You are on page 1of 17

‫السهام المينية الّنارية على شبهات المقصيدي الواهية‬

‫محمد أمين بنشقرون‬

‫‪Monday, April 13, 2009‬‬

‫بسم ال وحده وصّلى ال على من ل نبي بعده ورزق الفردوس آله وصحبه ‪،‬‬

‫طوى المفلس ليل من عاث صبحا وغوى‪ ،‬وصلى ال‬


‫ب والنوى الرازق فجرا من بات يحمده على ال ّ‬ ‫ق الح ّ‬
‫بسم فاِل ِ‬
‫على من لم ينطق عن هوى إنما رّدد ما تنّزل به شديد القوى ذو مرة فاستوى ‪.‬‬

‫وبعد‪،‬‬

‫أيها القّراء الفاضل الماجد‪ ،‬قبل أن أميط اللجام وأكشف اللثام وأشرع في الكلم أرى لزاما على نفسي أن أحييكم‬
‫بتحية السلم تحية إلهية ملئكية محّمدية تحية أولها سلم وأوسطها رحمة وآخرها بركات تحية لو رفعت إلى‬
‫السماء لكانت قمرا منيرا ولو نزلت على الرض للبستها سندسا وحريرا ولو اختلطت بماء البحر لجعلت الملح‬
‫الجاج عذبا فراتا سلسبيل‪.‬‬

‫ط لكم خطياكم وجعل الجنة بإذنه مثوانا ومثواكم وتحيتنا إليكم هي قولنا السلم عليكم ورحمة‬
‫فحياكم ال وبياكم وح ّ‬
‫ال وبركاته‪.‬‬

‫ت فضاقت الدنيا على العوام بما رحب ْ‬


‫ت‬ ‫ل العلماء الربانيون ودائرة الخلف اتسع ْ‬
‫قد كثر في زماننا المتفيهقون وق ّ‬
‫ولو سكت من ل يعلم لزال الخلف‪.‬‬

‫هاهو ذا رويبضة جديد من رويبضات هذا الزمان يطالعنا بمقال سقيم فاحت رائحته نتانة وتدفقت أحرفه بغضا‬
‫وحقدا ل أعلم هل أصفه بالخبيث أم الجاهل فقد جمع بين الداءين‪.‬‬

‫مقال يحمل بين طياته جملة من الشبهات ذكرها المستشرقون الّفاكون منذ عصور مضت ورّد عليهم علماؤنا‬
‫الجلء وألقموهم الحجارة ونسفوا هرطقاتهم وتّرهاتهم نسفا‪ .‬لكن الجاهل الخبيث لعتياده الماكن القذرة د ّ‬
‫س‬
‫رأسه في مزبلة التاريخ ليخرج منه نفس الشبهات وكأنه يستخف بعقول المغاربة المسلمين ويحسبهم مغفلين‪.‬‬

‫قرأت مّرات ومّرات المقال السخيف ـصحيح البخاري ليس صحيحاـ الذي حاول صاحبه التهجم على يلمع‬
‫عروف ومعمع يهفوف وجبل شامخ من جبال أهل السنة والجماعة أل وهو البخاري رحمة ال عليه‪ .‬وعند ك ّ‬
‫ل‬
‫ل لقصر فهمه وقلة علمه !‬
‫قراءة حاولت أن ألتمس لصاحبه العذار ‪ :‬لرّبما الّرجل باحث نزيه لكّنه ز ّ‬
‫جل أثبت وأقّر منذ عنوانه ونسب الضعف لصح كتاب أجمعت‬‫لكن قلت مع نفسي‪ ،‬كيف يكون ذلك كذلك والر ّ‬
‫سلطان الّزعم!‬
‫على صحته أمة ل تجتمع أبدا على ضللة والنزاهة تقتضي أن يسبق ال ّ‬

‫وقلت مع نفسي بعدها ملتمسا له العذار مرة أخرى كما عّلمنا سلفنا الصالح لرّبما الرجل أعماه حّبه للمصطفى‬
‫صلى ال عليه وعلى آله وصحبه فتّوهم من بعض الحاديث لقلة فقهه أّنها تسيء لسيدنا رسول ال صلى ال عليه‬
‫وعلى آله وصحبه فأراد أن ينتصر له !‬

‫ق حسن ظني!‬
‫لكن هيهات لو طابق الح ّ‬

‫رجل يدافع عن سيد البشر صلى ال عليه وعلى آله وصحبه ويذكره خمسة عشر مّرة ول يصّلي عليه ولو لمّرة‬
‫واحدة سهوا !‬

‫هذه جناية مع سبق الصرار والترصد !‬

‫لقد أراد اللئيم الطاحة بمحّمدين ‪ :‬محّمد الكبر صلى ال عليه وعلى آله وصحبه والبخاري الذي ما هو إل محمد‬
‫بن إسماعيل‪.‬‬

‫أوكّلما رأيت محمدا قصدته بالطعن حتى سّموك محمد مقصيدي !‬

‫جح إلى الشمس يدا شلء ؟ ويتعالى بقصر عقله على الجوزاء فشّتان‬
‫عجبت لقزم مثلك كيف له أن يمّد بوقاحة وتب ّ‬
‫بين الّثرى والّثرّيا‪.‬‬

‫يريد العلمة الفّهامة وحيد عصره وفريد دهره أن ُيحّكم العقل على النقل ولبئس العقل الذي اختاره لذلك‪.‬‬

