Professional Documents
Culture Documents
استراتيجية فرض العولمة
استراتيجية فرض العولمة
العولمة
الليات ووسائل الحماية
تأليف الدكتور
ُل
ِظ
ّ ِه
ْمِب
َواِفي أ
ْب
َ َك
َل
ْن
ُك
َي
َل
َف ُلوا
َح
َّما
ُث
ْي
َح
ٌء
َل
ََك ب
ُلو
ُم ِإ
َن ال
ّ
ِ
ُلوا
َم
ّْم
ُه
َت
ْي
ض
َْر
َ ِإ
ْن أَو
َك
ْي
َل
َع
ُروا
َجا ِض
ُبواَغ
َذاٍم
ِإْو
َقِم
ْنُل
ّم
َؤ
ُت
َذا
َما
ُل.
ُ
ّ ِه
ْم ذِب
َوا
ْب
َلى أ
َ َع
َف
ُقو
ُو ِإ
َن ال
َّما
ً َر
ك
َ ِه
ْمِب
ْبوا
ْن أ
َ ِه
َعَل
ِبال
ّ ِع
ْنَت
ْس
َفا
الشرعية الدولية
إن مصطلح الشرعية الدولية من أكثر المصطلحات انتشارا على الساحة الدولية
مما أثار حوله الغموض ,رغم أنه مصطلح علمللي ثللابت ومحلدد المعنللى فلي العللوم
السياسية والقانون الدولي ,وقد يختلف العلماء والمتخصصون حول بعللض التفاصلليل
لتحديد ه ,ولكنهم يتفقون في عناصره الرئيسية ومن ثم يصبح لزما تحديد مفهللومه
وماهيته.
وللشرعية الدولية مصادر متعددة تبدأ بالقانون الدولي بفروعه المختلفللة
قواعد وأحكام ومبادئ مرورا بقانون المنظمات الدولية وتشمل أيضللا مجموعللة
المعاهدات والتفاقيات والعهود الدولية التي أقرهللا أشللخاص القللانون الللدولي
وآلياته ونستطيع حصرها فيما ورد بالمادة ) (38من النظام الساسللى لمحكمللة
العدل الدولي و لحسن الدراسة والعللرض نللبين مللدى العلقللة بيللن الشللرعية
الدولية والنظام الدولي الجديد وما تأثير تلك على ذلك.
ولكن يبقى السؤال ما هي الشرعية ؟ وهل هو مجرد قللرارات صللادرة عللن مجلللس
المن ؟ أم هى مجمل البنية التشريعية والقانونية التي تقوم عليها المم المتحدة ؟ ثللم
-نبيل شبيب ,الشرعية الدولية والقضللية الفلسللطينية ,متللاح مللن خلل www.Islam 1
.online.net
- 2د /إبراهيم غلو ش ,عن أنصار الشرعية الدولية العرب ,جريدة التجديد العربي,
4/1/2006م.
ما هي المرجعية التي يمكن الستناد عليها لمعرفة مدى اتفلاق تصلرف دوللي ملا ملع
الشرعية الدولية ؟
إن مفهوم الشرعية الدولية ثابت عند الفقهاء في القانون الدولي والعلقللات
الدولية والعلوم السياسية ،ومعروف لدى القوى الدولية فقد عرفها البعض فللي
كلمات قليلة أنها )أحكام القانون الدولي المعاصللر الللتي يمثلهللا ميثللاق المللم
المتحدة والنظام الذي يحكم العلقات الدولية عقب الحرب العالمية الثانية.
3
-عبد الغني عمسساد ,المقاومسسة والرهسساب فسسي الطسسار السسدولي ,مجلسسة المسسستقبل
العربي ,العدد) ,(275إصدار مركز دراسات الوحدة العربية بيروت لبنان.
-د /عبد الالشعل ,العالم العربي والشرعية الدولية الجديدة ,مجلة السياسة الدولية ,مركز الدراسات السياسية 4
وهي تلك المنظومة التي شكلتها المم المتحدة علي مللدي مللا يزيللد علللي
نصف قرن لتبني عليها النظام الدولي المعاصر ,والتي من أهللم لبناتهللا تصللفية
الستعمار وتفعييل حق تقرير مصير الشعوب واستقللها ,الملر اللذي كرسله
العلن رقم ) (1514الصادر عن الجمعية العامة في 14ديسمبر.1960
وهي التي تشمل اتفاقات جنيف الربع لعام 1949الولي الخاصة بتحسين
حالة الجرحى والمرضي بالقوات المسلحة في الميدان والثانية الخاصللة بتحسللين
حال الجرحى ومرضي وغرقي القوات المسلللحة فللي البحللار ,والثالثللة المتعلقللة
بمعاملة أسري الحرب ,والرابعة بشأن حماية الشخاص المدنيين في وقت الحرب.
كما تشمل البروتوكولين الضافيين إلي هذه التفاقات عام 1997الول الخللاص
بحماية ضحايا المنازعات الدولية المسلحة ل ومنها حرب التحريللر ضللد التسلللط
الستعماري والحتلل الجنبي وضد النظمة العنصرية والثاني المتعلللق بحمايللة
ضحايا المنازعات المسلحة غير الدولية.
الشرعية الدولية إذن بناء متكامل ,حاولت البشرية به أن تقيم العلقات بين
الدول علي أسس سليمة لتحقيق السلم والتعاون فيما بينها بعد أن اكتوت بنار
حربين عالميتين خلل جيل واحد .وهذا البناء المتكامل يقللوم علللي أسللس مللن
مبادئ القانون الدولي ,منها ما يمليه العرف ومنها ما تتضمنه التفاقات الدولية,
5
فالشرعية الدولية ليست مجرد شعار بل أنها مجموعة مبادئ ثابتة( ) (.
وعرفها أخر بأنها )سيادة منطق العدل والحق بين أعضاء الجماعللة الدوليللة
6
وليست مرادفا لشريعة القوة والغطرسللة () (وقللال عنهللا آخللر أنهللا )تجسلليد
-إبراهيم الصياد ,الشرعية الدولية على الطريقة المريكية ,جريدة البيان.13/11/2003 , 6
وترجمة لرادة المجتمع الدولي ( ,ولذلك ليس لطرف أو دولة أن تحللدد هللذه
الشرعية ,و هي المرجعية والطار العام الذي بموجبه يتلم الحكلم عللي كافلة
أفعال وتصرفات أشخاص وآليات المجتمع الدولي ,وبناء عليه أن مللا يقللوم بلله
طرف قوي أو طرف ضعيف ,متفللق أو مخللالف مللع الشللرعية الدوليللة ينبغللي
تقويمه وفقا لقواعد وأسس هذه المرجعية الدولية.
فل يمكن لدولة ما أو مجموعللة مللن الللدول ,أن تكللون مرجعللا للشللرعية
الدولية مفهوما ومضمونا وحدودا ,فالشرعية الدولية هي المرجعية للحكم على
رغم ذلك ذهب البعض إلى الخلللط بيللن مصللالح الللدول الكللبرى والشللرعية
الدولية ,فهم يبررون تصرفات الدول الكبرى على اعتبار أنهللا الشللرعية الدوليللة,
كما يفعل البعض في منطقتنا العربية مللن تللبرير تصللرفات الوليللات المتحللدة
المريكية ,بزعم أنها القطب الوحلد وتقلف وحلدها عللى قملة النظلام العلالمي
الجديد ,حيث تملك من المقومات ما يجعلها مرجعا للشرعية الدولية وأساس لهللا,
وهم )المار ينز العرب(.
فنحن العرب ننظر إلى الشرعية الدولية على أنها شيء عالي مقدس ,ل يصدر
عنها إل الخير فقط ,أو أنها كائن مثالي قائم بذاته ,منفصل عن النظام الدولي
وعلقاته ,يمسك بميزان العدالة والحق ويحكم بينهما وبين أشخاصلله وآليللاته.
وننسى أو نتناسى أن الشرعية الدولية )هي الوجه المعبر في كل لحظة دوليللة
عن تقاطع مصالح الدول الكبرى المتصارعة في العالم وعلى العالم(وليسللت ول
يمكن أن تكون ذلك الكائن المثالي الذي نتصوره ونعلللق عليلله آمالنللا ,ونعتمللد
8
عليه في حل كافة أزماتنا الدولية الصغيرة والكبيرة ) (.
لو لم يكن ذلك صحيحا ,لما كانت تتبدل المفاهيم لهللذه الشللرعية ,كلمللا
تبدلت موازين القوى ,بين عصر وآخر ,ولما ظهرت ليست ازدواجيللة المعللايير
بل تعددها ,والكيل بأكثر من مكيال ,ولما كانت بعض القللرارات العادلللة ولللو
بحدود ضيقة ترمى في سلة المهملت ,أو فللي مزبلللة التاريللخ ,أمللا القللرارات
الظالمة فتأخذ طريقها للتنفيذ لكونها تلبى مصالح الدول الكبرى وحلفاؤهم.
والحقيقة يجب أن نفصل تماما بين مفهوم القانون الدولي كشرعية لتنظيللم
العلقات الدولية على أسس ومبادئ ثابتة ,أي بين الشرعية الدولية ,وقرار أو قرارات
يصدرها مجلس المن أو حتى الجمعية العامة للمم المتحللدة ,لن اسللتعمال كلمللة
)شرعية( بما لها من حرمة وقدسية ل يمكن حصللرها فللي قللرار أو بضللعة قللرارات
صادرة عن مجلس المن التي تسيطر عليه الدول الخمس الكبرى سلليطرة كاملللة أو
حتى الجمعية العامة للمم المتحدة ,لن القرارات الصادرة عن الجمعية العامللة تعللبر
عن مصالح الدول السياسية والقلانون اللدولي يحملى حقلوق وليسلت مصلالح ,لن
المصالح تخضع للهواء.
لذلك يجب حصر استعمال كلمة ) شرعية دولية ( للدللللة علللى المفللاهيم
الثابتة في القانون اللدولي والعلرف اللدولي الناشلىء علن ممارسلات تلواترت
9
وحظيت بالقبول من أشخاص وآليات المجتمع الدولي) (.
-جورج قرن ,الشرعية الدولية ,جريدة النهار .28/12/2005 ,متاح من خلل .www.Georges corm.com : 9
إن الشرعية الدولية تعلو ول يعلو عليها في المجتمع الدولي. -
إن الشرعية الدولية تستند على القانون الدولي وليس على تصرفات دول -
معينة أو مجموعة دول مهما كانت وكلانوا ,فالشلرعية الدوليلة تحكلم عللى
تصرفات الدول وليس العكس.
ل يمكن لي شخص من أشخاص القانون الدولي أو آليللة مللن آليللاته أن -
تحدد أو تتحكم في الشرعية الدوليللة بقللرار أو قللرارات أو بتصللرف أو بعللدة
تصرفات.
ً لحكللام
-1وظيفة المحكمة أن تفصل في المنازعللات الللتي ترفللع إليهللا وفق لا
الدولي ،وهي تطبق في هذا القانون
) أ ( التفاقات الدولية العامة والخاصة التي تضع قواعد معترف بهلا صلراحة ملن
الدول المتنازعة. جانب
)ب( العادات الدولية المرعية المعتبرة بمثابة قانون دل عليها تواتر الستعمال.
)د ( أحكام المحاكم ومذاهب كبار المؤلفين في القانون العام في مختلللف المللم
ُ لقواعد القانون وذلك مع مراعاة أحكام المللادة
ً احتياطيا
ويعتبر هذا أو ذاك مصدرا
.59
- 2ل يترتب على النص المتقدم ذكللره أي إخلل بمللا للمحكمللة مللن سلللطة
ً لمبادئ العدل والنصاف متى وافق أطراف الدعوى على
الفصل في القضية وفقا
ذلك) .
وقد نشأ القانون الدولي العام في القرن السللادس عشللر الميلدي ,لكللي ينظللم
العلقات السياسية والقانونية بين عدد قليل من الدول منحصرة في القارة الوروبية
( 10
فقط ,مما جعله فرعا من القانون العام ) .وقد أدى زيادة عدد الدول حتى وصللل
الن حوالي) (193دولة هم أعضاء المم المتحدة وتايوان ,إلي زيادة هائلللة فللي
العلقات الدولية ,ونمو قواعد القانون الدولي وزيادتها بصورة كبيرة.فظهللرت
فروع جديدة للقانون الدولي.
لذا أصبح القانون الدولي المعاصر قانونا للمجتمع الللدولي ممللا أدى إلللى
الموضوعات التي يعالجها هذا القانون و أصللبح البعللض منهلا فروعللا كثرة
ذاتية لها كيانهللا المتميللز ,فأصللبح للقللانون الللدولي العللام المعاصللر فللروع
11
متعددة.كما له مصادر مختلفة) (.وساعد علي ذلك نشللوء المنظمللات الدوليللة
Louis Cavare:Droit international Public Positif, Tome 1, 1961, Droit Public euro - - 10
.peen
11
-د /صلح الدين عامر ,مقدمة لدراسة القانون الدولي العام ,النهضة العربيسسة 1984 ,م,
ص .91 -90
وما نتج عنه من اتساع دائرة الروابللط القانونيللة الللتي يحكمهللا الن فللي ظللل
التنظيم الدولي
على صعيد تعريف القانون الدولي يوجد مدرستين الولي ,تركز علللى أن
القانون الدولي هو ما أستقر من قيم ومبادئ وقواعد أساسية وحقللوق إنسللانية
متعارف عليها عبر التجارب الماضية وتم تدوينها في مواثيق دولية ملزمللة إذن
يتمثل القانون الدولي العام في مجموعة القواعللد والمبلادئ الدوليلة الساسلية
مثل مبدأ حظر استخدام القوة ,وتحريم الستيلء على أراضللي الغيللر بللالقوة,
وحق تقرير المصير .والثانيللة تركللز علللى مجموعللة المواثيللق والمعاهللدات
والتفاقات وقرارات المنظمات الدولية ,وهذا هللو القللانون الللدولي التطللبيقي,
ونحن ل نرى تناقضا بين المدرستين ولكنهما في الحقيقة مدرسة واحدة ,فللأي
12
تصرف دولي و معاهدة ينبغي أن يكونا متطابقان معا) (.
ويمكن تعريف القانون الدولي العام بأنه )مجموعة القواعد الملزمة الللتي
تنشأ عن المصادر المشار إليها في الملادة ) (38ملن النظلام الساسلي لمحكملة
العدل الدولية .و التي تهدف إلى تنظيم العلقات المتبادلة بين أشخاص القانون
)(13
وفروع القانون الدولي العام يمكن إيجازها في التي: الدولي العام (.
-1المبادئ العامة للقانون الدولي العام :التي تهتم بدراسللة قواعللد القللانون
الدولي ومصادر القانون الدولي ,وأشخاصه ,والمسللؤولية الدوليللة ,والعلقللات
الدبلوماسية ,والقواعد التي تحكم العلقات الدولية وقت الحللرب ووسللائل حللل
13
المنازعات الدولية بالوسائل السلمية ) (.
- 13د /عبد العزيز محمد سرحان ,العودة لممارسة القانون الدولي الوروبي المسسيحي,1995 ,
ص .11
-2قانون التنظيم الدولي :نشأ هذا القانون نشأة متواضعة للغايللة تتناسللب مللع
حجم و حركة العلقات الدولية في بداية انطلقها ,ثم أخذ ينمو مع ازدياد عدد
المنظمات الدولية العالمية والقليمية والوكالت الدوليللة المتخصصللة ,حللتى
أصبح اليوم فرعا متكامل مستقل له ملمحه الخاصة وذاتيته المستقلة وطللابعه
المتميز .ويهتم بدراسة القواعد التي تحكم إنشاء المنظمات وتحدد لهللا وسللائل
تنفيذ أهدافها ,ويللدرس العلقللة القانونيللة بيللن الللدول والمنظمللات الدوليللة,
ووسللائل التنسلليق بيللن المنظمللات الدوليللة .وهللذا القللانون يتسللم بالسللرعة
14
التطور) (.
-3القانون الدولي القتصادي :هذا الفرع يختص بدراسة القواعد القانونية التي
تنظم العلقات القتصادية بين الدول بعضهم البعض ,وبين المنظمللات الدوليللة
وبعضها البعض وبينها وبين الللدول ,كمللا يهتللم بدراسللة العلقللات القانونيللة
المتعلقة بالستثمارات الجنبية .ويتميز هذا القانون بأساليبه الفنية المتميزة ,التي
تتفق مع طبيعته الخاصة ,ومع الموضوعات والوضاع الللتي تتناولهللا قواعللده ,مثللل
التصويت في المنظمات الدولية القتصادية ,الذي يأخذ بنظام وزن الصللوات ,بهللدف
الوصول إلى تحقيق نوع من التوازن والتناسللب بيللن حللق التصللويت ,والمسللئوليات
القتصادية الدولية الملقاة على عاتق الدول ,المللر الللذي يعللد خروجللا علللي مبللدأ
15
المساواة في التصويت) ( .ونظام التحكيم في المنازعات القتصلادية اللتي يسللم لله
بسلطات شبة تشريعية.
-4القانون الدولي الداري :التي تنظم قواعده كافة مجالت الوظيفللة العامللة
الدولية ,كحقوق وواجبات وحصانات وامتيازات الموظفين الدوليين والوسللائل
القانونية والقضائية التي تحمي حقوقهم وكيفية الحصللول عليهللا وحمايتهللا،
- 15د /صلح الدين عامر ,قانون التنظيم الدولي النظرية العامة,دار النهضة العربية,
ص .48-40
كمللا يللدرس أيضللا طللرق محللاكمتهم والمحللاكم المختصللة والجللراءات
16
المتبعة) (.
-5القانون الدولي للتنمية :أدى زيادة عدد الدول الفقيرة إلى زيادة الفجوة بيللن
الدول الغنية والدول الفقيرة ,خاصة وأن التقدم العلمي والتكنولوجي تركز فللي
دول الشمال المتقدم ,مما زاد من الحاجة إلى ظهور قواعد قانونيللة دوليللة تنظللم
عملية التنمية القتصادية لدول الجنوب أو دول العالم النامي .مما أدى إلى ظهللور
واستقرار مجموعة من القواعد القانونية الدولية والتي يطلق عليها اليوم )القانون
الدولي للتنمية ( والتي تطبق بصفة خاصة على العلقات القتصادية بين الللدول
17
النامية دول الجنوب ,ودول الشمال المتقدم) (.
ولكن هناك جانب من الفقه يؤكد على أن قواعد القانون الللدولي للتنميللة
جزء من القانون الدولي القتصادي .ولكننا نعتقد أن القللانون الللدولي للتنميللة
أصبح له ذاتية خاصة تميزه عن القانون الدولي القتصادي ,أبرز ذلللك ,اعتللداده
بالظروف الواقعية للمخاطبين بأحكامه .ومن ثم فإن قواعللده تفتقللد إلللى أهللم
صفات القاعدة القانونية وهي العمومية والتجريد ,حيث ينحصر هدف القللانون
الدولي للتنمية في تصحيح اختلل التوازن فللي العلقللات القتصللادية الدوليللة
لصالح الدول النامية ,مما يتطلللب إرسللاء قواعللد قانونيللة ,تتخلللى عللن فكللرة
المساواة القانونية.لرساء نللوع مللن عللدم المسللاواة القانونيللة لصللالح الللدول
المتخلفة المساواة التفاضلية التي تعتد بللالظروف الخاصللة بكللل شللخص مللن
18
أشخاص القانون الدولي للتنمية) (.
- 16أنظر في هذا المعنى :د/عبد المعز عبد الغفار نجم ,الجوانب القانونيسسة لنشسساط
البنك الدولي للنشاء والتعمير ,الهيئة المصرية العامة للكتسساب ,القسساهرة 1976 ,م ,ص
.15-14
- 18د /محمد طلعت الغنيمي ,الغنيمي الوسيط في فانون السلم القسسانون السسدولي
العام أقانون المم في زمن الحرب ,منشأة المعارف السكندرية1982 ,م ,ص 111
-6القانون الدولي الجوي :الذي يختص بدراسة القواعد القانونيللة الللتي تنظللم
استعمال الهواء والفضاء الجوى في المواصلت الدوليللة والتنميللة القتصللادية,
والمنظمات الدولية التي تعنى بالمشاكل القانونية الناجمة عن ذلك ,والتوفيللق
19
بين مصلحة الدولة ومصلحة المجتمع الدولي في استغلل الفضاء الجوي) (.
حيث وافق مللؤتمر السلللم فللي 11أبريللل 1949م عللى تقريللر اللجنللة
الخاصة التي شكلها المؤتمر ,والذي تضمن مشروع اتفاقية خاصة بإنشاء جهللاز
دائم للتشريع الدولي للعمل ,بعد إدخللال بعللض التعللديلت ,وأصللبحت منظمللة
العمل الدولية من ضمن الوكالت المتخصصة للمم المتحدة ,وأنشئت منظمللة
العمل الدولية العديد من القواعد القانونية التي كونت القانون الدولي للعمل و
تهتم بتنظيم العلقات القانونيللة الدوليللة بشللأن العمللل النسللاني الللذي يتسللم
20
بالتبعية) (.
-8القانون الدولي للبيئة :لقد حظيت البيئة باهتمام رجال القللانون منللذ أقللدم
العصور وذلك في إطللار القللوانين الداخليللة .و بللدأت الللدول تللدرك الخطللار
المحدقة بالبيئة ,وقد تمثل ذلك في مبادرة العمل على دعم قوانينها الداخلية في
-د /محمد سعيد الدقاق ,نحو قانون دولي للتنمية ,من المساواة الوقائية إلى عدم المساواة 19
التعويضية ,المجلة المصرية للقانون الللدولي ,المجلللد الرابللع والثلثللون1978 ,م ,ص 83ومللا
بعدها.
-د /محمود سعد محمود ,دور منظمة العمل الدولية في خلق وتطبيق قانون دولي للعمل, 21
رسالة دكتوراه ,كلية الحقوق ,جامعة القاهرة1976 ,م ,منشورة في دار النهضة العربية.
- 22د /صلح الدين عامر ,القانون الدولي للبيئة ,محاضرات دبلوم القانون العام بكلية
الحقوق ,جامعة القاهرة للعام الجامعي 81/82م.ص .2-1
23
-د/عبد العزيز محمد سرحان ,المرجع السابق ,ص .12
-12القانون الدولي النساني :وهو الفرع الذي يهتم بحماية النسان فللي
النزاعات المسلحة سواء الدولية أو غير الدولية و في الزمات السياسلية .وهلذا
24
الفرع ترجع نشأته وتطوره إلي جهود المنظمات الدولية) (.
بعد أن أستعر ضنا القانون الدولي العام بفروعه المختلفة .نلقي الضوء علي
مصادر القانون الدولي المتعددة والتي تعتبر بحق مصللادر للشللرعية الدوليللة,
وقد قسم فقهاء القانون الدولي مصادره إلى مصادر أصلية تتمثل في المعاهدات
الدولية والعرف الدولي والمبادئ العامة للقانون .ومصادر احتياطية تتمثل فللي
أحكام المحللاكم وأراء كبللار الفقهللاء فللي القللانون اللدولي ومبللادئ العدالللة
والنصللاف و يضلليف بعللض الفقهللاء التصللرف بللالدارة المنفللردة ,وقللرارات
المنظمات الدولية.
-د /صلح الدين عامر ,مقدمة لدراسة القانون الدولي العام ,المرجع السابق ,ص .114/120 24
-د /راقية عوا شرية ,حماية المدنيين في النزاعات المسلحة غير ذات الطابع الدولي رسالة دكتوراه ,كلية الحقوق, 25
جامعة عين شمس ,عام ,2002ص 10وما بعدها-.د/زكريا حسين عزمي ,من نظرية الحرب إلى نظرية النزاع المسلح,
دراسة في حماية حقوق النزاعات المسلحة ,رسالة دكتوراه ,كلية الحقوق ,جامعة القاهرة1987 ,م.
les sources jurdiquesوالتي تختلف عن المصادر المادية materielle
للقاعدة القانونية التي تنحصر في وسائل عديللدة ,مثللل الضللرورات المجللردة,
والعدالة ,وغير ذلك من العوامل التي يمكن أن تلعب دورا ما في نشللوء القاعللدة
القانونية علما بأن هلذه العواملل ل تكفللي بلذاتها لنشللوء القاعلدة ,لن وجلود
القاعدة يتم بعد الشعور بهذه الضرورة الجتماعية في صللورة قاعللدة قانونيللة,
وذلك عن طريق أحد المصادر الرسمية المعترف بها في القانون الدولي .وسوف
نلقي الضوء بإيجاز بكل مصدر من المصادر السابقة ذكرها.
المصادر الصلية :تتمثل هذه المصادر في المعاهدات الدولية والعرف الدولي والمبادئ
العامة للقانون.
كوسيلة لتنظيم علقاتها الدولية ,في زمن السلم و الحرب ,لكن العللرف كللان
السائد.ولم يشهد المجتمع الدولي قانونا للمعاهللدات إل فللي عللام .1980وقللد
بدأت الجهود الدولية لوضع قانون المعاهدات منللذ منتصللف القللرن العشللرين,
فقامت لجنة القانون الدولي التابعة للمللم المتحللدة عللام 1950وانتهللت عللام
1966بوضع قانون للمعاهدات ,تم مناقشته فللي المللؤتمر الللدولي بللدعوة مللن
الجمعية العامة بفيينا عللامي ,1968/1969ووافقللت الللدول المجتمعللة علللى
إصدار أول اتفاقية دولية لقانون المعاهدات هي اتفاقية فيينا لقانون المعاهللدات
فيما بين الدول ووقعت عليها فللي 23مللايو 1962م ودخلللت حيللز النفللاذ فللي
27يناير 1980م.
-2العرف الدولي :يلعب العرف الدولي دورا هاما في كل فروع القانون ,إل
أن دوره في القانون الدولي العام أكثر أهمية ,فقد بدأت قواعللد هللذا القللانون
بداية عرفية ,و دون ما دون منها ,وبقيت قواعد عديدة غير مدونة ولكنها ثابتة
في العرف ,وتتكون القاعدة العرفية من إتباع تصرف معيللن خلل مللدة طويلللة
بحيث يتولد الحساس بأنه أصبح أمرا ملزما قانونا ,فالعرف الدولي يتكون مللن
ركنيللن مللادي هللو تكللرار تصللرف معيللن ومعنللوي اعتقللاد الللدول بصللفتها
27
اللزامية) (.
-د /عبد العزيز محمد سرحان ,المرجع السابق ,ص -13..26ص .33 26
- 27د /سعيد سالم جويلي ,محاضرات في مبادئ القانون الدولي ,الزقسسازيق,2001 ,
ص .129/133
النظمة القانونية الرئيسية في العالم منها عدم التعسللف فللي اسللتعمال الحللق و
28
المسئولية عن المخاطر) (.
أما المصادر الحتياطية :فقد أختلف الفقهاء فيها ,ويمكن إجمالها فللي
الفقه الدولي )أراء كبار فقهلاء القلانون اللدولي( وأحكللام المحلاكم الدوليللة,
ومبادئ العدالللة والنصللاف ,وقللرارات المنظمللات الدوليللة ,والتصللرف بللالرادة
المنفردة والتفاقيات الدولية الشائعة وسوف نلقي الضوء كل على حدة:
-1الفقه الدولي أو أراء كبار فقهاء القانون الدولي :لعب الفقلله فللي
القانون الدولي دورا بارزا وكبيرا ,بخلف فروع القانون الخرى ,يعود ذلك إلللى
الطبيعة الخاصة بالنظام القانوني الدولي الذي تتللولى فيلله الشللخاص المخاطبللة
بأحكامه بالدور الرئيس في صنع وتطبق وتفسير قواعده ,و تأثر القانون الللدولي
بكتابات وأراء كبار الفقهاء القللدامى أمثللال )جنللتيلي( و)جروسلليوس( و)فاتللل(
وغيرهم.
د /الشافعي محمد بشير ,القانون الدولي العام في السلم والحرب ,المنصورة 1976 ,م ,ص - 28
.66-65
وجودها ,فالقاضي الدولي يحتكم إلى أراء كبار الفقهللاء فللي تحديللد مضللمون
29
القاعدة القانونية الدولية وتفسيرها) (.
-3مبادئ العدالة والنصاف :بعض الفقهاء قصر هذا المصدر علللى قواعللد
العدالة فقط دون النصاف ,وأعتبر فكرة العدالللة مللن الفكللار الغامضللة ,إل أن
كثير من الفقهاء يربطها بالحكمة من التشريع أو بمبدأ حسللن النيللة وعرفهللا
بأنها ) مجموعة من المبادئ المتوازنة يوصي بها العقل وحكمة التشريع ( ,وهي
فكرة مرنة تختلف باختلف الزمان والمكان ,ورغم ذلك لم يتفق فقهاء القانون
الدولي على تعريف جامع مانع للعدالة ول على تأثيرها في تسللوية المنازعللات
الدولية ,إل أنه يمكن الستعانة بها كوسيلة لتخفيف القانون الدولي أو لتكملة
أو استبعاد تطبيقه حينما يكون في ذلللك ظلللم شللديد الوطللأة ,ومصللدر مكمللل
31
للقانون الدولي ,في حالة نقص القانون أو سكوته عن تنظيم مسألة معينة) (.
- - 29د/عبد الغني محمود ,القانون الدولي العام ,الطبعة الثانية ,دار النهضة العربية,
,2003ص - .168د /إبراهيم محمد العناني ,القانون الدولي العام1990 ,م ,ض .40
-حسني محمد جابر ,القانون الدولي ,دار النهضة العربية ,الطبعة الولى ,بدون تاريخ ,ص 30
.31
-1التصرف بالرادة المنف للردة :للله عللدة صللور مثللل العلن والحتجللاج
والعتراف والتنازل والتعهد ,ويتميز هذا المصدر بأنه تعبير عن إرادة واحدة ,وهذا
ما يفرق بينه وبين غيره من التصرفات القانونية الثنائيللة أو متعللددة الطللراف أو
- 32د /محمد سامي عبد الحميد ,أصول القانون الدولي العام ,الجزء الثاني ,القاعدة
القانونية ,الدار الجامعية ,الطبعة السادسة ,1984 ,ص .134-133
Process- verbaux of the Proceedings of the committee July- 1920, P, 320 - 33
- 34د /مصطفي احمد فؤاد ,القانون الدولي العام ,القاعدة القانونية ,دار النهضة 2000 ,ص
223/231
35
الجماعية) (.وقد اختلف الفقه الدولي حللول اعتبللار التصللرف بللالدارة المنفللردة
مصدرا من مصادر القانون الدولي,
حيث وجد من ينكر كلية أي أثر قانوني للرادة المنفردة إل إذا قابلتها أرادات
من أشخاص قانونية أخللرى تطابقهللا ,بحيللث ل تكللون الرادة وحللدها مصللدرا
للقانون بل تقابل الرادات هو المنشئ للقاعدة القانونية,
35
-د/عبد العزيز محمد سرحان ,المرجع السابق ,ص .162
-د /محمد سامي عبدا لحميد ,المرجع السابق ,ص ,332و د/عبد العزيز سرحان ,المرجع السابق, 37
ص 165و د/إبراهيم العناني ,المرجع السابق ,ص Anzilotti, courts de droit international - .47
.Public, P346نقل عن د/عبد العزيز سرحان.
دوليا ل يصدر ول يوجه إل من أشخاص القانون الدولي العام ,وتلجأ إليلله الللدول
في المسائل الهامة مثل العتراف ,والعلنات كإعلن الحرب ,وإعلن تللأميم قنللاة
السويس.
و ينتج آثاره القانونية متى توافرت فيه شروط صللحة التصللرفات الدوليللة,
وقد أقرت محكمة العدل الدولية إمكانية التنللازل الضللمني فللي قضللية مضلليق
كورفو بين ألبانيا وبريطانيا وأكدت أن التنازل ل يمكن افتراضه ,أنما يتعيللن
إثباته بدليل قاطع ,كما أن عدم ممارسة الحق مدة طويلة ل تعني التنازل عنه,
ول يقتصر التنازل على الحقوق الشخصية وحدها ,فمن الجائز أن يكللون محللل
و التنللازل نللادر التنازل حقا أو اختصاصا أو دعوى أو دفعا أو مجرد أدعللاء
الحدوث في القانون الدولي لنه من الصعب التضحية بالحقوق دون مقابل.
إن القانون الدولي ل يتغير ,ولكن يمكن أن يضاف إليه و يتطور ايجابيا أملا
السس والمصادر التي قام عليها والمعايير الللتي جللاءت نتيجللة التجللارب العديللدة
للبشرية على مر الدهور وكر العصور ,فهي ثابتللة ل تتغيللر ول تتبللدل ,وكللانت
نشأة المنظمات الدولية محاولة ناجحة من المجتمع الدولي ليجلاد قلالب تنظيملي
لتنفيذ القانون الدولي ,وخاصة منظمة المم المتحلدة اللتي تشلمل فلي عضلويتها
كافة دول المجتمع الدولي وهذا القالب التنظيمي قابل للتغيير والتبديل ولكن فللي
إطار السس التي قام عليها .
إما أن يصبح هذا القالب أداة لتغيير تللك المصلادر فلإن ذللك يخلالف مفهلوم
41
الشرعية الدولية) ( ويجعل المجتمع الدولي مختصرا في المللم المتحللدة والمللم
المتحدة مختصرة في مجلس المن ,والمجلس مختصللر فللي دول الفيتللو الخمللس
الكبار ودول الفيتو أصبحت مختصرة في الوليات المتحدة المريكية التي ل تخفللي
42
ازدرائها بالمنظمة العالمية كلها) (.وكل زعماء دول الفيتو الخمس ل يحللترمون
المم المتحدة فالرئيس الروسي السبق خرشوف كان يصوت على القرار بحللذائه.
وقال عنها الرئيس ديجول )الشيء التافه(.
41
-أ /نبيل شبيب ,المرجع السابق.
- 42أ /معسن يشسور ,الشسرعية الدوليسة المقسدس الجديسد ,موقسع علسى النسترنت www.Middle East
.online.com
نتناول هنا العلقة بين الشرعية الدولية والواقع الدولي الحالي ونوع العلقة
بينهما وطبيعة النظام الدولي الجديد وتكييفه القانوني ؟وهل هناك نظللام عللالمي
جديد
إن فكرة النظام الدولي أو العالمي الجديد ,ليست جديدة في إطللار العلقللات
الدولية ,ويمكن إرجاعهللا إللى العهللد الرومللاني حيللن فرضللت رومللا )السلللم
الروماني(على العالم القديم ,وخلل الحقب الزمنية الطويلللة الللتي امتللدت مللا
بين)السلم الروماني( وبين ما يقال له اليوم النظام الدولي الجديللد أو)السلللم
43
المريكاني( ,ظهرت عدة أنظمة عالمية متعاقبة) ( فبعد خروج المسلللمين مللن
الندلس ,نادوا بعالم دولي جديد ,وبعد انتهللاء الحللرب العالميللة الولللى قللالوا
بنظام دولي جديد ,وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ,فرضوا نظاما دوليا.
- 43د /شفيق المصري ,النظام العالمي الجديد ملمح ومخاطر ,دار العلسسم للملييسسن,
,1992ص .11
- 44د /سيد أبو ضيف أحمد ,الهيمنة المريكية:نموذج القطسسب الواحسسد وسسسيناريوهات
النظام العالمي الجديد ,مجلة عالم الفكسسر ,المجلسسد ,31العسسدد ,3ينسساير مسسارس ,2003
ص .7
القانون الدولي التقليدي ,وتسللخير القللانون الللدولي لتحقيللق أهللداف الللدول
الكبرى ,واحتكار عضوية المجتمع الدولي وإسباغها على مللن يطيعهللا مللن دول
العالم الثالث وحجبها عمن سواها ,وعودة الحكومة الدولية الواقعيللة مللن خلل
مؤتمر الللدول الصللناعية الثمانيللة) ) G8الكللبرى الللذي تأسللس عللام 1975م،
وعسكريا عن طريق حلللف النللاتو وسياسلليا عللن طريللق التحكللم فللي مجلللس
45
المن) (.
ولتحديد ماهية النظام الدولي القديم والجديد ,ينبغي التفرقة بين )النظللام
الدولي( و)المجتمع الدولي( وهو الطار الذي يشكل بنيان النظام الللدولي تبعللا
لحقائقه ,والنظام الدولي يعد المجال التطبيقي للمجتمع الدولي ,والتفرقة بين
)التنظيم الدولي(و)النظام الدولي( فالول يمثل التعبير المؤسسي للثاني ,ولكنه
ليس هو وكذلك فإن القانون الدولي ليس هو النظام الدولي ,فالقانون الللدولي
بمصادره المختلفة قد يعبر عن حقائق المجتمع الدولي ولكنه ل يمثللل صللورة
صادقة عن العلقات في هذا المجتمع ولكنه صللورة عمللا يجللب أن تكللون عليلله
46
العلقات في المجتمع الدولي) (.
-د /أحمد شرف ,مسيرة النظام الدولي الجديد قبل وبعد حرب الخليج ,الثقافة الجديدة ,1992 ,ص .22
46
-د /أحمد شرف ,المرجع السابق ص .22
- 47د /ياسر أبو شبانه ,النظام الدولي الجديد بين الواقع الحالي والتصور السسلمي ,دار السسلم,
,1998ص .14
قواعد التعامل الدولي الناتجة عن التفللاعلت الدينيللة والسياسللية والقتصللادية
والجتماعية والعسكرية والثقافية الحاصلة بين القوى الدولية الكبرى وآثرهللا
48
على العالم كله في مرحلة تاريخية معينة( ) (.
وعرف البعض هيكل النظام الدولي ) توزيع القدرات في هذا النظام وبالتالي
ترتيب الوحدات المكونة له بعضها بالنسبة إلى البعض الخللر ,وانعكاسللات مثللل
هذا التوزيع على سلوك الوحدات الدولية ,وقدرة إحداها أو البعللض منهللا علللى
49
السيطرة على توجيهات الفاعلين الخرين ( ) (
اختلف فقهاء القانون الدولي والعلقات الدولية ,حول طبيعة النظللام الللدولي
الراهن فمن قائل بأنه أحادي القطبية ,ومن قائل بأنه متعدد القطاب ومللن قللائل
بأنه ثنائي القطبية ولكن بدل من الوليات المتحدة والتحللاد السللوفيتي السللابق,
أصبح الشمال المتقدم والجنوب المتخلف ،ومن قائل بأن النظام الدولي لم يتشكل
بعد ,مما يصعب تحديد ماهيته وطللبيعته و شلكله لختلف ملوازين القلوي فيله
بعضها بالنسبة إلى البعض الخللر ,وانعكاسللات مثللل هللذا التوزيللع علللى سلللوك
الوحدات الدولية ,وقدرة إحداها أو البعض منهللا عللى السلليطرة علللى توجيهللات
50
الفاعلين الخرين ) (.و النظام الدولي يأخذ أحد الشكال التالية:
Charles Krauthammer. The Unipolar Moment: In Bethinking Aeries security - - 48
د /محمود السيد حسن داود ,نظام الهيمنة المريكية والقضايا الدولية المعاصرة دراسة مقارنة بالنظام السلمي, - 49
كتاب العدوان علي العراق والشرعية الدولية ,رابطة الجامعات السلمية.166 -165 ,2004 ,
Le novel order Mondale, Pierre Weiss, Relations internationalles Travaux Dirigis, Eyrolls -
)ب( النظام الدولي ثنائي القطبية :وهو النظام الذي تمللارس القيللادة فيلله
كبيرين ,و ساد بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية حتى عام ,1989أي دولتين
فترة الحرب الباردة ويطلق عليه نظام)توازن القطبين أو نظام القطبية الثنائية(.
)ج( النظام الدولي أحادي القطبية :هو النظام الللذي تنفللرد بقيللادته دولللة
واحدة أو منظومة دول وساد في ظل المبراطورية الرومانيللة ,ويعتللبر البعللض
51
النظام الدولي الراهن كذلك ) ( .وسوف نتعرض بالدراسة لكل صورة من هللذه
الصور
وتعرف القطبية الواحدة بأنها ) بنيان دولي يتميز بوجود قللوة أو مجموعللة
من القوى المؤتلفة سياسيا تمتلك نسبة مؤثرة من الموارد العالمية تمكنها مللن
فرض إدارتها السياسية على القوى الخرى دون تحدي رئيسي من تلك القوى (.
ويري البعض أن عالم ما بعد الحرب الباردة هو عالم القللوة الواحللدة)الوليللات
52
المتحدة المريكية( والتي ل تتحداها أية قوة أخرى) ( بحكم مللا تمتلكلله مللن
كافة جوانب القوة العسكرية و القتصادية والدبلوماسية والجاذبية الحضللارية
-د/محمد السيد سليم ,الشكال التاريخية للقطبية الواحدة ,بحث ضمن النظام العالمي الجديد ,مركلز الدراسلات 50
السياسية ,كلية القتصاد والعلوم السياسية ,1994 , ,تحرير/محمد السيد سليم ,ص .93
- 52د /سعيد اللوندى ,القرن الحادي والعشرين هل يكون أمريكيا ,دار نهضة مصسسر,
يناير .2002
التي ل تتوافر لدى قوي أخرى ,المر الذي دفع البعض إلى القول بللأن )القللرن
53
العشرين كان قرنا أمريكيا ,وسيكون القرن الواحد والعشرين كذلك( ) (.
وقد تصور أصحاب هذا الرأي ,أن الوليات المتحدة المريكية أصبحت عقللب
انتهاء الحرب الباردة عملق وحيد ) ( Comely Giantفللي النظللام الللدولي,
بانتصارها على الشيوعية ,وهي حاليا تستطيع أن تهزم أي تهديللد محتمللل ,ول
تخشى من أية قوة جديدة ذات بعد واحد – غالبا القتصادي – في قللارتي أوربللا
54
ممثلة في التحاد الوربي أو آسيا سواء اليابان أو الصين) (.
وقد تعرض هذا الرأي لنتقادات عديدة تتعلق بحالة الوليات المتحدة عقللب
الحرب الباردة ,خاصة جوانب القصور القتصادية والجتماعية والتعليمية ,وقللد
أعتمد هذا النقد على أن صراع الحرب الباردة جعل الوليات المتحدة المريكيللة
توجه الكثير والكثير من العتمللادات الماليللة للجللوانب العسللكرية خصللما مللن
الموارد المخصصة للحاجللات الجتماعيللة والقتصللادية والسياسللية ,ممللا شللوه
القتصاد المريكى وأضعف السوق المريكي ,وأدى إلى عجز الميزانيللة وضللعف
الستثمار وتحلل البنية التحتية وتعاظم الللدين الللداخلي حللتى بللاتت الوليللات
المتحدة المريكية أكبر دولة مدينة في العللالم وأقللدمت علللي طبللع دولرات
ورقية ليس لها رصيد ,حيث بدأت تظهر عوامل الضعف والتخلللف فللي مجللالت
مهمة داخل الوليات المتحدة المريكية مما جعلها تتراجع اقتصاديا أمام الصللين
55
واليابان وغيرهما) (.
.Olsen Edward, Target Japan as America’s Foe, fall, 1992, 492 - 54
-د /السيد أمين شلبي ,من الحرب الباردة إلى البحث عن نظام دولي جديد ,مكتبة السرة 2005 ,ص .182 55
كما أن انتهاء الحرب الباردة أدى إلى اهتزاز النفللوذ السياسللي علللى الصللعيد
الدولي للوليات المتحدة وخاصة تجاه حلفائها من أوربا واليابان ,الذي تمثل في
خوفهم من القوة السوفيتية السابقة التي انهارت ,ممللا أدي إلللى تصللدع الئتلف
السياسي المريكي مع كل من أوربا واليابللان ,وأصللبحت الوليللات المتحللدة ل
تستطيع تمويل عجز ميزانيتها المزمن عن طريق شللراء الوربييللن و اليابللانيين
أذونات الخزانة المريكية ,و ل تستطيع أن تقوم بتداخلت عسكرية علللى نطللاق
واسع بدون مساهماتهم المالية كما حدث في حرب الخليج الثانية والثالثة.
ومثل انتهاء الحرب الباردة أيضا ,انحدارا دراميا في قدرة الوليات المتحدة
على تقرير اتجاهات الحداث على الصعيد الللدولي والقليمللي ,وفشلللت فللي أن
تكون القوى العظمى في عالم تتعدد فيه أدوات القوة ,ودللوا علللى ذلللك بفشللل
الوليات المتحدة في مؤتمر البيئة العالمي عام 1992م .في أن تشكل ائتلفا من
الدول الغنية يؤيد موقفها المحافظ من قضايا البيئة ,و في حرب الخليج الثانيللة
والثالثة وفي أفغانستان احتاجت لشركاء معها ,مما جعل البعض يقول أن التفوق
56
المريكي هو)واقع ووهم معا( ( ).( Reality and Illusion
ويذهب جانب آخر إلى أن النظام الدولي الجديد متعدد القطاب ,للم تنفللرد
به وعليه الوليات المتحدة بل هناك عدة أقطاب تعتللبر متسللاوية القللوى منهللا
57
اليابان والصين والتحاد الوربي ( ).ولكن هذا الرأي تعرض للنقللد ,فقللد رأى
البعض أن تلك القطاب أو القوى ليست مؤهلة للعب دور على الصللعيد الللدولي
ومنها من لم يرغب في ذلك مثل الصين واليابان ,بينما أوربا لم تتحد بعد وقللد
فشلت في معالجة بعض قضاياها الداخلية مثل البوسللنة والهرسللك وكوسللوفا.
ولم تتفق على الدستور الوربي الموحد .أما اليابان ليس لها قوة عسكرية ,فهي
Brezezinski, Zbigniew, out of control, Global, turmoil on the eve of the twenty – - - 56
First Century, A Robert Stewart book, 1993
- 57د /سيد أبو ضيف أحمد ,المرجع السابق ,ص.9-8 ,
من هذه الناحية تابعة وتعيش تحت مظلة الحماية المريكية ،وبعض هذه الدول
والقوي عازف علي لعب أي دور علي الصعيد العالمي وعلي رأسها الصللين الللتي
58
تعتمد في قوتها علي الناحية القتصادية ومن قبل اليابان) (.
ويرى جانب من الفقهاء بأن النظام الدولي الراهللن ثنللائي القطبيللة .ولكللن
القطبان أحدهما الشمال المتقدم بزعامة الدول الصناعية الكبرى وفي مقللدمتها
الوليات المتحدة .والجنوب المتخلف ويضم الدول النامية ,ولكن القطللب الول
مسيطر ويكاد يهيمن على القطب الثاني مع اختلف واضح فللي مللوازين القللوى
بين القطبين .ولكن هذا الرأي تعرض للنقد من ناحيللة أن بعللض دول الجنللوب
النامي يقف مع القطب الخر وبعض دول الشمال المتقدم تعتبر من وجهة نظر
الدول الصناعية الكبرى دول نامية تنتمي إلى عالم الجنوب.فضل عللن اسللتحالة
تقسيم العالم عمليا إلى ذلك.
ورأى جانب آخر أن النظام الدولي الراهن يشهد حالة من السيولة ,لم تظهر
بعد ماهيته وحدوده أي لم يتشكل بعد ولم يستقر علللي هيئة واحللدة متوحللدة,
وأن هذا المر سوف يستمر ربما لحقبة قادمللة مللن الزمللن ,كمللا أن معللايير
التصنيف المتبعة في الحرب الباردة سوف تتغير ,وفي ضوء ذلك يبللدو النظللام
الراهن غريبا يصعب تحديده ,ففي الحرب الباردة كانت الدولتان القائدتان فللي
خصومة لن كل منهما كان يعتبر الخر خطرا عليه ,أما بعد الحرب البللاردة,
59
فأن العلقات بين أشخاص وآليات النظام الدولي تغيرت( ).
- 58أنظر كتابنا ,تحالفات العولمة العسكرية والقانون الدولي ,دار إيستراك ،القساهرة2005 ,
,الباب الثاني.
) أ ( التجاه الول :يؤكد وجود نظام دولي جديد مختلفا عن القديم ,وأستند
على انتهاء الحرب الباردة وزوال التحاد السوفيتي وبروز دور الوليات المتحللدة
كقوة عظمى وحيدة في عالم ما بعد الحرب الباردة ,وتدعيم دور المم المتحدة
باعتبارها تجسيد للشرعية الدولية .وظهور مجموعة من المشللكلت والتحللديات
الدولية الجديدة التي تتطلب جهدا دوليا لمواجهتها ,وثمة اتجاهات فرعية داخللل
هذا التجاه ,فهناك من ينظر ويركز على الجللوانب اليجابيللة للنظللام العللالمي
الجديد ,وهناك من يفتقد السس التي يستند إليها هللذا النظللام باعتبللاره يسللعى
لتحقيق مصالح قوى معينة.
ويخلص أنصار هذا التجاه إلى أن وجود النظام العالمي الجديللد ل يحمللل
بالضرورة وعودا بعالم أكثر أمنا وعدل ,أو كونه أفضل من القديم ,وأن كان
النظام الدولي الراهن به فروق عميقة وجوهرية في أسسه وقواه وقضللاياه عللن
النظام العالمي السابق مما يجعله غير مستقر علي نمط واحد فالنظام الراهن –
من وجهة نظر أصحاب هذا الرأي -عير مستقر الشكل والململلح ولكنلله – مللع
ذلك -مختلف عن النظام السابق.
)ب( التجاه الثاني :ينكر أصحابه ويشككون فلي وجلود نظلام علالمي جديلد,
برغم ما جرى في الساحة الدولية من تحولت ملحوظة خلل السنوات الخيللرة,
ُينكر وجللود نظللام
و الحديث عن ذلك وهم وخدعة ,وهناك اتجاهان داخله الول
دولي جديد ويسمى ما يحدث الن )الفوضى الدولية الجديدة(والتي سوف تستمر
حتى يتم التوصل إلى ترتيبات دولية جديدة وترسلليخ فللي صلليغة نظللام عللالمي
جديد.والثاني يقر بوجود متغيرات دولية جديدة ,كما ورد في التجاه الول .إل
أن ما يعرف بالنظام العالمي الجديد ليس جديدا في مضمونه أو أهدافه ,إنما هللو
اقرب إلى الترتيبات الجديدة التي يستخدمها النظام العللالمي القللديم ليعيللد بهللا
تأكيد دوره في ظروف متغيرة.
)ج( التجاه الثالث :يري أنصاره إنه من السللابق لوانلله الحللديث عللن نظللام
عالمي جديد بالمعنى العلمي الدقيق فهو ل يللزال قيلد التشلكيل والتبلللور ,وللم
تستقر معالمه بصورة واضحة بعلد ,وأن المرحللة الراهنلة ملن مراحلل تطلور
النظام الدولي تمثل مرحلة انتقالية ,تشهد اندثار بعللض أسللس وقواعللد النظللام
الدولي القديم وظهور أسس وقواعد لنظام دولي جديد و سوف تسللتغرق بعللض
الوقت وتتسم بحالة من الفوضى الدولية,
- 60د/عبد الله الشعل ,العالم العربي والشرعية الدوليسة الجديسدة ,السياسسة الدوليسة ,ابريسل
,2006ص ,25
- -أنظر كتابنا أزمات السودان الداخلية والقانون الدولي المعاصر ,دار إيتراك ,القلاهرة, 61
.2006
-2استخدام القوة العسكرية لبسط الهيمنة المريكية عللى دول العلالم الثلالث.
-3العمل على إيجاد وسيلة لحل المشاكل القتصادية الخطيرة التي يعاني منها
-4قيام أوربا واليابان ببعض المهام فللي عمليللة الخللتراق للتحللاد السللوفيتي
السابق وتحويله لكيانات متناحرة كالنمط السائد بأمريكا اللتينية.
-6يتميز النظام الدولي الراهن بكونه ثلثي القطاب اقتصاديا أوربللا الموحللدة
واليابان ,بزعامة وهيمنة الوليللات المتحللدة ,وأحللادي القطبيللة عسللكريا.
62
وأضاف أحد الفقهاء ملمح أخرى تتمثل في التي) (:
-4فرض الوصاية الدولية على دول العالم الثالث وخاصة السلمية .عن طريق
قرارات من مجلس المن كمللا فللي حالللة العللراق والسللودان والصللومال
ولبنان.
- 62د /جعفر عبد الرازق ,ركائز النظام الدولي الجديد ،متاح من خلل..
-5تعظيم دور المم المتحدة باستغللها عن طريق إصدار قرارات مللن مجلللس
المن تضفى الشرعية على تصرفات الدول الكبرى غير الشرعية.
وقد انتهى أحد الفقهاء أن النظام الدولي الراهن هو نظام الهيمنة المريكية,
أو كما أشتهر في الساحة السياسية بأنه )النظام العالمي الجديد(الذي قام عقللب
انتهاء الحرب الباردة بسقوط التحاد السوفيتي ,فقد روج أصحابه والمستفيدون
منه بأنه سيقوم على حماية الشرعية الدولية ,وسلليادة مبللادئ القللانون الللدولي
وتطبيق نظام المن الجماعي تطبيقا عادل .أشاعوا ذلك في حرب الخليج الثانية,
ولكن ما إن انتهت الحرب حتى ظهر على حقيقته وانكشف وجهه القبيح ,واثبللت
تخاذله وتراجعه ,وأخذ ينقض ويهدم بنفسه المقومات الدولية التي قللام عليهللا
بصورة تدعو إلى إسقاط وزواللله ،وبللان ذلللك جليللا فللي القضللية الفلسللطينية
63
واحتلل أفغانستان 2001والعراق 2003ومؤامرة دارفور) (.
وخير مثال على تلك القرارات ما صدر بخصوص العراق منلذ علام 1990حلتى الن
65
وكذلك القرارات الصادرة بشأن دار فور وأزمات السودان الداخليلة) ( والقلرارات بشلأن
وتتميز الشرعية الدولية الجديدة بأنها تستند على قرارات مجللس الملن الصلادرة وفلق
الفصل السابع والتي تقف خلفها أو بجوارها أو من ورائها الوليات المتحدة ومنهلا ملا صلدر
بالتهديد والوعيد والرشوة للدول أعضاء مجلس المن – غير الدائمين طبعا -كما حدث فللي
حرب العراق 2003م,
وتصدر هذه القرارات بتوافق الراء دون معارضة بعد مفاوضللات بيللن أعضللاء
المجلس ,بحيث ترضى كل التجاهات فضل عن أنها تصدر وفق إجراءات الصللدار
الصحيح في الميثاق الواردة في المادة)(27/3منلله فهللي تصللدر صللحيحة شللكليا,
67
ولكنها باطلة موضوعيا لتجاوز لمخالفتهللا الميثللاق) ( ويعتللبر العللالم العربللي
التربة الخصبة لذلك.
وتتميز هذه الشرعية الجديدة بأنها انتقائية وتتبع سياسة الكيل بمكيالين أو
عدة مكاييل أو كما يقال ازدواجية المعايير التي أصبحت تعدد المعايير ,فهناك
قرارات صدرت عن ذات المجلس تعبر عن الشرعية الدولية الحقيقية ومع ذلللك
ل تنفذ منها القرارات الخاصة بفلسللطين ,كمللا أن قللرارات الشللرعية الدوليللة
الجديدة تهدم القواعد المرة في القانون الدولي العام منها مبللدأ عللدم التللدخل
في الشئون الداخلية للدول ومبدأ السلليادة ,ومبللدأ حظللر اسللتخدام القللوة فللي
العلقات الدولية ,مما جعل البعض يقرر أنه ليس هناك نظام دولي جديد ولكنها
ترتيبات جديدة للعالم ,وأنله فلي الحقيقلة )اتفلاق جديلد عللى منلاطق نفلوذ
- 67د/عائشة راتب ,ندوة المن القومي العربي بعد حرب الخليج ,28/2/1991القاهرة ,نقل عن د/
سرحان ,ص .23
68
ومصالح() ( ووصفه آخرون بأنه النظام الللدولي الجديللد هللو نفسلله )النظللام
69
المبريالي القديم الذي نعرفه جيدا ,ولكنه يجيء اليوم على فوهة مدفع() (.
وقد أختلف في المصطلح الذي يطلق على هذا النظام ,فمن قائل بللأنه نظللام
دولي جديد ومن قائل بأنه )العولمة(نسبة إلى العالم حيث يشمل النظللام العللالم
كله ,بينما أطلق عليه البعض الخر)المركة(نسبة إلى دعوى ومزاعللم باطلللة
بأن الوليات المتحدة هي القطب الوحيد الوحد الذي يقف على قمة هذا النظام,
ومن قائل بأنها ترتيبات جديدة لعالم ما بعد الحرب الباردة ,ونكتفي من جانبنللا
أن نطلق عليه مصطلح )نظام ملا بعلد الحلرب البلاردة( حلتى يتشلكل وتتضلح
معالمه.
الخلصة :نرى أن الشرعية الدولية السابق بيانها ماهية ومصادر ل توجد في
نظام ما بعد الحرب الباردة ,بل الموجود )ل شرعية ول دولية( ولكنها تصللرفات
دول قوية تعلن عن رغبتها في الهيمنللة والسلليطرة علللى العللالم شللعوب ودول
وموارد ل نقول هيمنة أمريكية فقط ولكنها هيمنة وسيطرة قوى الشمال الغنية
ممثلة في مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى التي تأسست عام 1975م,
حيث تسخر الشرعية الدولية في غير ما شرعت له ,وتوظفها لتحقيق أهداف ورعاية
مبادئ لم تدر بخلد من صاغوا ميثاق المم المتحلدة ,حيلث يجلري حاليلا اسلتخدام الملم
المتحدة كأداة رئيسية في أعادة صيغ العالم بلون واحد وتمهيللده لسللتقبال قواعللد سلللوك
جديدة ,فهي ) تصدر( قرارات خطيرة مناهضة تماما لهداف ومبلادئ الملم المتحلدة يتفلق
عليها وتصاغ خارج مقر المنظمة ,أي خارج إطار الشرعية الدولية نحن نعيللش الن مرحلللة
انتقالية ,فالميثاق القائم ,ل يتناسب مع الواقع الراهن وخصوصا ما يتعلق منها بالمن والسلللم
1
حقللوق النسان
إن لالحديث لعن لحقوق لالنسان لوالدفاع لعنها لأصبح لشعيرة لمن لالشعائر
َكل مبدأ احترام حقوق النسان أحد المعللايير المهمللة فللي تحديللد العلقللات
وش
ّ
والمعاملت الدولية ،وفي قياس التطور السياسي لي مجتمع بل وأصلبح تقييلم
النظم السياسية والقتصادية والجتماعية ذاتها يخضللع لمللدى مللا تحقللق تلللك
النظم لمواطينها من حقوق وحريات بل تحول إلى أحد المقاييس المهمة للنمللو
وغدا الهتمام الدولي بحقوق النسان يمثل إحدى السللمات الساسللية والمميللزه
للنظام الدولي المعاصر.
وأن تداوله بشكل كبير على كافة الأصعدة السياسية والعلمية والفكرية
ً من الضبابية في التعامل معله ،وخاصلة عنلد تطلبيق هلذا
والفلسفية خلق نوعا
المنظور لدارسة المجتمعات والشعوب التي سبقت ظهور هذا المفهوم وبلللورته
بشكل شبه كامل .حتى قام علم حديث اسمه علم حقوق النسان معياره الكرامللة
ً والتي
ً ودوليا
النسانية وموضوعه دراسة الحقوق الشخصية المعترف بها وطنيا
-تييري ميسان11 ,سبتمبر 2001الخديعة المرعبة ,ترجمة د/داليا محمد السيد الطللوخي و د/جيهللان 70
حسن عبد الغني ,شركا سف ,باريس القاهرة ,2001 ,ص .98 -97
في ظل حضارة معينة تضمن الجمع بين تأكيد الكرامة النسانية وحمايتها مللن
((1
جهة والمحافظة على النظام العام من جهة أخرى.
أن لمفهوم حقوق النسان معنيان أساسيان الول هو أن النسان )لمجرد أنه
إنسان( له حقوق ثابتة وطبيعية وهللذه هللي )الحقللوق المعنويللة( النابعللة مللن
إنسانية كل كائن بشري والتي تستهدف ضمان كرامتلله ،أمللا المعنللى الثللاني
ً لعمليات سللن
لحقوق النسان فهو الخاص )بالحقوق القانونية( التي أنشئت طبقا
القوانين في المجتمعات الوطنية والدولية على السواء وتستند هذه الحقوق على
رضا المحكومين أي رضا أصحاب هذه الحقوق وليس إلى نظام طبيعي كما هو
((2
قائم في المعنى الول.
ً أملا الحقلوق
إن مصطلح »حقوق النسان« هو مصطلح حديث نسبيا
ً فللي القللرون
الطبيعية فهو المصطلح المستعمل في القرون السللابقة وتحديللدا
الوسطي بالنسبة للتطور الوربللي نسللتطيع أن نقللول أن حقللوق النسللان هللي
ُتكفل للكائن البشري الحفللاظ علللي حيللاته والمرتبطللة بطللبيعته
الحقوق التي
كحقه في الحياة والمساواة وغير ذلك ملن الحقلوق المتعلقلة بلذات الطبيعلة
71
البشرية التي ذكرتها المواثيق والعلنات العالمية ( ).يجب علينا التفرقة بين
ًى
حقوق النسان والحريات العامة حيث جرى تداولهما وكأنهما يدلن على معن
ً بين كليهما ،فالحريات العامة مقيدة
ً نوعيا
أو مفهوم واحد ،رغم أن هناك فارقا
72
ً بنظام سياسي واجتماعي واقتصادي سائد في كل دولة) ( بخلف حقللوق
دائما
النسان
) (1د .أحمد بلحاج السندك ،حقببوق النسببان رهانببات ،وتحببديات) ،الرببباط:
شركة بابل] ،د ،ت[( ص.9
) (2ليا ليفيببن ،حقببوق النسببان أسببئلة وأجوبببة )اتحبباد المحببامين العببرب/
اليونسكو (1986 ،ص.13
(1) 71الدكتور /رضوان زيادة ،مسسسيرة حقسسوق النسسسان فسسي العسسالم العربسسي ،دمشسسق،
1998م ،ص .7
(2) 72د /أحمد السندك ،المرجع السابق ،ص .10
ويختلف مصطلح)حقوق النسان( عن مصللطلح القللانون النسللاني الللدولي
الذي يكفل حماية النسان أثناء النزاعات المسلحة الدولية وغير الدولية والللذي
يطلق عليه أيضا قانون جنيف نسبة إلي اتفاقيات جنيللف الربعللة لعللام 1949م،
فالخير قانون استثنائي ل يطبق إل في أوقات معينللة فللي النزاعللات المسلللحة
الدولية وغير الدولية بينما حقوق النسللان فيجللب حمايتهللا فللي وقللت السلللم
والحرب.
