Professional Documents
Culture Documents
والب َ ْ
شكه أَبُو َ
عَّرا ْ
..تؤ كد الرواية الشعبية على ل سان الثقاة من أهال و سكان ملة الظلوم بدينة جدة ،إنه كان إذا خرج إل الل قة بعد
صلة ال صبح ف الشاف عي كا نت أنظار الوجود ين والت سوقي ب ا تت جه رأ سا إل ما يرتد يه ف يو مه ..فإن كان قد و ضع
ال سجادة ال صوفية الرق طة على كت فه الي ن فمع ن ذلك أن نار هم سينقضي ف عراك وضرب و صراخ ل يهدأ ..ح ت ب عد
منتصف الليل!!
ذلكم ..هو إبراهيم خليل الكلش ..الشهي بأبو عرام ..والولود ببلدة جدة ف منت صف العشرينيات الجرية ..بالعزلة
ذات الدور ين الكائ نة غربا أمام زاو ية الظلوم نف سه الزاو ية ال ت ج عل من ها أ هل الكار والضلل بؤرة للبد عة ال ستوردة
حيث كانت تقام فيها كل ليلة جعة حلقة الذكر الستقبحة والنقرضة ..يتمايل فيها الرجال الغائبون عن صوابم ..ويغن با
الفتيان الفتونون بشبابم ..والت ل تنتهي إل بإحدى الوشات الليلية ..حي يصل إل الحلة رجال وفتيان وعبيد من ملت
اليمن والبحر والشام لضور حلقة الذكر العتادة!!
..وكان والد أ بو عرام ..الش يخ خل يل من كبار الولع ي بتلك اللقات الجنو نة يهدر بعضا من ك سبه الوف ي نوعا ما
ف غدواته وروحاته ..فنشأ على أهلها ف الولئم والسهرات كما كان حريصا على اصطحاب ابنه إبراهيم ((أبو عرام))
الغلم متأثرا بالبيئة ..متشبعا بالوراثة ..ول همّ له إل الختلط ..والتفاف الناس حواليه ..والصرف عليهم دون حساب!!
وحي توف الشيخ خليل بعد إصابته ف رأسه بضربة شون مزقر ..حل ابنه أبو عرام مكانه ف مشيخة اللقة ..وكانت
أعوام مشيخ ته الول بشهادة أ هل ال بة أعوام رخاء كبي ف قد ظلت في ها المطار ت طل بغزارة م ا ن تج ع نه طلوع الشقل
بقل خبيزه ..حول مقبة امنا حواء بشكل ل يعهده الهال من قبل ..وتكاثر ال ّدبَا والراد ..وإذا كثر الراد رخص اللحم..
وتوافرت البنسة الزقزق ..والسسمن البي ..والطليان الري ..والدجاج والبابر والديوك العشارى ..وتنوعست اليات..
فن عم الناس ف ليالي هم ..وخ صوصا بش كة أ بو عرام بأ كل الراد مقليا ملحا وموضوعا ف التبا سي ت ف ب ا أحقاق الد قة
ال صنوعة من الكمون والفل فل ال سود واللح الب يض يضاف إلي ها قل يل من النعناع أو ملح الب يض ..وتع تب تبا سي الراد
بثابة ((النّقُل)) يتسلون با لي حلول موعد العشاء بفتح العي.
كما نعموا ف وجبة الصباح بأكل التمرة الخلوطة بالبيض أو الصنوعة من البيض الخلوط بالسكر ..أو بالبنة الزقزق
بالسكر ..وذلك عدا أطباق العصوب والطبق والقادم بالقَطْفةَ ..وبوارها أطباق الفول تغطيها طبقات من السمن البي.
أما وجبات الغداء والعشاء الرئيسية فكانت ناذج غنية باللحوم المراء والبيضاء بي سلت ومضب وندى أوزربيان..
أو صيادية حراء ..أو سليق مع ال عبيلة ال ت ي صر أبو عرام على توزيع ها ف زبادي صغية مع انفراده هو بقدر صغي من ها
خاص به ..وقد يصطفى من يشاركه فيه أحيانا من بعض الصفياء ف بعض الليال القررة!!
وهكذا أ خذ أ بو عرام يف يض على من حوله دون منّ أو تقت ي ..بل إن أياد يه كا نت ت تد إل ك يس نقوده با ستمرار..
ليدفع لذا ولذلك من أهل ملته ما يطلب لفك ضائقة ..أو تكملة لنقص ..أو سدا لوجب ..كما أن هذه اليادي قد طالت
فتعدت أ هل الحلة ل كل قا صد إلي ها وإل يه من الحلت الخرى دا خل سور جدّة ..أو خار جه من سكان النلة اليمان ية..
والتعالبة ..والرويسي العلى والدن ..وملة بن مالك أو اللك كما كان يدللها ساكنوها!!
وتدور اليام ..ويشح ماء السماء ..وت قل واردات الل قة با ف ذلك ال طب والفحم والشيش العتري ..والبسيم..
فتنكمش واردات أبو عرام ولكنه ل يضيق بذلك ..ول يغي عادة من عادات كرمه الدائم العتاد ..مرددا ف سره ولنفسه
الثل الشعب الدارج(( :مي َولّ فَ الناس بعادة سوه أبو العوايد)) ولكنه إزاء وقفة الال هذه كما ساها ..يتلي ف إحدى
الليال بأ حد ساسرة العقار سرا وت تد يده إل وثي قة العزلة ال صغية فيبيع ها ..ث يألف الب يع ..ل نه يكره الر هن ..ف يبيع
القرار يط ال ت له ف ب عض بيوت ال ي ..ح ت ينت هي به ال مر أخيا إل ب يع العزلة ال كبية سكناه ..شرط سكناه ب ا طول
حياته!!
ولكن فقيد الكرم والروءات والبحبحة ..أبو عرام ..ل يتمتع بزية هذا الشرط ..إذ اختطفه الوت ف ليلة سوداء ف أيام
موسم الج ..وقبل الُلّيف بوال عشرين يوما ..وذلك عقب حفلة عشاء فريدة ف بابا ..وكان اختطافه مفاجئا حت إن
من سعوا بن بأ وفا ته ف النهار ل ي صدقوا ذلك ح ت رأوا باعين هم الن عش خارجا من م سجد الشاف عي ..و قد ازد حم سوق
الامع ..فسوق البدو بالشيعي من جيع الحلت ف مدينة جدة ..وخارجها.
ذلكم هو إبراهيم خليل الكلش الشهي بابو عرام ف إياز ..ودون مغالة ..أو رتوش ..أما سبب اطلق كلمة ((أبو
عرام)) الذائعة الصيت ..والطلقة حت يومنا هذا على كل ((فنجري)) َألِفَ البذل والعطاء والبحبحة على نفسه وعلى من
حوله ..وعلى كل قاصد إليه ..فهو ذلك الصنيع الذي كان يفعله أبو عرام طيلة حياته ل فرق بي سرائه وضرائه ما يؤكد..
أن الود من العود ..ل فقط من الوجود..
وكالعادة الخوانية فقد رثاه بعض من قدروا قيمته وشهرته ..أو نالوا من نعمته وفضله ولكن ظل أحسن رثاء قيل فيه
هو رثاء صديقه الم يم زن قر ال صغي الشه ي بأ بو ل سان ..وكان ذلك ب عد أن غرزت له أرملة الرحوم أ بو عرام ال ست
((عزه)) مبلغا مترما من الريالت الفضية أرسلته إليه مع خادمها حي رأته يتجهز للسفر من من أيام الشقادف بعد رجه
للشيطان ..فأنشد قائلً:
حيتك عزة بعد الج وانصرفت
فحي ..ويك ..من حياك يا جل
فتلك زوجة من عاش الياة لنا
عبد الضاليم ..من تزهو به اللل
الريي أبو عرام ..مصنفه
على الكتوف به ف اليوم ننشغل
الفاتح البيت للضيفان ما خرجوا
إل على البطن منه ..بعد أن دخلوا
زحفا!! فقد نغنغوا من فيض صفرته
طبعا ..فقد بشموا من كثر ما أكلوا
والفارد الكيس للخوان يكرمهم
صرفا ..وقبضا ..فل َمنّ ..ول زعل
يا ناس ..ليس أبو عرام مثلكمو
أو مثل جدي ..ففيه يضرب الثل
قد باع خي قراريط ..بعزلته
وقال ..يا الل ..فل عاشت لنا العزل
م.. شل ْ ُ
ض ْ ُ
سكان ملة الساحة ف الدينة النورة مشهورون بأنم من يعتنون بتدوين سي بعض الشخصيات الشعبية حت يعرفوا..
وتتحدد طبقتهم الجتماعية ..كما أن أهل الساحة أيضا معروفون بتفوقهم الثقاف نوعا ما ..وبرقتهم الت استدعت أن يتردد
عنهم القول الشائع(( :أهل الساحة ..أهل العيون ال ّدبّاحة)).
وما يرويه هؤلء الهال من سكان ملة الساحة أن من الشخصيات الشعبية التأقلمة من ثالث جد لا ..والت انفردت ف
الحلة بالسمعة الطيبة الاج صفاء الدين شلضقجي ..الشهي فيما بعد باسم ((شلضم)) ..وذلك بعد أن سن ف أوائل عام
العشرة بعد الائة واللف من الجرة عادة حيدة شاعت بي الهال هناك ..وهي قيام ربات البيوت بوضع ألواح العيش أمام
دورهم ..تسهيلً لكل عابر بأخذ لوح العيش إل الفرن وخبزه ..ث إعادته أمام البيت الذي حله من أمامه .ومن الفروغ منه
أن على كل ربة بيت أن تضع الجرة القررة حسب عدد أقراص عيش اللوح وفوق الرقة الغطى با العيش ..وكانت فكرة
شلضم الجتماعية قائمة على الساسات التية:
أ تعويد الناس على المانة ..فل يكتفي أحدهم بسرقة النقود الت هي أجرة خبز العيش.
ب تفرغ الرجال لعمالم بشت أشكالا.
ج انصراف الولد لدارسهم ..بدل اشتغالم ببز العيش ..وبمل ألواحه.
د عدم تعطيل الفرانة ..أو انطفاء أفرانم.
هس ترين عابري السبيل من الجاورين والهال العاطلي على الدمات الجتماعية.
ك ما تعود سعة الاج صفاء الد ين الشه ي بشل ضم إل قيا مه بالورا ثة عن أب يه بتن سيق قانون الطبقات ..وت سجيله ف
ملفات البلدية ..بعد تقسيم هذه الطبقات إل :خانه ..دانه ..فأهال ..فمجاورين ..فشلوية ..وذلك منعا للختلط الطبقي
والتداخل ف النساب ..سواء لدى النتساب عند اللزوم ..أو حي تقرير نوع التابعيات لدى الذاكرة عنها ف القاعات..
وقبل وجود نظام التابعيات الديث بأكثر من قرني من الزمان.
وكان الاج صفاء الد ين الشه ي بشل ضم قد ورث ب عض البلدان س أي الب ساتي عن أب يه عن جده الثا ن ..ولك نه
استنكف رحه ال أن يشتغل مزارعا بنفسه حت ل يتزحزح عن الرتبة القررة لطبقته الجتماعية ..فاتفق مع الرحوم خلف
البت على القيام بشؤونا ..وكانت النتيجة أن انتهيا بعد نزاعات طويلة إل الحكمة ..بكسر اليم حسب منطوقها منهما
ث إل بيع البلدان بأبس الثان ..ما دفع الاج شلضم إل حفظ البيت الشعري القائل:
ما حك جلدك مثل ظفرك
فتول أنت جيع أمرك
وأصبح ل يرى ول يسمع إل وهو يترن بذا البيت ما دفع الوال التركي آنذاك إل أن يكلفه بكتابة هذا البيت الشعري
بطه النسخ الميل ..ووضعه ف برواز ثي ..وحي قام شلضم بذلك وذهب به إل الوال كرمه بأن أمر بتعليق البواز ف
صدر ملسه الرسي دون أن يدفع له أي شيء ..فكانت تلك اللفتة وحدها من الوال أحلى ذكريات الاج صفاء ..فصار ل
يفتأ يرددها ..ويرويها لكل من يقابله ف السوق ..أو بالسجد ..أو يزوره ف البيت ليسمع الكاية من فمه.
وبالناسبة ..فلقد كانت هواية شلضم الكبى هي العناية بالطوط الميلة ..فقد ترن وصرف بعض الال حت اتقن خط
النسخ ..وخط الرقعة ..وصار يقتنص المثال والكم ليكتبها ف براويز أنيقة ث يغلفها ..ويذهب با إل (( خط)) السكة
الديد ية ال سطسيون بباب العنب ية ..ل مة طر ية ..ليب عث ب ا هدايا جيلة إل أ صدقائه ف ا سطمبول وضواحي ها ..ح ت
ف أرض مهجورة ل ذه بت تلك الوا ية بكث ي من قي مة البلدان ال ت باع ها بأب س الثان ..ول ي بق له إل بض عة ((مازن))
يتقدم أحد لشرائها تلك اليام ..حت دارت اليام فباعها أحد أحفاده ببلغ باهظ!!
وتأكيدا لواية الاج صفاء الشهي بشلضم هذه ..فإن سكان الساحة أكدوا أنم رأوه قبل أن يتوف ف مطلع عام الربع
والتسعي بعد اللف والائة من الجرة ..وهو يتضن لوحة جيلة مكتوبا عليها ..الصب جيل.
ذا كم هو الاج صفاء الد ين شلضق جي الشه ي با سم ((شل ضم)) أ ما سبب هذه الت سمية فتعود إل أن جاره الرحوم
عباس أفندي ..ول داعي لذ كر اسه الثلثي ..زاره ف إحدى الليال ..لجل أن يستأنس برأيه ف تنظيم الرحلة الت اعتزم
عباس أفندي القيام با إل الناضول ..وحي سأله الاج صفاء الدين ..هل تعرف يا عباس أفندي معن كلمة ((شلضم))
أجاب عباس :ل!! فقال له الاج :ول معنس كلمسة ((بلضسم)) أجاب عباس برضسو ..ل!! عنسد ذلك قال له الاج صسفاء
الدين ..إذا يب عليك يا عباس أفندي أن تؤخر رحلتك إل الناضول حت تعرف على القل معن كلمة ((شلضم)).
وه نا كما يذ كر الراوة الثقاة خرج عباس أفندي منفعلً ..وأطلق ف حالة أنفعاله على الاج صفاء الدين شلضقجي
اسم ((شلضم)) وهو السم الذي لصق بالرحوم حت آخر أيام حياته.
كما يذكر الرواة من أهل الثقة والروءة للنصاف وللتاريخ الذي ل يسجل ..إن عباس أفندي حي سع بنعي شلضم قد
فزع جدا ..وحزن كثيا ..وننه قائلً:
يا راحل ..وجيل الصب يتبعه
على الطريق ..وقد جفت مآقيه
يا شلضم الي ملضوما بلسته
ف قاعة البيت بي اله ..واليه
من للعيوش ..ولللواح ناظرة
للقن دربا إل الفران تأتيه
والناس قد تركوا العادات طيبة
لا التهوا ف الذي ..يا شلض تدريه
من للخطوط ..من الرقعا مزخرفة
للنسخ من دون تزيي وتنويه
لسوف احفظ معن شلضم ..وأرى
ماذا لدى بلضم أيضا ..وما فيه
حت أحوز رضا جاري ..وإن ذهبت
أيامه ..وبقيت اليوم ف تيه
شلضوم!! ل تأس ..ل تزن ..فحضرتنا
مل حضرتكم ..فيما ترجيه!!
ه..
س ْ
سبَا َ
بِ ْ
الرفق باليوانات واجب إنسان كبي ..وجليل ..ولقد تطوع ف يوم ما ..وعلى عهد العربات الكارو بعض ذوي الفضل
والغية والشفقة عليها .فكانوا يوميا يتابعون ويلحقون أصحابا حت ل يقسوا على البغال أو المي ما ل تطيق ..أو بضربا
زيادة عن اللزوم.
كمسا كان يتجمهسر بعسض الهال ..ويبدون سسخطهم على مفتشسي البلديات ومندوبيهسا أيام زمان حيس يصسطحبون
ال صياد الا هر وم عه بندقي ته لق تل الكلب ال ت تز عج ال سكان بنباح ها ..أو ال ت ي شك ف سعارها خش ية ال صابات بداء
الكَلَب ..بفتح اللم ..حيث ل تكن القنات موجودة ف الستشفى الوحيد ببلدة جدة ..ول ف الجزخانة اليتيمة فيها..
وطبي عة الر فق باليوان ل تأ ت بالكت ساب ..أو بالو عظ والرشاد ..ولكن ها ف الش خص تن بع من الح ساس وحده..
الح ساس الرق يق ب طبيعته ..ول كن قد يتغال عشاق اليوانات ف الع طف علي ها ..و ف ترتبيت ها لدى اقتنائ ها إل ال د الذي
يصل بم إل الوسواس ..أو النون الاد.
ذلك هو بالضبط ..بالضبط ما حدث للمرحومة النسة أسا الداوية ..والشهية باسم ((بسباسة)) ..فقد نشأت هذه
الفتاة الشعبية وهوايتها العطف على البساس وجعها وتربيتها ..وذلك قبل أن تنشأ الكثيات من النساء الفرنيات اللوات
يشاركنها هوايتها ف تربية القطط سواء ف أوروبا أو ف المريكتي الشمالية والنوبية.
لقد نشأت النسة ((بسباسة)) أو أسا الداوية ..وهوايتها جع البسس بكل أنواعها ..ما عدا النوع السيامي حيث ل
ت كن هناك معاملة تار ية ب ي سوقي جدة وبنكوك ..ل ستيادنا الرز ال سيامي ..اكتفاء با ستيادنا الرزاز بأنواع ها من الزه
للهوره ..للَبكّا ..من الند قبل انقسامها إل قمسي الند وباكستان ..ث إل ثلثة أقسام بعد انفصال بنقلديش!!
صفّه وملوان ..ودقيسي ..وديوان كبي ..ودهليز
وشغلت بساس النسة بسباسه معظم أناء البيت الكون من ملس و ُ
طويل وإن كان غي مستقيم ..حت إن والديها ل يدا ..فيما يرويه اليان ..المكنة الفارغة والخصصة للنوم أو للكل أو
لوضع أدوات ((الزة)) الت كانت أم بسباسة ترص على ((نصبتها)) باعتبار أن الزة ونصبتها بتوابعها كلها من بنت
النقل للسموار وحت اللقاط مصدر زهو واعتزاز عند ربات البيوت ف تلك اليام..
ف العناية بقططها وبالعطف عليها ..وبتربيتها تربية ..ولقد أفرطت النسة أسا الداوية والشهية باسم ((بسباسة))
سليمة ..وتعليمها طرق النوم ..وآداب الكل ..وقضاء الاجة ف أوقاتا ..وأصبح شغلها الشاغل حاية بسسها من أولد
اليان ..ث من تصرفات والديها اللذين كان ههما صرفها عن هذه الواية البسسية ..حت عمدا إل الضرب والطاردة لا
ذاتا ولبسسها بالتبعية.
وكما قال ل جار العائلة العم الشيخ كرشوم ((قصرو ..ما أطول عليك ..السألة زادت ..والصيبة راحت وجات من
تت راص البسس ..لن السكينة حصل لا لطف ف الول ..وبعدين فصخت ..يعن اتننت جنان زايد عن الد !!..قول..
ما أطول عليك برضو ..آخرة الآخر أبو بسباسه كان عندو مقعد أرضي مستقل عن البيت ..فشالا ..وحبسها فيه ..وصك
لك عليها الباب ..وصار يدي لا أكلها كل يوم من بره ..بره ..يعن كان يرمي لا هو من أسياخ الروشان حقت القعد اللي
حبسها فيه)) انتهى كلم العم كرشوم.
ويروي أهسل الحلة القدامسى إن الشهرة التس اسستفاضت حول بسسباسه ل تكسن لحسد مسن كبار البلدة وهكذا تأتس
الشهرة الواسعة العريضة أحيانا لن ل يسع إليها ..كما أنا تأت عن طرق عجيبة ..شاذة ..وبسيطة ..ول تطر على بال..
ولذا كان ل يلو وقست مسن أوقات النهار ..وأطراف الليال ..إل وت د نفرا من الصسبيان ..أو الشباب ..أو الرجال أحيانا
يتجمعون أمام القعد ليوا ..وليسمعوا صوت بسباسه ..وعاداتا ..وأصنافها وطبعائها وعما تنعم به من حياة حافلة بالغرائب
وبالنوادر الت لقتها وتلقيها منها ..فالبسة ((نَجَ َفهْ)) مثلً ..ل يكن أن تدأ إل إذا قامت بسباسة نفسها بتمشيط شعرها..
وخصوصا شعر الذيل!!
ك ما أن الب سه (( َقمَ ِريّ ه)) ل ي كن أن تشرب الاء ..وإن تأ كل القرر ل ا من الفضلت البيت ية إل على طبلة خشب ية..
وطبقا لصول آداب الطعام التبعة ف تلك اليام الدسة ..وهكذا ما ل يتسع القام لتعداده.
تلكم هي النسة أَ سْمَا الظلومية الداوية الت سبقت ف جده أترابا من هواة القطط ف لندن وباريس وروما ونيويورك
وسواها من عواصم العال الكبى ..والشهية ببسباسه.
أ ما سبب هذه الت سمية فل يتاج ..كالعادة ..إل تعل يل ..أو تف سي ..أو إيضاح ..فإن ا آت ية من لف ظة ((ب سه)) أي
((قطة)) بالصطلح العامي ..وإن كانت القواميس تقول أن :بس وبس بكسر الباء الول وضم الثانية مكررة ..دعاء أو
زجر للغنم!!
ونعود لار العائلة العم كرشوم الذي يقول :وفليله من الليال ما أصحى لك إل على الصوت اللي قومن أنا وغيي من
سابع نومه ..قصرو ..ما أطول عليك ..إيش ف؟ ايش حصل؟ قالوا :تعيش راصكم .بسباسة ماتت!! ماتت؟؟ ايوه!! وهادا
كان يا مفوظ البقا والسلمة سنة؟ سنة؟ قول معايا يشيخ ..سنة الديو!! انتهى كلم العم كرشوم!!
ويروي لنا صادق أفندي القاطن ف الزقاق اللي يوديك على أيدك اليمي على بيت باعشن القدي ..قبل ما توصل على
ب يت قا بل القد ي بر ضو ..يروي أ نه تطوع من سكات ل سكات باعتباره مبا على ال سكّيت ..وب صفته شاعرا ش عبيا برثاء
الن سة ب سباسه مع احتفا ظه بور قة الرثاء ف عل بة ت نك رفي عة من اللي كان أ هل أول يفظوا في ها ح جج البيوت ..ووثائق
العُزَل الصغية وقد قال ل فض فوه ..ول أطال لوعته:
آ َذنَ ْتنَا ببينها أساء
ُربّ ثاوَ ..يمَلّ منه الثواءُ
قل لبسباسة لقد كان فخرا
ل تنله باريس ..أو روماءُ
ل ..ول لندن ..أو نيويورك
..وحت ..ف جنبنا سيناءُ
أنتِ سَوّيت للبساس مقاما
حقّ الثناءُ
ف حى جدة ..فَ َ
يا أهال الضلوم تيهوا ..فهذي
حارة الشام ..قربكم ..خرساءُ
يا أخا العقل ..ل تن أي بسّا
أي عُرّي أيضا ..ففيه العزاءُ
بس أوعى تزيد عطفا ..فحتما
سوقَ يأتيك بالنون الشقاءُ
إيه ((بسباسة)) كدا برضو تضي وتسيب البساس؟؟ هذا الفاءُ؟
ا ْلكَجَا..
ل بد أن تكون ..أو أن يكون ابنك على القل قد تابع الكجا من زقاق إلى زقاق ..وهو يذرع الشوارع الرئيسية بمكة..
بعد ملله من أزقتها الجانبية ..ل يفتر لسانه عن ترديد مقامات الحريري الساكن بمحلة الباب ..أو موشحات الندلسي
المقيم في الشامية ..أو مقطوعات طاغور المجاور بالمسفلة ..ل يهدأ ..ول يفتر ..وقيل إنه ل ينام الليل ..إل بعد أن
وصفت له أمه شرب اللبن الحامض وبه فصوص .وفصوص كثيرة من الثوم ..وكانت هذه الوصفة ..فعلً ..أشد فعلً
من استعمال الخشخاش ..وأعمق نومًا منه!!!
فالكجا ..وهذه شهرته ..وليس اسمه الذي أطلقه عليه أبواه اللذان كانا يسكنان في آخر المسفلة ..وعلى مقربة من بركة
ماجن ..حيث الخضرة ..والماء ..والرز البخاري الذي يتقنه ..المنى ..مخصوم على عهد مركاز الدباء والشعراء
برئاسة المرحوم الستاذ حمزه شحاته وعضوية كل من الخوان مع حفظ اللقاب الحالية ..القنديل ..توفيق ،العريف،
ياسين ،زيدان ،البصراويين ،الب عزيز ،وهلم جراً ..أو نصباً ..أو جزمًا بالسكون.
طبعاً ..طبعاً ..على قول الساسي ..الكجا اسم الشهرة الذي انطلق من مكة فاخترق السماع ..وتردد على الفواه حتى
وصل غربًا منها إلى بحرة ..فجدة ..مستقراً في الحارة .حتى الثعالبة ..وطاف شرقًا منها محيياً قريشاً في بطن منى..
فكبكب ..صاعداً بعد الكر ..إلى كرا ..فالهدى ..واقفًا عند حدود ثقيف بعد الطائف لرفض العراب في الوهط..
والوهيط ..وِليّه ..والشفا قبول السماء العجمية ..مع أن الستاذ أبو تراب الظاهري أكد لهم في برنامج خاص أن
كلمة ((كجا)) عربية الساس المتين ..وأنها مركبة من لفظين اثنين هما ..لفظة ((كما)) ولفظة ((جاء)) ..وكما أحب
الستاذ عبد القدوس التخفيف على الناس في نطق الكلمات المركبة فقد أمر رعاه ال بحذف ((ما)) من كما ..اكتفاء
بالكاف وحدها ..واعتماداً على ذكاء الناطقين بالكلمات المركبة والسامعين لها ..مع حذف الهمزة لتخفيف العبء في
ل من ((كما جاء)) ..علماً بمعارضة الشيخ حمد الجاسر مكايدة منه ..فقط.. الفعل ((جاء)) فأصبحت ((كجا)) بد ً
للستاذ عبد القدوس ..فأكد أن الصل هو ((كذا ..جاء)) بعد إدخال آل التعريفية عليه ..فأصبح بفضل جهودهم الطيبة
اسم ((الكجا)) علماً معروفاً ..ومنصرفاً إلى كل من ((كجكج)) في مشيته ..والكجكجة كما يقول الستاذ العطار نوع
من المشي الموسيقي الذي تصطك فيه الركبتان من الوسط ببعضهما ..ثم تنفرجان ثم تصطكان من جديد ..وهكذا
دواليك ..على طريقة مسك ((الوحدة)) في اليقاع الطربي الصيل!!
وعلى العموم فإن الكجا معرفة معروفة من الجميع وقد اشتهر بخفة روحه ..خفة تقل كثيرًا عن خفة عقله من حيث
الكم ..ولكنها ل تقل عنها من حيث الكيف ..كما اشتهر بسرعته الملوينية في السعي وفي الطواف بالسواق والزقة
والشوارع حتى يتعب ..فيكجكج في مشيته على رواقة ..وذلك للستمخاخ أولً ..ولتيسير الفرجة عليه ثانيًا من كل من
رغب في الفرجة عليه ..وكثير ما هم .فقد كان الكجا كصندوق الدنيا ل تمل من الفرجة عليه ..ول من سماع أحاديثه
المرسلة عند الخاطر ل يقيدها عقل متعوب عليه ..وإنما يفسح لها المجال جنون ..أي جنان ..متعوب عليه!!
ويروي سليمان أومياه القريب الوحيد لوالدي الكجا من بعيد لبعيد ..إن الكجا عاقل جداً ..بل هو فيلسوف من طراز
سنسكريتي عتيق ..وإن حركاته ومشيته هما نوع من أنواع ((اليوغا)) وإن الكجا ذاته في خلواته البيتية كثيراً ما
يتحدث عن الجنون والمجانين حديث العارف ببواطن المور ..وكذلك بمظاهرها الخداعة ..فكم من مجنون عند الناس
عاقل جداً عند نفسه ..والعكس بالعكس ..ولكن هذا البحث الدقيق ل يطيب ول يتأتى للكجا إل بعد أن تقدم له والدته
النوع المعتاد عليه من البوبر ومن حمام ..أو دجاج البر ..وهما الصنفان اللذان يحبهما للطقطقة ..كفاتحي شهية
ابيرتيف تمهيداً للوجبة المكونة غالباً من الرز بالكاري ..مع أنواع الشباتي ..ومع الكثار من الطباق المفلفلة وربما
عاد بحثه الجنوني العقلي هذا إلى تأثير الشطة الحمراء التي تشبه كثيراً الحرية الحمراء التي وصفها أحمد شوقي
بقوله:
وللحرية الحمراء باب
بكل يد مضرجة يدق
حيث أردف الكجا لدى سماعه هذا البيت لعاشر مرة ..وعند هبوب شاعريته بيته المشهور:
أخي! للشطة الحمراء ..طاب
خطَينِ يُطْ َرقُ ..أو يُلَقّ
على الشُ ْ
وكانت لعبة الطاب للكجا هي لعبته المفضلة أيام طفولته المبكرة قبل النوم!!
ويؤكد ما يرويه الحاج سليمان أومياه ما رواه بعض المحتكين احتكاكاً غير مباشر بالكجا ..إذ يقولون إنه كان كثيراً ما
ينعي على العقلء استهزاءهم بمن يسمونهم المجانين ..وإنهم يعتبرون من أكبر الجناة عليهم ..فلو أن الجماهير العاقلة
ل من أن يطاردوا من يعتبرونهم ((مجانين)) ويقذفونهم بالحجارة ..انصتوا رسمياً والصبية منهم على الخص بد ً
إليهم ..وعاملوهم برفق ..وأوْلُوهم شيئًا من الحنان والرعاية لما رأيت مجنوناً واحداً في السواق ..أو في مستشفى
السداد بالطائف ..الطائف المأنوس ..يبغي لو كيس فلوس!!
والحقيقة أن ما يزكي هذا القول ..عناية الكجا بهندامه المألوف ..فهو ل ينسى أبداً أن يرسل الشال على كتفه اليسر في
يعسبة ملحوظة ..وأن يظبط حزام وسطه بعناية فائقة يربطه في عقدة ونصف العقدة ..وأن يطنقر الكوفية الجاوي على
قنجته طنقرة خاصة به ..حتى لقد اطلق عليها من شدة العجاب بها "الطنقرة الكجاوية)) .وإذا كان الكجا ل يطيق
دائماً لبس المداس أصانكم ال فإنما يعود ذلك إلى أنه أيام استعماله للحدا ..أعزكم ال انفلتت بعد أن انقطعت
إحدى فردتيه وهي اليسرى فيما رواه البعض ..فتأثر جداً من هذا الفعل الشنيع ..واعتبر ذلك العمل الفاضح من تلك
الفردة جفاء مقصوداً لرجله اليسرى بسبب قلة صبرها على الداحوس المزمن والمستقر بين الخنصر والوسطى
فألحقها ..بعد أن انفلتت بالفردة اليمنى زاقلً إياها بطول يده اليمنى قائلً في صوت مسموع من الجميع:
الحقي أيتها الفردة اليمنى بأختك اليسرى ..فإنني لن احتذي بعد اليوم.
وهكذا في لحظة انفعال أصبح الكجا من كبار الحفاة ..وهو الذي أطلق المثل :إن شفت الحافي قول يا كافي!!
ولئن طال البحث أو قصر عن الكجا فإنه سيبقى في الحالين عنواناً على ((الجنان)) المهذب ..اللطيف والمقبول أيضاً..
وذلك هو الذي جعل السلطة تتغاضى عن تجواله اليومي ..ولعدم تلقيها بالطبع أية شكوى ضده ..ولقد عرض الكجا في
أخريات أيامه أن يكون مراسلً محلياً سوقياً لحدى الصحف ..أو لها كلها إن وافقت مراجعها فإن الخبار نفسها كانت
تسعى إليه حيث يسعى ..ولكنها أي الصحيفة ـ طالبته بالبطاقة الشخصية اللزمة فرأى نفسه أكبر من أن ُيعَرّف
بواسطة ورقة عادية ..وهو العلم المفرد وعند هذا الحد وقف البحث بصدد توظيفه ..وإن كانت الصحيفة قد قامت
لتطييب خاطره ولرضاء جماهيره من قرائها الذين أزعجهم خبر عدم توظيفه مراسلً سوقيًا بعمل ريبورتاج شيق،
أجاب فيه بذلقة لسان على جميع السئلة الموجهة إليه ..اللهم إل ما اختص منها بالوالدة ..وبالكشرى ..والبوبر..
والشطة ..وقد لقى ذلك العدد من الجريدة رواجاً ما مثله من رواج.
ذلكم ..هو الكجا في حقيقته ..وفي حيثيته الشخصية اللمعة ..أما سبب تسميته وشهرته ((بالكجا)) فقد مر كذلك فيما
سلف ..وإنه راجع إلى ((الكجكجة)) في مشيته!!
هذا ..وقد تقدم إلينا بعد مغرب يوم أمس حسب موعد العزاء في المرحوم أحد الطلبة النجباء بقصاصة مطوية على
نفسها من الحزن ..ومكتوب فيها بخط أنيق هذه البيات المستوحاة في روحها الشعرية من روح الشريف الرضى..
وفيها يقول:
الكجا ..إن كان ل بد الكجا
إنه ما كان شخصاً ..أعوجا
مستقيم العود ..مرتج القفا
حين يمشي في الزقا الكجكجا
يا أخلّي بمكا ..هل أرى
ذلك السن الضحوك الفلجا
يأكل الموز ..ويرمي قشره
بطريق الناس ..طبعاً أهوجا
أمسكوه ..واطلبوا العمدا له
عصْلَجا
وازهموا الشرطا إذا ما َ
شبّا إذا غنى لكم
واذكروا َ
طفح الدّرْدي ..ودس البكرجا
يا أهالي الشعب ..يا أهل النقا
ليس فعل الفعل مثل الطهمجا
فاندخوا ..إن شفتموا زيلته
يا هل!! حيوا ..لقد جانا الكجا!!