‫قل لي برّبك كيف يكون العقل الذي هو مناط التكليف حكما وهو المخاطب بالتكليف ؟‬

‫إن رجل أتى إلى المام ابن تيمية فقال له ‪ :‬إن العقل هو الذي حفظ لنا النقل فالعقل دال والنقل مدلول والدال يحكم‬
‫على المدلول‪ .‬فأجابه شيخ السلم قائل ‪ :‬إن مثلك كمثل رجل عامي أتى رجل عاميا مثله واستفتاه فدّله العامي‬
‫على رجل من أهل العلم وبعدها قال أنا الذي دللتك على العالم فل تّتبع قوله لنه مدلول واتبع قولي فالّدال يحكم‬
‫على المدلول‪.‬‬

‫صين ظاهرهما‬
‫قل لنا يا مقصيدي هل تعلم ما هي شروط التعارض وأركانه وهل تعلم أوجه الجمع بين ن ّ‬
‫التعارض والتي فاقت سبعين وجها وهل تمّيز بين الناسخ والمنسوخ وهل تفرق بين العام والخاص والمحكم‬
‫والمتشابه وبين ما خوطب به العام يراد به الخاص ‪ ،‬وما خوطب به الخاص يراد به العام ؟‬

‫أسئلة نوّد إجابات وافية شافية عنها وأّنا لك أن تجيب فلو كنت ضابطا لهذه الليات ما تخبطت في ظلمات‬
‫تأويلتك الفاسدة‬

‫‪...‬‬

‫ي ذلك‪.‬‬
‫عذرا يا أيها القّراء الفاضل الماجد إن أطلت في التقديم فهذا الموقف الجلل يحّتم عل ّ‬

‫والن‬

‫فلنمض بعون من ال وتوفيقه في ذكر شبهاته وردّنا عليها وال وحده أسأله السداد والتوفيق‬

‫الشبهة الولى ‪:‬‬

‫قال سيادته ‪ :‬أورد البخاري في الحديث ‪ 15‬في باب فإن تابوا وأقاموا الصلة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم " أمرت‬
‫أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن ل إله إل ال وأن محمدا رسول ال‬

‫"‬

‫الّرد ‪:‬‬

‫إن كنت يا هذا ناقل من البخاري فانقل بأمان وأتمم الحديث كما ورد‪ .‬كأنك ما قرأت كتاب البخاري ول حتى‬
‫حص ول تثّبت‪.‬‬ ‫تصّفحته وإنما تنقل بغباء من أحد المواقع دون تم ّ‬
‫والدليل على أنك لم تقرأ كتاب البخاري إنما أنت حاطب ليل تنقل من غيرك هو إشارتك للحديث ببابه دون ذكر‬
‫سم الكتب إلى أبواب لدقة فقهه وعمق فهمه‪.‬‬
‫سم صحيحه إلى كتب ثم ق ّ‬
‫اسم الكتاب الذي جاء فيه فالبخاري ق ّ‬

‫فالحديث الذي أشرت إليه تجده في كتاب اليمان ولقد أصبت في اسم بابه وأخطأت في رقمه فالحديث رقمه ‪25‬‬
‫وليس كما زعمت ‪.15‬‬

‫ص هذا الحديث حديث ابن عمر رضي ال عنهما أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪ُ :‬أمرت أن أقاتل الناس‬ ‫ون ّ‬
‫ن محمًدا رسول ال‪ ،‬ويقيموا الصلة ويؤتوا الزكاة‪ ،‬فإذا فعلوا ذلك عصموا مني‬
‫حتى يشهدوا أن ل إله إل ال‪ ،‬وأ ّ‬
‫دماءهم وأموالهم إل بحق السلم‪ ،‬وحسابهم على اللهفإن كنت تّدعي الخلل في هذا الحديث من جهة مناقضته‬
‫لكتاب ال فإليك جواب ذلك ‪:‬‬

‫حّ‬
‫ق‬‫ن اْل َ‬
‫ن ِدي َ‬
‫ل َيِديُنو َ‬
‫سوُلُه َو َ‬
‫ل َوَر ُ‬
‫حّرَم ا ُّ‬
‫حّرُمونَ َما َ‬‫ل ُي َ‬
‫خِر َو َ‬
‫لِ‬‫ل ِباْلَيْوِم ا ْ‬
‫ل َو َ‬
‫ن ِبا ِّ‬
‫ل ُيْؤِمُنو َ‬
‫ن َ‬
‫قال تعالى ‪َ :‬قاِتُلوا اّلِذي َ‬
‫ن‪.‬‬‫غُرو َ‬ ‫صا ِ‬‫ن َيٍد َوُهْم َ‬
‫عْ‬ ‫جْزَيَة َ‬‫طوا اْل ِ‬
‫حّتى ُيْع ُ‬‫ب َ‬
‫ن ُأوُتوا اْلِكَتا َ‬‫ن اّلِذي َ‬
‫ِم َ‬

‫فأمر ال جل وعل بالقتال حتى ُتْلَتزم الشريعة‪ ،‬وهذا ل يعني أنه ُيْبَتدأ بالقتال؛ بل هذا يكون بعد البيان‪ ،‬وبعد‬
‫النذار‪.‬‬

‫إذن فقوله عليه الصلة والسلم‪ :‬أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا يعني بعد البيان والعذار‪ ،‬فهو يقاتلهم حتى‬
‫يلتزموا بالدين‪.‬‬