و يدل على ذلك البحث الميداني الذي قام به المعهد الدولي لحقوق النسان
في فرنسا عام 1977بالتعاون مع جمعية القانون الدولي العام ومعهد الوليللات
المتحدة لحقوق النسان والذي كشف عن مدى انتشار تدريس تلك المللادة فللي
أغلب الجامعات الوروبية والمريكيللة وجامعللات دول العللالم الثللالث وكشللف
ً تدريسها في إطار العلقات القائمللة بيللن
ً أن التجاه الكثر شيوعا
البحث أيضا
الدولة والفراد.
ً ل يتجزأ من
أما التجاه الخر غير الشائع فيعتبر حقوق النسان جزءا
(
دراسة مادة القانون الدولي العام واتجاه ثالث يرى استقلل مادة حقوق النسان.
(16
وتسعى المم المتحدة لدخلال مقلرر خلاص بحقلوق النسلان فلي كافلة
((17
ً من المرحلة البتدائية وحتى الجامعة.
المراحل الدراسية بدءا
) (16د /نازلي معوض ،تدريس حقوق النسان في الجامعسسات ،مجلسسة السياسسسة الدوليسسة،
القاهرة )السنة ،11العدد ،39يناير (1975ص 63وما بعدها.
) (17مبسسادئ تسسدريس حقسسوق النسسسان ،أنشسسطة عمليسسة للمسسدارس البتدائيسسة والثانويسسة
)نيويورك ،المم المتحدة (1989 ،ص.50
أن النظرة الغربية لحقوق النسان تنفي عن الحضارات الخرى أي مجهود
في ظهورها وإرساءها بشكلها الحالي لنها تصدر عللن نزعللة مركزيللة غربيللة
ً عللي ذلللك باعتبلار
تنفي عن الخر أي دور في إرساء هذه الحقوق وتعمل دائما
73
ً أو هللوامش لهللا) ( -كعللادة الغللرب – ولكللن
أنها المركز وما حولها أطرافا
الواقع والوقائع والتاريخ يدحض تلك الفرية التي تعود الغرب عليها.
الميثاق العربي لحقوق النسان الذي أعد في إطار جامعللة الللدول -
العربية عام1945م وميثاق عام1997م.
لجنة حقوق النسان :وهي على خلف كافة الجهزة الفرعية التي أنشأتها الجمعية العامة
والجهزة الرئيسة الخرى التابعة للمم المتحدة ،تتمتع بنظام قانوني خاص بها ،فهي الوحيدة
ً للشل ئون
التي خصها الميثاق بحكم تضمنته المادة ) :68وينشئ المجلللس القتصللادي لجانلا
القتصادية والجتماعية ولتقرير حقوق النسان ،كما ينشئ غير ذلك ملن اللجلان اللتي قلد
ً وأصبح الن
يحتاج إليها لتأدية وظائفه( وكان عدد أعضاء اللجنة عند بدء تشكيلها 18عضوا
ً ينتخبون لمدة 3سنوات على أساس التوزيع الجغرافي العادل.
43عضوا
:Law Asia -1أنشئت اللجنة الدائمة لحقوق النسان بهذه المنظمة فلي ،1979وأخلذت
زمام المبادرة في ترويج وحماية حقوق النسان في آسيا ،وكانت المنظم الرئيسللي لمللؤتمر
فيجي.
Asia Watch -5وهي مجموعة استشارية تأسست عام 1985في واشنطن تهتم
((92
بالضغط على حكومة الوليات المتحدة لتدعيم حقوق النسان في آسيا.
د .السيد اليماني ،حماية حقوق النسان في آسيا ،ضمن كتاب حقوق النسان ،إعسسداد محمسسد شسسريف )(92
يقدم الغرب نفسه وفي مقدمته الوليات المتحدة المريكية للعالم علي أنه
الب الحقيقي والمنشأ الصلي لحقوق النسان في الكون رغم أنه طوال تللاريخه
علي مر الدهور وكر العصور قاتل النسان ومستعبده ولم يترك انتهاكللا مللن
انتهاكات حقوق النسان علي مر الزمللان وطللول المكللان إل وأرتكبلله وتاريللخ
الغرب السود مملوء بدم النسان في كل رجا من أرجاء المعمورة عبر التاريللخ
يكذب ما يدعيه الغرب.
من قاتل النسان في حروب عالمية قتل فيها ما يربللو علللي المللائة مليللون
إنسان وجرح أكثر منهم ،وفقد أكثر منهم ،أليس هو الغرب مللن قتللل أطفللال
وشيوخ ونساء ورجال أفغانستان أليس هو الغرب ،من قتل أطفللال ونسللاء وشلليوخ
ورجال العراق وعاد بالعراق إلي القرون الوسطي أليس الغللرب ،مللن قتللل ويقتللل
أطفال ونساء وشيوخ ورجال فلسطين أليس الكيان الغاصب فللي فلسللطين المحتلللة
بدعم صريخ من الغرب ،ومن هدم لبنان وأستخدم أشد السلحة فتكا وخرابا أليللس
هو الكيان الغاصب في فلسطين بلدعم ملن كافللة اللدول الغربيللة وفلي مقلدمتها
الوليات المتحدة المريكية صاحبة أكبر جريمة في التاريخ بإلقاء قنبلتين ذريتين
علي اليابان ،علما بأن اليابان كانت قد استسلمت فلمللاذا تللم إلقاءهمللا للللدفاع عللن
حقوق النسان.
إن الوليات المتحدة المريكية سارقة انتصارات ولم تنتصر في حرب دخلتها في الحرب
العالمية الولي دخلت الحرب قرب نهايتها بعد أن بان المنتصر مللن المهللزوم وفللي الحللرب
العالمية الثانية دخلتها عام 1943م أي قرب نهايتها وبعد أن أنتصر الحلفاء وسرقت النتصلار
منهم في فيتنام هزمت شر هزيمة في الصومال حيث ل دولة ول جيش أفراد حفاة شبة عللراة
وجياع بعد أن جيشت الجيوش في عملية إعادة المل في الصومال انسحبت بعد مقتللل وسلللح
جنود المارينز المريكان وتم ربط بعضهم في الشجار منظر لم يستطع الرئيللس المريكللي
حينها أن يشهده وفر مذعورا من أمام التلفاز وأمر بإعادة القوات ،في لبنان بعد مقتللل أكللثر
من مائتين من المارينز في الثمانينيات فرت من لبنان ولم تدخلها حتى الن.
كيف حال أمريكا في أفغانستان وهل حققت شيئا يذكر فللي حربهللا ضللد
وفي أفغانستان هزمت شر هزيمة وورطت قوات حلف الناتو الذي وعي الللدرس
لم يقبل بتوريطه في العراق مرة ثانية رغم كل ملا حلدث فللي أفغانسللتان للم
تحقق أي فائدة تذكر ل هي قضت علي طالبان ول علي المل محمد عمر وابللن
لدن ول نفذت خطتها من غزوها واحتللها حتى عن طريق الحكومة العميلة لم
تنفذ الوليات المتحدة المريكية أي هدف من وجوها في أفغانستان بللل العكللس
هو الذي حدث دنت وقربت من عللدو تخللافه وتخشللي مقللابلته ومقللاتلته وهلو
السلم الجهادي أو السلم السياسي كما يحلو لهم أن يرددوها )إيلران( ولللول
العار لنسحبت تاركة قوات الناتو التي سوف تخرج في ذليهللا ويتضللح كللذب
وزيف حقيقة أحداث الحادي عشر من سبتمبر تنكشللف المللؤامرة الللتي دبرتهللا
بتفجيرات).(11/9
وفي العراق ليس الحال بأفضل منه في أفغانستان بل العكللس هللو الصللحيح
فالوليات المتحدة المريكية فللي العللراق فللي وضللع ل تحسللد عليلله وتتمنللي
الخروج من المستنقع العراقي بأي ثمن ولكن الثمن فادح ول تستطيع الوليللات
تحمله ول يستطيع أي رئيس أمريكي مهما كان أن يتحمللل مسللئولية انسللحاب
القوات المريكية من العراق بعد أن تأكل التحالف الذي دخلت به العللراق وقللد
أطاحت حرب العراق بأكثر من زعيم في أسللبانيا وايطاليللا وبليللر ومللن قبللل
ألمانيا شرودر هزمته امرأة والبقية تأتي وأطاحت بالجمهوريين فللي انتخابللات
الكونجرس المريكي وسوف تطيح بهم من البيت البيض وأطاحت ببعض القادة
المريكان رامسيفيلد وغيره تلك الصقور التي أصللحبت بعللد الحللرب وبفضللل
المقاومة نعام مذعورة.
وقد صرح أكثر من مسئول أمريكي أن اللذي يعنينللا مللن حقلوق النسللان
حماية مصالحنا فقط لذلك تعتبر حقللوق النسللان مللن آليللات فللرض العولمللة
والدخول في دائرة الهيمنة عن طريق الضغط علي الحكومات التي ترفض دخول
بيت الطاعة المريكي حيث يسلط عليها كافة وسائل العلم التي تخضع وتقللع
تحت سيطرته بدعوى انتهاكات لحقوق النسان الذي قتلوه في كللل رجللا مللن
أرجاء الرض وعلي مر الدهور وكر العصور.
المجتمع المدني
يقدم البعض المجتمع المدني كنظام ومنهج أيديولوجي علي أنلله الحللل
بعد فشل كل الحلول السابقة ،ليس المجتمع المدني الموجود حاليا لما فيه من
سلبية وارتزاق وعدم شفافية ،ويري أن الحل ل بد أن يأتي من أسفل عن طريق
المجتمللع المللدني فل تحقيللق للتنميللة الشللاملة والمسللتدامة أل بتفعيللل دور
مؤسسات المجتمع المدني الذي ل يمكن أن يحدث إل بتعميللق الديمقراطيللة أو
الشورى الملزمة وتقديم وتنفيذ تصورات جديللدة بنللاء علللي الواقللع الموجللود
وليس ما ينبغي أن يكون ،فيجب أن يوضع المجتمع المدني فللي بللؤرة الهتمللام
بتهميش دور الدولة لصالح المجتمع المدني مللع عللدم تركلله بللدون رقابللة ل
هيمنة علي أن تقوم شللراكة تللوازن وتكللافؤ بيللن الدولللة والمجتمللع المللدني
والقطاع الخاص أي التوسط بين الرقابة والهيمنة.
ويقدم لنا البعللض المجتمللع المللدني علللي أنلله ضلللع فللي مثلللث التنميللة
والقتصادية والتطور الحضاري لي مجتمع ينشدهما ويتكون من هللذا المثلللث
من المجتمع المدني وحقوق النسان والديمقراطية ،مع اختلف طرق وأسللاليب
تطبيقهم من دولة لخللرى والمجتمللع المللدني _ فللي نظرهللم -هللو) مجتمللع
المؤسسات الهلية المرادفة للمؤسسللات الرسللمية وتشللمل الميللادين السياسللية
75
والمهنية والثقافية والجتماعية( ) ( ويقدم لنا البعض المجتمع المللدني علللي
)(76
أنه في موقع وسط بين القطاع العام والقطاع الخاص
لن المجتمع المدني هو الصل – في نظرهم – والساس العقلي لية شرعية سياسية
والمسئول عن سلمة أو فساد الحياة السياسية فأن صلح صلح نظام الحكم وأن فسد فسلد نظلام
- 75الدكتور/ /محمد الرميحي ،تمهيد مجلسسة الفكسسر ،المجلسسد السسسابع والعشسسرين ،العسسدد
الثالث ،يناير/مارس 1999م ،المجلس العلى للثقافة والفنون والداب ،الكويت ،ص.5:
- 76الستاذ /بوعلي ياسين ،المثقفون العرب :من سلطة الدولة إلي سسسلطة المجتمسسع
المسسدني ،مجلسسة الفكسسر ،إصسسدار المجلسسس السسوطني للثقافسسة والفنسسون والداب ،الكسسويت،
المجلد السابع والعشرين ،العدد الثالث ،مارس1999م ،ص.50
الحكم ،ويعيب علي الفقهاء في علم السياسة التركيز علي الدولة وجعلها المحور والمرتكز لكل
77
تنمية شاملة ومستدامة ،والعكس الصحيح) (.
ويقوم المجتمع المدني بناء علي التعريف السابق علي ثلثة أركان هم:
– 2التنظيم :حيث تقوم مؤسسات المجتمع المدني بنفسها بوضع اللللوائح الللتي
تحدد شروط العضوية و كيفية النضللمام أليهللا وطريقللة العمللل داخلهللا
وتوجد قواعد عامة تحكم وتحدد العلقات بين أجزاء المجتمع المدني.
-3التسامح وقبول التعددية :تقوم مؤسسات المجتمع المدني علللي مبللدأ قبللول
الخر والتعامل معه وليس نفيه أو إعدامه فهي تتسامح مع الخر من حيللث
الوجود والتعامل واستمرارية الحياة والتعاون معه.
– 5التداول الديمقراطي للسلطة :ل احتكار للسلطة للبعض دون البعض الخر.
يري الدكتور الخشت أن فكرة المجتمع المدني كانت موجللودة علللي مللر
الدهور وكر العصور ،ففي العصر السلمي كانت الفكرة موجودة متمثلة فللي
المة التي كانت تقابل الخلفة السلمية أي الدولة في السلللم ،حيللث كللانت
المة تقوم بوظائف مؤسسات المجتمع المدني حيث وجدت التكوينات التي تقوم
علي الرادة الحرة والتطوع واللتزام وتسعي لتحقيق التكافل والحماية لعضاء
المهنة أو الوظيفة والدفاع عن المصللالح العامللة للمجتمللع وممارسللة الرقابللة
المجتمعية المتبادلة عن طريق المر بالمعروف والنهي عن المنكر استقلل عن
سلطة الدولة الخلفة مثل شهبندر التجار وكبير الصناع.
ونحن نري أن هذا الرأي جانبه الصواب ،لن فكرة المجتمع المللدني تقللوم
علي أساس غير ديني أي أنها رابطة إنسانية علمانية حيث نشأتها كانت كللذلك
في أوربا عندما أبعدت أوربا سلطة الكنيسة وسلللطان رجالهللا وحصللرتهما فللي
الكنائس والديرة ولم تسمح لهللم بمزاولللة أي نشللاط خارجهللا ،أمللا صللحيفة
المدينة فقد فرقت هنا علي أساس الدين )اليهود أمة( )والمسلمون أمة(,
يقع المجتمع المدني في الفكللر الغربللي فللي منطقللة وسللط بيللن السللرة
والدولة وهو مقابل تنظيمي للطار التنظيمي للدولة ويتشكل بناء علي)نظريللة
العقد الجتماعي(عند جون لوك ومفادها أن الشللعب قللد تنللازل عللن جللزء مللن
حريته للحكومة في مقابل أن تحفظ الحكومة المن وجاءت هللذه النظريللة ردا
علي نظرية تآليه الحكام في الغرب باعتبارهم يحكمون بتفويض ألهي.
يري البعض أن مفهوم المجتمع المدني ليس جديللدا فللي الكتابللات العربيللة
القديمة والحديثة حيث توجد مؤشرات علي وجود ما يوزاي هللذا المفهللوم فللي
ذهن الكتاب العرب منذ العصر الوسيط ولكنه لللم يللرد بللذات السللم )المجتمللع
المدني( قبل السبعينيات ولكنه ورد قبل ذلك بتسميات أخري مختلفة مما يعنللي
أن المجتمع المدني كمفهوم كان موجودا أما المجتمع المدني كمصطلح فهو
جديد ولكنه شابته بعض الضبابية مما أدي إلي غموض وعلدم وضللوح المفهللوم
سواء في أذهان العامة والخاصة من المثقفين والكتاب ولزال حتى الن.
في الواقع المجتمع المللدني موجللود منللذ وجللود الدولللة لن الصللل هللو
المجتمع ثم جاءت الدولة فقسمت المجتمع إلي مجتمع مدني ومجتمللع سياسللي
مع تقسيمه أيضا إلي طبقات ،ففي المجتمع السلللمي كلانت توجللد العصلبيات
القبلية والدينية والمذهبية والحزاب الدينيللة القائمللة علللي الللدين وبجانبهللا
مجالس علماء الدين المستقلين عن الدولة وملتقيللات العيللان المحلييللن بمللن
فيهم زعامات الحارات والقللرى وحلقللات الللدروس والمللذاكرة فللي المسللاجد
ومؤسسات الوقاف القتصادية المتعاظمة إلي جللانب تنظيمللات مهنيللة تجاريللة
وحرفية وخدمية يقف علي رأسها شهبندر التجار وشلليوخ الكللار كمللا وجللدت
رابطات أو أخويات الفتوة والشطار والعيارين والحرافيش والقبضايات وكذلك
نقابات الشراف ومشلليخات الطللرق الصللوفية وغيرهللا وهللذا مللا نعللده اليللوم
78
مؤسسات المجتمع المدني) ( مما يدل علي صدق ما ذهبنا إليه.
- 78الستاذ /بوعلي ياسين ،المثقفون العرب :من سلطة الدولة إلي المجتمع المدني،
مجلة عالم الفكر ،المرجع السابق ،ص .46 -45
فالنشأة لمؤسسات المجتمع المدني مختلفة في المجتمع الغربللي عنهللا فللي
المجتمع السلمي لذلك فإنشاء مؤسسات المجتمع المللدني فللي السلللم عبللادة
وتقرب إلي ال أما في الغرب فأنها لمحاربة الدين وتأكيد لنفصاله عن الحياة
وحبسه وحاصره ومحاصرة في الديرة والكنائس فقط أي كما يقولون )ل دين
في السياسة ول سياسة في الدين(.
علما بأن كلمة مدينة أصلها المكان أو البلد التي تدين بدين وهكللذا سللماها
الغريق والرومان وغيرهم حتى أن المدينة المنورة كانت قبل هجرة الرسللول
– صلي ال عليه وسلم – تسمي يثرب أما بعد الهجرة المباركة إليها واعتناقهللا
السلم دينا سميت )المدينة المنورة(لنها دانت بالسلم واتخللذت السلللم دينللا
والمنورة لنها تنورت بنور ال )قد جاءكم من ال نورا وكتابا مبين( .فلمللاذا
النفصال عللن الللدين إذا كللان هنللاك خلف جللوهري وتنللاقض بيللن السلللم
المحفوظ من قبل ال – سبحانه وتعالي – وبين النصرانية المحرفة واليهوديللة
المنحرفة فالسقاط للحكام هنا باطل للختلف البين والواضح والجلي.
– 1مفهوم حالة الطبيعة :أي الحالة البدائية التي كان يحياها الناس قبل نشللأة
الدولة أو التنظيمات السياسية الحديثة أي حالة الفطرة.
– 2مفهوم عقد الجتماع :الذي تحول فيه النسان من حالة الفطرة إلللي حالللة
الجتماع والعيش مع غيره من الناس في جماعات.
– 3مفهوم حالة الدينة :وهي الحالة التي تكونت فيها الجماعات علي أساس مللن
الدين والسياسة ،فكما قلنا أن المدينة سميت مدينة لن لها دين تدين به.
– 1المرحلة الولي :هي المرحلة الوحشية التي كللان يتصللرف فيهللا النسللان
وفق منطق الغريزة الحيوانية الخالصة.
– 2المرحلة الثانية :وهي المرحلة البربرية التي ظهرت فيها الملكية الخاصللة
والمجتمع التجاري القائم علي المصلحة الذاتية وتحقيق الثروة.
– 3المرحلة الثالثة :هي مرحلة المجتمع المدني الللذي ظهللرت فيلله الروابللط
الخلقية والجتماعية الراقية ونشأت فيه نظم سياسية ديمقراطيللة حللرة .
81
) (
-الدكتور محمد عابد الجابري ،المجتمع المدني في شروطه التاريخية ،مجلة الوسط ،العدد)(415 80
Fdinhuroh.1966 - 1
.Tomas Paine, Rights of Man, ed. Henry Collins, Harmon daworth. 1977, PP, 117-126- 204 -282
عن مفهوم الدولة ،يقوم المجتمع المدني عند هيجل علللي مبللدأين همللا المبللدأ
الول الذاتية النانية :ويتمثل في الفرد الذي يعتبر ذاته هللدفا أساسلليا فيسللعى
لثبات غاياته الجزئيللة ويعمللل علللي تلبيللة حاجللاته الخاصللة والمبللدأ الثللاني
التبادلية :مبدأ عندما يعتقد النسان أنه ل يستطيع تلبية كافة مستلزمات حياته
بدون الخرين فتنشأ علقللات التبللادل بيللن الفللراد ويتكللون المجتمللع ،لللذلك
فالمجتمع عند هيجل منقسما ومنشطرا ول ينقذه من ذلك إل وجللود الروابللط
الجماعية الجتماعية مثل الزواج والنقابات ويمللر المجتمللع المللدني بلحظللات
ثلث هي:
– 1لحظة منظومة الحاجات :وهي اللحظللة الللتي يقللوم فيهللا النسللان الفللرد
بالسعي لتلبية حاجاته الذاتية بواسطة العمل وهو فللي ذلللك يقللوم بإشللباع
حاجات غيره.
– 2لحظة تحقيق العدالة القانونية :وهي اللحظة التي يتم فيها تطبيق القانون
بواسطة المؤسسة القضائية للمحافظة علي الشخصية والملكية وحمايتهمللا
العتداء.
– 3لحظة رعاية وضمان أمن ورفاهية أفراده :يتجلى ذلك في السلطات العامللة
والنقابات وهي تسد الثغرات في تطبيق العدالة وهي مشتركة ل جزئية.
والمجتمع المدني عند اليمين الليبرالي مستقل تماما وغير خاضع لي شكل
من أشكال الرقابة من قبل الحكومة ودور الحكومة ينبغي أن يكون صغيرا جللدا
ومحدودا ويشكل التراث الفلسفي والسياسي للفكر الليبرالي الكلسيكي الغربللي
والفكر الماركسي سواء بسواء سلسلة متصلة من الحلقات بعضللها ببعللض علللى
مستوى الفكر النساني على الرغم مما قد تجد بينهما من تناقضللات ومفارقللات
غاية في الجذرية والعمق مللن حيللث السلللطة المرجعيللة المعرفيللة والنظريللة
واليديولوجية والثقافية في تعريف ومفهوم المجتمع المدني بالمعني الحللديث
عبر المراحل التي قطعها في تطوره وفللي ارتبللاطه بأشللكال الدولللة السياسللية
الحديثة.
ل يوجد فيلسوف أو مفكر سياسي مهما أسللبغ علللى المجتمللع المللدني مللن
مفهوم وتعريف مجددين يستطيع أن يخرج عللن الطللار المرجعللي الكلسلليكي
الغربي للمجتمع المدني منذ بداية عصللر النهضللة الوروبيللة)(1600 -1450
ً إلي عصر هيجل وماركس وجرامشي ولقد أيقظللت دراسللة المجتمللع
وامتدادا
المدني وعللي الفلسللفة المختصللين والمفكريللن السياسلليين مللن أجللل بلللورة
المكونات المعرفية والنظرية واليديولوجية الواضحة عنه.
من أجل ذلك وجب تحديد مكونات مفهوم المجتمع المللدني كمللا تبلللورت
في إطار النظرية الليبرالية التي تأسست علي العقد الجتماعي مقابللل نظريللات
الحق اللهي للملوك والتعددية السياسللية بللديل عللن الحكللم الفللردي المطلللق
العتراف بالمواطنة والحريات العامللة فللي الحيللاة والملكيللة والعمللل والللرأي
والعتقاد لكافة أفراد الشعب بعد أن كان كل ذلك مقصورا علي الملك وطبقللة
النبلء ورجال الكنيسة أي مقصورة علي الطبقة الرسللتقراطية القليلللة العللدد
التي تتحكم فللي الللدنيا والللدين والخللرة وإقامللة علقللات اجتماعيللة طوعيللة
وتعاقدية حرة ينضم إليها الفراد بهدف تحقيق غايات ومصالح مشتركة.
وقد شهد مفهوم المصطلح علي مدار تاريخه الطويل منذ نشأته حتى اليوم
تطورات محورية أثرت في دللته اللفظية ومعانيه الموضللوعية لللذلك ينبغللي
تقصي منظومته المفاهيمية لدي الجيل الول من المفكرين والفلسللفة الللذين
- 86أنظر في ذلك :جون لوك ،رسسسالتان فسسي الحكسسم المسسدني ،ترجمسسة ماجسسد فخسسري،
بيروت1959 ،م .و جان جاك روسسسو ،فسسي العقسسد الجتمسساعي ،ترجمسسة ذوقسسان قرقسسوط،
بيروت.
وبالتالي يمكن القول أن أهم العناصللر لمؤسسللات المجتمللع المللدني هللي:
الحزاب السياسية والنقابات العمالية والتحادات المهنيللة والجمعيللات الثقافيللة
والجتماعية أن مصطلح المجتمع المدني غربي فقلد أرتبلط أساسلا ملن حيلث
النشأة والتطلور السياسلي فلي الغلرب الرأسلمالي فقلد تلأثر بكلل الملؤثرات
87
والتطورات التي شكلت المنظومة الغربية مفهوما ومضمونا وأيديولوجية) (.
يتضح من التعريف السابق الذي أطلق عليه البعض )التعريللف الجللرائي( أن
المجتمع المللدني يقللوم علللي أربعللة عناصللر هللي :العنصللر الول :التطللوع /
التطوعية/الطوعية :بمعني أن النضمام لمؤسسات المجتمع المدني يكون بللإرادة
حرة دون ضغط أو أكراه.
العنصر الثاني :التساع والشمول :حيث تشمل مؤسسات المجتمع المدني كافللة
مجالت الحياة السياسية والقتصادية والجتماعية والثقافية والمهنية.
العنصر الثالث المؤسساتية :أي أن آليات المجتمع المدني تأخذ شكل المؤسسللات
من أحزاب ونقابات واتحادات وجمعيات
العنصر الرابع الغاية /الدور :الذي يتمثل في تحقيق المصالح العامة بعيللدا عللن
رقابة السلطة وهيمنة الدولة.
ولكن أخذ علي هذا التعريف أنه تجاهل البعد التاريخي لمفهللوم المجتمللع
المدني مما يعني إهمال الخبرة التي يصعب تجاهلها ،كما أنلله يسللتبعد ويهمللل
تلزم نشوء المجتمع المدني في صلليغته الوربيللة الرأسللمالية وأيللديولوجيتها
القائمة علي حرية السوق وسلطة سيادة المة والمواطنة ،ممللا أدي إلللي الكللثير
من الخلط واضطراب المفاهيم والمضامين والدور).كريم (12/
- 87الستاذ الدكتور /سيف الدين عبد الفتاح إسماعيل ،المجتمع المسسدني والدولسسة فسسي
الفكر والممارسة الجتماعية المعاصرة ،ندوة بيروت ،مركز دراسسسات الوحسسدة العربيسسة،
1992م ،ص .292
في طريق فرض العلمانية علي المجتمعات السلمية بعد الغزو العسكري تم
استبدال المصطلحات السلمية بالمصطلحات الغربية لتمرير المشروع الغربللي
مفهوما ومضمونا وأيديولوجية فأستبدل مصطلح الوقف السلللمي والمجتمللع
الهلي بالمجتمع المدني والمجتمللع بللدل مللن الجماعللة والمللواطن بللدل عللن
المؤمن ،والعلن العالمي لحقوق النسان بدل من حقوق النسللان فللي السلللم
والجمهورية والملكية بدل من الخلفة السلمية والعداوة والتباغض بللدل مللن
الخوة السلمية والتكافل والتراحم والديمقراطية بدل عن الشللورى).كريللم/
(12
المجتمع الهلي يقوم علي العناصر والسس التي تقللوم عليهللا المجتمعللات
التقليدية متمثلة في العائلللة والعشلليرة والقبيللة والطائفللة وتضلم التراتبللات
الجتماعية الكلسيكية التي تنظم وتربللط العلقللات بيللن البشللر مسللتندة إلللي
روابط القرابة والجوار وتلعب فيه السرة/العائلة دورا مركزيللا حيللث تشللكل
رابطة القرابة وسكن السرة وعلقات الجوار المكانية الحارة والحي والعلقللات
الحميمة حماية لسكانهما من الغرباء ورموز الدولة.
مما نتج عنه تضامنا اجتماعيا قويا وفعال اعتمادا علي مجموعة من التقاليد
والخلقيات الراسخة في حياة الجماعة والصول السلمية التي غرسللت فيهللم
إضافة إلي روابط أخري كانت تجمللع أهللل الحللرف والمهللن وتنظيللم العمللل
والعلقات داخل القطاع الحرفي ويتمتع المجتمع الهلي باستقلل عللن الدولللة
ومؤسساتها.
وقد أضعفت المجتمع الهلي التغيرات العديللدة الللتي طللرأت علللي الحيللاة
الجتماعية في المجتمعات العربية حيث تغيرت نظللم النتلاج والسلتهلك ممللا
غير العلقات بين أفراد المجتمع خاصة مع شيوع نموذج الدولة الحديثة مكللان
الخلفة السلمية وانتقلت علقات المجتمعات العربية والسلمية إلللي علقللات
المجتمعات الحديثة وأضمحل المجتمع الهلي وظهرت بوادر المجتمللع المللدني
ويعتمللد انتصللار أحللدهما علللي الخللر علللي مللوازين القللوي الجتماعيللة
88
واستراتيجيات التطورات علي الصعيدين الوطني والدولي) (.
يتوقف قبول ورفض المفاهيم الغربية علي قدرة مجتمعاتنا علي خلق أشكال
وأنماط تناسب خصوصللياتنا الفعليلة والمفترضللة ملع السلتفادة ملن تجلارب
وخبرات الخرين مما ينتج مفاهيم حقيقية داخل منظومتنا الذاتية).كريم(15/
يري البعض أنه ليست الدولة هي التي تكيف وتنظم المجتمللع المللدني بللل
العكس هو الصحيح فيشكل المجتمع المللدني مصللدر الشللرعية عللبر مشللاركة
منظماته وفئاته الجتماعية المختلفة في صنع القرار ويمكن للمجتمللع المللدني
أن يكون مساندا للدولة أو معارضا لها ففي هذه الحالة تتصدي الدولة بأجهزتها
ومؤسساتها القمعية لكل أشكال التغيير فتبدو الدولة وكللأن المجتمللع المللدني
وجد من أجلها وليس العكس.
وقد عرفها القرار سالف الذكر بأنها )المؤسسات العربية غيللر الحكوميللة
وغير الهادفة للربح والتي تعمللل بشللكل تطللوعي( وقللد نللص القللرار علللي أن
مؤسسات المجتمع المدني العربية التي يوافق المجلس على حضورها اجتماعاته
89
واجتماعات أجهزته ووفقا للصيغة التي يحددها وليس لها حق التصويت) (.
-الدكتور /عبد القادر الزغل ،المجتمع المدني والتحسول نحسو التعدديسة الحزبيسة ،غسرا مشسي 89
أن المجتمع المدني ليس هو الحل الوحيد الفعال لكل القضللايا والمشللكلت
الموجودة في المجتمعات سواء العربية أو الغربية ول يمكن العتماد عليه لتغير
واقع مأزوم إلي مستقبل مأمول لنه يحمللل بيللن طيللاته مواقللف مختلفللة بللل
ومتناقضة في ميللدان عمللل القللوي الجتماعيللة ذات المصللالح المختلفللة تللارة
والمتعارضة تللارة أخللري وهلذا يعنللي أن المضللمون السياسللي واليللديولوجي
للمجتمع المدني ليس متجانسا ولكنه يتشكل ويعاد بناءه في كل مرحلة انطلقا
من موازين القوي الجتماعية المكونة له ولكن ليللس الختلف والتنللاقض هللذا
بصبغة وأيديولوجية الصراع أو التقاتل وغالب ومغلوب ولكن ب صللفة التوافللق
91
والتعايش والتكامل) (.
-جان مارك بيوتي ،فكر غرا مشي السياسي ،ترجمة جسسورج طرابيشسسي ،بيسسروت1975 ،م، 90
.14
-الدكتور /كريم ابوحلوة ،المرجع السابق ،ص .22 91
.Adam Sledge man: The Idia of civil society. Free Press, New yourk, 1992, PP200-205 - 92
الستخدام السياسي المباشر :حيث تم الخلط بين مفهوم مصللطلح -
المجتمع المدني ومصطلح المجتمع السياسي فأصبح الول شعارا لحزاب
سياسية وحركات أيديولوجية وفكرية.
وتتبع نشأته الولي في أوربا) القرن الثامن عشر( لليوم يرتبللط بالوضللع
القتصادي والجتماعي للمجتمع في مرحلة تاريخيلة محلددة وطبيعلة الدوللة
ونظام السلطة فيها.
أن مفهوم المجتمع المدني مفهوم دخيل علي تراث الفكر السياسللي العربللي
السلمي ولم يظهر في الخطاب السياسي العربي إل في العقود الخيرة واتسللم
عند ظهوره بسمات خاصة جعلته يختلف عن ذات المفهوم في بيئته الولي عندما
تأثر رواد الفكر الصلحي العربي في القللرن التاسللع عشللر بمفللاهيم سياسللية
غربية مثل الوطن والدستور والنتخاب لم يكن مصطلح المجتمللع المللدني مللن
ضمنها رغم أنه كان في طليعة الموضوعات السياسللية والفكريللة الللتي شللغلت
النخبة الوروبية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر بصللفة أخللص وهللي
93
الفترة التي ذهب فيها هؤلء الرواد إلي أوربا في بعثات تعليمية) (.
ويرجع ذلك إلي أن الغرب لم يكن في وضع سياسي وعسكري واجتماعي يسمح
له بفرض مثل تلك المور لن السلم كان حينها متغلغل داخل نسيج المجتمعللات
السلمية ولم يبعد بعد عن الحياة فكللانت القيللم الخلقيللة السلللمية حيللة فللي
النفوس والضمائر فكان التعاون والتكافل ببين المسلللمين بيللن وواضللح وكللانت
الوقاف السلمية ل تترك ناحية من نللواحي الحيللاة إل ولهللا فيهللا ذراع طويلللة
وعطاؤها واضح ومؤثر.
إن قراءة مفهوم المجتمع المدني عبر مراحللله التاريخيللة المختلفللة بللدءا
بالمس البعيد والمس القريب حتى يومنا هذا سواء تمت قراءته في المجتمعات
العربية أو الغربية تؤكد حقيقة ضرورة تنزيل المفهوم فلي بيئتله التاريخيلة
وضمن معطيات سياسية واقتصادية واجتماعية معينة ،وتؤكد أن القراءة ستكون
غير محايدة لنطلقها من صراع سياسي وأيديولوجي متحيز بطبعه وأصله.
- 93الدكتور /الحبيب الجنحاني ،المجتمع المدني بين النظرية والممارسة ،مجلة عسسالم
الفكر ،المجلد السابع والعشرين ،العدد الثالث ،مارس1999م ،ص .27
وقد حمل المفكر اليطالي أنطونيللو جللرا مشللي) (1937 -1891مشللعل
الفكر الماركسي بعد ماركس خاصة تبني الدفاع عن مفهوم المجتمللع المللدني
واستعماله سلحا في مقاومة السلطة الشمولية ولكنه أخذ المفهللوم بعيللدا عللن
التعقيد وبسطه فالمجتمع الدولي في نظره)مجموعة ملن البنللي الفوقيلة مثلل
النقابات والحزاب والصحافة والمدارس والكنيسة(.
وقد أرتكز مفهوم جرا مشي للمجتمع المدني علي نقطتين هما:
يري البعض أن من أبرز سمات المجتمع المدني أنه مجتمع مستقل إلي حد
بعيد عن أشراف الدولة المباشر ويتميز بالستقللية والتنظيم التلقللائي وروح
المبادرة الفرديللة والجماعيللة والعمللل التطللوعي والحماسلة ملن أجلل خدملة
المصلحة العامة والدفاع عن الفئات الضعيفة.
لقد مر المجتمع المدني في مصر بعدة مراحل يمكن إجمالها فيما يأتي:
حيث كانت مؤسسات المجتمع المدني بها مرتبطللة بالللدين نشللأة وهللدف
وغاية أما مؤسسات المجتمع المدني الغربية فكانت ردة عن الدين ومنفصلة عنه
ومقاومة ومحاربة له بعد أن حاصرت وحبست أوربا الللدين فللي الكنيسللة ولللم
تسمح له بأن يغادرها وأصبح الدين مللن المتعلقللات الشخصللية للنسللان الفللرد
وأبعد عن المجتمع.
وينبغي التنبيه إلي خطر تحول مؤسسللات المجتمللع المللدني إلللي خدمللة
المصالح الخاصة أو السعي إلي الربح المادي أو الوصللول إلللي مراكللز النفللوذ
السياسي والقتصادي ويمكن أن تتعقد المور في مجتمع ما فيبلغ الصللراع بيللن
-الدكتورة /أماني قنسسديل ،المجتمسسع المسسدني فسسي مصسسر فسسي مطلسسع ألفيسسة جديسسدة ،القسساهرة ،مركسسز 96
حيث تقوم بتقديم الدعم المالي والمعنوي لمؤسساته لتبني وجهة نظرهللا
في القضايا الللتي تهمهللا كمللا أن منهللا مراكللز أبحللاث تقللوم بجمللع كافللة
المعلومات عن المجتمعات التي توجد فيها لكي تستخدمها المخابرات المريكيللة
للتغلغل داخل هذه المجتمعات لمعرفة عناصر الضعف والقوة وكيفية الللدخول
وهدم عناصر القوة في المجتمعات لتظل غير قللادرة علللي حمايللة نفسللها مللن
طاغوت الهيمنة ،فهذه المؤسسات تمد المخابرات المريكيلة بلأهم ,اخطلر وأدق
المعلومات عن هذه المجتمعات وهي تغني عن الجواسيس وتقوم هذه المؤسسات
بدور خطير في تركيع هللذه المجتمعللات وخللتهللا مللن الللداخل حللتى يمكللن
السيطرة علي هذه المجتمعات ،فهذه المؤسسات تتبني الطرح المريكي للقضللايا
المهمة ،وتكمن وسيلة الحماية من كللل ذلللك بأحيللاء نظللام الوقللف السلللمي
مفهوما ومضمونا سنة ومنهاجا طبقا للية )تعاونوا علي البر والتقوى(.
من ضمن الوسائل التي تسللتخدمها الللدول الكللبرى وخاصللة دول الشللمال
المتقدم لفرض السيطرة والهيمنة علي دول الجنوب النامي التجللارة الخارجيللة
وقوانينها ومنظماتها التي تكرس التبعية والهيمنة ،وتعمل علللي انتقللال المللواد
الخام من الدول الفقيرة إلي الدول الغنية ثم إعللادة تصللديرها إليهللا بأضللعاف
أضعاف ثمنها الصلي وتمنع الدول الفقيرة صاحبة المواد الخام مللن اسللتغللها
بمنع نقل التكنولوجيا المتقدمة وسرقة العقللول مللن العلمللاء والمفكريللن مللن
يرفض فمصيره الموت مثل الدكتور مشللرفة والللدكتور سللعيد السلليد بللدير
وغيرهما من العلماء الذين لحقوا حتفهم في ظروف غامضة.
وقد ألقت الدول المتقدمة في روع الدول الفقيرة أن تصدير المواد الخللام
أفيد لها من تصنيعها وأوضح مثال علي ذلك البللترول فللي الللداخل تحللت زعللم
توفير العملة الصعبة التي تكمن هذه الدول من استيراد ما يلزمها مللن الخللارج،
والغريب أن العملة الصعبة التي يريدونها هي عملة تلك الدول الغنية ،وإذا كان
المر كذلك فما المانع أن تقوم الصناعات المحلية بنفس عملة البلد المسللتورد
من الدول الغنية؟ أو أن يتم اقتسام الرباح الطائلة التي تنتج عن تصنيع المللواد
الخام في الدول المتقدمة بدل من بيعها لها بأسللعار خياليللة ،فللالمؤامرة معللدة
بدقة وسلفا ومتكاملة الخيوط ،كل نظريللات التجللارة الخارجيللة ومؤسسللاتها
صيغت خصيصا لتكريس التبعية ونهب ثروات الللدول الفقيللرة أو دول الجنللوب
من قبل الدول الغنية .
والدهي من ذلك والمر إن ذلك يتم بتآمر بين بعللض الحكللام والشللخاص
والعملء الذين يبعون كل شيء مقابل المال ،ومن حكمة ال – سبحانه وتعللالي
– أن جعل المواد الخام في الدول الفقيرة حتى يتم التكامل بين الدول الفقيللرة
والغنية ويستقيم حال العالم ويعم المن والسلم في العالم ،ولكن الدول الغنيللة
أطلقت نظريات وسنت تشريعات وقوانين أنشئت منظمات دولية لبسط السيطرة
والهيمنة ،وكان لها ما أرادت ،من أجل ذلك سوف نلقي الضوء علي تلك الوسائل
وكيفية الحماية ومنها وجعل كفتي الميزان تقترب من بعضهما.
يدور البحث في نظرية التجارة الخارجية حول سؤال ما هي أسس التبادل
التجاري المفيد لكل من طرفي هذا التبادل؟ من هذا السؤال الرئيسي تتفرع عدة
أسئلة فرعية أهمها ثلثة ما هي شروط تقسيم العمل الدولي وتخصللص الللدول
في مختلف وجوه النشاط القتصادي أي الشروط الواجب توافرها لكي يكون من
مصلحة بلدها أن يمتنع عن إنتاج بعض السلع إلتى يحتاج إليها ويتخصللص فللي
أنتاج البعض الخر وأن يستورد من الخارج تلك السلع التي ل ينتجها؟ وكيللف
توزع العوائد التي يحققها تقسيم العمل الدولي أو التخصللص الللدولي مللا بيللن
الدول المشتركة في ذلك التقسيم أو في هذا التخصص ؟ وما هي السباب الللتي
تقف وراء تقسيم العمل الدولي وتخصص كل دولة في إنتاج أنواع بعينهللا مللن
97
السلع؟ ) (
أول :نظريات التجارة الخارجية :يمكن إجمال هللذه النظريللات فللي ثمللاني
نظريات هي :نظرية النفقات المطلقة ) آدم سميث (و نظرية القيللم الدوليللة
)جللون سللتيوارت ميللل(و نظريللة منحنيللات الطلللب المتبللادل ) مارشللال _
أدجورث(و نظرية نفقة الخيار ) دوتفريللد هللابرا ( ونظريللة وفللرة عوامللل
النتاج ) هدكيشر – أملين (و تأثير نفقات النقل في التجللارة الخارجيللة .و
معادلت التبادل.
يمكن مضمون تلك النظريات علي تحقيق هدف الللدول الغنيللة وتكريللس
التبعية وفرض الهيمنللة بللالتحكم فللي السللوق العالميللة ،ومحاولللة إصللباغ
الشرعية علي ذلك عن طريق تضليل الدول الفقيرة بأن ذلللك يخضللع لقواعللد
علمية نزيهة ل تتحكم فيها الهللواء السياسللية وتحركهللا المصللالح الخاصللة،
والغريب أن علماء القتصاد في كافة الدول – رغم علمهللم -قللد انسللاقوا وراء
تلك المفتريات واكتفوا بنقل هذه النظريات وتريدها وتريد حتى شروح هللذه
- 97الستاذ الدكتور /أحمد جامع ،العلقات القتصادية الدولية ،الجزء الول ،دار النهضة
العربية ،القاهرة1980 ،م ،ص.13
النظريات/المفتريات التي ذكرها فقهاء الغرب دون تم تمحيص أو دراسللة ،وإذا
نظرت إلي مؤلفاتهم تجدها نقل صريحا لتلك النظريات حللتى شللروحها ،فقللد
روجوا لها ولنهب بلدهم أما عن عمد أو علن جهلل .للذلك يجلب عللي علملاء
القتصاد في البلدان النامية أن يضعوا النظريات الحقيقية التي تناسب وتتناسللب
مع واقع بلدهم ،فالنظريات العلمية في العللوم الجتماعيللة خاصللة ل تسللتورد،
لنها مختلفة التربة ولها غربة لزراعتها فلي أرض غيلر أرضلها ،فتكلون نبلت
غريب في أرض غريبة.
ثانيا :مذاهب التجارة الخارجية :يوجد منذ مطلع القرن السللابع عشللر الميلدي
مذهبان في سياسة التجارة الخارجيةهما:
- 1مذهب حرية التجارة الخارجية :يقوم مذهب حرية التجارة الخارجية على
قاعدة تقسيم العمل الدولي وتخصص كل دولة في إنتاج السلع التي تتمتع فللي
إنتاجها بنفقات نسبية أقل ،أو بمزايا نسبية أكبر ،بالمقارنللة بالللدول الخللرى
يمكنها بذلك الحصول علي السلع الخرى بأرخص مما لو قامت بإنتاجها بنفسها
وأستند أنصار هذا المبدأ على فائدة التخصص في العمل في داخل الدولة وبيللن
الفراد.
واستندوا أيضا على بعض الحجج الثانوية والتي تتلخص في كون تقييد
التجارة الخارجية يبعللد السلللع أو الصللناعة الوطنيللة عللن المنافسللة الجنبيللة
وبالتالي القضاء على روح التجديللد فللي الصللناعات الوطنيللة ويطبعهللا بطللابع
الجمود والتخلف .فضل عن روح العداء التي تشتهر بين الدول من جراء تقييللد
التجارة الخارجية وكما أن تقييد التجارة الخارجية يللؤثر سلللبا علللى الفللراد
داخل الدولة.
- 2مذهب تقييد التجارة الخارجية ) الحماية التجارية (
لم تظهر حتى الن حجه قادرة على تقييد مذهب حرية التجارة السالف
ذكره ولم تظهر أية حجة مقبولة تستند على اعتبارات اقتصادية دائمة لتقييللد
التجارة ،وأن معظم الحجج التي يسللتند عليهللا أنصللار مللذهب تقييللد التجللارة
الخارجية غير اقتصادية أو قصيرة النظر وبعيدة عن مفهوم التجارة الخارجيللة
وأهميتها والهدف منها وأهم الحجج الللتي يسللتند أليهللا أنصللار مللذهب تقييللد
التجارة الخارجية هي:
) أ ( الدفاع عن الوطن :يستند أنصار هذا المذهب بحجة الدفاع عن الوطن ضللد
الغزو الجنبي أو التأثير على الوطن وأمنه أثناء فترات الحروب.
ول يسعنا في هذا المقام في الرد على الحجج السالفة أل أن نورد رد الكاتب
الفرنسي فريدرك باستيا في منتصف القرن الماضي على العريضة الللتي قللدمها
صانعو الشموع إلى أعضاء البرلمان طالبين حمللايتهم مللن المنافسللة المللدمرة،
لشعة الشمس وقد اختتموا هذه العريضة قائلين ) إننلا نرجلوكم أن تختلاروا،
ولكن أن تختاورا على أسللاس مللن المنطللق إذا كنتللم تزيللدون مللن الضللرائب
الجمركية ،كما تفضلون مثل على القمح أو الحديد أو المنسوجات الواردة من
الخارج ،كلما زادت أثمانها انخفاضا( ) فكم يكون من الغريب أن تسمحوا لشعة
98
الشمس ،التي يبلغ ثمنها صفرا ،بأن تدخل بكل حرية طيلة كل نهار() (
-2نظام الحصص :هو القيود الكمية أي تضلع الدوللة حلدا أقصلى للكميلة أو
للقيمة من سلللعة معينللة الللتي يمكللن أسللتيرداها خلل مللدة محللددة ،ولنظللام
الحصص ميزة كبرى تتمثل في فعالية بالمقارنللة بالضللرائب الجمركيللة فللي
مجال تقييد الواردات ،ذلك أن نظام الحصص يضمن للدولة بدون أي شللك منللع
- 99الدكتور /زين العابدين ناصر ،مبسسادئ علسسم الماليسسة العامسسة ،الجسسزء الول ،القسساهرة،
1993م ،ص.157-155
استيراد السلع الجنبية بعد بلوغه حد نهاية الحصة ،لكنه ل يسللتطيع ذلللك فللي
نظام الضرائب الجمركية كما أن نظام الضرائب الجمركية أفيد ماليا لخزانة
الدولة وذلك لدخول قيمة الضريبة الجمركية إلى خزانة الدولة.
طرق نظام الحصص :توجد عدة طرق لنظام الحصص تتمثل في التي:
-طريقة الحصة الجمالية :حيث تحدد الدولللة الكميللة الكليللة الللتي سيسللمح
باستيرادها من السلعة خلل مدة معينة وذلك دون أي توزيع ما بين الللدول
المصدرة أو تقسيم ما بين المستوردين الوطنيين.
-طريقة الحصص الموزعة :تقوم الدولة بتوزيع كمية الحصة ما بين مختلف
الدول المصدرة للسلعة وتحصل كل دولة على جزء منها.
-نظام تراخيص الستيراد :وفيه تعمد الدولللة إلللى تقسلليم الكميللة المسللموح
باستيرادها من السلعة بين مختلف المستوردين الوطنيين الذين يرغبون في
استيرادها ،وغالبا يكون أساس هذا التقسيم هو حجم نشاط المسللتورد خلل
مدة مماثلة ويتعين أعادة النظر في هذا النظام كل فترة.
-2نظام الرقابة على الصرف :يعتبر نظام الرقابة على الصرف أداة فنية لتقييد حركة
التجارة الخارجية للدولة مثلها في ذلك مثل الضرائب الجمركية ونظام الحصص أو القيود
الكمية وتتلخص هذه الوسيلة في احتكار الدولة بواسطة جهاز خاص تنشئة لهذا الغرض
يطلق عليه عادة اسم) إدارة النقد( في شراء بيع العملة الجنبية وذلك وفقا للشروط والسعار
التي تحددها .هناك عددا من الجراءات تتخذها الدول للرقابة على سعر الصرف هي:
أ -إجبار المقيمين في الدولة سواء مواطنين أو أجانب على بيع ما يمتلكون مللن
نقد أجنبي في وقت فرض الرقابة سواء فللي الللداخل أو الخللارج إلللى إدارة
النقد.
د -تحديد قيمة ما يسمح للمسافرين إلى الخارج بتحويله إلى نقد اجتبى.
هل -أقامة رقابة شديدة على عمليات التجارة الخارجية لضمان قيام المصللدرين
بإدخال قيمة صادرتهم بالنقد الجنبي وبيعها لدارة النقد.
و -وأخيرا فقد تقوم الدولة بتجميد حقوق غيللر المقيميللن فيهللا بمعنللى فتللح
حسابات بالبنك المركزي أو البنوك التجارية لغير المقيميللن تللودع فيهللا
أنواع معينة من المبالغ المستحقة لهم كحقوق يلتزم بدفعها المقيمون في
الدولة مثل فوائد السندات وأرباح السهم وأقساط القرض.
-ما يتعلق بالمحافظة على قيمة مرتفعة للعملة الوطنية وذلك بتحديد الكمية
المعروضة من النقد الجنبي.
-منع خروج رؤوس المللوال للخللارج لمنللع العجللز فللي ميللزان مللدفوعاتها
الخارجية.
-التمييز في المعاملة ما بين الللدول المختلفللة وهللو مللا فعلتلله ألماني لا فللي
الثلثينيات.
-الحصول على إيرادات لخزانة الدولة فالفرق بين سعر شراء النقد الجنبي أو
المتوسط وأسعار شرائه وسعر بيعه أو متوسط أسعار بيعلله هللو فللرق إيجللابي
غالبا ،ويذهب إلى الخزانة العامة في الدولة كإيراد لها.
-تخفيف العبء المالي الواقع عليها وهى بصدد تسديد ديونها الخارجية الباهظة
100
إذ أنها تتمكن بهذا من الحصول على ما يلزم من نقد أجنبي بسعر منخفض) (.
هذه النظريات والسس السلابق بيانهللا منهللا ملا يحقلق العدالللة والتوزيللع
الحقيقي للحقوق واللتزامات فلي التجلارة الدوليلة ،ولكلن السياسلة وخاصللة
سياسة فرض العولمة عن طريق التللدخل فللي القللرارات الللتي تأخللذها الللدول
للحافظ علي مصادرها وسلعها ،والضغط علي هذه الدول لتخاذ وتبني سياسللات
مناهضة لمصالحها ،وأما عن طريق الحكام العملء.
وفي معظم الحالت ل تستطيع الدول اتخاذ أو تبنللي مللا يحقللق مصللالحها،
نظرا لما في مجال التجارة الدولية مللن قللوانين وضللوابط ومنظمللات تعرقللل
عمليات الصلح القتصادي للدول النامية ،ومنها صندوق النقد الدولي والبنللك
الدولي وغيرهما ،لن نظام التجارة الخارجية الدولية صممت في وضع ل يسمح
لها إل بخدمة الدول الكبرى لنها هي التي تسن القوانين وتضع الضوابط ،فليس
من المعقول أن تعمل إل ما يحقق مصالحها هي ،ول تثريب عليها في ذلك ،ولكن
العيب أن الدول النامية تلزم نفسها بتلك القواعد طواعيللة عللن طريللق الحكللام
العملء الذين ينفذون سياسة العداء ويكونون أكثر التزاما من الدول الكللبيرة
يمكن للدول النامية أن تعدل ميزان التجارة الخارجية الدولية عللن طريللق
وقللف تللدفق المللواد الخللام إلللي الللدول الكللبرى إل بشللروط وأسللعار عادلللة
والمشللاركة فللي أربللاح تصللنيع المللواد الخللام ،أو الهتمللام بنقللل حقيقللي
للتكنولوجيا ،أو الضرب بيد من حديد علي الحكام العملء وفضحهم ،وتخييرهم
بين العمل لصالح دولهم أو ترك الحكم لمن هو أحق منهم والقادر علللي تنفيللذ
سياسات تحقق التنمية القتصادية المستدامة الللتي تحقللق ارتفللاع حقيقللي فللي
مستوي المعيشة لفراد الشعب ،ويطلب منهم سحب أرصلدتهم ملن البنلوك فلي
الدول الكبرى وإدخالها في عملية التنمية القتصادية لدولهم ،والكف عن مللوالة
العداء والعمل علي خدمة بلدهم فقط.
من بين الوسائل التي يعتمد عليها الغرب وفي مقدمته الوليات المتحلدة فلرض
هيمنته وسيطرته علي العالم ،مجموعة الدول الصناعية الكبرى التي بدأت بسبع دول
وحاليا ثماني بعد انضللمام روسلليا لهللا ،ويطلللق عليهللا مجموعللة الثمللاني ،وهللذه
المجموعة هي التي تخطط وتضع القرارات المهمة للنظام القتصادي العللالمي عللن
طريق تنفيذ سياستها للتحكم في النظام القتصادي الدولي وجعللله منظومللة تعمللل
لصالحها.
وفي عام 1976أعقب اجتماع رامبويي قمة أخللرى عقللدت فللي بورتوريكللو
وانضللمت كنللدا للللدول السللت الساسللية وانضللم التحللاد الوروبللي ممثل
بالمفوضية الوروبية عام .1977وظلت العضوية قاصللرة علللي هللؤلء حللتى
التسعينات ومن العام 1975حتى العام 1980كانت الليبراليلة الجديلدة تحللل
ً مكان النموذج الكيزي في القتصاد العالمي ،وقد بدأت في عام 1979
ً فشيئا
شيئا
عندما قررت وزارة الخزانة الميركية أن ترفع فجأة معللدلت الفللوائد ومنللذ
قمة البندقية في العام 1980م احتلت عملية مكافحة التضخم الولوية وأصللبح
-من إعلن رامبسويي فسسي ،17/11/1975ويمكسن الطلع علسى جميسع العلنسسات علسسى الموقسسع 101
في عام 1991نهاية القمة التي عقدت في لنلدن دعللا رئيللس اللوزراء
البريطاني السبق الرئيس الروسللي السللبق ميخائيللل جورباتشللوف للنضللمام
لقادة الدول السبع ) (G7وأصبحت عضوية روسيا رسمية تللدريجيا منللذ ذلللك
الحين وحضرت أول قمة لمجموعة الثمانية ) (G8في برمنجهللام عللام 1998م
برئاسة بريطانيا.
و تعقد المجموعة قمة دورية كل عام منللذ اجتمللاع رامبللويي عللام 1975
حتى الن وتعقد هذه القمم عادة خلل عطلللة نهايلة السللبوع فللي أوائل فصللل
الصيف .تستضيف القمة أحدي دول المجموعة وتناوب علللى استضللافة ورئاسللة
المجموعة فرنسا والوليات المتحدة ،وبريطانيا ،وألمانيللا ،واليابللان ،وإيطاليللا،
وكندا على الترتيب وتبدأ فترة الرئاسة الجديدة في شهر يناير )كانون ثاني(
من كل عام.
تولت روسيا رئاسة مجموعة الثمانية في قمتها الولى عام 2006م في
سانتبيترسبورج وإضافة إلى استضافة القمة تستضيف الدولة التي تتولى رئاسة
المجموعة أغلب الجتماعات التحضيرية للقمة والمتابعة لها وتكون مسئولة عن
التنسيق العام وتتمتع بحرية كبيرة في تحديد جدول العمال ،وفي عام 2000
كانت دول مجموعة الثماني تمثل ما نسبته ) (% 12من سكان العالم و)(%45
من النتاج العالمي و ) (% 60من النفاق العسكري العالمي.
René Deschutter, Analyse des déclarations de 1975 à 1995, Gresea, Bruxelles ; Gérard Surdez
france.attac.org
وابتداء من العام 1996إعلنات ومقتطفات ودراسات على النترنت على مواقع:
اللجان التحضلليرية :يمثللل رؤسللاء دول المجموعللة فللي دورة الجتماعللات
التحضيرية ما يطلق عليهم مصطلح “الشيربا" وهذا المصطلح مأخوذ من السم
الذي يطلق علللى السللكان الللذين يعيشللون علللى المنحللدرات الجنوبيللة لجبللال
الهيماليا الذين يعرفون بأنهم متمكنون من تسلق الجبال ويقللودون المتسلللقين
الخرين إلى قمم الجبل وبالنسبة لمجموعللة الثمللاني الشلليربا )هللم مجموعللة
الممثلين الشخصيين الذين يمهدون لعقد القمة من خلل التفاوض على جللدول
العمال مع شركائهم الخرين من دول مجموعة الثماني(.
و لدى الشيربا صلحية الحديث نيابة عن رئيسهم وتجتمع تقريبا مرة كل
شهرين خلل الفترة التي تسبق عقد القمة للتحضير لجدول العمللال ومرتيللن
ما بين القمة ونهاية العام للشراف علللى تطللبيق توصللياتها ويسللاعد ه لا ثلث
مجموعات من المسئولين الذين يعدون مجموعات فرعية من جدول أعمال القمة
إضافة إلى جداول أعمال وزراء المالية والخارجية الذين يجتمعون كل عام في
مجموعتي الدول السبع والثماني قبل فترة وجيزة من عقد قمة كل منهما على
التوالي.
اختصاصات المجموعة :كان يطلق على هذه القمم سابقا اسم "القمم القتصادية" وكانت
تركز بشكل واضح على القضايا القتصادية الدولية ثم توسع جدول أعمال مجموعة الثماني
ليضم أيضا كافة القضايا السياسية مثل الحد من انتشلار السللحة ومنلع وقلوع الزملات
الاجتماعية والاقتصادية والمن والبيئة مثل التنمية والجرائم المالية ،وكان الللتركيز فللي
السبعينيات على القضايا المالية الدولية وأزمة النفط حينذاك ،وفللي الثمانيلات ظهللر عللى
جدول العمال موضوع التفاقية العامة للتعريفات الجمركية والتجللارة )الجللات( وجللولت
الجتماعات التي تلتها لمنظمة التجارة العالمية وكذلك الهمية المتزايدة لقضايا التنمية فللي
جدول العمال.
لوفي لحقبة لالتسعينيات لركزت لالمجموعة لعلى لإعادة لالعمار لفيما لبعد
الحرب الباردة في أوروبا الشرقية ،واتجه الهتمام حينذاك نحو ضم روسيا فللي
القتصاد العالمي وسيطر على جدول العمال مؤخرا مسألة كيفية التعامل مللع
العولمة بينما وجلدت قضللايا تحتلل اهتمامللا مشلتركا مثللل التنميلة والللبيئة
والجريمة العالمية والرهاب المطروحة علي الصعيد الدولي.
Moisés Naim, "Avatars du? consensus de Washington?", Le Monde diplomatique, mars 2000 - 103
الدولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ،حيث تمتلك الحصللة الكللبرى
من رأسمال كل منهما ،وهي تشكل على الدوام الطار المؤسساتي لنظام العولمة
اعتمادا علي منظمة التجارة العالمية.
الجتماعات الوزارية :أدي أتساع جدول العمال إلى عقد عللدد مللن الجتماعللات
الوزارية لدول مجموعة السبع/الثماني إلى جانب اجتماعات وزراء خارجية دول
مجموعة الثماني ووزراء مالية دول مجموعة السبع التي تسبق عقد القمة وبناء
على ما يتطلبه المر وتجتمع مجموعات أخرى من الوزراء بشكل دوري أكللثر
أو أقل عادة على هامش اجتماعات دولية أخرى وأحيانا تضم هذه الجتماعات في
أوقات مختلفة وزراء البيئة والتنمية والتوظيف والعلوم والعدل والداخلية وتم
تشكيل مجموعات من الخبراء في مواضيع تتراوح بين مكافحة الرهللاب وحللتى
التغير بالمناخ لمتابعة قضايا محددة يكلفون بها من قبل القمللة وليكللون هنللاك
استمرارية بمتابعة هذه المواضيع ما بين الجتماعات الوزارية.
ومن بين النجاحات البارزة التي سجلتها المجموعة تحقيق تقدم في قضايا
الديون وتغير المناخ والحد من انتشار السلحة أما نقاط ضعف المجموعة فهلي
عدم وجود أجهزة وغياب آلية ضمنية لمتابعة أو تطبيق التفاقيللات الللتي تعقللد
وانعدام وجود آلية استشارية رسللمية إل أن الرؤسللاء المتعللاقبين علللى رئاسللة
المجموعة رفضوا بإصرار تشكيل سكرتارية لعتقللادهم بأنهللا سللتؤدي لغللراق
عملها في مستنقع البيروقراطية.
إن مجموعة الثماني ليست حكومة عالمية ،إل أن هذا يجب أل يحملنا على
الستنتاج أنها مجرد صورة ،إذ هي تضم زعماء الللدول المسلليطرة علللي النظللام
ً فللي العللالم فيمللا يشللبه نقابللة
القتصادي العللالمي ،أي الكللثر غنللى ونفللوذا
للمساهمين الذين يشكلون الغالبية العظمي في القتصاد العللالمي .فهللذا النللادي
باجتماعاته الدورية التي تجمع رؤساء الدول والللوزراء ،و"مستشللاريه المنللاء"
)مستشارون دائمون يضطلعون بدور المانة العامة( ،ووجود الخبراء مللن كللل
نوع وبالروابط التي يملكها بجميع المؤسسات الدولية وباستفادته الدائمللة مللن
ل مؤسسة عالمية دائمة.
