Professional Documents
Culture Documents
السهام الأمينية النّارية على شبهات المقصيدي الواهية
السهام الأمينية النّارية على شبهات المقصيدي الواهية
بسم ال وحده وصّلى ال على من ل نبي بعده ورزق الفردوس آله وصحبه ،
وبعد،
أيها القّراء الفاضل الماجد ،قبل أن أميط اللجام وأكشف اللثام وأشرع في الكلم أرى لزاما على نفسي أن أحييكم
بتحية السلم تحية إلهية ملئكية محّمدية تحية أولها سلم وأوسطها رحمة وآخرها بركات تحية لو رفعت إلى
السماء لكانت قمرا منيرا ولو نزلت على الرض للبستها سندسا وحريرا ولو اختلطت بماء البحر لجعلت الملح
الجاج عذبا فراتا سلسبيل.
ط لكم خطياكم وجعل الجنة بإذنه مثوانا ومثواكم وتحيتنا إليكم هي قولنا السلم عليكم ورحمة
فحياكم ال وبياكم وح ّ
ال وبركاته.
هاهو ذا رويبضة جديد من رويبضات هذا الزمان يطالعنا بمقال سقيم فاحت رائحته نتانة وتدفقت أحرفه بغضا
وحقدا ل أعلم هل أصفه بالخبيث أم الجاهل فقد جمع بين الداءين.
مقال يحمل بين طياته جملة من الشبهات ذكرها المستشرقون الّفاكون منذ عصور مضت ورّد عليهم علماؤنا
الجلء وألقموهم الحجارة ونسفوا هرطقاتهم وتّرهاتهم نسفا .لكن الجاهل الخبيث لعتياده الماكن القذرة د ّ
س
رأسه في مزبلة التاريخ ليخرج منه نفس الشبهات وكأنه يستخف بعقول المغاربة المسلمين ويحسبهم مغفلين.
قرأت مّرات ومّرات المقال السخيف ـصحيح البخاري ليس صحيحاـ الذي حاول صاحبه التهجم على يلمع
عروف ومعمع يهفوف وجبل شامخ من جبال أهل السنة والجماعة أل وهو البخاري رحمة ال عليه .وعند ك ّ
ل
ل لقصر فهمه وقلة علمه !
قراءة حاولت أن ألتمس لصاحبه العذار :لرّبما الّرجل باحث نزيه لكّنه ز ّ
جل أثبت وأقّر منذ عنوانه ونسب الضعف لصح كتاب أجمعتلكن قلت مع نفسي ،كيف يكون ذلك كذلك والر ّ
سلطان الّزعم!
على صحته أمة ل تجتمع أبدا على ضللة والنزاهة تقتضي أن يسبق ال ّ
وقلت مع نفسي بعدها ملتمسا له العذار مرة أخرى كما عّلمنا سلفنا الصالح لرّبما الرجل أعماه حّبه للمصطفى
صلى ال عليه وعلى آله وصحبه فتّوهم من بعض الحاديث لقلة فقهه أّنها تسيء لسيدنا رسول ال صلى ال عليه
وعلى آله وصحبه فأراد أن ينتصر له !
ق حسن ظني!
لكن هيهات لو طابق الح ّ
رجل يدافع عن سيد البشر صلى ال عليه وعلى آله وصحبه ويذكره خمسة عشر مّرة ول يصّلي عليه ولو لمّرة
واحدة سهوا !
لقد أراد اللئيم الطاحة بمحّمدين :محّمد الكبر صلى ال عليه وعلى آله وصحبه والبخاري الذي ما هو إل محمد
بن إسماعيل.
جح إلى الشمس يدا شلء ؟ ويتعالى بقصر عقله على الجوزاء فشّتان
عجبت لقزم مثلك كيف له أن يمّد بوقاحة وتب ّ
بين الّثرى والّثرّيا.
