1

‫أخبار مكة وما جاء فيها من الثار‬
‫الزرقي‬
‫من أقدم الصادر العتبة عن مكة وأشهرها‪ .‬وهو كتاب خطط وجغرافية أكثر منه كتاب تاريخ‪ .‬تتبع فيه الزرقي‬
‫معاهد مكة الكرمة وما فيها من آثار وأماكن‪ ،‬وألَّ بجمل تاريها وجغرافيتها‪ .‬يرجح أنه فرغ من تأليفه سنة (‬
‫‪244‬هـ)‪ .‬ولكانته الرموقة وعلو شهرته قام عبد اللك بن أحد الرمانت (ت ‪ )722‬بنظمه ف أرجوزة‪ ،‬ذكرها‬
‫ابن حجر ف (الدرر الكامنة) والدفوي ف (الطالع السعيد)‪ .‬وكان الكتاب ف أصله صغيا فأضاف إليه رواة الزرقي‬
‫أخبارا كثية‪ ،‬حت أصبح بجمه الال‪ ،‬وف هذه الخبار ما يصل إل عام (‪310‬هـ) مع أن ف الكتاب مشاهدات‬
‫للمؤلف تعود إل سنة (‪126‬هـ) ما اضطر الباحثي إل القول أن الؤلف القيقي للكتاب هو جده أبو الوليد الذي‬
‫كان من أصحاب المام الشافعي‪ ،‬ث قام هو بترتيب أوراق جده وزاد عليها‪ ،‬فنسب الكتاب إليه‪.‬‬
‫‪http://www.islamprophet.ws‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫الزء الول‬
‫بسم ال الرحن الرحيم‬
‫وصلى ال على سيد المة ممد نب الرحة وآله وصحبه‬
‫ذكر ما كانت الكعبة الشريفة عليه فوق الاء‬

‫قبل أن يلق ال السموات والرض وما جاء ف ذلك أخبن والدي الفقيه المام الحدث صدر الدين بقية الشايخ أبو‬
‫حفص عمر بن عبد الجيد بن عمر القرشي اليانشي رحة ال عليه قال حدثنا القاضي المام أبو الظفر ممد بن علي‬
‫بن السي الشيبان الطبي عن جده الشيخ المام السي عن الشيخ أب السن علي بن خلف الشامي عن أب‬
‫القاسم خلف بن هبة ال الشامي عن أب ممد السن بن أحد بن إبراهيم بن فراس عن أب السن ممد بن نافع‬
‫الزاعي عن أب ممد إسحاق بن أحد بن إسحاق بن نافع الزاعي عن أب الوليد ممد بن عبد ال بن أحد بن ممد‬
‫ابن الوليد بن عقبة بن الزرق بن عمرو بن الارث بن أب شر الغسان الزرقي قال حدثنا جدي أحد بن ممد بن‬
‫الوليد الزرقي قال حدثنا سفيان بن عيينة عن بشر بن عاصم عن سعيد بن السيب قال قال كعب الحبار‪ :‬كانت‬
‫الكعبة غثاء على الاء قبل أن يلق ال عز وجل السموات والرض بأربعي سنة ومنها دحيت الرض‪ ،‬قال حدثنا أبو‬
‫الوليد قال حدثن مهدي بن أب الهدي قال حدثنا أبو أيوب البصري عن هشام عن حيد قال سعت ماهدا يقول‬
‫خلق ال عز وجل هذا البيت قبل أن يلق شيئا من الرضي؛ قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا جدي عن سعيد بن‬
‫سلم عن طلحة بن عمرو عن عطاء عن ابن عباس انه قال لا كان العرش على الاء قبل أن يلق ال السموات‬
‫والرض بعث ال تعال ريا هفافة فصفقت الاء فأبرزت عن خشفة ف موضع هذا البيت كانا قبة فدحا ال الرضي‬
‫من تتها فمادت ث مادت فأوتدها ال تعال بالبال فكان أول جبل وضع فيها أبو قبيس فلذلك سيت مكة أم‬
‫القرى‪ ،‬قال وحدثن يي بن سعيد عن ممد بن عمر بن إبراهيم البيي عن عثمان بن عبد الرحن عن هشام عن‬
‫ماهد قال‪ :‬لقد خلق ال عز وجل موضع هذا البيت قبل أن يلق شيئا من الرض بألفي سنة وان قواعده لفي الرض‬
‫السابعة السفلى‪.‬‬
‫ذكر بناء اللئكة الكعبة قبل خلق آدم ومبتدأ الطواف كيف كان‬
‫حدثنا أبو الوليد قال حدثن علي بن هارون بن مسلم العجلي عن أبيه قال حدثنا القاسم بن عبد الرحن النصاري‬
‫قال حدثن ممد بن علي بن السي قال كنت مع أب علي بن السي بكة فبينما هو يطوف بالبيت وأنا وراءه إذ‬
‫جاءه رجل شرجع من الرجال يقول طويل فوضع يده على ظهر أب فالتفت أب إليه فقال الرجل‪ :‬السلم عليك يا ابن‬
‫بنت رسول ال ان أريد أن أسألك فسكت أب وأنا والرجل خلفه حت فرغ من أسبوعه فدخل الجر فقام تت‬
‫اليزاب فقمت أنا والرجل خلفه فصلى ركعت أسبوعه ث استوى قاعدا فالتفت إل فقمت فجلست إل جنبه فقال يا‬
‫ممد فأين هذا السائل ? فأومأت إل الرجل فجاء فجلس بي يدي أب فقال له أب عما تسأل ? قال أسألك عن بدء‬
‫هذا الطواف بذا البيت ل كان وأن كان وحيث كان وكيف كان ? فقال له أب نعم من أين أنت ? قال من أهل‬
‫الشام قال أين مسكنك ? قال‪ :‬ف بيت القدس قال‪ :‬فهل قرأت الكتابي ? يعن التوراة والنيل قال الرجل نعم قال‬
‫أب يا أخا أهل الشام احفظ ول تروين عن إل حقا أما بدؤ هذا الطواف بذا البيت فان ال تبارك وتعال قال‬
‫للملئكة ان جاعل ف الرض خليفة فقالت اللئكة أي رب أخليفة من غينا من يفسد فيها ويسفك الدماء‬
‫ويتحاسدون‪ ،‬ويتباغضون ويتباغون ? أي رب اجعل ذلك الليفة منا فنحن ل نفسد فيها‪ ،‬ول نسفك الدماء‪ ،‬ول‬
‫نتباغض‪ ،‬ول نتحاسد‪ ،‬ول نتباغى‪ ،‬ونن نسبح بمدك‪ ،‬ونقدس لك‪ ،‬ونطيعك‪ ،‬ول نعصيك فقال ال تعال ان أعلم‬
‫ما ل تعلمون قال فظنت اللئكة إن ما قالوا ردا على ربم عز وجل وانه قد غضب من قولم فلذوا بالعرش‪ ،‬ورفعوا‬
‫رؤوسهم‪ ،‬وأشاروا بالصابع يتضرعون‪ ،‬ويبكون اشفاقا لغضبه وطافوا بالعرش ثلث ساعات فنظر ال إليهم فنلت‬
‫الرحة عليهم فوضع ال تعال تت العرش بيتا على أربع أساطي من زبرجد وغشاهن بياقوتة حراء وسي ذلك البيت‬
‫الضراح ث قال ال تعال للملئكة طوفوا بذا البيت ودعوا العرش قال فطافت اللئكة بالبيت وتركوا العرش وصار‬
‫أهون عليهم من العرش وهو البيت العمور الذي ذكره ال عز وجل يدخله ف كل يوم وليلة سبعون ألف ملك ل‬
‫يعودون فيه أبدا ث ان ال سبحانه وتعال بعث ملئكة فقال لم أبنوا ل بيتا ف الرض بثاله وقدره فأمر ال سبحانه‬
‫من ف الرض من خلقه ان يطوفوا بذا البيت كما يطوف أهل السماء بالبيت العمور‪ ،‬فقال الرجل صدقت يا بن‬
‫بنت رسول ال صلى ال عليه وسلم هكذا كان‪.‬‬
‫ذكر زيارة اللئكة البيت الرام شرفها ال‬

‫حدثنا أبو الوليد قال حدثن مهدي بن أب الهدي قال حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا عمر بن بكار عن وهب بن منبه‬
‫عن ابن عباس ان جبيل عليه السلم وقف على رسول ال صلى ال عليه وسلم وعليه عصابة حراء قد علها الغبار‬
‫فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ما هذا الغبار أرى على عصابتك أيها الروح المي ? قال‪ :‬أب زرت البيت‬
‫فازدحت اللئكة على الركن فهذا الغبار الذي ترى ما تثي بأجنحتها‪ ،‬وأخبن جدي عن سعيد بن سال عن عثمان‬
‫ابن ساج قال أخبن عثمان بن يسار قال‪ :‬بلغن وال أعلم ان ال تعال إذا أراد أن يبعث ملكا من اللئكة لبعض‬
‫أموره ف الرض استأذنه ذلك اللك ف الطواف بالبيت فهبط اللك مهل؛ وأخبن جدي عن سعيد بن سال عن‬
‫عثمان بن ساج عن وهب بن منبه نو هذا إل انه قال‪ :‬ويصلي ف البيت ركعتي‪ ،‬وأخبن جدي عن سعيد بن سال‬
‫عن عثمان بن ساج قال أخبن عباد بن كثي عن ليث بن معاذ قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬هذا البيت‬
‫خامس خسة عشر بيتا سبعة منها ف السماء إل العرش وسبعة منها إل توم الرض السفلى وأعلها الذي يلي‬
‫العرش‪ ،‬البيت العمور لكل بيت منها حرم كحرم هذا البيت لو سقط منها بيت لسقط بعضها على بعض إل توم‬
‫الرض السفلى ولكل بيت من أهل السماء ومن أهل الرض من يعمره كما يعمر هذا البيت‪ .‬حدثن أبو الوليد قال‬
‫وحدثن جدي عن سعيد بن سال عن عثمان عن وهب بن منبه أن ابن عباس أخبه ان جبيل وقف على رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم وعليه عصابة خضراء قد علها الغبار فقال رسول ال ‪ :$‬ما هذا الغبار الذي أرى على‬
‫عصابتك أيها الروح المي ? قال‪ :‬ان زرت البيت فازدحت اللئكة على الركن فهذا الغبار الذي ترى ما تثي‬
‫بأجنحتها‪.‬‬
‫ذكر هبوط آدم إل الرض وبنائه الكعبة‪ ،‬وحجه‪ ،‬وطوافه بالبيت‬

‫حدثنا أبو الوليد حدثنا جدي قال حدثنا سعيد بن سال عن طلحة بن عمرو الضرمي عن عطاء بن أب رباح عن ابن‬
‫عباس قال‪ :‬لا أهبط ال آدم إل الرض من النة كان رأسه ف السماء ورجله ف الرض وهو مثل الفلك من رعدته‬
‫قال‪ :‬فطأطأ ال عز وجل منه إل ستي ذراعا‪ ،‬فقال‪ :‬يا رب ما ل ل أسع أصوات اللئكة ول أحسهم ? قال‪:‬‬
‫خطيئتك يا آدم ولكن اذهب فابن ل بيتا فطف به واذكرن حوله كنحو ما رأيت اللئكة تصنع حول عرشي قال‪:‬‬
‫فأقبل آدم عليه السلم يتخطا فطويت له الرض وقبضت له الفاوز فصارت كل مفازة ير با خطوة وقبض له ما‬
‫كان من ماض ماء أو بر فجعل له خطوة ول تقع قدمه ف شيء من الرض إل صار عمرانا وبركة حت انتهى إل‬
‫مكة فبن البيت الرام وان جبيل عليه السلم ضرب بناحه الرض فابرز عن أس ثابت على الرض السفلى فقذفت‬
‫فيه اللئكة من الصخر ما ل يطيق حل الصخرة منها ثلثون رجلً وانه بناه من خسة اجبل من لبنان‪ ،‬وطور زيتا‪،‬‬
‫وطور سينا والودي‪ ،‬وحراء حت استوى على وجه الرض‪ ،‬قال ابن عباس‪ :‬فكان أول من أسس البيت وصلى فيه‬
‫وطاف به آدم عليه السلم حت بعث ال الطوفان قال‪ :‬وكان غضبا ورجسا قال‪ :‬فحيث ما انتهى الطوفان ذهب‬
‫ريح آدم عليه السلم قال‪ :‬ول يقرب الطوفان أرض السند والند قال‪ :‬فدرس موضع البيت ف الطوفان حت بعث ال‬
‫تعال إبراهيم وإساعيل فرفعا قواعده واعلمه وبنته قريش بعد ذلك وهو بذاء البيت العمور لو سقط‪ ،‬ما سقط إل‬
‫عليه‪ .‬حدثنا أبو الوليد حدثنا مهدي بن أب الهدي قال حدثنا إساعيل بن عبد الكري الصنعان عن عبد الصمد ابن‬
‫معقل عن وهب بن منبه ان ال تعال لا تاب على آدم عليه السلم أمر أن يسي إل مكة فطوى له الرض وقبض له‬
‫الفاوز فصار كل مفازة ير با خطوة وقبض له ما كان فيها من ماض ماء أو بر فجعله له خطوة فلم يضع قدمه ف‬
‫شيء من الرض إل صار عمرانا وبركة حت انتهى إل مكة‪ ،‬وكان قبل ذلك قد اشتد بكاؤه وحزنه لا كان فيه من‬
‫عظم الصيبة حت ان كانت اللئكة لتحزن لزنه ولتبكي لبكائه فعزاه ال تعال بيمة من خيام النة ووضعها له بكة‬
‫ف موضع الكعبة قبل أن تكون الكعبة‪ ،‬وتلك اليمة ياقوتة حراء من يواقيت النة فيها ثلث قناديل من ذهب من تب‬
‫النة‪ ،‬فيها نور يلتهب من نور النة‪ ،‬ونزل معها الركن وهو يومئذ ياقوتة بيضاء من ربض النة وكان كرسيا لدم‬
‫عليه السلم يلس عليه‪ ،‬فلما صار آدم عليه بكة وحرس له تلك اليمة باللئكة كانوا يرسونا ويذودون عنها‬
‫ساكن الرض‪ ،‬وساكنها يومئذ الن والشياطي فل ينبغي لم ان ينظروا إل شيء من النة لنه من نظر إل شيء من‬
‫النة وجبت له‪ ،‬والرض يومئذ طاهرة نقية ل تنجس‪ ،‬ول تسفك فيها الدماء‪ ،‬ول يعمل فيها بالطايا‪ ،‬فلذلك جعلها‬
‫ال مسكن اللئكة وجعلهم فيها كما كانوا ف السماء يسبحون ال الليل والنهار ل يفترون‪ ،‬وكان وقوفهم على‬
‫اعلم الرم صفا واحدا مستديرين بالرم الشريف كله‪ ،‬الل من خلفهم والرم كله من أمامهم فل يوزهم جن ول‬
‫شيطان ومن أجل مقام اللئكة حرم الرم حت اليوم‪ ،‬ووضعت اعلمه حيث كان مقام اللئكة وحرم ال عز وجل‬
‫على حواء دخول الرم والنظر إل خيمة آدم عليه السلم من أجل خطيئتها الت أخطأت ف النة فلم تنظر إل شيء‬
‫من ذلك حت قبضت‪ ،‬وإن آدم عليه السلم كان إذا أراد لقاءها ليلم با للولد خرج من الرم كله حت يلقاها فلم‬
‫تزل خيمة آدم عليه السلم مكانا حت قبض ال آدم ورفعها ال تعال وبن بنو آدم با من بعده مكانا بيتا بالطي‬
‫والجارة فلم يزل معمورا يعمرونه هم ومن بعدهم حت كان زمن نوح عليه السلم فنسفه الغرق وخفى مكانه فلما‬
‫بعث ال تعال إبراهيم خليله عليه السلم طلب الساس فلما وصل إليه ظلل ال تعال له مكان البيت بغمامة فكانت‬
‫حفاف البيت الول ث ل تزل راكدة على حفافة تظل إبراهيم وتديه مكان القواعد حت رفع ال القواعد قامة ث‬
‫انكشفت الغمامة فذلك قول ال عز وجل‪" :‬وإذ بوأنا لبراهيم مكان البيت" أي الغمامة الت ركدت على الفاف‬
‫لتهديه مكان القواعد فلم يزل بمد ال منذ رفعه ال معمورا‪ .‬قال وهب ابن منبه‪ :‬وقرأت ف كتاب من الكتب‬
‫الول ذكر فيه أمر الكعبة فوجد فيه أن ليس من ملك من اللئكة بعثه تعال إل الرض إل أمره بزيارة البيت فينقض‬
‫من عند العرش مرما ملبيا حت يستلم الجر ث يطوف سبعا بالبيت ويركع ف جوفه ركعتي ث يصعد‪ .‬وحدثن‬
‫ممد ابن يي عن إبراهيم بن ممد بن أب يي عن عبد ال بن لبيد قال‪ :‬بلغن أن ابن عباس قال‪ :‬لا أهبط ال‬
‫سبحانه آدم عليه السلم إل الرض اهبطه إل موضع البيت الرام وهو مثل الفلك من رعدته ث أنزل عليه الجر‬
‫السود يعن الركن وهو يتلل من شدة بياضه فأخذه آدم عليه السلم فضمه إليه أنسا به ث نزلت عليه العصا فقيل‬
‫له‪ :‬تط يا آدم فتخطا فإذا هو بأرض الند والسند فمكث بذلك ما شاء ال ث استوحش إل الركن فقيل له‪ :‬احجج‬
‫قال‪ :‬فحج فلقيته اللئكة فقالوا‪ :‬بر حجك يا آدم لقد حججنا هذا البيت قبلك بئت عام‪.‬‬
‫وحدثن جدي قال‪ :‬حدثنا سعيد بن سال عن عثمان بن ساج قال‪ :‬أخبن ممد بن إسحاق قال‪ :‬بلغن ان آدم عليه‬
‫السلم لا اهبط إل الرض حزن على ما فاته ما كان يرى ويسمع ف النة من عبادة ال فبوأ ال له البيت الرام‬
‫وأمره بالسي إليه فسار إليه ل ينل منلً إل فجر ال له ماء معينا حت انتهى إل مكة فأقام با يعبد ال عند ذلك‬
‫البيت ويطوف به فلم تزل داره حت قبضه ال با‪ .‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثن سعيد بن سال عن عثمان بن ساج قال‪:‬‬
‫بلغن ان عمر ابن الطاب رضي ال عنه قال لكعب‪ :‬يا كعب أخبن عن البيت الرام قال كعب‪ :‬انزله ال تعال من‬
‫السماء ياقوتة موفة مع آدم عليه السلم فقال له‪ :‬يا آدم ان هذا بيت أنزلته معك يطاف حوله كما يطاف حول‬
‫عرشي‪ ،‬ويصلى حوله كما يصلى حول عرشي‪ ،‬ونزلت معه اللئكة فرفعوا قواعده من حجارة ث وضع البيت عليه‬
‫فكان آدم عليه السلم يطوف حوله كما يطاف حول العرش‪ ،‬ويصلي عنده كما يصلى عند العرش فلما أغرق ال‬
‫قوم نوح رفعه ال إل السماء وبقيت قواعده‪ .‬حدثن جدي قال‪ :‬وحدثن إبراهيم بن ممد بن أب يي عن ابان بن‬
‫أب عياش قال‪ :‬بلغنا عن أصحاب النب صلى ال عليه وسلم ان عمر بن الطاب رضي ال عنه سأل كعبا ث نسق‬
‫مثل الديث الول‪ .‬وحدثن جدي قال‪ :‬وحدثن إبراهيم بن ممد بن أب يي عن الزهري عن عبيد ال بن عبد ال‬
‫بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس رضوان ال عليه قال‪ :‬كان آدم عليه السلم أول من أسس البيت وصلى فيه حت‬
‫بعث ال الطوفان‪ .‬حدثنا مهدي ابن أب الهدي قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن معاذ الصنعان عن معمر عن ابان ان البيت‬
‫أهبط ياقوتة لدم عليه السلم أو درة واحدة‪ .‬وحدثن جدي قال‪ :‬حدثنا سعيد بن سال القداح عن عثمان بن ساج‬
‫عن وهب بن منبه قال‪ :‬كان البيت الذي بوأه ال تعال لدم عليه السلم يومئذ ياقوتة من يواقيت النة‪ ،‬حراء‬
‫تلتهب‪ ،‬لا بابان احدها شرقي‪ ،‬والخر غرب وكان فيه قناديل من نور آنيتها ذهب من تب النة وهو منظوم بنجوم‬
‫من ياقوت أبيض‪ ،‬والركن يومئذ نم من نومه وهو يومئذ ياقوتة بيضاء حدثنا جدي قال‪ :‬حدثن إبراهيم بن ممد‬
‫بن أب يي قال‪ :‬حدثنا الغية ابن زياد عن عطاء بن أب رباح قال‪ :‬لا بن ابن الزبي الكعبة أمر العمال ان يبلغوا ف‬
‫الرض فبلغوا صخرا أمثال البل اللف قال فقالوا‪ :‬انا قد بلغنا صخرا معمول امثال البل اللف قال قال‪ :‬زيدوا‬
‫فاحفروا‪ ،‬فلما زادوا بلغوا هواء من نار يلقاهم فقال‪ :‬ما لكم ? قالوا‪ :‬لسنا نستطيع ان نزيد‪ ،‬رأينا أمرا عظيما فل‬
‫نستطيع‪ .‬فقال لم‪ :‬ابنوا عليه‪ ،‬قال فسمعت عطاء يقول‪ :‬يرون ان ذلك الصخر ما بن آدم عليه السلم وحدثن‬
‫جدي عن سعيد بن سال عن عثمان بن ساج عن الزهري عن عبيد ال بن عتبة عن ابن عباس عليه السلم خر آدم‬
‫ساجدا يبكي فهتف به هاتف فقال‪ :‬ما يبكيك يا آدم? قال‪ :‬ابكان انه حيل بين وبي تسبيح ملئكتك وتقديس‬
‫قدسك‪ ،‬قيل له‪ :‬يا آدم‪ ،‬قم إل البيت الرام‪ ،‬فخرج إل مكة فكان حيث يضع قدميه يفجر عيونا‪ ،‬وعمرانا‪ ،‬ومداين‬
‫وما بي قدميه الراب والعاطش فبلغن أن آدم عليه السلم تذكر النة فبكا‪ ،‬فلو عدل بكاء اللق ببكاء آدم حي‬
‫أخرج من النة ما عدله ولو عدل بكاء اللق وبكاء آدم عليه السلم ببكاء داود حي أصاب الطيئة ما عدله حدثن‬
‫جدي قال‪ :‬اخبنا سعيد بن سال عن عثمان بن ساج عن وهب بن منبه أن آدم عليه السلم اشتد بكاؤه وحزنه لا‬
‫كان من عظم الصيبة حت ان كانت اللئكة لتحزن لزنه‪ ،‬ولتبكي لبكائه قال‪ :‬فعزاه ال بيمة من خيام النة وضعها‬
‫له بكة ف موضع الكعبة قبل أن تكون الكعبة وتلك اليمة ياقوتة حراء من ياقوت النة وفيها ثلثة قناديل من ذهب‬
‫من تب النة‪ ،‬فيها نور يلتهب من نور النة‪ ،‬فلما صار آدم عليه السلم إل مكة وحرس له تلك اليمة باللئكة‬
‫فكانوا يرسونه ويذودون عنها سكان الرض‪ ،‬وسكانا يومئذ الن‪ ،‬والشياطي‪ ،‬ول ينبغي لم أن ينظروا إل شيء‬
‫من النة‪ ،‬لنه من نظر إل شيء منها وجبت له‪ ،‬والرض يومئذ نقية طاهرة طيبة ل تنجس ول تسفك فيها الدماء‪،‬‬
‫ول يعمل فيها بالطايا فلذلك جعلها ال يومئذ مستقر اللئكة وجعلهم فيها كما كانوا ف السماء يسبحون الليل‬
‫والنهار ل يفترون‪ ،‬قال‪ :‬فلم تزل تلك اليمة مكانا حت قبض ال آدم عليه السلم ث رفعها إليه حدثن مهدي بن أب‬
‫الهدي عن عبد ال بن معاذ الصنعان عن معمر عن قتادة ف قوله عز وجل "وإذ بوأنا لبراهيم مكان البيت" قال‬
‫وضع ال تعال البيت مع آدم عليه السلم فأهبط ال تعال آدم إل الرض‪ ،‬وكان مهبطه بأرض الند‪ ،‬وكان رأسه ف‬
‫السماء ورجله ف الرض‪ ،‬وكانت اللئكة تابه فقبض إل ستي ذراعا فحزن آدم عليه السلم إذ فقد أصوات‬
‫اللئكة وتسبيحهم‪ .‬فشكا ذلك إل ال تعال فقال ال تعال يا آدم ان أهبطت معك بيتا يطاف حوله كما يطاف‬
‫حول عرشي فانطلق إليه فخرج آدم عليه السلم ومد له ف خطو فكان خطوتان أو بي خطوتي مفازة فلم يزل على‬
‫ذلك‪ ،‬فأتى آدم عليه السلم البيت فطاف به‪ ،‬ومن بعده من النبياء‪ ،‬حدثن ممد بن يي عن عبد العزيز بن عمران‬
‫عن عمر بن أب معروف عن عبد ال بن أب زياد أنه قال‪ :‬لا أهبط ال تعال آدم عليه السلم من النة قال‪ :‬يا آدم ابن‬
‫ل بيتا بذاء بيت الذي ف السماء تتعبد فيه أنت وولدك كما تتعبد ملئكت حول عرشي‪ .‬فهبطت عليه اللئكة فحفر‬
‫حت بلغ الرض السابعة فقذفت فيه اللئكة الصخر حت أشرف على وجه الرض وهبط آدم عليه السلم بياقوتة‬
‫حراء موفة لا أربعة أركان بيض فوضعها على الساس فلم تزل الياقوتة كذلك حت كان زمن الغرق فرفعها ال‬
‫سبحانه وتعال‪.‬ه بيمة من خيام النة وضعها له بكة ف موضع الكعبة قبل أن تكون الكعبة وتلك اليمة ياقوتة‬
‫حراء من ياقوت النة وفيها ثلثة قناديل من ذهب من تب النة‪ ،‬فيها نور يلتهب من نور النة‪ ،‬فلما صار آدم عليه‬
‫السلم إل مكة وحرس له تلك اليمة باللئكة فكانوا يرسونه ويذودون عنها سكان الرض‪ ،‬وسكانا يومئذ الن‪،‬‬
‫والشياطي‪ ،‬ول ينبغي لم أن ينظروا إل شيء من النة‪ ،‬لنه من نظر إل شيء منها وجبت له‪ ،‬والرض يومئذ نقية‬
‫طاهرة طيبة ل تنجس ول تسفك فيها الدماء‪ ،‬ول يعمل فيها بالطايا فلذلك جعلها ال يومئذ مستقر اللئكة‬
‫وجعلهم فيها كما كانوا ف السماء يسبحون الليل والنهار ل يفترون‪ ،‬قال‪ :‬فلم تزل تلك اليمة مكانا حت قبض ال‬
‫آدم عليه السلم ث رفعها إليه حدثن مهدي بن أب الهدي عن عبد ال بن معاذ الصنعان عن معمر عن قتادة ف قوله‬
‫عز وجل "وإذ بوأنا لبراهيم مكان البيت" قال وضع ال تعال البيت مع آدم عليه السلم فأهبط ال تعال آدم إل‬
‫الرض‪ ،‬وكان مهبطه بأرض الند‪ ،‬وكان رأسه ف السماء ورجله ف الرض‪ ،‬وكانت اللئكة تابه فقبض إل ستي‬
‫ذراعا فحزن آدم عليه السلم إذ فقد أصوات اللئكة وتسبيحهم‪ .‬فشكا ذلك إل ال تعال فقال ال تعال يا آدم ان‬
‫أهبطت معك بيتا يطاف حوله كما يطاف حول عرشي فانطلق إليه فخرج آدم عليه السلم ومد له ف خطو فكان‬
‫خطوتان أو بي خطوتي مفازة فلم يزل على ذلك‪ ،‬فأتى آدم عليه السلم البيت فطاف به‪ ،‬ومن بعده من النبياء‪،‬‬
‫حدثن ممد بن يي عن عبد العزيز بن عمران عن عمر بن أب معروف عن عبد ال بن أب زياد أنه قال‪ :‬لا أهبط ال‬
‫تعال آدم عليه السلم من النة قال‪ :‬يا آدم ابن ل بيتا بذاء بيت الذي ف السماء تتعبد فيه أنت وولدك كما تتعبد‬
‫ملئكت حول عرشي‪ .‬فهبطت عليه اللئكة فحفر حت بلغ الرض السابعة فقذفت فيه اللئكة الصخر حت أشرف‬
‫على وجه الرض وهبط آدم عليه السلم بياقوتة حراء موفة لا أربعة أركان بيض فوضعها على الساس فلم تزل‬
‫الياقوتة كذلك حت كان زمن الغرق فرفعها ال سبحانه وتعال‪.‬‬
‫باب ما جاء ف حج آدم عليه السلم ودعائه لذريته‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن سعيد بن سال عن عثمان بن ساج قال‪ :‬حدثت ان آدم عليه السلم خرج‬
‫حت قدم مكة فبن البيت‪ ،‬فلما فرغ من بنائه قال‪ :‬أي رب ان لكل أجي أجرا وإن ل أجرا‪ ،‬قال‪ :‬نعم ! فاسألن‬
‫قال‪ :‬أي رب تردن من حيث أخرجتن‪ ،‬قال‪ :‬نعم ! ذلك لك قال‪ :‬أي رب ومن خرج إل هذا البيت من ذريت يقر‬
‫على نفسه بثل الذي قررت به من ذنوب أن تغفر له قال نعم ! ذلك لك‪ ،‬حدثنا أبو الوليد قال حدثنا ممد بن يي‬
‫عن إبراهيم بن ممد بن أب يي عن أب الليح انه قال‪ :‬كان أبو هريرة يقول‪ :‬حج آدم عليه السلم فقضى الناسك‬
‫فلما حج قال‪ :‬يا رب ان لكل عامل أجرا قال ال تعال‪ :‬أما أنت يا آدم فقد غفرت لك وأما ذريتك فمن جاء منهم‬
‫هذا البيت فباء بذنبه غفرت له‪ ،‬فحج آدم عليه السلم فاستقبلته اللئكة بالردم فقالت‪ :‬بر حجك يا آدم قد حججنا‬
‫هذا البيت قبلك بألفي عام‪ ،‬قال‪ :‬فما كنتم تقولون حوله ? قالوا‪ :‬كنا نقول‪ :‬سبحان ال‪ ،‬والمد ل ول إله إل ال‬
‫وال أكب‪ ،‬قال‪ :‬فكان آدم عليه السلم إذا طاف بالبيت يقول هؤلء الكلمات وكان طواف آدم عليه السلم سبعة‬
‫أسابيع بالليل وخسة أسابيع بالنهار‪ ،‬قال نافع‪ :‬كان ابن عمر رحه ال يفعل ذلك‪ ،‬حدثن ممد بن يي قال حدثن‬
‫هشام بن سليمان الخزومي عن عبد ال بن أب سليمان مول بن مزوم انه قال‪ :‬طاف آدم عليه السلم سبعا بالبيت‬
‫حي نزل‪ ،‬ث صلى تاه باب الكعبة ركعتي‪ ،‬ث أتى اللتزم فقال‪ :‬اللهم انك تعلم سريرت وعلنيت فاقبل معذرت‬
‫وتعلم ما ف نفسي وما عندي فاغفر ل ذنوب وتعلم حاجت فاعطن سؤل‪ ،‬اللهم ان أسألك ايانا يباشر قلب ويقينا‬
‫صادقا حت أعلم انه لن يصيبن إل ما كتبت ل والرضا با قضيت علي‪ ،‬قال‪ :‬فأوحى ال تعال إليه يا آدم قد دعوتن‬
‫بدعوات فاستجبت لك‪ ،‬ولن يدعون با أحد من ولدك إل كشفت غمومه وهومه وكففت عليه ضيعته‪ ،‬ونزعت‬
‫الفقر من قلبه‪ ،‬وجعلت الغناء بي عينيه‪ ،‬وترت له من وراء تارة كل تاجر‪ ،‬وأتته الدنيا وهي راغمة وان كان ل‬
‫يريدها‪ .‬قال‪ :‬فمذ طاف آدم عليه السلم كانت سنة الطواف‪.‬‬
‫سنة الطواف‬
‫حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا سعيد بن سال عن عثمان بن ساج قال حدثن موسى بن عبيد عن ممد بن النكدر قال‪:‬‬
‫كان أول شيء عمله آدم عليه السلم حي أهبط من السماء طاف بالبيت فلقيته اللئكة فقالوا‪ :‬بر نسكك يا آدم‬
‫طفنا بذا البيت قبلك بألفي سنة حدثن جدي عن سفيان بن عيينة عن الرام بن أب لبيد الدن قال‪ :‬حج آدم عليه‬
‫السلم فلقيته اللئكة فقالوا‪ :‬يا آدم بر حجك قد حججنا قبلك بألفي عام‪ ،‬حدثن جدي عن سعيد بن سال عن‬
‫عثمان بن ساج قال‪ :‬أخبن سعيد ان آدم عليه السلم حج على رجليه سبعي حجة ماشيا‪ ،‬وان اللئكة لقيته‬
‫بالازمي فقالوا بر حجك يا آدم إنا قد حججنا قبلك بألفي عام‪ ،‬حدثن جدي عن سعيد بن سال عن طلحة بن‬
‫عمرو الضرمي عن عطاء بن أب رباح عن ابن عباس رضي ال عنه قال‪ :‬حج آدم عليه السلم وطاف بالبيت سبعا‬
‫فلقيته اللئكة ف الطواف فقالوا‪ :‬بر حجك يا آدم أما انا قد حججنا قبلك هذا البيت بألفي عام قال‪ :‬فما كنتم‬
‫تقولون ف الطواف ? قالوا‪ :‬كنا نقول سبحان ال والمد ل ول إله إل ال وال أكب قال آدم عليه السلم‪ :‬فزيدوا‬
‫فيها ول حول ول قوة إل بال قال‪ :‬فزادت اللئكة فيها ذلك قال‪ :‬ث حج إبراهيم عليه السلم بعد بنيانه البيت فلقيته‬
‫اللئكة ف الطواف فسلموا عليه فقال لم إبراهيم‪ :‬ماذا كنتم تقولون ف طوافكم ? قالوا‪ :‬كنا نقول قبل أبيك آدم‬
‫سبحان ال والمد ل ول إله إل ال وال أكب‪ ،‬فأعلمناه ذلك فقال آدم عليه السلم‪ :‬زيدوا فيها ول حول ول قوة‬
‫إل بال‪ ،‬فقال إبراهيم‪ :‬زيدوا فيها العلي العظيم قال‪ :‬ففعلت اللئكة ذلك‪.‬‬
‫ذكر وحشة آدم ف الرض حي نزلا وفضل البيت الرام والرم‬

‫حدثنا أبو الوليد قال حدثن جدي عن سعيد بن سال عن عثمان بن ساج عن وهب بن منبه انه قال‪ :‬ان آدم عليه‬
‫السلم لا هبط إل الرض استوحش فيها لا رأى من سعتها‪ ،‬ول ير فيها أحدا غيه فقال‪ :‬يا رب أما لرضك هذه‬
‫عامر يسبحك فيها ويقدس لك غيي ? قال‪ :‬ان سأجعل فيها من ذريتك من يسبح بمدي‪ ،‬ويقدس ل‪ ،‬وسأجعل‬
‫فيها بيوتا ترفع لذكري ويسبحن فيها خلقي‪ ،‬وسأبوئك فيها بيتا أختاره لنفسه‪ ،‬واختصه بكرامت‪ ،‬وأوثره على بيوت‬
‫الرض كلها باسي‪ ،‬فأسيه بيت‪ ،‬وانطقه بعظمت‪ ،‬واجوزه برمات‪ ،‬واجعله أحق بيوت الرض كلها وأولها‬
‫بذكري‪ ،‬وأضعه ف البقعة الت اخترت لنفسي‪ ،‬فان اخترت مكانه يوم خلقت السموات والرض‪ ،‬وقبل ذلك قد‬
‫كان بغيت فهو صفوت من البيوت ولست أسكنه وليس ينبغي ل أن أسكن البيوت ول ينبغي لا أن تسعن‪ ،‬ولكن‬
‫على كرسي الكبياء والبوت وهو الذي استقل بعزت‪ ،‬وعليه وضعت عظمت وجلل‪ ،‬وهنالك استقر قراري‪ ،‬ث‬
‫هو بعد ضعيف عن لول قوت ث أنا بعد ذلك ملء كل شيء‪ ،‬وفوق كل شيء‪ ،‬ومع كل شيء‪ ،‬وميط بكل شيء‪،‬‬
‫وامام كل شيء‪ ،‬وخلف كل شيء‪ ،‬ليس ينبغي لشيء أن يعلم علمي‪ ،‬ول يقدر قدرت‪ ،‬ول يبلغ كنه شأن‪ ،‬اجعل‬
‫ذلك البيت لك ولن بعدك حرما وأمنا‪ ،‬أحرم برماته ما فوقه‪ ،‬وما تته‪ ،‬وما حوله فمن حرمه برمت فقد عظم‬
‫حرمات‪ ،‬ومن أحله فقد أباح حرمات‪ ،‬ومن أمن أهله فقد استوجب بذلك أمان‪ ،‬ومن أخافهم فقد اخفرن ف ذمت‪،‬‬
‫ومن عظم شأنه عظم ف عين‪ ،‬ومن تاون به صغر ف عين ولكل ملك حيازة ما حواليه‪ ،‬وبطن مكة خيت وحيازت‬
‫وجيان بيت وعمارها وزوارها وفدي وأضياف ف كنفي وأفنيت ضامنون علي ف ذمت وجواري فاجعله أول بيت‬
‫وضع للناس‪ ،‬وأعمره بأهل السماء وأهل الرض يأتونه أفواجا شعثا غبا على كل ضامر يأتي من كل فج عميق‬
‫يعجون بالتكبي عجيجا ويرجون بالتلبية رجيجا وينتحبون بالبكاء نيبا فمن اعتمره ل يريد غيي فقد زارن ووفد‬
‫إل ونزل ب ومن نزل ب فحقيق علي أن أتفه بكرامت وحق الكري أن يكرم وفده وأضيافه وأن يسعف كل واحد‬
‫منهم باجته‪ ،‬تعمره يا آدم ما كنت حيا ث تعمره من بعدك المم والقرون والنبياء أمة بعد أمة وقرن بعد قرن ونب‬
‫بعد نب حت ينتهي ذلك إل نب من ولدك وهو خات النبيي فاجعله من عماره‪ ،‬وسكانه‪ ،‬وحاته‪ ،‬وولته‪ ،‬وسقاته‬
‫يكون أمين عليه ما كان حيا فإذا انقلب إل وجدن قد ذخرت له من أجره وفضيلته ما يتمكن به للقربة من‬
‫والوسيلة إل وأفضل النازل ف دار القام واجعل إسم ذلك البيت وذكره وشرفه ومده وثناءه ومكرمته لنب من ولدك‬
‫يكون قبل هذا النب وهو أبوه يقال له إبراهيم ارفع له قواعده‪ ،‬واقضي على يديه عمارته‪ ،‬وانيط له سقايته‪ ،‬وأريه حله‬
‫وحرمه ومواقفه واعلمه مشاعره ومناسكه‪ ،‬واجعله امة واحدة‪ ،‬قانتا ل‪ ،‬قائما بأمري داعيا إل سبيلي أجتبيه واهديه‬
‫إل صراط مستقيم‪ ،‬أبتليه فيصب‪ ،‬وأعافيه فيشكر‪ ،‬وينذر ل فيفي‪ ،‬ويعدن فينجز‪ ،‬وأستجيب له ف ولده وذريته من‬
‫بعده وأشفعه فيهم فاجعلهم أهل ذلك البيت‪ ،‬وولته‪ ،‬وحاته‪ ،‬وخدامه‪ ،‬وسدانه وخزانه‪ ،‬وحجابه حت يبتدعوا‬
‫ويغيوا‪ .‬فإذا فعلوا ذلك فانا ال أقدر القادرين على أن استبدل من أشاء بن أشاء‪ ،‬اجعل إبراهيم امام أهل ذلك‬
‫البيت‪ ،‬وأهل تلك الشريعة يأت به من حضر تلك الواطن من جيع النس والن يطئون فيها آثاره‪ ،‬ويتبعون فيها‬
‫سنته‪ ،‬ويقتدون فيها بديه‪ ،‬فمن فعل ذلك منهم أوف نذره‪ ،‬واستكمل نسكه‪ ،‬ومن ل يفعل ذلك منهم ضيع نسكه‪،‬‬
‫وأخطأ بغيته فمن سأل عن يومئذ ف تلك الواطن أين أنا ? فأنا مع الشعث الغب الوفي بنذورهم الستكملي‬
‫مناسكهم البتهلي إل ربم الذي يعلم ما يبدون وما يكتمون وليس هذا اللق‪ ،‬ول هذا المر الذي قصصت عليك‬
‫شأنه يا آدم بزايد ف ملكي‪ ،‬ول عظمت‪ ،‬ول سلطان‪ ،‬ول شيء ما عندي إل كما زادت قطرة من رشاش وقعت ف‬
‫سبعة أبر تدها من بعدها سبعة أبر ل تصى بل القطرة أزيد ف البحر من هذا المر ف شيء ما عندي ولو ل أخلقه‬
‫ل ينقص شيئا من ملكي ول عظمت ول ما عندي من الغناء والسعة إل كما نقصت الرض ذرة وقعت من جيع‬
‫ترابا‪ ،‬وجبالا وحصاها‪ ،‬ورمالا‪ ،‬وأشجارها بل الذرة أنقص ف الرض من هذا المر لو ل أخلقه لشيء ما عندي‬
‫ل للعزيز الكيم‪ ،‬حدثنا مهدي بن أب الهدي قال‪ :‬حدثنا إساعيل بن عبد الكري الصنعان قال‪:‬‬ ‫وبعد هذا من هذا مث ً‬
‫حدثن عبد الصمد بن معقل عن وهب بن منبه بنحوه‪.‬ي بن أب الهدي قال‪ :‬حدثنا إساعيل بن عبد الكري الصنعان‬
‫قال‪ :‬حدثن عبد الصمد بن معقل عن وهب بن منبه بنحوه‪.‬‬
‫باب ما جاء ف البيت العمور‬

‫حدثنا أبو الوليد قال حدثن جدي قال حدثن سعيد بن سال عن عثمان ابن ساج عن وهب بن منبه قال أخبن أبو‬
‫سعيد عن مقاتل يرفع الديث إل النب صلى ال عليه وسلم ف حديث حدث به قال‪ :‬سي البيت العمور لنه يصلي‬
‫فيه كل يوم سبعون ألف ملك ث ينلون إذا أمسوا فيطوفون بالكعبة ث يسلمون على النب صلى ال عليه وسلم ث‬
‫ينصرفون فل تنالم النوبة حت تقوم الساعة‪ .‬حدثن جدي عن سعيد بن سال عن عثمان بن ساج عن وهب بن منبه‬
‫انه وجد ف التوراة بيتا ف السماء بيال الكعبة فوق قبتها اسه الضراح وهو البيت العمور يرده كل يوم سبعون ألف‬
‫ملك ل يعودون إليه أبدا‪.‬‬
‫حدثن جدي عن سعيد بن سال قال أخبن ابن جريج عن صفوان بن سليم عن كريب مول ابن عباس عن ابن‬
‫عباس قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬البيت الذي ف السماء يقال له الضراح وهو مثل بناء هذا البيت‬
‫الرام ولو سقط لسقط عليه يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ل يعودون فيه أبدا‪.‬‬
‫وحدثن جدي عن سعيد بن سال عن عثمان بن ساج قال‪ :‬أخبن ممد ابن السايب الكلب قال‪ :‬بلغن وال أعلم ان‬
‫بيتا ف السماء يقال له الضراح بيال الكعبة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك من اللئكة ما دخلوه قط قبلها حدثن‬
‫جدي قال حدثن سفيان بن عيينة عن ابن أب حسي عن أب الطفيل قال‪ :‬سأل ابن الكواء عليا رضي ال عنه ما‬
‫البيت العمور ? قال‪ :‬هو الضراح وهو حذاء هذا البيت وهو ف السماء السادسة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ل‬
‫يعودون فيه أبدا‪.‬‬
‫حدثن أبو ممد قال حدثنا أبو عبيد ال سعيد بن عبد الرحن الخزومي قال حدثنا سفيان بن عيينة بنحوه إل أنه‬
‫قال‪ :‬ف السماء السابعة وقال‪ :‬ل يعودون إليه أبدا إل يوم القيمة‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال حدثنا مهدي بن أب الهدي قال حدثنا عبد ال بن معاذ الصنعان قال حدثنا معمر عن وهب بن‬
‫عبد ال عن أب الطفيل قال‪ :‬شهدت عليا رضي ال عنه وهو يطب وهو يقول‪ :‬سلون فوال ل تسألون عن شيء‬
‫يكون إل يوم القيامة إل حدثتكم به‪ ،‬وسلون عن كتاب ال فوال ما منه آية إل وأنا أعلم أنا بليل نزلت أم بنهار أم‬
‫بسهل نزلت أم ببل فقام ابن الكواء وأنا بينه وبي علي رضي ال عنه وهو خلفي قال‪ :‬أفرأيت البيت العمور ما‬
‫هو ? قال‪ :‬ذاك الضراح فوق سبع سوات تت العرش يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ل يعودون فيه إل يوم‬
‫القيامة‪.‬‬
‫باب ما جاء ف رفع البيت العمور زمن الغرق وما جاء فيه‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي قال حدثنا سعيد بن سال عن ابن جريج عن ماهد قال‪ :‬بلغن انه لا خلق ال عز‬
‫وجل السموات والرض كان أول شيء وضعه فيها البيت الرام وهو يومئذ ياقوتة حراء جوفاء لا بابان أحدها‬
‫شرقي والخر غرب فجعله مستقبل البيت العمور فلما كان زمن الغرق رفع ف ديباجتي فهو فيهما إل يوم القيمة‬
‫واستودع ال عز وجل الركن أبا قبيس قال وقال ابن عباس‪ :‬كان ذهبا فرفع زمان الغرق وهو ف السماء وقال ابن‬
‫جريج قال جويب‪ :‬كان بكة البيت العمور فرفع زمان الغرق فهو ف السماء حدثن جدي عن سعيد بن سال عن‬
‫عثمان ابن ساج قال‪ :‬أخبن أبو سعيد عن مقاتل يرفع الديث إل النب صلى ال عليه وسلم ف حديث حدث به‬
‫ان آدم عليه السلم قال‪ :‬أي رب ان أعرف شقوت ان ل أرى شيئا من نورك يعبد فأنزل ال عز وجل عليه البيت‬
‫العمور على عرض هذا البيت ف موضعه من ياقوتة حراء ولكن طوله كما بي السماء والرض وأمره أن يطوف به‬
‫فاذهب ال عنه الغم الذي كان يده قبل ذلك ث رفع على عهد نوح عليه السلم‪.‬‬
‫ذكر بناء ولد آدم البيت الرام بعد موت آدم عليه السلم‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثنا جدي عن سعيد بن سال عن عثمان بن ساج عن وهب بن منبه انه قال‪ :‬لا رفعت‬
‫اليمة الت عزى ال با آدم من حلية النة حي وضعت له بكة ف موضع البيت ومات آدم عليه السلم فبن بنو آدم‬
‫من بعده مكانا بيتا بالطي والجارة فلم يزل معمورا يعمرونه هم ومن بعدهم حت كان زمن نوح عليه السلم‬
‫فنسفه الغرق وغي مكانه حت بوئ لبراهيم عليه السلم‪.‬‬
‫باب ما جاء ف طواف سفينة نوح عليه السلم زمن الغرق بالبيت الرام‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثنا مهدي بن أب الهدي قال‪ :‬حدثنا بشر ابن السرى البصري عن داود بن أب الفرات‬
‫ل معهم‬
‫الكندي عن علباء بن أحر اليشكري عن عكرمة عن ابن عباس قال‪ :‬كان مع نوح ف السفينة ثانون رج ً‬
‫أهلوهم وانم كانوا أقاموا ف السفينة مائة وخسي يوما وان ال تعال وجه السفينة إل مكة فدارت بالبيت أربعي‬
‫يوما ث وجهها ال تعال إل الودى قال فاستقرت عليه فبعث نوح عليه السلم الغراب ليأتيه بب الرض فذهب‬
‫فوقع على اليف وأبطأ عنه فبعث المامة فأتته بورق الزيتون ولطخت رجليها بالطي فعرف نوح ان الاء قد نضب‬
‫فهبط إل أسفل الودي فابتن قرية وساها ثاني فأصبحوا ذات يوم وقد تبلبلت ألسنتهم على ثاني لغة احداها‬
‫العربية قال‪ :‬فكان ل يفقه بعضهم عن بعض وكان نوح عليه السلم يعب عنهم‪.‬‬
‫أمر الكعبة بي نوح وإبراهيم عليهما السلم‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن سعيد بن سال عن بن جريج عن ماهد انه قال كان موضع الكعبة قد خفي‬
‫ودرس ف زمن الغرق فيما بي نوح وإبراهيم عليهما السلم قال‪ :‬وكان موضعه أكمة حراء مدرة ل تعلوها السيول‬
‫غي ان الناس يعلمون ان موضع البيت فيما هنالك ول يثبت موضعه وكان يأتيه الظلوم والتعوذ من أقطار الرض‪،‬‬
‫ويدعو عنده الكروب فقل من دعا هنالك ال استجيب له‪ .‬وكان الناس يجون إل موضع البيت حت بوأ ال مكانه‬
‫لبراهيم عليه السلم لا أراد من عمارة بيته واظهار دينه وشرايعه فلم يزل منذ أهبط ال آدم عليه السلم إل الرض‬
‫معظما مرما بيته تتناسخه المم واللل أمة بعد أمة وملة بعد ملة قال‪ :‬وقد كانت اللئكة تجه قبل آدم عليه السلم‪.‬‬
‫ما ذكر من تي إبراهيم عليه السلم موضع البيت الرام من الرض‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن سعيد بن سال عن عثمان بن ساج قال‪ :‬بلغن وال أعلم ان إبراهيم خليل ال‬
‫تعال عرج به إل السماء فنظر إل الرض مشارقها ومغاربا فاختار موضع الكعبة فقالت له اللئكة‪ :‬يا خليل ال‬
‫اخترت حرم ال تعال ف الرض قال‪ :‬فبناه من حجارة سبعة أجبل قال‪ :‬ويقولون خسة وكانت اللئكة تأت‬
‫بالجارة إل إبراهيم من تلك البال‪.‬‬
‫باب ما جاء ف إسكان إبراهيم إبنه إساعيل وأمه هاجر ف بدء أمره عند البيت الرام كيف كان‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي قال حدثن سعيد بن سال عن عثمان ابن ساج قال أخبن ممد بن إسحاق قال‬
‫حدثنا ابن أب نيح عن ماهد ان ال تعال لا بوأ لبراهيم مكان البيت خرج إليه من الشام وخرج معه ابنه إساعيل‬
‫وأمه هاجر‪ ،‬وإساعيل طفل يرضع وحلوا فيما يدثن على الباق‪ ،‬قال عثمان بن ساج‪ :‬وحدثنا عن السن البصري‬
‫انه كان يقول ف صفة الباق عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬انه أتان جبيل بدابة بي المار والبغل‪ ،‬لا‬
‫جناحان ف فخذيها تفزانا تضع حافرها ف منتهى طرفها‪ ،‬قال عثمان‪ :‬قال ممد بن إسحاق‪ :‬ومعه جبيل عليه‬
‫السلم يدله على موضع البيت ومعال الرم قال‪ :‬فخرج وخرج معه ل ير إبراهيم بقرية من القرايا إل قال‪ :‬يا جبيل‬
‫أبذا أمرت ? فيقول له جبيل عليه السلم‪ :‬أمضه حت قدم مكة وهي إذ ذاك عضاه من سلم وسر وبا ناس يقال لم‬
‫العماليق خارجا من مكة فيما حولا‪ ،‬والبيت يومئذ ربوة حراء مدرة‪ .‬فقال إبراهيم لبيل‪ :‬أها هنا أمرت أن‬
‫أضعهما ? قال‪ :‬نعم ! قال‪ :‬فعمد بما إل موضع الجر فأنزلما فيه وأمر هاجر أم إساعيل أن تتخذ فيه عريشا ث‬
‫قال‪ :‬ربنا ان أسكنت من ذريت بواد غي ذي زرع الية ث انصرف إل الشام وتركهما عند البيت الرام‪ .‬وحدثن‬
‫جدي قال‪ :‬حدثنا مسلم بن خالد الزني عن ابن جريج عن كثي بن الطلب ابن أب وداعة السهمي عن سعيد بن‬
‫جبي قال حدثنا عبد ال بن عباس انه حي كان بي أم إساعيل بن إبراهيم وبي سارة امرأة إبراهيم ما كان أقبل‬
‫إبراهيم عليه السلم بأم إساعيل‪ ،‬وإساعيل وهو صغي ترضعه حت قدم بما مكة ومع أم إساعيل شنة فيها ماء تشرب‬
‫منها وتدر على ابنها وليس معها زاد؛ يقول سعيد بن جبي‪ :‬قال ابن عباس‪ :‬فعمد بما إل دوحة فوق زمزم ف أعلى‬
‫السجد يشي لنا بي البي وبي الصفة يقول فوضعهما تتها‪ ،‬ث توجه إبراهيم خارجا على دابته واتبعت أم إساعيل‬
‫أثره حت أوف إبراهيم بكدا يقول ابن عباس‪ :‬فقالت له أم إساعيل إل من تتركها وابنها ? قال‪ :‬إل ال عز وجل‬
‫قالت‪ :‬رضيت بال فرجعت أم إساعيل تمل ابنها حت قعدت تت الدوحة فوضعت ابنها إل جنبها وعلقت شنتها‬
‫تشرب منها وتدر على ابنها حت فن ماء شنتها فانقطع درها فجاع ابنها فاشتد جوعه حت نظرت إليه أمه يتشحط‬
‫قال‪ :‬فحسبت أم إساعيل انه يوت فأحزنا‪ ،‬يقول ابن عباس‪ :‬قالت أم إساعيل‪ :‬لو تغيبت عنه حت ل أرى موته‪،‬‬
‫يقول ابن عباس‪ :‬فعمدت أم إساعيل إل الصفا حي رأته مشرفا تستوضح عليه أي ترى أحدا بالوادي ث نظرت إل‬
‫الروة ث قالت‪ :‬لو مشيت بي هذين البلي تعللت حت يوت الصب ول أراه قال ابن عباس‪ :‬فمشت بينهما أم‬
‫إساعيل ثلث مرات أو أربع ول تيز بطن الوادي ف ذلك إل رمل‪ ،‬يقول ابن عباس‪ :‬ث رجعت أم إساعيل إل ابنها‬
‫فوجدته ينشغ كما تركته فأحزنا فعادت إل الصفا تتعلل حت يوت ول تراه فمشت بي الصفا والروة كما مشت‬
‫أول مرة‪ ،‬يقول ابن عباس‪ :‬حت كان مشيها وبينهما سبع مرات‪ ،‬قال ابن عباس‪ :‬قال أبو القاسم‪ :‬صلى ال عليه‬
‫وسلم فلذلك طاف الناس بي الصفا والروة‪ ،‬قال‪ :‬فرجعت أم إساعيل تطالع ابنها فوجدته كما تركته ينشغ‬
‫فسمعت صوتا قد آب عليها ول يكن معها أحد غيها فقالت‪ :‬قد أسع صوتك فأغثن ان كان عندك خي قال‪:‬‬
‫فخرج لا جبيل عليه السلم فاتبعته حت ضرب برجله مكان البئر يعن زمزم فظهر ماء فوق الرض حيث فحص‬
‫جبيل‪ ،‬يقول ابن عباس قال أبو القاسم‪ :‬صلى ال عليه وسلم فحاضته أم إساعيل بتراب ترده خشية أن يفوتا قبل‬
‫أن تأت بشنتها فاستقت وشربت ودرت على ابنها‪.‬‬
‫حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا سعيد بن سال عن عثمان بن ساج قال‪ :‬أخبن ممد بن إسحاق قال بلغن ان ملكا أتى‬
‫هاجر أم إساعيل حي أنزلا إبراهيم بكة قبل أن يرفع إبراهيم وإساعيل القواعد من البيت فأشار لا إل البيت وهو‬
‫ربوة حراء مدرة فقال لا‪ :‬هذا أول بيت وضع للناس ف الرض وهو بيت ال العتيق‪ ،‬واعلمي إن إبراهيم وإساعيل‬
‫يرفعانه للناس‪ ،‬قال ابن جريج‪ :‬وبلغن ان جبيل عليه السلم حي هزم بعقبة ف موضع زمزم قال لم إساعيل‪ .‬وأشار‬
‫لا إل موضع البيت هذا أول بيت وضع للناس‪ ،‬وهو بيت ال العتيق‪ ،‬واعلمي إن إبراهيم وإساعيل يرفعانه للناس‬
‫ويعمرانه فل يزال معمورا‪ ،‬مرما‪ ،‬مكرما إل يوم القيمامة‪ ،‬قال ابن جريج‪ :‬فماتت أم إساعيل قبل أن يرفعه إبراهيم‬
‫وإساعيل ودفنت ف موضع الجر‪.‬‬
‫حدثن جدي عن سعيد بن سال عن عثمان بن ساج قال‪ :‬أخبن علي ابن عبد ال بن الوازع عن أيوب السختيان‬
‫عن سعيد بن جبي عن ابن عباس ان اللك الذي أخرج زمزم لاجر قال لا‪ :‬وسيأت أبو هذا الغلم فيبن بيتا هذا‬
‫مكانه وأشار لا إل موضع البيت ث انطلق اللك‪.‬‬
‫ما ذكر من نزول جرهم مع أم إساعيل ف الرم‬

‫حدثن جدي عن مسلم بن خالد الزني عن ابن جريج عن كثي بن كثي عن سعيد بن جبي عن ابن عباس قال‪ :‬لا‬
‫أخرج ال ماء زمزم لم إساعيل فبينا هي على ذلك إذ مر ركب من جرهم قافلي من الشام ف الطريق السفلى فرأى‬
‫الركب الطي على الاء فقال بعضهم‪ :‬ما كان بذا الوادي من ماء ول أنيس‪ ،‬يقول ابن عباس‪ :‬فأرسلوا جريي لم‬
‫حت أتيا أم إساعيل فكلماها ث رجعا إل ركبهما فأخباهم بكانا‪ ،‬قال‪ :‬فرجع الركب كلهم حت حيوها فردت‬
‫عليهم وقالوا‪ :‬لن هذا الاء ? قالت أم إساعيل‪ :‬هو ل قالوا لا‪ :‬أتأذني لنا أن ننل معك عليه ? قالت‪ :‬نعم ! يقول‬
‫ابن عباس‪ :‬قال أبو القاسم صلى ال عليه وسلم ‪ :‬القي ذلك أم إساعيل وقد أحبت النس فنلوا وبعثوا إل أهاليهم‬
‫فقدموا إليهم وسكنوا تت الدوح‪ ،‬واعترشوا عليها العرش فكانت معهم هي وابنها‪ ،‬حت ترعرع الغلم ونفسوا فيه‬
‫وأعجبهم‪ ،‬وتوفيت أم إساعيل وطعامهم الصيد يرجون من الرم ويرج معهم إساعيل فيصيد‪ ،‬فلما بلغ أنكحوه‬
‫جارية منهم‪ ،‬قال‪ :‬وهي ف بنت سعيد بن أسامة‪ ،‬يقول ابن عباس‪ :‬فأقبل إبراهيم من الشام يقول‪ :‬حت أطالع تركت‬
‫فأقبل إبراهيم عليه السلم حت قدم مكة فوجد امرأة إساعيل فسألا عنه فقالت‪ :‬هو غائب‪ ،‬ول تلن له ف القول فقال‬
‫لا إبراهيم‪ :‬قول لساعيل‪ :‬قد جاء بعدك شيخ كذا وكذا وهو يقرأ عليك السلم ويقول لك‪ :‬غي عتبة بيتك فان ل‬
‫أرضها‪ ،‬يقول ابن عباس‪ :‬وكان إساعيل عليه السلم كلما جاء سأل أهله هل جاءكم أحد بعدي ? فلما رجع سأل‬
‫أهله فقالت امرأته‪ :‬قد جاء بعدك شيخ فنعتته له فقال لا إساعيل‪ :‬قلت له شيئا قالت‪ :‬ل قال‪ :‬فهل قال لك من شيء‬
‫? قالت‪ :‬نعم ! اقري عليه السلم وقول له غي عتبه بيتك فان ل أرضها لك قال إساعيل‪ :‬أنت عتبة بيت فارجعي إل‬
‫أهلك فردها إساعيل إل أهلها فأنكحوه امرأة اخرى‪ ،‬يقول ابن عباس‪ :‬ث لبث إبراهيم ما شاء ال أن يلبث ث رجع‬
‫إبراهيم فوجد إساعيل غايبا ووجد امرأته الخرى فوقف فسلم فردت عليه السلم واستنلته وعرضت عليه الطعام‬
‫والشراب فقال‪ :‬ما طعامكم وشرابكم ? قالت‪ :‬اللحم والاء قال‪ :‬هل من حب أو غيه من الطعام ? قالت‪ :‬ل قال‪:‬‬
‫بارك ال لكم ف اللحم والاء‪ ،‬قال ابن عباس‪ :‬يقول رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬لو وجد عندها يومئذ حبا لدعا‬
‫لم بالبكة فيه فكانت أرضا ذات زرع‪ ،‬ث ول إبراهيم عليه السلم وقال‪ :‬قول له‪ :‬قد جاء بعدك شيخ فقال‪ :‬ان‬
‫وجدت عتبة بيتك صالة فاقررها فرجع إساعيل عليه السلم إل أهله فقال‪ :‬هل جاءكم بعد أي أحد ? فقالت‪:‬‬
‫نعم ! قد جاء بعدك شيخ كذا وكذا قال‪ :‬فهل عهد اليكم من شيء ? قالت‪ :‬نعم ! يقول‪ :‬ان وجدت عتبة بيتك‬
‫صالة فاقررها‪.‬‬
‫ما ذكر من بناء إبراهيم الكعبة عليه السلم‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا مسلم بن خالد الزني عن ابن جريج عن كثي بن كثي عن سعيد‬
‫بن جبي قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن عباس قال‪ :‬لبث إبراهيم ما شاء ال أن يلبث ث جاء الثالثة فوجد إساعيل عليه‬
‫السلم قاعدا تت الدوحة الت بناحية البي يبي نبلً أو نبالً له فسلم عليه ونزل إليه فقعد معه فقال إبراهيم‪ :‬يا‬
‫إساعيل ان ال تعال قد أمرن بأمر فقال له إساعيل‪ :‬فأطع ربك فيما أمرك‪ ،‬فقال إبراهيم‪ :‬يا إساعيل أمرن رب أن‬
‫أبن له بيتا‪ ،‬قال له إساعيل‪ :‬وأين ? يقول ابن عباس‪ :‬فأشار له إل أكمة مرتفعة على ما حولا عليها رضراض من‬
‫حصباء يأتيها السيل من نواحيها ول يركبها‪ ،‬يقول ابن عباس‪ :‬فقاما يفران عن القواعد ويفرانا ويقولن‪ :‬ربنا تقبل‬
‫منا انك سيع الدعاء‪ ،‬ربنا تقبل منا انك أنت السميع العليم ويمل له إساعيل الجارة على رقبته ويبن الشيخ إبراهيم‬
‫فلما ارتفع البناء وشق على الشيخ إبراهيم تناوله قرب له إساعيل هذا الجر يعن القام فكان يقوم عليه ويبن ويوله‬
‫ف نواحي البيت حت انتهى إل وجه البيت‪ ،‬يقول ابن عباس‪ :‬فلذلك سي مقام إبراهيم لقيامه عليه‪.‬‬
‫حدثن مهدي بن أب الهدي قال حدثنا عبد ال بن معاذ الصنعان عن معمر عن أيوب السختيان وكثي بن كثي يزيد‬
‫أحدها على صاحبه عن سعيد بن جبي ف حديث حدث به طويل عن ابن عباس قال‪ :‬فجاء إبراهيم وإساعيل يبي‬
‫نبلً له أو نباله تت الدوحة قريبا من زمزم فلما رآه قام إليه فصنعا كما يصنع الوالد بولده والولد بوالده قال معمر‪:‬‬
‫وسعت رجلً يقول‪ :‬بكيا حت أجابتهما الطي‪ .‬قال سعيد‪ :‬فقال‪ :‬يا إساعيل إن ال عز وجل قد أمرن بأمر قال‪:‬‬
‫فأطع ربك فيما أمرك قال‪ :‬وتعينن قال‪ :‬وأعينك قال‪ :‬فإن ال تعال قد أمرن أن أبن له بيتا ها هنا فعند ذلك رفع‬
‫إبراهيم القواعد من البيت‪ .‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا سعيد بن سال قال أخبن ابن جريج قال قال ماهد‪ :‬أقبل‬
‫إبراهيم والسكينة‪ ،‬والصرد واللك من الشام فقالت السكينة‪ :‬يا إبراهيم ربض على البيت فلذلك ل يطوف بالبيت‬
‫ملك من هذه اللوك ول أعراب نافر إل رأيت عليه السكينة قال‪ :‬وقال ابن جريج‪ :‬أقبلت معه السكينة لا رأس كرأس‬
‫الرة وجناحان‪.‬‬
‫وحدثن جدي عن سعيد بن سال عن عثمان بن ساج عن ابن جريج قال‪ :‬قال علي بن أب طالب‪ :‬أقبل إبراهيم عليه‬
‫السلم واللك والسكينة والصرد دليلً حت تبوأ البيت الرام كما تبوأت العنكبوت بيتها فحفر فأبرز عن ربض ف‬
‫ل قال‪ :‬ث قال لبراهيم‪ :‬قم فابن ل بيتا قال يا رب وأين ?‬ ‫أسها أمثال خلف البل ل يرك الصخرة إل ثلثون رج ً‬
‫قال‪ :‬سنريك قال‪ :‬فبعث ال تعال سحابة فيها رأس تكلم‪ ،‬إبراهيم فقال يا إبراهيم ان ربك يأمرك أن تط قدر هذه‬
‫السحابة فجعل ينظر إليها ويأخذ قدرها فقال له الرأس أقد فعلت ? قال‪ :‬نعم ! فارتفعت السحابة فأبرز عن أس ثابت‬
‫من الرض فبناه إبراهيم عليه السلم‪ ،‬قال‪ :‬وحدثن جدي عن سعيد ابن سال عن عثمان بن ساج قال‪ :‬أخبن ممد‬
‫بن أبان عن ابن إسحاق السبيعي عن حارثة بن مضرب عن علي بن أب طالب ف حديث حدث به عن زمزم قال‪ :‬ث‬
‫نزلت السكينة كأنا غمامة أو ضبابة ف وسطها كهيئة الرأس يتكلم يقول يا إبراهيم خذ قدري من الرض‪ ،‬ل تزد‬
‫ول تنقص‪ ،‬فخط فذلك بكة وما حواليه مكة‪.‬‬
‫حدثن جدي عن سعيد بن سال عن عثمان بن ساج عن وهب بن منبه انه أخبه قال‪ :‬لا ابتعث ال تعال إبراهيم‬
‫خليله ليبن له البيت طلب الساس الول الذي وضع بنو آدم ف موضع اليمة الت عزى ال با آدم عليه السلم من‬
‫خيام النة حي وضعت له بكة ف موضع البيت الرام فلم يزل إبراهيم يفر حت وصل إل القواعد الت أسس بنو‬
‫آدم ف زمانم ف موضع اليمة‪ ،‬فلما وصل إليها أظل ال له مكان البيت بغمامة‪ ،‬فكانت خفاف البيت الول‪ ،‬ث ل‬
‫تزل راكدة على حفافه تظل إبراهيم وتديه مكان القواعد حت رفع القواعد قامة ث انكشطت الغمامة فذلك قوله عز‬
‫وجل وإذ بوأنا لبراهيم مكان البيت أي الغمامة الت ركدت على الفاف ليهتدي با مكان القواعد فلم يزل والمد‬
‫ل منذ يوم ركعة ال معمورا‪ .‬حدثن مهدي بن أب الهدي قال‪ :‬حدثنا عبد الرحن بن عبد ال مول بن هاشم قال‪:‬‬
‫أخبنا حاد عن ساك بن حرب عن خالد بن عرعرة عن علي بن أب طالب ف قوله عز وجل "إن أول بيت وضع‬
‫للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالي فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا" قال‪ :‬انه ليس بأول بيت‪.‬‬
‫كان نوح ف البيوت قبل إبراهيم وكان إبراهيم ف البيوت ولكنه أول بيت وضع للناس فيه آيات بينات مقام إبراهيم‬
‫ومن دخله كان آمنا‪ .‬هذه اليات قال‪ :‬إن إبراهيم أمر ببناء البيت فضاق به ذرعا فلم يدر كيف يبن فأرسل ال‬
‫تعال إليه السكينة وهي ريح خجوج لا رأس حت تطوقت مثل الجفة فبن عليها وكان يبن كل يوم سافا ومكة‬
‫يومئذ شديدة الر‪ ،‬فلما بلغ موضع الجر قال لساعيل‪ :‬اذهب فالتمس حجرا أضعه ها هنا ليهدي الناس به‪ ،‬فذهب‬
‫إساعيل يطوف ف البال وجاء جبيل بالجر السود وجاء إساعيل فقال من أين لك هذا الجر ? قال‪ :‬من عند من‬
‫ل يتكل على بنائي وبنائك‪ ،‬ث اندم فبنته العمالقة‪ ،‬ث اندم فبنته قبيلة من جرهم‪ ،‬ث اندم فبنته قريش‪ .‬فلما أرادوا أن‬
‫يضعوا الجر تنازعوا فيه فقالوا‪ :‬أول رجل يدخل علينا من هذا الباب فهو يضعه‪ ،‬فجاء رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم فأمر بثوب فبسط ث وضعه فيه ث قال‪ :‬ليأخذ من كل قبيلة رجل من ناحية الثوب‪ .‬ث رفعوه ث أخذه رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم فوضعه‪ ،‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثن سفيان بن عيينة عن بشر بن عاصم عن سعيد بن السيب‬
‫قال‪ :‬أخبن علي بن أب طالب كرم ال وجهه قال‪ :‬أقبل إبراهيم من أرمينية معه السكينة تدله حت تبوأ البيت كما‬
‫تبوأت العنكبوت بيتها فرفعوا عن أحجار الجر يطيقه أو ل يطيقه ثلثون رجلً‪ ،‬حدثن مهدي بن أب الهدي قال‪:‬‬
‫حدثنا عبد ال بن معاذ الصنعان عن معمر عن قتادة ف قوله عز وجل‪" :‬وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت‬
‫وإساعيل" قال‪ :‬الت كانت قواعد البيت قبل ذلك‪ ،‬قال الزاعي‪ :‬وحدثناه أبو عبيد ال باسناد عن سفيان مثله‪.‬‬
‫حدثنا مهدي بن أب الهدي قال‪ :‬حدثنا عبد الرحن بن عبد ال مول بن هاشم قال‪ :‬حدثنا أبو عوانة عن ابن أب‬
‫بشر عن سعيد بن جبي عن ابن عباس قال اما وال ما بنياه بقصة ول مدر ول كان معهما من العوان والموال ما‬
‫يسقفانه ولكنهما أعلماه فطافا به‪.‬‬
‫حدثن جدي قال حدثنا سفيان بن عيينة عن ماهد عن الشعب قال‪ :‬لا أمر إبراهيم أن يبن وانتهى إل موضع الجر‬
‫قال لساعيل‪ :‬ائتن بجر ليكون علما للناس يبتدئون منه الطواف فأتاه بجر فلم يرضه فأتى إبراهيم بذا الجر‪ ،‬ث‬
‫قال‪ :‬أتان به من ل يكلن على حجرك‪.‬‬
‫وحدثن جدي قال‪ :‬حدثنا داود بن عبد الرحن عن ابن جريج عن بشر بن عاصم قال‪ :‬أقبل إبراهيم من أرمينية معه‬
‫ل يتبوأ البيت كما تبوأت العنكبوت بيتها فرفع صخرة فما رفعها عنه إل ثلثون رجلً‬‫السكينة واللك والصرد دلي ً‬
‫فقالت السكينة‪ :‬أبن علي فلذلك ل يدخله أعراب نافر ول جبار إل رأيت عليه السكينة‪ .‬وحدثن مهدي بن أب‬
‫الهدي قال‪ :‬حدثنا بشر بن السرى البصري عن حاد بن زيد عن أيوب عن أب قلبة قال‪ :‬قال ال تعال‪ :‬يا آدم ان‬
‫مهبط معك بيت يطاف حوله كما يطاف حول عرشي‪ ،‬ويصلى عنده كما يصلى عند عرشي‪ ،‬فلم يزل كذلك حت‬
‫كان زمن الطوفان فرفع‪ ،‬حت بوأ لبراهيم مكانه فبناه من خسة أجبل من حرا‪ ،‬وثبي‪ ،‬ولبنان‪ ،‬والطور‪ ،‬والبل‬
‫الحر‪.‬‬
‫وحدثن مهدي بن أب الهدي قال‪ :‬حدثنا عمر بن سهل عن يزيد بن نافع عن سعيد عن قتادة ف قوله عز وجل‪:‬‬
‫"وإذ يرفع إبراهيم القواعد" قال‪ :‬ذكر لنا انه بناه من خسة أجبل من طورسينا‪ ،‬وطور زيتا‪ ،‬ولبنان‪ ،‬والودى‪ ،‬وحرا‪،‬‬
‫وذكر لنا ان قواعده من حراء‪.‬‬
‫حدثن مهدي بن أب الهدي قال‪ :‬حدثنا مروان بن معاوية الفزاري قال‪ :‬حدثنا العلء عن عمر بن مرة عن يوسف بن‬
‫ماهك قال‪ :‬قال عبد ال ابن عمرو ان جبيل عليه السلم هو الذي نزل عليه بالجر من النة‪ ،‬وانه وضعه حيث‬
‫رأيتم‪ ،‬وانكم لن تزالوا بي ما دام بي ظهرانكم‪ ،‬فتمسكوا به ما استطعتم فانه يوشك أن ييء فيجع به من حيث‬
‫جاء به‪.‬‬
‫حدثن جدي عن سعيد بن سال عن عثمان بن ساج قال‪ :‬أخبن ممد ابن إسحاق قال‪ :‬لا أمر إبراهيم خليل ال‬
‫تعال أن يبن البيت الرام أقبل من أرمينية على الباق معه السكينة لا وجه يتكلم‪ ،‬وهي بعد ريح هفافة‪ ،‬ومعه ملك‬
‫يدله على موضع البيت حت انتهى إل مكة وبا إساعيل وهو يومئذ ابن عشرين سنة وقد توفيت امه قبل ذلك ودفنت‬
‫ف موضع الجر‪ ،‬فقال‪ :‬يا إساعيل ان ال تعال قد أمرن أن أبن له بيتا‪ ،‬فقال له إساعيل‪ :‬وأين موضعه ? قال‪:‬‬
‫فأشار له اللك إل موضع البيت قال‪ :‬فقاما يفران عن القواعد ليس معهما غيها فبلغ إبراهيم الساس أساس آدم‬
‫الول فحفر عن ربض ف البيت فوجد حجارة عظاما ما يطيق الجر منها ثلثون رجل‪ ،‬ث بن على أساس آدم‬
‫الول وتطوقت السكينة كأنا حية على الساس الول‪ ،‬وقالت‪ :‬يا إبراهيم ابن علي فبن عليها فلذلك ل يطوف‬
‫بالبيت أعراب نافر ول جبار إل رأيت عليه السكينة فبن البيت وجعل طوله ف السماء تسعة أذرع وعرضه ف الرض‬
‫اثني وثلثي ذراعا من الركن السود إل الركن الشامي الذي عند الجر من وجهه وجعل عرض ما بي الركن‬
‫الشامي إل الركن الغرب الذي فيه الجر اثني وعشرين ذراعا‪ ،‬وجعل طول ظهرها من الركن الغرب إل الركن‬
‫اليمان أحد وثلثي ذراعا وجعل عرض شقها اليمان من الركن السود إل الركن اليمان عشرين ذراعا‪ ،‬فلذلك‬
‫سيت الكعبة لنا على خلقة الكعب‪ ،‬قال‪ :‬وكذلك بنيان أساس آدم عليه السلم‪ ،‬وجعل بابا بالرض غي مبوب‬
‫حت كان تبع اسعد الميي هو الذي جعل لا بابا‪ ،‬وغلقا فارسيا‪ ،‬وكساها كسوة تامة‪ ،‬ونر عندها‪ .‬قال‪ :‬وجعل‬
‫إبراهيم عليه السلم الجر إل جنب البيت عريشا من أراك تقتحمه العن فكان زربا لغنم إساعيل‪ ،‬قال‪ :‬وحفر‬
‫إبراهيم عليه السلم جبا ف بطن البيت على يي من دخله يكون خزانة للبيت يلقى فيه ما يهدى للكعبة وهو الب‬
‫الذي نصب عليه عمرو بن لى‪ ،‬هبل‪ ،‬الصنم الذي كانت قريش تعبده ويستقسم عنده بالزلم حي جاء به من‬
‫هيت من أرض الزيرة‪ .‬قال‪ :‬وكان إبراهيم يبن وينقل له إساعيل الجارة على رقبته فلما ارتفع البنيان قرب له القام‬
‫فكان يقوم عليه ويبن ويوله إساعيل ف نواحي البيت حت انتهى إل موضع الركن السود قال إبراهيم لساعيل‪ :‬يا‬
‫إساعيل أبغن حجرا أضعه ها هنا يكون للناس علما يبتدئون منه الطواف‪ .‬فذهب إساعيل يطلب له حجرا ورجع‬
‫وقد جاءه جبيل بالجر السود وكان ال عز وجل استودع الركن أبا قبيس حي غرق ال الرض زمن نوح‪ ،‬وقال‬
‫إذا رأيت خليلي يبن بيت فأخرجه له‪ ،‬قال‪ :‬فجاءه إساعيل فقال له‪ :‬يا ابه من اين لك هذا ? قال‪ :‬جاءن به من ل‬
‫يكلن إل حجرك جاء به جبيل‪ ،‬فلما وضع جبيل الجر ف مكانه وبن عليه إبراهيم وهو حينئذ يتلل تللؤا من‬
‫شدة بياضه فأضاء نوره شرقا‪ ،‬وغربا‪ ،‬وينا‪ ،‬وشاما‪ ،‬قال‪ :‬فكان نوره يضيء إل منتهى انصاب الرم من كل ناحية‬
‫من نواحي الرم قال‪ :‬وانا شدة سواده لنه أصابه الريق مرة بعد مرة ف الاهلية‪ ،‬والسلم‪ .‬فأما حريقه ف‬
‫الاهلية‪ ،‬فانه ذهبت امرأة ف زمن قريش تمر الكعبة فطارت شرارة ف استار الكعبة فاحترقت الكعبة واحترق الركن‬
‫السود‪ ،‬واسود وتوهنت الكعبة‪ ،‬فكان هو الذي هاج قريشا على هدمها وبنائها‪ .‬وأما حريقه ف السلم ففي عصر‬
‫ابن الزبي أيام حاصره الصي بن ني الكندي‪ ،‬احترقت الكعبة واحترق الركن فتفلق بثلث فلق حت شد شعبه ابن‬
‫الزبي بالفضة فسواده لذلك قال‪ :‬ولول ما مس الركن من اناس الاهلية وارجاسها ما مسه ذو عاهة ال شفي‪ ،‬قال‬
‫سعيد بن سال‪ :‬قال ابن جريج‪ :‬وكان ابن الزبي بن الكعبة من الذرع على ما بناها إبراهيم عليه السلم قال‪ :‬وهي‬
‫مكعبة على خلقة الكعب فلذلك سيت الكعبة‪ .‬قال‪ :‬ول يكن إبراهيم سقف الكعبة ول بناها بدر وانا رضمها‬
‫رضما‪.‬‬
‫حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن أب نيح عن ماهد قال‪ :‬السكينة لا رأس كرأس الرة‪ ،‬وجناحان‪.‬‬
‫حدثن مهدي بن أب الهدي قال‪ :‬حدثنا بشر بن السرى قال‪ :‬حدثنا قيس بن الربيع عن سلمة بن كهيل عن أب‬
‫الحوص عن علي بن أب طالب قال‪ :‬السكينة‪ ،‬لا رأس أكرأس النسان ث هي بعد ريح هفافة‪ .‬حدثنا مهدي بن أب‬
‫الهدي قال‪ :‬حدثنا الفزاري عن جويب عن الضحاك قال‪ :‬السكينة الرحة‪.‬‬
‫ذكر حج إبراهيم عليه السلم وأذانه بالج وحج النبياء بعده‪ ،‬وطوافه‪ ،‬وطواف النبياء بعده‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن سعيد بن سال عن عثمان بن ساج قال‪ :‬أخبن ممد بن إسحاق قال‪ :‬لا‬
‫فرغ إبراهيم خليلي الرحن من بناء البيت الرام جاءه جبيل فقال‪ :‬طف به سبعا فطاف به سبعا هو وإساعيل‬
‫يستلمان الركان كلها ف كل طواف‪ ،‬فلما اكمل سبعا هو وإساعيل صليا خلف القام ركعتي‪ .‬قال‪ :‬فقام معه‬
‫جبيل فأراه الناسك كلها الصفا والروة ومن ومزدلفة‪ ،‬وعرفة‪ ،‬قال‪ :‬فلما دخل من وهبط من العقبة تثل له ابليس‬
‫عند جرة العقبة‪ ،‬فقال له جبيل‪ :‬ارمه‪ ،‬فرماه إبراهيم بسبع حصيات فغاب عنه‪ ،‬ث برز له عند المرة الوسطى فقال‬
‫له جبيل‪ :‬ارمه‪ ،‬فرماه بسبع حصيات فغاب عنه‪ ،‬ث برز له عند المرة السفلى فقال له جبيل‪ :‬ارمه‪ ،‬فرماه بسبع‬
‫حصيات مثل حصى الذف فغاب عنه ابليس‪ ،‬ث مضى إبراهيم ف حجه وجبيل يوقفه على الواقف ويعلمه الناسك‬
‫حت انتهى إل عرفة‪ ،‬فلما انتهى إليها قال له جبيل‪ :‬أعرفت مناسكك ? قال إبراهيم‪ :‬نعم ! قال‪ :‬فسميت عرفات‬
‫بذلك لقوله أعرفت مناسكك ? قال‪ :‬ث أمر إبراهيم أن يؤذن ف الناس بالج قال‪ :‬فقال إبراهيم‪ :‬يا رب ما يبلغ‬
‫صوت ? قال ال سبحانه‪ :‬اذن وعلي البلغ‪ ،‬قال‪ :‬فعل على القام فأشرف به حت صار أرفع البال وأطولا فجمعت‬
‫له الرض يومئذ سهلها وجبلها وبرها وبرها وانسها وجنها حت أسعهم جيعا قال‪ :‬فأدخل اصبعيه ف اذنيه وأقبل‬
‫بوجهه ينا وشاما وشرقا وغربا وبدأ بشق اليمن فقال‪ :‬أيها الناس كتب عليكم الج إل البيت العتيق فأجيبوا ربكم‪،‬‬
‫فأجابوه من تت التخوم السبعة ومن بي الشرق والغرب إل منقطع التراب من أقطار الرض كلها‪ ،‬لبيك اللهم‬
‫لبيك قال‪ :‬وكانت الجارة على ما هي عليه اليوم إل أن ال عز وجل أراد أن يعل القام آية فكان أثر قدميه ف القام‬
‫إل اليوم قال‪ :‬أفل تراهم اليوم يقولون ? لبيك اللهم لبيك قال‪ :‬فكل من حج إل اليوم فهو من أجاب إبراهيم وانا‬
‫حجهم على قدر اجابتهم يومئذ فمن حج حجتي فقد كان أجاب مرتي‪ ،‬أو ثلثا فثلثا على هذا قال‪ :‬وأثر قدمي‬
‫إبراهيم ف القام آية وذلك قوله تعال‪" :‬فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا" وقال ابن إسحاق‪ :‬وبلغن‬
‫أن آدم عليه السلم كان استلم الركان كلها قبل إبراهيم وحجه إسحاق وسارة من الشام‪ ،‬قال‪ :‬وكان إبراهيم عليه‬
‫السلم يجه كل سنة على الباق‪ ،‬قال‪ :‬وحجت بعد ذلك النبياء والمم‪ ،‬وحدثن جدي قال حدثنا ابن عيينة عن‬
‫ابن أب نيح عن ماهد قال حج إبراهيم وإساعيل ماشيي‪ ،‬قال‪ :‬أبو ممد عبيد ال الخزومي حدثنا ابن عيينة باسناده‬
‫مثله‪.‬‬
‫حدثنا الرزقي قال‪ :‬وحدثن جدي قال حدثنا يي بن سليم عن ابن خيثم قال‪ :‬سعت عبد الرحن بن سابط يقول‪:‬‬
‫سعت عبد ال بن ضمرة السلول يقول‪ :‬ما بي الركن إل القام إل زمزم قب تسعة وتسعي نبيا جاءوا حجاجا فقبوا‬
‫هنالك‪.‬‬
‫حدثن مهدي بن أب الهدي قال‪ :‬حدثنا عبد الرحن بن عبد ال مول بن هاشم عن حاد بن سلمة عن عطاء بن‬
‫السايب عن ممد بن سابط عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬كان النب من النبياء إذا هلكت أمته لق بكة فيتعبد‬
‫فيها النب ومن معه حت يوت فيها‪ ،‬فمات با نوح‪ ،‬وهود‪ ،‬وصال وشعيب‪ ،‬وقبورهم بي زمزم والجر‪ ،‬وحدثن‬
‫جدي قال‪ :‬حدثنا سعيد بن سال عن عثمان بن ساج عن خصيف عن ماهد انه قال‪ :‬حج موسى النب على جل‬
‫أحر فمر بالروحاء عليه عباءتان قطوانيتان متزر باحداها مرتدمي بالخرى فطاف بالبيت‪ ،‬ث طاف بي الصفا والروة‬
‫فبينا هو بي الصفا والروة إذ سع صوتا من السماء وهو يقول‪ :‬لبيك عبدي أنا معك‪ ،‬فخر موسى ساجدا‪.‬‬
‫حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا سعيد بن سال عن عثمان بن ساج عن خصيف عن ماهد انه قال‪ :‬حج خسة وسبعون نبيا‬
‫كلهم قد طاف بالبيت وصلى ف مسجد من فان استطعت ان ل تفوتك الصلة ف مسجد من فافعل‪ ،‬حدثن جدي‬
‫قال‪ :‬حدثنا مروان بن معاوية عن الشعث بن سوار عن عكرمة عن ابن عباس قال‪ :‬صلى ف مسجد اليف سبعون‬
‫نبيا كلهم مطمون بالليف قال مروان بن معاوية‪ :‬يعن رواحلهم‪ .‬حدثن جدي قال حدثنا سعيد بن سال عن عثمان‬
‫بن ساج قال‪ :‬أخبنا خصيف بن عبد الرحن عن ماهد انه حدثه قال‪ :‬لا قال إبراهيم‪ :‬ربنا أرنا مناسكنا‪ ،‬أمر أن‬
‫يرفع القواعد من البيت‪ ،‬ث أرى الصفا والروة وقيل هذا من شعائر ال قال‪ :‬ث خرج به جبيل فلما مر بمرة العقبة‬
‫إذا بابليس عليها فقال جبيل‪ :‬كب وارمه ث ارتفع ابليس إل المرة الوسطى فقال له جبيل‪ :‬كب وارمه ث ارتفع‬
‫ابليس إل المرة القصوى فقال له جبيل‪ :‬كب وارمه‪ ،‬ث انطلق إل الشعر الرام ث أتى به عرفة فقال له جبيل‪ :‬هل‬
‫عرفت ما أريتك ? ثلث مرات قال‪ :‬نعم ! قال‪ :‬فأذن ف الناس بالج قال‪ :‬كيف أقول ? قال‪ :‬قل‪ :‬يا أيها الناس‬
‫أجيبوا ربكم ثلث مرات قال‪ :‬فقالوا‪ :‬لبيك اللهم لبيك قال‪ :‬فمن أجاب إبراهيم يومئذ فهو حاج قال خصيف‪ :‬قال‬
‫ماهد‪ :‬حي حدثن بذا الديث أهل القدر ل يصدقون بذا الديث‪.‬‬
‫حدثن جدي قال عثمان‪ :‬وأخبن موسى بن عبيدة قال‪ :‬لا أمر إبراهيم بالذان ف الناس بالج استدار بالرض فدعى‬
‫ف كل وجه يا أيها الناس أجيبوا ربكم وحجوا قال‪ :‬فلب الناس من كل مشرق ومغرب وتطأطأت البال حت بعد‬
‫صوته‪ ،‬قال عثمان‪ :‬وأخبن ابن جريج قال‪ :‬قال ابن عباس‪ :‬رضوان ال عليه يأتوك رجالً مشاة وعلى كل ضامر‬
‫يأتي من كل فج عميق بعيد‪ ،‬قال عطاء‪ :‬وأرنا مناسكنا‪ ،‬أبرزها لنا وأعلمناها وقال ماهد‪ :‬أرنا مناسكنا‪ ،‬مذابنا‬
‫قال‪ :‬وأخبن عثمان بن ساج قال‪ :‬أخبن ممد بن إسحاق قال‪ :‬حدثن بعض أهل العلم ان عبد ال بن الزبي قال‪:‬‬
‫لعبيد بن عمي الليثي كيف بلغك ان إبراهيم عليه السلم دعا إل الج ? قال‪ :‬بلغن انه لا رفع إبراهيم القواعد‬
‫وإساعيل وانتهى إل ما أراد ال سبحانه من ذلك وحضر الج استقبل اليمن فدعا إل ال عز وجل وإل حج بيته‬
‫فأجيب أن لبيك اللهم لبيك ث استقبل الشرق فدعا إل ال وإل حج بيته فأجيب ان لبيك لبيك‪ ،‬وإل الغرب بثل‬
‫ذلك‪ ،‬وإل الشام بثل ذلك ث حج باساعيل ومن معه من السلمي‪ ،‬من جرهم وهم سكان الرم يومئذ مع إساعيل‬
‫وهم أصهاره‪ ،‬وصلى بم الظهر والعصر والغرب والعشاء بن ث بات بم حت أصبح وصلى بم الغداة‪ ،‬ث غدا بم‬
‫إل نرة فقام بم هنالك حت إذا مالت الشمس جع بي الظهر والعصر بعرفة ف مسجد إبراهيم ث راح بم إل الوقف‬
‫من عرفة فوقف بم وهو الوقف من عرفة الذي يقف عليه المام يريه ويعلمه فلما غربت الشمس دفع به وبن معه‬
‫حت أتى الزدلفة‪ ،‬فجمع بي الصلتي الغرب والعشاء الخرة ث بات حت إذا طلع الفجر صلى بم صلة الغداة‪ ،‬ث‬
‫وقف به على قزح من الزدلفة وبن معه وهو الوقف الذي يقف به المام‪ ،‬حت إذا أسفر غي مشرق دفع به وبن معه‬
‫يريه ويعلمه كيف ترمى المار‪ ،‬حت فرغ له من الج كله‪ ،‬واذن به ف الناس ث انصرف إبراهيم راجعا إل الشام‬
‫فتوف با صلى ال عليه وسلم وعلى جيمع أنبياء ال والرسلي‪ ،‬قال عثمان‪ :‬أخبن ابن إسحاق قال‪ :‬أمر ال عز‬
‫وجل إبراهيم عليه السلم بالج واقامته للناس‪ ،‬وأراه مناسك البيت وشرع له فرايضه وكان إبراهيم يومئذ حي أمر‬
‫بذلك ببيت القدس من ايليا قال عثمان‪ :‬وأخبن زهي بن ممد قال‪ :‬لا فرغ إبراهيم من البيت الرام قال‪ :‬أي رب‬
‫ان قد فعلت فأرنا مناسكنا فبعث ال تعال إليه جبيل فحج به حت إذا جاء يوم النحر عرض له ابليس‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫احصب فحصب بسبع حصبات ث الغد ث اليوم الثالث فمل ما بي البلي ث عل على ثبي‪ ،‬فقال‪ :‬يا عباد ال أجيبوا‬
‫ربكم فسمع دعوته من بي البر من ف قلبه مثقال ذرة من ايان فقالوا‪ :‬لبيك اللهم لبيك قال‪ :‬ول يزل على وجه‬
‫الرض سبعة من السلمي فصاعدا لول ذاك لهلكت الرض ومن عليها قال عثمان‪ :‬وأخبن زهي ابن ممد أن أول‬
‫من أجاب إبراهيم حي أذن بالج أهل اليمن‪ ،‬وأخبن جدي عن سعيد بن سال عن عثمان بن ساج قال‪ :‬أخبن‬
‫عثمان بن السود عن عطاء بن أب رباح ان موسى بن عمران طاف بي الصفا والروة وعليه عباءة قطوانية وهو‬
‫يقول‪ :‬لبيك اللهم لبيك فأجابه ربه عز وجل لبيك يا موسى وها أنا معك‪.‬‬
‫وأخبن جدي عن سعيد بن سال عن عثمان بن ساج قال‪ :‬حدثن غالب ابن عبيد ال قال‪ :‬سعت ماهدا يذكر عن‬
‫ابن عباس رضوان ال عليه قال‪ :‬مر بصفاح الروحاء ستون نبيا‪ ،‬إبلهم مطمة بالليف قال عثمان‪ :‬وأخبن غالب بن‬
‫عبيد ال قال‪ :‬سعت ماهدا يذكر عن ابن عباس قال‪ :‬أقبل موسى نب ال تعال يلب تاوبه جبال الشام على جل‬
‫أحر عليه عباءتان قطوانيتان‪ ،‬قال عثمان‪ :‬وأخبن ابن إسحاق قال‪ :‬حدثن من ل أتم عن عروة بن الزبي انه قال‪:‬‬
‫بلغن ان البيت وضع لدم عليه السلم يطوف به ويعبد ال عنده وان نوحا قد حجه‪ ،‬وجاءه‪ ،‬وعظمه قبل الغرق فلما‬
‫أصاب الرض الغرق حي أهلك ال قوم نوح أصاب البيت ما أصاب الرض من الغرق فكانت ربوة حراء معروف‬
‫مكانه فبعث ال عز وجل هودا إل عاد فتشاغل بأمر قومه حت هلك ول يجه‪ .‬ث بعث ال تعال صالا عليه السلم‬
‫إل ثود فتشاغل حت هلك ول يجه‪ ،‬ث بوأه ال عز وجل لبراهيم فحجه‪ ،‬وعلم مناسكه‪ ،‬ودعا إل زيارته‪ ،‬ث ل‬
‫يبعث ال نبيا بعد إبراهيم إل حجه قال عثمان‪ :‬وأخبن ابن إسحاق قال‪ :‬حدثن من ل اتم عن سعيد بن السيب‬
‫عن رجل كان من أهل العلم انه كان يقول‪ :‬كأن انظر إل موسى بن عمران منهبطا من هرشا عليه عباءة قطوانية‬
‫يلب بجة قال عثمان‪ :‬أخبن ممد بن إسحاق قال‪ :‬حدثن من ل اتم عن عبد ال بن عباس رضوان ال عليه أنه‬
‫كان يقول‪ :‬لقد سلك فج الروحاء سبعون نبيا حجاجا عليهم لباس الصوف مطمي ابلهم ببال الليف‪ ،‬ولقد صلى‬
‫ف مسجد اليف سبعون نبيا‪.‬‬
‫حدثن جدي قال‪ :‬قال عثمان بن ساج‪ :‬أخبن ممد بن إسحاق قال‪ :‬حدثن طلحة بن عبد ال بن كريز الزاعي أن‬
‫موسى عليه السلم حي حج طاف بالبيت فلما خرج إل الصفا لقيه جبيل عليه السلم فقال‪ :‬يا صفي ال انه الشد‬
‫إذا هبطت بطن الوادي فاحتزم موسى نب ال على وسطه بثوبه فلما اندر عن الصفا وبلغ بطن الوادي سعى وهو‬
‫يقول‪ :‬لبيك اللهم لبيك قال‪ :‬يقول ال تعال‪ :‬لبيك يا موسى ها أنذا معك‪ ،‬قال عثمان‪ :‬وأخبن صادق انه بلغه ان‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬لقد مر بفج الروحاء أو قال‪ :‬لقد مر بذا الفج سبعون نبيا على نوق حر‬
‫خطمها الليف‪ ،‬ولبوسهم العباء‪ ،‬وتلبيتهم شت‪ ،‬منهم يونس بن مت فكان يونس يقول‪ :‬لبيك فراج الكرب لبيك‪،‬‬
‫وكان موسى يقول‪ :‬لبيك أنا عبدك لبيك لبيك‪ ،‬قال‪ :‬وتلبية عيسى لبيك أنا عبدك‪ ،‬ابن أمتك‪ ،‬بنت عبديك لبيك‪،‬‬
‫قال‪ :‬عثمان وأخبن مقاتل قال‪ :‬ف السجد الرام بي زمزم والركن قب سبعي نبيا منهم هود‪ ،‬وصال‪ ،‬وإساعيل‪،‬‬
‫وقب آدم‪ ،‬وإبراهيم‪ ،‬وإسحاق‪ ،‬ويعقوب‪ ،‬ويوسف ف بيت القدس‪.‬‬
‫حدثن جدي عن سعيد بن سال عن عثمان بن ساج عن وهب بن منبه قال‪ :‬خطب صال الذين آمنوا معه فقال لم‪:‬‬
‫ان هذه دار قد سخط ال عليها وعلى أهلها فاظعنوا عنها فانا ليست لكم بدار قالوا‪ :‬رأينا لرأيك تبع فمرنا نفعل‬
‫قال‪ :‬تلحقون برم ال وأمنه ل أرى لكم دونه‪ ،‬فأهلوا من ساعتهم بالج ث احرموا ف العباء وارتلوا قلصا حرا‬
‫مطمة ببال الليف ث انطلقوا آمي البيت الرام حت وردوا مكة فلم يزالوا با حت ماتوا فتلك قبورهم ف غرب‬
‫الكعبة بي دار الندوة ودار بن هاشم وكذلك فعل هود ومن آمن معه وشعيب ومن آمن معه‪.‬‬
‫وحدثن جدي عن رجل من أهل العلم قال حدثن ممد بن مسلم الرازي عن جرير بن عبد الميد الرازي عن‬
‫الفضل بن عطية عن عطاء ابن السايب أن إبراهيم عليه السلم رأى رجلً يطوف بالبيت فأنكره فسأله من أنت ?‬
‫فقال‪ :‬من أصحاب ذي القرني قال‪ :‬وأين هو ? قال‪ :‬هو ذا بالبطح فتلقاه إبراهيم فاعتنقه فقيل لذي القرني‪ :‬ل ل‬
‫تركب ? قال‪ :‬ما كنت لركب وهذا يشي فحج ماشيا‪.‬‬
‫قوله عز وجل إن أول بيت وضع للناس وما جاء ف ذلك‬

‫حدثنا أبو ممد قال‪ :‬حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن سعيد بن سال عن عثمان بن ساج قال‪ :‬أخبن ابن‬
‫جريج قال‪ :‬بلغنا ان اليهود قالت‪ :‬بيت القدس أعظم من الكعبة لنه مهاجر النبياء ولنه ف الرض القدسة‪ ،‬وقال‬
‫السلمون‪ :‬الكعبة أعظم فبلغ ذلك النب صلى ال عليه وسلم فنل إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا حت‬
‫بلغ فيه آيات بينات مقام إبراهيم وليس ذلك ف بيت القدس‪ ،‬ومن دخله كان آمنا أوليس ذلك ف بيت القدس قال‬
‫عثمان‪ :‬وأخبن خصيف قال‪ :‬أول بيت وضع للناس قال‪ :‬أول مسجد وضع للناس‪ ،‬وقال ماهد‪ :‬أول بيت وضع‬
‫للناس مثل قوله كنتم خي أمة أخرجت للناس‪ ،‬قال عثمان‪ :‬وأخبن ممد بن ابان عن زيد بن أسلم انه قرأ إن أول‬
‫بيت وضع للناس حت بلغ فيه آيات بينات مقام إبراهيم قال‪ :‬اليات البينات هي مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا‬
‫ول على الناس حج البيت‪ ،‬وقال‪ :‬يأتي من كل فج عميق‪ ،‬وقال عثمان‪ :‬وأخبن ممد بن إسحاق ان قول ال عز‬
‫وجل‪ :‬إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة أي مسجد مباركا وهدى للعالي وقال‪ :‬لتنذر أم القرى ومن حولا‪ ،‬قال‬
‫عثمان‪ :‬وأخبن يي ابن أب أنيسة ف قول ال عز وجل‪ :‬إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا قال‪ :‬كان‬
‫موضع الكعبة قد ساه ال عز وجل بيتا قبل أن تكون الكعبة ف الرض وقد بن قبله بيت ولكن ال ساه بيتا‪ ،‬وجعله‬
‫ال مباركا وهدى للعالي قبلة لم‪.‬‬
‫باب ما جاء ف مسألة إبراهيم خليل ال المن والرزق لهل مكة شرفها ال تعال والكتب الت وجد فيها تعظيم‬
‫الرم‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬وأخبن جدي قال‪ :‬حدثنا سعيد بن سال عن عثمان بن ساج قال‪ :‬أخبن موسى بن عبيدة‬
‫الربذي عن ممد بن كعب القرظي قال‪ :‬دعا إبراهيم عليه السلم للمؤمني وترك الكفار ل يدع لم بشيء فقال ال‬
‫تعال‪ :‬ومن كفر فامتعه قليلً ث اضطره إل عذاب النار‪ ،‬وقال زيد بن أسلم‪ :‬سأل إبراهيم عليه السلم ذلك لن آمن‬
‫به ث مصي الكافر إل النار‪ ،‬قال عثمان‪ :‬وأخبن ممد بن السايب الكلب قال‪ :‬قال‪ :‬إبراهيم صلى ال عليه وسلم‬
‫رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بال واليم الخر فاستجاب ال عز وجل له فجعله‬
‫بلدا آمنا‪ ،‬وآمن فيه الايف ورزق أهله من الثمرات‪ ،‬تمل اليهم من الفق‪ ،‬قال عثمان‪ :‬وقال مقاتل بن حيان‪ :‬انا‬
‫اختص إبراهيم ف مسألته ف الرزق للذين آمنوا فقال تعال‪ :‬الذين كفروا سأرزقهم مع الذين آمنوا ولكن امتعهم قليلً‬
‫ف الدنيا ث اضطرهم إل عذاب النار وبئس الصي‪ ،‬قال عثمان‪ :‬وقال ماهد‪ :‬جعل ال هذا البلد آمنا ل ياف فيه من‬
‫دخله‪.‬‬
‫وحدثن جدي قال حدثن إبراهيم بن ممد بن النتشر قال‪ :‬حدثن سعيد بن السايب بن يسار قال‪ :‬سعت بعض ولد‬
‫نافع بن جبي بن مطعم وغيه يذكرون انم سعوا انه لا دعا إبراهيم لكة أن يرزق أهله من الثمرات نقل ال عز وجل‬
‫أرض الطايف من الشام فوضعها هنالك رزقا للحرم‪.‬‬
‫حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا إبراهيم بن ممد عن ممد بن النكدر عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬لا وضع ال‬
‫الرم نقل إليه الطايف من الشام حدثن مهدي بن أب الهدي قال‪ :‬حدثنا يي بن سليم قال‪ :‬سعت عبد الرحن ابن‬
‫نافع بن جبي بن مطعم يقول‪ :‬سعت الزهري يقول‪ :‬ان ال عز وجل نقل قرية من قرى الشام فوضعها بالطايف‬
‫لدعوة إبراهيم خليل ال قوله وأرزق أهله من الثمرات‪.‬‬
‫حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا مسلم بن خالد الزني عن ابن جريج عن كثي بن كثي عن سعيد بن جبي عن ابن عباس‬
‫قال‪ :‬جاء إبراهيم يطالع إساعيل عليهما السلم فوجده غايبا ووجد امرأته الخرة‪ ،‬وهي السيدة بنت مضاض بن‬
‫عمرو الرهي‪ ،‬فوقف فسلم‪ ،‬فردت عليه السلم واستنلته وعرضت عليه الطعام والشراب فقال‪ :‬ما طعامكم‬
‫وشرابكم ? قالت‪ :‬اللحم والاء‪ ،‬قال‪ :‬هل من حب أو غيه من الطعام ? قالت‪ :‬ل قال‪ :‬بارك ال لكم ف اللحم‬
‫والاء‪ ،‬قال ابن عباس رضوان ال عليه‪ :‬يقول رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬لو وجد عندها يومئذ حبا لدعا لم‬
‫بالبكة فيه‪ ،‬فكانت تكون أرضا ذات زرع‪.‬‬
‫حدثن جدي عن سعيد بن سال عن كثي بن كثي عن سعيد بن جبي مثله وزاد فيه قال سعيد بن جبي ول يلى أحد‬
‫على اللحم والاء بغي مكة إل وجع بطنه وان أخلى عليهما بكة ل يد كذلك أذى‪ ،‬قال سعيد بن سال‪ :‬فل أدري‬
‫عن ابن عباس يدث بذلك سعيد بن جبي أم ل يعن قوله ول يلى أحد على اللحم والاء بغي مكة إل وجع بطنه‪.‬‬
‫حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا مسلم بن خالد عن عبد ال بن عبد الرحن ابن أب حسي عن ابن عباس رضوان ال عليهما‬
‫قال‪ :‬وجد ف القام كتاب هذا بيت ال الرام بكة‪ ،‬توكل ال برزق أهله من ثلثة سبل‪ ،‬مبارك لهله ف اللحم والاء‬
‫واللب‪ ،‬ل يله أول من أهله ووجد ف حجر ف الجر كتاب من خلقة الجر أنا ال ذو بكة الرام‪ ،‬وضعتها يوم‬
‫صنعت الشمس والقمر وحففتها بسبعة أملك حنفاء ل تزول حت تزول أخشباها مبارك لهلها ف اللحم والاء‪.‬‬
‫وحدثن جدي قال‪ :‬حدثنا إبراهيم بن ممد قال‪ :‬حدثنا رشيد بن أب كريب عن أبيه عن ابن عباس رضوان ال عليه‬
‫ل من أهل اليمن‪،‬‬ ‫قال‪ :‬لا هدموا الكعبة البيت وبلغوا أساس إبراهيم وجدوا ف حجر من الساس كتابا فدعوا له رج ً‬
‫وآخر من الرهبان‪ ،‬فإذا فيه أنا ال ذو بكة حرمتها يوم خلقت السموات والرض والشمس والقمر ويوم صنعت‬
‫هذين البلي وحففتها بسبعة أملك حنفاء‪.‬‬
‫حدثن جدي عن سعيد بن سال عن عثمان بن ساج قال‪ :‬وأخبن ابن جريج قال‪ :‬أخبنا ماهد قال‪ :‬إن ف حجر ف‬
‫الجر أنا ال ذو بكة صغتها يوم صغت الشمس والقمر وحففتها بسبعة أملك حنفاء‪ ،‬مبارك لهلها ف اللحم والاء‪،‬‬
‫يلها أهلها‪ ،‬ول يلها أول من أهلها وقال‪ :‬ل تزول حت تزول الخشبان‪ ،‬قال أبو ممد الزاعي‪ :‬الخشبان يعن‬
‫البلي‪ ،‬قال‪ :‬وأخبن جدي عن سعيد بن سال عن عثمان ابن ساج قال‪ :‬أخبن خصيف بن عبد الرحن عن ماهد‬
‫قال‪ :‬وجد ف بعض الزبور أنا ال ذو بكة جعلتها بي هذين البلي وصغتها يوم صغت الشمس والقمر وحففتها‬
‫بسبعة أملك حنفاء وجعلت رزق أهلها من ثلثة سبل فليس يؤتى أهل مكة إل من ثلث طرق من أعلى الوادي‬
‫وأسفله‪ ،‬وكذا‪ ،‬وباركت لهلها ف اللحم والاء‪.‬‬
‫حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا سعيد بن سال عن عثمان قال‪ :‬أخبن ممد ابن إسحاق قال‪ :‬حدثنا يي بن عباد بن عبد‬
‫ال بن الزبي عن أبيه عباد أنه حدثه أنم وجدوا ف بئر الكعبة ف نقضها كتابي من صفر مثل بيض النعام مكتوب ف‬
‫إحداها هذا بيت ال الرام رزق ال أهله العبادة ل يله أول من أهله والخر براءة لبن فلن حي من العرب من‬
‫حجة ل حجوها‪.‬‬
‫قال‪ :‬حدثن جدي قال‪ :‬قال عثمان‪ :‬أخبن ابن إسحاق أن قريشا وجدت ف الركن كتابا بالسريانية فلم يدروا ما‬
‫هو حت قرأه لم رجل من اليهود قال‪ :‬فإذا هو أنا ال ذو بكة خلقتها يوم خلقت السموات والرض وصورت‬
‫الشمس والقمر وحففتها بسبعة أملك حنفاء ل تزول حت تزول أخشاها مبارك لهلها ف الاء واللب حدثن جدي‬
‫قال‪ :‬قال عثمان‪ :‬أخبن ممد بن إسحاق قال‪ :‬زعم ليث بن أب سليم أنم وجدوا حجرا ف الكعبة قبل مبعث النب‬
‫صلى ال عليه وسلم بأربعي حجة وذلك عام الفيل ان كان ما ذكر ل حقا‪ .‬من يزرع خيا يصد غبطة‪ ،‬ومن‬
‫يزرع شرا يصد ندامة تعملون السيئات‪ ،‬وتزون السنات أجل كما ل يتن من الشوك العنب‪.‬‬
‫ذكر ولية بن إساعيل بن إبراهيم عليهما السلم الكعبة بعده‪ ،‬وأمر جرهم‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثنا مهدي بن أب الهدي حدثنا عبد ال بن معاذ الصنعان عن معمر عن قتادة أن عمر بن‬
‫الطاب رضي ال عنه قال لقريش‪ :‬إنه كان ولة هذا البيت قبلكم طسم فاستخفوا بقه‪ ،‬واستحلوا حرمته فأهلكهم‬
‫ال‪ ،‬ث وليته بعدهم جرهم فاستخفوا بقه واستحلوا حرمته فأهلكهم ال فل تاونوا به وعظموا حرمته‪ .‬حدثن جدي‬
‫قال‪ :‬حدثنا سعيد بن سال عن عثمان بن ساج قال‪ :‬أخبن ابن إسحاق قال‪ :‬ولد لساعيل بن إبراهيم عليهما السلم‬
‫ل نابت ابن إساعيل‪ ،‬وقيدار‬ ‫إثن عشر رجلً وأمهم السيدة بنت مضاض بن عمرو الرهي فولدت له اثن عشر رج ً‬
‫بن إساعيل‪ ،‬وواصل بن إساعيل‪ ،‬ومياس ابن إساعيل‪ ،‬وآزر وطيما بن إساعيل ويطور بن إساعيل‪ ،‬ونبش بن‬
‫إساعيل‪ ،‬وقيدما بن إساعيل وكان عمر إساعيل فيما يذكرون ثلثي وماية سنة فمن نابت بن إساعيل‪ ،‬وقيدار ابن‬
‫إساعيل نشر ال العرب وكان أكبهم قيدار ونابت ابنا إساعيل ومنهما نشر ال العرب‪ ،‬وكان من حديث جرهم‬
‫وبن إساعيل أن إساعيل لا توف دفن مع أمه ف الجر‪ ،‬وزعموا أن فيه دفنت حي ماتت فول البيت نابت بن‬
‫إساعيل ما شاء ال أن يليه‪ ،‬ث توف نابت بن إساعيل فول البيت بعده مضاض بن عمرو الرهي وهو جد نابت بن‬
‫إساعيل أبو أمه وضم بن نابت بن إساعيل وبن إساعيل إليه فصاروا مع جدهم أب أمهم مضاض ابن عمرو ومع‬
‫أخوالم من جرهم‪ ،‬وجرهم وقطورا يومئذ أهل مكة وعلى جرهم مضاض بن عمرو ملكا عليهم‪ ،‬وعلى قطورا رجل‬
‫منهم يقال له السميدع ملكا عليهم وكانا حي ظعنا من اليمن أقبل سيارة‪ ،‬وكانوا إذا خرجوا من اليمن ل يرجوا‬
‫إل ولم ملك يقيم أمرهم فلما نزل مكة رأيا بلدا طيبا وإذا ماء وشجر فأعجبهما فنل به فنل مضاض بن عمرو بن‬
‫معه من جرهم أعلى مكة وقعيقعان‪ ،‬فحاز ذلك‪ ،‬ونزل السميدع أجيادين وأسفل مكة فما حاز ذلك‪ ،‬وكان مضاض‬
‫بن عمرو يعشر من دخل مكة من أعلها‪ ،‬وكان السميدع يعشر من دخل مكة من أسفلها ومن كدى وكل ف قومه‬
‫على حياله ل يدخل واحد منهما على صاحبه ف ملكه‪ ،‬ث ان جرها وقطورا بغى بعضهم على بعض وتنافسوا اللك‬
‫با واقتتلوا با حت نشبت الرب أو شبت الرب بينهم على اللك وولة المر بكة مع مضاض بن عمرو بنو نابت‬
‫بن إساعيل‪ ،‬وبنو إساعيل وإليه ولية البيت دون السميدع فلم يزل بينهم البغي حت سار بعضهم إل بعض فخرج‬
‫مضاض ابن عمرو من قعيقعان ف كتيبته سايرا إل السميدع ومع كتيبته عدتا من الرماح‪ ،‬والدرق‪ ،‬والسيوف‬
‫والعاب تقعقع بذلك معه ويقال ما سيت قعيقعان إل بذلك وخرج السميدع بقطورا من أجياد معه اليل والرجال‬
‫ويقال ما سي أجياد‪ ،‬أجيادا إل لروج اليل الياد منه مع السميدع حت التقوا بفاضح فاقتتلوا قتالً شديدا فقتل‬
‫السميدع وفضحت قطورا ويقال ما سي فاضح فاضحا إل بذلك‪ ،‬ث إن القوم تداعوا للصلح فساروا حت نزلوا‬
‫الطابخ شعبا بأعلى مكة يقال له شعب عبد ال بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شس فاصطلحوا بذا‬
‫الشعب واسلموا المر إل ماض بن عمرو الرهي فلما جع إليه أمر أهل مكة وصار ملكها له دون السميدع نر‬
‫للناس وأطعمهم فأطبخ للناس كلهم فأكلوا فيقال‪ :‬ما سيت الطابخ‪ ،‬مطابخ إل بذلك‪ ،‬قال‪ :‬فكان الذي كان بي‬
‫مضاض بن عمرو‪ ،‬والسميدع أول بغي كان بكة فيما يزعمون فقال مضاض بن عمرو الرهي‪ :‬هي تلك الرب‬
‫يذكر السميدع‪ ،‬وقتله‪ ،‬وبغيه والتماسه ما ليس له‪.‬‬
‫فأصبح فيها وهو حيان مـوجـع‬ ‫ونن قتلنا سيـد الـحـي عـنـوة‬
‫با ملكا حت أتانا الـسـمـيدع‬ ‫وما كان يبغي أن يكـون سـواءنـا‬
‫وعال منـا غـصة تـتـجـرع‬ ‫فذاق وبال حيـن حاول ملـكـنـا‬
‫نامي عنه من أتـانـا ونـدفـع‬ ‫فنحن عمرنا البيـت كـنـا ولتـه‬
‫ول يك حي قبلنـا ثـم يـنـع‬ ‫وما كان يبغي أن يلي ذاك غـينـا‬
‫ورثنا ملـوكا ل ترام فـتوضـع‬ ‫وكنا ملوكا ف الدهور الـت مضـت‬
‫قال ابن إسحاق‪ :‬وقد زعم بعض أهل العلم انا سيت الطابخ لا كان تبع نر با وأطعم با وكانت منله‪ ،‬قال‪ :‬ث‬
‫نشر ال تعال بن إساعيل بكة وأخوالم من جرهم إذ ذاك الكام بكة وولة البيت كانوا كذلك بعد نابت بن‬
‫إساعيل فلما ضاقت عليهم مكة وانتشروا با انبسطوا ف الرض وابتغوا العاش والتفسح ف الرض فل يأتون قوما‪،‬‬
‫ول ينلون بلدا إل أظهرهم ال عز وجل عليهم بدينهم فوطئوهم‪ ،‬وغلبوهم عليها حت ملكوا البلد ونفوا عنها‬
‫العماليق ومن كان ساكنا بلدهم الت كانوا اصطلحوا عليها من غيهم وجرهم على ذلك بكة ولة البيت ل‬
‫ينازعهم اياه بنو إساعيل لؤولتهم وقرابتهم واعظام الرم ان يكون به بغي أو قتال‪.‬‬
‫حدثن بعض أهل العلم قال‪ :‬كانت العماليق وهم ولة الكم بكة فضيعوا حرمة البيت الرام واستحلوا فيه أمورا‬
‫عظاما ونالوا ما ل يكونوا ينالون فقام رجل منهم يقال له عموق فقال‪ :‬يا قوم ابقوا على أنفسكم فقد رأيتم وسعتم‬
‫من هلك من صدر المم قبلكم قوم هود‪ ،‬وصال‪ ،‬وشعيب فل تفعلوا وتواصلوا فل تستخفوا برم ال وموضع بيته‬
‫واياكم والظلم واللاد فيه فانه ما سكنه أحد قط فظلم فيه والد إل قطع ال دابرهم‪ ،‬واستأصل شأفتهم‪ ،‬وبدل‬
‫أرضها غيهم حت ل يبقى لم باقية فلم يقبلوا ذلك منه وتادوا ف هلكة أنفسهم‪ ،‬قالوا ث إن جرها وقطورا خرجوا‬
‫سيارة من اليمن وأجدبت بلدهم عليهم فساروا بذراريهم ونعمهم وأموالم وقالوا‪ :‬نطلب مكانا فيها مرعى تسمن‬
‫فيه ماشيتنا وان أعجبنا أقمنا فيه فإن كل بلد ينلا أحد ومعه ذريته وماله فهي وطنه وإل رجعنا إل بلدنا فلما قدموا‬
‫مكة وجدوا فيها ماء طيبا‪ ،‬وعضاها ملتفة من سلم‪ ،‬وسر ونباتا يسمن مواشيهم وسعة من البلد ودفأ من البد ف‬
‫الشتاء فقالوا‪ :‬إن هذا الوضع يمع لنا ما نريد فأقاموا مع العماليق‪ ،‬وكان ل يرج من اليمن قوم إل ولم ملك يقيم‬
‫أمرهم وكان ذلك سنة فيهم ولو كانوا نفرا يسيا فكان مضاض بن عمرو ملك جرهم والطاع فيهم وكان‬
‫السميدع ملك قطورا فنل مضاض بن عمرو أعلى مكة وكان يعشر من دخلها من أعلها وكان حوزهم وجه‬
‫الكعبة والركن السود والقام وموضع زمزم مصعدا يينا وشالً وقعيقعان إل أعلى الوادي‪ ،‬ونزل السميدع أسفل‬
‫مكة وأجيادين وكان يعشر من دخل مكة من أسفلها وكان حوزهم السفلة ظهر الكعبة والركن اليمان والغرب‬
‫وأجيادين والثنية إل الرمضة فبنيا فيها البيوت واتسعا ف النازل وكثروا على العماليق فنازعتهم العماليق فمنعتهم‬
‫جرهم وأخرجوهم من الرم كله فكانوا ف أطرافه ل يدخلونه فقال لم صاحبهم عموق‪ :‬أل أقل لكم ل تستخفوا‬
‫برمة الرم فغلبتمون‪ ،‬فجعل مضاض والسميدع يقطعان النازل لن ورد عليهما من قومهما وكثروا وربلوا‬
‫وأعجبتهم البلد وكانوا قوما عربا وكان اللسان عربيا‪ ،‬فكان إبراهيم خليل ال عليه السلم يزور إساعيل عليه‬
‫السلم فلما سع لسانم وإعرابم سع لم كلما حسنا ورأى قوما عربا وكان إساعيل قد أخذ بلسانم أمر إساعيل‬
‫أن ينكح فيهم فخطب إل مضاض ابن عمرو ابنته رعلة فزوجه اياها فولدت له عشرة ذكور وهي أم البيت وهي‬
‫زوجته الت غسلت رأس إبراهيم حي وضع رجله على القام‪ ،‬قالوا‪ :‬وتوف إساعيل ودفن ف الجر وكانت أمه قد‬
‫دفنت ف الجر أيضا وترك ولدا من رعلة ابنة مضاض بن عمرو الرهي فقام مضاض بأمر ولد إساعيل وكفلهم‬
‫لنم بنو ابنته فلم يزل أمر جرهم يعظم بكة ويستفحل حت ولوا البيت فكانوا ولته وحجابه وولة الحكام بكة‬
‫فجاء سيل فدخل البيت فاندم فأعادته جرهم على بناء إبراهيم عليه السلم وكان طوله ف السماء تسعة أذرع‪ .‬وقال‬
‫بعض أهل العلم كان الذي بن البيت لرهم أبو الدرة فسمي عمرو الادر وسوا بنو الدرة‪ ،‬قال‪ :‬ث إن جرها‬
‫استخفوا بأمر البيت والرم‪ ،‬وارتكبوا أمورا عظاما‪ ،‬واحدثوا فيها أحداثا ل تكن‪ .‬فقام مضاض بن عمرو بن الارث‬
‫فيهم فقال‪ :‬يا قوم احذروا البغي فإنه ل بقاء لهله قد رأيتم من كان قبلكم من العماليق استخفوا بالرم فلم يعظموه‬
‫وتنازعوا بينهم واختلفوا حت سلطكم ال عليهم فاخرجتموهم فتفرقوا ف البلد فل تستخفوا بق الرم وحرمة بيت‬
‫ال ول تظلموا من دخله وجاءه معظما لرمته أو آخر جاء بايعا لسلعته أو مرتغبا ف جواركم فانكم إن فعلتم ذلك‬
‫توفت أن ترجوا منه خروج ذل وصغار حت ل يقدر أحد منكم أن يصل إل الرم ول إل زيارة البيت الذي هو‬
‫لكم حرز وأمن والطي يأمن فيه‪ ،‬قال قائل منهم‪ :‬يقال له مدع من الذي يرجنا منه ? ألسنا أعز العرب وأكثرهم‬
‫رجالً وسلحا ? فقال مضاض ابن عمرو‪ :‬إذا جاء المر بطل ما تقولون‪ .‬فلم يقصروا عن شيء ما كانوا يصنعون‪،‬‬
‫وكان للبيت خزانة بئر ف بطنه يلقى فيها اللي والتاع الذي يهدى له وهو يومئذ ل سقف له فتواعد له خسة نفر‬
‫من جرهم أن يسرقوا ما فيه فقام على كل زاوية من البيت رجل منهم واقتحم الامس فجعل ال عز وجل أعله‬
‫أسفله وسقط منكسا فهلك وفر الربعة الخرون فعند ذلك مسحت الركان الربعة‪ ،‬ود بلغنا ف الديث أن‬
‫إبراهيم خليل ال مسح الركان الربعة كلها أيضا‪ ،‬وبلغنا ف الديث أن آدم مسح قبل ذلك الركان الربعة فلما‬
‫كان من أمر هؤلء الذين حاولوا سرقة ما ف خزانة الكعبة ما كان بعث ال حية سوداء الظهر‪ ،‬بيضاء البطن رأسها‬
‫مثل رأس الدي فحرست البيت خسماية سنة ل يقربه أحد بشيء من معاصي ال إل أهلكه ال تعال‪ ،‬ول يقدر‬
‫أحد أن يروم سرقة ما كان ف الكعبة‪ ،‬فلما أرادت قريش بناء البيت منعتهم الية هدمه فلما رأوا ذلك اعتزلوا عند‬
‫القام ث دعوا ال تعال فقالوا‪ :‬اللهم ربنا إنا أردنا عمارة بيتك فجاء طي أسود الظهر‪ ،‬أبيض البطن أصفر الرجلي‬
‫فأخذها فاحتملها فجرها حت ادخلها أجيادا‪ .‬وقال بعض أهل العلم‪ :‬ان جرها لا طغت ف الرم دخل رجل منهم‬
‫وامرأة يقال لما أساف ونايلة البيت ففجرا فيه فمسخهما ال تعال حجرين فاخرجا من الكعبة فنصبا على الصفا‬
‫والروة ليعتب بما من رآها وليزدجر الناس عن مثل ما ارتكبا فلم يزل أمرها يدرس ويتقادم حت صارا صنمي‬
‫يعبدان‪ .‬وقال بعض أهل العلم‪ :‬أن عمرو بن لى دعا الناس إل عبادتما وقال للناس‪ :‬إنا نصبا ها هنا أن آباءكم‬
‫ومن قبلكم كانوا يعبدونما وإنا ألقاه إبليس عليه وكان عمرو بن لى فيهم شريفا سيدا مطاعا ما قال لم فهو دين‬
‫متبع‪ ،‬قال‪ :‬ث حولما قصي بن كلب بعد ذلك فوضعهما يذبح عندها وجاه الكعبة عند موضع زمزم وقد اختلف‬
‫علينا ف نسبهما فقال‪ :‬قائل اساف ابن بغا ونايلة بنت ذئب فالذي ثبت عندنا من ذلك عمن نثق به منهم عبد الرحن‬
‫بن أب الزناد كان يقول‪ :‬هو أساف بن سهيل ونايلة بنت عمرو ابن ذيب‪ .‬وقال بعض أهل العلم‪ :‬انه ل يفجر با ف‬
‫البيت وانا قبلها‪ ،‬قالوا‪ :‬فلم يزال يعبدان حت كان يوم الفتح فكسرا‪ ،‬وكانت مكة ل يقر فيها ظال‪ ،‬ول باغ‪ ،‬ول‬
‫فاجر إل نفي منها وكان نزلا بعهد العماليق وجرهم جبابرة فكل من أراد البيت بسوء أهلكه ال فكانت تسمى‬
‫بذلك الباسة‪ .‬ويروى عن عبد ال بن عمرو بن العاص أنه قال‪ :‬سيت بكة لنا كانت تبك أعناق البابرة‪ .‬وحدثن‬
‫جدي قال‪ :‬ويروى عن عبد ال بن الزبي أنه كان يقول‪ :‬سي البيت العتيق لنه عتق من البابرة أن يسطوا عليه‪.‬‬
‫وروي عن عطاء بن يسار وممد بن كعب القرظي أنما كانا يقولن‪ :‬إنا سي البيت العتيق لقدمه‪.‬ي الديث أن‬
‫إبراهيم خليل ال مسح الركان الربعة كلها أيضا‪ ،‬وبلغنا ف الديث أن آدم مسح قبل ذلك الركان الربعة فلما‬
‫كان من أمر هؤلء الذين حاولوا سرقة ما ف خزانة الكعبة ما كان بعث ال حية سوداء الظهر‪ ،‬بيضاء البطن رأسها‬
‫مثل رأس الدي فحرست البيت خسماية سنة ل يقربه أحد بشيء من معاصي ال إل أهلكه ال تعال‪ ،‬ول يقدر‬
‫أحد أن يروم سرقة ما كان ف الكعبة‪ ،‬فلما أرادت قريش بناء البيت منعتهم الية هدمه فلما رأوا ذلك اعتزلوا عند‬
‫القام ث دعوا ال تعال فقالوا‪ :‬اللهم ربنا إنا أردنا عمارة بيتك فجاء طي أسود الظهر‪ ،‬أبيض البطن أصفر الرجلي‬
‫فأخذها فاحتملها فجرها حت ادخلها أجيادا‪ .‬وقال بعض أهل العلم‪ :‬ان جرها لا طغت ف الرم دخل رجل منهم‬
‫وامرأة يقال لما أساف ونايلة البيت ففجرا فيه فمسخهما ال تعال حجرين فاخرجا من الكعبة فنصبا على الصفا‬
‫والروة ليعتب بما من رآها وليزدجر الناس عن مثل ما ارتكبا فلم يزل أمرها يدرس ويتقادم حت صارا صنمي‬
‫يعبدان‪ .‬وقال بعض أهل العلم‪ :‬أن عمرو بن لى دعا الناس إل عبادتما وقال للناس‪ :‬إنا نصبا ها هنا أن آباءكم‬
‫ومن قبلكم كانوا يعبدونما وإنا ألقاه إبليس عليه وكان عمرو بن لى فيهم شريفا سيدا مطاعا ما قال لم فهو دين‬
‫متبع‪ ،‬قال‪ :‬ث حولما قصي بن كلب بعد ذلك فوضعهما يذبح عندها وجاه الكعبة عند موضع زمزم وقد اختلف‬
‫علينا ف نسبهما فقال‪ :‬قائل اساف ابن بغا ونايلة بنت ذئب فالذي ثبت عندنا من ذلك عمن نثق به منهم عبد الرحن‬
‫بن أب الزناد كان يقول‪ :‬هو أساف بن سهيل ونايلة بنت عمرو ابن ذيب‪ .‬وقال بعض أهل العلم‪ :‬انه ل يفجر با ف‬
‫البيت وانا قبلها‪ ،‬قالوا‪ :‬فلم يزال يعبدان حت كان يوم الفتح فكسرا‪ ،‬وكانت مكة ل يقر فيها ظال‪ ،‬ول باغ‪ ،‬ول‬
‫فاجر إل نفي منها وكان نزلا بعهد العماليق وجرهم جبابرة فكل من أراد البيت بسوء أهلكه ال فكانت تسمى‬
‫بذلك الباسة‪ .‬ويروى عن عبد ال بن عمرو بن العاص أنه قال‪ :‬سيت بكة لنا كانت تبك أعناق البابرة‪ .‬وحدثن‬
‫جدي قال‪ :‬ويروى عن عبد ال بن الزبي أنه كان يقول‪ :‬سي البيت العتيق لنه عتق من البابرة أن يسطوا عليه‪.‬‬
‫وروي عن عطاء بن يسار وممد بن كعب القرظي أنما كانا يقولن‪ :‬إنا سي البيت العتيق لقدمه‪.‬‬
‫حدثن جدي وإبراهيم بن ممد الشافعي قال‪ :‬حدثنا مسلم بن خالد الزني عن ابن خيثم قال‪ :‬كان بكة حي يقال‬
‫لم‪ :‬العماليق فأحدثوا فيها إحداثا فجعل ال تعال يقودهم بالغيث ويسوقهم بالسنة‪ ،‬يضع الغيث أمامهم فيذهبون‬
‫ليجعوا فل يدون شيئا فيتبعون الغيث حت ألقهم بساقط رؤوس آبائهم‪ ،‬وكانوا من حي ث بعث ال عز وجل‬
‫عليهم الطوفان قال أبو خالد الزني‪ :‬فقلت لبن خيثم‪ :‬وما الطوفان ? قال‪ :‬الوت‪ .‬حدثن جدي سعيد بن سال عن‬
‫عثمان بن ساج قال‪ :‬أخبن طلحة بن عمرو الضرمي عن عطاء عن ابن عباس رضوان ال عليه أنه كان بكة حي‬
‫يقال لم‪ :‬العماليق فكانوا ف عزة وكثرة‪ ،‬وثروة وكانت لم أموال كثية من خيل‪ ،‬وإبل‪ ،‬وماشية وكانت ترعى بكة‬
‫وما حولا من مر‪ ،‬ونعمان وما حول ذلك‪ ،‬وكانت الرف عليهم مظلة‪ ،‬والربعة مغدقة‪ ،‬والودية نال‪ ،‬والعضاه‬
‫ملتفة والرض مبقلة وكانوا ف عيش رخي فلم يزل بم البغي والسراف على أنفسهم واللاد بالظلم واظهار‬
‫العاصي والضطهاد لن قاربم ول يقبلوا ما اوتوا بشكر ال حت سلبهم ال تعال ذلك فنقصهم ببس الطر عنهم‪،‬‬
‫وتسليط الدب عليهم فكانوا يكرون بكة الظل ويبيعون الاء فأخرجهم ال تعال من مكة بالذر سلطه عليهم حت‬
‫خرجوا من الرم فكانوا حوله ث ساقهم ال بالدب يضع الغيث امامهم ويسوقهم بالدب حت ألقهم ال تعال‬
‫بساقط رؤوس آبائهم وكانوا قوما عربا من حي فلما دخلوا بلد اليمن تفرقوا وهلكوا فأبدل ال تعال الرم بعدهم‬
‫برهم فكانوا سكانه حت بغوا فيه واستخفوا بقه فأهلكم ال عز وجل جيعا‪.‬‬
‫ما ذكر من ولية خزاعة الكعبة بعد جرهم‪ ،‬وأمر مكة‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا سعيد بن سال عن عثمان بن ساج عن الكلب عن أب صال قال‪ :‬لا‬
‫طالت ولية جرهم استحلوا من الرم أمورا عظاما ونالوا ما ل يكونوا ينالون واستخفوا برمة الرم وأكلوا مال‬
‫الكعبة الذي يهدى إليها سرا وعلنية وكلما عدا سفيه منهم على منكر وجد من أشرافهم من ينعه ويدفع عنه‬
‫وظلموا من دخلها من غي أهلها حت دخل رجل منهم بامرأته الكعبة فيقال فجربا أو قبلها فمسخا حجرين فرق‬
‫أمرهم فيها وضعفوا وتنازعوا أمرهم بينهم واختلفوا وكانوا قبل ذلك من أعز حي ف العرب وأكثرهم رجالً‪،‬‬
‫وأموالً‪ ،‬وسلحا‪ ،‬وأعز عزة فلما رأى ذلك رجل منهم يقال له‪ :‬مضاض بن عمرو بن الارث بن مضاض ابن عمرو‬
‫قام فيهم خطيبا فوعظهم وقال‪ :‬يا قوم ابقوا على أنفسكم وراقبوا ال ف حرمه وامنه فقد رأيتم وسعتم من هلك من‬
‫صدر هذه المم قبلكم قوم هود وقوم صال وشعيب فل تفعلوا وتواصلوا وتواصوا بالعروف وانتهوا عن النكر ول‬
‫تستخفوا برم ال تعال وبيته الرام‪ ،‬ول يغرنكم ما أنتم فيه من المن والقوة فيه‪ ،‬واياكم واللاد فيه بالظلم فإنه‬
‫بوار واي ال لقد علمتم انه ما سكنه أحد قط فظلم فيه وألد إل قطع ال عز وجل دابرهم‪ ،‬واستأصل شأفتهم‪ ،‬وبدل‬
‫أرضها غيهم‪ ،‬فاحذروا البغي فإنه ل بقاء لهله قد رأيتم وسعتم من سكنه قبلكم من طسم وجديس والعماليق من‬
‫كانوا أطول منكم أعمارا وأشد قوة‪ ،‬وأكثر رجالً وأموالً‪ ،‬وأولدا فلما استخفوا برم ال وألدوا فيه بالظلم‬
‫أخرجهم ال منها بالنواع الشت فمنهم من أخرج بالذر‪ ،‬ومنهم من أخرج بالدب‪ ،‬ومنهم من أخرج بالسيف‪ ،‬وقد‬
‫سكنتم مساكنهم‪ ،‬وورثتم الرض من بعدهم‪ ،‬فوقروا حرم ال وعظموا بيته الرام وتنهوا عنه وعما فيه ول تظلموا‬
‫من دخله وجاء معظما لرماته وآخر جاء بايعا لسلعته أو مرتغبا ف جواركم‪ ،‬فإنكم ان فعلتم ذلك توفت ان‬
‫ترجوا من حرم ال خروج ذل‪ ،‬وصغار حت ل يقدر أحد منكم أن يصل إل الرم ول إل زيارة البيت الذي هو‬
‫لكم حرز وأمن والطي والوحوش تأمن فيه‪ ،‬فقال له قائل منهم‪ :‬يرد عليه يقال له‪ :‬مذع من الذي يرجنا منه ? ألسنا‬
‫أعز العرب وأكثرهم رجالً وسلحا فقال له مضاض بن عمرو‪ :‬إذا جاء المر بطل ما تقولون فلم يقصروا عن شيء‬
‫ما كانوا يصنعون‪ ،‬فلما رأى مضاض ابن عمرو بن الارث بن مضاض ما تعمل جرهم ف الرم وما تسرق من مال‬
‫الكعبة سرا وعلنية عمد إل غزالي كانا ف الكعبة من ذهب وأسياف قلعية فدفنها ف موضع بئر زمزم وكان ماء‬
‫زمزم قد نضب وذهب لا احدثت جرهم ف الرم ما احدثت حت غب مكان البي ودرس فقام مضاض بن عمرو‬
‫وبعض ولده ف ليلة ملمة فحفر ف موضع بئر زمزم وأعمق ث دفن فيه السياف والغزالي فبينا هم على ذلك إذ كان‬
‫من أمر أهل مأرب ما ذكر أنه ألقت طريفة الكاهنة إل عمرو بن عامر الذي يقال له مزيقياء بن ماء السماء وهو‬
‫عمرو بن عامر بن حارثة بن ثعلبة بن امرء القيس ابن مازن بن الزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلن‬
‫بن سبا بن يشجب ابن يعرب بن قحطان وكانت قد رأت ف كهانتها أن سد مأرب سيخرب وأنه سيأت سيل العرم‬
‫فيخرب النتي فباع عمرو بن عامر أمواله وسار هو وقومه من بلد إل بلد ل يطأون بلدا إل غلبوا عليه وقهروا أهله‬
‫حت يرجوا منه ولذلك حديث طويل اختصرناه‪ ،‬فلما قاربوا مكة ساروا ومعهم طريفة الكاهنة فقالت لم‪ :‬سيوا‬
‫وأسيوا فلن تتمعوا أنتم ومن خلفتم أبدا فهذا لكم أصل وأنتم له فرع ث قالت‪ :‬مه مه وحق ما أقول ما علمن ما‬
‫أقول إل الكيم الحكم رب جيع النس من عرب وعجم‪ ،‬فقالوا‪ :‬لا ما شأنك يا طريفة ? قالت‪ :‬خذوا البعي‬
‫فخضبوه بالدم تلون أرض جرهم جيان بيته الحرم‪ ،‬قال‪ :‬فلما انتهوا إل مكة وأهلها جرهم وقد قهروا الناس وحازوا‬
‫ولية البيت على بن إساعيل وغيهم أرسل إليهم ثعلبة بن عمرو بن عامر يا قوم إنا قد خرجنا من بلدنا فلم ننل‬
‫بلدا إل فسح أهلها لنا وتزحزحوا عنا فنقيم معهم حت نرسل روادنا فيتادون لنا بلدا يملنا فافسحوا لنا ف بلدكم‬
‫حت نقيم قدر ما نستريح ونرسل روادنا إل الشام وإل الشرق فحيث ما بلغنا أنه أمثل لقنا به وأرجو أن يكون‬
‫مقامنا معكم يسيا؛ فأبت جرهم ذلك إباء شديدا واستكبوا ف أنفسهم وقالوا‪ :‬ل وال ما نب أن‬
‫تنلوا معنا فتضيقون علينا مراتعنا ومواردنا فارحلوا عنا حيث أحببتم فل حاجة لنا بواركم‪ ،‬فأرسل اليهم ثعلبة أنه ل‬
‫بد ل من القام بذا البلد حول حت يرجع إل رسلي الت أرسلت فإن تركتمون طوعا نزلت وحدتكم وواسيتكم ف‬
‫ل ولن تشربوا إل رنقا‪ ،‬سئل أبو الوليد عن الرنق‬ ‫الرعي والاء‪ ،‬وأن أبيتم أقمت على كرهكم ث ل ترتعوا معي إل فض ً‬
‫فقال الكدر من الاء وانشد لزهي‪:‬وا معنا فتضيقون علينا مراتعنا ومواردنا فارحلوا عنا حيث أحببتم فل حاجة لنا‬
‫بواركم‪ ،‬فأرسل اليهم ثعلبة أنه ل بد ل من القام بذا البلد حول حت يرجع إل رسلي الت أرسلت فإن تركتمون‬
‫طوعا نزلت وحدتكم وواسيتكم ف الرعي والاء‪ ،‬وأن أبيتم أقمت على كرهكم ث ل ترتعوا معي إل فضلً ولن‬
‫تشربوا إل رنقا‪ ،‬سئل أبو الوليد عن الرنق فقال الكدر من الاء وانشد لزهي‪:‬‬
‫من طيب الراح لا بعد أن غبـنا‬ ‫كأن ريقتها بعد الكـرى اغتبقـت‬
‫من ماء لينة ل طلقـا ول رنقـا‬ ‫سح السقات على ناجودها شبـما‬
‫وإن قاتلتمون قاتلتكم ث ان ظهرت عليكم سبيت النساء‪ ،‬وقتلت الرجال ول أترك أحدا منكم ينل الرم أبدا‪،‬‬
‫فأبت جرهم أن تتركه طوعا وتعبت لقتاله فاقتتلوا ثلثة أيام وأفرغ عليهم الصب ومنعوا النصر ث انزمت جرهم فلم‬
‫ينفلت منهم إل الشريد وكان مضاض بن عمرو بن الارث قد اعتزل جرها ول يعن جرها ف ذلك وقال‪ :‬قد كنت‬
‫احذركم هذا‪ .‬ث رحل هو وولده وأهل بيته حت نزلوا قنونا وحلى وما حول ذلك فبقايا جرهم با إل اليوم وفنيت‬
‫جرهم أفناهم السيف ف تلك الرب وأقام ثعلبة بكة وما حولا ف قومه وعساكره حول فأصابتهم المى وكانوا ف‬
‫بلد ل يدرون فيه ما المى ? فدعوا طريفة فأخبوها الب فشكوا إليها الذي أصابم فقالت لم‪ :‬قد أصابن بؤس‬
‫الذي تشكون وهو مفرق ما بيننا قالوا‪ :‬فماذا تأمرين ? فقالت‪ :‬فيكم ومنكم المي وعلى التسيي قالوا‪ :‬فما تقولي ?‬
‫قالت‪ :‬من كان منكم ذا هم بعيد‪ ،‬وجل شديد‪ ،‬ومزاد جديد‪ ،‬فليلحق بقصر عمان الشيد‪ .‬فكان ازد عمان ث قالت‪:‬‬
‫من كان منكم ذا جلد وقصر‪ ،‬وصب على أزمات الدهر فعليه بالراك من بطن مر فكانت خزاعة‪ .‬ث قالت‪ :‬من كان‬
‫منكم يريد الراسيات ف الوحل الطعمات ف الحل‪ ،‬فليلحق بيثرب ذات النخل فكانت الوس والزرج‪ .‬ث قالت‪:‬‬
‫من كان منكم يريد المر والمي‪ ،‬واللك ولتامي‪ ،‬وتلبس الديباج والرير‪ ،‬فليلحق ببصرى وعوير وها من أرض‬
‫الشام فكان الذي سكنوها آل جفنة من غسان ث قالت‪ :‬من كان منكم يريد الثياب الرقاق واليل العتاق‪ ،‬وكنوز‬
‫الرزاق‪ ،‬والدم الهراق‪ ،‬فليلحق بأرض العراق‪ .‬فكان الذي سكنوها آل جذية البرش‪ ،‬ومن كان بالية من غسان‪،‬‬
‫وآل مرق حت جاءهم روادهم فافترقوا من مكة فرقتي فرقة توجهت إل عمان وهم ازد عمان وسار ثعلبة بن عمرو‬
‫بن عامر نو الشام فنلت الوس والزرج ابنا حارثة ابن ثعلبة بن عمرو بن عامر وهم النصار بالدينة ومضت‬
‫غسان فنلوا الشام ولم حديث طويل اختصرناه‪ ،‬وانزعت خزاعة بكة فأقام با ربيعة ابن حارثة بن عمرو بن عامر‬
‫وهو لى فول أمر مكة‪ ،‬وحجابة الكعبة وقال حسان بن ثابت النصاري يذكر انزاع خزاعة بكة ومسي الوس‬
‫والزرج إل الدينة‪ ،‬وغسان إل الشام‪:‬‬
‫خزاعـة منـا ف حلول كـراكـر‬ ‫فلما هبطنا بطـن مر تـخـزعـت‬
‫بصم القنـا والرهفـات البـواتـر‬ ‫حوا كل واد من تامـة واحتمـوا‬
‫تشن بنجـد والفجـاج الـعوابـر‬ ‫فكان لـا الربـاع ف كـل‬
‫غـارة‬
‫وانصارنا جند الـنب الـهـاجـر‬ ‫خزاعتنا أهـل اجتهـاد وهـجـرة‬
‫بل وهن منا ول بـتـشـاجـرد‬ ‫وسرنا فلمـا ان هبطنـا بـيثـرب‬
‫وآثار عاد بالـلل الـظـواهـر‬ ‫وجدنا با رزقا عـدامـل بـقـيت‬
‫بيثـربا دارا علـى خـي طـاير‬ ‫فحلت با النصـار ثـم تـبـوأت‬
‫حوها بفتيان الصـباح البـواكـر‬ ‫بنو الـزرج اليـار والوس انـم‬
‫يهودا بأطـراف الرمـاح الواطـر‬ ‫نفوا من طغا ف الدهر عنها وذببـوا‬
‫بكوم الطايا واليـول الـماهـر‬ ‫وسارت لـنـا سـيارة ذات قـوة‬

‫ملوكا بأرض الشـام فوق النابـر‬ ‫يؤمون نو الشـام حت تـكـنـوا‬
‫إذا وصلوا أيـمانـم بالحـاضـر‬ ‫يصيبون فصل القول ف كل خطـبة‬
‫دمشقا بلك كابرا بعـد كـابـر‬ ‫أولك بنو مـاء السمـاء تـوارثـوا‬
‫قال‪ :‬فلما حازت خزاعة أمر مكة وصاروا أهلها جاءهم بنو إساعيل وقد كانوا اعتزلوا حرب جرهم وخزاعة فلم‬
‫يدخلوا ف ذلك فسألوهم السكن معهم وحولم فأذنوا لم فلما رأى ذلك مضاض بن عمرو بن الارث وقد كان‬
‫أصابه من الصبابة إل مكة ما أحزنه أرسل إل خزاعة يستأذنا ف الدخول عليهم والنول معهم بكة ف جوارهم‬
‫ومت إليهم برأيه وتوريعه قومه عن القتال وسوء السية ف الرم واعتزاله الرب فأبت خزاعة أن تقررهم ونفتهم عن‬
‫الرم كله ول يتركوهم ينلون معهم فقال عمرو بن لى‪ :‬وهو ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر لقومه من وجد‬
‫منكم جرهيا قد قارب الرم فدمه هدر‪ .‬فنعت ابل لضاض بن عمرو ابن الارث بن مضاض بن عمرو الرهي من‬
‫قنونا تريد مكة فخرج ف طلبها حت وجد أثرها قد دخلت مكة فمضى على البال من نو أجياد حت ظهر على أب‬
‫قبيس يتبصر البل ف بطن وادي مكة فأبصر البل تنحر وتوكل ل سبيل له إليها فخاف إن هبط الوادي أن يقتل‬
‫فول منصرفا إل أهله وانشأ يقول‪:‬‬
‫أنيـس ول يسـمر بـكة سـامـر‬ ‫كأن ل يكن بي الجون إل الصفـا‬
‫إل النحنا من ذي الراكة حـاضـر‬ ‫ول يتربـع واسطـا فـجـنـوبـه‬
‫صروف الليال والـدود العـواثـر‬ ‫بلى نن كنا‪ ،‬أهـلهـا فـأزالـنـا‬
‫با الذيب يعـوي والعـدو‬ ‫وبـدلنـا ربـي بـهـا دار غـربة‬
‫الحاصـر‬
‫وتصبح حال بعدنـا وتـشـاجـر‬ ‫فإن تلء الدنيا علينـا بـكـلـهـا‬
‫نطوف بذا البيـت والـي ظاهـر‬ ‫فكنا ولة البيت من بعـد نـابـت‬
‫فليس لـي غينـا ثـم فـاخـر‬ ‫ملكنا فعززنا فاعظـم بـلـكـنـا‬
‫فابناؤه منـا ونـحـن الصـاهـر‬ ‫فانكح جدي خي شخص علمـتـه‬
‫فان لا حال وفيها الـتـشـاجـر‬ ‫فان تنثن الدنيا علينا بـحـالـهـا‬
‫كذلك بي الناس تـري الـقـادر‬ ‫فاخرجنـا منها الـلـيك بـقـدرة‬
‫أذا العرش ل يبعد سهـيل وعـامـر‬ ‫أقول إذا نام الـخـلـي ولـم أنـم‬
‫وحي قد بدلتـهـا والـيحـابـر‬ ‫وبدلت منهم أوجهـا ل أحـبـهـا‬
‫كذلك عضتنا السـنون الـغـوابـر‬ ‫وصرنا أحاديـثا وكنـا بـغـبطـة‬
‫با حرم أمـن وفيـها الـشـاعـر‬ ‫فسحت دموع العي تبكي لـبـلـدة‬
‫ول منفرا يومـا وفيـها العصـافـر‬ ‫بواد أنيس ليس يـؤذي حـمـامـه‬
‫إذا خرجت منها فمـا أن تـغـادر‬ ‫وفيـهـا وحـوش ل تـرام أنـيسة‬
‫جياد فممضى سيـله فـالظـواهـر‬ ‫فيا ليت شعري هل تعمـر بعـدنـا‬
‫مضاض ومـن حب عـدي عمـأير‬ ‫فبطن من وحش كـأن ل يسـر بـه‬
‫وقال أيضا‪:‬‬
‫أن تصبحوا ذات يوم ل تسيـرونا‬ ‫يا أيها الي سيوا إن قصـركـم‬
‫دهر فسوف كما صرنا تصيـرونا‬ ‫إنا كما كنتموا كنـا فـغـينـا‬
‫قبل المات وقضوا ما تقضـونـا‬ ‫حثوا الطـي وأرخـوا من أزمتـها‬
‫بالبغي فيه وبر النـاس ناسـونـا‬ ‫قد مال دهر علينـا ث أهلـكـنـا‬
‫عند البديهة ف علـم لـه دونـا‬ ‫إن التفكر ل يـدي بصـاحـبـه‬
‫أمور رشد رشدت ث مسنـونـا‬ ‫قضوا أموركم بالـزم إن لـهـا‬
‫كما استبان طـريق عنده الونـا‬ ‫واستخبوا ف صنيع النـاس قبلـكم‬
‫بسكن ف حـرام اللّه مسكونـا‬ ‫كنا زمانا ملوك الناس قبـلـكـم‬
‫قال فانطلق مضاض بن عمرو نو اليمي إل أهله وهم يتذاكرون ما حال بينهم وبي مكة وما فارقوا من أمتها‪،‬‬
‫وملكها فحزنوا على ذلك حزنا شديدا فبكوا على مكة وجعلوا يقولون الشعار ف مكة‪ ،‬واحتازت خزاعة بجابة‬
‫الكعبة وولية أمر مكة وفيهم بنو إساعيل بن إبراهيم بكة وما حولا ل ينازعهم أحد منهم ف شيء من ذلك ول‬
‫يطلبونه فتزوج لي وهو ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر فهية بنت عامر بن عمرو بن الارث ابن مضاض بن‬
‫عمرو الرهي ملك جرهم فولدت له عمروا وهو عمرو ابن لي وبلغ بكة وف العرب من الشرف ما ل يبلغ عرب‬
‫قبله ول بعده ف الاهلية وهو الذي قسم بي العرب ف حطمة حطموها عشرة آلف ناقة وقد كان قد أعور عشرين‬
‫فحل وكان الرجل ف الاهلية إذا ملك ألف ناقة فقأ عي فحل إبله فكان قد فقأ عي عشرين فحل‪ ،‬وكان أول من‬
‫أطعم الاج بكة سدايف البل ولمانا على الثريد وعم ف تلك السنة جيع حاج العرب بثلثة أثواب من برود‬
‫اليمن وكان قد ذهب شرفه ف العرب كل مذهب وكان قوله فيهم دينا متبعا ل يالف وهو الذي بر البحية‪،‬‬
‫ووصل الوصيلة‪ ،‬وحى الام‪ ،‬وسيب السايبة؛ ونصب الصنام حول الكعبة‪ ،‬وجاء ببل من هيت من أرض الزيرة‬
‫فنصبه ف بطن الكعبة فكانت قريش والعرب تستقسم عنده بالزلم‪ ،‬وهو أول من غي النيفية دين إبراهيم عليه‬
‫السلم وكان أمره بكة ف العرب مطاعا ل يعصى‪ ،‬وكان بكة رجل من جرهم على دين إبراهيم وإساعيل وكان‬
‫شاعرا فقال‪ :‬لعمرو ابن لي حي غي النيفية‪:‬‬
‫إنـا بـلـد حـرام‬ ‫يا عمرو ل تظلم بكـة‬
‫وكذاك تترم النـام‬ ‫سايل بعـاد أيـن هـم‬
‫لم با كان السـوام‬ ‫وبن العماليـق الـذين‬

‫فزعموا أن عمرو بن لي اخرج ذلك الرهي من مكة فنل بأطم من اعراض مدينة النب صلى ال عليه وسلم نو‬
‫الشام فقال الرهي‪ :‬وقد تشوق إل مكة‪:‬‬
‫وأهلي معا بالازمي حلـول‬ ‫ال ليت شعري هل أبيت لـيلـة‬
‫لا بن والـأزمـي ذمـيل‬ ‫وهل ارين العيس تنفخ ف البـرا‬
‫زمان با فيما أراه تـحـول‬ ‫منازل كنا أهلها ل تـل بـنـا‬
‫جيعا وغالتن بـكة غـول‬ ‫مضى أولونا راضييـن بشانـم‬
‫قال فكان عمرو بن لي يلي البيت وولده من بعده خسمائة سنة حت كان آخرهم حليل بن حبشية ابن سلول بن‬
‫كعب بن عمرو فتزوج إليه قصي ابنته حب ابنة حليل وكانوا هم حجابه‪ ،‬وخزانه والقوام به‪ ،‬وولة الكم بكة وهو‬
‫عامر ل يرب فيه خراب ول تب خزاعة فيه شيئا بعد جرهم ول تسرق منه شيئا علمناه ول سعنا به وترافدوا على‬
‫تعظيمه‪ ،‬والذب عنه وقال ف ذلك عمرو بن الارث بن عمرو الغبشان‪:‬‬
‫وابن مضاض قاي يهشه‬ ‫نن وليناه فلم نغـشـه‬
‫نترك مال اللّه ما نشـه‬ ‫ياخذ ما يهدى له يفشـه‬
‫حدثن ممد بن يي قال‪ :‬حدثنا عبد العزيز بن عمران قال‪ :‬خرج أبو سلمة بن عبد السد الخزومي قبيل السلم ف‬
‫نفر من قريش يريدون اليمن فأصابم عطش شديد ببعض الطريق وأمسوا على غي الطريق فساروا جيعا فقال لم أبو‬
‫سلمة‪ :‬ان أرى ناقت تنازعن شقا أفل أرسلها وأتبعها ? قالوا‪ :‬فافعل فأرسل ناقته وتبعها فأصبحوا على ماء وحاضر‬
‫فاستقوا وسقوا فانم لعلى ذلك إذ أقبل اليهم رجل فقال‪ :‬من القوم ? فقالوا‪ :‬من قريش قال‪ :‬فرجع إل شجرة فقام‬
‫امام الاء فتكلم عندها بشيء ث رجع الينا فقال‪ :‬لينطلقن أحدكم معي إل رجل يدعوه قال أبو سلمة‪ :‬فانطلقت معه‬
‫فوقف ب تت شجرة فإذا وكر معلق قال‪ :‬فصوت به يا أبه يا أبه قال‪ :‬فزعزع شيخ رأسه فأجابه‪ ،‬قال‪ :‬هذا الرجل‬
‫قال ل‪ :‬من الرجل ? قلت‪ :‬من قريش قال‪ :‬من أيها ? قلت‪ :‬من بن مزوم بن يقظة قال‪ :‬ايهم ? قلت‪ :‬أبو سلمة بن‬
‫عبد السد بن هلل بن عبد ال بن عمر بن مزوم ابن يقظة قال‪ :‬ايهات منك أنا ويقظة سن أتدري من يقول ?‪:‬‬
‫أنيس ول يسمر بـكة سـامـر‬ ‫كأن ل يكن بي الجون إل الصفـا‬
‫صروف الدهر والـدود العواثـر‬ ‫بلى نن كنـا أهلهـا فـأزالـنـا‬
‫قلت ل قال‪ :‬أنا قايلها أنا عمرو بن الارث بن مضاض الرهي أتدري ل سي أجياد أجيادا? قلت ل قال‪ :‬جادت‬
‫بالدماء يوم التقينا نن وقطورا أتدري ل سي قعيقعان قعيقعان قلت ل قال‪ :‬لتقعقع السلح ف ظهورنا لا طلعنا‬
‫عليهم منه‬
‫باب ما جاء ف ولية قصي بن كلب البيت الرام وأمر مكة بعد خزاعة وما ذكر من ذلك‬
‫حدثنا أبو الوليد قال حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا سعيد بن سال عن عثمان ابن ساج عن ابن جريج وعن ابن إسحاق‬
‫يزيد أحدها على صاحبه قال‪ :‬أقامت خزاعة على ما كانت عليه من ولية البيت والكم بكة ثلثائة سنة وكان‬
‫بعض التبابعة قد سار إليه وأراد هدمه وتريبه فقامت دونه خزاعة فقاتلت عليه أشد القتال حت رجع ث آخر فكذلك‬
‫وأما التبع الثالث الذي نر له وكساه وجعل له غلقا وأقام عنده أياما ينحر كل يوم ماية بدنة ل يرزأ هو ول أحد من‬
‫أهل عسكره شيئا منها يردها الناس ف الفجاج والشعاب فيأخذون منها حاجتهم ث تقع عليها الطي فتأكل ث تنتابا‬
‫السباع إذا أمست ل يرد عنها انسان ول طي ول سبع ث رجع إل اليمن انا كان ف عهد قريش فلبثت خزاعة على‬
‫ما هي عليه وقريش إذ ذاك ف بن كنانة متفرقة وقد قدم ف بعض الزمان حاج قضاعة فيهم ربيعة بن حرام ابن ضبة‬
‫بن عبد بن كبي بن عذرة بن سعد بن زيد وقد هلك كلب ابن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب وترك زهرة وقصيا‬
‫ابن كلب مع امهما فاطمة بنت عمرو بن سعد بن سيل‪ ،‬وسعد بن سيل الذي يقول فيه الشاعر وكان أشجع أهل‬
‫زمانه‪:‬‬
‫فاعلموا ذاك كسعد بن سـيل‬ ‫ل أرى ف الناس شخصا واحـدا‬
‫فإذا ما عاين الـقـرن نـزل‬ ‫فـارس أضبـط فـيه عـسـرة‬
‫يدرج الر القطامي الجـل‬ ‫فارس يستدرج الـيل كـمـا‬
‫وزهرة أكبها فتزوج ربيعة بن حرام أمهما وزهرة رجل بالغ‪ ،‬وقصي فطيم أو ف سن الفطيم فاحتملها ربيعة إل‬
‫بلدهم من أرض عذرة من أشراف الشام فاحتملت معها قصيا لصغره وتلف زهرة ف قومه فولدت فاطمة ابنة‬
‫عمرو بن سعد لربيعة رزاح بن ربيعة فكان أخا قصي بن كلب لمه ولربيعة بن حرام من امرأة اخرى ثلثة نفرحن‪،‬‬
‫وممود‪ ،‬وجلهمة بنو ربيعة فبينا قصي بن كلب ف أرض قضاعة ل ينتمي إل إل ربيعة بن حرام إذ كان بينه وبي‬
‫رجل من قضاعة شيء وقصي قد بلغ فقال له القضاعي‪ :‬ال تلحق بنسبك وقومك فانك لست منا فرجع قصي إل‬
‫أمه وقد وجد ف نفسه ما قال له القضاعي فسألا عما قال له فقالت‪ :‬وال أنت يا بن خي منه وأكرم أنت ابن‬
‫كلب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك ابن النضر بن كنانة وقومك عند البيت الرام وما حوله‪.‬‬
‫فأجع قصي للخروج إل قومه واللحاق بم وكره الغربة ف أرض قضاعة فقالت له أمه يا بن ل تعجل بالروج حت‬
‫يدخل عليك الشهر الرام فتخرج ف حاج العرب فان أخشى عليك‪ .‬فأقام قصي حت دخل الشهر الرام وخرج ف‬
‫ل جليدا حازما بارعا فخطب إل حليل بن‬ ‫حاج قضاعة حت قدم مكة فلما فرغ من الج أقام با وكان قصي رج ً‬
‫حبشية بن سلول الزاعي ابنته حب ابنة حليل فعرف حليل نسبه ورغب ف الرجل فزوجه وحليل يومئذ يلي الكعبة‬
‫وأمر مكة‪ ،‬فأقام قصي معه حت ولدت حب لقصي عبد الدار وهو أكب ولده‪ ،‬وعبد مناف وعبد العزى‪ ،‬وعبدا بن‬
‫قصي فكان حليل يفتح البيت فإذا اعتل أعطى ابنته حب الفتاح ففتحته فإذا اعتلت أعطت الفتاح زوجها قصيا أو‬
‫بعض ولدها فيفتحه وكان قصي يعمل ف حيازته إليه وقطع ذكر خزاعة عنه‪ ،‬فلما حضرت حليل الوفاة نظر إل‬
‫قصي‪ ،‬وإل ما انتشر له من الولد من ابنته فرأى أن يعلها ف ولد ابنته فدعا قصيا فجعل له ولية البيت وأسلم إليه‬
‫الفتاح وكان يكون عند حب‪ ،‬فلما هلك حليل أبت خزاعة ان تدعه وذاك وأخذوا الفتاح من حب فمشى قصي إل‬
‫رجال من قومه من قريش وبن كنانة ودعاهم إل أن يقوموا معه ف ذلك وأن ينصروه‪ ،‬ويعضدوه فأجابوه إل نصره‬
‫وأرسل قصي إل أخيه لمه رزاح بن ربيعة وهو ببلد قومه من قضاعة يدعوه إل نصره ويعلمه ما حالت خزاعة بينه‬
‫وبي ولية البيت ويسأله الروج إليه بن أجابه من قومه فقام رزاح ف قومه فأجابوه إل ذلك فخرج رزاح بن ربيعة‬
‫ومعه اخوته من أبيه حن وممود وجلهمة بنو ربيعة بن حرام فيمن تبعهم من قضاعة ف حاج العرب متمعي لنصر‬
‫قصي والقيام معه‪ ،‬فلما اجتمع الناس بكة خرجوا إل الج فوقفوا بعرفة وبمع ونزلوا من وقصي ممع على ما أجع‬
‫عليه من قتالم بن معه من قريش‪ ،‬وبن كنانة‪ ،‬ومن قدم عليه مع أخيه رزاح من قضاعة فلما كان آخر أيام من‬
‫أرسلت قضاعة إل خزاعة يسألونم أن يسلموا إل قصي ما جعل له حليل وعظموا عليهم القتال ف الرم وحذروهم‬
‫الظلم والبغي بكة وذكروهم ما كانت فيه جرهم وما صارت إليه حي الدوا فيه بالظلم‪ ،‬والبغي فأبت خزاعة أن‬
‫تسلم ذلك فاقتتلوا بفضى مأزمي من قال‪ :‬فسمي ذلك الكان الفجر لا فجر فيه وسفك فيه من الدماء وانتهك من‬
‫حرمته فاقتتلوا قتالً شديدا حت كثرت القتلى ف الفريقي جيعا وفشت فيهم الراحات وحاج العرب جيعا من‬
‫مضر واليمن مستكفون ينظرون إل قتالم ث تداعوا إل الصلح ودخلت قبائل العرب بينهم وعظموا على الفريقي‬
‫سفك الدماء والفجور ف الرم فاصطلحوا على أن يكموا بينهم رجلً من العرب فيما اختلفوا فيه فحكموا يعمر بن‬
‫عوف بن كعب بن عامر بن الليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة وكان رجلً شريفا فقال لم‪ :‬موعدكم فناء الكعبة‬
‫غدا فاجتمع إليه الناس وعدوا القتلى فكانت ف خزاعة أكثر منها ف قريش وقضاعة وكنانة وليس كل بن كنانة قاتل‬
‫مع قصي إنا كانت مع قريش من بن كنانة قبائل يسية واعتزلت عنها بكر بن عبد مناة قاطبة‪ ،‬فلما اجتمع الناس‬
‫بفناء الكعبة قام يعمر بن عوف فقال‪ :‬ال ان قد شدخت ما كان بينكم من دم تت قدمي هاتي فل تباعة لحد‬
‫على أحد ف دم وان قد حكمت لقصي بجابة الكعبة وولية أمر مكة دون خزاعة لا جعل له حليل وان يلى بينه‬
‫وبي ذلك وأن ل ترج خزاعة عن مساكنها من مكة؛ قال‪ :‬فسمي يعمر من ذلك اليوم الشداخ فسلمت ذلك خزاعة‬
‫لقصي وعظموا سفك الدماء ف الرم وافترق الناس فول قصي بن كلب حجابة الكعبة وأمر مكة وجع قومه من‬
‫قريش من منازلم إل مكة يستعز بم وتلك على قومه فملكوه‪ ،‬وخزاعة مقيمة بكة على رباعهم وسكناتم ل‬
‫يركوا ول يرجوا منها فلم يزالوا على ذلك حت الن‪ ،‬وقال قصي‪ :‬ف ذلك وهو يتشكر لخيه رزاح بن ربيعة‪:‬فول‬
‫قصي بن كلب حجابة الكعبة وأمر مكة وجع قومه من قريش من منازلم إل مكة يستعز بم وتلك على قومه‬
‫فملكوه‪ ،‬وخزاعة مقيمة بكة على رباعهم وسكناتم ل يركوا ول يرجوا منها فلم يزالوا على ذلك حت الن‪ ،‬وقال‬
‫قصي‪ :‬ف ذلك وهو يتشكر لخيه رزاح بن ربيعة‪:‬‬
‫بكة مولـدي وبـا ربـيت‬ ‫أنا ابـن العاصمـي بن لـؤي‬
‫ومروتا رضيـت با رضـيت‬ ‫ول البطحاء قد عـلمت معـد‬
‫فما شويت أخي ول شـويت‬ ‫وفيها كانت البـاء قـبـلـي‬
‫با أولد قـيدر والـنـبـيت‬ ‫فلست لغالب ان لـم تـأثـل‬

