Professional Documents
Culture Documents
كان النبي صلى هللا عليه وسلم يصلي في مكة فبدأ المشركون يسبونه ويتطاولون عليه ،وقالوا لبعضهم من يأتينا بسال -
جزور فالن( أحشاء وأمعاء اإلبل ) ،فتطوع أشقى القوم عقبة بن أبي معيط ووضع سال الجزور على ظهر النبي صلى
هللا عليه وسلم وهو ساجد ،وبقي كذلك حتى جاءت ابنته فاطمة وأزالته عنه ،فقال لهم النبي صلى هللا عليه وسلم :يا فالن
ويا بني فالن أهذا حق الجوار ،وقال اللهم عليك بقريش ثالثا ،ثم دعا عليهم :اللهم عليك بأبي جهل اللهم عليك بعتبة بن
ربيعة اللهم عليك بشيبة بن ربيعة اللهم عليك بالوليد بن عتبة اللهم عليك بأمية بن خليفة اللهم عليك بعقبة بن معيط ...
عددهم ستة وقد نسي الراوي من هو السابع ،وكلهم قتلوا في قليب بدر.
لما رأى النبي صلى هللا عليه وسلم ما يتعرض له المسلمون المستضعفين واألشراف منهم أمرهم النبي صلى هللا عليه -
وسلم بالهجرة إلى الحبشة وقال لهم إن بها ملكا ال يظلم عنده أحد ،فكان أو من هاجر عثمان رضي هللا عنه ،وكان هو أول
من هاجر بعد لوطن وكان عدد من هاجر إلى الحبشة .12
كان أبو الصديق ينوي الهجرة أيضا وجد قبيلة اسمها األحابيش وكانت قبيلة قوية وسيدها اسمه أبو الدغنة ،فسأل أبا بكر -
لم تريد الهجرة فأخبره أبو بكر بما يتعرض له من أذى من قريش ،فأعطاه أبو الدغنة الجوار.
بدأ أبو بكر يصدح بالقرآن في الكعبة ،فاشتكت قريش ذلك ألبي الدغنة ،فذهب أبو الدغنة ألبي بكر وأمره أال يصدح -
بالقرآن فرد عليه أبو بكر الجوار.
أم عبد هللا وابنها اتفقوا أن يهاجروا للحبشة على أن يفترقوا ،فلما خرجت التقت بعمر ،فقال لها إلى أين يا أم عبد هللا، -
فقالت له يا عمر سببتمونا وضيقتم علينا فاتركونا نتركم ،فقال :أهي الهجرة يا أم عبد هللا؟ فقالت نعم فقال لها :رافقتك
السالمة.
تأمل عمر وتساءل من رواء هذه هذه الفتنة والهجرة إال محمد صلى هللا عليه وسلم فقرر أن يبحث عنه ويقتله ،فالتقى -
بن َِعيم بن ل ّح ام وكان يكتم إيمانه ،فقال :إلى أين يا عمر؟ فقال ذاهب كي أقتل محمدا ،فقال له أال تبدأ بأهله؟ فقال :من ؟ قال:
فاطمة قال :أو صبأت ،فتوجه إلى بيت فاطمة وكان معهم خباب بن األرث يعلمهم القرآن ،فلما سمعوا طرق عمر رضي
هللا عنه ،خبؤوا خباب ،وخبأت فاطمة الصحيفة وراء ظهرها ،فقال لها :ما هذا الذي وراء ظهرك ،فأبت أن تعطيها له
وقالت له إن فيها القرآن وإنك غير طاهر ومشرك نجس ،ولن أعطيك إياها حتى تغتسل ،فاغتسل وأخذ منها الصحيفة،
فقرأ بسم هللا الرحمان الرحيم وقال هذا كالم طيب فقرأ اآليات األولى من سورة طه فسقط مغشيا عليه وقال :دلوني على
محمد ،فكبر خباب وقال قد أصابتك دعوة محمد صلى هللا عليه وسلم :اللهم أعز اإلسالم بأحد العمرين :عمرو بن هشام
أو عمر بن الخطاب.
توجه إلى دار األرقم بن أبي األرقم ،فأذن له النبي صلى هللا عليه وسلم بالدخول :فقال له أما آن لك يا عمر أن تسلم فأسلم -
وشهد أن ال إله إال هللا ،فكبر الصحابة وأمرهم النبي صلى هللا عليه وسلم بالتفرق حتى ال تعلم بهم قريش ،فقال عمر
رضي هللا عنه :مهال يا رسول هللا أو لسنا على الحق قال صلى هللا عليه وسلم :بلى ،أو ليسوا على الباطل قال صلى هللا
عليه وسلم :بلى قال :فلم نخفي ديننا ،فخرجوا صفين ،وطافوا في مكة صف في عمر وصف فيه حمزة فلم يتجرأ أن
يكلمهم أحد
أعلن عمر بن الخطاب إسالمه ألبي جهل حتى يغيظه ،ثم ذهب عند أفشى الناس للسر وهو جميل بن معمر وأخبره -
بإسالمه من أجل أن ينتشر الخبر في مكة.
عقبة بن أبي معيط وصديق السوء:
دعا عقبة بن أبي معيط إلى طعام فأبى النبي صلى هللا عليه وسلم فأبى أن يأكل حتى يسلم عقبة ،فشهد عقبة بن أبي معيط -
أن ال إله إال هللا حتى ال يكون رفض النبي صلى هللا عليه وسلم األكل سبة له ،فلما انتشر الخبر جاء إليه صديقه أبي بن
خلف وقال له :وجهي من وجهك حرام حتى تذهب إلى محمد وتسبه وتتفل على وجهه ،فاختار عقبة صديقه وذهب وسب
النبي صلى هللا عليه وسلم ،وهنا نزلت اآليات(( :ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيال
لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان لإلنسان خذوال))
أخذ عقبة بن أبي معيط عظما قديما وفتته وقال أنت تدعي أن هللا يحيي هذه العظام بعد أن أصبحت رميما ،فنزل قوله -
تعالى(( :قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أ ّول م ّرة وهو بك ّل خلق عليم))
لما رأى المشركون الناس يدخلون في اإلسالم ،اقترحوا على النبي تنازال وهو أن يعبدوا إلهه يوما وهو يوم ،فرفض النبي -
صلى هللا عليه وسلم ثم اقترحوا عليه أن يعبدوا إلهه أسبوعا وهو يوم واحد فرفض فاقترحوا عليه أن يعبدوا إلهه سنة وهو
يوم واحد ،فرفض ونزل قوله تعالى(( :قُلْ يَا َأيُّهَا ْال َكافِرُونَ ( )1اَل َأ ْعبُ ُد َما تَ ْعبُ ُدونَ (َ )2واَل َأ ْنتُ ْم عَابِ ُدونَ َما َأ ْعبُ ُد (َ )3واَل
َأنَا عَابِ ٌد َما َعبَ ْدتُ ْم (َ )4واَل َأ ْنتُ ْم عَابِ ُدونَ َما َأ ْعبُ ُد ( )5لَ ُك ْم ِدينُ ُك ْم َولِ َي ِدي ِن)) وقال تعالى(( :ودوا لو تُد ِهن فيدهنون))