ً وسائل العلم كلها ،هذا النادي أصبح فع
ففي بداية المر كان الهدف من إنشاء هذه المجموعة مساعدة قادة العالم
الرئيسيين في التغلب على خلفاتهم ومهمتها كانت وضللع اتفاقي لات شللرف )
(gentleman agreementوكان عليها مناقشة حالة الركللود فللي سللبعينات
القرن الماضي والزمات المالية والنفطية ومع انهيار النظللام السللوفيتي انتقللل
ً ومع أزمة القتصاد
البحث إلى تصاعد نفوذ الوليات المتحدة ومن الن وصاعدا
ً مع الحرب الميركية فإن التناقضات عادت
العالمي والفكر الليبرالي وخصوصا
إلى البروز وراحت تضغط بقوة على مستقبل هذه المؤسسة.
وليست مجموعة الثماني سلطة عليا تتولى الحكم فهي ل تفرض نفسها على
سائر الدول ول حتى على حكومات دولها فالسلطة القتصادية ليسللت موكولللة
إلى الحكومات ول حتى لمجموعة الثماني ومع ذلك ل يعد في إمكان أي اقتصللاد
أن يعمل بدون ضبط النظام السياسي وبدون اعتماد الطر المؤسسللاتية وبللدون
سلطات ذات رؤى استراتيجية بعيدة المدى.
فنظام العولمة هو مسيرة ذات طابع متناقض أتخذت فيه مجموعة الثماني
وظيفة مزدوجة قامت على إعادة إنتاج النظام القائم وعللى التشللكيك فيلله إلللى
أقصى الحدود لمصلحة أعضائها فهي التي أشرفت على ما نفللذه أعضللاؤها مللن
عمليات إعادة الاحتلل العسكري فقد تولت مواجهة عمليات إلغاء الستعمار عبر
إدارة أزمة الديون معتمدة على فقدان الثقة في النظمة القمعية الفاسدة.
كما أنها هاجمت النظام السوفيتي وسببت في انهياره عبر سباق التسلح
وإيديولوجيا حقوق النسان الستعراضية مستفيدة من انعدام الثقة في النظمللة
التي تنكرت للتطلعات الديموقراطية كما أنهللا اسللتهدفت التسللوية الجتماعيللة
التي قامت ما بعد الحرب عللبر عمليللة هجوميللة علللى قطللاع العمللال كموقللع
اجتماعي معتمدة على سياسات التحرير والخصخصة وعلللى الحللد مللن القيللود
104
الرسمية كما أضعفت الدول وحق المواطن في الرقابة) (.
Serge Cordellier (sous la dir.), Le nouvel État du monde. Bilan de la décennie 1980-1990, La - 105
Mary Kaldor (sous la dir.) Global civil society 2001, Oxford University Press, 2002 - 106
وتميزت قمة جنوا بخطللوة متقدمللة كميللة ونوعيللة وكللان مللن شللأن فشللل
محاولت السلطة اليطالية في تجريم حركة الحتجاج أن غير مكللان اجتمللاع
العام 2002في كاناناسللكي القريللة الصللغيرة الواقعللة فللي أعمللاق السللواحل
الصخرية الكندية.
وما بين مؤتمر سياتل في عام 1999م ومؤتمر بورتو ألليغرو في العامين
2001و 2002م بدأت حركة الحتجاج مرحلة انتقالية في مناهضللة العولمللة
والتقت مع الحركة المناهضة للحروب في فلورنسا عام 2002م وفي المللؤتمر
الجتماعي الوروبي في بورتو ألليغري في كانون الثاني/يناير عام 2003م ثم
مع العشرة مليين متظاهر ضد الحرب في العالم أجمع فلي 15شلباط/فلبراير
عام .2003
أن عددا لمحدودا لمن رؤساء الدول الذين ليمثلون أصحاب لالمتيازات لفي
الكرة الرضية ل يمكنه أن يدعي احتكار القرار بالنيابة عن الجميللع وإن كللان
ً لقيللادة دولهللم
من الكيد أن زعماء مجموعة الثماني قد انتخبللوا ديموقراطيلا
لكنهم ولم ينتخبوا لحكم العالم وادعاؤها لعب هذا الدور باطل إذن وغيابها عللن
الساحة لن يؤثر بأي حال في النظام الللدولي فهللذه السلللطة لللم تمنللع حللدوث
الحروب وقيام حالت الفوضى بل بالعكس هي التي أضعفت المم المتحدة.
-جوستاف ماسيا ،نادي الغنياء الثمانية عرضة للنتقاد ،مركز البحاث 107
تعتبر مجموعة الثمانية من أهم الليللات الللتي يعتمللد عليهللا الغللرب وفللي
مقدمته الوليات المتحدة في فرض الهيمنة والسيطرة علي العالم ،فهللي تعتللبر
بحق المطبخ الذي تعد فيه أهم القرارات الللتي تتحكللم فللي النظللام القتصللادي
والنقدي العالميين ،تكريسا للهيمنة واستكمال للتبعية الذليلللة لهللم فمللن خلل
المجموعة وبها يتم وضع الخطط والمرتكزات الرئيسية للنظللامين القتصللادي
والنقدي العالميين ،ويتم دفعها إلي المؤسسللات القتصللادية والماليللة العالميللة
لتنفيذها دوت تردد ،ودون وضع في العتبار الدول الناميللة أو الفقيللرة ،فهللذه
الخطط تعمل علي ضمان تفوق الغرب الرأسمالي وضمان تدفق المواد الخام من
الدول الفقيرة بدون ثمن أو بثمن بخس.
ويتم اتخاذ تلك القرارات دون مشاركة من الدول الفقيللرة ممللا يؤكللد أن
القتصاد العالمي يدار من خلل تلك المجموعللة ،أي بللدون الديمقراطيللة الللتي
يتغنون بها ،يتم وضعها وتنفيذها لمصلحة مجتمع الصفوة مجتمع العشللرة فللي
المائة من سكان العالم ،بالمعني الصللريح لسللتمرار تفللوق الغللرب والحضللارة
الغربية التي تدعي أنها انتصرت علللي الشللتراكية/الشلليوعية بانهيللار التحللاد
السوفيتي.
والنفجار سوف يكون مدويا ممثلة في ثورة الجيللاع الللتي بللدأت بوادرهللا
وأعراضها تظهر عللي اللدول الرأسلمالية ،فالقتصلاد المريكلي بلدأ فعل فلي
النهيار بسرعة رهيبة ،فالوليات المتحدة أكبر دولة مدينة في العللالم ودينهللا
الداخلي خرج عن السيطرة منذ فترة ،فبدأ العجز في الميزان التجاري المريكي
في النمو ،وانخفض معدل النمو وانخفض أيضا مساهمة القتصاد المريكي فللي
التجارة العالمية ،مما جعل الحكومة المريكية تلجللأ إلللي طباعللة النقللد بللدون
رصيد ،ولو أقدم الغرب علي سحب أرصدتهم من البنوك المريكيللة والوربيللة،
لعلن عن وفاة الرأسمالية ويم وضعها جنبللا إلللي جنللب المنظومللة /النظريللة
الشيوعية /الشتراكية في مزبلة التاريخ؟ ،ولقد توقع الخبراء بانهيار الوليللات
المتحدة خلل عقدين من الزمن ،وقد بدأت فعل بوادره وملمحه ،فللي الهللروب
من لبنان بليل ذليلة مهزومللة منكسللرة فللي أوائل الثمانينيللات ،والهللروب مللن
الصومال كذلك ،والهزيمة في أفغانستان ،ومن النكسة في العراق حيث أصبحت
الوليات المتحدة تستجدي النسللحاب ،مللن دويلت مثللل الردن ودول الجللوار
العراقي.
في أول مايو عام 1944م اجتمعت وفود ) (44دولة في بريتللون وودز
بولية نيو هامبشاير في شرق الوليات المتحدة بناء على دعوتها ولمللدة ثلثللة
أسابيع متصلة ،أنتهي المؤتمر في 22يوليو 1944م فقد تم خلل هذا المؤتمر
الموافقة على إنشاء )صندوق النقد الدولي ( لتنظيم العلقات النقدية الدوليللة،
و)البنك الدولي للنشاء والتعمير( لتنظيم العلقات النقدية الدولية.
وقد جاء اتفاق صندوق النقد الدولي ممثل إلى حد كبير لخطة الوليات
المتحدة ،فضل عن أنه جاء حل وسطا بين المطالبين بتنظيم العلقللات النقديللة
لعالم ما بعد الحرب على أساس احترام سيادة الدول وبالتللالي إعطللاء المنظمللة
الدولية الجديدة سلطات محددة فحسب في هذا المجال ،وبين المطالبين بنظللام
دقيق لتلك العلقات تقوم هذه المنظمة بإدارته وضمان رقابته وبالتالي إعطاؤها
سلطات واسعة وحقيقية حتى لو كان من شأنها الحد من سيادة الدول فللي هللذا
الخصوص.
في 27ديسمبر 1945م لتم لسريان لاتفاق لصندوق لالنقد لالدولي ،بعد أن
وفقت عليه) (22دولة تملك %77من مجموع الحصص المشار إليهللا وأودعللت
وثللائق التصللديق لللدى حكومللة الوليللات المتحللدة المريكيللة ،طبقللا لميثللاق
الصندوق.
وقد ورفض التحاد السوفيتي السابق النضمام للصندوق رغم كونه وقع على اتفاقية
بريتون وودز ،أما الدول الخرى التي انضمت للصندوق بعد تاريخ 31/12/1946م فل تعتبر
أعضاء أصليين وقد صدرت قرارات بقبولهم من مجلس محافظي الصندوق.
في حالة قبول عضو جديد عن طريق محافظي الصندوق ،ينص القرارعلي
شروط العضوية التي يجب على الدولة طالبة العضللوية أن تسللتوفيها ،وتتعلللق
بمبلغ حصتها في الصندوق وكيفية دفعها ومواعيد الدفع وموعللد إعلن سللعر
التعامل لعملتها وهذا السعر نفسه وتاريخ بدء عملياتها مع الصندوق وهو عللادة
ثلثون يوما بعد هذا العلن ،وتتعهد الدولللة طالبللة العضللوية بمللد الصللندوق
بكافة المعلومات والبيانات التي يمكللن أن يحتاجهللا الصللندوق ،وتكللون الدولللة
عضوا في الصندوق حال قيامها بالتوقيع على النسخة الصلية لتفاقية الصندوق
وتودع وثائق التصديق لدى الحكومة المريكية بمقر الصندوق بواشنطن.
ول يترتب أى التفرقة علي نوعي العضوية ،سواء أصلية أوغير أصلية أية حقوق أو
التزامات ،ويحق لكل دولة النسحاب من الصندوق وذلك بعد إبلغ الصلندوق برغبتهلا وفلي
ذلك.
وفي حالة عجز أحد أعضاء الصندوق عللن الوفللاء باللتزامللات المترتبللة علللى
العضوية يحرم من حقوق السحب من موارد الصندوق وإذا أستمر في ذلك خلل
فترة معينة فأنه ينذر بالنسحاب من الصندوق مثل تشيكوسلوفاكيا السابقة.
ب -مجلس المديرين التنفيذيين :يختص بتسيير أعمال الصندوق وإدارة عملياته اليومية،
وله كافة الصلحيات في ذلك ،منها الموافقة على أسعار التعادل الصلللية الللتي تتقللدم بهللا
الدول العضاء ،و التعديلت التي تحدث فيها ،والموافقة على أسعار الصرف المتعددة ،وتقرير
وجوه استخدام موارد الصندوق ورسم سياسته ،والنظر في التقارير التي تعدها هيئة موظفي
الصندوق عن التصالت الدولية التي تجربها ملع اللدول العضلاء وفقلا لتفلاق الصلندوق،
والتصريح ببعثات المساعدة الفنية من الصندوق إلى اللدول العضلاء ،والنظلر فلي ميزانيلة
الصندوق وتحضير التقرير السنوي للصندوق وعرضه على مجللس المحلافظين ،وتفسلير
اتفاق الصندوق بمراقبة مجلس المحافظين.
وفي اجتماع سبتمبر 1978م بواشنطن تقرر زيادة هذا العدد إلى واحد
وعشرين منهم خمسة من حق الدول الخمس العضاء صاحبة أكبر الحصص في
الصندوق أن تعين كل منهم مديرا تنفيذيا ليس لهم مدة معينة لنتهاء خدمتهم
في الصندوق أما باقي المديرين فمدة خدمتهم سللنتان ويمكللن أعللادة انتخللابهم
مرة أخرى ،وواحد تعينه المملكة العربية السعودية لكونها مللن أكللبر دولللتين
مقرضتين للصندوق خلل السنتين اللتين انتهيتا في 31يونيو 1978م والباقي
ينتخبون بواسطة باقي الدول ،ثلثة منهم بواسطة الدول المريكية وأثنى عشر
بواسطة الدول الخرى ،وذلك وفقا لتفاقيات ودية بين الدول.
ومجلس يرأسه مدير الصندوق وهو في حالة انعقاد دائم فللي المقللر
الرئيسي للصندوق ،كما يعقد جلساته كلما استدعت عمليللات الصللندوق ،وفللي
السنوات الخيرة زاد متوسط جلسات انعقاد المجلس على الخمسين سنويا ويتللم
التصويت داخل المجلس على أساس أن لكل مدير تنفيذي من المديرين الخمللس
المعينين عدد أصوات الدولة الللتي عينتلله ،والللذي يتحللدد بحجللم حصللتها فللي
الصندوق.
كما أن لكل مدير تنفيذي منتخب عدد من أصوات مجموعة الدول التي
اشتركت في انتخابه والذي يتحدد أيضا بحجم حصة كل منها فللي الصللندوق،
ولكل دولة في الصندوق ل يحق لها تعيين مللدير تنفيللذي أن ترسللل للمجلللس
ممثل لها عندما يكون من بين المسائل المعروضللة عليلله مسللألة تهمهللا بصللفة
خاصة ،ويكون من حق هذا الممثل أن يستمع إليه ولكن ليس من حقه الشللتراك
في التصويت.
ومدة عقد مدير الصندوق خمس سنوات قابلة للتجديد ،مما يعنى أن المدير ليس
موظفا بالصندوق ،ول يجوز أن يكون المدير محافظا أو مللديرا تنفيللذيا ويشللترط أل
يتجاوز عمره الخامسة والستين عند التعيين ول يجوز أن يستمر في عمله إلى مللا بعللد
السبعين عاما ،ول توجد اشتراطات خاصة فيمن يعين مديرا للصندوق ولكن التفاق منللذ
إنشاء الصندوق على أل يكون أمريكي ،في حين يكون مدير البنك الدولي أمريكيا.
من الممكن تعديل قيمة حصة الدولة العضو بالصندوق ،لنها ليست ثابتة بل
متغيرة حسب احتياجات الصندوق وحسب تغير أوضاع وظروف الدول ،وقد نص
-تفصيلت ذلك في كتاب الدكتور/أحمد جامع ،المرجع السابق ،ص .306 -302 108
اتفاق الصندوق على النظر فللي تعللديل حصللص العضللاء كللل خمللس سللنوات
وتعديلها أن وجد ما يدعوا إلى ذلك في حالللة التعللديل الشللامل لجميللع اللدول
العضاء ،ولبد أن توافق الدولة على تعديل حصتها حتى يكون التعديل نافذا وقد
رفض الصندوق تعديل الحصص في أعوام 1951م1956 ،م1961 ،م.
-وفى 9فبراير 1970م وافق مجلس محافظي الصندوق علي زيادة عامة فللي
حصص العضاء قدرها 7.6مليار دولر ،ثم زادت في عام 1976م إلى ما يقللرب
من عشرة مليارات دولر أي حوالي %32.5من إجمللالي الحصللص ،مللع زيللادة
حصص الدول المنتجة للبترول بنسبة أكبر من حصص باقي الدول ،وقد وافق
مجلس محافظي الصندوق علللى هللذه الزيللادة فللي أوائل أبريللل عللام 1976م،
بالضافة إلى التعديلين السابقين فقد أوصللي مجلللس محللافظي الصللندوق فللي
يناير 1959م بزيادة عاملة فلي حصلص العضلاء بمقلدار %50ملن أجملالي
الحصص وفي 30يونيو 1962م ،وافقت على هذا التعديل)(65دولة من ضمن)
(68دولة أعضاء الصندوق في ذلك الوقت.
فضل عما سبق فقد طلبت بعض الدول العضاء زيادة حصصتها في الصندوق لكي
تتناسب مع ما طرأ من قوة على مراكزها القتصادية مقارنة باللدول العضلاء ،وقلد تملت
الموافقة علي البعض أثناء زيادة كافة الحصلص فلي تعلديل علام 1965م بنسلبة ،%25
وبنسبة %50في تعديل 1959م ،فزادت حصة ألمانيا التحادية سابقا مللن ) 300مليللون(
دولر إلى ) 1200مليون دولر( فأصبحت الثالثلة بعلد الوليلات المتحلدة وبريطانيلا فلي
الصندوق وزادت حصة كندا من ) 300مليون دولر إلى 740مليون دولر( واليابان مللن )
250مليون دولر إلى 725مليون دولر ،وفرنسا زادت إلى ) 980مليون دولر( مما رفللع
حصص الدول العضاء في الصندوق إلى حلوالي ) 21مليلار دولر( فلي علام 1965م ،وإذا
كان للدولة الحق في طلب زيادة حصتها فلها الحق أيضا طبقا لتفللاق الصللندوق أن تطلللب
تخفيض حجم حصتها في الصندوق إل أن ذلك نادرا ما يحدث من الدول.
إذا تتبعنا الزيادة في موارد الصندوق فقد بلغت نهاية عام 1945م ) 7.4مليار دولر(
ونهاية عام 1963م بلغت موارده المالية ) 15.5مليار دولر( أمللا فللي 30أبريللل 1968م
فبلغت هذه الموارد ) 21مليار دولر( منها ما يزيد قليل عن مليللار فللي شللكل عملت قابلللة
للتحويل ذهب.
وفي بداية عام 1976م بلغت موارد الصندوق أكثر قليل من ) 29مليار دولر(
منها سبعة مليارات في شكل ذهب والباقي في شكل عملت قابلة للتحويل ،وفي أبريللل
عام 1978م بلغت موارد الصندوق 39مليار من وحدات حقوق السحب الخاصة ،وفي
ديسمبر عام 1978م بلغت موارد الصندوق 58.6مليار من وحلدات حقلوق السلحب
الخاصة.
حق الدولة وجدير بالذكر أن الصندوق هو المالك الحقيقي لهذه الموارد ،رغم
في أن تسترد حصتها عند انسحابها منه ومن حقها اللتجاء إلللى مللوارده علللى أسللاس
مقدار حصتها.
وهناك ما يعرف ) بشرط ضمان القيمة بالذهب ( بالنسبة لما تدفعه الدولة
من عملة وطنية للصلندوق ليتمكللن الصللندوق مللن الحتفللاظ بمللوارده ثابتللة
ومقومة بالذهب ،وذلك حتى ل يتذبذب رأس ماله مما يللؤثر علللى أدائه للمهللام
الموكلة إليه.
ومضمون هذا الشرط أن تدفع الدولة خلل دورة معينة مبلغا من عمولتها
مساويا للنقص الذي حدث في المبلغ لدى الصندوق من عملتها بالللذهب ،كلمللا
أنخفض سعر التعادل لعملة الدولة ،وبالعكس فإن الصندوق مطالب برد الزيللادة
في سعر التعادل لعملة الدول في حالة ارتفاع معادلت الزيادة مقومللة بالللذهب
وإذا رأى الصللندوق أن عملللة الدولللة قللد انخفضللت مقابللل العملللة الجنبيللة
كالدولر مثل ،فإذا ثبت سعر التعادل لها فتدفع الدولة للصندوق مبلغللا يعللادل
النقص في عملتها.
وبذلك يحافظ الصندوق على موارده المالية ثابتة دون نقصان مللن تقلبللات
لسعار العملت ،مما يسهل عليه عمله على أكمللل وجلله وأهمهللا إدارة وضللمان
حسن سير النظام النقدي الدولي طبقا لاتفاق بريتون وودز.
ومن جهة ثانية فإن عدد الصوات التي تمتلكها كل دولة عضو في الصندوق
داخل أجهزته المختلفة يتوقف على مقللدار حصللتها ،بعكللس الحللال فللي المللم
المتحدة.
و – أهداف الصندوق :جاءت أهداف صندوق النقد الدولي في المادة الولى من
التفاق المنشئ له ونجملها في أربعة أهداف أساسية هي:
- 3توفير الثقة للدول العضاء بوضع موارد الصندوق تحت تصرفها :يتم ذلك
تحت مظلة الضمانات الضرورية ،وإتاحة الفرصة لها لصلح الخلل الذي يمكللن
أن تتعرض له الدولة في موازين مدفوعاتها ،وتجنيبها ضرورة اللتجاء من أجل
تحقيق هذه الغاية إلى اتخاذ إجراءات من شللأنها الضللرار بالرفاهيللة الوطنيللة
والدولية ،بمعنى أخر أن يضع الصندوق موارده المالية فللي خدمللة الللدول مللن
أجل مساعدتها على مقاومة اللتجاء إلللى مختلللف الجللراءات المعروفللة لعلج
الختللات في ميزان المدفوعات وعلى الخص الرقابة على الصرف وبذل يمكن
للصندوق أن يسهم في اختصار مدة الخلل ومللداه فللي ميللزان المللدفوعات فللي
للدول العضاء.
- 4تنمية التعاون الدولي في مجال العلقات النقدية الدولية :ويتم ذلك عللن
طريق مؤسسة دائمة تقدم للدول إطار للتشاور والتعاضد فيما بينهم في سللبيل
110
حل المشكلت النقدية الدولية وتخفيف العبء عن الدول العضاء) (
يراجع في أهداف الصندوق .د .أحمد جامع ،المرجع السابق ،ص .294 110
ما سلف يعد اختصار ل يخل بالمضمون لهداف صندوق النقد الدولي في
ظل لحرب الباردة ،كمؤسسة اقتصادية دولية كان من المقرر لها أن تسهم إلى
حد كبير في نمو وتنمية التجارة العالميللة وذلللك باسللتقرار أسللعار الصللرف
للعملت الوطنية الأجنبية مما يؤدي لاستقرار التجارة العالمية.
111
صندوق النقد الدولي في ظل العولمة) (
ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية ،بدأت الدول المنتصرة في الحرب )دول
الحلفاء( النظر في وضع خطط مختلفة لعللادة النضللباط إلللى العلقللات النقديللة
- 111ويمكن الحصول على مزيد من المعلومات عن صندوق النقد الدولي
من موقع الصندوق على شبكة النترنت www.imf.orgوقد تم صياغة هذه
المعلومات من هذا الموقع بتصرف من المؤلف وكان مرجعنا الرئيس.
الدولية ،علي أساس أنه سيكون المؤسسة الدولية التي تشرف علللى النظللام النقللدي
الدولي ،وتعمل على إلغاء قيود الصرف المرتبطة بتجارة السلع والخدمات وتحقيللق
استقرار أسعار الصرف.
ومازالت الهداف القانونية التي يتوخاها الصندوق اليوم هي نفس الهداف التي
تمت صياغتها في عام 1944م لم تختلف حتى الن رغم التطورات التي حللدثت علللي
القتصاد العالمي منذ ذلك الحين حتى الن فقد مر القتصاد العالمي والنظام النقللدي
الدولي بتغيرات كبيرة أبرزت أهمية وضرورة الغراض التي يخدمها صندوق النقد
الدولي.
وقد ازدادت أهمية الهداف التي يتوخاها صندوق النقد الدولي بسبب اتساع
نطاق عضويته ،فقد تجاوز عدد الدول العضاء أربعة أمثال الدول التي شاركت في
إنشائه ،لحصول كثير من الدول النامية على استقللها وانهيار الكتلللة السللوفييتية
ًا.
مؤخر
والحق أن اتساع عضوية صندوق النقد الدولي ،إلى جانب التغيرات التي
شهدها القتصاد العالمي تطلبت من الصندوق أن يتكيف مللع المسللتجدات بسللبل
مختلفة حتى يتسنى له الستمرار في خدمة أهدافه على نحو فعال ،وفللي نفللس
الوقت ،أنشئ البنك الدولي للنشاء والتعمير المعروف باسم البنك الدولي بغيللة
تشجيع التنمية القتصادية طويلة الجل من خلل طرق متعددة تتضمن تمويللل
مشاريع البنية التحتية ،مثل بناء الطرق وتحسين إمدادات المياه ويتكامللل عمللل
صندوق النقد الدولي مع مجموعة البنك الدولي المكونه من المؤسسة الدوليللة
للتمويل ) (IFCوالمؤسسة الدولية للتنمية ). .(IDA
وعند لإنشاء لصندوق النقد لالدولي لوالبنك لالدولي كان هناك لتفكير لفي
إنشاء منظمة تعمل على تشجيع تحرير التجارة العالمية ،ولكللن إنشللاء منظمللة
التجارة العالميللة لللم يتحقللق إل فللي عللام ،1995وكللانت التفاقيللة العامللة
للتعريفات والتجارة )الجات( هللي السللاس الللذي تسللتند إليلله معالجللة قضللايا
التجارة.
-1تشجيع التعاون الدولي في الميدان النقدي بواسطة هيئة دائمللة تهيللئ سللبل
التشاور والتآزر فيما يتعلق بالمشكلت النقدية الدولية.
- 4المساعدة على إقامة نظام مدفوعات متعدد الطراف فيما يتعلق بالمعللاملت
الجارية بين الدول العضاء ،وعلى إلغاء القيود المفروضة على عمليات الصللرف
المعرقلة نمو التجارة العالمية.
ً بضمانات
- 5تدعيم الثقة لدى الدول العضاء ،باستخدام موارد الصندوق مؤقتا
كافية ،كي تتمكن من تصحيح الختللت في موازين مللدفوعاتها دون اللجللوء
إلى إجراءات مضرة بالرخاء الوطني أو الدولي.
-6العمل وفق الهداف المذكورة أنفا ،على تقصير مللدة الختلل فللي ميللزان
مدفوعات الدولة العضو والتخفيف من حللدته ويسللتند الصللندوق فللي تصللميم
سياساته واتخاذ قراراته ،بالمادة الولي من اتفاقية التأسيس.
112
(صندوق النقللد الللدولي مسللئول أمللام أجهزة صندوق النقد الدولي وعملها )
الدول العضاء ،مسؤولية لزمة لتحقيق فعاليته وتسهيل مهمتله ويتلولى القيلام بأعملال
الصندوق اليومية مجلس تنفيذي يمثل الدول العضاء البالغ عددهم ) (184دولللة ،وهيئة
موظفين دوليين يقودهم المدير العام وثلث نواب للمدير العام وكل عضو في الدارة يتم
اختياره من منطقة مختلفة من العالم .وتأتي الصلحيات المفوضة للمجلس التنفيذي فللي
تسيير أعمال الصندوق من مجلس المحافظين صاحب السلطة الشرافية العليا.
- 112راجع في ذلك :السسستاذة السسدكتورة عائشسسة راتسسب ،التنظيسسم السسدولي ،دار النهضسسة
العربية ،القاهرة1998 ،م ،ص.512 -511
-الدكتور /محمد سامح عمرو ،محاضرات فسسي التنظيسسم السسدولي ،دار النهضسسة العربيسسة،
القاهرة1999،م ،ص.424 -420
- 1اللجنة الدولية للشئون النقدية والمالية وتتكون مللن المحللافظين وكللانت
تعرف باسم اللجنة المؤقتة حتى سللبتمبر 1999م ،مهمتهللا النظللر فللي قضللايا
السياسات الساسية المتعلقة بالنظام النقدي الدولي وتجتمع مرتين في العام.
ويقوم موظفو الصندوق بإعداد معظم الوثائق التي تمثل الساس لمداولت
المجلس التنفيذي ،و يتم أحيانا بالتعاون مع البنك الدولي ،وتقدم الوثلائق إللى
المجلس بعد موافقللة إدارة الصللندوق عليهللا ،وهنللاك بعللض الوثللائق يقللدمها
المديرون التنفيذيون أنفسهم وفي السنوات الخيرة بدأت إتاحة نسللبة متزايللدة
من وثائق المجلس التنفيذي للطلع العام من خلل النشر في موقع الصللندوق
على شبكة المعلومات الدولية النترنت)(www.imf.org
طريقة التصويت في الصندوق :على عكس المنظمات الدولية الللتي تملللك كللل
ً للتصللويت يسللمي
دولة صوت واحد فإن صللندوق النقللد الللدولي يطبلق نظاملا
)التصويت المرجح( فكلما زادت حصة الدولللة العضللو فللي الصللندوق زاد عللدد
ً على أساس حجم الدولللة القتصللادي
الصوات التي تملكه ،والحصة تحدد عموما
ً ما يتخذ القللرارات بالتصللويت الرسللمي وإنمللا
غير أن المجلس التنفيذي نادرا
ً إلللى توافللق الراء بيللن أعضللائه ،ويجللري تأييللد
يتخذ معظم قراراته اسللتنادا
القرارات بالجماع.
ويختار المجلس التنفيذي المدير العام الذي يتولى رئاسة المجلس إلى
جانب قيادته لخبراء وموظفي الصندوق وتسييره لعماله بتوجيه من المجلللس
التنفيذي ويعين لمدة خمس سنوات قابلة للتجديد ويساعده في عمله نللائب أول
ونائبان آخران ،وموظفي الصندوق موظفون دوليون مسئولون أمللام الصللندوق
وليس أمام دولهم .ويعمل بالصندوق حاليا حوالي ) (2800موظللف مللن)(133
دولة.
وقد بدأ تنفيذ ما خلصت إليه مراجعة الحصص )الحادية عشرة( في يناير
1999م فزادت الحصص في الصندوق )لول مرة منذ عام (1990بمقدار %45
ً لتبلغ 212بليون وحدة حقوق سحب خاصة )حوالي 290بليون دولر(.
تقريبا
ويجوز للصندوق القتراض عند الضرورة من أجل تكميل الموارد المتاحة من
حصصه ولدى الصندوق مجموعتان من اتفاقيات القتراض الدائمللة لسللتخدامها عنللد
الحاجة لمواجهة أي تهديد للنظام النقدي الدولي الولي :التفاقيات العامة للقتراض )
ً )حكومات مجموعة البلدان
(GABأنشئت عام 1962ويشارك فيها أحد عشر مشتركا
الصناعية العشرة وسويسلرا أو بنوكهللا المركزيللة( ،والثانيلة :التفاقللات الجديللدة
ًة ومؤسسللة،
للقتراض ) (NABو استحدثت عللام 1997ويشللارك فيهللا ) (25دولل
وبموجبهما يمكن للصندوق اقتراض) (34بليون وحدة حقوق سللحب خاصلة )حلوالي
46بليون دولر(.
وتم استحداث حقوق السحب الخاصة كأصل احتياطي تكميلي يمكن للصندوق
تخصيصه للدول العضاء بصفة دورية ويستطيع الصندوق إلغاؤه أو تعللديله إذا مللا
ً باسم )الذهب الورقي(
اقتضت الضرورة فهي وحدة رمزية ل وجود لها تعرف أحيانا
يتم تخصيصها للدول العضاء )في صورة قيود دفترية( كنسبة مئوية من حصصها.
وقد خصص الصندوق حتى الن 21.4بليون وحدة حقوق سحب خاصة
)حوالي 29بليون دولر أمريكي( للللدول العضللاء وآخللر تخصلليص تللم عللام
1981م عندما تم تخصيص 4.1بليون وحدة حقوق سحب خاصلة لعلدد )(141
دولة أعضاء الصندوق وقتها ،ومنذ عام 1981م لم ير العضللاء حاجللة لجللراء
تخصيص آخر لحقوق السحب الخاصة ،لنمو أسواق رأس المال الدولية.
إضافة إلي ما سبق فقد أوردت اتفاقية إنشاء الصندوق اختصاصات أخري هي:
الشراف علي النظام النقدي الدولي بممارسة الرقابة الدقيقة أي الشراف علللى
سياسات أسعار الصرف في الدول العضاء ،وتتعهد كل دولة عضو بالتعاون مللع
الصندوق في جهوده الرامية إلى ضمان وجود ترتيبات صرف منظمللة وتشللجيع
ً توافللق الللدول
وجود نظام مستقر لسعار الصرف وعلى نحللو أكللثر تحديللدا
العضاء على توجيه سياساتها نحو أهداف النمو القتصادي المنظم مع اسللتقرار
السعار.
بالضافة إلى إرساء أوضاع مالية واقتصادية أساسية منظمة وتجنب التلعب في
أسعار الصرف لتحقيق ميزة تنافسية غير عادلة وتتعهد كل دوللة عضللو بلأن تقللدم
للصندوق المعلومات اللزمة لممارسة دوره الرقابي على نحو فعال ،وقد اتفقت الدول
العضاء على أن رقابة الصندوق لسياسات أسعار الصرف في الدول العضللاء ينبغللي أن
تتم في إطار تحليل شامل للحالة القتصادية العامة واستراتيجية السياسات القتصللادية
في تلك الدول.
ومن شأن متابعة ورقابة الصندوق المنتظمة لقتصاديات الدول العضاء وتقديم
الستشارات بشأن السياسات القتصادية أن تساعد الدول العضاء في النتباه إلللى الخطللار
قبل وقوعها وتمكين هذه الدول من التصرف في الوقت المناسب لتجنب أيللة آثللار لتلللك
الخطار.
ومن العناصر الخرى في عملية الرقابة العالمية التي يقوم بها الصندوق
المناقشات السنوية المعتادة الللتي يعقللدها المجلللس حللول التطللورات والفللاق
المستقبلية وقضايا السياسات في أسواق رأس المال الدولية ،وهي موضوعات يتم
نشر تقارير خبراء الصندوق بشأنها ويعقد المجلس التنفيذي مناقشات مستمرة
غير رسمية حول التطورات القتصادية العالمية وفي السواق العالمية.
وفي السنوات الخيرة أصبح يتم نشر ملخصات مناقشات المجلس التنفيللذي
إلى جانب ملخصات تحليلت خبراء الصندوق في إطار نشرات المعلومات العامة
ويتم في حالت كثيرة نشر التقارير الكاملة التي يعدها خبراء الصللندوق عللن
هذه المشاورات ،ويمكن الطلع عليها في موقع الصندوق على شللبكة النللترنت،
ًا
شأنها شأن نشرات المعلومات العامة ويكمل الصندوق مشاوراته المعتللادة سللنوي
مع الدول العضاء بزيارات إضافية يقوم بها الخبراء إلى هذه الدول كلما دعت
الحاجة كما يعقد المجلس التنفيللذي العديلد مللن الجتماعللات غيللر الرسللمية
لستعراض التطورات المالية والقتصادية في الدول الأعضاء ومناطق مختارة.
ً بللالعملت
إقراض الدول المتعثرة :من أهم وظائف الصللندوق يقللديمه قروضلا
الجنبية للدول التي تواجه مشكلت فللي ميللزان المللدفوعات ،ومللن شللأن هللذه
القروض أن تخفف من صعوبة التصحيح الذي يتعين على البلد المعني إجللراؤه
للتوفيق بين إنفاقه ودخله بغية معالجة المشلكلت الللتي يواجههللا عللى صلعيد
ميزان المدفوعات .وتهدف هذه القروض لدعم السياسات بما في ذلك الصلحات
الهيكلية التي يمكن أن تحسن مركز ميزان المدفوعات وآفاق النمو على أسللاس
دائم.
ويمكن لي دولة عضو أن تلجأ إلى الصندوق للحصول على التمويل اللزم لغراض
ميزان المدفوعات لسداد مدفوعاته الخارجية والحفاظ على مستوى مناسب من الحتياطيللات
دون أن اتخاذ إجراءات تؤثر سلبا علي التنمية القتصادية الدولية والقليميلة والوطنيلة ،ملن
ًا
هذه التدابير فرض قيود على التجارة والمدفوعات وضغط الطلب في القتصاد المحلي ضغط
ً وتضطر الدول صاحبة الخلل في ميزان
ً حادا
ً ،أو تخفيض قيمة العملة المحلية تخفيضا
شديدا
مدفوعاتها اتخاذ إجراءات تصحيحيه مفاجئة أو إجراءات أخرى يمكن أن تضر باقتصللادها أو
اقتصاديات إقليمية ودولية فيتدخل الصندوق لمعالجة ذلك.
برامج عمل صندوق النقد الدولي:عندما تتوجه أحدي الدول إلى الصندوق
طالبة التمويل لوجود أزمة اقتصادية فعلية أو على وشللك كلأن تكللون عملتهلا
ً للمضاربة في أسواق الصلرف الجنلبي واحتياطياتهلا مسلتنفدة ونشلاطها
هدفا
ً في الهبوط وحالت الفلس فيها آخللذة فللي الزيللادة،
ً أو آخذا
القتصادي راكدا
يتدخل الصندوق لستعادة سلمة مركز المدفوعات الخارجية في هللذه الدولللة
واسترداد الظروف المواتية لتحقيق نمو اقتصادي قابل للسللتمرار فيلله ،ينبغللي
الجمع علي نحو ما بين عملية التصللحيح القتصللادي والتمويللل الرسللمي و/أو
الخاص.
وقد ألغيت التسهيلت التي غلدت عديملة الفلائدة وبلدأ المجللس التنفيلذي فعل
مراجعة تسهيلت الصندوق في أوائل عام 2000م للتعرف على أهم تسهيلت القراض
لدى الصندوق ،وانتهت هذه المراجعة بإلغاء أربعة تسهيلت وأنتهي المجلس التنفيللذي
إلى التفاق على:
- 2إعادة التأكيد على اقتصار تسهيل الصندوق الممدد على الحالت التي تكون
ل.
ً فيها الحاجة واضحة للحصول على تمويل أطول أج
- 3تعزيز مراقبة البرامج المدعمة بموارد الصندوق بعد انتهائها خاصة عندما
يتجاوز الئتمان غير المسدد من الدولة العضو مستوى معين.
- 4تعديل لخطوط لالئتمان لالطارئ ل) (Contingent Credit Linesلفي لإطار
معايير الهلية القائمة ،لجعلهللا أداة أكللثر فعاليللة فللي منللع حللدوث الزمللات
ومقاومة العدوى بالنسبة للبلدان التي تتبع سياسات سليمة.
ولبد أن يتفق البلد المقترض وصندوق النقد الدولي على إجراءات السياسة
القتصادية اللزمة ،ويقوم الصندوق بصللرف القللروض علللى مراحللل ترتبللط
بتنفيذ الدولة للتزاماتها المقررة على صعيد السياسات وخلل الفللترة -2000
ً علللى
2001عمل الصندوق على تعديل هذا الشروط بجعلهللا أكللثر تركيللزا
ً فيمللا تختللاره اللدول مللن
سياسات القتصاد الكلي والقطاع المالي وأقل تللدخل
سياسات ،مما يزيد من شعور الدولة بملكية برامج السياسات ويزيد مللن درجللة
فعاليتها.
ولكن الهم من ذلك كله هو الوزن الذي يعطيه المجتمع الدولي لوضع
الصندوق كدائن ممتاز فهو يضمن أن يكون من أوائل المقرضين الللذين تسللدد
قروضهم رغم أنه في العادة هو آخر مقرض يقللدم علللى تقللديم المللوال إلللى
الدول بعد أن تصبح قدرة الدولة العضو علللى الوفللاء بالتزامللاته موضللع شللك
واضح.
جدير لبالذكر لأن لالبلدان لالتي لتقترض لمن لنوافذ لالقراض لالعادية لغير
الميسرة لدى الصندوق – عدا الدول الناميلة منخفضلة اللدخل – تلدفع أسلعار
الفائدة ورسوم الخدمة القائمة علللى السللوق ورسللم الللتزام يمكللن للمقللترض
استرداده.
ويمكن فرض رسم إضافي إذا تجاوز القرض مستوى معين لثناء الدول
العضاء عن الستخدام المفرط لموال الصندوق ،وتنطبق الرسوم الضافية على
المسحوبات بموجب تسهيل الحتياطي التكميلي أما الدول منخفضة الدخل الللتي
تقترض بموجب تسهيل النمو والحد مللن الفقللر تللدفع فللائدة ميسللرة %0.5
ًا.
سنوي
عندما يقرض الصندوق فهو يقدم في معظم الحالت نسبة صغيرة فحسب
من احتياجات التمويل الخارجي اللزم للدولة العضو ،لن موافقة الصندوق على
منح القروض تعد إشارة إلى سير السياسات القتصادية فللي تلللك الدولللة علللى
الطريق الصحيح ،فهي تطمئن المسللتثمرين والللدوائر الرسللمية وتسللاعد علللى
توليد تمويل إضافي من هذه المصادر ،فإن التمويل الذي يوفره الصندوق يمكللن
ً لجتذاب مزيد من التمويل وتستند قدرة الصللندوق
ً مهما
أن يكون أداة أو حافزا
على القيام بهذا الدور الحافز إلى ثقة المقرضين الخرين في عملياته وخاصللة
في مصداقية السياسات المرتبطة بالقراض.
قد بدأ الصندوق في تقديم المساعدة الفنية في منتصف الستينات عندما لجأ
ً للمسللاعدة فللي إنشللاء
كثير من الدول حديثة الستقلل إلللى الصللندوق طلبلا
البنوك المركزية ووزارات المالية وحدثت طفرة أخرى في أنشللطة المسللاعدة
الفنية فللي أوائل التسللعينات عنلدما بلدأت بللدان أوروبللا الوسللطي والشلرقية
والتحاد السوفيتي السابق التحول من نظم التخطيلط المركلزي إللى اقتصلاد
السوق.
وفي الونة الخيرة عزز الصندوق أنشطة المساعدة الفنية كجزء من نشاطه
الرامي إلى تعزيز بنيان النظام المالي الدولي فساعد الصلندوق اللدول العضلاء عللى
تقوية أنظمتها المالية وتحسين جمع البيانات الماليلة والقتصلادية ونشلرها وتلدعيم
أنظمتها الضريبية والقانونية والنهوض بالتنظيم والرقابة المصرفية ،ويقوم الصندوق
بنشاط مكثف لتقديم المشورة في المجالت التشغيلية إلى الدول الللتي اضللطرت إلللى
إعادة إنشاء مؤسساتها الحكومية في أعقاب الحلروب أو الضلطرابات المدنيلة الحلادة،
ويقدم الصندوق المساعدة الفنية والتدريب في أربعة مجالت أساسية هي:
- 2مساندة الجهود الرامية إلى وضع سياسات مالية عامة قوية وضمان حسلن
إدارتهللا عللن طريللق تقللديم المشللورة بشللأن السياسللات والدارة الضللريبية
والجمركية ،ووضع الميزانية وكيفية إدارة النفاق وتصللميم شللبكات المللان
الجتماعي وإدارة الدين الداخلي والخارجي.
- 3إعداد البيانات الحصائية وإدارتها ونشرها وتحسين نوعيتها.
ً في أية استراتيجية
ً جوهريا
أن الندماج في القتصاد العالمي يمثل عنصرا
لتمكين الدول المختلفة من تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة ولكن العولمة مللن
خلل ما تحققه من زيادة في حجم تللدفقات رؤوس المللوال الدوليللة وسللرعة
حركتها ،وإلى زيادة مخاطر الزمات المالية إضافة إلي مشللكلة أخلرى هلي أن
البلدان منخفضة الدخل التي لم تستفد اسللتفادة كللبيرة مللن العولمللة سللتزداد
ً عن الركب في الوقت الذي ترتفع فيه مستويات المعيشة في دول أخري.
تخلفا
بناء نظام مللالي عللالمي أقللوى :تعتبرالزمللات الماليللة فللي منتصللف وأواخللر
التسعينات بالسواق الصاعدة مظاهر للمخاطر المرتبطة بالعولمة حتى بالنسبة
للقتصاديات التي حققت استفادة هائلة من ورائها والتي تدار بإدارة جيللدة مللن
جوانب متعددة ،فالقتصاديات التي تضررت مللن الزمللة السلليوية فللي الفللترة
1998-1997خاصة كانت قد حققت طوال عدة عقود ماضية مكاسب ضللخمة
من التجارة الدولية التي تزداد تكامل يوما بعد يوم ،و كشفت هذه الزمات عن
وجود جوانب ضعف في سياسات الدول التي أصيبت بالزمة ،وثغرات في النظام
المالي الدولي نفسه ونتج عن ذلك الحقيقتين التاليتين:
أ -تقوية القطاعات المالية :تتأثر الدول بالزمات القتصادية لوجود ضعف فللي
نظمها المالية تجللد مظللاهره فللي إعسللار مؤسسللاتها أو تعرضللها للعسللار أو
افتقارها إلى السيولة ،أو نقص السيولة نتيجة حدوث تطورات مناوئة ،ولتقويللة
النظام المالي تحتاج البنوك والمؤسسات المالية الخرى إلى تحسللين ضللوابطها
الداخلية ،بما في ذلك تقييم المخاطر وإدارتها وقد تحتاج السلللطات إلللى رفللع
كفاءة رقابتها للقطاع المالي وتنظيمه بحيث تقترب من المعايير الدولية.
في عام 1999بدأ الصندوق والبنك الدولي عمليات تقييللم مشللتركة
للقطاعات المالية للدول العضاء لمساعدتها في تحديد جوانب الضللعف الفعليللة
والمحتملة وقامت فرق من الصندوق والبنك الدولي بمساعدة خبراء من البنوك
المركزية والهيئات التنظيمية المالية بتقييم قوة النظم المالية فللي عللدد مللن
ً لهللا
الدول العضاء ويجري تقديم هذه التقييمات إلى هذه الدول لتكون مرشدا
فيما ينبغي اتخاذه من إجراءات ويتعاون صندوق النقد الدولي مللع لجنللة بللازل
للرقابة المصرفية من أجل تحسين المعايير التنظيمية ،ويعمل خبراء الصللندوق
ً من الحكومات الوطنية والمؤسسات الدولية الخرى لتحقيق ما يلي:
أيضا
- 6ضمان تدفق البيانات المالية إلى السواق بحرية أكبر وفي الوقت المناسب
ولمعرفة مدى امتثال الدول العضاء لهذه المعايير بدأ خبراء الصندوق فللي
عام 1999بالتعاون مع الحكومات إعداد تقارير قطرية تجريبية حول مراعللاة
ً على المجالت التشللغيلية
الدول العضاء للمعايير والمواثيق مع التركيز أساسا
التي تهم الصندوق بشكل مباشر.
وتوافق البلدان المشتركة في هذا النظام على نشر بيانات مالية واقتصادية
وطنية مفصلة بما في ذلك بيانات الحتياطيات الدولية والدين الخارجي ،حسللب
جدول زمني معلن وقد أنشئ عام 1997نظام لنشر البيانللات ) (GDDSلرشللاد
الدول التي ل تسمح ظروفها بالشتراك في برنامج نشر البيانات والللتي تحتللاج
إلى تحسين نظمها الحصائية.
منذ منتصف التسعينات حدثت زيادة هائلة في حجم المعلومات التي ينشرها
الصندوق عن أنشطته وسياساته وأنشطة وسياسات الدول العضاء خاصللة المنشللورة
في موقعه على شبكة النترنت فنشرات المعلومات المعممة على سبيل المثال التي تللم
نشرها في ختام مشاورات المادة الرابعة من حوالي %80مللن الللدول العضللاء فللي
عامي 2000 -1999تلخص مناقشات المجلس التنفيذي وتقدم الخلفية اللتي تسللتند
عليها المشاورات
د -إشراك القطاع الخاص في منع وقوع الزمات وحلها :يسهم القطاع الخاص بالنصلليب
الكبر في التدفقات المالية الدولية فل برزت أهميلة اللدور اللذي يمكلن أن يلؤديه فلي
المساعدة على منع وقوع الزمات المالية وحلها إذا وقعت ويمكللن منللع حللدوث الزمللات
والحد من مدى تقلب التدفقات الخاصة علن طريلق تحسلين عمليلات تقييلم المخلاطر
ً بين الدول والمسللتثمرين مللن القطللاع الخللاص
والدخول في حوار أعمق وأكثر تواترا
لزيادة مشاركة القطاع الخاص في حل الزمات بأسللاليب تتضللمن إعللادة هيكلللة الللدين
الخاص.
ويعمل صندوق النقد الدولي ذاته على تعزيللز الحللوار مللع الطللراف
المشاركة في السوق من خلل تشكيل المجموعة الستشللارية المعنيللة بأسللواق
رأس المال والللتي اجتمعللت للمللرة الولللى فللي سللبتمبر ،2000وتمثللل هللذه
المجموعة محفل للتصال المنتظم بيللن المشللاركين فللي أسللواق رأس المللال
الدولية وإدارة الصندوق وكبار موظفيه حول القضايا ذات الهتمللام المشللترك
بما في ذلك التطورات القتصادية العالميللة وتطللورات السللوق وتللدابير تقويللة
النظام المالي العالمي بيد أن المجموعلة ل تنلاقش المسلائل السلرية المتعلقلة
بدول معينة.
ينبغي علي البرامج المدعمة بموارد الصندوق أن تكون قادرة على استعادة الستقرار
ً إلى ما توفره من تمويل رسمي وتعديل في السياسات ومللا يرتبللط
في الزمات استنادا
بذلك من زيادة ثقة المستثمرين من القطاع الخاص ومع ذلك فقد يتطلب المر اتخللاذ
إجراءات أخرى في حالت معينة مثل إعادة الهيكلة للديون من جانب الللدائنين التللابعين
للقطاع الخاص وقد اتفق أعضاء الصندوق على بعض المبادئ للسترشاد بها في عملية
ً ملن التطلوير وينبغلي
إشراك القطاع الخاص في حل الزمات غير أنها تتطلب مزيلدا
توخي المرونة عند تطبيقها على الحالت المختلفة لفرادى الدول
ًا
ً نش ليط
هل التعاون مع المؤسسات الخرى :يتعاون صندوق النقد الدولي تعاون لا
مع البنك الدولي وبنوك التنمية القليمية ومنظمة التجارة العالمية ووكللالت
المم المتحدة والهيئات الدولية الخرى كل منها في مجال تخصص له مسللاهمة
في القتصاد العالمي ،ويرتبط تعاون الصندوق مع البنك الدولي في مجال الحد
من الفقر ارتباطا وثيقا لن الخير وليس الصندوق صللاحب الخللبرة فللي هللذا
المجال.
ًا
ومن المجالت الخرى التي يتعاون فيها الصندوق والبنك الدولي تعاون
ً عمليات تقييم القطاعات المالية للدول العضاء للكشف عن جوانب الضعف
وثيقا
فيها ووضع المعايير والمواثيق وتحسين نوعية بيانات الدين الخللارجي ومللدى
توافرها ونطاقها ،والصندوق عضو فلي منتلدى السلتقرار الملالي اللذي يضلم
السلطات الوطنية المسئولة عن الستقرار المالي في المراكز الماليللة الدوليللة
الهامة ،وهيئات التنظيم والرقابة الدوليللة ولجللان خللبراء البنللوك المركزيللة
والمؤسسات المالية الدولية.
من شأن استراتيجية الحد من الفقر ذات الهداف المركزة أن تضمن إعطاء
أولوية قصوى لحتياجات الفقراء في إطار المناقشات المعنية بالسياسات العامللة
خاصة في حالة اتساع قاعدة المشاركة في صياغة هذه السللتراتيجية بمللا فللي
ً عللن ذلللك يمكللن لسللتراتيجية
ذلك مشاركة مؤسسات المجتمع المدني ،فضل
الحد من الفقر أن تضع الدول في موقع القيادة لتسيير عملية التنمية فيها على
أساس رؤية واضحة المعالم لمستقبلها وخطة منظمة لتحقيق أهدافها .ويسللتند
هذا المنهج الجديد على عللدد مللن المبللادئ الللتي تسترشللد بهللا عمليللة وضللع
استراتيجية الحد من الفقر .وتتضمن هذه المبادئ ما يلي:
- 1ضرورة وجود منهج شامل للتنمية القتصادية ورؤية واسعة لوضاع الفقر.
– يعتبر تحقيق النمو القتصادي بمعدل أسرع عنصللر حاسللم مللن عناصللر 2
التخفيض المستمر لحدة الفقر ،وزيادة المشاركة من جانب الطبقللات الفقيللرة
من شأنها زيادة إمكانيات النمو في الدول المعنية.
ً في هذا الميدان.
ً وثيقا
-4يجب أن تتعاون الدوائر النمائية تعاونا
أن نتائج المنهج الجديد لن تتحقللق بيللن عشللية وضللحاها ذلللك أن تحللول
ً
بالحجم المطلوب يستتبع إحداث تغييرات في المؤسسات حتى تصبح في موضللع
المسئولية أمام الجميع بمللا فللي ذلللك الفقلراء وبنلاء قللدرة كلل دوللة عللى
الستجابة لحتياجات جميع المواطنين ،ولن تتحقق النتائج مللا لللم يكللن هنللاك
التزام طويل الجل من جانب الحكومات وشركائها بالمساعدة في تحقيللق ذلللك
حيث تقوم الدول المشاركة بإعداد خطة شاملة ضمن تقرير استراتيجية الحللد
من الفقر ) (PRSPوتيسر هذه الخطة الكلية على المجتمع الدولي بما في ذلللك
صندوق النقد الدولي وتقديم الدعم بأكبر درجة ممكنة من الفعالية.
يوفر البنك الدولي وصندوق النقلد اللدولي اللدعم للحكوملات فلي وضلع
استراتيجياتها ولكن دون التدخل في تحديد النتائج ،لأن إدارة كل ملن البنلك اللدولي
وصندوق النقد الدولي تدرك ما يتطلبه ذلللك مللن تحللول فللي الثقافللات والتوجهللات
التنظيمية في المنظمات والمؤسسات الشريكة وقد بدأ هذا التحول يحدث بالفعل فمللن
خلل التنسيق في وقت مبكر والبقاء على خطوط اتصال مفتوحة مع سللطات الدوللة
المعنية خاصة من خلل تقديم المعلومات التشخيصية المتوفرة يمكن للبنللك الللدولي
وصندوق النقد الدولي أن يضمنا مساعدة الدول في الوقت المناسب وبصورة شاملة.
وينبغي لكل مؤسسة أن تركز على مجالت تخصصها وهكذا فإن خبراء
البنك الدولي يضطلعون بالدور القيادي في تقللديم المشللورة بشللأن السياسللات
الجتماعية التي تسهم في الحد من الفقر ،بما في ذلك العمل التشخيصللي اللزم
في هذا الخصوص ،بينما يقدم صندوق النقد الللدولي المشللورة للحكومللات فللي
مجال وليته التقليدية بما في ذلك تشجيع السياسات القتصادية الكلية الرشيدة.
أما في المجالت التي يتمتع فيها كل من البنك الدولي وصندوق النقد الللدولي
بالخبرة اللزمة كإدارة المالية العامة وتنفيللذ الميزانيللة وشللفافية الميزانيللة
وإدارة الضرائب والجمارك فيتم التنسيق التام بين المؤسستين بدقة تامة.
ولن تقرير استراتيجية الحد من الفقر يوفر لصندوق النقد الدولي والبنك
ً للقراض الميسر وتخفيف أعباء الديون فأنها تعد بالغللة الهميللة
الدولي إطارا
للمؤسسللتين وتقللوم اللدول المشللاركة بإرسللال السللتراتيجية النهائيللة إلللى
المجلسين التنفيذيين للصندوق والبنللك الللدولي لقرارهللا ويتلقللى المجلسللان
ً يعده خبراء المؤسستين مللع تحليللل للسللتراتيجية
ً مشتركا
التنفيذيان تقييما
وتوصية بشأن إقرارها ول يشترط لقرار السللتراتيجيات المقدمللة أن تتطللابق
ً مللع توصلليات الخللبراء و لكللن هللذه العمليللة تضللمن للمجلسللين
ً تام لا
تطابقا
التنفيذيين و المجتمع الدولي ،أن هذه الستراتيجيات من شأنها معالجة القضايا
الصعبة و الخلفية على نحو فعال ول تقف عند حدود التأييد المحلي الذي ربما
تتمتع به على نطاق واسع.
- 2تشخيص العقبللات أمللام تحقيللق النمللو والحللد مللن الفقللر :يمكللن لي
استراتيجية خاصة بالحد من الفقر أن تبدأ بتعريف الفقراء وأمللاكن إقللامتهم
وتحديد المجالت التي يتعين تعزيز البيانات المتعلقة بهللا .لللذلك يمكللن لهللذه
الستراتيجية أن تحلل العقبات القتصادية الكلية والجتماعية والمؤسسية الللتي
تعوق تحقيق النمو والحد من الفقر بسرعة أكبر.
- 3السياسات والهداف :في ضوء فهم أعمق للفقر وأسبابه يمكللن أن يحللدد
تقرير الاستراتيجية الهداف متوسطة وطويلة الجل لسللتراتيجية الحللد مللن
الفقر في الدولللة المعني لة وكللذلك السياسللات القتصللادية الكليللة والهيكليللة
والجتماعية اللزمة لتحقيقها.
- 4متابعة التقدم :للوصول إلى فهم أفضل للرابطة بين السياسللات والنتللائج
ً لمراقبللة التقللدم المحللرز
ينبغي أن تتضمن الاستراتيجية الحد من الفقر إطارا
وآليات لتقاسم هذه المعلومات مع شركاء الدولة المعنية في التنمية.
في عام 1996أعلن البنك الدولي وصندوق النقد الدولي مبادرة هيبيك
) (HIPC Initiativeلخفض أعباء الديون عن أفقر دول العالم ،واعتبرت هذه
المبادرة وسيلة لمساعدة تلك الدول على تحقيق النمو القتصللادي والحللد مللن
الفقر ورغم تأهل عدة دول للستفادة من هذه المبللادرة واللللتزام مللع حلللول
سبتمبر 1999بتخفيف أعباء ديون سبعة دول بقيمة أسمية كلية تبلللغ أكللثر
ًا
من 6بليون دولر أمريكي فقد تزايد القلق من أن المبللادرة لللم تقطللع شللوط
ل بالقدر الكافي أو بالسرعة الكافية ولذلك فعنللد اعتمللاد المنهللج الجديللد
ً طوي
للحد من الفقر في عام ،1999تم تعزيز المبادرة لكي توفر ما يلي:
- 2تخفيف أسرع لعباء الديون عن طريق توفير التمويل في مرحلة مبكرة من
البرنامج المعني بالسياسات ،وذلك لطلق الموارد اللزمة للنفاق على عمليللات
الحد من الفقر مثل النفاق على الصحة والتعليم.
وبفضل تخفيف أعباء الديون بموجب مبادرة )هيبيك( وما عللداها مللن
ًا ممللا
المتوقع أن تنخفض أرصدة ديون الدول المعنية بمقللدار الثلللثين تقريب ل
ً من 27أبريل
يؤدي إلى توفير أموال للنفاق على البرامج الجتماعية .واعتبارا
دولة من الدول منخفضة الدخل) (23منها في إفريقية.
ً 2002م كانت)(27
أما الدول المؤهلة للستفادة من هذه المبادرة فهي الدول منخفضة الدخل
التي تتحمل أعباء ديون غير قابلة للستمرار ومعظمها إفريقية وهذه الللدول ل
تكفي حتى الستفادة الكاملة من الليات التقليدية المتمثلللة فللي إعللادة جدولللة
الديون وتخفيض الديون إضافة للمعونات والقروض الميسرة وانتهاج سياسللات
سليمة لكي تصل هذه الدول إلى مستوى الدين الخارجي)القابل للسللتمرار( أي
مستوى من الدين يمكن خدمته بسهولة بالصللادرات والمعونللات وتللدفقات رأس
المال الوافدة مع الحفاظ على مستوى مناسب من الواردات.
ويعتبر النجاح في تشجيع النمو الذي تشترك في جني ثماره قاعدة عريضة
من الدول وكذلك النجاح في ضمان وضع حد لتباعد الفقراء عن ركب النمللو
هو مسئولية جماعية تقع على عاتق المجتمع الدولي بأسللره ويحللاول صللندوق
ً أن يسهم بدور في هذا المسعى من خلل ما يبذله من جهود
النقد الدولي جاهدا
لجعل ثمار العولمة في متناول الجميع.
من المهم لفهم العولمة النظر إلى المؤسسات الثلثة الرئيسة التي تحكمها
وهي صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجللارة العالميللة ،ومعهللم
العديد من المؤسسات الخرى التي تلعب دورا فعال ومهم في النظام القتصللادي
الدولي ممثلة في البنوك القليمية وعدد كبير من منظمات المم المتحدة مثل
برنامج المم المتحدة التنمية وغيره تلك الللتي تهللدف لإلغللاء الحللواجز أمللام
التجارة الحرة.
علما بأن هذا المر له أثار مدمرة على الدول الناميللة عامللة والشللد فقللرا
خاصة ،ولكن كل من صندوق النقد الللدولي والبنللك الللدولي كانللا فللي قلللب
القضايا القتصادية الرئيسة فقد وقعت على عاتق صندوق النقد الدولي المهمللة
الكثر صعوبة هي تأمين الستقرار القتصادي العالمي.
فقد تأسس الصندوق على ضرورة توحيد الجهود الدولية للمحافظللة علللي
استقرار النظام القتصادي الدولي ،وبمرور الوقت غير الصندوق عقيدته بشللكل
تماما عما كانت في البداية ،فقد تأسس على عقيدة أن السواق تعمل غالبا بشكل
سيئ ويجب التدخل لتقيمها وتقويمها ،بيد أنه الن يدافع بحماسللة عللن عقيللدة
مختلفة تماما مضمونها سيادة السوق )عبللادة السللوق( ،ول يقللدم أمللوال إل إذا
بدأت الدول بتطبيق سياسات اقتصادية ومالية تؤدي إلى انكماش القتصللاد مثللل
خفض العجز في الموازنة أو زيادة الضرائب أو زيادة معدل الفائدة.
ويبدو واضحا بعد أكثر من نصف قرن من نشأة صندوق النقد الدولي أنه فشل
في مهمته فشل ل يحسد عليه ،فالزمات حول العالم أصبحت أكثر عمقا وتكرارا عللن
ذي قبل ،كما أنه لم يستطع أن يحول البلدان الشيوعية إللى اقتصلاد السلوق وفللرض
تحرير السوق عليها وعلي غيرها من الدول رغم عدم وجود أي دليل يثبت صحة ذلك.
ويمتلك لصندوق لالنقد لالدولي لنفوذا لكبيرا لفي لالمساعدة لالدولية لفمن
المفترض أن يراجع موقف القتصاد الكلي للبلد متلقللي المسللاعدة ويتأكللد أن
ُتمنللح
موارده المالية غير كافية ،مما يسبب مشكلت على المللدى القصللير ،ول
القروض إل بضمانات كافية ،والضمان الوحيد الذي يطلبه الصللندوق والللدول
المانحة من الدول المدينة عدم اعتماد سياسيات اقتصادية ومالية ونقدية سليمة
تؤدي لتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة وحقيقة ،هذا ما يحدث حقيقة.
