You are on page 1of 126

‫َ‬

‫أس َما ُء ‪ ‬ال ُح ْسنَى‬


‫الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الخبير‬

‫الوتر‬
‫الجزء األول ‪ -‬اإلحصاء‬
‫الجميل‬
‫إعداد‬
‫الحيي‬
‫د‪ /‬محمود عبد الرازق الرضواني‬
‫الستير‬
‫األستاذ املساعد‬
‫بقسم العقيدة واملذاهب املعاصرة‬ ‫الكبير‬

‫كلية الشريعة وأصول الدين‬ ‫المتعال‬


‫جامعة امللك خالد‬
‫الواحدر‬

‫القهار‬
‫(‪)2‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫حقوق الطبع محفوظة‪ /‬للمؤلف‬


‫ــ ــ ــ ــ ــ ـــ‬
‫رقم اإليداع بدار الكتب‬
‫‪2004 /10582‬‬
‫ــ ــ ــ ــ ــ ـــ‬
‫الترقيم الدولي ‪I . S . B . N -‬‬
‫‪977 - 17 - 1586 - 0‬‬
‫ــ ــ ــ ــ ــ ـــ‬
‫الطبعة األولى‬
‫‪1425‬هـ ‪2004 -‬م‬
‫ــ ــ ــ ــ ــ ـــ‬
‫توزيع مكتبة دار الرضوان‬
‫بجمهورية مصر العربية‪/‬‬
‫‪0552717434 - 024389187‬‬
‫البريد اإللكتروني‬
‫‪daralredwan@hotmail.com‬‬
‫(‪)3‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫أسماء ‪ ‬الحسنى الثابتة‬


‫في الكتاب والسنة‬
‫ه َُو هَّللا ُ الَّ ِذي ال ِإ َل َه َِّ‪ِ,4‬إال ه َُو‬
‫سال ُم ‪ ‬ال ُم ْؤ ِمنُ‬ ‫ُّوس ‪ ‬ال َّ‬ ‫الر ِحي ُم ‪ ‬ال َم ِلكُ ‪ ‬القُد ُ‬ ‫الر ْح َمنُ ‪َّ ‬‬ ‫َّ‬
‫ئ‬ ‫ق ‪ ‬ال َب‪44‬ا ِر ُ‬ ‫الخ‪ 4‬الِ ُ‬ ‫ار ‪ ‬ال ُم َت َك ِّب ُر ‪َ ‬‬ ‫الجبَّ ُ‬‫‪4‬ز ‪َ ‬‬ ‫‪ ‬ال ُم َه ْي ِمنُ ‪ ‬ال َع ِزي‪ُ 4‬‬
‫س ِمي ُع‬ ‫اطنُ ‪ ‬ال َّ‬ ‫ظا ِه ُر ‪ ‬ال َب ِ‬ ‫اآلخ ُر ‪ ‬ال َّ‬ ‫ِ‬ ‫األ َّو ُل ‪‬‬ ‫ص ِّو ُر ‪َ ‬‬ ‫‪ ‬ال ُم َ‬
‫ير ‪‬‬ ‫‪4‬و ‪ ‬ال َق ‪ِ 4‬د ُ‬ ‫ص ‪4‬يُر ‪ ‬ال َعفُ‪ُّ 4‬‬ ‫‪4‬و َلى ‪ ‬النَّ ِ‬ ‫ير ‪ ‬ال َم‪ْ 4‬‬ ‫ص‪ُ 4‬‬ ‫‪ ‬ال َب ِ‬
‫تير ‪‬‬ ‫الس‪ُ 44‬‬ ‫الح ِي ُّي ‪ِّ ‬‬ ‫الج ِمي‪ُ 44‬ل ‪َ ‬‬ ‫الخ ِب‪44‬يرُ ‪ ‬ال‪ِ 44‬و ْت ُر ‪َ ‬‬ ‫اللَّ ِطي‪44‬فُ ‪َ ‬‬
‫ق ‪ ‬ال ُم ِبينُ ‪‬‬ ‫الح ُّ‬ ‫َ‬ ‫ار ‪‬‬ ‫اح ُد ‪ ‬ال َق َّه ُ‬ ‫الو ِ‬
‫َ‬ ‫ير ‪ ‬ال ُم َت َعالُ ‪‬‬ ‫ال َك ِب ُ‬
‫الح ُّي ‪ ‬ال َق ُّيومُ ‪ ‬ال َع ِل ُّي ‪ ‬ال َع ِظي ُم ‪‬‬ ‫ال َم ِتينُ ‪َ ‬‬ ‫القَ‪4444‬و ُِّي ‪‬‬
‫واب ‪‬‬ ‫اس‪ُ 4444‬ع ‪ ‬ال َع ِلي ُم ‪ ‬التَّ ُ‬ ‫الو ِ‬ ‫َ‬ ‫الح ِلي ُم ‪‬‬ ‫ور ‪َ ‬‬ ‫الش‪ُ 4444‬ك ُ‬
‫َّ‬
‫يب ‪‬‬ ‫الص‪َ 444‬م ُد ‪ ‬ال َق‪ِ 444‬ر ُ‬ ‫َّ‬ ‫األ َح‪ُ 444‬د ‪‬‬ ‫الح ِكي ُم ‪ ‬ال َغ ِن ُّي ‪ ‬ال َك‪ِ 444‬ري ُم ‪َ ‬‬ ‫َ‬
‫ظ ‪‬‬ ‫الحفي ‪ُ 4‬‬ ‫الحمي ‪ُ 4‬د ‪َ ‬‬ ‫َ‬ ‫‪4‬و ِل ُّي ‪‬‬ ‫الودو ُد ‪ ‬ال‪َ 4‬‬ ‫ور ‪َ ‬‬ ‫جيب ‪ ‬ال َغفُ ُ‬ ‫ال ُم ُ‬
‫ش‪444444444444444444444444444444444‬هي ُد ‪‬‬ ‫اح ‪ ‬ال َّ‬ ‫ال َمجي‪ُ 444444444444444444444444444444444‬د ‪ ‬ال َفتَّ ُ‬
‫المقَ‪444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444‬د‬ ‫ُ‬
‫ض‬ ‫س ِّع ُر ‪ ‬ال َق‪44‬ا ِب ُ‬ ‫المْقتَِدْر ‪ ‬ال ُم َ‬ ‫ُ‬ ‫ؤخ ُر ‪ ‬ال َم ِليكُ ‪‬‬ ‫ُِم ‪ ‬ال ُم ِّ‬
‫ان‬
‫المنـَّ ُ‬ ‫الش‪4‬ا ِك ُر ‪َ ‬‬ ‫ق ‪ ‬ال َق‪44‬ا ِهرُ ‪ ‬ال‪44‬ديَّانُ ‪َّ ‬‬ ‫‪4‬را ِز ُ‬‫ط ‪ ‬ال‪َّ 4‬‬ ‫اس‪ُ 4‬‬‫‪ ‬ال َب ِ‬
‫‪ ‬ال َقـا ِد ُر ‪‬‬
‫الخـال‬ ‫َ‬
‫س ‪4‬نُ ‪‬‬ ‫قيب ‪ ‬ال ُم ْح ِ‬ ‫‪4‬ر ُ‬ ‫الوكي ‪ُ 4‬ل ‪ ‬ال‪َّ 4‬‬ ‫ق ‪َ ‬‬ ‫ك ‪ ‬الـ َّر َّزا ُ‬ ‫ق ‪ ‬المَــِال ُ‬ ‫َ ُ‬
‫ق ‪ ‬ال ُم ْعطي ‪ ‬ال ُمقـيتُ ‪‬‬ ‫الرفي‪ُ 44444‬‬ ‫الش‪44444‬ا ِفي ‪ِّ ‬‬ ‫س‪44444‬يب ‪َّ ‬‬ ‫ُ‬ ‫الح‬ ‫َ‬
‫الس‪44444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444‬‬
‫َّي‬
‫ــر ُم ‪ ‬الـ َب ُّر ‪ ‬ال َغفَّارُ ‪‬‬ ‫األ ْك َ‬ ‫الحـ َك ُم ‪َ ‬‬ ‫طـ ِّي ُب ‪َ ‬‬ ‫ُِد ‪ ‬ال َّ‬
‫ال‪4‬ر ُّب ‪‬‬ ‫ال‪4‬وا ِرثُ ‪َّ ‬‬ ‫بوح ‪َ ‬‬ ‫الس‪ُ 4‬‬ ‫الج َوا ُد ‪ُّ ‬‬ ‫َّاب ‪َ ‬‬ ‫الوه ُ‬ ‫الرءوفُ ‪َ ‬‬ ‫َّ‬
‫اإل َل ُه ‪. ‬‬ ‫ِ‬ ‫األعْ َلى ‪‬‬ ‫َ‬
‫(‪)4‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫أسماء ‪ ‬الحسنى‬
‫التي اجتهد الوليد بن مسلم في جمعها وأدرجها‪ /‬في حديث‬
‫الترمذي واشتهرت بين عامة المسلمين ألكثر من ألف عام‬
‫وما لم يثبت منها أو يوافق شروط اإلحصاء‬
‫ه َُو هَّللا ُ الَّ ِذي ال إِلَهَ ِإَِّ‪,4‬ال ُه َُوو‬
‫الس ‪44‬الَ ُم‬‫َّ‬ ‫القُ ‪44‬د ُ‬
‫ُّوس‬ ‫ال َملِك‬ ‫ال‪َّ 444‬رحي ُم‬ ‫ال‪َّ 4444‬رحمنُ‬‫ال‪4‬‬
‫ق‬‫الخ‪ 444‬الِ ُ‬ ‫َ‬ ‫ال ُمتَ َكبِّر‬ ‫الجبَّا ُر‬
‫َ‬ ‫ال َع ِزي‪ُ 444‬ز‬ ‫ال ُم َهي ِمنُ‬ ‫ال ُم ْ‬
‫‪444‬ؤ ِمنُ‬
‫ق‬ ‫ال‪َّ 44‬ر َّزا ُ‬ ‫َّاب‬
‫ال َوه ُ‬ ‫القَهَّا ُر‬ ‫َّ‬
‫الغفا ُر‬‫َ‬ ‫ص‪ِّ 44‬و ُر‬ ‫ال ُم َ‬ ‫البَ‪44‬ا ِرى ُء‬
‫الر ‪/‬افِ ‪/ُ /‬ع‬
‫َّ‬ ‫‪/‬افض‬
‫ال ‪/‬خ ‪ُ /‬‬ ‫اس ‪4‬طُ‬
‫البَ ِ‬ ‫ض‬‫القَ‪44‬ابِ ُ‬ ‫ال َعلِي ُم‬ ‫الفتَّ ُ‬
‫اح‬
‫ا َلع‪ْ / / /‬د ُل‬ ‫الح َك ُم‬
‫َ‬ ‫ص‪44‬ي ُر‬ ‫البَ ِ‬ ‫الس‪ِ 44‬مي ُع‬ ‫َّ‬ ‫ال ‪/‬م ‪/ِ / /‬ذل‬ ‫الم ‪/‬ع ‪/ُّ / /‬ز‬
‫الش‪ُ 444‬كو ُر‬‫َّ‬ ‫ال َغفُ‪444‬و ُر‬ ‫ال َع ِظي ُم‬ ‫الحلِي ُم‬ ‫َ‬ ‫الخبِ‪444‬ي ُر‬ ‫َ‬ ‫اللّ ِطي‪444‬فُ‬
‫الجلِي‪/ُ / / /‬ل‬
‫َ‬ ‫يب‬‫الح ِس‪ُ 444‬‬
‫َ‬ ‫ال ُمقِيتُ‬ ‫الحفِي‪444‬ظُ‬
‫َ‬ ‫ال َكبِ‪444‬ي ُر‬ ‫ال َعلِ ُّي‬
‫ال‪َ 444‬ودُو ُد‬ ‫الح ِكي ُم‬
‫َ‬ ‫اس‪ُ 444‬ع‬ ‫ا ْل َو ِ‬ ‫يب‬
‫ال ُم ِج ُ‬ ‫يب‬
‫ال‪َّ 444‬رقِ ُ‬ ‫ال َك‪ِ 444‬ري ُم‬
‫القَ‪ِ 44‬و ُّي‬ ‫ث‬‫‪/‬اع ُ‬ ‫ال َم ِجي‪ُ 44‬د الب ‪ِ / /‬‬
‫ال َو ِكي‪ُ 44‬ل‬ ‫الحق‬ ‫َ‬ ‫الش‪ِ 44‬هي ُد‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫الم ْح ِص‪/ / / / / / /‬ي‬
‫الم ‪ْ/‬ب ‪// / / / / /‬ديءُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الح ِمي‪ُ 444444‬د‬ ‫َ‬ ‫ال‪َ 444444‬ولِ ُّي‬ ‫ال َمتِينُ‬
‫الو ِ‪/‬‬
‫اج‪/ُ /‬د‬ ‫َ‬ ‫القَيُّو ُم‬ ‫الح ُّي‬
‫َ‬ ‫الم ِم ُ‬
‫يت‬ ‫ُ‬ ‫الم ْحيِي‬
‫ُ‬ ‫الم ِعي‪ُ / /‬د‬
‫ُ‬
‫ال ُمقَ‪ِّ 44‬د ُم‬ ‫ال ُم ْقتَ‪ِ 44‬د ُر‬ ‫القَ‪44‬ا ِد ُر‬ ‫الص‪َ 44‬م ُد‬
‫َّ‬ ‫ال َوا ِح‪ُ 44‬د‬ ‫الم ‪ِ/‬اج‪/ُ / /‬د‬
‫َ‬
‫ال‪/َ / / / /‬والِي‪/‬‬ ‫البَ‪4444‬ا ِطنُ‬ ‫الظَّا ِه ُر‬ ‫اآل ِخ‪ُ 4444‬ر‬ ‫األ َّو ُل‬ ‫ال ُم‪ 4444‬ؤ َِّخ ُر‬
‫ال‪َّ 44‬رءوف‬ ‫ال َعفُ‪ُّ 44‬و‬‫اب المنتَ ِق ُم‬ ‫التَّ َّو ُ‬ ‫البَ‪ُّ 44‬ر‬ ‫ال ُمتَ َع‪44‬الِي‬
‫الم ْق ِس‪/ /‬ط‬
‫ُ‬ ‫َواإل ‪ْ/‬ك‪/َ /‬ر ِام‬ ‫الجالَ ِل‬
‫َ‬ ‫ذُو‬ ‫ال ُم ْل‪ِ 4‬ك‬ ‫َمالِ ُك‬
‫النَّافِ ُع‬ ‫ال َّ‬
‫ض‪ُّ / /‬ار‬ ‫الم ‪//‬انِ ُع‬
‫َ‪/‬‬ ‫الم ْغنِي‬ ‫ال َغنِ ُّي‬ ‫الج‪ِ / /‬‬
‫‪/‬ام ُع‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫(‪)5‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫الر ِ ‪/‬ش ‪/‬ي ُد‬


‫َّ‬ ‫ال َوا ِر ُث‬ ‫البَ‪//‬اقِي‪/‬‬ ‫يع‬ ‫ِ‬
‫البَ‪//‬د ُ‬
‫اله‪ِ /‬‬
‫‪/‬ادي‬ ‫َ‬ ‫ُّور‬
‫الن ُ‬
‫‪.‬‬ ‫الصبُور‬
‫َّ‬

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬


‫إن احلمد هلل ‪ ،‬حنم‪66‬ده ونس‪66‬تعينه ونس‪66‬تغفره ‪ ،‬ونع‪66‬وذ باهلل من ش‪66‬رور أنفس‪66‬نا ومن‬
‫س‪66‬يئات أعمالنا ‪ ،‬من يه‪66‬ده اهلل فال مضل له ومن يض‪66‬لل فال ه‪66‬ادي له ‪ ،‬وأش‪6‬هد أن‬
‫ال إله إال اهلل وحده ال شريك له ‪ ،‬وأشهد أن سيدنا حممدا عبد اهلل ورس‪6‬وله ‪ ،‬ق‪6‬ال‬
‫اهلل ِإ َّن‬ ‫اهلل عز وجل ‪  :‬يا أَُّيها ال ِ‪/‬ذين آمنُ‪/‬وا َّاتُق‪/‬وا اهلل و َلتْنظُ‪/‬ر َنْفس ما قَ‪/‬دَّم ْ ِ ٍ‬
‫ت لغَ‪/‬د َو َّاتُق‪/‬وا َ‬ ‫ََ ْ ٌَ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫‪/‬ق ُتَقاتِ ِ‪/‬ه‬
‫آمنُ‪/‬وا َّاتُق‪/‬وا اللََّه َح َّ‬ ‫َّ ِ‬ ‫َ ِ ِ‬
‫اهلل َخب ٌ‪/‬ير ب َما َت ْع َملُ‪/‬و َن ‪[ ‬احلش‪66‬ر‪ ، ]24:‬وق‪6‬ال ‪  :‬يَا أَُّيَها الذ َ‬
‫ين َ‬
‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫آمنُ‪//‬وا‬‫ين َ‬ ‫َوال تَ ُم‪//‬وتُ َّن ِإال َوأَْنتُ ْم ُم ْس ‪/‬ل ُمو َن ‪[ ‬آل عم ‪66‬ران‪ ، ]10:‬وق‪66‬ال تع‪66‬اىل ‪  :‬يَا أَُّيَها الذ َ‬
‫ص‪ِ/ /‬ل ْح لَ ُك ْم أَ ْع َم‪//‬الَ ُك ْم َوَي ْغِف‪/ْ /‬ر لَ ُك ْم ُذنُ ‪//‬وبَ ُك ْم َوَم ْن يُ ِط‪/ِ /‬ع اللََّه‬ ‫ِ‬
‫َّاتُق‪//‬وا اللََّه َوقُولُ ‪//‬وا َق‪/ْ /‬و ًال َس‪/ /‬ديدا يُ ْ‬
‫َوَر ُسول َُه َفَق ْد فَ َاز َفْوزاً َع ِظيما ‪[ ‬األحزاب‪ ، ]70/71 :‬أما بعد ‪..‬‬
‫فقد أمرنا اهلل عز وجل يف غري موضع من كتابه أن ن ‪66‬دعوه بأمسائه احلسىن فق ‪66‬ال‬
‫ْح‪ُ / /‬دو َن ِفي أَ ْس ‪َ / / /‬مائِِه‬
‫ين ُيل ِ ‪/‬‬ ‫َّ ِ‬ ‫ْحس ‪َ/ / /‬نى فَ‪// / /‬ا ْد ُع ُ ِ‬ ‫ِِ‬
‫وه ب َها َو َذ ُروا الذ َ‬ ‫اء ال ُ ْ‬ ‫جل ش‪66 6 6‬أنه ‪َ  :‬وللَّه ا َأل ْس ‪َ / / /‬م ُ‬
‫َسيُ ْجَزْو َن َما َك‪/‬انُوا َي ْع َملُ‪/‬و َن ‪[ ‬ألع‪66‬راف‪ ، ]180:‬وق‪6‬ال أيضا ‪  :‬قُ ِ‪/‬ل ا ْد ُع‪/‬وا اللََّه أَ ِو ا ْد ُع‪/‬وا‬
‫ْح ْس ‪َ/‬نى ‪[ ‬اإلس ‪66‬راء‪ ، ]110 :‬لكن الس ‪66‬ؤال ال ‪66‬ذي‬ ‫اء ال ُ‬ ‫ال ‪/َّ /‬ر ْح َم َن أَيّ ‪/‬اً َما تَ ‪/ْ /‬د ُعوا َفَل‪/ُ /‬ه ا َأل ْس ‪َ /‬م ُ‬
‫يطرح نفسه ما هي األمساء احلسىن اليت ندعو اهلل هبا ؟‬
‫إن غ ‪66‬الب العامة من األمة منذ بداية الق ‪66‬رن الث ‪66‬الث اهلج ‪66‬ري حىت اآلن حيفظ ‪66‬ون‬
‫األمساء احلسىن اليت أدرجت أو أض ‪66 6‬يفت إىل ح ‪66 6‬ديث الرتم ‪66 6‬ذي من رواية الوليد بن‬
‫مس‪66 6‬لم (ت‪195:‬هـ) ‪ ،‬وهي باتف‪66 6‬اق أهل العلم واملعرفة باحلديث ليست من كالم‬
‫النيب ‪ ، ‬ولكنها اجته ‪66 6‬اد من الوليد بن مس ‪66 6‬لم مجع به من الق ‪66 6‬رآن والس ‪66 6‬نة تس ‪66 6‬عة‬
‫وتس ‪66 6 6‬عني امسا ‪ ،‬وقد ظهر يف ه ‪66 6 6‬ذا البحث أن س ‪66 6 6‬بعني منهم فقط عليهم دليل من‬
‫القرآن والسنة ‪ ،‬أما باقي األمساء وع‪6‬ددها تسع وعش‪6‬رون إما أنه ال دليل عليه أو ال‬
‫(‪)6‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫يوافق شروط اإلحصاء ‪. ‬‬


‫ومن املعل‪66 6‬وم أن إحص‪66 6‬اء األمساء احلسىن قض‪66 6‬ية هلا من األمهية واملكانة يف قل‪66 6‬وب‬
‫املسلمني ما تتطلع إليه نفوس املوحدين وتتعلق هبا ألسنة ال‪6‬ذاكرين وي‪6‬رتقي الط‪6‬البون‬
‫من خالهلا م ‪66‬دارج الس ‪66‬الكني ‪ ،‬ق ‪66‬ال ابن قيم اجلوزية ‪ ( :‬ف ‪//‬العلم بأس ‪//‬مائه وإحص ‪//‬اؤها‬
‫أصل لس ‪//‬ائر العل ‪//‬وم ‪ ،‬فمن أحصى أس ‪//‬ماءه كما ينبغي أحصى جميع العل ‪//‬وم ‪ ،‬إذ إحص ‪//‬اء‬
‫أسمائه أصل إلحصاء كل معلوم ‪ ،‬ألن المعلومات هي من مقتضاها ومرتبطة بها ) (‪. )1‬‬
‫لقد أق ‪66 6‬دمت على ه ‪66 6‬ذا البحث وأنا ال أتوقع ما وص ‪66 6‬لت إليه من نت‪66 6‬ائج ‪ ،‬وكم‬
‫راودتين نفسي منذ زمن طويل أن أجد جوابا ش ‪66‬افيا لنفسي قبل غ ‪66‬ريي يف التع ‪66‬رف‬
‫على أمساء اهلل احلسىن اليت ورد النص علي عددها إمجاال يف الصحيحني من ح‪66‬ديث‬
‫ين ا ْس ‪َ / /‬ما ِمائَ ‪ً / /‬ة ِإالَّ‬‫ِ ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ول اللَِّه ‪ ‬قَ‪َ 6 6‬‬
‫‪6‬ال ‪ِ ( :‬إ َّن للَّه ت ْس ‪َ / /‬ع ًة َوت ْس ‪/ /‬ع َ‬ ‫أَىِب ُهَرْي‪6َ 6 6‬رَة ‪ t‬مرفوعا أ ََّن َر ُس ‪َ 6 6‬‬
‫ْجنََّة ) (‪. )2‬‬ ‫ِ‬
‫ص َاها َد َخ َل ال َ‬
‫َح َ‬
‫َواح ًدا َم ْن أ ْ‬
‫وكنت كلما مهمت باستقص‪66 6‬اء املوض‪66 6‬وع والبحث فيه أجد من اهليبة ما ي‪66 6‬وهن‬
‫عزمييت ويض ‪66‬عف إراديت ألن املوض ‪66‬وع أكرب من ط ‪66‬اقيت وأوسع من دائ ‪66‬ريت ‪ ،‬ف ‪66‬األمر‬
‫يتطلب استقصاء ش‪6‬امال لكل كلمة وردت يف الق‪6‬رآن ‪ ،‬وك‪6‬ذلك كل نص ثبت يف‬
‫الس ‪66 6‬نة ‪ ،‬ويل ‪66 6‬زم من ه ‪66 6‬ذا بالض ‪66 6‬رورة ف ‪66 6‬رز عش ‪66 6‬رات اآلالف من األح ‪66 6‬اديث النبوية‬
‫وقراءهتا كلمة كلمة ‪ ،‬وه‪66 6 6 6 6‬ذا جهد خ‪66 6 6 6 6‬ارج عن ق‪66 6 6 6 6‬درة البشر احملدودة وأي‪66 6 6 6‬امهم‬
‫املعدودة ‪.‬‬
‫لكن اهلل عز وجل يسر األس‪6‬باب يف ه‪6‬ذا العصر وأع‪6‬ان بتوفيقه على س‪6‬رعة إجناز‬
‫البحث يف وقت قصري نس ‪66‬بيا ‪ ،‬وذلك من خالل اس ‪66‬تخدام املوس ‪66‬وعات االلكرتونية‬
‫اليت محلت آالف الكتب العلمية وحفظت الق‪66 6 6 6 6 6‬رآن والس‪66 6 6 6 6 6‬نة النبوية ‪ ،‬حيث ميكن‬
‫للكمبيوتر قراءة آالف املراجع من هذه املوسوعات يف ثوان معدودات ‪.‬‬
‫ومل تكن ه ‪66‬ذه التقنية قد ظه ‪66‬رت منذ عشر س ‪66‬نوات تقريبا ‪ ،‬أو بص ‪66‬ورة أدق مل‬
‫يكن ما ص‪66 6 6 6‬در منها كافيا إلجناز ه‪66 6 6 6‬ذا البحث ‪ ،‬لكن الرغبة يف إمتامه ك‪66 6 6‬انت وال‬
‫ت ‪66‬زال قائمة ؛ ألنين كث ‪66‬ريا ما كنت أش ‪66‬عر ب ‪66‬احلرية واالض ‪66‬طراب عن ‪66‬دما ي ‪66‬أيت س ‪66‬ائل‬

‫‪1‬بدائع الفوائد ‪ ، 1/171‬حتقيق هشام عبد العزيز عطا وآخ‪6‬رون ‪ ،‬نشر مكتبة ن‪6‬زار مص‪6‬طفى الب‪6‬از الطبعة‬
‫األوىل ‪ ،‬مكة املكرمة ‪1416 ،‬هـ ‪.‬‬
‫‪2‬البخ ‪66‬اري يف الش ‪66‬روط ‪ ،‬ب ‪66‬اب إن هلل مائة اسم إال واح ‪66‬دا ‪ ، 6)6957 ( 6/2691‬ومس ‪66‬لم يف ال ‪66‬ذكر‬
‫والدعاء والتوبة ‪ ،‬باب يف أمساء اهلل تعاىل وفضل من أحصاها ‪. )2677 ( 4/2063‬‬
‫(‪)7‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫يس‪6‬أل عن اسم من أمساء اهلل كالب‪6‬ديع والن‪6‬ور ‪ ،‬واحلافظ والص‪6‬بور ‪ ،‬واخلافض الرافع‬
‫‪ ،‬واملعطي املانع ‪ ،‬والض‪66‬ار الن‪66‬افع ‪ ،‬واملب‪66‬ديء املعيد ‪ ،‬واملعز املذل ‪ ،‬واحلن‪66‬ان املن‪66‬ان ‪،‬‬
‫والواجد املاجد ‪ ،‬والكايف املنتقم ‪ ،‬والرازق املسعر ‪ ،‬أو الباقي اجلليل ‪ ،‬أو غري ذلك‬
‫مما اشتهر على ألسنة العامة واخلاصة ‪ ،‬هل هذه من أمساء اهلل احلسىن ؟‬
‫ك‪66‬انت اإلجابة يف الغ‪66‬الب االعتم‪66‬اد إمجاال على ذكر منهج الس‪66‬لف يف األمساء أو‬
‫ما تيسر يف اجته‪66‬اد من س‪66‬بق من العلم‪66‬اء ‪ ،‬أو االكتف‪66‬اء مبا ورد من األمساء يف س‪66‬نن‬
‫الرتمذي من رواية الوليد بن مسلم ‪ ،‬واليت اشتهرت على ألس‪6‬نة العامة واخلاصة منذ‬
‫أك ‪66 6 6 6 6‬ثر من عش ‪66 6 6 6 6‬رة ق ‪66 6 6 6 6‬رون ‪ ،‬أو مبا ورد يف س ‪66 6 6 6 6‬نن ابن ماجة من رواية عبد امللك‬
‫الصنعاين أو رواية عبد العزيز بن احلصني عند احلاكم يف مستدركه ‪ ،‬هذا مع التنبيه‬
‫على أن س ‪66 6‬رد األمساء يف ه ‪66 6‬ذه الرواي ‪66 6‬ات ليس من كالم النيب ‪ ‬ولكنه م ‪66 6‬درج يف‬
‫األحاديث كاجتهاد شخصي من قبل الرواة ‪ ،‬كما أهنا روايات خمتلفة ومضطربة ‪.‬‬
‫من أجل ذلك اس ‪66‬تعنت باهلل يف إمتام ه ‪66‬ذا البحث ال ‪66‬ذي أقدمه للق ‪66‬راء على ع ‪66‬دة‬
‫أج ‪66 6‬زاء ‪ ،‬بداية هبذا اجلزء ال ‪66 6‬ذي يتن ‪66 6‬اول إحص ‪66 6‬اء األمساء احلسىن الثابتة يف الكت ‪66 6‬اب‬
‫والس‪66 6‬نة مع تفص‪66 6‬يل ش‪66 6‬روط اإلحص‪66 6‬اء واألدلة على األمساء ‪ ،‬مث اجلزء الث ‪66‬اين ال ‪66‬ذي‬
‫يتن ‪66 6 6‬اول ش ‪66 6 6‬رح األمساء وتفسري معانيها ‪ ،‬مث تن ‪66 6 6‬اولت يف اجلزء الث ‪66 6 6‬الث داللتها على‬
‫أوص‪66 6 6‬اف الكم‪66 6 6‬ال مطابقة وتض‪66 6 6‬منا والتزاما ‪ ،‬واجلزء الرابع وهو من أهم األج ‪66 6‬زاء‬
‫اشتمل على كيفية الدعاء باألمساء احلسىن دعاء مسألة ‪ ،‬أو كيف يدعو املوحد ربه‬
‫بأمسائه احلسىن دع‪6‬اء مس‪6‬ألة ؟ أما اجلزء اخلامس فهو األك‪6‬ثر أمهية يف حي‪6‬اة املس‪6‬لم إذ‬
‫اش‪6‬تمل على كيفية ال‪6‬دعاء باألمساء احلسىن دع‪6‬اء عب‪6‬ادة ؟ أو أثر األمساء احلسىن على‬
‫س‪6‬لوك العبد وأقواله وأفعاله ‪ ،‬وقد انتهت ه‪6‬ذه األج‪6‬زاء حبمد اهلل وج‪6‬اري مراجعتها‬
‫متهيدا لطباعتها تباعا إن شاء اهلل ‪.‬‬
‫فأس‪66 6‬أل اهلل بأمسائه احلسىن اليت مجعتها من كتابه ومن س ‪66 6‬نة رس ‪66 6‬وله ‪ ‬أن يعينين‬
‫على نفسي وأن يغفر يل ذنيب وتقص ‪66 6 6 6 6‬ريي وجهلي ‪ ،‬وأن يرزقين طاعته وتق‪66 6 6 6‬واه ‪،‬‬
‫‪6‬دي‬
‫وأن جيعل ه ‪66‬ذا البحث س ‪66‬ببا يف عتق رقبيت من الن ‪66‬ار ي ‪66‬وم ألق ‪66‬اه ‪ ،‬وأن يغفر لوال ‪َّ 6‬‬
‫وجيزي زوجيت أم عبد الرزاق خري اجلزاء على ما قدمته إلخراج هذا البحث ‪.‬‬
‫وكتبه د‪ /‬محمود عبد الرازق الرضواني‬
‫(‪)8‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬
‫القاهرة يف الثاين من مجاد الثاين سنة ‪1425‬هـ‬

‫أسـماء ‪ ‬الحسنى‬
‫التي أدرجت في رواية عبد الملك الصنعاني عند ابن ماجة‪/‬‬
‫وما لم يثبت منها أو يوافق شروط اإلحصاء‬
‫إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلا‬
‫وَاحِدًا إِنَّهُ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ‬
‫مَنْ حَفِظَهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَهِيَ اللَّهُ‬
‫اطنُ‬ ‫ا ْل َب ِ‬ ‫ظا ِه ُر‬ ‫ال َّ‬ ‫اآلخ ُر‬‫ِ‬ ‫َ‬
‫األ َّو ُل‬ ‫الص َم ُد‬
‫َّ‬ ‫ا ْل َو ِ‬
‫اح ُد‬
‫الس‪44‬ال ُم‬ ‫َّ‬ ‫ا ْل َح‪ُّ 44‬‬
‫ق‬ ‫ا ْل َم ِل‪44‬كُ‬ ‫ص‪ِّ 44‬و ُر‬ ‫ا ْل ُم َ‬ ‫ئ‬ ‫ا ْل َب‪44‬ا ِر ُ‬ ‫ق‬‫ا ْل َخ‪ 44‬ا ِل ُ‬
‫ال‪44‬ر ْح َمنُ‬
‫َّ‬ ‫ا ْل ُم َت َك ِّب ُر‬ ‫ا ْل َجبَّ ُ‬
‫ار‬ ‫ا ْل َع ِز ُ‬
‫ي‪44‬ز‬ ‫ا ْل ُم َه ْي ِمنُ‬ ‫‪44‬ؤ ِمنُ‬‫ا ْل ُم ْ‬
‫ا ْل َع ِلي ُم‬ ‫ير‬
‫ص‪ُ 44‬‬ ‫ا ْل َب ِ‬ ‫الس‪ِ 44‬مي ُع‬
‫َّ‬ ‫ا ْل َخ ِب ُ‬
‫‪44‬ير‬ ‫اللَّ ِطي‪44‬فُ‬ ‫ال‪44‬ر ِحي ُم‬
‫َّ‬
‫ال َج ِمي ُل‬ ‫ْ‬ ‫الْجَلِيلُ‬ ‫ال ُم ْت َع ِ‬
‫ال‬ ‫ْ‬ ‫الْبَارُّ‬ ‫ا ْل َع ِظي ُم‬
‫ا ْل َح ِكي ُم‬ ‫ا ْل َع ِل ُّي‬ ‫ا ْل َق‪444444444‬ا ِه ُر‬ ‫ا ْل َق‪444444444‬ا ِد ُر‬ ‫ا ْل َق ُّيو ُم‬ ‫ا ْل َح ُّي‬
‫ور‬‫الش‪ُ 444‬ك ُ‬ ‫َّ‬ ‫‪444‬ودُو ُد‬ ‫ا ْل َ‬ ‫ا ْل َوه ُ‬
‫َّاب‬ ‫ا ْل َغ ِن ُّي‬ ‫يب‬‫ا ْل ُم ِج ُ‬ ‫ا ْل َق‪ِ 444‬ر ُ‬
‫يب‬
‫الرَّاشِدُ‬ ‫الْوَالِي‬ ‫الْوَاجِدُ‬ ‫الْمَاجِدُ‬
‫ال‪44444‬ر ُّب‬
‫َّ‬ ‫التَّ َّو ُ‬
‫اب‬ ‫ا ْل َك‪ِ 44444‬ري ُم‬ ‫ا ْل َح ِلي ُم‬ ‫‪44444‬ور‬
‫ُ‬ ‫ا ْل َغ ُف‬ ‫ا ْل َع ُف ُّ‬
‫‪44444‬و‬
‫الْبُرْهَانُ‬ ‫ا ْل ُم ِبينُ‬ ‫ش ِهي ُد‬ ‫ال َّ‬ ‫ا ْل َو ِل ُّي‬ ‫ا ْل َم ِجي ُد‬
‫الْمُعِيدُ‬ ‫الْمُبْدِئُ‬ ‫الر ِحي ُم‬
‫َّ‬ ‫الر ُءوفُ‬ ‫َّ‬
‫الشَّدِيدُ‬ ‫ا ْل َق ِو ُّ‬
‫ي‬ ‫ا ْل َوا ِر ُث‬ ‫الْبَاعِثُ‬
‫الْوَاقِي‬ ‫الْبَاقِي‬ ‫النَّافِعُ‬ ‫الضَّارُّ‬
‫اس ُ‬
‫ط‬ ‫ا ْل َب ِ‬ ‫ا ْل َقا ِب ُ‬
‫ض‬ ‫الرَّافِعُ‬ ‫الْخَافِضُ‬
‫ق‬‫لر َّزا ُ‬
‫ا َّ‬ ‫الْمُقْسِطُ‬ ‫الْمُذِلُّ‬ ‫الْمُعِزُّ‬
‫(‪)9‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫الْقَائِمُ‬ ‫ا ْل َم ِتينُ‬ ‫الْقُوَّةِ‬ ‫ذُو‬


‫الْفَاطِرُ‬ ‫ا ْل َو ِكي ُل‬ ‫الْحَافِظُ‬ ‫الدَّائِمُ‬
‫الْمُمِيتُ‬ ‫الْمُحْيِي‬ ‫ا ْل ُم ْع ِطي‬ ‫السَّامِعُ‬
‫الْكَافِي‬ ‫الْهَادِي‬ ‫الْجَامِعُ‬ ‫الْمَانِعُ‬
‫النُّورُ‬ ‫الصَّادِقُ‬ ‫الْعَالِمُ‬ ‫الأَبَدُ‬
‫َ‬
‫األ َح ُد‬ ‫ا ْل ِو ْت ُر‬ ‫الْقَدِيمُ‬ ‫التَّامُّ‬ ‫الْمُنِيرُ‬
‫َي ُكنْ‬ ‫َو َل ْم‬ ‫ُيو َل‪ْ 4‬د‬ ‫َو َل ْم‬ ‫َي ِل‪ْ 4‬د‬ ‫َل ْم‬ ‫الَّ ِذي‬ ‫الص‪َ 4‬م ُد‬
‫َّ‬
‫‪.‬‬ ‫َأ َح ٌد‬ ‫ُ‬
‫كف ًوا‬‫ُ‬ ‫َلهُ‬
‫المبحث األول‬
‫العلة في النص على تسعة وتسعين اسما‬
‫ــــــــ‬
‫أسماء اهلل الحسنى توقيفية ال مجال للعقل فيها ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫جيب الوق‪66‬وف على ما ج‪66‬اء نصا يف الكت‪66‬اب والس‪66‬نة ب‪66‬ذكر االسم دون زي‪66‬ادة أو‬
‫نقص‪66‬ان ؛ ألن أمساء اهلل احلسىن توقيفية ال جمال للعقل فيها ‪ ،‬فالعقل ال ميكنه مبف‪66‬رده‬
‫أن يتع ‪66‬رف على أمساء اهلل اليت تليق جبالله ‪ ،‬وال ميكنه إدراك ما يس ‪66‬تحقه ال ‪66‬رب من‬
‫ص ‪66‬فات الكم ‪66‬ال واجلم ‪66‬ال ‪ ،‬فتس ‪66‬مية رب الع ‪66‬زة واجلالل مبا مل يسم به نفسه ق ‪66‬ول‬
‫‪/‬ف ما لَيس لَ ‪ِ ِ َ /‬‬
‫ص‪َ/ /‬ر‬
‫س‪ْ / /‬م َع َوالَْب َ‬ ‫‪/‬ك بِ ‪//‬ه عل ٌ‬
‫ْم ِإ َّن ال َّ‬ ‫على اهلل بال علم ‪ ،‬ق‪6 6‬ال تع‪66 6‬اىل ‪َ  :‬وال َتْق‪َ ْ َ ُ /‬‬
‫َواْلُفَؤ َاد ُك ُّل أُولَِئ َك َكا َن َعْن ُه مسئوال ‪[ ‬اإلسراء‪. ]36:‬‬
‫وقد اشتهرت يف ذلك مناظرة بني أيب احلسن األشعري وش‪6‬يخه أيب على اجلب‪6‬ائي‬
‫عندما دخل عليهما رجل يس‪6‬أل ‪ :‬هل جيوز أن يس‪6‬مى اهلل تع‪6‬الى ع‪6‬اقال ؟ فق‪6‬ال أبو‬
‫علي اجلب‪66 6‬ائي ‪ :‬ال جيوز ‪ ،‬ألن العقل مش ‪66 6‬تق من العق ‪66 6‬ال وهو املانع ‪ ،‬واملنع يف حق‬
‫اهلل حمال ف‪66‬امتنع اإلطالق ‪ ،‬فق‪66‬ال له أبو احلسن األش‪66‬عري ‪ :‬فعلى قياسك ال يس‪66‬مى‬
‫اهلل سبحانه حكيما ‪ ،‬ألن هذا االسم مش‪6‬تق من حكمة اللج‪6‬ام وهي احلدي‪6‬دة املانعة‬
‫للدابة عن اخلروج ‪ ،‬ويشهد لذلك قول حسان بن ثابت ‪: t‬‬
‫ونضرب حين تختلط الدماء‬
‫ُ‬ ‫فنحكم بالقوافي من هجانا ‪:‬‬
‫وقول اآلخر ‪:‬‬
‫(‪)10‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬
‫عليكم أن أغضبا‬
‫ُ‬ ‫أبني حنيفة حكموا سفهاءكم ‪ :‬إني أخاف‬
‫واملعىن ‪ :‬مننع ب‪66‬القوايف من هجانا ‪ ،‬وامنع‪66‬وا س‪66‬فهاءكم ‪ ،‬ف‪66‬إذا ك‪66‬ان اللفظ مش‪66‬تقا‬
‫من املنع واملنع على اهلل حمال ؛ لزمك أن متنع إطالق حكيم على اهلل تع‪66 6 6 6 6‬اىل ‪ ،‬فلم‬
‫جيب اجلب‪6‬ائي إال أنه ق‪6‬ال لألش‪6‬عري ‪ :‬فلم منعت أنت أن يس‪66‬مى اهلل ع‪66‬اقال وأج‪6‬زت‬
‫أن يسمى حكيما ؟ قال األش‪6‬عري ‪ :‬ألن ط‪6‬ريقي يف مأخذ أمساء اهلل اإلذن الش‪6‬رعي‬
‫دون القي ‪66 6 6‬اس اللغ‪66 6 6‬وي ‪ ،‬ف‪66 6 6‬أطلقت حكيما ألن الش‪66 6 6‬رع أطلقه ومنعت ع ‪66 6‬اقال ألن‬
‫الشرع منعه ولو أطلقه الشرع ألطلقته (‪. )1‬‬
‫وق‪66‬ال ابن ح‪66‬زم ‪ ( :‬ال جيوز أن يس‪66‬مى اهلل تع‪66‬اىل وال أن خيرب عنه إال مبا مسى به‬
‫نفسه أو أخرب به عن نفسه يف كتابه أو على لس ‪66 6 6 6‬ان رس ‪66 6 6 6‬وله ‪ ‬أو صح به إمجاع‬
‫مجيع أهل اإلس‪66‬الم املتيقن وال مزيد ‪ ،‬وحىت وإن ك‪66‬ان املعىن ص‪66‬حيحا فال جيوز أن‬
‫يطلق عليه تعاىل اللفظ وقد علمنا يقينا أن اهلل عز وجل بىن الس‪66‬ماء ‪ ،‬ق‪6‬ال تع‪6‬اىل ‪:‬‬
‫‪َ ‬وال َّس‪َ /‬م َاء َبَنْيَن َاها بِأَيْ‪/ٍ /‬د َوإِنَّا ل َُمو ِس‪ُ /‬عو َن ‪[ ‬الذاريات‪ ، ]47:‬وال جيوز أن يس‪66‬مى بن‪66‬اء ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫وأنه تعاىل خلق أصباغ النبات واحليوان ‪ ،‬وأنه تعاىل قال ‪ِ  :‬‬
‫َح َس‪ُ /‬ن‬‫ص‪ْ/‬بغَ َة اللَّه َوَم ْن أ ْ‬
‫ِم َن اللَِّه ِص ‪ْ/‬بغَ ًة َونَ ْح ُن لَ‪//‬هُ َعابِ ‪ُ /‬دو َن ‪[ ‬البق‪66‬رة‪ ، ]138:‬وال جيوز أن يس‪66‬مى ص‪66‬باغا وأنه‬
‫تع‪6‬اىل س‪6‬قانا الغيث ومي‪6‬اه األرض وال يس‪6‬مى س‪6‬قاء وال س‪6‬اقيا ‪ ،‬وهك‪6‬ذا كل ش‪6‬يء‬
‫مل يسم به نفسه ) (‪. )2‬‬
‫‪/‬ك‬‫صي َثَن ًاء َعَلْي َ‬‫ُح ِ‬ ‫وقد ثبت من حديث أَيِب هريرَة ‪ t‬أن رس َ ِ‬
‫ول اللّه ‪ ‬قال ‪َ ( :‬ال أ ْ‬ ‫َُ‬ ‫ُ َ َْ‬
‫ت َعَلى َنْف ِس‪/ / / / /‬ك ) (‪ ، )3‬وه‪66 6 6 6 6‬ذا دليل على أن معرفة ما أثىن اهلل به على‬ ‫ت َك َما أَْثَنْي َ‬ ‫أَنْ َ‬
‫نفسه ال بد فيها من طريق مسعي منقول إلينا باخلرب الثابت الصحيح ‪.‬‬
‫‪ ‬أسماء اهلل الكلية وإحصاء األسماء الحسنى ‪:‬‬
‫لكن هنا مس‪66 6 6 6‬ألة تط‪66 6 6 6‬رح نفس‪66 6 6 6‬ها وينبغي حترير جواهبا وهي التمي‪66 6 6 6‬يز بني معتقد‬
‫السلف يف حصر أمساء اهلل الكلية يف تسعة وتس‪6‬عني امسا ومعىن اإلحص‪6‬اء ال‪6‬ذي ورد‬

‫‪ 1‬طبق‪6‬ات الش‪6‬افعية الك‪6‬ربى ‪ ،‬لأيب نصر عبد الوه‪6‬اب الس‪6‬بكي ‪ ، 358 /3 ،‬حتقيق دكت‪6‬ور عبد الفت‪6‬اح‬
‫حممد احللو ‪ ،‬دكتور حممود حممد الطناحي ‪ ،‬نشر دار هجر ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬سنة ‪1992‬م ‪.‬‬
‫‪ 2‬الفصل يف امللل واأله‪66‬واء والنحل ‪ ،‬لأبي حممد بن ح‪66‬زم الظ ‪ 6‬اهري ‪ ، 3/43 ، 2/108‬نشر مكتبة‬
‫اخلاجني القاهرة ‪ ،‬بدون تاريخ ‪.‬‬
‫‪ 3‬مسلم يف الصالة ‪ ،‬باب ما يقال يف الركوع والسجود ‪. )486 ( 1/352‬‬
‫(‪)11‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫يف حديث أيب هريرة ‪ t‬وال‪6‬ذي فيه النص والتأكيد على ذكر الع‪6‬دد بق‪6‬ول النيب ‪: ‬‬
‫ْجنََّة ) (‪ ، )1‬ألن بعض‬‫‪/‬ل ال َ‬
‫ص ‪َ /‬اها َد َ‪/‬خ َ‬
‫َح َ‬ ‫ين ا ْس ‪َ /‬ما ِمائَ ‪ً /‬ة ِإالَّ َو ِ ‪/‬‬
‫اح ًدا َم ْن أ ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫( ِإ َّن للَّه ت ْس ‪َ /‬ع ًة َوت ْس ‪/‬ع َ‬
‫املتوس‪66 6 6‬عني يف إحص‪66 6 6‬اء األمساء تص‪66 6 6‬ور أن أمساء اهلل احلسىن اليت وردت يف الكت ‪66 6‬اب‬
‫والسنة تزيد عن هذا العدد بكثري مما أدى إىل تضارب املعاين حول فهم حديث أيب‬
‫هري ‪66‬رة ‪ ، t‬فما احلكمة إذا من النص على ه ‪66‬ذا الع ‪66‬دد بال ‪66‬ذات ؟ وهل من أحصى‬
‫تس‪66 6 6‬عة وتس‪66 6 6‬عني امسا من مجلة أمساء اهلل ال‪66 6 6‬واردة يف الكت‪66 6 6‬اب والس‪66 6 6‬نة فقد حتقق فيه‬
‫الوصف بدخول اجلنة ؟ وإن ك‪6‬ان ه‪6‬ذا هو املعىن املقص‪6‬ود فما ع‪6‬دد األمساء املوج‪6‬ود‬
‫ل ‪66‬دينا ب ‪66‬النص الص ‪66‬ريح ؟ وما م ‪66‬يزة الع ‪66‬دد ال ‪66‬ذي سيحص ‪66‬يه املس ‪66‬لم باختي ‪66‬اره هو عن‬
‫الع‪66‬دد املتبقي ؟ وهل قض‪66‬ية إحص‪66‬اء التس‪66‬عة والتس‪66‬عني مرتوكة الختي‪66‬ار الش‪66‬خص أم‬
‫حلكم الدليل والنص ؟ أسئلة كثرية تتوجه إىل من جعل أمساء اهلل احلسىن ال‪66‬واردة يف‬
‫الكتاب والسنة أكثر من مائة إال واحدا ‪.‬‬
‫لكن ما ن‪66 6‬ود التنبيه عليه يف ه‪66 6‬ذه القض‪66 6‬ية من خالل اعتق‪66 6‬اد الس‪66 6‬لف املبين على‬
‫النص‪66 6 6 6‬وص القرآنية والنبوية أنه ال شك يف أن مجلة أمساء اهلل تع‪66 6 6 6‬اىل الكلية تعد من‬
‫األمور الغيبية اليت استأثر اهلل هبا ‪ ،‬وأهنا غري حمصورة يف ع‪66‬دد معني ‪ ،‬وال يفهم من‬
‫األحاديث اليت وردت يف ذكر التسعة والتسعني حصرها مجيعها ‪.‬‬
‫أما ما تع ‪66‬رف اهلل به إىل عب ‪66‬اده من أمسائه احلسىن اليت وردت يف كتابه ويف س ‪66‬نة‬
‫رس ‪66 6 6 6‬وله ‪ ‬فهي األمساء املذكورة يف الع ‪66 6 6 6‬دد النب ‪66 6 6 6‬وي املخص ‪66 6 6 6‬وص عند متييزها عن‬
‫األوص‪66‬اف ‪ ،‬وإخ‪6‬راج ما قيد منها باإلض‪6‬افة أو انقس‪66‬ام املعىن ‪ ،‬وحتري ثبوهتا ب‪6‬النص‬
‫وتتبعها بالدليل ‪ ،‬وهذه إحدى النتائج اليت توصل إليها البحث ‪.‬‬
‫فالش ‪66 6‬روط اليت اس ‪66 6‬تخرجتها من الق ‪66 6‬رآن والس ‪66 6‬نة أو الض ‪66 6‬وابط اليت انتهجتها يف‬
‫إحص‪66 6‬اء األمساء مل تنطبق إال على تس‪66 6‬عة وتس‪66 6‬عني امسا من مجلة ما ذك‪66 6‬ره العلم‪66 6‬اء‬
‫والذي جتاوز عدده املائتني والثمانني امسا ‪ ،‬سواء اجتهدوا يف مجعها أخذا من نص‬
‫مطلق أو مقيد أو االش ‪66 6 6‬تقاق من الص ‪66 6 6‬فات واألفع ‪66 6 6‬ال ‪ ،‬وه ‪66 6 6‬ذا حبمد اهلل يتفق مع‬
‫العدد املذكور يف احلديث النبوي ‪.‬‬

‫‪ 1‬تقدم خترجيه ص ‪. 6‬‬


‫(‪)12‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫وليس يف األمر تكلف أو تعسف وافتع‪6‬ال ؛ أو حماولة من الب‪66‬احث جلعل الع‪6‬دد‬


‫حمص ‪66‬ورا يف تس ‪66‬عة وتس ‪66‬عني امسا بص ‪66‬ورة أو ب ‪66‬أخرى ‪ ،‬بل يس ‪66‬تطيع كل ب ‪66‬احث من‬
‫العامة أو اخلاصة أن يطبق الش ‪66 6 6 6‬روط املذكورة يف إحص ‪66 6 6 6‬اء األمساء احلسىن الثابتة يف‬
‫الكتاب والسنة وسيصل إىل ذات النتيجة إن شاء اهلل ‪ ،‬وسيتعرف على العدد الذي‬
‫ذكره النيب ‪ ‬يف حديث أيب هريرة ‪. t‬‬

‫كما أن إحصاء األمساء احلسىن يف ه‪6‬ذا الع‪6‬دد ال يع‪6‬ارض ما ج‪6‬اء يف ح‪6‬ديث ابن‬
‫‪/‬ك‬ ‫ُك بِ ُك‪ِّ /‬‬
‫‪/‬ل ا ْس ‪ٍ /‬م ُه‪/َ /‬و لَ ‪َ /‬‬ ‫مس ‪66‬عود ‪ t‬مرفوعا أن النيب ‪ ‬ق ‪66‬ال يف دع ‪66‬اء الك ‪66‬رب ‪ ( :‬أَ ْس ‪/‬أَل َ‬
‫ت بِ‪/ِ /‬ه ِفي‬ ‫َح‪/‬داً ِم ْن َخلِْق‪َ /‬‬
‫‪/‬ك ‪ ،‬أَْو ا ْس‪َ/‬تْأَثْر َ‬ ‫ك أَْو أَْنَزلَْت‪/ُ /‬ه ِفي ِكَتابِ‪َ /‬‬
‫‪/‬ك ‪ ،‬أَْو َعلَّ ْمَت‪/ُ /‬ه أ َ‪/‬‬ ‫يت بِ‪/ِ /‬ه َنْف َس‪َ /‬‬
‫َس‪َّ /‬م َ‬
‫ِعل ِْم اْلغَْي ِب ِعْن‪َ / /‬د َك ) (‪ ، )1‬ألن ه‪66 6‬ذا احلديث ي‪66 6‬دل على انف‪66 6‬راد اهلل بعلم الع‪66 6‬دد الكلى‬
‫ألمسائه احلسىن ‪ ،‬فما اس‪66 6 6 6‬تأثر به يف علم الغيب عن‪66 6 6 6‬ده ال ميكن ألحد حص‪66 6 6‬ره وال‬
‫اإلحاطة به ‪.‬‬
‫أما ح ‪66 6‬ديث أيب هري ‪66 6‬رَة ‪ t‬يف ذكر التس ‪66 6‬عة والتس ‪66 6‬عني فاملقص ‪66 6‬ود به األمساء اليت‬
‫تع‪66‬رف هبا إىل عب‪66‬اده ‪ ،‬وال ي‪66‬دل على حصر أمساء اهلل الكلية هبذا الع‪66‬دد ‪ ،‬ولو ك‪66‬ان‬
‫املراد احلصر لقال ‪ :‬إن أمساء اهلل تسعة وتسعون امسا من أحصاها دخل اجلنة أو حنو‬
‫ذلك ‪ ،‬فمعىن احلديث أن ه‪6‬ذا الع‪6‬دد من مجلة أمساء اهلل اليت تع‪6‬رف هبا إىل عب‪6‬اده يف‬
‫ال‪66‬دنيا ‪ ،‬ومن ش‪66‬أنه أن من أحص‪66‬اه دخل اجلنة ‪ ،‬ونظري ه‪66‬ذا أن تق‪66‬ول ‪ :‬عن‪66‬دي مائة‬
‫درهم أعددهتا للصدقة فإنه ال مينع أن يكون عندك دراهم أخ‪6‬رى مل تع‪6‬دها للص‪6‬دقة‬
‫فاملراد اإلخبار عن دخول اجلنة بإحصائها ال اإلخبار حبصر األمساء الكلية (‪. )2‬‬
‫وقد ج ‪66 6‬زم ابن ح ‪66 6‬زم باحلصر وق ‪66 6‬ال ‪ ( :‬فصح أنه ال حيل ألحد أن يس ‪66 6‬مي اهلل‬
‫تعاىل إال مبا مسى به نفسه ‪ ،‬وصح أن أمساءه ال تزيد على تسعة وتسعني شيئا لقوله‬
‫عليه الس‪66‬الم مائة إال واح ‪66‬دا فنفى الزي ‪66‬ادة وأبطلها ‪ ،‬لكن خيرب عنه مبا يفعل تع‪66‬اىل ‪،‬‬
‫وج‪66‬اءت أح‪66‬اديث يف إحص‪66‬اء التس‪66‬عة والتس‪66‬عني أمساء مض‪66‬طربة ال يصح منها ش‪66‬يء‬

‫‪ 1‬ح‪66 6‬ديث ص‪66 6‬حيح رواه أمحد يف مس‪66 6‬ند عبد اهلل بن مس‪66 6‬عود ‪ ، 6 )3712 ( 1/391‬وابن حب‪66 6‬ان يف‬
‫ص‪66‬حيحه ب‪66‬اب ذكر األمر ملن أص‪66‬ابه ح‪66‬زن أن يس‪66‬أل اهلل ذهابه عنه وإبداله إي‪66‬اه فرحا ‪، 6)972 ( 3/253‬‬
‫واحلاكم يف املستدرك ‪ ، )1877 ( 1/690 ،‬وانظر السلسلة الصحيحة للشيخ األلباين ‪. 1/383‬‬
‫‪ 2‬انظر ش‪66‬رح س‪66‬نن ابن ماجه للس‪66‬يوطي ص ‪ ، 275‬نشر ق‪66‬دميي كتب خانة كاراتش ‪6‬ي ‪ ،‬وانظر أيضا‬
‫جمموع الفتاوى لشيخ اإلسالم ابن تيمية ‪ ، 6/381‬والفتاوى الكربى ‪. 1/218‬‬
‫(‪)13‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫أصال ‪ ،‬فإمنا تؤخذ من نص الق‪66 6‬رآن ومما صح عن النيب ص‪66 6‬لى اهلل عليه وآله وس‪66 6‬لم‬
‫وقد بلغ إحص ‪66‬اؤنا منها إىل ما ن ‪66‬ذكر ) (‪ ، )1‬مث س ‪66‬رد أربعة ومثانني امسا اس ‪66‬تخرجها‬
‫من القرآن والسنة (‪. )2‬‬
‫ق‪66‬ال ابن القيم ‪ ( :‬األمساء احلسىن ال ت‪66‬دخل حتت حصر وال حتد بع‪66‬دد ‪ ،‬ف‪66‬إن هلل‬
‫تع‪6‬اىل أمساء وص‪6‬فات اس‪6‬تأثر هبا يف علم الغيب عن‪6‬ده ال يعلمها ملك مق‪6‬رب وال نيب‬
‫مرسل ‪ ،‬كما يف احلديث الص‪66 6‬حيح أس‪66 6‬ألك بكل اسم هو لك مسيت به نفسك أو‬
‫أنزلته يف كتابك أو استأثرت به يف علم الغيب عندك ‪ ،‬فجعل أمساءه ثالثة أقس‪6‬ام ‪:‬‬
‫قسم مسى به نفسه ف‪66 6‬أظهره ملن ش ‪66 6‬اء من مالئكته أو غ‪66 6‬ريهم ومل ي‪66 6‬نزل به كتابه ‪،‬‬
‫وقسم أنزل به كتابه فتعرف به إىل عب‪6‬اده ‪ ،‬وقسم اس‪6‬تأثر به يف علم غيبه فلم يطلع‬
‫عليه أحد من خلقه ‪ ،‬وهلذا قال استأثرت به أي انفردت بعلمه ) (‪. )3‬‬
‫وق ‪66 6 6 6 6‬ال الن ‪66 6 6 6 6‬ووي ‪ ( :‬وأما قوله ‪ ‬من أحص ‪66 6 6 6 6‬اها دخل اجلنة ف ‪66 6 6 6 6‬اختلفوا يف املراد‬
‫بإحصائها ‪ ،‬فقال البخ‪6‬اري وغ‪6‬ريه من احملققني معن‪6‬اه حفظها ‪ ،‬وه‪6‬ذا هو األظهر ألنه‬
‫ج‪66‬اء مفس‪66‬را يف الرواية األخ‪66‬رى من حفظها ‪ ،‬وقيل أحص‪66‬اها ع‪66‬دها يف ال‪66‬دعاء هبا ‪،‬‬
‫وقيل أطاقها أي أحسن املراع‪66‬اة هلا واحملافظة على ما تقتض‪66‬يه وص‪66‬دق مبعانيها ‪ ،‬وقيل‬
‫معن‪66 6‬اه العمل هبا والطاعة بكل امسها ‪ ،‬واإلميان هبا ال يقتضي عمال ‪ ،‬وق ‪66‬ال بعض ‪66‬هم‬
‫املراد حفظ الق‪6‬رآن وتالوته كله ألنه مس‪6‬توف هلا ‪ ،‬وهو ض‪6‬عيف والص‪6‬حيح األول )‬
‫(‪. )4‬‬
‫هذا ما ذكره أغلب العلماء فكيف نوفق بني تلك اآلراء يف معىن الإحصاء وبعد‬
‫أن ظهرت نتيجة البحث ؟‬
‫ظهور األسماء مرتبط بمقتضى الحكمة اإللهية ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪1‬انظر احمللى البن ح‪66‬زم ‪ ، 8/31‬والفصل يف امللل والنحل ‪ ، 2/112‬وانظر أيضا س‪66‬بل الس‪66‬الم ش‪66‬رح‬
‫بلوغ املرام من أدلة األحكام ‪. 4/108‬‬
‫‪2‬انظر السابق ‪. 8/31‬‬
‫‪ 3‬ب‪66‬دائع الفوائد ‪ ، 1/171‬حتقيق هش‪66‬ام عبد العزيز عطا وآخ‪66‬رون ‪ ،‬نشر مكتبة ن‪66‬زار ‪ ،‬مكة املكرمة ‪،‬‬
‫الطبعة األوىل ‪1416‬هـ ‪ ، 1996 /‬وله أيضا ش‪66‬فاء العليل يف مس‪66‬ائل القض‪66‬اء والق‪66‬در واحلكمة والتعليل ‪،‬‬
‫ص ‪ 277‬حتقيق حممد بدر الدين أبو فراس ‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬بريوت ‪.1398 ،‬‬
‫‪ 4‬صحيح مسلم بشرح النووي ‪. 17/5‬‬
‫(‪)14‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫اإلحص‪66‬اء يف اللغة معن‪66‬اه احلفظ واجلمع والعد واإلحاطة كما ق ‪6‬ال تع‪66‬اىل ‪َ  :‬ي‪/ْ /‬و َم‬
‫وه ‪[ ‬اجملادل‪66 6‬ة‪ ، ]6:‬وق ‪66‬ال ‪ :‬‬ ‫س‪ُ / /‬‬ ‫َح َ َّ‬
‫ص ‪ُ //‬اه الل ُه َونَ ُ‬ ‫َيْبَعُث ُه ُم اللَُّه َج ِميع ‪//‬اً َفُيَنِّبُئ ُه ْم بِ َما َع ِملُ‪///‬وا أ ْ‬
‫ٍ‬
‫صاءُ‬ ‫صى ُك َّل َش ْيء َع َدداً ‪[ ‬اجلن‪ ، ]28:‬قال ابن منظور ‪ِ ( :‬اإل ْح َ‬ ‫َح َ‬ ‫َحا َط بِ َما لَ َديِْه ْم َوأ ْ‬
‫َوأ َ‬
‫ِ‬
‫الشيء أَحاط به ) (‪. )1‬‬
‫َ‬ ‫صى‬
‫َح َ‬
‫الشيء َع َددته ‪ ،‬وأ ْ‬
‫َ‬ ‫صْيت‬ ‫الع ُّد واحلْفظ وأ ْ‬
‫َح َ‬ ‫َ‬
‫من الواضح اتف‪66 6 6 6 6 6‬اق العلم‪66 6 6 6 6 6‬اء على أن أمساء اهلل الكلية ال حتصى وال‬
‫تعد فهو س ‪66 6 6‬بحانه الوحيد ال ‪66 6 6‬ذي يعلم ع ‪66 6 6‬ددها ‪ ،‬أما ختص ‪66 6 6‬يص بعض ‪66 6‬ها‬
‫بتس ‪66 6‬عة وتس ‪66 6‬عني امسا وتأكيد النيب ‪ ‬بقوله مائة إال واح ‪66 6‬دا ‪ ،‬فالعلة يف‬
‫ذلك واهلل أعلم أن كل مرحلة من مراحل اخللق يظهر فيها احلق‬
‫س‪66 6‬بحانه وتع‪66 6‬اىل من أمسائه وص‪66 6‬فاته ما يناسب الغاية من وجودها وحيقق‬
‫منتهى احلكمة وإب ‪66 6 6 6‬داع الص ‪66 6 6 6‬نعة ودالئل الكم ‪66 6 6 6‬ال واجلالل ؛ ففي مرحلة‬
‫ال‪66‬دنيا وما فيها من ش‪66‬هوات وأه‪66‬واء وتقليب األم‪66‬ور لإلنس‪66‬ان على س‪66‬بيل‬
‫االبتالء ‪ ،‬وحكمة اهلل يف تكليفه بالش‪66 6 6‬رائع واألحك‪66 6 6‬ام ومتي‪66 6 6‬يز احلالل من‬
‫احلرام ‪ ،‬يف ه ‪66 6 6 6 6‬ذه املرحلة تع ‪66 6 6 6 6‬رف اهلل عز وجل إىل عب ‪66 6 6 6 6‬اده جبملة من‬
‫أمسائه وص ‪66 6‬فاته تناسب حاجة اإلنس ‪66 6‬ان وض ‪66 6‬رورياته ‪ ،‬ذكرها النيب ‪ ‬يف‬
‫‪/‬ل‬
‫ص‪َ /‬اها َد َخ َ‬
‫َح َ‬ ‫ين ا ْس‪َ /‬ما ِمائَ‪ً /‬ة ِإالَّ َو ِ‪/‬‬
‫اح ًدا َم ْن أ ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫العدد املقص‪66‬ود فق‪6‬ال ‪ِ ( :‬إ َّن للَّه ت ْسَع ًة َوت ْسع َ‬
‫ْجنََّة ) (‪. )2‬‬
‫ال َ‬
‫وملزيد من البيان ميكن القول ‪ :‬إن احلياة ملا كانت دارا لالبتالء واالمتح‪6‬ان وحمال‬
‫الختي ‪66 6‬ار الكفر أو اإلميان وك ‪66 6‬ان الن ‪66 6‬اس متف ‪66 6‬اوتني خمتلفني آج ‪66 6‬اال وأرزاقا ‪ ،‬وألوانا‬
‫وأخالقا ‪ ،‬منهم الغين والفقري واألعمى البصري ‪ ،‬منهم الق‪66 6 6‬وي والض‪66 6 6‬عيف والظ ‪66 6‬امل‬
‫واملظل ‪66‬وم واحلاكم واحملك ‪66‬وم واملالك واملع ‪66‬دوم ‪ ،‬منهم الك ‪66‬اذب والص ‪66‬ادق واملخلص‬
‫واملنافق إىل غري ذلك من أنواع األخالق وتن‪6‬وع األرزاق واختالف الس‪66‬لوك وابتالء‬
‫ملك املل‪66 6‬وك ‪ ،‬ملا ك‪66 6‬انت ال‪66 6‬دنيا ك‪66 6‬ذلك ظه‪66 6‬رت حكمة اهلل يف تعريف اخلالئق ما‬

‫‪1‬لسان العرب ‪. 14/184‬‬


‫‪ 2‬تقدم خترجيه ‪.‬‬
‫(‪)15‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫يناس‪66 6 6‬بهم من أمسائه وص‪66 6 6‬فاته ‪ ،‬فاملذنب من العب‪66 6 6‬اد إن أراد التوبة س‪66 6 6‬يجد اهلل توابا‬
‫رحيما وعف‪66 6 6‬وا غف‪66 6 6‬ورا ‪ ،‬واملظل‪66 6 6‬وم س‪66 6 6‬يجده حقا مبينا حكما ع‪66 6 6‬دال وليا نص ‪66 6‬ريا ‪،‬‬
‫والضعيف املقهور سيجده قويا عزيزا جبارا قديرا ‪ ،‬والفقري س‪6‬يجد اهلل رزاقا حس‪6‬يبا‬
‫ب‪6‬را وكيال وهك‪6‬ذا س‪6‬يجد العب‪6‬اد من األمساء والص‪6‬فات ما يناسب ح‪6‬اجتهم وبغيتهم‬
‫‪ ،‬ف‪66 6 6 6 6 6‬الفطرة اليت فطر اخلالئق عليها اقتضت أن تلجأ النف‪66 6 6 6 6 6‬وس إىل ق ‪66 6 6 6 6‬وة عليا عند‬
‫ض‪66 6 6 6 6 6 6‬عفها ‪ ،‬وتطلب غنيا أعلى عند فقرها ‪ ،‬وتوابا رحيما عند ذنبها ‪ ،‬ومسيعا قريبا‬
‫بص ‪66‬ريا جميبا عند س ‪66‬ؤاهلا ومن هنا ك ‪66‬انت لكل مرحلة من مراحل اخللق اليت ق ‪66‬درها‬
‫اهلل عز وجل ما يناسبها من أمسائه وصفاته وأفعاله ‪.‬‬
‫أال ت‪66 6 6‬رى أنه يف الب‪66 6 6‬دء عن‪66 6 6‬دما أس‪66 6 6‬كن اهلل آدم وح‪66 6 6‬واء جنة االبتالء ف ‪66 6‬أكال من‬
‫الش‪66‬جرة وانكش‪66‬فت الع‪66‬ورة وتطلبت الفط‪66‬رة فرجا وخمرجا ؛ ك‪66‬ان الف‪66‬رج واملخ‪66‬رج‬
‫يف أمساء اهلل اليت تناسب حاهلما وما يغفر به ذنبهما ‪ ،‬فعلمهما كلم‪66 6 6 6 6 6 6 6 6 6‬ات هي يف‬
‫حقيقتها أمساء هلل وصفات ‪ ،‬علم آدم أن ي‪6‬دعو اهلل بامسه الت‪6‬واب ال‪6‬رحيم كما ق‪6‬ال ‪:‬‬
‫اب ال‪/َّ /‬ر ِح ُيم ‪[ ‬البق‪66‬رة‪َ ، ]37:‬ت َعلمها‬ ‫ِ‬
‫‪/‬اب َعَلْي‪//‬ه ِإنَُّه ُه‪/َ /‬و التََّّو ُ‬
‫‪َ ‬فَتَلَّقى َ ِ ِ ِ ٍ‬
‫آدُم م ْن َربِّه َكل َ‪/‬م‪/‬ات َفَت‪َ /‬‬
‫ودعا اهلل هبا ‪  :‬قَاال َرَّبَنا ظََل ْمَنا أَْنُف َسَنا َوِإ ْن ل َْم َت ْغِفْر لََنا َوَتْر َح ْمَنا لََن ُك‪/‬ونَ َّن ِم َن ال َخا ِس‪ِ /‬ر َين ‪‬‬
‫[ألعراف‪. ]23:‬‬
‫وروي عن أنس وابن عب ‪66‬اس وعبد ال ‪66‬رمحن بن يزيد بن معاوية وس ‪66‬عيد بن جبري‬
‫وغري واحد من الس‪66‬لف ‪ ‬أهنم ق‪66‬الوا ‪ ( :‬الكلم‪//‬ات ال‪//‬تي تلقى آدم من ربه فت‪//‬اب عليه‬
‫ال إله إال أنت س ‪//‬بحانك اللهم وبحم ‪//‬دك ‪ ،‬عملت س ‪//‬وءا وظلمت نفسي ف ‪//‬اغفر لي إنك‬
‫خ ‪// / /‬ير الغ ‪// / /‬افرين ‪ ،‬ال إله إال أنت س ‪// / /‬بحانك وبحم ‪// / /‬دك ‪ ،‬عملت س ‪// / /‬وءا وظلمت نفسي‬
‫ف‪//‬ارحمني إنك أنت أرحم ال‪//‬راحمين ‪ ،‬ال إله إال أنت س‪//‬بحانك وبحم‪//‬دك ‪ ،‬عملت س‪//‬وءا‬
‫(‪)16‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬
‫(‪) 1‬‬
‫‪.‬‬ ‫وظلمت نفسي فتب علي إنك أنت التواب الرحيم )‬
‫فطاملا أن ال ‪66‬دنيا خلقت لالبتالء ف ‪66‬إن اهلل عز وجل قد عرفنا مبا يناس ‪66‬بنا ويناس ‪66‬بها‬
‫من األمساء ‪ ،‬وهذه األمساء ال ينفع الدعاء هبا أو ببعضها يف مرحلة أخ‪6‬ري كمرحلة‬
‫القيامة وال ‪66‬دار اآلخ ‪66‬رة ‪ ،‬فلو دعا املش ‪66‬ركون أو الكف ‪66‬ار املخل ‪66‬دون رهبم ي ‪66‬وم القيامة‬
‫بامسه العظيم القريب الرفيق اجمليب الواسع املنان الرحيم الرمحن احملسن السالم اجلواد‬
‫الفتاح الستري الرءوف الودود اللطيف الكرمي األكرم الغفور الغفار الرب الطيب العفو‬
‫الت‪66‬واب ‪ ،‬لو دعا املخل‪66‬دون يف الن‪66‬ار رهبم ب‪66‬أي اسم من ه‪66‬ذه األمساء أن يغفر ذنبهم‬
‫وأن يعفو عنهم وأن يقبل التوبة منهم وأن يرمحهم من الع‪6‬ذاب ف‪66‬إن ذلك ال يتحقق‬
‫وال يس‪66 6 6 6‬تجاب ملخالفته مقتضى احلكمة وما دون يف أم الكت‪66 6 6 6‬اب ‪ ،‬ول‪66 6 6‬ذلك ق‪66 6 6‬ال‬
‫ِ ِ‬ ‫‪/‬ال الَّ ِذ ِ‬
‫ين في النَّا ِر ل َخَزنَ ‪//‬ة َج َهن َ‬
‫َّم ا ْد ُع‪//‬وا‬ ‫س ‪66‬بحانه وتع ‪66‬اىل عن أهل الن ‪66‬ار ودع ‪66‬ائهم ‪َ  :‬وقَ ‪َ َ /‬‬
‫‪/‬ك تَ‪/‬أْتِي ُكم رس‪/‬لُ ُكم بِالْبِّيَن‪ِ /‬‬
‫‪/‬ات قَ‪//‬الُوا َبَلى قَ‪//‬الُوا‬ ‫ف َعنَّا َيْوم‪/‬اً ِّم َن الَْع‪َ /‬ذ ِ‬
‫اب قَ‪//‬الُوا أََول َْم تَ‪ُ /‬‬ ‫َربَّ ُك ْم يُ َخِّف ْ‬
‫َ‬ ‫ْ ُُ‬
‫الل ‪[ ‬غافر‪. ]49/51:‬‬ ‫ض ٍ‬ ‫ين ِإال ِفي َ‬ ‫ِ‬
‫فَا ْد ُعوا َوَما ُد َعاء اْل َكاف ِر َ‬
‫َخ ِر ْجَنا ِمْن َها فَ‪ِ/‬إ ْن‬ ‫ت َعَلْيَنا ِش‪ْ /‬قَوُتَنا َو ُكنَّا َقْوم‪/‬اً َ‬
‫ض‪/‬الِّ َ‬
‫ين َرَّبَنا أ ْ‬ ‫وق‪66‬ال أيضا ‪  :‬قَ‪/‬الُوا َرَّبَنا َغَلَب ْ‬
‫‪/‬ون ‪[ ‬املؤمن‪66‬ون‪ ، ]106/110:‬ومن مث ف‪6‬إن‬ ‫اخس‪ُ /‬ؤوا ِف َيها وال تُ َكلِّم ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫‪/‬ال ْ َ‬ ‫ُع ْ‪/‬دنَا فَِإنَّا ظَ‪/‬الِ ُمو َن قَ َ‬
‫كل مرحلة من مراحل اخللق هلا ما يناسبها من احلِ َكم وإبداء األمساء ‪.‬‬
‫وقد بني النيب ‪ ‬أيضا أنه عند جميء احلق للفصل بني اخللق ي‪66 6 6 6‬وم القيامة يغضب‬
‫الغم‬
‫‪6‬اس من ِّ‬ ‫‪6‬ب بع ‪6َ 6‬دُه مثلَه ‪ ،‬فيبلُ ‪6ُ 6‬غ الن ‪َ 6‬‬
‫ب قبلَه مثله ولن يَغض ‪َ 6‬‬
‫ض‪ْ 6 6‬‬
‫غض ‪66‬با ش ‪66‬ديدا مل يَغ َ‬
‫وال َ‪6‬ك ‪6َ 6‬ر ِب ما ال يُطيق‪66 6‬ون وال حَي ِتمل‪66 6‬ون ‪ ،‬فيبحث‪66 6‬ون عن ش‪66 6‬فيع ق‪66 6‬ريب لكن األنبي‪66 6‬اء‬
‫يتخلف‪66‬ون إال ص‪66‬احب املق‪66‬ام احملم‪66‬ود يق‪66‬ول عن‪66‬دها أنا هلا ‪ ،‬كما ورد عند البخ‪66‬اري‬
‫عز‬
‫تحت العرش فأقَ ُع ساجداً لربي َّ‬ ‫لق ‪ ،‬فآتي َ‬ ‫من حديث أيب هريرة ‪ t‬مرفوعا ‪ِ ( :‬‬
‫فأنط ُ‬
‫فتح ُه على أح ٍ‪/‬د قبلي ‪ ،‬ثم‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫وحس ِن الثناء عليه شيئاً لم يَ ْ‬
‫علي من َمحامده ُ‬
‫اهلل َّ‬
‫ثم يَفتح ُ‬
‫وجل َّ‬
‫‪ 1‬انظر جممع الزوائد ‪ ،‬أليب بكر اهليثمي ‪ ، 8/198‬وش‪66 6 6‬عب اإلميان ‪ ،‬لأبي بكر أمحد بن احلسني‬
‫البيهقي ‪ ، 5/435 ، 5/434‬وكتاب العظمة لأبى حممد األصفهاين ‪ ، 1549 /5‬وكتاب الزهد لهناد‬
‫بن الس‪66‬ري الك‪66‬ويف ‪ ، 2/461‬وه‪66‬ذه الرواية ض‪66‬عيفة ‪ ،‬ض‪66‬عفها األلب‪66‬اين يف ض‪66‬عيف ال‪66‬رتغيب وال‪66‬رهيب (‬
‫‪. )1006‬‬
‫(‪)17‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫‪/‬فع تُ َش ‪/‬فع ) (‪ ، )1‬وتلك احملامد أو ما‬


‫يُق‪//‬ال ‪ :‬يا محمد ارفَ‪/ْ /‬ع رأسك ‪َ ،‬س ‪/‬ل تُعطَ ‪ْ /‬ه ‪ ،‬واش‪ْ /‬‬
‫ذك ‪66‬ره النيب ‪ ‬يف الثن ‪66‬اء على ربه ‪ -‬كما ذكر كثري من أهل العلم ‪ -‬أمساء من أمساء‬
‫اهلل مل يعلمها أحد من قبل ‪ ،‬يتعلمها النيب ‪ ‬ويدعوا اهلل هبا فيستجيب له (‪. )2‬‬
‫ومن مث ف‪66 6‬إن أمساء اهلل اليت تع‪66 6‬رف هبا إىل عب‪66 6‬اده واليت خص‪66 6‬ها النيب‬
‫‪ ‬بالع‪66 6 6 6 6‬دد املش‪66 6 6 6 6‬ار إليه يف األح‪66 6 6 6 6‬اديث كلها حسىن وكلها عظمى على‬
‫اعتب ‪66‬ار ما يناس ‪66‬بها من أح ‪66‬وال العب ‪66‬اد ودع ‪66‬ائهم هلل هبا ‪ ،‬وذلك ك ‪66‬ابتالء هلم يف‬
‫االس ‪66 6‬تعانة باهلل ‪ ،‬والص ‪66 6‬دق معه والرغبة إليه ‪ ،‬واخلوف منه ‪ ،‬والتوكل عليه ‪ ،‬وغري‬
‫ذلك من مع‪66 6 6 6 6 6 6‬اين العبودية وحتقيق العلة الغائية من خلقهم ‪ ،‬ودع‪66 6 6 6 6 6 6‬وهتم إيل الطاعة‬
‫وفعل اخلريات ‪ ،‬ومقاومة النفس واتباع الشهوات ‪.‬‬
‫والنيب ‪ ‬مل ي‪66‬بني التس‪66‬عة والتس‪66‬عني امسا على وجه العد والتفص‪66‬يل ليجتهد الن‪66‬اس‬
‫يف البحث والتحص ‪66‬يل ‪ ،‬ويف ذلك حكمة بالغة ومع ‪66‬ان س ‪66‬اطعة ؛ أن يطلبها الن ‪66‬اس‬
‫ويتحروها يف كتاب اهلل ويف سنة رسوله ‪ ‬؛ لرتتفع الدرجات وتتفاوت املن‪6‬ازل يف‬
‫اجلنات ‪ ،‬ألنه يلزم حلفظها إحصاؤها واستيفاؤها أوال ؛ وهذا يتطلب اجتهادا وحبثا‬
‫ط‪66‬ويال ‪ ،‬مث اإلحاطة مبعانيها والعمل مبقتض‪66‬اها ثانيا ؛ وه‪66‬ذا يتطلب جماه‪66‬دة وجه‪66‬ادا‬
‫كبريا ‪ ،‬مث دعاء اهلل هبا وحسن املراعاة ألحكامها وهذا يتطلب علما وفقها وبصرية‬
‫وتلك مراتب اإلحصاء على ما ترجح من أقوال العلماء ‪.‬‬
‫ق‪66‬ال ابن القيم ‪ ( :‬م‪66‬راتب إحص‪66‬اء أمسائه اليت من أحص‪66‬اها دخل اجلنة وه‪66‬ذا هو‬
‫قطب الس ‪66 6‬عادة وم ‪66 6‬دار النج ‪66 6‬اة والفالح ‪ ،‬املرتبة األوىل إحص ‪66 6‬اء ألفاظها وع‪66 6‬ددها ‪،‬‬
‫املرتبة الثانية فهم معانيها وم‪66‬دلوهلا ‪ ،‬املرتبة الثالثة دع‪66‬اؤه هبا كما ق‪66‬ال تع‪66‬اىل ‪َ  :‬ولِلَِّه‬
‫وه بَِها ‪[ ‬األع‪66‬راف‪ ، ]180 :‬وهو مرتبت‪66‬ان إح‪66‬دامها ‪ :‬دع‪66‬اء ثن‪66‬اء‬ ‫ْح ْس‪َ/‬نى فَ‪//‬ا ْد ُع ُ‬ ‫ا َأل ْس‪َ /‬م ُ‬
‫اء ال ُ‬
‫وعب ‪66‬ادة والث ‪66‬اين ‪ :‬دع ‪66‬اء طلب ومس ‪66‬ألة ‪ ،‬فال يثىن عليه إال بأمسائه احلسىن وص ‪66‬فاته‬
‫‪ 1‬البخاري يف كتاب التفسري ‪ ،‬باب ذرية من محلنا مع نوح ‪. )4435 ( 1746 /4‬‬
‫‪ 2‬بدائع الفوائد ‪ ، 1/176‬وطريق اهلجرتني ص ‪. 224‬‬
‫(‪)18‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫العلى وك‪66 6‬ذلك ال يس‪66 6‬أل إال هبا ‪ ،‬فال يق‪66 6‬ال ‪ :‬يا موج‪66 6‬ود أو يا ش‪66 6‬يء أو يا ذات‬
‫اغفر يل وارمحين ؛ بل يس‪66‬أل يف كل مطل‪66‬وب باسم يك‪66‬ون مقتض‪66‬يا ل‪66‬ذلك املطل‪66‬وب‬
‫؛ فيك ‪66 6 6‬ون الس ‪66 6 6‬ائل متوسال إليه ب ‪66 6 6‬ذلك االسم ‪ ،‬ومن تأمل أدعية الرسل والس ‪66 6‬يما‬
‫خامتهم وإمامهم وجدها مطابقة هلذا ) (‪. )1‬‬
‫رأي ابن القيم في مقتضى األسماء ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫وقد ذكر ابن القيم يف ش‪6‬أن املوح‪6‬دين أص‪6‬حاب اهلمم العالية أن العبد إذا ك‪6‬انت‬
‫مهته أعلى ونفسه أشرف أقبل على ربه مت‪6‬دبرا لعه‪6‬ده ففهمه وحفظ‪6‬ه وعلم أن لربه‬
‫شأنا يف عه‪6‬ده ليس كش‪6‬أن غ‪6‬ريه ‪ ،‬فوجد رب‪6‬ه قد تع‪6‬رف إليه وعرفه بنفسه ووص‪6‬فه‬
‫وامسه وفعله ‪ ،‬وعرفه أيضا بأحكامه ‪ ،‬فعرف العبد من ذلك العهد ربا قيوما بنفسه‬
‫مقيما لغ‪66 6 6‬ريه غنيا عن كل ما س ‪66 6‬واه ‪ ،‬وكل ما س ‪66 6‬واه فقري إليه ‪ ،‬وأنه مس ‪66 6‬تو على‬
‫عرشه ف‪6‬وق مجيع خلقه ‪ ،‬ي‪6‬رى ويس‪6‬مع ويرضي ويغضب وحيب ويبغض وي‪6‬دبر أمر‬
‫مملكته وهو فوق عرشه متكلم آمر ناه يرسل رسله إىل أقط‪6‬ار مملكته بكالمه ال‪6‬ذي‬
‫يس ‪66‬معه من يش ‪66‬اء من خلقه ‪ ،‬وأنه ق ‪66‬ائم بالقسط جماز باإلحس ‪66‬ان واإلس ‪66‬اءة ‪ ،‬وأنه‬
‫حليم غف ‪66 6‬ور ج ‪66 6‬واد حمسن ش‪66 6‬كور موص‪66 6‬وف بكل كم ‪66 6‬ال ‪ ،‬م ‪66 6‬نزه عن كل عيب‬
‫ونقص ‪ ،‬وأنه ال مثيل له وال نظري ‪.‬‬
‫وش‪66‬هد العبد أيضا حكمته يف ت‪66‬دبري مملكته ‪ ،‬وكيف يق‪66‬در المق‪66‬ادير مبش‪66‬يئته من‬
‫غري منازعة لعدله وحكمته ‪ ،‬فتظاهر عنده العقل والشرع والفطرة ‪ ،‬اتفقوا وصدق‬
‫كل منهما ص‪66 6 6 6 6 6 6 6‬احبيه ‪ ،‬وفهم عن اهلل س ‪66 6 6 6 6 6 6 6‬بحانه ما وصف به نفسه يف كتابه من‬
‫حق‪66‬ائق أمسائه وأش‪66‬رقت أنوارها على قلبه فص‪66‬ارت له كاملعاينة ‪ ،‬ف‪66‬رأى حينئذ تعلق‬
‫األمساء والصفات ب‪6‬اخللق واألمر وارتباطهما هبم‪6‬ا ‪ ،‬وس‪6‬ريان آثارمها يف الع‪6‬امل احلسي‬
‫والع‪66 6 6‬امل ال‪66 6 6‬روحي ‪ ،‬ورأى تص‪66 6 6‬رف األمساء ومقتض‪66 6 6‬ياهتا يف اخلالئق ‪ ،‬كيف عمت‬
‫وخصت وق ‪66 6 6 6 6‬ربت وأبع ‪66 6 6 6 6‬دت وأعطت ومنعت ؟ فش ‪66 6 6 6 6‬اهد العبد بقلبه مواقع عدله‬