‫ومنه قولك بأنه ل أصل للحوار ومقارعة الحجة بالحجة تقّول باطل لن النذار يقتضي الحوار‪.‬‬

‫ص المشركين وليس أهل الكتاب أو من له شبهة‬ ‫ثم أنت لم تميز بين الذمي والمشرك فالحديث الذي نناقشه يخ ّ‬
‫صم دماؤهم وأموالهم‪.‬وإما أن ُيَقاَتُلوا حتى يظهر دين ال‪.‬‬
‫كتاب‪.‬فهم مخّيرون بين ثلثة أشياء إّما أن يسلموا‪ ،‬فُتْع َ‬
‫وإما أن يرضوا بدفع الجزية‪ ،‬وهي ضريبة على الرؤوس‪ ،‬مال على كل رأس‪ ،‬فيبقوا رعايا في دولة السلم‪،‬‬
‫ويسمون أهل الذمة‪.‬‬

‫بالطبع هذا إذا كان المسلمون في موقف قوة وهذا ليس حالنا في زماننا والدليل نشرك لهذا المقال فلو كّنا في‬
‫موقف عّزة وقوة ما تجّرأ أمثالك علينا‪.‬‬
‫والذمي يجب أن يعامل معاملة جّيدة ويحفظ ماله وعرضه لقوله صلى ال عليه وسلم ‪ :‬أل من ظلم معاهًدا أو‬
‫انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس‪ :‬فأنا حجيجه يوم القيامة‪.‬رواه أبو داود وحسنه ابن‬
‫حجر صاحب فتح الباري شرح صحيح البخاري‪.‬‬

‫ص آخر لدى فمن الخطأ الفاحش أن نقف بأنفسنا على‬‫ص يقّيده ن ّ‬


‫سر بعضها بعضا وما يطلقه ن ّ‬
‫إذا الحاديث يف ّ‬
‫نص واحد دون اطلع أو استقراء جميع النصوص ثم البدء بعدها في استخراج الحكام‪ .‬لذلك أمرنا سبحانه‬
‫بالستشارة وسؤال أهل العلم لنهم على اطلع بكل النصوص وعلى علم بكيفية الجمع بينها‪.‬‬

‫قال تعالى ‪:‬فاسألوا أهل الذكر إن كنتم ل تعلمون‪..‬‬

‫الشبهة الثانية ‪:‬‬

‫قال المقصيدي ‪ :‬أورد في الحديث رقم ‪ 265‬عن حديث أنس بن مالك قال " كان النبي يدور على نسائه في الساعة‬
‫الواحدة من الليل والنهار وهن إحدى عشر ‪.‬قال قلت لنس ‪:‬أو كان يطيقه ؟ قال ‪ :‬كنا نتحدث أنه أعطي قوة ثلتين‬
‫‪ .‬ثم استفهم مستنكرا على المغزى من إدراج هذا الحديث في كتاب البخاري وعن الهوس الجنسي للعرب‪.‬‬

‫الّرد ‪:‬‬

‫ولن نقف على رقم الحديث فقد علمنا يقينا أنك تنقل الحاديث عن غيرك فلو نقلت هذا الحديث مباشرة من كتاب‬
‫البخاري لما سألت هذا السؤال ولكان البخاري نفسه أجابك‪.‬‬

‫انظر في أي كتاب وفي أي باب وضعه البخاري لتقف على عمق فقهه رضي ال عنه‪.‬‬

‫هل وضعه في كتاب الهوس الجنسي للعرب باب التصوير الفيتيشتيزمي كما لّمحت ؟‬

‫ل عنوان كتابه يغسل دماغك العفن فل تتجه إلى تلك التأويلت‬ ‫حشاه أن يفعل ذلك‪ ،‬بل وضعه في كتاب الغسل لع ّ‬
‫حٍد‪.‬‬
‫ل َوا ِ‬
‫سٍ‬‫غْ‬
‫ساِئِه ِفي ُ‬
‫عَلى ِن َ‬
‫ن َداَر َ‬
‫عاَد‪َ ،‬وَم ْ‬‫جاَمَع ُثّم َ‬
‫الشاذة والساقطة ‪ .‬ثم وضعه في باب ِإَذا َ‬
‫ليشير البخاري رضي ال عنه أن الحديث فيه دليل على أن الغسل ل يجب بين الجماعين سواء كان لتلك‬
‫المجامعة أو لغيرها‪ .‬ول سيما أنه ورد عند مسلم تلميذ البخاري من حديث هشام بن زيد عن أنس أن النبي صلى‬
‫ال عليه وسلم كان يطوف على نسائه بغسل واحد والحديث الذي نناقشه هو من حديث قتادة عن أنس‪.‬‬

‫فنحن أمام نفس الواقعة بتعبيرين تعبير قتادة وتعبير هشام بن زيد وكلهما عن أنس‪.‬‬

‫والحديث أيضا فيه إشارة كما ذهب لذلك الصطخري من الشافعية وغيره على أن القسم بين الزوجات لم يكن‬
‫واجبا على النبي صلى ال عليه وسلم وإل فوطء المرأة في نوبة ضرتها ممنوع عنه‪.‬‬

‫والحديث أيضا فيه بيان صريح لعّلة تعدد أزواجه صلى ال عليه وسلم لما أعطي من القوة على الجماع‪.‬‬

‫كل هذه المور استنبطها علماؤنا من النص و ل زلت تسأل عن المغزى من إدراج هذا الحديث في كتاب‬
‫البخاري !‬