يزعم صندوق النقد الللدولي أنلله يعمللل علللي تشللجيع السللتقرار المللالي
والتعاون النقدي بتقديم أموال إلى دول تواجه صعوبات في ميللزان مللدفوعاتها
وقد اتسع دوره مؤخرا بتقديم قروضا بفوائد أقل إلللى الللدول الفقيللرة مقابللل
سياسات اقتصادية شاملة متشددة بهدف خفض الفقللر -كمللا سللبق وذكرنللا –
ولكن الذي حدث ويحدث أن الصندوق بما لديه من معلومات دقيقة عللن اقتصللاد
الدولة طالبة القرض ،فأنه يدرك تمام الدراك نقاط الضللعف والقللوة فللي هللذا
القتصاد ،الغريب في المر أن الصندوق يعمل علي إضعاف نقاط القوة فللي هللذا
القتصاد.
فصندوق النقد الدولي يهتم بالتضخم الذي يحدث في الدول الللتي تنفللق
حكوماتها أكثر من مواردها فتعلاني عجلزا فلي الملوارد ،فتملوله بطبلع النقلود،
ومعدلت التضخم شديدة الرتفاع تؤدي غالبا إلى انخفاض النمو وانخفللاض النمللو
يؤدي إلى بطالة عالية ،وإذا لم يحقق بلد ما الحد الدنى مللن المعللايير والسياسللات
القتصادية فإن الصلندوق يعللق مسلاعدته والمشلكلة عنلدما يحلدث ذللك يحلذو
المانحون حذوه ،وعادة فإن الحكومات التي تفشل في إدارة اقتصادها الكلي ،ل تحسن
إدارة العون الخارجي.
ويتعامل الصندوق مع اقتصاديات الدول علي منهج القتصاد الميركي وهذا
يجعله يقدم توصيات مضللة ،حتى على مستوى القتصاد الميركي نفسه ،فعلى
سبيل المثال وضعت تقديرات مفادها أن التضخم سيبدأ في الرتفاع في الوليات
المتحدة بمجرد انخفاض معدلت البطالللة إلللى أقللل مللن ،%6ولكللن البطالللة
انخفضت إلى أقل من %4ولم يرتفللع التضللخم ،وقللدم توصللية برفللع معللدل
الفائدة ،ولكن مجلس بنك الحتياطي لم يأخذ بالتوصية ،ولكن البلدان الخللرى
ل تستطيع تجاهل توصيات الصندوق كما تفعل الدول الكبرى.
أن لاتخاذ لالقرار لفي لصندوق لالنقد لالدولي يعتمد لعلى لخليط لغريب لمن
اليدولوجيا والقتصاد الرديء فحين تلتمس الدول النامية من الصندوق العللون
في أكثر المواقف سوءا ل تعي أن حالت فشل العلج أكثر بكللثير مللن حللالت
النجاح .إن سياسات الصندوق التي تهدف إلى المساعدة في التكيف فللي مواجهللة
الزمات أدت في معظم الحالت إلى المجاعللة والهيللاج الشللعبي ،وحللتى عنللدما
نجحت هذه السياسات في أحداث نمو هزيل لفترة فان جللزءا كللبيرا مللن هللذه
المكاسب ذهب في إلى الوساط الكثر ثراء في هذه الدول.
المنهج القائم علي وصفة واحدة للجميع أدى إلى مشكلت كثيرة بسبب تطبيقه
دون سماع وجهات النظر المختلفة ،فكان أقرب إلى الملءات المفروضة ،ثم اعترف
الصندوق بخطأ سياساته التي طبقها ،مثل فرض تدابير تقشف متطرفللة فللي شللرق
آسيا عام 1997م وكانت الحكومات تدرك خطورة هذه السياسة ولكنها لللم تسللطع
معارضتها.
أن المؤسسات القتصادية الدولية تمارس نفاقا يزيد الغنياء غننا والفقللراء فقللرا،
والغريب في المر وجود من يدافع عن هذا النفاق الكبير المتمثل في الدعلاء بمسلاندة
الدول النامية بإجبارها على فتح أسواقها لمنتجلات اللدول الصلناعية المتقدملة اللتي
تحمي أسواقها حيث تضع شروطا حمائية لدخول أسواقها وطبيعة هذه السياسات تجعل
الشعوب أكثر سخطا علي صندوق النقد الذي لم يحترم تعهلداته المتعلقلة بمكافحلة
الفقر.
ينطق الواقع بأن هذه الدول الكبرى تأخذ مقابل كل دولر تدفعه باليمين
ثلثة دولرات باليسار ،كما إنها تفعل ذلللك لزيللادة نفوذهللا ،ولتمتللص أقللوات
الضعفاء ،وخير مثال على ذلك موقف فرنسا من إفريقية ،ففرنسا تعد على رأس
الدول المانحة لفريقيا فقد بلغت قيمللة المسللاعدات الفرنسللية لفريقيللا عللام
1997حوالي)(7.18مليار فرنك فرنسي أي ما يعللادل) (%49مللن المسللاعدات
الفرنسية.
وذلك ليس محاولة لتكفير ذنب استعمارها لكثير من دول هذه القارة ونهب
ً ملن أن تسلبقها الوليلات المتحلدة
خيراتها ،وإنما لتكثيف النفلوذ بهلا وخوفلا
ً واعللدة قوامهللا)700
المريكية في الفوز بالسواق الفريقية ،باعتبارها أسللواقا
مليون( مستهلك يمثلون خمس سكان العالم ،وإن هذه الدول المانحة هللي ذاتهللا
الدول التي تستورد السلع الولية من الدول النامية بأسعار منخفضة للغاية ثللم
ًدا ،وتحللرص أن تكللون لهللا
تعيد تصديرها إليها بعد تصنيعها بأسعار مرتفعة ج
اليد العليا في تحديد هذه السعار إما مباشرة أو عن طريللق شللركاتها العللابرة
القارات.
وقد اهتمت الوليات المتحدة المريكية أكثر من غيرها بذلك ،لنه يخدم
مصالحها فهي تستخدمه كأداة من أدوات فللرض الهيمنللة والسلليطرة ،فقللدمت
مقترحات في هذا الشأن ولكن هذه المقترحات وخاصة التي قللدمها الكللونجرس
ًرا من القلق وعدم الترحيب بها حتى من مللوظفي الصللندوق والبنللك
تثير كثي
الدوليين ،وتنقسم المقترحات المريكية إلى قسمين هما:
أما بشأن البنك الدولي فإن الكونجرس يرى ضرورة أن يقلص البنك الدولي
ِح
َد البنك من التمويل المقدم للدول
ُّي
النفاق على قطاعي الصحة والتعليم ،وأن
ًيا ،وأن يقتصللر إلغللاء
التي يقل متوسط دخل الفرد فيها عن)(4000دولر سللنو
ّ
الديون على الدول النامية الناجحة فقط مثل الصين والرجنتين ،وأن يتم وقف
تقديم القروض لكثير من الدول النامية التي يمكن أن تستعين برؤوس المللوال
الخاصة أي فتح الدول للستثمارات الجنبية والشركات متعددة الجنسية ،والتي
معظمها أمريكية ،لذلك فأن هذه المقترحات بشأن الصندوق والبنللك تصللب فللي
تزيد صورة صندوق النقد والبنك الدولي قتامه وسوء أكثر مما هي عليه.
وهو ما أدى إلى تراكم مديونيات بلغت حتى الن ما يقرب من)(180
مليار دولر ،وقد وافق صندوق النقد الدولي في نهاية العام الماضي على
إقراضها نحو) 43مليار دولر( لتصل بذلك ديونها إلى نحو) 223دولر( وعلى
الحدود بين الرجنتين والمكسيك قام الفرنسيون واليطاليون بتمويل سد
)ريوبارنا( بقرض قدره) 1.5مليار دولر( عام ،1978ولكن تم إنهاء هذا السد
ب) (15مليار دولر.
وفي تقريرها الخير أشارت مؤسسة مورجان مورانتر المالية المريكية
ًيا في سنة واحدة مع
ًدا نام
إلى اختفاء مبلغ) 189مليار دولر( من ) (18بل
العثور على ) (31مليار دولر منه في حسابات سرية في البنوك السويسرية
والمريكية.
ومن المثلة علي ذلك وقد اتهمت صحيفة )صنداي تيمز( البريطانية التحاد
الوربللي بإسللاءة اسللتخدام المسللاعدات المخصصللة للفلسللطينيين الفقللراء؛
واستخدامها في بناء فيلت فاخرة على الطراز اليطالي وأضافت الصللحيفة فللي
تقريرها أن) (%90من هذه الفيلت التي بناها التحللاد الوروبللي قللد منحللت
لنصار عرفات العائدين الذين كانوا يقيمون في المنفللى معلله ويخللدمون فللي
إدارته ،وأشارت إلللى أن بريطانيللا سللاهمت بمليللوني جنيلله إسللترليني المبلللغ
ًص لبناء مساكن اقتصادية للمحتاجين في المنللاطق الخاضللعة للسلللطة
المخص
الفلسطينية.
والمثير للدهشة أن الذي أصدر هذا التهديد رئيس لكبر دولة مدينة في
العالم فجملة الديون المريكية تبلغ أكثر من) 4.3تريليللون دولر( ،وهللو مللا
يعادل ) (2.22ضعف حجم ديون ما تسمى بدول العالم الثالث مجتمعللة ،فخلل
الفترة ما بين 1972م وحتى 1992م اقترضت دول العالم الثللالث مجتمعللة مللا
)(1.935تريليون دولر ،وبلغ مجمللوع مللا سللددته مللن أقسللاط يقرب من
ًبا) (2.237تريليون دولر ،ورغللم
وفوائد عن هذا الدين خلل نفس الفترة تقري
ّم الفللوائد
ذلك ل زالت مدينة بنحو ) 1.7تريليون دولر( ولنا إذن أن نتخيل ك
ًمللا مللن
التي تفرضها الدول المانحة حتى تجعل الدول المدينة وبعد عشرين عا
ّدد القرض مرتين ،ومع ذلك لزال مدينة بأصل الدين.
الستنزاف القتصادي تس
إن الدعاء بأن البنك كان يهتم بقضية " الحكم الرشيد " يتعارض مللع
تورطه المفضوح مع نظام " سوهارتو " في إندونيسيا الذي حصللل علللى أكللثر
ً طبقللا لتقللارير عديللدة منهللا
ً أمريكيا خلل ثلثين عاملا
من) (30بليون دولرا
التقرير الداخلي للبنك الدولي الصادر في 1999م فالبنللك تسللامح مللع الفسللاد
وسجل حالت حقيقية لحصاءات حكومية زائفة وأعطي شللرعية للديكتاتوريللة
وقدمها كنموذج يجب أن يحتذي من جانب الدول الخرى ،كمللا كللان راضلليا
عن حالة حقوق النسان والسيطرة الحتكارية علي القتصللاد فللي تلللك البلللدان
ومن ضمنها نظام " سوهارتو " الذي ظل يحوز علي رعاية البنك ورضاه.
2ل التغيرات والمشاكل القتصادية التي حدثت فللي العللالم فللي أعقللاب انهيللار
النظرية القتصادية الشيوعية مما خلق مشاكل اقتصادية جديدة من نوعهللا لللم
ينجح الصندوق أو البنك في التعامل معها.
3ل إن عمليات التحرير الكامل لنتقال السلع والخدمات ورؤوس الموال الللتي
ينادي بها صندوق النقد والبنك الدوليين ،والتي انتشرت في معظللم دول العللالم
قد تمت قبل أوانها ،لنها لكي تنجح فإنها تتطلب التقارب القتصادي والجتماعي
ًرا ولكلن الفلرق
بين الدول المتقدمة والدول النامية ليكون الفرق بينهلم صلغي
ًقا لتقارير البنك الدولي.
بينهما يصل إلى ) (50- 1وف
4ل إن الصندوق والبنك الدوليين ل يدركون أن فقراء اليوم غير فقراء المس؛
لن فقراء اليوم لديهم تطلعات وينظرون إلى الدول المتقدمة لمستوى رفاهيتها
َلمللون ول يأخللذون
ْظ
من خلل وسائل التصال المتطورة ويحسدونها ،لنهللم م
ُ
حقوقهم فيتحركون مطالبين بهللذه الحقللوق ،ويتجلله معظمهللم إلللى التمللرد
والعنف.
5ل يدعم الصندوق والبنلك اللدوليان بطريقلة غيلر مباشلرة توجهلات اللدول
ًدا منهم بأن تقدم هذه الللدول سلليكون
المتقدمة لعرقلة نمو الدول النامية اعتقا
ذلك على حساب الدول المتقدمة والنتقاص من تقدمها ،وهو ما عرفته الشللعوب
النامية والفقيرة فاتهمت الصندوق والبنللك الللدوليين بللالظلم والعمللل لصللالح
الكبار فقط.
ففي الزمة السيوية وقبل بداييتها يوليو 1997م كانت سياسللة الصللندوق
والبنك الدوليين تتعرض لنتقادات حادة مفادها أنها تحمل شعوب الدول النامية
بأعباء باهظة لعدم اللحاق بالدول المتقدمة ،وأنها تضر بالطبقات الفقيرة وقللد
حذر كثير من المحللين من عواقب هذه السياسة ورغم ذلللك كللان الصللندوق
والبنك الدوليان يتفاخران بما حققتلله دول جنللوب شللرق آسلليا مللن إنجللازات
اقتصادية بزعم أن ذلك نتاج الخذ بتوصللياتهما وإتبللاع سياسللتهما وفلسللفتهما
القتصادية.
وبذلك نجح الصندوق والبنك الدوليان في إقناع معظم دول العالم بأن
َتللذى ،وأن انجازاتهللا
ْح
ُي
النمور السيوية هي النموذج القتصادي الذي يجللب أن
دليل قاطع لسكات أصوات كل المعارضين لسياسات الصندوق والبنك الدوليين،
ولكن وقوع الزمة السيوية وعدم التنبأ بها مللن الصللندوق أو البنللك رغللم أن
بوادرها كانت واضحة وحذر منها عدد كبير من المراقبين.
علما بأن سياسات الصندوق والبنك الدوليين هي التي شجعت وأيللدت بقللوة
أمثال هؤلء المضاربين واعتبرتهم المصللدر الول لللرأس المللال فللي السللواق
الناهضة ،ولذلك تعرض الصندوق والبنك لحملة كبيرة من النتقللادات الحللادة
طرحت على الساحة الدولية تسأل مفللاده كيللف لللم يتنبللأ الصللندوق والبنللك
الدوليان بعواقب هذه السياسات الاقتصادية مع أنها من صياغتهما؟ وأيللن آليللات
السوق الكفيلة بتصحيح نفسها بنفسها عند الزمللات ودون تللدخل الدولللة الللتي
يروج لها الصندوق والبنك للحد من دور الدولة القومية في الحياة القتصادية؟
ولماذا لم تعمل هذه الليات في حالة الزمة السيوية؟.
بل إن النتقادات الموجهة إلى الصندوق والبنك الدوليين ذهبت إلى أبعد
من ذلك فقد تم توجيه التهام المباشر لهما ،حيللث أوضلح المحللللون أن البنلك
الدولي ضالع في إحداث هذه الزمة ،بدافع من الدول المتقدمة وخاصة الوليات
ًيا ،واستدلوا علللى
المتحدة المريكية وذلك لتحجيم هذه الدول السيوية اقتصاد
ّ
ذلك بأن البنك الدولي ظهر لول مرة في تللاريخه كمقللدم لقللروض قصلليرة
الجل وهو ما يخالف ما درج عليه البنك في عمله ،وأن هذه القروض كانت هي
الشرارة التي أشعلت الزمة في دول جنوب شرق آسيا.
ومن هنا أشار البعض بأصابع التهام المباشر إلللى الصللندوق والبنللك
الدوليين لنهما تسببا ولو بطريق غير مباشر في الزمة السيوية التي كلفللت
العالم حوالي ) (260مليار دولر حسللب تقللديرات منظمللة التجللارة والتنميللة
التابعة للمم المتحدة " الونكتاد " ،وتحملت الللدول الفقيللرة الجللانب الكللبر
منها ،وكان يمكن للصندوق والبنك ل لو أرادا لل التحللرك السللريع لعلج هللذه
الزمة وحصرها في بدايتها ولكن كيف وهو الفاعل الحقيقي لها ولغيرها مللن
الزمات العالمية.
إن "صندوق النقد الدولي " ساعد علي التدفق الضخم لرأس المال المضارب،
المتقلب والسريع التأثر والتأثير ،إللي داخلل المنطقلة بالضلغط عللي الحكوملات
السيوية قبل الزمة بواسطة وزير المالية المريكي من أجل تحرير رأس المال أنه
أيضا الذي تحرك بثقة في أعقاب الهروب المذعور لرأس المال المضارب ،بالصلليغة
المالية والنقدية المحكمة التي حولت الزمة المالية إلي انهيلار اقتصلادي ،بواسلطة
التقليل الحاد من قدرة الحكومة علي العمل كقللوة مضللادة للنكمللاش فللي نشللاط
القطاع الخاص.
أنه لهو لالذي لقام لبجمع لبليين لالدولرات لمن لأجل لإنقاذ لأصحاب لالديون
الجنبية من البنوك المحلية وشركات التمويل والشركات الكللبرى الللتي قيللل
أنها أصيبت إصابة محدودة من جراء الفلس ،أن صندوق النقد الدولي هو الذي
فرض علي القتصاديات المتدهورة برنامجللا لليبراليللة القتصللادية المتطرفللة
والتحرير المالي والتجاري الذي كان الجنده الساسية لواشنطن قبل الزمة.
وهو أيضا صندوق النقد الدولي الذي قضي علي الهدف من صندوق النقد
السيوي ،بإلحاح من وزير المالية المريكللي والللذي يقللوم علللي أسللاس جمللع
الحتياطيات من أكثر القتصاديات المالية قللوه بهللدف جعللله صللندوقا لللدعم
عملت أي بلد منهم يتعرض لهجوم المضاربات ،ومن بين أشياء أخللري سللاهمت
هذه الخطوة في توسيع الشقة في السياسات المريكية واليابانية تجاه المنطقللة
السيوية وهما المؤيدان الرئيسيان لصندوق التنمية السيوي.
كما أن هذه الزمة أثرت على بقية دول العالم وخاصة التي كانت ترتبط مع التحاد
السوفييتي السابق بعلقات تجارية من خلل ما كان يعرف بالصفقات المتكافئة ،إلى جانب
ذلك فإن نتائج برامج الصلح القتصادي التي أوصى بها الصندوق والبنك الللدوليان ثبللت
ُل
ّ
ُحل
َت
قصورها لنها ركزت على إصلح النواحي الرمزيلة فقلط للقتصلاد ،ولكنهلا للم
المشاكل الحقيقية للقتصاديات النامية وللفقراء مثل البطالة والفقر والملرض والميللة
وغيرها ،وبالتالي أصبح الصلح القتصادي كوصفة يقدمها الصندوق والبنللك الللدوليان
لعلج المشاكل القتصادية للدول النامية بمثابة معركلة قديملة ضلحاياها هلم فقلراء
العالم؛ لن هذه البرامج تتم بالتعاون بين كل من الصندوق والبنلك وحكلام هلذه اللدول
الفقيرة الذين ل يلمسون حقيقة الوضاع التي يعيشها فقراء شعوبهم وهم عملء للخللارج
ضد الداخل..
أن الخذ بأسباب النمو والتقدم القتصادي والصناعي يتوقف أول وأخيرا
على تفهم الظروف الواقعية لكل دولة والستفادة من العناصللر اليجابيللة فيهللا
وتقليل إقرار العناصر السلبية ،لأن العتماد على النقل وحده سواء بعد التعللديل
ّ إلى زيادة تبعيللة الللدول الناميللة للللدول
أو التبديل ،أو بدون تغير لن يؤدي إل
الكبيرة ،ويحقق شخصيتها أو يفجر طاقاتها الكافية الللتي تضللمن لهللا التغذيللة
المستمرة في الصعود إلى آفاق أعلى من الرفاهية القتصادية والجتماعية.
إن انخفاض سرعة عملية البناء في الدول النامية يعود إلللى إن الللدول
الغريبة تتحكم في نشاطات المؤسسات الماليللة الدوليللة ومنهللا صللندوق النقللد
ً صارمة على قروضه للللدول الناميللة كنصللائحه الللتي
الدولي الذي يضع قيودا
تتضمن:
2ل تحرير التعامل في الصرف الجنبي أو العمل على القتراب من هذا الهدف.
4ل رفع سعر الفائدة المحلي لتشجيع الدخار والحد من التضخم المالي.
5ل الحد من النفاق الحكومي عن طريق إلغاء العانات للمستهلكين.
7ل وفي بعض الحيان تجميد الجور ورفع الرقابة على السعار.
والستثمارات الجنبية عملت على وأد طموحات رجال العمال الصغار الذي
كانوا يأملون بتطوير صناعات وطنية ،مثل صناعة المشروبات الغازية واليللس
الكريم المحلية التي انتهت أمام موجة الكوكاكول والبيبسي التي هيمنت علللى
السواق المحلية ،وكانت البنوك الجنبية أقل استجابة بكثير لسياسات البنللوك
المركزية لمواجهة التضخم ،وقد وقعت اتفاقيات مجحفة بحق االدول الناميللة،
بسبب الفسللاد والرشللوة الللتي تقللدم للمسللئولين المتحللالفين والشللركاء مللع
الشركات والستثمارات الجنبيللة فقللد تحملللت حكومللات مللن مللوارد الدولللة
وضرائب مواطنيها نفقات الكهرباء والبنية التحتية لجل شركات أجنبية.
أن تجربة النمو القتصادي في الدول النامية قد جاءت مخيبة للمللال ،ولللم
تحقق ما هو منتظر منها ،فلم يرتفع مستوى نصيب الفرد مللن الللدخل القللومي
بدرجة ملموسة ،ولم تتحسن النماط الغذائية لمعظم سكان الكرة الرضية ولللم
ً بعد واشد من هللذا أن الفجللوة بيللن الللدول الناميللة
ً مقبول
تبلغ مستوى صحيا
ً في تزايد مستمر نتيجة لختلف معللدلت النمللو فللي
والدول المتقدمة صناعيا
كل منهما.
وتمكنت " لجنة ميلتزر " من الحصللول علللي عللدد مللن النتللائج مللن خلل
الفحص الشامل للوثائق واللقاءات مع الخبراء توضح أن) (%70مللن القللروض
ً فقط بينما ) (145دولة تتزاحم على
التي يقدمها البنك اقتصرت علي) (11بلدا
ل عن أن) (% 80من ثروات البنك ل تخصص لفقر البلدان
ً ) (% 30هذا فض
ً ائتمانيا إيجابيا ،وتسللتطيع
ُ وهي تلك التي تملك رصيدا
النامية بل لحسنها حال
بناء علي ذلك زيادة اعتماداتها المالية في السواق الرأسمالية الدولية ،وأضللافت
أن معدل فشل مشروعات البنك تتراوح بين ) 65و ( % 70في الدول الكثر
ً )وبيللن 55و (%60فللي كللل البلللدان الناميللة ،باختصللار فللإن البنللك
فقللرا
والصندوق لم يكونا موفقان لنجاز مهمتهمللا المعلنللة وهللي الحللد مللن الفقللر
العالمي.
كما وصفت البنك الدولي بأنه ليس له علقة بمهمة تشجيع التنمية ول
بتقليل حدة الفقر علي النطاق العالمي علي ذلك فإن اللجنة لم تفاجئ قراء
ً حينما قالت في تقريرها أن أحد أعضاءها على الدول النامية
التقرير كثيرا
وخاصة السلمية منها العتماد على الذات قدر ما يمكن لتجاوز مشاكلها
وإتباع القتصاد المتوازن وحري بها تطبيق القتصاد السلمي للخروج بما
يعزز كرامة .النسان لديها وإقامة اقتصاد إسلمي عادل لديها يحقق الوفرة
للجميع ول تكون تلكم الهزات إل إذا تناولت ما يلي:
- 1أن يبدأ بضرب الدولر ،والطاحة به من مكانته ،وذلك بإعلن فرض نظاما
)قاعدة الذهب( علي النظام القتصادي الدولي.
- 2أن يعمل على أن تكون أسواق العالم الثالث غير متاحة لصادرات الدول
الكبرى بل يجب أن تغلق أمامه حتى تصلح ما أفسدته.
ًة،
– 3تصفية الحساب مع الشركات البترولية المستغلة لثروة المسلمين ،سرق
ًء ول يتم التعامل معها إل بعد تعادل كفتي الميزان.
ً وشرا
ً بيعا
ًا ،وتحكما
ونهب
- 4عدم العتراف بشرعية صندوق النقد الدولي ،والبنك الدولي ،وكافة
المؤسسات المالية كأسواق البورصات ،ونوادي المال ،وغيرها ،وفضحها وكشف
مساوئها والتشهير بها ،وبيان خطورتها ،وبيان الدوار المشبوه التي تقوم بها.
وقد أقر صندوق النقد الدولي أنه أسهم في الزمات العالمية وأنه أنزل
الخراب بالدول النامية لصالح الدول الكبرى وبالنظام القتصادي الدولي ،لللذلك
أن صندوق النقد الدولي من أدوات للهيمنة المريكية ومن علمات ذلك:
إن لمبدأ لالقوة لالتصويتية لالتي لتتحكم لفي لقرارات لصندوق لالنقد لالدولي
تعكس قوة هيمنة الولايات المتحدة المريكيه في صنع وتللوجيه القللرارات فللي
الصندوق ويتضح فى مجمل سياسات الصندوق من خلل قوتها التصويتية الللتي
تبلغ)17ر (%35في الصندوق وأكثر من) (%15في البنك الدولي ،ولهذا فأن
معظم القروض تقدم إلى النظمة التي دخلت بيللت الطاعللة المريكللي وتملللك
ً ما تستخدم
للوليات المتحدة المريكية نفوذ ومصالح إستراتيجية فيها ،وغالبا
هذه القروض في تدعيم النظمة البوليسية في تلك الدول وتسخيرها من اجللل
114
قمع القوى الوطنية والتقدمية المناهضة للستعمار ومخططاته العدوانية) (
- 114د/عودة ناجي الحمداني ،دور صندوق النقد الدولي في خدمة المصالح المبريالية
مجلة التقدميين العرب)(2
أن دول العالم الثالث التي أغرقها صندوق النقد الدولي وأسياده الدائنين من
البلدان الصناعية وبنوكها التجارية بالديون البللاهظه ،نتيجللة حتميللة لتطللبيق
وصفة صندوق النقد الدولي وشروطه الجائرة ونتيجة للضغوط التي تمارسللها
المؤسسات المالية الدولية التي تشكل ركنا أساسيا في سياسات فرض الهيمنة،
فقد ارتفع حجم الدين الخارجي لبلدان العالم الثالث ملن 50مليلار دولر عللام
1968إلى حوالي 600مليار دولر عام 1980ومللن 2150مليللار دولر إلللى
حوالي 2450مليار دولر بين عام 1995و .2001
وقد دفعت البلدان المدينة عن الدولر الواحد حتى عام 1980أكثر من
7,5دولر وما زالت مدينة بأربعة دولرات عن كل دولر ودخلت القتصاديات
النامية في الحلقة المفرغة ومع ذلك فهي مطالبة بتبنللي إجللراءات تصللحيحية
وزيادة تقشفها لتعزيز قدرتها علللى الوفللاء بمللا عليهللا مللن أقسللاط وفللوائد
متراكمة.
إن دول العالم وخاصة الدول النامية باتت تطالب بضرورة تغيير آليات
عمل صندوق النقد الدولي التي أدت إلى تكبيل القتصاديات النامية بأعباء ثقيلة
شلت قدراتها على التنمية القتصادية فالتنمية في الدول المدينللة تعتمللد علللى
التمويل الخارجي وعندما يتوقف التمويل لتلك البلدان تتوقف التنمية لإن نهللج
سياسة التقطير المالي التي سار عليها صندوق النقللد الللدولي أدى إلللى إفشللال
برامج التنمية وتدمير المشروعات القائمة في الدول النامية.
ل للقوى المبريالية
ً أن صندوق النقد الدولي منذ تأسيسه كان ولزال وكي
ً عن مصالحها سواء برسللم السياسللات القتصللادية الللتي تطبللق النهللج
ومحاميا
الرأسمالي أو إجبار الدول على الذعان لشللروطه الجللائرة الللتي تعتصللر دمللاء
شعوب الدول المدينة لتسديد المسللتحقات المترتبللة علللى مللديونيتها أقسللاط
وفوائد فالشروط الجائرة لصندوق النقد الدولي تعتبر استغلل بشللع لظللروف
الدول الفقيرة وتدخل مشللين فللي ش لئونها الداخليللة للتللأثير علللى توجهاتهللا
الوطنية ،أن اهتمام الدول الدائنللة وصللندوق النقللد الللدولي بأزمللة المديونيللة
الخارجية والعمل على تخفيف حدتها من باب الحفاظ على مصالحها والتحللوط
من الخطر المحتمل وليس من دواعي الحرص على مصالح الدول الفقيرة الللتي
اكتوت بنار الزمة المستعرة والمشتعلة.
وقد نتج عن برامج الصلح التي يفرضها صندوق النقد الدولي على الدول
المدينة أزمة اقتصادية واجتماعية مستعصية في الدول التي طبقتها فقد طبقت
في أمريكا اللتينية ومنها الرجنتين والبرازيل وشيلي غير أن المديونية فيها
زادت بنسبة) (%3869بين عام 1960و (1)1151983وأدت الصلحات التي
نفذتها الرجنتين بضغط من صندوق النقد الدولي إلى استيلء الشركات
الجنبية على معظم البنوك الرجنتينية وارتفاع الضرائب ومعدلت البطالة
بنسبة ) ( %30والى الركود القتصادي الذي انتهى بالنهيار القتصادي عام
.2000
كما أن برامج الصلح الهيكلي التي طبقت في البلدان العربية أثللرت علللى
ًا ,فللالمغرب والجللزائر وتللونس
ً خطير
معدلت النمو القتصادي وخلقت وضعا
ومصر التي نفذت توصيات صندوق النقد انخفض فيها نمو إجمالي الطلللب مللن
%6,2إلى %2في الفترة 1971و ،1975وفي الجللزائر مللن %38للفللترة
1985- 1981مقابل %6للفترة 1980-1976وفي مصر مللن %11,3عللام
116
1976إلى %2,9لعام 1980م) (
- 115د/إبراهيم كرسلي وآخرون صندوق النقد الدولي وديون العالم الثالث ,مركز
البحوث والعلوم القتصادية ,بنغازي ,الجماهيرية العظمى ,الجماهيرية العظمى.1989 ,
- 116محمد حسن منصور ,أعباء الديون الخارجية ,كعامل مقيد للتنمية ,مركز البحوث
والعلوم القتصادية ,بنغازي ,الجماهيرية العظمى.1989 ,ص 142
وفي السودان ارتفع معدل البطالة إلى حوالي %30في عام 2000وتدهور سعر
الجنيه السوداني من %2,87دولر للجنيه الواحد في عام 1975إلى اقل من سللنت
واحد في عام 1995وادى ذلك إلى انخفاض القوة الشرائية بحوالي %3611في عام
.1989
ً إذ
وأدت البرامج التي نفذها السودان إلى خصخصة كل القطاع العام تقريبا
ً للللبيع أو
ً وخللدماتيا
ً وزراعيللا
ً صللناعيا
عللرض أكللثر مللن) (63مرفقللا
117
اليجار) (وبموجبها ألغللت حكومللة السللودان كافللة أنللواع الللدعم الحكللومي
المخصص للسلع التموينية وألغت الدعم المالي المقللدم إلللي خللدمات الصللحة
والتعليم والنقل والماء و النور وغيرها من الخدمات الخرى ،مما زاد من معاناة
المواطن واسهم في اتساع ظاهرة الفقر على نطللاق أوسللع وبالمقابللل ارتفعللت
ديون السودان الخارجية ملن 15,303مليلار دولر علام 1990إللى 20,535
مليار دولر عام 1999كما ارتفعت نسبة الفائدة إلى %84في الوقت الذي
ل تتجاوز الفائدة في كل أقطار العالم أكثر من %8في السنة.
إن إخفاق السودان في الوفاء بتعهداته المالية تجاه دائنيه مللن الللدول
والمؤسسات الدولية الدائنة حمللله إجللراءات عقابيللة اتخللذت بحقلله مللن قبللل
صندوق النقد الدولي إلى حد تجميد عضويته وتهديده بالطرد فانخفضت نسللبة
الديون الممنوحة للسودان بشروط ميسره من %63,2بين عللام 1981-1978
إلى %11,8في الفللترة 1984-1982وبالمقابللل زادت نسللبة القللروض مللن
صندوق النقد بشروط صعبة إلى %88من إجمالي الديون.
إن سياسة صندوق النقد في تهدف إلى تطبيق النموذج الرأسمالي والى فتح
حدود الدول المدينة إمام رؤوس الموال الجنبية والعتماد علللى آليللة السللوق
الرأسمالية لنهاء دور القطاع العام وتفكيك اوصاله ،ونتيجلة للذلك وللنفتلاح
والتوجه نحو النشاط الطفيلي استطاعت الفئات المرتبطة بالرأسللمال الجنللبي
ًا
ً إسللتهلكي
والمحلي من تكوين ثروات ضخمة وفرضت علللى المجتمللع نمط لا
ًا.
غربي
ان لالقروض لالخارجية لالتي ليقدمها لصندوق لالنقد لبشروط لمذلة لتتصف
بالتي:
_1تستخدم هذه القروض كأداة للضغط السياسي على الدول الناميللة المدينللة
لبتزازها والتأثير على خياراتها الوطنية ومصادرة قرارها السياسي.
_ 2يشترط لحصول دولة على قرض أن تطبق سياسات متفق عليها مع صندوق
النقد الدولي فقط دون غيرها ،والهدف من ذلك الحيلولة دون تطللبيق سياسللات
اقتصادية تؤدي إلي تنمية اقتصادية حقيقية.
_3يقدم صندوق النقد الدولي القروض إلى المشللروعات الللتي تسللهل عمليللة
انتقال الموارد المالية من الدول النامية إلى الدول والمؤسسات الدائنة.
وتعتبر لفنزويل لالدولة لالوحيدة لالتي تمردت على سياسات لصندوق لالنقد
الدولي ورفضت الخنوع لشروطه ولشللروط الدارة المريكيللة وأقللدمت علللى
انتهاج سياسات وطنية وتقدمية أفلحت في تحقيق إنجازات عظيمة على الصعدة
القتصادية والجتماعية أكدت قدرة نظامها التقللدمي فللي شللق الطريللق نحللو
التنمية القتصادية والجتماعية والصمود واتخاذ الجراءات الضرورية لحمايللة
القتصاد الوطني من عبث الرأسمال الحتكاري.
ومن المؤكد أن معظم القروض التي يقدمها صندوق النقد الدولي إلى
الدول النامية توجه إلى مشللروعات تسللهل انتقللال المللوارد الماليللة والللثروات
ًا
الطبيعية إلى جيوب الشللركات الجنبيللة ،وتشللير المصللادر الدوليللة أن قسللم
ً من القروض الخارجية التي تستدينها الدول الناميللة بشللروط صللعبة
كبيرا
تذهب إلى الحسابات الخاصة لبعض حكام الدول المسجلة فللي البنللوك الغربيللة
فقد بلغت المديونية الخارجيللة لمريكللا اللتينيللة) 290مليللار دولر( مقابللل
إيداعاتها في المصارف الخارجيللة البالغللة) 790مليللار دولر( وبلغللت ال لديون
الخارجية لدول شرق أسيا)(390مليار دولر بينملا بلغلت إيلداعاتها الخارجيلة
المسجلة في البنوك الغربية ) 600مليار دولر(.
أن الدول الغربية وفي مقدتها الوليات المتحدة تستخدم صندوق النقد
الدولي رأس حربة لتهديد الدول المدينة التي تحاول التمرد والخروج من بيت
الطاعة الأمريكي وبالتالي إخضاع القتصاديات النامية وبرامج تطورها اللحللق
لمقتضيات الرباح التي يجب أن تجنيها الشركات المتعددة الجنسية المريكية.
وعليه لفأن لإصرار لصندوق لالنقد لالدولي لعلى لتطبيق لشروطه لكوصفة
جاهزة يعد إعلن حرب وحصار اقتصادي على الفئات الفقيرة والمسحوقة وعلى
الفئات المحتاجة من ذوي الدخول المحدودة من اجل تشديد تقشفها وتجويعهللا
في سبيل إن تتحمل أعباء الديون الخارجية وتدفع فواتير الرباح الخيالية الللتي
تجنيها الشركات متعددة الجنسية ,مما أدي إلى تجويع مليين البشر بالضافة
إلى ما لحق بها من تخلف ثقافي واجتماعي وتدمير اقتصادي وتضللخم وبطالللة
118
وفساد إداري واجتماعي متعدد الجوانب) (.
تعاملت مصر مع صندوق النقد الدولي في مايو عام 1962م حيث اقترضللت
مبلغ) (20مليون جنيه إسترليني وكان هذا أول اتفاق بين مصر والصندوق في
أعقاب تدهور محصول القطن وانخفاض حصيلة البلد من النقللد الجنللبي عللام
1961م ،وقامت مصر بالمقابل ببعض الجراءات منها تخفيض الجنيه المصللري
مقابل الدولر من 2.24دولر إلى 2.30دولر للجنيه مع توحيد سعر الصرف
لجميع المعاملت عدا رسوم العبور في قناة السللويس ورواتللب المبعللوثين مللن
الطلبة للخارج ،ورفع أسعار الفائدة المحلية وإتباع سياسة تقشفية.
- 118د/عودة ناجي الحمداني ،دور صندوق النقد الدولي في خدمة المصالح المبرياليسسة
مجلة التقدميين العرب )(2/3/4بتصرف من المؤلف.
من اتفاقية الصندوق ،وتم تعيين ممثل مقيم للصندوق فللي مصللر ،وقللد طللالب
الصندوق والمجموعة الستشارية مصر باعتماد التي:
- 1تفضيل الزراعة علي الصناعة :مطلب مشبوه يتم من خلله تدمير كافة
القوي الذاتية الصناعية والتي تعد بحق عصب أي تنمية اقتصادية حقيقية ،بذلك
تبقي مصر محتاجة للستيراد وخاصة من الدول الصناعية الكبرى التي تستطيع
فرض شروطها علي مصر.
– 2تفضيل القطاع الخاص علي العام :من خلل هذا المطلللب تغللل يللد
الحكومة عن كافة النشطة القتصادية سواء التجارية أو الصناعية لصالح شلللة
المستثمرين المدعومين خارجيا وترمللي مصللر فللي مسللتنقعهم وتخضللع لهللم
وتسقط في براثن التبعية الذليلة ويتم القضاء علي السيادة والقللرار ،وهللذا مللا
حدث.
– 4تفضيل النشطة التجارية علي النتاجية :أي تكتفي مصر بأن تكللون مجللرد
سوق للمنتجات والمستثمرين الجانب ،لن المطلوب هو أن نكون مجللرد سللوق
فقط لتلقي فضلت الغرب المتسرطنة والقذرة ،وما يجود به يهود الغرب ،وقللد
تحقق ذلك فتري كبري الشركات العاملة في مصر هللي وكيللل عللن شللركة
أجنبية يتم توريد البضاعة المصنعة لحسابها مللع الحصللول علللي عمولللة غيللر
عادلة للتوزيع ،يمكن في أية لحظة إذا ما غضب السيد الغربي يحرم الشعب مللن
منتجاته أي بمعني آخر القبض علي رقبة الشعب والتحكللم فيلله ليللس لصللالحه
طبعا ولكن لصالح الغرب ،وقد خلق هذا القتصللاد المشللبوه منتفعيللن منلله هللم
رجال ألعمال شبكة فساد وطابور خامس لهم وقوة وسلطة من الصعب التخلص
منهم إل بتضحيات كبيرة وثقيلة.
– 5تغليب قوي السوق علي التخطيط :بمعني أوضح غل يد الحكومة عللن عمللل
أي شيء لمراقبة السوق أو التخطيط وما فللائدة الحكومللة أذن؟ مجللرد وكيللل
بالعمولة للمستثمرين الجانب والشركات متعددة الجنسلليات ،وهللذا مللا حللدث
فأصبحت الحكومة تفرض الضرائب علي محدودي الدخل أو معدومي الدخل ول
تستطيع أن تفرض أية ضرائب علي أصحاب المليللارات فللأعفت المسللتثمر مللن
الضرائب وفرضت ضرائب علي الموظفين بنسب عالية ،أعفت الغني دون الفقيللر
مخالفة بذلك أبسط قواعد فرض الضرائب فللي كافللة النظللم الضللرائبية فللي
العالم.
ثم اتجهت مصر نحو سياسة النفتاح القتصادي )الفخ( في أوائل السبعينات ،وليس
في أوائل التسعينات ،فكانت ورقة أكتلوبر علام 1974م البدايلة ،وقلد ركلزت هلذه
الورقة علي نقطتين هما ضللرورة العمللل علللي معالجللة سلللبيات النظللام القتصللادي
المصري ،واعتماد إصلحات اقتصادية تتماشي ملع المتغيلرات الجديلدة عللي الصلعيد
العالمي.
وكانت أولي الخطوات التي اتخذتها مصر في هذا الطريق صللدور القللانون
رقم)43/1974م( بشأن استثمار رأس المال العربي والجنبي والمناطق الحللرة،
ويطلق عليه)قانون السللتثمار( ،وقللد منللح هللذا القللانون رأس المللال الجنللبي
امتيازات وضمانات لم تحدث حتى فللي عصللر الحتلل النجليللزي لمصللر مللع
حرمان رأس المال الوطني من هذه الضمانات والمتيازات إل إذا كان مشللاركا
ً للتحالف بيللن الرأسللمالية
ً مريبا
لرأس مال أجنبي وقد)خلق هذا القانون تقنينا
119
المحلية والرأسمالية الجنبية( )(.
وقد توالت بعد ذلك القوانين)سيئة السمعة( الللتي سللارت علللي هللذا النهللج
بسرعة تثير الشك فقد صدرت عدة قوانين منها نظام السللتيراد بللدون تحويللل
عملة ،إقرار حق الفراد في تمثيل الشركات الجنبية ،صدور قانون جديد للنقد
الجنبي ،تعديل قوانين الضرائب والجمارك ،تفكيك الطللار المؤسسللي للقطللاع
العام وإباحة مشاركته مع رأس المال الجنبي ،ونتج عن ذلك أن تغيللر النظللام
120
القتصادي المصري تغيرا كامل من حيث السياسات والهداف ) (.
ولم يكن كل ذلك خالصا لوجه ال ول لوجه الديمقراطية التي تزعم الوليات
المتحدة أنها نبيها ومتبنيها والمبشر بها ،ولكن كان ذللك لحسلاب فلرض الهيمنلة
والسيطرة علي دولة محورية ليس في المنطقة بل دولة محورية في العالم ،وإدخال
هذه الدولة بيت الطاعة المريكي ،وسرقتها من محيطهللا العربللي والسلللمي إلللي
مستنقع التبعية والموالة لمريكا علي حساب دورها العربللي والسلللمي ورسللالتها
فيهما.
- 119الستاذ عبد المجيد راشد " ،الكارثة و الوهم ،سياسة الصلح القتصاد س نظام
العولمة " ،دار مدبولي ،القاهرة2006 ،م.
- - 120د .رمزي زكى :بحوث في ديون مصر الخارجية ,مكتبة مدبولى ,القاهرة ,طب 1
,1985 ,صب .377
وغدت مصر والسعودية وسوريا والردن من أهم محاور وركائز ضرب حركات
المقاومة للمشروع المريكي الصهيوني ليس في المنطقة فقللط بللل تمهيللدا لفللرض
الهيمنة والسيطرة علي منطقة الشرق الوسط الكبير والموسع ،كلل ذلللك تلم تحلت
دعوى زائفة هي محاربة النفوذ السوفيتي تلك الخدعة التي استعملتها الوليات المتحدة
لمص دماء وثروات الشعوب ،وأكد ذلك مقولة السادات أن) (%99من الوراق فلي يلد
أمريكا ،وتصرف في كل المور علي هذا الساس ،بات يلعب نفس الللدور الللذي كللان
يلعبه شاه إيران الذي رمته أمريكا كالفأر الميت كمللا قللال الشللاه نفسلله فللي أيللامه
الخيرة.
وقد استغل رأس المال الجنبي هذا الكرم المصري غير المحدود في تدمير هللذا
القتصاد – ردا للجميل -وكعادة هذه الفعى التي تقتل وتميت يبطئ وخبث شديدين
وذلك عن طريقين الول التوغل والسيطرة علي فروع البنوك الجنبيللة الموجللودة
في مصر لن هذه البنوك ل رقابة عليها من البنك المركزي المصري مما يتيح لها
تهريب العملة الصعبة من داخل مصر إلي خارجها دون مسئولية أو رقابة من أحد.
وقد نجح صندوق النقد الدولي بهذا التفللاق سللالف الللذكر بللالتحكم فللي
القتصاد المصري وأصبح يوجهه لمصلحة الدول الكبرى وكبللار المسللتثمرين
وليس لمصلحة القتصاد المصري ،وقد فشل هذا التفاق – عمدا -في إحللراز أي
تقدم في القتصاد المصري ،فقد حدث العكس وفشللل هللذا التفللاق فللي إيقللاف
ِوأصبح بمعدلت مرعبللة
العجز التجاري بل زاده بنسبة عالية جدا وزاد التضخم
وزاد العجز في الموازنة العامة كلثيرا عملا كلان قبلل التفلاق ،الخلصلة أن
التفاق غل يد الحكومللة المصللرية عللن اتخللاذ أي قللرارات ملئمللة تصللب فللي
مصلحتها طبقا لظروفها وامكاناتها مما جعل مصر أكثر تبعية وزلللة للخللارج
وماتت سيادتها.
- 121دكتور /رمزي زكى ،بحوث في ديون مصر الخارجية ،مكتبة مدبولى ،القاهرة،
طس 1985 ،1م ،ص .384 / 382
وفي أوائل الثمانينيات حاولت الحكومة المصرية إصلح ما قد فسللد وفشللل
من القتصاد المصري في المؤتمر القتصادي القللومي الللذي عقللد فللي فللبراير
1982م برئاسة مبارك ،ولكن هذا المؤتمر لم يأت بجديد بللل تسللارعت خطللاه
نحو الهاوية بخطوات أسرع من ذي قبل ،فاعتمد علي القروض الخارجية أيضللا
وتخلت الدولة عن دورها في القتصاد تخطيطا وقيادة ،وأضعفت قواهللا الذاتيللة
ً لبيعه وألغت الدعم وأطلقت حرية تكوين السللعار
بأضعاف القطاع العام تمهيدا
122
ولم تهتم بحل مشكلت البطالة مما أدي لتفاقم الزمة) (.
وسارت مصر علي تعليمات صندوق النقد الدولي الذي أدي بها من فشل إلي
فشل واتبعت سياسة الصلح القتصادي علي طريقة الصندوق المرتبطة بمصالح
الخارج أكثر من الداخل والتي تعمللل دائمللا علللي تكريللس التبعيللة والهيمنللة
والسيطرة علي الللدول اقتصللاديا وسياسلليا وعسللكريا بللل وثقافيللا واجتماعيللة
بتسويق نمط الحياة المريكية وثقافتها علي أنهللا المثللل والمحتللذي والقللدوة،
بمعني أخر ربطت مصر نفسها بقاطرة العولمة التي تسير بأسللرع مللن الصللوت
والضوء إلي مزبلة التاريخ مع الفاشية والنازيللة والماركسللية والشلليوعية ول
عزاء للعملء.
وعمل صندوق النقد الدولي ومن خلفلله الللدول الصللناعية الكللبرى بقيللادة
الوليات المتحدة المريكية إلي الضغط علللي الللدول الناميللة لتطللبيق سياسللة
الصلح القتصادي)الفساد القتصادي( المتمثلة في )التثبيت و التكيف الهيكلي(
في اقتصاديات تلك الدول بما يتفللق مللع واقللع تقسلليم العمللل الللدولي القللائم
ومصالح اقتصاديات دول المراكز الرأسمالية المتقدمللة ممللا يجعلهللا خاضللعة
ً القللرار
كلية لقرارات تلك المؤسسات والدول الصناعية المتقدمة ويلغى عمليا
- - 122الدكتور /عبد الخالق فاروق :القتصاد المصري من عهد التخطيط إلى عصر
المتيازات والخصخصة ,القاهرة ,مركز المحروسة للنشر ,طب ,2004 ,1ص .16
الوطني الخاص والتركيز الشديد علللى التعجيللل بالخصخصللة )نللزع الملكيللة
العامة( والتخلص من دور الدولة في النشاط القتصادى.
وقد تسبب اتفاق صندوق النقد الدولي مع مصر في تحطيم القللوي الفاعلللة
في القتصاد المصري فأصبح هشا كبيت العنكبوت ،ليس لدية أي قلدرة أو قلوة
لمقاومة أي تقلبات ،ويمكن إجمال الطعنات السرية والضللربات القويللة لتفللاق
الصندوق مع مصر والتي وصفها البعض بالكوارث بالتي:
– 1تدمير القطاع العام في مصر :يعمل الصندوق دائما في الدول التي تبتلي به
علي تحطيم القوي الذاتية لهذه الدول ،حتى تكون بل مقاومة ،أول ما يبللدأ بلله
القطاع الصناعي ،فتعتمد هذه الدول علي الستيراد وتقع في حبال وشباك الدول
الصناعية الكبرى وفي مقدمتها الوليات المتحدة المريكيللة ،فقللد تللم تحطيللم
القطاع العام الصناعي في مصر تحت دعوى زائفة هي الخصخصة لتحريره مللن
الروتين الحكومي ليستطيع المنافسة في السواق ،وتلك حيلللة خبيثللة لن هللذا
القطاع العام الصناعي ل يملك مقومات المنافسة بعد أن تخلت الحكومة عنه.
وتشير البيانات إلى توقف العانات بالنسبة لقطاع الصناعة بعد تنفيذ برنامج
الصلح القتصادي فانخفضت مساهمته في الناتج المحلي الجمالي من % 37في عام
وقد انخفض معدل نمو التوظيف بالحكومة والقطاع العام من) (% 2.5عام
ً ) (% 0.8عام 1998علما بأنه يضاف
1993إلي) (% 0.9عام 1997وأخيرا
ً حوالي نصف مليون عامل إلى قوة العمل في مصر فانتشرت البطالة وقللد
سنويا
رصد تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات و المقللدم لمجلللس الشللعب فللي 15
ابريل 1998أن قيمة المخزون في شركات القطللاع العللام وصلللت إلللى 25.7
مليار جنية ،و بلغ إجمالي الحسابات المدينة في شركات القطاع العام في نهاية
يونيو 1996حوالي 41.7مليار جنية مصري.
مما أخرج هذا المبلغ الهائل من عملية التنمية القتصادية وخسللرت مصللر
هذا المبلغ الكبير اللذي يمكنله حلل معظلم أن للم يكلن كلل مشلاكل مصلر
القتصادية وهذه طبيعة التفاقات مع الصندوق والبنك الللدوليين ،حيللث يقللوم
بإهدار ثروات الدول النقدية في مشروعات ل تللدر دخل نهائيللا أو أن دخلهللا ل
يعادل قيمتها المالية والنقدية الهائلللة أي أنهللا كلهللا سياسللات فاشلللة وقاتلللة
وتدمر أي اقتصاد.
– 4توحيد سعر الصرف) تعويم الجنيه( :في أكتوبر 1991م قللامت الحكومللة
المصرية بتوحيد سعر الصرف وألغت كافة القيود علي تملك وتللداول العملت
الجنبية وخاصة الدولر وذلك لتبيت سللعره وتوحيللده ،بللل حللدث العكللس لن
شركات الصرافة الخاصة هي اللعب الرئيس في السللوق المصللرفية ،ويؤكللد
ذلك استحواذ هذه الشركات على نسبة متزايدة من موارد السوق حيث ارتفعللت
نسبتها من) (% 25.9عام 1997 / 1996إلى ) (% 35.1عام 2000/2001م
وقد أدي خفض قيمة الجنية إللي فلرض مزيلد ملن النكملاش عللي القتصلاد
المصري وإعطاء مزايا جديدة للجانب خاصة عند شراء القطاع العام.
– 5تحرير التجارة الخارجية :تشير بيانات صندوق النقد الدولي إلى أن عجللز الميللزان
التجاري المصري ارتفع من) (9260مليون دولر عللام 1997إلللى ) (13284مليللون
دولر في عام 1998ثم بللغ) (12427مليلون دولر علام 1999وصلول إللى نحلو)
(16027مليون دولر عام 2000وقد بلغ عجز الميزان التجاري المصري فللي الفللترة
من عام 1995إلى عام 2000نحو) (68.8مليار دولر منها نحو) (41.7مليار دولر
قيمة العجز في السنوات الثلث) ( 2000 /1999 / 1998وهو عجز هائل بكل المقاييس،
ويشكل نحو) (% 95.7من إجمالي قيمة التجارة الخارجية السلعية لمصر خلل الفترة
ً بأن قيمة هذه التجارة في هلذه الفلترة بلغلت نحلو) (115273مليلون
المذكورة علما
دولر.
أما عن موقف القدرة التنافسية للقتصاد المصري والذي يعكسه عمليا التطور فللي قيمللة
صادراته السلعية ،فإنه سيء للغاية بالمقارنة مع العالم عموما وفى نفس السياق فإن الصللادرات
المصرية التي كانت تمثل نحو %151,3 / %157,1 / %44,9 / %25,9 / % 14,3
من صادرات كل من الصين و كوريا الجنوبيلة و ماليزيلا و تايلنلد و تلونس و المغلرب
بالترتيب في عام 1982قد تدهورت لتصبح مجرد / %7,8 / %6,3 / %3,3 /%1,4
%66,5 %78,8من صادرات الدول المذكورة بالترتيب في عام 2003م كما تدهورت
– 6فشل السياسات المالية والنقدية :أدت هذه السياسات إلى زيلادة التكلاليف بنسلب
هائلة )تتراوح ما بين %100وأكثر من (%200وأنخفض الدخار المحلي المصللري
إلي أدني مستوي في العالم ،فبلغت نسبته إلى الناتج المحلي الجمالي نحو %11.4في
ً نحو % 23
العام المالي 2002 / 2001م أما نسبة الدخار المحلي في العالم عموما
من الناتج العالمي ،كما أن الدول التي تحقق معدلت نمو مرتفعة تعتمد عللى تحقيلق
معدلت مرتفعة للدخار المحلي لنه يعد أساسا قويا لرتفلاع معلدل السلتثمار فهملا
مرتبطان.
وعلى سبيل المثال فقد بلغ معدل الدخار المحلي الجمالي في عام 2000
نحو % 50في سنغافورة و % 47في ماليزيا و % 40في الصين و %37في
أيرلندا و %32في هونج كونج و %31في كوريا الجنوبيللة و %31فللي
تايلند 30و %في فلندا ،علما بأن التدفق الصافي للستثمارات من مصللر إلللى
الخارج قيمته 1493مليون دولر في العام المالي)(2001/2002مقارنة بعجز
قيمته نحو)(1280 / 3273 / 1481مليون دولر ،في العوام المالية)/ 1998
(2000/2001 /2000 / 1999 / 1999على التوالي.
وهذا يعني أن هذا النزيف للموال التي تخرج من مصر يبلغ أضعاف قيمة
الستثمارات الجنبية التي تتدفق إلى مصر والتي لم تتجاوز في العوام المالية
الثلثة الخيرة نحو 2733مليللون دولر ،مقابللل خللروج أمللوال بلغللت 6046
مليون دولر في هذه العوام الثلثة من مصر.
كما أن معدل النمو الحقيقي للناتج المحلي الجمالي المصري قللد تراجللع
من % 5.9ملن العللام الملالي)(1999/2000إللى % 3.4فلي العلام المللالي )
200/2001م( وزاد التراجع ليبلغ % 3.2في العام المللالي 2001/2002م أمللا
صندوق النقد الللدولي يشللير إلللى أن معللدل النمللو الحقيقللي للناتللج المحلللي
الجمالي المصري قد تراجع من 5.1عام 2000إلى 3.30عام 2001وانخفض
إلى % 2عام 2002م.
وبمقارنة الدين العام المحلي إلى الناتج المحلي الجمالي تبين لنا أن ه
خلل موازنة سنة 92/1993بلغت النسبة %80من الناتللج المحلللي الجمللالي
ووصول إلى %71في موازنة عام 97/1998وبلغ الدين العام المحلي 179,7
مليار جنيه وأرتفع من نحو 245.5مليار جنية في العام المالي 2000/ 1999
ليبلغ نحو 387.4مليار جنية في بداية 2004بنسبة زيادة قدرها . % 57.8
مما جعل الدين المحلي الجمالي يرتفع بالنسبة للناتج المحلللي الجمللالي
من % 72.2في العام المالي 99/2000إلللى نحللو % 81.1فللي العللام المللالي
2000/2001م وزاد إلى % 86.4عام 2001/2000قبل أن يرتفع نحو 90.6
%من الناتج المحلي الجمالي في العام المالي 2002/2003وهذا خطير يهللدد
125
الستقرار القتصادي يسهم في أرتفاع معدل التضخم إلي نسبة خطيرة) (.
وأبرز مثال علي ذلك عملية بيع الشللركة المصللرية لخللدمات التليفللون
المحمول حيث بيع السهم منها)بل (10جنيهات بعد عامين وصلللت قيمللة السللهم
إلي) (180جنيها وصفقة بيع شركة النصر للغليات)المراجل البخارية( وتبلللغ
- 125الستاذ /عبد المجيد راشد ،الكارثة و الوهم /سياسة الصلح القتصادي /نظام
العولمة " ،دار مدبولي2006 ،م ،كافة البيانات المذكورة هنا مأخوذة من هذا
الكتاب.
ًا( أي 130.2ألف متر مربع وتقع الشركة علللى النيللل
أرض الشركة) 31فدان
مباشرة قبالة حي المعادي على الجهللة الخللرى مللن النيللل والشللركة تضللم)
ً حتى العام المالي 1991م.
(1100عامل وكانت الشركة تحقق أرباحا
وقد أسندت عملية تقييم ثمن الشركة إلى بيت خبرة أمريكي يتبع شركة
" بكتل " العقارية العملقة ،وتم تقدير ثمن الشركة كلها من قبل بيت الخبرة
ً عللن
المذكور بما يتراوح من 16إلي 24مليون دولر وهو سعر يقل كللثيرا
سعر الرض المقامة عليها الشركة لو تم تقييمها كأرض بناء علما بللأن مللتر
الرض في هذه المنطقة يصل إلي عشرة ألف جنيها ،وقللد تمللت هللذه الصللفقة
برغم وجود علرض أفضلل يقضلي بشلراء الشللركة والللتزام بسلداد ديونهللا
والضرائب المستحقة عليها مع دفع عشرة ملييللن دولر ،أي مللا يللوازي 33.5
مليون جنيه مصري آنذاك ،لكن المسللئولين عللن خصخصللة الشللركة اختللاروا
العرض السوأ.
وعلي ذات المنوال تمت صفقة شركة الهرام للمشروبات والتي بلغ ربحها الصافي
45مليون جنيه 94/1995وتم بيعها بقيمة إجمالية 308مليين جنيلله علمللا بأنهللا
يمكن أن تحقق ثمن بيعها خلل ست سنوات فقط وقلد عرضلت شلركة " هلاينيكن "
العالمية في شهر سبتمبر 2002شراء كل أسهم شركة الهرام للمشروبات وعللددها
20.49مليون سهم بسعر 14دولر للسهم أي بقيملة إجماليلة تبللغ 268.9مليلون
دولر ،أي ما يوازي 1325مليون جنيه مصري وإذا خصمنا مللن هللذا السللعر ،قيمللة
شركة " الجونة " للمشروبات التي كانت شركة الهرام للمشروبات قد اشترتها فللي
فبراير 2001بقيمة 200مليون جنيه ،فإن السعر المعروض من شركة " هلاينيكن "
ًا ،أي مللا
العالمية لشراء الهرام للمشروبات الصلية يصبح 1125مليون جنيلله تقريبل
يوازي 3.7مرة قيمة السعر الذي بيعت به !!! وهناك صفقات مشلبوهة كلثيرة منهلا
بيع شركات السمنت )أسيوط وبني سويف والسكندرية( وكذلك فنللدق الميريللديان
وشركة الزجاج المسطح هذه نماذج فقط لمثلة واضحة على الفسللاد وإهللدار المللال
العام.
وتراكمت كل هذه الكوارث علي القتصاد المصري مما زاد من حدة الفقللر
والفقراء ونزلت مليين من السر تحت خط الفقللر ونسللتطيع القللول بانعللدام
الطبقة الوسطي التي هي أساس المجتمعات والتنمية القتصادية وحصلت نسبة )
(%8من السكان علي ثلثي الدخل القومي وبقية السكان) (%92علي نسبة الثلث
يتقاتلون عليه ،مما ينذر بكارثة كبرى حذر منها العديد وهي ثورة الجيللاع أي
النهيار كما حدث في الرجنتين والمكسيك وكل دولة سلمت نفسها لصللندوق
النقد الدولي والبنك الدولي أي للمؤسسات المالية الدولية ،فالدولة التي تسلللم
نفسها لهم كفتاة سلمت نفسها لذئب يتربص بها منذ زمن فما ترون أنلله فاعللل
بها؟!!.
ينصب اهتمام البنك الدولي على القضايا طويلة الجل المتعلقة بالتنمية
وتخفيف حدة الفقر ويقدم البنك القروض إلى الللدول الناميللة ودول التحللول
القتصادي لتمويل مشروعات البنية التحتية وإصلح قطاعات معينة في القتصاد
الوطني والصلحات الهيكلية الواسعة ،عكس صندوق النقد الدولي يقدم التمويل
لقطاعللات أو مشللاريع بعينهللا ،لغللرض تقللديم دعللم عللام لميللزان المللدفوعات
والحتياطيات الدولية في الدول العضاء في الوقت الذي يقوم فيه هللذه الللدول
باتخاذ إجراءات على صعيد السياسات لمواجهة ما يمر به من مصاعب.
البنك الدولي لعادة التعمي ر التنمية :تأسس هذا البنك عام 1946م 1 -
بعد عدة اجتماعات بين القوى المتحالفة عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية
وذلك بهدف إنشاء هيئة مالية دولية جديدة تساعد على أستقرار المعاملت
الدولية التجارية وتجعلها أكثر أستقرارا من ذي قبل ،وفي نهاية الجتماعات
عقدت اتفاقية )بريتون وودز ( والتي أنشئت البنك الدولي كمؤسسة مالية
عالمية هدفها تقديم الدعم المالي لعادة التعمير والتنمية في أوربا بعد أن
وذلك عكس صندوق النقد الدولي والذي نشأ دمرتها الحرب العالمية الثانية.
