You are on page 1of 8

‫د‪ .

‬رشاد أحمد عبد اللطيف‬

‫اتجهت الخدمة الجتماعية بطرقها الى العمل في هذا‬


‫المجال بالوليات المتحدة المريكية ‪ ..‬ليس هذا‬
‫فحسب بل قامت بعض الجامعات بوضع هذا التجاه‬
‫كمقرر يدرسه بعض الدارسين للماجستير والدكتوراه ‪,‬‬
‫وهو اتجاه غير مألوف في بلدنا العربية والسلمية ;‬
‫ويرجع ذلك إلى أننا نؤمن بأن الموت جزء ل يتجزأ من‬
‫الحياة ‪ ..‬وأنه نهاية كل حي ‪ ,‬ول يتفرد بالبقاء إل‬
‫الله ‪ ,‬قال تعالى ‪ ) :‬إنك ميت وإنهم ميتون ( ) ‪3‬‬
‫سورة الزمر ‪ . ( 30 /‬وفي الموت يستوي كل البشر‬
‫بما فيهم محمد رسول الله ) ص ( وأن الموت ليس‬
‫نهاية المطاف ‪ ,‬إنما هو حلقة لها ما بعدها من حلقات‬
‫درة المدبرة ‪ ,‬التي ليس شيء منها عبثا ً‬ ‫النشأة المق ّ‬
‫ول سدى ‪ .‬وإن لكل نفس كتابا ً مؤجل ً الى أجل‬
‫مرسوم ‪ ,‬ولن تموت نفس حتى تستوفي هذا الجل‬
‫المرسوم ‪ ,‬فالخوف والهلع ‪ ,‬والحرص والتخوف ل‬
‫تطيل أجل ً ‪ ,‬والشجاعة والقدام والوفاء ل تقصر عمرا ً‬
‫‪ ..‬بذلك تستقر حقيقة الجل في النفس فتترك‬
‫الشتغال به ‪ ,‬ول تجعله في الحسبان ‪ ,‬وهي تفكر في‬
‫الداء والوفاء بالتكاليف واللتزامات اليجابية ‪,‬‬
‫والموت غيب ل يدري إنسان متى يدركه ‪ ,‬فمن أراد أل‬
‫يموت إل مسلما ً فسبيله إلى ذلك منذ اللحظة أن يكون‬
‫مسلما ً ‪ ,‬وأن يكون في كل لحظة مسلما ً ‪.‬‬
‫قال تعالى ‪ ) :‬يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته‬
‫ول تموتن إل وانتم مسلمون ( ) ‪ 1‬سورة البقرة ‪132/‬‬
‫( ‪ .‬فالموت حتم سيأتي في موعده المقدر ‪ ,‬ول علقة‬
‫له بالمرض أو الصحة ‪ ) ..‬وكل نفس ذائقة الموت ثم‬
‫إلينا ترجعون ( ) ‪ 2‬العنكبوت ‪ . ( 57 /‬بهذه اللمسة‬
‫يعالج المنهج القرآني كل ما يهجس في الخاطر عن‬
‫هذا المر ‪ ,‬وكل ما يعرضه التصور الغربي المضطرب‬
‫من أمور ترتبط بغياب العمق اليجابي للنسان‬
‫المسلم ‪ .‬وإذا حاولنا أن نستعرض اتجاهات الخدمة‬
‫الجتماعية مع مرض الموت كما يطلق عليه أو على‬
‫المرضى المشرفين على الموت ويقصد بهم ) مرضى‬
‫السرطان – الفشل الكلوي – القلب – اليدز‪ ....‬الخ (‬
‫في المجتمعات الغربية وبصفة خاصة ) انجلترا وأمريكا‬
‫( حيث لوحظ أن معظم الكتابات حول هذا الموضوع‬
‫كانت في هذه البلد الحضارية في الفكر المادي ‪ ..‬نجد‬
‫أن البدايات الولى لهذا التجاه بدأت في إنجلترا عام‬
‫‪ 1800‬م بواسطة ميري أيكن هيد عندما أقامت منزل ً‬