ق..
دّي ْ
س ِ
م َ
ع ْ
َ
و سائل العلم الاضرة لدي نا ابتداء من جرائد نا اللي زي بعض ها ..ح ت لكان ا توائم ي شى أباؤ ها ..وأولياء أمور ها..
وهم أصحاب الؤسسات الصحفية أن تتغال أحداها ف النفراد بسحنة خاصة جديدة ..كما بدأت تفعل عكاظ ..فتحرم من
النت ساب العائلي ..وانتهاء بذياع نا الوقور ..وتلفاز نا البارك ..كل هذه الو سائل العلم ية ألت نا ف عجلة من أمر نا عن
حلول الذكرى المسينية القامة ف جدة أمس الول ..ف غفلة ..وسكون ..وتاهل تام لول جهاز إعلمي بشري متحرك
فيها ..أي ف جدة ..أم الرخا والشدة!!
وف هذا الدليل الي على سرعة نسيان الحياء للموات الذين طاحوا ..ول يسقطوا ..ف ساحة النضال لرفعة شأنم..
و سد نق صهم ..والقيام بواجبات م ..وذلك بالعلن الام عن كل ما يهم هم م ا حز ف ن فس كا تب هذه ال سطور ..بقلم
ناشف ..ودعاه بعد أن خلع ملبسه إل إعادة ارتدائها من جديد بعد منتصف ليلة أمس الول وذهابه حالً بالً إل مقر بقية
العائلة الكرية من أبناء وأحفاد العم سديق ..كما كان الوائل من أبناء بلدنا ينطقون الصاد سينا ف لجة شعبية ..سادقة!!
والسم الكامل لعم سديق ..هو عم صديق حلوان النادي ..والنادي إضافة مهنية لقت اسه ولقبه بعد الحتراف..
واللوا ن ل قب العائلة يعود كذلك إل صنعة جد جده ..ح يث حل م ل لقب ها ال صلي بالط بع ..و هي عادة در جت علي ها
ألسنة الناس ..يضيعون ب ا على الناس ألقابم ح ي يرددون بدل ا حرف هم فتش يع ..وتل صق ب صاحبها ..وهذا بث اجتماعي
طويل ل نرى داعيا له الن ..وإن كان قد دعانا له الستطراد كالعادة درجنا عليها ..أو كمرض مزمن ف لساننا!!
الشاهد ..أو المر وما فيه ..إن كاتب هذه السطور حي ذهب ف الذكرى المسينية لوفاة العم سديق إل دار عائلته
ب عد منت صف الل يل ..وب عد أن فتحوا له باب الش قة ..ول ي د ما كان مقدرا وجوده ..و قف حالً ..ودون دعوة من هم..
خطيبا بينهم ..قائلً لم ف صوت حزين:
يا أفراد العائلة اللوان ية!! ما ل أرا كم هكذا ..ب ي نائم ..و من كأ نه قائم من النوم؟! هل ن سيتم العل مي الول عم
صديق؟ كيف طاوعتكم قلوبكم الصلدة ..ونفوسكم الادة أن تتجاهلوا ذكرى وفاته المسينية إل هاته الدرجة؟ بل كيف
سحتم لنف سكم أن تقرؤوا الرائد اليوم ية ..وأن ت ستمعوا للراد يو ..وأن تشاهدوا التلفزيون من بعده وبال خص ف ليلة
ذكراه الاسية؟ تال لئن ضاعت أصداء صوته الهوري القوي من أزقة جدة وأسواقها وشوارعها فإنا باقية ف أساعنا نن
صبية المس ..شيوخ اليوم!!
إن من حق تلك ال صداء أن تب قى ب ي جدران بيت كم الض يق هذا ..والض يق ف ال صدور ..و ف رح بة الوش الجاور
للزقاق الذي بقي من أصل سوق الندا الكبي القدي ..الصلي.
ويا ريت ..أو ليت ..وهل تنفع هذه الليت .ليت أن السجل قد فن ف أيام الرحوم فسجل لنا ولحفادنا ذلك الصوت
الذي قلما يود الزمان بثله ..ولكنن أبشركم ..نعم!! أقولا بعلو صوت أنا ..أبشركم أن هناك بثا علميا تكنولوجيا يدور
من حوال العشرين سنة لفرز الصوات الت يقولون إنا باقية ف الفضاء من قدي الزمان وسالف العصر والوان ..ولسوف،
إنْ أخذ ال وداعة الميع منا ومنكم .يتمكن أحفاد أحفاد أحفادنا بسماع صوت الرحوم من جديد!!
أخوان!! ها؟ ايش قلتوا؟ هيا قولوا ل ..كيف سويتوا كذا يماعة؟ ليش يناس عملتوا فنفسكم هادا اللي عملتوه؟ يعن
هو عيب؟ يعن هادا يسي؟! ايش فيها الرايد هادي اللي بتقروها كل يوم ..و ..و..
وعند و ..وهذه ..وقبل أن أعطف ما بعدها على ما قبلها من قول الحرك للشؤون وللشجون معا ف قلوب ونفوس بقية
أفراد عائلة عم صديق ..ابتدأ الكل ينشجون ..أو يخطون ويلطعون وف نفس الوقت يتعاتبون ويتلومون ..وذلك فيما عدا
الشاب الذي ل يدرس علم الثار ..ول يلم بعلوم الجتماع ..أو بفنون الفولكلورات الشعبية بأنواعها ..حيث هب جالسا..
ب عد أن كان واقفا ..ث صاح ف وج هي بقلة أدب متناه ية ..وأشار الولد التعجرف إل الباب الار جي عل مة لطردي من
البيت صائحا بأعلى صوته :ومن هو عمك صديق حلوان هذا حت تيء ف مثل هذا الوقت لزعاجنا من أجله؟
هنالك ..والق يقال للتاريخ وللمانة الفنية ..تركت ست الشاب أي جدته قائله له ف أسى وصبابة ..وه!! وه!!
يصادق ..هو أنت الي دحي ما تعرف أن أبو أبوك ..وقالتها وكأنا تشتمه ..اسو صديق؟
بذه التحميلة الوسيقية على طريقة بعض كتابنا ونقادنا العصريي ندخل إل سرد سية شخصية شعبية لا ف التاريخ
الداوي البعيد القريب أعمق الثار وأبعدها ف جيع النفوس والساع ..سية العم صديق حلوان النادي ..والشهي بعم
سديق!!
ولقد عثرنا لسن الظ مصادفة على استمارة قدية من استمارات أيام زمان ..ومنها يكن إلقاء الضوء كما يقولون..
على هذه الشخصية الطية ف دنيا العلم القدي ..وهذه الستمارة مطوطة بط الكاتب العمومي الستاذ الشاط الشهور
مكانه بقهوة الماله على عهد شيخ الخرجي النجاوي:
س :اسك؟ واسم أبوك؟ وعائلتك يشيخ!!
ج :صديق صادق حلوان!!
س :اسم الارة يبويا؟
ج :النادي.
س :تيلدك ..يعمي؟
ج :أول السنة اللي جا فيها البابور جها نقي لده أول مرة!!
س :مل ما انولدت ..يويا؟
ج :جده ..سوق الندا ..جنب زاوية أبو سيفي!!
س :طولك بالدراع العماري ..يشيخ؟
ج :وال أنا قط ما قست نفسي ..بس أنا أعرف إن أطول من عمي ياسي!! واقصر من خال طاها اللي كانوا يقولوا لو:
طاها ..الذي رخاها!!
وتقول بقية الستمارة الكتوبة نيابة عن العم صديق النادي بقلم الكاتب العمومي بقهوة المالة الستاذ الشاط:
س :العلمات الفارقة ..يوليد؟
ج :فقشة حجر ف جبهت ..وتشريط بالوسى ف خدي.
س :أحسن غدوه ..عندك؟
ج :الصيادية ..والشرمل للغموس!!
س :والعشوة..؟ خلصنا قوام!
ج :الفص ..يعن الفول ..ويا اما الكباب اليو وال القلية!!
س :بتستعمل ايش لسك ..يعن لصوتك اللي زي الضاهية!!
ج :النبات الشيناوي ..وهو ف أحسن منو؟
س :يا ال ..امظي هنا يشيخ ..وروح فحالك!! تعرف تظي؟
ج :ل ..ما أعرف أمظي ..لكن عندي الهر حقي ..خد ..خد ..اهو!!!
ورحة بأذواق النال والحفاد من اليل الديد ..فإننا نقتصر على ما سلف ..ونترك الباقي من الستمارة لن سيوفقهم
ال مستقبلً للحفاظ على تراثنا الشعب الباقي ..لننتقل إل إعطاء هذه الشخصية حقها من السرد ..والشرح ..والتعريف.
لقد انفردت شخصية عم صديق حلوان النادي بالشهرة الستفيضة ف طول مدينة جدة وعرضها طيلة نصف قرن من
الزمان ..بل وأك ثر من ذلك ب كم سنة وبض عة شهور ..فل ي كن ..تعرف ا يش يع ن ل ي كن؟ ..ل ي كن أن يو جد آنذاك
أحد ..أي أحد صغيا كان أم كبيا ..أم بي ..بي ..من سكان جدة وملحقاتا من الضواحي والقرى يهل اسم عم صديق
النادي ك ما كان ي سميه ال صبيان الذ ين كانوا م نه وله بثا بة الو قة ..يكونون أعضاء الفر قة الو سيقية ييطون ويفون به..
وهسو ينادي على مسا ينادى عليسه ..كمسا تفس أعضاء الفرقسة بالطرب الشهيس ..طائفا بالسسواق ..دائرا بالشوارع ..لفا
بالز قة ..ملعلعا ..مترنا ..ف تنغ يم وتطر يب ب صوت يترق الذان ..ويتعدى الدران ..ليغزو كل مغلق ..أو مب سط ..أو
دكان ..ليصل به ..أي بصوته ..إل حيث تريد طبقته العالية جدا والشابة من حيث القابلة العمارية بناطحات السحاب ف
قلب ..ل صوت ..نيويورك.
أما اسه بالكامل ..كما خطته يدا كاتب قهوة الماله العمومي ..وحسب منطوق لسانه ..فهو صديق صادق حلوان..
وقد ولد لبوين فقيين بالنسبة للتقييم الال الادي ..ذلك أن أباه كان ..وال بلشي!! وإن أمه ..وإل أقول لك ..برضو..
بلشى!! كما أ نه ك ما تذ كر الداية ال ت تلقته بيديها قد جاء إل هذه الدن يا الفان ية صارخا صراخا ل تعهد مثله ف موال يد
الارة ..بسل ومواليسد جدة شلً كملً كمسا تقول ..ولذا فقسد تنبأت إحدى العجائز القرم الاضرات وقست النفاس بقولاس:
الولد هادا راح يطلع منادي! فسرت بذلك جيع الاضرات من النساء ..وضحكت أمه رغم آلم الولدة لسرورها من هذه
البشارة!!
ويقول عم صديق عن نفسه وحي تقدمت به السن ..واحتاج إل ترديد الذكريات القدية ..شأنه ف ذلك شأن كل من
تتقدم بم السنان والسنون ..إنه نشأ هاويا ..بل عاشقا للصراخ ..ورفع الصوت ..وهي صفة غي جداوية على العموم ما
آثار ((حفيظة نفوس)) الكثيين عليه ..وما دعاه إل التفكي ف استغلل طبقاته الصوتية العالية ف غي ما يؤذي الناس..
فاته إل الغناء ..ولكن السيسة الحترفي ضيقوا عليه الناق والجال ..فانصرف رغما إل مارسة الذان مانا ..ث انقطع
عنه مرغما كذلك ..حسب أمر القائمقام نزولً على شكوى الهال!!
وهكذا انتهى أمر العم صديق باللوس ف بيته بالليل ..مفكرا فيما ينبغي عليه أن يعمله ..مصرما بالزقة ..فالشوارع..
فالقاهي بالنهار ..لعل وعسى ..وفجأة ..ولمر يريده العزيز القدير ..ول راد لمره ..فقد صادف أن اختلف عم صديق مع
القهوجي الجاورة قهوته لسجد الباشا على الساب ..وتصايا ..وحد العم صديق الطبقة ..وتصادف أيضا أن مر ف تلك
اللح ظة التاري ية النا سبة الوا جه هن كي وك يل البوا خر الجنب ية ..ومؤ سس ب يت جلتلي هن كي وشركاه ..و هو الب يت
النليزي التجاري العت يق ..والعروف ف جدة كل ها والذي كان مقره بوار الكندا سة القدي ة ..وعلى مقر بة من م سجد
البا شا ..وح يث القهوة ال ت و قع في ها ال صام و سع الوا جه صوت عم صديق ..ودون أن يعرف معا ن الكلمات والعا ن
النطلقة من فم العم صديق انطلق القنابل والقلل ..فأعجب كثيا بذه الوهبة الصوتية ..وهز رأسه بل وخلع قبعته أي
برنيطته من فوقها ..وتتم ف انليزية سليمة :فري ..فري قود!!
هنالك ..ولسن الظ ..لحظه عم صديق ..فاقترب منه ..ووشوشه ف أذنه بالعرب ..فلم يكن من الواجه هنكي إل
أن يزيح فم عم صديق عن أذنه ..ل لجل انزعاجه من رائحة البصل بل رغبة ف اناز نيته الت أضمرها ..وأشار لعم صديق
أن يرفع صوته وأن يصرخ بعزم ما أعطاه ال .فأدرك العم سديق غرضه ..وزعق قائلً:
يا هن كي ..بامار ية و صول البابور الطا يف ..بو سطه خديو يه اليوم لدة ..وزي ما قلت ل بالنقليزي إ نك تب غي تد فع
ح ساب القهوجي هادا ..جبا من عندك ..وإن كان ال با منوع ..والزعل مرفوع ..فأ نا ما عندي مانع أنك تاسب عن..
وإن ما راح أزعل ..والاضر يعلم الغائب!!
هذا ..وتقول الرواية الثابتة شعبيا أن الواجه هنكي بعد أن سع صوت العم صديق الشهور بالنادي ل يتمالك نفسه
من العجاب .فقام حالً بتسديد حساب القهوجي ..بل ومد يده إل جيبه ثانية ..وأراد أن يغرز للعم صديق ما جادت به
نفسه ..ولكن العم صديق صاح ف وجهه :افا ..أنا السلم ..أخذ منك أنت يواجه ..ينصران صدقة؟ ل ..ل ..البا معليش
عشنو فن!! ..بس الصدقة ..ل ..ل ..هادي ما يقبلها السلم إل من مسلم زيو!!
هنالك ..كما يقول الفتين صاحب القهوة ..رد الواجه هنكي فلوسه إل جيبه ..ومد يده مصافحا العم صديق معجبا
بذه الروح العالية ..وودع الميع ذاهبا إل مقر مكتبه حيث بادر حالً إل كتابة تقرير سري لركز شركة أوبيت جلتلي
هنكي وشركاه الرئيسي ف لندن يقول ف بعض فقراته ((حيث إن من أكب أعمال مؤسستنا توكيلت البواخر ..ونظرا لننا
تعب نا كثيا ف إعلن قدوم ها و سفرها بالطري قة الرض ية ..وبناء على إن ن سعت اليوم بال صادفة صوتا عربيا فريدا ف نو عه
لشخص يسمى ((الم سديق هالوان)) ..فإنن أرشح الذكور فهادا هو اللي يسلح للعلن ..وقبل أن أنسى أذكر لكم
أن الالوانس هذا زكاه كسل مسن السساتر ..أثان ..ناشار ..اشاوي(( ..يقصسد الرحوميس الشائخ عثمان باعلمثان ..ممسد
نشار ..أح د عشماوي)) وبو جب هذا التقر ير ال سري جاءت الواف قة بالتلغرام ..و عن طر يق وكالة رو تر على تعي ي عم
صديق حلوان مناديا على بواخر جلتلي هنكي وشركاه ..ولعلها أول موافقة وتعيي تأت بالتلغرام ف تاريخ جدة القدي..
وهكذا ..ابتدأ صوت عم صديق يعلو رسيا وشعبيا ف ساء جدة ..وعلى طريقة الي لن يقدف ..يقدف ..فقد وصل
الب بطريقة سرية أيضا إل بيت الاج زينل رضا وشركاه ..ث بنفس الطريقة وصل لبيت فاضل عرب وشركاه ..فتعاقد
كل من البيت ي التجاري ي مع ال عم سديق الذي أ صبح ل ينادي إل ((النادى)) ..فابتدأ بنظوما ته العلن ية ال ت يد ين ل ا
النتعاش ودار على جيع السواق ..والشوارع والزقة والبحات.
ول ا كان ال عم سديق فنانا صوتيا ..ف قد ا ستغل أولً طبقات صوته العال ية ف هذا الضمار ..وثانيا قام ف سكوت تام
ترتيب وتنسيق كل طبقة ف أرشيفها الاص با ..وخصص كل منها لا يليق به ..فجعل ..مثلً ..للولد الضائع طبقة خاصة
به ..ك ما أفرد لقدوم أو سفر الباخرة رضوا ن طب قة تار ية ميزة بل حن م يز ..ك ما اخ تص العلم الر سي بطب قة وقورة
مهذبة ..ل تتبدل ول تتغي!!
ومن المثلة على ذلك ..دون ترتيب فن ..ولكن لخذ فكرة عن الطبقات وناذجها الت:
أ يا خوانا ..يا هل البلد ..بابور بوسطه خديويه اسه الطايف ميعاد وصولو بكره من السويس ..أو ..البابور جهانقي..
أو علوي ..أو رضوا ن بكره ميعاد و صولو ..ويقوم من جدة يوم الم يس ال ي لبو مب وكرا شي ..فعلى كل من عندو
((صر)) ..يعن تويل نقدي ..أو بضاعة مراجعة كوبانية هنكي ..زين ..عرب.
ب يا خوانا ..يا هل البلد ..مي شاف الولد الضائع ..واللوة حاضرة ..لبس كدا ..ال.
ج يا خوانا ..يا هل البلد ..كل مي يشوف اللل ..يروح القتصادي إل حد كبي ..وخطي..
ول تكد تضي بضعة أسابيع على قيام عم سديق الشهي ((بالنادي)) بالعلن عن البواخر ..حت تنبه أهال جدة إل
فوائد ومزايا العلم الشعب ..وميزات العلن ..فأقبلوا ..أو هرعوا كما يقول حبيبنا وأخونا غي الذكور ..إل بيت العم
سديق ..لت سجيل إعلنات ل م ..ابتداء من الولد الضا يع ..إل تعي ي مواع يد النا سبات الا مة ..م ثل ال صرافة ..والزواج..
والطهور!!
ولقسد رأت الهسة العنيسة ضرورة تركيسز هذا الهاز العلمسي البشري فجددت عقدهسا معسه لذاعسة وبسث الوامسر
والمنوعات وما يلزم ..فكان مل الثقة والمانة ..وحسن الداء ..ابتداء من دخول أو خروج رمضان ..إل صلوات العيد..
والستغاثة ..و ..و ..من كل ما ل بد من العلن الرسي عنه ..فكان الناطق الرسي والشعب معا ..دون مزاحم.
وبذلك كله ..ل بعضه ..دخلت شخصية عم سديق حلوان الشهي ((بالنادي)) التاريخ الشعب من كافة أبواب جدة
الربعة وهي باب جديد شالً ..باب شريف ..جنوبا ..باب مكة شرقا ..وأخيا باب البنط من الهة الغربية اللصقة لبحر
الجر وبر الطي ..فتربع العم سديق ..بل وقف ..وتشى ..وطاف ولف للمحكمة يبلغ باللي شافو..
د أما القفلة للثلثة النواع التجارية ..والهلية ..والكومية ..فهي دائما ..أبدا:
والاضر يعلم الغائب!!
هذا ..ويذكر بعض العاصرين البثاء أن هواية عم صديق ..بعد جلوسه ف القهوا للقط أنفاسه وأخد سكة ..أو دور..
داما ..هي ولعه وحبه للجنيهات الذهبية ..فقد كان يضع النيه أبو بنت وراء شفته السفلى وحي ينادي يركه لدى ناية
كل مقطع لياه الاضر فيعلم الغائب ..وقيل أن الذهب يقوي الصوت!!
ذلكم ..هم عم صديق حلوان الشهي بالنادي ..وهذه الشهرة ل تتاج إل تعليل ..أو تفسي ..وقد مرت ذكراه كما
وصفنا ..لذلك فقد رأينا تكريا له ل لا رثاءه ف حدود الصنعة اللئقة بالنادي الشهر ..حيث ل يكن خليفته فيها الرحوم
أيضا الشيخ سعيد أبو الدائل ..وهو آخر النادين ف مستوى عم سديق!
فقلنا ف ذلك:
صديق ..يا كل الرائد شفتها
ف لظة ..متسلقحا
يا بة الراديو توحد ف البامج
بائتا ..أو صابا
يا صيحة التلفاز والبطل الميكي
قد تعنقل طائحا
من قبل ما فن الميع ..على الميع
وكان وقتا صالا
يا من إذا رفع العقية بالنداء
فإنه ما كحكحا!!
وإذا رأى التنويع ف بعض القا
طع ..ننحا
يا ليت سجلنا صراخك ف الشوا
رع ..والزقة صائحا
جنقي ..أو علوي :كما
الولد الذي قد ضاع منا البارحا
الخال سالمين..
ل يزال الخضرمون ..الحياء مسن أبناء وأحفاد أهال جدة ..وبالخسص سسكان قصسبة النود القديةس التس ذهبست فس
الدميات ق بل الخية للمدي نة يذكرون الشارع ..أو الزقاق الذي به ب يت ال صفهان باتاري كه العل قة ف دهليزه ..ح يث
يقع ..ف صفه كما يقولون ..دكان الضب الكلة الت تأكل أصابعك قدامها ووراءها وأنت غافل عن أكلها ..وذلك من
لذتاس وخفتهسا على العدة ..كمسا ل ينسسون أبدا ذلك الرجسل الكريس السسمح الطباع الال سسالي بسن الرحوم ((يسسلم
ويي)) ..ف جلسته الوقورة متفقدا الزبائن أو الطباق الصغية النيقة وبا أوصال الضب ..بنظرة سعيدة صامتة ..ومتنشقا
ملء رئتيه ف فرح وارتياح رائحة الشواء العابكة دخاخينه ..والت كانت مثل النار الخصص لهتداء السفن إل اليناء ..ول
مبال غة ف هذا الو صف ..ف قد كان القادم من الق صبة شرقا ..أو من ال سوق ال كبي غربا ل يتمالك نف سه ح ي يشم رائ حة
الل حم من أن يطاوع قدم يه اللت ي ترا نه جرا إل م صدر الرائ حة الشه ية والثية للجوع .فإذا هو إ ما على باب الدكان ف
انتظار دوره من شدة الزحام ..وإ ما على الكر سي الحن تف ال صغي يلت قط بأ صابعه ف مت عة والتذاذ حبات الل حم ال صغية
الدقيقة غامسا إياها ف الطحينة المزوجة بقليل من الل الرشوش عليها شيء ل يكاد يبي من الفلفل السود والكمون..
متحاشيا الكثار من البز بي البة والبة بقدر المكان ..مستمتعا ف تلك اللحظات النيئة بطلعة الال سالي ..وبفة يده
ف التقط يع والشي ل ي ل الران إليه ما من تكرارها ..سعيدا ..ق بل وبعد ذلك ..بالقابلة وبالفاوة اللت ي ل مثيل لما ف
قاموس الجاملت ..فهما متصرتان دائما ف جلتي قصيتي كانتا أساسا طيبا وصالا ..فيما يرويه رواد الدب العصري..
لقتباس الكاتب الصري الستاذ سلمة موسى لصيغة السلوب التلغرا ف ..فهما ..أي الملتان ..ل تتعديان وقت دخول
الدكان كل مة ((مرح با)) ب طف وبالله جة الضرم ية ال سليمة والبي بة للقلوب ..وجلة (( ف أمان ال)) ..بال طة العهودة
بتلك اللهجة إياها!!
وليس ذلك بغريب على ((بوسلوم)) ..وهذه شهرة الال سالي ..فقد رباه والده الرحوم الال ..يسلم ويي ..تربية
فريدة ف باب ا ..قا مت ف أ ساسها على قاعدة فريدة كذلك ..هي قاعدة ال ثل العر ب القائل ((إذا كان الكلم من ف ضة..
فالسكوت من ذهب)) .إذ يروي جلساء الال يسلم ويي إنه كان حريصا على أن يشترط الحفوظ ابنه سالي ف ملسه
الليلي العتاد ..وقد كان أيامها سالي ((زقرا)) ..أي غلما طيبا مرشحا لشهرة شعبية عالية.
ف في ليلة من تلك الليال الذهب ية ف سرها ..وكان الوالد ي تب حبو ته العتادة ..والقهوة دائرة ..والخبار عن العملة
متناقلة ..وحوداث البلد ومسا جسد باس سسائدة ،تشعسب الديسث أخيا ..والديسث ذو شجون ..حتس وصسل بلسسان أحسد
ال سامرين إل ما ل ي سن بالغلمان أن يشاركوا ف يه ..فضلً عن الوض أو العوم به ..ول كن حيو ية الغلم سالي جعل ته ل
يتمالك نفسه ..فبز من ركنه ..وهرش رأسه الصغي ..وتتم ببعض اللفاظ المهدة لشرح معلوماته الدرسية القيمة ف ذلك
الوضوع ..فما أن هم الغلم بالكلم حت بادر الرحوم الال يسلم بفك حبوته ..وغمز بعينه ..وأشار إل الحفوظ قائلً ف
إياز ..وحك مة ..وتقن ي جل ته الالدة ..يا ول يد!! (( سالي كل ت ر ..خذ من كل حرف أوله ))..وترج ة أو حل هذه
الشفرة العائلية الاصة هي (( سكت)) بضم السي وضم الكاف وسكون التاء ..يعن ((اسكت)) أي أصمت فصمت
أي سكت الحفوظ!!
منذ ذلك اليوم فكان ل يرى البن سالي إل ساكتا ..صامتا ..ذلك الصمت الكيم الذي علمته إياه جلة ((سالي كل
تر ..خذ من كل حرف أوله)) .الصمت الذي تثل ف مستقبل حياته العملية ف دكان الضب ف الملتي السالفت الذكر
((مرح با)) ع ند قدوم الزبون(( ..و ف أمان ال)) ع ند خرو جه من الدكان ..ح ت كاد تا مع اليام تكونان علما مفردا..
عليه!!
ل ناجحا ..ق صة ق صية تتل خص ف أن بو سلوم ح ي بلغ
وبذه النا سبة فإن للدكان نف سه ..ت سمية ..وللم ضب ..عم ً
رشده العائلي ..وال صطلح عل يه ح ي يراد للشاب ال ستقلل بيا ته أراد أن يكون صاحب ((مب سط)) لل صيفة ..ول كن
قد مل أكل الوالد نصحة لتنويع العمال العائلية أن يتجه لعمل آخر ..ولا كان سالي الشهي فيما بعد ((بأبو سلوم))
الل حم القدد وال صب من الن يت إل الل خم ومتفرعات ما وألف أ كل الل حم الطازج ف قد رأى بفطن ته العهودة ف يه م نذ كان
يافعا أن يف تح ملً لع مل ((ال ضب)) وح ي قرر ذلك ل ي شأ أن يطلق على مله ا سم الط بخ ..أو الط عم ..أو ((الأكلة))
ك ما اقترح عل يه هذا ال سم خاله النق طع على خلف عادات أهله للدرا سات اللغو ية والتاري ية ..بل ترك للناس ت سمية
مله ..فسموه بالسليقة ..وبالتسامح ((دكان بو سلوم)) وهكذا كان!!
لقد ذهبت شهرة الال بو سلوم ..وشهرة دكانه ف مدينة جدة مذهبا بعيد الشأو ..حت وصل المر بكثي من دلل
الكف ..واللبه ..وأصحاب الغالق وسواهم إل أنم إذا أرادوا تكري أفضل عملئهم أو زبائنهم أو أصدقائهم اللص ف
الدا خل و ف الارج أن يذهبوا ب م إل دكان الال بو سلوم ليتمتعوا بأكلة ((ال ضب)) ال ت ل تاثل ها أكلة ..تاما ..تاما..
كما يذهبون اليوم إل أشهر الفنادق ..وإن تنوعت ف الفندق أصناف الكل ..واقتصرت على صنف واحد ف دكان الال
بو سلوم ..كما اعتاد كثي من الشبان والرجال وخصوصا ((الطاليق)) منهم أن يذهبوا ف الضحى من كل نار ليأخذ كل
منهم صحنا خشبيا صغيا من مضب الال ..تلذذا به ..واعتمادا على سهولة هضمه وخفته باعتبار أنه ل يعوقهم عن تناول
وجبة الغداء الدسة!!
ذلكم هو الال سالي بن يسلم ويي ..ف اقتضاب مضب رشيق ..أما سبب شهرته بالسم الحبب له (( بو سلوم))
فإنا ترجع إل أن والده حي زوجه من ابنة خاله ..وبعد أن علم بأنه سيصي جدا وكانت قد أدركته الشيخوخة وخشي أل
يرى حفيده أو صى اب نه سالي أن يطلق على الولود إن كان ذكرا ا سم (( سلوم)) ..وم نذ ذلك اليوم ..أي يوم التو صية..
وق بل ولدة الولود أ صبح الم يع ل ينادون سالي إل بشهر ته ال ت ذا عت و هي (( بو سلوم)) ول قد كا نت لوفاة ال د ث
الوالد بعد أن أصبح الفيد رجل أعمال ناجح رنة أسى وحزن ..وبالخص لبقاء مركز الضب الثابت شاغرا ل يقم به كفء
حت اليوم!!
هذا ..ويز جي كث ي من الخوان والعارف .وكذلك ن فس أفراد العائلة ال سلومية الثناء العا طر لمام الن في الذي كان
يقوم بتحفيظ جزأي عم وتبارك لبو سلوم ..مقابل رثائه الرقيق لشهر عصامى برز ف مال ((الضب)) الشعب ..فسجل
لبلدته جدة أطيب الثار .ويقول هذا الرثاء ف بعض مقاطعه:
سالي ..كل ترا ..وخلك عاقل
واسكت ..إذا طال الكلم الدائر
واسع ..وخذ من كل حرف أول
من جلت ..وافهم ..فإنك شاطر
وإذا العويل جادلوك ..فقل لم
إن السكوت لدى الجالس ساتر
وإذا أردت الشغل ..فاختر صنعة
غي الت فيها الدود ..تعافر
سالي ..والضب ..بعدك أكلة
ما داقها اليل الديد الاضر
ما زالت الذكرى تروح ..ول تي
حت ينام بوسط قلب راسي الاطر
يا هل ترى ..يأت لنا من بعدكم
من يعمل الضب ..به نتفاخر
أم أننا ..يا بوسلوم ..ها ..كدا..
نبقى!! نعاير بعضنا ونكابر؟؟
إيكِيلْيَا
مع السف الشديد الذي ل يؤسف على مثله إل ف النادر ..والنادر ل حكم له ..إن أساطينا الشعبية اليالية ل تتعدى
ف مموعها أصابع اليد الواحدة ..أو على الكثر أصابع اليد اليمن وخس أصابع أختها اليسرى ..ما يدل على أننا واقعيون
جدا ..وإننا ل نؤمن إل با تلمسه اليد ..ويقبضه الكف من كل ما يعتب حقائق ملموسة ..أو ماديات مسوسة ..معدودة..
مشمومة ..مضوغة ..أو مزلوطة بسهولة ..ما دعا بعض الواجات الذين كانوا ف مستهل أو منتصف القرن الرابع عشر
الجري يقيمون ف مدينة جدة إقامة دائمة يتهموننا بضيق اليال وسعة البطن!!
وأذ كر من ب عض هؤلء الواجات الوا جه الغري قي إيكيل يا وأخاه ي ن وعائل ته أ صحاب البقالة الشهورة وال ت كان
حانوتا الكبي يقع على ناصية شارع قابل ما يلي السوق الكبي ..فقد كان ايكيليا عميد هذه العائلة ينعي دائما على أهال
جدة ..عندما يشترون منه البنة ..والطرشي ..والزيتون اليونان ..والباس ..طرما ..إنه ليست لديهم أساطي شعبية يقصّونا
عليه مقابل أقاصيصه السطورية الت ل تنتهي عن سكان الولب وشخصيات اليثولوجيا الغريقية الرافية ..والت ل تل
منها اللياذة ..والوديسا ..وكلها ((بول أوريا)) يعن جدا عال!!
ولقد ظل ايكيليا الكبي كثي التشنيع علينا نن أهال جدة للو تارينا الشعب من أساطيه ..ما دفعن وأنا ل زلت ف
مدر سة الفلح طالبا ف ضل ال .أن أتداه ذات يوم ف ع قر حانو ته ..إذ قد ذه بت إل يه ذات ع صر قر يب من الغرب باسم
شرائي جب نة فلمن كا بقرش ي ..وب عد قيا مه بقرط ستها ..نظرت إل يه وجها لو جه ..و صحت ف يه ب صوت عال ((إن ك نك
رجال ..وخوا جه ..صحيح ب صحيح ..مر ..يع ن زل ..على زقاق الن جي ب عد نص الل يل ..على شان تعرف أن ل نا أبطال
أساطينا الشعبية ..وإنم أحياء ..وموجودون بكثرة ..حت ف مثل هذا الزقاق الضيق والذي ل يتسع عرضه لرور أكثر من
شخصي ..بشرط أن يكون أحدها نيفا جدا ..وذلك لتسهيل الرور ..قبل تنظيمه!!
وحيس بلق الواجسه إيكيليسا بعينيسه الزرقاويسن فس وجهسي أنسا الغلم الفلحسي الداوي الذي يتحدى أبطال السساطي
اليونانية ..وأولبها ..بزقاق ضيق ..هز رأسه ..ث حسحس قليلً ف مكان شاربه الليق ..ث قهقه ساخرا من قول هذا ..قائلً
ف لك نة عرب ية اثين ية مك سرة ((وتفت كر يب يب أ نا راخ نشوفوا ا يه ف زقاق الكن جي ه قك دا؟)) ف سكت بر هة ق صية..
