Professional Documents
Culture Documents
وثالثهما
الحـــــب
رؤية نقدية مقارنة في الدب العالمي
تأليف
حسن شعراوي
hasansalehsharawy@yahoo.com
hsharawy2010@gmail.com
إهداء
إلى أصحاب الرسالت السامية في هذا العالم
ديقينّ
إلى النبياء والشهداء والصِ
ء
ناًإلى كل من غرس في عقلي فكرا بَ
ّ ً
را نبيلً ُ
وأكن له شعو ً
إلى أساتذتي ومعلميّ
طيلة حياتي
............
.......
....
..
حسن شعراوي
مقدمة
جملة الشعور التي تكونت في الوجدان البشري لم تكن أب ً
دا وليدة صدفة أو محض حدس
أو تخمين وإنما هي مجموعة من الخيوط الشعورية التي تتماهى مع التكوين الجسدي لتتناغم
.المنظومة ويتكون بذلك النسان
تا طويلً ليعي سبب وجوده في الكون بعد فترة من النضجوالنسان ذلك الكائن الذي أخذ وقً
العقدي والجتماعي ،والتي لم تكتمل عند الكثيرين من هذا الجنس للسف ،حتى عصرنا الحالي،
ذلك الجسد المتناغم بين جملة الشعور وكتلة الجسد إن جاز التعبير ،هو وعي ول وعي،
بمعنى أنه عندما يصل إلى مرحلة النضج الشعوري السامي الذي يوصله بإدراك غير مفتعل
را أم ل وهو ما يسميه الصوفية بالتوحد ،ويسميهء كانوا بش ً
وتلقائي بمشاعر الخرين سواً
علماء النفس المحدثين بالدراك الشعوري أو الحدس الذي يصل إلى درجة اليقين مع نوعية
ما بذهنه وعقله وذاكرته وكل
مميزة من البشر ،هذا هو البشري الواعي بمعنى أنه موجود دائً
مدركاته الحسية مهما تبدلت أو تغيرت الظروف ،أو وقع تحت ضغط عصبي أو نفسي لقصى درجة
عا يجيدون نفس اللعبة فيما يسمى )بغسيلما ،فهم جميًيمكن تصورها ،مثلما يفعل الكثير عموً
المخ( الذي هو الضغط وبعنف على الجانب الدراكي الشعوري حتى تتلشى المعالم الحسية
المدركة التي تتشكل في اللوعي منذ سنوات وبذلك يمكن السيطرة على الفريسة ،من وجهة
نظرهم ،ويمكنهم التحكم فيه فيوجهونه نحو عمليات انتحارية أو تدميرية أو يجعلونه يهجر
!أهله بل يكره أهله وأبناءه ويتخلى عن أرضه وعنهم بكل بساطة
هذا هو القضاء على الوعي أو الدراك أو النسان النابض بداخلي كبشري ،والذي يظل
فا على كل المكنة والزمنة والذكريات والشخصيات طالما كا لكل محسوس حولي متعار ًيا مدر ً
واعً
ضا على هذا الوتر من الدراك ،وهو أمر ل يتيسر لي إنسان ،فقط تجده عند من ظللت قاب ً
اتصلت أرواحهم بالجانب السماوي وعلقت أرواحهم بالسماء كالطير سهلة التعارف على
ضا حساسة ج ً
ّ
دا لمن يضمرون لها يا لكل ما يدور حولها وأي ً أحبائها ،هذه الفئة الناضجة شعورً
ّ
.الشر ،وبالتالي ل يمكنهم ضررهم إل بإذن الله تعالى
هؤلء المؤمنون اليقينيون أقرب ما يكونون ملئكة مرئية ،يبرؤون ويتنزهون عن كثير
مما يتكالب عليه الكثير ويكفيهم من الدنيا قلب محب مخلص؛ لذا فإنهم يتمتعون بأبعاد
مغناطيسية ،إن صح التعبير ،تجذب كل من يراهم بل ومن ل يراهم ،ليس لغرض مادي ولكن الذي
ما وحديً
ثا ،لذا تجده حاضر يتواصل هذه اللحظة هو جانب الشعور النابض عميق الثر قديً
ما يتذكر ما ينساه الخرون أو ما يسمونه بقوة الذاكرة أو بالحرى قوة الشعور الذهن دائً
التي طبعت هذه الذكريات في كل نبض شعوري ومن ثم ل يمكن لهذه الذكريات أن تزول تحت أي
ضا .ونحن إذ نتحدث عن الشعور وجانب يا ناب ً
ضغط مهما يكن طالما ظل الجانب الشعوري لديه حً
ّ
الوعي والدراك والمحسوس فليس هناك أجل ول أعظم من المشاعر القلبية التي تجمع بين
متحابين ،والرومانسية هي أكبر علقة على السمو الروحي لذا آثرنا في هذه الدراسة مناقشة
يا من خلل دراسة دقيقة ومقارنة في عدد من العمال الدبية العالمية .هذه الرؤية عملً
ّ
)(1 صراع بين مومس وعاشقة
وأثر ذلك في العمل الروائي
)مارجريت(
الحب واللفة والمودة والعشق والهيام بين الرجل والمرأة ما هي إل ترجمة عملية لهذا