‫لرعاية المشرفين على الموت وقدمت الرعاية‬
‫الجتماعية لهم الى جانب ما كانوا يحصلون عليه من‬
‫رعاية طبية ‪ ..‬وذلك بدافع الحسان والشفقة ‪ .‬وفي‬
‫عام ‪ 1906‬اهتمت جمعيات الحسان بهؤلء المرضى ‪,‬‬
‫وطالبت بإلحاقهم بالمستشفيات أو بعض المؤسسات‬
‫التي تكون مهمتها الولى رعاية هذا النوع من المرض‬
‫وبصفة خاصة السرطان ‪ ..‬وتقديم المساعدة‬
‫الجتماعية والمادية للسر ‪ ,‬نظرا ً لما تعانيه أسرهم‬
‫من مشقة وجهد في رعايتهم ‪ ..‬حيث انتشرت فيما‬
‫بعد الجمعيات والمؤسسات التي تهتم بالمرضى‬
‫المشرفين على الموت وفي نهاية الثمانينيات أصبحت‬
‫لتوجد مقاطعة في إنجلترا ال وبها مؤسسة أو دار أو‬
‫قسم بالمستشفى لرعاية هذه النوعية من المراض ‪.‬‬
‫ولقد تأثرت أمريكا بالحركة التي سادت إنجلترا ‪ ,‬حيث‬
‫بدأ الهتمام بالمرضى المشرفين على الموت في‬
‫نهاية عام ‪ 1800‬م ‪ ,‬إل أن التطور كان أسرع وأشمل‬
‫من إنجلترا ‪ ..‬حيث حدث تطور هائل لرعاية المرضى‬
‫المشرفين على الموت ‪ ,‬وتقديم الرعاية الجتماعية‬
‫لهم ولسرهم وذلك في عام ‪ 1950‬م حيث رصدت‬
‫الحكومة المريكية مبالغ طائلة للنفاق على هذه‬
‫الحالت ‪ ..‬كما اهتمت مدارس الخدمة الجتماعية ‪..‬‬
‫في ذلك الوقت بالعمل في هذا المجال الذي شد‬
‫اهتمام المجتمع المريكي وفتحت أبوب العمل لعدد‬
‫كبير من الخصائيين الجتماعيين ‪ ..‬ولم يقتصر المر‬
‫على الرعاية الطبية بالمستشفيات ولكن وجدت‬
‫مؤسسات خيرية تحملت عبء توفير الرعاية‬
‫الجتماعية لسر هؤلء المرضى سميت ب ‪ ( (a.d.s‬أو‬
‫المؤسسات البديلة للرعاية وهو نمط آخر من الرعاية‬
‫غير مألوف في مجتمعنا العربي ‪ ,‬يقوم على تقديم‬
‫نوع من الخدمات لم تستطع القيام به المستشفيات‬
‫نتيجة ضغط أو عدم توافر المكانات وتمول من‬
‫مؤسسات خاصة أو من المتبرعين ‪ .‬وفي عام ‪ 1970‬م‬
‫ظهرت حركة رعاية المرضى المشرفين على الموت ‪,‬‬
‫وركزت على أهمية رعايتهم في منازلهم نظرا ً لطول‬
‫مدة العلج ‪ ,‬وفشل العلج الطبي في كثير من‬
‫الحالت في مواجهة ما يعانون من أمراض تستلزم‬
‫الرتفاع بالروح المعنوية للمريض أكثر من العلج‬
‫الكلينيكي ‪ .‬وفي عام ‪ .. 1984‬كان هناك أكثر من‬
‫ألف برنامج للمرضى المشرفين على الموت ‪ ..‬كما‬
‫أشار المؤتمر القومي للمنظمات التي تهتم برعاية‬
‫هؤلء المرضى الى ضرورة رعايتهم سواء كانوا‬
‫بالمستشفيات أو يتلقون هذه الرعاية بالمنازل ‪,‬‬
‫وأصبحت رعايتهم من التجاهات الحديثة في الوليات‬