‫ثم ما دخل البخاري وهوس العرب الجنسي على حّد تعبيرك‪.‬‬

‫كدت أن أنسى فأنت لم تقرأ حتى كتابه فكيف لك أن تعلم يا عبقري أن البخاري فارسي وليس عربي‪.‬‬

‫الشبهة الثالثة ‪:‬‬

‫قال المقصيدي ‪:‬‬

‫وقد أورد البخاري في البراد بالظهر في شدة الحر حديث الرسول إن شدة الحر من فيح جهنم ‪.‬‬

‫الرد ‪:‬‬

‫ط يده النجسة كتاب البخاري ‪.‬‬


‫ألم أقل لكم يا سادة أن الرجل ما لمست ق ّ‬
‫مرة أخرى لو اكتفى الرجل بالبحث عن اسم الكتاب والباب الذي وضع فيه البخاري هذا الحديث لما ذهب بفكره‬
‫الفاسد بعيدا ولكفانا مؤنة الرد عليه‪.‬‬

‫سَفِر ‪:‬‬
‫لْبَراِد ِبالظّْهِر ِفي ال ّ‬
‫البخاري ذكر هذا الحديث في كتاب مواقيت الصلة باب ا ِ‬

‫ل الّنِب ّ‬
‫ي‬ ‫ظْهِر َفَقا َ‬
‫ن ِلل ّ‬
‫ن ُيَؤّذ َ‬
‫ن َأ ْ‬‫سَفٍر‪َ ،‬فَأَراَد اْلُمَؤّذ ُ‬‫ي صلى ال عليه وسلم ِفي َ‬ ‫ل ُكّنا َمَع الّنِب ّ‬ ‫ي‪َ ،‬قا َ‬
‫ن َأِبي َذّر اْلِغَفاِر ّ‬
‫عْ‬‫َ‬
‫ي صلى ال عليه‬ ‫ل الّنِب ّ‬
‫ل‪َ ،‬فَقا َ‬‫ىَء الّتُلو ِ‬‫حّتى َرَأْيَنا َف ْ‬
‫لََله َأْبِرْد َ‬ ‫ن َفَقا َ‬
‫ن ُيَؤّذ َ‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪َ :‬أْبِرْد ُثّم َأَراَد َأ ْ‬
‫لِة‬
‫صَ‬ ‫حّر َفَأْبِرُدوا ِبال ّ‬
‫شَتّد اْل َ‬
‫جَهّنَم‪َ ،‬فِإَذا ا ْ‬
‫ح َ‬ ‫ن َفْي ِ‬‫حّر ِم ْ‬
‫شّدَة اْل َ‬
‫ن ِ‬‫وسلم ‪ِ :‬إ ّ‬

‫فالحديث فيه إشارة إلى استحباب )كما ذهب إلى ذلك الجمهور( البراد بالظهر عند شدة الحر والبراد كما ذكر‬
‫ذلك ابن دقيق العيد في )شرح العمدة( أن تؤخر الصلة عن أول وقتها بمقدار ما يظهر للحيطان ظل‪.‬‬

‫وتعليله بالحديث أن شدة الحر من فيح جهنم؛ لن شدته تذهب الخشوع الذي هو لب الصلة وروحها‪.‬‬

‫ن شديد الحر والبرد؛ لنه يذهب الخشوع في الصلة وقال المام الرازي أما‬
‫ولهذا قال الفقهاء‪ :‬تكره الصلة بمكا ٍ‬
‫قوله شدة الحر من فيح جهنم ففيه وجهان‪:‬‬

‫أحدهما ‪ :‬أن ذلك أنموذج ورقيقة اشتقت من جهنم ليستدل بها العباد عليها ‪ ،‬ويعتبروا بها ‪ ،‬ثم إن ال سبحانه قدر‬
‫ظهورها بأسباب تقتضيها ‪ ،‬كما أن الروح والفرح و السرور واللذة من نعيم الجنة أظهرها ال في هذه الدار عبرة‬
‫ودللة ‪ ،‬وقدر ظهورها بأسباب توجبها ‪.‬‬

‫والثاني ‪ :‬المراد التشبيه ‪ ،‬فشبه شدة الحر بفيح جهنم تنبيهًا للنفوس على شدة عذاب النار ‪ ،‬وأن هذه الحرارة‬
‫العظيمة مشبهة بفيحها ‪ ،‬وهو ما يصيب من قرب منها من حرها أقوال أئمتنا في هذا الحديث هذه ‪.‬‬

‫و ل أحد من علمائنا وفقهائنا كما رأيت فهم فهمك السقيم‪.‬‬

‫الشبهة الرابعة ‪. :‬‬

‫قال المقصيدي ‪:‬‬


‫إذ يورد حديثين متتالين للرسول ‪ ،‬الول يختلف عن الثاني ‪ .‬ففي الول ‪ :1037‬ل تسافر المرأة ثلتا إل مع ذي‬
‫محرم ‪ .‬أما في الحديث ‪ 1038‬فيورد حديث النبي ‪ :‬ل يحل لمرأة تومن بال واليوم الخر أن تسافر مسيرة‬
‫مسيرة يوم وليلة ليس معها حرمة ‪ .‬ونكون أمام تناقض مفجع ‪ ،‬ما المدة التي قالها الرسول حقا ؟ هل حدد ثلثة‬
‫ايام أم حددها في يوم وليلة ‪ ،‬أم حددهما معا ‪ ،‬أم لم يقل أيا منهما ؟؟؟؟‬