ضا في كل الكائنات والعوالم دا أي ً
الوعي أو الدراك الشعوري لكينونة البشر وإن كان موجو ً
الخرى غير البشر ،أرأيت كيف تتعرف أنثى الحمار على صغيرها من بين بقية الجحوش! هذا
!أبسط مثال لكائن نظن نحن البشر أنه أغبى كائن في الوجود ،وهذا فهم قاصر
ولن هذا الكائن )أعني النسان( خلق لمهمة معينة تستوجب ظهوره بحيث يمكن لمسه
يا كان الجانب اللواعي )الجسد( الهيكل الذي تتأطر فيه هذه المشاعر أو الجانب مادً
ّ
الواعي المدرك ،وذلك ليخدم الجانب الواعي الدراكي فتكتمل منظومة الكائن البشري
!المثالي ،روح وجسد ،إدراك ول إدراك ،شعور ول شعور ،وعي ول وعي
وإذا كانت الرواية الدبية هي لوحة واقعية لجانب شعوري دفين داخل البشر أو بتعبير آخر
خا للواقع ،فهي براعة في التقاط فني من زاوية هي تعبير فني عن الحياة وليست استنسا ً
خاصة بمعنى أن الروائي يأخذ حالة خاصة من حالت بطلها ويهمل الباقي في محاولة منه
توصيل رسالة ما من وراء العمل الدبي فيستخدم في ذلك كل ما أتيح له من أدوات كرمزية
الشخصيات ،واستخدام البيئة المحيطة كعنصر مساعد ،والظروف والملبسات وحتى المتلقي
نفسه ،وقد ينجح البعض في ذلك بجدارة والكثير يسقط بين فكي الشخصيات فل يتمكن من
!توظيفها التوظيف الجيد فيصبح العمل الدبي جملة سردية عديمة القيمة والمعنى
كما أنه أي الروائي على وعي كامل بأبطال روايته فيعطي كل شخصية منها درجات متفاوتة
تتناسب ودورها وأهميتها في الحداث ،ليس معنى ذلك أن الشخصيات الثانوية تكون عديمة
الفائدة وإل تفسخ العمل الروائي ،بل إن هذه الشخصيات الثانوية يكون لها دور مهم في
تسيير عجلة الحداث وتدافعها أو توضيح ووصف الكثير من المور المتعلقة بأبطال الرواية
.مثل شخصية الخادمة برودنس في رواية الضحية التي بين أيدينا
رواية الضحية التي هي محل الدراسة هي تجسيد حي لحالة الشعور النابض والواعي الذي
:تمور فيه مشاعر نبيلة تقرها الرواية ،فنجد الجانب الشعوري يتمثل في
- الدوق موهان شيخ ثري ماتت ابنته بداء الصدر ووجد في مارجريت صورة حبه لبنته
.التي افتقدها
- مارجريت التي رأت في موهان روح والدها والشعور الواعي داخلها بالحرمان من
.البوة
- إرمان ذلك الفتى الثري العاشق الرحيم بمارجريت ومن على شاكلتها والذي يستكمل
.رحلة الحب الطاهر عبر الرواية
- ثم الشخصية الثانوية برودنس الخادمة التي كانت تتابع الحداث كاملة لكنها لم
.تتدخل في الداء الروائي إل بعد موت مارجريت ،وذلك لهدف مقصود
- .وهناك الجانب المادي الذي يتجسد في شخصية السيد دوفال الثري والد إرمان
دا للسيد موهان هو ما يمكن أن أسميه لحظة )الحرمان( إذ ظهرت مارجريت في توقيت مهم ج ً
ّ
قد لتوه صغيرته وسلوة فؤاده على أثر مرض صدري ،فهذه الحالة من اختلط الجانب ََ
فقد ف
يا ل ينسى
ً
ّ شعور ً
كا إدرا عمق الصغيرة لحالة والسف العاطفي الشعوري بالجانب البوي الشعوري
داخل موهان ،إل أنه فجأة فقد الجسد فقد ماتت صغيرته ،لكنه لم ينسها ،وهذا ما يؤكد
طا بروح الصغيرة المتوفاة؛ وتحول كلمي السالف من أن الجانب الشعوري الواعي أكثر ارتبا ً
هذا الدراك الواعي في لحظة تأزم درامية شديدة الروعة عندما رأى مارجريت
إن رؤية مارجريت لم تكن سوى النبضة الولى لتنبيه الشعور الواعي الحزين على فراق
الصغيرة ،لتتداركه رحمة من ربه في وقتها لتنقذه من حزنه الشديد ،لذا لما رأى مارجريت
يا ممس ً
كا طرف ثوبها في جرأة ل تليق به كسيد مهذب له مكانته ول بسنه ْ الشعور ل إرادً
ّ حركت
ضا
!أي ً
يا وفي الوقت المناسب للحظة )حرمان( شعوري مفعمة لدى
با حقيقً
ّ وهذا بالتأكيد قد خاطب جانً
مارجريت المومس التي بذلت عرضها في لحظة ضعف أو هكذا تصورت عندما كانت فقيرة تتضور
