You are on page 1of 93

‫‪١‬‬

‫تأليف‬

‫ابو طاهر مصباح وتﻼميذ المدرسه النوريه‪.‬‬

‫تنضيد الحروف‬

‫عبد ﷲ المبين‪،‬زيد بن اسﻼم‪،‬تسكين ٰ‬


‫رحمن رتل‪.‬‬

‫تزيين الغﻼف‬

‫ﷴ شفاعت حسين‬
٢


‫‪٣‬‬

‫ﺟﺎء اﺑﻮ ﺑﻜﺮ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻨﻪ‬

‫ﺗﻼﻣﻴﺬ ﻣﻴﺰان اﻟﺼﺮف‬


‫اﻟﻤﺪرﺳﻪ اﻟﻨﻮرﻳﻪ اﺷﺮف اﺑﺎد‪،‬داﻛﺎ‬
‫‪٤‬‬

‫الذين كتبوا‪:‬‬

‫)‪(٢‬ابو طﺎهر‬ ‫)‪(١‬ﺛﻧﺎء ﷲ‬


‫)‪(٤‬اشرف علي‬ ‫)‪(٣‬مﻧير حسين‬
‫)‪(٦‬ابو يوسف‬ ‫)‪(٥‬عرفت علي‬
‫)‪(٨‬عبد الحق‬ ‫)‪(٧‬صﺎلح الدين‬
‫)‪(١٠‬ادريس علي‬ ‫)‪(٩‬ﻧذر اﻻسﻼم‬
‫)‪(١١‬شﺎهد العﺎلم‬
‫‪٥‬‬

‫﷽‬
‫أبو بكر! وﷲ ما أعظم أبابكر!!‬

‫و ل عرفون أبا بكر ؟‬

‫إنه خليفة رسول ﷲ ﷺ ‪ -‬إنه صاحب رسول ﷲﷺ‬


‫الك ف ‪ -‬و ان أفضل من ل مسلم عد رسول‬
‫ﷲﷺ‪ -‬ترن التار خ باسمه و تنورت صفحات‬
‫التار خ بأعماله‪ -‬إفتحوا قلو كم ‪ -‬ونظفوا قلو كم ‪-‬‬
‫و اكتبوا ذا سم قلو كم بمداد النور –‬

‫‪-‬‬ ‫ثم اقرئوا قصته لتعرفوا كيف ان أبو بكر‬


‫وكيف انت أخﻼقه‪..‬‬

‫***‬

‫نزل الو ع ﷴﷺ‪ .‬و خرج‬


‫‪٦‬‬

‫ليدعو الناس إ "ﻻ اله ﷲ ﷴ رسول ﷲ"‬

‫سمﻊ ابو كر و أسـلم ‪ -‬و ما سأل ﷴا ﷺ‬

‫كيف عرف أنك رسول ﷲ ؟ و كيف عرف ان ﷲ‬


‫قد أرسلك الينا ؟ و ما سأل ش ئا ‪ -‬و ذ ب ا‬
‫ﷴﷺ و قال ‪ :‬أش د أن ﻻ اله ﷲ وأش د أن ﷴا‬
‫عبدﻩ ورسوله ‪ -‬اكذا نور سﻼم دخل قلب أ ي‬
‫بكر قبل ل رجل‪..‬‬

‫***‬

‫أبو بكر ان يقول ‪ :‬ﷴﷺ ماكذب حياته مرة ‪-‬‬


‫ف ل و يكذب اليوم ؟ و قول إ ي رسول ﷲ ؟‬

‫ﻻ‪ ..‬ﻻ‪ ..‬الف ﻻ‪..‬‬

‫ان أبا بكر ان رجﻼ سعيدا‪ ،‬و انت سعادته عظيمة‬


‫‪٧‬‬

‫خرج أبو بكر مﻊ ﷴ ﷺ ليدعو الناس إ ﷲ‪.‬‬


‫فأسلم يدﻩ ط ة والز وسعد بن وقاص‬

‫وعبدالرحمن بن عوف وعثمان‪-‬‬

‫***‬

‫مرة ان ﷴ ﷺ أمام الكعبة‪.‬‬

‫جاء اﳌشر ون وأخذوا يضر ون ﷴا ﷺ!!‬

‫أبو بكر سمﻊ ذلك‪.‬و أسرع إ ﷴﷺ لينقذﻩ‪ ،‬كما‬


‫سرع م إ ولد ا عندما سمﻊ أن‬

‫ولد ا سقط النار أو غرق اﳌاء –‬

‫و قال للمشرك ن‪:‬‬

‫أتضرون رجﻼ ﻷنه يدعو الناس إ ﷲ؟‬


‫‪٨‬‬

‫غضب اﳌشر ون ع ا ي بكر فضر وﻩ –‬

‫رض ‪ -‬الناس اخذوا أبا بكر‬ ‫ح سقط ع‬


‫وذ بوا ا ب ته ‪.‬وماذا قال ابو بكر عد ان فتح‬
‫الع ن ؟ ل و سأل طعاما أو ماء ؟‬

‫سأل ‪ :‬أين رسول ﷲﷺ ؟ و كيف‬ ‫ﻻ‪ ...‬أبو بكر‬


‫و ن ؟ قال أحد ‪ :‬ﻻتحزن ! و ن ب ته‪-‬‬

‫قال ‪ :‬و ﷲ‪،‬أنا ﻻ آ ل و ﻻ أشرب قبل‬ ‫أبو بكر‬


‫أن أری رسول ﷲﷺ‪ -‬سبحان ﷲ !‬

‫يحب رسول ﷲﷺ‪.‬‬ ‫كذا ان أبو بكر‬

‫***‬

‫سمﻊ أن أمية عذب‬ ‫ان ﻷمية عبد‪ ،‬أبو بكر‬


‫بﻼﻻ لي ك سﻼم ول جﻊ من النور إ الظﻼم ‪-‬‬
‫‪٩‬‬

‫ومن عبادة ﷲ إ عبادة صنام‪-‬‬

‫ذ ب ا أمية و اش ى بﻼﻻ من امية‬ ‫أبو بﮑر‬


‫بأموال كث ة ‪ -‬ثم أعتقه س يل ﷲ‪-‬‬

‫نجا من أمية ‪ -‬بﻼل نجا من ذلك ا يوان ‪-‬‬ ‫بﻼل‬


‫حياته‪-‬‬ ‫بﻼل ما‬

‫سمﻊ رسول ﷲﷺ ففرح جدا ‪ -‬و قال ‪:‬‬

‫إش يت من ﷲ ا نة يا أبا بكر!‬

‫عم! إن أبا بكر ما اش ى بﻼﻻ من أمية‪،‬‬

‫إنه إش ى من ﷲ ا نة ‪-‬‬

‫و ان عمر يقول ‪ :‬أبو بكر سيدنا و أعتق سيدنا‪-‬‬

‫***‬
‫‪١٠‬‬

‫اﳌسلمون تر وا بيو م وأموال ـم مكة و اجروا‬

‫إ اﳌدينة ‪ -‬لكن أبا بكر ما اجر إ اﳌدينة ‪-‬‬

‫و قال ‪ :‬ل أ اجر ا اﳌدينه و أترك ﷴا‬

‫تحت رحمة ؤﻻء ا يوان ؟‬

‫إن ذا ﻻ ي ون ! إن ذا ﻻ ي ون!‬

‫عرف أن ﷲ سي ل الو ع ﷴ‬ ‫ان أبو بكر‬


‫ﷺ ل اجر إ اﳌدينة ‪ -‬ل ذا و اش ى ناقت ن‪-‬‬
‫اجتمﻊ مشر ون مكة ليقتلوا ﷴا ﷺ‪.‬‬

‫ﷲ أنزل عليه الو ‪ِ -‬اجر إ اﳌدينة يا ﷴ!!‬

‫***‬

‫م ير دون أن ُيطفؤا نور سﻼم‪.‬‬


‫‪١١‬‬

‫و لكن لن ينطفئ نورﻩ ـ إنه سوف ينور الدنيا‪-‬‬

‫من مكة‪.‬‬ ‫خرج ﷴﷺ و أبو بكر‬

‫وذ با ا ك ف‪ -‬ان رسول ﷲﷺ عبانا جدا‪.‬‬

‫و ان عينـه نـوم عميق‪ ،‬فنام‪-‬‬

‫جائت حية و لدغت رجل أ ي بكر ‪-‬‬

‫لكن أبا بكر ما تحرك ‪ -‬ﻷن رأس رسول ﷲﷺ ان‬

‫حضنه ‪ -‬ﷲ أك ! ما أجمل ذا اﳌنظر !‬

‫و ما أعظم ذﻩ القصة!!‬

‫إن ذا قصة حب ﻻ مثال ل ا ‪..‬‬

‫***‬

‫و ماذا حدث مكة ؟ ذ ب اﳌشر ون و ما وجدوا‬


‫‪١٢‬‬

‫ب اﳌشر ون و د شوا‪-‬‬ ‫ﷴا ب ته ‪-‬‬

‫غضب اﳌشر ون و خرجوا من ب ت ﷴﷺ‪-‬‬

‫ب اﳌشر ون ود شوا ‪ -‬أبو ج ل ذ ب‬

‫إ ب ت أ ي بكر ‪ -‬و ذا ا ب ث ان سيد اﳌشرك ن‪.‬‬

‫ب ت ا ى بكر فتحت الباب ‪ -‬و سأل غضبا ‪ :‬أين‬


‫أبو بكر ؟ قالت ‪ :‬ﻻ أعرف‪..‬‬

‫ابو ج ل غضب جدا ‪ -‬و لطم ع وج ا‪-‬‬

‫ب ت ا ى بكر ما بكت أمام اﳌشرك‪-‬‬

‫اع جدا!‬ ‫قالت ‪ :‬إنك تلطم ب تا صغ ة ؟ إنك‬

‫ل م ان‪-‬‬ ‫خرج اﳌشر ون و طلبوا ﷴا و ابا بكر‬


‫ح وصلوا إ ذالك الك ف ‪.‬‬
‫‪١٣‬‬

‫‪ -‬لكن ﷲ نصر ما بحيوان ضعيف‪ ..‬ضعيف جدا ‪-‬‬

‫قدير‪-‬‬ ‫ل‬ ‫و وع‬

‫عد ثﻼثة ايام وصلت ناقتا أ ى بكر ‪-‬‬

‫فخرجا من الك ف ـ ان الطرق طو ﻼ جدا ‪-‬‬

‫و انت الشمس تمطر نارا ‪ -‬و ان عداء يطلبو ما‬

‫ل م ان ‪ -‬ما وصﻼ ا اﳌدينة عد عشرة ايام‪.‬‬

‫***‬

‫مرة قال رسول ﷲﷺ للمؤمن ن‪ :‬أحضروا أموالكم‬

‫اد‪ .‬أخذاﳌسلمون أموال م ووضعوا أمام‬ ‫ل‬

‫رسول ﷲﷺ ‪ -‬رسول ﷲ سأل عمر‪ :‬ماذا تركت‬

‫الب ت؟ و اجاب‪ :‬تركت نصفا واحضرت‬


‫‪١٤‬‬

‫ورسوله ‪ .‬رسول ﷲﷺ سأل ابابكر‪:‬‬ ‫النصف‬

‫يبة‬ ‫وانت يا ابابكر؟ و انت قصة ا ى بكر‬


‫جدا و اجاب‪ :‬ما تركت الب ت ش ئا إﻻ ﷲ‬

‫ورسوله ‪ -‬سمﻊ اﳌسلمون وعرفوا م ان ا ى بكر‪.‬‬

‫***‬

‫ذ بت س تان عد فتح مكة ـ ومرض رسول ﷲﷺ ‪-‬‬


‫رعرف أن شمش ا ياة سوف غرب‪-‬‬

‫د‪،‬لكن‬ ‫رسول ﷲﷺ اراد أن يذ ب ا اﳌ‬


‫ما استطاع ‪.‬فقال ﻻ ي بكر‪ّ :‬‬
‫صل بالـنـاس ﯾا ابابﮑر!‬
‫ِ‬
‫ابو ﮑر ص بالناس ثﻼثة ايام ـ رسول ﷲﷺ ذ ب‬
‫د‪ ،‬و ان أبو كر يص بالناس‪ ،‬فأراد‬ ‫يوما ا اﳌ‬
‫ان يرجﻊ من م انه‪.‬‬
‫‪١٥‬‬