‫الرد ‪:‬‬

‫أكتفي للّرد بنقل ما قاله المام النووي بلفظه ‪:‬‬

‫قال رحمه ال‪:‬‬

‫قوله صلى ال عليه وسلم‪" :‬ل تسافر المرأة ثلثًا إل ومعها ذو محرم" وفي رواية "فوق ثلث" وفي رواية‬
‫"ثلثة" وفي رواية "ل يحل لمرأة تؤمن بال واليوم الخر تسافر مسيرة ثلث ليال إل ومعها ذو محرم" وفي‬
‫رواية "ل تسافر المرأة يومين من الدهر إل ومعها ذو محرم منها أو زوجها" وفي رواية "نهى أن تسافر المرأة‬
‫مسيرة يومين" وفي رواية "ل يحل لمرأة مسلمة تسافر ليلة إل ومعها ذو حرمة منها" وفي رواية "ل يحل‬
‫لمرأة تؤمن بال واليوم الخر تسافر مسيرة يوم إل مع ذي محرم"‪.‬‬

‫وفي رواية "مسيرة يوم وليلة" وفي رواية "ل تسافر المرأة إل مع ذي محرم"‪ .‬هذه روايات مسلم‪.‬‬

‫وفي رواية لبي داود "ول تسافر بريدا" والبريد مسيرة نصف يوم‪.‬‬

‫قال العلماء‪ :‬اختلف هذه اللفاظ لختلف السائلين‪ ،‬واختلف المواطن‪ ،‬وليس في النهي عن الثلثة تصريح‬
‫بإباحة اليوم والليلة أوالبريد‪.‬‬

‫قال البيهقي‪ :‬كأنه صلى ال عليه وسلم سئل عن المرأة تسافر ثلثًا بغير محرم فقال‪ :‬ل‪ .‬وسئل عن سفرها يومين‬
‫بغير محرم فقال‪ :‬ل‪ .‬وسئل عن سفرها يومًا فقال‪ :‬ل‪ .‬وكذلك البريد‪ .‬فأدى كل منهم ما سمعه‪ ،‬وما جاء منها مختلفًا‬
‫عن رواية واحدة فسمعه في مواطن‪ ،‬فروى تارة هذا‪ ،‬وتارة هذا‪ ،‬وكله صحيح‪ ،‬وليس في هذا كله تحديد لقل ما‬
‫يقع عليه اسم السفر‪ ،‬ولم يرد صلى ال عليه وسلم تحديد أقل ما يسمى سفرًا‪ ،‬فالحاصل أن كل ما يسمى سفرًا‬
‫تنهى عنه المرأة بغير زوج أو محرم‪ ،‬سواء كان ثلثة أيام أو يومين‪ ،‬أو يومًا‪ ،‬أو بريدًا‪ ،‬أو غير ذلك‪ ،‬لرواية ابن‬
‫عباس المطلقة‪ ،‬وهي آخر روايات مسلم السابقة‪" :‬ل تسافر المرأة إل مع ذي محرم" وهذا يتناول جميع ما يسمى‬
‫سفرًا‪ .‬وال أعلم(‪ .‬انتهى من شرح مسلم للنووي‬
‫الشبهة الخامسة ‪:‬‬

‫قال المقصيدي ‪:‬‬

‫كما أورد البخاري تناقضا آخر ‪ .‬فالحديث ‪ 1230‬يروي أن النبي قال ‪ :‬الميت يعذب في قبره بما نيح عليه ‪ .‬بينما‬
‫يورد القرآن صراحة في سورة النعام ‪ :‬ول تزر وازرة وزر أخرى‪.‬‬

‫الرد ‪:‬‬

‫والبخاري الذي اتهمه هذا الجاهل بالتناقض هو من سيرّد عليه‪ .‬قال رحمه ال ‪ :‬إذا كان يعلم أن أهله ينوحون‪،‬‬
‫ومن عادتهم النوح على الميت فلم ينهاهم عن النوح؛ فإنه يكون مقرا لهم عليه ومتسببا في وجود النوح والبكاء‬
‫المحرم فيأثم بذلك‪.‬‬

‫أي أن الميت لو كان يعلم أن من عادة أهله النياحة على الميت ورغم ذلك ما ترك وصية ينهاهم فيها عن ذلك كأنه‬
‫خَرى‪.‬‬
‫ل َتِزُر َواِزَرةٌ ِوْزَر ُأ ْ‬
‫مقر حينها لما هم عليه فحينها يعذب‪ .‬ول تناقض ول الحمد مع قوله تعالى ‪َ :‬و َ‬

‫وللعلماء في هذا الحديث مسلك آخر ‪ :‬قالوا‪ :‬إن العذاب هنا المراد به اللم والتألم وأن الميت يتألم لبكاء أهله‬
‫عليه‪ ،‬واستدلوا بما رواه ابن أبي شيبة وابن أبي خيثمة والطبري عن قيلة بنت مخرمة قال أن الرسول عليه‬
‫الصلة والسلم قال‪:‬إن أحدكم يبكي فيستعبر له صويحبه‪ ،‬أي عباد ال‪ ،‬ل تعذبوا موتاكم أو كما قال عليه الصلة‬
‫والسلم‪ :‬يستعبر له صويحبه يقول‪ :‬إنكم إذا بكيتم عليه وحزنتم وبكيتم فإنه يتألم من بكائكم ويتأثر كما أن الحياء‬
‫يتأثرون‪ ،‬وربما تعذب من بكاء أهله وتأثرهم وحزنهم فيؤلمه هذا‪ ،‬فهو نوع عذاب كما قال عليه الصلة والسلم‪:‬‬
‫السفر قطعة من العذاب فهو عذاب من جنس التألم‪.‬‬