‫فلست أخـاف ضيما ما‬ ‫رزاح ناصـري وبـه أسامـي‬
‫حييت‬
‫فكان قصي أول رجل من بن كنانة أصاب ملكا‪ ،‬وأطاع له به قومه فكانت إليه الجابة‪ ،‬والرفادة والسقاية‪،‬‬
‫والندوة‪ ،‬واللواء‪ ،‬والقيادة فلما جع قصي قريشا بكة سي ممعا وف ذلك يقول حذافة بن غان المحي يدحه‪:‬‬
‫به جع اللّه القبايل من فهـر‬ ‫أبوهم قصي كان يدعـى‬
‫ممـعا‬
‫وليس با إل كهول بن عمر‬ ‫هم نزلوهـا والـياه قـلـيلـة‬
‫يعن خزاعة قال إسحاق بن أحد‪ :‬وزادن أبو جعفر ممد بن الوليد ابن كعب الزاعي‪:‬‬
‫وليس با إل كهول بنـي عـمـر‬ ‫اقمنا با والنـاس فـيهـا قـليـل‬
‫وهم طردوا عنها غواة بنـي بكـر‬ ‫هم ملؤا البطحـاء مـدا وسـوددا‬
‫ول يستقى إل بنكد مـن الـفـر‬ ‫وهم حفروها والـمـياه قـلـيلـة‬
‫ورابط بيـت اللّه ف العسر واليـسر‬ ‫حليل الذي عادا كنـانة كـلـهـا‬
‫لم شاكرا حـت توسـد ف القبـر‬ ‫أحازم إمـا أهلـكـن فـل تـزل‬
‫ويقال من أجل تمع قريش إل قصي سيت قريش قريشا‪ ،‬قال أبو الوليد‪ :‬وأنشدن عبد العزيز بن إساعيل اللب ف‬
‫التقرش وهو الجتماع‪:‬‬
‫اقترش القنا وتقعقـع الجف‬ ‫أيدي كثحنا للطـعـان إذا‬
‫ولبعضهم‪:‬‬
‫شواطن تنتزعن به انتزاعـا‬ ‫قوارش بالرماح كان فيها‬
‫والتجمع التقرش ف بعض كلم العرب ويقال‪ :‬كان يقال لقصي القرشي ول يسم قرشي قبله ويقال أيضا‪ :‬إن النضر‬
‫بن كنانة كان يسمى القرشي وقد قيل أيضا انا سيت قريش قريشا انا كانت تارا تكتسب وتتجر وتترش فشبهت‬
‫بوت ف البحر‪.‬‬
‫حدثن أبو السن الوليد بن ابان الرازي عن علي بن جعفر بن ممد عن أبيه عليهم السلم قال‪ :‬قيل لبن عباس‪ :‬ل‬
‫سيت قريش قريشا ? قال‪ :‬بأمر بي مشهور بدابة ف البحر تسمى قريشا والدليل على ذلك قول تبع حي يقول‪:‬‬
‫با سـيت قريـش قـريشـا‬ ‫وقريش هي الت تسكـن البحر‬
‫تترك فيه لذي جناحـي ريشـا‬ ‫تاكل الغث والـسـمـي ول‬
‫ياكلون البلد أكل كشـيشـا‬ ‫هكذا ف البلد حت قـريـش‬
‫يكثر القتل فيهـم والمـوشـا‬ ‫ولم آخر الـزمـان نـبـي‬
‫ث رجع إل حديث ابن جريج وممد بن إسحاق قال‪ :‬فحاز قصي شرف مكة وأنشأ دار الندوة وفيها كانت قريش‬
‫تقضي أمورها ول يكن يدخلها من قريش من غي ولد قصي إل ابن أربعي سنة للمشورة وكان يدخلها ولد قصي‬
‫كلهم أجعون‪ ،‬وحلفاءهم فلما كب قصي ورق كان عبد الدار بكره وأكب ولده وكان عبد مناف قد شرف ف زمان‬
‫أبيه وذهب شرفه كل مذهب وعبد الدار وعبد العزى وعبد بنو قصي با ل يبلغوا ول أحد من قومهم من قريش ما‬
‫بلغ عبد مناف من الذكر والشرف‪ ،‬والعز وكان قصي‪ ،‬وحب ابنة حليل يبان عبد الدار ويرقان عليه لا يريان عليه‬
‫من شرف عبد مناف وهو أصغر منه فقالت له حب‪ :‬ل وال ل أرضى حت تص عبد الدار بشيء تلحقه بأخيه فقال‬
‫قصي‪ :‬وال للقنه به ولحبونه بذروة الشرف حت ل يدخل أحد من قريش ول غيها الكعبة إل باذنه ول يقضون‬
‫أمرا ول يعقدون لواء إل عنده وكان ينظر ف العواقب فأجع قصي على أن يقصم أمور مكة الستة الت فيها الذكر‪،‬‬
‫والشرف‪ ،‬والعز بي ابنيه فأعطى عبد الدار السدانة وهي الجابة ودار الندوة‪ ،‬واللواء‪ ،‬وأعطى عبد مناف السقاية‪،‬‬
‫والرفادة‪ ،‬والقيادة‪ ،‬فأما السقاية فحياض من أدم كانت على عهد قصي توضع بفناء الكعبة ويسقى فيها الاء العذب‬
‫من البار على البل ويسقاه الاج وأما الرفادة فخرج كانت قريش ترجه من أموالا ف كل موسم فتدفعه إل قصي‬
‫يصنع به طعاما للحاج يأكله من ل يكن معه سعة ول زاد‪ ،‬فلما هلك قصي أقيم أمره ف قومه بعد وفاته على ما كان‬
‫عليه ف حياته وول عبد الدار حجابة البيت‪ ،‬وولية دار الندوة‪ ،‬واللواء فلم يزل يليه حت هلك وجعل عبد الدار‬
‫الجابة بعده إل ابنه عثمان بن عبد الدار‪ ،‬وجعل دار الندوة إل ابنه عبد مناف بن عبد الدار فلم تزل بنو عبد مناف‬
‫بن عبد الدار يلون الندوة دون ولد عبد الدار فكانت قريش إذا أرادت أن تشاور ف أمر فتحها لم عامر بن هاشم بن‬
‫عبد مناف بن عبد الدار أو بعض ولده أو ولد أخيه‪ ،‬وكانت الارية إذا حاضت أدخلت دار الندوة ث شق عليها‬
‫بعض ولد عبد مناف بن عبد الدار درعها ث درعها اياه وانقلب با أهلها فحجبوها فكان عامر بن هاشم بن عبد‬
‫مناف بن عبد الدار يسمى ميضا‪ ،‬وانا سيت دار الندوة لجتماع النداة فيها يندونا يلسون فيها لبرام أمرهم‬
‫وتشاورهم‪ ،‬ول تزل بنو عثمان بن عبد الدار يلون الجابة دون ولد عبد الدار ث وليها عبد العزى بن عثمان بن عبد‬
‫الدار‪ ،‬ث وليها أبو طلحة عبد ال بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار‪ ،‬ث وليها ولده من بعده حت كان فتح مكة‬
‫فقبضها رسول ال صلى ال عليه وسلم من أيديهم وفتح الكعبة ودخلها ث خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫ل على الفتاح فقال له العباس بن عبد الطلب بأب أنت وأمي يا رسول ال أعطنا الجابة مع السقاية‬ ‫من الكعبة مشتم ً‬
‫فأنزل ال عز وجل على نبيه صلى ال عليه وسلم ان ال يأمركم أن تؤدوا المانات إل أهلها فقال عمر بن الطاب‪:‬‬
‫رضي ال عنه فما سعتها من رسول ال صلى ال عليه وسلم قبل تلك الساعة فتلها ث دعا عثمان بن طلحة فدفع‬
‫إليه الفتاح وقال غيبوه ث قال‪ :‬خذوها يا بن أب طلحة بأمانة ال سبحانه‪ ،‬واعملوا فيها بالعروف خالدة تالدة ل‬
‫ينعها من أيديكم ال ظال‪ .‬فخرج عثمان ابن طلحة إل هجرته مع النب صلى ال عليه وسلم وأقام ابن عمه شيبة‬
‫بن عثمان بن أب طلحة فلم يزل يجب هو وولده‪ ،‬وولد أخيه وهب بن عثمان حت قدم عثمان بن طلحة بن أب‬
‫ل فلما قدموا حجبوا مع بن عمهم فولد‬ ‫طلحة وولد مسافع بن طلحة بن أب طلحة من الدينة وكانوا با دهرا طوي ً‬
‫أب طلحة جيعا يجبون‪ ،‬وأما اللواء فكان ف أيدي بن عبد الدار كلهم يليه منهم ذوو السن والشرف ف الاهلية‬
‫حت كان يوم أحد فقتل عليه من قتل منهم‪ ،‬وأما السقاية‪ ،‬والرفادة‪ ،‬والقيادة فلم تزل لعبد مناف بن قصي يقوم با‬
‫حت توف فول بعده هاشم بن عبد مناف السقاية‪ ،‬والرفادة وول عبد شس ابن عبد مناف القيادة وكان هاشم بن‬
‫عبد مناف يطعم الناس ف كل موسم با يتمع عنده من ترافد قريش كان يشتري با يتمع عنده دقيقا ويأخذ من‬
‫كل ذبيحة من بدنة أو بقرة أو شاة فخذها فيجمع ذلك كله ث يزر به الدقيق ويطعمه الاج فلم يزل على ذلك من‬
‫أمره حت أصاب الناس ف سنة جدب شديد فخرج هاشم بن عبد مناف إل الشام فاشترى با اجتمع عنده من ماله‬
‫دقيقا‪ ،‬وكعكا فقدم به مكة ف الوسم فهشم ذلك الكعك ونر الزور وطبخه وجعله ثريدا وأطعم الناس وكانوا ف‬
‫ماعة شديدة حت أشبعهم فسمي بذلك هاشا وكان اسه عمرو ففي ذلك يقول ابن الزبعري السهمي‪:‬ونر الزور‬
‫وطبخه وجعله ثريدا وأطعم الناس وكانوا ف ماعة شديدة حت أشبعهم فسمي بذلك هاشا وكان اسه عمرو ففي‬
‫ذلك يقول ابن الزبعري السهمي‪:‬‬
‫فالح خالصها لعبد مـنـاف‬ ‫كانت قريش بيضة فتفلـقـت‬
‫والقايلي هلـم لـلضـياف‬ ‫الرايشي ولـيس يوجـد رايش‬
‫حت يعود فقيهم كالـكـاف‬ ‫والالطي غنيهم بفـقـيهـم‬
‫والانعي البيض بـالسـياف‬ ‫والضاربي الكيس تبق بيضـه‬
‫كانوا بكة مسنتي عـجـاف‬ ‫عمرو العل هشم الثريد لعـشر‬
‫يعن بعمرو العل هاشا فلم يزل هاشم على ذلك حت توف وكان عبد الطلب يفعل ذلك فلما توف عبد الطلب قام‬
‫بذلك أبو طالب ف كل موسم حت جاء السلم وهو على ذلك‪ ،‬وكان النب صلى ال عليه وسلم قد ارسل بال‬
‫يعمل به الطعام مع أب بكر رضي ال عنه حي حج أبو بكر بالناس سنة تسع ث عمل ف حجه النب صلى ال عليه‬
‫وسلم ف حجة الوداع ث أقام أبو بكر ف خلفته ث عمر رضي ال عنه ف خلفته ث اللفاء هلم جرا حت الن وهو‬
‫طعام الوسم الذي تطعمه اللفاء اليوم ف أيام الج بكة وبن حت تنقضي أيام الوسم‪ .‬وأما السقاية فلم تزل بيد عبد‬
‫مناف فكان يسقي الاء من بي كر آدم وبي خم على البل ف الزاد والقرب ث يسكب ذلك الاء ف حياض من ادم‬
‫بفناء الكعبة فيده الاج حت يتفرقوا‪ .‬فكان يستعذب ذلك الاء وقد كان قصي حفر بكة آبارا وكان الاء بكة‬
‫عزيزا انا يشرب الناس من آبار خارجة من الرم فأول من حفر قصي بكة حفر بيا يقال لا العجول كان موضعها‬
‫ف دار أم هان بنت أب طالب بالزورة وكانت العرب إذا قدمت مكة يردونا فيسقون منها ويتراجزون عليها قال‬
‫قايل فيها‪:‬‬
‫اروى من العجول ثت انطلق‬
‫ان قصيا قد وف وقد صـدق بالشبع للحي وري الغتـبـق‬
‫وحفر قصي أيضا بيا عند الردم العلى عند دار ابان بن عثمان الت كانت لل جحش بن رآب ث دثرت فنثلها جبي‬
‫بن مطعم بن عدي ابن نوفل بن عبد مناف واحياها‪ .‬ث حفر هاشم بن عبد مناف بذر وقال حي حفرها لجعلنها‬
‫للناس بلغا وهي البي الت ف حق القوم ابن عبد الطلب ف ظهر دار الطلوب مولة زبيدة بالبطحاء ف اصل الستنذر‬
‫وهي الت يقول فيها بعض ولد هاشم‪:‬‬
‫نن حفرنا بذربانب الستنذرنسقي الجيج الكب‬
‫وحفر هاشم أيضا سجلة وهي البي الت يقال لا بي جبي بن مطعم دخلت ف دار القوارير فكانت سجلة لاشم بن‬
‫عبد مناف فلم تزل لولده حت وهبها اسد بن هاشم للمطعم بن عدي حي حفر عبد الطلب زمزم واستغنوا عنها‪،‬‬
‫ويقال‪ :‬وهبها له عبد الطلب حي حفر عبد الطلب زمزم واستغن عنها وسأله الطعم بن عدي ان يضع حوضا من‬
‫ادم إل جانب زمزم يسقي فيه من ماء بئره فأذن له ف ذلك وكان يفعل‪ ،‬فلم يزل هاشم بن عبد مناف يسقي الاج‬
‫حت توف فقام بأمر السقاية بعده عبد الطلب بن هاشم فلم يزل كذلك حت حفر زمزم فعفت على آبار مكة كلها‪،‬‬
‫وكان منها مشرب الاج‪ ،‬قال‪ :‬وكانت لعبد الطلب ابل كثية فإذا كان الوسم جعها ث يسقي لبنها بالعسل ف‬
‫حوض من ادم عند زمزم ويشتري الزبيب فينبذه باء زمزم ويسقيه الاج لن يكسر غلظ ماء زمزم وكانت إذ ذاك‬
‫غليظة جدا‪ ،‬وكان الناس إذ ذاك لم ف بيوتم اسقية يسقون فيها الاء من هذه البيار ث ينبذون فيها القبضات من‬
‫الزبيب والتمر لن يكسر عنهم غلظ ماء آبار مكة وكان الاء العذب بكة عزيزا ل يوجد ال لنسان يستعذب له من‬
‫بئر ميمون وخارج من مكة‪ ،‬فلبث عبد الطلب يسقي الناس حت توف‪ .‬فقام بأمر السقاية بعده العباس بن عبد الطلب‬
‫فلم تزل ف يده وكان للعباس كرم بالطايف وكان يمل زبيبه اليها وكان يداين اهل الطايف ويقتضي منهم الزبيب‬
‫فينبذ ذلك كله ويسقيه الاج ايام الوسم حت ينقضي ف الاهلية وصدر السلم حت دخل رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم مكة يوم الفتح فقبض السقاية من العباس بن عبد الطلب والجابة من عثمان بن طلحة‪ ،‬فقام العباس ابن عبد‬
‫الطلب فبسط يده وقال‪ :‬يا رسول ال بأب انت وأمي اجع لنا الجابة والسقاية‪ .‬فقال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ :‬اعطيكم ما ترزءون فيه ول ترزءون منه‪ .‬فقام بي عضادت باب الكعبة فقال‪ :‬ال ان كل دم او مال او مأثرة‬
‫كانت ف الاهلية فهي تت قدمي هاتي ال سقاية الاج‪ ،‬وسدانة الكعبة فان قد امضيتهما لهلهما على ما كانتا‬
‫عليه ف الاهلية‪ .‬فقبضها العباس فكانت ف يده حت توف فوليها بعده عبد ال بن العباس رضي ال تعال عنه فكان‬
‫يفعل فيها كفعله دون بن عبد الطلب‪ ،‬وكان ممد بن النفية قد كلم فيها ابن عباس فقال له ابن عباس‪ :‬ما لك ولا‬
‫نن اول با منك ف الاهلية والسلم‪ ،‬قد كان ابوك تكلم فيها فأقمت البينة وطلحة ابن عبيد ال‪ ،‬وعامر بن ربيعة‪،‬‬
‫وازهر بن عبد بن عوف‪ ،‬ومرمة ابن نوفل‪ ،‬ان العباس بن عبد الطلب كان يليها ف الاهلية بعد عبد الطلب وجدك‬
‫ابو طالب ف ابله ف باديته بعرنة وان رسول ال صلى ال عليه وسلم اعطاها العباس يوم الفتح دون بن عبد الطلب‬
‫فعرف ذلك من حضر فكانت بيد عبد ال بن عباس بعد ابيه ل ينازعه فيها منازع‪ ،‬ول يتكلم فيها متكلم حت توف‬
‫فكانت بيد علي بن عبد ال بن عباس يفعل فيها كفعل ابيه وجده يأتيه الزبيب من ماله بالطايف وينبده حت توف‬
‫وكانت بيد ولده حت الن‪ .‬واما القيادة فوليها من بن عبد مناف‪ ،‬عبد شس بن عبد مناف ث وليها من بعده أمية بن‬
‫عبد شس‪ ،‬ث من بعده حرب بن امية فقاد بالناس يوم عكاظ ف حرب قريش وقيس عيلن‪ ،‬وف الفجارين الفجار‬
‫الول والفجار الثان وقاد الناس قبل ذلك بذات نكيف ف حرب قريش وبن بكر بن عبد مناة بن كنانة والحابيش‬
‫يومئذ مع بن بكر تالفوا على جبل يقال له‪ :‬البشي على قريش فسموا الحابيش بذلك‪ ،‬ث كان ابو سفيان بن‬
‫حرب يقود قريشا بعد ابيه حت كان يوم بدر فقاد الناس عتبة بن ربيعة بن عبد شس وكان ابو سفيان بن حرب ف‬
‫العي يقود الناس فلما ان كان يوم احد قاد الناس ابو سفيان بن حرب وقاد الناس يوم الحزاب وكانت آخر وقعة‬
‫لقريش وحرب حت جاء ال بالسلم وفتح مكة ‪.‬‬
‫باب ما جاء ف انتشار ولد إساعيل وعبادتم الجارة وتغيي النيفية دين إبراهيم عليه السلم‬
‫حدثنا ابو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا سعيد بن سال عن عثمان بن ساج قال‪ :‬اخبن ابن اسحاق ان بن‬
‫اساعيل وجرهم من ساكن مكة ضاقت عليهم مكة فتفسحوا ف البلد والتمسوا العاش فيزعمون ان اول ما كانت‬
‫عبادة الجارة ف بن اساعيل انه كان ل يظعن من مكة ظاعن منهم ال احتمل معه من حجارة الرم تعظيما للحرم‬
‫وصبابة بكة وبالكعبة حيث ما حلوا وضعوه فطافوا به كالطواف بالكعبة حت سلخ ذلك بم ال ان كانوا يعبدون ما‬
‫استحسنوا من الجارة واعجبهم من حجارة الرم خاصة‪ ،‬حت خلفت اللوف بعد اللوف ونسوا ما كانوا عليه‬
‫واستبدلوا بدين ابراهيم واساعيل غيه‪ ،‬فعبدوا الوثان وصاروا ال ما كانت عليه المم من قبلهم من الضللت‬
‫وانتجسوا ما كان يعبد قوم نوح منها على إرث ما كان بقي فيهم من ذكرها وفيهم على ذلك بقايا من عهد ابراهيم‬
‫واساعيل يتنسكون با من تعظيم البيت‪ ،‬والطواف به والج والعمرة‪ ،‬والوقوف على عرفة‪ ،‬ومزدلفة‪ ،‬وهدي البدن‪،‬‬
‫والهلل بالج‪ ،‬والعمرة مع ادخالم فيه ما ليس منه‪ ،‬وكان اول من غي دين ابراهيم واساعيل ونصب الوثان‪،‬‬
‫وسيب السايبة‪ ،‬وبر البحية ووصل الوصية‪ ،‬وحى الام عمرو بن لي‪ .‬حدثنا جدي قال‪ :‬حدثنا سعيد بن سال عن‬
‫عثمان بن ساج قال اخبن ابن جريج قال‪ :‬قال عكرمة مول ابن عباس عن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ :‬رأيت عمرو بن لي ير قصبه يعن أمعاءه ف النار على رأسه فروة فقال له رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ :‬من ف النار ? قال‪ :‬من بين وبينك من المم‪ .‬وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬هو أول من جعل‬
‫البحية والسايبة والوصيلة‪ ،‬والام‪ ،‬ونصب الوثان حول الكعبة‪ ،‬وغي النيفية دين إبراهيم عليه السلم‪.‬‬
‫باب ما جاء ف أول من نصب الصنام ف الكعبة والستقسام بالزلم‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي أحد بن ممد قال‪ :‬حدثنا سعيد ابن سال القداح عن عثمان بن ساج قال‪:‬‬
‫أخبن ممد بن إسحاق قال‪ :‬ان البئر الت كانت ف جوف الكعبة‪ ،‬كانت على يي من دخلها وكان عمقها ثلثة‬
‫أذرع يقال إن إبراهيم وإساعيل حفراها ليكون فيها ما يهدي للكعبة فلم تزل كذلك حت كان عمرو بن لي فقدم‬
‫بصنم يقال له‪ :‬هبل من هيت من أرض الزيرة‪ ،‬وكان هبل من أعظم أصنام قريش عندها فنصبه على البئر ف بطن‬
‫الكعبة وأمر الناس بعبادته فكان الرجل إذا قدم من سفر بدأ به على أهله بعد طوافه بالبيت وحلق رأسه عنده‪ ،‬وهبل‬
‫الذي يقول له أبو سفيان يوم أحد أعل هبل أي أظهر دينك فقال النب صلى ال عليه وسلم ال أعلى وأجل‪ .‬وكان‬
‫اسم البئر الت ف بطن الكعبة الخسف وكانت العرب تسميها الخشف قال ممد بن إسحاق‪ :‬كان عند هبل ف‬
‫الكعبة سبعة قداح كل قدح منها فيه كتاب‪ .‬قدح فيه العقل إذا اختلفوا ف العقل من يمله منهم ضربوا بالقداح‬
‫السبعة عليهم فإن خرج العقل فعلى من خرج حله‪ ،‬وقدح فيه نعم للمر إذا أرادوه يضرب به ف القداح فإن خرج‬
‫قدح فيه نعم عملوا به‪ ،‬وقدح فيه ل فإذا أرادوا المر ضربوا به ف القداح فإذا خرج ذلك القدح ل يفعلوا ذلك‬
‫المر‪ ،‬وقدح فيه منكم وقدح فيه ملصق وقدح فيه من غيكم وقدح فيه الياه فإذا أرادوا أن يفروا للماء ضربوا‬
‫بالقداح وفيها ذلك القدح فحيث ما خرج به عملوا به وكانوا إذا أرادوا أن يتنوا غلما أو ينكحوا منكحا أو يدفنوا‬
‫ميتا أو شكوا ف نسب أحدهم ذهبوا به إل هبل وبائة درهم وجزور فأعطوها صاحب القداح الذي يضرب با ث‬
‫قربوا صاحبهم الذي يريدون به ما يريدون ث قالوا‪ :‬يا إلنا هذا فلن أردنا به كذا وكذا فأخرج الق فيه‪ ،‬ث يقولون‬
‫لصاحب القداح‪ :‬اضرب فإن خرج عليه منكم كان منهم وسيطا وإن خرج عليه من غيكم كان حليفا وإن خرج‬
‫عليه ملصق كان ملصقا على منلته فيهم ل نسب له ول حلف وإن خرج عليه شيء ما سوى هذا ما يعملون به نعم‬
‫عملوا به وإن خرج ل أخروه عامه ذلك حت يأتوا به مرة اخرى ينتهون ف أمرهم ذلك إل ما خرجت به القداح‪.‬‬
‫وبذلك فعل عبد الطلب بابنه حي أراد أن يذبه‪ ،‬وقال ممد بن إسحاق‪ :‬كان هبل من خرز العقيق على صورة‬
‫انسان وكانت يده اليمن مكسورة فأدركته قريش فجعلت له يدا من ذهب وكانت له خزانة للقربان‪ ،‬وكانت له‬
‫سبعة قداح يضرب با على اليت والعذرة والنكاح وكان قربانه ماية بعي وكان له حاجب وكانوا إذا جاءوا هبل‬
‫بالقربان ضربوا بالقداح وقالوا‪:‬‬
‫انا اختلفنا فهب الـسـراحـا‬
‫ثلثـة يا هبـل فصـاحـا اليت والعذرة والنـكـاحـا‬
‫ان ل تقله فمـر الـقـداحـا‬ ‫والبء ف الرضى والصحاحـا‬
‫باب ما جاء ف أول من نصب الصنام وما كان من كسرها‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن سعيد بن سال عن عثمان ابن ساج قال‪ :‬حدثن ممد بن إسحاق إن جرها‬
‫لا طغت ف الرم دخل رجل منهم بامرأة منهم الكعبة ففجر با ويقال انا قبلها فبها فمسخا حجرين اسم الرجل‬
‫اساف بن بغاء‪ ،‬واسم الرأة نائلة بنت ذئب فأخرجا من الكعبة فنصب أحدها على الصفا والخر على الروة‪ ،‬وانا‬
‫نصبا هنالك ليعتب بما الناس ويزدجروا عن مثل ما ارتكبا لا يرون من الال الت صارا إليها فلم يزل المر يدرس‬
‫ويتقادم حت صارا يسحان‪ ،‬يتمسح بما من وقف على الصفا والروة ث صارا وثني يعبدان‪ ،‬فلما كان عمرو ابن‬
‫لي أمر الناس بعبادتما والتمسح بما وقال للناس‪ :‬إن من كان قبلكم كان يعبدها‪ ،‬فكانا كذلك حت كان قصي بن‬
‫كلب فصارت إليه الجابة وأمر مكة فحولما من الصفا والروة فجعل أحدها بلصق الكعبة وجعل الخر ف موضع‬
‫زمزم ويقال‪ :‬جعلهما جيعا ف موضع زمزم وكان ينحر عندها وكان أهل الاهلية يرون باساف ونائلة ويتمسحون‬
‫بما وكان الطايف إذا طاف بالبيت يبدأ باساف فيستلمه فإذا فرغ من طوافه ختم بنائلة فاستلمها‪ ،‬فكانا كذلك حت‬
‫كان يوم الفتح فكسرها رسول ال صلى ال عليه وسلم مع ما كسر من الصنام‪ .‬حدثن ممد بن يي الدين عن‬
‫إبراهيم بن ممد ابن أب يي عن ابن حزم عن عمرة انا قالت‪ :‬كان اساف ونايلة رجلً وامرأة فمسخا حجرين‬
‫فأخرجا من جوف الكعبة وعليهما ثيابما فجعل أحدها بلصق الكعبة‪ ،‬والخر عند زمزم وكان يطرح بينهما ما‬
‫يهدى للكعبة‪ ،‬ويقال‪ :‬إن ذلك الوضع كان يسمى الطيم وانا نصبا هنالك ليعتب بما الناس‪ .‬فلم يزل أمرها يدرس‬
‫حت جعل وثني يعبدان وكانت ثيابما كلما بليت أخلفوا لما ثيابا ث أخذ الذي بلصق الكعبة فجعل مع الذي عند‬
‫زمزم‪ ،‬وكانوا يذبون عندها ول تكن تدنو منهما امرأة طامث ففي ذلك يقول الشاعر بشر بن اب حازم السدي‬
‫أسد خزية‪:‬‬
‫مقامات العوارك من أساف‬ ‫عليه الطي ما يدنـون منـه‬
‫حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا سعيد بن سال عن عثمان بن ساج قال‪ :‬أخبن ابن إسحاق عن عبد ال بن أب بكر عن‬
‫علي بن عبد ال بن عباس قال‪ :‬لقد دخل رسول ال صلى ال عليه وسلم مكة يوم الفتح وإن با ثلثاية وستي‬
‫صنما قد شدها ابليس بالرصاص وكان بيد رسول ال صلى ال عليه وسلم قضيب فكان يقوم عليها ويقول‪ :‬جاء‬
‫الق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا ث يشي إليها بقضيبه فتتساقط على ظهورها‪ ،‬وحدثن جدي عن سفيان بن‬
‫عيينة عن ابن أب نيح عن ماهد عن أب معمر عن عبد ال ابن مسعود قال‪ :‬دخل رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫مكة يوم فتح وحول الكعبة ثلثاية وستون صنما فجعل يطعنها ويقول‪ :‬جاء الق وزهق الباطل إن الباطل كان‬
‫زهوقا‪ ،‬جاء الق وما يبدي الباطل ول يعيد‪.‬‬
‫حدثنا ممد بن يي قال حدثنا عبد العزيز بن عمران عن ممد بن عبد العزيز عن ابن شهاب عن عبيد ال بن عبد‬
‫ال بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس قال‪ :‬دخل رسول ال صلى ال عليه وسلم مكة وحول الكعبة ثلثاية وستون‬
‫صنما‪ ،‬منها ما قد شد بالرصاص فطاف على راحلته وهو يقول‪ :‬جاء الق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا‪،‬‬
‫ويشي إليها فما منها صنم أشار إل وجهه إل وقع على دبره‪ ،‬ول أشار إل دبره إل وقع على وجهه حت وقعت‬
‫كلها‪ ،‬وقال ابن إسحاق‪ :‬لا صلى النب صلى ال عليه وسلم الظهر يوم الفتح أمر بالصنام الت كانت حول الكعبة‬
‫كلها فجمعت ث حرقت بالنار وكسرت وف ذلك يقول فضالة ابن عمي بن اللوح الليثي ف ذكر يوم الفتح‪:‬‬
‫بالفتح يوم تكسر الصـنـام‬ ‫أوما رأيت ممدا وجـنـوده‬
‫والشرك يغشى وجهه الظـلم‬ ‫لرأيت نور اللّه أصبح بـينـا‬

‫حدثن جدي عن ممد بن أدريس عن الواقدي عن ابن أب سبة عن حسي بن عبد ال بن عبيد ال بن عباس عن‬
‫عكرمة عن ابن عباس قال‪ :‬ما يزيد رسول ال صلى ال عليه وسلم على أن يشي بالقضيب إل الصنم فيقع لوجهه‬
‫فطاف رسول ال صلى ال عليه وسلم سبعا على راحلته يستلم الركن السود بحجنه فلما فرغ من سبعه نزل عن‬
‫راحلته ث انتهى رسول ال صلى ال عليه وسلم إل القام وجاءه معمر بن عبد ال بن فضلة فأخرج راحلته والدرع‬
‫عليه والغفر وعمامته بي كتفيه فصلى ركعتي ث انصرف إل زمزم فاطلع فيها وقال‪ :‬لول ان تغلب بنو عبد الطلب‬
‫لنعت منها دلوا‪ .‬فنع له العباس بن عبد الطلب دلوا فشرب وأمر ببل فكسر وهو واقف عليه فقال الزبي بن العوام‬
‫لب سفيان بن حرب‪ :‬يا أبا سفيان قد كسر هبل أما انك قد كنت منه يوم أحد ف غرور حي تزعم انه قد أنعم‬
‫عليك‪ ،‬فقال أبو سفيان‪ :‬دع هذا عنك يا بن العوام فقد أرى ان لو كان مع اله ممد غيه لكان غي ما كان‪.‬‬
‫حدثن جدي عن ممد بن ادريس عن الواقدي عن أشياخه قالوا‪ :‬كان اساف ونائلة رجلً وامرأة‪ ،‬الرجل اساف بن‬
‫عمرو‪ ،‬والرأة نائلة بنت سهيل من جرهم فزنيا ف جوف الكعبة فمسخا حجرين فاتذوها يعبدونما وكانوا يذبون‬
‫عندها ويلقون رؤوسهم عندها إذا نكسوا‪ ،‬فلما كسرت الصنام كسرا فخرجت من أحدها امرأة سوداء شطاء‬
‫تمش وجهها عريانة ناشرة الشعر تدعو بالويل فقيل لرسول ال صلى ال عليه وسلم ف ذلك‪ .‬فقال‪ :‬تلك نايلة قد‬
‫أيست أن تعبد ببلدكم أبدا‪ .‬ويقال‪ :‬رن ابليس ثلث رنات رنة حي لعن فتغيت صورته عن صورة اللئكة‪ ،‬ورنة‬
‫حي رأى رسول ال صلى ال عليه وسلم قائما بكة يصلي‪ ،‬ورنة حي افتتح رسول ال صلى ال عليه وسلم مكة‬
‫فاجتمعت إليه ذريته فقال ابليس‪ :‬أيئسوا أن تردوا أمة ممد على الشرك بعد يومهم هذا أبدا‪ ،‬ولكن أفشوا فيهم‬
‫النوح والشعر‪ ،‬وذكر الواقدي عن أشياخه قال‪ :‬نادى منادي رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم الفتح بكة‪ ،‬من‬
‫كان يؤمن بال ورسوله فل يدعن ف بيته صنما إل كسره فجعل السلمون يكسرون تلك الصنام قال‪ :‬وكان عكرمة‬
‫بن أب جهل حي أسلم ل يسمع بصنم ف بيت من بيوت قريش إل مشى إليه حت يكسره‪ ،‬وكان أبو تارة يعملها‬
‫ف الاهلية ويبيعها ول يكن ف قريش رجل بكة إل وف بيته صنم‪ ،‬وقال الواقدي‪ :‬وحدثن ابن أب سبة عن سليمان‬
‫بن سحيم عن بعض آل جبي بن مطعم عن جبي بن مطعم قال‪ :‬لا كان يوم الفتح نادى منادي رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم من كان يؤمن بال واليوم الخر فل يتركن ف بيته صنما إل كسره وأحرقه وثنه حرام‪ .‬قال جبي‪ :‬وقد‬
‫كنت أرى قبل ذلك الصنام يطاف با بكة فيشتريها أهل البدو فيخرجون با إل بيوتم وما من رجل من قريش إل‬
‫وف بيته صنم إذا دخل يسحه‪ ،‬وإذا خرج يسحه تبكا به‪ ،‬قال الواقدي‪ :‬وأخبنا عبد الرحن بن أب الزناد عن عبد‬
‫الميد بن سهيل قال‪ :‬لا أسلمت هند بنت عتبة جعلت تضرب صنما ف بيتها بالقدوم فلذة فلذة وهي تقول‪ :‬كنا‬
‫منك ف غرور ‪.‬‬
‫باب ما جاء ف الصنام الت كانت على الصفا والروة ومن نصبها وما جاء ف ذلك‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا سعيد بن سال القداح عن عثمان بن ساج قال‪ :‬أخبن ابن إسحاق‬
‫قال‪ :‬نصب عمرو بن لي اللصة بأسفل مكة فكانوا يلبسونا القليد ويهدون إليها الشعي‪ ،‬والنطة‪ ،‬ويصبون عليها‬
‫اللب‪ ،‬ويذبون لا‪ ،‬ويعلقون عليها بيض النعام ونصب على الصفا صنما يقال له‪ :‬نيك ماود الريح ونصب على‬
‫الروة صنما يقال له‪ :‬مطعم الطي‪.‬‬
‫باب ما جاء ف مناة وأول من نصبها‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا سعيد بن سال عن عثمان بن ساج قال‪ :‬أخبن ممد بن إسحاق أن‬
‫عمرو بن لي نصب مناة على ساحل البحر ما يلي قديدا وهي الت كانت للزد وغسان يجونا ويعظمونا فإذا‬
‫طافوا بالبيت وأفاضوا من عرفات وفرغوا من من ل يلقوا إل عند مناة وكانوا يهلون لا‪ ،‬ومن أهل لا ل يطف بي‬
‫الصفا والروة لكان الصنمي اللذين عليهما نيك ماود الريح ومطعم الطي فكان هذا الي من النصار يهلون بناة‬
‫وكانوا إذا أهلوا بج أو عمرة ل يظل أحدا منهم سقف بيت حت يفرغ من حجته أو عمرته‪ ،‬وكان الرجل إذا أحرم‬
‫ل يدخل بيته‪ ،‬وان كانت له فيه حاجة تسور من ظهر بيته لن ل ين رتاج الباب رأسه فلما جاء ال بالسلم وهدم‬
‫أمر الاهلية أنزل ال تعال ف ذلك وليس الب بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن الب من اتقى‪ ،‬قال وكانت مناة‬
‫للوس والزرج وغسان من الزد ومن دان بدينهم من أهل يثرب وأهل الشام وكانت على ساحل البحر من ناحية‬
‫الشلل بقديد‪.‬‬
‫وحدثن جدي عن سعيد بن سال عن عثمان بن ساج قال أخبن ممد ابن السايب الكلب قال كانت مناة صخرة‬
‫لذيل وكانت بقديد‪.‬‬
‫باب ما جاء ف اللت والعزى وما جاء ف بدوها كيف كان‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن سعيد بن سال عن عثمان بن ساج عن ممد بن السايب الكلب عن أب صال‬
‫ل من مضى كان يقعد على صخرة لثقيف يبيع السمن من الاج إذا مروا فيلت سويقهم وكان‬ ‫عن ابن عباس إن رج ً‬
‫إذا غنم فسميت صخرة اللت فمات‪ ،‬فلما فقده الناس قال لم عمرو‪ :‬إن ربكم كان اللت فدخل ف جوف‬
‫الصخرة‪ ،‬وكان العزى ثلث شجرات سرات بنخلة وكان أول من دعا إل عبادتا عمرو بن ربيعة والارث بن‬
‫كعب وقال لم عمرو‪ :‬إن ربكم يتصيف باللت لبد الطايف‪ ،‬ويشتو بالعزى لر تامة‪ ،‬وكان ف كل واحدة شيطان‬
‫يعبد‪ ،‬فلما بعث ال ممدا صلى ال عليه وسلم بعث بعد الفتح خالد بن الوليد إل العزى ليقطعها فقطعها‪ ،‬ث جاء‬
‫إل النب صلى ال عليه وسلم فقال له النب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ما رأيت فيهن ? قال‪ :‬ل شيء‪ ،‬قال‪ :‬ما قطعتهن‬
‫فارجع فاقطع‪ ،‬فرجع فقطع‪ ،‬فوجد تت أصلها امرأة ناشرة شعرها قاية عليهن كأنا تنوح عليهن فرجع فقال‪ :‬ان‬
‫رأيت كذا وكذا قال‪ :‬صدقت‪.‬‬
‫حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا سعيد بن سال عن عثمان بن ساج قال‪ :‬أخبنا ممد بن إسحاق إن عمرو بن لي اتذ‬
‫العزى بنخلة فكانوا إذا فرغوا من حجهم وطوافهم بالكعبة ل يلوا حت يأتوا العزى فيطوفون با‪ ،‬ويلون عندها‪،‬‬
‫ويعكفون عندها يوما‪ ،‬وكانت لزاعة‪ .‬وكانت قريش وبنو كنانة كلها يعظم العزى مع خزاعة وجيع مضر وكان‬
‫سدنتها الذين يجبونا بنو شيبان من بن سليم حلفاء بن هاشم‪ ،‬وقال عثمان‪ :‬وأخبنا ممد بن السايب الكلب قال‪:‬‬
‫كانت بنو نصر وجشم‪ ،‬وسعد بن بكر وهم عجز هوازن يعبدون العزى‪ ،‬قال الكلب‪ :‬وكانت اللت والعزى ومناة‬
‫ف كل واحدة منهن شيطان تكلمهم وترايا للسدنة وهم الجبة وذلك من صنيع ابليس وأمره‪.‬‬
‫حدثن جدي عن ممد بن ادريس عن الواقدي عن عبد ال بن يزيد عن سعيد بن عمرو الذل قال‪ :‬قدم رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم مكة يوم المعة لعشر ليال بقي من شهر رمضان فبث السرايا ف كل جهة وأمرهم أن يغيوا‬
‫على من ل يكن على السلم‪ ،‬فخرج هشام بن العاصي ف مايتي قبل يلملم‪ ،‬وخرج خالد بن سعيد بن العاصي ف‬
‫ثلثاية قبل عرنة وبعث خالد ابن الوليد إل العزى يهدمها فخرج خالد ف ثلثي فارسا من أصحابه إل العزى حت‬
‫انتهى إليها فهدمها ث رجع إل النب صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬أهدمت ? قال‪ :‬نعم يا رسول ال‪ ،‬قال‪ :‬هل رأيت‬
‫شيئا ? قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬فانك ل تدمها فارجع إليها فاهدمها فخرج خالد بن الوليد وهو متغيظ فلما انتهى إليها جرد‬
‫سيفه فخرجت إليه امرأة سوداء عريانة ناشرة شعرها فجعل السادن يصيح با‪ ،‬قال خالد‪ :‬وأخذن اقشعرار ف ظهري‬
‫فجعل يصيح با ويقول‪:‬‬
‫أعزى ألقى القناع وشـري‬ ‫أعزا شدي شدة ل تـكـذبـي‬
‫فبوئي باث عاجل أو تنصري‬ ‫أعزى ان ل تقتلي الـرء خالـدا‬
‫فاقبل خالد بن الوليد بالسيف إليها وهو يقول‪:‬‬
‫ان رأيـت اللّه قد أهانك‬ ‫يا عز كفرانك ل سبحانك‬
‫فقال‪ :‬فضربا بالسيف فجزلا باثنتي ث رجع إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فأخبه فقال‪ :‬نعم تلك العزى قد‬
‫أيست أن تعبد ببلدكم أبدا‪ .‬ث قال خالد‪ :‬يا رسول ال المد ل الذي أكرمنا بك وأنقذنا بك من اللكة لقد كنت‬
‫أرى أب يأت العزى بي ماله من البل والغنم فيذبها للعزى ويقيم عندها ثلثا ث ينصرف إلينا مسرورا ونظرت إل‬
‫ما مات عليه أب وإل ذلك الرأي الذي كان يعاش ف فضله وكيف خدع حت صار يذبح لا ل يسمع ول يبصر ول‬
‫يضر ول ينفع‪ .‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬إن هذا المر إل ال فمن يسره للهدى تيسر له‪ ،‬ومن يسره‬
‫للضللة كان فيها‪ ،‬وكان هدمها لمس ليال بقي من شهر رمضان سنة ثان وكان سادتا أفلح ابن النضر السلمي‬
‫من بن سليم؛ فلما حضرته الوفاة دخل عليه أبو لب يعوده وهو حزين فقال له‪ :‬ما ل أراك حزينا ? قال‪ :‬أخاف أن‬
‫تضيع العزى من بعدي‪ ،‬قال له أبو لب‪ :‬فل تزن فأنا أقوم عليها بعدك‪ .‬فجعل أبو لب يقول لكل من لقي‪ :‬أن‬
‫تظهر العزى كنت قد اتذت عندها يدا بقيامي عليها‪ ،‬وأن يظهر ممد على العزى وما أراه يظهر فابن أخي‪ ،‬فأنزل‬
‫ال تبارك وتعال تبت يدا أب لب وتب‪.‬‬
‫حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا سفيان بن عيينة عن عبد اللك بن عمي عمن حدثه قال‪ :‬جاء حسان بن ثابت النصاري‬
‫إل رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو ف السجد فقال‪ :‬يا رسول ال ايذن ل أن أقول فان ل أقول إل حقا‪ ،‬قال‪:‬‬
‫قل‪ :‬فأنشأ يقول‪:‬‬
‫رسول الذي فوق السموات من عل‬ ‫شهدت باذن اللّه إن مـحمـدا‬
‫فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬وأنا أشهد فقال حسان بن ثابت‪:‬‬
‫له عمل ف دينه متقبـل‬ ‫وإن أبا يي ويي كليهما‬
‫فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬وأنا أشهد‪ .‬فقال حسان بن ثابت‪:‬‬
‫رسول أتى من عند ذي العرش مرسل‬ ‫وإن الذي عاد الـيهـود ابن مري‬
‫فقال النب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬وأنا أشهد‪ ،‬فقال حسان بن ثابت‪:‬‬
‫ياهد ف ذات الله ويعدل‬ ‫وإن أخا الحقاف إذ يعذلونه‬
‫فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬وأنا أشهد‪ ،‬فقال حسان بن ثابت‪:‬‬
‫ومن دانا فل عن الق معـزل‬ ‫وإن الت بالزع من بطن نلة‬
‫فقال النب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬وأنا أشهد‪ .‬قال سفيان‪ :‬يعن العزى‪ .‬وأما مناة فكانت بالشلل من قديد‪.‬‬
‫باب ما جاء ف ذات أنواط‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن ممد بن إدريس عن ممد بن عمر الواقدي عن معمر بن راشد البصري عن‬
‫الزهري عن سنان بن أب سنان الديلي عن أب واقد الليثي وهو الارث بن مالك قال‪ :‬خرجنا مع رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم إل حني وكانت لكفار قريش ومن سواهم من العرب شجرة عظيمة خضراء يقال لا ذات أنواط يأتونا‬
‫كل سنة‪ ،‬فيعلقون عليها أسلحتهم ويذبون عندها ويعكفون عندها يوما قال‪ :‬فرأينا يوما ونن نسي مع النب صلى‬
‫ال عليه وسلم شجرة عظيمة خضراء فسايرتنا من جانب الطريق فقلنا‪ :‬يا رسول ال اجعل لنا ذات أنواط كما لم‬
‫ذات أنواط‪ ،‬فقال لم رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ال أكب‪ ،‬ال أكب؛ قلتم والذي نفس ممد بيده كما قال قوم‬
‫موسى‪ :‬اجعل لم لنا الا كما لم آلة‪ .‬قال انكم قوم تهلون الية انا السنن سنن من كان قبلكم‪.‬‬
‫حدثن جدي عن ممد بن إدريس عن الواقدي قال‪ :‬أخبن ابن أب حبيبة عن داود بن السي عن عكرمة عن ابن‬
‫عباس قال‪ :‬كانت ذات أنواط شجرة يعظمها أهل الاهلية يذبون لا ويعكفون عندها يوما‪ ،‬وكان من حج منهم‬
‫وضع زاده عندها ويدخل بغي زاد تعظيما لا فلما مر رسول ال صلى ال عليه وسلم إل حني قال له رهط من‬
‫أصحابه‪ :‬فيهم الارث ابن مالك يا رسول ال اجعل لنا ذات أنواط كما لم ذات أنواط‪ ،‬قال‪ :‬فكب رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم وقال‪ :‬هكذا فعل قوم موسى بوسى عليه السلم‪.‬‬
‫باب ما جاء ف كسر الصنام‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن ممد بن ادريس عن ممد ابن عمر الواقدي قال‪ :‬أخبن عبد ال بن يزيد‪،‬‬
‫عن سعيد بن عمرو الذل قال‪ :‬لا فتح رسول ال صلى ال عليه وسلم مكة بث السرايا فبعث خالد بن الوليد إل‬
‫العزى وبعث إل ذي الكفي صنم عمرو بن حمة الطفيل بن عمرو الدوسي فجعل يرقه بالنار ويقول‪:‬‬
‫يا ذا الكفي لست من عبادكا‬
‫إن حششت النار ف فوادكا‬ ‫ميلدنا أقدم مـن ميـلدكا‬
‫وبعث سعيد بن عبيد الشهلي إل مناة بالشلل فهدمها‪ .‬وبعث عمرو بن العاصي إل سواع صنم هذيل فهدمه‪.‬‬
‫وكان عمرو يقول‪ :‬انتهيت إليه وعنده السادن فقال‪ :‬ما تريد ? قلت‪ :‬هدم سواع‪ .‬قال‪ :‬وما لك وله ? قلت‪ :‬أمرن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال‪ :‬ل تقدر على هدمه‪ ،‬قلت‪ :‬ل ? قال‪ :‬يتنع قال عمرو‪ :‬حت الن أنت ف‬
‫الباطل ويك ! وهل يسمع ويبصر ? قال عمرو‪ :‬فدنوت منه فكسرته وأمرت أصحاب فهدموا بيت خزانته ول يدوا‬
‫فيه شيئا ث قلت للسادن‪ :‬كيف رأيت ? قال‪ :‬أسلمت ل تعال‪.‬‬
‫مسي تبع إل مكة شرفها ال تعال‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن سعيد بن سال عن عثمان بن ساج قال‪ :‬أخبن ابن إسحاق قال‪ :‬سار تبع‬
‫الول إل الكعبة وأراد هدمها وتريبها وخزاعة يومئذ تلي البيت وأمر مكة‪ ،‬فقامت خزاعة دونه وقاتلت عنه أشد‬
‫القتال حت رجع ث تبع آخر فكذلك‪ .‬وأما التبابعة الذين أرادوا هدم الكعبة وتريبها ثلثة وقد كان قبل ذلك منهم‬
‫من يسي ف البلد فإذا دخل مكة عظم الرم والبيت وأما التبع الثالث الذي أراد هدم البيت فإنا كان ف أول زمان‬
‫قريش‪ .‬قال‪ :‬وكان سبب خروجه ومسيه إليه إن قوما من هذيل من بن ليان جاءوه فقالوا‪ :‬إن بكة بيتا تعظمه‬
‫العرب جيعا‪ ،‬وتفد إليه‪ ،‬وتنحر عنده وتجه وتعتمره‪ ،‬وإن قريشا تليه فقد حازت شرفه وذكره وأنت أول أن يكون‬
‫ذلك البيت وشرفه وذكره لك؛ فلو سرت إليه وخربته وبنيت عندك بيتا ث صرفت حاج العرب إليه كنت أحق به‬
‫منهم قال‪ :‬فاجع السي إليه‪.‬‬
‫حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا سفيان بن عيينة عن موسى بن عيسى الدين قال‪ :‬لا كان تبع بالدف من جدان بي أمج‬
‫وعسفان دفت بم دوابم وأظلمت الرض عليهم فدعا أحبارا كانوا معه من أهل الكتاب فسألم فقالوا‪ :‬هل همت‬
‫لذا البيت بشيء ? قال‪ :‬أردت أن أهدمه‪ .‬قالوا‪ :‬فانو له خيا أن تكسوه‪ ،‬وتنحر عنده ففعل فانلت عنهم الظلمة‬
‫وانا سي الدف من أجل ذلك ث رجع إل حديث ابن إسحاق قال‪ :‬فسار حت إذا كان بالدف من جدان بي أمج‬
‫وعسفان دفت بم الرض وغشيتهم ظلمة شديدة وريح‪ ،‬فدعا أحبارا كانوا معه من أهل الكتاب فسألم فقالوا‪ :‬هل‬
‫همت لذا البيت بسوء ? فأخبهم با قال له الذليون وبا أراد أن يفعل فقالت الحبار‪ :‬وال ما أرادوا إل هلكك‬
‫وهلك قومك إن هذا بيت ال الرام ول يرده أحد قط بسوء إل هلك‪ .‬قال‪ :‬فما اليلة ? قالوا‪ :‬تنوي له خيا أن‬
‫تعظمه وتكسوه وتنحر عنده وتسن إل أهله ففعل فانلت عنهم الظلمة وسكنت الريح وانطلقت بم ركابم‬
‫ودوابم‪ ،‬فأمر تبع بالذليي فضربت أعناقهم وصلبهم‪ ،‬وانا كانوا فعلوا ذلك حسدا لقريش على وليتهم البيت‪ ،‬ث‬
‫سار تبع حت قدم مكة فكانت سلحه بقعيقعان فيقال‪ :‬فبذلك سي قعيقعان وكانت خيله بأجياد ويقال‪ :‬انا سيت‬
‫أجياد‪ ،‬أجيادا‪ ،‬بياد خيل تبع؛ وكانت مطابه ف الشعب الذي يقال له‪ :‬شعب عبد ال بن عامر بن كريز فلذلك‬
‫سي الشعب الطابخ‪ ،‬فأقام بكة اياما ينحر ف كل يوم ماية بدنة ل يرزأ هو ول أحد من ف عسكره منها شيئا يردها‬
‫الناس فيأخذون منها حاجتهم‪ ،‬ث تقع الطي فتأكل‪ ،‬ث تنتابا السباع إذا أمست ل يصد عنها شيء من الشياء انسان‬
‫ول طاير ول سبع‪ ،‬يفعل ذلك كل يوم مقامه أجع ث كسا البيت كسوة كاملة‪ ،‬كساه العصب وجعل له بابا يغلق‬
‫بضبة فارسية‪ .‬قال ابن جريج‪ :‬كان تبع أول من كسا البيت كسوة كاملة أرى ف النام أن يكسوها فكساها النطاع‪،‬‬
‫ث أرى أن يكسوها فكساها الوصايل ثياب حبة من عصب اليمن‪ ،‬وجعل لا بابا يغلق‪ ،‬ول يكن يغلق قبل ذلك‪،‬‬
‫وقال تبع ف ذلك وف مسيه شعرا‪:‬‬
‫مـلء معصـبـا وبـرودا‬ ‫وكسونا البيت الذي حرم اللّه‬
‫وجعلنا لـبـابـه اقـلـيدا‬ ‫وأقمنا به مـن الشهر عشـرا‬
‫قد رفعنا لواءنـا معـقـودا‬ ‫وخرجنا منه نـؤم سـهـيل‬
‫ذكر مبتدأ حديث الفيل‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا سعيد بن سال عن عثمان بن ساج عن ممد بن إسحاق قال‪ :‬كان‬
‫من حديث الفيل فيما ذكر بعض أهل مكة عن سعيد بن جبي وعكرمة‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬وعن من لقي من علماء أهل‬
‫اليمن وكان جل الديث عن سعيد بن جبي عن ابن عباس إن ملكا من ملوك حي يقال له‪ :‬زرعة ذو نواس وكان‬
‫قد تود واستجمعت معه حي على ذلك إل ما كان من أهل نران وهم من أشلء سبا فانم كانوا على دين‬
‫النصرانية على أصل حكم النيل وبقايا من دين الواريي ولم رأس يقال له‪ :‬عبد ال بن ثامر‪ ،‬فدعاهم ذو نواس إل‬
‫اليهودية فأبوا فخيهم فاختاروا القتل فخد لم أخدودا وصنف لم القتل فمنهم من قتل صبا‪ ،‬ومنهم من أوقد له‬
‫النار ف الخدود فألقاه ف النار إل رجلً من سبا يقال له دوس بن ذي ثعلبان‪ ،‬فذهب على فرس له يركض حت‬
‫أعجزهم ف الرمل فأتى قيصر فذكر له ما بلغ منهم واستنصره فقال له‪ :‬بعدت بلدك عنا ولكن سأكتب لك إل‬
‫ملك البشة فإنه على ديننا فينصرك فكتب له إل النجاشي يأمره بنصره‪ ،‬فلما قدم على النجاشي بعث معه رجلً من‬
‫البشة يقال له ارياط وقال‪ :‬إن دخلت اليمن فاقتل ثلث رجالا‪ ،‬واخرب ثلث بلدها‪ ،‬فلما دخلوا أرض اليمن‬
‫تناوشوا شيئا من قتال ث ظهر عليهم ارياط وخرج زرعة ذو نواس على فرسه فاستعرض به البحر حت لج به فماتا‬
‫ف البحر وكان آخر العهد به فدخلها أرياط فعمل ما أمره به النجاشي‪ ،‬فقال قائل من أهل اليمن ف ذلك مثلً‬
‫يضربه‪ ،‬ل كدوس ول كاغلق رحله‪ ،‬وقال ذو جدن فيما أصاب أهل اليمن وما نزل بم‪:‬‬
‫لاك اللّه قد أنزفـت ريقـي‬ ‫دعين ل أبالك لـن تطـيقـي‬
‫وإذ نسقى من المر الرحيقي‬ ‫لدا عزف القـيان إذا انتشـينـا‬
‫إذا ل يشكن فيها رفـيقـي‬ ‫وشرب المر ليـس علي عـارا‬
‫بنوه مسمكا فـي راس نـيق‬ ‫وغمدان الـذي نبـيت عـنـه‬
‫إذا يسي كتومـاض البـروق‬ ‫مصابيح السليط يلـحـن فـيه‬
‫وغي حسنه لب الـحـريق‬ ‫فأصبح بعـد جـدتـه رمـادا‬
‫وحذر قومه ضنك الضـيق‬ ‫وأسلم ذو نواس مستـمـيتـا‬
‫وقال ذو جدن أيضا‪:‬‬
‫ل تلكي أسفـا ف أثر من ماتـا‬ ‫هونكما لن يرد الدمع ما فاتـا‬
‫وبعد سلحي يبن الناس أبيـاتـا‬ ‫أبعد بينون ل عـي ول أثـر‬
‫ذكر الفيل حي ساقته البشة‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا سعيد بن سال عن عثمان بن ساج عن ممد بن إسحاق انه قال‪ :‬لا‬
‫ظهرت البشة على أرض اليمن كان ملكهم إل ارياط وأبرهة‪ ،‬وكان أرياط فوق أبرهة فأقام أرياط باليمن سنتي ف‬
‫سلطانه ل ينازعه أحد‪ ،‬ث نازعه أبرهة البشي اللك‪ ،‬وكان ف جند من البشة فاناز إل كل واحد منهما من‬
‫البشة طائفة ث سار أحدها إل الخر فكان أرياط يكون بصنعاء وماليفها‪ ،‬وكان أبرهة يكون بالند وماليفها‪،‬‬
‫فلما تقارب الناس ودنا بعضهم من بعض أرسل أبرهة إل أرياط انك ل تصنع بأن تلقي البشة بعضهم ببعض فتفنيها‬
‫بيننا‪ ،‬فابرز ل وابرز لك فأينا ما أصاب صاحبه انصرف إليه جنده‪ .‬فأرسل إليه ارياط قد أنصفت‪ ،‬فخرج أرياط‬
‫وكان رجلً عظيما‪ ،‬طويلً‪ ،‬وسيما‪ ،‬وف يده حربة له‪ .‬وخرج له أبرهة وكان رجلً قصيا حادرا‪ ،‬ليما‪ ،‬دحداحا‪،‬‬
‫وكان ذا دين ف النصرانية؛ وخلف أبرهة عبدا له يمي ظهره يقال له عتودة؛ فلما دنا أحدها من صاحبه رفع أرياط‬
‫الربة فضرب با رأس أبرهة يريد يافوخه فوقعت الربة على جبهة أبرهة فشرمت حاجبه وعينه وأنفه وشفتيه فبذلك‬
‫سي أبرهة الشرم‪ ،‬وحل غلم أبرهة عتودة على أرياط من خلف أبرهة فزرقه بالربة فقتله‪ ،‬فانصرف جند أرياط إل‬
‫أبرهة فاجتمعت عليه البشة باليمن وكان ما صنع أبرهة من قتله أرياط بغي علم النجاشي ملك البشة بأرض‬
‫أكسوم من بلد البش فلما بلغه ذلك غضب غضبا شديدا وقال‪ :‬عدا على أميي بغي أمري فقتله؛ ث حلف‬
‫النجاشي ل يدع أبرهة حت يطأ أرضه ويز ناصيته‪ .‬فلما بلغ ذلك أبرهة حلق رأسه ث مل جرابا من تراب أرض‬
‫اليمن ث بعث به إل النجاشي وكتب إليه‪ :‬أيها اللك إنا كان أرياط عبدك وأنا عبدك اختلفنا ف أمرك‪ ،‬وكلنا طاعته‬
‫لك إل ان كنت أقوى على أمر البشة منه‪ ،‬وأضبط وأسوس لم منه‪ ،‬وقد حلقت رأسي كله حي بلغن قسم اللك‬
‫وبعثت به إليه مع جراب من تراب أرضي ليضعه تت قدميه فيب بذلك قسمه‪ .‬فلما انتهى ذلك إل النجاشي رضي‬
‫عنه وكتب له ان أثبت بأرض اليمن حت يأتيك أمري فأقام أبرهة باليمن؛ وبن أبرهة عند ذلك القليس بصنعاء إل‬
‫جنب غمدان كنيسة وأحكمها وساها القليس وكتب إل النجاشي ملك البشة‪ :‬أن قد بنيت لك كنيسة ل يب‬
‫مثلها للك كان قبلك ولست بنته حت أصرف حاج العرب إليها‪ .‬قال أبو الوليد‪ :‬أخبن ممد بن يي قال‪ :‬حدثن‬
‫من أثق به من مشيخة أهل اليمن بصنعاء ان يوسف ذا نواس وهو صاحب الخدود الذي حرق أهل الكتاب بنجران‬
‫لا غرقه ال عز وجل وجاءت البشة إل أرض اليمن فعبوا من دهلك حت دخلوا صنعاء وحرقوا غمدان وكان‬
‫أعظم قصر يعلم ف الرض‪ ،‬وغلبوا على اليمن وبن أبرهة البشي القليس للنجاشي وكتب إليه‪ :‬ان قد بنيت لك‬
‫بصنعاء بيتا ل تب العرب ول العجم مثله‪ .‬ولن أنتهي حت أصرف حاج العرب إليه ويتركوا الج إل بيتهم‪ .‬فبن‬
‫القليس بجارة قصر بلقيس الذي بأرب وبلقيس صاحبة الصرح الذي ذكره ال ف القرآن ف قصة سليمان وكان‬
‫سليمان حي تزوجها ينل عليها فيه إذا جاءها فوضع الرجال نسقا يناول بعضهم بعضا الجارة واللة حت نقل ما‬
‫كان ف قصر بلقيس ما احتاج إليه من حجر أو رخام أو آلة للبناء وجد ف بنائه وأنه كان مربعا مستوي التربيع‬
‫وجعل طوله ف السماء ستي ذراعا‪ ،‬وكبسه من داخله عشرة أذرع ف السماء‪ ،‬وكان يصعد عليه بدرج الرخام‬
‫وحوله سور بينه وبي القليس مايتا ذراع مطيف به من كل جانب‪ ،‬وجعل بي ذلك كله بجارة تسميها أهل اليمن‬
‫الروب منقوشة مطابقة ل يدخل بي أطباقها البرة‪ ،‬مطبقة به وجعل طول ما بن به من الروب عشرين ذراعا ف‬
‫السماء ث فصل ما بي حجارة الروب بجارة مثلثة تشبه الشرف مداخلة بعضها ببعض حجرا أخضر‪ ،‬وحجرا‬
‫أحر‪ ،‬وحجرا أبيض‪ ،‬وحجرا أصفر‪ ،‬وحجرا أسود؛ وفيما بي كل سافي خشب ساسم مدور الرأس غلظ الشبه‬
‫حضن الرجل ناتئة على البناء فكان مفصلً بذا البناء ف هذه الصفة‪ ،‬ث فصل بافريز من رخام منقوش طوله ف السماء‬
‫ذراعان‪ ،‬وكان الرخام ناتئا على البناء ذراعا‪ ،‬ث فصل فوق الرخام بجارة سود لا بريق من حجارة نقم جبل صنعاء‬
‫الشرف عليها‪ ،‬ث وضع فوقها حجارة صفر لا بريق‪ ،‬ث وضع فوقها حجارة بيض لا بريق‪ ،‬فكان هذا ظاهر حايط‬
‫القليس‪ ،‬وكان عرض حايط القليس ستة أذرع‪ ،‬وذكروا انم ل يفظون ذرع طول القليس ول عرضه‪ ،‬وكان له باب‬
‫من ناس عشرة أذرع طولً ف أربعة أذرع عرضا وكان الدخل منه إل بيت ف جوفه طوله ثانون ذراعا ف أربعي‬
‫ذراعا معلق العمل بالساج النقوش ومسامي الذهب والفضة‪ .‬ث يدخل من البيت إل ايوان طوله أربعون ذراعا عن‬
‫يينه وعن يساره‪ ،‬وعقوده مضروبة بالفسيفساء مشجرة بي أضعافها كواكب الذهب ظاهرة ث يدخل من اليوان إل‬
‫قبة ثلثون ذراعا ف ثلثي ذراعا‪ ،‬جدرها بالفسيفساء وفيها صلب منقوشة بالفسيفساء والذهب والفضة‪ ،‬وفيها‬
‫رخامة ما يلي مطلع الشمس من البلق مربعة عشرة أذرع ف عشرة أذرع تغشى عي من نظر إليها من بطن القبة‬
‫تؤدي ضوء الشمس والقمر إل داخل القبة‪ .‬وكان تت الرخامة منب من خشب اللبخ وهو عندهم البنوس مفصل‬
‫بالعاج البيض ودرج النب من خشب الساج ملبسة ذهبا وفضة‪ ،‬وكان ف القبة سلسل فضة وكان ف القبة أو ف‬
‫البيت خشبة ساج منقوشة طولا ستون ذراعا يقال لا‪ :‬كعيب وخشبة من ساج نوها ف الطول يقال لا‪ :‬امرأة‬
‫كعيب كانوا يتبكون بما ف الاهلية وكان يقال لكعيب‪ :‬الحوزي والحوزي بلسانم الر وكان أبرهة عند بناء‬
‫القليس قد أخذ العمال بالعمل أخذا شديدا وكان آل ان ل تطلع الشمس على عامل ل يضع يده ف عمله فيؤتى به‬
‫إل قطع يده‪ .‬قال‪ :‬فتخلف رجل من كان يعمل فيه حت‪ .‬طلعت الشمس وكانت له أم عجوز فذهب با معه‬
‫لتستوهبه من أبرهة‪ ،‬فأتته وهو بارز للناس فذكرت له علة إبنها واستوهبته منه فقال‪ :‬ل أكذب نفسي ول أفسد على‬
‫عمال فأمر بقطع يده فقالت له أمه‪ :‬اضرب بعولك ساعي بر‪ ،‬اليوم لك‪ ،‬وغدا لغيك‪ ،‬ليس كل الدهر لك‪ .‬فقال‪:‬‬
‫ادنوها فقال لا‪ :‬إن هذا اللك أيكون لغيي ? قالت‪ :‬نعم‪ ،‬وكان أبرهة قد أجع أن يبن القليس حت يظهر على‬
‫ظهره فيى منه بر عدن فقال‪ :‬ل أبن حجرا على حجر بعد يومي هذا‪ .‬وأعفا الناس من العمل‪ ،‬وتفسي قولا ساعي‬
‫بر تقول‪ :‬اضرب بعولك ما كان حديدا‪ ،‬فانتشر خب بناء أبرهة هذا البيت ف العرب فدعا رجل من النساءة من بن‬
‫مالك بن كنانة فتبي منهم فأمرها أن يذهبا إل ذلك البيت الذي بناه أبرهة بصنعاء فيحدثا فيه فذهب بما ففعل‬
‫ذلك‪ ،‬فدخل أبرهة البيت فرأى أثرها فيه فقال‪ :‬من فعل هذا ? فقيل‪ :‬رجلن من العرب فغضب من ذلك وقال‪ :‬ل‬
‫أنتهي حت أهدم بيتهم الذي بكة‪ .‬قال‪ :‬فساق الفيل إل بيت ال الرام ليهدمه فكان من أمر الفيل ما كان‪ .‬فلم يزل‬
‫القليس على ما كان عليه حت ول أبو جعفر النصور أمي الؤمني العباس بن الربيع ابن عبيد ال الارثي اليمن فذكر‬
‫العباس ما ف القليس من النقض والذهب والفضة وعظم ذلك عنده وقيل له‪ :‬انك تصيب فيه مالً كثيا وكنا فتاقت‬
‫نفسه إل هدمه وأخذ ما فيه فبعث إل ابن لوهب بن منبه فاستشاره ف هدمه وقال‪ :‬إن غي واحد من أهل اليمن قد‬
‫أشاروا علي أن ل أهدمه وعظم على أمر كعيب وذكر إن أهل الاهلية كانوا يتبكون به وانه كان يكلمهم ويبهم‬
‫بأشياء ما يبون ويكرهون‪ .‬قال ابن وهب‪ :‬كلما بلغك باطل وانا كعيب صنم من أصنام الاهلية فتنوا به فمر‬
‫بالدهل وهو الطبل وبزمار فليكونا قريبا ث أعله الدامي‪ ،‬ث مرهم بالدم فإن الدهل والزمار انشط لم‪ ،‬وأطيب‬
‫لنفسهم‪ ،‬وأنت مصيب من نقضه مال عظيما مع انك تثاب من الفسقة الذين حرقوا غمدان وتكون قد موت عن‬
‫قومك اسم بناء البش وقطعت ذكرهم وكان بصنعاء يهودي عال‪ .‬قال‪ :‬فجاء قبل ذلك إل العباس بن الربيع يتقرب‬
‫إليه فقال له‪ :‬إن ملكا يهدم القليس يلي اليمن أربعي سنة قال‪ :‬فلما اجتمع له قول اليهودي ومشورة بن وهب ابن‬
‫منبه أجع على هدمه‪ .‬قال أبو الوليد‪ :‬فحدثن الثقة قال‪ :‬شهدت العباس وهو يهدمه فأصاب منه ما ًل عظيما ث رأيته‬
‫دعا بالسلسل فعلقها ف كعيب والشبة الت معه فاحتملها الرجال فلم يقربا أحد مافة لا كان أهل اليمن يقولون‬
‫فيها فدعا بالورديي وهي العجل فأعلق فيها السلسل ث جبذها الثيان وجبذها الناس معها حت أبرزوها من السور‬
‫فلما ان ل ير الناس شيئا ما كانوا يافون من مضرتا وثب رجل من أهل العراق كان تاجرا بصنعاء فاشترى الشبة‬
‫وقطعها لدار له فلم يلبث العراقي إن جذم فقال رعاع الناس هذا لشرائه كعيبا‪ .‬قال‪ :‬ث رأيت أهل صنعاء بعد ذلك‬
‫يطوفون بالقليس فيلقطون منه قطع الذهب والفضة‪.‬ع الذهب والفضة‪.‬‬
‫ث رجع إل حديث ابن إسحاق قال‪ :‬فلما تدثت العرب بكتاب أبرهة بذلك إل النجاشي غضب رجل من النساءة‬
‫أحد بن فقيم من بن مالك ابن كنانة فخرج حت أتى القليس فقعد فيها أي أحدث فيها ث خرج حت لق بأرضه‬
‫فأخب بذلك أبرهة فقال‪ :‬من صنع هذا ? فقيل له‪ :‬صنعه رجل من العرب من أهل البيت الذي تج العرب إليه بكة‬
‫لا سع بقولك اصرف إليها حاج العرب‪ .‬فغضب فجاءها فقعد فيها أي انا ليست لذلك بأهل‪ ،‬فغضب عند ذلك‬
‫أبرهة وحلف ليسين إل البيت حت يهدمه‪ .‬ث أمر البشة فتهيأت وتهزت ث سار وخرج بالفيل معه فسمعت بذلك‬
‫العرب فأعظموه وقطعوا به ورأوا إن جهاده حق عليهم حي سعوا انه يريد هدم الكعبة بيت ال الرام فخرج إليه‬
‫رجل من أشراف اليمن وملوكهم يقال له‪ :‬ذو نفر‪ .‬فدعا قومه ومن أجابه من سائر العرب إل حرب أبرهة وإل‬
‫ماهدته عن بيت ال الرام وما يريد من هدمه وإخراجه‪ .‬فأجابه من أجابه إل ذلك ث عرض له‪ ،‬فقاتله فهزم ذو نفر‬
‫فأتى به أسيا فلما أراد قتله قال له ذو نفر‪ :‬أيها اللك ل تقتلن فعسى أن يكون مقامي معك خيا لك من قتلي‪.‬‬
‫فتركه من القتل وحبسه عنده ف وثاق‪ .‬وكان أبرهة رجلً حليما ورعا ذا دين ف النصرانية‪ ،‬ومضى أبرهة على‬
‫وجهه ذلك يريد ما خرج إليه حت إذا كان ف أرض خثعم عرض له نفيل بن حبيب الثعمي ف قبائل خثعم شهران‬
‫وناهس ومن اتبعه من قبائل العرب فقاتله فهزمه أبرهة وأخذ له نفيل أسيا فأتى به فقال له نفيل‪ :‬أيها اللك ل تقتلن‬
‫فان دليلك بأرض العرب وهاتان يداي على قبائل خثعم شهران وناهس بالسمع والطاعة فأعفاه وخلي سبيله وخرج‬
‫به معه يدله حت إذا مر بالطايف خرج إليه مسعود بن معتب ف رجال ثقيف فقالوا له‪ :‬ايها اللك انا نن عبيدك‬
‫سامعون لك مطيعون وليس لك عندنا خلف وليس بيتنا هذا بالبيت الذي تريد يعنون اللت إنا تريد البيت الذي‬
‫بكة ونن نبعث معك من يدلك عليه فتجاوز عنهم وبعثوا معه أبا رغال يدله على مكة‪ ،‬فخرج أبرهة ومعه أبو رغال‬
‫حت أنزلم بالغمس فلما أنزله به مات أبو رغال هنالك فرجت العرب قبه فهو قبه الذي يرجم بالغمس وهو الذي‬
‫يقول فيه جرير بن الطفي‪:‬‬
‫كما ترمون قب أب رغال‬ ‫إذا مات الفرزدق فارجوه‬
‫فلما نزل أبرهة الغمس بعث رجلً من البشة يقال له‪ :‬السود بن مفصود على خيل له حت انتهى إل مكة فساق‬
‫إليه أموال أهل تامة من قريش وغيهم فأصاب فيها مايت بعي لعبد الطلب بن هاشم وهو يومئذ كبي قريش وسيدها‬
‫فهمت قريش وخزاعة وكنانة وهذيل ومن كان ف الرم بقتاله ث عرفوا انه ل طاقة لم به فتركوا ذلك؛ وبعث أبرهة‬
‫حناطة الميي إل مكة فقال له‪ :‬سل عن سيد أهل هذا البلد وشريفهم ث قل لم‪ :‬إن اللك يقول لكم ان ل آت‬
‫لربكم انا جئت لدم هذا البيت فإن ل تعرضوا ل بقتال فل حاجة ل بدمائكم فإن هو ل يرد حرب فأتن به‪ .‬فلما‬
‫دخل حناطة مكة سأل عن سيد قريش وشريفها فقيل له‪ :‬عبد الطلب‪ .‬فأرسل إل عبد الطلب فقال با قال أبرهة‪.‬‬
‫فقال عبد الطلب‪ :‬وال ما نريد حربه وما لنا بذلك من طاقة‪ ،‬هذا بيت ال الرام وبي إبراهيم خليله عليه السلم أو‬
‫كما قال‪ :‬فإن ينعه منه فهو بيته وحرمه وأن يل بينه وبينه فوال ما عندنا دفع عنه‪ .‬فقال له حناطة‪ :‬فانطلق معي إليه‬
‫فإنه قد أمرن أن آتيه بك‪ .‬فانطلق معه عبد الطلب ومعه بعض بنيه حت أتى العسكر فسأل عن ذي نفر وكان له‬
‫صديقا حت دخل عليه وهو ف مبسه فقال‪ :‬يا ذا نفر‪ ،‬هل عندك من غناء فيما نزل بنا ? قال ذو نفر‪ :‬وما غناء رجل‬
‫أسي ف يدي ملك ينتظر أن يقتله بكرة أو عشية‪ ،‬ما عندي غناء ف شيء ما نزل بك إل أن أنيسا سايس الفيل‬
‫صديق ل فسأرسل إليه فأوصيه بك وأعظم عليه حقك وأسأله أن يستأذن لك على اللك وتكلمه فيما بدا لك‬
‫ويشفع لك عنده بي إن قدر على ذلك‪ ،‬قال‪ :‬حسب‪ ،‬فبعث ذو نفر إل أنيس فقال له‪ :‬إن عبد الطلب سيد قريش‬
‫وصاحب عي مكة يطعم الناس بالسهل والبل والوحوش ف رؤوس البال وقد أصاب اللك له مايت بعي فاستأذن له‬
‫عليه وأنفعه عنده با استطعت فقال‪ :‬افعل فكلم أنيس أبرهة فقال له‪ :‬أيها اللك هذا سيد قريش ببابك يستأذن عليك‬
‫وهو صاحب عي مكة وهو يطعم الناس بالسهل والبل والوحوش ف رؤوس البال فأذن له عليك فليكلمك ف‬
‫حاجته فأذن له أبرهة‪ ،‬وكان عبد الطلب أوسم الناس وأعظمهم وأجلهم فلما رآه أبرهة أجله وأكرمه عن أن يلسه‬
‫تته وكره أن تراه البشة معه على سريره فنل أبرهة عن سريره فجلس على بساطه وأجلسه معه عليه إل جنبه ث‬
‫قال لترجانه‪ :‬قل له ما حاجتك ? قال له الترجان‪ :‬إن اللك يقول لك‪ :‬ما حاجتك ? قال‪ :‬حاجت أن يرد اللك علي‬
‫مايت بعي أصابا ل فلما قال له ذلك قال أبرهة لترجانه‪ :‬قل له‪ :‬قد كنت أعجبتن حي رأيتك ث قد زهدت فيك‬
‫حي كلمتن‪ ،‬تكلمن ف مايت بعي أصبتها لك وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك وقد جئت لدمه ل تكلمن فيه‪ ،‬قال‬
‫عبد الطلب‪ :‬إن أنا رب إبلي وإن للبيت ربا سيمنعه قال‪ :‬ما كان ليمتنع من قال‪ :‬أنت وذاك‪ ،‬قال ابن إسحاق‪ :‬وقد‬
‫كان فيما يزعم بعض أهل العلم قد ذهب مع عبد الطلب إل أبرهة حي بعث إليه حناطة الميي يعمر بن نفاثة بن‬
‫عدي بن الديل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة‪ ،‬وهو يومئذ سيد بن بكر وخويلد بن واثلة الذل وهو يومئذ سيد‬
‫هذيل فعرضوا على أبرهة ثلث أموال تامة على أن يرجع عنهم‪ ،‬ول يهدم البيت فأب عليهم؛ وال أعلم أكان ذلك أم‬
‫ل‪ ،‬وقد كان أبرهة رد على عبد الطلب البل الت كان أصاب فلما انصرفوا عنه انصرف عبد الطلب إل قريش‬
‫فأخبهم الب وأمرهم بالروج من مكة والتحرز ف شعف البال خوفا عليهم من معرة اليش ث قام عبد الطلب‬
‫فأخذ بلقة باب الكعبة‪ ،‬وقام معه نفر من قريش يدعون ال عز وجل ويستنصرونه على أبرهة وجنده‪ ،‬فقال عبد‬
‫الطلب وهو آخذ بلقة باب الكعبة‪:‬‬
‫ـع رحله فامنع حللك‬ ‫يا رب إن الـرء يـنـ‬
‫ومالـم عـدوا مالك‬ ‫ل يغلـب صلـيبـهـم‬
‫ـبلتنا فأمر ما بدا لـك‬ ‫إن كنت تاركهـم وقـ‬
‫أمر يتم بـه فعـالـك‬ ‫ولئـن فعلـت فـإنـه‬
‫ث أرسل عبد الطلب حلقة باب الكعبة وانطلق هو ومن معه من قريش إل شعف البال فتحرزوا فيها ينتظرون ما‬
‫أبرهة فاعل بكة إذا دخلها وقال عبد الطلب أيضا‪:‬‬
‫إن ذا الشرم غر بالـرم‬ ‫قلت والشرم تـردى خيلـه‬
‫حي والي من آل قـدم‬ ‫كاده تبع فيمـا جـنـدت‬
‫حارج أمسك منه بالكظم‬ ‫فأنثـن عنـه وف أوداجـه‬

‫ل يزل ذاك عهد إبراهيـم‬ ‫نن أهـل اللّه ف بلـدتـه‬
‫صلة القرب وإيفاء الذمم‬ ‫نعبد اللّه وفـينـا شـيمة‬
‫من يرده باثام يصطلـم‬ ‫إن للبيت لربا مـانـعـا‬
‫يعي إبراهيم خليل الرحن عليه السلم‪ ،‬ولا أصبح أبرهة تيأ لدخول مكة وهيأ فيله وعبأ جيشه وكان اسم الفيل‬
‫ممودا وأبرهة ممع لدم الكعبة ث النصراف إل اليمن‪ ،‬فلما وجهوا الفيل إل مكة أقبل بفيل بن حبيب الثعمي‬
‫حت قام إل جنب الفيل فالتفم اذنه فقال‪ :‬ابرك ممود وارجع راشدا من حيث جئت فإنك ف بلد ال الرام‪ ،‬ث‬
‫أرسل اذنه فبك الفيل وخرج نفيل بن حبيب يشتد حت أصعد ف البل وضربوا الفيل ليقوم فأب فضربوا رأسه‬
‫بالطبزين فأب فأدخلوا ماجن لم ف مراقه فبزغوه با ليقوم فأب فوجهوه راجعا إل اليمن فقام يهرول‪ ،‬ووجهوه إل‬
‫الشام ففعل مثل ذلك‪ ،‬ووجهوه إل الشرق ففعل مثل ذلك فوجهوه إل مكة فبك‪ ،‬وأرسل ال عليهم طيا من البحر‬
‫أمثال الطاطيف والبلسان‪ ،‬مع كل طي منها ثلثة أحجار يملها‪ ،‬حجر ف منقاره وحجران ف رجليه أمثال المص‬
‫والعدس ل تصيب أحدا منهم إل هلك‪ ،‬وليس كلهم أصابت وخرجوا هاربي يبتدرون الطريق الت منها جاؤوا‬
‫ويسألون عن نفيل بن حبيب ليدلم على الطريق إل اليمن فقال نفيل بن حبيب حي رأى ما أنزل ال بم من نقمته‪:‬‬
‫والشرم الغلوب غي الغالب‬ ‫أين الفر والله الـطـالـب‬
‫وقال نفيل أيضا حي ولوا وعاينوا ما نزل بم‪:‬‬
‫نعمناكم مع الصباح عينـا‬ ‫أل حييـت عـنـا يا ردينـا‬
‫لدا جنب الحصب ما رأينـا‬ ‫ردينة لو رأيت ولـن تـريـه‬
‫ول تأسى على ما فات نيـنا‬ ‫إذا لعذرتن وحـدت أمـري‬
‫وخفت حجارة تلقى علينـا‬ ‫حـدت اللّه إذ عـاينت طيا‬
‫كأن عليّ للحبشـان دينـا‬ ‫وكل القوم يسأل عـن نفـيل‬
‫فخرجوا يتساقطون بكل طريق ويهلكون بكل مهلك على كل منهل‪ ،‬وأصيب أبرهة ف جسده وخرجوا به معهم‬
‫تسقط انلة انلة كلما سقطت منه انلة اتبعتها منه مدة تث قيحا ودما حت قدموا به صنعاء وهو مثل فرخ الطاير فما‬
‫مات حت انصدع صدره عن قلبه فيما يزعمون‪ .‬وأقام بكة فلل من اليش وعسفاء وبعض من ضمه العسكر‪،‬‬
‫فكانوا بكة يعتملون ويرعون لهل مكة‪ .‬قال ابن إسحاق‪ :‬وحدثن يعقوب بن عتبة ابن الغية بن الخنس انه حدث‬
‫إن أول ما رؤيت الصبة والدري بأرض العرب ذلك العام‪ ،‬وانه أول ما رؤي با من مراير الشجر الرمل والنظل‬
‫والعشر من ذلك العام‪ ،‬قال أبو الوليد‪ :‬وقال بعض الكيي انه أول ما كانت بكة حام اليمام‪ ،‬حام مكة الرمية ذلك‬
‫الزمان‪ ،‬يقال‪ :‬انا من نسل الطي الت رمت أصحاب الفيل حي خرجت من البحر من جدة‪ ،‬ولا هلك أبرهة‪ ،‬ملك‬
‫البشة ابنه يكسوم بن أبرهة وبه كان يكن‪ ،‬ث ملك بعد يكسوم أخوه مسروق بن أبرهة‪ ،‬وهو الذي قتلته الفرس‬
‫حي جاءهم سيف بن ذي يزن‪ ،‬وكان آخر ملوك البشة وكانوا أربعة فجميع ما ملكوا أرض اليمن من حي‬
‫دخلوها إل أن قتلوا ثلثي سنة ولا رد ال سبحانه عن مكة البشة وأصابم ما أصابم من النقمة أعظمت العرب‬
‫قريشا وقالوا‪ :‬أهل ال قاتل عنهم وكفاهم مؤنة عدوهم‪ ،‬فجعلوا يقولون ف ذلك الشعار يذكرون فيها ما صنع ال‬
‫بالبشة وما دفع عن قريش من كيدهم ويذكرون الشرم والفيل ومساقه إل الرم‪ ،‬وما أراد من هدم البيت‬
‫واستحلل حرمته‪ .‬قال ابن إسحاق‪ :‬حدثن عبد ال بن أب بكر بن ممد بن عمرو بن حزم عن عمرة بنت عبد‬
‫الرحن بن أسعد بن زرارة عن عائشة أم الؤمني قالت‪ :‬رأيت قائد الفيل وسائسه بكة أعميي مقعدين يستطعمان‪.‬‬
‫قال ابن إسحاق‪ :‬فلما قتلت البش ورجع اللك إل حي سرت بذلك جيع العرب لرجوع اللك فيها وهلك‬
‫البشة‪ ،‬فخرجت وفود العرب جيعها لتهنئة سيف بن ذي يزن‪ ،‬فخرج وفد قريش‪ ،‬ووفد ثقيف‪ ،‬وعجز هوازن وهم‬
‫نصر وجشم وسعد بن بكر ومعهم وفد عدوان وفهم ابن عمرو بن قيس فيهم مسعود بن معتب‪ ،‬ووفد غطفان‪،‬‬
‫ووفد تيم‪ ،‬وأسد‪ ،‬ووفد قبايل قضاعة والزد فأجازهم وأكرمهم وفضل قريشا عليهم ف الائزة لكانم ف الرم‬
‫وجوارهم بيت ال تعال‪ .‬قال أبو الوليد‪ :‬وحدثن عبد ال بن شبيب الربعي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عمرو بن بكر بن بكار قال‪:‬‬
‫حدثن أحد بن القاسم الربعي مول قيس بن ثعلبة عن الكلب عن أب صال عن ابن عباس قال‪ :‬لا ظفر سيف بن ذي‬
‫يزن بالبشة وذلك بعد مولد النب صلى ال عليه وسلم بسنتي أتاه وفود العرب وأشرافها وشعراؤها لتهنئه وتدحه‬
‫وتذكر ما كان من بلئه وطلبه بثأر قومه‪ ،‬فأتاه وفد قريش وفيهم عبد الطلب بن هاشم وأمية ابن عبد شس‪،‬‬
‫وخويلد بن أسد ف ناس من وجوه قريش من أهل مكة فأتوه بصنعاء وهو ف قصر له يقال له غمدان‪ ،‬وهو الذي‬
‫يقول فيه الشاعر أبو الصلت الثقفي أبو أمية بن أب الصلت‪:‬‬
‫خيم ف البحـر للعـداء أحـوال‬ ‫ل تطلب الثـأر إل كابـن ذي يزن‬
‫فلم يد عنده النصر الـذي سـال‬ ‫أتى هرقل وقد شـالت نعامتـهـم‬
‫من السني يهي النفس والـمـال‬ ‫ث انتحى نو كسرى بعـد عاشـرة‬
‫تالم فوق مـت الرض أجبـال‬ ‫حت أتى ببن الحـرار يقدمـهـم‬
‫أسد يربي ف الغيضات أشـبـال‬ ‫بيـض مـرازبة غـلـب أسـاورة‬
‫ما أن رأيت لم ف النـاس أمثـال‬ ‫للّه درهـم مـن فـتـية صـبـر‬
‫ول نرى منهـم ف الطعـن مـيال‬ ‫ل يضجرون وإن حزت مغافـرهـم‬
‫أضحى شريدهم ف النـاس فـلل‬ ‫أرسلت أسدا على سود الكلب فقد‬
‫ف رأس غمـدان دارا منـك‬ ‫فاشرب هنيئا عليك التـاج مرتفعـا‬
‫ملل‬
‫شيبا بـاء فعـادا بـعـد أبـوال‬ ‫تلك الكارم ل قعبان مـن لـبـن‬
‫وأسبل اليوم ف بـرديك إسـبـال‬ ‫فالتطّ بالسك إذا شالت نعامتـهـم‬
‫فاستأذنوا عليه فأذن لم فإذا اللك متضمخ بالعنب يلصف ووميض السك من مفرقه إل قدمه وسيفه بي يديه‪ ،‬وعن‬
‫يينه وعن يساره اللوك وأبناء اللوك فدنا عبد الطلب فاستأذن ف الكلم فقال له سيف بن ذي يزن‪ :‬إن كنت من‬
‫ل رفيعا‪ ،‬صعبا‪،‬‬ ‫يتكلم بي يدي اللوك فقد أذنا لك‪ .‬فقال له عبد الطلب‪ :‬إن ال عز وجل قد أحلك أيها اللك م ً‬
‫منيعا‪ ،‬شاما‪ ،‬باذخا‪ ،‬وأنبتك منبتا طابت أرومته‪ ،‬وعزت جرثومته‪ ،‬وثبت أصله‪ ،‬وبسق فرعه‪ ،‬ف أكرم معدن‪،‬‬
‫وأطيب موطن‪ ،‬وأنت أبيت اللعن رأس العرب‪ ،‬وربيعها الذي تصب به‪ ،‬وأنت أيها اللك رأس العرب الذي له تنقاد‬
‫وعمودها الذي عليه العماد‪ ،‬ومعقلها الذي تلجأ إليه العباد‪ ،‬سلفك خي سلف‪ ،‬وأنت لنا منهم خي خلف فلن يمد‬
‫ذكر من أنت سلفه‪ ،‬ولن يهلك من أنت خلفه أيها اللك نن أهل حرم ال وسدنة بيته أشخصنا إليك الذي أبجنا‬
‫لكشفك الكرب الذي فدحنا فنحن وفد التهنئة ل وفد الرزئة‪ ،‬قال‪ :‬وأيهم أنت أيها التكلم ? قال‪ :‬أنا عبد الطلب‬
‫بن هاشم بن عبد مناف‪ .‬قال‪ :‬ابن أختنا ! قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬ادن‪ ،‬فادناه ث أقبل عليه وعلى القوم فقال‪ :‬مرحبا وأهلً‬
‫وناقة ورحل‪ ،‬ومستناخا سهل‪ ،‬وملكا ربل يعطى عطاء جزل‪ ،‬قد سع اللك مقالتكم‪ ،‬وعرف قرابتكم‪ ،‬وقبل‬
‫وسيلتكم فأنتم أهل الليل والنهار‪ ،‬ولكم الكرامة ما أقمتم‪ ،‬والباء إذا ظعنتم؛ قال‪ :‬ث قال‪ :‬انضوا إل دار الضيافة‬
‫والوفود‪ ،‬فأقاموا شهرا ل يصلون إليه ول يأذن لم ف النصراف‪ ،‬قال وأجرى عليهم النزال ث انتبه لم انتباهة‬
‫فأرسل إل عبد الطلب فأدناه وأخل ملسه ث قال‪ :‬يا عبد الطلب ان مفوض إليك من سر علمي أمرا لو غيك‬
‫يكون ل أبح به له‪ ،‬ولكن وجدتك معدنه فأطلعتك طلعه وليكن عندك مطويا حت يأذن ال فيه فإن ال بالغ فيه‬
‫أمره‪ ،‬إن أجد ف الكتاب الكنون‪ ،‬والعلم الخزون‪ ،‬الذي اخترناه لنفسنا واحتجناه دون غينا‪ ،‬خبا جسيما‪،‬‬
‫وخطرا عظيما فيه شرف للحياة‪ ،‬وفضيلة للناس عامة ولرهطك كافة ولك خاصة‪ ،‬قال‪ :‬أيها اللك مثلك سر‪ ،‬وبر‬
‫فما هو فداك أهل الوبر والدر زمرا بعد زمر‪ ،‬قال‪ :‬فإذا ولد بتهامة غلم به علمة‪ ،‬كانت له المامة‪ ،‬ولكم به‬
‫الزعامة‪ ،‬إل يوم القيامة‪ ،‬فقال له عبد الطلب‪ :‬أبيت اللعن لقد أتيت بب ما آب بثله وافد قوم‪ ،‬ولول هيبة اللك‬
‫واعظامه واجلله لسألته من سارة ابائي ما أزداد به سرورا‪ ،‬فإن رأى اللك أن يبن بافصاح فقد أوضح ل بعض‬
‫اليضاح‪ ،‬قال‪ :‬هذا حينه الذي يولد فيه أو قد ولد اسه ممد بي كتفيه شامة‪ ،‬يوت أبوه وأمه ويكفله جده وعمه‪،‬‬
‫وقد ولدناه مرارا وال باعثه جهارا‪ ،‬وجاعل له منا أنصارا‪ ،‬يعز بم أولياءه‪ ،‬ويذل بم أعداءه‪ ،‬ويضرب بم الناس عن‬
‫عرض‪ ،‬ويستبيح بم كراي الرض‪ ،‬يعبد الرحن‪ ،‬ويدخر الشيطان‪ ،‬ويكسر الوثان ويمد النيان‪ ،‬قوله فصل‪،‬‬
‫وحكمه عدل‪ ،‬يأمر بالعروف ويفعله‪ ،‬وينهى عن النكر ويبطله‪ ،‬قال‪ :‬فخر عبد الطلب ساجدا فقال له‪ :‬ارفع‬
‫رأسك‪ ،‬ثلج صدرك‪ ،‬وعل كعبك‪ ،‬فهل أحست من أمره شيئا ? قال‪ :‬نعم أيها اللك كان ل ابن وكنت به معجبا‬
‫وعليه رفيقا فزوجته كرية من كراي قومه‪ ،‬آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة فجاءت بغلم سيته ممدا‪ ،‬مات‬
‫أبوه وأمه وكفلته أنا وعمه‪ ،‬بي كتفيه شامة‪ ،‬وفيه كلما ذكرت من علمة‪ ،‬قال له‪ :‬والبيت ذى الجب‪ ،‬والعلمات‬
‫على النصب‪ ،‬انك يا عبد الطلب لده غي الكذب‪ ،‬وإن الذي قلت‪ ،‬لكما قلت فاحتفظ بابنك واحذر عليه من‬
‫اليهود فانم له أعداء ولن يعل ال تعال لم عليه سبيل‪ ،‬فاطو ما ذكرت لك دون هؤلء الرهط الذين معك‪ ،‬فان‬
‫لست آمن أن تدخلهم النفاسة‪ ،‬من أن تكون لك الرياسة فيبتغون لك الغوايل‪ ،‬وينصبون لك البايل‪ ،‬وهم فاعلون أو‬
‫أبناؤهم ولول إن الوت متاحي قبل مبعثه لسرت بيلي ورجلي‪ ،‬حت أصي بيثرب دار ملكته‪ ،‬فان أجد ف الكتاب‬
‫الناطق‪ ،‬والعلم السابق‪ ،‬أن بيثرب استحكام أمره‪ ،‬وأهل نصره‪ ،‬وموضع قبه‪ ،‬ولول ان أقيه الفات‪ ،‬واحذر عليه‬
‫العاهات‪ ،‬لوطأت أسنان العرب كعبه‪ ،‬ولعليت على حداثة سنه ذكره‪ ،‬ولكن صارف ذلك إليك‪ ،‬عن غي تقصي‬
‫بن معك‪ ،‬ث أمر لكل رجل منهم باية من البل وعشرة أعبد‪ ،‬وعشر اماء‪ ،‬وعشرة أرطال ذهب‪ ،‬وعشرة أرطال‬
‫فضة وكرش ملوة عنبا‪ ،‬وأمر لعبد الطلب بعشرة أضعاف ذلك ث قال له‪ :‬إيتن ببه‪ ،‬وما يكون من أمره عند رأس‬
‫الول‪ ،‬فمات سيف بن ذى يزن من قبل أن يول الول‪ ،‬وكان عبد الطلب يقول‪ :‬أيها الناس ل يغبطن رجل منكم‬
‫بزيل عطاء اللك فإنه إل نفاد‪ ،‬ولكن ليغبطن با يبقى ل ولعقب شرفه وذكره وفخره فإذا قيل له‪ :‬وما ذاك ? يقول‪:‬‬
‫ستعلمن ولو بعد حي‪ .‬وف ذلك يقول أمية بن عبد شس‪:‬مره عند رأس الول‪ ،‬فمات سيف بن ذى يزن من قبل أن‬
‫يول الول‪ ،‬وكان عبد الطلب يقول‪ :‬أيها الناس ل يغبطن رجل منكم بزيل عطاء اللك فإنه إل نفاد‪ ،‬ولكن‬
‫ليغبطن با يبقى ل ولعقب شرفه وذكره وفخره فإذا قيل له‪ :‬وما ذاك ? يقول‪ :‬ستعلمن ولو بعد حي‪ .‬وف ذلك يقول‬
‫أمية بن عبد شس‪:‬‬
‫إل أكوار أجـال ونـوق‬ ‫جلبنا النصح نقبها الطـأيـا‬
‫إل صنعاء من فج عمـيق‬ ‫مغلغلة مراتعـها تـعـالـى‬
‫ذوات بطونا أم الطـريق‬ ‫تؤمن بنـا ابن ذى يزن وتفرى‬
‫مواقفة الوميض إل بروق‬ ‫ونرعى مـن مايلـها بروقـا‬
‫بدار اللك والسب العريق‬ ‫ولا وافقت صنـعاء صـارت‬
‫قال أبو الوليد‪ :‬وقد ذكر ال تعال الفيل وما صنع بأصحابه فقال‪ :‬أل تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل إل آخرها‬
‫ولو ل ينطق القرآن به لكان ف الخبار التواطئة والشعار التظاهرة ف الاهلية والسلم حجة وبيان لشهرته وما‬
‫كانت العرب تؤرخ به‪ ،‬فكانوا يؤرخون ف كتبهم وديونم من سنة الفيل‪ ،‬وفيها ولد رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فلم تزل قريش والعرب بكة جيعا تؤرخ بعام الفيل‪ ،‬ث أرخت بعام الفجار‪ ،‬ث أرخت ببنيان الكعبة فلم تزل تؤرخ به‬
‫حت جاء ال بالسلم فأرخ السلمون من عام الجرة‪ ،‬ولقد بلغ من شهرة أمر الفيل وصنع ال بأصحابه واستفاضة‬
‫ذلك فيهم حت قالت عائشة رضي ال عنها على حداثة سنها‪ :‬لقد رأيت قايد الفيل وسايسه أعميي ببطن مكة‬
‫يستطعمان وقد ذكر غي واحد من احداث قريش أنه رآها أعميي‪.‬‬
‫باب ما جاء ف شواهد الشعر ف ذلك‬

‫قال أبو الطفيل الغنوي وهو جاهلي‪:‬‬
‫بالزع حيث عصى أصحابه الفيل‬ ‫ترعى مذانب وسى أطاع لـهـا‬
‫وقال صيفي بن عامر‪ ،‬وهو أبو قيس بن السلت الزرجي وهو جاهلي يعن قريشا‪:‬‬
‫بأركان هذا البيت بي الخاشب‬ ‫قوموا فصلوا ربكم وتـعـوذوا‬
‫غداة أب يكسوم هادي الكتائب‬ ‫فعندكم منه بـلء ومـصـدق‬
‫جنود الليك بي ساف وحاصب‬ ‫فلما أجازوا بطن نعمان ردهـم‬
‫إل أهله باليش غي عصـائب‬ ‫فولوا سراعا نادمي ولـم يؤب‬
‫وقال أبو قيس بن السلت‪:‬‬
‫ش إذ كـل مـا بعثـوه رزم‬ ‫ومن صنعه يوم فيـل الـبو‬
‫وقـد كلموا أنفـه بالـزم‬ ‫ماجنـهم تـت أقـرابـه‬
‫إذا يمـوه قفـاه كـلــم‬ ‫وقد جعلوا سـوطه معـول‬
‫يلفهم مـثل لـف الـقـزم‬ ‫فأرسل من فوقهـم حاصبـا‬
‫وقد ثأجـوا كـثؤاج الغنـم‬ ‫يث على الطي أجـنادهـم‬
‫وقال أبو الصلت الثقفي وهو جاهلي‪:‬‬
‫ما يارى فيهن إل كـفـور‬ ‫إن آيات ربـنـا بـينـــات‬
‫ظل يبو كأنـه مـعـقـور‬ ‫حبس الفيل بالعمـس حـتـى‬
‫قطر صخر من كبكب مـدور‬ ‫واضعا حلقـة الـران كـمـا‬
‫وقال الغيه بن عبد ال بن عمرو بن مزوم‪:‬‬
‫حبستـه كـأنـه مـكـردس‬ ‫أنت حبست الفيـل بالغـمـس‬
‫بحبس ترهـق فيـه النـفـس‬ ‫من بعد ما هـم بشر مـحـبـس‬
‫يا واهب الي الميـع الحـس‬ ‫وقت بثاث ربنـا إلـم تـدنـس‬
‫وجاره مثـل الـواري الكنـس‬ ‫وما لـم من طـارق ومنـفـس‬
‫وف هنات أخـذت بالنـفـس‬ ‫أنـت لنـا ف كل أمـر مضـرس‬
‫وقال ابن أذينة الثقفي‪:‬‬
‫مع الوت يلحقـه والكبـر‬ ‫لعمرك ما للفت مـن مفـر‬
‫لعمرك ما إن لـه مـن وزر‬ ‫لعمرك مـا للفـت عصـرة‬
‫أتوا ذات صبح بـذات العب‬ ‫أبعد قبائـل مـن حـمـي‬
‫كمثل السماء قبـيل الطـر‬ ‫بألـف ألـوف وحـرابـة‬
‫ينفون من قاتلـوا بالـذفـر‬ ‫يصم صراخهم القـربـات‬
‫تيبـس منها رطـاب الشجر‬ ‫سعال مثل عديـد التـراب‬
‫باب ما جاء ف ذكر بناء قريش الكعبة ف الاهلية‬