وتلفت ورائي ..وأمامي ..ويساري ..ث وليت هاربا بعد أن عملتها فيه ..وعملتها هنا يعن قذفت با أي بالكلمة الرهيبة
ف وجهه قائلً له ثلثا وبصوت عال جدا :الدجية!! الدجية!! الدجية.
ذلك ما حدث من حوال أربع ي عاما بي ن وب ي الوا جه ايكيل يا ..هذا ..وكما يقول الب عز يز ض يا ف نثاره ..بضم
النون ..الذي يبعثره يوميا فس ركنسه بعكاظ ..وبعسد ..فيسا ترى ..يسا هنترا ..مسن تكون هذه الدجية التس تتطاول إل مكان
الولب؟؟ ييل إل أنن سعت بذا السم من قبل أما على لسان السيو كاليداسا ..أو من بق السيدة جورج صاند ..أو من
مل مح م سز اجا ثا كريست ..وهذا هو الر جح كما رسها ال بن الفنان ض يا ف لوحاته الخية ..ووردت ف أحد مقاطع
قصيدة اليوت الت وردت ف برنامج ((سكن الليل)) الدلل للبنة دلل!!
أي ن عم!! ك ما يقول صاحب الحاد يث ال سموعة ع صرا .فإن لدي نا من الشخ صيات الشعب ية ال سطورية شخ صية ل ا
سعتها وشهرت ا وخطورت ا ..هي دون ف خر أو ف شر ..الدجية ..والدجية هذه للتعر يف ل ن ل يعرف ها سيدة جن ية من
سيدات الن الشهورات ببهن للمداعبة البيئة ..وللمباسطة غي العدائية ..وقد تصصت دون بنات جنسها ف التريقة على
من ل يعودون لبيوتم إل بعد منتصف الليل .وبصورة أخص على العسس ..وعلى القراء الذين ييون ليال الربعي والول
بالقرايات فس بيوت أهال الوتسى ..ورباس ..ورباس تعرضست الدجية لبعسض مطاليسق ..أو مشاكلة الارة لكسسر أنوفهسم..
وللرقص ..بنبابيتهم ليلً وعلى انفراد بم ..رقصة الزمار!!
وج يع العا صرين من كهول جدة ..ورجال ا ..وشباب ا أيضا يعرفون جيدا زقاق الن جي ..و هو الزقاق الل صق غربا
لقصبة النود ..وشرقا لبيت بادكوك القدي ..واسألوا عنه الستاذ ممد بادكوك صاحب منتزه كيلو عشرة ..بلدي!! وهو
أيضا زقاق ينقسم إل قسمي متلصقي ضيقي ل يتعدى عرض أولما الشرقي التر الواحد ..ول يزيد عرض ثانيهما الغرب
على الترين .ولقد ذهب ف الدميات الخية ..وأصبح جزءا ل يتجزأ من شارع الذهب!!
ف هذا الزقاق ..يا سادت ..ولدت ((الدجية)) م نذ أك ثر من قرن ي ون صف القرن لبو ين معروف ي م سجلي ف
سجلت موال يد ال ن ..وه ا البع بع ..والم ية .و ف أحضان هذا الزقاق الض يق نشأت الب نت نشأة خراف ية الياة ..خيال ية
التربية ..وكانا كما يؤكد العم أبو تريب ف جلساته بقهوة سوق الامع أنما أبوان مافظان ..ولكن الدجية العفريتة كانت
من صغرها بنتا لعوبا .ث لا أصبحت فتاة وتزوجت من أحد أترابا من طائفة ((بسم ال ،بسم ال)) خالعت زوجها مقابل
مهرها من صبيحة ليلة الدخلة ..ونعرت على حد قول أهلها الحافظي ،أو تردت .واستقلت بياتا على حد تعبي زملئها
الجددين العصريي التقدميي .فأصبح هها ..كل هها ..معاكسة رجال النس ..والتعرض لم ..ومافاة رجال الن!!
ولقد انفردت الدجية بطريقتها الشعبية البلدية الاصة ..فقد كانت كما يؤكد كل من قابلها أو تعرض لعاكساتا أول
ما تبدو ليلً للمارة ف زقاق النجي تبدو ف شكل سيدة من سيدات البلد الحافظات ..وكلهن كن مافظات ..فهي ترتدي
من الداخل الكرتة الطويل الذيل والكمام ..وتتها السروال الصري أو اللب ..وعلى رأسها الدورة ..وبيديها البناجر..
وب ساقيها اللخ يل ذات القل قل ..ذات الرن ي العال ..وبقدمي ها البابوج وال ف ال سطمبول ..ملفو فة بالقن عة ال سوداء
التركي أو الاوي ..وعلى وجهها البقع ل تظهر من ثقبيه إل العينان الدعجاوتان ..وتشي الوينا ف تعثر وتكسر ظاهرين
مشية يسميها البثاء مشية ((اليعسبة)) حاملة بقشة ..أو بقجة كما صححها أبو تراب ..فحي ير عابر السبيل من زقاق
النجي أو من الزقة الجاورة له ..ويراها كذلك ..يطوف برأسه ..فالدنيا نص الليل ..طائف شيطان خبيث ..حيث يسمع
بأذن يه رنات اللخال ..و صليل البنا جر ..وتفاجئه النظرات ال ساحرة من ث قب الب قع ..فل يكاد ياذي ها أو يل تق ب ا ح ت
تت سرب لن فه رائ حة اللون طا اللفندر مديرة رأ سه ..وح ت تل سعه نغ مة ساحرة ..منغ مة ..مغردة ..قائلة له ف سحر
أخاذ ..وف لجة مهذبة ((اوه ..من فضلك مكن تش يل ل البقشة دي؟ وتو صلها معا يا للبيت؟)) فل ي د العابر الشجاع
الشهم ..وكل عابر ف منتصف الليل من زقاق النجي شجاع وشهم ..ل يد إل الجابة الفورية التلهفة ..هات يست ..أنا
تت أمرك ..فتضحك ..ث تناوله البقشة ..وتتقدمه بلخيلها ..ورنات بناجرها ..وبقوامها اللدن يتثن ..ويتكسر ..ويتعثر
ف غندرة مثية!!
وهنا ..كما يقول العم أبو تريب ..يبتدىء اللي ..حيث تقطع الدجية زقاق النجي الضيق جدا وتكاد أنفاسها ترق
مرافقها حامل البقشة ..ذاهبة ..أيبة ..لرتي أو أكثر ما يدخل الرهبة تدرييا بقلب الشهم الشجاع ..وفجأة ..وحي ترسل
الدجية ضحكات ا الجلجلة الدو ية دون انقطاع ..ي صرخ الرافق ماولً الرب ..ولكنها تسد عل يه طر يق الفرار ..فيبتدىء
ف الصراخ ..ث العويل ..ث ..إن الصراخ من ل يتحكمون ف عضلت بطونم ..يعل الرء ..يأخذ ف أسباب القذف على
ملبسه بخزونه البشري متقطعا يابسا ..أو سائلً ف إسهال متوال طويل ..وحينذاك ..وبعد أن تكون الدجية قد عملتها
فيه تتفي ..كفص ملح ذاب ..من أمام عينيه ..ومعها بقشتها ..بعد أن تودعه بقهقهة صاخبة رهيبة!!
تلك هي لعبة الدجية ف زقاق النجي مع العابرين العاديي .أما حي يكون الار أحد الطاليق أي مشاكلة الارة فإنا ف
ناية اللعبة تأخذ منه عصاه ..أو نبوته الزقر ..وترقص له رقصة الزمار ..دائرة حواليه ..وهو جامد ف مكانه ل يتحرك ..ول
يسمع له صوت إل أصوات الرياح السفلى مشفوعة كذلك بقذف بعض الخزون البشري ..ف فزع وارتاف.
ذلكم ..هو القسم الول من سية بطلة من أبطال أساطينا الشعبية ..فإل القسم الثان ..مرددين معا ..هذه القطوعة..
من شجرة أو على ال صح الرجوزة البلد ية الماع ية ل تغ ن إل ف حل قة مقفولة ..مفقودة ..و من حول ا حلة الطيان..
بتشديد وكسر الطاء:
أنا شفت ..يويا ..الدجية..
السلسه!! السلسه!! يبوطيه
ف زقاق النجي ..ولوحدي..
السلسه!! السلسه!! يا وعدي
أنا شلت البقشه حقتها
بايديها ..مدتا
ومشيت ..معاها ..الشوارا..
ورقصت ..وراها ..الزمارا
السلسه!! ال ..يبوطيه
وبعينك شفت الدجيه
دي عيونا :عيون الغزلن
والبقع ..والقنعه :جنان
ل تقول ل :كان ..أو مان
ما احلى البقع ..بزمان
وزواجي ..يويا ..العميان
وبعينك ..شفت الدجية!! ال ..ال ..يبوطيه
جيَرهْ..
الدّ ّ
القسم الثاني ..بلدي على عربي هذا ..وقبل أن ندخل ..أي أن نخش ..في سرد القسم الثاني من سيرة الدجيرة ..تكملة..
أو بقية للقسم الول ..والبقية في حياة الجميع ..نود هنا أن نطمئن الخ الفاضل الذي سألنا صباح اليوم تلفونياً عما إذا
كان فعلً ..ل اسماً للدجيرة هذه وجود سابق؟؟ فنقول له بكل صدق وفي تواضع مشكور أجل!! فقد كانت
المرحومة على لسان أهلها طبعاً ..حديث المدينة نهارًا ل ليلً .وكان من المعتاد أن يذهب الناس إلى زقاق الخنجي
ظهراً لكي يشاهدوا أثار معاركها الليلية ..وتلك حقيقية ل يمكن أن يطمس تاريخ أساطيرنا الشعبية بها مكابر ..أو
جاهل!!
وبعد ..فقد جاء في بعض روايات جيران زقاق الخنجي أنهم جميعاً .أو معظمهم على الصح ..قد سمعوا ذات ليلة
بأمهات أذانهم الحوار التاريخي الذي دار بين والدي الدجيره ..وهما السيد ..البعبع ..والسيدة ..الهميا ..بغياب ابنتهما..
وكان كالتي:
الوالد البعبع :أنا شايف ترى ..يهميه ..إن البنت دجيره رايحه تضيع مستقبلها أكثر مما ضاع ..وأنو ما راح يجي لها
ول عريس ..لن سمعتها..
الم الهمية مقاطعة :سمعتها؟؟ دي بنتي اشرف واطهر من كل بنت جنية في الحارة!! بس هي تحب تعاكس البني
آدم ..مزاج يا أخي!!
الوالد البعبع :موهو هادا اللي مخوفني على مستقبلها ..ومستقبلنا كمان.
الم الهمية :وايش دخل مستقبلنا في الحكاية دي ..يسي بعبع؟
الوالد البعبع :قلتي لي ..شوفي يستي ..دحين لمن البني آدم يولف على وحده من جماعة ((بسم ال ..بسم ال)) ..على
قولهم ..ويحكي عليها ..ويخصر سمعتها ..يقوموا النس يتجرؤا ..وما عاد يخافوا من جماعتنا!
الم الهمية :بس كدا؟ ..ل ..اطمئن!! ما دام نحن هنا ..والدنيا ضلم ..وكل ست انسيه ما تنيم بزورتها إل لمن
تفجعهم بالبعبع والهمية.
الب ضاحكاً :اللي هم أنا ..وانتي ..موكداً؟!
الم الهمية :طبعاً!! طبعاً!! على قول جارنا اللي من غير شنب ..واللي بيسموه اجرود افندي.
الدجيره داخلة ومقاطعة والدتها :أفندي؟ أفندي؟ ل ..ل ..شوفي يماما أنا ما أحب الفنديات دول ..وأنا نهار ما ابغي
أتجوز ..أتجوز على كيفي أنا.
الم الهمية :إنتي حرة ..يبنتي ..تتجوزي اللي يعجبك ..واللي يكون من ((تيبك)).
الب البعبع :أنا ما قلت لك يهميه ..ألف مرة ..ل تتكلمي بالنقليزي!! غايتو ..انتي يبنتي ..زي ما قالت لك أمك..
حرة ..اتجوزي اللي يناسبك واللي يكون من ((طنجك)) من ((تيبك)) على قول أمك ..وإلى هنا انتهى هذا الشهد
المسموع من جيران زقاق الخنجي والذي هو جزء من تمثيلية ((البعبع ومراتو)) ـ وبانتهائه أخذت الدجيرة حريتها
الكاملة ..وبتصريح من أبيها ومن أمها ..فابتدأت في توسيع عملياتها دون حرص على سمعة العائلة ..ويقول الجيران
أنها منذ تلك الليلة أصبحت ل تفارق الشبابيك ..والنوافذ ..وسطوح بيت أهلها ..في أغلب الحيان!!
ونعود لما كنا فيه ..فنقول ..أما بالنسبة للمقرئين في كل أربعين ..أو حول بيوت الموات ..فقد كانت لعبتها معهم
تقتصر على زيادة رنات الخلخيل بقدميها ..وصلصلة البناجر بيديها ..ولقد حدثني المرحوم والدي ..وهو أحد قراء
جدة القدماء والمشهورين ..إنه كان مع بعض الفقهاء البصيرين أي العميان في قرية ببيت الخال باربعة المجاور
لمعصورة أبو الخيور القريبة من زقاق الخنجي ..وقد اشترط عليه الزملء البصيرون الثلثة أن يتجنب السير بهم في
الزقاق ..فقد سمع أحدهم من بعيد لبعيد صوت الخلخال ..ولما كان الوالد ..وانت تعرف طبع الوالد على تعبير الزميل
حسن قزاز ..محباً للمداعبات الخوانية ..فقد أفلت يد أولهم وهو قائد المجموعة صارخاً :يا ساتر! هو نحن يا مولنا
سرنا في وسط الزقاق ..ل حول ول قوة ..إل بال..
عند ذلك ..احتار الزملء الثلثة ..وتخبطوا في سيرهم ..ثم كفشوا في بعضهم ..كفشة أعمى في ضلمه ..بحق..
ويقولون فيما بعد إنه لم ينقذهم من مكر الدجيرة إل أنهم بادروا حالً إلى تلوة آية الكرسي وبصوت مرتفع جداً..
وقد كرروا التلوة لسبع أو تسع مرات ..ولم يقطعوها إل بعد أن سمعوا صوت الوالد وهو يقول لهم ..لقد صرفها ال
عنا ..فاندفعوا ضاحكين مقهقهين ..متعاهدين فيما بينهم أل يقبلوا بعد الليلة هذه قراية في أي بيت مجاور أو قريب من
زقاق الخنجي ..محل الدجيرة!!
هذا ..وقد روى لي أحد المتولين عملية هدم البيوت التي فيها الزقاق لعمل الشارع الجديد ..إنه حين وصل الهدم للبيتين
اللذين يقع بينهما ..وهجم الدركتر عليهما سمع صرخة نسائية حادة ..اعقبتها ضحكة رهيبة طويلة ..ثم صوت خفي من
أصوات طائفة ((بسم ال ..بسم ال)) وهو يهتف بسكان الزقاق من جماعته ((الحقوا ..عزلوا ..قوام ..قوام ..فليس بعد
اليوم ظلم)) وهكذا بهجمة دركتر باسل شجاع اختفت حياة الشباح والوهام!!
تلك هي ..يا سيدي السائل غير الجامد صباح اليوم ..حياة إحدى بطلت أساطيرنا الشعبية ..الدجيرة بخلخيلها
وبناجرها وبقشتها وضحكتها الساحرة ..وقهقهتها الرهيبة ..الحياة التي بدأت مع الظلم وانتهت بوصول التيار
الكهربائي إلى موضع الزقاق الذي أصبح جزءًا ل يتجزأ من شارع طويل عريض ل يخلو دائمًا من الزحام! وترى..
وبالمناسبة ..وقبل أن أنسى ..فإن الخنجي مالك البيت المسمى به الزقاق كان أحد كبار تجار جدة ..وأصله من الهند..
وكان قصيراً ..وظريفاً حتى في إطلقه على الكباب الميرو ..كباب كراشي!!
أما سبب تسمية هذه الفتاة الجنية وإحدى بطلت أساطيرنا الشعبية ((الدجيرة)) عامياً وشعبياً فيرجع إلى قصر قامتها
مما أصبحت معه كلمة دجيرة ذائعة شائعة مطلقة على كل قصير مفرط في القصر ..أما ما قرره الستاذ عبد القدوس
في كتابه ((مدينة جدة الجديدة تحت الطبع)) فيقول إن الدجيرة آتية من لفظة ((الديجور)) من دياجير ودياجر ..وهو
الظلم الذي هو أصل البلء في كل شيء ..وهو قول مردود عليه ..ومع ذلك ..فال أعلم.
وأخيراً ..ول مزيد الحمد ..فقد وافق أحد العضاء المهتمين بمتحف الثار إلى الحصول على النسخة القديمة والوحيدة
من المرثية النسية الجنية للمدموزيل ((الدجيره)) ..وقد حفظها في علبة من البلستيك حتى حين فتح الباب ..وتعتبر
هذه المرثية دليلً قطعياً على صدق الرواية العربية التي تقول أن لكل شاعر قرينًا من الجن يوحي له به إذا كان حليفاً
لسكان وادي عبقر ..وإليكم بعضاً منها:
قفوا عند الزقاق ..إذا أتيتم
إلى الخنجي ..وقد حبك الظلم
تروا دجيرتي الحسناء ..دارت
هنالك ..حيث فاض بها الغرام
عليها القنعة التركي ..تبدت
ككيس الفحم ..ينقصه الضرام
ببرقعها الطويل ..وأين منه
ومنها ..في حلوته ..اللثام
وقد شنت ..برجليها ..ورنت
خلخيل ..يشخلعها القوام
لكم فجعت ..وكم زبعت قلوباً
جرى أصحابها سحراً ..وناموا
فيا أخت العفاريت النشامى
وبنت الجن ..في الخنجى أقاموا
لسوق أقيم في الَطلل ..قهوا
أسميها :دجوا دجيرا مامو!!
ع الل ِّي ْ
ل.. سب ْ َ
َ
ميناء جدة ..الت هي دهليز الرمي أو عروس البحر ..كان ول يزال اليناء الول والكب للمملكة ومركز التجارة
الرئي سي ل ا ..ك ما أ نه س أي اليناء ..واليناء كل مة يونان ية ال صل للعلم الكر ي ..كذلك بالن سبة لل حج .وك ما هو معلوم
للعموم ف قد كان قدوم الجاج كل هم ي تم عن طر يق الب حر ..وق بل أن ي تم ع مل اليناء الا ضر والذي كان للع بد ل شرف
الشاركة ف التفكي البدئي فيه وف الساهة بتأسيسه كمدير حج عام كانت بواخر الجاج تقف ف عرض البحر بعيدا عن
الرصيف ليقوم البحارة ..وكلهم من حارة البحر الت كانت تعتب الارة الرابعة لده ضمن ملة اليمن ..بنقل الجاج من
عرض الب حر ف البوات ..واللنشات .ول قد كا نت لؤلء البحارة بطولت نادرة ف هذا الع مل البار الفر يد وخ صوصا
وقت النواء ..وعند اضطراب المواج.
وبالنا سبة ..ف قد كان ليناء جدة الائي بعرض الب حر ف أيام الل يف ..من ظر شعري رائع ..وبال خص ف الل يل ..فكأن
البواخر فيه قوافل جال برية ..تزينها الضواء التللئة ف أناء قريبة متساوية الصفوف ..وذلك حي وحيث تقف هناك ليام
ولليال عديدة مؤلفة من أكثر من عشرين باخرة متباينة الحجام ..متلفة النسيات ف انتظار عودة ركابا الجاج بعد أداء
النسك لعادت م إل بلد هم س ك ما كان أهال جدة يقضون أيام الل يف ..أيام وليال ع يد ال ج ف بشاك وجاعات دا خل
تلك البواخر ومعهم أكلهم ..وأدوات الشاهي ..وألعابم من الضومنا إل الداما إل ورق ..الوكر ..مع قيامهم بالتجول
على كل البواخر الوجودة بعرض البحر وعودتم لباخرة نزولم الدائم الت اختاروها لذلك هذا وبالرغم من شهرة عديد
من رجالت البحر من بيت أبو داود وأبو صفيه وسلمه والناع ..وعنب خالص إل أنا أي الشهرة ..عقدت لواءها
لشاب أسر اللون ..سهري القوام كما يقول التشبيه العرب س كأنه الرمح الطويل أو الشوحط الطول ل عقد فيه وقد
طلع هذا الشاب فجأة كما يطلع أو ينبت النبات الشيطان ومع قدوم الشهرة الفاجئة له ضاع اسه ولقبه الصليان ..وبقي
له اسم (( سبع الليل)) وربا ساعد على ذلك أن سبع الليل هذا كان أبكما ..لكنه لذكائه كان يلتقط الكلمات من شفت
مدثه وكأنه جهاز التقاط حديث ..كما كان يلتقط ويفهم الشارات وييب عليها بصورة أسرع من إشارات مورس!!
ولكن لمر ما أطلق عليه اسم (( سبع الليل)) ولقد كان النطق يقضي بأن يسمى (( سبع البحر)) لنه بري أصيل
وسبب هذا ((المر ما)) إنه كان كثي التجوال بالليال ..والظلمة منها على الخص ..فل تكاد العي تراه حي يبز بفحمة
جلده السوداء من قلب الليل السود البهيم ..حيث كانت الضاءة ف جدة بالفوانيس ..فوانيس البلديه الت يدب فيها
النعاس من أول الليل إما لراب ف بلبلة الفانوس ..أو لنقص الغاز نتيجة لتساع الذمة آنذاك لشفط نصف أو ثلثة أرباع
القرر وبيعه بالتفرقة ..أو بالملة!!
وكان ظهور سبع الليل الفاجىء للمارة بسواد جلده التفق مع سواد الليل مصدر خوف ورعب ف بداية المر ولكنه
أصبح مصدر اطمئنان وراحة .لن ظهور سبع الليل الفاجىء هذا إنا كان لعرض خدماته الكبية والبسيطة فهو يستطيع أن
يوجد العدوم ف الوقات التأخرة لطالبه سواء كان هذا العدوم خبزا للكل ..أو دخان فراطة للكيف ..أو دفاتر لف ..أو
كبيت ..أو نداء داية للتوليد ..أو مقرىء يسهر على اليت ..أو ..إل آخر هذه الوات التعددة الطالب والنواع.
وعندما اطمأن سبع الليل لشهرته الليلية الواسعة ..أخذ حينما ل يكن عمل البحر يقتضي وجوده يظهر للناس ف النهار
عارضا خدماتسه أيضا فيسه ..وكانست فزعاتسه الهمسة تتجلى كذلك فس ليال الفراح ..وفس الآتس على السسواء ..ول يزال
الخضرمون ..وحت جيل الشباب النحدر الن للرجولة أو للكهولة ببطء ..يذكر سبع الليل ويتذكر خدماته ..وهل يكن
لحد منهم أن ينسى السبع؟؟
ول نتاج أن نقول أن عمله البحري ذا ته كان م صدر إعجاب وتقد ير ..ف هو ال سبب الول ف شهر ته ل قد كان سبع
الليسل يتسسلق الدقسل ويلف الشراع فس لحس البصسر حتس لقسد أصسبح التخصسص الوحيسد فس وضسع العلم للقنصسليات
وال سفارات بأعلى البنايات ..وإل مدى جوي بع يد ..ك ما كان ..سريع الغوص ف الب حر إل قامات وقامات ..ح يث يط فو
بسرعة ماثلة وف يده ما سقط من صاحبه عفوا أو ما أسقطه عمدا ليلتقطه السبع ويعيده إليه ..وكان يتم ذلك ف مال
الختبار لسرعة غطسه ف البحر ..وقبه منه ..ف لحات قصية..
وكان سبع الل يل كاللولب أو كال صاروخ ال سريع ف دورا نه على البوا خر أيام ال ج وقضاء لوازم أو نوا قص كل
بشكة ..مع عدم إغفاله البشك الوجودة ف جزيرة أب سعد أو جزيرة الواسطة أو حت جزيرة الن النعزلة لوحدها ف وسط
البحر وحي تعطل عمل وسائط النقل البحرية أو خف كثيا بعد أحداث اليناء ..سهر سبع الليل بسرعة ف معرفة سائقي
ال سيارات وف هم موديلت ا ..وملح قة الحتاج ي للخدمات ب ا من سواقي وم ساعديهم وذلك يدل على حا سة القابل ية
النقلية للتطور الدائم فيه ويقال إنه كان يطمع ف آخر أيامه ف الدمة الطيانية ..فقد شوهد مرارا يقف على أرض الطار
أو قريبا م نه مع ماذ بة الكبات نة وطا قم الطيارات أطراف الد يث بطر يق الشارات بالشفاه ..أو بأ صابع اليد ين ..ول ين عه
بكمه ..ول سواد لونه ..ول أميته عن تنويع نشاطاته ف كل مال الواصلت ..والنقل !!
ل قد كان الناس لو قت غي بع يد جدا يتناقلون ال مل التتاب عة مثل :عل يك وعلى سبع الليل!! ..ش فت ل سبع الل يل؟؟
از هم ل سبع الل يل!! أهو جا ..جا سبع الل يل! إل آ خر ..و ف ذلك دللة قاط عة على فعال ية وديناميك ية ح سب الت عبي
الع صري ال سبع ..وعلى حا جة الناس له ..وعلى الث قة ال ت أولوه إيا ها ..وكذلك على نشا طه الوف ي ف أداء الدمات
بأنواعها ف ضحكة تبز حلوة أسنانه البيضاء الت يفضح ببياضها لون بشرته السوداء..
وأخيا ..فل أذيع سرا إذا قلت إنن قبل أمد طويل بعض الشيء قد دخت ف البحث عن سبع الليل وتق صّي آخر
أخباره ..وذلك لعر فة وجوده أو تار يخ وكيف ية وفا ته ..ح ت عل مت ف النها ية أن ال قد تغمده برح ته ف هدوء وانزواء
ودون العلم بذلك ح ت من عار ف خدماته ..وكان ل بد بالن سبة لتار يخ شخ صياتنا الشعب ية من تع قب هذه الشخ صية ال ت
كانت قبل أن أنسى ..من مكملت الفرحات العامة وخصوصا فرحات العيد حيث تد سبع الليل ف ملت أعياد اليمن
والظلوم والشام ..وهسو على اسستعداد تام لن يتلقسى بالحضان مسن تقذف بمس الداريسه ..فس اللواح أو الشباري سس أو
صناديق العيد من الطفال والصبيان قبل أن يسقطوا على الرض ويدث لم ما ل تمد عقباه كما تصص بعد اعتزاله
الدمات العامة لكرة القدم .حت أصبح الوحيد النفرد لتحضي ملعب الصبيان بأجر وبدونه ف الباريات الكبى!!
ذلكم هو سبع الليل بلونه السر ..وبأسنانه البيضاء ..وبثوبه القصي ..وبتقشمط وسطه بالبقشة الكشميي ..ورأسه
بالعمة ذات العذبتي ..العذبة الطويلة الرسلة وراء ظهره والقصية الدلة على شحمة أذنه اليمن ..وبأقدامه الافية التشققة
يففها بالتراب ..بعد أن ملت ماء البحر..
أ ما سبب ت سميته (( سبع الل يل)) بدلً من سبع الب حر ح يث عمله وحيا ته ودنياه س في جع إل ما أ سلفنا من بروزه
الفاجىء بسواد جلده من إهاب الليل الالك..
وبعد ..فقد استمعت قبل ليالٍ مضت إل أحد البحارة الشيوخ ..وهو يستمع إل أغنية قدية حلوة للستاذ ممد عبد
الوهاب و كل أغان يه القدي ة حلوة ح يث طلب هذا البحار الش يخ من الدكتور ع بد ال مناع أن يكلف ع مه ا ساعيل
ليتوسط لدى أستاذه الفلحي القدي لعمل مقطوعة تلحن لتغن إحياء لذكرى فقيد الروءة سبع الليل فكان له ما أراد أو
من تلل بالتاء بدل الطاء على العود النفرد والذي كان السبع ييل إليه ول يل من ساعه :س
يا عروس البحر ..يا ذات الشراع
واسع المداء ..باعا بعد باع..
راقص القداف ..ف ذاك الدراع
مده ف برنا ..سبع السباع!!
كيف تنسي فت حلو السواد
أبيض السنان ..ذري الفؤاد..
يقطع الليل ..سريعا للتنادي
يلب العازة من أقصى البلد!!
لفف العمة ..مبوك الزام
حاف الرجلي ..عاما بعد عام..
فلفلي الشعر ..مياد القوام
بي بشكات ..وحشد ..وزحام!!
أين سبع الليل ..يا بنت الليال
أين؟؟ يعن أين القاه ..قبال؟؟
خبين ..يا ابنة العم هلل
كيف ضاع الواد ..يا بنت اللل؟؟؟
ملُو ِ
خيَّه.. ن ُ
سليما ُ
ِ
..من أمثال نا الشعب ية القدي ة ال ت كا نت متداولة ..و قد ل تزال ..م ثل ش عب يقول ((الكتاب ن صف الواج هة))..
والقصود بالكتاب هنا هو الرسالة أي الطاب يبعث به مرره إل سواه يطمئنه فيه إل أن الكل بي ..وإن الشوق عظيم..
وإن الطلوب هو إرسال تنكة زمزم إذا كان الرسل إليه بكة ..أو شوية تره ..جادي على برن ..إذا كان الرسل إليه بالدينة
النورة ..وإن ما تضمنه الكتاب أو الرسالة أي الطاب يعتب بثابة وسيط حي يرى الشخص الرسل الشخص الرسل إليه به
س وكأنه يشاهده أمامه ..فيدردش معه ما شاءت لما الدردشة!!
أما إذا كان الكتاب مرسلً إل خارج البلد فموضوعه أما تاري بت يتضمن وصول البضاعة الرسلة أو طلب بضاعة
جديدة من أرز أو سواه مع تد يد النوع والكم ية وإن ((ال صر)) مر سل ل كم بالبابور ..أي بالباخرة ..ج ها نق ي أو علوي
ال سافر من جدة يوم كذا ح سب إفادة وإشهار النادي ال عم سديق حلوا ن النت هي بمل ته التقليد ية والا ضر يعلم الغائب..
وعاشق النب يصلي عليه!!
وإمسا أن يكون الطاب خاصسا بالعلم بإجراء العمليسة وناحهسا على يسد الدكتور ووترفيلد فس بنسط السسودان أو بالب
الصري على يد الدكتور الكاتب اومورو ...لينتهي بملة والمد ل اللي ربنا قدمك على خي ..والماعة والبزوره كلهم
يقبلون أياديكم ورا ..وقدام..
ذلك هو وضع الكتاب أو نصف الواجهة لدينا وموضوعه منذ أكثر من نصف قرن فما فوق ..وبصورة عامة وأساسية
فقد كانت الكتب أو الرسائل والطابات ول تزال أدوات اتصال ف حياة الناس نشأت بكم ابتعادهم عن بعض لعمل أو
لعلج أو لنهة لتوثيق الروابط والرتباط بينهم أينما كانوا ..ولتبادل العلومات ..وأحيانا ..أحيانا لبث الشواق الارة فقط
ل غي زيادة وهنا يتلقى نصف الواجهة بالنصف اللو!!
والدب العرب القدي حافل بتصنيف أنواع ((الكتب)) أي الرسائل وبأدابا وما يب أن يقال ف البداية من أنواع
التحية والسلم ..وألقاب الرسل إليه وتفخيمه بكلمة المد الوقر العزيز الفاضل ..وما تتتم به من قفلت متعارف
علي ها بال سماع وبالتداول ..ول قد تفرغ أدباء كبار ل م وزن م من تقر ير و من ت صنيف آداب الر سائل بدا ية وخات ة ل ا..
ونرجوا أن يتوفق أحد شبابنا الدارسي لعمل ((رسالة)) ف بث موضوع الرسائل الشعبية لدينا من كافة أطرافه الوضوعية
والبيدية إن شاء ال.
وكما سبق فالهم أولً وأخيا إن الكتاب كان لدينا ذا أهية اجتماعية شعبية كبية فهو ..وبالخص قبل الواصلت
البقية والتلفونية س كان ول يزال نصف الواجهة ..ومن أجل أهيته هذه فقد نظمت الكومات كلها عملية توثيق الصلة
والرتباط بي مرسل الكتاب والرسل إليه ..سواء كان عاديا أو مسجلً بكل ما يقتضيه التنظيم وتطوره الستمر.
ومن هذا النطلق الجتماعي الام ..كما تقول صحف اليوم ..وبالنسبة لنا فقد نشأت بكم المية القدية لدينا آنذاك
طائفة تعرف باسم الكتاب العموميي ..وكان مقرها قديا ف جده ف سوق الماله بتشديد اليم الفتوحة س ..وذلك لدمة
من ل يفكون الرف فينوبون عن الرسل للكتاب ف ترج ة وترتيب وشرح ما ير يد الفضاء به للمر سل إل يه كما كانت
ب عض العائلت بده ت ستعي بتلم يذ الدر سة من ابناء اليان ف صياغة الك تب لذوي هم ال سافرين ..ول قد كان هذا الب ند
العائلي م صدر رزق ثا بت للطل بة ..واش هد إن ن ك نت واحدا من هم ول ا يتجاوز عمري الاد ية عشرة ..وبض عة أش هر منعا
لللتباس ..وطردا للحسد ..وخزقا للعي..
من هذه النقاط البيدية السجلة وغي السجلة تستحب القارنة بي ما تفعله اليوم مصلحة البيد وما كان يقوم به الوزع
الشعب الشهي العم سليمان ملوخيه ..كما ينبغي طبعا التعريف البدئي بذه الشخصية الشعبية قبل الدخول الكامل ف هذه
القارنة الستحبة.