‫‪ .‬ولكن رسول ﷲﷺ قام وراءﻩ و ص ‪.‬‬

‫ﷲ أك !! ما أعظم ابا بكر!! وما اسعد ابا بكر!!‬

‫***‬

‫مات رسولناﷺ‪ ،‬سمﻊ اﳌسلمون ود شوا‪.‬‬

‫جلس اﳌسلمون و وا ‪.‬أخذ عمر سيفا وقال‪:‬‬

‫أقتل من يقول ﷴﷺ مات‪.‬‬


‫ﱠ‬
‫اشد من ل رجل ولكنه عرف‬ ‫ان حزن ا ى بكر‬
‫د وقال‪:‬‬ ‫أن الب اء ﻻ يفيد‪ .‬و ذ ب ا اﳌ‬
‫ً‬
‫أما قرأتم القرآن‪ ،‬أن ﷴاﷺ ان رسوﻻ‪،‬‬

‫وأن ﷴا ان إ سانا‪ ،‬و ل رسول قبله قد مات ـ ف ل‬


‫ترجعون ا ا ا لية عد موت ﷴﷺ‪.‬‬
‫‪١٦‬‬

‫ثم قال أبو بكر‪ ، :‬من ان عبد ﷴا ف ومات‪-‬‬


‫ﻻ يموت‪.‬‬ ‫ومن ان عبد ﷲ ف و‬
‫قام الناس وقالوا‪ :‬انت من اليوم ُ‬
‫امامنا ـ‬

‫انت من اليوم خليفة رسول ﷲﷺ‪-‬‬

‫***‬

‫نزلت مصائب ع اﳌدينة‪ .‬اﳌنافقون خرجوا من‬

‫سﻼم وقالوا ‪ :‬ﻻ عطي ز اة‪ .‬وخرج رجال وقالوا‪:‬‬

‫نحن ان ﯿا ﷲ‪ .‬سمﻊ لب الروم ذلك‪،‬‬

‫فاراد أن ي م ع اﳌدينة ‪ -‬ل رجل خاف ع‬


‫سﻼم‪.‬‬ ‫اﳌدينة ‪ .‬ل رجل خاف ع‬

‫ولكن ابابكر قام ا بل‪.‬‬


‫‪١٧‬‬

‫و قاتل اﳌنافق ن ح أعطوا الز اة وقتل ن ياء‬

‫ال اذب ن ‪ -‬ان رسول ﷲﷺ اراد ان يرسل ج شا إ‬

‫الروم و لكن اﳌوت ما اعطاء الفرصة ‪ -‬فأراد أبو‬


‫بكر أن يرسل ذلك ا ش و أرسل –‬

‫فخاف لب الـروم‪.‬‬

‫***‬

‫ذ بت س تان عد ا ﻼفة ‪ -‬و مات أبو بكر‬


‫صاحب رسول ﷲﷺ ‪ -‬فدفنه اﳌسلمون بجوار‬
‫و إنا إليه راجعون‬ ‫رسول ﷲ ﷺ‪ .‬إنا‬

‫سﻼم عليك يا أبا بكر‪ ..‬سﻼم عليك إ يوم القيامة‪..‬‬

‫أنتم عرفون اﳌلوك ‪ -‬وتقرأون أحوال م –‬


‫‪١٨‬‬

‫م ع شون قصور جميلة ‪ -‬والناس ﻻ يجدون‬

‫ع رؤوس م إﻻ السماء ‪ -‬م يضيعون الطعام‬

‫و يطعمون كﻼ ـم ‪ -‬والناس يجوعون وﻻ يجدون‬

‫طعاما ‪ -‬م يل سون ثيابا جميلة و ثمينة و الناس‬

‫ﻻ يجدون ما يل سون ‪ -‬عندما م يمرضون ‪..‬‬

‫يذ بون ا أمر ا و لندن ‪ -‬والناس يمرضون‬

‫و يموتون بﻼ دواء ‪ -‬يقتلون الناس و ﱠعذبو م‪.‬‬

‫ا م ﻻ يموتون يوما وﻻ يقومون أمام ﷲ‪.‬‬

‫ثم يحبون أن يحمدوا ـ وانظروا ا ا ى بكر‪ .‬أنظروا‬

‫ذا الرجل العظيم‪ .‬و ان ي يﻊ الثياب‬ ‫ا‬


‫السوق‪ .‬و ان ﻻ يأخذ من ب ت اﳌال ش ئا‬
‫‪١٩‬‬

‫‪ .‬فقال الناس‪:‬خذ من ب ت اﳌال ش ًئا‪ .‬وﻻ تضﻊ‬


‫أوقاتك السوق – وعند اﳌوت قال‪:‬‬

‫أخذت حيا ي امو كث ة من ب ت اﳌال‪.‬‬

‫فبيعوا ذﻩ ا ديقة وارسلوا ا ب ت اﳌال ‪ .‬و ان‬

‫يذ ب إ بيوت الناس و حلب الشاة ‪ -‬سبحان ﷲ!‬

‫اين ابو ﮑر واين وﻻء اﳌلوك! نحن اطفال اليوم‬


‫ولكننا رجال الغد!‬

‫نأخذ اخﻼق ا ي بكر و ندخل ا نة باذن ﷲ‪.‬‬

‫رضﯽ ﷲ عنه وعن الصحابة اجمعين‪.‬‬


٢٠

শ াথ
আবু বকর কত মহান.‫مﺎ اعظم ابﺎ بكر‬

আেলািকত হওয়া ‫التﻧور‬ স ত হওয়া ‫التزين‬

নূেরর কািল ‫مداد الﻧور‬ পির করা ‫التﻧظيف‬

তাড়াতািড় করা‫اﻻسراع‬ ভাগ .‫سعﺎدة‬

ডেব যাওয়া (‫الغرق )س‬ উ ার করা ‫اﻻﻧقﺎذ‬

িনভােনা ‫اﻻطفﺎء‬ িনিভেয় যাওয়া ‫اﻻﻧطفﺎء‬

সাপ ‫حية‬ আেলািকত করা‫التﻧوير‬

কাল‫حضن‬ দংশন করা(‫اللدغ)ف‬

হতবাক হওয়া(‫الدهشه )س‬ দৃশ ‫مﻧظر‬

বষণ করা‫اﻻمطﺎر‬ চড় মারা(‫اللطم )ض‬

পােশ‫ بجوار‬স ম হওয়া ‫اﻻستطﺎعه‬

হামলা করা(‫الهجوم )ن‬

আজাদ করা ‫اﻻعتﺎق‬ দাহণ করা(‫الحلب)ض‬


‫‪٢١‬‬

‫أﺳﻠﻢ ﻋﻤﺮ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻨﻪ‬

‫ﺗﻼﻣﻴﺬ اﻟﺼﻒ اﻻول اﻟﻌﺮﺑﻲ‬


‫اﻟﻤﺪرﺳﻪ اﻟﻨﻮرﻳﻪ اﺷﺮف اﺑﺎد‪،‬داﻛﺎ‬
‫‪٢٢‬‬

‫الذين كتبوا‪:‬‬

‫)‪ (٢‬مﻧير حسين‬ ‫)‪(١‬ﺛﻧﺎء ﷲ‪.‬‬


‫)‪ (٤‬محبوب سبحﺎﻧي‬ ‫)‪(٣‬ابو طﺎهر‪.‬‬
‫)‪ (٦‬عرفت علي‬ ‫)‪(٥‬اشرف علي‪.‬‬
‫)‪ (٨‬صﺎلح الدين‬ ‫)‪(٧‬عبد الحق‪.‬‬
‫)‪ (١٠‬ﻧذر اﻻسﻼم‬ ‫)‪(٩‬ابو يوسف‪.‬‬
‫)‪ (١٢‬شهيد العﺎلم‬ ‫)‪(١١‬ادريس علي‪.‬‬

‫)‪ (١٣‬ابو صﺎلح‬


‫‪٢٣‬‬

‫﷽‬

‫)‪ (١‬الـرجـل الـسعيد‬


‫ُ‬ ‫َ‬
‫ثﻼثة قبو ٍر‪-‬‬ ‫ِرة عا شة‬

‫ق رسول ﷲ ﷺ ‪،‬وق أ ي بكر ‪ ،‬وق رجل‪.‬‬

‫أ ـعـرفـون مـن ذلك الرجل السعيد‪،‬الذي س يح‬


‫بجوار رسول ﷲ!؟ إنه عمر بن ا طاب ‪،‬‬
‫خليفة رسول ﷲ عد أ ي بكر ‪ -‬و ان أفضل من‬
‫‪.‬‬ ‫ل مسلم عد أ ي بكر‬

‫ذﻩ اﳌرة‪ ،‬نحب أن نكتب لكم قصة ـذا‬ ‫و‬

‫الرجل العظيم لتأخذوا منه درسا ياتكم‪.‬‬


‫‪٢٤‬‬

‫)‪ (٢‬نصلي في الكعبـة‬


‫قرأتم حياة الرسول‪ ،‬وعرفتم كيف ان أسلم‬
‫عمر ‪.‬وكيف ان ألقى سيفه أمام الرسولﷺ‪.‬‬
‫فﻼ نذكر تلك القصة‪.‬‬

‫ولكن ماذا فعل عمر عد أن أسلم؟‬

‫ان عمر ﻻ يخاف أحدا‪ ،‬و ل أحد ان يخاف‬


‫! و ذ ب إ رسول ﷲﷺ وسأل‪:‬‬ ‫عمر‬
‫ً‬
‫يا رسول ﷲ! ألست ن يا صادقا؟‬
‫ً‬
‫أل س سﻼم دينا صادقا؟‬

‫أجاب الرسول‪ :‬عم… وﻻ شك‪.‬‬

‫حي ئذ قال عمر‪ :‬فإ م نخاف اﳌشرك ن؟‬


‫‪٢٥‬‬

‫و م ن ك الكعبة للمشرك ن؟‬

‫الكعبة؟‬ ‫ليعبدوا ف ا صنام؟ ﳌاذا ﻻ نص‬

‫وﳌاذا ﻻ عبد ﷲ ب ت ﷲ!؟‬

‫رسول ﷲﷺ فرح جدا‪ ،‬وأذن لعمر‪ .‬فخرج عمر‪،‬‬

‫وخرج اﳌسلمون مﻊ رسول ﷲ ﷺليصلوا‬


‫الكعبة ‪.‬اﳌسلمون ذ بوا إ الكعبة‪،‬‬

‫و صلوا امام الكعبة‪،‬‬

‫من ذلك اليوم‪ ،‬خرج سﻼم ضوء ال ار‪،‬‬

‫وعرف اﳌشر ون أن سﻼم دين‪،‬‬

‫وأن سﻼم قـوة‪.‬‬


‫‪٢٦‬‬

‫)‪ (٣‬عمر إلى المــدينـة‬

‫دعا رسول ﷲﷺ ثﻼث عشرة سنة‪.‬‬

‫لكن مشر ي مـكـة مـا تـركـوا عـبــادة صنام‪،‬‬

‫لكن مشر ي مكة ما خرجوا من ا ا لية‬

‫سﻼم!!‬ ‫إ‬

‫قالوا‪ :‬لن ن ك دينا ل ؤﻻء السف اء‪..‬‬

‫قال رسول ﷲ ﷺ للمسلم ن‪ِ :‬‬


‫اجروا إ اﳌـدينـة‪.‬‬

‫ل مسلم تـرك مـكـة ظﻼم الليـل‪،‬و اجر إ‬


‫قـال‪ :‬نخاف اﳌشرك ن‪،‬‬ ‫اﳌـدينـة‪.‬ولـكـن عـمـر‬

‫ون ك مكة ظﻼم الليل!؟ أبدا! أبدا!!‬

‫و ذ ب إ الكعبة ‪ -‬وطاف… وص …‬
‫‪٢٧‬‬

‫ثم أعلن أمـام اﳌـشـركـ ن‪:‬أنا أ اجر إ اﳌدينة‪،‬‬


‫ف ل أحـد يحب أن يضﻊ رأسه تحت سيفي؟‬

‫ولـكـن أحدا مـا قـام لـيـمـنﻊ عـمـر!‬

‫‪ -‬ﻷ م انـوا ـعـرفـون عـمـر!!‬

‫ﻷ م انوا يخافون سيف عمر!!‬

‫)‪ (٤‬عمر في ظﻼم الليـل‬

‫ﻻ ينام ل ظة‪،‬‬ ‫عد ا ﻼفة ان عمر‬

‫ظﻼم الليل طرق اﳌدينة‪،‬‬ ‫و ان يم‬

‫لينام الناس بيو م سﻼم‪.‬‬


‫ً‬
‫فرأى ذات ليلة نـارا مـن ـعــيد‪ ،‬فذ ب إل ا‪،‬‬
‫ورأى ّ‬
‫أن امرأة وضعت ع النار قدرا‪،‬‬
‫‪٢٨‬‬