‫حدثن أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن داود بن عبد الرحن العطار قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن عثمان بن خيثم القاري‬
‫عن أب الطفيل قال‪ :‬قلت‪ :‬يا خال حدثن عن بنيان الكعبة قبل أن بنتها قريش قال‪ :‬كانت برضم يابس ليس بدر‬
‫تنوه العناق وتوضع الكسوة على الدر ث تدل‪ ،‬ث إن سفينة للروم أقبلت حت إذا كانت بالشعيبة وهي يومئذ‬
‫ساحل مكة قبل جدة فانكسرت فسمعت با قريش فركبوا إليها وأخذوا خشبها وروميا كان فيها يقال له باقوم‬
‫نارا بناء‪ ،‬فلما قدموا به مكة قالوا‪ :‬لو بنينا بيت ربنا فاجتمعوا لذلك ونقلوا الجارة من الضواحي فبينا رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ينقلها معهم إذ انكشفت نرته فنودي يا ممد عورتك فذلك أول ما نودي وال أعلم‪ ،‬فما‬
‫رؤيت له عورة بعدها‪ ،‬فلما جعوا الجارة وهوا بنقضها‪ ،‬خرجت لم حية سوداء الظهر‪ ،‬بيضاء البطن لا رأس مثل‬
‫رأس الدي تنعهم كلما أرادوا هدمها‪ ،‬فلما رأوا ذلك اعتزلوا عند القام وهو يومئذ ف مكانه اليوم ث قالوا‪ :‬ربنا‬
‫أردنا عمارة بيتك فرأوا طائرا أسود ظهره‪ ،‬أبيض بطنه‪ ،‬أصفر الرجلي أخذها فجرها حت أدخلها أجياد ث هدموها‬
‫وبنوها عشرين ذراعا طولا‪ ،‬قال أبو الطفيل‪ :‬فاستقصرت قريش لقصر الشب فتركوا منها ف الجر ستة أذرع‬
‫وشبا‪ ،‬قال‪ :‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا سفيان بن عيينة عن عبيد ال بن أب يزيد عن أبيه قال‪ :‬جلس عمر ابن‬
‫الطاب رضي ال عنه ف الجر وأرسل إل رجل من بن زهرة قدي فسأله عن بنيان الكعبة فقال‪ :‬إن قريشا تقوت‬
‫ف بنائها فعجزوا واستقصروا فبنوا وتركوا بعضها ف الجر فقال عمر‪ :‬صدقت‪ ،‬قال‪ :‬حدثن مهدي بن أب الهدي‬
‫قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن معاذ الصنعان عن معمر عن الزهري قال‪ :‬لا بلغ رسول ال صلى ال عليه وسلم اللم‬
‫أجرت امرأة من قريش الكعبة فطارت شرارة من ممرتا ف ثياب الكعبة فاحترقت فوها البيت للحريق الذي أصابه‬
‫فتشاغلت قريش ف هدم الكعبة فهابوا هدمهما فقال لم الوليد بن الغية‪ :‬أتريدون بدمها الصلح أم الساءة ?‬
‫قالوا‪ :‬بل نريد الصلح قال‪ :‬فإن ال ل يهلك الصلحي‪ ،‬قالوا‪ :‬من الذي يعلوها فيهدمها ? قال الوليد بن الغية‪ :‬أنا‬
‫أعلوها فأهدمها فارتقى الوليد على جدر البيت ومعه الفأس فقال‪ :‬اللهم إنا ل نريد إل الصلح‪ ،‬ث هدم فلما رأت‬
‫قريش ما هدم منها ول يأتم ما يافون من العذاب هدموا معه حت إذا بنوا فبلغوا موضع الركن اختصمت قريش ف‬
‫الركن أي القبائل تلي رفعه حت كاد يشتجر بينهم فقالوا‪ :‬تعالوا نكم أول من يطلع علينا من هذه السكة فاصطلحوا‬
‫على ذلك فطلع رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو غلم عليه وشاحا نرة فحكموه فأمر بالركن فوضع ف ثوب ث‬
‫أمر سيد كل قبيلة فأعطاه ناحية الثوب ث ارتقى وأمرهم أن يرفعوه إليه فرفعوه إليه وكان هو الذي وضعه‪ ،‬حدثن‬
‫جدي قال‪ :‬حدثنا مسلم ابن خالد الزني عن ابن أب نيح عن أبيه قال‪ :‬جلس رجال من قريش ف السجد الرام‬
‫فيهم حويطب بن عبد العزى ومرمة بن نوفل فتذاكروا بنيان قريش الكعبة وما هاجهم على ذلك وذكروا كيف كان‬
‫بناؤها قبل ذلك قالوا‪ :‬كانت الكعبة مبنية برضم يابس ليس بدر وكان بابا بالرض ول يكن لا سقف وانا تدل‬
‫الكسوة على الدر من خارج وتربط من أعل الدر من بطنها وكان ف بطن الكعبة عن يي من دخلها جب يكون‬
‫فيه ما يهدى إل الكعبة من مال وحلية كهيئة الزانة وكان يكون على ذلك الب حية ترسه بعثها ال منذ زمن‬
‫جرهم وذلك انه عدا على ذلك الب قوم من جرهم فسرقوا مالا وحليتها مرة بعد مرة فبعث ال تلك الية‬
‫فحرست الكعبة وما فيها خسمائة سنة فلم تزل كذلك حت بنت قريش الكعبة وكان قرنا الكبش الذي ذبه إبراهيم‬
‫خليل الرحن معلقي ف بطنها بالدر تلقا من دخلها‪ ،‬يلقان ويطيبان إذا طيب البيت فكان فيها معاليق من حلية‬
‫كانت تدى إل الكعبة فكانت على ذلك من أمرها ث إن امرأة ذهبت تمر الكعبة فطارت من ممرتا شرارة‬
‫فاحترقت كسوتا وكانت الكسوة عليها ركاما بعضها فوق بعض فلما احترقت الكعبة توهنت جدرانا من كل‬
‫جانب وتصدعت وكانت الرف الربعة عليهم مظللة والسيول متواترة‪ ،‬ولكة سيول عوارم فجاء سيل عظيم على‬
‫تلك الال فدخل الكعبة وصدع جدرانا وأخافهم ففزعت من ذلك قريش فزعا شديدا وهابوا هدمها وخشوا أن‬
‫مسوها أن ينل عليهم العذاب قال‪ :‬فبينا هم على ذلك يتناظرون ويتشاورون إذ أقبلت سفينة للروم حت إذا كانت‬
‫بالشعيبة وهي يومئذ ساحل مكة قبل جدة انكسرت فسمعت با قريش فركبوا إليها فاشتروا خشبها وأذنوا لهلها أن‬
‫يدخلوا مكة فيبيعون ما معهم من متاعهم على أن ل يعشروهم‪ ،‬قال‪ :‬وكانوا يعشرون من دخلها من تار الروم كما‬
‫كانت الروم تعشر من دخل منهم بلدها‪ ،‬فكان ف السفينة رومي نار بناء يسمى باقوم فلما قدموا بالشب مكة‬
‫قالوا‪ :‬لو بنينا بيت ربنا فأجعوا لذلك وتعاونوا عليه وترافدوا ف النفقة وربعوا قبائل قريش أرباعا ث اقترعوا عند هبل‬
‫ف بطن الكعبة على جوانبها فطار قدح بن عبد مناف وبن زهرة على الوجه الذي فيه الباب وهو الشرقي وقدح بن‬
‫عبد الدار وبن أسد بن عبد العزى وبن عدى بن كعب على الشق الذي يلي الجر وهو الشق الشامي وطار قدح‬
‫بن سهم وبن جح وبن عامر بن لؤي على ظهر الكعبة وهو الشق الغرب وطار قدح بن تيم وبن مزوم وقبائل من‬
‫قريش ضموا معهم على الشق اليمان الذي يلي الصفا وأجياد‪ ،‬فنلقوا الجارة ورسول ال يومئذ غلم ل ينل عليه‬
‫الوحي ينقل معهم الجارة على رقبته فبينا هو ينقلها إذ انكشفت نرة كانت عليه فنودي يا ممد عورتك وذلك أول‬
‫ما نودي وال أعلم فما رؤيت لرسول ال صلى ال عليه وسلم عورة بعد ذلك ولبج رسول ال من الفزع حي‬
‫نودي‪ ،‬فأخذه العباس بن عبد الطلب فضمه إليه وقال‪ :‬لو جعلت بعض نرتك على عاتقك تقيك الجارة‪ ،‬قال‪ :‬ما‬
‫أصابن هذا إل من التعري‪ ،‬فشد رسول ال صلى ال عليه وسلم أزاره وجعل ينقل معهم وكانوا ينقلون بأنفسهم‬
‫تبرا وتبكا بالكعبة‪ .‬فلما اجتمع لم ما يريدون من الجارة والشب وما يتاجون إليه عدوا على هدمها فخرجت‬
‫الية الت كانت ف بطنها ترسها سوداء الظهر‪ ،‬بيضاء البطن‪ ،‬رأسها مثل رأس الدي‪ ،‬تنعهم كلما أرادوا هدمها‪،‬‬
‫فلما رأوا ذلك اعتزلوا عند مقام إبراهيم وهو يومئذ بكانه الذي هو فيه اليوم فقال لم الوليد بن الغية‪ :‬يا قوم ألستم‬
‫تريدون بدمها الصلح ? قالوا‪ :‬بلى‪ .‬قال‪ :‬فإن ال ل يهلك الصلحي ولكن ل تدخلوا ف عمارة بيت ربكم إل من‬
‫طيب أموالكم ول تدخلوا فيه مالً من ربا‪ ،‬ول مالً من ميسر‪ ،‬ول مهر بغي‪ ،‬وجنبوه البيث من أموالكم فإن ال ل‬
‫يقبل إل طيبا ففعلوا ث وقفوا عند القام فقاموا يدعون ربم ويقولون‪ :‬اللهم إن كان لك ف هدمها رضا فأته وأشغل‬
‫عنا هذا الثعبان فأقبل طائر من جو السماء كهيئة العقاب ظهره أسود‪ ،‬وبطنه أبيض‪ ،‬ورجله صفراوان والية على‬
‫جدر البيت فاغرة فاها فأخذ برأسها ث طار با حت أدخلها أجياد الصغي فقالت قريش‪ :‬انا لنرجوا أن يكون ال‬
‫سبحانه وتعال قد رضي عملكم وقبل نفقتكم فأهدموه‪ ،‬فهابت قريش هدمه وقالوا‪ :‬من يبدأ فيهدمه ? فقال الوليد‬
‫بن الغية‪ :‬أنا أبدؤكم ف هدمه‪ ،‬أنا شيخ كبي فإن أصابن أمر كان قد دنا أجلي وإن كان غي ذلك ل يرزأن فعل‬
‫البيت وف يده عتلة يهدم با فتزعزع من تت رجله حجر فقال‪ :‬اللهم ل ترع ? انا أردنا الصلح وجعل يهدمه‬
‫حجرا حجرا بالعتلة فهدم يومه ذلك فقالت قريش‪ :‬انا ناف أن ينل به العذاب إذا أمسى‪ .‬فلما أمسى‪ ،‬ل تر بأسا‬
‫فأصبح الوليد بن الغية غاديا على عمله فهدمت قريش معه حت بلغوا الساس الول الذي رفع عليه إبراهيم‬
‫وإساعيل القواعد من البيت فأبصروا حجارة كأنا البل اللف ل يطيق الجر منها ثلثون رجلً‪ ،‬يرك الجر منها‬
‫فترتج جوانبها‪ ،‬قد تشبك بعضها ببعض فأدخل الوليد بن الغية عتلته بي الجرين فانفلقت منه فلقة عظيمة فأخذها‬
‫أبو وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مزوم فنت من يده حت عادت ف مكانا وطارت من تتها برقة كادت‬
‫أن تطف أبصارهم ورجفت مكة بأسرها؛ فلما رأوا ذلك أمسكوا عن أن ينظروا ما تت ذلك فلما جعوا ما‬
‫أخرجوا من النفقة قلت النفقة عن أن تبلغ لم عمارة البيت كله فتشاوروا ف ذلك فأجع رأيهم على أن يقصروا عن‬
‫القواعد ويجروا ما يقدرون عليه من بناء البيت ويتركوا بقيته ف الجر عليه جدار مدار يطوف الناس من ورائه‬
‫ففعلوا ذلك وبنوا ف بطن الكعبة أساسا يبنون عليه من شق الجر وتركوا من ورائه من فناء البيت ف الجر ستة‬
‫أذرع وشبا فبنوا على ذلك فلما وضعوا أيديهم ف بنائها قالوا‪ :‬ارفعوا بابا من الرض واكبسوها حت ل تدخلها‬
‫السيول ول ترقا إل بسلم ول يدخلها إل من أردت إن كرهتم أحدا ذفعتموه‪ ،‬ففعلوا ذلك وبنوها بساف من حجارة‪،‬‬
‫وساف من خشب بي الجارة حت انتهوا إل موضع الركن فاختلفوا ف وضعه وكثر الكلم فيه وتنافسوا ف ذلك‬
‫فقالت بنو عبد مناف وزهرة‪ :‬هو ف الشق الذي وقع لنا وقالت تيم ومزوم‪ :‬هو ف الشق الذي وقع لنا وقالت سائر‬
‫القبائل‪ :‬ل يكن الركن ما استهمنا عليه فقال أبو أمية بن الغية‪ :‬يا قوم إنا أرادنا الب‪ ،‬ول نرد الشر فل تاسدوا‪ ،‬ول‬
‫تنافسوا فإنكم إذا اختلفتم تشتت أموركم‪ ،‬وطمع فيكم غيكم ولكن حكموا بينكم أول من يطلع عليكم من هذا‬
‫الفج‪ ،‬قالوا‪ :‬رضينا وسلمنا‪ ،‬فطلع رسول ال صلى ال عليه وسلم فقالوا‪ :‬هذا المي قد رضينا به‪ ،‬فحكموه‪ ،‬فبسط‬
‫ل فأخذوا بأطراف الثوب فكان من بن عبد مناف عتبة بن ربيعة‬ ‫رداءه ث وضع فيه الركن فدعا من كل ربع رج ً‬
‫وكان ف الربع الثان أبو زمعة بن السود‪ ،‬وكان أسن القوم‪ ،‬وف الربع الثالث العاصي بن وائل‪ ،‬وف الربع الرابع أبو‬
‫حذيفة بن الغية فرفع القوم الركن وقام النب صلى ال عليه وسلم على الدر ث وضعه بيده فذهب رجل من اهل‬
‫ند ليناول النب صلى ال عليه وسلم حجرا ليشد به الركن فقال العباس بن عبد الطلب‪ :‬ل‪ .‬ل العباس النب صلى‬
‫ال عليه وسلم حجرا فشد به الركن فغضب النجدي حيث نى فقال النجدي‪ :‬واعجباه لقوم أهل شرف وعقول‬
‫وسن وأموال عمدوا إل أصغرهم سنا‪ ،‬وأقلهم مالً فرأسوه عليهم ف مكرمتهم وحوزهم كأنم خدم له اما وال‬
‫ليفوتنهم سبقا وليقسمن عليهم حظوظا وجدودا ويقال‪ :‬انه ابليس‪ ،‬فبنوا حت رفعوا أربعة أذرع وشبا ث كبسوها‬
‫ووضعوا بابا مرتفعا على هذا الذرع ورفعوها بدماك خشب ومدماك حجارة حت بلغوا السقف‪ .‬فقال لم باقوم‬
‫الرومي‪ :‬أتبون أن تعلوا سقفها مكبسا أو مسطحا ? فقالوا‪ :‬بل ابن بيت ربنا مسطحا‪ .‬قال‪ :‬فبنوه مسطحا وعلوا‬
‫فيه ست دعاي ف صفي ف كل صف ثلث دعاي من الشق الشامي الذي يلي الجر إل الشق اليمان وجعلوا‬
‫ارتفاعها من خارجها من الرض إل أعلها ثانية عشر ذراعا وكانت قبل ذلك تسعة أذرع فزادت قريش ف‬
‫ارتفاعها ف السماء تسعة أذرع أخر وبنوها من أعلها إل أسفلها بدماك من حجارة ومدماك من خشب وكان‬
‫الشب خسة عشر مدماكا والجارة ستة عشر مدماكا وجعلوا ميزابا يسكب ف الجر وجعلوا درجة من خشب‬
‫ف بطنها ف الركن الشامي يصعد منها إل ظهرها‪ ،‬وزوقوا سقفها وجدرانا من بطنها ودعايها وجعلوا ف دعايها‬
‫صور النبياء‪ ،‬وصور الشجر‪ ،‬وصور اللئكة فكان فيها صورة إبراهيم خليل الرحن شيخ يستقسم بالزلم‪ ،‬وصورة‬
‫عيسى بن مري وأمه‪ ،‬وصورة اللئكة عليهم السلم أجعي‪ ،‬فلما كان يوم فتح مكة دخل رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم فأرسل الفضل بن العباس بن عبد الطلب فجاء باء زمزم ث أمر بثوب وأمر بطمس تلك الصور‪ ،‬فطمس‪.‬‬
‫قال‪ :‬ووضع كفيه على صورة عيسى ابن مري وأمه عليهما السلم وقال‪ :‬اموا جيع الصور إل ما تت يدي فرفع‬
‫يديه عن عيسى بن مري وأمه ونظر إل صورة إبراهيم فقال‪ :‬قاتلهم ال جعلوه يستقسم بالزلم ما لبراهيم وللزلم‪،‬‬
‫وجعلوا لا بابا واحدا فكان يغلق ويفتح‪ ،‬وكانوا قد أخرجوا ما كان ف البيت من حلية ومال وقرن الكبش وجعلوه‬
‫عند أب طلحة عبد ال بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصى وأخرجوا هبل وكان على الب الذي فيه‬
‫نصبه عمرو بن لي هنالك ونصب عند القام حت فرغوا من بناء البيت فردوا ذلك الال ف الب وعلقوا فيه اللية‬
‫وقرن الكبش وردوا الب ف مكانه فيما يلي الشق الشامي ونصبوا هبل على الب كما كان قبل ذلك وجعلوا له‬
‫سلما يصعد عليه إل بطنها وكسوها حي فرغوا من بنائها حبات يانية‪ .‬ذلك وبنوها بساف من حجارة‪ ،‬وساف‬
‫من خشب بي الجارة حت انتهوا إل موضع الركن فاختلفوا ف وضعه وكثر الكلم فيه وتنافسوا ف ذلك فقالت بنو‬
‫عبد مناف وزهرة‪ :‬هو ف الشق الذي وقع لنا وقالت تيم ومزوم‪ :‬هو ف الشق الذي وقع لنا وقالت سائر القبائل‪ :‬ل‬
‫يكن الركن ما استهمنا عليه فقال أبو أمية بن الغية‪ :‬يا قوم إنا أرادنا الب‪ ،‬ول نرد الشر فل تاسدوا‪ ،‬ول تنافسوا‬
‫فإنكم إذا اختلفتم تشتت أموركم‪ ،‬وطمع فيكم غيكم ولكن حكموا بينكم أول من يطلع عليكم من هذا الفج‪،‬‬
‫قالوا‪ :‬رضينا وسلمنا‪ ،‬فطلع رسول ال صلى ال عليه وسلم فقالوا‪ :‬هذا المي قد رضينا به‪ ،‬فحكموه‪ ،‬فبسط رداءه‬
‫ث وضع فيه الركن فدعا من كل ربع رجلً فأخذوا بأطراف الثوب فكان من بن عبد مناف عتبة بن ربيعة وكان ف‬
‫الربع الثان أبو زمعة بن السود‪ ،‬وكان أسن القوم‪ ،‬وف الربع الثالث العاصي بن وائل‪ ،‬وف الربع الرابع أبو حذيفة بن‬
‫الغية فرفع القوم الركن وقام النب صلى ال عليه وسلم على الدر ث وضعه بيده فذهب رجل من اهل ند ليناول‬
‫النب صلى ال عليه وسلم حجرا ليشد به الركن فقال العباس بن عبد الطلب‪ :‬ل‪ .‬ل العباس النب صلى ال عليه‬
‫وسلم حجرا فشد به الركن فغضب النجدي حيث نى فقال النجدي‪ :‬واعجباه لقوم أهل شرف وعقول وسن‬
‫وأموال عمدوا إل أصغرهم سنا‪ ،‬وأقلهم مالً فرأسوه عليهم ف مكرمتهم وحوزهم كأنم خدم له اما وال ليفوتنهم‬
‫سبقا وليقسمن عليهم حظوظا وجدودا ويقال‪ :‬انه ابليس‪ ،‬فبنوا حت رفعوا أربعة أذرع وشبا ث كبسوها ووضعوا‬
‫بابا مرتفعا على هذا الذرع ورفعوها بدماك خشب ومدماك حجارة حت بلغوا السقف‪ .‬فقال لم باقوم الرومي‪:‬‬
‫أتبون أن تعلوا سقفها مكبسا أو مسطحا ? فقالوا‪ :‬بل ابن بيت ربنا مسطحا‪ .‬قال‪ :‬فبنوه مسطحا وعلوا فيه ست‬
‫دعاي ف صفي ف كل صف ثلث دعاي من الشق الشامي الذي يلي الجر إل الشق اليمان وجعلوا ارتفاعها من‬
‫خارجها من الرض إل أعلها ثانية عشر ذراعا وكانت قبل ذلك تسعة أذرع فزادت قريش ف ارتفاعها ف السماء‬
‫تسعة أذرع أخر وبنوها من أعلها إل أسفلها بدماك من حجارة ومدماك من خشب وكان الشب خسة عشر‬
‫مدماكا والجارة ستة عشر مدماكا وجعلوا ميزابا يسكب ف الجر وجعلوا درجة من خشب ف بطنها ف الركن‬
‫الشامي يصعد منها إل ظهرها‪ ،‬وزوقوا سقفها وجدرانا من بطنها ودعايها وجعلوا ف دعايها صور النبياء‪ ،‬وصور‬
‫الشجر‪ ،‬وصور اللئكة فكان فيها صورة إبراهيم خليل الرحن شيخ يستقسم بالزلم‪ ،‬وصورة عيسى بن مري وأمه‪،‬‬
‫وصورة اللئكة عليهم السلم أجعي‪ ،‬فلما كان يوم فتح مكة دخل رسول ال صلى ال عليه وسلم فأرسل الفضل‬
‫بن العباس بن عبد الطلب فجاء باء زمزم ث أمر بثوب وأمر بطمس تلك الصور‪ ،‬فطمس‪ .‬قال‪ :‬ووضع كفيه على‬
‫صورة عيسى ابن مري وأمه عليهما السلم وقال‪ :‬اموا جيع الصور إل ما تت يدي فرفع يديه عن عيسى بن مري‬
‫وأمه ونظر إل صورة إبراهيم فقال‪ :‬قاتلهم ال جعلوه يستقسم بالزلم ما لبراهيم وللزلم‪ ،‬وجعلوا لا بابا واحدا‬
‫فكان يغلق ويفتح‪ ،‬وكانوا قد أخرجوا ما كان ف البيت من حلية ومال وقرن الكبش وجعلوه عند أب طلحة عبد ال‬
‫بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصى وأخرجوا هبل وكان على الب الذي فيه نصبه عمرو بن لي هنالك‬
‫ونصب عند القام حت فرغوا من بناء البيت فردوا ذلك الال ف الب وعلقوا فيه اللية وقرن الكبش وردوا الب ف‬
‫مكانه فيما يلي الشق الشامي ونصبوا هبل على الب كما كان قبل ذلك وجعلوا له سلما يصعد عليه إل بطنها‬
‫وكسوها حي فرغوا من بنائها حبات يانية‪.‬‬
‫حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا داود بن عبد الرحن عن ابن أب نيح عن أبيه عن حويطب بن عبد العزى قال‪ :‬كانت ف‬
‫الكعبة حلق أمثال لم البهم يدخل الائف فيها يده فل يريبه أحد فجاء خائف ليدخل يده فاجتبذه رجل فشلت يده‬
‫فلقد رأيته ف السلم وانه لشل‪.‬‬
‫وحدثن جدي قال‪ :‬حدثنا داود بن عبد الرحن عن ابن جريج قال‪ :‬سأل سليمان بن موسى الشامي عطاء بن أب‬
‫رباح وأنا أسع أدركت ف البيت تثال مري وعيسى قال‪ :‬نعم أدركت فيها تثال مري مزوقا ف حجرها عيسى ابنها‬
‫قاعدا مزوقا‪ .‬قال‪ :‬وكانت ف البيت أعمدة ست سواري وصفها كما نقطت ف هذا التربيع قال‪ :‬وكان تثال عيسى‬
‫بن مري ومري عليهما السلم ف العمود الذي يلي الباب‪ .‬قال ابن جريج‪ :‬فقلت لعطاء‪ :‬مت هلك ? قال‪ :‬ف الريق‬
‫ف عصر ابن الزبي وقلت‪ :‬أعلى عهد النب صلى ال عليه وسلم كان ? قال‪ :‬ل أدري وان لظنه قد كان على عهد‬
‫النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال له سليمان‪ :‬أفرأيت تاثيل صور كانت ف البيت‪ ،‬من طمسها ? قال‪ :‬ل أدري غي‬
‫ان أدركت من تلك الصور اثنتي درسهما وأراها والطمس عليهما قال ابن جريج‪ :‬ث عاودت عطاء بعد حي فخط‬
‫ل ست سواري كما خططت ث قال‪ :‬تثال عيسى وأمه عليهما السلم ف الوسطى من اللت تلي الباب الذي يلينا‬
‫إذا دخلنا‪ .‬قال ابن جريج‪ :‬الذي خط هذا التربيع ونقط هذا النقط؛ حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا داود بن عبد الرحن‬
‫عن عمرو بن دينار قال‪ :‬أدركت ف بطن الكعبة قبل أن تدم تثال عيسى بن مري وأمه‪.‬‬
‫وحدثن جدي قال‪ :‬حدثنا داود بن عبد الرحن قال‪ :‬أخبن بعض الجبة عن مسافع بن شيبة بن عثمان إن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬يا شيبة أمح كل صورة فيه إل ما تت يدي قال‪ :‬فرفع يده عن عيسى بن مري وأمه‪.‬‬
‫حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا داود بن عبد الرحن عن ابن جريج عن عمرو بن دينار انه سع أبا الشعثاء يقول‪ :‬انا يكره‬
‫ما فيه الروح‪ ،‬قال عمرو‪ :‬أن يصنع التمثال على ما فيه الروح فأما الشجر وما ليس فيه روح فل‪ .‬حدثن جدي قال‪:‬‬
‫حدثنا داود بن عبد الرحن عن ابن جريج عن سليمان بن موسى عن جابر بن عبد ال قال‪ :‬زجر النب صلى ال عليه‬
‫وسلم عن الصور وأمر عمر بن الطاب زمن الفتح أن يدخل البيت فيمحو ما فيه من صورة ول يدخله حت مي‪.‬‬
‫حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا ابن عيينة عن عمرو بن عبيد عن السن أن النب صلى ال عليه وسلم ل يدخل الكعبة حت‬
‫أمر عمر بن الطاب أن يطمس على كل صورة فيها‪ ،‬حدثن جدي عن سعيد بن سال قال‪ :‬حدثنا يزيد بن عياض‬
‫ابن جعدبة عن ابن شهاب أن النب صلى ال عليه وسلم دخل الكعبة يوم الفتح وفيها صور اللئكة وغيها فرأى‬
‫صورة إبراهيم فقال‪ :‬قاتلهم ال جعلوه شيخا يستقسم بالزلم‪ ،‬ث رأى صورة مري فوضع يده عليها وقال‪ :‬اموا ما‬
‫فيها من الصور إل صورة مري‪ .‬أخبن ممد بن يي عن الثقة عنده عن ابن إسحاق عن حكيم بن عباد بن حنيف‬
‫وغيه من أهل العلم أن قريشا كانت قد جعلت ف الكعبة صورا فيها عيسى بن مري ومري عليهما السلم‪ .‬قال ابن‬
‫شهاب‪ :‬قالت أساء بنت شقر‪ :‬إن امرأة من غسان حجت ف حاج العرب فلما رأت صورة مري ف الكعبة قالت‪:‬‬
‫بأب وأمي إنك لعربية‪ ،‬فأمر رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يحوا تلك الصور إل ما كان من صورة عيسى‬
‫ومري‪.‬‬
‫حدثن ممد بن يي عن الثقة عنده عن ابن إسحاق عن ممد بن جعفر ابن الزبي عن عبيد ال بن عبد ال بن أب ثور‬
‫عن صفية بنت شيبة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لا دخل مكة يوم الفتح أقبل حت أتى البيت فطاف به سبعا‬
‫على راحلته يستلم الركن بحجن ف يده فلما قضى طوافه دعى عثمان بن طلحة فأخذ منه مفتاح الكعبة ففتحت له‬
‫فدخلها فوجد فيها حامة من عيدان فطرحها‪.‬‬
‫حدثن ممد بن يي بن أب عمر قال‪ :‬حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن أيوب عن عكرمة قال‪ :‬لا كان يوم الفتح دخل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم البيت فإذا فيه صورة إبراهيم وإساعيل عليهما السلم وأحسبه قال‪ :‬والكبش أو رأس‬
‫الكبش فأمرهم أن يحوها قال‪ :‬فما دخل حت ميت قال‪ :‬فلما دخل رأى الزلم قد صورت ف يد إبراهيم فقال‪:‬‬
‫قاتلهم ال لقد أب انما ل يستقسما بالزلم‪.‬‬
‫حدثن جدي وإبراهيم بن ممد الشافعي قال‪ :‬حدثنا مسلم بن خالد عن ابن خيثم قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم غلما حيث هدمت الكعبة فكان ينقل الجارة فوضع على ظهره أزاره يتقي به فلبج به فأخذه العباس‬
‫فضمه إليه‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ان نيت أن أتعرا‪.‬‬
‫حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار انه سع عبيد بن عمي يقول‪ :‬اسم الذي بن الكعبة‬
‫باقوم وكان روميا كان ف سفينة أصابتها ريح فحجبتها يقول حبستها فخرجت إليها قريش بدة فأخذوا السفينة‬
‫وخشبها وقالوا‪ :‬ابنه لنا بنيان الشام‪.‬‬
‫حدثن جدي ممد بن يي عن سفيان عن عمرو بن دينار قال‪ :‬لا أرادوا أن يبنوا الكعبة خرجت حية فحالت بينهم‬
‫وبي بنائهم وكانت تشرف على الدار قال‪ :‬فقالوا‪ :‬إن أراد ال أن نتممه فسيكفيكموها ث قال عمرو‪ :‬فسمعت ابن‬
‫عمي يقول‪ :‬فجاء طي أبيض فأخذ بأنيابا فذهب با نو الجون‪.‬‬
‫وحدثن ممد بن يي قال‪ :‬حدثن هشام بن سليمان الخزومي عن ابن جريج عن عبد ال بن عبيد بن عمي عن‬
‫الوليد عن عطاء بن حباب إن الارث بن عبد ال بن أب ربيعة وفد على عبد اللك بن مروان ف خلفته فقال له عبد‬
‫اللك بن مروان‪ :‬ما أظن أبا خبيب يعن ابن الزبي سع من عائشة ما كان يزعم انه سع منها‪ ،‬قال الارث‪ :‬انا سعته‬
‫منها‪ ،‬قال‪ :‬سعتها تقول ماذا ? قال‪ :‬قالت‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم إن قومك استقصروا ف بناء البيت‬
‫ولول حداثة عهد قومك بالكفر أعدت فيه ما تركوه منه فإن بدا لقومك أن يبنوه فهلم لريك ما تركوا منه‪ ،‬فأراها‬
‫قريبا من سبعة أذرع وزاد الوليد ف الديث وجعلت لا بابي موضوعي بالرض بابا شرقيا‪ ،‬وبابا غربيا وهل تدرين‬
‫ل كان قومك رفعوا بابا ? قالت‪ :‬قلت‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬تعززا لئل يدخلها أحد إل من أرادوا‪ ،‬فكانوا إذا كرهوا أن‬
‫يدخلها الرجل‪ ،‬يدعونه يرتقي حت إذا كاد أن يدخل يدفعونه فيسقط‪ .‬قال عبد اللك‪ :‬أنت سعتها تقول هذا ? قال‪:‬‬
‫نعم‪ .‬قال‪ :‬فنكت بعصاه ساعة ث قال‪ :‬إن وددت إن تركته وما تمل‪.‬‬
‫حدثن جدي قال‪ :‬حدثن مالك بن أنس عن ابن شهاب عن سال بن عبد ال بن عمر أن عبد ال بن ممد بن أب‬
‫بكر الصديق أخب عبد ال بن عمر عن عائشة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬أل تر إن قومك حي بنوا‬
‫البيت استقصروا عن قواعد إبراهيم ? قالت‪ :‬فقلت‪ :‬يا رسول ال أل تردها على قواعده ? قال‪ :‬لول حدثان قومك‬
‫بالكفر لفعلت‪ ،‬قال عبد ال بن عمر‪ :‬لئن كانت عائشة سعت هذا من رسول ال صلى ال عليه وسلم ما أراه ترك‬
‫استلم الركني اللذين يليان الجر إل أن البيت ل يتمم على قواعد إبراهيم‪ .‬أخبن ممد بن يي قال‪ :‬حدثنا سليم‬
‫بن مسلم عن الثن بن الصباح قال‪ :‬سعت عمرو بن شعيب يقول‪ :‬كان طول الكعبة ف السماء تسعة أذرع‬
‫فاستقصروا طولا وكرهوا أن يكون بغي سقف‪ ،‬وأرادوا الزيادة فيها فبنوها وزادوا ف طولا تسعة أذرع‪ ،‬وتركوا ف‬
‫الجر من عرضها ستة أذرع وعظم ذراع قصرت بم النفقة‪ .‬أخبن ممد بن يي عن الواقدي حدثن ابن أب سبة‬
‫عن يي بن شبل عن أب جعفر قال‪ :‬كان باب الكعبة على عهد إبراهيم وجرهم بالرض حت بنتها قريش‪ ،‬قال أبو‬
‫حذيفة بن الغية‪ :‬يا معشر قريش ارفعوا باب الكعبة حت ل يدخل عليكم إل بسلم فإنه ل يدخل عليكم إل من‬
‫أردت‪ ،‬فإن جاء أحد من تكرهون رميتم به فيسقط فكان نكالً لن رآه ففعلت قريش ذلك وردموا الردم العلى‬
‫وصرفوا السيل عن الكعبة وكسوها الوصائل‪.‬‬
‫وحدثن ممد بن يي عن الواقدي عن ممد بن أب حيد عن مودود مول عمر بن علي عن عمر بن علي قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬أنا وضعت الركن بيدي يوم اختلفت قريش ف وضعه‪.‬‬
‫حدثن ممد بن يي عن الواقدي قال‪ :‬حدثن خالد بن القاسم عن ابن أب ترأة عن أمه قالت‪ :‬أنا أنظر إل رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم يضع الركن بيده فقلت‪ :‬لن الثوب الذي وضع فيه الجر? قالت‪ :‬للوليد بن الغية ويقال‪:‬‬
‫حل الجر ف كساء طارون كان للنب صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫وحدثن ممد بن يي عن الواقدي عن ابن أب سبة عن عبد ال بن عكرمة بن عبد الرحن بن الارث عن هشام عن‬
‫سعيد بن السيب قال‪ :‬الذي أخذ الجر الذي انفلق من غمز العتلة من أساس الكعبة فنا من يده فرجع مكانه أبو‬
‫وهب بن عمرو بن عائد بن عمران بن مزوم‪.‬‬
‫حدثن ممد بن يي عن الواقدي عن هشام بن عمارة عن سعيد بن ممد ابن جبي بن مطعم قال‪ :‬الذي أخذ الجر‬
‫فنا من يده عامر بن نوفل بن عبد مناف قال الواقدي‪ :‬وقد ثبت انه أبو وهب بن عمرو بن عائد‪ .‬حدثن ممد بن‬
‫يي عن الواقدي عن الوليد بن كثي عن يعقوب بن عتبة قال‪ :‬اجتمع عند معاوية بن أب سفيان وهو خليفة‪ ،‬نفر من‬
‫قريش منهم جعدة بن هبي‪ ،‬وعبد الرحن بن الارث بن هشام‪ ،‬والارث بن عبد ال بن أب ربيعة‪ ،‬وعبد ال بن زمعة‬
‫بن السود فتذاكروا أحاديث العرب فقال معاوية‪ :‬من الرجل الذي نزا الجر من يده حي حفر أساس البيت حت‬
‫عاد مكانه ? قالوا‪ :‬من أعلم من أمي الؤمني بذا‪ ،‬قال‪ :‬علي ذلك‪ ،‬ليس كل العلم وعيناه ول حفظناه لقد علمنا‬
‫أمورا فنسيناها‪ ،‬قالوا جيعا‪ :‬هو أبو وهب ابن عمرو بن عائذ بن عمران بن مزوم‪ ،‬قال معاوية‪ :‬كذلك كنت أسع‬
‫من أب وكان حاضرا ف ذلك اليوم‪ ،‬قال‪ :‬فمن قال حي اختلفت قريش ف بنيان مقدم البيت يا معشر قريش ل‬
‫تنافسوا ول تباغضوا فيطمع فيكم غيكم ولكن جزءوا البيت أربعة أجزاء ث ربعوا القبائل فلتكن أرباعا ? قالوا‪ :‬إنه‬
‫أبو أمية بن الغية قال‪ :‬هكذا كنت أسع أب يقول‪ .‬قال‪ :‬فمن القائل حي اختلفت قريش ف وضع الركن حكموا‬
‫بينكم أول من يطلع من هذا الباب ? قال‪ :‬أبو حذيفة بن الغية قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬فمن النفر الذين رفعوا الثوب حي‬
‫وضعه رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬جدك عتبة ابن ربيعة أحدهم‪ ،‬قال‪ :‬كذلك كنت أسع أب يقول‪ .‬قال‪:‬‬
‫فمن كان من الربع الثان ? قالوا‪ :‬أبو زمعة بن السود بن الطلب قال‪ :‬كذلك كنت أسع أب يقول‪ ،‬قال‪ :‬فمن كان‬
‫ف الربع الثالث ? قالوا‪ :‬أبو حذيفة ابن الغية‪ ،‬قال‪ :‬كذلك كنت أسع أب يقول‪ ،‬قال‪ :‬فمن كان ف الربع الرابع ?‬
‫قالوا‪ :‬أبو قيس بن عدي السهمي‪ ،‬قال‪ :‬هذه واحدة قد خذتا عليكم العاصي بن وائل‪ ،‬قال‪ :‬فمن قال يا معشر قريش‬
‫ل تدخلوا ف عمارة بيت ربكم إل طيبا من كسبكم ? قالوا‪ :‬أبو حذيفة بن الغية قال‪ :‬هذه أخرى قد أخذتا عليكم‬
‫القائل هذا والتكلم به أبو أحيحة سعيد بن العاصي قال‪ :‬فأسكت القوم‪.‬‬
‫حدثن سعيد بن ممد رجل من قريش قال‪ :‬حدثن عيسى بن عبد ال ابن ممد بن عمر بن علي بن أب طالب رضي‬
‫ال عنه عن أبيه عن جده عن عمر بن علي بن أب طالب عن علي بن أب طالب قال‪ :‬لا احترقت الكعبة ف الاهلية‬
‫هدمتها قريش لتبنيها فكشف عن ركن من أركانا من الساس فإذا حجر فيه مكتوب‪ :‬أنا يعفر بن عبد قرا اقرأ على‬
‫رب السلم من رأس ثلثة آلف سنة‪.‬‬
‫باب ما جاء ف فتح الكعبة ومت كانوا يفتحونا‪ ،‬ودخولم اياها‪ ،‬وأول من خلع النعل والف عند دخولا‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬أخبن ممد بن يي عن الواقدي عن عبد ال ابن يزيد عن سعيد بن عمرو الذل عن أبيه قال‪:‬‬
‫رأيت قريشا يفتحون البيت ف الاهلية يوم الثني والميس وكان حجابه يلسون عند بابه فيتقي الرجل إذا كانوا‬
‫ل يريدون دخوله فيدفع ويطرح وربا عطب وكانوا ل يدخلون الكعبة بذاء يعظمون ذلك ويضعون نعالم تت‬
‫الدرجة‪ .‬أخبن ممد بن يي عن الواقدي عن أشياخه قالوا‪ :‬لا فرغت قريش من بناء الكعبة كان أول من خلع‬
‫الف والنعل فلم يدخلها بما الوليد بن الغية إعظاما لا فجرا ذلك سنة‪ .‬حدثن ممد بن يي حدثنا عبد العزيز بن‬
‫عمران عن عبد ال بن أب سليمان عن أبيه إن فاختة ابنة زهي بن الارث بن أسد بن عبد العزى وهي أم حكيم بن‬
‫حزام دخلت الكعبة وهي حامل فأدركها الخاض فيها فولدت حكيما ف الكعبة فحملت ف نطع وأخذ ما تت‬
‫مثبها فغسل عند حوض زمزم وأخذت ثيابا الت ولدت فيها فجعلت لقا واللقا انه ل يكن يطوف أحد بالبيت إل‬
‫عريانا إل المس فانم كانوا يطوفون بالبيت وعليهم الثياب وكان من طاف من غي المس ف ثيابه فإذا طاف‬
‫الرجل أو لرأة وفرغ من طوافه جاء بثيابه الت طاف فيها فطرحها حول البيت فل يسها أحد ول يركها حت تبلى‬
‫من وطيء القدام ومن الشمس والرياح والطر وقال ورقة بن نوفل يذكر اللقا‪:‬‬
‫لقى بي أيدي الطائفي حري‬ ‫كفى حزنا كرى عليه كأنـه‬
‫يقول ل يس‪ ،‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن إسحاق المدان عن زيد بن يثيع قال‪ :‬سألنا عليا‬
‫عليه السلم بأي شيء بعثك رسول ال صلى ال عليه وسلم إل أب بكر الصديق رضي ال عنه ف حجته سنة‬
‫تسع ? قال‪ :‬بأربع‪ ،‬ل يطوف بالبيت عريان‪ ،‬ول يدخل النة إل نفس مؤمنة‪ ،‬ول يتمع مسلم ومشرك ف الرم بعد‬
‫عامهم هذا‪ ،‬ومن كان له عند النب صلى ال عليه وسلم عهد فأربعة أشهر‪ ،‬قال أبو ممد‪ :‬ووجدت ف كتاب قدي‬
‫فيما سع من أب الوليد ومن كان له عند النب صلى ال عليه وسلم عهد فعهده إل مدته ومن ل يكن له عند النب‬
‫صلى ال عليه وسلم عهد فعهده أربعة أشهر‪ .‬حدثنا جدي قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن معاذ الصنعان عن معمر عن‬
‫الزهري أن العرب كانت تطوف بالبيت عراة إل المس‪ ،‬قريش وأحلفها والحسي الشدد ف دينه ف بعض كلم‬
‫العرب فمن جاء من غيهم وضع ثيابه وطاف ف ثوب أحسي قال‪ :‬فإن ل يد من يعيه من المس ثوبا فإنه يلقي‬
‫ثيابه ويطوف عريانا وإن طاف ف ثيابه القاها إذا قضى طوافه يرمها فيجعلها عندها فلذلك قال تبارك وتعال‪ :‬خذوا‬
‫زينتكم عند كل مسجد‪.‬‬
‫حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن معاذ الصنعان عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال‪ :‬السملة من الزينة‪ .‬حدثن‬
‫جدي عن عبد الجيد ابن عبد العزيز بن أب داود عن ابن جريج قال‪ :‬أخبن عبد ال بن كثي أنه سع طاوسا يقول‪:‬‬
‫يا بن آدم ل يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من النة فتبلوا حت يأت‪ ،‬يا بن آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد‬
‫يقول ل يأمرهم بالرير ول بالديباج ولكنه كان أهل الاهلية يطوف أحدهم بالبيت عريانا ويدع ثيابه وراء السجد‬
‫فيجدها ث إن طاف وهي عليه ضرب وانتزعت منه ف ذلك نزلت قل من حرم زينة ال الت أخرج لعباده والطيبات‬
‫من الرزق‪ .‬حدثنا سعيد بن منصور قال‪ :‬حدثنا جرير عن منصور عن ماهد ف قوله تعال‪ :‬وإذا فعلوا فاحشة قالوا‬
‫وجدنا عليها آباءنا وال أمرنا با‪ .‬قال‪ :‬كانوا يطوفون بالبيت عراة‪ .‬قال ابن جريج‪ :‬لا أن هلك ال تعال من أهلك‬
‫من أبرهة البشي صاحب الفيل وسلط عليه الطي البابيل عظمت جيع العرب قريشا وأهل مكة وقالوا‪ :‬أهل ال‬
‫قاتل عنهم وكفاهم مؤنة عدوهم فازدادوا ف تعظيم الرم والشاعر الرام والشهر الرام ووقروها ورأوا إن دينهم‬
‫خي الديان وأحبها إل ال تعال‪ ،‬وقالت قريش وأهل مكة‪ :‬نن أهل ال وبنو إبراهيم خليل ال وولة البيت الرام‬
‫وسكان حرمه وقطانه فليس لحد من العرب مثل حقنا ول مثل منلتنا ول تعرف العرب لحد مثل ما تعرف لنا‬
‫فابتدعوا عند ذلك أحداثا ف دينهم أداروها بينهم فقالوا‪ :‬ل تعظمون شيئا من الل كما تعظمون الرم فإنكم إن‬
‫فعلتم ذلك استخفت العرب برمكم وقالوا‪ :‬قد عظموا من الل مثل ما عظموا من الرم فتركوا الوقوف على عرفه‪،‬‬
‫والفاضة منها وهم يعرفون ويقرون انا من الشاعر والج ودين إبراهيم‪ ،‬ويقرون لسائر العرب أن يقفوا عليها‪ ،‬وأن‬
‫يفيضوا منها إل انم قالوا‪ :‬نن المس أهل الرم فليس ينبغي لنا أن نرج من الرم ول نعظم غيه‪ ،‬ث جعلوا لن‬
‫ولدوا من سائر العرب من سكان الل والرم مثل الذي لم بولدتم اياهم يل لم ما يل لم‪ ،‬ويرم عليهم ما يرم‬
‫عليهم‪ ،‬وكانت خزاعة وكنانة قد دخلوا معهم ف ذلك‪ ،‬ث ابتدعوا ف ذلك أمورا ل تكن‪ ،‬حت قالوا ل ينبغي‬
‫للحمس أن يأقطوا القط ول يسلؤا السمن وهم حرم ول يدخلوا بيتا من شعر ول يستظلوا إن استظلوا إل ف بيوت‬
‫الدم ما كانوا حرما ث رفعوا ف ذلك فقالوا‪ :‬ل ينبغي لهل الل أن يأكلوا من طعام جاءوا به معهم من الل ف‬
‫الرم إذا كانوا حجاجا أو عمارا‪ ،‬ول يأكلون ف اللرم ال من طعام دهل الرام أما قراء وأما شراء‪ ،‬وكانوا ما‬
‫سنوا به انه إذا حج الصرورة من غي المس والمس أهل مكة قريش وكنانة وخزاعة ومن دان بدينهم من ولدوا من‬
‫حلفائهم وإن كان من ساكن الل والحسي الشدد ف دينه فإذا حج الصرورة من غي المس رجلً كان أو امرأة‬
‫ل يطوف بالبيت إل عريانا الصرورة أول ما يطوف إل أن يطوف ف ثوب أحسي اما إعارة واما اجارة‪ ،‬يقف‬
‫أحدهم بباب السجد فيقول‪ :‬من يعي مصونا ? من يعي ثوبا ? فإن أعاره أحسي ثوبا او اكراه طاف به‪ ،‬وإن ل يعره‬
‫القى ثيابه بباب السجد من خارج ث دخل الطواف وهو عريان‪ ،‬يبدأ باساف فيستلمه‪ ،‬ث يستلم الركن السود‪ ،‬ث‬
‫يأخذ عن يينه ويطوف ويعل الكعبة عن يينه‪ ،‬فإذا ختم طوافه سبعا استلم الركن‪ ،‬ث استلم نائلة فيختم با طوافه‪ ،‬ث‬
‫يرج فيجد ثيابه كما تركها ل تس فيأخذها فيلبسها ول يعود إل الطواف بعد ذلك عريانا‪ ،‬ول يكن يطوف بالبيت‬
‫عريان إل الصرورة من غي المس‪ ،‬فأما المس فكانت تطوف ف ثيابا فإن تكرم متكرم من رجل أو امرأة من غي‬
‫المس ول يد ثياب أحسي يطوف فيها ومعه فضل ثياب يلبسها غي ثيابه الت عليه‪ ،‬فطاف ف ثيابه الت جاء با من‬
‫الل‪ ،‬فإذا فرغ من طوافه نزع ثيابه ث جعلها لقا يطرحها بي‪ ،‬أساف ونائلة‪ ،‬فل يسها أحد ول ينتفع با حت تبلى‬
‫من وطئ القدام ومن الشمس والرياح والطر‪ ،‬وقال الشاعر يذكر ذلك اللقا‪:‬‬
‫لقا بي أيدي الطائفي حـري‬ ‫كفى حزنا كرى عليه كأنـه‬
‫يقول ل يس‪ :‬فصار هذا كله سنة فيهم‪ ،‬وذلك من صنع إبليس وتزيينه لم ما يلبس عليهم من تغيي النيفية دين‬
‫إبراهيم‪ ،‬فجاءت امرأة يوما وكان لا جال وهيئة‪ ،‬فطلبت ثيابا عارية فلم تد من يعيها‪ ،‬فلم تد بدا من أن تطوف‬
‫عريانة فنعت‪ ،‬ثيابا بباب السجد ث دخلت السجد عريانة فوضعت يديها على فرجها وجعلت تقول‪:‬‬
‫وما بدا منه فل احلـه‬ ‫اليوم يبدو بعضه أو كلـه‬
‫قال‪ :‬فجعل فتيان مكة ينظرون إليها وكان لا حديث طويل‪ ،‬وقد تزوجت ف قريش‪ ،‬قال‪ :‬وجاءت امرأة أيضا‬
‫تطوف عريانة وكان لا جال‪ ،‬فرآها رجل فأعجبته‪ ،‬فدخل الطواف وطاف ف جنبها لن يسها فأدن عضده من‬
‫عضدها‪ ،‬فالتزقت عضده بعضدها فخرجا من السجد من ناحية بن سهم هاربي على وجوههما فزعي لا أصابما‬
‫من العقوبة‪ ،‬فلقيهما شيخ من قريش خارجا من السجد‪ ،‬فسألما عن شأنما‪ ،‬فأخباه بقضيتهما‪ ،‬فأفتاها أن يعودا‪،‬‬
‫فرجعا إل الكان الذي أصابما فيه ما أصابما‪ ،‬فيدعوان ويلصان أن ل يعودا‪ ،‬فرجعا إل مكانما فدعوا ال سبحانه‬
‫وأخلصا إليه أن ل يعودا فافترقت أعضادها فذهب كل واحد منهما ف ناحية‪.‬‬
‫حج أهل الاهلية وإنساء الشهور ومواسهم وما جاء ف ذلك‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا سعيد بن سال عن عثمان بن ساج عن ممد بن إسحاق عن الكلب‬
‫عن أب صال مول أم هان عن ابن عباس قال‪ :‬كانت العرب على ديني‪ ،‬حلة وحس‪ ،‬فالمس قريش وكل من‬
‫ولدت من العرب وكنانة وخزاعة والوس والزرج وجشم وبنو ربيعة بن عامر بن صعصعة‪ ،‬وأزد شنوءة‪ ،‬وجذم‪،‬‬
‫وزبيد‪ ،‬وبنو ذكوان من بن سليم‪ ،‬وعمرو اللت‪ ،‬وثقيف‪ ،‬وغطفان والغوث‪ ،‬وعدوان‪ ،‬وعلف‪ ،‬وقضاعة‪ ،‬وكانت‬
‫قريش إذا أنكحوا عربيا إمرأة منهم اشترطوا عليه أن كل من ولدت له فهو أحسي على دينهم‪ ،‬وزوج الدرم تيم بن‬
‫غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة إبنه مدا إبنة تيم ربيعة بن عامر بن صعصعة على أن ولده منها أحسي‬
‫على سنة قريش وفيها يقول لبيد بن ربيعة بن جعفر الكلب‪:‬‬
‫نيا والقبائل مـن هـلل‬ ‫سقى قومي بن مد وأسقى‬
‫وذكروا أن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلن تزوج سلمى بنت ضبيعة بن علي بن يعصر بن سعد بن‬
‫قيس بن عيلن‪ ،‬فولدت له هوازن‪ ،‬فمرض مرضا شديدا‪ ،‬فنذرت سلمى لئن برأ لتحمسنه‪ ،‬فلما برأ حسته‪ ،‬فلم تكن‬
‫نساؤهم ينسجن ول يغزلن الشعر ول يسلئي السمن إذا أحرموا‪ ،‬قال‪ :‬وكانت المس إذا أحرموا إل يأتقطوا القط‪،‬‬
‫ول يأكلوا السمن ول يسلئونه‪ ،‬ول يخضون اللب‪ ،‬ول يأكلون الزبد‪ ،‬ول يلبسون الوبر‪ ،‬ول الشعر‪ ،‬ول يستظلون‬
‫به ما داموا حرما‪ ،‬ول يغزلون الوبر‪ ،‬ول الشعر ول ينسجنه‪ ،‬وإنا يستظلون بالدم ول يأكلون شيئا من نبات الرم‪،‬‬
‫وكانوا يعظمون الشهر الرم ول يفرون فيها الذمة ول يظلمون فيها‪ ،‬ويطوفون بالبيت وعليهم ثيابم‪ ،‬وكانوا إذا‬
‫أحرم الرجل منهم ف الاهلية وأول السلم‪ ،‬فإن كان أهل الدر يعن أهل البيوت والقرى نقب نقبا ف ظهر بيته‪،‬‬
‫فمنه يدخل ومنه يرج‪ ،‬ول يدخل من بابه‪ ،‬وكانت المس تقول‪ :‬ل تعظموا شيئا من الل ول تاوزوا الرم ف‬
‫الج فل يهاب الناس حرمكم ويرون ما تعظمون من الل كالرم فقصروا عن مناسك الج والوقف من عرفة وهو‬
‫من الل‪ ،‬فلم يكونوا يقفون به ول يفيضون منه‪ ،‬وجعلوا موقفهم ف طرف الرم من نرة بفضى الأزمي يقفون به‬
‫عشية عرفة ويظلون به يوم عرفة ف الراك من نرة ويفيضون منه إل الزدلفة‪ ،‬فإذا عممت الشمس رؤوس البال‪،‬‬
‫دفعوا وكانوا يقولون‪ :‬نن أهل الرم ل نرج من الرم ونن‪ ،‬المس‪ ،‬فتحمست قريش ومن ولدت فتحمست‬
‫معهم هذه القبائل‪ ،‬فسميت المس‪ ،‬وإنا سيت المس حسا للتشديد ف دينهم‪ ،‬فالحسي ف لغتهم الشدد ف‬
‫دينه‪ ،‬وكانت المس من دينهم إذا أحرموا أن ل يدخلوا بيتا من البيوت ول يستظلوا تت سقف بيت‪ ،‬ينقب‬
‫أحدهم نقبا ف ظهر بيته‪ ،‬فمنه يدخل إل حجرته ومنه يرج ول يدخل من بابه‪ ،‬ول يوز تت أسكفة بابه ول‬
‫عارضته‪ ،‬فإذا أرادوا بعض أطعمتهم ومتاعهم‪ ،‬تسوروا من ظهر بيوتم وأدبارها حت يظهروا على السطوح ث ينلون‬
‫ف حجرتم ويرمون أن يروا تت عتبة الباب‪ ،‬وكانوا كذلك حت بعث ال نبيه ممدا صلى ال عليه وسلم ‪،‬‬
‫فأحرم عام الديبية‪ ،‬فدخل بيته وكان معه رجل من النصار فوقف النصاري بالباب فقال له‪ :‬ال تدخل ? فقال‬
‫النصاري‪ :‬ان أحسي يا رسول ال‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬وأنا أحسي دين ودينك سواء‪ ،‬فدخل‬
‫النصاري مع رسول ال صلى ال عليه وسلم كما رآه دخل من بابه‪ ،‬فأنزل ال عز وجل "وليس الب بأن تأتوا‬
‫البيوت من ظهورها ولكن الب من اتقى واتوا البيت من أبوابا"‪ ،‬وكانت اللة تطوف بالبيت أول ما يطوف الرجل‬
‫والرأة ف أول حجة يجها عراة‪ ،‬وكانت بنو عامر بن صعصعة وعك‪ ،‬من يفعل ذلك‪ ،‬فكانوا إذا طافت الرأة منهم‬
‫عريانة‪ ،‬تضع احدى يديها على قبلها والخرى على دبرها ث تقول‪:‬‬
‫وما بدا منـه فل أحلـه‬ ‫اليوم يبدو بعضه أو كله‬
‫قال ابن عباس‪ :‬فكانت قبائل من العرب من بن عامر وغيهم يطوفون بالبيت عراة الرجال بالنهار والنساء بالليل‪،‬‬
‫فإذا بلغ أحدهم إل باب السجد قال للحمس‪ :‬من يعي مصونا ? من يعي معوزا ? فإن أعاره أحسي ثوبه طاف به‬
‫وإل ألقى ثيابه بباب السجد ث دخل للطواف‪ ،‬فطاف بالبيت سبعا عريانا‪ ،‬وكانوا يقولون ل نطوف ف الثياب الت‬
‫قارفنا فيها الذنوب‪ ،‬ث يرجع إل ثيابه فيجدها ل ترك‪ ،‬وكان بعض نسائهم تتخذ سيورا فتعلقها ف حقوتا وتستتر‬
‫با‪ ،‬وهو يوم تقول فيه قول العامرية‪:‬‬
‫فما بدا منه فل احلـه‬ ‫اليوم يبدو بعضه أو كله‬
‫ال أن يتكرم منهم متكرم فيطوف ف ثيابه‪ ،‬فإن طاف فيها ل يل له أن يلبسها أبدا ول ينتفع با ويطرحها لقا واللقا‬
‫هذه الثياب الت يطوفون فيها يرمون با باب السجد فل يسها أحد من خلق ال حت تبليها الشمس والمطار‬
‫والرياح ووطء القدام وفيه يقول ورقة بن نوفل السدي‪:‬‬
‫لقا بي أيـدي الطائفي حري‬ ‫كفى حزنا كرى عليه كأنـه‬
‫قال الكلب‪ :‬فكان أول من انسأ الشهور من مضر‪ ،‬مالك بن كنانة‪ ،‬وذلك إن مالك بن كنانة نكح إل معاوية بن ثور‬
‫الكندي وهو يومئذ ف كندة‪ ،‬وكانت النساءة قبل ذلك ف كندة‪ ،‬لنم كانوا قبل ذلك ملوك العرب من ربيعة‬
‫ومضر‪ ،‬وكانت كندة من أرداف القاول فنسأ ثعلبة بن مالك ث نسأ بعده الارث بن مالك بن كنانة وهو القلمس‪،‬‬
‫ث نسأ بعده سرير بن القلمس‪ ،‬ث كانت النساءة ف بن فقيم من بن ثعلبة حت جاء السلم‪ ،‬وكان آخر من نسأ‬
‫منهم أبو ثامة جنادة بن عوف بن أمية بن عبد بن فقيم‪ ،‬وهو الذي جاء ف زمن عمر بن الطاب رضي ال عنه إل‬
‫الركن السود‪ ،‬فلما رأى الناس يزدحون عليه قال‪ :‬أيها الناس أنا له جار فأخروا عنه فخفقة عمر بالدرة ث قال‪ :‬أيها‬
‫اللف الاف قد أذهب ال عزك بالسلم‪ ،‬فكل هؤلء قد نسأ ف الاهلية والذي ينسأ لم إذا أرادوا أن ل يلو‬
‫الحرم قام بفناء الكعبة يوم الصدر فقال‪ :‬أيها الناس ل تلوا حرماتكم‪ ،‬وعظموا شعائركم فإن أجاب ول أعاب‪ ،‬ول‬
‫يعاب لقول قلته فهنالك يرمون الحرم ذلك العام‪ ،‬وكان أهل الاهلية يسمون الحرم صفر الول‪ ،‬وصفر‪ ،‬صفر‬
‫الخر‪ ،‬فيقولون صفران وشهرا ربيع وجاديان ورجب وشعبان وشهر رمضان وشوال وذو القعدة وذو الجة‪ ،‬فكان‬
‫ينسأ النساء سنة ويترك سنة‪ ،‬ليحلوا الشهور الحرمة ويرموا الشهور الت ليست بحرمة‪ ،‬وكان ذلك من فعل ابليس‬
‫ألقاه على ألسنتهم فرأوه حسنا‪ ،‬فإذا كانت السنة الت ينسأ فيها‪ ،‬يقوم فيخطب بفناء الكعبة ويتمع الناس إليه يوم‬
‫الصدر فيقول‪ :‬يا أيها الناس إن قد انسأت العام صفر الول يعن الحرم فيطرحونه من الشهور ول يعتدون به‪،‬‬
‫ويبتدئون العدة فيقولون‪ :‬لصفر وشهر ربيع الول صفرين ويقولون لشهر ربيع الخر ولمادي الول‪ ،‬شهري ربيع‪،‬‬
‫ويقولون لمادي الخرة ولرجب جاديي‪ ،‬ويقولون لشعبان‪ ،‬رجب‪ ،‬ولشهر رمضان شعبان‪ ،‬ويقولون لشوال شهر‬
‫رمضان‪ ،‬ولذي القعدة شوال‪ ،‬ولذي الجة ذا القعدة‪ ،‬ولصفر الول وهو الحرم‪ ،‬الشهر الذي انسأه ذا الجة‪،‬‬
‫فيحجون تلك السنة ف الحرم‪ ،‬ويبطل من هذه السنة شهرا ينسئه ث يطبهم ف السنة الثانية ف وجه الكعبة أيضا‬
‫فيقول‪ :‬أيها الناس ل تلوا حرماتكم‪ ،‬وعظموا شعائركم‪ ،‬فإن أجاب ول أعاب‪ ،‬ول يعاب لقول قلته‪ ،‬اللهم إن قد‬
‫أحللت دماء الحلي طيء وخثعم ف الشهر الرم‪ ،‬وانا أحل دماءهم‪ ،‬لنم كانوا يعدون على الناس ف الشهر‬
‫الرم من بي العرب فيعرونم يطلبون بثارهم ول يقفون عن حرمات الشهر الرم كما يفعل غيهم من العرب‪،‬‬
‫فكان سائر العرب من اللة والمس‪ ،‬ل يعدون ف الشهر الرم على أحد ولو لقي أحدهم قاتل أبيه أو أخيه‪ ،‬ول‬
‫يستاقون مال‪ ،‬اعظاما للشهور الرم‪ ،‬ال خثعم وطئ فإنم كانوا يعدون ف الشهر الرم‪ ،‬فهنالك يرمون من تلك‬
‫السنة الحرم وهو صفر الول ث يعدون الشهور على عدتم الت عدوها ف العام الول فيحجون ف كل شهر‬
‫حجتي‪ ،‬ث ينسأ ف السنة الثانية‪ ،‬فينسأ صفر الول ف عدتم هذه وهو صفر الخر ف العدة الثانية حت تكون‬
‫حجتهم ف صفر أيضا حجتي‪ ،‬وكذلك الشهور كلها حت يستدير الج ف كل أربع وعشرين سنة إل الحرم الذي‬
‫ابتدؤا منه النساء‪ ،‬يجون ف الشهور كلها ف كل شهر حجتي‪ ،‬فلما جاء ال بالسلم‪ ،‬أنزل ف كتابه "انا النسئ‬
‫زيادة ف الكفر يضل به الذين كفروا يلونه عاما ويرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم اللّه فيحلوا ما حرم اللّه" فأنزل‬
‫ال تعال "إن عدة الشهور عند اللّه اثن عشر شهرا ف كتاب اللّه يوم خلق السموات والرض منها أربعة حرم" فلما‬
‫كان عام فتح مكة سنة ثان استعمل النب صلى ال عليه وسلم عتاب بن أسيد بن أب العيص ابن أمية بن عبد شس‬
‫على مكة ومضى إل حني فغزا هوازن‪ ،‬فلما فرغ منها مضى إل الطائف ث رجع عن الطائف إل العرانة فقسم با‬
‫ل معتمرا‪ ،‬فطاف بالبيت وبي الصفا والروة من ليلته ومضى إل العرانة‬‫غنائم حني ف ذي القعدة‪ ،‬ث دخل مكة لي ً‬
‫فأصبح با كبائت‪ ،‬فأنشا الروج منها راجعا إل الدينة‪ ،‬فهبط من العرانة ف بطن سرف حت لقي طريق الدينة من‬
‫سرف‪ ،‬ول يؤذن للنب صلى ال عليه وسلم ف الج تلك السنة‪ ،‬وذلك إن الج وقع تلك السنة ف ذي القعدة‪ ،‬ول‬
‫يبلغنا انه استعمل عتابا على الج تلك السنة‪ ،‬سنة ثان‪ ،‬ول أمره فيه بشيء‪ ،‬فلما جاء الج‪ ،‬حج السلمون‬
‫والشركون فدفعوا معا فكان السلمون ف ناحية يدفع بم عتاب ابن أسيد ويقف بم الواقف‪ ،‬لنه أمي البلد‪ ،‬وكان‬
‫الشركون من كان له عهد ومن ل يكن له عهد ف ناحية يدفع بم أبو سيارة العدوان على اتان عوراء رسنها ليف‪،‬‬
‫قال فلما كان سنة تسع‪ ،‬وقع الج ف ذي الجة‪ ،‬فأرسل النب صلى ال عليه وسلم أبا بكر الصديق رضي ال تعال‬
‫عنه إل مكة واستعمله على الج وعلمه الناسك وأمره بالوقوف على عرفة وعلى جع‪ ،‬ث نزلت سورة براءة خلف‬
‫أب بكر فبعث با النب صلى ال عليه وسلم مع علي عليه السلم وأمره إذا خطب أبو بكر‪ ،‬وفرغ من خطبته قام‬
‫علي‪ ،‬فقرأ على الناس سورة براءة ونبذ إل الشركي عهدهم‪ ،‬وقال‪ :‬ل يتمعن مسلم ومشرك على هذا الوقف بعد‬
‫عامهم هذا‪ ،‬وكان أبو بكر رضي ال تعال عنه الذي يطب على الناس ويصلي بم ويدفع بم ف الوقف‪ ،‬فلما كان‬
‫سنة عشر‪ ،‬اذن ال عز وجل لنبيه صلى ال عليه وسلم ف الج‪ ،‬فحج رسول ال حجة الوداع وهي حجة التمام‬
‫فوقف بعرفة فقال‪ :‬يا أيها الناس إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق ال السموات والرض فل شهر ينسأ ول عدة‬
‫تطا‪ ،‬وإن الج ف ذي الجة إل يوم القيامة‪ ،‬قال‪ :‬وكانت الفاضة ف الاهلية إل صوفة وصوفة رجل يقال له أخزم‬
‫بن العاص بن عمرو بن مازن بن السد وكان أخزم قد تصدق بابن له على الكعبة يدمها‪ ،‬فجعل إليه حبشية بن‬
‫سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر الزاعي الفاضة بالناس على الوقف وحبشية يومئذ‬
‫يلى حجابة الكعبة وأمر مكة يصطف الناس على الوقف فيقول حبشية‪ :‬اجيزى صوفة فيقول الصوف‪ :‬اجيزوا أيها‬
‫الناس فيجوزون‪ ،‬يقال إن امرأة من جرم تزوجها أخزم بن العاص بن عمرو بن مازن بن السد وكانت عاقرا فنذرت‬
‫إن ولدت غلما أن تصدق به على الكعبة عبدا لا يدمها ويقوم عليها‪ ،‬فولدت من أخزم الغوث‪ ،‬فتصدقت به‬
‫عليها‪ ،‬فكان يدمها ف الدهر الول مع أخواله من جرهم فول الجازة بالناس لكانه من الكعبة وقالت أمه حي‬
‫أتت نذرها وخدم الغوث بن أخزم الكعبة‪:‬وا معا فكان السلمون ف ناحية يدفع بم عتاب ابن أسيد ويقف بم‬
‫الواقف‪ ،‬لنه أمي البلد‪ ،‬وكان الشركون من كان له عهد ومن ل يكن له عهد ف ناحية يدفع بم أبو سيارة العدوان‬
‫على اتان عوراء رسنها ليف‪ ،‬قال فلما كان سنة تسع‪ ،‬وقع الج ف ذي الجة‪ ،‬فأرسل النب صلى ال عليه وسلم أبا‬
‫بكر الصديق رضي ال تعال عنه إل مكة واستعمله على الج وعلمه الناسك وأمره بالوقوف على عرفة وعلى جع‪،‬‬
‫ث نزلت سورة براءة خلف أب بكر فبعث با النب صلى ال عليه وسلم مع علي عليه السلم وأمره إذا خطب أبو‬
‫بكر‪ ،‬وفرغ من خطبته قام علي‪ ،‬فقرأ على الناس سورة براءة ونبذ إل الشركي عهدهم‪ ،‬وقال‪ :‬ل يتمعن مسلم‬
‫ومشرك على هذا الوقف بعد عامهم هذا‪ ،‬وكان أبو بكر رضي ال تعال عنه الذي يطب على الناس ويصلي بم‬
‫ويدفع بم ف الوقف‪ ،‬فلما كان سنة عشر‪ ،‬اذن ال عز وجل لنبيه صلى ال عليه وسلم ف الج‪ ،‬فحج رسول ال‬
‫حجة الوداع وهي حجة التمام فوقف بعرفة فقال‪ :‬يا أيها الناس إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق ال السموات‬
‫والرض فل شهر ينسأ ول عدة تطا‪ ،‬وإن الج ف ذي الجة إل يوم القيامة‪ ،‬قال‪ :‬وكانت الفاضة ف الاهلية إل‬
‫صوفة وصوفة رجل يقال له أخزم بن العاص بن عمرو بن مازن بن السد وكان أخزم قد تصدق بابن له على الكعبة‬
‫يدمها‪ ،‬فجعل إليه حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر الزاعي الفاضة‬
‫بالناس على الوقف وحبشية يومئذ يلى حجابة الكعبة وأمر مكة يصطف الناس على الوقف فيقول حبشية‪ :‬اجيزى‬
‫صوفة فيقول الصوف‪ :‬اجيزوا أيها الناس فيجوزون‪ ،‬يقال إن امرأة من جرم تزوجها أخزم بن العاص بن عمرو بن‬
‫مازن بن السد وكانت عاقرا فنذرت إن ولدت غلما أن تصدق به على الكعبة عبدا لا يدمها ويقوم عليها‪،‬‬
‫فولدت من أخزم الغوث‪ ،‬فتصدقت به عليها‪ ،‬فكان يدمها ف الدهر الول مع أخواله من جرهم فول الجازة بالناس‬
‫لكانه من الكعبة وقالت أمه حي أتت نذرها وخدم الغوث بن أخزم الكعبة‪:‬‬
‫ربيطة بـكة الـعـلـية‬ ‫إن جعلت رب مـن بـنـيه‬
‫واجعله ل من صال البية‬ ‫فباركـن لـي بـهـا ألـيه‬
‫فول الغوث بن أخزم الجازة من عرفة وولده من بعده ف زمن جرهم وخزاعة حت انقرضوا‪ ،‬ث صارت الفاضة ف‬
‫عدوان بن عمرو بن قيس بن عيلن بن مضر ف زمن قريش ف عهد قصى‪ ،‬وكانت من بن عدوان ف آل زيد بن‬
‫عدوان يتوارثونه‪ ،‬حت كان الذي قام عليه السلم سيارة العدوان وهو عمي العزل بن خالد بن سعيد بن الارث‬
‫بن زيد بن عدوان‪ ،‬وكان أيضا من عدوان حاكم العرب عامر بن الظرب‪ ،‬فإذا كان الج ف الشهر الذي يسمونه ذا‬
‫الجة‪ ،‬خرج الناس إل مواسهم فيصبحون بعكاظ يوم هلل ذي القعدة فيقيمون به عشرين ليلة تقوم فيها أسواقهم‬
‫بعكاظ والناس على مداعيهم وراياتم منحازين ف النازل تضبط كل قبيلة أشرفها وقادتا ويدخل بعضهم ف بعض‬
‫للبيع والشراء ويتمعون ف بطن السوق‪ ،‬فإذا مضت العشرون انصرفوا إل منة فأقاموا با عشرا‪ ،‬أسواقهم قائمة‪ ،‬فإذا‬
‫رأوا هلل ذي الجة انصرفوا إل ذي الجاز فأقاموا به ثان ليال أسواقهم قائمة‪ ،‬ث يرجون يوم التروية من ذي‬
‫الجاز إل عرفة فيتروون ذلك اليوم من الاء بذي الجاز‪ ،‬وانا سي يوم التروية‪ ،‬لترويهم من الاء بذي الجاز‪ ،‬ينادي‬
‫بعضهم بعضا ترووا من الاء لنه ل ماء بعرفة ول بالزدلفة يومئذ‪ ،‬وكان يوم التروية آخر أسواقهم‪ ،‬وانا كان يضر‬
‫هذه الواسم بعكاظ‪ ،‬ومنة‪ ،‬وذي الجاز التجار من كان يريد التجارة‪ ،‬ومن ل يكن له تارة ول بيع فإنه يرج من‬
‫أهله مت أراد‪ ،‬ومن كان من أهل مكة من ل يريد التجارة‪ ،‬خرج من مكة يوم التروية‪ ،‬فيترووا من الاء فتنل المس‬
‫أطراف الرم من نرة يوم عرفة وتنل اللة عرفة‪ ،‬وكان النب صلى ال عليه وسلم ف سنته الت دعا فيها بكة قبل‬
‫الجرة ل يقف مع قريش والمس ف طرف الرم‪ ،‬وكان يقف مع الناس بعرفة‪ ،‬قال جبي بن مطعم بن عدى بن‬
‫نوفل بن عبد مناف‪ :‬أضللت بعيا يوم عرفة فخرجت أقصه واتبعه بعرفة إذ أبصرت ممدا بعرفة فقلت‪ :‬هذا من‬
‫المس ما يوقفه ها هنا فعجبت له‪ ،‬قال‪ :‬وكانوا ل يتبايعون ف يوم عرفة ول أيام من‪ ،‬فلما ان جاء ال بالسلم‬
‫أحل ال ذلك لم فأنزل ال تعال ف كتابه ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلً من ربكم وف قراءة أب بن كعب ف‬
‫مواسم الج يعن من وعرفة وعكاظ ومنة‪ ،‬وذا الجاز فهذه مواسم الج‪ ،‬فإذا جاءوا عرفة أقاموا با يوم عرفة فتقف‬
‫اللة على الوقف من عرفة عشية عرفة وتقف المس على انصاب الرم من نرة فإذا دفع الناس من عرفة وأفاضوا‬
‫أفاضت المس من أنصاب الرم وأفاضت اللة من عرفة حت يلتقوا بزدلفة جيعا وكانوا يدفعون من عرفة إذا‬
‫طفلت الشمس للغروب وكانت على رؤوس البال كأنا عمائم الرجال ف وجوههم‪ ،‬فإذا كان هذا الوقت دفعت‬
‫اللة من عرفة ودفعت معها المس من أنصاب الرم حت ياتوا جيعا مزدلفة فيبيتون با حت إذا كان ف الغلس‪،‬‬
‫وقفت اللة والمس على قزح‪ ،‬فل يزالون عليه حت إذا طلعت الشمس وصارت على رؤوس البال كأنا عمائم‬
‫الرجال ف وجوههم دفعوا من مزدلفة وكانوا يقولون‪ :‬أشرق ثبي كيما نغي أي أشرق بالشمس حت ندفع من‬
‫الزدلفة فأنزل ال ف المس‪ ،‬ث أفيضوا من حيث أفاض الناس يعن من عرفة والناس الذين كانوا يدفعون منها أهل‬
‫اليمن وربيعة وتيم‪ ،‬فلما حج النب صلى ال عليه وسلم خطب الناس بعرفة فقال‪ :‬إن أهل الشرك والوثان كانوا‬
‫يدفعون من عرفة إذا صارت الشمس على رؤوس البال كأنا عمائم الرجال ف وجوههم ويدفعون من مزدلفة إذا‬
‫طلعت الشمس على رؤوس البال كأنا عمائم الرجال ف وجوههم وانا ل ندفع من عرفة حت تغرب الشمس‪ ،‬ونل‬
‫فطر الصائم‪ ،‬وندفع من مزدلفة غدا إن شاء ال قبل طلوع الشمس هدينا مالف لدى أهل الشرك الشرك والوثان‪،‬‬
‫قال‪ :‬الكلب وكانت هذه السواق بعكاظ‪ ،‬ومنة‪ ،‬وذي الجاز قائمة ف السلم‪ ،‬حت كان حديثا من الدهر فأما‬
‫عكاظ فإنا تركت عام خرجت الرورية بكة مع أب حزة الختار بن عوف الزدي الباضي ف سنة تسع وعشرين‬
‫ومائة‪ ،‬خاف الناس أن ينهبوا وخافوا الفتنة فتركت حت الن‪ ،‬ث تركت منة وذو الجاز بعد ذلك‪ ،‬واستغنوا‬
‫بالسواق بكة وبن وبعرفة‪ ،‬قال أبو الوليد‪ :‬وعكاظ وراء قرن النازل برحلة على طريق صنعاء ف عمل الطائف على‬
‫بريد منها وهي سوق لقيس بن عيلن وثقيف وأرضها لنصر ومنة سوق بأسفل بأسفل مكة على بريد منها وهي‬
‫سوق لكنانة وأرضها من أرض كنانة وهي الت يقول فيها بلل‪ :‬يقول فيها بلل‪:‬‬
‫بفخ وحول أذخر وجـلـيل‬ ‫أل ليت شعري هل أبيت ليلة‬
‫وهل يبدون ل شامة وطفـيل‬ ‫وهل أردن يوما ميـاة مـنة‬
‫وشامة وطفيل جبلن مشرفان على منة‪ ،‬وذو الجاز سوق لذيل عن يي الوقف من عرفة قريب من كبكب على‬
‫فرسخ من عرفة وحباشة سوق الزدوهي ف ديار الوصام من بارق من صدر قنونا وحلى من ناحية اليمن وهي من‬
‫مكة على ست ليال وهي آخر سوق خربت من أسواق الاهلية‪ ،‬وكان وال مكة يستعمل عليها رجلً يرج معه‬
‫بند فيقيمون با ثلثة أيام من أول رجب متوالية‪ ،‬حت قتلت الزد واليا كان عليها من غن بعثه داود بن عيسى بن‬
‫موسى ف سنة سبع وتسعي ومائة‪ ،‬فأشار فقهاء أهل مكة على داود بن عيسى بتخريبها فخربا وتركت إل اليوم‪،‬‬
‫وانا ترك ذكر حباشة مع هذه السواق لنا ل تكن ف مواسم الج ول ف أشهره وانا كانت ف رجب قال‪ :‬وكانوا‬
‫يرون ان افجر الفجور العمرة ف أشهر الج‪ ،‬تقول قريش وغيها من العرب ل تضروا سوق عكاظ ومنة وذي‬
‫الجاز إل مرمي بالج وكانوا يعظمون أن يأتوا شيئا من الحارم أو يعدوا بعضهم على بعض ف الشهر الرم وف‬
‫الرم‪ ،‬وانا سي الفجار لا صنع فيه من الفجور‪ ،‬وسفك فيه من الدماء‪ ،‬فكانوا يامنون ف الشهر الرم وف الرم‬
‫وكانوا يقولون‪ :‬إذا برا الدبر‪ ،‬وعفى الوبر‪ ،‬ودخل صفر حلت العمرة لن اعتمر يعنون إذا برأ دبر البل الت كانوا‬
‫شهدوا الوسم وحجوا عليها وعفا وبرها فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ف السلم دخلت العمرة ف الج إل‬
‫يوم القيامة فاعتمر رسول ال صلى ال عليه وسلم عمرة كلها ف ذي القعدة عمرة الديبية‪ ،‬وعمرة القضا من قابل‪،‬‬
‫وعمرته من العرانة كلها ف ذي القعدة وأرسل عائشة رضي ال عنها مع أخيها عبد الرحن بن أب بكر ليلة الصبة‬
‫فاعتمرت من التنعيم قال‪ :‬وكان من سنتهم ان الرجل يدث الدث بقتل الرجل‪ ،‬أو يلطمه‪ ،‬أو يضربه فيبط لا من‬
‫لا الرم قلدة ف رقبته ويقول‪ :‬أنا ضرورة فيقال‪ :‬دعوا الضرورة بهله وان رمي بعره ف رجله فل يعرض له أحد‪،‬‬
‫فقال النب صلى ال عليه وسلم ل ضرورة ف السلم وان من أحدث حدثا خذ بدثه‪ ،‬قال‪ :‬فكان عمرو بن لى‬
‫وهو ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر الزاعي وهو الذي غي دين النيفية دين إبراهيم عليه السلم كان فيهم‬
‫شريفا‪ ،‬سيدا‪ ،‬مطاعا يطعم الطعام‪ ،‬ويمل الغرم وكان ما قال لم فهو دين متبع ل يعصى‪ ،‬وكان ابليس يلقي على‬
‫لسانه الشيء الذي يغي به السلم فيستحسنه فيعمل به فيعمله أهل الاهلية‪ ،‬وهو الذي جاء ببل من أرض الزيرة‬
‫فجعله ف الكعبة وجعل عنده سبعة قداح يستقسمون با ف كل قدح منها كتاب يعملون با يرج فيه‪ ،‬فإذا أراد‬
‫الرجل أمرا أو سفرا أخرج منها قدحي ف أحدها مكتوب أمرن رب‪ ،‬وف الخر نان ث يضرب بما ومعهما قدح‬
‫غفل فإن خرج الناهي جلس‪ ،‬وإن خرج المر مضى‪ ،‬وإن خرج الغفل أعاد الضرب حت يرج أما الناهي وأما المر‬
‫والباقي من القداح سبعة مكتوب عليها منها قدح مكتوب عليه العقل‪ ،‬وقدح فيه نعم‪ ،‬وقدح فيه ل‪ ،‬وقدح فيه‬
‫منكم‪ ،‬وقدح فيه من غيكم وقدح فيه ملصق‪ ،‬وقدح فيه الياه فإذا أرادوا أن يتنوا غلما‪ ،‬أو ينكحوا ايا‪ ،‬أو يدفنوا‬
‫ميتا ذهبوا إل هبل بائة درهم وجزور ث قالوا لغاضرة بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو الزاعي‪ ،‬وكانت‬
‫القداح إليه فقالوا‪ :‬هذه مائة درهم وجزور لقد أردنا كذا وكذا فاضرب لنا على فلن بن فلن فإن كان كما قال‬
‫أهله خرج العقل أو نعم أو منكم فما خرج من ذلك انتهوا إليه ف أنفسهم‪ ،‬وان خرج ل ضرب على الياه فإن خرج‬
‫منكم كان منهم وسيطا‪ ،‬وان خرج من غيكم كان حليفا‪ ،‬وان خرج ملصق كان دعيا نفيا فمكثوا زمانا وهم‬
‫يلطون‪ ،‬وكان عمرو بن لى غي تلبية إبراهيم خليل الرحن عليه السلم بينما هو يسي على راحلته ف بعض مواسم‬
‫الج وهو يلب إذ مثل له ابليس ف صورة شيخ ندي على بعي أصهب فسايره ساعة ث لب ابليس فقال‪ :‬لبيك اللهم‬
‫لبيك‪ ،‬فقال عمرو بن لى‪ :‬مثل ذلك‪ ،‬فقال ابليس‪ :‬لبيك ل شريك لك‪ ،‬فقال عمرو‪ :‬مثل ذلك فقال ابليس‪ :‬ال‬
‫شريك هو لك فقال عمرو‪ :‬وما هذا ? قال ابليس لعنه ال‪ :‬ان بعد هذا ما يصلحه ال شريك هو لك‪ ،‬تلكه وما‬
‫ملك؛ فقال عمرو بن لى‪ :‬ما أرى بذا بأسا فلباها فلب الناس على ذلك وكانوا يقولون‪ :‬لبيك اللهم لبيك‪ ،‬لبيك ل‬
‫شريك لك‪ ،‬إل شريك هو لك‪ ،‬تلكه وما ملك فلم تزل تلك تلبيتهم حت جاء ال بالسلم ولب رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم تلبية إبراهيم الصحيحة لبيك اللهم لبيك‪ ،‬لبيك ل شريك لك لبيك إن المد والنعمة لك واللك‪ ،‬ل‬
‫شريك لك‪ .‬فلباها السلمون‪.‬بيك إن المد والنعمة لك واللك‪ ،‬ل شريك لك‪ .‬فلباها السلمون‪.‬‬
‫إكرام أهل الاهلية الاج‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬أخبن جدي عن سعيد بن سال عن عثمان بن ساج قال‪ :‬أخبن ممد بن إسحاق إن هاشم‬
‫بن عبد مناف كان يقول لقريش إذا حضر الج يا معشر قريش انكم جيان ال وأهل بيته خصكم ال بذلك‬
‫وأكرمكم به ث حفظ منكم أفضل ما حفظ جار من جاره فأكرموا ضيافه وزوار بيته يأتونكم شعثا غبا من كل بلد‪،‬‬
‫فكانت قريش ترافد على ذلك حت إن كان أهل البيت ليسلون بالشيء اليسي رغبة ف ذلك فيقبل منهم لا يرجا لم‬
‫من منفعته‪.‬‬
‫إطعام أهل الاهلية حاج البيت‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬أخبن جدي عن سعيد بن سال عن عثمان بن ساج قال‪ :‬أخبن ممد بن إسحاق‪ ،‬إن قصي‬
‫بن كلب بن مرة قال لقريش‪ :‬يا معشر قريش انكم جيان ال وأهل الرم‪ ،‬وإن الاج ضيفان ال وزوار بيته‪ ،‬وهم‬
‫أحق الضيف بالكرامة‪ ،‬فاجعلوا لم طعاما وشرابا أيام هذا الج‪ ،‬حت يصدروا عنكم‪ .‬ففعلوا فكانوا يرجون لذلك‬
‫كل عام من أموالم خرجا ترجه قريش ف كل موسم من أموالم‪ ،‬فيدفعونه إل قصي‪ ،‬فيصنعه طعاما للحاج أيام‬
‫الوسم بكة ومن‪ ،‬فجرى ذلك من أمره ف الاهلية على قومه وهي الرفادة حت قام السلم وهو ف السلم إل‬
‫يومك هذا‪ ،‬وهو الطعام الذي يصنعه السلطان بكة ومن للناس حت ينقضي الاج‪.‬‬
‫باب ما جاء ف حريق الكعبة وما أصابا من الرمي من أب قبيس بالنجنيق‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي أحد بن ممد وإبراهيم بن ممد الشافعي‪ ،‬عن مسلم بن خالد عن ابن خيثم عن‬
‫عبيد ال بن سعد‪ ،‬أنه دخل مع عبد ال بن عمرو بن العاص السجد الرام‪ ،‬والكعبة مرقة‪ ،‬حي أدبر جيش الصي‬
‫بن ني‪ ،‬والكعبة تتناثر حجارتا‪ ،‬فوقف ومعه ناس غي قليل فبكى‪ ،‬حت أن انظر إل دموعه تدر كحلً ف عينيه من‬
‫إثد‪ ،‬كأنه رؤوس الذباب على وجنتيه‪ ،‬فقال‪ :‬يا أيها الناس‪ ،‬وال لو أن أبا هريرة أخبكم‪ ،‬انكم قاتلو ابن نبيكم‪ ،‬بعد‬
‫نبيكم‪ ،‬ومرقو بيت ربكم‪ ،‬لقلتم‪ ،‬ما من أحد أكذب من أب هريرة‪ ،‬أنن نقتل ابن نبينا ونرق بيت ربنا ? فقد وال‬
‫فعلتم‪ ،‬لقد قتلتم ابن نبيكم‪ ،‬وحرقتم بيت ال‪ ،‬فانتظروا النقمة‪ ،‬فوالذي نفس عبد ال بن عمرو بيده‪ ،‬ليلبسنكم ال‬
‫شيعا وليذيقن بعضكم بأس بعض‪ ،‬يقولا ثلثا‪ ،‬ث رفع صوته ف السجد‪ ،‬فما ف السجد أحد إل وهو يفهم ما‬
‫يقول‪ ،‬فإن ل يكن يفهم فإنه يسمع رجع صوته‪ ،‬فقال‪ :‬أين المرون بالعروف والناهون عن النكر ? فوالذي نفس‬
‫عبد ال بن عمرو بيده‪ ،‬لو قد ألبسكم ال شيعا وأذاق بعضكم بأس بعض‪ ،‬لبطن الرض خي لن عليها‪ ،‬ل يأمر‬
‫بالعروف ول ينه عن النكر‪.‬‬
‫حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن حسن بن ممد بن علي بن النفية‪ ،‬قال‪ :‬أول ما تكلم ف‬
‫القدر‪ ،‬حي احترقت الكعبة‪ ،‬فقال رجل‪ :‬طارت شررة فاحترقت ثياب الكعبة‪ ،‬وكان ذلك من قدر ال‪ ،‬وقال‬
‫الخر‪ :‬ما قدر ال هذا‪.‬‬
‫حدثنا مهدي بن أب الهدي عن عبد اللك الذماري‪ ،‬قال‪ :‬أخبنا سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل عن عليم‬
‫الكندي‪ ،‬قال‪ :‬قال سلمان الفارسي‪ :‬لتحرقن هذه الكعبة على يدي رجل من أهل الزبي‪ ،‬أخبن ممد بن يي عن‬
‫الواقدي عن عبد ال بن جعفر الزهري قال‪ :‬سألت أبا عون‪ ،‬مت كان احتراق الكعبة ? قال‪ :‬يوم السبت لليال خلون‬
‫من شهر ربيع الول‪ ،‬قبل أن يأتينا نعي يزيد بن معاوية بتسعة وعشرين يوما‪ ،‬وجاء نعيه ف هلل شهر ربيع الخر‬
‫ليلة الثلثاء سنة أربع وستي‪ ،‬قلت‪ :‬وما كان سبب احتراقها ? قال‪ :‬جاءنا موت يزيد‪ ،‬توف لربع عشرة ليلة خلت‬
‫من شهر ربيع الول سنة أربع وستي‪ ،‬وكانت خلفته ثلث سني وتسعة أشهر‪ ،‬والصي بن ني يومئذ عندنا‪،‬‬
‫وكان احتراقها بعد الصاعقة الت أصابت أهل الشام بعشرين ليلة‪ ،‬قال أبو عون‪ :‬ما كان احتراقها إل منا‪ ،‬وذلك ان‬
‫رجلً منا وهو مسلم ابن أب خليفة الذحجي كان هو وأصحابه يوقدون ف خصاص لم حول البيت‪ ،‬فأخذ نارا ف‬
‫زج رمه ف النفط‪ ،‬وكان يوم ريح‪ ،‬فطارت منها شرارة فاحترقت الكعبة حت صارت إل الشب‪ ،‬فقلنا لم‪ :‬هذا‬
‫عملكم رميتم بيت ال عز وجل بالنفط والنار‪ ،‬فانكروا ذلك‪ ،‬قال‪ :‬حدثن ممد بن يي قال قال الواقدي‪ :‬حدثن‬
‫رباح بن مسلم عن أبيه قال‪ :‬كانوا يوقدون ف الصاص‪ ،‬فأقبلت شرارة هبت با الريح‪ ،‬فاحترقت ثياب الكعبة‬
‫واحترق الشب‪ ،‬حدثن ممد ابن يي قال‪ :‬قال‪ :‬الواقدي وحدثن عبد ال بن يزيد عن عروة ابن أذينة قال‪ :‬قدمت‬
‫مكة مع أب‪ ،‬يوم احترقت الكعبة‪ ،‬فرأيت الشب قد خلصت إليه النار‪ ،‬ورأيتها مردة من الريق ورأيت الركن قد‬
‫اسود فقلت‪ :‬ما أصاب الكعبة ? فأشاروا إل رجل من أصحاب ابن الزبي‪ ،‬فقالوا‪ :‬هذا احترقت الكعبة ف سببه‪ ،‬أخذ‬
‫نارا ف رأس رمح له‪ ،‬فطارت به الريح فضربت استار الكعبة‪ ،‬فيما بي الركن اليمان إل الركن السود‪.‬‬
‫حدثن ممد بن يي عن الواقدي عن سعيد بن عبد العزيز عن رجل من قومه قال‪ :‬نصبنا النجنيق على أب قبيس‬
‫واعتنقته الرجال‪ ،‬وقد ألأنا القوم إل السجد‪ ،‬فبنوا خصاصا حول البيت ف السجد ورفافا من خشب تكنهم من‬
‫حجارة النجنيق‪ ،‬فكنت أراهم إذا أمطرنا عليهم الجارة يكنون تت تلك الرفاف‪ ،‬قال‪ :‬فوهن الرمي بجارة‬
‫النجنيق الكعبة فهي تنقض‪.‬‬
‫حدثنا ممد بن يي عن الواقدي عن رباح بن مسلم عن أبيه قال‪ :‬رأيت الجارة تصك وجه الكعبة من أب قبيس‬
‫حت ترقها‪ ،‬فلقد رأيتها كأنا جيوب النساء‪ ،‬وترتج من أعلها إل أسفلها‪ ،‬ولقد رأيت الجر ير‪ ،‬فيهوي الخر‬
‫على أثره‪ ،‬فيسلك طريقه‪ ،‬حت بعث ال عليهم صاعقة بعد العصر‪ ،‬فاحترق النجنيق واحترق تته ثانية عشر رجلً‬
‫من أهل الشام‪ ،‬فجعلنا نقول‪ :‬قد أظلهم العذاب‪ ،‬فكنا أياما ف راحة حت عملوا منجنيقا آخر فنصبوه على أب قبيس‪.‬‬
‫حدثن ممد بن إساعيل بن أب عصيدة‪ ،‬قال‪ :‬حدثن أبو النضر هاشم بن القاسم الليثي عن مول لبن الرتفع عن ابن‬
‫الرتفع‪ ،‬قال‪ :‬كنا مع ابن الزبي ف الجر‪ ،‬فأول حجر من النجنيق وقع ف الكعبة‪ ،‬فسمعنا لا أنينا كأني الريض آه‬
‫آه‪.‬‬
‫حدثن جدي حدثنا سعيد بن سال عن عثمان بن ساج‪ ،‬قال‪ :‬أخبتن عجوز من أهل مكة كانت مع عبد ال بن‬
‫الزبي بكة‪ ،‬فقلت لا‪ :‬أخبين عن احتراق الكعبة كيف كان ? قالت‪ :‬كان السجد فيه خيام كثية‪ ،‬فطارت النار من‬
‫خيمة منها فاحترقت اليام‪ ،‬والتهب السجد حت تعلقت النار بالبيت فاحترق‪ ،‬قال عثمان‪ :‬وبلغن انه لا قدم جيش‬
‫الصي ابن ني‪ ،‬أحرق بعض أهل الشام على باب بن جح والسجد يومئذ خيام وفساطيط‪ ،‬فمشى الريق حت أخذ‬
‫ف البيت‪ ،‬فظن الفريقان كلها انم هالكون‪ ،‬فضعف بناء الكعبة‪ ،‬حت ان الطي ليقع عليه فتتناثر حجارته‪.‬‬
‫باب ما جاء ف بناء ابن الزبي الكعبة وما زاد فيها من الذرع الت كانت ف الجر من الكعبة وما نقص منها‬
‫الجاج‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي أحد بن ممد عن سعيد بن سال‪ ،‬عن ابن جريج‪ ،‬قال‪ :‬سعت غي واحد من أهل‬
‫العلم من حضر ابن الزبي حي هدم الكعبة وبناها‪ ،‬قالوا‪ :‬لا ابطأ عبد ال ابن الزبي عن بيعة يزيد بن معاوية‪ ،‬وتلف‬
‫وخشي منهم؛ لق بكة ليمتنع بالرم‪ ،‬وجع مواليه‪ ،‬وجعل يظهر عيب يزيد بن معاوية ويشتمه ويذكر شربه المر‬
‫وغي ذلك ويثبط الناس عنه‪ ،‬ويتمع الناس إليه فيقوم فيهم بي اليام فيذكر مساوي بن أمية فيطنب ف ذلك‪ ،‬فبلغ‬
‫ذلك يزيد بن معاوية‪ ،‬فأقسم أن ل يؤتى به إل مغلول‪ ،‬فأرسل إليه رجلً من أهل الشام‪ ،‬ف خيل من خيل الشام‪،‬‬
‫فعظم على ابن الزبي الفتنة وقال‪ :‬لن يستحل الرم بسببك‪ ،‬فإنه غي تاركك ول تقوى عليه‪ ،‬وقد ل ف أمرك‬
‫وأقسم أن ل يؤتى بك إل مغلولً‪ ،‬وقد عملت لك غل من فضة‪ ،‬وتلبس فوقه الثياب‪ ،‬وتب قسم أمي الؤمني‪،‬‬
‫فالصلح خي عاقبة وأجل بك وبه؛ فقال‪ :‬دعون أياما حت أنظر ف أمري‪ ،‬فشاور أمه أساء بنت أب بكر الصديق‬
‫رضي ال عنه‪ ،‬فأبت عليه أن يذهب مغلولً وقالت‪ :‬يا بن عش كريا ومت كريا‪ ،‬ول تكن بن أمية من نفسك‬
‫فتلعب بك‪ ،‬فالوت أحسن من هذا‪ ،‬فأب عليه أن يذهب إليه ف غل‪ ،‬وامتنع ف مواليه ومن تألف إليه من أهل مكة‬
‫وغيهم‪ ،‬وكان يقال لم‪ :‬الزبيية‪ ،‬فبينما يزيد على بعثة اليوش إليه‪ ،‬إذ أتى يزيد خب أهل الدينة وما فعلوا بعامله‬
‫ومن كان معه بالدينة من بن أمية واخراجهم اياهم منها إل من كان من ولد عثمان بن عفان‪ ،‬فجهز إليهم مسلم بن‬
‫عقبة الري‪ ،‬ف أهل الشام وأمره بقتال أهل الدينة‪ ،‬فإذا فرغ من ذلك سار إل ابن الزبي بكة‪ ،‬وكان مسلم مريضا‪،‬‬
‫ف بطنه الاء الصفر‪ ،‬فقال له يزيد‪ :‬إن حدث بك الوت‪ ،‬فول الصي بن ني الكندي على جيشك‪ .‬فسار حت قدم‬
‫الدينة فقاتلوه أهل الدينة فظفر بم ودخلها‪ ،‬وقتل من قتل منهم‪ ،‬وأسرف ف القتل‪ ،‬فسمي بذلك مسرفا‪ ،‬وانب‬
‫الدينة ثلثا‪ ،‬ث سار إل مكة‪ ،‬فلما كان ببعض الطريق حضرته الوفاة‪ ،‬فدعا الصي بن ني فقال له يا برذعة المار‪،‬‬
‫لول ان أكره أن أتزود عند الوت معصية أمي الؤمني ما وليتك‪ ،‬أنظر إذا قدمت مكة فاحذر أن تكن قريشا من‬
‫أذنك فتبول فيها‪ ،‬ل تكن إل الوقاف‪ ،‬ث الثقاف‪ ،‬ث النصراف‪ ،‬فتوف مسلم السرف‪ ،‬ومضى الصي بن ني إل‬
‫مكة‪ ،‬فقاتل ابن الزبي با أياما‪ ،‬وجع ابن الزبي أصحابه‪ ،‬فتحصن بم ف السجد الرام وحول الكعبة‪ ،‬وضرب‬
‫أصحاب ابن الزبي ف السجد خياما ورفافا يكتنون فيها من حجارة النجنيق ويستظلون فيها من الشمس‪ ،‬وكان‬
‫الضي بن ني‪ ،‬قد نصب النجنيق على أب قبيس وعلى الحر وها أخشبا مكة فكان يرميهم با فتصيب الجارة‬
‫الكعبة‪ ،‬حت ترقت كسوتا عليها‪ ،‬فصارت كأنا جيوب النساء‪ ،‬فوهن الرمي بالنجنيق الكعبة‪ ،‬فذهب رجل من‬
‫أصحاب ابن الزبي يوقد نارا ف بعض تلك اليام‪ ،‬ما يلي الصفا بي الركن السود والركن اليمان‪ ،‬والسجد يومئذ‬
‫ضيق صغي‪ ،‬فطارت شرارة ف اليمة فاحترقت‪ ،‬وكانت ف ذلك اليوم رياح شديدة‪ ،‬والكعبة يومئذ مبنية بناء قريش‬
‫مدماك من ساج‪ ،‬ومدماك من حجارة من أسفلها إل أعلها‪ ،‬وعليها الكسوة‪ ،‬فطارت الرياح بلهب تلك النار‬
‫فاحترقت كسوة الكعبة واحترق الساج الذي بي البناء‪ ،‬وكان احتراقها يوم السبت لثلث ليال خلون من شهر ربيع‬
‫الول قبل أن يأت نعي يزيد ابن معاوية بسبعة وعشرين يوما‪ ،‬وجاء نعيه ف هلل شهر ربيع الخر ليلة الثلثاء سنة‬
‫أربع وستي‪ ،‬وكان توف لربع عشرة خلت من شهر ربيع الول سنة أربع وستي؛ وكانت خلفته ثلث سني‬
‫وسبعة أشهر‪ .‬فلما احترقت الكعبة؛ واحترق الركن السود فتصدع‪ ،‬كان ابن الزبي بعد ربطه بالفضة‪ ،‬فضعفت‬
‫جدارات الكعبة‪ ،‬حت انا لتنقض من أعلها إل أسفلها‪ ،‬وتقع المام عليها‪ ،‬فتتناثر حجارتا وهي مردة متوهنة من‬
‫كل جانب‪ ،‬ففزع لذلك أهل مكة وأهل الشام جيعا‪ ،‬والصي بن ني مقيم‪ ،‬ماصر ابن الزبي‪ ،‬فأرسل ابن الزبي‬
‫رجالً من أهل مكة من قريش وغيهم‪ ،‬فيهم عبد ال بن خالد بن أسيد‪ ،‬ورجال من بن أمية‪ ،‬إل الصي‪ ،‬فكلموه‬
‫وعظموا عليه ما أصاب الكعبة‪ ،‬وقالوا‪ :‬إن ذلك كان منكم رميتموها بالنفط‪ .‬فأنكروا ذلك وقالوا‪ :‬قد توف أمي‬
‫الؤمني فعلى ماذا تقاتل ? ارجع إل الشام حت تنظر ماذا يتمع عليه رأي صاحبك يعنون معاوية بن يزيد وهل يمع‬
‫الناس عليه ? فلم يزالوا حت لن لم‪ ،‬وقال له عبد ال بن خالد بن أسيد‪ :‬أراك تتهمن ف يزيد‪ .‬ول يزالوا به حت‬
‫رجع إل الشام فلما أدبر جيش الصي بن ني‪ ،‬وكان خروجه من مكة لمس ليال خلون من ربيع الخر سنة أربع‬
‫وستي‪ ،‬دعا ابن الزبي وجوه الناس وأشرافهم وشاورهم ف هدم الكعبة‪ ،‬فأشار عليه ناس غي كثي‪ ،‬بدمها‪ ،‬وأب‬
‫أكثر الناس هدمها‪ ،‬وكان أشدهم عليه اباء عبد ال ابن عباس‪ ،‬وقال له‪ :‬دعها على ما أقرها عليه رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬فان أخشى أن يأت بعدك من يهدمها‪ ،‬فل تزال تدم وتبن فيتهاون الناس ف حرمتها‪ ،‬ولكن ارقعها‪،‬‬
‫فقال ابن الزبي‪ :‬وال ما يرضى أحدكم ان يرقع بيت أبيه وأمه‪ ،‬فكيف أرقع بيت ال سبحانه‪ ،‬وأنا أنظر إليه ينقض‬
‫من أعله إل أسفله‪ ،‬حت أن المام ليقع عليه فتتناثر حجارته؛ وكان من أشار عليه بدمها جابر بن عبد ال وكان‬
‫جاء معتمرا وعبيد بن عمي وعبد ال بن صفوان بن أمية‪ ،‬فأقام أياما يشاور وينظر ث أجع على هدمها‪ ،‬وكان يب‬
‫أن يكون هو الذي يردها على ما قال رسول ال صلى ال عليه وسلم على قواعد إبراهيم‪ ،‬وعلى ما وصفه رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم لعائشة رضي ال عنها‪ ،‬فأراد أن يبنيها بالورس ويرسل إل اليمن ف ورس يشترى له‪ ،‬فقيل‬
‫له‪ :‬إن الورس يرفت ويذهب‪ ،‬ولكن ابنها بالقصة‪ ،‬فسأل عن القصة فأخب ان قصة صنعاء هي أجود القصة‪ ،‬فأرسل‬
‫إل صنعاء بأربع مائة دينار يشترى له با قصة ويكترى عليها‪ ،‬وأمر بتنجيح ذلك‪ ،‬ث سأل رجالً من أهل العلم من‬
‫أهل مكة‪ ،‬من أين أخذت قريش حجارتا ? فأخبوه بقلعها‪ ،‬فنقل له من الجارة قدر ما يتاج إليه‪ ،‬فلما اجتمعت‬
‫الجارة وأراد هدمها خرج أهل مكة منها إل من‪ ،‬فأقاموا با ثلثا فرقا من أن ينل عليهم عذاب لدمها‪ ،‬فأمر ابن‬
‫الزبي بدمها‪ ،‬فما اجترأ أحد على ذلك‪ ،‬فلما رأى ذلك‪ ،‬علها هو بنفسه فأخذ العول وجعل يهدمها ويرمي‬
‫بجارتا‪ ،‬فلما رأوا أنه ل يصبه شيء‪ ،‬اجترأوا فصعدوا يهدموها‪ ،‬وارقى ابن الزبي فوقها عبيدا من البش يهدمونا‪،‬‬
‫رجاء أن يكون فيهم صفة البشي‪ ،‬الذي قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬يرب الكعبة ذو السويقتي من‬
‫البشة‪ ،‬قال وقال ماهد‪ :‬سعت عبد ال بن عمرو بن العاص يقول‪ :‬كأن به أصيلع‪ ،‬أفيدع قائم عليها يهدمها‬
‫بسحاته‪ ،‬قال ماهد‪ :‬فلما هدم ابن الزبي الكعبة‪ ،‬جئت أنظر‪ ،‬هل أرى الصفة الت قال عبد ال بن عمرو ? فلم أرها‬
‫فهدموها وأعانم الناس‪ ،‬فما ترجلت الشمس حت ألصقها كلها بالرض من جوانبها جيعا‪ ،‬وكان هدمها يوم‬
‫السبت النصف من جادى الخرة سنة أربع وستي‪ ،‬ول يقرب ابن عباس مكة حي هدمت الكعبة‪ ،‬حت فرغ منها‪،‬‬
‫وأرسل إل ابن الزبي ل تدع الناس بغي قبلة‪ ،‬أنصب لم حول الكعبة الشب‪ ،‬واجعل عليها الستور حت يطوف‬
‫الناس من ورائها ويصلون إليها‪ ،‬ففعل ذلك ابن الزبي‪ ،‬وقال ابن الزبي‪ :‬أشهد لسمعت عائشة رضي ال عنها تقول‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ان قومك استقصروا ف بناء البيت‪ ،‬وعجزت بم النفقة‪ ،‬فتركوا ف الجر منها‬
‫أذرعا‪ ،‬ولول حداثة قومك بالكفر‪ ،‬لدمت الكعبة وأعدت ما تركوا منها‪ ،‬ولعلت لا بابي موضوعي بالرض‪ ،‬بابا‬
‫شرقيا يدخل منه الناس‪ ،‬وبابا غربيا يرج منه الناس‪ ،‬وهل تدرين ل كان قومك رفعوا بابا ? قالت‪ :‬قلت‪ :‬ل‪ ،‬قال‪:‬‬
‫تعززا أن ل يدخلها إل من أرادوا‪ ،‬فكان الرجل إذا كرهوا أن يدخلها‪ ،‬يدعونه أن يرتقي حت إذا كاد أن يدخل‪،‬‬
‫دفعوه فسقط‪ ،‬فإن بدا لقومك هدمها‪ ،‬فهلمي لريك ما تركوا ف الجر منها‪ ،‬فأراها قريبا من سبعة أذرع‪ ،‬فلما‬
‫ل ف الجر نوا من ستة أذرع‬ ‫هدم ابن الزبي الكعبة وسواها بالرض‪ ،‬كشف عن أساس إبراهيم فوجدوه داخ ً‬
‫وشب‪ ،‬كأنا أعناق البل أخذ بعضها بعضا‪ ،‬كتشبيك الصابع بعضها ببعض‪ ،‬يرك الجر من القواعد فتحرك‬
‫الركان كلها‪ ،‬فدعا ابن الزبي خسي رجلً من وجوه الناس وأشرافهم وأشهدهم على ذلك الساس‪ ،‬قال‪ :‬فأدخل‬
‫رجل من القوم كان أيدا‪ ،‬يقال له‪ :‬عبد ال بن مطيع العدوي‪ ،‬عتلة كانت ف يده ف ركن من أركان البيت‪،‬‬
‫فتزعزعت الركان جيعا‪ ،‬ويقال إن مكة كلها رجفت رجفة شديدة حي زعزع الساس‪ ،‬وخاف الناس خوفا‬
‫شديدا‪ ،‬حت ندم كل من كان أشار على ابن الزبي بدمها‪ ،‬وأعظموا ذلك اعظاما شديدا وأسقط ف أيديهم‪ ،‬فقال‬
‫لم ابن الزبي‪ :‬اشهدوا‪ ،‬ث وضع البناء على ذلك الساس‪ ،‬ووضع حدات الباب‪ ،‬باب الكعبة على مدماك على‬
‫الشاذروان اللصق بالرض‪ ،‬وجعل الباب الخر بازائه ف ظهر الكعبة مقابله‪ ،‬وجعل عتبته على الجر الخضر‬
‫الطويل الذي ف الشاذروان الذي ف ظهر الكعبة قريبا من الركن اليمان‪ ،‬وكان البناء يبنون من وراء الستر‪ ،‬والناس‬
‫يطوفون من خارج‪ ،‬فلما ارتفع البنيان إل موضع الركن‪ ،‬وكان ابن الزبي حي هدم البيت‪ ،‬جعل الركن ف ديباجة‬
‫وأدخله ف تابوت وأقفل عليه ووضعه عنده ف دار الندوة‪ ،‬وعمد إل ما كان ف الكعبة من حلية فوضعها ف خزانة‬
‫الكعبة‪ ،‬ف دار شيبة بن عثمان‪ ،‬فلما بلغ البناء موضع الركن أمر ابن الزبي بوضعه‪ ،‬فنقر ف حجرين‪ :‬حجر من‬
‫الدماك الذي تته‪ ،‬وحجر من الدماك الذي فوقه‪ ،‬بقدر الركن وطوبق بينهما‪ ،‬فلما فرغوا منه‪ ،‬أمر ابن الزبي‪ ،‬ابنه‬
‫عباد بن عبد ال بن الزبي‪ ،‬وجبي بن شيبة بن عثمان‪ ،‬أن يعلوا الركن ف ثوب‪ ،‬وقال لم ابن الزبي‪ :‬إذا دخلت ف‬
‫الصلة‪ ،‬صلة الظهر‪ ،‬فاحلوه واجعلوه ف موضعه‪ ،‬فانا أطول الصلة‪ ،‬فإذا فرغتم فكبوا حت أخفف صلت وكان‬
‫ذلك ف حر شديد فلما أقيمت الصلة‪ ،‬كب ابن الزبي وصلى بم ركعة‪ ،‬خرج عباد بالركن من دار الندوة وهو يمله‬
‫ومعه جبي بن شيبة بن عثمان‪ ،‬ودار الندوة يومئذ قريبة من الكعبة‪ ،‬فخرقا به الصفوف حت أدخله ف الستر الذي‬
‫دون البناء‪ ،‬فكان الذي وضعه ف موضعه هذا عباد بن عبد ال بن الزبي‪ ،‬وأعانه عليه جبي بن شيبة‪ ،‬فلما أقروه ف‬
‫موضعه وطوبق عليه الجران كبوا‪ ،‬فخفف ابن الزبي صلته‪ ،‬وتسامع الناس بذلك‪ ،‬وغضبت فيه رجال من قريش‪،‬‬
‫حي ل يضرهم ابن الزبي‪ ،‬وقالوا‪ :‬وال لقد رفع ف الاهلية حي بنته قريش‪ ،‬فحكموا فيه أول من يدخل عليهم من‬
‫باب السجد‪ ،‬فطلع رسول ال صلى ال عليه وسلم فجعله ف ردائه‪ ،‬ودعا رسول ال صلى ال عليه وسلم من كل‬
‫قبيلة من قريش رجلً فأخذوا بأركان الثوب ث وضعه رسول ال صلى ال عليه وسلم ف موضعه‪ ،‬وكان الركن قد‬
‫تصدع من الريق بثلث فرق‪ ،‬فانشظت منه شية كانت عند بعض آل شيبة بعد ذلك بدهر طويل‪ ،‬فشده ابن الزبي‬
‫بالفضة‪ ،‬ال تلك الشظية من أعله موضعها بي ف أعلى الركن وطول الركن ذراعان‪ ،‬قد أخذ عرض جدار الكعبة‪،‬‬
‫ومؤخر الركن داخله ف الدر‪ ،‬مضرس على ثلثة رؤوس‪ ،‬قال ابن جريج‪ :‬فسمعت من يصف لون مؤخره الذي ف‬
‫الدر‪ ،‬قال بعضهم‪ :‬هو مورد‪ ،‬وقال بعضهم‪ :‬هو أبيض‪ ،‬قالوا‪ :‬وكانت الكعبة يوم هدمها ابن الزبي ثانية عشر ذراعا‬
‫ف السماء‪ ،‬فلما ان بلغ ابن الزبي بالبناء ثانية عشر ذراعا‪ ،‬قصرت بال الزيادة‪ ،‬الت زاد من الجر فيها‪ ،‬واستسمج‬
‫ذلك إذ صارت عريضة ل طول لا‪ ،‬فقال‪ :‬قد كانت قبل قريش تسعة أذرع حت زادت قريش فيها تسعة أذرع طولً‬
‫ف السماء‪ ،‬فانا أزيد تسعة أذرع أخرى‪ ،‬فبناها سبعة وعشرين ذراعا ف السماء‪ ،‬وهي سبعة وعشرون مدماكا‪،‬‬
‫وعرض جدارها ذراعان‪ ،‬وجعل فيها ثلث دعائم‪ ،‬وكانت قريش ف الاهلية‪ ،‬جعلت فيها ست دعائم‪ ،‬وأرسل ابن‬
‫الزبي إل صنعاء فأتى من رخام با يقال له البلق‪ ،‬فجعله ف الروازن الت ف سقفها للضوء‪ ،‬وكان باب الكعبة قبل بناء‬
‫ابن الزبي مصراعا واحدا‪ ،‬فجعل له ابن الزبي مصراعي طولما أحد عشر ذراعا من الرض إل منتهى أعلها اليوم‪،‬‬
‫وجعل الباب الخر الذي ف ظهرها بازائه على الشاذروان الذي على الساس مثله‪ ،‬وجعل ميزابا يسكب ف الجر‪،‬‬
‫وجعل لا درجة ف بطنها ف الركن الشامي من خشب معرجة يصعد فيها إل ظهرها‪ ،‬فلما فرغ ابن الزبي من بناء‬
‫الكعبة‪ ،‬خلقها من داخلها وخارجها من أعلها إل أسفلها‪ ،‬وكساها القباطي‪ ،‬وقال‪ :‬من كانت ل عليه طاعة‬
‫فليخرج فليعتمر من التنعيم‪ ،‬فمن قدر أن ينحر بدنة فليفعل‪ ،‬ومن ل يقدر على بدنة فليذبح شاة‪ ،‬ومن ل يقدر‬
‫فليتصدق بقدر طوله‪ ،‬وخرج ماشيا وخرج الناس معه مشاة حت اعتمروا من التنعيم‪ ،‬شكرا ل سبحانه‪ ،‬ول ير يوما‬
‫كان أكثر عتيقا ول أكثر بدنة منحورة ول شاة مذبوحة ول صدقة من ذلك اليوم‪ ،‬ونر ابن الزبي مائة بدنة‪ ،‬فلما‬
‫طاف بالكعبة استلم الركان الربعة جيعا‪ ،‬وقال‪ :‬انا كان ترك استلم هذين الركني الشامي والغرب‪ ،‬لن البيت ل‬
‫يكن تاما‪ ،‬فلم يزل البيت على بناء ابن الزبي إذا طاف به الطائف استلم الركان جيعا‪ ،‬ويدخل البيت من هذا الباب‬
‫ويرج من الباب الغرب‪ ،‬وأبوابه لصقة بالرض‪ ،‬حت قتل ابن الزبي رحه ال ودخل الجاج مكة‪ ،‬فكتب إل عبد‬
‫اللك بن مروان‪ ،‬إن ابن الزبي زاد ف البيت ما ليس منه‪ ،‬وأحدث فيه بابا آخر‪ ،‬فكتب إليه يستأذنه ف رد البيت على‬
‫ما كان عليه ف الاهلية‪ ،‬فكتب إليه عبد اللك بن مروان إن سد بابا الغرب‪ ،‬الذي كان فتح ابن الزبي‪ ،‬واهدم ما‬
‫كان زاد فيها من الجر‪ ،‬واكبسها به على ما كانت عليه‪ ،‬فهدم الجاج منها ستة أذرع وشبا‪ ،‬ما يلي الجر‪،‬‬
‫وبناها على أساس قريش الذي كانت استقصرت عليه‪ ،‬وكبسها با هدم منها‪ ،‬وسد الباب الذي ف ظهرها‪ ،‬وترك‬
‫سائرها ل يرك منها شيئا‪ ،‬فكل شيء فيها اليوم بناء ابن الزبي‪ ،‬إل الدر الذي ف الجر‪ ،‬فإنه بناء الجاج وسد‬
‫الباب الذي ف ظهرها‪ ،‬وما تت عتبة الباب الشرقي الذي يدخل منه اليوم إل الرض أربعة أذرع وشب‪ ،‬كل هذا‬
‫بناء الجاج‪ ،‬والدرجة الت ف بطنها اليوم والبابان اللذان عليها اليوم ها أيضا من عمل الجاج‪ ،‬فلما فرغ الجاج‬
‫من هذا كله‪ ،‬وفد بعد ذلك الارث بن عبد ال بن أب ربيعة الخزومي على عبد اللك بن مروان‪ ،‬فقال له عبد‬
‫اللك‪ :‬ما أظن أبا خبيب يعن ابن الزبي سع من عائشة ما كان يزعم انه سع منها ف أمر الكعبة‪ ،‬فقال الارث‪ :‬أنا‬
‫سعته من عائشة‪ ،‬قال‪ :‬سعتها تقول ماذا ? قال‪ :‬سعتها تقول‪ :‬قال ل رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬إن قومك‬
‫استقصروا ف بناء البيت‪ ،‬ولول حداثة عهد قومك بالكفر‪ ،‬أعدت فيه ما تركوا منه‪ ،‬فإن بدا لقومك أن يبنوه فهلمي‬
‫لريك ما تركوا منه‪ ،‬فأراها قريبا من سبعة أذرع‪ ،‬وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬وجعلت لا بابي‬
‫موضوعي على الرض بابا شرقيا يدخل الناس منه‪ ،‬وبابا غربيا يرج الناس منه‪ ،‬قال عبد اللك بن مروان أنت‬
‫سعتها تقول هذا‪ ،‬قال‪ :‬نعم يا أمي الؤمني أنا سعت هذا منها‪ ،‬قال فجعل ينكت منكسا بقضيب ف يده ساعة‬
‫طويلة‪ ،‬ث قال وددت وال ان تركت ابن الزبي وما تمل من ذلك‪ ،‬قال ابن جريج‪ :‬وكان باب الكعبة‪ ،‬الذي عمله‬
‫ابن الزبي‪ ،‬طوله ف السماء أحد عشر ذراعا‪ ،‬فلما كان الجاج نقض من الباب أربعة أذرع وشبا‪ ،‬عمل لا هذين‬
‫البابي وطولما ستة أذرع وشبا‪ ،‬فلما كان ف خلفة الوليد بن عبد اللك‪ ،‬بعث إل واليه على مكة خالد بن عبد ال‬
‫القسري بستة وثلثي ألف دينار‪ ،‬فضرب منها على باب الكعبة‪ ،‬صفائح الذهب‪ ،‬وعلى ميزاب الكعبة وعلى‬
‫الساطي الت ف بطنها وعلى الركان ف جوفها‪ ،‬قال أبو الوليد قال جدي فكلما كان على اليزاب وعلى الركان‬
‫ف جوفها من الذهب‪ ،‬فهو من عمل الوليد ابن عبد اللك‪ ،‬وهو أول من ذهب البيت ف السلم‪ ،‬فأما ما كان على‬
‫الباب من عمل الوليد بن عبد اللك من الذهب‪ ،‬فإنه رق وتفرق‪ ،‬فرفع ذلك إل أمي الؤمني ممد بن الرشيد ف‬
‫خلفته‪ ،‬فأرسل إل سال بن الراح‪ ،‬عامل كان له على صواف مكة‪ ،‬بثمانية عشر ألف دينار ليضرب با صفائح‬
‫الذهب على باب الكعبة‪ ،‬فقلع ما كان على الباب من الصفائح‪ ،‬وزاد عليها من الثمانية عشر ألف دينار‪ ،‬فضرب عليه‬
‫الصفائح الت هي عليه اليوم والسامي وحلقتا باب الكعبة‪ ،‬وعلى الفياريز والعتب وذلك كله من عمل أمي الؤمني‬
‫ممد بن هارون الرشيد‪ ،‬ول يقلع ف ذلك باب الكعبة‪ ،‬ولكن ضربت عليهما الصفائح والسامي وها على حالما‪،‬‬
‫قال أبو الوليد‪ :‬أخبن الثن بن جبي الصواف انم حي فرقوا ذهب باب الكعبة‪ ،‬وجدوا فيه ثانية وعشرين ألف‬
‫مثقال‪ ،‬فزادوا عليها خسة عشر ألف دينار‪ ،‬وإن الذي على الباب من الذهب ثلثة وثلثون ألف دينار‪ ،‬وقالوا أيضا‬
‫انه لا قلع الذهب عن الباب البس الباب ثوبا أصفر؛ قال ابن جريج‪ :‬وعمل الوليد بن عبد اللك الرخام الحر‬
‫والخضر والبيض الذي ف بطنها مؤزرا به جدراتا‪ ،‬وفرشها بالرخام وأرسل به من الشام‪ ،‬وجعل الزعة الت تلقى‬
‫من دخل الكعبة‪ ،‬من بي يدي من قام يتوخى مصلى رسول ال صلى ال عليه وسلم ف موضعها‪ ،‬وجعل عليها طوقا‬
‫من ذهب‪ ،‬فجميع ما ف الكعبة من الرخام فهو من عمل الوليد ابن عبد اللك‪ ،‬وهو أول من فرشها بالرخام وأزر به‬
‫جدراتا‪ ،‬وهو أول من زخرف الساجد‪.‬ودخل الجاج مكة‪ ،‬فكتب إل عبد اللك بن مروان‪ ،‬إن ابن الزبي زاد ف‬
‫البيت ما ليس منه‪ ،‬وأحدث فيه بابا آخر‪ ،‬فكتب إليه يستأذنه ف رد البيت على ما كان عليه ف الاهلية‪ ،‬فكتب إليه‬
‫عبد اللك بن مروان إن سد بابا الغرب‪ ،‬الذي كان فتح ابن الزبي‪ ،‬واهدم ما كان زاد فيها من الجر‪ ،‬واكبسها به‬
‫على ما كانت عليه‪ ،‬فهدم الجاج منها ستة أذرع وشبا‪ ،‬ما يلي الجر‪ ،‬وبناها على أساس قريش الذي كانت‬
‫استقصرت عليه‪ ،‬وكبسها با هدم منها‪ ،‬وسد الباب الذي ف ظهرها‪ ،‬وترك سائرها ل يرك منها شيئا‪ ،‬فكل شيء‬
‫فيها اليوم بناء ابن الزبي‪ ،‬إل الدر الذي ف الجر‪ ،‬فإنه بناء الجاج وسد الباب الذي ف ظهرها‪ ،‬وما تت عتبة‬
‫الباب الشرقي الذي يدخل منه اليوم إل الرض أربعة أذرع وشب‪ ،‬كل هذا بناء الجاج‪ ،‬والدرجة الت ف بطنها‬
‫اليوم والبابان اللذان عليها اليوم ها أيضا من عمل الجاج‪ ،‬فلما فرغ الجاج من هذا كله‪ ،‬وفد بعد ذلك الارث‬
‫بن عبد ال بن أب ربيعة الخزومي على عبد اللك بن مروان‪ ،‬فقال له عبد اللك‪ :‬ما أظن أبا خبيب يعن ابن الزبي‬
‫سع من عائشة ما كان يزعم انه سع منها ف أمر الكعبة‪ ،‬فقال الارث‪ :‬أنا سعته من عائشة‪ ،‬قال‪ :‬سعتها تقول‬
‫ماذا ? قال‪ :‬سعتها تقول‪ :‬قال ل رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬إن قومك استقصروا ف بناء البيت‪ ،‬ولول حداثة‬
‫عهد قومك بالكفر‪ ،‬أعدت فيه ما تركوا منه‪ ،‬فإن بدا لقومك أن يبنوه فهلمي لريك ما تركوا منه‪ ،‬فأراها قريبا من‬
‫سبعة أذرع‪ ،‬وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬وجعلت لا بابي موضوعي على الرض بابا شرقيا يدخل الناس‬
‫منه‪ ،‬وبابا غربيا يرج الناس منه‪ ،‬قال عبد اللك بن مروان أنت سعتها تقول هذا‪ ،‬قال‪ :‬نعم يا أمي الؤمني أنا سعت‬
‫هذا منها‪ ،‬قال فجعل ينكت منكسا بقضيب ف يده ساعة طويلة‪ ،‬ث قال وددت وال ان تركت ابن الزبي وما تمل‬
‫من ذلك‪ ،‬قال ابن جريج‪ :‬وكان باب الكعبة‪ ،‬الذي عمله ابن الزبي‪ ،‬طوله ف السماء أحد عشر ذراعا‪ ،‬فلما كان‬
‫الجاج نقض من الباب أربعة أذرع وشبا‪ ،‬عمل لا هذين البابي وطولما ستة أذرع وشبا‪ ،‬فلما كان ف خلفة‬
‫الوليد بن عبد اللك‪ ،‬بعث إل واليه على مكة خالد بن عبد ال القسري بستة وثلثي ألف دينار‪ ،‬فضرب منها على‬
‫باب الكعبة‪ ،‬صفائح الذهب‪ ،‬وعلى ميزاب الكعبة وعلى الساطي الت ف بطنها وعلى الركان ف جوفها‪ ،‬قال أبو‬
‫الوليد قال جدي فكلما كان على اليزاب وعلى الركان ف جوفها من الذهب‪ ،‬فهو من عمل الوليد ابن عبد اللك‪،‬‬
‫وهو أول من ذهب البيت ف السلم‪ ،‬فأما ما كان على الباب من عمل الوليد بن عبد اللك من الذهب‪ ،‬فإنه رق‬
‫وتفرق‪ ،‬فرفع ذلك إل أمي الؤمني ممد بن الرشيد ف خلفته‪ ،‬فأرسل إل سال بن الراح‪ ،‬عامل كان له على‬
‫صواف مكة‪ ،‬بثمانية عشر ألف دينار ليضرب با صفائح الذهب على باب الكعبة‪ ،‬فقلع ما كان على الباب من‬
‫الصفائح‪ ،‬وزاد عليها من الثمانية عشر ألف دينار‪ ،‬فضرب عليه الصفائح الت هي عليه اليوم والسامي وحلقتا باب‬
‫الكعبة‪ ،‬وعلى الفياريز والعتب وذلك كله من عمل أمي الؤمني ممد بن هارون الرشيد‪ ،‬ول يقلع ف ذلك باب‬
‫الكعبة‪ ،‬ولكن ضربت عليهما الصفائح والسامي وها على حالما‪ ،‬قال أبو الوليد‪ :‬أخبن الثن بن جبي الصواف‬
‫انم حي فرقوا ذهب باب الكعبة‪ ،‬وجدوا فيه ثانية وعشرين ألف مثقال‪ ،‬فزادوا عليها خسة عشر ألف دينار‪ ،‬وإن‬
‫الذي على الباب من الذهب ثلثة وثلثون ألف دينار‪ ،‬وقالوا أيضا انه لا قلع الذهب عن الباب البس الباب ثوبا‬
‫أصفر؛ قال ابن جريج‪ :‬وعمل الوليد بن عبد اللك الرخام الحر والخضر والبيض الذي ف بطنها مؤزرا به‬
‫جدراتا‪ ،‬وفرشها بالرخام وأرسل به من الشام‪ ،‬وجعل الزعة الت تلقى من دخل الكعبة‪ ،‬من بي يدي من قام‬
‫يتوخى مصلى رسول ال صلى ال عليه وسلم ف موضعها‪ ،‬وجعل عليها طوقا من ذهب‪ ،‬فجميع ما ف الكعبة من‬
‫الرخام فهو من عمل الوليد ابن عبد اللك‪ ،‬وهو أول من فرشها بالرخام وأزر به جدراتا‪ ،‬وهو أول من زخرف‬
‫الساجد‪.‬‬
‫وحدثن جدي قال لا جرد حسي بن حسن الطالب الكعبة ف سنة مايتي‪ ،‬ف الفتنة‪ ،‬ل يبق عليها شيئا ما كان عليها‬
‫من الكسوة‪ ،‬فجئت فاستدرت بوانبها وعددت مداميكها فوجدتا سبعة وعشرين مدماكا‪ ،‬ورأيت موضع الصلة الت‬
‫بن الجاج‪ ،‬ما يلي الجر‪ ،‬أثر لم البناء فيها‪ ،‬بي بناء ابن الزبي القدي وبي بناء الجاج بن يوسف‪ ،‬شبه الصدع‪،‬‬
‫وهو منه كالتبي بأقل من الصبع من أعلها بي‪ ،‬ذلك لن رآه‪ ،‬ورأيت موضع الباب الذي سده الجاج ف ظهر‬
‫الكعبة على الجر الخضر الذي ف الشاذروان‪ ،‬تبي حداته من أعله إل أسفله‪ ،‬ورأيت السد الذي ف الباب‬
‫الشرقي الذي يدخل منه اليوم من العتبة إل الرض‪ ،‬وحجارة سد الباب الذي ف ظهرها وما بن من هذا الباب‬
‫الشرقي‪ ،‬ألطف من حجارة مداميك جدران الكعبة بكثي‪ ،‬وكل ذلك بالنقوش‪.‬‬
‫حدثن جدي قال حدثنا إبراهيم بن ممد بن أب يي قال حدثنا عبد ال ابن أب بكر بن ممد بن عمرو بن حزم‪ ،‬عن‬
‫عمرة بنت عبد الرحن بن أسعد بن زرارة عن عائشة أم الؤمني عن النب صلى ال عليه وسلم انه قال لا‪ :‬يا عائشة‬
‫لول حداثة قومك بالكفر لرددت ف الكعبة ما نقصوا منها‪ ،‬ولعلت لا بابا آخر‪.‬‬
‫حدثن جدي قال حدثنا إبراهيم بن ممد قال حدثنا حسي بن عبد ال ابن عبيد ال بن عباس عن عكرمة عن ابن‬
‫عباس‪ ،‬إن النب صلى ال عليه وسلم قال لعائشة‪ :‬إذا فتح ال ل إن شاء ال‪ ،‬رددت الكعبة على ما كانت عليه على‬
‫عهد إبراهيم‪ ،‬فادخلت من الجر فيها‪ ،‬وجعلت لا بابا بالرض‪ ،‬وجعلت لا بابا آخر‪ ،‬فإن قريشا انا جعلوا‬
‫الدرجة‪ ،‬لن ل يدخل الناس إل باذن‪ ،‬حدثن جدي قال حدثنا سفيان بن عيينة عن داود بن سابور عن ماهد‪ ،‬قال‪:‬‬
‫لا عزم ابن الزبي على هدم الكعبة‪ ،‬خرجنا إل من ننتظر العذاب ثلثا‪ ،‬وأمر ابن الزبي الناس أن يهدموا‪ ،‬فلم يترئ‬
‫أحد على هدمها‪ ،‬فلما رآهم ل يقدمون عليها‪ ،‬أخذ هو بنفسه العول ث ارتقى فوقها فهدم‪ ،‬فلما رأى الناس انه ل‬
‫يصبه شيء اجترءوا على هدمها‪ ،‬قال‪ :‬فهدموا وادخل عامة الجر فيها‪ ،‬فلما ظهر الجاج‪ ،‬رد الذي كان ابن الزبي‬
‫ادخل من الجر‪ ،‬فقال عبد اللك بن مروان‪ ،‬وددنا أنا تركنا أبا خبيب وما تول من ذلك يعن ابن الزبي ‪.‬‬
‫وحدثن جدي قال حدثنا ابن عيينة عن عبيد ال بن أب يزيد قال‪ :‬رأيت ابن الزبي هدم الكعبة وأراهم أساسا داخلً‬
‫ف الجر أخذ بعضه بعضا‪ ،‬كلما حرك منه شيء ترك كله‪ ،‬فبن عليه الكعبة‪.‬‬
‫حدثن مهدي بن أب الهدي عن عيسى بن يونس عن عبد ال بن مسلم ابن هرمز‪ ،‬قال حدثن يزيد مول ابن الزبي‬
‫قال‪ :‬شهدت ابن الزبي احتفر ف الجر‪ ،‬فأصاب أساس البيت حجارة حر كأنا الليق‪ ،‬ترك الجر فيهتز له‬
‫البيت‪ ،‬فأصاب ف الجر من البيت ستة أذرع وشبا‪ ،‬وأصاب فيه موضع قب‪ ،‬فقال ابن الزبي‪ :‬هذا قب إساعيل‪،‬‬
‫فجمع قريشا ث قال لم اشهدوا ث بن‪.‬‬
‫حدثن ممد بن واضح عن سليم بن مسلم عن عمر بن قيس عن سعيد بن مينا وكان على سوق مكة لبن الزبي‬
‫قال‪ :‬لا أراد ابن الزبي بناء الكعبة عال الساس‪ ،‬فإذا وضع البان العتلة ف حجر ارتت جوانب البيت‪ ،‬فأمسك عنه‪،‬‬
‫حدثن إبراهيم بن ممد الشافعي عن سفيان بن عيينة عن عبيد ال ابن أب يزيد قال‪ :‬رأيت ابن الزبي‪ ،‬حي هدم‬
‫الكعبة‪ ،‬فأراهم أساسا آخذا بعضه ببعض‪ ،‬كلما حرك منه شيء ترك كله‪ ،‬قال‪ :‬فرأيت فضل البيت ف الجر‪ ،‬قال‬
‫سفيان‪ :‬فذكر نوا من ستة أذرع‪.‬‬
‫حدثن جدي قال حدثنا مسلم بن خالد عن ابن أب نيح عن سليمان بن مينا عن عبد ال بن عمرو بن العاص‪ ،‬قال‪:‬‬
‫إذا رأيت قريشا هدموا البيت ل بنوه فزوقوه‪ ،‬فإن استطعت أن توت فمت‪.‬‬
‫حدثن جدي عن مسلم بن خالد الزني‪ ،‬عن يسار بن عبد الرحن‪ ،‬قال‪ :‬شهدت ابن الزبي حي فرغ من بناء البيت‪،‬‬
‫كساه القباطي‪ ،‬وقال‪ :‬من كانت ل عليه طاعة فليخرج فليعتمر من التنعيم‪ ،‬قال‪ :‬فما رأيت يوما كان أكثر عتيقا ول‬
‫أكثر بدنة مذبوحة من يومئذ‪ ،‬أخبن ممد بن يي عن الواقدي عن موسى بن يعقوب عن عمه‪ ،‬قال‪ :‬هدم ابن الزبي‬
‫البيت حت وضعه بالرض‪ ،‬وبناها من أسها وأدخل الجر عنده‪ ،‬وكان قد احترق‪ ،‬واحترق الشب والجارة‪،‬‬
‫وانصدع الركن بثلث فرق‪ ،‬فرأيته منكسرا‪ ،‬حت شده ابن الزبي بالفضة‪ ،‬ث أدخل الجر ف البيت‪ ،‬ونصب الشب‬
‫حول البيت‪ ،‬ث سترها‪ ،‬وبنوا من وراء الستر‪ ،‬حت بلغ الركن السود‪ ،‬فوضعه وشده بالفضة‪ ،‬ث رد البيت على بنائه‪،‬‬
‫وزاد ف طولا فجعلها سبعة وعشرين ذراعا‪ ،‬وخلق جوفها‪ ،‬ولطخ جدرها بالسك حي فرغ منها‪ ،‬وجعل لا بابي‬
‫موضوعي بالرض‪ ،‬بابا ف وجهها‪ ،‬وبابا بازائه من خلفها‪ ،‬يدخل من هذا الذي ف وجهها ويرج من الخر‪،‬‬
‫واعتمر حي فرغ من الكعبة‪ ،‬ماشيا مع رجال من قريش وغيهم‪ ،‬منهم عبد ال بن صفوان وعبيد بن عمي‪ ،‬حدثن‬
‫ممد بن يي عن الواقدي عن موسى بن يعقوب عن عمه عن الارث بن عبد ال بن وهب بن زمعة‪ ،‬قال‪ :‬ارتل‬
‫الصي ابن ني من مكة‪ ،‬لمس ليال خلون من شهر ربيع الخر سنة أربع وستي‪ ،‬وأمر ابن الزبي بالصاص الت‬
‫كانت حول الكعبة فهدمت‪ ،‬وبالسجد فكنس ما فيه من الجارة والدماء‪ ،‬فإذا الكعبة متوهنة ترتج من أعلها إل‬
‫أسفلها‪ ،‬فيها أمثال جيوب النساء من حجارة النجنيق‪ ،‬وإذا الركن قد اسود واحترق وتفلق من الريق‪ ،‬فرأيته ثلث‬
‫فرق‪ ،‬فشاور ابن الزبي الناس ف هدمها‪ ،‬فأشار عليه جابر بن عبد ال‪ ،‬وعبيد بن عمي بدمها‪ ،‬وأب ذلك عليه ابن‬
‫عباس‪ ،‬وقال‪ :‬أنا أخشى أن يأت بعدك من يهدمها‪ ،‬فل تزال تدم وتبن‪ ،‬فيتهاون الناس برمتها‪ ،‬فل أحب ذلك‪،‬‬
‫أخبن ممد بن يي عن الواقدي عن شرحبيل عن أب عون عن أبيه قال‪ :‬رأيت الجر قد انفلق واسود من الريق‪،‬‬
‫فانظر إل جوفه أبيض كأنه الفضة‪ ،‬وقد كان شاور السور بن مرمة بن نوفل قبل أن يوت‪ ،‬بدمها وبنائها‪ ،‬فأشار‬
‫عليه بذلك‪.‬‬
‫حدثنا ممد بن يي عن الواقدي عن عبد ال بن ممد عن أبيه عن جده‪ ،‬انه سع عبد ال بن عمر‪ ،‬يسأل نايل بن‬
‫قيس الذامي عن الساس‪ ،‬فقال نايل اتبعنا الساس ف الجر‪ ،‬فوجدنا أساس البيت وأصلً بالجر‪ ،‬كأنه أصابعي‬
‫هذه‪ ،‬وشبك بي أصابعه‪ ،‬فسمعت ابن عمر يكب ويمد ال عز وجل على ذلك‪ ،‬أخبن ممد بن يي‪ ،‬عن الواقدي‬
‫عن ممد بن عمرو عن أب الزبي‪ ،‬قال‪ :‬سعت عبد الرحن بن سابط يقول‪ :‬دعانا ابن الزبي‪ ،‬خسي رجلً من‬
‫قريش‪ ،‬فنظرنا إل الساس‪ ،‬فإذا هو واصل بالجر‪ ،‬مشبك كاصابع يدي هاتي‪ ،‬وشبك بي أصابعه‪ ،‬فقال ابن الزبي‪:‬‬
‫اشهدوا ث بن‪ .‬قال عبد الرحن بن سابط‪ :‬فجلست مع ابن عباس فأخبته‪ ،‬فقال ابن عباس‪ :‬ما زلنا نعلم ان من‬
‫البيت ف الجر‪.‬‬
‫حدثنا ممد بن يي‪ ،‬عن الواقدي عن إبراهيم بن موسى عن عكرمة ابن خالد الخزومي‪ ،‬قال‪ :‬هدم ابن الزبي البيت‬
‫حت سواه بالرض‪ ،‬وحفر أساسه وادخل الجر فيه‪ ،‬وكان الناس يطوفون من وراء الستر ويصلون إل موضعه‪،‬‬
‫وجعل الركن ف تابوت‪ ،‬ف سرقة من حرير‪ ،‬فأما ما كان من حلي البيت وما وجد فيه من ثياب أو طيب‪ ،‬فانه جعله‬
‫عند الجبة ف خزانة الكعبة‪ ،‬حت أعاد بناءها‪ ،‬قال عكرمة‪ :‬فرأيت الجر السود‪ ،‬فإذا هو ذراع أو يزيد‪ ،‬وأخبن‬
‫ممد بن يي‪ ،‬عن الواقدي عن شرحبيل بن أب عون عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬لا هدم عبد ال بن الزبي البيت‪ ،‬ندم كل من‬
‫كان أشار عليه واعظموا ذلك‪.‬‬
‫حدثن ممد بن يي‪ ،‬عن الواقدي عن سليمان بن داود بن الصي عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس‪ ،‬انه أب على‬
‫ابن الزبي هدمها‪ ،‬وقال‪ :‬أخاف أن يأت بعدك من يهدمها‪ ،‬ث يأت بعد ذلك آخر‪ ،‬فإذا هي تدم أبدا وتبن‪ ،‬فسكت‬
‫عبد ال بن الزبي‪ ،‬ول يقرب ابن عباس مكة حت فرغ منها‪.‬‬
‫وأخبن ممد بن يي‪ ،‬عن الواقدي عن إبراهيم بن موسى عن عكرمة ابن خالد‪ ،‬قال‪ :‬لا بن ابن الزبي الكعبة انتهى‬
‫به إل الساس الول‪ ،‬وادخل الجر فيها‪ ،‬فلما انتهى إل موضع الركن السود‪ ،‬جاء به ابن الزبي وولده حت رفعوه‬
‫ووضعوه بأيديهم ف ساعة خالية‪ ،‬تروا با غفلة الناس نصف النهار ف يوم صايف‪ ،‬وأخبن ممد بن يي‪ ،‬عن‬
‫الواقدي عن عبد العزيز بن الطلب عن إسحاق بن عبد ال بن أب فروة عن أب جعفر‪ ،‬قال‪ :‬ابن الزبي وضعه وولده‬
‫نصف النهار ف حر شديد‪ ،‬فرأيت قريشا غضبوا ف ذلك‪ ،‬وأخبن ممد بن يي‪ ،‬عن الواقدي عن ابن جريج عن‬
‫خلد بن عطاء عن أبيه‪ ،‬وكان يعمل ف البيت متسبا قال‪ :‬وكان الركن ف تابوت مقفل عليه‪ ،‬فلما كان وقت‬
‫وضعه‪ ،‬وقد نقر له حجران طوبق بينهما‪ ،‬ث ادخل فيه‪ ،‬فلما فرغ من ذلك‪ ،‬خرج ابن الزبي ف يوم صايف نصف‬
‫النهار‪ ،‬فأشار إل جبي بن شيبة الجب‪ ،‬فادخله ف موضعه‪ ،‬وبن عليه‪ ،‬قال عطاء أبو خلد وأنا حاضر ذلك‪.‬‬
‫وأخبن ممد بن يي‪ ،‬عن الواقدي عن ابن جريج عن منصور بن عبد الرحن الجب عن مسافع الجب‪ ،‬قال‪ :‬لا‬
‫بن ابن الزبي البيت حت بلغ موضع الركن‪ ،‬تواعد الجبة‪ ،‬قال مسافع‪ :‬وأنا فيهم‪ ،‬فلما دخل ابن الزبي ف الصلة‪،‬‬
‫حسبت الظهر‪ ،‬خرج الجبة بالركن من الصفوف وأنا فيهم‪ ،‬فرفعناه فجاء حزة ابن عبد ال بن الزبي وأخذ بطرف‬
‫الثوب فرفع معنا‪ ،‬وأخبن مسافع‪ ،‬ان الركن أخذ عرض الضفي‪ ،‬ضفي البيت‪ ،‬حدثن ممد بن يي‪ ،‬عن الواقدي‬
‫عن ابن جريج وعبد ال بن عمر بن حفص عن منصور بن عبد الرحن الجب عن أمه‪ ،‬قالت كان الجر السود قبل‬
‫الريق مثل لون القام‪ ،‬فلما احترق أسود‪ ،‬قال فلما احترقت الكعبة‪ ،‬تصدع بثلث فرق‪ ،‬فشده ابن الزبي بالفضة‪،‬‬
‫وأخبن ممد بن يي‪ ،‬عن الواقدي عن علي بن زيد عن أبيه عن جده‪ ،‬قال‪ :‬رأيت ابن الزبي هدمها كلها‪ ،‬فلما بن‬
‫وفرغ‪ ،‬خلق جوفها بالعنب والسك ولطخ جدرها من خارج بالسك وسترها بالديباج‪ ،‬وادخل الجر فيها ورد‬
‫الركن السود ف موضعه‪ ،‬وكان قد انكسر بثلث فرق من الريق الذي أصاب الكعبة‪ ،‬وكان الركن عند ابن الزبي‬
‫ف بيته ف صندوق عليه قفل‪ ،‬فلما بلغ البناء موضع الركن‪ ،‬جاء ابن الزبي حت وضعه هو بنفسه وشده بالفضة‪ ،‬فهو‬
‫مشدود بالفضة واعتمر من خيمة جانة ماشيا‪ ،‬فرأى الناس ان قد أحسن ابن الزبي ولب‪ ،‬حت نظر إل البيت‪،‬‬
‫وأخبن ممد بن يي‪ ،‬عن الواقدي عن ابن جريج عن عبد ال بن عبيد بن عمي‪ ،‬قال‪ :‬وفد الارث ابن عبد ال بن‬
‫أب ربيعة‪ ،‬على عبد اللك بن مروان‪ ،‬فقال له عبد اللك‪ :‬ما أظن ان أبا خبيب يعن ابن الزبي سع من عائشة رضي‬
‫ال عنها ما كان يزعم انه سعه منها‪ ،‬قال الارث‪ :‬أنا سعته منها‪ ،‬قال‪ :‬سعتها تقول ماذا ? قال سعتها تقول‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ان قومك استقصروا ف بنيان الكعبة‪ ،‬ولول حداثة قومك بالشرك‪ ،‬أعدت فيها ما‬
‫تركوا منها‪ ،‬فإن بدا لقومك أن يبنوها‪ ،‬فهلمي لريك ما تركوا من البيت‪ ،‬فاراها قريبا من سبعة أذرع‪.‬‬
‫حدثن ممد بن يي‪ ،‬عن الواقدي عن عطاف بن خالد الخزومي عن أبيه عن قبيصة بن ذؤيب‪ ،‬قال‪ :‬سعته يقول‪:‬‬
‫لقد كان عبد اللك ابن مروان‪ ،‬ندم حي هدم البيت ورده على بنيانه الول‪ ،‬قال‪ :‬ليتن كنت حلت ابن الزبي وما‬
‫تمل‪ ،‬حدثنا ممد بن يي‪ ،‬عن الواقدي عن إبراهيم بن شعيب‪ ،‬مول لقريش‪ ،‬عن السور بن رفاعة عن ممد ابن‬
‫كعب القرظي‪ ،‬قال‪ :‬لا حج سليمان بن عبد اللك وهو خليفة‪ ،‬طاف بالبيت وأنا إل جنبه‪ ،‬قال‪ :‬كيف كان بناء‬
‫الكعبة حي بناها ابن الزبي ? فأشار له عمر بن عبد العزيز وهو إل جنبه‪ ،‬من الشق الخر إل ما كان ابن الزبي فعل‪،‬‬
‫وأنه جعل لا بابي‪ ،‬وأدخل الجر ف البيت‪ ،‬فقال سليمان‪ :‬ليت ان أمي الؤمني يعن عبد اللك كان ول ابن الزبي‬
‫ما تول من ذلك‪ ،‬فقال له عمر بن عبد العزيز‪ :‬أما ان قد سعنه يقول‪ :‬ليت ان تركت ابن الزبي وما تمل‪ ،‬قال‬
‫سليمان‪ :‬أنت سعته يقول ذلك ? قال‪ :‬نعم ث التفت إل ممد بن كعب فقال‪ :‬كم طولا ? قال‪ :‬سبعة وعشرون‬
‫ذراعا‪ ،‬قال‪ :‬وعلى ذلك كانت ? قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬فكم كانت ? قال‪ :‬كانت على عهد النب صلى ال عليه وسلم‬
‫ثانية عشر ذراعا‪ ،‬قال‪ :‬فمن زاد فيها ? قال‪ :‬ابن الزبي‪ ،‬قال سليمان لول انه أمر‪ ،‬كان أمي الؤمني فعله‪ ،‬لحببت‬
‫ان أردها على ما بناها ابن الزبي‪ ،‬ث قال‪ :‬علي بجاب البيت‪ ،‬فدخل هو وعمر بن عبد العزيز وممد بن كعب‬
‫القرظي‪ ،‬فجعل سليمان ينظر إل ما فيها من اللي‪ ،‬فقال لبن كعب‪ :‬ما هذا ? قال‪ :‬يا أمي الؤمني أقره رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يوم فتح مكة‪ ،‬ث أقره الولة بعده‪ ،‬أبو بكر‪ ،‬وعمر‪ ،‬وعثمان‪ ،‬وعلي‪ ،‬ومعاوية رضي ال تعال‬
‫عنهم‪ ،‬قال صدقت‪.‬‬
‫باب ما جاء ف مقلع الكعبة من أين قلع‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثنا مسلم بن خالد عن ابن جريج‪ ،‬قال‪ :‬لا أراد ابن الزبي هدم الكعبة‪ ،‬سأل رجا ًل من أهل‬
‫العلم من أهل مكة‪ ،‬من أين كانت قريش‪ ،‬أخذت حجارة الكعبة حي بنتها ? فأخب أنم بنوها من حراء ومن ثبي‬
‫ومن القطع‪ ،‬وهو البل الشرف على مسجد القاسم بن عبيد بن خلف بن السود الزاعي‪ ،‬على يي من أراد‬
‫الشاش من مكة مشرفا على الطريق‪ ،‬وانا سي القطع‪ ،‬لنه جبل صلب الجارة‪ ،‬فكان يوقد بالنار ث يقطع‪ ،‬ويقال‪:‬‬
‫انا سي القطع‪ ،‬لن أهل الاهلية من أهل مكة كانوا إذا خرجوا من مكة قلدوا أنفسهم ورواحلهم من عضاة الرم‪،‬‬
‫فإذا لقيهم أحد قالوا‪ :‬هذا من أهل ال‪ ،‬فل يعرض له‪ ،‬حت إذا دخلوا الرم أمنوا فصاروا عند القطع‪ ،‬فقطعوا‬
‫قلئدهم وقلئد رواحلهم الت من عضاة الرم هنالك‪ ،‬فسمي بذلك القطع‪ ،‬ومن قافية الندمة والندمة جبل ف ظهر‬
‫أب قبيس من ظهرها الشرف على دار أب صيفي الخزومي ف شعب آل سفيان دون شعب الوز‪ ،‬وذلك الوضع عن‬
‫يي من اندر من الثنية الت يسلك فيها من شعب ابن عامر إل شعب آل سفيان‪ ،‬ث إل من‪ ،‬وهذا الوضع مرتفع ف‬
‫البل‪ ،‬موضع مقلعه بي بي هذه الثنية وبي الثنية الت تشرف على شعب الوز‪ ،‬يسلك منها من من إل مكة‪ ،‬من‬
‫سلك شعب الوذ‪ ،‬ومن جبل عند الثنية البيضاء الت ف طريق جدة‪ ،‬وهو البل الشرف على ذي طوى‪ ،‬ويقال له‪:‬‬
‫حلحلة‪ ،‬قال‪ :‬جدي ومنه بنيت دار العباس بن ممد‪ ،‬الت على الصيارفة بكة‪ ،‬ومن جبل بأسفل مكة عن يسار من‬
‫اندر من ثنية بن عضل‪ ،‬ويقال لذا البل مقلع الكعبة‪ ،‬ومن مزدلفة من حجر با يقال له‪ :‬الفجري‪ ،‬فهذه البال‬
‫السبعة الت يعرفها أهل العلم من أهل مكة‪ ،‬انا مقلع الكعبة‪ ،‬قال مسلم بن خالد‪ :‬ول يثبت عندنا انا بنيت من غي‬
‫هذه الجبل‪.‬‬
‫ف معاليق الكعبة وقرن الكبش ومن علق تلك العاليق‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا ابن عيينة عن منصور ابن عبد الرحن الجب عن خاله مسافع بن‬
‫شيبة عن صفية بنت شيبة‪ ،‬ان امرأة من بن سليم ولدت عامتهم‪ ،‬قالت لعثمان بن طلحة‪ :‬ل دعك النب صلى ال‬
‫عليه وسلم بعد خروجه من البيت ? قال‪ :‬قال ل‪ :‬ان رأيت قرن الكبش ف البيت‪ ،‬فنسيت أن آمرك أن تمرها‪،‬‬
‫فإنه ل ينبغي أن يكون ف البيت شيء يشغل مصليا‪ ،‬قال عثمان‪ :‬وهو الكبش الذي فدى به إساعيل بن إبراهيم‬
‫عليهما السلم‪.‬‬
‫حدثن ممد بن يي‪ ،‬عن سليم بن مسلم عن عمرو بن قيس‪ ،‬انه كان يقول‪ :‬كان قرنا الكبش ف الكعبة‪ ،‬فلما‬
‫هدمها ابن الزبي وكشفها‪ ،‬وجدوها ف جدار الكعبة مطليي بشق‪ ،‬قال‪ :‬فتناولما فلما مسهما‪ ،‬هدا من اليدي‪،‬‬
‫قال ممد بن يي‪ ،‬عن هشام بن سليمان عن ابن جريج عن عبد ال بن شيبة بن عثمان‪ ،‬قال‪ :‬سألته هل كان ف‬
‫الكعبة قرنا كبش ? قال‪ :‬نعم كان فيها‪ ،‬قلت‪ :‬رأيتهما‪ ،‬قال‪ :‬حسبت انه قال أب أخبن انه رآها‪ ،‬وعن ابن جريج‬
‫عن عجوز‪ ،‬قالت‪ :‬رأيتهما وبما مغرة‪.‬‬
‫حدثن ممد بن يي‪ ،‬عن الواقدي عن أشياخه قال‪ :‬لا فتح عمر بن الطاب رضي ال عنه مدائن كسرى‪ ،‬كان ما‬
‫بعث به إليه هللن‪ ،‬فبعث بما فعلقهما ف الكعبة‪ ،‬وبعث عبد اللك بن مروان بالشمستي وقدحي من قوارير‬
‫وضرب على السطوانة الوسطى الذهب من أسفلها إل أعلها صفايح‪ ،‬وبعث الوليد بن عبد اللك بقدحي‪ ،‬وبعث‬
‫الوليد ابن يزيد بالسرير الزينب وبللي‪ ،‬وكتب عليهما اسه‪ ،‬بسم ال الرحن الرحيم‪ ،‬أمر عبد ال الليفة الوليد بن‬
‫يزيد أمي الؤمني ف سنة احدى ومائة؛ قال أبو الوليد‪ :‬أخبنيه إسحاق بن سلمة الصايغ‪ ،‬انه قرا حي خلق الكعبة‪،‬‬
‫وأخبنيه غي واحد من الجبة سنة اثنتي وأربعي ومائتي‪ ،‬وبعث أبو العباس بالصحفة الضراء‪ ،‬وبعث أبو جعفر‬
‫بالقارورة الفرعونية‪ ،‬كل هذا معلق ف البيت‪ ،‬وكان هارون الرشيد قد وضع ف الكعبة قصبتي علقهما مع العاليق ف‬
‫سنة ست وثاني ومائة‪ ،‬وفيهما بيعة ممد وعبد ال ابنيه وما عقد لما وما أخذ عليهما من العهود‪ ،‬وبعث الأمون‬
‫بالياقوتة الت تعلق ف كل سنة ف وجه الكعبة ف الوسم‪ :‬بسلسلة من ذهب‪ ،‬وبعث أمي الؤمني جعفر التوكل‪،‬‬
‫بشمسة عملها من ذهب مكللة بالدر الفاخر والياقوت الرفيع والزبرجد بسلسلة من ذهب تعلق ف وجه الكعبة ف‬
‫كل موسم‪.‬‬
‫حدثن سعيد بن يي البلخي‪ ،‬قال‪ :‬أسلم ملك من ملوك التبت‪ ،‬وكان له صنم من ذهب يعبده ف صورة انسان‪،‬‬
‫وكان على رأس الصنم تاج من الذهب مكلل برز الوهر والياقوت الحر والخضر والزبرجد‪ ،‬وكان على سرير‬
‫مربع مرتفع من الرض على قوائم‪ ،‬والسرير من فضة‪ ،‬وكان على السرير فرشة الديباج‪ ،‬وعلى أطراف الفرش أزرار‬
‫من ذهب وفضة مرخاة‪ ،‬والزرار على قدر الكرين ف وجه السرير‪ ،‬فلما أسلم ذلك اللك‪ ،‬أهدى السرير والصنم إل‬
‫الكعبة‪ ،‬فبعث به إل أمي الؤمني عبد ال الأمون هدية للكعبة‪ ،‬والأمون يومئذ برو من خراسان‪ ،‬فبعث به الأمون إل‬
‫السن بن سهل بواسط‪ ،‬وأمره أن يبعث به إل الكعبة‪ ،‬فبعث به مع نصي بن إبراهيم العجمي‪ ،‬رجل من أهل بلخ‬
‫من القواد‪ ،‬فقدم به مكة ف سنة احدى ومائتي‪ ،‬وحج بالناس تلك السنة إسحاق ابن موسى بن عيسى بن موسى‪،‬‬
‫فلما صدر الناس من من‪ ،‬نصب نصي ابن إبراهيم السرير وما عليه من الفرشة والصنم‪ ،‬ف وسط رحبة عمر بن‬
‫الطاب‪ ،‬بي الصفا والروة‪ ،‬فمكث ثلثة أيام منصوبا ومعهم لوح من فضة مكتوب فيه‪ :‬بسم ال الرحن الرحيم هذا‬
‫سرير فلن بن فلن ملك التبت‪ ،‬أسلم وبعث بذا السرير هدية إل الكعبة‪ ،‬فاحدوا ال الذي هداه للسلم‪ ،‬وكان‬
‫يقف على السرير ممد بن سعيد ابن أخت نصي العجمي‪ ،‬فيقرأه على الناس بكرة وعشية‪ ،‬ويمد ال الذي هدى‬
‫ملك التبت إل السلم‪ ،‬ث دفعه إل الجبة‪ ،‬وأشهد عليهم بقبضه‪ ،‬فجعلوه ف خزانة الكعبة‪ ،‬ف دار شبة بن عثمان‪،‬‬
‫حت استخلف حدون ابن علي بن عيسى بن ماهان‪ ،‬يزيد بن ممد بن حنظلة الخزومي على مكة‪ ،‬وخرج إل اليمن‬
‫فخالفه إبراهيم بن موسى بن جعفر بن ممد العلوي إل مكة مقبلً من اليمن‪ ،‬فسمع به يزيد بن ممد فخندق على‬
‫مكة وسكها بالبنيان من أنقابا‪ ،‬وأرسل إل الجبة فأخذ السرير وما عليه منهم‪ ،‬فاستعان به على حربه‪ ،‬وقال‪ :‬أمي‬
‫الؤمني يلفه لا‪ ،‬وضربه دناني ودراهم‪ ،‬وذلك ف سنة اثنتي ومائتي‪ ،‬فبقي التاج واللوح ف الكعبة إل اليوم‪.‬‬
‫نسخة ما ف اللوح الذي ف جوف الكعبة الذي كان مع السرير‬

‫بسم ال الرحن الرحيم‪ ،‬أمر عبد ال المام الأمون أمي الؤمني أكرمه ال ذا الرياستي‪ ،‬الفضل بن سهل بالبعثة بذا‬
‫السرير من خراسان إل بيت ال الرام‪ ،‬ف سنة مائتي وهو سرير الصبهبد كابل شاه بعد مهراب بن دومي كابل‬
‫شاه‪ ،‬الحمول تاجه إل مكة الخزون سريره ف بيت مال السلمي‪ ،‬بالشرق ف سنة سبع وتسعي ومائة‪ ،‬ومن نبأ أمر‬
‫الصبهبد‪ ،‬أنه أضعف عليه الراج والفدية عن بلد كابل والقندهار‪ ،‬ونصبت النابر وبنيت الساجد فيها‪ ،‬وخرج‬
‫الصبهبد كابل شاه‪ ،‬نازلً عن سريره هذا خاضعا ل مستسلما‪ ،‬حت حاول حدود كابل وأرض الطخارستان‪،‬‬
‫ووضع يده ف يد صاحب جبل خراسان ذي الرياستي على ما سامه ذو الرياستي‪ ،‬من خطة الذل للدين ولمام‬
‫السلمي‪ ،‬ث أقام البيد من القندهار إل الباميان‪ ،‬وأضاف بلد كابل والقندهار إل بلد خراسان‪ ،‬وأذعن للوال مع‬
‫النود مقيما حدود ال والسلم‪ ،‬عاملً بأحكامه فيه وف من اختار السلم معه‪ ،‬وأقام على العهد ف ملكته‪ ،‬وسي‬
‫المام أكرمه ال الرايات الضر على يدي ذي الرياستي إل القشمي‪ ،‬وف ناحية التبت ما سيها‪ ،‬فأظهره ال سبحانه‬
‫على بوخان وراور بلد بلور صاحب جبل خاقان وجبل التبت‪ ،‬وبعث به إل العراق مع فرسان التبت‪ ،‬ومن ناحية‬
‫السرير ما طلب على باراب وشاوغر وزاول‪ ،‬وبلد اطراز‪ ،‬وقتل قائد الثغر وسبا أولد جبغويه الرلي مع خاتوناتة‪،‬‬
‫بعد أحجاره اياه ببلد كيماك وبعد غلبه ما غلب على مدينة كاسان وبعث بفاتيح قلع فرغانة إل العرب‪ ،‬فمن قرأ‬
‫هذه السطور فليعن على تعزيز السلم وتذليل الشرك بقول أو فعل؛ فإن ذلك واجب على الناس تعزيز الدين إذا‬
‫قامت به الئمة‪ ،‬ومن أراد الزهد والهاد وأبواب الب والعاونة على ما يكسب السلم كهذا العز وهذه الفاخر‪ ،‬وقد‬
‫نسخنا ما كان حفر على صفيحة تاج مهرب بن دومي كابل شاه‪ ،‬ف سنة سبع وتسعي ومائة على هذا اللوح ومن‬
‫نصر دين ال نصره ال‪ ،‬لقوله تبارك وتعال ولينصرن ال من ينصره ان ال لقوي عزيز‪.‬‬
‫وكتب السن بن سهل صنو ذي الرياستي ف سنة مايتي‪:‬‬
‫وشخص أمي الؤمني هارون الرشيد‪ ،‬من الرقة يريد الج يوم الثني لسبع ليال بقي من شهر رمضان سنة ست‬
‫وثاني ومائة‪ ،‬فلم يدخل مدينة السلم‪ ،‬ونزل منلً منها على سبعة فراسخ على شاطئ الفرات‪ ،‬يقال له‪ :‬الدارب وقد‬
‫بن له با منل‪ ،‬ث شخص خارجا ومعه المي ول العهد ممد بن أمي الؤمني والأمون ول العهد من بعده عبد ال‬
‫بن أمي الؤمني‪ ،‬ومعه جيع وزرائه وقرابته‪ ،‬فعدل إل الدينة من الربذة وقدمها‪ ،‬فأقام با يومي‪ ،‬ل يصنع الول‬
‫منهما شيئا إل الصلة ف السجد والتسليم على النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وجلس ف اليوم الثان ف القصورة حيال‬
‫النب‪ ،‬فأمر بالقصورة فغلقت كلها‪ ،‬ودعا بدفاتر العطاء‪ ،‬فأخرج يومه ذلك لهل العطاء ثلثة أعطية‪ ،‬وبدأ بالعطا‬
‫بنفسه فيؤدى باسه ووزن له عطاؤه فجعله ف كمه‪ ،‬ث فعل ذلك بالمي والأمون‪ ،‬ث ببن هاشم البدئي ف الدعوة‬
‫على غيهم‪ ،‬فأعطوا كذلك عشيتهم‪ ،‬ث قام إل منله فأصبح غاديا من الدينة الشريفة إل مكة العظمة‪ ،‬فلما قدمها‬
‫عزل العثمان صهره ممد بن عبد ال عن صلة مكة‪ ،‬وول مكانه سليمان بن جعفر بن سليمان‪ ،‬فلما كان قبل‬
‫التروية بيوم بعد الصبح‪ ،‬صعد النب فخطب خطبة الج‪ ،‬ث فتح له باب البيت فدخله وحده ليس معه غيه‪ ،‬وقام‬
‫مسرور على باب البيت وأجيف أحد الصراعي‪ ،‬فمكث فيه طويلً ف جوف الكعبة‪ ،‬ث دعا بالمي ممد ول‬
‫العهد‪ ،‬فكلمه طويلً ف جوف الكعبة‪ ،‬ث دعا بالأمون عبد ال ففعل به مثل ذلك‪ ،‬ث دعا بسليمان ابن أب جعفر‪ ،‬ث‬
‫دعا بالفضل بن الربيع‪ ،‬ث بعيسى ابن جعفر وجعفر بن جعفر وجعفر بن موسى أمي الؤمني‪ ،‬فدخلوا عليه جيعا‪ ،‬ث‬
‫دخل بعدهم الارث وابان وممد بن خالد وعبيد بن يقطي ونظراؤهم‪ ،‬ودعا بيحي بن خالد‪ ،‬ول يكن حاضرا‪،‬‬
‫فأت به معجلً حت دخل‪ ،‬ودعا بعفر بن يي‪ ،‬ث كتب وليا العهد‪ ،‬كل واحد منهما على نفسه‪ ،‬كتابا لمي الؤمني‬
‫فيما أخذ على كل واحد منهما لصاحبه‪ ،‬وتوكد فيه عليهما بط يده‪ ،‬وحضرت الصلة صلة الظهر من قبل‬
‫فراغهم‪ ،‬فنل أمي الؤمني‪ ،‬فصلى بم الظهر ث عاد إل الكعبة فكان فيها إل أن فرغوا من الكتابي‪ ،‬واحضروا الناس‬
‫سوى من سينا قاضي مكة ممد بن عبد الرحن الخزومي‪ ،‬وأسد ابن عمرو قاضي مدينة الشرقية‪ ،‬وبعض من حجبة‬
‫البيت‪ ،‬ث حضرت صلة العصر عند فراغهم فنل أمي الؤمني‪ ،‬فصلى بم ث طافوا سبعا ث دخل منله من دار‬
‫العجلة وأمر بشر من حضر من الاشيي وغيهم ليشهدوا على الكتابي‪ ،‬وأرسل إل سليمان بن أب جعفر وعيسى‬
‫ابن جعفر وجعفر بن موسى وقد كانوا انصرفوا‪ ،‬فردوا من منازلم فجاءوا متضجرين‪ ،‬وأخرج إليهم الكتابي وقد‬
‫وضع عليهما الطي‪ ،‬وليس من الواتيم إل خاتا وليي العهد‪ ،‬فقرئا على جيع من حضر ليشهدوا عليه‪ ،‬ول يثبت ف‬
‫الكتابي إل اساء من كان ف الكعبة‪ ،‬حيث كتب الكتابان ول يتم غيهم‪ ،‬ول يكن الكتابان طينا ول طويا ول‬
‫ختما ف جوف الكعبة‪ ،‬ث أمر أمي الؤمني بعد أن شهدوا على الكتابي أن يعلقا ف داخل الكعبة قبالة بابا مع‬
‫العاليق الت فيها حيث يراها الناس‪ ،‬وضمنهما الجبة واستحلفهم على حفظهما والقيام بما وان يصونوها‬
‫ويعلقوها ف وقت الج منشورين‪ ،‬وصنع لما قصبتان من ذهب فكللوها بفصوص الياقوت‪ ،‬والزبرجد‪ ،‬واللؤلؤ‪ ،‬ث‬
‫انصرف أمي الؤمني بعد قضاء نسكه‪ ،‬فسار مقتصدا ل يعد الراحل حت واف الكوفة‪.‬‬
‫نسخة الكتابي اللذين كتبا ف بطن الكعبة الذين شهد عليهما‪ ،‬ونسخة الشرط الذي كتبه ممد بن أمي الؤمني‬
‫ف بطن الكعبة‬
‫بسم ال الرحن الرحيم‪ ،‬هذا كتاب لعبد ال هارون أمي الؤمني‪ ،‬كتبه له ممد بن هارون أمي الؤمني‪ ،‬ف صحة من‬
‫بدنه وعقله وجواز من أمره طائعا غي مكره‪ ،‬إن أمي الؤمني هارون ولن العهد من بعده‪ ،‬وجعل ل البيعة ف رقاب‬
‫السلمي جيعا‪ ،‬وول أخي عبد ال بن أمي الؤمني هارون العهد واللفة وجيع أمور السلمي بعدي‪ ،‬برضاء من‬
‫وتسليم طائعا غي مكره‪ ،‬ووله خراسان بثغورها وكورها وجنودها وخراجها وطرزها وبريدها وبيوت أموالا‬
‫وصدقاتا وعشرها وعشورها وجيع أعمالا ف حياته وبعد وفاته‪ ،‬فشرطت لعبد ال هارون أمي الؤمني علي الوفاء‪،‬‬
‫با جعل له أمي الؤمني هارون من البيعة والعهد وولية اللفة وأمور السلمي بعدي‪ ،‬وتسليم ذلك له وما جعل له‬
‫من ولية خراسان وأعمالا‪ ،‬وما اقطعه أمي الؤمني هارون من قطيعة وجعل له من عقدة أو ضيعة من ضياعه وعقدة‬
‫أو ابتاع له من الضياع والعقد‪ ،‬با أعطاه ف حياته وصحته من مال أو حلي أو جواهر أو متاع أو كسوة أو رقيق أو‬
‫منل أو دواب أو قليل أو كثي‪ ،‬فهو لعبد ال بن أمي الؤمني موفرا عليه مسلما له‪ ،‬وقد عرفت ذلك كله شيئا شيئا‬
‫باسه وأصنافه ومواضعه‪ ،‬انا وعبد ال بن هارون أمي الؤمني‪ ،‬فإن اخلتفنا ف شيء منه فالقول فيه قول عبد ال بن‬
‫هارون أمي الؤمني‪ ،‬ل اتبعه بشيء من ذلك ول آخذه منه ول انتقصه صغيا ول كبيا ول من ولية خراسان ول‬
‫غيها ما وله أمي الؤمني من العمال‪ ،‬ول أعزله عن شيء منها ول أخلعه ول أستهدل به غيه‪ ،‬ول اقدم قبله ف‬
‫العهد واللفة أحدا من الناس جيعا‪ ،‬ول أدخل عليه مكروها ف نفسه ودمه ول شعره ول بشره ول خاص ول عام‬
‫من أموره ووليته ول أمواله ول قطائعه ول عقده‪ ،‬ول اغي عليه شيئا بسبب من السباب‪ ،‬ول آخذه ول أحدا من‬
‫عماله وكتابه وولة أمره‪ ،‬من صحبه وأقام معه بحاسبة‪ ،‬ول اتتبع شيئا ما جرى على يديه وأيديهم ف وليته‬
‫خراسان وأعمالا‪ ،‬وغيها ما ولة أمي الؤمني ف حياته وصحته‪ ،‬من الباية والموال والطرز والبيد والصدقات‬
‫والعشر والعشور وغي ذلك‪ ،‬ول آمر بذلك أحدا من الناس‪ ،‬ول أرخص فيه لغيي ول احدث فيه نفسي بشيء‬
‫أمضيه عليه‪ ،‬ول التمس فيه قطيعته‪ ،‬ول انقص شيئا ما جعل له هارون أمي الؤمني وأعطاه ف حياته وخلفته‬
‫وسلطانه‪ ،‬من جيع ما سيت ف كتاب هذا‪ ،‬وآخذ له علي وعلى جيع الناس البيعة‪ ،‬ول أرخص لحد من الناس‬
‫كلهم ف جيع ما وله‪ ،‬ول ف خلعه ول ف مالفته‪ ،‬ول أسع من أحد من البية ف ذلك قولً‪ ،‬ول أرضى بذلك ف‬
‫سر ول علنية‪ ،‬ول أغمض عليه ول أتغافل عليه ول أقبل من بر من العباد ول فاجر ول صادق ول كاذب ول‬
‫ناصح ول غاش ول قريب ول بعيد ول أحد من ولد آدم عليه السلم من ذكر ول انثى‪ ،‬مشورة ول مكيدة ول حيلة‬
‫ف شيء من المور سرها وعلنيتها وحقها وباطلها وباطنها وظاهرها‪ ،‬ول سبب من السباب أراد بذلك إفساد‬
‫شيء‪ ،‬ما اعطيت عبد ال بن هارون أمي الؤمني من نفسي‪ ،‬وأوجبت له علي وشرطت وسيت ف كتاب هذا‪ ،‬وأراد‬
‫به أحد من الناس أجعي سوءا أو مكروها أو أراد خلعه أو ماربته أو الوصول إل نفسه ودمه أو حرمه أو سلطانه أو‬
‫ماله أو وليته جيعا أو فرادى مسرين أو مظهرين له‪ ،‬ان أنصره واحوطه وادفع عنه كما ادفع عن نفسي ومهجت‬
‫ودمي وشعري وبشري وحرمي وسلطان‪ ،‬واجهز النود إليه واعينه على كل من غشه وخالفه‪ ،‬ول اسلمه ول أتلى‬
‫منه‪ ،‬ويكون أمري وأمره ف ذلك واحدا أبدا ما كنت حيا‪ ،‬وان حدث بأمي الؤمني حدث الوت‪ ،‬وأنا وعبد ال بن‬
‫أمي الؤمني بضرة أمي الؤمني‪ ،‬أو أحدنا‪ ،‬أو كنا غايبي عنه جيعا متمعي كنا أو متفرقي‪ ،‬وليس عبد ال بن‬
‫هارون أمي الؤمني ف وليته براسان‪ ،‬فعلي لعبد ال بن هارون أمي الؤمني‪ ،‬أن أمضيه إل خراسان‪ ،‬وأسلم له‬
‫وليتها وأعمالا كلها وجنودها ول اعوقه عنها ول أحبسه قبلي ول ف شيء من البلدان دون خراسان‪ ،‬واعجل‬
‫أشخاصه إل خراسان واليا عليها وعلى جيع أعمالا‪ ،‬منفردا با مفوضا إليه جيع أعمالا كلها‪ ،‬وأشخص معه جيع‬
‫من ضم إليه أمي الؤمني من قواده وجنوده وأصحابه وكتابه‪ ،‬وعماله‪ ،‬ومواليه‪ ،‬وخدمه‪ ،‬ومن تبعه من صنوف الناس‬
‫بأهليهم وأموالم‪ ،‬ول أحبس عنه أحدا منهم‪ ،‬ول اشركه معه ف شيء منها أحدا‪ ،‬ول أرسل عليه أمينا‪ ،‬ول كاتبا‬
‫ول بندارا‪ ،‬ول أضرب على يديه ف قليل ول كثي‪ ،‬واعطيت هارون أمي الؤمني وعبد ال بن هارون على ما‬
‫شرطت لما على نفسي من جيع ما سيت وكتبت ف كتاب هذا‪ ،‬عهد ال وميثاقه وذمة أمي الؤمني وذمت وذمم‬
‫آبائي‪ ،‬وذمم الؤمني‪ ،‬وأشد ما أخذ ال عز وجل على النبيي والرسلي وخلقه أجعي من عهوده ومواثيقه‪ ،‬واليان‬
‫الؤكدة الت أمر ال عز وجل بالوفاء با ونى عن نقضها وتبديلها‪ ،‬فإن أنا نقضت شيئا ما شرطت لارون أمي‬
‫الؤمني ولعبد ال بن هارون أمي الؤمني‪ ،‬وسيت ف كتاب هذا‪ ،‬أو حدثت نفسي أن أنقض شيئا ما أنا عليه‪ ،‬أو‬
‫غيت أو بدلت أو حدثت أو غدرت أو قبلت من أحد من الناس‪ ،‬صغيا أو كبيا‪ ،‬برا أو فاجرا‪ ،‬ذكرا أو انثى‪،‬‬
‫جاعة أو فرادى‪ ،‬فبئت من ال سبحانه ومن وليته ومن دينه‪ ،‬ومن ممد رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ولقيت‬
‫ال عز وجل يوم القيامة كافرا به مشركا‪ ،‬وكل امرأة هي اليوم ل‪ ،‬أو أتزوجها إل ثلثي سنة‪ ،‬طالق ثلثا البتة‬
‫طلق الرج‪ ،‬وعلى الشي إل بيت ال الرام ثلثي حجة نذرا واجبا ل تعال ف عنقي حافيا راجلً‪ ،‬ل يقبل ال‬
‫من إل الوفاء بذلك‪ ،‬وكل مال هو ل اليوم أو أملكه إل ثلثي سنة هديا بالغ الكعبة الرام‪ ،‬وكل ملوك هو ل اليوم‬
‫أو أملكه إل ثلثي سنة أحرارا لوجه ال تعال‪ ،‬وكل ما جعلت لمي الؤمني ولعبد ال بن هارون أمي الؤمني‬
‫وكتبته وشرطته لما‪ ،‬وحلفت عليه وسيت ف كتاب هذا لزما ل الوفاء به ل أضمر غيه‪ ،‬ول أنوي إل اياه‪ ،‬فإن‬
‫أضمرت أو نويت غيه فهذه العهود والواثيق واليان كلها لزمة ل واجبة علي‪ ،‬وقواد أمي الؤمني وجنوده وأهل‬
‫الفاق والصار وعوام السلمي براء من بيعت وخلفت وعهدي ووليت‪ ،‬وهم ف حل من خلعي وإخراجي‪ ،‬ومن‬
‫وليت عليهم حت أكون سوقة من السوق‪ ،‬وكرجل من عرض السلمي‪ ،‬ل حق ل عليهم ول ولية ول تبعة ل‬
‫قبلهم‪ ،‬ول بيعة ل ف أعناقهم‪ ،‬وهم ف حل من اليان الت أعطون‪ ،‬براء من تبعتها ووزرها ف الدنيا والخرة‪ .‬أحبس‬
‫عنه أحدا منهم‪ ،‬ول اشركه معه ف شيء منها أحدا‪ ،‬ول أرسل عليه أمينا‪ ،‬ول كاتبا ول بندارا‪ ،‬ول أضرب على‬
‫يديه ف قليل ول كثي‪ ،‬واعطيت هارون أمي الؤمني وعبد ال بن هارون على ما شرطت لما على نفسي من جيع‬
‫ما سيت وكتبت ف كتاب هذا‪ ،‬عهد ال وميثاقه وذمة أمي الؤمني وذمت وذمم آبائي‪ ،‬وذمم الؤمني‪ ،‬وأشد ما أخذ‬
‫ال عز وجل على النبيي والرسلي وخلقه أجعي من عهوده ومواثيقه‪ ،‬واليان الؤكدة الت أمر ال عز وجل بالوفاء‬
‫با ونى عن نقضها وتبديلها‪ ،‬فإن أنا نقضت شيئا ما شرطت لارون أمي الؤمني ولعبد ال بن هارون أمي الؤمني‪،‬‬
‫وسيت ف كتاب هذا‪ ،‬أو حدثت نفسي أن أنقض شيئا ما أنا عليه‪ ،‬أو غيت أو بدلت أو حدثت أو غدرت أو قبلت‬
‫من أحد من الناس‪ ،‬صغيا أو كبيا‪ ،‬برا أو فاجرا‪ ،‬ذكرا أو انثى‪ ،‬جاعة أو فرادى‪ ،‬فبئت من ال سبحانه ومن‬
‫وليته ومن دينه‪ ،‬ومن ممد رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ولقيت ال عز وجل يوم القيامة كافرا به مشركا‪،‬‬
‫وكل امرأة هي اليوم ل‪ ،‬أو أتزوجها إل ثلثي سنة‪ ،‬طالق ثلثا البتة طلق الرج‪ ،‬وعلى الشي إل بيت ال الرام‬
‫ثلثي حجة نذرا واجبا ل تعال ف عنقي حافيا راجلً‪ ،‬ل يقبل ال من إل الوفاء بذلك‪ ،‬وكل مال هو ل اليوم أو‬
‫أملكه إل ثلثي سنة هديا بالغ الكعبة الرام‪ ،‬وكل ملوك هو ل اليوم أو أملكه إل ثلثي سنة أحرارا لوجه ال‬
‫تعال‪ ،‬وكل ما جعلت لمي الؤمني ولعبد ال بن هارون أمي الؤمني وكتبته وشرطته لما‪ ،‬وحلفت عليه وسيت ف‬
‫كتاب هذا لزما ل الوفاء به ل أضمر غيه‪ ،‬ول أنوي إل اياه‪ ،‬فإن أضمرت أو نويت غيه فهذه العهود والواثيق‬
‫واليان كلها لزمة ل واجبة علي‪ ،‬وقواد أمي الؤمني وجنوده وأهل الفاق والصار وعوام السلمي براء من بيعت‬
‫وخلفت وعهدي ووليت‪ ،‬وهم ف حل من خلعي وإخراجي‪ ،‬ومن وليت عليهم حت أكون سوقة من السوق‪،‬‬
‫وكرجل من عرض السلمي‪ ،‬ل حق ل عليهم ول ولية ول تبعة ل قبلهم‪ ،‬ول بيعة ل ف أعناقهم‪ ،‬وهم ف حل من‬
‫اليان الت أعطون‪ ،‬براء من تبعتها ووزرها ف الدنيا والخرة‪.‬‬
‫شهد سليمان بن أمي الؤمني النصور‪ ،‬وعيسى بن جعفر‪ ،‬وجعفر ابن جعفر‪ ،‬وعبد ال بن الهدي‪ ،‬وجعفر بن موسى‬
‫أمي الؤمني‪ ،‬وإسحاق ابن موسى أمي الؤمني‪ ،‬وإسحاق بن عيسى بن علي‪ ،‬وأحد بن إساعيل ابن علي‪ ،‬وسليم بن‬
‫جعفر بن سليمان‪ ،‬وعيسى بن صال بن علي‪ ،‬وداود ابن عيسى بن موسى‪ ،‬ويي بن عيسى بن موسى وداود بن‬
‫سليمان بن جعفر‪ ،‬وخزية بن حازم‪ ،‬وهرثة بن أعي‪ ،‬ويي بن خالد‪ ،‬والفضل بن يي‪ ،‬وجعفر بن يي والفضل بن‬
‫الربيع‪ ،‬مول أمي الؤمني‪ ،‬والعباس بن الفضل ابن الربيع مول أمي الؤمني‪ ،‬وعبد ال بن الربيع مول أمي الؤمني‪،‬‬
‫والقاسم ابن الربيع مول أمي الؤمني‪ ،‬ودقاقة بن عبد العزيز العبسي‪ ،‬وسليمان بن عبد ال بن الصم‪ ،‬والربيع بن عبد‬
‫ال الارثي‪ ،‬وعبد الرحن ابن أب السمراء الغسان وممد بن عبد الرحن قاضي مكة‪ ،‬وعبد الكري بن شعيب الجب‬
‫وإبراهيم بن عبد ال الجب‪ ،‬وعبد ال بن شعيب الجب‪ ،‬وممد ابن عبد ال بن عثمان الجب‪ ،‬وإبراهيم بن عبد‬
‫الرحن بن نبيه الجب‪ ،‬وعبد الواحد بن عبد ال الجب‪ ،‬وإساعيل بن عبد الرحن بن نبيه الجب‪ ،‬وابان مول أمي‬
‫الؤمني‪ ،‬وممد بن منصور‪ ،‬وإساعيل بن ضبيح‪ ،‬والارث مول أمي الؤمني‪ ،‬وخالد مول أمي الؤمني‪ ،‬وكتب ف‬
‫ذي الجة سنة ست وثاني ومائة‪.‬‬
‫نسخة الشرط الذي كتبه عبد ال بن هارون أمي الؤمني ف بطن الكعبة‬
‫بسم ال الرحن الرحيم‪ ،‬هذا كتاب لعبد ال هارون أمي الؤمني‪ ،‬كتبه له عبد ال بن هارون أمي الؤمني‪ ،‬ف صحة‬
‫من عقله وجواز من أمره وصدق نية‪ ،‬فيما كتب ف كتابه ومعرفة ما فيه من الفضل والصلح له ولهل بيته ولماعة‬
‫السلمي‪ ،‬إن أمي الؤمني هارون‪ ،‬ولن العهد واللفة وجيع أمور السلمي ف سلطانه‪ ،‬بعد أخي ممد بن هارون‬
‫أمي الؤمني‪ ،‬وولن ف حياته وبعده ثغور خراسان وكورها وجيع أعمالا‪ ،‬من الصدقات والعشر والعشور والبيد‬
‫والطرز وغي ذلك‪ ،‬واشترط ل على ممد بن أمي الؤمني‪ ،‬الوفاء با عقد ل به من اللفة والولية للعباد والبلد‬
‫بعده‪ ،‬وولن خراسان وجيع أعمالا‪ ،‬ول يعرض ل ف شيء ما أقطعن أمي الؤمني أو ابتاع ل من الضياع والعقد‬
‫والدور والرباع‪ ،‬أو ابتعت منه من ذلك‪ ،‬وما أعطان أمي الؤمني هارون من الموال والوهر والكساء والتاع‬
‫والدواب‪ ،‬ف سبب ماسبه ول تبيع ل ف ذلك ول لحد منهم أبدا‪ ،‬ول يدخل علي ول على أحد من كان معي‬
‫ومن‪ ،‬ول عمال ول كتاب ومن استعنت به من جيع الناس‪ ،‬مكروها ف دم ول نفس ول شعر ول بشر ول مال ول‬
‫صغي ول كبي‪ ،‬فأجابه إل ذلك وأقر به‪ ،‬وكتب له به كتابا وكتبه على نفسه ورضي به أمي الؤمني هارون وقبله‬
‫وعرف صدق نيته‪ ،‬فشرطت لعبد ال هارون أمي الؤمني‪ ،‬وجعلت له على نفسي أن أسع لحمد بن أمي الؤمني‬
‫وأطيعه ول أعصيه‪ ،‬وأنصحه ول أغشه‪ ،‬وأوف ببيعته ووليته‪ ،‬ول أغدر‪ ،‬ول أنكث‪ ،‬وأنفذ كتبه‪ ،‬وأموره وأحسن‬
‫موازرته ومكانفته‪ ،‬وأجاهد عدوه ف ناحيت بأحسن جهاد‪ ،‬ما وف ل با شرط ل ولعبد ال هارون أمي الؤمني‪،‬‬
‫وساه ف الكتاب الذي كتبه لمي الؤمني‪ ،‬ورضي به أمي الؤمني وقبله ول ينقص شيئا من ذلك ول ينقص أمرا من‬
‫المور‪ ،‬الت اشترطها ل عليه هارون أمي الؤمني‪ ،‬وإن احتاج ممد بن هارون أمي الؤمني‪ ،‬إل جند وكتب إل‬
‫يأمرن بأشخاصهم إليه‪ ،‬أو إل ناحية من النواحي أو إل عدو من أعدائه‪ ،‬خالفه أو أراد نقص شيء من سلطانه‬
‫وسلطان الذي أسنده هارون أمي الؤمني إلينا وولنا‪ ،‬أن أنفذ أمره ول أخالفه ول أقصر ف شيء‪ ،‬أن كتب به إل‬
‫وإن أراد ممد بن أمي الؤمني‪ ،‬أن يول رجلً من ولده العهد واللفة من بعدي‪ ،‬فذلك له ما وف ل‪ ،‬با جعل ل‬
‫أمي الؤمني هارون‪ ،‬فاشترط ل عليه وشرطه على نفسه ف أمري‪ ،‬وعلى انفاذ ذلك والوفاء له بذلك‪ ،‬ول انقض‬
‫ذلك ول اغيه ول ابدله ول اقدم فيه أحدا من ولدي ول قريبا ول بعيدا من الناس أجعي‪ ،‬إل أن يول هارون أمي‬
‫الؤمني أحدا من ولده العهد من بعدي‪ ،‬فيلزمن وممدا الوفاء بذلك‪ ،‬وجعلت لمي الؤمني وممد بن أمي الؤمني‬
‫علي الوفاء با اشترطت وسيت ف كتاب هذا ما وف له ممد بن أمي الؤمني‪ ،‬ولحمد بن أمي الؤمني هارون بميع‬
‫ما اشترط ل هارون أمي الؤمني عليه ف نفسي‪ ،‬وما أعطان أمي الؤمني هارون من جيع الشياء السماة ف الكتاب‬
‫الذي كتبه له عبد ال وميثاقه وذمة أمي الؤمني وذمت وذمم آبائي وذمم الؤمني‪ ،‬وأشد ما أخذ ال عز وجل على‬
‫النبيي والرسلي وخلقه أجعي من عهوده ومواثيقه واليان الؤكدة الت أمر ال عز وجل بالوفاء با‪ ،‬فإن نقضت‬
‫شيئا ما شرطت وسيت ف كتاب هذا له‪ ،‬أو غيت أو بدلت أو نكثت أو غدرت‪ ،‬فبئت من ال تعال ومن وليته‬
‫ومن دينه ومن ممد رسوله صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ولقيت ال سبحانه يوم القيامة كافرا مشركا به‪ ،‬وكل امرأة هي‬
‫اليوم ل أو أتزوجها إل ثلثي سنة‪ ،‬طالق ثلثا البتة طلق الرج‪ ،‬وكل ملوك ل اليوم أو املكه إل ثلثي سنة‪،‬‬
‫أحرار لوجه ال تعال‪ ،‬وعلى الشي إل بيت ال الرام الذي بكة ثلثي حجة نذرا واجبا علي وف عنقي‪ ،‬حافيا‬
‫راجلً ل يقبل ال من إل الوفاء به‪ ،‬وكل مال هو ل اليوم أو أملكه إل ثلثي سنة هديا بالغ الكعبة‪ ،‬وكل ما جعلت‬
‫لعبد ال هارون أمي الؤمني وشرطت ف كتاب هذا لزم ل‪ ،‬ل أضمر غيه ول أنوي سواه‪ ،‬شهد تسمية الشهود ف‬
‫ذلك الذين شهدوا على ممد بن أمي الؤمني‪.‬‬
‫فلم يزل الشرطان معلقان ف جوف الكعبة‪ ،‬حت مات هارون الرشيد أمي الؤمني وبعد ما مات بسنتي ف خلفة‬
‫ممد بن الرشيد‪ ،‬ث كلم الفضل بن الربيع ممد بن عبد ال الجب أن يأتيه بما‪ ،‬فنعهما من الكعبة وذهب بما إل‬
‫بغداد فأخذها الفضل فخرقهما وأحرقهما بالنار‪.‬‬
‫نسخة ما كان كتب على صحيفة التاج‬
‫بسم ال الرحن الرحيم‪ ،‬أمر المام الأمون أمي الؤمني أكرمه ال بمل هذا التاج من خراسان‪ ،‬وتعليقه ف الوضع‬
‫الذي علق فيه الشرطان ف بيت ال الرام شكرا ل عز وجل على الظفر بن غدر وتبجيلً للكعبة إذا استخف با من‬
‫نكث وحال عما أكد على نفسه فيها‪ ،‬ورجا المام عظيم الثواب من ال عز وجل بسده الثلمة الت اخترمها‪،‬‬
‫الخلوع ف الدين فإنه قد كان جرئا على الغدر والستخفاف با أكد ف بيت ال عز وجل وحرمه‪ ،‬وتوخى المام‬
‫تذكي من تنفعه الذكرى ليزيدهم به يقينا ف دينهم‪ ،‬وتعظيما لبيت ربم وتذيرا لن استخف وتعدى فإنا علقنا هذا‬
‫التاج بعد غدر الخلوع واخراجه الشرطي واحراقه إياها فأخرجه ال من ملكه بالسيف‪ ،‬واحرق ملته بالنار عبة‬
‫وعظة وعقوبة با كسبت يداه‪ ،‬وما ال بظلم للعبيد‪ ،‬وبعد عقد المام الأمون أكرمه ال براسان لذي الرياستي‬
‫الفضل بن سهل وتوليته اياه الشرق وبلوغ الراية السوداء بلد كابل ونر السند وتصيي مهرب بن دومي كابل شاه‬
‫سريره وتاجه على يدي ذي الرياستي إل باب المام الأمون أمي الؤمني‪ ،‬واسلم كابل شاه واهل طاعته على يدي‬
‫المام برو‪ ،‬فأمر المام جزاه ال عن السلم والسلمي خيا لثروه من الئمة الهديي أن يدفع السرير إل خزان بيت‬
‫مال السلمي بالشرق‪ ،‬ويعلق التاج ف بيت ال الرام بكة‪ ،‬وبعث به ذو الرياستي وال المام على الشرق ومدبر‬
‫خيوله‪ ،‬وصاحب دعوته بعد ما اجتمع السلمون على طاعة المام الأمون أمي الؤمني أكرمه ال‪ ،‬ووفوا له بوفائه‬
‫بعهد ال وأطاعوه بتمسكه بطاعة ال عز وجل وكانفوه بعمله بكتاب ال واحيائه سنة رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬وبرئوا به من الخلوع لغدره ونكثه وتبديله فالمد ل رب العالي معز من اطاعه ومذل من عصاه‪ ،‬ورافع‬
‫من وف‪ ،‬وواضع من غدر‪ ،‬وصلى ال على ممد النب وآله وصحبه وسلم‪ ،‬كتب السن بن سهل صنو ذي الرياستي‬
‫ف سنة تسع وتسعي ومائة‪.‬‬
‫ذكر الب الذي كان ف الاهلية ف الكعبة ومال الكعبة الذي يهدى لا وما جاء ف ذلك‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثنا جدي عن مسلم بن خالد الزني عن ابن أب نيح عن ماهد‪ ،‬قال‪ :‬كان ف الكعبة على‬
‫يي من دخلها جب عميق حفره إبراهيم خليل الرحن وإساعيل عليهما السلم حي رفع القواعد‪ ،‬وكان يكون فيه‬
‫ما يهدى للكعبة من حلي أو ذهب أو فضة أو طيب أو غي ذلك‪ ،‬وكانت الكعبة ليس لا سقف‪ ،‬فسرق منها على‬
‫عهد جرهم مال مرة بعد مرة‪ ،‬وكانت جرهم ترتضي لذلك رجلً يكون عليه يرسه‪ ،‬فبينا رجل من ارتضوه عندها‬
‫إذ سولت له نفسه فانتظر حت إذا انتصف النهار‪ ،‬وقلصت الظلل‪ ،‬وقامت الجالس‪ ،‬وانقطعت الطرق‪ ،‬ومكة إذ ذاك‬
‫شديدة الر‪ ،‬بسط رداءه‪ ،‬ث نزل ف البئر فأخرج ما فيها فجعله ف ثوبه‪ ،‬فأرسل ال عز وجل حجرا من البئر فحبسه‬
‫حت راح الناس‪ ،‬فوجدوه فأخرجوه‪ ،‬وأعادوا ما وجدوا ف ثوبه ف البئر‪ ،‬فسميت تلك البي الخسف‪ ،‬فلما أن‬
‫خسف بالرهي وحبسه ال عز وجل‪ ،‬بعث ال عند ذلك ثعبانا وأسكنه ف ذلك الب ف بطن الكعبة أكثر من‬
‫خسمائة سنة يرس ما فيه‪ ،‬فل يدخله أحد ال رفع رأسه وفتح فاه‪ ،‬فل يراه أحد ال ذعر منه‪ ،‬وكان ربا يشرف‬
‫على جدار الكعبة‪ ،‬فأقام كذلك ف زمن جرهم وزمن خزاعة وصدرا من عصر قريش‪ ،‬حت اجتمعت قريش ف‬
‫الاهلية على هدم البيت وعمارته‪ ،‬فحال بينهم وبي هدمه حت دعت قريش عند القام عليه والنب صلى ال عليه‬
‫وسلم معهم وهو يومئذ غلم ل ينل عليه الوحي بعد‪ ،‬فجاء عقاب فاختطفه ث طار به نو أجياد الصغي؛ قال‬
‫حدثن جدي‪ :‬قال حدثنا ابن عيينة عن عمرو بن عبيد عن السن ان عمر بن الطاب قال‪ :‬لقد همت أن ل ادع ف‬
‫الكعبة صفراء ول بيضاء ال قسمتها؛ فقال له أب بن كعب‪ :‬وال ما ذلك لك‪ .‬فقال عمر‪ :‬ل ? فقال‪ :‬إن ال عز‬
‫وجل قد بي موضع كل شيء وأقره رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فقال عمر‪ :‬صدقت؛ حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا‬
‫ابن عيينة عن سفيان بن سعيد الثوري عن واصل الحدب عن أب وائل شقيق بن سلمة‪ ،‬قال‪ :‬جلست إل شيبة بن‬
‫عثمان ف السجد الرام‪ ،‬فقال‪ :‬جلس إل عمر بن الطاب رضي ال عنه ملسك هذا‪ ،‬فقال‪ :‬لقد همت أن ل أترك‬
‫فيها صفراء ول بيضاء ال قسمتها يعن الكعبة قال شيبة‪ :‬فقلت له‪ :‬انه قد كان لك صاحبان ل يفعله‪ ،‬رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وأبو بكر رضي ال عنه؛ فقال عمر‪ :‬ها الرء ان أقتدي بما؛ حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا سفيان‬
‫بن عيينة عن إبراهيم بن ميسرة عن رجل عن السي بن علي أن عمر رضي ال عنه قال لعلي بن أب طالب رضي ال‬
‫عنه‪ :‬لقد همت أن اقسم هذا الال يعن مال الكعبة فقال له علي‪ :‬ان استطعت ذلك‪ .‬فقال عمر‪ :‬وما ل ل أستطيع‬
‫ذلك أول تعينن على ذلك ? فقال علي‪ :‬إن استطعت ذلك‪ ،‬فردها عمر ثلثا‪ ،‬فقال علي رضي ال عنه‪ :‬ليس ذلك‬
‫اليك‪ ،‬فقال عمر‪ :‬صدقت‪.‬‬
‫وحدثن ممد بن يي عن الواقدي عن أشياخه‪ ،‬قالوا‪ :‬قال عمر رضي ال عنه‪ :‬لقد همت أن ل أترك ف الكعبة شيئا‬
‫ال قسمته؛ فقال له أب ابن كعب‪ :‬وال ما ذلك لك؛ قال‪ :‬ول ? قال‪ :‬قرر ال موضع كل مال وأقره رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ؛ قال‪ :‬صدقت‪ ،‬وكان ابن عباس يقول‪ :‬سعت عمر رضي ال عنه يقول‪ :‬ان تركي هذا الال ف‬
‫الكعبة ل آخذه فأقسمه ف سبيل ال تعال وف سبيل الي‪ ،‬وعلي بن أب طالب يسمع ما يقول‪ ،‬فقال‪ :‬ما تقول يا بن‬
‫أب طالب ? احلف بال لئن شجعتن عليه لفعلن‪ .‬قال‪ :‬فقال له علي‪ :‬اتعله فيأ وأحرى صاحبه رجل يأت ف آخر‬
‫الزمان ضرب أدم طويل‪ ،‬فمضى عمر‪ ،‬قال‪ :‬وذكروا أن النب صلى ال عليه وسلم وجد ف الب الذي كان ف‬
‫الكعبة سبعي ألف أوقية من ذهب ما كان يهدى إل البيت‪ ،‬وأن علي بن أب طالب كرم ال وجهه‪ ،‬قال‪ :‬يا رسول‬
‫ال لو استعنت بذا الال على حربك‪ ،‬فلم يركه‪ ،‬ث ذكر لب بكر فلم يركه‪ ،‬حدثن ممد بن يي قال‪ :‬حدثن‬
‫بعض الجبة ف سنة ثان وثاني ومائة‪ ،‬أن ذلك الال بعينه ف خزانة الكعبة‪ ،‬ث ل أدري ما حاله بعد‪ ،‬حدثن جدي‬
‫وغيه من مشيخة أهل مكة وبعض الجبة‪ :‬إن السي ابن السن العلوي عمد إل خزانة الكعبة ف سنة مائتي ف‬
‫الفتنة حي أخذ الطالبيون مكة‪ ،‬فأخذ ما فيها مالً عظيما وانتقله إليه؛ وقال‪ :‬ما تصنع الكعبة بذا الال موضوعا ل‬
‫تنتفع به‪ ،‬نن أحق به نستعي به على حربنا‪ ،‬حدثن جدي قال‪ :‬سعت عبد ال بن زرارة بن مصعب بن شيبة ابن‬
‫جبي بن شيبة بن عثمان‪ ،‬يقول‪ :‬حضرت الوفاة فت منا من أصحابنا من الجبة بالبوباة من قرن‪ ،‬فاشتد عليه الوت‬
‫جدا‪ ،‬فمكث أياما ينع نزعا شديدا حت رأوا منه ما غمهم وأحزنم من شدة كربه‪ ،‬فقال له أبوه‪ :‬يا بن لعلك‬
‫أصبت من هذا البرق شيئا يعن مال الكعبة قال‪ :‬نعم يا أبت‪ ،‬أربعمائة دينار‪ ،‬فقال أبوه‪ :‬اللهم‪ ،‬إن هذه الربعمائة‬
‫دينار علي ف أنضر مال للكعبة‪ ،‬ث انرف إل أصحابه فقال‪ :‬اشهدوا أن للكعبة علي أربعمائة دينار ف انضر مال‬
‫أؤديها إليها‪ ،‬قال‪ :‬فسري عنه ث ل يلبث الفت أن مات‪ ،‬قال أبو الوليد‪ :‬وسعت يوسف بن إبراهيم بن ممد العطار‬
‫يدث عن عبد ال بن زرارة‪ ،‬أن مال الكعبة كان يدعى البرق ول يالط مال قط ال مقه‪ ،‬ول يرزأ أحد منه قط‬
‫من أصحابنا ال بان النقص ف ماله‪ ،‬وأدن ما يصيب صاحبه أن يشدد عليه الوت‪ ،‬قال‪ :‬ول يزل من مضى من‬
‫مشيخة الجبة يذرونه أبناءهم ويوفونم اياه ويوصونم بالتنه عنه‪ ،‬ويقولون‪ :‬لن تزالوا بي ما دمتم أعفة عنه وإن‬
‫كان الرجل ليصيب منه الشيء فيضعه عند الناس‪ ،‬حدثن مسافع بن عبد الرحن الجب قال‪ :‬لا بويع بكة لحمد بن‬
‫جعفر ابن ممد بن علي بن حسي بن علي بن أب طالب رضي ال عنهم‪ ،‬ف الفتنة ف سنة مائتي حي ظهرت‬
‫البيضة بكة أرسل إل الجبة فتسلف منهم من مال الكعبة خسة آلف دينار‪ ،‬وقال‪ :‬نستعي با على أمرنا‪ ،‬فإذا أفاء‬
‫ال علينا رددناها ف مال الكعبة‪ ،‬فدفعوا إليه وكتبوا عليه بذلك كتابا وأشهدوا فيه شهودا‪ ،‬فلما خلع نفسه ورفع إل‬
‫أمي الؤمني الأمون‪ ،‬تقدم الجبة واستعدوا عليه عند أمي الؤمني‪ ،‬فقضاهم أمي الؤمني الأمون عن ممد بن جعفر‬
‫خسة آلف دينار وكتب لم با إل إسحاق بن عباس بن عباد بن ممد وهو وال على اليمن‪ ،‬فقبضتها الجبة‬
‫وردوها ف خزانة الكعبة‪ ،‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا إبراهيم بن ممد ابن أب يي قال‪ :‬حدثنا أيوب بن موسى عن‬
‫سعيد بن يسار الزاعي عن ابن عمر‪ ،‬انه كان ف دار خالد بن أسيد بكة‪ ،‬فجاءه رجل فقال‪ :‬أرسل معي بلي إل‬
‫الكعبة‪ ،‬فقال له‪ :‬من أنت ? قال‪ :‬من أهل العراق‪ ،‬قال‪ :‬ما أحقكم يا أهل العراق أما فيكم مسكي ? أما فيكم‬
‫يتيم ? أما فيكم فقي? ان كعبة ال لغنية عن الذهب والفضة ولو شاء ال لعلها ذهبا وفضة‪ .‬قال ابن يسار‪ :‬فكان‬
‫معي حلي بعثت با إل الكعبة فقلت له‪ :‬وأنا مستحي‪ ،‬فقال‪ :‬وأنت أيضا‪ ،‬ث قال ل كما قال للخر‪.‬‬
‫ذكر من كسى الكعبة ف الاهلية‬