‫وهذا اختاره جمع من أئمة المالكية‪ ،‬ورجحه تقي الدين شيخ السلم ابن تيمية‪ ،‬والقاضي عياض‪ ،‬وجمع من أهل‬
‫العلم‪.‬‬

‫فتعلم قبل أن تعّلم !‬

‫الشبهة السادسة‪:‬‬

‫يورد البخاري في الحديث ‪ 2707‬أن الرسول قال ‪ :‬إنما الشؤم في ثلتة في الفرس والمرأة والدار‬
‫الرد ‪:‬‬

‫النسان في غالب أحواله ل يستغني عن دار يسكنها وزوجة يعاشرها وفرس يرتبطه‪.‬‬

‫لدى اقترن الشؤم بها و ُأضيف إليها إضافة مكان ومحل وهما صادران عن مشيئة ال سبحانه‪.‬‬

‫ولو أن السائل وقف على كتاب البخاري لوجد أن اليمن والبركة اقترنا أيضا بالفرس والدار والمرأة لكون الرجل‬
‫يكاد ل يستغني عنهم‪ .‬فما التوجيه الصحيح لهذا الحديث ؟‬

‫وجه الحديث بأن المقصود بالشؤم ما يكون في هذه الشياء من صفات مذمومة‪ ،‬فالمراد بشؤم الدار مثل ضيقها‬
‫وسوء جيرانها و بعدها عن المساجد‪ ،‬وشؤم المرأة‪ :‬عدم ولدتها‪ ،‬وسلطة لسانها‪ ،‬وتعرضها للريب‪ ،‬وكفرها‬
‫للعشير وشؤم الفرس‪ :‬أن ل يغزى عليها و حرانها وغلء ثمنها‪ ،‬كما أن شؤم الخادم سوء خلقه وقلة تعهده لما‬
‫فوض إليه وهلّم جر‪.‬‬

‫وقد تكون هذه المور سببا في جلب السعادة كما في حديث سعد بن أبي وقاص رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ :‬من سعادة ابن آدم المرأة الصالحة‪ ،‬والمسكن الصالح‪ ،‬والمركب الصالح‪.‬‬

‫ومن العلماء من وجه الحديث بأن المراد بالشؤم هنا عدم التوافق وقد أشار البخاري إلى هذا التأويل بأن قرن‬
‫عُدّوا َلُكْم (‪ .‬فليتك قرأت الحديث من‬
‫جُكْم َوَأْولِدُكْم َ‬
‫ن َأْزَوا ِ‬
‫ن ِم ْ‬
‫ن آَمُنوا ِإ ّ‬
‫بالستدلل بحديثنا قوله تعالى‪َ ) :‬يا َأّيَها اّلِذي َ‬
‫كتابه ل من كتب أسيادك المستظلمين‪.‬‬

‫وبالتالي بطلت شبهة احتقار المرأة كما يتوّهمه صاحب المقال المشؤوم‪.‬‬

‫الشبهة السابعة‬

‫مرة أخرى تشتغل مخيلة الصحراء في حديث ‪ 3060‬حين يقول ‪ :‬حدثنا ابن مسعود أنه رأى جبريل له ‪ 600‬جناح‬
‫‪ .‬لقد وقف ابن مسعود يحصي عدد أجنحة جبريل دونما ذعر ؟؟؟ وأكيد انه رآه كما يرى أتاع عبد السلم ياسين‬
‫الرسول يوزع عليهم التمر‪.‬‬
‫الرد ‪:‬‬

‫أتعبتنا يا هذا في البحث عن الحاديث للتثبت من اللفاظ كما جاء بها البخاري قبل البدء في الرد فكل الرقام التي‬
‫أشرت إليها تحيلنا إلى أحاديث ل علقة لها بما تزعم‪.‬‬

‫فالحديث الذي أشرت إليه كنت قد وقفت عليه منذ مدة في مسند المام أحمد عن عبد ال بن مسعود قال‪ :‬رأى‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم جبريل وله ستمائة جناح‪ ،‬كل جناح منها قد سد الفق‪ ،‬يسقط من جناحه التهاويل‬
‫من الدرر واليواقيت‪.‬‬

‫فالذي رأى هو رسول ال وليس الصحابي فتنّبه ! أم تريد أن تزيد الطين بّلة وننسب إليك الكذب‪ .‬أما يكفيك ما‬
‫أثبتناه عليك من جهل وخبث!‬

‫ي‪َ ،‬قا َ‬
‫ل‬ ‫شْيَباِن ّ‬
‫حّدَثَنا ال ّ‬
‫سْدَرِة اْلُمْنَتَهى في كتاب اليمان ‪َ :‬‬ ‫ومما يعّزز ذلك أن المام مسلم أخرج الحديث في باب ِذْكِر ِ‬
‫ي صلى‬ ‫ن الّنِب ّ‬
‫سُعوٍد َأ ّ‬
‫ن َم ْ‬
‫خَبَرِني اْب ُ‬
‫ل َأ ْ‬
‫ن َأْو َأْدَنى{ َقا َ‬
‫سْي ِ‬
‫ب َقْو َ‬
‫ن َقا َ‬
‫ل } َفَكا َ‬‫جّ‬
‫عّز َو َ‬ ‫ل َ‬ ‫ل ا ِّ‬
‫ن َقْو ِ‬
‫عْ‬ ‫ش َ‬‫حَبْي ٍ‬
‫ن ُ‬
‫ت ِزّر ْب َ‬
‫سَأْل ُ‬
‫َ‬
‫ح‪.‬‬‫جَنا ٍ‬
‫سّتِماَئِة َ‬‫ل َلُه ِ‬
‫جْبِري َ‬
‫ال عليه وسلم َرَأى ِ‬