‫ب عمر وسأل اﳌرأة‪:‬‬ ‫وولد ا يب ي‪.‬‬

‫ما ذﻩ القصة‪ ،‬يا أخ ؟‬

‫أجابت اﳌرأة‪ :‬إن ولدي جا ﻊ جدا‪ ،‬وﻻ طعام‬

‫عندي ﻷطعمه‪ ،‬فوضعت القدر ع النار‬

‫حز نا جدا‪،‬‬ ‫ل سكت و نام‪ .‬رجﻊ عمر‬


‫ً‬
‫وأخذ ع ظ رﻩ طعاما من ب ت اﳌال‪،‬‬
‫عمر طبخ الطعام بــيدﻩ وأطعم َ‬
‫الولد‪.‬‬

‫قالت‪:‬‬ ‫و انت اﳌرأة ﻻ عرف عمر ‪.‬‬


‫ُ‬
‫أفضل من عمر‪.‬‬ ‫أشكرك أ ا الرجل‪ ،‬وﷲ‪ ،‬إنك‬

‫إن عمر يأ ل و نام‪.‬والناس اﳌدينة جا عون‪.‬‬

‫قال‪ :‬عم… و ل رجل أفضل من عمر‪،‬‬ ‫عمر‬


‫‪٢٩‬‬

‫ابه‪،‬‬ ‫كذا ان ﷴﷺ وأ‬

‫كذا يصنﻊ دين ﷲ الرجال!!‬

‫وذات ليلة سـمـﻊ امـرأة تقول لبن ا‪:‬‬


‫قومي وأعطي الل ن مـاء لن َ‬
‫يعه السوق!!‬

‫الب ت قالت‪ :‬ماذا تقول ن يا أمي؟‬

‫منﻊ اﳌسلم ن من ذا؟‬ ‫سمعت أن عمر‬


‫ِ‬ ‫أما‬

‫ﻻ يرانا‪.‬‬ ‫اﳌراة قالت‪ :‬عم… ولكن عمر‬

‫ء‪،‬‬ ‫الب ت قالت‪ :‬ولكن ﷲ يرانا‪ ،‬و يرى ل‬


‫يرى ظﻼم الليل‪ ،‬كما يرى ضوء ال ار‪،‬‬

‫رض وما السماء‪،‬‬ ‫علم ما‬

‫ب جدا‪،‬‬ ‫و‬ ‫سمﻊ عمر‬


‫‪٣٠‬‬

‫َ‬
‫وشكرﷲ! وز ﱠو َج ا بابنه‪.‬‬ ‫فرح عمر‬

‫)‪ (٥‬يا سارية الجبل‬

‫ج شا إ العراق‪،‬‬ ‫مرة أرسـل عمر‬

‫ش‪ ،‬و يوم ا معة‪،‬‬ ‫و ان سار ة أم ا‬

‫يخطب أمام الناس‪،‬‬ ‫ان عمر‬

‫فصاح أثناء ا طبة‪:‬‬

‫يا سار ة ا بل! يا سار ة ا بل!‬

‫فت ب الناس ود شوا‪ :‬ماذا يقول عمر؟‬

‫إن سار ـة مـن ـنـا ـعيد جدا‪،‬‬

‫فكيف سمﻊ سار ة!؟ و عد أيام رجﻊ اﳌسلمون‪،‬‬


‫‪٣١‬‬

‫و رجﻊ سار ة‪ ،‬فاجتمﻊ اﳌسلمون حول سار ة‪،‬‬


‫وسألوا القصة‪ ،‬فقالت سار ة‪:‬‬

‫كنا ميدان القتال‪ ،‬و ان خلفنا جـبـل‪.‬‬

‫فأرادوا أن ي موا علينا من فوق ا بل‪،‬‬

‫‪ ،‬و يقول‪:‬‬ ‫حي ئذ سمعنا صوت عمر‬

‫يا سار ة ا بل!! يا سار ة ا بل!!‬

‫فأخذنا سيوفنا و زمنا عداء‪ ،‬وﷲ‪،‬‬

‫إ ي قد سمعت صوت عمر !‬

‫ورأيت عمر قائما ع اﳌم ‪ .‬وﳌاذا تت بون؟‬

‫سان ما يرسل صوات والصور‬ ‫أما صنﻊ‬

‫سان‪.‬‬ ‫إ عيد؟ فا الذي خلق‬


‫‪٣٢‬‬

‫خلق ا بال والبحار…‬

‫كيف ﻻ ستطيﻊ ان يرسل صوت عمر‬


‫ا اﳌسلم ن؟‬

‫)‪ (٦‬اسكُ ْ‬
‫ت يا عمر‬
‫د‪،‬‬ ‫يخطب اﳌ‬ ‫يوم ان عمر‬

‫فقام رجل وقال ‪ :‬اسكت يا عمر!‬

‫قبـل الـيـوم قـد وجد ٌل منا ثو ا من ب ت اﳌال ‪،‬‬


‫؟‬ ‫فمن اين جاء لك ثو ان ؟ وماذا فعل عمر‬

‫ل و غضب وأمر ان يقتل الرجل؟‬

‫كما يفعل اﳌلوك ؟ ﻻ ‪ ..‬ﻻ ‪ ..‬الف مرة ﻻ‪..‬‬


‫‪٣٣‬‬

‫إن عمر ان تلميذا‪ ،‬مدرسة رسول ﷲﷺ ‪،‬‬


‫ً‬
‫و قال ‪ :‬إن ولـدى قـد وجد مﻊ اﳌسلم ن ثو ا ‪،‬‬
‫ٰ‬
‫فاعط ثو ه‪ ،‬ﻷن ثو ي ان قص ا ‪،‬‬

‫)‪(٧‬ليركب عبده‬
‫خﻼفة عمر‪،‬فتح اﳌسلمون ب ت اﳌقدس‪،‬‬

‫لكن النصارى قـالـوا ‪ :‬ﻻ عطيكم مفتاح اﳌدينة ‪،‬‬


‫ْ ُ‬
‫ليحضر خليفتكم ولياخذ منا مفتاح اﳌدينة‪.‬‬

‫ان سافر ا الشام ‪.‬‬ ‫فاراد عمر‬

‫ناقة ضعيفة‪،‬‬ ‫وخرج مـن اﳌدينة ‪ .‬ان لعمر‬


‫يركب ساعة‪،‬‬ ‫و ان عبدﻩ معه‪ ،‬ف ان عمر‬
‫و ل ل كب عبدﻩ‪ ...‬كذا وصﻼ إ الشام‪.‬‬
‫‪٣٤‬‬

‫‪ ،‬والعرق سيل من‬ ‫وراى الناس أن عـمـر يم‬


‫جسمه‪،‬وعبـدﻩ راكب‪.‬فت ب الناس …ود شوا !‬

‫وعبدﻩ راكب!!‬ ‫فرح الناس وقـالـوا ‪ :‬اﳌلك يم‬

‫با ‪ ،‬ما رأينا ذا اﳌنظر حياتنا !‬

‫أنظروا إ جـمـال سﻼم !‬

‫إن سﻼم يقول‪ :‬اﳌسلم اخ اﳌسلم!!‬

‫ﻻ عبـد وﻻ ملك!! ﻻ غ وﻻ فق !!‬

‫)‪(٨‬كان ﷲ لــه‬
‫ان عمرو بن العاص مصر‪،‬‬
‫ّ‬
‫ل سنـة !‬ ‫و ان ر النيل يجف‬
‫‪٣٥‬‬

‫و ان الناس يظنون أن النيل غضب عل م‪،‬‬

‫ف انـوا يـز ـون فتاة و ُ لقو ا ال ر‪.‬‬

‫ل سـل لـ ـم ال ر مائه ‪.‬و ان الناس يت بون‪،‬‬


‫ُ‬
‫ﻻن ال ر ان يمتﻸ عد ذلك‪.‬‬

‫فقال لـ ـم الشيطان ‪ :‬إن ذا ال ر الـه فاعبدوﻩ !‬


‫ً‬
‫يبا‪ ،‬و من ؟‬ ‫‪،‬نكتب خطابا‬ ‫سمﻊ عمر‬

‫إ عمر بن العاص؟ ﻻ …‬

‫ر النيل‪:‬‬ ‫إنه كتب ا طاب ا‬

‫﷽‬

‫ر النيـل !‬ ‫من خليفة اﳌسلم ن ا‬

‫سان‪.‬‬ ‫ا ا ال ر!! إن ﷲ خلقك دمة‬


‫‪٣٦‬‬

‫فأرسل مائك باذن ﷲ‪.‬‬

‫الناس القوا خطاب عمر النـ ر‪ .‬فامتﻼ ال ر!!‬

‫‪ ،‬ف ان ﷲ ل م ‪،‬‬ ‫ﷲ اك !ﷲ أك !! ـم انوا‬

‫ان يطيع م‪.‬‬ ‫ول‬

‫ا ا الناس!!‬ ‫ف ونوا‬

‫)‪ (٩‬و غربت الـشـمش‬


‫د‪،‬‬ ‫طلﻊ الفجر‪،‬فخرج عمر‪ ،‬ليذ ب إ اﳌ‬
‫ّ‬
‫بالسك ن‪.‬‬ ‫ف م عبد مجو ﱞ ع عمر‬

‫… ومات عد خمسة أيام‪،‬‬ ‫سقط عمر‬

‫مات ذا الرجل العظيم!‬


‫‪٣٧‬‬

‫فبكت عليه السماء و رض !! و ى عليه سﻼم!!‬


‫ُ‬
‫ود ِفن عـمـر بـجـوار رسول ﷲ ﷺ نصف الدنيـا‬
‫‪،‬‬ ‫انت تحت خﻼفة عمر‬

‫لكنه ان ع ش الفقراء‪،‬‬
‫متواضﻊ‬
‫ٍ‬ ‫ان سكن ب ت‬
‫ً‬
‫!! و ان يأ ل طعاما متواضعا!!‬
‫ً‬
‫و ان يل س لبـاسـا متواضعا!!‬