يريد العلمة الفّهامة وحيد عصره وفريد دهره أن ُيحّكم العقل على النقل ولبئس العقل الذي اختاره لذلك.
قل لي برّبك كيف يكون العقل الذي هو مناط التكليف حكما وهو المخاطب بالتكليف ؟
إن رجل أتى إلى المام ابن تيمية فقال له :إن العقل هو الذي حفظ لنا النقل فالعقل دال والنقل مدلول والدال يحكم
على المدلول .فأجابه شيخ السلم قائل :إن مثلك كمثل رجل عامي أتى رجل عاميا مثله واستفتاه فدّله العامي
على رجل من أهل العلم وبعدها قال أنا الذي دللتك على العالم فل تّتبع قوله لنه مدلول واتبع قولي فالّدال يحكم
على المدلول.
صين ظاهرهما
قل لنا يا مقصيدي هل تعلم ما هي شروط التعارض وأركانه وهل تعلم أوجه الجمع بين ن ّ
التعارض والتي فاقت سبعين وجها وهل تمّيز بين الناسخ والمنسوخ وهل تفرق بين العام والخاص والمحكم
والمتشابه وبين ما خوطب به العام يراد به الخاص ،وما خوطب به الخاص يراد به العام ؟
أسئلة نوّد إجابات وافية شافية عنها وأّنا لك أن تجيب فلو كنت ضابطا لهذه الليات ما تخبطت في ظلمات
تأويلتك الفاسدة
...
ي ذلك.
عذرا يا أيها القّراء الفاضل الماجد إن أطلت في التقديم فهذا الموقف الجلل يحّتم عل ّ
والن
فلنمض بعون من ال وتوفيقه في ذكر شبهاته وردّنا عليها وال وحده أسأله السداد والتوفيق
قال سيادته :أورد البخاري في الحديث 15في باب فإن تابوا وأقاموا الصلة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم " أمرت
أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن ل إله إل ال وأن محمدا رسول ال
"
الّرد :
إن كنت يا هذا ناقل من البخاري فانقل بأمان وأتمم الحديث كما ورد .كأنك ما قرأت كتاب البخاري ول حتى
حص ول تثّبت. تصّفحته وإنما تنقل بغباء من أحد المواقع دون تم ّ
والدليل على أنك لم تقرأ كتاب البخاري إنما أنت حاطب ليل تنقل من غيرك هو إشارتك للحديث ببابه دون ذكر
سم الكتب إلى أبواب لدقة فقهه وعمق فهمه.
سم صحيحه إلى كتب ثم ق ّ
اسم الكتاب الذي جاء فيه فالبخاري ق ّ
فالحديث الذي أشرت إليه تجده في كتاب اليمان ولقد أصبت في اسم بابه وأخطأت في رقمه فالحديث رقمه 25
وليس كما زعمت .15
ص هذا الحديث حديث ابن عمر رضي ال عنهما أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قالُ :أمرت أن أقاتل الناس ون ّ
ن محمًدا رسول ال ،ويقيموا الصلة ويؤتوا الزكاة ،فإذا فعلوا ذلك عصموا مني
حتى يشهدوا أن ل إله إل ال ،وأ ّ
دماءهم وأموالهم إل بحق السلم ،وحسابهم على اللهفإن كنت تّدعي الخلل في هذا الحديث من جهة مناقضته
لكتاب ال فإليك جواب ذلك :
حّ
قن اْل َ
ن ِدي َ
ل َيِديُنو َ
سوُلُه َو َ
ل َوَر ُ
حّرَم ا ُّ
حّرُمونَ َما َل ُي َ
خِر َو َ
لِل ِباْلَيْوِم ا ْ
ل َو َ
ن ِبا ِّ
ل ُيْؤِمُنو َ
ن َ
قال تعالى َ :قاِتُلوا اّلِذي َ
ن.غُرو َ صا ِن َيٍد َوُهْم َ
عْ جْزَيَة َطوا اْل ِ
حّتى ُيْع ُب َ
ن ُأوُتوا اْلِكَتا َن اّلِذي َ
ِم َ
فأمر ال جل وعل بالقتال حتى ُتْلَتزم الشريعة ،وهذا ل يعني أنه ُيْبَتدأ بالقتال؛ بل هذا يكون بعد البيان ،وبعد
النذار.