‫المتحدة المريكية ‪ ..‬واتجهت هذه الرعاية الى الخذ‬
‫بفكرة العمل الفريقي المتكامل لدراسة حالة المريض‬
‫وتهيئته اجتماعيا ً ونفسيا ً وطبيا ً لتقبل المرض وما‬
‫ترتب عليه من فقدان الحياة بعد فترة قد تطول أو‬
‫تقصر ‪ ..‬حسب حالة المريض الصحية ‪ ..‬وهناك من‬
‫يرى أن تدخل مهنة الخدمة الجتماعية ضروري وحيوي‬
‫ليس مع المريض فقط ‪ ,‬ولكن مع السرة وما ترتب‬
‫على الحالة المرضية من تهديد لوضاعها أو القيام‬
‫بوظائفها ‪ .‬كما أن العمل في هذا المجال يمثل تحديا ً‬
‫يواجه الخصائيين الجتماعيين الذين يعملون مع‬
‫حالت )) مرضى الشريان التاجي والموجودين في‬
‫العناية المركزة على الدوام (( وهم غالبا ما يكونون‬
‫محاطين باللت الكثيرة وغالبا ً ما يعانون من آلم‬
‫نفسية مرتبطة بهذه الساليب التكنولوجية والخوف‬
‫من الموت ‪ ..‬وإنه يجب على ال خصائي الجتماعي أن‬
‫يكون مستعدا ً للتعامل مع مظاهر الخوف التي يعاني‬
‫منها هؤلء المرضى ‪.‬‬
‫كما أن دور ال خصائي الجتماعي حاسم ومهم‬
‫بالنسبة للفريق المعالج ‪ .‬ولقد أشارت تقارير‬
‫المنظمة الدولية لرعاية المرضى المشرفين على‬
‫الموت عام ‪ 1979‬الى السس التي ترتكز عليها برامج‬
‫رعاية هؤلء المرضى وهي ‪:‬‬
‫‪ - 1‬أن رعاية المرضى المشرفين على الموت هي‬
‫نوع من الرعاية الشاملة للمريض وأسرته ‪ ..‬وأن‬
‫الخدمات يجب أن تقدم لكل أعضاء السرة لما قد‬
‫يترتب بعد وفاة المريض ‪.‬‬
‫‪ - 2‬أن المريض يحتاج الى الرعاية النسانية و‬
‫الجتماعية أكثر من العلج الطبي لن الرعاية الطبية‬
‫إذا كانت قد قامت بدور حاسم للسيطرة على المرض‬
‫والتحكم في عدم انتشاره بالجسم ‪ .‬إل أن هناك‬
‫حالت أخرى قد ليستطيع السيطرة عليها مثل حالت‬
‫الغماء المفاجيء ‪ ,‬والقي ‪ ,‬وبعض العمليات النفسية‬
‫المصاحبة للمرض والتي يحتاج فيها المريض الى‬
‫الدعم الروحي والنفسي والجتماعي ‪.‬‬
‫‪ - 3‬تقدم الرعاية لهؤلء المرضى بواسطة فريق‬
‫متكامل من المهنيين والمتخصصين ويضم ) الطباء ‪,‬‬
‫والخصائيين الجتماعيين ‪ ,‬والخصائيين النفسيين ‪,‬‬
‫والممرضات ‪ ,‬والمتطوعين ‪ ,‬ورجال الدين ‪ ,‬ومن‬
‫يقومون برعاية المريض بالمنزل ‪ ,‬وغيرهم ممن‬
‫تستدعي حالة المريض تواجده ( ويتم التنسيق بين هذا‬
‫الفريق بواسطة الخصاءي الجتماعي أو الممرضة ‪.‬‬
‫ويتولى إدارة هذا الفريق الطبيب الذي يتولى متابعة‬
‫حالة المريض ‪ ,‬والحث على استمرار علجه خلل‬