فمن قبل أكثر من ن صف قرن من الزمان كان الاء أمام زاوية الغرب القريبة من باب مكة والستقرة بكانا حت الن
يرى مركازا عتيدا يتصدره الشيخ ((ملوخيا)) عميد بيت ملوخيا الشهر أو الول ..وحوله على الكراسي الشريط الثلثة
الت يتألف منها الركاز أو بالرض على الصناديق والقفاص يلس ((العيال)) حسب تعبيه ..وأمام الركاز وحوله تتناثر
مواد الشغسل وأدوات العمال ..وهسي قفصسان السسمك الرسسلة مسن جدة إل مكسة ..ومشابيسك ((جعس مشبوك)) سس
البشو مي مع النعناع والريان الواردة من الدا ..وت نك الزمزم الوا صلة من ((ال يعمر ها)) ..وطرود الت مر جادي على
برن وبصحبتها الورد الدن والعطره ..وقبل وبعد هذا وهو الهم رزم الرسائل أو الكتب الت هي نصف الواجهة!!
وابتداء من الب ند الخ ي و هو رزم الك تب ..و من هذا الركاز العت يد سوف نتعرف على البارد ودون ا ستعجال..
ببطل نا الش عب الناشىء ((ملوخ يه ال صغي)) الذي صار في ما ب عد علما معروفا ف طول مدي نة جدة وعرض ها با سم عم
(( سليمان ملوخيه)) رجل البيد الول والوزع الذي ل يطىء أبدا ف معرفة مقر وعنوان الرسل إليه مهما كان وأيا
كان و هو خال أولد باعا مر س و صاحب الوليات ال ت أ صبحت لدة طويلة ر غم عماه وف قد ب صره العز يز في ما ب عد س
قواعد يستني با كل موزع للكتب الت هي نصف الواجهة والت أعد منها ول أعددها المل التية :س
أ :سيبك يواد هو أنا يغبان أحد ف جده؟؟
ب :روح يي من هنا ..تلقاه جالس على الدكه ف القصبة س أي قصبة النود!!
ج :امشي على طول أهو أهو عمك باقعر وبعدو ف القهوة الكركشان!!
د :مرحبا يا فندي!! حيا ال الشيخ!! صباح الي يا با!! كل سنة ونت طيب!!
..بالركاز نشأ وفيه درج ومنه تعلم ..ويا ليت أولدنا اليوم يعلمون .أو يتعلمون إن من ((الركاز)) ترج آباء لم
ل تفق سهم البيضات إل و هم كتاك يت ي صيحون ق بل الوان وتلك ف باب فلتات الل سان من حة ب ي منحات أضي فا ف
الباب الستاذ ممد حسي زيدان ..دون أن ندخل معه ف الباراة العروفة تقدر تداقش؟؟ اهي بيضه لبيضه؟؟ أو ((جلي
الشريف بأنه (( سياسي)) ..وكلمة سياسي حينذاك كانت تطلق على كل من جاء على طرطوفة لسانه اسم وكالت النباء
العاليتي ((روتر)) و((هافابس)) ،والول انليزية والثانية فرنسية ..فقد كان الرجل ف حكم التضايق ف حياته والقيدة
نشاطاته الكلمية والخبارية ولذلك ركز على نله البكر سليمان والشهي فيما بعد باسم ((ملوخيه)) ..ملوخيه حاف..
دون خبز أو غموس آخر ..ليكون خليفته الوحد..
ونظرا لن الب حث الن مق صور على شخ صية ((ملوخ يه ...ال بن سليمان)) باعتباره الشخ صية الشعب ية ال ت وه بت
جده سعتها البيدية الصيلة .ف ذلك الي ..فإن من اللزم .ومن كل بد ..كما كانت تقول عمت ..أن نعطيه حقه مستقلً
عن أب يه فل قد كان شابا نشيطا ..حديدي الب صر ..ل ي كل من الش غل ول ي ل ..ك ما أ نه كان ((ناز كا)) بت عبي تلك
اليام ..أي أنه يعرف كيف يلف العمة ويرخي عدبتها ويرج الزام ..ويتقطب الداس ((أبو خرزين)) ..ويكوي الثوب
الل مس بزا جه ويرش قليلً من ((اللون طه)) ..على أطراف ودا خل ملب سه .لتفوح رائح ته الشذ يه س وي ضغ أحيانا
التامبول ليب صق بفضل ته على الرض إعرابا على اشئزازه من كل من ي كل ا ستلم ر سائله إل ال صبيان بدل ا ستلمه ل ا
بنفسه.
كما كان الرحوم سليمان ملوخيه حريصا على معرفة من أخلى دكانه القدي ونقل لغيه وعلى من استأجر مكتبا ف
شارع قابل الديد ..واستغن عن مقره ف الاسكية .أو قهوة المالة أو سوق الندا ومواظبا على التصال بالبلدية لتابعة
السواق والشوارع والوادث الستحدثة .ومدمنا على زيارة الحكمة للعلم بن طلقها زوجها وسكنت مع أهلها أو لوحدها
ف ب يت جد يد .وطائفا على الوازات والشر طة ل خذ فكرة عن الهاجر ين من بلد هم ل ستيطان مدي نة جدة ..أم الر خا
والشدة ..والحاطة بالت الغرباء الدد.
هكذا بدأ الشاب سليمان ملوخيه مهمته البيدية تت أنظار وأساع والده وبقية الرجال والعيال البتدئي معه من أمثال
((م مد عقي قي)) ..و ((ح سني)) و سواها من خري ي الركاز العت يد ..وكذلك ايضا انطلق ملوخ يا ال صغي رح ه ال
متخطيا سواه ولدا نازكا امتييا هه الرسائل للرسائل على طريقة الفن للفن ..فلم يدث يوما من اليام أن تأخر مكتوب
من كات به إل مر سله فل ج هل بالعنوان إطلقا ..ول تعلل بأن الر سل إل يه ((ل معروف)) فالم يع لد يه أولد بلد و من
حسق ولد البلد على ابسن بلده أن يعرف عنوانسه ومقره وإل فهوا إمسا دخيسل جاهسل جهلً مطبقا ل يوز وإمسا أن يكون
متهاونا ف عمله ..والتهاون غي وارد ف عرف أصحاب الفن والصول..
بذه القواعد الفنية ..وبالمانة وبب الصنعة للصنعة وبالخلص والدقة أصبح على مر اليام فالشهور فالعوام اسم
((ملوخيسه)) ..مرادفا تاما للضبسط وللربسط كمسا قالاس بعضمسة لسسانه الرحوم أخونسا حزه شحاتسه حينمسا كان سسكرتيا
للمحكمة التجارية الت كان مقر مكتبها ف شارع قابل تهيدا لنظم حلمنتشية ل نعثر على أصلها حت اليوم وإن كنا لسن
الظ قد احتفظنا بعارضتها من قبلنا بعد تعارفنا بمزه بعد رجوعه من بومباي وعليه طابع ((الزينليه)) بنطلون بفته طويل
وثوب بفته برضو قصي ..ودقله أقصر أي ((بالطو)) بالصطلح البلدي للتسمية ..أو ((باردسو)) بالفرنسية أو
معطف بالفصحى الفصيح..
ومن نفسي ..قبل موالة البحث ..عن شخصية رجل بريدنا الول الشعبية أن أسجل هنا للتاريخ ..بعض ما ورد ف
تلك العارضة ف الت:
إذا ما جاءنا يوما
ملوخيا ..وف يده :س
رسائلنا!! فقل جانا
قدوم السعد ..ف سعده..
فقم ..يا واد منتصبا
وحيي الجد ف مده..
وقل لو :هات يا عمي
بريدا طل من برده..
وبربشه بقر شي..
ليدلق كل ما عنده!!
..لاذا كان عم سليمان ملوخيه رجل البيد الول ف جده؟ وعشان إيش؟ ول ل يطئ يوما ف معرفة عنوان الرسل
إل يه س؟ وم ت ..وك يف صار أع مى؟ وك يف ..وهذا هو جو هر الوضوع ..تفوق على عماه ..فكان يقوم بتوز يع الب يد..
يقوده صب عادي ..و هو أع مى ح ت ل قى ر به مؤديا ر سالته ف إي صال الر سائل لهل ها وكأ نه ب صي يرى الناس والوا قع
والداخل والخارج بطريقة فريدة فذة تسد معن الية الكريةَ .فِإّنهَا لَا َتعْمَى اْلَأبْ صَا ُر وََلكِن َتعْمَى اْلقُلُو بُ
صدُورِ (الج )46 :أحسن تسيد؟
ال ّ الّتِي فِي
ال سبب ال ساسي ..و هو تاري ي م ض ..أن مدي نة جدة كا نت على عهده ذات سور ..وال سور مدد ب طبيعته ل ن هم
داخله ..فهو كالقفص حاجز من فيه ل يزيدون ول ينقصون بعدل توازن الواليد والوفيات وبرغم مساوئ القفاص أو
مامدها فإنا ف الدرجة الول تعي الوجودين داخلها وربا جاءت تسمية روسيا ف يوم من اليام ((بالسور الديدي))،
تطبيقا علميا لذا الفهوم ..هذه ..أو هذا واحد من السباب..
الشغلة اللي بعدها ..إن عم سليمان ملوخيا نشأ بصيا فرأى وحدد معال جده من أزقة ..لسواق ..لشوارع لواري.
حفظها غيبا فكان كما يقول رحه ال ..أنا يا واد ما يغبان أي مل ف جدة ..ولقد انطبعت اتوماتيكيا كل تلك الماكن ف
ميل ته ح يث أخلص ل ا فأخل صت له ف هو يعرف أ ين تدب قدماه دون أن تب صر قدم يه عيناه فهكذا ن شأ وكذلك
ترعرع ..وتدرج بي شارع وحارة س وزقاق!
طيب كدا؟ اللي بعدو من السباب إن عم سليمان ملوخيه كان صاحب مزاج بريدي أي أنه يفرح ويسر وينبسط
إذا ا ستلم صاحب الكتاب كتا به ..ويقول معاشروه إ نه إذا تعذر عل يه يوما من اليام معر فة عنوان الر سل إل يه ل ينام ليلً
حت يصبح وقد عرف عنوانه على طريقة ((الكتاب يعرف من عنوانه!!))..
بعدين عاش سليمان ملوخيا شبابه ث عاش رجولته وكهولته وهو يؤمن إيانا صادقا بأن مهمة رجل البيد أن يكون
أمينا ف ربط الرسل بالرسل إليه وأشهد ويشهد معاصروه بأنه مثل مبدأه هذا أحسن تثيل وعلى هذا النسق الفريد
ال سوي والبيدي والزا جي سار الشاب سليمان ملوخ يا ف مهم ته الشا قة وتفوق على سواه ب صيا ث أع مى
فوزع البيد دون أن يرفع صوت اعتراض أو احتجاج من أي مواطن بأن الرسالة الت جاءت باسي ل استلمها وذلك ف
تاريخ الستلم والتسليم شيء ليس بالقليل!!
إخوان أخوات أولد عمي بنات خالت لقد عاش ((ملوخيا)) ..ومات من غي أن يلجأ إل العذر السائد اليوم
((العنوان غ ي مفهوم ..أو إل أن الش خص الر سل إل يه ((ل معلوم)) ..وبذلك وبف ضل هذه الع صامية البيد ية كا نت ل نا
مواصلت بريدية تفوق ف دقتها ودون مبالغة أي جزء من أجزاء العال س
أقول قول هذا والسى يز ف نفسي يز ف نفسي س لا وصلت إليه أجهزتنا البيدية ف القرن الرابع عشر الجري
الوافسق تقريبا للقرن العشريسن اليلدي مسن أن ((الذكور)) غيس معروف أو أن ((مكانسه مسا شفناه)) سس أو أنسه لعلمسك
والعلم ع ند ال ن قل لكان تا ن أو ((وال دورت عل يه ما قابلناه)) ..أو (( هو هاد الرجال من البلد؟ بيقولوا ..ا نو
س و كل ملوخ ية وأن تم بكا مل وأق سم صادقا بال! أن ن ل أريد تشهيا أو تريا بقدر ما اريد الن صاف ((للوخ يا))
الشهية.
بِيبي َزينَب..
..لو قدر لحسد أبناء جدة مسن أبناء جيسل اليوم السسينمائي التلفزيونس الصساروخي الطائر ..والولود على يسد القابلة
القانونيسة ..لو قدر لذا الواحسد ..فرضا وتقديرا ..أن يكون واحدا مسن أبناء اليسل السسابق كهول وشيوخ اليوم ..غلمان
وشباب المس ..لشارك بالفعل أو بالشاهدة ف اللقطة الشعبية التالية:
النظر :مدينة جدة عام 1304هجرية.
الكان :زقاق فرن النبول ..على مقر بة من مقلة م مد علي ((أورفلي)) الواق عة على الدود ب ي مل ت الي من ..ي ن
دام ..والظلوم ..سيل الدم ول تندم ..و هي القلة ال ت يباع في ها اللوز والزرمباك والف صفص والن بص ..وبق ية الك سرات
البلدي ما كنا نسميه ((الجمع))!!
الوقت :ليلً ..ما بي الساعة الثانية والنصف والثالثة عرب غروب حسب التوقيت العام الرسي والشعب ..والشهر على
أولو ..والدنيا ظلم ..ومي داري عنك يا اللي ف الظلم ..تغمز..
الشخصيات :غلم ف سن الادية عشر ..وداعس ف الثانية عشرة من عمره الديد إن شاء ال ..يمل ف يده اليمن
فانوسا هنديا نرة أربعة ..يهزهزه يينا وشالً ..وإل أعلى ..ث إل أسفل ..وذلك ليكشف بنوره الضئيل مواقع القدام لن
وراءه..
ووراءه :امرأة ملتفة كلها بالسواد داخل قنعة اسطمبولية جديدة!! تمل ف يدها بقشة فيها أدوات الصنعة ..ول يظهر
منها إل عينان تبلبصان من الثقبي الصغيين با كان يسمى ((البقع)).
حاش ية من عند نا :والقن عة والب قع هذان إن ا كا نا مثلً ملفوفا على التم سك واللتزام بجاب ال مس ال صفيق بالن سبة
لجاب اليوم الكاب س الشفيف ..وذلك خاص طبعا بنساء الدن ..مدن الملكة وحدها ..عكس أترابن ساكنات القرى
من البوادي ..من ذوات اللثام ليس إل!!
أما الوار الدائر بي الغلم حامل الفانوس الندي نرة أربعة ..وصاحبة القنعة والبقع ..فيكفي أن نكتفي منه بالت:
أم القنعة والبقع :وهو مت جاها الطلق؟
الغلم حامل الفانوس :وأنا إيش دران كمان؟
أم القنعة والبقع :امال ليش أرسلوك؟
الغلم حامل الفانوس :هم ..قالوا ل :روح جيب الداية ..وبس!!
وبلهجة بعض تقارير أهل البة ..وبقليل من الذكاء البكر ..فبناء على هذا الوار الوجز ..وبالضافة إل النظر السابق
يتضح أن الهمة مهمة توليد ..وإن صاحبة القنعة والباقع والبقشة هي ((الداية)) بلغة يوم أمس ..والقابلة بلغة هذا اليوم..
وعلى طريقة الستاذ بدر :الواقع هادا صحيح ..ولكن من هي هذه الداية؟
إنا السيدة زينب الندية ..وشهرتا بيب زينب ..الولودة بدينة جدة نفسها ف عام اللف والائتي..ويا إما تسعي وسبعة
شهور ..أو تسعي إل ثلثة أشهر قمرية ..من أبوين هنديي بالنسبة لرومتها الندية العائدة لثالث جد تأقلم فأصبح جداويا
دون تثريب ..أو تقريق عليه ..كما فعل صاحب الدالية الشعبية والت مطلعها:
قيل عن :بأن أصلي مصري
وبان الواد السلوع هندي!!
شاهد نا :أ نه كا نت لل سيدة زي نب الند ية والشهية با سم ((ب يب زي نب)) شهرت ا الوا سعة النطاق ف نطاق بلدة جدة
ف هي الدا ية الول ال ت تولت تول يد مع ظم أولد وبنات جدة ..ب يث لو أن ب يب زي نب كا نت تلك ختما ل يزول أثره مع
اليام ومهرت به ظهور كل من قا مت بتوليد هم بال مس لرأيت هذا ال تم أو ال هر ظاهرا بال صالة وبالورا ثة على أقفاء
الكهول والشيوخ..وكذلك أحفادهم النجباء!!
والقيقة ..للتاريخ أن الشهرة الت كانت تتمتع با بيب زينب ل تأت إليها عبثا أو فلتة أو اعتباطا فإن الست زينب
الند ية أو ب يب زي نب أول من و ضع ف نظام التول يد الش عب وتواب عه ال سس التال ية وال سارية الفعول ..عملً ب ا لو قت
قريب:
أ صياغة وتأكيد جلة ..يا ال يست نفيسه بتنفيسه ..وقت الطلق.
ب سحب الط فل من رأ سه إن كان وديعا م سالا ..أو من رجل يه إن كان مشاغبا ..أو من ل سانه إذا كان سيكون
صحفيا أو ناقدا أديبا ..أو شاعرا شعبيا ف مستقبل أيامه..
ج قطع صرة الولود حالً ..واستئصال اللص فورا ..ث عصر ماء الليمون ف عينيه ..ليى حقيقة الدنيا على حقيقتها
دون أن يقرف منها.
و تنظيم حفلة الرب يا رحان تت رئاستها.
هس ترتيب نظام ليلة التسمية بعرفتها..
و استلم أجرها الساسي نقدا .مع أخذ %25ما يرمى على الولود ف مهده ليلة التسمية من أخراص وبناجر وحلقان
أو غوازي وألواح ما شاء ال أو النيهات الذهبية عثمانية أو إنليزية!!
وأخذ %50من بقش هدايا الرب يا رحان الحتوية على الشريك واللوة!! وأظننا لسنا ف حاجة لشرح حفلت
الرب رحان أولً ث التسمية س ف السابع ..فهي معروفة للجميع ..وإل هنا وحت صباح الغد موعد مطالعتكم إن شاء ال
لذا الركن النوي هنا بسبب تكتيك صحفي جفري حديث ..نتوقف الن عن متابعة سية السيدة زينب الندية ..والشهية
باسم ((بيب زينب)) مرددين وراءها هذا القطع التال من منظومة س يا رب يا رحان:
يا رب ..يا رحان
يا خالق النسان..
بارك لنا ف ((هان))
واحفظ رقيه ..وسان
وارزقهما ..بالتان
من غي ..كان ومان..
وبلشي ..يا سامعان
يا خارقه أودان..
من وصفة النصران..
دي اللفه ..دي الفيان
دي شغله ..دي ربان..
قولوا ..معايا ..صنان..
وكمان ..صنان ..بنان
وكمان صنان ..بنان!!
***
يا رب ..يابريه
خلى لنا ..حسنيه..
كتر لست صفيه
ف اللفه ..والدريه..
ملي بيوتنا ..هنيه
ببزوره ..رايه ..وجيه
وبلش شويه ..شويه..
دي شغله مي عربيه
دي موضه ..دي عصريه..
أنا نفسي ف القليه
من عند عمي عطيه..
قولوا ..ورايا ..تان..
يا رب ..يا رحان..
يا رب ..يا بريه!!
وفس صسباح هذا اليوم ..وعلى حيس غرة ..ودون سسابق إنذار ..وزي مسا باقول لك كدا ..دق على جرس التلفون..
وصحان من سابع نومه ..الشاب الهذب والذي امتنع عن ذكر اسه الزوجي أو الثلثي ..طالبا من ف أدب وحياء بالغي أن
أتوسع معه ..وأتبحبح ف شرح حفلت الرب يا رحان ..وكذلك ف وصف ولئم التسمية القرر موعدها بعد صلة العشاء
من يوم سابع الولود ..بناسبة ما قرأه ..على حد زعمه ..عن الفلة والوليمة ف شعبية أمس عن السيدة ..الداية ..زينب
الندية ..أو بيب زينب!!
وقد أحلته ..لعدم توفر الراجع حينذاك ..ولتنمية مواهبه على يديه بنفسه ..ودون واسطة ..على أباثنا الشعبية النشورة
عن الرحان والتسمية ف بعض جرائدنا الحلية ..ونص منها جريدت البلد وعكاظ دون تييز إحداها عن الخرى ف الدفع
أو الماطلة ..أو مراجعته لدار الذاعة لستعمارة أشرطة برنامج اللوة والرة ..من غي ترتيب اللقات.
ونكتفي من هذه الحادثة التلفونية بذا القدر الضئيل ..لنعود إل حديث الست زينب الندية ..والشهية باسم ((بيب
زينسب)) فنقول ..يسا رعاك ال ..ووقاك عثرات الزمان ..وتقلب الصسروف والحوال ..إنسه ل داعسي إطلقا للشارة أو
التلم يح إل كم ية الثروة العدن ية والورق ية ..أي الذهب ية والفض ية حينذاك ..ال ت كوّنت ها بعرق جبين ها ..وب فة يد ها ف
التول يد ..ال ست زي نب ..أو ب يب زي نب ..من تول يد ن ساء جدة العروفات والجهولت طيلة ن صف ور بع قرن ..ب ساب
القرون الول ..أي ب ا يعادل خ سة و سبعي عاما بالتمام والكمال ..ف قد بل غت تلك الثروة بختلف العملت رقما ي صعب
تقديره ..حيث اقتضى منسوبا العال أن تشتري بالفائض منها عتبة ((أي منلً كبيا)) ..ف ملة الشام يا مال الشام يا
مال س وعزلة ((أي بيتا صغيا)) ..ف ملة الظلوم ..وبات مظلوم ..ول تبات ظال ..أروق لك ..وأحسن!!
وبعد ..يا سيدي الفاضل وما فاضل إل أنا وأنت فلعلّ من مكملت البحث ف سية ((بيب زينب)) التعرض بطف
ول ح سريعي إل هيئت ها وملم ها العا مة لثبات هويت ها ..و ف هذا الجال الوا سع تقول مشاهدات ا ومعاشرات ا من الن ساء..
وكذلك من بشرتم بالواليد الذكور وجها لوجه وقبضت منهم حق البشارة من الرجال يدا بيد ..إنا كانت ربعة القامة مع
ميل ملحوظ إل الطول ..نيفة القوام مع امتلء بارز ف بعض الجزاء العلوية واللفية منه ..سراء اللون إل حي تغضب من
قلة الجر فإن لون بشرتا ييل إل السواد حينذاك ..ذات أصابع نيلة وطويلة ل تظهر با الظافر إما لقصها يوميا حرصا
على عدم خدش الواليسد ..أو لنغرازهسا بطبيعتهسا داخسل اللحسم ..صساحبة كدش منبوش على الدوام ماس يدل على كثرة
النشغال والهتمام بالعمل وحده ..لا صوت رفيع مصرصع ..وهو على طريقة الو التقلب ف هذه اليام ..يكون حنونا ف
حالة سسهولة الولدة ..كمسا يكون مفزعا فس حالة تعسسرها ..وذلك لرهاب النفسساء مسن جهسة للجتهاد فس توال الطلق
وسرعته ..ومن جهة ثانية لسكات صراخ الواليد عند تشريفهم هذه الدنيا الكثية الضوضاء ..وهذا بالضبط ما يفسر لنا
الظاهرة البارزة ف أن أغلب أ صوات الدادوة طروش الب حر ت يل إل الفوت وال فض ..ع كس جيان م الدن ي حلوس
البال!!
أ ما عن هوايات ((ب يب زي نب)) فتقول بشكت ها الن سائية إن هوايت ها كا نت مقت صرة على لع بة ((البج يس)) بتشد يد
ال يم الك سورة الا طر ..و هي لع بة حري ية مشهورة ح ت نا ية القرن الثالث ع شر الجري بدن الجاز ..وال ساحلية من ها
بوجه خاص ..كما أنا توى مضغ ((التامبول)) باستمرار ولكن مع الحافظة على البصق ف طاسة ناسية تضعها دائما على
يينها ..أو تعلقها ف رقبتها حي يمي وطيس معركة الش غل ..وهي شغوفة بأكلت السمك بأنواعه ..وإن كانت تفضل
السيجان من الصغار ..والناجل من الكبار منه ..ول يكن يضايقها شيء ف الوجود إل شعرات تنبت من حي لخر ف موضع
الشنب ..للرجال ..ومقر العثنون ..كما يسميه أبو مدين إذا أراد استعراض عضلته اللغوية بي العمي وباخشوين ..ولكنها
كانت تاربه بالنتف الدائم ..على طريقة :اللي دقنو أطول من دقنك ..أستعي عليه بالنتف!!
وبيب زينب ..كما عاصرناها ف أواخر أيام حياتا ..قليلة الهتمام بالرحلت ..أو الروج من جدة ..اللّهم إل للحج
إذا اطمأنت إل كساد موسم النفساء ف الوسم .وإل للعمرة إذا كانت هناك حالة ولدة ف رباط البهرة بكة الكرمة ..ومع
ذلك فقد جازفت بعد أن جاوزت السبعي من عمرها ..وبعد أن قامت بتزويج ابنها ممد ..واطمأنت إل رصيدها الحفوظ
بصندوقها السيسم ..بالقيام برحلة إل الطائف مارة بالكر وبكرا وما بعدها على ظهور المي السماة ((يرويكب)) وذلك
عقب الج بصحبة ابنها وزوجته وبرفقة كاتب هذه السطور ..فت يقرأ لا سية عنترة بن شداد باستمرار ودون توقف حت
حي السي على القدام ف بعض الماكن من جبل كرا ..والحظور فيها ركوب .
هذا ..ومن ذكريات هذه الرحلة الطائفية ..وحي نزول هذه الماعة الصغية ف دار الشيخ ممد أمي السليمان الواقعة
بوار قهوة القزاز وقسد أصسبح الذكور عمدة الشرقيسة بالطائف فيمسا بعسد أن الذكور هذا قسد واظسب على تقديس طبسق
الفاصوليا الضراء .فطورا ف الصباح ..وغداء ف الظهر ..وعشاء بعد صلة العشاء ..وذلك لدة يومي اثني على التوال..
زي ما باقول لك كدا!! وأ نه ل ينق طع عن تقد ي هذه الوج بة إل ح ي برزت ب يب زي نب من غر فة الن ساء سافرة الو جه..
مدلدلة اللسان ..والشرر ينطلق من عينيها صائحة ف وجهي:
يولد!! أحد!! هو الراجل الجنون دا ما عندو إل الفاصوليه الضرة؟ وإل إيه؟ ث انكفأت حسية دامعة العيني ..هامسة
ف مناجاة حارة :نفسي آكل الوت ..حت لو كان حوت ناشف ..وكان ما كان!!
تلكم هي الست زينب الندية ..الداية الداوية الكبية ..والشهية باسم ((بيب زينب)) ..بكل ما لا وما عليها!! أما
سبب شهرتا ((بيب زينب)) فيعود إل سبب عجيب وغريب .إذ إن والدها حي ولدتا على يد جدتا الست زينب ساها
((حلي مة)) الند ية ..ول كن حلي مة هذه ل ت كد تبلغ ال سابعة عشرة من عمر ها وق بل أن تتزوج ال ج ع بد الغفور الز ين..
اشترطت قبل عقد نكاحها شرطي أولما :أن تسمى ((زينب الندية)) بدلً من حليمة ..وذلك تقديرا وتليدا لسم جدتا
الت توفيت قبل ((اللكة)) بشهرين ..وثانيهما :أن تترك لا الرية الكاملة ف مزاولة مهنتها ((كداية)) ناشئة دون قيد أو
شرط ..وكأنا با فعلت كانت تتخيل حصولا على شهرتا الواسعة العظيمة ..قبل الوان..
ول أحتاج أن أقول أن الوالد قد رضخ لشرطيها ..ومنذ ذلك اليوم أطلق عليها اسم زينب الندية بدلً من حليمة اسها
الصلي ..وتدرييا تصدرت كلمة ((بيب)) بكسر الباءين ومط الباءين قبل السم ،فأصبحت تعرف باسم ((بيب زينب))
ومعروف أن لفظة ((بيب)) ف السنسكريتيه تقابل عندنا كلمة ((استيته)) أيام زمان .وابله الن!!
هذا ..وبنا سبة ذكرى الفقيدة التوف ية عن ع مر ينا هز الائة عام وعام ب عد أن با عت العزلت ي ..وبق ية ال صاغ ..ف قد قام
رفيق رحلتها الطائفية ..والولود على يديها ..برثائها مانا بقصيدة طويلة عريضة ..نكتفي منها اليوم بالقطوعة التالية:
أنت ..يا دايت العزيزة ..أول
برثائي ..من أي شخص ثان
كيف أنسى ..يا بيب زينب كفا
سحبتن ..لدنيت ..من لسان
قطعت صرت ..وسابت ببطن
وصلة ف الغليظ من مصران
فإذا ب ذو الفتق ف الصرا ..يبدو
وسط كرشي ..كحبة الرمان
وإذا ب ضراب بق ..به الشعر
مع النثر سائل الريقان
والفصوليا الضراء باتت عشائي
وغدائي ..وفطرت ف الدان
كيف أنسى ..يا بيب زينب ..ستا
رقصتن ف الرب ..يا رحان
أنا أنساك؟ هي دي تيجي يعن؟
وسط دنيا ..ضاقت ..كما الكشتبان
رنْتَا..
خ ِ
ال ِ
إذا كنت من روّاد شارع المراء ف بيوت ..أو الشانزليزيه ف باريس ..أو بيكاديللي استريت أو اسكوير ف لندن..
أو ح يث يو جد اليهود ف أي حي من أحياء واشنطون ونيويورك ..و كل مدن أورو با ..وآ سيا ..أو من غ ي تطو يل عل يك
وعلينا ..إذا كنت ف أي شارع منوٍ أو مزدحم بالارة وبالناس من كل الدن ف كل صقع من أصقاع الدنيا ..فإنك حتما
ستجد هذا ال صنف من الغلمان ..أو من الشباب(( ..ال ستنبت)) على حد تعبي نا البلدي ..أو التخ نث بالف صحى ..أو
اليبز بالعالية ..أو النفوسي بالتعبي اللبنان الديث!!
ويعود ال سبب حاليا وأخيا فس انتشار هذا الوباء الد مي ..وبذه الكثرة الزائدة إل مو جة النسس الداعرة والعار مة..
وإل تاون البالغي من الكومات والاكمي ف الرية ..الرية الفوضوية والت أوجدت أخيا جدا ..طبقة أو طبعة حديثة
من هذا الصنف الذي قرأنا عنه منذ أيام حيث قام العراة البلبوصون زي ما خلقهم ربم بغزو السواق والعارض والماكن
العامة ..كمتحررين جدد من آدميتهم القدية!!
وهذا الوباء الدمي ..أو هذا الصنف الديد الذي يثل آخر صرخة جنسية عارية قد غطى على بقية الصناف التقليدية
نقروءه على الصح ..إن للعراة أنديتهم الاصة ف بعض أناء العال وإن كلً منهم ..مع ذلك للنصاف ..يعتب عريانا يقابل
عريانا مثله ..والعريان ف القافلة ..أمي!!
وعلى كل حال ..فإن بت نا الش عب هذا م صص لغ ي ما ذ كر ..ول كن ال ستطراد اقتضا نا هذه الشارة القر فة إل من
أعادوا لنا سية إنسان الغابة ..أو النسان الول الذي ل يبلغ مع ذلك هذا الد من الستهتار ..فقد احتفظ بورقة التي..
الورقة الت أصبحت مصدر استرزاق وإثارة ف السارح العالية باسم ((الستربتيز)) والت ربا سقطت هي أيضا ف بعض
برامج ..أو نر تلك السارح ..وعلى قول الرحوم الشيخ ضياء الدين رجب ..يا خفي اللطاف ..ننا ما ناف.
ويقينا يا ولدي ..على قول صاحبنا إياه ..فإن وراء هذا التهتك التنوع أيا كان شكله ..وأيا كانت موديلته الديدة..
وراءه ال صابع ال صهيونية اليهود ية ال ت ترك هذه القطعان الدم ية ك ما ترك أ صابع الخت صي ..ب سارح العرائس د مى
العرائس وذلك تطبيقا وتنفيذا لا نصت عليه قواعد حكماء صهيون كقواني ومقررات ل بد من تطبيقها عاليا ..بندا وراء
بند!!
وق بل أن نوا صل تفل ية هذه النق طة ..وق بل أن نعود لنتا بع بث نا البلدي ..و سرد شخ صيتنا الشعب ية به أرى أن ن قف
للستراحة ولتفريغ سنا ..عند هذا القطع الذي سجله لنا ولكم أخونا ..وأخوكم ف ال بناسبة الديث العريان ..عن هذا
الصنف الديد من التعساء النحلي والعرايا الزلط ..يغشون الشوارع والسواق:
يا من خرجت علينا اليوم ..بلبوصا
فكنت عند جيع الناس ..خلبوصا
من كل مفعوصة ف الكون قد ركضت
تطارد اليوم ف السواق مفعوصا
ماذا تركت ..كإنسان نكرمه
لدى البهيمة ..مرذولً ومنقوصا
أما سعت بأمثال لنا سلفت
ونن أصحابا :ذكرا ..ومنصوصا
لبس لنا البوصة الرداء عارية
تبقى عروصا!! بشعر لح مقصوصا
يا واد!! يا بنت!! يا من حق مثلكمو
الضرب بالنعل ..بالكرباج معقوصا
اقلب عن العي وجها منك صار قفا
ل فرق بينهما ..زلطا كما البوصا
اخص عليك!! واتفوه كمان!! كدا؟؟ أزريت بالدميّ الذي :قد عاش معوصا
..هذا وبالن سبة للخرنتات الدد ..فإ نه يقي نا أيضا يا ولدي أ نه ل ي بق ف العال ب عد هذا الش يء ش يء ..إل ..والعياذ
بال ..مار سة ال نس علنا ..أو كشكرا خب ت ت أ نف وع ي وأذن القانون ف الشوارع وال سواق والعارض والما كن
العا مة و كل مكان ..ب عد ال سماح بمار سته ف الز قة النو ية ودا خل ال سيارات أو تت ها أو ف حفلت ال نس الا صة
للفرجة عليه بفلوس أو ف الدائق العامة الماثلة كحديقة هايدبارك بلندن وغابة بولونيا ف باريس وسواها للفرجة عليه
بدون فلوس!!
ولقد أتى ذلك كله أو بعضه على البقية الباقية من تاريخ الدمية التقشمطة باللباس لستر العورة وللتزين .بيث أصبح
العصر اليوم معكوسا ..فإذا كان التبع بالمس أن يذهب التحضرون ف العالي الوروب والميكي لرؤية التخلف العاري
ف أفريقيا وآسيا للفرجة عليه يسعى كما ولدته أمه ..فقد أصبح وسيصبح التبع اليوم أن يذهب التخلفون بأفريقيا وبآسيا
ليتفرجوا مانا على هؤلء التحضرين ..البلبيص ..العرياني.