إذن فقوله عليه الصلة والسلم :أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا يعني بعد البيان والعذار ،فهو يقاتلهم حتى
يلتزموا بالدين.
ومنه قولك بأنه ل أصل للحوار ومقارعة الحجة بالحجة تقّول باطل لن النذار يقتضي الحوار.
ص المشركين وليس أهل الكتاب أو من له شبهة ثم أنت لم تميز بين الذمي والمشرك فالحديث الذي نناقشه يخ ّ
صم دماؤهم وأموالهم.وإما أن ُيَقاَتُلوا حتى يظهر دين ال.
كتاب.فهم مخّيرون بين ثلثة أشياء إّما أن يسلموا ،فُتْع َ
وإما أن يرضوا بدفع الجزية ،وهي ضريبة على الرؤوس ،مال على كل رأس ،فيبقوا رعايا في دولة السلم،
ويسمون أهل الذمة.
بالطبع هذا إذا كان المسلمون في موقف قوة وهذا ليس حالنا في زماننا والدليل نشرك لهذا المقال فلو كّنا في
موقف عّزة وقوة ما تجّرأ أمثالك علينا.
والذمي يجب أن يعامل معاملة جّيدة ويحفظ ماله وعرضه لقوله صلى ال عليه وسلم :أل من ظلم معاهًدا أو
انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس :فأنا حجيجه يوم القيامة.رواه أبو داود وحسنه ابن
حجر صاحب فتح الباري شرح صحيح البخاري.
قال المقصيدي :أورد في الحديث رقم 265عن حديث أنس بن مالك قال " كان النبي يدور على نسائه في الساعة
الواحدة من الليل والنهار وهن إحدى عشر .قال قلت لنس :أو كان يطيقه ؟ قال :كنا نتحدث أنه أعطي قوة ثلتين
.ثم استفهم مستنكرا على المغزى من إدراج هذا الحديث في كتاب البخاري وعن الهوس الجنسي للعرب.
الّرد :
ولن نقف على رقم الحديث فقد علمنا يقينا أنك تنقل الحاديث عن غيرك فلو نقلت هذا الحديث مباشرة من كتاب
البخاري لما سألت هذا السؤال ولكان البخاري نفسه أجابك.
انظر في أي كتاب وفي أي باب وضعه البخاري لتقف على عمق فقهه رضي ال عنه.
هل وضعه في كتاب الهوس الجنسي للعرب باب التصوير الفيتيشتيزمي كما لّمحت ؟
ل عنوان كتابه يغسل دماغك العفن فل تتجه إلى تلك التأويلت حشاه أن يفعل ذلك ،بل وضعه في كتاب الغسل لع ّ
حٍد.
ل َوا ِ
سٍغْ
ساِئِه ِفي ُ
عَلى ِن َ
ن َداَر َ
عاَدَ ،وَم ْجاَمَع ُثّم َ
الشاذة والساقطة .ثم وضعه في باب ِإَذا َ
ليشير البخاري رضي ال عنه أن الحديث فيه دليل على أن الغسل ل يجب بين الجماعين سواء كان لتلك
المجامعة أو لغيرها .ول سيما أنه ورد عند مسلم تلميذ البخاري من حديث هشام بن زيد عن أنس أن النبي صلى
ال عليه وسلم كان يطوف على نسائه بغسل واحد والحديث الذي نناقشه هو من حديث قتادة عن أنس.
فنحن أمام نفس الواقعة بتعبيرين تعبير قتادة وتعبير هشام بن زيد وكلهما عن أنس.