‫الفترة المتبقية من حياته ‪ ,‬أو الى أن يترك المريض‬
‫المستشفى لستثمار العلج بالمنزل ‪ .‬ويقوم بمتابعة‬
‫العلج من خلل الممرضة أو من يرى ضرورة تواجده‬
‫مع المريض لتقديم الرعاية الطبية اللزمة بالضافة‬
‫الى الرعاية الجتماعية من الخصائي الجتماعي ‪.‬‬
‫‪ - 4‬أن رعاية هؤلء المرضى تختلف عن رعاية أنواع‬
‫أخرى من المرضى ‪ .‬أو رعاية الناقهين في دور رعاية‬
‫الناقهين ‪ ,‬حيث إن الرعاية في حالت المرضى‬
‫المشرفين على الموت تحتاج الى صبر ومعاناة ‪ ,‬ويتم‬
‫تدريب عدد من المتطوعين لمساعدة السرة في‬
‫تقديم هذه الرعاية ‪ ,‬وهو إجراء غير مألوف في‬
‫مجتمعنا العربي السلمي الذي يقوم على التكافل‬
‫الجتماعي والتماسك السري ‪ ,‬فليمكن أن يسمح‬
‫بوجود شخص غريب بالمنزل لتقديم هذا اللون من‬
‫الرعاية ‪ .‬وأهمية تواجد شخص بجوار المريض ينبه –‬
‫من وجهة نظرهم – الى رفع الروح المعنوية للمريض‬
‫ومواجهة الحتياجات السريعة أو المشكلت الصحية‬
‫الطارئة التي يعاني منها المريض ‪ ,‬أو القيام بأعمال‬
‫القراءة للمريض ‪ ,‬وعزف الموسيقى ‪ ,‬وإلقاء الشعر ‪,‬‬
‫أو مجرد الجلوس مع المريض كصديق يمل عليه وقت‬
‫فراغه ويزيل عنه الشعور بالوحدة والعزلة ‪.‬‬
‫‪ - 5‬أن برامج رعاية المرضى المشرفين على الموت‬
‫متاحة لمدة ‪ 24‬ساعة يوميا ً ‪ ,‬وطول السبوع ‪ ,‬وهنا‬
‫يكون عمل الخصائي الجتماعي عمل ً غير تقليدي ‪,‬‬
‫فل بد من أن يكون هناك تنسيق مابين الخصائيين‬
‫الجتماعيين للتواجد كل الوقت ‪ ,‬وذلك للجابة عن‬
‫تساؤلت السرة أو استدعاءالسرة في حالة الضرورة‬
‫‪ ,‬حتى يكون لدى السرة شعور بالطمئنان على‬
‫المريض ‪ .‬كما يستطيع الخصائي أن ينقل للطبيب‬
‫تطور الحالة أول ً بأول من حيث أبعادها الجتماعية‬
‫والنفسية ‪.‬‬
‫‪ - 6‬أن هذه الرعاية شاملة للمريض سواء كان في‬
‫منزله أو المستشفى أو في أي مؤسسة أخرى للرعاية‬
‫والتمريض ‪ ,‬وأن هذه الخدمات هي معبر ما بين‬
‫المستشفى والمريض ‪ .‬ومابين ادارة الخدمة‬
‫الجتماعية ومايحيط بالمريض من ظروف ومشكلت‬
‫سواء كان ذلك في إطار المستشفى أو خارج إطارها ‪.‬‬
‫‪ - 7‬أن هذا النوع من الرعاية يقدم سواء أثناء مروره‬
‫بعملية العلج والرعاية أو بعد الوفاة حيث تنتقل‬
‫الرعاية الى السرة ‪ .‬وعمل الخصائي الجتماعي‬
‫حينئذ يكون كمستشار للسرة خلل فترة الحزن‬
‫ويعمل على السراع بلنهاء الجراءات الخاصة‬
‫بالمريض ومساعدة السرة على مواجهة المشكلت‬
‫التي قد تترتب على الوفاة ‪.‬‬