عا ،هنا كانت لحظة فقدان الوعي أو الشعور ،نعم إن نهمها لطعام الجسد اللواعي طغىجو ً
على الجانب الواعي الشعور ،ولو أنها تمالكت نفسها بعض الوقت لستطاعت أن تظل بكبريائها
كسيدة محترمة! ل حظ معي هذا المنولوج الداخلي والحوار النفسي بين حالة التيقظ الشعوري
لدى مارجريت بعد حالة من العياء والمرض
يا إلهي إنه لسان امرأة من أشراف قوم تتحدث ليست هذه طباع مومسات ،ولكن اصطلحت عليها
!الظروف فجعلت منها امرأة لكل رجل
والحالة الوجدانية لمارجريت هنا تختلف عن حالة سوزان في قصة الجزاء؛ فالخط الفاصل بين
دا فسوزان الريفية الفقيرة التي أحبت ابن عمها الفلح الفقير جلبرت،الحالتين واضح ج ً
ّ
تمردت وبمحض إرادتها على عيشة هنية وكنف رجل أحبها منذ الصغر في تطلع لحياة أكثر
نعومة مع السيد جوستاف الثري ،وما كانت تتمناه مارجريت إل القليل الذي كانت تحياه
!سوزان
را أو نلتمس لها حجة؟
!هل يمكننا كمجتمع إنساني ناضج أن نضع لها عذ ً
من جهتي الشخصية أرى أن شخصية مارجريت عندما ارتكبت البغاء وتخلت عن شرفها لحظة
حرمان)جوع( كما تدعي الرواية هي أقرب بشخصية )سعيد مهران( في قصة )اللص والكلب( لنجيب
محفوظ ،فقد اتهم هو الخر البشر من حوله بأنهم هم من دفعوا به إلى الجريمة وجعلوا منه
ما أو بلغة استعارية من الفكر الفلسفي )الخرون هم الجحيم( ،بينما لم يحاول هو أن مجرً
!يتخير السبيل التي يستطيع بها أن يثبت عكس ذلك ،وهكذا فعلت مارجريت
إن رحلة البالسة في استقطاب ضحاياها تبدأ بالضغط على نقاط الضعف لدى الفريسة حتى تسلم
هي نفسها ،وهنا تبرز قيمة الفهم لهمية الخط الفاصل بين حاجة الشعور والجسد أو بالحرى
! )الوعي )لقدم أخيل
وهذا ما فعله السيد جوستاف الثري مع الفقيرة سوزان في قصة )الجزاء( التي تبحث عن
المزيد من الرفاهية والمتعة الحياتية الرغدة فانشغلت بذلك الجانب المادي عن الجانب
:الشعوري وهو حبها لبن عمها الذي ل يستطيع أن يلبي لها هذا الثراء المادي
أما في حالة مارجريت في )الضحية(– وأنا هنا أناقش حالة اجتماعية عامة من منظور أدبي –
هل بالفعل كانت مارجريت جوعانة للطعام إلى هذه الدرجة؟! ل أصدق ،فالنسان بمقدوره أن
را ،أو بالحرى ل تريد أن تجلد
ما دون طعام ،لكنها تحاول أن تلتمس للخطيئة عذ ً
يعيش أياً
!مارجريت النسانة بسوط الذنب ،فهل تنجح؟! هذا ما سنرى في الرواية
!هي فقط كانت تحتاج لما يحفظ كرامتها ،ولو ظلت جوعانة لصانتها
لكن نظرة مارجريت اللشعورية التي تمثلت في إمتاع جسدها كمومس وصلت إلى مرحلة التشبع
فظهر القصور في الجانب الشعوري ،فأحست فجأة بخواء روحي إنها تحتاج الحب فلما لم تجده
يا فانتقمت من كل أعدائها أو هكذا تصورتهم المالفي هذا الوقت كان الدافع عدوانً
ّ
والثراء الذي أشعرها بالفقر ،والرجال الذين كانت تحتاج لواحد نبيل منهم أن يرحمها
ويصون عرضها
:لحظ هذا المنولوج الداخلي لحظة شفاء غليل وانتقام
لحظ معي لحظات التأزم الشعوري والصراع الداخلي الذي ينم عن عدم رضا عن النفس والحساس
بالنهزامية على مدار الرواية .ول يغرك لهجتها العنيفة .وإن كانت كشفت عن حقيقة واقعية
علية القوم
!مخزية لمن يدعون أنفسهم نبلء و ِ
!وكأنها تقول لهم إن كبرياءكم وشرفكم زائف ليس له قيمة إل عند أنفسكم الوضيعة فقط
ولكن هذه الروح النتقامية هدأت عندما التقت بالسيد )موهان( فهو رجل ثري ووقور وذو شأن
– لحظ الفارق بينه وبين رواد الحانات والمومسات -لم ينظر إليها في بادئ المر على
أنها مطمع يغتصبه وإنما رأى فيها صغيرته الفقيدة )جانب شعوري( ،هنا وهنا فقط يجب أن
را أجمل من تعبيريجتمع القلبان ويتماهى الشعور النبيل مع الخر المقابل ،لم أجد تعبي ً
المنفلوطي الرائع عن هذه الدفقة الشعورية