والحديث أيضا فيه إشارة كما ذهب لذلك الصطخري من الشافعية وغيره على أن القسم بين الزوجات لم يكن
واجبا على النبي صلى ال عليه وسلم وإل فوطء المرأة في نوبة ضرتها ممنوع عنه.
والحديث أيضا فيه بيان صريح لعّلة تعدد أزواجه صلى ال عليه وسلم لما أعطي من القوة على الجماع.
كل هذه المور استنبطها علماؤنا من النص و ل زلت تسأل عن المغزى من إدراج هذا الحديث في كتاب
البخاري !
كدت أن أنسى فأنت لم تقرأ حتى كتابه فكيف لك أن تعلم يا عبقري أن البخاري فارسي وليس عربي.
وقد أورد البخاري في البراد بالظهر في شدة الحر حديث الرسول إن شدة الحر من فيح جهنم .
الرد :
سَفِر :
لْبَراِد ِبالظّْهِر ِفي ال ّ
البخاري ذكر هذا الحديث في كتاب مواقيت الصلة باب ا ِ
ل الّنِب ّ
ي ظْهِر َفَقا َ
ن ِلل ّ
ن ُيَؤّذ َ
ن َأ ْسَفٍرَ ،فَأَراَد اْلُمَؤّذ ُي صلى ال عليه وسلم ِفي َ ل ُكّنا َمَع الّنِب ّ يَ ،قا َ
ن َأِبي َذّر اْلِغَفاِر ّ
عَْ
ي صلى ال عليه ل الّنِب ّ
لَ ،فَقا َىَء الّتُلو ِحّتى َرَأْيَنا َف ْ
لََله َأْبِرْد َ ن َفَقا َ
ن ُيَؤّذ َ
صلى ال عليه وسلم َ :أْبِرْد ُثّم َأَراَد َأ ْ
لِة
صَ حّر َفَأْبِرُدوا ِبال ّ
شَتّد اْل َ
جَهّنَمَ ،فِإَذا ا ْ
ح َ ن َفْي ِحّر ِم ْ
شّدَة اْل َ
ن ِوسلم ِ :إ ّ
فالحديث فيه إشارة إلى استحباب )كما ذهب إلى ذلك الجمهور( البراد بالظهر عند شدة الحر والبراد كما ذكر
ذلك ابن دقيق العيد في )شرح العمدة( أن تؤخر الصلة عن أول وقتها بمقدار ما يظهر للحيطان ظل.
وتعليله بالحديث أن شدة الحر من فيح جهنم؛ لن شدته تذهب الخشوع الذي هو لب الصلة وروحها.
ن شديد الحر والبرد؛ لنه يذهب الخشوع في الصلة وقال المام الرازي أما
ولهذا قال الفقهاء :تكره الصلة بمكا ٍ
قوله شدة الحر من فيح جهنم ففيه وجهان:
أحدهما :أن ذلك أنموذج ورقيقة اشتقت من جهنم ليستدل بها العباد عليها ،ويعتبروا بها ،ثم إن ال سبحانه قدر
ظهورها بأسباب تقتضيها ،كما أن الروح والفرح و السرور واللذة من نعيم الجنة أظهرها ال في هذه الدار عبرة
ودللة ،وقدر ظهورها بأسباب توجبها .
والثاني :المراد التشبيه ،فشبه شدة الحر بفيح جهنم تنبيهًا للنفوس على شدة عذاب النار ،وأن هذه الحرارة
العظيمة مشبهة بفيحها ،وهو ما يصيب من قرب منها من حرها أقوال أئمتنا في هذا الحديث هذه .