‫‪ 1‬انظر بدائع الفوائد ‪. 1/171‬‬


‫(‪)19‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫وقس‪66‬طه وفض‪66‬له ورمحته ‪ ،‬واجتمع له اإلميان بل‪66‬زوم حجته مع نف‪66‬وذ أقض‪66‬يته وكم‪66‬ال‬
‫قدرته مع كم‪66 6‬ال عدله وحكمته ‪ ،‬وهناية عل‪66 6‬وه على مجيع خلقه مع إحاطته ومعيته‬
‫وجالله وعظمته وكربيائه وبطشه وانتقامه مع رمحته وب ‪66 6‬ره ولطفه وج ‪66 6‬وده وعف ‪66 6‬وه‬
‫وحلمه ‪ ،‬ورأى ل‪6‬زوم احلجة مع قهر املق‪6‬ادير اليت ال خ‪6‬روج ملخل‪6‬وق عنها ‪ ،‬وكيف‬
‫اص‪66‬طحاب الص‪66‬فات وتوافقها وش‪66‬هادة بعض‪66‬ها لبعض ‪ ،‬وانعط‪66‬اف احلكمة اليت هي‬
‫هناية وغاية على املق‪66 6 6 6 6 6 6‬ادير اليت هي أول وبداية ‪ ،‬ورج‪66 6 6 6 6 6 6‬وع فروعها إىل أص‪66 6 6 6 6‬وهلا‬
‫ومبادئها إىل غاياهتا ‪ ،‬حىت كأنه يش‪66 6 6‬اهد مب‪66 6 6‬اديء احلكمة وتأس‪66 6 6‬يس القض ‪66 6‬ايا على‬
‫وفق احلكمة والع ‪66‬دل واملص ‪66‬لحة والرمحة واإلحس ‪66‬ان ‪ ،‬ال خترج قض ‪66‬ية عن ذلك إىل‬
‫انقضاء األكوان وانفص‪6‬ال األحك‪6‬ام ي‪6‬وم الفصل بني العب‪6‬اد ‪ ،‬وظه‪6‬ور عدله وحكمته‬
‫وص‪66‬دق رس‪66‬له وما أخ‪66‬ربت به عنه جلميع اخلليقة ‪ ،‬إنس‪66‬ها وجنها ‪ ،‬مؤمنها وكافرها‬
‫(‪. )1‬‬
‫مث ي ‪66‬ذكر ابن القيم أنه حينئذ يت ‪66‬بني للخلق من ص ‪66‬فات جالله ونع ‪66‬وت كماله ما‬
‫مل يكون ‪66 6‬وا يعرفونه قبل ذلك ‪ ،‬حىت إن أع ‪66 6‬رف خلقه به يف ال ‪66 6‬دنيا يثين عليه يومئذ‬
‫من ص ‪66‬فات كماله ونع ‪66‬وت جالله ما مل يكن حيس ‪66‬نه يف ال ‪66‬دنيا ‪ ،‬وكما يظهر ذلك‬
‫خللقه تظهر هلم األس‪66‬باب اليت هبا زاغ الزائغ‪66‬ون وضل الض‪66‬الون وانقطع املنقطع‪66‬ون ‪،‬‬
‫فيكون الفرق بني العلم يومئذ حبقائق األمساء والصفات والعلم هبا يف الدنيا ك‪6‬الفرق‬
‫بني العلم باجلنة والنار ‪.‬‬
‫وك‪66‬ذلك يفهم العبد كيف اقتضت أمساؤه وص‪66‬فاته لوج‪66‬ود النب‪66‬وة والش‪66‬رائع وأن‬
‫ال ي‪66‬رتك خلقه س‪66‬دى ؟ وكيف اقتضت ما تض‪66‬منته من األوامر والن‪66‬واهي ؟ وكيف‬
‫اقتضت وق ‪66‬وع الث ‪66‬واب والعق ‪66‬اب واملع ‪66‬اد ؟ وأن ذلك من موجب ‪66‬ات أمسائه وص ‪66‬فاته‬
‫حبيث ينزه عما زعم أعداؤه من إنكار ذلك ‪ ،‬ويرى مشول الق‪66‬درة وإحاطتها جبميع‬
‫الكائن‪66 6‬ات حىت ال يشذ عنها مثق‪66 6‬ال ذرة ‪ ،‬وي ‪66 6‬رى أنه لو ك‪66 6‬ان معه إله آخر لفسد‬
‫‪ 1‬الفوائد ص ‪ 166‬بتصرف ‪ ،‬نشر دار الكتب العلمية ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،‬بريوت ‪.1393‬‬
‫(‪)20‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫ه ‪66‬ذا الع ‪66‬امل وفس ‪66‬دت الس ‪66‬ماوات واألرض ومن فيهن ‪ ،‬وأنه س ‪66‬بحانه لو ج ‪66‬از عليه‬
‫الن‪66 6 6‬وم أو املوت لتدك‪66 6 6‬دك ه‪66 6 6‬ذا الع‪66 6 6‬امل بأس‪66 6 6‬ره ومل يثبت طرفة عني ‪ ،‬وي ‪66 6‬رى ذلك‬
‫اإلس‪66 6 6‬الم واإلميان الل‪66 6 6‬ذين تعبد اهلل هبما مجيع عب‪66 6 6‬اده كيف انبعاثهما من الص‪66 6 6‬فات‬
‫املقدسة ؟ (‪. )1‬‬

‫أسـماء ‪ ‬الحسنى‬
‫التي أدرجت في رواية عبد العزيز بن الحصين عند الحاكم‬
‫وما لم يثبت منها أو يوافق شروط اإلحصاء‬

‫‪ 1‬السابق ص ‪ 167‬بتصرف ‪.‬‬


‫(‪)21‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫إن لله تسعة وتسعين أسما من أحصاها دخل الجنة‬


‫الملك‬ ‫الرب‬ ‫اإلله‬ ‫الرحيم‬
‫الرحمن‬ ‫هللا‬
‫الجب‪4‬ار‬ ‫العزيز‬ ‫المهيمن‬ ‫الم‪4‬ؤمن‬
‫الس‪4‬الم‬ ‫القدوس‬
‫العليم‬ ‫الحليم‬ ‫المص‪44‬ور‬ ‫الب‪44‬اريء‬
‫الخ‪44‬الق‬ ‫المتك‪44‬بر‬
‫اللطيف‬ ‫الواسع‬ ‫القي‪444‬وم‬ ‫الحي‬
‫البص‪444‬ير‬ ‫الس‪444‬ميع‬
‫الغفور‬ ‫الودود‬ ‫البديع‬ ‫المنان‬
‫الحنان‬ ‫الخبير‬
‫النور‬ ‫المعيد‬ ‫المبديء‬ ‫المجيد‬ ‫الشكور‬
‫الوه‪444‬اب‬ ‫الغف‪444‬ار‬ ‫الب‪444‬اطن‬ ‫الظ‪444‬اهر‬ ‫اآلخر‬ ‫األول‬
‫الوكيل‬ ‫الباقي‬ ‫الكافي‬ ‫الصمد‬ ‫األحد‬ ‫القادر‬
‫الجلال‬ ‫ذو‬ ‫المتعال‬ ‫الدائم‬ ‫المغيث‬ ‫المجيد‬
‫الباعث‬ ‫المبين‬ ‫الحق‬ ‫النصير‬ ‫المولى‬ ‫والإكرام‬
‫الصادق‬ ‫الجميل‬ ‫المميت‬ ‫المحيي‬ ‫المجيب‬
‫الت‪44‬واب‬ ‫الفت‪44‬اح‬ ‫ال‪44‬رقيب‬ ‫الق‪44‬ريب‬ ‫الكب‪44‬ير‬ ‫الحفيظ‬
‫العلي‬ ‫العلام‬ ‫الرزاق‬ ‫الفاطر‬ ‫الوتر‬ ‫القديم‬
‫ال‪44‬رءوف‬ ‫األك‪44‬رم‬ ‫المقت‪44‬در‬ ‫المليك‬ ‫الغ‪44‬ني‬ ‫العظيم‬
‫الرفيع‬ ‫الشاكر‬ ‫الهادي‬ ‫القدير‬ ‫المالك‬ ‫المدبر‬
‫المعارج‬ ‫ذو‬ ‫الطول‬ ‫ذو‬ ‫الواحد‬ ‫الشهيد‬
‫الكريم‬ ‫الجليل‬ ‫الكفيل‬ ‫الخالق‬ ‫الفضل‬ ‫ذو‬
‫* ‪.‬‬ ‫المحيط‬ ‫الحميد‬ ‫العفو‬ ‫البادي‬

‫* عدد األسماء في الحديث خمسة وتسعون اسما مع لفظ الجاللة ‪ ،‬وقد سقط من النص أربعة‬
‫أسماء أوردها البيهقي في االعتقاد وهي على ترتيب ورودها عنده البادي العفو الحميد المحيط‬

‫المبحث الثاني‬
‫شروط إحصاء األسماء الحسنى‬
‫ـــــ‬

‫مل يصح عن النيب ‪ ‬تع‪66‬يني األمساء احلسىن ‪ ،‬ق‪66‬ال ابن تيمية ‪ ( :‬مل ي‪66‬رد يف تعيينها‬
‫(‪)22‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫ح ‪66‬ديث ص ‪66‬حيح عن النيب ‪ ، ‬وأش ‪66‬هر ما عند الن ‪66‬اس فيها ح ‪66‬ديث الرتم ‪66‬ذي ال ‪66‬ذي‬
‫رواه الوليد بن مس‪66 6 6‬لم عن ش‪66 6 6‬عيب عن أيب محزة ‪ ،‬وحف‪66 6 6‬اظ أهل احلديث يقول ‪66 6‬ون‬
‫هذه الزيادة مما مجعه الوليد بن مس‪6‬لم عن ش‪6‬يوخه من أهل احلديث ‪ ،‬وفيها ح‪6‬ديث‬
‫ث‪6‬ان أض‪6‬عف من ه‪6‬ذا رواه ابن ماجه ‪ ،‬وقد روي يف ع‪6‬ددها غري ه‪6‬ذين الن‪6‬وعني من‬
‫مجع بعض السلف ) (‪. )1‬‬
‫وي‪66‬ذكر أيضا أنه إذا قيل بتعيينها على ما يف ح‪66‬ديث الرتم‪66‬ذي مثال ففي الكت‪66‬اب‬
‫والس‪66 6 6 6 6 6‬نة أمساء ليست يف ذلك احلديث ؛ مثل اسم ال‪66 6 6 6 6 6‬رب فإنه ليس يف ح ‪66 6 6 6‬ديث‬
‫الرتم ‪66‬ذي وأك ‪66‬ثر ال ‪66‬دعاء املش ‪66‬روع إمنا هو هبذا االسم ‪ ،‬وك ‪66‬ذلك اسم املن ‪66‬ان وال ‪66‬وتر‬
‫والطيب والس‪66 6 6‬بوح والش‪66 6 6‬ايف ؛ كلها ثابتة يف نص‪66 6 6‬وص ص‪66 6 6‬حيحة وتتبع ه ‪66 6‬ذا األمر‬
‫يطول (‪. )2‬‬
‫وق ‪66‬ال ابن ال ‪66‬وزير اليم ‪66‬اين ‪ ( :‬متي ‪66‬يز التس ‪66‬عة والتس ‪66‬عني حيت ‪66‬اج إىل نص متفق على‬
‫ص‪66‬حته أو توفيق رب‪66‬اين ‪ ،‬وقد ع‪66‬دم النص املتفق على ص‪66‬حته يف تعيينها ‪ ،‬فينبغي يف‬
‫تع‪66 6 6‬يني ما تعني منها الرج‪66 6 6‬وع إىل ما ورد يف كت‪66 6 6‬اب اهلل بنصه أو ما ورد يف املتفق‬
‫على صحته من احلديث ) (‪. )3‬‬
‫ويضاف إىل ما ذكره ابن الوزير اليماين ضرورة استخراج الشروط أو الض‪66‬وابط‬
‫املنهجية اليت محلتها النص‪6‬وص القرآنية والنبوية يف متي‪6‬يز األمساء احلسىن والتع‪6‬رف على‬
‫العلة يف إحص‪66 6‬اء كل اسم منها ‪ ،‬ألن كث‪66 6‬ريا من ال‪66 6‬ذين اعتم‪66 6‬دوا يف منهجهم على‬
‫تتبع األمساء اليت نص عليه الكت‪66 6 6 6 6‬اب ووردت يف ص ‪66 6 6 6‬حيح الس‪66 6 6 6 6‬نة اس‪66 6 6 6‬تبعدوا أمساء‬
‫يقتضي منهجهم إدخاهلا ؛ وأدخل ‪66‬وا أمساء يقتضي املنهج إخراجها ‪ ،‬فالعملية البحثية‬
‫االستقص‪66 6‬ائية الش‪66 6‬املة املبنية على تتبع ما ورد يف الكت‪66 6‬اب والس‪66 6‬نة ينبغي أن تك‪66 6‬ون‬

‫‪ 1‬الفتاوى الكربى ‪. 1/217‬‬


‫‪ 2‬السابق ‪ 1/217‬بتصرف ‪.‬‬
‫‪ 3‬العواصم والقواصم يف ال‪66‬ذب عن س‪66‬نة أيب القاسم حملمد بن إب‪66‬راهيم ال‪66‬وزير اليم‪66‬اين ‪ ، 7/228‬حتقيق‬
‫شعيب األرنئوط ‪ ،‬مؤسسة الرسالة ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1412‬هـ ‪.‬‬
‫(‪)23‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫حمكومة بضوابط علمية وشروط منهجية حتكم عملية اإلحصاء ‪.‬‬


‫ومن أفضل من مجع األمساء احلسىن يف عص ‪66‬رنا الش ‪66‬يخ حممد بن ص ‪66‬احل الع ‪66‬ثيمني‬
‫رمحه اهلل يف كتابه القيم القواعد املثلى يف ص‪66 6 6 6 6 6‬فات اهلل وأمسائه احلسىن حيث اعتمد‬
‫يف منهج اإلحص ‪66‬اء على تتبع ما ورد يف الق ‪66‬رآن وص ‪66‬حيح الس ‪66‬نة ‪ ،‬غري أنه اس ‪66‬تبعد‬
‫أمساء كان ينبغي إدخاهلا على مقتض‪6‬ى منهجه يف احلصر كاسم اهلل ال‪6‬ديان وال‪6‬رازق‬
‫واملسعر والس‪6‬تري واملالك ‪ ،‬مع أن ال‪6‬ديان ثبت يف نص ص‪6‬حيح وإن ك‪6‬ان معلقا عند‬
‫البخ ‪66‬اري إال أنه موص ‪66‬ول عند غ ‪66‬ريه ‪ ،‬وك ‪66‬ذلك ال ‪66‬رازق واملس ‪66‬عر وردا مع الق ‪66‬ابض‬
‫الباسط يف غري حديث ص‪6‬حيح ‪ ،‬فأدخل الش‪6‬يخ اث‪6‬نني واس‪6‬تبعد اث‪6‬نني دون ذكر علة‬
‫أو س ‪66‬بب وك ‪66‬ذلك الس ‪66‬تري ورد مع احليِ ِّي يف نص واحد ‪ ،‬فأدخل أح ‪66‬دمها واس ‪66‬تبعد‬
‫اآلخر دون بي‪66 6 6‬ان س‪66 6 6‬بب ذلك ‪ ،‬واسم اهلل املالك ورد مطلقا يف الس‪66 6 6‬نة ومقي ‪66 6‬دا يف‬
‫الق‪6‬رآن ومل يدخله الش‪6‬يخ يف األمساء ‪ ،‬وأدخل الع‪6‬امل واحلافظ واحمليط واحلفي مع أن‬
‫ه‪66 6‬ذه األمساء إمنا وردت مض‪66 6‬افة مقي‪66 6‬دة ‪ ،‬والش ‪66‬يخ رمحه اهلل نبه على علة ت ‪66‬ردده يف‬
‫إدخال اسم اهلل احلفي فقال ‪ ( :‬وإن كان عندنا تردد يف إدخال احلفي ألنه إمنا ورد‬
‫مقيداً يف قوله تعاىل عن إبراهيم ‪ِ  : ‬إنَُّه َكا َن بِي َحِفيّاً ‪. )1( ) ‬‬
‫مما يش‪66 6‬عر مبفه‪66 6‬وم املخالفة أن الع‪66 6‬امل واحلافظ واحمليط وردت مطلقة وهي ليست‬
‫كذلك ‪ ،‬فإدخال ه‪6‬ذه األمساء ت‪6‬ؤدي إىل ض‪6‬رورة إدخ‪6‬ال أمساء كث‪6‬رية تركها الش‪6‬يخ‬
‫رمحه اهلل كالب‪66 6 6 6‬ديع والن‪66 6 6‬ور والف‪66 6 6 6‬اطر واجلاعل والف‪66 6 6 6‬الق والب‪66 6 6 6‬الغ والكفيل وغريها ‪،‬‬
‫والقصد أن الش‪66 6 6 6‬يخ مل ي‪66 6 6 6‬بني منهجا يلتزمه يف اإلحص‪66 6 6 6‬اء غري أنه اعتمد على ورود‬
‫النص فقط وهذا وحده ال يكفي كما ذكرنا ‪.‬‬
‫وكذلك الش‪6‬يخ عبد احملسن العب‪6‬اد حفظه اهلل يف كتابه قطف اجلىن ال‪6‬داين اس‪6‬تبعد‬
‫املس‪66 6 6 6‬عر والق‪66 6 6 6‬ابض والباسط وال‪66 6 6 6‬رازق واجلواد واملالك مع ثب‪66 6 6 6‬وت ه‪66 6 6 6‬ذه األمساء يف‬

‫‪ 1‬القواعد املثلي ص ‪ ،16‬نشر دار األرقم ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ،‬الكويت سنة ‪1406‬هـ ‪.‬‬
‫(‪)24‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫ص‪66 6‬حيح الس‪66 6‬نة ‪ ،‬وأدخل اهلادي واحلافظ والكفيل والغ‪66 6‬الب واحمليط مع أهنا وردت‬
‫مضافة مقيدة ويلزمه ما سبق وذكرنا من األمساء (‪. )1‬‬
‫ويف أطروحته العلمية املتم ‪66 6‬يزة ألمساء اهلل احلسىن اس ‪66 6‬تبعد الش ‪66 6‬يخ عبد اهلل ص ‪66 6‬احل‬
‫الغصن حفظه اهلل اسم اهلل املعطي واملالك والس‪66‬يد واملس‪66‬عر ‪ ،‬وأدخل الع‪66‬امل واهلادي‬
‫واحمليط واحلافظ واحلاسب (‪ ، )2‬ومن مث ف‪66 6 6 6 6 6‬إن األمر يتطلب منهجا علميا مبنيا على‬
‫قواعد وضوابط وأسس حتدد شروط إحصاء األمساء احلسىن من الكتاب والسنة ‪.‬‬
‫وه ‪66 6‬ؤالء العلم ‪66 6‬اء األجالء وإن ك ‪66 6‬انوا من أفضل ما يعتمد على أحباثهم يف متي‪66 6‬يز‬
‫األمساء احلسىن والتعرف عليها ؛ حيث بلغ إحصاؤهم مجيعا قرابة اخلمسة والتس‪6‬عني‬
‫امسا من األمساء اليت وافقت ش‪66 6 6‬روط اإلحص‪66 6 6‬اء إال أنه ال بد من مراع‪66 6 6‬اة الض ‪66 6‬وابط‬
‫العلمية األخ ‪66‬رى اليت ميكن من خالهلا متي ‪66‬يز االسم عن الوصف والفعل ‪ ،‬ومىت ي ‪66‬راد‬
‫به يف النص العلمية ومىت يراد به الوصفية ؟‬
‫ه ‪66‬ذا مع حتري داللة االسم على منتهى الكم ‪66‬ال واحلسن ‪ ،‬ومراع ‪66‬اة ما إذا ك ‪66‬ان‬
‫الوصف مطلقا يف الداللة على الكم ‪66‬ال ؛ أو خمصصا مقي ‪66‬دا باإلض ‪66‬افة ؛ أو حمم ‪66‬وال‬
‫على وجه الكم ‪66‬ال فقط عند انقس ‪66‬ام املعىن وتط ‪66‬رق االحتم ‪66‬ال ‪ ،‬فيك ‪66‬ون املعىن عند‬
‫جترده كم‪66‬اال يف ح‪66‬ال ونقصا يف ح‪66‬ال ‪ ،‬وهل قض‪66‬ية اش‪66‬تقاق األمساء من األوص‪66‬اف‬
‫واألفعال تعود إىل اجتهاد الشخص أو إىل ثبوت النص ؟‬
‫فال بد إذا من حتديد الض ‪66 6‬وابط الالزمة للتع ‪66 6‬رف على أمساء اهلل احلسىن ‪ ،‬وه ‪66 6‬ذه‬
‫القض‪66‬ية تتطلب ش‪66‬روطا منهجية وأص‪66‬وال مبنية على النص‪66‬وص القرآنية والنبوية حبيث‬
‫يك ‪66 6 6‬ون البحث املعتمد عليها غري مقتصر فقط على ذكر األمساء احلسىن الثابتة ‪ ،‬بل‬
‫ال بد أيضا من بي‪66 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6‬ان األمساء اليت مل تنطبق عليها الش‪66 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6‬روط مع ذكر العلة يف‬
‫اس ‪66‬تبعادها فيق ‪66‬ال ‪ :‬ه ‪66‬ذا اسم والعلة ك ‪66‬ذا ‪ ،‬وه ‪66‬ذا ليس باسم والعلة ك ‪66‬ذا وك ‪66‬ذا ‪،‬‬
‫وف‪66 6 6 6 6 6 6 6‬وق ذلك وقبله يتطلب البحث كما ذكر ابن ال‪66 6 6 6 6 6 6 6‬وزير توفيقا من اهلل يف مجع‬
‫‪ 1‬قطف اجلىن الداين شرح مقدمة أيب زيد القريواين ‪ ،‬ص ‪ ، 92:85‬دار الفضيلة ‪1423‬هـ ‪.‬‬
‫‪ 2‬أمساء اهلل احلسىن ‪ ،‬نشر دار الوطن الرياض الطبعة األوىل ‪ ، 1417‬ص ‪.186:175‬‬
‫(‪)25‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫النصوص واستيفائها وااللتزام مبنهجية البحث والدقة يف تطبيقها ‪.‬‬


‫وبعد حبث طويل يف اس‪66‬تخراج الش‪66‬روط املنهجية أو القواعد األساس‪66‬ية إلحص‪66‬اء‬
‫األمساء اإلهلية اليت تعرف اهلل هبا إىل عباده ميكن حصر ه‪6‬ذه القواعد أو الض‪6‬وابط يف‬
‫مخسة ش‪66‬روط الزمة لكل اسم من األمساء احلسىن ‪ ،‬دل عليها بوض‪66‬وح ش‪66‬ديد ق‪66‬ول‬
‫َس َمائِِه َس ‪/‬يُ ْجَزْو َن‬ ‫ِ‬ ‫وه بِها و َذروا الَّ ِذ ِ‬ ‫ِِ‬
‫ين ُيلْح ُدو َن في أ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْح ْسَنى فَا ْد ُع ُ َ َ ُ‬ ‫اء ال ُ‬ ‫اهلل تعاىل ‪َ  :‬وللَّه األ ْ‬
‫َس َم ُ‬
‫َما َكانُوا َي ْع َملُو َن ‪[ ‬ألعراف‪ ، ]180:‬وقال أيضا ‪  :‬قُ ِل ا ْد ُعوا اللََّه أَ ِو ا ْد ُعوا َّ‬
‫الر ْح َم َن أَيّاً‬
‫ْح ْس‪َ/ / /‬نى ‪[ ‬اإلس‪66 6 6‬راء‪ ، ]110 :‬وح‪66 6‬ديث أَىِب ُهَرْي‪6َ 6 6‬رَة ‪ t‬يف‬ ‫اء ال ُ‬ ‫َما تَ ‪/ْ / /‬د ُعوا َفَل ‪/ُ / /‬ه ا َأل ْس‪َ / / /‬م ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ْجنََّة‬
‫ص َاها َد َخ َل ال َ‬ ‫اس َما مائًَة ِإالَّ َواح ًدا َم ْن أ ْ‬
‫َح َ‬ ‫الصحيحني مرفوعا ‪ِ ( :‬إ َّن للَّه ت ْسَع ًة َوت ْسع َ‬
‫ين ْ‬
‫) (‪ ، )1‬أما كيفية استخراج الش‪6‬روط من ه‪6‬ذه األدلة فبياهنا مفصال على النحو الت‪6‬ايل‬
‫‪:‬‬
‫الشرط الأول من شروط اإلحصاء ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫أن يرد االس‪6‬م نص‪6‬ا يف اآلي‪6‬ات القرآني‪6‬ة أو م‪6‬ا ثبت يف ص‪6‬حيح الس‪6‬نة النبوي‪6‬ة ‪ ،‬وه‪6‬ذا‬
‫وه بَِها ‪[ ‬األع‪66‬راف‪]180 :‬‬ ‫ِِ‬
‫ْح ْس‪َ/‬نى فَ‪/‬ا ْد ُع ُ‬
‫اء ال ُ‬ ‫الش‪6‬رط م‪6‬أخوذ من قوله تع‪6‬اىل ‪َ  :‬وللَّه األ ْ‬
‫َس َم ُ‬
‫ْح ْس‪َ/‬نى ‪[ ‬اإلس‪66‬راء‪ ، ]110 :‬ولف‪6‬ظ األمساء ي‪66‬دل على أن األمساء‬ ‫اء ال ُ‬ ‫وقوله ‪َ  :‬فَل ُه األ ْ‬
‫َس َم ُ‬
‫احلسىن معهودة موجودة ‪ ،‬فاأللف والالم هنا للعهد ‪ ،‬وملا كان دورنا حيال األمساء‬
‫هو اإلحص‪6‬اء دون االش‪6‬تقاق واإلنش‪6‬اء ‪ ،‬ف‪6‬إن اإلحص‪6‬اء ال يك‪6‬ون إال لش‪6‬يء موج‪6‬ود‬
‫ومعه‪66‬ود ؛ وال يع‪66‬رف ذلك إال بما نص عليه كت‪66‬اب اهلل وما صح بالس‪66‬ند املرف‪66‬وع‬
‫إىل رسوله ‪ ، ‬ويف هذا ق‪6‬ال ش‪6‬يخ اإلس‪6‬الم ابن تيمي‪6‬ة ‪ ( :‬األسماء الحس‪/‬نى المعروفة‬
‫هي التي وردت في الكتاب والسنة ) (‪. )2‬‬
‫ومن املعل ‪66‬وم من م ‪66‬ذهب الس ‪66‬لف الص ‪66‬احل أن أمساء اهلل احلس ‪66‬ىن توقيفي ‪66‬ة على األدل ‪66‬ة‬
‫الس‪66‬معية وال ب‪66‬د فيه‪66‬ا من حتري ال‪66‬دليل بطريق‪66‬ة علمي‪66‬ة تض‪66‬من لن‪66‬ا مرجعي‪66‬ة االس‪66‬م إىل‬
‫‪1‬تقدم خترجيه ‪.‬‬
‫‪2‬شرح العقيدة األصفهانية ص ‪. 19‬‬
‫(‪)26‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫كالم اهلل ورس ‪66 6‬وله ‪ ، ‬وال يك ‪66 6‬ون ذل ‪66 6‬ك إال ب ‪66 6‬الرجوع إىل م ‪66 6‬ا ورد يف الق ‪66 6‬رآن أو‬
‫صحيح السنة النبوي‪6‬ة على طريق‪6‬ة احملدثني ؛ فمحي‪6‬ط الرس‪6‬الة ال خترج دائرت‪6‬ه عن ذلك‬
‫وق‪66‬د تلقاه‪66‬ا الن‪66‬يب ‪ ‬عن طريق ال‪66‬وحي وعلى أش‪66‬كاله املختلف‪66‬ة ‪ ،‬ق‪66‬ال تع‪66‬اىل ‪َ  :‬وَم‪//‬ا‬
‫‪/‬وحى ‪[ ‬النجم‪ ، ]1/5:‬مث انقط‪66‬ع ال ‪66‬وحي بع‪66‬د م ‪66‬وت‬ ‫َيْن ِط‪ُ /‬‬
‫‪/‬ق َع ْن ال َ‪ْ/‬ه َ‪/‬وى ِإ ْن ُه‪/َ /‬و ِإال َو ْح ٌي يُ‪َ /‬‬
‫الن‪6‬يب ‪ ‬فال ي‪6‬نزل على أح‪6‬د إىل ي‪6‬وم القيام‪6‬ة ‪ ،‬وه‪6‬ذا واض‪6‬ح من قول‪6‬ه تع‪6‬اىل ‪َ  :‬ما َكا َن‬
‫ول اللَِّه َو َخاتَ َم النَِّبِّي َين ‪[ ‬األحزاب‪. ]40:‬‬ ‫مح َّم ٌد أَبا أَح ٍد ِمن ِرجالِ ُكم ول ِ‬
‫َك ْن َر ُس َ‬ ‫َُ َ َ ْ َ َْ‬
‫كم‪66 6‬ا أن ه‪66 6‬ذا الش‪66 6‬رط يعتم‪66 6‬د منهج الس‪66 6‬لف الص‪66 6‬احل أيض‪66 6‬ا يف ك‪66 6‬ون االحتج ‪66‬اج‬
‫بص‪66‬حيح الس‪66‬نة النبوي‪66‬ة كاالحتج‪66‬اج باآلي‪66‬ات القرآني‪66‬ة س‪66‬واء بس‪66‬واء ‪ ،‬فال خالف بني‬
‫مجه‪6‬ور العلم‪6‬اء ال‪6‬ذين يعت‪6‬د هبم يف أن الس‪6‬نة حجة مس‪6‬تقلة يف تش‪6‬ريع األحك‪6‬ام ‪ ،‬وأهنا‬
‫كالقرآن الك‪6‬رمي يف متي‪6‬يز احلالل من احلرام ‪ ،‬وأهنا املص‪6‬در الث‪6‬اين ملعرف‪6‬ة أص‪6‬ول اإلس‪6‬الم‬
‫وأهنا املفص ‪66‬حة عن مع ‪66‬اين الق ‪66‬رآن واملوض ‪66‬حة ألوام ‪66‬ره وأخب ‪66‬اره والكاش ‪66‬فة عن تأوي ‪66‬ل‬
‫النص وبيان أسراره ‪.‬‬
‫وق ‪66‬د أك ‪66‬د الق ‪66‬رآن بوض ‪66‬وح أن الس ‪66‬نة وحي من اهلل جيب اإلميان ب ‪66‬ه وجيب اتب ‪66‬اع‬
‫الرس ‪66‬ول ‪ ‬يف ك ‪66‬ل ش ‪66‬يء ويف ك ‪66‬ل وقت ؛ يف حيات ‪66‬ه وبع ‪66‬د ممات ‪66‬ه ‪ ،‬ألهنا أص ‪66‬ول مل‬
‫ختص‪66‬ص ب‪66‬زمن دون زمن ‪ ،‬فيجب تص‪66‬ديق الرس‪66‬ول ‪ ‬يف خ‪66‬ربه والطاع‪66‬ة ألم‪66‬ره عن‬
‫يقني وحمبة وإخالص ‪.‬‬
‫ق‪66‬ال ابن ح‪66‬زم األندلس‪66‬ي ‪ ( :‬إن الق‪66‬رآن ملا ك‪66‬ان ه‪66‬و األص‪66‬ل ال‪66‬ذي يرج‪66‬ع إلي‪66‬ه يف‬
‫معرف‪66‬ة اإلس‪66‬الم وج‪66‬دنا في‪66‬ه وج‪66‬وب طاع‪66‬ة م‪66‬ا أمرن‪66‬ا ب‪66‬ه رس‪66‬ول اهلل ‪ ، ‬ووج‪66‬دناه ع‪66‬ز‬
‫وج‪66‬ل يق‪66‬ول في‪66‬ه واص‪66‬فا لرس‪66‬وله ‪  : ‬وم‪//‬ا ي ِ‬
‫‪/‬وحى ‪‬‬ ‫‪/‬ق َع ِن ال َ‪ْ/‬ه َ‪/‬وى ِإ ْن ُه‪/َ /‬و ِإالَّ َو ْح ٌي يُ‪َ /‬‬
‫نط‪ُ /‬‬‫ََ َ‬
‫[النجم‪ ، ]4:3:‬فصح لنا ب‪6‬ذلك أن ال‪6‬وحي ينقس‪6‬م من اهلل ع‪6‬ز وج‪6‬ل إىل رس‪6‬وله ‪ ‬على‬
‫قس‪6‬مني ‪ ،‬أح‪6‬دمها وحي متل‪6‬و مؤل‪6‬ف تأليف‪6‬ا معج‪6‬ز النظ‪6‬ام وه‪6‬و الق‪6‬رآن ‪ ،‬والث‪6‬اين وحي‬
‫م ‪66‬روي منق ‪66‬ول غ ‪66‬ري مؤل ‪66‬ف وال معج ‪66‬ز النظ ‪66‬ام وال متل ‪66‬و ‪ ،‬لكن ‪66‬ه مق ‪66‬روء ‪ ،‬وه ‪66‬و اخلرب‬
‫(‪)27‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫الوارد عن رسول اهلل ‪ ، ‬وهو املبني عن اهلل عز وجل مراده منا ) (‪. )1‬‬
‫وال ف ‪66‬رق أيض ‪66‬ا يف االحتج ‪66‬اج بالس ‪66‬نة النبوي ‪66‬ة بني ب ‪66‬اب األحك ‪66‬ام الفقهي ‪66‬ة وب ‪66‬اب‬
‫القض ‪66‬ايا االعتقادي ‪66‬ة ‪ ،‬ق ‪66‬ال أب ‪66‬و ط ‪66‬الب املكي ‪ ( :‬فإن ‪66‬ا ق ‪66‬وم متبع ‪66‬ون نقف ‪66‬وا األث ‪66‬ر غ ‪66‬ري‬
‫مبت ‪66‬دعني ب ‪66‬الرأي واملعق ‪66‬ول ن ‪66‬رد ب ‪66‬ه اخلري ‪ ..‬إىل أن ق ‪66‬ال ‪ :‬ويف رد أخب ‪66‬ار الص ‪66‬فات‬
‫بطالن ش ‪66‬رائع اإلس ‪66‬الم ؛ ألن الن ‪66‬اقلني إلين ‪66‬ا ذل ‪66‬ك هم ن ‪66‬اقلوا ش ‪66‬رائع ال ‪66‬دين وأحك ‪66‬ام‬
‫اإلميان ‪ ،‬ف‪6‬إن ك‪6‬انوا ع‪6‬دوال فيم‪6‬ا نقل‪6‬وه من الش‪6‬ريعة فالع‪6‬دل مقب‪6‬ول الق‪6‬ول يف ك‪6‬ل م‪6‬ا‬
‫نقلوه ‪ ،‬وإن كانوا ك‪6‬ذبوا فيم‪6‬ا نقل‪6‬وا من أخب‪6‬ار الص‪6‬فات فالك‪6‬ذب م‪6‬ردود الق‪6‬ول يف‬
‫كل ما جاءوا به ) (‪. )2‬‬
‫ومل خيتل‪66 6‬ف أح‪66 6‬د من األمم يف أن رس‪66 6‬ول اهلل ‪ ‬بعث إىل املل‪66 6‬وك رس ‪66‬وال واح ‪66‬دا‬
‫يدعوهم إىل اإلسالم واحدا واحدا إىل كل مدينة وقبيلة كص‪6‬نعاء وحض‪6‬رموت وجنران‬
‫وتيماء والبحرين وعمان وغريه‪6‬ا من البل‪6‬دان ‪ ،‬وك‪6‬ان ك‪6‬ل رس‪6‬ول يعلم الن‪6‬اس أحك‪6‬ام‬
‫دينهم كله‪6‬ا ‪ ،‬عقي‪6‬دة وش‪6‬ريعة ‪ ،‬واف‪6‬رتض الن‪6‬يب ‪ ‬على ك‪6‬ل جه‪6‬ة قب‪6‬ول رواي‪6‬ة أم‪6‬ريهم‬
‫ومعلمهم ‪ ،‬فصح قبول خرب الواحد الثقة عن مثله مبلغا إىل رسول اهلل ‪. )3( ‬‬
‫أم‪66 6 6 6‬ا القواعد ال‪66 6 6 6‬يت اعتم‪66 6 6 6‬د البحث عليه‪66 6 6 6‬ا يف متي‪66 6 6 6‬يز احلديث املقب‪66 6 6 6‬ول من املردود‬
‫والصحيح من الضعيف فهي قواعد احملدثني أو ما عرف بعلم مصطلح احلديث ال‪6‬ذي‬
‫يش‪66‬رتط يف احلديث الص‪66‬حيح اتص‪66‬ال الس‪66‬ند بنق‪66‬ل الع‪66‬دل الض‪66‬ابط عن مثل‪66‬ه إىل منته‪66‬اه‬
‫من غري شذوذ وال علة (‪. )4‬‬
‫وليس ك ‪66‬ل م ‪66‬ا نس ‪66‬ب إىل الن ‪66‬يب ‪ ‬يقب ‪66‬ل بال ض ‪66‬بط أو نق ‪66‬اش ‪ ،‬فال ب ‪66‬د من الرتاب ‪66‬ط‬
‫العلمي املتص‪66‬ل بني رواة الس‪66‬ند حبيث يتلقى ال‪66‬راوي الالح‪66‬ق عن الس‪66‬ابق ‪ ،‬فال يك‪66‬ون‬

‫‪ 1‬اإلحكام يف أصول األحكام ‪. 1/93‬‬


‫‪ 2‬قوت القلوب يف معاملة احملبوب ألىب طالب املكي ‪ ، 2/124‬مكتبة املتنيب ‪ ،‬القاهرة ‪1310‬هـ ‪.‬‬
‫‪ 3‬احمللى البن حزم ‪ 1/52‬بتصرف ‪.‬‬
‫‪ 4‬املنهل الروي يف خمتصر علوم احلديث النبوي حملمد بن إبراهيم بن مجاعة ص‪ 33‬بتصرف ‪.‬‬
‫(‪)28‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫بني اث ‪66 6‬نني من رواة احلديث فج ‪66 6‬وة زمني ‪66 6‬ة أو مس ‪66 6‬افة مكاني ‪66 6‬ة يتع ‪66 6‬ذر معه‪66 6‬ا اللق‪66 6‬اء أو‬
‫يستحيل معه‪6‬ا التلقي واألداء ‪ ،‬كم‪6‬ا يل‪6‬زم اتص‪6‬اف ال‪6‬رواة بالعدال‪6‬ة ‪ ،‬وهى ص‪6‬فة خلقي‪6‬ة‬
‫تكتس‪66 6‬بها النفس اإلنس‪66 6‬انية وحتم‪66 6‬ل ص‪66 6‬احبها على مالزم‪66 6‬ة التق‪66 6‬وى واملروءة وجمانب‪66 6‬ة‬
‫الفس‪6‬وق واالبت‪6‬داع ‪ ،‬فال يع‪6‬رف بارتك‪6‬اب كب‪6‬رية أو إص‪6‬رار على ص‪6‬غرية ‪ ،‬وال ب‪6‬د أن‬
‫يتص‪66‬ف ال‪66‬راوي أيض‪66‬ا بالض‪66‬بط ‪ ،‬والتثبت من احلف‪66‬ظ ‪ ،‬والس‪66‬المة من اخلط‪66‬أ ‪ ،‬وانع‪66‬دام‬
‫ال ‪66‬وهم م ‪66‬ع الق ‪66‬درة على استحض ‪66‬ار م ‪66‬ا حفظ ‪66‬ه ‪ ،‬وه ‪66‬ذا ش ‪66‬رط يف مجي ‪66‬ع رواة احلديث‬
‫الص‪66‬حيح من أول الس‪66‬ند إىل آخر را ٍو في‪6‬ه ‪ ،‬يض‪66‬اف إىل ذل‪66‬ك ع‪66‬دم خمالف‪66‬ة ال‪66‬راوي ملن‬
‫ه‪66‬و أوث‪66‬ق من‪66‬ه وأثبت ‪ ،‬وال يك‪6‬ون يف روايت‪66‬ه أيض‪6‬ا عل‪6‬ة قادح‪66‬ة أو س‪6‬بب ظ‪66‬اهر ي‪6‬ؤدي‬
‫إىل احلكم بعدم ثبوت احلديث ‪ ،‬فالطريق الوحي‪6‬د املعتم‪6‬د يف ثب‪6‬وت الس‪6‬نة ه‪6‬و االل‪6‬تزام‬
‫بقواعد احملدثني يف معرفتها (‪. )1‬‬
‫أم‪66 6 6 6 6‬ا احلكم على ثب‪66 6 6 6 6‬وت احلديث باألص‪66 6 6 6 6‬ول الكالمي‪66 6 6 6 6‬ة أو املن‪66 6 6 6 6‬اهج الفلسفية أو‬
‫الكشوفات الذوقية فال جمال ل‪6‬ه يف حبثن‪6‬ا ألن اآلراء العقلي‪6‬ة كث‪6‬رية ومتض‪6‬اربة واملواجي‪6‬د‬
‫الذوقية خمتلف ‪66‬ة ومتغ ‪66‬رية ‪ ،‬ف ‪66‬احلكم على أح ‪66‬اديث الرس ‪66‬ول ‪ ‬يف ه ‪66‬ذه احلال ‪66‬ة حيكم ‪66‬ه‬
‫اهلوى ويس ‪66 6‬وقه استحس ‪66 6‬ان النفس ‪ ،‬ومن مث ال ع ‪66 6‬ربة بق ‪66 6‬ول من ق ‪66 6‬ال من أص ‪66 6‬حاب‬
‫الط‪66 6‬رق ‪ ( :‬رمبا ص‪66 6‬ح عن‪66 6‬دنا من أح‪66 6‬اديث األحك‪66 6‬ام م‪66 6‬ا اتف‪66 6‬ق احملدثون على ض‪66 6‬عفه‬
‫وجتريح نقلته ‪ ،‬وقد أخذناه بالكشف عن قائله صحيحا فنتعبد به أنفسنا على غ‪6‬ري م‪6‬ا‬
‫تقرر عند علم‪6‬اء األص‪6‬ول ‪ ،‬ورب ح‪6‬ديث ق‪6‬د ص‪6‬ححوه واتفق‪6‬وا علي‪6‬ه وليس بص‪6‬حيح‬
‫عندنا بطريقة الكشف فنرتك العمل به ) (‪. )2‬‬
‫إن من أعظم األس ‪66‬س يف االعتم ‪66‬اد على الس ‪66‬نة الال‪6 6‬تزام بقواع ‪66‬د احملدثني يف معرف‪6 6‬ة‬
‫املقبول من املردود والصحيح من الض‪6‬عيف ‪ ،‬وق‪6‬د ال‪6‬تزمت يف منهجي‪6‬ة العم‪6‬ل بالش‪6‬رط‬
‫األول أن‪6‬ه إذا مل ي‪6‬رد االسم نصا يف الق‪6‬رآن الك‪6‬رمي فل‪6‬يزم ألخ‪6‬ذه من الس‪6‬نة أن يك‪6‬ون‬

‫‪ 1‬انظر يف بي ‪66‬ان ذلك املرجع الس ‪66‬ابق ‪ ،‬وانظر أيضا ص ‪66‬حيح مس ‪66‬لم بش ‪66‬رح الن ‪66‬ووي ‪ ، 1/27‬وت ‪66‬دريب‬
‫الراوي للسيوطي ‪ 1/63‬بتصرف ‪.‬‬
‫‪ 2‬رسائل ابن عريب ص ‪ ، 4‬دار إحياء الرتاث العريب ‪ ،‬حيدر آباد ‪ ،‬اهلند ‪1948 ،‬م ‪.‬‬
‫(‪)29‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫احلديث ثابتا ص‪66 6 6 6‬حيحا ‪ ،‬فال يعتد بالض‪66 6 6 6‬عيف يف النص على ذكر األمساء احلسىن ‪،‬‬
‫وال يعتمد اعتم‪66 6‬ادا ك‪66 6‬امال على ما ثبت وخف ض‪66 6‬بطه كاحلسن ‪ ،‬ألن احلسن على‬
‫ما ت ‪66 6‬رجح عند احملدثني من رواية الص‪66 6 6‬دوق ‪ ،‬أو هو ما اتصل س ‪66 6‬نده بنقل الع ‪66 6‬دل‬
‫ال‪66 6‬ذي خف ض‪66 6‬بطه قليال عن مثله إىل منته‪66 6‬اه من غري ش‪66 6‬ذوذ وال علة ‪ ،‬ولرمبا يثري‬
‫ذلك إنك‪66 6‬ار البعض لكنهم ال خيتلف‪66 6‬ون معنا يف تط‪66 6‬رق االحتم‪66 6‬ال إىل ض‪66 6‬بط النص‬
‫وال ‪66 6 6 6 6‬تيقن منه يف لفظ االسم دون الوصف ‪ ،‬ومن مث مل أعتمد على احلديث احلسن‬
‫يف إحص ‪66‬اء نص األمساء احلسىن ‪ ،‬وإن اعتمدته حجة يف إثب ‪66‬ات األوص ‪66‬اف وش ‪66‬رح‬
‫مع ‪66 6 6‬اين األمساء وبي ‪66 6 6‬ان داللة االسم على املعىن مطابقة وتض ‪66 6 6‬منا والتزاما ‪ ،‬وأيضا يف‬
‫التع‪66 6‬رف على كيفية ال‪66 6‬دعاء باالسم أو الوصف س‪66 6‬واء يف دع‪66 6‬اء املس‪66 6‬ألة أو دع‪66 6‬اء‬
‫العبادة ‪ ،‬فاحلديث احلسن كما هو احلال عند مجهور أهل العلم حجة مقبول ‪.‬‬
‫وإذا ك ‪66 6‬ان االسم معتم ‪66 6‬دا يف ثبوته على نص ورد يف أحد الص ‪66 6‬حيحني اكتفيت‬
‫باإلحالة عليه ألهنما أصح الكتب بعد كت‪66 6 6 6‬اب اهلل ‪ ،‬وقد اتفقت األمة على تلقيهما‬
‫ب‪66 6 6 6‬القبول ‪ ،‬ق‪66 6 6 6‬ال الن‪66 6 6 6‬ووي ‪ ( :‬اتفق العلم‪66 6 6 6‬اء رمحهم اهلل على أن أصح الكتب بعد‬
‫القرآن العزيز الصحيحان ‪ ،‬البخاري ومسلم ‪ ،‬وتلقتهما األمة بالقبول ) (‪. )1‬‬
‫وقال أبو عمرو بن الص‪6‬الح ‪ ( :‬أول من ص‪6‬نف يف الص‪6‬حيح البخ‪6‬اري أبو عبد‬
‫اهلل حممد بن إمساعيل ‪ ،‬وتاله أبو احلسني مس‪6‬لم بن احلج‪6‬اج القش‪6‬ريي ‪ ،‬ومس‪6‬لم مع‬
‫أنه أخذ عن البخ‪66 6 6‬اري واس‪66 6 6‬تفاد منه فإنه يش‪66 6 6‬ارك البخ‪66 6 6‬اري يف كثري من ش ‪66 6‬يوخه‬
‫وكتابامها أصح الكتب بعد كتاب اهلل العزيز ) (‪. )2‬‬
‫وكذلك إذا مل يرد االسم نصا يف القرآن وورد يف السنة معتم‪6‬دا يف حجيته على‬
‫ثب‪66‬وت احلديث فقط ‪ ،‬وك‪66‬ان احلديث يف غري الص‪66‬حيحني ‪ ،‬فال بد من احلكم على‬
‫صحته من قبل مجع من أعالم احملدثني عمال باألحوط على قدر املستطاع ‪.‬‬
‫‪ 1‬صحيح مسلم بشرح النووي ‪. 1/14‬‬
‫‪ 2‬هدي الساري مقدمة فتح الباري شرح صحيح البخاري البن حجر العسقالين ص ‪.10‬‬
‫(‪)30‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫وأما ما ع‪66 6‬دا البحث عن حجية دليل الس‪66 6‬نة يف ثب‪66 6‬وت االسم ‪ ،‬ف‪66 6‬اكتفيت غالبا‬
‫فيما مل يرد يف الصحيحني برتاث الشيخ األلباين رمحه اهلل وحكمه على احلديث من‬
‫جهة القب ‪66 6‬ول أو ال ‪66 6‬رد ‪ ،‬وقد ال ‪66 6‬تزمت ذلك أيضا يف بقية األج ‪66 6‬زاء املتعلقة ب‪66 6‬البحث‬
‫واليت ستأيت تباعا إن شاء اهلل ‪.‬‬
‫وس‪6‬بب ذلك ك‪6‬ثرة األح‪6‬اديث ال‪6‬واردة يف ش‪6‬رح االسم لغة وش‪6‬رعا وفهم داللتها‬
‫مطابقة وتض‪66 6‬منا والتزاما ‪ ،‬وك‪66 6‬ذلك ك‪66 6‬ثرة ما ورد منها يف ال‪66 6‬دعاء بنوعيه ‪ ،‬دع‪66 6‬اء‬
‫املسألة ودعاء العبادة ‪ ،‬كما أن الشيخ األلب‪6‬اين من احملدثني املعاص‪6‬رين ال‪6‬ذين أس‪6‬هموا‬
‫يف تنقية الس ‪66‬نة الش ‪66‬ريفة من األح ‪66‬اديث املكذوبة والض ‪66‬عيفة ‪ ،‬وألف كتبا خصص ‪66‬ها‬
‫لألح‪66‬اديث الص‪66‬حيحة وأخ‪66‬رى لألح‪66‬اديث الض‪66‬عيفة واملوض‪66‬وعة ‪ ،‬وع‪66‬زل الص‪66‬حاح‬
‫عن الض‪66 6 6‬عاف يف كتب الس‪66 6 6‬نن وغريها ‪ ،‬وتعد موس‪66 6 6‬وعته االلكرتونية مرجعا هاما‬
‫لدى الباحثني احملققني بعد مطابقتها على املراجع األصلية ‪.‬‬
‫الشرط الثاني من شروط اإلحصاء ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫علمية االس‪6‬م ‪ ،‬فيش‪6‬رتط يف إحص‪6‬اء األمساء أن ي‪6‬رد النص م‪6‬رادا ب‪6‬ه العلمي‪6‬ة ومتم‪6‬يزا‬
‫بعالم‪66‬ات االمسية املعروف‪66‬ة يف اللغ‪66‬ة ك‪66‬أن ي‪66‬دخل على االس‪66‬م ح‪66‬رف اجلر كم‪66‬ا ورد يف‬
‫يل ِم َن‬
‫وت ‪[ ‬الفرقان‪ ، ]58 :‬وقوله ‪َ  :‬تْن ِز ٌ‬ ‫ْح ِّي الَّ ِذي ال يَ ُم ُ‬
‫قوله تعاىل ‪َ  :‬وَتَو َّك ْل َعَلى ال َ‬
‫ال ‪/َّ /‬ر ْح َم ِن ال ‪/َّ /‬ر ِح ِيم ‪[ ‬فص ‪66‬لت‪ ، ]2 :‬أو ي ‪66‬رد االسم منونا ف ‪66‬التنوين من عالم ‪66‬ات االمسية‬
‫‪/‬ور ‪[ ‬س‪66‬بأ‪ ، ]15:‬وقوله ‪َ  :‬و َ‪/‬ك‪/‬ا َن اللَُّه َعِليم‪/‬اً‬ ‫ب َغُف‪ٌ /‬‬‫كقوله تع‪66‬اىل ‪َ  :‬بْل‪َ /‬دٌة طَيَِّب‪/‬ةٌ َو َر ٌّ‬
‫يما ‪[ ‬النساء‪ ، ]17:‬أو تدخل عليه ياء النداء كما ورد عند البخاري من حديث‬ ‫َح ِك ً‬
‫‪6‬ال ‪ِ ( :‬إ َّن اللََّه َو َّك َل ِفي ال‪/َّ /‬ر ِح ِم َمَل ًكا َفَيُق‪ُ /‬‬ ‫س ب ِن مال ٍ‬
‫‪/‬ول‬ ‫ِك ‪ t‬أن النَّيِب ِّ ‪ ‬قَ‪َ 6‬‬ ‫أَنَ ِ ْ َ‬
‫ض‪/‬غَةٌ ) (‪ ، )1‬وكما ورد عند أيب‬ ‫ب ُم ْ‬ ‫ب َعَلَق‪ /‬ةٌ ‪ ،‬يَا َر ِّ‬ ‫ب نُطَْف‪ /‬ةٌ ‪ ،‬يَا َر ِّ‬ ‫‪ :‬يَا َر ِّ‬
‫ول اللَِّه ‪‬‬ ‫س ‪ t‬أَنَّه َك‪66‬ا َن م‪66‬ع رس ‪ِ 6‬‬
‫ََ َُ‬ ‫ُ‬ ‫داود وص ‪66‬ححه األلب ‪66‬اين من ح ‪66‬ديث أَنَ ِ‬
‫ِ‬
‫ك احْلَ ْم َد َال إِلَ‪6َ 6‬ه إِالَّ‬ ‫ك بِأ ََّن لَ َ‬ ‫صلِّى مُثَّ َد َعا ‪ :‬اللَُّه َّم إِيِّن أ ْ‬
‫َسأَلُ َ‬ ‫َجال ًسا َوَر ُج ٌل يُ َ‬

‫البخاري يف أحاديث األنبياء ‪ ،‬باب خلق آدم ‪. )3155 ( 3/1213‬‬ ‫‪1‬‬


‫(‪)31‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫الِل َو ِاإل ْ‪6‬ك‪6َ 6 6 6 6‬ر ِام يَا َح ُّي يَا‬ ‫ض يَا َذا اجْلَ َ‬ ‫ات َواألَْر ِ‬ ‫أَنْت اْلمنَّا ُن ب‪6ِ 6 6 6 6 6‬ديع ال َّس‪6 6 6 6 6‬مو ِ‬
‫ََ‬ ‫َ َ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫‪/‬اب‬
‫َج َ‬ ‫اسمه الَْعظ ِيم الذي إ َذا ُدع َي به أ َ‪/‬‬ ‫ال النَّيِب ُّ ‪ ( : ‬لََق ْد َد َعا اللَه ب ْ‬ ‫وم ‪َ ،‬فَق َ‬ ‫َقيُّ ُ‬
‫َوِإ َذا ُس‪ِ/‬ئ َل بِ ِ‪/‬ه أَ ْعطَى ) (‪ ، )1‬أو يك‪6‬ون االس‪6‬م معرف‪6‬ا ب‪6‬األلف والالم كقوله تع‪6‬اىل‬
‫الر ِح ِيم ‪[ ‬يس‪ ]5:‬أو‬ ‫ك ا َأل ْعَلى ‪[ ‬األعلى‪ ، ]1:‬وقوله ‪َ  :‬تْن ِز َ‬
‫يل الَْع ِزي ِز َّ‬ ‫اس َم َربِّ َ‬ ‫‪َ  :‬سبِّ ِح ْ‬
‫اسأ َْل بِِه َخِب‪/‬يراً ‪[ ‬الفرق‪66‬ان‪:‬‬ ‫يكون املعىن مسندا إليه حمموال عليه كقوله ‪َّ  :‬‬
‫الر ْح َم ُن فَ ْ‬
‫اخ ُذ ُه ْم بِ َما َك َس‪/‬بُوا لََع َّج َل‬ ‫الر ْح َمِة لَ ْ‪/‬و ُيَؤ ِ‪/‬‬
‫ور ُذو َّ‬ ‫ك اْلغَُف ُ‬‫‪ ، ]59‬وقوله تع‪6‬اىل ‪َ  :‬و َربُّ َ‬
‫اب ‪[ ‬الكه‪66‬ف‪ ، ]58 :‬ف‪6‬املعىن يف اآلي‪6‬تني ورد حمم‪6‬وال على اسم اهلل ال‪6‬رمحن‬ ‫ل َُه ُم الَْع‪َ /‬ذ َ‬
‫والغف ‪66‬ور مس ‪66‬ندا إليهما ‪ ،‬فه ‪66‬ذه مخس عالم ‪66‬ات يتم ‪66‬يز هبا االسم عن الفعل واحلرف‬
‫وقد مجعها ابن مالك يف قوله ‪:‬‬
‫بالجر والتنوين والندا وأل ‪ :‬ومسند لالسم تمييز حصل (‪. )2‬‬
‫وه ‪66‬ذا الش ‪66‬رط م ‪66‬أخوذ من قوله تع ‪66‬اىل ‪  :‬قُ ‪/ِ /‬ل ا ْد ُع‪//‬وا اللََّه أَ ِو ا ْد ُع‪//‬وا ال ‪/َّ /‬ر ْح َم َن أَيّ ‪/‬اً َما‬
‫وه بَِها‬ ‫ِِ‬
‫ْح ْسَنى فَا ْد ُع ُ‬ ‫اء ال ُ‬ ‫َس َم ُ‬‫اء ‪[ ‬اإلسراء‪ ، ]110:‬وقوله أيضا ‪َ  :‬وللَّه األ ْ‬ ‫َس َم ُ‬
‫تَ ْد ُعوا َفَل ُه األ ْ‬
‫‪[ ‬األع‪66 6‬راف‪ ، ]180:‬ومعىن ال‪66 6‬دعاء أن ت‪66 6‬دخل عليها أداة الن‪66 6‬داء س ‪66‬واء ظ ‪66‬اهرة أو‬
‫مض‪66‬مرة والن‪66‬داء من عالم‪66‬ات االمسية ‪ ،‬فال بد أن تتحقق يف األمساء عالم‪66‬ات االسم‬
‫اللغوية وقد ذكر ش‪66 6‬يخ اإلس‪66 6‬الم ابن تيمية ه‪66 6‬ذا الش‪66 6‬رط يف قوله ‪ ( :‬األمساء احلسىن‬
‫املعروفة هي اليت ي ‪66 6‬دعى اهلل هبا ) (‪ ، )3‬وعليه ف ‪66 6‬إن كث ‪66 6‬ريا من األمساء املش‪66 6‬تهرة على‬
‫ألس‪66 6 6 6‬نة الن‪66 6 6 6‬اس هي يف احلقيقة ص‪66 6 6 6‬فات أفع‪66 6 6 6‬ال وليست أمساء ‪ ،‬وحنن قد علمنا من‬
‫م‪66‬ذهب الس‪66‬لف الص‪66‬احل أن أمساء اهلل احلس‪66‬ىن توقيفي‪66‬ة ال ب‪66‬د فيه‪66‬ا من أدل‪66‬ة قرآني‪66‬ة أو م‪66‬ا‬
‫ص‪66‬ح عن رس‪66‬ول اهلل ‪ ‬يف الس‪66‬نة النبوي‪66‬ة ‪ ،‬وليس‪66‬ت أمساء اهلل مس‪66‬ألة عقلي‪66‬ة اجتهادي‪66‬ة‬
‫يش‪6‬تق فيه‪6‬ا اإلنس‪6‬ان لرب‪6‬ه من أوص‪6‬افه وأفعال‪6‬ه م‪6‬ا يش‪6‬اء من األمساء ‪ ،‬فكث‪6‬ري من العلم‪6‬اء‬
‫‪ 1‬أبو داود يف كتاب الصالة ‪ ،‬باب الدعاء ‪ ، )1495 ( 2/79‬وانظر صحيح أيب داود‪1/27‬‬
‫‪. )1326 ( 9‬‬
‫‪ 2‬أوضح املسالك إىل ألفية ابن مالك ‪ ، 3/156‬وشرح بن عقيل ‪. 1/21‬‬
‫‪ 3‬شرح العقيدة األصفهانية ص ‪. 19‬‬
‫(‪)32‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫الس‪6‬يما من أدرج األمساء يف ح‪6‬ديث الرتم‪6‬ذي وابن ماج‪6‬ة واحلاكم جعل‪6‬وا املرجعية يف‬
‫علمية االسم إىل أنفس‪66 6 6 6‬هم وليس إىل النص الث‪66 6 6 6‬ابت يف الكت‪66 6 6 6‬اب والس‪66 6 6‬نة ‪ ،‬وه‪66 6 6‬ذا‬
‫يعارض ما اتفق عليه السلف يف كون األمساء احلسىن توقيفية ‪.‬‬
‫ومثال األمساء اليت ت‪6‬دخل حتت ه‪6‬ذه النوعية ‪ ،‬تس‪6‬ميتهم هلل عز وجل ب‪6‬املعز املذل‬
‫اخلافض الرافع املب‪66 6 6‬ديء املعيد الض‪66 6 6‬ار الن‪66 6 6‬افع املنتقم املميت الب‪66 6 6‬اعث الب ‪66 6‬اقي الع ‪66 6‬دل‬
‫احملصي املقسط املغين ‪ ،‬فمن الذي مسى اهلل هبذه األمساء ؟‬
‫ه‪66 6 6 6 6 6 6‬ذه األمساء مجيعها مل ينطبق عليها الش‪66 6 6 6 6 6 6‬رط األول وهو ورود النص بعلمية‬
‫االسم ‪ ،‬ف ‪66‬املعز املذل امسان اش ‪66‬تهرا بني الن ‪66‬اس ش ‪66‬هرة واس ‪66‬عة على أهنما من األمساء‬
‫احلسىن ‪ ،‬ومها وإن ك‪6‬ان معنامها ص‪6‬حيحا لكنهما مل ي‪6‬ردا يف الق‪6‬رآن أو الس‪6‬نة ‪ ،‬فقد‬
‫ذكرمها من أدرج األمساء يف ح‪66 6 6‬ديث الرتم‪66 6 6‬ذي وك‪66 6 6‬ذلك عند ابن ماجة وال ‪66 6‬بيهقي‬
‫وغ‪66‬ريهم (‪ ، )1‬لكن حجتهم أو مس‪66‬تندهم يف إثب‪66‬ات االمسني هو ما ورد يف ق‪66‬ول اهلل‬
‫‪/‬ك ِم َّم ْن‬
‫ع ال ُْمْل‪َ /‬‬‫اء َوَتْن ‪ِ /‬ز ُ‬ ‫‪/‬ك ُت‪/ْ /‬ؤتِي ال ُْمْل‪َ /‬‬
‫‪/‬ك َم ْن تَ َش ‪ُ /‬‬
‫‪/‬ك الْمْل‪ِ /‬‬ ‫ِ‬
‫تع ‪66‬اىل ‪  :‬قُ ‪/ِ /‬ل اللَُّه َّم َمال ‪ُ َ /‬‬
‫تَ َش ُاء َوتُِعُّز َم ْن تَ َش‪ُ /‬اء َوتُ ِ‪/‬ذ ُّل َم ْن تَ َش‪ُ /‬اء بَِي ِ‪/‬د َك اْل َخْي ُ‪/‬ر ِإنَّ َك َعَلى ُك ِّ‪/‬ل َش‪ْ /‬يٍء قَ ِ‪/‬د ٌير ‪‬‬
‫عِز َويُ ‪6ِ 6‬ذ ُّل ‪ ،‬ومل ي ‪66‬ذكر يف اآلية بعد‬ ‫ِع َويُ ُّ‬ ‫[آل عم ‪66‬ران‪ ، ]26 :‬فاهلل أخرب أنه ُي ‪6ْ 6‬ؤيِت َوَيْن ‪6‬ز ُ‬
‫مالك امللك وامسه القدير سوى صفات األفعال ‪ ،‬فهؤالء اشتقوا هلل امسني من فعلني‬
‫وترك‪66‬وا على قياس‪66‬هم امسني آخ‪66‬رين ‪ ،‬فيل‪66‬زمهم تس‪66‬مية اهلل عز وجل ب‪66‬املُْؤيِت َواملْن‪6‬ز ُ‬
‫ِع‬
‫طاملا أن املرجعية يف علمية االسم إىل ال ‪66‬رأي واالش ‪66‬تقاق ال إىل تس ‪66‬مية اهلل لنفسه أو‬
‫تسمية نبيه ‪. ‬‬
‫واخلافض الرافع اس‪66‬تندوا فيهما إىل ما رواه اإلم‪66‬ام مس‪66‬لم من ح‪66‬ديث أَىِب ُمو َس ‪6‬ى‬
‫‪/‬ل َال يَن‪//‬ام و َال يْنبِغي لَ‪/ُ /‬ه أَ ْن يَن‪ِ /‬‬
‫ض‬
‫‪/‬ام يَ ْخف ُ‬
‫َ َ‬ ‫األش‪66‬عري ‪ t‬أن النيب ‪ ‬ق‪66‬ال ‪ِ ( :‬إ َّن اللََّه َع‪/َّ /‬ز َو َ‪/‬ج َّ َ ُ َ َ َ‬
‫‪ 1‬األحاديث اليت أدرج فيها ال‪6‬رواة أمساء اهلل احلسىن كرواية الرتم‪6‬ذي وابن ماجة واحلاكم وغ‪6‬ريهم يكمن‬
‫الرج‪66‬وع إىل تفص‪66‬يلها والتع‪66‬رف على عللها يف كت‪66‬اب ‪ :‬ج‪66‬زء فيه ط‪66‬رق إن هلل تس‪66‬عة وتس‪66‬عني امسا أليب نعيم‬
‫األص ‪66‬فهاين من ص‪ : 93‬ص‪ ، 172‬حتقيق مش ‪66‬هور حسن س ‪66‬ليمان ‪ ،‬مكتبة الغرب ‪66‬اء األثرية املدينة املن ‪66‬ورة‬
‫‪1413‬هـ ‪ ،‬وانظر لإلم ‪66‬ام ال ‪66‬بيهقي ‪ :‬كت ‪66‬اب األمساء والص ‪66‬فات ص ‪ ، 108‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬ب ‪66‬ريوت‬
‫واالعتقاد واهلداية إىل سبيل الرشاد على مذهب السلف وأصحاب احلديث ص‪. 57‬‬
‫(‪)33‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫الِْق ْس‪َ /‬ط َوَيْر َف ُع ُ‪/‬ه ) (‪ ، )1‬واس‪6‬تند اإلم‪6‬ام ال‪6‬بيهقي فيهما إىل املعىن ال‪6‬ذي ورد يف ق‪6‬ول اهلل‬
‫ْن ‪[ ‬ال‪66‬رمحن‪29:‬‬ ‫ض ُك َّل يوٍم ُهو ِفي َشأ ٍ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ‬
‫َْ َ‬ ‫ات َواألَْر ِ‬ ‫تعاىل ‪  :‬يَ ْسأَل ُُه َم ْن في َّ َ َ‬
‫] ‪ ،‬وما ذك ‪66‬ره بس ‪66‬نده مرفوعا أنه ‪ ‬ق ‪66‬ال ‪ ( :‬من ش ‪//‬أنه أن يغفر ذنبا ويف ‪//‬رج كربا‬
‫ويرفع قوما ويضع آخرين ) (‪ ، )2‬وهذا غري كاف يف إثبات االمسني ‪.‬‬
‫وأيضا املب‪66 6‬ديء املعيد ذكرمها من أدرج األمساء يف ح‪66 6‬ديث الرتم‪66 6‬ذي وابن ماجة‬
‫واحلاكم وك‪66‬ذلك ال‪66‬بيهقي وغ‪66‬ريه ؛ فهم مجيعا اش‪66‬تقوا هلل ه‪66‬ذين االمسني باجته‪66‬ادهم‬
‫اس‪66‬تنادا إىل قوله تع‪66‬اىل ‪ِ  :‬إنَُّه ُه َ‪/‬و ُيْب‪/ِ /‬د ُ‬
‫ئ َويُِعي‪ُ /‬د ‪[ ‬ال‪66‬ربوج‪ ، ]13 :‬وقوله ‪  :‬أََول َْم َي َ‪/‬رْوا‬
‫‪/‬ك َعَلى اللَِّه يَ ِس‪ٌ /‬ير ‪[ ‬العنكب‪66‬وت‪ ، ]19:‬ومعل‪6‬وم أن‬ ‫ْق ثُ َّم يُِعي‪ُ /‬د ُه ِإ َّن َذلِ َ‬ ‫ف ُيْب ِد ُ‬
‫ئ اللَُّه اْل َخل َ‬ ‫َكْي َ‬
‫أمساء اهلل توقيفية وليس يف اآليتني سوى الفعلني فقط ‪.‬‬
‫‪/‬ك‬‫وك ‪66‬ذلك الض ‪66‬ار الن ‪66‬افع اس ‪66‬تندوا فيه إىل املفه ‪66‬وم من قوله تع ‪66‬اىل ‪  :‬قُ ‪/ْ /‬ل ال أَْمِل‪ُ /‬‬
‫ض ‪ّ/‬راً ِإال َما َش ‪َ /‬اء اللَُّه ‪[ ‬األع ‪66‬راف‪ ، ]188:‬أو ما ورد عند الرتم ‪66‬ذي‬ ‫لَِنْف ِس ‪/‬ي َنْفع ‪/‬اً َوال َ‬
‫وص‪66‬ححه األلب‪66‬اين من ح‪66‬ديث ابن عب‪66‬اس ‪ t‬أن النيب ‪ ‬ق‪66‬ال له ‪َ ( :‬وا ْعَل ْم أ َّ‬
‫َن األَُّمَة لَ‪ِ /‬و‬
‫اجَت َم ُع‪/‬وا َعَلى‬ ‫َك ‪َ ،‬ولَ ِو ْ‬ ‫وك ِإالَّ بِ َشيٍْء قَ ْد َكَتَب ُه اللَُّه ل َ‬
‫وك بِ َشيٍْء ل َْم َيْنَف ُع َ‬
‫ت َعَلى أَ ْن َيْنَف ُع َ‬‫اجَت َمَع ْ‬
‫ْ‬
‫وك ِإالَّ بِ َشيٍْء قَ ْد َكَتَب ُه اللَُّه َعَلْي َك ) ‪.‬‬
‫(‪) 3‬‬
‫وك بِ َشيٍْء ل َْم يَ ُ‬
‫ضُّر َ‬ ‫أَ ْن يَ ُ‬
‫ضُّر َ‬

‫ومل يُ‪66 6 6 6 6 6 6 6‬ذكر يف اآلية أو احلديث النص على االسم أو حىت الفعل ‪ ،‬ومل أجد يف‬
‫القرآن أو يف السنة إال ما ورد عند البخاري من ح‪6‬ديث َعائِ َش‪َ 6‬ة رض‪6‬ي اهلل عنها أهنا‬
‫َّاس َوِإ َّن‬ ‫ت ِم ْن ُخطَْبِت ِه َما ِم ْن ُخطَْب ٍ‪/‬ة ِإالَّ َنَف َ‪/‬ع اللَُّه بَِها ‪ ،‬لََق ْ‪/‬د َخ َّ‪/‬و َ‬
‫ف ُع َم ُ‪/‬ر الن َ‬ ‫ت ‪ ( :‬فَ َما َك‪/‬انَ ْ‬
‫قَ‪66‬الَ ْ‬
‫ِفي ِه ْم لَِنَفاقًا َفَرد َُّه ُم اللَُّه بِ َذلِ َك ) (‪ ، )4‬وهذا أيضا ال يكفي يف إثبات االسم ‪ ،‬أما الضار‬
‫فاجلميع استند إىل املفهوم من اآلية واحلديث (‪. )5‬‬

‫‪ 1‬أخرجه مسلم يف اإلميان ‪ ،‬باب يف قوله عليه السالم إن اهلل ال ينام ‪. )179 ( 1/161‬‬
‫‪ 2‬األمساء والصفات للبيهقي ص ‪. 99‬‬
‫‪ 3‬أخرجه الرتمذي يف كتاب صفة القيامة والرقائق والورع ‪. )2516 ( 4/667‬‬
‫‪ 4‬البخاري يف فضائل الصحابة باب قوله ‪ S‬لو كنت متخذا خليال ‪. )3467 ( 3/1341‬‬
‫‪ 5‬األمساء والصفات ص ‪. 96‬‬
‫(‪)34‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫وك ‪66‬ذلك تس ‪66‬ميتهم هلل بالع ‪66‬دل ‪ ،‬فالع ‪66‬دل مل ي ‪66‬رد امسا ولكنهم اس ‪66‬تندوا إىل املعىن‬
‫ال ‪66 6‬ذي ورد يف قوله تع ‪66 6‬اىل ‪ِ  :‬إ َّن اللََّه يَ ‪/ / /‬أُْمُر بِالَْع‪/ْ / / /‬د ِل واإلحس‪// / /‬ان ‪[ ‬النح‪66 6 6 6‬ل‪، ]90:‬‬
‫وتسميتهم هلل باجلليل حيث ذكره مجع كبري ؛ مع أن هذا االسم مل يرد يف الكت‪66‬اب‬
‫وال يف الس‪66 6‬نة ‪ ،‬ولكن اس‪66 6‬تندوا يف إثباته إىل اجته‪66 6‬ادهم يف االش‪66 6‬تقاق من الوصف‬
‫ْج ِ‬
‫الل َوالإِ ْ‪/‬ك َ‪/‬ر ِام ‪[ ‬ال‪66‬رمحن‪، ]27:‬‬ ‫ك ُذو ال َ‬ ‫ال‪66‬ذي ورد يف قوله تع‪66‬اىل ‪َ  :‬وَيْبَقى َو ْ‪/‬ج ُ‪/‬ه َربِّ َ‬
‫الل َوالإِ ْكَر ِام ‪[ ‬الرمحن‪. ]78:‬‬ ‫ْج ِ‬ ‫وقوله ‪َ  :‬تبار َك اسم ربِّ َ ِ‬
‫ك ذي ال َ‬ ‫ََ ُْ َ‬
‫ومن ذلك أيضا تس ‪66‬ميتهم هلل بالب‪66 6‬اعث اس‪66 6‬تنادا إىل االش ‪66‬تقاق من الفعل يف قوله‬
‫ْم ْ‪/‬وتَى َيْبَعُث ُه ُم اللَُّه ‪[ ‬األنع‪66‬ام‪ ، ]36:‬وقوله ‪  :‬ثُ َّم َبَعْثَن‪//‬ا ُك ْم ِم ْن َب ْع‪/ِ /‬د َم‪/ْ /‬وتِ ُك ْم‬ ‫تع‪66‬اىل ‪َ  :‬وال َ‪/‬‬
‫ص‪ُ /‬اه ْم‬
‫َح َ‬ ‫لََعلَّ ُك ْم تَ ْش‪ُ /‬كُرو َن ‪[ ‬البق‪66‬رة‪ ، ]56:‬وتس‪6‬ميتهم هلل باحملصي لقوله تع‪6‬اىل ‪  :‬لََق ْ‪/‬د أ ْ‬
‫وه ‪[ ‬اجملادل‪6‬ة‪ ، ]6 :‬وك‪6‬ذلك يف‬ ‫ص ُاه اللَُّه َونَ ُس ُ‬ ‫َّه ْم َع ّداً ‪[ ‬مرمي‪ ، ]94 :‬وقوله ‪  :‬أ ْ‬
‫َح َ‬ ‫َو َعد ُ‬
‫امسه املميت اس‪66‬تنادا إىل اجته‪66‬ادهم يف االش‪66‬تقاق من الفعل ال‪66‬ذي ورد يف قوله تع‪66‬اىل‬
‫‪/‬ول لَ ‪/ُ /‬ه ُك ْن َفَي ُك‪//‬و ُن ‪[ ‬غ ‪66‬افر‪، ]68:‬‬ ‫ض ‪/‬ى أَْم‪//‬راً فَِإنََّما َيُق‪ُ /‬‬ ‫‪ُ  :‬ه‪/َ /‬و الَّ ِذي يُ ْحِيي َويُِم ُ‬
‫يت فَ ‪ِ/‬إ َذا قَ َ‬
‫ومسوه املنتقم اس‪66 6‬تنادا إىل االش‪66 6‬تقاق من الوصف ال‪66 6‬ذي ورد يف قوله تع‪66 6‬اىل ‪  :‬فَال‬
‫ف َو ْع ِدِه ُر ُسَل ُه ِإ َّن اللََّه َع ِز ٌيز ُذو انِْتَق ٍام ‪[ ‬إبراهيم‪. )1( ]47:‬‬ ‫تَ ْح َسَب َّن اللََّه ُم ْخِل َ‬
‫واملقسط أيضا مل يس ‪66‬تندوا فيه إىل وصف أو فعل ولكن إىل أم ‪66‬ره تع ‪66‬اىل بالقسط‬
‫ط ‪[ ‬األع‪66‬راف‪ ، ]29 :‬وقوله ‪ :‬‬ ‫وحمبته للمقس‪66‬طني يف قوله ‪  :‬قُ‪/‬ل أَم‪/‬ر ربِّي بِالِْقس‪ِ /‬‬
‫ْ‬ ‫ْ ََ َ‬
‫ب ال ُْمْقس ‪/‬ط َين ‪[ ‬املائ‪66‬دة‪ ، ]42:‬وك‪66‬ذلك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪/‬اح ُك ْم َبْيَن ُه ْم بِالِْق ْس ‪ِ /‬ط ِإ َّن اللََّه يُح ُّ‬
‫ِ‬ ‫َوِإ ْن َح َك ْم َ‬
‫ت فَ‪ْ /‬‬
‫مسوه املانع اس‪66 6 6‬تنادا إىل جته‪66 6 6‬ادهم يف االش‪66 6 6‬تقاق من الفعل ال‪66 6 6‬ذي ورد يف ح ‪66 6‬ديث‬
‫ت ) (‪ ، )2‬ومسوا اهلل‬ ‫ت َو َال ُم ْع ِط َى لِ َما َمَن ْع َ‬ ‫ُم َعا ِويَ ‪َ6 6‬ة ‪ t‬مرفوعا ‪ ( :‬اللَُّه َّم َال َم‪// /‬انِ َع لِ َما أَ ْعطَْي َ‬
‫ب‪66 6 6‬املغين اس‪66 6 6‬تنادا إىل االش‪66 6 6‬تقاق من الفعل يف قوله ‪َ  :‬حتَّى ُي ْغِنَي ُه ُم اللَُّه ِم ْن فَ ْ‬
‫ض ‪ِ/ / /‬لِه ‪‬‬
‫[الن ‪66‬ور‪ ]33 :‬وك‪66‬ذلك الب‪66‬اقي مل أجد دليال اس‪66‬تندوا إليه إال ما ورد يف قوله تع‪66‬اىل ‪ :‬‬

‫‪1‬املنتقم ذكره العالمة ابن حجر العس‪6‬قالين ض‪6‬من األمساء احلسىن مع أنه مل ي‪6‬رد امسا يف الق‪6‬رآن أو الس‪6‬نة‬
‫انظر تلخيص احلبري ‪ ، 4/174‬وفتح الباري ‪. 11/219‬‬
‫‪2‬أخرجه البخاري كتاب الدعوات ‪ ،‬باب الذكر بعد الصالة ‪. )808( 1/289‬‬
‫(‪)35‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫ِك َ‪/‬ر ِام ‪[ ‬ال ‪66‬رمحن‪ ، ]27 :‬وك ‪66‬ذلك ال ‪66‬دافع اس ‪66‬تنادا إىل‬ ‫ْج ِ‬
‫الل َوالإ ْ‪/‬‬ ‫ك ُذو ال َ‬
‫َوَيْبَقى َو ْ‪/‬ج ُ‪/‬ه َربِّ َ‬
‫ض ‪[ ‬البق‪66‬رة‪:‬‬ ‫ض ُه ْم بَِب ْع ٍ‬ ‫َِّ‬
‫املصدر من الفعل دفع يف قوله تعاىل ‪َ  :‬ولَْوال َد ْف ُع الله الن َ‬
‫َّاس َب ْع َ‬
‫‪ ، ]251‬والقاضي اس ‪66‬تنادا إىل االش ‪66‬تقاق من الفعل يف قوله تع ‪66‬اىل ‪  :‬واللَُّه يْق ِ‬
‫ض‪/ /‬ي‬ ‫َ َ‬
‫ْح ِّق ‪[ ‬غافر‪. )1( ]20 :‬‬ ‫بِال َ‬
‫واألمثلة يف ذلك كث ‪66‬رية ‪ ،‬والقصد منها أننا ال نش ‪66‬تق األمساء احلسىن من ص ‪66‬فات‬
‫اهلل وأفعاله ‪ ،‬ألن دورنا حي ‪66 6‬ال األمساء اإلحص ‪66 6‬اء وليس اإلنش ‪66 6‬اء ‪ ،‬وألن اهلل تع ‪66 6‬اىل‬
‫أفعاله ص‪6‬ادرة عن أمسائه وص‪6‬فاته بعكس أمساء املخل‪6‬وقني فهي ص‪6‬ادرة عن أفع‪6‬اهلم ‪،‬‬
‫ف‪66‬الرب تب‪66‬ارك وتع‪66‬اىل أفعاله عن كماله ‪ ،‬واملخل‪66‬وق كماله عن أفعاله ‪ ،‬فاش‪66‬تقت له‬
‫األمساء بعد أن كمل بالفعل ‪ ،‬ف ‪66‬الرب مل ي ‪66‬زل ك ‪66‬امال فحص ‪66‬لت أفعاله عن كماله ‪،‬‬
‫ألنه كامل بذاته وص ‪66 6‬فاته ‪ ،‬فأفعاله ص‪66 6 6‬ادرة عن كماله ‪ ،‬كمل ففعل ‪ ،‬واملخل ‪66 6‬وق‬
‫فعل فكمل الكم ‪66‬ال الالئق به (‪ ، )2‬وس ‪66‬يأيت يف املبحث الرابع ب ‪66‬إذن اهلل تع ‪66‬اىل حصر‬
‫األمساء اليت مل تنطبق عليها شروط اإلحصاء ‪.‬‬
‫الشرط الثالث من شروط اإلحصاء ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫أن ي ‪66‬رد االس ‪66‬م على س ‪66‬بيل اإلطالق دون تقييد ظ ‪66‬اهر أو إض ‪66‬افة مقرتنة ‪ ،‬وذلك‬
‫ب ‪66 6‬أن يفيد الثن ‪66 6‬اء بنفسه ‪ ،‬ألن اإلض ‪66 6‬افة والتقييد حيدان من إطالق احلسن والكم‪66 6‬ال‬
‫على ق‪6‬در املض‪66‬اف وش‪66‬أنه ‪ ،‬واهلل عز وجل ذكر أمساءه بالالهنائية يف احلسن ‪ ،‬وه‪66‬ذا‬
‫يعين اإلطالق الت ‪66‬ام ال ‪66‬ذي يتن ‪66‬اول مطلق الكم ‪66‬ال يف ال ‪66‬ذات والص ‪66‬فات واألفع ‪66‬ال ‪،‬‬
‫ِِ‬
‫ْح ْس‪َ/‬نى ‪ ، ‬أي‬ ‫ول‪66‬ذلك ف‪66‬إن ه‪66‬ذا الش‪66‬رط م‪66‬أخوذ من قوله تع‪66‬اىل ‪َ  :‬وللَّه ا َأل ْس‪َ /‬م ُ‬
‫اء ال ُ‬
‫البالغة مطلق احلسن بال قيد ‪ ،‬ق‪66 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6‬ال اآللوسي ‪ ( :‬احلسىن أنيث األحسن ‪ ،‬أفعل‬
‫تفض‪66 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6‬يل ‪ ،‬ومعىن ذلك أهنا أحسن األمساء وأجلها ألنبائها عن أحسن املع ‪66 6 6 6 6 6 6‬اين‬
‫‪1‬انظر املزيد عن األمساء اليت اشتقها العلماء من الص‪6‬فات واألفع‪6‬ال يف العواصم والقواصم يف ال‪6‬ذب عن‬
‫س‪66‬نة أيب القاسم البن ال‪66‬وزير ‪ 7/228 ،‬حتقيق ش‪66‬عيب األرنئ‪66‬وط ‪ ،‬مؤسسة الرس‪66‬الة الطبعة األوىل ‪1412‬‬
‫هـ ‪ ، 7/231‬وكتاب األمساء والصفات للبيهقي ص ‪ ، 80‬ص‪. 102‬‬
‫‪ 2‬بدائع الفوائد ‪.1/169‬‬
‫(‪)36‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫وأشرفها ) (‪. )1‬‬


‫ويدخل يف اإلطالق اق‪6‬رتان االسم ب‪6‬العلو املطلق ‪ ،‬ألن مع‪6‬اين العلو كلها ‪ -‬س‪6‬واء‬
‫علو الش‪66 6 6 6 6 6 6‬أن أو علو القهر أو علو ال‪66 6 6 6 6 6 6‬ذات والفوقية ‪ -‬هي يف حد ذاهتا إطالق ‪،‬‬
‫ف ‪66 6 6‬العلو يزيد اإلطالق كم ‪66 6 6‬اال على كم ‪66 6 6‬ال ‪ ،‬كما أن اهلل عز وجل ذكر من أمسائه‬
‫احلسىن الق‪66 6 6‬دير ‪ ،‬ف‪66 6 6‬ورد االسم مطلقا معرفا ومنونا وم ‪66 6‬رادا به العلمية ومض ‪66 6‬افا إىل‬
‫مع ‪66 6‬اين العلو والفوقية يف كثري من النص ‪66 6‬وص القرآنية ‪ ،‬كما ورد يف قوله تع‪66 6‬اىل ‪ :‬‬

‫َواللَُّه َعَلى ُك ِّ‪/‬ل َش‪ْ /‬يٍء قَ ِ‪/‬د ٌير ‪[ ‬التوب‪66‬ة‪ ، ]39:‬مث ذكر االسم يف موضع آخر مطلقا فقط‬
‫ادْيتُ ْم ِمْن ُه ْم َمَو َّدًة َواللَّ ُه قَ ِد ٌير ‪[ ‬املمتحنة‪:‬‬ ‫َّ ِ‬
‫فقال ‪َ  :‬ع َسى اللَُّه أَ ْن يَ ْجَع َل َبْيَن ُك ْم َوَبْي َن الذ َ‬
‫ين َع َ‬
‫‪ ، ]7‬وعند املقارنة جند أن العلو ال حيد من إطالق الوصف بل ي ‪66‬زده كم ‪66‬اال على‬
‫كمال ‪ ،‬ولذلك ف‪6‬إن كل اسم اق‪6‬رتن مبع‪6‬اين العلو والفوقية على كل ش‪6‬يء ‪ ،‬فهو يف‬
‫حكم املطلق ال‪66‬ذي يفيد املدح والثن‪66‬اء بنفسه ‪ ،‬وه‪6‬ذا الش‪6‬رط أش‪66‬ار إليه ابن تيمية يف‬
‫تعريفه لألمساء احلسىن بقوله ‪ ( :‬األمساء احلسىن املعروفة هي اليت تقتضي املدح‬
‫والثناء بنفسها ) (‪. )2‬‬
‫وإذا ك‪66 6 6 6 6 6 6 6 6‬انت األمساء احلسىن ال تخلو يف أغلبها من تص‪66 6 6 6 6 6 6 6 6‬ور التقييد العقلي‬
‫باملمكن ‪66‬ات وارتب ‪66‬اط آثارها باملخلوق‪66‬ات كاخلالق واخلالق وال ‪66‬رازق وال‪66‬رزاق ؛ أو‬
‫ال ختلو من ختص‪66 6 6 6‬يص ما يتعلق ببعض املخلوق‪66 6 6 6‬ات دون بعض ؛ كاألمساء الدالة‬
‫على ص‪6‬فات الرمحة واملغف‪6‬رة مثل ال‪6‬رحيم وال‪6‬رءوف والغف‪6‬ور والغف‪6‬ار ؛ ف‪6‬إن ذلك‬
‫التقييد ال يدخل حتت الشرط املذكور وإمنا املقصود هو التقييد باإلضافة الظ‪66‬اهرة‬
‫ب َش‪ِ /‬د ِيد‬ ‫يف النص كالغافر والقابل والشديد يف قوله تع‪6‬اىل ‪َ  :‬غ ِاف ِر ال َّ‪/‬ذنْ ِ‬
‫ب َوقَابِ ِ‪/‬ل التَّْو ِ‬
‫‪/‬اب ‪[ ‬غ ‪66‬افر‪ ، ]3:‬وك ‪66‬ذلك الف ‪66‬اطر واجلاعل يف قوله تع ‪66‬اىل ‪  :‬الْحم‪ُ /‬د لِلَِّه فَ ‪ِ /‬‬
‫‪/‬اط ِر‬ ‫الِْعَق‪ِ /‬‬
‫َْ‬
‫اع ِ‪/‬ل ال َْمالئِ َ‪/‬ك ِ‪/‬ة ُر ُس‪ً /‬ال ‪[ ‬ف‪66‬اطر‪ ، ]1:‬واملنزل والس‪66‬ريع يف احلديث‬ ‫ض َج ِ‪/‬‬ ‫س‪/‬ماو ِ‬
‫ات َوالأ َْر ِ‬ ‫ال َّ َ َ‬
‫ال‪66‬ذي رواه البخ‪66‬اري من ح‪66‬ديث َعْبد اللَِّه بْ َن أَىِب أَْوىَف ‪ t‬أن َر ُس ‪6‬ول اللَِّه ‪َ ‬د َعا َي‪6ْ 6‬وَم‬

‫‪1‬روح املعاين ‪. 9/120‬‬


‫‪2‬شرح العقيدة األصفهانية ص ‪. 19‬‬
‫(‪)37‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫‪/‬اب س‪ِ / /‬ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َح‪66‬ز ِ‬


‫ْحس‪ِ / /‬‬
‫اب ‪،‬‬ ‫‪6‬ال يف دعائه ‪ ( :‬اللَُّه َّم ُمْن‪ِ / /‬ز َل الْكَت ‪َ َ ِ /‬‬
‫يع ال َ‬ ‫اب َعلَى اْل ُم ْش‪ِ 6 6‬ر(‪1‬ك) َ‬
‫ني َفَق‪َ 6‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫األ‬
‫ِ‬
‫اب ) ‪.‬‬ ‫َحَز َ‬‫اللَُّه َّم ْاه ِزم األ ْ‬
‫وكذلك أيضا البالغ يف قول اهلل تعاىل ‪ِ  :‬إ َّن اللََّه بَالِ ُغ أَْم ِرِه ‪[ ‬الطالق‪ ، ]3:‬واحمليي‬
‫ورد مقي‪6‬دا يف قوله تع‪6‬اىل ‪ِ  :‬إ َّن الَّ ِذي أ َْحَي َاها ل َُم ْحِيي ال َْمْوتَى ‪[ ‬فص‪66‬لت‪ ، ]39 :‬والرفيع‬
‫ش ‪[ ‬غ‪66‬افر‪ ، ]15 :‬واملخ‪6‬زي يف قوله س‪6‬بحانه ‪ :‬‬ ‫ات ُذو الَْع ْ‪/‬ر ِ‬‫يف قوله ‪  :‬رِفي‪/‬ع ال‪/‬دَّرج ِ‬
‫َ ُ ََ‬
‫‪/‬اف ِر َين ‪[ ‬التوب‪66 6‬ة‪ ، ]2:‬واملتم يف قوله تع ‪66‬اىل ‪َ  :‬واللَُّه ُمِت ُّم نُ ‪//‬و ِرِه ‪‬‬ ‫خ‪ِ /‬زي اْل َك‪ِ /‬‬ ‫َن اللََّه ُم ْ‪/‬‬
‫َوأ َّ‬
‫[الص‪66 6‬ف‪ ]8:‬واملس ‪66‬تعان يف قوله ‪َ  :‬واللَُّه ال ُْم ْس‪َ/ /‬تَعا ُن َعَلى َما تَ ِص‪ُ/ /‬فو َن ‪[ ‬يوس‪66 6‬ف‪، ]18 :‬‬
‫ب والنَّوى ي ْخ‪ / / / /‬رِج الْح َّي ِمن الْميِّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫ُ َ َ َ‬ ‫ْح ِّ َ َ ُ‬ ‫والف ‪66 6 6 6‬الق واملخ ‪66 6 6 6‬رج يف قوله ‪ِ  :‬إ َّن اللََّه فَ‪// / / /‬ال ُق ال َ‬
‫ك‪/‬و َن ‪[ ‬األنع‪66‬ام‪ ، ]95 :‬واحلفي يف قوله ‪ :‬‬ ‫ْح ِّي َذلِ ُك ُم اللَُّه فَ‪/‬أَنَّى ُتْؤفَ ُ‬ ‫ِ ِ‬
‫ِج ال َْميِّت م َن ال َ‬‫َوُم ْ‪/‬خ ر ُ‬
‫َك َربِّي ِإنَُّه َكا َن بِي َحِفيّاً ‪[ ‬مرمي‪. ]47 :‬‬ ‫َسَت ْغِفُر ل َ‬
‫ك َسأ ْ‬‫الم َعَلْي َ‬
‫ال َس ٌ‬ ‫قَ َ‬