إنه الحرمان من البوة والنيس الذي افتقدته ليحميها ،يا إلهي إنها إنسانة ظلمت نفسها
!!فهل غفر لها القارئ
ها هي قد سدت حاجتها من كل شيء المال والزوج الذي صانها لقد أصبحت سيدة قصر فلنلحظ
أحوالها
لحظ التغير نحن الن نعيش مع مارجريت النسانة الجانب الواعي الشعوري الناضج إنها تبحث
ضا أو في المسرح
!عن نفسها بصدق ،ربما في الكتب أي ً
!فما بال الرفاق السابقين إنها لم تعد تعرفهم لنها في الحقيقة لم تحبهم
نستطيع في اللحظة التحولية في حياة مارجريت أن نقول إن الحية التقمت ذيلها ! أو أنها
قد تخلصت من عبث المومسات التافهات إلى حياة النضج الحقيقي وتبحث الن عن إلف حقيقي
إنه على مقربة منها إنه في الشرفة المجاورة من المسرح إنه )إرمان( ذلك العصفور الخضر
!الغر الذي ل يعرف سوى الحب الحقيقي
إن الرواية تحلق بنا في سماء الرومانسية الحقيقية وتخط لنا حقائق من النسانيات
.النبيلة التي تتلشى وتنهزم في لحظات ضعف مقصودة
رأينا الخط النساني النبيل في الجانب البوي الذي تفتقده مارجريت ووجدته في السيد
.موهان ذلك الشيخ الذي وجد فيها صورة ابنته الفقيدة
يا إنها
دا إنسانً
ّ ثم تنعطف بنا الرواية الن نحو جانب إنساني أكثر اشتعالً عاطفً
يا ووجو ً
ّ
علقة الحب الوليدة الحقيقية بين مارجريت العاشقة التي تحاول جاهدة أن تخلع جلد
!المومسات الذي أورثها الشقاء واللم النفسي والثري إرمان
ولكن لنكن على وعي كامل من أن هذا التحول لن يكون سهلً إذ ليس من اليسير على امرأة
مارست العشق المزيف وتلعبت بقلوب الكثير من الرجال عن عمد لتنتقم منهم أن تصطلح مع
شعورها الحقيقي الغائر المنهزم والذي لم يملك سوى أن يتوارى خلف مشاعر خادعة
دا فالول عالج جانب إن الخطوط الفاصلة بين الجانب الشعوري تجاه موهان وإرمان واضحة ج ً
ّ
.الحرمان من الحنان والبوة ،والثاني عالج جانب الحرمان من الحب الحقيقي من صديق مخلص
وإذا وصلنا إلى هذه المرحلة الحرجة من الحب الحقيقي بين شاب أغر حديث عهد بالحب
ومعاشرة النساء وبين امرأة ناضجة كل هذا النضج العاطفي والجتماعي فل بد وأن يصدق حدس
با صاد ً
قا .مارجريت من تخوفها من الوقوع في حب إرمان حً
ّ
يتضح ذلك من الخلفية الجتماعية لرمان ،فهو من أسرة شريفة عالية المقام مهذب وخلوق
قا يليق بهيا مرمو ً
يا وسياسً
ّ وثري ومن جانب آخر لديه والد ثري يرسم له مستقبلً اجتماعً
ّ
وبأسرته ،ومن جانب ثالث هناك أخته الجميلة والرقيقة سوسان التي تعشقه وتخاف عليه خو ً
فا
دا لذا كان تخوفها في محله فهي دا ،هذا الحصار الجتماعي المرموق تعلمه مارجريت جي ً
شدي ً
دا أن تقترب من إرمان .امرأة مومس أو هكذا اشتهر عنها فل يليق أب ً
وفي المقابل نجد حالة من السذاجة الريفية الخالصة لسوزان وجلبرت في )الجزاء( الفلحين
الريفيين الفقيرين اللذين ل يعرفان من الدنيا سوى الحب الطاهر العفيف لنهما لم ينفتحا
من قبل على عالم المدنية المليء بالغدر والخيانة لكنهما أشبه بزهرتين متعانقتين نما
:حبهما على الفطرة الجميلة اقرأ معي الخلفية الطبيعية لبيئة الجزاء
هذه الصورة وجدناها لدى الكاتب نجيب محفوظ في رواية )خان الخليلي( في شخصية )حميدة(
تلك الفتاة اللعوب التي نظرت إلى وجهها في قطعة مرآة صغيرة في حجرتها القذرة ،فوجدت
في نفسها جمالً مدفوً
نا فتملكها )القرف( من الحي ومن فيه ممن ل يقدرون هذا الجمال
!!الفتان
فهو حي عفن بكل من فيه من شخصيات )فها هي حسنية الفرانة ثمينة وبدينة )كالزكيبة( ،وها
ما ،وها هو بائع البسبوسة الذي
هو المعلم كرشة معلم القهوة الذي يبدو عليه النوم دائً
يغط في نوم عميق بينما يعف الذباب على البسبوسة( وبقية شخوص الحي تصفهم حميدة
المتمردة على نحو من الضيق والتأفف من هذا الواقع في محاولة للهروب والخروج منه،