الرد :
قوله صلى ال عليه وسلم" :ل تسافر المرأة ثلثًا إل ومعها ذو محرم" وفي رواية "فوق ثلث" وفي رواية
"ثلثة" وفي رواية "ل يحل لمرأة تؤمن بال واليوم الخر تسافر مسيرة ثلث ليال إل ومعها ذو محرم" وفي
رواية "ل تسافر المرأة يومين من الدهر إل ومعها ذو محرم منها أو زوجها" وفي رواية "نهى أن تسافر المرأة
مسيرة يومين" وفي رواية "ل يحل لمرأة مسلمة تسافر ليلة إل ومعها ذو حرمة منها" وفي رواية "ل يحل
لمرأة تؤمن بال واليوم الخر تسافر مسيرة يوم إل مع ذي محرم".
وفي رواية "مسيرة يوم وليلة" وفي رواية "ل تسافر المرأة إل مع ذي محرم" .هذه روايات مسلم.
وفي رواية لبي داود "ول تسافر بريدا" والبريد مسيرة نصف يوم.
قال العلماء :اختلف هذه اللفاظ لختلف السائلين ،واختلف المواطن ،وليس في النهي عن الثلثة تصريح
بإباحة اليوم والليلة أوالبريد.
قال البيهقي :كأنه صلى ال عليه وسلم سئل عن المرأة تسافر ثلثًا بغير محرم فقال :ل .وسئل عن سفرها يومين
بغير محرم فقال :ل .وسئل عن سفرها يومًا فقال :ل .وكذلك البريد .فأدى كل منهم ما سمعه ،وما جاء منها مختلفًا
عن رواية واحدة فسمعه في مواطن ،فروى تارة هذا ،وتارة هذا ،وكله صحيح ،وليس في هذا كله تحديد لقل ما
يقع عليه اسم السفر ،ولم يرد صلى ال عليه وسلم تحديد أقل ما يسمى سفرًا ،فالحاصل أن كل ما يسمى سفرًا
تنهى عنه المرأة بغير زوج أو محرم ،سواء كان ثلثة أيام أو يومين ،أو يومًا ،أو بريدًا ،أو غير ذلك ،لرواية ابن
عباس المطلقة ،وهي آخر روايات مسلم السابقة" :ل تسافر المرأة إل مع ذي محرم" وهذا يتناول جميع ما يسمى
سفرًا .وال أعلم( .انتهى من شرح مسلم للنووي
الشبهة الخامسة :
كما أورد البخاري تناقضا آخر .فالحديث 1230يروي أن النبي قال :الميت يعذب في قبره بما نيح عليه .بينما
يورد القرآن صراحة في سورة النعام :ول تزر وازرة وزر أخرى.
الرد :
والبخاري الذي اتهمه هذا الجاهل بالتناقض هو من سيرّد عليه .قال رحمه ال :إذا كان يعلم أن أهله ينوحون،
ومن عادتهم النوح على الميت فلم ينهاهم عن النوح؛ فإنه يكون مقرا لهم عليه ومتسببا في وجود النوح والبكاء
المحرم فيأثم بذلك.
أي أن الميت لو كان يعلم أن من عادة أهله النياحة على الميت ورغم ذلك ما ترك وصية ينهاهم فيها عن ذلك كأنه
خَرى.
ل َتِزُر َواِزَرةٌ ِوْزَر ُأ ْ
مقر حينها لما هم عليه فحينها يعذب .ول تناقض ول الحمد مع قوله تعالى َ :و َ
وللعلماء في هذا الحديث مسلك آخر :قالوا :إن العذاب هنا المراد به اللم والتألم وأن الميت يتألم لبكاء أهله
عليه ،واستدلوا بما رواه ابن أبي شيبة وابن أبي خيثمة والطبري عن قيلة بنت مخرمة قال أن الرسول عليه
الصلة والسلم قال:إن أحدكم يبكي فيستعبر له صويحبه ،أي عباد ال ،ل تعذبوا موتاكم أو كما قال عليه الصلة
والسلم :يستعبر له صويحبه يقول :إنكم إذا بكيتم عليه وحزنتم وبكيتم فإنه يتألم من بكائكم ويتأثر كما أن الحياء
يتأثرون ،وربما تعذب من بكاء أهله وتأثرهم وحزنهم فيؤلمه هذا ،فهو نوع عذاب كما قال عليه الصلة والسلم:
السفر قطعة من العذاب فهو عذاب من جنس التألم.