‫ومن ذلك أيضا ال ‪66 6‬وايل يف قوله ‪َ  :‬وَما ل َُه ْم ِم ْن ُدونِ‪/ِ / / /‬ه ِم ْن َو ٍال ‪[ ‬الرع‪66 6 6 6‬د‪، ]11 :‬‬
‫السماو ِ‬
‫ض ‪[ ‬الن‪6‬ور‪ ، ]35 :‬واهلادي يف قوله‬ ‫ات َواألَْر ِ‬ ‫والنور يف قوله تعاىل ‪  :‬اللَُّه نُ ُ‬
‫ور َّ َ َ‬
‫ص‪/‬ر ٍ‬
‫اط ُم ْس‪َ/‬تِق ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫يم ‪[ ‬احلج‪ ، ]54 :‬والب‪66‬ديع يف قوله ‪ :‬‬ ‫آمنُ‪//‬وا إلَى َ‬ ‫‪َ  :‬وِإ َّن اللََّه ل َ‪َ/‬ه‪/‬اد الذ َ‬
‫ين َ‬
‫ك ‪/‬ج ِ‬ ‫س‪/‬ماو ِ‬ ‫ِ‬
‫‪/‬ام ُع‬ ‫ض ‪[ ‬البق‪66‬رة‪ ، ]117 :‬واجلامع يف قوله تع‪66‬اىل ‪َ  :‬رَّبَنا ِإنَّ َ َ‬ ‫ات َواألَْر ِ‬ ‫يع ال َّ َ َ‬ ‫بَ‪//‬د ُ‬
‫ب‬ ‫ب ِفي‪/ِ / /‬ه ‪[ ‬آل عم‪66 6 6‬ران‪ ، ]9 :‬والع‪66 6‬امل يف قوله تع‪66 6‬اىل ‪َ  :‬ع‪// /‬الِ ُم اْلغَْي ِ‬ ‫الن ِ ِ ٍ‬
‫َّاس لَ‪/‬ي ‪/ْ /‬وم ال َريْ َ‬
‫‪/‬وب ‪‬‬ ‫الم اْلغُيُ ِ‬ ‫ْح ِّق َع ُ‬ ‫الشَه َادِة ‪[ ‬الرع‪66‬د‪ ، ]9 :‬والعالم يف قوله ‪  :‬قُ ْل ِإ َّن َربِّي َيْق ِذ ُ‬
‫ف بِ‪/‬ال َ‬ ‫َو َّ‬
‫[سبأ‪. ]48 :‬‬
‫ط‬‫ومن ذلك أيضا احمليط فقد ورد يف الق ‪66‬رآن مقي ‪66‬دا يف قوله تع ‪66‬اىل ‪َ  :‬واللَُّه ُم ِحي ‪ٌ /‬‬
‫ضٍّر فَال َك ِ‬ ‫ك اللَُّه بِ ُ‬
‫ين ‪[ ‬البقرة‪ ، ]19:‬والكاشف يف قوله ‪َ  :‬وِإ ْن يَ ْم َس ْس َ‬ ‫ِ ِ‬
‫ف لَهُ‬ ‫اش َ‬ ‫باْل َكاف ِر َ‬
‫ِإال ُه‪/‬و ‪[ ‬األنع‪66‬ام‪ ، ]17 :‬واخلادع يف قوله ‪ِ  :‬إ َّن الْمَن ِ‪/‬افِقين ي َخ ِ‬
‫‪/‬اد ُعو َن اللََّه و ُه‪/‬و َخ ِ‬
‫‪/‬اد ُع ُه ْم‬ ‫َ َ‬ ‫ُ َُ‬ ‫َ‬
‫‪ ،‬والص‪66‬احب واخلليفة فيما ورد عند اإلم‪66‬ام مس‪66‬لم من ح‪66‬ديث ابن‬ ‫[النس‪66‬اء‪]142 :‬‬ ‫‪‬‬

‫‪1‬أخرجه البخاري يف كتاب املغازي ‪. )2775 ( ،3/1072‬‬


‫(‪)38‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫س ‪َ/ /‬ف ِر‬


‫ب في ال َّ‬ ‫ت ال َّ ِ‬
‫ص ‪/ /‬اح ُ‬ ‫ول اللَِّه ‪ ‬قَ‪َ 6 6‬‬
‫‪6‬ال ‪ ( :‬اللَُّه َّم أَنْ َ‬ ‫ُع َ‪6‬م ‪6َ 6‬ر ‪ ‬يف دع‪66 6‬اء الس ‪66 6‬فر أ ََّن َر ُس‪َ 6 6 6‬‬
‫َواْل َخِليَف‪ُ / /‬ة في األ َْه‪/ِ /‬ل ) (‪ ، )1‬ومقلب القل ‪66‬وب ورد مقي ‪66‬دا يف ح ‪66‬ديث ابن عمر ‪ ‬عند‬
‫اليِمين ‪ ،‬ال‬ ‫أيب داود وصححه األلباين قال ‪ ( :‬أكثرُ َما ك‪/‬ان رس‪/‬ولُ اهلل ‪ ‬يحلفٌ به‪/‬ذه َ‬
‫ومَُقّل‬
‫ب القُلوبِ ) ‪ ،‬والقائم ورد مقيدا يف قوله تع‪6‬اىل ‪  :‬أَفَ َم ْن ُه َ‪/‬و قَ‪/‬ائِ ٌم َعَلى ُك ِّ‬
‫(‪) 2‬‬
‫س‬ ‫‪/‬ل َنْف ٍ‬ ‫ِ َ‬
‫بِ َما َك َسَب ْت ‪[ ‬الرعد‪. ]33:‬‬
‫وي‪66‬دخل يف ذلك أيضا املقيد بقرينة ظ‪66‬اهرة يف س‪66‬ياق النص ك‪66‬الزارع يف ق‪66‬ول‬
‫الزا ِر ُع ‪//‬و َن ‪[ ‬الواقع‪66 6‬ة‪]63/64 :‬‬ ‫اهلل تع ‪66‬اىل ‪  :‬أَ َف‪/َ /‬رأَْيتُم َّما تَ ْحُرثُ ‪//‬و َن أَأَْنتُ ْم َتْز َر ُعونَ ‪/ُ /‬ه أ َْم نَ ْح ُن َّ‬
‫حيث قيد االسم فيها مبا حيرث‪66 6 6‬ون ‪ ،‬وك‪66 6 6‬ذلك املوسع يف قوله تع‪66 6 6‬اىل ‪َ  :‬وال َّ‬
‫س ‪َ / / /‬م َاء‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ض‬‫َبَنْيَن َاها بِأَيْ ‪//‬د َوِإنَّا ل َُموس‪ُ / /‬عو َن ‪[ ‬ال‪66 6‬ذاريات‪ ، ]47:‬واملاهد يف قوله س ‪66‬بحانه ‪َ  :‬واألَْر َ‬
‫س ‪َ /‬م َاء‬‫َفَر ْش ‪َ/‬ن َاها فَِن ْع َم ال َْم ِاه‪ُ /‬دو َن ‪[ ‬ال ‪66‬ذاريات‪ ، ]48:‬والفاعل يف قوله ‪َ  :‬ي‪/ْ /‬و َم نَطْ ‪ِ /‬وي ال َّ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫الس ِج ِّل لِْل ُكتُ ِ‬
‫ين ‪[ ‬األنبي ‪66‬اء‪]104:‬‬ ‫ب َك َما بَ َدْأنَا أََّو َل َخل ٍْق نُعي ُد ُه َو ْعداً َعَلْيَنا ِإنَّا ُكنَّا فَاعل َ‬ ‫َكطَ ِّي ِّ‬
‫‪ ،‬وكذلك الطبيب يف احلديث الذي رواه أبو داود وصححه األلباين من حديث‬
‫‪/‬ال‬‫يب ؟ قَ َ‬ ‫‪/‬ل طَِب ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال ‪َ ( :‬فَق َال لَ ُ‪/‬ه أَبى ‪ :‬أرني َ‪/‬ه َذا ال‪/‬ذي بظَْ‪/‬ه ِر َك ف‪/‬إني َر ُج ٌ‬ ‫أَيِب ِرْمثََة ‪ ‬أنه قَ َ‬
‫ت َر ُج ٌل َرِفي ٌق ‪ ،‬طَِب ُيبَها الذي َخَلَقَها ) (‪ ، )3‬فاالسم هنا مقيد مبا‬ ‫يب ‪ ،‬بَ ْل أَنْ َ‬ ‫ِ‬
‫‪ : ‬اللَُّه الطَّب ُ‬
‫أص ‪66‬اب النيب ‪ ، ‬وكأنه ‪ ‬ق ‪66‬ال ‪ :‬اهلل ط ‪66‬بيب ما أص ‪66‬ابين ‪ ،‬ب ‪66‬دليل قوله ‪ ‬بع ‪66‬دها ‪:‬‬
‫طبيبها الذي خلقها ‪.‬‬
‫وكثري من ال‪6‬ذين توس‪6‬عوا يف مجع األمساء ومل يل‪6‬تزموا ش‪6‬رط اإلطالق وقع‪6‬وا عند‬
‫إحص‪66 6 6 6 6‬اء األمساء يف اض‪66 6 6 6 6‬طراب ش ‪66 6 6 6‬ديد حىت ب‪66 6 6 6 6‬دا مجعهم مبنيا على االجته ‪66 6 6‬ادات‬
‫الشخص‪6‬ية دون القواعد العلمية أو األص‪6‬ول املنهجية ‪ ،‬فأدخل بعض‪6‬هم ما استحس‪6‬نه‬

‫‪ 1‬أخرجه مسلم يف كتاب احلج ‪ ،‬باب ما يقول إذا ركب إىل سفر ‪. )1342 ( 2/978‬‬
‫‪ 2‬أبو داود كتاب األميان والنذور ‪ ،‬باب ما جاء يف ميني النيب )‪ ، S 3/255 (3263‬وانظر ص‪6‬حيح‬
‫أيب داود ‪. )2796 ( 629 / 2‬‬
‫‪ 3‬أبو داود ‪ :‬كت ‪66‬اب الرتجل ‪ ،‬ب‪66‬اب يف اخلض‪66‬اب ‪ ، 6)4207 ( 4/86‬وص ‪66‬حيح أيب داود ‪( 2/792‬‬
‫‪. )3544‬‬
‫(‪)39‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫من األمساء واستعبد منها ما يشاء ‪.‬‬


‫وعلى ذلك فاألمساء املقيدة باإلض‪66‬افة ال ت‪66‬دخل يف األمساء احلسىن ‪ ،‬وإمنا هي من‬
‫قبيل الصفات االمسية اليت جيوز الدعاء هبا على الوضع الذي قي‪6‬دت به ‪ ،‬ومعل‪6‬وم أن‬
‫ب ‪66‬اب الص ‪66‬فات أوسع من ب ‪66‬اب األمساء ‪ ،‬وب ‪66‬اب األفع ‪66‬ال أوسع من ب ‪66‬اب الص ‪66‬فات‬
‫باب األخبار أوسع من باب األفعال (‪. )1‬‬
‫الشرط الرابع من شروط اإلحصاء ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫داللة االسم على الوصف فال بد أن يك‪66 6 6 6 6 6 6‬ون امسا على مس‪66 6 6 6 6 6 6‬مى ‪ ،‬ألن اهلل عز‬
‫وجل بني أن أمساءه احلسىن أعالم وأوصاف ‪ ،‬فقال يف الداللة على علميتها ‪  :‬قُ ِل‬
‫ْح ْسَنى ‪[ ‬اإلس‪66‬راء‪ ، ]110:‬فكلها‬ ‫اء ال ُ‬
‫َس َم ُ‬ ‫ا ْد ُعوا اللََّه أَ ِو ا ْد ُعوا َّ‬
‫الر ْح َم َن أَيّاً َما تَ ْد ُعوا َفَل ُه األ ْ‬
‫ت‪66‬دل على مس‪66‬مى واحد ؛ وال ف‪6‬رق بني ال‪66‬رمحن أو ال‪66‬رحيم أو امللك أو الق‪66‬دوس أو‬
‫الس‪66 6 6 6 6 6 6‬الم أو املؤمن أو املهيمن أو العزيز أو اجلب‪66 6 6 6 6 6 6‬ار أو املتكرب إىل آخر ما ذكر من‬
‫أمسائه احلسىن يف الداللة على ذاته ‪.‬‬
‫ِِ‬
‫وق‪66 6 6‬ال س‪66 6 6‬بحانه وتع‪66 6 6‬اىل يف ك‪66 6 6‬ون أمسائه دالة على األوص‪66 6 6‬اف ‪َ  :‬وللَّه ا َأل ْس‪َ / / /‬م ُ‬
‫اء‬
‫وه بَِها ‪[ ‬األع‪6‬راف‪ ، ]180 :‬ودع‪6‬اء اهلل هبا مرتبط حبال العبد ومطلبه وما‬ ‫ْح ْسَنى فَا ْد ُع ُ‬‫ال ُ‬
‫يناسب حاجته واض‪66 6 6‬طراره ؛ من ض‪66 6 6‬عف أو فقر ‪ ،‬أو ظلم أو قهر ‪ ،‬أو م ‪66 6‬رض أو‬
‫جهل ‪ ،‬أو غري ذلك من أح‪6‬وال العب‪6‬اد ‪ ،‬فالض‪6‬عيف ي‪6‬دعو اهلل بامسه الق‪6‬ادر الق‪6‬وي ‪،‬‬
‫والفقري ي ‪66‬دعوه بامسه ال ‪66‬رزاق الغين ‪ ،‬واملقه ‪66‬ور املظل ‪66‬وم ي ‪66‬دعوه بامسه احلي القي ‪66‬وم إىل‬
‫غري ذلك مما يناسب أح‪66 6 6‬وال العب‪66 6 6‬اد واليت ال خترج على اختالف تنوعها عما أظهر‬
‫اهلل هلم من أمسائه احلسىن ‪ ،‬ول ‪66 6‬وال يقني ال ‪66 6‬داعي الفقري أن اهلل غين ق‪66 6‬دير ال‬
‫نظري له يف غن‪66 6 6 6 6 6 6 6 6‬اه ما التجأ إليه أو دع ‪66 6 6 6 6 6 6 6‬اه ‪ ،‬واللَّه عز وجل بني أنه‬
‫جييب املضطر إذا دعاه ويكشف السوء لكم‪6‬ال أمسائه وص‪6‬فاته ‪ ،‬وانف‪6‬راده‬
‫‪ 1‬انظر ما ذكره ابن القيم يف ذلك يف كتابه بدائع الفوائد ‪. 1/171‬‬
‫(‪)40‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫يب ال ُْمض‪/ / /‬طََّر ِإ َذا‬ ‫ِ‬


‫عن عب‪66 6 6‬اده باإلهلية املطلقة كما ق‪66 6 6‬ال س‪66 6 6‬بحانه ‪  :‬أََّم ْن يُج ُ‬
‫ض أَءلٌَه َم َع اللَّه قَِليال َما تَ‪َ /‬ذ َّكُرو َن ‪‬‬ ‫وء َويَ ْجَعلُ ُك ْم ُخَلَف َاء األَْر ِ‬
‫الس َ‬ ‫َد َع ُاه َويَ ْك ِش ُ‬
‫ف ُّ‬
‫[النم ‪66‬ل‪ ، ]62:‬فعلم العقالء أنه ال جييب املض ‪66‬طر إذا دع ‪66‬اه ‪ ،‬وهو ع ‪66‬اجز‬
‫ال صفة له مطلقا ‪.‬‬
‫وق ‪66 6‬د ذك‪66 6‬ر ابن القيم يف تعريف‪66 6‬ه مبنهج الس ‪66 6‬لف يف أمساء اهلل أن األمساء احلس‪66 6‬ىن هلا‬
‫اعتب‪66 6‬اران ‪ :‬اعتب‪66 6‬ار من حيث ال‪66 6‬ذات ‪ ،‬واعتب‪66 6‬ار من حيث الص‪66 6‬فات ‪ ،‬فهي باالعتب ‪66‬ار‬
‫األول مرتادف ‪66‬ة ‪ ،‬وباالعتب ‪66‬ار الث ‪66‬اين متباين ‪66‬ة ‪ ،‬فهي أعالم وأوص ‪66‬اف ‪ ،‬والوص ‪66‬ف هبا ال‬
‫ين‪66 6‬ايف العلمي‪66 6‬ة خبالف أوص‪66 6‬اف العب‪66 6‬اد فإهنا تن‪66 6‬ايف علميتهم (‪ ، )1‬ف‪66 6‬الرمحن امسه تع ‪66‬اىل‬
‫ووص‪66‬فه ‪ ،‬ال تن‪66‬ايف امسيته وص‪66‬فيته ‪ ،‬فمن حيث هو ص‪66‬فة ج‪66‬رى تابعا على اسم اهلل‬
‫ومن حيث هو اسم ورد يف الق ‪66‬رآن غري ت ‪66‬ابع ‪ ،‬ورود االسم علما ‪ ،‬وك ‪66‬ذلك ف ‪66‬إن‬
‫األمساء مشتقة من الصفات ‪ ،‬إذ الصفات مصادر األمساء احلسىن (‪. )2‬‬
‫كما أن أمساء اهلل احلسىن لو ك ‪66 6 6‬انت جام ‪66 6 6‬دة ال ت ‪66 6 6‬دل على وصف وال معىن مل‬
‫ِِ‬
‫س ‪َ/‬نى ‪[ ‬األع‪66‬راف‪:‬‬ ‫ْح ْ‬ ‫تكن حسىن ألن اهلل أثىن هبا على نفسه فق‪66‬ال ‪َ  :‬وللَّه ا َأل ْس ‪َ /‬م ُ‬
‫اء ال ُ‬
‫‪ ]180‬واجلامد ال م ‪66‬دح فيه وال داللة له على الثن ‪66‬اء ‪ ،‬كما أنه يل ‪66‬زم أيضا من كوهنا‬
‫جام‪6‬دة أنه ال معىن هلا ‪ ،‬وال قيمة لتع‪6‬دادها أو ال‪6‬دعوة إىل إحص‪6‬ائها ‪ ،‬وي‪6‬رتتب على‬
‫ذلك أيضا رد ما ج ‪66‬اء يف الص ‪66‬حيحني من ح ‪66‬ديث أيب هري ‪66‬رة ‪ t‬مرفوعا ‪ِ ( :‬إ َّن لِلَِّه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْجنََّة ) (‪. )3‬‬ ‫ص َاها َد َخ َل ال َ‬ ‫اس َما مائًَة ِإالَّ َواح ًدا َم ْن أ ْ‬
‫َح َ‬ ‫ين ْ‬
‫ت ْسَع ًة َوت ْسع َ‬
‫ول ‪66‬ذلك اس ‪66‬تقبح أهل العلم م ‪66‬ذهب املعتزلة يف إثب ‪66‬ات األمساء ونفي داللتها على‬
‫الص‪66‬فات ‪ ،‬ألن معىن ذلك أهنم أثبت‪66‬وا وج‪66‬ود ال‪66‬ذات فقط ‪ ،‬وجعل‪66‬وا أمساء‬
‫اللَّه الدالة عليها أمساء فارغة من األوص‪66‬اف ‪ ،‬أمساء بال مس‪66‬مى ‪ ،‬فق‪66‬الوا‬
‫‪ 1‬بدائع الفوائد ‪.1/170‬‬
‫‪2‬الس‪66‬ابق ‪ ، 1/28‬وانظر أيضا توض‪66‬يح املقاصد وتص‪66‬حيح القواعد يف ش‪66‬رح قص‪66‬يدة اإلم‪66‬ام ابن القيم ‪،‬‬
‫لأمحد بن إب‪66 6 6‬راهيم بن عيسى ‪ ، 1/14‬حتقيق زهري الش‪66 6‬اويش نشر املكتب اإلس ‪66 6‬المي ‪ ،‬ب ‪66 6‬ريوت ‪ ،‬س ‪66 6‬نة‬
‫‪1406‬هـ ‪.‬‬
‫‪ 3‬متفق عليه وقد تقدم خترجيه ‪.‬‬
‫(‪)41‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫‪ :‬هو العليم بال علم والس‪66 6‬ميع بال مسع ‪ ،‬والبصري بال عني ‪ ،‬ومعل‪66 6‬وم‬
‫من م‪66 6 6 6 6‬ذهب الس‪66 6 6 6 6‬لف الص‪66 6 6 6 6‬احل أن أمساء اهلل يف داللتها ال تش ‪66 6 6‬به أمساء‬
‫املخل ‪66 6‬وقني يف داللتها ‪ ،‬فقد يس‪66 6‬مى اإلنس‪66 6‬ان س‪66 6‬عيدا وهو ح‪66 6‬زين ‪ ،‬أما‬
‫رب الع‪66 6 6 6 6 6‬زة واجلالل فهو الغين ال‪66 6 6 6 6 6‬ذي يتصف ب‪66 6 6 6 6 6‬الغين ال الفقر ‪ ،‬وهو‬
‫الق‪66 6‬وي ال‪66 6‬ذي يتصف ب‪66 6‬القوة ال الض‪66 6‬عف ‪ ،‬وهو الس‪66 6‬ميع ال‪66 6‬ذي يتصف‬
‫بالس ‪66‬مع تع ‪66‬اىل اللَّه عن ض ‪66‬دها ‪ ،‬وهك ‪66‬ذا يف س ‪66‬ائر األمساء والص ‪66‬فات ‪،‬‬
‫وهلذا ك‪66 6 6 6 6 6‬انت أمساؤه حسىن وعظمى وال تك‪66 6 6 6 6 6‬ون حسىن وعظمى بغري‬
‫ذلك ‪.‬‬
‫أما مث‪66 6‬ال ما مل يتحقق فيه الداللة على الوصف من األمساء اجلام‪66 6‬دة ما ورد عند‬
‫‪/‬ل ُي ْ‪/‬ؤ ِذ ِيني‬
‫ال اللَُّه َع َّ‪/‬ز َو َج َّ‬
‫البخاري من حديث أَيِب هريرة ‪ t‬أن رس‪6‬ول اهلل ‪ ‬ق‪6‬ال ‪ ( :‬قَ َ‬
‫‪/‬ار ) (‪ ، )1‬فال‪6‬دهر ذك‪6‬ره‬ ‫َّهر ‪ ،‬بَِي ِ‪/‬دي األَْم‪/‬ر أَُقلِّ ُ َّ‬
‫‪/‬ل َوالنََّه َ‬
‫ب اللْي َ‬ ‫ُ‬ ‫َّهَر َوأَنَا الد ْ ُ‬
‫ب الد ْ‬
‫آد َم ‪ ،‬يَ ُس ُّ‬
‫ابْ ُن َ‬
‫ابن ح ‪66‬زم يف األمساء احلسىن اس ‪66‬تنادا إىل ه ‪66‬ذا احلديث (‪ ، )2‬واألمر ليس ك ‪66‬ذلك ألن‬
‫الدهر اسم جامد ال يتضمن وصفا يفيد الثناء بنفسه ‪.‬‬
‫وقد ذكر الش‪66 6 6 6‬يخ ابن ع‪66 6 6 6‬ثيمني من أس‪66 6 6 6‬باب اس‪66 6 6 6‬تبعاده أنه ال حيمل معىن يلحقه‬
‫باألمساء احلسىن ‪ ،‬كما أنه يف حقيقته اسم لل‪66 6‬وقت وال ‪66 6‬زمن ؛ كما ق‪66 6‬ال تع‪66 6‬اىل عن‬
‫‪/‬وت َونَ ْحَيا َوَما ُي ْهِل ُكَنا ِإال ال‪//‬د َّْهُر ‪‬‬
‫منك‪66‬ري البعث ‪َ  :‬وقَ‪//‬الُوا َما ِه َي ِإال َحَياُتَنا ال‪/ُّ /‬دْنَيا نَ ُم‪ُ /‬‬
‫[اجلاثية‪ ]24 :‬وهم يريدون مرور الليايل واأليام ‪ ،‬واحلديث ال يدل على أن ال‪6‬دهر من‬
‫أمساء اهلل تع‪66‬اىل ‪ ،‬وذلك أن ال‪66‬ذين يس‪66‬بون ال‪66‬دهر إمنا يري‪66‬دون الزم‪66‬ان ال‪66‬ذي هو حمل‬
‫احلوادث ال يري‪66 6‬دون اهلل تع‪66 6‬اىل ‪ ،‬فيك‪66 6‬ون معىن قوله ‪ ( :‬وأنا ال‪// /‬دهر ) ما فس‪66 6‬ره‬
‫بقوله ‪ ( :‬بي‪///‬دي األمر أقلب الليل والنه‪// /‬ار ) ‪ ،‬فهو س‪66 6‬بحانه خ‪66 6‬الق ال‪66 6‬دهر وما فيه ‪،‬‬
‫وقد بني أنه يقلب الليل والنه‪66 6 6 6 6 6‬ار ومها ال‪66 6 6 6 6 6‬دهر ‪ ،‬وال ميكن أن يك‪66 6 6 6 6 6‬ون املقلب هو‬

‫‪ 1‬البخاري يف التفسري ‪ ،‬باب تفسري سورة حم ‪. )4549 ( 4/1825‬‬


‫‪ 2‬احمللى البن حزم ‪ ، 8/31‬وله أيضا الفصل يف امللل والنحل ‪.2/112‬‬
‫(‪)42‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬
‫(‪) 1‬‬
‫املقلب ‪ ،‬وهبذا يتبني أنه ميتنع أن يكون الدهر يف هذا احلديث م‪6‬رادا به اهلل تع‪6‬اىل‬
‫‪.‬‬
‫ويلحق ب‪66 6 6 6‬ذلك أيضا احلروف املقطعة يف أوائل الس‪66 6 6 6‬ور واليت اعتربها البعض من‬
‫أمساء اهلل ‪ ،‬حيث قيل هي اسم اهلل األعظم إال أنا ال نع‪66 6 6 6 6 6 6‬رف تأليفه منها ‪ ،‬وقيل ‪:‬‬
‫هي أمساء هلل أقسم هبا ‪ ،‬وقال آخرون ‪ :‬امل ‪ ،‬األلف من اهلل ‪ ،‬والالم من جربيل ‪،‬‬
‫وامليم من حممد ‪ ، ‬وقيل ‪ :‬األلف مفت ‪66 6‬اح امسه اهلل ‪ ،‬والالم مفت ‪66 6‬اح امسه اللطيف ‪،‬‬
‫وامليم مفت ‪66‬اح امسه المجيد ‪ ،‬وقيل أيضا ‪ :‬امل تعين أنا اهلل أعلم ‪ ،‬والر أنا اهلل أرى ‪،‬‬
‫واملص أنا اهلل أفصل ‪ ،‬ف‪66 6‬األلف ت‪66 6‬ؤدي عن معىن أنا ‪ ،‬والالم ت‪66 6‬ؤدي عن اسم اهلل ‪،‬‬
‫وامليم ت‪66 6 6‬ؤدي عن معىن أعلم وه ‪66 6 6‬ذه كلها آراء اجتهادية ليست مبنية على ح ‪66 6‬ديت‬
‫ثابت مرفوع (‪. )2‬‬
‫ق‪66‬ال العك‪66‬ربي ‪ ( :‬ه‪66‬ذه احلروف املقطعة كل واحد منها اسم ‪ ،‬ف‪66‬ألف اسم يعرب‬
‫به عن مثل احلرف ال ‪66 6 6 6 6 6‬ذي يف ق ‪66 6 6 6 6 6‬ال ‪ ،‬والم يعرب هبا عن احلرف األخري من ق ‪66 6 6 6‬ال‬
‫وك‪6‬ذلك ما أش‪6‬بهها ‪ ،‬وال‪6‬دليل على أهنا أمساء أن كال منها ي‪6‬دل على معىن يف نفسه‬
‫‪ ،‬وهي مبنية ألنك ال تريد أن خترب عنها بش ‪66 6 6 6‬يء ‪ ،‬وإمنا حيكى هبا ألف‪66 6 6 6‬اظ احلروف‬
‫اليت جعلت أمساء هلا فهي كاألص ‪66‬وات حنو غ ‪66‬اق يف حكاية ص ‪66‬وت الغ ‪66‬راب ) (‪، )3‬‬
‫وقد ذكر القاضي أبو بكر بن الع‪66‬ريب بطالن مثل ه‪66‬ذا الكالم فق‪66‬ال ‪ ( :‬ومن الباطل‬
‫علم احلروف املقطعة يف أوائل السور ) (‪. )4‬‬
‫وق‪6‬ال الس‪6‬يوطي ‪ ( :‬وقد حتصل يل فيها عش‪6‬رون ق‪6‬وال وأزيد ‪ ،‬وال أع‪6‬رف أح‪6‬دا‬
‫حيكم عليها بعلم وال يصل منها إىل فهم ‪ ،‬وال ‪66‬ذي أقوله إنه ل ‪66‬وال أن الع ‪66‬رب ك ‪66‬انوا‬
‫يعرف ‪66‬ون أن هلا م ‪66‬دلوال مت ‪66‬داوال بينهم لك ‪66‬انوا أول من أنكر ذلك على النيب ‪ ، ‬بل‬
‫‪1‬القواعد املثلى ص ‪. 10‬‬
‫‪ 2‬انظر تفسري القرطيب ‪ ، 1/154‬والربهان يف علوم القرآن ‪.1/172‬‬
‫‪ 3‬التبي ‪66 6‬ان يف إع ‪66 6‬راب الق ‪66 6‬رآن ‪ ، 1/10‬لأيب البق‪66 6‬اء عبد اهلل بن احلسني العك‪66 6‬ربي ‪ ،‬حتقيق علي حممد‬
‫البجاوى نشر إحياء الكتب العربية ‪.‬‬
‫‪ 4‬االتقان يف علوم القرآن للسيوطي ‪. 2/26‬‬
‫(‪)43‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫تلى عليهم حم فص ‪66‬لت و ص وغريمها فلم ينك ‪66‬روا ذلك ‪ ،‬بل ص ‪66‬رحوا بالتس ‪66‬ليم له‬
‫يف البالغة والفصاحة مع تشوفهم إىل عثرة وغريها وحرصهم على زلة ‪ ،‬ف‪66‬دل على‬
‫أنه كان أمرا معروفا بينهم ال إنكار فيه ) (‪. )1‬‬
‫وال يعين الق ‪66 6 6‬ول باش ‪66 6 6‬رتاط داللة االسم على الوصف أن نش ‪66 6 6‬تق هلل من ص ‪66 6‬فاته‬
‫وأفعاله أمساءه ؛ ألن ذلك مرجعه إىل النص الش ‪66‬رعي دون القي ‪66‬اس اللغ ‪66‬وي ‪ ،‬وليس‬
‫م ‪66‬راد من ق ‪66‬ال من أه ‪66‬ل العلم أن أمساء اهلل مش ‪66‬تقة من الص ‪66‬فات واألفع ‪66‬ال س ‪66‬وى أهنا‬
‫تالقي مص‪6‬ادرها اللغوي‪6‬ة يف اللف‪6‬ظ واملع‪6‬ىن ‪ ،‬ال أهنا متول‪6‬دة منه‪6‬ا وص‪6‬ادرة عنه‪6‬ا ص‪6‬دور‬
‫الف‪66‬رع عن أص‪66‬له ‪ ،‬وتس‪66‬مية النح‪66‬اة املص‪66‬در واملش‪66‬تق من‪66‬ه أص‪66‬ال وفرع‪66‬ا ليس معن‪66‬اه أن‬
‫أح‪66 6‬دمها تول‪66 6‬د من اآلخ‪66 6‬ر ؛ وإمنا ه‪66 6‬و باعتب‪66 6‬ار أن أح‪66 6‬دمها متض‪66 6‬من لآلخ ‪66‬ر وزي ‪66‬ادة ‪،‬‬
‫فاالش‪6‬تقاق هن‪6‬ا ليس ه‪6‬و اش‪6‬تقاقا مادي‪6‬ا أو تش‪6‬بيها عقائ‪6‬ديا حيكم‪6‬ه م‪6‬ا حيكم املخل‪6‬وق ‪،‬‬
‫وإمنا ه‪66‬و اش‪66‬تقاق لغ‪66‬وي متالزم بني االس‪66‬م والفع‪66‬ل والوص‪66‬ف ؛ وال حمذور يف الق‪66‬ول‬
‫باش ‪66‬تقاق أمساء اهلل احلس ‪66‬ىن على ه ‪66‬ذا املع ‪66‬ىن م ‪66‬ع التنبي ‪66‬ه على أن ح ‪66‬ق التس ‪66‬مية تك ‪66‬ون‬
‫املرجعي‪66‬ة في‪66‬ه إىل تس‪66‬مية اهلل لنفس‪66‬ه أو تس‪66‬مية نبي‪66‬ه ‪ ، ‬وأن األمساء احلس‪66‬ىن أزلي‪66‬ة أولي‪66‬ة‬
‫بأولية الذات (‪. )2‬‬
‫وعلى ذل ‪66‬ك ف‪66‬إن االس‪66‬م إذا أطل‪66‬ق على اهلل ع ‪66‬ز وج ‪66‬ل ج‪66‬از أن يش ‪66‬تق من‪66‬ه املص‪66‬در‬
‫والفع‪66‬ل فيخ‪66‬رب ب‪66‬ه عن‪66‬ه فعال ومص‪66‬درا ‪ ،‬حنو الس‪66‬ميع البص‪66‬ري الق‪66‬دير ؛ يطل‪66‬ق علي‪66‬ه من‪66‬ه‬
‫السمع والبصر والقدرة ‪ ،‬وخيرب عنه باألفعال من ذلك حنو قوله تعاىل ‪  :‬قَ ْد َس ِم َع اللَُّه‬
‫يع بَ ِص ‪ٌ /‬ير ‪‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َقو َل الَِّتي تُج ِادل َ ِ ِ‬
‫ُك في َزْوج َها َوتَ ْشَتكي ِإلَى اللَّه َواللَُّه يَ ْس َم ُع تَ َح ُاو َر ُك َما ِإ َّن اللََّه َس ِم ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫‪/‬اد ُرو َن ‪[ ‬املرس‪66‬الت‪ ، ]23:‬ه‪66‬ذا إن ك‪66‬ان الفع‪66‬ل‬ ‫[اجملادل‪66‬ة‪ ، ]1 :‬وقول‪66‬ه ‪َ  :‬فَق‪َ /‬درنَا فَِن ْعم اْلَق‪ِ /‬‬
‫ْ َ‬
‫متعديا ‪ ،‬فإن ك‪6‬ان الزم‪6‬ا مل خيرب عن‪6‬ه ب‪6‬ه حنو احلي ب‪6‬ل يطل‪6‬ق علي‪6‬ه االس‪6‬م واملص‪6‬در دون‬

‫‪1‬السابق ‪. 2/26‬‬
‫‪ 2‬انظر بتصرف شرح قصيدة ابن القيم ‪. 1/12‬‬
‫(‪)44‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫الفعل (‪. )1‬‬

‫الشرط الخامس من شروط اإلحصاء ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫أن يك‪66‬ون الوصف ال‪66‬ذي دل عليه االسم يف غاية اجلم‪66‬ال والكم‪66‬ال فال يك‪66‬ون‬
‫املعىن عند جترد اللفظ منقس‪66 6‬ما إىل كم‪66 6‬ال أو نقص أو حيتمل ش‪66 6‬يئا حيد من إطالق‬
‫ِِ‬
‫ْح ْسَنى‬
‫اء ال ُ‬ ‫الكمال واحلسن ‪ ،‬وذلك الشرط مأخوذ من قول اهلل تعاىل ‪َ  :‬وللَّه األ ْ‬
‫َس َم ُ‬
‫ْج ِ‬
‫الل‬ ‫وه بِها ‪[ ‬األعراف‪ ، ]180:‬وكذلك قوله سبحانه ‪َ  :‬تبار َك اسم ربِّ َ ِ‬
‫ك ذي ال َ‬ ‫ََ ُْ َ‬ ‫فَا ْد ُع ُ َ‬
‫ِك‪/َ /‬ر ِام ‪[ ‬ال‪66 6‬رمحن‪ ، ]78:‬فاآلية تعين أن اسم اهلل جل ش‪66 6‬أنه ت‪66 6‬نزه ومتجد وتعظم‬
‫َوالإ ْ‪/‬‬
‫وتق ‪66‬دس عن كل مع ‪66‬اين النقص (‪ ، )2‬ألنه س ‪66‬بحانه وتع ‪66‬اىل له مطلق احلسن واجلالل‬
‫وكل معاين الكمال واجلمال ‪.‬‬
‫واهلل عز وجل ال يتصف إال بالكم ‪66 6 6 6 6 6 6 6‬ال املطلق ال ‪66 6 6 6 6 6 6 6‬ذي ال نقص فيه بوجه من‬
‫الوج ‪66 6 6‬وه كاحلي ‪66 6 6‬اة والعلم والق ‪66 6 6‬درة ‪ ،‬والس ‪66 6 6‬مع والبصر والرمحة ‪ ،‬والع ‪66 6‬زة واحلكمة‬
‫والعظمة وغري ذلك من أوص ‪66 6 6 6‬اف الكم ‪66 6 6 6‬ال ‪ ،‬أما ضد ذلك من أوص ‪66 6 6‬اف النقص‬
‫كاملوت والعجز والظلم ‪ ،‬والغفلة والسنة والنوم ‪ ،‬فاهلل م‪6‬نزه عنها وعن كل وصف‬
‫ال يليق جبالله مما وصف الواص‪66‬فون فق‪66‬ال ‪ُ  :‬س ‪ْ/‬ب َحا َن َربِّ َك َر ِّب الِْع‪/َّ /‬زِة َع َّما يَ ِص ‪ُ/‬فو َن ‪‬‬
‫[الصافات‪. ]180 :‬‬
‫أما إذا ك‪66‬ان الوصف عند جترده عن اإلض‪66‬افة يف موضع احتم‪66‬ال ‪ ،‬فك‪66‬ان كم‪66‬اال‬
‫يف ح ‪66 6‬ال ونقصا يف ح ‪66 6‬ال ‪ ،‬فه ‪66 6‬ذا ال يصح فيه إطالق االسم أو الوصف ‪ ،‬وينبغي‬
‫على املس‪66 6‬لم أال يثبته هلل إثباتا مطلقا وال ينفيه عنه نفيا مطلقا ‪ ،‬بل ال بد من البي ‪66‬ان‬
‫والتفص‪66‬يل والتقيد مبا ورد يف التنزيل ‪ ،‬وه‪66‬ذا منهج الس‪66‬لف الص‪66‬احل يف األلف‪66‬اظ اليت‬

‫‪ 1‬بدائع الفوائد ‪.1/170‬‬


‫‪2‬زاد املسري ‪ ، 3/214‬وروح املعاين ‪. 18/230‬‬
‫(‪)45‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫حتتمل وجهني عن التج ‪66‬رد عن اإلض ‪66‬افة ‪ ،‬ك ‪66‬املكر واخلداع والنس ‪66‬يان ‪ ،‬واالس ‪66‬تهزاء‬
‫والكيد واخلذالن وغري ذلك من األوصاف كالرتدد واالستخالف (‪. )1‬‬
‫فاملكر مثال هو الت‪6‬دبري يف اخلف‪6‬اء بقصد اإلس‪6‬اءة أو اإلي‪6‬ذاء وه‪6‬ذا ق‪6‬بيح م‪6‬ذموم ‪،‬‬
‫أو بقصد االبتالء واجلزاء وه‪66 6 6‬ذا ممدوح حمم‪66 6 6 6‬ود ‪ ،‬وهلذا ال يصح إطالق املاكر امسا‬
‫ووص‪66 6‬فا يف حق اهلل دون ختص‪66 6‬يص ألن اإلطالق فيه احتم‪66 6‬ال اتص‪66 6‬افه ب‪66 6‬النقص أو‬
‫الكم ‪66‬ال ‪ ،‬واهلل نسب إىل نفسه املكر مقي ‪66‬دا فق ‪66‬ال ‪َ  :‬وَم َ‪/‬ك ُ‪/‬روا َوَم َ‪/‬ك َ‪/‬ر اللَُّه َواللَُّه َخْ‪/‬ي ُ‪/‬ر‬
‫ين ‪[ ‬آل عم‪66‬ران‪ ، ]54:‬وق‪6‬ال جل ش‪6‬أنه ‪َ  :‬وَم َكُروا َم ْكراً َوَم َكْرنَا َم ْك‪/‬راً َو ُه ْم ال‬ ‫ِ‬
‫ال َْماك ِر َ‬
‫يَ ْش ‪ُ /‬عُرو َن ‪[ ‬النم ‪66‬ل‪ ، ]50 :‬ويف ه ‪66‬ذه املواضع ال حيتمل التقييد إال الكم ‪66‬ال فج ‪66‬از أن‬
‫يتصف به رب العزة واجلالل ‪.‬‬
‫وما يق‪66‬ال يف املكر يق‪66‬ال أيضا يف االس‪66‬تهزاء واخلداع والس‪66‬خرية والكيد ‪ ،‬فليس‬
‫من أمسائه املاكر واخلادع والف ‪66 6 6 6 6 6 6‬اتن واملضل والفاعل والك ‪66 6 6 6 6 6 6‬اتب وحنوها ألن ذلك‬
‫يك ‪66‬ون كم ‪66‬اال يف موضع ونقصا يف آخر فال يتصف به إال يف موضع الكم ‪66‬ال فقط‬
‫‪.‬‬
‫وهكذا القول يف وصف اخلالفة اليت تض‪6‬منها االسم املقيد يف ح‪6‬ديث مس‪6‬لم عن‬
‫س‪َ/‬ف ِر‬
‫ب في ال َّ‬ ‫ت ال َّ ِ‬
‫ص‪/‬اح ُ‬ ‫ول اللَِّه ‪ ‬قَ‪َ 6‬‬
‫‪6‬ال يف دع‪66‬اء الس‪66‬فر ‪ ( :‬اللَُّه َّم أَنْ َ‬ ‫ابن ُع َ‪6‬م َ‪6‬ر ‪ ‬أ ََّن َر ُس ‪َ 6‬‬
‫َواْل َخِليَف‪ //‬ةُ في األ ْ‪َ/‬ه‪/ِ /‬ل ) (‪ ، )2‬ألن اخلالفة تعين عند التج‪66 6‬رد النيابة عن الغري ‪ ،‬وتك ‪66‬ون‬
‫عن نقص أو عن كم ‪66‬ال ‪ ،‬ق ‪66‬ال ال ‪66‬راغب األص ‪66‬فهاني ‪ ( :‬واخلالفة النيابة عن الغري ‪،‬‬
‫إما لغيبة املن‪66‬وب عنه ‪ ،‬وإما ملوته ‪ ،‬وإما لعج‪66‬زه ‪ ،‬وإما لتش‪66‬ريف املس‪66‬تخلَف ) (‪، )3‬‬
‫فال ميكن أن حيمل كالم النيب ‪ ‬على الوجه األخري ‪.‬‬

‫‪1‬انظر ه ‪66 6‬ذا املعىن يف املواضع اآلتية ‪ :‬احلقيقة واجملاز البن تيمية ‪ ، 471 / 20‬وانظر له أيضا الرس ‪66 6‬الة‬
‫التدمرية ص ‪ ، 14‬واحمللى لابن ح ‪66‬زم ‪ ، 1/34‬وإعالم املوقعني لابن القيم ‪ ، 3/218‬وحز الغالصم يف‬
‫إفحام املخاصم عند جريان النظر يف أحكام القدر البن حيدرة ‪. 2/39‬‬
‫‪2‬مسلم يف كتاب احلج ‪ ،‬باب ما يقول إذا ركب إىل سفر احلج وغريه ‪. )1342 ( 2/978‬‬
‫‪3‬مفردات غريب القرآن ص ‪. 156‬‬
‫(‪)46‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫وق ‪66‬ال ابن القيم ‪ ( :‬لفظ اخلداع ينقسم إىل حمم ‪66‬ود وم ‪66‬ذموم ف ‪66‬إن ك ‪66‬ان حبق فهو‬
‫حمم‪66‬ود ‪ ،‬وإن ك‪66‬ان بباطل فهو م‪66‬ذموم ) (‪ ، )1‬وقد ذكر أيضا مما ي‪66‬دخل حتت ه‪66‬ذه‬
‫النوعية املكر ‪ ،‬فإنه ينقسم إىل حمم ‪66‬ود وم ‪66‬ذموم وحقيقته إظه ‪66‬ار أمر وإخف ‪66‬اء خالفه‬
‫ليتوصل به إىل م ‪66 6‬راده ‪ ،‬فمن احملم ‪66 6‬ود ‪ :‬مك ‪66 6‬ره تع ‪66 6‬اىل بأهل املكر مقابلة هلم بفعلهم‬
‫وجزاء هلم جبنس عملهم ‪ ،‬وكذلك الكيد ينقسم إىل نوعني ‪ ،‬وق‪6‬ال تع‪6‬اىل ‪ِ  :‬إَّنُه ْم‬
‫َكي ُد َكْي ًدا ‪[ ‬الطارق‪. )2( ]16:15/‬‬ ‫ي ِكي ُدو َن َكي ًدا وأ ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫وق‪66‬ال أيضا يف معىن الش‪66‬رط اخلامس من ش‪66‬روط اإلحص‪66‬اء ‪ ( :‬فعليك مبراع‪66‬اة ما‬
‫أطلقه س‪66‬بحانه على نفسه من األمساء والص‪66‬فات والوق‪66‬وف معها ‪ ،‬وع‪66‬دم إطالق ما‬
‫مل يطلقه على نفسه ما مل يكن مطابقا ملعىن أمسائه وص ‪66 6‬فاته ‪ ،‬وحينئ ‪6 6‬ذ فيطلق املعىن‬
‫ملطابقته له دون اللفظ والس ‪66‬يما إذا ك ‪66‬ان جممال أو منقس ‪66‬ما إىل ما ميدح به وغ ‪66‬ريه ؛‬
‫فإنه ال جيوز إطالقه إال مقي ‪66‬دا ‪ ،‬وه ‪66‬ذا كلفظ الفاعل والص ‪66‬انع ‪ ،‬فإنه ال يطلق عليه‬
‫ال لِ َما يُِري‪ُ /‬د‬
‫يف أمسائه احلسىن إال إطالقا مقيدا أطلقه على نفسه ‪ ،‬كقوله تعاىل ‪َ  :‬فَّع ٌ‬
‫ص‪ْ/‬ن َع اللَِّه الَّ ِذي‬
‫اء ‪[ ‬احلج‪ ، ]18:‬وقوله ‪ُ  :‬‬ ‫‪[ ‬ال‪66‬ربوج‪ ، ]16:‬وقوله ‪َ  :‬يْفَع‪ُ /‬‬
‫‪/‬ل َما يَ َش‪ُ /‬‬
‫‪/‬ل َش‪ْ /‬يٍء ‪[ ‬النم‪66‬ل‪ ، ]88 :‬ف‪66‬إن اسم الفاعل والص‪66‬انع منقسم املعىن إىل ما ميدح‬ ‫أَْتَق َن ُك َّ‬
‫عليه وي ‪66‬ذم وهلذا املعىن واهلل أعلم مل جييء يف األمساء احلسىن املريد ‪ ،‬كما ج ‪66‬اء فيها‬
‫الس ‪66‬ميع البصري ‪ ،‬وال املتكلم وال اآلمر الن ‪66‬اهي النقس ‪66‬ام مس ‪66‬مى ه ‪66‬ذه األمساء ‪ ،‬بل‬
‫وصف نفسه بكماالهتا وأش‪66 6 6 6‬رف أنواعها ‪ ،‬ومن هنا يعلم غلط بعض املت ‪66 6 6‬أخرين‬
‫وزلقه الف‪66‬احش يف اش‪66‬تقاقه له س‪66‬بحانه من كل فعل أخرب به عن نفسه امسا مطلقا‬
‫فأدخله يف أمسائه احلسىن ‪ ،‬فاش‪6‬تق له اسم املاكر واخلادع والف‪6‬اتن واملضل والك‪66‬اتب‬
‫‪/‬اد ُع ُه ْم َ‪‬‬ ‫وحنوها من قوله ‪  :‬ويم ُك‪//‬ر اللَّهُ ‪[ ‬األنف ‪66‬ال‪ ، ]30:‬ومن قوله ‪  :‬و ُه‪//‬و َخ‪ِ /‬‬
‫َ َ‬ ‫َ َْ ُ‬
‫ض‪ُّ /‬ل َم ْن‬‫[النس‪66‬اء‪ ، ]142:‬ومن قوله ‪  :‬لَِن ْفتَِن ُهم ِفي‪/ِ /‬ه ‪[ ‬ط‪66‬ه‪ ، ]131:‬ومن قوله ‪  :‬ي ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬

‫‪1‬انظر إغاثة اللهف‪66 6 6‬ان من مص‪66 6 6‬ائد الش‪66 6 6‬يطان البن القيم حتقيق حممد حامد الفقي ‪ 1/386‬وما بع‪66 6 6‬دها ‪،‬‬
‫الطبعة الثانية ‪ ،‬دار املعرفة ‪ ،‬بريوت ‪1975‬م ‪.‬‬
‫‪2‬السابق ‪. 1/387‬‬
‫(‪)47‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫‪ ،‬مث‬ ‫(‪)1‬‬
‫)‪6‬‬ ‫[اجملادل ‪66‬ة‪]21:‬‬ ‫تب اللَّهُ أل ْغِلبَ َّن ‪‬‬
‫يَش‪//‬اءُ ‪[ ‬الرع‪66‬د‪ ]27:‬وقوله تع‪66‬اىل ‪َ  :‬ك َ‬
‫بني رمحه اهلل خطأهم يف ذلك من عدة وجوه ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬أنه سبحانه مل يطلق على نفسه هذه األمساء فإطالقها عليه ال جيوز ‪.‬‬
‫الث‪// /‬اني ‪ :‬أنه س‪66 6‬بحانه أخرب عن نفسه بأفع‪66 6‬ال خمتصة مقي‪66 6‬دة فال جيوز أن ينسب‬
‫إليه مسمى االسم عند اإلطالق ‪.‬‬
‫الث ‪//‬الث ‪ :‬أن مس‪66 6‬مى ه‪66 6‬ذه األمساء منقسم إىل ما ميدح عليه املس‪66 6‬مى به وإىل ما‬
‫ي‪66 6 6 6 6 6‬ذم فيحسن يف موضع ويقبح يف موضع ‪ ،‬فيمتنع إطالقه عليه س‪66 6 6 6 6 6‬بحانه من غري‬
‫تفصيل ‪.‬‬
‫الرابع ‪ :‬أن ه‪66 6‬ذه ليست من األمساء احلسىن ال‪6 6‬تي يس‪66 6‬مى هبا س‪66 6‬بحانه كما ق‪66 6‬ال‬
‫ِِ‬
‫ْح ْس‪َ/‬نى ‪[ ‬األع‪66‬راف‪ ، ]180:‬وهي اليت حيب س‪6‬بحانه أن يثنى‬ ‫اء ال ُ‬ ‫تعاىل ‪َ  :‬وللَّه ْ‬
‫األس َم ُ‬
‫عليه وحيمد هبا دون غريها ‪.‬‬
‫الخ‪/‬امس ‪ :‬أن ه‪66‬ذا القائل لو مسي هبذه األمساء ‪ ،‬وقيل له ‪ :‬ه‪66‬ذه م‪66‬دحتك وثن‪66‬اء‬
‫عليك ف‪66 6‬أنت املاكر الف‪66 6‬اتن املخ‪66 6‬ادع املضل الالعن الفاعل الص‪66 6‬انع وحنوها ملا ك‪66 6‬ان‬
‫يرضى ب‪66‬إطالق ه‪66‬ذه األمساء عليه ويع‪66‬دها مدحة ‪ ،‬وهلل املثل األعلى س‪66‬بحانه وتع‪66‬اىل‬
‫عما يقول اجلاهلون به علوا كبريا ‪.‬‬
‫الس ‪// / / / / /‬ادس ‪ :‬أن ه ‪66 6 6 6 6 6 6 6‬ذا القائل يلزمه أن جيعل من أمسائه الالعن واجلائي واآليت‬
‫وال ‪66‬ذاهب والت ‪66‬ارك واملقاتل والص ‪66‬ادق واملنزل والن ‪66‬ازل واملدم ‪66‬دم واملدمر وأض ‪66‬عاف‬
‫ذلك فيش ‪66 6‬تق له امسا من كل فعل أخرب به عن نفسه وإال تن ‪66 6‬اقض تناقضا بينا ‪ ،‬وال‬
‫أحد من العقالء طرد ذلك ‪ ،‬فعلم بطالن قوله واحلمد هلل رب العاملني (‪. )2‬‬

‫‪ 1‬انظر طريق اهلجرتني ‪. 1/487 ، 486 /1‬‬


‫‪2‬انظر طريق اهلج ‪66‬رتني البن القيم ‪ ، 1/487 ، 486 6 6/1‬وانظر له أيضا ب ‪66‬دائع الفوائد ‪،1/169‬‬
‫وإعالم املوقعني ‪. 3/218‬‬
‫(‪)48‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫هذه الشروط هي اليت تتبعنا من خالهلا األمساء احلسىن يف الكت‪6‬اب والس‪6‬نة ‪ ،‬وقد‬
‫ذكر خمتلف العلم‪66 6‬اء ال‪66 6‬ذين تكلم‪66 6‬وا يف إحص‪66 6‬اء األمساء احلسىن ما يزيد على املائتني‬
‫والثم‪66‬انني امسا ‪ ،‬وعند تط‪66‬بيق ه‪66‬ذه الش‪66‬روط على ما مجع‪66‬وه مل تنطبق إال على تس‪66‬عة‬
‫وتسعني امسا فقط دون لفظ اجلاللة ويعلم اهلل أهنا ك‪6‬انت مفاج‪6‬أة يل كما هو احلال‬
‫ل‪66‬دى الق‪66‬ارئ ‪ ،‬وقد س‪66‬اعدين يف ذلك التقنية احلديثة يف استقص‪66‬اء االسم ومش‪66‬تقات‬
‫املعىن اللغ ‪66 6 6 6‬وي يف الق ‪66 6 6 6‬رآن الك ‪66 6 6 6‬رمي وخمتلف كتب الس ‪66 6 6 6‬نة من خالل املوس ‪66 6 6‬وعات‬
‫اإللكرتونية الضخمة ‪ ،‬فكانت النتيجة كما ذكر نبينا ‪ ‬تسعة وتسعني امسا ‪.‬‬
‫وه‪66 6 6 6 6‬ذه األمساء اليت تتبعتها نظمها الش‪66 6 6 6 6‬يخ أبو ي‪66 6 6 6 6‬زن محزة بن ف‪66 6 6 6 6‬ايع الفتحي يف‬
‫قص‪66 6 6 6‬يدته اليت مساها اللؤل‪66 6 6 6‬ؤة الفض‪66 6 6 6‬لى يف نظم أمساء اهلل احلسىن الثابتة يف الكت‪66 6 6‬اب‬
‫والسنة وقد ضمنها شروط اإلحصاء مع ضرب األمثلة هلا فقال ‪:‬‬
‫افتراء‬
‫ُ‬ ‫األسماء ‪ :‬تسع وتسعون وال‬
‫ُ‬ ‫ثم هنا قد تمت‬
‫ِ‬
‫عليم‬ ‫والتسليم ‪ :‬فإنها من مصد ٍر‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بالقبول‬ ‫فخذها‬
‫ِ‬
‫الضوابط‬ ‫ِ‬
‫خمسة‬ ‫ِ‬
‫والشرائط ‪ :‬محصور ًة في‬ ‫قد حدها بالقيد‬
‫ِ‬
‫األعالم‬ ‫وكونُه اسماً من‬ ‫‪:‬‬ ‫ِ‬
‫إقحام‬ ‫النص محفو ٌظ بال‬
‫يحمل ذا الوصف بال ِ‬
‫شقاق‬ ‫‪:‬‬ ‫ِ‬
‫اإلطالق‬ ‫وإنه يجري على‬
‫ِ‬
‫انفصال‬ ‫ٍ‬
‫بمقسوم وال‬ ‫ليس‬ ‫ِ‬
‫والكمال ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫الجمال‬ ‫في غاية‬
‫ِ‬
‫باستيفاء ‪ :‬فطبقن من غير ما هباء ِ‬ ‫تلك هي الشروط‬
‫والمكر والدهر كذا القيام‬ ‫ينأى بها البديع والعالم ‪:‬‬
‫وزنها باإلخالص والرجاء‬ ‫فحل ذا النفس بذي األسماء ‪:‬‬
‫أما األمساء احلسىن اليت انطبقت عليها ش ‪66‬روط اإلحص ‪66‬اء واليت س ‪66‬يأيت بي ‪66‬ان أدلتها‬
‫الم‬ ‫من الق ‪66‬رآن وص ‪66‬حيح الس ‪66‬نة فهي كالت ‪66‬ايل ‪ :‬ال ‪66‬رَّمْح ن ال ‪6َّ 6‬ر ِح ِ‬
‫ُّوس ال َّس‪ُ 6 6‬‬
‫يم املَلكُ ال ُق ‪66‬د ُ‬
‫ُ‬ ‫َُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ‪ِّ6‬وُر األََّو ُل اآل ِخ ُر الظَّاهُر َالب‪66‬اط ُن‬ ‫العِزي‪6ُ 6‬ز اجلَبَّ ُار املَت َكِّبُر اخلَ‪66‬الِ ُق َالب‪66‬ا ِر ُ‬ ‫امل ‪6ْ6‬ؤِم ُن املَهْي ِم ُن‬
‫ئ املُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫(‪)49‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫العُف‪6ُّ 6‬و الَق‪6ِ 6‬د ُير اللَّ ِطي ‪ِ ُ 6‬‬ ‫ِ‬ ‫ال َّس ‪ِ 6‬م ِ‬
‫‪6‬ف اخلَب ُري ال ‪ِ 6‬وْتُر ِاجلَمي ‪6ُ 6‬ل ِاحلَي ُّي ال ِّس ‪ُ 6‬‬
‫تري‬
‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫يع َالبص ‪ُ 6‬ري املَ ‪6ْ6‬وىَل النَّص ‪6‬يُر َ‬ ‫ُ‬
‫ور‬‫ُ‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫‪6‬‬‫ش‬‫َّ‬ ‫ال‬ ‫يم‬ ‫ظ‬ ‫الع‬
‫ُّ َ ُ َ ُّ َُّ َ ُّ َ ُ‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫الع‬ ‫ُ‬
‫وم‬ ‫ي‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫احل‬ ‫ني‬ ‫ت‬ ‫امل‬ ‫ِي‬
‫ِ‬ ‫و‬ ‫‪6‬‬‫َ‬
‫الق‬ ‫ال َكبِ ُري َُ َ َ ُ َ ُ َ ُ ُ‬
‫ني‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫امل‬ ‫‪6‬ق‬
‫ُّ‬ ‫احل‬ ‫ار‬ ‫ه‬ ‫َّ‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫د‬ ‫اح‬‫ِ‬ ‫الو‬ ‫‪6‬ال‬
‫ُ‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫امل‬
‫ِ‬ ‫احللِيم الو ِاسع ِ‬
‫‪6‬ور‬
‫الغُف ُ‬ ‫جيب َ‬ ‫يب املُ ُ‬ ‫ص‪َ 6‬م ُد الَ‪6‬ق ِر ُ‬ ‫َح ُد ال َّ‬ ‫الغيِنُّ ال َكِر ُمي األ َ‬ ‫يم َ‬ ‫َّواب احلَك ُ‬ ‫يم الت ُ‬ ‫العل ُ‬ ‫َ ُ َ ُ َ‬
‫هيد‬
‫َّاح ال َّش ‪ُ 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6‬‬ ‫دود ال ‪6َ 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6‬ويِل ُّ احلَمي ‪6ُ 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6‬د احلَفي‪ُ 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6‬ظ املَجي ‪6ُ 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6‬د الَفت ُ‬ ‫ال ‪6َ 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6‬و ُ‬
‫ُاملقَ‪6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6‬د‬
‫اكُر‬‫‪6‬اهرُ ال ‪66 6‬ديَّا ُن ال َّش ‪ِ 6 6‬‬ ‫‪6‬ؤخر امللِي ‪66 6‬ك ُاملقْتَ‪ِ6 6 6‬دْر املس‪ِّ 6 6 6‬عر الَق‪66 6‬ابِض البا ِس‪ُ 6 6 6‬ط ال ‪6َّ 6 6‬را ِز ُق الَق‪ِ 6 6‬‬ ‫ُِم امل ‪ِّ 6 6‬‬
‫ُ َ‬ ‫َُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫َاملن‪66 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6‬ان‬
‫‪6‬ادرُ‬ ‫َ الَ‪6‬ق‪ِ 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6‬‬
‫ال‬
‫اخلَ ّ‬
‫ِ‬
‫‪6‬يب ال َّش ‪6 6‬ايِف ِّالرفي‪6ُ 6 6‬ق املُْعطي املُ ُ‬
‫قيت‬ ‫قيب املُ ْحس ‪ُ 6 6‬ن احلَس‪ُ 6 6‬‬ ‫الوكي‪6ُ 6 6‬ل ال‪6َّ 6 6‬ر ُ‬ ‫َّاق َ‬ ‫ك ال‪6َّ 6 6‬رز ُ‬ ‫َ ُق َاملالِ ُ‬
‫الس‪6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6‬‬
‫َّي‬
‫ب‬ ‫بوح ال ‪6َ 6‬وا ِرثُ ال ‪6َّ 6‬ر ُّ‬ ‫اب اجلَ ‪6َ 6‬و ُاد ال ُّس ‪ُ 6‬‬ ‫الو َّه ُ‬ ‫ءوف َ‬ ‫َك َ‪6‬ر ُم َالب‪6ُّ 6‬ر الغَفَّارُ ال ‪6َّ 6‬ر ُ‬ ‫ب احلَ َك ُم األ ْ ‪6‬‬ ‫ُِد الطَّيِّ ُ‬
‫األعلى ِاإللَهُ ‪.‬‬ ‫ْ‬
‫ه ‪66 6‬ذا مع مراع ‪66 6‬اة أن ت ‪66 6‬رتيب األمساء احلسىن مس ‪66 6‬ألة اجتهادية راعينا يف معظمها‬
‫ت ‪66‬رتيب اق ‪66‬رتان األمساء بورودها يف اآلي ‪66‬ات مع تق ‪66‬ارب األلف ‪66‬اظ على ق ‪66‬در املس ‪66‬تطاع‬
‫ليسهل حفظها بأدلتها ‪ ،‬واألمر يف ذلك مرتوك للمسلم وطريقته يف حفظها ‪.‬‬

‫المبحث الثالث‬
‫األدلة على أسماء اهلل الحسنى‬
‫ـ ــ ــ ــ‬

‫الر ْح َم ُن ‪:‬‬
‫‪َّ   -1‬‬
‫اسم اهلل ال‪66‬رمحن ورد يف الق‪66‬رآن والس‪66‬نة مطلقا معرفا ومنونا مف‪66‬ردا ومقرتنا م‪66‬رادا‬
‫به العلمية وداال على كمال الوصفية ‪ ،‬وقد ورد املعىن مس‪6‬ندا إليه حمم‪6‬وال عليه كما‬
‫(‪)50‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫الر ْح َم ُن َعلَّ َم اْلُقْرآ َن ‪[ ‬ال‪66‬رمحن‪ ، ]1/2 :‬وقوله ‪  :‬قُ ِل ا ْد ُعوا اللََّه‬


‫جاء يف قوله تعاىل ‪َّ  :‬‬
‫ْح ْسَنى ‪[ ‬اإلس‪6‬راء‪ ، ]110:‬وقد ورد االسم‬ ‫اء ال ُ‬
‫األس َم ُ‬ ‫أَ ِو ا ْد ُعوا َّ‬
‫الر ْح َم َن أَيّاً َما تَ ْد ُعوا َفَل ُه ْ‬
‫يف مخسة وأربعني موض‪66‬عا من الق‪66‬رآن اق‪66‬رتن يف س‪66‬تة منها بامسه ال‪66‬رحيم ‪ ،‬ومل يق‪66‬رتن‬
‫ش‪َ /‬ه َادِة‬
‫ب َوال َّ‬ ‫بغريه يف بقية املواضع ‪ ،‬قال تعاىل ‪ُ  :‬هَو اللَُّه الَّ ِذي ال ِإل ََه إال ُهَو َع‪//‬الِ ُم اْلغَْي ِ‬
‫الر ِحيم ِ‪[ ‬فصلت‪. ]2 :‬‬ ‫يل ِم َن َّ‬
‫الر ْح َم ِن َّ‬ ‫يم ‪[ ‬احلشر‪ ، ]22:‬وقال ‪َ  :‬تْن ِز ٌ‬
‫الرحمن َّ ِ‬
‫الرح ُ‬ ‫ُهَو َّ ْ َ ُ‬
‫ود ‪ ‬أن‬ ‫ومما ورد يف الس‪6‬نة ما رواه أمحد وص‪6‬ححه األلب‪6‬اين من ح‪6‬ديث اب ِن مس‪6‬ع ٍ‬
‫َ ُْ‬
‫ش‪ْ/‬يطَ ِ‬
‫ان ‪ ،‬فَأََّما‬ ‫س لِل َّ‬ ‫ِ‬
‫س ل ِإلنْ َس ‪/‬ان َو َف‪/َ /‬ر ٌ‬
‫الثَ‪ٌ/‬ة ‪َ ،‬فَف‪//‬رس لِل‪/َّ /‬رحم ِن و َف‪//‬ر ِ‬
‫َ ٌ َْ َ َ ٌ‬ ‫‪/‬ل ثَ َ‬ ‫‪6‬ال ‪ ( :‬اْل َخْي‪ُ /‬‬ ‫النَّبِي ‪ ‬قَ‪َ 6‬‬
‫الر ْح َم ِن فَالَّ ِذي ُيْربَ ُط ِفي َسِب ِيل اللَِّه ‪ ..‬الحديث ) (‪ ، )1‬ويف املس‪66‬ند أيضا وص‪6‬ححه‬ ‫س َّ‬ ‫َفَر ُ‬
‫ف ‪ ‬أ َّ‬
‫ِن‬ ‫األلب‪66 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6‬اين من ح‪66 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6‬ديث عب‪6ِ 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6‬د ال‪66 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6‬رَّمْح ِن ب ِن ع‪66 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6‬و ٍ‬
‫ْ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َْ‬
‫النَّبِّي‬
‫ت ل ََها ِم ِن ا ْس‪ِ / /‬مي ‪..‬‬ ‫ت ال ‪/َّ /‬ر ِح َم ‪َ ،‬و َش‪َ/ /‬قْق ُ‬ ‫‪/‬ل أَنَا ال ‪/َّ /‬ر ْح َم ُن َخَلْق ُ‬ ‫‪/‬ال اللَُّه َع ‪/َّ /‬ز َو َج‪َّ /‬‬ ‫‪6‬ال ‪ ( :‬قَ ‪َ /‬‬ ‫َ ‪‬قَ ‪َ 6‬‬
‫ش ‪ ‬وص‪6‬ححه األلب‪66‬اين يف‬ ‫الحديث ) (‪ ، )2‬وك‪6‬ذلك من ح‪6‬ديث َعْب ِ‪6‬د ال‪6‬رَّمْحَ ِن بْ ِن َخْنَب ٍ‬
‫دعائه ‪َ ( : ‬وِم ْن َشِّر ُك ِّل طَا ِر ٍق ِإالَّ طَا ِرقاً يَطُْر ُق بِ َخْي ٍر يَا َر ْح َم ُن ‪ ..‬الحديث ) (‪. )3‬‬
‫يم ‪:‬‬ ‫‪ِ َّ   -2‬‬
‫الرح ُ‬
‫اسم اهلل ال‪66 6 6 6‬رحيم حتققت فيه ش‪66 6 6 6‬روط اإلحص‪66 6 6 6‬اء ‪ ،‬فقد ورد يف الق‪66 6 6‬رآن‬
‫والس‪66‬نة مطلقا معرفا ومنونا ‪ ،‬م‪66‬رادا به العلمية وداال على الوص‪66‬فية وكماهلا ‪ ،‬واسم‬
‫اهلل ال ‪66‬رحيم اق ‪66‬رتن بامسه ال ‪66‬رمحن كما تق ‪66‬دم يف س ‪66‬تة مواضع من الق ‪66‬رآن ‪ ،‬وغالبا ما‬
‫يق ‪66‬رتن اسم اهلل ال ‪66‬رحيم ب ‪66‬التواب والغف ‪66‬ور وال ‪66‬رءوف وال ‪66‬ودود والعزيز ‪ ،‬وذلك ألن‬
‫الرمحة اليت دل عليها ال‪6‬رحيم رمحة خاصة تلحق املؤم‪6‬نني ‪ ،‬فاهلل عز وجل رمحته اليت‬
‫دل عليها امسه ال‪66 6 6 6 6‬رمحن مشلت اخلالئق يف ال‪66 6 6 6 6‬دنيا ‪ ،‬م‪66 6 6 6 6‬ؤمنهم وك‪66 6 6 6 6‬افرهم وب ‪66 6 6‬رهم‬

‫‪ 1‬املسند ‪ ، )3756 ( 1/395‬وصححه األلباين يف إرواء الغليل ( ‪ ، )1508‬وصحيح اجلامع ( ‪. )3350‬‬


‫‪ 2‬السابق ‪ ، )1659 (1/191‬وانظر السلسلة الصحيحة ‪. )520 ( 2/49‬‬
‫‪ 3‬السابق ‪ ، )15859 ( 3/419‬وانظر السلسلة الصحيحة ‪. )840 ( 2/495‬‬
‫(‪)51‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫وفاجرهم ‪ ،‬لكنه يف اآلخرة رحيم باملؤمنني فقط (‪. )1‬‬


‫يل ِم َن ال َّ‪/‬ر ْح َم ِن‬
‫ومما ورد يف الداللة على ثب‪66‬وت اسم اهلل ال‪66‬رحيم قوله تع‪66‬اىل ‪َ  :‬تْن ِز ٌ‬
‫الم َقْو ًال ِم ْن َر ٍّب َر ِح ٍيم ‪[ ‬يّس‪ ، ]58:‬وكذلك قوله‬ ‫الرحيم ِ‪[ ‬فصلت‪ ، ]2 :‬وقوله ‪َ  :‬س ٌ‬
‫َّ ِ‬
‫الر ِح ُيم ‪[ ‬احلجر‪. ]50:‬‬ ‫ِ ِ‬
‫تعاىل ‪َ  :‬نبِّ ْئ عَبادي أَنِّي أَنَا اْلغَُف ُ‬
‫ور َّ‬
‫أما أدلة الس ‪66‬نة فمنها ما رواه البخ ‪66‬اري من ح ‪66‬ديث أَىِب بَ ْك‪ٍ 6‬ر الص ‪66‬ديق ‪ ‬أَنَّهُ قَ ‪6َ 6‬ال‬
‫لِلنَّبِّي‬
‫ت َنْف ِسي ظُل ًْما‬ ‫التِي ‪ ،‬قَ ‪َ 6‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫‪6‬ال ‪ ( :‬قُ ‪/ِ /‬ل اللَُّه َّم ِإنِّي ظََل ْم ُ‬ ‫ص‪َ 6 6‬‬ ‫ِ ‪َ : ‬علِّ ْمني ُد َع ‪ً 6‬‬
‫‪6‬اء أ َْد ُعو بِه في َ‬
‫ك أَنْ َ‬
‫ت‬ ‫ت ‪ ،‬فَ‪// /‬ا ْغِفْر لِي َم ْغِ‪/‬ف ‪/َ /‬رًة ِم ْن ِعْن‪/ِ / /‬د َك ‪َ ،‬و ْار َح ْمِني ‪ِ ،‬إنَّ َ‬‫وب ِإالَّ أَنْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َكث‪/ً / /‬يرا َو َال َي ْغ ‪/‬ف ‪/ُ /‬ر ال‪/ُّ / /‬ذنُ َ‬
‫‪/‬ور ال َّ‪/‬ر ِح ُيم ) (‪ ، )2‬وعند أيب داود وص‪6‬ححه األلب‪6‬اين من ح‪6‬ديث عبد اهلل ب ِن ُع َم َ‪6‬ر‬ ‫اْلغَُف ُ‬
‫ب‬ ‫اح ِد ِمائَ‪َ /‬ة م َّ‪/‬رٍة ‪ :‬ر ِّ ِ ِ‬ ‫س الَْو ِ‪/‬‬ ‫ول اللَِّه ‪ِ ‬في ال َْم ْجِل ِ‬ ‫‪6‬ال ‪ِ ( :‬إ ْن ُكنَّا لََن ُع ُّد لِر ُس‪ِ /‬‬ ‫‪ ‬قَ َ‬
‫ب ا ْغف ْ‪/‬ر لي َوتُ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫الر ِح ُيم ) (‪. )3‬‬ ‫اب َّ‬ ‫ت التََّّو ُ‬ ‫ك أَنْ َ‬ ‫َعَل َّى ِإنَّ َ‬
‫المِلكُ ‪:‬‬‫‪َ   -3‬‬
‫اسم اهلل امللك ورد يف القرآن والسنة مطلقا معرفا باأللف والالم مرادا به‬
‫العلمية وداال على كمال الوصفية ‪ ،‬وقد ورد املعىن مسندا إليه حمموال عليه ‪ ،‬ومن‬
‫الم‬
‫الس ُ‬
‫ُّوس َّ‬
‫ك الُقد ُ‬ ‫المِل ُ‬ ‫ِ‬
‫اهلل الذي ال ِإل ََه ِإال ُهَو َ‬ ‫ذلك ما ورد يف قوله تعاىل ‪ُ  :‬هَو ُ‬
‫اهلل َع َّما يُ ْش ِر ُكون َ‪[ ‬احلشر‪ ، ]23:‬وقوله‬ ‫المْؤِمن الم َهْي ِمن الع ِزيز الجبَّار المَت َكِّبر سْبحا َن ِ‬
‫ُ ُ ُ ُ َ ُ َ ُ ُ ُ ُ َ‬
‫العْر ِش ال َك ِريم ِ‪[ ‬املؤمنون‪. ]116 :‬‬ ‫ب َ‬ ‫الح ُّق ال ِإل ََه ِإال ُهَو َر ُّ‬
‫ك َ‬ ‫المِل ُ‬ ‫‪َ  :‬فَتَعالَى ُ‬
‫اهلل َ‬
‫الة ‪ُ ( :‬‬
‫الله َّم‬ ‫وعند مس ‪66‬لم من ح ‪66‬ديث َعلِ ِّى ‪ t‬يف دع ‪66‬اء النيب ‪ ‬إِ َذا قَ ‪6َ 6‬ام إِىَل ال َّ‬
‫ص‪َِ 6 6‬‬

‫‪ 1‬انظر تفسري أمساء اهلل احلسىن لأبي إسحاق إبراهيم بن حممد ص ‪ ، 28‬نشر دار الثقافة العربية دمشق سنة‬
‫‪1974‬م ‪ ،‬ومناهل العرفان يف علوم القرآن ‪ ،‬لمحمد عبد العظيم الزرقاين ‪ 2/62 ،‬حتقيق مكتب البحوث‬
‫الدراسات ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ،‬نشر دار الفكر ‪ ،‬بريوت ‪.1996 ،‬‬
‫‪ 2‬البخاري يف كتاب الدعوات ‪ ،‬باب الدعاء قبل السالم ‪. )799 ( 1/286‬‬
‫‪ 3‬أبو داود يف كت‪66‬اب ال‪66‬وتر ‪ ،‬ب‪66‬اب يف االس‪66‬تغفار ‪ ، 6)1516 ( 2/85‬وانظر ص‪66‬حيح أيب داود ( ‪)1357‬‬
‫وانظر أيضا صحيح ابن ماجة ‪ ، )3075 ( 2/321‬والسلسلة الصحيحة ( ‪. )556‬‬
‫(‪)52‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫ت ‪ ..‬الح‪/‬ديث ) (‪ ، )1‬وعند البخ‪66‬اري من ح‪66‬ديث أيب ُهَرْي‪6َ 6‬رَة‬ ‫‪/‬ك َال ِإلَ َ‪/‬ه ِإالَّ أَنْ َ‬‫المِل ُ‬
‫ت َ‬ ‫أَنْ َ‬
‫ض َويَطْ ِوى الس‪/‬ماوات بَِي ِم ِين ِ‪/‬ه‬ ‫‪6‬ول ‪َ ( :‬يْقِب ُ‬‫اهلل ‪َ ‬يُق ُ‬ ‫ول ِ‬ ‫ت َر ُس‪َ 6‬‬ ‫ِ‬
‫اهلل األَْر َ‬ ‫ض ُ‬ ‫‪ t‬قَ َ‪6‬ال ‪ :‬مَس ْع ُ‬
‫ض ) (‪ ، )2‬وعند مس‪6‬لم من ح‪6‬ديث أَىِب ُهَرْيَ‪6‬رَة‬ ‫وك األَْر ِ‬‫ك ‪ ،‬أَيْ َن ُملُ ُ‬ ‫المِل ُ‬‫ول ‪ :‬أَنَا َ‬ ‫ثُ َّم َيُق ُ‬
‫س ‪/‬م ِاء ال‪/ُّ /‬دْنيا ُكل لَْيَل‪/ٍ /‬ة ِحين يم ِ‬ ‫ول ِ‬ ‫‪ t‬أن رس ‪ِ 6‬‬
‫ث‬‫ضي ُثلُ ُ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ‬ ‫اهلل ِإلَى ال َّ َ‬
‫‪6‬ال ‪َ ( :‬يْن‪ِ /‬ز ُل ُ‬ ‫اهلل ‪ ‬قَ‪َ 6‬‬ ‫َُ‬
‫يب لَ ُ‪/‬ه ؟ ‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫المِل ُ‬
‫‪/‬ك ‪َ ،‬م ْن َذا ال‪/‬ذي يَ ْ‪/‬د ُعون ي فَأَ ْس‪َ/‬تج َ‬ ‫المِل ُ‬
‫‪/‬ك ‪ ،‬أَنَا َ‬ ‫اللي ِ‪/‬ل األََّو ُل َفَيُق ُ‬
‫‪/‬ول ‪ :‬أَنَا َ‬ ‫ْ‬
‫(‪) 3‬‬
‫الحديث ) ‪.‬‬
‫وس ‪:‬‬‫‪   -4‬ال ُق ُّد ُ‬
‫ورد االسم يف الق‪66 6‬رآن مطلقا معرفا ومنونا م‪66 6‬رادا به العلمية وداال على الوص‪66 6‬فية‬
‫وكماهلا ‪ ،‬وقد ورد املعىن مس‪66‬ندا إليه حمم‪66‬وال عليه يف موض‪66‬عني من الق‪66‬رآن ‪ ،‬األول‬
‫الم َهْي ِم ُن‬ ‫س ‪/‬الم ِ‬ ‫المِل‪ُ /‬‬ ‫ِ‬
‫الم‪/ْ /‬ؤم ُن ُ‬
‫ُّوس ال َّ ُ ُ‬ ‫‪/‬ك الُق‪//‬د ُ‬ ‫اهلل ال‪//‬ذي ال ِإلَ‪/َ /‬ه ِإال ُه‪/َ /‬و َ‬
‫يف قوله تع‪66‬اىل ‪/ُ  :‬ه َ‪/‬و ُ‬
‫ش‪ِ / /‬ر ُكو َن ‪[ ‬احلش‪66 6‬ر‪ ، ]23 :‬والث ‪66‬اين يف قوله ‪ :‬‬ ‫الع ِزي ‪//‬ز الجبَّار المَت َكِّبر س‪ْ/ /‬بحا َن ِ‬
‫اهلل َع َّما يُ ْ‬ ‫َ ُ َ ُ ُ ُ ُ َ‬
‫الح ِك ِيم ‪[ ‬اجلمع‪66‬ة‪، ]1:‬‬ ‫ض المِل ِ‬ ‫ِ‬ ‫يسبِّح لِ ِله ما ِفي َّ ِ‬
‫الع ِزي ِز َ‬
‫ُّوس َ‬‫ك الُقد ِ‬ ‫الس َم َاوات َوَما في األَْر ِ َ‬ ‫َُ ُ َ‬
‫اهلل ‪‬‬ ‫ول ِ‬ ‫ومن الس‪66‬نة ما ورد عند مس‪66‬لم من ح‪66‬ديث َعائِ َش ‪َ 6‬ة رضي اهلل عنها أ ََّن َر ُس ‪َ 6‬‬
‫وح ) (‪ ، )4‬ويف‬ ‫الئِ َك ِ‪/‬ة َوال ُّ‪/‬ر ِ‬ ‫‪6‬ول فِي ر ُكوع ِِه وس‪ِ ِ 6‬‬
‫الم َ‬
‫ب َ‬ ‫ُّوس َر ُّ‬
‫وح قُ‪/‬د ٌ‬‫جوده ‪ُ ( :‬س‪/‬بُّ ٌ‬ ‫َُُ‬ ‫َك‪6‬ا َن َيُق ُ ُ‬
‫يق اهلَ‪6ْ6 6‬وَزنِي ‪ t‬عن‬ ‫س‪66 6‬نن أيب داوود وق‪66 6‬ال األلب‪66 6‬اين حسن ص‪66 6‬حيح من ح‪66 6‬ديث َش‪ِ 6 6‬ر ٌ‬
‫اللي ِ‪/‬ل َكَّبَر َع ْش‪ً/‬را َو َح ِ‪/‬م َد‬
‫ب م َن ْ‬
‫اهلل ‪ِ ‬إ َذا ه َّ ِ‬
‫َ‬ ‫ول ِ‬ ‫ش‪َ 6‬ة رض‪6‬ي اهلل عنها ق‪6‬الت ‪َ ( :‬كا َن َر ُس ُ‬ ‫َعائِ َ‬
‫‪/‬ال ‪ :‬س‪ْ/ /‬بحا َن المِل ‪ِ /‬‬
‫‪/‬ك الُق‪//‬د ِ‬
‫ُّوس َع ْش‪ً/ /‬را‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫‪/‬ال ‪ُ :‬س‪ْ/ /‬ب َحا َن اهلل َوب َح ْم‪//‬ده َع ْش‪ً/ /‬را ‪َ ،‬وقَ ‪َ َ ُ َ /‬‬
‫َع ْش‪ً/ /‬را ‪َ ،‬وقَ ‪َ /‬‬
‫لل َع ْشًرا ‪ ..‬الحديث ) (‪. )5‬‬ ‫اسَت ْغَفَر َع ْشًرا َو َه َ‬
‫َو ْ‬
‫الم ‪:‬‬
‫الس ُ‬
‫‪َّ   -5‬‬

‫‪1‬مسلم يف صالة املسافرين ‪ ،‬باب الدعاء يف صالة الليل وقيامه ‪. )771 ( 1/535‬‬
‫‪2‬البخاري يف التفسري ‪ ،‬باب قوله واألرض مجيعا قبضته ‪. )4534 ( 4/1812‬‬
‫‪3‬مسلم يف صالة املسافرين ‪ ،‬باب الرتغيب يف الدعاء ‪. )758 ( 1/522‬‬
‫‪4‬مسلم يف كتاب الصالة ‪ ،‬باب ما يقال يف الركوع والسجود ‪. )487 ( 1/353‬‬
‫‪5‬أبو داود يف األدب ‪ ،‬باب ما يقول إذا أص‪6‬بح ‪ ، )5085 ( 4/322‬ص‪6‬حيح أيب داود ‪)4242 ( 3/958‬‬
‫‪.‬‬
‫(‪)53‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫مل ي ‪66‬رد االسم يف الق ‪66‬رآن إال يف موضع واحد وهو قوله تع ‪66‬اىل ‪ُ  :‬ه‪/َ /‬و‬
‫س‪/ /‬الم ِ‬ ‫المِل ‪ُ /‬‬ ‫ِ‬
‫المَت َكِّبُر‬
‫الجبَّ ُار ُ‬ ‫الم َهْي ِم ُن َ‬
‫الع ِزي ‪/ُ /‬ز َ‬ ‫الم‪/ْ /‬ؤم ُن ُ‬
‫ُّوس ال َّ ُ ُ‬
‫‪/‬ك الُق‪//‬د ُ‬ ‫اهلل ال ‪//‬ذي ال ِإلَ ‪/َ /‬ه ِإال ُه‪/َ /‬و َ‬
‫ُ‬
‫اهلل َع َّما يُ ْش ِر ُكو َن ‪[ ‬احلش‪66‬ر‪ ، ]23:‬ويف ه‪6‬ذا املوضع ورد مطلقا معرفا م‪6‬رادا به‬ ‫سْبحا َن ِ‬
‫ُ َ‬
‫العلمية ومسندا إليه املعىن حمموال عليه وداال على الوصفية وكماهلا ‪.‬‬
‫‪/‬ف‬ ‫وعند البخ ‪66 6 6‬اري من ح ‪66 6 6‬ديث ابن مس ‪66 6 6‬عود ‪ t‬ق ‪66 6 6‬ال ‪ُ ( :‬كنَّا ِإ َذا َ‬
‫ص ‪ْ / / /‬ليَنا َخل‪َ / / /‬‬
‫النَِّبيّ‬
‫ول‬‫ت ِإلَْيَنا َر ُس ‪ُ /‬‬ ‫ال ٍن ‪ ،‬فَ‪َ /‬‬
‫‪/‬التَف َ‬ ‫ال ٍن َوفُ َ‬
‫الُم َعَلى فُ َ‬
‫س‪َ /‬‬
‫‪/‬ل ‪ ،‬ال َّ‬ ‫الم َعَلى ِجْب ِري‪ِ ِ /‬‬
‫‪/‬ل َومي َكائي‪َ /‬‬
‫َ‬ ‫س‪َُ /‬‬ ‫ِ ‪ ‬قُ َلنا ‪ :‬ال َّ‬
‫ِ‬
‫اهلل ُه‪/َ /‬و ال َّس‪َ //‬الُم ‪ ..‬الح ‪//‬ديث ) (‪ ، )1‬ويف ص ‪66‬حيح مس ‪66‬لم من ح ‪66‬ديث‬ ‫‪/‬ال ‪ِ :‬إ َّن َ‬‫اهلل ‪َ ‬فَق‪َ /‬‬
‫الله َّم‬ ‫التِِه ا ْس‪َ/‬ت ْغَفَر ثَ َ‬ ‫اهلل ‪ِ ‬إ َذا انْص‪/‬ر َ ِ‬
‫ول ِ‬ ‫‪6‬ال ‪َ ( :‬ك‪/‬ا َن َر ُس‪ُ /‬‬ ‫َثْوبَ‪6‬ا َن ‪ t‬أنه قَ َ‬
‫‪/‬ال ‪ُ :‬‬ ‫الثًا َوقَ َ‬ ‫ص‪َ /‬‬
‫ف م ْن َ‬ ‫ََ‬
‫الج َالِل َو ِاإل ْ‪/‬ك َ‪/‬ر ِام ) (‪ ، )2‬ويف ص‪66‬حيح اجلامع من‬ ‫ت َذا َ‬ ‫‪/‬ار ْك َ‬
‫الُم َتَب‪َ /‬‬
‫س‪َ /‬‬ ‫الُم َوِمْن‪َ /‬‬
‫‪/‬ك ال َّ‬ ‫س‪َ /‬‬‫ت ال َّ‬ ‫أَنْ َ‬
‫ح‪6‬ديث أيب هري‪6‬رة ‪ t‬أن النيب ‪ ‬ق‪6‬ال ‪‌( :‬إن الس‪/‬الم اسم من أس‪/‬ماء اهلل تع‪/‬الى فأفش‪/‬وه‬
‫(‪) 3‬‬
‫‪.‬‬ ‫بينكم )‬
‫المْؤِم ُن ‪:‬‬
‫‪ُ   -6‬‬
‫ورد االسم يف الق‪66‬رآن الك‪66‬رمي يف موضع واحد وهو قوله تع‪66‬اىل ‪/ُ  :‬ه َ‪/‬و‬
‫س‪/ /‬الم ِ‬ ‫المِل ‪ُ /‬‬ ‫ِ‬
‫المَت َكِّبُر‬
‫الجبَّ ُار ُ‬ ‫الم َهْي ِم ُن َ‬
‫الع ِزي ‪/ُ /‬ز َ‬ ‫الم‪/ْ /‬ؤم ُن ُ‬
‫ُّوس ال َّ ُ ُ‬
‫‪/‬ك الُق‪//‬د ُ‬ ‫اهلل ال ‪//‬ذي ال ِإلَ ‪/َ /‬ه ِإال ُه‪/َ /‬و َ‬
‫ُ‬
‫اهلل َع َّما يُ ْش‪ِ /‬ر ُكو َن ‪[ ‬احلش‪66‬ر‪ ، ]23:‬ويف ه‪6‬ذا املوضع كما س‪6‬بق يف امسه الس‪6‬الم‬ ‫سْبحا َن ِ‬
‫ُ َ‬
‫ورد مطلقا معرفا م‪66‬رادا به العلمية وداال على الوص‪66‬فية وكماهلا ‪ ،‬ه‪66‬ذا باإلض‪66‬افة إىل‬
‫اإلس‪66‬ناد إليه ومحل املعىن تابعا عليه ‪ ،‬ومل ي‪66‬رد يف الس‪66‬نة إال يف أح‪66‬اديث س‪66‬رد األمساء‬
‫عن‪6 6 6‬د الرتم ‪66 6‬ذي من طريق الوليد بن مس ‪66 6‬لم ‪ ،‬وعند ابن ماجة من طريق عبد امللك‬
‫الصنعاين وعند غريمها أيضا ‪ ،‬وه‪66‬ذه األمساء مدرجة يف األح‪66‬اديث وتعيينها ليس من‬