‫فأين إثبات أن ابن مسعود هو الذي رأى جبريل وليس رسول ال‪ .‬فإن تعّنت ونفيت رؤية رسول ال لجبريل فقد‬
‫ن َأِبي ُهَرْيَرَة لما سئل عن قوله تعالى ‪َ } :‬وَلَقْد َرآُه َنْزَلًة‬
‫عْ‬‫خالفت صريح القرآن وكفرت جهارا دون ريب ‪َ :‬‬
‫ل‪.‬‬
‫جْبِري َ‬
‫ل َرَأى ِ‬
‫خَرى{ َقا َ‬
‫ُأ ْ‬

‫الشبهة الثامنة ‪:‬‬


‫فالسيد البخاري في الحديث ‪ 4254‬يقول ‪ :‬قال جابر رضي ال عنه ‪ :‬كانت اليهود تقول إذا جامعها من وراءها‬
‫جاء الولد أحول ‪ .‬فنزلت ‪ :‬نساؤكم حرث لكم فآتو حرثكم آنى شئتم ‪ .‬فها هم اليهود يعيبون الجنس من الدبر عند‬
‫البخاري ولو بفانتزام أيضا ‪ ،‬بينما يقر جابر " ويبدو أنه كان من المطبقين للية السابقة الذكر وال أعلم " بأن‬
‫ممارسة الجنس مع امرأة من دبرها حلل شرعا‪.‬‬

‫الرد ‪:‬‬

‫لو قرأ تأويلك موسى دّيان لقال ‪ :‬ألم أقل لكم أن العرب ل يقرؤون وإذا قرؤوا ل يفقهون‪.‬‬

‫أين تجد إباحة جابر للجماع في الّدبر!‬

‫دعنا نشرح لك اللفاظ التي أشكلت عليك كما كان يفعل معنا أساتذتنا في القسام البتدائية ‪:‬‬

‫نساؤكم حرث لكم ‪ :‬يعني زوجاتكم موضع حرث لكم‪ ،‬كما تكون الرض حرثًا للزارع يبث فيها الحب؛ فيخرج‬
‫الحب وينمو‪،‬؛ كذلك النساء بالنسبة للرجال حرث‪ .‬إذا موضع الحرث هو موضع الزراعة وهو الفرج‪.‬‬

‫أّنى شئتم ‪ :‬أي من حيث شئتم فـأنى ظرف مكان والمراد هنا‪ :‬ائتوا هذا الحرث من أي جهة شئتم؛ من جهة القبل‬
‫يعني المام ؛ أو من جهة الخلف؛ أو على جنب؛ المهم أن يكون التيان في الحرث‪.‬‬
‫ل تفقه حتى بديهيات اللغة وتريد أن تعترض !‬

‫ملحظة ‪:‬‬

‫‪ .‬الرجل يقول بملئ فيه ‪:‬‬

‫أنا لست ضد رأي البخاري أو جابر طبعا ‪ ،‬فأنا من أنصار الحرية الشخصية ‪ ،‬وتلك حياتهما في السرير ول‬
‫يهمني المر ‪.‬‬

‫يا رجل قل لنا أنا كافر وأرح نفسك وأرحنا معك‪.‬‬

‫الشبهة التاسعة‪:‬‬

‫‪ .‬فها هي عائشة في الحديث ‪ 3999‬تقول في فتح خيبر " الن نشبع التمر " ‪ .‬ففتح خيبر ل يعني لها سوى أن‬
‫تحصل على كثير من التمر‬

‫الرد ‪:‬‬
‫انظروا كيف يتحدث اللئيم عن أمنا بقوله ‪:‬‬

‫فها هي عائشة!‬

‫ل عجب في تهكمك على أم المؤمنين عائشة عليها وعلى زوجها أفضل الصلوات فأنت لم تتأّدب حتى مع زوجها‬
‫سّيد الخلق‪.‬‬

‫ثم الرجل يخطئ كعادته في كل شيء فهو ل يجيد حتى نقل حديث فيه أربع كلمات من موضعه إلى مقاله‪ .‬ما‬
‫معنى ما نقلت الن نشبع التمر؟ فالحديث في البخاري لفظه ‪ :‬الن نشبع من التمر‪.‬‬

‫حتى يصير للكلم معنى‬

‫قولها يا جاهل ويا مفتري ‪ :‬الن نشبع من التمر إنما يفهم منه أمران أحدهما كثرة التمر والنخيل في خيبر‬
‫وثانيهما الضعف القتصادي للمسلمين في صدر السلم ‪.‬‬

‫أتزعم أن المسلمين كان هّمهم بالفتوحات جمع القناطر المقنطرة من الذهب والفضة‪ .‬كأننا ل نعرف كم كانت ثروة‬
‫نبينا عند موته ول نعرف ثروة سيف ال المسلول الذي غزا الرض مشرقا ومغربا أو ثروة أمير المؤمنين عمر‬
‫ابن الخطاب الذي كانت أمته مترامية الطراف بعيدة المدى ل تغيب عنها الشمس أبدا‪ .‬كم ترك هؤلء لورثتهم‬
‫وبيت مال المسلمين كّله ذهب وفضة ؟‬