لقديم معونة مقيدة الجل لميزان المدفوعات اما البنك الدولي يقدم القروض
طويلة الجل للستثمارات في المجالت النتاجية ويدير كل منها البنك
والصندوق الدوليان أمريكان مشاركة مع أعضاء من الوفد البريطانى الذي
bretton woods .شارك في اتفاقية ومقر البنك الوليات المتحدة المريكية
عمل باتفاقية الإنشاء التي تنص على أن مقر البنك يكون في الدولة صاحبة
أكبر مساهمة في حصص البنك وأمريكا تساهم بنحو %37من حصص البنك
فهي أكبر الدول مساهمة فيه ويعد وجود مقر البنك والصندوق في واشنطن
انتصارا للوليات المتحدة المريكية وتعزيزا لمكانتها الدولية علما بأن البنك
والصندوق من المؤسسات الدولية التي يجب أن تبعد عن السياسة وتقلباتها
,ولكن العكس ما حدث
وفي عام 1947م بلغ عدد أعضاء البنك الدولي ) (45عضوا من بينهم )(32
من الدول الوربية وأمريكا اللتينية ووصل عدد أعضلائه إللى 73عضلوا بعلد
دخول الدول السيوية والفريقية ،وذلك عقب نجللاح البنللك فللي أعللاده تعميللر
وتنمية مناطق أوربية دمرتها الحرب العلمية الثانية ممللا جعلله حلافزا للللدول
النامية للدخول فيه وقد أتجه البنك حاليا إلى هذه الدول للسللتثمار والتنميللة
فيها ومساعدتها علللى التقللدم وزيللادة فعاليللة المعللاملت الدوليللة والعلقللات
القتصادية بين دول العالم الول والثاني الثالث والدول الكثر فقللرا ،وانتهللاء
الحرب الباردة لم يؤثر على عضوية البنك ولم تزداد حاجة البنك الملحللة إلللى
زيادة موارده المالية كي يتمكللن مللن القيللام بتحقيللق أهللدافه ،ويقللدم البنللك
القروض طبقا لشروط متفق عليها ماعدا القروض التي تقللترن بفللترة سللماح
خمس سنوات وتسدد في فترة من )(15إلى ) (20سنة.
أما رأس مال البنك فيتم دفع جزءا صغيرا منه والباقي يستخدم فقللط
كضمان لمديونية البنك كما أن مجموع القللروض الللتي يق لدمها البنللك يتللم
اقتراضها من السواق العالمية ومن الحكومات والبنوك الرئيسللية ،ومللن ضللمن
المزايا الضمان الممنوح لحصة رأس المال الثابت بالبنللك والللتي عللن طريقهللا
يمكن للبنك القتراض بشروط مسيرة مشابهة أو مطابقة مع نسب المان الللتي
تطلبها حكومات الدول التي تبيع أسهمها ) نصيبها( ويقترض البنلك أساسلا ملن
الدول التي بها فائض في ميزان المدفوعات لن ذلك أسهل وأقل تكلفة ويقلرض
البنك الموال بفوائد.
-المديرون التنفيذيون :عددهم ) (22مديرا ويكون لكل واحد نائبا ويتم تعيين خمسة ملن
العضاء أصحاب الحصص الكبيرة)الوليات المتحلدة المريكيلة وألمانيلا واليابلان وفرنسلا
وبريطانيا(ويتم انتخاب الباقي من قبل أعضاء مجلس الدارة الذين يمثلللون الللدول الخللرى
العضاء ورغم أن هؤلء المديرين التنفيذيين يجب أن يكون ولءهم للبنك إل أنهم ل يسلمون
من تأثير حكوماتهم عليهم ويختص هؤلء بالموافقة علي القروض التي يمنحهللا البنللك ،ول
تمنح القروض إل بموافقتهم وإقرارهم وتعتمد عمليلة منلح القلروض ملن قبلل مجللس
المحافظين علي جدية وموضوعية العداد والتقييم التي يقوم بها موظفي البنك قبل أن يقللر
مجلس المحافظين التنفيذيين منح القروض ،وحيث أن التصويت الرسمي من قبل المللديرين
التنفيذيين نادرا عمليا لذلك فأن معظم القرارات يتم التوصل إليها بالتوافق العام.
– 3رئيس البنك الدولي :هو رئيس مجلس المللديرين التنفيللذيين فللي الللوقت
نفسه ورئيس مجموعة الموظفين العاملين في البنك ،ويتم تعيينه أو فصله مللن
قبل المديرين التنفيذيين ويعمل طبقا لتوجهاتهم وعادة يكون الرئيس أمريكيللا
وغالبا ما يكون يهوديا مما يبين تأثير الوليللات المتحللدة علللي البنللك وتللأثير
اليهود عليها.
– المجموعات القليمية والدارات الخرى :ينقسم موظفي البنك إلي ست مجموعلات إقليميلة
إضافة إلي عدد من القطاعات الدارية و المجموعلات القليميلة هلي أفريقيلا وشلرق آسليا
والباسفيك وجنوب آسيا وأوربا ووسط آسيا والشلرق الوسلط وشلمال أفريقيلا وأمريكلا
اللتينية والكاريبي ويرأس كل مجموعة منها نائب عن رئيس البنك.
إضافة إلى ما سلف يوجد تسعة قطاعات تغطى مجالت متعللددة مثللل
الحسابات وشئون الفراد والشئون القتصادية مع عدد من المللوظفين الللدوليين
في حقل العمل ،وتعتبر المجموعة الولى مجموعة أفريقيا أكللبر المجموعللات
فهي تنقسم إلى سبع مجموعات فرعية يرأس كل مجموعة فرعية مديرا وهللم
أفريقيا الفرانكفونية )أفريقيا الغربية والوسطي( وأفريقيللا الشللرقية وجنللوب
ووسط المحط الهندي وأفريقيا النجلوفونيللة ) أفريقيللا الغربيللة ( والسللاحل
الفريقي وأفريقيا الجنوبية والمجموعة الفرعية التقنية لفريقيا تقدم الللدعم
لباقي المجموعات الفريقيات السللت ،وتنقسللم المجموعللات القليميللة الخمللس
الخرى أيضا إلى مجموعات فرعية ،أما الدارة القانونية للبنك فهي منفصلة عن
المجموعات القليمية إل أن المحامين العاملين بها يختصللون بدولللة معينللة أو
قطاعات ضمن المجموعات القليمية.
ثانيا :كيفية منح القروض :تتم عملية منح القروض علللى سللت مراحللل
هم:
المرحلة الثانية العداد :تأتى هللذه المرحلللة بعللد دمللج المشللروع ضللمن
برنامج الدولة للقتراض وتهللدف إلللى تحديللد الهللداف والتعريللف بالقضللايا
والمشكلت ووضع جدول زمني لمرحلللة العللداد فللي المسللتقبل بحيلث يزيللد
الهتمام بالظروف الفنية والمؤسسية القتصادية والمالية الضللرورية لتحقيللق
أهداف المشروع وتشللمل مرحلللة العللداد عمللل دراسللات اقتصللادية اجتماعيللة
ودراسات جدوى حول عدد من الحلول المقترحة ويستمر هذا العمل عادة عام أو
عامين وتقع مسئولية هذه المرحلة على عاتق الجهات المانحللة إل أن لمللوظفي
البنك مهم دوراها في هذه المرحلة.
المرحلة الثالثة التقييم :تقع مسئولية التقييم بالكامل علللى عللاتق البنللك
وتشمل تقييما للنواحي الفنيللة والتأسيسللية والقتصللادية والماليللة للمشللروع
وتشمل المراجعة الفنية دراسة تصميم وهندسة واتساق المشروع مع المقللاييس
الزراعية والتعليمية والمقاييس الخرى الملئمة وتراعى المراجعة التأسيسللية
وأهمية استجابة المؤسسات المحلية لنجاح المشروع وتهتم بالعديد من السئلة
المطروحة مثل مدى ملئمللة النللواحي التنظيميللة والداريللة للعمللل فللي هللذا
المشروع وما إذا كانت القدرات والمبادرات المحلية يتم السللتفادة منهللا علللى
الوجه المثل وما إذا كانت السياسات أو التغيللرات المؤسس لية مطلوبللة خللارج
المشروعات لتحقيق الهدف منه أم ل.
المرحلة الرابعة المفاوضات وموافق للة مجل للس الدارة :تشللمل هللذه
المرحلة وضع مسودة وعقللد مفاوضللات حللول المسللتندات القانونيللة الخاصللة
بالمشكلت أو القضايا التي يتم رفعها قبل التقييم وبعد النتهاء من المفاوضللات
وتعديل تقرير التقييم ليعكس التفافيات التي تم التوصل إليهللا ويتللم تقللديمه
إلى مجلس الملديرين التنفيلذيين بالضلافة إللى تقريلر الرئيلس ومسلتندات
القرض المقترح.
المرحلة الخامسة التنفيذ :تقع مسئولية تنفيذ المشروع على عاتق الجهللة المقترضللة
ويكمن دور البنك في الشراف على التنفيذ ليكون متسقا مع متطلبات المشللروع ففللي عللام
1991م تم عمل مراجعتين داخلتين للبنك لتحديد أهمية مشكلت تنفيذ المشللروع وتقيملله
من قبل البنك وفي عام 1992م تم تقديم تقرير لجنة) مدرس( التي تشكلت لدراسة إنشللاء
سد SARDAR - SAROVARفي وادي Normanفي الهند حيث تلم اكتشلاف علدة
أخطاء في تحديد المشروع ومدى استقراره وفي تأثيراته على البيئة.
-القضاء على الفقر :طبقا لتوجيهات البنك الدولي ونظرا لنه يقوم بتمويل كل
أشكال البنية التحتية الرئيسية مثل الطرق والسكك الحديدية والتصالت السلكية واللسلللكية
والمواني ومصانع إنتاج الطاقة ويتركز الجزء الساسي من استراتيجية التنمية للبنك علللى
الستثمارات التي يمكن أن تؤثر مباشرة على رخلاء الشلعوب الفقيلرة فلي اللدول الناميلة
ويجعلهم منتجين أكثر وإدماجهم مع شلركاء ذوي فعاليلة أكلبر فلي عمليلات التنميلة
ويركز البنك حاليا على أن التقليل المستمر للفقلر وهلو الهلدف الكلبر للبنلك وتقلدر
مساعدات البنك الدولي للدول الفقيرة خلل السنة الماليلة 1992بإجملالي قلدره ) 9896
مليون دولر ( منها 4.662مليون دولر مقدمه من البنك و 5234مليون دولر مللن الهيئة
الدولية للتنمية.
وفي 11مايو 1992م أصدر رئيس البنك وقتها توجيهات عملية تطالب موظفي البنك
بربط حجم القروض المقدمة لدولة ما بجهودها الرامية للقضاء على الفقر ،كما أن الصلللة
بين القروض والتحرر من الفقر تشكل جزءا من التجاه الجديد لجعل القضلاء عللى الفقلر
مهمة البنك الساسية خلل عقد التسعينات وأن يكون هذا الهلدف هلو المؤشلر اللذي يمكلن
بواسطته قياس إنجازات البنك كمؤسسة تنموية وتمثلل هلذه التوجهلات العمليلة رد فعلل
لسياسة البنك خلل الثمانينات عندما كان الهدف تطوير الكفاءة القتصادية في الدول النامية،
كما تعكس إيمان رئيس البنك الدولي بأن القراض بغرض التعللديل الهيكلللي فللي السللنوات
الماضية كان يميز أهداف البنك نحو تقليل معدل الفقر والجدير بالذكر أن السللتراتيجية
التي تم تبنيها منذ عام 1991للن لتقليل الفقر تندمج ضمن عمليات البنك وتنقسللم إلللى
قسمين:
القسم الول :يشجع النمو القتصادي على أساس كلبير مللن خلل
ًا.
الستخدام النتاجي لفائض الصول الخاصة بعمل الفراد الكثر فقر
التعديل الهيكلي
شروط الفتراض
وفي حالت عديدة كانت الجراءات تتطلب تغييرات تشريعية مكثفة خاصة
في مجال قوانين العمل والستثمار والضرائب وبشكل عللام فيمللا أصللبح يعللرف
بتوفير بيئة ملئمة للعمل وتتراوح الشروط بين إجراءات اقتصادية ضخمة إلى
إصلحات تفصيلية ذات تأثير على الدارة العامة ذاتها وتكمللن فعاليللة الشللروط
ونجد على النقيض أن اللتزام بالصلحات يتطلب إصلحات مؤسسية أو مشاركة عدد من
ً وعندما ل تكون الحكومات مشللاركة
المسئولين أو من المؤسسات عندئذ يصبح اللتزام ضعيفا
في عملية الصلح يمكن أن تتدهور العملية لتصبح بل معنى كمللا لحظللت N.Nelsonبلأن
اللتزام الضعيف ل يعنى الضروري عدم إحراز تقدم لن الشروط غير الناجحة يمكن أن تللدفع
127
إلى المناقشة أو المساهمة في إعادة التفكير في الفتراضات السابقة ) (
127ترجمة مختصرة لتقرير نقابة المحامين المريكيين لحقسسوق النسسسان بنيويسسورك عسسام
.1993
بالضافة إلى المادة) (48التي تطالب أعضللاء المللم المتحللدة بتنفيلذ قللرارات
مجلس المن مباشرة ومن خلل عملهم في الهيئات الدولية المعني لة المتصلللين
لعضويتها ،أو تنفيذ القرارات الناتجة عن علقة البنك بالمم المتحدة.
وقد أوضح الدكتور إبراهيم شحاتة نائب مدير البنك الدولي ومستشار عام
البنك العلقة قائل )أنه من الجائز أن يكون البنك ملتزما بقرارات مجلس المن
ًا( وقد حدث خلف بين البنللك
بالمم المتحدة كنوع من السياسة والقانون أيض
الدولي والمم المتحدة حول القروض المقدمة من البنك الدولي إلى البرتغللال
وجنوب أفريقيا في ديسمبر عام 1965فقد دعت الجمعية العامة للمم المتحدة
البنك بعدم تقديم قروض لها تين الدوليتين بحجة أنتهاك حقوق النسان إل أن
البنك أعترض على ذلك وقدم القروض.
وقد دعت الجمعية العامة البنك الدولي لتفسير السياسات والسباب القانونية التي منعته
من الذعان لقرارات المم المتحدة وكان جواب البنك الللدولي )الدارة القانونيللة( أن المللادة
الرابعة من ميثاق البنك كان الهدف منها منع العضاء من تقلديم مسلاعدات ماليلة لتحقيلق
ً لتقديم ضمانات إللى السلواق الخاصلة الكلبرى وبلأن العتبلارات
أهدافهم السياسية وأيضا
القتصادية وليست السياسية هي التي تحكم القرارات المالية للبنك وقد عارض هذا التفسللير
المستشار القانوني للمم المتحدة بحجة أنه وسع من تفسيره للمادة الرابعللة .وفللي النهايللة
رفض البنك الذعان لقرارات المم المتحدة وأستمر في موافقته على منح الفروض لكل مللن
جنوب أفريقيا والبرتغال.
تم إنشاء المؤسسة الدولية للتنمية عام 1960بسبب قصور البنك الدولي في مواجهة
احتياجات مجموعة الدول النامية إلى نمط أكثر حرية للموال المخصصة للتنميللة وتقللدم
الهيئة الدولية للتنمية مساعداتها لنفس الغراض التي يقدمها لبنك الدولي ولكن تتجه بشلكل
أساسي إلى الدول النامية الكثر فقرا أو بشروط ميسرة وأكثر ملئمة لميللزان ملدفوعات
تلك الدول وبذلك تختلف عن قروض البنلك اللدولي وتلتركز مسلاعدات الهيئة الدوليلة
للتنمية على الدول الكثر فقرا والتي يقدر فيها رأس المال السنوي لكل منتج محلي بمقدر )
(610دولر أو أقل في السنة.
وتستحق أكثر من) (40دولة معظمها أفريقية تلك المعونات طبقا لهذا
المعيار وعلى النقيض نجد أن قروض البنك الدولي تتجه مباشللرة إلللى الللدول
المتقدمة ذات النمو القتصادي والجتماعي وتعد المللوال المقدمللة مللن البنللك
الدولي قروضا بينما الموال المقدمة مللن الهيئة الدوليللة للتنميللة ) أنتمان لا (
جدير بالذكر أن باب العضوية في الهيئة الدولية للتنمية مفتوحا أمللام جميللع
الدول العضاء بالبنك الدولي وبيلغ عدد العضاء أكثر من ) (142عضوا وتأتى
الموال التي تستخدمها الهيئة غالبا على شكل تبرعات ) اشتراكات ( من الللدول
الصناعية المتطورة ومن تحويلت صافي أرباح البنك الدولي.
وقروض الهيئة الدولية للتنمية تمنح فقط للحكومات بفللترة سللماح تقللدر بعشللر
سنوات ويتم سدادها خلل فترة من ) (35سنة إلى ) (40سنة بدون فوائد والللدول الللتي
تحرز تقدما اقتصاديا ل يصبح لها الحق في القتراض منها وتمثل قروض الهيئة قروضللا
لبد من سدادها ولكن بدون فلوائد ماعلدا رسلوم إداريلة ورسلوم عللى القلروض غيلر
المدفوعة.
كما أن فترة السماح لتسديد القروض تعتبر طويلة لللذلك تعتللبر بمثابللة
منحة أو معونة على النقيض من البنك الدولي الذي يمثل من الناحية النظريللة
أموال متحركة ل تتطلب دعم مالي مستمر وتصبح بالتالي عرضة لية تغيرات
يحدثها المناخ السياسي في حجم المساعدات المقدمللة إليله وقلدمت الهيئة فلي
السنة المالية 1992م قروضا تقدر ) (6550مليون دولر لعدة دول.
ونصت التفاقية علي أن المنظمة المقترحة تدخل إلي حيز التنفيللذ وتبللدأ
في ممارسة نشاطها عندما يكتتب الدول العضاء في) (%65من جملة اكتتابات
الدول العضاء قبل /13ديسمبر1960/م وقد حدث.
ولكن تتميز المؤسسة الدولية عن البنك اللدولي فلي عمليلة الكتتلاب فلي رأس ملال
المؤسسة فأعضاء المؤسسة مقسمة إلي مجموعتين فالحصص المكتتب بهلا تكلون مسلتحقة
الدفع في مدي خمس سنوات وتكتتب الدول فلي كل المجموعلتين بملا يعلادل %10ملن
حصصها أما بالذهب أو العملت القابلة للتحويل والباقي من الحصص يختلف في طريقة دفعه
عن المجموعة الولي فقد نصت التفاقية علي)أن المجموعة الولي – وكانت تتكون من ) 17
( دولة حينها من الدول أعضاء البنك الدولي الكثر تقدما -ستدفع هذه النسبة المتبقية علللي
خمسة أقساط متساوية أما بالذهب أو بالعملت القابلة للتحويل ،أما المجموعة الثانية وكانت
تتكون من ) (51دولة حينها وهي القل تقدما من أعضاء البنك الدولي ستدفع النسبة الباقيللة
بعملتها الوطنية غير أن المؤسسة لن تكون حرة التصرف في تحويلها إلي عملت أخللري أو
استخدامها لتمويل الصادرات من الدولة صاحبة العملة ول بد من موافقة الدولة علي ذلك.
أما أغراض المؤسسة فقللد حللددها ميثللاق المؤسسللة حيللث أورد) أن نشللأة
المؤسسة لدعم التنمية القتصللادية وزيللادة النتاجيللة وبالتللالي رفللع مسللتوي
المعيشة في الدول أعضاء المؤسسة القل تقدما خاصة عللن طريللق رأس المللال
اللزم بشروط أكثر مرونة من شروط صندوق النقد الدولي والبنللك الللدولي
لعملية التنمية القتصادية مما يدفع عجلة التنمية القتصادية في تلك الدول(.
مما سبق يتضح أن وحدة الهدف بين كل مللن المؤسسللة الدوليللة للتنميللة
والبنك الدولي للنشاء والتعمير مع اختلف وسيلة كل منهما في تحقيق هدفه
كما أن عمليات المؤسسة الدولية للتنمية أوسع نطاقا وأقل عبئا علي مللوازيين
مدفوعات الدول العضاء عنها في البنك الدولي.
ومجال نشاط المؤسسة ورد في ميثاقها بوضوح فنلص عللي أن أي مشلروع يفضلي
إسهامه بصورة فعالة إلي تنمية منطقة أو مناطق معينة سواء كان المشروع منتجللا أو غيللر
منتج لليراد وعلي ذلك فالمشروعات الصحية وموارد المياه والصللرف والسللكان وخللدمات
النقل والمرافق العامة وغيرها من المشروعات ذات الصبغة الجتماعية تصللبح أهل للتمويللل،
وبذلك يحتمل أن تشترك المشروعات هنا مع مشروعات يمولها البنك الدولي.
وقد نص ميثاق المنظمة علي أنه ل بلد أن تتأكلد المؤسسلة ملن أن تمويلل هلذه
المشروعات لها الولوية والسبقية الواضحة في عملية التنمية القتصادية في ضوء احتياجلات
هذه المنطقة أو المناطق المعينة ،وهذا يماثل ما ورد في ميثاق البنلك اللدولي ملن ضلرورة
توجيه قروضه لمشروعات أو برامج معينة للتنمية القتصادية في الدول العضاء.
-الستكمالت الدورية :التي تدفعها دول الفئة الولي وهي أموال تدفعها حكومللات
هذه الدول من وقت لخر حتى تتمكن المؤسسة في عمليات القراض ومزاولة نشاطها.
-المساهمات الخاصة :التي تدفعها الدول :وتضيف قدرا ضلئيل ملن الملوال
المناحة للرابطة ومنها مساهمة السلويد التكميليلة الخاصلة اللتي بمبللغ) 8ر 5مليلون
دولر(بالعملة السويدية القابلة للتحويل )الكرون السويدي(وبين عامي) (1968 -1962
قدمت السويد ست مساهمات تكميلية خاصة بلغت) 7ر 43مليون دولر أمريكي( وبللذلك
تصل جملة هذه المساهمات الخاصة للسلويد) 5ر (49مليلون دولر أمريكلي ،وقلدمت
النرويج مساهمة خاصة مبلغ) 3ر (1مليون دولر والدنمرك قدمت ) (15مليللون دولر
أمريكي ،ونيوزيلند التي أصبحت دولة عضو في المؤسسة عند سريان السلتكمال الرابلع
عام 1975م قدمت مساهمة خاصة للمؤسسة بما يعادل) 6ر (5مليون دولر وبذلك بلغت
مجموع المساهمات الخاصة حوالي ) 4ر (71مليون دولر أمريكي.
-تحويلت إلي المؤسسة من البنك الدولي :منذ عام 1964م حلول البنلك
الدولي من دخله الصافي إلي المؤسسة علما بأن مجلس محافظي البنك الللدولي تبنللي
قرارا مفاده)أن أية تحويلت للمؤسسة سوف ل تجري إل ملن اللدخل الصلافي اللذي
يؤول إلي البنك خلل السنة المالية التي يتم التحويل بالنسبة لها والتي ل تللدعو إليلله
الحاجة من حيث التخصيص أو خلف ذلك مما يتطلب بقاؤه في مجري نشاط البنللك
ويصبح من الفطنة تبعا لذلك توزيعه في شكل أرباح موزعة(.
– 5العمليات والسياسات :نلقي الضوء هنا علي العمليات التي تقوم بها
المؤسسة والسياسات التي تتبعها حيال تلك العمليات وعن طبيعة العمليللات مللن
حيث نوع التمويل وشروط التمويل ،وشكله المتمثل في القللروض كمللا يفعللل
البنك الدولي ولكنها تتميز عن قروض البنك الدولي بأنها أكللثر مرونللة مللن
حيث أنواعها وشروطها فقد نص ميثللاق المؤسسللة علللي أن )أشللكال وشللروط
القروض ستكون علي النحو الذي تراه المؤسسة ملئما(.
-نوع التمويل :يمكن للمؤسسة أن تقدم قروضا بلأكثر مللن طريقللة فقللد
تنص في تعاقداتها مع المشروعات المقترضة علي شروط هينة للوفللاء بقيمللة
القروض مثل تسديدها بالعملت الجنبية في مدة طويلة أو تسللديدها أو جللزء
منها بالعملة الوطنية للدولة المقترضة وأيضا شروط هينللة مللن حيللث نفقللة
القراض كخفض سعر الفائدة أو بدون فوائد .وجميع قروض المؤسسة منحت
لمدة ) (33سنة منها عشر سنوات فترة سماح وبفائدة %1مللن قيمللة القللرض
سنويا لمدة عشر سنوات بينما الباقي يدفع في ) (13سللنة بفللائدة) (%3سللنويا
ورسم خدمة سنوي بواقع 75ر %علي الجزء المدفوع مللن قيمللة كللل ائتمللان
لتغطية المصاريف الدارية وهذا يتفق مللع ميثللاق المؤسسللة الللذي نللص علللي
ضرورة أن تكون قروض المؤسسللة أكللثر مرونللة وأقللل عللبئا علللي مللوازين
المدفوعات من قروض البنك والصندوق الدوليان.
-شروط التمويل :أن المؤسسة الدولية للتنمية ل تطلب أي ضمان حكومي للقروض
التي تقدمها سواء للمنظمات العالمية والقليمية أو الحكومات الدول أو المرافق العامللة أو
المشروعات العامة أو الخاصة بالدول العضاء إل إذا تتطلب المر ذلك وهذا ما تتميلز بله
المؤسسة عن البنك الدولي ،كما يشترط عند منحها أي قرض أن يتعذر حصللول الجهللة
المقترضة علي قيمة القرض بشروط ميسرة من جهة أخري.
ومهما تكن القروض التي تمنحها المؤسسة فأنها ل تفرض أية شروط علي
ضرورة إنفاق مواردها داخل أية دولة معينة أو مجموعة مللن الللدول العضللاء،
كما أن المؤسسة ابنة شرعية للبنك الدولي لذلك تسير علي نهجه في تشللجيع
الدول المقترضة علي الستفادة من المنافسة الدولية بإصللدار الوامللر لشللراء
السلع والخدمات وتحجم عن إنفاق أموالها دفعة واحدة علي المشللروعات الللتي
تقوم بتمويلها فهي تنفق علي دفعات عند حلول أجل سداد نفقللات كللل مرحلللة
من مراحل المشروع.
-بالنسبة لحصص الدول العضاء :تختلف حصص الدول العضللاء فللي البنللك
الدولي عن حصص الدول العضاء فللي المؤسسللة الدوليللة للتنميللة مللن حيللث
القيمة وطريقة الدفع ،فتنص اتفاقية البنك الدولي أن الدول العضاء تدفع %2
من حصص اكتتاباتها بالذهب أو بالدولرات إضافة إلللي %18منهللا بعملتهللا
الوطنية و %80الباقية فتدفعها الدولة العضو فللي حالللة حاجللة البنللك إليهللا
لعمليات القراض ويتم دفعها بعملة الدولة العضللو أو بعملت الللدول العضللاء
التي يتطلبها قيام البنك بهذه العمليات.
-ولكن اتفاقية المؤسسة الدولية للتنمية تنص علللي أن تللدفع جميللع الللدول
العضاء ) (%10مللن حصللص اكتتاباتهللا بالللذهب أو الللدولرات أمللا النسللبة
المتبقية) (%90فيختلف المر بشأنها حيث تنقسم الدول العضللاء إلللي فئتيللن
حسب درجة تقدم ونمو كل دولة عضو فالولي مجموعة الدول المتقدمة تدفع
هذه النسبة المتبقية بالذهب أو بالعملت القابلة للتحويل عللي خمسلة أقسللاط
متساوية والثانية وتضم الدول المتخلفللة فأنهللا تللدفع هللذه النسللبة المتبقيللة
بعملتها الوطنية لعدم تحمل الدولة النامية أعباء إضافية علي ميزان مدفوعاتها
إذا ألزمتها التفاقية بدفع باقي حصتها بالذهب أو بالعملت القابلة للتحويل.
أما أوجه الختلف بين البنك الدولي والمؤسسة في شلروط القلراض فهلي متعلقلة
بشرط الضمان ،حيث يشترط البنك الدولي الحصول علي الضلمان الحكلومي فللي حاللة
إقراض البنك هيئات خاصة منتمية إلي دولة عضو في البنلك ،ولكلن الملر يختللف فلي
قروض المؤسسة الدولية للتنمية فقد نص ميثاقها علي بحث كلل عمليللة مللن عمليللات
القراض علي حدة ثم تقرير ما إذا كانت هناك ضرورة للحصول علي الضمان الحكلومي
من عدمه ،ففي حالة البنك شرط الضمان ضروري للحصول علي القرض بينما في قرض
المؤسسة فأن هذا الشرط جائز.كما تختللف قلروض المؤسسلة الدوليلة للتنميلة علن
قروض البنك الدولي في أن الولي تعطي تسهيلت في قروضها منها طللول فللترة سللداد
القرض مع فترة سماح تصل إلي عشر سنوات كما أن سعر الفائدة علي قروض المؤسسة
منخفض وأقل كثيرا عن سعر الفائدة التي تأخذ عللي قلروض البنلك اللدولي ويمكلن
للمؤسسة أن تمنح قروضها بدون فائدة في بعض الحيان.
– معايير الحصول علي قرض من المؤسسة الدولي للة للتنمي للة: 7
هناك عدة معايير وضوابط يجب أن تلتزم بها المؤسسة لكي توافللق علللي منللح
قرض لدولة من الدول وتعد هذه المعايير والضوابط خبرة أكثر ما يقرب من
نصف قرن منذ عام 1960م ،كما أن زيادة الطلب علي قروض المؤسسللة الللذي
فاق مواردها المالية جعلها تدقق بعنايللة قبللل اعتمللاد أي قللرض وقللد اعتمللدت
المؤسسة أربعة معايير رئيسية و عضوية المؤسسة بطبيعة الحال هي:
مستوي الفقر في الدولة طالبة القرض :أن هذا المستوي ليس -
ثابتا فهو متحرك وعادة ما يقل واعتمدت المؤسسللة مبلللغ )250دولرا( لبيللان
مستوي دخل الفرد فإذا كان الدخل الفردي كذلك أعللدت الدولللة مللن الللدول
الفقيرة منخفضة الدخل.
-دراسة النواحي الفنية :تدرس المؤسسات الطريقة الفنية المستخدمة في النتاج من حيث
تصميم وتخطيط المشروع ونوع المعادن المستخدمة والجدول الزمنلي لتنفيلذ أعملاله
ومدي نوفر الخبراء الفنيين ويجب الجابة عللي علدة تسلاؤلت هلل تلم عملل حسلاب
الطواريء اليجابية والسلبية؟ وما مدي تأثير المشروع عللي اللبيئة أو صلحة ورفاهيلة
السكان؟ وهل توجد تدابير للحد من التأثيرات السلبية أو التخفيف منها.
-تقييم الناحية التجارية :تبحث المؤسسة عن مدي توافر السلع والخدمات التي
يحتاجها المشروع وبسعر رخيللص يتناسللب وينسللجم مللع المشللروع وتعتمللد
المؤسسة هنا طريقة طرح العطاءات التنافسية علللي المسللتوي والمفتوحللة لي
دولة عضو بما فيها سويسرا الدولة غير العضو في المؤسسة وبما أن المؤسسللة
وكالة مالية فهي تلتزم بتشجيع الصناعات التحويليللة وصللناعة الخللدمات فللي
الدولة المقترضة ول بد من التوفيق بين العتبارات القومية والدولية.
-دراسة وتقييم النواحي المالية :لعل من أصعب مللا تللواجهه المؤسسللة
ضمان الحكومة والوكالة العامللة بالتزاماتهللا الماليللة بتللوفير التمويللل اللزم
بالعملة المحلية خلل فترة أنشاء للمشروع وفي السنوات الولللي مللن تشللغيله
فأن من بين وظائف التحليل المالي مصادر التمويل وتوقيته والستخدام المثل
له وهل التمويل اللزم يكفي لمواجهة التكاليف المحتملة للمشللروع أي يغطللي
تكاليف المشروع وسللعر الفللائدة ويللوفر أمللوال لتغطيللة توسللعات المشللروع
المحتملة إن وجدت.
كانت لالمبادرة لبإنشاء لالوكالة لدولية للضمان لالستثمار لفي لأطار لالبنك
الدولي من قبل رئيس البنك )كلوزن ( وقام بتطوير هذه الفكرة نللائب رئيللس
البنك الدكتور /إبراهيم شحاتة المصري الجنسللية وتللم إبلغ الفكللرة للللدول
العضاء في البنك الدولي في مايو 1984م ثم توالت المناقشات والقتراحات من
الدول العضاء فرادى وجماعات بالشتراك مع مؤسسللات العمللال والمؤسسللات
المهنية والمنظمات الدولية وحظيت الفكرة بتأييد كبير وتم عللرض مشللروع
للوكالة على الدول العضاء في 8مارس 1985م وقدموا اقتراحات إضافية مما
أدى إلى ولدة المشروع في 11أكتللوبر 1985م وتللم إصللدار اتفاقيللة البنللك
الدولي بشأن إنشاء الوكالة الدوليللة لضللمان السللتثمار وفتللح بللاب التصللديق
والتوقيع عليها ودخلت حيز النفاذ عام 1987م.
من تسير وتشجيع تدفق الستثمار الجنبي إللى اللدول الناميلة وهلى فللي
سبيل ذلك تقوم بعمل البحاث والنشطة اللزمة لتشجيع الستثمارات بنشر
المعلومات المتعلقة بالفرص المتاحة للستثمار في الدول النامية والعضاء
والوكالة في عملها هذا أنما تقوم بتكملة أنشطة البنك الدولي وشركة التمويل الدوليللة
ومنظمات تمويل التنمية الدولية الخرى من أجل ذلك تعمل المنظمة على-:
-1إصدار ضمانات بما في ذلك المشاركة في التأمين وإعادة التأمين ضللد المخللاطر
غير التجارية لصالح الستثمارات في دولة عضللو الللتي تقل دم مللن الللدول العضللاء
الخرى.
-3ممارسة أية صلحيات ثانوية أخرى كلما كان ذلك ضروريا أو مرغوبا
فيه لخدمة الهدف منها.
) (2تعضيد التعارف الللدولي فللي مجللال التنميللة القتصللادية ودعللم مسللاهمة
الستثمار الجنبي فيها وعلى وجه الخصللوص السللتثمارات الجنبيللة الخاصللة
بتلك التنمية
) (3تعزيز تدفق رأس المال والتكنولوجيا للغراض النتاجية إلى الدول النامية
ويتم ذلك طبقا لشروط تتواكب مع احتياجات وسياسات وأهللداف تلللك الللدول
ووفقا لسس عادلة مسللتقرة لمعاملللة السللتثمارات الجنبيللة ومللن الشللروط
الرئيسية لعمال هذا الهدف البعد عن محاولت الهيمنة أو السيطرة القتصللادية
عن طريق توجيه ما يقدم من رأس مال أو تكنولوجيا بما ل يتفق مع احتياجللات
وسياسات وأهداف الدول النامية اقتصاديا واجتماعيا ،لذلك ينبغللي أن يكللون مللا
يقدم من رأس مال أو تكنولوجيا موجها لغراض إنتاجية ولتنمية الدول النامية
بما يتفق واحتياجات هذه الدول وما تخطه لتحقيق ذلك مللن سياسللات وأهللداف
اقتصادية ،على أسس عادلة ومستقرة ل يشوبها تمييز أو تجللاوز أو تعسللف وأن
تكون مستقرة ل يلحقها التبديل أوالتغيير إل لسباب موضوعية وبما يتفق مللع
128
مصالحها الدول النامية) (.
أن تكون الدولة عضوا بالبنك الدولي فيما عدا سويسرا. -2
أن تكون الدولة قد صدقت أو قبلت أن تكون عضوا في التفاقية المنشلأة -3
للوكالة.
-الستاذ الدكتور/إبراهيم محمد العناني ،دراسات في القانون الدولي القتصادي ،القسساهرة1990 ،م، 128
ثالثا :الشخصية القانونية للوكالة :طبقا لحكام وقواعد القانون الدولي العام والنظرية العامة
للمنظمات الدولية تتمتع الوكالة بشخصية قانونية دولية منفردة مع أنها تتبع البنك الللدولي
للنشاء والتعمير وتعد إحدى آلياته الرئيسية وذلك لن الوكالة تملك كافللة متطلبللات أي
شروط وأركان الشخصية القانونية الدولية لذلك فللوكالة الحق في عقد المعاهدات ولهللا
كامل الهلية القانونية للمنظمات الدولية .فهي قادرة علي تحمل اللتزامات وأداء الواجبات.
رابعا :ميدان عمل الوكالة :طبقا لحكام التفاقية المنشأة فأنها تمارس العديد من العمليات
التي يمكن تحديدها بالنظر إليها من نواحي مختلفة موضوعية وشخصية وإقليمية-:
- 1في الطار الموضوعي :يتحدد الطار الموضوعي لعمل الوكاللة فلي المخلاطر
الصالحة للضمان والستثمارات الصالح للضمان فمن حيث المخاطر للضمان :للوكالة أن
تضمن الستثمارات الصالحة للضمان ضد الخسائر المترتبة على مخاطر تحويل العملة ونزع
الملكية ) التأميم( الجراءات المماثللة والخلل بالعقلد والنزاعلات المسللحة والضلطرابات
الهلية من جهة أخرى ل تجوز تغطية الخسائر الناتجة عن اتخاذ الحكومة المضليفة أو علدم
اتخاذها إجراءات وافق عليه المستثمر المضمون أو كان مسئول عن اتخاذه ،أو الناتجة عن أي
إجراء تتخذه الحكومة المضيفة أو تقعد عن اتخاذه قبل إبرام عقد الضمان أو أي حللدث دفللع
قبل إبرام هذا العقد.
-2من حيث الستثمارات الصالحة للضمان :فقد نصت عليها المادة )(12
من التفاقية وهى تشمل ملكية الحصص والقروض المتوسطة أو الطويلة الجل
التي يقدمها أو يضمنها المشاركون في ملكية المشروع المعنى وكل ما يقبللله
مجلس الدارة من صور الستثمار المباشر ويمكن أن تشللمل هللذه السللتثمارات
على:
-1أي تحويل للنقد الجنبي لغراض تحديد أو توسعة أو تطللوير اسللتثمار
قائم.
ويجب على الوكالة أن تتأكد عند قيامها بضمان استثمار من أن هذا الستثمار يجد ما
يبرره اقتصاديا وأنه يساهم في تنمية الدولة المضيفة كملا أن السلتثمار يتفلق وتشلريعات
ولوائح الدولة المضيفة فضل عن أنه يواكب أهداف التنمية في الدولة كما أنله ل يتعلارض
مع ظروف الستثمار في الدولة المضيفة إضافة إلى ما سبق تضمن الوكالللة أي اسللتثمارات
يؤيدها أي عضو من أعضائها حيث يجوز لي عضو أن يؤيد للضمان استثمارا يعللتزم تنفيللذه
مستثمر أو مستثمرون أيا كانت جنسيتهم ،وفي هذه الحالة تأخلذ الوكاللة بعيلن العتبلار
مدى قدرة العضو المؤيد على القيام بالوفاء بالتزاماته ،وتعطللى أولويللة للسللتثمارات الللتي
تشارك في تأييدها الدول المضيفة.
ج -الطار الشخصي لعمل الوكالة :يقصد بالطار الشخصي تحديد الشخاص الللذين
تتوافر فيهم الصلحية لضمان الوكالة طبقا للمادة ) (13من التفاقية والتي تنلص عللى أن
الصلحية لضمان الوكالة يتمتع بها أي شخص طبيعي أو اعتباري بشروط هي-:
أن يكون مقر الشخص العتباري في تلك الدولة ويكون قد تأسس -3
طبقا لقانون الدولة العض لو ،أو أن أغلبيللة رأس مللال الشللخص العتبللاري
مملوكة لدولة عضو أو أكثر أو لمواطني تلك الدولة أو الدول بشرط أل
تكون الدولة العضو في أي من الحالت السابقة هي الدول المضلليفة ،وفللي
حالة تعدد جنسية المستثمرين فأنه مقيد بجنسية الدولة العضو عند تطبيق
شروط الصلحية للضمان ويجوز بأغلبية خاصة وبناء على طلللب مشللترك
من المستثمر والدولة المضيفة أن يضيف الصلحية للضمان علللى شللخص
طبيعي ينتمي بجنسيته إلى الدولة المضلليفة أو علللى أي شللخص اعتبللاري
يكون قد تللم تأسيسلله فللي الدولللة المضلليفة أو تكللون غالبيللة رأس مللاله
مملوكة لمواطني الدولة المضيفة وذلك بشرط أن يتللم تحويللل الصللول
المستثمرة في دولة عضو غير الدولة المضيفة.
ل يجوز للوكالة أن تبرم عقد للضمان قبل موافقة الدولة المضيفة علللى -2
قيام الوكالة بضمان الستثمار ضد المخاطر المطلوب تغطيتها وتحل الوكالة محل
المستثمر المستفيد من الضمان الذي تفوضه أو توافق الوكالة على تعويضه.
هل -حدود الضمان :ل يجوز أن يتعدى مجموع المبالغ التي يجللوز للوكالللة
أن تلتزم بالمسئولية الحتمالية عنها ما يعادل %150ملن رأس ملال الوكالللة
المكتتب فيه واحتياطياتها مضافا إليهما جزءا من المبالغ التي تمت تغطيتها عللن
طريق إعادة التأمين الذي يحدده مجلس الدارة ،وذلك ما لم يقللرر المحللافظين
بالغلبية الخاصة ما يخالف ذلك ،ومن أن لخر يعيد مجلس الدارة النظللر فللي
المخاطر اللتي تضللمنها الوكالللة والمبلالغ المرصللودة للتعلويض أو التلأمين
وأعلادته ول يجلوز أن يتجللاوز الحللد القصلى للمبللغ اللذي يقللرره مجللس
المحافظين خمسة أمثال رأس المال المكتتب فيه مضافا إليه الحتياطيات وقللدر
مناسب من المبالغ المغطاة عن طريقه إعادة التأمين..
و -إعادة التأمين :يجوز للوكالة أن تعيد التأمين علللى اسللتثمار محللدد ثللم
التأمين عليه من قبل أحد العضاء أو مؤسسة من مؤسساته أو مؤسسة إقليميللة
لضمان الستثمار يمتلك أغلبية رأس مالها وذلك ضد الخسارة الناتجة عن واحد
أو أكثر من المخاطر غير التجارية المشللمولة بالتللأمين ،ولمجلللس الدارة أن
يقرر بالغلبية الخاصة – من وقت لخر -الحللد القصلى للمبلالغ اللتي يجلوز
للوكالة أن تتحمل المسئولية عنها في ظل عقود إعادة التللأمين ويتحللدد الحللد
القصى بل)( %10من مجموع المبالغ التي يجوز للوكالة تحمللل المسللئولية
الحتمالية عنها.
تتضمن عقود إعادة التأمين تحديدا للحقوق واللتزامات المتبادلة للوكالة وللعضو
الذي يعاد التأمين عليه أو مؤسسته مع مراعاة ما يصدره مجلس الدارة من قواعد ولللوائح
في هذا الشأن ويتعين على الوكالة – في حدود المكان – أن تتثبت مللن أحقيتهللا أو مللن
أحقية الوحدة التي يعاد التأمين عليها في التمتع بحقوق فيما يتعلق بللالحلول أوالتحكيللم
تساوى ما تتمتع به الوكالة فيما لو كانت هي الضامن الصلي.
زيادة الحد القصى لمجموع المبالغ التي يجوز للوكالة اللتزام بالمسلئولية -7
الجتماعية عنها.
تصنيف العضاء الجدد من حيث انتمائهم دول متقدمة أو نامية . -8
نظام التصويت :يكون لكل عضو ) (177صوتا يضاف إليهم صوتا واحدا عن كل سلل هم
يملكه في رأس المال وفي حالة انخفاض جميع الصوات عن) (%40فللي أي فئتللي الللدول
العضاء ) دول متقدمة ودول نامية( خلل الثلث سنوات التالية لنفاذ التفاقية يعطى أصواتا
تكميلية لرفع نسبة التصويت لهم إلى القدر اللزم ،وتوزع الصوات التكميليللة المشللار إليهللا
على أعضاء الفئة المعنية بنسبة عدد أصوات الكتتاب لكل منهم إلي مجموع أصوات الكتتاب
لعضاء تلك الفئة وتعدل الصوات التكميلية تلقائيا بما يكفل الحفاظ على تلك النسبة وتلغللي
في نهاية الثلث سنوات المذكورة ويتم مراجعة السهم في السنة الثالثة مسللتهدف المبللادئ
التالية-:
العضاء بالطريقة التي تمكن من تحقيق المساواة فيمللا يتعلللق بالتصللويت بيللن فئتللي
العضاء..
قيام مجلس المحافظين باتخاذ الجراءات التي تكفل التيسير على العضاء بما يمكنهم من
الكتتاب في السهم المخصصة لهم وفي خلل السنوات الثلثلة الملذكورة تصلدر جميلع
قرارات مجلس الدارة بالغلبية الخاصة واستثناء بما تقلدم يجلب أن تصلدر القلرارات اللتي
تشترط التفاقية صدروها بأغلبية أعلى من الغلبية المشترطة.
- 2مجلس الدارة :وهو الجهاز التنفيذي للوكالة وهو محدود العضوية ولم
تحدد التفاقية المنشأة للوكالة عدد العضاء بصفة نهائية ،إنما نصت على الحد
الدنى فنصت المادة )/32ب( على أن ل يقللل العضللاء عللن أثنللى عشللر عضللوا،
ويتولى مجلس المحافظين تحديد أعضاء مجلس الدارة ويجوز له أن يعدل فلي
هذا العدد آخذا في العتبار ما يطرأ على العضوية من تغييرات يختار المحللافظ
مرشح واحد لعضوية مجلس الدارة ،وينتخب المحافظين أعضاء مجلللس الدارة
بالقتراع ويتكون صوت المحافظ من عدد الصوات التي تملكها الدولللة العضللو
الذي يمثلها.
لكل عضو في مجلس الدارة تعيين مدير مناوبا ) عضو مجلس إدارة مناوبا (
تكون له السلطة الكاملة في التصرف نيابة عنه في حالللة غيللابه أو عجللزه عللن
العمل ويحدد مجلس المحافظون مدة خدمة أعضاء مجلس الدارة ويكون رئيس
البنك الدولي رئيسا لمجلس الدارة بحكللم منصللبه وليللس للله أن يشللترك فللي
التصويت إل في حالة تعادل الصوات ويجتمع المجلس بدعوة من رئيسه سللواء
بمبادرة منه أو بناء على طلب ثلثة من أعضاء المجلس ونصاب المجلس نصللف
مجموع الصوات وليس لعضاء مجلللس الدارة أو منللاوبوهم سللوى مصللاريف
حضور جلسات مجلس الدارة والمهام الرسمية الخرى التي يقومون بهللا نيابللة
عن الوكالة إلى أن يتخذ مجلس المحافظين قرارا بأن يكون للوكالللة مجلللس
إدارة دائم ومقيم يتم وقتئذ منح أعضللاء مجلللس الدارة ومنللاوبوهم المكافللآت
التي يحددها مجلس المحافظين ومجلس الدارة كجهاز تنفيذي هللو المسللئول
عن عمليات الوكالة وله في سبيل أداء هذه المهمة أن يقوم بجميللع التصللرفات
الواجبة أو المرخص بها وفق أحكام التفاقية المؤسسة.
فالقروض تقدم للدول التي دخلت بيت الطاعة المريكي عن طريق الحكام
العملء ،وأن كان هناك قرض لدولة معينة فثمللاره تجنيهللا الللدول المتقدمللة
ويعمل علي ضخ الموال إليها أي يعمل نزيف مستمر للموال من دول الجنللوب
النامي والنائم بفعل الدول المتقدمة ومعها الحكام العملء والطللابور الخللامس
من المستثمرين وكلء الشركات الذين يحصلون فقط عللي توكيللل لتوزيللع
وترويج منتجات الدول الكبرى وهذه الطبقة طفيلية تعيش علي خللراب دولهللا
وهؤلء أول من يجب التخلص منهم ول تسمح الحكومللات بالحصللول علللي أي
توكيللل إل للقطللاع العللام أو هللي ذاتهللا لكللي تجنللي الثمللار الباهظللة لتلللك
التوكيلت.
كما يجب علي الحكومات والدول العتماد علي سياسللة التصللنيع المحلللي
مهما كلفها ذلك من أموال ،أي حتى لو كان المنتج المحلي أغلي سللعرا وأقللل
جودة ،ويجب عمل سياسة تصنيعية محلية بإنشللاء مراكللز البحللاث الصللناعية
وعدم السماح بهجرة العقول المبتكرة من الدولة ،ليس من المهم أنشاء مراكز
أبحاث متطورة ولكن ينبغي البدء بها مهما كانت صغيرة ومتواضعة.
يتم التحكللم عللن طريللق تللوجيه القللروض كمللا يتللم معرفللة القطاعللات
والصناعات التي تفيد الدول الكبرى أكثر من الدول النامية عن طريق البيانات
التي تقدمها الدول النامية للمؤسسات القتصادية العالمية وهذه حيلة من أخطر
الحيل علي القتصاديات النامية في العالم حيث تللبين نقللاط الضللعف فللي هللذه
القتصاديات مما يسهل ضرب هذه الدول منها ،لذلك يجب مهما كانت الظلروف
والتحديات أن ل تضع الدول كل بيانات اقتصللادها لللدي هللذه المؤسسللات وان
تختار الدول النامية بحرية مطلقة المشروعات التي تصب في صالحها.
من الحيل التي روجت لها الدول الكبرى ونجحت فيها وحصدت كثيرا جدا
منها حتى أننا يمكننا القول أنها سللبب رئيللس لتقللدمها أكذوبللة العمللل علللي
تصدير منتجتها بدل من الكتفاء الذاتي بزعم الحصول علللي العملللة الصللعبة
التي هي عملة الدول المتقدمة ،فيتم تصدير المواد الخام بأسللعار زهيللدة جللدا
وبعملة الدول الكبرى لماذا ل يتم التقييللم بعملللة الدولللة المصللدرة وبأسللعار
عادلة.
أن الطبيعي والمعقول هو أن أكتفي ذاتيا ثم أصدر ملا فلاض علن حلاجتي
ولكن ما يحدث أن الحكام العملء أو الجهال يبادرون بالتصدير مع حاجة دولهم
الماسة لتلك المنتجات بدعوى جلب عملة صعبة ،والحقيقة لفتللح حسللابات فللي
بنوك الدول المتقدمة حتى العملة الصعبة تذهب إليهم ،أذن الهدف ليس تنميللة
اقتصادية ولكن الهدف السرقة والنهللب وفللرض التبعيللة ،وعلللي حكللام الللدول
النامية ان تستثمر في البلد التي يحكمونها بدل من وضع أموال هذه الشللعوب
في البنوك الغربية.
علي الدول أن تنفض عن نفسها غبار هذه الحيل وتعتمد علي ذاتها فلي التصلنيع وتوقلف
تصدير المواد الخام إل بأسعار عادلة ومنصفة ،وبشرط نقل حقيقي للتكنولوجيا ،وأن تسللعي
جاهدة للكتفاء الذاتي قبل التصدير ،وتنسحب من هذه المؤسسات التي تعمل علللي تكريللس
التبعية ،ول تنساق وراء عبارات صيغت بخبث شديد لضلمان السليطرة عليهلا مثلل التجلارة
الدولية وضرورة الدخول فيها بدون أن نملك مؤهلت تجعلها نؤثر فيهللا ول نكللون مجللرد
أدوات لهدم ذاتها دون وعي أو أدراك.
أن تطبيق "برنامج التثبيت والتكيف الهيكلي" في عدد كبير مللن الللدول
المدينة يسهم في عولمة السياسات القتصادية الكلية الموضوعة تحللت الرقابللة
المباشرة لصندوق النقد الدولي والبنك الدوليين ،اللذان يعملن باسللم مصللالح
كبرى ،هي مصالح أعضاء نادى باريس )الدائنين الرسمين -الدول ومؤسساتها(
ونادى لنلدن )اللدائنين الخاصلين -المصلارف والشلركات الخاصلة( واللدول
الثماني الكبرى ) (g8هذا الشكل الجديد مللن السلليطرة بالضللافة إلللى منظمللة
التجارة العالمية هو ما بات يعرف بل "نظام العولمة القتصادية".
ومن الجديد بالذكر أن فكرة توقيع هذه التفاقيلة للم تكلن المقصلودة فلي بدايلة
التفاوض ففي عام 1946م دعا المجلس القتصادي والجتماعي للمم المتحدة وهو مجلللس
حديث النشلأة وقتهلا لعقلد ملؤتمر للنظلر فلي إنشلاء منظملة التجلارة الدوليلة ) )ITO
international trade organizationلتكون مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي للنشاء
والتعمير المثلث الذهبي للتجارة العالمية أو بمعنى أصح للقتصاد العالمي الجديد والذي وللد
بعد الحرب العالمية الثانية وكان من المنتظر أنشاء منظمة التجللارة الدوليللة إل أن أعضللاء
اللجنة المشكلة لعداد هذه المنظمة رءوا التفاوض بشكل متوازي فيما بينهم لتبادل تخفيضات
جمركية قبل إنشاء المنظمة )منظمة التجارة الدولية( ونتج عن المفاوضات تبادل تخفيضات
جمركية على بنود بلغت ) (45ألف بند جمركي قيمتهلا ) 10بليلون دولر أمريكلي( ملن
حجم التجارة العالمية حينها.
وفي نفس الوقت أعلن المتفاوضون عن قبولهم مقدما للعديد من القواعللد التجاريللة
الجاري التفاوض عليها في إطار منظمة التجارة الدولية دون انتظار قيام هذه المنظمة وذللك
بهدف حماية ما توصلوا إليه من تخفيضات جمركية متبادلة ومن مجموع هذه التخفيضللات
المتبادلة والقواعد والتي اتفق عليها المتفاوضون عرفت بالتفاقية العامة للتعريفات والتجارة
) (GATTوالتي تم التوقيع عليها في 30أكتوبر 1947من جانب ثلاثا وعشللرون دولللة
منهم أثنى عشر دولة متقدمة وأحدى عشر دولة نامية فلي قصلر الملم المتحلدة بحنيلف
واستمرت المفاوضات عامي 1946م و 1947م.
وتضمنت التفاقية تخفيضات جمركية من جانب الدول العضاء وقواعد للحللد مللن
استخدام الجراءات التجارية التقييدية وأهمهلا )الحظلر ،الحصلص الكميلة ،القيلود الداريلة
كالتراخيص وغيرها( ودخلت التفاقية حيز التنفيذ في أول يناير 1948م ،وتجدر الشارة
إلى أن العديد من مواد جات عام 1947م لزالت تكون جلانب هاملا ملن مجموعلة اتفاقيلات
منظمة التجارة العالمية وقد جرت العادة إلى الشارة لتفاقية الجللات لعللام 1947م بلفللظ
)الجات القديمة( وإلى قواعد الجات التي تضمنتها اتفاقية منظملة التجلارة العالميلة لتحكلم
التجارة في السلع باسم )جات .(1994
وعلى الطريق ما بين جات 1947م وجلات 1994م العديلد ملن المحطلات الهاملة سلوف
نذكرها بإيجاز:
في نوفمبر عام 1947م التقى ممثلو ) (56دولة في هافانا بكوبا للنظر فلي مشلروع
اتفاقية منظمة التجارة الدولية ) (ITOوبعد مفاوضات صعبة ومطولة وقع ) (53دولللة علللى
ميثاق هافانا ) (Havana charterوفي مارس 1948م ولم يتضمن هذا الميثاق التزام الموقعين
بالتصديق على الميثان وبذلك ولد المشروع ميتا تاركا التفاقية العامللة للتعريفللات والتجللارة
الجات بصفتها الدارة الدولية التي تحكم نشاط التجارة العالمية .وفيما بين توقيع اتفاقيللة الجللات
وقيام منظمة التجارة العالمية عدد من المحطات هي:
فيما بين عامي 1948م بداية تنفيذ اتفاقيللة الجللات وعللام 1995م بللدء
تنفيذ اتفاقية منظمة التجارة العالمية ) (WTOكان هناك العديد من المحطات
الهامة التي عقدت في دورات متتالية عقدتها الطراف المتعاقدة )الدول الموقعة
على اتفاقية الجات( لبحث تبادل تخفيضات جمركية جديدة وبحث إنضمام دول
أخرى إلى التفاقية وتم انتقال سكرتارية التفاقية إلى جنيف في عام 1948م.
وفي عام 1950أعلنت أمريكا أنهللا قللررت عللدم إعللادة عللرض اتفاقيللة
منظمة التجارة الدولية ) (ITOعلى الكونجرس مرة أخرى بعد أن رفضللها فللي
العرض الول مما أدى إلى فقدان المل في قيام هذه المنظمة المذكورة.
- 1ترتيبات تجارة المنسوجات :في عام 1960م تم التفاق على الترتيبات قصليرة
الجل لتجارة المنسوجات القطنية كاستثناء من قواعد الجات وسمحت بالتفاوض على قيللود
حصصيه على صادرات الدول من منتجات القطان وتحولت هذه الترتيبات قصيرة الجل إللى
ترتبيات طويلة الجل في عام 1962م واستمر العمل بها حتى عام 1974م حينما بدأ سريان
ترتيبات اللياف المتعددة ) ) MFAبهدف تحقيق التحرير التدريجي في تجارة المنسوجات
النسيجية مع تجنب التأثيرات الضارة على السواق الفردية وخطوط النتاج وتم العمل بهللذه
الترتيبات حتى عام 1994م.
-2دورة كيندي :في عام 1964م بدأت مفاوضات هذه الدورة واستمرت حلتى يونيلو
1967حيث تم التوقيع على الميثاق الختامي من جانب) ( 50دولة تستحوذ على %75من
حجم التجارة العالمية وقد تم التفاوض أثناء هذه الدورة لول مرة على أساس المجموعللات
السلعية بدل من أسلوب التفاوض على أساس سلعة بسلعة فتم خفض التعريفللة علللى السلللع
الصناعية ككل على أساس أفقي للوصول إلى نسلبة %50تخفيلض ملن قيملة التعريفلة
ً توقيع اتفاقيلات منفصللة بشلأن الحبلوب والمنتجلات
الجمركية على هذه السلع ،وتم أيضا
الكيماوية وقواعد للجراءات المضادة للعراق.
- 3المعاملة التفضيلية للدول النامية :في عام 1964أنشأت الجات مركز التجارة
العالمي ) ITC) international trade centerلمعاونة الدول النامية على تنمية تجارتها
والتعرف على السواق المتاحة لها ،وفي 1968م عهد بإدارته مشاركة بين كل ملن الجلات
ومنظمة المم المتحدة للتجلارة والتنميلة )النكتلاد( وفلي علام 1965م أقلرت الطل راف
ً )الباب الرابع( من التفاقية المتعلق بالتجارة والتنمية اللذي دعلا الللدول
المتعاقدة نصا جديدا
المتقدمة بإعطاء أولوية قصوى لخفض القيود التجارية على منتجلات اللدول الناميلة وتلم
تكوين لجنة للتجارة والتنمية لتنفيذ هذه الحكام الجديدة.
- 4دورة طوكيو :فيما بين عامي 1973م و 1979م بدأت ) (99دولة دورة
مفاوضات جديدة عرفت باسم )دورة طوكيو( أسفرت عللن تبللادل المزيللد مللن
ً أبللرام
التخفيضات الجمركية وخاصة على السلع الصناعية وأمكن خللها أيضا
اتفاقيات جديدة في مجالت الدعم والرسوم التعويضية والعللوائق الفنيللة علللى
التجللارة وإجللراءات تراخيللص السللتيراد والمشللتريات الحكوميللة ،التثميللن
الجمركي ومراجعة قواعد الجراءات المضادة للعراق والتجللارة فللي اللحللوم
والتجارة في منتجات اللبان والتجارة في الطائرات المدنيللة كمللا أتفللق لول
مرة على خفض التعريفة الجمركية من جانب الدول الصناعية على المنتجللات
المدارية المصدرة من الدول النامية.
ولم تقتصر دورة أورجواي على مناقشة التجارة في السلع بل امتدت لتشمل
التجارة في الخدمات وحقلوق الملكيللة الفكريللة ،وإجللراءات الصلحة والصلحة
البنائية وإجراءات الستثمار المتعلقة بالتجارة وتم التفاق على تحويلل قواعللد
النظام التجاري متعدد الطللراف إلللى منظمللة متكاملللة هللي منظمللة التجللارة
العالمية ) WTO) world trade internationalلها نظام قانوني قوى للعمل على
حل النزاعات التجارية بشكل متعدد الطراف وتم توقيع الميثاق الختامي لدورة
أورجواي بواسطة وزراء التجارة في مراكش بالمغرب فللي 15أبريللل 1994م
واتخذت المنظمة جنيف مقرا لها.
وفيما يلي حصرا للتفاقيات التجارة العالمية والتي عقدت من خلل الجات:
مذكرات التفاهم والقرارات :مذكرة التفاهم بشللأن أحكللام ميللزان المللدفوعات وفقللا
لتفاقية جات 1994م القرار الخاص بتشكيل إدارات الجمارك في صحة القيمة المعلنللة
للبضائع )قرار مكتب عبء الثبات( و مذكره التفاهم بشأن تفسير المادة ) (17من جات
1994م أشركات التجار الحكومية و مذكرة التفاهم بشأن تفسير المادة الثانيللة مللن
جات 1994م )ربط تخفيضات التعريفة( و قرار بشأن التجارة والبيئة و آلية مراجعللة
السياسات التجارية و في مجال تجارة الخدمات التفاق العللام لتجللارة الخللدمات و فللي
مجال حقوق الملكية الفكرية اتفق الجوانب المتصلة بالتجارة في حقوق الملكية الفكرية
التفاقيات التجارية عديدة الطراف اتفاق بشأن التجارة في الطللائرات المدنيللة و اتفللاق
بشأن المشتريات الحكومية و اتفاق دولي بشأن منتجات اللبان و اتفاق دولي بشأن لحوم
البقار وقد أنهى العمل بالتفاقيتين الخيرتين في نهاية عام 1997م .هذا عن التفاقيات
المختلفة التي تم التوصل إليه نتيجة مفاوضات جولة أورجواي وتم التوقيع عليهللا فللي
مراكش عام 1994م وأصبحت تكون أساس عمل لمنظمة التجارة العالمية
ًا :أن تعمل المنظمة كمحفل أو جهاز دائم للتفاوض بين الللدول العضللاء
ثاني
حول المور التي تغطيها التفاقيات وأي قضللايا جديللدة تللدخل تحللت وليتهللا
ويتفق على إجراء مفاوضات حولها.