ومع ترديدنا معكم جيعا ..حسبنا ال ونعم الوكيل ..وكذلك اللّهم آمنا ف أوطاننا .ويا خفي اللطاف منذ اليوم وحت
ما شاء ال أو إل أن يعود هؤلء النحلون اللحوسون إل صوابم أو تعيده إليهم حكوماتم بقواني جديدة صارمة ..فإننا
سنعود حالً إل الوراء ..للخرنتا ..موضوعنا الساسي س إل سيته الشعبية ..مع قليل من طراطيش الكلم التصل بالتاريخ
والدب والجتماع.
و ف علم نا التاري ي والجتما عي والد ب فإ نه ل ي ل أي ع صر من الع صور من هذا ال صنف ..ال نص نص ..من
الناس ..على اختلف ف اليث ية س و ف الزي ..و ف الش كل العام ح يث كان هذا الطراز متوفرا ومعروفا من قد ي الزمان
و سالف الع صر والوان سواء لدى القر يق ..أو الرومان ..أو بق ية ال مباطوريات الزائلة ف كل ال صقاع ..و من كل
الجناس..
ونن نتذكر مع السف الشديد ما سبق أن أمر به الليفة واليه ف الدينة لحصاء الخنثي با ونفيهم ..وحيث لعب
اليال دوره فيما ترتب على اخصائهم بدل إحصائهم ..كما أن من معلوماتنا البيولوجية أي العضوية أن الصل ف وجود
هذا الصنف ف الجتمعات هو وجوده الطبيعي ف أول المر خلقة ربه باسم ((النثى)) ..البحت أو النثى الشكل ..يمع
بي عضوي الذكورة والنوثة معا ..ويتمتع بق النسي من ناحية النظرة إليه ..وللشرع الشريف ف النثى أحكامه العروفة
وليس هذا الن من اختصاصنا ..أو من اختصاص ركننا هذا بطبيعة الال..
والسئلة التوماتيكية الترتبة على التحاميل الوسيقية السالفة هي :هل توجد لدينا شخصيات شعبية من هذا الطراز؟؟
والجو بة الفورية لذه السئلة ..ودون رتوش ..نعم ..أيوه ..طبعا ..ما ف شك!! ولكن مت كان ذلك؟ وهل انقرض
الرنتا ..أم ل يزال باقيا سواء ف القبية ..أو على السطح؟
وبدون ماباة ..ومن غي مداهنة ..وبل رياء فإن أسلوب حكومتنا الاسم الرادع أقصى دون هوادة أو تريث أو تاون
هذا ال صنف المر قع من الناس ..وح ى الجت مع ال سعودي من وجوده كجما عة أو كطب قة متميزة تتم تع بوجود ها م ثل
الطبقات أو الطب قة الوجودة ف العال والتميزة بزي ها وشكل ها و سلوكها العام ب ا ف ذلك القطار العرب ية لل سف الشد يد
وعلى نو من الناء..
أما منذ أكثر من نصف قرن ..وعلى عهد حداثتنا ..فقد كان الثال على الصنف الصلي ماركة ((خلقة ربه)) بيولوجيا
موجودا ومعروفا باسم ((بنات الشيخ)) ..كما كانت للنوع ((الستنبت)) من الولد والشبان عينات معروضة ومعروفة
س والستنبت معناها كما ل أحتاج أن أفسر الولد اللي عامل زي البنت ..ولجل التشهي بالستبنتي من الشبان والغلمان
كان الشعبيون لدي نا يطلقون على الواحد منهم اسم ..الرنتا ..وهي لب طة ظري فة مبوبة ومعقولة لكلمة أو اسم النت..
ويعتسب تريسف هذه اللفظسة وشقلبتهسا فس مقام التجريسح والتشنيسع على هذا الصسنف ..عنوانا على يقظسة ورجولة روادنسا
الشعبيون وعلى رأسهم الطاليق والشاكلة من أصحاب الزم الشدودة على الوسط ..والعمم الطنقرة على الرؤوس والت
بلغ من اعتزازهم با أن أطلقوا الثل الشهور عليها ..فقالوا..
قطع الروص ..ول هد العماي!!
..وب عد ذلك فإذا ن ن ا ستثنينا ف جدة أمثال الواد ..هوي ها ..بتشد يد الواو الك سورة وكذلك الواد سلمان أ بو داك
الكلم ..وسسكاكر ..والشخلع ..وسسواهم مسن الولعيس بحاكاة البنات والسستات فس الشيسة والرجسة سس والكحلة
والركات ومضغ اللبانة فإنه لن يبقى لدينا كمثال كامل الوصاف على هذه الصناف إل الرنتا الشخصية الشعبية
الت عاشت قبل نصف قرن من الزمان وطغت شهرتا على من عداها ..من الرنتات.
ل قد كا نت عائلة الرن تا هذا والرن تا بالط بع ا سم الشهرة له ت سكن ف ملة الشام من ج هة سوق الندا الشمال ية
الغربية بقرب الرابة الشهورة بوجود الغسالي من بنات الشيخ فيها ..وكان اسه الصلي كما ذكر ل ذلك الفتين ييي
ول داعي للرسم الثلثي ..وهي عائلة مستورة يشتغل ربا مساعدا لن كان يقوم بياطة قنع الستات السطمبوللي والاوي
وي سمونه ((ال ضا)) بتشد يد الضاد الفتو حة ..وال ضا هو الر جل الذي يتول ل قف ودرز وتيئة الق نع ح سب القا سات
وكان يستعمل البرة واليط والنسج البسيط لا ف دكانه وبواسطة بعض السيدات اللوات يعملن ف بيوتن بالجرة لسابه.
وقد نشأ الرنتا نشأة طبيعية تدل على نوعيته الذكورية فعلً ومظهرا وأداء ف جيع التصرفات والركات ..ولكن بعد
أن فقشه ف رأسه أحد زملئه خافت عليه أمه من الختلط بالولد ف البحة والزقة واللعب معهم وما يترتب على ذلك
من احتمال وتعرضه لفقشة أخرى أو لا هو أكب من ذلك ..فمنعته بعد الرجوع من الكتاب أو من دكان ((الضا)) حيث
يعمل أبوه ..منعته من الروج من البيت ليبقى ملزما له مع أخواته البنات ..فنشأ عن بقائه الدائم ف البيت وعن عدم ساعه
أصوات الولد الذكور .وعن اختلطه الستمر بأخواته البنات وعن حضوره الستمر للسة الستات العائلية من الزائرات
لوالدته أو من كن يستقبلنها ف دورهن هي وبناتا وولدها الرنتا حي تقوم برد الزيارة لن نشأ عن كل ذلك أن
((أ ستبنت)) الولد ب كم عدم اختل طه بالولد زملئه وأنداده واختل طه غ ي النق طع بأخوا ته البنات ورفيقات ن وبوفيان
والدته من الستات!!
بذا الحتجاز البيت ..وبسبب حادثة معينة كما يؤكد الطلعون على ما وراء البفانات اليومية استحال يي أو الرنتا
ف ز يه ..و ف شكله ..و ف كل مه ..و ف حركا ته ..وإن ل ي كن متهما ف دف عة واحدة إل ذلك ال صنف ال ((ب ي ..ب ي))
سسلوكه الفعلي أو اليومسي بالشيسء القبيسح ..وعلى ذلك ..وكموعظسة على الاشسي ..فلتتسق ال أمهات اليوم فس أولدهسن
الذكور ..ولت عط ل م الفر صة للجتماع الدائم وللحتكاك بالولد زملئ هم مه ما كان ال مر ..وح ت ل يتر تب عن منع هم
لخالطة صنفهم أن ينتقل أولدهم من صنف إل صنف!!
وعندما كب الشاب يي أو الرنتا كان أول مظهر ف زيه ..عدا استنباته ف كل شيء إنه ل يستعمل الزام قط..
وكان شد الزام ف وسط الشاب أو الرجل مظهرا بارزا على رجولة الرجل الشعب الصيل ..حيث يعتب كل من ل يلبس
الزام ف ذلك الوقت من أولد ((الرقة)) وأولد الرقة هم الدللون النتسبون لطبقة الفندية الت تتميز بأصلها التركي
والرناؤوطي وتتمتع بالعطف العثمنللي ..وبرعاية الاكمي من الولة والتنفذين ف الدوائر الرسية ابتداء من الباشا والبيك
والفندي والندرمة الرسيي وانتهاء بالتتركي من أهل البلد حيث ل يبقى بعد ذلك إل افراد الشعب البلديي أو الباش
بظك ..أصحاب العمائم على الرؤوس والحزمة ف الوساط السدية ل الطبقية!!
وبو جب ذلك ف قد كان الزام هو العل مة الفار قة ب ي الر جل والر جل وولد الر قة والزام ك ما هو معروف..
ومعظمه من نوع البقش الكشميي ..مصص لربطه ف الوسط ومؤلف من عدة طيات ..وينتهي ف دورانه حول الوسط من
الهسة الماميسة بعقدة أو عقدتيس ونصسف العقدة على هيئة ((الفيونكسا)) برأس البنات الصسغيات أو على علب اللوة
الودرن وكذلك علب الداليات الصغية .كما أن الزام بأنواعه هو العلج الواقي ..والشاف بإذن ال من مرض الدسك..
أو الغضروف الشائع!!
وقبل أن أدخل ف تصنيف الزام وأهيته الحلية والعالية ..وقبل متابعة سية يي أو الرنتا ..ل بد أن استشهد على ما
ذكرت ببعض البيات الت راودتن عن نفسها ..الن:
رج..الزام بوسطه ..ومشى به
يتال..كالطاووس بي رفاقه
رجل..إذا شافته ..ف حاراتا
أولد خرقتنا ..سعت لعناقه
لتقول :عاشت للمعلم عنتر
عبلته ..بزقاقنا ..وزقاقه
إن الزام بوسطنا ..متخلخل
للدسك ..للغضروف ..بعض وثاقه!!
هذا ..وتفيد بعض الوساط العلمية الجربة والدارسة لحاسن الزياء ومنافعها أن الزام ف الصل إنا وجد لغي الزينة
وحدها ..فهو يشد وسط النسان بيث يقتضي التحزم به نصب القامة بدل هزهزتا وخلخلتها من النص ..كما أنه ينع فتق
السرة عند حل أي شيء ثقيل ..وكذلك يول دون اندلق الكرش وفرفطته!
سسخ على عدة أشكال وأناط ..فهناك مثلً ..حزام الكرادلة
سس نشوئه ..وارتقائه وتطوره على مدى التاريس
والزام فس
وال ساقفة ..ورجال الد ين بأجنا سهم يتمنطقون به فوق القباء ..أي القنباز ..أو الشا ية ..أو الفراج ية لن سجامها ..وعدم
تعرضها لفعول الواء الشد يد يتل عب با ك ما يشاء له تياره ..وهناك حزام النفساء ت شد به بطنها عقب الولدة ..والزام
ال صنوع من الشيلن الفي فة ..وال صنوع من الب قش الكشميي ..ول يد خل ف أنواع الحز مة هذه حزام الع فة ال صليب
الشهور فإن له موضعا آخر ..وسببا متلفا كما هو معلوم.
ولقد تطور الزام من القماش إل اللد ..ومن أنواعه اللدية ..الكمر ..وله جيوب خاصة بوضع النقود وسواها فيه..
كما أن من أنواعه ..السي ..وهو بعكس الكمر رفيع جدا ويتص بالبنطلونات ..وقد يربط به الجاج الزار لفظه من
النفلت أو السقوط..
ك ما أن من متفرعات الزام ف بلد نا ..الن سعة ..و هي خا صة بالبدو والعراب ب صورة عا مة ف البوادي ..وتتكون
الن سعة غالبا من عدة حبال جلد ية تكون وحدة و سطية ويربط ها رأس وا حد ..وتت يح بوضع ها هذا إمكان ية ع مل عب من
الثوب لفظ بعض الاجات الشخصية الفيفة شأنا ف ذلك شأن الزام ف تيسيه وجود العباب.
ول مؤاخذة ف هذا ال ستطراد الطو يل عن الزام ..فإن عذر نا ف ذلك أن كل ما سلف عن الزام إن ا نن صب على
مسامع يي ..أو الرنتا لترغيبه ف ل وسطه الذي كان بزهزته وترقيص جسده سببا ف إثارة مشاهديه ..وبالخص جلساء
الراكيز بالقهاوي الجاورة لبيتهم ف سوق الندا بالذات ..وف حارة الشام كلها بوجه عام.
ويقول الفتين أن حشدا من سكان الحلة أصروا ذات مرة على والد الرنتا أن يلزمه إلزاما فعليا ..خشية من الفتنة..
وخوفا من تقليد أولدهم لولده بالتقيد بالت:
أ أولً :وقبل كل شيء استعمال الرنتا للحزام .ولبسه حي خروجه إل الشارع.
ب عدم قيامه بضغ اللبانة وطرطقتها بي أسنانه ..بصوت مسموع.
ج امتناعه عن رج الكحلة بعينيه ..وامتداد خطوطها من الرموش ..ومرى الدمع من العي إل طرف الصداغ.
و عدم ا ستعماله إطلقا للشبا شب الن سائية ..أو للتا سومة ..أو لل صندل ..أو للجز مة ذات الك عب العال ..ومبادر ته
حالً بل بس الداس سواء كان من نوع ((أ بو خرز ين)) أو الد ن ذي ال صبع الوا حد ..أو الواحدة ..والذي يقال إ نه
منسوب لذي الصابع العدوان.
هس ف حال تعذر استعماله لا سلف.
من أنواع الدس ..أو الداعس النوه عنها أعله يسن أن يشي حافيا مثل بقية أولدنا ..غي ملق بالً إل الثل القائل..
إن شفت الاف ..قول يا كاف!!
و منع الولد يي ..أو الرنتا ..من تزيي راحتيه ..وكفي رجليه بالناء ..وكذلك عدم استعمال العفص لظافر يديه..
فقد سعنا من الوجاية مرة الواجة إيكيليا أن الفرنيات يسمون هذا النوع الناكي وأنه أحر اللون فاقع المرة لديهم.
ز قيامه برج العمة فوق الكوفية الاوية النشّاة ..وله الرية الطلقة ف أن يعل لا عدبتي ..أو عدبة واحدة ..مع إخراج
ط نف بارز ل ا من إحدى الهت ي ..دليلً على الشكلة وذلك بدلً من وض عه الشال الف يف ال شبيه بالدورة على رأ سه
ولفها حول رقبته .واتاذ جزء منها ساترا للطراف التحتية من وجهه فتبدو وكأنا لثام.
ح أن يعل كلمه حي يتكلم نبا وبصوت عال وخشن ..وأن يستعمل ألفاظ وجل وتعابي الرجال ..وبدلً من افتعال
الرقة ف صوته ..وتنعيم الكلم ..ومواظبته على اللفاظ النسائية ..مثل وه يويا ..ويقطعن ..واخص عليك يا أنت!!
ول نرى داعيا لستقصاء جيع ما ورد ف مطالب سكان الحلة من الرنتا قيامه به ..ول ذكر بقية البنود الت ل يسن
ذكرها ..ك ما أن نا ل حا جة ب نا إل القول برفض هذه الطالب من والد الرن تا باسم اب نه ..وكذلك تأي يد ش يخ حارة الشام
الرحوم الش يخ باخري بة ال كبي ..والد العمدة الش يخ م مد باخري بة الراط ..والذي تول مشي خة الارة أو العمود ية ب عد
انتقال الشيخ سال حاد إل رحة ال تأييدا مطلقا للوالد والولد ف وجاهة رفضهما لتلك الطالب .وذلك أولً للحفاظ على
الرية الشخصية ما دامت ل تسبب ضررا ملحوظا للغي ..أو تعديا مباشرا عليه ..وثانيا مراعاة لاطر بنات الشيخ وتثبيتا
لقوقهم ..أو لقوقهن ..وحت ل تسري الطالبة بأي شيء من ذلك عليهم أو عليهن ..ف الستقبل القريب أو البعيد.
وبناسبة ذكر ..بنات الشيخ ..فقد ذكرن الستاذ أبو فوزي عبد الجيد شبكشي رئيس ترير جريدة البلد ببنت الشيخ
الذي كان يسكن بوار بيت نصيف ..ويتصف بأكثر ما يتصف به الواد يي الشهي باسم الرنتا ..حيث كان يقوم بالرقص
ف حفلت الزار ..الت أنت وجودها حكومتنا الرشيدة بزم ..وبقوة.
كما كان صورة طبق الصل من آية بنت عادية ف معظم الشياء .وقد أيد أبا فوزي فيما ذكر أخونا الشيخ عمر عبد
ربه وسرد ل طرفا من ق صص بنت الش يخ هذا ..أو هذه ..ولطول البحث ف سية هذا ال صنف من الناس فرب ا أفردنا له
سية خاصة ..مكتفي الن بتابعة سية يي ..الشهي بالرنتا..
و ف ذات صباح أو ف ذات م ساء ..ف قد اختلف الرواة ف تد يد الو قت ول يتفقوا عل يه ..قا مت والدة ال شب ي ي
الشهي باسم ((الرنتا)) واسها الست ((مشتهى)) بضم اليم وسكون الشي وفتح الاء القصورة اللف بعدها ..قامت
ف أمر تزويج ابنهما يي العروف باسم الرنتا من حفصة بفاتة والده العم شاكر والشهي ف الارة باسم ((كرنكش))
أحدث بنات اليان اللوات يترددن على بيت العم كرنكش وحرمه الست مشتهى ..والت تعرف كثيا من عادات وطبائع
ابنهما الحفوظ يي ..أي الرنتا ..بكم مالطتها السابقة ..قبل أن تتجب ..والدائمة له قد دار الوار بي والدة الرنتا
ووالده طبقا ل صح القوال ..وح سب الروا ية ال ت ا صطفيتها ب عد أن ا ستقيتها من فم الرحوم ال عم الش يخ م مد باخري به
ل عن والده.
الراط وعمدة ملة الشام نق ً
الست مشتهى :أنا أشوف ..يهوه ..إننا خلص لزم نوز ولدنا يي..
العم كرنكش :هو أنت كلمتيه ف الوضوع ..وال لسا؟
الست مشتهى :أقول لك الق أنا أتكلمت معاه ..بس يعين الولد ما جبتلو سية الواز ..إل وراحت دمعتو تنل على
خدو ..و من ساعتها هو مش را ضي ي ط ش يء من ال كل ف جو فو ..بتفت كر يع ن دا من الفر حة(( ..أل يع ن من ش يء
تان))؟..
كرنكش :آه!! آه!! إيش راح أقولك!! دا من شيء تان!! خليها على ال وبس!!
مشتهى :تكون البنت مهي عاجباه؟ ..اكمنها زي اختو يعن من طول ما عاشوا سوا مع بعض؟
كرنكش :على كل حال هي البنت مسترجلة كتي ..وعلى شان كدا الناس بيسموها حفصة ولد..
مشتهى مقاطعة :على كل حال ..مهو برضو وزي منت عارف عامل زي البنات والناس بيسموه الرنتا ..فدي تسد
دي!!
كرنكش :مدام جبتيها بنفسك وقلتيها بعضمة لسانك ..فأنا ما عندي مانع ..بس يكون الولد يبقى يتجوز وما عندو
أي مانع!!
مشتهى :اتوكلنا على ال .وإن شاء ال ما يسي إل الي!!
ويتابع الرحوم الشيخ ممد باخريبه روايته ..فيقول ومن تلك الليلة ابتدأت الطاريف بعد أن تت الطوبة ..ث اللكة..
بس أنا لحظت أن الواد الرنتا من ساعتها وهو آخذ ف النازل ..وباين عليه الزعل والم ..وعشان ما أطول عليه..بعدما
سارت الدخلة ليلة ل ل وال بليلتي ول أصحى لك إل الزاعق اللي جان ف القهوة وقال ل الق يا الشيخ الواد يي
الرنتا يعن ..طاح من السطوح ..ونزل ما فعينو ..ول قطره ..ال يرحو ..مسكي!! ويعقب الرحوم الشيخ باخريبة أخيا
بقوله ..على كل حال الكلم اللي انقال كت ي ..ور بك سي ال ستار ..وعل مي و سلمتك ..و قد أجب ته طبعا وبدون تردد
بقول ..ومي قال ..سال.
وهكذا ..ف ساعات وبي معال الفرح والزينة ..أو بعد ليلة الدخلة انقلب العرس إل مأت ..وانتهت بذلك حياة شخصية
شعب ية تت عت ف جده بق سط كبي من الشهرة ..وبق يت أعواما على ال سرح الجتما عي ت ثل دور ..الرن تا ..ب كل معال ه
وخصائصه..
ذل كم هو الواد ..ث الشاب ي ي الشهور با سم ..الرن تا ..بم يع حيثيا ته ..أ ما سبب الت سمية ف قد سبق إيضا حه
بتفصيل ..ومنذ اشتهار الذكور باسه هذا ..وحت ما بعد وفاته أصبحت لفظة ((الرنتا)) ولذلك وهي كلمة كما ل أحتاج
أن أقول يتبر منها كل الولد والشباب حت أولئك الذين تتوفر فيهم بعض الوانب من ملمح الرحوم يي الشهور باسم
((الرنتا)) ولذلك ح ي عثرت على القطوعة الشعرية التالية لدى الراوية لسية عنتر وأب زيد اللل وببيس ف القهى
الجاور لعائلة الرنتا ..وهو عم سليمان الخضري استحلفن بال أل أنسبها إليه ..إل بعد وفاته ..حيث قد أخذ ال وداعته
من سنوات قلئل فإنن ل أجد ما ينع من نشرها الت يقول الخضري:
حرام علي عين عزيز منامها
وإن كنت ف القهوا ..إل الصبح .اسهر
أحكي الكاوي للعيال بقها
وأشهر أبطال الكايات ..عنتر
فقد سقط الواد الرنتا مدردبا
من السطح والقوال تروى ..وتكتر
فيا ليتهم ما زوجوه بفصة
وخلوه ..زي ما كان ..واللّه يستر
فيا طالا أبصرته ..وهو داخل
إل البيت ..أو كما من البيت ..يندر
وكحلته ملو العيون ..ويده
تزهر بالناء ..واللون أحر..
وهيئته مثل البنات بكل ما
يلوح على كل البنات ..ويظهر!!
فقل لبنات الشيخ :مات شبيهكم
وقل للذي قللي :باذا تفكر؟
لقد قفل الباب الرنتا بوته
فأصبح هذا الصنف ف الناس يندر..
إل حيث القت ..ل ..تغشته رمة
..كما قال عنه ..للتوّاب كشمب!!
س َّ
داح.. َ
أبو َ
من الشخ صيات العالية غ ي العربية الشاه ي الذين أ صبح ل قب الواحد منهم أو ا سم شهرته يغن عن ال سم واللقب
العائليي ..فإذا جاءت مثلً سية واحد راجل عسكري طموح جعل أوروبا تركع له مثل نابليون أو هتلر فل داعي إطلقا
لذكر اسم أو لقب أبويه ..ومثلهما تاما إذا قلت ف الوسيقى بيتهوفن وشوبان ..وف السخرة الكازانوفيا(( ،دون جوان))
وف علم النس ((فرويد)) وف أصل النواع ((داروين)) الذي رد أصله للقرد ..وأرضى بقردك لييك أقرد منو ..وف
التمثيل الصامت ((شابلن)) وف الدب النليزي ((شكسبي)) أو ((شيك زبي)) كما نسبه العرب لنفسهم من القل.
ربنا ل يقلها من أيد مسلم ..يا رب!!
فقل ((التابعي)) أما ف الوساط الشعبية بالنطقة العربية ..ففي مصر مثلً إذا أتت سية الفول والطعمية أي القلية
واسكت ..وإذا جاء ذكر هز الوسط فلتكتف بكلمة ((كاريوكا)) ..وف الواويل البلدي ((طلب)) بكسر الطاء واللم
أ ما ف لبنان .فإذا جاء ذ كر اللويات أو اللو س فتك في كل مة ((ال صمدي)) وإن جاءت سية الفكا هة اللي زي
بعضها فما ف إل ((حنكش)) فهو مثل ((مروش)) للفروج الشوي ..ومطعم اسطمبول للقطع والوصال ..وللتيكيت
الجتماعي كلمات :ولو ..وكرمالك ..وتتدبر ..وهات عاد يا لية قفا لية ..الي يدوّخ عدوك من الصخ..
هذا كله أو بع ضه يطا بق تاما ما هو حا صل عند نا فأ نت على ال ستوى الشعري والد ب وال صحفي كمان يك نك أن
تقول ..العواد شحاته الفقي س السرحان ..وف اللغة والتاريخ :الاسر .عبد القدوس .الزيدان ..العطار ..وف الركان
ال صحفية :أ بو ظلل ..وأ بو معال وأ بو ا ستراحة اليوم ..واليوم ول كل يوم يا مش مش ..وأ بو جداول ..وأ بو لقاء ..وأ بو
ل سات ..وأ بو ((على الا شي)) لوحدو ..وذلك ك ما ف الحياء الائ ية ابتداءً من أ بو جلم بو وانتهاء بأ بو م قص ..أ ما ف
الكلم اليومي اللي ل يودي ول ييب فحسبك الساء العروفة اللي تيب البل ول توديه!!
أما على الستوى الشعب ..ففي جدة ومن حوال قرن من الزمان فإن كلمة ((أبو عوف)) للمطبق الفرن ..وأبو القعور
للمقلية س والكردوس والاوى ليليش يليش ..وعم غلوم للسلف ..زي البنك ..وست ((وهبابه)) لنتف شعر الاجبي
والتعقيص وعمل الكوافي النسائي القدي بأنواعه ..و ((دحدحيه)) للسويك والنا والترمس ..وكباية و ((عسله)) للفول
النا بت ..والفنانات ال سيدات (( ساهينا)) ((ورشوده)) و ((شنوان ية)) للتزح يف ون صة العرو صة ..بطا بق وك سرة ..و
((فلوسه)) بضم اللم الشددة لواراة الوتى ف قبورهم دون مد يده إل خلف أكفانم!!
من هذه النماذج ..وعلى هذا القاس العالي والعرب والحلي بشقيه الدب والشعب يكننا الن وبسهولة أن نتطرق دون
احم أو دستور إل سية شخصية شعبية شهية وعظيمة ف تاريخ مدينة جدة ولدت ولقت ربا ول يسقط منها أو من يدها
الوس ..إناس دون فخسر مسن أهلهسا ..أو فشسر منسا ..شخصسية ((أبسو سسداح)) بتشديسد الدال الفتوحسة ضمانا لعدم الغلط
والتحريف ..وعلى قول حبيبنا وصاحبنا إياه ..نعم ..نعم ..فقد كان اسم أبو سداح ف جدة مردا عن أية إضافة اسية أو
لقب ية أو عائل ية عل يه كافيا لن يتح سس الطفال الذكور موا ضع الطهور والتبول خوفا من م يء الدور علي ها ..وأن ي ضع
كل من الكبار كذلك صباح المعة يده على رأسه ليعرف هل استحق كدشه اللق بالوس قلطا أم يؤخره للجمعة اليه؟
ول قد تفرد أ بو سداح بشهرة طويلة عري ضة ل تتي سر ولن تتي سر لغيه من كل من ح ل الوس بيمناه ح ت الن ..وكان
ذلك التفرد مقصسورا ومدودا على الرجال والشباب اللتزميس جيعا بلقسة الرأس أي شعره جيعسه ..بالوس ..وعلى
الطفال ..وه نا مل شهرته القيق ية ..لتخ صصه بتشريطهم بالوس ..وبالقيام بعمليات الطهور التان ل م ..ولذا ندر ب ي
كهول وشيوخ اليوم من نا بكدشه ..أو بغلفته منه ..فقد سن أبو سداح موسه ..وشهره كالسيف فلم يغمده طيلة حياته..
أي طيلة قرن إل ربع القرن ..وهذا ليس بالقليل ف عدد القرون الستوية أو العكوفة.
ويضاف إل ذلك أن ((أبو سداح)) كان اسا كافيا للقاء الرعب التربوي التهذيب ..فقد بلغت شهرته من الستفاضة
والطورة حدا جعل المهات ف البيوت يوفن أولدهم الصغار أيام زمان بقولن ((ولد ..شوف إن ما تسكت ..أو إذا ما
تلس عاقل رايه ازهم لك أبو سداح)) فيسكت الولد خائفا من التطهي أو التشريط أي أن أبو سداح ف بيوتنا أصبح
كذلك لرهاب الولد رابع أربعة هم :البعبع .والغول ..والمية ..قومي سوي لوزي أوليه!!
وب عد ..يا إخوا ن ..فإن الطهور أو التان ي ستحق ق بل الق طع ب ا له و ما عل يه أن نتعرض دون مؤاخذة أو حياء لو ضع
ولوضوع ماله بقليل من التفسيات اللغوية إزالة للشك الشائع الذي ترتب عليه استبعاد أو إخراج كلمت الغلفة والقلفة
من العر ب الف صيح ..وذلك إرضاء ل صاحب سيتنا الشعب ية اليوم ر جل الطهور الول ف جدة ..أ بو ..سداح ..وت سجيلً
لادثته اللغوية الشهية:
إذ يقال ..والعهدة ف هذا على الش يخ مبارك إمام زاو ية ((غلوم)) القابلة لب يت ر ضا والجاورة للنور ية القدي ة من
جهت ها النوبية ..يقال :إن أحد التحذلق ي التقعر ين من دار سي الن حو وال صرف قد أزعج أبو سداح ..و هو الذي يز عج
الكبار والصغار ..إزعاجا ل حد له حي صاح به بعد قيامه بعملية الطهارة لبنه ..قائلً له ((ترى ..ماذا فعلت بقلفة ابن..
يا رجل؟)) فتبسم أبو سداح صامتا ..لنه ..وهو ..هو قاطع القلفات يوميا ..ل يدر ول يعرف أن للغلفة بالغي اسا آخر
هو القلفة بالقاف ..فأدار وجهه لذا التحذلق التنحون ..وول مسرعا حت أنه حسب الرواية نسي أن يأخذ أجره وذهب
يناهج من توه إل إمام الزاوية الش يخ مبارك الذي هدأه ..وابتسم بوجهه ..ث فرد القاموس أمامه ..وأشار له بيديه ..فبك
أبو سداح وكان جسيما كما سيأت س كالمل أمام الشيخ الذي قرأ له الفقرات التية:
أ القل فة ي بو سداح ..بالقاف آت ية من ف عل قلف الشجرة أي نزع عن ها قشر ها ..وقلف الظ فر أي اقتل عه من أ صله.
وقلف القلفة يعن قطعها.
ب كما تقول قلف قلفا الصب :ل يتت فهو أقلف ..وعلى ذلك فالقلفة :جلدة عضو التناسل.
ج أ ما الغل فة بالغ ي ف هي من ف عل غلف الش يء بف تح اللم غطاه وغشاه ..وبتشد يد اللم غلف الش يء جعله ف
غلف ..ومعناها القلفة وهي الليدة الت يقطعها الاتن..
د وبناء عليه يبو سداح فتكون القلفة بالقاف هي الغلفة بالغي ويكون القلف هو ..الغلف ..و ..و..
وهنا زعق أبو سداح ..وهب ف وجه الشيخ مبارك صائحا ..بس بس كفاية ..كفاية ..هو مي اللي قال لك كمان
إن ما أعرف معن الغلفة؟ تب تشوف؟..
وهنا ل يتمالك أبو سداح نفسه من الندفاع ..وإشهار موسه ..والتاه به صوب الشيخ مبارك الذي كان يتضن ابنه
التعلق برقب ته ..والذي صرخ ف و جه أ بو سداح ..ل ..ل ..ملك!! حا سب! ترى الولد قيدو ..مط هر ..مط هر ..وأ نت..
أنت اللي طهرتو بيدك ..هو أنت؟ أنت يبو سداح؟
..وكما أن عملية الطهور أي التان عملية شرعية يث عليها الدين ..وتقتضيها النظافة ..والنظافة من اليان ..فإن
عملية إشهارها كانت س على أيامنا تقتضي الستعداد العائلي لا ..وذلك بإقامة حفل خاص ((بالطهار)) ودعوة الهل
والقارب والعارف واليان إليه ..وكانت معظم الستعدادات تنحصر ف الت:
س القيام بترويش أو بتدليك الولد وتنظيف جسده جيدا ..وخصوصا موضع القطع. أولً
س تفصيل ثوب بفتة أو صليطي جديد للولد لرتدائه دون سروال ..ومن دون الوف من صراخ وهيلولة زملئه ثانيا
عليه بقولم ((الدلل)) س أو :دلل السروال ..جاكم ..جاكم.
س إحضار كر سي م صوص للوس الولد عل يه ..مع و ضع مدت ي ..أو م سندين وراء ظهره ..ليكون الحفوظ ثالثا
مدلدل الساقي والرجلي ..متطرفا ..جاهزا للقطع.
س إحاطة الحفوظ بثلثة رجال أو أربعة من أقاربه لسكه ..والتشبث به ..إبطالً لية حركة هرب أو عصعصة رابعا
تبدر منه عندما يباشر أبو سداح عمله.
س مشاغلة الولد م ن حوله بال مل التوال ية :طل فوق شوف ال سقف شا يف؟ شايف الط ي الخ ضر؟ ال خامسا
ال .شوف ..ويعتب مرد رفع رأسي الولد للسقف إيذانا مباشرا لقيام أبو سداح بقطع الغلفة.
س تضي قطعة شاش بيضاء نظيفة ..وكذلك حفنة من الرماد النقى الذي ل تالطه بقايا الفحم ..مع قليل من سادسا
اللح الطحون ..وذلك لوضع الغلفة بدمها وصرها ث تعليقها برقبة الولد الطهر لتكون شاهدا يتباهى به كما يتباهى اليوم
بعض غلمان اليل الاضر وشبابه بسلسل الرقبة.
س اختيار ب عض ال سيدات الجيدات للغطر فة وا ستعدادهن بإر سال الغطار يف الدو ية التتال ية بجرد تل قي سابعا
الشارة بانتهاء أبو سداح من شغله إشعارا عائليا للهل وللجيان وللحارة كلها بانتهاء الرام على خي ما يرام..