‫حدثنا عم أب أبو ممد قال‪ :‬حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا إبراهيم بن ممد بن أب يي عن هام‬
‫بن منبه عن ابن هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم انه نى عن سب أسعد الميي وهو تبع‪ ،‬وكان هو أول من‬
‫كسى الكعبة‪ ،‬وحدثن جدي عن سعيد بن سال عن عثمان بن ساج عن ممد ابن إسحاق قال‪ :‬بلغن عن غي واحد‬
‫من أهل العلم ان أول من كسى الكعبة كسوة كاملة تبع وهو أسعد أري ف النوم انه يكسوها فكساها النطاع ث‬
‫اري ان يكسوها فكساها الوصايل ثياب حبة من عصب اليمن وجعل لا بابا يغلق وقال أسعد ف ذلك‪:‬‬
‫ـه ملء ومعضدا وبـرودا‬ ‫وكسونا البيت الذي حرم اللـ‬
‫وجعلنا لبـابـه اقـلـيدا‬ ‫واقمنا به من الشـهر عشـرا‬
‫قد رفعنا لواءنا معـقـودا‬ ‫وخرجنا منه نـؤم سـهـيل‬
‫وحدثن ممد بن يي قال‪ :‬حدثن سليم بن مسلم عن ابن جريج انه كان يقول‪ :‬اول من كسا الكعبة كسوة كاملة‬
‫تبع كساها العصب وجعل لا بابا يغلق‪ ،‬حدثن ممد بن يي عن الواقدي عن افلح بن حيد عن أبيه عن النوار بنت‬
‫مالك بن صرمة أم زيد بن ثابت قالت‪ :‬رأيت على الكعبة قبل ان الد زيد بن ثابت وأنا به نسء مطارف خز خضراء‬
‫وصفراء وكرارا واكسية من اكسية العراب وشقاق شعر الكرار اليش الرقيق واحدها كر ‪.‬‬
‫حدثن جدي أحد بن ممد عن الواقدي عن عبد الكيم بن عبد ال ابن أب فروة عن هلل بن أسامة عن عطاء بن‬
‫يسار عن عمر بن الكم السلمي قال‪ :‬نذرت أمي بدنة تنحرها عند البيت وجللتها شقتي من شعر ووبر فنحرت‬
‫البدنة وسترت الكعبة بالشقتي والنب صلى ال عليه وسلم يومئذ بكة ل يهاجر فانظر إل البيت يومئذ وعليه كسى‬
‫شت من وصايل وانطاع وكرار وخز ونارق عراقية أي ميسانية كل هذا قد رأيته عليه‪ ،‬وحدثن جدي قال‪ :‬حدثنا‬
‫سعيد بن سال عن ابن جريج عن ابن أب مليكة انه قال‪ :‬بلغن ان الكعبة كانت تكسى ف الاهلية كسى شت كانت‬
‫البدنة تلل البة والبود والكسية وغي ذلك من عصب اليمن وكان هذا يهدى للكعبة سوى جلل البدن هدايا‬
‫من كسى شت خز وحبة وأناط فيعلق فتكسى منه الكعبة ويعل ما بقي ف خزانة الكعبة‪ ،‬فإذا بلي منها شيء أخلف‬
‫عليها مكانه ثوب آخر ول ينع ما عليها شيء من ذلك وكان يهدى إليها خلوق وممر وكانت تطيب بذلك ف‬
‫بطنها ومن خارجها‪.‬‬
‫وحدثن جدي قال‪ :‬حدثنا عبد البار بن الورد قال‪ :‬سعت ابن أب مليكة يقول‪ :‬كانت قريش ف الاهلية ترافد ف‬
‫كسوة الكعبة‪ ،‬فيضربون ذلك على القبائل بقدر احتمالا‪ ،‬من عهد قصي بن كلب حت نشأ أبو ربيعة ابن الغية بن‬
‫عبد ال بن عمر بن مزوم‪ ،‬وكان يتلف إل اليمن يتجر با فأثرى ف الال‪ ،‬فقال لقريش‪ :‬أنا أكسو وحدي الكعبة‬
‫سنة وجيع قريش سنة‪ ،‬فكان يفعل ذلك حت مات يأت بالبة اليدة من الند فيكسوها الكعبة فسمته قريش العدل‬
‫لنه عدل فعله بفعل قريش كلها فسموه إل اليوم العدل ويقال لولده بنو العدل‪.‬‬
‫ذكر كسوة الكعبة ف السلم وطيبها وخدمها وأول من فعل ذلك‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا إبراهيم بن ممد ابن أب يي قال‪ :‬حدثنا أب عن خالد عن ابن‬
‫الهاجر ان النب صلى ال عليه وسلم خطب الناس يوم عاشوراء فقال النب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬هذا يوم عاشوراء‬
‫يوم تنقضي فيه السنة‪ ،‬وتستتر فيه الكعبة‪ ،‬وترفع فيه العمال‪ ،‬ول يكتب عليكم صيامه وأنا صائم فمن أحب منكم‬
‫أن يصوم فليصم‪ .‬وحدثن جدي عن سعيد بن سال عن ابن جريج قال‪ :‬كانت الكعبة فيما مضى انا تكسى يوم‬
‫عاشوراء‪ ،‬إذا ذهب آخر الاج حت كانت بنو هاشم‪ ،‬فكانوا يعلقون عليها القمص يوم التروية من الديباج‪ ،‬لن يرى‬
‫الناس ذلك عليها باء وجال‪ ،‬فإذا كان يوم عاشوراء علقوا عليها الزار‪ ،‬حدثن جدي عن ابن عيينة عن إساعيل بن‬
‫أمية عن نافع قال‪ :‬كان ابن عمر يكسو بدنه إذا أراد أن يرم‪ ،‬القباطي والبة‪ ،‬فإذا كان يوم عرفة ألبسها إياها فإذا‬
‫كان يوم النحر نزعها ث أرسل با إل شيبة بن عثمان فناطها على الكعبة‪ ،‬وأخبن ممد بن يي عن الواقدي عن‬
‫إساعيل بن إبراهيم بن أب حبيبة عن أبيه قال‪ :‬كسى البيت ف الاهلية النطاع ث كساه النب صلى ال عليه وسلم‬
‫الثياب اليمانية‪ ،‬ث كساه عمر وعثمان القباطي‪ ،‬ث كساه الجاج الديباج ويقال‪ :‬أول من كساه الديباج يزيد ابن‬
‫معاوية ويقال‪ :‬ابن الزبي‪ ،‬ويقال‪ :‬عبد اللك بن مروان‪ ،‬وأول من خلق جوف الكعبة ابن الزبي‪ ،‬وأول من دعا على‬
‫الكعبة عبد ال بن شيبة ويلقب العجم فدعا لعبد اللك بن هشام وكان خليفة‪.‬‬
‫حدثن ممد بن يي عن إبراهيم بن ممد بن أب يي عن حبيب بن أب ثابت قال‪ :‬كسا النب صلى ال عليه وسلم‬
‫الكعبة‪ ،‬وكساها أبو بكر‪ ،‬وعمر رضي ال عنهما‪ ،‬وأخبن ممد بن يي قال‪ :‬حدثنا سليم بن مسلم عن موسى بن‬
‫عبيدة الربذي ان عمر بن الطاب كسا الكعبة القباطي من بيت الال‪ ،‬قال أبو الوليد‪ :‬وحدثن جدي قال‪ :‬حدثن‬
‫سعيد بن سال عن ابن أب نيح عن أبيه ان عمر بن الطاب رضي ال عنه كسا الكعبة القباطي من بيت الال‪ ،‬وكان‬
‫يكتب فيها إل مصر تاك له هناك‪ ،‬ث عثمان من بعده‪ ،‬فلما كان معاوية بن أب سفيان كساها كسوتي كسوة عمر‬
‫القباطي‪ ،‬وكسوة ديباج‪ ،‬فكانت تكسى الديباج يوم عاشوراء‪ ،‬وتكسى القباطي ف آخر شهر رمضان للفطر وأجرى‬
‫لا معاوية وظيفة من الطيب لكل صلة وكان يبعث بالطيب والجمر واللوق ف الوسم وف رجب وأخدمها عبيدا‬
‫بعث بم إليها فكانوا يدمونا ث اتبعت ذلك الولة بعده‪.‬‬
‫وحدثن جدي عن إبراهيم بن ممد بن أب يي قال‪ :‬حدثن علقمة ابن أب علقمة عن أمه عن عائشة رضي ال عنها‬
‫زوج النب صلى ال عليه وسلم انا قالت‪ :‬كسوة البيت على المراء‪.‬‬
‫وحدثن جدي عن إبراهيم بن ممد بن أب يي قال‪ :‬حدثن هشام ابن عروة ان عبد ال بن الزبي كسا الكعبة‬
‫الديباج‪ ،‬وحدثن ممد بن يي عن سليم بن مسلم عن ابن جريج قال‪ :‬كان معاوية أول من طيب الكعبة باللوق‬
‫والجمر وأجرى الزيت لقناديل السجد من بيت الال‪ ،‬وأخبن ممد ابن يي عن الواقدي عن عبد العزيز بن الطلب‬
‫عن إسحاق بن عبد ال عن أب جعفر ممد بن علي قال‪ :‬كان الناس يهدون إل الكعبة كسوة ويهدون إليها البدن‬
‫عليها البات فيبعث بالبات إل البيت كسوة‪ ،‬فلما كان يزيد بن معاوية كساها الديباج السروان فلما كان ابن‬
‫الزبي اتبع أثره فكان يبعث إل مصعب بن الزبي بالكسوة كل سنة فكانت تكسى يوم عاشوراء‪ ،‬وأخبن ممد بن‬
‫يي عن الواقدي عن عبد ال بن عمر عن نافع قال‪ :‬كان ابن عمر يلل بدنة بالناط فإذا نرها بعث بالناط إل‬
‫الجبة فيجعلونا على الكعبة قبل أن تكسى الكعبة‪ ،‬وأخبن ممد بن يي عن الواقدي عن أشياخه قالوا‪ :‬فلما ول‬
‫عبد اللك بن مروان كان يبعث كل سنة بالديباج فيمر به على الدينة فينشر يوما ف مسجد رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم على الساطي ها هنا وها هنا ث يطوى ويبعث به إل مكة وكان يبعث بالطيب إليها وبالجمر وإل مسجد‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ث كان أول من أخدم الكعبة يزيد بن معاوية وهم الذين يسترون البيت‪ ،‬حدثن‬
‫جدي قال‪ :‬كانت الكعبة تكسى ف كل سنة كسوتي كسوة ديباج‪ ،‬وكسوة قباطي؛ فأما الديباج فتكساه يوم‬
‫التروية فيعلق عليها القميص ويدل ول ياط فإذا صدر الناس من من خيط القميص وترك الزار حت تذهب الجاج‬
‫لئل يرقونه فإذا كان العاشوراء علق عليها الزار فوصل بالقميص فل تزال هذه الكسوة الديباج عليها حت يوم سبع‬
‫وعشرين من شهر رمضان فتكسى القباطي للفطر‪ ،‬فلما كانت خلفة الأمون رفع إليه ان الديباج يبلى ويتخرق قبل‬
‫أن يبلغ الفطر ويرقع حت يسمج‪ ،‬فسأل مبارك الطبي موله وهو يومئذ على بريد مكة وصوافيها ف أي الكسوة‬
‫الكعبة أحسن ? فقال له‪ :‬ف البياض فأمر بكسوة من ديباج أبيض فعملت فعلقت سنة ست ومايتي وأرسل با إل‬
‫الكعبة فصارت الكعبة تكسى ثلث كسا‪ :‬الديباج الحر يوم التروية‪ ،‬وتكسى القباطي يوم هلل رجب‪ ،‬وجعلت‬
‫كسوة الديباج البيض الت أحدثها الأمون يوم سبع وعشرين من شهر رمضان للفطر وهي تكسى إل اليوم ثلث‬
‫كسا‪ ،‬ث رفع إل الأمون أيضا ان أزار الديباج البيض الذي كساها يتخرق ويبلى ف أيام الج من مس الجاج قبل‬
‫أن ياط عليها أزار الديباج الحر الذي ياط ف العاشور فبعث بفضل أزار ديباج أبيض تكساه يوم التروية أو يوم‬
‫السابع فيستر به ما ترق من الزار الذي كسيته للفطر إل أن ياط عليها أزار الديباج الحر ف العاشور‪ ،‬ث رفع إل‬
‫أمي الؤمني جعفر التوكل على ال ان أزار الديباج الحر يبلى قبل هلل رجب من مس الناس وتسحهم بالكعبة‬
‫فزادها أزارين مع الزار الول فاذال قميصها الديباج الحر وأسبله حت بلغ الرض؛ سئل أبو الوليد عن أذال فقال‬
‫أسبل؛ وقال الشاعر ف معن ذلك ‪:‬‬
‫أجاد السدى سردهـا فـاذالـهـا‬ ‫على ابن أب العاصي دلص حصينة‬
‫ث جعل فوقه ف كل شهرين ازار وذلك ف سنة أربعي ومايتي لكسوة سنة احدى وأربعي ومايتي ث نظر الجبة‬
‫فإذا الزار الثان ل يتاج إليه فوضع ف تابوت الكعبة وكتبوا إل أمي الؤمني إن أزارا واحدا مع ما أذيل من قمصها‬
‫يزيها فصار يبعث بأزار واحد فتكساه بعد ثلثة أشهر ويكون الذيل ثلثة أشهر‪ ،‬قال أبو الوليد‪ :‬ث أمر أمي الؤمني‬
‫جعفر التوكل على ال عز وجل باذالة القميص القباطي حت بلغ الشاذروان الذي تت الكعبة ف سنة ثلث وأربعي‬
‫ومائتي‪ ،‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا إبراهيم بن ممد بن أب يي قال‪ :‬حدثن عبد ال بن أب بكر بن ممد بن عمرو‬
‫بن حزم ان عائشة زوج النب صلى ال عليه وسلم قالت‪ :‬أطيب الكعبة أحب إل من أن أهدي إليها ذهبا وفضة‪،‬‬
‫حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا إبراهيم بن ممد بن أب يي قال‪ :‬حدثن علقمة بن أب علقمة عن عائشة رضي ال عنها‬
‫انا قالت‪ :‬طيبوا البيت فإن ذلك من تطهيه‪.‬‬
‫حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا إبراهيم بن ممد بن أب يي قال‪ :‬حدثنا هشام بن عروة ان عبد ال بن الزبي خلق جوف‬
‫الكعبة أجع‪ ،‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا إبراهيم بن ممد بن أب يي قال‪ :‬حدثنا هشام بن عروة أن عبد ال بن الزبي‬
‫كان يمر الكعبة كل يوم برطل من ممر ويمر الكعبة كل يوم جعة برطلي من ممر‪.‬‬
‫ما جاء ف تريد الكعبة وأول من جردها‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثنا جدي وإبراهيم بن ممد الشافعي عن مسلم بن خالد عن ابن أب نيح عن أبيه ان عمر‬
‫بن الطاب رضي ال عنه كان ينع كسوة البيت ف كل سنة فيقسمها على الاج فيستظلون با على السمر بكة‪،‬‬
‫حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا عبد البار بن الورد الكي قال‪ :‬سعت ابن أب مليكة يقول‪ :‬كانت على الكعبة كسى كثية‬
‫من كسوة اهل الاهلية من النطاع والكسية والكرار والناط فكانت ركاما بعضها فوق بعض فلما كسيت ف‬
‫السلم من بيت الال كان يفف عنها الشيء بعد الشيء وكانت تكسى ف خلفة عمر وعثمان رضي ال عنهما‬
‫القباطي يؤتى به من مصر‪ ،‬غي ان عثمان رضي ال عنه كساها سنة برودا يانية أمر بعملها عامله على اليمن يعلى بن‬
‫منبه فكان أول من ظاهر لا كسوتي‪ ،‬فلما كان معاوية كساها الديباج مع القباطي فقال شيبة بن عثمان‪ :‬لو طرح‬
‫عنها ما عليها من كسى الاهلية فخفف عنها حت ل يكون ما مسه الشركون شيء لنحاسيتهم فكتب ف ذلك إل‬
‫معاوية بن أب سفيان وهو بالشام فكتب إليه ان جردها وبعث إليه بكسوة من ديباج وقباطي وحبة‪ ،‬قال‪ :‬فرأيت‬
‫شيبة جردها حت ل يترك عليها شيئا ما كان عليها وخلق جدراتا كلها وطيبها ث كساها تلك الكسوة الت بعث با‬
‫معاوية إليها وقسم الثياب الت كانت عليها على اهل مكة وكان ابن عباس حاضرا ف السجد الرام وهم يردونا‬
‫قال‪ :‬فما رأيته انكر ذلك ول كرهه‪.‬‬
‫حدثن ممد بن يي عن الواقدي عن ابن جريج عن عبد الميد بن جبي بن شيبة قال‪ :‬جرد شيبة بن عثمان الكعبة‬
‫قبل الريق فخلقها وطيبها‪ ،‬قلت‪ :‬وما تلك الثياب ? قال‪ :‬من كل نو كرار وانطاع وخيا من ذلك وكان شيبة‬
‫يكسو منها حت راى على امرأة حائض من كسوته فدفنها ف بيت حت هلكت يعن الثياب حدثن ممد بن يي عن‬
‫الواقدي عن إبراهيم بن يزيد عن ابن أب مليكة قال‪ :‬رأيت شيبة بن عثمان جرد الكعبة فرأيت عليها كسوة شت‬
‫كرارا وانطاعا ومسوحا وخيا من ذلك حدثنا ممد بن يي عن الواقدي عن عبد الكيم بن عبد ال ابن أب فروة‬
‫عن هلل بن أسامة عن عطاء بن يسار قال‪ :‬قدمت مكة معتمرا فجلست إل ابن عباس ف صفة زمزم وشيبة بن‬
‫عثمان يومئذ يرد الكعبة قال عطاء بن يسار‪ :‬فرأيت جدارها ورأيت خلوقها وطيبها ورأيت تلك الثياب الت أخبن‬
‫عمر بن الكم السلمي انه رآها ف حديث نذر أمه البدنة قد وضعت بالرض فرأيت شيبة بن عثمان يومئذ يقسمها‬
‫أو قسم بعضها فأخذت يومئذ كساء من نسج العراب فلم أر ابن عباس أنكر شيئا ما صنع شيبة بن عثمان‪ ،‬قال‬
‫عطاء بن يسار‪ :‬وكانت قبل هذا ل ترد انا يفف عنها بعض كسوتا وتترك عليها حت كان شيبة بن عثمان أول‬
‫من جردها وكشفها وأخبن ممد بن يي قال‪ :‬حدثنا هشام بن سليمان الخزومي عن ابن جريج عن عبد الميد بن‬
‫جبي بن شيبة أنه قال‪ :‬جرد شيبة بن عثمان الكعبة قبل الريق من ثياب كان أهل الاهلية كسوها إياها ث خلقها‬
‫وطيبها قلت‪ :‬وما كانت تلك الثياب ? قال‪ :‬من كل‪ ،‬كرارا وانطاعا وخيا من ذلك وكان شيبة يقسم تلك الثياب‬
‫فرأى على امرأة حايض ثوبا من كسوة الكعبة فرفعه شيبة فأمسك ما بقي من الكسوة حت هلكت يعن الثياب ‪.‬‬
‫حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا إبراهيم بن ممد بن أب يي قال‪ :‬حدثن علقمة بن أب علقمة عن أمه عن عائشة أم‬
‫الؤمني ان شيبة بن عثمان دخل على عائشة فقال‪ :‬يا أم الؤمني تتمع عليها الثياب فتكثر فيعمد إل بيار فيحفرها‬
‫ويعمقها فتدفن فيها ثياب الكعبة لكي ل تلبسها الايض والنب قالت عائشة‪ :‬ما أصبت وبئس ما صنعت ل تعد‬
‫لذلك فإن ثياب الكعبة إذا نزعت عنها ل يضرها من لبسها من حائض أو جنب ولكن بعها واجعل ثنها ف سبيل ال‬
‫تعال والساكي وابن السبيل‪ ،‬وأخبن ممد بن يي عن الواقدي عن موسى بن ضمرة ابن سعيد الازن عن عبد‬
‫الرحن بن ممد عن عبيد ال بن عبد ال بن عتبة بن مسعود قال قال‪ :‬رأيت شيبة بن عثمان يسأل ابن عباس عن‬
‫ثياب الكعبة ث ساق مثل حديث عائشة فقال له ابن عباس مثل ما قالت عائشة رضي ال عنها‪ ،‬وأخبن ممد بن‬
‫يي عن الواقدي عن خالد بن الياس عن العرج عن فاطمة الزاعية قالت‪ :‬سألت أم سلمة زوج النب صلى ال عليه‬
‫وسلم عن ذلك فقالت‪ :‬إذا نزعت عنها ثيابا فل يضرها من لبسها من الناس من حايض أو جنب‪ ،‬قال أبو الوليد‪:‬‬
‫سعت غي واحد من مشيخة أهل مكة يقول‪ :‬حج الهدي أمي الؤمني سنة ستي وماية فجرد الكعبة وأمر بالسجد‬
‫الرام فهدم وزاد فيه الزيادة الول‪ ،‬وأخبن عبد ال بن إسحاق الجب عن جدته فاطمة بنت عبد ال قالت‪ :‬حج‬
‫الهدي فجرد الكعبة وطل جدرانا من خارج بالغالية والسك والعنب قالت‪ :‬فأخبن جدك تعن زوجها ممد بن‬
‫إساعيل أين إبراهيم الجب قال‪ :‬صعدنا على ظهر الكعبة بقوارير من الغالية فجعلنا نفرغها على جدرات الكعبة من‬
‫خارج من جوانبها كلها وعبيد الكعبة قد تعلقوا بالبكرات الت تاط عليها ثياب الكعبة ويطلون بالغالية جدراتا من‬
‫أسفلها إل أعلها؛ قال أبو ممد الزاعي‪ :‬أنا رأيتها وقد غي الدر الذي بناه الجاج ما يلي الجر وقد انفتح من‬
‫البناء الول الذي بناه ابن الزبي مقدار اصبع من دبرها ومن وجهها وقد رهم بالص البيض‪.‬‬
‫حدثن جدي قال‪ :‬حج الهدي أمي الؤمني سنة ستي ومائة فرفع إليه انه قد اجتمع على الكعبة كسوة كثية حت‬
‫انا قد أثقلتها وياف على جدراتا من ثقل الكسوة فجردها حت ل يبق عليها من كسوتا شيئا ث ضمخها من‬
‫خارجها وداخلها بالغالية والسك والعنب وطل جدراتا كلها من أسفلها إل أعلها من جوانبها كلها ث أفرغ عليها‬
‫ثلث كسى من قباطي وخز وديباج والهدي قاعد على ظهر السجد ما يلي دار الندوة ينظر إليها وهي تطلى بالغالية‬
‫وحي كسيت ث ل يرك ول يفف عنها من كسوتا الشيء حت كان سنة الائتي وكثرت الكسوة أيضا عليها جدا‬
‫فجردها حسي بن حسن الطالب ف الفتنة وهو يومئذ قد أخذ مكة ليال دعت البيضة إل أنفسها وأخذوا مكة‬
‫فجردها حت ل يبق عليها من كسوتا شيئا‪ ،‬قال جدي‪ :‬فاستدرت بوانبها وهي مردة فرأيت جدات الباب الذي‬
‫كان ابن الزبي جعله ف ظهرها وسده الجاج بأمر عبد اللك فرأيت جداته وعتبه على حالا وعددت حجارته الت‬
‫سد با فوجدتا ثانية وعشرين حجرا ف تسعة مداميك ف كل مدماك ثلثة أحجار إل الدماك العلى فإن فيه أربعة‬
‫أحجار رأيت الصلة الت بن الجاج ما يلي الجر حي هدم ما زاد ابن الزبي قال‪ :‬فرأيت تلك الصلة بينة ف الدر‬
‫وهي كالتبية من الدر الخر‪ ،‬قال إسحاق‪ :‬ورأيت جدارتا كلون العنب الشهب حي جردت ف آخر ذي الجة‬
‫من سنة ثلث وستي ومائتي وأحسبه من تلك الغالية‪ ،‬قال وكان تريد السي بن السن إياها أول يوم من الحرم‬
‫يوم السبت سنة مائتي‪ ،‬ث كساها حسي بن حسن كسوتي من قز رقيق احداها صفراء‪ ،‬والخرى بيضاء مكتوب‬
‫بينهما بسم ال الرحن الرحيم وصلى ال على ممد وعلى أهل بيته الطيبي الطاهرين الخيار أمر أبو السرايا الصفر‬
‫بن الصفر داعية إل ممد بعمل هذه الكسوة لبيت ال الرام‪ ،‬قال أبو الوليد‪ :‬وابتدأت كسوتا من سنة الائتي‬
‫وعدتا إل سنة أربع وأربعي ومائتي مائة وسبعون ثوبا‪ ،‬قال ممد الزاعي‪ :‬وأنا رأيتها وقد عمر الدر الذي بناه‬
‫الجاج ما يلي الجر فانفتح من البناء الول الذي بناه ابن الزبي مقدار نصف اصبع من وجهها ومن دبرها وقد رهم‬
‫بالص البيض وقد رأيتها حي جردت ف آخر ذي الجة سنة ثلث وستي ومائتي فرأيت جدراتا كلون العنب‬
‫الشهب من تلك الغالية‪.‬‬
‫باب ما جاء ف دفع النب الفتاح إل عثمان بن طلحة‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي وإبراهيم بن ممد الشافعي عن مسلم بن خالد الزني عن ابن شهاب الزهري‬
‫قال‪ :‬دفع النب صلى ال عليه وسلم مفتاح الكعبة إل عثمان بن طلحة فقال‪ :‬ها يا عثمان غيبوه‪ ،‬قال‪ :‬فخرج عثمان‬
‫إل الجرة وخلفه شيبة فحجب‪ ،‬وأخبن جدي قال‪ :‬أخبنا مسلم بن خالد الزني عن ابن جريج ان النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال‪ :‬خذوها يا بن أب طلحة خذوا ما أعطاكم ال ورسوله تالدة خالدة ل ينعها منكم ال ظال‪ ،‬وأخبن‬
‫جدي عن سعيد بن سال عن ابن جريج عن ماهد ف قوله عز وجل "ان اللّه يأمركم أن تؤدوا المانات إل اهلها"‪،‬‬
‫قال‪ :‬نزلت ف عثمان ابن طلحة بن أب طلحة حي قبض النب صلى ال عليه وسلم مفتاح الكعبة ودخل به الكعبة‬
‫يوم الفتح فخرج وهو يتلو هذه الية فدعا عثمان فدفع إليه الفتاح وقال‪ :‬خذوها يا بن أب طلحة بأمانة ال سبحانه‬
‫ل ينعها منكم ال ظال قال وقال عمر بن الطاب رضي ال عنه‪ :‬لا خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم من‬
‫الكعبة خرج وهو يتلو هذه الية‪ ،‬فداه أب وأمي ما سعته يتلوها قبل ذلك‪ ،‬وأخبن ممد بن يي قال‪ :‬حدثنا سليم‬
‫بن مسلم عن غالب بن عبيد ال انه قال‪ :‬سعت سعيد بن السيب يقول‪ :‬دفع النب صلى ال عليه وسلم مفتاح‬
‫الكعبة إل عثمان بن طلحة يوم الفتح ث قال‪ :‬خذوها يا بن أب طلحة خالدة تالدة ل يظلمكموها ال كافر‪ ،‬وسعت‬
‫غيه يقول ال ظال‪ ،‬وأخبن ممد ابن يي قال‪ :‬حدثنا سليم بن مسلم عن عبد الوهاب بن ماهد عن أبيه قال أنزل‬
‫ال تعال ف الكعبة "ان اللّه يأمركم أن تؤدوا المانات إل اهلها"‪.‬‬
‫حدثن جدي عن ممد بن ادريس عن الواقدي عن أشياخه قالوا‪ :‬انصرف رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم الفتح‬
‫بعد ما طاف على راحلته فجلس ناحية من السجد والناس حوله ث أرسل بللً إل عثمان بن طلحة فقال صلى ال‬
‫عليه وسلم قل له‪ :‬ان رسول ال صلى ال عليه وسلم يأمرك أن تأتيه بفتاح الكعبة فجاء بلل إل عثمان فقال‪ :‬ان‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يأمرك أن تأتيه بفتاح الكعبة فقال عثمان‪ :‬نعم فخرج إل أمه سلفة بنت سعد بن‬
‫شهيد النصارية ورجع بلل إل النب صلى ال عليه وسلم فأخبه انه قال نعم ث جلس بلل مع الناس فقال عثمان‬
‫لمه‪ :‬والفتاح يومئذ عندها يا أمت أعطين الفتاح فإن رسول ال صلى ال عليه وسلم أرسل إل وأمرن أن آت به‬
‫إليه فقالت له أمه‪ :‬أعيذك بال أن تكون الذي تذهب بأثرة قومك على يديك فقال‪ :‬وال لتدفعه أو ليأتينك غيي‬
‫فيأخذه منك فأدخلته ف حجرها وقالت‪ :‬أي رجل يدخل يده ها هنا ? فبينما ها على ذلك إذ سعت صوت أب بكر‬
‫وعمر رضي ال عنهما ف الدار وعمر رافع صوته حي رأى ابطاء عثمان يا عثمان اخرج‪ ،‬فقالت أمه‪ :‬يا بن خذ‬
‫الفتاح فلئن تأخذه أنت أحب إل من أن يأخذه تيم وعدي فأخذه عثمان فأتى به النب صلى ال عليه وسلم فناوله‬
‫إياه فلما ناوله اياه فتح الكعبة وأمر رسول ال صلى ال عليه وسلم بالكعبة فغلقت عليه ومعه أسامة بن زيد‪ ،‬وبلل‬
‫ابن رباح‪ ،‬وعثمان بن طلحة فمكث فيها ما شاء ال وكان البيت يومئذ على ست أعمدة‪ ،‬قال ابن عمر‪ :‬فسألت‬
‫بلل أين صلى رسول ال صلى ال عليه وسلم ? قال‪ :‬جعل عمودين عن يينه وعمودا عن يساره‪ ،‬وثلثة وراءه‪،‬‬
‫قالوا‪ :‬ث خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم والفتاح ف يده ووقف على الباب خالد بن الوليد يذب الناس عن‬
‫الباب حت خرج رسول ل صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫حدثن جدي عن ابن ادريس عن الواقدي قال‪ :‬حدثن علي بن ممد ابن عبد ال العمري عن عنصور الجب عن أمه‬
‫صفية ابنة شيبة عن برة ابنة أب تراة قالت‪ :‬أنا أنظر إل رسول ال صلى ال عليه وسلم حي خرج من البيت فوقف‬
‫على الباب فأخذ بعضادت الباب فأشرف على الناس وف يده الفتاح ث جعله ف كمه صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وحدثن‬
‫جدي عن ممد بن ادريس عن الواقدي عن أشياخه قالوا‪ :‬فلما أشرف رسول ال صلى ال عليه وسلم وقد لبط‬
‫بالناس حول الكعبة خطب رسول ال صلى ال عليه وسلم خطبته وقد كتبناها ف غي هذا الوضع من كتابنا بغي‬
‫هذا السناد ث نزل رسول ال صلى ال عليه وسلم ومعه الفتاح فتنحى ناحية من السجد فجلس وكان قد قبض‬
‫السقاية من العباس‪ ،‬وقبض الفتاح من عثمان بن طلحة فلما جلس بسط العباس بن عبد الطلب يده فقال‪ :‬بأب وأمي‬
‫يا رسول ال اجع لنا الجابة والسقاية فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬اعطيكم ما ترزءون فيه ول اعطيكم ما‬
‫ترزءون منه ث قال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ادع ل عثمان فقام عثمان بن عفان فقال‪ :‬ادع ل عثمان‪ ،‬فقام عثمان بن‬
‫طلحة وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم قال لعثمان بن طلحة يوما وهو بكة يدعوه إل السلم ومع عثمان‬
‫الفتاح فقال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬لعلك سترى هذا الفتاح يوما بيدي أضعه حيث شئت‪ ،‬فقال عثمان‪ :‬لقد هلكت‬
‫قريش يومئذ إذا وذلت‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬بل عزت وعمرت يومئذ يا عثمان قال عثمان‪:‬‬
‫فدعان رسول ال صلى ال عليه وسلم بعد أخذه الفتاح فذكرت قوله صلى ال عليه وسلم وما كان قال ل‬
‫فأقبلت فاستقبلته ببشر واستقبلن ببشر ث قال‪ :‬خذوها يا بن أب طلحة تالدة خالدة ل ينعها منكم ال ظال‪ ،‬يا‬
‫عثمان إن ال سبحانه وتعال استأمنكم على بيته فخذوها بأمانة ال عز وجل‪ ،‬قال عثمان‪ :‬فلما وليت نادان فرجعت‬
‫إليه فقال صلى ال عليه وسلم أل يكن الذي قلت لك ? قال‪ :‬فذكرت قوله بكة فقلت‪ :‬بلى أشهد انك رسول ال‬
‫فأعطاه الفتاح والنب صلى ال عليه وسلم مضطبع عليه بثوبه وقال عليه السلم‪ :‬غيبوه‪.‬‬
‫الصلة ف الكعبة وأين صلى النب صلى ال عليه وسلم منها‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا سفيان بن عيينة عن أيوب السختيان عن نافع عن عبد ال بن عمر‬
‫قال‪ :‬أقبل رسول ال صلى ال عليه وسلم عام الفتح على ناقة لسامة بن زيد حت أناخ بفناء الكعبة ث دعا بعثمان‬
‫ابن طلحة فقال‪ :‬ائتن بالفتاح فذهب عثمان إل أمه فأبت أن تعطيه إياه فقال‪ :‬وال لتعطينه أو ليخرجن هذا السيف‬
‫من صلب أو ظهري‪ ،‬قال‪ :‬فأعطته اياه‪ ،‬فجاء به إل النب صلى ال عليه وسلم فدفعه إليه ففتح الباب فدخله رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وأسامة بن زيد‪ ،‬وبلل‪ ،‬وعثمان بن طلحة فاجافوا عليهم الباب مليا ث فتح الباب وكنت‬
‫فت قويا فبدرت فزحت الناس فكنت أول من دخل الكعبة فرأيت بللً عند الباب فقلت له‪ :‬أي بلل أين صلى‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ? قال‪ :‬بي العمودين القدمي وكانت الكعبة على ستة أعمدة قال ابن عمر‪ :‬فنسيت‬
‫أسأله كم صلى صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫وحدثن جدي قال‪ :‬حدثنا داود بن عبد الرحن عن موسى بن عقبة عن نافع قال‪ :‬كان عبد ال بن عمر إذا دخل‬
‫الكعبة مشى قبل وجهه حي يدخل وجعل الباب قبل ظهره فمشى حت يكون بينه وبي الدار الذي قبل وجهه حي‬
‫تدخل قريبا من ثلثة أذرع فصلى وهو يتوخى الكان الذي أخبه بلل ان النب صلى ال عليه وسلم صلى فيه وليس‬
‫على أحد بأس أن يصلي ف أي جوانب البيت شاء‪.‬‬
‫وحدثن جدي وإبراهيم بن ممد الشافعي عن مسلم بن خالد عن عبد ال ابن عبد الرحن بن أب حسي عن عطاء‬
‫بن أب رباح والسن بن أب السن البصري وطاووس ان النب صلى ال عليه وسلم دخل يوم الفتح البيت فصلى فيه‬
‫ركعتي ث خرج وقد لبط بالناس حول الكعبة‪.‬‬
‫وحدثن جدي عن مسلم بن خالد عن جعفر بن ممد عن أبيه أن النب صلى ال عليه وسلم صلى ف الكعبة بي‬
‫العمودين‪ ،‬وحدثن جدي ويوسف بن ممد ابن إبراهيم العطال يزيد أحدها على صاحبه ف اللفظ والعن واحد قال‬
‫حدثنا عبد ال بن زرارة بن مصعب بن شيبة بن جبي بن شيبة بن عثمان عن أبيه عن عبد الميد بن جبي بن شيبة‬
‫عن أخيه شيبة بن جبي بن شيبة ابن عثمان قال‪ :‬حج معاوية ابن أب سفيان وهو خليفة فاشترى دار الندوة من أب‬
‫الرهي العبدري بائة ألف درهم فجاء شيبة بن عثمان فقال له‪ :‬إن ل فيها حقا وقد أخذتا بالشفعة‪ ،‬فقال له معاوية‪:‬‬
‫فاحضر الال قال‪ :‬أروح به إليك العشية وكان ذلك بعد ما صدر الناس عن الج وقد كان معاوية تيأ للخروج إل‬
‫الشام فصلى معاوية بالناس العصر ث دخل الطواف فطاف بالبيت سبعا وصلى خلف القام ركعتي ث انصرف فدخل‬
‫دار الندوة فقام إليه شيبة حي أراد أن يدخل الدار فقال‪ :‬يا أمي الؤمني قد أحضرت الال قال‪ :‬فاثبت حت يأتيك‬
‫رأي فاجيف الباب‪ ،‬وارخى الستر‪ ،‬وركب معاوية من الدار دؤابة وخرج من الباب الخر ومضى معاوية إل الدينة‪،‬‬
‫فلم يزل شيبة جالس بالباب حت جاء الؤذن فسلم وأذنه بصلة الغرب فخرج وال مكة عبد ال بن خالد ابن أسيد‬
‫فقام إليه شيبة فقال‪ :‬أين أمي الؤمني ? قال‪ :‬قد راح إل الشام‪ ،‬قال شيبة‪ :‬وال ل أكلمه أبدا فلما حج معاوية‬
‫حجته الثانية بعث إل شيبة أن يفتح له الكعبة حت يدخلها ويصلي فيها‪ ،‬قال شيبة بن جبي بن شيبة‪ :‬فأرسلن جدي‬
‫بالفتاح وأنا غلم حدث وأب شيبة بن عثمان أن يفتح له الباب ول يأته ول يسلم عليه قال شيبة بن جبي‪ :‬فلما رآن‬
‫معاوية استصغرن وقال‪ :‬من أنت يا حبيب قال‪ :‬قلت أنا شيبة بن جبي قال‪ :‬ل بأس يا بن أخي غضب أبو عثمان‪،‬‬
‫شيبة مكان شيبة ففتحت له الكعبة فلما دخل اجفت عليه الباب ول يدخل معه الكعبة ال حاجبه أبو يوسف‬
‫الميي فبينا معاوية يدعو ف البيت ويصلي إذا بلقة باب الكعبة ترك تريكا ضعيفا فقال ل‪ :‬يا شيبة أنظر هذا‬
‫عثمان بن ممد بن أب سفيان فإن كان اياه فادخله ففتحت الباب فإذا هو هو فأدخلته ث حركت اللقة تريكا هو‬
‫أشد من الول فقال‪ :‬انظر هذا الوليد بن عتبة بن أب سفيان فإن كان اياه فادخله ففتحت فإذا هو هو فأدخلته ث‬
‫قال‪ :‬لب يوسف الميي انظر عبد ال بن عمر فإن رأيته آنفا خلف القام حت اسأله أين صلى النب صلى ال عليه‬
‫وسلم من الكعبة ? فقام أبو يوسف الميي فجاء بعبد ال بن عمر فقال له معاوية‪ :‬يابا عبد الرحن أين صلى‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم عام دخلها ? قال‪ :‬بي العمودين القدمي اجعل بينك وبي الدر ذراعي أو ثلثا‬
‫فبينا نن كذلك إذ رج الباب رجا شديدا وحركت اللقة تريكا أشد من الول فقال معاوية‪ :‬انظر هذا عبد ال بن‬
‫الزبي فإن كان اياه فادخله فنظرت فإذا هو هو فادخلته فأقبل على معاوية وهو مغضب فقال‪ :‬أيها يابن أب سفيان‬
‫ترسل إل عبد ال بن عمر تسأله عن شيء أنا أعلم به منك ومنه حسدا ل ونفاسة علي‪ ،‬فقال له معاوية‪ :‬على‬
‫رسلك يابا بكر فانا نرضاك لبعض دنيانا فصلى معه وخرج وخرجت معه فدخل زمزم فنع منها دلوا فشرب منه‬
‫وصب باقيه على رأسه وثيابه ث خرج فمر بعبد الرحن بن أب بكر الصديق رضي ال عنه خلف القام ف حلقة فنظر‬
‫إليه مدقا فقال له عبد الرحن‪ :‬ما نظرك إل ? فوال لب خي من أبيك ولمي خي من أمك ولنا خي منك فلم يبه‬
‫بشيء ومضى حت دخل دار الندوة‪ ،‬فلما جلس ف ملسه قال عجلوا علي بعبد الرحن بن أب بكر فقد رأيته خلف‬
‫القام قال‪ :‬فادخل عليه فقال‪ :‬مرحبا يا بن الشيخ الصال قد علمت ان الذي خرج منك آنفا لفائنا بك وذلك لنأي‬
‫دارنا عن دارك فارفع حوائجك فقال‪ :‬علي من الدين كذا‪ ،‬واحتاج إل كذا‪ ،‬واجر إل كذا‪ ،‬واقطعن كذا‪ ،‬فقال‬
‫معاوية‪ :‬قد قضيت جيع حوائجك قال‪ :‬وصلتك حم يا أمي الؤمني ان كنت لبرنا بنا وأوصلنا لنا‪ ،‬حدثن أحد بن‬
‫ميسرة الكي قال حدثنا عبد الجيد بن عبد العزيز ابن أب رواد عن أبيه قال‪ :‬حدثن نافع ان ابن عمر أخبه ان النب‬
‫صلى ال عليه وسلم دخل الكعبة فجاء مسرعا لينظر كيف يصنع النب صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬فجاء وعلى الباب‬
‫زحام شديد فزاحم الناس حت دخل فقال‪ :‬وكان يومئذ شابا قويا فلما دخل لقي النب صلى ال عليه وسلم خارجا‬
‫قال‪ :‬فسأل بللً وكان خلف النب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬أين صلى رسول ال صلى ال عليه وسلم ? فأشار له بلل‬
‫إل السارية الثانية عند الباب قال‪ :‬صلى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن يينها تقدم عنها شيئا‪ ،‬حدثن أحد بن‬
‫ميسرة عن عبد الجيد بن عبد العزيز عن أبيه قال‪ :‬بلغن ان الفضل بن العباس رضوان ال عليهما دخل مع النب صلى‬
‫ال عليه وسلم يومئذ فقال‪ :‬ل أره صلى فيها‪ ،‬فقال أب‪ :‬وذلك فيما بلغن إن النب صلى ال عليه وسلم استعانه‬
‫لاجة فجاء وقد صلى ول يره‪ ،‬قال عبد الجيد‪ :‬قال أب‪ :‬وذلك انه بعثه فجاء بذنوب من ماء زمزم ليطمس به‬
‫الصور الت ف الكعبة فصلى خلفه فلذلك ل يره صلى‪.‬ال صلى ال عليه وسلم ? فأشار له بلل إل السارية الثانية‬
‫عند الباب قال‪ :‬صلى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن يينها تقدم عنها شيئا‪ ،‬حدثن أحد بن ميسرة عن عبد‬
‫الجيد بن عبد العزيز عن أبيه قال‪ :‬بلغن ان الفضل بن العباس رضوان ال عليهما دخل مع النب صلى ال عليه وسلم‬
‫يومئذ فقال‪ :‬ل أره صلى فيها‪ ،‬فقال أب‪ :‬وذلك فيما بلغن إن النب صلى ال عليه وسلم استعانه لاجة فجاء وقد‬
‫صلى ول يره‪ ،‬قال عبد الجيد‪ :‬قال أب‪ :‬وذلك انه بعثه فجاء بذنوب من ماء زمزم ليطمس به الصور الت ف الكعبة‬
‫فصلى خلفه فلذلك ل يره صلى‪.‬‬
‫وحدثن جدي وممد بن يي وممد بن سلمة عن مالك بن أنس عن نافع عن عبد ال بن عمر أن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم دخل الكعبة هو وأسامة بن زيد وبلل وعثمان بن طلحة فأغلقها عليه فمكث فيها‪ ،‬قال عبد ال بن‬
‫عمر‪ :‬سألت بلل ماذا صنع رسول ال صلى ال عليه وسلم ? قال‪ :‬جعل عمودا عن يساره‪ ،‬وعمودين عن يينه‪،‬‬
‫وثلثة أعمدة من ورائه وكان البيت يومئذ على ستة أعمدة ث صلى‪ ،‬وحدثن جدي عن مسلم بن خالد عن جعفر‬
‫بن ممد عن أبيه أنه رأى علي بن حسي يصلي ف الكعبة‪ ،‬وحدثن جدي حدثنا مسلم بن خالد الزني قال‪ :‬رأيت‬
‫صدقة ابن يسار يدخل البيت كلما فتح فقلت له‪ :‬ما أكثر دخولك البيت يا با عبد ال ! قال‪ :‬وال ان لجد ف‬
‫نفسي ان أراه مفتوحا ث لصلي فيه‪ ،‬حدثن جدي قال‪ :‬أخبنا مسلم بن خالد الزني عن موسى بن عقبة قال‪:‬‬
‫طفت مع سال بن عبد ال بن عمر خسة أسبع كلما طفنا سبعا دخلنا الكعبة فصلينا فيها ركعتي‪.‬‬
‫وحدثن جدي قال‪ :‬حدثنا داود بن عبد الرحن العطار عن ابن جريج عن نافع قال‪ :‬كان ابن عمر إذا قدم مكة‬
‫حاجا أو معتمرا فوجد البيت مفتوحا ل يبدأ بشيء أول من أن يدخله‪.‬‬
‫حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا سفيان عن مسعر عن ساك النفي قال‪ :‬سألت ابن عمر عن الصلة ف الكعبة فقال‪ :‬صلى‬
‫ال عليه وآله وسلم فيها فإن رسول ال صلى ال عليه وسلم صلى فيها وستأت آخر فينهاك فل تطعه يعن ابن عباس‬
‫فأتيت ابن عباس فسألته فقال‪ :‬ايتم به كله ول تعلن شيئا منه خلفك وستأت آخر فيأمرك به فل تطعه يعن ابن‬
‫عمر ‪ ،‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا ابن عيينة عن مسعر عن ساك النفي قال‪ :‬سعت ابن عباس يقول‪ :‬ليس من أمر‬
‫حجك دخولك البيت قال‪ :‬وحدثن جدي قال‪ :‬سعت سفيان يقول‪ :‬سعت غي واحد من أهل العلم يذكرون أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم انا دخل الكعبة مرة واحدة عام الفتح ث حج فلم يدخلها‪ ،‬قال‪ :‬وحدثن جدي قال‪:‬‬
‫حدثنا داود بن عبد الرحن قال أوصان عبد الكري بن أب الخارق أن ل أخرج من منل يوم المعة حت أصلي‬
‫ركعتي ول أدخل الكعبة حت أغتسل‪ ،‬وحدثن جدي قال حدثنا سال ابن سال البلخي قال‪ :‬حدثنا ابن جريج أن‬
‫عطاء جاء يوما وقد فاتته الظهر مع المام فدخل الكعبة وصلى ف جوفها‪.‬‬
‫باب ما جاء ف رقي بلل الكعبة وأذانه عليها يوم الفتح‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا عبد البار بن الورد الكي عن ابن أب مليكة قال‪ :‬لا كان يوم الفتح‬
‫رقى بلل فأذن على ظهر الكعبة فقال بعض الناس‪ :‬يا عباد ال لذا العبد السود أن يؤذن على ظهر الكعبة فقال‬
‫بعضهم أن يسخط ال عليه هذا المر يغيه فأنزل ال عز وجل "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى" الية‬
‫وأخبن جدي عن ممد بن ادريس الشافعي عن الواقدي عن أشياخه قالوا جاءت الظهر يوم الفتح فأمر رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم بللً أن يؤذن بالظهر فوق ظهر الكعبة وقريش فوق رؤوس البال وقد فر وجوههم وتغيبوا‬
‫خوفا أن يقتلوا فمنهم من يطلب المان‪ ،‬ومنهم من قد اومن فلما أذن بلل رفع صوته كأشد ما يكون قال‪ :‬فلما‬
‫قال أشهد أن ممدا رسول ال تقول جويرية بنت أب جهل‪ :‬قد لعمري رفع لك ذكرك‪ ،‬أما الصلة فسنصلي ووال‬
‫ما نب من قتل الحبة أبدا ولقد جاء إل أب الذي كان جاء إل ممد من النبوة فردها ول يرد خلف قومه‪ ،‬وقال‬
‫خالد بن أسيد‪ :‬المد ل الذي أكرم أب فلم يسمع بذا اليوم‪ ،‬وكان أسيد مات قبل الفتح بيوم‪ ،‬وقال الارث بن‬
‫هشام‪ :‬واثكله ليتن مت قبل أن أسع بل ًل ينهق فوق الكعبة‪ ،‬وقال الكم بن أب العاص‪ :‬هذا وال الدث الليل أن‬
‫يصبح عبد بن جح ينهق على بنية أب طلحة‪ ،‬وقال سهيل بن عمرو‪ :‬إن كان هذا سخطا ل فسيغيه ال‪ ،‬وقال أبو‬
‫سفيان بن حرب‪ :‬أما أنا فل أقول شيئا لو قلت شيئا لخبته هذه الصاة‪ ،‬فأتى جبيل عليه السلم رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم فأخبه خبهم فأقبل حت وقف عليهم فقال‪ :‬أما أنت يا فلن فقلت‪ :‬كذا‪ ،‬وأما أنت يا فلن فقلت‪:‬‬
‫كذا‪ ،‬وأما أنت يا فلن فقلت‪ :‬كذا‪ ،‬فقال أبو سفيان‪ :‬أما أنا يا رسول ال فما قلت شيئا فضحك رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ ،‬قال أبو الوليد‪ :‬وكان بلل ليتام من بن السباق ابن عبد الدار أوصى به أبوهم إل أمية بن خلف‬
‫المحي وأمية الذي كان يعذبه وكان اسم أخيه كحيل بن رباح‪.‬‬
‫باب ما جاء ف البشي الذي يهدم الكعبة وما جاء فيمن أرادها بسوء وغي ذلك‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا عمرو بن يي بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص السعيدي عن‬
‫جده عن عبد ال بن عمرو ابن العاص أنه قال‪ :‬اخرجوا يا اهل مكة قبل احدى الصيلمي؛ قيل‪ :‬وما الصيلمان ? قال‪:‬‬
‫ريح سوداء تشر الذرة والعل‪ ،‬قيل‪ :‬فما الخرى ? قال‪ :‬تيش البحر بن فيه من السودان ث يسيلون سيل النمل‬
‫حت ينتهوا إل الكعبة فيخربونا والذي نفس عبد ال بيده لنظر إل صفته ف كتاب ال أفيحج أصيلع قائما يهدمها‬
‫بسحاته‪ ،‬قيل له‪ :‬فأي النازل يومئذ أمثل ? قال‪ :‬الشعف يعن رؤوس البال ‪.‬‬
‫وحدثن جدي عن ابن عيينة عن زياد بن سعد عن ابن شهاب عن أب سلمة بن عبد الرحن عن أب هريرة قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يرب الكعبة ذو السويقتي من البشة‪.‬‬
‫حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا سفيان عن ابن أب نيح عن ماهد عن عبد ال ابن عمرو بن العاص أنه كان يقول‪ :‬كأن‬
‫به أصيلع أفيدع قائما عليها يهدمها بسحاته‪ ،‬قال ماهد‪ :‬فلما هدم ابن الزبي الكعبة جئت انظر هل أرى الصفة الت‬
‫قال عبد ال بن عمرو فلم أرها‪.‬‬
‫وحدثن جدي قال‪ :‬حدثنا ابن عيينة عن هشام بن حسان عن حفصة بنت سيين عن أب العالية عن علي بن أب‬
‫طالب أنه قال‪ :‬استكثروا من الطواف بذا البيت قبل أن يال بينكم وبينه فكأن أنظر إليه حبشيا أصيلع أصيمع قائما‬
‫عليها يهدمها بسحاته‪.‬‬
‫حدثن جدي قال حدثنا ابن عيينة عن أمية بن صفوان بن عبد ال ابن صفوان عن جده عبد ال بن صفوان عن‬
‫حفصة انا قالت سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪ :‬ليؤمن هذا البيت حبش حت إذا كانوا ببيداء من‬
‫الرض خسف بأوسطهم وينادي أولم آخرهم فخسف بم فل يبقى ال الشريد الذي يب عنهم‪ ،‬فقال رجل لدي‪:‬‬
‫أشهد ما كذبت على حفصة ول كذبت حفصة على رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال أمية‪ :‬فلما جاء جيش‬
‫الجاج ل نشك انم هم حبش‪.‬‬
‫حدثن مهدي بن أب الهدي قال‪ :‬حدثنا عبد الرحن بن عبد ال مول بن هاشم قال‪ :‬حدثنا سعيد بن سلمة عن‬
‫موسى بن جبي ابن شيبة عن أب أمامة بن سهل عن رجل من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم انه قال‪ :‬اتركوا‬
‫البشة ما تركتكم فإنه ل يستخرج كن الكعبة ال ذو السويقتي من البشة‪ ،‬وحدثن جدي قال‪ :‬حدثنا ابن عيينة عن‬
‫موسى بن أب عيسى الدين قال لا كان تبع بالدف من جدان دفت بم دوابم وأظلمت عليهم الرض فدعا الحبار‬
‫فسألم فقالوا‪ :‬هل همت لذا البيت بشيء ? قال‪ :‬أردت أن أهدمه‪ ،‬قالوا‪ :‬فانو له خيا أن تكسوه‪ ،‬وتنحر عنده‬
‫ففعل فانلت عنهم الظلمة قال‪ :‬وانا سي الدف من أجل ذلك‪.‬‬
‫وحدثن جدي قال حدثنا‪ :‬سعيد بن سال عن عثمان بن ساج أخبن رجل عن سعيد بن إساعيل انه سع أبا هريرة‬
‫يدث أبا قتادة ان رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬يبايع للرجل بي الركن والقام ولن يستحل هذا البيت ال‬
‫أهله فإذا استحلوه فل تسأل عن هلكة العرب وتأت البش فيخربونه خرابا ل يعمر بعده أبدا وهم الذين يستخرجون‬
‫كنه‪.‬‬
‫ما يقال عند النظر إل الكعبة‬

‫حدثنا جدي قال‪ :‬حدثنا سفيان بن عيينة عن إبراهيم عن طريف عن حيد بن يعقوب عن ابن السيب قال‪ :‬سعت‬
‫من عمر بن الطاب رضي ال عنه كلمة ما بقي أحد من سعها منه غيي سعته يقول حي رأى البيت‪ :‬اللهم أنت‬
‫السلم ومنك السلم فحينا ربنا بالسلم‪.‬‬
‫حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا مسلم بن خالد الزني عن ابن جريج قال‪ :‬أخبن يي بن سعيد عن سعيد بن السيب أنه‬
‫قال‪ :‬كان عمر بن الطاب إذا رأى البيت قال‪ :‬اللهم أنت السلم ومنك السلم فحينا ربنا بالسلم‪ ،‬حدثن جدي‬
‫قال‪ :‬حدثنا مسلم بن خالد عن ابن جريج قال‪ :‬حدثت عن مقسم مول عبد ال بن الارث عن ابن عباس رضي ال‬
‫عنه يدث عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال‪ :‬ترفع اليدي ف سبع مواطن‪ ،‬ف بدء الصلة‪ ،‬وإذا رأيت البيت‪،‬‬
‫وعلى الصفا والروة‪ ،‬وعشية عرفة وبمع‪ ،‬وعند المرتي‪ ،‬وعلى اليت‪ .‬وحدثن جدي عن مسلم بن خالد عن ابن‬
‫جريج قال‪ :‬حدثت عن مكحول أنه قال‪ :‬كان النب صلى ال عليه وسلم إذا رأى البيت رفع يديه فقال‪ :‬اللهم زد‬
‫هذا البيت تشريفا وتعظيما وتكريا ومهابة وزد من شرفه وكرمه من حجه واعتمره تشريفا وتعظيما وتكريا وبرا‪،‬‬
‫ث يقول الذي حدثن هذا الديث وذلك حي دخل النب صلى ال عليه وسلم مكة ابن جريج هو القائل‪.‬‬
‫حدثن جدي عن سعيد بن سال عن عثمان بن ساج قال‪ :‬أخبن غالب ابن عبد ال عن سعيد بن السيب أنه كان‬
‫إذا نظر إل البيت قال‪ :‬اللهم أنت السلم ومنك السلم فحينا ربنا بالسلم‪.‬‬
‫باب ما جاء ف أساء الكعبة ول سيت الكعبة ولن ل يبن بيت يشرف عليها‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن سفيان بن عيينة عن ابن أب نيح قال‪ :‬انا سيت الكعبة لنا مكعبة على‬
‫خلقة الكعب قال‪ :‬وكان الناس يبنون بيوتم مدورة تعظيما للكعبة فأول من بن بيتا مربعا حيد ابن زهي فقالت‬
‫قريش‪ :‬ربع حيد بن زهي بيتا‪ ،‬أما حياة وأما موتا‪.‬‬
‫وحدثن مهدي بن أب الهدي قال‪ :‬حدثنا بشر بن السري عن إبراهيم بن طهمان عن إبراهيم بن أب الهاجر عن‬
‫ماهد عن ابن عباس رضي ال عنه قال‪ :‬انا سيت بكة لنه يتمع فيها الرجال والنساء‪ ،‬وحدثن مهدي بن أب‬
‫الهدي قال‪ :‬حدثنا بشر بن السري عن أب عوانة عن مغية عن إبراهيم قال‪ :‬بكة موضع البيت‪ ،‬ومكة القرية‪،‬‬
‫وحدثن ممد بن يي قال‪ :‬حدثنا سليم بن مسلم عن ابن جريج انه كان يقول‪ :‬انا سيت بكة لتباك الناس بأقدامهم‬
‫قدام الكعبة ويقال‪ :‬انا سيت بكة لنا تبك أعناق البابرة‪ ،‬حدثن جدي عن ابن عيينة عن ابن شيبة الجب عن‬
‫شيبة بن عثمان انه كان يشرف فل يرى بيتا مشرفا على الكعبة ال أمر بدمه‪.‬‬
‫وحدثن جدي عن سعيد بن سال عن عثمان بن ساج قال‪ :‬أخبن موسى بن عبيدة عن ممد بن كعب القرظي قال‪:‬‬
‫انا سي البيت العتيق لنه عتق من البابرة‪ ،‬قال عثمان‪ :‬وأخبن يي بن أب أنيسة عن ابن شهاب الزهري انه بلغه‬
‫انا سي البيت العتيق من أجل ان ال عز وجل أعتقه من البابرة‪ ،‬قال عثمان‪ :‬وقال ماهد والسدي‪ :‬انا سي البيت‬
‫العتيق الكعبة أعتقها ال من البابرة فل يتجبوا فيها إذا طافوا وكان البيت يدعى قادسا ويدعى ناذرا ويدعى القرية‬
‫القدية ويدعى البيت العتيق‪ ،‬قال عثمان‪ :‬وأخبن النضر بن عرب عن ماهد قال‪ :‬البيت العتيق أعتقه ال عز وجل من‬
‫كل جبار فل يستطيع جبار يدعي انه له‪ ،‬ول يقال بيت فلن ول ينسب إل إل ال عز وجل‪ ،‬حدثنا جدي عن داود‬
‫بن عبد الرحن عن ابن جريج عن ماهد قال‪ :‬من أساء مكة هي مكة وهي بكة وهي أم رحم وهي أم قرى وهي‬
‫صلح وهي كوثى وهي الباسة وأول من تقدم ف صلح فاسع أهلها وأول من اذن بكة حبيب بن عبد الرحن‪،‬‬
‫وأخبن جدي عن سعيد بن سال عن عثمان بن ساج قال‪ :‬أخبن ابن أب أنيسة قال‪ :‬بكة موضع البيت‪ ،‬ومكة هي‬
‫الرم كله‪ ،‬قال عثمان‪ :‬وأخبن ممد بن السائب الكلب ف قوله ال عز وجل‪ :‬ان أول بيت وضع للناس للذي ببكة‬
‫مباركا قال‪ :‬وهي الكعبة‪ ،‬قال عثمان‪ :‬وأخبن يي ابن أب أنيسة عن ليث بن أب سليم عن ماهد قال‪ :‬سعته يقول‪:‬‬
‫بكة البيت وما حواليه مكة وانا سيت بكة لن الناس يبك بعضهم بعضا ف الطواف‪ .‬وقال غيه‪ :‬ان أول بيت وضع‬
‫للناس أول مسجد بن للناس الؤمني الذي ببكة‪ ،‬وبكة ما بي البلي تبك الرجال والنساء ل يضر أحد كيف صلى‬
‫ان مر أحد بي يديه‪ ،‬ومكة الرم كله والبيت قبلة اهل السجد‪ ،‬والسجد قبلة اهل مكة‪ ،‬والرم قبلة الناس كلهم‬
‫مبارك‪ ،‬فيه الغفرة‪ ،‬وتضعيف الجر ف الطواف والصلة تعدل مائة صلة وهدى للعالي قبلة لم‪ ،‬وأخبن جدي عن‬
‫سعيد بن سال عن عثمان بن ساج قال‪ :‬أخبن ممد بن ابان عن زيد بن أسلم قال‪ :‬بكة الكعبة والسجد مبارك‬
‫للناس‪ ،‬ومكة ذو طوى وهو بطن مكة الذي ذكره ال عز وجل ف سورة الفتح‪.‬‬
‫وحدثن جدي عن ابن أب يي قال‪ :‬بلغن أن اساء مكة‪ :‬مكة وبكة وأم رحم وأم القرى والباسة والبيت العتيق‬
‫والاطمة تطم من استخف با والباسة تبسهم بسا أي ترجهم اخراجا إذا غشموا وظلموا‪.‬‬
‫وحدثن جدي عن مسلم بن خالد عن ابن خيثم عن يوسف بن ماهك قال‪ :‬كنت جالسا مع عبد ال بن عمرو بن‬
‫العاص ف ناحية السجد الرام إذ نظر إل بيت مشرف على أب قبيس فقال‪ :‬أبيت ذلك ? فقلت‪ :‬نعم فقال‪ :‬إذا‬
‫رأيت بيوتا يعن بذلك مكة قد علت أخشبيها وفجرت بطونا أنارا‪ ،‬فقد أزف المر‪ ،‬قال أبو الوليد‪ :‬قال جدي‪ :‬لا‬
‫بن العباس بن ممد بن علي بن عبد ال بن عباس داره الت بكة على الصيارفة حيال السجد الرام أمر قوامه أن ل‬
‫يرفعوها فيشرفوا با على الكعبة‪ ،‬وأن يعلوا أعلها دون الكعبة فتكون دونا اعظاما للكعبة أن تشرف عليها‪ ،‬قال‬
‫جدي‪ :‬فلم تبق بكة دار لسلطان ول غيه حول السجد الرام تشرف على الكعبة ال هدمت أو خربت ال هذه‬
‫الدار فإنا على حالا إل اليوم‪.‬‬
‫باب ما جاء ف قول ال عز وجل وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬وأخبن جدي عن سعيد بن سال عن عثمان ابن ساج عن ممد ابن السائب الكلب قال‪ :‬أما‬
‫مثابة للناس فإن الناس ل يقضون منه وطرا يثوبون إليه كل عام‪ ،‬وأما أمنا فإن ال عز وجل جعله أمنا من دخله كان‬
‫آمنا ومن أحدث حدثا ف بلد غيه ث لا إليه فهو آمن إذا دخله ولكن اهل مكة ل ينبغي لم أن يكنوه‪ ،‬ول يكسوه‪،‬‬
‫ول يؤوه‪ ،‬ول يبايعوه ول يطعموه‪ ،‬ول يسقوه فإذا خرج أقيم عليه الد‪ ،‬ومن أحدث فيه حدثا أخذ بدثه‪.‬‬
‫باب ما جاء ف قول ال سبحانه جعل ال الكعبة البيت الرام قياما للناس‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن سعيد بن سال عن عثمان ابن ساج قال‪ :‬أخبن ابن جريج قال‪ :‬ترك النب‬
‫صلى ال عليه وسلم القلئد حي جاء السلم‪ ،‬قال عثمان‪ :‬وأخبن النضر بن عرب عن عكرمة قال‪ :‬قياما للناس‬
‫نظاما لم والشهر الرام والدي والقلئد قال‪ :‬كان ذلك ف الاهلية قياما من أحل من ذلك شيئا عجلت له العقوبة‬
‫على احلله‪ ،‬قال عثمان‪ :‬أخبن ممد بن السائب الكلب قال‪ :‬قياما للناس أمنا للناس والشهر الرام والدي‬
‫والقلئد‪ ،‬كل هذا كان أمنا للناس ف جاهليتهم ومن بعد ما أسلموا‪ ،‬قال عثمان‪ :‬قال الضحاك‪ :‬قياما للناس قياما‬
‫لدينهم ومعال حجهم‪ ،‬قال عثمان‪ :‬وأخبن يي بن أب أنيسة قال‪ :‬جعل ال الكعبة البيت الرام قياما للناس وما‬
‫ذكر من الشهر الرام والدي والقلئد حياة لم ف دينهم ومعايشهم ل يستحلوا ذلك وأن يأمنوا ف ذلك‪ ،‬قال‬
‫عثمان‪ :‬وقال السدي‪ :‬قياما للناس هو قيام لدينهم وحجهم والشهر الرام قياما للهدي والقلئد ل يستحلون فيه‪.‬‬
‫باب ما جاء ف تطهي إبراهيم وإساعيل البيت للطائفي والقائمي والركع السجود وما جاء ف ذلك‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن سعيد بن سال عن عثمان بن ساج عن ابن جريج قال‪ :‬قال عطاء‪ :‬عن عبيد‬
‫بن عمي الليثي قال‪ :‬طهرا بيت من الفات والريب قال ابن جريج‪ :‬الفات الشرور والريب‪ ،‬قال عثمان‪ :‬وأخبن‬
‫ممد بن السائب الكلب ان ال عهد إل إبراهيم عليه السلم إذ بن البيت ان طهره من الوثان فل ينصب حوله وثن‬
‫وأما الطائفون فمن اعتز به من بلد غيه وأما العاكفون والقائمون فاهل البلد والركع السجود فاهل الصلة‪ ،‬قال‬
‫السدي‪ :‬طهرا بيت يعن امنا بيت‪ ،‬قال عثمان‪ :‬أخبن ابن إسحاق إن ال عز وجل لا أمر إبراهيم بعمارة البيت الرام‬
‫ورفع قواعده وتطهيه للطائفي والعاكفي عنده والركع السجود وهو يومئذ بالبيت القدس من ايليا وإسحاق فيما‬
‫يذكرون يومئذ وصيف خرج إبراهيم حت قدم مكة وإساعيل قد نكح النساء‪.‬‬
‫وحدثن جدي عن ابن عيينة عن سفيان بن سعيد الثوري عن جابر العفي عن ماهد وعطاء ف قوله تعال‪ :‬سواء‬
‫العاكف وفيه والباد قال‪ :‬العاكف فيه اهل مكة‪ ،‬والبادي الغرباء سواء هم ف حرمته‪.‬‬
‫باب ما جاء ف أول من استصبح حول الكعبة وف السجد الرام بكة وليلة هلل الحرم‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثنا إسحاق بن نافع يقال له الارف وليس هو الزاعي الذي حدث عنه أبو الوليد عن ابن‬
‫بزيع ابن شوءل قال‪ :‬سعت مسلم بن خالد الزني يقول‪ :‬بلغنا إن أول من استصبح لهل الطواف ف السجد الرام‬
‫عقبة بن الزرق بن عمرو وكانت داره لصقة بالسجد الرام من ناحية وجه الكعبة والسجد يومئذ ضيق ليس بي‬
‫جدر السجد وبي القام إل شيء يسي فكان يضع على حرف داره‪ ،‬وجدر داره وجدر السجد واحد‪ ،‬مصباحا‬
‫كبيا يستصبح فيه فيضيء له وجه الكعبة والقام وأعلى السجد‪ ،‬قال‪ :‬وأول من أجرى للمسجد زيتا وقناديل معاوية‬
‫بن أب سفيان رحة ال عليه‪ ،‬حدثن جدي قال‪ :‬وحدثن عبد الرحن بن أب السن بن القاسم بن عقبة بن الزرق‬
‫عن أبيه قال‪ :‬أول من استصبح لهل الطواف وأهل السجد الرام جدي عقبة بن الزرق بن عمرو الغسان كان‬
‫يضع على حرف داره مصباحا عظيما فيضيء لهل الطواف وأهل السجد وكانت داره لصقة بالسجد والسجد‬
‫يومئذ ضيق انا جدراته جدرات دور الناس قال‪ :‬فلم يزل يضع ذلك الصباح على حرف داره حت كان خالد بن‬
‫عبد ال القسري فوضع مصباح زمزم مقابل الركن السود ف خلفة عبد اللك بن مروان فمنعنا أن نضع ذلك‬
‫الصباح فرفعناه‪ ،‬قال‪ :‬فدخلت دارنا تلك ف السجد حي وسع‪ ،‬دخل بعضها حي وسع ابن الزبي والسجد ودخلت‬
‫بقيتها ف توسيع الهدي الول‪ ،‬حدثن جدي قال حدثنا ممد بن عبد ال ابن عبيد بن عمي قال‪ :‬سعت عطاء بن أب‬
‫رباح يقول‪ :‬كان عمر بن عبد العزيز يأمر الناس ليلة هلل الحرم يوقدون النار ف فجاج مكة ويضعون الصابيح‬
‫للمعتمرين مافة السرق‪ ،‬قال أبو الوليد‪ :‬فلم يزل مصباح زمزم على عمود طويل مقابل الركن السود الذي وضعه‬
‫خالد بن عبد ال القسري فلما كان ممد بن سليمان على مكة ف خلفة الأمون ف سنة ست عشرة ومائتي وضع‬
‫عمودا طويلً مقابله بذاء الركن الغرب فلما ول مكة ممد ابن داود جعل عمودين طويلي أحدها بذاء الركن‬
‫اليمان والخر بذاء الركن الشامي فلما ول هارون الواثق بال أمر بعمد من شبه طوال عشرة فجعلت حول‬
‫الطواف يستصبح عليها لهل الطواف وأمر بثمان ثريات كبار يستصبح فيها وتعلق ف السجد الرام ف كل وجه‬
‫اثنتان‪.‬‬
‫وحدثن جدي قال‪ :‬أول من استصبح بي الصفا والروة خالد بن عبد ال القسري ف خلفة سليمان بن عبد اللك ف‬
‫الج وف رجب‪ ،‬قال أبو الوليد‪ :‬قال جدي‪ :‬أول من أثقب النفاطات بي الصفا والروة ف ليال الج وبي الأزمي‬
‫مأزمي عرفة أمي الؤمني أبو إسحاق العتصم بال الطاهر بن عبد ال بن طاهر سنة حج ف سنة تسع عشرة ومائتي‬
‫فجرى ذلك إل اليوم‪ ،‬قال الزاعي‪ :‬أخبن أبو عمران موسى بن منويه قال‪ :‬أخبن الثقة أن هذه العمد الصفر‬
‫كانت ف قصر بابك الرمي بناحية أرمينية كانت ف صحن داره يستصبح فيها فلما خذله ال وقتل بابك وأتى برأسه‬
‫إل سامرا وطيف به ف البلدان وكان قد قتل خلقا عظيما من السلمي وأراح ال منه‪ ،‬هدمت داره وأخذت هذه‬
‫العمدة الت حول البيت الرام ف الصف الول‪ ،‬ومنها ف دار اللفة أربعة أعمدة وبعث بذه العمدة العتصم بال‬
‫أمي الؤمني ف سنة مائتي ونيف وثلثي فهذا خب العمدة الصفر الت حول الكعبة وهي عشرة أساطي وكانت‬
‫أربع عشرة اسطوانة فأربع ف دار اللفة بسامرا‪.‬‬
‫ذكر ما كان عليه ذرع الكعبة حت صار إل ما هو عليه اليوم من خارج وداخل‬
‫قال أبو الوليد‪ :‬كان إبراهيم خليل الرحن بن الكعبة البيت الرام فجعل طولا ف السماء تسعة أذرع وطولا ف‬
‫الرض ثلثي ذراعا وعرضها ف الرض اثني وعشرين ذراعا وكان غي مسقف ف عهد إبراهيم ث بنتها قريش ف‬
‫الاهلية والنب صلى ال عليه وسلم يومئذ غلم فزادت ف طولا ف السماء تسعة أذرع اخرى فكانت ف السماء‬
‫ثانية عشر ذراعا وسقفوها ونقصوا من طولا ف الرض ستة أذرع وشبا فتركوها ف الجر واستقصرت دون‬
‫قواعد إبراهيم وجعلوا ربضا ف بطن الكعبة وبنوا عليه حي قصرت بم النفقة وحجروا الجر على بقية البيت لن‬
‫يطوف الطائف من ورائه فلم يزل على ذلك حت كان زمن عبد ال بن الزبي فهدم الكعبة وردها إل قواعد إبراهيم‬
‫وزاد ف طولا ف السماء تسعة أذرع اخرى على بناء قريش فصارت ف السماء سبعة وعشرين ذراعا‪ ،‬وأوطأ بابا‬
‫بالرض وفتح ف ظهرها بابا آخر مقابل هذا الباب‪ ،‬وكانت على ذلك حت قتل ابن الزبي وظهر الجاج وأخذ‬
‫مكة‪ ،‬فكتب إليه عبد اللك بن مروان يأمره أن يهدم ما كان ابن الزبي زاد من الجر ف الكعبة ففعل وردها إل‬
‫قواعد قريش الت استقصرت ف بطن البيت وكبسها با فضل من حجارتا وسد بابا الذي ف ظهرها ورفع بابا هذا‬
‫الذي ف وجهها والذي هي عليه اليوم من الذرع‪.‬‬
‫باب ذرع البيت من خارج‬

‫طولا ف السماء سبعة وعشرون ذراعا‪ ،‬وذرع طول وجه الكعبة من الركن السود إل الركن الشامي خسة‬
‫وعشرون ذراعا‪ ،‬وذرع دبرها من الركن اليمان إل الركن الغرب خسة وعشرون ذراعا‪ ،‬وذرع شقها اليمان من‬
‫الركن السود إل الركن اليمان عشرون ذراعا‪ ،‬وذرع شقها الذي فيه الجر من الركن الشامي إل الركن الغرب‬
‫أحد وعشرون ذراعا‪ ،‬وذرع جيع الكعبة مكسرا أربعمائة ذراعا وثانية عشر ذراعا‪ ،‬وذرع نفذ جدار الكعبة‬
‫ذراعان‪ ،‬والذراع أربعة وعشرون اصبعا‪ ،‬والكعبة لا سقفان أحدها فوق الخر‪.‬‬
‫ذرع الكعبة من داخلها‬

‫قال أبو الوليد‪ :‬ذرع طول الكعبة ف السماء من داخلها إل السقف السفل ما يلي باب الكعبة ثانية عشر ذراعا‬
‫ونصف وطول الكعبة ف السماء إل السقف العلى عشرون ذراعا‪ ،‬وف سقف الكعبة أربع روازن نافذة من السقف‬
‫العلى إل السقف السفل للضوء‪ ،‬وعلى الروازن رخام كان ابن الزبي أتى به من اليمن من صنعاء يقال له البلق‪،‬‬
‫وبي السقفي فرجة‪ ،‬وذرع التحجي الذي فوق ظهر سطح الكعبة ذراعان ونصف وذرع عرض جدر التحجي كما‬
‫يدور ذراع‪ ،‬وف التحجي ملب مربع من ساج ف جدرات سطح الكعبة كما يدور‪ ،‬وفيه حلق حديد تشد فيها ثياب‬
‫الكعبة‪ ،‬وكانت أرض سطح الكعبة بالفسيفساء ث كانت تكف عليهم إذا جاء الطر فقلعته الجبة بعد سنة الائتي‬
‫وشيدوه بالرمر الطبوخ والص‪ ،‬شيد به تشييدا‪ ،‬وميزاب الكعبة ف وسط الدر الذي يلي الجر بي الركن الشامي‬
‫والركن الغرب يسكب ف بطن الجر‪ ،‬وذرع طول اليزاب أربعة أذرع‪ ،‬وسعته ثانية أصابع ف ارتفاع مثلها‪،‬‬
‫واليزاب ملبس صفايح ذهب داخله وخارجه‪ ،‬وكان الذي جعل عليه الذهب الوليد ابن عبد اللك‪ ،‬وذرع مسيل الاء‬
‫ف الدر ذراع وسبعة عشر اصبعا‪ ،‬وذرع داخل الكعبة من وجهها من الركن الذي فيه الجر السود إل الركن‬
‫الشامي وفيه باب الكعبة تسعة عشر ذراعا وعشر أصابع‪ ،‬وذرع ما بي الركن الشامي إل الركن الغرب وهو الشق‬
‫الذي يلي الجر خسة عشر ذراعا وثانية عشر اصبعا‪ ،‬وذرع ما بي الركن الغرب إل الركن اليمان وهو ظهر‬
‫الكعبة عشرون ذراعا وستة أصابع‪ ،‬وذرع ما بي الركن اليمان إل الركن السود ستة عشر ذراعا وستة أصابع‪ ،‬وف‬
‫الكعبة ثلثة كراسي من ساج طول كل كرسي ف السماء ذراع ونصف وعرض كل كرسي منها ذراع وثانية أصابع‬
‫ف مثلها‪ ،‬والكراسي ملبسة ذهب وفوق الذهب ديباج وتت الكراسي رخام أحر بقدر سعة الكراسي وطول الرخام‬
‫ف السماء سبعة أصابع وعلى الكراسي أساطي متفرقة ملبسة‪ ،‬السطوانة الول الت على باب الكعبة ثلثها ملبس‬
‫صفايح ذهب وفضة وبقيتها موهة وذرع غلظها ذراعان ونصف وفوق الساطي كراسي ساج مربعة منقوشة‬
‫بالذهب والزخرف وعلى الكراسي ثلث جوايز ساج أطرافها على الدر الذي فيه باب الكعبة وأطرافها الخرى‬
‫على الدر الذي يستقبل باب الكعبة وهو دبرها‪ ،‬والوايز منقوشة بالذهب والزخرف وسقف الكعبة منقوش‬
‫بالذهب والزخرف ويدور تت السقف افريز منقوش بالذهب والزخرف وتت الفريز طوق من فسيفسا‪.‬‬
‫ذرع ما بي الساطي‬
‫وذرع ما بي الدر الذي يلي الركن السود والركن اليمان إل السطوانة الول أربعة أذرع ونصف وذرع ما بي‬
‫السطوانة الول إل السطوانة الثانية أربعة أذرع ونصف وذرع ما بي السطوانة الثانية إل السطوانة الثالثة أربعة‬
‫أذرع ونصف وذرع ما بي السطوانة الثالثة إل الدر الذي يلي الجر ذراعان وثانية أصابع وبي الساطي من‬
‫العاليق سبعة وعشرون معلقا‪ ،‬والعاليق ف ثلثي الساطي والعاليق ف عمد حديد وسلسل العاليق فضة وبي الدر‬
‫الذي بي الجر السود والركن اليمان إل السطوانة الول أحد عشر معلقا ومن السطوانة الول إل السطوانة‬
‫الثانية ثان معاليق فيها تاجان ومن السطوانة الثانية إل السطوانة الثالثة ثان وبقيتها موهة‪ ،‬ث أمرت السيدة أم أمي‬
‫الؤمني ف سنة عشر وثلثائة غلمها لؤلؤ بأن يلبسها كلها ذهبا وهذه العاليق على ما وصفنا إل سنة تسع وثلثي‬
‫ومايتي‪.‬‬
‫صفة الروازن الت للضوء ف سقف الكعبة‬

‫قال أبو الوليد‪ :‬وف سقف الكعبة أربع روازن منها روزنة حيال الركن الغرب والثانية حيال الركن اليمان والثالثة‬
‫حيال الركن السود والرابعة حيال السطوانة الوسطى‪ ،‬وهي الت تلي الدر بي الركن السود والركن اليمان‪،‬‬
‫والروازن مربعة ف أعلها رخام يان يدخل منه الضوء إل بطن الكعبة‪.‬‬
‫صفة الزعة وذرعها‬

‫قال أبو الوليد‪ :‬وف الدر الذي مقابل باب الكعبة وهو دبرها جزعة سوداء مططة ببياض وذرع سعتها اثنا عشر‬
‫اصبعا ف مثلها وهي مدورة وحولا طوق ذهب عرضه ثلث أصابع وهي تستقبل من دخل من باب الكعبة‬
‫وارتفاعها من بطن الكعبة ستة أذرع ونصف يقال‪ :‬إن النب صلى ال عليه وسلم صلى مقابل موضعها‪ ،‬جعلها حيال‬
‫حاجبه الين‪ ،‬قال أبو الوليد‪ :‬وهذه الزعة أرسل با الوليد بن عبد اللك فجعلت هناك‪ .‬صفة الدرجة وف الكعبة إذا‬
‫دخلتها على يينك درجة يظهر عليها إل سطح الكعبة وهي مربعة مع جدري الكعبة ف زاوية الركن الشامي منها‬
‫داخل ف الكعبة من جدرها الذي فيه بابا ثلثة أذرع ونصف‪ ،‬وذرع الدر الخر الذي يلي الجر ثلثة أذرع‬
‫ونصف‪ ،‬وذرع باب الدرجة ف السماء ثلثة أذرع ونصف‪ ،‬وذرع عرضه ذراع ونصف‪ ،‬وبابا ساج فرد أعسر وهو‬
‫ف حد جدر الكعبة وكان ساجه باديا ليس عليه ذهب ول فضة حت أمر به أمي الؤمني التوكل على ال فضربت‬
‫على الباب صفايح من فضة وجعل له غلق من فضة ف الحرم سنة سبع وثلثي ومايتي‪ ،‬وعلى الباب ملب ساج‬
‫ملبس فضة‪ ،‬وف الباب حلقة فضة وعلى الباب صفايح من فضة وجعل له غلق من فضة ف الحرم سنة سبع وثلثي‬
‫ومايتي‪ ،‬وعلى الباب ملب ساج ملبس فضة‪ ،‬وف الباب حلقة فضة وعلى الباب قفل من حديد ف اللب الذي يلي‬
‫جدار الكعبة وباب الدرجة عن يي من دخل الكعبة مقابله وطول الدرجة ف السماء من بطن الكعبة عشرون ذراعا‬
‫وعدد أضفارها ثانية وأربعون ضفرا وفيها ثان مستراحات وعرض الدرجة ذراع وأربعة أصابع وف الدرجة ثان‬
‫كواء داخلة ف الكعبة منها أربع حيال الباب وأربع حيال السطوانة الت تلي الدر الذي يلي الجر وعلى بابا الذي‬
‫يلي سطح الكعبة باب ساج طوله ذراعان ونصف وعرض ذلك الباب ذراعان‪.‬‬
‫صفة الزار الرخام السفل الذي ف بطن الكعبة‬

‫وبطن الكعبة موزرة مدارة من داخلها برخام أبيض وأحر وأخضر وألواح ملبسة ذهبا وفضة وها أزاران‪ ،‬أزار أسفل‬
‫فيه ثانية وثلثون لوحا طول كل لوح ذراعان وثانية أصابع من ذلك اللواح البيض أحد وعشرون لوحا منها ف‬
‫الدر الذي بي الركن الغرب والركن اليمان سبعة ألواح‪ ،‬ومنها ف الدر الذي بي الركن اليمان والركن السود‬
‫ستة ألواح‪ ،‬ومنها ف اللتزم لوحان ومنها ف الدر الذي فيه باب الكعبة ثلثة ألواح‪ ،‬ومنها ف الدر الذي يلي‬
‫الجر أربعة ألواح‪ ،‬وعدد اللواح الضر تسعة عشر لوحا منها ف الدر الذي بي الركن الغرب والركن اليمان‬
‫أربعة‪ ،‬ومنها ف الدر الذي بي الركن الغرب والركن اليمان أربعة‪ ،‬ومنها ف الدر الذي بي الركن اليمان والجر‬
‫السود أربعة ومنها ف الدر الذي فيه الباب خسة‪ ،‬ومنها ف اللتزم لوحان‪ ،‬ومنها ف الدر الذي يلي الجر أربعة‪.‬‬
‫صفة الزار العلى‬

‫قال أبو الوليد‪ :‬وف الزار العلى الثان‪ ،‬اثنان وأربعون لوحا طول كل لوح أربعة أذرع وأربع أصابع‪ ،‬اللواح البيض‬
‫من ذلك عشرون لوحا منها ف الدر الذي بي الركن اليمان والركن السود خسة‪ ،‬ومنها لوح ف اللتزم‪ ،‬ومنها ف‬
‫الدر الذي فيه الباب خسة‪ ،‬ومنها ف الدر الذي يلي الجر تسعة‪ ،‬ومن اللواح المر تسعة‪ ،‬منها ف الدر الذي‬
‫بي الركن الغرب والركن اليمان ثلثة‪ ،‬ومنها ف الدر الذي بي الركن اليمان والركن السود لوحان‪ ،‬ومنها ف‬
‫الدر الذي فيه الباب لوحان‪ ،‬ومنها ف الدر الذي يلي الجر لوحان‪ ،‬ومن اللواح الضر ستة‪ ،‬منها ف الدر الذي‬
‫بي الركن الغرب والركن اليمان لوحان‪ ،‬ومنها ف الدر الذي بي الركن اليمان والركن السود لوحان‪ ،‬ومنها ف‬
‫الدر الذي يلي الجر لوحان‪ ،‬ومن اللواح اللبسة الذهب والفضة الت ف الركان ستة ألواح طول كل لوح منها‬
‫أربعة أذرع وأربعة أصابع وعرض كل لوح منها ذراع وأربعة أصابع منها لوح ف طرف زاوية الدر الذي يلي‬
‫الدرجة وهو الشامي ولوح ف زاوية الركن الغرب وهو ما يلي الجر وف طرف الدر الذي بي الركن الغرب‬
‫والركن اليمان لوحان وف طرف الدر الذي بي الركن اليمان والركن السود لوح وهو ما يلي الركن اليمان‪ ،‬وف‬
‫اللتزم لوح وف الدر الذي على يينك إذا دخلت الكعبة لوح‪.‬‬
‫صفة السامي الت ف بطن الكعبة‬

‫قال أبو الوليد‪ :‬وف اللواح من السامي ستة عشر مسمارا‪ ،‬منها ف اللواح الت تلي اللتزم ثلثة‪ ،‬وف اللواح الت‬
‫بي الركن اليمان والركن السود وهي الت تلي الركن اليمان ثلثة‪ ،‬ومنها مسمار ف بطن الكعبة على ثلثة أذرع‬
‫ونصف‪ ،‬وف بقية اللواح مسمار أو مسماران‪ ،‬والسامي مفضضة مقبوة منقوشة تدوير كل مسمار سبع أصابع‪،‬‬
‫والسامي من بطن الكعبة على أربعة أذرع ونصف وفوق الزار أزار من رخام منقوش مدار ف جوانب البيت كله‬
‫وف نقشه حبل غي منقوش بذهب وبي هذا الزار الذي فيه البل أزار صغي كما يدور البيت منقوش عليه باء‬
‫الذهب من تت الفريز الذي تت السقف‪ ،‬والفريز من فسيفسا منقوش واصل بالسقف‪.‬‬
‫صفة فرش أرض البيت بالرخام‬

‫قال أبو الوليد‪ :‬وأرض الكعبة مفروشة برخام أبيض وأحر وأخضر عدد الرخام ستة وثلثون رخامة‪ ،‬منها أربع خضر‬
‫بي الساطي وبي جدري الكعبة عرض كل رخامة ذراع وأربع أصابع وعرضهن من عرض كراسي الساطي ومن‬
‫الدر الذي فيه الباب باب الكعبة إل الرخام الخضر الذي بي الساطي ست عشرة رخامة منها ست بيض وسبع‬
‫حر طولن سبعة أذرع وخسة عشر اصبعا‪ ،‬وبي جدار الدرجة وبي الرخام الخضر ثلث رخامات منها اثنتان‬
‫بيضاوان وواحدة حراء طول كل رخامة منها أربعة أذرع ونصف‪ ،‬وست عشرة رخامة ثان بيض وثان حر طول‬
‫كل رخامة سبعة أذرع وتسع أصابع وأطرافهن ف حد الرخام الخضر الذي بي الساطي والدرين وأطرافهن ف‬
‫الدر الذي يستقبل باب الكعبة منها رخامة بيضاء عرضها ذراعان واصبعان‪ ،‬ذكر ان النب صلى ال عليه وسلم‬
‫صلى ف موضعها وهي الثالثة من الرخام البيض من حد الركن اليمان وطرفها ف السطوانة الول من حيال باب‬
‫الكعبة‪ ،‬وعند عتبة باب الكعبة رخامتان خضراء وحراء مفروشتان‪.‬‬
‫ذكر ما غي من فرش أرض الكعبة‬

‫قال أبو الوليد‪ :‬وذلك إل آخر شهور سنة أربعي ومائتي وممد النتصر بال ول عهد السلمي يومئذ يلي أمر مكة‬
‫والجاز وغيها‪ ،‬فكتب وال مكة إليه ان دخلت الكعبة فرأيت الرخام الفروش به أرضها قد تكسر وصار قطعا‬
‫صغارا ورأيت ما على جدراتا من الرخام قد تزايل تندمه ووهى عن مواضعه وأحضرت من فقهاء اهل مكة‬
‫وصلحائهم جاعة وشاورتم ف ذلك فأجع ظنهم بأن ما على ظهر الكعبة من الكسوة قد أثقلها ووهنها ول يأمنوا‬
‫أن يكون ذلك قد أضر بدراتا وانا لو جردت أو خفف عنها بعض ما عليها من الكسوة كان أصلح وأوثق لا‬
‫فأنيت ذلك إل أمي الؤمني ليى رأيه اليمون فيه ويأمر ف ذلك با يوفقه ال عز وجل ويسدده له وكان فرش أرض‬
‫الكعبة قد انثلم منه شيء كثي شائن وكتب صاحب البيد إل أمي الؤمني جعفر التوكل على ال بثل ما كتب به‬
‫العامل بكة من ذلك وتواترت كتبهما به وتاليا ف ذلك‪ ،‬وذكرا ف بعض كتبهما ان أمطار الريف قد كثرت‪،‬‬
‫وتواترت بكة ومن ف هذا العام فهدمت منازل كثية‪ ،‬وان السيل حل ف مسجد رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫وإبراهيم نب ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬العروف بسجد اليف‪ ،‬فهدم سقوفه وعامة جدراته وذهب با فيه من‬
‫الصباء فاعراه‪ ،‬وهدم من دار المارة بن وما فيها من الجر جدرات وعدة أبيات‪ ،‬وهدم العقبة العروفة بمرة‬
‫العقبة وبركة الياقوتة وبرك الأزمي والياض التصلة با‪ ،‬وبركة العية وان العمل ف ذلك إن ل يتدارك ويبادر‬
‫باصلحه كان على سيل زيادة وهو عمل كثي ل يفرغ منه إل ف أشهر كثية‪ ،‬ورفع جاعة من الجبة إل أمي‬
‫الؤمني التوكل على ال رقعة ذكروا فيها إن ما كتب به العامل بكة من ذكر الرخام التكسر ف أرض الكعبة ل يزل‬
‫على ما هو عليه‪ ،‬وإن ذلك لكثرة وطء من يدخل الكعبة من الاج والعتمرين والجاورين واهل مكة وانه ل يرزاها‬
‫ول يضرها‪ ،‬وانه ليس ف جدراتا من الرخام التزايل‪ ،‬ول على ظهرها من الكسوة ما ياف بسببه وهن ول غيه‪،‬‬
‫وان زاويتي من زوايا الكعبة من داخلها ملبس ذهبا وزاويتي فضة وأن ذلك لو كان ذهبا كله كان أحسن وأزين‪،‬‬
‫وان قطعة فضة مركبة على بعض جدرات الكعبة شبه النطقة فوق الزار الثان من الرخام تت الزار العلى من‬
‫الرخام النقوش الذهب ف زيق ف الوسط فيه الزعة الت تستقبل من توخى مصلى رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫وتلك القطعة ف الزيق مبتدا منطقة كانت عملت ف خلفة ممد بن الرشيد عملها سال بن الراح أيام عمل الذهب‬
‫على باب الكعبة‪ ،‬ث جاء خلع ممد قبل أن يتم فوقف عن عملها‪ ،‬ولو كان بدل تلك القطعة منطقة فضة مركبة ف‬
‫أعلى أزار الكعبة ف تربيعها كان أبى وأحسن‪ ،‬وإن الكرسي النصوب القعد فيه مقام إبراهيم عليه السلم ملبس‬
‫صفايح من رصاص‪ ،‬ولو عمل مكان الرصاص فضة كان أشبه به وأحسن وأوثق له‪ .‬فأمر أمي الؤمني التوكل على‬
‫ال بعمل ذلك أجع‪ ،‬فوجه رجلً من صناعه يقال له‪ :‬إسحاق بن سلمة الصايغ شيخ له معرفة بالصناعات ورفق‬
‫وتارب‪ ،‬ووجه معه من الصناع من تيهم إسحاق ابن سلمة من صناعات شت من الصوغ والرخاميي وغيهم من‬
‫الصناع نيفا وثلثي رجلً‪ ،‬ومن الرخام اللواح الثخان ليشق كل لوح منها بكة لوحي‪ ،‬مائة لوح‪ ،‬ووجه بذهب‬
‫وفضة وآلت لشق الرخام ولعمل الذهب والفضة‪ ،‬ورفع الجبة أيضا رقعة إل أمي الؤمني يذكرون له إن العامل‬
‫بكة أن تسلط على أمر الكعبة أو كانت له مع إسحاق بن سلمة ف ذلك يد ل يؤمن أن يعمد إل ما كان صحيحا‬
‫أو يتعلل فيه فيخربه أو يهدمه‪ ،‬ويدث ف ذلك أشياء ل تؤمن عواقبها يطلب بذلك ضرارهم وانم ل يأمنون ذلك‬
‫منه‪ ،‬فأمر أمي الؤمني بكتاب إل العامل بكة ف جواب ما كان هو وصاحب البيد كتبا به‪ ،‬أن أمي الؤمني قد أمر‬
‫بتوجيه إسحاق بن سلمة الصايغ للوقوف على تلك العمال‪ ،‬ورد المر فيها إل إسحاق ليعمل با فيه الصلح‬
‫والحكام إن شاء ال تعال‪ ،‬فقدم إسحاق بن سلمة الصايغ بن معه من الصناع والذهب والفضة والرخام واللت‪،‬‬
‫مكة لليلة بقيت من رجب سنة احدى وأربعي ومائتي ومعه كتاب منشور متوم ف أسفله بات أمي الؤمني إل‬
‫العامل بكة وغيه من العمال بعاونة إسحاق بن سلمة ومكانفته على ما يتاج إليه من ترويج هذه العمال وأن ل‬
‫تعلوا على أنفسهم ف مالفة ما أمروا به من ذلك سبيل‪ ،‬فدخل إسحاق بن سلمة الكعبة ف شعبان‪ ،‬بعد قدومه مكة‬
‫بأيام‪ ،‬ودخل معه العامل بكة وصاحب البيد وجاعة من الجبة وناس من اهل مكة من صلحائهم من القرشيي‪،‬‬
‫وجاعة من الصناع الذين قدم بم معه وأحضر منجنيقا طويل الصقة إل جانب الدر الذي يقابل من دخل الكعبة‬
‫وصعد عليه إسحاق بن سلمة ومعه خيط وسابورة‪ ،‬فأرسل اليط من أعلى النجنيق وهو قائم عليه‪ ،‬ث نزل وفعل‬
‫ذلك بدراتا الربعة فوجدها كأصح ما يكون من البناء وأحكمه فسأل الجبة هل يوز التكبي داخل الكعبة فقالوا‪:‬‬
‫نعم فكب وكب من حضره داخل الكعبة وكب الناس من ف الطواف وغيهم من خارجها‪ ،‬وخر من ف داخل الكعبة‬
‫جيعا سجدا ل وشكرا‪ ،‬وقام إسحاق بن سلمة بي باب الكعبة‪ ،‬فأشرف على الناس وقال‪ :‬يا أيها الناس احدوا ال‬
‫تعال على عمارة بيته‪ ،‬فانا ل ند فيه من الدث ما كتب به إل أمي الؤمني شيئا‪ ،‬بل وجدنا الكعبة وجدراتا‬
‫وأحكام بنائها واتقانا على اتقن ما يكون‪ ،‬وابتدأ إسحاق بن سلمة عمل الذهب والفضة والرخام ف الدار العروفة‬
‫بالصة ف دار الزانة عند الياطي وصار إل من فأمر بعمل ضفية تتخذ ليد سيل البل عن السجد ودار المارة‬
‫فاتذ هناك ضفية عريضة مرتفعة السمك وأحكمها بالجارة والنورة والرماد فصار ما ينحدر من السيل يتسرب ف‬
‫أصل الضفية من خارجها ويرج إل الشارع العظم بن ول يدخل السجد ول دار المارة منه شيء وصار ما بي‬
‫الضفية والسجد وهو عن يسار المام رفقا للمسجد وزيادة ف سعته ث هدم السجد وما كان من دار المارة‬
‫مستهدما وأعاد بناءه ورم ما كان مسترما وأحكم العقبة وجدراتا وأصلح الطريق الت سلكها رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم من من إل الشعب ومعه العباس بن عبد الطلب الذي يقال له‪ :‬شعب النصار الذي أخذ فيه رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم البيعة على النصار‪ ،‬وكانت هذه الطريق قد عفت ودرست فكانت المرة زايلة عن موضعها‪،‬‬
‫أزالا جهال الناس برميهم الصى‪ ،‬وغفل عنها حت ازيت عن موضعها شيئا يسيا منها من فوقها فردها إل‬
‫موضعها الذي ل تزل عليه‪ ،‬وبن من ورائها جدارا أعله عليها ومسجدا متصلً بذلك الدار لئل يصل إليها من‬
‫يريد الرمي من أعلها وانا السنة لن أراد الرمي أن يقف من تتها من بطن الوادي فيجعل مكة عن يساره ومن عن‬
‫يينه ويرمي كما فعل رسول ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه من بعده‪ ،‬وفرغ من البك واحكم عملها وعمل‬
‫الفضة على كرسي القام مكان الرصاص الذي عليه‪ ،‬واتذ له قبة من خشب الساج مقبوة الرأس بضباب لا من‬
‫حديد ملبسة الداخل بالدم وكانت القبة قبل ذلك مسطحة‪ ،‬وكان العامل بكة قد أمر بكتاب يقرأ لمي الؤمني‪،‬‬
‫فجلس خلف القام وأقام كاتبه قايا على الصندوق‪ ،‬فقرأ الكتاب فأعظم ذلك السلمون اعظاما شديدا وأنكروه أشد‬
‫النكرة‪ ،‬وخاف الجبة أن يعود لثلها‪ ،‬فرفعوا ف ذلك رقعة إل أمي الؤمني فأمره أمي الؤمني أن يتخذ كرسيا يقرأ‬
‫عليه الكتب وأن ينه القام عن ذلك ويعظم‪ ،‬وعمل إسحاق الذهب على زاويت الكعبة من داخلها مكان ما كان‬
‫هنالك من الفضة ملبسا‪ ،‬وكسر الذهب الذي كان على الزاويتي الباقيتي وأعاد عمله‪ ،‬فصار ذلك أجع على مثال‬
‫واحد منقوشة مؤلفة ناتئة‪ ،‬وعمل منطقة من فضة وركبها فوق أزار الكعبة ف تربيعها كلها‪ ،‬منقوشة مؤلفة جليلة‬
‫ناتئة يكون عرض النطقة ثلثي ذراع وعمل طوقا من ذهب منقوش متصلً بذه النطقة فركبه حول الزعة الت تقابل‬
‫من دخل من باب الكعبة فوق الطوق الذهب القدي الذي كان مركبا حولا من عمل الوليد بن عبد اللك وكره أن‬
‫يقلع ذلك الطوق الول لسبب تكسر خفي ف الزعة فتركه على حاله لئل يدث ف الزعة حادث‪ ،‬وقلع الرخام‬
‫التزايل من جدرات الكعبة وكان يسيا برخامتي أو ثلثا وأعاد نصبه كلها بص صنعان كان كتب فيه إل عامل‬
‫صنعاء‪ ،‬فحمل إليه منه جص مطبوخ صحيح غي مدقوق اثنا عشر حلً‪ ،‬فدقه ونله وخلطه باء زمزم ونصب به هذا‬
‫الرخام‪ ،‬وف أعلى هذه النطقة الفضة رخام منقوش مفور فألبس ذلك الرخام ذهبا رقيقا من الذهب الذي يتخذ‬
‫للسقوف فصار كأنه سبيكة مضروبة عليه إل موضع الفسيفسا الذي تت سقف الكعبة وغسل الفسيفسا باء الورد‬
‫وحاض الترنج ونقض ما كان من الصباغ الزخرفة على السقف وعلى الزار الذي دون السقف فوق الفسيفساء‬
‫ث ألبسها ثياب قباطي اخرجها إليه الجبة ما عندهم ف خزانة الكعبة والبس تلك الثياب ذهبا رقيقا وزخرفه‬
‫بالصباغ‪ ،‬وكانت عتبة باب الكعبة السفلى قطعتي من خشب الساج قد رثتا ونرتا من طول الزمان عليهما‬
‫فأخرجهما وصي مكانما قطعة من خشب الساج وألبسها صفايح فضة من الفضة الت كانت ف الزاويتي الت صي‬
‫مكانما ذهبا ول يقلع ف ذلك بابا الكعبة وحرفا فأزيل شيئا يسيا وها قايان منصوبان وكان ف الدر الذي ف‬
‫ظهر الباب ينة من دخل الكعبة رزة وكلب من صفر يشد به الباب إذا فتح بذلك الكلب لئل يتحرك عن موضعه‬
‫فقلع ذلك الصفر وصي مكانه فضة والبس ما حول باب الدرجة فضة مضروبة وكان الرخام الذي قدم به معه‬
‫إسحاق رخاما يسمى السي غي مشاكل لا كان على جدرات الكعبة من الرخام فشقه وسواه وقلع ما كان على‬
‫جدرات السجد الرام ف ظهر الصناديق الت يكون فيها طيب الكعبة وكسوتا من الرخام وقلع الرخام الذي كان‬
‫على جدر السجد الذي بي باب الصفا وبي باب السماني واسم ذلك الرخام البذننا ونصب الرخام السي الذي‬
‫جاء به مكانه على جدرات السجد وانزل العاليق العلقة بي الساطي ونفضها من الغبار وغسلها وجلها والبس‬
‫عمدها الديد العترضة بي الساطي ذهبا من الذهب الرقيق وأعاد تعليقها ف مواضعها على التأليف‪ ،‬وفرغ من‬
‫ذلك اجع ومن جيع العمال الت بن‪ ،‬يوم النصف من شعبان سنة اثنتي وأربعي ومائتي‪ ،‬واحضر الجبة ف ذلك‬
‫اليوم أجزاء القرآن‪ ،‬وهم جاعة فتفرقوها بينهم وإسحاق بن سلمة معهم حت ختموا القرآن‪ ،‬وأحضروا ماء ورد‬
‫ومسكا وعودا وسكا مسحوقا‪ ،‬فطيبوا به جدرات الكعبة وأرضها وأجافوا بابا عليهم عند فراغهم من التمة‪،‬‬
‫فدعوا ودعا من حضر الطواف وضجوا بالتضرع والبكاء إل ال عز وجل ودعوا لمي الؤمني ولولة عهود السلمي‬
‫ولنفسهم ولميع السلمي‪ ،‬فكان يومهم ذلك يوما شريفا حسنا‪ ،‬قال أبو الوليد‪ :‬وأخبن إسحاق بن سلمة الصايغ‬
‫ان مبلغ ما كان فيه الربع الزوايا من الذهب والطوق الذي حول الزعة‪ ،‬نو من ثانية آلف مثقال‪ ،‬وان ما ف‬
‫منطقة الفضة وما كان على عتبة الباب السفلي من الصفايح وعلى كرسي القام من الفضة‪ ،‬نو من سبعي ألف‬
‫درهم‪ ،‬وما ركب من الذهب الرقيق على جدرات الكعبة وسقفها‪ ،‬نو من مايت حق يكون ف كل حق خسة‬
‫مثاقيل‪ ،‬وخلط إسحاق بن سلمة ما بقي قبله مع هذا الص الصنعان وما قلع من أرض الكعبة من الرخام التكسر ما‬
‫ل يصلح اعادته ف شيء من العمل وثلثة حقاق من هذا الذهب الرقيق وجراب فيه تراب ما قشر من جدرات‬
‫الكعبة ومسامي فضة صغار قبل الجبة‪ ،‬لا عسى ان يتاجوا إليه لا‪ ،‬وانصرف بعد فراغه من الج ف آخر سنة اثنتي‬
‫وأربعي ومايتي‪.‬ما عندهم ف خزانة الكعبة والبس تلك الثياب ذهبا رقيقا وزخرفه بالصباغ‪ ،‬وكانت عتبة باب‬
‫الكعبة السفلى قطعتي من خشب الساج قد رثتا ونرتا من طول الزمان عليهما فأخرجهما وصي مكانما قطعة من‬
‫خشب الساج وألبسها صفايح فضة من الفضة الت كانت ف الزاويتي الت صي مكانما ذهبا ول يقلع ف ذلك بابا‬
‫الكعبة وحرفا فأزيل شيئا يسيا وها قايان منصوبان وكان ف الدر الذي ف ظهر الباب ينة من دخل الكعبة رزة‬
‫وكلب من صفر يشد به الباب إذا فتح بذلك الكلب لئل يتحرك عن موضعه فقلع ذلك الصفر وصي مكانه فضة‬
‫والبس ما حول باب الدرجة فضة مضروبة وكان الرخام الذي قدم به معه إسحاق رخاما يسمى السي غي مشاكل‬
‫لا كان على جدرات الكعبة من الرخام فشقه وسواه وقلع ما كان على جدرات السجد الرام ف ظهر الصناديق الت‬
‫يكون فيها طيب الكعبة وكسوتا من الرخام وقلع الرخام الذي كان على جدر السجد الذي بي باب الصفا وبي‬
‫باب السماني واسم ذلك الرخام البذننا ونصب الرخام السي الذي جاء به مكانه على جدرات السجد وانزل‬
‫العاليق العلقة بي الساطي ونفضها من الغبار وغسلها وجلها والبس عمدها الديد العترضة بي الساطي ذهبا‬
‫من الذهب الرقيق وأعاد تعليقها ف مواضعها على التأليف‪ ،‬وفرغ من ذلك اجع ومن جيع العمال الت بن‪ ،‬يوم‬
‫النصف من شعبان سنة اثنتي وأربعي ومائتي‪ ،‬واحضر الجبة ف ذلك اليوم أجزاء القرآن‪ ،‬وهم جاعة فتفرقوها‬
‫بينهم وإسحاق بن سلمة معهم حت ختموا القرآن‪ ،‬وأحضروا ماء ورد ومسكا وعودا وسكا مسحوقا‪ ،‬فطيبوا به‬
‫جدرات الكعبة وأرضها وأجافوا بابا عليهم عند فراغهم من التمة‪ ،‬فدعوا ودعا من حضر الطواف وضجوا‬
‫بالتضرع والبكاء إل ال عز وجل ودعوا لمي الؤمني ولولة عهود السلمي ولنفسهم ولميع السلمي‪ ،‬فكان‬
‫يومهم ذلك يوما شريفا حسنا‪ ،‬قال أبو الوليد‪ :‬وأخبن إسحاق بن سلمة الصايغ ان مبلغ ما كان فيه الربع الزوايا‬
‫من الذهب والطوق الذي حول الزعة‪ ،‬نو من ثانية آلف مثقال‪ ،‬وان ما ف منطقة الفضة وما كان على عتبة الباب‬
‫السفلي من الصفايح وعلى كرسي القام من الفضة‪ ،‬نو من سبعي ألف درهم‪ ،‬وما ركب من الذهب الرقيق على‬
‫جدرات الكعبة وسقفها‪ ،‬نو من مايت حق يكون ف كل حق خسة مثاقيل‪ ،‬وخلط إسحاق بن سلمة ما بقي قبله مع‬
‫هذا الص الصنعان وما قلع من أرض الكعبة من الرخام التكسر ما ل يصلح اعادته ف شيء من العمل وثلثة حقاق‬
‫من هذا الذهب الرقيق وجراب فيه تراب ما قشر من جدرات الكعبة ومسامي فضة صغار قبل الجبة‪ ،‬لا عسى ان‬
‫يتاجوا إليه لا‪ ،‬وانصرف بعد فراغه من الج ف آخر سنة اثنتي وأربعي ومايتي‪.‬‬
‫صفة باب الكعبة‬

‫وذرع طول باب الكعبة ف السماء ستة أذرع وعشرة أصابع‪ ،‬وعرض ما بي جداريه ثلثة أذرع وثان عشرة اصبعا‪،‬‬
‫والداران وعتبة الباب العليا وناف الباب ملبس صفايح ذهب منقوش‪ ،‬وف جدار عضادت الباب أربع عشرة حلقة‬
‫من حديد موهة بالفضة متفرقة ف كل جدار سبع حلق يشد با جوف الباب من أستار الكعبة‪ ،‬وف عتبة باب الكعبة‬
‫ثانية عشر مسمارا‪ ،‬منها أربعة على الباب‪ ،‬وأربعة عشر ف وجه العتبة‪ ،‬والسامي حديد ملبسة ذهبا مقبوة منقوشة‬
‫تدوير حول كل مسمار سبع أصابع‪ ،‬وملب باب الكعبة الذي يطأ عليه من دخلها داخل ف الدر عشر أصابع‪،‬‬
‫واللب ساج ملبس صفايح ذهب‪ ،‬وعرض وجه اللب عشر أصابع‪ ،‬وعرض وجهه الخر أربع أصابع وف اللب من‬
‫السامي ستة وأربعون مسمارا‪ ،‬منها سبعة ف أعلى اللب وهي تلي العتبة‪ ،‬وف الانب الين تسعة عشر مسمارا‪ ،‬وف‬
‫الانب اليسر عشرون مسمارا‪ ،‬والسامي مقبوة ملبسة ذهبا منقوشة‪ ،‬تدوير حول كل مسمار منها سبع أصابع‪،‬‬
‫وذرع طول باب الكعبة ف السماء ستة أذرع وعشر أصابع وها مصراعان عرض كل مصراع ذراع وثان عشرة‬
‫اصبعا وعود الباب ساج وغلظه ثلث أصابع فإذا غلقا فعرضهما ثلثة أذرع ونصف‪ ،‬وف كل مصراع ست‬
‫عوارض‪ ،‬والعوارض من ساسم وظهر الباب من داخل ملبس صفايح فضة‪ ،‬وف الصراع الين من داخل غلق رومي‬
‫وأم الغلق ملبسة فضة وطول الغلق أربع عشرة اصبعا وف الصراع اليسر حلقة فضة يكون فيها غلق الباب إذا غلق‪،‬‬
‫وف الباب اليسر سكرة ووج الباب ملبس صفايح ذهب منقوشة وصفايح ساذج ما بي السامي الت ف العوارض‬
‫صفايح مربعة منقوشة ف كل مصراع خس صفايح‪ .‬وتدوير حول الصفايح الساذج صفايح منقوشة وف الباب‬
‫اليسر انف الباب ملبس ذهبا منقوشا طرفاه مربعان‪ ،‬وعلى النف كتاب فيه بسم ال الرحن الرحيم ومن حيث‬
‫خرجت فول وجهك شطر السجد الرام الية ممد سول ال‪ ،‬وعدد السامي مائتا مسمار منها مائة كبار منها ف‬
‫العوارض اثنان وسبعون مسمارا ف كل عارضة ستة مسامي‪ ،‬وف كل مصارع عشرة مسامي‪ ،‬وبي كل عارضتي‬
‫مسماران ف طرف الباب ومنها حول خرتة الباب الت يدخل فيها الرومي اثنا عشر مسمارا صغارا‪ ،‬ومنها ف الصراع‬
‫الين مسماران من فضة ساذج موهان تدوير حول كل مسمار ست أصابع وبينهما حاجز يفتح فيه الغلق الرومي‬
‫الداخل وما بي السامي تسع أصابع والسامي مقبوة ملبسة ذهبا وهي منقوشة تدوير كل مسمار سبع أصابع‬
‫والسامي الصغار الت ف الصراع اليسر خسون مسمارا وهي مضروبة حول الصفايح الربعة النقوشة الت بي‬
‫العوارض‪ ،‬حول كل صفيحة عشرة مسامي والسامي ملبسة ذهبا مقبوة منقوشة وهي على صفايح ساذج عرض‬
‫الصفايح اصبعان كما يدور حول الصفيحة النقوشة ورجل البابي حديد ملبسان ذهبا وف الصراعي سلوقيتان فضة‬
‫موهتان وف السلوقيتي حلقتا ذهب سعة كل حلقة ثان أصابع وها حلقتا قفل الباب وها على ذراعي وستة عشر‬
‫اصبعا من الباب‪.‬‬
‫باب صفة الشاذروان وذرع الكعبة‬

‫ذرع الكعبة من خارجها ف السماء من البلط الفروش حولا تسعة وعشرون ذراعا وست عشرة اصبعا وطولا من‬
‫الشاذروان سبعة وعشرون ذراعا وعدد حجارة الشاذروان الت حول الكعبة ثانية وستون حجرا ف ثلثة وجوه من‬
‫ذلك من حد الركن الغرب إل الركن اليمان خسة وعشرون حجرا‪ ،‬منها حجر طوله ثلثة أذرع ونصف وهو عتبة‬
‫الباب الذي سد ف ظهر الكعبة وبينه وبي الركن اليمان أربعة أذرع وف الركن اليمان حجر مدور‪ ،‬وبي الركن‬
‫اليمان والركن السود تسعة عشر حجرا ومن حد الشاذروان إل الركن الذي فيه الجر السود ثلثة أذرع واثنا‬
‫عشر اصبعا ليس فيه شاذروان ومن حد الركن الشامي إل الركن الذي فيه الجر السود ثلثة وعشرون حجرا ومن‬
‫حد الشاذروان الذي يلي اللتزم إل الركن الذي فيه الجر السود ذراعان ليس فيهما شاذروان وهو اللتزم وطول‬
‫الشاذروان ف السماء ستة عشر اصبعا وعرضه ذراع وطول درجة الكعبة الت يصعد عليها الناس إل بطن الكعبة من‬
‫خارج ثان أذرع ونصف وعرضها ثلثة أذرع ونصف وفيها من الدرج ثلث عشرة درجة وهي من خشب الساج‪.‬‬
‫ذكر الجر حدثنا أبو ممد إسحاق بن أحد الزاعي حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثنا جدي حدثنا سعيد بن سال وعبد‬
‫الرزاق بن هام قال‪ :‬حدثنا ابن جريج قال‪ :‬سعت عبد ال بن عبيد بن عمي والوليد بن عطاء بن خباب قال أبو‬
‫الوليد‪ :‬وحدثن ممد بن يي حدثنا هشام بن سليمان الخزومي عن ابن جريج عن عبد ال بن عبيد بن عمي والوليد‬
‫بن عطاء بن خباب أن الارث بن عبد ال بن أب ربيعة وفد على عبد اللك بن مروان ف خلفته فقال له عبد اللك‪:‬‬
‫ما أظن أبا خبيب يعن ابن الزبي سع من عائشة ما كان يزعم انه سع منها ? قال الارث‪ :‬أنا سعته منها قال‪ :‬سعتها‬
‫تقول ماذا ? قال‪ :‬قالت‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬إن قومك استقصروا ف بناء البيت‪ ،‬ولول حداثة عهد‬
‫قومك بالكفر اعدت فيه ما تركوا من فأراها قريبا من سبعة أذرع وزاد الوليد بن عطاء بن خباب ف الديث‬
‫وجعلت لا بابي موضوعي بالرض شرقيا وغربيا وهل تدرين ل كان قومك رفعوا بابا ? قالت‪ :‬قلت‪ :‬ل قال‪:‬‬
‫تعززا لئل يدخلها أحد إل من أرادوا فكان الرجل إذا كرهوا أن يدخلها يدعونه يرتقي حت إذا كاد يدخلها دفعوه‬
‫فسقط‪ ،‬قال‪ :‬عبد اللك أنت سعتها تقول هذا قال‪ :‬قلت‪ :‬نعم قال‪ :‬فنكت بعصاه ساعة ث قال‪ :‬لوددت ان تركته‬
‫وما تمل‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا داود بن عبد الرحن عن هشام بن عروة عن عروة عن عائشة قالت‪ :‬ما‬
‫أبال صليت ف الجر أو ف الكعبة‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد حدثنا إبراهيم بن ممد الشافعي حدثنا الدراوردي عن علقمة ابن أب علقمة عن أبيه عن عائشة انا‬
‫قالت‪ :‬كنت أحب ان أدخل البيت فأصلي فيه فأخذ رسول ال صلى ال عليه وسلم بيدي فأدخلن الجر فقال ل‪:‬‬
‫صلي ف الجر إذا أردت دخول البيت فانا هو قطعة من البيت ولكن قومك استقصروا حي بنوا الكعبة فأخرجوه‬
‫من البيت‪ ،‬حدثنا أبو الوليد حدثن جدي عن سفيان عن هشام بن حجي قال‪ :‬قال ابن عباس‪ :‬الجر من البيت‪،‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثنا جدي عن خالد ابن عبد الرحن بن خالد بن سلمة الخزومي قال‪ :‬حدثن البارك بن‬
‫حسان الناطي قال‪ :‬رأيت عمر بن عبد العزيز ف الجر فسمعته يقول شكا إساعيل عليه السلم إل ربه عز وجل‬
‫حر مكة فأوحى ال تعال إليه ان أفتح لك بابا من النة ف الجر يري عليك منه الروح إل يوم القيامة وف ذلك‬
‫الوضع توف‪ ،‬قال خالد‪ :‬فيون إن ذلك الوضع ما بي اليزاب إل باب الجر الغرب فيه قبه‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن خالد بن عبد الرحن قال‪ :‬حدثن الارث بن أب بكر الزهري عن صفوان بن‬
‫عبد ال بن صفوان المحي قال‪ :‬حفر ابن الزبي الجر فوجد فيه سفطا من حجارة خضر فسأل قريشا عنه فلم يد‬
‫عند أحد منهم فيه علما قال‪ :‬فأرسل إل عبد ال بن صفوان فسأله فقال‪ :‬هذا قب إساعيل عليه السلم فل تركه‬
‫قال‪ :‬فتركه‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن ممد بن يي قال‪ :‬أخبنا هشام بن سليمان الخزومي عن عبد ال بن عبيد ابن عمي انه‬
‫قال‪ :‬دخل بي عائشة وبي أخيها عبد الرحن بن أب بكر كلم فحلف أن ل يكلمها فأرادته على أن يأتيها فأب فقيل‬
‫لا‪ :‬إن له ساعة من الليل يطوفها فرصدته بباب الجر حت إذا مر با أخذت بثوبه فجذبته فأدخلته الجر ث قالت له‬
‫فلن عبدي حر وفلن والذي أنا ف بيته وجعلت تعتذر إليه وتلف له‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن ممد بن يي حدثنا هشام بن سليمان الخزومي عن أم كلثوم ابنة أب عوف ان عائشة‬
‫سالت أن يفتح لا باب الكعبة ليلً فأب عليها شيبة بن عثمان فقالت لختها أم كلثوم ابنة أب بكر انطلقي بنا حت‬
‫ندخل الكعبة فدخلت الجر‪ ،‬حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي وإبراهيم بن ممد الشافعي عن مسلم بن خالد‬
‫الزني عن ابن أب نيح قال‪ :‬وجد ف الجر حجر مدفون مكتوب فيه مبارك لهلها ف الاء واللب ل تزول حت‬
‫تزول أخشباها‪ ،‬وقال ابن إسحاق‪ :‬كان قب إساعيل عليه السلم وقب أمه هاجر ف الجر‪ ،‬حدثنا أبو الوليد قال‪:‬‬
‫وأخبن ممد بن يي عن أبيه إن أمي الؤمني النصور أبا جعفر حج وزياد بن عبيد ال الارثي يومئذ أمي مكة‬
‫فطاف أبو جعفر ث دعا زيادا فقال‪ :‬ان رأيت الجر حجارته بادية فل أصبحن حت يستر جدار الجر بالرخام فدعا‬
‫زياد بالعمال فعملوه على السرج قبل أن يصبح وكان قبل ذلك مبنيا بجارة بادية ليس عليها رخام ث كان الهدي‬
‫بعد قد جدد رخامه‪ ،‬حدثنا أبو الوليد قال وأخبن ممد بن يي عن أبيه قال‪ :‬ث رأيت جعفر بن سليمان بن علي‬
‫وهو أمي مكة والدينة ف سنة احدى وستي ومائة بلط بطن الجر بالرخام وذلك عام زاد الهدي ف السجد الرام‬
‫زيادته الول وشرع أبواب السجد على السعى قال أبو ممد الزاعي‪ :‬أنا أدركت هذا الرخام الذي عمله وكان‬
‫رخاما أبيض وأخضر وأحر وكان مزوي وشوابي صغارا ومداخل بعضه ف بعض أحسن من هذا العمل ث تكسر‬
‫فجدده أبو العباس عبد ال بن ممد بن داود بن عيسى وهو أمي مكة ف سنة احدى وأربعي ومائتي ث جدد بعد‬
‫ذلك ف سنة ثلث وثاني ومائتي‪.‬‬
‫اللوس ف الجر وما جاء ف ذلك‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن سعيد بن سال عن ابن جريج قال‪ :‬كنا جلوسا مع عطاء بن أب رباح ف‬
‫السجد الرام فتذاكرنا ابن عباس وفضله وعلي بن عبد ال بن عباس ف الطواف وخلفه ابنه ممد ابن علي فعجبنا‬
‫من تام قامتهما وحسن وجوههما فقال عطاء‪ :‬وأين حسنهما من حسن عبد ال بن عباس ? ما رأيت القمر ليلة أربع‬
‫عشرة وأنا ف السجد الرام طالعا من جبل أب قبيس إل ذكرت وجه ابن عباس ولقد رأيتنا جلوسا معه ف الجر إذ‬
‫أتاه شيخ قدي بدوي من هذيل يهدج على عصاه فسأله عن مسئلة فأجابه فقال الشيخ لبعض من ف الجلس‪ :‬من هذا‬
‫الفت ? فقالوا‪ :‬هذا عبد ال بن العباس بن عبد الطلب فقال الشيخ‪ :‬سبحان الذي مسخ حسن عبد الطلب إل ما‬
‫أرى‪ ،‬فقال عطاء‪ :‬سعت ابن عباس يقول‪ :‬سعت أب يقول‪ :‬كان عبد الطلب أطول الناس قامة وأحسن الناس وجها‬
‫ما رآه قط شيء إل أحبه وكان له مفرش ف الجر ل يلس عليه غيه ول يلس معه عليه أحد وكان الندي من‬
‫قريش حرب بن أمية فمن دونه يلسون حوله دون الفرش فجاء رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو غلم يدرج‬
‫ليجلس على الفرش فجذبوه فبكى فقال عبد الطلب‪ :‬وذلك بعد ما حجب بصره ما لبن يبكي قالوا له‪ :‬انه أراد أن‬
‫يلس على الفرش فمنعوه فقال عبد الطلب‪ :‬دعوا ابن فإنه يس بشرف أرجو أن يبلغ من الشرف ما ل يبلغ عرب‬
‫قط‪ ،‬قال‪ :‬وتوف عبد الطلب والنب صلى ال عليه وسلم ابن ثان سني وكان خلف جنازته يبكي حت دفن‬
‫بالجون‪ ،‬حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن سعيد بن سال عن ابن جريج عن ابن أب مليكة أن عائشة رضي‬
‫ال عنها قالت‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬لو كان عندي سعة قدمت ف البيت من الجر أذرعا وفتحت‬
‫له بابا آخر يرج الناس منه‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد حدثنا سعيد بن منصور حدثنا خالد بن عبد ال عن عطاء ابن السايب عن سعيد بن جبي أن عائشة‬
‫ل فجاء عثمان بن طلحة بالفتاح إل رسول ال صلى ال عليه‬ ‫سألت النب صلى ال عليه وسلم أن يفتح لا الباب لي ً‬
‫وسلم فقال‪ :‬يا رسول ال انا ل تفتح بليل قط قال‪ :‬فل تفتحها ث قال لعائشة‪ :‬إن قومك لا بنوا البيت قصرت بم‬
‫النفقة فتركوا بعض البيت ف الجر فأدخلي الجر فصلي فيه‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد حدثنا سعيد بن منصور حدثنا عتاب عن خصيف عن ماهد قال‪ :‬جاءت عائشة فدخلت البيت ف‬
‫ستاره ومعها نسوة فأغلقت الجبة البيت دون النساء فجعلن ينادين يا أم الؤمني قال ماهد‪ :‬فسمعت عائشة تقول‪:‬‬
‫عليكن بالجر فإنه من البيت‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن ابن عيينة عن إبراهيم بن ميسرة قال‪ :‬تذاكروا الهدي عند طاوس وهو جالس‬
‫ف الجر فقلت يا با عبد الرحن أهو عمر بن عبد العزيز ? فقال‪ :‬ل إنه ل يستكمل العدل وإن ذلك إذا كان زيد‬
‫الحسن ف احسانه وحط عن السيء من اساءته ولوددت أن أدركته وعلمته كذا وكذا‪ ،‬حدثنا أبو الوليد قال‬
‫حدثن جدي‪ :‬حدثنا ابن عيينة حدثنا الوليد بن كثي عن ابن ثدرس عن أساء بنت أب بكر الصديق رضي ال عنه‬
‫قالت‪ :‬لا نزلت تبت يدا أب لب وتب جاءت أم جيل بنت حرب بن أمية إمرأة أب لب ولا ولولة وف يدها فهر‬
‫فدخلت السجد ورسول ال صلى ال عليه وسلم جالس ف الجر ومعه أبو بكر رضي ال عنه فأقبلت وهي تلملم‬
‫الفهر ف يدها وتقول‪ :‬مذما أبينا‪ ،‬ودينه قلينا‪ ،‬وأمره عصينا‪ ،‬قالت‪ :‬فقال أبو بكر رضي ال عنه‪ :‬يا رسول ال هذه أم‬
‫جيل وأنا أخشى عليك منها وهي امرأة فلو قمت‪ ،‬فقال‪ :‬انا لن تران وقرأ قرآنا أعتصم به‪ ،‬ث قرأ وإذا قرأت القرآن‬
‫جعلنا بينك وبي الذين ل يؤمنون بالخرة حجابا مستورا قلت‪ :‬فجاءت حت وقفت على أب بكر رضي ال عنه‬
‫وهو مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ول تره فقالت‪ :‬يا با بكر فأين صاحبك ? قال‪ :‬الساعة كان ها هنا قالت‪:‬‬
‫انه ذكر ل انه هجان واي ال ان لشاعرة وإن زوجي لشاعر ولقد علمت قريش ان بنت سيدها‪ ،‬قال سفيان قال‬
‫الوليد ف حديثه فدخلت الطواف فعثرت ف مرطها فقالت‪ :‬نفس مذمم‪ ،‬فقال النب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ال ترى يا‬
‫با بكر ما يدفع ال تعال به عن من شتم قريش يسمون مذما وأنا ممد فقالت لا أم حكيم ابنة عبد الطلب‪ :‬مهلً يا‬
‫أم جيل‪ ،‬ان لصان فما اكلم‪ ،‬وثقاف فما أعلم وكلتانا من بن العم‪ ،‬ث قريش بعد اعلم‪ ،‬قال أبو الوليد‪ :‬فلم يزل‬
‫رخام الجر الذي عمله الهدي بعد عمل أب جعفر أمي الؤمني على حاله وكان سيله يرج من تت الحجار الت‬
‫على بابا الغرب حت رث ف خلفة التوكل على ال جعفر أمي الؤمني فقلع ف سنة احدى وأربعي ومايتي والبس‬
‫رخاما حسنا قلع من جوانب السجد الرام من الشق الذي يلي باب العجلة إل باب دار عمرو بن العاص وما يلي‬
‫أبواب بن مزوم والباب الذي مقابل دار عبد ال بن جدعان وكان عبد ال بن عبيد ال بن عباس بن ممد الاشي‬
‫أمر أن يقلع له لوح من رخام الجر يسجد عليه فقلع له ف الوسم فأرسل أحد بن طريف مول العباس ابن ممد‬
‫الاشي برخامتي خضراوين من مصر هدية للحجر مكان ذلك اللوح وهي الرخامة الضراء على سطح جدار الجر‬
‫مقابل اليزاب على هيئة الزورق والرخامة الخرى هي الرخامة الضراء الت تت اليزاب تلي جدر الكعبة فجعلتا ف‬
‫هذين الوضعي وها من أحسن رخام ف السجد خضرة قال أبو ممد الزاعي‪ :‬ث حولت الت كانت على ظهر‬
‫الجر فجعلت تت اليزاب مقابل اليزاب أمام الرخامتي اللتي على هيئة الحراب ف سنة ثلث وثاني ومايتي‪.‬‬
‫باب ما جاء ف الدعاء والصلة عند مثعب الكعبة‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا سعيد بن سال عن عثمان ابن ساج عن عطاء بن أب رباح قال‪ :‬من قام‬
‫تت مثعب الكعبة فدعا استجيب له وخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا عيسى بن يونس السبيعي حدثنا عنبسة بن سعيد الرازي عن إبراهيم بن‬
‫عبد ال الاطب عن عطاء عن ابن عباس قال‪ :‬صلوا ف مصلى الخيار‪ ،‬واشربوا من شراب البرار‪ .‬قيل لبن عباس‪:‬‬
‫ما مصلى الخيار ? قال‪ :‬تت اليزاب‪ ،‬قيل وما شراب البرار ? قال‪ :‬ماء زمزم‪ ،‬حدثنا أبو الوليد حدثنا ممد بن‬
‫سليم حدثنا الزني مسلم بن خالد عن ابن جريج عن عطاء انه قال‪ :‬من قام تت ميزاب الكعبة فدعا استجيب له‬
‫وخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن ممد بن أب عمر قال‪ :‬حدثنا بشر ابن السري عن حاد بن سلمة قال‪ :‬حدثتن أم شيبة‬
‫قالت‪ :‬سعت أم عمرو امرأة الزبي تقول‪ :‬سعت عمر بن الطاب رضي ال عنه يقول‪ :‬أعزم بال على امرأة صلت ف‬
‫الجر‪ ،‬حدثنا أبو الوليد حدثنا ممد بن أب عمر الكي حدثنا بشر بن السري عن حاد بن سلمة عن عطاء بن‬
‫السايب قال‪ :‬رأيت سعيد بن جبي يطوف فإذا دخل الجر وضع نعليه على جدر الجر‪ ،‬حدثنا أبو الوليد قال‪:‬‬
‫حدثن جدي عن سعيد بن سال عن عثمان ابن ساج عن جعفر بن ممد عن أبيه إن النب صلى ال عليه وسلم كان‬
‫إذا حاذى ميزاب الكعبة وهو ف الطواف يقول‪ :‬اللهم ان أسألك الراحة عند الوت والعفو عند الساب‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن مسافع بن عبد الرحن الجب حدثنا بشر بن السري عن أين بن نايل قال رقدت ف‬
‫الجر فركضن سعيد بن جبي وقال‪ :‬مثلك يرقد ف هذا الكان‪.‬‬
‫صفة الجر وذرعه‬

‫قال أبو الوليد‪ :‬الجر مدور وهو ما بي الركن الشامي والركن الغرب وأرضه مفروشة برخام وهو مستو بالشاذروان‬
‫الذي تت أزار الكعبة وعرضه من جدر الكعبة من تت اليزاب إل جدر الجر سبعة عشر ذراعا وثان أصابع‪،‬‬
‫وذرع ما بي باب الجر عشرون ذراعا وعرضه اثنان وعشرون ذراعا‪ ،‬وذرع من داخله ف السماء ذراع وأربعة‬
‫عشر اصبعا‪ ،‬وذرعه ما يلي الباب الذي يلي القام ذراع وعشر أصابع وذرع جدر الجر الغرب ف السماء ذراع‬
‫وعشرون اصبعا وذرع طول جدر الجر من خارج ما يلي الركن الشامي ذراع وستة عشر اصبعا وطوله من وسطه‬
‫ف السماء ذراعان وثلث أصابع الرخام من ذلك ذراع وأربع عشرة اصبعا وعرض الدار ذراعان ال اصبعي والدر‬
‫ملبس رخاما وف أعله ف وسط الدار رخامة خضراء طولا ذراعان ال اصبعي وعرضها ذراع وثلث أصابع‪ ،‬قال‬
‫أبو ممد الزاعي‪ :‬وقد حولت هذه الرخامة فجعلت تت اليزاب ما يلي الكعبة‪ ،‬قال أبو الوليد‪ :‬وذرع باب الجر‬
‫الذي يلي الشرق ما يلي القام خسة أذرع وثلث أصابع وف عتبة هذا الباب حجران ارتفاعهما من بطن الجر‬
‫أربع أصابع وذرع باب الجر الذي يلي الغرب سبعة أذرع وف عتبة بابه أربعة أحجار وارتفاعها من بطن الجر‬
‫أربع أصابع ومرج سيل ماء الجر من وسطه من تت الجارة ف ثقب بي حجرين‪ ،‬قال أبو ممد الزاعي‪ :‬قد‬
‫كان على ما ذكره أبو الوليد ث كان رخامه قد تكسر من وطي الناس فعمل ف خلفة التوكل على ال وأمي مكة‬
‫يومئذ أبو العباس عبد ال بن ممد بن داود فرفعت أرض الجر شيئا حت كان ماؤه يرج من فوق الحجار الت ف‬
‫عتبة الباب الغرب فكان كذلك حت عمر ف خلفة أمي الؤمني العتضد بال فأشرف العمال ف رفع أرضه حت‬
‫صارت أرفع من حجارة عتبت البابي حت احتاجوا إل أن يكسروا طرف العمل الشرف على باب الجر ولو كانوا‬
‫جعلوه مستويا مع العتبتي كما كان كان أصوب‪ ،‬قال أبو الوليد وذرع تدوير الجر من داخله ثانية وثلثون ذراعا‬
‫وذرع تدوير الجر من خارج أربعون ذراعا وست أصابع وذرع ما بي حدات الجر من الشق الشرقي إل الركن‬
‫الذي فيه الجر السود تسعة وعشرون ذراعا وأربع عشرة اصبعا‪ ،‬وذرع ما بي حدات الجر من شق الغرب إل‬
‫حد الركن اليمان اثنان وثلثون ذراعا وذرع طوف واحد حول الكعبة مائة ذراع وثلثة وعشرون ذراعا وثنتا‬
‫عشرة اضبعا‪ ،‬وذرع طواف سبع حول الكعبة ثانائة وستة وستون ذراعا وعشرون اصبعا‪.‬‬
‫باب ما جاء ف فضل الركن السود‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا داود بن عبد الرحن العطار قال‪ :‬سعت القاسم بن أب بزة يدث عن عبد‬
‫ال بن عمرو بن العاص قال‪ :‬الركن والقام من النة‪.‬‬
‫وبه قال‪ :‬حدثن جدي عن مسلم بن خالد عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رضي ال عنه أنه قال ليس ف‬
‫الرض من النة ال الركن السود والقام فإنما جوهرتان من جوهر النة ولول ما مسهما من اهل الشرك ما مسهما‬
‫ذو عاهة إل شفاه ال عز وجل وبه قال‪ :‬حدثن جدي عن مسلم بن خالد وسفيان بن عيينة عن ابن جريج عن عطاء‬
‫عن عبد ال ابن عمرو بن العاص انه قال ف الركن‪ ،‬لول ما مسه من اناس الاهلية وارجاسهم ما مسه ذو عاهة ال‬
‫برأ‪ ،‬قال عبد ال بن عمرو بن العاص‪ :‬نزل الركن وانه لشد بياضا من الفضة‪ ،‬قال‪ :‬حدثن جدي عن سفيان عن ابن‬
‫جريج مثله‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا سعيد بن سال عن عثمان ابن ساج عن وهب بن منبه إن عبد ال بن‬
‫عباس أخبه إن النب صلى ال عليه وسلم قال لعائشة وهي تطوف معه بالكعبة حي استلم الركن‪ :‬لول ما طبع على‬
‫هذا الجر‪ ،‬يا عائشة من أرجاس الاهلية وأناسها إذا لستشفي به من كل عاهة وإذا للفي اليوم كهيئته يوم أنزله‬
‫ال عز وجل وليعيدنه إل ما خلقه أول مرة وانه لياقوتة بيضاء من يواقيت النة ولكن ال سبحانه وتعال غيه بعصية‬
‫العاصي‪ ،‬وستر زينته عن الظلمة والئمة لنه ل ينبغي لم أن ينظروا إل شيء كان بدؤه من النة‪ ،‬حدثنا أبو الوليد‬
‫قال‪ :‬وحدثن جدي عن سعيد بن سال عن عثمان بن ساج عن ابن جريج عن عبد ال بن عمرو بن العاص وكعب‬
‫الحبار انما قال‪ :‬لول ما تسح به من الرجاس ف الاهلية ما مسه ذو عاهة ال شفي وما من النة شيء ف الرض‬
‫ال هو‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا إبراهيم بن ممد عن عبد ال بن عثمان بن خيثم عن سعيد بن جبي عن‬
‫ابن عباس عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬إن ال عز وجل يبعث الركن السود له عينان يبصر بما ولسان ينطق‬
‫به يشهد لن استلمه بق‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا عبد ال بن يي السهمي قال‪ :‬سعت عطاء بن أب رباح يقول‪ :‬الركن‬
‫حجر من حجارة النة ولول ما مسه من الناس لكان كما نزل به‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا عيسى بن يونس قال‪ :‬حدثن عبد ال بن مسلم بن هرمز عن ممد بن عباد‬
‫بن جعفر عن ابن عباس قال‪ :‬الركن يي ال ف الرض يصافح با عباده كما يصافح أحدكم أخاه‪ ،‬حدثنا أبو الوليد‬
‫حدثنا ممد بن أب عمر حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد العمى عن أبيه عن أب هارون العبدي عن أب سعيد‬
‫الدري قال‪ :‬خرجنا مع عمر بن الطاب رضي ال عنه إل مكة فلما دخلنا الطواف قام عند الجر وقال‪ :‬وال ان‬
‫لعلم انك حجر ل تضر ول تنفع ولول ان رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقبلك ما قبلتك ث قبله ومضى ف‬
‫الطواف فقال له علي عليه السلم‪ :‬بلى يا أمي الؤمني هو يضر وينفع قال‪ :‬وب ذلك ? قال‪ :‬بكتاب ال تعال قال‪:‬‬
‫وأين ذلك من كتاب ال تعال ? قال‪ :‬قال ال تعال‪" :‬وإذ أخذ ربك من بن آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على‬
‫أنفسهم ألست بربكم" قالوا بلى شهدنا الية قال‪ :‬فلما خلق ال عز وجل آدم مسح ظهره فأخرج ذريته من صلبه‬
‫فقررهم انه الرب وهم العبيد ث كتب ميثاقهم ف رق وكان هذا الجر له عينان ولسان فقال له‪ :‬افتح فاك قال‪:‬‬
‫فالقمه ذلك الرق وجعله ف هذا الوضع وقال‪ :‬تشهد لن وافاك بالوافاة يوم القيامة‪ ،‬قال‪ :‬فقال عمر‪ :‬أعوذ بال أن‬
‫أعيش ف قوم لست فيهم يا با السن‪ ،‬حدثنا أبو الوليد حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حاد بن سلمة عن عبد ال بن‬
‫عثمان بن خيثم عن سعيد بن جبي عن ابن عباس قال‪ :‬ليبعثن ال عز وجل هذا الجر يوم القيامة وله عينان يبصر‬
‫بما ولسان ينطق به يشهد لن استلمه بالق‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن مهدي بن أب الهدي حدثنا يي بن سليم الكي قال‪ :‬سعت ابن جريج يقول‪ :‬سعت‬
‫ممد بن عباد بن جعفر يقول‪ :‬سعت ابن عباس يقول‪ :‬إن هذا الركن السود يي ال عز وجل ف الرض يصافح با‬
‫عباده مصافحة الرجل أخاه‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد حدثن جدي عن عبد البار بن الورد الكي قال‪ :‬سعت القاسم بن أب بزة يقول‪ :‬الركن والقام‬
‫ياقوتتان من يواقيت النة وأنزل الركن بي دار السايب بن أب وداعة وبي دار مروان ودار ابن أب مذورة‪ ،‬حدثنا‬
‫مهدي بن أب الهدي حدثنا الكم بن ابان قال‪ :‬حدثن أب عن عكرمة قال‪ :‬إن الجر السود يي ال ف الرض‬
‫فمن ل يدرك بيعة رسول ال صلى ال عليه وسلم فمسح الجر فقد بايع ال ورسوله‪ ،‬حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن‬
‫مهدي بن أب الهدي حدثنا مروان بن معاوية الفزاري حدثنا العلء عن عمرو بن مرة عن يوسف ابن ماهك قال‪:‬‬
‫قال عبد ال بن عمرو‪ :‬إن جبيل عليه السلم نزل بالجر من النة وانه وضعه حيث رأيتم وانكم ل تزالوا بي ما‬
‫دام بي ظهرانيكم فتمسكوا به ما استطعتم فإنه يوشك أن ييء فيجع به من حيث جاء به‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد حدثنا مهدي بن أب الهدي حدثنا يزيد بن أب حكيم وابن عمارة وابن بكار عن الكم قال‪ :‬سعت‬
‫عكرمة يقول‪ :‬الركن ياقوتة من يواقيت النة وإل النة مصيه‪ ،‬قال قال ابن عباس‪ :‬لول ما مسه من أيدي الاهليي‬
‫لبرأ الكمه والبرص‪ ،‬حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن ممد بن يي حدثنا هشام بن سليمان عن ابن جريج عن‬
‫منصور بن عبد الرحن عن ابن عباس رضي ال عنه قال‪ :‬انزل الركن والقام مع آدم عليه السلم ليلة نزل بي الركن‬
‫والقام فلما أصبح رأى الركن والقام فعرفهما فضمهما إليه وأنس بما‪ ،‬حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن ممد بن يي‬
‫عن أبيه عن ممد بن عبد اللك ابن جريج عن أبيه انه قال‪ :‬كان سلمان الفارسي قاعدا بي الركن وزمزم والناس‬
‫يزدحون على الركن فقال للسائه‪ :‬هل تدرون ما هو ? قالوا‪ :‬هذا الجر قال‪ :‬قد أرى ولكنه من حجارة النة أما‬
‫والذي نفس سلمان الفارسي بيده ليجيئن يوم القيامة له عينان ولسان وشفتان يشهد لن استلمه بالق‪ ،‬حدثنا أبو‬
‫الوليد قال‪ :‬حدثن ممد بن يي عن أبيه عن ممد ابن عبد اللك بن جريج عن أبيه عن ماهد انه قال‪ :‬يأت يوم‬
‫القيامة الركن والقام كل واحد منهما مثل أب قبيس يشهدان لن وافاها بالوافاة‪ ،‬حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي‬
‫عن سعيد بن سال عن عثمان بن ساج عن أب اساعل عن عبد اللك بن عبد ال بن أب حسي عن ابن عباس رضي‬
‫ال عنه قال‪ :‬إن الركن يي ال عز وجل ف الرض يصافح با خلقه والذي نفس ابن عباس بيده ما من امرئ مسلم‬
‫يسأل ال عز وجل شيئا عنده ال أعطاه اياه‪ ،‬قال عثمان‪ :‬وحدثت إن ال تبارك وتعال لا أخذ ميثاق العباد جعله ف‬
‫الركن السود فيبعثه ال عز وجل بالوفاء بعهده‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي وابن أب عمر بن عامر قال حدثنا عبد الرحن بن السن بن القاسم بن عقبة‬
‫الزرقي عن أبيه عن عبد العلى عن عبد ال بن عامر بن كريز انه قدم مع جدته أم عبد ال بن عامر معتمرة فدخلت‬
‫عليها صفية بنت شيبة فأكرمتها واجازتا فقالت صفية‪ :‬ما أدري ما أكرم به هذه الرأة أما دنياها فعظيمة فنظرت‬
‫حصاة ما كان نقر من الركن السود حي أصابه الريق فجعلتها لا ف حق ث قالت لا‪ :‬انظري هذه الصاة فإنا‬
‫حصاة من الركن السود فاغسليها للمرضى فإن أرجو أن يعل ل سبحانه لم فيها الشفاء‪ ،‬فخرجت ف أصحابا‬
‫فلما خرجت من الرم ونزلت ف بعض النازل صرع أصحابا فلم يبق منهم أحد ال أخذته المى فقامت فصلت‬
‫ودعت ربا عز وجل ث التفتت اليهم فقالت‪ :‬ويكم انظروا ف رحالكم ماذا خرجتم به من الرم فما الذي أصابكم‬
‫ال بذنب‪ ،‬قالوا‪ :‬ما نعلم انا خرجنا من الرم بشيء قال‪ :‬قالت لم‪ :‬أنا صاحبة الذنب انظروا أمثلكم حياة وحركة‬
‫قال‪ :‬فقالوا‪ :‬ل نعلم منا أحدا أمثل من عبد العلى قالت‪ :‬فشدوا له راحلة ففعلوا قال‪ :‬ث دعته فقالت‪ :‬خذ هذا الق‬
‫الذي فيه هذه الصاة فاذهب به إل اخت صفية بنت شيبة فقل لا‪ :‬إن ال سبحانه وضع ف حرمه وأمنه أمرا ل يكن‬
‫لحد أن يرجه من حيث وضعه ال تعال فخرجنا بذه الصاة فأصابتنا فيها بلية عظيمة فصرع أصحابنا كلهم فإياك‬
‫أن ترجيها من حرم ال عز وجل‪ ،‬قال عبد العلى‪ :‬فما هو ال أن دخلت الرم فجلنا ننبعث رجلً رجل‪ ،‬حدثنا أبو‬
‫الوليد حدثن جدي حدثنا إبراهيم ابن ممد ابن أب يي عن أب الزبي عن سعيد بن جبي عن ابن عباس عن أب بن‬
‫كعب عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬الجر السود نزل به ملك من السماء‪ ،‬وبه حدثنا إبراهيم بن ممد بن أب‬
‫يي حدثن ليث بن سعد عن مغية بن خالد الخزومي قال‪ :‬سعت عبد ال بن عمرو بن العاص يقول‪ :‬الجر والقام‬
‫ياقوتتان من يواقيت النة‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد حدثن جدي حدثن إبراهيم بن ممد حدثن عبد ال ابن عثمان عن سعيد بن جبي عن ابن عباس‬
‫قال‪ :‬الركن والقام من جوهر النة‪ ،‬حدثنا أبو الوليد حدثن جدي حدثن إبراهيم بن ممد حدثن عبد ال بن أب‬
‫لبيدة عن ابن عباس قال‪ :‬انزل الركن السود من النة وهو يتلل تللؤا من شدة بياضه فأخذه آدم عليه السلم‬
‫فضمه إليه انسا به‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد حدثن جدي عن سعيد بن سال عن عثمان بن ساج قال‪ :‬أخبن يي بن أب أنيسة عن عطاء عن‬
‫عبد ال بن عباس قال‪ :‬سعته يقول‪ :‬الجر السود من حجارة النة ليس ف الدنيا من النة غيه ولول ما مسه من‬
‫دنس الاهلية وجهلها ما مسه ذو عاهة ال برأ‪ ،‬وبه عن عثمان بن ساج قال أخبن يي بن أب أنيسة عن ليث عن‬
‫ماهد عن عبد ال بن عباس أنه كان يقول‪ :‬لول أن الجر تسه الائض وهي ل تشعر والنب وهو ل يشعر ما مسه‬
‫أجذم ول أبرص ال برأ‪.‬‬
‫وبه عن سعيد بن سال القداح عن عثمان بن ساج قال أخبن الثن ابن الصباح عن مسافع الجب عن عبد ال بن‬
‫عمرو قال‪ :‬أشهد بال أن الركن والقام ياقوتتان من ياقوت النة لول أن ال تعال أطفأ نورها لضاء نورها ما بي‬
‫السماء والرض؛ وبه عن سعيد بن سال عن عثمان بن ساج أخبن معمر البصري عن حيد العرج عن ماهد قال‪:‬‬
‫الركن من النة ولو ل يكن من النة لفن‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد أخبن جدي عن سعيد بن سال عن عثمان بن ساج أخبن يي بن أب أنيسة عن عمرو بن شعيب‬
‫عن أبيه عن جده قال‪ :‬قال عبد ال بن عمرو بن العاص‪ :‬كان الجر السود أبيض كاللب وكان طوله كعظم الذراع‬
‫وما اسوداده ال من الشركي كانوا يسحونه ولول ذلك ما مسه ذو عاهة ال برأ‪ ،‬قال عثمان وأخبن ابن نبيه‬
‫الجب عن أمه انا حدثته ان أباها حدثها انه رأى الجر قبل الريق وهو أبيض يتلل يترايا النسان فيه وجهه‪ ،‬قال‬
‫عثمان‪ :‬وأخبن زهي انه بلغه ان الجر من رضراض ياقوت النة وكان أبيض يتلل فسوده أرجاس الشركي‬
‫وسيعود إل ما كان عليه قال‪ :‬وهو يوم القيامة مثل أب قبيس ف العظم‪ ،‬له عينان ولسان وشفتان يشهد لن استلمه‬
‫بق ويشهد على من استلمه بغي حق‪ ،‬حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬أخبن جدي عن سعيد بن سال عن عثمان بن ساج‬
‫عن عطاء عن ابن عباس رضي ال عنه قال‪ :‬نزل آدم عليه السلم من النة معه الجر السود متأبطه وهو ياقوتة من‬
‫يواقيت النة ولول ان ال طمس ضوءه ما استطاع أحد أن ينظر إليه ونزل بالباسنة ونلة العجوة قال أبو ممد‬
‫الزاعي‪ :‬الباسنة آلت الصناع‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال أخبن جدي عن سعيد بن سال عن عثمان ابن ساج عن ابان بن أب عياش إن عمر بن الطاب‬
‫رضي ال عنه سأل كعبا عن الجر فقال‪ :‬مروة من مرو النة‪.‬‬
‫باب ما جاء ف تقبيل الركن السود والسجود عليه‬

‫حدثنا أبو الوليد قال حدثن جدي عن سفيان بن عيينة عن ابن جريج عن ممد بن عباد بن جعفر قال‪ :‬رأيت ابن‬
‫عباس رضي ال عنه جاء يوم التروية وعليه حلة مرجل رأسه فقبل الركن السود وسجد عليه ث قبله وسجد عليه‬
‫ثلثا حدثنا أبو الوليد حدثن جدي حدثنا داود بن عبد الرحن عن هشام بن عروة عن أبيه أن عمر بن الطاب‬
‫رضي ال عنه قال وهو يطوف بالبيت‪ :‬ما أنت ال حجر ولول أن رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقبلك ما‬
‫قبلتك يريد الركن ‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد حدثن مهدي بن أب الهدي حدثنا سفيان بن عاصم عن ابن سرجس قال‪ :‬رأيت الصيلع يعن عمر‬
‫بن الطاب يقبل الجر ويقول‪ :‬إن أعلم أنك حجر ل تضر ول تنفع ولول أن رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يقبلك ما قبلتك يريد الركن ‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد حدثنا مهدي ابن أب الهدي حدثنا إبراهيم بن الكم ابن ابان حدثن أب حدثن عكرمة قال‪ :‬كان‬
‫عمر بن الطاب إذا بلغ موضع الركن قال‪ :‬أشهد أنك حجر ل تضر ول تنفع وإن رب ال الذي ل إله ال هو ولول‬
‫أن رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يسحك ويقبلك ما قبلتك ول مسحتك‪ ،‬وبه حدثنا إبراهيم بن الكم بن‬
‫ابان عن أبيه قال‪ :‬ردف عكرمة مول ابن عباس دين فخرج إل اليمن يسأل فيه حت بلغ عدن فقال له أب‪ :‬كم دينك‬
‫? قال‪ :‬كذا وكذا قال‪ :‬فأقم وعلى دينك ومثله فأقام عنده سنة فسمعت منه ما أريد‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال حدثن جدي عن سعيد بن سال عن عثمان قال‪ :‬أخبن حنظلة بن أب سفيان المحي قال‪:‬‬
‫رأيت طاوسا أتى الركن فقبله ثلثا ث سجد عليه وقال‪ :‬قال عمر‪ :‬انك لجر ولول أن رأيت رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم يقبلك ما قبلتك‪.‬‬
‫باب ما جاء ف فضل استلم الركن السود واليمان‬

‫حدثنا أبو الوليد حدثن جدي حدثنا داود بن عبد الرحن العطار حدثن معمر عن عطاء بن السايب إن عبيد بن‬
‫عمي قال لبن عمر‪ :‬ان أراك تزاحم على هذين الركني فقال‪ :‬ان سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪ :‬إن‬
‫استلمهما يط الطايا حطا‪ ،‬حدثنا أبو الوليد قال حدثن جدي حدثن داود بن عبد الرحن عن ابن جريج إن رجلً‬
‫يقال له‪ :‬حيد بن نافع قال لبن عمر‪ :‬رأيتك تصنع أشياء ل يصنعها غيك‪ ،‬فقال ابن عمر‪ :‬انك ل تزال طاعنا ف‬
‫شيء ما هو ? قال‪ :‬رأيتك تصفر ليتك وتلبس النعال السبنية ول تل ف الج والعمرة حت تنبعث بك ناقتك ول‬
‫تستلم ال هذين الركني الشرقيي‪ .‬قال‪ :‬أما ما ذكرت من تصفي ليت فإن رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يصفر ليته‪ ،‬وأما ما ذكرت من النعال السبنية فإن رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يلبس غيها حت مات‪،‬‬
‫وأما ما ذكرت من استلم الركني الشرقيي فإن رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يستلم غيها حت مات‪ ،‬وأما‬
‫اهلل حي تنبعث ناقت فإن رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يكن يهل حت تنبعث به راحتله‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد حدثن احد بن ميسرة الكي حدثنا عبد الجيد بن عبد العزيز بن أب رواد عن أبيه قال‪ :‬سعت غي‬
‫واحد من أهل الدينة يذكرون إن رجلً سأل ابن عمر فقال‪ :‬يا با عبد الرحن نراك تفعل خصالً أربعا ل يفعلها‬
‫الناس‪ ،‬نراك ل تستلم من الركان ال الجر والركن اليمان‪ ،‬ونراك ل تلبس من النعال ال السبنية‪ ،‬ونراك تصفر‬
‫شعرك ويصبغ الناس بالناء ونراك ل ترم حت تنبعث بك راحلتك‪ ،‬وتوجه فقال عبد ال‪ :‬ان رأيت رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم يفعل ذلك‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد حدثن احد بن ميسرة عن عبد الجيد بن أب رواد عن أبيه قال‪ :‬وقد سعت نافعا يذكر هذه الصال‬
‫عن عبد ال بن عمر رضي ال عنه‪.‬‬
‫الزحام على استلم الركن السود والركن اليمان‬

‫حدثنا أبو الوليد قال حدثن احد بن ميسرة عن عبد الجيد بن عبد العزيز عن أبيه حدثن نافع عن ابن عمر عن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم انه كان ل يدع الركن السود والركن اليمان أن يستلمهما ف كل طواف أتى عليهما‪ ،‬قال‪:‬‬
‫وكان ل يستلم الخرين قال‪ :‬وأخبن نافع إن ابن عمر كان ل يدعهما ف كل طوف طاف بما حت يستلمهما لقد‬
‫زاحم على الركن مرة ف شدة الزحام حت رعف فخرج فغسل عنه ث رجع فعاد يزاحم فلم يصل إليه حت رعف‬
‫الثانية فخرج فغسل عنه ث رجع فما تركه حت استلمه‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال حدثن ابن ميسرة عن عبد الجيد عن أبيه عن نافع قال‪ :‬لقد رأيت ابن عمر زاحم مرة على‬
‫الركن اليمان حت انبهر فتنحى فجلس ف ناحية الطواف حت استراح ث عاد فلم يدعه حت استلمه‪ ،‬قال أحد بن‬
‫ميسرة قال أخبنا عبد الجيد قال أب‪ :‬ليس هذا بواجب على الناس ولكنه كان يب أن يصنع كما صنع النب صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد حدثن جدي حدثنا سعيد بن سال عن عثمان بن ساج أخبن حنظلة بن أب سفيان المحي قال‪:‬‬
‫سعت سال بن عبد ال يقول‪ :‬إن عبد ال بن عمر كان ل يترك استلم الركني ف زحام ول غيه حت رأيته زاحنا‬
‫عنه يوم النحر وأصابه دم فقال‪ :‬قد اخطأنا هذه الرة‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد حدثن جدي حدثنا ابن عيينة عن إبراهيم بن أب حرة قال‪ :‬كنت ازاحم أنا وسال بن عبد ال بن‬
‫عمر على الركن حت نستلمه قال سفيان‪ :‬وقال غي إبراهيم بن أب حرة كان سال بن عبد ال لو زاحم البل لزحها‪،‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال حدثن جدي عن سفيان بن عيينة عن طلحة بن يي قال‪ :‬سألت القاسم بن ممد عن استلم‬
‫الركن فقال‪ :‬استلمه وزاحم عليه يا بن أخي فقد رأيت ابن عمر يزاحم عليه حت يدمى‪ ،‬حدثنا أبو الوليد قال حدثن‬
‫جدي حدثنا داود بن عبد الرحن عن هشام بن عروة عن أبيه إن النب صلى ال عليه وسلم قال لعبد الرحن بن‬
‫عوف‪ :‬كيف فعلت يا با ممد ف استلم الركن السود ? قال‪ :‬كل ذلك استلم واترك قال‪ :‬أصبت وان رسول ل‬
‫صلى ال عليه وسلم طاف ف حجة الوداع على بعي يستلم الركن بحجنه يكره أن يضرب عنه الناس‪.‬‬
‫ل من خزاعة كان أميا‬ ‫حدثنا أبو الوليد قال حدثن جدي حدثنا ابن عيينة عن أب يعقوب العبدي قال‪ :‬سعت رج ً‬
‫على مكة منصرف الاج عن مكة يقول‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال لعمر بن الطاب‪ :‬يا عمر انك‬
‫رجل قوي وانك تؤذي الضعيف فإذا رأيت خلوة فاستلمه وال فكب وامض‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد حدثن جدي حدثنا سفيان بن عيينة عن هشام بن عروة عن أبيه إن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال لعبد الرحن بن عوف‪ :‬كيف صنعت يا با ممد ف استلم الجر ? وكان قد استأذنه ف العمرة فقال‪ :‬كل قد‬
‫فعلت استلمت وتركت فقال النب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬أصبت‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال حدثن جدي حدثن داود بن عبد الرحن عن هشام بن عروة إن عمر بن الطاب رضي ال عنه‬
‫كان يستلم إذا وجد فجوة فإذا اشتد الزحام كب كلما حاذاه‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال حدثنا جدي حدثنا سعيد بن سال عن ابن جريج أخبن عطاء انه سع ابن عباس يقول‪ :‬إذا‬
‫وجدت على الركن زحاما فل تؤذ ول تؤذى‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد حدثن جدي حدثنا سعيد بن سال عن عثمان بن ساج أخبن حنظلة بن أب سفيان المحي قال‪:‬‬
‫كان طاوس قل ما استلم الركني إذا رأى عليهما زحاما قال وقال ابن عباس‪ :‬ل تؤذ مسلما ول يؤذيك إن رأيت منه‬
‫خلوة فقبله أو استلمه وال فامض‪.‬‬
‫التم بالستلم والستلم ف كل وتر‬

‫حدثنا أبو الوليد قال حدثن جدي حدثن داود بن عبد الرحن عن هشام بن عروة كان يتم طوافه باستلم الركان‬
‫كلها وكان ل يدع الركن اليمان ال أن يغلب عليه‪.‬‬
‫حدثن جدي حدثنا ابن عيينة عن ابن أب نيح قال‪ :‬طفنا مع طاوس حت إذا حاذى بالركن قال‪ :‬استلموا بنا هذا لنا‬
‫خامس قال ابن أب نيح‪ :‬فظننت انه يستحب أن يستلمه ف الوتر‪.‬‬
‫استلم الركني الغربيي اللذين يليان الجر‬
‫حدثا أبو الوليد قال حدثن جدي عن سعيد بن سال عن عثمان ابن ساج أخبن موسى بن عقبة عن أب النضر إن‬
‫عبد ال بن عمر ل يكن يدع الركني اللذين يليان الجر ال انه كان يرى إن البيت ل يتمم ف ذلك الوجه‪ ،‬وبه عن‬
‫عثمان بن ساج أخبن عثمان بن السود عن ماهد انه قال‪ :‬الركنان اللذان يليان الجر ل يستلمان‪ ،‬حدثنا أبو‬
‫الوليد قال حدثن احد بن ميسرة عن عبد الجيد عن أبيه حدثن نافع عن ابن عمر انه طاف معه مرة فلما حاذى‬
‫الركن الغرب ذهب ليستلم وهو ناسي فلما مد يده قبضها ول يستلم ث أقبل علي فقال ان نسيت‪ ،‬حدثنا أبو الوليد‬
‫قال حدثن جدي عن سعيد بن سال عن ابن جريج أخبن سليمان ابن عتيق عن عبد ال بن باباه عن بعض آل يعلى‬
‫بن أمية عن يعلى بن أمية قال‪ :‬طفت مع عمر بن الطاب رضي ال عنه فاستلمنا الركن السود‪ ،‬قال يعلى‪ :‬فكنت‬
‫ما يلي باب البيت فلما حاذينا الركن الشامي مددت يدي لستلم فقال‪ :‬ما شأنك ? فقلت‪ :‬ال تستلم ? فقال أل‬
‫تطف مع النب صلى ال عليه وسلم ? قال‪ :‬قلت‪ :‬بلى قال‪ :‬افرأيته يستلم هذين الركني الغربيي ? قال‪ :‬قلت‪ :‬ل‪،‬‬
‫قال‪ :‬افليس لك ف رسول ال اسوة حسنة ? قال‪ :‬قلت‪ :‬بلى قال‪ :‬فأبعد عنه‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال حدثن جدي عن سعيد عن عثمان عن موسى ابن عقبة أخبن سال بن عبد ال بن عمر انه ل‬
‫يزل يرى أباه عبد ال بن عمر ف حج ول عمرة إذا طاف بالبيت يدع مس الركن السود واليمان وانه ل يره يس‬
‫الركني الخرين‪.‬‬
‫ترك استلم الركان‬

‫حدثنا أبو الوليد قال حدثن جدي حدثن يي بن سليم حدثنا إساعيل بن كثي قال حدثن ماهد قال‪ :‬كنا مع عبد‬
‫ال ابن عمر ف الطواف فنظر إل رجل يطوف كالبدوي طويل مضطرب حجرة من الناس فقال‪ :‬أي شيء تصنع ها‬
‫هنا ? قال‪ :‬أطوف فقال‪ :‬مثل المل تبط ول تستلم ول تكب ول تذكر ال تعال ث قال له‪ :‬ما اسك ? قال‪ :‬حني‬
‫قال‪ :‬فكان ابن عمر إذا رأى الرجل ل يستلم الركن قال‪ :‬أحنين هو‪ .‬حدثنا أبو الوليد حدثن جدي عن سعيد بن‬
‫سال عن عثمان بن ساج قال أخبن ابن جريج إن عبد ال بن عمر رأى رجلً يطوف بالبيت ل يستلم فقال‪ :‬يا هذا‬
‫ما تصنع ها هنا ? قال‪ :‬أطوف قال‪ :‬ما طفت ?‪ .‬وبه عن عثمان بن ساج قال‪ :‬وأخبن ابن أب أنيسة عن عطاء بن‬
‫أب رباح قال‪ :‬طفت مع جابر بن عبد ال ومع عبد ال بن عمرو بن العاص ومع ابن عباس ومع أب سعيد الدري‬
‫فما رأيت منهم انسانا استلمه حت فرغ‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال حدثن جدي حدثنا ابن عيينة قال‪ :‬رأيت عبد ال بن طاوس وطفت معه فلما حاذى الركن رفع‬
‫يده وكب‪.‬‬
‫استلم النساء الركن‬
‫حدثنا أبو الوليد حدثن جدي عن الزني عن ابن جريج قال أخبن عطاء قال‪ :‬قالت امرأة وهي تطوف مع عائشة‪:‬‬
‫انطلقي فاستلمي يأم الؤمني فجذبتها وقالت‪ :‬انطلقي عنا وأبت أن تستلم‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد حدثنا ممد بن أب عمر حدثنا حكام بن سلم الرازي حدثنا الثن ابن الصباح قال‪ :‬كنا نطوف مع‬
‫عطاء ابن أب رباح فرأى امرأة تريد أن تستلم الركن فصاح با وزجرها‪ :‬غطي يديك ل حق للنساء ف استلم‬
‫الركن‪ ،‬قال أبو ممد‪ :‬حدثنا يي بن القري حدثنا حكام بن سلم باسناده مثله‪.‬‬
‫تقبيل الركن اليمان ووضع الد عليه‬

‫حدثنا أبو الوليد قال حدثن جدي وعبد ال بن مسلمة القعنب قال‪ :‬حدثنا عيسى بن يونس ابن أب إسحاق‪ :‬السبيعي‬
‫حدثنا عبد ال بن مسلم بن هرمز عن ماهد قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يستلم‪ ،‬الركن اليمان ويضع‬
‫خده عليه‪.‬‬
‫استلم الركن اليمان وفضله‬

‫حدثنا أبو الوليد قال حدثن جدي حدثنا سعيد بن سال لقداح عن عثمان بن ساج قال أخبن عمر بن حزة بن عبد‬
‫ال بن عمر بن الطاب رضي ال عنه‪ :‬إن النب صلى ال عليه وسلم ل يكن ير بالركن اليمان ال وعنده ملك يقول‪:‬‬
‫يا ممد استلم‪ ،‬وبه عن عثمان أخبن ياسي عن عبد ال بن حيد عن إبراهيم النخعي عن عائشة رضي ال عنها‬
‫قالت‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ما مررت بالركن اليمان ال وجدت جبيل غليه قائما‪ ،‬وبه قال‬
‫وأخبن ياسي عن عبد ال بن الزبي عن أبيه انه قال‪ :‬يا بن أدنن من الركن اليمان فإنه كان يقال‪ :‬انه باب من‬
‫أبواب النة‪ ،‬وبه عن عثمان قال وأخبن جعفر بن ممد بن علي بن حسي بن علي وقد مررنا قريبا من الركن‬
‫اليمان ونن نطوف دونه فقلت‪ :‬ما أبرد هذا الكان فقال‪ :‬قد بلغن انه باب من أبواب النة‪ ،‬وبه عن عثمان قال‪:‬‬
‫وبلغن عن عطاء قال‪ :‬قيل‪ :‬يا رسول ال رأيناك تكثر استلم الركن اليمان‪ ،‬قال‪ :‬فقال‪ :‬إن كان قاله ما أتيت عليه‬
‫قط ال وجبيل قائم عنده يستغفر لن استلمه‪ ،‬وبه عن عثمان وأخبن زهي بن ممد عن عبد ال بن عبد الرحن بن‬
‫أب السي عن ماهد قال‪ :‬من وضع يده على الركن اليمان ث دعا استجيب له قال‪ :‬قلت له‪ :‬قم بنا يا با الجاج‬
‫فلنفعل ذلك ففعلنا ذلك‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال حدثن جدي أخبنا سعيد عن عثمان بن ساج حدثنا عثمان بن السود عن عبد ال بن عبد‬
‫الرحن بن أب السي عن ماهد قال‪ :‬ما من انسان يضع يده على الركن اليمان ويدعو ال استجيب له‪ ،‬قال‪ :‬وبلغن‬
‫ان بي الركن اليمان والركن السود سبعي ألف ملك ل يفارقونه هم هنالك منذ خلق ال سبحانه البيت‪.‬‬
‫باب ما يقال عند استلم الركن السود‬
‫حدثنا أبو الوليد قال حدثن جدي عن سعيد بن سال عن ابن جريج قال‪ :‬قلت لعطاء‪ :‬هل بلغك من قول يستحب‬
‫عنده استلم الركن ? قال‪ :‬ل‪ ،‬وكأنه يأمر بالتكبي‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال حدثن جدي عن سعيد عن ابن جريج عن نافع عن ابن عمر‪ :‬انه كان إذا استلم الركن قال‪:‬‬
‫بسم ال وال أكب‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال وأخبن جدي عن سعيد بن سال قال أخبن موسى بن عبيدة عن سعيد بن إبراهيم عن سعيد‬
‫بن السيب إن عمر ابن الطاب كان يقول إذا كب لستلم الجر‪ :‬بسم ال وال أكب على ما هدانا ال‪ ،‬ل إله إل‬
‫ال وحده ل شريك له‪ ،‬آمنت بال وكفرت بالطاغوت وبلت والعزى وما يدعى من دون ال‪ ،‬إن وليي ال الذي‬
‫نزل الكتاب وهو يتول الصالي قال عثمان‪ :‬بلغن انه يستحب أن يقال عند استلم الركن‪ :‬بسم ال وال أكب اللهم‬
‫ايانا بك وتصديقا با جاء به ممد رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫باب ما يقال من الكلم بي الركن السود واليمان‬

‫حدثنا أبو الوليد قال حدثن جدي حدثنا سعيد بن سال عن ابن جريج أخبن يي بن عبيد إن عبد ال بن السايب‬
‫أخبه إن أباه أخبه انه سع النب صلى ال عليه وسلم يقول فيما بي الركن اليمان والركن السود‪ :‬ربنا آتنا ف‬
‫الدنيا حسنة وف الخرة حسنة وقنا عذاب النار‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد حدثن جدي أخبنا سعيد بن سال عن عثمان بن ساج أخبن ياسي حدثن إبراهيم عن الجاج‬
‫ابن الفرافصة عن علي بن أب طالب انه كان إذا مر بالركن اليمان قال‪ :‬بسم ال وال أكب والسلم على رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ورحة ال وبركاته اللهم ان أعوذ بك من الكفر والفقر والذل ومواقف الزي ف الدنيا‬
‫والخرة‪ ،‬ربنا آتنا ف الدنيا حسنة وف الخرة حسنة وقنا عذاب النار‪.‬‬
‫وبه عن عثمان قال وأخبن ياسي قال أخبن أبو بكر بن ممد عن سعيد بن السيب إن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫كان إذا مر بالركن اليمان قال‪ :‬اللهم ان أعوذ بك من الكفر والذل والفقر ومواقف الزي ف الدنيا والخرة‪ ،‬ربنا‬
‫آتنا ف الدنيا حسنة وف الخرة حسنة وقنا عذاب النار‪ ،‬فقال رجل‪ :‬يا رسول ال ارأيت إن كنت عجل قال‪ :‬وإن‬
‫كنت أسرع من برق اللب‪ ،‬قال أبو ممد الزاعي اللب السحاب الذي ليس فيه مطر‪ ،‬قال‪ :‬وأخبت إن ابن‬
‫عباس رضي ال عنه كان يقول بي الركني‪ :‬اللهم قنعن با رزقتن وبارك ل فيه واحفظن ف كل غائبة ل بي انك‬
‫على كل شيء قدير قال عثمان‪ :‬وبلغن ان رجلً كان على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول بي الركن‬
‫السود والركن اليمان ثلث مرات‪ :‬اللهم أنت ال وأنت الرحن ل إله غيك وأنت الرب ل رب غيك وأنت القائم‬
‫الدائم الذي ل تغفل وأنت الذي خلقت ما يرى وما ل يرى وأنت علمت كل شيء بغي تعليم فسمع النب صلى ال‬
‫عليه وسلم من صنيعه فقال‪ :‬إن كان قاله وال اعلم بشروه بالنة وأخبوه انه ف قومه مثل صاحب ياسي ف قومه‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثن عيسى بن يونس حدثنا عبد ال بن مسلم بن هرمز عن ماهد انه كان‬
‫يقول ملك موكل بالركن اليمان منذ خلق ال السموات والرض يقول آمي فقولوا‪ :‬ربنا آتنا ف الدنيا حسنة وف‬
‫الخرة حسنة وقنا عذاب النار‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن سعيد بن سال عن ابن جريج عن عمر بن قتادة عن سال بن عبد ال عن أبيه‬
‫قال‪ :‬على الركن اليمان ملكان موكلن يؤمنان على دعاء من ير بما وان على السود ما ل يصى‪.‬‬
‫ما يقال عند استلم الركن ومن أي جانب يستلم‬

‫حدثنا أبو الوليد قال حدثن جدي حدثنا ابن عيينة عن عبد الكري بن أب أمية قال‪ :‬يقال عند استلم الركن‪ :‬اللهم‬
‫اجابة دعوة نبيك واتباع رضوانك وعلى سنة نبيك صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال حدثن جدي حدثنا سفيان بن عبد الكري عن ماهد قال‪ :‬ل بأس أن يستلم الجر من قبل‬
‫الباب؛ حدثنا أبو الوليد قال حدثن جدي عن سعيد بن سال عن عثمان بن ساج وأخبن خصيف بن عبد الرحن إن‬
‫ماهدا قال له‪ :‬ل تستلم الجر من قبل الباب ولكن استقبله استقبالً‪ ،‬حدثنا أبو الوليد قال حدثن جدي عن مسلم‬
‫بن خالد عن ابن جريج قال‪ :‬أخبت ان طاوسا استقبله حي ابتدأ الطواف‪ ،‬حدثنا أبو الوليد قال حدثن جدي عن‬
‫سعيد ابن سال عن عثمان بن ساج أخبن الثن بن الصباح إن عطاء كان يستلم الجر من أين شاء‪.‬‬
‫باب ما جاء ف رفع الركن السود‬

‫حدثنا أبو الوليد قال أخبن جدي حدثنا سعيد بن سال عن عثمان ابن ساج قال أخبن زهي بن ممد عن منصور‬
‫بن عبد الرحن الجب عن أمه عن عائشة رضي ال عنها أنا قالت‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم أكثروا‬
‫استلم هذا الجر فإنكم توشكون أن تفقدوه بينما الناس يطوفون به ذات ليلة إذا أصبحوا وقد فقدوه إن ال عز‬
‫وجل ل يترك شيئا من النة ف الرض ال أعاده فيها قبل يوم القيامة‪ ،‬حدثنا أبو الوليد قال حدثن جدي عن سعيد‬
‫بن عثمان أخبن إبراهيم الصايغ عن رجل عن عمرو بن ميمون الودي عن يوسف بن ماهك قال‪ :‬إن ال تعال‬
‫جعل الركن عيد اهل هذه القبلة كما كانت الائدة عيدا لبن إسرائيل وانكم لن تزالوا بي ما دام بي ظهرانيكم وإن‬
‫جبيل وضعه ف مكانه وانه يأتيه فيأخذه من مكانه‪ ،‬قال عثمان‪ :‬وحدثت عن ماهد انه قال‪ :‬كيف بكم إذا أسري‬
‫بالقرآن ورفع من صدوركم ونسخ من قلوبكم ورفع الركن ? قال عثمان‪ :‬وبلغن عن النب صلى ال عليه وسلم انه‬
‫قال‪ :‬أول ما يرفع الركن والقرآن ورؤيا النب صلى ال عليه وسلم ف النام‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال حدثن جدي أخبنا سعيد بن سال عن عثمان ابن ساج عن مقاتل عن علقمة بن مرثد عن عبد‬
‫ال بن عمرو ابن العاص قال‪ :‬إن ال تعال يرفع القرآن من صدور الرجال والجر السود قبل يوم القيامة‪.‬‬
‫باب ما جاء ف تقبيل اليدي إذا استلم الركن‬
‫حدثنا أبو الوليد قال حدثن جدي حدثنا مسلم بن خالد عن ابن جريج عن عطاء قال‪ :‬رأيت عبد ال بن عمر وأبا‬
‫هريرة وأبا سعيد الدري وجابر بن عبد ال إذا استلموا الجر قبلوا أيديهم قال ابن جريج قلت له‪ :‬وابن عباس قال‪:‬‬
‫وابن عباس حسبت كثيا‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال حدثن جدي حدثنا عبد ال بن يي السهمي قال‪ :‬رأيت عطاء بن أب رباح وعكرمة بن خالد‬
‫وابن أب مليكة يطوفون بعد العصر ويصلون‪ ،‬ورأيتهم يستلمون الركن السود واليمان ويقبلون أيديهم ويسحون با‬
‫وجوههم وربا استلموا ول يسحون با أفواههم ول وجوههم‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال حدثن جدي حدثنا عيسى بن يونس بن أب إسحاق عن عبد ال ابن أب زياد قال‪ :‬رأيت عطاء‬
‫وماهدا وسعيد بن جبي إذا استلموا الركن قبلوا أيديهم‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال حدثن جدي عن الزني عن ابن جريج قال‪ :‬قال عمرو بن دينار‪ :‬جفا من استلم الركن ول‬
‫يقبل يده‪ ،‬قال ابن جريج‪ :‬وأخبت أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا طاف على راحلته يستلم الركن بحجنه ث‬
‫يقبل طرف الحجن‪ ،‬حدثنا أبو الوليد قال حدثن جدي حدثنا سفيان انه سع حيد بن حيان قال‪ :‬رأيت سال بن عبد‬
‫ال إذا استلم يضع يده على خده أو جبهته‪ ،‬قال سفيان‪ :‬ورأيت أيوب بن موسى إذا استلم الركن يضع يده على‬
‫جبهته أو على خده‪ ،‬حدثنا أبو الوليد قال حدثن جدي عن سفيان عن عبد الكري عن ماهد قال‪ :‬ل بأس أن تستلم‬
‫الجر من قبل الباب‪.‬‬
‫أول من استلم الركن السود قبل الصلة وبعدها من الئمة‬

‫حدثنا أبو الوليد قال حدثن جدي حدثنا عبد البار بن الورد قال‪ :‬سعت ابن أب مليكة يقول‪ :‬أول من استلم الركن‬
‫السود من الئمة قبل الصلة وبعدها ابن الزبي فاستحسنت ذلك الولة بعده فاتبعته‪.‬‬
‫ذكر ما يدور بالجر السود من الفضة‬

‫حدثنا أبو الوليد قال حدثن جدي قال‪ :‬كان ابن الزبي أول من ربط الركن السود بالفضة لا أصابه الريق ث كانت‬
‫الفضة قد رقت وتزعزعت وتقلقلت حول الجر السود حت خافوا على الركن أن ينقص فلما اعتمر أمي الؤمني‬
‫هارون الرشيد وجاور ف سنة تسع وثاني وماية أمر بالجارة الت بينها الجر السود فثقبت بالاس من فوقها وتتها‬
‫ث افرغ فيها الفضة وكان الذي عمل ذلك ابن الطحان مول ابن الشمعل وهي الفضة الت هي عليه اليوم‪.‬‬
‫ذكر ذرع ما يدور بالجر السود من الفضة‬
‫ذراع وأربع أصابع‪ ،‬وذرع ما بي الجر إل الرض ذراعان وثلثا ذراع‪ ،‬وذرع ما بي الركن والقام ثانية وعشرون‬
‫ذراعا‪ ،‬وحول الجر السود طوق من فضة مفرغ وهو يلي الدر ودخول الفضة الت حول الجر السود ودخول‬
‫الجر السود ف الدر عن وجه حد الدر اصبعان ونصف‪.‬‬
‫باب ما جاء ف اللتزم والقيام ف ظهر الكعبة‬