‫‪1‬البخاري يف كتاب األذان ‪ ،‬باب التشهد يف اآلخرة ‪. )797 ( 1/286‬‬


‫‪2‬مسلم يف كتاب املساجد ‪ ،‬باب استحباب الذكر بعد الصالة ‪. )591 ( 1/414‬‬
‫‪3‬ص‪6‬حيح اجلامع ‪ ، 11/131‬وانظر األدب املف‪6‬رد ‪ ،‬ب‪6‬اب الس‪6‬الم اسم من أمساء اهلل ‪)989 ( 1/343‬‬
‫‪.‬‬
‫(‪)54‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫كالم النيب ‪ ‬باتف‪66 6 6 6‬اق أهل املعرفة حبديثه ‪ ،‬وإن ك‪66 6 6 6‬انت آية احلشر كافية ش‪66 6 6‬افية يف‬
‫إثبات االسم وإحصائه ‪.‬‬
‫الم َهْي ِم ُن ‪:‬‬
‫‪ُ   -7‬‬
‫اهلل ال ِ‪/‬ذي‬
‫مل ي‪66‬رد يف الق‪6‬رآن إال يف موضع واحد وهو قوله تع‪6‬اىل ‪ُ  :‬هَو ُ‬
‫السالم المْؤِمن الم َهْي ِمن الع ِزي‪/‬ز الجبَّار المَت َكِّبر س‪ْ/‬بحا َن ِ‬ ‫المِل ُ‬
‫اهلل َع َّما‬ ‫ُّوس َّ ُ ُ ُ ُ ُ َ ُ َ ُ ُ ُ ُ َ‬ ‫ك الُقد ُ‬ ‫ال ِإل ََه ِإال ُهَو َ‬
‫يُ ْش ِر ُكو َن ‪[ ‬احلشر‪ ، ]23:‬ومل يرد يف السنة ‪.‬‬
‫الع ِز ُيز ‪:‬‬
‫‪َ   -8‬‬
‫ورد اسم اهلل العزيز يف كثري من النص‪66 6‬وص القرآنية مطلقا معرفا ومنونا م‪66 6‬رادا به‬
‫العلمية وداال على الوص‪66 6 6‬فية وكماهلا ‪ ،‬وقد ورد املعىن حمم‪66 6 6‬وال عليه مس‪66 6 6‬ندا إليه ‪،‬‬
‫اء ال ِإلَ َ‪/‬ه ِإال ُه َ‪/‬و‬
‫ف يَ َش ُ‬‫صِّوُر ُك ْم ِفي األَْر َح ِام َكْي َ‬ ‫ِ‬
‫كما جاء يف قول اهلل تعاىل ‪ُ  :‬هَو الذي يُ َ‬
‫ِ‬
‫ض َو َ‪/‬ك‪/‬ا َن اللَُّه‬ ‫س‪/‬ماو ِ‬
‫ات َواألَْر ِ‬ ‫‪/‬ود ال َّ َ َ‬‫يم ‪[ ‬آل عم‪66‬ران‪ ، ]6:‬وقوله ‪َ  :‬وللَِّه ُجنُ‪ُ /‬‬ ‫الع ِزي‪//‬ز ِ‬
‫الحك ُ‬‫َ ُ َ‬
‫َع ِزي‪// / /‬زاً َحكيم ‪/ / /‬اً ‪[ ‬الفتح‪ ، ]7:‬واسم اهلل العزيز ورد مقرتنا ببعض األمساء احلسىن‬ ‫ِ‬
‫كاحلكيم والعليم واخلبري واحلميد والرحيم والغفار والوهاب والقوي ‪.‬‬
‫ويف اجلامع الصغري وص‪6‬ححه األلب‪6‬اين من ح‪6‬ديث عائش‪6‬ة رض‪6‬ي اهلل عنه‪6‬ا أن الن‪6‬يب ‪‬‬
‫ك‪66 6‬ان إذا تض‪66 6‬ور من اللي‪66 6‬ل – تقلب وتل‪66 6‬وى من ش‪66 6‬دة األمل ‪ -‬ق‪66 6‬ال ‪ ( :‬ال إل ‪//‬ه إال اهلل‬
‫الواحد القهار ‪ ،‬رب السماوات واألرض وما بينهما العزيز الغفار ) (‪. )1‬‬
‫الجبَّ ُار ‪:‬‬
‫‪َ   -9‬‬
‫ورد االسم يف الق‪66‬رآن الك‪66‬رمي يف موضع واحد وهو قوله تع‪66‬اىل ‪/ُ  :‬ه َ‪/‬و‬
‫س‪/ /‬الم ِ‬ ‫المِل ‪ُ /‬‬ ‫ِ‬
‫المَت َكِّبُر‬
‫الجبَّ ُار ُ‬ ‫الم َهْي ِم ُن َ‬
‫الع ِزي ‪/ُ /‬ز َ‬ ‫الم‪/ْ /‬ؤم ُن ُ‬
‫ُّوس ال َّ ُ ُ‬
‫‪/‬ك الُق‪//‬د ُ‬ ‫اهلل ال ‪//‬ذي ال ِإلَ ‪/َ /‬ه ِإال ُه‪/َ /‬و َ‬
‫ُ‬
‫اهلل َع َّما يُ ْش ‪ِ //‬ر ُكو َن ‪[ ‬احلش ‪66 6‬ر‪ ، ]23 :‬وانطبقت عليه ش‪66 6‬روط اإلحص ‪66‬اء وهي‬ ‫س ‪ْ/ /‬بحا َن ِ‬
‫ُ َ‬
‫اإلطالق والعلمية وداللته على كم ‪66‬ال الوص ‪66‬فية ‪ ،‬وقد وردت يف الس ‪66‬نة النبوية أدلة‬
‫كث‪66 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6‬رية منها ما رواه البخ‪66 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6‬اري من ح‪66 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6‬ديث أَبِي س‪6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6‬عِ ٍ‬
‫يد‬ ‫َ‬

‫‪ 1‬السيوطي يف اجلامع الصغري‪ )146 ( 1/107‬وانظر السلسلة‪ 6‬الصحيحة ‪. )2066 ( 98/ 5‬‬
‫(‪)55‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫اخْلُ‪6ْ 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6‬د ِري‬


‫ْجبَّ ُار بَِي‪/ِ /‬دِه ‪،‬‬‫اح َدًة ‪َ ،‬يَت َكَّفُؤ َها ال َ‬ ‫ض َي‪/ْ /‬و َم الِْقَي َام‪/ِ /‬ة ُخْ‪/‬ب َ‪/‬زًة َو ِ ‪/‬‬ ‫ِ ‪ t‬أن النَّبِي ‪ ‬ق‪66‬ال ‪ ( :‬تَ ُ‪/‬ك‪/‬و ُن األَْر ُ‬
‫ْجنَِّة ) (‪. )1‬‬ ‫السَف ِر ‪ُ ،‬نُز ًال أل َْه ِل ال َ‬ ‫َح ُد ُك ْم ُخْبَزتَ ُه ِفي َّ‬ ‫َك َما يَ ْكَفأُ أ َ‬
‫ول اللَِّه ‪َ ‬علَى‬ ‫ت َر ُس‪َ 6 6‬‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬‫وعند مس ‪66‬لم من ح ‪66‬ديث َعْب‪6ِ 6‬د اللَِّه بْ ِن ُع َم‪6َ 6‬ر ‪ t‬قَ ‪6َ 6‬ال ‪َ :‬رأَي‬
‫ْجبَّ ُار َعَّز َو َج َّل َسماََواتِِه َوأََر ِض ِيه بَِي َديِْه ) (‪. )2‬‬ ‫ول ‪ ( :‬يَْأ ُخ ُذ ال َ‬ ‫اْل ِمْنرَبِ َو ُهَو َيُق ُ‬
‫المَت َكِّبُر ‪:‬‬
‫‪ُ   -10‬‬
‫اهلل ال‪/ِ /‬ذي ال ِإلَ‪/َ /‬ه ِإال ُ‪/‬ه َ‪/‬و‬
‫مل ي‪66‬رد يف الق‪66‬رآن الك‪66‬رمي إال يف قوله تع‪66‬اىل ‪/ُ  :‬ه َ‪/‬و ُ‬
‫اهلل َع َّما يُ ْش‪ِ /‬ر ُكو َن ‪‬‬‫السالم المْؤِمن الم َهْي ِمن الع ِزي‪/‬ز الجبَّار المَت َكِّبر س‪ْ/‬بحا َن ِ‬ ‫المِل ُ‬
‫ُّوس َّ ُ ُ ُ ُ ُ َ ُ َ ُ ُ ُ ُ َ‬ ‫ك الُقد ُ‬ ‫َ‬
‫[احلش ‪66‬ر‪ ]23 :‬ويف ه ‪66‬ذا املوضع مسى اهلل نفسه به على س ‪66‬بيل اإلطالق م ‪66‬رادا به العلمية‬
‫وداال على الوص ‪66‬فية وكماهلا ‪ ،‬وقد ورد املعىن أيضا حمم ‪66‬وال عليه مس ‪66‬ندا إليه ‪ ،‬ويف‬
‫الس‪66‬نة روى أمحد بس‪66‬ند ص‪66‬حيح َع ْن َعْب‪6ِ 6‬د اللَِّه بْ ِن ُع َ‪6‬م َ‪6‬ر ‪ t‬أنه قَ‪6َ 6‬ال ‪َ ( :‬ق‪6َ 6‬رأَ َر ُس‪ُ 6‬‬
‫ول‬
‫ات بَِي ِم ِين‪/ِ /‬ه ُس‪ْ/‬ب َحانَُه َوَتَع‪//‬الَى َع َّما‬
‫ات َمطْ ِويَّ ٌ‬ ‫‪6‬ذِه اآليَ ‪َ6‬ة َو ُ‪6‬ه َ‪6‬و َعلَى املِْنرَبِ ‪َ  :‬وال َّ‬
‫س‪َ /‬ما َو ُ‬
‫اللَِّه ‪6 ‬ه ِ‬
‫َ‬
‫‪/‬ك ‪ ،‬أَنَا‬ ‫المِل‪ُ /‬‬ ‫المَت َكِّبُر ‪ ،‬أَنَا َ‬
‫الجبَّ ُار ‪ ،‬أَنَا ُ‬ ‫‪/‬ل ‪ :‬أَنَا َ‬‫‪/‬ول اللَُّه َع‪/َّ /‬ز َو َ‪/‬ج َّ‬ ‫يُ ْش ‪ِ /‬ر ُكون َ‪ ‬قَ ‪َ /‬‬
‫‪/‬ال ‪َ ( :‬يُق‪ُ /‬‬
‫‪/‬ف بِ‪/ِ /‬ه ِ‬
‫المْنَ‪/‬ب ُ‪/‬ر ‪َ ،‬حتَّى‬ ‫ول اللَِّه ‪ُ ‬يَرد ُ‬
‫ِّد َها َحتَّى َر َ‪/‬ج َ‬ ‫‪/‬ل َر ُس‪ُ /‬‬ ‫المَتَع‪ِ /‬‬
‫‪/‬ال ‪ :‬فَ َجَع‪َ /‬‬
‫‪/‬ال ‪ ،‬يَُم ِّج ُد َنْف َس‪ُ /‬ه قَ‪َ /‬‬ ‫ُ‬
‫ِ ِِ (‪) 3‬‬
‫ظََننَّا أَنَُّه َسَيخُّر به ) ‪.‬‬
‫‪   -11‬ال َخالِ ُق ‪:‬‬
‫ورد االسم يف القرآن مطلقا ومقي‪66‬دا معرفا ومنونا كما يف قوله تع‪66‬اىل ‪ُ  :‬هَو اللَُّه‬
‫ِ‬
‫ْح ْس ‪َ/‬نى ‪[ ‬احلش ‪66‬ر‪ ، ]24:‬وقوله ‪  :‬يَا أَُّيَها الن ُ‬
‫َّاس‬ ‫اء ال ُ‬
‫ص ‪ِّ/‬وُر لَ ‪/ُ /‬ه األ ْس ‪َ /‬م ُ‬ ‫اْل َخ‪//‬ال ُق الَْب‪//‬ا ِر ُ‬
‫ئ ال ُْم َ‬
‫ض ال ِإلَ‪/َ /‬ه ِإال ُه‪/َ /‬و‬
‫األر ِ‬ ‫ا ْذ ُكروا نِعمت اللَِّه عَلي ُكم هل ِمن َخالِ ٍق َغير اللَِّه يرزقُ ُكم ِمن َّ ِ‬
‫الس َماء َو ْ‬ ‫ْ ُ َْ ُ ْ َ‬ ‫َْ ْ َ ْ ْ‬ ‫ُ َْ َ‬
‫فَأَنَّى ُتْؤفَ ُكو َن ‪[ ‬فاطر‪ ، ]3:‬وورد مقيدا يف مواضع كثرية كقوله تعاىل ‪  :‬اللَُّه َخ‪/‬الِ ُق‬
‫‪ 1‬البخاري يف كتاب الرقاق ‪ ،‬باب يقبض اهلل األرض يوم القيامة ‪. )6155 ( 5/2389‬‬
‫‪ 2‬مسلم يف كتاب صفة القيامة واجلنة والنار ‪. )2788 ( 4/2149‬‬
‫‪ 3‬أمحد يف املسند ‪ ،‬مسند عبد اهلل بن عمر ‪ ، )5608 ( 2/87‬وانظر صحيح ابن ماجة‪)164( 1/39‬‬
‫‪.‬‬
‫(‪)56‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫يل ‪[ ‬الزمر‪. ]62:‬‬‫ٍ ِ‬ ‫ٍ‬


‫ُك ِّل َش ْيء َو ُهَو َعَلى ُك ِّل َش ْيء َوك ٌ‬
‫س‬ ‫أما ما ورد يف الس ‪66‬نة فقد روى اإلم ‪66‬ام أمحد وص ‪66‬ححه األلب ‪66‬اين من ح ‪66‬ديث أَنَ ِ‬
‫ول اللَِّه لَ ‪6ْ 6‬و‬
‫ول اللَِّه ‪َ ‬فَق‪66‬الُوا ‪ :‬يَا َر ُس ‪َ 6‬‬ ‫ال ال ِّس ‪6‬عر َعلَى َع ‪6‬ه ِ‪6‬د رس ‪ِ 6‬‬ ‫ٍ‬
‫ْ َُ‬ ‫بْ ِن َمالِك ‪ t‬قَ ‪6َ 6‬ال ‪َ :‬غ َ ْ ُ‬
‫ض الَْبا ِس‪ُ /‬‬ ‫‪6‬ال ‪ِ ( :‬إ َّن اللَّه ه‪//‬و ال َ‪ِ /‬‬
‫ط ال‪/َّ /‬را ِز ُق ال ُْم َس‪ِّ /‬عُر ‪َ ،‬وِإنِّي ألَْر ُجو أَ ْن‬ ‫خ‪/‬ال ُق اْلَق‪//‬ابِ ُ‬ ‫َ َُ‬ ‫ت ؟ َفَ‪6‬ق َ‬‫َس‪َّ 6‬عْر َ‬
‫َح ‪ٌ / / / /‬د بِمظَْلم‪/ٍ / / / /‬ة ظََل ْمُت َها ِإيَّ ُاه ِفي َدٍم و َال َم‪ٍ / / / /‬‬ ‫ِ‬
‫‪/‬ال ) (‪ ، )1‬وقد صح من‬ ‫َ‬ ‫أَْلَقى اللََّه َو َال يَطْلُبُني أ َ‪َ َ /‬‬
‫ح ‪66‬ديث عم ‪66‬ران بن حصني واحلكم بن عم ‪66‬رو الغف ‪66‬اري والن ‪66‬واس بن مسعان ‪ ، ‬أن‬
‫وق ِفي َم ْع ِصَيِة الخالق ) (‪. )2‬‬ ‫اع َة لِم ْخلُ ٍ‬ ‫النَّبِي ‪ ‬قَ َ‬
‫ال ‪َ ( :‬ال طَ َ َ‬
‫ئ ‪:‬‬ ‫البا ِر ُ‬
‫‪َ   -12‬‬
‫ورد االسم يف الق ‪66‬رآن مطلقا معرفا م ‪66‬رادا به العلمية وداال على كم ‪66‬ال الوص ‪66‬فية‬
‫ِ‬
‫ْح ْس‪َ/‬نى ‪[ ‬احلش‪66‬ر‪، ]24:‬‬ ‫اء ال ُ‬ ‫ص‪ِّ/‬وُر لَ ُ‪/‬ه األ ْس‪َ /‬م ُ‬
‫ئ ال ُْم َ‬‫يف قوله تع‪66‬اىل ‪ُ  :‬ه َ‪/‬و اللَُّه اْل َخ‪/‬ال ُق الَْب‪/‬ا ِر ُ‬
‫وورد مقي‪66‬دا يف قوله تع‪66‬اىل عن موسى ‪َ  : ‬فتُوبُ‪//‬وا ِإلَى بَ‪//‬ا ِرئِ ُك ْم فَ‪//‬اقُْتلُوا أَْنُف َس‪ُ /‬ك ْم َذلِ ُك ْم‬
‫اب ال‪/َّ /‬ر ِح ُيم ‪[ ‬البق‪66‬رة‪ ، ]54 :‬واالسم مل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪/‬اب َعَلْي ُك ْم ِإنَُّه ُه‪/َ /‬و التََّّو ُ‬
‫َخْ‪/‬ي ٌ‪/‬ر لَ ُك ْم عْن‪َ /‬د بَ‪//‬ا ِرئ ُك ْم َفَت‪َ /‬‬
‫يرد يف السنة إال يف سرد األمساء عند الرتم‪66‬ذي وابن ماجة ‪ ،‬وس‪6‬رد األمساء ليس من‬
‫كالم النيب ‪. ‬‬
‫صِّو ُر ‪:‬‬
‫الم َ‬
‫‪ُ   -13‬‬
‫خ ‪//‬الِ ُق‬
‫مل ي‪66 6‬رد االسم يف الق‪66 6‬رآن الك‪66 6‬رمي إال يف قوله تع‪66 6‬اىل ‪ُ  :‬ه‪/َ / /‬و اللَُّه اْل َ‪/‬‬
‫ْح ْسَنى ‪[ ‬احلش‪6‬ر‪ ، ]24:‬وقد حتققت فيه ش‪6‬روط اإلحص‪6‬اء‬ ‫اء ال ُ‬
‫األس َم ُ‬
‫صِّوُر ل َُه ْ‬ ‫الَْبا ِر ُ‬
‫ئ ال ُْم َ‬
‫كما يف األمساء السابقة ‪ ،‬ومل يثبت االسم يف السنة النبوية ‪.‬‬
‫‪   -14‬األََّو ُل ‪:‬‬
‫اسم اهلل األول مسى اهلل نفسه به على س‪66‬بيل اإلطالق م‪66‬رادا به العلمية وداال على‬
‫كم‪66 6‬ال الوص‪66 6‬فية يف نص واحد من النص‪66 6‬وص القرآنية ‪ ،‬ق‪66 6‬ال تع‪66 6‬اىل ‪ُ  :‬ه‪/َ / /‬و األََّو ُل‬

‫‪ 1‬السابق ‪ ، )12613 ( 3/156‬وانظر صحيح اجلامع ( ‪. )1846‬‬


‫‪ 2‬مشكاة املصابيح ‪ ،‬حممد بن عبد اهلل اخلطيب التربيزي ‪ ،‬حتقيق الشيخ األلباين ( ‪. )3696‬‬
‫(‪)57‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫‪/‬اط ُن َو ُه‪/َ /‬و بِ ُك‪/ِّ /‬ل َش‪ْ //‬يٍء َعِل ٌيم ‪[ ‬احلدي ‪66‬د‪ ، ]3:‬وورد يف الس ‪66‬نة عند‬ ‫اآلخ‪ /‬ر والظَّ ِاهر والب ‪ِ /‬‬
‫َو ‪َ َ ُ َ ُ /‬‬
‫ِ‬
‫مس ‪66 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6‬لم من ح‪66 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6‬ديث أَىِب ُهَرْي‪6َ 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6‬رَة ‪ t‬أن‬
‫النَّبِّي‬
‫س َب ْع‪َ / /‬د َك ش‪// /‬يء ‪،‬‬ ‫اآلخ‪ُ /‬ر فَ ْلي َ‬ ‫ت ِ‪/‬‬ ‫‪/‬ك ش‪// /‬يء َوأَنْ َ‬ ‫س َقْبل‪َ / /‬‬ ‫ت األََّو ُل فَ ْلي َ‬ ‫الله َّم أَنْ َ‬ ‫ِ ‪ ‬ق‪66 6‬ال ‪ُ ( :‬‬
‫‪/‬ك ش‪// /‬يء ‪ ،‬اق ِ‬ ‫ت ِ‬ ‫وأَنْ َ َّ ِ‬
‫ْض َعنَّا ال‪// /‬دَّيْ َن‬ ‫س ُدونَ‪َ / /‬‬ ‫‪/‬ك ش‪// /‬يء ‪َ ،‬وأَنْ َ َ‬
‫الب‪// /‬اط ُن فَ ْلي َ‬ ‫س َفْوقَ‪َ / /‬‬ ‫ت الظاهُر فَ ْلي َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫َوا ْغِنَنا م َن الَفْق ِر ) ‪.‬‬
‫(‪) 1‬‬

‫‪ِ   -15‬‬
‫اآلخُر ‪:‬‬
‫اسم اهلل اآلخر ورد مع االسم السابق يف قوله تعاىل ‪  :‬هو األََّو ُل و ِ‬
‫اآلخُر َوالظَّ ِاهُر‬ ‫َ‬ ‫َُ‬
‫يم ‪[ ‬احلدي‪6‬د‪ ، ]3 :‬وكذلك ورد يف السنة يف دع‪6‬اء النَّبِيِ ‪‬‬ ‫ٍ ِ‬ ‫و ِ‬
‫الباط ُن َو ُهَو بِ ُك ِّل َش ْيء َعل ٌ‬
‫َ َ‬
‫س َب ْع َد َك شيء ) ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الذي تقدم ‪َ ( :‬وأَنْ َ‬
‫ت اآلخُر فَ ْلي َ‬
‫‪   -16‬الظَّ ِاهُر ‪:‬‬
‫ورد االسم مقرتنا باالمسني الس‪66‬ابقني يف قوله تع‪66‬اىل ‪ُ  :‬ه‪/َ /‬و األََّو ُل َو ِ ‪/‬‬
‫اآلخ ُر َوالظَّ ِاهُر‬
‫‪/‬اط ُن َو ُه‪/َ /‬و بِ ُك‪/ِّ /‬ل َش ‪ْ /‬يٍء َعِل ٌيم ‪[ ‬احلدي ‪66‬د‪ ، ]3:‬ويف الس‪66‬نة أيضا دع‪66‬اء النَّبِيِ ‪ ‬ال‪66‬ذي‬ ‫والب‪ِ /‬‬
‫َ َ‬
‫س َفْوقَ َك شيء ) ‪.‬‬ ‫تقدم يف امسه األول ‪ ( :‬وأَنْ َ َّ ِ‬
‫ت الظاهُر فَ ْلي َ‬ ‫َ‬
‫اط ُن ‪:‬‬‫‪   -17‬الب ِ‬
‫َ‬
‫ورد االسم مع األمساء الثالثة الس‪66‬ابقة يف قوله تع‪66‬اىل ‪ُ  :‬هَو األََّو ُل َو ِ‪/‬‬
‫اآلخ ُر َوالظَّ ِاهُر‬
‫يم ‪[ ‬احلدي‪6‬د‪ ، ]3 :‬وكذلك ورد يف السنة يف دع‪6‬اء النَّبِيِ ‪‬‬ ‫ٍ ِ‬ ‫و ِ‬
‫الباط ُن َو ُهَو بِ ُك ِّل َش ْيء َعل ٌ‬
‫َ َ‬
‫س ُدونَ َك شيء ) ‪.‬‬ ‫ت ِ‬
‫الذي تقدم يف امسه األول ‪َ ( :‬وأَنْ َ َ‬
‫الباط ُن فَ ْلي َ‬
‫يع ‪:‬‬ ‫‪ِ َّ   -18‬‬
‫السم ُ‬
‫مسى اهلل نفسه الس‪66 6 6 6‬ميع يف كثري من النص‪66 6 6 6‬وص القرآنية والنبوية ‪ ،‬وقد ورد فيها‬
‫‪1‬مسلم يف كتاب الذكر والدعاء والتوبة ‪ ،‬باب ما يقول مث الن‪6‬وم وأخذ املض‪6‬جع ‪)2713 ( 4/2084‬‬
‫وكذلك رواه الرتمذي يف كتاب الدعوات ‪ ، )3481 ( 5/518‬وابن ماجه يف كتاب الدعاء ‪ ،‬ب‪6‬اب‬
‫دعاء رسول اهلل )‪. S 2/1259 (3831‬‬
‫(‪)58‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫االسم مطلقا معرفا ومنونا مرادا به العلمية وداال على كمال الوصفية ‪ ،‬فمن القرآن‬
‫ص‪ُ /‬ير ‪[ ‬الش‪66‬ورى‪ ، ]11 :‬وقوله ‪ِ  :‬إ َّن‬ ‫س‪ِ /‬ميع الب ِ‬ ‫قوله تع‪66‬اىل ‪  :‬لي ِ ِ ِ‬
‫س َكمْثل‪//‬ه َش‪ْ /‬ي ٌء َو ُ‪/‬ه َ‪/‬و ال َّ ُ َ‬ ‫ْ َ‬
‫اللََّه َك‪//‬ا َن َس‪ِ //‬ميعاً بَ ِص‪//‬يراً ‪[ ‬النس‪66 6‬اء‪ ، ]58:‬وقد ورد االسم مقرتنا باسم اهلل العليم يف‬
‫أك‪66 6‬ثر من ثالثني موض‪66 6‬عا ‪ ،‬ومقرتنا باسم اهلل البصري يف أك‪66 6‬ثر من عش‪66 6‬رة مواضع ‪،‬‬
‫ض‪ُّ /‬ل َعَلى َنْف ِس‪/‬ي َوِإ ِن‬
‫ْت فَِإنَّ ‪/‬م‪/‬ا أَ ِ‬
‫ض‪َ/‬لل ُ َ‬ ‫ومقرتنا باسم اهلل الق‪66‬ريب يف قوله تع‪66‬اىل ‪  :‬قُ‪/ْ /‬ل ِإ ْن َ‬
‫ت فَِبما ي ِ‬
‫يب ‪[ ‬سبأ‪. ]50:‬‬ ‫َي َربِّي ِإنَُّه َس ِم ٌ‬
‫يع قَ ِر ٌ‬ ‫وحي ِإل َّ‬‫ْاهَت َديْ ُ َ ُ‬
‫النيب ‪ ‬يف‬ ‫ويف السنة ورد عند البخاري من حديث أيب موسى ‪ t‬قال ‪ :‬كنّا مع ِّ‬
‫النيب ‪ ( : ‬أيها الناس أربَعوا على أنُف ِس‪/‬كم ف‪/‬إنكم‬ ‫َسَفر ‪ ،‬فكنا إذا َعلونا كرَّب نا ‪ ،‬فقال ُّ‬
‫ولكن تدعون سميعاً بصيراً ) (‪. )1‬‬ ‫أصم وال غائباً ‪ْ ،‬‬ ‫ال تَ ْدعو َن َّ‬
‫يد اخلُ‪6ْ 6‬د ِري ‪ t‬أن النيب ‪‬‬ ‫وروى أبو داود وص‪66‬ححه األلب‪66‬اين من ح‪66‬ديث أَىِب س ‪6‬عِ ٍ‬
‫َ‬
‫ان‬ ‫العِل ِيم ِم َن ال َّ‬
‫ش ‪ْ/‬يطَ ِ‬
‫َ‬ ‫يع‬
‫ِ‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫‪/‬‬ ‫س‬
‫َّ‬ ‫ال‬ ‫ِ‬
‫اهلل‬‫َع‪//‬و ُذ بِ‬
‫ك ‪66‬ان يس ‪66‬تفتح يف ص ‪66‬الته قبل الق ‪66‬راءة بقوله ‪ ( :‬أ ُ‬
‫الر ِج ِيم ِم ْن َه ْم ِزِه َوَنْف ِخِه َوَنْفِثِه ) (‪. )2‬‬
‫َّ‬
‫‪   -19‬الب ِ‬
‫ص ُير ‪:‬‬ ‫َ‬
‫اسم اهلل البصري ورد مطلقا معرفا ومنونا م ‪66 6 6 6 6 6 6‬رادا به العلمية وداال على كم ‪66 6 6 6 6‬ال‬
‫الوص ‪66‬فية ومقرتنا باسم اهلل الس ‪66‬ميع يف آي ‪66‬ات كث ‪66‬رية كقوله تع ‪66‬اىل ‪ُ  :‬س ‪ْ/‬ب َحا َن ال ‪/ِ /‬ذي‬
‫ص ‪/‬ى ال‪/ِ /‬ذي بَ َار ْكَنا َحْول‪/ُ /‬ه لِنُ ِريَ‪/ُ /‬ه ِم ْن‬ ‫ِِ‬ ‫الم ْس ‪ِ /‬ج ِد َ‪/‬‬
‫الح َ‪/‬ر ِام ِإلى َ‬
‫الم ْس ‪/‬جد ا َأل ْق َ‬ ‫ال م َن َ‬
‫أَس ‪/‬رى بِعب‪/ِ /‬دِه لي ً ِ‬
‫ْ َ َْ ْ‬
‫ِ‬
‫ص‪/‬طَِفي م َن ال َْمالئِ َك ِ‪/‬ة ُر ُس‪ً /‬‬ ‫س‪ِ /‬ميع الب ِ‬ ‫ِ‬
‫ال‬ ‫ص‪ُ /‬ير ‪[ ‬اإلس‪66‬راء‪ ، ]1:‬وقوله ‪  :‬اللَُّه يَ ْ‬ ‫آيَاتَنا ِإنَُّه ُه َ‪/‬و ال َّ ُ َ‬
‫يع بَ ِص‪ٌ / / / /‬ير ‪[ ‬احلج‪ ، ]75:‬وقد ورد مطلقا منونا مف‪66 6 6‬ردا يف‬ ‫َوِم َن الن ِ‬
‫َّاس ِإ َّن اللََّه َس‪ِ / / / /‬م ٌ‬
‫ض ِفْتَن‪ً /‬ة‬ ‫ض ُك ْم لَِب ْع ٍ‬ ‫موضعني ومقرتنا بالسميع يف ستة مواضع ‪ ،‬قال تعاىل ‪َ  :‬و َجَعلَْنا َب ْع َ‬
‫أَتَ ْصِبُرو َن َو َكا َن َربُّ َك بَ ِصيراً ‪[ ‬الفرقان‪. ]20 :‬‬
‫أما ما ورد يف الس ‪66‬نة فقد تق ‪66‬دم احلديث يف االسم الس ‪66‬ابق ‪ ( :‬ف ‪//‬إنكم ال تَ ‪/ْ /‬دعو َن‬

‫‪ 1‬البخاري يف كتاب اجلهاد ‪ ،‬باب ما يكره من رفع الصوت يف التكبري ‪. )2830 ( 3/1091‬‬
‫‪ 2‬أبو داود يف كت ‪66‬اب الص ‪66‬الة ‪ ،‬ب ‪66‬اب من رأى االس ‪66‬تفتاح بس ‪66‬بحانك اللهم وحبم ‪66‬دك ‪، 6 6)775 ( 1/206‬‬
‫وانظر صحيح أيب داود ‪. )701(1/148‬‬
‫(‪)59‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫ولكن تدعون سميعاً بص‪/‬يراً ) ‪ ،‬وورد عن‪6‬د أيب داود وص‪6‬ححه األلب‪6‬اين‬ ‫أصم وال غائبا ‪ْ ،‬‬ ‫َّ‬
‫من حديث أيب هريرَة ‪ t‬أنه ْقرأ ه ِذِه اآلي َة ‪ِ  :‬إ َّن اللََّه َكا َن س ِميعاً ب ِ‬
‫صيراً ‪ ، ‬مث قَ‪َ /‬‬
‫‪/‬ال ‪:‬‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُ َ َْ‬
‫ض ُع ِإْبَه َام ُه َعَلى أُ ُذنِِه َوالَِّتي تَِل َيها َعَلى َعْينه ‪.‬‬
‫ِ ِ (‪) 1‬‬
‫ول اللَِّه ‪ ‬يَ َ‬
‫ت َر ُس َ‬
‫َرأَيْ ُ‬
‫المْولَى ‪:‬‬
‫‪َ   -20‬‬
‫اسم اهلل املوىل ورد يف الق ‪66 6‬رآن علي س ‪66 6‬بيل اإلطالق م ‪66 6‬رادا به العلمية وداال على‬
‫َن اللََّه َم‪/ْ /‬وال ُك ْم نِْع َم ال َْم‪/ْ /‬ولَى َونِْع َم‬ ‫كم ‪66‬ال الوص ‪66‬فية ‪ ،‬ق ‪66‬ال تع ‪66‬اىل ‪َ  :‬وِإ ْن َتَولَّْوا فَ ‪//‬ا ْعَل ُموا أ َّ‬
‫ص‪ُ /‬موا بِاللَِّه ُه‪/َ /‬و َم‪/ْ /‬وال ُك ْم فَِن ْع َم ال َ‪/‬‬
‫ْم ْ‪/‬ولَى‬ ‫ص‪/‬ير ‪[ ‬األنف‪66‬ال‪ ، ]40 :‬وق‪66‬ال س‪66‬بحانه ‪  :‬وا ْعَت ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫النَّ ُ‬
‫َن اللََّه َم‪/ْ /‬ولَى‬ ‫ص ‪ُ /‬ير ‪[ ‬احلج‪ ، ]78 :‬وقد ورد مقي‪66‬دا يف قوله تع‪66‬اىل ‪َ  :‬ذلِ‪َ /‬‬
‫‪/‬ك بِ ‪/‬أ َّ‬ ‫ونِْعم النَّ ِ‬
‫َ َ‬
‫ص‪َ /‬يبَنا ِإال َما‬ ‫‪/‬اف ِرين ال م‪/‬ولَى ل َُهم ‪[ ‬حمم‪66‬د‪ ، ]11 :‬وقوله ‪  :‬قُ‪/‬ل لَن ي ِ‬ ‫الَّ ِذين آمنُ‪/‬وا وأ َّ ِ‬
‫ْ ُْ‬ ‫ْ‬ ‫َن اْل َك َ َ ْ‬ ‫َ َ َ‬
‫ب اللَُّه لََنا ُهَو َمْوالنَا َو َعَلى اللَِّه َفلَْيَتَو َّك ِل ال ُْمْؤِمنُو َن ‪[ ‬التوبة‪. ]51:‬‬ ‫َكَت َ‬
‫وعند البخ‪66‬اري من ح‪66‬ديث اْلَ‪6‬ب َ‪6‬راء بْن َع‪66‬ا ِز ٍب ‪ t‬أن أبا س‪66‬فيان ق‪66‬ال ي‪66‬وم أحد ‪( :‬‬
‫ِإ َّن لََنا ال ُْع‪/َّ / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / /‬زى َو َال ُع‪/َّ / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / /‬زى لَ ُك ْم ‪َ ،‬فَ‪/‬ق ‪َ / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / /‬‬
‫‪/‬ال‬
‫النَِّبّي‬
‫‪/‬ال ‪ :‬قُولُ‪/‬وا اللَّهُ َمْو َالنَا َو َال َم ْ‪/‬ولَى لَ ُك ْم‬ ‫‪/‬ول ؟ قَ َ‬ ‫ول اللَِّه َما َنُق ُ‬ ‫ُ ‪ :‬أَ َال تُ ِجيبُوا لَهُ ؟ قَالُوا ‪ :‬يَا َر ُس َ‬
‫) (‪. )2‬‬
‫‪   -21‬الن ِ‬
‫َّصيرُ ‪:‬‬
‫ورد االسم مطلقا معرفا مرادا به العلمية وداال على كمال الوصفية ومقرونا‬
‫باسم اهلل املوىل يف موضعني من القرآن ‪ ،‬قال تعاىل ‪َ  :‬وِإ ْن َتَولَّْوا فَا ْعَل ُموا أ َّ‬
‫َن اللََّه‬
‫ص ُموا بِاللَِّه ُهَو َمْوال ُك ْم‬ ‫َّصير ‪[ ‬األنفال‪ ، ]40:‬وقال ‪  :‬وا ْعَت ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َمْوال ُك ْم ن ْع َم ال َْمْولَى َون ْع َم الن ُ‬
‫َّص ُير ‪[ ‬احلج‪ ، ]78:‬وقد ورد االسم مقيدا يف غري موضع من‬ ‫فَِن ْعم الْمولَى ونِْعم الن ِ‬
‫َ َْ َ َ‬
‫يت َوَما لَ ُك ْم ِم ْن‬ ‫ض يُ ْحِيي َويُِم ُ‬ ‫السماو ِ‬
‫ات َواألَْر ِ‬ ‫القرآن كقوله تعاىل ‪ِ  :‬إ َّن اللََّه ل َُه ُمل ُ‬
‫ْك َّ َ َ‬

‫‪ 1‬أبو داود يف كتاب السنة ‪ ،‬باب يف اجلهمية ‪ ، )4728 ( 4/233‬صحيح أيب داود ‪. )3954(3/895‬‬
‫‪ 2‬البخاري يف كتاب املغازى ‪ ،‬باب ما يكره من التنازع واالختالف يف احلرب ‪. )2874 ( 3/1105‬‬
‫(‪)60‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫ك َجَعلَْنا لِ ُك ِّل نَِب ٍّي‬‫صي ٍر ‪[ ‬التوبة‪ ، ]116:‬وقوله ‪َ  :‬و َك َذلِ َ‬ ‫ون اللَِّه ِمن ولِ ٍّي وال نَ ِ‬
‫ُد ِ‬
‫َْ َ‬
‫َع ُدّواً ِم َن ال ُْم ْج ِرِم َين َو َكَفى بَِربِّ َك َه ِادياً َونَ ِصيراً ‪[ ‬الفرقان‪ ، ]31:‬وعند أيب داود‬
‫ول اللَِّه ‪َ ‬كا َن إِ َذا‬ ‫س ب ِن مالِ ٍ‬
‫ك ‪ t‬أن َر ُس ُ‬ ‫والرتمذي وصححه األلباين من حديث أَنَ ِ ْ َ‬
‫ول َوبِ َك أُقَاتِ ُل ) (‪. )1‬‬ ‫َص ُ‬ ‫ول َوبِ َ‬ ‫ض ِدي ونَ ِ‬
‫صي ِري ‪ ،‬بِ َ‬ ‫ال ‪ ( :‬اللَُّه َّم أَنْ َ‬
‫َغَزا قَ َ‬
‫كأ ُ‬ ‫َح ُ‬
‫ك أُ‬ ‫ت َع ُ َ‬
‫العُفُّو ‪:‬‬ ‫‪َ   -22‬‬
‫مسى اهلل نفسه العفو على س ‪66 6‬بيل اإلطالق يف قوله تع ‪66 6‬اىل ‪ِ  :‬إ ْن ُتْب‪ُ / / /‬دوا َخْي ‪// /‬راً أَْو‬
‫ن اللََّه َك‪/‬ا َن َعُف ّ‪/‬واً قَ ِ‪/‬ديراً ‪[ ‬النس‪66‬اء‪ ، ]149 :‬وقوله ‪ :‬‬ ‫تُ ْخُف‪/‬وه أَو َتعُف‪/‬وا عن س‪ٍ /‬‬
‫وء فَ‪ِ/‬إ َّ‬ ‫ُ ْ ْ َْ ُ‬
‫فَأُولَِئ َك َع َسي اللَُّه أَ ْن َي ْعُف َ‪/‬و َعْن ُه ْم َو َك‪/‬ا َن اللَُّه َعُف ّ‪/‬واً َغُف‪/‬وراً ‪[ ‬النس‪66‬اء‪ ]99:‬وقوله‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪/‬ك ومن َع‪//‬اقَ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ص‪َ/ /‬رنَُّه اللَُّه ِإ َّن اللََّه‬ ‫ب بِ ‪//‬ه ثُ َّم بُغ َي َعَلْي‪//‬ه لََيْن ُ‬ ‫ب بمْث ‪/ِ /‬ل َما ُع ‪//‬وق َ‬ ‫َ‬ ‫‪َ  :‬ذل ‪ْ َ َ َ /‬‬
‫‪/‬ور ‪[ ‬احلج‪ ، ]60:‬وعند الرتم ‪66‬ذي وص ‪66‬ححه األلب ‪66‬اين من ح ‪66‬ديث‬ ‫لََعُف‪/ٌّ /‬و َغُف‪ٌ /‬‬
‫ت لَْيَل ‪َ /‬ة اْلَق‪/ْ /‬د ِر َما أَ ْد ُعو ؟‬ ‫ت ِإ ْن َوا َفْق ُ‬ ‫ول اللَِّه أََرأَيْ َ‬‫ت ‪ ( :‬يَا َر ُس ‪َ /‬‬ ‫ِ‬
‫َعائ َش ‪َ 6‬ة أَنََّها قَ ‪66‬الَ ْ‬
‫ف َعنِّي ) (‪. )2‬‬ ‫ك َعُفٌّو تُ ِح ُّ‬
‫ب الَْعْفَو فَا ْع ُ‬ ‫ين ‪ :‬اللَُّه َّم ِإنَّ َ‬ ‫ِ‬
‫ال ‪َ :‬تُقول َ‬ ‫قَ َ‬
‫‪6‬ال ‪ِ ( :‬إ َّن أََّو َل‬ ‫وعند أمحد وحس ‪66‬نه األلب ‪66‬اين من ح ‪66‬ديث عبد اهلل بن مس ‪66‬عود ‪ t‬قَ ‪َ 6‬‬
‫ول اللَِّه ِإ َّن‬‫‪/‬ل ‪ :‬يَا َر ُس‪َ /‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫الِم أَو ِمن الْمس‪ِ/‬ل ِمين رج‪ِ ِ ِ /‬‬ ‫َر ُج‪/ٍ /‬ل قُ ِط‪/َ /‬ع ِفي ِ‬
‫‪/‬ل أُتي ب‪//‬ه إلى النَّبي ‪ ‬فَقي‪َ /‬‬ ‫اإل ْس‪ٌ ُ َ َ ْ ُ َ ْ َ /‬‬
‫ول اللَِّه ‪ ،‬أَي‬ ‫ض‪ُ /‬ه ْم ‪ :‬يَا َر ُس‪َ /‬‬ ‫‪/‬ال َب ْع ُ‬ ‫ول اللَِّه ‪َ ‬رَم‪//‬اداً ‪َ ،‬فَق‪َ /‬‬ ‫ف و ْ‪/‬ج ُ‪/‬ه ر ُس‪ِ /‬‬ ‫ِ‬
‫َ‪/‬ه َذا َس‪َ/‬ر َق ‪ ،‬فَ َكأَنََّما أُس‪َ َ َّ /‬‬
‫ان عَلي ص‪ِ /‬‬
‫احِب ُك ْم ‪َ ،‬واللَُّه َع‪/َّ /‬ز َو َ‪/‬ج َّ‬
‫‪/‬ل‬ ‫‪/‬ال ‪ :‬وما يمَنعِني وأَْنتُم أَ ْع‪//‬وا ُن ال َّ ِ‬
‫ش‪ْ/‬يطَ َ َ‬ ‫‪/‬ك ؟ َفَق‪َ ْ َ ُ ْ َ َ َ َ /‬‬ ‫‪/‬ول َما لَ‪َ /‬‬
‫َيُق‪ُ /‬‬
‫ب الَْعْف‪/َ /‬و ‪َ ،‬و َال َيْنَبِغي لِ ‪/َ /‬والِي أَْم‪ٍ / /‬ر أَ ْن ُي ‪/ْ /‬ؤتَي بِ َح‪/ٍّ /‬د ِإالَّ أَقَ َام‪/ُ /‬ه ‪ ،‬ثُ َّم َق‪/َ /‬رأَ ‪َ  :‬ولَْي ْعُف‪//‬وا‬
‫َعْف‪/ٌّ /‬و يُ ِح ُّ‬
‫ور َر ِح ٌيم ‪. )3( ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صَف ُحوا أَ َال تُحبُّو َن أَ ْن َي ْغفَر اللَُّه لَ ُك ْم َواللَُّه َغُف ٌ‬ ‫َولَْي ْ‬
‫‪   -23‬الَق ِد ُُير ‪:‬‬
‫يم‬‫ورد اسم اهلل الق‪6‬دير يف الق‪6‬رآن والس‪6‬نة ‪ ،‬ق‪6‬ال تع‪6‬اىل ‪  :‬ي ْخلُ ُ‪/‬ق ما ي َش‪/‬اء وه‪/‬و ِ‬
‫العل ُ‬
‫َ َ َ ُ ََُ َ‬
‫الَق‪/ِ /‬د ُير ‪[ ‬ال‪66 6‬روم‪ ، ]54 :‬فاالسم ورد يف اآلية معرفا مطلقا مقرتنا باسم اهلل العليم ‪،‬‬

‫‪ 1‬أبو داود يف كت‪66‬اب اجله‪66‬اد ‪ ،‬ب‪66‬اب ما ي‪66‬دعى مث اللق‪66‬اء ‪ ، 6)2632 ( 3/42‬والرتم‪66‬ذي يف كت‪66‬اب ال‪66‬دعوات‬
‫باب يف الدعاء إذا غزا ‪ ، )3584 ( 5/572‬وانظر صحيح أيب داود‪. )2291( 499/ 2‬‬
‫‪ 2‬الرتمذي يف كتاب الدعوات ‪ )3513 ( 5/534‬وانظر صحيح اجلامع ( ‪. )4423‬‬
‫‪ 3‬أمحد يف املسند ‪ ، )3977 ( 1/419‬وانظر السلسلة‪ 6‬الصحيحة ‪. )1638(4/181‬‬
‫(‪)61‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫وهو املوضع الوحيد يف الق‪66 6‬رآن ال‪66 6‬ذي ورد معرفا ب‪66 6‬األلف والالم ‪ ،‬وقد ورد مطلقا‬
‫َّ ِ‬ ‫َّ‬
‫ين‬ ‫منونا يف ثالثة مواضع ‪ ،‬منها قوله تع‪66 6 6‬اىل ‪َ  :‬ع َس ‪/ / /‬ى الل ُه أَ ْن يَ ْجَع‪َ / / /‬‬
‫‪/‬ل َبْيَن ُك ْم َوَبْي َن الذ َ‬
‫ور َر ِح ٌيم ‪[ ‬املمتحنة‪. ]7:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َع َادْيتُ ْم مْن ُه ْم َمَو َّدًة َواللَُّه قَد ٌير َواللَُّه َغُف ٌ‬
‫أما بقية املواضع يف الق ‪66 6 6 6 6 6 6 6‬رآن واليت تزيد على ثالثني موض ‪66 6 6 6 6 6 6 6‬عا فقد ورد االسم‬
‫مقرونا ب‪66 6 6 6 6‬العلو والفوقية املطلقة على كل ش‪66 6 6 6 6‬يء ‪ ،‬مما يزيد اإلطالق كم‪66 6 6 6‬اال على‬
‫‪/‬ك المل ِ‬ ‫ِ‬
‫‪/‬ك‬ ‫كمال كما ذكرنا ذلك يف ضوابط اإلحصاء ‪ ،‬قال تع‪66‬اىل ‪  :‬قُ ِل اللَُّه َّم َمال َ ُ‬
‫اء بَِي ِ‪/‬د َك ال َخْي ُ‪/‬ر‬ ‫لك ِم َّم ْن تَ َشاء وتُِع ُّ‪/‬ز َم ْن تَ َش‪ُّ ِ /‬‬ ‫ِ‬
‫اء َوتُ‪/‬ذل َم ْن تَ َش‪ُ /‬‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫الم َ‬‫ع ُ‬ ‫اء َوَتْن ِز ُ‬
‫لك َم ْن تَ َش ُ‬‫الم َ‬‫ُتْؤتي ُ‬
‫ِإنَّ َك َعَلى ُ‪/‬ك ِّ‪/‬ل َش ‪ْ /‬يٍء قَ‪/ِ /‬د ٌير ‪[ ‬آل عم ‪66‬ران‪ ، ]26:‬ويف ص‪66‬حيح البخ‪66‬اري من ح‪66‬ديث‬
‫ص‪6‬الٍَة َمكْتُوبَ ٍ‪6‬ة ‪َ ( :‬ال ِإلَ َ‪/‬ه ِإالَّ اللَّهُ َو ْ‪/‬ح َد ُه‬ ‫معا ِوي ‪َ6‬ة ‪ t‬أ ََّن النَّبَِي ‪َ ‬ك‪6‬ا َن يُق ُ ِ‬
‫‪6‬ل َ‬ ‫‪6‬ول في ُدبُ‪ِ6‬ر ُك ِّ‬ ‫َ‬ ‫َُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ت‬ ‫‪/‬ل َشيْء قَ‪/‬د ٌير ‪ ،‬اللَُّه َّم َال َم‪/‬ان َع ل َما أَ ْعطَْي َ‬ ‫الح ْ‪/‬م ُد ‪َ ،‬و ْه َ‪/‬و َعَلى ُك ِّ‬
‫لك َولَ ُ‪/‬ه َ‬ ‫الم ُ‬ ‫َال َش ِر َ‬
‫يك ل َُه ل َُه ُ‬
‫الج ُّد ) (‪. )1‬‬
‫ك َ‬ ‫الج ِّد ِمْن َ‬
‫ت َو َال َيْنَف ُع َذا َ‬ ‫‪َ ،‬و َال ُم ْع ِطي لِ َما َمَن ْع َ‬
‫يف ‪:‬‬‫‪   -24‬اللَّ ِط ُ‬
‫اسم اهلل اللطيف ورد مطلقا معرفا ومنونا م ‪66 6 6‬رادا به العلمية وداال على الوص ‪66 6‬فية‬
‫وكماهلا يف كثري من النص ‪66 6 6 6 6 6 6 6 6‬وص القرآنية ‪ ،‬وقد ورد املعىن حمم ‪66 6 6 6 6 6‬وال عليه‬
‫‪/‬ف اْل َخِب ‪/ُ /‬ير ‪‬‬ ‫مس‪66 6‬ندا إليه يف قوله تع‪66 6‬اىل ‪  :‬أَال يعَلم من َخَل ‪/َ /‬ق وه‪//‬و ِ‬
‫اللطي ‪ُ /‬‬ ‫َُ َ‬ ‫َْ ُ َ ْ‬
‫ات ِ‬
‫اهلل‬ ‫[امللك ‪ ، ]14 :‬وقوله سبحانه ‪  :‬وا ْذ ُكر َن ما يْتَلى ِفي بيوتِ ُك َّن ِمن آي ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ُُ‬ ‫َ ْ َ ُ‬
‫اهلل َك‪//‬ا َن ل َِطيفا َخِب ‪//‬يرا ‪[ ‬األح ‪66‬زاب‪ ، ]34‬ومل يق ‪66‬رتن اسم اهلل‬ ‫ِ ِ‬
‫َوالْح ْك َم‪//‬ة ِإ َّن َ‬
‫اللطيف إال بامسه اخلبري ‪ ،‬وورد االسم مقي‪66 6‬دا يف قوله تع‪66 6‬اىل ‪ِ  :‬إ َّن َربِّي‬
‫يف‬
‫َط ٌ‬ ‫يف لِما ي َشاء ِإنَّه هو الْعِليم الْح ِكيم ‪[ ‬يوسف‪ ، ]100:‬وكذلك قوله ‪  :‬اهلل ل ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫لَط ٌ َ َ ُ ُ ُ َ َ ُ َ ُ‬
‫بِِعَب‪/ِ /‬ادِه َي‪/ْ /‬ر ُز ُق َم ْن يَ َش‪ُ /‬اء َو ُه‪/َ /‬و اْلَق‪ِ /‬و ُّي الَْع ِزي‪/ُ /‬ز ‪[ ‬الش‪66‬ورى‪ ، ]19:‬وقد ورد االسم يف‬
‫الس‪66‬نة يف ص‪66‬حيح مس‪66‬لم من ح‪66‬ديث عائشة رضي اهلل عنها أن النيب ‪ ‬ق‪66‬ال هلا ‪( :‬‬

‫‪ 1‬البخاري يف كتاب الدعوات ‪ ،‬باب الذكر بعد الصالة ‪. )808 ( 1/289‬‬


‫(‪)62‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫يف اْل َخِب ُير ) (‪. )1‬‬ ‫لَت ْخِب ِر ِيني أَو لَي ْخِبرنِّي ِ‬
‫اللط ُ‬ ‫ْ ُ َ‬ ‫ُ‬
‫‪   -25‬ال َخبِيرُ ‪:‬‬
‫اسم اهلل اخلبري ورد يف الكت‪66‬اب والس‪66‬نة على س‪66‬بيل اإلطالق واإلض‪66‬افة م‪66‬رادا به‬
‫العلمية وداال على الوص‪66 6 6‬فية وكماهلا ‪ ،‬وقد ورد املعىن حمم‪66 6 6‬وال عليه مس ‪66 6‬ندا إليه يف‬
‫نص‪66‬وص كث‪66‬رية ‪ ،‬ففي الق‪66‬رآن ورد مطلقا معرفا مقرتنا بثالثة أمساء هي احلكيم كما‬
‫الح ِك ُيم ال َخِب ُير ‪[ ‬األنعام‪ ، ]18 :‬واللطيف‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫يف قوله تعاىل‪َ  :‬و ُهَو الَقاهُر َفْو َق عَباده َو ُهَو َ‬
‫‪/‬ف ال َخِب ُ‪/‬ير ‪‬‬ ‫ص‪َ /‬ار َو ُه َ‪/‬و اللَّ ِطي ُ‬ ‫ص‪ُ /‬ار َو ُه َ‪/‬و يُ ْ‪/‬د ِر ُك األَبْ َ‬
‫كما يف قوله س‪6‬بحانه ‪  :‬ال تُ ْد ِر ُك ُه األَبْ َ‬
‫َت َم ْن‬ ‫[األنع‪66 6‬ام‪ ، ]103 :‬ومقرتنا باسم اهلل العليم يف قوله تع ‪66‬اىل ‪َ  :‬فَل َّما َنبَّأ ََها بِ ‪/ِ /‬ه قَ ‪//‬ال ْ‬
‫العِل ُيم ال َخِب ‪/ُ / /‬ير ‪[ ‬التح‪66 6 6‬رمي‪ ، ]3 :‬وورد االسم مطلقا منونا يف‬ ‫أَْنب‪/ / /‬أ ََك َ‪/‬ه ‪َ / /‬ذا قَ ‪ِ َ / /‬‬
‫‪/‬ال َنبَّأَن َي َ‬ ‫َ‬
‫ْح ْك َم ِ‪/‬ة‬
‫‪/‬ات اللَِّه وال ِ‬ ‫نصوص كثرية منها قوله تعاىل ‪  :‬وا ْذ ُكر َن ما يْتَلى ِفي بيوتِ ُك َّن ِمن آي ِ‬
‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُُ‬ ‫َ ْ َ ُ‬
‫ِإ َّن اللََّه َكا َن ل َِطيفاً َخِب‪/‬يراً ‪[ ‬األح‪66‬زاب‪ ، ]34:‬وقد ورد االسم يف الس‪6‬نة عند مس‪6‬لم من‬
‫‪/‬ف‬
‫اللطي ‪ُ /‬‬‫ح ‪66‬ديث عائشة رضي اهلل عنها أن النيب ‪ ‬ق ‪66‬ال هلا ‪ ( :‬لَت ْخِب ‪ِ /‬ر ِيني أَو لَي ْخِب ‪//‬رنِّي ِ‬
‫ْ ُ َ‬ ‫ُ‬
‫اْل َخِب ُير ) (‪. )2‬‬
‫‪   -26‬ال ِوْتُر ‪:‬‬
‫مل ي‪66 6‬رد االسم يف الق‪66 6‬رآن ولكن مساه به النيب ‪ ‬فيما رواه البخ‪66 6‬اري من ح‪66 6‬ديث‬
‫َح ٌد‬ ‫‪6‬ال ‪ ( :‬لِلَِّه تِ ْس‪َ /‬عٌة َوتِ ْس‪ُ /‬عو َن ا ْس‪ً /‬ما ‪ِ ،‬مائَ‪ٌ/‬ة ِإالَّ َو ِ‪/‬‬
‫اح ًدا ‪َ ،‬ال يَ ْحَفظَُها أ َ‪/‬‬ ‫أَبِي ُهَرْي َ‪6‬رَة ‪ t‬أنِه ‪ ‬قَ َ‬
‫ب اْل ‪/َ /‬وْتَر ) (‪ ، )3‬فقد ورد االسم مطلقا منونا م ‪66‬رادا به‬ ‫ْجنََّة ‪َ ،‬و ْه‪/َ /‬و َوْت‪/ٌ /‬ر يُ ِح ُّ‬ ‫ِ‬
‫إالَّ َد َخ‪َ /‬‬
‫‪/‬ل ال َ‬
‫العلمية وداال على الوترية وكم ‪66‬ال الوص ‪66‬فية ‪ ،‬وقد ورد املعىن يف قوله ‪ :‬حيب ال ‪66‬وتر‬
‫حمم ‪66‬وال على االسم مس ‪66‬ندا إليه ‪ ،‬وورد أيضا عند مس ‪66‬لم من ح ‪66‬ديث أَىِب ُهَرْي ‪6َ 6‬رَة ‪t‬‬
‫ب اْل‪ِ / / / /‬وْتَر ) (‪ ، )4‬وعند أيب داود والرتم‪66 6 6 6‬ذي وابن ماجة‬ ‫مرفوعا ‪َ ( :‬وِإ َّن اللََّه ِوْت‪/ٌ / / /‬ر يُ ِح ُّ‬
‫ول اللَّهِ‬‫و َالنسائي وصححه األلباين من حديث َعلِي بن أيب طالب ‪ t‬قَ َال ‪ :‬أَْوَتَر َر ُس‪ُ 6‬‬
‫‪ 1‬مسلم يف كتاب اجلنائز ‪ ،‬باب ما يقال مث دخول القبور والدعاء لأهلها ‪. )974 ( 2/670‬‬
‫‪ 2‬احلديث السابق ‪.‬‬
‫‪3‬البخاري يف كتاب الدعوات ‪ ،‬باب هلل مائة إال واحدة ‪. )6047 ( 5/2354‬‬
‫‪4‬مسلم يف كتاب الذكر والدعاء والتوبة ‪ ،‬باب يف أمساء اهلل تعاىل ‪. )2677 ( 4/2062‬‬
‫(‪)63‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫آن أَْوتُِروا ‪ ،‬فَِإ َّن اللََّه َعَّز َو َج َّل ِوْتٌر يُ ِح ُّ‬


‫ب اْل ِوْتَر ) (‪. )1‬‬ ‫ال ‪ ( :‬يا أ َْهل اْلُقر ِ‬
‫َ َ ْ‬ ‫‪ ‬مُثَّ قَ َ‬
‫يل ‪:‬‬ ‫‪ِ   -27‬‬
‫الجم ُ‬ ‫َ‬
‫ود ‪ t‬أن النَّبي ‪ ‬قَ َ‪6‬ال‬ ‫ورد االسم يف صحيح مسلم من ح‪6‬ديث عب ِ‪6‬د اللَِّه ب ِن مس‪6‬ع ٍ‬
‫ْ َ ُْ‬ ‫َْ‬
‫ب أَ ْن‬ ‫ِ‬
‫‪/‬ل يُح ُّ‬
‫الر ُج َ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫‪/‬ل ‪ :‬إن َّ‬ ‫ال َذ َّرٍة ِم ْن كْبر ‪ ،‬قَ َ‬
‫‪/‬ال َر ُج ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ْجنََّة َم ْن َكا َن ِفي َقْلِبِه ِمْثَق ُ‬
‫‪َ ( :‬ال يَ ْد ُخ ُل ال َ‬
‫‪/‬ال ‪ ،‬ال ِ‬ ‫‪/‬ل يُ ِح ُّ‬ ‫ي ُك‪//‬و َن َثوب ‪/ُ /‬ه حس‪ً/‬نا وَن ْعلُ‪/ُ /‬ه حس‪َ/‬ن ًة ‪ ،‬قَ‪ِ َّ ِ َ /‬‬
‫‪/‬ق‬
‫ْح ِّ‬
‫ْكْ‪/‬ب ُ‪/‬ر بَطَ‪/ُ /‬ر ال َ‪/‬‬ ‫ْج َ‪/‬م َ‬
‫ب ال َ‬ ‫‪/‬ال ‪ :‬إ َّن اللَه َجمي‪ٌ /‬‬ ‫ََ‬ ‫ُْ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫(‪) 2‬‬
‫َّاس ) ‪ ،‬واحلديث ورد االسم فيه مطلقا منونا حمم‪66‬وال عليه املعىن مس‪66‬ندا‬ ‫ط الن ِ‬ ‫َو َغ ْ‪/‬م ُ‬
‫إليه م‪66 6‬رادا به العلمية وداال على الوص‪66 6‬فية وكماهلا ‪ ،‬وورد يف رواية أمحد يف مس ‪66‬ند‬
‫ول اللَِّه ‪ِ ،‬إنِّي لَُي ْع ِجبُِني أَ ْن يَ ُك‪//‬و َن َث‪/ْ /‬وبِي َغ ِس ‪/‬ي ً‬
‫ال‬ ‫‪/‬ل ‪ :‬يَا َر ُس ‪َ /‬‬ ‫ابن مس ‪66‬عود ‪َ ( : t‬فَق‪َ /‬‬
‫‪/‬ال َر ُج‪ٌ /‬‬
‫القَ َة سو ِطِه ‪ ،‬أَفَ ِمن ال ِ‬
‫ْكْب ِر َذ َاك يَا‬ ‫ِ‬ ‫اك َن ْعِلي َج ِديداً َوذَ َكَر أ ْ‬
‫َو َرْأ ِسي َد ِهيناً َو ِشَر ُ‬
‫َ‬ ‫َشَي َاء َحتَّى ذَ َكَر ع َ َ ْ‬
‫َك َّن ال ِ‬
‫‪/‬ال ‪ ،‬ول ِ‬ ‫‪/‬ل يُ ِح ُّ‬ ‫‪/‬ال ‪َ :‬ال ‪َ ،‬ذ َاك الْجم‪ِ َّ ِ ُ /‬‬ ‫ول اللَِّه ؟ قَ ‪َ /‬‬
‫ْكْب‪/َ /‬ر َم ْن‬ ‫ْج َم‪َ َ /‬‬ ‫ب ال َ‬ ‫‪/‬ال ‪ ،‬إ َّن اللَه َجمي ‪ٌ /‬‬ ‫ََ‬ ‫َر ُس‪َ //‬‬
‫َّاس ) (‪. )3‬‬ ‫ِ‬
‫ْح َّق َوا ْز َد َرى الن َ‬ ‫َسف َه ال َ‬
‫الحِي ُّي ‪:‬‬
‫‪َ   -28‬‬
‫مل ي‪66 6 6 6 6‬رد االسم يف الق‪66 6 6 6 6‬رآن ولكن مساه به النيب ‪ ‬فيما رواه أبو داود وص ‪66 6 6‬ححه‬
‫ال َي ْغَت ِس‪ُ /‬ل بِ‪/‬الَْبَرا ِز بِ َ‬
‫ال‬ ‫ول اللَِّه ‪َ ‬رأَى َر ُج ً‬ ‫األلب‪66‬اين من ح‪6‬ديث َي ْعَلى بن أمية ‪ ( : t‬أ َّ‬
‫َن َر ُس‪َ /‬‬
‫ِّير يُ ِح ُّ‬
‫ب‬ ‫ِ‬
‫‪/‬ل َحِي ٌّى س ‪/‬ت ٌ‬ ‫ص‪ِ //‬ع َد ال ِْمْنَب‪/َ /‬ر فَ َح ِ‪/‬م‪َ /‬د اللََّه َوأَْثَنى َعَلْي‪/ِ /‬ه ثُ َّم قَ ‪َ /‬‬
‫‪/‬ال ‪ِ : ‬إ َّن اللََّه َع‪/َّ /‬ز َو َج‪َّ /‬‬ ‫ِإ َزا ٍر فَ َ‬
‫السْتَر فَِإ َذا ا ْغَت َس َل أ ََح ُد ُك ْم َفلَْي ْسَتِتْر ) (‪. )4‬‬ ‫ْحَي َاء َو َّ‬ ‫ال َ‬
‫واالسم ورد مطلقا منونا حمم ‪66 6‬وال عليه املعىن مس ‪66 6‬ندا إليه م ‪66 6‬رادا به العلمية وداال‬

‫‪1‬النسائي يف كتاب قيام الليل وتطوع النهار ‪ ، )440 ( 1/171‬والرتم‪6‬ذي يف كت‪6‬اب الص‪6‬الة ‪ ،‬ب‪6‬اب ما ج‪6‬اء‬
‫أن الوتر ليس حبتم ‪ ، )453 ( 2/316‬وأبو داود يف كتاب الوتر ‪ ،‬باب استحباب الوتر ‪)1416 ( 2/61‬‬
‫‪ ،‬وابن ماجه يف كت‪6‬اب إقامة الص‪6‬الة والس‪6‬نة ‪ ،‬ب‪6‬اب ما ج‪6‬اء يف ال‪6‬وتر ‪ )1169 ( 1/370‬وأمحد يف املس‪6‬ند ‪،‬‬
‫مسند علي بن أيب طالب ‪ ، )1224 ( 1/144‬وانظر صحيح ابن ماجة‪. )959(1/193‬‬
‫‪2‬مسلم يف كتاب اإلميان ‪ ،‬باب حترمي الكرب وبيانه ‪. )91 ( 1/93‬‬
‫‪3‬أمحد يف املسند ‪ ،‬مسند عبد اهلل بن مسعود ‪. )3789 ( 1/399‬‬
‫‪ 4‬أبو داود يف كت‪66‬اب احلم‪66‬ام ‪ ،‬ب‪66‬اب النهي عن التع‪66‬ري ‪ ، 6)4012 ( 4/39‬وال ‪6‬رباز هو الفض‪66‬اء الواسع من‬
‫األرض الذي يتخذ مكانا لقضاء احلاجة ‪ ،‬صحيح أيب داود ‪. )3387( 2/758‬‬
‫(‪)64‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫على كم ‪66‬ال الوص ‪66‬فية ‪ ،‬ويف س ‪66‬نن أىب داود وص ‪66‬ححه األلب ‪66‬اين من ح ‪66‬ديث َس ‪ْ6‬ل َما َن‬
‫يم يَ ْسَت ْحِيي ِم ْن َعْب ِدِه‬ ‫الفارسي ‪ t‬قَ َال رس ُ ِ‬
‫ول اللَّه ‪ِ ( : ‬إ َّن َربَّ ُك ْم َتَب َار َك َوَتَعالَى َحِيٌي َك ِر ٌ‬ ‫َُ‬
‫ِإ َذا َرفَ َع يَ َديِْه ِإلَْيِه أَ ْن َيُرد َُّه َما صْفًرا ) ‪.‬‬
‫(‪) 1‬‬ ‫ِ‬

‫تير ‪:‬‬ ‫الس ُ‬ ‫‪ِّ   -29‬‬


‫ورد االسم يف السنة مقرونا باسم اهلل احليي ‪ ،‬وقد اش‪6‬تهر اسم الس‪6‬تار بني الن‪6‬اس‬
‫ب ‪66‬دال من الس ‪66‬تري وهو خطأ ألنه مل ي ‪66‬رد يف الق ‪66‬رآن أو الس ‪66‬نة ‪ ،‬أما الس ‪66‬تري فقد ورد‬
‫مطلقا منونا حمم‪66 6 6 6 6‬وال عليه املعىن مس‪66 6 6 6 6‬ندا إليه م‪66 6 6 6 6‬رادا به العلمية وداال على كم ‪66 6 6‬ال‬
‫الوص‪6‬فية يف احلديث ال‪6‬ذي دل على امسه احليي ‪ ،‬وعند النس‪6‬ائي وص‪6‬ححه األلب‪6‬اين ‪:‬‬
‫يم‬‫( ِإ َّن اللَّه َع‪/َّ / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / /‬ز و ‪/‬ج‪ِ َّ / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / /‬‬
‫‪/‬ل َحل ٌ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫َحِييّ‬
‫َح ُد ُك ْم َفلَْي ْس‪َ/‬تِتْر ) (‪ ، )2‬ويف س‪66‬نن ال‪66‬بيهقي‬ ‫س‪ْ/‬تَر ‪ ،‬فَ‪ِ/‬إ َذا ا ْغَت َس‪َ /‬ل أ َ‪/‬‬
‫‪/‬اء َوال َّ‬
‫ْحَي‪َ /‬‬
‫ب ال َ‬ ‫ِّير ‪ ،‬يُ ِح ُّ‬ ‫ِ‬
‫ٌ س‪/‬ت ٌ‬
‫ات الَِّتي أََم َ‪/‬ر اللَُّه بَِها‬ ‫اال ْسِتْئ َذ ِان ِفي الثَّ َ ِ‬
‫ث َع‪/‬ور ٍ‬ ‫َن رجَلْي ِن سأَ َالُه َعن ِ‬ ‫َع ْن ابْ ِن َعبَّ ٍ‬
‫ال ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫اس ‪ ( : t‬أ َّ َ ُ َ‬
‫السْتَر ‪ ...‬الحديث ) (‪. )3‬‬ ‫ب َّ‬ ‫ِّير يُ ِح ُّ‬ ‫ِ‬
‫ال ل َُه ُم ‪ِ :‬إ َّن اللََّه ست ٌ‬
‫آن ‪َ ،‬فَق َ‬ ‫في اْلُقر ِ‬
‫ْ‬
‫‪   -30‬ال َكبِ ُير ‪:‬‬
‫ش‪َ / /‬ه َادِة‬ ‫ورد اسم اهلل الكبري مقرتنا بامسه املتع ‪66‬ال يف قوله تع ‪66‬اىل ‪َ  :‬ع ‪//‬الِ ُم الغَْي ِ‬
‫ب َوال َّ‬
‫ك بِأ َّ‬
‫َن‬ ‫المَتَع ِال ‪[ ‬الرع‪66‬د‪ ، ]9 :‬ومقرتنا ب‪66‬العلي يف ع‪66‬دة مواضع منها قوله ‪َ  :‬ذلِ َ‬ ‫ِ‬
‫ال َكب ُير ُ‬
‫العِل ُّي ال َكِب‪/ُ /‬ير ‪[ ‬لقم‪66‬ان‪، ]30 :‬‬ ‫‪/‬ل َوأ َّ‬ ‫َن ما ي‪/ْ /‬د ُعو َن ِمن ُدونِ‪/ِ/‬ه ِ‬
‫اهلل ُ‪/‬ه َ‪/‬و َ‬
‫َن َ‬ ‫الباط‪ُ /‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫‪/‬ق َوأ َّ َ َ‬ ‫الح ُّ‬
‫اهلل ُ‪/‬ه َ‪/‬و َ‪/‬‬
‫َ‬
‫ويف ه‪66 6 6 6 6 6‬ذه املواضع ورد مطلقا معرفا ومنونا م‪66 6 6 6 6 6‬رادا به العلمية وداال على كم‪66 6 6 6‬ال‬
‫الوص ‪66 6 6 6‬فية ‪ ،‬وق ‪66 6 6 6‬د ورد يف الس ‪66 6 6 6‬نة عن ‪66 6 6 6‬د البخ ‪66 6 6 6‬اري من ح ‪66 6 6 6‬ديث أَىِب ُهَرْي‪6َ 6 6 6‬رَة ‪ t‬أن‬
‫النَّبِّي‬

‫‪ 1‬أبو داود ‪ ،‬باب الدعاء ‪ ، )1488 ( 2/78‬صحيح ابن ماجة ‪. )3117( 2/331‬‬
‫‪ 2‬النسائي يف كتاب الغسل والتيمم ‪ ،‬باب االستتار مث االغتسال ‪ ، )406 ( 1/200‬صحيح أيب داود ‪2/7‬‬
‫‪. )3387( 58‬‬
‫‪ 3‬ال‪66‬بيهقي يف الس‪66‬نن الك‪66‬ربى ‪ ،‬كت‪66‬اب النك‪66‬اح ‪ ، 6)13337 ( 7/97‬وأبو داود يف كت ‪66‬اب األدب ‪ ،‬ب‪66‬اب‬
‫ني حُيِ ُّ‬‫ِِ‬ ‫االستئذان يف العورات الثالث ‪ )5192 ( 4/349‬ولفظه ‪ ( :‬إِ َّن اللَّه حِل ِ‬
‫السْتَر ) ‪.‬‬
‫ب َّ‬ ‫يم بِاْل ُمْؤمن َ‬
‫يم َرح ٌ‬
‫َ َ ٌ‬
‫(‪)65‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫ض‪َ / /‬عانًا لَِقْولِ ‪/ِ /‬ه‬


‫َجِن َحِت َها ُخ ْ‬
‫الئِ َ‪/‬ك ‪ /‬ةُ بِأ ْ‬
‫الم َ‬ ‫س‪/ /‬م ِاء َ ِ‬ ‫‪6‬ال ‪ِ ( :‬إ َذا قَ َ‬
‫َ ‪ ‬قَ ‪َ 6‬‬
‫ض‪َ/ /‬ربَت َ‬ ‫اهلل األَْم‪/َ /‬ر في ال َّ َ‬
‫ض‪/ /‬ى ُ‬
‫ال ربُّ ُكم ؟ ‪ ،‬قَالُوا لِ ِ‬ ‫صْفَو ٍان ‪ ،‬فَِإ َذا ُفِّز َ‬ ‫َك ِّ ِ ِ‬
‫‪/‬ال‬
‫لذي قَ‪َ /‬‬ ‫ع َع ْن ُقلُوبِِه ْم قَالُوا ‪َ :‬ما َذا قَ َ َ ْ‬ ‫السلسَلة َعَلى َ‬
‫العِل ُّى ال َكِب ُير ) (‪. )1‬‬
‫الح َّق َو ْهَو َ‬
‫‪َ :‬‬
‫المَت َعالُ ‪:‬‬ ‫‪ُ   -31‬‬
‫ورد اسم اهلل املتعال يف القرآن يف موضع واحد على س‪6‬بيل اإلطالق معرفا م‪6‬رادا‬
‫ش‪َ /‬ه َادِة ال َكِب ُ‪/‬ير‬
‫ب َوال َّ‬ ‫به العلمية وداال على الوص‪66‬فية وكماهلا ‪ ،‬ق‪66‬ال تع‪66‬اىل ‪َ  :‬ع‪/‬الِ ُم الغَْي ِ‬
‫المَتَع ِال ‪[ ‬الرعد‪ ، ]9:‬ويف السنة عند أمحد بسند صحيح من حديث َعْب ِد اللَِّه بْ ِن‬ ‫ُ‬
‫ات‬
‫س‪َ / /‬مَو ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول اللَّه ‪/َ ‬ه‪//‬ذه اآليَ ‪َ/ /‬ة َو ُ‪/‬ه‪/َ /‬و َعَلى المْنَب ‪ِ / /‬ر ‪َ  :‬وال َّ‬ ‫‪6‬ال ‪َ ( :‬ق‪/َ //‬رأَ َر ُس ‪ُ //‬‬ ‫ُع َ‪6‬م‪6َ 6‬ر ‪ t‬أنه قَ‪َ 6 6‬‬
‫‪/‬ل ‪ :‬أَنَا‬ ‫‪/‬ول اللَُّه َع‪/َّ /‬ز َو َج‪َّ /‬‬‫‪/‬ال ‪َ ( :‬يُق‪ُ /‬‬‫ات بَِي ِم ِين ‪/ِ /‬ه ُس‪ْ/ /‬ب َحانَُه َوَتَع‪//‬الَى َع َّما يُ ْش‪ِ / /‬ر ُكو َن ‪ ‬قَ ‪َ /‬‬
‫َم ْط ِويَّ ٌ‬
‫ول اللَِّه ‪‬‬
‫‪/‬ل َر ُس ‪ُ /‬‬
‫‪/‬ال فَ َجَع‪َ /‬‬
‫‪/‬ك أَنَا المَتَع‪ِ /‬‬
‫‪/‬ال ‪ ،‬يَُم ِّج ُد َنْف َس ‪ُ /‬ه ‪ ،‬قَ‪َ /‬‬ ‫ُ‬ ‫المِل‪ُ /‬‬
‫المَت َكِّبُر ‪ ،‬أَنَا َ‬
‫أَنَا ُ‬ ‫الجبَّ ُار‬
‫َ‬
‫المْنَبُر َحتَّى ظََننَّا أَنَُّه َسَي ِخُّر بِِه ) (‪. )2‬‬
‫ف بِِه ِ‬‫َحتَّى َر َج َ‬ ‫ِّد َها‬
‫ُيَرد ُ‬
‫الو ِاحد ُ‪:‬‬ ‫‪َ   -32‬‬
‫ورد االسم معرفا باأللف والالم مطلقا ومنونا ‪ ،‬وكذلك ورد املعىن حمموال عليه‬
‫ات َوَب‪/َ /‬ر ُزوا‬‫س‪َ /‬م َاو ُ‬ ‫ض َغْ‪/‬ي َ‪/‬ر األَْر ِ‬
‫ض َوال َّ‬ ‫مس‪66‬ندا إليه كما يف قوله تع‪66‬اىل ‪َ  :‬ي‪/ْ /‬و َم ُتَب‪//‬د ُ‬
‫َّل األَْر ُ‬
‫‪/‬الق ُكل َش ‪ْ /‬يٍء َو ُ‪/‬ه َ‪/‬و‬ ‫اح د الَقهَّار ِ‪[ ‬إب‪66‬راهيم‪ ، ]48:‬وقوله س‪66‬بحانه ‪  :‬قُل ُ‬
‫اهلل َ‪/‬خ ُ‬ ‫ِهلل الو ِ ‪ِ /‬‬
‫َ‬
‫الو ِاح ُد الَقهَّار ُ‪[ ‬الرعد‪ ، ]16 :‬ودائما ما يقرتن اسم اهلل الواحد بامسه القهار ألن علو‬ ‫َ‬
‫َّخ َذ َول‪//‬داً‬‫اهلل أَ ْن َيت ِ‪/‬‬
‫القهر من ل‪66‬وازم الوحدانية ‪ ،‬كما ق‪66‬ال س‪66‬بحانه وتع‪66‬اىل ‪  :‬ل‪/ْ /‬و أ ََر َاد ُ‬
‫الو ِاح ُد الَقهَّار ُ‪[ ‬الزمر‪ ، ]4:‬واالسم يف هذه‬ ‫اهلل َ‬ ‫اء ُسْب َحانَُه ُهَو ُ‬
‫ِ‬
‫الصطََفى م َّما يَ ْخلُ ُق َما يَ َش ُ‬
‫ْ‬
‫املواضع وغريها م ‪66 6 6 6 6‬راد به العلمية ودال على كم ‪66 6 6 6 6‬ال الوص ‪66 6 6 6 6‬فية ‪ ،‬وعند النس‪66 6 6 6‬ائي‬
‫ِ حِم‬
‫ول‬‫َن َر ُس َ‬ ‫وصححه األلباين من حديث َحْنظََلةُ بْن َعل ٍّي أ ََّن ْ َ َ َ َ‬
‫جن بْن األ َْدر ِع ‪َ t‬ح َّدثَهُ أ َّ‬
‫َهلل‬ ‫الله َّم إنِّي أَ ْس‪/‬أَل َ‬
‫ُك يَا أ ُ‬ ‫التَ ُه َو ُه َ‪/‬و َيَت َش‪َّ /‬ه ُد َفَق‪/‬ال َ‪ُ :‬‬
‫صَ‬ ‫الم ْس ِج َد إ َذا َر ُج ٌل قَ ْد قَ َ‬
‫ضى َ‬
‫ِ‬
‫اهلل ‪َ ‬د َخ َل َ‬

‫‪ 1‬البخاري يف كتاب التفسري ‪ ،‬باب تفسري سورة احلجر ‪. )4424 ( 4/1736‬‬


‫‪ 2‬أمحد يف املسند ‪. )5608 ( 2/87‬‬
‫(‪)66‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫َح‪ٌ /‬د أَ ْن َت ْغِف‪/َ /‬ر لِي‬


‫َ‬ ‫ص ‪َ /‬م ُد ال ‪/ِ /‬ذي ل َْم يَِل‪/ْ /‬د َول َْم يُولَ ‪/ْ /‬د َول َْم يَ ُك ْن لَ ‪/ُ /‬ه ُكُف‪//‬واً أ‬
‫َح‪ُ /‬د ال َّ‬
‫َ‬ ‫اح ُد األ‬‫الو ِ ‪/‬‬‫َ‬ ‫ك‬‫بِأَنَّ َ‬
‫اهلل ‪ : ‬قَ ‪/ْ /‬د غُِف‪/َ /‬ر لَ ‪/ُ /‬ه ثَ َالث‪/ /‬اً (‪ ، )1‬وروى‬ ‫ول ِ‬ ‫‪/‬ال َر ُس‪ُ / /‬‬ ‫يم ‪َ ،‬فَق‪َ /‬‬ ‫ِ‬ ‫ك أَنْ َ‬ ‫ُذنُ ‪//‬وبِي إنَّ َ‬
‫‪/‬ور ال ‪/َّ /‬رح ُ‬
‫ت الغَُف‪ُ /‬‬
‫حابِِه ‪ :‬أََي ْع ِجُز أ َ‪/‬‬ ‫ٍِ‬
‫َح ُد ُك ْم‬ ‫ص‪َ 6‬‬ ‫البخاري من حديث أَيِب َسعيد اخْلُْد ِر ِّي ‪ t‬قَ َ‪6‬ال ‪ :‬قَ َ‪6‬ال النَّيِب ُّ ‪ ‬ألَ ْ‬
‫‪/‬ال ‪:‬‬ ‫ول اللَِّه َفَق َ‬‫‪/‬ك يَ‪/‬ا َر ُس‪َ /‬‬‫‪/‬ك َعَلْي ِه ْم َوقَ‪/‬الُوا أَُّيَن‪/‬ا يُ ِطي ُ‪/‬ق َذلِ َ‬ ‫آن ِفي لَْيَلٍة ‪ ،‬فَ َش َّق َذلِ َ‬ ‫ث اْلُقر ِ‬
‫أَ ْن َيْقَرأَ ُثلُ َ ْ‬
‫آن (‪ ، )2‬وعن‪66‬د مس‪66‬لم وأمحد من ح‪66‬ديث َعائِ َش‪6‬ة رض‪66‬ي اهلل‬ ‫ث اْلُق‪//‬ر ِ‬
‫ص‪َ /‬م ُد ُثلُ ُ ْ‬ ‫اح ُد ال َّ‬ ‫اللَُّه الَْو ِ‪/‬‬
‫ات َوَب َ‪/‬ر ُزوا لِلَِّه‬
‫س‪َ /‬مَو ُ‬
‫ض َوال َّ‬ ‫ض َغْي َ‪/‬ر األَْر ِ‬ ‫َت األَْر ُ‬ ‫ول اللَِّه ‪ِ :‬إ َذا ب ِّدل ِ‬
‫ُ‬ ‫ْت يَا َر ُس َ‬ ‫ت ‪ُ :‬قل ُ‬ ‫عنها أهنا قَالَ ْ‬
‫الصر ِ‬ ‫َّاس َيْوَمِئ ٍذ ؟ قَ َ‬ ‫ِِ‬
‫اط (‪. )3‬‬ ‫ال ‪َ :‬عَلى ِّ َ‬ ‫الَْواحد اْلَقهَّا ِر أَيْ َن الن ُ‬
‫َّار ‪:‬‬
‫‪   -33‬الَقه ُ‬
‫مسى اهلل نفسه القه ‪66‬ار على س ‪66‬بيل اإلطالق م ‪66‬رادا به العلمية وداال على الوص ‪66‬فية‬
‫يف كثري من النص‪66 6 6‬وص القرآنية ‪ ،‬وقد ورد املعىن حمم‪66 6 6‬وال عليه مس‪66 6 6‬ندا إليه كما يف‬
‫ِ‬ ‫ق ‪66‬ول اهلل تع ‪66‬اىل ‪  :‬يا ِ‬
‫‪/‬اب ُمَتَفِّرقُ ‪//‬و َن َخْي‪/ٌ /‬ر أَِم اللَُّه الَْواح‪ُ /‬د اْلَقه ُ‬
‫َّار ‪‬‬ ‫ص ‪/‬احَب ِي ال ِّس ‪ْ /‬ج ِن أَأ َْربَ ‪ٌ /‬‬
‫َ َ‬
‫َّار ‪[ ‬الرع‪66‬د‪ ، ]16 :‬ويف‬ ‫اح ُد اْلَقه ُ‬‫[يوسف‪ ]39 :‬وقوله ‪  :‬قُ ِل اللَُّه َخالِ ُق ُك ِّل َش ْيٍء َو ُه َ‪/‬و الَْو ِ‪/‬‬
‫الس ‪66‬نة تق ‪66‬دم يف االسم الس ‪66‬ابق ح ‪66‬ديث َعائِ َش‪6 6‬ة رض ‪66‬ي اهلل عنه ‪66‬ا عند مس ‪66‬لم ‪ ،‬وورد‬
‫أيضا يف اجلامع الصغري وصححه الشيخ األلباين من حديثها رض‪6‬ي اهلل عنه‪6‬ا أن الن‪6‬يب ‪‬‬
‫كان إذا تضور من الليل ق‪66‬ال ‪ ( :‬ال إله إال اهلل الواح‪/‬د القه‪/‬ار ‪ ،‬رب السماوات واألرض‬
‫وما بينهما العزيز الغفار ) (‪. )4‬‬
‫الح ُّق ‪:‬‬ ‫‪َ   -34‬‬
‫اسم اهلل احلق ورد يف القرآن والسنة مطلقا معرفا حمم‪6‬وال عليه املعىن مس‪66‬ندا إليه‬
‫مرادا به العلمية وداال على كمال الوصفية ‪ ،‬كما جاء يف قوله تعاىل ‪َ  :‬فَتَعالَى ُ‬
‫اهلل‬
‫ش ال َ‪/‬ك ِريم ‪[ ‬املؤمن‪66‬ون‪ ، ]116 :‬وقوله ‪  :‬ثُ َّم ُردُّوا‬
‫الع ْ‪/‬ر ِ‬
‫ب َ‬ ‫‪/‬ق ال ِإلَ َ‪/‬ه ِإال ُه َ‪/‬و َر ُّ‬
‫الح ُّ‬
‫‪/‬ك َ‬‫المِل ُ‬
‫َ‬
‫‪ 1‬النسائي يف السهو ‪ ،‬باب الدعاء بعد الذكر ‪ ، )1224 ( 1/386‬صحيح أيب داود ‪. )869 (2/185‬‬
‫‪ 2‬البخاري يف كتاب فضائل القرآن ‪ ،‬باب فضل قل هو اهلل أحد ‪. )4727 (4/1916‬‬
‫‪ 3‬مس‪6‬لم يف كت‪6‬اب ص‪6‬فة القيام‪6‬ة واجلن‪6‬ة والن‪6‬ار ‪ ،‬ب‪6‬اب يف البعث والنش‪6‬ور وص‪6‬فة األرض ي‪6‬وم القيام‪6‬ة ‪( 4/2150‬‬
‫‪ ، )2791‬ومسند أمحد ‪ )24115 ( 6/35‬واللفظ له ‪.‬‬
‫‪4‬السيوطي يف اجلامع الصغري‪ ، )146 ( 1/107‬وانظر السلسلة الصحيحة ‪ ، )2066 ( 5/98‬ومعىن تضور‬
‫أي تقلب وتلوى من شدة األمل ‪.‬‬
‫(‪)67‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫‪‬‬ ‫الحا ِس ‪ِ/‬ب َين ‪[ ‬األنع ‪66‬ام‪ ، ]62:‬وقوله ‪:‬‬ ‫ع َ‬ ‫الح ْك ُم َو ُ‪/‬ه َ‪/‬و أَ ْس ‪َ/‬ر ُ‬
‫‪/‬ق أَال لَ‪/ُ /‬ه ُ‬
‫الح ِّ‬
‫اله ُم َ‪/‬‬ ‫ِإلَى ِ‬
‫اهلل َم‪/ْ /‬و ُ‬
‫الم ْ‪/‬وتَى َوأَنَُّه َعَلى ُك‪/ِّ /‬ل َش‪ْ /‬يٍء قَ‪/ِ /‬ديرٌ‪[ ‬احلج‪ ، ]6:‬ويف‬ ‫‪/‬ق َوأَنَُّه يُ ْحِيي َ‪/‬‬
‫الح ُّ‬
‫اهلل ُه‪/َ /‬و َ‪/‬‬
‫َن َ‬ ‫َذلِ‪َ /‬‬
‫‪/‬ك بِ‪/‬أ َّ‬
‫ف‬‫الِة ِمن ‪6‬ج‪6‬و ِ‬ ‫اس ‪ t‬يف دع‪66‬اء النيب ‪ ‬إِ َذا قَ‪6َ 6‬ام إِىَل ال َّ‬ ‫الص‪66‬حيحني من ح‪66‬ديث ابْ ِن َعبَّ ٍ‬
‫ص‪ْ َ ْ َ 6‬‬
‫َّار‬ ‫الجنَُّة َح ٌّ‬
‫‪/‬ق ‪َ ،‬والن ُ‬ ‫‪/‬ق ‪َ ،‬و َ‬‫‪/‬اؤ َك َح ٌّ‬ ‫الح ُّق ‪َ ،‬ولَِق ُ‬
‫ُك َ‬ ‫الح ُّق ‪َ ،‬و َقْول َ‬ ‫الح ُّق ‪َ ،‬وَو ْع ُد َك َ‬‫ت َ‬ ‫اللي ِل ‪ ( :‬أَنْ َ‬
‫ْ‬
‫(‪) 1‬‬
‫الس َاع ُة َح ٌّق ‪ ..‬الحديث ) ‪.‬‬ ‫َح ٌّق ‪َ ،‬و َّ‬
‫ين ‪:‬‬ ‫‪ِ   -35‬‬
‫المب ُ‬
‫ُ‬
‫اسم اهلل املبني ورد يف الق‪66‬رآن مطلقا معرفا م‪66‬رادا به العلمية وداال على الوص‪66‬فية‬
‫اهلل ِد َين ُه ُم َ‪/‬‬ ‫ٍِ‬
‫اهلل ُ‪/‬ه َ‪/‬و‬
‫َن َ‬ ‫‪/‬ق َوَي ْعَل ُ‪/‬م‪/‬و َن أ َّ‬
‫الح َّ‬ ‫وكماهلا ‪ ،‬كما يف قوله تع ‪66‬اىل ‪َ  :‬يْوَمئ‪//‬ذ ُي‪/َ /‬وفِّي ِه ُم ُ‬
‫ين ‪[ ‬الن ‪66‬ور‪ ، ]25:‬ومل ي‪66‬ذكر االسم إال يف ه‪66‬ذه اآلية فقط ‪ ،‬ومل ي‪66‬رد يف‬ ‫‪/‬ق ِ‬
‫الح ُّ ُ‬
‫المب ُ‬ ‫َ‪/‬‬
‫حديث صحيح ‪ ،‬لكن اآلية دليل صريح على أن اهلل مسى نفس به ‪ ،‬وقد ورد ه‪6‬ذا‬
‫االسم يف أعق‪66‬اب اهتام املن‪66‬افقني ألم املؤم‪66‬نني عائشة رض‪66‬ي اهلل عنه‪66‬ا يف حادثة اإلفك‬
‫فأظهر اهلل براءهتا وأبان للمسلمني طهارهتا ومكانتها ‪.‬‬
‫ِي ‪:‬‬
‫‪   -36‬القَو ُِّ‬
‫مسى اهلل نفسه الق ‪66‬وي على س ‪66‬بيل اإلطالق م ‪66‬رادا به العلمية وداال على الوص ‪66‬فية‬
‫وكماهلا يف كثري من النصوص القرآنية ‪ ،‬وقد ورد معرفا باأللف والالم مقرتنا باسم‬
‫اء َو ُه‪/َ /‬و اْلَق‪ِ /‬و ُّي‬ ‫لطي‪ِ ِ ِِ ٌ /‬‬ ‫اهلل العزيز يف موض‪66‬عني ‪ ،‬ق‪66‬ال تع‪66‬اىل ‪  :‬اهلل ِ‬
‫‪/‬ف بعَب‪//‬اده َي‪/ْ /‬ر ُز ُق َم ْن يَ َش‪ُ /‬‬ ‫ُ‬
‫ي الَْع ِز ُيز ‪[ ‬هود‪. ]66 :‬‬ ‫الَْع ِز ُيز ‪[ ‬الشورى‪ ]19 :‬وقال ‪ِ  :‬إ َّن َربَّ َ‬
‫ك ُهَو اْلَق ِو ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اهلل َأل ْغلَب َّن أَنَا َو ُر ُس‪/‬لي ِإ َّن َ‬
‫اهلل‬ ‫ب ُ‬ ‫وورد منونا يف مخسة مواضع منها قوله تعاىل ‪َ  :‬كَت َ‬
‫ي َع ِزي‪//‬ز ‪[ ‬اجملادل ‪66‬ة‪ ، ]21 :‬وقوله ‪  :‬ما قَ ‪َ /‬دروا اهلل ‪/‬ح َّ ِ‬
‫‪/‬ق قَ‪/ْ /‬د ِره ِإ َّن َ‬
‫اهلل لَق‪ِ /‬و ٌّي َع ِزيزٌ‪‬‬ ‫َ ُ َ َ‬ ‫قَ ‪ِ /‬و ٌّ ٌ‬
‫[احلج‪ ،]74 :‬ويف مس ‪66‬ند اإلم ‪66‬ام أمحد وحس ‪66‬نه األلب ‪66‬اين من ح ‪66‬ديث َعائِ َش‪6 6‬ة رضي اهلل‬
‫ِ‬ ‫الت عن ي‪6‬وم اخلن‪6‬دق ‪َ ( :‬وَبَع َ‬
‫يح َعلى ال ُْم ْش‪ِ /‬رك َ‬
‫ين ‪ ،‬فَ َكَفى‬ ‫اهلل َعَّز َو َجل ال ِّ‪/‬ر َ‬
‫ث ُ‬ ‫عنها أهنا قَ ْ‬
‫‪ 1‬البخاري يف كتاب الدعوات ‪ ،‬باب الدعاء إذا انتبه بالليل ‪ ، )5958 ( 5/2328‬ومسلم يف كتاب صالة‬
‫املسافرين ‪ ، )769 ( 1/532‬واللفظ ملسلم ‪.‬‬
‫(‪)68‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫اهلل قَ ِويًّا َع ِزيزاً ) (‪. )1‬‬ ‫اهلل َعَّز وجل الْمْؤِمِن ِ‬