س قيام أفراد العائلة والقارب واليان رجالً فنسساء بإعطاء الحفوظ الطهسر مسن الفكسة اللل والقروش ..مسا ثامنا
تود به نفس وقدرة كل منهم ..لقيام الولد بوضعها ف كيس النقود الصنوع خصيصا له ولا ..وذلك بقصد إلائه عما
قطع منه.
..وقسد تتغال بعسض العائلت فيقوم رجالاس بإحضار بغلة أو حصسان أو رهوان لركاب الولد الطهسر يفس بسه أترابسه
والعزاء من أهله ..والتجول بالو كب ف الز قة والشوارع والبحات ..م ثل حفلة الحتفاء بال صرافة ..وهناك عدا ما
ذكرنا بعض الزيادات والواشي والوامش الضافية ما تول شواغل العصر الاضر دون استحباب إيرادها والستزادة
منها ..علما قبل وبعد ذلك بأن عادات الطهور بكافة وسائل إشهارها كانت متوارثة جيلً بعد جيل .بيث ل يكن إجراء
عملية الطهور ((سكيت)) وذلك لئل يتهم الولد من زملئه بأنه أغلف أو اقلف.
وكما تقول الصحافة اليوم ..وانطلقا من عملية ((الطهار)) ومتعلقاتا فقد كانت لشخصية الطهرات قيمتها الكبية ف
الجتمع ..ومن هنا كان الهل بأبو سداح غي وارد إطلقا ..يضاف إل أسباب ترسيخ شهرة أبو سداح ف جدة أنه كان
حلقا .أي مزينا ..كما تقول التسمية التيكيتية البلدية اللوة ..الفروغ منه بديهيا وبدهيا كما يقول الستاذ إياه ..إن اسم
((مزيسن)) آت مسن التزييس ..ويطلق لغويا على اللق والجام ..فحلق الرأس وتنظيفسه وتنعيمسه قلطا بالوسسى ..قديا..
وتسوية شعره وقصه بالكنة نرة ثلثة أو اثني أو ((زيرو)) ف بعض الواقع حديثا وحاليا إنا هو لتشذيب وتذيب وتزيي
خلقة النسان ..والوجه والرأس عنوانا البارز..
ولعلّ من الناسب إيراده هنا أن بعض علية الناس من زبائن أبو سداح كانوا ل يجلون من رفع الثياب وتقدي أباطهم ف
دكانسه لزالة شعسر الباط حلقا بالوس ..وكان ..حتس ل اتمس بالختلق ..على رأس الشجعيس لذه العادة الباطيسة الوجيسه
الرحوم الاج الاس ..ول داعي لذكر اللقب فما ذكر يكفي ..ولقد رآه كاتب هذه السطور مع رفيق صباه وحياته الرحوم
الش يخ م مد سعيد العت يب .وكا نا آنذاك غلم ي يتجولن ف ال سوق ال كبي خا صة للطمئنان على انتهاء البدو ية من ب يع
الدجا جة والد يك اللذ ين سلماها ل ا لضم ها لبضاعت ها العرو ضة أمام م سجد عكاش من ناحي ته الشمال ية الشرق ية وبيع ها
لسابما ..بقروش معدودات.
كما أن من الناسب كذلك الشارة إل أن عملية اللقة على عهد عميد الصنعة أبو سداح كانت عملية يقوم الوس
في ها بالدور ال كب ..فل قد كان عيبا ..بل ومرما اجتماعيا على الناس ف الدن طبعا ..ترب ية ش عر الرأس ..وكذلك إبقاؤه
لكثر من أسبوعي أي جعتي ..تهيدا للقه زلطا قلطا بالوس .حت ترى الرأس ((تصاصي)) أي تلمع ..وحت تصلح أن
تكون فور النتهاء مسن حلقهسا مرآة لنس يريسد أن يرى فيهسا وجهسه ..ولذا أطلق على الرأس الحلوقسة ((القنجسة)) ..كمسا
خ صص ل ا وب عد حلقت ها ..على سبيل الزاح ..كف ي سمى (( كف الل قة)) ..وهذا ال كف الدعا ب الخوي عبارة عن
تسسقيطة حنونسة على الرأس ببطسن الراحسة ول يباح إل للصسدقاء البثاء ..وأظسن أنس لسست فس حاجسة للتبحسر فس شرح
ف ب عض ((الت سقيط)) الش عب بأنوا عه وبدلول ته ..ف هو معروف ومشهور إل ال د الذي بل غت ف يه كل مة ((الت سقيط))
معانيها التدليل على بلهة وغفلة من يستحقها من يعمل عملً فاشلً ..أو من يقول كلمة غبية ..أو من ترد عن الفطنة..
وعلى ذلك فإننا نرجح أن ذلك رمز إل أنه مراد العقل ..أو أجروده..
ولا ذكر ف هذا الباب باب التسقيط ..فإنا نب أن نؤكد تذيب أبو سداح ..وتعاليه عن الصطلحات السخيفة ..فإنه
ل يعرف عنه طيلة اشتغاله بالصنعة أنه سقط ف أي يوم من اليام لي زبون مهما كان شأنه ..مستهجنا دائما العادة الدارجة
والتداولة بي الناس ..ف بشكاتم وقيلتم وسرحاتم البحرية ..وذلك بقول بعضهم لبعض حي يرتكب أحدهم عملً
أو قولً يدل على بلهة ..أو غباوة أو فشر(( ..ها؟! إيش تشوف؟ تسقط لو أنت ..وإل أقوم أنا ..أسقط لو؟)).
..هذا ..ولا كان حلق شعر الرأس كله ..بل وتنعيمه وعدم بقاء أي أثر للشعر أو الزغب عليه أو حوله هو الصل..
وهو دليل الذكورة والرجولة والشعبية الصيلة فقد كان كل من يرج على العرف من الولد ويربيه أو يتفظ بزء منه ف
واج هة الرأس م ا كان ي سمى ((شو شة)) متهما ف ش عبيته وأ نه أر ستقراطي فيطلق عل يه ا سم ((أ بو شو شة)) ورب ا ورد
كبحث اجتماعي لقب بعض العائلت الدعوة بذا اللقب إل هذه التسمية القدية.
وقد أطلق بعد التطور على من يتفظ بشعر رأسه كاملً ..مكتفيا بقصه من أطرافه وتزيينه اسم أبو ((توليت)) كما
أطلق على ش عر الرأس الكا مل نف سه ا سم ((التول يت)) أعز كم ال .علما بأن التول يت هو الش كل الا ضر وال سائد اليوم
لكل من حل راسا على كتفيه ذا شعر كامل ..وأعتقد أنه ل يبق إل العدد القليل جدا جدا من الحافظي لليوم على اللق
القلط بالوس ..وهم بقية الناس البلدي جدا جدا برضو كأمثال الواد زنقر واليابا الكركشان.
ما تقدم ذكره بسرعة وما سيأت على مهل .ندرك مدى قيمة وأهية وسيطرة وشهرة ((أبو سداح)) وكما يسمى ف
الدب من جع بي الشعر والنثر بذي الصناعتي فكذلك كان أبو سداح صاحب صنعتي ها الطهور أي التان والتزيي س
أي حلق ش عر الرؤوس والباط ف هو مط هر ومز ين بل إن أ بو سداح ضرب عرض الائط بال ثل القائل (( صاحب صنعتي
كذاب)) ،حي أضاف صنعة التشريط بالوس ف الدين للتمشيل أو لفقع الومة أو الدملة الستوية الناشفة بالوس.
ول قد أعجب ن ف هذا الباب ..و ف عدم ساح أ بو سداح لي من الناس بأن ي ستخف بال صنعة أو ي ستهي بأ صحاب
المواس الادة قول بعسض الظرفاء مسن أهال النلة اليمانيسة ..وكان يتعاطسى الشعسر بإيعاز مسن والد السستاذ عبسد الميسد
مشخص خفية عن والديه وأهله ..مع إرسال بعض ضفائره على الكتفي كعادة العراب حينذاك س ومكايدة للحضر الذين
ل يرأفون بشعر رؤوسهم ونثره ف الواء عندما يلعبون ((الرفيحة)) وهذا القول دون تريف منا هو:
أتيت أبا سداح ..بالشعر مازحا
لمدحه مدح الحبي للفن س
فكتّفَن بالبل حت كأنن
لديه طلي جاء للذبح ..يستنّي
وسن ل الوس الطويل ..مقشطا
على الشعر ..بعد الشعر ..ف الرأس _ ف الذقن
وشرطن ..ف الد ..بالوس مرسلً
دمائي على الدين من دونا دهن
وقال ل اذهب يا فت متعلما
بان لنا قنا يفوق على القن
فأقسمت ..أن لن أحوم بعدها س
بدرب أب سداح حرصا على أمن!
وفعلً ..هكذا كان أبو سداح ف غيته على التقاليد ..وحرصه على سعة بلدته جدة ..وعدم السماح لغلمان الضواحي
والبوادي بالستخفاف بأهل الواضر ..وكانت طريقته التقليدية ف تأديب من ترمي به القادير بي يديه الوس س ول شيء
غي الوس.
وبعد فقد كان أبو سداح يرحه ال صاحب دكان قريب من سوق الاسكية ..على خطوات من بيت ..وقد تسك
منذ زواجه وإنابه بالقاعدة الذهبية التمثلة ف مثلنا الشعب الدارج ..صنعة أبوك ل يغلبوك .لذا فقد لقن ابناءه الصنعة منذ
أن نبت الشعر برؤوسهم فحلقه لم بالوس.
كما كان من أشد التعصبي لعدم تفتيح عيون البناء على ما يضرهم فهو ل يسمح للصب أن يتجاوز ف تعليمه جزأي
عم وتبارك ول للبنت أن تتعدى شغل النسج ..لزركشة الدورة أو تفصيل الحرمة ..أو تطريز عصابة الرأس العروفة باسم
الشنب ..وعلى من أراد معرفة الدورة والحرمة والشنب أن يعود إل سته أي جدته ..إذا كانت تعيش ..أو إل أمه السنة
للوصف وللشرح غي الضرمي س شرح ال صدور الميع للمعارف الشعبية.
ذلكم باختصار مفيد أو غي مفيد هو أبو سداح ..لقبا ..وحيثية وشهرة مستفيضة دامت قرابة قرن كامل ..أما أبو
سداح ف هيئته السدية بكامل أوصافها كما ورد ف موشح كامل الوصاف فقد كان طبقا للمواصفات التية.
أ من جهة لون البشرة ..فهو أسر بلفظة مازية مهذبة أي أنه بالبلدي الفصيح أسود غطيس.
ب البن ية ..كان صاحب ب سطة ف ال سم ف هو ف مقاس ال مل بقاس بلد نا أو الف يل بقاس البلد ال ت ير كب أهلو ها
الفيال مشقور العين ي با ستمرار خش ية من أن تفو ته شعرة ف رأس الزبون من الكبار أو طرف جلدة من قل فة الولد
الصغار.
ج سيكولوجيا ..رجل خالٍ من العقد النفسية ..واللي ف قلبو على لسانو.
حت أن أصحاب السرار من زبائنه كانوا يتحاشون التفوه با ف حضرته رغم قيامه أثناء اللقة برجرة ألسنتهم كعادة
اللقي من بعيد س لبعيد.
و موديليا ..حا فظ على ارتداء الثوب دون حزام ..وذلك لبوز كر شه بروزا غ ي عادي ..ولرغب ته ف أن يرى كر شه
أما مه متقدما ال صفوف لدى الزحام إشهارا لوجوده وكان يلزم ارتداء الداس أ بو صباع يقل عه ح ي مباشر ته الطهور ف
البيوت ويستبدله بالقبقاب ف الدكان استعدادا للوضوء وهو أول من أقدم على كشف رأسه أو قنجته اللساء حرصا
على العتزاز برفته ..وقد اغتاظ كثيا ف آخر أيام حياته من صديقنا الخ عمر هزازي حي أقدم كأول شاب جداوي
على تدي العرف وعلى ال سي برأ سه ذي التول يت الكشوف دون كوف ية أو عما مة أو غترة وكان أ بو سداح ذا أ سنان
ناصعة البياض حرص لجلها على حل السواك وتعليقه بأذنه كما كان الحاسبون والكتّاب يملون مراسهم وأقلمهم
وقت اشتداد العمل ف أذانم.
وكفاصل موسيقي قبل أن تقدم اللقة الخية من سية أبو سداح يسن أن نستمع إل هذا القطع الذي أمله علينا
بعض معارفه القدماء:
أبا سداح يا غال س
سننت الوس ف الال س
لقطع جليدة الغلفه س
بل جهد بل كلفه س
وحلق الباط والراس س
من الطائع للعاصي س
فل زلنا لدى الفراح س
نناديكم أبا سداحْ س
ول زلتم ..لدى جده لفك الضيق والشّدّه س بل شرط ..ول مُدّه!!
..أ ما هوايا ته ف قد كان أ بو سداح مغرما بال سمك ..مبا ل كل اللحوم بأنواع ها وبالوان ا ..شغوفا بالضا ن شغ فه
بالبقري وبالملي س يوت ف أكل الدجاج والبط والقطا ف موسه ..كما كان شديد العناية بتربية التيوس الصغية للتمتع
بأ كل الت يس الذي ل يبلغ اللم ق بل أن يبع بع أو يلت حي ..أ ما مشويا ف الفرن ..أو معمولً سلتا على ال جر ..وبان به ما
تيسر على قوله وحيث إنه ل يك مبذا لكل العيش الاف فهو متيم بالغموس .أي غموس وكان ينصح أهله بذلك حت
لو كان الغموس عسلً وطحينة.
أما بالنسبة للمواصلت ل يطيق ركوب المي مع أنا وسيلة الواصلت الول ف عهده ..وربا عاد السبب ف ذلك
إل أنا ل تطيق حله إذ ل يوجد حار يستطيع السي به دون انقطاع أنفاسه من الطوات الول كما أنه ل ييل إل ركوب
البغلة أو الرهوان أو الكديش ..كل بعقلو يعيش بل إنه كان يكره كل حيوان جسيم با ف ذلك المل ..أو جال الراك
على الخص كراهيته للدكتور أو الطبيب س أي من كان يسميه الكيم ..لزاحته له ف الصنعة على آخر أيامه ..وبأسلوب
الطهور .أي التان الديث!
وبالنسبة لفاخر أبو سداح ..فقد كان الرحوم يفاخر دائما بأنه رغم بدانته الفائقة فإنه يستطيع مسابقة أي عداء يريد
مسابقته ف ال شي أو ف الري على حد سواء ..ويرد ال سبب ف احتفا ظه بقو ته البدن ية الائلة إل ول عه بال شي إل البيوت
للطهور على رجليه .وبالسي حافيا أحيانا على رأس الحتفلي بالولد الطهر ..علما بأنه ل يكن هناك دا عٍ لذه القوة الرقلية
الت يعتز با ..فإن بنية زبائنه للحلقة ل تبرها .كما أن أجسام الولد الذين يقوم بتطهيهم مدودة بل هم كالعصافي..
فقد كان الطهور بالناسبة للولد ف سن تتراوح غالبا بي الثالثة والرابعة .ول يشذ عن هذه القاعدة إل القليل.
وبالنا سبة للمرة الثان ية ف قد ات صل ب تلفونيا أثناء كتاب ت حلقات ا بو سداح ال ستاذ م مد سعيد متبول أو مات
بول كما يداعبه بعض خلصائه ..وذلك لتعليقه على حلقات بيب زينب وعم سديق وإظهار إعجابه بالشعبيات ..وقد تطرق
الديث إل أبو سداح وسواه فاجأن الذكور بعلومات قيمة ف تارينا الشعب ل تتسن ف القيقة لثل من هو ف مثل سنه
كما يقول وحت ل أدخل معه ف التسني وتوابعه فقد قلت له صادقا إن لبعض الشخاص رغم سنهم لقطة قوية ..فهم
منذ أن يبو الواحد منهم تات تات خطى العتبة وبعد أن يقفوا على أقدامهم يعون تاما كل ما ير بم أو يسمعونه..
وتقوم لقطتهم القوية هذه بتسجيل وتميض كل الشرطة الرئية والسموعة وحفظها ف خزانة الذاكرة لي اللزم.
وقبل أن ندخل ف حديث الستاذ التبول الاص بالناسبة ل بد أن ننوّه أنه عضو بالجلس البلدي لدينة جدة ..بل هو
أقدم ع ضو عا مل بالجلس م نذ أيام الرحوم ي الش يخ م مد صال أ بو زنادة ويو سف ن صيف ر غم أن سنه فوق سن أ كب
أبنائهما بقليل ..وهو أنشط من عرفت ف معرفة وملحقة حاجيات البلد العامة ..لول!! لول أنه ل ينفذ حت الن اقتراحي
القد ي الاص بترق يم الشوارع والبيوت عدديا وأبديا وح سبما ورد بإحدى قناديلي السابقة على أنه رئيس اللجنة الاصة
بشروع الترقيم .حت الن.
شاهد نا من النا سبة ..أن ال ستاذ التبول قال ل إن الش خص الوح يد من أبناء جدة الذكور طبعا الذي جرت عمل ية
طهوره وهو مراهق هو ابن القاضي ..أي الرحوم الشيخ عبد الوهاب قاضي الذي كان يقف على رأس أمنا حواء ..متنقلً
ف مقبتا برقته البيضاء من الرأس إل الصرة الكائنة تت القبة ث إل قدميها .مستنلً عليها الدعوات قابضا لسابا ما
تيسر من الفكة والريالت .حافظا خريطة جسدها السجى ف مقبتا ابتداء من الرأس الذي كان كائنا أمام الباب النوب
لد خل ال قبة وانتهاء بقدمي ها اللذ ين كا نا يقعان أمام الباب الشمال .وكان ذلك ك ما ل أحتاج أن أقول .ق بل صدور أ مر
الكومة بدم القبة ..والقضاء على البدع والشرك بإزالة البناء الراف الطويل جدا والحدد لقامة أم الميع .وبالخص من
أبنائها الزوّار القدماء لا من الجاج ومن الواجات با فيهم بارة البواخر أيضا فهي أُم الكل على طريقة ست الكل..
وربا تعرضت لسيتا الشعبية ف يوم ما..
وتفصيل أمر ابن القاضي كما رواه الستاذ التبول ..أن الرحوم الشيخ عبد الوهاب كان شديد التدليل لنجله فكلما هم
بتطهيه ب كى الولد أو الن جل وب كى م عه من بالدار فيض طر الوالد بدا فع من الن ية والدلع إل تأج يل الطهور ح ت إذا
كثرت معايرة أولد الارة للولد الش حط وزف هم إياه كل ما رأوه بكل مة ..الغلف س أو أ بو غل فة ..جا كم ..جا كم ..أ بو
غل فة ..أذ عن الوالد والولد لوس أ بو سداح ..وكان طهور الشاب بثا بة معر كة رهي بة دارت بي نه وب ي الرجال الرب عة
الشداء الذين كتفوه بسواعدهم بعد ربطه بالبال ولقد روينا هذه الادثة وسجلناها نقلً عن الستاذ ممد سعيد مات
بول لجل العبة والعظة .فكم ين تدليل الباء على البناء على قول أبو سداح يوم طهور هذا الشحط!!
ل عنه ..فإننا لن نفيه حقه وبالخص نن كهول وشيوخ اليوم إذ
وأخيا فمهما تدثنا عن أبو سداح وقد تدثنا طوي ً
ندين له فعلً با فعله فينا ونمد ال إذ قام ورثته بإعدام ما كان موجودا ف ((الشكمجية)) الت كان يتفظ الرحوم با ف
دكا نه والحتو ية على أنواع من الغلفات ال ستردة من العوائل ب عد جفاف ها ..وانتهاء لزم تعليق ها ف رقاب البناء .ح ت ل
يسعى كل منا إل استرداد وديعته .للذكرى.
أ ما سبب ت سمية أ بو سداح ((أ بو سداح)) فيقال إن ا نتي جة (( سدحه)) الدائم ل كل من و قع ب ي يد يه من ال صغار
لطهور هم و من الكبار للق رؤو سهم أو تشريط هم س أو حلق آباط الب عض من هم ..وبرجوع نا للقاموس وجد نا أن ال ق
بانب هؤلء ..فكلمة أبو سداح للمبالغة عربية فصيحة ..إذ أن من معان فعل (( سدح)) معن بسطه ..على الرض أو
طبعا على كرسي الطهور أو كرسي اللقة ..فاشتغل فيه بنور ال دون قيامه بناولة الزبون كف اللقة ،أي التسقيط على
الرأس للتنعيم س اكتفاء منه تأدبا بقوله له ..نعيما وبس.
..ل قد شافه نا الكث ي م ن قابلو نا ..على خلف الا طر ..وجها لو جه بنا سبة وبدون ا وكذلك من كتبوا با سنا على
العنوان ال ت ..طر يق اليناء جريدة عكاظ الغراء ..الدور غ ي الر ضي ..وأيضا من تلفنوا ل نا على بيت نا الكائن قريبا من
شارع الحساء الطويل العريض والذي ل تتم سفلتته حت الن رغم ما قام به سعادة الستاذ ممد سعيد فارسي من سفلته
وحفحفة بعروس البحر دهليز الرمي س جدة أم الرخا والشدة ومشاريع بلدية عمرانية تذكر وعلشانا يشكر.
و كل هؤلء الذ ين شافهو نا وكتبوا إلي نا ..وتلفنوا إلي نا ..على ل سان وا حد أو بر يد مشترك أو تلفون متدا خل..
يطلبون منا بحبة وإخلص وحرارة أن نقوم بعد انتهاء سية أبو سداح وقيامنا ((بتطهي)) اسه ما علق به من شوائب..
أن نكرم ذكراه الثلثينية والت سيأت موعدها بعد أيام بقطوعة ((بوس)) شعري ناعم.
وحيث إن هذه الظاهرة الميلة ..والبادرة السنة تدل من كل أولئك وهؤلء على روح شعبية أصيلة ل تنسى لن فعل
بأجدادهم أو بآبائهم أو بم شخصيا ما فعل ..وتستحق الستجابة تزكية لا ..فإننا نبادر بإصدار هذا اللحق من الشعبيات..
وفيه ما يطلبه العزاء الغالي علينا نزولً على حكم الثل الشعب القائل ،غال ..وطلب رخيص ..وإليكم التال ف التال.
عليك ..أبا سداح تشهق جدة
وتبكي ..إذا ما جاء ذكرك ..يا غال
فما زلت ف كل البيوت .لهلها
لولدها ..عند الطهار على البال
لقد كنت سديدا كريا بفنه
وبالوس شغالً براحة شغال
طهورا وتشريطا ..وحلقا لقنجة
تضيء ..كما ضاءت مراية خال
فيا طالا نظفت باطا لراجل فقال الذي من بعدو :يا رب عقب ل!!
رحلت ..ول تترك وراءك أغلفا
لدينا ..وهذا فعل أطلق رجال
وعشت ..بك البزرا ..تقول لمها
إذا فجعتها ..سوف أرقد ف الال
هنيئا لك التيس الصغي شويته
لدى الفرن ..أو طقطقت منه بأوصال
إليك أبا سداح أني عريضت
فإن قلت .قدمها أتيتك ..طوال!!
ه..
ف ْ ظَ ِ
ري َ
لو سألت الكثي ين م ن كانوا يتابعون برنام نا الذا عي الش عب الشهور ف حي نه ((ع اللوة س والرة)) بشخ صيات
عائلته ابتداء من ظريفة وانتهاء بعمو رمدان .عن السبب الساسي ف تسمية البطلة باسم ((ظريفة)) لجابك كل واحد
منهم إجابة متلفة عن الجابات الخرى ..وقد تكون تلك الجابات أو الجابة منطقية مقنعة ف ذاتا ..ولكنها ل تدد أبدا
مضمون اسم ((ظريفة)) ول تكشف عن شخصيتها الشعبية القيقية الستترة ف ذلك الضمون والت انفردت بذه التسمية
طيلة قرن إل ر بع القرن ف قلب مدي نة جدة وضواحي ها منطل قة من عزلت ها ال صغية الجاورة لفرن النبول تاوزه ال سور
القد ي إل اللء على حل شعر ها ..ب يث ل يرد رأ سها إل مر كز أم ال سلم بدرب م كة الكر مة شرقا ..أو ج سر الكراع
بطريق الدينة شالً فإليك الضمون.
اسها ظريفة وهي ظريفة فعلً سواء ف حديثها اللو الساحر حينا والساخر أحيانا .أو ف قوامها الرياضي المشوق
كالرمح أو كالشوحط واليزرانة الطويلة .يعلك تنسى أن تطالع تفاصيل وجهها ومعارفه الزئية فل تكتشف بذلك أنا
ل تنل من قسمات المال ما يؤهلها لن تطلق عليها كلمة جيلة ..أو حسناء ..مكتفيا أنت كما اكتفت هي بأنا من ناحية
الشكل العام ..مقبولة ..فقط ل غي ..وهي تعتز دائما بأنا مقبولة شكلً لسبب وحيد ووجيه وعزيز ف نظرها ..هو أن اسم
أمها الرحومة ((مقبولة)) وكان لا ولع كبي بأمها ف حياتا وحت بعد ماتا .فإن تلك الوالدة الت كانت تبيع الفول النابت
ف أول سوق النورية القدي بدة هي الت غرست فيها روح العمل الر.
لقد نشأت ظريفة وهو اسها واسم شهرتا معا مبة للعمل وللكسب بدافع قوي من حالتها التجارية الت اذكتها فيها
والدتا ((مقبولة ولكنها ل تنل إل العمل التجاري ف نفس اليدان الذي خاضته والدتا وهو بيع الفول النابت وإنا
فكرت ظريفة ث فكرت ث قدرت ..فاختارت ميادين أخرى لذا العمل .وذلك ف الوقت الذي كانت فيه نساء الدن،
ومنها مدينة جدة ..ل يعرفن إل الزواج ..فخدمات الزوج والبيت ليس إل ..وف نفس الوقت الذي تركت فيه لبنت خالتها
كباية وعسله بيع الفول النابت ف أول سوق النورية القدي خلفا لالتهم الرحومة مقبولة.
هكذا دخلت ال ست ظري فة مال العمال الرة ول يس ل ا رأس مال يع تد به ..أو يذ كر ف عال الرقام ..إذ إن ا ح ي
تدثت عن نفسها ف مستقبل ايامها وبعد شهرتا ورسوخ قدمها ..وذلك ف ريبورتاج صحفي ..قالت مثلما يقول كل
الناجح ي ف عال الال ب عد ناح هم ..إن ا بدأت أعمال ا التجار ية الرة بدون رأس مال تقريبا ..وبذلك أثب تت أن التاجرة
الناجحسة ..أو التاجسر الناجسح هسي أو هسو مسن يصسنع الال ..وليسس الذي يصسنعه الال الوروث ..أو السستلف مسن الهسل
والصحاب .أو من البنوك بفائدة مئوية أو بدونا!
لقد ابتدأت ظريفة بنصب ((اللوح)) أمام عزلتها ..واللوح كلعبة شعبية رياضية عبارة عن لوح من الشب مربوط من
أطرا فه الرب عة ببال تنت هي ف أعل ها بقندل ي سك كلً من طرف يه قندلن آخران مغروزان ف الرض على ش كل مثلث..
ويرتفع اللوح نفسه عن الرض معلقا ف الواء بقد نصف أو ثلث متر ..وما على طالب اللعب ف اللوح والتمدره به إل أن
يصعد وأن يسك بالبلي الماميي ..ويهزها هو أو يهزه سواه من الرض فيهتز به اللوح تدرييا حت يعلو ف الفضاء بقدر
عزم الل عب عل يه .ويوز أن يعتلي اللوح لعبان متقابلن وجها لو جه ..ورأ سا برأس ي سك كل منه ما ببل ي من البال
الربعة ((ويتنافحان)) بي وأمام أنظار المهور التفرج وتصفيقه أو تصفيه.
ومن العلوم أن للعبة على ((اللوح)) زمن مقرر ولذا الزمن القرر تعرفته القررة أيضا ..وقد بدأت ظريفة التعرفة بللة
وانتهت با إل هللتي وعلى حد تعبيها ..ومن اللل تتكوّم القروش ..علما بأنه يوز للعب بعد انتهاء الدة الول تديدها
بعد دفع الللة أو الللتي لتجديد اللعب أو النفح الفرد أو الجوز.
وح ي ن حت لع بة اللوح ..وتضخمست واردا ته اللل ية ح يث أق بل عل يه صسبيان وغلمان وفتيان الحلة ملة الظلوم
والحلت الخرى فكرت السست ظري فة أن تسستفيد مسن جهور اللعسبي على اللوح وكذلك التفرجيس ،فاقت نت صساجا..
واشترت زيتا وحطبا وفحما ..ث خرت الكشري وخلط ته ببهارا ته القن نة وفر مت عل يه الكرات ..وابتدأت حالً ف صنع
القلية ..القلية الت طارت شهرتا ف جدة فصارت تعرف بقلية ظريفة ..ث اصبحت الطبق الفضل لدى بيوت الي ..ث
الحياء الجاورة له ..وأحين اليوم .وقابلن ..غدا!!
..وحت ل ي صدق على الست ظري فة ..ل على القلية ..ال ثل القائل صاحب صنعتي كذاب ..ف قد عهدت ب عد رواج
الل عب على اللوح أولً ..ث اشتهار القل ية ثانيا إل ر كن خار جي من عزلت ها ال صغية الل صقة لفرن النبول وذات الوش
الكشوف فعملت ف الر كن ما يش به الكشاك الن ..وجعل ته كهيئة ((بوف يه بلدي صغي)) وهيأت به للزبائن الك سرات
الشعبية العتادة من الفشار ..للفصفص ..للزرمباك ..للوز ..للحمنبص ..لسواها ..ووفرت النعشات الدارجة تلك اليام..
من السوبيا والزبيب البارد صيفا .إل الغات والسحلب شتاءً ..مع العتماد على كفتية الشاهي ف كل الفصول باعتباره
الشروب الحلي الشائع.
وبقيام ال ست ظري فة بتأ سيس البوف يه البلدي ضر بت ببق ية ال ثل ال سابق عرض الائط ف قد با تت الغلت الثلث من
اللوح .للمقلية لعروضات الكشك بثابة تكذيب عملي لذا الثل الدارج البائخ ..صاحب صنعتي كذاب .والتالتة منافق..
كمسا أصسبحت هذه الغلل دليلً أو أدلة ماديسة على أن ((التخصسص)) التجاري فس صسنف واحسد ليسس هسو وحده سسبيل
النجاح.
..ل قد علق م نذ أك ثر أو حوال ن صف قرن من الزمان أ حد كبار التجار ف جدة م ن يدعون بالقت صاديي اليوم على
السست ظريفسة وأعمالاس الثلثسة بقوله ((لقسد اثبتست السست ظريفسة أن الرأة الشعبيسة فس بلدنسا قادرة على أن تكون نما
اقتصاديا ..وأنا تسن العمليات السابية الربع دون ورقة أو قلم ..وذلك بتشغيل مها ..ث تريك أصابع يديها ..فقدميها
إن لزم المر ف حالت المع ..أو الطرح ..دون العتماد على عملية ((الضرب)) الت ل تناسب النس الناعم اللطيف..
حظ ..ون صيب)).. ول لزوم ل ا ..ول العتماد كذلك على عمل ية ((الق سمة)) فل حا جة ل ا باعتبار أن ((الق سمة))
انتهى تعليق القتصادي الكبي.
هذا ..ول يكد أحد معارف الست ظريفة من يفكون الرف أيامها يطلع على نص التعليق حت طلبت الست ظريفة فورا
من أن يكتب ما قاله عنها بط جيل واضح ..وعلى ((لوح)) من قائله ..ب عد إهدائه صحنا مترما من القل ية وسلطتها
الشب الصقول ((بالفارة)) ففعل طبعا .وقام بكتابة ما طلبته ظريفة نزولً على الثل القائل اطعم الفم تستحي العي..
وحينذاك .وكأسلوب من أساليب الدعاية والعلن التجاري ف حينه قامت بتعليق اللوح الشب الكتوب فيه التعليق بط
ثلث رائع ..ب عد بروز ته بق صاصات من الت نك اللم يع ف واج هة عزلت ها ال صغية ذات الوش الكشوف على مرأى من
((اللوح)) ومن صاج القلية ..ومن كشك بيع الكسرات والرطبات وبواجهة الزبائن والارة ..فطار حد اللوحة الشبية
البوزة بعد أن طار حد اللوح والصاج والكشك..
ومن الغريب ف هذا الباب ومتعلقاته أن القتصادي الكبي صاحب التعليق صار بعد تعليق اللوحة الت تمل كلماته
القيّمة أحد الواظبي على الضور إل مقر الست ظريفة .ويكي الرحوم عمدة الحلة أن هذا التاجر أو القتصادي الكبي
الشه ي وكان ي فظ ب عض الكلمات النليز ية أح ضر م عه ذات م ساء أ حد الواجات الولع ي بالدرا سات الشعب ية وزع يم
إحدى النقابات العمالية ف بلده لشاهدة الست ظريفة وأقسام العمال الختلفة لديها وتت إدارتا وحدها ..وقد أخذ منها
كافة العلومات اللزمة ..وكيفية عمل القلة والسحلب ..كما صوّر اللوح ..ورسم الصاج ..والكشك ومتوياته ..واللوحة
العلقة على واجهة العزلة سكن الست ظريفة ..ومن الارج فقط..
و سعت فيما ب عد من ال عم أبو ش نب وكان أ حد التعاط ي للتجارة ف بومباي أ نه رأى ..بدعوة من أ حد زبائ نه الثقف ي
هناك ..ف معرض خاص أقامه الواجه نفسه اللوحات الختلفة الت رسها للست ظريفة وأعمالا ..تت العناوين التية:
أ ظريفة عصامية من جدة تسكن ملة الظلوم بوار فرن النبول.
ب القلية ..طعام شعب ..رخيص ولذيذ.
ج السحلب ..مشروب بلدي ساخن ..ينوب عن الدفأة التقليدية ف الشتاء.
و اللوح ..لعبة رياضية عربية ..وإن كانت كلمة ((اللوح))أحيانا تستعمل للشتيمة ..حي يقول أحدهم للخر ..روح
((يا لوح)) البعيد!!