‫رة ‪،‬‬ ‫ان ينام تحت‬

‫ولـكـن مـلـوك رض انوا يخافون عمر‬

‫بإذن ﷲ…‬ ‫ولقائنا ا نة يا عمر‬


٣٨

শ াথ
িব াম করা .‫اﻻستراحه‬ পােশ ‫بِجوار‬

পূণ হওয়া‫اﻻمتﻼء‬. আেলা‫ضوء‬

.. িনে প করা‫اﻻلقﺎء‬ অ কার.‫ظﻼم‬

তির করা(‫ الصﻧع)ف‬এক রােত.‫ذات ليلة‬

হতবাক হওয়া(‫الدهشه)س‬ ডগ.‫قدر‬

হামলা করা (‫الهجوم)ن‬ খােটা.‫قصير‬


পরা জত করা (‫ الهزم)ن‬সাধারণ ‫متواضع‬

িকেয় যাওয়া(‫الجفﺎف)ض‬ . ঘাম. ‫عرق‬

সন বািহনী‫ جيش)ج( جيوش‬আেশপােশ ‫حول‬

বাকা,িনেবাধ ‫سفيه )ج( سفهﺎء‬

রা া,পথ‫طريق )ج( طرق‬


٣٩
‫‪٤٠‬‬

‫﷽‬
‫‪،‬‬ ‫ان عمر بن ا طاب يقـول عـن ا ی ٍ‬
‫بﮑر‬
‫ابو بكر سيدنا وأعتق سيدنا‪،‬‬

‫فمن و سيد عمر ؟‬

‫ومـن ـو سيدنا‪ ،‬الذي اعتقه أبو كر الصديق ؟‬

‫إنه بﻼل بن َر ٍاح ‪.‬‬

‫***‬

‫سمعون صوت ذان ‪ ،‬ﷲ اك ‪ -‬ﷲ اک ‪-‬‬

‫ل يوم‪ ،‬يدعوكـم اﳌـؤذن‪،‬‬ ‫ات‬


‫خمس مر ٍ‬

‫يدعوكم ا الصلوة ‪ ..‬إ الفﻼح‪.‬‬


‫‪٤١‬‬

‫ـد‪ ،‬وتـقـومـون أمام ﷲ ‪.‬‬ ‫ف سرعون ا اﳌ‬

‫دون ‪.‬‬ ‫و‬ ‫تصلون‬


‫ُ‬
‫سﻼم ؟‬ ‫فمن و أول ٍ‬
‫مؤذن‬
‫ّ‬
‫دﻩ؟‬ ‫يؤذن لرسول ﷲﷺ م‬‫الذي ان ِ‬
‫!‬ ‫من و؟ إنه بﻼل بن ر اح‬

‫ليلة اﳌعراج‪ ،‬رأى رسولنا ﷺ قصرا جميﻼ‬

‫ا نة‪ .‬فسأل ج يل ‪ :‬من صاحب ذا القصر‬


‫ا ميل يا ج يل؟ فأجاب ج يل ‪:‬‬

‫إنه بﻼل بن ر اح ‪ .‬ومن الدنيا ﻻ عرف بﻼﻻ ؟‬


‫! ومن الدنيا ﻻيحب بﻼﻻ ؟!‬

‫ل مسلم عرفه و حبه و يح مه !!!‬


‫‪٤٢‬‬

‫الكبار !‬
‫عرف الصغار‪ ،‬كما عرفه ِ‬
‫يحب الصغار‪ ،‬كما يحب الكبار!‬

‫و ح م الصغار‪ ،‬كما يح م الكبار!‬

‫كيف ﻻ ‪ . .‬و ـو مـؤذن الرسول ﷺ‪.‬‬


‫ﱠ‬
‫وكيف ﻻ ‪ ..‬وقد شرﻩ الـرسـول با نة !؟‬

‫***‬

‫يا براعم يمان ! آ ا طفال !!‬


‫ْ‬
‫نقصص عليكم قصة حياته سطو ٍر‪.‬‬ ‫عالوا‬
‫ّ‬
‫فحياته ل ا نور ونور!!‬

‫***‬

‫عبدا لرجل من قرش ‪،‬‬ ‫و ان سيدنا بﻼل‬


‫‪٤٣‬‬

‫اسمه أمية بن خلف‪ -‬ان عبدا ح شيا‪،‬‬

‫اش اﻩ امية ليخدمه و ر غنمه‬

‫و ان العبيد تلك يام ع شون ع شا ذليﻼ ‪،‬‬


‫ا م حم او كﻼب ۔‬

‫والعطش‪.‬‬
‫ِ‬ ‫و ان الناس عذبو م بالضرب وا وع‬
‫ف ان العبيد ي تظرون اﳌوت تحت عـذا م –‬
‫وكـان اﳌ ُ‬
‫ـوت أحب إل م من ا ياة ‪-‬‬

‫و ان أمية اشر الناس‪ -‬ان ﻻ يملك قلبه ذرة‬

‫سان ‪،‬‬
‫مـن الـرحمـة‪ .‬إنه ان ذئبا صورة ا ٍ‬
‫ً‬
‫أو شيطانا صورة شر‪ .‬و ان سيدنا بﻼل‬
‫عبدا له‪ ،‬يخدمه و ر غنمه و ذوق عذابه ‪-‬‬
‫‪٤٤‬‬

‫***‬

‫وﳌا ُ عث رسولنا ﷺ ‪ ،‬انت الدنيا ل ا ظﻼم‬


‫انت الشمـس تـنـور الـدنيا بنور ا ‪.‬‬

‫و ان القمر يطلﻊ‪ ،‬فتب سم الدنيا ضوئه‪.‬‬

‫ولكن قلوب الناس انت مظلمة‪-‬‬

‫انت القلوب مظلمة‪ ،‬ﻷ م انوا عبدون صنام‬

‫دون لﻼصنام‪،‬‬ ‫وﻻ عبدون ﷲ ۔ وﻻ م انوا‬

‫دون للـه‪ -‬ف انت الدنيا ظﻼم الشرك ‪-‬‬ ‫وﻻ‬

‫و ان الناس ظﻼم ا ا لية‪-‬‬

‫فبعث ﷲ رسوله ﷴا ﷺ‪،‬ليدعو الناس ا ﷲ‪،‬‬


‫و خرج م من ظلمـات الشرك إ نور التوحيد ‪-‬‬
‫‪٤٥‬‬

‫ٓفامن به ٌ‬
‫عدد من الضعفاء والفقراء والعبيد‪،‬‬

‫اما غنياء والرؤساء فقالوا ‪ :‬إنه ساحر أومجنون‪،‬‬


‫و نا به ل افرون ‪ .‬وقالوا ‪:‬أن ك دين باء و جداد‬
‫ون ﱠ بﻊ ﷴا ؟ أنكفر بالﻼت ّ‬
‫والعزى ونؤمن بمحمد‪.‬‬

‫ابدا !! أبدا !!‬

‫***‬

‫من عمله‪.‬‬ ‫وذات مساء‪ ،‬عاد بﻼل‬

‫فوجد سيدﻩ يتحدث مﻊ أصدقائه ‪.‬‬

‫انوا يتحدثون عن ﷴ ﷺ وعـن دينه ا ديد‪.‬‬

‫و انوا غيظ وغضب ‪-‬سمﻊ بﻼل‬

‫حديث القوم ‪ ،‬فت ب كـثـيـرا‪،‬‬


‫‪٤٦‬‬

‫وقال نفسه ‪ :‬عاش ﷴ ﷺ مكة أر ع ن سنة‬


‫من عمرﻩ ‪ -‬والناس عرفونه ‪ ،‬كما عرفون أبنا م‪.‬‬

‫إنه ما كذب مرة‪ ،‬وما خان أبدأ ‪ .‬ما ظلم إ سانا‬


‫َ‬
‫وما شتم أحدا ‪ .‬أفيكذب اليوم ﷲ و خون؟ كﻼ‪...‬‬

‫يفكر‪ ..‬ولكن ‪ ..‬ﳌاذا غضب الناس‬ ‫واخذ بﻼل‬


‫ع ﷴﷺ ؟ماذا يقول ﷴ ح غضب امية؟‬

‫إ اي ش ٍ يـدعـو محـمـد ح غضب ذا‬


‫الشيطان؟سأذ ب غدا إ مـحـمـد ‪-‬‬

‫ﻷسأله عن دينه وأعرف عن دعوته‪.‬‬


‫ً‬
‫ذ ب بﻼل إ رسول ﷲﷺ وسأله قائﻼ ‪ :‬ما و‬

‫تدعونا أ ا م ن؟‬ ‫دينك يا ﷴ!؟ وا اى‬


‫‪٤٧‬‬

‫فقال الرسولﷺ ‪ :‬تؤمن با وحدﻩ ‪ ،‬وﻻ شرك به‬


‫ش ئا ۔ وتؤمن بمحمد رسول ﷲﷺ‪ ،‬وتـكـفر‬
‫باﻷصنام ‪ ،‬ال ﻻ تضر وﻻ تنفﻊ ‪ ..‬ﻻ سمﻊ‬

‫وﻻ تنصر‪..‬تؤمن با وتدخل ا نة !‬

‫تكفر باﻻصنام وتنجو من النار!‬

‫لﻺسﻼم !‬ ‫و نـا شـرح ﷲ صدر بﻼل‬

‫أسلم بﻼل ودخل دين ﷲ !‬


‫ً‬
‫عاد بﻼل مسرورا بنعمة سﻼم !‬
‫عاد و قد إمتﻸ ُ‬
‫قلبه بنور يمان !‬

‫ﷲ عنك يابﻼل!‬ ‫فقولوا ا ا طفال ! ر‬


‫‪٤٨‬‬

‫وﳌا سمﻊ امية أن عبدﻩ بﻼﻻ قد أسلم ‪ ،‬غضب‬


‫غضبا شديدا ‪ .‬واخذ يقوم و قعد و قول ‪:‬‬

‫عبد من عبيدي‪ ،‬ي ك دين الﻼت والعزى و بﻊ‬


‫مـحـمـدا؟ أ ُ ان الﻼت والعزى وانا ؟!‬
‫ً‬
‫أبدا !! أبدأ !!‬

‫يح ما بلغ يا بﻼل!‬ ‫دعا امية بﻼﻻ وقال ‪ :‬أ‬

‫؟!اجاب بﻼل ‪ :‬عم ‪ ..‬يا سيدى‬ ‫ل أسلمت يا ح‬


‫! وﷲ‪،‬انه لصادق ‪.‬لم ستطﻊ امية ان سمﻊ اك ‪،‬‬
‫فصاح قائﻼ ‪ :‬اقول لك يا اسود! إرجﻊ ا دين الﻼت‬
‫ً‬
‫والعـزى‪ ،‬أت ُـر ْك مـحـمـدا ودينه‪ -‬و ﻻ‪ ..‬س نال عقابا‬
‫ً‬
‫شديدا ‪ .‬ولكن بﻼﻻ لم يخف من وعيد امية ‪.‬‬

‫فقد ذاق حﻼوة يمان! وعرف طر ق ا نة !!‬


‫‪٤٩‬‬

‫‪ :‬إفعل ماترد يا عبد الﻼت‬ ‫آجاب سﯿدنا بﻼل‬


‫ً‬
‫والعزى ! فلن اترك ﷴاﷺ ودينه ‪.‬‬

‫لن ارجﻊ من النور ا الظﻼم ‪ ،‬ولو قتلت الف مرة‪.‬‬

‫ولطم امية ع وجه بﻼل‪ ،‬وصاح قائﻼ ‪ :‬إذن‬

‫تموت ﯾا اسود! مـوت الكﻼب وا ناز ر‪.‬‬

‫***‬

‫دعا امية شبان قر ش‪ .‬وقالوال م ‪ :‬إذ بوا به و‬


‫َ‬ ‫ّ‬
‫عذبوﻩ‪ -‬عذبوﻩ ح يكفر بمحمد او يموت‪-‬‬ ‫ِ‬
‫راء‪ ،‬والقوﻩ‬ ‫فخرجوا به الظ ة إ ال‬

‫رة‬ ‫ع الرمل ا ار ‪ .‬ثم وضعـوا فـوق صدرﻩ‬


‫عظيمـة‪ ،‬ی ﻻ يتحرك ‪.‬‬
‫‪٥٠‬‬

‫ل يوم ‪ -‬الشمس‬ ‫وتكرر ذا العذاب الوح‬


‫ً‬
‫رة عظيمة‪،‬‬ ‫تمطر نارا ‪ .‬و ﻼل فوق صدرﻩ‬

‫ﻻ ستطيﻊ ان يتحرك ‪ .‬ولكن بﻼﻻ لم ي لزل ايمانه‬


‫‪ -‬انوا عذبونه و ان يقول‪ :‬أحد ‪ ..‬أحد!!‬

‫انوا يضرونه ‪ ،‬و ان يقول ‪ :‬أحد ‪ ..‬أحد !!‬

‫انوا يقولون ‪ :‬قل ‪ . .‬ر ي الﻼت والعزى ‪،‬‬

‫ف ان يقول ‪ :‬أحد‪..‬احد ‪ ..‬ﷲ احد‪.‬‬

‫***‬
‫ً‬
‫وﳌا سمﻊ رسول ﷲ ﷺ ذلك‪ .‬حزن حزنا شديدا ‪،‬‬
‫ور ﱠق قلبه لبﻼل – فدعا ﷲ أن يجعل له مخرجا ‪-‬‬