‫حدثنا أبو الوليد قال حدثن جدي حدثنا مسلم بن خالد عن أب الزبي الكي عن ابن عباس قال‪ :‬اللتزم والدعى‬
‫والتعوذ ما بي الجر والباب‪ ،‬قال أبو الزب‪ :‬فدعوت هنالك بدعاء بذاء اللتزم فاستجيب ل‪ ،‬حدثنا أبو الوليد قال‬
‫حدثن جدي أخبنا ابن عيينة عن حيد عن ماهد قال‪ :‬رأيت ابن عباس وهو يستعيذ ما بي الركن والباب‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال حدثن جدي حدثنا يي بن سليم حدثنا عثمان بن السود عن ماهد قال‪ :‬ما بي الركن والباب‬
‫يدعى اللتزم ول يقوم عبد ث فيدعو ال عز وجل بشيء ال استجاب له‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬وحدثن جدي حدثنا سفيان عن عبد الكري عن ماهد قال‪ :‬الصق خديك بالكعبة ول تضع‬
‫جبهتك‪ ،‬حدثنا أبو الوليد حدثنا عبد ال بن ملمة القعنب حدثنا عيسى بن يونس عن الثن ابن الصباح عن عمرو بن‬
‫شعيب عن أبيه قال‪ :‬طفت مع عبد ال بن عمرو فلما جئنا دبر الكعبة قلت‪ :‬ال تتعوذ ? قال‪ :‬أعوذ بال من النار ث‬
‫مضى حت استلم الجر فقام بي الركن والباب ث وضع صدره ووجهه وذراعي وكفيه بسطا وقال‪ :‬هكذا رأيت‬
‫رسول ل صلى ال عليه وسلم يفعل‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد حدثن جدي عن مسلم بن خالد الزني عن عثمان ابن يسار عن الغية بن حكيم عن سعد بن‬
‫خيثمة انه رأى اناسا يتعلقون بالبيت فقال وال لو رأيتنا وما نفعل هذا وال ما يرضى بعضهم حت انه ليستدبرها‬
‫باسته‪ ،‬حدثنا أبو الوليد قال حدثن ممد بن يي حدثنا عبد العزيز ابن عمران عن ممد بن عبد ال بن عبيد بن عمي‬
‫عن عطاء قال‪ :‬مر ابن الزبي بعبد ال بن عباس بي الباب والركن السود فقال ليس ها هنا اللتزم‪ ،‬اللتزم دبر البيت‪،‬‬
‫قال ابن عباس‪ :‬هناك ملتزم عجايز قريش‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال حدثن جدي عن سعيد بن سال عن عثمان ابن ساج أخبن الثن بن الصباح عن عطاء قال‪:‬‬
‫طاف عبد اللك بن مروان والارث بن عبد ال بن أب ربيعة اسبوعا حت إذا كانا ف دبر الكعبة تعوذ عبد اللك‬
‫فقال الارث أتدري من أحدث هذا أحدثه عجايز قومك‪ ،‬قال عثمان‪ :‬وبلغن عن ماهد قال قال معاية بن أب‬
‫سفيان‪ :‬من قام عند ظهر البيت فدعا استجيب له وخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه‪ ،‬حدثنا أبو الوليد حدثنا سفيان‬
‫بن حرب حدثنا حاد بن زيد عن أيوب قال‪ :‬رأيت القاسم بن ممد وعمر بن عبد العزيز يقفان ف ظهر الكعبة بيال‬
‫الباب فيتعوذان ويدعوان‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال حدثن جدي عن سعيد بن سال عن عثمان ابن ساج حدثن زهي بن أب بكر الدين عن عطاء‬
‫عن ابن عباس قال‪ :‬من التزم الكعبة ث دعا استجيب له‪ ،‬فقيل له‪ :‬وإن كانت استلمة واحدة‪ ،‬قال‪ :‬وإن كانت‬
‫أوشك من برق اللب‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال حدثن ممد بن يي حدثنا هشام بن سليمان الخزومي عن عبد ال بن أب سليمان مول بن‬
‫مزوم انه قال‪ :‬طاف آدم سبعا بالبيت حي نزل ث صلى وجاه باب الكعبة ركعتي ث أتى اللتزم فقال‪ :‬اللهم انك‬
‫تعلم سريرت وعلنيت فاقبل معذرت وتعلم ما ف نفسي وما عندي فاغفر ل ذنوب‪ ،‬وتعلم حاجت فاعطن سؤل‪،‬‬
‫اللهم ان أسألك ايانا يباشر قلب ويقينا صادقا حت أعلم انه لن يصيبن ال ما كتبت ل والرضا با قضيت علي‬
‫فأوحى ال تعال إليه يا آدم قد دعوتن بدعوات واستجبت لك ولن يدعون با أحد من ولدك ال كشفت هومه‬
‫وغمومه وكففت عليه ضيعته ونزعت الفقر من قلبه وجعلت الغن بي عينيه وترت له من وراء تارة كل تاجر وأتته‬
‫الدنيا وهي راغمة وإن كان ل يريدها قال‪ :‬فمنذ طاف آدم كانت سنة الطواف‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد حدثن أحد بن نصر العرن عن عثمان بن اليمان عن حفص بن سليمان عن علقة بن مرثد عن‬
‫سليمان بن بريدة عن أبيه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬طاف آدم بالبيت سبعا حي نزل ث نسق مثل‬
‫هذا الديث حدثنا أبو الوليد قال حدثن جدي عن ابن عيينة عن حيد بن قيس عن ماهد قال‪ :‬جئت ابن عباس وهو‬
‫يتعوذ بي الباب والركن السود فقلت له كيف تقرأ هذه الية قالوا ساحران تظاهرا‪ ،‬قال ل‪ :‬عكرمة موله سحران‬
‫تظاهرا‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال حدثن جدي عن عبد الجيد عن ابن جريج والثن بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن أبيه انه‬
‫قال‪ :‬طاف ممد ابن عبد ال بن عمرو مع أبيه عبد ال بن عمرو بن العاص فلما كان ف السابع أخذ بيده إل دبر‬
‫الكعبة فجبذه وقال أحدها‪ :‬أعوذ بال من النار‪ ،‬وقال الخر‪ :‬أعوذ بال من الشيطان ث مضى حت أتى الركن‬
‫فاستلمه ث قام بي الركن والباب فألصق وجهه وصدره بالبيت وقال‪ :‬هكذا رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فعل‪ ،‬حدثنا أبو الوليد قال حدثن جدي عن يي بن سليم عن ممد ابن السايب بن بركة عن أمه إن عائشة رضي‬
‫ال عنها زوج النب صلى ال عليه وسلم أرسلت إل أصحاب الصابيح فاطفوها ث طافت ف ستر وحجاب قالت‬
‫وطفت معها فطافت ثلثة أسبع كلما طافت سبعا وقفت بي الباب والجر تدعو‪ ،‬حدثنا أبو الوليد حدثن جدي‬
‫عن يي بن سليم عن عثمان ابن السود عن ماهد قال‪ :‬كان يقال‪ :‬ما بي الباب والجر يدعى اللتزم ول يقوم عبد‬
‫عنده فيدعو ال رجوت أن يستجاب له‪ ،‬قال أبو الوليد ذرع اللتزم وهو ما بي باب الكعبة وحد الركن السود أربعة‬
‫أذرع‪.‬‬
‫باب ما جاء ف الصلة ف وجه الكعبة‬
‫حدثنا أبو الوليد قال حدثن جدي أخبنا مسلم بن خالد عن عبد الرحن بن الارث عن حكيم ابن حكيم عن نافع‬
‫بن جبي بن مطعم عن ابن عباس ان النب صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬أمن جبيل عند باب الكعبة مرتي‪ ،‬حدثنا أبو‬
‫الوليد قال حدثن جدي عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عطاء إن موسى بن عبد ال بن جيل سلم على ابن‬
‫عباس وهو يصلي ف وجه الكعبة فأخذ بيده‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال حدثن جدي حدثنا سفيان عن ابن أب نيح قال‪ :‬قال عبد ال بن عمرو بن العاص‪ :‬البيت كله‬
‫قبلة وقبلته وجهه فإن أخطاك وجهه فقبلة النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وقبلة النب صلى ال عليه وسلم ما بي اليزاب‬
‫إل الركن الشامي الذي يلي القام‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال حدثن جدي عن سفيان عن عمرو قال رأيت ابن الزبي‪ :‬إذا صلى العصر تقدم إل وجه الكعبة‬
‫فصلى ركعتي‪ ،‬حدثنا أبو الوليد قال حدثن جدي حدثنا داود بن عبد الرحن عن ابن جريج عن ممد بن عباد عن‬
‫جعفر عن ابن السايب إن النب صلى ال عليه وسلم صلى يوم الفتح ف وجه الكعبة حذو الطرقة البيضاء ث رفع يديه‬
‫فقال هذه القبلة‪ ،‬قال أبو الوليد‪ :‬قال جدي‪ :‬كان داود بن عبد الرحن يشي لنا إل الوضع الذي صلى فيه النب صلى‬
‫ال عليه وسلم من وجه الكعبة قبل أن يطلى على الشاذروان الذي تت أزار الكعبة الص والرمر عند الجر السابع‬
‫أو التاسع‪ ،‬قال جدي‪ :‬الذي يشك ف باب الجر الشرقي‪ ،‬قال أبو الوليد قال جدي‪ :‬إن رأيت الرمر والص قد‬
‫قرف عن الشاذروان فعد سبعة أحجار من باب الجر الشرقي فإن كان السابع حجر طويل من أطول السبعة فيه‬
‫حفر شبه النقر فهو الوضع وال فهو التاسع‪ ،‬قال داود وكان ابن جريج يشي لنا إل هذا الوضع ويقول هذا الوضع‬
‫الذي صلى فيه النب صلى ال عليه وسلم وهو الوضع الذي جعل فيه القام حي ذهب به سيل أم نشل إل أن قدم‬
‫عمر بن الطاب رضي ال عنه فرده إل موضعه الذي كان فيه ف الاهلية وف عهد النب صلى ال عليه وسلم وأب‬
‫بكر رضي ال عنه وبعض خلفة عمر رضي ال عنه إل أن ذهب به السيل‪.‬‬
‫إل هنا انتهى الزء الول من كتاب أخبار مكة الكرمة ويليه إن شاء ال الزء الثانـــي‬
‫الزء الثان‬
‫بسم ال الرحن الرحيم‬
‫باب ما جاء ف فضل الطواف بالكعبة‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا داود بن عبد الرحن حدثن معمر عن عطاء بن السايب عن عبيد بن عمي‬
‫عن ابن عمر أنه قال‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪ :‬من طاف بالبيت كتب ال عز وجل له بكل‬
‫خطوة حسنة وما عنه سيئة‪ .‬حدثنا أبو الوليد حدثن جدي حدثن عيسى بن يونس عن عبد ال ابن أب سليمان‬
‫حدثن مول أب سعيد الدري قال‪ :‬رأيت أبا سعيد يطوف بالبيت وهو متكيء على غلم له يقال له طهمان وهو‬
‫يقول‪ :‬لن أطوف بذا البيت أسبوعا ل أقول فيه هجرا وأصلي ركعتي أحب إل من أن أعتق طهمان وضرب بيده‬
‫على منكبه‪ .‬حدثنا أبو الوليد حدثن جدي أخبنا الزني عن ابن جريج أخبن قدامة بن موسى بن قدامة بن مظعون‬
‫أن أنس بن مالك قدم الدينة فركب إليه عمر بن عبد العزيز فسأله عن الطواف للغرباء أفضل أم العمرة ? قال‪ :‬بل‬
‫الطواف‪ .‬حدثنا أبو الوليد حدثن جدي عن الزني عن أب الزبي الكي عن جابر بن عبد ال أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قال‪ :‬هذا البيت دعامة السلم من خرج يؤم هذا البيت من حاج أو معتمر كان مضمونا على ال إن‬
‫قبضه أن يدخله النة‪ ،‬وإن رده أن يرده بأجر وغنيمة‪ ،‬وعن العلء الكي عن جابر بن ساج الزري قال‪ :‬جلس‬
‫كعب الحبار أو سلمان الفارسي بفناء البيت‪ ،‬فقال‪ :‬شكت الكعبة إل ربا عز وجل ما نصب حولا من الصنام‬
‫وما استقسم به من الزلم فأوحى ال تعال إليها ان منل نورا وخالق بشرا ينون اليك حني المام إل بيضه‬
‫ويدفون اليك دفيف النسور فقال له قائل‪ :‬وهل لا لسان ? قال‪ :‬نعم وأذنان وشفتان‪ .‬حدثنا أبو الوليد حدثن يي‬
‫بن سعيد عن أخيه علي بن سعيد عن سعيد بن سال أخبنا إساعيل بن عياش عن مغية بن قيس التميمي عن عمرو‬
‫بن شعيب عن أبيه عن جده انه قال من توضأ وأسبغ الوضوء ث أتى الركن يستلمه خاض ف الرحة فإن استلمه فقال‪:‬‬
‫بسم ال وال أكب أشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له‪ ،‬وأشهد أن ممدا عبده ورسوله‪ ،‬غمرته الرحة فإذا‬
‫طاف بالبيت كتب ال عز وجل له بكل قدم سبعي ألف حسنة وحط عنه سبعي ألف سيئة ورفع له سبعي ألف‬
‫درجة وشفع ف سبعي من اهل بيته فإذا أتى مقام إبراهيم عليه السلم فصلى عنده ركعتي إيانا واحتسابا كتب ال‬
‫له كعتق أربعة عشر مررا من ولد إساعيل وخرج من خطيئته كيوم ولدته أمه‪ ،‬قال القداح‪ :‬وزاد فيه آخر وأتاه ملك‬
‫فقال له‪ :‬أعمل لا بقي فقد كفيت ما مضى‪ .‬حدثنا أبو الوليد حدثن يي بن سعيد بن سال القداح حدثنا خلف بن‬
‫ياسي عن أب الفضل الفراء عن الغية بن سعيد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ :‬إذا خرج الرء يريد الطواف بالبيت أقبل يوض ف الرحة فإذا دخله غمرته ث ل يرفع قدما ول يضع‬
‫قدما إل كتب ال عز وجل له بكل قدم خسمائة حسنة وحط عنه خسمائة سيئة أو قال خطيئة ورفعت له خسمائة‬
‫درجة فإذا فرغ من طوافه فصلى ركعتي دبر القام خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه وكتب له أجر عتق عشر رقاب‬
‫من ولد إساعيل واستقبله ملك على الركن فقال له‪ :‬استأنف العمل فيما بقي فقد كفيت ما مضى وشفع ف سبعي‬
‫من اهل بيته‪ .‬قال أبو ممد الزاعي‪ :‬حدثنا يي بن سعيد بن سال بإسناده مثله حدثنا أبو الوليد حدثنا يي بن سعيد‬
‫حدثنا ممد بن عمر بن إبراهيم البيي عن عثمان بن عبد الرحن عن عمرو بن يسار الكي قال‪ :‬إن ال تعال إذا‬
‫أراد أن يبعث ملكا ف بعض أموره إل الرض استأذنه ذلك اللك ف الطواف ببيته الرام فهبط مهلً وإن البعي إذا‬
‫حج عليه بورك ف أربعي من أمهاته وإذا حج عليه سبع مرار كان حقا على ال عز وجل أن يرعى ف رياض النه‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد حدثن جدي حدثنا ابن عيينة عن ابن جريج عن عطاء عن عبد ال بن عمرو بن العاص قال‪ :‬من‬
‫طاف بذا البيت سبعا وصلى عنده ركعتي كان له عدل عتق رقبة‪ .‬حدثنا أبو الوليد حدثن جدي حدثنا عطاف ابن‬
‫خالد الخزومي عن إساعيل بن نافع عن أنس بن مالك قال‪ :‬كنت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ف مسجد‬
‫اليف فجاءه رجلن‪ :‬أحدها أنصاري‪ ،‬والخر ثقفي‪ ،‬فسلما عليه ودعوا له فقال جئناك يا رسول ال لنسألك فقال‪:‬‬
‫إن شئتما أخبتكما با جئتما تسألن عنه فعلت وإن شئتما أسكت فتسألن فعلت فقال‪ :‬أخبنا يا رسول ال نزداد‬
‫ايانا أو يقينا يشك إساعيل بن نافع فقال النصاري للثقفي سل رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ .‬فقال الثقفي‪ :‬بل‬
‫أنت فاسأله فإن أعرف لك حقك قال‪ :‬أخبن يا رسول ال قال‪ :‬جئتن تسألن عن مرجك من بيتك تؤم البيت‬
‫الرام وما لك فيه‪ ،‬وعن طوافك بالبيت وما لك فيه‪ ،‬وعن الركعتي بعد الطواف وما لك فيهما‪ ،‬وعن طوافك بي‬
‫الصفا والروة وما لك فيه‪ ،‬وعن موقفك عشية عرفة وما لك فيه‪ ،‬وعن رميك المار وما لك فيه وعن نرك وما لك‬
‫فيه‪ ،‬وعن حلقك رأسك وما لك فيه وعن طوافك بالبيت بعد ذلك وما لك فيه‪ .‬قال‪ :‬أي والذي بعثك بالق نبيا انه‬
‫الذي جئت أسألك عنه‪ ،‬قال صلى ال عليه وسلم‪ :‬فإنك إذا خرجت من بيتك تؤم البيت الرام ما تضع ناقتك خفا‬
‫ول ترفعه ال كتب ال لك بذلك حسنة وما عنك به خطيئة ورفع لك به درجة وأما طوافك بالبيت فإنك ل تضع‬
‫رجلً ول ترفعها إل كتب ال عز وجل لك به حسنة وما به عنك خطيئة ورفع لك درجة وأما ركعتاك بعد الطواف‬
‫فعدل سبعي رقبة من ولد إساعيل وأما طوافك بي الصفا والروة فكعدل رقبة وأما وقوفك عشية عرفة فإن ال عز‬
‫وجل يهبط إل السماء الدنيا ث يباهي بكم اللئكة ويقول هؤلء عبادي جاؤون شعثا غبا من كل فج عميق‬
‫يرجون رحت فلو كانت ذنوبم عدد الرمل أو عدد القطر أو زبد البحر لغفرتا أفيضوا فقد غفرت لكم ولن شفعتم‬
‫له وأما رميك المار فلك بكل رمية كبية من الكباير الوبقات الوجبات وأما نرك فمذخور لك عند ربك وأما‬
‫حلقك رأسك فلك بكل شعرة حلقتها حسنة ويحى عنك با خطيئة فقال يا رسول ال‪ :‬أرأيت إن كانت الذنوب‬
‫أقل من ذلك ? قال‪ :‬يذخر لك ف حسناتك وأما طوافك بالبيت بعد ذلك فإنك تطوف ول ذنب لك يأت ملك حت‬
‫يضع كفه بي كتفيك فيقول لك أعمل فيما تستقبل فقد غفر لك ما مضى وقال الثقفي‪ :‬أخبن يا رسول ال قال‪:‬‬
‫جئتن تسألن عن الصلة قال‪ :‬أي والذي بعثك بالق نبيا لعلمها جئت أسألك‪ .‬قال إذا قمت إل الصلة فاسبغ‬
‫الوضوء فإنك إذا تضمضت انتثرت الذنوب من شفتيك وإذا استنشقت انتثرت الذنوب من منخريك وإذا غسلت‬
‫وجهك انتثرت الذنوب من أشفار عينيك وإذا غسلت يديك انتثرت الذنوب من أظفار يديك فإذا مسحت رأسك‬
‫انتثرت الذنوب من رأسك فإذا غسلت قدميك انتثرت الذنوب من أظفار قدميك فإذا قمت إل الصلة فاقرأ من‬
‫القرآن ما تيسر فإذا ركعت فامكن يديك على ركبتيك وأفرق بي أصابعك واطمأن راكعا فإذا سجدت فامكن‬
‫رأسك من السجود حت تطمئن سجودك وصل من أول الليل وآخره قال‪ :‬فإن صليت الليل كله قال‪ :‬فأنت إذا أنت‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن أحد بن ميسرة الكي حدثنا يي بن سليم قال‪ :‬حدثن ممد بن مسلم عن إبراهيم بن‬
‫ميسرة عن سعيد بن جبي عن ابن عباس قال سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪ :‬من حج من مكة كان له‬
‫بكل خطوة يطوها بعيه سبعون حسنة فإن حج ماشيا كان له بكل خطوة يطوها سبعمائة حسنة من حسنات‬
‫الرم تدري وما حسنات الرم ? السنة بائة ألف حسنة‪.‬ينا يشك إساعيل بن نافع فقال النصاري للثقفي سل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ .‬فقال الثقفي‪ :‬بل أنت فاسأله فإن أعرف لك حقك قال‪ :‬أخبن يا رسول ال قال‪:‬‬
‫جئتن تسألن عن مرجك من بيتك تؤم البيت الرام وما لك فيه‪ ،‬وعن طوافك بالبيت وما لك فيه‪ ،‬وعن الركعتي‬
‫بعد الطواف وما لك فيهما‪ ،‬وعن طوافك بي الصفا والروة وما لك فيه‪ ،‬وعن موقفك عشية عرفة وما لك فيه‪ ،‬وعن‬
‫رميك المار وما لك فيه وعن نرك وما لك فيه‪ ،‬وعن حلقك رأسك وما لك فيه وعن طوافك بالبيت بعد ذلك وما‬
‫لك فيه‪ .‬قال‪ :‬أي والذي بعثك بالق نبيا انه الذي جئت أسألك عنه‪ ،‬قال صلى ال عليه وسلم‪ :‬فإنك إذا خرجت‬
‫من بيتك تؤم البيت الرام ما تضع ناقتك خفا ول ترفعه ال كتب ال لك بذلك حسنة وما عنك به خطيئة ورفع‬
‫لك به درجة وأما طوافك بالبيت فإنك ل تضع رجلً ول ترفعها إل كتب ال عز وجل لك به حسنة وما به عنك‬
‫خطيئة ورفع لك درجة وأما ركعتاك بعد الطواف فعدل سبعي رقبة من ولد إساعيل وأما طوافك بي الصفا والروة‬
‫فكعدل رقبة وأما وقوفك عشية عرفة فإن ال عز وجل يهبط إل السماء الدنيا ث يباهي بكم اللئكة ويقول هؤلء‬
‫عبادي جاؤون شعثا غبا من كل فج عميق يرجون رحت فلو كانت ذنوبم عدد الرمل أو عدد القطر أو زبد البحر‬
‫لغفرتا أفيضوا فقد غفرت لكم ولن شفعتم له وأما رميك المار فلك بكل رمية كبية من الكباير الوبقات الوجبات‬
‫وأما نرك فمذخور لك عند ربك وأما حلقك رأسك فلك بكل شعرة حلقتها حسنة ويحى عنك با خطيئة فقال يا‬
‫رسول ال‪ :‬أرأيت إن كانت الذنوب أقل من ذلك ? قال‪ :‬يذخر لك ف حسناتك وأما طوافك بالبيت بعد ذلك‬
‫فإنك تطوف ول ذنب لك يأت ملك حت يضع كفه بي كتفيك فيقول لك أعمل فيما تستقبل فقد غفر لك ما مضى‬
‫وقال الثقفي‪ :‬أخبن يا رسول ال قال‪ :‬جئتن تسألن عن الصلة قال‪ :‬أي والذي بعثك بالق نبيا لعلمها جئت‬
‫أسألك‪ .‬قال إذا قمت إل الصلة فاسبغ الوضوء فإنك إذا تضمضت انتثرت الذنوب من شفتيك وإذا استنشقت‬
‫انتثرت الذنوب من منخريك وإذا غسلت وجهك انتثرت الذنوب من أشفار عينيك وإذا غسلت يديك انتثرت‬
‫الذنوب من أظفار يديك فإذا مسحت رأسك انتثرت الذنوب من رأسك فإذا غسلت قدميك انتثرت الذنوب من‬
‫أظفار قدميك فإذا قمت إل الصلة فاقرأ من القرآن ما تيسر فإذا ركعت فامكن يديك على ركبتيك وأفرق بي‬
‫أصابعك واطمأن راكعا فإذا سجدت فامكن رأسك من السجود حت تطمئن سجودك وصل من أول الليل وآخره‬
‫قال‪ :‬فإن صليت الليل كله قال‪ :‬فأنت إذا أنت حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن أحد بن ميسرة الكي حدثنا يي بن‬
‫سليم قال‪ :‬حدثن ممد بن مسلم عن إبراهيم بن ميسرة عن سعيد بن جبي عن ابن عباس قال سعت رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم يقول‪ :‬من حج من مكة كان له بكل خطوة يطوها بعيه سبعون حسنة فإن حج ماشيا كان له بكل‬
‫خطوة يطوها سبعمائة حسنة من حسنات الرم تدري وما حسنات الرم ? السنة بائة ألف حسنة‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال وحدثن ابن أب عمر حدثن إساعيل بن إبراهيم الصايغ قال‪ :‬حدثن هارون بن كعب عن زيد‬
‫الواري عن سعيد بن جبي عن ابن عباس انه جع بنيه عند موته فقال‪ .‬يا بن لست آسي على شيء كما آسي ان ل‬
‫أكون حججت ماشيا فحجوا مشاة قالوا‪ :‬ومن أين ? قال من مكة حت ترجعوا إليها فإن للراكب بكل قدم سبعي‬
‫حسنة وللماشي بكل قدم سبعمائة حسنة من حسنات الرم قالوا‪ :‬وما حسنات الرم ? قال‪ :‬السنة بائة ألف‬
‫حسنة‪ ،‬قال أبو ممد الزاعي حدثناه ابن أب عمر باسناده مثله‪ .‬حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن يي بن سعيد عن أخيه‬
‫علي بن سعيد بن سال القداح عن أبيه قال‪ :‬أخبن الثن بن الصباح عن عطاء عن عبد ال بن عمرو بن العاص انه‬
‫قال‪ :‬من طاف بالبيت سبعا لي تكلم فيه إل بذكر ال تعال ث ركع ركعتي أو أربعا كان كمن أعتق أربع رقاب‪.‬‬
‫وبه عن سعيد بن سال‪ :‬أخبنا إسرائيل بن يونس عن عبد ال بن مسلم بن هرمز عن سعيد بن جبي عن ابن عباس انه‬
‫قال‪ :‬من طاف بالبيت سبعا كان له عدل عتق رقبة من تقبل منه‪.‬‬
‫باب ما جاء ف الرحة الت تنل على اهل الطواف وفضل النظر إل البيت‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثنا جدي حدثن داود بن عبد الرحن قال‪ :‬حدثن أبو بكر القدمي البصري حدثنا إساعيل‬
‫بن ماهد حدثنا الوزاعي عن حسان ابن عطية إن ال عز وجل خلق لذا البيت عشرين ومائة رحة ينلا ف كل يوم‬
‫فستون منها للطايفي‪ ،‬وأربعون للمصلي وعشرون للناظرين‪ ،‬قال حسان‪ :‬فنظرنا فإذا هي كلها للطائفي هو يطوف‬
‫ويصلي وينظر‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا سعيد بن سال عن عثمان بن ساج قال‪ :‬أخبن موسى بن عبيدة الربذي‬
‫أخبنا‪ :‬عبد الجيد بن عمران العجلي عن إبراهيم النخعي أو حاد بن أب سلمة قال‪ :‬الناظر إل الكعبة كالجتهد ف‬
‫العبادة ف غيها من البلد‪ .‬حدثنا أبو الوليد قال حدثن جدي عن سعيد بن سال وسليم بن مسلم عن ابن جريج عن‬
‫عطاء عن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬ينل ال عز وجل على هذا البيت كل يوم وليلة‬
‫عشرين ومائة رحة ستون منها للطائفي وأربعون للمصلي وعشرون للناظرين قال عثمان‪ :‬وأخبن ياسي عن أب‬
‫الشعث ابن دينار عن يونس بن خباب قال‪ :‬النظر إل الكعبة عبادة فيما سواها من الرض عبادة الصاي القاي الداي‬
‫القانت‪ ،‬قال عثمان وأخبن ياسي عن رجل عن ماهد قال‪ :‬النظر إل الكعبة عبادة ودخول فيها دخول ف حسنة‬
‫وخروج منها خروج من سيئة‪ .‬حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا سعيد عن عثمان قال‪ :‬أخبن ياسي عن‬
‫أب بكر الدن عن عطاء قال‪ :‬سعت ابن عباس يقول‪ :‬النظر إل الكعبة مض اليان وبه حدثنا سعيد بن سال عن‬
‫عثمان بن ساج قال أخبن ياسي عن ابن السيب قال‪ :‬من نظر إل الكعبة إيانا وتصديقا خرج من الطايا كيوم‬
‫ولدته أمه‪ .‬قال عثمان‪ :‬وأخبن زهي بن ممد عن أب السايب الدين قال‪ :‬من نظر إل الكعبة إيانا وتصديقا تاتت‬
‫عنه الذنوب كما يتحات الورق من الشجر قال عثمان‪ :‬وأخبن زهي بن ممد قال‪ :‬الالس ف السجد ينظر إل‬
‫البيت ل يطوف به ول يصلي أفضل من الصلي ف بيته ل ينظر إل البيت قال عثمان‪ :‬وبلغن عن عطاء قال‪ :‬النظر إل‬
‫البيت عبادة والناظر إل البيت بنلة الصائم القائم الدائم الخبت الجاهد ف سبيل ال سبحانه‪.‬‬
‫باب ما جاء ف القيام على باب السجد مستقبل البيت يدعو‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا سعيد عن عثمان بن ساج قال أخبن عثمان بن السود قال‪ :‬كنت‬
‫مع ماهد فخرجنا من باب السجد فاستقبلت الكعبة فرفعت يدي فقال‪ :‬ل تفعل ان هذا من فعل اليهود‪.‬‬
‫باب ما جاء ف الشي ف الطواف‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن مسلم بن خالد عن ابن جريج قال‪ :‬سألت عطاء عن مشي النسان ف‬
‫الطواف فقال‪ :‬أحب له أن يشي فيه مشيه ف غيه‪ .‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار قال‪ :‬رأيت‬
‫ابن الزبي يطوف بالبيت فيسرع الشي ما رأيت أحدا أسرع مشيا منه‪ ،‬قال الزاعي‪ :‬حدثناه أبو عبيد ال قال‪ :‬حدثنا‬
‫سفيان عن عمرو باسناده مثله‪.‬‬
‫حدثن جدي عن سليم بن مسلم عن عبد الوهاب بن ماهد عن أبيه عن ابن عباس قال‪ :‬أسعد الناس بذا الطواف‬
‫قريش واهل مكة وذلك انم ألي الناس فيه مناكب وانم يشون فيه التؤدة‪.‬‬
‫باب انشاد الشعر والقران ف الطواف والحصاء والكلم فيه وقراءة القرآن‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا سفيان بن عيينة عن ممد ابن السايب عن أمه انا طافت مع عائشة‬
‫ثلثة أسبع فلم تفصل بينها بصلة فلما فرغت ركعت ست ركعات‪ ،‬قالت‪ :‬فذكر لا نسوة من قريش حسان بن‬
‫ثابت وهي ف الطواف فسبوه فقالت‪ :‬أليس قد ذهب بصره? وهو القائل‪:‬‬
‫وعند اللّه ف ذاك الـزاء‬ ‫هجوت ممدا فأجبت عنـه‬
‫لعرض ممد منكم وقـاء‬ ‫فإن أب ووالـده وعرضـي‬
‫فشركما ليكما الفـداء‬ ‫أتجوه ولست له بكـفء‬
‫قال أبو ممد إسحاق‪ :‬حدثناه أبو عبيد ال قال‪ :‬حدثنا سفيان باسناده مثله‪ .‬حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن‬
‫فضيل بن عياض قال‪ :‬حدثنا منصور عن إبرهيم قال‪ :‬القراءة ف الطواف بدعة‪.‬‬
‫حدثن جدي عن الزني عن ابن جريج قال‪ :‬قال عطاء‪ :‬من طاف بالبيت فليدع الديث كله إل ذكر ال تعال‬
‫وقراءة القرآن‪ .‬حدثن جدي قال حدثنا‪ :‬يي بن سليم قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن عبد الرحن بن أب حسي إن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال لرجل وهو ف الطواف‪ :‬كم تعد يا فلن ? ث قال‪ :‬تدري ل سألتك ? قال‪ :‬ال ورسوله‬
‫أعلم‪ .‬قال‪ :‬لكي تكون أحصى لعددك‪.‬‬
‫حدثن جدي عن مسلم بن خالد عن ابن أب نيح قال‪ :‬كان أكثر كلم عمر وعبد الرحن بن عوف ف الطواف ربنا‬
‫آتنا ف الدنيا حسنة وف الخرة حسنة وقنا عذاب النار‪.‬‬
‫حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا سفيان عن إبراهيم بن ميسرة قال‪ :‬كنت أطوف مع طاوس فسألته عن شيء فقال‪ :‬أل أقل‬
‫لك ? قال‪ :‬قلت‪ :‬ل أدري‪ .‬قال‪ :‬أل أقل لك إن ابن عباس قال‪ :‬إن الطواف صلة فأقلوا فيه الكلم‪ .‬حدثنا إسحاق‬
‫قال‪ :‬حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة انه قدم مكة فطاف‬
‫سبعا فقرأ فيه بالسبع الطوال ث طاف سبعا آخر فقرأ فيه بالائتي ث طاف سبعا آخر فقرأ فيه بالثان‪ ،‬قال الزاعي‬
‫إسحاق بن أحد‪ :‬حدثناه أبو عبيد ال قال‪ :‬حدثنا سفيان باسناده مثله وزاد ث طاف سبعا آخر فقرأ بالواميم ث‬
‫طاف سبعا آخر فقرأ إل آخر القرآن‪ .‬حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا سفيان عن ابن جريج عن‬
‫عطاء قال‪ :‬القراءة ف الطواف شيء أحدث‪.‬‬
‫حدثن جدي عن سعيد بن سال عن عثمان بن ساج قال أخبن زهي بن ممد عن عبد ال بن توبة عن عبد ال بن‬
‫عمر أنه قيل له‪ :‬يا أبا عبد الرحن ما لنا نراك تستلم الركني استلما ل نرى أحدا من أصحاب رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم يستلمهما‪ ،‬قال‪ :‬ان رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يستلمهما ويقول‪ :‬استلمهما يحو الطايا‪،‬‬
‫وسعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪ :‬من طاف سبعا يصيه كتب ال له بكل خطوة يطوها حسنة وحطت‬
‫عنه سيئة ورفعت له درجة ث صلى ركعتي كان له كعتق‪ .‬حدثن جدي عن عيسى بن يونس عن إساعيل بن عبد‬
‫اللك قال‪ :‬رأيت سعيد بن جبي يتكلم ف الطواف ويضحك‪ .‬قال أبو الوليد‪ :‬كتب إل عبد ال بن أب غسان رجل‬
‫من رواة العلم من ساكن صنعاء وحل الكتاب إل رجل من أثق به وأمله بحضره يقول ف كتابه‪ :‬حدثنا ممد بن‬
‫يزيد بن خنيس عن وهب بن الورد قال‪ :‬كنت مع سفيان الثوري بعد العشاء الخرة ف الجر فانصرف سفيان‬
‫وبقيت تت اليزاب فسمعت من تت الستار‪ ،‬إل ال أشكو وإليك يا جبيل ما ألقى من الناس من التفكه حول‬
‫بالكلم‪ ،‬وقال ف كتابه‪ :‬وأخبن يي بن سليم عن إساعيل بن أمية قال‪ :‬لئن عشت وطالت بك حياتك لترين الناس‬
‫يطوفون حول الكعبة ول يصلون‪ .‬قال‪ :‬وسعت غي واحد من الفقهاء يقولون‪ :‬بن هذا البيت على سبع وركعتي‪.‬‬
‫حدثن جدي عن سعيد بن سال عن طلحة بن عمرو الضرمي عن عطاء عن ابن عباس قال‪ :‬حج آدم فطاف بالبيت‬
‫سبعا فلقيته اللئكة فقالوا‪ :‬بر حجك يا آدم إنا قد حججنا هذا البيت قبلك بألفي عام‪ .‬قال‪ :‬فما كنتم تقولون ف‬
‫الطواف ? قالوا‪ :‬كنا نقول‪ :‬سبحان ال والمد ل ول إله إل ال وال أكب قال آدم‪ :‬فزيدوا فيها ول حول ول قوة‬
‫إل بال قال‪ :‬فزادت اللئكة فيها ذلك قال‪ :‬فلما حج إبراهيم عليه السلم بعد بنائه البيت فلقيته اللئكة ف الطواف‬
‫فسلموا عليه فقال لم إبراهيم‪ :‬ماذا تقولون ف طوافكم ? قالوا‪ :‬كنا نقول قبل أبيك آدم سبحان ال والمد ل ول‬
‫إله إل ال وال أكب فأعلمناه ذلك فقال‪ :‬زيدوا فيها ول حول ول قوة إل بال‪ .‬فقال إبراهيم‪ :‬زيدوا فيها العلي‬
‫العظيم ففعلت اللئكة‪.‬‬
‫باب ما جاء ف القيام ف الطواف‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن أحد بن ميسرة الكي قال‪ :‬حدثنا عبد الجيد ابن أب رواد قال‪ :‬سألت أب عن القيام ف‬
‫الطواف فقال‪ :‬كان عبد الكري بن أب الخارق أول من نان عن ذلك قال‪ :‬أخذت بيده فاحتبسته لسأله عن شيء‬
‫فأنكر علي ذلك نكرة شديدة ووعظن فيه بأشياء قال‪ :‬فبعثن ذلك على مسألته فأخبت إن الطلب بن أب وداعة‬
‫خرج نو البادية ث قدم فرأى ناسا قياما ف الطواف يتحدثون فأنكر ذلك ث قال‪ :‬اتذت الطواف أندية قال أب‪ :‬ث‬
‫سألت نافعا مول ابن عمر فقلت‪ :‬هل كان ابن عمر يقوم ف الطواف ? فقال‪ :‬ل‪ ،‬رأيته قائما فيه حت يفرغ منه إل‬
‫عند الجر والركن اليمان فإنه ل يدعهما إن يستلمهما ف كل طواف طاف بما‪.‬‬
‫باب ما جاء ف النقاب للنساء ف الطواف‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا مسلم بن خالد الزني عن ابن جريج عن عطاء إنه كره أن تطوف‬
‫الرأة بالكعبة وهي متنقبة حت أخبته صفية بنت شيبة أنا رأيت عائشة تطوف بالبيت وهي متنقبة فرجع عن رأيه‬
‫ذلك وأرخص فيه‪ .‬حدثن أحد بن ميسرة الكي عن عبد الجيد عن أبيه قال‪ :‬أخبن عبد الكري بن أب الخارق انه‬
‫كان يكره للنساء التنقب ف الطواف‪.‬‬
‫من نذر أن يطوف على أربع ومن كره القران والطواف راكبا‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثن سفيان عن عمرو بن دينار عن عطاء عن ابن عباس انه سئل عن‬
‫امرأة نذرت أن تطوف على أربع قال‪ :‬تطوف عن يديها سبعا وعن رجليها سبعا‪ .‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا مسلم‬
‫بن خالد عن عبد الرحن بن الارث عن ابن عياش بن أب ربيعة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال‪ :‬أدرك‬
‫النب صلى ال عليه وسلم رجلي مقترني قد ربط أحدها نفسه إل صاحبه بطريق الدينة فقال النب صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ :‬ما بال القران ? قال‪ :‬يا نب ال نذرنا أن نقترن حت نطوف بالبيت فقال‪ :‬أطلقا قرانكما فل نذر إل ما ابتغي‬
‫به وجه ال‪ .‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا سفيان عن أب جريج عن عطاء أن أم سلمة زوج النب صلى ال عليه وسلم‬
‫طافت بالبيت يوم النحر راكبة من وراء الصلي‪ ،‬قال أبو الوليد‪ :‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا ابن عيينة عن هشام بن‬
‫عروة عن أبيه إن أم سلمة طافت بالبيت على بعي‪.‬‬
‫حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار قال‪ :‬طاف رجل بالبيت على فرس فمنعوه فقال‪ :‬أتنعون أن‬
‫أطوف على كوكب ? قال‪ :‬فكتب ف ذلك إل عمر بن الطاب رضي ال عنه فكتب عمر أن امنعوه‪ .‬حدثنا أبو‬
‫الوليد قال‪ :‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا سفيان عن ابن أب نيح عن ماهد قال‪ :‬طاف النب صلى ال عليه وسلم ليلة‬
‫الفاضة على راحلته واستلم الركن بحجنه وقبل طرف الحجن وذلك ليلً‪.‬‬
‫باب ما جاء ف طواف الية‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثنا سعيد بن سال عن عثمان بن ساج عن بشر بن تيم عن أب الطفيل قال‪ :‬كانت إمرأة من‬
‫الن ف الاهلية تسكن ذا طوى وكان لا ابن ول يكن لا ولد غيه وكانت تبه حبا شديدا وكان شريفا ف قومه‬
‫فتزوج وأتى زوجته فلما كان يوم سابعه قال لمه‪ :‬يأمت ان أحب أن أطوف بالكعبة سبعا نارا فقالت له أمه‪ :‬أي‬
‫بن ان أخاف عليك سفهاء قريش فقال‪ :‬أرجو السلمة فأذنت له فول ف صورة جان‪ ،‬فلما أدبر جعلت تعوذه‬
‫وتقول‪ :‬أعيذه بالكعبة الستورة‪ ،‬ودعوات ابن أب مذورة‪ ،‬وما تلى ممد من سورة‪ ،‬ان إل حياته فقية‪ ،‬وإنن بعيشه‬
‫مسرورة فمضى الان نو الطواف فطاف بالبيت سبعا وصلى خلف القام ركعتي ث أقبل منقلبا حت إذا كان ببعض‬
‫دور بن سهم عرض له شاب من بن سهم أحر أكشف أزرق أحول أعسر فقتله فثارت بكة غبة حت ل تبصر لا‬
‫البال قال أبو الطفيل‪ :‬وبلغنا انه إنا تثور تلك الغبة عند موت عظيم من الن قال‪ :‬فأصبح من بن سهم على‬
‫فرشهم موت كثي من قتل الن وكان فيهم سبعون شيخا أصلع سوى الشباب قال‪ :‬فنهضت بنو سهم وحلفاؤهم‬
‫ومواليها وعبيدها فركبوا البال والشعاب بالثنية فما تركوا حية ول عقربا ول حكا ول عضاية ول خنفسا ول شيئا‬
‫من الوام يدب على وجه الرض إل قتلوه فأقاموا بذلك ثلثا فسمعوا ف الليلة الثالثة على أب قبيس هاتفا يهتف‬
‫بصوت له جهوري يسمع به بي البلي يا معشر قريش ال ال فإن لكم أحلما وعقولً اعذرونا من بن سهم فقد‬
‫قتلوا منا أضعاف ما قتلنا منهم ادخلوا بيننا وبينهم بالصلح نعطيهم ويعطونا العهد واليثاق أن ل يعود بعضنا لبعض‬
‫بسوء أبدا ففعلت ذلك قريش واستوثقوا لبعض من بعض فسميت بنو سهم الغياطلة قتلة الن حدثنا أبو الوليد قال‪:‬‬
‫وأخبن ممد بن نبيهة السهمي عن ممد بن هاشم السهمي قال‪ :‬كنت بال ل بتبالة أجد نلً ل به وبي يدي‬
‫جارية ل فارهة فصرعت قدمي فقلت لبعض خدمنا‪ :‬هل رأيتم هذا منها من قبل هذا ? قالوا‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬فوقفت عليها‬
‫فقلت‪ :‬يا معشر الن أنا رجل من بن سهم وقد علمتم ما كان بيننا وبينكم ف الاهلية من الرب وما صرنا إليه من‬
‫الصلح والعهد واليثاق أن ل يغدر بعضنا ببعض‪ ،‬ول يعود إل مكروه صاحبه فإن وفيتم وفينا‪ ،‬وإن غدرت عدنا إل ما‬
‫تعرفون‪ .‬قال‪ :‬فأفاقت الارية ورفعت رأسها فما عيد إليها بكروه حت ماتت‪.‬‬
‫حدثنا أبو ممد قال‪ :‬حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثن داود بن عبد الرحن قال‪ :‬حدثنا ابن جريج عن‬
‫عبد ال بن عبيد بن عمي عن طلق بن خبيب قال‪ :‬كنا جلوسا مع عبد ال بن عمرو بن العاص ف الجر إذ قلص‬
‫الظل وقامت الجالس إذا نن ببيق أي طالع من هذا الباب‪ ،‬يعن باب بن شيبة‪ ،‬فاشرأبت له أعي الناس فطاف‬
‫بالبيت سبعا وصلى ركعتي وراء القام فقمنا إليه فقلنا‪ :‬ال أيها العتمر قد قضى ال نسكك وإن بأرضنا عبيدا‬
‫وسفهاء وأنا نشى عليك منهم فكوم برأسه كومة بطحاء فوضع ذنبه عليها فسما ف السماء حت مثل علينا فما نراه‪.‬‬
‫قال أبو ممد الزاعي‪ :‬الي الية الذكر‪ ،‬قال أبو الوليد‪ :‬أقبل طاير أشف من الكعيت شيئا لونه لون البة بريشة‬
‫حراء وريشة سوداء دقيق الساقي طويلهما له عنق طويلة دقيق النقار طويله كأنه من طي البحر‪ ،‬يوم السبت يوم سبع‬
‫وعشرين من ذي القعدة سنة ست وعشرين ومائتي حي طلعت الشمس والناس إذ ذاك ف الطواف كثي من الاج‬
‫وغيهم من ناحية أجياد الصغي حت وقع ف السجد الرام وقريبا من مصباح زمزم مقابل الركن السود ساعة‬
‫طويلة‪ ،‬قال‪ :‬ث طار حت صدم الكعبة ف نو من وسطها بي الركن اليمان والركن السود وهو إل السود أقرب ث‬
‫وقع على منكب رجل ف الطواف عند الركن السود من الاج من أهل خراسان مرم يلب وهو على منكبه الين‬
‫فطاف الرجل به أسابيع‪ ،‬والناس يدنون منه وينظرون إليه وهو ساكن غي مستوحش منهم‪ ،‬والرجل الذي عليه الطي‬
‫يشي ف الطواف ف وسط الناس وهم ينظرون إليه ويتعجبون‪ ،‬وعينا الرجل تدمعان على خديه وليته‪ ،‬قال‪ :‬وأخبن‬
‫ممد بن عبد ال بن ربيعة قال‪ :‬رأيته على منكبه الين والناس يدنون منه وينظرون إليه فل ينفر منهم ول يطي‪.‬‬
‫وطفت أسابيع ثلثة كل ذلك أخرج من الطواف فأركع خلف القام ث أعود وهو على منكب الرجل‪ ،‬قال‪ :‬ث جاء‬
‫إنسان من أهل الطواف فوضع يده عليه فلم يطر‪ ،‬وطاف بعد ذلك به ث طار هو من قبل نفسه حت وقع على يي‬
‫القام ساعة طويلة وهو يد عنقه ويقبضها إل جناحه‪ ،‬والناس مستكفون له ينظرون إليه عند القام إذ أقبل فت من‬
‫الجبة فضرب بيده فيه فأخذه لييه رجلً منهم كان يركع خلف القام فصاح الطي ف يده أشد صياح وأوحشه‪ ،‬ل‬
‫يشبه صوته أصوات الطي ففزع منه فأرسله من يده فطار حت وقع بي يدي دار الندوة خارجا من الظلل ف الرض‬
‫قريبا من السطوانة المراء واجتمع الناس ينظرن إليه وهو مستأنس ف ذلك كله غي مستوحش من الناس‪ ،‬ث طار‬
‫هو من قبل نفسه فخرج من باب السجد الذي بي دار الندوة ودار العجلة نو قعيقعان‪.‬‬
‫باب من قال إن الكعبة قبلة لهل السجد والسجد قبلة لهل الرم والرم قبلة أهل الرض ومت صرفت القبلة‬
‫إل الكعبة‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا داود بن عبد الرحن عن ابن عجلن عن ابن أب حسي قال‪ :‬الكعبة‬
‫قبلة أهل السجد‪ ،‬والسجد قبلة أهل الرم؛ والرم قبلة أهل الرض‪ .‬وحدثن جدي قال‪ :‬حدثنا ابن عيينة عن يي‬
‫بن سعيد عن سعيد بن السيب قال‪ :‬صرفت القبلة بعد الجرة بسبعة عشر شهرا‪ .‬حدثن القعنب عن ابن عيينة عن ابن‬
‫أب نيح قال‪ ،‬قال‪ :‬عبد ال بن عمرو‪ :‬البيت كله قبلة‪ ،‬وقبلته وجهه‪ ،‬فإن فاتك ذلك فعليك بقبلة النب صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ ،‬قال سفيان‪ :‬هي ما بي الركن الشامي وميزاب الكعبة‪.‬‬
‫باب ما جاء ف الصلة ف كل وقت بكة والطواف‬
‫حدثنا أبو الوليد حدثن جدي حدثنا سفيان بن عيينة عن أب الزبي عن عبد ال ابن باباه عن جبي بن مطعم قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬يا بن عبد مناف يا بن عبد الطلب إن وليتم من أمر هذا البيت شيئا فل تنعوا أحدا‬
‫طاف بذا البيت وصلى أي ساعة شاء من ليل أو نار‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد حدثن جدي عن عبد الرحن بن حسن بن القاسم عن أبيه قال‪ :‬كان الرجال والنساء يطوفون معا‬
‫متلطي حت ول مكة خالد بن عبد ال القسري لعبد اللك بن مروان ففرق بي الرجال والنساء ف الطواف وأجلس‬
‫عند كل ركن حرسا معهم السياط يفرقون بي الرجال والنساء‪ ،‬فاستمر ذلك إل اليوم‪ .‬قال جدي‪ :‬سعت سفيان بن‬
‫عيينة يقول‪ :‬خالد القسري أول من فرق بي الرجال والنساء ف الطواف‪.‬‬
‫حدثن جدي حدثنا مسلم بن خالد عن ابن جريج أخبن أبو بكر أن النب صلى ال عليه وسلم نظر إل الكعبة فقال‪:‬‬
‫إن ال تعال قد شرفك وكرمك وحرمك والؤمن أعظم حرمة عند ال تعال منك قال أبو ممد الزاعي‪ :‬سعت‬
‫بعض الشايخ يقول‪ :‬بلغ خالد بن عبد ال القسري قول الشاعر‪:‬‬
‫وحبذا الكعبة مـن مشهـد‬ ‫يا حبذا الوسم مـن مـوفـد‬
‫عند استلم الجر السـود‬ ‫وحبـذا اللتـي يزاحنـنـا‬
‫فقال خالد‪ :‬اما إنن ل يزاحنك بعد هذا فأمر بالتفريق بي النساء والرجال ف الطواف‪.‬‬
‫باب ما جاء ف الطواف ف الطر وفضل ذلك‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي وممد بن أب عمر قال‪ :‬حدثنا داود بن عجلن أنه طاف مع أب عقال ف مطر‬
‫قال‪ :‬ونن رجال فلما فرغنا من سبعنا أتينا نو القام فوقف أبو عقال دون القام فقال‪ :‬أل أحدثكم بديث تسرون‬
‫به أو تعجبون به ? قلنا‪ :‬بلى قال‪ :‬طفت مع أنس بن مالك والسن وغيها ف مطر فصلينا خلف القام ركعتي فأقبل‬
‫علينا أنس بوجهه فقال لنا‪ :‬استأنفوا العمل فقد غفر لكم ما مضى هكذا قال لنا رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫وطفنا معه ف مطر‪ ،‬قال أبو ممد الزاعي‪ :‬حدثنا ممد بن أب عمر عن داود بن عجلن باسناده مثله‪.‬‬
‫باب ما جاء ف فضل الطواف عند طلوع الشمس وعند غروبا‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن عبد الرحن بن زيد العمى عن أبيه عن أنس بن مالك وسعيد بن السيب‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم طوافان ل يوافقهما عبد مسلم ال خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه فيغفر له‬
‫ذنوبه كلها بالغة ما بلغت طواف بعد صلة الفجر يكون فراغه مع طلوع الشمس‪ ،‬وطواف بعد صلة العصر يكون‬
‫فراغه مع غروب الشمس‪ ،‬قال الزاعي عن إسحق حدثناه ابن أب عمر حدثنا عبد الرحن بن زيد باسناده مثله‬
‫الصواب عبد الرحيم‪.‬‬
‫باب ما جاء ف صيام شهر رمضان بكة والقامة با وفضل ذلك‬

‫حدثنا أبو الوليد حدثن جدي حدثنا سعيد بن سال عن عثمان بن ساج قال‪ :‬ذكر عطاء بن كثي حديثا رفعه إل‬
‫النب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬القام بكة سعادة والروج منها شقوة وقال عثمان‪ :‬قال مقاتل‪ :‬من نزل مكة والدينة من‬
‫غي أهلها متسبا حت يوت دخل ف شفاعة ممد صلى ال عليه وسلم‪ .‬قال عثمان‪ :‬وأخبن حنظلة بن أب سفيان‬
‫المحي قال‪ :‬سعت سال بن عبد ال يذكر إن غلما كان لعبد ال بن عمر يرج له ثلثائة وخسي درها ف كل‬
‫عام ويعلف له ظهره ما كان بكة حت يرج‪ .‬قال ابن عمر‪ .‬لخرجنك إل الدينة قال‪ :‬فأنا أزيدك ف خراجي‪ .‬قال‪:‬‬
‫ما ب ذلك يا بن‪ .‬قال سال‪ :‬فرأيته ينفق على غلمه بالدينة‪ .‬حدثن ابن أب عمر حدثنا عبد الرحيم بن زيد العمى‬
‫عن أبيه عن سعيد بن جبي عن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬من أدركه شهر رمضان بكة‬
‫فصامه كله وقام منه ما تيسر كتب ال له مائة ألف شهر رمضان بغي مكة وكتب له كل يوم حسنة وكل ليلة حسنة‬
‫وكل يوم عتق رقبة‪ ،‬وكل ليلة عتق رقبة‪ ،‬وكل يوم حلن فرس ف سبيل ال‪ ،‬وكل ليلة حلن فرس ف سبيل ال‬
‫تعال‪ ،‬قال الزاعي‪ :‬إسحق حدثناه ابن أب عمر قال‪ :‬حدثنا عبد الرحيم بن زيد باسناده مثله‪.‬‬
‫باب ما جاء ف الطيم وأين موضعه‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا مسلم بن خالد عن ابن جريج قال‪ :‬الطيم ما بي الركن والقام‬
‫وزمزم والجر وكان إساف ونايلة رجل وامرأة دخل الكعبة فقبلها فيها فمسخا حجرين‪ ،‬فأخرجا من الكعبة فنصب‬
‫أحدها ف مكان زمزم والخر ف وجه الكعبة ليعتب بما الناس ويزدجروا عن مثل ما ارتكبا‪ .‬قال‪ :‬فسمي هذا الوضع‬
‫الطيم لن الناس كانوا يطمون هنالك باليان ويستجاب فيه الدعاء على الظال للمظلوم فقل من دعا هنالك على‬
‫ظال إل أهلك‪ ،‬وقل من حلف هنالك إثا إل عجلت له العقوبة فكان ذلك يجز بي الناس عن الظلم ويتهيب الناس‬
‫اليان فلم يزل ذلك كذلك حت جاء ال بالسلم فأخر ال ذلك لا أراد إل يوم القيامة‪ .‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا‬
‫مسلم بن خالد الزني عن ابن أب نيح عن أبيه أن ناسا كانوا ف الاهلية حلفوا عند البيت على قسامة وكانوا‬
‫حلفوا على باطل‪ ،‬ث خرجوا حت إذا كانوا ببعض الطريق نزلوا تت صخرة فبينا هم قايلون إذ أقبلت الصخرة عليهم‬
‫فخرجوا من تتها يشتدون فانفلقت بمسي فلقة فأدركت كل رجل منها فلقة فقتلته وكانوا من بن عامر بن لؤي‪،‬‬
‫قال الزني‪ :‬فكان ذلك الذي أقل عددهم فورث حويطب بن عبد العزى عامة رباعهم‪.‬‬
‫حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا داود بن عبد الرحن العطار عن عبد ال بن عثمان بن خيثم عن ابن أب نيح عن حويطب‬
‫بن عبد العزى انه قال‪ :‬كان ف الاهلية ف الكعبة حلق أمثال لم البهم يدخل الايف فيها يده فل يريبه أحد‪ ،‬فلما‬
‫كان ذات يوم ذهب خايف ليدخل يده فيها فاجتبذه رجل فشلت فيها يينه فأدركه السلم وانه لشل حدثن جدي‬
‫وإبراهيم بن ممد الشافعي عن مسلم بن خالد عن ابن أب نيح عن أبيه عن حويطب بن عبد العزى قال‪ :‬كنا‬
‫جلوسا بفناء الكعبة ف الاهلية فجاءت امرأة إل البيت تعوذ به من زوجها‪ ،‬فجاء زوجها فمد يده إليها فيبست يده‪،‬‬
‫فلقد رأيته ف السلم بعد وانه لشل‪.‬‬
‫حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا ابن عيينة عن ممد بن سوقة قال‪ :‬كنا جلوسا مع سعيد بن جبي ف ظل الكعبة فقال‪ :‬أنتم‬
‫الن ف أكرم ظل على وجه الرض‪.‬‬
‫حدثن ممد بن يي عن الواقدي عن أشياخه قالوا‪ :‬أقامت قريش بعد قصي على ما كان عليه قصي بن كلب من‬
‫تعظيم البيت والرم‪ ،‬وكان الناس يكرهون اليان عند البيت مافة العقوبة ف أنفسهم وأموالم قال الواقدي‪ :‬فحدثن‬
‫عبد الجيد بن أب أنس عن أبيه عن أب القاسم مول ربيعة بن الارث عن عبد الطلب بن ربيعة بن الارث قال‪ :‬عدا‬
‫رجل من بن كنانة من هذيل ف الاهلية على ابن عم له فظلمه واضطهده‪ ،‬فناشده ال تعال والرم وعظم عليه فأب‬
‫إل ظلمه فقال‪ :‬وال للقن لرم ال تعال ف الشهر الرام فلدعون ال عليك‪ .‬فقال له ابن عمه مستهزئا به‪ :‬هذه‬
‫ناقت فلنة فأنا أقعدك على ظهرها فاذهب فاجتهد‪ .‬قال‪ :‬فاعطاه ناقته وخرج حت جاء الرم ف الشهر الرام فقال‪:‬‬
‫اللهم ان أدعوك دعاء جاهد مضطر على فلن ابن عمي لترميه بداء ل دواء له‪ .‬قال‪ :‬ث انصرف فوجد ابن عمه قد‬
‫رمي ف بطنه فصار مثل الزق فما زال ينتفخ حت انشق‪ .‬قال عبد الطلب‪ :‬فحدثت بذا الديث ابن عباس فقال‪ :‬أنا‬
‫رأيت رجلً دعا على ابن عم له بالعمى فرأيته يقاد أعمى‪ .‬حدثن ممد بن يي عن الواقدي عن ابن أب سبة عن‬
‫عبد الجيد بن سهيل عن عكرمة عن ابن عباس قال‪ :‬سعت عمر بن الطاب رضي ال عنه يسأل رجلً من بن سليم‬
‫عن ذهاب بصره‪ ،‬فقال‪ :‬يا أمي الؤمني كنا بن ضبعاء عشرة وكان لنا ابن عم فكنا نظلمه ونضطهده وكان يذكرنا‬
‫ال والرحم ان ل نظلمه‪ ،‬وكنا أهل جاهلية نرتكب كل المور‪ ،‬فلما رأى ابن عمنا أنا ل نكف عنه ول نرد إليه‬
‫ظلمته أمهل حت إذا دخلت الشهر الرم انتهى إل الرم فجعل يرفع يديه إل ال تعال ويقول‪:‬‬
‫أقتـل بن الضبعاء ال واحـدا‬ ‫اللهم أدعوك دعاء جـاهـدا‬
‫أعمى إذا ما قيـد عن القايـدا‬ ‫ث اضرب الرجل فذره قاعـدا‬
‫فمات أخوة ل تسعة ف تسعة أشهر ف كل شهر واحد وبقيت أنا فعميت ورمى ال ف رجلي وكمهت فليس يلين‬
‫قايد‪ .‬قال‪ :‬فسمعت عمر بن الطاب يقول‪ :‬سبحان ال ان هذا لو العجب‪ .‬أخبن ممد بن يي عن الواقدي عن‬
‫ابن أب سبة عن شريك بن أب نر عن كريب عن ابن عباس قال‪ :‬سعت عمر بن الطاب رضي ال عنه يسأل ابن‬
‫عمهم الذي دعا عليهم قال‪ :‬دعوت عليهم ليال رجب الشهر كله بذا الدعاء فأهلكوا ف تسعة أشهر وأصاب الباقي‬
‫ما أصابه‪ ،‬أخبن ممد بن يي عن الواقدي عن ابن أب سبة عن عبد الجيد ابن سهيل عن مكرمة عن ابن عباس‬
‫قال‪ :‬دعا رجل على ابن عم له استاق ذودا له فخرج يطلبه حت أصابه ف الرم فقال‪ :‬ذودي‪ ،‬فقال اللص‪ ،‬كذبت‬
‫ليس الذود لك قال‪ :‬فأحلف قال‪ :‬إذ أحلف‪ ،‬فحلف عند القام بال الالق رب هذا البيت ما الذود لك فقيل له‪ :‬ل‬
‫سبيل لك عليه فقام رب الذود بي الركن والقام باسطا يديه يدعو على صاحبه فما برح مقامه يدعو عليه حت وله‪،‬‬
‫فذهب عقله وجعل يصيح بكة فمال وللذود مال ولفلن رب الذود‪ ،‬فبلغ ذلك عبد الطلب فجمع ذوده فدفعها إل‬
‫الظلوم فخرج با وبقي الخر متولا حت وقع من جبل فتردى منه فأكلته السباع‪ .‬حدثنا أبو الوليد حدثنا ممد بن‬
‫يي عن الواقدي عن أيوب بن موسى أن امرأة كانت ف الاهلية معها ابن عم لا صغي‪ ،‬وكانت ترج فتكتسب‬
‫عليه ث تأت فتطعمه من كسبها فقالت له‪ :‬يا بن ان أغيب عنك فإن أخاف عليك أن يظلمك ظال فإن جاءك ظال‬
‫بعدي فإن ل تعال بكة بيتا ل يشبهه شيء من البيوت ول يقاربه مفسد وعليه ثياب‪ ،‬فإن ظلمك ظال يوما فعذبه‬
‫فإن له ربا يسمعك قال‪ :‬فجاءه رجل فذهب به فاسترقه‪ .‬قال‪ :‬وكان أهل الاهلية يعمرن أنعامهم فأعمر سيده ظهره‬
‫فلما رأى الغلم البيت عرف الصفة فنل يشتد حت تعلق بالبيت وجاء سيده فمد يده إليه ليأخذه فيبست يده فمد‬
‫الخرى فيبست يده الخرى فاستفت ف الاهلية فأفت لينحر عن كل واحدة من يديه بدنة ففعل فأطلقت له يداه‬
‫وترك الغلم وخلى سبيله‪.‬‬
‫ما يستحلف فيه بي الركن والقام‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا سفيان عن شيخ من بن البكاء قدي قد بلغ مائة سنة وصلى خلف معاوية‬
‫بن أب سفيان يقال له وهب يدث عن قومه‪ :‬إن رجلً منهم تزوج إمرأة فسألته أمها بعيا من أبله فأب فقالت‪ :‬ان‬
‫قد أرضعتكما فرفع ذلك إل عثمان بن عفان رضي ال عنه فرأى أن تستحلف عند الكعبة انا قد أرضعتهما‪ ،‬فلما‬
‫أرادوا استحلفها أبت وكأنا ورعت وتأثت وقالت‪ :‬انا أردت معن أن أفرق بينهما‪ .‬حدثن جدي عن عبد الجيد‬
‫عن ابن جريج عن عمرو بن دينار عن رجل من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم انه قال‪ :‬ل يلف بي القام‬
‫والبيت ف الشيء اليسي أخاف أن يتهاون الناس به‪ .‬حدثن جدي حدثنا عبد الجيد عن ابن جريج عن عكرمة بن‬
‫خالد قال‪ :‬رأى عبد الرحن بن عوف جاعة عند القام فقال‪ :‬ما هذا ? قالوا‪ :‬رجل يستحلف‪ ،‬قال‪ :‬أف دم ? قالوا‪:‬‬
‫ل‪ .‬قال‪ :‬أف مال عظيم ? قالوا‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬يوشك الناس أن يتهاونوا بذا القام‪.‬‬
‫حدثن جدي قال حدثنا عبد الجيد عن ابن جريج عن عطاء قال‪ :‬ل يستحلف بي القام والبيت ف الشيء اليسي‪.‬‬
‫ما جاء ف القام وفضله‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا داود بن عبد الرحن قال‪ :‬سعت القاسم بن أب بزة يدث عن عبد‬
‫ال بن عمرو بن العاص قال‪ :‬إن الركن والقام من النة‪.‬‬
‫حدثن جدي عن مسلم بن خالد عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال‪ :‬ليس ف الرض من النة إل الركن‬
‫السود والقام‪ ،‬فإنما جوهرتان من جوهر النة ولول ما مسهما من أهل الشرك ما مسهما ذو عاهة إل شفاه ال‪.‬‬
‫حدثن جدي قال‪ :‬حدثن إبراهيم بن ممد بن يي قال‪ :‬حدثن ليث عن ماهد انه قال‪ :‬ل يس القام فإنه آية من‬
‫آيات ال عز وجل‪.‬‬
‫باب ما جاء ف الثر الذي ف القام وقيام إبراهيم عليه السلم عليه‬
‫حدثنا أبو الوليد قال حدثن جدي عن مسلم بن خالد عن ابن جريج عن ماهد ف قوله تعال "فيه آيات بينات" قال‪:‬‬
‫أثر قدميه ف القام‪ .‬حدثن جدي عن مسلم بن خالد عن ابن أب نيح عن ماهد قال‪ :‬قام إبراهيم عليه السلم على‬
‫هذا القام فقال‪ :‬يا أيها الناس أجيبوا ربكم‪ ،‬قال‪ :‬فقالوا‪ :‬لبيك اللهم لبيك قال‪ :‬فمن حج إل اليوم فهو من استجاب‬
‫لبراهيم عليه السلم‪.‬‬
‫حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا مهدي بن أب الهدي حدثنا عمر بن سهل بن مروان عن يزيد عن سعيد عن قتادة واتذوا‬
‫من مقام إبراهيم مصلى قال‪ :‬انا أمروا أن يصلوا عنده ول يؤمروا بسحه ولقد تكلفت هذه المة شيئا ما تكلفته‬
‫المم قبلها‪ ،‬ولقد ذكر لنا بعض من رأى أثره وأصابعه فما زالت هذه المة تسحه حت اخلولق واناح‪.‬‬
‫حدثنا ممد بن يي عن ممد بن عمر عن ابن أب سبة عن موسى بن سعيد عن نوفل بن معاوية الديلي قال‪ :‬رأيت‬
‫القام ف عهد عبد الطلب وهو مثل الهاة‪ ،‬قال أبو ممد الزاعي‪ :‬سئل أبو الوليد عن الهاة‪ ،‬فقال‪ :‬خرزة بيضاء‬
‫وأنشد أبو الوليد‪:‬‬
‫مهاة كمثل البدر بي السحـايب‬
‫إل أن أتى حلمي وشابت ذوائب‬ ‫تعلقها قلب وما طرّ شلرب‬
‫حدثن ممد بن يي عن ممد بن عمر الواقدي عن ابن أب سبة عن إسحق ابن عبد ال بن أب فروة عن عمر بن‬
‫الكم عن أب سعيد الدري قال‪ :‬سألت عبد ال ابن سلم عن الثر الذي ف القام فقال‪ :‬كانت الجارة على ما‬
‫هي عليه اليوم إل ان ال سبحانه وتعال أراد أن يعل القام آية من آياته فلما أمر إبراهيم عليه السلم أن يؤذن ف‬
‫الناس بالج قام على القام فارتفع القام حت صار أطول البال وأشرف على ما تته‪ ،‬فقال‪ :‬يا أيها الناس أجيبوا‬
‫ربكم فأجابه الناس فقالوا‪ :‬لبيك أللهم لبيك‪ ،‬فكان أثر قدميه فيه لا أراد ال سبحانه‪ ،‬فكان ينظر عن يينه وعن شاله‬
‫ويقول‪ :‬أجيبوا ربكم فلما فرغ أمر بالقام فوضعه قبلة‪ ،‬فكان يصلي إليه مستقبل الباب فهو قبلة إل ما شاء ال‪ .‬ث‬
‫كان إساعيل بعد يصلي إليه إل باب الكعبة‪ .‬ث كان رسول ال صلى ال عليه وسلم فأمر أن يصلى إل بيت القدس‬
‫فصلى إليه قبل أن يهاجر وبعد ما هاجر ث أحب ال تعال أن يصرفه إل قبلته الت رضي لنفسه ولنبيائه عليهم السلم‬
‫قال‪ :‬فصلى إل اليزاب وهو بالدينة ث قدم مكة فكان يصلي إل القام ما كان بكة‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو الوليد حدثن‬
‫جدي حدثنا مسلم بن خالد عن ابن جريج عن كثي بن كثي قال‪ :‬كنت أنا وعثمان بن أب سليمان وعبد ال بن عبد‬
‫الرحن بن أب حسي ف ناس مع سعيد بن جبي ف أعلى السجد ليلً فقال سعيد بن جبي‪ :‬سلون قبل أن ل ترون‬
‫فسأله القوم فأكثروا‪ ،‬فكان ما سئل عنه أن قال رجل‪ :‬أحق ما سعنا يذكر ف القام مقام إبراهيم ? فقال سعيد‪ :‬وماذا‬
‫سعت ? قال الرجل‪ :‬سعنا إن إبراهيم نب ال سبحانه حي جاء من الشام حلف لمرأته أن ل ينل بكة حت يرجع‬
‫يقول الرجل‪ :‬فقرب إليه القام فرجل عليه فقال سعيد‪ :‬ليس كذلك‪ ،‬حدثنا ابن عباس ولكنه حدثنا أنه حي كان بي‬
‫أم إساعيل بن إبراهيم وبي سارة امرأة إبراهيم عليه السلم ما كان‪ ،‬أقبل إبراهيم نب ال بأم إساعيل وإساعيل معها‬
‫وهو صغي يرضعها حت قدم بما مكة ومع أم إساعيل شنة فيها ماء تشرب منها وتدر على ابنها‪ ،‬ليس معها زاد‪،‬‬
‫يقول سعيد بن جبي‪ :‬قال ابن عباس‪ :‬فعمد بما إل دوحة فوق زمزم ف أعلى السجد يشي لنا بي البي وبي الصفة‬
‫يقول‪ :‬فوضعهما تتها ث توجه إبراهيم خارجا على دابته واتبعت أم إساعيل أثره حت أوف إبراهيم بكذا يقول ابن‬
‫عباس‪ :‬فقالت له أم إساعيل‪ :‬إل من تتركها وابنها ? قال‪ :‬إل ال سبحانه قالت‪ :‬رضيت بال تعال‪ ،‬فرجعت أم‬
‫إساعيل تمل ابنها حت قعدت تت الدوحة ووضعت ابنها إل جنبها‪ ،‬ث ساق حديثا طويلً يقول فيه‪ :‬ث جاء الثالثة‬
‫فوجد إساعيل قاعدا تت الدوحة إل ناحية البي يبي نبلً له فسلم عليه ونزل إليه فقعد معه فقال له إبراهيم عليه‬
‫السلم‪ :‬يا إساعيل إن ال سبحانه قد أمرن بأمر‪ ،‬قال إساعيل‪ :‬فأطع ربك فيما أمرك قال إبراهيم‪ :‬أمرن رب أن أبن‬
‫له بيتا‪ ،‬قال له إساعيل‪ :‬وأين ? يقول ابن عباس‪ :‬فأشار إل أكمة بي يديه مرتفعة على ما حولا عليها رضراض من‬
‫حصباء يأتيها السيل من نواحيها ول يركبها‪ ،‬قال ابن عباس‪ .‬فقاما يفران عن القواعد ويقولن‪ :‬ربنا تقبل منا انك‬
‫أنت السميع العليم‪ ،‬ويمل له إساعيل الجارة على رقبته ويبن الشيخ إبراهيم‪ ،‬فلما ارتفع البنيان وشق على الشيخ‬
‫تناوله قرب له إساعيل هذا الجر فكان يقوم عليه ويبن ويوله ف نواحي البيت حت انتهى إل وجه البيت يقول ابن‬
‫عباس‪ :‬فذلك مقام إبراهيم عليه السلم وقيامه عليه‪.‬‬
‫باب ما جاء ف موضع القام وكيف رده عمر رضي ال عنه إل موضعه هذا‬
‫حدثنا أبو الوليد حدثن جدي حدثنا داود بن عبد الرحن عن ابن جريج عن كثي بن كثي بن الطلب بن أب وداعة‬
‫السهمي عن أبيه عن جده قال‪ :‬كانت السيول تدخل السجد الرام من باب بن شيبة الكبي قبل أن يردم عمر بن‬
‫الطاب الردم العلى‪ ،‬وكان يقال لذا الباب باب السيل‪ ،‬قال‪ :‬فكانت السيول ربا دفعت القام عن موضعه وربا‬
‫نته إل وجه الكعبة حت جاء سيل ف خلفة عمر بن الطاب رضي ال عنه يقال له سيل أم نشل‪ ،‬وانا سي بأم‬
‫نشل انه ذهب بأم نشل ابنة عبيدة بن أب أحيحة سعيد بن العاصي فماتت فيه فاحتمل القام من موضعه هذا فذهب‬
‫به حت وجد بأسفل مكة فأتى به فربط إل أستار الكعبة ف وجهها وكتب ف ذلك إل عمر رضي ال عنه فأقبل عمر‬
‫فزعا فدخل بعمرة ف شهر رمضان وقد غب موضعه وعفاه السيل‪ ،‬فدعا عمر بالناس فقال‪ :‬أنشد ال عبدا عنده علم‬
‫ف هذا القام‪ ،‬فقال الطلب بن أب وداعة السهمي‪ :‬أنا يا أمي الؤمني عندي ذلك فقد كنت أخشى عليه هذا فأخذت‬
‫قدره من موضعه إل الركن ومن موضعه إل باب الجر ومن موضعه إل زمزم بقاط‪ ،‬وهو عندي ف البيت فقال له‬
‫عمر‪ :‬فاجلس عندي‪ ،‬وأرسل إليها فأتى با فمدها فوجدها مستوية إل موضعه هذا‪ ،‬فسأل الناس وشاورهم فقالوا‪:‬‬
‫نعم هذا موضعه‪ ،‬فلما استثبت ذلك عمر رضي ال عنه وحق عنده أمر به فاعلم ببناء ربضه تت القام ث حوله فهو‬
‫ف مكانه هذا إل اليوم‪ .‬قال‪ :‬وردم عمر الردوم العلى بالصخر وحصنه‪ ،‬قال ابن جريج‪ :‬ول يعله سيل بعد عمر‬
‫رضي ال عنه حت الن‪ .‬قال أبو الوليد‪ :‬هو الردم الذي دون زقاق النار قال جدي‪ :‬وهو الردم الذي من دار ابان بن‬
‫عثمان إل دار ببة بن ربيعة بن الارث بن عبد الطلب ابن أخي أب سفيان بن الارث بن عبد الطلب‪ .‬قال الزاعي‪:‬‬
‫ببة لقب له واسه عبد ال بن ربيعة‪ ،‬قال أبو الوليد‪ :‬قال جدي‪ :‬فلم يظهر عليه سيل منذ عمله عمر رضي ال عنه إل‬
‫اليوم غي انه قد جاء سيل ف سنة اثنتي ومائتي يقال له سيل ابن حنظلة فكشف عن بعض ربضه ورأينا حجارته‬
‫ورأينا فيه صخرا ما رأينا مثله ول يظهر عليه‪ .‬قال أبو الوليد‪ :‬قال ل جدي‪ :‬طفت مع داود بن عبد الرحن غي مرة‬
‫فأشار إل الوضع الذي ربط عنده القام ف وجه الكعبة بأستارها إل أن قدم عمر بن الطاب رضي ال عنه فرده‬
‫قال‪ :‬وقال داود‪ :‬كنا إذا طفنا مع ابن جريج يشي لنا إليه‪ ،‬قال أبو الوليد‪ :‬قال ل جدي‪ :‬بعدما جصص شاذروان‬
‫الكعبة بالص والرمر وإنا جصص حديثا من الدهر فقال ل وأنا معه ف الطواف‪ :‬اعدد من باب الجر الشامي من‬
‫ل هو أطول السبعة فيه حفر شبه النقر فهو‬
‫حجارة شاذروان الكعبة فإذا بلغت الجر السابع فإن كان حجرا طوي ً‬
‫موضعه‪ ،‬وإل فهو التاسع من حجارة الشاذروان‪ .‬قال جدي‪ :‬نسيت عددها وفد كنت عددتا هي إما سبعة وإما‬
‫تسعة إل انه عند حجر طويل هو أطول السبعة أو التسعة فيه الفر فإن رأيته قد قرف عنه الص فاعدد وانظر إليه‪.‬‬
‫حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا عبد البار بن الورد قال سعت ابن أب مليكة يقول‪ :‬موضع القام هذا الذي هو به اليوم هو‬
‫موضعه ف الاهلية وف عهد النب صلى ال عليه وسلم وأب بكر وعمر رضي ال عنهما‪ ،‬ال ان السيل ذهب به ف‬
‫خلفة عمر فجعل ف وجه الكعبة حت قدم عمر فرده بحضر الناس‪.‬‬
‫حدثن ابن أب عمر قال‪ :‬حدثنا ابن عيينة عن حبيب بن أب الشرس قال‪ :‬كان سيل أم نشل قبل أن يعمل عمر الردم‬
‫بأعلى مكة فاحتمل القام من مكانه فلم يدر أين موضعه فلما قدم عمر بن الطاب رضي ال عنه سأل من يعلم‬
‫موضعه ? فقال الطلب بن أب وداعة‪ :‬أنا يا أمي الؤمني قد كنت قدرته وذرعته بقاط وتوفت عليه هذا من الجر‬
‫إليه ومن الركن إليه ومن وجه الكعبة إليه‪ .‬فقال‪ :‬إئت به فجاء به فوضعه ف موضعه هذا وعمل عمر الردم عند ذلك‪،‬‬
‫قال سفيان‪ :‬فذلك الذي حدثنا هشام بن عروة عن أبيه إن القام كان عند سفع البيت‪ ،‬فأما موضعه الذي هو موضعه‬
‫فموضعه الن وأما ما يقول الناس‪ :‬انه كان هنالك موضعه فل‪ ،‬قال سفيان‪ :‬وقد ذكر عمرو بن دينار نوا من‬
‫حديث ابن أب الشرس هذا ل أميز أحدها عن صاحبه‪.‬‬
‫حدثن ممد بن يي قال‪ :‬حدثنا سليم بن مسلم عن ابن جريج عن ممد بن عباد بن جعفر عن عبد ال بن صفوان‬
‫انه قال‪ :‬أمر عمر بن الطاب رضي ال عنه عبد ال بن السايب العابدي وعمر نازل بكة ف دار ابن سباع بتحويل‬
‫القام إل موضعه الذي هو فيه اليوم‪ ،‬قال‪ :‬فحوله ث صلى الغرب وكان عمر قد اشتكى رأسه قال‪ :‬فلما صليت‬
‫ركعة جاء عمر فصلى ورائي قال‪ :‬فلما قضى صلته قال عمر‪ :‬أحسنت فكنت أول من صلى خلف القام حي حول‬
‫إل موضعه عبد ال ابن السايب القائل‪.‬‬
‫حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا سليم بن مسلم عن ابن جريج عن ممد بن عباد ابن جعفر عن عبد ال ابن السايب وكان‬
‫يصلي بأهل مكة فقال‪ :‬أنا أول من صلى خلف القام حي رد ف موضعه هذا‪ ،‬ث دخل عمر وأنا ف الصلة فصلى‬
‫خلفي صلة الغرب‪.‬‬
‫باب ما جاء ف الذهب الذي على القام ومن جعله عليه‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي قال‪ :‬سعت عبد ال بن شعيب بن شيبة بن جبي بن شيبة يقول‪ :‬ذهبنا نرفع القام‬
‫ف خلفة الهدي فانثلم قال‪ :‬وهو من حجر رخو يشبه السنان فخشينا أن يتفتت أو قال يتداعى فكتبنا ف ذلك إل‬
‫الهدي فبعث إلينا بألف دينار فضببنا با القام أسفله وأعله وهو الذهب الذي عليه اليوم‪ ،‬قال‪ :‬سعت يوسف بن‬
‫ممد العطار يدث عن عبد ال بن شعيب نوه‪ ،‬قال‪ :‬ول يزل ذلك الذهب عليه حت ول أمي الؤمني جعفر التوكل‬
‫على ال فجعل عليه ذهبا فوق ذلك الذهب أحسن من ذلك العمل فعمل ف مصدر الج سنة ست وثلثي ومائتي‬
‫فهو الذهب الذي عليه اليوم وجعل فوق ذلك الذهب الذي كان عمله الهدي ول يقلع عنه‪ ،‬وأخبن غي واحد من‬
‫مشيخة أهل مكة قالوا‪ :‬حج الهدي أمي الؤمني سنة ستي ومائة فنل دار الندوة فجاء عبيد ال بن عثمان بن‬
‫إبراهيم الجب بالقام مقام إبراهيم ف ساعة خالية نصف النهار مشتمل عليه فقال للحاجب‪ :‬ائذن ل على أمي‬
‫الؤمني فإن معي شيئا ل يدخل به على أحد قبله وهو يسر أمي الؤمني فأدخله عليه فكشف عن القام فسر بذلك‬
‫وتسح به وسكب فيه ماء ث شربه وقال له‪ :‬اخرج‪ .‬وأرسل إل بعض أهله فشربوا منه وتسحوا به ث ادخل فاحتمله‬
‫ورده مكانه وأمر له بوايز عظيمة واقطعه خيفا بنخلة يقال له ذات القوبع فباعه من منية مولة الهدى بعد ذلك‬
‫بسبعة آلف دينار ‪.‬‬
‫ذكر ذرع القام‬

‫قال أبو الوليد‪ :‬وذرع القام ذراع والقام مربع سعة أعله أربع عشر اصبعا ف أربع عشرة أصبعا ومن أسفله مثل ذلك‬
‫وف طرفيه من أعله وأسفله طوقا ذهب وما بي الطوقي من الجر من القام بارز بل ذهب عليه طوله من نواحيه‬
‫كلها تسع أصابع وعرضه عشر أصابع عرضا ف عشر أصابع طول وذلك قبل أن يعل عليه هذا الذهب الذي هو‬
‫عليه اليوم من عمل أمي الؤمني التوكل على ال‪ ،‬وعرض حجر القام من نواحيه احدى وعشرون اصبعا‪ ،‬ووسطه‬
‫مربع والقدمان داخلتان ف الجر سبع أصابع ودخولما منحرفتان‪ ،‬وبي القدمي من الجر اصبعان ووسطه قد‬
‫استدق من التمسح به والقام ف حوض من ساج مربع حوله رصاص ملبس به وعلى الوض صفايح رصاص ملبس‬
‫با ومن القام ف الوض اصبعان‪ ،‬وعلى القام صندوق ساج مسقف ومن وراء القام ملب ساج ف الرض ف طرفيه‬
‫سلسلتان تدخلن ف أسفل الصندوق ويقفل فيهما بقفلن حدثنا أبو سعيد عبد ال بن شبيب الربعي مول أب قبيس‬
‫بن ثعلبة قال‪ :‬حدثن على بن جهم بن بدر الشامى قال‪ :‬حدثن ابن مسهر عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي قال‪:‬‬
‫أوصى مسلمة بن عبد اللك بالثلث من ثلث ماله لطلب الدب وقال‪ :‬إنا صناعة مفو أهلها‬
‫باب ما جاء ف اخراج جبيل زمزم لم إساعيل عليهما السلم‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي قال أخبن مسلم بن خالد عن ابن جريج عن كثي بن كثي عن سعيد بن جبي‬
‫قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن عباس انه حي كان بي أم إساعيل بن إبراهيم وبي سارة إمرأة إبراهيم ما كان أقبل إبراهيم‬
‫نب ال بأم إساعيل وإساعيل وهو صغي ترضعه حت قدم بما مكة ومع أم إساعيل شنة فيها ماء تشرب منه وتدر‬
‫على ابنها وليس معها زاد يقول سعيد بن جبي‪ :‬قال ابن عباس‪ :‬فعمد بما إل دوحة فوق زمزم ف أعلى السجد يشي‬
‫لنا بي البي وبي الصفة يقول‪ :‬فوضعهما تتها ث توجه إبراهيم خارجا على دابته واتبعت أم إساعيل أثره حت واف‬
‫إبراهيم بكدا يقول ابن عباس‪ :‬فقالت له أم إساعيل‪ :‬إل من تتركها وولدها ? قال‪ :‬إل ال عز وجل فقالت‪ :‬قد‬
‫رضيت بال عز وجل‪ ،‬فرجعت أم إساعيل تمل ابنها حت قعدت تت الدوحة ووضعت ابنها إل جنبها وعلقت‬
‫شنتها تشزب منها وترضع ابنها حت فن ماء شنتها فانقطع درها فجاع ابنها فاشتد جوعه حت نظرت إليه أمه‬
‫يتشحط فخشيت أم إساعيل أن يوت فأحزنا ذلك‪ ،‬يقول ابن عباس‪ :‬قالت أم إساعيل‪ :‬لو تغيبت عنه حت يوت‬
‫ول أرى موته يقول ابن عباس‪ :‬فعمدت أم إساعيل إل الصفا حي رأته مشرفا تستوضح عليه أي ترى أحدا بالوادي‬
‫ث نظرت إل الروة فقالت‪ :‬لو مشيت بي هذين البلي تعللت حت يوت الصب ول اراه‪ .‬يقول ابن عباس‪ :‬فمشت‬
‫بينهما أم إساعيل ثلث مرات أو أربع ول تيز ببطن الوادي ف ذلك إل رملً يقول ابن عباس‪ :‬ث رجعت أم إساعيل‬
‫إل ابنها فوجدته ينشع كما تركته فأحزنا فعادت إل الصفا تعلل حت يوت ول تراه‪ ،‬فمشت بي الصفا والروة كما‬
‫مشت أول مرة‪ ،‬يقول ابن عباس‪ :‬حت كان مشيها بينهما سبع مرات يقول‪ :‬قال ابن عباس قال أبو القاسم صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ :‬فلذلك طاف الناس بي الصفا والروة‪ ،‬قال‪ :‬فرجعت أم إساعيل تطالع ابنها فوجدته كما تركته ينشع‬
‫فسمعت صوتا فرأت عليها ول يكن معها أحد غيها فقالت قد أسع صوتك فأغثن إن كان عندك خي‪ ،‬فخرج لا‬
‫جبيل عليه السلم فاتبعته حت ضرب برجله مكان البي فظهر ماء فوق الرض حيث فحص جبيل يقول ابن عباس‪:‬‬
‫قال أبو القاسم صلى ال عليه وسلم‪ :‬فحاضته أم إساعيل بتراب ترده خشية أن يفوتا قبل أن تأت بشنتها‪ ،‬يقول أبو‬
‫القاسم صلى ال عليه وسلم‪ :‬ولو تركته أم إساعيل كان عينا معينا يري‪ .‬يقول ابن عباس‪ :‬فجاءت أم إساعيل‬
‫بشنتها فاستقت وشربت فدرت على ابنها‪ ،‬فبينا هي كذلك إذ مر ركب من جرهم قافلي من الشام ف الطريق‬
‫السفلى فرأى الركب الطي على الاء فقال بعضهم‪ :‬ما كان بذا الوادي من ماء ول أنيس‪ ،‬يقول ابن عباس‪ :‬فأرسلوا‬
‫جريي لم حت أتيا أم إساعيل‪ ،‬فكلماها ث رجعا إل ركبهما فأخباهم بكانا فرجع الركب كلهم حت حيوها‬
‫فردت عليهم وقالوا‪ :‬لن هذا الاء ? قالت أم إساعيل‪ :‬هو ل‪ ،‬قالوا‪ :‬أتأذني لنا أن نسكن معك عليه ? قالت‪ :‬نعم‬
‫قال ابن عباس‪ :‬قال أبو القاسم صلى ال عليه وسلم ألفى ذلك أم إساعيل وقد أحبت النس فنلوا وبعثوا إل أهليهم‬
‫فقدموا وسكنوا تت الدوح واعترشوا عليها العرش فكانت معهم هي وابنها‪ ،‬وقال بعض أهل العلم‪ :‬كانت جرهم‬
‫تشرب من ماء زمزم فمكثت بذلك ما شاء ال أن تكث فلما استخفت جرهم بالرم وتاونت برمة البيت وأكلوا‬
‫مال الكعبة الذي يهدى لا سرا وعلنية وارتكبوا مع ذلك أمورا عظاما نضب ماء زمزم وانقطع فلم يزل موضعه‬
‫يدرس ويتقادم وتر عليه السيول عصرا بعد عصر حت غب مكانه وقد كان عمرو بن الارث بن مضاض بن عمرو‬
‫الرهي قد وعظ جرها ف ارتكابم الظلم ف الرم واستخفافهم بأمر البيت وخوفهم النقم وقال لم‪ :‬إن مكة بلد ل‬
‫تقر ظالا فال ال قبل أن يأتيكم من يرجكم منها خروج ذل وصغار فتتمنوا أن تتركوا تطوفون بالبيت فل تقدروا‬
‫على ذلك‪ ،‬فلما ل يزدجروا ولي عون وعظه عمد إل غزالي كانا ف الكعبة من ذهب وأسياف قلعية كانت أيضا ف‬
‫الكعبة فحفر لذلك كله بليل ف موضع زمزم ودفنه سرا منهم حي خافهم عليه فسلط ال عليهم خزاعة فأخرجتهم‬
‫من الرم ووليت عليهم الكعبة والكم بكة ما شاء ال أن تليه‪ ،‬وموضع زمزم ف ذلك ل يعرف لتقادم الزمان حت‬
‫بوأه ال تعال لعبد الطلب بن هاشم لا أراد ال من ذلك فخصه به من بي قريش‪.‬‬
‫باب ما جاء ف حفر عبد الطلب بن هاشم زمزم‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن مهدي بن أب الهدي قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن معاذ الصنعان عن معمر عن الزهري قال‪:‬‬
‫أول ما ذكر من عبد الطلب بن هاشم جد رسول ال صلى ال عليه وسلم أن قريشا خرجت فارة من أصحاب الفيل‬
‫وهو غلم شاب فقال‪ :‬وال ل أخرج من حرم ال أبتغي العز ف غيه قال‪ :‬فجلس عند البيت وأجلت عنه قريش‬
‫فقال‪:‬‬
‫ـع رحله فامنع رحالك‬ ‫ل هم إن الـرء يـنـ‬
‫وضللم عدوا مـالك‬ ‫ل يغلب صلـيبـهـم‬
‫قال‪ :‬فلم يزل ثابتا ف الرم حت أهلك ال الفيل وأصحابه فرجعت قريش وقد عظم فيها لصبه وتعظيمه مارم ال‬
‫عز وجل فبينما هو ف ذلك وقد ولد له أكب بنيه فأدرك وهو الارث بن عبد الطلب فأتى عبد الطلب ف النام فقيل‬
‫له‪ :‬احفر زمزم خبئة الشيخ العظم فاستيقظ فقال‪ :‬اللهم بي ل‪ ،‬فأتى ف النام مرة اخرى فقيل له‪ :‬اجفر زمزم بي‬
‫الفرث والدم عند نقرة الغراب ف قرية النمل مستقبلة النصاب المر فقام عبد الطلب فمشى حت جلس ف السجد‬
‫الرام ينظر ما سي له من اليات فنحرت بقرة بالزورة فانفلتت من جازرها بشاشة نفسها حت غلبها الوت ف‬
‫السجد ف موضع زمزم فجزرت تلك البقرة ف مكانا حت احتمل لمها فأقبل غراب يهوي حت وقع ف الفرث‬
‫فبحث عن قرية النمل فقام عبد الطلب فحفر هنالك فجاءته قريش فقالت لعبد الطلب‪ :‬ما هذا الصنيع ? إنا ل نكن‬
‫نزنك بالهل ل تفر ف مسجدنا ? فقال عبد الطلب‪ :‬ان لافر هذا البي وماهد من صدن عنها فطفق هو وابنه‬
‫الارث وليس له ولد يومئذ غيه فسفه عليهما يومئذ ناس من قريش فنازعوها وقاتلوها وتناهى عنه ناس من قريش‬
‫لا يعلمون من عتق نسبه وصدقه واجتهاده ف دينهم يومئذ‪ ،‬حت إذا أمكن الفر واشتد عليه الذى نذر إن وف له‬
‫عشرة من الولد أن ينحر أحدهم ث حفر حت أدرك سيوفا دفنت ف زمزم حي دفنت فلما رأت قريش انه قد أدرك‬
‫السيوف قالوا‪ :‬يا عبد الطلب أجزنا ما وجدت‪ ،‬فقال عبد الطلب‪ :‬هذه السيوف لبيت ال الرام فحفر حت انبط‬
‫الاء ف القرار ث برها حت ل ينف ث بن عليها حوضا فطفق هو وابنه ينعان فيملن ذلك الوض فيشرب به‬
‫الاج فيكسره ناس من حسدة قريش بالليل فيصلحه عبد الطلب حي يصبح فلما أكثروا فساده دعا عبد الطلب ربه‬
‫فأري ف النام فقيل له‪ :‬قل‪ :‬اللهم ان ل أحلها لغتسل ولكن هي للشارب حل وبل ث كفيتهم‪ ،‬فقام عبد الطلب يعن‬
‫حي اختلفت قريش ف السجد فنادى بالذي أري ث انصرف فلم يكن يفسد حوضه ذلك عليه أحد من قريش ال‬
‫رمي ف جسده بداء حت تركوا حوضه وسقايته‪ ،‬ث تزوح عبد الطلب النساء فولد له عشرة رهط فقال‪ :‬اللهم ان‬
‫كنت نذرت لك نر أحدهم وان أقرع بينهم فأصب بذلك من شئت‪ ،‬فأقرع بينهم فطارت القرعة على عبد ال بن‬
‫عبد الطلب وكان أحب ولده إليه فقال عبد الطلب‪ :‬اللهم أهو أحب اليك أم مائة من البل ? ث اقرع بينه وبي الائة‬
‫من البل فكانت القرعة على الائة من البل فنحرها عبد الطلب‪.‬‬
‫حدثن ممد بن يي عن الثقة عنده عن ممد بن إسحق قال‪ :‬حدثن غي واحد من أهل العلم ان عبد الطلب أرى ف‬
‫منامه أن يفر زمزم ف موضعها الذي هي فيه فحفرها بي أساف ونايلة الوثني اللذين كانا بكة فلما استقام حفرها‬
‫وشرب أهل مكة والاج منها عفت على البار الت كانت بكة قبلها لكانا من البيت والسجد وفضلها على ما‬
‫سواها من الياه‪ ،‬ولنا بي إساعيل بن إبراهيم ف الوضع الذي ضرب فيه جبيل برجله فهزمه ونبع الاء منه‪ ،‬قال ابن‬
‫إسحق‪ :‬وكان سبب حفرها ان عبد الطلب بن هاشم بينا هو نائم ف الجر فأمر بفر زمزم ف منامه وهو دفي بي‬
‫صنمي قريش أساف ونائلة عند منحر قريش‪ ،‬قال ابن إسحق‪ :‬فحدثن يزيد بن أب حبيب عن مرثد بن عبد ال عن‬
‫عبد ال بن يزيد اليافعي أنه سع علي بن أب طالب رضي ال عنه يدث حديث زمزم حي أمر عبد الطلب بفرها‬
‫قال قال عبد الطلب‪ :‬ان لنائم ف الجر إذ أتان آت فقال احفر طيبة قال‪ :‬قلت‪ :‬وما طيبة ? قال‪ :‬ث ذهب عن‬
‫فرجعت إل مضجعي فنمت فيه فجاءن فقال‪ :‬احفر برة ? قال‪ :‬قلت‪ :‬وما برة ? قال‪ :‬ث ذهب عن فلما كان من‬
‫الغد رجعت إل مضجعي فنمت فيه فجاءن فقال‪ :‬أحفر زمزم‪ ،‬قال‪ :‬قلت وما زمزم قال‪ :‬ل تنف أبدا ول تذم‬
‫تسقي الجيج العظم عند قرية النمل‪ .‬قال‪ :‬فلما ابان له شأنا ودل على موضعها وعرف انه قد صدق‪ ،‬غدا بعوله‬
‫ومعه ابنه الارث بن عبد الطلب ليس له يومئذ ولد غيه‪ ،‬فحفر فلما بدا لعبد الطلب الطي كب فعرفت قريش انه قد‬
‫أدرك حاجته فقاموا إليه فقالوا‪ :‬يا عبد الطلب انا بي إساعيل وان لنا فيها حقا فأشركنا معك فيها‪ ،‬فقال عبد‬
‫الطلب‪ :‬ما أنا بفاعل‪ ،‬إن هذا المر خصصت به دونكم وأُعطيته من بينكم‪ .‬قالوا‪ :‬فانصفنا فإنا غي تاركيك حت‬
‫ناكمك فيها قال‪ :‬فاجعلوا بين وبينكم من شئتم أحاكمكم إليه‪ ،‬قالوا‪ :‬كاهنة بن سعد بن هذي قال‪ :‬نعم وكانت‬
‫بأشراف الشام فركب عبد الطلب ومعه نفر من بن عبد مناف وركب من كل قبيلة من قريش نفر‪ .‬قال‪ :‬والرض إذ‬
‫ذاك مفاوز فخرجوا حت إذا كانوا ببعض الفاوز بي الجاز والشام فن ماء عبد الطلب وأصحابه فظمئوا حت أيقنوا‬
‫باللكة واستسقوا من معهم من قبائل قريش فأبوا عليهم وقالوا‪ :‬إنا ف مفازة نشى فيها على أنفسنا مثل ما أصابكم‪،‬‬
‫فلما رأى عبد الطلب ما صنع القوم وما يتخوف على نفسه وأصحابه قال‪ :‬ماذا ترون ? قالوا‪ :‬ما رأينا إل تبع لرأيك‬
‫فأمرنا با شئت قال‪ :‬فإن أرى أن يفر كل رجل منكم لنفسه با بكم الن من القوة فكلما مات رجل دفعه أصحابه‬
‫ل واحدا فضيعة رجل واحد أيسر من ضيعة ركب جيعا‪ ،‬قالوا‪ :‬سعنا ما‬ ‫ف حفرته ث واروه حت يكون آخركم رج ً‬
‫أردت فقام كل رجل منهم يفر حفرته ث قعدوا ينتظرون الوت عطشا‪ ،‬ث إن عبد الطلب قال لصحابه‪ :‬وال إن‬
‫القاءنا بأيدينا لعجز ل نبتغي لنفسنا حيلة‪ .‬فعسى ال أن يرزقنا ماء ببعض البلد ارتلوا فارتلوا حت إذا فرغوا ومن‬
‫معهم من قريش ينظرون اليهم وما هم فاعلون تقدم عبد الطلب إل راحلته فركبها فلما انبعثت به انفجرت من تت‬
‫خفها عي ماء عذب فكب عبد الطلب وكب أصحابه ث نزل فشرب وشربوا واستقوا حت ملوا أسقيتهم‪ ،‬ث دعا‬
‫القبائل الت معه من قريش فقال‪ :‬هلم إل الاء فقد سقانا ال عز وجل فاشربوا واستقوا‪ ،‬فشربوا واستقوا فقالت‬
‫القبائل الت نازعته‪ :‬قد وال قضى ال عز وجل لك علينا يا عبد الطلب وال ل ناصمك ف زمزم أبدا الذي سقاك‬
‫هذا الاء بذه الفلة‪ ،‬هو الذي سقاك زمزم فارجع إل سقايتك راشدا‪ .‬فرجع ورجعوا معه ول يضوا إل الكاهنة‬
‫وخلوا بينه وبي زمزم‪ .‬قال ابن إسحق‪ :‬وسعت أيضا من يدث ف أمر زمزم‪ :‬عن علي بن أب طالب رضي ال عنه‬
‫انه قيل لعبد الطلب حي أمر بفر زمزم‪ :‬أدع بالاء الرواء غي الكدر فخرج عبد الطلب حي قيل له ذلك إل‬
‫قريش‪ ،‬فقال‪ :‬أتعلمون ان قد أمرت ان أحفر زمزم ? قالوا‪ :‬فهل بي لك أين هي ? قال‪ :‬ل‪ ،‬قالوا‪ :‬فارجع إل‬
‫مضجعك الذي رأيت فيه ما رأيت إن يكن حقا من ال بي لك‪ ،‬وان يكن من الشيطان ل يرجع إليك‪ .‬فرجع عبد‬
‫الطلب إل مضجعه فنام فأري فقيل‪ :‬احفر زمزم ان حفرتا ل تذم وهي تراث أبيك العظم فلما قيل له ذلك‪ :‬قال‪:‬‬
‫وأين هي ? قال‪ :‬قيل له‪ :‬عند قرية النمل حيث ينقر الغراب غدا‪ ،‬قال فغدا عبد الطلب ومعه ابنه الارث وليس له‬
‫يومئذ ولد غيه فوجد قرية النمل ووجد الغراب ينقر عندها بي الوثني‪ :‬أساف ونائلة‪ :‬فجاء بالعول وقام ليحفر‬
‫حيث أمر فقامت إليه قريش حي رأوا جده فقالت‪ :‬وال ل ندعك تفر بي وثنينا هذين اللذين ننحر عندها فقال‬
‫عبد الطلب للحارث‪ :‬دعن أحفر وال لمضي لا أمرت به فلما عرفوا انه غي نازع خلوا بينه وبي الفر وكفوا عنه‬
‫فلم يفر ال يسيا حت بدا له الطي طي البي فكب وعرف انه قد صدق‪ ،‬فلما تادى به الفر وجد فيها غزالي من‬
‫ذهب وها الغزالن اللذان دفنت جرهم حي خرجت من مكة ووجد فيه أسيافا قلعية وادراعا وسلحا فقالت له‬
‫قريش‪ :‬إن لنا معك ف هذا شركا وحقا قال‪ :‬ل‪ ،‬ولكن هلم إل أمر نصف بين وبينكم نضرب عليها بالقداح‪ ،‬قالوا‪:‬‬
‫وكيف نصنع ? قال‪ :‬اجعل للكعبة قدحي‪ ،‬ول قدحي‪ ،‬ولكم قدحي‪ ،‬قالوا‪ :‬انصفت‪ ،‬فجعل قدحي أصفرين‬
‫للكعبة‪ ،‬وقدحي أسودين لعبد الطلب‪ ،‬وقدحي أبيضي لقريش‪ .‬ث قال‪ :‬اعطوها من يضرب با عند هبل وقام عبد‬
‫الطلب فقال‪:‬ابنه الارث وليس له يومئذ ولد غيه فوجد قرية النمل ووجد الغراب ينقر عندها بي الوثني‪ :‬أساف‬
‫ونائلة‪ :‬فجاء بالعول وقام ليحفر حيث أمر فقامت إليه قريش حي رأوا جده فقالت‪ :‬وال ل ندعك تفر بي وثنينا‬
‫هذين اللذين ننحر عندها فقال عبد الطلب للحارث‪ :‬دعن أحفر وال لمضي لا أمرت به فلما عرفوا انه غي نازع‬
‫خلوا بينه وبي الفر وكفوا عنه فلم يفر ال يسيا حت بدا له الطي طي البي فكب وعرف انه قد صدق‪ ،‬فلما تادى‬
‫به الفر وجد فيها غزالي من ذهب وها الغزالن اللذان دفنت جرهم حي خرجت من مكة ووجد فيه أسيافا قلعية‬
‫وادراعا وسلحا فقالت له قريش‪ :‬إن لنا معك ف هذا شركا وحقا قال‪ :‬ل‪ ،‬ولكن هلم إل أمر نصف بين وبينكم‬
‫نضرب عليها بالقداح‪ ،‬قالوا‪ :‬وكيف نصنع ? قال‪ :‬اجعل للكعبة قدحي‪ ،‬ول قدحي‪ ،‬ولكم قدحي‪ ،‬قالوا‪ :‬انصفت‪،‬‬
‫فجعل قدحي أصفرين للكعبة‪ ،‬وقدحي أسودين لعبد الطلب‪ ،‬وقدحي أبيضي لقريش‪ .‬ث قال‪ :‬اعطوها من يضرب‬
‫با عند هبل وقام عبد الطلب فقال‪:‬‬

‫رب وأنت البدئ العيـد‬ ‫ل ه ّم أنت اللك الحمـود‬
‫فاخرج لنا الغداة ما تريد‬ ‫من عندك الطارف والتليد‬
‫فضرب بالقداح فخرج الصفران على الغزالي للكعبة وخرج السودان على السياف والدروع لعبد الطلب‪ ،‬وتلف‬
‫قدحا قريش فضرب عبد الطلب السياف على باب الكعبة وضرب فوقه أحد الغزالي من الذهب فكان ذلك أول‬
‫ذهب حليته الكعبة وجعل الغزال الخر ف بطن الكعبة ف الب الذي كان فيها يعل فيه ما يهدى إل الكعبة‪ ،‬وكان‬
‫هبل صنم قريش ف بطن الكعبة على الب فلم يزل الغزال ف الكعبة حت أخذه النفر الذي كان من أمرهم ما كان‪،‬‬
‫وهو مكتوب أخذه وقصته ف غي هذا الوضع‪ ،‬فظهرت زمزم فكانت سقاية الاج ففيها يقول مسافر بن أب عمرو‬
‫بن أمية بن عبد شس‪ :‬يدح عبد الطلب‪:‬‬
‫ل تشدد به عـضـدا‬ ‫فأي مناقـب الـيات‬
‫الـدلبة الـرفــدا‬ ‫أل تسق الجيج وتنحـر‬
‫وتل عي مـن حسدا‬ ‫وزمـزم مـن ارومتـه‬
‫وكان عبد الطلب قد نذر ل عز وجل عليه حي أمر بفر زمزم لئن حفرها وت له أمرها وتتام له من الولد عشرة‬
‫ذكرو ليذبن أحدهم ل عز وجل فزاد ال ف شرفه وولده فولد له عشرة نفر‪ ،‬الارث وأمه من بن سواءة بن عامر‬
‫أخو هلل بن عامر‪ ،‬وعبد ال‪ ،‬وأبو طالب‪ ،‬والزبي وأمهم الخزومية‪ ،‬والعباس وضرار وأمهما النمرية‪ ،‬وأبو لب‪،‬‬
‫وأمه الزاعية‪ ،‬والغيداق وأمه الغبشانية خزاعية‪ ،‬وحزة والقوم وأمهما الزهرية‪ ،‬فلما تتام له عشرة من الولد وعظم‬
‫شرفه وحفر زمزم وت له سقيها اقرع بي ولده أيهم يذبح فخرجت القرعة على عبد ال بن عبد الطلب أب رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم فقام إليه ليذبه فقامت له أخواله بنو مزوم وعظماء قريش وأهل الرأي منهم وقالوا‪ :‬وال ل‬
‫تذبه فإنك ان تفعل تكن سنة علينا ف أولدنا وسنة علينا ف العرب وقامت بنوه مع قريش ف ذلك فقالت له قريش‪:‬‬
‫إن بالجاز عرافة لا تابع فسلها ث أنت على رأس أمرك ان أمرتك بذبه ذبته وان أمرتك بأمر لك فيه فرج قبلته‬
‫قال‪ :‬فانطلقوا حت قدموا الدينة فوجدوا الرأة فيها يقال لا تيب‪ ،‬فسألوها وقص عليها عبد الطلب خبه فقالت‪:‬‬
‫ارجعوا اليوم عن حت يأتين تابعي فأسأله‪ ،‬فرجعوا عنها حت كان الغد ث غدوا عليها فقالت‪ :‬نعم قد جاءن الب‬
‫كم الدية فيكم ? قالوا‪ :‬عشر من البل قال‪ :‬وكانت كذلك قالت‪ :‬فارجعوا إل بلدكم وقربوا عشرا من البل ث‬
‫اضربوا عليها بالقداح وعلى صاحبكم فإن خرجت على البل فانروها وإن خرجت على صاحبكم فزيدوا من البل‬
‫عشرا ث اضربوا بالقداح عليها وعلى صاحبكم حت يرضى ربكم فإذا خرجت على البل فانروها فقد رضي ربكم‬
‫ونا صاحبكم‪ ،‬قال‪ :‬فرجعوا إل مكة فأقرع عبد الطلب على عبد ال وعلى عشر من البل فخرجت القرعة على‬
‫عبد ال‪ ،‬فقالت قريش الطلب‪ :‬يا عبد الطلب زد ربك حت يرضى فلم يزل يزيد عشرا عشرا وترج القرعة على‬
‫عبد ال‪ ،‬وتقول قريش‪ :‬زد ربك حت يرضى ففعل حت بلغ مائة من البل فخرجت القداح على البل فقالت قريش‬
‫لعبد الطلب‪ :‬انرها فقد رضي ربك وقرعت‪ ،‬فقال‪ :‬ل انصف إذا رب حت ترج القرعة على البل ثلثا فأقرع عبد‬
‫الطلب على ابنه عبد ال وعلى الائة من البل ثلثا كل ذلك ترج القرعة على البل فلما خرجت ثلث مرات نر‬
‫البل ف بطون الودية والشعاب وعلى رؤوس البال ل يصد عنها إنسان ول طائر ول سبع ول يأكل منها هو ول‬
‫أحد من ولده شيئا وتلبت لا العراب من حول مكة وأغارت السباع على بقايا بقيت منها فكان ذلك أول ما‬
‫كانت الدية مائة من البل‪ ،‬ث جاء ال بالسلم فثبتت الدية عليه‪ ،‬قال‪ :‬ولا انصرف عبد الطلب ذلك اليوم إل منله‬
‫مر بوهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلب وهو جالس ف السجد وهو يومئذ من أشراف أهل مكة فزوج ابنته آمنة‬
‫عبد ال بن عبد الطلب‪.‬‬
‫ذكر فضل زمزم وما جاء ف ذلك‬

‫حدثنا أبو الوليد حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا داود بن عبد الرحن عن عبد ال ابن عثمان بن خيثم عن وهب بن منبه أنه‬
‫قال ف زمزم‪ :‬والذي نفسي بيده انا لفي كتاب ال مضنونة وانا لفي كتاب ال تعال برة وانا لفي كتاب ال‬
‫سبحانه شراب البرار وانا لفي كتاب ال طعام طعم وشفاء سقم‪.‬‬
‫حدثن جدي عن الزني عن ابن خيثم قال‪ :‬قدم علينا وهب بن منبه فاشتكى‪ ،‬فجئناه نعوده فإذا عنده من ماء زمزم‬
‫قال‪ :‬فقلنا‪ :‬لو استعذبت فإن هذا ماء فيه غلظ‪ ،‬قال‪ :‬ما أريد أن أشربه حت أخرج منها غيه والذي نفس وهب بيده‬
‫إنا لفي كتاب ال زمزم‪ ،‬ل تنف ول تذم وإنا لفي كتاب ال برة شراب البرار‪ ،‬وإنا لفي كتاب ال مضنونة‪ ،‬وإنا‬
‫لفي كتاب ال طعام طعم وشفاء سقم‪ ،‬والذي نفس وهب بيده ل يعمد إليها أحد فيشرب منها حت يتضلع ال‬
‫نزعت منه داء وأحدثت له شفاء‪ .‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا داود بن عبد الرحن عن عبيد ال بن أب يزيد عن عبيد‬
‫بن عمي عن كعب انه قال لزمزم‪ :‬انا لنجدها مضنونة ضن با لكم‪ ،‬أول من سقى ماءها إساعيل عليه السلم طعام‬
‫طعم وشفاء سقم‪.‬‬
‫حدثنا جدي قال‪ :‬حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن أب نيح عن ماهد قال‪ :‬ماء زمزم لا شرب له‪ ،‬إن شربته تريد‬
‫شفاء شفاك ال‪ ،‬وإن شربته لظمأ أرواك ال‪ ،‬وإن شربته لوع أشبعك ال‪ ،‬وهي هزمة جبيل بعقبة وسقيا ال‬
‫إساعيل عليه السلم‪ ،‬قال أبو الوليد‪ :‬والزمة الغمرة بالعقب ف الرض‪ ،‬وقال‪ :‬زمزم شقت من الزمة‪.‬‬
‫حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا سفيان عن فرات القزاز عن أب الطفيل قال‪ :‬سعت عليا يقول‪ :‬خي واديي ف الناس وادي‬
‫مكة وواد بالند الذي هبط به آدم عليه السلم ومنه يؤتى بذا الطيب الذي يتطيبون به‪ ،‬وشر واديي ف الناس واد‬
‫بالحقاف وواد بضرموت يقال له‪ :‬برهوت‪ ،‬وخي بي ف الناس بي زمزم‪ ،‬وشر بي ف الناس بلهوت واليها تتمع‬
‫أرواح الكفار وهي ف برهوت‪.‬‬
‫حدثنا جدي عن سفيان عن إبراهيم بن نافع عن ابن أب حسي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم بعث إل سهيل بن‬
‫عمرو يستهديه من ماء زمزم فبعث إليه براويتي وجعل عليهما كرا غوطيا‪.‬‬
‫حدثنا جدي عن سعيد بن سال عن عثمان بن ساج عن ابن جريج قال‪ :‬حدثن ابن أب حسي أنه قال‪ :‬كتب رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم إل سهيل بن عمرو‪ ،‬إن جاءك كتاب هذا ليلً فل تصبحن‪ ،‬وإن جاءك نارا فل تسي حت‬
‫تبعث إل باء زمزم‪ ،‬فاستعانت امرأته أثيلة الزاعية جدة أيوب بن عبد ال فادلناها وجواريهما فلم يصبحا حت قرنا‬
‫مزادتي وفرغتا منهما فجعلهما ف كرين غوطيي ث ملها وبعث بما على بعي‪.‬‬
‫حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا عبد البار بن الورد‪ ،‬حدثنا عبد اللك بن الارث بن أب ربيعة الخزومي عن عكرمة بن‬
‫خالد قال‪ :‬بينما أنا ليلة ف جوف الليل عند زمزم جالس إذ نفر يطوفون عليهم ثياب بيض ل أر بياض ثيابم لشيء‬
‫قط‪ ،‬فلما فرغوا صلوا قريبا من فالتفت بعضهم فقال لصحابه‪ :‬إذهبوا بنا نشرب من شراب البرار‪ ،‬قال‪ :‬فقاموا‬
‫ودخلوا زمزم فقلت‪ :‬وال لو دخلت على القوم فسألتهم‪ ،‬فقمت فدخلت فإذا ليس فيها من البشر أحد‪.‬‬
‫حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا عبد البار بن الورد عن رجل يقال له رباح مول لل الخنس أنه قال‪ :‬اعتقن أهلي‬
‫فدخلت من البادية إل مكة فأصابن با جوع شديد حت كنت أكوم الصا ث أضع كبدي عليه‪ ،‬قال‪ :‬فقمت ذات‬
‫ليلة إل زمزم فنعت فشربت لبنا كأنه لب غنم مستوحة أنفاسا‪ ،‬حدثن ممد ابن يي عن الواقدي عن ابن أب سبة‬
‫عن عمر بن عبد ال القيسي عن جعفر بن عبد ال بن أب الكم عن عبد ال بن غنمة عن العباس ابن عبد الطلب‬
‫قال‪ :‬تنافس الناس ف زمزم ف الاهلية حت إن كان أهل العيال يغدون بعيالم فيشربون منها فتكون صبوحا لم وقد‬
‫كنا نعدها عونا على العيال‪.‬‬
‫حدثن ممد بن يي عن سليم بن مسلم عن سفيان الثوري عن العلء بن أب العباس عن أب الطفيل قال‪ :‬سعت ابن‬
‫عباس يقول‪ :‬كانت تسمى ف الاهلية شباعة يعن زمزم ويزعم انا نعم العون على العيال‪ ،‬وحدثن ممد بن يي عن‬
‫الواقدي عن عبد ال بن الؤمل عن أب الزبي عن جابر عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬ماء زمزم لا شرب له‪،‬‬
‫وعن الواقدي عن عبد الميد بن عمران عن خالد بن كيسان عن ابن عباس انه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ :‬التضلع من ماء زمزم براءة من النفاق‪.‬‬
‫وحدثن جدي عن سعيد عن عثمان قال‪ :‬حدثنا أبو سعيد عن رجل من النصار عن أبيه عن جده ان رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬علمة ما بيننا وبي النافقي ان يدلوا دلوا من ماء زمزم فيتضلعوا منها‪ ،‬ما استطاع منافق‬
‫قط يتضلع منها‪ ،‬وعن الواقدي عن الثوري عن مغية بن زياد عن عطاء ان كعب الحبار حل منها ثنت عشرة راوية‬
‫إل الشام‪ ،‬وعن الواقدي عن ثور بن يزيد عن مكحول عن كعب الحبار انه كان يمل معه من ماء زمزم يتزوده إل‬
‫الشام‪ ،‬وعن الواقدي عن ابن أب ذؤيب عن القاسم بن عباس عن باباه مول العباس بن عبد الطلب قال‪ :‬جاء كعب‬
‫الحبار باداوة من ماء إل زمزم ونن ننع عليها فنحيناه عنها‪ ،‬فقال العباس رضي ال عنه‪ :‬دعوه يفرغها فيها‬
‫واستقى منهما اداوة وقال‪ :‬انما ليتعارفان يعن ايليا وزمزم ‪.‬‬
‫حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا عيسى بن يونس قال‪ :‬حدثنا عنبسة بن سعيد الرازي عن إبراهيم بن عبد ال الاطب عن‬
‫عطاء عن ابن عباس قال‪ :‬صلوا ف مصلى الخيار‪ ،‬واشربوا من شراب البرار‪ ،‬قيل لبن عباس‪ :‬ما مصلى الخيار ?‬
‫قال تت اليزاب‪ ،‬قيل وما شراب البرار ? قال‪ :‬ماء زمزم‪ ،‬حدثن جدي عن سعيد بن سال عن عثمان بن ساج‬
‫قال‪ :‬أخبن ابن جريج قال‪ :‬سعت انه يقال‪ :‬خي ماء ف الرض ماء زمزم وشر ماء ف الرض ماء برهوت شعب من‬
‫شعاب حضرموت وخي بقاع الرض الساجد‪ ،‬وشر بقاع الرض السواق‪ ،‬حدثن جدي عن سعيد بن سال عن‬
‫عثمان بن ساج قال‪ :‬أخبن ابن جريج قال‪ :‬حدثن عبد ال بن أب بريدة عن عبد ال بن إبراهيم بن قارظ ان زبيد‬
‫بن الصلت أخبه أن كعبا قال‪ :‬لزمزم برة مضنونة ضن با لكم أول من أخرجت له إساعيل وندها طعام طعم‬
‫وشفاء سقم‪ ،‬قال ابن جريج‪ :‬وأخبن يزيد بن أب زياد عن شيخ من أهل الشام قال‪ :‬سعت كعبا يقول‪ :‬إن لجد ف‬
‫كتاب ال تعال النل أن زمزم طعام طعم‪ ،‬وشفاء سقم‪ ،‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا سعيد بن سال عن عثمان بن‬
‫ساج قال‪ :‬أخبن الكلب عن عون بن حيد بن مل عن عبد ال بن الصامت ابن أخي أب ذر أنه قال‪ :‬قال ل عمي‬
‫أبو ذر‪ :‬يا بن أخي ف حديث حدث به عن مقدم أب ذر مكة على رسول ال صلى ال عليه وسلم وكان ف‬
‫حديثهما ان رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬مت كنت ها هنا ? قال‪ :‬قلت‪ :‬أربع عشرة بي يوم وليلة وما ل‬
‫طعام ول شراب إل ماء زمزم فما أجد على كبدي سخفة وجع ولقد تكسرت عكن بطن فقال‪ :‬انا طعام طعم‪،‬‬
‫حدثن جدي عن سعيد بن سال عن عثمان بن ساج أخبن عبد العزيز بن أب رواد قال‪ :‬أخبن رباح عن السود‬
‫قال‪ :‬كنت مع أهلي بالبادية فاتبعت بكة فاعتقت فمكثت ثلثة أيام ل أجد شيئا آكله‪ ،‬قال‪ :‬فمكثت أشرب من ماء‬
‫زمزم فانطلقت حت أتيت زمزم فبكت على ركبت مافة أن أستقي وأنا قائم فيفعن الدلو من الهد‪ ،‬فجعلت انزع‬
‫ل حت أخرجت الدلو فشربت فإذا أنا بصريف اللب بي ثناياي فقلت‪ :‬لعلي ناعس فضربت بالاء على‬ ‫ل قلي ً‬
‫قلي ً‬
‫وجهي وانطلقت وأنا أجد قوة اللب وشبعه‪ ،‬حدثن جدي عن سعيد بن سال عن عثمان ابن ساج قال‪ :‬أخبن عبد‬
‫العزيز بن أب رواد ان راعيا كان يرعى وكان من العباد فكان إذا ظمئ وجد فيها لبنا وإذا أراد أن يتوضأ وجد فيها‬
‫ماء‪ ،‬حدثن جدي عن سعيد بن سال عن عثمان بن ساج قال‪ :‬أخبن مقاتل عن الضحاك بن مزاحم قال‪ :‬بلغن ان‬
‫التضلع من ماء زمزم براءة من النفاق‪ ،‬وإن ماءها يذهب بالصداع وإن الطلع فيها يلو البصر‪ ،‬وانه سيأت عليها‬
‫زمان يكون أعذب من النيل والفرات‪ ،‬قال‪ :‬أبو ممد الزاعي‪ :‬وقد رأينا ذلك ف سنة إحدى وثاني ومائتي‪ ،‬وذلك‬
‫انه أصاب مكة أمطار كثية فسال واديها بأسيال عظام ف سنة تسع وسبعي وسنة ثاني ومائتي فكثر ماء زمزم‬
‫وارتفع حت كان قارب رأسها فلم يكن بينه وبي شفتها العليا إل سبعة أذرع أو نوها‪ ،‬وما رأيتها قط كذلك ول‬
‫سعت من يذكر انه رآها كذلك‪ ،‬وعذبت جدا حت كان ماؤها أعذب من مياه مكة الت يشربا أهلها‪ ،‬وكنت أنا‬
‫وكثي من أهل مكة نتار الشرب منها لعذوبته وانا رأيناه أعذب من مياه العيون ول أسع أحدا من الشايخ يذكر انه‬
‫رآها بذه العذوبة‪ ،‬ث غلظت بعد ذلك ف سنة ثلث وثاني وما بعدها‪ ،‬وكان الاء ف الكثرة على حاله وكنا نقدر‬
‫انا لو كانت ف بطن وادي مكة لسال ماؤها على وجه الرض لن السجد أرفع من الوادي وزمزم أرفع من‬
‫السجد‪ ،‬وكانت فجاج مكة وشعابا ف هاتي السنتي وبيوتا الت ف هذه الواضع تتفجر ماء‪.‬‬
‫ذكر شرب النب من ماء زمزم‬
‫حدثنا أبو الوليد قال أخبن جدي قال‪ :‬حدثنا مسلم بن خالد الزني عن عبد الرحن بن الارث بن عباس عن زيد‬
‫بن علي عن أبيه عن عبد ال بن أب رافع عن علي بن أب طالب رضي ال عنه‪ ،‬ف حديث حدث به عن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم ث أفاض رسول ال صلى ال عليه وسلم فدعا بسجل من ماء زمزم فتوضأ به ث قال‪ :‬انزعوا عن‬
‫سقايتكم يا بن عبد الطلب فلول ان تغلبوا عليها لنعت معكم‪.‬‬
‫حدثن جدي قال‪ :‬أخبنا مسلم بن خالد عن ابن جريج قال‪ :‬أخبن ابن طاوس عن طاوس قال‪ :‬أمر النب صلى ال‬
‫عليه وسلم أصحابه أن يفيضوا نارا وأفاض ف نسائه ليلً فطاف بالبيت على ناقته ث جاء زمزم فقال‪ :‬ناولون فنول‬
‫دلوا فشرب منها ث تضمض فمج ف الدلو ث أمر با ف الدلو فأفرغ ف البي ث قال‪ :‬لول ان تغلبوا عليها لنعت‬
‫معكم‪ ،‬قال ابن جريج‪ :‬أخبن من سع طاوسا يقول‪ :‬جاء النب صلى ال عليه وسلم زمزم فقال‪ :‬ناولون فنول دلوا‬
‫فشرب منها ث مضمض ث مج ف الدلو ث أمر با ف الدلو فأفرغ ف البي ث قال نوا ما قال ابن طاوس ف النع‪ ،‬ث‬
‫مشى إل السقاية سقاية النبيذ ليشرب فقال العباس‪ :‬إن هذا قد ساطنه اليدي منذ اليوم وقد انفل وف البيت شراب‬
‫صاف‪ ،‬فأب النب صلى ال عليه وسلم أن يشرب ال منه‪ ،‬فعاد عباس لذلك القول فأب النب صلى ال عليه وسلم أن‬
‫يشرب إل منه حت عاد عباس ثلث مرات فأب النب صلى ال عليه وسلم أن يشرب إل منه فسقي منه قال‪ :‬فكان‬
‫طاوس يقول‪ :‬الشرب من النبيذ من تام الج‪ ،‬قال ابن جريج‪ :‬وأخبن ابن طاوس عن أبيه أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم شرب من النبيذ ومن ماء زمزم وقال‪ :‬لول ان يكون سنة لنعت‪ ،‬قال ابن عباس‪ :‬ربا فعلت أي ربا نزعت ‪.‬‬
‫حدثنا ابن جريج أيضا عن عطاء قال‪ :‬رأيت عقيل بن أب طالب شيخا كبيا يفتل الغرب‪ ،‬وكانت عليها غروب‬
‫ودلء‪ ،‬فرأيت رجالً منهم بعد ما معهم مول‪ ،‬ف الرض يلقون أرديتهم فينعون ف القمص حت إن أسافل قمصهم‬
‫لبتلة بالاء‪ ،‬فينعون قبل الج وأيام من وبعده‪ ،‬قال ابن جريج‪ :‬وأخبن حسي ابن عبد ال بن عبيد ال بن عباس‬
‫عن دواد بن علي بن عبد ال بن عباس‪ ،‬إن رجلً نادى ابن عباس والناس حوله فقال‪ :‬سنة تتبعون بذا النبيذ أم هو‬
‫أهون عليكم من العسل واللب ? فقال ابن عباس‪ :‬جاء النب صلى ال عليه وسلم عباسا فقال‪ :‬اسقونا فقال‪ :‬إن هذا‬
‫ل ? فقال‪ :‬أسقونا ما تسقون منه الناس‪ ،‬قال‪ :‬فأتى النب صلى ال عليه‬ ‫شراب قد مغث ومرث أفل نسقيك لبنا وعس ً‬
‫وسلم ومعه أصحابه من الهاجرين والنصار بعساس النبيذ فلما شرب النب صلى ال عليه وسلم عجل قبل أن يروى‬
‫فرفع رأسه فقال‪ :‬أحسنتم هكذا اصنعوا فقال ابن عباس‪ :‬فرضاء رسول ال صلى ال عليه وسلم بذلك أحب إلينا من‬
‫أن تسيل شعابنا علينا لبنا وعسلً‪ ،‬قال ابن جريج قال عطاء‪ :‬فل يطئن إذا أفضت أن أشرب من ماء زمزم‪ ،‬قال‪:‬‬
‫وقد كنت فيما مضى أنزع مع الناس الدلو الت أشرب منها اتباع السنة فأما مذ كبت فل أنزع‪ ،‬ينع ل فأشرب‬
‫وإن ل يكن ل ظمأ اتباع صنيع ممد صلى ال عليه وسلم‪ ،‬قال‪ :‬فأما النبيذ فمرة أشرب منه ومرة ل أشرب منه‪.‬‬
‫حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا سفيان عن ابن طاوس عن أبيه إن النب صلى ال عليه وسلم أفاض ف نسائه ليلً وطاف‬
‫على راحلته يستلم الركن بحجنه ويقبل طرف الحجن‪ ،‬ث أتى زمزم فقال‪ :‬انزعوا فلول أن تغلبوا عليها لنعت‪،‬‬
‫فقال العباس رضي ال عنه‪ :‬ان يفعل فربا فعلت فداك أب أمي‪ ،‬ث أمر بدلو فنع له منها فشرب فمضمض ث مج ف‬
‫الدلو وأمر به فأهريق ف زمزم ث أتى السقاية فقال‪ :‬اسقون من النبيذ فقال عباس‪ :‬يا رسول ال ان هذا شراب قد‬
‫مغث وثفل وخاضته اليدي ووقع فيه الذباب وف البيت شراب هو أصفى منه‪ ،‬قال منه فاسقن‪ ،‬يقول ذلك ثلث‬
‫مرات‪ ،‬وأعاد النب صلى ال عليه وسلم قوله ثلث مرات كل ذلك يقول‪ :‬منه فاسقن‪ ،‬فسقاه منه فشرب‪ ،‬قال ابن‬
‫طاوس‪ :‬فكان أب يقول‪ :‬هو من تام الج‪ ،‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا ابن عيينة عن عاصم الحول عن الشعب عن ابن‬
‫عباس قال‪ :‬رأيت النب صلى ال عليه وسلم نزع له دلو من ماء زمزم فشرب قائما‪.‬‬
‫حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا ابن عيينة عن مسعر بن عبد البار بن وايل بن حجر عن أبيه‪ ،‬ان النب صلى ال عليه وسلم‬
‫أت بدلو من ماء زمزم فاستنثر خارجا من الدلو ومضمض ث مج فيه‪ ،‬قال مسعر‪ :‬مسكا أو أطيب من السك‪ ،‬حدثن‬
‫جدي عن سعيد بن سال عن عثمان قال‪ :‬أخبن حنظلة بن أب سفيان المحي انه سع طاوسا يقول‪ :‬أتى النب صلى‬
‫ال عليه وسلم السقاية فقال‪ :‬اسقون‪ ،‬فقال عباس‪ :‬انم قد مرثوه وأفسدوه أفأسقيك ? فقال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ :‬اسقون منه‪ ،‬فسقوه منه ث نزعوا له دلوا فغسل فيه وجهه وتضمض فيه فقال‪ :‬أعيدوه فيها ث قال‪ :‬إنكم‬
‫على عمل صال لول ان يتخذ سنة لخذت بالرشاء والدلو‪ ،‬حدثن جدي عن عبد الجيد عن عثمان بن السود عن‬
‫ماهد عن ابن عباس قال‪ :‬كنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ف صفة زمزم‪ ،‬فأمر بدلو فنعت له من البي‬
‫فوضعها على شفة البي ث وضع يده من تت عراقي الدلو ث قال‪ :‬بسم ال ث كرع فيها فأطال ث أطال فرفع رأسه‬
‫فقال‪ :‬المد ل‪ ،‬ث عاد فقال‪ :‬بسم ال‪ ،‬ث كرع فيها فأطال وهو دون الول‪ ،‬ث رفع رأسه فقال‪ :‬المد ل‪ ،‬ث كرع‬
‫فيها فقال‪ :‬بسم ال فأطال وهو دون الثان‪ ،‬ث رفع رأسه فقال‪ :‬المد ل‪ ،‬ث قال صلى ال عليه وسلم‪ :‬علمة ما بيننا‬
‫وبي النافقي ل يشربوا منها قط حت يتضلعوا‪.‬‬
‫باب ما جاء ف تري العباس بن عبد الطلب زمزم للمغتسل فيها وغي ذلك‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا سفيان عن من سع عاصم بن بدلة يدث عن زر بن حبيش قال‪:‬‬
‫رأيت عباس بن عبد الطلب ف السجد الرام وهو يطوف حول زمزم يقول‪ :‬ل أحلها لغتسل وهي لتوضيء‬
‫وشارب حل وبل‪ ،‬قال سفيان‪ :‬يعن لغتسل فيها وذلك انه وجد رجلً من بن مزوم‪ ،‬وقد نزع ثيابه وقام يغتسل من‬
‫حوضها عريانا‪.‬‬
‫حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار قال‪ :‬سعت ابن عباس يقول‪ :‬هي حل وبل يعن زمزم فسئل‬
‫سفيان ما حل وبل ? قال‪ :‬حل ملل‪.‬‬
‫حدثن جدي عن سفيان بن عيينة عن عبيد ال بن أب يزيد عن ابن عباس انه بلغه ان رجلً من بن مزوم اغتسل من‬
‫زمزم فوجد من ذلك وجدا شديدا فقال‪ :‬ل أحلها لغتسل يعن ف السجد وهي لشارب ومتوضيء حل وبل يقول‪:‬‬
‫حل ملل‪.‬‬
‫اذن النب لهل السقاية من أهل بيته ف البيتوتة بكة ليال من‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا مسلم بن خالد الزني عن ابن جريج‪ ،‬حدثن عبيد ال بن عمر عن‬
‫نافع عن ابن عمر‪ :‬أن العباس استأذن النب صلى ال عليه وسلم أن يبيت بكة ليال من من أجل سقايته فأذن له‪ ،‬قال‬
‫ابن جريج‪ :‬وأخبن عطاء إن النب صلى ال عليه وسلم رخص لهل بيته أن يبيتوا بكة ليال من من أجل شغلهم‬
‫فيها‪ ،‬قلت‪ :‬أترى لل جبي رخصة ? قال‪ :‬ل‪ ،‬إنا ذلك لن أرخص له النب صلى ال عليه وسلم‪ ،‬قلت‪ :‬أي أهل بيته‬
‫رأيته يبيت بكة‪ ،‬قال‪ :‬ل أر أحدا منهم يبيت بكة ال ابن عباس فكان يبيت بكة ليال من‪ .‬يظل خت إذا كان الرمي‬
‫انطلق فرمى ث دخل إل مكة فبات با وظل حت مثلها أيام من كلها‪.‬‬
‫ما ذكر من غور الاء قبل يوم القيامة إل زمزم‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا سعيد بن سال عن عثمان بن ساج قال‪ :‬أخبن مقاتل عن الضحاك‬
‫بن مزاحم إن ال عز وجل يرفع الياه العذبة قبل يوم القيامة‪ ،‬وتغور الياه غي زمزم وتلقي الرض ما ف بطنها من‬
‫ذهب وفضة وييء الرجل بالراب فيه الذهب والفضة‪ ،‬فيقول‪ :‬من يقبل هذا من ? فيقول‪ :‬لو أتيتن به أمس قبلته‪.‬‬
‫ما كان عليه حوض زمزم ف عهد ابن عباس وملسه‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي قال‪ :‬أخبنا مسلم بن خالد عن ابن جريج قال‪ :‬قال ل عطاء‪ :‬وإنا كانت‬
‫سقايتهم الت يسقون با‪ ،‬قال‪ :‬كان لزمزم حوضان ف الزمان الول‪ ،‬فحوض بينها وبي الركن يشرب منه الاء‪،‬‬
‫وحوض من ورائها للوضوء له سرب يذهب فيه الاء من باب وضوئهم الن يعن باب الصفا قال‪ :‬فيصب النازع الاء‬
‫وهو قائم على البي ف هذا وف هذا من قربا من البي‪ ،‬قال الزاعي‪ :‬وف ذلك يقول الشاعر‪:‬‬
‫ول يلهن فيها ربيب مـنـعـم‬ ‫كأن ل أقطـن بـمـكة سـاعة‬
‫وهيهات أن منك ل أين زمـزم‬ ‫ول أجلس الوضي شـرقي زمزم‬
‫قال‪ :‬ول يكن عليها شباك حينئذ قال‪ :‬وأراد معاوية بن أب سفيان أن يسقي ف دار الندوة فأرسل إليه ابن عباس‬
‫رضي ال عنه‪ ،‬ان ليس ذلك لك فقال‪ :‬صدق فسقي حينئذ بالحصب ث رجع فسقي بن‪ ،‬قال مسلم بن خالد‪ :‬كان‬
‫موضع السقاية الت للنبيذ بي الركن وزمزم ما يلي ناحية الصفا فنحاها ابن الزبي إل موضعها الذي هي فيه اليوم‪.‬‬
‫وقال غي واحد من أهل العلم من أهل مكة‪ :‬كان موضع ملس ابن عباس ف زاوية زمزم الت تلي الصفا والوادي‬
‫وهو على يسار من دخل زمزم‪ ،‬وكان أول من عمل على ملسه القبة سليمان بن علي بن عبد ال بن عباس‪ ،‬وعلى‬
‫مكة يومئذ خالد بن عبد ال القسري عاملً لسليمان بن عبد اللك ث عملها أمي الؤمني أبو جعفر ف خلفته‪ ،‬وعمل‬
‫على زمزم شباكا ث عمله الهدي وعمل شباكي زمزم أيضا‪ ،‬فعمل ف ملس ابن عباس كنيسة ساج على رف ف‬
‫الركن على يسارك‪ ،‬أخبن جدي قال‪ :‬أول من عمل القبة الت على الصحفة الت بي زمزم وبي بيت الشراب‪،‬‬
‫الهدي ف خلفته عملها لم أبو بر الجوسي النجار كان جاء به عيسى بن علي بن عبد ال بن عباس إل مكة من‬
‫العراق‪ ،‬فعمل له سقوفا ف داره الت عند الروة وباب داره‪ ،‬سنة احدى وستي ومائة‪ ،‬قال أبو ممد الزاعي‪ :‬سعت‬
‫شيخا قديا من أهل مكة يذكر أن الهدي ومن كان أشار عليه بعملها انا تروا با موضع الدوحة الت أنزل إبراهيم‬
‫ابنه إساعيل وأمه هاجر تتها فبنيت هذه القبة ف موضع الدوحة وال عز وجل أعلم‪.‬‬
‫باب ذكر غور زمزم وما جاء ف ذلك‬

‫قال أبو الوليد‪ :‬كان ذرع زمزم من أعلها إل أسفلها ستي ذراعا‪ ،‬وف قعرها ثلث عيون‪ ،‬عي حذاء الركن‬
‫السود‪ ،‬وعي حذاء أب قبيس والصفا‪ ،‬وعي حذاء الروة‪ .‬ث كان قد قل ماؤها جدا حت كانت تم ف سنة ثلث‬
‫وعشرين وأربع وعشرين ومائتي‪ ،‬قال‪ :‬فضرب فيها تسعة أذرع سحا ف الرض ف تقوير جوانبها ث جاء ال‬
‫بالمطار والسيول ف سنة خس وعشرين ومائتي فكثر ماءها‪ ،‬وقد كان سال بن الراح قد ضرب فيها ف خلفة‬
‫الرشيد هارون أمي الؤمني أذرعا‪ ،‬وكان قد ضرب فيها ف خلفة الهدي أيضا‪ ،‬وكان عمر بن ماهان وهو على‬
‫البيد والصواف ف خلفة المي ممد بن الرشيد قد ضرب فيها وكان ماءها قد قل حت كان رجل يقال له‪ :‬ممد‬
‫بن مشي من أهل الطائف يعمل فيها‪ ،‬فقال‪ :‬أنا صليت ف قعرها‪ ،‬فغورها من رأسها إل البل أربعون ذراعا‪ ،‬ذلك‬
‫كله بنيان وما بقي فهو جبل منقور وهو تسعة وعشرون ذراعا‪ ،‬وذرع حبك زمزم ف السماء ذراعان وشب‪ ،‬وذرع‬
‫تدوير فم زمزم أحد عشر ذراعا‪ ،‬وسعة فم زمزم ثلثة أذرع وثلثا ذراع‪ ،‬وعلى البي ملب ساج مربع فيه اثنتا عشرة‬
‫كرة يستقى عليها‪ ،‬وأول من عمل الرخام على زمزم وعلى الشباك وفرش أرضها بالرخام أبو جعفر أمي الؤمني ف‬
‫خلفته ث عملها الهدي ف خلفته‪ ،‬ث غيه عمر بن فرج الرخجي ف خلفة أب إسحاق العتصم بال أمي الؤمني‬
‫سنة عشرين ومائتي‪ ،‬وكانت مكشوفة قبل ذلك ال قبة صغية على موضع البي وف ركنها الذي يلي الصفا على‬
‫يسارك كنيسة على موضع ملس ابن عباس رضي ال عنه‪ ،‬غيها عمر بن فرج فسقف زمزم كلها بالساج الذهب‬
‫من داخلها وجعل عليها من ظهرها الفسيفسا وأشرع لا جناحا صغيا كما يدور تربيعها وجعل ف الناح كما‬
‫يدور سلسل فيها قناديل يستصبح فيها ف الوسم وجعل على القبة الت بي زمزم وبي بيت الشراب الفسيفسا‪،‬‬
‫وكانت قبل ذلك تزوق ف كل موسم عمل ذلك كله ف سنة عشرين ومائتي‪.‬‬
‫ذكر حد السجد الرام وفضله وفضل الصلة فيه‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي قال‪ :‬أخبنا مسلم بن خالد قال‪ :‬سعت ممد بن الارث بن سفيان يدث عن‬
‫علي الزدي قال‪ :‬سعت أبا هريرة يقول‪ :‬إنا لنجد ف كتاب ال عز وجل ان حد السجد الرام من الزورة إل‬
‫السعى‪ ،‬وحدثن ممد بن يي قال‪ :‬حدثنا هشام بن سليمان عن عبد ال بن عكرمة عن أبيه عن عبد ال بن عمرو‬
‫بن العاصي انه قال‪ :‬أساس السجد الرام الذي وضعه إبراهيم من الزورة إل السعى إل مرج سيل أجياد قال‪:‬‬
‫والهدي وضع السجد على السعى‪ ،‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا عبد البار بن الورد الكي قال‪ :‬سعت عطاء بن أب‬
‫رباح يقول‪ :‬السجد الرام الرم كله‪ ،‬حدثنا عبد ال بن مسلمة القعنب قال‪ :‬حدثنا عيسى بن يونس عن العمش‬
‫عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أب ذر قال‪ :‬سألت رسول ال صلى ال عليه وسلم فقلت‪ :‬يا رسول ال أي الساجد‬
‫على وجه الرض وضع أول? قال‪ :‬السجد الرام قال‪ :‬قلت ث أي ? قال‪ :‬السجد القصى قال‪ :‬قلت‪ :‬كم كان‬
‫بينهما ? قال‪ :‬أربعون سنة ث حيث عرضت لك الصلة فصل فهو مسجد‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد حدثن جدي ومهدي بن أب الهدي قال‪ :‬حدثنا سفيان بن عيينة عن العمش عن إبراهيم التيمي‬
‫عن أبيه عن أب ذر قال‪ :‬سألت رسول ال صلى ال عليه وسلم فقلت‪ :‬يا رسول ال أي الساجد وضع أول ? قال‪:‬‬
‫جدي ف حديثه على وجه الرض مرة أو قال‪ :‬مثل ذلك قال‪ :‬قال‪ :‬السجد الرام قلت‪ :‬ث أي ? قال‪ :‬ث السجد‬
‫القصى قلت‪ :‬كم كان بينهما ? قال‪ :‬أربعون سنة‪ ،‬قلت‪ :‬ث أي ? قال‪ :‬ث حيث ما أدركتك الصلة فصل فإن‬
‫الرض كلها طهور‪.‬‬
‫وحدثن جدي قال‪ :‬حدثنا سفيان عن عبد اللك بن عمي عن قزعة عن أب سعيد الدري قال‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ :‬تشد الرحال إل ثلثة مساجد‪ :‬السجد الرام ومسجدي هذا والسجد القصى‪.‬‬
‫وحدثن جدي قال‪ :‬حدثنا سفيان عن عبد الكري الزري عن سعيد بن السيب قال‪ :‬استأذن رجل عمر بن الطاب‬
‫رضي ال عنه ف اتيان بيت القدس‪ ،‬فقال له‪ :‬اذهب فتجهز فإذا تهزت فاعلمن‪ ،‬فلما تهز جاءه فقال له عمر‪:‬‬
‫اجعلها عمرة قال‪ :‬ومر به رجلن وهو يعرض ابل الصدقة فقال لما‪ :‬من أين جئتما ? فقال‪ :‬من بيت القدس قال‪:‬‬
‫فعلها بالدرة وقال‪ :‬احج كحج البيت ? قال‪ :‬انا كنا متازين‪ ،‬وأخبنا جدي عن ممد بن ادريس عن الواقدي‬
‫قال‪ :‬أخبنا إبراهيم بن يزيد عن عطاء بن أب رباح قال‪ :‬جاء رجل إل رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم الفتح‬
‫فقال‪ :‬ان نذرت ان أصلي ف بيت القدس‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬ها هنا أفضل فصل فرد ذلك عليه‬
‫ثلثا‪ ،‬فقال النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬والذي نفس أب القاسم بيده الصلة ها هنا أفضل من ألف صلة فيما سواه‬
‫من البلدان‪.‬‬
‫حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا عبد البار بن الورد الكي عن ابن أب مليكة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫صلة ف مسجدي هذا خي من ألف صلة فيما سواه من الساجد‪ ،‬ال السجد الرام‪ ،‬وصلة ف السجد الرام‬
‫أفضل من خس وعشرين ألف صلة فيما سواه من الساجد‪.‬‬
‫حدثنا مهدي بن أب الهدي قال‪ :‬حدثنا بشر بن السري عن يزيد بن زريع قال‪ :‬حدثنا أبو رجاء قال‪ :‬سأل حفص‬
‫السن وأنا أسع عن قوله عز وجل ان أول بيت وضع للناس قال‪ :‬هو أول مسجد عبد ال فيه ف الرض‪ ،‬فيه آيات‬
‫بينات‪ ،‬قال‪ :‬فعدهن السن وأنا أنظر إل أصابعه‪ ،‬مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ول على الناس حج البيت‪،‬‬
‫حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا مسلم بن خالد الزني عن عمرو بن دينار‪ ،‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال تشد‬
‫الرحال إل ثلثة مساجد‪ ،‬إل مسجد إبراهيم ومسجد ممد ومسجد ايليا‪ ،‬وحدثن جدي قال‪ :‬حدثنا مسلم بن خالد‬
‫الزني عن إساعيل بن أمية قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬صلة ف مسجدي هذا خي من ألف صلة ال‬
‫ف السجد الرام‪ ،‬وفضل السجد الرام‪ ،‬فضل مائة صلة‪ ،‬حدثن جدي قال‪ :‬أخبنا مسلم بن خالد عن خلد ابن‬
‫عطاء عن عطاء بن أب رباح قال‪ :‬سعت ابن الزبي يقول‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬فضل السجد الرام‬
‫على مسجدي هذا مائة صلة‪ ،‬قال خلد‪ :‬فلقيت عمرو ابن شعيب فقلت‪ :‬ان عطاء بن أب رباح أخبن ان ابن‬
‫الزبي قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬فضل السجد الرام على مسجدي مائة صلة‪ ،‬فقال عمرو بن‬
‫شعيب‪ :‬أوهم عطاء انا قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬وفضل السجد الرام على مسجدي كفضل مسجدي‬
‫على الساجد‪ ،‬وأخبن مرز بن مسلمة عن مالك بن أنس عن زيد ابن رباح وعبيد ال بن أب عبد ال عن أب عبد‬
‫ال الغر عن أب هريرة ان النب صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬صلة ف مسجدي هذا خي من ألف صلة فيما سواه من‬
‫الساجد ال السجد الرام‪.‬‬
‫حدثن جدي‪ :‬قال‪ :‬حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن طلق بن حبيب عن قزعة قال‪ :‬أردت الروج إل الطور‬
‫فسألت ابن عمر فقال ابن عمر‪ :‬أما علمت ان النب صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬ل تشد الرحال إل إل ثلثة مساجد‪:‬‬
‫السجد الرام ومسجد النب صلى ال عليه وسلم والسجد القصى ودع عنك الطور فل تأته‪.‬‬
‫أول من أدار الصفوف حول الكعبة‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن سفيان بن عيينة قال‪ :‬أول من أدار الصفوف حول الكعبة خالد بن عبد ال‬
‫القسري‪ ،‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثن عبد الرحن بن حسن بن القاسم بن عقبة الزرقي عن أبيه قال‪ :‬كان الناس‬
‫يقومون قيام شهر رمضان ف أعلى السجد الرام‪ ،‬تركز حربة خلف القام بربوة فيصلي المام خلف الربة والناس‬
‫وراءه فمن أراد صلى مع المام ومن أراد طاف بالبيت وركع خلف القام‪ ،‬فلما ول خالد بن عبد ال القسري مكة‬
‫لعبد اللك بن مروان وحضر شهر رمضان‪ ،‬أمر خالد القراء أن يتقدموا فيصلوا خلف القام‪ ،‬وأدار الصفوف حول‬
‫الكعبة‪ ،‬وذلك إن الناس ضاق عليهم أعلى السجد فأدارهم حول الكعبة فقيل له‪ :‬تقطع الطواف لغي الكتوبة قال‪:‬‬
‫فأنا آمرهم يطوفون بي كل ترويتي سبعا فأمرهم ففصلوا بي كل ترويتي بطواف سبع‪ ،‬فقيل له‪ :‬فإنه يكون ف‬
‫مؤخر الكعبة وجوانبها من ل يعلم بانقضاء طواف الطائف من مصل وغيه فيتهيأ للصلة‪ ،‬فأمر عبيد الكعبة أن‬
‫يكبوا حول الكعبة يقولون‪ :‬لمد ل وال أكب‪ ،‬فإذا بلغوا الركن السود ف الطواف السادس سكتوا بي التكبيتي‬
‫سكتة حت يتهيأ الناس من ف الجر ومن ف جوانب السجد من مصل وغيه فيعرفون ذلك بانقطاع التكبي ويصلي‬
‫ويفف الصلي صلته ث يعودون إل التكبي حت يفرغوا من السبع‪ ،‬ويقوم مسمع فينادي الصلة رحكم ال‪ ،‬قال‪:‬‬
‫وكان عطاء بن أب رباح وعمرو بن دينار ونظراءهم من العلماء يرون ذلك ول ينكرونه‪.‬‬
‫حدثن جدي عن مسلم بن خالد الزني وسعيد بن سال قال‪ :‬حدثنا ابن جريج قال‪ :‬قلت لعطاء‪ :‬إذا قل الناس ف‬
‫السجد الرام أحب إليك أن يصلوا خلف القام أو يكونوا صفا واحدا حول الكعبة قال‪ :‬بل يكونوا صفا واحدا‬
‫حول الكعبة قال‪ :‬وتلى‪ :‬وترى اللئكة حافي من حول العرش‪.‬‬
‫موضع قبور عذارى بنات إساعيل عليه السلم ف السجد الرام‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري انه سع ابن الزبي على النب يقول‪ :‬إن‬
‫هذا الحدودب قبور عذارى بنات إساعيل عليه السلم يعن ما يلي الركن الشامي من السجد الرام قال‪ :‬وذلك‬
‫الوضع يسوى مع السجد فل ينشب أن يعود مدودبا منذ كان‪.‬‬
‫الصلة ف السجد الرام والناس يرون بي أيدي الصلي‬

‫حدثنا أبو الوليد قال حدثن جدي حدثنا سفيان بن عيينة عن كثي بن كثي بن الطلب بن أب وداعة السهمي عن‬
‫رجل من أهله عن جده الطلب بن أب وداعة السهمي‪ ،‬أنه رأى النب صلى ال عليه وسلم يصلي ما يلي باب بن‬
‫سهم والناس يرون بي يديه ليس بينهم وبينه شب‪.‬‬
‫انشاد الضالة ف السجد الرام‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا سفيان بن عيينة عن عبد الكري الزري قال‪ :‬سع النب صلى ال عليه‬
‫وسلم رجلً ف السجد يقول‪ :‬من دعا إل المل الحر ? قال‪ :‬ل‪ .‬جدت وقال‪ :‬ألذا بنيت الساجد ?‪ ،‬حدثن‬
‫ل ينشد ضالة ف‬
‫جدي قال‪ :‬حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن طاوس‪ ،‬أن النب صلى ال عليه وسلم سع رج ً‬
‫السجد الرام فقال‪ :‬ل وجدت‪.‬‬
‫باب ما جاء ف النوم ف السجد الرام‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن سفيان عن عمرو بن دينار قال‪ :‬كنا ننام ف السجد الرام زمان ابن الزبي‪،‬‬
‫حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا مسلم ابن خالد الزني عن ابن جريج قال‪ :‬قلت لعطاء‪ :‬أتكره النوم ف السجد الرام ?‬
‫قال‪ :‬ل بل أحبه‪.‬‬
‫الوضوء ف السجد الرام وما جاء ف ذلك‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي قال‪ :‬أخبنا مسلم بن خالد الزني عن ابن جريج عن عطاء انه كان يتوضأ ف‬
‫السجد الرام‪ ،‬وقال أبو ممد الزاعي‪ :‬يعن يتمسح بغي استنجاء ‪.‬‬
‫حدثن أحد بن ميسرة الكي قال‪ :‬حدثنا عبد الجيد بن عبد العزيز بن أب رواد عن أبيه قال‪ :‬رأيت عطاء وطاوسا‬
‫يكونان ف السجد الرام فربا توضأ وقال‪ :‬يفحص لما بعض جلسائهما عن البطحاء فيتوضآن وضوءا سابغا حت‬
‫الرجلي ل يكون من وضوء الصلة شيء أت منه ث تعاد البطحاء كما كانت‪.‬‬
‫ذكر ما كان عليه السجد الرام وجدرانه‬

‫وذكر من وسعه وعمارته إل أن صار إل ما هو عليه الن ذكر عمل عمر بن الطاب وعثمان رضي ال عنهما‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬أخبن جدي قال‪ :‬أخبنا مسلم بن خالد عن ابن جريج قال‪ :‬كان السجد الرام ليس عليه‬
‫جدرات ماطة انا كانت الدور مدقة به من كل جانب‪ ،‬غي أن بي الدور أبوابا يدخل منها الناس من كل نواحيه‬
‫فضاق على الناس فاشترى عمر بن الطاب رضي ال عنه دورا فهدمها وهدم على من قرب من السجد وأب بعضهم‬
‫أن يأخذ الثمن وتنع من البيع فوضعت أثانا ف خزانة الكعبة حت أخذوها بعد‪ ،‬ث أحاط عليه جدارا قصيا وقال‬
‫لم عمر‪ :‬انا نزلتم على الكعبة فهو فناؤها ول تنل الكعبة عليكم‪ ،‬ث كثر الناس ف زمن عثمان بن عفان رضي ال‬
‫عنه فوسع السجد واشترى من قوم وأب آخرون أن يبيعوا‪ ،‬فهدم عليهم فصيحوا به فدعاهم فقال‪ :‬انا جرأكم على‬
‫حلمي عنكم فقد فعل بكم عمر هذا فلم يصح به أحد فاحتذيت على مثاله فصيحتم ب ث أمر بم إل البس حت‬
‫كلمه فيهم عبد ال بن خالد بن أسيد فتركهم‪.‬‬
‫ذكر بنيان عبد ال بن الزبي رضي ال عنه‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي قال‪ :‬كان السجد الرام ماطا بدار قصي غي مسقف انا يلس الناس حول‬
‫السجد بالغداة والعشي يتبعون الفياء‪ ،‬فإذا قلص الظل قامت الجالس‪.‬‬
‫حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال‪ :‬سعت ابن الزبي وهو جالس على ضفي السجد‬
‫الرام وهو يقول لبن لعبد ال بن عامر‪ :‬لقد رأيتن وأباك وما لنا إل كذا وكذا وكان أبوك أكب من سنا‪ ،‬قال‬
‫سفيان‪ :‬ذكر شيئا فنسيته‪.‬‬
‫حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا عبد الرحن بن السن بن القاسم بن عقبة عن أبيه قال‪ :‬زاد ابن الزبي ف السجد الرام‬
‫واشترى دورا من الناس وأدخلها ف السجد فكان ما اشترى بعض دارنا يعن دار الزرق قال‪ :‬وكانت لصقة‬
‫بالسجد الرام وبابا شارع على باب بن شيبة الكبي على يسار من دخل السجد الرام‪ ،‬فاشترى نصفها فأدخله ف‬
‫السجد الرام ببضعة عشر ألف دينار قال‪ :‬وكتب لنا إل مصعب بن الزبي بالعراق يدفعها إلينا قال‪ :‬فركب منا‬
‫رجال فوجدوا مصعبا يقاتل عبد اللك بن مروان فلم يلبثوا إل يسيا حت قتل مصعب‪ ،‬فرجعوا إل مكة قال‪ :‬فجعل‬
‫ابن الزبي يعدنا ويدفعنا حت جاءه الجاج فحاصره فقتل‪ ،‬ول نأخذ شيئا فكلمنا ف ذلك الجاج بعد مقتل ابن‬
‫الزبي فقال‪ :‬أنا أبرد عن ابن الزبي هو ظلمكم فأنتم وهو أعلم‪ ،‬قال‪ :‬وكان ابن الزبي قد انتهى بالسجد إل أن‬
‫أشرعه على الوادي‪ ،‬ما يلي الصفا وناحية بن مزوم والوادي يومئذ ف موضع السجد اليوم‪ ،‬ث مضى به مصعدا من‬
‫وراء بيت الشراب لصقا به وبي جدر بيت الشراب الذي يلي الصفا وبي جدر السجد إل قدر ما ير الرجل وهو‬
‫منحرف ث أصعد به عن بيت الشراب مصعدا بقدر سبعة أذرع أو نو ذلك ث رده ف العراض وكانت زاوية السجد‬
‫الت تلي السعى ونو الوادي الزاوية الشرقية‪ ،‬ليس بينها وبي زاوية بيت الشراب الشرقية إل نوا من سبعة أذرع ث‬
‫رده عرضا على الطمار إل باب دار شيبة بن عثمان وهي يومئذ أدخل منها اليوم ف السجد الرام‪ ،‬ث رد جدار‬
‫السجد منحدرا على وجه دار الندوة وهي يومئذ داخلة ف السجد الرام وبابا ف وسط الصحن‪ ،‬أشار ل جدي إل‬
‫موضع يكون بينه وبي موضع الصف الول مثل ما بينه وبي الساطي الول من الطاق الول من السجد الرام‬
‫اليوم يكون على النصف أو نو ذلك من السطوانة المراء إل موضع الصف‪ ،‬الول فضرب جدي برجله ف هذا‬
‫الوضع فقال‪ :‬كان ها هنا باب دار الندوة وأخبنيه داود بن عبد الرحن العطار قال‪ :‬رأيت ابن هشام الخزومي وهو‬
‫أمي على مكة يرج من باب الندوة وهو يومئذ ف هذا الوضع‪ ،‬فادخل الطواف وأطوف سبعا قبل أن يصل إل‬
‫ل ويتقهقر أبدا‬
‫الركن السود قال‪ :‬يضع يديه على أكب شيخي من قريش بالباب‪ ،‬ث يشي الطاريح فيمشي قليلً قلي ً‬
‫حت يبلغ الركن فيستلمه‪ ،‬فلم يزل باب دار الندوة ف موضعه هذا حت زاد أبو جعفر أمي الؤمني ف السجد‪ ،‬فأخره‬
‫إل ما هو عليه اليوم‪ ،‬وكان هذا بنيان ابن الزبي الذي ذكرت ف هذا الكتاب‪ ،‬قال جدي ل أسع أحدا من سألت‬
‫من مشيخة أهل مكة وأهل العلم يذكرون غي ذلك‪ ،‬غي ان قد سعت من يذكر أن ابن الزبي كان قد سقفه فل‬
‫أدري أكله أم بعصه‪ ،‬قال‪ :‬ث عمره عبد اللك بن مروان ول يزد فيه ولكنه رفع جدرانه وسقفه بالساج وعمره عمارة‬
‫حسنة‪.‬‬
‫حدثنا جدي قال‪ :‬حدثنا سفيان بن عيينة عن سعيد بن فروة عن أبيه قال‪ :‬كنت على عمل السجد ف زمان عبد‬
‫اللك بن مروان قال‪ :‬فجعلوا ف رؤوس الساطي خسي مثقا ًل من ذهب ف رأس كل أسطوانة‪ ،‬حدثن جدي قال‪:‬‬
‫حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن يي بن جعدة عن زاذان بن فروخ قال‪ :‬مسجد الكوفة تسعة أجربة ومسجد‬
‫مكة تسعة أجربة وشيء‪ ،‬قال أبو الوليد‪ :‬قال جدي‪ :‬وذلك ف زمن ابن الزبي‬
‫ذكر عمل الوليد بن عبد اللك‬

‫حدثنا أبو ممد إسحاق بن أحد حدثنا أبو الوليد قال قال جدي‪ :‬ث عمر الوليد بن عبد اللك بن مروان السجد‬
‫الرام‪ ،‬وكان إذا عمل الساجد زخرفها قال‪ :‬فنقض عمل عبد اللك‪ ،‬وعمله عملً مكما وهو أول من نقل إليه‬
‫أساطي الرخام فعمله بطاق واحد بأساطي الرخام وسقفه بالساج الزخرف وجعل على رءوس الساطي الذهب‬
‫على صفايح الشبه من الصفر قال‪ :‬وأزر السجد بالرخام من داخله‪ ،‬وجعل ف وجه الطيقان ف أعلها الفسيفساء‬
‫وهو أول من عمله ف السجد الرام‪ ،‬وجعل للمسجد شرافات وكانت هذه عمارة الوليد بن عبد اللك‪.‬‬
‫عمل أمي الؤمني أب جعفر‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي قال‪ :‬ل يعمر السجد الرام بعد الوليد بن عبد اللك من اللفاء ول يزد فيه‬
‫شيئا‪ ،‬حت كان أبو جعفر أمي الؤمني فزاء ف شقه الشامي الذي يلي دار العجلة ودار الندوة ف أسفله ول يزد عليه‬
‫ف أعله ول ف شقه الذي يلي الوادي‪ ،‬قال‪ :‬فاشترى من الناس دورهم اللصقة بالسجد من أسفله حت وضعه على‬
‫منتهاه اليوم قال‪ :‬فكانت زاوية السجد الت تلي أجياد الكبي عند باب بن جح عند الحجار النادرة من جدر‬
‫السجد الذي عند بيت زيت قناديل السجد عند آخر منتهى أساطي الرخام من أول الساطي البيضة‪ ،‬فذهب به ف‬
‫العرض على الطمار حت انتهى إل النارة الت ف ركن السجد اليوم عند باب بن سهم وهو من عمل أب جعفر‪ ،‬ث‬
‫اصعد به على الطمار ف وجه دار العجلة حت انتهى إل موضع متزاور عند الباب الذي يرج منه إل دار حجي بن‬
‫أب أهاب‪ ،‬بي دار العجلة ودار الندوة‪ ،‬وكان الذي ول عمارة السجد لمي الؤمني أب جعفر‪ ،‬زياد بن عبيد ال‬
‫الارثي وهو أمي على مكة وكان على شرطته عبد العزيز بن عبد ال بن مسافع الشيب جد مسافع بن عبد الرحن‬
‫فلما انتهى به إل الوضع التزاور‪ ،‬ذهب عبد العزيز ينظر فإذا هو ان مضى به على الطمار أجحف بدار شيبة بن‬
‫عثمان وأدخل أكثرها ف السجد‪ ،‬فكلم زياد بن عبيد ال ف أن ييل عنه الطمار شيئا ففعل فلما صار إل هذا الوضع‬
‫التزاور أماله ف السجد‪ ،‬أمره على دار الندوة فأدخل أكثرها ف السجد‪ ،‬ث صار إل دار شيبة ابن عثمان فأدخل منها‬
‫إل الوضع الذي عند آخر عمل الفسيفساء اليوم ف الطاق الداخل من الساطي الت تلي دار شيبة ودار الندوة‪ ،‬فكان‬
‫هذا الوضع زاوية السجد وكانت فيه منارة من عمل أمي الؤمني أب جعفر‪ ،‬ث رده ف العراض حت وصله بعمل‬
‫الوليد بن عبد اللك الذي ف أعل السجد‪ ،‬وانا كان عمل أب جعفر طاقا واحدا وهو الطاق الول الداخل اللصق‬
‫بدار شيبة بن عثمان ودار الندوة ودار العجلة ودار زبيدة‪ ،‬فذلك الطاق هو عمل أب جعفر ل يغي ول يرك عن حاله‬
‫إل اليوم وانا عمل الفسيفساء فيه لنه كان وجه السجد وكان بناء السجد من شق الوادي من الحجار الت‬
‫وضعت عند بيت الزيت عند أول الساطي البيضة عند منتهى أساطي الرخام فكان من هذا الوضع مستقيما على‬
‫الطمار حت يلصق ببيت الشراب على ما وصفت ف صدر الكتاب‪ ،‬وكان عمل أب جعفر اياه بأساطي الرخام طاقا‬
‫واحدا وأزر السجد كما يدور من بطنه بالرخام وجعل ف وجه الساطي الفسيفساء‪ ،‬فكان هذا عمل أب جعفر‬
‫النصور على ما وصفت وكان ذلك كله على يدي زياد بن عبيد ال الارثي وكتب على باب السجد الذي ير منه‬
‫سيل السجد وهو سيل باب بن جح وهو آخر عمل أب جعفر من تلك الناحية بالفسيفساء السود ف فسيفساء‬
‫مذهب وهو قائم إل اليوم بسم ال الرحن الرحيم ممد رسول ال أرسله بالدى ودين الق ليظهره على الدين كله‬
‫ولو كره الشركون‪ ،‬إن أول بيت وضع للناس الذي ببكة مباركا إل قوله "غن عن العالي" أمر عبد ال أمي الؤمني‬
‫أكرمه ال بتوسعة السجد الرام وعمارته والزيادة فيه نظرا منه للمسلمي واهتماما بأمورهم‪ ،‬وكان الذي زاد فيه‬
‫الضعف ما كان عليه قبل وأمر ببنيانه وتوسعته ف الحرم سنة سبع وثلثي ومائة وفرغ منه ورفعت اليدي عنه ف‬
‫ذي الجة سنة أربعي ومائة بتيسي أمر ال بأمر أمي الؤمني ومعونة منه له عليه وكفاية منه له وكرامة أكرمه ال با‬
‫فأعظم ال أجر أمي الؤمني فيما نوى من توسعة السجد الرام وأحسن ثوابه عليه فجمع ال تعال له به خي الدنيا‬
‫والخرة وأعز نصره وأيده‪.‬‬
‫ذكر زيادة الهدي أمي الؤمني الول‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬أخبن جدي أحد بن ممد قال‪ :‬سعت عبد الرحن ابن السن بن القاسم بن عقبة يقول‪ :‬حج‬
‫الهدي سنة ستي ومائة فجرد الكعبة ما كان عليها من الثياب وأمر بعمارة السجد الرام وأمر أن يزاد ف أعله‬
‫ويشترى ما كان ف ذلك الوضع من الدور وخلف تلك الموال‪ ،‬وكان الذي أمر بذلك ممد بن عبد الرحن بن‬
‫هشام الوقص الخزومي وهو يومئذ قاضي أهل مكة‪ ،‬قال‪ :‬فاشترى الوقص الدور فما كان منها صدقة عزل ثنه‬
‫واشترى هو لهل الصدقة بثمن دورهم مساكن ف فجاج مكة عوضا من صدقاتم تكون لهل الصدقة على ما كانوا‬
‫فيه من شروط صدقاتم قال‪ :‬فاشترى كل ذراع ف ذراع مكسرا ما دخل ف السجد بمسة وعشرين دينارا‪ ،‬وما‬
‫دخل ف الوادي بمسة عشر دينارا قال‪ :‬فكان ما دخل ف ذلك الدم دار الزرق وهي يومئذ لصقة بالسجد الرام‬
‫على يي من خرج من باب بن شيبة بن عثمان الكبي‪ ،‬فكان ثنها ناحية ثانية عشر ألف دينار‪ ،‬وذلك إن أكثرها‬
‫دخل ف السجد ف زيادة ابن الزبي حي زاد فيه قال‪ :‬واشترى لم بثمنها مساكن عوضا من دارهم فهي ف أيديهم‬
‫إل اليوم‪ ،‬قال‪ :‬ودخلت أيضا دار خية بنت سباع الزاعية بلغ ثنها ثلثة وأربعي ألف دينار دفعت إليها وكانت‬
‫شارعة على السعى يومئذ قبل أن يؤخر السعى‪ ،‬قال‪ :‬ودخلت أيضا دار لل جبي بن مطعم قال‪ :‬ودخل أيضا بعض‬
‫دار شيبة بن عثمان‪ ،‬فاشترى جيع ما كان بي السعى والسجد من الدور فهدمها ووضع السجد على ما هو عليه‬
‫اليوم شارعا على السعى وجعل موضع دار القوارير رحبة فلم تزل على ذلك حت استقطعها جعفر بن يي بن خالد‬
‫بن برمك ف خلفة الرشيد هارون أمي الؤمني فبناها ث قبضها حاد الببري بعد ذلك فبن باطنها بالقوارير وبن‬
‫ظاهرها بالرخام والفسيفساء‪ ،‬وكان الذي زاد الهدي ف السجد ف الزيادة الول ان مضى بدره الذي يلي الوادي‬
‫إذ كان لصقا ببيت الشراب حت انتهى به إل حد باب بن هاشم الذي يقال له‪ :‬باب البطحاء على سوق اللقان‬
‫إل حده الذي يلي باب بن هاشم الذي عليه العلم الخضر الذي يسعى منه من أقبل من الروة يريد الصفا‪ ،‬وموضع‬
‫ذلك بي لن تأمله فكان ذلك الوضع زاوية السجد وكانت فيه منارة شارعة على الوادي والسعى وكان الوادي‬
‫لصقا بما ير ف بطن السجد اليوم قبل أن يؤخر الهدي السجد إل منتهاه اليوم من شق الصفا والوادي ث رده على‬
‫مطماره حت انتهى به إل زاوية السجد الت تلي الذاءين وباب بن شيبة الكبي إل موضع النارة اليوم ث رد جدر‬
‫السجد منحدرا حت لقي به جدر السجد القدي من بناء أب جعفر أمي الؤمني قريبا من باب دار شيبة‪ ،‬من وراء‬
‫الباب منحدرا عن الباب باسطوانتي من الطاق اللصق بدر السجد إل منتهى عمل الفسيفساء من ذلك الطاق‬
‫الداخل وذلك الفسيفساء وحده وجدر السجد منحدرا إل أسفل السجد‪ ،‬عمل أب جعفر أمي الؤمني فكان هذا‬
‫الذي زاد الهدي ف السجد ف الزيادة الول‪ ،‬وكان أبو جعفر أمي الؤمني انا جعل ف السجد من الظلل طاقا‬
‫واحدا وهو الطاق الول اللصق بدر السجد اليوم فأمر الهدي بأساطي الرخام فنقلت ف السفن من الشام حت‬
‫أنزلت بدة ث جرت على العجل من جدة إل مكة‪ ،‬فجعلت أساطي لا هندم الهدي ف أعلى السجد ثلثة صفوف‬
‫وجعل بي يدي الطاق الذي كان بناه أبو جعفر ما يلي دار الندوة ودار العجلة وأسفل السجد إل موضع بيت‬
‫الزيت عند باب بن جح صفي حت صارت ثلثة صفوف‪ ،‬وهي الطيقان الت ف السجد اليوم ل تغي‪ ،‬قال‪ :‬ولا‬
‫وضع الساطي حفر لا ارباضا على كل صف من الساطي جدرا مستقيما ث رد بي الساطي جدرات أيضا‬
‫بالعرض حت صارت كالصليب على ما أصف ف كتاب هذا‪.‬‬
‫فلما ان قرر الرباض على قرار الرض حت انبط الاء بناها بالنورة والرماد والص حت إذا استوى بالرباض على‬
‫وجه الرض وضع فوقها الساطي على ما هي عليه اليوم‪ ،‬ول يكن حول الهدي ف الدم الول من شق الوادي‬
‫والصفا شيئا أقره على حاله طاقا واحدا وذلك لضيق السجد ف تلك الناحية انا كان بي جدر الكعبة اليمان وبي‬
‫جدر السجد الذي يلي الوادي والصفا تسعة وأربعون ذراعا ونصف ذراع‪ ،‬فهذه زيادة الهدي الول ف عمارته‬
‫إياه‪ ،‬فالذي ف السجد من البواب من عمل أب جعفر أمي الؤمني من أسفل السجد باب بن جح وهو ثلث‬
‫طيقان ومن تته يرج سيل السجد الرام كله ومن بي يديه بلط ير عليه سيل السجد‪ ،‬وف دار زبيدة بابان كانا‬
‫يرجان إل زقاق‪ ،‬كان بي السجد والدار الت صارت لزبيدة؛ وكان ذلك الزقاق طريقا مسلوكا ما سد إل حديثا‬
‫والبابان مبوبان‪ ،‬ومن عمل أب جعفر النصور أيضا باب بن سهم وهو طاق واحد وباب عمرو بن العاص وبابان ف‬
‫دار العجلة طاقا طاقا كانا يرجان إل زقاق‪ ،‬كان بي دار العجلة وبي جدر السجد وكان طريقا مسلوكا ير فيه‬
‫سيل السويقة وسيل ما أقبل من جبل شيبة بن عثمان‪ ،‬ول تزل تلك الطريق على ذلك حت سدها يقطي بن موسى‬
‫حي بن دار العجلة قدم الدار إل جدر السجد وأبطل الطريق وجعل تت الدار سربا مستقيما مسقفا ير تته السيل‬
‫وذلك السرب على حاله إل اليوم وسد أحد باب السجد الذي كان ف ذلك الزقاق وهو الباب السفل منهما‬
‫وموضعه بي ف جدر السجد وجعل الباب الخر بابا لدار العجلة ضيقه وبوبه وهو باب دار العجلة إل اليوم‪ ،‬وما‬
‫جعل أيضا أبو جعفر الباب الذي يسلك منه إل دار حجي بن أب إهاب بي دار العجلة ودار الندوة وباب دار‬
‫الندوة‪ ،‬فهذه البواب السبعة من عمل أب جعفر أمي الؤمني‪ ،‬وأما البواب الت من زيادة الهدي الول فمنها الباب‬
‫الذي ف دار شيبة بن عثمان وهو طاق واحد‪ ،‬ومنها الباب الكبي الذي يدخل منه اللفاء كان يقال له‪ :‬باب بن عبد‬
‫شس ويعرف اليوم بباب بن شيبة الكبي وهو ثلث طيقان وفيه اسطوانتان وبي يديه بلط مفروش من حجارة وف‬
‫عتبة الباب حجارة طوال مفروش با العتبة‪ ،‬قال أبو الوليد‪ :‬سألت جدي عنها فقلت‪ :‬أبلغك أن هذه الجارة الطوال‬
‫كانت أوثانا ف الاهلية تعبد فإن أسع بعض الناس يذكرون ذلك ? فضحك وقال‪ :‬ل‪ ،‬لعمري ما كانت بأوثان‪ ،‬ما‬
‫يقول هذا إل من ل علم له انا هي حجارة كانت فضلت ما قلع القسري لبكته الت يقال لا‪ :‬بركة البدي بفم‬
‫الثقبة‪ ،‬واصل ثبي كانت حول البكة مطروحة حت نقلت حي بن الهدي السجد فوضعت حيث رأيت‪ ،‬ومنها‬
‫الباب الذي ف دار القوارير كان شارعا على رحبة ف موضع الدار وهو طاق واحد‪ ،‬ومنها باب النب صلى ال عليه‬
‫وسلم وهو الباب الذي مقابل زقاق العطارين وهو الزقاق الذي يسلك منه إل بيت خدية بنت خويلد رضي ال‬
‫عنها وهو طاق واحد‪ ،‬ومنها باب العباس بن عبد الطلب وهو الباب الذي عنده العلم الخضر الذي يسعى منه من‬
‫أقبل من الروة يريد الصفا وهو ثلث طيقان وفيه اسطوانتان‪ ،‬فهذه المسة البواب الت عملها الهدي ف الزيادة‬
‫الول‪.‬‬
‫ذكر زيادة الهدي الخرة ف شق الوادي من السجد الرام‬