وهذا اختاره جمع من أئمة المالكية ،ورجحه تقي الدين شيخ السلم ابن تيمية ،والقاضي عياض ،وجمع من أهل
العلم.
الشبهة السادسة:
يورد البخاري في الحديث 2707أن الرسول قال :إنما الشؤم في ثلتة في الفرس والمرأة والدار
الرد :
النسان في غالب أحواله ل يستغني عن دار يسكنها وزوجة يعاشرها وفرس يرتبطه.
لدى اقترن الشؤم بها و ُأضيف إليها إضافة مكان ومحل وهما صادران عن مشيئة ال سبحانه.
ولو أن السائل وقف على كتاب البخاري لوجد أن اليمن والبركة اقترنا أيضا بالفرس والدار والمرأة لكون الرجل
يكاد ل يستغني عنهم .فما التوجيه الصحيح لهذا الحديث ؟
وجه الحديث بأن المقصود بالشؤم ما يكون في هذه الشياء من صفات مذمومة ،فالمراد بشؤم الدار مثل ضيقها
وسوء جيرانها و بعدها عن المساجد ،وشؤم المرأة :عدم ولدتها ،وسلطة لسانها ،وتعرضها للريب ،وكفرها
للعشير وشؤم الفرس :أن ل يغزى عليها و حرانها وغلء ثمنها ،كما أن شؤم الخادم سوء خلقه وقلة تعهده لما
فوض إليه وهلّم جر.
وقد تكون هذه المور سببا في جلب السعادة كما في حديث سعد بن أبي وقاص رضي ال عنه قال :قال رسول ال
صلى ال عليه وسلم :من سعادة ابن آدم المرأة الصالحة ،والمسكن الصالح ،والمركب الصالح.
ومن العلماء من وجه الحديث بأن المراد بالشؤم هنا عدم التوافق وقد أشار البخاري إلى هذا التأويل بأن قرن
عُدّوا َلُكْم ( .فليتك قرأت الحديث من
جُكْم َوَأْولِدُكْم َ
ن َأْزَوا ِ
ن ِم ْ
ن آَمُنوا ِإ ّ
بالستدلل بحديثنا قوله تعالىَ ) :يا َأّيَها اّلِذي َ
كتابه ل من كتب أسيادك المستظلمين.
وبالتالي بطلت شبهة احتقار المرأة كما يتوّهمه صاحب المقال المشؤوم.
الشبهة السابعة
مرة أخرى تشتغل مخيلة الصحراء في حديث 3060حين يقول :حدثنا ابن مسعود أنه رأى جبريل له 600جناح
.لقد وقف ابن مسعود يحصي عدد أجنحة جبريل دونما ذعر ؟؟؟ وأكيد انه رآه كما يرى أتاع عبد السلم ياسين
الرسول يوزع عليهم التمر.
الرد :
أتعبتنا يا هذا في البحث عن الحاديث للتثبت من اللفاظ كما جاء بها البخاري قبل البدء في الرد فكل الرقام التي
أشرت إليها تحيلنا إلى أحاديث ل علقة لها بما تزعم.
فالحديث الذي أشرت إليه كنت قد وقفت عليه منذ مدة في مسند المام أحمد عن عبد ال بن مسعود قال :رأى
رسول ال صلى ال عليه وسلم جبريل وله ستمائة جناح ،كل جناح منها قد سد الفق ،يسقط من جناحه التهاويل
من الدرر واليواقيت.
فالذي رأى هو رسول ال وليس الصحابي فتنّبه ! أم تريد أن تزيد الطين بّلة وننسب إليك الكذب .أما يكفيك ما
أثبتناه عليك من جهل وخبث!