!ولكنها لم تملك الفرصة المناسبة فليس أمامها سوى السخرية منهم
مع الخذ في العتبار أن رواية الضحية وقصة الجزاء يتبع الكاتبان التيار الرومانسي ،أما
.نجيب محفوظ في خان الخليلي فيسير على الدرب الواقعي التأريخي الخالص من الرومانسية
عا للخلفية التي
ما تبً
كما يختلف الموقف النفسي وأحداث القصتين ونهاية كل منهما تماً
اتكأ عليها الروائي في قصة البطلتين فسوزان ريفية بريئة ساذجة مخدوعة بالبهة والترف
ما من عقدة
َ في جوستاف انتقاً
دا لحبها القديم والجديد ولم ترولكنها مع ذلك مخلصة ج ً
ّ
نفسية لديها كما فعلت مارجريت ،فحالة مارجريت جملة من التعقيدات النفسية المحبطة
والمثيرة للتعاطف الذي يصل إلى درجة التأزم الشديد حتى أنك كقارئ ل تستطيع أن توجد
ّ لمشاكلها ،وهذا هو النجاح الحقيقي للروائي في إشراكنا في مشاكل أبطاله !لها حلً
فتعاطفك مع البطل في حد ذاته شيء جيد ولكن أن تتداخل في صراع مع مشاكله وتصنع منها
.إسقا ً
طا على الواقع المعيش هذا هو النجاح الحقيقي للرواية
فالحبكة الدرامية في رواية الضحية أبت إل أن تتداخل الخيوط ليزداد الصراع حدة ويدفع
بأحداث الرواية في تشويق مثير ،ها نحن الن في حلبة صراع عنيف بين المادية المهذبة
مهان بيد المومس
المرموقة والتي تتمثل في السيد دوفال الثري ،وبين الحب الحقيقي الُ
مارجريت وفيما بينهما إرمان يتمزق ،لحظ هذا الحوار الراقي بين السيد دوفال وابنه
):إرمان في )الضحية
إرمان
هذه اللغة التي يتحدث بها إرمان ليست لغة إنسان محب وحسب ،إن إرمان يرى في مارجريت
جا بين حب الم والعشيقة فوالدة إرمان توفيت منذ زمن ،كما أنه يرى ما يفعله من امتزا ً
با لها وحسب بل إشفا ً
قا لحالها المريض البائس ً
ّح ليس .أجلها
إن فترة القرون من الخامس عشر وحتى الثامن عشر كانت تسيطر على الجانب السياسي
الجتماعي والدبي في فرنسا حالة من الصراع الطبقي إذ ظهرت فئة الرأسمالية التي جعلت
صا ل يجوز الخروج عن أعرافه وتقاليده ويعد الختلط بالطبقة الفقيرة
عا خا ً
ّ لنفسها مجتمً
جا عن قواعد الرأسمالية وهذا ما فعله إرمان باختلطه بمارجريت يبرز ذلك فيالعامة خرو ً
لهجة السيد دوفال الحادة في حواره مع ولده إرمان
إن البن الثري المحب إرمان وقع دون قصد وألقته القدار بين مطرقة الرأسمالية وسندان
.الطبقة الفقيرة المطحونة
فالحوار الذي بينه وبين والده أشبه بمحاكمة قاسية ولكن إرمان يأبى إل الدفاع عن حبه
:أو بالحرى عطفه على الفقراء ،يقول إرمان
هل لحظنا الصراع الفلسفي في رؤية جيل قديم شريف يترفع عن مخالطة المجتمعات المنحطة
!الوضيعة ،وبين جيل جديد يسعى لمساعدة هذه الفئة وإصلحها
إن المر لم يعد مجرد سرد روائي بل هي فلسفات حياتية تصنع التغيير في الشعوب .وهنا
تبرز عبقرية الروائي الذي يمكن وبإحكام أن يضفي صبغة الواقعية على أبطال روايته بل
ما
زا( لمعالجة قضايا واقعية ،وهذه هي وظيفة الدب عموً.ويجعل منهم )رموً
را لرتكاب المعصية والذنب لذا كان رده
إن والد إرمان من الطبقة الشريفة التي ل ترى مبر ً
يا
على إرمان قوً
ّ
ثم أتبعه مباشرة بالجانب المادي حيث المستقبل والوجاهة الجتماعية التي سيمرغها إرمان
:بحبه لمارجريت )المومس( ،يقول دوفال
وبالتأكيد كانت مارجريت حاضرة الحوار لحظة بلحظة ليتأكد لها بذلك تخوفها من حب إرمان،
صا لنفسها من تأنيب الضمير وجلد
ما لكرامتها من جهة وتخلي ً
يا انتقاً
لذا كان ردها قاسً
:الذات بسبب إرمان فكان ردها
وعادت مارجريت لحياتها مع رفاقها الثرياء في صورة مفتعلة وباتفاق بينها وبين السيد
يا لدى إرمان عندما اختلطت
ما عاطفً
ّ دوفال والد إرمان من أجل مستقبله ،فأحدث تأزً
وتداخلت صورة مارجريت المومس التي سيطرت على فكره في حين توارت صورة مارجريت العاشقة!