‫ين الْقَتال َو َكا َن ُ‬‫ُ ََ ُ َ‬
‫ين ‪:‬‬ ‫‪ِ   -37‬‬
‫المت ُ‬
‫َ‬
‫مسى اهلل نفسه املتني على س ‪66 6 6‬بيل اإلطالق م ‪66 6 6‬رادا به العلمية وداال على الوص ‪66 6‬فية‬
‫وكماهلا يف آية واح ‪66‬دة من الق ‪66‬رآن ‪ ،‬فقد ورد معرفا ب ‪66‬األلف والالم يف قوله ‪ِ  :‬إ َّن‬
‫ين ‪[ ‬الذاريات‪ ، ]58:‬ويف سنن أىب داود وصححه األلباين‬ ‫ِ ِ‬
‫الرزَّا ُق ُذو اْلُقَّوة ال َْمت ُ‬
‫اهلل ُهَو َّ‬
‫َ‬
‫ول ِ‬
‫اهلل ‪ِ : ‬إنِّي أَنَا ال َّ‪/‬رز ُ‬
‫َّاق ُذو‬ ‫اهلل بن مسعود ‪ t‬أنه قَ‪66‬ال ‪ ( :‬أَقَْرأَنِي َر ُس‪ُ /‬‬ ‫من حديث عب ِد ِ‬
‫َْ‬
‫(‪) 2‬‬
‫ين ) ‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫اْلُقَّوة ال َْمت ُ‬
‫الح ُّي ‪:‬‬
‫‪َ   -38‬‬
‫اسم اهلل احلي حتققت فيه ش‪6‬روط اإلحص‪6‬اء ‪ ،‬فقد ورد مطلقا معرفا حمم‪6‬وال عليه‬
‫املعىن مسندا إليه مرادا به العلمية وداال على كمال الوصفية ‪ ،‬ق‪6‬ال تع‪6‬اىل ‪َ  :‬وَتَو َّك ْل‬
‫ْح ُّي ال ِإلَ‪/َ /‬ه ِإال ُه‪/َ /‬و فَ‪//‬ا ْد ُع ُ‬
‫وه‬ ‫‪/‬وتً‪[ ‬الفرق‪66‬ان‪ ، ]58 :‬وق‪66‬ال ‪/ُ  :‬ه َ‪/‬و ال َ‬ ‫ْح ِّي الَّ ِذي ال يَ ُ‪/‬م ُ‬
‫َعَلى ال َ‬
‫ِّين ‪[ ‬غ‪66‬افر‪ ، ]65:‬ومل يق‪66‬رتن احلي إال بامسه القي‪66‬وم ألن مجيع األمساء‬ ‫ِِ‬
‫ين لَ ُ‪/‬ه ال‪/‬د َ‬
‫ُم ْخلص‪َ /‬‬
‫وم ال تَْأ ُخ‪ُ /‬ذ ُه‬
‫ْح ُّي اْلَقيُّ ُ‬‫احلسىن ت‪66‬دل عليهما ب‪66‬اللزوم ‪ ،‬ق‪66‬ال تع‪66‬اىل ‪  :‬اللَُّه ال ِإلَ‪/َ /‬ه ِإال ُه‪/َ /‬و ال َ‬
‫ِس ‪َ/‬نةٌ َوال َن‪/ْ /‬وٌم ‪[ ‬البق ‪66‬رة‪ ، ]255 :‬وس‪66‬وف ي‪66‬أيت يف اجلزء اخلاص بداللة األمساء على‬
‫الصفات بيان ذلك وشرح العلة يف كوهنما االسم األعظم ‪.‬‬
‫ب ‪ t‬أن َر ُس ‪6 6‬ول اللَِّه ‪ ‬س ‪66 6‬أله ‪ ( :‬يَا أَبَا‬ ‫وعند مس ‪66 6‬لم من ح ‪66 6‬ديث أُىَبِّ بْ ِن َك ْع ٍ‬
‫ْت اللَُّه َو َر ُس ‪/‬ول ُُه أَ ْعَل ُم ‪،‬‬
‫‪/‬ال ‪ُ :‬قل ُ‬ ‫‪/‬ك أَ ْعظَ ُم ؟ قَ‪َ /‬‬ ‫ِ‬
‫‪/‬اب اللَّه َمَع‪َ /‬‬ ‫ٍِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ال ُْمْن‪//‬ذ ِر ‪ ،‬أَتَ‪/ْ /‬د ِرى أي آيَ‪//‬ة م ْن كَت‪ِ /‬‬
‫ْت ‪ :‬اللَُّه َال ِإلَ‪/َ /‬ه‬‫‪/‬ال ُقل ُ‬ ‫‪/‬ك أَ ْعظَ ُم ؟ قَ‪َ /‬‬ ‫‪/‬ال ‪ :‬يَا أَبَا ال ُْمْن‪/ِ /‬ذ ِر أَتَ‪/ْ /‬د ِري أي آيَ‪/ٍ/‬ة ِم ْن ِكَت‪ِ /‬‬
‫‪/‬اب اللَِّه َمَع‪َ /‬‬ ‫قَ‪َ /‬‬
‫ْم أَبَا ال ُْمْن ِ‪/‬ذ ِر‬ ‫‪/‬ال ‪ :‬واللَِّه لِي ْهِن َ ِ‬ ‫ض‪/‬ر ِ‬
‫‪/‬ك الْعل ُ‬ ‫ب في ص‪/‬دري ‪َ ،‬وقَ َ َ َ‬ ‫‪/‬ال ‪ :‬فَ َ َ َ‬
‫وم ‪ ،‬قَ َ‬ ‫ْحي اْلَقيُّ ُ‬ ‫ِإالَّ ُه َ‪/‬و ال َ‬
‫) (‪. )3‬‬
‫ويف س ‪66 6‬نن أيب داود وحس ‪66 6‬نه األلب ‪66 6‬اين من ح ‪66 6‬ديث أَمْس اء بِْن ِ‬
‫ت يَِزي‪6َ 6 6‬د رضي اهلل‬ ‫ََ‬ ‫ْ‬

‫‪ 1‬انظر السلسلة الصحيحة ‪. )67 ( 1/143‬‬


‫‪ 2‬أبو داود يف أول كتاب احلروف والقراءات ‪ ، )3993 ( 4/35‬صحيح أيب داود ‪. )3377( 2/755‬‬
‫‪ 3‬مسلم يف كتاب صالة املسافرين ‪ ،‬باب فضل سورة الكهف وآية الكرسي ‪. )810 ( 1/556‬‬
‫(‪)69‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫اح ٌد َال‬ ‫اآليَتْي ِن ‪َ  :‬وِإل َُه ُك ْم ِإلَ‪/ٌ /‬ه َو ِ‪/‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪6‬ال ‪ ( :‬ا ْس‪ُ /‬م اللَّه ا َأل ْعظَ ُم في َ‪/‬ه‪/‬اَتْي ِن َ‬
‫عنها أ ََّن النَّيِب ‪ ‬قَ‪َ 6‬‬
‫ِ‬ ‫الرحيم ‪ ، ‬وفَاتِ َحةُ ِ‬ ‫ِ‬
‫وم‬
‫ْحي اْلَقيُّ ُ‬ ‫آل ع ْم َ‪/‬را َن ‪  :‬ألم اللَُّه َال ِإلَ َ‪/‬ه ِإالَّ ُه َ‪/‬و ال َ‬ ‫الر ْح َم ُن َّ ُ َ‬ ‫ِإل ََه ِإالَّ ُهَو َّ‬
‫‪. )1( ) ‬‬
‫وم ‪:‬‬ ‫‪   -39‬الَقيُّ ُ‬
‫ورد االسم مقرتنا باسم اهلل احلي كما يف اآليات السابقة وأيضا يف قوله تعاىل ‪:‬‬
‫اب َم ْن َح َم َل ظُلْما ً‪[ ‬طه‪ ، ]111 :‬وعند أيب‬ ‫ِ‬ ‫ت الْوج ُ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْح ِّي اْلَقيُّوم َوقَ ْد َخ َ‬
‫وه لل َ‬ ‫‪َ ‬و َعَن ُ ُ‬
‫ول اللَِّه ‪‬‬ ‫س ‪ t‬أَنَّه َكا َن مع رس ِ‬
‫ََ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫داود وصححه األلباين من حديث أَنَ ِ‬
‫ِ‬
‫ْح ْم َد َال ِإل ََه ِإالَّ‬
‫َك ال َ‬ ‫ُك بِأ َّ‬
‫َن ل َ‬ ‫صلِّي مُثَّ َد َعا ‪ ( :‬اللَُّه َّم ِإنِّي أ ْ‬
‫َسأَل َ‬ ‫َجال ًسا َوَر ُج ٌل يُ َ‬
‫وم‬ ‫الِل َو ِ‬
‫اإل ْكَر ِام ‪،‬‬ ‫ات َواألَْر ِ‬ ‫السماَو ِ‬ ‫ِ‬ ‫أَنْ َ‬
‫َح ُّي يَا َقيُّ ُ‬ ‫يَا‬ ‫ْج َ‬‫َذا ال َ‬ ‫ض يَا‬ ‫يع َّ َ‬ ‫ت ال َْمنَّا ُن بَد ُ‬
‫اب َوِإ َذا‬
‫َج َ‬ ‫أَ‬ ‫بِِه‬ ‫الَْع ِظ ِيم الَّ ِذي ِإ َذا ُد ِع َي‬ ‫اس ِمِه‬
‫ال النَِّب ُّي ‪ ( : ‬لََق ْد َد َعا اللََّه بِ ْ‬‫‪َ ،‬فَق َ‬
‫ُسِئ َل بِِه أَ ْعطَى ) (‪. )2‬‬
‫وقد اعترب بعض العلم‪66 6 6‬اء الق‪66 6 6‬ائم والقيم والقي‪66 6 6‬ام من األمساء احلسىن (‪ ، )3‬وليست‬
‫ك ‪66‬ذلك ألهنا وردت مض ‪66‬افة مقي ‪66‬دة ‪ ،‬وورد اإلطالق يف القي ‪66‬ام فقط لكن يف ق ‪66‬راءة‬
‫شاذة عن عمر بن اخلطاب ‪. )4( t‬‬
‫العِل ُّي ‪:‬‬
‫‪َ   -40‬‬
‫العِل ُّي‬
‫ورد االسم مقرونا ب‪66‬العظيم يف موض‪66‬عني من الق‪66‬رآن فق‪66‬ال تع‪66‬اىل ‪َ  :‬و ُه‪/َ /‬و َ‬
‫ات َوَما ِفي األ َْر ِ‬
‫س‪/‬ماو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض َو ُه‪/َ /‬و‬ ‫يم ‪[ ‬البق‪66‬رة‪ ، ]255:‬وق‪66‬ال أيضا ‪  :‬لَ‪//‬هُ َما في ال َّ َ َ‬
‫العظ ُ‬
‫َ‬
‫‪ 1‬أبو داود يف كتاب الصالة ‪ ،‬باب الدعاء ‪ )1496 ( 2/80‬وحسنه األلباين يف صحيح الرتغيب والرتهيب‬
‫حديث رقم ( ‪. )1642‬‬
‫‪ 2‬أبو داود يف كت‪66‬اب الص‪66‬الة ‪ ،‬ب‪66‬اب ال‪66‬دعاء ‪ ، 6 )1495 ( 2/79‬ص‪66‬حيح أيب داود ‪( 1/279‬‬
‫‪. )1326‬‬
‫‪ 3‬الق‪6‬ائم ذك‪6‬ره ابن ماجة يف رواية عبد امللك الص‪6‬نعاين ‪ ،‬كت‪6‬اب ال‪6‬دعاء ‪ ،‬ب‪6‬اب أمساء اهلل ‪1269 /2 ،‬‬
‫(‪ ، 6)3861‬والزج‪6‬اج يف اش‪66‬تقاق أمساء اهلل ص ‪ ، 126‬وابن حجر يف تلخيص احلبري ‪ ، 174 /4‬أما‬
‫القيام فقد ذكره ابن منده وابن العريب ‪ ،‬وأما القيم فذكره ابن العريب ‪ ،‬انظر أمساء اهلل احلسىن للغصن ص‬
‫‪. 353‬‬
‫‪ 4‬البخاري يف كتاب التفسري ‪ ،‬تفسري سورة نوح ‪. 1872 /4‬‬
‫(‪)70‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫‪ ،‬واق ‪66‬رتن بامسه الكبري يف أربعة مواضع من كت ‪66‬اب اهلل‬ ‫يم ‪‬‬ ‫العِل ُّي ِ‬
‫العظ ُ‬
‫َ َ‬ ‫[الش ‪66‬ورى‪]4 :‬‬
‫َن اللَّ َه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪/‬ل َوأ َّ‬
‫الباط ُ‬
‫َن َما يَ ْد ُعو َن م ْن ُدون ‪/‬ه ُه َ‪/‬و َ‬ ‫َن اللَّ َه ُهَو َ‬
‫الح ُّق َوأ َّ‬ ‫ك بأ َّ‬ ‫منها قوله تعاىل ‪َ  :‬ذل َ‬
‫العِل ُّي ال َكبِ ‪//‬ير ُ‪[ ‬احلج‪ ، ]62:‬وعن أيب داود وابن ماجه وص ‪66‬ححه األلب ‪66‬اين من‬ ‫ُه‪/َ /‬و َ‬
‫ين‬
‫‪/‬ال ح َ‬
‫ال ‪ ( :‬من َتع َّار ِمن اللَّي ِ‪/‬ل َفَق‪ِ َ /‬‬
‫َْ َ َ ْ‬ ‫ول اللَِّه ‪ ‬قَ َ‬ ‫ت ‪ t‬أن َر ُس ُ‬ ‫الص ِام ِ‬
‫حديث عبادة بْ ِن َّ‬
‫‪/‬ل ش‪/‬يء‬ ‫الح ْ‪/‬م ُد َو ُه َ‪/‬و َعلَى ُك ِّ‬ ‫لك َولَ‪/‬هُ َ‬ ‫الم ُ‬ ‫يك لَهُ ‪ ،‬لَهُ ُ‬ ‫ظ ‪ :‬الَ إِل ََه ِإالَّ اللَّهُ َو ْح َد ُه الَ َش ِر َ‬ ‫يَ ْسَتْيِق ُ‬
‫الح ْم‪ُ /‬د لِلَِّه َوالَ إِلَ ‪/َ /‬ه إِالَّ اللَّهُ َواللَّهُ أَ ْكَب‪/ُ /‬ر َوالَ َح‪/ْ /‬و َل َوالَ ُق‪/َّ /‬و َة ِإالَّ بِاللَِّه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قَ ‪//‬د ٌير ‪ُ ،‬س ‪ْ/‬ب َحا َن اللَّه َو َ‬
‫ب ا ْغِف ْر لي ‪ ،‬غُِفَر لَهُ ) (‪. )1‬‬ ‫الع ِظ ِيم ‪ ،‬ثُ َّم َد َعا َر ِّ‬ ‫ِ‬
‫العل ِّى َ‬‫َ‬
‫اس ‪ t‬أ ََّن‬ ‫ويف س‪6‬نن ابن ماجه أيضا وص‪6‬ححه األلب‪6‬اين من ح‪6‬ديث عبد اهلل بْ ِن َعبَّ ٍ‬
‫يم ‪ ،‬الَ ِإلَ‪/َ /‬ه إِالَّ اللَّهُ‬ ‫ول ِعْن َد ال َ‪6‬ك‪6‬ر ِ‬
‫ب ‪ ( :‬الَ إِلَه ِإالَّ اللَّه العِلى ِ‬ ‫ول اللَِّه ‪َ ‬كا َن َي ُق ُ‬
‫َر ُس َ‬
‫العظ ُ‬
‫ُ َ ُّ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫س ‪/ / /‬ماو ِ‬
‫ات‬ ‫الع ِظ ِيم ‪ ،‬الَ ِإلَ‪/َ / / /‬ه ِإالَّ اللَّهُ َر ُّ‬
‫ب ال َّ َ َ‬ ‫ش َ‬ ‫الع‪/ْ / / /‬ر ِ‬
‫ب َ‬ ‫يم ‪ ،‬الَ ِإلَ‪/َ / / /‬ه ِإالَّ اللَّهُ َر ُّ‬
‫يم ال َك‪ِ / / /‬ر ُ‬
‫ِ‬
‫الحل ُ‬‫َ‬
‫الع ِظ ِيم ) ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ش َ‬ ‫الع ْر ِ‬
‫ب َ‬ ‫ض َو َر ُّ‬ ‫َواأل َْر ِ‬

‫يم ‪:‬‬ ‫‪ِ   -41‬‬


‫العظ ُ‬
‫َ‬
‫اسم اهلل العظيم ورد يف القرآن والسنة مطلقا معرفا مرادا به العلمية وداال على‬
‫كمال الوصفية ‪ ،‬وقد ورد منفردا ومقرتنا باسم اهلل العلي ‪ ،‬قال تع‪6‬اىل ‪  :‬إِنَّهُ َك‪/‬ا َن‬
‫الع ِظ ِيم ‪[ ‬احلاق‪66 6 6 6‬ة‪ ، ]33:‬وورد يف ثالثة مواضع األمر بالتس ‪66 6‬بيح به‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال ُي‪/ْ / / /‬ؤم ُن بِاللَّه َ‬
‫الع ِظ ِيم ‪ ، ‬موض ‪66‬عان يف‬ ‫ك َ‬‫خاصة وبنص واحد يف قوله تع‪66 6‬اىل ‪  :‬فَ َس‪/ /‬بِّ ْح بِا ْس‪ِ / /‬م َربِّ َ‬
‫س‪66 6 6‬ورة الواقعة والث ‪66 6 6‬الث يف س‪66 6 6‬ورة احلاقة (‪ ، )3‬أما اقرتانه بامسه العلي فقد ورد يف‬
‫موضعني كما تقدم ‪.‬‬
‫وقد ورد االسم يف الس‪66 6 6 6‬نة يف كثري من املواضع منها ما ورد عند البخ‪66 6 6‬اري من‬
‫أن‬ ‫ح‪66 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6‬ديث أَبِي ُهَرْ‪6‬ي ‪6َ 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6‬رَة ‪t‬‬
‫النَّبِّي‬
‫الم‪/‬يز ِان ‪ ،‬حِبيبَت ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫‪/‬ان ِإلَى ال َّ‪/‬ر ْح َم ِن‬ ‫َ َ‬ ‫‪6‬ال ‪َ ( :‬كل َمَتان َخفيَفَت‪/‬ان َعَلى اللِّ َس‪/‬ان ‪ ،‬ثَقيَلَت‪/‬ان في ِ َ‬ ‫ِ ‪ ‬قَ َ‬
‫‪ 1‬ابن ماجه يف كتاب الدعاء ‪ ، )3878 ( 2/1276‬وانظر صحيح أيب داود ‪. )3128( 1/335‬‬
‫‪ 2‬السابق ‪ ، )3883 ( 2/1278‬صحيح ابن ماجة ‪. )3133( 2/336‬‬
‫‪ 3‬الواقعة‪ ، 96 ، 74 :‬واحلاقة ‪. 52 :‬‬
‫(‪)71‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫الع ِظ ِيم ُسْب َحا َن اللَِّه َوبِ َح ْم ِدِه ) (‪. )1‬‬ ‫ِ‬
‫‪ُ ،‬سْب َحا َن اللَّه َ‬
‫ويف س ‪66‬نن أيب داود وص ‪66‬ححه األلب ‪66‬اين من ح ‪66‬ديث َعْب‪6ِ 6‬د اللَِّه بْ ِن َع ْم‪ِ 6‬رو ‪َ t‬ع ِن‬
‫النَّبِّي‬
‫الع ِظ ِيم ‪َ ،‬وبَِو ْج ِه‪/ِ / /‬ه ال َ‪/‬ك ‪ِ / /‬ر ِيم ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫َع ‪// /‬و ُذ بِاللَّه َ‬ ‫‪6‬ل امل ْس ‪ِ 6 6‬ج َد قَ ‪َ 6 6‬‬
‫‪6‬ال ‪ ( :‬أ ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ ‪ ‬أَنَّهُ َك‪66 6‬ا َن إِ َذا َد َخ‪6 6‬‬
‫َِ‬
‫الر ِج ِيم ) (‪. )2‬‬ ‫ان َّ‬ ‫َو ُسلطَانِِه الَق ِد ِيم ِم َن َّ‬
‫الشْيطَ‬
‫ور ‪:‬‬ ‫‪َّ   -42‬‬
‫الش ُك ُ‬
‫مسى اهلل نفسه الش‪66 6 6‬كور علي س‪66 6 6‬بيل اإلطالق ‪ ،‬فقد ورد االسم منونا م ‪66 6‬رادا به‬
‫العلمية وداال علي كم ‪66 6 6‬ال الوص ‪66 6 6‬فية ‪ ،‬وقد ورد مقرتنا بامسه الغف ‪66 6 6‬ور يف موض ‪66 6‬عني‬
‫األول يف قوله تعاىل ‪  :‬لِيو ِّفيهم أُجور ُهم وي ِزي َد ُهم ِمن فَ ْ ِ ِ‬
‫ور ‪[ ‬ف‪66‬اطر‪:‬‬ ‫ور َش ُك ٌ‬ ‫ضله ِإنَُّه َغُف ٌ‬ ‫َُ َ ُ ْ ُ َ ْ َ َ ْ ْ‬
‫‪ ، ]30‬والثاين يف قوله ‪  :‬وقَالُوا ال ِ ِ َّ ِ‬
‫ور‬ ‫ْحَز َن ِإ َّن َرَّبَنا لَغَُف ٌ‬
‫ور َش ُك ٌ‬ ‫ْح ْم ُد للَّه الذي أَ ْذ َه َ‬
‫ب َعنَّا ال َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ض‪/‬وا اللََّه َقْرض‪/‬اً‬
‫‪[ ‬ف‪66‬اطر‪ ، ]34 :‬وورد مقرتنا ب‪66‬احلليم يف قوله تع‪66‬اىل ‪ِ  :‬إ ْن ُتْق ِر ُ‬
‫ور َحِل ٌيم ‪[ ‬التغابن‪. ]17:‬‬ ‫ِ‬ ‫حسناً ي َ ِ‬
‫ضاعْف ُه لَ ُك ْم َوَي ْغفْر لَ ُك ْم َواللَُّه َش ُك ٌ‬ ‫ََ ُ‬
‫يم ‪:‬‬ ‫‪ِ   -43‬‬
‫الحل ُ‬‫َ‬
‫اسم اهلل احلليم ورد يف آي‪66‬ات كث‪66‬رية مطلقا منونا مقرتنا باسم اهلل الغف‪66‬ور كما يف‬
‫ور َحِل ٌيم ‪[ ‬البق‪66‬رة‪ ، ]225 :‬وورد مقرتنا ب‪6‬الغين يف قوله‬ ‫قوله تعاىل ‪َ  :‬واللَُّه َغُف ٌ‬
‫َذى َواللَُّه َغِن ٌّي َحِل ٌيم ‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪َ  :‬ق‪/ْ / / /‬و ٌل َم ْع‪/ُ / / /‬ر ٌ‬
‫ص ‪َ / / /‬دقَة َيْتَب ُع َها أ ً‬
‫وف َوَم ْغف‪/َ / / /‬رٌة َخْ‪/‬ي‪/ٌ / /‬ر م ْن َ‬
‫[البق‪66 6‬رة‪ ، ]263:‬واق ‪66‬رتن بالش ‪66‬كور كما تق ‪66‬دم يف االسم الس ‪66‬ابق ‪ ،‬واق ‪66‬رتن‬
‫ب‪66 6‬العليم يف قوله ‪َ  :‬واللَُّه َي ْعَل ُم َما ِفي ُقلُ‪// /‬وبِ ُك ْم َو َ‪/‬ك‪//‬ا َن اللَُّه َعِليم ‪/ /‬اً َحِليم ‪/ /‬اً ‪‬‬
‫اس ‪ t‬قَ‪6َ 6‬ال ‪( :‬‬ ‫[األح ‪66‬زاب‪ ، ]51:‬ويف ص‪66‬حيح البخ‪66‬اري من ح‪66‬ديث ابْ ِن َعبَّ ٍ‬
‫س‪/‬مو ِ‬
‫ات‬ ‫يم ‪َ ،‬ال ِإلَ َ‪/‬ه ِإالَّ اللَُّه َر ُّ‬
‫ب ال َّ َ َ‬ ‫َكا َن النَِّب ُّى ‪ ‬يَ ْد ُعو ِعْن َد ال َك ْ‪/‬ر ِ‬
‫ب َال ِإلَ‪/‬ه ِإالَّ اللَّه الع ِظيم ِ‬
‫الحل ُ‬
‫ُ َ ُ َ‬ ‫َ‬

‫‪ 1‬البخاري يف كتاب الدعوات ‪ ،‬باب فضل التسبيح ‪. )6043 ( 5/2352‬‬


‫‪ 2‬أبو داود يف كتاب الصالة ‪ ،‬باب فيما يقوله الرجل مث دخوله املسجد ‪. )466 ( 1/127‬‬
‫(‪)72‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫الع ِظ ِيم ) (‪. )1‬‬


‫ش َ‬ ‫العْر ِ‬
‫ب َ‬ ‫ض َر ُّ‬‫َواألَْر ِ‬
‫الو ِاس ُع ‪:‬‬‫‪َ   -44‬‬
‫اسم اهلل املبني ورد يف الق ‪66‬رآن مطلقا منونا م ‪66‬رادا به العلمية وداال على الوص ‪66‬فية‬
‫وكماهلا ‪ ،‬وقد اق‪66‬رتن بامسه العليم يف ع‪66‬دة مواضع منها قوله تع‪66‬اىل ‪َ  :‬ولِلَِّه ال َْم ْش ‪ِ /‬ر ُق‬
‫ب فَأَْيَن َما ُتَولُّوا َفثَ َّم َو ْج‪/ُ /‬ه اللَِّه ِإ َّن اللََّه َوا ِس‪ٌ / /‬ع َعِل ٌيم ‪[ ‬البق‪66 6‬رة‪ ، ]115:‬وقد ورد‬ ‫َوال َْم ْغ‪ِ / /‬ر ُ‬
‫مقي‪66‬دا يف قوله تع‪66‬اىل ‪ِ  :‬إ َّن َربَّ َك َوا ِس‪ُ /‬ع ال َْم ْغِف َ‪/‬رة ِ ‪[ ‬النجم‪ ، ]32:‬ومل ي‪66‬رد االسم يف‬
‫السنة إال يف حديث سرد األمساء عند الرتمذي وليس حبجة كما سبق ‪.‬‬
‫يم ‪:‬‬ ‫‪ِ   -45‬‬
‫العل ُ‬
‫َ‬
‫ورد اسم اهلل العليم يف كت‪66 6 6‬اب اهلل معرفا ومنونا مطلقا ومقي‪66 6 6‬دا م‪66 6 6‬رادا به العلمية‬
‫وداال على الوص‪66 6 6 6‬فية وكماهلا ‪ ،‬فمن ذلك قوله تع‪66 6 6 6‬اىل ‪  :‬فَ َس‪َ/ / / /‬ي ْكِفي َك ُه ُم اللَُّه َو ُه‪/َ / / /‬و‬
‫العِل ُيم ‪[ ‬البق ‪66 6 6‬رة‪ ، ]137 :‬واالسم ورد مقرونا يف الكت ‪66 6‬اب والس ‪66 6‬نة بأمساء‬ ‫يع َ‬ ‫ال َّ ِ‬
‫س‪/ / /‬م ُ‬
‫أخرى كثرية حتمل يف اقرتاهنا معان كب‪6‬رية س‪6‬يأيت بياهنا إن ش‪6‬اء اهلل عند احلديث عن‬
‫داللة األمساء على الص‪66 6 6 6 6 6‬فات ‪ ،‬ف‪66 6 6 6 6 6‬اقرتن االسم بالس‪66 6 6 6 6 6‬ميع واحلكيم والعزيز واحلليم‬
‫واخلالق والق‪66‬دير والفت‪66‬اح واخلبري ‪ ،‬ويف الس‪66‬نة ورد عند أيب داود وص‪66‬ححه األلب‪66‬اين‬
‫العِل ِيم ِم َن‬ ‫َع ‪//‬و ُذ بِاللَِّه ال َّ‬ ‫من ح ‪66‬ديث أَبِي س‪6 6‬عِ ٍ‬
‫يد اخلُ ‪6ْ 6‬د ِري ‪ t‬أن النيب ‪ ‬قَ ‪َ 6‬‬
‫س‪ِ / /‬م ِيع َ‬ ‫‪6‬ال ‪ ( :‬أ ُ‬ ‫َ‬
‫ال َّش‪ْ//‬يطَ ِان ال ‪/َّ /‬ر ِج ِيم ِم ْن َه ْ‪/‬م‪ِ /‬زه َوَنْف ‪/‬خ‪ /‬ه َوَنْفث ‪//‬ه ) ‪ ،‬وجتد اإلش ‪66‬ارة هنا إىل أن ما انطبقت‬
‫ِ ِ (‪) 2‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عليه ش‪66‬روط اإلحص‪66‬اء من األمساء اليت ت‪66‬دل على ص‪66‬فة العلم اسم اهلل العليم فقط ‪،‬‬
‫ومل تنطبق على الع‪66 6 6 6‬امل والعالم واألعلم ألهنا مجيعا مل ت‪66 6 6 6‬رد يف الق‪66 6 6 6‬رآن والس‪66 6 6‬نة إال‬
‫مضافة مقيدة ‪ ،‬وهي يف حقيقتها أوصاف تدخل حتت داللة اسم اهلل العليم ‪.‬‬
‫َّواب ‪:‬‬
‫‪   -46‬الت ُ‬
‫ورد اسم اهلل الت‪66‬واب يف الق‪66‬رآن يف س‪66‬تة مواضع معرفا ب‪66‬األلف والالم‬

‫‪ 1‬البخاري يف كتاب الدعوات ‪ ،‬باب الدعاء مث الكرب ‪. )5985 ( 5/2336‬‬


‫‪ 2‬أبو داود يف كتاب الصالة ‪ ،‬باب من رأى االستفتاح بسبحانك اللهم وحبمدك ‪ ، )775 ( 1/206‬وانظر‬
‫صحيح أيب داود ‪. )701 ( 1/148‬‬
‫(‪)73‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫مطلقا مس ‪66 6 6‬ندا إليه املعىن حمم ‪66 6 6‬وال عليه م ‪66 6 6‬رادا به العلمية وداال على الوص ‪66 6‬فية‬
‫‪/‬اب َعَلْي‪/ِ /‬ه ِإنَُّه‬ ‫وكماهلا كما يف قوله تع‪66‬الى ‪َ  :‬فَتَلَّقي َ ِ ِ ِ ٍ‬
‫آد ُم م ْن َربِّه َكل َ‪/‬م‪/‬ات َفَت‪َ /‬‬
‫الر ِحيم ُ‪[ ‬البقرة‪. ]37/‬‬
‫اب َّ‬ ‫ُهَو التََّّو ُ‬
‫ض‪ُ /‬ل اللَِّه َعَلْي ُك ْم‬ ‫وورد يف مخسة مواضع منونا كما يف قوله ‪َ ( :‬ولَْوال فَ ْ‬
‫اب َح ِكيم ٌ‪[ ‬الن‪66 6 6‬ور ‪ ، ]10‬وعند الرتم‪66 6 6‬ذي وابن ماجة‬ ‫َن اللََّه َت‪/َّ / / /‬و ٌ‬
‫َو َر ْح َمتُ‪/ُ / / /‬ه َوأ َّ‬
‫ول اللَِّه ‪‬‬ ‫‪6‬ال ‪َ ( :‬كا َن ُيَع ُّ‪/‬د لِر ُس‪ِ /‬‬‫وص‪6‬ححه األلب‪6‬اين من ح‪6‬ديث عبد اهلل بْ ِن ُع َم َ‪6‬ر ‪ t‬أنه قَ َ‬
‫َ‬
‫ب َعَلي ِإنَّ َ‬ ‫س الْو ِاح ِد ِمائَةُ مَّرٍة ِمن َقب ِ‪/‬ل أَ ْن يُق‪/‬وم ‪ :‬ر ِّ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب‬
‫ت التََّّو ُ‬ ‫ك أَنْ َ‬ ‫ب ا ْغف ْ‪/‬ر لي َوتُ ْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ ْ ْ‬ ‫في ال َْم ْجل ِ َ‬
‫ور ) (‪. )1‬‬ ‫اْلغَُف ُ‬
‫يم ‪:‬‬ ‫‪ِ   -47‬‬
‫الحك ُ‬
‫َ‬
‫ورد اسم اهلل احلكيم يف كثري من النص‪6‬وص القرآنية والنبوية ‪ ،‬ق‪6‬ال تع‪6‬اىل ‪َ  :‬رَّبَنا‬
‫الكَتاب و ِ‬
‫الح ْك َم َة َوُي‪/َ /‬ز ِّكي ِه ْم ِإنَّ َ‬ ‫ك ويعلِّمهم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وابع ْ ِ‬
‫ك أَنْ َ‬
‫ت‬ ‫َ َ‬ ‫ث في ِه ْم َر ُسو ًال مْن ُه ْم َيْتلُو َعَلْي ِه ْم آيَات َ َ ُ َ ُ ُ ُ‬ ‫َ َْ‬
‫الح ِك ُيم ‪[ ‬البق‪66 6‬رة‪ ، ]129:‬واالسم ورد مقرتنا يف أغلب املواضع بامسه العزيز‬ ‫الع ِزي ‪/ُ /‬ز َ‬
‫َ‬
‫الح ِك ُيم ‪[ ‬آل عم‪66 6‬ران‪ ، ]6:‬وورد أيضا مقرتنا بامسه‬ ‫الع ِزي ‪/ُ /‬ز َ‬‫كقوله ‪  :‬ال ِإلَ ‪/َ /‬ه ِإال ُه‪/َ /‬و َ‬
‫اخلبري وكذلك العليم ‪.‬‬
‫‪/‬ال‬
‫ول َك َما قَ ‪َ /‬‬ ‫اس ‪ t‬مرفوعا ‪ .. ( :‬فَ ‪/‬أَقُ ُ‬ ‫وعند البخ ‪66‬اري ومس ‪66‬لم من ح ‪66‬ديث ابْ ِن َعبَّ ٍ‬
‫يب‬ ‫ت أَنْ َ ِ‬
‫ت ال ‪/َّ / /‬رق َ‬ ‫ت ِفي ِه ْم َفَل َّما َت‪/َ / /‬و َّفْيَتِني ُكْن َ‬ ‫ص‪/ / /‬الِ ُح ‪َ  :‬و ُكْن ُ‬
‫ت َعَلْي ِه ْم َش‪ِ / / /‬هي ًدا َما ُدْم ُ‬ ‫العْب‪ُ / / /‬د ال َّ‬
‫َ‬
‫الع ِزي ُ‪/‬ز‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪/‬اد َك َوإ ْن َت ْغف ْ‪/‬ر ل َُه ْم فَإنَّ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َ‬ ‫ك أَنْ َ‬ ‫ت َعَلى ُك ِّل شيء َشهي ٌد إ ْن ُتَعذْب ُه ْم فَ‪/‬إَّنُه ْم عَب ُ‬ ‫َعَلْيه ْم َوأَنْ َ‬
‫ِّين َعَلى أَ ْعَقابِِه ْم ُمْن ُذ فَ َارقَْت ُه ْم ) (‪. )2‬‬ ‫ال ‪َ :‬فيَق ُ ِ‬ ‫ِ‬
‫ال لي ِإَّنُه ْم ل َْم َيَزالُوا ُمْرتَد َ‬ ‫الحكيم ُ‪ ‬قَ َ ُ‬ ‫َ‬
‫‪   -48‬الغَنِ ُّي ‪:‬‬

‫‪ 1‬الرتم‪6‬ذي يف كت‪6‬اب ال‪6‬دعوات ‪ ،‬ب‪6‬اب ما يق‪6‬ول إذا ق‪6‬ام من اجمللس ‪ ، 6)3434 ( 5/494‬وانظر ص‪6‬حيح ابن‬
‫ماجة ‪. )3075 ( 2/321‬‬
‫‪2‬البخ‪66 6‬اري يف كت‪66 6‬اب أح‪66 6‬اديث األنبي‪66 6‬اء ‪ ،‬ب‪66 6‬اب وكنت عليهم كالمها ما دمت فيهم ‪)4349 ( 4/1691‬‬
‫ومسلم يف كتاب اجلنة وصفة نعيمها وأهلها ‪ ،‬باب فناء الدنيا وبيان احلشر ي‪6‬وم القيامة ‪)2860 ( 4/2194‬‬
‫‪.‬‬
‫(‪)74‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫اسم اهلل الغين ورد يف الق‪66 6 6‬رآن مطلقا معرفا ومنونا م‪66 6 6‬رادا به العلمية وداال على‬
‫الوص‪66‬فية وكماهلا ‪ ،‬وقد ورد املعىن حمم‪66‬وال عليه مس‪66‬ندا إليه كما ورد يف قوله تع‪66‬اىل‬
‫ك اْلغَِن ُّي ُذو َّ ِ‬
‫الر ْح َم‪//‬ة ‪[ ‬األنع ‪66‬ام‪ ، ]133 :‬وقوله تع ‪66‬اىل ‪  :‬قَ ‪//‬الُوا اتَّ َخ‪َ /‬ذ ُ‬
‫اهلل َول ‪//‬داً‬ ‫‪َ  :‬و َربُّ َ‬
‫ُس‪ْ/ / /‬ب َحانَُه ُ‪/‬ه ‪/َ /‬و اْلغَِن ُّي ‪[ ‬ي‪66 6 6‬ونس‪ ، ]68:‬وغالبا ما يق ‪66 6‬رتن اسم اهلل الغين بامسه احلميد ‪،‬‬
‫ْح ِمي‪ُ / /‬د ‪[ ‬احلج‪64 :‬‬ ‫ِ‬ ‫ات َوَما ِفي األَْر ِ‬
‫ض َوِإ َّن َ‬
‫اهلل ُله‪/َ /‬و اْلغَن ُّي ال َ‬
‫س‪/ /‬ماو ِ‬ ‫ِ‬
‫كقوله ‪  :‬ل ‪/ُ /‬ه َما في ال َّ َ َ‬
‫] ‪ ،‬واقرتن اسم اهلل الغين باحلليم والكرمي ‪.‬‬
‫ويف س‪66‬نن أيب داود وحس‪66‬نه األلب‪66‬اين واحلاكم يف املس‪66‬تدرك وق‪66‬ال ‪ :‬ص‪66‬حيح على‬
‫ش‪6‬رط الش‪6‬يخني ومل خيرج‪6‬اه ‪ ،‬من ح‪6‬ديث ع‪6‬روة َع ْن َعائِ َش‪َ 6‬ة رض‪6‬ي اهلل عنها مرفوعا‬
‫اجَع‪/ْ /‬ل َما‬ ‫ت اْلغَِن ُّى َونَ ْح ُن اْلُفَق‪/َ /‬ر ُاء أَنْ ‪ِ /‬ز ْل َع ْليَنا اْلغَْي َ‬
‫ث َو ْ‬ ‫اهلل َال ِإل ‪/َ /‬ه ِإالَّ أَنْ َ‬
‫ت ‪ ،‬أَنْ َ‬ ‫ت ُ‬ ‫‪ُ (:‬‬
‫الله َّم أَنْ َ‬
‫ْت َلنا ُقَّوًة َوبَ َال ًغا ِإلى ِحي ٍن ) (‪. )1‬‬ ‫أَْنَزل َ‬
‫ريم ‪:‬‬ ‫‪   -49‬ال َك ُ‬
‫مسى اهلل نفسه الكرمي على سبيل اإلطالق معرفا ومنونا مرادا به العلمية وداال‬
‫على كمال الوصفية يف كثري من النصوص القرآنية والنبوية ‪ ،‬وقد ورد املعىن‬
‫ك ال َك ِر ِيم الَّ ِذي‬‫حمموال عليه مسندا إليه حنو قوله تعاىل ‪  :‬يَا أَُّيَها ا ِإلنْ َسا ُن َما َغَّر َك بَِربِّ َ‬
‫َك ‪[ ‬االنفطار‪ ، ]6/7 :‬وقوله ‪َ  :‬وَم ْن َش َكَر فَِإنََّما يَ ْش ُكُر لَِنْف ِسِه َوَم ْن‬ ‫ك فَ َسَّو َاك َفَع َدل َ‬
‫َخَلَق َ‬
‫َكَفَر فَِإ َّن َربِّي َغِن ٌّي َك ِر ٌيم ‪[ ‬النمل‪. ]40:‬‬
‫وعند الرتمذي وصححه األلباين من حديث َعلِ ٍّى ‪ t‬أنه قَ َال ‪ :‬قَ َال لِي َر ُس ُ‬
‫ول‬
‫َك َوِإ ْن ُكْن َ‬ ‫اهلل ‪ ( : ‬أَ َال أ َُعلِّم َ ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ال ‪ :‬قُل‬ ‫َك ‪ ،‬قَ َ‬ ‫ورا ل َ‬ ‫ت َم ْغُف ً‬ ‫اهلل ل َ‬‫ك َكل َمات ِإ َذا قُ َلت ُه َّن َغَفَر ُ‬ ‫ُ‬
‫ب‬ ‫َال ِإل ََه ِإالَّ اهلل العِل ُّى الع ِظيم ‪َ ،‬ال ِإل ََه ِإالَّ اهلل الحِليم ال َك ِريم ‪َ ،‬ال ِإل ََه ِإالَّ اهلل سْبحا َن ِ‬
‫اهلل َر ِّ‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫ُ َ َ ُ‬
‫الع ِظ ِيم ) (‪ ، )2‬وعند أيب داود وصححه األلباين من حديث َس َلما َن ‪ t‬أن‬ ‫ش َ‬ ‫العْر ِ‬
‫َ‬
‫يم يَ ْسَت ْحِيي ِم ْن َعْب ِدِه ِإ َذا َرفَ َع يَ َديِْه‬ ‫ِ‬
‫رسول اهلل ‪ ‬قال ‪ِ ( :‬إ َّن َربَّ ُك ْم َتَب َار َك َوَتَعالَى َحِيٌي َك ِر ٌ‬ ‫َُ‬

‫‪1‬أبو داود يف كت‪66‬اب االستس‪66‬قاء ب‪66‬اب رفع الي‪66‬دين يف االستس‪66‬قاء ‪ ، 6)1173 ( 1/304‬واحلاكم يف املس‪66‬تدرك‬
‫كتاب االستسقاء ‪ ، )1225 ( 1/476‬صحيح أيب داود ‪. 1/217‬‬
‫‪2‬الرتمذي يف كتاب الدعوات ‪ )3504 ( 5/529‬وانظر صحيح اجلامع ( ‪. )2621‬‬
‫(‪)75‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫يح من حديث َعائِ َش َة‬ ‫ِإلَْيِه أَ ْن يرد َُّهما ِصْفرا ) (‪ ، )1‬وعند الرتمذي وقال حسن ِ‬
‫صح ٌ‬
‫َ ٌَ َ‬ ‫َُ َ ً‬
‫ك َعُفٌّو َك ِر ٌ‬
‫يم‬ ‫ِ‬ ‫رضي اهلل عنها يف الدعاء الذي أمر به النيب ‪ ‬ليلة القدر ‪ُ ( :‬‬
‫الله َّم إنَّ َ‬
‫ف َعنِّى ) (‪. )2‬‬
‫العْفَو فَا ْع ُ‬
‫ب َ‬ ‫تُ ِح ُّ‬
‫َح ُد ‪:‬‬
‫‪   -50‬األ َ‬
‫اسم اهلل األحد ثبت يف الق‪66‬رآن والس‪66‬نة على س‪66‬بيل اإلطالق ‪ ،‬وقد ورد م‪66‬رادا به‬
‫ص‪َ /‬م ُد‬
‫اهلل ال َّ‬
‫َحد ُ‬ ‫العلمية وداال على كم‪66‬ال الوص‪66‬فية يف ق‪66‬ول اهلل تع‪66‬اىل ‪  :‬قُل ُه‪/َ /‬و ُ‬
‫اهلل أ َ‬
‫ل َْم يَِل‪/ْ /‬د َول َْم يُولَ‪/ْ /‬د َول َْم يَ ُك ْن لَ‪/ُ /‬ه ُكُف‪//‬واً أ ََحدٌ‪[ ‬اإلخالص‪ ، ]1/4:‬فاالسم ورد يف الس‪66‬ورة‬
‫مطلقا منونا ‪ ،‬وقد أس ‪66‬ند إليه تفسري معن ‪66‬اه مبا ورد بع ‪66‬ده ‪ ،‬كما ورد معرفا ب ‪66‬األلف‬
‫‪6‬يب ‪ ‬ق ‪66‬ال ‪ ( :‬ق ‪//‬ال اهلل تع ‪//‬الى‬‫والالم عند البخ ‪66‬اري من ح ‪66‬ديث أيب هري ‪66‬رة ‪ t‬أن الن ‪ِّ 6‬‬
‫‪/‬اي فقوله ‪:‬‬
‫آدم ولم ي ُكن له ذلك ‪ ،‬و َش‪َ/‬تمني ولم يكن له ذلك فأَما تكذيُب‪/ُ /‬ه إي‪َ /‬‬ ‫ابن َ‬‫ك‪/َّ /‬ذبني ُ‬
‫‪/‬اي فقولُه ‪:‬‬
‫‪/‬تم ُه إي َ‬
‫علي من إعادته ‪ ،‬وأما ش ُ‬ ‫لن يعيدني كما بدأنِي وليس َّأو ُل ِ‬
‫الخلق ب‪/‬أَهو َن َّ‬
‫اتَّ َخ َذ اللَُّه ولداً وأَنا األَح ُد الصم ُد ‪ ،‬لم أَلِ ْد ولم أُولَد ولم ي ُكن لي ُكفواً أحد ) (‪. )3‬‬
‫وورد عند ابن ماجة أيضا وص ‪66‬ححه األلب ‪66‬اين من ح ‪66‬ديث عب‪6ِ 6‬د ِ‬
‫اهلل بْ ِن ُبَريْ ‪6َ 6‬دَة َع ْن‬ ‫َْ‬
‫ص‪َ /‬م ُد‬
‫َح ُد ال َّ‬ ‫اهلل األ َ‪/‬‬
‫ت ُ‬ ‫ُك بِأَنَّ َ‬
‫ك أَنْ َ‬ ‫الله َّم ِإنِّي أَ ْس‪/‬أَل َ‬
‫‪/‬ول ‪ُ :‬‬
‫ال َيُق ُ‬ ‫أَبِي‪6ِ 6‬ه ‪ t‬قَ‪َ 6‬‬
‫‪6‬ال ‪َ ( :‬س‪ِ /‬م َع النَِّب ُّي ‪َ ‬ر ُج ً‬
‫اهلل بِا ْس‪ِ /‬مِه‬ ‫‪/‬ال رس‪ِ ُ /‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول اهلل ‪ :‬لََق‪/ْ /‬د َس‪/‬أ ََل َ‬ ‫َح‪ٌ /‬د ‪َ ،‬فَق‪ُ َ َ /‬‬
‫ال‪//‬ذي ل َْم يَل‪/ْ /‬د َول َْم يُولَ‪/ْ /‬د َول َْم يَ ُك ْن لَ‪/ُ /‬ه ُكُف‪//‬واً أ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اب ) (‪. )4‬‬ ‫ا َأل ْعظَِم الذي ِإ َذا ُسئ َل بِه أَ ْعطَى َوِإ َذا ُدع َي بِه أ َ‬
‫َج َ‬
‫‪ ُ  -51‬الصُ ََّم ُد‪:‬‬
‫اسم اهلل الص ‪66 6‬مد ورد مع امسه األحد يف س‪66 6‬ورة اإلخالص فقط ‪  :‬قُل ُه‪/َ / /‬و ُ‬
‫اهلل‬
‫الص َم ُد ‪ ، ‬وقد ورد يف السنة يف عدة مواضع منها حديث أيب هريرة ‪t‬‬ ‫اهلل َّ‬
‫َحد ُ‬
‫أَ‬

‫‪1‬أبو داود يف كتاب الوتر ‪ ،‬باب الدعاء ‪ ، )1488 ( 2/78‬صحيح أيب داود ‪. )1320( 1/278‬‬
‫‪2‬الرتمذي يف كتاب الدعوات ‪ ، )3513 ( 5/534‬وانظر صحيح اجلامع ( ‪. )4423‬‬
‫‪ 3‬البخاري يف باب تفسري قوله قل هو اهلل أحد ‪. )4690 ( 4/1903‬‬
‫‪ 4‬ابن ماجه يف الدعاء ‪ ،‬باب اسم اهلل األعظم ‪ ، )3857 ( 2/1267‬صحيح ابن ماجة ‪3111 ( 2/329‬‬
‫)‪.‬‬
‫(‪)76‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫اخلدري ‪ t‬ق‪6‬ال ‪( :‬‬


‫ِّ‬ ‫عند البخاري وقد تقدم ‪ ،‬وعنده أيضا من حديث أيب سعيد‬
‫فشق ذلك عليهم‬‫ثلث القرآن في ليلة ؟ َّ‬ ‫يقرأَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫النبي ‪ ‬ألصحابه ‪ :‬أَيعجُز أح ُدكم أن َ‬ ‫قال ُّ‬
‫ص ‪/‬م ُد ثلث الق‪ِ /‬‬
‫‪/‬رآن ) (‪، )1‬‬ ‫اهلل ِ ‪/‬‬
‫الواح ُد ال َّ َ‬ ‫وق‪//‬الوا‪ :‬أَيُّنا يطي‪/ُ /‬ق ذلك يا رس‪//‬ول اهلل ؟ فق‪//‬ال‪ُ :‬‬
‫وعند مس‪66‬لم من ح‪66‬ديث أيب هري‪66‬رة ‪ t‬ق‪66‬ال ‪( :‬خ‪//‬رج إلينا رس‪//‬ول اهلل ‪ ‬فق‪//‬ال أق‪//‬رأ‬
‫عليكم ثلث القرآن فقرأ ‪  :‬قل هو اهلل أحد اهلل الصمد ‪ ‬ح‪//‬تى ختمها ) (‪ ، )2‬وروى‬
‫ب ‪ t‬ق‪66‬ال ‪َ ( :‬كا َن َر ُس‪ُ /‬‬
‫ول اهلل ‪‬‬ ‫أبو داود وصححه األلب‪66‬اين من ح‪6‬ديث أُيَبِّ ب ِن َك ْع ٍ‬
‫ين َكَفُروا ‪َ ،‬واهلل الَْو ِاح ُد َّ‬
‫الص َم ُد ) (‪. )3‬‬ ‫ِِ‬
‫ك ا َأل ْعَلى ‪َ ،‬وقُ ْل للَّذ َ‬ ‫يُوتُِر بِ َسبِّ ِح ْ‬
‫اس َم َربَّ َ‬
‫يب ‪:‬‬ ‫‪   -52‬الَق ِر ُ‬
‫ورد اسم اهلل الق‪66‬ريب يف الق‪66‬رآن الك‪66‬رمي مطلقا منونا مس‪66‬ندا إليه املعىن‬
‫حمم ‪66‬وال عليه م ‪66‬رادا به العلمية وداال على كم ‪66‬ال الوص ‪66‬فية ومقرتنا باسم اهلل اجمليب‬
‫يب ‪[ ‬هود‪]61 :‬‬ ‫ِ‬
‫يب ُمج ٌ‬
‫ِ‬ ‫اسَت ْغِفُر ُ‬
‫وه ثُ َّم تُوبُوا ِإلَْيه ِإ َّن َربِّي قَ ِر ٌ‬ ‫كما يف قوله تعالى ‪  :‬فَ ْ‬
‫ض‪ُّ /‬ل َعَلى َنْف ِس‪/‬ي َوِإ ِن ْاهَت‪َ /‬ديْ ُ‬
‫ت‬ ‫ْت فَِإنَّما أَ ِ‬
‫ض‪َ/‬لل ُ َ‬ ‫‪ ،‬واقرتن بامسه السميع يف قوله ‪  :‬قُ ْل ِإ ْن َ‬
‫فَِبما ي ِ‬
‫يب ‪[ ‬س‪66‬بأ‪ ، ]50:‬وورد االسم مف‪6‬ردا يف قوله تع‪6‬اىل‬ ‫َي َربِّي ِإنَُّه َس ِم ٌ‬
‫يع قَ‪ِ /‬ر ٌ‬ ‫وحي ِإل َّ‬ ‫َ ُ‬
‫‪/‬ان َفلَْي ْس‪َ/ /‬ت ِجيبُوا لِي‬
‫َّاع ِإ َذا َد َع ‪ِ /‬‬ ‫‪/‬ادي َعنِّي فَ ‪ِ//‬إنِّي قَ ‪ِ //‬ر ِ‬ ‫َك ِعب‪ِ //‬‬
‫يب َد ْع ‪/َ /‬وَة ال ‪//‬د ِ‬
‫يب أُج ُ‬ ‫ٌ‬ ‫‪َ  :‬وِإ َذا َس ‪//‬أَل َ َ‬
‫َولُْيْؤِمنُ‪//‬وا بِي لََعلَُّه ْم َيْر ُش ‪ُ /‬دو َن ‪[ ‬البق ‪66‬رة‪ ، ]186 :‬ومل ي‪66‬رد االسم إال يف ح‪66‬ديث‬
‫س ‪66 6‬رد األمساء عند ابن ماجة من رواية عبد امللك بن حممد الص ‪66 6‬نعاين ‪،‬‬
‫وهي ليست حجة يف إثبات األمساء احلسىن كما تقدم ‪.‬‬
‫جيب ‪:‬‬ ‫الم ُ‬‫‪ُ   -53‬‬
‫مسى اهلل نفسه اجمليب على س‪66 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6‬بيل اإلطالق والتعظيم ‪ ،‬وقد ورد االسم معرفا‬
‫ومنونا مرادا به العلمية وداال على كم‪6‬ال الوص‪6‬فية يف قوله تع‪6‬اىل ‪َ  :‬ولََق ْد نَ َادانَا نُ ٌ‬
‫‪/‬وح‬
‫اسَت ْغِفُر ُ‬
‫وه ثُ َّم تُوبُ‪/‬وا ِإلَْي ِ‪/‬ه ِإ َّن َربِّي‬ ‫َفَلِن ْع َم ال ُْم ِجيبُو َن ‪[ ‬الص‪66‬افات‪ ، ]75 :‬وقوله سبحانه ‪  :‬فَ ْ‬
‫‪ 1‬البخاري يف كتاب فضائل القرآن ‪ ،‬باب فضل قل هو اهلل أحد ‪. )4727 ( 4/1916‬‬
‫‪ 2‬مسلم يف صالة املسافرين وقصرها ‪ ،‬باب فضل قراءة قل هو اهلل أحد ‪. )812 ( 1/557‬‬
‫‪ 3‬أبو داود يف كتاب الوتر ‪ ،‬باب ما يقرأ يف الوتر ‪ ، )1423 ( 2/63‬صحيح أيب داود ‪)1261 ( 1/267‬‬
‫‪.‬‬
‫(‪)77‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫يب ‪[ ‬ه‪66‬ود‪ ، ]61 :‬ومل ي‪66‬رد االسم يف الس‪66‬نة إال يف ح‪66‬ديث س‪66‬رد‬ ‫ِ‬
‫قَ‪ِ /‬ر ٌ‬
‫يب ُمج ٌ‬
‫األمساء عند الرتمذي وابن ماجة ‪.‬‬
‫ور‪:‬‬
‫‪   -54‬الغَُف ُ‬
‫اسم اهلل الغف‪66 6 6‬ور ورد مطلقا معرفا ومنونا حمم‪66 6 6‬وال عليه املعىن مس‪66 6 6‬ندا‬
‫إليه م ‪66‬رادا به العلمية وداال على كم ‪66‬ال الوص ‪66‬فية ‪ ،‬ففي أحد عشر موض ‪66‬عا من‬
‫‪/‬ادي أَنِّي‬ ‫الق‪66 6‬رآن ورد معرفا ب‪66 6‬األلف والالم كما يف قوله تع‪66 6‬اىل ‪َ  :‬نبِّئ ِعب ‪ِ /‬‬
‫ْ َ‬
‫الر ْح َ‪/‬م‪/ِ / / /‬ة ‪‬‬
‫‪/‬ور ُذو َّ‬ ‫ك اْلغَُف‪ُ / / / /‬‬ ‫‪/‬ور ال‪/َّ / / / /‬ر ِحيم ُ‪[ ‬احلجر‪ ]49‬وقوله ‪َ  :‬و َربُّ َ‬ ‫أَنَا اْلغَُف‪ُ / / / /‬‬
‫[الكه‪66 6 6‬ف‪ ، ]58 :‬ويف اث‪66 6‬نني وس‪66 6‬بعني موض‪66 6‬عا ورد منونا كقوله تع‪66 6‬اىل ‪ :‬‬

‫ور َر ِح ٌيم ‪[ ‬البقرة‪. ]199 :‬‬ ‫اهلل َغُف ٌ‬ ‫اهلل ِإ َّن َ‬ ‫اسَت ْغفُروا َ‬
‫و ِ‬
‫َ ْ‬
‫‪6‬ال لِلنَّيِب ‪‬‬ ‫اهلل بْ ِن َع ْ‪6‬م ٍرو أن أبا بَ ْ‪6‬ك ٍر الص‪6‬ديق ‪ t‬قَ َ‬ ‫وعند البخاري من حديث عب ِد ِ‬
‫َْ‬
‫ِ‬ ‫اليِت قَ‪َ 6‬‬ ‫ِ‬
‫‪6‬اء أ َْد ُعو بِه يِف َ‬
‫ِ‬
‫َعلِّ ْميِن ُد َع‪ً 6‬‬
‫ت َنْفس‪/‬ي ظُل ًْما َكث‪/ً /‬يرا َو َال‬ ‫ِ‬ ‫‪6‬ال ‪ ( :‬قُ‪/ِ /‬ل ُ‬
‫الله َّم إنِّي ظََل ْم ُ‬ ‫ص‪َ 6‬‬
‫‪/‬ور ال َّ‪/‬ر ِح ُيم )‬
‫ت اْلغَُف ُ‬ ‫ت ‪ ،‬فَا ْغِفْر لِي َم ْغِفَرًة ِم ْن ِعْن ِد َك ‪َ ،‬و ْار َح ْمِني ‪ِ ،‬إنَّ َ‬
‫ك أَنْ َ‬ ‫وب ِإالَّ أَنْ َ‬
‫الذنُ َ‬ ‫َي ْغِفُر ُّ‬
‫(‪. )1‬‬
‫ص‪/ /‬لي بَِنا‬
‫‪6‬ال ‪َ ( :‬‬ ‫وعند أيب داود وص ‪66‬ححه األلب ‪66‬اين عن َواثِلَ‪َ 6 6‬ة بْ ِن األَ ْس‪َ6 6‬ق ِع ‪ t‬أنه قَ ‪َ 6‬‬
‫ٍ ِ ِِ‬ ‫الله َّم ِإ َّن فُ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪/‬ك‬ ‫الن في ذَّمت‪َ /‬‬ ‫ال َن بْ َن فُ َ‬ ‫‪/‬ول ‪ُ :‬‬ ‫ول اهلل ‪َ ‬عَلى َر ُج‪/ٍ /‬ل م َن ال ُْم ْس ‪/‬لم َ‬
‫ين فَ َس ‪/‬م ْعتُ ُه َيُق‪ُ /‬‬ ‫َر ُس ‪ُ /‬‬
‫الله َّم فَ‪/‬ا ْغِفْر لَ ُ‪/‬ه‬ ‫ت أ َْه‪/‬ل الْوفَ ِ‪/‬اء وال ِ‬ ‫َو َحْب ِل ِ‪/‬ج َوا ِر َك فَِق ِ‪/‬ه ِم ْن ِفْتَن ِ‪/‬ة اْلَقْب‪ِ /‬ر َو َع‪َ /‬ذ ِ‬
‫ْح ْم‪/‬د ‪ُ ،‬‬ ‫اب النَّا ِر َوأَنْ َ ُ َ َ َ‬
‫الر ِح ُيم ) (‪. )2‬‬ ‫ور َّ‬ ‫ت اْلغَُف ُ‬ ‫ك أَنْ َ‬ ‫َو ْار َح ْم ُه ِإنَّ َ‬
‫دود‪:‬‬
‫الو ُ‬ ‫‪َ   -55‬‬
‫اسم اهلل ال‪6 6 6 6‬ودود ورد مطلقا معرفا ومنونا حمم ‪66 6 6‬وال عليه املعىن مس ‪66 6‬ندا‬
‫‪/‬ور اْل َ‪/‬و ُدود‬‫إليه مرادا به العلمية وداال على كمال الوص‪6‬فية ‪ ،‬ق‪6‬ال تع‪6‬اىل ‪َ  :‬و ُهَو اْلغَُف ُ‬
‫ش ال َْم ِجي‪ُ /‬د ‪[ ‬ال‪66‬ربوج‪ ، ]14/15:‬وق‪66‬ال أيضا ‪َ  :‬وا ْس‪َ/‬ت ْغِفُروا َربَّ ُك ْم ثُ َّم تُوبُ‪//‬وا‬
‫ُذو الَْع‪/ْ /‬ر ِ‬

‫‪ 1‬البخاري يف باب الدعاء قبل السالم ‪. )799 ( 1/286‬‬


‫‪ 2‬أبو داود يف اجلنائز ‪ ،‬باب الدعاء للميت ‪ ، )3202 ( 3/211‬صحيح أيب داود‪. )2742( 2/617‬‬
‫(‪)78‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫ِإلَْي‪/ِ / / /‬ه ِإ َّن َربِّي َر ِح ٌيم َو ُدو ٌد ‪[ ‬ه‪66 6 6 6‬ود‪ ، ]90:‬ومل ي‪66 6 6‬رد االسم يف الس ‪66 6‬نة إال يف‬
‫حديث سرد األمساء عند الرتمذي وهو ضعيف كما تقدم ‪.‬‬
‫الولِ ُّي ‪:‬‬
‫‪َ   -56‬‬
‫‪/‬اء فَاللَُّه ُه َ‪/‬و اْل َ‪/‬ولِ ُّي‬ ‫ِ ِِ ِ‬
‫ورد االسم مطلقا معرفا يف قوله تعاىل ‪  :‬أَِم اتَّ َخ ُذوا م ْن ُدونه أَْولَي َ‬
‫ير ‪[ ‬الش‪66‬ورى‪ ، ]9 :‬وقوله س‪66‬بحانه ‪ :‬‬ ‫ْم‪/‬وتَى وه‪//‬و َعَلى ُك‪ِ ٍ ِّ /‬‬ ‫ِ‬
‫‪/‬ل َش‪ْ /‬يء قَ‪//‬د ٌ‬ ‫َو ُه‪/َ /‬و يُ ْحيي ال َ‪َ ُ َ ْ /‬‬
‫ْح ِميد ُ‪[ ‬الش‪66‬ورى‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ث ِم ْن َب ْع ِ‪/‬د َما َقَنطُ‪/‬وا َوَيْن ُ‬ ‫َو ُه َ‪/‬و الَّ ِذي ُيَن ِّ‪/‬ز ُل اْلغَْي َ‬
‫ش‪ُ/‬ر َر ْح َمَت ُ‪/‬ه َو ُه َ‪/‬و اْل َ‪/‬ول ُّي ال َ‬
‫ِ َّ ِ‬
‫آمنُوا‬‫ين َ‬ ‫‪ ]28‬وقد ورد مقي‪6‬دا يف نص‪6‬وص أخ‪6‬رى كث‪6‬رية كقوله تع‪6‬اىل ‪  :‬اللَُّه َول ُّي الذ َ‬
‫‪[ ‬البقرة‪ ، ]257 :‬وقوله ‪ِ  :‬إنََّما َولِيُّ ُك ُم اللَُّه َوَر ُسول ُُه َوالَّ ِذ َين َآمنُوا ‪[ ‬املائدة‪. ]55:‬‬
‫ت‬ ‫ِ‬ ‫وعند البخ‪66 6 6 6 6 6 6‬اري من ح‪66 6 6 6 6 6 6‬ديث َع ْ‪6‬م‪6َ 6 6 6 6 6 6‬رو بْ َن اْل َع‪ِ 6 6 6 6 6 6 6‬‬
‫‪6‬اص ‪ t‬أنه قَ ‪6َ 6 6 6 6 6‬ال ‪ :‬مَس ْع ُ‬
‫النَّبِّي‬
‫ين‬ ‫ِِ‬
‫ص‪/‬ال ُح ال ُْم ْ‪/‬ؤمن َ‬
‫آل أَبِى لَيسوا بِأَولِي‪/‬ائِي ‪ِ ،‬إنَّما ولِيَِّي اللَّه و ِ‬
‫َُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُْ َْ‬ ‫‪6‬ول ‪ِ ( :‬إ َّن َ‬ ‫َ ‪ِ ‬ج َه ًارا َغْيَر ِسٍّر َيُق ُ‬
‫َصلَُها بِ ِصَلتِ َها ‪.‬‬ ‫َكن ل َُهم ر ِحم أَبلَُّها بِب َاللَِها ) (‪ ، )1‬يعنِي أ ِ‬
‫َْ‬ ‫َول ْ ْ َ ٌ ُ َ‬
‫ِ‬

‫الحمي ُد ‪:‬‬ ‫‪َ   -57‬‬


‫اسم اهلل احلميد ورد يف الق ‪66‬رآن على س ‪66‬بيل اإلطالق م ‪66‬رادا به العلمية وداال على‬
‫الوص‪66 6‬فية يف كثري من النص‪66 6‬وص القرآنية ‪ ،‬وقد ورد مف‪66 6‬ردا ومقرتنا باسم اهلل العزيز‬
‫ب ِم َن‬ ‫والغين وال ‪66 6 6 6‬ويل واجمليد واحلكيم ‪ ،‬ومن ذلك قوله تع ‪66 6 6 6‬اىل ‪  :‬و ُه‪ُ / / / /‬دوا ِإلَى الطَّيِّ ِ‬
‫َ‬
‫اط ال ِ ِ‬ ‫ص ‪/‬ر ِ‬‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْحمي‪//‬د ‪[ ‬احلج‪ ، ]24:‬وقوله ‪  :‬يَا أَُّيَها الن ُ‬
‫َّاس أَْنتُ ُم اْلُفَق‪/َ /‬ر ُاء‬ ‫َ‬ ‫اْلَق‪/ْ /‬ول َو ُه‪ُ /‬دوا إلَى َ‬
‫ث ِم ْن‬ ‫ْح ِمي ‪ُ /‬د ‪[ ‬ف‪66‬اطر‪ ، ]15:‬وقوله ‪َ  :‬و ُ‪/‬ه َ‪/‬و الَّ ِذي ُيَ‪/‬ن ِّ‪/‬ز ُل اْلغَْي َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِإلَى اللَّه َواللَُّه ُ‪/‬ه َ‪/‬و اْلغَن ُّي ال َ‬
‫ْح ِمي‪ُ /‬د ‪[ ‬الش‪66‬ورى‪ ، ]28:‬واق‪66‬رتن باجمليد يف‬ ‫ِ‬ ‫َب ْع‪/ِ /‬د َما َقَنطُ‪//‬وا َوَيْن ُ‬
‫ش‪ُ/‬ر َر ْح َمَت‪/ُ /‬ه َو ُ‪/‬ه َ‪/‬و اْل‪/َ /‬ول ُّي ال َ‬
‫ت ِإنَُّه َح ِمي‪ٌ /‬د َم ِجيد‬ ‫ت اللَِّه وبر َكاتُُه َعَلْي ُكم أ َْهل الْبْي ِ‬ ‫َِّ‬ ‫قوله ‪  :‬قَالُوا أََتعجِب ِ‬
‫ْ َ َ‬ ‫ين م ْن أَْم ِر الله َر ْح َم ُ َ َ َ‬ ‫َْ َ‬
‫‪/‬ل ِم ْن َبْي ِن يَ َديْ‪/ِ /‬ه َوال ِم ْن‬ ‫ِِ ِ‬
‫ٌ‪[ ‬ه‪66‬ود‪ ]73:‬واق‪66‬رتن ب‪66‬احلكيم يف قوله تع‪66‬اىل ‪  :‬ال يَأْتي‪//‬ه الَْباط‪ُ /‬‬
‫يل ِم ْن َح ِك ٍيم َح ِم ٍيد ‪[ ‬فصلت‪. ]42 :‬‬ ‫ِِ‬
‫َخلْفه َتْن ِز ٌ‬

‫‪ 1‬البخاري يف كتاب األدب ‪. )5644 ( 5/2233‬‬


‫(‪)79‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫ول اللَِّه ‪َ ‬فُقلَْنا ‪ :‬يَا‬


‫‪6‬ال ‪َ ( :‬س ‪/‬أَلَْنا َر ُس ‪َ /‬‬ ‫ج َ‪6‬رَة ‪ t‬أنه قَ ‪َ 6‬‬ ‫ب بْ ُن ُع ْ ‪6‬‬ ‫ُ‬ ‫وعند البخ ‪66‬اري عن َك ْع‬
‫‪/‬ال ‪ :‬قُولُ‪/‬وا‬ ‫الُة َعَلْي ُكم أ َْهل الْبْي ِ‬
‫ت فَِإ َّن اللََّه قَ ْد َعلَّ َمَنا َكْي َ‬
‫‪/‬ف نُ َس‪/‬لِّ ُم ؟ قَ َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫الص َ‬
‫ف َّ‬ ‫ول اللَِّه ‪َ ،‬كْي َ‬‫َر ُس َ‬
‫يم ِإنَّ َ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ص‪/‬لَّْي َ‬ ‫ٍ‬ ‫ص‪ِّ /‬ل َعَلى ُم َح َّم ٍد و َعَلى ِ‬
‫ك‬ ‫يم َو َعَلى آل إْب َ‪/‬راه َ‬‫ت َعَلى إْب َ‪/‬راه َ‬ ‫آل ُم َح َّمد َك َما َ‬ ‫َ‬ ‫‪ :‬اللَُّه َّم َ‬
‫آل‬‫ت َعَلى ِإْبر ِاهيم و َعَلى ِ‬ ‫آل ُم َح َّم ٍد َك َما بَ َار ْك َ‬ ‫َعَلى ِ‬‫َح ِمي ٌد َم ِجي ٌد ‪ ،‬اللَُّه َّم بَا ِر ْك َعَلى ُم َح َّم ٍد و َ‬
‫َ ََ‬
‫ِإْبَر ِاه َيم ِإنَّ َك َح ِمي ٌد َم ِجي ٌد ) (‪. )1‬‬
‫ظ ‪:‬‬ ‫الحفي ُ‬ ‫‪َ   -58‬‬
‫ورد يف قوله تعاىل ‪َ  :‬وَربُّ َك َعَلى ُك ِّل َش‪ْ /‬يٍء َحِفي‪ٌ /‬ظ ‪[ ‬س‪66‬بأ‪ ،]21:‬ويف قوله تع‪6‬اىل‬
‫ف َربِّي َقْوم‪/‬اً َغْي َ‪/‬ر ُك ْم‬‫ْت بِ ِ‪/‬ه ِإلَْي ُك ْم َويَ ْس‪َ/‬ت ْخِل ُ‬
‫عن ه‪66‬ود ‪  : ‬فَ‪ِ/‬إ ْن َتَولَّْوا َفَق ْ‪/‬د أَْبَل ْغتُ ُك ْم َما أ ُْر ِس‪/‬ل ُ‬
‫ض‪ُّ/‬رونَُه َش‪ْ/‬يئاً ِإ َّن َربِّي َعَلى ُك ِّ‪/‬ل َش‪ْ /‬يٍء َحِفي‪ٌ /‬ظ ‪[ ‬ه‪66‬ود‪ ، ]57:‬وقد تق‪66‬دم يف ش‪66‬روط‬ ‫َوال تَ ُ‬
‫اإلحص‪66‬اء أن االسم املق‪66‬رتن ب‪66‬العلو والفوقية يزيد اإلطالق كم‪66‬اال على كم‪66‬ال ‪ ،‬فاهلل‬
‫من فوق عرشه حفيظ له مطلق الكم‪6‬ال يف الوصف ‪ ،‬ف‪6‬إذا انضم إىل ذلك اجتم‪6‬اع‬
‫معاين العلو ظهر يف اإلطالق مجال الكمال ‪ ،‬وقد ورد االسم مقيدا يف قوله تعاىل ‪:‬‬
‫يل ‪[ ‬الشورى‪]6 :‬‬ ‫ت َعَلْي ِه ْم بَِو ِك ٍ‬
‫ظ َعَلْي ِه ْم َوَما أَنْ َ‬ ‫ين اتَّ َخ ُذوا ِم ْن ُدونِِه أَْولَِي َاء اللَّهُ َحِفي ٌ‬ ‫َّ ِ‬
‫‪َ ‬والذ َ‬
‫‪ ،‬ومل ي‪66 6‬رد االسم يف الس‪66 6‬نة إال يف ح‪66 6‬ديث س‪66 6‬رد األمساء عند الرتم ‪66‬ذي‬
‫وليس حبجة كما تقدم ‪.‬‬
‫المجي ُد ‪:‬‬ ‫‪َ   -59‬‬
‫اجمليد اسم من أمساء اهلل احلسىن ورد يف القرآن والس‪6‬نة على س‪6‬بيل اإلطالق م‪6‬رادا‬
‫ين ِم ْن أَْم‪ِ / /‬ر اللَِّه‬‫ِ‬
‫به العلمية وداال على الوص‪66 6‬فية وكماهلا ‪ ،‬ق‪66 6‬ال تع‪66 6‬اىل ‪  :‬قَ‪// /‬الُوا أََت ْع َجب َ‬
‫‪/‬ل َالبْي ِت ِإنَُّه َح ِمي ‪ٌ /‬د َم ِجي ‪ٌ /‬د ‪[ ‬ه ‪66‬ود‪ ، ]73:‬وق‪66‬ال ‪ُ  :‬ذو‬ ‫رحم ُ َِّ‬
‫ت الله َوَبَر َكاتُ‪/ُ /‬ه َعَلْي ُك ْم أ ْ‪َ/‬ه َ‬ ‫َ َْ‬
‫الم ِجي ُد ‪[ ‬الربوج‪ ، ]15 :‬قرأ ابن كثري ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم‬ ‫ش َ‬ ‫العْر ِ‬
‫َ‬
‫ذو العرش اجمليدُ رفعا وهذه القراءة دليل على أن اجمليد اسم ‪ ،‬وق‪66‬رأ محزة والكس‪66‬ائي‬

‫‪ 1‬البخاري يف كتاب أحاديث األنبياء ‪ ،‬باب يزفون النسالن يف املشي ‪. )3190 ( 3/1233‬‬
‫(‪)80‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫ذو العرش اجمليدِ خفضا (‪. )1‬‬


‫ول اللَِّه‬
‫ي ‪ ( : t‬أََّنُه ْم قَالُوا ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫اع ِد ُ‬
‫وعند البخاري من ح‪6‬ديث أيب مُح ي ٍ‪6‬د ال َّس‪ِ 6‬‬
‫َْ‬
‫ول اللَِّه ‪ : ‬قُولُ ‪//‬وا ‪ :‬اللَُّه َّم ص‪ِّ / /‬ل َعَلى مح َّم ٍد وأَ ْزو ‪ِ/‬‬
‫اج‪ /‬هِ‬ ‫‪/‬ال َر ُس‪ُ / /‬‬
‫‪/‬ك ؟ َفَق‪َ /‬‬‫ص‪/ /‬لِّى َعَلْي ‪َ /‬‬
‫َُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫‪/‬ف نُ َ‬
‫َكْي ‪َ /‬‬
‫يم ‪َ ،‬وبَ ‪// /‬ا ِر ْك َعَلى ُم َح َّم ٍد َوأَ ْزَو ِ‪/‬‬
‫اج‪ِ / /‬ه َو ُذِّريَِّت ‪/ِ / /‬ه ‪َ ،‬ك َما‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ص‪/ / /‬لَّْي َ‬ ‫ِِ‬
‫ت َعَلى آل إْب‪/َ / /‬راه َ‬ ‫َو ُذِّريَّت ‪// /‬ه ‪َ ،‬ك َما َ‬
‫آل ِإْبَر ِاه َيم ‪ِ ،‬إنَّ َك َح ِمي ٌد َم ِجي ٌد ) (‪. )2‬‬ ‫ت َعَلى ِ‬ ‫بَ َار ْك َ‬
‫َّاح ‪:‬‬ ‫‪   -60‬الَفت ُ‬
‫مسى اهلل نفسه الفت‪66‬اح على س‪66‬بيل اإلطالق م‪66‬رادا به العلمية وداال على الوص‪66‬فية‬
‫وقد ورد املعىن حمم ‪66 6‬وال عليه مس ‪66 6‬ندا إليه يف نص واحد من النص ‪66 6‬وص القرآنية وهو‬
‫َّاح الَْعِليم ُ‪[ ‬س‪66‬بأ ‪]26 :‬‬ ‫قوله تعاىل ‪  :‬قُ ْل يَ ْج َم ُع َبْيَنَنا َرُّبَنا ثُ َّم َيْفَت ُح َبْيَنَنا بِ‪/‬ال َ‬
‫ْح ِّق َو ُه َ‪/‬و اْلَفت ُ‬
‫‪ ،‬وه‪66 6 6 6‬ذه اآلية ورد فيها االسم والوصف معا ‪ ،‬ومل ي‪66 6 6 6‬رد االسم يف الس‪66 6 6‬نة إال يف‬
‫حديث سرد األمساء عند الرتمذي وليس حبجة ‪.‬‬
‫الشهي ُد ‪:‬‬ ‫‪َّ   -61‬‬
‫ورد االسم يف كثري من النص‪66 6‬وص القرآنية مقرونا ب‪66 6‬العلو والفوقية كما يف ق‪66 6‬ول‬
‫َج ِر َي ِإال َعَلى اللَِّه َو ُهَو َعَلى ُك ِّل َش ْيٍء‬ ‫َج ٍر َف ُهَو لَ ُك ْم ِإ ْن أ ْ‬
‫ِ‬
‫اهلل تعاىل ‪  :‬قُ ْل َما َسأَلْتُ ُك ْم م ْن أ ْ‬
‫ك أَنَُّه َعَلى ُك ِّل َش ْيٍء َش‪ِ /‬هي ٌد ‪[ ‬فص‪66‬لت‪:‬‬ ‫ف بَِربِّ َ‬ ‫َش ِهي ٌد ‪[ ‬سبأ‪ ، ]47 :‬وقوله ‪  :‬أَولَم يَ ْك ِ‬
‫َ ْ‬
‫‪ ]53‬وقد ورد مقي‪6‬دا يف آي‪6‬ات كث‪6‬رية كما يف قوله ‪  :‬ل ِ‬
‫َك ِن اللَُّه يَ ْش‪َ /‬ه ُد بِ َما أَْن َ‪/‬ز َل ِإلَْي َ‬
‫‪/‬ك‬
‫أَْنَزل َُه بِِعل ِْمِه َوال َْمالئِ َكةُ يَ ْشَه ُدو َن َو َكَفى بِاللَِّه َشِهيداً ‪[ ‬النساء‪. ]166:‬‬
‫‪/‬ال‬
‫ول َك َما قَ ‪َ /‬‬ ‫اس ‪ t‬مرفوعا ‪ .. ( :‬فَ ‪/‬أَقُ ُ‬ ‫وعند البخ ‪66‬اري ومس ‪66‬لم من ح ‪66‬ديث ابْ ِن َعبَّ ٍ‬
‫يب‬ ‫ت أَنْ َ ِ‬
‫ت ال ‪/َّ / /‬رق َ‬ ‫ت ِفي ِه ْم َفَل َّما َت‪/َ / /‬و َّفْيَتِني ُكْن َ‬ ‫ص‪/ / /‬الِ ُح ‪َ  :‬و ُكْن ُ‬
‫ت َعَلْي ِه ْم َش‪ِ / / /‬هي ًدا َما ُدْم ُ‬ ‫العْب‪ُ / / /‬د ال َّ‬
‫َ‬
‫الع ِزي ُ‪/‬ز‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪/‬اد َك َوإ ْن َت ْغف ْ‪/‬ر ل َُه ْم فَإنَّ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َ‬ ‫ك أَنْ َ‬ ‫ت َعَلى ُك ِّل شيء َشهي ٌد إ ْن ُتَعذْب ُه ْم فَ‪/‬إَّنُه ْم عَب ُ‬ ‫َعَلْيه ْم َوأَنْ َ‬
‫ِّين َعَلى أَ ْعَقابِِه ْم ُمْن ُذ فَ َارقَْت ُه ْم ) (‪. )3‬‬ ‫ال ‪َ :‬فيَق ُ ِ‬ ‫ِ‬
‫ال لي ِإَّنُه ْم ل َْم َيَزالُوا ُمْرتَد َ‬ ‫الحكيم ُ‪ ‬قَ َ ُ‬ ‫َ‬
‫‪ 1‬كتاب السبعة يف القراءات أليب بكر أمحد بن موسى التميمي البغدادي ص ‪.678‬‬
‫‪ 2‬البخاري يف أحاديث األنبياء ‪. )3189 ( 3/1232 ،‬‬
‫‪3‬البخ‪66 6‬اري يف كت‪66 6‬اب أح‪66 6‬اديث األنبي‪66 6‬اء ‪ ،‬ب‪66 6‬اب وكنت عليهم كالمها ما دمت فيهم ‪)4349 ( 4/1691‬‬
‫ومسلم يف كتاب اجلنة وصفة نعيمها وأهلها ‪ ،‬باب فناء الدنيا وبيان احلشر ي‪6‬وم القيامة ‪)2860 ( 4/2194‬‬
‫(‪)81‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪-62‬‬