يَ ،قا َ
ل شْيَباِن ّ
حّدَثَنا ال ّ
سْدَرِة اْلُمْنَتَهى في كتاب اليمان َ : ومما يعّزز ذلك أن المام مسلم أخرج الحديث في باب ِذْكِر ِ
ي صلى ن الّنِب ّ
سُعوٍد َأ ّ
ن َم ْ
خَبَرِني اْب ُ
ل َأ ْ
ن َأْو َأْدَنى{ َقا َ
سْي ِ
ب َقْو َ
ن َقا َ
ل } َفَكا َجّ
عّز َو َ ل َ ل ا ِّ
ن َقْو ِ
عْ ش َحَبْي ٍ
ن ُ
ت ِزّر ْب َ
سَأْل ُ
َ
ح.جَنا ٍ
سّتِماَئِة َل َلُه ِ
جْبِري َ
ال عليه وسلم َرَأى ِ
فأين إثبات أن ابن مسعود هو الذي رأى جبريل وليس رسول ال .فإن تعّنت ونفيت رؤية رسول ال لجبريل فقد
ن َأِبي ُهَرْيَرَة لما سئل عن قوله تعالى َ } :وَلَقْد َرآُه َنْزَلًة
عْخالفت صريح القرآن وكفرت جهارا دون ريب َ :
ل.
جْبِري َ
ل َرَأى ِ
خَرى{ َقا َ
ُأ ْ
الرد :
لو قرأ تأويلك موسى دّيان لقال :ألم أقل لكم أن العرب ل يقرؤون وإذا قرؤوا ل يفقهون.
دعنا نشرح لك اللفاظ التي أشكلت عليك كما كان يفعل معنا أساتذتنا في القسام البتدائية :
نساؤكم حرث لكم :يعني زوجاتكم موضع حرث لكم ،كما تكون الرض حرثًا للزارع يبث فيها الحب؛ فيخرج
الحب وينمو،؛ كذلك النساء بالنسبة للرجال حرث .إذا موضع الحرث هو موضع الزراعة وهو الفرج.
أّنى شئتم :أي من حيث شئتم فـأنى ظرف مكان والمراد هنا :ائتوا هذا الحرث من أي جهة شئتم؛ من جهة القبل
يعني المام ؛ أو من جهة الخلف؛ أو على جنب؛ المهم أن يكون التيان في الحرث.
ل تفقه حتى بديهيات اللغة وتريد أن تعترض !
ملحظة :
أنا لست ضد رأي البخاري أو جابر طبعا ،فأنا من أنصار الحرية الشخصية ،وتلك حياتهما في السرير ول
يهمني المر .
الشبهة التاسعة:
.فها هي عائشة في الحديث 3999تقول في فتح خيبر " الن نشبع التمر " .ففتح خيبر ل يعني لها سوى أن
تحصل على كثير من التمر
الرد :
انظروا كيف يتحدث اللئيم عن أمنا بقوله :
فها هي عائشة!
ل عجب في تهكمك على أم المؤمنين عائشة عليها وعلى زوجها أفضل الصلوات فأنت لم تتأّدب حتى مع زوجها
سّيد الخلق.
ثم الرجل يخطئ كعادته في كل شيء فهو ل يجيد حتى نقل حديث فيه أربع كلمات من موضعه إلى مقاله .ما
معنى ما نقلت الن نشبع التمر؟ فالحديث في البخاري لفظه :الن نشبع من التمر.
قولها يا جاهل ويا مفتري :الن نشبع من التمر إنما يفهم منه أمران أحدهما كثرة التمر والنخيل في خيبر
وثانيهما الضعف القتصادي للمسلمين في صدر السلم .