الهيكل التنظيمي للمنظمة :يتكون الهيكل التنظيمي لمنظمة التجلارة العالميلة ملن
التي:
-2المجلس العام :يمارس مهام المؤتمر الوازرى فيما بيللن فللترات انعقللاد
ً وكلما دعت الحاجة إلى ذلللك ويضللم بالضللافة إلللى
المؤتمر ويجتمع دوريا
اجتماعاته العامة الللتي تنللاقش كافللة شللئون المنظمللة بصللفته هيئة لتسللوية
المنازعات وكذلك بصفته مسئول عللن القيللام بمراجعللة السياسللات التجاريللة
للدول العضاء كل على حدة.
- 3المجالس النوعية الثلثة المعاونة :يساعد المجلس العلام فلي أعملاله ثلث
مجالس رئيسية هي:
-مجلس التجارة في الخدما ت :ويشرف على تنفيذ وإدارة اتفاقية تجارة الخدمات.
لجنة الوصول إلى السواق /لجنة الزراعة/لجنة الصلحة والصلحة النباتيلة /لجنلة الجلوانب
التجارية المتصلة بإجراءات الستثمار /لجنة قواعد المنشأ /لجنة الدعم والجراءات التعويضية/
لجنة التقييم الجمركي /لجنة العوائق الفنية على التجارة /لجنة الممارسات المضاءة للغراق/
لجنة تراخيص الستيراد /لجنة إجراءات الوقاية فضل عن جهاز مستقل هو جهاز الرقابة علللى
المنسوجات ويتقدم بتقاريره إلى مجلس التجارة فلي السللع .كمللا شللكلت مجموعللتين
تعملن تحت إشراف مجلس التجارة في السلع هما:
ًا :مجلس الج للوانب المتص لللة بالتج للارة م للن حق للوق الملكي للة
ثا لث
الفكرية :وهذا المجلس ل يتبعه أي لجللان بللل يقللوم هللو منفللرد بالوظ لائف
الموكولة إليه.
لجنة التجارة والبيئة /لجنة التجارة والتنمية وتتبعهللا اللجنللة الفرعيللة -
للدول القل نموا /لجنة ترتيبات التجللارة القليميللة /لجنللة قيللود مللوازين
المدفوعات /لجنة الجغرافيا والتمويل والدارة /مجموعة الطللراف المعنيللة
ببحث العضوية
ًا :اللجان عديدة الطراف :تعد اللجان السابقة جمعيا لجان متعللددة
خامس
الطراف حيث أنها تشرف علللى تنفيللذ اتفاقيللات وقعللت عليهللا جمعيللة الللدول
العضاء في المنظمة ول يستخدم هنا اصطلح عالمي حيللث أن هنللاك دول لللم
تنضم بعد لعضوية المنظمة وهناك عدد من التفاقيات لم يوقع عليها سوى عدد
محدود فقط من الدول العضاء في منظمة التجارة العالمية وهللذه التفاقيللات
المعروفة باسم عديدة الطراف وتشرف على تنفيللذها لجللان عديللدة الطللراف
ً تضم فقط الدول الموقعة على التفاقية وهذه اللجان هي :لجنللة التجللارة
أيضا
في الطائرات المدنية /لجان المشتريات الحكومية وهناك مجلسان آخران عديدا
الطراف هما مجلس اللبان العالمي ومجلس اللحوم العالمي وقد أنهللى العمللل
بالتفاقيتين المتعلقتين في نهاية عام 1997م.
ًا :الجهاز ال دارى للمنظمة :يرأس المنظمة مدير عام وللله أربللع نللواب
سادس
يقوم بتعينهم بالتشاور مع العضاء كملا تضلم المانلة العاملة للمنظملة حلوالي) 500
موظف( من مختلف الجنسيات ول يقبل المدير العام ول نللوابه أو مللوظفي المنظمللة أي
تعليمات من أي حكومات أو أي جهة خارجية حافظا على الصفة الدولية للمانة.
ً :أسلوب اتخاذ القرارات في لجان ومج للالس المنظم للة :اسللتمرت
أو ل
منظمة التجارة العالمية على نفس منهج الجات في اتخاذ القرارات علن طريلق توافلق الراء
وهذا السلوب معناه أنه عند طرح موضوع لتخاذ رأى بشلأنه يكلون هنلاك ملوافقين عليله
ومعارضين له بدرجات متفاوته فيتم التفاوض وأجراء المشاورات حللتي يتللم تقريللب الراء
وتضييق الفجوة بينهما تدريجيا إلى أن يصبح القتراح المعدل مقبول ملن الجميلع ،ويعتلبر
الجماع متحققا عندما يتم اتخاذ القرار دون معارضة من قبل أي من الل دول العضلاء وفلي
حالة تعذر اتخاذ قرار بالجماع يتم اللجوء للتصويب ويتم اتخاذ القللرار بالغلبيللة البسلليطة
ويكون لكل بلد صوت واحد وهناك قواعد خاصة بحالت محددة يلزم التصويب بأغلبية خاصة
هي :أغلبية ثلثة أرباع العضاء عند التصلويت عللى قلرار يتطللب تفسلير إحكلام أي ملن
التفاقيات )م (9/2 /من اتفاقية منظمة التجارة العالمية.:
أغلبية ثلثي العضاء عنللد التصللويت علللى قللرار يتعلللق بللإجراء (1
أغلبية ثلث أرباع العضاء لعفاء عضو من أعضاء المنظمللة مللن (2
(3الموافقة على انضمام أي عضو جديد إلللى المنظمللة يتللم بأغلبيللة ثلللثي
أعضاء المؤتمر الوزاري أو المجلس العام فيما بين دورات انعقاد المؤتمر.
أن توافق الدول على اتخاذ الخطوات اللزمة لتعديل تشريعاتها الوطنيللة -
أن تتعهد بإجراء تخفيضات فللي التعريفللة الجمركيللة المطبقللة لللديها -
وتعديل أنظمتها لتسهيل دخول السلع والخدمات الجنبية إلى أسواقها.
ًا :الفرق بين الجات ومنظمة التجارة العالمي للة :كللانت التفاقيللة
رابع
العامة للتعريفات والتجارة )الجات( تمثل اتفاقية قانونية مرحلية متعددة الطللراف ولللم يكللن
ً منها أن تعمل كمنظمة بل تشكلت لهلا سلكرتارية محلدودة تنظلم دعلوة الممثليلن
مقصودا
الحكوميين إلى الجتماعات لمناقشة المسلائل المتعلقلة بالتفاقيلة ولعقلد دورات المفاوضلات
التجارية الهادفة إلى تنظيم التجارة العالمية في السلع..
أما منظمة التجارة العالمية فهي أوسع من ذلك بكثير فهي مجموعة مللن التفاقيللات
الدائمة وهى منظمة عالمية وجهاز دائم لفض المنازعات ،وبقيام منظمة التجارة العالميلة تلم
إلغاء وتعديل وتحديث العديد من نصوص اتفاقية جات 1947م التي لم يعد لها وجود بشكلها
السابق ،وأصبحت مجموعة القواعد اللتي اسلتمرت ملن اتفاقيلة جلات 1994بعلد تعلديها
وتحديثها تشكل جانبا من القواعد الجديدة المعنية بتنظيم تجارة السللع وأطللق عليهلا اسلم
)جات 1994م( وأضيفت إليها اتفاقيات وقرارات تكميلية أخرى لتنظيم التجارة العالمية فللي
السلع والخدمات والملكية الفكرية.
ولعل أهم أوجه الفروق بين اتفاقية الجات واتفاقيات منظمللة التجللارة العالميللة هللي
التي:
أن قواعد الجات كانت تطبق على أساس مؤقت في حين أن قواعللد )(1
اتفاقية منظمة التجارة العالمية شاملة ودائمة.
أن التفاقيات التي كانت تتم في إطار الجات لم تكللن تسللتلزم أي )(2
إجراءات تشريعية لقرارها في حين أن اتفاقية منظمة التجارة العالمية تللم
ًا
ً قانونيلل
إقرارها في المجالس التشريعية للدول العضاء مما يعطيها أساسللا
ًا.
راسخ
أن الجات كانت تقتصر على التعامل مع التجارة في الخدمات فللي )(4
حين أن منظمة التجارة العالمية تغطى السلع والخدمات والملكية الفكرية.
أن نظام تسوية المنازعات في إطار منظمة التجللارة العالميللة هللو )(5
جهاز يعمل بشكل تلقائي وبصورة أسرع بالمقارنة بالنظام المطبق في إطار
اتفاقية الجات ،كما أن اتفاقية منظمة التجارة العالمية توفر سللبل التنفيللذ
الفوري لقرارات جهاز تسوية المنازعات بشكل أكثر فعالية.
مزايا منظمة التجارة العالمية :أصدرت المنظمة مؤخرا مطبوعا عددت فيه المزايا التي تحققت
من قيام المنظمة وهى:
ً :أن تحرير التجارة يعطى المستهلك فرصللة اختي لار أوس لع بيللن درجللات
أو ل
متفاوتة من الجودة بعكس الحال في ظل تقييد التجارة وحصللر الختيللار أمللام
المستهلك في النتاج المحلى دون منافسة وتحريلر التجللارة بقلدر مللا يفتحله
السوق المحلى لستيراد السلع فهو يفتح الباب للتصدير أيضا إلى الدول الخرى
في المقابل.
ًا :أن التجارة ترفع مستويات الدخول لدى الشعوب وتقدر منظمللة التجللارة العالميللة أن
ثاني
زيادة الدخل العالمي الناشئ عن إبرام اتفاقيات أور جواى يقدر بما تتراوح قيمت ه بين) – 109
(510بليون دولر نتيجة لتحرير التجارة العالمية وإذا كان تحرير التجللارة سللوف يفيللد
قطاعات ويضر بأخرى فإن الدخل الضافي الناشئ يمكن الحكومات من إعادة توزيع المنافع.
ًا :أن التجارة تحقق النمو القتصادي وتزيد من العمالة وإذا كان هذا غيللر
ثالث
صحيح على إطلقه حيث قد تسفر زيادة الللواردات واسللتقدام تكنولوجيللا أعللى
للنتاج المزيد من البطالة أل أن تبنى الدول لسياسات فعالة للموائمة الهيكليللة
يمكنها من التغلب على هذه المشاكل في وقت قصير فضل عللن أن هنللاك دلئل
على أن استخدام قواعد الحماية للحفللاظ علللى النتللاج المحلللى يللترتب عليهللا
ارتفاع التكلفة ومن ثم انخفاض المبيعات ثم المزيد مللن البطالللة كمللا حللدث
بالنسبة لقواعد الحماية التي طبقتها الوليات المتحدة المريكيللة علللى صللناعة
السيارات ضد السيارات اليابانية أدت لرتفاع التكلفة والفشل في الحفللاظ علللى
العمالة وانخفاض المبيعات.
ًا :أن وضوح المبادئ الساسية للتعامل التجاري في إطار المنظمللة يجعللل
رابع
النظام أكثر فعالية واقتصادا ويؤدى إلى خفض التكلفة بالمقارنة بحالة انفراد
كل دولة ويوضع قواعد خاصة للتفاعل التجللاري تختلللف مللن دولللة لخللرى
وحاجة الشركات التجارية إلللى التعلرف عللى كلل هلذه النشلطة والقواعللد
المتباينة في السواق الجديدة التي تضطر للتعامل معها ولعل أبرز تلك القواعد
العامة التي تلتزم جميع الدول العضاء بالمنظمة باسللتخدامها هللي مبللدأ عللدم
التمييز والشفافية وزيادة التأكد من استمرارية اللتزام بالقواعد السللابقة فللي
إطار القواعد المتفق عليها لتسهيل التجارة.
ًا :أن النظام يحمى الحكومات من المصالح الضيقة إذ يعاونهللا فللي تبنللى
خامس
ً في مواجهة ضغوط جماعات الضللغط ذات النظللرة
سياسات تجارية أكثر توازنا
المقصورة علي مصالحها وتجعل القرارات الحكومية في مصلحة الجميع.
ًا :أن النظام التجاري متعدد الطراف يشجع على قيام الحكومات الصالحة
سادس
فبمجرد إقرار الحكومة لقواعد النظام تصبح ملتزمة به دون رجعة ومن ثم فإن
القواعد ل تشجع السياسات المضادة مما يشيع الثقة والستقرار في النظام أمللام
رجال العمال كما أن وجود القواعد والحرية التجارية والشفافية تساعد علللى
عدم انتشار الفساد .أما الدول الكبرى فقد كان لها رأى غير ذلك وهو:
- 1أن القواعد التي تم إقرارها نتاج مفاوضات شاركت فيها الدول المتقدمة والللدول
النامية على قدم المساواة وتم التوصل لقواعدها بتوافق الأرأء لا عللن طريللق التصللويت
بالغلبية.
- 2أن الدول النامية قد نجحت في فرض العديد من شروطها والقواعد اللتي تيسلر لهلا
الندماج في النظام التجاري متعدد الطراف فيما يعلرف باسلم )قواعلد المعامللة الخاصلة
والتمييز للدول النامية في اتفاقيات المنظمة( والتي تتمثل في فترات انتقالية أطللول لتنفيللذ
قواعد التفاقية ومعدلت خفض اللتزامات من تعريفه جمركية ودعللم وخلفلله بمعللدلت
أكثر انخفاضا من المعدلت التي تقررت للدول المتقدمة وحق إيقاف تنفيذ بعض اللتزامات
في حالت محددة مثل العجز في موازين المدفوعات أو الظروف القهريلة وغيرهلا وتلوفير
المساعدات الفنية والمالية لمساعدة الدول الناميلة العضلاء عللى تفهلم النظلام وتطلوير
تنظيماتها الداخلية للتعامل معه بكفاءة.
- 3أن النظام أناح للدول النامية أن تعمل متكاتفللة وفللي أطللار مللن التشللاور
والتعاون فيما بينها عند مناقشة أي موضوع تجارى في إطار المنظمة.
- 4أن الفرص لزالت متاحة لهذه الدول لتعبر عن رأيها ومطالبها فللي إطللار
المنظمة باعتبارها جهاز دائم للتفاوض أو في إطار المفاوضات المقبلة وبرامج
مراجعة التفاقيات الحاليللة المنصللوص عليهللا فللي صلللب التفاقيللات الحاليللة
للمنظمة.
- 5نظام فض المنازعات في إطار المنظمة يكفل لهذه الدول سبل الوصول إلى
حلول لمنازعاتها التجارية مع الدول الخرى مبنية على القواعد العدالة.
- 6أن نظام المساعدات الفنية والمالية المقرر في إطار اتفاقيات المنظمة مللن
شأنه أن يزيد من قدرات الدول النامية على التعامل مللع النظللام بيسللر وتفهللم
قواعده وأن تطور تنظيماتها وأجهزتها لتتعامل مع قواعده بكفاءة ،المللر الللذي
سيزيد باستمرار من فرص اندماجها بالكامل في النظام وتمتعها بمزاياه الكاملة
ول شك أن كل ذلك صحيح في مجملة وأن كان تطللبيقه علللى صللعيد الحيللاة
العملية يشوبه الكثير من القصور ولعل هذا القصور راجع في معظمه لتقللاعس
الدول الكبرى عن تنفيذ التزاماتها في إطار روح النصوص وليس مجرد اللتزام
بألفاظها.
فالواضح أن الكثير من الدول الكبرى تلتزم بحرفية النص دون روحه أو
بالحد الدنى المطلللوب منهللا كمللا هللو حللادث فللي برامللج دمللج المنسللوجات
والملبس في النظام التجاري متعدد الطللراف ،أو فللي تنفيللذ التزاماتهللا فيمللا
يتعلق بتحرير التجارة في السلع الزراعية أو تقديم المساعدات الفنية والماليللة
المطلوبة للدول النامية لمعاونتها فللي النللدماج فللي النظللام التجللاري متعللدد
الطراف وتجنب ما تعانيه من تهميش فضل عن النظللرة القصلليرة أحيانللا مللن
جانب بعض الدول الكبرى في الدفاع عن المصالح الضيقة لصناعاتها الوطنية أو
إساءة استخدام قواعد تحرير التجارة لتحقيق أهداف حمائية بحق مثل إجراءات
مكافحة العراق وآليات إجراءات الوقاية وأساليب الدعم وقواعد المنشأ وغيرها.
وعلى الجانب الخر فإن الدول النامية مطالبة بالمزيد من الجهللود لفهللم قواعللد
النظام التجاري متعدد الطراف ومحاولة الستفادة مما تضمنته من مزايا وكذلك القواعد
المقررة لصالح هذه الدول والمعروفة باسم قواعد المعاملة الخاصة والتمييزيللة للللدول
النامية فضل عن أهمية تحقيق التعاون بين الدول الناميلة لتحقيلق مصلالحها ومواجهلة
التحديات التي يفرضها النظام عليها بشكل جماعي وليس فرادى ،وأن تكتل في الدفاع عللن
مصالحها عند عقد أي مفاوضات جديدة حول موضوعات وأنشطة منظمة التجارة العالمية
ورفض الموضوعيات التي تخفى تحت أسللتارها إجللراءات حمائيللة مثللل معللايير العمللل
ومعايير البيئة وغيرها فضل عن أهمية إيجاد وسيلة فعالة لدعم الدول النامية فنيا وماليا
للستفادة من نظام فض المنازعات في إطار منظمة التجارة العالمية للدفاع عن مصلالحها
وحقوقها بشكل فعلى وعملي.
كما أن الدول النامية مطالبة أيضا بالعمل بشلكل جلاد لتطلوير أوضلاعها الداخليلة
وإعادة هيكله صناعاتها وبرامجها القتصادية وسياساتها المالية وقوانينهللا ولوائحهللا لتوافللق
التزاماتها في إطار اتفاقيات أورجواي التي ل مفر من تنفيذها بشكل كامل في نهاية الفللترات
النتقالية التي أمكن للدول الناحية للحصول عليها في إطار المفاوضات.
وأنه لمن دواعي فخرنا سرورنا أن يقوم تكتل إقليمي اقتصادي بيللن دول
جامعة الدول العربية أو حتى أخذ الترتيبللات اللزمللة لوضللع السللوق العربيلة
المشتركة موضح التنفيذ وهذه السلوق اللتي ظهلرت قبلل السلوق الوروبيلة
المشتركة.
تعتبر منظمة التجارة العالمية مللن أهللم وسللائل فللرض التبعيللة والهيمنللة
والسيطرة علي العالم فهي تمثل الضلع الثالث في ثالوث الخللراب والللدمار بعللد
صندوق النقد الدولي والبنك الللدولي ،فهللذا المثلللث الخطيللر بمثابللة العمللود
الفقري في عملية فرض الهيمنة علي العالم خاصة اقتصللاديا وهللذا هللو الهللم،
وتتبع في ذلك أساليب ماكرة فهدف منظمة التجللارة العالميللة إلغللاء الرسللوم
الجمركية علي الواردات بدعوى دعم المنافسة وحرية السوق وذلك للله نتللائج
خطيرة علي الدول نجملها فيما يلي:
– 1حرمان الدول النامية من مبالغ كبيرة حصيلة الرسوم الجمركية علي الواردات.
- 2تحطيم الصناعات الوطنية التي ل تملك المنافسة مع الواردات المتقدمة جدا مما يؤدي
عدم قيام أي تنمية اقتصادية أو تقدم إل من خلل هذه الدول المتقدمة.. إلي
– 3البقاء علي الدول سوقا رائجة للبضائع الواردة من الدول المتقدمللة حيللث ل تملللك
الدول النامية أي ميزة تنافسية مما بقضي عليها اقتصاديا ويجعلها تابعة ذليلة عبللارة عللن
سوق لعرض منتجات الدول المتقدمة تتحكم فيه الدول الكبرى سياسيا واقتصاديا.
– 4الدليل علي أن مبدأ حرية التجارة قول بل عمل ولم تلتزم به الوليات المتحدة إل في
حالة تحقيق مصالحها كما حدث في حرب الموز بين أوربا والوليات المتحدة فقد أعلنت
الخيرة حقها في فرض عقوبات علي الواردات تطبيقا للمر الرئاسللي رقللم) (301الللذي
يسمح بفرض عقوبات من جانب واحد علي الدول التي لها ممارسات تجارية)غير منصفة(
أي ل تتفق مع مصالح الوليات المتحدة ،وقد أعلنت ذلك قبل أن تصللدر منظمللة التجللارة
الدولية قرارها في النزاع .وردت أوربا وكندا بإصدار قوانين مكافحة الغراق التي تنللص
علي منع الواردات رخيصة الثمن القادمة من الدول النامية ملن اللدخول إليهلا أي فلرض
إجراءات حمائية لحماية الصناعات الوطنية وفي حالة الدول النامية فل بد من السراع في
عملية الخصخصة وتسلريح العملال وفتلح السلواق والمطالبلة بإلغلاء كافلة الوسلائل
129
الحمائية) ( ،مما يؤكد ما نقوله من أن حرية التجارة وفتح السواق للمنافسة ل تطبللق
إل علي الدول النامية لذلك ينبغي علي الدول النامية أن تفلرض ملا تشلاء ملن إجلراءات
حمائية حماية لصناعاتها الوطنية ول تصدق ما تللردده الللدول الكللبرى ،وإن أرادت خيللرا
كثير ل تنضم إلي منظمة التجارة العالمية الجات وإذا كانت انضمت تنسحب فورا.
-الستاذ الدكتور/محمود عبد الفضيل ،الوليات المتحدة ومبدأ حريسسة التجسسارة ،بحسسث منشسسور فسسي 129
كتاب المبراطورية المريكيسة صسفحات مسن الماضسسي والحاضسسر ،الجسسزء الول ،مكتبسسة الشسسروق ،الطبعسة
الولي 2001م ،ص 129.
وقد قامت الوليات المتحدة التي تتزعم حرية التجارة بتهديللد منظمللة الوبللك عللام
2000م وقامت بإصدار قوانين ضد حرية التجارة والستثمار علي الصعيد العللالمي منهللا
قانون )هلمز/برتون( لدعم الحصار علي كوبا وقانون)دماتو/كنيدي( بفللرض عقوبللات
علي الشركات المريكية التي تستثمر في إيران أو ليبيا ،.لذلك يجب علي الللدول الناميللة
أن توحد جهودها في فرض قيود حمائية علي الواردات من الدول الكلبرى حمايلة لسللعها
الوطنية واقتصادها القومي.
من ضمن الليات التي يعتمد عليها الغللرب فللي مقللدمتها الوليللات
المتحدة المريكية لفرض السيطرة والهيمنللة علللي العللالم كللله وليللس علللي
المنطقة العربية فقط محاولة وضللع تشللكيل جديللد للمنطقللة العربيللة تحللت
مسميات خادعة الشرق الوسط الجديد أو الكبير أو الموسللع ،وقلد أطللق علللي
هذه المنطقة سابقا الشرق الوسط بالنسبة لموقعها مللن أوربللا عنللدما كللانت
أوربا مركز الحضارة ،وأما وقد أنتقل مركز الحضارة إلي الوليات المتحللدة
المريكية فلم يتغير المصطلح بل ظل )الشرق الوسط( كمللا هللو ،وذلللك لن
الوليات تعتبر وهي تعتبر نفسها وريثة الحضارة الرومانية التي تحمل مشللعلها
أوربا ،مما يدل علي أنهمتا -أي أوربا وأمريكا -يخرجان من مستنقع واحللد مللن
حيث النشأة والهدف.
وقد تنفيذ هذا المخطط عمليا منذ حرب الخليج الوللي ) 1979م( بيلن العلرب بلدعم
عالمي غربي وعربي ،ثم كانت حرب الخليج الثانيلة) (1990ثلم أحلداث) (11/9الملدبرة
للسراع في التنفيذ ،فكان ضرب أفغانستان – والحمد ل– فشلوا فيها فشل ذريعا حتى بعلد أن
ورطوا فيها حلف الناتو ،ثم كانت حرب العراق الثالثلة 2003م ،وفشللوا فيهلا أكلثر ملن
أفغانستان ،ثم حرب تموز وكان نصيبهم أكثر فشل مما سبق ،والن يبحثون عن مخرج لهم
من ورطتهم في أفغانستان والعراق.
أن الهدف الحقيقي من فكرة الشرق الوسط سواء الجديد أو الكبير أو الموسع
أيا كانت التسمية هو إعادة رسم وترسيم هذه المنطقللة حللدودا ودول لصللالح
فرض الهيمنة والسيطرة عليها لثأر ديني بين النصرانية واليهودية ضد السلللم
وللسيطرة علي ماء العولمة وهواء الصناعة والمسلتقبل وهلو البلترول وتحلت
زعم أن هذه المنطقة تم تقسيمها لصالح الستعمار القديم باتفاقية سيكس بيكو
عندما كانت بريطانيا وفرنسا هما القوي المسيطرة علي النظام العالمي حينها.
أما الن فأن الوليات المتحدة المريكية تزعم أنها المسيطرة علي النظام العالمي الجديللد
لذلك وجب عليها أن تعيد تقسيم هذه المنطقة علي أساس من مصالحها هلي وليلس مصلالح
شعوب ودول هذه المنطقة ،كما يهدف أيضا إلي محاولة دمج الكيان الغاصب والمغتصب فللي
فلسطين المحتلة)إسرائيل( داخل هذه المنطقة بجعلها مركز الثقل التي تتحكم في مقللدرات
شعوب منطقة الشرق الوسط تحت مقولة خاطئة وظالمة أن العرب يملكون المللواد الوليللة
واليدي العاملة الرخيصة والكيان الغاصب يملك التكنولوجيا لذلك يجب أن يكون هللو القيللم
والوصي ليس علي مقدرات ودول وشعوب هذه المنطقة فقط بل علي مستقبلهم بالتحكم في
كافة مجالت الحياة..
فمفهوم ومضمون فكرة الشرق الوسط يقوم علي فكرة السيطرة والهيمنة علي هذه
المنطقة دول وشعوبا وموارد ،كما أن هذه التسمية )الشلرق الوسلط( خلاطئة لن هلذه
المنطقة سميت كذلك بالنسبة لموقعها من أوربا حينما كانوا يدعون أن أوربللا مركللز
الحضارة ،أما الن لم تعد أوربا كذلك بل تدعي الوليات المتحدة المريكيللة أنهللا قللائدة
النظام العالمي بعد انتهاء الحرب الباردة بانهيار التحاد السوفيتي..
فإذا كان ذلك كذلك ،فإن التسمية تكون خاطئة من أجللل ذلللك يحللاولون
تصحيح ذلك بالقول الشرق الوسط الكبير مرة والموسع أخري والجديد مللرة
ثالثة لذلك تعتبر هللذه الفكللرة الشلليطانية مللن ضللمن آليللات فللرض الهيمنللة
والسيطرة وتدل علي تبجح ل مثيل له في التاريخ حيللث تقللوم الللدول الكللبرى
الستعمارية بالتحكم والسيطرة في دول هذه المنطقة دون وضللع أدنللي حسللاب
لشعوبها وأمالهم وتطلعاتهم وثقافتهم وتاريخهم الطويل دون أدني خجل تحللت
أي مسمي يفعلون ذلك وبأي حق يأخذون القوامة غصللبا والوصللاية جللبرا دون
سند من قانون أو تاريخ أو واقع.
كما أنهم ل يملكون أي حق يجعلهم يفعلون ذلك ولكن من دفعهم إلي ذلك
الحكام العملء الذين آمروهم علينا ورضيت الشعوب بللذلك وسللكتت واسللتكانة
وتوجهت مع الحكام الخونة للغرب والشرق ليعبدوهم مللن دون ال ل – سللبحانه
وتعالي -ولو كانت هذه الشعوب وهؤلء الحكلام الخونلة العملء يسلتحقون أن
يعبدون ال – سبحانه ونعالي -لهداهم الل إليلله ولكنهللم )نسللوا الل فأنسللاهم
أنفسهم( وأشركوا بال حكام الشرق والغرب فضلوا وذلوا وضاعوا وصدق فيهم
قول الشاعر) تاه الدليل فل تسل لما تاهوا(.
العمل للخروج من تلك المؤامرة أن تضع الشعوب عينها علي هذه المللؤامرة
وفضحها عن طريق الستعداد للمقاومة الوطنية كما حللدث فللي العللراق وفللي
أفغانستان ولبنان وقد استعد أبناء السودان لحللرب القللوات الجنبيللة إذا دخلللت
السودان ،وعلي الجماهير أن تستعد لهذا اليوم ،فالمل معقود عليهم وليس علللي
الحكام .فالمل في الشعوب بعد أن ركعللت الحكومللات والحكللام الللذين خللارت
قواهم فخانوا ال ورسوله والشعوب والوطان ورهنوا دولهم وأنفسهم للشيطان
الكبر الذي يعاني حاليا من سكرات الموت التي أصبحت واضحة للعيان.
إن ما يتردد اليوم في كافة وسائل العلم الغربية و العربيللة التابعللة مللن
استعداد الغرب وفي مقدمته الوليات المتحدة من ضرب إيران وتللوجيه ضللربة
عسكرية لها خاصة للمنشآت النووية ،خطوة في تنفيذ مشروع الشللرق الوسللط
الجديد ،ولكن ذلك لم يحدث أما الخطوة التي يخططون لها هللو ضللرب سللوريا
لسهولة تحقيق نصر كما أنها يمكن عن طريقهللا حللل مشللكلة النسللحاب مللن
العراق معدات وآليات وجنود ،وقللد حللاولت الوليللات المتحللدة النسللحاب مللن
العراق عن طريق تركيا ولكن رفضت الحكومة التركية ذلك كما رفضت مللن
قبل استخدام أراضيها للهجوم علي العللراق علام 2003م ،كمللا رفضللت مجلددا
استخدام أراضيها لضرب سوريا حاليا وأرسلت عدة رسائل لسوريا لتأكيد ذلك،
أما ضرب إيران فل لما يأتي:
لن إيران فضل عن أنها دولة قوية تمتلك قبل كل شيء عقيدة جهللاديه تربللت
ونشأت عليها منذ أكثر من ألف وأربعمائة ،فالمللذهب الشلليعي مللذهب جهللادي
يقوم علي عقيدة الجهاد والفداء ،كما أن إيران الثورة والسلم تتبنللي نظريللة
الحرب الطويلة)النفس الطويل( في الحرب ،ومن الناحية العسكرية فللأن إيللران
لديها من السلحة ما يمكنها مللن ألحللاق خسللائر فادحللة ل تتحملهللا الوليللات
المتحدة ول الحضارة الغربية قاطبة.
والهم أن الحكومة اليرانية حكومة وطنية بكل معاني الكلمة ،بمعني أوضح
ليست حكومة مخترقة من جانب أي من المخابرات الغربية ،فإذا دخلللت الحللرب
فسوف تقاتل فعليا ،وسوف تكون الحرب للتحريللر الحقيقللي وليللس لتحريللك
القضية ،ولن تجد الوليات المتحدة وحلفاءها داخل حتى الشللعب اليرانللي مللن
يقف معها ،أو يضغط عللي الحكوملة لوقلف القتلال ،فالشلعب اليرانلي يعتلبر
الوليات المتحدة الشيطان الكبر ،الذي يجب قتللله وقتللاله ورجملله ،والشللعب
اليراني ينتظر تلك المواجهة منذ عام 1979م.
فضل عن أن الحكومة اليرانية ومن قبلهللا الشللعب اليرانللي ،يلدرك تمامللا
حقيقة الرأي العام العالمي والمؤسسات العالمية ومنهللا المللم المتحللدة وذلللك
واضح تماما في قضية الملف النووي ،كما أنهما يدركان حقيقة الغللرب عامللة
والوليات المتحدة خاصة ،فلم تعمل أي اعتبار لقرارات مجلس المن ول للغرب
قاطبة.
ول ننسي ول يجب إل ننسي موقف الوليات المتحدة الصعب فللي كللل مللن
أفغانستان والعراق ،كما أن القوات المريكية والغربية الموجودة فيهما يعتبران
تحت وطأة وفي مرمي القوات اليرانية فضل عن السطول المريكللي الموجللود
في الخليج ،الذي صرحت إيران بأنها سوف تجعله طعمللا للسللمك ،وقللد هللددت
ليران صرحت بأن القوات المريكية الموجودة فللي العللراق وأفغانسللتان هللدف
سهل وصيد ثمين لفواتها ،كما أن إيران ممن ورطللت أمريكللا فللي حربهللا فللي
أفغانستان والعراق ،فلو تضرب أمريكا أفغانستان والغرب لضربت إيران ،وكانت
استراتيجية إيران في ذلك ،جعل قوات العدو في مرمي نيرانها.
وعليه يمكننا القول :بأن ما يطلق عليه الشركات المتعددة الجنسيات هي بكل
المعاني السابقة :شركة قومية تحتل مكانتها أساسا في اقتصاد ومجتمع الدولة الم أي ل
حكم على كل من الملكية و الدارة فإرادة الشركات التابعة وإجمال مجموع الشركة
تحتكرها الشركة الم وتحتفظ هذه الخيرة في يدها بكافة القرارات الساسية.
الشركات متعددة الجنسية مصطلح ذكر لول مرة في مجلة »بزنس ويك«
المريكية سنة 1963م ،في ملحق خاص تحت عنوان الشركات متعللددة الجنسلليات« إن
المفهوم القتصادي لشركات متعددة الجنسيات سواء كانت خاصة أو عامة تتميز بموقعها
الستراتيجي العالمي في تسيير مواردها القتصادية و الفنية الخاصة بالنتاج إذ تعملل فلي
ظل شروط الحتكار للمشروعات وليست وفقا لشروط المنافسة الحرة.
وهذه الشركات على الرغم من أنها تستثمر الجزء الكبير من مواردها في
العديد من الدول وذلك بواسطة فروعها المتواجدة عبر الدول الناميللة إل أنهللا
تظل دائما مرتبطة بهذه الخيرة و الللتي تسلليطر علللى الغالبيللة العظمللى مللن
الموال وتظل تابعة لها وهذا ما أدى بالتحكم في رقابتها الموزعة بصفة نسللبية
حسب مصالح الشركة وهنا يمكننا القول بأننا أمام شركات عظمى ذات انتشللار
عالمي واسع.
وعرفها أخر بأنها الشركة متعددة الجنسيات هي ))مشروع وطني يملك ويراقب العديللد
من الفروع الموزعة في العديد ملن اللدول هلذه الشلركات اللتي تعلد وراء العديلد ملن
المشروعات الكبرى تقوم بالنشاط في المجال الصناعي ،وهذه الملحظة تبعث على القول بأن
ظاهرة تعدد الجنسليات يرتبلط بالطبيعلة الحتكاريلة لقتصلاد الدوللة اللتي تتبعهلا هلذه
الشركات((.
وقد نمت هذه الشركات نموا يفوق نمو اقتصاديات البلدان الرأسمالية
المتطورة نفسها ففي الصين بلغ معدل نموها السنوي %10وبلغ النمو
القتصادي لهذه البلدان المتطورة %5وبلغ عدد فروع الشركات متعددة
الجنسيات عبر العالم حوالي) (74.7فرعا وتطورت عبر بداية السبعينات إلى
حوالي) (35000فرعا ول تزال في تزايد مستمر مما يشكل خطورة وتؤدي ألي
130
السيطرة التامة على هذه البلدان مما يؤدي إلى استغلل طاقتها المختلفة) (.
الشركات متعددة الجنسيات Multi Nationalهي الشركات التي تقود فعاليات و
أنشطة تتجاوز الحدود القومية وقد تنامي دورها فأصبحت تسمى أيضا الشركات متعدية
القومية Trans. Nationalوهي ليست متعددة الجنسيات إذ أن لها جنسية واحدة هي
جنسية الوطن الم إل أنها كالشركات متعددة الجنسيات تعمل على نطاق عالمي في
- 130
http://img167.imageshack.us/img167/1859/sanstitre8jg.png
تحول الرأسمالية العالمية من الرأس مالية القومية إلي رأسمالية ما وراء الحدود القومية
في زمن العولمة هذه الشركات تلعب دورا أساسيا في هذا التحول حيث غدت المنظمة
المركزية للنشطة القتصادية في القتصاد العالمي يتزايد تكامله.
إن الشركات المتعددة الجنسيات كثيرا ما تتميز بميزة التكامل وذلك ربما يرجع إلى
جوانب عديدة من ظهور النظام الرأسمالي الجديد الذي يسير وفق نهلج معيلن مملا يجعلهلا
تتأثر وتسير وفق معايير هذا النظام حيث تتمتلع بظلاهرة التكاملل بملا يتماشلى و الفكلر
القتصادي الحديث المنبثق من البلدان و الذي تندرج في إطاره هذه الشركات العملقة ممللا
يجعلها بمثابة الخطبوط و السرطان الذي تحقق بها مصالحها على حساب البلدان الضعيفة و
يجعلها تخضع للستعمار القتصادي وقد أصبحت هذه الشركات تمارس أدوارا كلبرى فلي
التجارة الخارجية الدولية كمحرك فعال في ديناميكية التجلارة و المبلادلت الدوليلة اللتي
قدرت بل 700مليار دولر.
يعتبر الحتكار شرط من شروطها باعتبارها أقلية تسيطر على العديد من إنتاجيات فروعها عبر
العالم وفق إستراتيجية محكمة ودقيقة تستطيع السيطرة الكاملة فتظل هذه الفروع المتواجدة عبر
العالم وخاصة بالدول النامية مرتبطة بالشركة الم تسيطر وتحتكر الغالبية العظمى للنشطة
وتعمل على إبقائها تحت السيطرة بهدف التمكن من إدارة شئون هذه الفروع و التحكم فيها وراء
خلق استثمارات جديدة.
أن قوة انتشار الشركات متعددة الجنسيات عبر العالم يعود لعملها الدءوب لحتكارها
لجميع النشطة الصناعية و التجارية فالمتتبع لمسيرة هذه الشركات ومراحل تطورها
وخاصة للدول النامية يجد بأنها تسعى وبكل الوسائل الهيمنة على ثروات هذه الدول التي
تستثمر فيها لنهاك قواها في المجال القتصادي مقابل منتجات كانت أساسا عبارة عن مواد
خام لثروات الدول النامية " دول العالم الثالث" ثم تنتقل إلى البلدان الصناعية العظمى وتعاد
في شكل مصنوعات وتبقى الصفة الحتكارية ملزمة لهذه الشركات بدل من احتكارها من
دول العالم الثالث صاحب الثروات.
وتهدف هذه الشركات للسيطرة على الثروات و استغللها لصالحها عبر العالم واحتكار السلع
المعروضة في السواق أو حتى في مجال الخدمات ول تتحقق الميزة الحتكارية إلإذا كانت لعدد
قليل من أصحاب رؤوس الموال مما يؤدي بهذه المعادلة إلى التحكم في أثمان هذه السلع و الخدمات
وخير مثال علي ذلك هو البروز لعدد قليل ومحدود من الشركات البترولية الكبرى بالستحواذ و
السيطرة على مجموع النشاط القتصادي البترولي على الصعيد المحلي و العالمي.
وقد مارست هذه الشركات أدوارا كبرى في التجارة الخارجية الدولية كمحرك فعال في
ديناميكية التجارة و المبادلت الدولية المتطورة وهذا من بين الساليب الستراتيجية التي اعتمدتها في
برمجة سياستها القتصادية و التجارية لضعاف البنية القتصادية و التجارية للدول النامية مما جعلها
تتوسع أكثر في تجارتها على الصعيد الدولي و الداخلي وتركيزها على دول العالم الثالث مما جعل
أرباحها تزداد أكثر فأكثر وهذا أدى إلى السيطرة على السوق التجارة الدولية كما تتميز بإنتاج
المتعدد و المتنوع فشركة جنرال موتور التي تنتج أكثر من) (22سلعة مثل إنتاج القطارات
السكك الحديدية الثلجات وغيرها من السلع ذات الهمية في التجارة الدولية وخاصة احتياجات دول
العالم الثالث لمثل هذه المنتجات..
أن دول العالم الثالث أكثر من) ( 130دولة يعيش فيها أكبر نسبة من سكان العالم ل
يتعدى نصيبهم) (%20من الناتج العالمي إلى جانب امتلك هذه الدول لثروات طبيعية
وطاقات بشرية هائلة فهي ل تساهم في النتاج الصناعي العالمي إل بنسبة) (%7و ) 35
(%من النتاج الزراعي الذي ل يغطي حاجيات هذه البلدان.
إضافة إلى النتاج المحلي المتدني فقد اعتمدت على سياسة الستيراد و
الهتمام بالمنتج الجنبي وهذا حسب الرأي القتصادي العالمي تشاكين-عالم
في القتصاد الحديث ذو أصل بريطاني -بدل من استغلل منتجاتها لحفظ النمو
المحلى وتحسين النتاج وزيادة التنافس بل أعطت حوافز في مجال التجارة
الحرة والستثمار الجنبي غير المقيد وهذه المميزات المتراكمة التي ل تفيد
الشعوب وخاصة عمال دول العالم الثالث وكما نعرف مدى ارتكاز أعمال
الشركات متعددة الجنسيات على البترول و الغار في بادئ المر ولكن الظروف
و التغيرات فرضت عليها تنوع وتوزيع مجالت نشاطها الصناعي والقتصادي
إلى مصادر طاقية أخرى مثل استغلل الفحم الحجري و اليورانيوم و رمال
القارة أو التصنيع البيتروكيمياوي وهذا كله من أجل تعزيز سيطرتها
131
وهيمنتها ومحافظتها القتصادية) (.
ول يمكن أن تتجاهل التلأثير الكلبير للشللركات متعللددة الجنسليات فللي هلذه
ً لمقاييس وتعدد نشاطاتها وحريتها النسبية في رسللم وتخطيللط
العلقات ووفقا
استراتيجياتها الخاصة فان دورها في التأثير على العلقات التكنولوجية الدولية
أصبح أكثر أهمية في دور الحكومات نفسللها كشللركة )آي .بللي .إم (IBMأو
انترناشونال بيزنيس ماشينز كوربوريشن تتمتع باحتكار أكثر من %60مللن
سوق الحاسبات )الكومبيوترات( في كل واحدة مللن الللدول الللتي تمتلللك فيهللا
حقوق التصنيع والتسويق ،مللا عللدا المملكللة المتحللدة الللتي تبلللغ فيهللا نسللبة
مشاركتها %40والشركات متعددة الجنسيات في مجموعها تتحكم بأكثر من
خمللس ) (1.5المنتجللات ذات التكنولوجيللات العاليللة )فللي أسللواق المجموعللة
الوروبية(.
-131
http://img167.imageshack.us/img167/1859/sanstitre8jg.png
عالية التكامل ،وتستخدم أنظمة عالية التطور في التسيير في كافة البلدان الجنبيلة اللتي
تعمل بها وشركة )أي .تي .تي (ITT .التي تأسست فلي أوربلا ،ثلم علادت ملكيتهلا إللى
الوليات المتحدة المريكية ،وشركة )فليبس (PHILIPSالتي تأسست في هولندا تعملن
بوصفهما شركتين متباعدتين للتجمع من اجل استثمار رؤوس الموال وتوزيلع الربلاح،
ولمثل هذه الستراتيجيات في المشاركة تأثير كبير في العلقات التكنولوجية الدولية.
في عام 1983م بلغ عدد الشركات المريكية متعددة الجنسيات العاملة ) (1708بلغت جملة
مبيعاتها أكثر من بليوني دولر أما الشركات الوروبية العاملة في نفلس القطلاع فبللغ علددها)
(3442وبلغت مبيعاتها أكثر من ثلثة بليين ونصف دولر في نفس العام مثل هذه الحصللائيات
من شأنها أن تعطي فكرة عن أحجام الشركات المتعددة الجنسيات التي تأسست في أمريكا وأوروبللا
وتجدر الشارة إلى أن نفس هذه الحصائيات قد أشلارت والفروقات في عوائد استثماراتها المالية
إلى أن مجمل مبيعات مائتين من اكبر الشركات متعددة الجنسيات في العالم تجاوزت ثلث اللدخل
القومي الجمالي لدول منظمة التنمية والتعاون القتصادي ،كما أن الشركات المتعددة الجنسلليات
ككل تشغل ) (8/1القوة العاملة الكلية لبلدان منظمة التنمية والتعاون القتصادي..
ومن ثم تستمر تلك الدول النامية في العتماد على تلك الشركات في سد احتياجاتها وهو ما
يخضعها لي شروط تفرضها للحصول على امتيازات وبسبب أسرار التصلنيع تظلل للشلركات
متعددة الجنسيات ميزات احتكارية بأسواق الدول المستضيفة ،ومن ثم ل يمكن الستغناء عنهللا لن
ذلك سوف يؤدي إلى تأثر القطاعات التي تعمل بها تلك الشركات كقطاع الدوية ومللواد البنللاء
والتكنولوجيا وغيره(.
أن أرباح تلك الشركات تتحول كاملة للخارج حيث وصل حجم الرباح
المحولة من فللروع الشللركات المتعللددة الجنسلليات فللي الللدول الناميللة إلللى
الشركات الم حللوالي)(112مليللار دولر عللامي ،1982-1980إل أن الرقللام
المتوفرة بعد ذلك أشارت إلى تناقص في أرباح تلك الشركات التي قامت بتغيير
أساليب تحويل أرباحها إلى طرق غير مباشرة عبر المغللالة فللي أسللعار المللواد
الخام واللت والمعدات والتكنولوجيا التي توردها الشركات الم لفروعها فللي
الدول النامية.
وإذا كان تشغيل العمالة يعتبر الميزة التي تقدمها تلك الشركات للدول النامية فإن
العمالة التي يتم تشغيلها هي الفئة التي ل تعاني حقا من البطالة ،فهي تقللوم بتشللغيل وجللذب
العمالة المؤهلة ،وتحتكر أيضا المتميزين من ذوي المؤهلت العليا ،أما هؤلء الذين يعانون من
البطالة لنهم مؤهلت متوسطة أو أقل من المتوسطة ،فليس لهم مكان فعلي إل كعمللال فللي
بعض المصانع المحتاجة لعمالة غير مؤهلة ،كمصانع المشروبات الغازيلة العالميلة لغسليل
الزجاجات والعمال البسيطة الخرى.
أن هذه الشركات متعددة الجنسية هي من أشكال وآليات المبريالية وليس جوهرها وإنها
ليست أداة لنقل التكنولوجيا ،والتقدم القتصادي والعلمي على المستوى العالمي ،وبصفة خاصة
إلى دول الطراف »النامية« ،لن منطق وجود هذه الشركات مرتبط بوجود هذا التمايز فللي
مستويات التطور والنمو القتصادي »النمو غير المتكافئ«
- 1وجود الحواجز الجمركية ،وارتفاع نفقات النقللل ،ممللا يللؤدي إلللى رفللع
السعار ،المر الذي ينعكس سلبا على صعيد المنافسة وبالتللالي فللإن الشللركات
تهدف إلى إنشاء وحدات إنتاجية بالقرب من السللواق ،أو حيللث توجللد السللواق
كبديل لعملية التصدير التي لم تعد اقتصادية.
- 3انها محاولة لتقليل المخاطر القتصادية »عدم وضع البيض كله في سلة
واحدة« ،وهناك نظرية للعالمين القتصاديين المريكيين سويزي وباران ،الللتي
تفيد أن هناك زيادة مضطردة للفائض القتصادي للشركات الكبرى ،وهو فائض
يصعب استيعابه داخليا لسباب مختلفة يأتي في مقدمتها ،ما يعرف بتوازن نظام
»احتكار القلة« ،وعدم الرغبة في الدخول في تنافس يستند إلى السبق في ميدان
التكنولوجيا للسباب ذاتها ،مما يجعلها مضطرة لسللتغلل فائضللها القتصللادي،
المتراكم لديها ،عبر الستثمار الخارجي المباشر ،ومع إنها تستطيع السللتثمار
في الداخل ،إل أن معدل الربح سيكون اقل ،في ظل ارتفاع أجور ونفقات النتاج،
مقارنة بالبلدان الخرى ،وبخاصة دول الطراف.
)إذا صح وصف هذا العصر بأنه عصر العولمة ،فمن الصح وصفه بأنه عصر الشركات متعددة
الجنسيات باعتبارها العامل الهم لهذه العولمة ويرجع تأثير هذه الشركات كقوة كبرى
مؤثرة وراء التحولت في النشاط القتصادي العالمي إلى السباب التالية:
- 1تحكم هذه الشركات في نشاط اقتصادي في أكثر من قطر وإشاعتها ثقافة استهلكية
موحدة.
- 2قدرتها على استغلل الفوارق بين الدول في هبات الموارد.
- 3مرونتها الجغرافية.
ويأخذ بعضهم على هذه الشركات ما يلي:
-1تناقضها بين وجهها التوحيدي للعالم ،ووجهها الخر وهو كونها رمزا
ً
للسيطرة القتصادية ومن ثم السياسة وبالتالي فرض الهيمنة والسيطرة.
-2عدم وجود قواعد وضوابط قانونية أو اتفاقات دولية ملزمة لها مما شجعها
على انتهاك قوانين العمل وحقوق النسان.
-3إن قادة هذه الشركات من كبار الراشين على مستوى العالم.
ويري البعض مساهمتها في التنمية القتصادية حيث توفر فرص التدريب
والعمل وتدفع الضرائب التي تستخدم في البرامج الجتماعية وتنقل
التكنولوجيا المتطورة وتساعد في بناء قاعدة صناعية في الدول.
من ضمن الدوات التي يعتمد عليها في فرض العولمة الشركات متعددة الجنسيات أو
متعددة الجنسية أو متعدية الجنسيات ،والتي تسيطر عليها الوليات المتحدة المريكيللة حيللث
تمتلك أكثر من نصف هذه الشركات ،إذا كان الستعمار أنقلب ملن اسلتعمار سياسلي إللي
استعمار اقتصادي فان الشركات متعدية الجنسية هي السللتعمار الجديللد ،وتسللتغلها الللدول
الغربية عامة والوليات المتحدة المريكية خاصة في السيطرة علي السوق العللالمي ،والسللوق
من ضمن آلهة العولمة التي يريد الغرب للرض عبادتها من دون ال– سبحانه وتعالي -وملن
آلياتها لفرض العولمة علي الكون ،وسوف ندرس هذه الشركات في بندين أثنين هما :تعريف
وخصائص وأشكال الشركات متعددة الجنسيات واستراتيجية الشركات متعللددة الجنسلليات
وآثارها
وقد أطلق الفقه علي هذه الشركات عدة مسميات فهي في نظر البعض
)الشركات عابرة الحدود الوطنية) Societes T ransnationalesوالشركات
الدولية ) (societes internationalsوالشركات فوق الدول )societes
supranationalesوالشركات متعددة القوميات ( societes plurinationales
وشركات عبر الدول) (La Firme trananationalesوشركات تتمتع بجنسية
أكثر من دولة ) (La Firme Plurinationalesوشركات متعددة الجنسية)
(societes multinationals La Firme naltionationalesوهذا السم الخير
هو الشائع والمستعمل في الكتابات القتصادية و الدراسات القانونية لنه
المستعمل في بلد المنشأ الصلي لهذه الشركات وهو الوليات المتحدة
المريكية ،وهناك من يطلق عليها أسم ) الشركات متعدية الجنسية( لنه
تتعدي الجنسيات.
لم يتفق الفقهاء علي تعريف واحد لهذه الشركات – كما رأينا – رغم كثرة المحاولت
التي بذلت في هذا الشأن سواء من فقهاء القانون أو القتصاد ،لختلف النظرة اللتي إللي هلذا
132
النوع من الشركات( ) ،زمن ثم تعددت التعريفات والمعايير والضوابط التي يسللتند إليهللا
كل فقيه لها .فكثرت التعريفات واختلفت حتى أن في أحدي الدراسات الصادرة عن المجلللس
-الدكتور /محسن شفيق ،المشروعات ذو القوميات المتعددة من الناحية القانونية ،مطبعسسة جامعسسة 132
أنشأت المم المتحدة لجنة بهدف تعريف الشركات متعددة الجنسيات وقد
عرفها بأنها "شركة عبر وطنية" أي كيان اقتصادي يعمل في أكللثر مللن بلللد
ً كللان
واحد أو إلى مجموعة كيانات اقتصادية تعمل في بلللدين أو أكللثر ،أي لا
الشكل القانوني الذي تتخذه سواء في موطنها أو فللي البلللد الللذي تمللارس فيلله
ُنظر إليها منفردة أو مجتمعة.
نشاطها وسواء
-تشمل عبارة "مؤسسة أعمال أخرى" أي كيان تجاري بصرف النظر عن الطابع
الدولي أو المحلي لنشطته ،بما في ذلك الشركة عبر الوطنيللة أو المتعاقللد أو
ّزع ،وأي شللكل
ّرد أو حامللل الللترخيص أو المللو
المتعاقد مللن البللاطن أو المللو
يستخدم لنشاء الكيان التجاري سواء اتخللذ شللكل شللركة مسللاهمة أو شللركة
ُيستخدم لترسيخ الكيان التجللاري ،كمللا تشللمل
تضامن أو أي شكل قانوني آخر
طبيعة ملكية هذا الكيان .ويفترض أن تنطبق هذه القواعد من الناحيللة العمليللة
إذا كان لهذه المؤسسة التجارية علقة بشركة عبر وطنية أو إذا لم يكن تأثير
ً بالكامل ،أو إذا انطوت أنشطتها على انتهللاك الحلق فلي السللمة
أنشطتها محليا
134
على نحو ما أشير إليه في الفقرتين 3و ( )(.4
United Nation – department of economic and social affairs, “ multinatiuonales corporations in - 133
مما دفع أحد الفقهاء إلي القول بأن الشركة متعددة الجنسية هي )مشروع
وطني ،يملك ويراقب العديد من الفروع الموزعة في العديد من الللدول( وهللي
وراء العديد من المشروعات الصناعية الكبرى ،وهذه الشللركات تخلللق قاعللدة
اقتصادية مشتركة للقتصاديات التي تتميز بفوارق محسوسة من ناحية النمللو
أو تخضع لمباديء تنظيم متعارضة فيما بينها.
-الدكتور /إبراهيم قادم ،الشروط المقيدة في عقود نقل التكنولوجيسسا ودورهسسا فسسي تكريسسس التبعيسسة 135
التكنولوجية علي المستوي الدولي ،رسالة دكتوراه ،كلية الحقوق ،جامعة عين شمس ،عام 2002م ص،
.7
تعريف المشروع المتعدد الجنسيات بوصفة ) المشروع أو مجموع المشللروعات
التي تمتد نشاطاتها إلي العديد من الدول التي صللممت ونظمللت ووجهللت علللي
المستوي العالمي( فطبقا لهذا التعريف يعتللبر مشللروع متعللدد الجنسللية كللل
مشروع لدية درجة معينة من النشاط علي الصللعيد العللالمي ،وتقسللم نشللاطات
المشروعات التابعة للمجموعلة متعلددة الجنسلية بالنسلبة لعديلد منهلا بأنهلا
نشاطات كاملة حتى أنها تؤدي عمليات متصلللة بللالبحث والتطللوير والتصللنيع
وأيضا عمليات التسويق وذلك في كل دولة يوجد فيها نشللاط ،هللذه النشللاطات
تعد مدمجة في الهداف الكلية للشركة الم ،ولكن هذه الفروع تخضع لسياسة
شاملة تهدف إلي أن تجعل من هذه الفروع وحدة مستقلة للنتللاج قللادرة علللي
تصور خلق كل المنتج ولكن تحدد دورها في التخصيص والتركيز علي إنتللاج
136
جزء من المنتج فقط) (.
أما التعريفات التي تعتمد علي المعيار الجغرافي في هذا الصدد فهي متعددة
منها ما نص علي أن )المشروع متعدد الجنسية هو كل مشللروع يملللك ويللدير
137
منشآت إنتاجية في عدة دول() ( وعرفه أخر بأنه) المشروع الذي ينتج ويبيع
138
منتجاته في أكثر من دولة() ( وقللال عنله أخلر ) المشللروع اللذي يمللارس
نشاطه إنتاجيا في دولتين أو أكثر ويعمل من خلل مركز رئيسي فللي أحللدي
139
تلك الدول وفروع منتشرة في الدول الخرى وتابعة للمركز الرئيسي() (
هذه التعريفات السابقة تعتمد علي معيار جغرافي)إقليمي(بالدرجة الولي يتمثل في مدي النتشلار
الجغرافي لنشاط الشركة في الدول الجنبية بمعني ممارسة هذه الشركة نشلاطها النتلاجي عللي
القل في دولة أخري غير الدولة التي يوجد فيها مركزها الرئيسي وان بعض القتصاديين يشللترط
-الدكتورة /نصيرة سعدي بوجمعة ،عقود نقل التكنولوجيا في مجال التبادل الدولي ،رسالة دكتوراه، 136
.Tugendhat – “ the multinationals” London, Eyre and Spotiswoude. 1970,P10 - 138
.Caves, R.E- “Multinationals enterprise and economic analysis cambridge,New york,1982,P1 - 139
عدد محدد من الدول التي يتعين أن تمارس فيها تلك الشركات نشلاطها حلتى يمكلن اعتبارهلا فعل
متعددة الجنسية.
ويظهر لنا مما سبق أن المشروع متعللدد الجنسللية فللي نظللر القتصللاديين
يتمثل في حجم النشاط النتاجي للمشروع ودرجة إنتاجه الجغرافي مللن جهللة
وبكيفية تنظيم المشروع وإدارته من جهة أخري نخلص من كل ما سللبق إلللي
أن النظرة القتصادية للمشروع متعدد الجنسية يركز فقط علي مجرد الهمية
القتصادية لهذا النوع من المشروعات وحجمه الهائل وانتشاره علللي المسللتوي
الدولي ،علما بأن هذه النظرة ناقصة عن أدراك جميع أبعللاد وسللمات الشللركة
متعددة الجنسية ولذلك فأن تعريفاتهم السابقة ناقصة ولم تعللط تعريللف عللام
140
شامل موحد يأخذ في العتبار العناصر الساسية لجوهر هذه الشركات) (.
تعريف جامع مانع لهذا النوع من الشركات ،لنها في حقيقتها كيانا اقتصللاديا
فهي ظاهرة اقتصاديا وليست ظاهرة قانونية تتمتع بكيان قانوني خاص من أجل
ذلك يفضل بعض الفقهاء استخدام ) المجموعة متعددة الجنسللية للشللركات( )
(Le groupe multinational de societesلويعرفها لأخر لبأنها)مجموعة لمن
شركات مستقلة من الناحية القانونية ومنتمية إلي العديللد مللن الللدول ،وهللي
تشكل مشروعا واحدا متكامل من الناحيللة القتصللادية أو علللي القللل متناسللقا
141
وتمارس نشاطا دوليا تحت إدارة الشركة الم() (
B.Goldman – “cours de droit commerce international” Paris, Les cours de droit, 1972- - 141
.1973,P102
142
وتتولي الستثمار في مناطق جغرافية متعددة() ( وعرفها أخللر بأنهللا)تجمللع
اقتصادي بين عدة شركات تتمتع بجنسيات دول مختلفة وترتبط فيما بينها عن
143
طريق المساهمة في رأس المال بقصد تحقيق هدف اقتصادي معين() (
وقد انتهت اللجنة الحكومية المكلفة بإعداد مسودة ميثاق سلوك دولللي للشللركات
متعددة الجنسية في إطار منظمة المم المتحدة إلي وضع تعريف عام لتلك الشللركات
مؤداه أن الشركة متعددة الجنسية هي ) تلك اللتي تشلتمل عللي كيانلات تعملل فلي
دولتين أو أكثر بصرف النظر عن شكلها القانوني ومجال النشاط الذي تعمل فيه ،وأن
تعمل هذه الكيانات في ظلل نظلام لتخلاذ القلرار يسلمح بوضلع سياسلات متجانسلة
واستراتيجية مشتركة من خلل مركز أو أكلثر ملن مراكلز اتخلاذ القلرار ،وأن
ترتبط هذه الكيانات فيما بينها عن طريق الملكية أو غيرها من الروابط الخرى بحيث
يمكن لواحدة منها أو أكثر ممارسة تأثير فعال علي أنشطة الكيانات الخللرى وبصللفة
144
خاصة المساهمة بالمعرفة والموارد والمسئوليات مع الخرين( ) (
ثانيا :خصائص الشركات متعددة الجنسية :تتميز الشركة متعددة الجنسية بخاصتين هما:
خاصية الوحدة :تعبر الوحدة السمة الساسية التي تتميز بها الشركة متعددة الجنسلية، -
فهناك وحدة في اتخاذ القرارات ،ووحلدة فلي التصلرف ،والسلتراتيجية والملوارد النسلانية
145
والمادية والفنية( ) .معني ذلك أن كل من الشلركة الم وفروعهلا ومنشلأتها التابعلة لهلا
الشارة إلي مصر ،رسالة دكتوراه ،كلية الحقوق جامعة عين شمس1986 ،م ،ص.33:
Fateurors(A,A)problemes et methods d.une reglementation des enterprises - 145
.multinationalesciunet,1974,11,6496
والمنتشرة في الخارج تكون في الصل مجموعلا واحلدا متكلامل وللذلك يمكلن النظلر إللي
الشركة متعددة الجنسية علي أنها نظام من العلقات المركبة بين جميع عناصرها ومكوناتهللا،
فهي عبارة عن مجموعة تدرجية وتسلسلية حيث العلقة بين فروعها ووحداتها علقللة رأسللية
146
وعمودية كما أنها علقة تبعية( ).
وتتجسد وحدة الشركة متعددة الجنسية في وجود مركز رئيسي واحد ترسللم
فيه الستراتيجية العامة للشركة ،والتي هي عبارة عن مجموعة مللن القللرارات
الصادرة مللن المركللز الرئيسللي أي الشللركة الم والموجهللة إلللي الوحللدات
والفروع في الخارج تحدد فيها نشللاط وسلللوك الفللروع والشللركات الوليللدة
الموجودة في الدول الخرى أي خارج الدولة التي يوجد فيها المركز الرئيسي
)الشركة الم( ،ويتمك التعبير عن هذه العلقة فللي القللانون مللن خلل فكللرة
السيطرة والرقابة وهي العلقات الفعلية أو القانونية التي توجللد بيللن طرفيللن
أحد الطراف يصدر قرارات تحدد سلوك ونشاط الطرف الخللر ويهتللم رجللال
القانون بالتناقض الواضح الذي تثيره علقة السيطرة والرقابة وهللو التنللاقض
بين الطابع الموحد للشركة متعددة الجنسية من الناحية القتصللادية وطابعهللا
147
التعددي من الناحية القانونية) (.