‫قال أبو الوليد ممد بن عبد ال الزرقي‪ :‬قال جدي‪ :‬لا بن الهدي السجد الرام وزاد الزيادة الول‪ ،‬اتسع أعله‬
‫وأسفله وشقه الذي يلي دار الندوة الشامي‪ ،‬وضاق شقه اليمان الذي يلي الوادي والصفا‪ ،‬فكانت الكعبة ف شق‬
‫السجد‪ ،‬وذلك إن الوادي كان داخلً لصقا بالسجد ف بطن السجد اليوم‪ ،‬قال‪ :‬وكانت الدور وبيوت الناس من‬
‫ورائه ف موضع الوادي اليوم انا كان موضعه دور الناس‪ ،‬وانا كان يسلك من السجد إل الصفا ف بطن الوادي‪ ،‬ث‬
‫يسلك ف زقاق ضيق حت يرج إل الصفا من التفاف البيوت فيما بي الوادي والصفا‪ ،‬وكان السعى ف موضع‬
‫السجد الرام اليوم‪ ،‬وكان باب دار ممد بن عباد بن جعفر عند حد ركن السجد الرام اليوم‪ ،‬عند موضع النارة‬
‫الشارعة ف نو الوادي‪ ،‬فيها علم السعى‪ ،‬وكان الوادي ير دونا ف موضع السجد الرام اليوم‪ ،‬قال أبو الوليد‪ :‬فلما‬
‫حج الهدي أمي الؤمني سنة أربع وستي ومائة ورأى الكعبة ف شق من السجد الرام‪ ،‬كره ذلك‪ ،‬وأحب أن تكون‬
‫متوسطة ف السجد‪ ،‬فدعا الهندسي فشاورهم ف ذلك‪ ،‬فقدروا ذلك‪ ،‬فإذا هو ل يستوي لم من أجل الوادي‬
‫والسيل‪ ،‬وقالوا‪ :‬ان وداي مكة له أسيال عارمة‪ ،‬وهو واد حدور‪ ،‬ونن ناف إن حولنا الوادي عن مكانه أن ل‬
‫ينصرف لنا على ما نريد‪ ،‬مع إن وراءه من الدور والساكن ما تكثر فيه الؤنة‪ ،‬ولعله أن ل يتم‪ ،‬فقال الهدي‪ :‬ل بد‬
‫ل من أن أوسعه حت أوسط الكعبة ف السجد على كل حال‪ ،‬ولو أنفقت فيه ما ف بيوت الموال‪ ،‬وعظمت ف‬
‫ذلك نيته‪ ،‬واشتدت رغبته‪ ،‬ولج بعمله‪ ،‬فكان من أكب هه‪ ،‬فقدروا ذلك وهو حاضر‪ .‬ونصبت الرماح على الدور‪،‬‬
‫من أول موضع الوادي إل آخره‪ ،‬ث ذرعوه من فوق الرماح حت عرفوا ما يدخل ف السجد من ذلك وما يكون‬
‫للوادي فيه منه‪ ،‬فلما نصبوا الرماح على جنبت الوادي وعلم ما يدخل ف السجد من ذلك‪ ،‬وزنوه مرة بعد مرة‬
‫وقدروا ذلك‪ ،‬ث خرج الهدي إل العراق وخلف الموال‪ ،‬فاشتروا من الناس دورهم‪ ،‬فكان ثن كلما دخل ف‬
‫السجد من ذلك كل ذراع مكسر بمسة وعشرين دينارا‪ ،‬وكان ثن كل ما دخل ف الوادي خسة عشر دينارا‪،‬‬
‫وأرسل إل الشام وإل مصر‪ ،‬فنقلت أساطي الرخام ف السفن حت أنزلت بدة‪ ،‬ث نقلت على العجل من جدة إل‬
‫مكة‪ ،‬ووضعوا أيديهم فهدموا الدور وبنوا السجد‪ ،‬فابتدأوا من أعله من باب بن هاشم الذي يستقبل الوادي‬
‫والبطحاء‪ ،‬ووسع ذلك الباب وجعل بازائه من أسفل السجد مستقبله بابا آخر‪ ،‬وهو الباب الذي يستقبل فج خط‬
‫الزامية‪ ،‬يقال له‪ :‬باب البقالي‪ ،‬فقال الهندسون‪ :‬إن جاء سيل عظيم فدخل السجد خرج من ذلك الباب‪ ،‬ول يمل‬
‫ف شق الكعبة‪ ،‬فابتدأوا عمل ذلك ف سنة سبع وستي ومائة‪ ،‬واشتروا الدور وهدموها‪ ،‬فهدموا أكثر دار ابن عباد بن‬
‫جعفر العايذي‪ ،‬وجعلوا السعى والوادي فيهما فهدموا ما كان بي الصفا والوادي من الدور‪ ،‬ث حرفوا الوادي ف‬
‫موضع الدور حت لقوا به الوادي القدي‪ ،‬بباب أجياد الكبي بفم خط الزامية‪ ،‬فالذي زيد ف السجد من شق الوادي‬
‫تسعون ذراعا من موضع جدر السجد الول إل موضعه اليوم‪ ،‬وانا كان عرض السجد الول من جدر الكعبة‬
‫اليمان إل جدر السجد اليمان‪ ،‬الشارع على الوادي الذي يلي باب الصفا‪ ،‬تسع وأربعون ذراعا ونصف ذراع‪ ،‬ث‬
‫بن منحدرا حت دخلت دار أم هانئ بنت أب طالب‪ ،‬وكانت عندها بي جاهلية‪ ،‬كان قصي حفرها‪ ،‬فدخلت تلك‬
‫البي ف السجد‪ ،‬فحفر الهدي عوضا منها البي الت على باب البقالي الذي ف حد ركن السجد الرام اليوم‪ ،‬ث‬
‫مضوا ف بنائه بأساطي الرخام وسقفه بالساج الذهب النقوش‪ ،‬حت توف الهدي سنة تسع وستي ومائة وقد انتهوا‬
‫إل آخر منتهى أساطي الرخام من أسفل السجد‪ ،‬فاستخلف موسى أمي الؤمني‪ ،‬فبادر القوام باتام السجد‪،‬‬
‫ل دون عمل الهدي ف الحكام‬ ‫وأسرعوا ف ذلك‪ ،‬وبنوا أساطينه بجارة‪ ،‬ث طليت بالص‪ ،‬وعمل سقفه عم ً‬
‫والسن‪ ،‬فعمل الهدي ف ذلك الشق من أعلى السجد إل منتهى آخر أساطي الرخام‪ ،‬ومن ذلك الوضع‪ ،‬عمل ف‬
‫خلفة موسى إل النارة الشارعة‪ ،‬على باب أجياد الكبي‪ ،‬ث منحدرا ف عرض السجد‪ ،‬إل باب بن جح‪ ،‬إل‬
‫الحجار النادرة من بيت الزيت‪ ،‬حت وصل بعمل أب جعفر وعمل الهدي ف الزيادة الول‪ ،‬فهذا جيع ما عمر ف‬
‫السجد الرام وما أحدث فيه إل اليوم‪ ،‬وكان ف موضع الدار الت يقال لا‪ :‬دار جعفر بن يي بن خالد بن برمك‪،‬‬
‫بي باب البقالي وباب الياطي‪ ،‬لصقة بالسجد الرام‪ ،‬رحبة بي يدي السجد‪ ،‬حت استقطعها جعفر بن يي ف‬
‫خلفة الرشيد هارون أمي الؤمني‪ ،‬فبناها ول يتم أعلها حت جاء نعيه‪ ،‬ول يتم جناحها وأعلها‪.‬دار الت يقال لا‪:‬‬
‫دار جعفر بن يي بن خالد بن برمك‪ ،‬بي باب البقالي وباب الياطي‪ ،‬لصقة بالسجد الرام‪ ،‬رحبة بي يدي‬
‫السجد‪ ،‬حت استقطعها جعفر بن يي ف خلفة الرشيد هارون أمي الؤمني‪ ،‬فبناها ول يتم أعلها حت جاء نعيه‪،‬‬
‫ول يتم جناحها وأعلها‪.‬‬
‫باب ذراع السجد الرام‬

‫قال أبو الوليد‪ :‬ذرع السجد الرام مكسرا مائة ألف ذراع وعشرون ألف ذراع‪ ،‬وذرع السجد طولً‪ ،‬من باب بن‬
‫جح إل باب بن هاشم‪ ،‬الذي عنده العلم الخضر مقابل دار العباس بن عبد الطلب‪ ،‬أربعمائة ذراع وأربعة أذرع مع‬
‫جدريه ير ف بطن الجر لصقا بدر الكعبة‪ ،‬وعرضه من باب دار الندوة إل الدار الذي يلي الوادي عند باب‬
‫الصفا لصقا بوجه الكعبة ثلثائة ذراع وأربعة أذرع‪ ،‬وذرع عرض السجد الرام‪ ،‬من النارة الت عند السعى إل‬
‫النارة الت عند باب بن شيبة الكبي‪ ،‬مائتا ذراع وثانية وسبعون ذراعا‪ ،‬وذرع عرض السجد الرام‪ ،‬من منارة باب‬
‫أجياد إل منارة بن سهم‪ ،‬مائتا ذراع وثانية وسبعون ذراعا‪.‬‬
‫باب عدد أساطي السجد الرام‬
‫وعدد أساطي السجد الرام من شقه الشرقي‪ ،‬مائة وثلث اسطوانات‪ ،‬ومن شقه الغرب‪ ،‬مائة اسطوانة وخس‬
‫اسطوانات‪ ،‬ومن شقه الشامي‪ ،‬مائة وخس وثلثون اسطوانة‪ ،‬ومن سقه اليمان‪ ،‬مائة واحدى وأربعون اسطوانة‪،‬‬
‫فجميع ما فيه من الساطي أربعمائة اسطوانة وأربع وثانون اسطوانة‪ ،‬طول كل اسطوانة عشرة أذرع‪ ،‬وتدويرها‬
‫ثلثة أذرع‪ ،‬وبعضها يزيد على بعض ف الطول والغلظ‪ ،‬ومنها على البواب عشرون اسطوانة‪ ،‬على البواب الت تلي‬
‫السعى منها ست‪ ،‬ومنها على البواب الت تلي الوادي والصفا عشر‪ ،‬ومنها على البواب الت تلي باب بن جح‬
‫أربع‪ ،‬وذرع ما بي كل اسطوانتي من أساطينه‪ ،‬ستة أذرع وثلث عشرة اصبعا‪.‬‬
‫صفة الساطي‬
‫الساطي الت كراسيها مذهبة‪ ،‬ثلثائة واحدى وعشرون‪ ،‬منها ف الظلل الت تلي دار الندوة‪ ،‬مائة وثلث وثلثون‪،‬‬
‫ومنها ف الظلل الت تلي باب بن جح‪ ،‬أربع وخسون‪ ،‬ومنها ف الظلل الت تلي الوادي‪ ،‬اثنتان وأربعون‪ ،‬ومنها ف‬
‫الظلل الت تلي السعى‪ ،‬اثنتان وتسعون‪ ،‬وف ثلث أساطي من العدد‪ ،‬كراسيها حر وف الشق الذي يلي الوادي‪،‬‬
‫منها ما يلي بطن السجد كرسيان‪ ،‬ومنها ف الظلل‪ ،‬واحدة‪ ،‬وفوق الكراسي الت على الساطي‪ ،‬مل بن ساج‬
‫منقوشة بالزخرف والذهب‪ ،‬قال أبو الوليد‪ :‬وف الساطي‪ ،‬أربع وأربعون اسطوانة مبنية بالجارة‪ ،‬ليست برخام‬
‫مطلي عليها الص‪ ،‬وهي ما عمل بعد موت الهدي‪ ،‬ف خلفة موسى بن الهدي‪ ،‬منها ف الظلل الت تلي باب بن‬
‫جح‪ ،‬ست وعشرون‪ ،‬ومنها ف الظلل الت تلي الوادي‪ ،‬ثان عشرة‪ ،‬وعلى ست عشرة اسطوانة من أساطي الرخام‪،‬‬
‫كراسيها العليا من حجارة منقوشة بالص‪ ،‬منها واحدة ما يلي باب بن جح‪ ،‬ومنها ف الشق الذي يلي الوادي خس‬
‫عشرة‪ ،‬أربع تلي بطن السجد‪ ،‬واحدى عشرة ف الظلل‪ ،‬ومن الساطي من الرخام سبع وعشرون‪ ،‬كراسيها الت‬
‫تلي الرض حجارة‪ ،‬وهي من عمل أمي الؤمني أب جعفر‪ ،‬منها ف شق دار العجلة سبع‪ ،‬ومنها ف شق بن جح‬
‫عشرون‪ ،‬وعدد الساطي الت تلي أبواب السجد الرام من كل ناحية‪ ،‬مائة واحدى وخسون‪ ،‬ما يلي دار الندوة‬
‫خس وأربعون‪ ،‬وما يلي باب بن جح ثلثون‪ ،‬وما يلي الوادي أربع وأربعون‪ ،‬وما يلي السعى اثنتان وثلثون‪ ،‬وف‬
‫الساطي اسطوانتان حراوان مططتان ببياض‪ ،‬واسطوانتان ما يلي بطن السجد على باب دار الندوة‪ ،‬احداها‬
‫بنفسجية‪ ،‬والخرى حراء‪ ،‬وف شق باب بن شيبة الكبي‪ ،‬اسطوانتان بيضاوان ملونتان مرزتان مسيتان‪ ،‬وما يلي‬
‫بطن السجد أيضا‪ ،‬اسطوانتان عدسيتان برشاوان‪ ،‬وعلى باب السعى اسطوانتان خضراوان مسيتان ملونتان‪ ،‬وها‬
‫على باب العباس بن عبد الطلب‪ ،‬واسطوانة غباء‪ ،‬وما يلي بطن السجد على باب الوادي ما يلي السجد‪ ،‬وهي‬
‫أغلظ اسطوانة ف السجد‪ ،‬خضراء‪ ،‬وما يلي بطن السجد من شق الوادي‪ ،‬اسطوانتان منقوشتان مكتوبتان بالذهب‬
‫إل أنصافهما‪ ،‬وها على باب الصفا‪ ،‬قال إسحاق‪ :‬احداها فيها كتاب من جنس الجر أصفى من لونا‪ ،‬وهو‪ :‬ال‬
‫أول بالؤمني‪ ،‬إل انه قد نقر عليه فأفسد‪ ،‬وهو بي من خلقة الجر‪ ،‬واسطوانتان أيضا على باب الصفا بذاها ما‬
‫يلي السوق‪ ،‬منقوشتان مكتوبتان بالذهب‪ ،‬بينهما طريق النب صلى ال عليه وسلم من السجد إل الصفا‪ ،‬وف وجه‬
‫السجد ما يلي الصفا اسطوانتان مسيتان شارعتان ف السجد‪ ،‬احداها ف أعلى هذا الشق والخرى ف أسفله‪.‬‬
‫صفة الطاقات وعددها وكم ذرعها‬

‫قال أبو الوليد‪ :‬وعلى الساطي أربعمائة طاقة وثان وتسعون طاقة‪ ،‬منها ف الظلل الت تلي دار الندوة‪ ،‬مائة واثنتان‬
‫وأربعون طاقة‪ ،‬ومنها ف الظلل الت تلي الوادي‪ ،‬مائة وخس وأربعون طاقة‪ ،‬ومنها ف الظلل الت تلي السعى‪ ،‬تسع‬
‫وتسعون طاقة‪ ،‬ومنها ف الظلل الت تلي شق بن جح‪ ،‬مائة واثنتا عشرة طاقة‪ ،‬ومنها ف الطيقان الت تلي بطن‬
‫السجد الرام‪ ،‬مائة واحدى وخسون‪ ،‬من ذلك ما يلي دار الندوة ست وأربعون‪ ،‬ومنها ما يلي باب بن جح تسع‬
‫وعشرون‪ ،‬ومنها ما يلي الوادي خس وأربعون‪ ،‬ومنها ما يلي السعى احدى وثلثون‪ ،‬وذرع ما بي الركن السود‬
‫إل مقام إبراهيم عليه السلم‪ ،‬تسعة وعشرون ذراعا وتسع أصابع‪ ،‬وذرع ما بي جدر الكعبة من وسطها إل القام‬
‫سبعة وعشرون ذراعا‪ ،‬وذرع ما بي شاذروان الكعبة إل القام ستة وعشرون ذراعا ونصف‪ ،‬ومن الركن الشامي إل‬
‫القام ثانية وعشرون ذراعا وتسع عشرة اصبعا‪ ،‬ومن الركن الذي فيه الجر السود إل حد حجرة زمزم‪ ،‬ستة‬
‫وثلثون ذراعا ونصف‪ ،‬ومن الركن السود إل رأس زمزم أربعون ذراعا‪ ،‬ومن وسط جدر الكعبة إل حد السعى‬
‫مائتا ذراع وثلثة عشر ذراعا‪ ،‬ومن وسط جدر الكعبة إل الدر الذي يلي باب بن جح مائة ذراع وتسعة وتسعون‬
‫ذراعا‪ ،‬ومن وسط جدر الكعبة إل الدر الذي يلي الوادي مائة ذراع واحد وأربعون ذراعا وثان عشرة اصبعا‪،‬‬
‫ومن وسط جدر الكعبة الذي يلي الجر إل الدر الذي يلي دار الندوة مائة ذراع وتسعة وثلثون ذراعا وأربع‬
‫عشرة اصبعا‪ ،‬ومن ركن الكعبة الشامي إل حد النارة الت تلي الروة مائتا ذراع وأربعة وستون ذراعا‪ ،‬ومن ركن‬
‫الكعبة الغرب إل حد النارة الت تلي باب بن سهم مائتا ذراع وثانية أذرع ونصف‪ ،‬ومن الركن اليمان إل النارة‬
‫الت تلي أجياد الكبي مائتا ذراع وثانية عشر ذراعا وست عشرة اصبعا‪ ،‬ومن الركن السود إل النارة الت تلي‬
‫السعى والوادي مائتا ذراع وثانية عشر ذراعا‪ ،‬ومن الركن السود إل وسط باب الصفا مائة ذراع وخسون ذراعا‬
‫وست أصابع‪ ،‬ومن الركن الشامي إل وسط باب بن شيبة مائتا ذراع وخسة وأربعون ذراعا وخس أصابع‪ ،‬ومن‬
‫الركن السود إل سقاية العباس‪ ،‬وهو بيت الشراب خسة وتسعون ذراعا‪ ،‬ومن باب بن شيبة إل الروة ثلثائة‬
‫ذراع وتسعة وتسعون ذراعا‪ ،‬ومن الركن السود إل الصفا مائتا ذراع واثنان وتسعون ذراعا وثان عشرة اصبعا‪،‬‬
‫ومن القام إل جدر السجد الذي يلي السعى مائة ذراع وثانية وثانون ذراعا‪ ،‬ومن القام إل الدر الذي يلي باب‬
‫بن جح مائتا ذراع وثانية عشر ذراعا‪ ،‬ومن القام إل الدر الذي يلي دار الندوة مائة ذراع وخسة وأربعون ذراعا‪،‬‬
‫ومن القام إل الدر الذي يلي الصفا مائة ذراع وأربعة وستون ذراعا ونصف‪ ،‬ومن القام إل جدر حجرة زمزم اثنان‬
‫وعشرون ذراعا‪ ،‬ومن القام إل حرف بي زمزم أربعة وعشرون ذراعا وعشرون اصبعا‪ ،‬ومن وسط سقاية العباس إل‬
‫جدر السجد الذي يلي السعى مائة ذراع‪ ،‬ومن وسط السقاية إل الدر الذي يلي باب بن جح مائتا ذراع واحد‬
‫وتسعون ذراعا‪ ،‬ومن وسط السقاية إل الدر الذي يلي دار الندوة مائتا ذراع‪ ،‬ومن وسط السقاية إل الدر الذي‬
‫يلي الوادي خسة وثانون ذراعا‪.‬‬
‫صفة أبواب السجد الرام وعددها وذرعها‬

‫قال أبو الوليد‪ :‬وف السجد الرام من البواب‪ ،‬ثلثة وعشرون بابا‪ ،‬فيها ثلث وأربعون طاقا‪ ،‬منها ف الشق الذي‬
‫يلي السعى وهو الشرقي‪ ،‬خسة أبواب‪ ،‬وهي إحدى عشرة طاقا من ذلك‪ ،‬الباب الول وهو الباب الكبي الذي يقال‬
‫له‪ :‬باب بن شيبة وهو باب بن عبد شس بن عبد مناف‪ ،‬وبم كان يعرف ف الاهلية والسلم عند أهل مكة‪ ،‬فيه‬
‫اسطوانتان وعليه ثلث طاقات‪ ،‬والطاقات طولا عشرة أذرع‪ ،‬ووجهها منقوش بالفسيفساء‪ ،‬وعلى الباب روشن‬
‫ساج منقوش مزخرف بالذهب والزخرف‪ ،‬طول الروشن سبعة وعشرون ذراعا‪ ،‬وعرضه ثلثة أذرع ونصف‪ ،‬ومن‬
‫الروشن إل الرض سبعة عشر ذراعا‪ ،‬وما بي جدري الباب أربعة وعشرون ذراعا‪ ،‬وجدرا الباب ملبسان برخام‬
‫أبيض وأحر‪ ،‬وف العتبة أربع مراقي داخلة‪ ،‬ينل با ف السجد‪ ،‬والباب الثان طاق طوله عشرة أذرع‪ ،‬وعرضه سبعة‬
‫أذرع‪ ،‬كان فتح ف رحبة ف موضع دار القوارير‪ ،‬وهو باب دار القوارير‪ ،‬والباب الثالث طاق واحد طوله عشرة‬
‫أذرع وعرضه سبعة أذرع‪ ،‬وهو باب النب صلى ال عليه وسلم‪ ،‬كان يرج منه ويدخل فيه من منله الذي ف زقاق‬
‫العطارين‪ ،‬يقال له‪ :‬مسجد خدية ابنة خويلد‪ ،‬يصعد إليه من السعى بمسة درجات‪ ،‬والباب الرابع فيه اسطوانتان‬
‫وعليه ثلث طاقات طول كل طاقة ثلثة عشر ذراعا‪ ،‬ووجوه الطاقات وداخلها منقوشة بالفسيفساء‪ ،‬وعلى الباب‬
‫روشن ساج منقوش بالزخرف والذهب طوله ستة وعشرون ذراعا وعرضه ثلثة أذرع ونصف‪ ،‬ومن أعلى الروشن‬
‫إل العتبة ثلثة وعشرون ذراعا‪ ،‬وما بي جدري الباب أحد وعشرون ذراعا‪ ،‬والدران ملبسان رخاما أبيض وأحر‬
‫وأخضر ورخاما موها منقوشا بالذهب‪ ،‬ويرتقى إل الباب بسبع درجات‪ ،‬وهو باب العباس بن عبد الطلب‪ ،‬وعنده‬
‫علم السعى من خارج‪ ،‬والباب الامس وهو باب بن هاشم وهو مستقبل الوادي‪ ،‬وسعة ما بي جدري الباب أحد‬
‫وعشرون ذراعا‪ ،‬وفيه اسطوانتان عليهما ثلث طاقات طول كل طاقة ثلثة عشر ذراعا‪ ،‬ووجوه الطاقات وداخلها‬
‫منقوش بالفسيفساء‪ ،‬وعارضتا الباب ملبستان صفايح رخام أبيض وأخضر وأحر ورخاما منقوشا موها‪ ،‬وفوق الباب‬
‫روشن ساج منقوش بالذهب والزخرف طوله‪ ،‬أربعة وعشرون ذراعا‪ ،‬وعرضه ثلثة أذرع ونصف‪ ،‬ومن أعلى‬
‫الروشن إل عتبة الباب ثلثة وعشرون ذراعا‪ ،‬وف عتبة الباب سبع درجات إل بطن الوادي‪.‬‬
‫وف الشق الذي يلي الوادي‪ ،‬وهو شق السجد اليمان‪ ،‬سبعة أبواب وسبعة عشر طاقا‪ ،‬منها الباب الول فيه اسطوانة‬
‫عليها طاقان طول كل طاقة ف السماء ثلثة عشر ذراعا ونصف‪ ،‬وما بي جدري الباب أربعة عشر ذراعا وثان‬
‫عشرة اصبعا‪ ،‬وف العتبة اثنتا عشرة درجة إل بطن الوادي‪ ،‬وهو الباب العلى يقال له‪ :‬باب بن عائذ‪ ،‬والباب الثان‬
‫فيه اسطوانة عليها طاقان طول كل طاقة ثلثة عشر ذراعا ونصف‪ ،‬وما بي جدري الباب أربعة عشر ذراعا ونصف‪،‬‬
‫وف العتبة اثنتا عشرة درجة ف بطن الوادي‪ ،‬وهو باب بن سفيان ابن عبد السد‪ ،‬والباب الثالث وهو باب الصفا فيه‬
‫أربع أساطي عليها خس طاقات‪ ،‬طول كل طاقة ف السماء ثلثة عشر ذراعا ونصف‪ ،‬والطاق الوسط أربعة عشر‬
‫ذراعا‪ ،‬ووجوه الطاقات وداخلها منقوش بالفسيفساء‪ ،‬واسطوانتا الطاق الوسط من أنصافهما منقوشتان مكتوب‬
‫عليهما بالذهب‪ ،‬وما بي جدر الباب ستة وثلثون ذراعا وجدر الباب ملبس رخاما منقوشا بالذهب ورخاما أبيض‬
‫وأحر وأخضر ولون اللزورد‪ ،‬وف عتبة الباب اثنتا عشرة درجة‪ ،‬وف الدرجة الرابعة‪ ،‬إذا خرجت من السجد حذو‬
‫الطاق الوسط‪ ،‬حجر فيه من رصاص‪ ،‬ذكروا إن النب صلى ال عليه وسلم وطئ ف موضعها حي خرج إل الصفا‪،‬‬
‫قال أبو ممد الزاعي‪ :‬لا غرق السجد وما حوله من السعى والوادي والطريق‪ ،‬ف سنة إحدى وثاني ومائتي‪ ،‬ف‬
‫خلفة التعضد بال ظهر من درج البواب أكثر ما كان ذكر الزرقي‪ ،‬فكان عدد ما ظهر من درج أبواب الوادي‬
‫كله من أعلى السجد إل أسفله‪ ،‬اثنت عشرة درجة لكل باب‪ ،‬قال أبو الوليد‪ :‬وكان ف موضعه زقاق ضيق يرج منه‬
‫من مضى من الوادي يريد الصفا‪ ،‬فكانت هذه الرصاصة ف وسط الزقاق يتحرا با ويذونا موطأ النب صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ ،‬وكان يقال لذا الباب‪ :‬باب بن عدي بن كعب كانت دور بن عدي ما بي الصفا إل السجد وموضع‬
‫النبزة‪ ،‬الت يسقى فيها الاء عند البكة هلم جرا إل السجد‪ ،‬فلما وقعت الرب بي بن عدي بن كعب وبي بن‬
‫عبد شس‪ ،‬تولت بنو عدي إل دور بن سهم‪ ،‬وباعوا رباعهم ومنازلم هنالك جيعا إل آل صداد وآل الومل‪ ،‬وقد‬
‫كتبت ذكر ذلك ف موضع الرباع من هذا الكتاب‪ ،‬ويقال له اليوم‪ :‬باب بن مزوم‪ ،‬والباب الرابع فيه اسطوانة عليها‬
‫طاقان طول كل طاق منها ثلثة عشر ذراعا ونصف‪ ،‬وما بي جدري الباب خسة عشر ذراعا وف عتبة الباب اثنتا‬
‫عشرة درجة ف بطن الوادي‪ ،‬ويقال هذا الباب‪ :‬باب بن مزوم‪ ،‬والباب الامس فيه اسطوانة عليها طاقان طول كل‬
‫طاق ثلثة عشر ذراعا ونصف‪ ،‬وما بي جدري الباب خسة عشر ذراعا‪ ،‬وف عتبة الباب اثنتا عشرة درجة‪ ،‬وهذا‬
‫الباب من أبواب بن مزوم‪ ،‬والباب السادس فيه اسطوانة عليها طاقان طول كل طاق ف السماء ثلثة عشر ذراعا‬
‫ونصف‪ ،‬وما بي جدري الباب خسة عشر ذراعا‪ ،‬وف عتبة الباب اثنتا عشرة درجة‪ ،‬وكان يقال لذا الباب‪ :‬باب‬
‫بن تيم‪ ،‬وكان بذا دار عبد ال بن جدعان ودار عبد ال بن معمر بن عثمان التيمي‪ ،‬فدخلتا ف الوادي حي وسع‬
‫الهدي السجد‪ ،‬وقد فضلت من دار ابن جدعان فضلة‪ ،‬وهي بأيديهم إل اليوم‪ ،‬والباب السابع فيه اسطوانة عليها‬
‫طاقان طول كل طاق ثلثة عشر ذراعا واثنتا عشرة اصبعا‪ ،‬وما بي جدري الباب أربعة عشر ذراعا وثان عشرة‬
‫اصبعا‪ ،‬وف عتبة الباب اثنتا عشرة درجة‪ ،‬وهذا الباب ما يلي دور بن عبد شس وبن مزوم‪ ،‬وكان يقال له‪ :‬باب أم‬
‫هانء ابنة أب طالب‪ ،‬وعلى الساطي الت على البواب كراسي ما يلي الوادي‪ ،‬وباب بن هاشم وباب بن جح‬
‫ساج منقوشة بالزخرف والذهب‪.‬‬
‫وف الشق الذي يلي بن جح ستة أبواب وعشر طاقات‪ ،‬الباب الول وهو يلي النارة الت تلي أجياد الكبي‪ ،‬فيه‬
‫اسطوانة عليها طاقان طول كل طاق ثلثة عشر ذراعا‪ ،‬وما بي جدري الباب خسة عشر ذراعا‪ ،‬وف عتبة الباب‬
‫ثان درجات‪ ،‬وهو يقال‪ :‬له باب بن حكيم بن حزام‪ ،‬وباب بن الزبي بن العوام‪ ،‬والغالب عليه باب الزامية يلي‬
‫الط الزامي‪ ،‬والباب الثان فيه اسطوانتان عليهما ثلث طاقات‪ ،‬طول كل طاق ف السماء ثلثة عشر ذراعا‪ ،‬وما‬
‫بي جدري الباب أحد وعشرون ذراعا‪ ،‬وف عتبة الباب سبع درجات‪ ،‬وهذا الباب يستقبل دار عمرو بن عثمان بن‬
‫عفان‪ ،‬يقال له اليوم‪ :‬باب الياطي‪ ،‬والباب الثالث فيه اسطوانة عليها طاقان طول كل طاق ف السماء عشرة أذرع‪،‬‬
‫ووجه الطاقي منقوش بالفسيفساء‪ ،‬وما بي جدري الباب خسة عشر ذراعا‪ ،‬وف عتبة الباب سبع درجات‪ ،‬وبي‬
‫يدي الباب بلط ير عليه سيل السجد من سرب تت هذا الباب‪ ،‬وذلك الفسيفساء من عمل أب جعفر أمي‬
‫الؤمني‪ ،‬وهو آخر عمله ف ذلك الوضع‪ ،‬وهو باب بن جح قال أبو السن‪ :‬قد كان هذا على ما ذكره الزرقي‪،‬‬
‫حت كانت أيام جعفر القتدر بال أمي الؤمني‪ ،‬وكان يتول الكم بكة ممد بن موسى‪ ،‬فغي هذين البابي العروف‬
‫أحدها بالياطي والخر ببن جح‪ ،‬وجعل ما بي داري زبيدة مسجدا‪ ،‬وصلة بالسجد الكبي عمله بأروقة وطاقات‬
‫وصحن‪ ،‬وجعله شارعا على الوادي العظم بكة‪ ،‬فاتسع الناس به وصلوا فيه‪ ،‬وذلك كله ف سنة ست وسنة سبع‬
‫وثلثائة‪ ،‬قال أبو الوليد‪ :‬والباب الرابع طاق طوله ف السماء عشرة أذرع وعرضه خسة أذرع‪ ،‬وعليه باب مبوب‬
‫كان يشرع ف زقاق بي دار زبيدة وبي السجد‪ ،‬وكان ذلك الزقاق مسلوكا‪ ،‬وهو باب أب البختري بن هاشم‬
‫السدي‪ ،‬كان يستقبل داره الت دخلت ف دار زبيدة وفيها بي السود بن الطلب بن أسد‪ ،‬وهو الباب الذي يصعد‬
‫منه اليوم إل دار زبيدة‪ ،‬والباب الامس طاق طوله ف السماء عشرة أذرع‪ ،‬وعرضه أربعة أذرع واثنتا عشرة أصبعا‪،‬‬
‫والباب مبوب يشرع ف زقاق دار زبيدة أيضا‪ ،‬والباب السادس طاق طوله ف السماء عشرة أذرع وعرضه سبعة‬
‫أذرع‪ ،‬وف العتبة عشر درجات وهو باب بن سهم‪.‬‬
‫وف الشق الذي يلي دار الندوة ودار العجلة‪ ،‬وهو الشق الشامي‪ ،‬من البواب ستة أبواب‪ ،‬الباب الول وهو يلي‬
‫النارة الت تلي بن سهم‪ ،‬طاق طوله ف السماء عشرة أذرع وعرضه أربعة أذرع‪ ،‬وف العتبة ست درجات‪ ،‬وهو باب‬
‫عمرو بن العاص‪ ،‬والباب الثان قد سد ف دار العجلة‪ ،‬وموضعه بي لن يقابله‪ ،‬والباب الثالث هو باب دار العجلة‪،‬‬
‫والباب الرابع هو باب قعيقعان طاق طوله ف السماء عشرة أذرع وعرضه تسعة أذرع وست أصابع‪ ،‬وف عتبة الباب‬
‫من خارج بلط من حجارة وينل منه إل بطن السجد بست درجات‪ ،‬ويقال ثان درجات‪ ،‬ويقال له باب حجي‬
‫بن أب اهاب‪ ،‬قال أبو ممد الزاعي‪ :‬وهو حجي بن أب اهاب التيمي‪ ،‬وهي الدار الت بينهما الطريق إل قعيقعان‪،‬‬
‫ل للسلطان‪ ،‬والخرى لصقة بدار العروس ودار جعفر‬ ‫كانتا اقطعتا عمرو بن الليث الصفار‪ ،‬ث صارت احداها اصطب ً‬
‫بن ممد فيها بيوت تسكن‪ ،‬قال أبو الوليد‪ :‬وينل منه إل بطن السجد بست درجات وبي يدي الباب من خارج‬
‫بلط من حجارة‪ ،‬والباب الامس هو باب دار الندوة‪ ،‬والباب السادس طاق واحد طوله ف السماء تسعة أذرع‬
‫وعرضه خسة أذرع‪ ،‬وف عتبة هذا الباب ثان درجات ف بطن السجد‪ ،‬وهو باب دار شيبة بن عثمان‪ ،‬يسلك منه‬
‫إل السويقة‪ ،‬وف هذا الشق درجة يصعد منها إل دار المارة‪ ،‬وهي دار السلمة درجة رخام عليها درابزين‪ ،‬وف هذا‬
‫الشق جناح من دار العجلة‪ ،‬كان أشرع للمهدي أيام بنيت ف سنة ستي ومائة فلم يزل ذلك الناح على حاله حت‬
‫جاءت البيضة‪ ،‬فقطعه حسي بن حسن العلوي‪ ،‬ووضع الناح لصقا بالكواء الت كانت أبواب الناح ف سنة‬
‫مائتي ف الفتنة فلم يزل على ذلك‪ ،‬حت أمر أمي الؤمني العتصم بال ف سنة احدى وعشرين ومائتي‪ ،‬بعمارة دار‬
‫العجلة فاشرع الناح وجعل شباكه بالديد وجعلت عليه أبواب مزررة تطوى وتنشر فهو قائم إل اليوم‪.‬‬
‫ذرع جدرات السجد الرام‬

‫قال أبو الوليد‪ :‬ذرع الدر الذي يلي السعى‪ ،‬وهو الشرقي ثانية عشر ذراعا ف السماء‪ ،‬وطول الدر الذي يلي‬
‫الوادي‪ ،‬وهو الشق اليمان ف السماء اثنان وعشرون ذراعا‪ ،‬وطول الدر الذي يلي بن جح‪ ،‬وهو الغرب‪ ،‬اثنان‬
‫وعشرون ذراعا ونصف‪ ،‬وطول الدر الذي يلي دار الندوة‪ ،‬وهو الشق الشامي‪ ،‬تسعة عشر ذراعا ونصف‪.‬‬
‫الشرافات الت ف بطن السجد وخارجه‬

‫قال أبو الوليد‪ :‬وعدد الشرافات الت على جدرات السجد من خارجه مائتا شرافة واثنتان وسبعون شرافة ونصف‪،‬‬
‫منها ف الدر الذي يلي السعى‪ ،‬ثلث وسبعون شرافة‪ ،‬ومنها ف الدر الذي يلي الوادي مائة وتسع عشرة‪ ،‬ومنها‬
‫ف الدر الذي يلي بن جح خس وسبعون‪ ،‬ومنها ف الدر الذي يلي دار الندوة خس شرافات ونصف‪ ،‬وف‬
‫جدرات السجد من خارج روازن منقوشة بالص‪ ،‬وطاقات نافذة إل السجد ووجهها منقوش بالص‪ ،‬وعلى‬
‫الطاقات شباك حديد‪ ،‬ووجوه طاقات البواب ووجوه الشرف منقوش بالص‪ ،‬وسيل سطح السجد من الشق الذي‬
‫يلي السعى والشق الذي يلي دار الندوة‪ ،‬يري سيله ف سربي مفورين على جدرات السجد‪ ،‬ث يسيل ف اسطوانة‬
‫مبنية على باب بن شيبة الكبي‪ ،‬ث يصي إل سقاية مدبولة على باب السجد بي يدي دار القوارير عليها شباك وباب‬
‫يغلق‪ ،‬وسيل شق الوادي وشق بن جح‪ ،‬يسيل ف سرب قد جعل ف الدار‪ ،‬كان يسيل ف سقاية عند الياطي‪،‬‬
‫مدلولة كانت اليزران أم الليفتي موسى وهارون‪ ،‬قد حفرتا هناك ف موضع الرحبة الت استقطعها جعفر بن يي‪،‬‬
‫فبن فيها الدار الت على البقالي والياطي‪ ،‬ث صارت بعد لزبيدة‪ ،‬فلما بنيت هذه الدار‪ ،‬صرف سيل السجد‪ ،‬فصار‬
‫يري ف سرب عظيم‪ ،‬وهو ميزاب من ساج يسكب على البي الت على باب البقالي الت حفرها الهدي عوضا من‬
‫بي قصي بن كلب‪ ،‬الت يقال لا‪ :‬العجول‪ ،‬دخلت ف السجد الرام حي وسعه الهدي‪.‬‬
‫ذكر عدد الشراف الت ف بطن السجد وما يشرع من الطيقان ف الصحن‬
‫وف شق السجد الشرقي الذي فيه السعى احد وثلثون طاقا فوقها مائة شرفة مصصة‪ ،‬وف الشق الذي يلي باب بن‬
‫شيبة الصغي ودار الندوة ستة وأربعون طاقا فوقها مائة وأربع وسبعون شرافة‪ ،‬وف الشق اليمان خسة وأربعون طاقا‬
‫فوقها مائة وخسون شرفة مصصة‪ ،‬وف الشق الغرب تسعة وعشرون طاقا فوقها أربع وتسعون شرافة‪ ،‬وبي مرج‬
‫النب صلى ال عليه وسلم من الصفا وبي الركن الذي فيه منارة السعى تسعة عشر طاقا‪ ،‬فهذا ما ف بطن السجد من‬
‫الشرف البيض‪ ،‬وأما خارج السجد فبعض الشرف قائم وبعضه داخل ف الدور‪.‬‬
‫ذكر صفة سقف السجد‬

‫وللمسجد الرام سقفان أحدها فوق الخر‪ ،‬فأما العلى منهما فمسقف بالدرم اليمان‪ ،‬وأما السفل فمسقف‬
‫بالساج والسيلج اليد‪ ،‬وبي السقفي فرجة قدر ذراعي ونصف‪ ،‬والسقف الساج مزخرف بالذهب‪ ،‬مكتوب ف‬
‫دوارات من خشب‪ ،‬فيه قوارع القرآن وغي ذلك من الصلة على النب صلى ال عليه وسلم والدعاء للمهدي‪.‬‬
‫ذكر البواب الت يصلى فيها على النائز بكة الشرفة‬

‫وهي ثلثة أبواب‪ ،‬منها باب العباس بن عبد الطلب رضي ال عنه ويعرف ببن هاشم‪ ،‬فيه موضع قد هندم للجنائز‬
‫لتوضع فيه‪ ،‬ومنها باب بن عبد شس وهو باب بن شيبة الكبي‪ ،‬ومنها باب الصفا وفيه موضع قد هندم أيضا فوضع‬
‫فيه النائز‪ ،‬وعلى باب الصفا صلي على سفيان بن عيينة حي مات‪ ،‬فهذه البواب الت يصلى فيها على النائز‪،‬‬
‫وكان الناس فيما مضى من الزمان يصلون على الرجل الذكور ف السجد الرام‪.‬‬
‫ذكر منارات السجد الرام وعددها وصفتها‬

‫وف السجد الرام أربع منارات يؤذن فيها مؤذنو السجد‪ ،‬وهي ف زوايا السجد على سطحه‪ ،‬يرتقى إليها بدرج‪،‬‬
‫وعلى كل منارة باب يغلق عليها شارع ف السجد الرام‪ ،‬وعلى روس النارات شراف‪ ،‬فأولا النارة الت تلي باب‬
‫بن سهم‪ ،‬تشرف على دار عمرو بن العاص‪ ،‬وفيها يؤذن صاحب الوقت بكه‪ ،‬والنارة الثانية تلي أجياد تشرف على‬
‫الزورة وسوق الياطي‪ ،‬وفيها يسحر الؤذن ف شهر رمضان‪ ،‬والنارة الثالثة تشرف على دار ابن عباد ودار‬
‫السفيانيي على سوق الليل‪ ،‬ويقال لا‪ :‬منارة الكيي‪ ،‬والنارة الرابعة بي الشرق والشام وهي مطلة على دار المارة‬
‫وعلى الذائي والردم‪ ،‬وفيها يتعبد أبو الجاج الراسان‪ ،‬ويكون فيها بالليل والنهار‪ ،‬ويصلي الصلوات فيها ول‬
‫ينحدر منها إل من جعة إل جعة‪ ،‬وكان رجلً صالا فيما ذكروا‪.‬‬
‫ذكر قناديل السجد الرام وعددها والثريات الت فيه وتفسي أمرها‬
‫قال أبو الوليد‪ :‬وعدد قناديل السجد الرام أربعمائة قنديل وخسة وخسون قنديلً‪ ،‬والثريات الت يستصبح فيها ف‬
‫شهر رمضان وف الوسم ثان ثريات‪ ،‬أربع صغار‪ ،‬وأربع كبار‪ ،‬يستصبح ف الكبار منها ف شهر رمضان وف الواسم‪،‬‬
‫ويستصبح منها بواحدة ف ساير السنة على باب دار المارة‪ ،‬وهذه الثريات ف معاليق من شبه‪ ،‬ولا قصب من شبه‪،‬‬
‫تدخل هذه القصبة ف حبل ث تعل ف جوانب السجد الربعة‪ ،‬ف كل جانب واحدة يستصبح فيها ف رمضان‬
‫فيكون لا ضوء كثي ث ترفع ف سائر السنة‪.‬‬
‫ذكر ظلة الؤذني الت يؤذن فيها الؤذنون يوم المعة إذا خرج المام‬
‫قال أبو الوليد‪ :‬أول من عمل الظلة للمؤذني الت على سطح السجد يؤذنون فيها الؤذنون يوم المعة‪ ،‬والمام على‬
‫النب عبد ال بن ممد بن عمران الطلحي‪ ،‬وهو أمي مكة ف خلفة الرشيد هارون أمي الؤمني‪ ،‬وكان الؤذنون‬
‫يلسون هناك يوم المعة ف الشمس ف الصيف والشتاء‪ ،‬فلم تزل تلك الظلة على حالا‪ ،‬حت عمر السجد الرام ف‬
‫خلفة جعفر التوكل على ال أمي الؤمني ف سنة أربعي ومائتي فهدمت تلك الظلة وعمرت وزيد فيها‪ ،‬فهي قائمة‬
‫إل اليوم‪.‬‬
‫باب ما جاء ف منب مكة‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن عبد الرحن بن حسن عن أبيه قال‪ :‬أول من خطب بكة على منب‪ ،‬معاوية‬
‫بن أب سفيان‪ ،‬قدم به من الشام سنة حج ف خلفته‪ ،‬منب صغي على ثلث درجات‪ ،‬وكانت اللفاء والولة قبل‬
‫ذلك‪ ،‬يطبون يوم المعة على أرجلهم قياما ف وجه الكعبة وف الجر‪ ،‬وكان ذلك النب الذي جاء به معاوية‪ ،‬ربا‬
‫خرب‪ ،‬فيعمر ول يزاد فيه‪ ،‬حت حج الرشيد هارون أمي الؤمني ف خلفته‪ ،‬وموسى بن عيسى عامل له على مصر‬
‫فأهدى له منبا عظيما ف تسع درجات منقوش‪ ،‬فكان منب مكة‪ ،‬ث أخذ منب مكة القدي فجعل بعرفة‪ ،‬حت أراد‬
‫الواثق بال الج فكتب‪ ،‬فعمل له ثلثة منابر‪ :‬منب بكة‪ ،‬ومنب بن‪ ،‬ومنب بعرفة‪ ،‬فمنب هارون الرشيد ومنابر الواثق‬
‫كلها بكة إل اليوم‪.‬‬
‫صفة ما كانت عليه زمزم وحجرتا وحوضها قبل أن تغي ف خلفة العتصم بال ف سنة تسع عشرة ومائتي‬
‫وذلك ما كان عمل الهدي أمي الؤمني ف خلفته‬
‫قال أبو الوليد‪ :‬وكان ذرع وجه حجرة زمزم‪ ،‬الذي فيه بابا‪ ،‬وهو ما يلي السعى اثن عشر ذراعا وتسع عشرة‬
‫اصبعا‪ ،‬وذرع الشق الذي يلي القام عشرة أذرع واثنتا عشرة اصبعا‪ ،‬وذرع الشق الذي يلي الكعبة تسعة أذرع‬
‫وخس عشرة اصبعا‪ ،‬وذرع الشق الذي يلي الوادي والصفا ثلثة عشر ذراعا وثلث أصابع‪ ،‬وذرع طول حجرة‬
‫زمزم من خارج ف السماء خسة أذرع‪ ،‬من ذلك الجارة ذراعان واثنتا عشرة اصبعا‪ ،‬عليها الرخام والساج ذراعان‬
‫واثنتا عشرة اصبعا‪ ،‬ويدور ف وسط الدر حوض ف جوانب زمزم كلها‪ ،‬طول الوض ف السماء تسع عشرة‬
‫اصبعا‪ ،‬وعرضه ثان عشرة اصبعا‪ ،‬وطول الدر من داخل ذراعان‪ ،‬والدر الذي داخله وخارجه وبطن الوض‪،‬‬
‫وجدرانه ملبس رخاما‪ ،‬وعرض الدر ذراع وأربع أصابع‪ ،‬وعلى الدر حجرة ساج‪ ،‬من ذلك سقف على الوض‬
‫طوله ف السماء عشرون اصبعا‪ ،‬وتت السقف ستة وثلثون طاقا‪ ،‬يؤخذ منها الاء من الوض‪ ،‬ويتوضأ منها‪ ،‬طول‬
‫كل طاق عشرون اصبعا وعرضه أربع عشرة اصبعا‪ ،‬منها ف الوجه الذي يلي القام اثنا عشر طاقا‪ ،‬ومنها ف الوجه‬
‫الذي يلي الكعبة اثنا عشر طاقا‪ ،‬وف الوجه الذي يلي الوادي اثنا عشر طاقا‪ ،‬وحجرة الساج مشبكة‪ ،‬وذرع سعة‬
‫باب حجرة زمزم ف السماء ثلثة أذرع‪ ،‬وعرض الباب ذراعان وهو ساج مشبك‪ ،‬وبطن حجرة زمزم مفروش برخام‬
‫حول البي‪ ،‬ومن حد البي إل عتبة باب الجرة أربعة أذرع ونصف‪ ،‬وذرع تدوير رأس البي من خارج خسة عشر‬
‫ذراعا ونصف‪ ،‬وتدويرها من داخل اثنا عشر ذراعا ونصف‪ ،‬وعلى الجرة أربع أساطي ساج عليها ملب ساج‬
‫مربع‪ ،‬فيه اثنتا عشرة بكرة‪ ،‬يستقى عليها الاء‪ ،‬وف حد مؤخره ما يلي الوادي‪ ،‬كنيسة ساج يكون فيها القيم‪ ،‬ويقال‬
‫انا ملس عبد ال بن عباس رضي ال عنه‪ ،‬وفوق اللب حجرة ساج عليها قبة‪ ،‬خارجها أخضر‪ ،‬ث غيت‬
‫بالفسيفساء‪ ،‬وداخلها أصفر وف حد حجرة زمزم اسطوانة ساج‪ ،‬مستقبل الركن الذي فيه الجر السود‪ ،‬فوقها قبة‬
‫من شبه‪ ،‬يسرج فيها بالليل لهل الطواف‪ ،‬وهو الذي يقال له‪ :‬مصباح زمزم ث ناه عمر ابن فرج الرخجي عن زمزم‬
‫حي غيت وبنيت‪ ،‬فلما بعث أمي الؤمني الواثق بال رحه ال بعمد مصابيح الشبه‪ ،‬رمي بذلك العمود الذي كان‬
‫يسرج عليه وأخرج من السجد‪.‬‬
‫ذكر ما غي من عمل زمزم ف خلفة أمي الؤمني العتصم بال سنة عشرين ومايتي وأول من عمل الرخام عليها‬
‫قال أبو الوليد‪ :‬كان أول من عمل الرخام على زمزم والشباك وفرش أرضها بالرخام‪ ،‬أبو جعفر أمي الؤمني ف‬
‫خلفته‪ ،‬ث عملها الهدي ف خلفته‪ ،‬ث عمره عمر بن فرج الرخجي ف خلفة أب إسحاق العتصم بال أمي الؤمني‪،‬‬
‫ف سنة عشرين ومائتي وكانت مكشوفة قبل ذلك‪ ،‬إل قبة صغية على موضع البي‪ ،‬ث غيها عمر بن فرج فسقف‬
‫زمزم كلها بالساج الذهب من داخل‪ ،‬وجعل ف الناح كما يدور سلسل فيها قناديل‪ ،‬يستصبح فيها ف الوسم‪،‬‬
‫وجعل على القبة الت بي زمزم وبيت الشراب الفسيفساء‪ ،‬وكانت قبل ذلك تزوق ف كل موسم‪ ،‬عمل ذلك كله ف‬
‫سنة عشرين ومائتي‪.‬‬
‫صفة القبة وحوضها وذرعها‬

‫قال أبو الوليد‪ :‬وذرع ما بي حجرة زمزم إل وسط جدر الوض الذي قدام السقاية الت عليه القبة‪ ،‬أحد وعشرون‬
‫ذراعا ونصف‪ ،‬وذرع سعة الوض من وسطه اثنا عشر ذراعا وتسع أصابع ف مثله‪ ،‬وذرع تدوير الوض من داخل‬
‫تسعة وثلثون ذراعا‪ ،‬وذرع تدويره من خارج أربعون ذراعا‪ ،‬وهو مفروش بالرخام‪ ،‬وجدره ملبس رخاما‪ ،‬حت‬
‫غيه عمر بن فرج الرخجي‪ ،‬فجعل جداره بجر مفجري منقوش‪ ،‬وفرش أرضه بالرخام‪ ،‬وذرع طول جدره‪ ،‬من‬
‫داخل ف السماء‪ ،‬عشر أصابع وعرضه ثان أصابع‪ ،‬وف وسطه رخامة منقوشة يرج منها الاء ف فوارة ترج من‬
‫الوض الذي ف حجرة زمزم‪ ،‬إذا دخلت الجرة على يينك‪ ،‬ث يرج ف قناة رصاص حت يرج ف وسط الوض‬
‫من هذه الفوارة‪ ،‬وهو الوض الذي كان يسقى فيه النبيذ‪ ،‬وبي الوض الذي ف زمزم الذي يرج منه الاء إل هذا‬
‫الوض الكبي الذي عليه القبة‪ ،‬ثانية وعشرون ذراعا‪ ،‬وحول هذا الوض اثنتا عشرة اسطوانة ساج‪ ،‬طول كل‬
‫اسطوانة أربعة أذرع‪ ،‬وما بي حد الساطي ووجه زمزم أربعة عشر ذراعا‪ ،‬وفوق الساطي حجرة ساج طولا ف‬
‫السماء ذراعان‪ ،‬وعلى الجرة قبة ساج خارجها أخضر وداخلها أصفر‪ ،‬طول القبة من وسطها من داخل أربعة عشر‬
‫ذراعا‪ ،‬وكانت هذه القبة عملها الهدي ف خلفته سنة ستي ومائة‪ ،‬عملها أبو بر الجوسي النجار‪ ،‬الذي كان جاء‬
‫به عيسى بن علي بن عبد ال بن عباس من العراق‪ ،‬يعمل أبواب داره الت على الروة يقال لا‪ :‬دار مرمة‪ ،‬ويعمل‬
‫سقوفها ف سنة ستي ومائة‪ ،‬قال أبو الوليد‪ :‬أخبن بذلك جدي‪ ،‬وكانت تزوق ف كل سنة‪ ،‬حت أمر با عمر بن‬
‫فرج سنة تسع عشرة ومائتي‪ ،‬فجعل عليها الفسيفساء‪ ،‬فثقلت ودقت أساطينها الساج عنها‪ ،‬فقلعها ممد بن‬
‫الضحاك ف سنة عشرين ومائتي‪ ،‬نزع اسطوانة اسطوانة ويدعم ما فوقها‪ ،‬فبدلت أساطي جللً‪ ،‬أجل من الساطي‬
‫الت كانت قبلها من ساج‪ ،‬وجعل الساطي من حجارة منقوشة‪ ،‬دفنها حت ل يأكل الاء الشب إذا دفن ف‬
‫الرض‪ ،‬وسكب بي الشب وبي الجارة الرصاص‪ ،‬وف جدر الوض الذي عليه القبة حجر‪ ،‬بيال السقاية سقاية‬
‫العباس بن عبد الطلب‪ ،‬فيه قناة من رصاص إل الوض الداخل ف السقاية‪ ،‬يصب فيه النبيذ إل الوض الذي فيه‬
‫القبة أيام التشريق وأيام الج‪ ،‬وبي الوضي ستة أذرع‪ ،‬قال أبو ممد الزاعي‪ :‬فلما كان ف سنة ست وخسي‬
‫ومائتي‪ ،‬ف خلفة الهتدي بال‪ ،‬قدم خادم على عمارة السجد يقال له‪ :‬بسر‪ ،‬فغي أرض هذه القبة نقض رخامها‪ ،‬ث‬
‫كبسها حت ارتفعت أرضها‪ ،‬وجعل فيها بركة صغية يرج فيها الاء من الفوارة الت ف بطنها‪ ،‬وجعل عليها شباكا‬
‫من خشب بأبواب تغلق وكان أول عمل الصحفة الكشوفة‪ ،‬وقد كان قبل ذلك يصلي فيها الناس وينلمون‪ ،‬وقد‬
‫كان قبل ذلك ف زوايا هذه القبة‪ ،‬أربع قباب صغار‪ ،‬ف كل ركن قبة‪ ،‬فقلعن ف أيام عبد ال بن ممد بن داود‪ ،‬قال‬
‫أبو الوليد‪ :‬ومن الوض الذي عليه القبة إل الوض الذي ليس عليه قبة‪ ،‬خسة أذرع‪ ،‬وسعة الوض الذي ليس لعيه‬
‫قبة من وسطه بي يدي بيت الشراب اثنا عشر ذراعا وثان عشرة اصبعا ف مثله‪ ،‬وتدويره من داخل ثانية وثلثون‬
‫ذراعا ونصف‪ ،‬وتدويره من خارج أربعون ذراعا ونصف‪ ،‬وطول جدر الوض من داخل ثلثة عشر ذراعا‪ ،‬وعرض‬
‫جدره ثان أصابع‪ ،‬وتدوير حول الوض خسون حجرا‪ ،‬كل حجر طوله أطول من جدر الوض‪ ،‬وبطن الوض‬
‫مفروش بجارة‪ ،‬ث فرش بعد برخام‪ ،‬وف وسط الوض حجر مثقوب يرج منه ماء زمزم من الوض الذي ف زمزم‪،‬‬
‫عن يسارك إذا دخلت‪ ،‬وبينهما خسة وثلثون ذراعا وثان أصابع‪ ،‬يصب الاء فيه أيام الج للوضوء‪ ،‬ويصب النبيذ‬
‫من السقاية ف الوض الذي تت القبة‪ ،‬ث ترك ذلك فصار يكون الوضوء ف حوض آخر من القبة‪ ،‬وعليه شباك‬
‫يتوضأ منه من كواء ف الشباك‪ ،‬وجعل ف الوض الخر سرب يتوضأ فيه‪ ،‬ويصي ماؤه من السرب الذي يذهب فيه‬
‫ماء وضوء زمزم إل الوادي‪.‬‬
‫صفة سقاية العباس بن عبد الطلب رضي ال عنه وما فيها وفرعها إل أن غيت ف خلفة الواثق بال ف سنة تسع‬
‫وعشرين ومائتي‬
‫قال أبو الوليد‪ :‬وذرع طول سقاية العباس بن عبد الطلب أربعة وعشرون ذراعا ف تسعة عشر ذراعا‪ ،‬وفيها من‬
‫الساطي ف جدرانا أربع‪ ،‬وف وسط جدر وجهها اسطوانة‪ ،‬وف جدرها ف وسطه من مؤخرها اسطوانة‪ ،‬وما بي‬
‫الساطي الواح ساج‪ ،‬وطول جدراتا ف السماء ثانية أذرع‪ ،‬الساج من ذلك ستة أذرع وثان أصابع‪ ،‬وعلى‬
‫الساطي جوايز عليها بناء ذراع وست عشرة اصبعا‪ ،‬وعلى جدرات السقاية ست وأربعون شرافة‪ ،‬منها على الدر‬
‫الذي يلي الكعبة ثلث عشرة شرافة‪ ،‬ومنها على الدر الذي يلي الوادي عشر‪ ،‬وكان ذلك عمل الهدي‪ ،‬غيه‬
‫حسي بن حسن العلوي سنة مائتي ف الفتنة‪ ،‬وهدم شرافها‪ ،‬ونقص من سكها‪ ،‬وفتح البواب واللواح الساج الت‬
‫بي الساطي وسقفها‪ ،‬وبطحها بالبطحاء‪ ،‬فكان الناس يصلون فيها‪ ،‬وقال إذا كان الوسم جعلت عليها البواب‪،‬‬
‫وهكذا كانت تكون قبل ذلك‪ ،‬فلما ان جاء مبارك الطبي‪ ،‬رد اللواح الساج ف مكانا‪ ،‬وأغلقها وأخرج البطحاء‬
‫منها‪ ،‬وكان ف السقاية بابان‪ :‬باب حيال الكعبة‪ ،‬وفيه مصراعان طولما أربعة أذرع وعشرون اصبعا‪ ،‬وعرضهما‬
‫ثلثة أذرع وعشرون اصبعا‪ ،‬والباب الثان ف الدر الذي يلي الوادي‪ ،‬طوله ثلثة أذرع وأربع أصابع‪ ،‬وعرضه ذراع‬
‫ونصف‪ ،‬وكان ف السقاية ستة أحواض‪ ،‬منها ثلثة‪ ،‬طول كل حوض منها خسة أذرع ونصف‪ ،‬وعرض كل حوض‬
‫منها ذراعان‪ ،‬وطول كل حوض منها ف السماء ثلثة أذرع ونصف‪ ،‬وثلثة أحواض‪ ،‬طول كل حوض منها ذراع‬
‫ونصف ف السماء‪ ،‬والياض ساج‪ ،‬ف كل حوض منها‪ ،‬حوض من ادم ينبذ فيه نبيذ للحاج‪ ،‬ويصب ف الياض ما‬
‫يري ف قناة من رصاص‪ ،‬والقناة ف حجرة زمزم‪ ،‬إذا دخلت على يسارك تت الكنيسة‪ ،‬عليها حوض من ساج‬
‫ذراع عرضا ف ذراع‪ ،‬وطوله ف السماء ثان عشرة اصبعا‪ ،‬وطول قصبة القناة الرصاص‪ ،‬من بطن حجرة زمزم‪،‬‬
‫أربعة أذرع‪ ،‬وطول قصبة الرصاص‪ ،‬من بطن السقاية إل أعلى الوض‪ ،‬ثلثة أذرع واثنا عشر اصبعا‪ ،‬ومن الياض‬
‫الت فيها النبيذ إل طرف القناة‪ ،‬وهي ف حجرة زمزم‪ ،‬اثنان وخسون ذراعا‪ ،‬ومن حد مؤخر حجرة زمزم الت تلي‬
‫القام إل حد السقاية‪ ،‬وبينهما الوض الذي عليه قبة زمزم‪ ،‬تسعة وثلثون ذراعا‪ ،‬ومن حد مؤخر حجرة زمزم‪،‬‬
‫الذي فيه الكنيسة‪ ،‬إل حد السقاية‪ ،‬وبينهما الوض الذي ليس عليه قبة‪ ،‬تسعة وأربعون ذراعا وتسع أصابع‪ ،‬فلم يزل‬
‫هذا بناء الصفة‪ ،‬صفة زمزم‪ ،‬وهو بيت الشراب حت هدمه عمر بن فرج الرخجي‪ ،‬ف سنة تسع وعشرين ومايتي‬
‫وبناه‪ ،‬فبن أسفله بجارة بيض منقوشة‪ ،‬مداخلة على عمل الجنحة الرومية‪ ،‬وبن أعله بآجر‪ ،‬وألبسة رخاما‪،‬‬
‫وجعل بينه كواء عليها شباك من حديد‪ ،‬وأبواب‪ ،‬وجعلها مكنسة‪ ،‬وفوق الكنيسة ثلث قباب صغار‪ ،‬وألبس ذلك‬
‫كله بالفسيفساء‪ ،‬وجعل ف بطنها حوضا كبيا من ساج ف بطن الوض‪ ،‬حوض من ادم ينبذ فيه الشراب للحاج‬
‫أيام الوسم‪.‬‬
‫ذكر ما عمل ف السجد من البك والسقايات‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا عبد الرحن بن حسن بن القاسم بن عقبة بن الزرق عن أبيه‪ ،‬قال‪:‬‬
‫كتب سليمان بن عبد اللك بن مروان إل خالد بن عبد ال القسري‪ :‬ان أجر ل عينا ترج من الثقبة‪ ،‬من مائها‬
‫العذب الزلل‪ ،‬حت تظهر بي زمزم والركن السود‪ ،‬ويضاهى با رغم ماء زمزم‪ ،‬قال‪ :‬فعمل خالد بن عبد ال‬
‫القسري البكة الت بفم الثقبة‪ ،‬يقال لا‪ :‬بركة القسري‪ ،‬ويقال لا أيضا‪ :‬بركة البدي ببي ميمون وهي قاية إل اليوم‬
‫بأصل ثبي‪ ،‬فعملها بجارة منقوشة طوال‪ ،‬وأحكمها وأنبط ماءها ف ذلك الوضع‪ ،‬ث شق لا عينا تسكب فيها من‬
‫الثقبة‪ ،‬وبن سد الثقبة وأحكمه‪ ،‬والثقبة شعب يفرع فيه وجه ثبي‪ ،‬ث شق من هذه البكة عينا تري إل السجد‬
‫الرام‪ ،‬فأجراها ف قصب من رصاص‪ ،‬حت أظهرها ف فوارة تسكب ف فسقينة من رخام‪ ،‬بي زمزم والركن والقام‪،‬‬
‫فلما ان جرت وظهر ماؤها‪ ،‬أمر القسري بزر فنحرت بكة وقسمت بي الناس‪ ،‬وعمل طعاما فدعا عليه الناس‪ ،‬ث‬
‫أمر صايا فصاح الصلة جامعة‪ ،‬ث أمر بالنب فوضع ف وجه الكعبة‪ ،‬ث صعد فحمد ال وأثن عليه‪ ،‬ث قال‪ :‬أيها‬
‫الناس احدوا ال تبارك وتعال وادعوا لمي الؤمني الذي سقاكم الاء العذب الزلل النقاح‪ ،‬بعد الاء الال الجاج‪،‬‬
‫الائي الذي ل يشرب إل صبا‪ ،‬يعن زمزم قال‪ :‬ث تفرغ تلك الفسقينة ف سرب من رصاص‪ ،‬يرج إل وضوء كان‬
‫عند باب السجد‪ ،‬باب الصفا‪ ،‬ف بركة كانت ف السوق‪ ،‬قال فكان الناس ل يقفون على تلك الفسقينة‪ ،‬ول يكاد‬
‫أحد يأتيها‪ ،‬وكانوا على شرب ماء زمزم أرغب ما كانوا فيه‪ ،‬قال‪ :‬فلما رأى ذلك القسري‪ ،‬صعد النب فتكلم بكلم‬
‫يؤنب فيه أهل مكة‪ ،‬فلم تزل تلك البكة على حالا‪ ،‬حت قدم داود بن علي بن عبد ال بن عباس مكة‪ ،‬حي أفضت‬
‫اللفة إل بن هاشم‪ ،‬فكان أول من أحدث بكة‪ ،‬هدمها ورفع الفسقينة وكسرها‪ ،‬وصرف العي إل بركة كانت‬
‫بباب السجد‪ ،‬قال فسر الناس بذلك سرورا عظيما حي هدمت‪.‬‬
‫ما ذكر من بناء السجد الديد الذي كان دار الندوة وأضيف إل السجد الرام الكبي‬
‫قال أبو ممد إسحاق بن أحد بن إسحاق بن نافع الزاعي‪ :‬فكانت دار الندوة‪ ،‬على ما ذكر الزرقي ف كتابه‪،‬‬
‫لصقة بالسجد الرام‪ ،‬ف الوجه الشامي من الكعبة‪ ،‬وهي دار قصي بن كلب‪ ،‬وكانت قريش لتبكها بأمر قصي‪،‬‬
‫تتمع فيها للمشورة ف الاهلية ولبرام المور‪ ،‬وبذلك سيت دار الندوة لجتماع الندى فيها‪ ،‬فكانت حي قسم‬
‫قصي المور الستة الت كان فيها الشرف والذكر‪ ،‬وهي الجابة‪ ،‬والسقاية‪ ،‬والرفادة‪ ،‬والقيادة‪ ،‬واللواء‪ ،‬والندوة‪ ،‬بي‬
‫أبنيه‪ :‬عبد مناف وعبد الدار‪ ،‬ما صي إل عبد الدار مع الجابة واللواء‪ ،‬وكانت السقاية والرفادة والقيادة ما صي إل‬
‫عبد مناف بن قصي‪ ،‬فأما عبد مناف بن قصي‪ ،‬فجعل السقاية وهي زمزم‪ ،‬وسقاية العباس والرفادة وهي اطعام الاج‬
‫ف كل موسم وشرابم‪ ،‬إل ابنه هاشم بن عبد مناف‪ ،‬فهي ف ولده إل اليوم‪ ،‬وجعل القيادة إل ابنه عبد شس بن‬
‫عبد مناف‪ ،‬فهي ف ولده إل اليوم‪ ،‬وأما عبد الدار‪ ،‬فجعل الجابة إل ابنه عثمان بن عبد الدار‪ ،‬وجعل الندوة إل ابنه‬
‫عبد مناف بن عبد الدار‪ ،‬وجعل اللواء لولده جيعا‪ ،‬فكانوا يلونه حت كان يوم أحد‪ ،‬فقتل عليه من قتل منهم‪ ،‬وكان‬
‫لواء رسول ال صلى ال عليه وسلم مع مصعب بن عمي ابن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي‪ ،‬حت قتل‬
‫عليه‪ ،‬ث كانت الندوة بعد إل هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار‪ ،‬ث إل ابنيه عمي‪ :‬أب مصعب بن عمي‪ ،‬وعامر‪،‬‬
‫ابن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار‪ ،‬ث ابتاعها معاوية بن أب سفيان ف خلفته من ابن الرهي العبدري‪ ،‬وهو من‬
‫ولد عامر بن هاشم بن عبد مناف ابن عبد الدار‪ ،‬فطلب شيبة بن عثمان من معاوية الشفعة فيها‪ ،‬فأب عليه فعمرها‬
‫معاوية وكان ينل فيها إذا حج‪ ،‬وينلا من بعده من اللفاء من بن أمية إذا حجوا‪ ،‬وقد دخل بعضها ف السجد‬
‫الرام ف زيادة عبد اللك بن مروان وابنيه الوليد وسليمان‪ ،‬ث دخل بعضها أيضا ف زيادة أب جعفر النصور ف‬
‫السجد‪ ،‬ث كانت خلفاء بن العباس ينلونا بعد ذلك إذا حجوا‪ ،‬أبو العباس وأبو جعفر والهدي وموسى الادي‬
‫وهارون الرشيد‪ ،‬إل أن ابتاع هارون الرشيد دار المارة من بن خلف الزاعيي وبناها‪ ،‬فكان بعد ذلك ينلا فلم‬
‫تزل على ذلك حت خربت وتدمت‪ ،‬قال أبو ممد الزاعي‪ :‬ورأيتها على أحوال شت‪ ،‬كانت مقاصيها الت للنساء‬
‫تكرى من الغرباء والجاورين‪ ،‬ويكون ف مقصورة الرجال دواب عمال مكة‪ ،‬ث كانت بعد ينلا عبيد العمال بكة‬
‫من السودان وغيهم‪ ،‬فيعبثون فيها ويوذون جيانا‪ ،‬ث كانت تلقى فيها القماي ويتوضأ فيها الاج‪ ،‬وصارت ضررا‬
‫على السجد الرام‪ ،‬فلما كان ف سنة أحد وثاني ومائتي‪ ،‬استعمل على بريد مكة رجل من أهلها من جيان‬
‫السجد الرام له علم ومعرفة وحسبة وفطنة بصال السجد الرام والبلد‪ ،‬فكتب ف ذلك إل الوزير عبيد ال بن‬
‫سليمان ابن وهب‪ ،‬يذكر ان دار الندوة قد عظم خرابا وتدمت وكثر ما يلقى فيها من القماي حت صارت ضررا‬
‫على السجد الرام وجيانه‪ ،‬وإذا جاء الطر سال الاء منها حت يدخل السجد الرام من بابا للشارع ف بطن‬
‫السجد الرام‪ ،‬وانا لو اخرج ما فيها من القماي وهدمت وعدلت وبنيت مسجدا يوصل بالسجد الرام‪ ،‬أو جعلت‬
‫رحبة له يصلي الناس فيها ويتسع فيها الاج‪ ،‬كانت مكرمة ل يتهيأ لحد من اللفاء بعد الهدي‪ ،‬وشرفا وأجرا باقيا‬
‫مع البد‪ ،‬وذكر ان ف السجد خرابا كثيا‪ ،‬وإن سقفه يكف إذا جاء الطر‪ ،‬وإن وادي مكة قد انكبس بالتراب‪ ،‬حت‬
‫صار السيل إذا جاء يدخل السجد‪ ،‬وشرح ذلك للمي بكة‪ ،‬عج بن حاج مول أمي الؤمني والقاضي با ممد بن‬
‫أحد بن عبد ال القدمي‪ ،‬وسألما أن يكتبا بثل ذلك‪ ،‬فرغبا ف الجر وجيل الذكر وكتبا إل الوزير بثل ذلك‪ ،‬فلما‬
‫وصلت الكتب‪ ،‬عرضت على أمي الؤمني أب العباس العتضد بال أب ابن أحد الناصر لدين ال ابن جعفر التوكل‬
‫على ال‪ ،‬ورفع وفد الجبة إل بغداد‪ ،‬يذكرون ان ف جدار بطن الكعبة رخاما قد اختلف وتشعب‪ ،‬ف أرضها رخام‬
‫قد تكسر‪ ،‬وإن بعض عمال مكة كان قد قلع ما على عضادت باب الكعبة من الذهب فضربه دناني واستعان به على‬
‫حرب‪ ،‬وأمور كانت بكة بعد العلوي الارجي‪ ،‬الذي كان با ف سنة احدى وخسي ومائتي فكانوا يسترون‬
‫العضادتي بالديباج‪ ،‬وإن بعض العمال بعده قلع مقدار الربع من أسفل ذهب باب الكعبة وما على النف‪ ،‬واستعان به‬
‫على فتنة بي الناطي والزارين بكة‪ ،‬سنة ثان وستي ومائتي‪ ،‬وجعل على ذلك فضة مضروبة موهة بالذهب‪ ،‬على‬
‫مثال ما كان عليها‪ ،‬فإذا تسح الاج به ف أيام الج‪ ،‬بدت الفضة‪ ،‬حت تدد تويهها ف كل سنة‪ ،‬وإن رخام الجر‬
‫قد رث فهو يتاج إل تديد‪ ،‬وإن بلطا من حجارة حول الكعبة ل يكن تاما‪ ،‬يتاج أن تتم جوانبها كلها؛ وسألوا‬
‫المي بعمل ذلك‪ ،‬فأمر أمي الؤمني كاتبه عبيد ال بن سليمان بن وهب وغلمه بدر الؤمر بالضرة‪ ،‬بعمل ما رفع‬
‫إليه من عمل الكعبة والسجد الكبي‪ ،‬وبعمارة دار الندوة مسجدا يوصل بالسجد الكبي‪ ،‬ويعزق الوادي كله والسعى‬
‫وما حول السجد‪ ،‬واخرج لذلك مالً كثيا‪ ،‬فأمر بذلك القاضي ببغداد يوسف ابن يعقوب‪ ،‬وحل الال إليه فأنفذ‬
‫بعضه سفاتج‪ ،‬وأنفذ بعضه ف أيام الج مع ابنه أب بكر عبد ال بن يوسف‪ ،‬وكان يقدم ف كل سنة على حوايج‬
‫الليفة ومصال الطريق وعمارتا‪ ،‬فقدم عبد ال بن يوسف ف وقت الج وقدم معه برجل يقال له‪ :‬أبو الياج عمي‬
‫بن حيان السدي‪ ،‬من بن أسد بن خزية‪ ،‬له أمانة ونية حسنة‪ ،‬فوكله بالعمل وخلف معه عما ًل وأعوانا لذلك‪،‬‬
‫فعمل ذلك وعزق الوادي عزقا جيدا حت ظهرت من درج أبواب السجد الشارعة على الوادي اثنتا عشرة درجة‪،‬‬
‫وانا كان الظاهر منها خس درجات‪ ،‬ث أخرج القماي من دار الندوة‪ ،‬وهدمت ث انشيت من أساسها‪ ،‬فجعلت‬
‫مسجدا بأساطي وطاقات‪ .‬وأروقة مسقفة بالساج الذهب الزخرف‪ ،‬ث فتح لا ف جدار السجد الكبي اثنا عشر‬
‫بابا‪ ،‬ستة كبار سعة كل باب خسة أذرع‪ ،‬وارتفاعه ف السماء أحد عشر ذراعا‪ ،‬وجعل بي الستة البواب الكبار‪،‬‬
‫ستة أبواب صغار سعة كل كل واحد منها ذراعان ونصف‪ ،‬وارتفاعه ف السماء ثانية أذرع وثلثا ذراع‪ ،‬حت‬
‫اختلطت بالسجد الكبي‪ ،‬قال أبو السن الزاعي‪ :‬قد كان هذا الدار معمولً على ما ذكره عم أب أبو ممد‬
‫الزاعي إل أيام الليفة جعفر القتدر بال‪ ،‬ث غيه القاضي ممد بن موسى‪ ،‬وإليه أمر البلد يومئذ‪ ،‬وجعله بأساطي‬
‫حجارة مدورة عليها ملبن ساج بطاقات معقودة بالجر البيض والص وصله بالسجد الكبي وصولً أحسن من‬
‫العمل الول‪ ،‬حت صار من ف دار الندوة من مصل أو غيه يستقبل الكعبة فياها كلها‪ ،‬عمل ذلك كله ف سنة ست‬
‫وثلثاية؛ قال أبو ممد‪ :‬وجعل لا سوى ذلك أبوابا ثلثة شارعة ف الطريق الت حولا‪ ،‬منها باب بطاقي على‬
‫أسطوانة بالقرب من باب الطبي مقابل دار صاحب البيد سعته عشرة أذرع وربع ذراع‪ ،‬وارتفاعه ف السماء أحد‬
‫عشر ذراعا وثلثا ذراع‪ ،‬وباب ف أعلى هذا الطريق طاق واحد سعته خسة أذرع‪ ،‬وارتفاعه ف السماء اثنا عشر‬
‫ذراعا‪ ،‬وباب بي دور الزاعيي‪ ،‬ولد نافع بن عبد الارث‪ ،‬بطاقي على اسطوانة يستقبل من أقبل من السويقة‬
‫وقعيقعان‪ ،‬سعته أحد عشر ذراعا ونصف‪ ،‬وارتفاعه ف السماء عشرة أذرع وربع ذراع‪ ،‬وسوا جدارها وسقوفها‬
‫وشرفها بالسجد الكبي‪ ،‬وفرغ منها ف ثلث سني‪ ،‬فصلى الناس فيها واتسعوا با‪ ،‬وجعل لا منارة وخزانة ف زاويت‬
‫مؤخرها‪ ،‬فكان ذرع طول هذا السجد من وجهه من جدار السجد الكبي إل مؤخره بالروقة أربعة وثانون ذراعا‪،‬‬
‫وعرضه بالروقة ستة وسبعون ذراعا‪ ،‬وسعة صحنه تسعة وأربعون ذراعا ف سبعة وأربعي ذراعا‪ ،‬وعدد ما فيه من‬
‫الساطي‪ ،‬سوى ما على البواب‪ ،‬اثنتان وعشرون‪ ،‬وعدد الطاقات سوى البواب‪ ،‬سبع وستون اسطوانة‪ ،‬وعلى‬
‫البواب اثنتان‪ ،‬وعدد الطاقات سوى البواب احدى وسبعون طاقا‪ ،‬وعلى البواب خس طاقات‪ ،‬وعدد الشرف الت‬
‫تلي بطن السجد‪ ،‬ثان وستون شرافة وعدد السلسل الت للقناديل سبع وستون سلسلة فيها قناديلها‪ ،‬آخر خب دار‬
‫الندوة بكماله والمد ل وحده‪ .‬باب الكعبة وما على النف‪ ،‬واستعان به على فتنة بي الناطي والزارين بكة‪ ،‬سنة‬
‫ثان وستي ومائتي‪ ،‬وجعل على ذلك فضة مضروبة موهة بالذهب‪ ،‬على مثال ما كان عليها‪ ،‬فإذا تسح الاج به ف‬
‫أيام الج‪ ،‬بدت الفضة‪ ،‬حت تدد تويهها ف كل سنة‪ ،‬وإن رخام الجر قد رث فهو يتاج إل تديد‪ ،‬وإن بلطا‬
‫من حجارة حول الكعبة ل يكن تاما‪ ،‬يتاج أن تتم جوانبها كلها؛ وسألوا المي بعمل ذلك‪ ،‬فأمر أمي الؤمني كاتبه‬
‫عبيد ال بن سليمان بن وهب وغلمه بدر الؤمر بالضرة‪ ،‬بعمل ما رفع إليه من عمل الكعبة والسجد الكبي‪،‬‬
‫وبعمارة دار الندوة مسجدا يوصل بالسجد الكبي‪ ،‬ويعزق الوادي كله والسعى وما حول السجد‪ ،‬واخرج لذلك‬
‫مالً كثيا‪ ،‬فأمر بذلك القاضي ببغداد يوسف ابن يعقوب‪ ،‬وحل الال إليه فأنفذ بعضه سفاتج‪ ،‬وأنفذ بعضه ف أيام‬
‫الج مع ابنه أب بكر عبد ال بن يوسف‪ ،‬وكان يقدم ف كل سنة على حوايج الليفة ومصال الطريق وعمارتا‪،‬‬
‫فقدم عبد ال بن يوسف ف وقت الج وقدم معه برجل يقال له‪ :‬أبو الياج عمي بن حيان السدي‪ ،‬من بن أسد بن‬
‫خزية‪ ،‬له أمانة ونية حسنة‪ ،‬فوكله بالعمل وخلف معه عمالً وأعوانا لذلك‪ ،‬فعمل ذلك وعزق الوادي عزقا جيدا‬
‫حت ظهرت من درج أبواب السجد الشارعة على الوادي اثنتا عشرة درجة‪ ،‬وانا كان الظاهر منها خس درجات‪،‬‬
‫ث أخرج القماي من دار الندوة‪ ،‬وهدمت ث انشيت من أساسها‪ ،‬فجعلت مسجدا بأساطي وطاقات‪ .‬وأروقة مسقفة‬
‫بالساج الذهب الزخرف‪ ،‬ث فتح لا ف جدار السجد الكبي اثنا عشر بابا‪ ،‬ستة كبار سعة كل باب خسة أذرع‪،‬‬
‫وارتفاعه ف السماء أحد عشر ذراعا‪ ،‬وجعل بي الستة البواب الكبار‪ ،‬ستة أبواب صغار سعة كل كل واحد منها‬
‫ذراعان ونصف‪ ،‬وارتفاعه ف السماء ثانية أذرع وثلثا ذراع‪ ،‬حت اختلطت بالسجد الكبي‪ ،‬قال أبو السن الزاعي‪:‬‬
‫قد كان هذا الدار معمولً على ما ذكره عم أب أبو ممد الزاعي إل أيام الليفة جعفر القتدر بال‪ ،‬ث غيه‬
‫القاضي ممد بن موسى‪ ،‬وإليه أمر البلد يومئذ‪ ،‬وجعله بأساطي حجارة مدورة عليها ملبن ساج بطاقات معقودة‬
‫بالجر البيض والص وصله بالسجد الكبي وصولً أحسن من العمل الول‪ ،‬حت صار من ف دار الندوة من مصل‬
‫أو غيه يستقبل الكعبة فياها كلها‪ ،‬عمل ذلك كله ف سنة ست وثلثاية؛ قال أبو ممد‪ :‬وجعل لا سوى ذلك‬
‫أبوابا ثلثة شارعة ف الطريق الت حولا‪ ،‬منها باب بطاقي على أسطوانة بالقرب من باب الطبي مقابل دار صاحب‬
‫البيد سعته عشرة أذرع وربع ذراع‪ ،‬وارتفاعه ف السماء أحد عشر ذراعا وثلثا ذراع‪ ،‬وباب ف أعلى هذا الطريق‬
‫طاق واحد سعته خسة أذرع‪ ،‬وارتفاعه ف السماء اثنا عشر ذراعا‪ ،‬وباب بي دور الزاعيي‪ ،‬ولد نافع بن عبد‬
‫الارث‪ ،‬بطاقي على اسطوانة يستقبل من أقبل من السويقة وقعيقعان‪ ،‬سعته أحد عشر ذراعا ونصف‪ ،‬وارتفاعه ف‬
‫السماء عشرة أذرع وربع ذراع‪ ،‬وسوا جدارها وسقوفها وشرفها بالسجد الكبي‪ ،‬وفرغ منها ف ثلث سني‪ ،‬فصلى‬
‫الناس فيها واتسعوا با‪ ،‬وجعل لا منارة وخزانة ف زاويت مؤخرها‪ ،‬فكان ذرع طول هذا السجد من وجهه من‬
‫جدار السجد الكبي إل مؤخره بالروقة أربعة وثانون ذراعا‪ ،‬وعرضه بالروقة ستة وسبعون ذراعا‪ ،‬وسعة صحنه‬
‫تسعة وأربعون ذراعا ف سبعة وأربعي ذراعا‪ ،‬وعدد ما فيه من الساطي‪ ،‬سوى ما على البواب‪ ،‬اثنتان وعشرون‪،‬‬
‫وعدد الطاقات سوى البواب‪ ،‬سبع وستون اسطوانة‪ ،‬وعلى البواب اثنتان‪ ،‬وعدد الطاقات سوى البواب احدى‬
‫وسبعون طاقا‪ ،‬وعلى البواب خس طاقات‪ ،‬وعدد الشرف الت تلي بطن السجد‪ ،‬ثان وستون شرافة وعدد‬
‫السلسل الت للقناديل سبع وستون سلسلة فيها قناديلها‪ ،‬آخر خب دار الندوة بكماله والمد ل وحده‪.‬‬
‫الرمل بالبيت وبي الصفا والروة وموضع القيام عليهما ومرج النب صلى ال عليه وسلم إل الصفا‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثن مسلم بن خالد الزني عن ابن جريج‪ ،‬قال‪ :‬قال عطاء‪ :‬لا دخل النب‬
‫صلى ال عليه وسلم مكة ل يلو ول يعرج ول يبلغنا انه دخل بيتا ول لوى لشيء‪ ،‬ول عرج ف حجته هذه وف عمره‬
‫كلها حت دخل السجد ول يصنع شيئا ول ركع حت بدا بالبيت فطاف به وهذا أجع ف حجته وعمره كلها‪ ،‬قال‬
‫عطاء‪ :‬فمن قدم معتمرا فدخل السجد لن يطوف ف وقت صلة ل ينع فيه الطواف‪ ،‬فل يصلي تطوعا حت يطوف‬
‫بالبيت سبعا‪ ،‬قال‪ :‬وإن وجد الناس ف الكتوبة فصلى معهم‪ ،‬فل أحب أن يصلي بعدها شيئا حت يطوف‪ ،‬قال‬
‫عطاء‪ :‬وإن جاء قبل الصلوات كلهن قبيل كل صلة فل يلس ول ينتظرها ليطف‪ ،‬قال‪ :‬فإن قطع المام عليه طوافه‬
‫أت بعده‪ ،‬قلت لعطاء‪ :‬ال اركع قبل تلك الصلة ان ل أكن ركعت ? قال‪ :‬ل إل الصبح‪ ،‬قال‪ :‬فإن جئت قبلها ول‬
‫تكن ركعت ركعتي فاركعهما وطف من أجل انما أعظم شأنا من غيها من الركوع قبل كل صلة‪ ،‬قال عطاء‪:‬‬
‫وإن جئت مغارب الشمس طفت ول أنتظر غيوب الشمس بطواف‪ ،‬ث ل أصل حت الليل‪ ،‬وهو يشدد ف تأخي‬
‫الطواف بالبيت جدا‪ ،‬قال‪ :‬ل تؤخره إل لاجة أما لوجع وأما لصار‪ ،‬قال‪ :‬فإذا دخلت السجد‪ ،‬فساعتئذ فطف‬
‫حي تدخل‪ ،‬قلت له‪ :‬ان ربا دخلت عشية فأحببت أن أؤخره إل الليل قال‪ :‬ل يؤخره إل أن ينع انسان الطواف‬
‫فيصلي تطوعا ان بدا له‪ ،‬قلت لعطاء‪ :‬الرأة تقدم نارا حراما ان كانت ل ترج بالنهار‪ ،‬قال‪ :‬ما ابال إن كانت‬
‫مستورة إن تؤخر طوافها إل الليل‪ ،‬قال ابن جريج أخبن عطاء قال‪ :‬طاف النب صلى ال عليه وسلم ث ل يزد على‬
‫الركعتي ف حجته وعمره كلها‪ ،‬قال عطاء‪ :‬ول أحب أن يزيد من طاف ذلك السبع على ركعتي قال‪ :‬فإن زاد‬
‫عليهما فل بأس‪ ،‬قال ابن جريج‪ :‬وأخبن إساعيل بن أمية قال‪ :‬قال ل نافع‪ :‬كان عبد ال بن عمر إذا قدم مكة‪،‬‬
‫طاف ث صلى ركعتي عند القام‪ ،‬ث استلم الركن ث خرج إل الصفا؛ قال ابن جريج‪ :‬قال عطاء‪ :‬ومن شاء ركع‬
‫تينك الركعتي عند القام‪ ،‬ومن شاء فحيث شاء‪ ،‬قال‪ :‬فل يضرك أين ركعتهما‪ ،‬قال ابن جريج‪ :‬أخبن جعفر بن‬
‫ممد عن أبيه‪ ،‬انه سع جابر بن عبد ال يدث عن حجة النب صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬لا طاف النب صلى ال عليه‬
‫وسلم بالبيت‪ ،‬ذهب إل القام‪ ،‬وقال النب صلى ال عليه وسلم واتذوا من مقام إبراهيم مصلى وصلى ركعتي‪ ،‬قال‬
‫ابن جريج‪ :‬قال عطاء‪ :‬ومن شاء حي يرج إل الصفا استلم الركن‪ ،‬ومن شاء ترك‪ ،‬قال‪ :‬وإن استلم أحب إل‪ ،‬وإن‬
‫ل يفعل فل بأس‪ ،‬قال ابن جريج‪ :‬وأخبن جعفر بن ممد عن أبيه‪ ،‬أنه سع جابرا يدث عن حجة النب صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ،‬قال‪ :‬فصلى عند القام ركعتي حي طاف سبعة‪ ،‬ذلك ث رجع فاستلم الركن وخرج إل الصفا‪ ،‬قال النب‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ :‬انا نبدأ با بدأ ال به‪ ،‬إن الصفا والروة من شعاير ال‪ ،‬قال ابن جريج‪ :‬أخبن جعفر بن ممد‬
‫عن أبيه انه سع جابر ابن عبد ال‪ ،‬يب عن حجة النب صلى ال عليه وسلم‪ ،‬قال‪ :‬حت إذا أتينا البيت‪ ،‬استلم الركن‬
‫فطاف بالبيت سبعة أطواف رمل‪ ،‬من ذلك ثلثة أطواف‪.‬‬
‫باب أين يوقف من الصفا والروة وحد السعى‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي‪ ،‬عن الزني عن ابن جريج‪ ،‬قال قال عطاء‪ :‬فخرج النب صلى ال عليه وسلم من‬
‫باب بن مزوم إل الصفا‪ ،‬قال‪ :‬فبلغن إن النب صلى ال عليه وسلم كان يسند فيهما قليلً ف الصفا والروة غي كثي‪،‬‬
‫فيى من ذلك البيت‪ ،‬قال‪ :‬ول يكن حينئذ هذا البنيان‪ ،‬قلت له‪ :‬أوصف ذلك لك‪ ،‬وسى حيث كان يبلغ ذلك ?‬
‫ل كيف ترى الن‪ ،‬قال‪ :‬كذلك أسند فيهما‪ ،‬قلت‪ :‬أفل أسند حت أرى‬ ‫قال‪ :‬ل إل كذلك‪ ،‬كان يسند فيهما قلي ً‬
‫البيت ? قال‪ :‬ل‪ ،‬ث إل أن تشاء غي مرة‪ ،‬قال‪ :‬ذلك ل فأما أن يكون حقا عليك فل‪ ،‬ول يبن إن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم كان يبلغ الروة البيضاء قال‪ :‬كان يسند فيهما قليلً ول يبلغ ذلك‪ ،‬قال ابن جريج‪ :‬اسأل انسان عطاء‪،‬‬
‫أيزى عن الذي يسعى بي الصفا والروة‪ ،‬ان ل يرقى واحدا منهما وأن يقوم بالرض قايا ? قال‪ :‬أي لعمري وما‬
‫له‪ ،‬قال ابن جريج‪ :‬وكان عطاء يقول‪ :‬استقبل البيت من الصفا والروة ل بد من استقباله‪ ،‬قال ابن جريج‪ :‬وأخبن‬
‫ابن طاوس عن أبيه أنه كان ل يدع أن يرقى ف الصفا والروة‪ ،‬حت يبدو له البيت منهما‪ ،‬ث يستقبل البيت‪ ،‬قال ابن‬
‫جريج‪ :‬أخبن نافع قال‪ :‬كان عبد ال بن عمر‪ ،‬يرج إل الصفا فيبدأ به‪ ،‬فيقى حت يبدو له البيت‪ ،‬فيستقبله ل‬
‫ينتهي ف‪ ،‬كلما حج أو اعتمر حت يرى البيت من الصفا والروة‪ ،‬ث يستقبله منهما‪ ،‬فيبلغ من الصفا قراره فيه قدر‬
‫قدمي النسان قط‪ ،‬بل يعجز عن قدميه حت يرج منهما أطراف قدميه‪ ،‬ل يقوم أبدا إل فيهما‪ ،‬ف كل ما حج أو‬
‫اعتمر‪ ،‬قال‪ :‬أظنه وال رأى النب صلى ال عليه وسلم يقوم فيهما‪ ،‬قال‪ :‬وكان يقوم من الروة‪ ،‬قال ل يأت الروة‬
‫البيضاء يقوم عن يينه حت يصعد فيها‪ ،‬قال ابن جريج‪ :‬قال عطاء‪ :‬فسعى به النب صلى ال عليه وسلم بطن وادي‬
‫مكة قط‪.‬‬
‫حدثنا ابن جريج‪ ،‬عن صال مول التومة عن أب هريرة وعن أب جابر البياضي عن سعيد بن السيب‪ ،‬انما قال‪ :‬السنة‬
‫ف الطواف بي الصفا والروة‪ ،‬أن ينل من الصفا ث يشي حت يأت بطن السيل‪ ،‬فإذا جاءه سعى حت يظهر منه‪ ،‬ث‬
‫يشي حت يأت الروة‪ ،‬قال ابن جريج‪ :‬أخبن نافع قال‪ :‬فينل ابن عمر من الصفا‪ ،‬فيمشي‪ ،‬حت إذا جاء باب دار‬
‫بن عباد‪ ،‬سعى حت ينتهي إل الزقاق الذي يسلك إل السجد‪ ،‬الذي بي دار ابن أب حسي ودار ابنة قرظة‪ ،‬سعيا‬
‫دون الشد وفوق الرملن‪ ،‬ث يشي مشيه الذي هو مشيه‪ ،‬حت يرقى الروة‪ ،‬فيجعل الروة‪ ،‬البيضاء أمامه ويينه قال‪:‬‬
‫ول يأت حجر الروة قال ابن جريج‪ :‬أخبنا أبو الزبي أنه سع جابر بن عبد ال‪ ،‬يسأل عن السعي‪ ،‬فقال‪ :‬السعي بطن‬
‫السيل‪ ،‬قال بن جريج‪ :‬وأخبن جعفر بن ممد عن أبيه‪ ،‬انه سع جابر بن عبد ال‪ ،‬يدث عن حجة النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال‪ :‬ث نزل عن الصفا‪ ،‬حت إذا انصبت قدماه ف بطن الوادي‪ ،‬سعى حت إذا اصعد من الشق الخر‬
‫مشى‪ ،‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا سفيان بن عيينة عن منصور بن العتمر عن شقيق بن سلمة عن مسروق بن الجدع‪،‬‬
‫قال‪ :‬قدمت معتمرا مع عايشة وابن مسعود‪ ،‬فقلت‪ :‬أيهما الزم ? ث قلت‪ :‬الزم عبد ال بن مسعود ث آت أم الؤمني‬
‫فاسلم عليها‪ ،‬فاستلم عبد ال بن مسعود الجر ث أخذ على يينه فرمل ثلثة أطواف ومشى أربعة‪ ،‬ث أتى القام فصلى‬
‫ركعتي ث عاد إل الجر فاستلمه وخرج إل الصفا فقام على صدع فيه فلب‪ ،‬فقلت له‪ :‬يا أبا عبد الرحن‪ ،‬إن ناسا‬
‫من أصحابك ينهون عن الهلل ها هنا‪ ،‬قال‪ :‬ولكن آمرك به‪ ،‬هل تدري ما الهلل ? انا هي استجابة موسى عليه‬
‫السلم لربه عز وجل‪ ،‬قال‪ :‬فلما أتى الوادي رمل وقال‪ :‬رب اغفر وارحم انك أنت العز الكرم‪.‬‬
‫باب ما جاء ف موقف من طاف بي الصفا والروة راكبا‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي قال‪ :‬أخبنا مسلم بن خالد الزني‪ ،‬عن ابن جريج‪ ،‬قال‪ :‬قال ل عطاء‪ :‬من طاف‬
‫بي الصفا والروة راكبا‪ ،‬فليجعل الروة البيضاء ف ظهره‪ ،‬ويستقبل البيت‪ ،‬وليدع الطريق طريق الروة‪ ،‬وليأخذ من‬
‫دار عبد ال بن عبد اللك‪ ،‬وهي بي دار منارة النقوشة وبي الروة البيضاء ف طريق دار طلحة بن داود‪ ،‬حت يعل‬
‫الروة ف ظهره‪.‬‬
‫ذكر ذرع ما بي الركن السود إل الصفا وذرع ما بي الصفا والروة‬

‫قال أبو الوليد‪ :‬وذرع ما بي الركن السود إل الصفا‪ ،‬مايتا ذراع واثنان وستون ذراعا وثانية عشر اصبعا‪ ،‬وذرع ما‬
‫بي القام إل باب السجد الذي يرج منه إل الصفا‪ ،‬ماية ذراع وأربعة وستون ذراعا ونصف‪ ،‬وذرع ما بي باب‬
‫السجد الذي يرج منه إل الصفا إل وسط الصفا‪ ،‬ماية ذراع واثنا عشر ذراعا ونصف‪ ،‬وعلى الصفا اثنتا عشرة‬
‫درجة من حجارة‪ ،‬ومن وسط الصفا إل علم السعى الذي ف حد النارة ماية ذراع واثنان وأربعون ذراعا ونصف‪،‬‬
‫والعلم اسطوانة طولا ثلثة أذرع‪ ،‬وهي مبنية ف حد النارة وهي من الرض على أربعة أذرع‪ ،‬وهي ملبسة‬
‫بفسيفساء‪ ،‬وفوقها لوح طوله ذراع وثانية عشر اصبعا وعرضه ذراع‪ ،‬مكتوب فيه بالذهب‪ ،‬وفوقه طاق ساج‪،‬‬
‫وذرع ما بي العلم الذي ف حد النارة إل العلم الخضر الذي على باب السجد‪ ،‬وهو السعى‪ ،‬ماية ذراع واثنا عشر‬
‫ذراعا‪ ،‬والسعي بي العلمي‪ ،‬وطول العلم الذي على باب السجد‪ ،‬عشرة أذرع وأربعة عشر أصبعا‪ ،‬منه اسطوانة‬
‫مبيضة ستة أذرع‪ ،‬وفوقها اسطوانة ولا ذراعان وعشرون أصبعا‪ ،‬وهي ملبسة فسيفساء أخضر‪ ،‬وفوقها لوح طوله‬
‫ذراع وثانية عشر اصبعا‪ ،‬واللوح مكتوب فيه بالذهب‪ ،‬وذرع ما بي العلم الذي على باب السجد إل الروة‪،‬‬
‫خسماية ذراع ونصف ذراع‪ ،‬وعلى الروة خس عشرة درجة‪ ،‬وذرع ما بي الصفا والروة‪ ،‬سبعماية ذراع وستة‬
‫وستون ذراع ونصف‪ ،‬وذرع ما بي العلم الذي على باب السجد إل العلم الذي بذائه على باب دار العباس بن‬
‫عبد الطلب‪ ،‬وبينهما عرض السعى‪ ،‬خسة وثلثون ذراعا ونصف‪ ،‬ومن العلم الذي على باب دار العباس إل العلم‬
‫الذي عند دار بن عباد‪ ،‬الذي بذاء العلم الذي ف حد النارة‪ ،‬وبينهما الوادي‪ ،‬ماية ذراع واحد وعشرون ذراعا‪.‬‬
‫باب ذرع طواف سبع بالكعبة‬

‫ذرع طواف سبع بالكعبة‪ ،‬ثاناية ذراع وستة وثلثون ذراعا وعشرون اصبعا‪ ،‬ومن القام إل الصفا مايتا ذراع وسبعة‬
‫وسبعون ذراعا‪ ،‬ومن الصفا إل الروة‪ ،‬طواف واحد سبعماية ذراع وستة وستون ذراعا ونصف‪ ،‬يكون سبع بينهما‬
‫خسة آلف وثلثاية ذراع وخسة وستون ذراعا ونصف‪ ،‬ومن الركن السود إل القام‪ ،‬ومن القام إل الصفا‪ ،‬ومن‬
‫الصفا إل الروة سبع‪ ،‬ستة آلف ذراع وخسماية وثانية وثلثون ذراعا وسبعة عشر أصبعا‪.‬‬
‫ذكر بناء درج الصفا والروة‬
‫حدثنا أبو الوليد‪ ،‬قال‪ :‬حدثن جدي أحد بن ممد قال‪ :‬كان الصفا والروة يسند فيهما من سعى بينهما‪ ،‬ول يكن‬
‫فيهما بناء ول درج‪ ،‬حت كان عبد الصمد ابن علي ف خلفة أب جعفر النصور‪ ،‬فبن درجهما الت هي اليوم‬
‫درجهما‪ ،‬فكان أول من أحدث بناءها‪ ،‬ث كحل بعد ذلك بالنورة ف زمن مبارك الطبي ف خلفة الأمون‪.‬‬
‫تري الرم وحدوده ومن نصب أنصابه وأساء مكة وصفة الرم‬
‫حدثنا أبو الوليد‪ ،‬قال‪ :‬حدثن جدي أحد بن ممد وإبراهيم بن ممد الشافعي‪ ،‬قال‪ :‬أخبنا مسلم ابن خالد عن عبد‬
‫ال بن عبد الرحن بن أب حسي عن عطاء بن أب رباح والسن بن أب السن وطاوس‪ ،‬إن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم دخل يوم الفتح البيت؛ فصلى فيه ركعتي ث خرج‪ ،‬وقد لبط بالناس حول الكعبة فأخذ بعضادت الباب‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫المد ل الذي صدق وعده‪ ،‬ونصر عبده‪ ،‬وهزم الحزاب وحده‪ ،‬ماذا تقولون وماذا تظنون ? قالوا‪ :‬نقول خيا‬
‫ونظن خيا‪ ،‬أخ كري‪ ،‬وابن أخ كري‪ ،‬وقد قدرت فأسجح‪ ،‬قال‪ :‬فإن أقول‪ :‬كما قال أخي يوسف ل تثريب عليكم‬
‫اليوم يغفر ال لكم وهو أرحم الراحي إل إن كان ربا كان ف الاهلية أو دم أو مال‪ ،‬فهو تت قدمي هاتي إل‬
‫سدانة الكعبة‪ ،‬وسقاية الاج‪ ،‬فإن قد أمضيتهما لهلهما على ما كانتا عليه‪ ،‬إل إن ال سبحانه وتعال قد أذهب‬
‫عنكم نوة الاهلية وتكبها بآبائها‪ ،‬كلكم لدم‪ ،‬وآدم من تراب‪ ،‬وأكرمكم عند ال أتقاكم‪ ،‬إل وف قتيل العصا‬
‫والسوط‪ ،‬الطأ شبه العمد‪ ،‬الدية مغلظة ماية ناقة‪ ،‬منها أربعون ف بطونا أولدها‪ ،‬إل ان ال قد حرم مكة يوم خلق‬
‫السموات والرض‪ ،‬فهي حرام برام ال سبحانه‪ ،‬ل تل لحد كان قبلي‪ ،‬ول تل لحد بعدي‪ ،‬ول تل ل إل‬
‫ساعة من نار‪ ،‬قال‪ :‬يقصرها النب صلى ال عليه وسلم بيده ل ينفر صيدها‪ ،‬ول تعضد عضاها‪ ،‬ول تل لقطتها إل‬
‫لنشد‪ ،‬ول يتل خلها‪ ،‬فقال له العباس رضي ال عنه‪ :‬وكان شيخا مربا يا رسول ال ال الذخر‪ ،‬فإنه ل بد منه‬
‫للقي ولظهور البيت‪ ،‬فسكت النب صلى ال عليه وسلم ث قال‪ :‬ال الذخر فإنه حلل‪ ،‬قال‪ :‬فلما هبط النب صلى ال‬
‫عليه وسلم بعث مناديا ينادي ال ل وصية لوارث وإن الولد للفراش وللعاهر الجر‪ ،‬وانه ل يل لمرأة أن تعطي‬
‫شيئا من مالا ال باذن زوجها‪.‬‬
‫وحدثن جدي عن ممد بن ادريس عن الواقدي عن أشياخه‪ ،‬قالوا‪ :‬لا كان بعد الفتح بيوم دخل جنيدب بن الدلع‬
‫ل من‬
‫الذل مكة‪ ،‬يرتاد وينظر والناس آمنون‪ ،‬فرآه جندب بن العجم السلمي‪ ،‬وكان جنيدب بن الدلع قد قتل رج ً‬
‫أسلم ف الاهلية يقال له‪ :‬أحر بأسا‪ ،‬وكان شجاعا‪ ،‬وكان من خب قتله اياه‪ ،‬قالوا‪ :‬خرج غزي من هذيل ف‬
‫الاهلية وفيهم جنيدب بن الدلع‪ ،‬يريدون حي أحر بأسا‪ ،‬وكان أحر بأسا رجلً شجاعا ل يرام‪ ،‬وكان ل ينام ف‬
‫حيه انا كان ينام خارجا من حاضره‪ ،‬وكان إذا نام غط غطيطا منكرا ل يفي مكانه‪ ،‬وكان الاضر إذ أتاهم‬
‫الفزع‪ ،‬صاحوا يا أحر بأسا‪ ،‬فيثور مثل السد فلما جاءهم ذلك الغزي من هذيل‪ ،‬قال لم جنيدب بن الدلع‪ ،‬إن‬
‫كان أحر بأسا ف الاضر فليس إليهم سبيل‪ ،‬وإن له غطيطا ل يفى فدعون أتسمع له‪ ،‬فتسمع الس فسمعه فأمه‬
‫حت وجده نايا فقتله‪ ،‬ث حلوا على الي فصاح الي يا حر بأسا‪ ،‬فل شيء أحر بأسا قد قتل‪ ،‬فقالوا من الاضر ث‬
‫انصرفوا فتشاغلوا بالسلم‪ ،‬فلما كان بعد الفتح بيوم دخل جنيدب بن الدلع مكة يرتاد وينظر والناس آمنون‪ ،‬فرآه‬
‫جندب بن العجم السلمي‪ ،‬فقال جنيدب بن الدلع‪ :‬قاتل أحر بأسا‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬فخرج جنيدب يستجيش عليه‬
‫حيه‪ ،‬فكان أول من لقي خراش بن أمية الكعب‪ ،‬فأخبه فاشتمل خراش على السيف ث أقبل إليه‪ ،‬والناس حوله وهو‬
‫يدثهم عن قتل أحر بأسا‪ ،‬وهم يتمعون عليه‪ ،‬إذ أقبل خراش بن أمية الكعب مشتملً على السيف‪ ،‬فقال‪ :‬هكذا عن‬
‫الرجل‪ ،‬فوال ما ظن الناس إل أنه يفرج عنه الناس ليتفرقوا عنه‪ ،‬فانفرجوا عنه فلما انفرج الناس عنه حل عليه خراش‬
‫بن أمية بالسيف فطعنه ف بطنه‪ ،‬وابن الدلع مستند إل جدار من جدر مكة‪ ،‬فجعلت حشوته تسايل من بطنه وان‬
‫عينيه لتبقان ف رأسه وهو يقول‪ ،‬أقد فعلتموها يا معشر خزاعة ? فوقع الرجل فمات‪ ،‬فسمع رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم بقتله‪ ،‬فقام خطيبا وهذه الطبة الغد من يوم فتح مكة بعد الظهر فقال صلى ال عليه وسلم‪ :‬أيها الناس‪،‬‬
‫إن ال سبحانه قد حرم مكة‪ ،‬يوم خلق السموات والرض‪ ،‬ويوم خلق الشمس والقمر‪ ،‬ووضع هذين البلي فهي‬
‫حرام إل يوم القيامة‪ ،‬ل يل لؤمن يؤمن بال واليوم الخر أن يسفك فيها دما‪ ،‬ول يعضد فيها شجرا ل تل لحد‬
‫كان قبلي‪ ،‬ول تل لحد بعدي‪ ،‬ول تل ل إل ساعة من نار‪ ،‬ث رجعت كحرمتها بالمس‪ ،‬فليبلغ الشاهد الغايب‪،‬‬
‫فإن قال قايل‪ :‬قد قتل با رسول ال‪ ،‬فقولوا‪ :‬إن ال سبحانه وتعال قد أحلها لرسوله ول يلها لكم يا معشر خزاعة‪،‬‬
‫ارفعوا أيديكم عن القتل فقد وال كثر أن يقع‪ ،‬وقد قتلتم هذا القتيل وال لدينه‪ ،‬فمن قتل بعد مقامي هذا فأهله‬
‫باليار إن شاءوا فدم قتيلهم وإن شاءوا فعقله‪ ،‬فدخل أبو شريح خويلد الكعب على عمرو بن سعيد بن العاص وهو‬
‫يريد قتال ابن الزبي‪ ،‬فحدثه هذا الديث وقال‪ :‬إن النب صلى ال عليه وسلم أمرنا أن يبلغ الشاهد الغايب‪ ،‬وكنت‬
‫شاهدا وكنت غايبا‪ ،‬وقد أديت إليك ما كان النب صلى ال عليه وسلم أمر به‪ ،‬فقال له عمرو بن سعيد‪ ،‬انصرف‬
‫أيها الشيخ فنحن أعلم برمتها منك‪ ،‬انا ل تنع من ظال ول خالع طاعة ول سافك دم‪ ،‬فقال أبو شريح‪ :‬قد أديت‬
‫إليك ما كان رسول ال صلى ال عليه وسلم أمر به‪ ،‬فأنت وشأنك‪ ،‬قال الواقدي‪ :‬وحدثن عبد ال بن نافع عن أبيه‪،‬‬
‫أنه أخب ابن عمر با قال أبو شريح لعمرو بن سعيد‪ ،‬فقال ابن عمر‪ :‬يرحم ال أبا شريح‪ ،‬قضى الذي عليه‪ ،‬قد‬
‫علمت إن رسول ال صلى ال عليه وسلم تكلم يومئذ ف خزاعة حي قتلوا الذل بأمر ل أحفظه‪ ،‬ال ان سعت‬
‫السلمي يقولون‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬فأنا أديه‪ ،‬قال وقال الواقدي‪ :‬حدثن عمر بن عبد الرحن بن‬
‫سعيد بن يربوع عن عبد اللك ابن عبيد بن سعيد بن يربوع‪ ،‬عن خرينق ابنة الصي‪ ،‬عن عمران بن الصي قال‪:‬‬
‫ل مؤمنا بكافر لقتلت خراشا‬‫قتله خراش بعد ما نى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن القتل‪ ،‬فقال‪ :‬لو كنت قات ً‬
‫بالذل‪ ،‬ث أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم خزاعة يرجون ديته‪ ،‬فكانت خزاعة اخرجت ديته فقال عمران بن‬
‫الصي‪ :‬فكأن أنظر إل غنم عفر جاءت با بنو مدل ف العقل‪ ،‬وكانوا يتعاقلون ف الاهلية‪ ،‬ث شده السلم وكان‬
‫أول قتيل وداه رسول ال صلى ال عليه وسلم ف السلم‪ ،‬حدثن جدي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن‬
‫ل من هذيل بالزدلفة‪ ،‬فأتوا إل أب بكر‬ ‫دينار عن ابن شهاب عن عطاء بن يزيد الليثي‪ ،‬إن رجلي من خزاعة قتل رج ً‬
‫وعمر رضي ال عنهما يستشفعون بما على رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فقام رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فقال‪ :‬إن ال سبحانه حرم مكة ول يرمها الناس‪ ،‬ل تل لحد كان قبلي ول تل لحد كان بعدي ول تل ل إل‬
‫ساعة من نار‪ ،‬فهي حرام برام ال سبحانه إل يوم القيامة‪ ،‬فل يست ب أحد فيقول‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قتل با‪ ،‬وإن ل أعلم أحدا أعت على ال عز وجل من ثلثة‪ :‬رجل قتل با‪ ،‬ورجل قتل بدخول الاهلية قتل ف‬
‫الرم‪ ،‬ورجل قتل غي قاتله واي ال ليودين هذا القتيل‪.‬ي جدي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن‬
‫ابن شهاب عن عطاء بن يزيد الليثي‪ ،‬إن رجلي من خزاعة قتل رجلً من هذيل بالزدلفة‪ ،‬فأتوا إل أب بكر وعمر‬
‫رضي ال عنهما يستشفعون بما على رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فقام رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬إن‬
‫ال سبحانه حرم مكة ول يرمها الناس‪ ،‬ل تل لحد كان قبلي ول تل لحد كان بعدي ول تل ل إل ساعة من‬
‫نار‪ ،‬فهي حرام برام ال سبحانه إل يوم القيامة‪ ،‬فل يست ب أحد فيقول‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم قتل‬
‫با‪ ،‬وإن ل أعلم أحدا أعت على ال عز وجل من ثلثة‪ :‬رجل قتل با‪ ،‬ورجل قتل بدخول الاهلية قتل ف الرم‪،‬‬
‫ورجل قتل غي قاتله واي ال ليودين هذا القتيل‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثنا سليمان بن حرب الزدي‪ ،‬قال حدثنا جرير بن حازم عن حيد العرج عن ماهد قال‪:‬‬
‫إن هذا الرم حرم ما حذاءه من السموات السبع والرضي السبع‪ ،‬وإن هذا البيت رابع أربعة عشر بيتا‪ ،‬ف كل ساء‬
‫بيت وف كل أرض بيت‪ ،‬ولو وقعن وقع بعضهن على بعض‪ ،‬وحدثن مهدي بن أب الهدي قال‪ :‬حدثنا عمر بن‬
‫سهيل‪ ،‬عن يزيد عن سعيد عن قتادة‪ ،‬قال‪ :‬ذكر لنا إن الرم حرم ما بياله إل العرش‪.‬‬
‫وحدثن مهدي بن أب الهدي قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن معاذ الصنعان‪ ،‬عن معمر عن الزهري ف قوله عز وجل "رب‬
‫اجعل هذا بلدا آمنا"‪ ،‬قال قال النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬إن الناس ل يرموا مكة‪ ،‬ولكن ال سبحانه وتعال حرمها‪،‬‬
‫فهي حرام إل يوم القيامة‪ ،‬وإن من أعت اللق على ال عز وجل‪ ،‬رجل قتل ف الرم‪ ،‬ورجل قتل غي قاتله‪ ،‬ورجل‬
‫أخذ بدخول الاهلية‪.‬‬
‫حدثن مهدي بن أب الهدي‪ ،‬قال حدثنا عبد اللك بن إبراهيم الدي‪ ،‬أخبن عبد الرحن بن أب الوال عن عبد ال‬
‫بن وهب أو ابن موهب عن عمرة عن عايشة عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬ستة لعنهم ال تعال وكل نب ماب‬
‫الدعوة‪ :‬الزايد ف كتاب ال‪ ،‬والكذب بقدر ال سبحانه‪ ،‬والتسلط بالبوت ليذل من أعز ال‪ ،‬أو يعز بذلك من أذل‬
‫ال سبحانه‪ ،‬والستحل برم ال سبحانه‪ ،‬والستحل من عترت ما حرم ال‪ ،‬والتارك لسنت‪.‬‬
‫وحدثن مهدي بن أب الهدي‪ ،‬قال حدثنا أبو أيوب البصري عن هشام عن السن‪ ،‬قال‪ :‬البيت بذاء البيت العمور‬
‫وما بينهما بذائه إل السماء السابعة وما أسفل منه بذائه إل الرض السابعة حرام كله‪ ،‬وحدثن جدي عن إبراهيم‬
‫بن ممد قال‪ :‬حدثن صفوان بن سليم عن كريب مول ابن عباس عن ابن عباس عن النب صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫البيت العمور ف السماء يقال له‪ :‬الضراح‪ ،‬وهو على منا الكعبة‪ ،‬يعمره كل يوم سبعون ألف ملك ل يروه قط‪ ،‬وإن‬
‫للسماء السابعة لرما‪ ،‬على منا حرم مكة‪.‬‬
‫حدثن جدي قال حدثنا إبراهيم بن ممد حدثنا ممد بن عمرو‪ ،‬عن أب سلمة بن عبد الرحن بن عوف قال‪ :‬وقف‬
‫النب صلى ال عليه وسلم على الجون يوم الفتح‪ ،‬فقال‪ :‬وال انك لي أرض ال وأحب أرض ال إل ال‪ ،‬ولول ان‬
‫أخرجت منك ما خرجت‪ ،‬وانا ل تل لحد كان قبلي‪ ،‬ول تل لحد كان بعدي‪ ،‬وانا أحلت ل ساعة من نار‪،‬‬
‫وانا من ساعت هذه من النهار‪ ،‬حرام ل يعضد شجرها‪ ،‬ول يتش خلها‪ ،‬ول يلتقط ضالتها إل بانشاد‪ ،‬فقال رجل‪:‬‬
‫إل الذخر يا رسول ال‪ ،‬فإنه لقبورنا وبيوتنا ولقيوننا‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلمك إل الذخر‪ ،‬حدثن‬
‫جدي عن مسلم بن خالد‪ ،‬قال سعت صدقة بن يسار يقول‪ :‬تفسي اللقطة ل ترفع إل بانشاد‪ ،‬قال‪ :‬أن يسمع‬
‫منشدها فيفعها إليه وإل فل يسها‪.‬‬
‫حدثنا جدي قال‪ :‬حدثنا إبراهيم بن ممد قال‪ :‬حدثن يزيد بن أب زياد عن ماهد عن ابن عباس‪ ،‬قال قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يوم فتح مكة‪ :‬إن مكة حرام‪ ،‬حرمها ال عز وجل يوم خلق السموات والرض والشمس‬
‫والقمر‪ ،‬ووضع هذين الخشبي ل تل لحد قبلي‪ ،‬ول تل لحد بعدي‪ ،‬ول تل ل إل ساعة من نار‪ ،‬ل يتل‬
‫خلها‪ ،‬ول يعضد شوكها‪ ،‬ول ينفر صيدها ول ترفع لقطتها‪ ،‬إل لن أنشدها فقال العباس رضي ال عنه‪ :‬إل الذخر‬
‫يا رسول ال‪ ،‬فإنه ل غن لهل مكة عنه فإنه للقي والبنيان فقال صلى ال عليه وسلم‪ :‬إل الذخر‪ ،‬وحدثنا جدي‬
‫قال‪ :‬أخبنا سعيد بن سال عن عثمان بن ساج‪ ،‬قال‪ :‬أخبن ممد بن عبد الرحن بن أب ذيب عن سعيد بن أب‬
‫سعيد القبي عن أب شريح الكعب صاحب رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬
‫إن ال سبحانه حرم مكة ول يرمها الناس‪ ،‬ول يل لن كان يؤمن بال واليوم الخر أن يسفك فيها دما‪ ،‬ول يعضد‬
‫فيها شجرا‪ ،‬فإن ارتص فيها أحد شيئا‪ ،‬فقال قد أحلت لرسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فإن ال سبحانه أحلها ل‬
‫ول يلها للناس‪ ،‬وانا أحلت ل ساعة من نار‪ ،‬ث هي حرام كحرمتها بالمس‪ ،‬ث انكم يا معشر خزاعة قتلتم هذا‬
‫القتيل من هذيل‪ ،‬وأنا وال عاقله فمن قتل با بعد قتيلً‪ ،‬فإن أهله بي خيتي‪ ،‬فإن أحبوا قتلوا وإن أحبوا أخذوا‬
‫العقل‪.‬‬
‫ذكر الرم كيف حرم‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا إبراهيم بن ممد بن أب يي قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن عثمان بن خيثم‬
‫عن أب الطفيل عن ابن عباس قال‪ :‬أول من نصب أنصاب الرم إبراهيم عليه السلم‪ ،‬يريه ذلك جبيل عليه السلم‪،‬‬
‫فلما كان يوم فتح مكة بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم تيم بن أسد الزاعي فجدد ما رث منها‪ ،‬وأخبن‬
‫جدي قال‪ :‬حدثنا عبد الرحن بن حسن بن القاسم عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬سعت بعض أهل العلم يقول‪ :‬إنه لا خاف آدم‬
‫عليه السلم على نفسه من الشيطان‪ ،‬فاستعاذ بال سبحانه فأرسل ال عز وجل ملئكة حفوا بكة من كل جانب‬
‫ووقفوا حواليها‪ ،‬قال‪ :‬فحرم ال تعال الرم من حيث كانت اللئكة عليهم السلم وقفت‪ ،‬حدثن جدي قال حدثنا‬
‫سعيد بن سال القداح‪ ،‬عن عثمان بن ساج عن وهب بن منبه‪ ،‬إن آدم عليه السلم اشتد بكاؤه وحزنه لا كان من‬
‫عظم الصيبة‪ ،‬حت إن كانت اللئكة لتحزن لزنه ولتبكي لبكائه‪ ،‬فعزاه ال بيمة من خيام النة وضعها له بكة ف‬
‫موضع الكعبة‪ ،‬قبل أن تكون الكعبة‪ ،‬وتلك اليمة ياقوتة حراء من يواقيت النة‪ ،‬وفيها ثلثة قناديل من ذهب من تب‬
‫النة‪ ،‬فيها نور يلتهب من نور النة‪ ،‬والركن يومئذ نم من نومه‪ ،‬فكان ضوء ذلك النور ينتهي إل موضع الرم‪،‬‬
‫فلما سار آدم إل مكة حرسه ال وحرس تلك اليمة باللئكة‪ ،‬فكانوا يقفون على مواضع أنصاب الرم يرسونه‬
‫ويذودون عنه سكان الرض‪ ،‬وسكانا يومئذ الن والشياطي‪ ،‬فل ينبغي لم أن ينظروا إل شيء من النة‪ ،‬لنه من‬
‫نظر إل شيء منها وجبت له والرض يومئذ طاهرة نقية طيبة ل تنجس ول تسفك فيها الدماء ول يعمل فيها‬
‫بالطايا‪ ،‬فلذلك جعلها ال سبحانه يومئذ مستقرا للئكته‪ ،‬وجعلهم فيها كما كانوا ف السماء يسبحون الليل والنهار‬
‫ل يفترون‪ ،‬فلم تزل تلك اليمة مكانا حت قبض ال تعال آدم ث رفعها إليه‪ ،‬حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن‬
‫عبد الرحن بن حسن بن القاسم عن أبيه قال‪ :‬سعت بعض أهل العلم يقولون‪ :‬قال إبراهيم عليه السلم لساعيل‪:‬‬
‫أبغن حجرا أجعله للناس آية‪ ،‬قال‪ :‬فذهب إساعيل ث رجع ول يأته بشيء ووجد الركن عنده فلما رآه‪ ،‬قال له‪ :‬من‬
‫أين لك هذا ? قال إبراهيم‪ :‬جاء به من ل يكلن إل حجرك؛ جاء به جبيل عليه السلم‪ ،‬قال‪ :‬فوضعه إبراهيم عليه‬
‫السلم ف موضعه هذا‪ ،‬فأنار شرقا وغربا وينا وشاما‪ ،‬فحرم ال تعال الرم من حيث انتهى نور الركن واشراقه من‬
‫كل جانب‪ ،‬قال‪ :‬ولا قال إبراهيم ربنا أرنا مناسكنا‪ ،‬نزل إليه جبيل فذهب به فأراه الناسك ووقفه على حدود‬
‫الرم‪ ،‬فكان إبراهيم يرضم الجارة‪ ،‬وينصب العلم‪ ،‬ويثي عليها التراب‪ ،‬وكان جبيل يقفه على الدود‪ ،‬قال‪:‬‬
‫وسعت إن غنم إساعيل عليه السلم‪ ،‬كانت ترعى ف الرم ول تاوزه ول ترج منه‪ ،‬فإذا بلغت منتهاه من كل‬
‫ناحية من نواحيه‪ ،‬رجعت صابة ف الرم‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد حدثن جدي حدثنا سعيد بن سال عن ابن جريج‪ ،‬قال‪ :‬كنت أسع من أب يزعم إن إبراهيم أول من‬
‫نصب أنصاب الرم‪ ،‬حدثنا أبو الوليد حدثنا جدي حدثنا سعيد بن سال عن ابن جريج عن عبد ال بن عثمان بن‬
‫خيثم عن ممد بن السود‪ ،‬انه أخبه إن إبراهيم أول من نصب أنصاب الرم‪ ،‬وإن جبيل عليه السلم دله على‬
‫مواضعها‪ ،‬قال ابن جريج‪ :‬وأخبن أيضا عنه إن النب صلى ال عليه وسلم‪ ،‬أمر يوم الفتح تيم بن أسد جد عبد‬
‫الرحن بن عبد الطلب بن تيم فجددها‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد وحدثن ممد بن يي عن هشام بن سليمان الخزومي عن عبد اللك بن يي بن عباد بن عبد ال بن‬
‫الزبي عن موسى بن عقبة‪ ،‬أنه قال‪ :‬عدت قريش على أنصاب الرم فنعتها‪ ،‬فاشتد ذلك على النب صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ ،‬فجاء جبيل عليه السلم إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬يا ممد اشتد عليك ان نزعت قريش‬
‫أنصاب الرم‪ ،‬قال‪ :‬نعم قال‪ :‬أما انم سيعيدونا‪ ،‬قال‪ :‬فرأى رجل من هذه القبيلة من قريش ومن هذه القبيلة حت‬
‫رأى ذلك عدة من قبايل قريش قايلً يقول‪ :‬حرم كان أعزكم ال به‪ ،‬ومنعكم‪ ،‬فنعتم أنصابه‪ ،‬الن تطفكم العرب‪،‬‬
‫فأصبحوا يتحدثون بذلك ف مالسهم‪ ،‬فأعادوها‪ ،‬فجاء جبيل عليه السلم إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪:‬‬
‫يا ممد قد أعادوها‪ ،‬قال‪ :‬أفأصابوا يا جبيل ? قال‪ :‬ما وضعوا منها نصبا إل بيد ملك‪ ،‬حدثنا أبو الوليد حدثنا ممد‬
‫بن يي عن الواقدي عن إسحاق بن حازم عن جعفر بن ربيعة عن الزهري عن عبيد ال بن عبد ال بن عتبة أن‬
‫إبراهيم عليه السلم‪ ،‬نصب أنصاب الرم يريه جبيل عليه السلم‪ ،‬ث ل ترك حت كان قصي فجددها‪ ،‬ث ل ترك‬
‫حت كان رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فبعث عام الفتح تيم بن أسد الزاعي فجددها‪ ،‬ث ل ترك حت كان عمر‬
‫بن الطاب رضي ال عنه‪ ،‬فبعث أربعة من قريش كانوا يبتدئون ف بواديها فجددوا أنصاب الرم‪ ،‬منهم مرمة بن‬
‫نوفل‪ ،‬وأبو هود سعيد بن يربوع الخزومي‪ ،‬وحويطب بن عبد العزى‪ ،‬وأزهر بن عبد عوف الزهري‪ ،‬حدثنا أبو‬
‫الوليد حدثن ممد بن يي عن الواقدي‪ ،‬حدثن خالد بن الياس عن يي بن عبد الرحن بن حاطب عن أبيه قال‪ :‬لا‬
‫ول عثمان بن عفان بعث على الج عبد الرحن بن عوف وأمره أن يدد أنصاب الرم‪ ،‬فبعث عبد الرحن نفرا من‬
‫قريش منهم حويلب بن عبد العزى‪ ،‬وعبد الرحن بن أزهر‪ ،‬وكان سعيد بن يربوع قد ذهب بصره ف آخر خلفة‬
‫عمر‪ ،‬وذهب بصر مرمة بن نوفل ف خلفة عثمان‪ ،‬فكانوا يددون أنصاب الرم ف كل سنة‪ ،‬فلما ول معاوية كتب‬
‫إل وال مكة فأمره بتجديدها‪ ،‬قال‪ :‬فلما بعث عمر بن الطاب النفر الذين بعثهم ف تديد أنصاب الرم‪ ،‬أمرهم أن‬
‫ينظروا إل كل واد يصب ف الرم فنصبوا عليه وأعلموه وجعلوه حرما‪ ،‬وإل كل واد يصب ف الل فجعلوه حل‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد حدثن جدي عن ممد بن ادريس عن ممد بن عمر عن ابن أب سبة عن السور بن رفاعة‪ ،‬قال لا‬
‫حج عبد اللك بن مروان أرسل إل أكب شيخ يعلمه من خزاعة‪ ،‬وشيخ من قريش‪ ،‬وشيخ من بن بكر وأمرهم‬
‫بتجديد الرم‪ ،‬قال أبو الوليد وكل واد ف الرم فهو يسيل ف الل ول يسيل من الل ف الرم إل من موضع واحد‬
‫عند التنعيم عند بيوت غفار‪.‬‬
‫ذكر حدود الرم الشريف‬

‫قال أبو الوليد‪ :‬من طريق الدينة دون التنعيم عند بيوت غفار على ثلثة أميال‪ ،‬ومن طريق اليمن‪ ،‬طرف اضاءة لب ف‬
‫ثنية لب‪ ،‬على سبعة أميال‪ ،‬ومن طريق جدة منقطع العشاش على عشرة أميال‪ ،‬ومن طريق الطايف على طريق عرفة‬
‫من بطن نرة‪ ،‬على أحد عشر ميلً‪ ،‬ومن طريق العراق على ثنية خل بالقطع‪ ،‬على سبعة أميال‪ ،‬ومن طريق العرانة ف‬
‫شعب آل عبد ال بن خالد بن أسيد على تسعة أميال‪.‬‬
‫تعظيم الرم وتعظيم الذنب فيه واللاد فيه‬