لذا كان رده عليها عنيً
فا
بلغت عبقرية الروائي في تجسيد مشاعر صادقة من الطرفين أحدهما خائف على ولده والخرى
تدافع عن حبها في محاولة للتصالح مع الذات والوصول إلى نقطة توافق بإلحاح حتى ترتاح
.مارجريت من اتهام الوالد لها بالتغرير بولده بدعوى الحب الزائف
ثم تفاجئنا الرواية وبعبقرية غير مسبوقة إذ المفروض أن السيد دوفال رجل رأسمالي
المفروض أنه قاسي القلب ل يتعامل برحمة مع الطبقة الفقيرة وإن تعامل معها فمن باب
الشفقة ليس إل ،إل أن دوفال انكشفت لنا شخصيته الحقيقية إنه فيلسوف في الحب وله نظرته
الخاصة انظر في وصفه للحب
را هادً
ئا فيه شيء من التودد رغم أنه من المفترض أن يكون رد فعل رجل ثري نلحظ هنا حوا ً
يا ،وهذا نوع من أنواع التعامل الطبقي العنيف ،إل أن
رأسمالي تجاه مومس فقيرة قمعً
ّ
السيد دوفال مثل نوعية خاصة من الثرياء وهم طبقة الشرفاء الحقيقيين أو النبلء الذين
يعتمدون في تعاملهم مع الخر مهما كان وضعه الجتماعي على القناع والحوار الذي يقوم على
احترام الخر ،ها هو يتوافق مع مارجريت العاشقة ويتناسى المومس فيخاطب فيها الجانب
الشعوري متحدً
ثا عن ابنته سوسان الحزينة على فراق أخيها إرمان
ليس هذا وحسب بل تصل عبقرية التعبير عن صدق المشاعر في محاولة مارجريت جلد الذات،
:اقرأ معي
هكذا تقر مارجريت في رواية الضحية أن الرأسمالية تنتصر على الحب العاطفة الحقيقية ،بل
س على الشعوبوتحذرنا من محاولة إعادة نفس المأساة مرة أخرى .وهذا بالتأكيد حكم قاٍ
المتوسطة والفقيرة ،بينما نجد سوزان والسيد جوستاف الثري يضربان لنا مثلً آخر ليثبت أن
الحب هو البقى وهو سبب السعادة وليس المال كما ادعى السيد دوفال في الضحية واستسلمت
.له مارجريت
إن سوزان حالة من الحب العذري في شعرنا العربي القديم وأشبه ما تكون بشخصية نعيمة في
رواية حسن ونعيمة في تراثنا المصري الشعبي تلك الفتاة الريفية البسيطة التي تعشق بصدق
انظر هذا الحوار لها مع القمر في ليلة صافية جميلة
ما كل هذه الرومانسية الرقيقة الرائقة الشبه بالنهر الذي يجري أمام قصرها ،إن الجو
العام للقصة فيه شيء كبير من الراحة النفسية والهدوء والذي استطاع الكاتب وببراعة أن
يستخدم كل معطيات الطبيعة ليؤكد ذلك وهذه براعة قصصية جسدت حالة الحب التي بين أيدينا
الماثلة في سوزان في )الجزاء( والتي ما إن انشغل جلبرت عن ملطفتها للبحث عن لقمة
العيش ظنت هي أن روح حبه قد انطفأت جذوتها في وقت كان فيه السيد جوستاف في حاجة إلى
ع )أناني( من كلحب ريفي صادق غير حب المومسات الزائف فكانت لحظة التقاء شعوري واٍ
مله الكاتب
ّح بل منهما إذ لم يلتفتا إلى حق جلبرت الزوج المحب القديم وابن عمة سوزان
مسؤولية وجناية القضاء على قصة حبه الجميلة
إن سوزان صادقة في حبها في المرتين الولى مع جلبرت الفقير والثانية مع عاشقها الثري
جوستاف بخلف مارجريت المومس اللعوب التي ما إن حل لها الزمان ووجدت قصة حب صادقة كانت
ما
با من الحزن والحزن دائًما ومأساة فقط رسمت لنفسها در ً
!ألً
وهذا يؤكد لنا وبدقة شديدة أن المرأة الصالحة النقية يمكنها هي وحدها أن تجعل حياتها
ضا أن تجعل حياتها
جنة فيمكنها أن تنعم بحب حقيقي صادق من زوج مخلص محب ،وفي يدها أي ً
ما
!جحيً
فكلتا السيدتين سوزان ومارجريت كان بإمكانهما أن يعشيا أهنأ حياة ولكن كل واحدة منهما
كانت أنانية فالولى علقت سبب انحرافها على شماعة الظروف ،والثانية داست وبقسوة على حب
صادق في حالة من النانية والعجاب بالنفس؛ لذلك ل يمكن أن نتصور نهاية أخرى غير ما
رأينا في القصتين وهي الموت في صورة حزينة مؤلمة ،وأستطيع الن أن أستعير رؤية )فين(