‫المقَ‪/ / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / /‬د‬
‫ُ‬
‫ُِم ‪:‬‬
‫مل ي‪66 6 6 6‬رد االسم يف الق‪66 6 6 6‬رآن ولكن مساه به النيب ‪ ‬على س‪66 6 6 6‬بيل اإلطالق م‪66 6 6‬رادا به‬
‫العلمية وداال على كم‪6‬ال الوص‪6‬فية ‪ ،‬وقد ورد املعىن حمم‪6‬وال عليه مس‪6‬ندا إليه ‪ ،‬كما‬
‫ج‪6‬اء يف احلديث املتفق عليه عند البخ‪6‬اري واملس‪6‬لم من ح‪6‬ديث ابْ َن َعبَّ ٍ‬
‫اس ‪ t‬أن النَّيِب‬
‫ض‬‫ات َواألَْر ِ‬ ‫س‪/‬ماَو ِ‬ ‫ْح ْ‪/‬م ُد أَنْ َ‬
‫ت َقِّي ُم ال َّ َ‬ ‫‪/‬ك ال َ‬ ‫‪6َ ‬ك‪6‬ا َن إِ َذا قَ‪6َ 6‬ام ِم َن اللَّْي‪6ِ 6‬ل َيَت َه َّج ُد قَ‪َ 6‬‬
‫‪6‬ال ‪ ( :‬اللَُّه َّم لَ َ‬
‫ِّم‬ ‫ت ‪ ،‬أَنْ َ‬
‫ت ال ُْمَق‪//‬دُ‬ ‫ت َوَما أَ ْعَلْن ُ‬
‫ت ‪َ ،‬وَما أَ ْس ‪َ/‬ر ْر ُ‬‫ت َوَما أَخَّْر ُ‬ ‫‪ ..‬إلى أن ق‪//‬ال ‪ :‬فَ‪//‬ا ْغِفْر لِي َما قَ‪//‬دَّْم ُ‬
‫ت أَْو َال ِإل ََه َغْيُر َك ) (‪. )1‬‬ ‫ت ال ُْمَؤخُِّر ‪َ ،‬ال ِإل ََه ِإالَّ أَنْ َ‬
‫َوأَنْ َ‬
‫ِّخر ‪:‬‬ ‫‪   -63‬المُؤ ُ‬
‫مل ي‪66‬رد االسم يف الق‪66‬رآن ولكن مساه به النيب ‪ ، ‬فقد ورد مع االسم ال‪66‬ذي تق‪66‬دم‬
‫ت ال ُْم‪/َ / /‬ؤخُِّر ) ‪ ،‬وال ‪66 6‬ذي ورد يف الق ‪66 6‬رآن الفعل كما يف‬ ‫ِّم َوأَنْ َ‬ ‫يف قوله ‪ ( : ‬أَنْ َ‬
‫ت ال ُْمَق‪// /‬دُ‬
‫ب لَ ْ‪/‬وال‬
‫‪/‬ول َر ِّ‬
‫ت َفَيُق َ‬ ‫قوله تع‪66‬اىل ‪َ  :‬وأَنِْفُق‪/‬وا ِم ْن َما َر َزقَْن‪/‬ا ُك ْم ِم ْن َقْب ِ‪/‬ل أَ ْن يَ‪/‬أْتِ َي أ َ‪/‬‬
‫َح َد ُك ُم ال َْم ْ‪/‬و ُ‬
‫ص‪/‬الِ ِح َين ‪[ ‬املن‪66‬افقون‪ ، ]10:‬لكن االش‪6‬تقاق‬ ‫َّق َوأَ ُك ْن ِم َن ال َّ‬ ‫ص‪/‬د َ‬
‫يب فَأَ َّ‬ ‫ِ‬
‫أَخَّْرتَني ِإلَى أ َ‬
‫َج ٍل قَ ِر ٍ‬
‫من الفعل مرجعيته إىل النص وليس إىل اجته‪66 6‬اد الش‪66 6‬خص ‪ ،‬ول‪66 6‬ذلك ف‪66 6‬إن اسم اهلل‬
‫املؤخر ثابت لوروده يف السنة ‪.‬‬
‫المِل ُ‬
‫يك ‪:‬‬ ‫‪َ   -64‬‬
‫اسم اهلل املليك ورد يف القرآن مطلقا منونا م‪66‬رادا به العلمية وداال على الوص‪66‬فية‬
‫وكماهلا ‪ ،‬وقد ورد املعىن حمموال عليه مسندا إليه ‪ ،‬كما ج‪6‬اء يف قوله تع‪6‬اىل ‪ِ  :‬إ َّن‬
‫ص‪ْ /‬د ٍق ِعْن‪َ /‬د مِلي‪ٍ /‬‬
‫‪/‬ك ُمْقَت‪/ِ /‬در ‪[ ‬القم‪66‬ر‪ ، ]55:‬وقد ورد‬ ‫َّات وَن َه‪ٍ /‬ر ِفي مْقع‪/ِ /‬د ِ‬
‫ٍ‬ ‫الْمتَِّق ِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ين في َجن َ‬
‫ُ َ‬
‫االسم مقي‪6‬دا يف الس‪6‬نة ‪ ،‬فعند الرتم‪6‬ذي وص‪6‬ححه األلب‪6‬اين من ح‪6‬ديث أيب ُهَرْيَ‪6‬رَة ‪t‬‬

‫‪.‬‬
‫‪ 1‬البخاري يف كتاب التهجد ‪ ،‬باب التهجد بالليل ‪. )1069 ( 1/377‬‬
‫(‪)82‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬
‫ٍ‬
‫ت َوإ َذا‬ ‫ول اهلل ُ‪6‬م ‪6ْ 6‬ريِن بِ َش ‪ْ 6 6‬يء أَقُولُ‪66 6‬هُ إ َذا أَ ْ‬
‫ص‪َ6 6‬ب ْح ُ‬ ‫أن أبا بَ ْ‪6‬ك ‪ٍ 6‬ر الص ‪66‬ديق ‪ t‬ق ‪66‬ال ‪ :‬يَا َر ُس‪َ 6 6‬‬
‫س ‪/‬م ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب وال ّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‬‫ض ‪َ ،‬ر َّ‬‫اوات واألَْر ِ‬ ‫ش ‪َ /‬ه َادة ‪ ،‬فَ ‪//‬اطَر ال َّ َ‬ ‫الله َّم َع‪//‬ال َم الغَْي ِ َ‬
‫‪6‬ال ‪ ( :‬قُل ‪ُ :‬‬
‫ت قَ ‪َ 6‬‬ ‫أَْم َس ‪ْ6‬ي ُ‬
‫‪/‬ك ِم ْن َش ‪ِّ/‬ر َنْف ِس ‪/‬ي َوِم ْن َش ‪ِّ/‬ر ال َّ‬ ‫ُك‪ٍ ِّ /‬‬
‫ش ‪ْ/‬يطَ ِ‬
‫ان‬ ‫أع‪//‬و ُذ بِ ‪َ /‬‬
‫ت ُ‬‫‪/‬ل َش ‪/‬يء َوَمِلي َك‪/ُ /‬ه أ ْش ‪َ /‬ه ُد أَن َال ِإله ِإالّ أنْ َ‬
‫ت وِإ َذا أ َخ ْذ َت َم ْض َجَع َك ) (‪. )1‬‬ ‫ت َوإ َذا أَْم َسْي َ‬‫َصَب ْح َ‬
‫له إ َذا أ ْ‬ ‫ال قُ ُ‬ ‫وشْر ِكِه ‪ ،‬قَ َ‬
‫ِ‬

‫المْقَت ِد ُر ‪:‬‬
‫‪َ   -65‬‬
‫آل ِفْر َع ‪/ْ /‬و َن النُّ ُذ ُر‬
‫اسم اهلل املقت‪66 6‬در مسى اهلل نفسه به يف قوله تع‪66 6‬اىل ‪َ  :‬ولََق ‪/ْ /‬د َج‪//‬اء َ‬
‫ين‬ ‫َك َّذبوا بِآياتَِنا ُكلِّها فَأَ َخ ْذنَاهم أَ ْخ َذ َع ِزي ٍز مْقَت ِد ٍر ‪[ ‬القم‪66‬ر‪ ، ]42:‬وق‪6‬ال أيضا ‪ِ  :‬إ َّن ِ‬
‫المتَّق َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫‪/‬ك ُمْقَت‪/ِ /‬د ٍر ‪[ ‬القم‪66‬ر‪ ، ]55:‬فاالسم يف اآلي‪66‬تني‬ ‫ص‪ْ /‬د ٍق ِعْن‪َ /‬د مِلي‪ٍ /‬‬
‫َّات وَن َه‪ٍ /‬ر ِفي مْقع‪/ِ /‬د ِ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫في َجن َ‬
‫ورد مطلقا منونا م‪66‬رادا به العلمية ودال على كم‪66‬ال الوص‪66‬فية ‪ ،‬وورد مقرونا ب‪66‬العلو‬
‫والفوقية يف قوله تع‪66‬اىل ‪َ  :‬و َ‪/‬ك‪/‬ا َن اللَُّه َعَلى ُك ِّ‪/‬ل َش‪ْ /‬يٍء ُمْقَت ِ‪/‬دراً ‪[ ‬الكه‪66‬ف‪ ، ]45 :‬وقد‬
‫علمنا أن االق‪6‬رتان ب‪6‬العلو يزيد اإلطالق كم‪6‬ال على كم‪6‬ال ‪ ،‬ول‪6‬ذلك ف‪6‬إن ه‪6‬ذه اآلية‬
‫مبفردها كافية يف إثب‪66‬ات اسم اهلل املقت‪66‬در ‪ ،‬ومل ي‪66‬رد االسم يف ح‪66‬ديث ث‪66‬ابت ‪ ،‬وإمنا‬
‫ورد يف رواية الوليد بن مس ‪66 6‬لم عند الرتم ‪66 6‬ذي وهي رواية ض ‪66 6‬عيفة ‪ ،‬كما أن س‪66 6‬رد‬
‫األمساء فيها من إدراج الرواة وليس من كالم النيب ‪. )2( ‬‬
‫الم َس ِّعُر ‪:‬‬
‫‪ُ   -66‬‬
‫مل ي ‪66 6 6 6‬رد االسم يف الق ‪66 6 6 6‬رآن ولكن مساه به النيب ‪ ، ‬فقد ورد االسم يف ص ‪66 6 6‬حيح‬
‫الس‪66‬نة مطلقا معرفا مس‪66‬ندا إليه املعىن حمم‪66‬وال عليه م‪66‬رادا به العلمية وداال على كم‪66‬ال‬
‫الوص ‪66‬فية ‪ ،‬ففي س ‪66‬نن الرتم ‪66‬ذي وق ‪66‬ال حسن ص ‪66‬حيح وك ‪66‬ذلك عند أيب داود وابن‬
‫َّاس ‪ :‬يَا‬ ‫‪6‬ال ‪ ( :‬قَ َ‬
‫ال الن ُ‬ ‫ماجه وأمحد وص‪6‬ححه األلب‪6‬اين مجيعهم ي‪6‬روي عن أَنَ ٍ‬
‫س ‪ t‬أنه قَ َ‬
‫ض الَْبا ِس‪ُ /‬‬
‫ط‬ ‫‪/‬ال رس‪ِ ُ /‬‬
‫ول اللَّه ‪ِ :‬إ َّن اللََّه ُه َ‪/‬و ال ُْم َس‪ِّ /‬عُر اْلَق‪/‬ابِ ُ‬ ‫ول اللَِّه َغ َ‬
‫ال ال ِّس‪ْ /‬عُر فَ َس‪ِّ /‬عْر لََنا ‪َ ،‬فَق َ َ ُ‬ ‫َر ُس‪َ /‬‬
‫(‪) 3‬‬
‫‪/‬ال )‬ ‫َح ٌد ِمْن ُكم يُطَ‪/‬الِبُِني بِمظَْلم ٍ‪/‬ة ِفي َدٍم و َال َم ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ال َّ‪/‬راز ُق ‪ ،‬وإني ألَْر ُجو أَ ْن أَْلَقي اللَه َولَْي َ‬
‫س أ َ‪/‬‬

‫‪ 1‬الرتمذي يف كتاب الدعوات ‪ ، )3392 ( 5/467‬السلسلة‪ 6‬الصحيحة ‪. )2753( 6/580‬‬


‫‪ 2‬الرتمذي كتاب الدعوات ‪ ، )3507 ( 5/530 ،‬وانظر تعليق األلباين يف مشكاة املصابيح ( ‪. )2288‬‬
‫‪ 3‬الرتم‪6‬ذي يف كت‪6‬اب ال‪6‬بيوع ‪ ،‬ب‪6‬اب ما ج‪6‬اء يف التس‪6‬عري ‪ ، )1314 ( 3/605‬وأبو داود يف كت‪6‬اب اإلج‪6‬ارة‬
‫باب يف التسعري ‪ ، )3451 ( 3/272‬وابن ماجه يف كتاب التجارات ‪ ،‬باب من كره أن يسعر ‪( 2/741‬‬
‫‪ ، )2200‬وأمحد يف املسند ‪ ، )14089 ( 3/286‬وانظر تصحيح األلباين يف غاية املرام ص‪)323(194‬‬
‫(‪)83‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫‪.‬‬
‫‪6‬ال أَنَس ‪َ ( : t‬غ َ‬
‫ال‬ ‫وك‪66‬ذلك أخرجه أمحد برواية فيها تق‪66‬دمي وت‪66‬أخري ‪ ،‬وفيها قَ‪َ 6‬‬
‫‪/‬ال ‪ِ :‬إ َّن اللََّه ُه‪/َ /‬و‬
‫ت ‪َ ،‬فَق‪َ /‬‬ ‫ول اللَِّه لَ ‪/ْ /‬و َس‪َّ / /‬عْر َ‬ ‫ال ِّس‪ْ / /‬عر َعَلي َع ْه‪/ِ /‬د ر ُس‪ِ / /‬‬
‫ول اللَِّه ‪َ ‬فَق‪//‬الُوا ‪ :‬يَا َر ُس‪َ / /‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫َح ٌد بِمظَْلم‪/‬ةٍ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ط ال َّ‪/‬را ِز ُق ال ُْم َس‪ِّ /‬عُر ‪ ،‬وإني ألَْر ُجو أَ ْن أَْلَقي اللَه َو َال يَطْلُبُني أ َ‪َ َ /‬‬ ‫ض الَْباس‪ُ /‬‬ ‫ال َخال ُق اْلَقاب ُ‬
‫ظََل ْمُتَها ِإيَّ ُاه ِفي َدٍم َو َال َم ٍال ) (‪. )1‬‬
‫وال بد هنا من التنبيه على قض ‪66 6‬ية هامة ح ‪66 6‬ول ه ‪66 6‬ذا احلديث ‪ ،‬ف ‪66 6‬أغلب العلم ‪66 6‬اء‬
‫ال‪66‬ذين تتبع‪66‬وا األمساء اس‪66‬تدلوا به يف إثب‪66‬ات الق‪66‬ابض الباسط ال‪66‬رازق واس‪66‬تبعدوا املس‪66‬عر‬
‫بال دليل أو تعليل ‪ ،‬بل بعض ‪66‬هم يس ‪66‬تبعد ال ‪66‬رازق أيضا ‪ ،‬فهل اسم اهلل املس ‪66‬عر ليس‬
‫فيه كم‪66‬ال مطلق ‪ ،‬أو أنه حيتمل معىن من مع ‪66‬اين النقص عند اإلطالق فيل‪66‬زم تقيي ‪66‬ده‬
‫؟‬
‫يف احلقيقة مل أجد ال ه‪66 6 6 6 6 6‬ذا وال ذاك فهو من حيث اإلطالق أطلقه الرس ‪66 6 6 6‬ول ‪‬‬
‫دون تقييد ‪ ،‬ومن حيث الكم‪66‬ال داللته أبلغ من الق‪66‬ابض الباسط ألنه يش‪66‬ملهما معا‬
‫لكن العجب أنين وجدت ذلك األمر قد اجتمع عليه أعالم أجالء كاإلم‪6‬ام ال‪6‬بيهقي‬
‫وابن العريب واألصبهاين وابن منده حىت املعاصرين كابن ع‪6‬ثيمني وعبد احملسن العب‪6‬اد‬
‫مجيعهم استبعد املسعر (‪. )2‬‬
‫أما ال‪66 6‬رازق ف‪66 6‬ذكره ال‪66 6‬بيهقي وابن من‪66 6‬ده واألص‪66 6‬بهاين وابن ال‪66 6‬وزير والغصن من‬
‫املعاصرين ‪ ،‬وإن استبعد ابن ال‪6‬وزير مع املس‪6‬عر أيضا الق‪6‬ابض الباسط مع أنه ال دليل‬
‫على الق‪66 6‬ابض الباسط ال‪66 6‬رازق إال ه‪66 6‬ذا احلديث (‪ ، )3‬والعالمة ابن حجر العس ‪66‬قالين‬
‫استبعد اجلميع مع ثبوت احلديث عنده وتصحيحه له ‪ ،‬فهو القائل ‪ ( :‬هذا احلديث‬
‫رواه أمحد وأبو داود والرتم‪66 6‬ذي وابن ماجة وال‪66 6‬دارمي وال‪66 6‬بزار وأبو يعلى من طريق‬

‫‪.‬‬
‫‪ 1‬أمحد يف املسند ‪ ،‬مسند أنس بن مالك ‪. )12613 ( 3/156‬‬
‫‪ 2‬انظر أمساء اهلل احلسىن للدكتور الغصن ص ‪ ، 352‬وقطف اجلىن الداين ص ‪ ، 85‬ص ‪. 92‬‬
‫‪ 3‬انظر السابق ‪. 178‬‬
‫(‪)84‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫محاد بن س ‪66 6 6‬لمة عن ث ‪66 6 6‬ابت وغ ‪66 6 6‬ريه عن أنس وإس ‪66 6 6‬ناده على ش ‪66 6 6‬رط مس ‪66 6‬لم ‪ ،‬وقد‬
‫صححه ابن حبان والرتمذي ) (‪. )1‬‬
‫والقصد أن االسم ث‪66 6 6‬ابت باحلديث الص‪66 6 6‬حيح وليس لنا أن ن‪66 6 6‬رد ق‪66 6 6‬ول نبينا ‪ ‬يف‬
‫تس‪66‬ميته هلل هبذا االسم بن‪66‬اء على اجته‪66‬اد أو استحس‪66‬ان ‪ ،‬فلم أجد علة ذكرها أحد‬
‫الستبعاده من األمساء ‪ ،‬فما يسري عليه يسري على بقية األمساء الواردة يف احلديث‬
‫ولذلك أدخله القرطيب يف األمساء احلسىن (‪. )2‬‬
‫واملس‪66‬عر اسم من أمساء اهلل دل على ص‪66‬فة من ص‪66‬فات الفعل ‪ ،‬والتس‪66‬عري يف حق‬
‫اهلل يتعلق بن ‪66‬وعي الت ‪66‬دبري ‪ ،‬فالت ‪66‬دبري منه ما هو متعلق بتص ‪66‬ريف املق ‪66‬ادير وهو الت ‪66‬دبري‬
‫الك‪66 6‬وين ومنه ما هو متعلق ب‪66 6‬احلكم التكليفي وهو الت‪66 6‬دبري الش‪66 6‬رعي ‪ ،‬ف‪66 6‬األول هو‬
‫املقص‪66 6 6 6‬ود عند إطالق االسم يف حق اهلل ‪ ،‬ألن ارتف ‪6 6 6 6‬اع الس‪66 6 6 6‬عر أو اخنفاضه مرتبط‬
‫بالتدبير الكوين والتق‪6‬دير األزيل ‪ ،‬فالس‪6‬عر يرتفع بني الن‪6‬اس ؛ إما لقلة الش‪6‬يء وندرته‬
‫؛ وإما لزي ‪66 6‬ادة الطلب وكثرته ‪ ،‬وهذا أمر يتعلق مبش ‪66 6‬يئة اهلل وحكمته ‪ ،‬فهو ال ‪66 6‬ذي‬
‫يبتلي عب ‪66 6‬اده يف تص ‪66 6‬ريف أرزاقهم وت ‪66 6‬رتيب أس ‪66 6‬باهبم ‪ ،‬فقد يهيأ أس ‪66 6‬باب الكسب‬
‫إلغن ‪66‬اء فقري ‪ ،‬وهو ال ‪66‬ذي يبسط ال ‪66‬رزق ملن يش ‪66‬اء من عب ‪66‬اده ويق ‪66‬در وهو على كل‬
‫شيء قدير ‪ ،‬فهذا تدبري اهلل يف خلقه وحكمته يف تقدير املقادير ‪.‬‬
‫وإذا ألزمنا الن‪6‬اس يف ه‪6‬ذه احلالة أن ي‪6‬بيعوا بقيمة حمددة مع تيسر األس‪6‬باب وبسط‬
‫األرزاق ‪ ،‬فه ‪66 6 6 6 6‬ذا ظلم للخلق وإك ‪66 6 6 6 6‬راه بغري حق واع ‪66 6 6 6 6‬رتاض على اهلل عز وجل يف‬
‫ض الَْبا ِس‪ُ / /‬‬
‫ط‬ ‫تقس ‪66‬يم ال ‪66‬رزق ‪ ،‬ول ‪66‬ذلك ق ‪66‬ال رس‪ِ ُ 6 6‬‬
‫ول اللَّه ‪ِ ( : ‬إ َّن اللََّه ُه‪/َ /‬و ال ُْم َس‪ِّ / /‬عُر اْلَق‪//‬ابِ ُ‬ ‫َُ‬
‫(‪) 3‬‬
‫‪/‬ال ) ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َح ٌد مْن ُكم يُطَ‪/‬البُني بِمظَْلم‪/‬ة في َدٍم و َال َم ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ال َّ‪/‬راز ُق وإني ألَْر ُجو أَ ْن أَْلَقي اللَه َولَْي َ‬
‫س أ َ‪/‬‬
‫فقد رتب النيب ‪ ‬احلكم علي الوصف املناسب ‪ ،‬فمن ح‪66 6 6 6 6‬اول التس‪66 6 6 6 6‬عري على املعىن‬
‫الس‪66 6‬ابق فقد ع‪66 6‬ارض اخلالق ونازعه يف م‪66 6‬راده ومنع العب‪66 6‬اد حقهم مما أوالهم اهلل يف‬

‫‪ 1‬تلخيص احلبري ‪ ، 4/14‬وانظر كتاب القول املسدد يف الذب عن املسند لإلمام أمحد ص ‪. 86‬‬
‫‪ 2‬األسىن يف شرح األمساء احلسىن ‪. 1/502‬‬
‫‪ 3‬تقدم خترجيه ص ‪. 77‬‬
‫(‪)85‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫ال‪66 6 6‬رخص أو الغالء ‪ ،‬ف‪66 6 6‬بني ‪ ‬أن املانع له من التس‪66 6 6‬عري أن يتض‪66 6 6‬من ظلما للن ‪66 6‬اس يف‬
‫أم ‪66‬واهلم لكونه تص ‪66‬رفا فيها بغري إذهنم فق ‪66‬ال ‪ ( : ‬وإني ألَْر ُجو أَ ْن أَْلَقي اللََّه َو َال يَطْلُبُِني‬
‫أ ََح‪ٌ /‬د بِ َمظَْل َ‪/‬م ٍ‪/‬ة ظََل ْمُتَها ِإيَّ ُاه ِفي َدٍم َو َال َم‪//‬الٍ ) ‪ ،‬ف‪66‬النهي عن التس‪66‬عري مرتبط بوق‪66‬وع الظلم‬
‫على العب ‪66‬اد ‪ ،‬أما التس ‪66‬عري املتعلق بالت ‪66‬دبري الش ‪66‬رعي فهو منع الظلم وكفه عن الن ‪66‬اس‬
‫وذلك مبنع اس ‪66‬تغالل ح ‪66‬اجتهم أو احتك ‪66‬ار التج ‪66‬ار لس ‪66‬لعتهم طلبا لزي ‪66‬ادة األس ‪66‬عار ‪،‬‬
‫ك ‪66‬أن ميتنع أرب ‪66‬اب الس ‪66‬لع من بيعها مع توفرها وض ‪66‬رورة الن ‪66‬اس إليها إال بزي ‪66‬ادة عن‬
‫القيمة املناس‪66‬بة ‪ ،‬فهنا إل‪66‬زامهم بقيمة املثل من األحك‪66‬ام الوجبة ‪ ،‬فالتس‪66‬عري هاهن‪6‬ا أمر‬
‫شرعي وإلزام بالعدل الذي ألزمهم اهلل به (‪. )1‬‬
‫ض ‪:‬‬ ‫‪   -67‬الَقابِ ُ‬
‫مل ي‪66 6 6 6‬رد االسم يف الق‪66 6 6 6‬رآن ولكن مساه به النيب ‪ ‬على س‪66 6 6 6‬بيل اإلطالق م‪66 6 6‬رادا به‬
‫العلمية وداال على كم ‪66 6‬ال الوص ‪66 6‬فية ‪ ،‬وقد ورد املعىن مس ‪66 6‬ندا إليه حمم ‪66 6‬وال عليه يف‬
‫ط‬ ‫احلديث الصحيح الذي سبق يف اسم اهلل املسعر ‪ِ ( :‬إ َّن اللََّه ُهو الْمسِّعر اْلَقابِض الْب ِ‬
‫اس ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َُُ‬
‫س أ ََح ٌد ِمْن ُك ْم يُطَالِبُِني بِ َمظَْل َمٍة ِفي َدٍم َو َال َم ٍال ) ‪.‬‬
‫(‪) 2‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ ِ‬
‫الراز ُق وإني ألَْر ُجو أَ ْن أَْلَقي اللَه َولَْي َ‬
‫ط ‪:‬‬ ‫اس ُ‬ ‫‪   -68‬الب ِ‬
‫َ‬
‫ورد االسم يف الس ‪66 6‬نة يف احلديث الس ‪66 6‬ابق مع املس ‪66 6‬عر الق ‪66 6‬ابض وقد ورد االسم‬
‫مطلقا معرفا م ‪66 6 6 6‬رادا به العلمية وداال علي كم‪66 6 6 6‬ال الوص‪66 6 6 6‬فية يف احلديث الص ‪66 6 6‬حيح‬
‫الرا ِز ُق ) ‪.‬‬
‫ط َّ‬ ‫اس ُ‬ ‫املرفوع الذي سبق ‪ِ ( :‬إ َّن اللََّه ُهو الْمسِّعر اْلَقابِض الْب ِ‬
‫ُ َ‬ ‫َ َُُ‬
‫الرا ِز ُق ‪:‬‬
‫‪َّ   -69‬‬
‫ورد االسم يف الس ‪66 6‬نة مطلقا معرفا م ‪66 6‬رادا به العلمية وداال على كم ‪66 6‬ال الوص‪66 6‬فية‬
‫ففي ح‪66‬ديث أَنَ ٍ‬
‫س ‪ t‬ال‪66‬ذي ورد يف األمساء الثالثة الس‪66‬ابقة ق‪66‬ول النيب ‪ِ ( :‬إ َّن اللََّه ُه‪/َ /‬و‬
‫ض الَْبا ِس‪ُ /‬ط ال َّ‪/‬را ِز ُق ) ‪ ،‬وك‪66‬ذلك ورد االسم يف الق‪66‬رآن مقي‪66‬دا يف ق‪66‬ول اهلل‬ ‫ال ُْم َس‪ِّ /‬عُر اْلَق‪/‬ابِ ُ‬
‫‪ 1‬انظر جمموع فتاوى ابن تيمية ‪. 28/77‬‬
‫‪2‬تقدم خترجيه ‪. 77‬‬
‫(‪)86‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫الس َم ِاء تَ ُك‪/‬و ُن لََنا ِعي‪/‬داً ألََّولَِنا‬


‫يسي ابْ ُن َمْريَ َم اللَُّه َّم َرَّبَنا أَنْ ِز ْل َعَلْيَنا َمائِ َدًة ِم َن َّ‬ ‫تعاىل ‪  :‬قَ َ ِ‬
‫ال ع َ‬
‫الرا ِزِق َين ‪[ ‬املائدة‪ ، ]114 :‬واآلية مل نعتمد عليها‬ ‫ت َخْيُر َّ‬ ‫آخ ِرنَا َوآيًَة ِمْن َ‬
‫ك َو ْار ُزقَْنا َوأَنْ َ‬ ‫وِ‬
‫َ‬
‫يف إثبات االسم ألنه مل يرد فيها مطلقا وإمنا االعتماد على ما صح يف السنة ‪.‬‬
‫‪   -70‬الَق ِاهرُ ‪:‬‬
‫اسم اهلل القاهر مسى اهلل نفسه به على سبيل اإلطالق م‪66‬رادا به العلمية وداال على‬
‫‪/‬ادِه و ُه‪/‬و ال ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يم‬
‫ْحك ُ‬ ‫الوصفية يف موضعني من القرآن ‪ ،‬قوله تعاىل ‪َ  :‬و ُهَو اْلَقاهُر َف ْ‪/‬و َق عَب َ َ َ‬
‫اْل َخِب ُير ‪[ ‬األنعام‪ ، ]18 :‬وقوله ‪َ  :‬و ُهَو اْلَق ِاهُر َفْو َق ِعَب ِادِه َوُيْر ِس ُل َعَلْي ُك ْم َحَفظَ‪ً /‬ة َحتَّى ِإ َذا‬
‫ت َتَو َّفْت‪/ُ /‬ه ُر ُس‪/‬لَُنا َو ُه ْم ال ُيَفِّرطُ‪//‬و َن ‪[ ‬األنع‪66‬ام‪ ، ]61 :‬وقد ورد املعىن يف‬ ‫ْم ْ‪/‬و ُ‬
‫َح َد ُك ُم ال َ‪/‬‬
‫‪/‬اء أ َ‪/‬‬
‫َ‪/‬ج َ‬
‫ه‪66‬ذين املوض‪66‬عني حمم‪66‬وال عليه مس‪66‬ندا إليه ‪ ،‬ومل ي‪66‬رد اسم اهلل الق‪66‬اهر يف الس‪66‬نة إال يف‬
‫حديث سرد األمساء احلسىن عند ابن ماجة وهو ضعيف ‪.‬‬
‫‪   -71‬الديَّا ُن ‪:‬‬
‫مل ي‪66 6 6 6‬رد االسم يف الق‪66 6 6 6‬رآن ولكن مساه به النيب ‪ ‬على س‪66 6 6 6‬بيل اإلطالق م‪66 6 6‬رادا به‬
‫العلمية وداال على كم‪66‬ال الوص‪66‬فية ‪ ،‬فعند البخ‪66‬اري من ح‪66‬ديث َ‪6‬ج‪6‬ابٍِر َع ْن َعْب‪6ِ 6‬د اللَِّه‬
‫ت‬ ‫ِ‬ ‫بْ ِن أَُنْي ٍ‬
‫س قَ‪6َ 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6‬ال مَس ْع ُ‬
‫النَّبِّي‬
‫ب ‪ ،‬أَنَا‬ ‫ول ‪ ( :‬ي ْح ُشر اللَُّه الِْعب َاد َفيَن ِادي ِهم بِ ٍ‬ ‫َ ‪َ ‬يُق ُ‬
‫صْوت يَ ْس َم ُع ُه َم ْن َب ُع َد َك َما يَ ْس َم ُع ُه َم ْن َق‪/ُ /‬ر َ‬ ‫َ ُ ْ َ‬ ‫َ ُ‬
‫ول‬‫الديَّا ُن ) (‪ ، )1‬وعند أمحد وقال األلب‪6‬اين حسن لغ‪6‬ريه عن َعْب ِ‪6‬د اللَِّه أن َر ُس‪َ 6‬‬ ‫ك أَنَا َّ‬ ‫ال َْمِل ُ‬
‫ال الِْعَب ُ‬ ‫َّاس َيْو َم الِْقَي َامِة أَْو قَ َ‬ ‫ِ‬
‫ال ُقلَْنا ‪ََ :‬ما ُب ْهماً ؟‬ ‫اد ُعَرا ًة غُْر ًال ُب ْهماً قَ َ‬ ‫اللَّه ‪ ‬قال ‪ ( :‬يُ ْح َشُر الن ُ‬
‫الديَّا ُن ) (‪. )2‬‬ ‫ك أَنَا َّ‬ ‫ب أَنَا ال َْمِل ُ‬ ‫ت يَ ْس َم ُع ُه ِم ْن ُقْر ٍ‬ ‫ال ‪ :‬لَْيس مع ُهم َشيْء ثُ َّم يَن ِادي ِهم بِصو ٍ‬
‫َ ََ ْ ٌ ُ ْ َْ‬ ‫قَ َ‬
‫اكُر ‪:‬‬ ‫الش ِ‬ ‫‪َّ   -72‬‬

‫‪ 1‬البخ‪6‬اري معلقا يف كت‪6‬اب التوحيد ‪ ،‬ب‪6‬اب ق‪6‬ول اهلل تع‪6‬اىل وال تنفع الش‪6‬فاعة عن‪6‬ده إال ملن أذن له ‪6/2719‬‬
‫وقد وص‪6‬له ابن حجر يف تغليق التعليق ‪ ، 5/355‬وص‪6‬ححه األلب‪6‬اين يف ظالل اجلنة يف ختريج الس‪6‬نة ‪1/225‬‬
‫وانظر األسىن يف شرح األمساء احلسىن ‪. 1/417‬‬
‫‪ 2‬أمحد يف املسند حديث عبد اهلل بن أنيس ‪. )16465 ( 3/495‬‬
‫(‪)87‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫ورد االسم يف الق‪6‬رآن مطلقا منونا مس‪6‬ندا إليه املعىن حمم‪6‬وال عليه م‪6‬رادا به العلمية‬
‫وداال على كم ‪66‬ال الوص ‪66‬فية يف موض ‪66‬عني من النص ‪66‬وص القرآنية ‪ ،‬يف قوله تع ‪66‬اىل ‪ :‬‬

‫‪/‬اح َعَلْي‪/ِ /‬ه أَ ْن يَطََّّو َ‬


‫ف بِِه َما‬ ‫ْم ْ‪/‬رَوَة ِم ْن َش‪َ /‬عائِِر اللَِّه فَ َم ْن َح َّج الَْبْي َ‬
‫ت أَو ا ْعَت َ‪/‬م َ‪/‬ر فَال ُجَن‪َ /‬‬ ‫ص‪َ/‬فا َوال َ‪/‬‬ ‫ِإ َّن ال َّ‬
‫ِ ِ‬
‫‪/‬ل اللَّهُ‬
‫يم ‪[ ‬البق‪66 6‬رة‪ ، ]158:‬وقوله ‪َ  :‬ما َيْفَع‪ُ / /‬‬ ‫ع َخْي‪// /‬راً فَ ‪ِ/ /‬إ َّن اللََّه َش ‪/ /‬اكٌر َعل ٌ‬ ‫َوَم ْن تَطَ‪/َّ / /‬و َ‬
‫اكراً َعِليماً ‪[ ‬النس‪66‬اء‪ ، ]147 :‬ومل يثبت االسم‬ ‫بِع َذابِ ُكم ِإ ْن َش َكرتُم وآمْنتُم و َكا َن اللَُّه َش ِ‬
‫ْ َْ َ َْ‬ ‫َ ْ‬
‫يف السنة ‪.‬‬
‫ان ‪:‬‬
‫‪   -73‬المََن ُ‬
‫اسم اهلل املن‪66 6 6‬ان مل ي‪66 6 6‬رد يف الق‪66 6 6‬رآن ولكن ورد يف الس‪66 6 6‬نة مطلقا معرفا م ‪66 6‬رادا به‬
‫العلمية وداال على كمال الوصفية ‪ ،‬وقد ورد املعىن حمموال عليه مسندا إليه كما يف‬
‫ول‬ ‫س ‪ t‬أَنَّه َك‪66‬ا َن م‪66‬ع رس ‪ِ 6‬‬ ‫س ‪66‬نن أيب داود وص ‪66‬ححه األلب ‪66‬اين من ح ‪66‬ديث أَنَ ِ‬
‫ََ َُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْح ْم َد َال‬
‫َك ال َ‬ ‫ُك بِأ َّ‬
‫َن ل َ‬ ‫َسأَل َ‬ ‫اللَّه ‪َ ‬جال ًسا َوَر ُج ٌل يُ َ‬
‫صلّي مُثَّ َد َعا ‪ ( :‬اللَُّه َّم ِإنِّي أ ْ‬
‫َح ُّي يَا‬ ‫اإل ْك‪/َ /‬ر ِام يَا‬
‫َو ِ‬ ‫الِل‬
‫ْج َ‬ ‫ات َواألَْر ِ‬ ‫س ‪//‬مو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِإلَ‪/َ //‬ه ِإالَّ أَنْ َ‬
‫ض يَا َذا ال َ‬ ‫يع ال َّ َ َ‬ ‫بَ‪///‬د ُ‬ ‫ت ال َْمنَّا ُن‬
‫‪/‬اب‬
‫َج‪َ /‬‬ ‫أَ‬ ‫ِإ َذا ُد ِع َي بِ ‪/ِ /‬ه‬ ‫‪ : ‬لََق‪/ْ /‬د َد َعا اللََّه بِا ْس‪ِ / /‬مِه الَْع ِظ ِيم الَّ ِذي‬ ‫‪/‬ال النَِّب ُّي‬‫وم ‪َ ،‬فَق‪َ /‬‬ ‫َقيُّ ُ‬
‫س‪(:‬‬ ‫َوِإ َذا ُس‪ِ/‬ئ َل بِ ِ‪/‬ه أَ ْعطَى ) (‪ ، )1‬وعند الرتمذي وص‪6‬ححه األلب‪66‬اين من ح‪6‬ديث أَنَ ٍ‬
‫‪/‬اب َوِإ َذا‬
‫َج َ‬ ‫‪/‬ال النَِّبي ‪ : ‬تَ‪/ْ /‬د ُرو َن بِ َم َد َعا اللََّه ؟ َد َعا اللََّه بِا ْس ‪ِ /‬مِه ا َأل ْعظَِم الَّ ِذي ِإ َذا ُد ِعي بِ‪/ِ /‬ه أ َ‪/‬‬‫َفَق‪َ /‬‬
‫ُس ‪ِ/‬ئ َل بِ ‪/ِ /‬ه أَ ْعطَي ) ‪ ،‬وك ‪66‬ذلك ورد احلديث عند النس ‪66‬ائي وابن ماجة ‪ ،‬أما عن اق ‪66‬رتان‬
‫املن‪66‬ان باحلن‪66‬ان يف بعض الرواي‪66‬ات فلم حنتج هبا ألهنا ض‪66‬عيفة ‪ ،‬ول‪66‬ذلك ثبت اسم اهلل‬
‫املنان ومل يثبت احلنان (‪.)2‬‬
‫‪   -74‬الَق ِادرُ ‪:‬‬
‫مسى اهلل نفسه القادر يف الق‪6‬رآن ومساه به رس‪6‬وله ‪‬على س‪6‬بيل اإلطالق واإلض‪6‬افة‬
‫م ‪66‬رادا به العلمية وداال على الوص ‪66‬فية وكماهلا ‪ ،‬فمن الق ‪66‬رآن قوله تع ‪66‬اىل ‪َ  :‬فَق ‪َ /‬د ْرنَا‬

‫‪ 1‬أبو داود يف كت‪66‬اب الص‪66‬الة ‪ ،‬ب‪66‬اب ال‪66‬دعاء ‪ ، 6)1495 ( 2/79‬وانظر ص‪66‬حيح أيب داود (‬
‫‪. )1325‬‬
‫‪2‬صفات اهلل الواردة يف القرآن لعلوي السقاف ص ‪ ، 124‬وانظر صحيح اجلامع ( ‪.289 )1687‬‬
‫(‪)88‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫‪/‬اد ُرو َن ‪[ ‬املرس‪66 6 6 6 6 6 6 6‬الت‪ ]23 :‬حيث ورد االسم معرفا مطلقا على وجه املدح‬ ‫فَِن ْعم الَق‪ِ / / / / /‬‬
‫َ‬
‫ث‬ ‫ع‬‫ب‬‫ي‬ ‫ن‬ ‫َ‬‫أ‬ ‫ى‬‫ل‬
‫َ‬
‫ُ َ َ ُ َ ْ َْ َ َ‬ ‫ع‬ ‫ر‬ ‫ِ‬
‫‪/‬اد‬‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬
‫ق‬ ‫ال‬ ‫‪/‬و‬‫‪/‬‬ ‫ه‬
‫‪/‬‬ ‫ل‬‫ق‬
‫ُ‬ ‫‪‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪6‬اىل‬‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬‫ع‬‫ت‬ ‫قوله‬ ‫‪6‬افا‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬‫ض‬‫م‬ ‫ورد‬ ‫ومما‬ ‫‪،‬‬ ‫والتعظيم‬ ‫‪6‬ال‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬‫م‬‫والك‬
‫َعَلْي ُك ْم َع‪َ /‬ذاباً ِم ْن َف‪/ْ /‬وِق ُك ْم ‪[ ‬األنع‪66‬ام‪ ، ]65:‬وعند أمحد وص‪66‬ححه األلب‪66‬اين من ح‪66‬ديث‬
‫‪/‬ال ‪ِ :‬إ َّن‬ ‫‪/‬ف يح َش ‪/‬ر النَّاس َعَلى وج‪ِ /‬‬
‫‪/‬وه ِه ْم ؟ قَ ‪َ /‬‬ ‫الِك ‪ t‬قِي ‪66‬ل ‪ ( :‬يا رس ‪َِّ َ /‬‬ ‫أَنَس بن م ٍ‬
‫ُُ‬ ‫ول الله َكْي‪ُ ُ ْ ُ َ /‬‬ ‫َ َ َُ‬ ‫َ َْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الذي أَْم َش ُاه ْم َعَلى أ َْر ُجلِه ْم قَادٌر َعَلى أَ ْن يُ ْمش‪َ/‬ي ُه ْم َعَلى ُو ُج‪/‬وهِه ْم ) ‪ ،‬وعند مس‪66‬لم من‬
‫(‪) 1‬‬

‫ض‪ْ /‬ح ِ‬ ‫‪/‬ال ‪ِ :‬من ِ‬ ‫ك يا رس‪ِ َ /‬‬ ‫ح‪6‬ديث ابن مس‪6‬عود ‪َ ( : t‬فَق‪/‬الُوا ‪ِ :‬م َّم تَ ْ‬
‫ب‬ ‫ك َر ِّ‬ ‫ول اللَّه ؟ قَ َ ْ‬ ‫ض‪َ /‬ح ُ َ َ ُ‬
‫ئ ِمْن‪َ /‬‬
‫‪/‬ك ‪،‬‬ ‫‪/‬ول ‪ِ :‬إنِّي َال أَ ْس ‪َ/‬ت ْه ِز ُ‬
‫ين ؟ َفَيُق‪ُ /‬‬ ‫ِ‬
‫ب الَْع‪//‬الَم َ‬ ‫ئ ِمنِّى َوأَنْ َ‬
‫ت َر ُّ‬ ‫‪/‬ال أَتَ ْس ‪َ/‬ت ْه ِز ُ‬
‫ين قَ ‪َ /‬‬ ‫الْع‪//‬ال َِم ِ‬
‫ين ح َ‬
‫َ َ‬
‫َكنِّى َعَلى َما أَ َش ُاء قَ ِادٌر ) ‪.‬‬
‫(‪) 2‬‬ ‫ول ِ‬
‫َ‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪-75‬‬
‫ال‬
‫ال َخ ّ‬
‫َ ُق ‪:‬‬
‫ورد االسم مطلقا معرفا حمم‪66 6 6 6‬وال عليه املعىن مس‪66 6 6 6‬ندا إليه م‪66 6 6 6‬رادا به العلمية وداال‬
‫على كم ‪66‬ال الوص ‪66‬فية يف قوله تع ‪66‬اىل ‪ِ  :‬إ َّن َربَّ َك ُه‪/َ /‬و اْل َخلا ُق الَْعِليم ُ‪[ ‬احلج ‪66‬ر‪، ]86:‬‬
‫‪/‬اد ٍر َعَلى أَ ْن يَ ْخلُ ‪/َ /‬ق ِمْثَل ُه ْم َبَلى‬
‫ات واألرض بَِق‪ِ /‬‬ ‫س الَّ ِذي َخَل ‪/َ /‬ق ال َّ‬
‫س‪َ //‬م َاو ِ َ ْ َ‬ ‫وقوله تع ‪66‬اىل ‪  :‬أََولَْي َ‬
‫اق الَْعِل ُيم ‪[ ‬يّس‪ ، ]81:‬ويف مس‪6‬تدرك احلاكم وق‪6‬ال ‪ :‬ص‪6‬حيح على ش‪6‬رط‬ ‫َو ُه َ‪/‬و اْل َخل ُ‬
‫الش‪6‬يخني ومل خيرج‪6‬اه من ح‪6‬ديث ابن عب‪6‬اس ‪ t‬أنه ق‪6‬ال ‪ ( :‬ج‪/‬اء الع‪/‬اص بن وائل إلى‬
‫رس‪///‬ول اهلل ‪ ‬بعظم حائل ففته فق‪///‬ال ‪ :‬يا محمد أيبعث اهلل ه ‪//‬ذا بعد ما أرم ؟ ق ‪//‬ال ‪ :‬نعم‬
‫يبعث اهلل هذا يميتك ثم يحييك ثم يدخلك نار جهنم ‪ ،‬قال ف‪/‬نزلت ‪  :‬أََول َْم َي َ‪/‬ر ِ‬
‫اإلن َس‪/‬ا ُن‬
‫‪/‬اد ٍر َعَلى أَ ْن يَ ْخلُ‪/َ /‬ق ِمْثَل ُهم َبَلى َو ُه‪/َ /‬و‬
‫ات واألرض بَِق‪ِ /‬‬ ‫س الَّ ِذي َخَل‪/َ /‬ق ال َّ‬
‫س‪َ /‬م َاو ِ َ ْ َ‬ ‫‪ ..‬إلى قوله ‪ :‬أََولَْي َ‬
‫الق الَْعِل ُيم ‪ ...‬اآليات ‪. )3( ) ‬‬ ‫اْل َخ ُ‬
‫‪   -76‬المَِالكُ ‪:‬‬
‫اسم اهلل املالك ورد يف الق‪66 6 6‬رآن على س ‪66 6‬بيل اإلض ‪66 6‬افة والتقييد م‪66 6 6‬رادا به العلمية‬

‫‪ 1‬أمحد يف املسند ‪ ، )12731 ( 3/167‬وصححه األلباين يف صحيح اجلامع ( ‪. )1687‬‬


‫‪2‬مسلم يف اإلميان ‪ ،‬باب آخر أهل النار خروجا ‪. )187 ( 1/174‬‬
‫‪ 3‬املستدرك على الصحيحني تفسري سورة يس ‪. )3606 ( 2/466‬‬
‫(‪)89‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫وداال على كم‪66‬ال الوص‪66‬فية ‪ ،‬وإن ك‪66‬انت اإلض‪66‬افة حتمل معىن اإلطالق يف امللكية ‪،‬‬
‫لكنه ورد يف الس‪66‬نة النبوية مطلقا ‪ ،‬فمن الق‪66‬رآن ما ج‪66‬اء يف قوله تع‪66‬اىل ‪  :‬قُ ِ‪/‬ل ُ‬
‫الله َّم‬
‫لك ‪[ ‬آل عمران‪. ]26:‬‬ ‫ك الم ِ‬ ‫ِ‬
‫َمال َ ُ‬
‫وامللك يطلق يف مقابل امللكوت ‪ ،‬فامللك يراد به عامل الشهادة غالبا أو احلي‪6‬اة‬
‫ال‪6‬دنيا بص‪6‬فة عامة وامللك‪6‬وت أيضا ي‪6‬راد به يف الغ‪6‬الب ع‪6‬امل الغيب أو ع‪6‬امل اآلخ‪6‬رة‬
‫‪ ،‬واهلل عز وجل هو مالك امللك وامللك ‪66 6‬وت رب الع ‪66 6‬املني ‪ ،‬ال ‪66 6‬ذي ميلك ع ‪66 6‬امل‬
‫ول ِ‬ ‫َّاس ِإنِّي َر ُس‪ُ / /‬‬
‫اهلل‬ ‫الغيب وع ‪66‬امل الش ‪66‬هادة مبا فيهما ‪ ،‬ق ‪66‬ال تع ‪66‬اىل ‪  :‬قُل يَا أَُّيَها الن ُ‬
‫ض ‪[ ‬األع‪66 6‬راف‪ ، ]158 :‬فاملالك هو‬ ‫س‪/ /‬ماو ِ‬
‫ات َواألَْر ِ‬ ‫ِإلَْي ُك ْم َج ِميع‪/ /‬اً ال ‪/ِ /‬ذي لَ‪/ُ //‬ه ُمل ‪ُ /‬‬
‫‪/‬ك ال َّ َ َ‬
‫املنف‪6‬رد مبلكية امللك وامللك‪6‬وت واهلل عز وجل كما أف‪6‬رد نفسه مبلكيته لع‪6‬امل امللك‬
‫ك َيْوِم الدِّي ِن‬ ‫أفرد نفسه مبلكيته لعامل الغيب أو عامل امللكوت ‪ ،‬فقال تعاىل ‪  :‬مالِ ِ‬
‫َ‬
‫‪[ ‬الفاحتة‪. )1( ]2/4:‬‬
‫وإذا ك ‪66 6‬ان احلق س ‪66 6‬بحانه مالكا لع‪66 6‬امل الغيب والش‪66 6‬هادة وما فيهما كما بينت‬
‫األدلة الس‪66‬ابقة فهو املالك إذا على س‪66‬بيل اإلطالق أزال وأب‪66‬دا ‪ ،‬وعلى ال‪66‬رغم من‬
‫ذلك ف‪6‬إن أدلة االسم يف الق‪6‬رآن ال تكفي وح‪6‬دها حلص‪6‬ره أو ع‪6‬ده ض‪6‬من األمساء‬
‫نظرا لعدم اإلطالق الص‪6‬ريح ‪ ،‬والش‪6‬رط ال‪6‬ذي نلتزمه يف حصر األمساء احلسىن أن‬
‫يفيد الثن‪66 6‬اء بنفسه من غري إض‪66 6‬افة ‪ ،‬وأن ي‪66 6‬رد نص ص ‪66 6‬ريح ص ‪66 6‬حيح يف ذلك ‪،‬‬
‫فال ‪66‬ذي ورد يف الق ‪66‬رآن يعد وص ‪66‬فا أك ‪66‬ثر من كونه امسا ‪ ،‬لكن ال ‪66‬ذي جيعله امسا‬
‫ووص‪66 6 6‬فا هو ما مساه به رس‪66 6 6‬وله ‪ ‬فيما ثبت عند اإلم‪66 6 6‬ام مس‪66 6 6‬لم من رواية أَبُي‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بَ ْكِر بْ ُن أَيِب َشْيَب َة َع ْن أَيِب ُهَرْي َ‪6‬رَة ‪ t‬أن النَّيِب ِّ ‪ ‬قَ َ‬
‫‪6‬ال ‪ِ ( :‬إ َّن أَ ْخَنع ْ‬
‫اس ٍم عْن‪َ /‬د اللّ‪/‬ه َر ُج ٌ‬
‫‪/‬ل‬

‫‪1‬بعي‪66‬دا عن التقس‪66‬يم الص‪66‬ويف الفلس‪66‬في لع‪66‬امل امللك وامللك‪66‬وت وفق دع‪66‬واهم باحلض‪66‬رات اإلهلية اخلمس كما ذكر‬
‫اجلرج‪66‬اين يف التعريف‪66‬ات ص ‪ ، 119‬وتقس‪66‬يمات أيب حامد الغ‪66‬زايل يف مع‪66‬ارج الق‪66‬دس ص ‪ ، 15‬ص ‪، 87‬‬
‫وج ‪66‬واهر الق ‪66‬رآن ص ‪ ، 48‬فإننا نعين بامللك وامللك ‪66‬وت ع‪66‬امل الغيب والش‪66‬هادة بن‪66‬اء على إظه ‪66‬ار ق ‪66‬درة اهلل يف‬
‫تقليب األس‪66‬باب الظ‪66‬اهرة من إتي‪66‬ان امللك أو نزعه وفق مش‪66‬يئته وأم‪66‬ره ‪ ،‬أو إدراك الق‪66‬درة اإلهلية فيما ورائها ‪،‬‬
‫انظر املزيد عن هذا املوضوع يف التوقيف على مهمات التعاريف للمناوي ص ‪ ، 283‬بغية املرتاد يف الرد على‬
‫املتفلسفة والقرامطة والباطنية البن تيمية ص ‪ ، 203‬والرد على املنطقيني ص ‪. 196‬‬
‫(‪)90‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫ال ِك ‪َ ،‬ال َمالِ‪َ / /‬‬


‫‪/‬ك ِإالَّ اللّ‪/ُ / /‬ه َع‪/َّ / /‬ز َو َجل ) (‪ ، )1‬فالرس‪66 6‬ول ‪ ‬مساه مالكا‬ ‫تَ َس ‪َّ / /‬م ٰى َمِل‪َ / /‬‬
‫‪/‬ك األَْم َ‬
‫على سبيل اإلطالق الصريح مرادا به العلمية وداال على الوصفية ‪.‬‬
‫َّاق ‪:‬‬ ‫الرز ُ‬ ‫‪َّ   -77‬‬
‫مسى اهلل نفسه ال ‪66‬رزاق مطلقا معرفا م ‪66‬رادا به العلمية وداال على كم ‪66‬ال الوص ‪66‬فية‬
‫وقد ورد املعىن حمم‪66 6 6 6‬وال عليه مس‪66 6 6 6‬ندا إليه كما ورد يف قوله تع‪66 6 6 6‬اىل ‪ِ  :‬إ َّن اللََّه ُه‪/َ / / /‬و‬
‫ين ‪[ ‬الذاريات‪ ، ]58:‬وعند الرتم ‪66‬ذي وص ‪66‬ححه األلب ‪66‬اين من‬ ‫ِ ِ‬
‫َّاق ُذو اْلُق‪/َّ /‬وة ال َْمت ُ‬
‫ال ‪/َّ /‬رز ُ‬
‫ول اللَِّه‬ ‫ول اللَِّه ‪َ ‬فَق‪66‬الُوا ‪ :‬يَا َر ُس ‪َ 6‬‬ ‫ال ال ِّس ‪6‬عر َعَلى َع ‪6‬ه ِ‪6‬د رس ‪ِ 6‬‬ ‫ح ‪66‬ديث أَنَ ٍ‬
‫ْ َُ‬ ‫س ‪ t‬قَ ‪6َ 6‬ال ‪َ :‬غ َ ْ ُ‬
‫َّاق َوِإنِّي ألَْر ُجو أَ ْن أَْلَقى َربِّى‬ ‫ض الَْبا ِس‪ُ /‬‬
‫ط ال َّ‪/‬رز ُ‬ ‫ال ‪ِ ( :‬إ َّن اللََّه ُهَو ال ُْم َسِّعُر اْلَق‪/‬ابِ ُ‬ ‫َس ِّعْر لََنا ؟ َفَق َ‬
‫‪/‬ال ) (‪ ، )2‬وعند الرتم‪66 6 6‬ذي وص ‪66 6‬ححه‬ ‫َح‪ٌ / / /‬د ِمْن ُكم يَطْلُبُِني بِمظَْل ‪/‬م‪/ٍ / /‬ة ِفي َدٍم و َال َم‪ٍ / / /‬‬‫س أَ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َولَْي َ‬
‫ول اللَِّه ‪ِ ( : ‬إنِّي أَنَا‬ ‫ود ‪ t‬قَ‪6َ 6‬ال ‪ :‬أَْق‪6َ 6‬رأَنِي َر ُس ‪ُ 6‬‬ ‫األلب‪66‬اين من ح‪66‬ديث عب‪6ِ 6‬د اللَِّه ب ِن مس ‪6‬ع ٍ‬
‫ْ َُْ‬ ‫َْ‬
‫(‪) 3‬‬
‫ين ) ‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫الرزَّا ُق ُذو اْلُقَّوة ال َْمت ُ‬
‫َّ‬
‫كيل ‪:‬‬
‫الو ُ‬ ‫‪َ   -78‬‬
‫‪/‬ال ل َُهم الن ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫َّاس إ َّن الن َ‬
‫َّاس قَ ‪/ْ /‬د َج َم ُع ‪//‬وا‬ ‫ين قَ ‪ُ ُ َ /‬‬ ‫ورد اسم اهلل الوكيل يف قوله تع ‪66‬اىل ‪  :‬الذ َ‬
‫اخ َش‪ْ //‬و ُه ْم َف‪/َ /‬ز َاد ُه ْم ِإ َيمان‪//‬اً َوقَ ‪//‬الُوا َح ْس‪ُ//‬بَنا اللَُّه َونِْع َم الَْو ِكي ‪/ُ /‬ل ‪[ ‬آل عم‪66 6‬ران‪، ]173 :‬‬
‫لَ ُك ْم فَ ْ‬
‫وه‪66 6 6 6‬ذا هو املوضع الوحيد يف الق‪66 6 6 6‬رآن ال‪66 6 6 6‬ذي ورد فيه االسم مطلقا معرفا ب‪66 6 6‬األلف‬
‫والالم ‪ ،‬لكن ورد يف مواضع أخ‪66 6‬رى مقرونا مبع‪66 6‬اين العلو ‪ ،‬والعلو كما تق ‪66‬دم يزيد‬
‫اإلطالق كماال على كمال كما ورد يف قوله تعاىل ‪َ  :‬ذلِ ُك ُم اللَُّه َربُّ ُك ْم ال ِإلَ َ‪/‬ه ِإال ُه َ‪/‬و‬
‫يل ‪[ ‬األنع‪66‬ام‪ ، ]102 :‬وعند البخ‪66‬اري‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ٍ‬
‫َخالِ ُق ُك ِّل َش ْيء فَا ْعبُ ُد ُ‬
‫وه َو ُهَو َعَلى ُك ِّل َش ْيء َوك ٌ‬
‫ني أُْلِقي فِي النَّا ِر‬ ‫يم ح َ‬
‫اس ‪ t‬أنه قَ ‪6َ 6 6‬ال ‪َ :‬ك‪66 6‬ا َن آخِ ر َق‪66 6‬وِل إِب‪66 6‬ر ِاه ِ‬
‫َ ْ َْ َ‬ ‫من ح ‪66 6‬ديث ابْ ِن َعبَّ ٍ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫يل ‪ ،‬وقاهلا حممد ‪ ‬حني قال له الناس ‪  :‬إ َّن الن َ‬
‫َّاس قَ ْد َج َم ُع‪//‬وا‬ ‫َح ْسبيَ اللهُ َون ْع َم اْلَوك ُ‬
‫اخ َشْو ُه ْم َفَز َاد ُه ْم ِإ َيماناً َوقَالُوا َح ْسُبَنا اللَُّه َونِْع َم الَْو ِكيلُ ‪[ ‬آل عم‪66‬ران‪ ، ]173 :‬ويف‬ ‫لَ ُك ْم فَ ْ‬
‫يد اخْلُ ْ‪6‬د ِري ‪ t‬أن النيب ‪ ‬ق‪6‬ال ‪:‬‬ ‫سنن الرتمذي وص‪6‬ححه األلب‪6‬اين من ح‪6‬ديث أيب س‪6‬عِ ٍ‬
‫َ‬
‫‪ 1‬مسلم يف كتاب اآلداب ‪ ،‬باب حترمي التسمي مبلك األمالك ومبلك امللوك ‪. )2143 ( 3/1688‬‬
‫‪2‬الرتمذي يف كتاب البيوع ‪ ،‬باب ما جاء يف التسعري ‪. )1314 ( 3/605‬‬
‫‪3‬أبو داود يف كتاب احلروف والقراءات ‪ ،‬أول كتاب احلروف والقراءات ‪. )3993 ( 4/35‬‬
‫(‪)91‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫ب اْلَقْر ِن قَ ِد الَْتَق َم اْلَق ْ‪/‬ر َن َوا ْس‪َ/‬ت َم َع ِ‬


‫اإل ْذ َن م‪/‬تى ُي ْ‪/‬ؤَمُر بِ َّ‬
‫‪/‬النْف ِخ َفَيْنُف ُخ فَ َ‪/‬ك أ َّ‬ ‫ف أَْنعم و ِ‬
‫َن‬ ‫صاح ُ‬‫( َكْي َ َ ُ َ َ‬
‫يل َعَلى اللَِّه َتَو َّكلَْنا‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ال ل َُه ْم ‪ :‬قُولُوا َح ْسُبَنا الل ُه َون ْع َم الَْوك ُ‬ ‫اب النَِّبي ‪َ ‬فَق َ‬ ‫َص َح ِ‬ ‫َذلِ َ‬
‫ك َثُق َل َعَلى أ ْ‬
‫) (‪. )1‬‬
‫قيب ‪:‬‬‫الر ُ‬ ‫‪َّ   -79‬‬
‫ورد االسم مطلقا منونا مقرونا مبع‪66‬اين العلو والفوقية يف قوله تع‪66‬اىل ‪َ  :‬و َ‪/‬ك‪/‬ا َن ُ‬
‫اهلل‬
‫َعلى ُك ِّل َش ْيٍء َرِقيباً ‪[ ‬األحزاب‪ ، ]52:‬كما ورد مقيدا يف قوله تعاىل عن عيسى ‪ :‬‬
‫ت َعلى ُك‪/ِّ /‬ل َش ‪ْ /‬يٍء َش ‪ِ /‬هي ٌد ‪[ ‬املائ ‪66‬دة‪، ]117:‬‬ ‫يب َع ْلي ِه ْم َوأَنْ َ‬‫ت أَنْ َ ِ‬
‫ت ال ‪/َّ /‬رق َ‬ ‫لما َت‪/َ /‬و َّفْيَتِني ُكْن َ‬
‫‪ ‬فَ َّ‬
‫اهلل َ‪/‬ك‪/‬ا َن َع ْلي ُك ْم َرِقيب‪/‬اً ‪[ ‬النس‪66‬اء‪ ، ]1:‬وعند البخ‪66‬اري ومس‪66‬لم من‬ ‫وقوله تع‪66‬اىل ‪ِ  :‬إ َّن َ‬
‫اهلل ‪َ ‬خ ِط ًيبا بِ َمْو ِعظَ‪/ٍ / /‬ة ‪ ..‬إلى أن ق‪// /‬ال ‪:‬‬ ‫ول ِ‬ ‫‪/‬ام ِف َينا َر ُس‪ُ / /‬‬
‫اس ‪ t‬قَ‪66 6‬ال ‪ ( :‬قَ‪َ //‬‬ ‫ح‪66 6‬ديث ابْ ِن َعبَّ ٍ‬
‫ت‬ ‫ت ِفي ِه ْم فَ َّ‬
‫لما َت‪/َ /‬و َّفْيَتِني ُكْن َ‬ ‫ص ‪/‬الِ ُح ‪َ ( :‬و ُكْن ُ‬
‫ت َع ْلي ِه ْم َش ‪ِ /‬هي ًدا َما ُدْم ُ‬ ‫العْب‪ُ /‬د ال َّ‬
‫ول َك َما قَ‪//‬ال َ‬ ‫فَ ‪/‬أَقُ ُ‬
‫‪/‬ل ش ‪//‬يء َش ‪ِ /‬هي ٌد ِإ ْن ُتَع‪/ِّ /‬ذْب ُه ْم فَ ‪ِ/‬إَّنُه ْم ِعَب ‪ُ /‬‬
‫‪/‬اد َك َوِإ ْن َت ْغِف‪/ْ /‬ر ُله ْم‬ ‫ت َعلى ُك‪ِّ /‬‬ ‫يب َع ْلي ِه ْم َوأَنْ َ‬ ‫أَنْ َ ِ‬
‫ت ال ‪/َّ /‬رق َ‬
‫ِّين َعلى أَ ْعَق‪// /‬ابِِه ْم ُمْن‪ُ / /‬ذ‬ ‫ت الع ِزي‪// /‬ز الح ِكيم ُ) قَ‪// /‬ال ‪َ :‬فيَق‪ِ ُ / /‬‬
‫‪/‬ال لي ِإَّنُه ْم ْلم َيَزالُ‪// /‬وا ُمْرتَ‪// /‬د َ‬ ‫ُ‬ ‫ك أَنْ َ َ ُ َ‬ ‫فَِإنَّ َ‬
‫فَ َارقَْت ُه ْم ) (‪. )2‬‬
‫الم ْح ِس ُن ‪:‬‬
‫‪ُ   -80‬‬
‫اسم اهلل احملسن ورد يف الس ‪66‬نة النبوية مطلقا منونا مس ‪66‬ندا إليه املعىن حمم ‪66‬وال عليه‬
‫م ‪66 6‬رادا به العلمية وداال علي الوص ‪66 6‬فية وكماهلا ‪ ،‬كما ورد عند الط ‪66 6‬رباين وص‪66 6‬ححه‬
‫األلب‪66‬اين من ح‪66‬ديث أنس ‪ t‬أن رس‪66‬ول اهلل ‪ ‬ق‪66‬ال ‪ ( :‬إذا حكمتم فاع‪/‬دلوا وإذا قتلتم‬
‫فأحسنوا ‪ ،‬فإن اهلل عز وجل محسن يحب اإلحسان ) (‪ ، )3‬وكذلك ورد من ح‪6‬ديث‬
‫شداد بن أوس ‪ t‬أنه ق‪6‬ال ‪ :‬حفظت من رس‪6‬ول اهلل ‪ ‬اثن‪6‬تني ق‪6‬ال ‪ ( :‬إن اهلل محسن‬
‫َح ِس ‪/‬نُوا ال ‪/َّ /‬ذبْ َح‬ ‫ِ‬ ‫يحب اإلحس ‪//‬ان إلي كل ش ‪//‬يء ‪ ،‬فَ ‪ِ/‬إ َذا َقَتلْتُم فَأ ِ‬
‫َحس ‪/‬نُوا الْقْتَل ‪َ /‬ة َوِإ َذا َذبَ ْحتُ ْم فَأ ْ‬
‫ْ ْ‬
‫‪ 1‬الرتمذي يف كتاب صفة القيامة ‪ ،‬باب ما جاء يف شأن الصور ‪. )2431 ( 4/620‬‬
‫‪2‬البخ‪66 6‬اري يف كت‪66 6‬اب أح‪66 6‬اديث األنبي‪66 6‬اء ‪ ،‬ب‪66 6‬اب وكنت عليهم كالمها ما دمت فيهم ‪)4349 ( 4/1691‬‬
‫ومسلم يف كتاب اجلنة وصفة نعيمها وأهلها ‪ ،‬باب فناء الدنيا ‪. )2860 ( 4/2194‬‬
‫‪ 3‬الط‪6‬رباين يف املعجم الكبري انظر األح‪6‬اديث من ( ‪ )7114‬إىل ( ‪ ، )7123‬وانظر جممع الزوائد ومنبع الفوائد‬
‫للهيثمي ‪ ، 5/197‬ومصنف عبد الرزاق ‪. 4/492‬‬
‫(‪)92‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫يحَت ُ‪/‬ه ) (‪ ، )1‬وقد ورد احلديث عند مس‪6‬لم من ح‪6‬ديث‬ ‫ِح َذبِ َ‬ ‫َولْيُ ِح َّد أ َ‪/‬‬
‫َح ُد ُك ْم َش‪ْ /‬فَرتَ ُه ولْيُ‪/‬ر ْ‬
‫‪/‬ان َحِفظُْت ُه َما‬
‫‪6‬ال َش‪6 6‬دَّاد ‪ ( :‬ثِْنَت ‪ِ /‬‬
‫َّاد بْ ِن أَْو ٍس ‪ t‬لكن فيه ذكر الوصف دون االسم قَ ‪َ 6‬‬ ‫َش‪6 6‬د ِ‬
‫َح ِس‪/ /‬نُوا‬ ‫اإلحس‪/ /‬ا َن عَلى ُك‪ٍ ِّ /‬‬ ‫ول اللَِّه ‪ ‬قَ ‪َ /‬‬ ‫َع ْن ر ُس‪ِ / /‬‬
‫‪/‬ل َشيْء ‪ ،‬فَ‪ِ/ /‬إ َذا َقَتلْتُ ْم فَأ ْ‬ ‫ب َِْ َ‬ ‫‪/‬ال ‪ِ ( :‬إ َّن اللََّه َكَت َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫َح ِسنُوا َّ‬ ‫ِ‬
‫ِح َذبِ َ‬ ‫الْقْتَل َة َوِإ َذا َذبَ ْحتُ ْم فَأ ْ‬
‫(‪) 2‬‬
‫يحَت ُه ) ‪.‬‬ ‫الذبْ َح ‪َ ،‬ولْيُح َّد أ َ‬
‫َح ُد ُك ْم َشْفَرتَ ُه َفلْيُر ْ‬
‫سيب ‪:‬‬ ‫الح ُ‬ ‫‪َ   -81‬‬
‫ورد اسم اهلل احلس‪66 6 6‬يب يف الق‪66 6 6‬رآن مطلقا منونا مقرونا مبع‪66 6 6‬اين العلو والفوقية يف‬
‫‪/‬ل َش‪ْ /‬يٍء‬‫ُّوها ِإ َّن اللََّه َك‪/‬ا َن َعَلى ُك ِّ‬ ‫َح َس‪َ /‬ن مْن َها أَْو ُرد َ‬
‫ِ‬ ‫ٍِ‬
‫قوله تع‪6‬اىل ‪َ  :‬وِإ َذا ُحيِّيتُ ْم بَِتحيَّة فَ َحيُّوا بِأ ْ‬
‫َح ِس‪/‬يباً ‪[ ‬النس‪66‬اء‪ ، ]86:‬فاهلل من ف‪66‬وق عرشه حس‪66‬يب بامسه ووص‪66‬فه ‪ ،‬له الكم‪66‬ال‬
‫املطلق يف حماس ‪66 6 6‬بته خللقه وله الكم ‪66 6 6‬ال يف علو ش ‪66 6 6‬أنه ‪ ،‬ف ‪66 6 6‬إن أض ‪66 6 6‬فت إىل اإلطالق‬
‫اجتم‪66 6‬اع مع‪66 6‬اين العلو ك‪66 6‬ان ذلك من مجال الكم‪66 6‬ال يف االسم والص‪66 6‬فة ‪ ،‬وقد ورد‬
‫االسم مقي‪6‬دا يف ق‪6‬ول اهلل تع‪6‬اىل ‪  :‬فَِإ َذا َد َف ْعتُ ْم ِإلَْي ِه ْم أَْم َ‪/‬وال َُه ْم فَأَ ْش‪ِ /‬ه ُدوا َعَلْي ِه ْم َو َكَفى بِاللَِّه‬
‫َح ِسيباً ‪[ ‬النساء‪. ]6:‬‬
‫الش ِافي ‪:‬‬ ‫‪َّ   -82‬‬
‫مل ي‪66 6 6 6‬رد االسم يف الق‪66 6 6 6‬رآن ولكن مساه به النيب ‪ ‬على س‪66 6 6 6‬بيل اإلطالق م‪66 6 6‬رادا به‬
‫العلمية وداال على كم ‪66‬ال الوص ‪66‬فية ‪ ،‬فقد ورد معرفا حمم ‪66‬وال عليه املعىن مس ‪66‬ندا إليه‬
‫ول اللَِّه ‪َ ‬ك‪66 6‬ا َن إِ َذا أَيَت‬‫فعند البخ ‪66 6‬اري من ح‪66 6 6‬ديث َعائِ َش‪َ 6 6 6‬ة رضي اهلل عنها أ ََّن َر ُس‪َ 6 6 6‬‬
‫ش‪ِ / /‬افي َال ِش‪َ/ /‬ف َاء ِإالَّ‬ ‫ت ال َّ‬
‫ف َوأَنْ َ‬ ‫َّاس ‪ ،‬ا ْش‪ِ / /‬‬
‫ب الن ِ‬ ‫‪/‬اس َر َّ‬ ‫‪6‬ال ‪ ( :‬أَ ْذ ِه ِ‬ ‫مِريض‪6 6‬ا أَو أُيِت ِ‬
‫بِه قَ ‪َ 6‬‬
‫ب الَْب ‪َ /‬‬ ‫َ ً ْ‬
‫ِش‪َ/‬ف ُاؤ َك ‪ِ ،‬ش‪َ/‬ف ًاء َال ُيغَ‪/ِ /‬اد ُر َس‪َ/‬ق ًما ) ‪ ،‬وك‪66‬ذلك ورد احلديث يف ص‪66‬حيح مس‪66‬لم عن‬
‫(‪) 3‬‬

‫ول اللَِّه ‪ِ ‬إ َذا ا ْش ‪َ/‬ت َكى ِمنَّا ِإنْ َس ‪/‬ا ٌن َم َس ‪َ /‬ح ُه‬
‫ت ‪َ ( :‬ك‪//‬ا َن َر ُس ‪ُ /‬‬ ‫ِ‬
‫َعائ َش ‪َ 6‬ة رضي اهلل عنها أهنا قَ ‪66‬الَ ْ‬
‫الش ِافي َال ِشَف َاء ِإالَّ ِش‪َ/‬ف ُاؤ َك ِش‪َ/‬ف ًاء َال‬
‫ت َّ‬ ‫َّاس ‪ ،‬وا ْش ِ‬
‫ف أَنْ َ‬ ‫ب الن ِ َ‬‫اس َر َّ‬ ‫ال ‪ :‬أَ ْذ ِه ِ‬
‫ب الَْب َ‬ ‫بَِي ِم ِينِه ثُ َّم قَ َ‬

‫‪ 1‬انظر املزيد عن ثب‪66‬وت االسم يف كت‪66‬اب إثب‪66‬ات أن احملسن من أمساء اهلل احلسىن لل‪66‬دكتور عبد ال‪66‬رزاق بن عبد‬
‫احملسن الب‪66 6 6‬در ‪ ،‬من ص ‪ 4‬إىل ص ‪ ، 14‬الطبعة األوىل س ‪66 6‬نة ‪1423‬هـ ‪2003 ،‬م ‪ ،‬نشر دار غ‪66 6 6‬راس ‪،‬‬
‫الكويت ‪.‬‬
‫‪ 2‬مسلم يف كتاب الصيد والذبائح ‪ ،‬باب األمر بإحسان الذبح والقتل ‪. )1955 (3/1548‬‬
‫‪ 3‬البخاري يف كتاب الطب ‪ ،‬باب دعاء العائد للمريض ‪. )5351 ( 5/2147‬‬
‫(‪)93‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫ُيغَ‪/ِ /‬اد ُر َس ‪َ/‬ق ًما ) ‪ ،‬وه‪66‬ذه األح‪66‬اديث اليت ثبتت يف معظم كتب الس‪66‬نة ورد فيها االسم‬
‫والوصف معا (‪. )1‬‬
‫فيق ‪:‬‬
‫الر ُ‬
‫‪ِّ   -83‬‬
‫اسم اهلل الرفيق ورد يف الس ‪66‬نة النبوية مطلقا معرفا مس ‪66‬ندا إليه املعىن حمم ‪66‬وال عليه‬
‫م‪6‬رادا به العلمية وداال علي الوص‪6‬فية وكماهلا ‪ ،‬كما ورد عند البخ‪6‬اري من ح‪6‬ديث‬
‫ط ِمن الْيه‪ِ /‬‬
‫‪/‬ود َعَلي النَِّبي ‪َ ‬فَق ‪//‬الُوا ال َّ‬
‫س‪ُ / /‬ام‬ ‫ِ‬ ‫َعائِ َ‬
‫ش ‪َ 6 6‬ة رضي اهلل عنها قَ ‪66‬الَت ‪ ( :‬ا ْس ‪َ//‬تْأ َذ َن َر ْ‪/‬ه ‪ُ َ َ ٌ /‬‬
‫الر ْف‪/َ /‬ق ِفي‬
‫ب ِّ‬ ‫‪/‬ال ‪ :‬يَا َعائِ َش‪/‬ةُ ِإ َّن اللََّه َرِفي‪ٌ /‬ق يُ ِح ُّ‬
‫س‪ُ /‬ام َواللَّْعَن‪/‬ةُ ‪َ ،‬فَق‪َ /‬‬
‫ْت بَ‪/ْ /‬ل َعَلْي ُك ُم ال َّ‬‫‪/‬ك ‪َ ،‬فُقل ُ‬
‫َعَلْي‪َ /‬‬
‫األَْم‪ِ /‬ر ُكلِِّه ‪ُ ،‬قل ُ‬
‫(‪) 2‬‬
‫ْت َو َعَلْي ُك ْم ) ‪ ،‬وعند مس‪66‬لم َع ْن‬ ‫‪/‬ال ‪ُ :‬قل ُ‬
‫ْت ‪ :‬أََول َْم تَ ْس‪َ /‬م ْع َما قَ‪//‬الُوا ؟ قَ‪َ /‬‬
‫الر ْف‪/َ /‬ق‬
‫ب ِّ‬ ‫ول اللَِّه ‪ ‬قَ‪َ 6‬‬
‫‪6‬ال هلا ‪ ( :‬يَا َعائِ َش‪ُ /‬ة ِإ َّن اللََّه َرِفي‪ٌ /‬ق يُ ِح ُّ‬ ‫َعائِ َش‪َ 6‬ة رضي اهلل عنها أ ََّن َر ُس‪َ 6‬‬
‫الر ْف ِق َما َال ُي ْع ِطي َعَلى ال ُْعْن ِف َوَما َال ُي ْع ِطي َعَلي َما ِسَو ُاه ) (‪. )3‬‬ ‫َوُي ْع ِطي َعَلي ِّ‬
‫الم ْعطي ‪:‬‬ ‫‪ُ   -84‬‬
‫مل ي‪66 6 6 6‬رد االسم يف الق‪66 6 6 6‬رآن ولكن مساه به النيب ‪ ‬على س‪66 6 6 6‬بيل اإلطالق م‪66 6 6‬رادا به‬
‫العلمية وداال على كم ‪66 6‬ال الوص ‪66 6‬فية ‪ ،‬فقد ورد معرفا عند البخ ‪66 6‬اري من ح ‪66 6‬ديث‬
‫ُم َعا ِويَ ‪َ6‬ة بْ َن أَىِب ُس ‪ْ 6‬فَيا َن ‪ t‬أن رس‪66‬ول اهلل ‪ ‬ق‪66‬ال ‪َ ( :‬م ْن يُ ‪ِ/‬ر ِد اللَُّه بِ‪/ِ /‬ه َخْ‪/‬ي ً‪/‬را ُيَفِّق ْ‪/‬ه ُ‪/‬ه في‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين َعَلى َم ْن َخ‪//‬الََف ُه ْم َحتَّى‬ ‫ال ‪//‬دِّي ِن َواللَُّه ال ُْم ْعطي َوأَنَا اْلَقاس ‪ُ /‬م ‪َ ،‬و َال َت‪/َ /‬ز ُال َه‪//‬ذه األَُّم ُة ظَ ‪//‬اه ِر َ‬
‫يَ‪/ /‬أْتِي أَْم‪/ُ /‬ر اللَِّه َو ُه ْم ظَ ‪/ِ /‬اهُرو َن ) (‪ ، )4‬ويف رواية أخ ‪66‬رى عند البخ ‪66‬اري ذكر الوصف‬
‫بدال من االسم ‪َ ( :‬م ْن يُِر ِد اللَُّه بِ ِ‪/‬ه َخْي ً‪/‬را ُيَفِّق ْه ُ‪/‬ه ِفي ال‪/‬دِّي ِن ‪َ ،‬وِإنََّما أَنَا قَا ِس‪ٌ /‬م َوُي ْع ِطي اللَُّه‬
‫‪/‬وم ال َّس ‪َ /‬اعةُ ‪ ،‬أَو َحتَّى يَ ‪/‬أْتِي أَْم‪/ُ /‬ر اللَِّه ) (‪، )5‬‬ ‫ِِ ِ ِ‬
‫َن َي‪/َ /‬ز َال أَْم‪/ُ /‬ر َ‪/‬ه‪/‬ذه األَُّمة ُم ْس ‪َ/‬تق ًيما َحتَّى َتُق‪َ /‬‬
‫‪َ ،‬ول ْ‬
‫والوصف ال يكفي وح‪66 6 6‬ده إلثب‪66 6 6‬ات املعطي املانع ‪ ،‬ول‪66 6 6‬ذا ف‪66 6 6‬إن الث‪66 6 6‬ابت اسم اهلل‬
‫‪ 1‬مسلم يف كتاب السالم ‪ ،‬باب استحباب رقية املريض ‪. )2191 ( 4/1722‬‬
‫‪ 2‬البخاري يف كتاب استتابة املرتدين ‪ ،‬باب الرد على أهل الذمة ‪. )5901 ( 5/2308‬‬
‫‪3‬مسلم يف كتاب الرب والصلة واآلداب ‪ ،‬باب فضل الرفق ‪. )2593( 4/2003‬‬
‫‪ 4‬البخاري يف كتاب فرض اخلمس ‪ ،‬باب قول اهلل تعاىل فإن هلل مخسه وللرسول ‪. )2948( 3/1134‬‬
‫‪ 5‬البخ‪6‬اري يف كت‪6‬اب االعتص‪6‬ام بالكت‪6‬اب ‪ ،‬ب‪6‬اب ق‪6‬ول النيب ‪ S‬ال ت‪6‬زال طائفة من أميت ظ‪6‬اهرين على احلق‬
‫‪. )6882( 6/2667‬‬
‫(‪)94‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫املعطي للحديث الذي سبق ونص على االسم ‪.‬‬


‫قيت ‪:‬‬‫الم ُ‬ ‫‪ُ   -85‬‬
‫مسى اهلل نفسه يف كتابه املقيت فقد ورد االسم مطلقا منونا مقرونا مبع ‪66 6 6‬اين العلو‬
‫والفوقية يف موضع واحد من القرآن يف قوله تعاىل ‪َ  :‬م ْن يَ ْشَف ْع َشَف َ‬
‫اع ًة َح َسَن ًة يَ ُك ْن ل َُه‬
‫‪/‬ل ِمْنَها َو َك‪/‬ا َن اللَُّه َعَلى ُك ِّ‪/‬ل َش‪ْ /‬يٍء ُمِقيت‪/‬اً ‪‬‬ ‫ِ‬
‫اع ًة َس‪/‬يَِّئ ًة يَ ُك ْن لَ ُ‪/‬ه كْف ٌ‬
‫ص‪ِ /‬‬
‫يب مْن َها َوَم ْن يَ ْش‪َ/‬ف ْع َش‪َ/‬ف َ‬ ‫ِ‬
‫نَ ٌ‬
‫[النس‪66‬اء‪ ، ]85 :‬فاهلل من ف‪66‬وق عرشه مقيت له الكم‪66‬ال املطلق يف إقاتة خلقه ورزقهم‬
‫فإذا أضيف إىل اإلطالق اجتماع معاين العلو كان ذلك من مجال الكمال يف االسم‬
‫والصفة ‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪-86‬‬
‫الس‪/ / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / / /‬‬
‫َّي‬
‫ُِد ‪:‬‬
‫ثبت اسم اهلل الس‪66‬يد يف الس‪66‬نة ‪ ،‬فقد مساه به النيب ‪ ‬على س‪66‬بيل اإلطالق م‪66‬رادا‬
‫به العلمية وداال على الوص‪66‬فية وكماهلا ‪ ،‬ففي س‪66‬نن أيب داود وص‪66‬ححه األلب‪66‬اين من‬
‫ت في و ْف ِد بَِني َع ِام ٍر ِإلَى ر ُس ِ‬
‫ول اهلل ‪َ ‬فُقلنا‬ ‫َ‬ ‫قال ‪ ( :‬انْطََلْق ُ َ‬ ‫حديث َعْب ِد اللَِّه بْ ِن الش ِّ‬
‫ِّخ ِري ‪َ t‬‬
‫ال ‪َ ،‬وأَ ْعظَ ُمَنا طَ ْ‪/‬و ًال ‪َ ،‬فَق َ‬
‫‪/‬ال ‪ :‬قُولُ‪/‬وا‬ ‫ض‪ً /‬‬ ‫س‪ِّ/‬ي ُد اهلل ‪ُ ،‬قلْنا ‪َ :‬وأَ ْف َ‬
‫ض‪/‬لُنا فَ ْ‬ ‫‪/‬ال ‪ :‬ال َّ‬ ‫‪ :‬أَنْ َ‬
‫ت َس‪ِّ/‬ي ُدنا ‪ ،‬فَق َ‬
‫َّكم ال َّش ‪ْ/‬يطَا ُن ) (‪ ، )1‬واملعىن تكلم ‪66‬وا مبا جئتم من‬ ‫بَِق‪//‬ولِكم أَو بع ِ ِ‬
‫كم َو َال يَ ْس ‪َ/‬ت ْج ِرَين ْ‬
‫ض َق‪/ْ /‬ول ُ‬ ‫ْ َْ‬ ‫ْ‬
‫أجله ودعكم من املبالغة يف التعظيم والتسييد اليت تفتح باب الشيطان ‪.‬‬
‫ِّث‬ ‫ف بْ َن َعْب ِ‪6‬د اللَِّه بْ ِن الش‪ِّ 6‬‬
‫ِّخ ِري حُيَ‪6‬د ُ‬ ‫ت ُمطَِّر َ‬ ‫ِ‬
‫ويف املسند من حديث َقَت َادَة قَ َال ‪ :‬مَس ْع ُ‬
‫ال النَِّب ُّى ‪َّ : ‬‬
‫السيِّ ُد‬ ‫ت َسيِّ ُد ُقَريْش ‪َ ،‬فَق َ‬ ‫ال ‪ ( :‬أنْ َ‬‫َع ْن أَبِ ِيه ‪ t‬أن رجال َج َاء إِىَل النيب ‪َ ‬فَق َ‬
‫ال رس ُ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت أَ ْف َ ِ‬
‫ول اللَّه ‪ :‬لَيُق ْل أ َ‬
‫َح‪ُ /‬د ُك ْم‬ ‫ضلَُها ف َيها َقْو ًال َوأَ ْعظَ ُم َها ف َيها طَْو ًال ‪َ ،‬فَق َ َ ُ‬ ‫ال ‪ :‬أَنْ َ‬ ‫اللَُّه ‪ ،‬قَ َ‬
‫الشْيطَا ُن ) (‪. )2‬‬ ‫بَِقْولِِه َو َال يَ ْسَت ِجُّرُه َّ‬

‫‪1‬أبو داود يف كتاب األدب ‪ ، )4806 ( 4/254‬وانظر صحيح أيب داود ‪. )4021(3/912‬‬
‫‪ 2‬أمحد يف املسند ‪. )16349 ( 4/24‬‬
‫(‪)95‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫فاحلديث يدل داللة ص‪6‬رحية على إثب‪6‬ات اسم اهلل الس‪6‬يد ‪ ،‬وأن ال‪6‬ذي مساه ب‪6‬ذلك‬
‫هو رس ‪66‬ول اهلل ‪ ، ‬وليس بعد ق ‪66‬ول رس ‪66‬ول اهلل تعقيب ‪ ، ‬ألنه ‪ ‬يعين الس ‪66‬يادة‬
‫املطلقة اليت تتض ‪66 6‬من كل أوجه الكم ‪66 6‬ال واجلم ‪66 6‬ال ‪ ،‬فالس ‪66 6‬يد إطالقا هو رب الع‪66 6‬زة‬
‫واجلالل ‪ ،‬ومل ينف ‪ ‬الس‪66‬يادة املقي‪66‬دة اليت تليق ب‪66‬املخلوق ‪ ،‬أو الس‪66‬يادة النس‪66‬بية اليت‬
‫تتضمن املفاضلة والتفوق على اآلخرين (‪. )1‬‬
‫ب ‪:‬‬ ‫‪   -87‬الطَِّّي ُ‬
‫اسم اهلل الطيب مل ي‪66‬رد يف الق‪66‬رآن ولكن ورد يف الس‪66‬نة مطلقا منونا م‪66‬رادا به العلمية‬
‫وداال على كم ‪66 6 6 6‬ال الوص ‪66 6 6 6‬فية ‪ ،‬وقد ورد املعىن حمم ‪66 6 6 6‬وال عليه مس ‪66 6 6 6‬ندا إليه كما يف‬
‫ِ‬
‫ص‪6‬حيح مس‪6‬لم من ح‪6‬ديث أَىِب ُهَرْي َ‪6‬رَة ‪ t‬أن َر ُس‪6‬ول اللَّه ‪ ‬ق‪6‬ال ‪ ( :‬أَُّيَها الن ُ‬
‫َّاس ِإ َّن اللََّه‬
‫ب َال َيْقَب ‪/ُ /‬ل ِإالَّ طَيًِّبا ) (‪ ، )2‬وروى الرتم ‪66‬ذي وحسنه األلب ‪66‬اين من ح ‪66‬ديث َس ‪ْ 6‬ع ِد بْ ِن‬ ‫طَيِّ ٌ‬
‫ب النَّظَافَ‪َ /‬ة َك‪ِ /‬ر ٌ‬
‫يم‬ ‫ب نَ ِظي‪ٌ /‬‬
‫‪/‬ف يُ ِح ُّ‬ ‫ب يُ ِح ُّ‬
‫ب الطَّيِّ َ‬ ‫اص ‪ t‬أن النَّبِي ‪ ‬قَ‪َ 6‬‬
‫‪6‬ال ‪ِ ( :‬إ َّن اللََّه طَيِّ ٌ‬ ‫أَىِب َوقَّ ٍ‬
‫ود ) (‪ ، )3‬وه‪6‬ذا احلديث‬ ‫ود َفَنظُِّفوا أَ ْفِنيَت ُكم و َال تَ َشَّبهوا بِ‪/‬الْيه ِ‬
‫ْج َ‬ ‫ب اْل َكَر َم َجَوا ٌد يُ ِح ُّ‬
‫يُ ِح ُّ‬
‫ُ َُ‬ ‫َ َْ‬ ‫ب ال ُ‬
‫ليس أصال يف إثب ‪66 6‬ات االسم ألنه حسن ‪ ،‬واحلديث احلسن هو من رواية الص‪66 6‬دوق‬
‫الذي خف ضبطه كما تقدم يف ش‪6‬روط اإلحص‪6‬اء ‪ ،‬ول‪6‬ذلك ليس من أمسائه احلسىن‬
‫النظيف ‪ ،‬وإمنا الثابت الصحيح يف الرواي‪6‬ات األخ‪6‬رى اجلميل كما س‪6‬يأيت ‪ ،‬فاألصل‬
‫يف إثبات اسم اهلل الطيب هو حديث مسلم فتنبه ‪.‬‬
‫الح َك ُم ‪:‬‬
‫‪َ   -88‬‬
‫اسم اهلل احلكم ورد يف الس ‪66‬نة النبوية مطلقا معرفا مس ‪66‬ندا إليه املعىن حمم ‪66‬وال عليه‬
‫مرادا به العلمية وداال على الوص‪6‬فية وكماهلا ‪ ،‬كما ورد يف احلديث ال‪6‬ذي رواه أبو‬
‫داود وصححه األلباين من حديث ُشري ٍح َعن أَبِ ِيه هانِ ٍئ ‪ ( : t‬أَنَُّه ل ََّما وفَ َد ِإلَى ر ُس‪ِ /‬‬
‫ول‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ ْ َ‬
‫‪ 1‬حتفة املودود بأحكام املولود ‪ ، 1/126 ،‬نشر مكتبة دار البيان ‪ ،‬دمشق ‪1391 ،‬هـ ‪.‬‬
‫‪ 2‬مسلم يف كتاب الزكاة ‪ ،‬باب قب‪6‬ول الص‪6‬دقة من الكسب الطيب وتربيتها ‪ ، )1015 ( 2/703‬وأمحد يف‬
‫املسند ‪. )8330 ( 2/328‬‬
‫‪ 3‬الرتمذي يف األدب ‪ ،‬باب ما جاء يف النظافة ‪ ، )2799 (5/111‬وانظر غاية املرام ص‪. )113( 89‬‬
‫(‪)96‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫ول اللَِّه ‪َ ‬فَق‪َ /‬‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬


‫‪/‬ال ‪:‬‬ ‫اللَّه صلى اهلل عليه وسلم َم َع َقْومه َسمَع ُه ْم يَ ْكنُونَُه بِأَبِي ال َ‬
‫ْح َك ِم فَ َد َع ُاه َر ُس ُ‬
‫‪/‬ال ‪ِ :‬إ َّن َق‪/ْ / /‬وِمي ِإ َذا ا ْخَتَلُف‪// /‬وا ِفي‬
‫ْح َك ِم َفَق‪َ / /‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْح َك ُم َوِإلَْي‪// /‬ه ال ُ‬
‫ْح ْك ُم فَل َم تُ ْكَنى أَبَا ال َ‬ ‫ِإ َّن اللََّه ُ‪/‬ه ‪/َ /‬و ال َ‬
‫‪/‬ال رس‪ِ ُ /‬‬
‫ول اللَّه ‪َ : ‬ما أ ْ‬ ‫ضي ِك َ‬ ‫ت بْيَن ُهم َفر ِ‬ ‫ٍ ِ‬
‫َح َس‪َ /‬ن َ‪/‬ه َذا ‪،‬‬ ‫ال اْلَف ِريَقْي ِن ‪َ ،‬فَق َ َ ُ‬ ‫َشيء أََتْوني فَ َح َك ْم ُ َ ْ َ‬
‫ْت ‪ُ :‬ش‪َ/‬ريْ ٌح‬ ‫ال فَ َم ْن أَ ْكَب ُ‪/‬ر ُه ْم ؟ ُقل ُ‬‫ال لِي ُشَريْ ٌح َوُم ْسِل ٌم َو َعْب ُد اللَِّه ‪ ،‬قَ َ‬‫َك ِم َن الَْول َِد ؟ قَ َ‬ ‫فَ َما ل َ‬
‫ت أَبُو ُشَريْ ٍح ) (‪ ، )1‬فالنص صريح يف إثبات االسم ‪.‬‬ ‫ال ‪ :‬فَأَنْ َ‬ ‫‪ ،‬قَ َ‬
‫‪   -89‬األ َْكَر ُم ‪:‬‬
‫ك الأَ ْك‪/َ /‬ر ُم الَّ ِذي َعلَّ َم‬
‫مسى اهلل نفسه األك ‪66‬رم يف الق ‪66‬رآن يف قوله تع ‪66‬اىل ‪  :‬ا ْق‪/َ /‬رْأ َو َربُّ َ‬
‫بِ‪//‬اْلَقَل ِم ‪[ ‬العل‪66‬ق‪ ]3:‬وقد ورد االسم يف اآلية مطلقا معرفا حمم‪66‬وال عليه املعىن مس‪66‬ندا‬
‫إليه مرادا به العلمية وداال على كمال الوصفية ‪ ،‬وعند البخاري من ح‪66‬ديث عائشة‬
‫‪/‬ال فَأَ َ‪/‬خ َذنِي‬
‫‪/‬ال ‪َ :‬ما أَنَا بَِق‪/‬ا ِر ٍئ قَ َ‬ ‫‪/‬ال ا ْق َ‪/‬رْأ قَ َ‬
‫‪/‬ك َفَق َ‬ ‫رضي اهلل عنها أهنا ق‪66‬الت ‪ ( :‬فَ َج َ‬
‫‪/‬اء ُه ال َْمَل ُ‬
‫ْت َما أَنَا بَِق‪//‬ا ِر ٍئ فَأَ َخ‪َ /‬ذنِي َفغَطَِّني‬ ‫ْج ْه‪َ /‬د ‪ ،‬ثُ َّم أ َْر َس ‪َ/‬لِني َفَق‪َ /‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪/‬ال ا ْق‪/َ /‬رْأ ُقل ُ‬ ‫َفغَطَّني ح ‪//‬تى َبَل ‪َ /‬غ منِّي ال َ‬
‫ْت َما أَنَا بَِق‪//‬ا ِر ٍئ فَأَ َخ‪َ /‬ذنِي َفغَطَِّني‬ ‫ْج ْ‪/‬ه‪َ /‬د ‪ ،‬ثُ َّم أ َْر َس‪َ//‬لِني َفَق‪َ /‬‬
‫‪/‬ال ا ْق‪/َ /‬رْأ َفُقل ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الثَّانَي‪َ //‬ة َحتَّى َبَل‪َ //‬غ منِّي ال َ‬
‫اإلنْ َس‪/‬ا َن ِم ْن َعَل ٍ‪/‬ق ا ْق َ‪/‬رْأ َو َربُّ َ‬
‫ك‬ ‫ك الَّ ِذي َخَل َ‪/‬ق َخَل َ‪/‬ق ِ‬ ‫ال ‪  :‬اقَْرْأ بِا ْس‪ِ /‬م َربِّ َ‬ ‫الثَّالِثََة ‪ ،‬ثُ َّم أ َْر َسَلِني َفَق َ‬
‫ت ُخَويِْل‪/ٍ /‬د رضي‬ ‫ف ُفَؤ ُاد ُه ‪ ،‬فَ َد َخ َل َعَلى َخ ِد َ‪/‬‬
‫يج َة بِْن ِ‬ ‫ول اللَِّه ‪َ ‬يْر ُج ُ‬ ‫األ َْكَر ُم ‪َ ‬فَر َج َع بَِها َر ُس ُ‬
‫اهلل عنها َفَق َال ‪َ :‬زِّملُونِي َزِّملُونِي ) (‪. )2‬‬
‫البُّر ‪:‬‬
‫‪َ   -90‬‬
‫ورد االسم يف الق‪6‬رآن الك‪6‬رمي مطلقا معرفا حمم‪6‬وال عليه املعىن مس‪6‬ندا إليه م‪6‬رادا به‬
‫وه ِإنَُّه ُه َ‪/‬و الَْب ُّ‪/‬ر‬ ‫ِ‬
‫العلمية وداال على كمال الوصفية يف قوله تعاىل ‪ِ  :‬إنَّا ُكنَّا من َقْب ُل نَ ْد ُع ُ‬
‫الر ِح ُيم ‪[ ‬الطور‪ ، ]28 :‬ومل يرد االسم يف السنة إال يف حديث سرد األمساء عن‪6‬د‬ ‫َّ‬
‫الرتم ‪66‬ذي وابن ماجة ‪ ،‬وه ‪66‬ذه األمساء مدرجة يف األح ‪66‬اديث وتعيينها ليس من كالم‬
‫النيب ‪ ‬باتف‪66 6 6‬اق أهل املعرفة حبديثه ‪ ،‬وعلى ذلك ال يص‪66 6 6‬لح احلديث لالحتج‪66 6 6‬اج به‬
‫على اسم اهلل الرب ‪ ،‬وإن كانت اآلية كافية شافية يف إثبات االسم وإحصائه ‪.‬‬

‫‪ 1‬أبو داود يف كتاب األدب ‪ ، )4955 ( 4/289‬وانظر صحيح أيب داود ‪. )4145( 3/936‬‬
‫‪ 2‬البخاري يف كتاب بدء الوحي ‪ ،‬باب كيف كان بدء الوحي إىل رسول اهلل )‪. S 1/4 (3‬‬
‫(‪)97‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫‪   -91‬الغََّفارُ ‪:‬‬
‫مسى اهلل نفسه به على س‪66 6 6 6 6 6‬بيل اإلطالق م‪66 6 6 6 6 6‬رادا به العلمية وداال على الوص‪66 6 6 6‬فية‬
‫حمم‪66‬وال عليه املعىن مس‪66‬ندا إليه مقرونا باسم اهلل العزيز يف ثالثة مواضع من الق‪66‬رآن ‪،‬‬
‫ض َوَما َبْيَن ُه َما الَْع ِزي ‪/ُ /‬ز اْلغََّف ُار ‪[ ‬ص‪]66:‬‬ ‫األر ِ‬ ‫ِ‬ ‫كما يف قوله تع ‪66‬اىل ‪َ  :‬ر ُّ‬
‫س ‪َ /‬م َاوات َو ْ‬
‫ب ال َّ‬
‫ْت ْاسَت ْغِفُروا َربَّ ُك ْم ِإنَُّه َك‪/‬ا َن َغَّفارا ‪‬‬
‫‪ ،‬وورد مطلقا منونا يف قوله تع‪66‬اىل ‪َ  :‬فُقل ُ‬
‫[ن‪66 6‬وح‪ ، ]10‬ويف اجلامع الص ‪66‬غري للس ‪66‬يوطي وص ‪66‬ححه األلب ‪66‬اين من ح ‪66‬ديث عائشة‬
‫رضي اهلل عنها ‪ ( :‬أن النبي ‪ ‬ك‪/‬ان إذا تض‪/‬ور من الليل ‪ ،‬تقلب وتل‪/‬وى من ش‪/‬دة األلم‬
‫‪ ،‬ق ‪//‬ال ‪ :‬ال إله إال اهلل الواحد القه ‪//‬ار رب السماوات واألرض وما بينهما العزيز الغف ‪//‬ار )‬
‫(‪. )1‬‬
‫ءوف ‪:‬‬
‫الر ُ‬ ‫‪َّ   -92‬‬
‫ض ‪/ /‬ل ِ‬
‫اهلل َعَلْي ُك ْم‬ ‫مسى اهلل نفسه ال‪66 6‬رءوف يف الق‪66 6‬رآن يف قوله تع‪66 6‬اىل ‪َ  :‬ولَ‪/ْ / /‬وال فَ ْ ُ‬
‫ك رء ٌ ِ‬ ‫َن اهلل رُؤ ٌ ِ‬
‫يم‬
‫وف َرح ٌ‬ ‫وف َرحيم ٌ‪[ ‬الن ‪66‬ور‪ ]20‬وقوله ‪َ  :‬رَّبَنا ِإنَّ َ َ‬ ‫َو َر ْح َمتُ ‪/ُ /‬ه َوأ َّ َ َ‬
‫‪ ، ‬ويف هذين املوض ‪66 6 6‬عني ورد مطلقا منونا حمم ‪66 6 6‬وال عليه املعىن مس‪66 6 6‬ندا إليه‬
‫م ‪66‬رادا به العلمية وداال على كم ‪66‬ال الوص ‪66‬فية ‪ ،‬وورد مقي ‪66‬دا باإلض ‪66‬افة يف قوله‬
‫وف بِالِْعَب‪/‬اد ِ‬ ‫َّاس من ي ْش ِري َنْفس ُه ابِْتغَ‪/‬اء مر َ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اهلل َرُؤ ٌ‬
‫ض‪/‬ات اهلل َو ُ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ‬ ‫تعاىل ‪َ  :‬وم َن الن ِ َ ْ َ‬
‫ول ِ‬
‫اهلل ‪‬‬ ‫‪[ ‬البق‪66‬رة‪ ، ]207‬وعند البخاري من ح‪6‬ديث اْلَب‪6‬ر ِاء بن ع‪6‬ازب ‪ : t‬أ َّ‬
‫َن َر ُس َ‬ ‫َ‬
‫س ِستََّة َع َشَر َش ْهًرا أَْو َسْبَع َة َع َشَر َش ْهًرا ‪َ ،‬و َكا َن ُي ْع ِجبُ ُه أَ ْن تَ ُكو َن ِقْبَلتُهُ‬‫ت ال َْمْق ِد ِ‬
‫صلى ِإلَى بْي ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت ِر َج ٌ‬
‫‪/‬ال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪/‬ات َعَلى الْقْبَل‪/‬ة َقْب‪/‬ل أَ ْن تُح َّ‪/‬و َل قب‪/‬ل الْبْي ِ‬ ‫ِ‬
‫ت ‪ ..‬إلى أن قال ‪َ :‬و َكا َن ال‪/‬ذي َم َ‬ ‫ِقبل الْبْي ِ‬
‫َ ََ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قُِتلُ‪///‬وا ل َْم نَ‪/ْ //‬د ِر َما َنُق‪ُ //‬‬
‫اهلل بالن ِ‬
‫َّاس‬ ‫يع إ َيم‪//‬انَ ُك ْم إ َّن َ‬ ‫اهلل ليُض‪َ / /‬‬
‫اهلل ‪َ ‬وَما َك‪//‬ا َن ُ‬ ‫‪/‬ول فيه ْم ‪ ،‬فَ ‪//‬أَْنَز َل ُ‬
‫وف َر ِح ٌيم ‪. )2( ‬‬ ‫لََر ُء ٌ‬
‫َّاب ‪:‬‬
‫الوه ُ‬
‫‪َ   -93‬‬

‫‪ 1‬تقدم خترجيه ص ‪. 51‬‬


‫‪2‬البخاري يف التفسري باب سيقول السفهاء من الناس ‪. )4216 ( 4/1631‬‬
‫(‪)98‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫ورد االسم يف الق‪66 6 6‬رآن الك‪66 6 6‬رمي مطلقا معرفا م‪66 6 6‬رادا به العلمية وداال على كم ‪66 6‬ال‬
‫ك الَْع ِزي ‪ِ / /‬ز‬‫الوص ‪66 6‬فية يف ثالثة مواضع منها قوله تع ‪66 6‬اىل ‪  :‬أ َْم ِعْن‪َ / /‬د ُه ْم َ‪/‬خ ‪/َ /‬زائِ ُن َر ْح َ‪/‬م ‪/ِ /‬ة َربِّ َ‬
‫ب لََنا ِم ْن‬ ‫وبَنا َب ْع‪َ /‬د ِإ ْذ َه‪َ /‬دْيَتَنا َو َه ْ‬ ‫َّاب ‪[ ‬ص‪ ، ]9:‬وقوله س‪66‬بحانه ‪َ  :‬رَّبَنا ال تُ‪ِ /‬ز ْغ ُقلُ َ‬ ‫الَْوه ِ‬
‫َّاب ‪[ ‬آل عم‪6‬ران‪ ، ]8:‬ومل ي‪6‬رد االسم يف ص‪6‬حيح الس‪6‬نة إال‬ ‫ت الَْوه ُ‬ ‫ك أَنْ َ‬ ‫ك َر ْح َم ًة ِإنَّ َ‬ ‫لَ ُدنْ َ‬
‫باإلش ‪66 6‬ارة إىل اآلية اليت ورد فيها ‪ ،‬وذلك فيما ورد عند البخ‪66 6‬اري من ح‪66 6‬ديث أَىِب‬
‫أن‬ ‫ُهَرْ‪6‬ي‪6َ 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6‬رَة ‪t‬‬
‫النَّبِّي‬
‫الَة فَ‪/‬أَْم َكَنِني اللَّهُ ِمْن‪/‬هُ ‪،‬‬ ‫ص‪َ /‬‬ ‫ت َعَل َّى الَْبا ِر َ‪/‬ح َة لَِيْقطَ َ‪/‬ع َعَل َّي ال َّ‬ ‫ْج ِّن َتَفلَّ َ‬ ‫‪6‬ال ‪ِ ( :‬إ َّن ِعْف ِر ًيتا ِمن ال ِ‬
‫َ‬ ‫ِ ‪ ‬قَ‪َ 6‬‬
‫ص ‪ِ/‬ب ُحوا َوَتْنظُ ‪/ُ /‬روا ِإلَْي‪/ِ /‬ه ُكلُّ ُك ْم ؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت أَ ْن أ َْربِطَ ‪/ُ /‬ه ِإلَى َس ‪/‬ا ِريٍَة م ْن َس ‪َ/‬وا ِري ال َْم ْس ‪ِ /‬جد َحتَّى تُ ْ‬
‫فَ ‪/‬أ ََر ْد ُ‬
‫‪/‬ال ‪َ :‬رْو ٌح ‪،‬‬ ‫َح ٍ‪/‬د ِم ْن َب ْع‪/ِ /‬دى ‪ ،‬قَ‪َ /‬‬ ‫ب لِي ُمْل ًكا َال َيْنَبِغي أل َ‪/‬‬
‫ب َه ْ‬‫ت َق‪/ْ /‬و َل أ َِخي ُس ‪َ/‬لْي َما َن َر ِّ‬ ‫فَ ‪َ /‬ذ َكْر ُ‬
‫ََردَُّه َخ ِاسًئا ) (‪. )1‬‬
‫الجَو ُاد ‪:‬‬
‫‪َ   -94‬‬
‫اجلواد من أمساء اهلل احلسىن اليت وردت يف الس‪66 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6‬نة ‪ ،‬فقد مساه به النيب ‪ ‬على‬
‫س‪66‬بيل اإلطالق منونا م‪66‬رادا به العلمية وداال على الوص‪66‬فية وكماهلا ‪ ،‬وقد ورد املعىن‬
‫حمم ‪66 6‬وال عليه مس ‪66 6‬ندا إليه ‪ ،‬كما ثبت من ح ‪66 6‬ديث ابن عب ‪66 6‬اس ‪ ، t‬وك‪66 6‬ذلك من‬
‫ح‪66 6‬ديث س‪66 6‬عد بن أيب وق‪66 6‬اص ‪ t‬أن رس‪66 6‬ول اهلل ‪ ‬ق‪66 6‬ال ‪ ( :‬إن اهلل عز وجل ج‪// /‬واد‬
‫يحب الج ‪//‬ود ويحب مع ‪//‬الي األخالق ويبغض سفس ‪//‬افها ) (‪ ، )2‬وه ‪66‬ذا احلديث ص ‪66‬حيح‬
‫مبجم‪66‬وع طرقه ص‪66‬ححه الش‪66‬يخ األلب‪66‬اين وغ‪66‬ريه ‪ ،‬وهو املع‪66‬ول عليه يف إثب‪66‬ات االسم‬
‫(‪. )3‬‬
‫‪ 1‬البخاري يف كتاب الصالة ‪ ،‬باب األسري أو الغرمي يربط يف املسجد ‪. )449 (1/176‬‬
‫‪ 2‬انظر تصحيح األلباين يف السلس‪6‬لة الص‪6‬حيحة ( ‪ ، )1627 ( )1378 ( )236‬وص‪6‬حيح اجلامع ( ‪)1744‬‬
‫( ‪ ، )1800‬وانظر أيضا ‪ :‬مسند أيب يعلى ‪ ،2/121‬واملسند البن كليب الشاشي ‪ ، 1/80‬وحلية األولياء‬
‫أليب نعم األصبهاين ‪ ، 5/29 ، 3/263‬والكتاب املصنف يف األحاديث واآلثار البن أيب شيبة ‪( 5/332‬‬
‫‪ )26617‬والزهد هلناد بن الس‪6‬ري الك‪6‬ويف ‪ ، 2/423‬وكت‪6‬اب التوحيد البن من‪6‬ده ‪ ، 2/99‬وجملس إمالء‬
‫أليب عبد اهلل حممد بن عبد الواحد ال‪66‬دقاق ص‪ ، 82‬والك‪66‬رم واجلود وس‪66‬خاء النف‪66‬وس لل‪66‬ربجالين ص ‪، 34‬‬
‫‪. 35‬‬
‫‪3‬أثبت ه‪66‬ذا االسم ابن القيم يف النونية حيث ق‪66‬ال ‪ :‬وهو اجلواد فج‪66‬وده عم الوج‪66‬ود مجيعه بالفضل واإلحس‪66‬ان‬
‫(‪)99‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫وعند الرتم‪66 6‬ذي يف س‪66 6‬ننه وحس‪66 6‬نه وك‪66 6‬ذلك عند أمحد من ح‪66 6‬ديث أَيِب َذٍّر ‪ t‬أن‬
‫َن أََّولَ ُك ْم َو ِ ‪/‬‬
‫آخ‪َ /‬ر ُك ْم َو َحيَّ ُك ْم‬ ‫‪/‬ادي ‪ ..‬لَ‪/ْ / /‬و أ َّ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َر ُس ‪6 6‬ول اللَِّه ‪ ‬ق‪66 6‬ال ‪َ ( :‬يُق‪ُ / /‬‬
‫‪/‬ول اللَُّه َتع‪// /‬الَى يا ِعب‪ِ / /‬‬
‫ان ِمْن ُك ْم َما َبَلغَ ْ‬
‫ت أُْمِنيَّتُ‪ُ /‬ه‬ ‫‪/‬ل ِإنْس‪ٍ /‬‬ ‫وميَِّت ُكم ورطْب ُكم ويابس ُكم اجَتمعوا ِفي ِ ٍ ِ ٍ‬
‫صعيد َواحد فَ َسأ ََل ُك ُّ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ ْ َ َ َ ْ ََ َ ُ ْ َُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪/‬ك م ْن ُملْكي ِإالَّ َك َما لَ ‪/ْ /‬و أ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ت ُك‪ِ ِ َّ /‬‬
‫َح‪َ /‬د ُك ْم َم‪/َّ /‬ر‬‫َن أ َ‬ ‫‪/‬ل َس‪//‬ائ ٍل مْن ُك ْم َما َس‪//‬أ ََل ‪َ ،‬ما َنَق َ‬
‫ص َذل ‪َ /‬‬ ‫فَ‪//‬أَ ْعطَْي ُ‬
‫الٌم‬‫اج ٌد ‪ ،‬أَ ْفَع ُل َما أُِري ُد ‪َ ،‬عطَ‪/‬ائِي َك َ‬ ‫ك بِأَنِّي جوا ٌد م ِ‬
‫ََ َ‬ ‫س ِف ِيه ِإْبَرًة ثُ َّم َر َفَع َها ِإلَْيِه ‪َ ،‬ذلِ َ‬ ‫ِ‬
‫بالَْب ْح ِر َفغَ َم َ‬
‫ول لَهُ ُك ْن َفَي ُكو ُن ) (‪. )1‬‬ ‫الٌم ‪ِ ،‬إنََّما أَْم ِري لِ َشيٍْء ِإ َذا أ ََر ْدتُهُ أَ ْن أَقُ َ‬
‫َو َع َذابِي َك َ‬
‫اص ‪ t‬أن‬ ‫وروى الرتم ‪66‬ذي يف س ‪66‬ننه وحسنه األلب ‪66‬اين من ح ‪66‬ديث َس ‪ْ 6‬ع ِد بْ ِن أَيِب َوقَّ ٍ‬
‫يم يُ ِح ُّ‬
‫ب اْل َك َ‪/‬ر َم َج َ‪/‬وا ٌد‬ ‫ب النَّظَافَ‪َ /‬ة َ‪/‬ك ِر ٌ‬ ‫ب نَ ِظ ٌ‬
‫يف يُ ِح ُّ‬ ‫ب يُ ِح ُّ‬
‫ب الطَِّّي َ‬ ‫ال ‪ِ ( :‬إ َّن اللََّه طَِّي ٌ‬‫النَّبِي ‪ ‬قَ َ‬
‫ود ) (‪. )2‬‬‫ود َفَنظُِّفوا أَ ْفِنيَت ُكم و َال تَ َشَّبهوا بِالْيه ِ‬
‫ْج َ‬ ‫يُ ِح ُّ‬
‫ُ َُ‬ ‫َ َْ‬ ‫ب ال ُ‬
‫وه ‪66‬ذا احلديث وال ‪66‬ذي قبله ليس أصال يف إثب ‪66‬ات اسم اهلل اجلواد ألنه على أج ‪66‬ود‬
‫األحك ‪66‬ام ح ‪66‬ديث حسن ‪ ،‬واحلسن هو ما اتصل س ‪66‬نده بنقل الص ‪66‬دوق ال ‪66‬ذي خف‬
‫ض‪66 6 6‬بطه (‪ ، )3‬ول ‪66 6‬ذلك مل نعتد به يف حصر األمساء احلسىن وإمنا يف داللة االسم على‬
‫الص‪66 6 6 6 6 6 6‬فة ‪ ،‬ومن مث فإنه ليس من أمسائه احلسىن النظيف وال املاجد ‪ ،‬وإمنا الث‪66 6 6 6 6‬ابت‬
‫الصحيح يف الروايات األخرى اجلميل واجلواد والطيب ‪.‬‬
‫بوح ‪:‬‬ ‫الس ُ‬‫‪ُّ   -95‬‬
‫ورد االسم يف الس ‪66 6‬نة مطلقا منونا م ‪66 6‬رادا به العلمية وداال على كم ‪66 6‬ال الوص ‪66 6‬فية‬
‫وقد ورد املعىن حمم‪6‬وال عليه مس‪6‬ندا إليه يف ص‪6‬حيح مس‪6‬لم من ح‪6‬ديث َعائِ َش‪َ 6‬ة رضي‬
‫ِه وس ‪ِ ِ 6‬‬
‫ِ‬ ‫ول اللَِّه ‪َ ‬ك‪66‬ا َن َيُق‪ُ 6‬‬
‫اهلل عنها أ ََّن َر ُس ‪َ 6‬‬
‫ب‬
‫ُّوس َر ُّ‬ ‫جوده ‪ُ ( :‬س ‪/‬بُّ ٌ‬
‫وح قُ ‪//‬د ٌ‬ ‫‪6‬ول يف ُر ُكوع َ ُ ُ‬
‫وهو اجلواد فال خييب س ‪66 6‬ائال ولو أنه من أمة الكف ‪66 6‬ران ‪ ،‬انظر توض‪66 6‬يح املقاصد وتص‪66 6‬حيح القواعد يف ش ‪66 6‬رح‬
‫قص ‪66‬يدة اإلم ‪66‬ام ابن القيم ألمحد بن إب ‪66‬راهيم بن عيسى ‪ ، 2/229‬والش ‪66‬يخ ابن ع ‪66‬ثيمني يف القواعد املثلى ص‬
‫‪ ، 16‬وانظر صفات اهلل عز وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوى بن عبد القادر السقاف ص ‪.102‬‬
‫‪ 1‬الرتمذي يف صفة القيامة ‪ ، )2495 ( 4/656‬وضعفه األلباين يف ضعيف الرتغيب والرتهيب ( ‪. )1008‬‬
‫‪ 2‬الرتمذي يف األدب ‪ ، )2799 ( 5/111‬وحسنه األلباين يف مشكاة املصابيح ( ‪. )4487‬‬
‫‪ 3‬ت‪66‬دريب ال‪66‬راوي يف ش‪66‬رح تق‪66‬ريب الن‪66‬واوي للس‪66‬يوطي ‪ ، 1/157‬واملنهل ال‪66‬روي يف خمتصر عل‪66‬وم احلديث‬
‫النبوي محد بن إبراهيم بن مجاعة ص ‪ ، 35‬وخنبة الفكر يف مصطلح أهل األثر ص ‪. 229‬‬
‫(‪)100‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫وح ) (‪ ، )1‬واحلديث ورد أيضا عند أبي داود و َالنسائي وأمحد ‪.‬‬ ‫الئِ َكِة َو ُّ‬
‫الر ِ‬ ‫ال َْم َ‬
‫الوا ِرثُ ‪:‬‬
‫‪َ   -96‬‬
‫ورد االسم يف الق‪66‬رآن على س‪66‬بيل اإلطالق والتعظيم معرفا م‪66‬رادا به العلمية وداال‬
‫على كم ‪66‬ال الوص ‪66‬فية يف قوله تع ‪66‬اىل ‪َ  :‬و َك ْم أ َْهل ْكَنا ِم ْن َقْريَ ‪/ٍ /‬ة بَ ِط‪/َ /‬ر ْ‬
‫ت َمِعي َش‪َ/ /‬ت َها فَِتْل‪َ /‬‬
‫‪/‬ك‬
‫ِ‬ ‫اكُن ُه ْم ْلم تُ ْس‪َ /‬ك ْن ِم ْن َب ْع ِ‪/‬د ِه ْم ِإال قَِلي ً‬
‫مس ِ‬
‫ين ‪[ ‬القص‪66‬ص‪ ،]58 :‬وقوله ‪ :‬‬ ‫ال َو ُكنَّا نَ ْح ُن اْل َ‪/‬وا ِرث َ‬ ‫ََ‬
‫يت َونَ ْح ُن الَْوا ِرثُون ‪[ ‬احلج‪6‬ر‪ ، ]23 :‬وورد أيضا يف دعاء زكريا ‪‬‬ ‫َوِإنَّا َلن ْح ُن نُ ْحِيي َونُِم ُ‬
‫ت َخْيُر الَْوا ِرثِ َين ‪[ ‬األنبياء‪. ]89:‬‬ ‫ب ال تَ َذ ْرنِي َفْرداً َوأَنْ َ‬ ‫‪َ : ‬و َز َك ِريَّا ِإ ْذ نَ َادى َربَُّه َر ِّ‬
‫ب ‪:‬‬ ‫الر ُّ‬‫‪َّ   -97‬‬
‫ثبت االسم يف الق‪66‬رآن والس‪66‬نة ‪ ،‬فقد مسى اهلل عز وجل نفسه ب‪66‬الرب على س‪66‬بيل‬
‫اإلطالق واإلض ‪66 6‬افة ‪ ،‬وك ‪66 6‬ذلك مساه به رس ‪66 6‬وله ‪ ‬؛ ف ‪66 6‬اإلطالق كما ورد يف قوله‬
‫ب‬‫ب َر ِح ٍيم ‪[ ‬يس‪ ، ]58:‬وكقوله تع‪6‬اىل ‪  :‬بَل‪َ /‬دٌة طَيَِّب‪/‬ةٌ َو َر ٌّ‬ ‫الم َق ْ‪/‬و ًال ِم ْن َر ٍّ‬
‫تع‪6‬اىل ‪َ  :‬س‪ٌ /‬‬
‫ول‬‫اس ‪ t‬أن َر ُس‪ُ 6‬‬ ‫َغُف‪//‬ورٌ‪[ ‬س‪66‬بأ‪ ، ]15:‬ويف الس‪66‬نة ما رواه مس‪66‬لم من ح‪66‬ديث ابْ ِن َعبَّ ٍ‬
‫‪/‬وع َفَعظِّ ُم‪/‬وا ِفي ِ‪/‬ه‬ ‫اكعا أَو س‪ِ /‬‬‫ِ‬ ‫اللَّه ‪ ‬ق‪66‬ال ‪ ( :‬أَ َال َوِإنِّي نُِه ُ‬
‫ِ‬
‫الر ُك ُ‬ ‫اج ًدا فَأََّما ُّ‬ ‫يت أَ ْن أَ ْق َ‪/‬رأَ اْلُق ْ‪/‬رآ َن َر ً ْ َ‬
‫اب لَ ُك ْم ) (‪.)2‬‬ ‫اجَت ِه ُدوا ِفي الد َ ِ ِ‬
‫ُّعاء َفَقم ٌن أَ ْن يُ ْسَت َج َ‬ ‫ود فَ ْ‬
‫الس ُج ُ‬
‫ب َعَّز َو َج َّل َوأََّما ُّ‬ ‫الر َّ‬
‫َّ‬
‫وعند الرتم ‪66‬ذي وق ‪66‬ال حسن ص ‪66‬حيح ‪ ،‬من ح ‪66‬ديث َع ْم‪6ُ 6‬رو بْ ُن َعَب َس‪َ 6 6‬ة ‪ t‬أَنَّهُ مَسِ َع‬
‫ت أَ ْن‬ ‫ف اللَّْي ِ‪/‬ل ِ‪/‬‬
‫اآلخ ِر فَ‪ِ/‬إ ِن ا ْس‪َ/‬تطَْع َ‬ ‫ب ِمن الْعب ِد في جو ِ‬
‫َْ‬ ‫الر ُّ َ َْ‬ ‫ب َما يَ ُكو ُن َّ‬ ‫ول ‪ ( :‬أَقَْر ُ‬ ‫النَّيِب َّ ‪َ ‬يُق ُ‬
‫الس َاعِة فَ ُك ْن ) (‪. )3‬‬
‫ْك َّ‬ ‫تَ ُكو َن ِم َّم ْن يَ ْذ ُكُر اللََّه ِفي تِل َ‬
‫وقد ورد االسم يف الس‪66 6‬نة أيضا يف مواضع كث‪66 6‬رية ‪ ،‬منها ما ورد عند البخ‪66 6‬اري‬
‫ِ‬
‫‪6‬يب ‪ ‬ق‪66‬ال ‪ ( :‬ف‪ُ /‬‬
‫‪/‬أتيت على موسى ؛ فس‪//‬لمت‬ ‫ص‪6‬ع َة ‪ t‬أن الن‪ُّ 6‬‬ ‫من ح‪66‬ديث مال‪66‬ك ب ِن َ‬
‫ص ْع َ‬
‫زت بكى فقيل ‪ :‬ما أبك‪//‬اك ؟ ق‪//‬ال ‪ :‬يا‬
‫‪/‬او ُ‬
‫‪/‬بي ‪ ،‬فلما ج‪َ /‬‬
‫‪/‬ك من أخ ون‪ّ /‬‬
‫عليه فق‪//‬ال ‪َ :‬مرحب ‪/‬اً ب‪َ /‬‬

‫‪1‬مسلم يف كتاب الصالة ‪ ،‬باب ما يقال يف الركوع والسجود ‪ ، )487 ( 1/353‬وأبو داود كتاب الصالة‬
‫باب ما يقول الرجل يف ركوعه وسجوده ‪ ، )872 ( 1/230‬والنسائي يف كتاب التطبيق ‪720 ( 1/240‬‬
‫) وأمحد يف املسند ‪. )24109 ( 6/34‬‬
‫‪ 2‬مسلم يف كتاب الصالة ‪ ،‬باب النهي عن قراءة القرآن يف الركوع والسجود ‪. )479 ( 1/348‬‬
‫‪3‬الرتمذي يف الدعوات ‪ ، )3578 ( 5/569‬واحلديث صححه األلباين يف صحيح اجلامع ( ‪. )1173‬‬
‫(‪)101‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫‪/‬دخل من َّأمتي )‬ ‫ِ‬ ‫الغالم ال‪/‬ذي بُِع َ‬


‫مما ي ُ‬
‫‪/‬ل ّ‬
‫‪/‬دخل الجن‪َ /‬ة من أَُّمت‪/‬ه أفض ُ‬
‫ث بع‪/‬دي ؛ يَ ُ‬ ‫رب ‪ ،‬ه‪/‬ذا ُ‬
‫(‪ )1‬؛ فاألدلة كث‪66 6‬رية على أن ال‪66 6‬رب اسم من أمساء اهلل احلسىن ؛ مسى اهلل به نفسه يف‬
‫كتابه ومساه به رسوله ‪ ،‬وقد اجتمعت فيه شروط احلصر ‪.‬‬

‫‪   -98‬األ ْعلى ‪:‬‬


‫ورد اسم اهلل األعلى يف القرآن والس‪6‬نة مطلقا معرفا م‪6‬رادا به العلمية وداال على‬
‫الوص ‪66‬فية وكماهلا ‪ ،‬كما يف قوله تع ‪66‬اىل ‪َ  :‬س ‪/‬بِّ ِح ا ْس ‪َ /‬م َربِّ َك ا َأل ْعَلى ‪[ ‬األعلى‪، ]1:‬‬
‫ففي ه ‪66 6‬ذا املوضع ورد معرفا مطلقا مس ‪66 6‬ندا إليه املعىن حمم ‪66 6‬وال عليه يف قوله ‪ :‬‬

‫َح‪/ٍ /‬د‬
‫الَّ ِذي َخَل‪/َ / /‬ق فَ َس ‪َّ/ /‬وى ‪[ ‬األعلى‪ ، ]2 :‬وقد ورد االسم أيضا يف قوله ‪َ  :‬وَما أل َ‪/‬‬
‫ِعْن َد ُه ِم ْن نِْع َمٍة تُ ْجَزى ِإال ابِْتغَ َاء َو ْجِه َربِِّه ا َأل ْعَلى ‪[ ‬الليل‪. ]20 :‬‬
‫ص ‪/ /‬لَّْي ُ‬
‫ت َم‪/َ / /‬ع‬ ‫‪6‬ال ‪َ ( :‬‬
‫ويف ص ‪66 6‬حيح مس ‪66 6‬لم من ح‪66 6‬ديث حذيفة بن اليم ‪66 6‬ان ‪ t‬قَ ‪َ 6 6‬‬
‫النَِّبّي‬
‫‪/‬ال ‪ُ :‬س‪ْ/‬ب َحا َن َربِّي ا َأل ْعَلى ) (‪ ، )2‬وروى أبو‬ ‫ات لَْيَلٍة ‪ ..‬إلى أن ق‪/‬ال ‪ :‬ثُ َّم َس‪َ /‬ج َد َفَق َ‬ ‫ِ ‪َ ‬ذ َ‬
‫أ َّ‬
‫َن‬ ‫اس ‪( : t‬‬ ‫داود وص‪66 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6‬ححه األلب‪66 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6‬اين من ح‪66 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6‬ديث ابْ ِن َعبَّ ٍ‬
‫النَِّبّي‬
‫َ ‪َ ‬كا َن ِإ َذا َقَرأَ ‪َ :‬سبِّ ِح ْاس َم َربِّ َك ا َأل ْعَلى قَ َال ‪ُ :‬سْب َحا َن َربِّ َى ا َأل ْعَلى ) (‪. )3‬‬
‫‪ِ   -99‬‬
‫اإللَهُ ‪:‬‬
‫مسى اهلل نفسه باإلله على س‪66 6‬بيل اإلطالق واإلض‪66 6‬افة م‪66 6‬رادا به العلمية وداال على‬
‫الوص‪66‬فية يف الق‪66‬رآن والس‪66‬نة ‪ ،‬وقد ورد املعىن حمم‪66‬وال عليه مس‪66‬ندا إليه كما ج‪66‬اء يف‬

‫ِ‬
‫‪6‬دء ‪.‬اخللق ‪ ،‬ب‪66‬اب ما ج‪66‬اء يف قوله تع‪66‬اىل ‪َ  :‬و ُه‪6َ 6‬و الَّذي أَْر َس ‪َ 6‬ل ِّالريَ‪َ 6‬‬
‫‪6‬اح بُ ْش ‪6‬راً َبنْيَ يَ‪6َ 6‬د ْي‬ ‫‪1‬البخ‪66‬اري يف كت‪66‬اب ب‪6‬‬
‫َرمْحَِتِه )‪ 3/1173 (3035‬‬
‫‪ 2‬مسلم يف كتاب صالة املسافرين ‪ ،‬باب استحباب تطويل القراءة يف صالة الليل ‪. )772 ( 536 / 1‬‬
‫‪ 3‬أبو داود يف كت ‪66‬اب الص ‪66‬الة ‪ ،‬ب ‪66‬اب ال ‪66‬دعاء يف الص ‪66‬الة ‪ ، 6)883 ( 1/233‬وانظر حكم األلب ‪66‬اين على‬
‫احلديث يف متام املنة ص‪. )133 ( 185‬‬
‫(‪)102‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫قوله تعاىل ‪َ  :‬وِإ ُله ُك ْم ِإ ٌله َو ِاح ٌد ال ِإ َله ِإال ُه َ‪/‬و ال َّ‪/‬ر ْح َم ُن ال َّ‪/‬ر ِح ُيم ‪[ ‬البق‪66‬رة‪ ]163:‬؛ حيث‬
‫ورد فيها اإلطالق واإلض‪66 6 6 6‬افة معا ‪ ،‬ومن جهة العلمية اللغوية فقد ورد االسم منونا‬
‫جمرورا يف قوله تع‪66 6‬اىل ‪َ  :‬وَما ِم ْن ِإل‪/ٍ / /‬ه ِإال ِإل ‪ٌ / /‬ه َو ِ ‪/‬‬
‫اح‪ٌ /‬د ‪[ ‬املائ‪66 6‬دة‪ ، ]73:‬وق ‪66‬ال اإلم ‪66‬ام‬
‫‪6‬وت وأس‪6‬امي اهلل عز وج ّ‪6‬ل وق‪6‬ال ُخ‪6‬بيب ‪ :‬وذلك‬ ‫ات والنُّع ِ‬ ‫البخاري ‪ ( :‬ب‪6‬اب ما ي‪6‬ذكر يف ال‪ّ 6‬ذ ِ‬
‫ُ ُ‬
‫(‪) 1‬‬
‫‪6‬ذات بامسه تع‪66‬اىل ) ‪ ،‬وهو يشري إىل ح‪66‬ديث أبي هري‪66‬رَة ‪ t‬يف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يف ذات ِاإلله ‪ ،‬ف‪66‬ذكر ال‪َ 6‬‬
‫األنصاري ‪ t‬ملا قال قبل قتله وهو يف األسر بعد أن صلى ركعتني ‪:‬‬ ‫ُّ‬ ‫خبيب‬
‫قصة ٌ‬
‫أي ِش ٍّق كان لِ ِله مصرعي‬
‫‪ :‬على ِّ‬ ‫ُقتل مسلماً‬
‫حين أ ُ‬ ‫ولست أبالي َ‬
‫ُ‬
‫أوصال ِشل ٍو ُم َّ‬
‫مزع‬ ‫ِ‬ ‫بارك على‬
‫‪ :‬يُ ْ‬ ‫اإل ِله وإ ْن يَشا‬
‫وذلك في ذات ِ‬
‫‪6‬وم أُص‪66‬يبوا ) (‪ ، )2‬ق‪66‬ال ابن‬
‫‪6‬رب‪)3‬هم ي‪َ 6‬‬
‫‪6‬يب ‪ ‬أص‪66‬حابَه َ‪6‬خ (َ‬
‫‪6‬أخرب الن‪ُّ 6‬‬
‫ابن احلارث ‪ ،‬ف‪َ 6‬‬
‫فقتله ُ‬
‫حجر ‪ ( :‬ومسعه النيب ‪ ‬فلم ينكره فكان جائزا ) ‪.‬‬
‫‪/‬ك َوِإل‪/َ /‬ه‬‫وقد ورد االسم مض‪66‬افا مقي‪66‬دا يف آي‪66‬ات كث‪66‬رية كقوله تع‪66‬اىل ‪َ  :‬ن ْعبُ ‪ُ /‬د ِإ َ‪/‬‬
‫له َ‬
‫اق ِإلهاً َو ِاحداً َونَ ْح ُن ُله ُم ْس ُلمو َن ‪[ ‬البقرة‪. ]133 :‬‬ ‫ك ِإبر ِاهيم وِإسم ِ‬
‫اعيل َوِإ ْس َح َ‬ ‫ِ‬
‫آبَائ َ ْ َ َ َ ْ َ‬
‫من‬
‫‪6‬يب ‪ ‬يَ‪66‬دعو َ‬‫‪6‬اس ‪ t‬ق‪66‬ال ‪ :‬ك‪66‬ا َن الن‪ُّ 6‬‬ ‫وعند البخ‪66‬اري من ح‪66‬ديث عبد اهلل بن عب‪ٍ 6‬‬
‫‪/‬ك ت ‪// /‬وكلت ‪ ،‬وإليك أََنْب ُ‬
‫ت ‪ ،‬وبك‬ ‫آمنت ‪ ،‬وعلي ‪َ / /‬‬
‫‪/‬ك ُ‬ ‫‪/‬لمت ‪ ،‬وب ‪َ / /‬‬ ‫الليل ‪َّ ( :‬‬
‫اللهم لك أَس ‪ُ / /‬‬
‫أنت‬
‫وأسر ْرت وأعلنت ‪َ ،‬‬
‫َّرت ‪َ ،‬‬
‫َّمت وما أخ ُ‬
‫فاغفر لي ما قد ُ‬
‫حاكمت ‪ْ ،‬‬
‫ُ‬ ‫خاصمت ‪ ،‬وإليك‬
‫ُ‬
‫(‪) 4‬‬
‫إله لي غيرك ) ‪.‬‬
‫إلهي ال َ‬

‫‪1‬فتح الب‪66‬اري ش‪66‬رح ص‪66‬حيح البخ‪66‬اري ‪ ،‬أليب الفضل أمحد بن علي بن حجر العس‪66‬قالين ‪ ، 13/381‬حتقيق‬
‫حممد فؤاد عبد الباقي ‪ ،‬نشر دار املعرفة ‪ ،‬بريوت ‪1379 ،‬هـ ‪.‬‬
‫‪ 2‬البخاري يف كتاب التوحيد ‪ ،‬باب السؤال بأمساء اهلل واالستعاذة هبا ‪. )6967 ( 6/2693‬‬
‫‪ 3‬فتح الباري ‪. 13/382 :‬‬
‫‪ 4‬البخاري يف كتاب الكسوف ‪ ،‬باب التهجد بالليل ‪. )1069 ( 1/377‬‬
‫(‪)103‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫المبحث الرابع‬
‫األسماء التي ال توافق شروط اإلحصاء‬
‫ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ‬

‫املتفق على ص‪66 6 6 6 6 6 6 6 6 6‬حته فيما ثبت عن النيب ‪ ‬هو ما ورد يف الص‪66 6 6 6 6 6 6 6 6‬حيحني عند‬
‫ول اللَِّه ‪ ‬قَ‪َ 6‬‬
‫‪6‬ال ‪ِ ( :‬إ َّن لِلَّهِ‬ ‫اإلمامني البخاري ومسلم من حديث أَبِي ُهَرْيَرَة ‪ t‬أ ََّن َر ُس َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْجنََّة ) (‪. )1‬‬
‫ص َاها َد َخ َل ال َ‬ ‫اس َما مائًَة ِإالَّ َواح ًدا َم ْن أ ْ‬
‫َح َ‬ ‫ين ْ‬
‫ت ْسَع ًة َوت ْسع َ‬
‫أما س‪66 6 6 6‬رد األمساء احلسىن اليت وردت يف الرواي‪66 6 6 6‬ات األخ‪66 6 6 6‬رى فهو م‪66 6 6‬درج فيها‬
‫وليس من كالم النيب ‪ ، ‬وه ‪66 6‬ذا ال خيفى على أهل العلم واملعرفة حبديثه ‪ ، ‬ق‪66 6‬ال‬
‫ابن حجر العسقالين رمحه اهلل ‪ ( :‬والتحقيق أن سردها من إدراج الرواة ) (‪ ، )2‬وق‪66‬ال‬
‫الصنعاين ‪ ( :‬اتفق الحفاظ من أئمة الحديث أن سردها إدراج من بعض الرواة ) (‪. )3‬‬
‫وقد ذكر ابن تيمية رمحه اهلل الروايتني الل‪6‬تني اش‪6‬تهرتا بني عامة األمة وورد فيهما‬
‫س ‪66‬رد األمساء ‪ ،‬وهي رواية الرتم ‪66‬ذي يف جامعه وابن ماجه يف س‪66‬ننه مث ق‪66‬ال ‪ ( :‬وقد‬
‫اتفق أهل المعرفة بالح‪//‬ديث على أن ه‪//‬اتين الرواي‪//‬تين ليس‪//‬تا من كالم الن‪//‬بي ‪ ، ‬وإنما كل‬
‫منهما من كالم بعض السلف ) (‪. )4‬‬
‫وملا ك ‪66‬ان ه ‪66‬ذا هو ح ‪66‬ال األمساء احلسىن اليت حفظها الن ‪66‬اس ألك ‪66‬ثر من ألف ع ‪66‬ام‬
‫وأنش‪66 6 6 6 6 6 6 6‬دها كل منشد وكتبت يف كل مس‪66 6 6 6 6 6 6 6‬جد ‪ ،‬ليست نصا من كالم النيب ‪‬‬

‫‪ 1‬تقدم خترجيه ص ‪ ، 6‬وانظر أمساء اهلل احلسىن ‪ ،‬للدكتور عبد اهلل صاحل الغصن ص ‪.149‬‬
‫‪ 2‬بل‪66‬وغ املرام من أدلة األحك‪66‬ام ‪ ،‬البن حجر العس‪66‬قالين ‪ ،‬ص ‪ 346‬ح‪66‬ديث رقم ( ‪ ، 6)1396‬الطبعة‬
‫األويل دار البخاري ‪ ،‬القصيم سنة ‪ 1409‬هـ ‪.‬‬
‫‪ 3‬س‪6‬بل الس‪6‬الم ش‪6‬رح بل‪6‬وغ املرام من أدلة األحك‪6‬ام ‪ ،‬حممد بن إمساعيل الص‪6‬نعاين األمري ‪ 4/108 ،‬حتقيق‬
‫حممد عبد العزيز ‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪ ،‬نشر دار إحياء الرتاث العريب ‪ ،‬بريوت ‪1379 ،‬هـ ‪.‬‬
‫(‪)104‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫باتف‪66 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6‬اق أهل العلم واملعرفة حبديثه ؛ وإمنا هي يف حقيقتها ملحقة أو مدرجة يف‬
‫األح‪66 6 6‬اديث اليت ورد فيها س‪66 6 6‬رد األمساء ؛ فال بد أن ن ‪66 6 6‬بني ما ثبت فيها من األمساء‬
‫احلسىن وما مل يثبت أو يوافق ش ‪66‬روط اإلحص ‪66‬اء ‪ ،‬ألن أمساء اهلل كما تق ‪66‬دم توقيفية‬
‫على نص القرآن وصحيح السنة ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬رواية الترمذي في جامعه ‪:‬‬
‫ص‪ْ 6‬فَوا ُن‬ ‫بن َي ْعُق‪6‬وب اجلوزج‪6‬اين ‪ ،‬أَخربنا َ‬ ‫ُ‬ ‫اهيم‬
‫ُ‬ ‫ق‪6‬ال اإلم‪6‬ام الرتم‪6‬ذي ‪ :‬ح‪6‬دثنا ْإب َ‪6‬ر‬
‫بن أيب مَحْ‪6َ6‬زَة ‪َ ،‬عن أيب ِّالزنَ‪6ِ 6‬اد ‪،‬‬ ‫ص‪6‬الِح ‪ ،‬أخربنا الولِي‪6ُ 6‬د ُ ِ ٍ‬
‫ب ُ‬ ‫بن ُم ْس‪6‬لم ‪ ،‬أخربنا ُش‪َ 6‬عْي ُ‬ ‫َ‬ ‫بن َ‬ ‫ُ‬
‫ني امْس اً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ول اهلل ‪َّ :‬‬ ‫َعن األ َْع‪6َ 6‬ر ِج َعن أيِب ُهَرْي‪6َ 6‬رَة ‪ t‬قَ ‪6َ 6‬ال ‪ :‬قَ ‪6َ 6‬ال َر ُس ‪ُ 6‬‬
‫إن هلل ت ْس ‪َ 6‬ع ًة وت ْس ‪6‬ع َ‬
‫حيم‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫محن ال َّ‪6‬ر ُ‬ ‫صاها َد َخ َل اجلَنَّة ‪ُ ،‬ه َ‪6‬و اهلل الذي ال إلَ َ‪6‬ه إالّ ُه َ‪6‬و ال َّ‪6‬ر ُ‬ ‫َح َ‬‫غري َواح َدة َم ْن أ ْ‬ ‫مائًَة َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫امللِك ال ُقدُّوس ال َّس‪ِ َ 6‬‬
‫َّار‬
‫الغف ُ‬‫ص‪ِّ6‬وُر َ‬ ‫العِزي ُ‪6‬ز اجلَبَّ ُار املَُت َكرِّب اخلَ‪6‬ال ُق َالب‪6‬ا ِرىءُ املُ َ‬ ‫الُم املُْ‪6‬ؤم ُن املَُهيم ُن َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫الراف‪/ُ / /‬ع المع‪/ُّ / /‬ز الم‪// /‬ذل‬ ‫ِ‬ ‫ُ َّ‬‫‪/‬افض‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬‫خ‬ ‫ال‬ ‫ط‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫س‬‫ِ‬ ‫ا‬
‫ُ َ ُ َ ُ َ ُ‬ ‫الب‬ ‫ض‬ ‫ِ‬‫ب‬ ‫‪6‬ا‬‫‪6‬‬ ‫ق‬‫‪6‬‬ ‫ال‬ ‫يم‬ ‫ِ‬
‫ل‬‫الع‬ ‫َّاح‬ ‫ت‬‫الف‬ ‫َّاق‬
‫الَ َّ ُ َ ُ َّ ُ‬
‫ز‬ ‫‪6‬ر‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬‫ل‬ ‫ا‬ ‫اب‬ ‫ه‬
‫َّ‬ ‫الو‬ ‫ار‬ ‫ه‬ ‫ق‬
‫ِري‬ ‫الغُف‪6‬ور ال َّش‪ُ 6‬كور ِ‬ ‫ص‪6‬ري احل َكم الع ْد ُل اللّ ِطي‪6‬ف اخلَبِري احللِيم ِ‬ ‫ال َّس‪ِ 6‬ميع ِ‬
‫العل ُّي ال َكب ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫يم َ ُ‬ ‫العظ ُ‬ ‫ُ ُ َ ُ َ‬ ‫الب ُ َ ُ َ‬ ‫ُ َ‬
‫ِ‬
‫ود املجي‪6ُ 6‬د‬ ‫يم ال‪6َ 6‬و ُد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يب اْلَواس‪ُ 6‬ع احلَك‬ ‫ِ‬
‫يب املج‬ ‫ِ‬
‫الجلي‪/ُ /‬ل ال َ‪6‬ك ِر ُمي ال‪6َّ 6‬رق‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫احلَِفي‪ُ 6‬ظ املق‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫يب َ‬ ‫ُ‬ ‫يت احلَس‪6‬‬ ‫ُ‬
‫ِ َ‬ ‫صي المب ِ‬ ‫يد الم ْح ِ‬ ‫الشِه ُيد احلق الو ِكيل الَق ِو ُّي املتِني الويِل ُّ احلُِ‬ ‫ِ ُ‬
‫الم ْحِيي‬ ‫ُ‬ ‫د‬‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫الم‬
‫ُ ُ ُ‬ ‫يء‬ ‫د‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫م‬ ‫َُ َ َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ث‬
‫الباع ُ‬‫َ‬
‫األو ُل‬
‫ِّم امل ‪6َ6‬ؤ ِّخُر َّ‬ ‫ُ‬ ‫‪6‬ادُر املْقَت‪6ِ 6‬دُر املَ‪6‬ق‪6‬د‬‫ص ‪6‬م ُد الَ‪6‬ق ِ‬
‫َ‬ ‫الوا ِح ُد ال َّ‬ ‫َ‬ ‫الم ِ‪/‬‬
‫اج ُد‬ ‫اج ُد َ‬ ‫الو ِ‪/‬‬
‫وم َ‬‫ُ‬ ‫يت احلَ ُّي الَقيُّ‬‫الم ِم ُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِك املْل‪6‬ك ُذو‬ ‫العُف ُّ‪6‬و ال َّ‪6‬رُؤوف َمال ُ‬ ‫َ‬ ‫اب ا َ‬
‫لمنتق ُم‬ ‫ُ‬ ‫الوالي املَت َعايِل َالبُّ‪6‬ر التََّّو‬ ‫الباط ُن َ‬ ‫َ‬ ‫اآلخُر الظَّاهُر‬
‫يع‬ ‫‪/‬اديُ الب ‪ِ /‬‬
‫‪/‬د‬ ‫َّافع النُّور اله‪ِ /‬‬ ‫ض ‪ُّ /‬ار الن ِ‬ ‫َّ‬ ‫ال‬ ‫ع‬ ‫ِ‬‫‪/‬ان‬ ‫‪/‬‬
‫الم‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ن‬‫غ‬ ‫الم‬ ‫يِن‬‫الغ‬
‫ُ‬
‫الج‪ِ /‬‬ ‫الِل واإل ْك‪//‬ر ِام ِ‬
‫َ ُ‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫المْقس ‪/‬ط َ ُ َ ُّ ُ‬ ‫ع‬ ‫‪/‬ام‬ ‫الج َ َ َ ُ‬ ‫َ‬
‫الر ِشي ُد َّ‬ ‫ِ‬
‫الصبُور ‪.‬‬ ‫ث َّ‬ ‫الوا ِر ُ‬‫َالباقي َ‬
‫بداية من ق‪66‬ول ال‪66‬راوي يف احلديث ُ‪6‬ه َ‪6‬و اهلل الَّ ِذي ال إلَ‪6َ 6‬ه إالّ ُ‪6‬ه َ‪6‬و إىل آخر‬
‫احلديث ليس من كالم النيب ‪ ، ‬وإمنا هي أمساء من مجع ال‪66 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6 6‬راوي‬

‫‪ 4‬دقائق التفسري اجلامع لتفسري ابن تيمية ‪ ،‬حتقيق د‪ .‬حممد السيد اجلليند ‪ ، 2/473 ،‬الطبعة الثانية ‪ ،‬نشر‬
‫مؤسسة عل‪66‬وم الق‪66‬رآن ‪ ،‬دمشق ‪1404 ،‬هـ ‪ ،‬وانظر يف دراسة الرواي‪66‬ات والط‪66‬رق اليت س‪66‬ردت األمساء احلسىن‬
‫كتاب جزء فيه طرق إن هلل تسعة وتسعني امسا أليب نعيم األصفهاين من ص ‪ : 93‬ص ‪ ، 172‬حتقيق مشهور‬
‫حسن سليمان ‪ ،‬مكتبة الغرباء األثرية املدينة املنورة ‪1413‬هـ ‪ ،‬وكت‪6‬اب أمساء اهلل احلسىن ‪ ،‬لل‪6‬دكتور عبد اهلل‬
‫صاحل الغصن ص ‪ 155‬وما بعدها ‪.‬‬
‫(‪)105‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫وإدراجه هلا يف احلديث ولذلك فإن فيها ما ثبت وما مل يثبت ‪ ،‬وفيها‬
‫ما ال ينطبق عليه شروط اإلحصاء وبيان ذلك كالتايل ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬ع‪66‬دد األمساء ال‪66‬واردة يف ه‪66‬ذا احلديث تس‪66‬عة وتس‪66‬عون امسا على‬
‫اعتب ‪66 6‬ار أن لفظ اجلاللة ض ‪66 6‬من األمساء ‪ ،‬واألمساء احلسىن اليت ثبتت بنص‬
‫الكتاب والسنة يف ه‪6‬ذا احلديث ع‪6‬ددها س‪6‬بعون امسا هي مع لفظ اجلاللة‬
‫‪ :‬ال‪6‬رمحن ال‪6‬رحيم امللك الق‪6‬دوس الس‪6‬الم املؤمن املهيمن العزيز اجلب‪6‬ار املتكرب‬
‫اخلالق الب‪66‬ارئ املص‪66‬ور الغف‪66‬ار القه‪66‬ار الوه‪66‬اب ال‪66‬رزاق الفت‪66‬اح العليم الق‪66‬ابض‬
‫الباسط الس‪66‬ميع البصري احلكم اللطيف اخلبري احلليم العظيم الغف‪66‬ور الش‪66‬كور‬
‫العلي الكبري احلفيظ املقيت احلس ‪66‬يب الك ‪66‬رمي ال ‪66‬رقيب اجمليب الواسع احلكيم‬
‫ال‪66‬ودود اجمليد الش‪66‬هيد احلق الوكيل الق‪66‬وي املتني ال‪66‬ويل احلميد احلي القي‪66‬وم‬
‫الواحد الص ‪66‬مد الق ‪66‬ادر املقت ‪66‬در املق ‪66‬دم املؤخر األول اآلخر الظ ‪66‬اهر الب ‪66‬اطن‬
‫املتعايل الرب التواب العفو الرءوف املالك الغين الوارث ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أما األمساء اليت مل تثبت أو توافق ش‪66 6 6 6‬روط اإلحص‪66 6 6 6‬اء فع‪66 6 6‬ددها‬
‫الر ِاف‪//‬ع المع ‪/ُّ /‬ز الم ‪/ِ /‬ذل الع‪/ْ /‬د ُل الجِلي ‪//‬ل الب ‪ِ /‬‬
‫ث‬‫‪/‬اع ُ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫‪/‬افض َّ ُ‬ ‫تس ‪66‬عة وعش ‪66‬رون امسا وهي الخ ‪ُ /‬‬
‫الِل‬ ‫اج‪ُ /‬د ال‪// /‬والِي ا َِ‬ ‫الم ِ ‪/‬‬ ‫الو ِ ‪/‬‬ ‫الم ِم ُ‬ ‫ص ‪/ /‬ي المب‪/ِ / /‬ديء ِ‬
‫الم ْح ِ‬
‫الج َ‬
‫لمنتق ُم ُذو َ‬ ‫َ‬ ‫اج‪ُ /‬د َ‬ ‫يت َ‬ ‫الم ْحِيي ُ‬
‫المعي ‪ُ / /‬د ُ‬
‫ُْ ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫الب‪/ِ /‬اقي َّ‬
‫الر ِش‪/‬ي ُد‬ ‫‪/‬ادي ِ‬ ‫اله ِ‬ ‫الم‪/‬انِع الض ‪ِ ُّ /‬‬ ‫‪/‬امع ِ‬ ‫اإلك‪/‬ر ِام المْق ِس‪/‬ط ‪ِ /‬‬
‫يع َ‬‫الب‪//‬د ُ‬
‫َ‬ ‫ُّور َ‪/‬‬
‫َّار النَّاف ُع الن ُ‬ ‫الم ْغني َ‪ُ /‬‬
‫الج ُ ُ‬‫َ‬ ‫َو ْ‪ُ َ /‬‬
‫الصبُور ‪.‬‬
‫َّ‬

‫‪ ‬العلة في عدم ثبوتها أو إحصائها مع األسماء الحسنى ‪:‬‬


‫الخافض الرافع ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫مل ي‪66‬ردا يف الق‪66‬رآن أو الس‪66‬نة امسني ولكن ورد الفعل يرفع يف الق‪66‬رآن‬
‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ْم‬
‫ين أُوتُ‪// / / /‬وا الْعل َ‬
‫آمنُ‪// / / /‬وا مْن ُك ْم َوالذ َ‬ ‫كما يف قوله تع ‪66 6 6 6‬اىل ‪َ  :‬يْرفَ‪/ِ / / / /‬ع اللَُّه الذ َ‬
‫ين َ‬
‫‪/‬ات ‪[ ‬اجملادل ‪66 6‬ة‪ ]11 :‬وورد الفعالن يف ص ‪66 6‬حيح مس ‪66 6‬لم من ح‪66 6‬ديث أَىِب‬ ‫َدر ‪/‬ج ‪ٍ /‬‬
‫ََ‬
‫(‪)106‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬
‫ِ‬ ‫ُمو َس‪6‬ى األش‪66‬عري ‪ t‬أن النيب ‪ ‬ق‪66‬ال ‪ِ ( :‬إ َّن اللََّه َع َّ‪/‬ز َو َ‪/‬ج َّ‬
‫‪/‬ام َو َال َيْنَبغي لَ ُ‪/‬ه أَ ْن َيَن َ‬
‫‪/‬ام‬ ‫‪/‬ل َال َيَن‪ُ /‬‬
‫ض الِْق ْس َط َوَيْر َف ُع ُه ) (‪. )1‬‬ ‫ِ‬
‫يَ ْخف ُ‬
‫واس ‪66‬تند اإلم ‪66‬ام ال ‪66‬بيهقي يف إثباهتما إىل املعىن ال ‪66‬ذي ورد يف قوله تع ‪66‬اىل ‪  :‬يَ ْس ‪/‬أَل ُُه‬
‫ض ُك َّل َي ْ‪/‬وٍم ُه َ‪/‬و ِفي َش‪/‬أ ٍْن ‪[ ‬ال‪66‬رمحن‪ ، ]29:‬وما ذك‪6‬ره‬ ‫السماو ِ‬
‫ات َواألَْر ِ‬ ‫ِ‬
‫َم ْن في َّ َ َ‬
‫بس ‪66 6‬نده مرفوعا أنه ‪ ‬ق ‪66 6‬ال ‪ ( :‬من ش‪// /‬أنه أن يغفر ذنبا ويف‪// /‬رج كربا ويرفع قوما ويضع‬
‫آخرين ) (‪ ، )2‬وهذا غري ك‪6‬اف يف إثب‪6‬ات االمسني ‪ ،‬ألن دورنا حي‪6‬ال األمساء احلسىن‬
‫اإلحصاء وليس االشتقاق واإلنشاء فلم يرد نص صريح بإثبات هذين االمسني ‪.‬‬
‫المعز ِ‬
‫المذل ‪:‬‬ ‫ُّ‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫مل أجد حجة أو دليال على إثب‪66 6‬ات ه‪66 6‬ذين االمسني إال ما ورد يف قوله تع ‪66‬اىل ‪:‬‬
‫اء َوتُِع‪/ُّ /‬ز‬ ‫‪/‬ك من تَ َش‪/‬اء وَتْن‪ِ /‬زع الْمْل‪ِ َ /‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫َمالِ‪َ /‬‬ ‫اللَُّه َّم‬ ‫قُ‪/ِ /‬ل‬
‫‪/‬ك م َّم ْن تَ َش‪ُ /‬‬ ‫ُ َ ُ ُ‬ ‫‪/‬ك ال ُْمْل‪//‬ك ُت‪/ْ /‬ؤتي ال ُْمْل‪ْ َ َ /‬‬
‫ك َعَلى ُك ِّل َش ْيٍء قَ ِد ٌير ‪[ ‬آل عمران‪26 :‬‬ ‫اء بَِي ِد َك اْل َخْيُر ِإنَّ َ‬ ‫ِ ُّ‬
‫َوتُذل َم ْن تَ َش ُ‬ ‫اء‬
‫تَ َش ُ‬ ‫َم ْن‬
‫عِز َويُ‪6ِ 6‬ذ ُّل ‪ ،‬ومل ي‪66‬ذكر يف اآلية‬ ‫] ‪ ،‬فاهلل عز وجل أخرب أنه ُي‪6ْ 6‬ؤيِت ويَ َش ‪6‬اءُ َوَيْن ‪6‬ز ُ‬
‫ِع َويُ ُّ‬
‫بعد مالك امللك وامسه الق‪66‬دير س‪66‬وى ص‪66‬فات األفع‪66‬ال ‪ ،‬وال‪66‬ذين متس‪66‬كوا بتس‪66‬مية اهلل‬
‫ب ‪66‬املعز املذل واش ‪66‬تقوا له باجته ‪66‬ادهم امسني من ه ‪66‬ذين الفعلني يل ‪66‬زمهم على قياس ‪66‬هم‬
‫ِ‬
‫ِع طاملا أن املرجعية يف علمية االسم‬ ‫ثالثة أمساء أخ‪66 6‬رى وهى الم‪6ْ 6 6‬ؤيِت واملش‪6 6‬يئ َواملْن‪6 6‬ز ُ‬
‫إىل الرأي واالشتقاق دون التتبع واإلحصاء ‪.‬‬
‫العدل الجليل ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫الع‪66 6 6 6‬دل مل ي‪66 6 6 6‬رد يف الق‪66 6 6 6‬رآن امسا أو فعال ومل أجد حجة ملن مسى اهلل هبذا االسم‬
‫س‪66‬وى ما ج‪6‬اء من األمر بالع‪6‬دل يف قوله تع‪66‬اىل ‪ِ  :‬إ َّن اللََّه يَ‪/‬أُْمُر بِالَْع ْ‪/‬د ِل واإلحس‪/‬ان ‪‬‬
‫[النح ‪66‬ل‪ ]90:‬أو رمبا اس ‪66‬تند إىل املعىن ال ‪66‬ذي ورد يف الس ‪66‬نن من ح ‪66‬ديث أَيَب أَُم َام‪َ 6‬ة ‪t‬‬
‫ال و ِ‬
‫ص ‪/‬يََّة‬ ‫‪/‬ق َحَّق ُه فَ َ َ‬
‫‪/‬ل ذي َح‪ٍّ /‬‬ ‫ول اللَِّه ‪َ ‬يُق‪ُ 6‬‬
‫‪6‬ول ‪ِ ( :‬إ َّن اللََّه قَ ‪/ْ /‬د أَ ْعطَى ُك‪َّ /‬‬ ‫ت َر ُس‪َ 6 6‬‬ ‫ِ‬
‫ق ‪66‬ال ‪ :‬مَس ْع ُ‬

‫‪1‬مسلم يف كتاب اإلميان ‪ ،‬باب يف قوله عليه السالم إن اهلل ال ينام ‪. )179 ( 1/161‬‬
‫‪2‬األمساء والصفات للبيهقي ص ‪. 99‬‬
‫(‪)107‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫لَِوا ِر ٍث ) (‪. )3‬‬


‫‪‬‬ ‫أما اجلليل فلم ي‪66 6 6 6‬رد امسا يف الكت‪66 6 6 6‬اب أو الس‪66 6 6 6‬نة ولكن ورد وص‪66 6 6 6‬فا يف قوله ‪:‬‬
‫ك ُذو ال َ ِ‬
‫ْجالل َوالإِ ْ‪/‬ك َ‪/‬ر ِام ‪[ ‬ال ‪66‬رمحن‪ ، ]27:‬وقوله تع ‪66‬اىل أيضا ‪َ  :‬تَب‪َ /‬‬
‫‪/‬ار َك‬ ‫َوَيْبَقى َو ْ‪/‬ج‪/‬هُ َربِّ َ‬
‫الل َوالإ ِْك‪/َ /‬ر ِام ‪[ ‬ال ‪66‬رمحن‪ ، ]78 :‬وف ‪66‬رق كبري بني االسم والوصف‬ ‫ْج ِ‬ ‫اس ‪/‬م ربِّ َ ِ‬
‫ك ذي ال َ‬ ‫َُْ‬
‫ين ‪[ ‬ال‪66‬ذاريات‪، ]58:‬‬ ‫ِ ِ‬
‫ألن اهلل عز وجل وصف نفسه ب‪66‬القوة فق‪66‬ال ‪ُ  :‬ذو اْلُق‪/َّ /‬وة ال َْمت ُ‬
‫ومسى نفسه الق‪66‬وي يف قوله ‪َ  :‬و ُه َ‪/‬و اْلَق‪ِ /‬و ُّي الَْع ِزي ُ‪/‬ز ‪[ ‬الش‪66‬ورى‪ ، ]19 :‬ووصف نفسه‬
‫الر ْح َمة ِ‪[ ‬األنع‪66 6 6‬ام‪ ، ]133 :‬ومسى نفسه ال ‪66 6‬رمحن‬ ‫ك اْلغَِن ُّي ُذو َّ‬‫بالرمحة فق ‪66 6‬ال ‪َ  :‬و َربُّ َ‬
‫ال ‪66‬رحيم فق ‪66‬ال ‪َ  :‬تْن ِزي ‪/ٌ /‬ل ِم َن ال ‪/َّ /‬ر ْح َم ِن ال ‪/َّ /‬ر ِح ِيم ‪[ ‬فص‪66 6‬لت‪ ، ]2:‬وملا ك ‪66‬انت أمساء اهلل‬
‫توقيفية وال نس‪66 6 6 6‬مي اهلل إال مبا مسى به نفسه ‪ ،‬ف‪66 6 6 6‬إن اهلل وصف نفسه ب‪66 6 6‬اجلالل ومل‬
‫يسم نفسه اجلليل ‪.‬‬
‫ث الم ْح ِ‬
‫صي ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫الباع ُ ُ‬
‫َ‬ ‫‪‬‬

‫مل أجد حجة أو دليال على إثب‪66 6 6 6‬ات ه‪66 6 6 6‬ذين االمسني ‪ ،‬وال‪66 6 6 6‬ذي ورد يف الق‪66 6 6‬رآن‬
‫والس ‪66 6 6‬نة هي األفع ‪66 6 6‬ال فقط ‪ ،‬كما ورد يف قوله تع ‪66 6 6‬اىل ‪َ  :‬ي‪/ْ / / /‬و َم َيْبَعُث ُه ُم اللَُّه َج ِميع ‪/ / /‬اً‬
‫وه َواللَُّه َعَلى ُك ِّل َش ْيٍء َشِهي ٌد ِ‪[ ‬اجملادلة‪. ]6:‬‬ ‫ص ُاه اللَُّه َونَ ُس ُ‬ ‫َفُيَنبُِّئ ُه ْم بِ َما َع ِملُوا أ ْ‬
‫َح َ‬
‫ومن املالحظ أن ال‪66 6 6 6 6 6‬ذي اش‪66 6 6 6 6 6‬تق الب‪66 6 6 6 6 6‬اعث من قوله يبعثهم ‪ ،‬واحملصي من قوله‬
‫أحص ‪66 6‬اه اهلل ‪ ،‬ت ‪66 6‬رك املن ‪66 6‬بئ من قوله فين ‪66 6‬بئهم ‪ ،‬ألن اآلية مل ي ‪66 6‬رد فيها بعد اسم اهلل‬
‫الش‪66‬هيد س‪66‬وى األفع‪66‬ال اليت اش‪66‬تق منها فعلني وت‪66‬رك الث‪66‬الث يف حني أن ه‪66‬ذه األمساء‬
‫مجيعها مل ترد نصا صرحيا يف الكتاب أو السنة ‪.‬‬
‫المِعي ُد ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫المْبديء ُ‬
‫ُ‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫اس ‪66‬تند من مسى اهلل هبذين االمسني إىل اجته ‪66‬اده يف االش ‪66‬تقاق من قوله تع ‪66‬اىل ‪:‬‬

‫‪ 3‬أبو داود في كت‪66 6‬اب اإلج‪66 6‬ارة ‪ ،‬ب‪66 6‬اب يف تض‪66 6‬مني العارية ‪ )3565 ( 3/296‬وانظر تص‪66 6‬حيح األلب‪66 6‬اين‬
‫للحديث يف مشكاة املصابيح حديث رقم ( ‪. )3073‬‬
‫(‪)108‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫‪/‬ف ُيْب‪/ِ /‬د ُ‬


‫ئ اللَُّه اْل َخْل‪/َ /‬ق ثُ َّم‬ ‫ِإنَُّه ُ‪/‬ه َ‪/‬و ُيْب‪/ِ /‬د ُ‬
‫ئ َويُِعي ‪ُ /‬د ‪[ ‬ال‪66‬ربوج‪ ، ]13 :‬وقوله ‪  :‬أََول َْم َي‪/َ /‬رْوا َكْي‪َ /‬‬
‫‪/‬ك َعَلى اللَِّه يَ ِس ‪ٌ /‬ير ‪[ ‬العنكب ‪66‬وت‪ ، ]19:‬ومعل ‪66‬وم أن أمساء اهلل توقيفية على‬ ‫يُِعي ‪ُ /‬د ُه ِإ َّن َذلِ‪َ /‬‬
‫النص وليس يف اآليتني سوى الفعلني فقط ‪.‬‬
‫الم ِم ُ‬
‫يت ‪:‬‬ ‫الم ْحِيي ُ‬
‫ُ‬ ‫‪‬‬

‫[فص‪66‬لت‪:‬‬ ‫احمليي مل ي‪66‬رد إال مقي‪66‬دا يف قوله تع‪66‬اىل ‪ِ  :‬إ َّن الَِّذي أ َْحَي َاها ل َُم ْحِيي ال َ‪ْ/‬م ْ‪/‬وتَى ‪‬‬
‫‪ ]39‬وقد تق‪66‬دم يف ش‪66‬روط اإلحص‪66‬اء أنه ال بد أن يفيد االسم الثن‪66‬اء على اهلل بنفسه‬
‫فيك‪66‬ون مطلقا ‪ ،‬ولو ج‪66‬از إحص‪66‬اء احمليي ض‪66‬من األمساء لل‪66‬زم إحص‪66‬اء الغ‪66‬افر والقابل‬
‫‪/‬اب ‪[ ‬غ ‪66‬افر‪، ]3:‬‬ ‫ب َش ‪ِ /‬د ِيد الِْعَق‪ِ /‬‬ ‫ب َوقَابِ ‪/ِ /‬ل التَّْو ِ‬‫والش ‪66‬ديد يف قوله تع ‪66‬اىل ‪َ  :‬غ ‪/ِ /‬اف ِر ال ‪/َّ /‬ذنْ ِ‬
‫ضجِ‬
‫اع‪/ِ /‬ل ال َْمالئِ َ‪/‬ك ِ‪/‬ة‬ ‫‪/‬اط ِر ال َّ ِ‬ ‫وك‪66‬ذلك الف‪66‬اطر واجلاعل يف قوله تع‪66‬اىل ‪  :‬فَ‪ِ /‬‬
‫س ‪َ /‬م َاوات َوالأ َْر ِ َ‬
‫‪/‬اب س‪ِ /‬ر ِ‬ ‫ِ‬
‫اب ) (‪، )1‬‬ ‫ْحس‪ِ /‬‬
‫يع ال َ‬ ‫ال ‪ ، ‬واملنزل والس‪66‬ريع يف قوله ‪ ( :‬اللَُّه َّم ُمْن‪ِ /‬ز َل الْكَت‪َ َ ِ /‬‬ ‫ُر ُس‪ً /‬‬
‫وك ‪66 6‬ذلك الب ‪66 6‬الغ يف قوله ‪ِ  :‬إ َّن اللََّه بَ ‪// /‬الِ ُغ أَْم‪ِ / / /‬رِه ‪[ ‬الطالق‪ ، ]3:‬واملخ ‪66 6‬زي يف قوله‬
‫ين ‪[ ‬التوبة‪ ، ]2:‬واملتم يف قوله تعاىل ‪َ  :‬واللَُّه ُمِت ُّم‬ ‫ِ‬
‫َن اللََّه ُم ْخ ِزي اْل َكاف ِر َ‬ ‫سبحانه ‪َ  :‬وأ َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َوالنََّوى‬ ‫نُ‪//‬و ِره ‪[ ‬الص‪66‬ف‪ ، ]8 :‬والف‪66‬الق واملخ‪66‬رج يف قوله تع‪66‬اىل ‪ِ  :‬إ َّن اللََّه فَ‪//‬ال ُق ال َ‬
‫ْح ِّ‬
‫ْح ِّي ‪[ ‬األنع‪66 6 6 6 6‬ام‪ ]95 :‬إىل غري ذلك من‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي ْ‪/‬خ‪ / / / /‬رِج ال ِ‬
‫ِج ال َْمِّيت م َن ال َ‬ ‫ْح َّي م َن ال َْمِّيت َوُم ْ‪/‬خ‪ / / / /‬ر ُ‬
‫ُ َ‬ ‫ُ‬
‫األمساء املقيدة هذا فيما يتعلق باحمليي ‪.‬‬
‫أما املميت فلم ي‪66‬رد امسا يف الكت‪66‬اب أو الس‪66‬نة ‪ ،‬وال‪66‬ذي ورد يف الق‪66‬رآن يف أربعة‬
‫يت َوِإلَْي‪/ِ / / /‬ه‬
‫عشر موض‪66 6 6‬عا الفعل املض‪66 6 6‬ارع مييت ‪ ،‬حنو قوله تع‪66 6 6‬اىل ‪/ُ  :‬ه ‪/َ / /‬و يُ ْحِيي َويُِم ُ‬
‫ج ُع ‪//‬و َن ‪[ ‬ي‪66 6‬ونس‪ ، ]56:‬والفعل املاضي أم ‪66‬ات يف ثالثة مواضع كقوله تع ‪66‬اىل ‪ :‬‬ ‫ُتْر َ‬
‫‪/‬ات َوأ َْحَيا ‪[ ‬النجم‪ ، ]44:‬لكن ذلك ال يكفي يف إثب ‪66 6‬ات االسم ‪ ،‬وال‬ ‫َوأَنَُّه ُ‪/‬ه ‪/َ /‬و أََم‪َ / /‬‬
‫جيوز أن نسمي اهلل مبا مل يسم به نفسه يف كتابه أو يف سنة رسوله ‪. ‬‬
‫الو ِاج ُد الم ِ‬
‫اج ُد ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪‬‬

‫الواجد واملاجد مل ي‪66‬ردا يف الق‪66‬رآن أو ص‪66‬حيح الس‪66‬نة امسني ‪ ،‬أما املاجد فلم يثبت‬

‫‪ 1‬أخرجه البخاري يف كتاب املغازي ‪. )2775 ( 3/1072‬‬


‫(‪)109‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫يف ح ‪66 6‬ديث ص ‪66 6‬حيح ‪ ،‬وقد ورد يف الس ‪66 6‬نة عند الرتم ‪66 6‬ذي من ح ‪66 6‬ديث أَيِب َذٍّر ‪ t‬أن‬
‫اج ٌد ) ‪ ،‬ويف رواية عند أمحد ‪َ ( :‬ذلِ‪َ /‬‬ ‫َر ُس ‪6‬ول اللَِّه ‪ ‬ق‪66‬ال ‪َ ( :‬ذلِ‪َ /‬‬
‫‪/‬ك بِ ‪/‬أَنِّي َ‪/‬ج َ‪/‬وا ٌد َم ِ ‪/‬‬
‫(‪) 1‬‬
‫‪/‬ك‬
‫اج‪ٌ /‬د َو ِ‪/‬اج‪ٌ /‬د أَ ْفَع‪/ُ /‬ل َما أَ َش‪ُ / /‬اء) ‪ ،‬لكن ذلك ض ‪66‬عيف ‪ ،‬وه ‪66‬ذا احلديث ليس‬ ‫َألنِّي َج‪/َ /‬وا ٌد َم ِ‪/‬‬
‫أصال يف إثبات اسم اهلل اجلواد كما تقدم يف املبحث السابق ‪ ،‬ألنه ثبت يف روايات‬
‫أخر غري هذه ‪ ،‬لكن الشاهد أنه ليس من أمساء اهلل الواجد املاجد (‪. )2‬‬
‫لمنتِق ُم ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫الوالي ا َ‬
‫َ‬ ‫‪‬‬

‫ال ‪66‬وايل مل ي ‪66‬رد يف الق ‪66‬رآن أو ص ‪66‬حيح الس ‪66‬نة وال ‪66‬ذي ثبت هو ال ‪66‬ويل واملوىل ‪ ،‬أما‬
‫ال ‪66‬وايل فليس ملن أدرجه يف األمساء إال ما ج ‪66‬اء يف قوله تع ‪66‬اىل ‪َ  :‬وِإ َذا أََر َاد اللَُّه بَِق‪/ْ /‬وٍم‬
‫ُسوءاً فَال َمَر َّد ل َُه َوَما ل َُه ْم ِم ْن ُدونِِه ِم ْن َو ٍال ‪[ ‬الرع‪6‬د‪ ، ]11 :‬واملعىن ما هلم من دون اهلل‬
‫ممن يلي أم‪66‬رهم وي‪66‬دفع عنهم (‪ ، )3‬أما املنتقم فلم ي‪66‬رد امسا وال‪66‬ذي ورد هو الوصف‬
‫والفعل يف قوله تع‪66‬اىل ‪ِ  :‬إ َّن اللََّه َع ِزي‪/ٌ /‬ز ُذو انِْتَق‪/ٍ /‬ام ‪[ ‬إب ‪66‬راهيم‪ ، ]47:‬وقوله ‪  :‬فَاْنَتَق ْمَنا‬
‫ِمْن ُه ْم فَانْظُْر َكْي َ‬
‫ف َكا َن َع ِاقَبةُ ال ُْم َك ِّذبِ َين ‪[ ‬الزخرف‪. ]25:‬‬
‫الِل َو ْ‬
‫اإلكَر ِام ‪:‬‬ ‫الج َ‬
‫ُذو َ‬ ‫‪‬‬

‫اجلالل واإلكرام وص‪6‬فان هلل عز وجل ‪ ،‬أما ذو فمن األمساء اخلمسة وليست من‬
‫ْج ِ‬
‫الل‬ ‫ك ُذو ال َ‬ ‫األمساء احلسىن ‪ ،‬وقد ورد الوص‪66 6‬فان يف قوله تع‪66 6‬اىل ‪َ  :‬وَيْبَقى َو ْج‪//‬هُ َربِّ َ‬
‫ِك َ‪/‬ر ِام ‪‬‬
‫الل َوالإ ْ‪/‬‬‫ْج ِ‬ ‫ِك‪/‬ر ِام ‪[ ‬ال‪66‬رمحن‪ ، ]27:‬وقوله أيضا ‪َ  :‬تب‪//‬ار َك اس ‪/‬م ربِّ َ ِ‬
‫ك ذي ال َ‬ ‫ََ َُْ‬ ‫َوالإ ْ‪َ /‬‬
‫[ال‪66‬رمحن‪ ، ]78:‬واهلل عز وجل ف‪66‬رق بني االسم والوصف كما تق‪66‬دم ‪ ،‬فوصف نفسه‬
‫بأنه ذو الق ‪66‬وة وذو الرمحة ‪ ،‬مث يف موضع آخر مسى نفسه الق ‪66‬وي ال ‪66‬رمحن ‪ ،‬فواجبنا‬
‫جتاه األمساء احلسىن اإلحصاء وليس اإلنشاء ‪.‬‬
‫‪1‬الرتمذي يف صفة القيامة ‪ ، )2495 ( 4/656‬وضعفه األلباين يف ضعيف الرتغيب والرتهيب ( ‪)1008‬‬
‫‪.‬‬
‫‪2‬انظر ما ورد يف اسم اهلل اجلواد ص ‪. 93‬‬
‫‪3‬انظر تفسري النس ‪66‬في ‪ ، 2/212‬زاد املسري ‪ ، 4/313‬فتح الق ‪66‬دير ‪ ، 3/69‬وانظر األسىن يف ش ‪66‬رح‬
‫األمساء احلسىن أليب عبد اهلل القرطيب ‪. 1/253‬‬
‫(‪)110‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫الج ِام ُع ‪:‬‬ ‫ِ‬


‫المْقسط َ‬
‫ُ‬ ‫‪‬‬

‫املقسط مل يرد يف الق‪6‬رآن أو الس‪6‬نة اسم أو وصف أو فعل ‪ ،‬ولكن ال‪6‬ذي أدرجه‬
‫يف احلديث اس‪6‬تند إىل أم‪6‬ره تع‪6‬اىل بالقسط وحمبته للمقس‪6‬طني يف قوله ‪  :‬قُ ْل أََم َ‪/‬ر َربِّي‬
‫بِال ِْق ْس‪ِ / /‬ط ‪[ ‬األع‪66 6‬راف‪ ، ]29:‬أو ما ورد يف ص ‪66‬حيح مس ‪66‬لم من ح ‪66‬ديث أَبِي‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وسى األشعري ‪ t‬الذي تقدم ‪ِ ( :‬إ َّن اللََّه َعَّز َو َج َّل َال َيَن ُام َو َال َيْنَبغي ل َُه أَ ْن َيَن َام يَ ْخف ُ‬
‫ض‬ ‫ُم َ‬
‫‪/‬اح ُك ْم َبْيَن ُه ْم بِالِْق ْس ‪ِ / / /‬ط ِإ َّن اللََّه يُ ِح ُّ‬ ‫الِْق ْس ‪َ / / /‬‬
‫ط َوَيْر َف ُع‪/ُ / / /‬ه ) ‪ ،‬وقوله ‪َ  :‬وِإ ْن َح َك ْم َ‬
‫(‪) 1‬‬
‫ب‬ ‫ت فَ‪ْ / / /‬‬
‫ال ُْمْق ِس ِط َين ‪[ ‬املائدة‪. ]42:‬‬
‫أما اجلامع فلم ي‪66 6‬رد مطلقا وإمنا ورد مقي‪66 6‬دا يف موض‪66 6‬عني من الق‪66 6‬رآن ‪ ،‬األول يف‬
‫ب ِف ِيه ‪[ ‬آل عم‪66‬ران‪ ، ]9:‬والث‪6‬اين قوله ‪:‬‬ ‫قوله تعاىل ‪  :‬رَّبنا ِإنَّك ج ِامع الن ِ ِ ٍ‬
‫َّاس لَيْوم ال َريْ َ‬ ‫ََ َ َ ُ‬
‫‪ِ ‬إ َّن اللََّه َج ِام ُع ال ُْمَن ِافِق َين َواْل َك ِاف ِر َين ِفي َجَهن ََّم َج ِميعاً ‪[ ‬النساء‪. ]140:‬‬
‫المانِ ُع ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫الم ْغني َ‬
‫ُ‬ ‫‪‬‬