‫حدثنا أبو الوليد حدثن جدي حدثنا سفيان عن مسعر عن مصعب بن شيبة عن عبد ال بن الزبي قال‪ :‬إن كانت‬
‫المة من بن إسرائيل لتقدم مكة‪ ،‬فإذا بلغت ذا طوى‪ ،‬خلعت نعالا تعظيما للحرم‪ ،‬حدثنا أبو الوليد حدثنا عمر بن‬
‫حكام البصري عن شعبة عن منصور عن ماهد ف قوله تعال "ومن يرد فيه بالاد بظلم نذقه من عذاب أليم"‪ ،‬قال‬
‫كان لعبد ال بن عمرو بن العاص فسطاطان‪ ،‬أحدها ف الل‪ ،‬والخر ف الرم فإذا أراد أن يعاتب أهله عاتبهم ف‬
‫الل‪ ،‬وإذا أراد أن يصلي صلى ف الرم‪ ،‬فقيل له ف ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬انا كنا نتحدث ان من اللاد ف الرم أن يقول‬
‫كل وال وبلى وال‪ ،‬حدثنا أبو الوليد حدثن جدي عن سفيان عن منصور عن إبراهيم قال‪ :‬كان يعجبهم إذا قدموا‬
‫مكة‪ ،‬أن ل يرجوا منها حت يتموا القرآن‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد وحدثن جدي عن سفيان بن إبراهيم بن ميسرة عن طاوس عن ابن عباس‪ ،‬قال‪ :‬استأذنن السي بن‬
‫علي ف الروج فقلت‪ :‬لول ان يرزأ ب أو بك لتشبثت بيدي ف رأسك‪ ،‬فكان الذي رد علي من قول‪ ،‬لن أقتل‬
‫بكان كذا وكذا أحب إل من أن تستحل حرمتها ب يعن الرم فكان ذلك الذي سل نفسي عنه‪ ،‬قال ث يقول‬
‫طاوس‪ :‬وال ما رأيت أحدا أشد تعظيما للمحارم من ابن عباس رضي ال عنه‪ ،‬ولو شاء أن أبكي لبكيت‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي وإبراهيم بن ممد قال‪ :‬أخبنا مسلم ابن خالد الزني عن ابن أب نيح عن أبيه‬
‫قال‪ :‬ل تكن كبار اليتان تأكل صغارها ف الرم من زمن الغرق‪ ،‬وبه قال حدثن جدي وإبراهيم بن ممد عن مسلم‬
‫ابن خالد عن ابن خيثم قال‪ :‬كان بكة حي يقال لم‪ ،‬العماليق فأحدثوا فيها احداثا‪ ،‬فنفاهم ال عز وجل منها فجعل‬
‫يقودهم بالغيث‪ ،‬ويسوقهم بالسنة‪ ،‬يضع الغيث أمامهم فيذهبون ليجعون‪ ،‬فل يدون شيئا فيتبعون الغيث حت‬
‫ألقهم ال تعال بساقط روس آبائهم‪ ،‬وكانوا من حي‪ ،‬ث بعث ال عليهم الطوفان‪ ،‬قال الزني‪ :‬فقلت لبن خيثم‪:‬‬
‫وما كان الطوفان ? قال‪ :‬الوت‪ ،‬حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي وإبراهيم بن ممد الشافعي قال‪ :‬أخبنا مسلم‬
‫بن خالد عن ابن خيثم عن أب الزبي عن جابر بن عبد ال‪ ،‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم لا نزل الجر ف غزوة‬
‫تبوك‪ ،‬قام فخطب الناس‪ ،‬فقال‪ :‬يا أيها الناس ل تسألوا نبيكم عن اليات‪ ،‬هؤلء قوم صال سألوا نبيهم أن يبعث ال‬
‫لم آية‪ ،‬فبعث ال لم الناقة‪ ،‬فكانت ترد من هذا الفج فتشرب ماءهم يوم وردها‪ ،‬ويشربون من لبنها مثل ما كانوا‬
‫يتروون من مائهم من غبها إل وتصدر من هذا الفج‪ ،‬فعتوا عن أمر ربم فعقروها‪ ،‬فوعدهم ال ثلثه أيام فكان موعد‬
‫من ال تعال غي مكذوب‪ ،‬ث جاءتم الصيحة فأهلك ال من كان ف مشارق الرض ومغاربا منهم‪ ،‬إل رجلً كان‬
‫ف حرم ال‪ ،‬فمنعه حرم ال من عذاب ال‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا رسول ال ومن هو ? قال‪ :‬أبو رغال‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن مسلم بن خالد عن أيوب بن موسى عن عبد ال بن عمرو بن العاص أنه‬
‫قال‪ :‬أيها الناس‪ ،‬إن هذا البيت لق ربه فسايله عنكم‪ ،‬ال فانظروا فيما هو سائلكم عنه من أمره‪ ،‬ال واذكروا إذ كان‬
‫ساكنه ل يسفكون فيه دما حراما‪ ،‬ول يشون فيه بالنميمة‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد حدثنا مهدي بن أب الهدي حدثنا عبد الرحن بن عبد ال مول بن هاشم عن حاد بن سلمة عن‬
‫عطاء بن السايب عن ممد بن سابط عن النب صلى ال عليه وسلم‪ ،‬يكي عن ربه تعال قال‪ :‬ل يكون بكة سافك‬
‫دم‪ ،‬ول آكل ربا‪ ،‬ول نام‪ ،‬ودحيت الرض من مكة‪ ،‬وأول من طاف بالبيت اللئكة‪ ،‬قال‪ :‬فلما أراد أن يعل ف‬
‫الرض خليفة‪ ،‬قالت اللئكة‪ :‬أتعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ? يعن مكة فقال الشعب‪ :‬النميمة عدلت‬
‫بالدم والربا فلم يزل يدثن فيها حت عرفت انا شر العمال‪ ،‬وقال ممد بن سابط‪ :‬كان النب من النبياء صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ،‬إذا هلكت أمته لق بكة فتعبد فيها النب ومن معه‪ ،‬حت يوت فمات با نوح‪ ،‬وهود‪ ،‬وصال‪ ،‬وشعيب‪،‬‬
‫وقبورهم بي زمزم والجر‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثنا مهدي بن أب الهدي حدثنا يي بن سليم‪ ،‬عن أب خيثم قال‪ :‬سعت عبد الرحن بن‬
‫سابط يقول‪ :‬سعت عبد ال بن ضمرة السلول يقول‪ :‬ما بي الركن إل القام إل زمزم إل الجر‪ ،‬قب تسعة وتسعي‬
‫نبيا جاءوا حجاجا فقبوا هنالك‪ ،‬فتلك قبورهم غور الكعبة‪ ،‬حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثنا أحد بن ميسرة الكي‬
‫حدثنا عبد الجيد بن عبد العزيز ابن أب رواد عن أبيه‪ ،‬أن عمر بن الطاب رضي ال عنه كان يقول‪ :‬لطيئة أصيبها‬
‫بكة أعز علي من سبعي خطيئة أصيبها بركبة‪ ،‬وبه قال أحد بن ميسرة عن عبد الجيد بن عبد العزيز عن أبيه عن‬
‫عمر بن الطاب كان يقول لقريش‪ :‬يا معشر قري ألقوا بالرياف فهو أعظم لخطاركم‪ ،‬وأقل لوزاركم‪ ،‬وبه‬
‫قال‪ :‬حدثن أحد بن ميسرة عن عبد الجيد بن عبد العزيز عن أبيه‪ ،‬قال أخبت إن سعيد بن السيب رأى رجلً من‬
‫أهل الدينة بكة فقال‪ :‬ارجع إل الدينة‪ ،‬فقال الرجل‪ :‬انا جيت أطلب العلم‪ ،‬فقال سعيد بن السيب‪ :‬أما إذا أبيت‪،‬‬
‫فانا كنا نسمع إن ساكن مكة ل يوت حت يكون عنده بنله‪ ،‬الل لا يستحل من حرمتها‪ ،‬وبه عن عبد الجيد بن‬
‫عبد العزيز عن أبيه قال‪ :‬أخبت إن عمر بن عبد العزيز قدم مكة‪ ،‬وهو إذ ذاك أمي فطلب إليه أهل مكة أن يقيم بي‬
‫أظهرهم بعض القام وينظر ف حوايهم‪ ،‬فأب عليهم‪ ،‬فاستشفعوا إليه بعبد ال بن عمرو بن عثمان‪ ،‬قال فقال له‪ :‬اتق‬
‫ال فإنا رعيتك وإن لم عليك حقا‪ ،‬وهم يبون أن تنظر ف حوايهم فذلك أيسر عليهم من أن ينتابوك بالدينة‪،‬‬
‫قال‪ :‬فأب عليه‪ ،‬قال‪ :‬فلما أب قال له عبد ال بن عمرو‪ :‬أما إذا أبيت فأخبن ل تأب ? فقال له عمر‪ :‬مافة الدث‬
‫با‪ ،‬وقال عبد العزيز‪ :‬وأخبت إن عمر بن عبد العزيز وافقه شهر رمضان بكة‪ ،‬فخرج فصام بالطايف‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا يي بن سليم قال‪ :‬سعت ابن خيثم يدث عن عثمان انه سع بن عمر‬
‫يقول‪ :‬احتكار الطعام بكة للبيع الاد‪ ،‬وبه حدثنا يي بن سليم‪ ،‬حدثنا عثمان بن السود عن ماهد قال‪ :‬بيع الطعام‬
‫بكة الاد‪ ،‬قال عثمان‪ :‬يعن أن يشترى ها هنا ويبيع ها هنا ول يعن الالب‪ ،‬وبه حدثنا يي بن سليم عن ابن خيثم‬
‫عن عبيد ال بن عياض عن يعلى بن منبه‪ ،‬انه سع عمر بن الطاب رضي ال عنه يقول‪ :‬يا أهل مكة‪ ،‬ل تتكروا‬
‫الطعام بكة‪ ،‬فإن احتكار الطعام بكة للبيع الاد‪ ،‬حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا سعيد بن سال عن‬
‫عثمان بن ساج‪ ،‬قال قال ماهد‪ :‬ومن يرد فيه بالاد بظلم يعمل عملً سيئا‪ ،‬وقال غيه‪ :‬السجد الرام والشركون‬
‫صدوا رسول ال صلى ال عليه وسلم عن السجد وعن سبيل ال يوم الديبية‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد‪ ،‬حدثنا جدي عن سعيد بن سال عن ابن جريج ف قوله عز وجل "ومن يرد فيه بالاد بظلم نذقه من‬
‫عذاب أليم" استحل ًل متعمدا‪ ،‬قال وقال ابن جريج أيضا‪ ،‬قال ابن عباس‪ :‬والشرك‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال أخبن جدي عن سعيد عن عثمان‪ ،‬أخبن الثن بن الصباح عن عطاء بن أب رباح‪ ،‬حدثن‬
‫إساعيل بن جليحة قال‪ :‬كان عبد ال ابن عمر إذا طاف بي الصفا والروة دخل على خالة له‪ ،‬فقال أين ابنك ?‬
‫فقالت‪ :‬بأب أنت وأمي‪ ،‬يرج إل هذا السوق فيشتري من السمراء ويبيعها‪ ،‬قال‪ :‬فمريه ل يقربن من ذلك شيئا فإنه‬
‫الاد‪ ،‬قال عثمان قال ماهد‪ :‬العاكف فيه الساكن فيه‪ ،‬والبادي الالب‪ ،‬قال عثمان‪ :‬وأخبن ممد بن السايب‬
‫الكلب قال‪ :‬العاكف أهل مكة‪ ،‬وأما البادي فمن أتاه من غي أهل البلد‪ ،‬قال عثمان‪ :‬وأخبن يي بن أب أنيسة قال‬
‫قال إساعيل‪ :‬سعت مرة المدان يقول‪ :‬سعت عبد ال بن مسعود يقول‪ :‬ليس أحد من خلق ال تعال يهم بسيئة‬
‫فيها‪ ،‬فيؤخذ با ول تكتب عليه حت يعملها غي شيء واحد‪ ،‬قال‪ :‬ففزعنا لذلك‪ ،‬فقلنا‪ :‬ما هو يا أبا عبد الرحن ?‬
‫فقال عبد ال‪ :‬من هم أو حدث نفسه بأن يلحد بالبيت‪ ،‬أذاقه ال عز وجل من عذاب أليم‪ ،‬ث قرأ ومن يرد فيه بالاد‬
‫بظلم نذقة من عذاب أليم‪ ،‬قال عثمان‪ :‬وأخبن يي بن أب أنيسة‪ ،‬قال قال السدي‪ :‬اللاد الستحلل‪ ،‬فإن قوله‬
‫عز وجل ومن يرد فيه بالاد يعن الظلم فيه فيقول‪ :‬من يستحله ظالا فيتعدى فيه‪ ،‬فيحل فيه ما حرم ال تعال‪ ،‬قال‬
‫عثمان‪ :‬وأخبن الثن بن الصباح قال‪ :‬بلغن إن عبد ال بن عمرو بن العاص وعبد ال بن الزبي‪ ،‬كانا جالسي فقال‬
‫عبد ال بن عمرو بن العاص‪ :‬ان ل أجد ف كتاب ال عز وجل رجلً يسمى عبد ال عليه نصف عذاب هذه المة‪،‬‬
‫فقال عبد ال بن الزبي لئن كنت وجدت هذا ف كتاب ال تعال انك لنت هو‪ ،‬قال‪ :‬وانا أراد عبد ال بن عمرو‬
‫بذا‪ ،‬أي فل يستحل القتال ف الرم‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد حدثنا ممد بن عبد ال بن سليمان بن منصور السهامي‪ ،‬حدثنا ممد بن زياد عن ابن قرة عن عثمان‬
‫بن السود بسنده أما عن ماهد وأما عن غي ذلك‪ ،‬قال‪ :‬من أخرج مسلما من ظله ف حرم ال تعال من غي‬
‫ضرورة‪ ،‬أخرجه ال تعال من ظل عرشه يوم القيامة‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد حدثن جدي عن سفيان بن عيينة عن سفيان الثوي عن جابر العفي عن ماهد وعطاء‪ ،‬ف قوله‬
‫تعال "سواء العاكف فيه والبادي" قال‪ :‬العاكف أهل مكة والبادي الغرباء سواء هم ف حرمته‪ ،‬حدثنا أبو الوليد قال‬
‫حدثن جدي حدثنا مسلم بن خالد عن ابن جريج قال‪ :‬حدثن إساعيل بن أمية ان عمر بن الطاب قال‪ :‬لن اخطئ‬
‫سبعي خطية بركبة‪ ،‬أحب إل من أن اخطئ خطيئة واحدة بكة‪ ،‬قال ابن جريج قال ماهد‪ :‬حذر عمر قريشا الرم‬
‫قال‪ :‬وكان با ثلثة أحياء من العرب فهلكوا‪ ،‬لن اخطئ اثنت عشرة خطيئة بركبة‪ ،‬أحب إل من أن اخطئ خطيئة‬
‫واحدة إل ركنها‪ ،‬قال ابن جريج‪ :‬بلغن إن الطيئة بكة ماية خطيئة والسنة على نو ذلك‪ ،‬وقال ابن جريج‪ :‬حدثن‬
‫إبراهيم حديثا رفعه إل فاطمة السهمية عن عبد ال بن عمرو بن العاص قال‪ :‬اللاد ف الرم ظلم الادم فما فوق‬
‫ذلك‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا إبراهيم حدثنا ممد بن سوقة عن عكرمة عن ابن عباس انه قال‪ :‬حج‬
‫الواريون‪ ،‬فلما دخلوا الرم مشوا تعظيما للحرم‪ :‬حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا إبراهيم بن ممد عن‬
‫ابان بن أب عياش عن عبد الرحن بن سابط انه سع عبد ال بن عمر وهو جالس ف الجر‪ ،‬يطعن بخصرته ف البيت‬
‫وهو يقول انظروا ما أنتم قايلون غدا إذا سئل هذا عنكم وسئلتم عنه‪ ،‬واذكروا إذ عامره ل يتجر فيه بالربا ول‬
‫يسفك فيه الدماء ول يشى فيه بالنميمة‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا إبراهيم بن ممد قال حدثن صفوان بن سليم عن فاطمة السهمية عن عبد‬
‫ال بن عمرو بن العاص قال‪ :‬اللاد ف الرم‪ ،‬شتم الادم فما فوق ذلك ظلما‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن سعيد بن سال عن ابن جريج عن عكرمة ابن خالد‪ ،‬قال‪ :‬بعث النب صلى ال‬
‫عليه وسلم رجلً من النصار ورجلً من مزينة‪ ،‬وابن خطل ف بعض حاجته‪ ،‬فقال للمزن وابن خطل‪ :‬أطيعا‬
‫النصاري حت ترجعا‪ ،‬فلما كانوا ببعض الطريق أمر النصاري الزن ببعض العمل وقال لبن خطل‪ :‬اذبح هذه الشاة‬
‫فلم يرجع النصاري حت فرغ الزن ما أمره به وإذا الشاة كما هي‪ ،‬قال النصاري لبن خطل‪ :‬ما منعك من ذبح‬
‫هذه الشاة ? قال ابن خطل‪ :‬أنت أحق با من‪ ،‬ث انما تباطشا فقتله ابن خطل‪ ،‬ث أراد الزن فقال‪ :‬ويلك ما‬
‫شأنك ? وجه حيث شئت فأنا أتبعك‪.‬‬
‫ما جاء ف القاتل يدخل الرم‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن ابن عيينة عن إبراهيم بن ميسرة عن طاوس عن ابن عباس قال‪ :‬إذا دخل‬
‫القاتل الرم‪ ،‬ل يالس ول يبايع ول يؤو‪ ،‬ويأتيه الذي يطلبه فيقول‪ :‬يا فلن اتق ال ف دم فلن واخرج من الحارم‪،‬‬
‫فإذا خرج أقيم عليه الد‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا سعيد بن سال عن ابن جريج قال قلت لعطاء‪ :‬ما قوله تعال "ومن دخله‬
‫كان آمنا" قال‪ :‬يأمن فيه كل شيء دخله‪ ،‬قال‪ :‬وإن كان صاحب دم إل أن يكون قتل ف الرم‪ ،‬فيقتل فيه‪ ،‬فإن قتل‬
‫ف غيه ث دخله أمن حت يرج منه‪ ،‬ث تل عند ذلك "ول تقاتلوهم عند السجد الرام حت يقاتلوكم فيه"‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن سعيد بن سال عن ابن جريج عن عطاء قال‪ :‬أنكر ابن عباس قتل ابن الزبي‬
‫سعدا مول عقبة وأصحابه قال‪ :‬تركه ف الل‪ ،‬حت إذا دخل الرم أخرجه منه فقتله‪ ،‬فقال رجل من القوم‪ :‬قاتلوه‪،‬‬
‫قال‪ :‬أول يؤمنوا إذا دخلوا الرم ? قلت لعطاء‪ :‬أرأيت لو وجدت فيه قاتل أب أو أخي ? قال‪ :‬إذا تدعه واعزم على‬
‫الناس أن ل يؤوه ول يالسوه ول يبايعوه حت يرج‪ ،‬فلعمري ليوشكن أن يرج منه‪ ،‬فقال له سليمان بن موسى‪:‬‬
‫فعبدي أبق فدخله قال‪ :‬فخذه انك ل تأخذه لتقتله‪ ،‬حدثنا أبو الوليد حدثنا مهدي بن أب الهدي حدثنا عبد الرحن‬
‫بن عبد ال مول بن هاشم حدثنا عمران أبو العوام عن حاد عن إبراهيم قال‪ :‬إذا قتل رجل ف الرم أدخل الرم‬
‫فقتل‪ ،‬وإذا قتل خارجا من الرم ث دخل الرم أخرج من الرم فقتل‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد حدثنا مهدي بن أب الهدي حدثنا عمر بن سهل عن يزيد عن سعيد عن قتادة قال‪ :‬كان السن‬
‫يقول‪ :‬إن الرم ل ينعه حد ال‪ ،‬إذا أصاب حدا ف غي الرم فلجأ ف الرم ل ينعه ذلك من أن يقام عليه‪ ،‬ورأى‬
‫قتادة مثل ما قال السن‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن مهدي بن أب الهدي حدثنا عبد ال بن معاذ الصنعان عن معمر عن قتادة وماهد ف‬
‫قوله عز وجل "ومن دخله كان آمنا"‪ ،‬قال كان ذلك ف الاهلية فأما اليوم فلو سرق أحد قطع‪ ،‬ولو قتل قتل‪ ،‬ولو‬
‫قدر على الشركي فيه قتلوا‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن مسلم بن خالد عن ابن جريج أخبنا ابن طاوس ف قوله تبارك وتعال "ومن‬
‫دخله كان آمنا"‪ ،‬قال‪ :‬يأمن فيه من فر إليه وإن أحدث كل حدث قتل أو سرق أو زنا أو صنع ما صنع‪ ،‬إذا كان هو‬
‫يفر إليه أمن فيه فل يس ما كان فيه ولكن ينع الناس أن يؤوه أو يبايعوه أو يالسوه‪ ،‬فإن كانوا هم أدخلوه فيه فل‬
‫بأس أن يرجوه إن شاءوا‪ ،‬قال‪ :‬وإن أحدث ف الرم أخذ ف الرم‪ ،‬قال ابن جريج قلت لبن طاوس‪ :‬فإن عطاء‬
‫أخبن عن ابن عباس‪ ،‬انه أنكر ما أتى إل سعد وهم أدخلوه الرم‪ ،‬قال‪ :‬وأبو عبد الرحن قد أنكر ما أتى إليه يعن‬
‫طاوسا إن سعدا ل يقتل انا قاتلهم‪ ،‬قال ل ابن طاوس‪ :‬قال طاوس‪ :‬فمن فر إليه أمن‪ ،‬ولكن ينع الناس أن يؤوه أو‬
‫يبايعوه أو يالسوه‪ ،‬قال فإن كانوا أدخلوه فيه أخرجوه منه إن شاءوا‪ ،‬قال‪ :‬فإن أدخلوه ث انفلت منهم فدخله‬
‫اخرجوه‪ ،‬قال‪ :‬انا أنكر طاوس ما أتى إل سعد انه ل يقتل أحدا‪ ،‬قال ابن جريج‪ :‬وأخبن بن أب حسي عن عكرمة‬
‫بن خالد‪ ،‬قال قال عمر بن الطاب رضي ال عنه‪ :‬لو وجدت فيه قاتل الطاب ما مسسته حت يرج منه‪ ،‬قال ابن‬
‫جريج‪ :‬أخبن ابن الزبي قال قال ابن عمر‪ :‬لو وجدت فيه قاتل عمر ما ندهته‪ ،‬قال ابن جريج‪ :‬أخبن عكرمة بن‬
‫خالد قال قال عمر‪ :‬لو وجدت فيه قاتل الطاب ما مسسته حت يرج منه‪ ،‬قال ابن جريج‪ :‬وبلغن إن الرجل كان‬
‫يلقى قاتل أخيه أو أبيه ف الكعبة أو ف الرم أو ف الشهر الرام‪ ،‬فل يعرض له أو مرما أو مقلدا هديا قد بعث به‬
‫فل يعرض له‪ ،‬وهم يغي بعضهم على بعض فيقتلون ويأخذون الموال ف غي ذلك‪ ،‬فجعل ال ذلك قياما لم لول‬
‫ذلك ل يكن لم بقية‪.‬‬
‫ما يؤكل من الصيد ف الرم وما دخل فيه حيا مأسورا‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا مسلم بن خالد عن عبد ال بن كثي الرازي عن ماهد‪ ،‬انه أكل لم الطي‬
‫الذي يدخل به الرم حيا ف مرضه الذي مات فيه‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثن مسلم بن خالد الزني قال‪ :‬سعت عمرو بن دينار‪ ،‬وذكر عنده‬
‫الصيد يدخل به الرم حيا‪ ،‬قال‪ :‬ل بأس بأكله‪ ،‬ويقول‪ :‬لو أهدي إل ظب فلبث عندي ف البيت أياما ث انفلت من‬
‫بيت فلبث ف الرم أربعة أيام‪ ،‬ث وجدته ف اليوم الامس فعرفت انه ظبيي الذي كان عندي‪ ،‬لخذته فأكلته‪ ،‬حدثنا‬
‫أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن مسلم بن خالد‪ ،‬قال‪ :‬سعت صدقة بن يسار يقول‪ :‬سألت عطاء بن أب رباح عن‬
‫الصيد يدخل به الرم حيا فارخص ل ف أكله‪ ،‬ث عدت إليه‪ ،‬بعد فنهان عنه‪ ،‬فلقيت سعيد بن جبي فسألته عنه‬
‫فأخبته بقول عطاء بن أب رباح‪ :‬فقال ل‪ :‬كله ول تد ف نفسك منه شيئا‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال حدثن جدي حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن عطاء بن أب رباح أنه كان ل يرى باسا با‬
‫دخل به الرم من الصيد مأسورا‪ ،‬وقال غيه‪ :‬ان عطاء كرهه‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا سفيان عن ابن جريج عن عطاء قال كنا نسأله عن المام الشامي‪ ،‬فيقول‪:‬‬
‫انظروا فإن كان له ف الوحش أصل فهو صيد‪ ،‬وإن ل‪ ،‬فإنا هو بنلة الدجاج‪ ،‬فنظروا فإذا ليس له ف الوحش أصل‪،‬‬
‫قال أبو الوليد‪ :‬دخلت على يوسف بن ممد بن إبراهيم بكة‪ ،‬أعوده ف مرضه الذي مات فيه‪ ،‬وف منله جنبة فيها‬
‫حامات مقرقرة بيض‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا مسلم بن خالد عن ابن جريج قال‪ :‬سألت عطاء عن ابن الاء أصيد بر أو‬
‫صيد بر وعن أشباهه ? قال‪ :‬حيث يكون أكثره صيدا‪ ،‬قال ابن جريج‪ :‬وسأل إنسان عطاء وأنا حاضر عن حيتان‬
‫بركة القسري وهي بركة عظيمة ف الرم بأصل ثبي فقال‪ :‬نعم وال لوددت إن عندنا منها‪ ،‬وسألته عن صيد النار‬
‫وقلت الياه أليس من صيد البحر ? قال‪ :‬بلى وتل هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج‪ ،‬ومن كل يأكلون لما طريا‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن جريج عن عطاء قال‪ :‬سعت ابن عباس‬
‫يقول‪ :‬ل يصلح أخذ الراد ف الرم‪ ،‬قلت له أو قيل له‪ :‬إن قومك يأخذونه وهم مبتون ف السجد الرم يعن قريشا‬
‫قال‪ :‬إن قومي ل يعلمون‪.‬‬
‫كفارة قتل الصيد ف الرم‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عطاء عن ابن عباس‪ ،‬إن غلما‬
‫من قريش قتل حامة من حام الرم‪ ،‬قال ابن عباس‪ :‬فيه شاة‪ ،‬وبه قال سفيان عن يي بن سعيد عن سعيد بن السيب‬
‫قال‪ :‬ف حام مكة شاة‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن مسلم بن خالد عن ابن حريج‪ ،‬قال قال عطاء‪ :‬ف حام مكة شاة‪ ،‬قلت‬
‫لعطاء‪ :‬أسعت ابن عباس يقضي ف شيء ما ذكرت ? قال‪ :‬ل‪ ،‬غي إن عثمان بن عبيد ال بن حيد حاءه‪ ،‬فقال‪ :‬إن‬
‫ابنا ل قتل حامة‪ ،‬قال‪ :‬ابتع شاة فتصدق با‪ ،‬قلت لعطاء‪ :‬من حام مكة قتل ابن عثمان ? قال‪ :‬نعم‪ ،‬حدثنا أبو الوليد‬
‫قال‪ :‬حدثن جدي قال‪ :‬أخبنا مسلم بن خالد عن ابن جريج قال‪ :‬أخبن يي بن سعيد قال‪ :‬سعت سعيد ابن‬
‫السيب يقول‪ :‬من قتل حامة من حام مكة فعليه شاة؛ حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن مسلم بن خالد عن‬
‫ابن جريج عن ماهد قال‪ :‬أمر عمر بن الطاب رضي ال عنه بمامة‪ ،‬فأطيت فوقعت على الروة فأخذتا حية‪،‬‬
‫فجعل فيها عمر شاة‪ ،‬قال‪ :‬وأمر عثمان رضي ال عنه بمامة فأطيت من واقف‪ ،‬فوقعت على واقف فأخذتا حية‬
‫فدعا نافع بن الارث الزاعي فحكما فيها عنا عفراء‪ ،‬قال ابن جريج‪ :‬أخبن بعض أصحابنا قال قال انسان‬
‫لطاوس‪ :‬كم ف المامة ? قال‪ :‬مد ذرة‪ ،‬قال ماهد‪ :‬يا با عبد الرحن كان ابن عباس يقول‪ :‬شاة‪ ،‬قال‪ :‬فشاة‪ ،‬حدثنا‬
‫أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي‪ ،‬حدثنا مسلم بن خالد عن ابن جريج‪ ،‬قال قال عطاء ف إنسان أخذ حامة يلص ما ف‬
‫رجليها فماتت‪ ،‬قال‪ :‬ما أرى عليه شيئا‪ ،‬قال وقال عطاء‪ :‬ف الفرخ الصغي الذي ل يطر جفرة‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا مسلم بن خالد عن ابن جريج قال قلت لعطاء‪ :‬كم ف بيضة من بيض حام‬
‫مكة ? قال‪ :‬نصف درهم بي البيضتي درهم ويكم ف ذلك قال‪ :‬فأما ذلك فالذي أرى‪ ،‬فقال إنسان لعطاء‪ :‬بيضة‬
‫حام مكة وجدتا على فراشي‪ ،‬قال‪ :‬فامطها عن فراشك قلت‪ :‬فكانت ف سهوة أو ف مكان من البيت كهيئة ذلك‬
‫معتزل من البيت قال‪ :‬فل تطها؛ قال وقال عطاء‪ :‬ف بيضة كسرت فيها فرخ قال‪ :‬درهم‪ ،‬قال رجل لعطاء‪ :‬اجعل‬
‫بيضة دجاجة تت حام مكة‪ ،‬قال‪ :‬ل أخشى أن يضر ذلك بيضها‪.‬‬
‫ما ذكر ف قطع شجر الرم‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن سفيان عن ابن أب نيح عن عطاء‪ ،‬انه قال‪ :‬ف الدوحة من شجر الرم إذا‬
‫قطعت من أصلها بقرة‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن سفيان عن ابن أب نيح عن عطاء‪ ،‬إن عمر بن الطاب رضي ال عنه أبصر‬
‫رجلً يعضد على بعي له ف الرم‪ ،‬فقال له‪ :‬يا عبد ال إن هذا حرم ال ل ينبغي لك أن تصنع فيه هذا‪ ،‬فقال الرجل‪:‬‬
‫ان ل أعلم يا أمي الؤمني‪ ،‬فسكت عمر عنه‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا سعيد بن سال عن ابن جريج قال‪ :‬حدثن مزاحم عن أشياخ له إن عبد ال‬
‫بن عامر كان يقطع الدوحة من داره بالشعب من السمر والسلم ويغرم عن كل دوحة بقرة؛ قال ابن جريج‪ :‬وسعت‬
‫إساعيل بن أمية يقول‪ :‬أخبن خالد بن مضرس إن رجلً من الاج قطع شجرة من منله بن قال‪ :‬فانطلقت به إل‬
‫عمر بن العزيز فأخبته خبه‪ ،‬فقال‪ :‬صدق كانت ضيقت علينا منلنا ومناخنا فتغيظ عليه عمر ث قال ما رأيته إل‬
‫دينه‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن إبراهيم بن ممد بن أب يي عن إساعيل بن أمية مثله إل انه قال‪ :‬فتغيظ عليه‬
‫عمر ث أمره أن يفديها‪ ،‬وقال ابن أب يي‪ :‬من قرب غصنا لبعيه أو لشاته فكسره حي قربه فقد ضمنه‪ ،‬حدثنا أبو‬
‫الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن إبراهيم بن ممد عن منصور بن عبد الرحن الجب عن ممد بن عباد بن جعفر عن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم انه قال‪ :‬ل يقطع الخضران بعرنة ومر يعن الراك والسدر ‪.‬‬
‫الكل من ثر شجر الرم وما ينع منه‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي أخبنا مسلم بن خالد عن ابن جريج عن عطاء انه كان يقول ل بأس أن يؤكل‬
‫من ثر الرم‪ ،‬قال مسلم‪ :‬يعن النبق والعشرق والعة وبه حدثنا مسلم بن خالد قال‪ :‬سعت ابن أب نيح يدث عن‬
‫عطاء انه كان يرخص ف السنا أن يؤخذ من ورقه ول ينع من أصله ف الرم فيستمشى به‪ ،‬حدثنا أبو الوليد قال‪:‬‬
‫حدثن جدي حدثنا عبد ال بن يي السهمي قال‪ :‬سعت عطاء بن أب رباح يسأل عن البلة توجد ف الرم قال‪:‬‬
‫يتنمصها تنمصا‪ ،‬حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا يي بن سليم عن ابن جريج عن عطاء انه كان يرخص‬
‫ف العشرق والضغابيس والنساء ان تنع من الرم‪ ،‬قال يي‪ :‬وكان إساعيل بن أمية يكره ذلك إل ما أنبت ماءك‪،‬‬
‫ويقول‪ :‬انا هذا رأي من عطاء‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا سعيد بن سال عن ابن جريج قال‪ :‬سئل عطاء انبسط بساطا على نبت‬
‫الرم ينل عليه ? قال نعم‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن سعيد بن سال عن ابن جريج قال‪ :‬كره عطاء وعمرو بن دينار نزع ما نبت‬
‫على ماءك من شجر الرم‪ ،‬ث رجع عطاء فيما نبت مع القضب والضر ف الرم فقيل له‪ :‬إذا ل يستطيع الناس‬
‫خضرهم؛ فقال‪ :‬حل لك ما نبت على ماءك وإن ل تكن أنبته‪ ،‬وأكره أن أقرب لبعيي غصنا أو لشات‪ ،‬حدثنا أبو‬
‫الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن سفيان عن ابن جريج عن عطاء انه أرخص ف الراك ف الرم للسواك‪ ،‬قال سفيان‪:‬‬
‫وحدثت عن عمرو بن دينار انه كان يقول ف السنا ف الرم‪ :‬خذ من ورقه‪ ،‬ول تنعه من أصله‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن سعيد بن سال عن ابن جريج قال قال عمرو بن دينار‪ :‬ول بأس بنع البهش‬
‫ف الرم والعشرق والضغابيس والسواك من البشامة ف الرم ول يراه أذى‪ ،‬ويقول‪ :‬ل يتل خلها إل للماشية‪ ،‬قال‬
‫وقال عمرو بن دينار أيضا‪ :‬ويورق السنا للمشى توريقا ولعمري لئن كان من أصله ابلغ لينعن كما تنع‬
‫الضغابيس؛ وأما للتجارة فل‪.‬‬
‫ما جاء ف تعظيم الصيد ف الرم‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا سفيان قال‪ :‬رأيت صدقة ابن يسار جعل لمام مكة حوضا مصهرجا‬
‫ويصب لن فيه الاء‪ ،‬وبه حدثنا سفيان عن هشام بن حجي قال‪ :‬دخلنا على السن بن أب السن مع عمرو بن دينار‬
‫ف دار عمر بن عبد العزيز فرأيته يأخذ النطة بيده فينثرها للحمام يعن حام مكة قال هشام‪ :‬ولو أطعمه مسكينا‬
‫لكان أفضل‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن ممد بن ادريس عن ممد بن عمر عن عبد ال بن نافع عن أبيه قال‪ :‬كان‬
‫ابن عمر يغشاه المام على رحله وطعامه وثيابه ما يطرده‪ ،‬وكان ابن عباس يرخص أن يكشكش‪ ،‬حدثنا أبو الوليد‬
‫كتب إل عبد ال بن أب غسان رجل من رواة العلم من ساكن صنعاء وحل الكتاب رجل من أثق به وأمله‬
‫بحضره يقول ف كتابه‪ :‬حدثنا ممد بن يزيد ابن خنيس عن عبد العزيز بن أب رواد إن قوما انتهوا إل ذي طوى‬
‫ونزلوا با فإذا ظب قد دنا منهم فأخذ رجل منهم بقاية من قوايه فقال له أصحابه‪ :‬ويك أرسله قال فجعل يضحك‬
‫ويأب أن يرسله فبعر الظب وبال ث أرسله‪ ،‬فناموا ف القايلة فانتبه بعضهم فإذا بية منطوية على بطن الرجل الذي أخذ‬
‫الظب‪ ،‬فقال له أصحابه‪ :‬ويك ل تتحرك وانظر ما على بطنك فلم تنل الية عنه حت كان منه من الدث مثل ما‬
‫كان من الظب‪ ،‬حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثنا أبو بكر ابن ممد بن يزيد بن خنيس عن أبيه بذا الديث كله‪ ،‬حدثنا‬
‫أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا سليم بن مسلم عن عثمان بن السود عن ماهد قال‪ :‬دخل قوم مكة تارا من‬
‫الشام ف الاهلية بعد قصي بن كلب فنلوا بذي طوى تت سرات يستظلون با فاختبزوا ملة لم ول يكن معهم‬
‫أدم فقام رجل منهم إل قوسه فوضع عليها سهما ث رمى به ظبية من ظباء الرم وهي حولم ترعى فقاموا إليها‬
‫فسلخوها‪ ،‬وطبخوا لمها ليأتدموا به‪ ،‬فبينما قدرهم على النار تغلي بلحمة وبعضهم يشتوي إذ خرجت من تت‬
‫القدر عنق من النار عظيمة فاحرقت القوم جيعا ول ترق ثيابم ول أمتعتهم ول السمرات اللت كانوا نتها‪ ،‬فلما‬
‫كان من شأن الغلم التيمي ما كان من هتكه أستار الكعبة قال ف ذلك عبد شس بن عبد مناف شعرا‪ :‬وهو‬
‫يذكرهم الظب وما أصاب أصحابه ويوف قريشا النقم‪ ،‬وكان من حديث الغلم التيمي أنه أقبل ذات يوم حت دخل‬
‫السجد وقريش ف أنديتهم فضرب بيده إل ناحية من أستار الكعبة فهتك بعضها ث خرج يسعى وقريش تنظر إليه ول‬
‫يقم إليه أحد فوثب إليه عبد شس يسعى ف أثره حت أدركه فأخذه ث نادى بأعلى صوته يا آل قصي‪ ،‬يا آل عبد‬
‫مناف فهطع إليه الناس فقال‪ :‬هل رأيتم ما صنع هذا الغلم ? قالوا‪ :‬نعم‪ ،‬قال فاقسم برب الكعبة لتعظمن حرمتها‪،‬‬
‫ولتكفن سفهاءكم عن انتهاك حرمتها‪ ،‬أو لينلن بكم ما نزل بن كان قبلكم‪ ،‬فقال له أخوه هاشم بن عبد مناف‪:‬‬
‫ليس لك بضربه حاجة ولكن أنظر فإن كان قد بلغ فاقطع يده‪ ،‬فنظروا إليه فإذا هو ل يبلغ فأمر به فضرب ضربا‬
‫شديدا فقال ف ذلك عبد شس بن عبد مناف‪:‬‬
‫من يرد فيـه ملـدات الظـلـم‬ ‫يا رحـالت قـريش بـلــد‬
‫حي ل ينفع عـذر من ظـلـم‬ ‫يقرع السن وشـيكـا نـادمـا‬
‫دون بر اللّه عـذرا ينـتـقـم‬ ‫طهروا الثـواب ل تلتحـقـوا‬
‫بوفـاء الل ف الشـهر الصـم‬ ‫ث قومـوا عصبـا مـن دونـه‬
‫قتلً قـاد بـن عـاد بـن أرم‬ ‫قبلـها ألـد فـيه مـلـحـد‬
‫عطبوا أو بقـبيل مـن عـجـم‬ ‫هل سعـتم بـقـبـيل عـرب‬
‫شادن أحـوى له طـرف‬ ‫هلكوا ف ظـبية يتـبـعـهـا‬
‫أحـم‬
‫وشوى مـن لمـه ثـم يشـم‬ ‫فـرمـاه بـصـهـار ريشـه‬
‫مثل ما أوقد ف الـريح الضـرم‬ ‫فرماه بـشـهـاب ثـاقـب‬
‫مقام سيدنا رسول ال صلى ال عليه وسلم بكة‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا ابن عيينة حدثنا يي بن سعيد عن عجوز منهم قالت‪ :‬رأيت ابن عباس‬
‫رضي ال عنه يتلف إل صرمة ابن قيس النصاري يروي هذه البيات‪:‬‬
‫يذكر لـو لقى صديقـا مـواتـيا‬ ‫ثوى ف قريش بضع عشـرة حجـة‬
‫فلـم ير مـن يـؤوي ول ير داعـيا‬ ‫ويعـرض ف أهـل الواسـم نفسـه‬
‫وأصبـح مسـرورا بطيـبة راضـيا‬ ‫فلما أتانا واطمـأنت بـه الـنـوى‬
‫بعيد ول يشـى من النـاس باغـيا‬ ‫وأصـبح ما يـشى ظلمـة ظالـم‬
‫جيعا وإن كان البيـب الصـافيـا‬ ‫نعادي الذي عادى من الناس كلـهم‬
‫وأنفسنا عند الوغـى والـتـأسـيا‬ ‫بذلنـا له الموال مـن جل مالـنـا‬
‫وأن كتـاب اللّه أصبـح هـاديـا‬ ‫ونـعلـم أن اللّه ل شـيء مثـلـه‬
‫ما يقتل من دواب الرم وما رخص فيه‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا سفيان بن عيينة عن مارق عن طارق بن شهاب قال‪ :‬أصبنا حيات بالرمل‬
‫ونن مرمون فقتلناهن‪ ،‬فقدمنا على عمر بن الطاب رضي ال عنه فسألناه فقال‪ :‬هي عدو فاقتلوهن حيث‬
‫وجدتوهن‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا سفيان قال‪ :‬سعت ابن شهاب يدث عن سال بن عبد ال عن أبيه أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬خس من الدواب ل جناح على من قتلهن وهو مرم وف الرم‪ ،‬الغراب‪،‬‬
‫والدأة‪ ،‬والفأرة‪ ،‬والكلب العقور‪ ،‬والعقرب‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا سفيان عن ابن شهاب عن سال بن عبد ال قال‪ :‬سئل عمر بن‬
‫الطاب رضي ال عنه عن الية يقتلها الحرم‪ ،‬فقال‪ :‬هي عدو فاقتلوها حيث وجدتوها‪ ،‬حدثنا أبو الوليد قال‪:‬‬
‫حدثنا جدي حدثنا سفيان عن ابن جريج قال‪ :‬كنا نسأل عطاء عن الثعلب فيقول‪ :‬أسبع هو ? فنقول انه يفرس‬
‫الدجاج‪ ،‬فيقول‪ :‬أسبع هو ? ول يبي لنا فيه شيئا أخبنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا سفيان عن مسعر عن‬
‫إبراهيم ابن عبد العلى عن سويد بن غفلة أنه سأل عمر بن الطاب رضي ال عنه عن الية وغيها يقتلها وهو مرم‬
‫فقال نعم حت سأله عن الزنبور يقتله الحرم فقال‪ :‬نعم وهي الدبرة‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا مسلم عن ابن جريج بكل ما قلت ف هذا الباب ابن جريج قال قلت‬
‫لعطاء‪ :‬ما تعدون أنه حل للمحرم أن يقتله وعمن تروون ? قال‪ :‬عن النب صلى ال عليه وسلم أخال‪ ،‬قال‪ :‬أعددهن‪،‬‬
‫فعددهن على نو ما تعدون وجعل الية معهن‪ ،‬قال ابن جريج قلت لنافع‪ :‬ماذا سعت من ابن عمر يل للمحرم قتله‬
‫من الدواب ? قال فقال نافع‪ :‬قال ل عبد ال‪ :‬سعت النب صلى ال عليه وسلم يقول‪ :‬من الدواب خس ل جناح‬
‫على من قتلهن‪ :‬الغراب‪ ،‬والدأة‪ ،‬والفأرة‪ ،‬والعقرب‪ ،‬والكلب العقور‪ ،‬قال ل ابن جريج قال ل عطاء‪ :‬ف هؤلء‬
‫اللت أحللن للمحرم وليتبعهن الرام فليقتلهن وإن ل يعرض له‪ ،‬وقال عمرو ابن دينار‪ :‬مثل ذلك قال ابن جريج‪:‬‬
‫وأخبن عمرو بن دينار إن عبد الرحن ابن عبد ال بن أب عمارة أخبه انه رأى ابن عمر يرمي غرابا بالنبل وهو‬
‫حرام‪.‬‬
‫حدثنا ابن جريج حدثنا أبو الزبي إن ماهدا أخبه إن أبا عبيدة بن عبد ال ابن مسعود قال أبو الوليد‪ :‬أظنه عن أبيه‬
‫قال بينما نن ف مسجد اليف ليلة عرفة الت قبل يوم عرفة إذ سعنا حس الية‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ :‬اقتلوها‪ ،‬فدخلت ف شق حجر فأتى بسعفة فأضرم فيها نارا فأدخلنا عودا ففلعنا عنها بعض الجر فلم ندها‪،‬‬
‫فقال النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬دعوها فقد وقاها ال شركم ووقاكم شرها‪.‬‬
‫حدثنا ابن جريج قال قال عطاء‪ :‬كل عدو لك ل يذكر لك قتله فاقتله وأنت حرم‪.‬‬
‫حدثنا ابن جريج قال قلت لعطاء‪ :‬العقاب فإنا زعموا تمل حل الضأن قال‪ :‬اقتل‪ ،‬قلت‪ :‬الصقر والميميق فإنما‬
‫يأخذان حام السلمي‪ ،‬قال‪ :‬فاقتل واقتل البعوض‪ ،‬والذباب‪ ،‬واقتل الذيب فإنه عدو‪ ،‬قال عطاء‪ :‬واقتل الوزغ فإنه‬
‫كان يؤمر بقتله‪ ،‬واقتل الان ذا الطفيتي فإنه يؤمر بقتله‪ ،‬قال ابن جريج‪ :‬وأخبن عبد الميد بن جبي بن شيبة إن‬
‫ابن السيب أخبه إن أم شريك استأمرت النب صلى ال عليه وسلم ف قتل الوزغان فأمرها بقتلها‪ ،‬وأم شريك احدى‬
‫نساء بن عامر بن لؤي‪.‬‬
‫حدثنا ابن جريج قال‪ :‬أخبن عبد ال بن عبد الرحن بن أب أمية أن نافعا مول ابن عمر حدثه أن عائشة أخبته أن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬اقتلوا الوزغ فإنه كان ينفخ على إبراهيم عليه السلم النار‪ ،‬قال‪ :‬فكانت عايشة رضي‬
‫ال عنها تقتلهن‪.‬‬
‫من كره أن يدخل شيئا من حجارة الل ف الرم أو يرج شيئا من حجارة الرم إل الل أو يلط بعضه ببعض‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن أحد بن ميسرة الكي حدثن عبد الجيد ابن عبد العزيز بن أب رواد عن أبيه قال‪:‬‬
‫سعت غي واحد من الفقهاء يذكرون أنه يكره أن يرج أحد من الرم من ترابه أو حجارته بشيء إل الل‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ويكره أن يدخل من تراب الل أو حجارته إل الرم بشيء أو يلط بعضه ببعض‪ ،‬حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬وحدثن‬
‫أحد بن ميسرة عن عبد الجيد عن أبيه قال‪ :‬أخبن بعض من كنا نأخذ عنه إن ابن الزبي يقدم يوما إل القام ليصلي‬
‫وراءه فإذا حصى بيض أت با وطرحت هنالك‪ ،‬فقال‪ :‬ما هذه البطحاء ? قال فقيل له‪ :‬انه حصى أت با من مكان‬
‫كذا وكذا خارج من الرم‪ ،‬قال فقال‪ :‬القطوة وارجعوا به إل الكان الذي جئتم به منه وأخرجوه من الرم‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫ل تلطوا الل بالرم‪ ،‬حدثنا أبو الوليد حدثنا أحد بن ميسرة عن عبد الجيد بن أب رواد عن أبيه قال‪ :‬وأدركتهم‬
‫أنا بكة وانا يؤتى ببطحاء السجد من الرم‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن ابن عيينة قال سعت رزين مول ابن عباس يقول‪ :‬كتب إل علي بن عبد ال‬
‫بن عباس رضي ال عنه أن أبعث إل بلوح من حجارة الروة أسجد عليه‪.‬‬
‫ما ذكر من أهل مكة انم أهل ال عز وجل‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا عبد البار بن الورد الكي قال‪ :‬سعت ابن أب مليكة يقول‪ :‬إن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم قال‪ :‬لقد رأيت أسيدا ف النة وأن يدخل أسيد النة فعرض له عتاب بن أسيد فقال‪ :‬هذا الذي رأيت‬
‫أدعوه ل فدعا فاستعمله يومئذ على مكة ث قال لعتاب‪ :‬أتدري على من استعملتك ? استعملتك على أهل ال‬
‫فاستوص بم خيا يقولا ثلثا‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن الزني عن ابن جريج عن عبد ال بن عبيد ال بن أب مليكة أنه كان يقول‪:‬‬
‫كان أهل مكة فيما مضى يلقون فيقال لم‪ :‬يا أهل ال وهذا من أهل ال‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حاد بن سلمة عن حيد عن السن بن مسلم الكي‪ ،‬قال‪ :‬استعمل‬
‫عمر بن الطاب رضي ال عنه نافع بن عبد الارث الزاعي على مكة‪ ،‬قال‪ :‬فلما قدم عمر استقبله‪ ،‬فقال عمر‪ :‬من‬
‫استخلفت على أهل مكة ? فقال‪ :‬ابن أبزي قال‪ :‬استعملت على أهل ال رجلً من الوال فغضب عمر حت قام ف‬
‫الغرز‪ ،‬قال فقال‪ :‬ان وجدته أقراهم لكتاب ال‪ ،‬وأعلمهم بدين ال‪ ،‬قال‪ :‬فتواضع عمر بن الطاب حت لصق بالرحل‬
‫ث قال لئن قلت ذلك‪ :‬لقد سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪ :‬إن ال تعال يرفع بذا الدين أقواما ويضع به‬
‫آخرين‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا داود بن عبد الرحن قال‪ :‬سعت معمرا يدث عن الزهري عن نافع بن‬
‫عبد الارث انه يلقى عمر بن الطاب رضي ال عنه فقال‪ :‬مر خلفت على أهل مكة ? قال‪ :‬ابن لبزي‪ ،‬قال عمر‪:‬‬
‫مول ? قال‪ :‬نعم إنه قاريء لكتاب ال‪ ،‬فقال عمر رضي ال عنه‪ :‬إن ال يرفع بذا القرآن أقواما ويضع به آخرين‪،‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن إبراهيم بن سعيد الزهري عن ابن شهاب عن أب الطفيل عامر بن واثلة إن‬
‫نافع بن عبد الارث لقي عمر بن الطاب بعسفان وكان عمر استعمله على مكة‪ ،‬فقال له عمر‪ :‬من استخلفت على‬
‫أهل الوادي ? قال‪ :‬استخلفت عليهم ابن أبزي‪ ،‬قال‪ :‬ومن ابن أبزي ? قال‪ :‬رجل من موالينا‪ ،‬فقال عمر رضي ال‬
‫عنه‪ :‬استخلفت عليهم مول‪ ،‬فقال‪ :‬انه قاري لكتاب ال‪ ،‬عال بالفرايض‪ ،‬قاض‪ ،‬قال عمر‪ :‬أما إن نبيكم صلى ال‬
‫عليه وسلم قد قال‪ :‬إن ال سبحانه يرفع بذا القرآن أقواما ويضع به آخرين؛ قال أبو ممد الزاعي حدثنا أبو مروان‬
‫العثمان حدثنا إبراهيم بن سعد الزهري باسناده مثله‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد حدثنا ممد بن يي حدثنا هشام بن سليم عن ابن جريج عن عبد ال بن عبيد ال انه كان يقول‪:‬‬
‫كان أهل مكة فيما مضى يلقون‪ ،‬فيقال لم‪ :‬يا أهل ال وهذا من أهل ال‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد حدثن جدي عن سعيد بن سال عن عثمان بن ساج عن ابن جريج مثله‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد حدثنا ابن أب عمر حدثنا عبد الرزاق أخبنا معمر عن الزهري عن القاسم بن ممد عن أساء ابنة‬
‫عميس قالت‪ :‬دخل رجل من الهاجرين على أب بكر الصديق رضي ال عنه وهو شاك‪ ،‬فقال‪ :‬استخلفت علينا عمر‬
‫وقد عتا علينا ول سلطان له فلو قد ملكنا كان أعت وأعت‪ ،‬فكيف تقول ل سبحانه إذا لقيته ? فقال أبو بكر‪:‬‬
‫اجلسون فاجاسوه‪ ،‬فقال‪ :‬هل تفرقن إل بال عز وجل فإن أقول إذا لقيته استخلفت عليهم خي أهلك‪ :‬قال معمر‪:‬‬
‫فقلت للزهري‪ :‬وما قوله خي أهلك ? قال‪ :‬خي أهل مكة‪ ،‬حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا سعيد بن سال‬
‫عن ابن جريج‪ ،‬أخبن معاذ ابن أب الارث إن النب صلى ال عليه وسلم حي استعمل عتاب بن أسيد على مكة‬
‫قال‪ :‬هل تدري على من استعملتك ? استعملتك على أهل ال‪ ،‬حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا سعيد بن‬
‫سال عن عثمان بن ساج عن وهب بن منبه‪ ،‬انه قال ف حديث حدث به ف الرم‪ ،‬قال‪ :‬ومن آمن أهله استوجب‬
‫بذلك أمان‪ ،‬ومن أخافهم فقد أخفرن ف ذمت‪ ،‬ولكل ملك حيازة ما حواليه‪ ،‬وبطن مكة حوزت الت احتزت لنفسي‬
‫دون خلقي‪ ،‬انا ال ذو بكة‪ ،‬أهلها خيت‪ ،‬وجيان بيت‪ ،‬وعمارها وزوارها وفدي؛ وأضياف‪ ،‬وف كنفي‪ ،‬وأمان‪،‬‬
‫ضامنون علي ف ذمت‪ ،‬وجواري‪.‬‬
‫تذكر النب وأصحابه مكة‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا مسلم بن خالد عن ابن أب نيح قال قالت عايشة‪ :‬لول الجرة لسكنت‬
‫مكة‪ ،‬ان ل أر السماء بكان قط أقرب إل الرض منها بكة ول يطمئن قلب ببلد قط ما اطمأن بكة‪ ،‬ول أر القمر‬
‫بكان أحسن منه بكة‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا داود بن عبد الرحن عن هشام بن عروة عن أبيه إن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪ :‬اللهم حبب إلينا الدينة كحبنا مكة وأشد‪ ،‬وصححها‪ ،‬وبارك لنا ف صاعها ومدها‪ ،‬وانقل حاها فاجعلها‬
‫بالحفة حي رأى شكوى أصحابه من وباء الدينة‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا داود بن عبد الرحن العطار عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة انا‬
‫قالت‪ :‬لا قدم النب صلى ال عليه وسلم الدينة وعك أبو بكر رضي ال عنه وبلل فكان أبو بكر رضي ال عنه إذا‬
‫أخذته المى يقول‪:‬‬
‫والوت أدن من شراك نعله‬ ‫كل امرئ مصبح ف أهلـه‬
‫وكان بلل إذا اقلع عنه يرفع عقيته ويقول‪:‬‬
‫بفخ وحول إذخر وجـلـيل‬ ‫أل ليت شعري هل أبيت ليلة‬
‫وهل يبدون ل شامة وطفيـل‬ ‫وهل أردن يومـا مياه مـنة‬
‫اللهم العن شيبة بن ربيعة‪ ،‬وعتبة بن ربيعة‪ ،‬وأمية بن خلف‪ ،‬كما أخرجونا من مكة‪.‬‬
‫وحدثن جدي قال‪ :‬حدثنا داود بن عبد الرحن قال‪ :‬سعت طلحة ابن عمرو يقول‪ :‬قال ابن أم مكتوم وهو آخذ‬
‫بطام ناقة رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو يطوف‪:‬‬
‫با أرضي وعـوادي‬ ‫حبذا مكة مـن وادى‬
‫با أمشي بل هـادي‬ ‫با ترسـخ أوتـادي‬
‫قال داود‪ :‬ول أدري يطوف بالبيت أو بي الصفا والروة‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن ممد بن ادريس عن ممد بن عمر الواقدي قال‪ :‬حدثن معمر وابن أب ذيب‬
‫عن الزهري عن أب سلمة بن عبد الرحن بن عوف عن ابن عمر بن عدي بن أب المراء قال‪ :‬سعت رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يقول وهو ف الزورة‪ :‬وال انك لي أرض ال إل ال وأحب أرض ال إل ال‪ ،‬ولول ان‬
‫أخرجت منك ما خرجت‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد حدثنا مهدي بن أب الهدي حدثنا أبو أيوب البصري حدثنا أبو يونس عن عبد الرحن بن سابط‬
‫قال‪ :‬لا أراد النب صلى ال عليه وسلم أن ينطلق إل الدينة واستلم الجر وقام وسط السجد التفت إل البيت فقال‪:‬‬
‫ان لعلم ما وضع ال عز وجل ف الرض بيتا أحب إليه منك‪ ،‬وما ف الرض بلد أحب إل منك‪ ،‬وما خرجت‬
‫عنك رغبة ولكن الذين كفروا هم أخرجون‪ ،‬ث نادى يا بن عبد مناف ل يل لعبد منع عبدا صلى ف هذا السجد‬
‫أية ساعة شاء من ليلة أو نار‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد حدثنا هارون بن أب بكر حدثنا إساعيل بن يعقوب بن عزيز الزهري قال‪ :‬أخبن إبراهيم بن ممد‬
‫بن عبد العزيز عن ابن شهاب قال‪ :‬قدم أصيل الغفاري قبل أن يضرب الجاب على أزواج النب صلى ال عليه وسلم‬
‫فدخل على عائشة رضي ال عنها فقالت له‪ :‬يا أصيل كيف عهدت مكة ? قال‪ :‬عهدتا قد أخصب جنابا‪ ،‬وابيضت‬
‫بطحاؤها‪ ،‬قالت‪ :‬اقم حت يأتيك النب صلى ال عليه وسلم فلم يلبث ان دخل النب صلى ال عليه وسلم فقال له‪ :‬يا‬
‫أصيل كيف عهدت مكة ? قال‪ :‬وال عهدتا قد أخصب جنابا وابيضت بطحاؤها‪ ،‬وأغدق أذخرها‪ ،‬وأسلت ثامها‪،‬‬
‫وامش سلمها‪ ،‬فقال‪ :‬حسبك يا أصيل ل تزنا يعن بقوله امش سلمها يعن نواميه الرخصة الت ف أطراف أغصانه‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد حدثن جدي حدثنا سعيد بن سال عن عثمان بن ساج قال‪ :‬أخبن طلحة بن عمرو الضرمي عن‬
‫عطاء بن أب رباح عن ابن عباس قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم لا أخرج من مكة‪ :‬أما وال ان لخرج‬
‫منك وان لعلم انك أحب البلد إل ال‪ ،‬وأكرمها على ال‪ ،‬ولول ان أهلك اخرجون منك ما خرجت‪ ،‬يا بن عبد‬
‫مناف ان كنتم ولة هذا المر بعدي فل تنعن طايفا يطوف ببيت ال عز وجل أي ساعة شاء من ليل أو نار‪ ،‬ولول‬
‫ان تطغى قريش لخبتا با لا عند ال عز وجل‪ ،‬اللهم أذقت أولا وبال‪ ،‬فأذق آخرها نوال‪ ،‬وبه عن عثمان بن ساج‬
‫قال‪ :‬أخبن ممد بن عمرو بن علقمة عن أب سلمة ان رسول ال صلى ال عليه وسلم وقف عام الفتح على‬
‫الجون‪ ،‬ث قال‪ :‬وال انك لي أرض ال‪ ،‬وانك لحب أرض ال إل ال‪ ،‬ولو ل أخرج منك ما خرجت‪ ،‬انا ل تل‬
‫لحد كان قبلي‪ ،‬ول تل لحد كاين بعدي‪ ،‬وما أحلت ل إل ساعة من نار‪ ،‬ث هي من ساعت هذه حرام‪ ،‬ل‬
‫يعضد شجرها‪ ،‬ول يتش خلها‪ ،‬ول تلتقط ضالتها إل لنشد؛ فقال رجل يقال له أبو شاة‪ :‬يا رسول ال إل الذخر‬
‫فإنه لقبورنا ولبيوتنا فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬إل الذخر‪ ،‬قال أبو الوليد‪ :‬حدثنا جدي عن سفيان عن‬
‫هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت‪ :‬لا قدم الهاجرون الدينة اشتكوا با فعاد النب صلى ال عليه وسلم أبا بكر‬
‫فقال‪ :‬كيف تدك? فقال أبو بكر رضي ال عنه‪:‬‬
‫والوت أدن من شراك نعله‬ ‫كل امرئ مصبح ف أهلـه‬
‫ث دخل على عامر بن فهية فقال‪ :‬كيف تدك يا عامر ? فقال‪:‬‬
‫ان وجدت الوت قبل ذوقه‬
‫كالثور يمي جلده بروقـه‬ ‫إن البان حتفه من فوقه‬
‫ث دخل رسول ال صلى ال عليه وسلم على بلل‪ ،‬فقال‪ :‬كيف تدك يا بلل ? فقال بلل‪:‬‬
‫بفخ وحول أذخر وجـلـيل‬ ‫أل ليت شعري هل أبيت ليلة‬
‫وهل يبدون ل شامة وطفيـل‬ ‫وهل أردن يوما ميـاه مـنة‬
‫حد من هو حاضر السجد الرام‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا مسلم بن خالد عن ابن جريج قال قلت لعطاء‪ :‬من له التعة ? فقال‪:‬‬
‫قال ال عز وجل‪" :‬ذلك لن ل يكن أهله حاضري السجد الرام" فأما القرى الاضرة للمسجد الرام الت ل يتمتع‬
‫أهلها فالطنبة بكة‪ ،‬الظلة عليه نلتان‪ ،‬ومن الظهران وعرنة وضجنان والرجيع‪ ،‬وأما القرى الت ليست باضرة‬
‫السجد الرام الت يتمتع أهلها إن شاءوا فالسفر‪ ،‬والسفر ما يقصر إليه الصلة‪ ،‬قال عطاء‪ :‬وكان ابن عباس يقول‪:‬‬
‫تقصر الصلة إل الطايف وعسفان وجدة والرهاط وما كان من أشباه ذلك‪.‬‬
‫باب ما جاء ف ذكر الدابة ومرجها‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن ممد بن يي حدثنا عبد العزيز بن عمران عن إبراهيم بن إساعيل بن أب حبيبة عن داود‬
‫بن الصي عن ابن عباس قال‪ :‬الدابة الت يرج ال سبحانه للناس تكلمهم إن الناس كانوا بآياتنا ل يوقنون‪ ،‬هو‬
‫الثعبان الذي كان ف البيت فأرسل ال عقابا فاختطفه‪ ،‬وبه حدثنا عبد العزيز بن عمران عن إساعيل بن شيبة عن ابن‬
‫أب نيح عن ماهد قال‪ :‬اختطف العقاب الثعبان فألقاه نو الخسف العماليق بقية عاد‪ ،‬قال‪ :‬ماهد قال ابن عباس‪:‬‬
‫ألقاه العقاب بأجياد فمن أجياد ترج الدابة‪ ،‬وبه حدثنا ممد بن يي عن عبد العزيز بن عمران عن الصي بن عبد‬
‫ال النوفلي قال‪ :‬الدابة تشتو بكة وتصيف ببسل‪ ،‬وبه حدثنا ممد بن يي حدثنا عبد العزيز بن عمران عن عبد اللك‬
‫بن عبد العزيز عن ليث عن ماهد عن عبد ال بن عمرو قال‪ :‬ترج الدابة من تت الصفا فتستقبل الشرق فتصرخ‬
‫صرخة حت تبلغ صرختها منقطع الرض من الشرق‪ ،‬ث تستقبل الغرب فتصرخ صرخة حت تبلغ صرختها منقطع‬
‫الرض من الغرب‪ ،‬ث تستقبل اليمن فتصرخ صرخة تبلغ صرختها منقطع الرض من اليمن‪ ،‬ث تستقبل الشام فتصرخ‬
‫صرخة تبلغ صرختها منقطع الرض من الشام‪ ،‬ث تغدو فتقيل بعسفان‪ ،‬قال قلنا‪ :‬زدنا‪ ،‬قال‪ :‬ليس عندي غي هذا‪،‬‬
‫وبه حدثنا ممد بن يي عن عبد العزيز بن عمران عن إبراهيم بن إساعيل عن داود بن الصي عن عكرمة قال‪:‬‬
‫الدابة ل تكلم الناس ولكنها تكلمهم‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد حدثنا ممد بن يي عن عبد العزيز بن عمران عن إبراهيم بن إساعيل عن داود بن الصي عن‬
‫عكرمة عن ابن عباس قال‪ :‬انا جعل السبق من أجل الدابة انا ترج قبل التروية بيوم أو يوم التروية أو يوم عرفة أو‬
‫يوم النحر‪ ،‬أو الغد من يوم النحر‪ ،‬وبه عن عبد العزيز بن عمران عن ممد بن عبد العزيز عن أبيه عن أب سلمة بن‬
‫عبد الرحن قال‪ :‬مر أبو داود البدري من بن مازن على رجل وهو يغرس ودية فاستحي من أب داود‪ ،‬فقال أبو داود‬
‫يا ابن أخي إن سعت بالدجال قد خرج وأنت على ودية تغرسها فل تعجل عن اثباتا فإن للناس مدة بعد ذلك‪ ،‬قال‬
‫أبو داود‪ :‬ترج الدابة فتسم من شاء ال سبحانه‪ ،‬ث يقيم الناس دهرا فيلقى الرجل الرجل ينشد ضالته فيقول‪ :‬سعت‬
‫رجلً من الخلصي ينشدها بكان كذا وكذا‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن ممد بن يي عن عبد العزيز بن عمران عن إبراهيم بن إساعيل عن داود بن الصي عن‬
‫العرج عن أب هريرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬خس يبتدرون الساعة ل أدري أيهن قبل‪ ،‬وأيهن جاء‬
‫ل ينفع نفسا ايانا ل تكن آمنت من قبل أو كسبت ف ايانا خيا‪ ،‬الدابة‪ ،‬وياجوج‪ ،‬ومأجوج‪ ،‬والدجال‪ ،‬وطلوع‬
‫الشمس من مغربا‪ ،‬وعيسى بن مري عليه السلم‪.‬‬
‫ما ذكر من الحصب وحدوده‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عطاء عن ابن عباس قال‪ :‬الحصب‬
‫ليس بشيء انا هو منل نزله رسول ال صلى ال عليه وسلم وبه قال سفيان عن عمرو بن دينار عن صال بن كيسان‬
‫عن سليمان بن يسار عن أب رافع وكان على ثقل النب صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬ل يأمرن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫أن أنزل البطح ولكن ضربت فيه قبته فجاء فنل‪ ،‬قال سفيان‪ :‬ث سعته من صال بن كيسان بعد ذلك فحدث بثله‪،‬‬
‫قال‪ :‬أخبنا سفيان أخبنا عمرو بن دينار اذهبوا إل صال بن كيسان فاسئلوه عن حديث يذكره ف الحصب‪ ،‬وقدم‬
‫معتمرا فجئناه فحدثنا به‪ ،‬وكان عمرو قد حدثنا به عنه‪ ،‬وبه حدثنا سفيان عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت النذر‬
‫إن عائشة وأساء ابنت أب بكر الصديق رضي ال عنهم ل تكونا تصبان‪ ،‬حدثنا أبو الوليد حدثنا جدي حدثنا الزني‬
‫عن ابن جريج قال قال عطاء‪ :‬ل تصب ليلتئذ انا هو مناخ الركبان قال‪ :‬وكان أهل الاهلية يصبون‪ ،‬قال ابن‬
‫جريج‪ :‬وكنت أسع الناس يقولون لعطاء‪ :‬انا نزل رسول ال صلى ال عليه وسلم ليلتئذ الحصب ينتظر عائشة‬
‫فيقول‪ :‬ل‪ ،‬ولكن انا هو مناخ للركبان فيقول‪ :‬من شاء حصب ومن شاء ل يصب‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن مسلم بن خالد عن ابن جريج أخبن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة انا‬
‫قالت‪ :‬انا كان النب صلى ال عليه وسلم ينل به لنه كان أسح لروجه حي يرج فمن شاء نزله‪ ،‬ومن شاء تركه‪،‬‬
‫وحد الحصب من الجون مصعدا ف الشق اليسر وأنت ذاهب إل من إل حايط خرمان مرتفعا عن بطن الوادي‪،‬‬
‫فذلك كله الحصب وربا كان الناس يكثرون حت يكونوا ف بطن الوادي‪ ،‬قال أبو ممد الزاعي‪ :‬الجون البل‬
‫الشرف على مسجد الرس بأعلى مكة على يينك وأنت مصعد‪ ،‬وهو أيضا مشرف على شعب الزارين ف أصله‬
‫دار ابن أب ذر إل موضع القبة بسجد سلسبيل أم زبيدة بنت جعفر بن أب جعفر‪.‬‬
‫ذكر منل النب عام الفتح بعد الجرة وتركه دخول بيوت مكة بعد الجرة‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن ممد بن علي قال‪ :‬قيل للنب صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ :‬أين تنل بكة ? قال‪ :‬وهل ترك لنا عقيل بكة من ظل ? حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن مسلم بن‬
‫خالد عن ابن جريج قال‪ :‬أخبن عطاء ان النب صلى ال عليه وسلم بعد ما سكن الدينة كان ل يدخل بيوت مكة‪،‬‬
‫قال‪ :‬كان إذا طاف بالبيت انطلق إل أعلى مكة فاضطرب به البنية‪ ،‬قال عطاء‪ :‬ف حجته فعل ذلك أيضا‪ ،‬ونزل‬
‫أعلى مكة قبل التعريف‪ ،‬وليلة النفر نزل أعلى الوادي‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جد عن ممد بن ادريس عن ممد بن عمر عن معاوية بن عبد ال بن عبيد ال عن أبيه‬
‫عن أب رافع قال‪ :‬قيل للنب صلى ال عليه وسلم يوم الفتح‪ :‬أل تنل منلك بالشعب ? قال‪ :‬وهل ترك لنا عقيل منلً‬
‫? قال‪ :‬وكان عقيل بن أب طالب قد باع منل رسول ال صلى ال عليه وسلم ومنازل اخوته من الرجال والنساء‬
‫بكة حي هاجروا ومنل كل من هاجر من بن هاشم‪ ،‬فقيل لرسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬فانزل ف بعض بيوت‬
‫مكة ف غي منلك‪ ،‬فأب رسول ال صلى ال عليه وسلم وقال‪ :‬ل أدخل البيوت فلم يزل مضطربا بالجون ل يدخل‬
‫بيتا‪ ،‬وكان يأت السجد من الجون‪ ،‬وبه عن ممد بن ادريس عن ممد بن عمر عن أب سبة عن سعيد بن ممد بن‬
‫جبي بن مطعم عن أبيه عن جده قال‪ :‬رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم مضطربا بالجون ف الفتح يأت لكل‬
‫صلة‪ ،‬وبه عن ممد بن ادريس عن ممد بن عمر عن ابن أب ذيب عن القبي عن أب مرة مول عقيل عن أم هان‬
‫بنت أب طالب قالت‪ :‬ذهبت إل خباء رسول ال صلى ال عليه وسلم بالبطحاء فلم أجده‪ ،‬ووجدت فيه فاطمة‪،‬‬
‫فقلت‪ :‬ماذا لقيت من ابن أمي ? علي أجرت حوين ل من الشركي ? فتفلت عليهما ليقتلهما‪ ،‬فقال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ :‬ما كان ذلك له‪ ،‬قد آمنا من آمنت‪ ،‬وأجرنا من أجرت‪ ،‬ث أمر فاطمة فسكبت له غسلً‬
‫فاغتسل‪ ،‬ث صلى ثان ركعات ف نوب واحد ملتحفا به‪ ،‬وذلك ضحى ف يوم فتح مكة وكان الذي أجارت أم هان‬
‫يوم الفتح عبد ال بن أب ربيعة بن الغية‪ ،‬والارث ابن هشام بن الغية كلها من بن مزوم‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن مهدي بن أب الهدي عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن علي بن السي عن‬
‫عمرو بن عثمان عن أسامة بن زيد قال‪ :‬قلت يا رسول ال‪ :‬أين منلك غدا ? قال‪ :‬وذلك ف حجته‪ ،‬قال‪ :‬وهل ترك‬
‫لنا عقيل منلً ? قال‪ :‬ونن نازلون غدا إن شاء ال بيف بن كنانة يعن الحصب حيث تقاست قريش على الكفر‪،‬‬
‫وذلك إن بن كنانة حالفت قريشا على بن هاشم أن ل يناكحوهم‪ ،‬ول يبايعوهم‪ ،‬ول يوارثوهم إل أبا لب فإنه ل‬
‫يدخل الشعب مع بن هاشم وتركته قريش لا تعلم من عداوته للنب صلى ال عليه وسلم وكانت بنو هاشم كلها‬
‫مسلمها وكافرها يتمي للنب صلى ال عليه وسلم ال أبا لب‪ ،‬قال أسامة‪ :‬ث قال النب صلى ال عليه وسلم عند‬
‫ذلك‪ :‬ل يرث السلم الكافر‪ ،‬ول الكافر السلم‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن الزني عن ابن جريج عن عثمان بن أب سليمان عن عبد ال بن أب بكر قال‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬إذا قدمنا مكة إن شاء ال تعال نزلنا باليف الذي تالفوا علينا فيه‪ ،‬قال ابن‬
‫جريج‪ :‬قلت لعثمان‪ :‬أي حلف ? قال‪ :‬الحزاب‪ ،‬وبه عن الزني عن ابن جريج عن عطاء إن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم ل ينل بيوت مكة بعد أن سكن الدينة‪ ،‬قال‪ :‬كان إذا طاف بالبيت انطلق إل أعلى مكة فضرب به البنية؛‬
‫قال عطاء‪ :‬وفعل ذلك ف حجته أيضا نزل بأعلى مكة قبل التعريف‪ ،‬وليلة الصدر نزل بأعلى الوادي‪.‬‬
‫من كره كراء بيوت مكة وما جاء ف بيع رباعها ومنع تبويب دورها‪ ،‬واخراج الرقيق والدواب منها‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا يي بن سليم قال‪ :‬حدثن عمر بن سعيد بن أب حسي قال‪ :‬حدثن عثمان‬
‫بن أب سليمان عن علقمة بن نضلة قال‪ :‬كانت الدور والساكن على عهد النب صلى ال عليه وسلم وأب بكر وعمر‬
‫وعثمان رضي ال عنهم ما تكرى ول تباع ول تدعا إل السوايب‪ ،‬من احتاج سكن‪ ،‬ومن استغن اسكن‪ ،‬قال يي‪:‬‬
‫قلت لعمرو بن سعيد‪ :‬فإنك تكري‪ ،‬قال‪ :‬قد أحل ال اليتة للمضطر إليها حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا‬
‫مسلم بن خالد الزني عن عبيد ال بن أب زياد عن ابن أب نيح عن عبد ال بن عمرو بن العاص قال‪ :‬من أكل كراء‬
‫بيوت مكة فإنا يأكل ف بطنه نارا‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد حدثن قال جدي حدثنا يي بن سليم حدثنا عبد ال بن صفوان الوهطي قال‪ :‬سعت أب يقول‪:‬‬
‫بلغن إن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬كان ساكن مكة حيا من العرب‪ ،‬فكانوا يكرون الظلل‪ ،‬ويبيعون الاء‬
‫فابدلا ال تعال بم قريشا فكانوا يظلون ف الظلل‪ ،‬ويسقون الاء‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن حاد بن شعيب الكوف عن العمش عن ماهد قال‪ :‬نى رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم عن بيع رباع مكة وعن أجر بيوتا‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن سعيد بن سال عن ابن جريج قال‪ :‬كان عطاء ينهي عن الكراء ف الرم‪ ،‬قال‬
‫ابن جريج‪ :‬قرأت كتابا من عمر بن عبد العزيز إل عبد العزيز بن عبد ال بن خالد بن أسيد وهو عامله على مكة‬
‫يأمره أن ل يكرى بكة شيء‪ ،‬قال ابن جريج أخبن عطاء إن عمر بن الطاب رضي ال عنه كان ينهي ان تبوب‬
‫أبواب دور مكة‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن أحد بن ميسرة حدثنا عبد الجيد بن أب رواد عن أبيد قال‪ :‬بلغن إن ماهدا كان‬
‫يقول‪ :‬الكراء بكة نار‪ ،‬وقال أب‪ :‬سعت عبد الكري بن أب الخارق يقول‪ :‬ل تباع تربتها‪ ،‬ول يكرى ظلها يعن مكة‬
‫وقال‪ :‬ان قدمت مكة سنة ماية وعليها عبد العزيز بن عبد ال أميا فقدم عليه كتاب من عمر بن عبد العزيز ينهي‬
‫عن كراء بيوت مكة ويأمره بتسوية من‪ ،‬قال‪ :‬فجعل الناس يدسون إليهم الكراء سرا ويسكنون‪ ،‬قال وقال أب‪:‬‬
‫حدثن إساعيل بن أمية عن رجل من قريش أنه قال‪ :‬لقد أدركت الناس وإن الركبان يقدمون فيبتدرهم من شاء ال‬
‫من أهل مكة أيهم ينلم‪ ،‬ث نن اليوم نبتدرهم أينا يكريهم حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثنا جدي حدثنا مسلم بن خالد‬
‫عن إساعيل بن أمية أن عمر بن الطاب رضي ال عنه أخرج الرقيق والدواب من مكة ول يدع أحدا يبوب داره‬
‫بكة‪ ،‬حت استأذنته هند بنت سهيل وقالت‪ :‬انا أريد بذلك أحراز متاع الاج وظهرهم فأذن لا فعملت بابي على‬
‫دارها‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا سفيان عن ابن جريج عن ابن أب مليكة عن ابن عباس إن ابن صفوان قال‬
‫له‪ :‬كيف وجدت امارة الحلف فيكم ? قال‪ :‬الت قبلها خي منها‪ ،‬قال فقال ابن صفوان‪ :‬فإن عمر قال كذا لشيء‬
‫ل يذكره سفيان‪ ،‬قال ابن عباس‪ :‬اسنة عمر تريد هيهات هيهات تركت وال سنة عمر شرقا ومغربا‪ ،‬قضى عمر ان‬
‫أسفل الوادي وأعله مناخ للحاج‪ ،‬وإن أجياد وقعيقعان للمريي والذاهب‪ ،‬واتذتا أنت وصاحبك دورا وقصورا‪.‬‬
‫من ل ير بكرائها وبيع رباعها بأسا‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي وإبراهيم بن ممد الشافعي قال‪ :‬أخبنا عبد الرحن بن السن بن القاسم بن عقبة‬
‫الزرقي عن إبراهيم عن علقمة بن نضلة قال‪ :‬وقف أبو سفيان بن حرب على ردم الذاءين فضرب برجله فقال‪:‬‬
‫سنام الرض إن لا سناما يزعم ابن فرقد يعن عتبة بن فرقد السلمي ان ل أعرف حقي من حقه‪ ،‬له سواد الروة‪ ،‬ول‬
‫بياضها‪ ،‬ول ما بي مقامي هذا إل تن وتن ثنية قريب من الطائف‪ ،‬قال‪ :‬فبلغ ذلك عمر بن الطاب رضي ال‬
‫عنه‪ ،‬فقال‪ :‬إن أبا سفيان لقدي الظلم‪ ،‬ليس لحد حق إل ما أحاطت عليه جدراته‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن طاوس قال قيل لصفوان بن أمية وهو بأعلى‬
‫مكة‪ :‬انه ل دين لن ل يهاجر‪ ،‬فقال‪ :‬ل أصل إل منل حت آت الدينة؛ فقدم الدينة فنل على العباس رضي ال عنه‪،‬‬
‫ث أتى السجد فنام ووضع خيصة له تت رأسه فأتاه سارق فسرقها‪ ،‬فأخذه فجاء به إل النب صلى ال عليه وسلم‬
‫فأمر به أن تقطع يده‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول ال هي له‪ ،‬قال‪ :‬فهل ل كان ذلك قبل أن تأتين به ? فقال‪ :‬ما جاء بك‪ ،‬قال‬
‫قيل‪ :‬انه ل دين لن ل يهاجر‪ ،‬قال‪ :‬ارجع أبا وهب إل أباطح مكة فقروا على سكناتكم فقد انقطعت الجرة‪ ،‬ولكن‬
‫جهاد ونية وإذا استنفرت فانفروا‪ ،‬حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عبد‬
‫الرحن بن فروخ إن نافع بن عبد الارث ابتاع من صفوان ابن أمية دار السجن وهي دار أم وايل لعمر بن الطاب‬
‫رضي ال عنه بأربعة آلف درهم‪ ،‬فإن رضي عمر فالبيع له‪ ،‬وإن ل يرض فلصفوان أربعماية درهم‪ :‬حدثنا أبو الوليد‬
‫قال‪ :‬حدثن جدي عن سعيد بن سال عن ابن جريج أخبن هشام بن حجي عن طاوس قال‪ :‬ال يعلم ان سألته عن‬
‫مسكن ل‪ ،‬فقال‪ :‬كل كراه يعن مكة قال ابن جريج‪ :‬وكان عمرو بن دينار ل يرى به بأسا‪ ،‬قال‪ :‬وكيف يكون به‬
‫بأس ? والربع يباع ويوكل ثنه‪ ،‬وقد ابتاع عمر رضي ال عنه دار السجن بأربعة آلف درهم وأعربوا فيها أربعماية‬
‫عمرو القايل‪ ،‬حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن أحد بن ميسرة عن عبد الجيد بن عبد العزيز ابن أب رواد عن أبيه قال‪:‬‬
‫بلغن أن طاوسا وعمرو بن دينار كانا ل يريان بكراء بيوت مكة بأسا‪ ،‬قال عبد العزيز ابن أب رواد‪ :‬وذكر لعمرو‬
‫بن دينار قول عبد الكري بن أب الخارق‪ :‬ل تباع تربتها‪ ،‬ول يكرى ظلها‪ ،‬فقال‪ :‬جاءوا به يا خراسان على الروي‪.‬‬
‫سيول وادي مكة ف الاهلية‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن ممد بن يي حدثنا عبد العزيز ابن عمران عن ممد بن عبد العزيز إن وادي مكة سال‬
‫ف الاهلية سيلً عظيما وخزاعة تلي الكعبة وإن ذلك السيل هجم على أهل مكة فدخل السجد الرام وأحاط‬
‫بالكعبة ورمى بالشجر بأسفل مكة وجاء برجل وامرأة ميتي فعرفت الرأة كانت تكون بأعلى مكة‪ ،‬يقال لا فارة‪،‬‬
‫ول يعرف الرجل‪ ،‬فبنت خزاعة حول البيت بناء أداروه عليه وأدخلوا الجر فيه ليحصنوا البيت من السيل فلم يزل‬
‫ذلك البناء على حاله حت بنت قريش الكعبة فسمي ذلك السيل سيل فارة وسعت انا امرأة من بن بكر‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن سفيان عن عمرو بن دينار قال‪ :‬سعت سعيد بن السيب يقول‪ :‬حدثن أب‬
‫عن جدي قال‪ :‬جاء سيل ف الاهلية كسا ما بي البلي‪.‬‬
‫سيول وادي مكة ف السلم‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي قال‪ :‬وسال وادي مكة ف السلم بأسيال عظام مشهورة عند أهل مكة‪ ،‬منها‬
‫سيل ف خلفة عمر بن الطاب رضي ال عنه يقال له سيل أم نشل أقبل السيل حت دخل السجد الرام من الوادي‬
‫ومن أعلى مكة من طريق الردم وبي الدارين وكان ذلك السيل ذهب بأم نشل بنت عبيد بن سعيد بن العاص بن‬
‫أمية بن عبد شس حت استخرجت منه بأسفل مكة فسمي سيل أم نشل واقتلع السيل القام مقام إبراهيم عليه السلم‬
‫وذهب به حت وجد بأسفل مكة وغب مكانه الذي كان فيه فأخذ وربط بلصق الكعبة بأستارها وكتب إل عمر بن‬
‫الطاب رضي ال عنه ف ذلك‪ ،‬فجاء فزعا حت رد القام مكانه وقد كتبت ذكر رده إياه وكيف كان ف صدر‬
‫كتابنا هذا مع ذكر القام‪ ،‬فعمل عمر بن الطاب رضي ال عنه ف تلك السنة الردم الذي يقال له‪ :‬ردم عمر‪ ،‬وهو‬
‫الردم العلى من عند دار جحش ابن رئاب الت يقال لا‪ :‬دار ابان بن عثمان إل دار ببة فبناه بالضفاير والصخر‬
‫العظام وكبسه فسمعت جدي يذكر انه ل يعله سيل منذ ردمه عمر إل اليوم وقد جاءت بعد ذلك أسيال عظام كل‬
‫ذلك ل يعلوه منها شيء‪.‬‬
‫ذكر سيل الحاف وما جاء ف ذلك‬

‫قال أبو الوليد‪ :‬وكان سيل الحاف ف سنة ثاني ف خلفة عبد اللك بن مروان صح الاج يوما وذلك يوم التروية‬
‫وهم آمنون غارون قد نزلوا ف وادي مكة واضطربوا البنية ول يكن عليهم من الطر إل شيء يسي‪ ،‬إنا كانت‬
‫السماء ف صدر الوادي وكان عليهم رشاش من ذلك‪ ،‬قال أبو الوليد قال جدي‪ :‬فحدثن سفيان بن عيينة عن عمرو‬
‫بن دينار قال‪ :‬ل يكن الطر عام الحاف على مكة إل شيئا يسيا‪ ،‬وإنا كانت شدته بأعلى الوادي‪ ،‬قال‪ :‬فصبحهم‬
‫يوم التروية بالغبش قبل صلة الصبح فذهب بم وبتاعهم ودخل السجد‪ ،‬وأحاط بالكعبة‪ ،‬وجاء دفعة واحدة‪ ،‬وهدم‬
‫الدور الشوارع على الوادي؛ وقتل الدم ناسا كثيا‪ ،‬ورقي الناس ف البال؛ واعتصموا با‪ ،‬فسمي بذلك الحاف‬
‫وقال فيه عبد ال بن أب عمارة‪:‬‬
‫أكثر مزونا وأبكى للعي‬ ‫ل تر عين مثل يوم الثنـي‬

‫سواندا ف البلـي يرقي‬ ‫إذ خرج الخبئات يسعـي‬
‫فكتب ف ذلك إل عبد اللك بن مروان ففزع لذلك وبعث بال عظيم وكتب إل عامله على مكة عبد ال بن سفيان‬
‫الخزومي‪ ،‬ويقال‪ :‬بل كان عامله الارث بن خالد الخزومي يأمره بعمل ضفاير للدور الشارعة على الوادي للناس‬
‫من الال الذي بعث به وعمل ردما على أفواه السكك يصن با دور الناس من السيول‪ ،‬وبعث رجلً نصرانيا‬
‫مهندسا ف عمل ضفاير السجد الرام‪ ،‬وضفاير الدور ف جنبت الوادي وكان من ذلك الردم الذي يقال له‪ :‬ردم‬
‫الزامية على فوهة خط الزامية والردم الذي يقال له‪ :‬ردم بن جح وليس لم ولكنه لبن قراد الفهريي فغلب عليه‬
‫ردم بن جح وله يقول الشاعر‪:‬‬
‫إذا جاوزت ردم بن قـراد‬ ‫سأملك عبة وأفيض أخرى‬
‫قال‪ :‬فأمر عامله بالصخر العظام فنقلت على العجل وحفر الرباض دون دور الناس فبناها وأحكمها من الال الذي‬
‫بعث به‪ ،‬قالوا‪ :‬وكانت البل والثيان تر تلك العجل حت ربا أنفق ف السكن الصغي لبعض الناس مثل ثنه مرارا؛‬
‫ومن تلك الضفاير أشياء إل اليوم قاية على حالا من دار ابان بن عثمان الت هي عند ردم عمر هلم جرا إل دار ابن‬
‫الوار فتلك الضفاير الت ف أرباض تلك الدور كلها ما عمل من ذلك الال‪ ،‬ومن ردم بن جح منحدرا ف الشق‬
‫اليسر إل أسفل مكة وأشياء من ذلك هي أيضا على حالا‪ ،‬وأما ضفاير دار أويس الت بأسفل مكة ببطح نر الوادي‬
‫فقد اختلف علينا ف أمرها فقال بعضهم‪ :‬هي من عمل عبد اللك؛ وقال آخرون‪ :‬ل‪ ،‬بل هي من عمل معاوية بن أب‬
‫سفيان وهو أثبتهما عندنا‪ ،‬وكان قد جاء بعد ذلك سيل يقال له‪ :‬سيل الخبل ف سنة أربع وثاني أصاب الناس عقبه‬
‫مرض شديد ف أجسادهم‪ ،‬وألسنتهم‪ ،‬أصابم منه شبه البل‪ ،‬فسمي سيل الخبل‪ ،‬وكان عظيما دخل السجد الرام‪،‬‬
‫وأحاط بالكعبة‪ ،‬وكان بعد ذلك أيضا سيل عظيم ف سنة أربع وثاني وماية‪ ،‬وحاد الببري أمي على مكة‪ ،‬دخل‬
‫السجد الرام وذهب بالناس وأمتعتهم وغرق الوادي ف أثره ف خلفة الرشيد هارون‪ ،‬وجاء سيل ف سنة اثنتي‬
‫ومايتي ف خلفة الأمون وعلى مكة يزيد بن ممد بن حنظلة الخزومي خليفة لمدون بن علي بن عيسى بن ماهان‬
‫فدخل السجد الرام وأحاط بالكعبة وكان دون الجر السود بذراع ورفع القام عن مكانه لا خيف عليه أن يذهب‬
‫به السيل‪ ،‬وهدم دورا من دور الناس وذهب بناس كثي‪ ،‬وأصاب الناس بعده مرض شديد من وباء وموت فاش‬
‫فسمي ذلك السيل سيل ابن حنظلة‪ ،‬ث جاء بعد ذلك ف خلفة الأمون سيل وهو أعظم من سيل ابن حنظلة ف سنة‬
‫ثان ومايتي ف شوال جاء والناس غافلون فامتل السد الذي بالثقبة فلما فاض اندم السد فجاء السيل الذي اجتمع‬
‫فيه مع سيل السدرة وسيل ما أقبل من من فاجتمع ذلك كله فجاء جلة فاقتحم السجد الرام‪ ،‬وأحاط بالكعبه وبلغ‬
‫الجر السود‪ ،‬ورفع القام من مكانه لا خيف عليه ان يذهب به‪ ،‬فكبس السجد والوادي بالطي والبطحاء‪ ،‬وقلع‬
‫صناديق السواق ومقاعدهم وألقاها بأسفل مكة‪ ،‬وذهب بأناس كثي‪ ،‬وهدم دورا كثية ما أشرف على الوادي‪،‬‬
‫وكان أمي مكة يومئذ عبد ال بن السن بن عبيد ال بن العباس بن علي بن أب طالب رضي ال عنهم وعلى بريد‬
‫مكة وصوافيها مبارك الطبي‪ ،‬وكان واف تلك السنة العمرة ف شهر رمضان قوم من الاج من أهل خراسان وغيهم‬
‫كثي‪ ،‬فلما رأى الناس من الاج وأهل مكة ما ف السجد من الطي والتراب اجتمع الناس فكانوا يعملون بأيديهم‪،‬‬
‫ويستأجرون من أموالم حت كانت النساء بالليل والعواتق يرجن فينقلن التراب التماس الجر والبكة‪ ،‬حت رفع من‬
‫السجد الرام ونقل ما فيه فرفع ذلك إل الأمون فأرسل بال عظيم فأمر أن يعمل به ف السجد‪ ،‬ويبطح‪ ،‬ويعزق‬
‫وادي مكة‪ ،‬فعزق منه وادي مكة‪ ،‬وعمر السجد الرام وبطح ث ل يعزق وادي مكة حت كانت سنة سبع وثلثي‬
‫ومايتي فأمرت أم أمي الؤمني جعفر التوكل على ال باثن عشر ألف دينار لعزقه‪ ،‬فعزق با عزقا مستوعبا‪.‬‬
‫ما ذكر من أمر الوقود بكة ليلة هلل شهر الحرم‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا ممد بن عبد ال بن عبيد ال ابن عمي عن عطاء بن أب رباح إن عمر بن‬
‫عبد العزيز أمر أهل مكة أن يوقدوا ليلة هلل الحرم للحاج مافة السرق حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا‬
‫سعيد بن مزاحم عن كلثوم ابن جب أن عمر بن عبد العزيز قال‪ :‬يا أهل مكة أوقدوا ليلة هلل الحرم لرحيل الاج‬
‫يذر عليهم السرق ‪.‬‬
‫باب ما جاء ف منل رسول ال صلى ال عليه وسلم بن وحدود من‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي أحد بن ممد حدثنا مسلم بن خالد الزني عن ابن جريج قال قلت لعطاء‪ :‬أين‬
‫من ? قال‪ :‬من العقبة إل مسر‪ ،‬قال عطاء‪ :‬فل أحب أن ينل أحد إل فيما بي العقبة إل مسر‪ ،‬حدثنا أبو الوليد‬
‫قال‪ :‬حدثنا جدي أخبنا مسلم عن ابن جريج قال‪ :‬أخبنا نافع قال‪ :‬كان ابن عمر يقول قال عمر‪ :‬ل يبيت أحد من‬
‫الاج وراء العقبة‪ ،‬حت يكونوا بن ويبعث من يدخل من ينل من العراب من وراء العقبة حت يكون بن‪ ،‬وبه‬
‫أخبنا مسلم عن ابن جريج قال قال عطاء‪ :‬سعنا انه يكره أن ينل أحد دون العقبة هلم إلينا يعن إل مكة ‪.‬‬
‫موضع منل النب صلى ال عليه وسلم بن ومنازل أصحابه رضي ال عنهم‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن مسلم بن خالد عن ابن جريج عن السن بن مسلم عن طاوس قال‪ :‬كان‬
‫منل رسول ال صلى ال عليه وسلم بن على يسار مصلى المام‪ ،‬وكان ينل أزواجه موضع دار المارة‪ ،‬وكان‬
‫ينل النصار خلف دار المارة‪ ،‬وأومأ رسول ال صلى ال عليه وسلم إل الناس أن أنزلوا ها هنا وها هنا‪ ،‬حدثنا أبو‬
‫الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا سفيان عن حيد بن قيس عن ممد بن الارث التيمي عن رجل من قومه يقال له‪:‬‬
‫معاذ أو ابن معاذ من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم انه سع رسول ال صلى ال عليه وسلم يعلم الناس‬
‫مناسكهم بن‪ ،‬قال‪ :‬ففتح ال أساعنا حت انا لنسمعه ونن ف رحالنا قال‪ :‬ينل الهاجرون شعب الهاجرين‪ ،‬وينل‬
‫النصار الشعب بن الذي من وراء دار المارة‪ ،‬ونزل الناس منازلم‪ ،‬قال‪ :‬وارموا بثل حصى الذف‪ ،‬حدثنا أبو‬
‫الوليد قال‪ :‬حدثنا جدي حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن طلق قال‪ :‬سأل عمر بن الطاب رضي ال عنه زيد بن‬
‫صوجان‪ ،‬أين منلك بن ? قال ف الشق اليسر‪ ،‬قال عمر‪ :‬ذلك منل الداج فل تنله‪ ،‬قال سفيان‪ :‬ث يقول عمر‪:‬‬
‫ومنل منل الداج‪ ،‬والداج هم التجار‪.‬‬
‫باب ما ذكر من النول بن وأين نزل النب صلى ال عليه وسلم منها‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬وأخبن جدي عن عبد الجيد عن ابن جريج عن عثمان بن أب سليمان بن جبي بن مطعم عن‬
‫عبد ال بن أب بكر قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬إذا قدمنا مكة إن شاء ال تعال نزلنا باليف واليف‬
‫مسجد من الذي تالفوا فيه علينا قلت لعثمان‪ :‬أي حلف ? قال‪ :‬الحزاب‪ ،‬قال عثمان ابن أب سليمان‪ ،‬عن طلحة‬
‫بن عبد ال بن أب بكر قال‪ :‬كان منلنا بن يريد منل أب بكر الصديق رضي ال عنه الصخرة الت عليها النارة‪.‬‬
‫ما ذكر من البناء بن وما جاء ف ذلك‬

‫حدثنا أبو الوليد قال حدثن جدي قال‪ :‬حدثن سفيان عن إساعيل بن أمية أن عائشة أم الؤمني استأذنت رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ف بناء كنيف بن‪ ،‬فلم يأذن لا‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن أحد بن ميسرة حدثنا عبد الجيد بن عبد العزيز بن أب رواد عن أبيه قال‪ :‬قدمت مكة‬
‫سنة ماية وعليها عبد العزيز ابن عبد ال بن خالد بن أسيد أميا فقدم عليه كتاب من عمر بن عبد العزيز ينهي عن‬
‫كراء بيوت مكة ويأمر بتسوية من فجعل الناس يدسون إليهم الكراء سرا ويسكنون‪.‬‬
‫باب ما جاء ف مسجد اليف وفضل الصلة فيه‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي أحد بن ممد وممد بن أب عمر العدن قال‪ :‬حدثنا مروان بن معاوية الفزاري‬
‫عن أشعث بن سوار عن عكرمة عن ابن عباس قال‪ :‬صلى ف مسجد اليف سبعون نبيا‪ ،‬كلهم مطمون بالليف؛ قال‬
‫مروان‪ :‬يعن رواحلهم‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن سعيد بن سال عن عثمان بن ساج عن حصيف عن ماهد انه قال‪ :‬حج‬
‫خسة وسبعون نبيا كلهم قد طاف بالبيت وصلى ف مسجد من‪ ،‬فإن استطعت أن ل تفوتك صلة ف مسجد من‬
‫فافعل‪ ،‬حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن عبد الجيد عن ابن جريج عن عطاء قال سعت أبا هريرة يقول‪ :‬لو‬
‫كنت من أهل مكة لتيت مسجد من كل سبت‪ ،‬وبه عن ابن جريج عن إساعيل بن أمية أن خالد بن مضرس أخبه‬
‫انه رأى أشياخا من النصار يتحرون مصلى رسول ال صلى ال عليه وسلم أمام النارة‪ ،‬قريبا منها‪ ،‬قال جدي‪:‬‬
‫الحجار الت بي يدي النارة‪ ،‬وهي موضع مصلى النب صلى ال عليه وسلم ل نزل نرى الناس وأهل العلم يصلون‬
‫هنالك ويقال له‪ :‬مسجد العيشومة‪ ،‬وفيه عيشومة أبدا خضراء ف الذب والضب بي حجرين من القبلة وتلك‬
‫العيشومة قدية ل تزل ث‪.‬‬
‫باب ما جاء ف مسجد الكبش‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا داود بن عبد الرحن عن ابن خيثم عن سعيد بن جبي عن ابن عباس انه‬
‫قال‪ :‬الصخرة الت بن الت بأصل ثبي هي الصخرة الت ذبح عليها إبراهيم عليه السلم فداء ابنه إسحاق‪ ،‬هبط عليه‬
‫من ثبي كبش أعي‪ ،‬أقرن‪ ،‬له ثعاء فذبه‪ ،‬قال‪ :‬وهو الكبش الذي قربه ابن آدم عليه السلم فتقبل منه كان مزونا‬
‫حت فدى به إسحاق‪ ،‬وكان ابن آدم الخر قرب حرثا فلم يتقبل منه‪ ،‬حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا عبد‬
‫الرحن بن حسن بن القاسم عن أبيه قال‪ :‬لا فدى ال إساعيل عليه السلم بالذبح نظر إبراهيم فإذا الكبش منهبطا من‬
‫ثبي على العرق البيض الذي يلي باب شعب علي رضي ال عنه‪ ،‬فخلى إساعيل وسعى يتلقى الكبش ليأخذه‪ ،‬فحاد‬
‫عنه فلم يزل يعرض له ويرده حت أخذه على أقيصر وهو الصفا الذي بأصل البل على باب شعب علي الذي يقال‪:‬‬
‫بنت عليه لبابة بنت علي بن عبد ال بن عباس السجد الذي يقال له‪ :‬مسجد الكبش‪ ،‬ث اقتاده إبراهيم حت ذبه ف‬
‫النحر‪ ،‬ولقد سعت من نذكر انه ذبه على أقيصر‪.‬‬
‫من أول من رمى المار وما جاء ف ذلك‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا سعيد بن سال عن عثمان بن ساج أخبن خصيف بن عبد الرحن عن‬
‫ماهد انه حدثه قال‪ :‬لا قال إبراهيم عليه السلم ربنا أرنا مناسكنا أمر أن يرفع القواعد من البيت‪ ،‬ث أري الصفا‬
‫والروة؛ وقيل هذا من شعاير ال‪ ،‬ث خرج به جبيل فلما مر بمرة العقبة إذا بابليس‪ ،‬فقال جبيل‪ :‬كب وارمه‪ ،‬ث‬
‫ارتفع ابليس إل المرة الثانية‪ ،‬فقال جبيل‪ :‬كب وارمه‪ ،‬ث ارتفع ابليس إل المرة القصوى‪ ،‬فقال جبيل‪ :‬كب‬
‫وارمه‪ ،‬ث انطلق إل الشعر الرام‪ ،‬ث أتى به عرفة‪ ،‬فقال له جبيل‪ :‬هل عرفت ما أريتك ثلث مرات? قال نعم‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فاذن ف الناس بالج قال‪ :‬كيف أقول ? قال قل‪" :‬يأيها الناس أجيبوا ربكم" ثلث مرات‪ ،‬قالوا‪ :‬لبيك اللهم لبيك‪،‬‬
‫قال‪ :‬فمن أجاب إبراهيم يومئذ فهو حاج‪ ،‬قال خصيف قال ل ماهد‪ :‬حي حدثن بذا الديث أهل القدر ل‬
‫يصدقون بذا الديث‪.‬‬
‫ف أول من نصب الصنام بن‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا سعيد بن سال عن عثمان بن ساج قال‪ :‬أخبن ممد بن إسحاق ان عمرو‬
‫بن لى نصب بن سبعة أصنام‪ ،‬نصب صنما على القرين الذي بي مسجد من والمرة الول على بعض الطريق‪،‬‬
‫ونصب على المرة الول صنما‪ ،‬وعلى الدعا صنما‪ ،‬وعلى المرة الوسطى صنما‪ ،‬ونصب على شفي الوادي‬
‫صنما‪ ،‬وفوق المرة العظمى صنما؛ وعلى المرة العظمى صنما وقسم عليهن حصى المار احدى وعشرين حصاة‬
‫يرمى كل وثن منها بثلث حصيات‪ ،‬ويقال للوثن حي يرمى‪ :‬أنت أكب من فلن‪ ،‬الصنم الذي يرمى قبله‪.‬‬
‫ف رفع حصى المار‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا يي بن سليم عن ابن خيثم عن أب الطفيل قال‪ :‬قلت له‪ :‬يا با الطفيل هذه‬
‫المار ترمى ف الاهلية والسلم كيف ل تكون هضابا تسد الطريق ? قال‪ :‬سألت عنها ابن عباس فقال‪ :‬إن ال‬
‫تعال وكل با ملكا فما تقبل منه رفع‪ ،‬وما ل يتقبل منه ترك‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا سفيان عن سليمان بن أب الغية عن ابن أب نعيم عن أب سعيد الدري‬
‫قال‪ :‬ما تقبل من الصى رفع يعن حصى المار ‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثنا جدي وإبراهيم بن ممد الشافعي عن مسلم بن خالد عن ابن خيثم قال‪ :‬سألت أبا‬
‫الطفيل قلت‪ :‬هذه المار ترمى منذ كان السلم‪ ،‬كيف ل تكون هضابا تسد الطريق ? فقال أبو الطفيل‪ :‬سألت‬
‫عنها ابن عباس فقال‪ :‬إن ال تعال وكل با ملكا فما تقبل منه رفع وما ل يتقبل منه ترك‪.‬‬
‫ف ذكر حصى المار كيف يرمى به‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي أخبنا مسلم بن خالد عن ابن جريج قال‪ :‬أخبن عبد ال بن مسلم بن هرمز انه‬
‫سع سعيد بن جبي يقول‪ :‬انا الصى قربان فما تقبل منه رفع‪ ،‬وما ل يتقبل منه فهو الذي يبقى‪ ،‬وبه عن ابن جريج‬
‫قال‪ :‬أخبت إن نفيعا كان جالسا عند ابن عمر إذ قال له رجل‪ :‬يا أبا عبد الرحن ما كنا نترايا ف الاهلية من‬
‫الصى والسلمون اليوم أكثر ث انه لضحضاح‪ ،‬فقال ابن عمر‪ :‬انه وال ما قبل ال من امرئ حجة إل رفع حصاه‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال حدثن جدي أخبنا مسلم بن خالد عن ابن جريج قال قال عطاء‪ :‬ث سألت ابن عباس فقلت‪ :‬يا‬
‫با عباس ان توسطت المرة فرميت بي يدي‪ ،‬ومن خلفي‪ ،‬وعن يين‪ ،‬وعن شال‪ ،‬فوال ما وجدت له مسا‪ ،‬فقال‬
‫ابن عباس‪ :‬ما من عبد إل وهو موكل به ملك ينعه ما ل يقدر عليه‪ ،‬فإذا جاء القدر ل يستطع منعه منه وال ما قبل‬
‫ال من امرئ حجة إل رفع حصاه‪.‬‬
‫من أين ترمى المرة وما يدعى عندها وما جاء ف ذلك‬
‫حدثنا أبو الوليد قال حدثن جدي أخبنا مسلم بن خالد عن ابن جريج قال قال عطاء‪ :‬ارم المرة من السيل ول‬
‫يكن يوجبه‪ ،‬قال‪ :‬ث ارجع من أسفل من السيل كما كان النب صلى ال عليه وسلم يصنع‪ ،‬قال‪ :‬فإن دهك الناس‬
‫فارمها من حيث شئت فل بأس ول حرج‪ ،‬قلت لعطاء‪ :‬من أين أرمي السفليي ? قال‪ :‬أعلهما كما يصنع من أقبل‬
‫من أسفل من‪ ،‬قال‪ :‬فإن دهك الناس فارمهما من فرعهما ول يكن يوجبه‪ ،‬قال‪ :‬فإن كثر عليك الناس فل حجر من‬
‫أي نواحيها رميتها‪ ،‬قال عطاء‪ :‬ول يضرك أي طريق سلكت نو المرة‪ ،‬حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا‬
‫مسلم بن خالد عن ابن جريج قال أخبن هارون عن ابن أب عائشة عن عدي بن عدي عن سليمان بن ربيعة الباهلي‬
‫قال‪ :‬نظرنا عمر رضي ال عنه يوم النفر الول فخرج علينا وليته تقطر ماء‪ ،‬ف يده حصيات‪ ،‬وف حجره حصيات‪،‬‬
‫ماشيا يكب ف طريقه حت رمى المرة الول‪ ،‬ث مضى حت انقطع من فضض الصى وحيث ل يناله حصى من رمى‬
‫فدعا ساعة ث مضى إل المرة الوسطى ث الخرى‪ ،‬قال ابن جريج قال عطاء‪ :‬وإذا رميت قمت عند المرتي‬
‫السفليي‪ ،‬قلت‪ :‬حيث يقوم الناس الن‪ ،‬قال‪ :‬نعم فدعوت با بدا لك ول أسع بدعاء معلوم ف ذلك‪ ،‬قلت‪ :‬ال يقام‬
‫عند الت عند العقبة ? قال‪ :‬ل‪ ،‬ول يقام عند شيء من المار يوم النفر‪ ،‬قلت‪ :‬أبلغك ذلك عن ثبت‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬وحق‬
‫سنة على الراكب والراجل والرأة والناس أجعي القيام عند المرتي القصويي‪ ،‬قال ابن جريج‪ :‬وأخبن نافع ان ابن‬
‫عمر كان يقوم عند المرتي القصويي من مكة‪ ،‬ول يقوم عند الت عند العقبة‪ ،‬قال‪ :‬فيقوم عندها فيطيل القيام‬
‫ويكب ويدعو‪ ،‬قال ابن جريج قال ل عطاء‪ :‬رأيت ابن عمر يقوم عند المرتي قدر ما كنت قاريا سورة البقرة‪ ،‬قال‬
‫ابن جريج‪ :‬وأخبن عبد ال بن عثمان بن خيثم أخبن ممد بن السود بن خلف قال‪ :‬أدركت الناس يتزودون الاء‬
‫ف الدوات إل المار من طول القيام‪ ،‬قال ابن خيثم‪ :‬وأخبن سعيد بن جبي انه رمى مع ابن عباس فوقف عند‬
‫المرتي قدر قراءة سورة من السبع‪ ،‬فقلت له‪ :‬يا أبا عبد ال ابن خيثم القايل إن من الناس من يبطي‪ ،‬ومنهم من‬
‫يسرع‪ ،‬قال‪ :‬قدر قراءت‪ ،‬قلت‪ :‬فإنك من أسرع الناس قراءة‪ ،‬قال‪ :‬كذلك حزيت‪ ،‬قال ابن خيثم‪ :‬وأخبت عن‬
‫الزدي خب سعيد بن جبي اياي فقال‪ :‬كذلك أحزي قيامي بقدر سورة من السبع‪ ،‬قال ابن جريج قلت لعطاء‪:‬‬
‫استقبل البيت ف الدعاء عند المرتي؛ فقال ل ما قال ل ف الوقف بعرفة آخر ما ذاكرت عطاء ف هذا الباب شاهد‬
‫قوله حزيت‪ ،‬حدثنا أبو الوليد قال جدي‪ :‬أنشدن مسلم ابن خالد عند قوله‪ :‬حزيت لب ذويب الذل‪:‬‬
‫وعلق اناسـا على النجـس‬ ‫فلو كان حول حازيان وطارق‬
‫تث با هـاد إل منـقـرس‬ ‫إذا لتتن حيث كنت منـيتـي‬
‫ما ذكر من اتساع من أيام الج ولا سيت من‪ ،‬وأساء جبالا‪ ،‬وشعابا‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن ممد بن يي أخبنا سليم بن مسلم عن عبيد ال ابن أب زياد عن أب الطفيل قال‪:‬‬
‫سعت ابن عباس يسأل عن من ويقال له‪ :‬عجبا لضيقه ف غي الج‪ ،‬فقال ابن عباس‪ :‬إن من يتسع بأهله كما يتسع‬
‫الرحم للولد‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن أبو عبد ال يعن ابن عمر عن الكلب إن ابن عباس رضي ال عنه قال‪ :‬انا سيت من من‬
‫لن جبيل حي أراد أن يفارق آدم عليه السلم قال له‪ :‬تن‪ ،‬قال‪ :‬أتن النة‪ ،‬فسميت من لمنية آدم عليه السلم‪،‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬أخبن ممد بن يي عن عبد ال بن أب الوزير عمر بن مطرف عن أبيه قال‪ :‬انا سيت من لا‬
‫ين فيها من الدماء‪ ،‬قال أبو الوليد‪ :‬اسم البل الذي مسجد اليف بأصله الصفايح واسم البل الذي ف وجاهه على‬
‫يسارك إذا أتيت من مكة القابل‪ ،‬وهو من النبة‪ ،‬وقال بعض أهل العلم‪ :‬انا سيت من لا ين فيها من الدماء‪ ،‬قال‬
‫تن تقدر‪ ،‬قال الشاعر‪:‬‬
‫أحاد أحاد ف الشهر اللل‬ ‫منت لك ان تلقيك النـايا‬
‫ويروى من لك أن تلقين‪ ،‬قال أبو ممد الزاعي‪ :‬أخبنا أحد بن عمر قال‪ :‬أخبن عبد الميد بن أب غسان قال‬
‫قال الكلب‪ :‬انا سيت المار المار لن آدم عليه السلم كان يرمي ابليس فيجمر من بي يديه والجار الشراع قال‬
‫لبيد بن ربيعة‪:‬‬
‫أو قراب عدو جون قـد ابل‬ ‫وإذا حركت غرزي أجرت‬
‫قد ابل أي قد أكل الربل والبل الت تأكل الربل يقال‪ :‬ابل بلولة‪.‬‬
‫قال الفرزدق‪:‬‬
‫ولو نأت على أثري ان يمرون وراءيا‬ ‫وكنت أرى ان قـد سـعت نـدائي‬
‫يقول‪ :‬كنت أرى ان قد سعت ندائي ولو نأت نفسي أن يمرون وراءيا‪ ،‬قال أحد بن عمرو‪ :‬وأنشدن رجل من‬
‫أهل فارس ف أبيات يدح با النب صلى ال عليه وسلم‬
‫وجناء ممرة الناسم عرمس‬ ‫يا أيها الرجل الذي توى بـه‬
‫باب ما جاء ف صفة مسجد من وذرعه وأبوابه‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬ذرع مسجد اليف من وجهه ف طوله من حدقه الت تلي دار المارة إل حدته الت تلي عرفة‬
‫مايتا ذراع وثلثة وتسعون ذراعا واثنتا عشرة اصبعا‪ ،‬ومن حدته الت تلي الطريق السفلى ف عرضه إل حدته الت تلي‬
‫البل مايتا ذراع وأربعة أذرع واثنتا عشرة اصبعا وطوله ما يلي البل من حدته السفلى إل حدته الت تلي دار‬
‫المارة مايتا ذراع وأربعة وستون ذراعا وثان عشرة اصبعا‪ ،‬وعرضه ما يلي دار المارة مايتا ذراع‪ ،‬وف قبلة السجد‬
‫ما يلي دار المارة ثلث ظلل‪ ،‬وف شقه الذي يلي الطريق ظلة واحدة‪ ،‬وف شقه الذي يلي أسفل من ظلة واحدة‪،‬‬
‫وف شقه الذي أسفل من ظلة واحدة‪ ،‬وف شقه الذي يلي البل ظلة واحدة‪ ،‬وفيه من الساطي ماية وثان وستون‬
‫اسطوانة‪ ،‬منها ف القبلة ثان وسبعون ما يلي بطن السجد من ذلك أربع وعشرون‪ ،‬وف شقه الين أربع وثلثون‪،‬‬
‫وف أسفله وهو الذي يلي عرفات خس وعشرون‪ ،‬وف شقه الين أربع وثلثون‪ ،‬وف أسفله وهو الذي يلي عرفات‬
‫خس وعشرون‪ ،‬وف شقه اليسر الذي يلي البل احدى وثلثون‪ ،‬منها واحدة ف الظلة‪ ،‬وعلى الساطي من‬
‫الطاقات ماية طاقة وتسع عشرة طاقة منها ف القبلة سبع وعشرون‪ ،‬ومنها ف بطن السجد ثلث وعشرون‪ ،‬ومنها ف‬
‫الشق الين خس وثلثون‪ ،‬ومنها ف الشق الذي يلي عرفات أربع وعشرون‪ ،‬ومنها ف الانب الذي يلي البل ثلث‬
‫وثلثون‪ ،‬طول الطاقات ف السماء تسعة أذرع واثنتا عشرة اصبعا‪ ،‬وما بي كل اسطوانتي خسة أذرع واثنتا عشرة‬
‫اصبعا‪ ،‬وبعضها يزيد وينقص ف طول الطاقات وما بي الساطي‪ ،‬وعلى الساطي الداخلة ف الظلل جوايز خشب‬
‫دوم طول كل اسطوانة ف السماء أحد عشر ذراعا‪ ،‬وطول السقف ف السماء اثنا عشر ذراعا‪ ،‬وفيه من القناديل ماية‬
‫قنديل واحد وسبعون قنديلً‪ ،‬منها ف القبلة أحد وثانون قنديلً‪ ،‬ومنها ف الشق الين خسة وثلثون‪ ،‬ومنها ف الشق‬
‫الذي يلي عرفات أربعة وعشرون‪ ،‬ومنها ف الشق الذي يلي البل أحد وثلثون‪ ،‬وذرع عرض الظلل من أوسطها‬
‫الظلة الت تلي القبلة سبعة وثلثون ذراعا‪ ،‬وعرض الظلة الت تلي الشق الين اثنا عشر ذراعا‪ ،‬وعرض الظلة الت تلي‬
‫عرفات عشرة أذرع‪ ،‬وعرض الظلة الت تلي البل أحد عشر ذراعا واثنتا عشرة اصبعا‪ ،‬وف وسط السجد منارة‬
‫مربعة عرضها ستة أذرع واثنتا عشرة اصبعا ف مثله‪ ،‬وطولا ف السماء أربعة وعشرون ذراعا‪ ،‬وفيها من الدرج‬
‫احدى وأربعون درجة من ذلك من خارج درجتان‪ ،‬وفيها ثان مستراحات‪ ،‬وفيها ثان كواء‪ ،‬وبابا طاق‪ ،‬وفوقها‬
‫ثان شرافات ف كل وجه شرافتان‪ ،‬وذرع ما بي النارة إل قبلة السجد ماية ذراع وتسعة وعشرون ذراعا‪ ،‬ومن‬
‫النارة إل الدر الذي يلي عرفات ماية ذراع وعشرة أذرع‪ ،‬ومن النارة إل الدر الذي يلي الطريق أحد وتسعون‬
‫ذراعا اثنتا عشرة اصبعا‪ ،‬ومن النارة إل الدر الذي يلي البل تسعون ذراعا واثنتا عشرة أصبعا وف السجد سقاية‬
‫طولا خسون ذراعا‪ ،‬ودخولا ف الرض تسعة أذرع‪ ،‬وعرضها خسة أذرع؛ ولا بابان عليهما باب ساج وهي بي‬
‫النارة وبي الدر الذي يلي الطريق‪ ،‬وف زاوية مؤخر السجد الذي يلي الطريق درجة مربعة يصعد فيها إل سطوح‬
‫السجد طولا خسة عشر ذراعا واثنتا عشرة اصبعا‪ ،‬وفيها من الدرج سبع وثلثون درجة‪ ،‬وفيها من الستراحات‬
‫تسع‪ ،‬ومن الكواء عشر وبابا طاق ف ظلة السجد الت تلي عرفات‪ ،‬وعلى درجات السجد من خارج ثلثاية‬
‫وثلث وخسون شرافة ونصف شرافة‪ ،‬منها على جدر القبلة سبع وسبعون‪ ،‬ومنها على الدر الذي يلي الطريق ماية‬
‫وثلث شرافات ونصف‪ ،‬ومنها على الدر الذي يلي عرفة سبعون‪ ،‬ومنها على الدر الذي يلي البل ماية وثلث‬
‫شرافات وعلى جدرات السجد من داخل من الشرف ثلثاية وثان وعشرون‪ ،‬منها على جدر القبلة أربع وستون‪،‬‬
‫ومنها على الدر الذي يلي الطريق خس وثانون‪ ،‬ومنها على الدر الذي يلي عرفات أربع وتسعون‪ ،‬ومنها على‬
‫الدر الذي يلي البل خس وثانون‪ ،‬وعلى جدرات السجد من اليازيب من داخل وخارج ستة وثانون‪ ،‬منها ما‬
‫يلي دار المارة خسة عشر‪ ،‬ومنها ما يلي الطريق أربعة وعشرون‪ ،‬ومنها ما يلي عرفة تسعة‪ ،‬ومنها ما يلي البل‬
‫خسة عشر‪ ،‬ومنها ف بطن السجد ما يلي دار المارة اثنان وعشرون‪ ،‬وف الدر الذي يلي البل واحد‪ ،‬وذرع‬
‫طول جدرات السجد من نواحيه من داخل اثنا عشر ذراعا واثنتا عشرة اصبعا‪ ،‬وبعضها يزيد وينقص‪ ،‬وذرع‬
‫جدرات السجد من خارج ثلثة عشر ذراعا واثنتا عشرة اصبعا‪ ،‬وطول الدر الذي يلي عرفة أحد عشر ذراعا واثنتا‬
‫عشرة اصبعا‪ ،‬وذرع طول الدر الذي يلي البل تسعة أذرع‪ ،‬وطول الدر الذي يلي دار المارة اثنا عشر ذراعا‪.‬‬
‫السجد من نواحيه من داخل اثنا عشر ذراعا واثنتا عشرة اصبعا‪ ،‬وبعضها يزيد وينقص‪ ،‬وذرع جدرات السجد من‬
‫خارج ثلثة عشر ذراعا واثنتا عشرة اصبعا‪ ،‬وطول الدر الذي يلي عرفة أحد عشر ذراعا واثنتا عشرة اصبعا‪،‬‬
‫وذرع طول الدر الذي يلي البل تسعة أذرع‪ ،‬وطول الدر الذي يلي دار المارة اثنا عشر ذراعا‪.‬‬
‫ذكر سعة مسجد من وتكسيه‬

‫قال أبو الوليد‪ :‬طول السجد من حد الطاقات الت تلي القبلة إل حد الطاقات الت تلي عرفة من وسطه ماية ذراع‬
‫واحد وثلثون ذراعا واثنتا عشرة اصبعا‪ ،‬وعرضه من حد الظلة الت تلي الطريق إل الظلة الت تلي البل ماية ذراع‬
‫وستة وستون ذراعا وسبع أصابع‪ ،‬يكون تكسيه أحد وعشرون ألف ذراع وثاناية وسبعة وستون ذراعا وثلث‬
‫أصابع‪ ،‬وذرع طوله من وسطه من دار المارة إل الدر الذي يلي عرفات مايتا ذراع وثانون ذراعا واثنتا عشرة‬
‫اصبعا‪ ،‬وعرضه من وسط الدر الذي يلي الطريق إل الدر الذي يلي البل ماية ذراع وتسعة وثانون ذراعا وتسع‬
‫أصابع يكون مكسرا ثلثة وخسون ألفا وستة وتسعون ذراعا وربع ذراع‪.‬‬
‫صفة أبواب مسجد اليف وذرعها‬

‫قال أبو الوليد‪ :‬فيه عشرون بابا‪ ،‬منها ف الدر الذي يلي الطريق تسعة أبواب شارعة ف الرحبة على السوق طول‬
‫كل باب منها ثانية أذرع واثنتا عشرة اصبعا‪ ،‬وعرض كل باب خسة أذرع وبعضها يزيد وينقص ف العرض‪ ،‬ومنها‬
‫ف الدر الذي يلي عرفات خسة طول كل باب منها ثانية أذرع واثنتا عشرة أصبعا‪ ،‬وعرض كل باب خسة أذرع‪،‬‬
‫وبعضها يزيد وينقص ف العرض‪ ،‬ومنها ف الدر الذي يلي البل أربعة أبواب منها ثلثة أبواب طول كل باب منها‬
‫ثانية أذرع وعرض الباب الول منها خسة أذرع‪ ،‬وعرض الثان أربعة أذرع وأربع أصابع‪ ،‬وعرض الثالث ثلثة‬
‫أذرع وثان عشرة اصبعا‪ ،‬والباب الرابع طوله سبعة أذرع‪ ،‬وعرضه ثلثة أذرع‪ ،‬وف قبلة السجد بابان ف دار المارة‬
‫الباب الول منهما طوله ستة أذرع واثنتا عشرة اصبعا‪ ،‬وعرضه ذراعان والباب الثان طوله أربعة أذرع وست‬
‫أصابع‪ ،‬وعرضه ذراعان‪.‬‬
‫ذرع من والمار ومازمي من إل مسر‬

‫قال‪ :‬ومن حد مسجد من الذي يلي عرفات إل وسط حياض الياقوتة ثلثة آلف وسبعماية وثلثة وخسون ذراعا‪،‬‬
‫ومن وسط حياض الياقوتة إل حد مسر ألفا ذراع‪ ،‬ومن مسجد من إل قرين الثعالب ألف ذراع وخسماية وثلثون‬
‫ذراعا‪ ،‬وذرع ما بي مازمي من من البل إل البل خسون ذراعا‪ ،‬وذرع الطريق طريق العقبة من العلم الذي على‬
‫الدار إل الدار الذي بذائه سبعة وستون ذراعا الطريق الفروشة بجارة ير عليها سيل من‪ ،‬من ذلك تسعة‬
‫وعشرون ذراعا‪ ،‬وعرض الدر الذي بي الطريقي ذراعان‪ ،‬وطوله ذراع وبعضه يزيد وبعضه ينقص ف الطول‪،‬‬
‫وعرض الطريق العظم العقبة الدرجة ستة وثلثون ذراعا‪ ،‬ومن جرة العقبة وهي من أول المار ما يلي مكة إل‬
‫المرة الوسطى أربعماية ذراع وسبعة وثانون ذراعا واثنتا عشرة اصبعا‪ ،‬ومن المرة الوسطى إل المرة الثالثة وهي‬
‫تلي مسجد من ثلثاية ذراع وخسة أذرع‪ ،‬ومن المرة الت تلي مسجد من إل أوسط أبواب السجد ألف ذراع‬
‫وثلثاية ذراع واحد وعشرون ذراعا‪ ،‬وذرع من من جرة العقبة إل وادي مسر سبعة آلف ومايتا ذراع‪ ،‬وعرض‬
‫من من مؤخر السجد الذي يلي البل إل البل الذي بذائه ألف ذراع وثلثاية ذراع‪ ،‬وذرع عرض طريق شعب‬
‫علي عليه السلم وهو حيال جرة العقبة ستة وعشرون ذراعا‪ ،‬وعرض الطريق العظم حيال المرة الول وهي‬
‫الطريق الوسطى وهي الت سلكها رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم النحر من مزدلفة حي غدا من قزح إل المرة‬
‫ول تزل الية أية الج تسلكها حت تركت من سنة الايتي وجاء امراء ل يعرفون ذلك سلكوا الطريق اللصقة‬
‫السجد وليست بطريق النب صلى ال عليه وسلم ثانية وثلثون ذراعا والدكان الذي ف حد المرة بينهما‪.‬‬
‫ذرع ما بي الزدلفة إل من وذرع مسجد الزدلفة وصفة أبوابه‬

‫قال‪ :‬ومن حد مؤخر مسجد من إل مسجد مزدلفة ميلن‪ ،‬وذرع مسجد مزدلفة تسعة وخسون ذراعا وشب ف‬
‫مثله‪ ،‬ويكون مكسرا ثلثة آلف ذراع وخسماية ذراع وأحد وأربعون ذراعا والسجد يدور حوله جدار ليس‬
‫بظلل‪ ،‬وذرع طول جدر القبلة ف السماء سبعة أذرع وثان عشرة اصبعا معطوفا ف الشق الين عشرة أذرع‪ ،‬وف‬
‫الشق اليسر مثله‪ ،‬وبقية الدرين الين واليسر ومؤخر السجد ثلثة أذرع ف السماء وفيه من البواب ستة‪ :‬باب‬
‫ف القبلة‪ ،‬وبابان ف الدر الين‪ ،‬وبابان ف الدر اليسر‪ ،‬وباب ف مؤخر السجد سعته ستة وأربعون ذراعا‪ ،‬وعلى‬
‫الدرات من الشرف سبع وخسون شرافة منها على جدار القبلة ست عشرة‪ ،‬ومنها على الدر الين تسع عشرة‪،‬‬
‫ومنها على الدر اليسر ثان عشرة شرافة‪ ،‬وذرع ما بي مؤخر مسجد الزدلفة من شقه اليسر إل قزح أربعماية‬
‫ذراع وعشرة أذرع‪ ،‬وقزح عليه اسطوانة من حجارة مدورة تدوير حولا أربعة وعشرون ذراعا‪ ،‬وطولا ف السماء‬
‫اثنا عشر ذراعا‪ ،‬فيها خس وعشرون درجة وهي على أكمة مرتفعة كان يوقد عليها ف خلفة هارون الرشيد بالشمع‬
‫ليلة الزدلفة‪ ،‬وكانت قبل ذلك توقد عليها النار بالطب فلما مات هارون الرشيد أمي الؤمني كانوا يضعون عليها‬
‫مصابيح كبار يسرج فيها بفتل جلل‪ ،‬فكان ضوؤها يبلغ مكانا بعيدا‪ ،‬ث صارت اليوم توقد عليها مصابيح صغار‬
‫وفتل رقاق ليلة الزدلفة‪.‬‬
‫ذرع ما بي مزدلفة إل عرفة ومازمي عرفة ومسجد عرفة وأبوابه والرم والوقف‬
‫قال‪ :‬وذرع ما بي مازمي عرفة ماية ذراع وذراعان واثنتا عشرة اصبعا‪ ،‬وذرع ما بي مسجد مزدلفة إل مسجد عرفة‬
‫ثلثة أميال وثلثة آلف وثلثاية وتسعة عشر ذراعا‪ ،‬وذرع سعة مسجد عرفة من مقدمه إل مؤخره ماية ذراع‬
‫وثلثة وستون ذراعا‪ ،‬ومن جانبه الين إل جانبه اليسر بي عرفة والطريق مايتا ذراع وثلثة عشر ذراعا‪ ،‬ويدور‬
‫حول السجد جدر طول جدر القبلة ثانية أذرع ف السماء واثنتا عشرة اصبعا‪ ،‬وعطفه ف الشق الين عشرون‬
‫ذراعا‪ ،‬وعطفه ف الشق اليسر مثله وذرع طول الدرين الين واليسر بعد العطف ثلثة أذرع وأربع أصابع‪ ،‬وعلى‬
‫جدرات السجد من الشرف مايتا شرافة وثلث شرافات ونصف‪ ،‬منها على در القبلة أربع وستون‪ ،‬وعلى العطف‬
‫مع جدر القبلة من الانب الين ثان وعلى العطف مع جدر القبلة من الانب اليسر ثان‪ ،‬ومنها على بقيته سبع‬
‫وخسون ونصف‪ ،‬ومنها على مؤخر السجد عشر ف الين‪ ،‬وف اليسر أربع‪ ،‬وف مسجد عرفة من البواب عشرة‬
‫أبواب‪ :‬باب ف القبلة عليه طاق طوله تسعة أذرع‪ ،‬وعرضه ذراعان وثان عشرة اصبعا‪ ،‬وف الدر الين أربعة‬
‫أبواب‪ ،‬وف اليسر أربعة أبواب عرض كل باب ستة أذرع‪ ،‬وسعة الباب الذي يلي الوقف ماية ذراع وأحد وثلثون‬
‫ذراعا ومن حد مؤخر السجد الين إل حد مؤخره اليسر جدر مدور طوله ثلثاية ذراع وأربعون ذراعا‪ ،‬وعرضه‬
‫من وسطه من جدر السجد ثانية وستون ذراعا‪ ،‬والبواب الت ف الدر الين ف الب‪ ،‬وعلى الدر من الشرافات‬
‫ماية شرافة وخس شرافات‪ ،‬وطول الدر ف السماء ستة أذرع‪ ،‬وف مؤخر السجد الين ف طرف الب دكان مربع‬
‫طوله ف السماء خسة أذرع وسعة أعله سبعة أذرع وثان عشرة اصبعا ف ستة أذرع وثان عشرة اصبعا يؤذن عليه‬
‫يوم عرفة‪ ،‬وف السجد مراب على دكان مرتفع يصلي عليه المام وبعض من معه ويصلي بقية الناس أسفل؛ وارتفاع‬
‫الدكان ذراعان‪ ،‬قال أبو الوليد‪ :‬ومن حد الرم إل مسجد عرفة ألف ذراع وستماية ذراع وخسة أذرع ومن نرة‬
‫وهو البل لذي عليه أنصاب الرم على يينك إذا خرجت من مازمي عرفة تريد الوقف‪ ،‬وتت جبل نرة غار أربعة‬
‫أذرع ف خسة أذرع ذكروا ان النب صلى ال عليه وسلم كان ينله يوم عرفة حت يروح إل الوقف وهو منل الية‬
‫إل اليوم؛ والغار داخل ف جدار دار المارة ف بيت ف الدار‪ ،‬ومن الغار إل مسجد عرفة ألفا ذراع واحد عشر‬
‫ذراعا‪ ،‬ومن مسجد عرفة إل موقف المام عشية عرفة ميل يكون اليل خلف المام إذا وقف وهو حيال جبل الشاة‪.‬‬
‫عدد الميال من السجد الرام إل موقف المام بعرفة وذكر مواضعها‬

‫قال أبو الوليد‪ :‬من باب السجد الرام وهو الباب الكبي باب بن عبد شس الذي يعرف اليوم ببن شيبة إل أول‬
‫الميال‪ ،‬وموضعه على جبل الصفا واليل الثان ف حد جبل العية واليل حجر طوله ثلثة أذرع‪ ،‬وهو من الميال‬
‫الروانية‪ ،‬وموضع اليل الثالث بي مازمي من‪ ،‬وموضع اليل الرابع دون المرة الثالثة الت تلي مسجد اليف بمسة‬
‫عشر ذراعا‪ ،‬وموضع اليل الامس وراء قرين الثعالب بائة ذراع‪ ،‬وموضع اليل السادس ف جدر حايط مسر‪ ،‬وبي‬
‫جدار حايط مسر ووادي مسر خسماية ذراع وخسة وأربعون ذراعا‪ ،‬وموضع اليل السابع دون مسجد مزدلفة‬
‫بايت ذراع وسبعي ذراعا‪ ،‬واليل حجر مروان طوله ثلثة أذرع‪ ،‬وموضع اليل الثامن ف حد البل دون مازمي عرفة‬
‫وهو بيال سقاية زبيدة‪ ،‬والطريق بينه وبي سقاية زبيدة وهو على يينك وأنت متوجه إل عرفات‪ ،‬وموضع اليل‬
‫التاسع بي مازمي عرفة بفم الشعب الذي يقال له‪ :‬شعب البال‪ ،‬الذي بال فيه رسول ال صلى ال عليه وسلم حي‬
‫دفع من عرفة يريد الزدلفة‪ ،‬وهذا اليل بيال سقاية شعب السقيا سقاية خالصة‪ ،‬وموضع اليل العاشر حيال سقاية ابن‬
‫برمك‪ ،‬وبينهما طريق وهو حد جبل النظر وموضع اليل الادي عشر ف حد الدكان الذي يدور حول قبلة السجد‬
‫بعرفة‪ ،‬مسجد إبراهيم خليل الرحن‪ ،‬وبينه وبي جدار السجد خسة وعشرون ذراعا‪ ،‬وموضع اليل الثان عشر خلف‬
‫المام حيث يقف عشية عرفة على قرن يقال له‪ :‬النابت‪ ،‬بينه وبي موقف النب صلى ال عليه وسلم عشرة أذرع فيما‬
‫بي السجد الرام وبي موقف المام بعرفة‪ ،‬بريد سواء ل يزيد ول ينقص‪.‬‬
‫باب ما جاء ف ذكر الزدلفة وحدودها والوقوف با والنول وقت الدفعة منها والشعر الرام وايقاد النار عليه‬
‫ودفعة أهل الاهلية‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا مسلم بن خالد عن ابن جريج أخبن أبو الزبي انه سع جابر بن عبد ال‬
‫يقول‪ :‬الزدلفة كلها موقف‪ ،‬قال ابن جريج‪ :‬قلت لنافع مول ابن عمر‪ :‬أين كان يقف ابن عمر بمع كلما حج ?‬
‫قال‪ :‬على قزح نفسه‪ ،‬ل ينتهي حت يتخلص فيقف عليه مع المام كلما حج‪ ،‬قال ابن جريج‪ :‬قال ممد بن النكدر‪:‬‬
‫أخبن من رأى أبا بكر الصديق رضي ال عنه واقفا على قزح‪ ،‬حدثن جدي حدثن سفيان عن عمار الدهن عن أب‬
‫إسحق السبيعي عن عمرو بن ميمون قال‪ :‬سألت عبد ال بن عمرو بن العاص ونن بعرفة عن الشعر الرام‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫إن اتبعتن أخبتك‪ ،‬فدفعت معه حت إذا وضعت الركاب أيديها ف الرم‪ ،‬قال‪ :‬هذا الشعر الرام‪ ،‬قلت‪ :‬إل أين ?‬
‫قال‪ :‬إل أن ترج منه‪ ،‬حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن ممد بن يي عن ممد بن عمر عن إسحاق بن عبد ال بن‬
‫خارجة عن أبيه قال‪ :‬لا أفضى سليمان ابن عبد اللك بن مروان من الازمي نظر إل النار الت على قزح‪ ،‬فقال‬
‫لارجة بن زيد‪ :‬يا با زيد‪ ،‬من أول من صنع هذه النار ها هنا ? قال خارجة‪ :‬كانت ف الاهلية وصنعتها قريش‪،‬‬
‫وكانت ل ترج من الرم إل عرفة تقول‪ :‬نن أهل ال‪ ،‬قال خارجة‪ :‬فأخبن رجال من قومي انم رأوها ف الاهلية‬
‫وكانوا يجون‪ ،‬منهم حسان بن ثابت ف عدة من قومي‪ ،‬قالوا‪ :‬قصي بن كلب قد أوقد بالزدلفة نارا حيث وقف‬
‫با حت يراها من دفع من عرفة‪ ،‬حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن ممد بن يي عن ممد بن عمر عن أب دخشم الهن‬
‫غنيم بن كليب عن أبيه عن جده قال‪ :‬رأيت النب صلى ال عليه وسلم ف حجته وقد دفع من عرفة إل جع والنار‬
‫توقد بالزدلفة وهو يؤمها‪ ،‬حت نزل قريبا منها‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬وحدثن ممد بن يي عن ممد بن عمر عن كثي عن عبد ال الزن عن نافع عن ابن عمر‬
‫قال‪ :‬كانت النار توقد على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وأب بكر‪ ،‬وعمر‪ ،‬وعثمان رضي ال عنهم‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن ممد بن يي عن ممد بن عمر عن سعيد بن عطاء بن أب مروان السلمي عن أبيه عن‬
‫جده قال‪ :‬رأيت عمر بن الطاب رضي ال عنه يقف على يسار النار قال‪ :‬فسألت سعيد بن عطاء كيف نزل عمر‬
‫عن يسار النار‪ ،‬قال‪ :‬يستقبل الكعبة‪ ،‬ث يعل النار عن يينه‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬وحدثن جدي حدثنا مسلم بن خالد عن ابن جريج قال‪ :‬قال ل عطاء‪ :‬بلغن ان النب صلى ال‬
‫عليه وسلم كان ينل ليلة جع ف منل الئمة الن ليلة جع يعن دار المارة الت ف قبلة مسجد مزدلفة قال ابن‬
‫جريج‪ :‬قلت لعطاء‪ :‬وأين الزدلفة ? قال‪ :‬الزدلفة إذا أفضت من مازمي عرفة فذلك إل مسر‪ ،‬وليس الأزمان مأزما‬
‫عرفة من الزدلفة ولكن مفضاها؛ قال‪ :‬قف أيهما شئت وأحب إل أن تقف دون قزح‪ ،‬هلم إلينا‪ ،‬قال عطاء‪ :‬فإذا‬
‫أفضت من مأزمي عرفة فانزل ف كل ذلك عن يي وشال‪ ،‬قلت له‪ :‬انزل ف الرف إل البل الذي يأت عن يين‬
‫حي أفضي إذا أقبلت من الأزمي قال‪ :‬نعم‪ ،‬إن شئت وأحب إل أن تنل دون قزح هلم إل وحذوه‪ ،‬قلت لعطاء‪:‬‬
‫فأحب إليك أن أنزل على قارعة الطريق‪ ،‬قال‪ :‬سواء إذا انفظت عن قزح هلم إلينا وهو يكره أن ينل الناس على‬
‫الطريق‪ ،‬قال‪ :‬يضيق على الناس فإن نزلت فوق قزح إل مفضى مأزمي عرفة فل بأس إن شاء ال‪ ،‬قلت لعطاء‪ :‬أرأيت‬
‫قولك انزل أسفل قزح أحب إليك‪ ،‬من أجل أي شيء تقول ذلك ? قال‪ :‬من أجل طريق الناس إنا ينل الناس فوقه‬
‫فيضيقون على الناس طريقهم فيؤذي ذلك السلمي ف طريقهم‪ ،‬قلت‪ :‬هل لك إل ذلك ? قال‪ :‬ل‪ ،‬قلت‪ :‬أرأيت ان‬
‫اعتزلت منازل الناس وذهبت ف الرف الذي عن يي القبل من عرفة ولست قرب واحد‪ ،‬قال‪ :‬ل أكره ذلك‪ ،‬قلت‪:‬‬
‫أذلك أحب إليك أم أنزل أسفل من قزح ف الناس ? قال‪ :‬سواء ذلك كله إذا اعتزلت ما يؤذي الناس من التضييق‬
‫عليهم ف طريقهم‪ ،‬قلت لعطاء‪ :‬انا ظننت انك تقول‪ :‬نزل النب صلى ال عليه وسلم أسفل من قزح فأنا أحب أن‬
‫أنزل أسفل منه‪ ،‬قال‪ :‬ل‪ ،‬وال ما ب ذلك ما لشيء منها أثره على غيه‪ ،‬قلت لعطاء‪ :‬أين تنل أنت ? قال‪ :‬عند‬
‫بيوت ابن الزبي الول عند حايط الزدلفة ف بطحاء هنالك‪ ،‬قال ابن جريج‪ :‬أخبن عطاء ان ابن عباس كان يقول‪:‬‬
‫ارفعوا عن مسر وارتفعوا عن عرنات‪ ،‬قلت‪ :‬ماذا ? قال‪ :‬أما قوله ارتفعوا عن عرنات فعشية عرفة ف الوقف‪ ،‬أي ل‬
‫تقفوا بعرنة‪ ،‬وأما قوله ارفعوا عن مسر ففي النل بمع‪ ،‬أي ل تنلوا مسرا ل تبلغوه‪ ،‬قلت لعطاء‪ :‬وأين مسر ?‬
‫وأين تبلغ من جع ? وأين يبلغ الناس من منلم من مسر? قال‪ :‬ل أر الناس يلفون بنازلم القرن الذي يلي حايط‬
‫مسر الذي هو أقرب قرن ف الرض من مسر على يي الذاهب الذي يأت من مكة عن يي الطريق قال‪ :‬ومسر إل‬
‫ذلك القرن يبلغه مسر وينقطع إليه‪ ،‬قال‪ :‬فاحسب انا كدية مسر حت ذلك القرن‪ ،‬قال‪ :‬فل أحب أن ينل أحد‬
‫أسفل من ذلك القرن تلك الليلة‪.‬‬
‫ف ذكر طريق ضب‬

‫ضب طريق متصر من الزدلفة إل عرفة وهي ف أصل الأزمي عن يينك وأنت ذاهب إل عرفة‪ ،‬وقد ذكروا ان النب‬
‫صلى ال عليه وسلم سلكها حي غدا من من إل عرفة‪ ،‬قال ذلك بعض الكيي‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي قال‪ :‬أخبن الزني عن ابن جريج قال‪ :‬سلك عطاء طريق ضب‪ ،‬فقيل له ف‬
‫ذلك‪ :‬فقال‪ :‬ل بأس بذلك انا هي الطريق‪ ،‬حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن عبد ال بن ممد بن سليمان بن منصور‬
‫السهامي حدثنا ممد بن زياد عن أب قرة عن ابن جريج عن عطاء قال‪ :‬سلك عطاء طريق ضب‪ ،‬قال هي طريق‬
‫موسى بن عمران عليه السلم‪.‬‬
‫منل سيدنا رسول ال من نرة‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي‪ ،‬حدثنا مسلم بن خالد عن ابن جريج قال‪ :‬سألت عطاء أين كان رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ينل يوم عرفة ? قال‪ :‬بنمرة منل اللفاء إل الصخرة الساقطة بأصل البل عن يينك وأنت‬
‫ذاهب إل عرفة يلقى عليها ثوب يستظل به صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫ذكر عرفة وحدودها والوقف با‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي‪ ،‬حدثنا ممد بن عبد ال بن عبيد بن عمي عن ابن نيح عن ماهد قال‪ :‬قال ابن‬
‫عباس حد عرفة من البل الشرف على بطن عرنة إل أجبال عرنة إل الوصيق إل ملتقى الوصيق إل وادي عرفة قال‪:‬‬
‫وموقف النب صلى ال عليه وسلم عشية عرفة بي الجبل النبعة والنبيعة والنابت وموقفه منها على النابت وهي‬
‫الظراب الت تكتنف موضع المام والنابت عند النشرة الت خلف موقف المام وموقفه صلى ال عليه وسلم على‬
‫ضرس من البل النابت مضرس بي أحجار هنالك ناتئة ف البل الذي يقال له الل بعرفة عن يسار طريق الطايف‬
‫وعن يي المام وله يقول‪ :‬نابغة بن ذيبان‪:‬‬
‫يزرن إللّ سيهن التدافـع‬ ‫بصطحبات من لصاف وثبة‬
‫ذكر منب عرفة‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن الزني‪ ،‬عن عمرو بن دينار قال‪ :‬رأيت منب النب صلى ال عليه وسلم ف‬
‫زمان ابن الزبي ببطن عرنة حيث يصلي المام الظهر والعصر عشية عرفة مبنيا بجارة ضفية قد ذهب به السيل‬
‫فجعل ابن الزبي منبا من عيدان‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي‪ ،‬حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن عمرو بن عبد ال بن صفوان عن خال له‬
‫يقال له‪ :‬يزيد بن شيبان قال‪ :‬كنا ف موقف لنا بعرفة قال‪ :‬يبعده عمرو بن دينار من موقف المام جدا قال يزيد‪:‬‬
‫فأتانا ابن مربع النصاري فقال‪ :‬ان رسول رسول ال صلى ال عليه وسلم إليكم يأمركم أن تقفوا على مشاعركم‬
‫هذه فإنكم على إرث من إرث إبراهيم عليه السلم‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي‪ ،‬حدثنا سفيان عن الزهري عن ممد بن جبي بن مطعم عن أبيه قال‪ :‬أضللت‬
‫بعيا ل يوم عرفة فخرجت أطلبه حت جيت عرفة فإذا رسول ال صلى ال عليه وسلم واقف بعرفة مع الناس فقلت‪:‬‬
‫هذا رجل من المس فما له خرج من الرم يعن قريشا كانت تسمي المس والحسي الشدد ف دينه فكانت‬
‫قريش ل تاوز الرم تقول‪ :‬نن أهل ال ل نرج من الرم وكان سائر الناس يقف بعرفة وذلك قول ال عز وجل‪:‬‬
‫"ث أفيضوا من حيث أفاض الناس" قال سفيان‪ :‬جاءهم إبليس‪ ،‬فقال‪ :‬انكم إن خرجتم من الرم إل الل زهدت‬
‫العرب ف حرمكم فخذلم عن ذلك‪ ،‬وبه قال سفيان‪ :‬عن حيد بن قيس عن ماهد قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم يقف بعرفة سنيه كلها ل يقف مع قريش ف الرم يعن إذا كان رسول ال صلى ال عليه وسلم بكة قبل‬
‫الجرة ‪.‬‬
‫حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا سفيان عن ممد بن النكدر قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬عرفة كلها موقف‪،‬‬
‫وفجاج من كلها منحر‪ ،‬ومزدلفة كلها موقف‪.‬‬
‫وبه حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس انه قال‪ :‬ارفعوا عن عرنات‪ ،‬وعن مسر يعن ف‬
‫الوقف‪.‬‬
‫وبه حدثنا سفيان عن ابن أب نيح قال‪ :‬رأيت الفرزدق جاء إل قوم من بن تيم ف مسجد لم بعرفة معهم مصاحف‬
‫لم يبعد مكانم من موقف المام فوقف عليهم ففداهم بالب والم وقال‪ :‬انكم على إرث من إرث آبائكم‪.‬‬
‫ذكر الشعب الذي بال فيه رسول ال صلى ال عليه وسلم ليلة الدفعة‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي؛ حدثنا مسلم بن خالد عن ابن جريج قال‪ :‬أخبن أبو الزبي أنه سع جابر بن‬
‫عبد ال يقول‪ :‬ل صلة إل بمع‪ ،‬قال ابن جريج‪ :‬قال عطاء‪ :‬أردف النب صلى ال عليه وسلم من عرفة أسامة بن‬
‫زيد حت جاء جعا‪ ،‬فلما جاء الشعب الذي يصلي فيه الن اللفاء الغرب يعن خلفاء بن مروان نزل فيه فاهراق الاء‬
‫ث توضأ‪ ،‬فلما رأى أسامة نزول النب صلى ال عليه وسلم نزل أسامة فلما توضأ النب صلى ال عليه وسلم وفرغ قال‬
‫لسامة‪ :‬ل نزلت ? وعاد أسامة فركب معه‪ ،‬ث انطلق حت جاء جعا فصلى با الغرب والعشاء‪ ،‬قال‪ :‬فلم يزل النب‬
‫صلى ال عليه وسلم يلب ف ذلك حت دخل جعا يب ذلك عنه أسامة بن زيد‪ ،‬قال ابن جريج‪ :‬أخبن عامر بن‬
‫مصعب عن سعيد بن جبي قال‪ :‬دفعت مع عبد ال بن عمر بن الطاب من عرفة حت إذا وازنا بالشعب الذي يصلي‬
‫فيه اللفاء الغرب دخله ابن عمر فتنفض فيه‪ ،‬ث توضأ وركب فانطلقنا حت جاء جعا فأقام هو بنفسه الصلة ليس‬
‫فيها أذان ول إقامة بالول فصلى الغرب فلما سلم التفت إلينا فقال‪ :‬الصلة ول يؤذن بالول ول يقم لا‪ ،‬قال ابن‬
‫جريج‪ :‬وكان عطاء ل يعجبه أن ابن عمر ل يقم للعشاء‪ ،‬قال عطاء‪ :‬لكل صلة إقامة ل بد‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن سفيان بن عيينة عن إبراهيم بن عقبة وابن أب حرملة عن كريب عن ابن‬
‫عباس قال أخبن أسامة بن زيد أن النب صلى ال عليه وسلم بال ف الشعب ليلة الزدلفة ول يقل اهراق الاء‪ ،‬حدثنا‬
‫أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي أخبنا مسلم بن خالد عن ابن جريج قال‪ :‬أخبن موسى بن عقبة عن كريب مول ابن‬
‫عباس عن ابن عباس قال‪ :‬سعت أسة بن زيد يقول‪ :‬أنا رديف رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم عرفة‪ ،‬فلما جئنا‬
‫الشعب أو إل الشعب نزل رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬فاهراق الاء ث توضأ فلم يتم الوضوء فقلت‪ :‬يا‬
‫رسول ال أل تصلي ? قال‪ :‬الصلة أمامك‪ ،‬فركبنا حت جينا جعا فنل فتوضأ فأت الوضوء ث أذن بالصلة فصلى‬
‫الغرب‪ ،‬ث صلى العشاء ول يصل بينهما شيئا‪ ،‬قال‪ :‬وكان عطاء إذا ذكر له الشعب قال‪ :‬اتذه رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم مبالً واتذتوه مصل يعن خلفاء بن مروان وكانوا يصلون فيه الغرب‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬سألت جدي عن الشعب الذي بال فيه رسول ال صلى ال عليه وسلم ليلة الزدلفة حي أفاض‬
‫من عرفة فقال‪ :‬هو الشعب الكبي الذي بي مأزمي عرفة على يسار القبل من عرفة يريد الزدلفة ف أقصى الأزم ما‬
‫يلي نرة وبي يدي هذا الشعب اليل ومن هذا اليل إل سقاية زبيدة الت ف أول الزدلفة مثل اليل عندها دينها إل‬
‫الزدلفة قليلً وهو أقصى هذا الشعب فيه صخرة كبية وهي الصخرة الت ل أزل أسع من أدركت من أهل العلم‬
‫يزعم ان النب صلى ال عليه وسلم بال خلفها‪ ،‬استتر با‪ ،‬ث ل تزل أية الج تدخل هذا الشعب فتبول فيه وتتوضأ فيه‬
‫إل اليوم‪ ،‬قال أبو ممد‪ :‬احسب ان جد أب الوليد أو هم وذلك ان أبا يي بن أب ميسرة أخبن انه الشعب الذي ف‬
‫بطن الأزم على يينك وأنت مقبل من عرفة بي البلي إذا أفضيت من مضيق الأزمي وهو أقرب وأوصل بالطريق‬
‫لن الشعب الذي ذكره جد أب الوليد الزرقي يبعد عن الطريق ذكر الواضع الت يستحب فيها الصلة بكة وما فيها‬
‫من آثار النب صلى ال عليه وسلم وما صح من ذلك ‪.‬‬
‫قال أبو الوليد‪ :‬مولد النب أي البيت الذي ولد فيه النب صلى ال عليه وسلم وهو ف دار ممد بن يوسف أخي‬
‫الجاج بن يوسف كان عقيل بن أب طالب أخذه حي هاجر النب صلى ال عليه وسلم وفيه وف غيه يقول رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم عام حجة الوداع حي قيل له أين ننل يا رسول ال ? وهل ترك لنا عقيل من ظل ? فلم يزل‬
‫بيده وبيد ولده حت باعه ولده من ممد يوسف فأدخله ف داره الت يقال لا البيضاء وتعرف اليوم بابن يوسف‪ ،‬فلم‬
‫يزل ذلك البيت ف الدار حت حجت اليزران أم الليفتي موسى وهارون فجعلته مسجدا يصلى فيه وأخرجته من‬
‫الدار وأشرعته ف الزقاق الذي ف أصل تلك الدار يقال له‪ :‬زقاق الولد‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬سعت جدي ويوسف بن ممد يثبتان أمر الولد وانه ذلك البيت ل اختلف فيه عند أهل مكة‪،‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن ممد بن يي عن أخيه قال‪ :‬حدثن رجل من أهل مكة يقال له‪ :‬سليمان بن أب مرحب‬
‫مول بن خثيم قال‪ :‬حدثن ناس كانوا يسكنون ذلك البيت قبل أن تشرعه اليزران من الدار‪ ،‬ث انتقلوا عنه حي‬
‫جعل مسجدا‪ ،‬قالوا ل وال ما أصابتنا فيه جاية ول حاجة فأخرجنا منه فاشتد الزمان علينا‪.‬‬
‫ومنل خدية ابنة خويلد زوج النب صلى ال عليه وسلم وهو البيت الذي كان يسكنه رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم وخدية وفيه ابتن بدية‪ ،‬وولدت فيه خدية أولدها جيعا وفيه توفيت خدية‪ ،‬فلم يزل النب صلى ال عليه‬
‫وسلم ساكنا فيه حت خرج إل الدينة مهاجرا فأخذه عقيل بن أب طالب‪ ،‬ث اشتراه منه معاوية وهو خليفة فجعله‬
‫مسجدا يصلى فيه‪ ،‬وبناه بناءه هذا وحدد الدود الت كانت لبيت خدية ل تغي فيما ذكر عن من يوثق به من‬
‫الكيي‪ ،‬وفتح معاوية فيه بابا من دار أب سفيان بن حرب هو قاي إل اليوم وهي الدار الت قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم يوم الفتح‪ :‬من دخل دار أب سفيان فهو آمن وهي الدار الت يقال لا اليوم‪ :‬دار ريطة بنت أب العباس أمي‬
‫الؤمني‪ ،‬وف بيت خدية هذا صفيحة من حجارة مبن عليها ف الدر جدر البيت الذي كان يسيكنه النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قد اتذ قدام الصفيحة مسجدا‪ ،‬وهذه الصفيحة مستقبلة ف الدر من الرض قدر ما يلس تتها الرجل‪،‬‬
‫وذرعها ذراع ف ذراع وشب‪ .‬قال أبو الوليد‪ :‬سألت جدي أحد بن ممد ويوسف بن ممد بن إبراهيم وغيها من‬
‫أهل العلم من أهل مكة عن هذه الصفيحة ول جعلت هنالك ? وقلت لم‪ :‬أو لبعضهم ان أسع الناس يقولون‪ :‬إن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يلس تت تلك الصفيحة فيستدري با من الرمي بالجارة إذا جاءته من دار‬
‫أب لب‪ ،‬ودار عدي بن أب المراء الثقفي فأنكروا ذلك وقالوا‪ :‬ل نسمع بذا من ثبت ولقد سعنا من يذكرها من‬
‫أهل العلم فأصح ما انتهى إلينا من خب ذلك إن أهل مكة كانوا يتخذون ف بيوتم صفايح من حجارة تكون شبه‬
‫الرفاف توضع عليها التاع والشيء من الصين والداجن يكون ف البيت‪ ،‬فقل بيت يلو من تلك الرفاف‪ ،‬قال جدي‪:‬‬
‫وأنا أدركت بعض بيوت الكيي القدية‪ ،‬فيها رفاف من حجارة يكون عليها بعض متاع البيت‪ ،‬قال فيقولون‪ :‬إن‬
‫تلك الصفيحة الت ف بيت خدية من ذلك‪.‬‬
‫ومسجد ف دار الرقم بن أب الرقم الخزومي الت عند الصفا يقال لا دار اليزران كان بيتا وكان رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم متبيا فيه‪ ،‬وفيه أسلم عمر بن الطاب رضي ال عنه‪.‬‬
‫ومسجد بأعلى مكة عند الردم عند بي جبي بن مطعم يقال‪ :‬إن النب صلى ال عليه وسلم صلى فيه‪ ،‬وقد بناه عبد ال‬
‫بن عبيد ال بن العباس بن ممد بن علي بن عبد ال بن عباس وبن عنده جنبذا يسقى فيه الاء‪.‬‬
‫ومسجد بأعلى مكة أيضا يقال له مسجد الن‪ ،‬وهو الذي يسميه أهل مكة مسجد الرس وإنا سي مسجد الرس‬
‫إن صاحب الرس كان يطوف بكة حت إذا انتهى إليه وقف عنده ول يزه حت يتواف عنده عرفاؤه وحرسه يأتونه‬
‫من شعب بن عامر ومن ثنية الدنيي فإذا توافوا عنده رجع منحدرا إل مكة‪ ،‬وهو فيما يقال له‪ :‬موضع الط الذي‬
‫خط رسول ال صلى ال عليه وسلم لبن مسعود ليلة استمع عليه الن‪ ،‬وهو يسمى مسجد البيعة يقال‪ :‬إن الن‬
‫بايعوا رسول ال صلى ال عليه وسلم ف ذلك الوضع‪.‬‬
‫ومسجد يقال له مسجد الشجرة بأعلى مكة ف دبر دار منارة بذاء هذا السجد مسجد الن يقال‪ :‬إن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم دعى شجرة كانت ف موضعه وهو ف مسجد الن فسألا عن شيء فأقبلت تط بأصلها وعروقها الرض‬
‫حت وقفت بي يديه‪ ،‬فسألا عما يريد ث أمرها فرجعت حت انتهت إل موضعها‪.‬‬
‫ومسجد بأعلى مكة عند سوق الغنم عند قرن مسقلة‪ ،‬ويزعمون إن عنده بايع النب صلى ال عليه وسلم الناس بكة‬
‫يوم الفتح‪ ،‬حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬وحدثن جدي عن الزني‪ ،‬عن ابن جريج حدثنا عبد ال بن عثمان بن خيثم ان‬
‫ممد بن السود بن خلف الزاعي‪ ،‬أخبه أن أباه السود حضر رسول ال صلى ال عليه وسلم عند قرن مسقلة‬
‫بالعلة قال‪ :‬فرأيت النب صلى ال عليه وسلم جاءه الرجال والنساء والصغار والكبار فبايعهم على السلم والشهادة‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬وما الشهادة ? قال ممد بن السود‪ :‬شهادة ان ل إله إل ال وأن ممدا عبده ورسوله‪ .‬ومسجد السرر‬
‫وهو السجد الذي يسميه أهل مكة مسجد عبد الصمد بن علي كان بناه‪.‬‬
‫ومسجد بعرفة عن يي الوقف يقال له‪ :‬مسجد إبراهيم وليس بسجد عرفة الذي يصلي فيه المام‪.‬‬
‫ومسجد يقال له‪ :‬مسجد الكبش بن قد كتبت ذكره ف موضع ذكر من وما جاء فيه‪.‬‬
‫ومسجد بأجياد وموضع فيه يقال له‪ :‬التكا سعت جدي أحد بن ممد ويوسف بن ممد بن إبراهيم يسألن عن‬
‫التكا وهل يصح عندها ان النب صلى ال عليه وسلم اتكى فيه فرأيتهما ينكران ذلك ويقولن‪ :‬ل نسمع به من ثبت‪،‬‬
‫قال ل جدي‪ :‬سعت الزني مسلم بن خالد‪ ،‬وسعيد بن سال القداح وغيها من أهل العلم يقولون‪ :‬إن أمر التكا‬
‫ليس بالقوي عندهم بل يضعفونه غي أنم يثبتون ان النب صلى ال عليه وسلم صلى بأجياد الصغي ل يثبت ذلك‬
‫الوضع ول يوقف عليه‪ ،‬قال‪ :‬ول أسع أحدا من أهل مكة يثبت أمر التكا‪.‬‬
‫ومسجد على جبل أب قبيس يقال له‪ :‬مسجد إبراهيم سعت يوسف بن ممد بن إبراهيم يسأل عنه؛ هل هو مسجد‬
‫إبراهيم خليل الرحن ? فرأيته ينكر ذلك ويقول‪ :‬انا قيل هذا حديثا من الدهر‪ ،‬ل أسع أحدا من أهل العلم يثبته‪ ،‬قال‬
‫أبو الوليد‪ :‬وسألت أنا جدي عنه فقال ل‪ :‬مت بن هذا السجد إنا بن حديثا من الدهر‪ ،‬ولقد سعت بعض أهل‬
‫العلم من أهل مكة يسأل عنه أهذا السجد مسجد إبراهيم خليل الرحن ? فينكر ذلك ويقول‪ :‬بل هو مسجد إبراهيم‬
‫القبيسي لنسان كان ف جبل أب قبيس ساسي يسأل عنده‪ ،‬فقلت لدي‪ :‬فإن سعت بعض الناس يقول‪ :‬إن إبراهيم‬
‫خليل الرحن حي أمر بالذان ف الناس بالج صعد على جبل أب قبيس فأذن فوقه فأنكر ذلك وقال‪ :‬ل‪ ،‬لعمري ما‬
‫بي أصحابنا اختلف ان إبراهيم خليل الرحن حي أمر بالذان ف الناس بالج قام على مقام إبراهيم فارتفع به القام‬
‫حت صار أطول من البال وأشرف على ما تته‪ ،‬فقال‪ :‬أيها الناس أجيبوا ربكم قال‪ :‬وقد كنت ذكرت ذلك عند‬
‫موضع ذكر القام مفسرا‪.‬‬
‫ومسجد بذي طوى بي ثنية الدنيي الشرفة على مقبة مكة‪ ،‬وبي الثنية الت تبط على الصحاص‪ ،‬وذلك السجد‬
‫بنته زبيدة بأزج‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي أخبنا الزني عن ابن جريج عن موسى بن عقبة إن نافعا حدثه‪ ،‬إن عبد ال بن‬
‫عمر أخبه إن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان ينل بذي طوى حي يعتمر‪ ،‬وف حجته حي حج تت سرة ف‬
‫موضع السجد‪ ،‬حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬وحدثن جدي أخبنا مسلم عن ابن جريج قال‪ :‬وحدثن نافع إن ابن عمر‬
‫حدثه إن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان ينل بذي طوى فيبيت به حت يصلي الصبح حي يقدم مكة‪ ،‬ومصلى‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ذلك على أكمة غليظة ليس بالسجد الذي بن ث ولكنه أسفل من البل الطويل الذي‬
‫قبل الكعبة يعل السجد الذي بن بيسار السجد بطرف الكمة ومصلى رسول ال صلى ال عليه وسلم أسفل منه‬
‫على الكمة السوداء‪ ،‬تدع من الكمة عشرة أذرع أو نوها بيمي ث يصلي مستقبل الفرضي من البل الطويل الذي‬
‫بينه وبي الكعبة‪.‬‬
‫ذكر حراء وما جاء فيه‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن مهدي بن أب الهدي‪ ،‬حدثنا عبد ال بن معاذ الصنعان عن معمر أخبن الزهري عن‬
‫عروة عن عايشة رضي ال عنها انا قالت‪ :‬أول ما بدي به رسول ال صلى ال عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة‬
‫ف النوم فكان ل يرى رؤيا إل جاءته مثل فلق الصبح‪ ،‬ث حبب إليه اللء فكان يأت حراء فيتحنث فيه وهو التعبد‬
‫والتبر الليال ذوات العدد ويتزود لذلك ث يرجع إل خدية ابنة خويلد فيتزود بثلها حت فجأه الق وهو ف غار‬
‫حراء فجاءه اللك فيه فقال‪ :‬إقرأ‪ ،‬قال‪ :‬فقلت‪ :‬ما أنا بقارئ‪ ،‬قال‪ :‬فأخذن فغطن حت بلغ من الهد ث أرسلن فقال‪:‬‬
‫إقرأ‪ ،‬فقلت‪ :‬ما أنا بقارئ‪ ،‬فأخذن فغطن الثانية حت بلغ من الهد ث أرسلن‪ ،‬فقال‪ :‬اقرأ‪ ،‬فقلت ما اقرأ‪ ،‬فقال‪ :‬اقرأ‬
‫باسم ربك الذي خلق‪ ،‬خلق النسان من علق‪ ،‬اقرأ وربك الكرم‪ ،‬الذي علم بالقلم‪ ،‬حت بلغ ما ل يعلم‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي أحد بن ممد حدثنا عبد البار بن الورد الكي قال‪ :‬سعت ابن أب مليكة يقول‪:‬‬
‫جاءت خدية إل النب صلى ال عليه وسلم بيس وهو براء فجاءه جبيل فقال‪ :‬يا ممد هذه خدية قد جاءت‬
‫تمل حيسا معها وال يأمرك ان تقرأها السلم وتبشرها ببيت ف النة من قصب ل صخب فيه ول نصب‪ ،‬فلما ان‬
‫رقيت خدية قال لا النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬يا خدية إن جبيل قد جاءن وال يقرءك السلم ويبشرك ببيت ف‬
‫النة من قصب ل صخب فيه ول نصب فقالت خدية‪ :‬ال السلم ومن ال السلم وعلى جبيل السلم‪.‬‬
‫ذكر طريق النب من حراء إل ثور‬

‫قال أبو الوليد‪ :‬قال جدي‪ :‬وبلغن عن ممد بن عبد الرحن بن هشام الخزومي الوقص قال‪ :‬كانت طريق النب‬
‫صلى ال عليه وسلم من حراء إل ثور ف شعب الرخم على الثنية الت ترج على بي خالد بن عبد ال القسري الت‬
‫بي مأزمي من يقال لا‪ :‬القسرية وهي الثنية الت عن يسار الذاهب إل من من مكة ث سلك النب صلى ال عليه‬
‫وسلم ف الشعب الذي بن ابن شيحان سقاية بفوهته ث ف الثنية الت ترج على الفجر فحبس ابن علقمة أعطيات‬
‫الناس سنة وهو أمي مكة فضرب با الثنية الت بي شعب الرخم وبي بي خالد بن عبد ال القسري وبناها ودرج أبو‬
‫جعفر أمي الؤمني الثنية الخرى الت ترج إل الفجر‪.‬‬
‫باب ذكر ثور وما جاء فيه‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن ممد بن أب عمر العدن عن سعيد بن سال القداح عن عمر بن جيل المحي عن ابن‬
‫أب مليكة إن النب صلى ال عليه وسلم لا خرج هو وأبو بكر إل ثور جعل أبو بكر يكون امام النب صلى ال عليه‬
‫وسلم مرة وخلفه مرة‪ ،‬قال‪ :‬فسأله النب صلى ال عليه وسلم عن ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬إذا كنت أمامك خشيت أن تؤتى من‬
‫خلفك‪ ،‬وإذا كنت خلفك خشيت أن تؤتى من أمامك حت انتهى إل الغار وهو ف ثور قال أبو بكر رضي ال عنه‪:‬‬
‫لا انتهيا حت ادخل يدي فأحسه فإن كانت فيه دابة أصابتن قبلك قال‪ :‬وبلغن انه كان ف الغار حجر فألقم أبو بكر‬
‫رضي ال عنه رجله ذلك الجر فرقا أن يرج منه دابة أو شيء يؤذي رسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫ذكر مسجد البيعة وما جاء فيه‬

‫قال أبو الوليد‪ :‬حدثن جدي حدثنا داود بن عبد الرحن العطار عن عبد ال ابن عثمان بن خيثم عن أب الزبي ممد‬
‫بن مسلم انه حدثه جابر بن عبد ال النصاري ان رسول ال صلى ال عليه وسلم لبث بكة عشر سني يتبع الاج ف‬
‫منازلم ف الوسم بجنة وعكاظ‪ ،‬ومنازلم بن‪ ،‬من يؤوين وينصرن حت أبلغ رسالت رب وله النة‪ ،‬فل يد أحدا‬
‫يؤويه ول ينصره‪ ،‬حت إن الرجل يرحل صاحبه من مضر أو اليمن فيأتيه قومه أو ذو رحه فيقولون‪ :‬احذر فت قريش‬
‫ل يفتنك يشي بي رجالم يدعوهم ال عز وجل يشيون إليه بأصابعهم حت بعثنا ال عز وجل له من يثرب فيأتيه‬
‫الرجل منا فيؤمن به ويقرئه القرآن فينقلب إل أهله فيسلمون باسلمه حت ل تبق دار من دور يثرب إل وفيها رهط‬
‫من السلمي يظهرون السلم ث بعثنا ال عز وجل له فاترنا واجتمعنا سبعي رجلً منا فقلنا‪ :‬حت مت ندع رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم يطرد ف جبال مكة وياف ? فرحلنا حت قدمنا عليه ف الوسم فتواعدنا شعب العقبة‬
‫واجتمعنا فيه من رجل ورجلي حت توافينا عنده‪ ،‬فقلنا يا رسول ال على ما نبايعك ? قال‪ :‬تبايعون على السمع‬
‫والطاعة ف النشاط والكسل‪ ،‬وعلى التفقد ف العسر واليسر‪ ،‬وعلى المر بالعروف والنهي عن النكر‪ ،‬وعلى أن‬
‫تقوموا ف ال ل تأخذكم ف ال لومة لي‪ ،‬وعلى أن تنصرون إذا قدمت عليكم يثرب فتمنعون ما تنعون منه‬
‫أنفسكم‪ ،‬وأبناءكم وأزواجكم ولكم النة‪ ،‬فقمنا إليه نبايعه فأخذ بيده أسعد بن زرارة‪ ،‬وهو أصغر السبعي رجلً إل‬
‫أنا‪ ،‬فقال‪ :‬رويدا يا أهل يثرب انا ل نضرب إليه أكباد الطي إل ونن نعلم انه رسول ال‪ ،‬وإن اخراجه اليوم مفارقة‬
‫العرب كافة‪ ،‬وقتل خياركم‪ ،‬وان تعضكم السيوف‪ ،‬فأما أنتم قوم تصبون على عض السيوف إذا مستكم‪ ،‬وعلى‬
‫قتل خياركم ومفارقة العرب كافة‪ ،‬فخذوه وأجركم على ال‪ ،‬وأما أنتم قوم تافون على أنفسكم خيفة فذروه هو‬
‫أعذر لكم عند ال‪ ،‬قالوا‪ :‬امط عنا يدك يا أسعد بن زرارة‪ ،‬ل تذر هذه البيعة ول نستقبلها‪ ،‬فقمنا إليه رجلً رجلً‬
‫يأخذ علينا شرطه ويعطينا على ذلك النة‪.‬‬
‫ف مسجد العرانة‬
‫حدثنا أبو الوليد‪ :‬حدثن جدي قال‪ :‬قال ل داود بن عبد الرحن العطار وسألته عن حديث فقال ل‪ :‬اكتب هذا‬
‫الديث فإن أهل العراق يستطرفونه ويسألون عنه كثيا‪.‬‬
‫حدثنا عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس ان رسول ال صلى ال عليه وسلم اعتمر أربع عمر‪ :‬عمرة الديبية‪،‬‬
‫وعمرة القضاء من قابل‪ ،‬والثالثة من العرانة‪ ،‬والرابعة الت مع حجته‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن الزني‪ ،‬عن ابن جريج قال‪ :‬أخبن زياد ان ممد بن طارق أخبه انه اعتمر‬
‫مع ماهد من العرانة فاحرم من وراء الوادي حيث الجارة النصوبة‪ ،‬قال‪ :‬من ها هنا احرم النب صلى ال عليه‬
‫ل فبن‬ ‫وسلم‪ ،‬وان لعرف أول من اتذ هذا السجد على الكمة بناه رجل من قريش ساه واشترى ما ل عنده ن ً‬
‫هذا السجد‪ ،‬قال ابن جريج‪ :‬فلقيت أنا ممد ابن طارق فسألته فقال‪ :‬اتفقت أنا وماهد بالعرانة‪ ،‬فأخبن أن‬
‫السجد القصى الذي من وراء الوادي بالعدوة القصوى مصلى النب صلى ال عليه وسلم ما كان بالعرانة‪ ،‬قال‪ :‬فأما‬
‫هذا السجد الدن فانا بناه رجل من قريش واتذ ذلك الائط‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن عبد الجيد عن ابن جريج عن مزاحم بن أب مزاحم عن عبد العزيز بن عبد‬
‫ال عن مرش الكعب ان النب صلى ال عليه وسلم خرج ليلً من العرانة حي الساء معتمرا‪ ،‬فدخل مكة ليلً فقضى‬
‫عمرته ث خرج من تت ليلته‪ ،‬فأصبح بالعرانة كبايت حت إذا زالت الشمس خرج من العرانة ف بطن سرف حت‬
‫جامع الطريق‪ ،‬طريق الدينة بسرف‪ ،‬قال مرش‪ :‬فلذلك خفيت عمرته على كثي من الناس‪.‬‬
‫مسجد التنعيم وما جاء فيه‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي‪ ،‬حدثنا داود بن عبد الرحن العطار عن ابن خيثم عن يوسف بن ماهك عن‬
‫حفصة بنت عبد الرحن بن أب بكر الصديق رضي ال عنه عن أبيه ان رسول ال صلى ال عليه وسلم قال لعبد‬
‫الرحن‪ :‬اردف اختك يعن عائشة فاعمرها من التنعيم فإذا اهبطت با الكمة فمرها فلتحرم‪ ،‬فإنا عمرة متقبلة‪،‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار انه سع عمرو بن أوس يقول‪ :‬سعت عبد‬
‫الرحن بن أب بكر الصديق رضي ال عنهما يقول‪ :‬أمرن رسول ال صلى ال عليه وسلم ان أردف عائشة فاعمرها‬
‫من التنعيم‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي‪ ،‬حدثنا يي بن سليم عن ابن خيثم قال‪ :‬رأيت عطاء بن أب رباح وماهدا وعبد‬
‫ال بن كثي الداري وناسا من القراء إذا كانت ليلة سبع وعشرين من شهر رمضان‪ ،‬خرجوا إل خيمة جانة فاعتمروا‬
‫منها قال ابن خيثم‪ :‬ث تركوا ذلك‪ ،‬قال يي‪ :‬حي كبوا‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا مسلم بن خالد عن ابن جريج حدثنا الجاج بن زياد انه رأى ابن الزبي‬
‫عند خيمة جانة وراءها شيئا بالتنعيم اعتمر على برذون أبيض‪ ،‬فقلت‪ :‬من معه ? قال‪ :‬معه أربعة نفر أو خسة من‬
‫الحراس‪ ،‬قال الزني‪ :‬فسألت الجاج انا بعد‪ ،‬فأخبن قال‪ :‬رأيت ابن الزبي يصلي ف مسجد من وراء خيمة جانة‬
‫على يينك وأنت ذاهب فل أراه إل معتمرا‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد‪ ،‬حدثنا جدي‪ ،‬حدثنا مسلم بن خالد عن ابن جريج قال‪ :‬رأيت عطاء يصف الوضع الذي اعتمرت‬
‫منه عايشة رضي ال عنها‪ ،‬قال‪ :‬فأشار إل الوضع الذي ابتن فيه ممد بن علي الشافعي السجد الذي من وراء‬
‫الكمة وهو السجد الراب‪ ،‬قال الزاعي‪ :‬ث عمره أبو العباس عبد ال بن ممد ابن داود وجعل على بيه قبة وهو‬
‫أمي مكة‪ ،‬ث بنته العجوز وجودته وأحسنت بناءه ف سنة‪.‬‬
‫باب ما جاء ف مقبة مكة وفضائلها‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬قال جدي‪ :‬ل نعلم بكة شعبا يستقبل ناحية من الكعبة ليس فيه انراف إل شعب القبة فإنه‬
‫يستقبل وجه الكعبة كله مستقيما‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي أخبنا الزني عن ابن جريج قال‪ :‬أخبن إبراهيم بن أب خداش عن ابن عباس‬
‫عن النب صلى ال عليه وسلم قال نعم القبة هذه‪ ،‬مقبة أهل مكة‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا مسلم بن خالد عن ابن جريج قال أخبن إساعيل بن الوليد بن هشام عن‬
‫يي بن ممد بن عبد ال بن صيفي انه قال‪ :‬من قب ف هذه القبة بعث آمنا يوم القيامة يعن مقبة مكة ‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬وأخبن جدي عن الزني قال‪ :‬كان أهل الاهلية وف صدر السلم يدفنون موتاهم ف شعب‬
‫أب دب‪ ،‬من الجون إل شعب الصفي صفي السباب‪ ،‬وف الشعب اللصق بثنية الدنيي الذي هو مقبة أهل مكة‬
‫اليوم‪ ،‬ث تضي القبة مصعدة لصقة بالبل إل ثنية اذاخر بايط خرمان‪ ،‬وكان يدفن ف القبة الت عند ثنية اذاخر‪،‬‬
‫آل اسيد بن أب العيص بن أب أمية بن عبد شس‪ ،‬وفيها دفن عبد ال بن عمر بن الطاب رضي ال عنهما ومات‬
‫بكة ف سنة أربع وسبعي‪ ،‬وقد أتت له أربع وثانون وكان نازلً على عبد ال بن خالد بن أسيد ف داره وكان‬
‫صديقا له فلما حضرته الوفاة أوصاه أن ل يصلي عليه الجاج‪ ،‬وكان الجاج بكة واليا بعد مقتل ابن الزبي فصلى‬
‫عليه عبد ال ابن خالد بن أسيد ليلً على ردم آل عبد ال عند باب دارهم‪ ،‬ودفنه ف مقبته هذه عند ثنية اذاخر‬
‫بايط خرمان‪ ،‬ويدفن ف هذه القبة مع آل أسيد آل سفيان بن عبد السد بن هلل بن عبد ال بن عمر مزوم وهم‬
‫يدفنون فيها جيعا إل اليوم‪ ،‬وشعب أب دب الذي يعمل فيه الزارون بكة بالعلة‪ ،‬وأبو دب رجل من بن سواة بن‬
‫عامر سكنه‪ ،‬فسمي به‪ ،‬وعلى فم هذا الشعب سقيفة من حجارة بناها أبو موسى الشعري ونزلا حي انصرف من‬
‫الكمي‪ ،‬وقال‪ :‬اجاور قوما ل يعذرون يعن أهل القبور وقد زعم بعض الكيي ان ف هذا الشعب قب آمنة بنت‬
‫وهب بن عبد مناف بن زهرة أم رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وقال بعضهم‪ :‬قبها ف دار رائعة‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن عبد الجيد بن أب رواد عن ابن جريج أنه حدث عن عبد ال بن مسعود انه‬
‫قال‪ :‬خرج النب صلى ال عليه وسلم يوما وخرجنا معه حت انتهينا إل القابر فأمرنا فجلسنا ث تطى القبور حت‬
‫انتهى إل قب منها فجلس إليه فناجاه طويلً ث ارتفع صوته ينتحب باكيا فبكينا لبكاء رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫ث إن رسول ال صلى ال عليه وسلم أقبل إلينا فتلقاه عمر بن الطاب رضي ال عنه فقال‪ :‬ما الذي أبكاك يا رسول‬
‫ال ? فقد أبكانا وأفزعنا‪ ،‬فأخذ بيد عمر ث أومأ إلينا فأتيناه‪ ،‬فقال‪ :‬أفزعكم بكائي ? فقلنا‪ :‬نعم يا رسول ال‪ ،‬فقال‬
‫ذلك مرتي أو ثلثا ث قال‪ :‬ان القب الذي رأيتمون أناجيه قب آمنة بنت وهب وان استأذنت رب ف زيارتا فأذن ل‪،‬‬
‫ث استأذنته ف الستغفار لا فلم يأذن ل فأنزل ال عز وجل "ما كان للنب والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركي ولو‬
‫كانوا أول قرب" الية "وما كان استغفار إبراهيم لبيه إل عن موعدة وعدها اياه" الية‪ ،‬قال النب صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ :‬فأخذن ما يأخذ الولد للوالد من الرقة فذلك الذي أبكان‪ ،‬إل ان قد كنت نيتكم عن زيارة القبور‪ ،‬وأكل‬
‫لوم الضاحي فوق ثلث‪ ،‬وعن نبيذ الوعية فزوروا القبور فإنا تزهد ف الدنيا وتذكر الخرة‪ ،‬وكلوا من لوم‬
‫الضاحي وادخروا ما شيتم فإنا نيت إذ الي قليل‪ ،‬فوسعه ال على الناس‪ ،‬ال وان وعاء ل يرم شيئا وكل مسكر‬
‫حرام‪ ،‬قال ابن جريج‪ :‬وأخبن ابن أب مليكة ف حديث رفعه إل النب صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬ايتوا موتاكم‬
‫فسلموا عليهم أو صلوا‪ ،‬شك الزاعي فإن لكم عبة‪ ،‬قال ابن جريج‪ :‬قال ابن أب مليكة‪ :‬ورأيت عائشة أم الؤمني‬
‫تزور قب أخيها عبد الرحن بن أب بكر مات بالبشي فلم يمل إل مكة والبشي جبل بأسفل مكة على بريد منها‪،‬‬
‫وف هذه القبة يقول كثي بن كثي بن الطلب بن أب وداعة السهمي‪:‬‬
‫من كهـول أعـفة وشـبـاب‬ ‫كم بذاك الجون من حي صـدق‬
‫سى إل النخل من صفي السبـاب‬ ‫سكنوا الزع جـزع بيت أب مـو‬
‫ما على الدهر بعدهم من عتـاب‬ ‫أهل دار تبـايعـوا لـلـمـنـايا‬

‫ما لـن ذاق مـيتة مـن أيـاب‬ ‫فارقون وقـد علـمـت يقـينـا‬
‫قال أبو الوليد‪ :‬فكان أهل مكة يدفنون موتاهم ف جنبت الوادي ينة وشامة ف الاهلية وف صدر السلم‪ ،‬ث حول‬
‫الناس جيعا قبورهم ف الشعب اليسر لا جاء من الرواية فيه ولقول رسول ال صلى ال عليه وسلم نعم الشعب‪،‬‬
‫ونعم القبة‪ .‬ففيه اليوم قبور أهل مكة إل آل عبد ال بن خالد بن أسيد بن أب العيص بن أمية بن عبد شس‪ ،‬وآل‬
‫سفيان بن عبد السد بن هلل بن عبد ال بن عمر بن مزوم فهم يدفنون ف القبة العليا بايط خرمان‪.‬‬
‫باب ما جاء ف مقبة الهاجرين الت بالصحاص‬

‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي أخبنا سفيان عن عمرو بن دينار عن عكرمة قال‪ :‬كان بكة ناس قد دخلهم‬
‫السلم ول يستطيعوا الجرة‪ ،‬فلما كان يوم بدر خرج بم كرها فقتلوا فانزل ال فيهم "ان الذين توفاهم اللئكة‬
‫ظالي أنفسهم قالوا فيما كنتم قالوا كنا مستضعفي ف الرض قالوا أل تكن أرض اللّه واسعة فتهاجروا فيها فأولئك‬
‫مأواهم جهنم وساءت مصيا إل الستضعفي من الرجال والنساء والولدان ل يستطيعون حيلة ول يهتدون سبيلً‬
‫فأولئك عسى اللّه أن يعفو عنهم وكان اللّه عفوا غفورا" فكتب بذلك من كان بالدينة إل من كان بكة من أسلم‪،‬‬
‫فقال رجل من بن بكر‪ ،‬وكان مريضا‪ :‬اخرجون إل الروح يريد الدينة‪ ،‬فخرجوا به‪ ،‬فلما بلغوا الصحاص مات‬
‫فأنزل ال سبحانه وتعال "ومن يرج من بيته مهاجرا إل اللّه ورسوله" إل آخر الية‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا مسلم بن خالد عن ابن جريج قال‪ :‬حدثت ان سعد بن أب وقاص اشتكى‬
‫خلف رسول ال صلى ال عليه وسلم بكة حي ذهب إل الطايف فلما رجع النب صلى ال عليه وسلم قال لعمرو‬
‫بن القاري‪ :‬يا عمرو بن القاري ان مات فها هنا‪ ،‬فأشار له إل طريق الدينة‪ ،‬قال ابن جريج‪ :‬وحدثث أيضا عن نافع‬
‫بن سرجس قال‪ :‬عدنا أبا واقد البكري ف وجعه الذي مات فيه‪ ،‬فمات فدفن ف قبور الهاجرين الت بفخ‪ ،‬قال ابن‬
‫جريج‪ :‬ومات ناس من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم فدفنوا هنالك ف قبور الهاجرين‪ ،‬قال وتبعث تلك القبور‬
‫الت دون فخ نافع ابن سرجس القائل‪ ،‬قال ابن جريج‪ :‬وما زلت أسع وأنا غلم انا قبور الهاجرين‪ .‬وعن ممد بن‬
‫إسحق عن يزيد بن عبد ال بن قسيط عن رجال من قومه قالوا‪ :‬لا هاجر رسول ال صلى ال عليه وسلم إل الدينة‬
‫ل مسلما فاشتكا بكة فلما خاف على نفسه قال‪ :‬اخرجون من مكة فإن‬ ‫وكان جندع بن ضمرة بن أب العاص رج ً‬
‫حرها شديد‪ ،‬قالوا‪ :‬فأين تريد ? فأشار بيده نو الدينة وانا يريد الجرة فأدركه الوت باضاة بن غفار فأنزل ال‬
‫تعال "ومن يرج من بيته مهاجرا إل ال ورسوله ث يدركه الوت فقد وقع أجره على اللّه‪ ،‬فيقال انه دفن ف مقبة‬
‫الهاجرين بطرف الصحاص‪ ،‬وبه سيت مقبة الهاجرين‪ "،‬قال أبو الوليد‪ ،‬وقب ميمونة بنت الارث الللية زوج‬
‫النب صلى ال عليه وسلم وهي خالة عبد ال بن عباس على الثنية الت بي وادي سرف وبي اضاة بن غفار ماتت‬
‫بسرف فدفنت منالك‪ ،‬واضاة بن غفار الت قال رسول ال صلى ال عليه وسلم أتان جبيل عليه السلم وأنا باضاة‬
‫بن غفار فقال‪ :‬يا ممد ان ربك يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف فقلت‪ :‬أسأل ال العافاة‪ ،‬قال‪ :‬فإنه يأمرك أن تقرأه‬
‫على حرفي‪ ،‬قلت‪ :‬أسأل ال العافاة‪ ،‬قال‪ :‬فإنه يأمرك أن تقرأه على ثلثة أحرف‪ ،‬فقلت أسأل ال العافاة‪ ،‬قال‪ :‬فإن‬
‫ال يأمرك أن تقرأه على سبعة أحرف كلها شاف كاف‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬وحدثن دي عن الزني عن ابن جريج عن عطاء قال‪ :‬حضرت مع ابن عباس جنازة ميمونة‬
‫زوج النب صلى ال عليه وسلم بسرف‪ ،‬فقال ابن عباس‪ :‬هذه زوج رسول ال صلى ال عليه وسلم فإذا رفعتم نعشها‬
‫فل تزلزلوا ول تزعزعوا وارفقوا إذا حلتم‪ ،‬فإنه كان عند رسول ال صلى ال عليه وسلم تسع فكان يفرض لثمان ول‬
‫يفرض لواحدة‪.‬‬
‫ذكر البار الت بكة قبل زمزم‬

‫حدثنا أبو الوليد وحدثن ممد بن يي قال‪ :‬سعت عبد العزيز بن عمران يقول‪ :‬بئر كرآدم‪ :‬بلغن ان آدم عليه السلم‬
‫حي أهبط إل مكة حفر بيا تسمى كرآدم الفجر ف شعب حواء وأخبن عن الثقة عن ابن عباس رضي ال عنه‬
‫قال‪ :‬لا انتشرت قريش بكة وكثر ساكنها‪ ،‬قلت عليهم الياه واشتدت الؤنة ف الاء حفرت بكة بئر رم‪ :‬آبارا فحفر‬
‫مرة بن كعب بن لؤي بيا يقال لا‪ :‬رم وبلغن ان موضعها عند طرف الوقف بعرنة قريبا من عرفة‪.‬‬
‫بئر خم‪ :‬قال إسحق وحفر كلب بن مرة بيا يقال لا‪ :‬خم كانت مشربا للناس ف الاهلية‪ ،‬ويقال‪ :‬انا كانت لبن‬
‫مزوم‪.‬‬
‫وقال بعض أهل العلم‪ :‬كان قصي بن كلب حفر بيا بكة بئر العجول‪ :‬ل يفر أول منها وكان يقال لا‪ :‬العجول‬
‫كان موضعها ف دار أم هان بنت أب طالب بالزورة وهي البي الت دفع هاشم بن عبد مناف أخا بن ظويلم بن‬
‫عمرو النضري فيها فمات وكانت العرب إذا قدموا مكة يردونا ويتراجزون عليها فقال قايل فيها‪:‬‬
‫أروى من العجول ثت انطلق‬
‫إن قصيا قد وف وقد صـدق بالشبع للحي وري الغتـبـق‬
‫بئر‪ :‬وبيا عند الردم العلى ردم عمر بن الطاب رضي ال عنه ف أصل الردم ف أعلى الوادي خلف دار آل جحش‬
‫بن رياب السدي الت يقال لا‪ :‬دار ابان بن عثمان يقال‪ :‬إن قصيا حفرها‪ ،‬فدثرت وإن جبي بن مطعم بن عدي‬
‫نثلها وأحياها‪ ،‬وعندها مسجد يقال‪ :‬إن النب صلى ال عليه وسلم صلى فيه‪ ،‬بناه عبد ال بن عبيد ال ابن العباس بن‬
‫ممد‪.‬‬
‫بئر بذر‪ :‬قال ابن إسحاق‪ :‬وحفر هاشم بن عبد مناف بذر وقال حي حفرها‪ :‬لجعلنها للناس بلغا وهي البي الت‬
‫ف حق القوم بن عبد الطلب ف ظهر دار طلوب مولة زبيدة ف أصل الستنذر ويقال إن قصيا حفرها فنثلها أبو لب‬
‫وهي الت تقول فيها بعض بنات عبد الطلب‪:‬‬
‫الستنذرنسقي الجيج الكب‬ ‫نن حفرنا بذربانب‬

‫بئر سجلة‪ :‬وذكروا أيضا إن هاشا حفر سجلة وهي البي الت يقال لا‪ :‬بي جبي بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد‬
‫مناف‪ ،‬دخلت ف دار أمي الؤمني الت بي الصفا والروة ف أصل السجد الرام الت يقال لا‪ :‬دار القوارير أدخلها‬
‫حاد الببري حي بن الدار للرشيد هارون أمي الؤمني‪ ،‬وكانت البي شارعة ف السعى يقال‪ :‬إن جبي بن مطعم‬
‫ابتاعها من ولد هاشم‪ ،‬وقال بعض الكيي‪ :‬وهبها له أسد بن هاشم حي ظهرت زمزم‪ ،‬ويقال‪ :‬وهبها عبد الطلب‬
‫حي حفر زمزم واستغن عنها للمطعم بن عدي وأذن له أن يضع حوضا عند زمزم من أدم يسقي فيه منها ويسقى‬
‫الاج وهو أثبت القاويل عندنا‪.‬‬
‫بئر الطوي‪ :‬وحفر عبد شس بن عبد مناف بيا يقال لا‪ :‬الطوي وموضعها ف دار ابن يوسف بالبطحاء‪.‬‬
‫بئر الفر‪ :‬وحفر أمية بن عبد شس بيا يقال لا‪ :‬الفر وهي ف وجه السكن الذي كان لبن عبد ال بن عكرمة بن‬
‫خالد ابن عكرمة الخزومي بطرف أجياد الكبي واشترى ذلك السكن ياسر خادم زبيدة فأدخله ف التوضأة الت‬
‫عملها على باب أجياد الكبي‪.‬‬
‫بئر أم جعلن‪ :‬وكانت لبن عبد شس بي يقال لا‪ :‬أم جعلن موضعها دخل ف السجد الرام‪.‬‬
‫بئر العلوق‪ :‬وكانت لم أيضا بي يقال لا‪ :‬العلوق بأعلى مكة عند دار ابان بن عثمان‪.‬‬
‫بئر شفية‪ :‬وكانت لبن أسد بن عبد العزى بي يقال لا‪ :‬شفية موضعها ف دار أم جعفر يقال لا‪ :‬بئر السود‪.‬‬
‫بئر السنبلة‪ :‬وكانت لبن جح بي يقال لا‪ :‬السنبلة كانت للف ابن وهب ف خط الزامية بأسفل مكة‪ ،‬قبالة دار‬
‫الزبي بن العوام يقال لا اليوم‪ :‬بئر أب ويقال‪ :‬إن النب صلى ال عليه وسلم بصق فيها وإن ماءها جيد من الصداع‪.‬‬
‫بئر أم حردان‪ :‬وكانت عند ردم بن جح بي يقال لا‪ :‬أم حردان ذكر أنه ل يدرى من حفرها ث صارت لبن جح‪.‬‬
‫بئر رمرم‪ :‬وكانت لبن سهم بي يقال لا‪ :‬رمرم يقال‪ :‬انا دخلت ف السجد الرام حي وسعه أبو جعفر أمي الؤمني‬
‫ف ناحية بن سهم‪.‬‬
‫بئر الغمر‪ :‬وكانت لبن سهم أيضا بي يقال لا‪ :‬الغمر ل يذكر موضعها‪.‬‬
‫وقد سعنا ف البيار حديثا جامعا‪ ،‬حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن ممد بن يي عن الواقدي عن هشام بن عمارة عن‬
‫سعيد ابن ممد بن جبي بن مطعم قال أخبن أب قال‪ :‬سألن عبد اللك بن مروان من أين كانت أولية قريش تشرب‬
‫الاء قبل قصي‪ ،‬وكعب بن لوي ? وعامر بن لوي‪ ،‬قال‪ :‬فقال أب‪ :‬ل تسأل عن هذا أحدا أبدا اعلم به من سألت‬
‫عن ذلك مشيخة جلة دخل السلم على أحدهم بئر السية‪ :‬وقد أفند فقال‪ :‬كان أول من حفر بيا مرة‪ ،‬حفر بيا‬
‫يقال لا‪ :‬السية خارجة من الرم فكانوا يشربون منها دهرا إذا كثرت المطار شربوا وإذا أقحطوا ذهب ماؤها‪،‬‬
‫وكانوا يشربون من أغادير ف رؤوس البال‪ ،‬ث كان مرة حفر بئر الروا‪ :‬بيا أخرى يقال لا‪ :‬بي الروا وها خارجتان‬
‫من مكة وها ف بواديهما ما يلي عرفة وهم يومئذ حول مكة‪ ،‬وخزاعة تلي البيت وأمر مكة‪ ،‬ث حفر كلب بن مرة‬
‫خم ورم والفر وهذه أبيار كلب بن مرة كلها خارجا من مكة‪ ،‬ث كان قصي حي جع قريشا وسيت قريش‬
‫لتقرشها وهو التجمع بعد التفرق وأهل مكة على ما كان عليه الباء من الشرب من روس البال‪ ،‬ومن هذه البار‬
‫الت خارج من مكة فلم يزل المر على ذلك حت هلك قصي ث ولده من بعده يفعلون ذلك حت هلك أعيان بن‬
‫قصي عبد الدار‪ ،‬وعبد مناف‪ ،‬وعبد العزى‪ ،‬وعبد بنو قصي فخلف أبناؤهم ف قومهم على ما كان من فعلهم‪ ،‬فلما‬
‫انتشرت قريش وكثر ساكن مكة قلت عليهم الياه واشتدت عليهم الؤنة‪ ،‬وعطش الناس بكة أشد العطش فكان أول‬
‫من حفر عبد شس بن عبد مناف بن قصي فحفر الطوي وهي الت بأعلى مكة عند البيضاء دار ممد بن يوسف‪،‬‬
‫وحفر هاشم بن عبد مناف بذر وهي البي الت عند الستنذر ف خطم الندمة على فم شعب أب طالب وقال حي‬
‫حفرها‪ :‬لجعلنها بلغا للناس‪ ،‬وحفر هاشم سجلة وهي بي مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف الت يسقي عليها‬
‫اليوم‪ ،‬قال عبد اللك‪ :‬وال القدي ما تريت الصدق لك وعليك قال‪ :‬ث ماذا ? قال‪ :‬ث ابتاعها مطعم بن عدي من‬
‫أسد بن هاشم وبنو هاشم تزعم إن عبد الطلب بن هاشم وهبها له حي حفر زمزم واستغن عنها‪ ،‬وسأله مطعم بن‬
‫عدي أن يضع حوضا من ادم إل جنب زمزم يسقي فيه من ماء بيه فأذن له ف ذلك وكان يفعل ذلك‪ ،‬قال ممد بن‬
‫جبي‪ :‬فكثرت الياه بكة بعد ما حفرت زمزم حت روي القاطن والبادي‪ ،‬ودنت لا بكر وخزاعة فارتووا منها ل‬
‫تنح‪ ،‬قال عبد اللك‪ :‬بئر الفر‪ :‬ث ماذا ? قال ممد بن جبي‪ :‬ث حفر أمية بن عبد شس الفر لنفسه‪.‬‬
‫بئر ميمون‪ :‬وحفر ميمون بن الضرمي حليفك بيه‪ ،‬وكانت آخر بي حفرت من هذه البار ف الاهلية قال‪ :‬رأيت‬
‫قول ال تعال "قل أرأيتم ان أصبح ماؤكم غورا" قال‪ :‬يعن تلك البار الت كانت تغور فيذهب ماؤها "فمن يأتيكم‬
‫باء معي" زمزم ماؤها معي‪ ،‬قال غي ممد بن جبي‪ :‬ماهد وعطاء وغيها من أهل العلم ف قوله تعال‪" :‬فمن‬
‫يأتيكم باء معي" قالوا‪ :‬زمزم‪ ،‬وبي ميمون بن الضرمي‪ ،‬قال ممد بن جبي‪ :‬فلما حفرت بنو عبد مناف آبارها‬
‫سقوا الناس واستقوا الناس عليها فشق ذلك على قبايل قريش ورأوا انم ل ذكر لم ف تلك البار حفرت قريش آبارا‬
‫وجعلوا يبتارون با ف الري والعذوبة حت كاد أن يكون ف ذلك شر طويل‪ ،‬فمشت ف ذلك كباء قريش فاقصر‬
‫الشر‪ ،‬وحفرت بنو أسد بن عبد العزى شفية بي بن أسد بن عبد العزى‪.‬‬
‫بئر أم احراد‪ :‬وحفرت بنو عبد الدار أم احراد‪ ،‬وحفرت بنو جح السنبلة وهي بي خلف بن وهب‪ ،‬وحفرت بنو‬
‫سهم الغمر‪.‬‬
‫بئر السقيا‪ :‬وحفرت بنو مزوم السقيا بي هشام بن الغية‪.‬‬
‫بئر الثريا‪ :‬وحفرت بنو تيم الثريا وهي بي عبد ال بن جدعان‪.‬‬
‫بئر النقع‪ :‬وحفرت بنو عامر بن لؤي النقع قال عبد اللك‪ :‬يا با سعيد إن هذا العلم لو سألت عنه جيع قومك ما‬
‫عرفوه‪ .‬قال ممد بن جبي‪ :‬ليأتي عليهم زمان ل يعرفون ما هو أظهر من هذا‪ ،‬قال عبد اللك‪ :‬أي وال‪.‬‬
‫باب البار الت حفرت بعد زمزم ف الاهلية‬
‫قال أبو الوليد‪ :‬البار الت حفرت ف الاهلية بعد زمزم بي ف دار ممد بن يوسف البيضاء‪ ،‬حفرها عقيل بن أب‬
‫طالب ويقال‪ :‬حفرها عبد شس بن عبد مناف ونثلها عقيل ابن أب طالب يقال لا‪ :‬الطوي‪.‬‬
‫بئر السود‪ :‬وبي السود بن البختري كانت على باب دار السود عند الناطي‪ ،‬دخلت ف دار زبيدة الكبية عند‬
‫الناطي والبي قاية ف أسفل الدار إل اليوم‪.‬‬
‫ركايا قدامة‪ :‬وركايا قدامة بن مظعون حذاء أضاة النبط بعرنة ف شقها الذي يلي مكة قريبا من السية‪.‬‬
‫بئر حويطب‪ :‬وبي حويطب بن عبد العزى ف بطن وادي مكة بفناء دار حويطب‪.‬‬
‫بئر خالصة‪ :‬والبي الت نثلت خالصة مولة اليزران بالسقيا ف السيل الذي يفرغ بي مازمي عرفة ومسجد إبراهيم‬
‫إل هنا‪.‬‬
‫بئر زهي‪ :‬وبي بأجياد ف دار زهي بن أب أمية بن الغية الخزومي‪.‬‬
‫ذكر البار السلمية‬

