورافع بن مالك وأسيد بن حضي وسعد بن الربيع وأوس ابن خول وعبد ال بن أب النافق.
قال :فكان الكملة منهم -والكامل من يمع إل الكتاب الرمي والعوم -رافع بن مالك وسعد بن
عبادة وأسيد بن حضي وعبد ال ابن أب وأوس بن خول وكان من جع هذه الشياء ف فكتب
لرسول ال صلى ال عليه وسلم عثمان بن عفان شرحبيل بن حسنة الطابي من خندف حليف
قريش.
ويقال بل هو كندي وكتب لم جهيم بن الصلت مرمة وخالد بن سعيد وأبان بن سعيد بن العاص
والعلء بن الضرمي.
وقال الواقدي وغيه :كتب حنظلة بن الربيع بن رباح السدي من تيم بي يدي رسول ال صلى ال
عليه وسلم مرة فسمي حنظلة الكاتب.
519
فتوح البلدان
وقال الواقدي :كان الكتاب بالعربية ف الوس والزرج قليلًا.
وكان بعض اليهود قد علم كتاب العربية وكان تعلمه الصبيان بالدينة ف الزمن الول فجاء السلم
وف الوس والزرج عدة يكتبون.
وهم سعد بن عبادة بن دليم والنذر بن عمرو وأب بن كعب وزيد بن ثابت فكان يكتب العربية
والعبانية ورافع بن مالك وأسيد بن حضي وسعد بن الربيع وأوس ابن خول وعبد ال بن أب النافق.
قال :فكان الكملة منهم -والكامل من يمع إل الكتاب الرمي والعوم -رافع بن مالك وسعد بن
عبادة وأسيد بن حضي وعبد ال ابن أب وأوس بن خول وكان من جع هذه الشياء ف قال
الواقدي :وكان جفينة العبادي من أهل الية نصرانيًا ظئرًا لسعد بن أب وقاص.
فاتمه عبيد ال بن عمر بشايعة أب لؤلؤة على قتل أبيه فقتله وقتل ابنيه.
حدثنا اسحاق بن اسرائيل قال :حدثنا عبد الرحن بن أب الزناد عن أبيه عن خارجة بن زيد بن ثابت
قال :أمرن رسول ال صلى ال عليه وسلم أن أتعلم له كتاب اليهود وقال ل :إن ل آمن يهوديًا على
كتاب.
520