‫وذات يوم قال رسول ﷲﷺ ﻷ ى بكر ‪:‬‬


‫‪٥١‬‬

‫لو ان مال لصت بﻼﻻ مـن أيد م ‪-‬‬

‫وذ ب ا امية ‪ -‬فـوجـدﻩ عذب‬ ‫فخرج أبو كر‬


‫رة عظيمة و و قول‪:‬‬ ‫بﻼﻻ۔ فوق صدرﻩ‬
‫أحد‪..‬أحد ‪-‬السماء تمطر نارا و و يقول ‪ :‬احد‪..‬أحد‬

‫سيل الدم حمر من جسدﻩ سود‪،‬‬

‫و و يقول ‪:‬أحد‪ ..‬أحد‪..‬‬

‫ذا اﳌنظر‪ ،‬فسالت الدموع من‬ ‫رأى ابو بكر‬


‫عينه وقال ﻻمية ‪ :‬أﻻ ست مـن اللـه يا امية ؟‬
‫أ عذب رجﻼ يقول ر ي اللـه؟‬

‫بكث من اﳌال‪،‬‬ ‫ثم اش اﻩ ابو ﮑر‬

‫وأعتقه لوجه ﷲ فقال عمر بن ا طاب ‪:‬‬

‫ابو بﮑر سﯿدنا‪،‬واعـتـق سيـدنا‪.‬‬


‫‪٥٢‬‬

‫وﳌا سمﻊ رسول ﷲﷺ ذﻩ ال شرى‪،‬‬


‫ً‬
‫شكرا ودعا ﻻ ي بكرخ ا‬ ‫د‬ ‫فرح فرحا كث ا‪ ،‬و‬

‫***‬
‫ْ‬
‫مرت سنة وش ور عد ال رة ا اﳌدينة‪.‬‬

‫اراد ابوج ل أن يمحو سﻼم مـن وجـه رض‪.‬‬

‫أ راد أن يمحو سﻼم بقوة السﻼح ‪-‬‬

‫فخرج ج ش عظيم ا اﳌدينة‪.‬‬

‫بﻼل‪ -‬وعلم امية أن‬


‫سيقتل امية بدر و بيد ٍ‬
‫رسول ﷲ ﷺ قال عنه‪:‬وﻻ ينطق إﻻ بالو ‪.‬‬
‫ً‬
‫و ان عرف امية مﻊ كفرﻩ أن ﷴا ﻻ يكذب‪.‬‬

‫فخاف ن سه واراد ان يمكث مكة‬


‫‪٥٣‬‬

‫وﻻ يخرج مﻊ القوم ‪ .‬فأخذ الناس يقولون ‪:‬‬


‫إنما انت من ال ساء ياجبان! فال س ا مار ُ‬
‫واقعد‬ ‫ِ‬
‫مع ن الب ت ‪ .‬واخ ا خرج امية مﻊ ا ش‪ .‬أنما‬
‫ك ش ساق ا اﳌذبحة‪ .‬وﳌا علم رسول ﷲ ﷺ‬

‫اب ليقاتل اﳌشرك ن ‪-‬‬ ‫قرش ‪ ،‬خرج مﻊ ا‬


‫ٍ‬ ‫بأمـر‬

‫وخرج بﻼل مﻊ اﳌسلم ن‪.‬‬

‫***‬

‫واجتمﻊ الفر قان بدر‪ .‬فر ق مع م أس ة كث ة‪-‬‬

‫وفر ق سﻼم ل م إﻻ يمان با ‪ ،‬والشوق‬

‫ا الش ادة !! ولكن ﷲ نصر اﳌسلم ن باﳌﻼئكة‪،‬‬


‫ُ‬
‫ف زموا قر شا وق ِتل سيـد ـم ابوج ل ‪-‬‬
‫‪٥٤‬‬

‫ووقﻊ امية بن خلف أمام بﻼل ‪ ..‬فخاف ‪..‬‬


‫خاف ُ‬
‫جﻼد قر ش وجف كبدﻩ واراد ال روب ۔‬
‫ً‬
‫ـم علـيـه‬ ‫لم ي ك له الفرصة ‪.‬‬ ‫ولكن بﻼﻻ‬

‫سﯿفه‪ ،‬وصاح قائﻼ ‪ :‬يا انصارﷲ ! أ ا اﳌ اجرون!‬


‫ما نجوت إن نجا امية ‪ .‬فطار عدد من اﳌسلم ن ا‬
‫اميـة واخذوﻩ مـن ل جانب ‪ -‬فقتلوﻩ والقوﻩ النار‪.‬‬

‫***‬
‫ّ‬
‫فكر رسول ﷲ ﷺ كيف يجمﻊ الناس للصلوة اذا‬
‫ابة ‪ :‬أش ِعل نارا‬ ‫دخل وق ا ‪.‬؟ فقال عض ال‬
‫عنـد كـل صـلـوة‪ ،‬فيعرف ا الناس أن الصلوة‬
‫قائمة وقال البعض غ ذلك ‪.‬ولكن رسول ﷲﷺ‬
‫قال ‪ :‬ﻻ ذا وﻻ ذلك و نما أنتظر مـن اللـه أمـرا ۔‬
‫‪٥٥‬‬

‫ابة منامه‪ ،‬أن مل ا‬ ‫و الليلة رأى عض ال‬


‫نزل من السماء وعلمه لمات ذان ‪.‬‬

‫وﳌا علم رسول ﷲ ﷺ ذلك‪ ،‬قال ‪ :‬ذا من ﷲ ‪،‬‬

‫وﻻ شق ! ثم أمر اﳌسلم ن باﻻذان ‪-‬‬

‫ولكن ‪ ..‬من ي ون اﳌؤذن ؟‬

‫ومن سي ون له ذا الشرف ؟‬
‫‪ ! .‬عم ‪..‬إختار الرسول‬ ‫إنه بﻼل بن ر اح‬

‫ل ذا الشرف العظيم‪. -‬‬ ‫بﻼﻻ‬


‫ﱠ‬
‫‪ .‬إنه لشرف عظيم‪ !.‬وذات مرة أذن بﻼل لصلوة‬
‫الفجر‪ ،‬فلم س يقظ رسول ﷲ ﷺ‪ .‬فذ ب بﻼل‬
‫وقام ع بابه ‪ ،‬وقال بصوت عال ‪ :‬الصﻼة خ مـن‬
‫الـنـوم ! ‪ ..‬قال ذلك مرت ن‪-‬‬
‫‪٥٦‬‬

‫فاس يقظ رسول ﷲ وخرج قائﻼ ‪:‬‬

‫ما أجمل ذﻩ ال لمة يا بﻼل! إجعل ا اذانك ‪-‬‬

‫***‬

‫وفتح رسول ﷲ ﷺ مكة ‪ ،‬وعاد اﳌسلمون ا‬


‫ديار م ‪ ،‬وكسروا صنام اﳌعبودة ‪،‬‬

‫و دموا اﳌعابد ‪ -‬ودخل رسول ﷲ ﷺ الكعبة‪.‬‬


‫واختار بﻼﻻ ليدخل معه ‪ -‬و انت داخل الكعبة‬
‫أصنام كث ة‪ .‬انت ثﻼث مأة وستون صنما ۔ فاخذ‬
‫ً‬
‫الـرسول ع ً ‪.‬وكسر ا جميﻊ صنام قائﻼ‪:‬‬

‫قل جاء ا ق وز ـق الباطل‪ ،‬إن الباطل ان‬


‫ز وقا وتط رت الكعبة من رجس صنام‬
‫خالصة‪.‬‬ ‫وأصبحت‬
‫‪٥٧‬‬

‫‪.‬وأمر الرسول بﻼﻻ ان يؤذن من فوق‬


‫ﱠ‬
‫الكعبة‪ .‬فصعد بﻼل واذن ‪ :‬ﷲ اك ‪ ..‬ﷲ اك ‪..‬‬

‫وسمﻊ اﳌشر ون صوت ذان فت بوا وقالوا ‪:‬‬

‫من ذا الذي يؤذن ؟! بﻼل بن ر اح ؟!‬

‫الذي كنا عذب و و يقول ‪ :‬احد ‪ ..‬احد ؟!‬

‫عم ‪ ..‬ا ا اﳌشر ون ! ذا بﻼل بن ر اح‬

‫!! وانظروا كيف شرف سﻼم !‬ ‫عبدكم ا‬

‫انظروا كيف يصنﻊ دين ﷲ الرجال !!‬

‫باﻷمس ان عبـدا مـن عبيدكم !‬

‫والـيـوم ـو مـؤذن الرسول وسيد اﳌسلم ن !!‬


‫َ‬
‫سﻼم أ ا الناس!!‬ ‫أو عد ذا ُش ﱡ ون‬
‫‪٥٨‬‬

‫***‬

‫و عد وفاة الرسول ذ ب بﻼل إ ا ي بكر وقال ‪:‬‬


‫ّ‬
‫يا خليفة رسول ﷲ ! إ ِ ى ار د أن أجـا ـد‬
‫َ‬
‫س يل ﷲ ح اموت‪.‬‬

‫قال ابو بكر‪ :‬ومن يؤذن لنا ؟‬

‫قال بﻼل ‪ :‬ا ى ﻻ أؤذن ﻻحد عد رسول ﷲ !‬

‫قال ابو كر ‪ :‬بل إبق اﳌدينة وأذن لنا يا بﻼل!‬


‫وﻻ ْ‬
‫عذبنا بفراقك ‪.‬‬

‫فقال بﻼل ‪ :‬سمعا وطاعة يا خليفة الرسول !‬

‫و عد وفاة ا بكر‪ ،‬خرج بﻼل مﻊ طائفة مـن‬


‫‪٥٩‬‬

‫ا ا دين س يل ﷲ‪ ،‬ووصلوا ا أرض الشـام‪،‬‬

‫وذات ليلة‪ ،‬راي بﻼل منامه رسول ﷲ‪.‬‬


‫ٓ‬
‫رأسه قائﻼ ‪ :‬أ س ت يا بﻼل!‬ ‫راﻩ يب سم و م‬

‫واس يقظ بﻼل ‪ ،‬فب ى ب اء شديدا‪ ،‬وخرج من‬


‫دمشـق مشتاقا ۔‬

‫فاسـرع الـنـاس الـيـه وسألوﻩ قائﻼ ‪ :‬ا اين يا بﻼل!‬

‫قال بﻼل و و يب ي ‪ :‬حبي قد دعا ي اﳌدينة‪.‬‬

‫و عد سفر طو ل‪ ،‬وصل بﻼل ا اﳌدينة‪ ،‬ودخـل‬

‫د‪ ،‬وقام امام روضة رسول ﷲﷺ‪ .‬۔‬ ‫اﳌ‬

‫السﻼم عليك يا رسول ﷲ !‬

‫عبدك بﻼل ما سيك يا رسول ﷲ !!‬


‫‪٦٠‬‬

‫ﱠ‬
‫وحان وقت الصلوة‪ .‬فصيد بﻼل واذن !‬

‫اذن بﻼل ما ان يؤذن امام رسول ﷲ !!‬

‫اب رسول ﷲ صوت بﻼل و و يؤذن‪،‬‬ ‫وسمﻊ أ‬

‫فخرجوا من بيو م يب ون !‬

‫واخذوا بﻼﻻ يقبلون!!‬

‫ا م تذكروا ايام الرسول !!‬


‫مات بﻼل الشام مجا دا س يل ﷲ ‪ُ .‬‬
‫ود ِفـن‬

‫دمشق ‪ -‬ف يئا لك يا ارض دمشق !‬


‫اللهم ارزقﻧﺎ ايمﺎﻧﺎ صﺎدقﺎ كمﺎ رزقته عبدك بﻼﻻ!‬

‫رضﯽ ﷲ عنه وعن الصحابة اجمعين‪.‬‬


‫‪٦١‬‬

‫قصة خ يب ن دى‬

‫اﺑﻮ ﻃﺎﻫﺮ اﻟﻤﺼﺒﺎح‬


‫‪٦٢‬‬

‫﷽‬
‫أسره المشركون و عذبوه!‬
‫قتله المشركون وصلبوه!!‬
‫عذبوه و قتلوه و صلبوه!!!‬
‫ﻷﻧه قﺎل‪ :‬ربي ﷲ‪ ،‬و ﷴ رسول ﷲ‪.‬‬
‫عذبوه و قتلوه و صلبوه!!!‬
‫ﻻﻧه خرج من ظﻼم الشرك الى ﻧور اﻻسﻼم‬
‫من غﺎبة الكفر إلى حديقة اﻻيمﺎن‪.‬‬