و كم اشته يت حينذاك لو كانت ال ست ظريفة ح ية ل تنتقل إل دار البقاء ..لترى ..دون أن تقرأ ..صورتا منشورة ف
التا ي الندية كما ترى اللوحات السجلة لعمال ا بكل فروعها .وحت ترفع رأسها فخرا كما فعل العم أبو شنب الذي
أ صبح على حد قوله مطاردا من ال صحفيي والرا سلي الجا نب ل خذ كث ي من التفا صيل عن حياة الع صامية الرحو مة
الست ظريفة ..والذي كان يردد لكل منهم جلته اللوة كلما طلب النفراد به ..بكره قابلن!!
على النوال ال سابق طارت شهرة ال ست ظري فه دون علم ها س إى خارج مدي نة جدة ..ك ما ارت فع دخل ها اليو مي
وهذا الذي يهمهسا إل أرقام هائلة مسن اللل والقروش والريالت ..فقسد قدر أحسد الحاسسبي الكفاء فس تلك اليام وهسو
ما سب قد ير من وزن الرحوم الش يخ ع بد الرزاق هنداوي ..وق يل إ نه هو ..قدر الر بح ال سبوعي ال صاف لل ست ظري فة
بعشرة ريالت ..وكان الريال آنذاك ف مقام الائة أو الائت ي الن بن سبة قو ته الشرائ ية ل كل ال صناف التوفرة والرخي صة..
ل عن ضمان معدنه الفضي ..وهي ناحية ل يستهان با ف مال القارنة بي العدن ..والورق.
فض ً
ونتابع أسلوبنا الاف الناشف لطابقته لروح الرقام والعمال التجارية فنقول عن الست ظريفه أنا استطاعت ف خلل
سنوات ل بأس ب ا س أن تشتري الرا بة القري بة من عزلت ها وأن تن شئ علي ها بيتا صغيا خ صصته لليار ..فأضا فت ب ا
عملته وخيا عملت مصدر دخل جديد ..رابع!!
تلك هي الست ظريفة إحدى رائدات العمال التجارية الرة ف بلدنا ..وف مدينة جدة على الدود بي ملت اليمن
والظلوم ..وتلكم هي أعمالا الرئيسية الربعة ..وهي اللوح ..القلية ..الكشك برطباته ..والعزلة الخصصة لليار ..علما
بأن هناك أعمالً فرعيسة ل نتعرض لاس ول ندخلهسا فس السساب مثسل صسنع ((الدانوه)) وبيعسه بالبسة ..ومثسل تصسنيع
((السويك)) وتسويقه بالقرطاس ..ولقد كان القبال الماهيي على مص الدنوه ..وسف السويك حينذاك كالقبال على
الشيكلس ..وسندوتش الشارومة اليوم.
أما حياتا الاصة والشخصية يرحها ال فإنا ل تذهب إل الفقيهة ..كمعاصراتا من الطبقتي العليا والوسطى ..ول
ت فك الرف ..ول كن أميت ها التا مة ل تنع ها من اقتحام أبواب الع مل التجاري ال ر شأن ا ف ذلك شأن ب عض كبار التجار
العصاميي ف زمانا وما بعده بقليل ..ما يثبت أن التعليم أداة تثقيف وتنوير شخصية وأنه تدريب منظم للرتزاق ..ولكنه
ليس هو الصل والوار ف التجارة.
كما أن الست ظريفة أصرت على رفض الزواج إل بعد تكوين نفسها تكوينا ماديا ل يعلها تت رحة الزوج ..فصدت
كثيا من خطابا مثل :جنقر ..والكنجفا ..وأبو كريشة ..وببج ..ونكرر اللحظة بأن كل الساء حقيقية ومعروفة من
أهال جدة وكان هؤلء الطاب شبابا وأ صحاب صنعة ورثو ها عن آبائ هم فأول م نوار وثاني هم من جد ..وثالث هم بناء..
ورابعهم نار ..ولكنها بطبيعة ذكية قبلت حفظها الرحن فيما بعد أن تتزوج ((القطله)) وهو من أكب صانعي الشيش
ف زمانه ..وكذلك صنع الشرابيس التنك ..والقطله هو اسم الشهرة الت انفرد با الذكور بي أترابه ث ف الارة ث ف مدينة
جدة وأظن أن أبناءه و أحفاده ل يزالون يتوارثون هذه التسمية الت أصبحت لقبا ثابتا لم.
ويرجع السبب الوهري ف قبول الست ظريفة ..أو النسة كما كانت حينذاك ..لزواجها من ((القطله)) أنا كانت
تدمن شرب التنباك المى ..فضمنت بذا الزواج اقتناء أحسن الشيش وأفضل الشرابيش مع إصلحها مانا عند اللزوم..
ومع إصرار ظريفة دائما على قيامها بنفسها بتوضيب التعمية المى ..بتشديد اليم ..وبرص الراص ..ول تستنكف يوما من
اليام من مداعبة ((اللي)) بفمها أثناء تأدية أعمالا الرة الناجحة.
وم ا علق بذاكر ت و ما رواه ل أ حد أبناء عموم ت ..وكان م ستأدبا على الطري قة القدي ة ..البيات ال ت غنا ها الرحوم
الغن الداوي والد حسن شلب ليلة دخلة النسة ظريفة على عريسها القطله وهي:
يا طيور الفراح ..طيوا ..وطيوا
وكلوا زينا الكباب اليو
واجعوا القطلة الكبية انسا
بظريفا ..وللسرور اشيوا
وعلى اللوح والداريه ..غنوا
وإل العزلة الصغية سيوا
فسر الاضرون ليلة الفرح بذا الجس الؤنس كثيا ..وأصبحت تردده مالس الطرب القدية لوقت طويل ..وللعلم
فإن ((القطلة)) نوع من أنواع العصى .وهي بالتحديد أصغر من الشون ((أي النبوت)) وأكب من ((الدبسه)) ..وهي
عصا غليظة قصية كان يستعملها العراب والبدو أكثر من استعمال سكان الدن ((أي الضر)).
..أمسا ظريفسة فس زيهسا اليومسي ..فقسد كانست مثال البسساطة والشمسة والناقسة فس وقست واحسد ..فهسي دائما ترتدي
((الكر ته)) ال صنوعة من قماش رخ يص ..من سدلة من رقبت ها إل مش طي رجلي ها ..وكرتت ها .أي ف ستانا ..سادة على
الدوام ..فهي ل تب النوع الشجر والشابه للقمصان المريكانية الشائعة ف عصرنا هذا وف خارج بلدنا ..مع حرصها
على وضع الشنب الكحلي والحرمة والدورة على رأسها ف الناسبات الامة ..أما ف يومياتا العملية فتكتفي بالسفع رامية
أطرافه على الكتفي بشكل يشبه الغترة الالية ..وذلك من أجل سهولة لف السفع على رقبتها حي يمي وطيس الشغل..
هذا وبنا سبة الكر تة والش نب والحر مة ..ف قد حد ثت ف حياة ال ست ظري فة حاد ثة ظري فة كذلك ..ولعلّ من تزك ية
ظرافتهسا اتصسالا بالناح ية الدب ية ..والشعر ية بالذات .وتف صيلها ح سب روا ية الحتفليس بالدب والتتبعيس لطراف ته م نذ
حداثته ..كالت س
كان الستاذ ممود عارف غلما يعشق الشعر للشعر ..وكانت له تاربه الولية الت يعرضها للمباسطة وللمناقشة على
زملئه ف الدر سة الفلح ية وف الكار ..وهم ممد علي باحيدرة ..و سال أشرم ..وعباس حلوا ن بضور وبإشراف الستاذ
ممد حسن عواد ف أحد القاعد البيتية الطلة على مداريه عيد الضلوم بوار بيت بابعي .وهو مقعد باحيدره..
وصادف أن مرت البشكة كلها ف تشية عصرية أمام بيت الست ظريفة ..وصادف أيضا أن الست ظريفة كانت يومها
ذاهبة إل زيارة عائلية ..وقد ارتدت الكرته والدورة والحرمة والشنب ووقفت تتفقد العمال قبل ذهابا للزيارة ..وترشد
ابنها البكر ..وقد أصبح فيما بعد يبيع الوت السلمان ..إل ما يب عليه عمله وملحظته حت حي رجوعها ..فما إن رآها
الغلم الشادي للشعر ممود أفندي عارف حت ندخ قائلً:
ظريفة ربة الكرته س
من الدوت ..إل البفته س
وذات الشنب الكحلي س
ومرمة لا شفته س
أليس ببيتكم طرشي س
خيارا كان أوقته؟
ونعناع بباد س
نصفيه من العته؟
***
لقد قدحت على قلب س
صبابات كما الفتّه س
وحب صادق عذري س
كلحم الرأس ل الكفته س
فإن معجب فعلً س
بست البيت والته س
وتكفين بل طمع على الاشي هنا س لفته!!
..ول يكد أبو عروف ..سابقا ..وأبو نزيه لحقا ..يترن بقطوعته التجريبية الشعرية فتشيع بي الناس لسلسة ألفاظها..
ورشاقة صورها ..وخفة روحها وتصل فيما بعد إل أساع الست ظريفة حت قامت قيامتها .وإن ل تب زوجها القطلة ..ف
أول المر ..بالمر ..فصرخت ف الارة بأعلى صوتا وبمل متناثرة غاضبة:
هو مي هو هادا الولد ممود عارف حت يقول ف ..القوال..؟
هو ما يعرف أنو زي بزره من بزورت؟ وإن أجيبو ..وأجيب عشرة زيو؟
وال إذا ما خليتو يبطل يشي من هادا الزقاق ما أكون أنا ظريفة؟
وحي خرج زوجها القطلة على صراخها ..وسألا عن سببه ..أجابته قائلة:
ظريفة :ل ..ول حاجة يبو ((كنبش))!!
القطلة :امال بتصرخي ليش ..يست الستات؟
ظريفة :الولد اللي ما يستحي ..ول أهلو ربوه ..واللي اسو عارف شرد بق اللوح!!
القطلة :مسيو يطب فيدي ..وأنا أوري لو شغلوا!!
وانت هى ال مر مؤقتا ع ند هذا ال د ..ح ت سع الرحوم ال عم ح سن عارف بالوضوع و هو شق يق ممود ال كب ..فتل ف
القضية بعمل ((ملفا)) جع فيها العمدة وكبار الحلة ..وأعتذر للقطلة باعتبار أن أخاه ممود شرد بالساب لنه ل يدفع له
يومها القرر اليومي له..
وعلى أ ثر هذه الاد ثة ف قد صمت الشداة من الشعراء خوفا من ل سان ال ست ظري فة ..و من قطلة ال عم ((القطلة))..
ويقال إن ظري فة اتذت القطو عة كفرع من فروع الدعا ية .للرتقاء بن مط زبائن ها وك نت أحد هم ..ونزولً على قاعدة..
والغوا ن يغر هن الثناء ..وإن ل ت كن ظري فة من هم إل أن ا أن ثى بطبي عة الال ومه ما كان سنها .ف قد طل بت م ن تشط ي
القطو عة وتمي سها ..ول ا ك نت أعرف قدر نف سي من ج هة وأ صغر سنا من ال ستاذ ممود عارف ب ا ل ي قل بال من
الحوال عن خس أو ست سنوات فقد تلصت من المر بقول لا مشافهة ..ودون تسجيل هذين البيتي:
ظريفة ..سيبين بال ..فإنن
ظغي..وهل يقوى الظغار ..على الشعر؟
سألعب فوق اللوح دورا باله..
فل تطلب القرشي من ..على الدور!!
..وبالناسبة وف الخي فقد كان كاتب هذه السطور الشعبية التاريية ف يفاعته ومنذ حداثته ..فعلً ..أحد الزبائن
الدمن ي على ركوب لوح ال ست ظري فة مفردا ..وموزا ..وعلى الكتفاء بقليت ها الطع مة عن وج بة العشاء ..وعلى التلذذ
بشرب السوبيا صيفا ..والسحلب شتاء ..تاما كما يفعل ابناء اليل الاضر حي يضربون عن الكل ببيوت أهلهم اكتفاء
ب سندوتشة ..أو بزجا جة من هذه الياه الغاز ية الفوارة ..أو بقط عة من اللوة والتشكلس ..ف ف سحات الدارس أو لدى
الروج منها.
كما كان كاتب هذه السطور مغرما غراما فنيا مبكرا بتابعة المل الوسيقية البلدية الت كانت الست ظريفة ترسلها
ع فو الا طر ..ف صورة إ صدار الوا مر والنوا هي لزبائن ها ال صغار ..وخ صوصا من هواة اللوح وركو به ال ستمر ..أو من
الوا ظبي على تناول الرطبات كل ما ج فت حلوق هم ..ونزت عرقان م ..أو على تناول القل ية كل ما غ نت ع صافي بطون م
الصغية إشارة لطلب الزاد ..والزاد مراد.
ومن المثلة على تلك المل الوسيقية والت ل يزال بعضها عالقا بالذاكرة الاكرة الائنة ..المل التية:
أ يا ال أنزل ..يواد!! وقتك خلص!! اللي عليه الدور ..يوقف اللوح!!
ب بلشي زحة ..أنت وهو!! ما ف فايده ..بالسرا ..واحد ..واحد!! امال أنا عملت الصرا ليش؟
ج وعن القلية :مقلية ظريفة!! كشري وكرات ..وعدوك مات!! وهي حارة ..يوليد!! والارة عليها.
و وعن السحلب :اتسحلب ..واتدحلب!! بدخانو ..وغيي يعزل دكانو!!
وطبعا ..وعلى أ ساس ما سلف ..ف قد أ صيب الذكور أعله ..أي كا تب هذه ال سطور ب صدمة نف سية قا سية ح ي سع
بوفاة السست ظريفسة فس يوم عاصسف ..حيسث كان الطقسس حارا جدا ..والوا أزيسب ..والغسبة تايره ..والناس مسا تشوف
بعضها ..ما اضطر والده لبسه ف البيت منعا له من الروج منه ..وبالتال من الشاركة ولو من بعيد لبعيد باعتباره صغيا
ف تشي يع جنازة الفقيدة الع صامية ..ورائدة العمال الن سائية الرة ..والتاجرة الشاطرة الاهرة ..ولك نه اغت نم الفر صة ليلً
فقام بالواجسب حيسث شارك فس مراسسيم العزاء لزوجهسا القطلة ..ودخسل بكسم السسن داخسل العزلة الصسغية ذات الوش
الكشوف فعزى قريبات ا ..و ف طليعت هن ابنت ها ال ست ((زردخ)) ال ساكنة حاليا بوار م قبة ال سد ..وال ت تناولت الغداء
بالف عل ف ب يت كا تب السسطور فسالسسبوع الاضسي و مع أهله وإن ل يقابل ها لعدة أسسباب ..ك ما قام بتعز ية السسيدات
الرحومات كبايه ..بتشديد الباء الفتوحة ..وعسله ..ونروسية ..وبنت الزلطه!!
ظريفة ..يا أخت الرجاجيل ..إنن
زبون ..ومن حق الزبائن .أن يَبكوا
فكم عشت ف اللوح العلّق ف الوا
أنافح من دقوا الرؤوس ..إذا احْتكّوا
وكم أنا للسوبيا مب ..وعاشق
لدنوهك الال ..ين له ال َفكّ
القط حبات الفشار ..وانتشى
بقلية طعما ..عليها لنا الرّكّ
لقد سال دمعي ..حي قالوا :ظريفة
توفت ..فواسان بعزلتك ال ُكشْكُ
أحوم حواليه ..وطيفك ماثل
أمامي لوحدي ..فالماعة قد َفكّوا
وسيبت راص الال ..والربح كله
يبعثره القطل ..ويلهو به ُعكّوا
هو الال ..للمحروم ..للنهي غدا
بذا تصدق المثال ليس با شَكّ
وانتهيا أخيا إل ضرورة الستئناس برأي السنيور ((ماركو)) ..اليطال القيم أيامها ف جدة كصاحب دكان وسواه!!
ومن اللزم قبل الدخول ف تفاصيل ما ت بي الطليان ماركو والقاريق إيكيليا وين وعائلتهما أن نتعرض بإياز ليثية
ماركو ..فهو صاحب الدكان العروف باسم مل ماركو ..وكان مقره ف صف الدكاكي الت تاور سوق الراج والت يقع
حاليا ف صفها دكان الفتيحي الصائغ..كما كان سكناه ف بيت عائلة الشبكشي وهو البيت الذي اشتهر بعد الدميات باسم
بيت الدهب الذي كان سببا ف تسمية الشارع الطويل العريض الال باسم شارع الدهب.
كما كان ماركو هذا صديقا للكثي من زبائنه ..وليانه من صف الدكاكي وبالخص للشيخ خليفة بياع السجاجيد ف
الدكان الذي يو جد به الن دكان ب يع الشال ورفي ها والذي كان مل صقا لدكان بقالة إيكيل يا وي ن ق بل الدميات الخية
والديثة جدا..
و من غ ي إطالة ف التفا صيل ف قد أ يد ال سنيور مار كو ذهاب إيكيل يا ب عد منت صف الل يل لزقاق الن جي لرؤ ية الدجية
ولقابلتها وأخذ حديث صحفي معها باسم صحيفة الساجيو اليطالية الت كانت ف بدء تأسيسها آنذاك باعتبار أن ماركو
قد قبل أن يكون مراسلها ف جدة ..ولكنه اشترط شرطا وحيدا ..وهو أن يذهب أفراد العائلة جيعا ويرابطو ف أول قصبة
النود حت إذا حدث ليكيليا ما ل تمد عقباه سارعوا إل ندته ،أو إل إنقاذه أن تعرض لطر أكب!!..
وبدون تطويل أيضا ..ومن جديد فقد ذهب الواجه إيكيليا ..وخش الزقاق بعد نص الليل ..ورأى الدجيه بقنعتها..
وببقع ها وشيل ته البق جة ..ورق صت أمامه رق صة الزمار ..وضح كت ف وج هه الضح كة الرهي بة ،آخر ال مر ..وتل شت
كالطيف ..بعد أن اطمأنت إل أن الواجه إيكيليا قد عملها ف بنطلونه من الرهبة والوف ..وجرى مهرولً حيث يرابط
افراد العائلة الذين تلقوه بي أحضانم مرتعدا منتفضا وكأنه تت تأثي حى بلغت درجة الرارة فيها حوال الربعي..
ويذكر أحد أفراد العسس الذين كانوا هناك أن ايكيليا عاد فتمالك نفسه حي أبصر بنته الصغية ترج لسانا له أي
لبيها فاستعاد رباطة جأشه ووضع ابتسامة تقليدية على شفتيه ..وسارع إل زوجته الت فاجأت بقولا:
الزوجة :بوسس سيه؟ يعن كيف الال؟
إيكيليا :كاله!! كاله كاله!! يعن :طيب!! طيب!! س طيب!
الزوجة ها؟! انتو سفتوها ..دجيه هادي؟
إيكيليا :سفتوها سفتوها بعين هادي اللي بكره يأكلها الدود!!
الزوجة :هي خلوة؟ خلوة؟ أوريا؟ أوريا؟ يعن جيلة؟ جيلة؟
إيكيليا :بول بول أوريا!! يعن عال جدا ..جدا عال!!
الزوجة :وايس كلتو؟؟ وايس هي كلتو كمان؟
إيكيليا :أنا كلتو :كال ميا؟ هي كلتو :كال ميا؟ بعدين أنا كلتو :باركا لو ..و ..و..
الزوجة مقاطعة :وه!! وه!! وه!! هو أنت سويت إيه ف البنطلون حق النت ..يا إيكيليا؟
إيكيل يا :ل ن نروخوا للب يت ان ت غ سلي البنطلون ..بس ما أ حد يشو فو ..ها؟ وه نا ي سن أن نتو قف عن بق ية الق صة
التعلقة بالقاريق وباركو ..ونكتفي أن يكون ما سبق دهليزا للحكاية عن بطل أسطوري شعب آخر ..هو ..هول الليل!!
..وهول الليل وهذا اسم شهرته الطويلة العريضة ف سجل أساطينا الشعبية ..وليس هو اسه الحفوظ ف دفتر مواليد
طائفة ..بسم ال ..بالطبع ..وإن كان معروفا أنه من كبار الطائفة بل إنه أكبها حيث أن نفوذ هول الليل يتعدى الدن إل
حيث اللء الواسع والمتد على طول الطرق بي جدة والدينة من جهة ..وبينها وبي مكة فالطائف وما بعدها..
وهول الليل عائليا ..هو خال أظرف جنية ف أساطينا الشعبية ..إنه خال ((الدجيه)) وكفاه بذلك شهرة وفخارا.
كما أنه شقيق ((المية)) ..أمها وصهر البعبع زوجها ..أما أبواه غي الشرعيي فهما العفريت والغوله .ف أشهر القوال .
وينفرد هول الل يل وهذا سبب زيادة نفوذه وامتداده ..بأ نه م تص بإدخال الر عب والفزع ف قلوب الرجال وحد هم
دون النساء والطفال ..وخصوصا وأن من أوائل الرجال الذين يسبون حسابه دائما ..ول يفزعون إل منه الرجال الذين
تعودوا ال سي ليلً ف الل الال والرب العال ك ما نقول فرادى أو موز ين ..وكذلك الشاكلة والطال يق الوا ظبي سنويا
على زيارة مسجد الرسول جاعة من ..الركوب ..جع ركب ..وهي الماعة الت تسافر للمدينة للزيارة على ظهور المي..
وطريقة هول الليل العروفة هي تعرضه للسائر ف الب ليلً وبالليال الظلمة والت ل قمر ول بدر فيها ..حيث يبدو من
بعيد وهو يمل فانوسا يتراءى نوره لعي السائر فيستبشر أول المر به لعتقاده أنه ضوء الضاحية أو القرية أو القهوة أو
الكان الذي يقصده ..فيجد ف السي وعينه معلقة ل تنحرف عن نور فانوس هول الليل الذي يأخذ ف التنقل بالتدريج من
ج هة لخرى ..وبتفاوت ف الب عد مرة ..و ف القرب مرات من ع ي النا ظر ليتل عب به وبأع صابه ك ما شاء تهيدا لوقوع
الرعب الكب ف قلبه..
تلك هي القاعدة ال ساسية لطري قة هول الل يل أ ما أ سلوبا العام فإ نه ب عد أن يا يل فري سته بنور فانو سه طويلً يبدو
أخيا لعيس التتبسع لنور الفانوس عملقا طويلً له سساقان مرتفعتان إل أعلى الوس ..وكذلك يدان طويلتان طو ًل غيس معقول
اطلقا ..وف آخر اليد اليمن يبدو الفانوس السحري ف اشكال خيالية بعيدة عن التصديق أما إذا ترأ من تعرض لداعبات
هول الل يل فر فع رأ سه إل أعلى و مد رقب ته إل الفضاء الوي العال في جد وجها غر يب الش كل مشوها مفزعا ل ي كن
للناظر إليه مرة أن يكرر نظرته إليه حيث إما أن يكون قد سقط مغشيا عليه ما رآه ومن الصرخات الدوية الت يبدأ هول
الليل ف إرسالا من شدقه الواسع الضخم أو أن يكون قد أغمض عينيه وتول هاربا متخبطا ف الباري إل حيث تسوقه
قدماه ح ت ي سفرالصبح ..أو ح ت يذ هب ع نه هول الل يل ب عد أن يكون قد تل الرء لول الل يل كل ما يف ظه من اليات
القرآنية وآية الكرسي بصفة خاصة..
وضحا يا هول الل يل من أهال جدة ف ع هد الظلمات ..وف شو الم ية .وقوة العتقاد ف ال ساطي كثية وح ي أ خذ
عددهم ف الرتفاع ..وأضرب الكثيون منهم عن الطلوع مع بشكاتم إل مربعة الندي ف الكندره أو إل مربعة الشاط
قرب القوزيسن أو إل مربعسة السسقاف بالضغاري حيسث يقوم الن أوتيسل قصسر الكندره مكاناس ..اجتمسع رؤسساء البشاك
والقويي .ومن ضمنهم القدامى من أمثال الدرويشيي درويش سندي ودرويش كيال .حامد عزايه وسليمان أبو داوود،
والرقام ومن لف العمة لفهم ..والشباب أيامها من أمثال الشيخ عبد الرزاق عجلن وحسي أصفهان س وبن زقر وأحد
عتيب ..وتداولوا ف أمر هول الليل الذي سيحرم الميع من السمرات والسهرات خارج جدة ..وانتهوا إل تقرير الت:
( )1اجتهاد كل فرد من أفراد البشكة ف الطلوع لحل القيلت والبات قبل غروب الشمس.
( )2أن يتواعد كل شخصي أو أكثر للطلوع سوية للئتناس ببعضهم.
( )3أ ما النشغلون بأعمال م والذ ين ل يتمكنون من الروج لوجهت هم خارج ال سور ح يث تكون البش كة فيتح تم علي هم
شراء أتاريك اليد الصغية أم البطاريات.
( )4اصطحاب كل فرد من أفراد البشكه بصورة عامة مصحفا صغيا أو على القل حله إما جزء عم أو جزء تبارك
حت ولو ل يكن قارئا س أو فاكا للحرف.
( )5وجود الشواحط أو الشوان أو القطل أو الشاعيب ..وكذلك الطاوي والسكاكي الصغية الجم مع افراد
البشكه من الهية بكان..
( )6ضرورة رفع الصوت من يقع فريسة لول الليل والصراخ باسم رئيس البشكة ..أو القوي للشعار عن مل وجوده
مكوما أو تائها لجراء السعاف اللزم له.
وقد قام بالبصم بالبام أو بالنصر أو بالبنصر أو بوضع الهر أو بالختام كافة الجتمعي بعد ما رددوا جيعا ..كلنا
فيها والراجع ف كلمو مرة!!
..وأتذكر وأنا صغي أن من ضحايا هول الليل رغم تقدم الدنيا أيامها أخي وشقيقي الكب يوسف قنديل فقد كان
مغرما هو وقريبنا على عبيد وها شابان قد خط شارب كل منهما من أيام أو أسابيع بالطرب إل الجسات ..واقتضى هذا
الغرام والشغف بالطرب أن استجابا دون علم الوالد لفلة طرب ليلية خاصة يقيمها رائد التقاسيم على العود الشيخ سعيد
زقزوق ش يخ الياط ي بدة ف صندقته الشب ية ف الضفاري ..و هي قط عة من اللء مليئة ب فر الياه الكوّ نة من المطار
يشرب من ها أ هل جدة ض من ما يشربون أيام ها من مياه ال صهاريج ..والع سيل ..والكندا سه ..وموقع ها حاليا ف النط قة
الجاورة والحي طة بأوت يل الكندرة حاليا ..وكان ت ت الطرب مكوّنا من ال سادة ..ر ضا أم ي سراج ال سمكري و صاحب
دكان الشيش بالراج س والكاظا ..التكرون العرج الزقزوقي والذي انتهى به الطاف بإذاعة روما أيام الرب الثانية.
وب عد أن انتهت حفلة ..يليش يليش ..واقتضى ال مر عودتما للبيت بدة من الباب الصغي الجاور لباب مكة الكبي
تعرض لما السطوري الكبي هول الل يل بفانوسه الذي ظن كل منهما أ نه نور باب مكة ..ث لا طال الشوار حسب كل
منهما أنه نور قهوة أحد طوال الكائنة أمام باب جديد ..ث أعتقدا أنه ول شك أنه نور سقالة النكليز الت كانت تقع على
ل سان ب ر الط ي ..وأخيا عر فا أن ما تائهان ..وإن الت سبب ف ضياعه ما هو هول الل يل وأشف قا أن يتمادى ف تلع به
بأعصابما أكثر فأكثر إل أن يبدو لما ف شكله الرعب ..فصرخ علي عبيد بأعلى صوته القونا س القونا..
هنالك برز ل ما أ حد ساكن الرو يس و هو صياد من ا صحاب القوارب ال صغية ال ت ي سمونا ((الواري)) وكان ف
طريقه للبحر لصيد الساك ..ودلما على طريق جدة حي بدأ نور الصباح ..وصل أخي للبيت ليأخذ دشا من الوالد على
مرأى من الميع ..ومن أنا بالذات حيث سعت اسم هول الليل لول مرة!!
كما أن من ضحايا هول الليل أيضا من الماعات ..ركب الشيخ عبد الوهاب حاد ..وموجز القصة أنه بعد أكثر من
أسبوع دار فيه ((الزهد)) يرغب الناس ف زيارة مسجد الرسول واللتحاف بركب حاد ..خرج الركب بم ..وكان عدد
أفراده أك ثر من خ سي رجلً وب عض الغلمان ..و قد حدث ن ((الغي ن))وكان صغي ال سن صبيا ف الر كب أن هول الل يل
خايل هم أك ثر من مرة ..وأن ب عض الفراد و هم من مشاكلة ومطال يق حارة الشام قد أ صيبوا من ((الفج عة)) بإ صابات
متلفة ..فالواد ((البتره)) لزمته ((التهتهة)) ف كلمه لخر أيام حياته ..وأن الواد ((أبو قورة)) أصيب بالسهال الدائم
((الدوسنطاريا)) وأنه هو شخصيا أصيب بلوحة ف رقبته ل يشف منها رغم الكي التواصل بالسكينة الحماة ف النار.
من أ سبوع وال ت يبدي في ها وبنا سبة البق ية ال ت و صلت لريدة عكاظ من ال سيد من صور الار ثي (( من م ستوره))
إعجا به بالش عبيات ويطلب شول ا لدن المل كة ..ل نن سى ما حدث لر كب الماد هذا ..ف قد ذ كر الغي ن أن الر كب قد
تعرض لعاكسة شديدة ولداعبة ثقيلة من هول الليل قرب ((مستوره)) الم حت إذا أدرك أفراده الرعب والول ..وبعد
من صوابه كعادا ته و سحب الفرد أ بو سته وأطل قه صوب هول الل يل لطفاء فانو سه الخادع أن خرج الواد (( صنقور))
برزت لم ف عتمة الليل مولدة سوداء بلون الليل صائحة بم من ناحية الضلع الين القائم على الطريق ..تراكم غلطاني..
وتراها معاكم ((مستورة)) ما معاكم جادة ..الدرب ما هو هينا ..تراه هناك ف الضلع اليسر ..ل يغشكم هول الليل
فانرف الر كب ..وكان الز من قريبا من الف جر ..وأ خذ طري قه ال صحيح وودع الر كب الولدة بالدعاء ..والتاف ثلثا..
تراها مستورة .يعيال ..مستورة مستورة ويقال إنه منذ تلك الليلة أصبح الوقع الواقع بي الضلعي الؤديي إل مستوره
الم أو الالية تسمى كذلك ..مستورة!!
وعلى أساس ما سبق فرب فضول شديد الفضول يتساءل ..ما هو السبب أو الدافع الحرك لول الليل لعماله هذه
ال ت يفعل ها ل كل سائر ف الل يل البه يم خارج الدن؟ والواب على هذا ال سؤال الوج يه ر غم صفة الفضول ف يه هو تعل يل
الرحوم الشيخ السبيان جد جد البن ممد سبيان الستاذ لدة وجيزة بدرسة الفلح ..وأحد تلمذتنا القدماء فيها ..ويقول
هذا التعليل..
((إن الن طائفة معترف با قبل كل شيء ..رغم أننا ل نراهم دائما بأعيننا ..وبالخص ف النهار .أو ف النور أيا كان
سواء كان نور ل بة ..أو فانوس أو قمر يه وإن الد عو هول الل يل كان مغرما ف شبا به بفتاة جن ية من طائف ته وأن هذه
البنت النية هجرته حي عشقت من طرف واحد أحد أبناء النس والسبيان الد يعن نفسه بذا .وإنا برأى من هول
الليل تزيت ف إحدى الليال بصورة قطة سوداء ..ودخلت بيت عاشقها ورابطت تت الكرويته تنونو باستمرار والنونوة من
طرف ها كا نت بثا بة شكوى صبابتها وحب ها ول كن أم العشوق الن سي ال ت ل تعرف ل غة ال ب ف ن طق الب ساس أزعج ها
المر ..فطلبت من ابنها البحث عن القطة ..وبالعثور عليها وإخراجها من تت الكرويته أمرته بضربا برأس الكنسة ..وإن
القطة اعتبت ذلك من عاشقها مداعبة أنسية فازدادت نونوتا ..هنالك أمرته الم بقذفها من النافذة ..ففعل طاعة لوالدته
ويا ليته ل يفعل ..فقد وقعت البسة على حجر صلب فماتت ..رغم أن للقطط سبعة أرواح))!!
هنالك حلف هول الل يل أ نه سينتقم من الب ن آدم خارج الدران ..وه جر مدي نة جدة ولزم اللء ل صطياد ال سبيان
الذي كان يزور خطيبته النسية معظم الليال ف الكندرة ..وبالتال لعاكسة كل من يتعدى السور ..بالضافة إل أنه من تلك
الليلة أصبح كل الناس ل يرؤون على ضرب أو إيذاء أو قذف أية قطة سوداء تسبا للثأر من جاعة ..بسم ال ..كما تركّز
العتقاد بأن البسة السوداء غالبا ما تكون من هذه الطائفة ..ول يزال هذا العتقاد سائدا حت الن!!
ذلك هو السبب الوهري ف معاداة هول الليل للنس ..وف هجره للبلدة وف ترده الدائم لكل من تعدى السور ..ث
زاد ف رق عة نفوذه فش مل اللء أيا كان موض عه ..ح ت اكت سب شهر ته الطويلة العري ضة ..وأم سى ..ول ي صبح ..رمزا
لرهاب الناس ..إل أن امتد صيته هذا ..فدخل ..ويا للغرابة ويا للعجب ..دنيا الدب وعال الشعر على الصوص.
فانت هز الرحوم حزة شحا ته هذه الفر صة ..وابتدأ يلج باب الن قد بذا ال سم ف أوائل الم سينيات ولذا ال مر حد يث
شيق.
..من أول يوم من مطلع العام الجري عدد 55بعد الثلثمائة واللف استلمت رئا سة ترير جريدة صوت الجاز من
نبة الشبان الحررين لا قبلي وهم الساتذة ممد حسن عواد ممد حسن فقي عبد الوهاب آشي ..وانتقلت فعلً من
مدرسسة الفلح بدة إل مقسر الريدة كرئيسس للتحريسر ..زميلً لزميلي فس الروشان الطسل على زقاق الشبيكسة مديسر
الشتراكات با الشيخ أحد السباعي.