‫بئر الياقوتة‪ :‬قال أبو الوليد‪ :‬الياقوتة الت بن حفرها أبو بكر الصديق رضي ال عنه ف خلفته فعملها الجاج بن‬
‫يوسف بعد مقتل ابن الزبي وضرب فيها وأحكمها‪.‬‬
‫بئر عمرو‪ :‬وبي عمر بن عثمان بن عفان الت بن ف شعب آل عمرو بئر الشركاء‪ :‬وبي الشركاء بأجياد لبن مزوم‪.‬‬
‫بئر عكرمة‪ :‬وبي عكرمة بأجياد الصغي ف الشعب الذي يقال له‪ :‬اليسر‪.‬‬
‫بئر الصل‪ :‬وبيار السود بن سفيان بن عبد السد الخزومي الصل ف أصل ثنية أم قردان‪.‬‬
‫بئر الطلوب‪ :‬وبي يقال لا‪ :‬الطلوب كانت لعمرو بن عبد ال بن صفوان المحي ف شعب عمرو بالرضه دون‬
‫اليثب‪.‬‬
‫بئر أب موسى‪ :‬وبي أب موسى الشعري بالعلة على فم أب دب بالجون حفرها حي انصرف من الكمي إل‬
‫مكة‪.‬‬
‫بئر شوذب‪ :‬وبي شوذب كانت عند باب السجد عند باب بن شيبة فدخلت ف السجد الرام حي وسعه الهدي‬
‫ف خلفته ف الزيادة الول سنة احدى وستي وماية وشوذب مول لعاوية ابن أب سفيان بئر البود‪ :‬والبود بفخ‬
‫حفرها خراش بن أمية الزاعي الكعب وله يقول الشاعر‪:‬‬
‫بي البود وبي بلـدح نلتـقي‬
‫بئر بكار‪ :‬وبي بكار بذي طوي عند مادر بكار وبكار رجل من أهل العراق كان سكن مكة وأقام با‪.‬‬
‫بئر وردان‪ :‬وبي وردان‪ ،‬ووردان مول الطلب بن أب وداعة بذي طوي عند سقاية سراج بفخ‪ ،‬وسراج مول بن‬
‫هاشم‪.‬‬
‫بئر الصلصل‪ :‬وبي الصلصل بفم شعب البيعة عند العقبة‪ ،‬عقبة من‪ ،‬ولا يقول أبو طالب‪:‬‬
‫ونذهل عن ابـنـائنـا والـحـليل‬ ‫ونسلمه حتـى نـصـرع حـولـه‬

‫نوض الروايا تـت ذات الصـلصل‬ ‫وينهض قوم ف الـحـديد الـيكـم‬
‫بئر السقيا‪ :‬وبي السقيا عند الازمي مازمي عرفة عملها عبد ال بن الزبي بن العوام رحه ال تعال‬
‫باب ما جاء ف العيون الت اجريت ف الرم‬

‫قال أبو الوليد‪ :‬كان معاوية بن أب سفيان رحه ال قد اجرى ف الرم عيونا‪ .‬واتذ لا أخيافا فكانت حوايط‪ ،‬حايط‬
‫المام‪ :‬وفيها النخل والزرع‪ ،‬منها حايط المام‪ ،‬وله عي وهو من حام معاوية الذي بالعلة إل موضع بركة أم‬
‫جعفر‪ ،‬وذلك الوضع الساعة يقال له‪ :‬حايط المام‪ ،‬وانا سي حايط المام لن المام كان ف أسفله‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬وحدثن جدي حدثنا عبد الرحن ابن السن بن القاسم عن أبيه عن علقمة بن نضلة قال‪ :‬قال‬
‫رجل من بن سليم لعمر بن الطاب بكة‪ :‬يا أمي الؤمني اقطعن خيف الرين حت امله عجوة‪ ،‬فقال له عمر‪ :‬نعم‪،‬‬
‫فبلغ ذلك أبا سفيان بن حرب‪ ،‬فقال‪ :‬دعوة فليمله ث لينظر اينا ياكل جناه‪ ،‬فبلغ ذلك السلمي فتركه‪ ،‬وكان أبو‬
‫سفيان يدعيه‪ ،‬فكان معاوية بعد هو الذي عمله ومله عجوة‪ ،‬قال‪ :‬وكان له مشرع يرده الناس‪.‬‬
‫حايط عوف‪ :‬ومنها حايط عوف موضعه من زقاق خشبة دار مبارك التركي ودار جعفر بن سليمان وها اليوم من‬
‫حق أم جعفر‪ ،‬ودار مال ال‪ ،‬وموضع الاجلي ماجلي أمي الؤمني هارون الذي بأصل الجون‪ ،‬فهذا كله موضع‬
‫حايط عوف إل البل وكانت له عي تسقيه‪ ،‬وكان فيه النخل‪ ،‬وكان له مشرع يرده الناس حايط الصفي‪ :‬ومنها‬
‫حايط يقال له‪ :‬الصفي موضع من دار زينب بنت سليمان الت صارت لعمرو بن مسعدة‪ ،‬والدار الت فوقها إل دار‬
‫العباس بن ممد الت بأصل نزاعة الشوى وكانت له عي‪ ،‬وكان له مشرع يرده الناس يقول فيه الشاعر‪:‬‬
‫سى إل النخل من صفي السباب‬ ‫سكنوا الزع جزع بيت أب مـو‬
‫حايط مورش‪ :‬ومنها حايط يقال له حايط مورش‪ ،‬ومورش كان قيما عليه ف موضع دار ممد بن سليمان بن علي‪،‬‬
‫ودار لبابة بنت علي‪ ،‬ودار ابن قثم اللوات بفم شعب الوز‪ ،‬وكان فيه النخل‪ ،‬وكانت له عي ومشرع يرده الناس إل‬
‫اليوم‪ ،‬وكان فيه النخل والزرع حديثا من الدهر على طريق من وطريق العراق‪.‬‬
‫حايط خرمان‪ :‬ومنها حايط خرمان وهو من ثنية اذاخر إل بيوت جعفر العلقمي وبيوت بن أب الرزام وماجله قاي‬
‫إل اليوم‪ ،‬وكان فيه النخل والزرع حديثا من الدهر‪ ،‬وكانت له عي ومشرع يرده الناس‪.‬‬
‫حايط مقيصرة‪ :‬ومنها حايط مقيصرة وكان موضعه نو بركت سليمان بن جعفر إل قصر أمي الؤمني النصور أب‬
‫جعفر‪ ،‬وكانت له عي ومشرع‪ ،‬وكان فيه النخل‪.‬‬
‫حايط حراء‪ :‬ومنها حايط حراء وضفيته قاية إل اليوم‪ ،‬وكان فيه النخل‪ ،‬وكان له مشرع يرده الناس‪.‬‬
‫حايط ابن طارق‪ :‬ومنها حايط ابن طارق بأسفل مكة‪ ،‬وكانت له عي تر ف بطن وادي مكة تت الرض وكانت‬
‫له عي ومشرع وكان فيه النخل‪.‬‬
‫حايط فخ‪ :‬ومنها حايط فخ وهو قاي إل اليوم حايط بلدح‪ :‬ومنها حايط بلدح‪.‬‬
‫فهذه العيون العشرة اجراها معاوية رحه ال تعال واتذها بكة واتذت بعد ذلك ببلدح عيون سواها منها‪.‬‬
‫حايط ابن العاص‪ :‬عي سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص ببلدح وهي قاية إل اليوم‪.‬‬
‫حايط سفيان‪ :‬وحايط سفيان واليف الذي أسفل منه وها اليوم لم جفعر‪.‬‬
‫وكانت عيون معاوية تلك قد انقطعت وذهبت فأمر أمي الؤمني الرشيد بعيون منها فعملت وأحييت وصرفت ف‬
‫عي واحدة يقال لا‪ :‬الرشا تسكب ف الاجلي اللذين أحدها لمي الؤمني الرشيد بالعلة ث تسكب ف البكة الت‬
‫عند السجد الرام ث كان الناس بعد يقطع هذه العيون ف شدة من الاء‪ ،‬وكان أهل مكة والاج يلقون من ذلك‬
‫الشقة حت إن الراوية لتبلغ ف الوسم عشرة دراهم وأكثر وأقل الاء‪ ،‬فبلغ ذلك أم جعفر بنت أب الفضل جعفر بن‬
‫أمي الؤمني النصور‪ ،‬فأمرت ف سنة أربع وتسعي وماية بعمل بركتها الت بكة فأجرت لا عينا من الرم فجرت باء‬
‫قليل ل يكن فيه ري لهل مكة‪ ،‬وقد غرمت ف ذلك غرما عظيما فبلغها فأمرت جاعة من الهندسي أن يروا لا‬
‫عيونا من الل‪ ،‬وكان الناس يقولون‪ :‬إن ماء الل ل يدخل الرم‪ ،‬لنه ير على عقاب جبال‪ ،‬فأرسلت بأموال عظام‬
‫ث أمرت من يزن عينها الول فوجدوا فيها فسادا فانشأت عينا اخرى إل جانبها وأبطلت تلك العيون فعملت عينها‬
‫هذه بأحكم ما يكون من العمل وعظمت ف ذلك رغبتها وحسنت نيتها فلم تزل تعمل فيها حت بلغت ثنية خل فإذا‬
‫الاء ل يظهر ف ذلك البل فأمرت بالبل فضرب فيه‪ ،‬وانفقت ف ذلك من المول ما ل يكن تطيب به نفس كثي‬
‫من الناس حت أجراها ال عز وجل لا‪ ،‬وأجرت فيها عيونا من الل منها عي من الشاش واتذت لا بركا تكون‬
‫السيول إذا جاءت تتمع فيها‪ ،‬ث أجرت لا عيونا من حني واشترت حايط حني فصرفت عينه إل البكة وجعلت‬
‫حايطه سدا يتمع فيه السيل‪ ،‬فصارت لا مكرمة ل تكن لحد قبلها وطابت نفسها بالنفقة فيها با ل تكن تطيب‬
‫نفس أحد غيها به‪ ،‬فأهل مكة والاج انا يعيشون با بعد ال عز وجل‪ ،‬ث أمر أمي الؤمني الأمون صال بن العباس‬
‫ف سنة عشر ومايتي أن يتخذ له بركا ف السوق خسا لئل يتعن أهل أسفل مكة والثنية وأجيادين والوسط إل بركة‬
‫أم جعفر فأجرى عينا من بركة أم جعفر من فضل مائها ف عي تسكب ف بركة البطحاء عند شعب بن يوسف ف‬
‫وجه دار ابن يوسف‪ ،‬ث يضي إل بركة عند الصفا ث يضي إل بركة عند الناطي ث يضي إل بركة بفوهة سكة‬
‫الثنية دون دار أويس ث يضي إل بركة عند سوق الطب بأسفل مكة ث يضي ف سرب ذلك إل ما جل أب صلية‬
‫ث إل الاجلي اللذين ف حايط ابن طارق بأسفل مكة‪ ،‬وكان صال بن العباس لا فرغ منها ركب بوجوه الناس إليها‪،‬‬
‫فوقف عليها حي جرى فيها الاء ونر عند كل بركة جزورا‪ ،‬وقسم لمها على الناس‪.‬‬
‫ما ذكر من أمر الرباع رباع قريش وحلفائها‬

‫أولا رباع بن عبد الطلب بن هاشم قال أبو الوليد الدار الت صارت لبن سليم الزرق وهي إل جنب دار بن‬
‫مرحب صارت لساعيل بن إبراهيم الجب وهي قبالة دار حويطب بن عبد العزى إل منتهى دار إبراهيم بن ممد بن‬
‫طلحة ابن عبد ال فلولده الارث بن عبد الطلب أول ذلك الق وهي الدار الت اشتراها ابن أب الكلوح البصري‪،‬‬
‫والق الذي يليه وهو الشعب شعب ابن يوسف وبعض دار ابن يوسف لب طالب‪ ،‬والق الذي يليه وبعض دار ابن‬
‫يوسف الولد مولد النب صلى ال عليه وسلم وما حوله لب النب صلى ال عليه وسلم عبد ال بن عبد الطلب‪ ،‬والق‬
‫الذي يليه حق العباس بن عبد الطلب‪ ،‬وهي دار خالصة مولة اليزران‪ ،‬ث حق القوم بن عبد الطلب وهي دار‬
‫الطلوب مولة زبيدة ث حق أب لب وهي دار أب يزيد اللهب‪ .‬فهذا آخر حقهم ف هذا الوضع‪ ،‬وذكر غي واحد من‬
‫الكيي ان الشعب الذي يقال له‪ :‬شعب ابن يوسف كان لاشم بن عبد مناف دون الناس‪ ،‬قالوا‪ :‬وكان عبد الطلب‬
‫قد قسم حقه بي ولده ودفع اليهم ذلك ف حياته حي ذهب بصره فمن ث صار للنب صلى ال عليه وسلم حق أبيه‬
‫عبد ال بن عبد الطلب‪ ،‬وللعباس بن عبد الطلب أيضا الدار الت بي الصفا والروة الت بيد ولد موسى بن عيسى الت‬
‫إل جنب الدار الت بيد جعفر بن سليمان ودار العباس هي الدار النقوشة الت عندها العلم الذي يسعى منه من جاء‬
‫من الروة إل الصفا بأصلها ويزعمون انا كانت لاشم بن عبد مناف‪ ،‬وف دار العباس هذه حجران عظيمان يقال‬
‫لما‪ :‬اساف ونايلة صنمان كانا يعبدان ف الاهلية ها ف ركن الدار‪ ،‬ولم أيضا دار أم هان بنت أب طالب الت‬
‫كانت عند الناطي عند النارة فدخلت ف السجد الرام حي وسعه الهدي الدم الخر سنة سبع وستي وماية‪.‬‬
‫رباع حلفاء بن هاشم‬

‫دار السود بن خلف الزاعي وهي دار طلحة الطلحات باعها عبد ال بن القاسم بن عبيدة بن خلف الزاعي من‬
‫جعفر بن يي البمكي باية ألف دينار‪ :‬وهي دار المارة الت عند الذائي بناها حاد الببري للرشيد هارون أمي‬
‫الؤمني‪ ،‬ولم أيضا دار القدر الت هي ف زقاق أصحاب الشيق باعها عبد الرحن بن القاسم بن عبيدة بن خلف‬
‫الزاعي من الفضل بن الربيع بعشرين ألف دينار‪ ،‬ولل حكيم بن الوقص السلمي حلفاء بن هاشم دار حزة ف‬
‫السويقة ودار درهم ف السويقة‪ ،‬وللملحيي الزاعيي أيضا دار أم إبراهيم الت ف زقاق الذائي اشتراها معاوية‬
‫منهم‪ ،‬وكان يقال لا‪ :‬دار أوس‪ ،‬وللملحيي أيضا دار ابن ماهان ف زقاق الذائي‪.‬‬
‫ولبن عتوارة من بن بكر بن عبد مناة بن كنانة دار عمرو بن سعيد بن العاص الشدق‪ ،‬ومن دار الطلحيي الت‬
‫بالبطحاء إل باب شعب بن عامر فذلك الربع لم أيضا‪.‬‬
‫رباع بن عبد الطلب بن عبد مناف‬

‫الدار الت بفوهة شعب ابن عامر يقال لا‪ :‬دار قيس بن مرمة كانت لم جاهلية‪ ،‬وزعم بعض الناس ان دار عمرو بن‬
‫سعيد بن العاص الت ف ظهر دار سعيد كانت لم فخرجت من أيديهم؛ وقال غي هؤلء‪ :‬بل كانت هذه الدار لقوم‬
‫من بن بكر وهم أخوال سعيد بن العاص فاشتراها منهم وهو أشهر القولي‪.‬‬
‫رباع حلفائهم‬
‫لل عتبة بن فرقد السلمي دارهم وربعهم الت عند الروة‪ ،‬وهو شق الروة السوداء دار الرشي النقوشة وزقاق آل أب‬
‫ميسرة يقال لا‪ :‬دار ابن فرقد‪.‬‬
‫رباع بن عبد شس بن عبد مناف‬

‫لل حرب بن أمية بن عبد شس دار أب سفيان بن حرب الت بي الدارين يقال لا‪ :‬دار ريطة ابنة أب العباس‪ ،‬وهي‬
‫الدار الت قال النب صلى ال عليه وسلم يوم الفتح‪ :‬من دخل دار أب سفيان فهو آمن‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا عبد الرحن بن حسن بن القاسم عن أبيه عن علقمة بن نضلة قال‪ :‬اصعد‬
‫عمر بن الطاب رضي ال عنه العلة ف بعض حاجته فمر بأب سفيان بن حرب يهن جلً له فنظر إل أحجار قد‬
‫بناها أبو سفيان شبه الدكان ف وجه داره يلس عليه ف فء الغداة‪ ،‬فقال له عمر‪ :‬يا با سفيان ما هذا البناء الذي‬
‫أحدثته ف طريق الاج ? فقال أبو سفيان‪ :‬دكان نلس عليه ف فء الغداة‪ ،‬فقال له عمر‪ :‬ل أرجع من وجهي هذا‬
‫حت تقلعه وترفعه‪ ،‬فبلغ عمر حاجته‪ ،‬فجاء والدكان على حاله‪ ،‬فقال له عمر‪ :‬أل أقل لك ل أرجع حت تقلعه ? قال‬
‫أبو سفيان‪ :‬انتظرت يا أمي الؤمني أن يأتينا بعض أهل مهنتنا فيقلعه ويرفعه فقال عمر رضي ال عنه‪ :‬عزمت عليك‬
‫لتقلعنه بيدك ولتنقلنه على عنقك فلم يراجعه أبو سفيان حت قلعه بيده ونقل الجارة على عنقه وجعل يطرحها ف‬
‫الدار فخرجت إليه هند ابنة عقبة‪ ،‬فقالت‪ :‬يا عمر أمثل أب سفيان تكلفه هذا وتعجله عن ان يأتيه بعض أهل مهنته‬
‫فطعن بخصرة كانت ف يده ف خارها فقالت هند ونقحتها بيدها‪ :‬اليك عن يا بن الطاب فلو ف غي هذا اليوم‬
‫تفعل هذا لضطمت عليك الخاشب‪ ،‬قال‪ :‬فلما قلع أبو سفيان الجارة ونقلها استقبل عمر القبلة وقال‪ :‬المد ل‬
‫الذي أعز السلم وأهله عمر بن الطاب رجل من بن عدي بن كعب يأمر أبا سفيان بن حرب سيد بن عبد مناف‬
‫بكة فيطيعه ث ول عمر بن الطاب رضي ال عنه‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن سليمان بن حرب باسناد له قال‪ :‬كان السلمون يرون للسلطان عزمة فلقب أهل الكوفة‬
‫سعيد بن العاص ف امارة عثمان بن عفان أشعر بكا فقام فصعد النب فقال‪ :‬عزمت على من كان ل عليه سع وطاعة‪،‬‬
‫سان أشعر بركا‪ ،‬ال قام‪ ،‬فقام الذي ساه‪ ،‬فقال‪ :‬أيها المي من الذي يترئ أن يقوم فيقول‪ :‬أنا الذي سيتك أشعر‬
‫بركا وأشار إل صدره أو إل نفسه‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد وحدثن جدي حدثنا عبد الرحن بن حسن بن القاسم بن عقبة عن أبيه عن علقمة بن نضلة قال‪:‬‬
‫وقف أبو سفيان بن حرب على ردم الذاءين فضرب برجله فقال سنام الرض ان لا سناما زعم ابن فرقد يعن عتبة‬
‫بن فرقد السلمي ان لعرف حقي من حقه‪ ،‬له سواد الروة‪ ،‬ول بياضها‪ ،‬ول ما بي مقامي هذا إل تن وتن ثنية‬
‫قريبة من الطايف فبلغ ذلك عمر بن الطاب رضي ال عنه‪ ،‬فقال‪ :‬إن أبا سفيان لقدي الظلم ليس لحد حق إل ما‬
‫أحاطت عليه جدراته‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي قال‪ :‬ابتن معاوية بكة دورا منها الست التقاطرة ليس لحد بينها فصل أولا دار‬
‫البيضاء الت على الروة وبابا من ناحية الروة ووجهها شارع على الطريق العظمى بي الدارين وكانت فيها طريق إل‬
‫جبل الديلمي فلم تزل حت اقطعها العباس بن ممد بن علي فسد تلك الطريق فهي مسدودة إل اليوم‪ ،‬ث قبضت بعد‬
‫من العباس بن ممد‪ ،‬فهي ف الصواف وإنا سيت دار البيضاء انا بنيت بالص ث طليت به فكانت كلها بيضاء‪،‬‬
‫وجدر الدار الرقطاء إل جنبها وإنا سيت الرقطاء لنا بنيت بالجر الحر والص البيض فكانت رقطاء ث كانت‬
‫قد اقطعها الغطريف بن عطاء ث قبضت منه فهي اليوم ف الصواف‪ ،‬ودار الراجل تلي دار الرقطاء بينهما الطريق إل‬
‫جبل الديلمي وإنا سيت دار الراجل لنا كانت فيها قدور من صفر لعاوية يطبخ فيها طعام الاج‪ ،‬وطعام شهر‬
‫رمضان فصارت دار الراجل لولد سليمان ابن علي بن عبد ال بن عباس اقطعها‪ ،‬ويقال‪ :‬أنا كانت لل الؤمل‬
‫الندويي فابتاعها منهم معاوية‪ ،‬ويقال‪ :‬إن دار الرقطاء والبيضاء كانتا لل أسيد بن أب العيص بن أمية فابتاعها منهم‬
‫معاوية‪ ،‬ودار ببة إل جنب دار الراجل على رأس الردم ردم عمر بن الطاب رضي ال عنه‪ ،‬وببة عبد ال بن الارث‬
‫بن نوفل ابن الارث بن عبد الطلب وهي الدار الت صارت لعيسى بن موسى‪ ،‬ودار سلمة ابن زياد وهي الت إل‬
‫جنب دار ببة‪ ،‬وسلم بن زياد كان قيما عليها وكان يسكنها‪ ،‬ودار المام وهي الت إل جنب دار سلمة بينهما زقاق‬
‫النار يقال‪ :‬إن دار المام كانت لعبد ال بن عامر بن كريز فناقله با معاوية إل دار ابن عامر الت ف الشعب‪ ،‬شعب‬
‫ابن عامر‪ ،‬ودار رابعة وهي مقابل دار المام وهي الت ف وجهها دور بن غزوان بأصل قرن مسقلة‪ ،‬ودار أوس وهي‬
‫الدار الت يدخل إليها من زقاق الذاءين يقال لا اليوم‪ :‬دار سلسبيل يعن أم زبيدة كانت لل أوس الزاعي فابتاعها‬
‫منهم معاوية وبناها‪ ،‬ودار سعد‪ ،‬وسعد هذا هو سعد القصي غلم معاوية كان بناها سعد بالجارة النقوشة فيها‬
‫التماثيل مصورة ف الجارة وكانت فيها طريق ترها الحامل والقباب من السويقة إل الروة وكان بينها وبي دار‬
‫عيسى بن علي ودار سلسبيل طريق ف زقاق ضيق فصارت لعبد ال ابن مالك بن اليثم الزاعي فهدمها وسد الطريق‬
‫الت كانت ف بطنها وأخرج للناس طريقا تر با الحامل والقباب فكان الزقاق الضيق بينهما وبي دار سلسبيل أم‬
‫زبيدة‪ ،‬ودار عيسى بن علي وهي دار عبد ال بن مالك الت إل جنب دار عيسى بن علي ف زقاق الزارين وقد زعم‬
‫بعض الناس انا كانت لسعد بن أب طلحة بن عبد العزى العبدري وكان معاوية اشتراها منهم‪ ،‬ودار الشعب بالثنية‬
‫عند الدارين يقال لا اليوم‪ :‬دار الزنج‪ ،‬ويقال‪ :‬أنا كانت من حق بن عدي ويقال‪ :‬انا كانت لبن جح فابتاعها منهم‬
‫معاوية وبناها ودار جعفر بالثنية أيضا إل جنب دار عمرو بن عثمان فيها طريق مسلوكة يقال‪ :‬انا كانت لبن عدي‬
‫ويقال‪ :‬لبن هاشم فابتاعها منهم وبناها‪ ،‬ودار البخات ف خط الزامية كانت فيها بات معاوية إذا حج وفيها بي‬
‫وهي اليوم لولد أب عبد ال الكاتب‪ ،‬ودار الدادين الت بسوق الليل مقابل سوق الفاكهة وسوق الرطب ف الزقاق‬
‫الذي بي دار حويطب ودار ابن أخي سفيان بن عيينة الت بناها‪ ،‬ودار الدادين هذه كانت ف ما مضى يقال لا دار‬
‫مال ال كان يكون فيها الرضى وطعام مال ال‪ ،‬حدثن أبو الوليد قال‪ :‬حدثن حزة بن عبد ال بن حزة بن عتبة عن‬
‫أبيه قال‪ :‬أدركت فيها الرضى وما نعرفها ال بدار مال ال وهي من رباع بن عامر ابن لؤي فابتاعها منهم معاوية‪،‬‬
‫ولل حرب أيضا دار لبابة ابنة علي بن عبد ال ابن عباس الت عند القواسي كانت لنظلة بن أب سفيان وهي لم‬
‫ربع جاهلي‪ ،‬ودار زياد وكان موضعها رحبة بي دار أب سفيان ودار حنظلة بن أب سفيان ف وجه دار سعيد بن‬
‫العاص‪ ،‬ودار الكم بن أب العاص وكانت تلك الرحبة يقال لا‪ :‬بي الدارين يعنون دار أب سفيان ودار حنظلة بن‬
‫أب سفيان‪ ،‬وكانت إذا قدمت العي من السراة والطايف وغي ذلك تمل النطة والبوب والسمن والعسل تط بي‬
‫الدارين وتباع فيها‪ ،‬فلما استلحق معاوية زياد بن سية خطب إل سعيد بن العاص اخته فرده فشكاه إل معاوية‪ ،‬فقال‬
‫معاوية لزياد بن سية‪ :‬لقطعنك أشرف ربع مكة ولسدن عليه وجه داره‪ ،‬فاقطعه هذه الرحبة فسدت وجه دار‬
‫سعيد‪ ،‬ووجه دار الكم فتكلم مروان ف دار الكم حي سدوا وجهها وبقيت بغي طريق فترك له تسعة أذرع قدر‬
‫ما ير فيه حل حطب‪ ،‬ول يترك لسعيد من الطريق ال نوا من ثلثة أذرع ل يرها حل حطب‪ ،‬وكان يقال‪ :‬لدار‬
‫زياد هذه دار الصرارة‪ ،‬وكانت من دور معاوية دار الديلمي الت على البل الديلمي وإنا سيت دار الديلمي إن‬
‫غلما لعاوية يقال له‪ :‬الديلمي هو الذي بناها والدار الت ف السويقة يقال لا‪ :‬دار حزة تصل حق آل نافع بن عبد‬
‫الارث الزاعي اشتراها من آل أب العور السلمي فكانت له حت كانت فتنة ابن الزبي فاصطفاها ووهبها لبنه‬
‫حزة بن عبد ال بن الزبي‪ ،‬فيه تعرف اليوم بدار حزة‪ ،‬وهي اليوم ف الصواف‪.‬سية‪ :‬لقطعنك أشرف ربع مكة‬
‫ولسدن عليه وجه داره‪ ،‬فاقطعه هذه الرحبة فسدت وجه دار سعيد‪ ،‬ووجه دار الكم فتكلم مروان ف دار الكم‬
‫حي سدوا وجهها وبقيت بغي طريق فترك له تسعة أذرع قدر ما ير فيه حل حطب‪ ،‬ول يترك لسعيد من الطريق ال‬
‫نوا من ثلثة أذرع ل يرها حل حطب‪ ،‬وكان يقال‪ :‬لدار زياد هذه دار الصرارة‪ ،‬وكانت من دور معاوية دار‬
‫الديلمي الت على البل الديلمي وإنا سيت دار الديلمي إن غلما لعاوية يقال له‪ :‬الديلمي هو الذي بناها والدار الت‬
‫ف السويقة يقال لا‪ :‬دار حزة تصل حق آل نافع بن عبد الارث الزاعي اشتراها من آل أب العور السلمي فكانت‬
‫له حت كانت فتنة ابن الزبي فاصطفاها ووهبها لبنه حزة بن عبد ال بن الزبي‪ ،‬فيه تعرف اليوم بدار حزة‪ ،‬وهي‬
‫اليوم ف الصواف‪.‬‬
‫رباع آل سعيد بن العاص بن أمية‬

‫قال أبو الوليد‪ :‬دار أب أحيحة سعيد بن العاص الت إل جنب دار الكم وهي لم ربع جاهلي ولم دار عمرو بن‬
‫سعيد الشدق وهي شرى‪ ،‬كانت لقوم من بن بكر‪ ،‬وهم أخوال سعيد بن العاص‪.‬‬
‫ربع آل أب العاص بن أمية‬

‫لل عثمان بن عفان دار الناطي الت يقال لا‪ :‬دار عمرو بن عثمان‪ ،‬ذكر بعض الكيي انا كانت لل السباق بن‬
‫عبد الدار‪ ،‬وقال بعضهم‪ :‬كانت لل أمية بن الغية‪ ،‬ودار عمرو بن عثمان الت بالثنية يقال‪ :‬انا كانت لل قدامة ابن‬
‫مظعون المحي‪ ،‬ولل الكم بن أب العاص دار الكم الت إل جنب دار سعيد بن العاص بي الدارين بنحر طريق‬
‫من سلك من زقاق الكم‪ ،‬ويقال‪ :‬إن دار الكم هذه كانت لوهب بن عبد مناف بن زهرة جد رسول ال صلى ال‬
‫ل ف ضرب إليته‪ ،‬ولتلك الضربة قصة مكتوبة‪ ،‬ولم دار‬ ‫عليه وسلم أب أمه فصارت لمية بن عبد شس أخذها عق ً‬
‫عمر بن عبد العزيز كانت لناس من بن الارث بن عبد مناف ث اشتراها عمر وأمر ببنائها وهو وال على مكة‬
‫والدينة ف خلفة الوليد ابن عبد اللك فمات الوليد بن عبد اللك قبل أن يفرغ منها فأمر عمر بن عبد العزيز بإتام‬
‫بنائها وكان بناؤها للوليد من ماله فلما ان فرغ منها عمر بن عبد العزيز‪ ،‬قدم ف الوسم وهو وال الج ف خلفة‬
‫سليمان‪ ،‬فلما نظر إليها ل ينلا ث تصدق با على الجاج والعتمرين وكتب ف صدقتها كتابا وأشهد عليه شهودا‬
‫ووضعه ف خزانة الكعبة عند الجبة وأمرهم بالقيام عليها وأسكنها الاج والعتمرين فكانوا يفعلون ذلك‬
‫حدثنا أبو الوليد قال حدثن جدي قال‪ :‬أخبن عبد الرحن بن السن ابن القاسم بن عقبة عن أبيه بذه القصة كلها‪،‬‬
‫وكان صديقا لعمر بن عبد العزيز عالا بأمره‪ ،‬قال أبو الوليد‪ :‬قال ل جدي‪ :‬فلم تزل تلك الدار ف يد الجبة يلونا‬
‫ويقومون عليها حت قبضت أموال بن أمية‪ ،‬فقبضت فيما قبض فاقطعها أبو جعفر أمي الؤمني يزيد بن منصور‬
‫الجب الميي خال الهدي فلما استخلف الهدي قبضها من يزيد بن منصور وردها على ولد عمر بن عبد العزيز‬
‫فأسلموها إل الجبة‪ ،‬فلم تزل بأيديهم على ما كانت عليه‪ ،‬قال أبو الوليد‪ :‬وأخبن جدي قال‪ :‬ففيها عمل تابوت‬
‫الكعبة الكبي وهي ف أيدي الجبة ث تكلم فيها ولد يزيد من منصور ف خلفة الرشيد هارون أمي الؤمني فردت‬
‫عليهم ث باعوها فاشتراها أمي الؤمني الرشيد ث ردت أيضا ف خلفة الرشيد إل الجبة فكانت ف أيديهم حت‬
‫قبضها حاد الببري‪ ،‬فلم تزل ف الصواف حت ردها العتصم بال أبو إسحق أمي الؤمني على ولد عمر بن عبد العزيز‬
‫ف سنة سبع وعشرين ومايتي‪ ،‬وهي ف يد ولد عمر بن عبد العزيز اليوم ودار مروان بن ممد ابن مروان بالثنية‬
‫كانت شري من بن سهم‪.‬‬
‫ربع آل اسيد بن أب العيص‬

‫لم دار عبد ال بن خالد بن أسيد الت كانت على الردم الدن‪ ،‬ردم آل عبد ال وهي لم ربع جاهلي‪ ،‬ولم الدار‬
‫الت فوقها على رأس الردم‪ ،‬بينها وبي دار عبد ال زقاق ابن هربذ‪ ،‬وهذه الدار لب عثمان بن عبد ال بن خالد بن‬
‫أسيد‪ ،‬وهو ربع عتاق بن أسيد‪ ،‬والدار الت وراء دار عثمان ف الزقاق وكان على بابا كتاب أب عمر العلم لم أيضا‬
‫شري‪ ،‬ولم دار حاد الببري الت إل جنب دار لبابة كانت لولد عثمان بن عبد ال بن خالد بن أسيد فباعوها‪ ،‬ولم‬
‫دار الارث‪ ،‬ودار الصي اللتان بالعلة ف سوق ساعة عند فوهة شعب ابن عامر‪ ،‬والصي ابن عبد ال بن خالد‬
‫بن أسيد‪.‬‬
‫ربع آل ربيعة بن عبد شس‬
‫لم دار عتبة بن ربيعة بن عبد شس الت بي دار أب سفيان ودار ابن علقمة‪ ،‬ث كانت قد صارت للوليد بن عتبة بن‬
‫أب سفيان فبناها بناءها الذي هو قاي إل اليوم‪ ،‬ويقال‪ :‬كان فيها حكيم بن أمية بن حارثة بن الوقص السلمي الذي‬
‫كانت قريش أمرته على سقائها‪ ،‬وهو الذي يقول فيه الارث بن أمية الصغر‪:‬‬
‫مافة أن يشـردن حكيم‬ ‫اقرر بالباطح كـل يوم‬
‫قال أبو الوليد‪ :‬قال جدي‪ :‬هذه الدار هي دار عتبة بن ربيعة الت كان يسكن ف الاهلية‪ ،‬ودار عتبة بن ربيعة أيضا‬
‫بأجياد الكبي ف ظهر دار خالد ابن العاص بن هشام الخزومي وهي دار موسى بن عيسى الت عملت متوضيات‬
‫لمي الؤمني يقال‪ :‬أنا كانت لعبد شس بن عبد مناف‪.‬‬
‫ولل عدي بن ربيعة بن عبد شس‬

‫الدار الت صارت لعفر بن يي بن خالد بن برمك بفوهة أجياد الكبي‪ ،‬عمرها جعفر بن يي بالجر النقوش‬
‫والساج‪ ،‬اشتراها جعفر بن يي من أم السايب بنت جيع الموية بثماني ألف دينار وكانت هذه الدار لب العاص‬
‫بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شس زوج زينب بنت لنب صلى ال عليه وسلم وفيها ابتن بزينب ابنة رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم أهدتا إليها أمها خدية بنت خويلد‪ ،‬وفيها ولدت ابنته أمامة بنت زينب فلما أسلم وهاجر‬
‫أخذها بنو عمه مع ما أخذوا من رباع الهاجرين‪.‬‬
‫ربع آل عقبة بن أب معيط‬

‫الدار الت يقال لا‪ :‬دار الرابذة من الزقاق الذي يرج على النجارين يلي ربع كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شس‬
‫إل السكن الذي صار لعبد الجيد بن عبد العزيز بن أب رواد إل الزقاق الخر السفل الذي يرج على البطحاء‬
‫أيضا عند حام ابن عمران العطار‪ ،‬فذلك الربع يقال له‪ :‬ربع أب معيط‪.‬‬
‫ربع كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شس‬

‫قال أبو الوليد‪ :‬الدار الت ف ظهر دار أبان بن عثمان ما يلي الوادي عند النجارين إل زقاق بن هربذ‪ ،‬وإل ربع أب‬
‫معيط فذلك الربع ربع كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شس ف الاهلية‪ ،‬ولعبد ال بن عامر بن كريز داره الت ف‬
‫الشعب‪ ،‬والشعب كله من ربعه من دار قيس بن مرمة إل دار حجي‪ ،‬ما وراء دار حجي إل ثنية أب مرحب إل‬
‫موضع نادر من البل كالنحوت‪ ،‬وهو قاي إل اليوم شبه اليل يقال‪ :‬إن كان ذلك علما بي معاوية وبي عبد ال بن‬
‫عامر فما وراء ذلك إل الشعب هو لعبد ال بن عامر‪ ،‬وما كان ف وجهه ما يلي حايط عوف بن مالك فذلك لعاوية‬
‫رحه ال‪.‬‬
‫ولود أمية بن عبد شس الصغر‬
‫الدار الت بأجياد الكبي عند الواتي يقال لا‪ :‬دار عبلة ف ظهرها دار الدومة فهذه الدار للحارث بن أمية الصغر بن‬
‫عبد شس‪ ،‬زعم بعض الكيي انا كانت لب جهل بن هشام فوهبها للحارث بن أمية على شعر قاله فيه‪ ،‬وقال‬
‫بعضهم‪ :‬اشتراها منه بزق خر‪ ،‬وللعبلت أيضا حق بالثنية ف حق بن عدي ف مبط الزنة ولل سرة بن حبيب بن‬
‫عبد شس داران بأسفل مكة عند خيام عنقود‪ ،‬وعنقود انسان كان يبيع الروس هنالك‪ ،‬ولم أيضا دار بأعلى مكة ف‬
‫وجه شعب بن عامر مقابل زقاق النار ف موضع سوق الغنم القدي يقال لا اليوم‪ :‬دار سرة‪.‬‬
‫رباع حلفاء بن عبد شس‬

‫دار جحش بن رياب السدي هي الدار الت بالعلة عند ردم عمر بن الطاب رضي ال عنه يقال لا‪ :‬دار أبان بن‬
‫عثمان عندها الرواسون‪ ،‬فلم تزل هذه الدار ف أيدي ولد جحش وهم بنو عمة رسول ال صلى ال عليه وسلم أمهم‬
‫أمية بنت عبد الطلب‪ ،‬فلما أذن ال عز وجل لنبيه صلى ال عليه وسلم وأصحابه ف الجرة إل الدينة‪ ،‬خرج آل‬
‫جحش جيعا الرجال والنساء إل الدينة مهاجرين وتركوا دارهم خالية‪ ،‬وهم حلفاء حرب بن أمية بن عبد شس‪،‬‬
‫فعمد أبو سفيان بن حرب إل دارهم هذه فباعها بأربع ماية دينار من عمرو بن علقمة العامري من بن عامر بن لوي‪،‬‬
‫فلما بلغ آل جحش ان أبا سفيان قد باع دارهم انشا أبو أحد بن جحش يهجو أبا سفيان ويعيه ببيعها وكانت تته‬
‫الفارعة بنت أب سفيان‪.‬‬
‫ف عـواقبـه نـدامـه‬ ‫ابلغ أبا سـفـيان أمـرا‬
‫تقضي با عنك الغرامـه‬ ‫دار ابن أختك بعـتـهـا‬
‫الناس متهد القـسامـه‬ ‫وحليفكم بـالـلّـه رب‬
‫طوقتها طوق الـمامـه‬ ‫اذهب با اذهب بـهـا‬
‫فلما كان يوم فتح مكة‪ ،‬أتى أبو أحد بن جحش وقد ذهب بصره إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فكلمه فيها‪،‬‬
‫وقال‪ :‬يا رسول ال إن أبا سفيان عمد إل دارنا فباعها‪ ،‬فدعاه رسول ال صلى ال عليه وسلم فساره بشيء فما سع‬
‫أبو أحد بعد ذلك ذكرها بشيء‪ ،‬فقيل لب أحد بعد ذلك‪ :‬ما قال لك رسول ال صلى ال عليه وسلم ? قال‪ :‬قال‬
‫ل‪ :‬إن صبت كان خيا لك وكانت لك با دار ف النة‪ ،‬قال‪ :‬قلت أنا أصب‪ ،‬فتركها أبو أحد‪ ،‬ث اشتراها بعد‬
‫ذلك يعلى بن منبه التميمي حليف بن نوفل بن عبد مناف فكانت له‪ ،‬وكان عثمان بن عفان قد استعمله على صنعاء‬
‫ث عزله وقاسه ماله كله كما كان عمر يفعل بالعمال إذا عزلم‪ ،‬قاسهم أموالم‪ ،‬فقال له عثمان‪ :‬حي عزله يا با عبد‬
‫ال كم لك بكة من الدور ? فقال‪ :‬ل با دور أربع قال‪ :‬فإن ميك ث اختار قال‪ :‬افعل ما شئت يا أمي الؤمني‬
‫فاختار يعلى دار غزوان ابن جابر بن شبيب بن عتبة بن غزوان صاحب رسول ال صلى ال عليه وسلم ذات الوجهي‬
‫الت كانت بباب السجد العظم الذي يقال له‪ :‬باب بن شيبة‪ ،‬وكان عتبة بن غزوان لا هاجر دفعها إل أمية بن أب‬
‫عبيدة بن هام بن يعلى بن منبه‪ ،‬فلما كان عام الفتح وكلم بنو جحش بن رياب السدي رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ف دارهم‪ ،‬فكره لم أن يرجعوا ف شيء من أموالم أخذ منهم ف ال تعال وهجروه ل أمسك عتبة بن غزوان‬
‫عن كلم رسول ال صلى ال عليه وسلم ف دار هذه ذات الوجهي وسكت الهاجرون فلم يتكلم أحد منهم ف دار‬
‫هجرها ل سبحانه‪ ،‬وسكت رسول ال صلى ال عليه وسلم عن مسكنيه كليهما‪ ،‬مسكنه الذي ولد فيه‪ ،‬ومسكنه‬
‫الذي ابتن فيه بدية بنت خويلد وولد فيه ولده جيعا‪ ،‬وكان عقيل بن أب طالب أخذ مسكنه الذي ولد فيه‪ ،‬وأما‬
‫بيت خدية فأخذه معتب بن أب لب وكان أقرب الناس إليه جوارا فباعه بعد من معاوية باية ألف درهم‪ ،‬وكان‬
‫عتبة بن غزوان يبلغه عن يعلى انه يفخر بداره فيقول‪ :‬وال ل ظن سآت دل بن علي فآخذ داري منه‪ ،‬فصارت دار‬
‫آل جحش بن رياب لعثمان بن عفان حي قاسم يعلى دوره فكانت ف يد عثمان وولده ل ترج من أيديهم من‬
‫يومئذ‪ ،‬وانا سيت دار ابان لن ابان بن عثمان كان ينلا ف الج والعمرة إذا قدم مكة فلذلك سيت به‪ ،‬وقال أبو‬
‫أحد بن جحش بن رياب يذكر الذي بينه وبي بن أمية من الرحم والصهر واللف وكان حليفهم‪ ،‬وأمه اميمة بنت‬
‫عبد الطلب‪ ،‬وكانت تته الفارعة بنت أب سفيان فقال أبو أحد بن جحش بن رياب‪:‬‬
‫وأنا ابنكم وحليفكم ف العـسر‬ ‫ابن امية كيف أظلم فـيكـم‬
‫عند المـار عشـية النـفـر‬ ‫ل تنقضوا حلفي وقد حالفتكم‬
‫وأخذت منكم أوثـق الـنـذر‬ ‫وعقدت حبلكم ببلي جاهـدا‬
‫وذخرتكـم لنوايـب الـدهـر‬ ‫ولقد دعان غيكم فأبيتـهـم‬
‫ومنعتـم عظمي مـن الكسـر‬ ‫فوصلتم رحـي بقـن دمـي‬
‫إذ ف سواكـم أقبـح الـغـدر‬ ‫لكم الوفاء وأنتـم أهـل لـه‬
‫هـم يضيـق بذكـره صـدري‬ ‫منع الرقاد فما أغمض ساعـة‬
‫قال‪ :‬ولل جحش بن رياب أيضا الدار الت بالثنية ف حق آل مطيع بن السود ويقال لا‪ :‬دار كثي بن الصلت دار‬
‫الطاقة‪ ،‬ابتاعها كثي بن الصلت من آل جحش بن رياب ف السلم‪.‬‬
‫ربع آل الزرق بن عمرو‬

‫بن الارث بن أب شر الغسان حليف الغية بن أب العاص بن أمية دار الزرق دخلت ف السجد الرام كانت إل‬
‫جنب السجد جدرها وجدر السجد واحد وكان وجهها شارعا على باب بن شيبة إذ كان السجد متقدما لصقا‬
‫بالكعبة وكانت على يسار من دخل السجد بنب دار خية بنت سباع الزاعية دار خية ف ظهرها‪ ،‬وكان عقبة بن‬
‫الزرق يضع على جدرها ما يلي الكعبة مصباحا عظيما‪ ،‬فكان أول من استصبح لهل الطواف حت استخلف‬
‫معاوية فأجرى للمسجد قناديل وزيتا من بيت الال فكانوا يثقبون تت الظلل وهذا الصباح يضيء لهل الطواف‬
‫فلم يزالوا يستصبحون فيه لهل الطواف حت ول خالد بن عبد ال القسري لعبد اللك بن مروان فكان قد وضع‬
‫مصباح زمزم الذي مقابل الركن السود‪ ،‬وهو أول من وضعه فلما وضعه منع آل عقبة بن الزرق أن يصبحوا على‬
‫دارهم فنع ذلك الصباح‪ ،‬فلم تزل تلك الدار بأيديهم وهي لم ربع جاهلي حت وسع ابن الزبي السجد ليال فتنة‬
‫ابن الزبي فادخل بعض دارهم ف السجد واشتراه منهم بثمانية عشر ألف دينار وكتب لم بالثمن كتابا إل مصعب‬
‫بن الزبي بالعراق فخرج بعض آل عقبة بن الزرق إل مصعب فوجدوا عبد اللك بن مروان قد نزل به يقاتله فلم‬
‫يلبث ان قتل مصعب فرجعوا إل مكة‪ ،‬فكلموا عبد ال بن الزبي فكان يعدهم حت نزل به الجاج فحاصره وشغل‬
‫عن اعطائهم فقتل قبل أن يأخذوا شيئا من ثنها‪ ،‬فلما قتل كلموا الجاج ف ثن دارهم وقالوا‪ :‬ان ابن الزبي اشتراها‬
‫للمسجد‪ ،‬فأب أن يعطيهم شيئا وقال‪ :‬ل وال ل بردت عن ابن الزبي هو ظلمكم فادعوا عليه فلو شاء أن يعطيكم‬
‫لفعل‪ ،‬فلم تزل بقيتها ف أيديهم حت وسع الهدي أمي الؤمني السجد الرام فدخلت فيه فاشتراها منهم بنحو من‬
‫عشرين ألف دينار فاشتروا بثمنها دورا بكة عرضا منها وكانت صدقة مرمة فتلك الدور اليوم ف أيديهم وكان‬
‫دخولا ف السجد الرام ف سنة احدى وستي وماية‪ ،‬ولل الزرق بن عمرو أيضا دارهم الت عند الروة إل جنب‬
‫دار طلحة بن داود الضرمي يقال لا‪ :‬دار الزرق وهي ف أيديهم إل اليوم وهي لم ربع جاهلي وهم يروون ان‬
‫النب صلى ال عليه وسلم دخلها على الزرق بن عمرو عام الفتح وجاءه ف حاحة فقضاها له وكتب له كتابا أن‬
‫يتزوج الزرق ف أي قبائل قريش شاء وولده‪ ،‬وذلك الكتاب مكتوب ف أدي أحر فلم يزل ذلك الكتاب عندهم‬
‫حت دخل عليهم السيل ف دارهم الت دخلت ف السجد الرام سيل الحاف ف سنة ثاني فذهب بتاعهم وذهب‬
‫ذلك الكتاب ف السيل‪ ،‬وذلك ان الزرق قال له‪ :‬يا رسول ال بأب أنت وأمي ان رجل ل عشية ل بكة وانا‬
‫قدمت من الشام وبا أصلي وعشيت وقد اخترت القام بكة فكتب له ذلك الكتاب‪.‬‬
‫ربع أب العور‬
‫قال أبو الوليد‪ :‬ربع أب العور السلمي واسه عمرو بن سفيان بن قايف ابن الوقص الدار الت تصل حق آل نافع بن‬
‫عبد الارث الزاعي‪ ،‬وهذه الدار شارعة ف السويقة البي الت ف بطن السويقة بأصلها يقال لا‪ :‬دار حزة وهي من‬
‫دور معاوية كان اشتراها من آل أب العور السلمي فلما كانت فتنة ابن الزبي اصطفاها ف أموال معاوية فوهبها لبنه‬
‫حزة بن عبد ال بن الزبي‪ ،‬فبه تعرف اليوم‪ ،‬وهي اليوم ف الصواف‪ ،‬ودار يعلى بن منبه كانت ف فناء السجد الرام‬
‫يقال لا ذات الوجهي كان لا بابان‪ ،‬وكان فيها العطارون وكانت ما يلي دار بن شيبة دخلت ف السجد الرام‬
‫حي وسعه الهدي سنة احدى وستي وماية‪ ،‬وكانت هذه الدار لعتبة بن غزوان حليف بن نوفل فلما هاجروا أخذها‬
‫يعلى بن منبه وكان استوصاه با حي هاجر‪ ،‬فلما قدم النب صلى ال عليه وسلم يوم الفتح فتكلم أبو أحد بن جحش‬
‫ف داره فقال النب صلى ال عليه وسلم ما قال وكره أن يرجعوا ف شيء هجروه ل تعال وتركوه فسكت عنها عتبة‬
‫بن غزوان‪ ،‬وكان ليعلى بن منبه أيضا داره الت ف الناطي ابتاعها من آل صيفي فأخرجه منها الذر‪ ،‬وهي الدار الت‬
‫صارت لزبيدة بلصق السجد الرام عند الناطي‪.‬‬
‫ربع آل داود بن الضرمي واسم الضرمي عبد ال بن عمار حليف عتبة بن ربيعة‬
‫قال أبو الوليد‪ :‬لم دراهم الت عند الروة يقال لا‪ :‬دار طلحة بي دار الزرق بن عمرو الغسان ودار عتبة بن فرقد‬
‫السلمي‪ ،‬ولم أيضا الدار الت إل جنب هذه الدار عند باب دار الزرق أيضا يقال لا‪ :‬دار حفصة‪ ،‬ويقال لا‪ :‬دار‬
‫الزوراء‪ ،‬ومن رباعهم أيضا الدار الت عند الروة ف صف دار عمر بن عبد العزيز‪ ،‬ووجهها شارع على الروة‪،‬‬
‫الجامون ف وجهها‪ ،‬وهي اليوم ف الصواف اشتراها بعض السلطي‪ ،‬اشترتا رملة بنت عبد ال بن عبد اللك بن‬
‫مروان وزوجها عبد الواحد بن سليمان بن عبد اللك بن مروان‪ ،‬فتصدقت با ليسكنها الاج والعتمرون‪ ،‬وكان ف‬
‫دهليز دارها هذه شراب من أسوقة ملة وممضة تسقي فيها ف الوسم‪ ،‬وكان لشام بن عبد اللك وهو خليفة‬
‫شراب من أسوقة ممضة وملة يسقي ف الوسم على الروة ف فسطاط ف موضع النبذ الذي يسقي فيه الاء على‬
‫الروة فمنع ممد بن هشام بن إساعيل الخزومي خال هشام ابن عبد اللك بن مروان‪ ،‬وهو أمي على مكة رملة بنت‬
‫عبد ال بن عبد اللك أن تسقي على الروة شرابا‪ ،‬فشكت ذلك إل عمها هشام بن عبد اللك فكتب لا‪ :‬إذا انقضى‬
‫الاج أن تسقى ف الصدر‪ ،‬فلم تزل تلك الدار يسقى فيها شراب رملة من وقوف وقفتها عليها بالشام‪ ،‬ويسكن هذه‬
‫الدار الاج والعتمرون حت اصطفيت حي خرجت اللفة من بن مروان‪ ،‬وهذه الدار من دار عمر بن عبد العزيز‬
‫إل حق أم انار القارية‪ ،‬والدار الت على ردم آل عبد ال عندها المارون بلصق دار آل جحش بن رياب‪ ،‬وهي‬
‫بيوت صغار كانت لقوم من الزد يقال لم‪ :‬الباهة‪ ،‬ومسكنهم السراة‪ ،‬وهم حلفاء آل جرب بن أمية‪ ،‬فاشتراها‬
‫منهم خالد بن عبد ال القسري فهي تعرف اليوم بدار القسري ث اصطفيت‪.‬‬
‫رباع بن نوفل بن عبد مناف‬

‫قال أبو الوليد‪ :‬كانت لم دار جبي بن مطعم عند موضع دار القوارير اللصقة بالسجد الرام بي الصفا والروة‪،‬‬
‫اشتريت منهم ف خلفة الهدي أمي الؤمني حي وسع السجد الرام قال‪ :‬فأقطعت تلك الرحبة جعفر بن يي ف‬
‫خلفة الرشيد هارون أمي الؤمني‪ ،‬ث قبضت ف أموال جعفر فبناها حاد الببري للرشيد بالرخام والفسيفساء من‬
‫خارجها‪ ،‬وبن باطنها بالقوارير والينا الصفر والحر وكانت لم أيضا دار دخلت ف السجد الرام يقال لا‪ :‬دار‬
‫بنت قرضة‪ ،‬وكانت لم الدار الت إل جنب دار ابن علقمة صارت للفضل بن الربيع‪ ،‬اشتراها من أهل نافع بن جبي‬
‫بن مطعم وبناها‪ ،‬وهي الدار الت احترقت على الصيادلة‪ ،‬كانت لنافع بن جبي خاصة من بي ولد جبي‪ ،‬ولم دار‬
‫عدي بن اليار كانت عند العلم الذي على باب السجد الذي يسعى منه من أقبل من الروة إل الصفا‪ ،‬وكانت‬
‫صدقة‪ ،‬فاشترى لم بثمنها دورا‪ ،‬فهي ف أيدي ولد خيار بن عدي إل اليوم‪ ،‬وعم دار ابن أب حسي بن الارث بن‬
‫عامر بن نوفل دخلت ف السجد الرام‪ ،‬وكانت صدقة‪ ،‬فاشترى لم بثمنها دورا فهي ف أيديهم إل اليوم‪.‬‬
‫رباع حلفاء بن نوفل بن عبد مناف‬
‫قال أبو الوليد‪ :‬دار عتبة بن غزوان من بن مازن بن منصور كانت إل جنب السجد الرام يقال لا‪ :‬ذات الوجهي‪،‬‬
‫قد كتبت قصتها ف رباع يعلى بن منبه‪ ،‬ودخلت هذه الدار ف السجد الرام ودار حجي بن أب اهاب بن عزيز بن‬
‫قيس ابن عبد ال بن دارم التميمي‪ ،‬وكانت قبلهم لل معمر بن خطل المحي‪ ،‬وهي الدار الت لا بابان‪ ،‬باب شارع‬
‫على فوهة سكة قعيقعان‪ ،‬وباب إل السكة الت ترج إل السجد إل باب قعيقعان‪ ،‬ث صارت ليحي بن خالد بن‬
‫برمك اشتراها من آل حجي بستة وثلثي ألف دينار‪ ،‬ث هي اليوم ف الصواف وهي الدار الت صارت للصفار ث‬
‫صارت للسلطان بعد‪.‬‬
‫رباع بن الارث بن فهر‬

‫قال أبو الوليد‪ :‬قال جدي‪ :‬لم ربع دبر قرن القرظ بي ربع آل مرة ابن عمرو المحيي وبي الطريق الت لل وابصة‬
‫ما يلي الليج وللضحاك بن قيس الفهري دار عند دار آل عفيف السهميي‪ ،‬بينها وبي حق آل الرتفع‪ ،‬وعلى ردم‬
‫بن جح دار يقال لا‪ :‬دار قراد فنسب الردم إليهم بذلك‪ ،‬وكان الذي عمل ذلك الردم عبد اللك بن مروان عام سيل‬
‫الحاف مع ما عمل من الضفاير والردم هو الذي يقول فيه الشاعر‪:‬‬
‫إذا جـاوزت ردم بن قراد‬ ‫سأملك عبة وأفيض أخرى‬
‫رباع بن أسد بن عبد العزى‬

‫قال أبو الوليد‪ :‬كانت لم دار حيد بن زهي اللصقة بالسجد الرام ف ظهر الكعبة كانت تفيء على الكعبة‬
‫بالعشي‪ ،‬وتفيء الكعبة عليها بالبكر‪ ،‬فدخلت ف السجد الرام ف خلفة أب جعفر‪ ،‬ولم دار أب البختري بن هاشم‬
‫بن أسد‪ ،‬وقد دخلت ف دار زبيدة الت عند الناطي‪ ،‬ولم ف سكة الزامية دار الزبي ابن العوام‪ ،‬ودار حكيم بن‬
‫حزام‪ ،‬والبيت الذي تزوج فيه رسول ال صلى ال عليه وسلم خدية بنت خويلد ف دار حكيم بن حزام‪ ،‬وسقيفة‬
‫فيما هنالك‪ ،‬وخي ما يلي دار الزبي‪ ،‬وف الي باب يأخذ إل دار الزبي ولعبد ال بن الزبي الدور الت بقعيقعان‬
‫الثلث الصطفى يقال لا‪ :‬دور الزبي‪ ،‬ول يكن الزبي ملكها‪ ،‬ولكن عبد ال ابتاعها من آل عفيف بن نبيه السهميي‬
‫ومن ولد منبه‪ ،‬وفيها دار يقال لا‪ :‬دار الزنج‪ ،‬وإنا سيت دار الزنج لن ابن الزبي كان له فيها رقيق زنج‪ ،‬وف الدار‬
‫العظمى منهن بي حفرها عبد ال بن الزبي‪ ،‬وف هذه الدار طريق إل البل الحر وإل قرارة الدحا موضع كان أهل‬
‫مكة يتداحون فيه بالداحي والراصع‪ ،‬وكانت لعبد ال بن الزبي أيضا دار بقعيقعان يقال لا‪ :‬دار الشن وكانت له‬
‫دار البخات كانت بي دار العجلة ودار الندوة‪ ،‬وكانت إل جنبها دار فيها بيت مال مكة كانت من دور بن سهم ث‬
‫كان عبد اللك بن مروان قبضها بعد من ابن الزبي‪ ،‬ث دخلت الدار الت كان فيها بيت الال ف دار العجلة حي بناها‬
‫يقطي بن موسى للمهدي أمي الؤمني‪ ،‬وصارت الخرى للربيع ث هي اليوم ف الصواف وهي الت يسكنها صاحب‬
‫البيد‪ ،‬وإنا سيت تلك الدار دار البخات لن ابن الزبي جعل فيها باتيا كان أتى با من العراق‪ ،‬ولم دارا مصعب‬
‫بن الزبي اللتان عند دار العجلة كانتا للخطاب بن نفيل العدوي‪ ،‬ولم دار العجلة ابتاعها عبد ال بن الزبي من آل‬
‫سي بن موهبة السهميي‪ ،‬وإنا سيت دار العجلة لن ابن الزبي حي بناها عجل وبادر ف بنائها‪ ،‬فكانت تبن بالليل‬
‫والنهار حت فرغ منها سريعا‪ ،‬وقال بعض الكيي‪ :‬إنا سيت دار العجلة لن ابن الزبي كان ينقل حجارتا على عجلة‬
‫اتذها على البخت والبقر‪.‬‬
‫رباع بن عبد الدار بن قصي‬

‫كانت لم دار الندوة وهي دار قصي بن كلب الت كانت قريش ل تشاور‪ ،‬ول تناظر‪ ،‬ول يعقدون لواء الرب‪،‬‬
‫ول يبمون ال فيها‪ ،‬يفتحها لم بعض ولد قصي‪ ،‬فإذا بلغت الارية منهم أدخلت دار الندوة فجاب عليها فيها‬
‫درعها عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي‪ ،‬ث انصرفت إل أهلها فحجبوها أو بعض ولده‪ ،‬وكانت‬
‫بيده من بي ولد عبد الدار وإنا كانت قريش تفعل هذا ف دار قصي تيمنا بأمره‪ ،‬وتبكا به‪ ،‬وكان عندهم كالدين‬
‫التبع‪ ،‬وكان قصي الذي جع قريشا وأسكنهم مكة وخط لم الرباع ول يكن يدخل دار الندوة من غي بن قصي إل‬
‫ابن أربعي سنة ويدخلها بنو قصي جيعا وحلفاؤهم كبيهم وصغيهم‪ ،‬فلم تزل تلك بأيدي ولد عامر بن هاشم حت‬
‫باعها ابن الرهي العبدري وهو من ولده من معاوية باية ألف درهم‪ ،‬وقد دخل أكثر دار الندوة ف السجد الرام‪،‬‬
‫وقد بقيت منها بقية هي قاية إل اليوم على حالا‪ ،‬قال أبو ممد الزاعي‪ :‬قد جعلت مسجدا وصل بالسجد الكبي‬
‫ف خلفة العتضد بال‪ ،‬وقد كتبت قصتها ف موضعه‪ ،‬ولم دار شيبة ابن عثمان وهي إل جنب دار الندوة وفيها‬
‫خزانة الكعبة وهي دار أب طلحة عبد ال بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار‪ ،‬ولا باب ف السجد الرام؛ ولم‬
‫ربع ف جبل شيبة ما وراء دار عبد ال بن مالك بن اليثم الزاعي إل دار الزرق ابن عمرو بن الارث الغسان إل‬
‫ما سال من قرارة جبل شيبة إل دار درهم‪ ،‬وربع بن الرتفع فذلك كله لبن شيبة بن عثمان‪ ،‬وزعم بعض الناس إن‬
‫دار عبد ال بن مالك كانت لم يقال‪ :‬كانت لسعد بن أب طلحة‪ ،‬ث صارت لعاوية‪ ،‬ولم ربع بن الرتفع ف السويقة‬
‫إل دار ابن الزبي‪ ،‬الدنيا الت بقعيقعان يقال‪ :‬إن ذلك الربع كان لل النباش بن زرارة التميمي‪ ،‬وقال بعض أهل‬
‫العلم‪ :‬كان ذلك الربع لب الجاج بن علط السلمي‪ ،‬وكانت عنده امرأة منهم يقال لا‪ :‬فاطمة ابنة الارث بن‬
‫علقمة بن كلدة بن عبد الدار فخرج مهاجرا فأخذوا ربعه‪ ،‬وزعم بعض الكيي انه كانت لم الدار الت عند الياطي‬
‫الت يقال لا‪ :‬دار عمرو بن عثمان كانت لل السباق بن عبد الدار‪ ،‬وزعم غي هؤلء انا كانت لب أمية بن الغية‬
‫الخزومي‪.‬‬
‫رباع حلفاء بن عبد الدار بن قصي‬

‫قال أبو الوليد‪ :‬رباع آل نافع بن عبد الارث الزاعيي‪ ،‬الربع التصل بدار شيبة بن عثمان ودار الندوة إل السويقة‬
‫إل دار حزة الت بالسويقة‪ ،‬إل ما دون السويقة‪ ،‬والزقاق الذي يسلك منه إل دار عبد ال بن مالك‪ ،‬وإل الروة‪،‬‬
‫وينقطع ربعهم من ذلك الزقاق عند دار أم إبراهيم الت ف دار أوس ومعهم فيه حق اللحيي‪ ،‬وهو الربع الذي صار‬
‫لبن ماهان‪.‬‬
‫رباع بن زهرة‬
‫قال أبو الوليد‪ :‬كانت لم بفناء السجد الرام دار دخلت ف السجد الرام‪ ،‬كانت عند دار يعلى بن منبه ذات‬
‫الوجهي‪ ،‬وكانت لم دار مرمة ابن نوفل الت بي الصفا والروة الت صارت لعيسى بن علي عند الروة‪ ،‬ولم حق آل‬
‫أزهر بن عبد عوف على فوهة زقاق العطارين‪ ،‬فيها العطارون وهي ف أيديهم إل اليوم‪ ،‬ولم دار جعفر بن سليمان‬
‫الت ف زقاق العطارين‪ ،‬كانت لعوف بن عبد عوف بن عبد بن الارث بن زهرة وهو أبو عبد الرحن بن عوف‪.‬‬
‫رباع حلفاء بن زهرة‬

‫قال أبو الوليد‪ :‬دار خية بنت سباع بن عبد العزى الزاعية اللحية‪ ،‬كانت ف أصل السجد الرام تصل دار جبي بن‬
‫مطعم‪ ،‬ودار الزرق بن عمرو الغسان‪ ،‬فدخلت ف السجد الرام‪ ،‬وللغسانيي أيضا الدار الت تصل دار أوس ودار‬
‫عيسى بن علي فيها الذاءون‪ ،‬يقال لا‪ :‬دار ابن عاصم‪ ،‬وصار وجهها لعفر بن أب جعفر أمي الؤمني‪ ،‬ث اشتراها‬
‫الرشيد هارون أمي الؤمني‪ ،‬وأما مؤخر الدار فهي ف أيدي العاصميي إل اليوم‪.‬‬
‫ربع آل قارظ القاريي‬

‫وهي الدار الت يقال لا دار اللد على الصيادلة بي الصفا والروة بناها بناءها هذا حاد الببري‪ ،‬قال الزرقي‪ :‬وأما‬
‫بناؤها هذا ما عمل لم جعفر القتدر بال‪ ،‬وقد أقطعها ف أيامه واشتراها الرشيد هارون أمي الؤمني بي دار آل‬
‫الزهر‪ ،‬وبي دار الفضل بن الربيع الت كانت لنافع بن بي بن مطعم‪.‬‬
‫ربع آل انار القاريي‬

‫الربع الشارع على الروة على أصحاب الدم من ربع آل الضرمي إل رحبة عمر بن الطاب رضي ال عنه مقابل‬
‫زقاق الرازين الذي يسلك على دار عبد ال ابن مالك‪ ،‬ووجه هذا الربع بي الدارين ما يلي البامي‪ ،‬فيه دار أم أنار‬
‫القارية كانت برزة من النساء‪ ،‬وكانت رجال قريش يلسون بفناء بيتها يتحدثون؛ وزعموا ان النب صلى ال عليه‬
‫وسلم كان يلس ف ذلك الجلس ويتحدث بفناء بيتها‪ ،‬وف هذا الربع بيت قدي جاهلي على بنيانه الول يقال‪ :‬إن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم دخل هذا البيت‪ ،‬وف وجه هذا الربع مسجد صغي بي الدارين عند البامي‪ ،‬زعم بعض‬
‫الكيي ان النب صلى ال عليه وسلم صلى فيه فاشترى السري بن عبد ال بن كثي بن عباس بعض هذا الربع وهو‬
‫أمي مكة‪ ،‬فلما عزل وسخط عليه اصطفاه أمي الؤمني أبو جعفر وكان فيه حق قد كان بعض بن أمية اشتراه‬
‫فاصطفي منهم‪ ،‬ث اشترى أمي الؤمني أبو جعفر بقيته من ناس من القاريي‪ ،‬فهو ف الصواف إل اليوم إل القطعة الت‬
‫كانت لبن حاد الببري‪ ،‬وليحي بن سليم الكاتب فاشتراها ابن عمران النخعي ث صارت لعبد الرحن بن إسحاق‬
‫قاضي بغداد‪.‬‬
‫ربع آل الخنس بن شريق‬

‫دار الخنس الت ف زقاق العطارين من الدار الت بناها حاد الببري لارون أمي الؤمني إل دار القدر الت للفضل بن‬
‫الربيع‪ ،‬وهذا الربع لم جاهلي‪ ،‬ولل الخنس أيضا الق الذي بسوق الليل على الدادين مقابل دار الوار‪ ،‬شراء من‬
‫بن عامر بن لوي‪.‬‬
‫ربع آل عدي بن أب المراء الثقفي‬

‫لم الدار الت ف ظهر دار ابن علقمة ف زقاق أصحاب الشيق يقال لا‪ :‬دار العاصميي من دار القدر الت للفضل بن‬
‫الربيع إل بيت النب صلى ال عليه وسلم الذي يقال له‪ :‬بيت خدية‪ ،‬وهو لم ربع جاهلي‪.‬‬
‫ربع بن تيم‬
‫قال أبو الوليد‪ :‬دار أب بكر الصديق ف خط بن جح وفيها بيت أب بكر رضي ال عنه الذي دخله عليه رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وهو على ذلك البناء إل اليوم‪ ،‬ومنه خرج النب صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وأبو بكر الصديق رضي‬
‫ال عنه إل ثور مهاجرا‪ ،‬ولم دار عبد ال بن جدعان كانت شارعة على الوادي على فوهت سكت أجيادين‪ ،‬أجياد‬
‫الكبي‪ ،‬وأجياد الصغي‪ ،‬وهي الدار الت قال النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬لقد حضرت ف دار ابن جدعان حلفا لو‬
‫دعيت إليه الن لجبت‪ ،‬وهو حلف الفضول كان ف دار ابن جدعان‪ ،‬وقد دخلت هذه الدار ف وادي مكة حي‬
‫وسع الهدي السجد الرام‪ ،‬ودخل الوادي القدي ف السجد‪ ،‬وحول الوادي ف موضعه الذي هو فيه اليوم‪ ،‬وكان ف‬
‫موضعه دور من دور الناس إل قطعة فضلت ف دار ابن جدعان وهي دار ابن عزارة‪ ،‬ودار الليكيي الت عند الغزالي‬
‫إل جنب دار العباس بن ممد الت على الصيارفة‪ ،‬ولم حق أب معاذ عند الروة‪ ،‬ولم حق كان لعثمان بن عبد ال‬
‫بن عثمان بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة عند سكة أجياد‪ ،‬دخلت ف الوادي‪ ،‬ولم دار درهم بالسويقة شراء‪.‬‬
‫رباع بن مزوم وحلفائهم‬

‫قال أبو الوليد‪ :‬لم أجيادان الكبي والصغي ما قبل منهما على الوادي إل منتهى آخرها إل حق بن جدعان‪ ،‬وآل‬
‫عثمان التيمي‪ ،‬وأجيادان جيعا لبن الغية بن عبد ال بن عمر بن مزوم‪ ،‬إل دار السايب الت يقال لا سقيفة‪ ،‬ودار‬
‫العباس بن ممد الت على الصيارفة‪ ،‬فإنا من ربع العايذيي‪ ،‬ولهل هبار من الزد معهم حق بأجياد الصغي‪ ،‬وهبار‬
‫رجل من الزد كان الوليد بن الغية تبناه صغيا ف الاهلية‪ ،‬فأحبه وأقطعه‪ ،‬وحق آل هبار هذا بي ربع خالد بن‬
‫العاص بن هشام‪ ،‬وبي دار زهي بن أب أمية‪ ،‬ومعهم أيضا بأجياد الكبي حق الارث بن أمية الصغر عبد شس بن‬
‫عبد مناف يقال له‪ :‬دار عبلة‪ ،‬ولل هشام بن الغية من ذلك دار خالد بن العاص بن هشام‪ ،‬ودار الدومة وف دار‬
‫الدومة كان منل أب جهل بن هشام؛ وإنا سيت دار الدومة ان ابنة لول لالد بن العاص بن هشام يقال له‪ :‬أبو‬
‫العدا‪ ،‬كانت تلعب بلعب لا من مقل‪ ،‬فدفنت مقلة فيها وجعلت تقول‪ :‬قب ابنت‪ ،‬وتصب عليها الاء حت خرجت‬
‫الدومة وكبت‪ ،‬فسميت دار الدومة‪ ،‬ومنل أب جهل الذي كان فيه هشام بن سليمان ولل هشام بن سليمان دار‬
‫الساج بأجياد الصغي أيضا‪ ،‬وحق آل عبد الرحن بن الارث الوضع الذي يقال له‪ :‬الربد‪ ،‬ودر الشركاء لل هشام‬
‫بن الغية أيضا‪ ،‬وإنا سيت دار الشركاء لن الاء كان قليلً بأجياد فتخارج آل سلمة بن هشام وآخرون معهم‬
‫فاحترفوا بي الشركاء ف الدار‪ ،‬فقيل‪ :‬بي الشركاء‪ ،‬ث قيل‪ :‬دار الشركاء‪ ،‬وهي لل سلمة بن هشام‪ ،‬وهم يزعمون‬
‫انم حفروا البي‪ ،‬ودار العلوج بجتمع أجيادين‪ ،‬كانت لالد بن العاص بن هشام وإنا سيت دار العلوج انه كان فيها‬
‫علوج له‪ ،‬ولم دار الوقص عند دار زهي بأجياد الصغي أيضا‪ ،‬ولم دار الشطوى كانت لل عياش بن أب ربيعة بن‬
‫الغية‪ ،‬ولل هشام بن الغية أيضا حق بأسفل مكة عند دار سرة بن حبيب‪ ،‬يقال‪ :‬دفن فيها هشام بن الغية‪ ،‬وقد‬
‫اختصم فيها آل هشام بن الغية‪ ،‬وآل مرة بن عمرو المحيون إل الوقص ممد بن عبد الرحن بن هشام‪ ،‬وهو‬
‫قاضي أهل مكة فشهد عثمان بن عبد الرحن بن الارث بن هشام‪ ،‬إن خالد بن سلمة أخبه إن معاوية بن أب سفيان‬
‫ساوم خالد بن العاص بن هشام بذلك الربع فقال‪ :‬وهل يبيع الرجل موضع قب أبيه ? فقسمه الوقص بي آل مرة‪،‬‬
‫وبي الخزوميي‪ ،‬بعث مسلم بن خالد الزني فقسمه بينهم‪ ،‬ولل زهي بن أب أمية ابن الغية دار زهي بأجياد‪ ،‬وقد‬
‫زعم بعض الكيي إن الدار الت عند الياطي يقال لا‪ :‬دار عمرو بن عثمان‪ ،‬كانت لب أمية بن الغية‪ ،‬وحق آل‬
‫حفص ابن الغية عند الضفية بأجياد الكبي‪ ،‬وحق آل أب ربيعة بن الغية دار الارث بن عبد ال بن أب ربيعة‪ ،‬وقد‬
‫زعم بعض الكيي انه كان للواصبيي فاشتراه الارث بن عبد ال؛ ويقال‪ :‬كان ف الاهلية لول لزاعة يقال له‪:‬‬
‫رافع‪ ،‬فباعه ولده‪.‬‬
‫رباع بن عايذ من بن مزوم‬

‫قال أبو الوليد‪ :‬دار أب نيك‪ ،‬وقد دخل أكثرها ف الوادي‪ ،‬وبقيتها دار العباس بن ممد الت بفوهة أجياد الصغي على‬
‫الصيارفة‪ ،‬باعها بعض ولد التوكل ابن أب نيك‪ ،‬ودار السايب بن أب السايب العايذي‪ ،‬وقد دخل بعضها ف الوادي‪،‬‬
‫وبقيتها ف الدار الت يقال لا‪ :‬دار سقيفة‪ ،‬فيها البزازون عند الصيارفة‪ ،‬فيها حق عبد العزيز بن الغية بن عطاء بن أب‬
‫السايب‪ ،‬وصار وجهها لحمد بن يي بن خالد بن برمك‪ ،‬وف هذه الدار البيت الذي كانت فيه تارة النب صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ،‬والسايب بن أب السايب ف الاهلية‪ ،‬وكان السايب شريكا للنب صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وله يقول النب‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ :‬نعم الشريك السايب‪ ،‬ل مشاري ول ماري ول صخاب ف السواق‪ ،‬ومن حق آل عايذ دار‬
‫عباد بن جعفر بن رفاعة بن أمية بن عايذ ف أصل جبل أب قبيس من دار القاضي ممد بن عبد الرحن السفيان إل‬
‫دار ابن صيفي الت صارت ليحي بن خالد بن برمك إل منارة السجد الرام الشارعة على السعى‪ ،‬وكان بابا‪ ،‬عند‬
‫النارة ومن عند بابا كان يسعى من اقبل من الصفا يريد الروة‪ ،‬فلما ان وسع الهدي السجد الرام ف سنة سبع‬
‫وستي وماية وأدخل الوادي ف السجد الرام‪ ،‬أدخلت دار عباد بن جعفر هذه ف الوادي اشتريت منهم وصيت‬
‫بطن الوادي اليوم إل ما لصق منها بالبل جبل أب قبيس‪ ،‬وهو دار ابن روح‪ ،‬ودار ابن حنظلة إل دار ابن برمك‪،‬‬
‫ومن رباع بن عايذ دار ابن صيفي وهي الدار الت صارت ليحي بن خالد بن برمك فيها البزازون‪ ،‬ومن رباع بن‬
‫مزوم حق آل حنطب وهو الق التصل بدار السايب من الصيارفة إل الصفا‪ ،‬تلك الساكن كلها إل الصفاء حق‬
‫ولد الطلب ابن حنطب بن الارث بن عبيد بن عمر بن مزوم‪ ،‬ولم حق السفيانيي دار القاضي ممد بن عبد الرحن‬
‫من دار الرقم إل دار ابن روح العايذي‪ ،‬فذلك الربع لسفيان‪ ،‬والسود ابن عبد السد بن هلل بن عبد ال بن عمر‬
‫بن مزوم وللسفيانيي أيضا حق ف زقاق العطارين الدار الت مقابل دار الخنس بن شريق‪ ،‬فيها ابن أخي الصمة يقال‬
‫لا‪ :‬دار الارث لناس من السفيانيي يقال لم‪ :‬آل أب قزعة‪ ،‬ومسكنهم السراة‪ ،‬وربع آل الرقم بن أب الرقم‪ ،‬واسم‬
‫أب الرقم عبد مناف بن أب جندب أسد بن عبد ال بن عمر بن مزوم الدار الت عند الصفا يقال لا‪ :‬دار اليزران‪،‬‬
‫وفيها مسجد يصلى فيه كان ذلك السجد بيتا كان يكون فيه النب صلى ال عليه وسلم يتوارى فيه من الشركي‪،‬‬
‫ويتمع هو وأصحابه فيه عند الرقم بن أب الرقم ويقرئهم القرآن‪ ،‬ويعلمهم فيه‪ ،‬وفيه أسلم عمر بن الطاب رضي‬
‫ال عنه ولبن مزوم حق الوابصي الذي ف خط الزامية بي دار الارث بن عبد ال بن أب ربيعة وبي دار الزبي بن‬
‫العوام‪ ،‬ولبن مزوم دار خرابة وهي الدار الت عند اللباني بفوهة خط الزامية شارعة ف الوادي صار بعضها لالصة‬
‫وبعضها لعيسى بن ممد بن إساعيل الخزومي‪ ،‬وبعضها لبن غزوان الندي‪.‬‬
‫رباع بن عدي بن كعب‬

‫قال أبو الوليد‪ :‬كان بي بن عبد شس بن عبد مناف وبي بن عدي بن كعب حرب ف الاهلية‪ ،‬وكانت بنو عدي‬
‫تدعى لعقة الدم‪ ،‬وكانوا ل يزالون يقتتلون بكة‪ ،‬وكانت مساكن بن عدي ما بي الصفا إل الكعبة‪ ،‬وكانت بنو عبد‬
‫شس يظفرون عليهم ويظهرون‪ ،‬فأصابت بنو عبد شس منهم ناسا‪ ،‬وأصابوا من بن عبد شس ناسا‪ ،‬فلما رأت ذلك‬
‫بنو عدي علموا ان ل طاقة لم بم حالفوا بن سهم‪ ،‬وباعوا رباعهم إل قليلً‪ ،‬وذكروا إن من ل يبع آل صداد‬
‫فقطعت لم بنو سهم كل حق أصبح لبن عدي ف بن سهم حق نفيل بن عبد العزى وهو حق عمر بن الطاب‪،‬‬
‫وحق زيد بن الطاب بالثنية‪ ،‬وحق مطيع بن السود هؤلء الذين باعوا مساكنهم‪ ،‬وكانت بنو سهم من أعز بطن ف‬
‫قريش‪ ،‬وامنعه‪ ،‬وأكثره فقال الطاب بن نفيل بن عبد العزى وهو يذكر ذلك ويتشكر لبن سهم‪:‬‬
‫أجود بالعرف مـن اللفظـه‬ ‫أسكتن قـوم لـهـم نـايل‬
‫عند مثيل النفـس الفايظـه‬ ‫سهم فما مثلهـم مـعـشـر‬
‫درن رماح للعـدى غايظـه‬ ‫كنت إذا ما خفت ضيما حنت‬
‫وقال الطاب بن نفيل بن عبد العزى أيضا وبلغه إن أبا عمرو بن أمية يتوعده‪:‬‬
‫رجـال ل ينهنهها الوعـيد‬ ‫أيـوعـدن أبو عمـرو ودون‬

‫إل أبياتم يأوي الـطـريد‬ ‫رجال من بن سهم بن عمـرو‬
‫مراججة إذا قرع الـحـديد‬ ‫جحاجحة شـياظـمة كـرام‬
‫خلل بيوتم كـرم وجـود‬ ‫خضـارمـة مـلوثة لـيوث‬
‫إذا نزلت بم سـنة كـؤود‬ ‫ربيع العدمـي وكـل جـار‬
‫وعند بيوتم تلقى الـوفـود‬ ‫هم الراس القدم مـن قريـش‬
‫ونصرهم إذا ادعوا عـتـيد‬ ‫فكيف أخاف أو أخشى عدوا‬
‫هذا الدهر ما اختلف الديد‬ ‫فلست بعادل عنهم سـواهـم‬
‫ولبن عدي خط ثنية كدا على يي الارج من مكة إل حق الشافعيي على رأس كدا‪ ،‬ولم من الشق اليسر حق آل‬
‫أب طرفة الذليي الذي على رأس كدا‪ ،‬فيه اراكة ناتئة شارعة على الطريق يقال لا‪ :‬دار الراكة‪ ،‬ومعهم ف هذا‬
‫الشق اليسر حقوق ليست لم معروفة منها حق آل كثي بن الصلت الكندي إل جنب دار مطيع‪ ،‬كانت لل جحش‬
‫بن رياب السدي ومعهم حق لل عبلة بأصل الزنة‪ ،‬وكان للخطاب بن نفيل الداران اللتان صارتا لصعب بن الزبي‬
‫دخلتا ف دار العجلة‪ ،‬وف السجد الرام بعضها‪ ،‬وزعم بعض الكبي إن دار الراجل كانت لل الؤمل العدوي‬
‫باعوها فاشتراها معاوية وبناها‪ ،‬وكانت للخطاب بن نفيل دار صارت لعمر بن الطاب رضي ال عنه كانت بي دار‬
‫مرمة بن نوفل الت صارت لعيسى بن علي‪ ،‬وبي دار الوليد بن عتبة بي الصفا والروة‪ ،‬وكان لا وجهان‪ ،‬وجه على‬
‫ما بي الصفا والروة‪ ،‬ووجه على فج بي الدارين فهدمها عمر بن الطاب رضي ال عنه ف خلفته وجعلها رحبة‬
‫ومناخا للحاج تصدق با على السلمي وقد بقيت منها حوانيت فيها أصحاب الدم‪ ،‬سعت جدي أحد بن ممد‬
‫يذكر إن تلك الوانيت كانت أيضا رحبة من هذه الرحبة‪ ،‬ث كانت مقاعد يكون فيها قوم يبيعون ف مقاعدهم‪ ،‬وف‬
‫القاعد صناديق يكون فيها متاعهم بالليل‪ ،‬وكانت الصناديق بلصق الدر ث صارت تلك القاعد خياما بالريد‬
‫والسعف‪ ،‬فلبثت تلك اليام ما شاء ال‪ ،‬جعلوا يبنونا باللب النء وكسار الجر حت صارت بيوتا صغارا يكرونا‬
‫من أصحاب القاعد ف الوسم من أصحاب الدم بالدناني الكثية‪ ،‬فجاءهم قوم من ولد عمر بن الطاب من الدينة‬
‫فخاصموا اولئك القوم فيها إل قاض من قضاة أهل مكة‪ ،‬فقضى با للعمريي وأعطى أصحاب القاعد قيمة بعض ما‬
‫بنوا‪ ،‬فصارت حوانيت تكرى من أصحاب الدم‪ ،‬وهي ف أيدي ولد عمر بن الطاب رضي ال عنه إل اليوم‪.‬‬
‫ربع بن جح‬
‫لم خط بن جح عند الردم الذي ينسب إليهم‪ ،‬وكان يقال له‪ :‬ردم بن قراد‪ ،‬دار أب بن خلف ودار السجن سجن‬
‫مكة‪ ،‬كانت لصفوان بن أمية فابتاعها منه نافع بن عبد الارث الزاعي وهو أمي مكة‪ ،‬ابتاعها لعمر بن الطاب‬
‫رضي ال عنه بأربعة آلف درهم‪ ،‬ولم دار صفوان الت عند دار النذر ابن الزبي‪ ،‬ولم دار صفوان السفلى عند دار‬
‫سرة‪ ،‬ولم دار مصر بأسفل مكة‪ ،‬فيها الوراقون كانت لصفوان بن أمية‪ ،‬ولم حنبتا خط بن جح يينا وشالً‪،‬‬
‫وكانت لم دار حجي بن أب أهاب فباعوها من أب أهاب بن عزيز التميمي حليف الطعم بن عدي بن نوفل‪ ،‬ولم‬
‫دار قدامة بن مظعون ف حق بن سهم‪ ،‬ولم دار عمرو بن عثمان الت بالثنية‪ ،‬ولم حق آل جذي ف حق بن سهم‪،‬‬
‫ويقال‪ :‬إن تلك الدار كانت لل مظعون‪ ،‬فلما هاجروا خلوها فغلب عليها آل جذي‪ ،‬ولم دار أب مذورة ف بن‬
‫سهم‪.‬‬
‫رباع بن سهم‬
‫لم دار عفيف الت ف السويقة إل قعيقعان إل ما جاز سيل قعيقعان من دار عمرو بن العاص إل دار غباة السهمي‬
‫إل ما جاز الزقاق الذي يرج على دار أب مذورة إل الثنية‪ ،‬وكانت لم دار العجلة ومعهم لل هبية الشميي حق‬
‫ف سند جبل زرزر‪ ،‬ودار قيس بن عدي جد ابن الزبعري هي الدار الت كانت اتذت متوضئات ث صارت ليعقوب‬
‫بن داود الطبقي ودار ياسر خادم زبيدة‪ ،‬ما بي دار عبيد ال بن السن إل دار غباة السهمي‪ ،‬ولم حق آل قمطة‪.‬‬
‫رباع حلفاء بن سهم‬

‫قال أبو الوليد‪ :‬دار بديل بن ورقاء الزاعي الت ف طرف الثنية‪.‬‬
‫رباع بن عامر بن لوي‬

‫قال أبو الوليد‪ :‬لم من وادي مكة على يسار الصعد ف الوادي من دار العباس بن عبد الطلب الت ف السعى دار‬
‫جعفر بن سليمان‪ ،‬ودار بن حوار‪ ،‬مصعدا إل دار أب أحيحة سعيد بن العاص‪ ،‬ومعهم فيه حق لل أب طرفة‬
‫الذليي‪ ،‬وهو دار الربيع‪ ،‬ودار الطلحيي‪ ،‬والمام‪ ،‬ودار أب طرفة فأول حقهم من أعلى الوادي دار هند بنت سهيل‬
‫وهو ربع سهيل بن عمرو‪ ،‬وهذه الدار أول دار بكة عمل لا بابان‪ ،‬وذلك إن هند بنت سهيل استأذنت عمر رضي‬
‫ال عنه أن تعل على دارها بابي‪ ،‬فأب أن يأذن لا‪ ،‬وقال‪ :‬انا تريدون أن تغلقوا دوركم دون الاج والعتمرين‪،‬‬
‫وكان الاج والعتمرون ينلون ف عرصات دور مكة‪ ،‬فقالت هند‪ :‬وال يا أمي الؤمني ما أريد ال أن أحفظ على‬
‫الاج متاعهم‪ ،‬فاغلقها عليهم من السرق‪ ،‬فأذن لا فبوبتها‪ ،‬وأسفل منها دار الغطريف بن عطاء‪ ،‬والرحبة الت خلفها‬
‫ف ظهر دار الكم‪ ،‬كانت لعمرو بن عبدود‪ ،‬ث صارت لل حويطب‪ ،‬وأسفل من هذه الدار دار حويطب ابن عبد‬
‫العزى‪ ،‬ف أسفل من هذه الدار دار الدادين كانت لبعض بن عامر فاشتراها معاوية وبناها والدار الت أسفل منها الت‬
‫فيها المام‪ ،‬ودار السلمان فوق دار الربيع كانت لرجل من بن عامر بن لوي يقال له‪ :‬العباس بن علقمة‪ ،‬وأسفل من‬
‫هذه الدار دار الربيع وحام العايذيي‪ ،‬ودار أب طرفة ودار الطلحيي كانت لل أب طرفة الذليي وأسفل من هذه‬
‫الدار دار ممد بن سليمان كانت لخرمة بن عبد العزى أخي حويطب بن عبد العزى‪ ،‬ودار ابن الوار من رباع بن‬
‫عامر‪ ،‬وابن الوار من موال بن عامر ف الاهلية‪ ،‬وربعهم جاهلي‪ ،‬وأسفل من دار ابن الوار دار جعفر بن سليمان‬
‫كانت من رباع بن عامر بن لوي‪ ،‬ودار بن الوار لولد عبد الرحن بن زمعة اليوم‪ ،‬ولبن عامر بن لوي من شق‬
‫وادي مكة اللصق ببل أب قبيس ف سوق الليل من حق الارث بن عبد الطلب الذي على باب شعب ابن يوسف‬
‫منحدرا إل دار ابن صيفي الت صارت ليحي بن خالد بن برمك‪ ،‬وفيه حق لل الخنس بن شريق‪ ،‬شري من بن‬
‫عامر بن لوي‪ ،‬دار الصي عند الروة ف زقاق الرازين‪ ،‬ولم دار أب سبة ابن أب رهم بن عبد العزى‪ ،‬وهي الدار‬
‫الت بي دار أب لب‪ ،‬ودار حويطب بن عبد العزى ودار الدادين‪ ،‬ودار الكم بن أب العاص‪ ،‬فيها الدقاقون‬
‫والزوقون‪ ،‬ولم دار ابن أب ذيب الت أسفل من دار أب لب ف زقاق مسجد خدية ابنة خويلد وهي ف أيديهم إل‬
‫اليوم‪.‬‬
‫ذكر حد العلة وما يليها من ذلك‬

‫قال أبو الوليد‪ :‬حد العلة من شق مكة الين ما جازت دار الرقم بن أب الرقم‪ ،‬والزقاق الذي على الصفا يصعد‬
‫منه إل جبل أب قبيس مصعدا ف الوادي فذلك كله من العلة ووجه الكعبة والقام‪ ،‬وزمزم‪ ،‬وأعلى السجد‪ ،‬وحد‬
‫العلة من الشق اليسر من زقاق البقر الذي عند الطاحونة ودار عبد الصمد بن علي‪ ،‬اللتان مقابل دار يزيد بن‬
‫منصور الميي خال الهدي يقال لا‪ :‬دار العروس مصعد إل قعيقعان‪ ،‬ودار جعفر بن ممد‪ ،‬ودار العجلة‪ ،‬وما حاز‬
‫سيل قعيقعان إل السويقة وقعيقعان مصعدا فذلك كله من العلة‪.‬‬
‫حد السفلة‬
‫قال أبو الوليد‪ :‬من الشق الين من الصفا إل أجيادين فما أسفل منه‪ ،‬فذلك كله من السفلة وحد السفلة من الشق‬
‫اليسر من زقاق البقر منحدرا إل دار عمرو ابن العاص‪ ،‬ودار ابن عبد الرزاق المحي‪ ،‬ودار زبيدة‪ ،‬فذلك كله من‬
‫السفلة‪ ،‬فهذه حدود العلة والسفلة‪.‬‬
‫ذكر اخشب مكة‬

‫قال أبو الوليد‪ :‬اخشبا مكة أبو قبيس وهو البل الشرف على الصفا إل السويدا إل الندمة وكان يسمى ف الاهلية‬
‫المي ويقال‪ :‬انا سي المي لن الركن السود كان فيه مستودعا عام الطوفان‪ ،‬فلما بن إبراهيم وإساعيل عليهما‬
‫السلم البيت نادى إن الركن من ف موضع كذا وكذا وقد كتبت ذلك ف موضعه من هذا الكتاب عند بناء إبراهيم‬
‫البيت الرام قال أبو الوليد‪ :‬وبلغن عن بعض أهل العلم من أهل مكة انه قال‪ :‬انا سي أبا قبيس إن رجل أول من‬
‫نض البناء فيه كان يقال له‪ :‬أبو قبيس‪ ،‬فلما صعد فيه بالبناء سي جبل أب قبيس‪ ،‬ويقال‪ :‬كان الرجل من اياد ويقال‪:‬‬
‫اقتبس منه الركن فسمي أبا قبيس‪ ،‬والول أشهرها عند أهل مكة‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬وحدثن جدي عن سليم بن مسلم عن عبد الوهاب بن ماهد عن أبيه انه قال‪ :‬أول جبل وضعه‬
‫ال عز وجل على الرض حي مادت أبو قبيس‪ ،‬والخشب الخر البل الحر‪ :‬الذي يقال له‪ :‬الحر وكان يسمى‬
‫ف الاهلية العرف العرف‪ :‬وهو البل الشرف وجهه على قعيقعان وعلى دور عبد ال بن الر اليزاب الزبي‪ ،‬وفيه‬
‫موضع يقال له‪ :‬الر واليزاب انا سي الر واليزاب إن فيه موضعي يسكان الاء إذا جاء الطر‪ ،‬يصب أحدها ف‬
‫الخر فسمي العلى منهما الذي يفرع ف السفل الر والسفل منهما اليزاب وف ظهره قرن أب ريش‪ :‬موضع يقال‬
‫له‪ :‬قرن أب ريش وعلى رأسه صخرات مشرفات الكبش‪ :‬يقال لن‪ :‬الكبش عندها موضع فوق البل الحر يقال‬
‫قرارة الدحي‪ :‬له‪ :‬قرارة الدحي كان أهل مكة يتداحون هنالك بالداحي والراصع‪.‬‬
‫ذكر شق معلة مكة اليمان وما فيه‬

‫ما يعرف اسه من الواضع والبال والشعاب ما أحاط به الرم فاضح‪ :‬قال أبو الوليد‪ :‬فاضح باصل جبل أب قبيس ما‬
‫أقبل على السجد الرام والسمعى‪ ،‬كان الناس يتغوطون هنالك‪ ،‬فإذا جلسوا لذلك كشف أحدهم ثوبه فسمي ما‬
‫هنالك فاضحا‪ ،‬وقال بعض الكيي‪ :‬فاضح من حق آل نوفل بن الارث بن عبد الطلب إل حد دار ممد بن يوسف‬
‫فم الزقاق الذي فيه مولد رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وانا سي فاضحا لن جرهم وقطورا اقتتلوا دون دار ابن‬
‫يوسف عند حق آل نوفل بن الارث فغلبت جرهم قطورا وأخرجتهم من الرم وتناولوا النساء ففضحن‪ ،‬فسمي‬
‫بذلك فاضحا‪ ،‬قال جدي‪ :‬وهذا أثبت القولي عندنا وأشهرها‪.‬‬
‫الندمة‪ :‬الندمة البل الذي ما بي حرف السويداء إل الثنية الت عندها بي بن أب السمي ف شعب عمرو‪ ،‬مشرفة‬
‫على أجياد الصغي‪ ،‬وعلى شعب ابن عامر‪ ،‬وعلى دار ممد بن سليمان ف طريق من إذا جاوزت القبة على يي‬
‫الذاهب إل من وف الندمة قال رجل من قريش لزوجته وهو يبي نبل له‪ ،‬وكانت اسلمت سرا‪ ،‬فقالت له‪ :‬ل‬
‫تبي هذا النبل ? قال‪ :‬بلغن ان ممدا يريد أن يفتتح مكة ويغزونا فلئن جاءونا لخدمنك خادما من بعض من‬
‫نستأسر‪ ،‬فقالت‪ :‬وال لكأن بك قد جئت تطلب مشا احشك فيه‪ ،‬لو رأيت خبل ممد فلما دخل رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم يوم الفتح أقبل إليها فقال‪ :‬ويك هل من مش ? فقالت‪ :‬فأين الادم ? قال لا‪ :‬دعين عنك وأنشأ‬
‫يقول‪:‬‬
‫وأنت لو أبصرتنا بالندمه‬
‫إذ فر صفوان وفـر عكرمـه وأبو يزيد كالعجوز الؤته‬
‫ل تنطقي باللوم أدن كلمه‬ ‫قد ضربونا بالسيوف السلمـه‬
‫قال‪ :‬وأبو يزيد سهيل بن عمرو‪ ،‬قال‪ :‬وخبأته ف مدع لا حت أومن الناس‪.‬‬
‫البيض‪ :‬والبيض البل الشرف على حق أب لب وحق إبراهيم ابن ممد بن طلحة بن عبيد ال‪.‬‬
‫الستنذر‪ :‬وكان يسمى ف الاهلية الستنذر وله يقول بعض بنات عبد الطلب‪:‬‬
‫بانب الستنذر‬ ‫نن حفرنا بذر‬
‫جبل مرازم‪ :‬جبل مرازم البل الشرف على حق آل سعيد بن العاص‪ ،‬وهو منقطع حق أب لب إل منتهى حق ابن‬
‫عامر الذي يصل حق آل عبد ال بن خالد بن اسيد‪ ،‬ومرازم رجل كان يسكنه من بن سعد بن بكر بن هوازن‪.‬‬
‫قرن مسقلة‪ :‬قرن مسقلة‪ :‬وهو قرن قد بقيت منه بقية بأعلى مكة ف دبر دار سرة عند موقف الغنم بي شعب ابن‬
‫عامر وحرف دار رابغة ف أصله‪ ،‬ومسقلة رجل كان يسكنه ف الاهلية‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن الزني عن ابن جريج قال‪ :‬لا كان يوم الفتح فتح مكة جلس رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم على قرن مسقلة‪ ،‬فجاءه الناس يبايعونه بأعلى مكة عند سوق الغنم‪.‬‬
‫جبل نبهان‪ :‬جبل نبهان‪ :‬البل الشرف على شعب أب زياد ف حق آل عبد ال بن عامر‪ ،‬ونبهان‪ ،‬وأبو زياد موليان‬
‫لل عبد ال ابن عامر‪.‬‬
‫جبل زيقيا‪ :‬جبل زيقيا البل التصل ببل نبهان إل حايط عوف‪ ،‬وزيقيا مول لل أب ربيعة الخزوميي كان أول من‬
‫بن فيه فسمي به ويقال له اليوم جبل الزيقي‪.‬‬
‫جبل العرج‪ :‬جبل العرج‪ :‬ف حق آل عبد ال بن عامر مشرف على شعب أب زياد وشعب ابن عامر والعرج‬
‫مول لب بكر الصديق رضي ال عنه كان فيه فسمي به‪ ،‬ونسب إليه‪.‬‬
‫الطابخ‪ :‬الطابخ‪ :‬شعب ابن عامر كله يقال له‪ :‬الطابخ‪ ،‬كانت فيه مطابخ تبع حي جاء مكة‪ ،‬وكسا الكعبة‪ ،‬ونر‬
‫البدن‪ ،‬فسمي الطابخ‪ ،‬ويقال‪ :‬بل نر فيه مضاض بن عمرو الرهي وجع الناس به حي غلبوا قطورا‪ ،‬فسمي‬
‫الطابخ‪.‬‬
‫ثنية أب مرحب‪ :‬ثنية أب مرحب الثنية الشرفة على شعب أب زياد وحق ابن عامر الت يهبط منها على حايط عوف‬
‫يتصر من شعب ابن عامر إل العلة وإل من‪.‬‬
‫شعب أب دب‪ :‬شعب أب دب هو الشعب الذي فيه الزارون وأبو دب رجل من بن سواة بن عامر وعلى فم‬
‫الشعب سقيفة لب موسى الشعري وله يقول كثي بن كثي السهمي‪:‬‬
‫إل النخل من صفي الـسـبـاب‬ ‫سكنوا الزع جزع بيت أب موسي‬
‫وعلى باب الشعب بي لب موسى‪ ،‬وكانت تلك البي قد دثرت واندفنت حت نثلها بغا الكبي أبو موسى مول أمي‬
‫الؤمني‪ ،‬ونفض عامتها‪ ،‬وبناها بنيانا مكما‪ ،‬وضرب ف جبلها حت انبط ماءها‪ ،‬وبن بذائها سقاية‪ ،‬وجنابذ يسقي‬
‫فيها الاء‪ ،‬واتذ عندها مسجدا‪ ،‬وكان نزوله هذا الشعب حي انصرف عن الكمي‪ ،‬وكانت فيه قبور أهل الاهلية‬
‫فلما جاء السلم حولوا قبورهم إل الشعب الذي بأصل ثنية الدنيي الذي هو اليوم فيه‪ ،‬فقال أبو موسى حي نزله‪:‬‬
‫أجاور قوما ل يغدرون‪ ،‬يعن أهل القابر‪ ،‬وقد زعم بعض الكيي إن قب آمنة ابنة وهب أم رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ف شعب أب دب هذا‪ ،‬وقال بعضهم‪ :‬قبها ف دار رابغة‪ ،‬وقال بعض الدنيي‪ :‬قبها بالبواء‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد حدثن ممد بن يي عن عبد العزيز بن عمران عن هشام بن عاصم السلمي قال‪ :‬لا خرجت قريش‬
‫إل النب صلى ال عليه وسلم ف غزوة أحد فنلوا بالبواء‪ ،‬قالت هند بنت عتبة لب سفيان بن حرب‪ :‬لو بثتم قب‬
‫آمنة أم ممد فإنه بالبواء‪ ،‬فإن أسر أحد منكم افتديتم به كل انسان بارب من آرابا فذكر ذلك أبو سفيان لقريش‪،‬‬
‫وقال‪ :‬إن هندا قالت‪ :‬كذا وكذا‪ ،‬وهو الرأي‪ ،‬فقالت قريش‪ :‬ل تفتح علينا هذا الباب‪ ،‬إذا تبحث بنو بكر موتانا‪،‬‬
‫وأنشد لبن هرمة‪:‬‬
‫وإن بثوا عن ففيهم مباحث‬ ‫إذا الناس غطون تغطيت عنهم‬
‫ال فانظروا ماذا تثي البحايث‬ ‫وإن بثوا بيي بثت بيارهـم‬
‫حدثنا أبو الوليد‪ :‬حدثنا ممد بن يي عن عبد العزيز بن عمران عن ممد بن عمر عن عمر بن عبد العزيز عن ابن‬
‫شهاب عن عبيد ال بن عبد ال بن عتبة بن مسعود أنه قال‪ :‬مر رسول ال صلى ال عليه وسلم بالبواء فعدل إل‬
‫شعب هناك فيه قب آمنة فأتاه فاستغفر لا‪ ،‬واستغفر الناس لوتاهم فأنزل ال عز وجل "ما كان للنب والذين آمنوا أن‬
‫يستغفروا للمشركي" الية‪ ،‬إل قوله عز وجل‪ :‬وعدها اياه‪.‬‬
‫الجون‪ :‬الجون البل الشرف حذاء مسجد البيعة الذي يقال له مسجد الرس‪ ،‬وفيه ثنية تسلك من حايط عوف‬
‫من عند الاجلي اللذين فوق دار مال ال إل شعب الزارين وبأصله ف شعب الزارين كانت القبة ف الاهلية‪،‬‬
‫وفيه يقول كثي بن كثي‪:‬‬
‫من كهول أعفـه وشـبـاب‬ ‫كم بذاك الجون من حي صدق‬
‫شعب الصفي‪ :‬شعب الصفي وهو الشعب الذي يقال له‪ :‬صفي السباب‪ ،‬وهو ما بي الراحة والراحة‪ ،‬البل الذي‬
‫يشرف على دار الوادي عليه النارة وبي نزاعة الشوي وهو البل الذي عليه بيوت ابن قطر‪ ،‬والبيوت اليوم لعبد ال‬
‫بن عبيد ال بن العباس وله يقول الشاعر‪:‬‬
‫بيوت ابن قطر فاحذروا أيها الركب‬ ‫إذا ما نزلت حذو نزاعة الـشـوي‬
‫وانا سي الراحة لن قريشا كانت ف الاهلية ترج من شعب الصفي فتبيت فيه ف الصيف تعظيما للمسجد الرام‪،‬‬
‫ث يرجون فيجلسون فيستريون ف البل فسمي ذلك البل الراحة‪ ،‬وقال بعض الكيي‪ :‬انا سي صفي السباب إن‬
‫ناسا ف الاهلية كانوا إذا فرغرا من مناسكهم نزلوا الحصب ليلة الصبة فوقفت قبايل العرب بفم الشعب شعب‬
‫الصفي فتفاخرت بآبائها وايامها ووقايعها ف الاهلية فيقوم من كل بطن شاعر وخطيب فيقول‪ :‬منا فلن ولنا يوم‬
‫كذا وكذا فل يترك فيه شيئا من الشرف ال ذكره‪ ،‬ث يقول‪ :‬من كان ينكر ما يقول‪ ،‬أو له يوم كيومنا‪ ،‬أو له فخر‬
‫مثل فخرنا‪ ،‬فليأت به ث يقوم الشاعر فينشد ما قيل فيهم من الشعر فمن كان يفاخر تلك القبيلة أو كان بينه وبينها‬
‫منافرة أو مفاخرة قام فذكر مثالب تلك القبيلة‪ ،‬وما فيها من الساوي‪ ،‬وما هجيت به من الشعر ث فخر هو با فيه‪،‬‬
‫فلما جاء ال تعال بالسلم أنزل ف كتابه العزيز "فإذا ضيتم مناسككم فاذكروا اللّه كذكركم آباءكم أو اشد ذكرا"‬
‫يعن هذا الفاخرة والنافرة أو أشد ذكرا وله يقول كثي بن كثي السهمي‪:‬‬
‫إل النخل من صفي الـسـبـاب‬ ‫سكنوا الزع جزع بيت أب موسى‬
‫وكان فيه حايط لعاوية يقال له‪ :‬حايط الصفي من أموال معاوية الت كان اتذها ف الرم‪ ،‬وشعب الصفي أيضا يقال‬
‫له‪ :‬خيف بن كنانة وذلك إن النب صلى ال عليه وسلم وعد الشركي فقال‪ :‬موعدكم خيف بن كنانة‪ ،‬ويزعم‬
‫بعض العلماء إن شعب عمرو ابن عثمان بن عبد ال بن خالد بن اسيد ما بي شعب الوز إل نزاعة الشوي إل الثنية‬
‫الت تبط ف شعب الوز‪ ،‬يعرف اليوم بشعب التوبة وانا سي شعب الوز لن نافع بن الوزي مول نافع بن عبد‬
‫الارث الزاعي نزله وكان أول من بن فيه فسمي به‪ ،‬وشعب بن كنانة من السجد الذي صلى فيه علي بن أب‬
‫جعفر أمي الؤمني إل الثنية الت تبط على شعب الوز ف وجهه دار ممد بن سليمان بن علي‪.‬‬
‫شعب الوز‪ :‬شعب الوز‪ :‬يقال له‪ :‬خيف بن الصطلق ما بي الثنية الت بي شعب الوز بأصلها بيوت سعيد بن‬
‫عمر بن إبراهيم اليبي‪ ،‬وبي شعب بن كنانة الذي فيه بيوت ابن صيفي إل الثنية الت تبط على شعب عمرو الذي‬
‫فيه بي ابن أب سي‪ ،‬وانا سي شعب الوز ان قوما من أهل مكة موال لعبد الرحن ابن نافع بن عبد الارث الزاعي‬
‫كانوا تارا وكانت لم دقة نظر ف التجارة وتشدد ف المساك والضبط لا ف أيديهم فكان يقال لم‪ :‬الوز‪ ،‬وكان‬
‫رجل منهم يقال له‪ :‬نافع بن الوزي‪ ،‬وكانوا يسكنون هذا الشعب فنسب إليهم وكان أول من بن فيه شعب‬
‫عثمان‪ :‬شعب عثمان‪ :‬هو الشعب الذي فيه طريق من‪ ،‬من سلك شعب الوز بي شعب الوز وبي الضراء ومسيلة‬
‫يفرع ف أصل العية‪ ،‬وفيه بي بن أب سي‪ ،‬والفداحية فيما بي شعب عثمان‪ ،‬وشعب الوز‪ ،‬وهي متصر طريق من‬
‫سوى الطريق العظمى وطريق شعب الوز‪.‬‬
‫العية‪ :‬العية البل الذي عند اليل على يي الذاهب إل من وجهة قصر ممد بن داود‪ ،‬ومقابله جبل يقال له‪ :‬العي‬
‫الذي قصر صال بن العباس بن ممد بأصله الدار الت كانت لالصة‪ ،‬وقال بعض الناس‪ :‬هو العية أيضا‪ ،‬وفيه يقول‬
‫الارث بن خالد الخزومي‪:‬‬
‫فالعيتان فاوحش الطـم‬ ‫أقوى من آل فطيمة الزم‬
‫خطم الجون‪ :‬خطم الجون‪ :‬يقال له‪ :‬الطم والذي أراد الارث الطم دون سدرة آل اسيد والزم سدرة امامه‬
‫تتياسر عن طريق العراق‪.‬‬
‫ذباب‪ :‬ذباب‪ :‬القرن النقطع ف أصل الندمة بي بيوت عثمان بن عبد ال وبي العية‪ ،‬ويقال‪ :‬لذلك الشعب شعب‬
‫عثمان بن عبد ال بن خالد بن أسيد‪.‬‬
‫الفجر‪ :‬الفجر‪ :‬ما بي الثنية الت يقال لا‪ :‬الضراء إل خلف دار يزيد بن منصور يهبط على حياض ابن هشام الت‬
‫بفضى الازمي‪ ،‬مازمي من إل الفج الذي يلقاك على يينك إذا أردت من‪ ،‬يفضي بك إل بي نافع بن علقمة وبيته‬
‫حت ترج على ثور‪ ،‬وبالفجر موضع يقال له‪ :‬بطحاء قريش‪ ،‬كانت قريش ف الاهلية وأول السلم يتنهون به‬
‫ويرجون إليه بالغداة والعشي وذلك الوضع بذنب الفجر ف مؤخره يصب فيه ما جاء من سيل الفدفدة‪.‬‬
‫شعب حوا‪ :‬شعب حوا ف طرف الفجر على يسارك وأنت ذاهب إل الزدلفة من الفجر‪ ،‬وف ذلك الشعب البي الت‬
‫يقال لا‪ :‬كر آدم‪.‬‬
‫واسط‪ :‬واسط‪ :‬قرن كان أسفل من جرة العقبة بي الازمي مازمي من فضرب حت ذهب‪ ،‬وقال بعض الكيي‪:‬‬
‫واسط البلن دون العقبة‪ ،‬وقال بعضهم‪ :‬تلك الناحية من بي القسري إل العقبة يسمى واسطا‪ ،‬وقال بعضهم‪:‬‬
‫واسط القرن الذي على يسار من ذهب إل من دون الضراء ف وجهه ما يلي طريق من بيوت مبارك بن يزيد مول‬
‫الزرق بن عمرو‪ ،‬وف ظهره دار ممد بن عمر بن إبراهيم اليبي‪ ،‬فذلك البل يسمى واسطا‪ ،‬وهو أثبت القاويل‬
‫عند جدي فيما ذكر وهو الذي يقول فيه مضاض الرهي‪:‬‬
‫أنيس ول يسمر بـمـكة سـامـر‬ ‫كأن ل يكن بي الجون إل الصفـا‬
‫إل النحن من ذي الراكة حـاضـر‬ ‫ول يتربع واسـطـا فـجـنـوبـه‬
‫الرباب‪ :‬الرباب القرن الذي عند الثنية الضراء بأصل ثبي غيناء عند بيوت ابن لحق مول لل الزرق بن عمرو‬
‫مشرفة عليها‪ ،‬وهي الت عند القصر الذي بن ممد بن خالد بن برمك أسفل من بي ميمون الضرمي‪ ،‬وأسفل من‬
‫قصر أمي الؤمني أب جعفر‪.‬‬
‫ذو الراكة‪ :‬ذو الراكة‪ :‬عرض بي الثنية الضراء وبي بيوت أب ميسرة الزيات‪.‬‬
‫شعب الرخم‪ :‬شعب الرخم‪ :‬الذي بي الرباب وبي أصل ثبي غيناء‪.‬‬
‫ثبي غيناء‪ :‬الثبة‪ :‬ثبي غيناء وهو الشرف على بي ميمون وقلته الشرفة على شعب علي عليه السلم‪ ،‬وعلى شعب‬
‫الضارمة بن وكان يسمى ف الاهلية سيا ويقال‪ :‬لقلته ذات القتادة‪ ،‬وكان فوقه قتادة ولا يقول الارث بن‬
‫خالد‪:‬‬
‫إل ذات القتادة من ثبـي‬ ‫إل طرف المار فما يليها‬
‫ثبي‪ :‬وثبي الذي يقال له‪ :‬جبل الزنج‪ ،‬وانا سي جبل الزنج لن زنوج مكة كانوا يتطبون منه ويلعبون فيه‪.‬‬
‫ثبي النخيل‪ :‬وهو من ثبي النخيل‪ ،‬ثبي النخيل ويقال له القحوانة‪ ،‬البل الذي به الثنية الضراء وبأصله بيوت‬
‫الاشيي ير سيل من بينه وبي وادي ثبي وله يقول الارث بن خالد‪:‬‬
‫فالقحوانة منا منل قـمـن‬ ‫من ذا يسايل عنا أين منلـنـا‬
‫طعن الوشاة ول ينبو بنا الزمن‬ ‫إذ نلبس العيش صفوا ما يكدره‬
‫وقال بعض الكيي‪ :‬القحوانة عند الليط كان ملسا يلس فيه من خرج من مكة يتحدثون فيه بالعشي ويلبسون‬
‫الثياب الحمرة‪ ،‬والوردة‪ ،‬والطيبة وكان ملسهم من حسن ثيابم يقال له‪ :‬القحوانة‪ ،‬حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن‬
‫ممد بن أب عمر عن القاضي ممد بن عبد الرحن بن ممد الخزومي عن القاضي الوقص ممد بن عبد الرحن بن‬
‫هشام قال‪ :‬خرجت غازيا ف خلفة بن مروان فقفلنا من بلد الروم فأصابنا مطر فأوينا إل قصر فاستذرينا به من‬
‫الطر‪ ،‬فلما أمسينا خرجت جارية مولدة من القصر فتذكرت مكة وبكت عليها وأنشأت تقول‪:‬‬
‫فإن ف غيه أمسى ل الشجـن‬ ‫من كان ذا شجن بالشام يبسـه‬
‫لكن بكة أمسى الهل والوطن‬ ‫وإن ذا القصر حقا مـا به‬
‫وطـن‬
‫فالقحوانة مـنا منـزل قمـن‬ ‫من ذا يسايل عنا أيـن منلـنـا‬
‫طعن الوشاة ول ينبو بنا الزمـن‬ ‫إذا نلبس العيش صفوا مـا يكدره‬
‫فلما أصبحنا لقيت صاحب القصر فقلت له‪ :‬رأيت جارية خرجت من قصرك فسمعتها تنشد كذا وكذا‪ ،‬فقال‪ :‬هذه‬
‫جارية مولدة مكية اشتريتها وخرجت با إل الشام فوال ما ترى عيشنا ول ما نن فيه شيئا‪ ،‬فقلت‪ :‬تبيعها ? قال‪:‬‬
‫إذا افارق روحي‪.‬‬
‫ثبي النصع‪ :‬وثبي النصع‪ :‬الذي فيه سداد الجاج وهو جبل الزدلفة الذي على يسار الذاهب إل من وهو الذي‬
‫كانوا يقولون ف الاهلية إذا أرادوا أن يدفعوا من الزدلفة‪ :‬أشرق ثبي‪ ،‬كيما نغي‪ ،‬ول يدفعون حت يرون الشمس‬
‫عليه‪.‬‬
‫ثبي العرج‪ :‬وثبي العرج‪ :‬الشرف على حق الطارقيي بي الغمس والنخيل حدثنا أبو الوليد وحدثن ممد بن يي‬
‫حدثنا عبد العزيز ابن عمران عن معاوية بن عبد ال الزدي عن معاوية بن قرة عن اللد بن أيوب عن أنس بن مالك‬
‫قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬لا تلى ال عز وجل للجبل تشظى فطارت لطلعته ثلثة أجبل فوقعت بكة‪،‬‬
‫وثلثة أجبل فوقعت بالدينة‪ ،‬فوقع بكة حراء‪ ،‬وثبي وثور‪ ،‬ووقع بالدينة أحد‪ ،‬وورقان‪ ،‬ورضوى‪.‬‬
‫الثقبة‪ :‬الثقبة تصب من ثبي غيناء وهو الفج الذي فيه قصر الفضل بن الربيع إل طريق العراق إل بيوت ابن جريج‪.‬‬
‫السرر‪ :‬السرر‪ :‬من بطن السرر‪ ،‬الفيعية من السرر ماري الاء‪ ،‬منه ماء سيل مكة من السرر وأعلى ماري السرر‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد حدثن ممد بن يي حدثن عبد العزيز ابن عمران عن عبد ال بن جعفر إن السيل أبرز عن حجر‬
‫عند قب الراتي فإذا فيه كتاب أنا أسيد بن أب العيص يرحم ال على بن عبد مناف‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن سليم بن مسلم عن ابن جريج أنه روي عن بعض الكيي أنه قال‪ :‬الثقبة بي‬
‫حراء وثبي فيها بطحاء من بطحاء النة‪.‬‬
‫السداد‪ :‬السداد ثلثة أسدة بشعب عمرو بن عبد ال بن خالد‪ ،‬وصدرها يقال له‪ :‬ثبي النصع عملها الجاج بن‬
‫يوسف تبس الاء‪ ،‬والكبي منها يدعى أثال وهو سد عمله الجاج ف صدر شعب ابن عمرو‪ ،‬وجعله حبسا على‬
‫وادي مكة‪ ،‬وجعل مغيضه يسكب ف سدرة خالد‪ ،‬وهو على يسار من أقبل من شعب عمرو والسدان الخران على‬
‫يي من أقبل من شعب عمرو وها يسكبان ف أسفل من بسدرة خالد وهي صدر وادي مكة‪ ،‬ومن شقها واد يقال‬
‫له‪ :‬الفيعية ويسكب فيه أيضا شعب علي بن‪ ،‬وشعب عمارة الذي فيه منازل سعيد بن سلم‪ ،‬وف ظهره شعب‬
‫الرخم‪ ،‬ويسكب فيه أيضا النحر من من‪ ،‬والمار كلها تسكب ف بكة‪.‬‬
‫وبكة الوادي الذي به الكعبة قال ال تعال "إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالي" قال‪ :‬وبطن‬
‫مكة الوادي الذي فيه بيوت سراج؛ والربع حايط ابن برمك‪.‬‬
‫فخ‪ :‬وفخ وهو وادي مكة العظم وصدره شعب بن عبد ال ابن خالد بن أسيد‪.‬‬
‫الغميم‪ :‬والغميم ما أقبل على القطع ويلتقي وادي مكة ووادي بكة بقرب البحر‪.‬‬
‫السداد‪ :‬السداد بالنصع من الفيعية ف طرف النخيل‪ ،‬عملها الجاج لبس الاء والوسط منها يدعى اثال‪.‬‬
‫سدرة خالد‪ :‬سدرة خالد‪ :‬هي صدر وادي مكة من بطن السرر منها يأت سيل مكة إذا عظم الذي يقال له‪ :‬سيل‬
‫السدرة وهو سيل عظيم عارم إذا عظم‪ ،‬وهو خالد بن أسيد بن أب العيص ويقال‪ :‬بل خالد بن عبد العزيز بن عبد‬
‫ال‪.‬‬
‫القطع‪ :‬القطع منتهى الرم من طريق العراق على تسعة أميال‪ ،‬وهو مقلع الكعبة ويقال‪ :‬انا سي القطع إن البناء حي‬
‫بن ابن الزبي الكعبة وجدوا هنالك حجرا صليبا فقطعوه بالزبر والنار فسمي ذلك الوضع القطع‪ ،‬قال أبو ممد‬
‫الزاعي‪ :‬أنشدن أبو الطاب ف القطع‪:‬‬
‫لا إذا تواقفنا بفرع القطع‬ ‫طريت إل هند وتربي مرة‬
‫منعمة ف ميزر ل تـدرع‬ ‫وقول فتاة كنت أحسب انا‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي حدثنا سليم بن مسلم عن ابن جريج عن ماهد قال‪ :‬انا سي القطع إن أهل‬
‫الاهلية كانوا إذا خرجوا من الرم للتجارة أو لغيها علقوا ف رقاب ابلهم لاء من لاء شجر الرم‪ ،‬وإن كان‬
‫ل علق ف عنقه ذلك اللحاء فأمنوا به حيث توجهوا فقالوا‪ :‬هؤلء أهل ال اعظاما للحرم فإذا رجعوا ودخلوا‬
‫راج ً‬
‫الرم‪ ،‬قطعوا ذلك اللحاء من رقابم‪ ،‬ورقاب أباعرهم هنالك‪ ،‬فسمي القطع لذلك‪.‬‬
‫ثنية الل‪ :‬ثنية الل بطرف القطع منتهى الرم من طريق العراق‪.‬‬
‫السقيا‪ :‬السقيا السيل الذي يفرع بي مازمي عرفة ونرة على مسجد إبراهيم خليل الرحن‪ ،‬وهو الشعب الذي على‬
‫يي القبل من عرفة إل من‪ ،‬وف هذا الشعب بي عظيمة لبن الزبي كان ابن الزبي عملها وعمل عندها بستانا وعلى‬
‫باب شعب السقيا بي جاهلية قد عمرتا خالصة فهي تعرف با اليوم‪.‬‬
‫الستار‪ :‬الستار ثنية من فوق النصاب وانا سي الستار لنه ستر بي الل والرم‬
‫ذكر شق معلة مكة الشامي وما فيه ما يعرف اسه من الواضع والبال والشعاب ما أحاط به الرم‬
‫شعب قعيقعان‪ :‬قال أبو الوليد شعب قعيقعان وهو ما بي دار يزيد بن منصور الت بالسويقة يقال لا‪ :‬دار العروس إل‬
‫دور ابن الزبي إل الشعب الذي منتهاه ف أصل الحر إل فلق ابن الزبي الذي يسلك منه إل البطح والسويقة على‬
‫فوهة قعيقعان‪ ،‬وعند السويقة ردم عمله ابن الزبي حي بن دوره بقعيقعان ليد السيل عن دار حجي بن أب اهاب‬
‫وغيها وفوق ذلك ردم بي دار عفيف وربع آل الرتفع ردم عن السويقة‪ ،‬وربع الزاعيي‪ ،‬ودار الندوة‪ ،‬ودار شيبة‬
‫بن عثمان‪.‬‬
‫جبل شيبة‪ :‬جبل شيبة‪ :‬هو البل الذي يطل على جبل الديلمي‪ ،‬وكان جبل شيبة وجبل الديلمي يسميان ف الاهلية‬
‫واسطا‪ ،‬وكان جبل شيبة للنباش بن زرارة التميمي ث صار بعد ذلك لشيبة‪.‬‬
‫جبل الديلمي‪ :‬جبل الديلمي هو البل الشرف على الروة وكان يسمى ف الاهلية سيا‪ ،‬والديلمي مول لعاوية‬
‫كان بن ف ذلك البل دارا لعاوية فسمي به‪ ،‬والدار اليوم لزية بن حازم‪.‬‬
‫البل البيض‪ :‬البل البيض هو البل الشرف على فلق ابن الزبي‪.‬‬
‫الافض‪ :‬الافض‪ :‬أسفل من الفلق اسه السايل وهو الشرف على دار المام وانا سهل ابن الزبي الفلق وضربه حت‬
‫فلقه ف البل‪ ،‬إن الال كان يأت من العراق فيدخل به مكة فيعلم به الناس فكره ذلك فسهل طريق الفلق ودرجه‬
‫فكان إذا جاءه الال دخل به ليلً ث يسلك به العلة وف الفلق حت يرج به على دوره بقعيقعان‪ ،‬فيدخل ذلك الال‬
‫ول يدري به أحد‪ ،‬وعلى رأس الفلق موضع يقال له‪ :‬رحا الريح كان عول فيه موضع رحا الريح حديثا من الدهر‬
‫فلم يستقم‪ ،‬وهو موضع قل ما تفارقه الريح‪.‬‬
‫جبل تفاجة‪ :‬جبل تفاجة البل الشرف على دار سليم بن زياد‪ ،‬ودار المام‪ ،‬بزقاق النار وتفاجة مولة لعاوية كانت‬
‫أول من بن ف ذلك البل‪.‬‬
‫البل البشي‪ :‬البل البشي‪ :‬البل الشرف على دار السري بن عبد ال الت صارت للحران واسم البل البشي‬
‫يعن ل ينسب إل رجل حبشي انا هو اسم البل‪.‬‬
‫آلت ياميم‪ :‬آلت ياميم الحداب الت بي دار السري إل ثنية القبة وهي الت قب أمي الؤمني أبو جعفر بأصلها‪،‬‬
‫قال‪ :‬يعرفها باليحاميم وأولا القرن الذي بثنية الدنيي على رأس بيوت ابن أب حسي النوفلي والذي يليه القرن‬
‫الشرف على منارة البشي فيما بي ثنية الدنيي وفلق ابن الزبي ومقابر أهل مكة بأصل ثنية الدنيي وهي الت كان‬
‫ابن الزبي مصلوبا عليها وكان أول من سهلها معاوية ث عملها عبد اللك بن مروان ث كان آخر من بن ضفايرها‬
‫ودرجها وحددها الهدي‪.‬‬
‫شعب القبة‪ :‬شعب القبة قال بعض أهل العلم من أهل مكة‪ :‬وليس بينهم اختلف انه ليس بكة شعب يستقبل‬
‫الكعبة كله ليس فيه انراف ال شعب القبة‪ ،‬فإنه يستقبل الكعبة ليس فيه انراف مستقيما وقد كتبت جيع ما جاء‬
‫ف شعب القبة وفضلها ف صدر هذا الكتاب‪.‬‬
‫ثنية القبة‪ :‬ثنية القبة‪ :‬هذه هي الت دخل منها الزبي بن العوام يوم الفتح‪ ،‬ومنها دخل النب صلى ال عليه وسلم ف‬
‫حجة الوداع‪.‬‬
‫أبو دجانة‪ :‬أبو دجانة‪ :‬هو البل الذي خلف القبة شارعا على الوادي ويقال له‪ :‬جبل البم‪ ،‬وأبو دجانة‪ ،‬والحداب‬
‫الت خلفه تسمى ذات أعاصي‪.‬‬
‫شعب آل قنفد‪ :‬شعب آل قنفد‪ :‬هو الشعب الذي فيه دار آل خلف بن عبد ربه بن السايب مستقبل قصر ممد بن‬
‫سليمان‪ ،‬وكان يسمى شعب اللئام‪ ،‬وهو قنفد بن زهي من بن أسد بن خزية‪ ،‬وهو الشعب الذي على يسارك وأنت‬
‫ذاهب إل من من مكة فوق حايط خرمان‪ ،‬وفيه اليوم دار اللفيي من بن مزوم‪ ،‬وف هذا الشعب مسجد مبن‬
‫يقال‪ :‬إن النب صلى ال عليه وسلم صلى فيه‪ ،‬وينله اليوم ف الوسم الضارمة‪.‬‬
‫غراب‪ :‬غراب القرن الذي عليه بيوت خالد بن عكرمة بي حايط خرمان وبي شعب آل قنفد مسكن ابن أب الرزام‬
‫ومسكن أب جعفر العلقمي بطرف حايط خرمان عنده‪.‬‬
‫سقر‪ :‬سقر هو البل الشرف على قصر جعفر بن يي بن خالد ابن برمك وهو بأصله وكان عليه لقوم من أهل مكة‬
‫يقال لم‪ :‬آل قريش بن عباد مول لبن شيبة قصر ث ابتاعه صال بن العباس بن ممد فابتن عليه وعمر القصر وزاد‬
‫فيه‪ ،‬وهو اليوم لصال بن العباس‪ ،‬ث صار اليوم للمنتصر بال أمي الؤمني وكان سقر يسمى ف الاهلية الستار‪ ،‬وكان‬
‫يقال له جبل كنانة‪ ،‬وكنانة رجل من العبلت من ولد الارث بن أمية بن عبد شس الصغر‪.‬‬
‫شعب آل الخنس‪ :‬شعب آل الخنس‪ :‬وهو الشعب الذي كان بي حراء وبي سقر‪ ،‬وفيه حق آل زارويه موال‬
‫القارة حلفاء بن زهرة‪ ،‬وحق الزارويي منه بي العي وسقر إل ظهر شعب آل الخنس يقال له‪ :‬شعب الوارج‬
‫وذلك إن ندة الروري عسكر فيه عام حج‪ ،‬ويقال له أيضا‪ :‬شعب العيشوم نبات يكثر فيه‪ ،‬والخنس بن شريق‬
‫الثقفي حليف بن زهرة واسم الخنس أب‪ ،‬وانا سي الخنس انه خنس ببن زهرة فلم يشهدوا بدرا على رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وذلك الشعب يرج إل اذاخر‪ ،‬واذاخر بينه وبي فخ ومن هذا السعب دخل رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم مكة يوم الفتح حت مر ف اذاخر حت خرج على بي ميمون بن الضرمي ث اندر ف الوادي‪.‬‬
‫جبل حراء‪ :‬جبل حراء وهو البل الطويل الذي بأصل شعب آل الخنس مشرف على حايط مورش‪ ،‬والايط الذي‬
‫يقال له‪ :‬حايط حراء على يسار الذاهب إل العراق وهو الشرف القلة مقابل ثبي غيناء مجة العراق بينه وبينه‪ ،‬وقد‬
‫كان رسول ال صلى ال عليه وسلم أتاه واختب فيه من الشركي من أهل مكة ف غار ف رأسه مشرف ما يلي‬
‫القبلة‪ ،‬وقد كتبت ذكر ما جاء ف حراء وفضله ف صدر الكتاب مع آثار النب صلى ال عليه وسلم‪ ،‬قال مسلم ابن‬
‫خالد‪ :‬حراء‪ :‬جبل مبارك قد كان يؤتى‪ ،‬قال أبو ممد الزاعي‪ :‬وف حراء يقول الشاعر‪:‬‬
‫حرء كراس الفارسـي التـوج‬ ‫تفرج عنها الم لا بـدا لـهـا‬
‫ول تعترر يوما على عود عوسج‬ ‫منعمة ل تدر ما عيش شـقـوة‬
‫القاعد‪ :‬قال أبو الوليد‪ :‬القاعد البل الساقط أسفل من حراء على الطريق على يي من أقبل من العراق أسفل من‬
‫بيوت أب الرزام الشيب‪.‬‬
‫أظلم‪ :‬أظلم هو البل السود بي ذات جليلي وبي الكمة‪.‬‬
‫ضنك‪ :‬ضنك‪ :‬هو شعب من أظلم وهو بينه وبي اذاخر ف مجة العراق وانا سي ضنكا إن ف ذلك الشعب كتابا ف‬
‫عرق أبيض مستطيا ف البل مصورا صورة ضنك مكتوب الضاد والنون والكاف متصلً بعضه ببعض كما كتبت‬
‫ضنك‪ ،‬فسمي بذلك ضنكا مكة السدر‪ :‬مكة السدر من بطن فخ إل الحدث‪.‬‬
‫شعب بن عبد ال‪ :‬شعب بن عبد ال‪ :‬ما بي العرانة إل الحدث‪.‬‬
‫الضرمتي‪ :‬الضرمتي على يي شعب آل عبد ال بن خالد ابن أسيد بذاء أرض ابن هربذ‪.‬‬
‫القمعة‪ :‬القمعة قرن دون شعب بن عبد ال بن خالد عن يي الطريق ف أسفله حجر عظيم مفترش أعله مستدق‬
‫أصله حدا كهيئة القمع‪.‬‬
‫القنينة‪ :‬القنينة شعب بن عبد ال بن خالد بن اسيد‪ ،‬وهو الشعب الذي يصب على بيوت مكتومة مولة ممد بن‬
‫سليمان‪.‬‬
‫ثنية اذاخر‪ :‬ثنية اذاخر الثنية الت تشرف على حايط خرمان‪ ،‬ومن ثنية اذاخر دخل النب صلى ال عليه وسلم يوم فتح‬
‫مكة‪ ،‬وقب عبد ال عمر ابن الطاب رضي ال عنه بأصلها ما يلي مكة ف قبور آل عبد ال بن خالد بن اسيد‪ ،‬وذلك‬
‫انه مات عندهم ف دارهم فدفنوه ف قبورهم ليلً‪.‬‬
‫النقوى‪ :‬النقوى‪ :‬ثنية شعب تسلك إل نلة من شعب بن عبد ال الستوفرة‪ :‬الستوفره‪ :‬ثنية تظهر على حايط يقال‬
‫له‪ :‬حايط ثرير وهو اليوم للبوشجان‪ ،‬وعلى رأسها انصاب الرم‪ ،‬فما سال منها على ثرير فهو حل‪ ،‬وما سال منها‬
‫على الشعب فهو حرم‪.‬‬
‫ذكر شق مسفلة مكة اليمان وما فيه ما يعرف اسه من الواضع والبال والشعاب ما أحاط به الرم‬
‫أجياد الصغي‪ :‬قال أبو الوليد‪ :‬أجياد الصغي‪ :‬الشعب الصغي اللصق بأب قبيس ويستقبله أجياد الكبي على فم‬
‫الشعب دار هشام ابن العاص بن هشام بن الغية‪ ،‬ودار زهي بن أب أمية بن الغية إل التكأ مسجد رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم وانا سي أجياد أجيادا ان خيل تبع كانت فيه فسمي أجياد باليل الياد‪.‬‬
‫رأس النان‪ :‬رأس النسان‪ :‬البل الذي بي أجياد الكبي وبي أب قبيس‪.‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬سعت جدي أحد بن ممد بن الوليد يقول‪ :‬اسه النسان‪.‬‬
‫أنصاب السد‪ :‬أنصاب السد‪ :‬جبل بأجياد الصغي ف أقصى الشعب وف أقصى أجياد الصغي بأصل الندمة بي‬
‫يقال لا‪ :‬بي يقال لا‪ :‬بي عكرمة‪ ،‬وعلى باب شعب التكا بي حفرتا زينب بنت سليمان بن علي‪ ،‬وحفر جعفر بن‬
‫ممد بن سليمان ابن عبد ال بن سليمان بن علي ف هذا الشعب بيا وهو أمي مكة سنة سبع عشرة ومايتي‪.‬‬
‫شعب الات‪ :‬شعب الات‪ :‬بي أجياد الكبي والصغي‪.‬‬
‫جبل نفيع‪ :‬جبل نفيع‪ :‬ما بي بي زينب حت تأت أنصاب السد‪ ،‬وانا سي نفيعا انه كان فيه أدهم للحارث بن عبيد‬
‫بن عمر بن مزوم كان يبس فيه سفهاء بن مزوم‪ ،‬وكان ذلك الدهم يسمى نفيعا‪.‬‬
‫جبل خليفة‪ :‬جبل خليفة‪ :‬وهو البل الشرف على أجياد الكبي وعلى الليج والزامية وخليفة بن عمي رجل من بن‬
‫بكر ث أحد من بن جندع‪ ،‬وكان أول من سكن فيه وابتن‪ .‬وسيله ير ف موضع يقال له‪ :‬الليج ير ف دار حكيم‬
‫بن حزام‪ ،‬وقد خلج هذا الليج تت بيوت الناس وابتنوا فوقه‪ ،‬وهو البل الذي صعد فيه الشركون يوم فتح مكة‬
‫ينظرون إل النب صلى ال عليه وسلم وأصحابه‪ ،‬وكان هذا البل يسمى ف الاهلية كيد‪ ،‬وكان ما بي دار الارث‬
‫الصغية إل موقف البقرة بأصل جبل خليفة سوق ف الاهلية‪ ،‬وكان يقال له‪ :‬الكثيب‪ ،‬وأسفل من جبل خليفة‬
‫الغرابات الت يرفعها آل مرة من بن جح إل الثنية كلها‪.‬‬
‫غراب‪ :‬غراب جبل بأسفل مكة بعضه ف الل وبعضه ف الرم‪ .‬حدثنا أبو الوليد وحدثن جدي حدثنا سفيان عن‬
‫عمرو بن دينار قال‪ :‬اسم البل السود الذي بأسفل مكة غراب‪.‬‬
‫النبعة‪ :‬النبعة‪ :‬نصب ف أسفل غراب‪.‬‬
‫اليثب‪ :‬اليثب من الثنية الت بأسفل مكة إل الرمضة‪ ،‬ث بي خم حفرها مرة بن كعب بن لوي؛ قال الشاعر‪:‬‬
‫ل نستقي ال بم أو الفر‬
‫قال أبو الوليد‪ :‬وكان ماء للمغية بن عبد ال بن عمر بن مزوم على باب دار قيس بن سال بي عادية قدية‪ ،‬وكانت‬
‫بي قصي ابن كلب الول الت احتفرها ف دار أم هان ابنة أب طالب‪.‬‬
‫جبل عمر‪ :‬جبل عمر‪ :‬الطويل الشرف على ربع عمر‪ ،‬اسه العافر وقد قال الشاعر‪:‬‬
‫سلمى إذا نزلت بسفح العافر‪.‬‬ ‫هيهات منها ان أل خيالـهـا‬
‫عدافة‪ :‬عدافة البل الذي خلف السروح من وراء الطلوب‪.‬‬
‫القنعة‪ :‬القنعة البل الذي عند الطلوب‪.‬‬
‫اللحجة‪ :‬اللحجة من ظهر الرمضة وظهر أجياد الكبي إل بيوت رزيق بن وهب الخزومي‪.‬‬
‫القدفدة‪ :‬القدفدة‪ :‬من مؤخر الفجر‪ ،‬واللحجة ذات اللها‪ ،‬تصب ف ظهر القدفدة‪.‬‬
‫ذو مراخ‪ :‬ذو مراخ بي مزدلفة وبي أرض ابن عامر‪.‬‬
‫السلفان اليمان والشامي‪ :‬السلفان اليمان والشامي‪ :‬متنان بي اللحجة وعرنة‪ ،‬وله يقول الشاعر‪:‬‬
‫نناضـب مقطع السلـف اليمـان‬ ‫أل تـسأل الـتناضب عـن سليمى‬
‫الضحاضح‪ :‬الضحاضح‪ :‬ثنية ابن كرز‪ ،‬ثنية من وراء السلفيي‪ ،‬تصب ف النبعة بعضها ف الل وبعضها ف الرم‪.‬‬
‫ذو السدير‪ :‬ذو السدير‪ :‬من منقطع اللحجة إل الزدلفة‪.‬‬
‫ذات السليم‪ :‬ذات السليم‪ :‬البل الذي بي مزدلفة‪ ،‬وبي ذي مراخ‪.‬‬
‫بشائم‪ :‬بشائم‪ :‬ردهة تسك الاء فيما بي أضاة لب بعضها ف الل وبعضها ف الرم‪.‬‬
‫أضاة النبط‪ :‬أضاة النبط‪ :‬بعرنة ف الرم كان يعمل فيها الجر‪ ،‬وإنا سيت أضاة النبط انه كان فيها نبط بعث بم‬
‫معاوية بن أب سفيان يعملون الجر لدوره بكة‪ ،‬فسميت بم‪.‬‬
‫ثنية أم قردان‪ :‬ثنية أم قردان‪ :‬مشرفة على الصل موضع آبار السود بن سفيان الخزومي‪.‬‬
‫يرمرم‪ :‬يرمرم‪ :‬أسفل من ذلك وفيها يقول الشجعي‪:‬‬
‫تروا خيلـه بي الـصـل ويرمـرم‬ ‫فإن يك ظـن صادق بـحمـد‬
‫ذات اللجب‪ :‬ذات اللجب ردهة بأسفل اللحجة تسك الاء‪.‬‬
‫ذات ارحاء‪ :‬ذات ارحاء‪ :‬بي بي الغرابات وبي ذات اللجب‪.‬‬
‫النسوة‪ :‬النسوة‪ :‬أحجار تطأها مجة مكة إل عرنة يفرع عليها سيل القفيلة من ثور يقال إن امرأة فجرت ف الاهلية‬
‫فحملت فلما دنت ولدتا خرجت حت جاءت ذلك الكان‪ ،‬فلما حضرتا الولدة قبلتها امرأة‪ ،‬وكانت خلف ظهرها‬
‫امرأة أخرى فيقال انا مسخن جيعا حجارة ف ذلك الكان‪ ،‬فهي تلك الجارة‪.‬‬
‫القفيلة‪ :‬القفيلة‪ :‬قيعة كبية تسك الاء عند النسوة وهي من ثور‪.‬‬
‫ثور‪ :‬ثور جبل بأسفل مكة على طريق عرنة‪ ،‬فيه الغار الذي كان رسول ال صلى ال عليه وسلم متبيا فيه هو وأبو‬
‫بكر‪ ،‬وهو الذي أنزل ال سبحانه فيه‪" ،‬ثان اثني إذ ها ف الغار" ومنه هاجر النب صلى ال عليه وسلم وأبو بكر إل‬
‫الدينة‪.‬‬
‫شعب البانة‪ :‬شعب البانة‪ :‬شعب ف ثور وهو الذي يقول فيه الذل‪:‬‬
‫بفضى بي بانة فالغليل‬ ‫أف اليات والدمن النول‬
‫ذكر شق مسفلة مكة الشامي وما فيه ما يعرف اسه من الواضع والبال والشعاب ما أحاط به الرب‪.‬‬
‫الزورة‪ :‬قال أبو الوليد‪ :‬الزورة وهي كانت سوق مكة‪ ،‬كانت بفناء دار أم هان ابنة أب طالب الت كانت عند‬
‫الناطي‪ ،‬فدخلت ف السجد الرام‪ ،‬كانت ف أصل النارة إل الثمة‪ ،‬والزاور‪ ،‬والباجب السواق‪ ،‬وقال بعض‬
‫الكيي‪ :‬بل كانت الزورة ف موضع السقاية الت عملت اليران بفناء دار الرقم‪ ،‬وقال بعضهم‪ :‬كانت بذاء الردم‬
‫ف الوادي والول انا كانت عند الناطي أثبت وأشهر عند أهل مكة وروى سفيان عن ابن شهاب قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم وهو بالزورة‪ :‬أما وال انك ل حب البلد إل ال سبحانه‪ ،‬ولول ان أهلك أخرجون منك‬
‫ما خرجت‪ .‬قال سفيان‪ :‬وقد دخلت الزورة ف السجد الرام‪ ،‬وف الزورة يقول الرهي‪:‬‬
‫على ما بم يشرونه بالزاور‬ ‫وبداها قـوم اشـحـا أشـدة‬
‫الثمة‪ :‬الثمة بأسفل مكة صخرات ف ربع عمر بن الطاب رضي ال عنه وقال بعض الكيي‪ :‬كانت عند دار‬
‫اويس باسيل مكة على باب دار يسار مول بن أسد بن عبد العزى‪ ،‬وفيها يقول خالد بن الهاجر بن خالد بن أسد‪:‬‬
‫ف ليـال مقمـرات وشـرق‬ ‫لنساء بي الجون إل الثـمة‬
‫من الساكنـات دور دمـشـق‬ ‫ساكنات البطاح أشهى إل القلب‬

‫ضماخـا كـأنـه ريح مـرق‬ ‫يتضمخن بالعبي وبالـمـسـك‬
‫زقاق النار‪ :‬زقاق النار‪ :‬بأسفل مكة ما يلي دار بشر بن فاتك الزاعي وانا سي زقاق النار لا كان يكون فيه من‬
‫الشرور‪.‬‬
‫بيت الزلم‪ :‬بيت الزلم‪ :‬حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثن جدي عن سليم بن مسلم عن ابن جريج إن بيت الزلم‬
‫كان لقيس بن عبد قيس السهمي‪ ،‬وكان بالثمة ما يلي دار أويس الت ف مبطح السيل بأسفل مكة الت صارت‬
‫لعفر بن سليمان بن علي‪.‬‬
‫جبل زرزر‪ :‬جبل زرزر‪ :‬البل الشرف على دار يزيد بن منصور الميي خال الهدي بالسويقة على حق آل نبيه بن‬
‫الجاج السهميي‪ ،‬وكان يسمى ف الاهلية القاي‪ ،‬وزرزر حايك كان بكة‪ ،‬كان أول من بن فيه فسمي به‪.‬‬
‫جبل النار‪ :‬جبل النار‪ :‬الذي يلي جبل زرزر وانا سي جبل النار انه كان أصاب أهله حريق متوال‪.‬‬
‫جبل أب يزيد‪ :‬جبل أب يزيد‪ :‬البل الذي يصل حق زرزر مشرفا على حق آل عمرو بن عثمان الذي يلي زقاق‬
‫مهر‪ ،‬ومهر انسان كان يعلم الكتاب هنالك‪ ،‬وأبو يزيد هو من أهل سواد الكوفة‪ ،‬كان أميا على الاكة بكة كان‬
‫أول من بن فيه فنسب إليه‪ ،‬وهو يتول آل هشام بن الغية‪.‬‬
‫جبل عمر‪ :‬جبل عمر‪ :‬البل الشرف على حق آل عمر‪ ،‬وحق آل مطيع بن السود وآل كثي بن الصلت الكندي‪،‬‬
‫وعمر الذي ينسب إليه عمر بن الطاب رضي ال عنه‪ ،‬وكان يسمى ف الاهلية ذا أعاصي‪.‬‬
‫جبل الذاخر‪ :‬جبل الذاخر الت تلي جبل عمر‪ ،‬تشرف على وادي مكة بالسفلة تسمى ف الاهلية الذهبات‪،‬‬
‫وكانت تسمى العصاد‪.‬‬
‫الزنة‪ :‬الزنة الثنية الت تبط من حق آل عمر‪ ،‬وبن مطيع‪ ،‬ودار كثي إل المادر‪ ،‬وبي بكار‪ ،‬وهي ثنية قد ضرب‬
‫فيها‪ ،‬وفلق البل‪ ،‬فصار فلقا ف البل يسلك فيه إل المادر‪ ،‬وكان الذي ضرب فيها وسهلها يي بن خالد بن‬
‫برمك يتضر منها إل عي كان أجراها ف الغش‪ ،‬والليط؛ من فخ وعمل هنالك بستانا‪.‬‬
‫شعب ارن‪ :‬شعب ارن‪ :‬ف الثنية ف حق آل السود‪ ،‬وقالوا‪ :‬انا سي شعب أرن لولة لفصة بنت عمر أم الؤمني‪،‬‬
‫لا‪ :‬أرن‪ ،‬وقالوا‪ :‬بل كان فيه فواجر ف الاهلية فكان إذا دخل عليهن انسان قلن‪ :‬أرن أرن يقلن أعطن‪ ،‬فسمي‬
‫الشعب شعب ثنية كداء‪ :‬أرن‪ .‬ثنية كداء الت يهبط منها إل ذي طوى‪ ،‬وهي الت دخل منها قيس بن سعد بن عبادة‬
‫يوم الفتح‪ ،‬وخرج منها رسول ال صلى ال عليه وسلم إل الدينة‪ ،‬وعليها بيوت يوسف بن يعقوب الشافعي‪ ،‬ودار‬
‫آل طرفة الذليي يقال لا دار الراكة‪ ،‬فيها اراكة خارجة من الدار على الطريق‪ ،‬وهي الدار الت يقول فيها حسان بن‬
‫ثابت النصاري‪:‬‬
‫تثي النقع موعدها كداء‬ ‫عندما خلينا إن ل تروها‬
‫البيض‪ :‬البيض‪ :‬البل الشرف على كداء على شعب أرن على يسار الارج من مكة‪.‬‬
‫قرن أب الشعث‪ :‬قرن أب الشعث‪ :‬وهو البل الشرف على كداء على يي الارج من مكة‪ ،‬وهو من البل‬
‫الحر‪ ،‬وأبو الشعث رجل من بن أسد بن خزية يقال له‪ :‬كثي بن عبد ال بن بشر‪.‬‬
‫بطن ذي طوى‪ :‬بطن ذي طوى ما بي مهبط ثنية القبة الت بالعلة إل الثنية القصوى الت يقال لا‪ :‬الضراء تبط‬
‫على قبور الهاجرين دون فخ‪.‬‬
‫بطن مكة‪ :‬بطن مكة ما يلي ذا طوى ما بي الثنية البيضاء الت تسلك إل التنعيم إل ثنية الصحاص الت بي ذي‬
‫طوى وبي الصحاص‪.‬‬
‫القلع‪ :‬القلع البل الذي بأسفل مكة على يي الارج إل الدينة‪ ،‬عليه بيت لعبد ال بن يزيد مول السري بن عبد‬
‫ال‪.‬‬
‫فخ‪ :‬فخ‪ :‬الوادي الذي بأصل الثنية البيضاء إل بلدح الوادي الذي تطأه ف طريق جده على يسار ذي طوى‪ ،‬وما بي‬
‫الليط ظهر المدرة إل ذي طوى إل الرمضة بأسفل مكة‪.‬‬
‫المدرة‪ :‬المدرة‪ :‬بذي طوى عند بي بكار ينقل منها الطي الذي يبن به أهل مكة‪ ،‬إذا جاء الطر استنقع الاء فيها‪.‬‬
‫الغش‪ :‬الغش من طرف الليط إل خيف الشيق بعرنة‪.‬‬
‫خزرورع‪ :‬خزرورع‪ :‬بطرف الليط ما يلي الغش‪.‬‬
‫استار‪ :‬استار البل الشرف على فخ ما يلي طريق الحدث أرض كانت لهل يوسف بن الكم الثقفي‪.‬‬
‫مقرة النصارى‪ :‬مقبة النصارى‪ :‬دبر القلع على طريق بي عنبسة بذي طوى‪.‬‬
‫جبل البود‪ :‬جبل البود وهو البل الذي قتل السي بن علي بن حسي بن حسن بن علي بن أب طالب وأصحابه‬
‫يوم فخ عنده بفخ‪.‬‬
‫الثنية البيضاء‪ :‬الثنية البيضاء‪ :‬الت فوق البود الت قتل حسي وأصحابه بينها وبي البود‪.‬‬
‫الصحاص‪ :‬الصحاص البل الشرف على ظهر ذي طوى إل بطن مكة ما يلي بيوت أحد الخزومي عند البود‪.‬‬
‫الدور‪ :‬الدور‪ :‬مت من الرض فيما بي الصحاص وسقاية أهيب ابن ميمون‪.‬‬
‫مسلم‪ :‬مسلم‪ :‬البل الشرف على بيت حران بذي طوى على طريق جدة وادي ذي طوى بينه وبي قصر ابن أب‬
‫ممود عند مفضى مهبط الرتي الكبية والصغية‪.‬‬
‫ثنية أم الارث‪ :‬ثنية أم الارث‪ :‬هي الثنية الت على يسارك إذا هبطت ذا طوى تريد فخا بي الصحاص وطريق‬
‫جده وهي أم الارث بنت نوفل بن الارث بن عبد الطلب‪ :‬مت ابن عليا‪ :‬مت ابن عليا‪ :‬ما بي القبة والثنية الت‬
‫خلفها إل الحجة الت يقال لا‪ :‬الضراء‪ ،‬وابن عليا رجل من خزاعة‪.‬‬
‫جبل أب لقيط‪ :‬جبل أب لقيط‪ :‬هو البل الذي حايظ ابن الشهيد بأصله بفخ‪.‬‬
‫ثنية اذاخر‪ :‬ثنية اذاخر‪ :‬وليست بالثنية الت دخل منها رسول ال صلى ال عليه وسلم عند حايط خرمان ولكن‬
‫الشرفة على مال ابن الشهيد بفخ وأذاخر‪.‬‬
‫شعب أشرس‪ :‬شعب أشرس‪ :‬الشعب الذي يفرع على بيوت ابن وردان مول السايب بن أب وداعة السهمي بذي‬
‫طوى‪ ،‬وأشرس مول الطلب بن السايب بن أب وداعة‪ ،‬وأشرس الذي روى سفيان عن أبيه حديث القام والقاط‬
‫حي رده عمر‪.‬‬
‫غراب‪ :‬غراب‪ :‬البل الذي بؤخر شعب الخنس بن شريق إل اذاخر‪.‬‬
‫شعب الطلب‪ :‬شعب الطلب الشعب الذي خلف شعب الخنس بن شريق يفرع ف بطن ذي طوى‪ ،‬والطلب هو‬
‫ابن السايب بن أب وداعة‪.‬‬
‫ذات الليلي‪ :‬ذات الليلي ما بي مكة‪ ،‬والسدر‪ ،‬وفخ‪.‬‬
‫شعب زريق‪ :‬شعب زريق‪ :‬يفرع ف الوادي الذي يقال له‪ :‬ذو طوى‪ ،‬وزريق مول كان ف الرس مع نافع بن علقمة‬
‫ففجر بامرأة يقال لا‪ :‬درة مولة كانت بكة فرجا ف ذلك الشعب فسمي شعب زريق‪.‬‬
‫كتد‪ :‬كتد‪ :‬البل الذي بطرف الغش غي ان حلحلة بي المدرة وبي كتد‪.‬‬
‫جبل الغش‪ :‬جبل الغش‪ :‬ومنه تقطع الجارة البيض الت يبن با وهي الجارة النقوشة البيض بكة‪ ،‬ويقال‪ :‬انا من‬
‫مقلعات الكعبة‪ ،‬ومنه بنيت دار العباس بن ممد الت على الصيارفة‪.‬‬
‫ذو البرق‪ :‬ذو البرق‪ :‬ما بي الغش إل ذات اليش‪.‬‬
‫الشيق‪ :‬الشيق‪ :‬طرف بلدح الذي يسلك منه إل ذات النظل عن يي طريق جدة قد عمل الدروقي حايطا وعينا‬
‫بفوهة ذلك الشعب‪ ،‬وذات النظل ثنية ف مؤخر هذا الشعب يفرع على بلدح‪.‬‬
‫أنصاب الرم‪ :‬أنصاب الرم‪ :‬على رأس الثنية ما كان من وجهها ف هذا الشق فهو حرم وما كان ف ظهرها فهو‬
‫حل‪.‬‬
‫العقلة‪ :‬العقلة ردهة تسك الاء ف أقصى الشيق‪.‬‬
‫الرنبة‪ :‬الرنبة‪ :‬شعب يفرع ف ذات النظل وما بي ثنية أم رباب إل الثنية الت بي الليط‪ ،‬وبي شعب عمر بن عبد‬
‫ال بن أب ربيعة ذات النظل‪ :‬ذات النظل‪ :‬هو الفج الذي من عي الدورقي إل ثنية الرم العبلء‪ :‬العبلء‪ :‬بي ذي‬
‫طوى والليط‪.‬‬
‫الثنية البيضاء‪ :‬الثنية البيضاء‪ :‬الت بي بلدح وفخ‪.‬‬
‫شعب اللب‪ :‬شعب اللب الشعب الذي يفرع على حايط ابن خرشة ف بلدح‪.‬‬
‫ملحة العراب‪ :‬ملحة العراب شعب ف بلدح يفرع على حايط الطايفي‪.‬‬
‫ملحة الروب‪ :‬ملحة الروب شعب يفرع على حايط ابن سعيد ببلدح‪.‬‬
‫العشية‪ :‬العشية حذاء أرض ابن أب مليكة إذا جاوزت طرف الديبية على يسار الطريق‪.‬‬
‫قب العبد‪ :‬قب العبد‪ :‬بذنب الديبية على يسار الذاهب إل جدة‪ ،‬وانا سي قب العبد إن عبدا لبعض أهل مكة أبق‬
‫فدخل غارا هنالك فمات فيه فرضمت عليه الجارة فكان ف ذلك الغار قبه‪.‬‬
‫التخابر‪ :‬التخابر‪ :‬بعضها ف الل وبعضها ف الرم وهو على يي الذاهب إل جدة‪ ،‬إل نصب العشاش‪ ،‬وبعض‬
‫العشاش ف الل‪ ،‬وبعضها ف الرم وهي بية البهيما وبية الصغر والرغباء ما أقبل على بطن مر منهن فهو حل‬
‫وما أقبل على الريرا منهن فهو حرم‪.‬‬
‫كبش‪ :‬كبش‪ :‬البل الذي دون نعيلة ف طرف الرم‪.‬‬
‫رحا‪ :‬رحا‪ :‬ف الرم وهو ما بي أنصاب الصانيع إل ذات اليش‪ ،‬ورحا هي ردهة الراحة‪.‬‬
‫والراحة‪ :‬والراحة‪ :‬دون الديبية على يسار الذاهب إل جدة‪.‬‬
‫البغيبعة‪ :‬البغيبغة‪ :‬والبغيبغة بأذاخر‪.‬‬
‫بعونه تعال انتهى الزء الثان وبذلك ت كتاب تاريخ مكة للزرقي‬

1

Uploaded by

Document Information

Copyright

Available Formats

Share this document

Share or Embed Document

Sharing Options

Did you find this document useful?

Is this content inappropriate?

Copyright:

Available Formats

1

Uploaded by

Copyright:

Available Formats

‫أخبار مكة وما جاء فيها من الثار‬

‫أخبار مكة وما جاء فيها من الثار‬

‫بسم ال الرحن الرحيم‬

‫وصلى ال على سيد المة ممد نب الرحة وآله وصحبه‬

‫ذكر ما كانت الكعبة الشريفة عليه فوق الاء‬

‫ذكر زيارة اللئكة البيت الرام شرفها ال‬

‫ذكر هبوط آدم إل الرض وبنائه الكعبة‪ ،‬وحجه‪ ،‬وطوافه بالبيت‬

‫باب ما جاء ف حج آدم عليه السلم ودعائه لذريته‬

‫ذكر وحشة آدم ف الرض حي نزلا وفضل البيت الرام والرم‬

‫باب ما جاء ف البيت العمور‬

‫أمر الكعبة بي نوح وإبراهيم عليهما السلم‬

‫ما ذكر من تي إبراهيم عليه السلم موضع البيت الرام من الرض‬

‫ما ذكر من نزول جرهم مع أم إساعيل ف الرم‬

‫ما ذكر من بناء إبراهيم الكعبة عليه السلم‬

‫قوله عز وجل إن أول بيت وضع للناس وما جاء ف ذلك‬

‫ما ذكر من ولية خزاعة الكعبة بعد جرهم‪ ،‬وأمر مكة‬

‫بكوم الطايا واليـول الـماهـر‬ ‫وسارت لـنـا سـيارة ذات قـوة‬

‫لم با كان السـوام‬ ‫وبن العماليـق الـذين‬

‫با أولد قـيدر والـنـبـيت‬ ‫فلست لغالب ان لـم تـأثـل‬

‫باب ما جاء ف أول من نصب الصنام ف الكعبة والستقسام بالزلم‬

‫ان ل تقله فمـر الـقـداحـا‬ ‫والبء ف الرضى والصحاحـا‬

‫باب ما جاء ف أول من نصب الصنام وما كان من كسرها‬

‫والشرك يغشى وجهه الظـلم‬ ‫لرأيت نور اللّه أصبح بـينـا‬

‫باب ما جاء ف مناة وأول من نصبها‬

‫باب ما جاء ف اللت والعزى وما جاء ف بدوها كيف كان‬

‫باب ما جاء ف ذات أنواط‬

‫باب ما جاء ف كسر الصنام‬

‫مسي تبع إل مكة شرفها ال تعال‬

‫ذكر مبتدأ حديث الفيل‬

‫ذكر الفيل حي ساقته البشة‬

‫حارج أمسك منه بالكظم‬ ‫فأنثـن عنـه وف أوداجـه‬

‫باب ما جاء ف شواهد الشعر ف ذلك‬

‫باب ما جاء ف ذكر بناء قريش الكعبة ف الاهلية‬

‫حج أهل الاهلية وإنساء الشهور ومواسهم وما جاء ف ذلك‬

‫إكرام أهل الاهلية الاج‬

‫إطعام أهل الاهلية حاج البيت‬

‫باب ما جاء ف حريق الكعبة وما أصابا من الرمي من أب قبيس بالنجنيق‬

‫باب ما جاء ف مقلع الكعبة من أين قلع‬

‫ف معاليق الكعبة وقرن الكبش ومن علق تلك العاليق‬

‫نسخة ما ف اللوح الذي ف جوف الكعبة الذي كان مع السرير‬

‫نسخة ما كان كتب على صحيفة التاج‬

‫ذكر من كسى الكعبة ف الاهلية‬

‫ذكر كسوة الكعبة ف السلم وطيبها وخدمها وأول من فعل ذلك‬

‫ما جاء ف تريد الكعبة وأول من جردها‬

‫باب ما جاء ف دفع النب الفتاح إل عثمان بن طلحة‬

‫الصلة ف الكعبة وأين صلى النب صلى ال عليه وسلم منها‬

‫باب ما جاء ف رقي بلل الكعبة وأذانه عليها يوم الفتح‬

‫ما يقال عند النظر إل الكعبة‬

‫باب ذرع البيت من خارج‬

‫ذرع الكعبة من داخلها‬

‫صفة الروازن الت للضوء ف سقف الكعبة‬

‫صفة الزعة وذرعها‬

‫صفة الزار الرخام السفل الذي ف بطن الكعبة‬

‫صفة الزار العلى‬

‫صفة السامي الت ف بطن الكعبة‬

‫صفة فرش أرض البيت بالرخام‬

‫ذكر ما غي من فرش أرض الكعبة‬

‫صفة باب الكعبة‬

‫باب صفة الشاذروان وذرع الكعبة‬

‫اللوس ف الجر وما جاء ف ذلك‬

‫باب ما جاء ف الدعاء والصلة عند مثعب الكعبة‬

‫صفة الجر وذرعه‬

‫باب ما جاء ف فضل الركن السود‬

‫باب ما جاء ف تقبيل الركن السود والسجود عليه‬