أتزعم أن المسلمين كان هّمهم بالفتوحات جمع القناطر المقنطرة من الذهب والفضة .كأننا ل نعرف كم كانت ثروة
نبينا عند موته ول نعرف ثروة سيف ال المسلول الذي غزا الرض مشرقا ومغربا أو ثروة أمير المؤمنين عمر
ابن الخطاب الذي كانت أمته مترامية الطراف بعيدة المدى ل تغيب عنها الشمس أبدا .كم ترك هؤلء لورثتهم
وبيت مال المسلمين كّله ذهب وفضة ؟
وكأّنك تجهل بأن النبياء ل يورثون حتى وإن كان نببّينا صاحب جاه فأمنا عائشة تعلم يقينا أنه ل حق لها ول
لغيرها في الميراث فهي راوية الحديث الذي نصه :عن عائشة أن أزواج النبي صلى ال عليه وسلم حين توفي
أردن أن يبعث عثمان إلى أبي بكر يسألنه ميراثهن ،فقالت أّمنا عائشة أليس قال النبي صلى ال عليه وسلم :ل
نورث ،ما تركناه صدقة.
الشبهة العاشرة :
ويأتي التضييق على حرية العقيدة بقتل المرتد في الحديث : 2854من بدل دينه فاقتلوه .فلماذا تم تجاوز الية
القرآنية " ل إكراه في الدين" من طرف البخاري ،
الرد :
يا شمس العلوم يا مقصيدي خّبرني برّبك ما معنى كلمة الدين هنا ؟ فالدين جاء في القرآن بأربع معان :جاء يراد
به الجزاء بدليل قوله تعالى :مالك يوم الّدين .يعني مالك يوم الجزاء.
وأتى بمعنى المّلة :لكم دينكم ولي دين .أي لكم ملتكم ولي ملتي.
ن.
غّرُهْم ِفي ِديِنِهْم َما َكاُنوا َيْفَتُرو َ
ثم أتى بمعنى الزعم كما في قوله تعالى َ:و َ
فالّدين يا هذا إسلم وملة وجزاء وزعم فعن أي دين تتكلم .
قوله صلى ال عليه وسلم) :من بدل دينه فاقتلوه( هي في المرتد الذي يكفر بعد إسلمه فيجب قتله بعد أن يستتاب،
ي( يراد بها قبل السلم وليس بعده.
ن اْلَغ ّ
شُد ِم َ
ن الّر ْ
ن َقد ّتَبّي َ
ل ِإْكَراَه ِفي الّدي ِ
فإن تاب وإل قتل ،وأما قوله تعالىَ ) :
صين ،فالول يبّين حكم الخروج من الدين وجزاء صاحبه بعد معرفته للحق فل تعارض ول الحمد بين الن ّ
صين يفهم أن الدخول في السلم
وإسلمه والثاني يشير إلى أنه ل إكراه عند الدخول في السلم .والمتأّمل في الن ّ
يستلزم اقتناعا وإيمانا راسخين بحّرية مطلقة دونما إكراه نظرا للوعيد الذي ينتظر صاحبه إذا مرق منه.
ح ما ذكر صاحب المقال هي آخر عبارة ختم بها كلمه :المرجو قراءة صحيح البخاري
لن أصدق وأص ّ
لعّله بقيت خمس شبهات من الشبهات الواهية أكتفي بالعشر التي ذكرت لني ل أعلم أصل إن كان مقالي سينشر
أم ل فإن طلب مّني الخوة القّراء بعدها الرّد على ما بقي فل مانع عندي حينها.
إخوتي في ال ،إن حكمتم أني أصبت في أمور فمن ال سبحانه أشكره على المّنة وأحمده على النعمة وإن رأيتم
لتي.
أني أخطأت في أمور فمن نفسي ومن الشيطان فاللهم اغفر لي ز ّ
وقبل الختام ،أدعوك يا مقصيدي أن تتوب إلى ال وأن ل تقصد مقابل دراهم معدودة باب المتآمرين على الدين بل
ب العالمين.
اقصد مقابل نمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة باب ر ّ
وآخر دعوانا أن الحمد ل الكريم باعث النبي صلى ال عليه وسلم على خلق عظيم.