وابتدأت ب عد العداد الول ف إحداث حدث أ كب ب عد الحداث ال صغرى وفات ت رف يق الدرب ف الياة الرحوم
حزة شحاته ف تأسيس النقد الدب لا كان ينشر بساب ودون حساب من مقالت وأباث وشعر ..وبعد ماورة ومداورة
ومداولت ق بل حزة أن يك تب ف عمود خاص من الريدة واشترط أن ياري الو ضة الشائ عة حينذاك و هي الر مز ل سه
بتوقيع يتاره مثلما يفعل الساتذة .س.ع .الصامت س هو أحدهم إل آخر القائمة العروفة بالتواقيع الرمزية .فقبلت ذلك
منه.
وجاء أول مقال له أخذته منه باليد رغم معارضة الب عزيز الذي كان يكره التواقيع بغي السم الصريح!! ف مكتب
شركة التوفي والقتصاد الت كان مقرها ف بيت باناجه بكة الكرمة والطل على الصفا قديا والذي هدم ضمن ما هدم ف
حينه ..وبعد أن طالعت القال فوجئت ف آخره بذا التوقيع ((هول الليل)) وبالباسطة الحدية والتفاهم الخوي ظهر أن
اختيار الرحوم حزة شحا ته ل سم هول الل يل إن ا ير جع لعتبارات كثية جدا أه ها أن الب طل ال سطوري هول الل يل له ف
تارينا الشعب اسم شائع مذاع وميف وأن الرجل ..وإن كان جنيا أو عفريتا من جاعة ((بسم ال .بسم السله)) ..إل
أ نه ذو مبدأ واحد ل ي يد ع نه وك ما أن هول الل يل قد فرض على الحتم ي بالدران ف بيوت م ودا خل سور الدي نة أل
يتخطوا الدود فإنه أي حزة سوف يؤدي هذا الدور ف دنيا الدب وف عال الشعر بالذات.
ونظرا لن المانة الدبية تنع الجاملت الشخصية س ومع أن أخي الستاذ عباس حلوان صديق عزيز فل بأس من
اللام بطرف من أطراف العر كة الدب ية الشعر ية العرو فة بعر كة ((هول الل يل)) ..وبدا ية الوضوع هي أن الخ الشا عر
اللوان نشر قصيدة له ياطب فيها مبوبته بقوله ((أنت أحلى من أهل باريس أنت)) .وهنا تصدى لا وله هول الليل بنقد
عنيف وحاد س وقد دخل ف المر مدافعا عن اللوان الدكتور الديب ((حسن الطاهر)) فكتب مقاله الول ث مقالته
التالية بتوقيع ((سهران)) .كما اشترك سواه وقد حى وطيس النقد بي اللوان وسهران وسواها من جهة وهول الليل
من جهة أخرى ..حت انتهت العركة أخيا بطلب إيقافها من معال الرحوم الشيخ ممد سرور الصبان رئيس شركة التوفي
والقتصاد الت تتبع لا جريدة صوت الجاز تاريا قبل أن تندرج كعمل من أعمال شركة الطبع والنشر!!
من هذا ..ودلئله موجودة مفوظة ف أعداد صوت الجاز لعام 55أو 56هجرية على الرجح دخل هول الليل دنيانا
الدبية ..ناشرا الفزع والرهبة والرعب بعد أن تاوز مالته ف الليان والباري وأطراف القرى والضواحي من مدينة جدة
وأخ صها مشارف الكندرة ..والروي سي العلى والد ن ..وب ن مالك والنلة اليمان ية .والثعال بة ..با سطا نفوذه في ما ب عد
حت لا بعد أبيار علي بالدينة النورة ..ولعال الفرع بالشفا وجبل قرنيت..
هذا ..و قد اشت هر هول الل يل أيام وجوده الذ هب ..بأ نه ذو مزاج شعري ف هو ي ب البدر ف تا مه ..ويع شق الليال
القمراء ولذلك فقد حرم على نفسه القيام بأي نشاط عفريت أو جن فيها حيث يعكف على دراسة الشعر وإلقائه ف وادي
عبقر الذي يصل إليه من مقره ف ((الضفاري)) بشقحة إن أسرع وبشقحتي إن أبطأ..
كما اشتهر رغم العروف عن نباتية طائفة بغرامه الشديد بالتهام الرخال جع رخله وهي النعجة مع كراهيته الطلقة
للطليان ..وقد ظهر ذلك حي اشتكى جيع البدوان ف كافة الليان باختفاء رخالم أي نعاجهم ف الليال القمراء..
و ف هذا الباب يقول زميل نا الفل حي ف الدرا سة و ف ال ستاذية بعد ها الرحوم التو ف ف عز شبا به وعمره ل يتجاوز
العشرين من عمر الزهور أثر إصابته بالدري وعزل أهله له ف عشة نائية بالكندرة مقر العائلة ..الشاعر الكندري حامد
أبو تومان:
علمك ..يا أبا الول الباح
إذا القمراء لحت ف الضواحي؟
سطوت على الرخال ..وأنت قرم
طويل الام ..مغرود الناح؟
وسبت ذوي القرون السود طالت
من الطليان ..دون أذى متاح؟
أتلك دعابة أيضا؟؟ ولون
فريد ..بي أنواع الزاح؟
***
أهول الليل ..حسبك ..إن هذا
يسبب أزمة بي الضاحي!!
فمن لطلينا ..إن رام ليلً
معانقة الرخال ..على البطاح؟
فبعبع وحده ..وأتى لعندي
ليشكو صاحبا ..يشكو لصاح!!
فباسم الشعر عشت له مبا
دع الرخلت ..تسرح ف الراح!!
وسيبها لجلي ..إن هذا
رجاء ..جاك ..من ولد فلحي!!
..وأخيا فذلكم هو السطوري الشعب الكبي العملق ..هول الليل ..بكل معاكساته ومداعباته ..خال البنت النية
((الدجية)) وشقيق والدتا الست ((المية)) ورحيم ((البعبع)) زوج أخته.
ولقد نزح من مدينة جدة بعد أن توفيت عشيقته العفريته الصغية أثر قذفها بيد معشوقها النسي من الطاقة ووقوعها
ل هائما ف الل الال والرب العال بي الباري والبوادي وإن كان قد
على أضلعها فوق حجر منقب كبي ..واستقر متنق ً
ات ذ له مقرا شتويا ف الضفاري ال ت أ صبحت اليوم مزدح ة بالفيللت والعمارات والبنايات الدي ثة وأه ها فندق ق صر
الكندره .كما اتذ له مقرا صيفيا على طرف البحر ف ناية الرويس العلى.
ويذكر من رآه عيانا أنه ف طول عنج ابن عنق إن ل يزد عليه وأنه صاحب أطول ساقي منفرجتي باستمرار ..وإن له
وجها يكره ال والناس لقاءه وعينيس تقدحان بالشرر الذي تكفسي شرارة واحدة منسه لرق أعتس الصسخور ..أمسا قهقهتسه
فتفوق صوت الرعد ..كما أن دموعه حي تنحدر لدى ذكرى حبيبته تزيد عن كميات الطر الاطلة سنويا ف أغزر الواسم
الطرية.
أ ما سبب تسميته باسم شهرته الستفيضة ..هول الليل ..فيعود إل أنه ل يظهر أبدا أبدا ف أي نار ..ول ف أية ليلة
مقمرة ..وإل أن مايلته بفانوسه لتضليل العابرين تسبب أفظع هول يلقاه البنو آدميي..
ول قد ب قي ا سم هول الل يل ح ت الن يطلق على كل طو يل ج سيم مفزع .ف يا طال ا ترددت وتتردد على الل سنة جلة
((شوف يويا الراجل اللي زي هول الليل)) ..أو ((هو اشبو عامل كدا زي هول الليل)) أو ((تروح من هنا وإل أزهم
لك هول الليل)) إل آخر تلك المل الوروثة والت بدأت ف النقراض..
أ ما سبب وفاة هول الل يل الباشرة ف هو قيام الكو مة ال سنية بإدخال الكهرباء وإزالة سور جدة ..وتشج يع العمران..
وردم حفر الاء والصهاريج القدية وتعبيد وسفلتة الشوارع ..وفتح الدارس حت ف الضواحي والقرى الصغية وإياد
شرطة ((النجدة)) وإعطائها رقم تسعات 999والسعاف ورقمها 97والطفاء ورقمها 98والستعلمات ورقمها اللي
ما يرد إل ف النادر 95مع تصيص خسة أرقام للكهرباء وهي من الشمال لليمي 23044..وبذلك كله أو بعضه ل يد
هول الليل مكانا يندس أو يتخشخش فيه..
وكان أهم ما سبب لول الليل السكتة القلبية حسب تقريرنا الطب تنقل الناس الن حت ف مشاويرهم القصية جدا
بالسيارات بدلً من السي على القدام ولو لدقائق معدودات..
وأخيا ..ل آخرا ..انتقال جريدة عكاظ إل شارع اليناء ..وتصسيصها للشعسبيات باس فيهسا السساطي القديةس ..ركنا
تسسلط منسه الروف والكلمات ..وتزقلهسا جهارا نارا على رؤوس مصسادر الرعسب القديةس مسن أمثال الدجيه ..والميسة
والبعبع ..عائلة فقيد الهالة والرافات والظلم بكل ما فيه الدعو الن ..ذاك اللي كانوا يسمونه هول الليل!!
وبوجب ذلك .فقد استطاعت عكاظ الريدة ل الؤسسة س أن تنفرد كعاداتا بالصول على القطوعة الغلبانة اللي
كانت عايشه لوحدها ف داخل علبة من التنك ..وأن تنتزعها بقوة ذراعها من ذراع عفريت العلبة ..وهذه متوياتا:
إل أين ..هول الليل ..غاد وسائر
وقد شيدت وسط الضفاري العمائر؟
وشعشع نور الكهرباء ..مبددا
ظلم ليالٍ ..ما عليها ستائر..
فقل لبشاك المس قوموا تفرجوا
على جدة الكبى ..بناها الكابر..
فجدة قد أمست يوي ..وأصبحت
عروسا بق ..قد جلتها النواظر..
فليس لول الليل بي حدودها
وحول ضواحيها ..خيال ..وخاطر..
ففانوسه السحري بات مكشرا
طفته من اليل الديد البصائر..
وساقاه ..والوجه القبيح ..وطوله
مع العرض قد دارت عليه الدوائر..
فسار بنص الليل هفتان ..دائخا
إل حيث ضمته هناك القابر!
***
تعال إلينا اليوم إن كنت شاطرا
وإن كنت جنيا صحيحا ..يكابر..
لتبقى لدينا تريقاء ..وفرجة
ومصخرة ..يا اللّه ..تعال ..يشاطر!!
مبَا..
حب َ ْ
َ
تلقيت خلل السبوع الاضي بعض الكالات وبعض الرسائل من الطرين الادحي جزاهم ال خيا ..للشعبيات الت
يقول أحد هم عن ها أ نه موا ظب يوميا على قراءت ا من أول حرف نثري ح ت آ خر ش طر شعري ..فشكرا جزيلً ل م على
إطرائهم ومدحهم اللذين يدخلن ف حدود القاعدة الذهبية الت قننها صديق الكل سيادة الستاذ السيد علي حافظ ف عجز
بيته القائل ((لكنما القصد تنشيط الماهي)).
ولقد كان ف طليعة هؤلء الكاتبي إلينا عن الشعبيات سيادة الخ الستاذ ممد علي خزندار أحد كبار موظفي وزارة
الالية العبدل السليمانية السابقي والتقاعدين ووالد العزيز عليه وعلينا الستاذ حسن خزندار مدير إذاعة جدة .وف ما عدا
ما يراه ويطلبه سيادته من الكتابة عن العادات والتقاليد والساطي الشعبية فإنه يتلقى مع الخرين ف طلبه وطلبهم الكتابة
عن حبمبا!!
ولعلّه من ال صادفات العجي بة والؤكدة لتوارد الوا طر أن ن ك نت ق بل ورود هذه الر سالة قد انته يت تقريبا من تر ير
سية الن سة ((حبم با)) .وأعجب من ذلك كله ..بزمان ..كما يقولون ..وهذا ل يصل إل بنسبة %5على أكب نسبة
مئوية تقديرية إنن قابلت أثناء هذه الرسائل والكالات العم ..أبو راصي ..كما كنا نسميه.
وال عم ..أ بو را صي أ حد الشخ صيات الشعب ية الظري فة جدا ..و قد أخذ ن ح ي قابل ن ..أكر مه ال ..بالحضان حضنا
وراء حضن وبالسلم ((عُ ْربَه)) فما لفم ودقنا لدقن ..وشنبا لشنب ..وبوسه ورا بوسه ..وسلمه قفا سلمه ..وال زي ما
باقول لك كدا ..وعندما قبلن أو حضنن على الصح تشهدت ف سري ثلثا لن الذكور قد أزعجن بصورة عنيفة ..فإن
هذه القابلة والفاوة رغم حرارة اللقاء فيها وشرح كثرة الشواق كانت مصدر عذاب مرير لن كان ف مثل سن وسن العم
أبو راصي إذ إن للمذكور شنبا تشبه شعراته رؤوس الدبابيس ف حي أنن بسبب أكوم الذي استلبشن أعيش ف حكم
الرود من ناحيت الذقن والشارب على السواء.
ول أطيل عليكم أكثر ما أطلت ..فبعد أن أخذ العم أبو راصي ..بعد أن أخذ غائلته من راح يكيل الثناء على واجبنا
الذي قمنا به نو الحبة من شخصياتنا الشعبية عموما ..وبالذات نو النس اللطيف مثيلت السيدات العزيزات بسباسه..
وبيب زينب وظريفة ..وختم حديثه ل بقوله ..وال يا سيدي أحد ما دام أننا جبنا سية العتات الشعبيات ..فترى ل مكن
أبدا ..أبدا أنك تنسى الظمظيل ((حبمبا)) خصوصا وأنا ما كانت تعرف لا أبا ول أما ..وأنا كمان عاشت زي الكادي
ما يادي ..فايش قلت؟ توعدن؟ كلم رجال؟ تكتب عنها؟ انتهى كلم العم أبو راسي!!
..وه نا ل أتالك نف سي استغرابا من هذه ال صادفة العجي بة ال ت يتلقى ب ا كات بو الر سائل وأ صحاب الكالات وأ نا ف
ل اطمئن ..فستقرأ قريبا عن حبمبا وف سراها ..ولكن على شرط واحد هو أن
موضوع واحد ..فهتفت بالعم أبو راصي قائ ً
تعتقن عتق ال رقبتك من تكرار الخذ بالضن ..والسلم العربة حقك دا ..فضحك وسلم علي مودعا إياي من بعيد لبعيد
بقوله ..ف أمان ال .ول نكد نتفارق حت صقعته ردعا له ولمثاله من يسرفون ف الخذ بالضن ..وف الغراق ف السلم
عربه ..وتشويك عباد ال بشعر الشارب ..والكرداشة ..أي الذقن.
بالت قل لن قابل الحبة يوما
بعد طول الغياب بالبواز..
سلمة بعد سلمة ..ف عناق
كلحام بالنار بعد القاز..
يا حبيب يا ابن اللل بلشي
من تفاني حبك الوخاز..
يعن ألّ تضمن وسط حضن
عاصرا جثت كعصر الكراز؟
نازلً فّ للشفايف مصّا
مثل مص الليمون ..بي اهتزاز..
مش كفايا ..تقول أهلً وسهلً
من التقاء الحطضان بالبزاز..
بي بوسا أو اثنتي ..يسيدي
زي نقر العصفور للمواز..
رب كرداشة تُسبّب وخزا
فاق طظ الدبوس ف أوخاز..
بطلوها!! أو أننا سوف نشكو..
أمركم ..للنقيب ..للهزاز!!
أ ما ما كان من أ مر الب عي سى أ بو الحاف يظ ووالد ابدو ..فإ نه إزاء ما رآه من فدائ ية حبم با ال ت ر مت أو قذ فت
كالقنبلة بنفسها لتحول ..بأمر من ال ..بي الولد والسيارة مضحية بذاتا ل يسعه إزاء وإزاء تصرفها الهذب مع السائق إل
أن يبادر فيز قل مافي ظه بعيدا ع نه ح يث أل قى بالحفوظ ي برهوم و سلمه من فوق كتف يه ف سقطا يتدحرجان بوار الدار
السامت للطرف اليسر من الشارع ف مكان وجودها مع أبيهما وبالبقعة الت ل يكن أن نطلق عليها كلمة رصيف لعدم
سفلتة الشارع وتديد مكان الشاة فيه.
كما أنه أي الب عيسى أبو الحافيظ ..دفع بقوة وبسرعة كذلك بكل من الحفوظي طاهر ويي فسقطا على الرض
يتدحرجان ها الخران بانب أخيهما ..متقدما هو بسرعة وف ذهول النوّم تنويا مغناطيسيا إل النسة حبمبا ماولً تقبيل
يد ها ورا وقدام ولك نه فوجئ هو ال خر بتشبيك ها يدي ها على صدرها ف براءة وردت ف إغراء ..ملق ية نظرة إل الولد..
أبدو ..الذي ابتسم لا ث تشربط بساق أبيه ناويا الرتقاء إل كتفه للفرجة من فوقه إل منقذته ومن أصبحت والدته منذ
ذلك الصباح ..وف ثوان معدودات اختفت حبمبا عن نظر الميع كأن الرض انشقت وابتلعتها.
هذه الادثة بالذات هي الت كانت السبب الباشر ف لفت النظر وف استفاقة شهرة النسة حبمبا أو الظمظيل على حد
ت عبي أبو راصي ..ف سبحان واهب الشهرات لن ي ستحقها بدارة وبذكاء ..ول ن ل يستحقها إل بصادفة عابرة من بلهة
دعباء وعدم إدراك.
هذا ..ويؤ كد الثقاة من سكان جنوب جده أن حبم با لي ست بالتأك يد وح سب شهادة كل من عمدة الثعال بة والي من
والظلوم من مواليد جدة ..والشائع أن اللسنة وف بطون الدوسيهات واللفات بدوائر الشرطة أن حبمبا وفدت وهي بنت
مراهقة إل مدينة جدة ذات مساء قادمة من جهة ((المرة)) تسعى على قدميها الافيتي وكانت ترتدي فستانا أي كرتة
رمادية اللون منبوشة الشعر ..تمل على شفتيها تلك البتسامة البلهاء الت اشتهرت با طيلة حياتا كما تمل بيدها اليمن
غصنا أخضر رمزا على مبتها للسلم ..رغم أنه أثبت بالفحص الزراعي أن الغصن الخضر هذا ل يكن غصن زيتون ..كما
أنه ل توجد عليه آثار أو أثر زرق أية حامة بيضاء أو سوداء ول كذلك أثر أية عضة تدل أنه حي انفصل عن شجرته حلته
تلك المامة بنقارها وطافت به داعية للمصالة بله السلم ومعذرة لستعمال لفظة ((بله)) بفتح الباء وسكون اللم وفتح
الاء وهي اسم ف عل بعن دع وأنزل ..مثل دع التطويل أو دع الستطراد ..فقد وردت رغم إرادتنا لننا كنا قد دعينا
لكالة تلفونية أثناء الكتابة مع أحد التقعرين الذين يؤاخذوننا على استعمال الكلمات البلدية الشعبية من كتاباتنا فأحببنا أن
نرضيه باستعمال ((بله)) بدلً من ..أخصر..
ونعود لقيقة الغصن الخضر الذي كان ف يد النسة حبمبا حي وطئت قدماها أرض مدينة جدة لول مرة ..فقد ثبت
أنه من أصل شجرة ((نبق)) والنبق بكسر النون وسكون الباء أو فتحهما هو حل شجرة السدر وعندما يزهو ويلو يسمى
((حلوي)) بفتح الاء واللم وكسر الواو ..وهذا التفصيل ضروري جدا ..وبالخص للجيل الديد الصغي السن والذي
ل ير النبق من قبل ..ول اللوى الذي ساه البعض منهم حي رآه قبل أيام التفاح الصغي..
شاهدنا ..للحقيقة وللتاريخ ..أن النسة حبمبا ل تولد أصلً بدينة جدة وأنا قدمت من طريق المرة ..منكوشة الشعر
حاملة ابتسامتها البلهاء على شفتيها ..حافية القدمي ..وتمل ف يدها اليمن غصنا أخضر ثبت أنه من أصل شجرة نبق..
وكان دخولا من باب شريف ..وهو الباب النوب لده وقد شاهدها أول دخولا منه حشد من الناس معظمهم من الولد
صغار السن وبعض الرجال الفضوليي مصطفي بطبيعتهم على جانب الطريق بالصادفة..
وهكذا تكون حبم با بدخول ا ذات م ساء من بوا بة باب شر يف القدي ة وال ت كا نت تش به نوعا ما ((التريو مف)) أي
قوس الن صر ف بارس ..تكون حبم با قد دخلت بذلك ..وباد ثة ال سيارة في ما ب عد ..التار يخ من أول أبوا به النوب ية ال ت
صادفتها ..فسبحان مسبب السباب ..وكما قيل إذا ظهر السبب بطل العجب!
شعبيات بية.
..وحبم با ..وتلك ميزت ا ال كبى ..مشاءة عظي مة الشأن .ل بالنمي مة فإن ا ل تف تح فم ها إطلقا إل ح ي اللزوم ..بل
بالشي أي بالسعي على قدميها طيلة النهار وجزءا كبيا من الليل .فأنت ل تكاد تراها ف الصباح متسللة مثلً من خرابة
القلل ..و هي الرا بة ال ت كا نت ماورة ومل صقة لب يت الزا هد القد ي ..تفرك عيني ها ..أو تق صع ب عض الق مل ف رأ سها
بسرعة ..حت تراها ف الضحى متسكعة حول الراج القدي وسوق الشتمل على كل شيء عتيق ومستغن عنه ..كأنا تد
حبمبا ف هذه الردوات والنتيكات القدية أشباها حجرية لا..
أما ف الظهر ..وعقب خروج الناس من صلتم ف مسجد النفي أو من زاوية أبو سيفي .فإنك تراها حائمة هائمة
على وجهها وقدميها ف سوق الندا ..وتلك عادتا الدائمة تتشمم رائحة اللبة مع السمك أو بدونه وتتطلع السكينة إل
اللحوم ف قرم واشتهاء زائدين ما ل يد معهما البائعون بدا من تقدي بعض البواقي منه إليها .فتفترش الرض حالً للتهامه
ف نشوة والتذاذ به ..ويرد ب عض الف سرين لذه الظاهرة ظاهرة ش غف حبم با باللحوم إل عقدة نف سية ذات صلة باضي ها
البع يد ..يؤ كد ذلك ما رواه كل من ال سيدين ((ال ب)) بك سر اللف وتشد يد الباء الك سورة أيضا ..و هو من أش هر
أ صحاب الدكاك ي وا سه الكا مل ح سن من تش والول صاحب دكان يبيع ف يه كل ش يء من ال سكر والشا هي إل البراز
والدبائر والكبيت والثان ل يبيع إل الفحم ف أكياس صغية ..أو أكوام ..عدا القرم الكبية الزوية على جنب.
على كل حال ..يؤكد كل من الب ومنتش أن حبمبا ..ول شك ..من أصل ين ..وإنما باعتبارها ينيي أصلً أدرى
واقعا بتف سي ظاهرة أو عقدة حبم با الا صة بشغف ها الزائد ال د باللحوم ..ويضيفان أن ما من ب عض الكلمات التناثرة عفوا
من فم حبمبا عرفا أنا كانت لا جدة ربتها ونشأتا على أكل اللحم والغرام به.
وبالناسبة فإن هذا الانب من سوق الندا ل يزال موجودا ومتفظا بصفة عا مة بطابعه القدي ..ولقد كنا أنا والخوان
عمر عبد ربه وعبد الميد مطر من رواده ومن الواظبي على اللوس به ف دكان صديقنا رفيق العمر الشيخ ممد سعيد
عتيب الذي كان وثيق الصلة القدية بكل من الب ومنتش..
كما وبالنسبة لبمبا ..فإنك حتما وابتداءً من بعد الغرب ولزيع من الليل تراها ف سوق العلوي تتجول غادية رائحة
أمام دكاكي الصمدي وعم قاسم ..وحول مباسط يوسف أمي الفوال والشكل الاروي العتيد والبغاشا الطبقان ليلً..
واللقيمات والزلبيا صباحا ..وكلهم يرعون حبمبا ويودون عليها بفضلت الزبائن من الكلي لديهم حيث تقيم أودها
بتلك اللقيمات التنو عة والاط فة .منتظرة ابتداء ال عم الو صلي تلوة سية عن تر ف الق هى ..متحاش ية ما أم كن معاك سات
الولد النشا مى الشبان من أمثال الفتاق وال صعيدي وولد الش يخ ع بد ال صمد عمدة الي من القد ي ممود والد العمدة
الال ..هذا وقد كانت من عادات حبمبا الثابتة .وبعد فراغها من التجول بالعلوي وبالعيدروس كذلك تعود لتقضي وقتا
من الليل ف دكة نصيف الجاورة لبيت نصيف التاريي الال ،والت كانت ف كل رمضان مصلى خاصا للعشاء وللتراويح
وكان والد كاتب هذه السطور المام الرمضان ف كل عام مضى ..وراح واللي راح راح يقلب ..شكوتك ل!!
كما كان من عادات حبمبا ..وهي أميز وأسى عاداتا ..كراهيتها الطلقة ونفورها من النقود كما يلحذ ذلك طبعا من
رفض ها ل ا قد مه ل ا سائق الر سيدس والذي كاد أن يودي بياة الولد أبدو ..فل قد أجعسال كل على أن حبم با ل تعرف
النقود ..أي أنا ل تعرف بالتال قيمتها .فلم تس كفاها طيلة حياتا الضائعة أية هلله أو أي قرش ..أو ريال ..ويقول خبيث
معروف ومشهور ب فة د مه أن كل مة ((قرش)) كا نت لبم با بثا بة البع بع ..وهذا ال بيث ل يع ن بلف ظة القرش ه نا قط عة
النقود العروفة وإنا يومئ دون إفصاح لقرش البحر أو للقروش الدميي الشبيهي به ف القضم وف البتلع.
و مع أ نه ل علي نا من تعل يق هذا ال بيث الظر يف ..فإن من الت فق عل يه أن حبم با مع تبة لذلك ..أي لكراهيت ها للنقود
ولنفور ها من ها من الزاهدات بالفطرة ف عرض الياة الزائل ..م ا سرب العتقاد في ها من الكثي ين ..ورأى في ها شيئا ل
كما يقول بعض خواصها!! رغم تعريض وتقريق وتعليق العم أبو جنب على هذه النقطة بقوله مستهزئا ((حبمبا فيها شيء
ل؟ ها؟ وال أن كم بالب كه ..دي ما ت ب الفلوس عشان مرة من الرات وال أقول ل كم ..أ نا أشلي؟ ي سيدي ر بك سي
الستار ))..وهنا يصرخ أولئك ف وجهه .أنْكِتِ مْ حرام عليك ..دي أطهر وحده شفناها وإن كنك رجال من جد وشارب
من لب أمك قول!! فيمقهم بنظرة ذات معان أقول؟ أقول لكم :بلشي!!
..أ ما بالن سبة لن سبة النون لدى الن سة حبم با ..ف قد أج ع الؤرخون لتلك الق بة من تاري ها ف تار يخ جدة ..ح ي
يتطرق الب حث لشاه ي الشخ صيات الشعب ية ..أجعوا على أن جنون الن سة حبم با إن ا هو نوع من التفوق الذات ال صامت
ونتيجة للزهادة التامة ف عروض هذه الدنيا الفانية ..والصفة الثانية ربا كانت موضع شك أو دراسة ..فكما أن ترد الرء
مسن كسل عرض مسن أعراض الياة الزائلة قسد يؤدي إل الوسسواس أو النون فإن التكالب على المسع وتكديسس الموال
والعروض الدنيوية بأشكالا وبأنواعها وبأرقامها الخيفة الرعبة قد يؤدي كذلك إل الوساوس والجرسة واللوسة ..وكلها
طرقات أو طر يق يؤدي إل أيضا إل النون الط بق أو النان الف يف التعارف على ت سميته بالل طف ..تلطفا لعناه البع يد..
وتقيقا للمثل العالي القائل كل الطرق تؤدي إل روما ..روما حقت ((الستنقلينا))!!
وعلى كلم حبمبا وصاحبنا إياه ..أي نعم ..لقد كانت حبمبا ف جنونا الرايق إنا تثل ما ذكر سابقا ..فهي ف كل
حركاتا وسكناتا ..وتوالا وتصرفاتا تشعر الناظر إليها ..أو التتبع لطاها ولسيتا أنا منفصلة انفصالً تاما وماديا عن
عال الحياء ..والعقلء ..كما يلحظ الكل ف نفس الوقت أنا كانت مثالً صادقا على البلهة التناهية ..وعلى السذاجة
الت ل حد لا ..وعلى السالة الطلقة وتلك أبرز صفاتا الميزة ..إذ إنا ل تد يدها قط إل حجر من الجارة اللقاة ف الزقة
والشوارع بدة و ما أكثر ها ف تلك اليام ..أيام الراو يل لتقذف ب ا من يعاك سها ..أو من يطارد ها بال صراخ بالتشن يع
علي ها من ال صبية والغلمان ..والبزورة الذ ين ل يربي هم أولياء أمور هم الترب ية الدي ثة الن صوص علي ها ف ك تب الترب ية غ ي
البدنية ..وبالخص ف الكتاب الشهور لؤلفه المريكي الستر بالوهي ((كيف تعامل الجاني والبلهاء؟)).
ويزيد الكثيون من معارف ودارسي حياة حبمبا ..على هواهم ..فيؤكدون أن ا كا نت تز يد ف ابتسامتها البلهاء كلما
زادها الولد إيذاء ..وشتيمة وصراخا يصم الساع ..بصورة تنقل للذهن ..ومن غي تشبيه بالقول القائل :من ضربك على
خدك الينس ..فأدر له خدك اليسسر ..وظهور طرف مسن أعراضهسا على هذه النسسة العربيسة إقليميا ..والسسلمة جغرافيا
واعتبارا وسلوكا ينم عن ذلك.
تلك هي النسة حببا من الناحية السلوكية والنفسية ..أما فيما يتص بيئتها وبتكوينها السدي ..فقد كانت حبمبا
متو سطة القا مة ت يل إل البدا نة ..ذات قدم ي مفلطحت ي ..متشققت ي نتي جة ال شي الدائم حاف ية عليه ما ..وفوق الحجار
والتراب النا شف ..ك ما كان وجه ها أملس الل مس خاليا من أ ية عل مة بارزة ..أو فار قة ول قد كان و ظل وأ صبح ..و ما
أمسى ..مكياجها الوحيد هو جعها لشعر رأسها ورفعه إل أعلى ث ربطه بعد ذلك بدوبارة غليظة يرجح أنا كانت منسولة
من عدلة دقيق رمي با من قام من ((البابة)) بفتح العدلة جانبا فالتقطتها حبمبا ف غفلة من العيون ..كما انصرت زينتها
الن سائية ..كأن ثى ..ف فردة ((خرص)) أزرق تض عه ف أذن ا الي سرى ..وفردة خلخال ..دون قل قل ..ملت صق ف خن قة
قدمها اليمن ..آخر الساق.
وبعد ..فتلكم هي النسة ..أو الظمظيل حبمبا على حد تسمية العم أبو راصي لا ..وذلكم هو مموع شكلها الكلبظ
تقريبا ..وحيثيت ها العا مة ال ت ل تدل على مفهوم خاص ل ا ف الغالب ..أ ما سبب شيوع ا سها ((حبم با)) على الل سنة
وإطل قه ح ت يوم نا هذا ..و ما بعده ..إن شاء ال ..على كل من يبلغ به البله والع بط حدا بعيدا ..فإ نه يعود إل ت صرفاتا
الساذجة الغبية العبيطة البلهاء.
إنا باختصار تثل تثيلً دقيقا ورائعا الثل الشعب القائل ((ل ينطح ..ل يقول انباع ))..وعليه ..فإذا سعت من يقول
لك ..أو لعدوك ..أما أنك حبمبا صحيح!! أو روح يواد .أنت ((حبمبا)) أنت!! فاعلم يا رعاك ال إنا يعن هذا من هذا
ما سبق شرحه!!
وأخيا ..فقد اكتشف عمدة اليمن بعد وفاة الرحومة النسة حبمبا برابة القلل وف عتمة الليل وعقب فضلت أكلة
تسممت با ..أن العم أبو راصي السابق ذكره كان يمل بي صدره العريض ..وف عينيه الطويلتي الزائغتي عاطفة صامتة
من ماركة ((عينك دكها ..ويدك ل تدها)) للنسة حبمبا ..وقد ضبطه العسس ف إحدى الليال ..وبالتحديد بعد الربعي
من موت فقيدة البلهة والسالة ..والنان الرايق ..وهو يترن بالبيات التالية:
حبمبا ..كيفما قالوا ..وعادوا
عليك ..فأنت وسط القلب ..جره!
وأنت على لسان ..كل يوم
إذا ما جاء ذكر العشق ..تره!
كذلك :أنت ف صدري تللي
برغم الضيق ..وسط الصدر ..صُرّّه
أخاف أفكها يوما ..فأجلو
با عن حب الصرور ..سِرّه!!
فكم ف الصبح ..بعد العصر برضو
بنح الليل ..ف يومي ..وُبكْرَه!
تن قلب الدقداق ..إن
أنا ((أبدو)) الذي جاكي بشُهْرُه!!
فهل تتذكرين لنا لَحوحا
رَمَ ْيتُ بِهِ إليكي ..ذات َمرّة؟
فقلتَ .أاَنتَ تشيتن خيا!
أجبت ،لوحنا :عَطفٌ ونَظْرَه!!
وقد جاءت َوفَاُتكِ ..دو َن عِلمي
سمْرَه!!
فإن كنت معزوما ..ي َ
حكِ اللهُ ..فأنتِ فِعلً
فسامَ َ
جعلتين :أَعيشُ ..على ُمغُرّه!!