‫‪.‬واحد من أولئك‬ ‫اﻧه خبيب بن عدي‬


‫الشهداء‪،‬الذين هم أحيﺎء عﻧد ربهم يرزقون ۔‬
‫و إليكم اﻵن قصة هذا الشهيد العظيم‪ ،‬كﺎن في‬
‫يﺛرب )اسم المديﻧة المﻧورة سﺎبقﺎ( قبـيلـتـﺎن‬
‫خزرج‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫أوس وقبيلة‬
‫مشهورتﺎن ‪ :‬قبيلة ٍ‬
‫‪٦٣‬‬

‫أوس‪،‬‬
‫قبيلة ٍ‬ ‫كﺎن سيدﻧﺎ خبيب بن عدي‬

‫ولمﺎ هﺎجر رسول ﷲ ﷺ إلى المديﻧة المﻧورة ‪،‬‬

‫الى رسول ﷲﷺ‪،‬واسلم على يده‬ ‫جﺎء خبيب‬


‫وأخذ مكﺎﻧه من المسلمين ‪،‬‬

‫يحب الﻧبي حبﺎ شديدا ً‪.‬‬ ‫و كﺎن سيدﻧﺎ خبيب‬

‫فكﺎن يقضى ليله و ﻧهﺎره في صحبة الرسول‪،‬‬


‫بخدمه و يتعلم مﻧه اﻻيمﺎن والقرآن‪.‬‬
‫و يقوم الليل و يصوم الﻧهﺎر‪ ،‬ليﻧﺎل سعﺎدة الدﻧيﺎ‬
‫واﻵخرة ‪،‬‬
‫و بعد سﻧة من الهجرة وقعت غزوة بدر‪.‬‬
‫كﺎن عدد المسلمين فيهﺎ ‪.٣١٣‬‬
‫أمﺎ المشركون فكﺎﻧوا الف ُمقﺎتل‪ .‬و لكن ﷲ ﻧصر‬
‫المسلمين بﺎلمﻼئكة ‪ ،‬فهزموا قريشﺎ‪.‬‬
‫‪٦٤‬‬

‫أسروا سبعين ‪ ،‬و قتلوا سبعين‪..‬‬


‫فعﺎد المسلمون إلى المديﻧة مﻧتصرين!‪.‬‬
‫و عﺎد المشركون إلى مكة مهزومين‪.‬‬
‫و لكﻧّهم مﺎ ﻧسوا قتلى بدر‪.‬‬
‫فحلفوا امﺎم الكعبة بﺎسم الﻼت و العزى‬
‫و قﺎلوا ‪ :‬الﺛأر الﺛﺎر!! ‪.‬‬
‫لن يجف دمك يﺎ أبﺎ عكرمة!!‬
‫و لن تجف دمﺎئكم يﺎ قتلى بدر!!‬
‫علم رسول ﷲﷺ ذلك‪،‬فﺎختﺎر عشرة من أصحﺎبه‪.‬‬
‫و أرسلهم الى أرض العدو ليعرفوا اخبﺎرهــم‪.‬‬

‫واحدا من هؤﻻء‬ ‫و كﺎن خبيب بن عدی‬


‫العشرة‪ ،‬و كﺎن عﺎصم بن ﺛﺎبت اميرهم ‪ .‬و كﺎن‬
‫اصحﺎب رسول ﷲ يحبون الموت في سبيل ﷲ‪،‬‬
‫‪٦٥‬‬

‫وﻻ يخﺎفون ‪ .‬و لمﺎذا يخﺎفون الموت ؟‬


‫و كل ﻧفس ذائقة الموت‪.‬؟!‬
‫أﻻ يموت من ﻻ يترك بيته‪،‬‬
‫وﻻ يخرج في سبيل ﷲ ؟!‬
‫ألم يقل ﷲ في القرآن ‪:‬‬
‫أين ما تكونوا يدرككم الموت ؟!‬
‫و كﺎن أصحﺎب رسول ﷲ يشتﺎقون الى الشهﺎدة ‪.‬‬
‫و يبحﺛون عﻧهﺎ‪،‬وكيف ﻻ يشتﺎقون إليهﺎ ؟‬
‫أمﺎ قرأوا في القرآن ‪:‬‬
‫ﻻ تحسبن الذين قتلوا في سبيل ﷲ امواتا‪،‬‬
‫بل أحياء عنـد ربهم يرزقون‬
‫أمﺎ سمعوا الرسول يقول ‪ :‬إن أبواب الجﻧت‬
‫تحت ظﻼل السيوف ‪.‬‬
‫‪٦٦‬‬

‫ﻧعم‪ ..‬خرج هؤﻻء العشرة من المديﻧة و سﺎروا‬


‫في سبيل ﷲ‪ .‬حتى وصلوا الى "الهداة“‬
‫)اسم مكﺎن( و علم بﻧو ﻧحيﺎن )قبيلة من‬
‫قبﺎئل العرب( أن جمﺎعة من المسلمين‪،‬‬
‫ﻧزلوا بﺎلهداة وهم ﻻ يريدون على عشــرة‪.‬‬
‫ففرحوا و قﺎلوا ‪ :‬خذوا أسلحتكم و اخرجوا‪.‬‬
‫يﺎ رجﺎل ! و أدركوا هذا الصيد الﺛمين‪.‬‬
‫فخرج مﺎئة رجل مﻧهم‪ ،‬يبحﺛون عن هوﻻء‬
‫العشرة حتى وصلوا الى الهداة ‪،‬‬
‫و أصحﺎبه بﺎلخطر‬ ‫و لمﺎ أحس عﺎصم‬

‫صيدوا على راس جبل ‪،‬‬


‫فﺎحﺎط بهم القوم و قﺎلوا ‪ :‬إﻧزلوا اليﻧﺎ و لكم‬
‫العهد و الميﺛﺎق أن ﻻ ﻧقتل مﻧكم أحدا ً‬
‫‪٦٧‬‬

‫و لكن عﺎصمﺎ كﺎن يعرف أن الكﺎفر ﻻ يوﺛق‬


‫بعهده و ميﺛﺎقه ‪ ،‬إﻧه ﻻ يؤمن بﺎ وﻻ بﺎﻵخرة‪.‬‬
‫فمﺎذا يمﻧعهم من الغدر ؟‬
‫و اي شي يحملهم على الوفﺎء ؟؟‬
‫بﺎﻷمس جﺎؤوا الى الﻧبي ﷺ وقﺎلوا له ‪:‬‬
‫ابعث معﻧﺎ رجﺎﻻً يعلموﻧﺎ القرآن والسﻧة ‪،‬‬
‫فبعث البهم سبعين رجﻼً من اﻻﻧصﺎر ‪،‬‬
‫فقتلوهم غدرا ً ؛‬
‫أو بعد ذلك يوﺛق بعهدهم و ميﺛﺎقهم ؟!‬
‫أيلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين ؟!‬
‫ابدا ً ‪..‬ابدأ‪. .‬‬
‫وأبﯽ عﺎصم أن يﻧزل على ذمة كﺎفـر‪.‬‬
‫فقﺎل ﻷصحﺎبه‪ :‬أيهﺎ القوم! ا ّمﺎ اﻧﺎ فﻼ أﻧزل على‬
‫‪٦٨‬‬

‫ذمة كﺎفر‪ ،‬اللهم أخبر عﻧﺎ ﻧبيك ﷺ‪.‬‬


‫ولمﺎ سمع المشركون ذلك أطلقوا عـلـى المسلمين‬
‫السهﺎم )اى رموهم بهﺎ( من كل جﺎﻧب‪.‬‬

‫شهيدا وسقط معه‬ ‫فسقط عﺎصم بن ﺛﺎبت‬

‫ستة من أصحﺎبه‪ .‬و بقى مﻧهم ﺛﻼﺛة‪،‬‬

‫و زيد بن الدﺛﻧة و رجل‬ ‫وهم خبيب بن عدى‬


‫آخر )اسمه عبد ﷲ بن طﺎرق( ‪،‬‬
‫فقﺎلوا‪:‬قد بعﺛَﻧﺎ الﻧبي ﷺ لﻧعرف اخبﺎر المشركين‪،‬‬
‫وإذا قتلﻧﺎ جميعﺎ فمن يعرف اخبﺎرهم‪.‬‬
‫و من يخبر الﻧبي بأحوالهم ؟‬
‫هكذا تشﺎور الﺛﻼﺛة و ﻧزلوا على العهد و الميﺛﺎق‪،‬‬
‫فجردهم المشركون من اﻻسلحة‪،‬و ربطوا خبيبﺎ ً و‬
‫زيدا‪،‬و لمﺎ رأى الرجل الﺛﺎلث)عبد ﷲ بن طﺎرق(‬
‫‪٦٩‬‬

‫قرر ان يموت حيث مﺎت عﺎصم بن ﺛﺎبت و‬ ‫ذلك ﱠ‬


‫اصحﺎبه‪ .‬فقﺎل ‪ :‬وﷲ أﻧﺎ ﻻ اصحبكم )ای اﻧﺎ ﻻ‬
‫اذهب معكم(‬
‫فقتلوه و اﻧطلقوا بخبيب و زيد‬
‫حتى وصلوا مكة و بﺎعوهمﺎ‪.‬‬

‫***‬
‫؟! و لمﺎذا ؟!‬ ‫و هل تعرفون من اشتروا خبيبﺎ‬

‫ﻧعم‪ ..‬اشتراه أبﻧﺎء الحﺎرث ‪،‬‬


‫ﻷﻧه قتل أبﺎهـم حﺎرﺛﺎ في يوم بدر‪.‬‬
‫و تذكر ابﻧﺎء الحﺎرث ذلك‪ .‬فﺎشتروا خبيبﺎ‬
‫ليقتلوه بﺎيدهم و يدركوا ﺛأر ابيهم‪-‬‬
‫و قتل المشركون زيد بن الدﺛﻧة بعد أن‬
‫عذبوه بﺎلضرب و الجوع و العطش‪.‬‬
‫‪٧٠‬‬

‫و اخبـروا بذلك خبيبﺎ ً وقﺎلوا له ‪ :‬ستُقتَل يﺎ خبيب!‬


‫أراد المشركون ان يُدخلوا في قلبه الرعب‬
‫بهذا الﻧبأ )اى الخوف بهذا الخبر(‬
‫ولكن ﷲ اﻧزل عليه السكيﻧة و الرحمة‪.‬‬
‫فﺎستقبل الﻧبأ بِبشﺎشة و شرور‪،‬‬
‫كأﻧه قيل له ‪ :‬غدا ً ستدخل الجﻧة يﺎ خبيب!‬
‫و اراد خبيب أن يتﻧظف و يستع ﱠد للقﺎء ربه‪.‬‬
‫فﺎستعﺎر موسى )وهي الة يحلق بهﺎ(‬

‫***‬
‫و مشى طفل صغير لبﻧت الحﺎرث و جـﺎء خبيبﺎ ‪.‬‬
‫و اخذ يلعب بلحيته كمﺎ هي عـﺎدة اﻻطفﺎل في كل‬