خاصية التعدد :أي الطللابع التعلددي للشللركة متعلددة الجنسللية وتلللك -
الخاصية الثانية للشركات متعددة الجنسية فهي مكونة من عدد أو مجموعة من
الشركات تتمتع بالشخصية القانونية المستقلة ويتللم تشللكليها وفقللا لقللوانين
وطنية متعددة لوجودها في دول مختلفة مما يثير إشكاليات في القانون الدولي
الخاص ،الذي تسري قواعده علي العلقات القائمة بين الشركات المنتميلة إللي
أنظمة قانونية مختلفة متواجدة في دول مختلفة .ويمكن حللل هللذه المشللكلت
أن مفهوم التواجد هذا ليس بالمر السهل فيجب أن يتسم بالجديللة والوضللوح ويجللب أن
يكون لهذه الشركة شخصية قانونية مستقلة وأن تمتلك وسلائل النتلاج وليلس وسلائل
التوزيع ويمكننا التأكيد علي أن الشركة تتواجد فعليا علي إقليم دولة معينة عندما تنشلأ
علي هذا القليم فروع متميزة تدار تحت سيطرة المركز الرئيسي أي الشركة الم.
ثالثا :أشكال الشركات متعددة الجنسية :في أثناء ممارسللة الشللركات متعللددة
الجنسية عملها وتسهيل وتيسيرا عليهللا تتخللذ أحللدي صللورتين الولللي شللكل
الشركة والثانية ارتباط تعاقدي ل يرقي إلي مرتبة الشركة.
صورة الشركة :يتخذ المشروع متعدد الجنسية شكل الشركة وتختلللف -
الطبيعة القانونية لهذه الشركة من حالة لخرى فإذا كان جميع الطراف فللي
المشروع )الشركة( متعددة الجنسية من أشخاص القانون الخاص فللأنه يتخللذ
أحد أشكال الشركة المعروفة في القانون الداخلي للدولللة محللل التأسلليس أو
الدولة التي يمارس فيها النشللاط أمللا إذا كللانت الدولللة المضلليفة طرفللا فللي
-الدكتور /يوسف عبد الهادي خليل الكيسسابي ،النظسسام القسسانوني لعقسسود نقسسل التكنولوجيسسا فسسي مجسسال 148
القانون الدولي الخاص ،رسالة دكتوراه كلية الحقوق جامعة الزقازيق ،ص.72 -70:
المشروع – أي مشتركا -تتخذ الشركة ارتباطا تعاقديا ل يرقللي إلللي مرتبللة
الشركة علي أن أكثر الشكال ذيوعا وانتشارا ما يلي:
-حالة الرتباط التعاقدي الذي ل يرقي إلي مرتبة الشركة :فللي هللذه الحالللة
تمد الشركة متعددة الجنسية نشاطها داخل الدول النامية عن طريق المشاركة
بينها وبين تلك الدول أو مؤسسللاتها العامللة والخاصللة عللن طريللق ارتباطللات
تعاقدية ل تصل إلي حد المشاركة وقد حققت نجاحا كبيرا وملحوظا ويطلللق
عليها البعض الستثمار المشترك وتكون العلقة تنظيمية عنللدما يكللون الهيكللل
التنظيمي للشركة يجعل الوحدات التابعة في حالة خضللوع وتبعيللة للمركللز
الرئيسي والعلقة التعاقدية هي انعدام السلليطرة مللن المركللز الرئيسللي علللي
الفروع في الدول النامية.
ورأي البعض أنه يمكن تقسيم الشركات التي تعمل علي المستوي الدولي إلي أربعة:
– 1الشركات التي تعتمد علللي الحضللور المحلللي القللوي مللن خلل تحسللس
الفوارق القومية والستجابة لها)الشركات متعددة الجنسية(.
– 2الشركات التي تستثمر معرفة وقدرات الشللركة الم مللن خلل النتشللار
والتكيف العالمي )الشركات العالمية(.
– 3الشركات التي تحقق أفضليات في الكلفة من خلل مركزة العمليات علللي
النطاق الكوني ) الشركات الكونية(.
– 4الشركات التي تبعثر نشاطها علي وحدات متخصصة ومستقلة نسبيا سللعيا
لتحقيق القدرة التنافسية الكونية من خلل المرونة متعددة القومية ومن خلل
قدرات تعلم المعرفة وتطويرها علي نطاق العالم )الشركات العابرة للقوميللات(
149
) (.
ترتكز استراتيجية الشركات متعددة الجنسية علي التحكم في السواق العالمية والوصول
إلي السواق في كافة دول العالم للتحكم فيها ،من حيلث السلعر وعناصلر النتلاج وخاصلة
التكنولوجيا بمعني أوضح احتكار هذه السواق ،فهي تتحكم في عملية نقل التكنولوجيللا ومللن
قبل في التكنولوجيا نفسها إنتاجا وتوزيعا ،وتستند في ذللك عللي علدة عواملل تتمثلل فلي
السيطرة الكاملة علي السوق العالمية للكنولوجيا تحكما ورقابة وخاصة في اللدول الناميلة أو
الخذة في النمو وتعمل الوليات المتحدة من خلل امتلكها لكثر من نصف هذه الشركات
علي المستوي العالمي.
هناك إجماع بين الفقهاء في القانون والقتصللاد وعلمللاء الجتمللاع علللي أن
الشركات متعددة الجنسللية تسلليطر سلليطرة شللبة كاملللة علللي التكنولوجيللا
امتلكا وإنتاجا وتوزيعا وأسواقا ويرجللع ذلللك إلللي عللاملين انتشللر التخلللف
التكنولوجي في عدد ل بأس به من العالم والثاني أن عملية البتكللار والتجديللد
والتطوير التكنولوجي تحتاج إلي أموال كثيرة وضخمة ل تتوفر إل لمثل هذه
150
الشركات) (
-بول هيرست ،ما العولمة ،القتصاد العالمي وامكانسسات التحكسسم ،عسسالم المعرفسسة ،العسسدد) ،(273ص 149
.154
Michalet (C.A): Le enterpris de technelogie, multinationale et Le transfert - 2150
بلغ عدد الشركات متعددة الجنسية في منتصف التسعينات نحو) 45ألف شركة( تسيطر
علي) 280ألف( شركة تابعة ،وأن المنشأ والوطني إلي) (%82أي حوالي) (37ألف شلركة
تنتمي إلي) (14دولة متقدمة صناعية من دول منظمة التعاون والتنمية القتصادية) (OECD
151
وأن %90من إدارة الشركات متعددة الجنسية تقع في الدول المتقدمة) (.
وفي عام 1991م بلغ حجم السللتثمار الجنللبي المباشللر ) 2ر 3تريليونللات دولر(
وكانت الشركات متعددة الجنسية مسئولة عن بيوع محلية وعالمية تناهز) 7تريليونات
دولر( ويزيد ذلك عن الحجم الكلي للتجارة العالمية البالغ ) 2ر 5تريليونات دولر( عللام
1996م وأن ) (%8من مجموع الستثمارات الجنبية المباشرة جاء من شركات متعللددة
152
الجنسية تعمل في دول نامية برغم أنها شكلت) (%15من التدفقات) (.
أن الفجوة بين الدول المتقدمة واللدول الفقيلرة الناميلة بلدأت فلي التزايلد بعلد عقلد
السبعينيات وآخذة في التزايد كما أنها عصية علي التغيير والحل مما يهدد ليس مسلتقبل هلذه
الدول النامية والفقيرة فقط بل يهدد هذا الوضع وجودهم في الحيلاة وينبغلي فعلل أي شليء
لوقف هذا التدهور الخطير من قبل هذه الدول لن الشركات متعددة الجنسلية ل تهتلم سلوي
بالربح فقط ،وهذه النتائج الخطيرة أدت إلي استبعاد ثلثي سكان الرض من التنمية القتصللادية
وتركيزها في نسبة ) (%14الثرياء في العالم.
وقد ساعد علي ذلك التفاوت الهائل بين الللدول المتقدمللة والللدول الناميللة
التي بدأت تدرك أهمية التكنولوجيا في عملية التنمية القتصادية ولذل تحللاول
تضييق الفجوة التكنولوجية بينها وبين الدول المتقدمة.
ولما كانت الدول النامية ليست لديها القدرة علي إنتاج التكنولوجيللا نظللرا
لقلة الموارد المالية المتجهة لعملية البتكار في الدول النامية ففي عام 1973م
- 153بول هيرست ،ما العولمة القتصاد العالمي وامكانات التحكم ،عالم المعرفة العدد
،2001 ،273ص .105 – 104
أنفقت الدول المتقدمة ما يقارب ) (%97من النفاق العالمي علللي التكنولوجيللا
154
بينما أنفقت الدول النامية )9ر (%2من النفاق العللالمي) ( ،لللذلك لللم تجللد
الدول النامية بدا من استيراد التكنولوجيا المتقدمة عن طريق الشراء من الدول
المتقدمة التي تحتكر ذلك وتضع العديد من الشروط التعسفية التي تفرع عقود
نقل التكنولوجيللا مللن مضللمونها مللن أجللل هللذا الحتكللار والتحكللم أصللبحت
الشركات متعددة الجنسية من أدوات فرض العولمة لنها تفللرض علللي الللدول
المستوردة للتكنولوجيا شروطا تعسفية تضمن تبعيتها المستمرة لها كمللا أنهللا
تفرض عليها فتح أسواقها لمنتجاتها كما تشترط هذه الشللركات عللدم وجللود
بديل وطني ومحلي للسلع التي تنتجها هذه الشركات حتى تظللل محتكللرة لهللا
وهي تخضع علي الحكومات الضعيفة والعميلة لقرار القوانين التي تسمح لذلك
من المجالس النيابية الصورية التي عادت ما توجد فلي اللدول الفقيلرة أو دول
العالم الثالث الدول النامية فأصبحت هذه الشللركات تتمتللع بإعفللاء كللبير أو
كامل من الضرائب كما تقدم لها كافة التسهيلت بللدون مقابللل أو مقابللل ل
يتناسب مع هذه الخدمات.
علما بأن هذه السيطرة لم تأت من فراغ حيث تعتبر هذه الشركات الطرف
الرئيسي القائم بأنشطة البحث العلمي والتطوير ،فهي تقوم بنصف أو ثلثي هذه
البحاث والبتكارات العلمية وتصل نسبتها في ايطاليا)8ر (%45وفي فرنسا)5ر
(%55وفي بريطانيا)8ر (%76وفي الوليات المتحدة المريكية)5ر (%96
155
حسب إحصائيات منظمة التعاون والتنمية القتصادية) )) (O.C.D.Eوقد بلغت
حصة الشركات متعددة الجنسية في الفترة من )1969 -1965م( %85من
156
إجمالي مدفوعات الدول النامية مقابل الحصول علي التكنولوجيا( )
-الدكتور /حسام محمد عيسي ،نقل التكنولوجيا ،دراسة في الليسسات القانونيسسة للتبعيسسة الدوليسسة ،دار 154
-الدكتور /محمد رشاد الحملوي ،السوق الرأسمالي للتكنولوجيا والدول النامية ،المؤتمر السنوي 156
إذا نظرنا إلي استراتيجية الشركات متعددة الجنسية في مجال نقل التكنولوجيلا نجلد أن
هذه الستراتيجية تهدف أساسا إلي إدماج العالم الثلالث فلي إطلار التقسليم اللدولي للعملل
لمصلحة دول المركز ،فهذه الشركات هدفها من نقل التكنولوجيا ليس الربح المادي فقللط
بل الهيمنة والسيطرة علي الدول التي تحتاج إلي التكنولوجيا وتعتبر هذه الشركات من أهللم
157
أدوات فرض العولمة بل من ركائزها الساسية) ( سواء كان ذلك بالنقل الداخلي أو النقللل
الدولي للتكنولوجيا المهم لدي هذه الشركات السيطرة والهيمنة وفرض العولمة أي النظللام
158
الرأسمالي علي السوق العالمي) (.
نخلص مما سبق أن عملية نقل التكنولوجيا إلي الدول النامية تشكل عنصللرا
في استراتيجية الشركات متعددة الجنسية وهي عمليللة مرتبطللة فللي السللاس
بالنظام القتصادي الدولي)العولمة(
وهكذا تصبح التكنولوجيا في إطار عمليات التجارة الدوليلة أساسلا وأداة ملن أدوات العولملة
بمعني أوضح فرض التبعية والهيمنة والسيطرة ،وتعتبر الشركات متعددة الجنسللية اللعللب
الرئيسي المتحكم في مجال نقل التكنولوجيا علي الصعيد الدولي.
وتستمد هذه الشركات قوتها من تنوع وممارسة أنشطتها فللي دول عديللدة
عن طريق تصدير منتجاتها المختلفة من جهة واستيراد المواد الولية اللزمللة
لمواصلة نشاطها النتاجي من جهة أخري ،وفي جميع الحوال تتجه الشللركات
متعددة الجنسية إلي توطين أنشطتها النتاجية في الدول النامية وبالتللالي نقللل
جزء من التكنولوجيا المملوكة لها عبر الحدود الدولية نحو الللدول المضلليفة
غير أن هذا النقل ل يعتبر نقل حقيقي للتكنولوجيا لن هذه الشركات تشللترط
امتلك أسرار تلك التكنولوجيا بحيث تكون السرار العلمية لهللذه التكنولوجيللا
-الدكتورة عقيلة عز الدين محمد طسسه ،أثسسر السسستثمارات الجنبيسسة ونقسسل التكنولوجيسسا علسسي التنميسسة 158
القتصادية في مصر ،رسالة دكتوراه ،كليسة القتصساد والعلسوم السياسسية ،جامعسة القساهرة1990 ،م،ص :
.384
في يد وتحت تصرف وأمر خبرائها العاملين في فروع هذه الشركات في الدول
النامية أو دول العالم الثالث ،وتفرض هذه الشركات علي هذا النوع مللن النقللل
والذي يعد في هذه الحالة تنازل وليس نقل شلروط تعسلفية شلديدة بحيلث ل
يطلع علي هذه السرار إل رجالها المخلصين ومن بني جلدتها ويتللم ذلللك فللي
إطار الستراتيجية العامة لهذه الشركات المتمثلة كما سبق ورددنا في فللرض
159
التبعية والهيمنة والسيطرة) (.
-أنظر للمؤلف كتاب عقود نقل التكنولوجيا ،لذات دار النشر والطبسسع والتوزيسسع ،عسسام 2007م ،ص: 159
.63 -49
أجنبيي ،فهذه الشركات تعمد إلي ذللك أي اسلتغلل اسلتثماراتها سياسليا عللي
الصعيد العالمي وهو ما يعللرف بالتبعيللة السياسللية .فهللي تعمللل علللي ترسلليخ
مراكزها المسيطرة والحتكارية ول تكتفي الشركات متعللددة باحتكللار التكنولوجيللا
فقط بل تسعي إلي امتلك السرار العملية علي مستوي العالم ،أي هي تمتلللك المعلومللات
الفنية والعلمية لهذه التكنولوجيا .وفي سبيل المحافظة علي ذلك تستخدم الوسائل التيللة:
الرقابة علي إنتاج التكنولوجيا و الرقابة علي توجيه التكنولوجيا و التحكم في التكنولوجيا
أما الشركة الم الموجود مقرها في احدي الدول الصناعية المتقدمة تمارس سيطرة تامة
علي مجموع شركاتها الوليدة المنتشرة في الخارج من خلل اتخاذ القرارات القتصللادية
المتعلقة بهذه الشركات أو الفروع وتركيز معامل البحث والتطلوير فلي اللدول اللتي
يوجد بها مركز الشلركة الم والرقابلة عللي الختراعلات والتجديلدات التكنولوجيلة
واستغللها تجاريا وسياسيا واقتصاديا لن الشلركة الفلرع تسلتعمل طريقلة الصلنع أو
أسلوب النتاج الذي تم التوصل إليه في معامل الشركة الم فهي تصنع المنتج فقط لذلك
فهي ل تتمتع إل بقدر ضئيل جدا من السلتغلل القتصلادي والتكنوللوجي فلي مواجهلة
الشركة الم.
نخلص مما سبق إلي أن ظاهرة الشركات متعددة الجنسية تعد وسلة من وسللائل فللرض
التبعية التكنولوجية من خلل الرقابة علي إنتاج التكنولوجيا وأداة ملؤثرة ملن أدوات فلرض
العولمة والهيمنة والسيطرة علي إله العولمة) السوق( .والتحكم في ماء العولمة البترول
الستثمار الجنبي
يعتبر الستثمار الجنبي من ضمن آليات فرض العولمة علي الدول وله دور
مشهود ومعروف سواء كان هذا الستثمار مباشللر أو غيللر مباشللر مسللتقل أو
مشترك حيث يتم توجيه هذه الستثمارات لخدمة أغراض سياسية معينة أبعد ما
تكون عن تدعيم أو دفع عملية التنمية القتصادية في الدول الللتي تللوجه إليهللا
تلك الستثمارات فهذه الستثمارات تكون منطلقة بناء عللي اسلتراتيجية فلرض
الحتكار علي مناطق معينة ،كما أنها تهدف للربح أكللثر مللن أي هللدف أخللر
فضل عن الشللروط التعسللفية السياسللية والقتصللادية الللتي تشللترطها الللدول
المحتكرة للستثمارات والمتيازات التي تحصل عليها ولمعرفللة حقيقيللة هللذه
الستثمارات تجدها في عمليات نقل التكنولوجيا حيث تعمللد إلللي نقللل ظللاهري
لستخدام التكنولوجيا وليس نقل المعرفة التكنولوجية الحقيقية مقابللل مللالي
ضخم ومغالي فيه مع شروط تعسفية.
ويعتبر الستثمار الجنبي المباشر عملية مركبة يخلتط فيهللا رؤوس المللوال النقديللة
والعينية بالعناصر التكنولوجية بما يعني أنه أهم عوامل النتاج حاليا المتمثل فللي رأس المللال
163
النقدي والتكنولوجيا وهذا ما يميز الستثمار الجنبي المباشر( ).
-الدكتور /حسام عيسي ،الشركة متعددة القوميات ،المرجع السابق ،ص.190 161
Philippe Kahn, “ enterprises multinationals et Transfert de technologie, element pour une - 162
approche Juridique “ in “ Le Transfert technologique por Les firmes multinationals “ sous La derection
.de Dimitre Germidis –Paris, 1997,P230
-الدكتور /إبراهيم قادم ،المرجع السابق ،ص .58 163
وقد ينتقل رأس المال الجنبي بطريق غير مباشر في صورة قللروض وهللو
ما يطلق عليه )الستثمارات الجنبية غير المباشرة( وهي وسيلة شائعة وأساسية
في سبيل حصلول اللدول الناميلة عللي رؤوس الملوال وقلد أثبتلت التجربلة
التاريخية بما ل يدع مجال للشك أن الولوية المعطاة لرأس المال النقدي غيللر
ذات جدوى وفائدة في عملية التنمية القتصادية.
لذلك بدأ ينظر إلي الستثمار المباشر – من قبل الدول النامية – علي أنه الساس في
عمليات نقل التكنولوجيا باعتبار أنه يتميز عن غيره من صور الستثمار الجنلبي الخلرى
بما يتضمنه من تدفقات تكنولوجية إلي جانب التدفقات التكنولوجية ،ولكللن بللالنظر إلللي
المفهوم الحقيقي لنقل التكنولوجيا يتعين التركيز في السللتثمارات الجنبيللة المباشللرة
علي الحصة التكنولوجية التي يضمها هذا الستثمار ولقد أثبتت التجارب العديللدة للواقللع
المعاش خلوه – الستثمار المباشر -من نقل حقيقي للتكنولوجيا إلي البلد المضياف حيللث
ينصب العنصر الرئيسي لعملية الستثمار علي الجانب المالي ويتم إغفال أهمية وضللرورة
165
الستثمار التكنولوجي( ).
وبالرغم من ذلك ،نجد أن موقف بعض الدول النامية مازال يعتمد علي الستثمار الجنبي المباشلر
كوسيلة تتمتع بفاعلية أكثر من غيرها من حيث الفاعلية لدعم عملية التنمية القتصادية مع غيللاب
خطط تنمية اقتصادية لهذه الدول ،وهناك بعض الدول تشترط علي رأس المال الجنللبي مشللاركة
رأي المال الوطني وفي مشروعات معينة وفي حدود معينة ومنها قانون الستثمار المصري رقم) 43
/لسنة 1974م( المادة الرابعة ويقبل المستثمر الجنبي ذلك أحيانا ويطلق علي هذا النلوع)السلتثمار
المشترك( حيث يكون المشروع الستثماري مشترك بين المستثمر الجنبي والوطني ،وغالبا ما تكون
لذلك ينبغي علي الدول النامية عدم السماح بدخول الدولة إل في مشروعات
حقيقيللة وليسللت وهميللة تللدعم وتللدفع عجلللة التنميللة القتصللادية للمللام
فالستثمارات الجنبية غالبا ما تقترن بشروط سياسية تضمن تبعية هذه الللدول
للدول الكبرى وفي مقدمتها الوليلات المتحلدة المريكيللة وتعلد السلتثمارات
الجنبية من أهم آليات فرض التبعية الذليلة والعولمة.
فكرة عقد حلف الطلنطي يرجع وجودها إلى التحالف الذي ربط بين كل
من إنجلترا وفرنسا والوليات المتحدة في الحرب العالمية الولى .كما تمتللد
جذوره إلى التراث المشترك بين أوروبا وأمريكا .وفى الحرب العالمية الثانيللة
تحالفت كل من بريطانيللا وفرنسللا والتحللاد السللوفيتى السللابق وكللان هللذا
ًما على المنفعة المتبادلة خلل فترة الحرب .لذلك لم يتمكللن مللن
التحالف قائ
الستمرار والبقاء لكثر من أربع سنوات بعد الحرب العالمية الثانية .لنلله لللم
ًما على أساس سياسي أو ثقافي مشترك بل قام على التعاون العسكري من
يكن قائ
أجل تحقيق هدف محدد هو هزيمة ألمانيا النازية وقد حدث فانهار هذا الئتلف
وانتهى.
وحين اشتدت الحرب الباردة ،وزاد النفوذ السوفيتي في أوروبللا رأت كللل
من فرنسا وإنجلترا وبلجيكا وهولندا ولكسمبورج إن مصالحها تقتضى أن تتحد
ًيا وقد تم ذلك في حلف أبرم في مارس 1948م وسمي ميثاق بروكسللل،
عسكر
ولكن سرعان ما ظهر أن تلك الدول غير قادرة بمفردها على الوقوف فللي وجلله
التوسع السوفيتي دون مساعدة الوليات المتحدة المريكية .وفللى عللام 1949م
انعقدت مباحثات حلف شمال الطلنطي وتم إعلن معاهدة حلف شمال الطلنطي
في مارس 1949م وتم التوقيع عليها ودخلت حيز التنفيذ في أغسطس 1949م.
ثم عقلدت اتفاقيات باريس 1954م ووثيقة لنللدن 1954م الللتي تكفلللت ببيللان
أوجه التنسيق بين الحلف واتحاد غرب أوروبا وتمثل التفاقيللات الثلث سللالفة
الذكر الساس القانوني لحلف شمال الطلنطي.
ًرا للحلف
ًيا ممللا جعللله مغللاي
ً مؤسسل
وقد اتخذ الحلف منذ البداية شكل
الدولية السابقة .وقد وقع على ميثاق الحلف اثنتا عشللرة دولللة هللي :بلجيكللا،
كندا ،الدانمارك ،فرنسا ،أيسلللندا ،إيطاليللا ،لوكسللمبورج ،هولنللدا ،النرويللج،
البرتغال المملكة المتحدة ،الوليات المتحللدة المريكيللة ،وفللى 22/10/1951م
انضللمت تركيللا واليونلان للحلللف ثلم انضللمت ألمانيلا الغربيللة للحللف فللي
) ( 166
. 23/10/1955م
ويتكون ميثاق الطلنطي من ديباجللة وأربللع عشللرة مللادة .وقللد ورد فللي
الديباجة )يؤكد أطراف هذه المعاهدة إيمانهم بأغراض ميثللاق المللم المتحللدة
ومبادئه .كما يؤكدون رغبتهم في العيش في وئام مع جميع الشعوب وجميللع
الحكومات ،وقد عقدوا العزم علللى المحافظللة علللى حريللة شللعوبهم وتراثهللم
ًقا للمبادئ الديمقراطية وحرية الفرد وسلللطان القللانون
المشترك ومدنيتهم وف
وهم يسعون لستقرار الحوال ونشللر الرفاهيللة فللي شللمال الطلنطللي .وقللد
صمموا على توحيد جهودهم للدفاع المشترك والمحافظة علللى السلللم والمللن
وبناء على ذلك وافقوا على أحكام هذه المادة الخاصة بالدفاع عن منطقة شللمال
الطلنطي ( . . .وقد اشتملت هذه الديباجة على أمور رئيسية منها:
-3أن الميثاق يعترف بأولوية هيئة المم المتحللدة ويخضللع لمبادئهللا ويلللتزم
بأحكامها.
-4أن هذا الميثاق ل يقتصر علللى المللور العسللكرية فقللط بللل يسللعى لنشللر
الرفاهية.
-5أن الحضارة المشتركة لعضاء الميثاق تقوم على أسللس مللن الديمقراطيللة
سلطان القانون وحرية الفرد وهى السس الللتى تقللوم عليهللا ومبدأ
) ( 167
. حضارة الغرب
هذا وقللد ورد فللي المللادة السللابعة أنلله ل تلؤثر هللذه المعاهللدة "ميثللاق
الطلنطي" أو ل يجوز أن تفسر بأنها تؤثر بأي كيفية علللى حقللوق الطللراف
والتزاماتهم المنصوص عليها في ميثاق المم المتحدة لنهللم مللن أعضللائها ول
تخلى مجلس المن من أهم مسئولياته )وهى مسللئولية المحافظللة علللى السلللم
والمن الدولي( هذه المادة تؤكد على ما ورد في الديباجة من أن الولوية فللي
التطبيق لللتزامات الواردة في ميثاق المم المتحدة حللال وجللود تعللارض فللى
ً بنللص المللادة 103
اللتزامات بين ميثاق المم المتحدة وميثاق الطلنطي عمل
من ميثاق المم المتحدة ونصها )إذا تعارضت اللتزامات التي يرتبط بها أعضللاء
ًقا لحكام هذا الميثاق مع أي التزام دولي آخللر يرتبطللون بلله
المم المتحدة وف
فالعبرة بالتزاماتهم المترتبة على هذا الميثاق( .أمللا الجللزء الثللاني مللن نللص
المادة السابعة فإنه يؤكد على أن الختصاص الصيل والعام لمجلس المن فللي
)( أنظبر :د /عائشة راتب ،التنظيم الدولي ،دار النهضببة العربيببة، 167
1995ص.425
المحافظة على السلم والمن الدوليين أما ميثاق الطلنطي فللإنه يختللص تحللت
رقابة مجلس المن بالمحافظة على السلم والمن الدوليين فللي منطقللة شللمال
ً عن أن مهمة حلف الطلنطي محدودة ومؤقتة تنتهي مللتى
الطلنطي فقط فضل
بدأ مجلس المن الدولي في اتخاذ التدابير اللزمة لحفظ المن والسلم الدولي
) ( 168
. والتي توصف مهمته في ذلك بالدوام والستمرار
أما المادة الثامنة فنصت على أن )يعلن كل طرف أنه ليست هناك اتفاقيللة
دولية سارية المفعول بينه وبين أي طرف أو بينهما وبين دولة ثالثة تتعللارض
مع أحكام هذه المعاهدة ويتعهد بأل يدخل في أية اتفاقية دوليللة تتعللارض مللع
هذه التفاقية( هذه المادة تنص على الفضلية في التطبيق تكون لهذه المعاهللدة
"ميثاق الطلنطي" على أية معاهدات بين أطرافه أو غيرهم الدول سللواء عقللدت
هذه المعاهدة قبل العمل بأحكام هذا الميثاق أو كانت سارية وقلت العمللل بهللذا
الميثاق أو ستعقد بعد العمل بهذا الميثاق .فهذه المللادة الثامنللة تقللرر مركللز
ميثاق الطلنطي خاصة في حالت ثلث هي:
ب -من حيث اتفاقية سارية المفعول بين طرف في ميثاق الطلنطي ودولة غيللر
طرف فيه.
ج -من حيث المعاهدات المستقبلية التي قد تبرمها أطراف ميثاق الطلنطي فيما
بينهم أو مع دولة ثالثة ،يسري الميثاق في كل حالة.
وقد نصت المادة الحادية عشر من ميثاق الطلنطي الشمالي على أن )سوف
يتم التصديق على هذه المعاهدة ،ويتم تنفيذ شروطها من جللانب الطللراف بمللا
يتفق لدى حكومة الوليات المتحدة والتي ستبلغ بدورها كل الطراف الموقعة
)( دكتببور/عمبباد جبباد ،حلببف الطلنطببي ،مركببز الهببرام للدراسببات 168
أما الجزء الثاني من المادة نص علي شرط لدخول المعاهدة حيز التنفيللذ
وهو ضرورة تصديق الدول الصلية في المعاهدة وقد وردت أسماء هلذه اللدول
في صدر هذه المادة وهى بريطانيا وفرنسا وكنللدا والوليللات المتحللدة ودول
البنلوكس ،وهذه الدول هي التي ساهمت في إعطاء وتكللوين ميثللاق الطلنطللي
ل
ً ولم يفرق الميثاق إل في هذه الحالة بين الدول العضاء بعضها البعض .فضلل
عما سبق قد جعلت هذه المادة سريان مفعول المعاهدة بالنسبة للعضللاء الغيللر
مذكورين في صدر هذه المادة من تاريخ إيداع وثائق تصديقهم لللدى حكومللة
الوليات المتحدة المريكية
أما المادة الثانية عشر فقد ورد فيها )بعد عشر سنوات من سريان المعاهدة
أو أي وقت بعد ذلك ،سللوف تشللاور الطللراف ،إذا طلللب أحللدهما ذلللك ،بهللدف
مراجعة المعاهدة مع الوضع في العتبار العوامل التي تؤثر حينئذ علللى السلللم
والمن في منطقة شمال الطلنطللي بمللا فللي ذلللك تطللور الترتيبللات الدوليللة
القليمية بناء على ميثاق المم المتحدة ،وذلك مللن أجللل الحفلاظ عللى السلللم
والمن الدوليين( .هذه المادة خاصة بحكم تعديل المعاهدة .وقد ورد في قانون
المعاهدات المادتين )،(39ل ل) (40طرق تعديل المعاهدات ،منهللا مللا نصللت عليلله
مواثيق المنظمات القليمية مثل ميثاق جامعة الللدول العربيللة ،فللي المللادة ،19
التي اشترطت موافقة ثلثي أعضاء الجامعة لقرار التعديل ،ومنها ما أخللذت بلله
ميثاق المم المتحدة في المادتين ) (109 ،108وقد اشترط عقد مؤتمر عام من
أعضاء المم المتحدة في المكللان والزمللان اللللذين تحللددهما الجمعيللة العامللة
بأغلبية الثلثين وموافقة سبعة من أعضاء مجلللس المللن منهللم جميللع أعضللاء
مجلس المن الدائمين
أما ميثاق الطلنطي الشمالي في المادة سالفة الذكر فقد اشترط علدة شلروط لتعلديله
وهى:
-1أن تمضى عشر سنوات من تاريخ البدء في تنفيذ المعاهدة أي ل يجللوز
طلب التعديل قبل 23أغسطس 1959م.
-2أن يقدم طلب التعديل أحد العضاء الموقعين على المعاهدة.
-3اشترط ميثاق الطلنطي الجماع لقرار التعللديل .وأن كللانت المللادة
الثانية عشر ذكرت عبارة )يتشاور الطراف متى طلللب أحللدهم ( . . .وكلمللة
يتشاور ل تفيد معنى الغلبية أو الجماع إل أنه جللرى العللرف علللى أن إطلق
الحكم يعنى أو يفسر بالجماع .وهذا ملئم لروح ميثاق الطلنطي الشمالي.
وفى المادة الثالثة عشر ،ورد حكم النسحاب من المعاهدة فقد نصللت علللى
ًما ،يصبح من حق أي طرف أن يتخلللى عللن
أن )بعد سريان المعاهدة بعشرين عا
)( أنظبر :للمؤلف ،النظريببة العامببة للحلف العسببكرية ،دار ايببتراك 169
والمادة الخيرة من ميثاق حلف شمال الطلنطي ورد فيها )هذه المعاهدة -
ًحا -سوف يتللم إيللداعها
التي سيعتبر كل من نصيها النجليزي والفرنسي صحي
في أرشيف حكومة الوليات المتحدة ،وسللوف يبعللث بنسللخ معتمللدة مللن هللذه
المعاهدة إلى الحكومات الخرى الموقعة عليها( مما سبق يتبين أن معاهدة حلف
شمال الطلنطي حررت بلغتين النجليزية والفرنسللية ول فللرق بيللن النصللين
وتودع النسخة الصلية لدى حكومة الوليات المتحدة المريكيللة .وتقللوم هللي
بدورها بتوزيع نسخ على الدول العضاء .وفللى حالللة تفسللير هللذه المعاهللدة
يراعى الحكام الواردة فى المادة ) (33من قانون المعاهدات
وما أن أعلن توقيع ميثاق حلف شمال الطلنطلي حلتى ظهلرت النتقلادات
التي وجهت له من قبل الشيوعيين ودول عدم النحيللاز ،فالنتقللادات الشلليوعية
تمثلت في أن قيام حلف الطلنطي ل يخدم السلللم العللالمي كمللا أنلله مخللالف
لميثاق المم المتحدة ،وليس له علقة بالدفاع الشرعي حيث إن الدول العضللاء
ل عن أنه يناقض معاهدتي الصداقة والوفللاء
ً في الحلف ل يهددها أي اعتداء ،فض
بيللن كللل مللن إنجلللترا وفرنسللا والتحللاد السللوفيتي السللابق ،ومعاهللدتي
بالفاربوتسدام بين كل مللن الوليللات المتحللدة ،وإنجلللترا وفرنسللا والتحللاد
السوفيتي السابق
أما انتقادات دول النحياز فتمثلت هي الخرى فللي أن قيللام الحلللف أكللد
ً عللن
انقسام العالم إلى كتلتين متناهضتين ،وأنه يدعو إلى سباق التسلح ،فضللل
تأثير حلف الناتو على المم المتحدة لنلله ينصللب نفسلله حارسللا علللى السلللم
والمن الدوليين مع أن الحلف تم الستعانة به في تللدعيم السللتعمار والقضللاء
على الحركات التحريرية في الجزائر والمستعمرات البرتغاليللة فللي أفريقيللا،
كما أن أنشاء الحلف زاد من حدة الحرب الباردة حيث ثم إنشللاء حلللف وارسللو
عام 1955م.
النتقلادات القانونيلة:
إن النتقادات السابقة ليس فيها جوانب قانونية ،لنها ركزت على الناحية
السياسية،أما النتقادات القانونية فتتعلق بقواعد القانون الدولي وميثاق المم
ًرا لمواثيق المنظمات الدولية العالمية والقليمية .فل
المتحدة بوصفه دستو
ً وأهم هذه
يجوز مخالفة اللتزامات التي نص عليها وإذا حدث فيعد ذلك باطل
النتقادات هي:
-1أورد البعض أن ميثاق حلف شمال الطلنطي مخالف لميثاق هيئة المم
المتحدة ،ولمعرفة مدى صحة ذلك من عدمه ،يجللب بدايللة أن نعللرف الطبيعللة
القانونية لحلف شمال الطلنطي فقد قال البعللض أن حلللف الطلنطللي اتفاقيللة
"وكالة إقليمية" فقد أنشأ الحلف أجهزة داخلية منهللا مجلللس الحلللف وبعللض
اللجان في مختلف مجالت الحياة العسكرية والقتصادية والثقافية والجتماعية
ًضا .وقد أراد واضع ميثاق الطلنطي جعللله مللن قبيللل المنظمللات القليميللة
أي
للسباب التية:
-2من استقرار نصوص ميثاق حلف الطلنطي نجد كلمللة إقليللم مكللررة
عدة مرات منها الفقرة الثالثة مللن الديباجللة وفللى المللادة السادسللة والعاشللرة
والثانية عشر .مما يجعل القارىء يستنتج أن حلف الطلنطي منظمة إقليمية
ً متباعللدة
-3إن الحلف ل يمكن اعتباره منظمللة إقليميللة لنلله يضللم دول
جغرافيا مما تنتفي صفة القليمية عنه .وقد رد على ما سلف أعضاء الحلف بأن
المحيط الطلنطي أصبح بمثابة بحيرة تربط أسرة دولية واحدة .من أجل ذلك
تم اعتبار حلف الطلنطي منظمة أو وكالة إقليمية ملئمة ومتمشية مع ميثاق
ًقا لنص المادتين ،52ل 54من ميثاق المللم المتحللدة
المم المتحدة وأهدافه طب
بينما يرى البعض حسبما تشير نصوص ميثاق حلف الناتو ،أنه يستند في نشللأته
ً لنص المللادة الواحللدة والخمسللين
إلى الدفاع الشرعي الجماعي عن النفس وفقا
من ميثاق المم المتحدة وأنه يتلفى الشارة إلى الفصل الثللامن مللن الميثللاق.
ويذكر ذلك أن المناقشات البرلمانية التي سبقت نشأة الحلف أظهللرت أن لللدى
مؤسسيه رغبة أكيدة في حصره في نطاق الدفاع عن النفس ،وإبعاده عن معنللى
المنظمات القليمية ،وهو بهذا الوصف ل يحتاج إلى إذن مسبق من مجلس المن
قبل استخدام القوة المسلحة .وهو المر الللذي يميللز الحلف العسللكرية عللن
المنظمات الدولية القليمية التي تعمللل تحللت إشللراف المجلللس ،ول تسللتطيع
اللتجاء إلى القوة دون الحصول على إذن منه.
ول يعنى القول بأن الصفة القليمية ل تنطبق على حلف شمال الطلنطللي
أن الصلة مقطوعة بينه وبين المم المتحدة ،بل على العكس مللن ذلللك ،فسللياق
نصوص الحلف تؤكد تلك الصلللة ،كمللا تؤكللد علللى أهللداف ومبللادئ المللم
المتحدة خاصة المادة السابعة من ميثاق حلف الطلنطي
ولكن الذي يراه جانب من الفقهاء هو أن حلف الطلنطي ليس وكالللة ول
منظمة إقليمية وذلك للسباب التالية:
-1من استقراء نصوص ميثاق حلف شمال الطلنطي يتضح أنه لللم يسللتند
ًنا إلى المواد ،52ل ،53ل 54من ميثاق المللم المتحللدة ،بعكللس
صراحة ول ضم
الحال في ميثاق بوجوته فقد نص في مادته الولللى )حسللب ميثللاق هيئة المللم
المتحدة تعتبر منظمة الدول المريكية وكالة إقليمية( فهذا التصريح الللبين ل
نجد مثله في حلف الطلنطي.
-3تنص )م (54/من الميثاق أنه) :يجب أن يكون مجلس المن على علم تام بما
يجرى من العمال لحفظ السلم والمن الدولي بمقتضى تنظيمللات أو بواسللطة
وكالت إقليمية أو ما يزمع إجراءه( وفقا لنص المادة السالفة ينبغي على حلف
ًقا وجميللع
الناتو أن يبلغ مجلس المن بكل العمال التي سوف يقللوم بهللا مسللب
الخطط العسكرية وجميع التدابير القتصادية والماليللة اللتي تقللوم بهلا لجنللة
الشئون القتصادية وجميع القرارات السرية التي يجب اتخاذها ،وبما أن التحللاد
السوفيتي السابق عضو دائم في هذا المجلس فسيكون على علم بكللل هللذا .فهللل
تسمح الدول العضاء في حلف النللاتو ذلللك .لللذلك ليللس مللن مصلللحة حلللف
الطلنطي أن يكون وكالة إقليمية ،بل لم يكن في نية واضللعيه أن يقبلللوا هللذا
الوصف .مما سبق يتبين ،أنه ليس من مصلحة حلف الطلنطللي أن يوصللف بللأنه
وكالة إقليمية ،وقد تكون نية واضعيه لم تنصرف إلى هذا.
نعتقد أنه من السهل الستناد إلى المادة ) (53من ميثاق هيئة المم وخاصة
الستثناء الوارد فيها ،فبعد أن قيد اختصاص المنظمللات القليميللة فيمللا يتعلللق
بأعمال القمع بإذن خاص من مجلس المن نصت على:
)يستثنى مما تقدم التدابير التي تتخللذ ضللد أيللة دولللة مللن دول العللداء
المعروف في الفقرة التية من هذه المادة مما هو منصوص عليلله فللي المللادة )
(107أو التدابير التي يكون من المقصود بها في التنظيمات القليمية منع تجدد
سياسة العدوان من جانب دولة من تلك الدول ،وذلك إلى حيللن يعهللد فيلله إلللى
الهيئة بناء على طلب الحكومات ذات الشأن بالمسئولية عن منع كل عدوان آخر
من جانب أية دولة من تلك الدول( وهناك استثناء آخر هو نص الفقللرة الثانيللة
) ( 170
وهى ل تنطبق علللى التحللاد من المادة 53من ميثاق هيئة المم المتحدة
السوفيتي السابق.
بعد أن استعرضتا سابقا ميثاق حلف شمال الطلنطي فللي دراسللة مللوجزة
حتى نضع الحقائق كاملة علي بساط البحث والدراسة القانونية ،يتللبين لنللا أن
المجال القليمي المحدد في الميثللاق هللو أراضللي الللدول العضللاء ول يجللوز
)( الفقرة الثانية من المادة الثالثة والخمسببين تنببص علببى أن )أيببة 170
دولة كانت في الحرب العالمية الثانية مببن أعببداء أيببة دولببة موقعببة
علببى هببذا الميثبباق( أي ميثبباق المببم المتحببدة .ولببم يكببن التحبباد
السوفيتي كذلك.
ممارسة أي أنشطة خارجها وتعبر غير شرعية مهما قيل في تبريرها ،وتحللاول
الوليات المتحدة المريكية جعللل حلللف الطلنطللي الللذراع العسللكرية واليللد
الطولي لها لتأديب الدول التي ترفض الهيمنللة والسلليطرة كمللا أنهللا تحللاول
جاهدة أن يكون الحلف بدل من لجنة المادة) (47المنصوص عليهللا فللي ميثللاق
المم المتحدة ،وتضغط الوليات المتحدة علللي تقنيللن ذلللك واقعيللا مللن خلل
تدخل الحلف في أزمات دولية مثللل أزمللات يوجوسلللفيا السللابقة وأفغانسللتان
وحاولت توريطه في العراق ولكن الدول العضاء رفضت ذلك.
وقد حاولت الدول العضاء في الحلف أثناء مؤتمر عام 1999م الذي عقللد
بمناسبة مرور نصف قرن علي إنشاء الحلف أن توسع من نشاطه ونطاقه بإضافة
أهداف جديدة تتمثل في محاربة الرهاب في المجتمع الدولي ،مما يهللدد المللن
والسلم الدوليين ويشيع جوا من الرهاب ،كن أن ذلللك ل يجللوز قانونللا وهللو
باطل قانونا لمخالفته قواعد قانون المنظمات الدولية كما أن ذلك يمثل اعتداء
صريح علي ميثاق المم المتحدة أهداف ومبادئ وقواعد وأحكام ينبغي الوقللوف
في وجهه ومحاربة.
أن حلف الناتو منظمة إقليمية عسكرية لها اختصاصات محددة ومحصللورة
ل يجوز تخطيها بمبررات زائفة لفرض الحضارة الغربية منهجا وسلوكا علللي
العالمين أي فرض الهيمنة والسيطرة تحت تهديد السلح ،وينبغي علي المجتمع
الدولي محاربة فكرة تدويل حلف الناتو وجعللله بمثابللة ذراع للمللم المتحللدة
وبديل عن قوات حفظ السلم الدولية والوقوف في وجه هذا التجاه ومحاربللة
في كافة المحافل الدولية والمنظمات القليمية.
في النهاية نقول أن محاولة تدويل حلف الناتو وجعللله بللديل عللن قللوات
حفظ السلم بدعوى عدم تشكيل اللجنة العسكرية التي نص عليها ميثللاق المللم
المتحدة في المادة) (47لن عدم تشكليها راجع لخلفات سياسية بين دول الفيتو
وليس لعجز المم المتحدة لبطلن ذلك بطلنا مطلقا لمخالفته القواعد المرة
في قانون المنظمات الدولية والقانون الدولي العام وميثاق المم المتحدة
مجلس المن
فقد أسندت المادة ) (24مللن ميثللاق المللم المتحللدة إلللى مجلللس المللن
المسئولية الرئيسية في حفظ السلم والمن الدوليين ،وجعلت هللذه المسللئولية
من اختصاصه ،فنصت على أنه:
-2يعمل مجلس المن في أداء هللذه الواجبللات وفقللا لمقاصللد المللم المتحللدة
ومبادئها والسلطات الخاصة المخولة لمجلس المن لتمكينلله مللن القيللام بهللذه
الواجبات مبينة في الفصول .12 ،8 ،7 ،6
-3يرفع مجلس المن تقارير سنوية وخاصة ،إذا اقتضى الحللال إلللى الجمعيللة
العامة لتنظر فيها.
كما نصت المادة ) (25من الميثاق على أن يتعهد أعضللاء المللم المتحللدة
بقبول قرارات مجلس المن وتنفيذها وفق هذا الميثاق .وقد نصت المادة )(26
من الميثاق على مهمة أخرى لمجلس المللن فقللالت) :رغبللة فللي أقللامه السلللم
والمن الدوليين وتوطيدهما بأقل تحويل لموارد العالم النسللانية والقتصللادية
إلى ناحية التسليح ،يكون مجلس المن مسئول بمساعدة لجنللة أركللان الحللرب
المشار إليها في المادة ) (47عن وضع خطط تعرض على أعضاء المم المتحللدة
لوضع منهاج لتنظيم التسليح(.
وباستقراء مواد الفصل الثامن من ميثاق المم المتحللدة نجللد أن أهللم مللا
ورد في هذا الفصل من أحكام يستفاد أن مجلس المن هللو صللاحب الختصللاص
الصيل في حفظ السلم والمن الدولي على المستوى العالمي،
أن التكتلت العسكرية عبارة عن منظمات إقليمية للمن ،لذلك فإن لمجلس
ًقا للفصل الثامن سلطة الشراف والمراقبة على التنظيمللات القليميللة،
المن طب
ًقا للمادة ) (51مقيلدة باسلتلزام إبلغ مجللس
فالتكتللت العسكرية المنشأة طب
المن في الحال بالجلراءات التي تتخذها تلك التكتلت العسكرية حتى ل تتللأثر
مسئولية مجلس المن بشأن الحفاظ علللى السلللم والمللن الللدوليين ،وكللذلك
تقرر المادة ) (51من الميثاق أن إجراءات الدفاع عن النفس يمكن أن تستمر إلى
أن يتخذ مجلللس المللن الجللراءات اللزمللة لصلليانة وحفللظ السلللم والمللن
الدوليين.
ل أحد يستطيع أن ينكر أهمية السلم والمن للبشرية بعد أن خاضت على مدار تاريخها
الطويل العديد من الحروب والصراعات ،أدت إلى مقتل الملييلن ملن البشلر وفقلد وجلرح
مليين أخرى .كل ذلك دفع الدول إلى التفكير في إنشاء منظمة المم المتحلدة اللتي قلامت
على هدف واحد هو حفظ السلم والمن الدوليين للبشرية بعد أن ذاقت آلم مبرحة فظيعة في
حربين عالميتين في أقل من نصف قرن لذلك أصبح مبدأ حفظ السلم والمن الللدوليين مللن
أهم أهداف منظمة المم المتحدة.
وظهرت الهمية الكبيرة لهذا المبدأ في ميثاق المم المتحدة بتكرار هللذا
المصطلح ) حفظ السلم والمن الدوليين ( حوالي ) (32مرة بين مواد الميثللاق
البالغة المائة وعشر مادة .كما لم يوجد لفظ أو مبللدأ يفللوق هللذا العللدد فللي
التكرار داخل الميثاق سوى لفظ ) المم المتحدة ( الذي تكرر ) (75مرة ورغللم
ذلك فأن انتهاكات السلم والمن الدوليين كانت أكثر من مللرات تكللراره فللي
ميثاق المم المتحدة ) (23وذلك في أعقاب الحرب الباردة وكلثرت النزاعلات المسللحة
غير الدولية أثناء الحرب الباردة وبعدها ،وأصبحت تلك النزاعات سمة مللن سللمات مللا بعللد
الحرب الباردة خاصة بعد محاولت الوليات المتحدة السيطرة والهيمنة على النظللام الللدولي
واحتكار القرار في منظمة المم المتحدة وتدخلها في الشئون الداخليلة لللدول بعلد أحلداث
الحادي عشر من سبتمبر 2001م ،حيث تبنت الوليات المتحدة استراتيجية مفادهللا أن أمنهللا
الداخلي يفوق المن الجماعي الدولي ويسبقه في الولوية .والغريب في المر أن مجلس المن
أصدر العديد من القرارات التي تؤيد وجهة النظر المريكية السابقة ،فأخذ فللي التوسللع فللي
تحديد ماهية الزمات التي تهدد المن والسلم الدوليين مع العلم أن ميثلاق الملم المتحلدة ل
يؤيد ذلك وخرجت المم المتحدة عن ميثاقها
ماهية حفظ السلم والمن الدوليين :على الرغم من تكرار مبدأ حفللظ السلللم
ً لهذا المبدأ الهلام
والمن الدوليين في الميثاق أكثر من أي مبدأ إل أن الميثاق لم يرد فيه تعريفا
ً حول ماهيته خاصة في النزاعات المسلحة غير ذات الطابع الدولية وممللا
ً كبيرا
مما آثار خلفا
ساعد على ذلك سياسات القوى الكبرى داخل مجلس المن لربطها هذا المبدأ بمصالحها القومية
المتعارضة والمتضاربة مع مواقف المم المتحدة مما أدى إلى عجز المم المتحدة عن مواجهللة
الصراعات المسلحة الدولية وغير الدولية
أن السلم والمن الدوليين يكونا مهددين في نزاع مسلح غير دولي ،إذا كان هذا
النزاع من شأن استمراره داخل الدولة تهديد شعبها بصورة تؤدى إلى قيام أعمال إبللادة
واسعة النتشار مما يؤدى إلى جعل شعبها ينقسم إلى طائفتين إما مشرد داخل دولته أو
لجئ في دولة مجاورة مما يهدد الدول المجاورة بانتقال الصراع المسلح إليهللا لللذلك
فأن النزاع المسلح غير الدولي يهدد السلم والمن الدوليين
إذا كان ميثاق المم المتحدة نص في العديد من مواده علي حفظ السلللم
والمن الدوليين ففي المادة ) (1/1ذكر أن من أهللداف المللم المتحللدة حفللظ
السلم والمن الدوليين ،وفى المادة ) (2/3نص على ) يقضى جميع أعضاء الهيئة
منازعاتها الدولية بالوسائل السلمية على وجه ل يجعل السلللم والمللن الللدولي
عرضة للخطر (وفى المادة ) (2/6أضاف الميثاق ) الهيئة تعمللل علللى أن تسللير
الدول غير العضاء فيها على هذه المبللادئ بقللدر مللا تقتضلليه ضللرورة السلللم
والمن الدوليين (.
ظاهر ما سلف من مواد أن ميثاق المم المتحدة اهتم فقط بالنزاعات المسلحة بين
الدول ولم يهتم بالنزاعات المسلحة غير الدولية .ولكن هذا اللرأي ملردود لوجلود نلص
المادة ) (34من الميثاق نصت على أن ) أن لمجلس المن أن يفحص أي نزاع أو أي موقف
ً لكي يقرر ما إذا كان استمرار هذا النللزاع أو
قد يؤدى إلى احتكاك دولي ،أو قد يثير نزاعا
الموقف من شأنه أن يعرض للخطر حفظ السلم والمن الدوليين (.
أن هذه المادة تصلح كسند وأساس قانوني لتدخل المم المتحدة في النزاعات
المسلحة غير الدولية ،فقد نصت على حق مجلس المن في فحص أي نزاع يهدد
السلم والمن الدوليين دون تحديد ما يجعله ينسحب علللى النزاعللات المسلللحة
غير الدولية ولم يحددها كما جاء في المادة ) (2/3/6وإضلافة الملادة إمكانيلة
إحداث احتللكاك دولي أي نزاع دولي مما يللؤيد ما سلف فمن طبيعية النزاعات
المسلحة غير الدولية أنها عادة ما تكون مقدمة لقيام نزاع دولللي يهللدد السلللم
والمن الدوللليين ،وأن فترة ما بعد الحرب الباردة خير شاهد على ذلك.
وفى فترة ما بعد الحرب الباردة توسعت المم المتحدة في مفهوم السلم والمن الدوليين
وتدخلت في النزاعات المسلحة غير الدولية ،وكلانت البدايلة قلرار مجللس الملن رقلم )
688/1991م( بشأن الصراع الداخلي بين الحكومة العراقيلة والقليلة الكرديلة حيلث قلرر
المجلس في هذا القرار أن هذا الصراع يهدد السلم والمن الدوليين.
كما اعتبر مجلس المن الزمة النسانية الناجمة عللن الصللراع المسلللح
برواندا تشكل تهديد للسلللم والمللن الللدوليين ،ولللذلك أصللدر القللرار رقللم )
929/1994م( في 29يلونيه 1994م ،واعتلبر المجللس عبلور اللجئيلن إللى
ً للسلللم والمللن الللدوليين خاصللة إذا
الحدود الدولية لدول أخرى يشكل تهديدا
كان ذلك يرجع إلى نزاعات مسلحة غير ذات طابع دولي
كما أكد المجلس ما سبق في القرار رقم ) 913/1994م( حيلث قلرر أن الصلراع
ً للسلم والمن الدوليين وأكلد ذللك فلي
المسلح الداخلي في البوسنة والهرسك يشكل تهديدا
عدة قرارات منها ) 713/1991م( والقرار ) 721/1991م( والقللرار ) 743/1992م( والللتي
تحمل ذات المضمون كما اعتبر مجلس المن الصراع على السلطة في هلايتي سلنة 1994م
مشكلة تهدد السلم والمن الدوليين وأصدر خلل الفترة من 26يوليللو 1993م حللتى 30
ً لمواجهة هذه المشكلة وذلك يرجع لتبنى الوليلات المتحلدة
يناير 1995م أربعة عشر قرارا
المريكية عودة القسيس جون أريستيد للسلطة بعد انقلب العسكريين عليه فلي هلايتي وللم
ًا
يختلف موقف الجمعية العامة عن موقف مجلس المن فقد عبرت عن ذلك وظهر ذللك جليل
في القرار ) (49/150الصادر في 13ديسمبر 1994م والقلرار الصلادر فلي 21ديسلمبر
1995م ولم يختلف موقف المين العام للمم المتحدة عن موقف الجمعية العاملة ومجللس
المن بل توسع أكثر منهما لصالح وجهة النظر المريكية.
حتى أن الفقه شهد بهذا المفهوم التوسعي لحفظ السلم والمن الدوليين
في فترة ما بعد الحرب الباردة وخاصة فللي النزاعللات المسلللحة غيللر الدوليللة
بصورة لم يسبق لها مثيل من قبل ولكن هناك رأى آخر يرجع ذلك إللى كلثرة
هذه النزاعات المسلحة غير الدولية بصورة كبيرة بينما رأى جانب مللن الفقلله
أن مجلس المن توسع في تحديد المسائل التي يمكللن أن تهللدد السلللم والمللن
ً للسلللم
الدوليين حيث اعتبر أن أي انقلب عسكري ضد حكومة ما يعللد تهديللدا
والمن الدوليين ) القرار 841/1993م ( بشأن هايتي وقد رأى أخر جللانب مللن
الفقه إلى أن المم المتحدة عنللدما كللانت تتصللدى للنزاعللات المسلللحة غيللر
الدولية بعد فترة الحرب الباردة اعتمدت ليس معايير مزدوجة فقط بل متعددة
لتفسير مبدأ حفظ السلم والمن الدوليين فقد اتخذت إجراءات سريعة وحاسمة
ضد العراق وفي أزمة دارفور أما فلسطين والبوسنة والهرسك وجنوب السللودان
فإن المم المتحدة تخلت عن مهمتها الصلية ليس في حفللظ السلللللم والمللن
الدوليين بل في توفير السلم والمن الدوليين بل أننا ل نغالي إذا قلنا أن المللم
ً تسهم وتساعد على تهديد للسلم والمن الدوليين بتداخلتها
المتللحدة حاللليا
المشبوهه حتى غدت سيئة السير والسلوك والسمعة.
وأن ميثاق المم المتحدة نص علي حفظ السلم والمن الدوليين ،وكان
ينبغي النص علي)توفير السلم والمن الللدوليين( بللدل مللن )حفللظ السلللم
والمن الدوليين( لن المصطلح الول يعني ضمان استمرار النتصار للطرف
كاسب الحرب العالمية الثانية ودليل ذلك أنهم احتفظللوا بحللق الفيتللو فللي
مجلس المن)المادة (29من الميثاق والغريب في المر أنهم قالوا عنه )حللق
النقض أو حق الفيتو( وما هو بحق لنه يفتقد لي أساس قانوني
وهناك فرق كبير بين المصطلحين لن الول)حفظ السلم والمن الدوليين( – كما
قلنا -يضمن استمرار انتصار المنتصرين في الحرب واللدليل عللي ذللك أنهلم احتفظلوا
لنفسهم بحق النقض )الفيتو( في مجلس المن أي الجهاز التنفيذي للم المتحللدة ،حللتى
يضمنوا استمرار النتصار وتفوقهم ليس علي من علاداهم فقلط ولكلن عللي المجتملع
الدولي كله بأشخاصه وآلياته فالمن الدولي أمنهم هم ،أما المصطلح الثاني )توفير السلم
والمن الدوليين( فيتطلب العمل علي توقير المن لكل المجتمع الدولي أي تلوفير الملن
علي كافة الصعدة المحليلة والقليميلة والدوليلة ،وليلس ضلمان تفلوق المنتصلرين
وتحكمهم فيما عداهم كما هو حاصل الن.
ويؤكد ذلك أن القوي في المجتمع الدولي – كأي مجتمع – تتغير وتتبدل فللدوام
الحال من المحال ،فأين المبراطوريات الكبيرة مثل فارس والروم والخلفلة السللمية
سواء الموية أو العباسية والعثمانية والروسية والبريطانية التي كللانت ل تغيللب عنهللا
الشمس وأخيرا نابليون وهتلر والتحاد السوفيتي السابق ،كما أن التوفير يقتضي السعي
لحفظ السلم والمن الدوليين إذا تعرضا للتهديد ،أما الحفظ يتطلب إبقاء الحال علي ما
هو عليه بعد الحرب العالمية الثانية وهو ما حاصل الن مللن ضللمان تفللوق واسللتمرار
انتصار المنتصرين ،واحتكارهم ليس للسلم والمن الدوليين طبقا لمفهومهم ولكن أيضا
لجراءات المحافظة علي السلم والمن الدوليين كما هو حاصل في مجلس المللن الن،
وإذا تتبعنا قرارات مجلس المن من عام 1945م حتى الن نجدها تأكيدا لذلك.
وإذا فشل مجلس المن في أداء أهم وظائفه المتمثلة في حفللظ السلللم
والمن الدوليين ،يمكن العللودة إلللي الجمعيللة العامللة صللاحبة الختصللاص
الموسع لكل مهام المم المتحدة ،عن التحاد من أجل السلم الذي يللأتي دوره
عندما يفشل مجلس المن في أداء مهامه بسبب الفيتو عنللدما تكللون الزمللة
تهدد السلم والمن الدوليين ،أليس ما يحدث في الشيشان هللو تهديللد للسللم
والمن الدوليين ،أم أن السلم والمن هو للغرب دون المسلمون أو غيرهم.
خاصة وأن ميثاق المم المتحدة نص علي حفظ السلم والمن الدوليين بعد انتصار دول
الحلفاء في الحرب العالمية الثانية ،وحكم ذلك يتضمن ضللمان اسللتمرار النتصللار للطللرف
كاسب الحرب وهو ما تعمل علي تقنينه كافة القرارات الصلادرة علن كلل أجهلزة الملم
المتحدة ،وكان ينبغي تغيير مصطلح)حفظ السلم والمن الدوليين ( إللي مصلطلح)تلوفير
السلم والمن الدوليين(.
ونحن نري وجود فرق كلبير بيلن المصلطلحين لن الول)حفلظ السللم والملن
الدوليين( – كما قلنا -يضمن استمرار انتصار المنتصرين في الحرب والدليل عللي ذللك
أنهم احتفظوا لنفسهم بحق النقض )الفيتو( في مجلس المن أي الجهللاز التنفيللذي للم
المتحدة ،حتى يضمنوا استمرار النتصار وتفوقهم علي من عاداهم فالمن اللدولي أمنهلم
هم ،أما المصطلح الثاني )توفير السلم والمن الدوليين( فيتطلب العمل علي توقير المللن
لكل المم أي توفير المن علي كافة الصعدة المحلية والقليمية والدولية ،وليس ضمان
تفوق المنتصرين وتحكمهم فيما عداهم كما هو حاصل الن.
لذلك ينبغي للدول أن تعمل جاهدة علي تغيير ميثاق المم المتحدة أمللا
بتقييد حق النقض أو إلغاؤه عن طريق إخضاع قرارات مجلس المن لرقابللة
محكمة العدل الدولية أو فرض شروط أكثر علي اسللتخدامه مللن قبللل أي
دولة بتوفير أغلبية عددية أكثر.
الكونجرس المريكي
تسعي الوليات المتحدة المريكية إلي جعل السلطة التشريعية فيها
الكونجرس دولية أي تدويلها بجعلها تصدر قرارات في الشأن الدولي
وتسري علي الدول خارج نطاق الراضي المريكية خلفا لما ثابت في كافة
القوانين والعراف ول نغالي إذا قلنا تخالف المنطق والعقل ،وقد أصدر
الكونجرس بمجلسيه الشيوخ والنواب قوانين لمعاقبة دول مستقلة ذات سيادة
فهناك قانون معاقبة سوريا وقانون معاقبة السودان وقانون معاقبة إيران
ومن قبل كوبا.
وتلك – بحق -نكتة سخيفة تبعث علي الضحك والسخرية لن مثل ذلك
ل يصدر إل عن أو غرور وصل لدرجة يمكننا القول فيها أن الوليات
المتحدة المريكية أصبحت قوة بل عقل وتلك بداية النهاية ولقد كررت
أكثر من مرة أن الوليات المتحدة كدولة في سبيلها إلي النهيار والفول
بل والزوال فهي علي فراش الموت تعاني سكراته الواضحة للعيان وأنها
أصبحت نمر من ورق ،لذلك نعرض هنا لختصاصات الكونجرس وكيفية
عمله كما جاء في الدستور المريكي.
السلطات والختصاصات وقد اطلعنا عليها فلم نجد فيها سلطة إصدار قرارات أو
قوانين تسري خارج الوليات المتحدة المريكية مثل قانون معاقبة السودان
ومن قبل قانون معاقبة إيران وسوريا ثم أخير قانون تقسيم العراق الذي أقره
السياسة المريكية.