الفلسفية للحياة في هاتين القصتين والتي اتكأ عليها الكاتبان بصورة غير مباشرة وهي أن
ما هو سبيلنا للخلص!الحزن والمزيد من الحزن والحزن دائً
فها هي سوزان في الجزاء تدفن نعيمها وحبها بيديها في لحظة درامية مفعمة بالحزن
والشجن تحتضن حبها الحقيقي ولكن وهو يلفظ أنفاسه الخيرة
وأما مارجريت فقد فارقت الحياة مريضة عليلة القلب والبدن ولم تكسب من الدنيا أي شيء
.ربما كانت سوزان أفضل منها حالً
إل أننا وبرمزية شديدة الذكاء والحساسية من الكاتب نجد السيد جوستاف الرأسمالي الثري
في قصة الجزاء نظر إلى الطبقة الفقيرة الماثلة في سوزان نظر المتعة الوقتية فاغتصب
يا ،فها هي حياتهعا وقاسً
يا لدرجة كبيرة لذلك كان الجزاء سريً حً
ّ
قا غير حقه وكان أنانً
ّ
الجديدة تهدمت فقد سقط من قلب زوجته الثرية بعد أن علمت بما فعله بجلبرت وسوزان ،حتى
ئا من اللم ماتت هي الخرى وهذا ما يصفهالطفلة الصغيرة التي كان من الممكن أن تعالج شيً
لنا الكاتب ببراعة
وكأن الكاتب في الجزاء أراد أن ينقل رسالة إلى أثرياء العالم وهي أنه ليس كل شيء
.يشترى بالمال فراحة الضمير أعظم سعادة في الوجود
وهذا ما حققه بنجاح إرمان في رواية الضحية إذ تعامل مع الطبقة الفقيرة المطحونة
الماثلة في مارجريت رغم ما ارتكبته من آثام في حق نفسها والخرين بتعاطف وحب وحنان
ورحمة ولم يتعامل معها بقسوة وقمعية رغم أنه كان يملك ذلك وكان لديه مبرراته؛ لذا كان
نا وأهنأ بالً ونال حظ الدنيا بمبلغه المناصب المرموقة التي رسمها لهإرمان أقر عيً
.والده والسعادة في حياته وفخر عائلته به
هكذا استحقت هذه الرواية النجاح لنها استوعبت الكثير والكثير من جوانب التميز
:الروائي
- ما مع الجو النفسيفنجد طريقة عرض الرواية )الضحية( منذ الوهلة الولى تتناسب تماً
.والعنوان رومانسية تأخذ بلباب الحداث تبا ً
عا
- تتابع الحداث غير مفتعل أو به قصور وإنما تمتزج مجموعة من القصص القصيرة
وتترابط فيما بينها لتدور حول محور واحد رومانسي .إذ تبدأ حياة البطلة بحالة من الفقر
والحاجة إلى مأوى فيستغل الثرياء جمالها الفتان فتنحط حياتها تحت وطأة الظروف القاسية
لتتحول إلى مومس ،ثم تصاب بمرض يجعلها تتوافق مع نفسها الشريفة العفيفة التي كانت،
ومن ثم تبحث عن حوائجها العاطفية الفقيدة حنان البوة ووجدته في السيد موهان ،الحب
والصديق المخلص وجدته في إرمان السرة الكاملة الشريفة التي لم تتمكن من العيش معها
ولكن على القل أحست بوجودها وهي أسرة إرمان )السيد دوفال الثري ذو المكانة الجتماعية
الراقية والشخصية ذات الطابع الخاص المميز ،وابنته الرقيقة سوسان ،ثم إرمان( لقد نجح
.الكاتب في الخذ بخيط )أريادن( للوصول إلى الهدف المقصود
- نجحت الرواية في فتح مغاليق النفس البشرية وإتاحة الفرصة لنا كمتلقين للتعرف
ضا تعبير عن أنفسنا.على جوانب نفسية عميقة لدينا من خلل أبطال الرواية والتي هي أي ً
- استطاعت الرواية وببراعة أن توضح الحدود الفاصلة بين الشخصيات وهذا بدوره يعد
حا في توصيل الرسالة للمتلقين .نجا ً
- الشخصيات ليست مؤدية لدوار وحسب وإنما هي رموز لفلسفات ورؤى سياسية واجتماعية
.وذلك في قصة الجزاء والضحية
- بلغت درجة البداع من الروائي في رسم صورة مثالية لشخصياته حتى مع الشخصية
را ونحاول تبرئتها والدفاع عنها .واستطاع السيئة مارجريت وجدنا أنفسنا نلتمس لها عذ ً
الروائي ببراعة أن يوصل لنا رسالته بأنه حيث يوجد الظلم والفساد الذي ينخر في عصب
ضا سعيد مهران في اللص المجتمع فل بد وأن توجد مارجريت الضحية وجلبرت في الجزاء وأي ً
.والكلب
- تم تسليط الضواء على الشخصيات بصورة جيدة إل أن الروائي أهمل دور سوسان في
)الضحية( ولم نعرف عنها سوى إلماحة بسيطة وكان من المفترض أن يكون لها دور رومانسي