‫رقيق القلب ‪ ،‬رحيمﺎ ‪،‬‬ ‫مكﺎن ‪.‬وكﺎن خبيب‬


‫‪٧١‬‬

‫فكـﺎن يحب اﻻطفﺎل الصغﺎر و يرحمهم‪.‬‬


‫ﻻﻧه كﺎن من اصحﺎب الﻧبي‪،‬‬
‫و كﺎن الﻧبي ﷺ يحب اﻻطفﺎل و يرحمهم ويقﱠبلهم‪.‬‬
‫ففرح خبيب بﺎلطفل الصغير و اجلسه‬
‫على فخذه‪ ،‬و تذكر خبيب اوﻻده الصغﺎر‪،‬‬
‫الذين تركهم في المديﻧة المﻧورة‪.‬‬
‫و رأت بﻧت الحﺎرث ذلك‪،‬‬
‫ففزعت وخﺎفت على طفلهﺎ‪.‬‬
‫و كيف ﻻ تخﺎف اﻻم وﻻ تفزع ؟!‬
‫الطفل على فخذ العدو والموسى بيده‪.‬‬
‫و عرف خبيب ذلك فقﺎل ‪ :‬أتخشين أن اقتل‬
‫طفلك؟ كﻼ‪ ..‬ﻻ تخﺎفي ‪ ،‬فإﻧي لن افعل ذلك‪،‬‬
‫ﺛم قبل خبيب الطفل و تركه ‪ -‬فذهب الى امه‪.‬‬
‫‪٧٢‬‬

‫و هﻧﺎ اطمأﻧت اﻻم وحدأت )ای سكﻧت(‬


‫دقﺎت قلبهﺎ )اي أصوات قلبهﺎ(‬

‫***‬
‫كﺎن خبيب اسيرا ً عﻧد بﻧي الحﺎرث ‪ -‬فكﺎﻧوا‬
‫ﻻ يقﱠدمون له اﻻ قليﻼً من الطعﺎم کﯽ ﻻ يموت ‪،‬‬
‫وكيف يقتلوﻧه إذا مﺎت جوعﺎ ؟!‬
‫ضيف ربه‪.‬‬
‫َ‬ ‫و لكن خبيبﺎ كﺎن‬
‫فكﺎﻧت تأتيه الهدايﺎ من الجﻧة‪ ،‬من عﻧد ﷲ‪.‬‬
‫كﺎﻧت تأتيه الفواكه و اﻷﺛمﺎر‪.‬‬
‫و كﺎن ﻻ يدرى أحد من اين تأتيه ‪،‬‬
‫و هـواسير موﺛق )ای مقيد( بﺎلحديد ؟!‬
‫قﺎلت بﻧت الحﺎرث ‪:‬وﷲ‪ ،‬مﺎ رأيت اسيرا خيرا‬
‫من خبيب قط‪.‬‬
‫‪٧٣‬‬

‫دخلت عليه يومﺎ‪ .‬فرأيته يأكل العﻧب ‪.‬‬


‫و إﻧه لموﺛق بﺎلحديد‪ .‬و ﷲ إﻧه لرزق‪ .‬رزقه‬
‫ﷲ عبده خبيبﺎ ً كمﺎ رزق من قبل امته مريم بﻧت‬
‫عـمـران ‪ .‬و رأي القوم مﺎ رأت بﻧت الحﺎرث‬
‫فتعجبوا ‪.‬ولكﻧهم لم يمتﻧعوا من قتل خبيب‪.‬‬
‫ﻻن العداوة تعمى و تصم‪.‬‬
‫ﻻن الكفر يعمى و يصم‪.‬‬

‫***‬
‫واعد المشركون صليبﺎ كبيرا‪.‬‬

‫أﻧه سيقتل بعد لحظﺎت قليلة ‪.‬‬ ‫فﺎيقن خبيب‬

‫فﺎستأذن المشركين ليصلي ركعتين فﺎذﻧوا له‪.‬‬


‫وصلﯽ خبيب رکعتين في خشوع‪.‬‬
‫‪٧٤‬‬

‫و كﺎن يريد ان يزيد و يطيل القيﺎم امﺎم ربه‪.‬‬


‫ولكﻧه لم يفعل ذلك كي ﻻ يقولوا ‪ :‬إن‬
‫خبيبﺎ يطيل الصلوة خوفﺎ من الموت و فرارا‬
‫من القتل‪ .‬ولمﺎ اﻧتهى خبيب مــن صلوته‪،‬‬
‫رفعه المشركون فوق الصليب و رموه بﺎلسهﺎم‪،‬‬
‫و طعﻧوه بﺎلرمﺎح و لكن خبيبﺎ لم يتﺎؤه‬
‫ولم يصرخ‪ .‬بل رفع ﻧظره الى السمﺎء‪،‬‬
‫و ابتسم ابتسﺎمة جميلة حلوة‪.‬‬
‫كﺎﻧه رأى الجﻧة و رأى المﻼئكة واقفين على‬
‫أبوابهﺎ ‪ .‬و كﺎﻧه رأى الحور العين يبتسمن لــه‪،‬‬
‫و في أيديهن ريﺎحين الجﻧة‪.‬‬
‫أو كأﻧه رأى الغلمﺎن يطوفون و في أيديهم كؤوس‬
‫مملوئة‪.‬‬
‫‪٧٥‬‬

‫***‬
‫اراد المشركون أن يمتحﻧوا حب خبيب للﻧبي‬
‫ﷺ ‪ ،‬فقﺎلوا له‪ :‬أخبرﻧﺎ يﺎ خبيب‪،‬‬
‫أتحب أن ﷴا ً مكﺎﻧك و ﻧتركك‬
‫لتعود الى أهلك سﺎلمﺎ‪.‬‬

‫الى المشركين و صرخ بﺎعلى‬ ‫هﻧﺎ التفت خبيب‬

‫صوته ‪ :‬وﷲ‪ .‬ﻻ احب ان اعـود الى أهلى سﺎلمﺎ‬


‫و يتأذى رسول ﷲ بشوكة‪ .‬و تعجب المشركون‬
‫ممﺎ سمعوا ! مﺎذا يقول هذا المصلوب الذي لم‬
‫يبق من حيﺎته إﻻ لحظﺎت قليلة ؟!‬
‫أ إلى هذا الحد يحب خبيب ﷴا ً ؟‬
‫أهكذا يحب أصحﺎب محم ٍد ﷴا ً ؟!‬
‫وأطلق عليه المشركون السهم اﻻخير‪،‬‬
‫‪٧٦‬‬

‫فطﺎرت روحه الي السمﺎء ودخلت الجﻧة‪.‬‬


‫وبقى جﺛمﺎﻧه معلقﺎ فوق الصليب‪.‬‬

‫***‬
‫و علم رسول ﷲ ﷺ بﺎلوحي‪.‬‬
‫مﺎ حدث ﻻصحﺎبه العشرة ومﺎ لقيه‬

‫من المشركين ‪ .‬فﺎرسل المقداد بن‬ ‫خبيب‬


‫عمرو والزبير بن العوام لتأتيﺎ بجﺛمﺎن خبيب‪.‬‬

‫حتى وصﻼ‬ ‫فخرج المقداد و الزبير‬

‫إلى المكﺎن الذي صلبواخبيبﺎ ‪.‬‬

‫و اﻧزﻻ الجﺛمﺎن من فوق الصليب‪.‬‬


‫و علمت قريش بأمرهمﺎ فﺎرسلت ورائهمﺎ عددا‬
‫من الفرسﺎن و كﺎدوا يدركوﻧهمﺎ‪.‬‬
‫‪٧٧‬‬

‫و لمﺎ رأى المقداد و الزبير أﻧهمﺎ لمدركﺎن‬


‫اﻧزل جﺛمﺎن خبيب على اﻻرض و اسرعﺎ‬
‫سيرهمﺎ و قﺎﻻ‪ :‬اللهم هذه أمﺎﻧة‬
‫رسولك فﺎحفظهﺎ من أيدي المشركين‪.‬‬
‫وحفظ ﷲ الجﺛمﺎن الطﺎهر من أيدي المشركين‪.‬‬
‫حيث أمر ﷲ اﻻرض فﺎبتلعته اﻻرض‬
‫و ﻻ يعرف احد حتى اليوم اين قبر خبيب‪.‬‬

‫رضﯽ ﷲ عنه وعن الصحابة اجمعين‪.‬‬


‫‪٧٨‬‬

‫قصة ﺳﻠﲈن اﻟﻔﺎرﳼ‬

‫اﺑﻮ ﻃﺎﻫﺮ اﻟﻤﺼﺒﺎح‬


‫‪٧٩‬‬

‫﷽‬
‫نحن ن أمام رجل مـن فـارس!‬
‫‪،‬‬ ‫أ عرفون من و؟ إنه سلمان الفار‬

‫ُو ِلد اسرة غنية‪،‬وعاش تحت ظﻼل اﳌال وال وة‪،‬‬


‫ولكنه ان باحثا عـن ا ق‪،‬وطالبا لل دى والنور‪.‬‬

‫ـل والـوطـن‪.‬‬ ‫فرفض اﳌال وال وة‪ ،‬وترك‬

‫وانتقل من بلد إ بلد و من أرض ا ارض‪،‬‬

‫ح وصل إ ي ب )اسم اﳌدينة اﳌنورة سابقا(‬

‫و أسلم ع يد رسول ﷲ ﷺ‪.‬‬

‫ابه يقولون ‪ :‬انت سلمان بن سﻼم!‬ ‫ف ان ا‬

‫ل والوطن لﻼسﻼم!‬ ‫ﻻنك تركت‬


‫‪٨٠‬‬

‫و اجرت من ظﻼم الشرك ا نور سـﻼم!!‬

‫***‬

‫زمن عمر بن ا طاب ‪،‬‬

‫فتح اﳌسلمون بﻼد فارس‪ .‬و عاد سيدنا سلمان‬


‫إ وطنــه ليع ش بقية حياته فيه‪.‬‬ ‫الفار‬
‫فقال الناس ‪َ :‬‬
‫عم الرجل سلمان !‬

‫خـرج باحثا عن ا ق وعاد اديا ا ا ق‪.‬‬

‫***‬

‫ذات يوم‪ ،‬ذ ب عدد من اطفال اﳌسلم ن‬

‫وقالوا له ‪:‬‬ ‫ا ب ت سلمان‬

‫نر د ان سمﻊ منك قصة حياتك يا سلمان!‬


‫‪٨١‬‬

‫فجلس سلمان مع م و ح ى ل م قصـة حياتـه‪،‬‬

‫كيف انتقل من ا وسية إ اﳌسيحية‪،‬‬

‫سﻼم ‪.‬وكيف إنتقل من الفارس ا الشام‪،‬‬ ‫ثم ا‬

‫ثـم ا ي ب مدينة الرسول ‪ .‬فتعالوا يا أحبا ي!‬


‫ذا ا لس اﳌبارك‪ ،‬عالوا نجلس‬ ‫نجلس ساعة‬
‫أمام ذا الرجل العظيـم‪ ،‬ل سمﻊ قصة حياته‪.‬‬
‫ً‬
‫يبة جدا‬ ‫يبة‪..‬‬ ‫فإ ا قصة‬

‫***‬

‫‪:‬‬ ‫يقول سيدنا سلمان الفار‬

‫انا سلمان الفار ‪ ،‬ولدت فـي أسرة كب ة‪،‬‬

‫ان اع ش مدينة إصف ان‪.‬‬


‫‪٨٢‬‬

‫و ان ا ي رجﻼ غنيا‪ ،‬يملك ثروة عظيمة‪.‬‬

‫و ان ا ي رجﻼ كر ما ‪،‬ف ان الناس يحبونه حبا‬


‫عظيما‪.‬و انت اسري مجوسية عبد النار‪.‬‬

‫رأيت ا ی و امی عبدان النار فعبد ُ ا‪.‬‬

‫وكنت أحب دﯾ حبا شديدا‪.‬‬

‫و ذات يوم‪ ،‬دخلت كن سة للنصارى‪.‬‬

‫فرأي م يصلون فا ْبت صﻼ ُ م وعباد م‪.‬‬

‫‪ :‬ذا خ من دي نا‪ .‬عبد النار و‬ ‫فقلت لنف‬


‫عبدون ﷲ‪.‬و ﳌا عدت ا الب ت قلت ﻻ ي ‪:‬‬

‫إ ى ذ بت اليوم ا کن سة النصارى و رأي م‬


‫يصلون‪ ،‬فا بت صﻼ م‪ ،‬و رايت أن دي م خ‬
‫من دي نا‪ .‬فغضب ا ي و قال ‪ :‬أ سب دينك وديـن‬
‫‪٨٣‬‬