‫وكأّنك تجهل بأن النبياء ل يورثون حتى وإن كان نببّينا صاحب جاه فأمنا عائشة تعلم يقينا أنه ل حق لها ول‬
‫لغيرها في الميراث فهي راوية الحديث الذي نصه ‪ :‬عن عائشة أن أزواج النبي صلى ال عليه وسلم حين توفي‬
‫أردن أن يبعث عثمان إلى أبي بكر يسألنه ميراثهن ‪ ،‬فقالت أّمنا عائشة أليس قال النبي صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ل‬
‫نورث ‪ ،‬ما تركناه صدقة‪.‬‬
‫الشبهة العاشرة ‪:‬‬

‫ويأتي التضييق على حرية العقيدة بقتل المرتد في الحديث ‪: 2854‬من بدل دينه فاقتلوه ‪ .‬فلماذا تم تجاوز الية‬
‫القرآنية " ل إكراه في الدين" من طرف البخاري ‪،‬‬

‫الرد ‪:‬‬

‫يا شمس العلوم يا مقصيدي خّبرني برّبك ما معنى كلمة الدين هنا ؟ فالدين جاء في القرآن بأربع معان ‪ :‬جاء يراد‬
‫به الجزاء بدليل قوله تعالى ‪ :‬مالك يوم الّدين‪ .‬يعني مالك يوم الجزاء‪.‬‬

‫وأتى بمعنى المّلة ‪ :‬لكم دينكم ولي دين‪ .‬أي لكم ملتكم ولي ملتي‪.‬‬

‫وجاء بمعنى السلم ‪ :‬إن الدين عند ال السلم‪.‬‬

‫ن‪.‬‬
‫غّرُهْم ِفي ِديِنِهْم َما َكاُنوا َيْفَتُرو َ‬
‫ثم أتى بمعنى الزعم كما في قوله تعالى ‪َ:‬و َ‬

‫فالّدين يا هذا إسلم وملة وجزاء وزعم فعن أي دين تتكلم ‪.‬‬
‫قوله صلى ال عليه وسلم‪) :‬من بدل دينه فاقتلوه( هي في المرتد الذي يكفر بعد إسلمه فيجب قتله بعد أن يستتاب‪،‬‬
‫ي( يراد بها قبل السلم وليس بعده‪.‬‬
‫ن اْلَغ ّ‬
‫شُد ِم َ‬
‫ن الّر ْ‬
‫ن َقد ّتَبّي َ‬
‫ل ِإْكَراَه ِفي الّدي ِ‬
‫فإن تاب وإل قتل‪ ،‬وأما قوله تعالى‪َ ) :‬‬

‫فالدخول في السلم ل يمكن الكراه عليه؛ لنه اقتناع قلبي‪.‬‬

‫صين‪ ،‬فالول يبّين حكم الخروج من الدين وجزاء صاحبه بعد معرفته للحق‬ ‫فل تعارض ول الحمد بين الن ّ‬
‫صين يفهم أن الدخول في السلم‬
‫وإسلمه والثاني يشير إلى أنه ل إكراه عند الدخول في السلم ‪ .‬والمتأّمل في الن ّ‬
‫يستلزم اقتناعا وإيمانا راسخين بحّرية مطلقة دونما إكراه نظرا للوعيد الذي ينتظر صاحبه إذا مرق منه‪.‬‬

‫ح ما ذكر صاحب المقال هي آخر عبارة ختم بها كلمه ‪ :‬المرجو قراءة صحيح البخاري‬
‫لن أصدق وأص ّ‬

‫وكأنه خاطب نفسه وصارحها‪.‬‬

‫لعّله بقيت خمس شبهات من الشبهات الواهية أكتفي بالعشر التي ذكرت لني ل أعلم أصل إن كان مقالي سينشر‬
‫أم ل فإن طلب مّني الخوة القّراء بعدها الرّد على ما بقي فل مانع عندي حينها‪.‬‬

‫ل سيف الحق البلج من غمد الباطل‬


‫وأسأل ال سبحانه أن يجعل عملي خالصا لوجهه وأن يعينني دوما على س ّ‬
‫الّلجلج حتى نحارب به الفكار الزائفة التي غدت تنساب بيننا انسياب الرقطاء على الرغام وأضحت تنتشر فينا‬
‫انتشار الّلظى في الهشيم‪.‬‬

‫إخوتي في ال‪ ،‬إن حكمتم أني أصبت في أمور فمن ال سبحانه أشكره على المّنة وأحمده على النعمة وإن رأيتم‬
‫لتي‪.‬‬
‫أني أخطأت في أمور فمن نفسي ومن الشيطان فاللهم اغفر لي ز ّ‬
‫وقبل الختام‪ ،‬أدعوك يا مقصيدي أن تتوب إلى ال وأن ل تقصد مقابل دراهم معدودة باب المتآمرين على الدين بل‬
‫ب العالمين‪.‬‬
‫اقصد مقابل نمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة باب ر ّ‬

‫وآخر دعوانا أن الحمد ل الكريم باعث النبي صلى ال عليه وسلم على خلق عظيم‪.‬‬

‫للفقير إلى عفو ربه ‪ :‬بنشقرون محمد أمين‬

You might also like