.كبير مع مارجريت في مجريات الحداث
را حتىرا كبي ً
إل أنه ربما لم يرد أن يعطي سوسان ذات الطبقة الثرية والمقام المرموق دو ً
.ل ننشغل عن الهدف الساسي وهي مارجريت الفقيرة الضحية
- دا ولها مستوى متميز حتى مع مارجريت المومس كذلك اللغة الحوارية راقية ج ً
ّ
وخادمتها وإن كان البعض يعيب ذلك على الروائي إذ كيف لمومس أن يكون لها هذا الرقي
الحواري ،إل أنني أستطيع الدفاع عن الروائي بأنه تخير هذه اللغة بالذات ليؤكد لنا على
رسالته التي أراد نقلها من خلل مارجريت الضحية .ويتضح من الحوار لغة المنفلوطي
.الرومانسية القوية الرصينة وتدخله الملحوظ في نقل مشاعر المتلقي العربي
- نجح الروائي بجدارة في رسم صورة مارجريت على مدار الرواية بحيث لم نشعر بشيء من
التشويش أو الختلط على مدار الرواية فقد نجح الروائي في الخذ بنظرية الجشتالت أو
قانون الشكل والرضية الذي يستعيره النقد لبيان العلقة بين الفكرة ورسم الشخصية .فهي
منذ بداية الرواية ضحية ظروف قاسية تستدعي العطف والشفقة ،وظلت هكذا على مدار أحداث
ضا ولكنالرواية من مرورها بحالة مرضية شديدة ثم إلى نهاية الرواية حيث تكون ضحية أي ً
.هذه المرة بمحض إرادتها بتخليها عن حبها الماثل في إرمان
- فلسفة الموت في العمل الروائي والرومانسي بصفة خاصة لها مكان مميز وقد نجح
با من خلل الحقيقة الدبية القائلة الروائي في توظيفه بصورة لزكاء الحساس بالمأساة غالً
يا ،أو لم يكن ينبغي أن يموت ،حيث يموت هؤلء را ضرورً
ّ إن الشخص الذي يموت لم يكن موته أم ً
الشخاص بسبب سلطات متحجرة القلوب كما في الضحية والجزاء ،وكذلك سعيد مهران في اللص
ضا حميدة في خان الخليلي ،إذ عندما يكون هناك كل هذا الحب المتألم والصادق والكلب وأي ً
فل بد وأن تكون هناك نهاية توازي نفس اللم والقوة ومن ثم كان الموت ،وكأن الموت هو
حالة من التضحية في سبيل هدف نبيل وأسمى من العيش في الدنيا .أو على حد تعبير جين
:ويلسون
را"
دا من أهم أهداف الدراما إنما يتمثل في محاولتها أن تحدث تأثي ً إذا سلمنا بأن واح ً
يا لدى المشاهدين ،فإن الموت هو الحادث المثالي الذي ينبغي تصويره أو يا قوً
ّ انفعالً
ّ
را للضطراب والقلق أكثر من الموت ً مثي يكون أن يمكن موضوع من هناك فليس هنا تقديمه
عا لعجابنا وحبنا )ربما فيما عدا موتنا نحن الخاص والذي ل ذاته ،موت شخص ما كان موضو ً
ما أن نستجيب له الستجابة المناسبة ).نستطيع عموً
نه وتوفيقه
ّ
انتهت الدراسة بفضل الله تعالى ومِ
صاحب الدراسة /حسن شعراوي
:المؤلف في سطور
حسن شعراوي
Hasansalehsharawy@yahoo.com
ســــــــــيرة ذاتيـــة
يا
معفى نهائً
ّ الموقف من التجنيد:
:الهوايات
1 كتابة الشعر
2 تأليف القصة القصيرة
3 كتابة السيناريو
4 الغناء السلمي والبتهالت
5 المشاركة في الحوارات الدبية والمنتديات
6 الفروسية وتربية الخيل –
7 الترجمة -
The author: Hasan Saleh sharawy
Name: Hassan Saleh Abou El-Maati Mohamed al
Shaarawi
Phone:
hasansalehsharawy@yahoo.com
hsharawy2010@gmail.com
Skills:
Computer: the experience of working on the computer and Windows versions different
(Windows 95 and even Windows Xp) and Adobe Acrobat, html, vss and sdlx
Work experience:
This experience has exceeded 10 years) during which a review of a large number of
books in various forms of knowledge, Vtnoat between books in business
administration, psychology, computer programs, and Islamic heritage books, web
sites and participate in building specialized dictionaries.
Other trades