‫هذا وقد أشار ) ‪ ( doman lum‬الى أن عدد الخصائيين‬


‫الجتماعيين الذين يعملون في مجال الرعاية الصحية‬
‫بصفة عامة في الوليات المتحدة المريكية ‪ 45‬ألف‬
‫أخصائي اجتماعي ‪ ,‬منهم ‪ 16‬ألف اخصائي اجتماعي‬
‫يعملون في حالت المرضى الحادة ورعاية المرضى‬
‫الميئوس من شفائهم )) مرض الموت (( وأن دورهم‬
‫يشمل ‪:‬‬

‫‪ - 1‬التصال الدائم بالمريض الذي يشرف على الموت‬


‫وسرعة إعداد السجلت والملفات الخاصة به وعرضه‬
‫على الطبيب أو القسم المختص ‪.‬‬
‫‪ - 2‬تفسير الحالة السرية للمريض ومعرفة مايعانيه‬
‫المريض من ضغوط نفسية واجتماعية ‪.‬‬
‫‪ - 3‬القيام بعمليات الخروج ) خروج المريض للعلج‬
‫في منزل السرة – أو إنهاء إجلاءات الخروج بعد‬
‫الوفاة ( ‪.‬‬
‫هذا وقد ظهرت بعض الكتابات التي تتناول فلسفة‬
‫رعاية المرضى بأمراض خطيرة وتحديد بعض‬
‫السهامات التي يمكن أن تقوم بها مهنة الخدمة‬
‫الجتماعية ‪ ,‬وقد عرفت الرعاية الجتماعية للمرضى‬
‫المشرفين على الموت بأنها )) مختلف الخدمات التي‬
‫تنظم وتقدم للمرضى بأمراض خطيرة والتي يحصلون‬
‫عليها خلل الفترة الخيرة من حياتهم ‪ .‬وأن هذه‬
‫الخدمات تقدم بواسطة الطباء ‪ ,‬وجهاز التمريض ‪,‬‬
‫والفنيين والمسئولين عن الجهزة ‪ ,‬والخصائيين‬
‫الجتماعيين ‪ ,‬والعمال العاديين بالمستشفى ‪,‬‬
‫والسرة ‪ ,‬وكل من له صله بحالة المريض كل حسب‬
‫مايستطيع أن يسهم به في تخفيف اللم التي يتعرض‬
‫لها المريض ((‪ .‬وتستهدف هذه الرعاية تقديم نوع من‬
‫المواساة ) الراحة ( للمريض واستخدام المكانات‬
‫والموارد الموجودة بالبيئة لمساعدة السرة في حالة‬
‫الحاجة الى ذلك ‪.‬كما تنفرد هذه الرعاية عندما يدرك‬
‫الطباء أنه لأمل في الشفاء ول فائدة من استخدام‬
‫العلج الطبي ‪ .‬وأنه لو استخدم فلن تكون له فائدة ‪.‬‬
‫وأن كل ما يحتاج اليه المريض هو الرعاية الجتماعية‬
‫التي توفر له الراحة النفسية وترفع من روحه‬
‫المعنوية ‪ .‬وقد أشارت ) ‪ ( Nomi Golan‬إلى عمليات‬
‫التدخل المهني للخدمة الجتماعية في مثل هذه‬
‫المواقف ‪ ,‬والتي أطلقت عليها اسم )) الزمة (( التي‬
‫يتعرض لها المريض والسرة بكل أفرادها ‪ .‬وقد‬
‫استخدمت بعض المنطلقات النظرية التي يمكن أن‬
‫يرتكز عليها عمل الخصائي الجتماعي وبصفة خاصة‬
‫أخصائي خدمة الفرد ‪ .‬وإن هذا الساس يعتمد على‬
‫الستفادة من معطيات )) نظرية الزمة (( التي تعد‬
‫مدخل ً نظريا ً وعمليا ً ملئما ً لطبيعة هذه المواقف ‪,‬‬
‫وذلك لن الشخص الذي يصاب بأحد المراض الخطيرة‬
‫)) أمراض الموت (( تنتابه نزعات تدميرية للذات ‪,‬‬
‫وعدم التوازن ‪ ,‬والحزن العميق ‪ ,‬وفي مثل هذه‬
‫الحالت تفيد نظرية الزمة في الحد من المشاعر‬
‫والسراع بالمكانات المتوفرة بالمستشفى ليس فقط‬
‫المكانات الطبية ولكن المكانات الخاصة بعمل‬
‫الخصائي الجتماعي ومهارته ‪ ,‬في امتصاص مثل هذه‬
‫المشاعر‪ .‬وهذا يتطلب مجموعة من الخطوات يجب‬
‫على أخصائي خدمة الفرد القيام بها مثل ‪:‬‬
‫‌أ‪ -‬عدم ترك المريض في قائمة النتظار والتحرك‬
‫السريع الفعال لمواجهة مايعترض المريض من‬
‫إجراءات تعوق مواجهة ما يتعرض له من أزمة أو كارثة‬
‫‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يبدأ في استخدام العلج الجتماعي النفسي‬ ‫‌‬
‫بمجرد تشخيص الحالة وتحديد نوعية المرض مستعينا ً‬
‫في ذلك بالمهارات الخاصة بالمهنة وبغيره من‬
‫المهنيين والخصائيين النفسيين والطباء‬
‫بالمستشفى ‪.‬‬
‫ج‪ -‬أن يعمل على إيجاد وتنمية الخدمات التي تواجه أي‬
‫تطورات في حالة المريض أو أسرته ‪.‬‬
‫د‪ -‬أن تتم عملية المتابعة بصفة مستمرة سواء من‬
‫خلل التليفون أو المقابلت ‪ ,‬أو الزيارات حتى ليشعر‬
‫المريض أو أسرته بأي نوع من الهمال قد يكون له‬
‫تأثير ضار على الحالة ‪.‬‬
‫وقد أشارت ) ‪ ( Nomi Golan‬إلى مدخل آخر للمساعدة‬
‫في حالت المرضى المشرفين على الموت ‪ ,‬وذلك من‬
‫خلل استخدام مدخل حل المشكلة ‪ .‬وعللت استخدام‬
‫هذا المدخل بارتفاع تكاليف العلج الخاص بالمرضى ‪,‬‬
‫وعدم توفر مصدر مالي مناسب للنفاق وعدم قيام‬
‫شركات التأمين برعاية مثل هذه النوعية من‬
‫المراض ‪ ..‬ورأت أن مدخل حل المشكلة يتمثل في‬
‫قيام الخصائي الجتماعي بعمل مايلي ‪:‬‬