ليس ذلك كذلك أيها الخونة والعملء أن سياسة الوليات المجرمة المريكية ثابتة
منذ نشأتها علي الجرام والقتل والدمار وإعدام الخر مهما كان الحزب الحاكم
وجهة نظر العملء -حمائم السياسة المريكية ،أن هذا القانون ل نقول باطل بطلنا
مطلقا أعلي درجات البطلن في القانون بكافة فروعه بل أن هذا القانون منعدم أي ل
من حيل العملء )المارينز العرب( أنهم يرددون أن هذا القرار غير ملزم،
فلماذا صدر أذن ؟ أن هذا القانون يعد بمثابة إظهار للهدف الحقيقي من غزو
العراق عام 2003م الذي يكمن ويتمثل في إعادة تقسيم المنطقة العربية
والسلمية إلي دويلت تحت زعم الشرق الوسط الكبير والجديد والموسع ،أن
هذا القانون رسالة إلي الشعب المريكي والعالم أننا – المريكان -قد حققوا
هدفهم من غزو العراق ،وانتهي المر ،لذلك فهم يتحدثون حاليا عن انسحاب
لسحب القوات عن طريقها ولكن تركيا رفضت هذا المر .أنهم حاليا يخططون
لضرب سوريا وليس إيران ،أما لماذا سوريا وليس إيران ،لن سوريا يمكن معها
تحقيق ما يسمي نصرا كما أنها خطوة للمام في الطريق إلي تقسيم المنطقة،
هم يخافون أن تفعلها سوريا قبلهم بمساعدة إيران طبعا وحزب ال فقد نص
تكن مضت عليه سبع سنوات وهو من مواطني الوليات المتحدة ،وما لم يكن
ج -يوزع عدد النواب والضرائب المباشرة بين مختلف الوليات ]التي قد يضمها
هذا التحاد بنسبة عدد سكان كل منها وهو العدد الذي يحدد بأن يضاف إلى
مجموع عدد السكان الحرار ،بمن فيهم أولئك المرتبطون بالخدمة لعدد من
السنين ،وباستثناء الهنود الذين ل تفرض عليهم ضرائب ،ثلثة أخماس عدد
غضون كل فترة عشر سنوات لحقة ،ولذلك بالكيفية التي يحددها القانون.
ويجب أل يزيد عدد النواب عن نائب واحد لكل ثلثين ألف نسمة ،ولكن يجب أن
يكون لكل ولية نائب واحد على القل .وإلى أن يتم مثل هذا الحصاء يكون
وولية ديلوير واحد ،وولية ماريلند ستة ،وولية فرجينيا عشرة ،وولية
نورث كارولينا خمسة ،وولية ساوث كارولينا خمسة ،وولية جورجيا ثلثة.
التنفيذية فيها إلى إجراء انتخابات لملء هذا المقعد أو المقاعد الشاغرة.
في تلك الولية[ لمدة ست سنوات .ويكون لكل شيخ صوت واحد.
ب -عقب اجتماع أعضاء مجلس الشيوخ مباشرة نتيجة النتخاب الول ،يتم
تقسيمهم إلى ثلث فئات متساوية قدر المستطاع .ويجب أن تشغر مقاعد شيوخ
الفئة الولى عند انتهاء السنة الثانية من وليتهم ،ومقاعد شيوخ الفئة الثانية
عند انتهاء السنة الرابعة ،ومقاعد شيوخ الفئة الثالثة عند انتهاء السنة السادسة،
بحيث يمكن اختيار الثلث مرة كل سنتين] .وإذا شغر مقعد أو أكثر بسبب
الستقالة أو سواها ،خلل عطلة الهيئة التشريعية لولية ما ،جاز للسلطة
التنفيذية في تلك الولية أن تجري تعيينات مؤقتة ريثما يعقد الجتماع التالي
ً في غياب نائب
ً مؤقتا
يختار مجلس الشيوخ مسئوليه الخرين كما يختار رئيسا
ً في غياب
ً مؤقتا
هل -يختار مجلس الشيوخ مسئوليه الخرين كما يختار رئيسا
البرلمانية .وعندما ينعقد مجلس الشيوخ لهذا الغرض ،يقسم جميع أعضائه
العضاء الحاضرين.
وتقرير عدم الهلية لتولي منصب شرفي أو يقتضي ثقة أو يدر ربحا لدى
الوليات المتحدة ،والتمتع به :ولكن الشخص المدان يبقى مع ذلك عرضة وقابل
ً للقانون.
للتهام والمحاكمة والحكم عليه ومعاقبته وفقا
ً يحدد فيه
هيئتها التشريعية ،ولكن يمكن للكونغرس ،في أي وقت ،أن يسن قانونا
ب -يجتمع الكونغرس مرة على القل كل عام] ،ويكون موعد هذا الجتماع أول
ً آخر.
موعدا
يمكن لعدد أصغر أن يؤجل الجلسات من يوم إلى يوم ،وقد يخول كل من
المجلسين سلطة إجبار العضاء المتغيبين على الحضور بالطريقة التي يراها
ب -يمكن لكل من المجلسين أن يضع قواعد نظامه الداخلي وأن يعاقب أعضاءه
على سلوكهم غير النظامي ،كما يمكنه بموافقة الثلثين ،طرد أحد العضاء.
باستثناء تلك الجزاء التي يرى أنها تستلزم السرية ،كما أن تصويت أعضاء أي
لكثر من ثلثة أيام دون موافقة المجلس الخر .كما ل يجوز لي منهما نقل
أ -يتقاضى الشيوخ والنواب لقاء خدماتهم بدل يحدده القانون ،ويدفع من
خزانة الوليات المتحدة .ولهم في جميع الحالت ،ما عدا حالت الخيانة
والجنايات والخلل بالمن ،أن يتمتعوا بامتياز عدم اعتقالهم أثناء حضورهم
جلسات مجلسهم ،وفي ذهابهم إلى ذلك المجلس وعودتهم منه ،وأي خطاب يلقى
منصب مدني خاضع لسلطة الوليات المتحدة ،يكون قد أنشئ ،أو تكون تعويضاته
قد زيدت خلل تلك الفترة ،كما ل يجوز لي شخص يشغل أي منصب خاضع
في منصبه.
القوانين الخرى.
ب -كل مشروع قانون ينال موافقة مجلس النواب ومجلس الشيوخ يجب ،قبل
ًا ،أن يقدم إلى رئيس الوليات المتحدة ،فإذا وافق عليه ،وقعه،
أن يصبح قانون
درس المشروع ،فإذا وافق أعضاء ذلك المجلس ،بعد إعادة الدرس على إقرار
مشروع القانون ،أرسل مع العتراضات إلى المجلس الخر حيث يعاد درسه
كذلك ،فإذا أقره ثلثا أعضاء ذلك المجلس بنعم أو ل ،وتدرج أسماء المصوتين
وإذا لم يعد الرئيس أي مشروع قانون في غضون عشرة أيام ]تستثنى منها أيام
ً كما لو أنه وقعه ،ما لم
الحد[ من تقديمه له ،أصبح مشروع القانون ذاك قانونا
يحل الكونغرس ،بسبب رفعه لجلساته ،دون إعادة المشروع إليه ،وفي مثل هذه
ج -كل أمر ،أو قرار ،أو تصويت يستلزم موافقة مجلس الشيوخ ومجلس
ً للقواعد
تتعين إعادة إقراره من قبل ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ والنواب وفقا
وتوفير سبل الدفاع المشترك ،والخير العام للوليات المتحدة ،إنما يجب أن
المتحدة.
الهنود.
- 4وضع نظام موحد للتجنس ،وقوانين موحدة بشأن موضوع الفلسات في
- 5سك وطبع العملة ،وتنظيم قيمتها وقيمة العملت الجنبية ،وتحديد معايير
الموازين والمقاييس؛
- 6وضع أحكام للمعاقبة على تزوير سندات الوليات المتحدة المالية وعملتها؛
- 8تعزيز تقدم العلوم والفنون المفيدة بأن يحفظ لمدد محددة للمؤلفين
والبضائع ،ووضع قواعد تتعلق بالستيلء على غنائم في البر والبحر .
- 15وضع أحكام لدعوة المليشيا إلى تنفيذ قوانين التحاد ،وقمع التمرد وصد
الغزو.
- 16وضع أحكام لتنظيم وتسليح وتدريب المليشيا ،وإدارة أقسامها التي قد
- 17الستئثار بحق التشريع في جميع القضايا أيا كانت ،في مقاطعة )ل تزيد
مساحتها على 10أميال مربعة( قد تصبح ،بفعل تنازل وليات معينة عنها
على جميع الماكن التي تشترى بموافقة الهيئة التشريعية للولية الكائنة فيها،
لغرض إقامة حصون ومخازن ذخيرة وترسانات وأحواض سفن ومبان أخرى
لزمة.
- 18سن جميع القوانين التي تكون ضرورية ومناسبة لكي توضع موضع
التنفيذ ،السلطات آنفة الذكر وجميع السلطات الخرى التي ينيطها هذا
الكونغرس :
عام ألف وثمانمائة وثمانية ،ولكن يمكن فرض ضريبة ،أوسم ،على مثل هذا
- 2إن امتياز استصدار أمر استحضار أمام القضاء ل يجوز أن يعلق إل عندما
- 3ل يجوز إصدار قانون يقضي بالدانة والعقاب بالعدام أو التجريد من
كافة الحقوق دون محاكمة ،كما ل يجوز إصدار قانون جزائي ذي مفعول
رجعي.
- 4ل يجوز فرض ضرائب )أفراد أو أية ضرائب مباشرة أخرى( ،ما لم تكن
- 5ل يجوز فرض ضرائب أو رسوم على سلع تصدرها أية ولية.
- 6ل يجوز منح أفضلية أية أنظمة تجارية أو أخرى خاصة بالعائدات ،لموانئ
ولية ما على موانئ ولية أخرى ،كما ل يجوز إجبار السفن المتوجهة إلى
ولية ما أو القادمة منها؛ على دخول ولية أخرى أو تفريغ حمولتها أو دفع
رسوم فيها.
وتنشر من حين لخر ،بيانات دورية بإيرادات ونفقات جميع الموال العامة
وبحسابها.
- 8ل تمنح الوليات المتحدة أي لقب من ألقاب الشرف .ول يجوز لي شخص
يشغل لديها منصبا يدر ربحا أو يقتضي ثقة ،أن يقبل ،دون موافقة الكونغرس،
أية هدية أو أجر أو منصب أو لقب من أي نوع كان ،من أي ملك أو أمير أو
دولة أجنبية.
-1ل يجوز لية ولية أن تعقد أية معاهدة ،أو أن تدخل في أي حلف أو اتحاد،
أو تفوض برد العتداء والستيلء على السفن والبضائع أو تسك عملة أو تصدر
سندات حكومية ،أو تعتمد أي شيء خلف العملة الذهبية والفضية وسيلة لوفاء
الديون ،أو تصدر أي قانون يقضي بالدانة والعقوبة بدون محاكمة ،أو أي
قانون جزائي ذي مفعول رجعي ،أو أي قانون ينقص من قوة التزامات العقود ،أو
على الواردات أو الصادرات ،إل ما كان منها ضروريا ضرورة قصوى لقيامها
بتنفيذ قوانينها الخاصة بالتفتيش ،يكون صافي إيرادات جميع الرسوم والعوائد
التي تفرضها أية ولية على الواردات أو الصادرات ،لمنفعة خزانة الوليات
- 3ل يجوز لية ولية ،دون موافقة الكونغرس ،أن تفرض أية رسوم على
حمولة السفن ،أو تحتفظ بقوات عسكرية أو سفن حربية في وقت السلم ،أو
تعقد أي اتفاق أو ميثاق مع ولية أخرى أو دولة أجنبية ،أو تشتبك في حرب إل
إذا غزيت فعل ،أو إذا كان هناك خطر داهم ل يسمح بالتأخير(..
وسلطته ليس منها إصدار أي قوانين تعاقب الدول المستقلة ذات السيادة أو
أما بالنسبة لمجلس الشيوخ فإنه يتكون من عضوين لكلل وليلة لملدة سلت سلنوات
ُيختارون مباشرة من الشلعب ونلص
بواسطة برلمان كل ولية ثم أصبحوا بعد عام 1913م
ُق عليه بنفس الشروط بواسلطة المجلسلين.
ُيواف
َ دستور 1787م على أن كل قانون يجب أن
ً إل بعد موافقة رئيس الدولة وقد بدأ مجلس الشيوخ بستة عشر عضوا
ول يصبح القانون نافذا
يمثلون ثلث عشرة ولية ولرئيس الدولة الحق في العتراض على المشروعات الللتي يوافللق
عليها البرلمان ولكن حماية لحق السلطة التشلريعية فلإن رئيلس الدوللة إذا اعلترض عللى
التصديق على قانون وافق عليه الكونجرس ) المجلسين ( فلإنه يرسلله ملع اعتراضلاته إللى
المجلس الذي وافق عليه أول ورغم ذلك فإن القانون يمكن أن يصبح نافذا للو أن الكلونجرس
وافق عليه بأغلبية الثلثين في كل مجلس على حدة.
يرأس نائب رئيللس التحاد المريكي جلسات مجلس الشيوخ وليللس للله
حق التصويت إل في حالة التساوي بين الكفتللين للترجيللح ،ويختللار المجلللس
ً له في حالة غياب نائب الرئيس أو في حالة توللليه الرئاسة لوجود مللانع
رئيسا
قانوني يلحق بالرئيس .ويختص مجلس الشللليوخ بمحاكمللة رئيللس الدوللة.
وينعللقد في هيئة محكمة ويللؤدى أعضللاءه اليميللن ويللرأس الجلسللة رئيللس
القضاة ) رئيس الهيئة القضائية ( ويدان الرئيس فللي حالللة الموافقللة بأغلبيللة
الثلثين للعضاء الحاضرين .والعقللوبة تكون عللزل الرئيللس وتقللللرير عللدم
قدرته على إدارة البلد وكافة الوظائف اللتي تتطللب الثقلة والشلرف ويمكلن
ً بعد ذلك والحكم عليه بالعقوبات المقررة .كما يختص مجلس
ملحقته قضائيا
الشيوخ بالتصديق على المعاهدات والتعيينات في الوظائف الكبرى.
-د /ربيع أنور فتح الباب ،الظروف الخاصة بنشأة نظام ازدواج الهيئة التشريعية ) نظللام 171
المجلسين ( في النظم الديمقراطية الحديثة ،دار النهضة العربية ،القاهرة1992 ،م ،ص – 53
74
وغيرها من القوانين سيئة السمعة ليتعارض ذللك ملع اختصاصلاته المنصلوص
عليها في الدستور المريكي سالفة الذكر .وإن كان له الحق فللي الللدفاع عللن
مصالح الوليات المتحدة ،إل أنه ليس له محاسبة الدول ومعاقبتها .فالختصاص
المكاني للكونجرس المريكي ينحصر في إقليم الوليات المتحدة المريكية ول
يسرى خارجها .يتعارض ذلك مع مبادئ القانون الدولي العام المتمثلة في مبللدأ
السيادة ومبدأ عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول
ً لميثللاق المللم
وأين هو المن والسلللم الللدوليين اللللذان تحققللا طبقلا
المتحدة ،في تبنى هذه القرارات التي تعالج مشاكل دولية بناء على وجهة نظللر
دولة واحدة .لذلك اتسمت قرارات مجلس المن خاصة والمللم المتحللدة عامللة
بازدواجية المعايير بل تعددها وعللدم الحيللدة والنزاهللة حللتى غللدت المنظمللة
العالمية سيئة السير والسلوك والسمعة ويجب على الدول العربيللة والسلللمية
النسحاب من هذه المنظمة المشلبوهة حلتى ل يكونلوا مشللاركين فلي الظللم
ً في تقنين الظلم المريكي وإضفاء
الدولي لقد انحصر دور المم المتحدة حاليا
الشرعية عليه
وسائل العلم
من أخطر الليات التي أستخدمها الغرب لفرض الهيمنة والسيطرة)العولمة(
وسائل العلم حيث يلعب العلم دورا مهما ومؤثرا في حيللاة الشللعوب والمللم
منذ نشأة التاريخ ،فالعلم وسيلة اتصالية استخدمت عبر العصور ومر الللدهور
ففي الحضارات القديمة استخدموا العلم في علقللاتهم وفللي تسلليير شللئونهم
وفي توثيق مناحي حياتهم وبدا ذلك واضحا فللي الحضللارة الفرعونيللة ،بجللوار
التفسلللير الملللادي للتاريلللخ طبقلللا للنظريلللة الماركسلللية ,والتفسلللير
السيكولوجي) النفسي( للتاريخ ،يوجد أيضا التفسير العلمي للتاريخ وهو الذي
ينظر إلى التطور الجتماعي للبشرية طبقللا لتطللور وسللائل العلم بمعنللى أن
تطور وسائل العلم يعتبر العامللل الرئيسللي فللي إحللداث التطللور الجتمللاعي
للبشرية.
وقد مر العلم بعدة مراحل ،فهناك المرحلة السمعية)النفخ فلي البلواق والمنلادين( ثلم
المرحلة الخطية) النقش و الرسم على جدران المقابر والمعابد والقصور والكتابة المنسلوخة
على الجلود أو الورق ( ثم المرحلة الطباعة)الصحف(وأخيرا المرحلللة اللكترونيللة)الراديللو
والتلفزيون والفيديو واستخدامات الكمبيوتر والقمار الصناعية في العلم (.
ويمكن القول إنه منذ بدأ أول حللوار بشللري بيللن شخصللين أو طرفيللن آدم
وحواء تكونت أول عملية إعلمية واتصالية بين طرفين تم خللها إما نقل أفكار
من طرف لطرف آخر أو تبادل معلومات فالعلم هو أول علم تم استخدامه بين
172
َم فهو أبو العلوم) (.
َث
ّبني البشر ومن
ومهمة العلم خطيرة فعن طريقه تتمكن الحكومات من الدعاية لنفسها ونشر وجهة نظرها
وخططها والترويج لسياساتها ونشر أفكارها ومبادئها وتصحيح المفاهيم الخلاطئة عنهلا ,واللرد
على الشاعات التي يطلقها أعداؤها وتبيين وجهة نظرها في القضايا العامة والخاصة المطروحللة
على الساحة الدولية ومهاجمة أعدائها وخصومها .كما أن الحكومات ملن خلل أجهلزة الرقابلة
لديها تقوم بقمع جميع الصوات التي تخرج عن سيطرتها أو تحيلد علن الخلط المرسلوم لهلا
ويطلق علي وسائل العلم والصحافةالسلطة الرابعة واكتسبت هلذا السلم ملن تعليلق الللورد
ادموند يورك المتوفى عام 1797الذي قال في مجلس العموم البريطاني ):توجد سلطات ثلث و
لكن عندما ينظر النسان إلى مقاعد الصحفيين يجد السلطة الرابعة (
ويعرف مصطلح العلم كمرادف للتواصل وتبادل المعلومات وتناقل
الخبار ،فقد كان الحكام والسلطين يقربون منهم الشعراء والرواة من أجل أن
يتناقلوا أخبارهم بين الناس ويثنون عليهم في أحاديثهم وقصائدهم ويبرزون
الصفات الحميدة حتى لو لم تكن فيهم وحاليا الحكام دائما يقربون الكتاب
والصحفيين والعلميين والدباء والمثقفين والمفكرين من مجالسهم وينتقون
منهم من يتمتعوا بصفات خاصة ،ويكون هؤلء عادة هم حلقة التصال بين
الحاكم ووسائل العلم والعلميين والسلطة إذا رضت عن رجال العلم
والصحافة قربتهم وأكرمتهم وأغدقت عليهم وإذا غضبت منهم فل مصير لهم
سوى غياهب السجون والمثلة على ذلك كثيرة.
ولقد لعب العلم دورا مهما وبارزا في حياتنا ,فهو يدير الفكر ويغذي
الثقافة وينمي المعارف ويربط بين ابعد نقطتين في ثوان معدودة ,لذلك نجد
الكثير من دول العالم أولت العلم اهتماما بالغا وتبذل جهودا كبيرا لتطوير
-د.فاروق محمد أبو زيد -مقدمة في علم الصسحافة – جامعسة القساهرة – 1999 172
وسائل إعلمها المحلية وتجويد سياساتها العلمية الخارجية التي تحمل وجهة
نظر الدولة لما يدور من أحداث في العالم ،وحينما بدأ الرأي العام الدولي
يظهر على الصعيد الدولي ويؤثر في الحداث الدولية ويحركها ,فأدركت
الدول أهمية مخاطبة هذا الرأي وكسبه إلى جانب قضاياها حتى يتبنى آراءها
ويؤيد وجهة نظرها.
ظهور الراديو والسينما :كان اختراع الراديو نقطة تحول كبرى في تاريخ
العلم ويعود الفضل في اختراع الراديو إلى جوجليلمو ماركوني بعد تطويره لنظريات
هنريك هيرتز أمكن التصال دون حاجة إلى تواصل سلكي ،وفي 2يونيو 1896م سجل
ماركوني اختراعه )المبرقة اللسلكية( الذي ربط الجزر البريطانية والسفن بوسيلة اتصال
فورية وفي شهر ديسمبر من عام 1901م تمكن ماركوني من تحقيق التصال اللسلكي عبر
المحيط الطلسي وربط أوروبا بالعالم الجديد بوسيلة التصال البرقي .ولكن ماركوني لم
ينجح حتى ذلك الحين في إرسال الصوت وإنما فقط إشارات ورموز مورس المؤلفة من
ً وشرطات يمكن تحويلها إلى حروف.
صفير متقطع يتضمن نقاطا
في عام 1904م اخترع )فليمنغ وري فورست( الصمام المفرغ وأصبح إرسال
الصوت لسلكيا أمرا في متناول المخترعين .في ليلة عيد الميلد عام 1906م
تمكن أستاذ جامعي أمريكي هو )ريجنالد فسندن (R.Fessendenبتمويل من
بعض المستثمرين المحليين من بث الموسيقى إلى بعض السفن واعتبارا من
ذلك التاريخ بدأ السباق لتطوير الراديو وكان من أبرز المحفزات على تطويره
اهتمام الحكومات بإمكانيات استخدام الراديو في التصال خلل التوتر السياسي
الذي سبق الحرب العالمية الولى ،إذ لم يأت عام 1910م إل وقد كان هناك
عدد من المحطات الذاعية البدائية في كل من بريطانيا وألمانيا والوليات
المتحدة.
ً مكلفا غالي الثمن ول
وكان جهاز استقبال تلك المحطات )المذياع( جهازا
يقدر على امتلكه إل الثرياء ،كما أن فترات البث الذاعي ل تتجاوز الساعتين
أو الثلث إضافة إلى أن مقدرة البطاريات الكهربائية التي تعمل عليها أجهزة
الستقبال كانت محدودة بساعات قليلة تحتاج بعدها إلى إعادة شحن لدى
محلت تجارية متخصصة في هذا العمل فالراديو قبل الحرب العالمية الولى
كان في متناول النخبة وعليه القوم فقط..
173
-كورنج ،جورج ) (Brood casting without Barriersمنشورات اليونسكو-
باريس.
ًمن المزايا
الستخدامات المحدودة لمحطات الراديو قبل الحرب العالمية الولى وخللها عددا
الهامة لهذا الجهاز.
وهكذا أدركت الحكومات الوروبية على وجه الخصوص أن هذا الختراع الجديد
سيكون له شأن خطير في أعمال الدعاية التجارية والسياسية في أوقات السلم ،وأنه يجب
التخطيط لستخدامه كسلح مساند في الصراعات العسكرية أثناء الحروب من خلل
ًا ،ولغايات دفاعية تتعلق بالمواطنين ،وهجومية فيما
ً وخارجي
أعمال الدعاية المكثفة داخليا
يخص جماهير العدو ،وإسنادية فيما يتعلق بالسباق على كسب تأييد المحايدين وتقوية
مناصرة الحلفاء.
كذلك وجدت فيه بريطانيا على وجه الخصوص أداة خطيرة لنشر ثقافتها
وآرائها السياسية وغرس ما تريده من أفكار في نفوس وعقول مواطني
المستعمرات البريطانية ومخاطبتهم مباشرة بلغاتهم ولهجاتهم المحلية دونما
حاجة إلى وسيط محلي فعمدت إلى تأسيس هيئة الذاعة البريطانية عام 1922م
وبعد أن أحست الدول الوروبية بدور الذاعات في الدعاية السياسية ،وبادرت
ألمانيا إلى تأسيس إذاعتها الوطنية في عام 1929م ،لكن برامجها لم تنتظم إل
في عام 1933م.
أما الوليات المتحدة فقد تأسس فيها عدد من المحطات الذاعية التجارية الهادفة إلى
تقديم الخدمات العلنية والترفيهية بهدف الربح التجاري ،ولكن الحكومة سرعان ما أحست
بخطورتها فأصدرت أنظمة تحدد أساليب استخدام الذاعات وربطت السماح بالبث الذاعي
مرتهنا بترخيص حكومي ،ولم تعمد إلى تأسيس إذاعة عالمية لمخاطبة الرأي العام إل في عام
1942م.
أما روسيا فقد كان لها إذاعة روسية تلتقط في أوروبا منذ عام 1917م إل
أنها لم تبدأ الرسال باللغات الجنبية إلى أوروبا إل في عام 1929م وفي هذا
العام بدأت هولندا الرسال الذاعي لمستعمراتها من خلل محطات محلية
ً إذاعيا منتظما إلى مستعمراتها
متوسطة وفي عام 1931م بدأت فرنسا بثا
السيوية والفريقية وأبتكر الفرنسيون مراعاة التوقيت المحلي للمستعمرات
وبدأوا في الرسال باللغات المحلية لمستعمراتهم بجانب اللغة الفرنسية ،لكي
تصل إلى النخبة المثقفة والسواد العظم من رعايا المستعمرات ،فأنشأت إذاعة
موجهة إلى المستعمرات البلجيكية في عام 1943م .وبدأت الذاعة اليطالية من
ً إلى الشرق الوسط باللغة العربية.
)باري( بثا
ومع انتشار الذاعات ظهر مصطلح )حرب الثير( و )الحروب الذاعية( خاصة بين
المحطات اللمانية واليطالية والمحطة البريطانية التي عرفت باسم الذاعة المبراطورية
وأمام شعبية المحطة اليطالية الناطقة بالعربية اضطرت بريطانيا إلى إحداث محطة
ناطقة باللغة العربية وبدأت في البث عام 1938م فقامت المحطة اليطالية بتوزيع أجهزة
الستقبال مجانا على المقاهي ونوادي الستماع وقامت بدعوة الفنانين والممثلين العرب
لزيارة استوديوهاتها وعمل تسجيلت خاصة بها كما كانت تستميل المسلمين بإطلق
174
شعارات مثل )موسوليني حامي حمى السلم() (.
أن هدف تلك الذاعات الموجهة لم يكن الترفيه عن شعوب المستعمرات ورفع مستواهم
الثقافي ،لكنه ترسيخ النظام الستعماري وربط المستعمرات بالدول المستعمرة اقتصاديا
وثقافيا ،والسعي بكل الوسائل إلى أن تكون الدول المستعمرة هي المصدر الوحيد
للمعلومات في الشعوب المستعمرة وإبعاد المؤثرات الخارجية ومحاربة الدعوات الوطنية
للتحرر وتزيين استمرار العلقات الستعمارية بأشكال وأسماء جديدة مختلفة تتناسب مع
حجم المقاومة الداخلية والتحديات الخارجية وهكذا أصبحت أجهزة الراديو في
174
-بركات ،د.سهير عبد الغني ،الذاعة الدولية ،دراسة مقارنة لنظمها
وفلسفتها ،مؤسسة علي جراح الصباح ،الكويت.
المستعمرات أسلحة خطيرة تقارب في خطورتها السلحة التي يحملها دعاة الستقلل.
ومع اندلع الحرب العالمية الثانية كان الراديو الوسيلة الكثر متابعة
لمعرفة الخبار ،والكبر تأثيرا في معنويات الناس بما يذيعه عليهم من أخبار
وتحقيقات وتحليلت ،ولذلك خططت الدول المتصارعة للستفادة من هذه
الشعبية المتنامية لذلك الجهاز في التأثير في معنويات أعدائها من خلل
الذاعات الموجهة .وقد بلغ من تأثير الذاعات العلمية الموجهة في الحرب
الشعوب الوروبية خلل الحرب ،أن بريطانيا أصدرت قوانين تمنع الشعب
البريطاني من الستماع إلى محطة الذاعة اللمانية ،كما جعلت ألمانيا النازية
العدام عقوبة لمن يستمع للذاعة البريطانية أو يردد علنا ما تذيعه.
ومن إيجابيات الراديو أنه أعاد إلى الخطابة مكانتها في الحرب العلمية ،فبعد
أن فقدت الخطابة مركز الصدارة في الحرب العلمية كوسيلة لحث الهمم
واستنفار الطاقات وإلهاب مشاعر المستمعين بسبب قلة الخطباء وقلة عدد
المستمعين الذين يمكن أن تؤثر فيهم ،قام الراديو بإتاحة الفرصة من جديد
لتلك الفئة النادرة البارزة في هذا المجال الفريد في مجالت الدب العالمي.
وقد كان للخطابة السياسية التي مارسها كل من )أدولف هتلر( و )ونستون تشرشل(
و)برونو موسوليني( والتي كانت تذاع للشعوب الوربية من خلل الذاعات الوطنية -
دورها في إلهاب حماس الجماهير وتحفيزها للقتال تحت دوافع مختلفة ،مثل رفع
الظلم عن ألمانيا وإعطائها مكانتها التي تستحقها بين شعوب العالم ،كما كانت الحالة
في خطب )هتلر( ،أو الدفاع عن النفس ومنع النازي من استعباد العالم والمحافظة على
الرث المبراطوري كما كان الحال مع )تشرشل( في كلماته للشعب البريطاني
وشعوب )الكومنولث( ،أو النهوض من كبوة التخلف واستعادة أمجاد المبراطورية
الرومانية وهيبة حضارتها وفرض إيطاليا كقوة رئيسية بين القوى الوروبية
الصاعدة كما كان يقول )موسوليني( أدركت الحكومات المالكة للذاعات أن هذا
الجهاز يؤثر على الفكار داخليا وخارجيا ويمكن استخدامه بأسلوب عدائي قد
يؤدي إلى التدخل في الشئون الداخلية للدول والنتقاص من سيادتها،
وبعد مداولت وجولت عديدة في عصبة المم تم في عام 1936م إقناع
سبع وثلثين دولة بالتوقيع على المعاهدة الدولية لستخدام الذاعة لغراض
السلم التي حرمت المواد الذاعية والبرامج التي تهدد المن الداخلي
والستقرار في الدول الخرى ،ودعت إلى عدم إذاعة البرامج والمواد التي تسبب
الزمات السياسية والساءة إلى الحكومات الخرى وتعكير صفو العلقات القائمة
بين الدول ،إضافة إلى تحري الصدق والموضوعية في نقل الخبار وبثها
وخصوصا أثناء الزمات الدولية والصراعات الثنائية حماية للمن والسلم
الدوليين.
ومع بداية الحرب العالمية الثانية كانت تلك التفاقية أول ما عصفت به
رياح الحرب وقامت الذاعات بممارسة كل ما هو محرم عليها واستخدمت بشكل
فعلي كأداة للتحريض وإثارة الفتن وتعكير العلقات الدولية وصناعة
)فبركة( الخبار وترويج الكاذيب تحت أسماء مختلفة ،منها) :الخداع
السياسي( و)الحرب النفسية( ،و)الخداع العسكري( و)الصراع العقائدي(.
كانت بدايات التصوير السينمائي تطورا مباشرا والحصول على صورة
متحركة لتعاون المخترع المريكي الشهير )توماس أديسون( مع مخترع آخر
يدعى ويليام ديكسون لصناعة كاميرا لتصوير حركة الشياء في عام 1888م أطلق
عليها ) Kinetographالصور المتحركة( واستطاع الثنان إنتاج عدد من الفلم القصيرة
جدا بتلك الكاميرا الغريبة الشكل الصعبة التشغيل اعتبارا من عام 1891م وكانت تعرض
في قاعة خاصة في ولية )نيوجرسي( تدعى )ماريا السوداء( وهي في حقيقة المر كوخ
مطلي بالقار لمنع دخول الضوء إليه .وكانت مدة الفيلم الذي يبلغ طوله خمسين قدما
فقط ل تتجاوز الثلث دقائق.
لكن النطلقة الحقيقية للسينما كانت على يد الخوين الفرنسيين أوجست ولويس
ّطلعا على كاميرا أديسون وجهاز عرضها وقاما بإدخال تحسينات
لوميير Lumiereالذين ا
جذرية عليها لجعلها أسهل استعمال وقابلية للنتقال وأطلقا على اختراعهما اسم
.Cinematographوفي غمرة أعياد الميلد قام الخوان بعرض فيلمهما الول في باريس
في 28ديسمبر من عام 1895م الذي أحدث ضجة في الوساط العلمية والفنية على حد
سواء وجعل الناس يتقاطرون لرؤية العجوبة الجديدة )الصور التي تتحرك( أو السينما،
وكانت مدة الفيلم ل تزيد عن دقيقة واحدة ومع ذلك فقد استقطب اهتمام المستثمرين
الذين رأوا فيه إمكانيات هائلة للربح التجاري في مجالت الدعاية والتسلية وتوثيق
التاريخ ،من خلل تصوير الحداث التاريخية والوطنية الهامة وكذلك العجائب الطبيعية
في مختلف أنحاء العالم.
وأدرك )أديسون( في الوليات المتحدة آفاق ذلك الختراع تجاريا فقام بتطوير كاميرا الخوين
)لوميير( وتسجيل حق التطوير والستثمار في الوليات المتحدة باسمه وأطلق عليه اسم )فيتاسكوب(
وشرع في عام 1896م في عرض المشاهد الهزلية السينمائية في مدنية نيويورك ،ثم لم يلبث أن تم
افتتاح أكثر من قاعة لعرض تلك المشاهد الهزلية في المدن المريكية الكبرى ،وكان ثمن الدخول
آنذاك ليتجاوز خمسة سنتات أمريكية ،حتى عرفت تلك المسارح باسم )نيكل أوديون( ونيكل تعني
خمسة سنتات.
وهكذا تسابق المستثمرون لدخول مجال النتاج والعرض السينمائي ،ولم يأت عام 1910م
إل وقد كان في الوليات المتحدة تسع شركات كبرى لنتاج الفلم السينمائية ،ومع
حلول الحرب العالمية الولى في عام 1914م كانت السينما قد أصبحت صناعة قادرة
على المشاركة بشكل بدائي جدا في الحرب العلمية .ولكنها كانت تعاني من معوقات
جسيمة وهي معوقات جعلت السينما خلل الحرب العالمية الولى تقبع في ذيل قائمة
أسلحة الحرب العلمية ،إذ كانت مكلفة وصعبة التجهيز والستخدام ومحدودة النتشار
في نفس الوقت.
واعتبارا من 1915م اشتد عود صناعة السينما في أمريكا وأصبحت وسيلة الترفيه الرقى
وأصبح الذهاب إلى السينما يوازي متعة الذهاب إلى العشاء في مطعم فاخر بل قد يفوقها في
نظر الشباب والمراهقين ،على الرغم من أن الصوت حتى ذلك الحين لم يكن قد أدمج في
الفيلم بل كانت هناك أصوات مصاحبة يتم بثها من اسطوانة في جهاز مستقل آخر غير جهاز
عرض الفيلم.
ومع ذلك كانت السينما تطرح نفسها بقوة بعد الحرب كسلح دعائي ولذلك عمدت
ألمانيا في أعقاب الحرب العالمية الولى إلى إنشاء صناعة سينما قوية وجعلتها تحت
السيطرة الكاملة والمباشرة للدولة ومولت الحكومة اللمانية عددا من الفلم الروائية
الناجحة التي نافست بقوة ،الفلم المريكية وحازت على رضا المريكيين ،وأتقن اللمان
أفلم الرعب والفلم التي تمثل البؤس والشقاء التي يعيشها المجتمع اللماني بعد هزيمته
في الحرب ،ولكنها لم تلبث أن أصبحت مجندة بكامل طاقاتها لخدمة الدعاية السياسية
النازية بعد وصول هتلر للحكم.
و كانت روسيا بطبيعة الحال من الدول التي أخضعت السينما لسلطة الدولة
تماما وقامت في أعقاب الحرب بإنتاج أفلم روائية رمزية عن التمرد ضد
الطغيان والثورة ضد الظلم ،كان من أشهرها )بوتكن( كما استخدمت السينما
للتشهير باستبداد القياصرة وبذخهم والمبالغة في تصوير حالت البؤس والفقر
والشقاء التي كانت تعيشها الغالبية العظمى من الشعب الروسي في المدن
والقرى والرياف في ظل الحكم العنصري ومعاناتها وعرض إنجازات الثورة
ً بأول على جماهير المدن السوفيتية .أما في كل من بريطانيا
البلشفية أول
وفرنسا فقد كانت السينما فنا تجاريا أكثر منه أداة سياسية.
وهكذا نجد أن هذين الختراعين العظيمين الراديو والسينما عاشا فترة طفولة واعدة
خلل الحرب العالمية الولى ولم يسهما في حربها إلعلمية إل بشكل محدود جدا وغير
مباشر ،ثم لم يلبثا أن وجدا ما يستحقانه من رعاية واهتمام رسمي وشعبي خلل فترة
السلم التي سادت ما بين الحربين ليكونا جاهزين للعب دور فاعل خلل الحرب العالمية
الثانية خصوصا )الراديو( الذي وجد فيه السياسيون اللة السحرية القادرة على تخطي
كل العقبات والحواجز والحدود ،والسلح الفعال للتأثير على الجماهير الموالية والمعادية
والمحايدة على حد سواء.
واعتبر اللمان أن إساءة استخدام أسلحة الحرب الدعائية وعلى رأسها الراديو
كان أحد السباب المباشرة لهزيمتهم في الحرب العالمية الولى ،إذ لم يتمكنوا
من تحريض الشعوب المستعمرة للثورة على المبراطوريتين البريطانية
والفرنسية ولم ينجحوا أيضا في استثارة الشعوب الصديقة للوليات المتحدة
والمجاورة لها لكي تحول دون دخول الوليات المتحدة الحرب إلى جانب
الحلفاء ،وعلى تحريك مشاعر الشعوب المنحدرة من أصول ألمانية )أو حتى
ناطقة باللمانية( الواقعة تحت حكم الدول الخرى وتأليبها على دولها وتشجيع
نزعتها في العودة إلى أحضان )الوطن الب( والعمل على بناء الرايخ الثالث الذي
بشرت الدعاية النازية بأنه سيدوم للف عام.لكن فشلوا في كل ذلك فانهزموا.
ولقد دلت دراسات على أن الطالب في المرحلة البتدائية يكون قد قضى من
800 – 700ساعة في المدرسة في العام بينما يقضي أكثر من 1000ساعة
ً فلقد دلت دراسات أمريكية منذ أواخر السبعينات ) أن
مع التلفزيون سنويا
ً ( ويحتاج التعامل مع وسائل
التلفزيون يجمع العائلة فيزيائيا ويفرقها عاطفيا
ً أومجلت
العلم إلى فطنة وحذر كبيرين ،ول نستثني من ذلك صحفا
أوإذاعات أوقنوات تلفزيونية تتحدث بالعربية وتتغنى ليل نهار بأمجاد المة
وتقسم أنها تمثل ضمير هذه المة النابض وعقلها المفكر ،لكنها تعمل – من
ِع – على تخدير المة وطمس هويتها.
حيث وعت أم لم ت
ً حملت التسفيه والتسطيح وتلميع النجوم الزائفة وتقديمها قدوات
دع عنك جانبا
للجيال ،فذلك أمر يسهل كشفه ،فالخطر من ذلك تعمية الحقائق وتسميتها بغير – أو
بعكس – اسمها ،ومع التكرار والستمرار تغيب الحقيقة وتفسح مكانها لعكسها القائمة
طويلة ويصعب حصرها لكن هذه عينة منها:
المنطقة العربية السلمية تسمى ) الشرق الوسط ( وهو مصطلح مضلل موغل في
ً أوسط لهم واليابان
ً نصبح نحن شرقا
العنصرية ،فهو يتخذ من أوروبا والغرب مقياسا
ً أقصى ،ول معنى للمصطلح إل التمويه علي شعوب المنطقة إسلمية وتبرير إدخال
شرقا
إسرائيل إليها طالما أصبحنا مجرد رقعة جغرافية بل هوية تميزها فتركستان ) الشرقية
والغربية ( تسمى وسط آسيا ول يشار إلى إسلميتها ،حتى أسماء المدن السلمية تدفن
ً والدار
وتستبدل بها أسماء أجنبية يرددها العلم العربي كالببغاء فأباظيا تصبح أبخازيا
البيضاء تصبح كازابلنكا و" خوجة علي " تصبح كوجالي وهناك مصطلحات تستهدف
قتل المة ومحو ذاكرتها ففلسطين المحتلة أصبحت بالكاد ) الضفة وغزة ( والعدو
ً عليها (
االصهيوني أصبح ) إسرائيل ( والراضي المحتلة غدت ) أراضي متنازعا
والمتمسكون بالسلم غدو ) أصوليين ( أو ) إرهابيين ( حسب الموقف منهم.
قد يستساغ أن ينحو العلم الغربي هذا المنحى فذلك ديدنهم وتلك
طبيعتهم لكن أن يحذو حذوهم نفر من بني جلدتنا فذلك من قواصم الظهر خذ
175
ً لم سلمي كوسوفا الذين يصفهم العلم الغربي وتابعوه
ل ما يحدث حاليا
ً مث
من العرب بالنفصاليين اللبان فهم انفصاليون يستحقون ما يفعله الغرب بهم،
ُهم " أقلية " ل يحق لهم الستقلل
وهم ألبان ل دخل لنا بهم وفوق هذا وذاك ف
رغم أنهم يشكلون % 90من سكان القليم ،هكذا قال العلم الغربي وما علينا
176
إل أن نسلم) (.
ً بنحو 140قناة فضائية وتزايدت
ازدحم الفضاء العربي في وقت قصير نسبيا
نسب مشاهدة الجمهور لهذه الفضائيات مما أدي ارتكاب جرائم الشرف والعديد
175
176
-مجلة السرة العدد 63جمادى الخرة 1419هس
من النحرافات الخلقية الخرى التي انتشرت في الونة الخيرة بسبب بالداء
العلمي والكتابات الدبية والعمال الدرامية التي تروج للسفور والعري وقد
أشار الدكتور أحمد المجذوب – الخبير الجتماعي – في إحدى
دراساته الميدانية إلي ذلك فقرر ) إلى أن الدراما العربية ووسائل
العلم ساهمت في تلك النحرافات وأن نموذج الراقصة أو الفنانة التي تهرب
من ييت السرة تحت دعاوى الضغوط السرية وإظهارها بعد ذلك بمظهر
القدوة والبطولة قد أثر في وجدان العديد من الفتيات وصرن يمارسنه في
الواقع
كما أن الترويج لمفهوم معين للحب يقوم على التلقي بين الفتى والفتاة
ً عن السرة والطر الشرعية عبر اللحاح العلمي بكل وسائله أثر بشكل
بعيدا
كبير على المجتمع وعلى طبيعة العلقات التي تحكم الرجل بالمرأة فالعديد
من الفلم تصور الراقصة بطلة ولديها أخلقيات ومثل عليا ..وفي بعض
الفلم تعيش المرأة المتزوجة مع حبيبها وتقدم هذه المرأة على أنها تستحق
177
التعاطف معها () (
وترى د .ليلى عبد المجيد – أستاذة الصحافة بجامعة القاهرة –
) أن وسائل العلم تصور القاعدة العامة للنساء العربيات على أنهن يمارسن
ً كرمز
التجسس والدعارة وتجارة المخدرات والقتل كما تستغل المرأة أيضا
للجنس المكشوف أو الموارب في كثير من العمال الدبية والفنية العربية
178
التي ل تخرج عن علقة الخيانة بين رجل وامرأتين أو بين رجلين وامرأة() (
وعن التلفزيون وتأثيره جاء في تقرير لليونسكو )إن إدخال وسائل إعلم
جديدة وبخاصة التلفزيون في المجتمعات التقليدية أدى إلى زعزعة عادات
تعد مسألة مكوث الطفال أمام الشاشات لوقت طويل واحدة من أكبر
المشكلت التي يشتكي منها الباء ،والتي ل يكاد يخلو منها بيت في مجتمعنا
المعاصر؛ ولعل ذلك راجع إلى عدة أمور منها:
(1وقت الفراغ الطويل الذي يعيشه الطفال في الوقت الحاضر ،المر الذي ل
-جريدة الوطن العدد ) (696السنة الثانية ل الثنين 17جمادى الخرة 1423هل 184
ً لكل ألف أسرة مصرية .في العام 2003ل وجود للعائلة لقد حلت
وصل إلى 177جهازا
التلفزة محل البوة والمومة
وأخيرا ,صدر تقرير مصري من منظمة الل"يونيسيف" عنوانه "وضع
الطفال والنساء المصريين :”2002-ووجد أن 97في المائة من الناشئة تشاهد
التلفزيون ,ونسبة القراءة بينهم 15في المائة ول تتوجه إلى الطفال سوى 7
ً من مشاهد العنف
ً كبيرا
في المئة من البرامج .وهذا يعني أنهم يشاهدون كما
وتشير دراسة أخرى أجريت في أواخر التسعينات إلى أن مشاهد العنف
والعتداءات احتلت المركز الول بين محتوى برامج التلفزيون المصري
وذكرت الدراسة أن نحو 97في المئة من أفلم الرسوم المتحركة الواردة من
ً من مشاهد وأفكار العنف ويؤكد علماء الجتماع أن
ً كبيرا
الخارج تحوي كما
الطفال يتصرفون بطريقة أفضل حين تقل مدة مشاهدتهم للتلفزيون.
إهدار الوقت :لو أن بلدا عدد سكانهم عشرة مليين نسمة وعدد الذين يشاهدون
التلفزيون %25منهم فقط ومعدل الجلوس ساعتين يوميا فكم يهدر من الساعات سنويا
؟ إنها ) (1750000000ساعة وتعادل ) (250000000يوم عمل تصورا ..مائتان
وخمسون مليون يوم عمل كيف لو صرفت هذه الساعات في طلب العلم والدعوة إلى ال
ومساعدة المحتاجين ,وإقامة المصانع والمعامل ,وغير ذلك من أنواع العمل النافع كيف
لو كان الذين يرون الشاشة أكثر من ,%25كيف لو كانوا يجلسون أكثر من
185
ساعتين .أترك الحساب لكم هذه المرة( ).
قالت مصادر صحفية :إن معهد الشرق الوسط لبحاث العلم 'ميمري' افتتح
خدمة جديدة تضاف إلى أنشطة المعهد الذي يترأسه عقيد سابق في الجيش
الصهيوني ومقره واشنطن ,والمتخصص في متابعة العلم العربي والسلمي,
وتزويد العلم والساسة الغربيين ,ولسيما المريكيين بما يقال ضدهم أو ضد
لقد أثبتت الدراسات المتعلقة بالعلنات الساقطة تجاهل كرامة النساء في
وسائل العلم المختلفة ،سواء في التلفزيون أو في المجلت النسائية ،أو في
ً ما تظهر العلنات تماذج الفتيات فيها ،وكأنهن
الصحافة بشكل عام ،إذ غالبا
متصالحات مع أجسادهن بتلك العروض المضادة لفطرة المرأة المحافظة
لكرامتها من خلل جسدها.
أما بالنسبة للمرأة المسلمة فإن صور العلنات المنشورة والمذاعة عن المرأة
ً بالمتعاض باعتبارها المرأة التي تملك النموذج الفضل
ًا ،تسبب لها شعورا
عموم
في حجابها الوافر لشدة عفتها ،لذلك فإن فعاليات العلن المسيء لنموذج المرأة
ً عندها.
ً وقالبا
السوية ،مسألة مرفوضة قلبا
وبخصوص العلنات الغربية الدعائية في مجال الثارة والمسيئة للمرأة العربية أو
المسلمة ،فتلك قضية خبث أولئك الغربيين وحقدهم ،الذين يتعاملون مع فن العلن من موقع
الساءة لنساء عربيات ومسلمات ،لم يطلعوا على ضوابط الحشمة لديهن ،متناسين أن حرية
المرأة الغربية المزعومة ،قد أوصلتها إلى الحضيض.
ذكر الدكتور فؤاد بن سيد الرفاعي في كتابه القيم النفوذ اليهودي في
الجهزة العلمية والمؤسسات الدولية تلك الحقائق المغيبة:
ُيسيطر اليهود سيطرة تامة على شركات النتاج السينمائي فشركة فوكس يمتلكها
اليهودي ويليام فوكس وشركة غولدين يمتلكها اليهودي صاموئيل غولدين .وشركة
مترو يمتلكها اليهودي لويس ماير وشركة اخوان وارنر يمتلكها اليهودي هارني وارنر
وإخوانه وشركة برامونت يمتلكها اليهودي هودكنسون
ُيباع إنتاجها في العالم السلمي ؟؟ ويتمثل في
جميع هذه الشركات اليهودية
أفلم الجريمة وفنونها ،واللصوصية وأساليبها والعنصرية اليهودية واضحة
َرض منذ سنين طويلة في بلد العرب ،وتغص بها صالت
ُتع
فيها !! ومع ذلك
العرض السينمائي والتلفزيوني وتشير بعض الحصائيات إلى أن أكثر من
ًا،
ًا ،وإخراج
%90من مجموع العاملين في الحقل السينمائي المريكي ،إنتاج
ّل أبلغ ما قيل في وصف السيطرة
ً اليهود ،ولع
ًا ،ومونتاجا
ل ،وتصوير
ًوتمثي
الصهيونية على صناعة السينما المريكية ،ما ورد في مقال نشرته صحيفة "
الخبار المسيحية الحرة " عام 1938قالت فيه ) :إن صناعة السينما في أمريكا
هي يهودية بأكملها ،ويتحكم اليهود فيها دون أن ينازعهم في ذلك أحد،
ويطردون منها كل من ل ينتمي إليهم أو ل يصانعهم ،وجميع العاملين فيها هم،
إما من اليهود ،أو من صنائعهم ولقد أصبحت هوليوود بسببهم )) سدوم العصر
ُتنهب
ُتسترخص العراض و
ُتنشر الرذيلة و
ُتنحر الفضيلة و
الحديث (( حيث
الموال دون رادع ،أو وازع وهم يرغمون كل من يعمل لديهم على تعميم
ونشر مخططهم الجرامي تحت ستائر خادعة كاذبة وبهذه الساليب القذرة
أفسدوا الخلق في البلد وقضوا على مشاعر الرجولة والحساس وعلى المثل
للجيال المريكية (.
واختتمت الصحيفة كلمها بالقول ) :أوقفوا هذه الصناعة المجرمة لنها أضحت أعظم
سلح يملكه اليهود لنشر دعاياتهم المضللة الفاسدة ( وإذ يصعب سرد أسماء جميع اليهود
العاملين في حقل السينما العالمية ،كذلك يصعب سرد أسماء جميع الممثلين من غير اليهود
الذين ارتموا في أحضان الصهيونية ،ولذا نكتفي بسرد بعض أسماء هؤلء على سبيل المثال:
روبرت دي نير وستيف ماكوين وروبرت ريد فورد وهايدي لمار وفيكتور مايثور وشين
كونري " جيمس بوند " وروبيرت ميتشوم ورومي شنايدر وعشرات غيرهم وفي
ً للسينما.
بريطانيا يملك اللورد اليهودي " لفونت " 280دارا
تحدث أحد مفكري الغرب النصراني في احتفال عام أقيم في نيويورك
ل ) :بواسطة وكالت النباء العالمية ،يغسل اليهود
ً بتاريخ 1937 / 11 / 31قائ
أدمغتكم ،ويفرضون عليكم رؤية العالم وأحداثه كما يريدون هم ل كما هي
الحقيقة وبواسطة الفلم السينمائية ،يغذي اليهود عقول شبابنا وأبنائنا،
ً خلل ساعتين
ً لهم وعبيدا
ويملونها بما يشاؤون ،فيشب هؤلء ليكونوا أزلما
من الزمن ،هي مدة عرض فيلم سينمائي ،يمحو اليهود من عقول شبابنا وأجيالنا
الطالعة ،ما قضى المعلم والمدرسة والبيت والمربي عدة أشهر في تعليمهم
186
وتثقيفهم وتربيتهم() (.
ًيذكر التلفزيون ،تبرز شبكات
اليهود وشبكات التلفزيون العالمية :حين
التلفزيون المريكية كأقوى شبكات للتلفزيون في العالم ،والتي يسيطر عليها اليهود
سيطرة شبه تامة .حيث تنتشر في الوليات المتحدة ما بين 1100 – 700شبكة بث
تلفزيوني وتعتبر الشبكات الثلثة المسماة A.B.C ] :و C.B.Sو [ N.B.Sأشهر شبكات
البث التلفزيوني في العالم ،وجميعها تحت نفوذ الصهيونية فشبكة " " A.B.Cيسيطر
عليها اليهود من خلل رئيسها اليهودي " ليونارد جونسون وشبكة تلفزيون " " C.B.S
يسيطر عليها اليهود من خلل رئيسها اليهودي ومالكها " ويليام بيلي " وشبكة تلفزيون "
" N.B.Cيسيطر عليها اليهود من خلل رئيسها اليهودي " الفرد سلفرمان " .
ولكي ندرك مدى خطورة السيطرة الصهيونية على هذه الشبكات الثلث،
ًا
ّجه السياسي لفكار ومواقف حوالي 250مليون
يكفي أن نشير أنها تعتبر المو
ًا ،بالضافة إلى مئات المليين الخرين في أوربا وكندا وأمريكا
أمريكي
اللتينية ،بل وفي جميع أنحاء العالم
لقد صرف حكام المسلمين مليين الدولرات لشراء القمر الصناعي عربسات ل
ً من عرض للبضائع بين
ليستخدموه ،كما تستخدمه الدول المتقدمة ماديا
القارات وتقديم الخبرات التقنية والعلمية والعسكرية ،ولكنهم دفعوا هذه
ّدر
ُتخ
الموال ليتمكنوا من التصال الدائم بهذه الشبكات لتزودهم بالسموم التي
الشعوب السلمية ،وتشغلهم عن الواجبات التي خلقهم ال من أجلها ،وكأن
مهمة " القمر الصناعي " عندنا مقتصرة على نقل الفنون الشعبية والمباريات
الرياضية والمهرجانات السينمائية والحفلت التافهة والفوازير الرمضانية
وهذه مصيبة تضاف إلى مصائبنا الكثيرة.
أدريللان أركانللد – نيويللورك " راجللع اليهوديللة العالميللة – عبللد اللل حلق. - 186
صفحة73 :
وامتدت أذرع الخطبوط الصهيوني إلى التلفزيون " اليطالي “،
ثبت بأن الوثنيين الهنود أتقنوا فن النفاق ،وسياساتهم مع العرب مبنية على
ذلك ،فهم في الظاهر أصدقاء للدول العربية ،وفي الخفاء يقدمون كل عون
مادي ومعنوي لسرائيل منذ أيام طاغور ونهرو وغاندي إلى هذه الساعة
ّعال !! بالتنسيق
فللعرب – من الهند – الكلم المعسول ،ولسرائيل الدعم الف
187
ً – مع التحاد السوفيتي والوليات المريكية ) (.
الكامل – طبعا
اليهود والمسرح العالمي :لم يكتف اليهود بالسيطرة على دور العلم والصحف،
ًا ،وتحكمت في توجيهها
بل امتدت أذرع الخطبوط الصهيوني إلى المسارح أيض
ففي انجلترا سيطر اليهود على أقدم المسارح هناك ،وهو المسرح الملكي الذي
يمتلكه اليهودي اللورد ) لوغريد ( .
كما يمتلك شركة مسارح أخرى اسمها" شركة بيرمانز اند ناتان ليمتد “
كما يمتلك مسارح ومنها :دوري لين ولندن بوليديوم و فكتوريا بالس و
أبوللو و ذي ليريك و ذي غلوب و الملكة وذي لندن كولوسيوم ولقد كانت
ً يسعى إليه اليهود ولقد نجح
السيطرة على صناعة المسارح البريطانية هدفا
اليهود في تحقيق هدفهم ولم يكتف اليهود باحتواء صناعة المسارح البريطانية ،
َ
خروا
ًّ–س
ومنع أية مسرحية معادية للصهيونية من أن ترى النور .بل – أيضا
ِلب
ّث الدعاية ّث الدعاية السافرة للصهيونية من جهة ،و
المسرح البريطاني لب
المضادة للعرب المسلمين من جهة أخرى.
وكان من الطبيعي أن ينتهز اليهود – وهم يسيطرون على صناعة المسرح –
ّصت عليها
خروا هذه الصناعة في تحقيق مخططاتهم التي ن
ُّيس
هذه الفرصة ل
بروتوكولت " خبثائهم " ومنها نشر الفساد والميوعة في الجيال الناشئة،
ّواد تجارة الجنس الداعرة ،ل في السينما
ليسهل عليهم قيادها فكان اليهود ر
ًا.
فحسب ،وإنما على المسرح أيض
-محمد حامد ،الحلف الدنس التعاون الهندي السرائيلي ضد العالم السلمي 187
اليهود والحركة الثقافية العالمية :وتمتد أذرع الخطبوط الصهيوني مرة
أخرى لتسيطر على كبريات دور النشر والطباعة في العالم ففي الوليات
ُيسيطر اليهود سيطرة تامة على أكثر من خمسين بالمائة من دور
المتحدة
النشر والطباعة
ُتعتبر شركة " راندوم هاوس " للنشر ،التي أسسها اليهودي " بنيث سيرف "
و
من أشهر دور النشر في العالم ولقد بلغ من تفاقم السيطرة الصهيونية على
دور النشر الفرنسية أن المفكر الشهير " رجاء جار ودي " الذي كانت دور
النشر الفرنسية والعالمية تتسابق لنشر كتبه ،لم يجد دار نشر فرنسية واحدة
تتبنى كتابه بين السطورة الصهيونية والسياسية السرائيلية " أو " ملف
ّفه بعد أن اعتنق السلم .
الصهيونية " وهو كتاب أل
ً بالكتب المدرسية والجامعية فهي الغذاء
ً خاصا
هذا ويبدي اليهود اهتماما
ّون فكر أجيال المستقبل والتي يحرص اليهود على غسل أدمغتها
ُيك
الثقافي الذي
ُيجبر
وترويضها لخدمة أهداف الصهيونية ومخططاتها وفي الوليات المتحدة
طلب المدارس التي تسيطر عليها الصهيونية ،على دراسة كتاب اسمه " كيف
كد حق اليهود التاريخي والعقائدي في فلسطين
ّنما الشعب اليهودي “ الذي يؤ
وفي فرنسا ،عندما احتدمت معركة الرئاسة في أوائل عام 1981م ،عقدت
ً أعلنت فيه
الجمعية العمومية للجمعيات اليهودية برئاسة " روتشيلد " اجتماعا
شروطها في المرشح الذي يطلب تأييدها ،ومن أول هذه الشروط ،إدخال مادة "
تاريخ الشعب اليهودي " في برامج التعليم الفرنسية ،وبنوع خاص ،الفصل
المتعلق باضطهاد ألمانيا النازية لليهود
َرسون أبناءهم في مدارس الحكومة
ُيد
ّ ونذكر في هذا الصدد :أن اليهود
ً كثيرة
كزة ،حيث خصصوا لها حصصا
ّ السرائيلية التوراة والتلمود بصورة مر
ّرس لهم ،موضوعات
ُتد
في السبوع الواحد ومن الموضوعات الساسية التي
ُيعتبر من
ّرفة ،والذي
القتال التي وردت في " سفر يوشع " من التوراة المح
المواد الساسية في برنامج وزارة المعارف والثقافة اليهودية ،حيث أن لهذا
ً على نفسية الطلب اليهود إن تدريس الدين
ً إجراميا
السفر الشرير تأثيرا
اليهودي للطلب اليهود بهدف إلى تخريج صنف يميل إلى البطش والنتقام ثم
العتزاز بعقيدته الباطلة.
َلت الطباق الهوائية برؤوسها من فوق الدور ،قبل ما يقارب العقد من الزمان
َط
ّمنذ أن أ
َ
ً بعد يوم ،محذرة من العواقب الوخيمة لهذا الوافد الخطير ،ورغم
وصيحات الناصحين تزداد يوما
تواتر الفتاوى الشرعية بحرمة اقتنائه ومشاهدته )ما دام شره أكثر من خيره( .كما هو الحال
والواقع إل أن الكثيرين ما زالوا يصمون آذانهم عن ذلك كله مغمضين أعينهم عن كل ما ظهر
ويظهر من الثار السلبية لهذا الطبق.
ًا
ً بحت
ً إعلميا
ولعله من النصاف أن نذكر أن هذا الحصاد المر ليس نتاجا
بل هو في نظري ثمرة البذرة العلمية أسقتها عوامل أخرى من أهمها ضعف
الوازع الديني وغياب التربية الصحيحة لكن تركيزنا على أهمها ل يعني إلغاء
ما سواه ..فهل يحتاج المسلمون إلى المزيد من الحصاد )مجلة السرة العدد 81
ِ
َننا في زمن حجب الحقائق ،وتكميم الفواه،
ً بأ
ّ ّني موقن حتما
1420/هل( فإ
وتغطية العيون وإذا أردنا أسما لعصرنا كان)عصر الكذب(
لعلنا أدركنا مدي وأهمية الدور الذي لعبته وتلعبه وسائل العلم في
فرض الهيمنة والسيطرة علي الشعوب وتغيير هويتها وثقافاتها بفرض قيم
وثقافة مختلفة تماما عن ثقافتها الصلية بل ومتناقضة معها ،فهي تسعي إلي
تدمير الذات وتغريبها عن نفسها وعن مجتمعها وواقعها.
ولقد نجح الغرب بقيادة الوليات المتحدة المريكية بوسائل العلم المتلفة
كما ونوعا أن تفرض هيمنتها وسيطرتها وثقافاتها علي أغلب شعوب الرض
حني بدا للكل أن نموذج الحياة الغربية هو ليس الصحيح فقط بل الحق أيضا،
وتغيرت مفاهيم ومصطلحات وقيم ومبادئ دينية وأخلقية وسياسية واجتماعية
وثقافية وأصبحنا نحابي قاتلينا ونعادي إخواننا في الدين والوطن ،والحل يكمن
في منع الطباق من أن تحط ليس فوق أسطح منازلنا ولكن أيضا علي أرض
الوطن ،فمن قبل ومن بعد المفتاح بأيدينا نحن وليس بأيدهم.