‫مل ي ‪66‬رد املغين امسا يف الق ‪66‬رآن أو الس ‪66‬نة ‪ ،‬ولكن من أدرجه يف احلديث اس ‪66‬تند إىل‬
‫ف‬ ‫اجتهاده يف االش‪6‬تقاق من الفعل ال‪6‬ذي ورد يف قوله تع‪6‬اىل ‪َ  :‬وِإ ْن ِخْفتُ ْم َعْيَل ًة فَ َس‪ْ /‬و َ‬
‫يم ‪[ ‬التوب‪66‬ة‪ ، ]28:‬وقوله ‪َ  :‬حتَّى ُي ْغِنَي ُه ُم‬ ‫يم َحك ٌ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُي ْغِني ُك ُم اللَُّه ِم ْن فَ ْ‬
‫ضِلِه ِإ ْن َشاء ِإ َّن اللََّه َعِل ِ‬
‫اللَُّه ِم ْن فَ ْضِلِه ‪[ ‬النور‪. ]33 :‬‬
‫أما املانع فاستند فيه إىل االشتقاق من الفعل يف قوله تع‪6‬اىل ‪َ  :‬وَما َمَنَعَنا أَ ْن ُنْر ِس‪َ /‬ل‬
‫‪/‬ات ِإال أَ ْن َ‪/‬ك‪/َّ /‬ذ َب بَِها األََّولُ‪// /‬و َن ‪[ ‬اإلس‪66 6‬راء‪ ، ]59 :‬أو ما ورد عند البخ‪66 6‬اري من‬ ‫بِاآلي‪ِ / /‬‬
‫ت)‬ ‫ت َو َال ُم ْع ِطَي لِ َما َمَن ْع َ‬
‫حديث ُم َعا ِويََة ‪ t‬يف دع‪6‬اء النيب ‪ ( : ‬اللَُّه َّم َال َم‪/‬انِ َع لِ َما أَ ْعطَْي َ‬
‫(‪. )2‬‬
‫واحلديث ال دليل فيه على علمية االسم يف املانع وال املعطي ‪ ،‬ألن املعطي‬
‫ثبتت االمسية والعلمية عند البخ‪66‬اري يف ق‪66‬ول النيب ‪َ ( : ‬واللَُّه ال ُْم ْع ِطي َوأَنَا اْلَقا ِس‪ُ /‬م )‬

‫‪1‬مسلم يف اإلميان ‪ ،‬باب يف قوله عليه السالم إن اهلل ال ينام ‪. )179 ( 1/161‬‬
‫‪ 2‬البخاري يف كتاب الدعوات ‪ ،‬باب الذكر بعد الصالة ‪. )808 ( 1/289‬‬
‫(‪)111‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫(‪. )1‬‬
‫َّار الن ِ‬
‫َّاف ُع ‪:‬‬ ‫الض ُّ‬ ‫‪‬‬

‫ه‪66‬ذان االمسان مل ي‪66‬ردا يف الق‪66‬رآن أو الس‪66‬نة ‪ ،‬وليس ملن أدرج األمساء يف ح‪66‬ديث‬
‫‪/‬ك‬‫الرتم‪66‬ذي إال اجته‪66‬اده يف االش‪66‬تقاق من املعىن املفه‪66‬وم من قوله تع‪66‬اىل ‪  :‬قُ ْ‪/‬ل ال أَْمِل ُ‬
‫ض ‪ّ/‬راً ِإال َما َش ‪َ /‬اء اللَُّه ‪[ ‬األع ‪66‬راف‪ ، ]188:‬أو ما ورد عند الرتم ‪66‬ذي‬ ‫لَِنْف ِس ‪/‬ي َنْفع ‪/‬اً َوال َ‬
‫وص‪66‬ححه األلب‪66‬اين من ح‪66‬ديث ابن عب‪66‬اس ‪ t‬أن النيب ‪ ‬ق‪66‬ال له ‪َ ( :‬وا ْعَل ْم أ َّ‬
‫َن األَُّمَة لَ‪ِ /‬و‬
‫اجَت َم ُع‪/‬وا َعَلى‬ ‫وك ِإالَّ بِ َشيٍْء قَ ْد َكَتَب ُه اللَُّه ل َ‬
‫َك ‪َ ،‬ولَ ِو ْ‬ ‫وك بِ َشيٍْء ل َْم َيْنَف ُع َ‬
‫ت َعَلى أَ ْن َيْنَف ُع َ‬‫اجَت َمَع ْ‬
‫ْ‬
‫وك ِإالَّ بِ َشيٍْء قَ ْد َكَتَب ُه اللَُّه َعَلْي َك ) ‪.‬‬
‫(‪) 2‬‬
‫وك بِ َشيٍْء ل َْم يَ ُ‬
‫ضُّر َ‬ ‫أَ ْن يَ ُ‬
‫ضُّر َ‬

‫ومل يُ‪66 6 6 6 6 6 6 6‬ذكر يف اآلية أو احلديث النص على االسم أو حىت الفعل ‪ ،‬ومل أجد يف‬
‫القرآن أو يف السنة إال ما ورد عند البخاري من ح‪6‬ديث َعائِ َش‪َ 6‬ة رض‪6‬ي اهلل عنها أهنا‬
‫َّاس َوِإ َّن‬ ‫ت ِم ْن ُخطَْبِت ِه َما ِم ْن ُخطَْب ٍ‪/‬ة ِإالَّ َنَف َ‪/‬ع اللَُّه بَِها ‪ ،‬لََق ْ‪/‬د َخ َّ‪/‬و َ‬
‫ف ُع َم ُ‪/‬ر الن َ‬ ‫ت ‪ ( :‬فَ َما َك‪/‬انَ ْ‬
‫قَ‪66‬الَ ْ‬
‫ِفي ِه ْم لَِنَفاقًا َفَرد َُّه ُم اللَُّه بِ َذلِ َك ) (‪ ، )3‬وهذا أيضا ال يكفي يف إثبات االسم ‪ ،‬أما الضار‬
‫فاجلميع استند إىل املفهوم من اآلية واحلديث (‪. )4‬‬
‫يع ‪:‬‬ ‫النُّور اله ِادي ِ‬
‫البد ُ‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫ه‪66‬ذه األمساء مل ت‪66‬رد يف الق‪6‬رآن والس‪66‬نة إال مقي‪66‬دة ‪ ،‬ف‪6‬النور ورد يف قوله تع‪66‬اىل ‪:‬‬
‫ِ َّ ِ‬ ‫س ‪/‬ماو ِ‬
‫ض ‪[ ‬الن ‪66‬ور‪ ، ]35 :‬واهلادي يف قوله ‪َ  :‬وِإ َّن اللََّه ل َ‪َ/‬ه‪/‬اد الذ َ‬
‫ين‬ ‫ات َواألَْر ِ‬ ‫‪/‬ور ال َّ َ َ‬‫اللَّهُ نُ‪ُ /‬‬
‫س ‪/‬ماو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫ات‬ ‫يع ال َّ َ َ‬‫آمنُ ‪//‬وا ِإلَى ص ‪َ/‬راط ُم ْس ‪َ/‬تق ٍيم ‪[ ‬احلج‪ ، ]54:‬والب ‪66‬ديع ورد يف قوله ‪  :‬بَ ‪//‬د ُ‬ ‫َ‬
‫ول ل َُه ُك ْن َفَي ُكو ُن ‪[ ‬البق‪66‬رة‪ ، ]117:‬وقد علمنا أنه من‬ ‫ضى أَْمراً فَِإنََّما َيُق ُ‬‫ض َوِإ َذا قَ َ‬‫َواألَْر ِ‬
‫شروط اإلحصاء أن يفيد االسم املدح والثناء بنفسه ‪ ،‬أما املقيد فال بد أن يذكر مبا‬

‫‪1‬البخاري يف كتاب فرض اخلمس باب قول اهلل تعاىل ‪ :‬فإن هلل مخسه وللرسول ‪. )2948 ( 3/1134‬‬
‫‪2‬الرتمذي يف كتاب صفة القيامة والرقائق والورع ‪. )2516 ( 4/667‬‬
‫‪3‬البخاري يف فضائل الصحابة ‪ ،‬باب قوله ‪ S‬لو كنت متخذا خليال ‪. )3467 ( 3/1341‬‬
‫‪4‬األمساء والصفات للبيهقي ص ‪. 96‬‬
‫(‪)112‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫قيد به كما جاء يف قوله ‪ِ  :‬إ َّن ال ُْمَن ِافِق َين يُ َخ ِاد ُعو َن اللََّه َو ُهَو َخ ِاد ُعُه ْم ‪[ ‬النساء‪. ]142 :‬‬
‫وك‪66‬ذلك الص‪66‬احب واخلليفة فيما ورد عند مس‪66‬لم يف دع‪66‬اء الس‪66‬فر ‪ ( :‬اللَُّه َّم أَنْ َ‬
‫ت‬
‫ب في ال َّس‪َ/ / /‬ف ِر َواْل َخِليَف‪ / / /‬ةُ في األ َْه‪/ِ / /‬ل ) (‪ ، )1‬وكما ورد يف مقلب القل ‪66 6‬وب فإنه‬ ‫ال َّ ِ‬
‫ص‪/ / /‬اح ُ‬
‫ي‪6‬دعى به مقي‪6‬دا دون إطالق ‪ ،‬فعند أيب داود وص‪6‬ححه األلب‪6‬اين من ح‪6‬ديث عبد اهلل‬
‫اليِمين ال‬ ‫بن عمر ‪ ‬ق ‪66 6 6 6 6 6 6‬ال ‪ ( :‬أك‪// / / / / /‬ثرُ مَ‪/ / / / / / /‬ا ك‪// / / / / /‬ان رس‪ُ / / / / / /‬‬
‫‪/‬ول اهلل ‪ ‬يحلفٌ به‪// / / / / /‬ذه َ‬
‫ومَُقلّ‬
‫لوب ) (‪.)2‬‬
‫ب القُ ِ‬ ‫ِ َ‬

‫الصبُور ‪:‬‬ ‫الب ِاقي َّ‬


‫الر ِشي ُد َّ‬ ‫َ‬ ‫‪‬‬

‫مل ت‪66 6‬رد ه‪66 6‬ذه األمساء يف الق‪66 6‬رآن أو الس‪66 6‬نة ومل أجد دليال للب‪66 6‬اقي اس‪66 6‬تند إليه من‬
‫ك ُذو‬ ‫أدرج األمساء يف ح‪6‬ديث الرتم‪6‬ذي إال ما ورد يف قوله تع‪6‬اىل ‪َ  :‬وَيْبَقى َو ْج ُ‪/‬ه َربِّ َ‬
‫الل َوالإ ِْكَر ِام ‪[ ‬الرمحن‪ ، ]27:‬وذلك ال يصلح دليال إلثب‪6‬ات االسم ‪ ،‬فال حيق لنا‬ ‫ْج ِ‬ ‫ال َ‬
‫أن نس‪66 6‬مي اهلل مبا مل يسم به نفسه ‪ ،‬أما الرش‪66 6‬يد فال دليل عليه من كت ‪66‬اب أو س ‪66‬نة‬
‫ألنه مل ي ‪66 6 6‬رد امسا أو وص‪66 6 6‬فا أو فعال ‪ ،‬وال أدري من أين اش ‪66 6 6‬تقه ؟ ‪ ،‬وأغلب الظن‬
‫عن ‪66‬دي أنه أخ ‪66‬ذه من املعىن املفه ‪66‬وم من قوله تع ‪66‬اىل ‪َ  :‬ولََق‪/ْ /‬د آَتْيَنا ِإْب‪/َ /‬ر ِاه َيم ُر ْش ‪َ /‬د ُه ‪‬‬
‫[األنبياء‪. ]51:‬‬
‫أما الص ‪66‬بور فلم ي ‪66‬رد امسا يف الق ‪66‬رآن أو الس ‪66‬نة ‪ ،‬ولكن من أدرجه عند الرتم ‪66‬ذي‬
‫اس ‪66‬تند إىل اجته ‪66‬اده يف االش ‪66‬تقاق من ص ‪66‬يغة أفعل التفض ‪66‬يل فيما ورد عند البخ ‪66‬اري‬
‫س َش ‪ْ /‬ي ٌء أَ ْ‬
‫ص ‪َ/‬بَر‬ ‫َح‪ٌ /‬د أَْو لَْي َ‬
‫س أَ‬ ‫من ح‪66‬ديث أَيِب ُمو َس ‪6‬ى األش‪66‬عري ‪ ‬أن النَّيِب ِّ ‪ ‬قَ‪َ 6‬‬
‫‪6‬ال ‪ ( :‬لَْي َ‬
‫َعَلى أَ ًذى َس ِمَع ُه ِم َن اللَِّه ‪ِ ،‬إَّنُه ْم لََي ْد ُعو َن ل َُه َولَ ًدا َوِإنَُّه لَُيَع ِافي ِه ْم َوَي‪/ْ /‬ر ُز ُق ُه ْم ) (‪ ، )3‬وقد علمنا‬
‫أن أمساء اهلل توقيفية ‪ ،‬ودورنا حياهلا اإلحصاء وليس االشتقاق واإلنشاء ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬رواية ابن ماجة في سننه ‪:‬‬
‫‪1‬مسلم يف كتاب احلج ‪ ،‬باب ما يقول إذا ركب إىل سفر ‪. )1342 ( 2/978‬‬
‫‪2‬أبو داود يف كتاب األميان والنذور ‪ ،‬باب ما جاء يف ميني النيب )‪.  3/255 (3263‬‬
‫‪3‬البخاري يف كتاب األدب ‪ ،‬باب الصرب على األذى ‪. )5748 ( 5/2262‬‬
‫(‪)113‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫ق‪6‬ال أبو عبد اهلل حممد بن يزيد بن ماجة ‪َ :‬ح َّ‪6‬دَثَنا ِه َش‪ُ 6‬ام بْ ُن َع َّما ٍر ‪،‬‬
‫ص‪ْ6‬ن َعايِن ُّ ‪َ ،‬ح َّ‪6‬دَثَنا أَبُو اْل ُمْن ِ‪6‬ذ ِر ُز َهْي ُ‪6‬ر بْ ُن حُمَ َّم ٍد‬ ‫ِك بْ ُن حُمَ َّم ٍد ال َّ‬ ‫ح َّ‪6‬دَثَنا َعب ُ‪6‬د اْلمل ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫َع َ‪6‬ر ُج َع ْن أَيِب‬ ‫التَّميم ُّي ‪6َ ،‬ح َّ‪6‬دَثَنا ُمو َس‪6‬ى بْ ُن ُعْقَب‪َ 6‬ة ‪6َ ،‬ح َّ‪6‬دثَيِن َعْب‪6ُ 6‬د ال‪66‬رَّمْحَ ِن األ ْ‪6‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني امْسًا ِمائَ ‪ً6 6‬ة إِال‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫هري‪66 6‬رَة ‪ ‬أ ََّن رس‪ِ َ 6 6 6‬‬
‫ول اللَّه ‪ ‬قَ ‪6َ 6 6‬ال ‪ ( :‬إِ َّن للَّه ت ْس‪َ 6 6 6‬ع ًة َوت ْس‪6 6 6‬ع َ‬ ‫َُ‬ ‫َُ ْ َ‬
‫‪6‬ل اجْلَنََّة َو ِه َي اللَّهُ اْلَواحِ ُد‬ ‫ِ‬ ‫َواحِ ًدا إِنَّهُ ِوْ‪6‬ت ‪6ٌ 6 6 6‬ر حُيِ ُّ ِ‬
‫ب اْل ‪6 6 6 6‬وْتَر َم ْن َحفظََها َد َ‪6‬خ‪َ 6 6 6‬‬
‫لِك احْلَ‪6ُّ 6 6‬ق‬ ‫ص ‪ِّ6 6‬وُر اْل َم ُ‬ ‫ئ اْل ُم َ‬ ‫‪6‬اط ُن اخْلَ‪66 6‬الِ ُق اْلَب‪66 6‬ا ِر ُ‬
‫ص ‪6 6‬م ُد األََّو ُل اآلخِ ر الظَّ ِاهر اْلب‪ِ 6 6‬‬
‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ال َّ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِري‬
‫‪6‬ف اخْلَب ُ‬ ‫يم اللَّطي‪ُ 6‬‬ ‫ِ‬
‫الم اْل ُ‪6‬م ْ‪6‬ؤم ُن اْل ُم َهْيم ُن اْل َعزي‪6ُ 6‬ز اجْلَبَّ ُار اْل ُمَت َكِّبُر ال‪66‬رَّمْحَ ُن ال‪6َّ 6‬رح ُ‬ ‫ال َّس ‪ُ 6‬‬
‫‪6‬ال الْجِلي‪/‬ل اجْل ِمي‪66‬ل احْل ي اْلَقيُّوم اْلَ‪6‬ق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪6‬ادُر‬ ‫ُ‬ ‫يم الَْب ُّ‪/‬ار اْل ُمْت َع ِ َ ُ َ ُ َ ُّ‬ ‫يم اْل َعظ ُ‬ ‫يع اْلَبص‪ُ 6‬ري اْل َعل ُ‬ ‫ال َّس‪6‬م ُ‬
‫ور ال َْم ِ ‪/‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اج ُد‬ ‫ود ال َّش ‪ُ 6‬ك ُ‬ ‫اب اْل‪6َ 6‬و ُد ُ‬ ‫يب اْل َغيِنُّ اْلَو َّه ُ‬ ‫يب اْل ُمج ُ‬ ‫يم اْلَق‪ِ 6‬ر ُ‬ ‫اْلَ‪6‬ق‪6‬اهُر اْل َعل ُّي احْلَك ُ‬
‫ب اْل َم ِجي ُ‪6‬د اْل َ‪6‬ويِل ُّ‬ ‫اب ال َّ‪6‬ر ُّ‬ ‫يم اْل َ‪6‬ك ِر ُمي التََّّو ُ‬
‫ِ‬
‫‪6‬ور احْلَل ُ‬
‫اج ُد اْل‪/‬والِي َّ ِ‬
‫الراش‪ُ /‬د اْل َعُف ُّ‪6‬و اْل َغُف ُ‬ ‫الَْو ‪َ /‬‬
‫ِ‬
‫وف ال َّ‪6‬ر ِحيم الْمب ِدئ الْمِعي‪ُ /‬د الْب ِ‬
‫ث اْلَ‪6‬ق ِو ُّي‬ ‫ث اْل َ‪6‬وا ِر ُ‬ ‫‪/‬اع ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُْ ُ ُ‬ ‫ني الُْبْر َها ُن ال َّ‪6‬رءُ ُ‬ ‫ال َّش‪ِ 6‬ه ُيد اْل ُمبِ ُ‬
‫ط ال ُْمِع ُّ‪/‬ز ال ُْم ِ‪/‬ذ ُّل‬ ‫ض اْلَبا ِس‪ُ 6‬‬ ‫الراف ُ‪/‬ع اْلَق‪6‬ابِ ُ‬
‫‪/‬افض َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّار النَّاف ُع الَْباقي الَْواقي اْل َخ ُ‬
‫الش ِدي ُد الض ُّ ِ‬ ‫َّ‬
‫س‪ِ /‬ام ُع‬ ‫كي‪66‬ل اْلَف‪ِ /‬‬ ‫ِ‬ ‫َّاق ُذو اْلُق‪/َّ /‬وِة اْلمتِني اْلَق‪//‬ائِم ال‪//‬دَّائِم ال ِ‬ ‫ال ُْمْق ِس‪ُ /‬ط ال‪6َّ 6‬رز ُ‬
‫‪/‬اطُر ال َّ‬ ‫ْحاف‪ُ /‬ظ اْلَو ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬
‫ُّور‬ ‫يت الْمانِع الْج ِامع الْه ِادي اْل َك ِافي األَب ُد الْع‪/‬الِم ال َّ ِ‬
‫اْل ُم ْعطي ال ُْم ْحِيي ال ُْم ِم ُ َ ُ َ ُ َ‬
‫ِ‬
‫ص‪/‬اد ُق الن ُ‬ ‫َ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫الْمِنير الت ُّ ِ‬
‫ص‪َ 6‬م ُد الَّذي مَلْ يَل ِْد َومَلْ يُولَ ْ‪6‬د َومَلْ يَ ُك ْن لَ‪6‬هُ‬ ‫َح ُ‪6‬د ال َّ‬ ‫َّام اْلَقد ُيم اْل‪ِ 6‬وْتُر األ َ‬ ‫ُ ُ‬
‫َح ٌد ‪.‬‬ ‫ُكُفًوا أ َ‬
‫بعد ح ‪66‬ذف املك ‪66‬رر يف احلديث ومها ال ‪66‬رحيم والص ‪66‬مد ‪ ،‬وعلى اعتب ‪66‬ار‬
‫أن لفظ اجلاللة ض‪66 6‬من األمساء احلسىن ‪ ،‬ف ‪66 6‬إن ع ‪66 6‬دد األمساء ال‪66 6‬واردة عند‬
‫ابن ماجة يف هذا احلديث مائة اسم ‪.‬‬
‫أما األمساء احلسىن اليت ثبتت بنص الكت ‪66 6‬اب والس ‪66 6‬نة يف ه ‪66 6‬ذا احلديث‬
‫فعددها ستون امسا بدون لفظ اجلاللة وهي ‪ :‬الواحد الصمد األول اآلخر‬
‫الظ ‪66 6‬اهر الب‪66 6‬اطن اخلالق الب ‪66 6‬ارئ املص ‪66 6‬ور امللك احلق الس ‪66 6‬الم املؤمن املهيمن‬
‫العزيز اجلب ‪66 6‬ار املتكرب ال ‪66 6‬رمحن ال ‪66 6‬رحيم اللطيف اخلبري الس ‪66 6‬ميع البصري العليم‬
‫(‪)114‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫املتع‪66 6 6‬ال اجلميل احلي القي‪66 6 6‬وم الق‪66 6 6‬ادر الق‪66 6 6‬اهر العلي احلكيم الق ‪66 6‬ريب‬ ‫العظيم‬
‫الغين الوه ‪66‬اب ال ‪66‬ودود الش ‪66‬كور العفو الغف ‪66‬ور احلليم الك ‪66‬رمي الت ‪66‬واب‬ ‫اجمليب‬
‫اجمليد ال ‪66‬ويل الش ‪66‬هيد املبني ال ‪66‬رءوف ال ‪66‬وارث الق ‪66‬وي الق ‪66‬ابض الباسط‬ ‫ال ‪66‬رب‬
‫املتني الوكيل املعطي الوتر األحد ‪.‬‬ ‫الرزاق‬
‫اليت مل تثبت أو توافق ش ‪66 6 6‬روط اإلحص ‪66 6 6‬اء فع ‪66 6 6‬ددها تس ‪66 6‬عة‬ ‫أما األمساء‬
‫الرا ِش‪ُ /‬د الُْبْر َه‪/‬ا ُن ال ُْمْب ِ‪/‬د ُ‬
‫ئ‬ ‫اج ُد اْل َ‪/‬والِي َّ‬
‫اج ُد الَْو ِ‪/‬‬
‫يل ال َْم ِ‪/‬‬‫وهي الْب ُّار ال ِ‬
‫ْجل ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫وثالث‪6‬ون امسا‬
‫الر ِاف‪/ُ /‬ع ال ُْمِع‪/ُّ /‬ز ال ُْم‪/ِ /‬ذ ُّل‬
‫ض َّ‬ ‫َّافع الْب‪/ِ /‬اقي اْل‪//‬و ِاقي اْل َ‪ِ /‬‬
‫ش‪ِ /‬دي ُد الض‪ِ ُّ /‬‬‫ال َّ‬ ‫الْمِعي‪ُ /‬د الْب‪ِ /‬‬
‫خ‪/‬اف ُ‬ ‫َ‬ ‫َّار الن ُ َ‬ ‫ث‬
‫‪/‬اع ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ْم‪/‬انِ ُع‬ ‫س ‪ِ /‬ام ُع ال ُْم ْحِيي ال ُْم ِم ُ‬
‫يت ال َ‪/‬‬ ‫ظ اْلَف‪ِ /‬‬
‫‪/‬اطُر ال َّ‬ ‫ْح ِاف‪ُ /‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ط ُذو اْلُق‪/َّ /‬وة اْلَق‪//‬ائ ُم ال‪//‬دَّائ ُم ال َ‬ ‫ال ُْمْق ِس ‪ُ /‬‬
‫َّام اْلَق ِد ُيم ‪.‬‬‫ُّور ال ُْمِن ُير الت ُّ‬ ‫الْج ِامع الْه ِادي اْل َك ِافي األَب ُد الْعالِم َّ ِ‬
‫الصاد ُق الن ُ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ ُ َ‬
‫‪ ‬العلة في عدم ثبوتها أو إحصائها مع األسماء الحسنى ‪:‬‬
‫تقدم احلديث عن العلة يف استبعاد معظم ه‪6‬ذه األمساء وع‪6‬دم إحص‪6‬ائها‬
‫ض‪66 6‬من األمساء احلسىن ‪ ،‬وال‪66 6‬ذي تق‪66 6‬دم ذك‪66 6‬ره منها واحد وعش‪66 6‬رون امسا‬
‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اج ُد الَْو ِ ‪/‬‬ ‫‪/‬ل ال َْم ِ‪/‬‬ ‫هي على ت‪66‬رتيب ورودها يف احلديث ال ِ‬
‫اج ُد اْل‪/َ /‬والي ال ُْمْب‪//‬د ُ‬ ‫ْجلي‪ُ /‬‬‫َ‬
‫ط ال ُْم ْحِيي‬‫الر ِاف ُ‪/‬ع ال ُْمِع ُّ‪/‬ز ال ُْم ِ‪/‬ذ ُّل ال ُْمْق ِس‪ُ /‬‬
‫ض َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ث الض ُّ ِ‬ ‫الْمِعي ُد الْب ِ‬
‫َّار النَّاف ُع الَْباقي اْل َخ‪/‬اف ُ‬ ‫اع ُ‬‫َ‬ ‫ُ‬
‫ُّور ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫يت الْمانِع ال ِ‬ ‫ِ‬
‫ْجام ُع ال َْهادي الن ُ‬
‫ال ُْمم ُ َ ُ َ‬
‫أما بقية األمساء فع ‪66‬ددها مثانية عشر امسا ‪ ،‬وهي على ت ‪66‬رتيب ورودها‬
‫ْح ِاف‪ُ /‬‬
‫ظ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الر ِاش ُد الْبره‪/‬ا ُن ال َّ ِ‬ ‫يف احلديث الَْب ُّار َّ‬
‫ش‪/‬دي ُد اْل َ‪/‬واقي ُذو اْلُق َّ‪/‬وة اْلَق‪/‬ائ ُم ال‪/‬دَّائ ُم ال َ‬ ‫ُْ َ‬
‫َّام اْلَق ِ‪/‬د ُيم ‪ ،‬وأما العلة يف‬ ‫ص‪ِ /‬اد ُق ال ُْمِن ُ‪/‬ير الت ُّ‬ ‫الس ِامع اْل َك ِ‬
‫‪/‬افي األَبَ‪ُ /‬د الَْع‪/‬الِ ُم ال َّ‬ ‫ِ‬
‫اْلَفاطُر َّ ُ‬
‫عدم اعتبارها ضمن األمساء احلسىن فبياهنا كالتايل ‪:‬‬
‫الر ِاش ُد الُْبْر َهان ُ‪:‬‬
‫الَْب ُّار َّ‬ ‫‪‬‬

‫مل ت ‪66‬رد ه ‪66‬ذه األمساء يف الق ‪66‬رآن أو ص ‪66‬حيح الس ‪66‬نة ‪ ،‬وال ‪66‬ذي ثبت يف‬
‫الق‪66‬رآن الرب ب‪66‬دال من الب‪66‬ار ‪ ،‬ولعل من أدرجها يقصد الرب ولكن ح‪66‬دث‬
‫وهم أو تص ‪66‬حيف ‪ ،‬فاآلية ص ‪66‬رحية يف الداللة على االسم ‪ ،‬ق ‪66‬ال تع ‪66‬اىل‬
‫(‪)115‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫الر ِح ُيم ‪[ ‬الطور‪. ]28:‬‬


‫‪ِ  :‬إنَُّه ُهَو الَْبُّر َّ‬
‫وك ‪66 6‬ذلك الراشد مل ي ‪66 6‬رد يف الق ‪66 6‬رآن أو الس ‪66 6‬نة امسا أو وص ‪66 6‬فا أو فعال ‪،‬‬
‫وأغلب الظن أيضا أن من أدرجه أخ ‪66 6 6‬ذه من املعىن املفه ‪66 6 6‬وم يف قوله ‪َ  :‬ولََق‪/ْ / / /‬د آَتْيَنا‬
‫ِإْبَر ِاه َيم ُر ْش َد ُه ‪[ ‬األنبي‪6‬اء‪ ، ]51:‬أما الربهان فلم ي‪6‬رد يف الق‪6‬رآن امسا وال فعال‬
‫‪ ،‬وليس ملن أدرج األمساء يف احلديث إال اجته‪66 6 6 6 6 6 6‬اده يف االش‪66 6 6 6 6‬تقاق من‬
‫‪/‬اء ُك ْم ُبْر َه‪// /‬ا ٌن ِم ْن‬ ‫املعىن ال ‪66 6‬ذي ورد يف قوله تع ‪66 6‬اىل ‪  :‬يَا أَُّيَها الن ُ‬
‫َّاس قَ ‪/ْ / /‬د َج‪َ / /‬‬
‫ت‬ ‫َربِّ ُك ْم َوأَْنَزلَْنا ِإلَْي ُك ْم نُ‪/‬وراً ُمِبين‪/‬اً ‪[ ‬النس‪66‬اء‪ ، ]174:‬وقوله تع‪66‬اىل ‪َ  :‬ولََق ْ‪/‬د َه َّم ْ‬
‫بِِه َو َه َّم بَِها لَْوال أَ ْن َرأى ُبْر َها َن َربِِّه ‪[ ‬يوسف‪. ]24 :‬‬
‫الش ِدي ُد الَْو ِاقي ُذو اْلُقَّوِة ُ‪:‬‬
‫َّ‬ ‫‪‬‬

‫مل يرد الشديد يف القرآن إال مقيدا على كثرة املواضع اليت ذكر فيها‬
‫ب َش‪ِ /‬د ِيد الِْعَق ِ‬
‫‪/‬اب ِذي الطَّْو ِل‬ ‫ب َوقَابِ ِ‪/‬ل التَّْو ِ‬ ‫‪ ،‬وذلك كقوله تعاىل ‪َ  :‬غ ِاف ِر َّ‬
‫الذنْ ِ‬
‫ِ‪[ ‬غ ‪66‬افر‪ ، ]3:‬وقد علمنا أنه من ش ‪66‬روط اإلحص ‪66‬اء أن يفيد االسم املدح والثن ‪66‬اء‬
‫بنفسه ‪ ،‬أما املقيد فال بد أن ي‪66 6‬ذكر مبا قيد به ‪ ،‬ولو أطلق لل ‪66‬زم من أطلقه أن‬
‫يسمي اهلل القابل والغافر ‪.‬‬
‫وأما ال‪66 6 6 6‬واقي فلم ي‪66 6 6 6‬رد يف الق‪66 6 6 6‬رآن أو الس‪66 6 6 6‬نة امسا ‪ ،‬ومن أدرجه يف‬
‫احلديث اس ‪66 6 6 6‬تند إىل االش ‪66 6 6 6‬تقاق من املعىن يف قوله ‪َ  :‬وَما لَُه ْم ِم َن اللَِّه ِم ْن‬
‫َو ٍاق ِ ‪[ ‬الرعد‪ ، ]34 :‬أو االشتقاق من الفعل يف قوله تعاىل ‪َ  :‬فَوقَ ُاه ُم اللَُّه‬
‫ِ‬
‫َش ‪َّ/ /‬ر َذلِ‪َ //‬‬
‫‪/‬ك الَ‪ْ/‬ي‪/ْ /‬وم َولََّق ُاه ْم نَ ْ‬
‫ض ‪َ/ /‬رًة َو ُس ‪ُ/ /‬رورا ِ‪[ ‬اإلنس‪66 6‬ان‪ ]11:‬فأخذ ال ‪66‬واقي لقوله‬
‫فوق‪66‬اهم ‪ ،‬ويل‪6‬زم بالض‪66‬رورة الالقي أو املالقي لقوله ولق‪6‬اهم ‪ ،‬لكن دورنا‬
‫جتاه األمساء اإلحصاء وليس اإلنشاء ‪.‬‬
‫أما ذو الق ‪66 6 6 6 6 6‬وة ف ‪66 6 6 6 6 6‬القوة ص ‪66 6 6 6 6 6‬فة وذو من األمساء اخلمسة وليست من‬
‫األمساء احلسىن كما أن ال‪66‬راوي ذكر الق‪66‬وي ض‪66‬من األمساء يف احلديث ‪،‬‬
‫(‪)116‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫فأغلب الظن عندي أنه ملا أورد الرزاق مث من بع‪66‬ده املتني ذكر الوصف‬
‫بني االمسني ومل حيذفه هليبة كالم اهلل عنده فرتبها كما قال تعاىل ‪ِ  :‬إ َّن‬
‫ين ‪[ ‬الذاريات‪. ]58:‬‬‫ِ ِ‬ ‫اللََّه ُهَو َّ‬
‫الرزَّا ُق ُذو اْلُقَّوة ال َْمت ُ‬
‫ْح ِاف ُ‬
‫ظ ُ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اْلَقائ ُم الدَّائ ُم ال َ‬ ‫‪‬‬

‫س‬‫مل يرد القائم إال مقيدا يف قوله تعاىل ‪  :‬أَفَ َم ْن ُهَو قَائِ ٌم َعَلى ُك ِّل َنْف ٍ‬
‫بِ َما َك َسَب ْت ‪[ ‬الرعد‪ ، ]33:‬وكذلك احلافظ مل يرد مطلقا وإمنا ورد مقيدا‬
‫س ل ََّما َعَلْيَها َح ِافظ ٌ‪‬‬ ‫‪/‬ل َنْف ٍ‬ ‫يف نص ‪66 6 6 6‬وص كث ‪66 6 6 6‬رية كقوله تع ‪66 6 6 6‬اىل ‪ِ  :‬إ ْن ُ‪/‬ك ‪ُّ / / /‬‬
‫‪/‬افظُون َ‪[ ‬احلج‪66‬ر‪، ]9:‬‬ ‫َح ِ‬
‫[الط‪66‬ارق‪ ، ]4:‬وقوله ‪ِ  :‬إنَّا نَ ْح ُن َنَّزلَْنا ال‪/ِّ /‬ذ ْكَر َوِإنَّا لَ‪/ُ /‬ه ل َ‪/‬‬
‫أما ال ‪66‬دائم فلم أجد له دليال يف كت ‪66‬اب أو س ‪66‬نة ورمبا أدخله اجته ‪66‬ادا منه يف محله‬
‫ْج ِ‬
‫الل َواإل ْ‪/‬ك َ‪/‬ر ِام ‪[ ‬ال ‪66‬رمحن‪:‬‬ ‫على معىن البق‪66‬اء يف قوله تع ‪66‬اىل ‪َ  :‬وَيْبَقى َو ْ‪/‬ج ُ‪/‬ه َربِّ َ‬
‫ك ُذو ال َ‬
‫‪ ، ]27‬ولكن هذا ال يعد حجة يف إثبات االسم ‪.‬‬
‫الس ِام ُع اْل َك ِافي ُ‪:‬‬ ‫اْلَف ِ‬
‫اطُر َّ‬ ‫‪‬‬

‫الف ‪66 6‬اطر مل ي ‪66 6‬رد مطلقا وإمنا ورد مقي ‪66 6‬دا يف س ‪66 6‬تة مواضع من الق ‪66 6‬رآن‬
‫ض َج ِاع ِل ال َْمالئِ َكِة ُر ُس ًال ‪‬‬ ‫السماو ِ‬
‫ات َوالأ َْر ِ‬ ‫منها قول اهلل تعاىل ‪  :‬ال ِ ِ ِ‬
‫ْح ْم ُد للَّه فَاط ِر َّ َ َ‬
‫َ‬
‫[ف ‪66 6‬اطر‪ ، ]1:‬ويل ‪66 6‬زم من أدرج األمساء يف احلديث تس ‪66 6‬مية اهلل باجلاعل ألنه ورد مع‬
‫الف ‪66‬اطر يف موضع واحد ‪ ،‬وك ‪66‬ذلك الك ‪66‬ايف ورد مقي ‪66‬دا يف قوله ‪  :‬أَلَيس اللَّه بِ َ‪/‬ك ٍ‬
‫‪/‬اف‬ ‫ْ َ ُ‬
‫َعْب َد ُه ‪[ ‬الزمر‪. ]36 :‬‬
‫أما الس‪66‬امع فلم أجد له دليال إال االش‪66‬تقاق من الفعل مسع ال‪66‬ذي ورد يف مواضع‬
‫‪/‬ك ِفي َزْو ِج َها َوتَ ْش‪َ/‬ت ِكي‬
‫كثرية من القرآن كقوله تعاىل ‪  :‬قَ ْد َس‪ِ /‬م َع اللَّهُ َق ْ‪/‬و َل الَِّتي تُ َج ِادلُ َ‬
‫يع بَ ِص ‪ٌ / /‬ير ‪[ ‬اجملادل ‪66 6‬ة‪ ، ]1:‬مع أن اسم اهلل‬ ‫ِ‬
‫ِإلَى اللَّه َواللَّهُ يَ ْس ‪َ / /‬م ُع تَ َح ُاو َر ُك َما ِإ َّن اللََّه َس ‪ِ / /‬م ٌ‬
‫السميع صريح يف اآلية وليس السامع ‪.‬‬
‫األَبَ ُد الَْعالِ ُم َّ‬
‫الص ِاد ُق ُ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫األبد ال دليل عليه من كت‪66‬اب أو س‪66‬نة وأغلب الظن عن‪66‬دي أن من أدرج األمساء‬
‫(‪)117‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫يف احلديث محل األبد على املعىن املفه‪66 6 6‬وم من الفعل يف قوله تع‪66 6 6‬اىل ‪َ  :‬وَيْبَقى َو ْج‪/ُ / /‬ه‬
‫الل َواإل ْك َ‪/‬ر ِام ‪[ ‬ال‪66‬رمحن‪ ، ]27:‬أما الع‪6‬امل فلم ي‪6‬رد مطلقا وإمنا ورد مقي‪6‬دا‬ ‫ْج ِ‬
‫ك ُذو ال َ‬
‫َربِّ َ‬
‫الشَه َادِة اْل َكِب ُير ال ُْمَتَع ِال ‪[ ‬الرعد‪. ]9:‬‬ ‫يف آيات كثرية منها قوله تعاىل ‪َ  :‬عالِ ُم اْلغَْي ِ‬
‫ب َو َّ‬

‫وأما الص ‪66 6 6‬ادق فلم يثبت امسا ولكن من أدرجه يف الرواية اش ‪66 6 6‬تقه باجته ‪66 6‬اده من‬
‫ِِ ِ‬
‫ْح ْم‪ُ /‬د للَّه الَّذي َ‬
‫ص ‪َ /‬د َقَنا َو ْع‪َ /‬د ُه ‪[ ‬الزم ‪66‬ر‪ ، ]74:‬أو قوله ‪  :‬ثُ َّم‬ ‫قوله تع ‪66‬اىل ‪َ  :‬وقَ‪//‬الُوا ال َ‬
‫َص َدقَْن ُاه ُم الَْو ْع َد فَأَنْ َجْيَن ُاه ْم َوَم ْن نَ َش ُاء َوأ َْهَل ْكَنا ال ُْم ْس ِرِفين َ‪[ ‬األنبي‪6‬اء‪ ، ]9:‬وأما قوله تع‪6‬اىل‬
‫ص‪ِ //‬ادقُو َن ‪[ ‬احلج‪66 6‬ر‪ ، ]64:‬فال دليل فيه ألن ه ‪66‬ذا من كالم‬ ‫ْح ِّق َوِإنَّا لَ َ‬ ‫‪/‬اك بِ ‪//‬ال َ‬
‫‪َ  :‬وأََتْيَن ‪َ /‬‬
‫املالئكة الذين أرسلوا إىل قوم لوط ‪.‬‬
‫يم ُ‪:‬‬ ‫الْمِنير الت ُّ ِ‬
‫َّام اْلَقد ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫‪‬‬

‫اجتهد من أدرج األمساء يف ح ‪66‬ديث ابن ماجة يف تس ‪66‬مية اهلل ب ‪66‬املنري ومل ي ‪66‬رد امسا‬
‫س‪/ / /‬ماو ِ‬
‫ض‪‬‬ ‫ات َواألَْر ِ‬ ‫‪/‬ور ال َّ َ َ‬‫يف الق‪66 6‬رآن ‪ ،‬ولعله اش ‪66 6‬تق ذلك من قوله تع‪66 6‬اىل ‪  :‬اللَُّه نُ ‪ُ / /‬‬
‫‪/‬ل ِفي‬ ‫[الن ‪66‬ور‪ ]35 :‬أو ألن اهلل جعل القمر من‪66‬ريا كما ج‪66‬اء يف قوله ‪َ  :‬تب‪ِ َّ /‬‬
‫‪/‬ار َك الذي َجَع‪َ /‬‬
‫ََ‬
‫الس َم ِاء ُبُروجاً َو َجَع َل ِف َيها ِسَراجاً َوقَ َمراً ُمِنيراً ‪[ ‬الفرقان‪ ، ]61:‬وكذلك التام مل يرد يف‬ ‫َّ‬
‫الق‪66 6‬رآن أو الس‪66 6‬نة ورمبا اش‪66 6‬تقه من معىن الغين ب‪66 6‬النفس ال‪66 6‬ذي دل عليه امسه الغين أو‬
‫‪/‬افُرو َن ‪[ ‬الص‪66‬ف‪ ، ]8:‬أو‬ ‫املعىن ال‪66‬وارد يف قوله تع‪66‬اىل ‪  :‬واللَُّه مِت ُّم نُ‪//‬و ِرِه ولَ‪//‬و َك‪ِ /‬رَه اْل َ‪/‬ك ِ‬
‫َ ْ‬ ‫َ ُ‬
‫ٍ‬
‫‪/‬ل َش‪ْ /‬يء ‪[ ‬األنع‪66‬ام‪:‬‬‫ال لِ ُك ِّ‬ ‫َحس‪/‬ن وَتْف ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ص‪/‬ي ً‬ ‫‪/‬اب تَ َمام‪/‬اً َعَلى الذي أ ْ َ َ َ‬ ‫قوله ‪  :‬ثُ َّم آَتْيَنا ُمو َس‪/‬ى الْكَت َ‬
‫‪ ، ]154‬وهذه كلها ال تعد حجة يف إثبات االسم ‪.‬‬
‫أما الق‪6‬دمي فلم ي‪6‬رد امسا وال وص‪6‬فا ولكن الظن أن ال‪6‬راوي أخ‪6‬ذه من املعىن ال‪6‬ذي‬
‫ورد عند أيب داود وص‪6‬ححه األلب‪66‬اين من ح‪66‬ديث َعْب‪6ِ 6‬د اللَِّه بْ ِن َع ْ‪6‬م ِرو بْ ِن اْل َع‪ِ 6‬‬
‫‪6‬اص‬
‫َع ‪// / /‬و ُذ بِاللَِّه الَْع ِظ ِيم‬ ‫‪6‬ل اْل َم ْس‪ِ 6 6 6 6‬ج َد قَ‪َ 6 6 6 6‬‬
‫‪6‬ال ‪ ( :‬أ ُ‬ ‫ِ‬
‫‪َ ‬ع ِن النَّيِب ِّ ‪ ‬أَنَّهُ َ‪6‬ك‪66 6 6‬ا َن إ َذا َد َ‪6‬خ‪َ 6 6 6‬‬
‫الر ِج ِيم ) (‪. )1‬‬ ‫ان َّ‬ ‫َوبَِو ْج ِهِه اْل َك ِر ِيم َو ُسْلطَانِِه اْلَق ِد ِيم ِم َن َّ‬
‫الشْيطَ ِ‬

‫‪1‬أبو داود يف كتاب الطهارة ‪. )466( 1/127‬‬


‫(‪)118‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫ثالثا ‪ :‬رواية الحاكم في المستدرك ‪:‬‬


‫روى أبو عبد اهلل احلاكم النيس‪66 6 6 6 6 6 6 6‬ابوري بس‪66 6 6 6 6 6 6 6‬نده عن عبد العزيز بن‬
‫حصني بن الرتمجان قال ‪ :‬حدثنا أيوب السختياين وهش‪6‬ام بن حس‪6‬ان عن‬
‫حممد بن سريين عن أيب هريرة عن النيب ‪ ‬ق‪6‬ال ‪ :‬إن هلل تس‪6‬عة وتس‪6‬عني‬
‫أمسا من أحص ‪66 6 6 6 6‬اها دخل اجلنة اهلل ال ‪66 6 6 6 6‬رمحن ال ‪66 6 6 6 6‬رحيم اإلله ال‪66 6 6 6‬رب امللك‬
‫الق‪66‬دوس الس‪66‬الم املؤمن املهيمن العزيز اجلب‪66‬ار املتكرب اخلالق الب‪66‬اريء املص‪66‬ور‬
‫احلليم العليم الس‪66 6 6 6 6‬ميع البصري احلي القي‪66 6 6 6 6‬وم الواسع اللطيف اخلبري الحن‪// / / /‬ان‬
‫املن‪66 6‬ان الب‪// /‬ديع ال‪66 6‬ودود الغف‪66 6‬ور الش‪66 6‬كور اجمليد المب‪// /‬ديء المعيد الن‪// /‬ور األول‬
‫اآلخر الظ ‪66‬اهر الب‪66‬اطن الغف ‪66‬ار الوه ‪66‬اب الق‪66‬ادر األحد الص ‪66‬مد الك‪//‬افي الب‪//‬اقي‬
‫الوكيل اجمليد المغيث ال‪//‬دائم املتع‪66‬ال ذو الجالل واإلك‪//‬رام املوىل النصري احلق‬
‫املبني الب‪/‬اعث اجمليب المح‪/‬يي المميت اجلميل الص‪/‬ادق احلفيظ الكبري الق‪6‬ريب‬
‫ال‪66 6‬رقيب الفت‪66 6‬اح الت‪66 6‬واب الق‪// /‬ديم ال‪66 6‬وتر الف‪66 6‬اطر ال‪66 6‬رزاق العالم العلي العظيم‬
‫الغين املليك املقت‪66‬در األك‪66‬رم ال‪66‬رءوف الم‪//‬دبر املالك الق‪66‬دير اله‪//‬ادي الش‪66‬اكر‬
‫الرفيع الش‪66 6 6 6‬هيد الواحد ذو الط ‪// / /‬ول ذو المع ‪// / /‬ارج ذو الفضل اخلالق الكفيل‬
‫الجليل الك ‪66‬رمي ‪ ،‬ه ‪66‬ذا ح ‪66‬ديث حمف ‪66‬وظ من ح ‪66‬ديث أي ‪66‬وب وهش ‪66‬ام عن حممد بن‬
‫سريين عن أيب هريرة خمتصرا دون ذكر األسامي الزائدة فيها ‪.‬‬
‫عدد األمساء يف احلديث الذي ورد عند احلاكم مخسة وتسعون امسا مع لفظ‬
‫اجلاللة ‪ ،‬وقد سقط من النص أربعة أمساء أوردها البيهقي يف االعتقاد وهي على‬
‫ترتيب ورودها عنده البادي العفو احلميد احمليط (‪. )1‬‬
‫أما األمساء احلسىن اليت ثبتت بنص الكت ‪66 6‬اب والس ‪66 6‬نة يف ه ‪66 6‬ذا احلديث‬
‫فع‪66 6‬ددها واحد وس‪66 6‬بعون امسا ب‪66 6‬دون لفظ اجلالله ومع إض‪66 6‬افة األمساء اليت‬
‫مل ت‪66 6 6 6‬ذكر يف احلديث وهي على ت‪66 6 6 6‬رتيب ورودها ال‪66 6 6 6‬رمحن ال‪66 6 6‬رحيم اإلله‬

‫‪1‬االعتقاد للبيهقي ص ‪. 51‬‬


‫(‪)119‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫ال‪66 6 6‬رب امللك الق‪66 6 6‬دوس الس‪66 6 6‬الم املؤمن املهيمن العزيز اجلب‪66 6 6‬ار املتكرب اخلالق‬
‫الب ‪66‬اريء املص ‪66‬ور احلليم العليم الس ‪66‬ميع البصري احلي القي ‪66‬وم الواسع اللطيف‬
‫اخلبري املن ‪66 6‬ان ال ‪66 6‬ودود الغف‪66 6‬ور الش ‪66 6‬كور اجمليد األول اآلخر الظ ‪66 6‬اهر الب‪66 6‬اطن‬
‫الغف ‪66 6‬ار الوه ‪66 6‬اب الق ‪66 6‬ادر األحد الص ‪66 6‬مد الوكيل اجمليد املتع ‪66 6‬ال املوىل النصري‬
‫احلق املبني اجمليب اجلميل احلفيظ الكبري الق ‪66 6‬ريب ال‪66 6 6‬رقيب الفت ‪66 6‬اح الت ‪66 6‬واب‬
‫ال‪66 6 6‬وتر ال‪66 6 6‬رزاق العلي العظيم الغين املليك املقت‪66 6 6‬در األك‪66 6 6‬رم ال‪66 6 6‬رءوف املالك‬
‫القدير الشاكر الشهيد الواحد اخلالق الكرمي العفو احلميد ‪.‬‬
‫وأما األمساء اليت مل تثبت أو توافق ش ‪66 6‬روط اإلحص ‪66 6‬اء فع ‪66 6‬ددها س ‪66 6‬بعة‬
‫وعش‪66‬رون امسا وبياهنا كالت‪66‬ايل ‪ :‬احلن‪66‬ان الب‪66‬ديع املب‪66‬ديء املعيد الن‪66‬ور الك‪66‬ايف‬
‫الب‪66 6‬اقي املغيث ال‪66 6‬دائم ذو اجلالل واإلك‪66 6‬رام الب‪66 6‬اعث احمليي املميت الص ‪66‬ادق‬
‫الق‪66 6 6 6 6‬دمي الف‪66 6 6 6 6‬اطر العالم املدبر اهلادي الرفيع ذو الط‪66 6 6 6 6‬ول ذو املع ‪66 6 6‬ارج ذو‬
‫الفضل الكفيل اجلليل البادي احمليط ‪.‬‬
‫‪ ‬العلة في عدم ثبوتها أو إحصائها مع األسماء الحسنى ‪:‬‬
‫تق‪66 6 6 6 6 6‬دم احلديث عن العلة يف اس‪66 6 6 6 6 6‬تبعاد الكثري من ه‪66 6 6 6 6 6‬ذه األمساء وبينا‬
‫الس‪66‬بب يف ع‪66‬دم إحص‪66‬ائها ‪ ،‬وال‪66‬ذي تق‪66‬دم ذك‪66‬ره منها س‪66‬تة عشر امسا ‪،‬‬
‫وهي على ت‪66‬رتيب ورودها يف احلديث الب‪66‬ديع املب‪66‬ديء املعيد الن‪66‬ور الك‪66‬ايف‬
‫الب‪66 6‬اقي ال‪66 6‬دائم ذو اجلالل واإلك‪66 6‬رام الب‪66 6‬اعث احمليي املميت الص‪66 6‬ادق الق ‪66‬دمي‬
‫الفاطر اهلادي اجلليل‬
‫أما بقية األمساء فع‪66‬ددها أحد عشر امسا وهي على ت‪66‬رتيب ورودها يف‬
‫احلديث احلن‪66 6 6 6 6‬ان املغيث العالم املدبر الرفيع ذو الط‪66 6 6 6 6‬ول ذو املع‪66 6 6 6‬ارج ذو‬
‫الفضل الكفيل البادي احمليط ‪ ،‬وأما العلة يف عدم ثبوهتا فبياهنا كالتايل ‪:‬‬
‫الحنان المغيث ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫(‪)120‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫مل يثبت احلن ‪66‬ان يف الق ‪66‬رآن أو ص ‪66‬حيح الس ‪66‬نة ‪ ،‬ق‪66 6‬ال اخلط‪66 6‬ايب ‪ ( :‬ومما ي ‪66‬دعو به‬
‫الناس خاصهم وعامهم وإن مل تثبت به الرواية عن رسول اهلل ‪ ‬احلنان ) (‪. )1‬‬
‫وق‪66‬ال عل‪66‬وي الس‪66‬قاف ‪ ( :‬واخلالصة أن عد بعض‪66‬هم احلن‪66‬ان من أمساء اهلل تع‪66‬اىل‬
‫فيه نظر لعدم ثبوته ) (‪. )2‬‬
‫ت‬
‫س ‪ ‬قَ‪6َ 6‬ال ‪ُ :‬كْن ُ‬ ‫وقد ورد يف املس‪66‬ند من طريق خلف بن خليفة من ح‪66‬ديث أَنَ ٍ‬
‫س‬ ‫ل‬
‫َ‬‫ج‬ ‫د‬‫َ‬ ‫ج‬ ‫‪6‬‬ ‫س‬ ‫و‬ ‫‪6‬ع‬ ‫‪6‬‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫َّ‬ ‫ل‬
‫َ‬‫ف‬‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ى‬ ‫ص ‪6‬لِّ‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ول اللَِّه ‪ ‬يف احْل ْلَق‪6ِ 6‬ة ورج‪66‬ل قَ ‪66‬ائِ‬ ‫جالِس ‪6‬اً م‪66‬ع رس ‪ِ 6‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َََُ‬ ‫َ‬
‫يع‬ ‫ِ‬ ‫ْح ْم‪َ /‬د َال ِإلَ ‪/َ /‬ه ِإالَّ أَنْ َ‬ ‫ُك بِ ‪/‬أ َّ‬
‫‪6‬ال ‪ ( :‬اللَُّه َّم ِإنِّي أَ ْس ‪/‬أَل َ‬‫َوتَ َش ‪َّ 6‬ه َد مُثَّ َد َعا َفَق‪َ 6‬‬
‫ْحنَّا ُن بَ ‪//‬د َ‬
‫ت ال َ‬ ‫‪/‬ك ال َ‬ ‫َن لَ ‪َ /‬‬
‫وم ِإنِّي أَ ْس ‪/‬أَل َ‬ ‫الِل َو ِ‬ ‫س ‪/‬ماَو ِ‬
‫ُك ) (‪ ، )3‬أما املن‪66‬ان فهو‬ ‫اإل ْ‪/‬ك َ‪/‬ر ِام يَا َح ُّي يَا َقيُّ ُ‬ ‫ْج َ‬
‫ض َذا ال َ‬‫ات َواألَْر ِ‬ ‫ال َّ َ‬
‫ثابت كما ذكرنا يف املبحث السابق (‪. )4‬‬
‫أما املغيث فلم ي ‪66‬رد يف الق ‪66‬رآن امسا ‪ ،‬ولكن أغلب الظن أنه اش ‪66‬تقه باجته ‪66‬اده من‬
‫ِ‬
‫اب لَ ُك ْم ِ‪[ ‬األنف‪66‬ال‪:‬‬ ‫املعىن ال‪6‬ذي ورد يف قوله تع‪6‬اىل ‪ِ  :‬إ ْذ تَ ْس‪َ/‬تغيثُو َن َربَّ ُك ْم فَا ْس‪َ/‬ت َج َ‬
‫‪/‬ك ِآم ْن ِإ َّن َو ْع‪َ / / /‬د اللَِّه َح‪/ٌّ / /‬ق ِ‪‬‬ ‫ان اللََّه َوْيَل ‪َ / /‬‬ ‫‪ ، ]9‬أو قوله ‪  :‬و ُهما يس‪َ/ / /‬تِغيثَ ِ‬
‫َ َ َْ‬
‫س ب ِن م ٍ‬
‫الِك ‪‬‬ ‫[األحق‪66‬اف‪ ، ]17 :‬أو ما ورد عند البخ‪66‬اري من ح‪66‬ديث أَنَ ِ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ال دخل اْلمس ِج َد يوم مُج ع ٍ‪6‬ة ورس‪ِ ُ 6‬‬
‫ب ‪ ،‬فَا ْس‪َ6‬تْقَب َل‬ ‫ول اللَّه ‪ ‬قَ‪6‬ائ ٌم خَيْطُ ُ‬ ‫أ ََّن َر ُج ً َ َ َ َ ْ َ ْ َ َُ َ َ ُ‬
‫ت‬ ‫ت األَْم‪// / /‬و ُال واْنَقطَع ِ‬
‫َ َ َ‬
‫ول اللَِّه َهَل َك ِ‬ ‫‪6‬ال ‪ ( :‬يَا َر ُس‪َ / / / /‬‬ ‫ول اللَِّه ‪ ‬قَائِ ًما مُثَّ قَ‪َ 6 6 6 6‬‬
‫َر ُس‪َ 6 6 6 6 6‬‬
‫‪/‬ال ‪ :‬اللَُّه َّم أ َِغْثَنا ‪،‬‬
‫ول اللَِّه ‪ ‬يَ َديْ‪/ِ / /‬ه ثُ َّم قَ‪َ / /‬‬
‫ع اللََّه يُِغ ُيثَنا َفَرفَ‪/َ / /‬ع َر ُس ‪ُ / /‬‬
‫س ‪/ /‬بُ ُل ‪ ،‬فَ‪// /‬ا ْد ُ‬
‫ال ُّ‬
‫اللَُّه َّم أ َِغْثَنا ‪ ،‬اللَُّه َّم أ َِغْثَنا ) (‪. )5‬‬
‫العالم ُ المدبر ُ ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫والعالم ورد مقي‪66 6 6 6‬دا يف أربعة مواضع من الق‪66 6 6 6‬رآن كقوله تع‪66 6 6 6‬اىل ‪  :‬قُ‪/ْ / / /‬ل ِإ َّن َربِّي‬

‫‪ 1‬انظر صفات اهلل الواردة يف القرآن لعلوي السقاف ص ‪. 125‬‬


‫‪2‬السابق ص ‪. 125‬‬
‫‪3‬املسند لإلمام أمحد ‪ ، )12632 ( 3/158‬وانظر ضعيف اجلامع حديث رقم ( ‪. )1946‬‬
‫‪4‬انظر األدلة على اسم اهلل املنان ص ‪. 82‬‬
‫‪5‬البخاري يف االستسقاء ‪ ،‬باب االستسقاء يف املسجد اجلامع ‪. )967 ( 1/343‬‬
‫(‪)121‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫وب ِ‪[ ‬سبأ‪ ، ]48:‬ومل يرد يف القرآن أو السنة مطلقا ‪ ،‬وأما‬ ‫الم اْلغُيُ ِ‬
‫ْح ِّق َع ُ‬‫ف بِال َ‬ ‫َيْق ِذ ُ‬
‫املدبر فلم يثبت امسا وإمنا ورد فعال يف أربعة مواضع من الق ‪66 6 6‬رآن كقوله تع ‪66 6 6‬اىل ‪ :‬‬
‫ِ ِ‬
‫‪/‬اء ربِّ ُكم تُ ِ‬ ‫ِ‬
‫وقنُ ‪//‬و َن ِ‪[ ‬الرع ‪66‬د‪ ، ]2 :‬وه ‪66‬ذا ال يكفي‬ ‫ص ‪ُ /‬ل اآلي ‪//‬ات لََعلَّ ُك ْم بِلَق‪ْ َ /‬‬
‫يُ ‪َ /‬دِّبُر األَْم‪/َ /‬ر ُيَف ِّ‬
‫إلثب‪66‬ات االسم ألن دورنا جتاه األمساء احلسىن اإلحص‪66‬اء وليس االش‪66‬تقاق واإلنش‪66‬اء ‪،‬‬
‫والذي أدرج املدبر اشتقاقا من اآلية الس‪6‬ابقة يلزمه قياسا أن ي‪6‬درج املفصل ألنه ق‪6‬ال‬
‫‪6‬ات ‪ ،‬فطاملا أن املرجعة يف علمية االسم إىل ال‪6‬رأي واالش‪6‬تقاق‬ ‫ص‪6‬ل اآلي ِ‬
‫يُ َ‪6‬دِّبُر األَْم َ‪6‬ر ُيَف ِّ ُ‬
‫دون التتبع واإلحصاء فيلزم إدخال االمسني معا أو استبعادمها معا ‪.‬‬
‫الرفيع ذو الطول ُ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫مل ي‪66‬رد الرفيع يف الق‪66‬رآن إال مقي‪66‬دا كما ورد يف قوله تع‪66‬اىل ‪َ  :‬رِفي‪/ُ /‬ع‬
‫ات ُذو الَْع ْ‪/‬ر ِش ِ‪[ ‬غ‪66‬افر‪ ، ]15:‬ومن ش‪6‬روط اإلحص‪6‬اء أن يفيد االسم‬ ‫الدَّرج ِ‬
‫ََ‬
‫املدح والثناء بنفسه فال بد أن يكون مطلقا ‪ ،‬أما ذو الطول فاألمر فيه‬
‫كما تق‪6‬دم عند احلديث عن ذي الق‪6‬وة ف‪6‬الطول ب‪6‬الفتح يق‪6‬ال ‪ :‬ط‪6‬ال عليه‬
‫وتط‪66 6‬ول عليه إذا امنت عليه ‪ ،‬ف‪66 6‬الطول هو املن ويق‪66 6‬ال للتفضل والق‪66 6‬درة‬
‫والس‪66‬عة والغىن واإلنع‪66‬ام (‪ ،)1‬والط‪66‬ول هنا ص‪66‬فة اهلل تع‪66‬اىل وذو من األمساء‬
‫اخلمسة وليست من األمساء احلسىن ‪ ،‬ق‪66 6‬ال تع‪66 6‬اىل ‪َ  :‬غ‪/ِ / /‬اف ِر ال‪/َّ / /‬ذنْ ِ‬
‫ب َوقَابِ‪/ِ / /‬ل‬
‫‪/‬اب ِذي الطَّْو ِل ِ‪[ ‬غ‪66‬افر‪ ، ]3:‬مث ما هي العلة يف إدخ‪66‬ال‬ ‫ب َش‪ِ /‬د ِيد الِْعَق‪ِ /‬‬
‫التَّْو ِ‬
‫ذي الطول وإخراج ذي العرش مع أن اجلميع يف القرآن ‪.‬‬
‫ذو المعارج ذو الفضل ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫عن ذي الط ‪66‬ول ف ‪66‬إن من أدرج األمساء‬ ‫كما س ‪66‬بق عند احلديث‬
‫‪ِ  :‬م َن اللَِّه ِذي ال َْمَعارِج ِ‪[ ‬املع‪66‬ارج‪، ]3:‬‬ ‫يف احلديث اس‪6‬تند إىل قوله تع‪6‬اىل‬
‫ض ِل الَْع ِظيم ِ‪[ ‬اجلمعة‪4 :‬‬
‫اء َواللَُّه ُذو اْلَف ْ‬
‫يَ َش ُ‬ ‫ض ُل اللَِّه ُيْؤتِ ِيه َم ْن‬ ‫وقوله ‪َ ‬ذلِ َ‬
‫ك فَ ْ‬

‫‪1‬انظر تفسري البغوي ‪ ، 4/90‬وتفسري القرطيب ‪. 15/292‬‬


‫(‪)122‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫] ‪ ،‬وغري ذلك من اآليات ‪ ،‬وهذا ال يكفي إلحصاء االسم كما تق‪6‬دم‬


‫‪.‬‬
‫المحيط ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫الكفيل البادي‬ ‫‪‬‬

‫مل ي‪66 6‬رد االسم يف الق‪66 6‬رآن إال يف قوله تع‪66 6‬اىل ‪َ  :‬وأَْوفُ ‪//‬وا بَِع ْ‪/‬ه‪/ِ /‬د اللَِّه ِإ َذا َع َاه‪/ْ /‬دتُ ْم َوال‬
‫ض ‪/ /‬وا األَيْ َ‪/‬م‪//‬ا َن َب ْع‪َ / /‬د َتْو ِكي‪/ِ / /‬د َها َوقَ‪/ْ / /‬د َجَعلْتُ ُم اللََّه َعَلْي ُك ْم َكِفي ًال ِإ َّن اللََّه َي ْعَل ُم َما َتْفَعلُ‪// /‬و َن ‪‬‬
‫َتْنُق ُ‬
‫[النح ‪66‬ل‪ ، ]91 :‬واالسم هنا مقيد وليس مطلقا ‪ ،‬وأما الب ‪66‬ادي فلرمبا اش ‪66‬تقه من أدرج‬
‫األمساء يف احلديث من ق‪66 6 6 6 6‬ول اهلل تع‪66 6 6 6 6‬اىل ‪َ  :‬وبَ‪َ / / / / /‬دا ل َُه ْم ِم َن اللَِّه َما ل َْم يَ ُكونُ‪// / / /‬وا‬
‫يَ ْحَت ِسبُون َ‪[ ‬الزم‪66‬ر‪ ، ]47 :‬أو من قوله ‪ِ  :‬إنَُّه ُهَو ُيْب ِد ُئ َويُِعي‪ُ /‬د ‪[ ‬ال‪66‬ربوج‪، ]13 :‬‬
‫كما تقدم يف املبديء ‪.‬‬
‫أما احمليط فلم يرد مطلقا وإمنا ورد مقيدا يف آيات كثرية كقوله تعاىل‬
‫‪/‬اف ِرين َ‪[ ‬البق‪66 6‬رة‪ ، ]19 :‬وقوله س ‪66‬بحانه ‪  :‬أَال ِإَّنُه ْم ِفي‬ ‫ط بِاْل َك‪ِ /‬‬‫‪َ  :‬واللَُّه ُم ِحي‪ٌ //‬‬
‫ِمْريٍَة ِم ْن لَِق ِاء َربِِّه ْم أَال ِإنَُّه بِ ُك ِّل َش ْيٍء ُم ِحي ٌط ‪[ ‬فصلت‪. ]54 :‬‬
‫هذه أغلب األمساء اليت اشتهرت على ألسنة اخلاصة والعامة منذ أك‪66‬ثر‬
‫من ألف ع‪66‬ام ؛ اس‪66‬تندوا فيها إىل الرواي‪66‬ات الس‪66‬ابقة عند اإلم‪66‬ام الرتم‪66‬ذي‬
‫وابن ماجة واحلاكم وإن ك‪66 6 6 6 6‬انت رواية الرتم‪66 6 6 6 6‬ذي هي األك‪66 6 6 6 6‬ثر ش‪66 6 6 6‬هرة‬
‫وانتش ‪66 6‬ارا يف الع ‪66 6‬امل اإلس ‪66 6‬المي ‪ ،‬وقد بينت ما ثبت منها وما مل يثبت‬
‫مع ذكر العلة يف ذلك ‪.‬‬
‫وإذا ك‪66 6 6 6 6 6 6 6 6‬انت التقنية احلديثة وظه‪66 6 6 6 6 6 6 6 6‬ور املوس‪66 6 6 6 6 6 6 6 6‬وعات اإللكرتونية اليت‬
‫اس‪66 6‬تخدمتها يف إمتام البحث مل تظهر إال يف ه‪66 6‬ذا العصر ف‪66 6‬إن الس‪66 6‬ابقني‬
‫ال ‪66‬ذين اجته ‪66‬دوا يف اس ‪66‬تخراج األمساء احلسىن حىت وصل إحص ‪66‬اء بعض ‪66‬هم‬
‫إيل مخسة وتس‪66‬عني امسا ثابتا متوافقا مع ش‪66‬روط اإلحص‪66‬اء دون اس‪66‬تخدام‬
‫الكم‪66 6‬بيوتر أو الكت‪66 6‬اب اإللك‪66 6‬رتوين ‪ ،‬ه‪66 6‬ؤالء هم أهل الفضل والس‪66 6‬بق ‪،‬‬
‫وما ق‪6‬دموه يعد مرجعا أساس‪6‬يا يف إخ‪6‬راج ه‪6‬ذا البحث ‪ ،‬ف‪6‬اللهم اج‪6‬زهم‬
‫(‪)123‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫عنا خري اجلزاء ‪.‬‬

‫خاتمة البحث‬
‫اللؤلؤة الفضلى في نظم أسماء اهلل الحسنى‬
‫الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫ــ ــــ‬
‫بعد جهد كبري ووقت طويل قطعته وأنا ع ‪66 6 6 6 6 6 6 6 6‬اكف على املراجع وبني ي ‪66 6 6 6 6 6‬دي‬
‫حاسويب الشخصي أقلب يف املوسوعات وأراجع النت‪6‬ائج على املطب‪6‬وع من املؤلف‪6‬ات‬
‫‪ ،‬يسر اهلل عز وجل معرفة ض ‪66‬وابط اإلحص ‪66‬اء اليت ميكن ألي ب ‪66‬احث من املس ‪66‬لمني‬
‫أن يتع‪66 6 6 6‬رف من خالهلا على أمساء اهلل احلسىن الثابتة يف الكت‪66 6 6 6‬اب والس‪66 6 6‬نة ‪ ،‬وميكنه‬
‫أيضا أن يتع‪6‬رف على ما مل يوافق ش‪6‬روط اإلحص‪6‬اء مما اش‪6‬تهر على ألس‪6‬نة الن‪6‬اس من‬
‫األمساء ‪.‬‬
‫ويف خت‪6‬ام ه‪6‬ذا البحث أق‪6‬دم للق‪6‬راء قص‪6‬يدة الش‪6‬يخ أيب ي‪6‬زن محزة بن ف‪6‬ايع الفتحي‬
‫وهو أحد أعضاء هيئة التدريس العاملني معنا يف كلية الشريعة وأصول الدين جبامعة‬
‫امللك خالد ‪ ،‬وك‪66 6‬ان قد اطلع على األمساء احلسىن اليت تتبعتها من الكت‪66 6‬اب والس‪66 6‬نة‬
‫وكيف أهنا مل تنطبق إال على تسعة وتسعني امسا من مجلة م‪66‬ائتني ومثانني مجعهم من‬
‫توسع من العلم ‪66‬اء يف قض ‪66‬ية اإلحص ‪66‬اء ‪ ،‬فدفعه ذلك إىل أن نظم األمساء بش ‪66‬روطها‬
‫يف قص‪66‬يدة مساها اللؤل‪66‬ؤة الفض‪66‬لى يف نظم أمساء اهلل احلسىن الثابتة يف الكت‪66‬اب والس‪66‬نة‬
‫‪.‬‬
‫وقد أطال يف مقدمتها ومدحين مبا ال أستحق ‪ ،‬فاس‪6‬تأذنته أن يقتص‪6‬ر على م‪6‬ا ورد‬
‫فيه‪6‬ا من األمساء وش‪6‬روط اإلحص‪6‬اء ‪ ،‬وه‪6‬ذا م‪6‬ا س‪6‬أذكره يف خامتة البحث ‪ ،‬فج‪6‬زاه اهلل‬
‫خ‪6‬ري اجلزاء ‪ ،‬وأس‪6‬أله س‪6‬بحانه أن يرزق‪6‬ين وإي‪6‬اه اإلخالص يف الق‪6‬ول والعم‪6‬ل وأن يباع‪6‬د‬
‫بينن‪6‬ا وبني معص‪6‬يته إىل أن حيني األج‪6‬ل ‪ ،‬فال ينف‪6‬ع الوع‪6‬د على اإلحص‪6‬اء إال بتق‪6‬وى اهلل‬
‫يف السراء والضراء ‪.‬‬
‫(‪)124‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫له من األمساء ما اصطفاهُ‬ ‫‪‬‬


‫اهلل ربنـا هـو اإللهُ‬
‫شريك‬
‫ُ‬ ‫املالك ال‬
‫ُ‬ ‫وامللك‬
‫ُ‬ ‫‪‬‬ ‫املليك‬
‫الواحد احلي كذا ُ‬ ‫ُ‬
‫واملتني‬
‫ُ‬ ‫العظيم‬
‫ُ‬ ‫واألحد‬
‫ُ‬ ‫‪‬‬ ‫واملبني‬
‫ُ‬ ‫السيد‬
‫ُ‬ ‫والصمد‬
‫ُ‬
‫املتعايل الوتر قد جتلى‬ ‫‪‬‬ ‫وإنه احلق العلي األعلى‬
‫واحلليم‬
‫ُ‬ ‫ـدير‬
‫والقادر الق ُ‬
‫ُ‬ ‫‪‬‬ ‫وإنه اجملي ُـد والعلي ُـم‬
‫والستري‬
‫ُ‬ ‫واألول اآلخ ُـر‬
‫ُ‬ ‫‪‬‬ ‫ـيع والبص ُـري‬‫وإنه السم ُ‬
‫والنصري‬
‫ُ‬ ‫الرقيب‬
‫ُ‬ ‫والوارث‬
‫ُ‬ ‫‪‬‬ ‫والكبري‬
‫ُ‬ ‫الباطن‬
‫ُ‬ ‫والظاهر‬
‫ُ‬
‫واملسعر‬
‫ُ‬ ‫ط‬
‫والقابض الباس ُ‬
‫ُ‬ ‫‪‬‬ ‫واملصور‬
‫ُ‬ ‫البارئ‬
‫ُ‬ ‫سبحانه‬
‫والغفار‬
‫ُ‬ ‫والقاهر القه ُـار‬
‫ُ‬ ‫‪‬‬ ‫اجلبار‬
‫ـمن ُ‬ ‫املؤمن املهي ُ‬‫ُ‬
‫والرمحن‬
‫ُ‬ ‫العفو والوكيل‬ ‫‪‬‬ ‫الوهاب والديا ُن‬
‫ُ‬ ‫واألكرم‬
‫ُ‬
‫والكرمي‬
‫ُ‬ ‫احملسن‬
‫ُ‬ ‫والطيب‬
‫ُ‬ ‫‪‬‬ ‫ـيم‬
‫ُ‬ ‫ك‬‫واحل‬ ‫العزيز‬
‫ُ‬ ‫وإنه‬
‫والغفور‬
‫ُ‬ ‫اجمليب‬
‫ُ‬ ‫والشاكر‬
‫ُ‬ ‫‪‬‬ ‫ـكور‬
‫وإنه الغين والش ُ‬
‫واخلالق‬
‫ُ‬ ‫الفتاح‬
‫ُ‬ ‫واخلالق‬
‫ُ‬ ‫‪‬‬ ‫والرزاق‬
‫ُ‬ ‫التواب‬
‫ُ‬ ‫والرازق‬
‫ُ‬
‫واحلسيب‬
‫ُ‬ ‫والشايف واملنا ُن‬ ‫‪‬‬ ‫والقريب‬
‫ُ‬ ‫واجلواد‬
‫ُ‬ ‫واملعطي‬
‫واحلميد‬
‫ُ‬ ‫السبوح‬
‫ُ‬ ‫والواسع‬
‫ُ‬ ‫‪‬‬ ‫ـيد‬
‫ظ والشه ُ‬ ‫وربنا احلفي ُ‬
‫املؤخر‬
‫ُ‬ ‫ـدم‬
‫احلكم ُ املق ُ‬ ‫‪‬‬ ‫وإنه املوىل الويل الرب‬
‫واللطيف‬
‫ُ‬ ‫والقدوس‬
‫ُ‬ ‫القوي‬ ‫‪‬‬ ‫والرؤءف‬
‫ُ‬ ‫السالم‬
‫ُ‬ ‫تبارك‬
‫والرحيم‬
‫ُ‬ ‫الرفيق واحليي‬ ‫ُ‬ ‫‪‬‬ ‫ـوم‬
‫الودود والقي ُ‬‫ُ‬ ‫وربنا‬
‫ـكرب‬
‫املقيت واملت ْ‬ ‫ُ‬ ‫وإنه‬ ‫‪‬‬ ‫واعترب‬
‫ْ‬ ‫اجلميل فانظر‬
‫ُ‬ ‫وربنا‬
‫يصري‬
‫يعلم ما كا َن وما ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪‬‬ ‫ـدر اخلب ُـري‬‫وإنه املقت ُ‬
‫افرتاء‬
‫ُ‬ ‫وال‬ ‫وتسعون‬ ‫تسع‬ ‫‪‬‬
‫مث هنا قد متت األمساءُ‬
‫فإهنا من مصـد ٍر علي ِم‬ ‫‪‬‬ ‫ِ‬
‫والتسليم‬ ‫ِ‬
‫بالقبول‬ ‫فخذها‬
‫ِ‬
‫الضوابط‬ ‫حمصورًة يف ِ‬
‫مخسة‬ ‫‪‬‬ ‫ِ‬
‫والشرائط‬ ‫قد حدها بالقيد‬
‫ِ‬
‫األعالم‬ ‫وكونُه امساً من‬ ‫‪‬‬ ‫ِ‬
‫إقحام‬ ‫النص حمفو ٌظ بال‬
‫حيمل ذا الوصف بال ِ‬
‫شقاق‬ ‫‪‬‬ ‫ِ‬
‫اإلطالق‬ ‫وإنه جيري على‬
‫ِ‬
‫انفصال‬ ‫مبقسوم وال‬ ‫ٍ‬ ‫ليس‬ ‫‪‬‬ ‫ِ‬
‫والكمال‬ ‫ِ‬
‫اجلمال‬ ‫يف غاية‬
‫فطبقن من غري ما هباء‬ ‫‪‬‬ ‫ِ‬
‫باستيفاء‬ ‫تلك هي الشروط‬
‫(‪)125‬‬
‫د‪ .‬محمود عبد الرازق‬ ‫أسماء اهلل الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الرضواني‬

‫واملكر والدهر كذا القيام‬ ‫‪‬‬ ‫ينأى هبا البديع والعالم‬


‫وزهنا باإلخالص والرجاء‬ ‫‪‬‬ ‫فحل ذا النفس بذي األمساء‬
‫(‪)126‬‬
‫د‪.‬كتور محمود عبد الرازق‬ ‫الجزء األول – اإلحصاء‬
‫الرضواني‬

‫أسـماء ‪ ‬الحسـنى التي جمعها الوليد بن‬ ‫أسـماء ‪ ‬الحسـنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫مسلم‬ ‫والتي انطبقت عليها شروط اإلحصاء‬

‫وما لم يثبت منها أو يوافق شروط اإلحصاء‬ ‫ذي ال ِإلَ َه ََِِّّإال ُه َو‬ ‫ُهو اهَّلل ا ّلَ ِ‬
‫َ ُ‬
‫الس‪4‬ال ُم ال ُم‪44‬ؤْ ِمنُ‬ ‫َّ‬ ‫ال َّر ْح َمنُ ال َّر ِحي ُم ال َملِكُ القُد ُ‬
‫ُّوس‬
‫ذي ال ِإلَ َه ََِِّّإال ُه َو‬ ‫ُهو اهَّلل ا ّلَ ِ‬
‫َ ُ‬ ‫ق البَ ‪44‬ا ِر ُئ‬ ‫الخ‪ 44‬الِ ُ‬ ‫َ‬ ‫الجبَّا ُر ال ُمتَ َكبِّ ُ‪4‬ر‬ ‫َ‬ ‫ال ُم َه ْي ِمنُ ال َع ِزي‪ُ 44‬ز‬
‫الس‪4‬الَ ُم ال ُم‪44‬ؤْ ِمنُ ال ُم َهي ِمنُ‬ ‫ُّوس َّ‬ ‫الرَّحمنُ ال َّرحي ُم ال َم ِلك القُ‪4‬د ُ‬ ‫الس‪ِ 444‬مي ُع‬ ‫َّ‬ ‫ص‪ِّ 444‬و ُر األَ َّو ُل اآل ِخ‪ُ 444‬ر الظَّا ِه ُر البَ‪444‬ا ِطنُ‬ ‫ال ُم َ‬
‫ص‪ِّ 44‬و ُر ال َغفَّا ُر‬
‫ق البَ‪44‬ا ِرى ُء ال ُم َ‬ ‫الجبَّا ُر ال ُمتَ َكبِّر َ‬
‫الخ‪ 44‬الِ ُ‬ ‫ال َع ِزي‪ُ 44‬ز َ‬ ‫‪4‬‬‫ي‬
‫ِ ‪4‬فُ‬‫ط‬ ‫َّ‬ ‫ل‬‫ال‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫ِ ُ‬ ‫ي‬‫د‬‫‪4‬‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫‪4‬و‬
‫َ ُّ‬ ‫‪4‬‬ ‫ُ‬ ‫ف‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ُ‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫‪4‬‬ ‫ص‬‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫‪4‬و‬
‫َ ْ‬‫‪4‬‬‫م‬ ‫ال‬ ‫ر‬
‫‪4‬‬
‫ص ُ‬ ‫ي‬ ‫‪4‬‬ ‫البَ ِ‬
‫اس‪4444‬طُ‬ ‫ض البَ ِ‬ ‫َّاح ال َعلِي ُم القَ‪4444‬ابِ ُ‬ ‫ق الفت ُ‬ ‫القَهَّا ُر ال َوه ُ‬
‫َّاب ال‪َّ 4444‬رزَّا ُ‬ ‫الس‪444‬تي ُر ال َكبِ‪444‬ي ُر‬ ‫ِّ‬ ‫الحيِ ُّي‬ ‫َ‬ ‫الج ِمي‪ُ 444‬ل‬ ‫َ‬ ‫الخبِ‪444‬يرُ ال‪ِ 444‬و ْت ُر‬ ‫َ‬
‫الم‪/ِ / /‬ذل َّ‬ ‫الرافِ ‪/ُ /‬ع المع‪/ُّ / /‬ز‬ ‫الح‪ُّ 4‬ق ال ُمبِينُ القَ‪4‬و ُِّي‬ ‫َ‬ ‫القَهَّا ُر‬ ‫ال ُمتَ َعالُ ال َوا ِح ُد‬
‫ص ‪4‬ي ُر‬
‫الس ‪ِ 4‬مي ُع البَ ِ‬ ‫‪/‬افض َّ‬
‫الخ ‪ُ /‬‬ ‫ال َعلِ ُّي‬ ‫القَيُّومُ‬ ‫الح ُّي‬ ‫َ‬ ‫ال َمتِينُ‬
‫ال َع ِظي ُم ال َغفُ ‪44‬و ُر‬ ‫الحلِي ُم‬ ‫لع‪ْ / / /‬د ُل اللّ ِطي ‪44‬فُ َ‬
‫الخبِ ‪44‬ي ُر َ‬ ‫الح َك ُم ا َ‬
‫َ‬ ‫َّواب‬
‫اس‪ُ 44444‬ع ال َعلِي ُم الت ُ‬ ‫الحلِي ُم ال َو ِ‬ ‫َ‬ ‫الش‪ُ 44444‬كو ُر‬ ‫َّ‬ ‫ال َع ِظي ُ‪4‬م‬
‫الص‪َ 4444‬م ُد القَ‪ِ 4444‬ر ُ‬ ‫الح ِكي ُ‪4‬م ال َغ ِن ُّي الكَ‪ِ 4444‬ري ُ‪4‬م األَ َح‪ُ 4444‬د‬
‫الجلِي‪/ُ / /‬ل‬
‫يب‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫يب َ‬‫الح ِس‪ُ 44‬‬
‫يت َ‬‫الحفِي‪44‬ظُ ال ُمقِ ُ‪4‬‬
‫الش‪ُ 44‬كو ُر ال َعلِ ُّي ال َكبِ‪44‬ي ُر َ‬
‫َّ‬ ‫الحفي‪44‬ظُ‬ ‫َ‬ ‫الحمي‪ُ 44‬د‬ ‫َ‬ ‫جيب ال َغفُ‪44‬و ُر ال‪َ 44‬ودو ُد ال‪َ 44‬ولِ ُّي‬ ‫ال ُم ُ‪4‬‬
‫الح ِكي ُم ال‪َ 44‬ودُو ُد ال َم ِجي‪ُ 44‬د‬ ‫يب ا ْل َو ِ‬
‫اس‪ُ 44‬ع َ‬ ‫يب ال ُم ِج ُ‪4‬‬
‫الكَ‪ِ 44‬ري ُ‪4‬م ال‪َّ 44‬رقِ ُ‬ ‫‪44‬ؤخ ُر ال َملِي‪ُ 44‬ك‬ ‫المقَ‪ِّ44‬دُم ال ُم ِّ‬ ‫ُ‬ ‫الش‪44‬هي ُد‬ ‫َّ‬ ‫ال َمجي‪ُ 44‬د الفَت ُ‬
‫َّاح‬
‫الحق ال َو ِكي ُل القَ ِو ُّي ال َمتِينُ ال‪َ 4‬ولِ ُّي َ‬
‫الح ِمي‪ُ 4‬د‬ ‫ث ال َّ‬
‫ش ِهي ُد َ‬ ‫الب ‪ِ /‬‬
‫‪/‬اع ُ‬ ‫ق القَ‪44‬ا ِهر‬ ‫اس ‪4‬ط ال‪َّ 4‬را ِز ُ‬ ‫ُ‬ ‫ض البَ ِ‬ ‫س ِّع ُر القَ‪44‬ابِ ُ‬ ‫المُْقتَِدْر ال ُم َ‬
‫َ‬
‫ق المَــِالُك‬ ‫الخـَّال ُ‬ ‫َ‬ ‫ان القَـا ِدرُ‬ ‫المنـ َّ‬ ‫َ‬ ‫الش‪4‬ا ِك ُر‬‫َّ‬ ‫ال‪44‬ديَّانُ‬
‫الم ِم ُ‬ ‫المح ِص‪/‬ي المب‪/ِ /‬ديء ِ‬
‫يت َ‬
‫الح ُّي القَيُّو ُم‬ ‫الم ْحيِي ُ‬
‫المعي‪ُ /‬د ُ‬
‫ُْ ُ ُ‬ ‫ُْ‬ ‫الش ‪4‬افِي‬ ‫َّ‬ ‫سيب‬ ‫الح ُ‬ ‫َ‬ ‫قيب ال ُم ْح ِسنُ‬ ‫ق ال َوكي ُل ال َّر ُ‬ ‫الـ َّرزَّا ُ‬
‫الم ِ ‪/‬‬
‫اج ‪ُ /‬د ال َوا ِح‪ُ 4‬د َّ‬
‫الص ‪َ 4‬م ُد القَ‪44‬ا ِد ُر ال ُم ْقتَ ‪ِ 4‬د ُر ال ُمقَ ‪ِّ 4‬د ُم‬ ‫الو ِ ‪/‬‬
‫اج‪ُ /‬د َ‬ ‫َ‬
‫الحـ َك ُم‬ ‫َ‬ ‫الس‪44‬يُِّد الطَّـيِّ ُب‬ ‫َّ‬ ‫قـيت‬
‫ق ال ُم ْعطي ال ُم ُ‪4‬‬ ‫ال ِّرفي‪ُ 44‬‬
‫الج‪َ 444‬وا ُد‬ ‫َ‬ ‫األَ ْكــ َر ُم الـبَ ُّر الغفارُ ال‪444‬رَّءوفُ ال َوه ُ‬
‫َّاب‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ال ُمؤ َِّخ ُر األ َّو ُل اآل ِخ ُر الظَّا ِه ُر البَ‪44‬ا ِطنُ ال ‪/َ /‬والِي ال ُمتَ َع‪44‬ا ِلي البَ‪4ُّ 4‬ر‬ ‫بوح ال َوا ِرثُ ال َّر ُّب األعْلى ا ِإللَهُ ‪.‬‬ ‫ال ُّس ُ‬
‫الجالَ ِل‬ ‫التَّ َّو ُ ِ‬
‫اب المنتَق ُم ال َعفُ ُّو ال َّرءوف َما ِل ُك ال ُم ْل ِك ذُو َ‬ ‫**************************************************************************‬
‫الم‪//‬انِ ُع ال َّ‬
‫ض ‪ُّ /‬ار‬ ‫‪/‬امع ال َغ ِن ُّي ِ‬ ‫واإل ْك‪//‬ر ِام الم ْق ِس ‪/‬ط ِ‬
‫الم ْغني َ‬‫ُ‬ ‫الج‪ُ /‬‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫عدد األسماء‬
‫الر ِش‪/ / /‬ي ُد‬
‫يع البَ ‪// /‬اقِي ال‪َ 44‬وا ِر ُث َّ‬ ‫ِ‬ ‫النَّافِع النُّور ِ‬
‫اله‪// /‬ادي البَ ‪// /‬د ُ‬
‫ُ ُ َ‬ ‫تسع وتسعون بدون لفظ الجاللة‬
‫الصبُور ‪.‬‬
‫َّ‬

‫************************************************************************‬

‫عدد األسماء‬
‫تسع وتسعون مع لفظ الجاللة‬

‫ـــــــــــــ‬
‫رقم اإليداع بدار الكتب‬
‫‪10582/2004‬‬
‫ـــــــــــــ‬
‫الترقيم الدولي ‪I .S. B .N -‬‬
‫‪977 - 17 - 1586 - 0‬‬
‫ـــــــــــــ‬

You might also like