‫‪ -‬جمع بيانات من المؤسسات الخيرية والحكومية‬


‫والفراد الراغبين في التبرع والمساعدة ‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية الموارد المتصلة بخدمات السكان والغذاء‬
‫والمواصلت ‪ ,..‬وذلك للمرضى الذين يأتون من مناطق‬
‫بعيدة ‪.‬‬
‫‪ -‬القيام بتوفير برامج تأهيلية لسرة المريض ‪.‬‬
‫لمساعدتهم على رعاية المريض أو تقديم أي خدمة‬
‫يحتاجها أثناء فترة الرعاية سواء بالمنزل أو‬
‫المستشفى ‪.‬‬
‫‪ -‬القيام بإجراءات الخروج بالنسبة للمرضى الذين‬
‫أثبت التقرير الطبي عدم جدوى العلج لهم وضرورة‬
‫استكمال بقية العلج بالمنزل الى أن تتم الوفاة ‪ ..‬وما‬
‫يتعلق بلك من ملفات وتقارير ‪ ..‬وتخصيص إحدى‬
‫الممرضات أو أحد المتطوعين لمتابعة الحالة – ) وهذا‬
‫نادرا ً مايحدث في دولنا العربية ( – أو القيام بإنهاء‬
‫الجراءات الخاصة بالمريض بعد الوفاة وسرعة نقل‬
‫الجثمان وتوجيه السرة الى المؤسسات التي يمكن أن‬
‫تقدم لهم مساعدات لمواجهة أي مشكلت أو‬
‫أحتياجات خاصة بللسرة أو أحد أفرادها‪.‬‬

‫ولقد أصبحت هذه الجراءات ) الخاصة لخدمات خروج‬


‫المرضى ( من أهم واجبات الخصائي الجتماعي‬
‫المشتغل بطريقة تنظيم المجتمع بالمستشفيات ‪..‬‬
‫وأصبحت إحدى التحديات التي تواجه الخصائيين‬
‫الجتماعيين العاملين بالمستشفيات ‪ ..‬وذلك نظرا ً‬
‫للضغط المتزايد على المستشفيات وارتفاع تكاليف‬
‫العلج ‪ ..‬مع قلة وجود السرة ‪ .‬لذلك أصبح البحث عن‬
‫مصدر آخر لرعاية المريض بأقل التكاليف وأحسن‬
‫خدمة هو من الخدمات الحديثة للعاملين مع المرضى‬
‫المشرفين على الموت ‪.‬‬
‫كما يمكن للخصائي الجتماعي أن يستخدم مهارته‬
‫المتصلة بالعمل مع الجماعات والسس النظرية للعلج‬
‫الجماعي وديناميكية الجماعات لمساعدة المرضى‬
‫المشرفين على الموت وذلك من خلل استخدام‬
‫الجماعة كوسيط لكي يتوافق المريض مع ما أصابه من‬
‫مرض ومع البيئة المحيطة به ‪ .‬ويفيد استخدام كعلج‬
‫فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬الحصول على معلومات أكثر تتصل بالمرض وكيفية‬
‫متابعة العلج من مرضى لهم نفس الظروف ‪.‬‬
‫‪ -‬محاولة توجيه اهتمام المريض الى محاولت أخرى‬
‫غير المرض وتحسين علقته بزملئه ‪ ,‬وبالسرة ‪,‬‬
‫وبالفريق المعالج أيضا ً ‪.‬‬
‫‪ -‬إتاحة الفرصة للمريض لكي يعبر عن مشاعره‬
‫واهتماماته وبالتالي التخفيف من حدة الزمة التي‬
‫يشعر بها المريض نتيجة الصابة بمرض الموت ‪.‬‬

‫المصدر ‪ - :‬التوجيه السلمي للخدمة الجتماعية ‪.‬‬

‫منقول من منتديات مجلة العلوم الجتماعية‬

‫?‪http://www.swmsa.com/forum/showthread.php‬‬
‫‪p=42811#poststop‬‬

You might also like