Professional Documents
Culture Documents
يوميات كاتب عربي
يوميات كاتب عربي
بقلم /يحي
أبوزكريا.
1
يعطي الولوية لموضوعات صاحبنا ,حتى عجب صاحبنا
من هذا الهتمام المتزايد .
و دفعه حماس مسؤوليه له إلى الكر و الفّر في مجال
كشف خبايا السلطة وزواريبها وطرقها الملتوية و رجالتها
التجار و كيفية أدائها لمختلف الدوار حتى تلك المتناقضة
منها.
وكتب صاحبنا عن المثقف والسلطة ,الدبابة والمسجد ,
العسكريتاريا و الديموقراطية ,الفقهاء والسلطين ,رجال
المخابرات ورجال الصحافة ,أئمة السلطة وسلطة
الئمة.
كتب صاحبنا عن رجال المخابرات الذين أطلقوا لحاهم
وأرتدوا الجلبيب ,وظل
يكتب ويكتب و لم يكن يدري على الطلق أن كل ذلك
كان بإيعاز وتحت الرصد
و المراقبة .
وأنقضت سنوات وصاحبنا يتميز بنفس الحماس وفجأة
قرر رجال القرار تغيير الثوب واللجوء إلى لعبة جديدة ,
باعتبار أن السلطة عندنا تعتمد على اللعب والمناورة ل
على المؤسسات وهي مثل الزانية تنام مع رجل وتلفظه
في اليوم التالي لتجلب آخر وهكذا دواليك .و تقرر
إسدال الستار على المشروع الديموقراطي و فرض حالة
الطوارىء .
و بموجب حالة الطوارىء أستدعي صاحبنا الصحفي في
جريدة الحقيقة إلى الدائرة إياها -الستخبارات بصريح
العبارة -وعندما دخل إلى غرفة التحقيق ذهل صاحبنا
وألمت به الدهشة عندما شاهد رئيس التحرير و مدير
التحرير وسكرتير التحرير .
فسألهم بتعجب هل أستدعتكم دائرة المعلومات في جهاز
الستخبارات أنتم أيضا؟
وهاهنا أطلق الثلثة ضحكات وقهقهات مدوية لم يجد لها
صاحبنا تفسيرا ,وبعد أن هدأ الضجيج قال الثلثة
لصاحبنا :نحن ضباط في جهاز الستخبارات ,ونحن هنا
لنستمع إلى أخر أقوالك ,و هنا قال رئيس التحرير أو
2
ضابط الستخبارات ل داعي للنكار ,فالمسودات
والمخطوطات كلها معنا و في متناول أيدينا من أول
مقالة إلى آخرها و ها هي المقالة المتعلقة بالمعتقلت
والغتيالت المضادة.
وهنا أخذ صاحبنا يقهقه ويقول يا لها من حقيقة من جريدة
الحقيقة إن ما أراه يكشف عن سر الديموقراطية في
بلدنا والعجيب أن السلطة وحسب مقتضيات مصلحتها
تجنح إلى نقد نفسها و بأدوات تضعها هي تبريرا للمرحلة
وتكريسا للخطة.
إن ما أراه – قال صاحبنا -يكشف عن الكثير ,فالوضع
برمته ملغوم و الكمائن في كل مكان ,لكن قبل أن أحال
حيث الصراصير و الذباب دعوني أكتب مقالي الخير ,و
هنا قال رئيس التحرير أو ضابط المخابرات وماذا سيكون
عنوانه وهنا رد صاحبنا الصحفي بلوعة وحزن وأسى ,
طبعا سيكون عنوانه ؛حقيقة الديموقراطية في أوطاننا
العربية .
3