‫دارﻩ‪،‬‬ ‫آبائك؟! ثم ضر وح س‬

‫ی ﻻ اذ ب ا كن سة النصارى مرة اخرى‪.‬‬

‫و لكن لم أتزلزل عن رأ ى‪.‬‬

‫فاخ ت النصارى ا ي قد دخلت دي م‪،‬‬

‫فح س ا ي دارﻩ ‪ -‬و قلت ل م ‪:‬‬

‫اذا قدم جماعة من تجار الشام‪،‬‬

‫فاخ و ی م ی اذ ب مع ـم ا بﻼد م‪.‬‬


‫ّ‬
‫فلما أخ و ي بذلك ‪ ،‬حطمت ا ديد) ای کسـرتـه(‪.‬‬
‫وخرجت من الب ت و وصلت مع م ا الشام‪.‬‬

‫و ناك سألت الناس‪:‬من و أعلـم بدين النصارى ؟‬

‫فدلو ي ع صاحب كن سـة‪.‬‬


‫‪٨٤‬‬

‫ذا الدين‪.‬‬ ‫فاسرعت اليه وقلت له‪ :‬إ ّي قد رغبت‬


‫فأحب ت ان ا ون معك ‪ ،‬أخدمك وأ علم منك و‬
‫ّ‬
‫أص ِ منك‪.‬فاقمت منه اخدم وأ علم وأص ‪.‬‬

‫و ان ذا العابد من ا ل الدنيا‪.‬‬

‫ف ان يجمﻊ الصدقات من الناس‬

‫ليقسم ا ب ن الفقراء ‪ ،‬ثم يكت ا لنفسه‪.‬‬

‫ﳌا مات ذا الرجل جعلوا رجﻼ آخر م انه‪،‬‬

‫فما رأيت رجﻼ خ ا منه‪.‬‬

‫***‬
‫ً‬
‫خـرة‪،‬‬ ‫ان زا دا الدنيا ‪ ،‬راغبا‬
‫ً‬
‫مشتغﻼ بالعبادة‪.‬و ﳌا حضرته الوفاة قلت له ‪:‬‬
‫‪٨٥‬‬

‫إ من اذ ب عدك؟‬

‫فدل ع رجل باﳌوصل‪ .‬فذ بت اليه‪،‬‬

‫وأقمت معه مدة طو لة ثم حضرته الوفاة‪.‬‬

‫فسألته فدل عـ عابد نصب ن‪.‬‬

‫فأت ته وأقمت معه مدة طو لة‪.‬فلما حضرته الوفاة‪.‬‬


‫أمري أن اذ ب ا رجل بالعمودية‪.‬‬

‫فذ بت اليه واقمت معه ثم حضرتـه الوفاة‪،‬‬

‫ورقد ع فراش اﳌوت‪ .‬فقلت له‪:‬‬

‫دل ع رجل أذ ب اليـه عدك‪.‬‬

‫فقال ‪ :‬يا ب ! قرأت الكتاب‪،‬‬

‫أن ن يا س بعث بدﯾن ابرا يم‪ .‬وقد حـان وقته ‪.‬‬


‫‪٨٦‬‬

‫فان استطعت ان ت ق به) اي تذ ب اليه( فافعل‪.‬‬

‫فقلت له ‪ :‬وكيف أعرفه ﯾا عبدﷲ! فقـال ‪ :‬عرف‬


‫عﻼمات ‪ ،‬ف و ﻻ يأ ل الصدقة ‪ ،‬و قبل ال دية‪.‬‬

‫‪.‬و ظ رﻩ خاتم النبوة ‪ -‬وانه اجر ا ارض ‪.‬‬

‫***‬

‫و ذات يوم مر بالكنية ركب ) اي جماعة(‬

‫و علمت ا م من جز رة العرب‪ .‬فقلت ل م ‪:‬‬

‫خذوا جميﻊ أموا و احملو ي معكم ا ارضكم‪.‬‬

‫قالـوا عم ‪.‬وسافرت مع م ح وصلت وادئ القرى‪.‬‬

‫و ناك ظلمو ى و باعو ی لرجـل ودي ‪.‬‬

‫واصبحت عبدا عـد ان ولد ی امی حرا‪.‬‬


‫‪٨٧‬‬

‫ً‬
‫و قدمت اﳌدينة فرأيت ف ا نخـﻼ كث ا‪،‬‬

‫فأيقنت أن ن ﷲ س اجر ال ا‪ ،‬كما أخ ي‬


‫صاحب العمودية واقمت معه أعمل له نخله‪.‬‬

‫***‬

‫و ذات يوم كنت رأس نخـلة و صاح جالس‬


‫تح ا‪ .‬فجاء صديق لـه و قال ‪ :‬قدم رجل من مكة‬
‫ً‬
‫يزعم أنه ن ۔ ف لت من رأس النخلة سرعا و‬
‫؟!‬ ‫سألته ‪:‬ماذا تقول ؟ ما ا‬

‫فرفﻊ سيدی يدﻩ و نكزي لكزة شديدة‬

‫ثم قال ‪ :‬أقبل ع عملك فأقبلت ع العمل‪.‬‬

‫و اﳌساء ذ بت ا رسول ﷲ ﷺ‪ .‬فقلت له ‪:‬‬


‫كـان عندي طعام صدقة أت ت به لكم‪،‬‬
‫‪٨٨‬‬

‫ابه‪:‬‬ ‫ثم وضعته امام رسول ﷺ‪.‬فقال الرسول ﻻ‬


‫لوا باسم ﷲ وأمسك و ‪..‬فلم ي سط يدﻩ اليه‪.‬‬

‫‪ :‬ذﻩ وﷲ‪،‬واحـدة‪ .‬انه ﻻ يأ ل‬ ‫فقلت نف‬


‫الصدقة ‪.‬و عد ايام ذ بت اليه و قلت له‪:‬‬

‫ات تك به‪،‬و و دية لك‪،‬وضعته‬ ‫ان عندي‬


‫ابه ‪ :‬لوا باسم ﷲ و ا ل‬ ‫ب ن يديه‪ .‬فقال ﻻ‬
‫مع م ‪ .‬فقلت نف ‪ :‬ذﻩ وﷲ‪ ،‬الثانيـة‪ .‬انه يا ل‬
‫ال دية‪ .‬ثم نظرت ا ظ رﻩ فرأيت خاتـم النبوة ‪،‬‬

‫كما وصفه العابد النصرا ي‪.‬‬

‫ثم دعا ي رسول ﷲ ﷺ‪.‬فجلست ب ن يديـه وحدثته‪،‬‬


‫حدﯾ كما أحدثكم ن ا ـا طفال! ثم أسلمت ‪.‬‬
‫ُ‬
‫ولم استطﻊ ان اخرج معه ا بدر و ا ُحد‪،‬‬
‫‪٨٩‬‬

‫ً‬
‫ﻻ ى كنت رقيقا۔و ذات يوم قال رسول ﷲﷺ‪:‬‬
‫ا ِت ْب سيدك ح عتقك‪.‬ف ات ُته وأمر الرسول‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫ابة ی عاونو ی و ﱠ‬
‫حرر ﷲ رقب وعشت حرا‬ ‫ال‬
‫ً‬
‫مسلما‪،‬و كنت مﻊ رسول ﷲﷺ غزوة ا ندق‬

‫و الغزوات ل ا‪ .‬كذا تحدث سلمان‬

‫عن قصـة حياته وانت ا لس اﳌبارك‪.‬‬

‫***‬

‫و السنة ا امسة وقعت غـزوة ا ندق‪.‬‬

‫خرجت قر ش و قبائل العرب فـى ج ش واحد تحت‬


‫قيادة ا ي سفيان‪.‬وﳌا علم رسول ﷲﷺ ذلك‪،‬‬

‫مـر‪،‬‬ ‫َابه ل شاور م ـ‬ ‫جمﻊ ا‬


‫فتقدم سلمان و قال ‪ :‬يا رسول ﷲ!‬
‫‪٩٠‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫ابق اﳌدينة واحـفر حول ا خندقا‪.‬خندقا واسعا‬
‫ً‬
‫عميقا‪.‬ﻻ ستطيـعـون العبور‪-‬‬

‫اكذا يفعل الفرس عندما ينـزل عل م العدو‪.‬‬

‫واستحسن رسول ﷲﷺ ذﻩ اﳌشورة ‪.‬‬

‫فأمر اﳌسلم ن بحفر ا ندق‪.‬وﳌا نزل ابوسفﯿان و‬


‫ة!‬ ‫راى ا ندق‪ ،‬اخذته الد شة و ا‬

‫و لم يدر ماذا يفعل ؟ وكيف ع ا ندق ؟‬


‫ً‬
‫فرفﻊ ا صار و رجﻊ ا مكة خائبا ذليﻼ‪ .‬و اكذا‬
‫حفظ ﷲ اﳌسلم ن و اﳌدينة من شر اﳌشرك ن ‪.‬‬

‫و ان سلمان صاحب اﳌشورة بحفر ا ندق‬


‫ً‬ ‫ً‬
‫‪.‬و ان رسول ﷲ ﷺ يحب سلمان حبا عظيما‪.‬‬
‫‪٩١‬‬

‫و ان اﳌسلمون عرفون ذلك‪ ،‬ف انـوا يحبـونـه ب‬


‫الرسول ‪ .‬ففي يوم ا ندق أخذ نصار يقولون‪:‬‬

‫سلمان منا ! و أخذ اﳌ اجرون يقولون ‪ :‬بل سلمان‬


‫منا‪.‬وﳌا سمﻊ الرسول ذلك قال‪:‬سلمان منا ا ل‬
‫الب ت !! و أي شرف عد ذا الشرف ؟!‬

‫و ای شرف فوق ذا الشرف ؟!‬

‫و إنه ذا الشرف ـدير!!"‬

‫***‬

‫و ان سيدنا سلمان يكرﻩ مارة‪ ،‬و رب م ا‪.‬‬

‫و لكن ا ليفة أخ ﻩ لي ون أميـرا ع اﳌدائن‪.‬‬


‫و لكن ‪َ ..‬‬
‫عم م ان سلمان‪.‬‬
‫‪٩٢‬‬

‫فقد ان يأ ل من عمل يديه و يل س لباسا يخيطه‬


‫بيدﻩ ‪ ،‬و ع ش مﻊ القوم أنه واحد م م‪.‬‬

‫فذات يوم‪ ،‬لقيه الطر ق رجـل قادم من الشام‬


‫ً‬
‫ومعه حمل‪ .‬فظنه الشامي رجﻼ فق ا‪.‬‬

‫فدعاﻩ و حمل عليـه حمـله‬

‫و مر عل ما جماعة من الناس‪.‬‬

‫فقالوا ‪ :‬السﻼم عليك أ ا م !‬

‫و نا عرف الشامي أن الذي يحمل حمله‪،‬‬

‫أم اﳌدائن‪.‬‬ ‫و سلمان الفار‬

‫فسقط ع قدميه واعتذر قائﻼ‪:‬‬

‫عفوا يا موﻻى إ فقد كنت ﻻ أعرفك‪.‬‬


‫‪٩٣‬‬

‫***‬

‫ورقد سلمان ع فراش اﳌوت‪.‬‬

‫وأخذ ي تظر ال ظة خ ة‪.‬‬

‫و قبل وفاته قال لزوجته ‪:‬‬

‫إئتو ى بمسك‪ .‬فانه يحضر ن خلق من خلـق ﷲ‪،‬‬

‫ﻻ يا لون الطعام وانما يحبون الطيب‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫ومات سيدنا سلمان الفار‬

‫و عـمـرﻩ ‪ ٢٥٠‬سنة‪ ،‬كمـا ـو اﳌشـ ـور‪.‬‬

‫رضﯽ ﷲ عنه وعن الصحابة اجمعين‪.‬‬

You might also like