You are on page 1of 185

‫َ‬

‫أس َما ُء ‪ ‬ال ُح ْسنى‬


‫َ‬
‫الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫الخبير‬

‫الوتر‬
‫الجزء الخامس ‪ -‬دعاء العبادة‬

‫إعداد‬
‫الجميل‬

‫الحيي د‪ /‬محمود عبد الرازق الرضواني‬


‫األستاذ املساعد‬ ‫الستير‬

‫بقسم العقيدة واملذاهب املعاصرة‬ ‫الكبير‬

‫كلية الشريعة وأصول الدين‬


‫المتعال‬
‫جامعة امللك خالد‬
‫الواحدر‬

‫القهار‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪2‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫**************************************‬

‫حقوق الطبع محفوظة للمؤلف‬


‫الطبعة األولى‬
‫‪1426‬هـ ‪2005 -‬م‬
‫**************************************‬

‫رقم اإليداع بدار الكتب‬


‫‪2005 /2836‬‬
‫ــــــــــ‬
‫‪I.S.B.N‬‬ ‫الترقيم الدولي ‪-‬‬
‫‪977 - 17 - 2009 - 0‬‬
‫**************************************‬

‫‪www.asmaullah.com‬‬

‫للهدايا وطلبات الجملة‬


‫يرجى االتصال مسبقا على األرقام التالية‬
‫‪)202 ( 4389187 – )002 ( 0102642687‬‬
‫**************************************‬
‫‪3‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫احلمد هلل الفت **اح الش **هيد احلميد اجمليد ال **ذي من على أمة اإلس **الم بن **ور التوحيد‬
‫ْح ُّي ال ِإلَـ َـه ِإال ُـه َـو‬
‫وجعله وس**يلة النج**اة لس**ائر العبيد ‪ ،‬ق**ال س**بحانه وتع**اىل ‪ُ  :‬ـه َـو ال َ‬
‫ْح ْـم ُد ِهلل َر ِّب الَْعـال َِم َينً‪[ ‬غ**افر‪ ، ]65 :‬وق**ال جل جالله عن‬ ‫فَـا ْد ُع ُ ِ ِ‬
‫ِّين ال َ‬‫ين لَ ُـه الـد َ‬ ‫وه ُم ْخلصـ َ‬
‫ْح ْـم ُد ِهلل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫أهل اجلنة ‪َ  :‬د ْعَو ُاه ْم ِف َيها ُسْب َحانَ َ‬
‫الم َوآخُر َد ْع َـو ُاه ْم أَن ال َ‬ ‫الله َّم َوتَحيَُّتُه ْم ف َيها َس ٌ‬
‫ك ُ‬
‫ر ِّ ِ‬
‫ين ً ‪[ ‬ي**ونس‪ ، ]10:‬وق*ال جل ش*أنه وتق*دس امسه ووص*فه ‪َ  :‬وقَالُوا ال َ‬
‫ْح ْـم ُد‬ ‫ب الَْعالَم َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ور ً‪[ ‬ف**اطر‪ ، ]34 :‬س**بح اهلل ‪ ‬نفسه عن‬ ‫ـور َش ـ ُك ٌ‬ ‫ْح َـز َن ِإ َّن َرَّبَنا لَ َغُفـ ٌ‬
‫ب َعنَّا ال َـ‬‫هلل الــذي أَ ْذ َه َ‬
‫ب الِْعـ ـ َّـزِة َع َّما‬‫ك َر ِّ‬‫وصف العب* **اد له إال ما وصف املرس* **لون فق* **ال ‪ُ  : ‬سـ ـ ـْب َحا َن َربِّ َ‬
‫ْح ْم ُد ِهلل َر ِّب الَْعال َِم َينً‪[ ‬الصافات‪. ]182:‬‬ ‫ِ‬ ‫يِ‬
‫ين َوال َ‬ ‫الم َعَلى ال ُْمْر َسل َ‬ ‫صُفو َن َو َس ٌ‬ ‫َ‬
‫وأصلي وأسلم على املصطفى من عباد اهلل أمجعني ‪ ،‬وص*احب املق*ام احملم*ود ي*وم‬
‫يقوم الناس لرب العاملني ‪ ،‬وعلى آل بيته الط*اهرين وس*ائر أص*حابه أمجعني والت*ابعني‬
‫هلم بإحسان إىل يوم الدين ‪ ،‬أما بعد ‪.‬‬
‫فأمحد اهلل ‪ ‬أن وفقين إىل إمتام اجلزء اخلامس واألخري املتعلق بأمساء اهلل احلسىن‬
‫الثابتة يف الكت **اب والس **نة وكيفية ال **دعاء هبا دع **اء عب **ادة ؟ فما أحوجنا إىل معرفة‬
‫آثارها يف اعتقادنا وس **لوكنا ومنهج حياتنا ‪ ،‬وما أمجل أن تك **ون كل عب **ادة هلل يف‬
‫القلب أو اللس*ان أو س*ائر اجلوارح واألرك*ان ص*ادرة عن فهم دقيق وإميان عميق‬
‫واتص**ال وثيق بأمساء اهلل احلسىن وما دلت عليه من أوص**اف اجلالل ‪ ،‬ف**إن الس**لوك‬
‫التعب **دي واحلال اإلمياين ال **ذي يبلغ ه **ذا الكم **ال له حالوة يف اجلن **ان وطالوة على‬
‫اللس* * * * * **ان ال يش* * * * * **عر مبذاقها إال من جرهبا وأحس هبا يف وجدانه وكيانه ؛ فالتوحيد‬
‫بعمومه جيعل للحي**اة ن **ورا يس **عى به املوح **دون ‪ ،‬وي**رون به ما ال ي **راه الن **اظرون ؛‬
‫ومن مث ك*انت دع*وة النيب ‪ S‬يف مه*دها تتوجه إىل غ*رس التوحيد يف قل*وب الرج*ال‬
‫؛ ف * **أثر ذلك يف أق * **واهلم وأفع * **اهلم ومنهجهم وس * **ائر أم * **ورهم حىت فتح اهلل ‪ ‬على‬
‫أيديهم مشارق األرض ومغارهبا ‪.‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪4‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫وهلذا ك **ان التوحيد أول واجب على العبيد وهو حق اهلل عليهم ‪ ،‬وقد وع **دهم‬
‫‪ ‬أال يع* * * * * * * * * * * **ذهبم كحق هلم عليه ‪ -‬فرضه على نفسه تفضال منه وتكرما ‪ -‬إن هم‬
‫عب*دوه ومل يش*ركوا به ش*يئا ‪ ،‬روى البخ*اري من ح*ديث ابن عب*اس ‪ t‬أنه ق*ال ‪( :‬‬
‫ـاب ‪َ ،‬فلَْي ُك ْن أََّو َل‬‫ك َتْق َدُم َعَلى َقْوٍم أ َْه ِـل ِكَت ٍ‬ ‫اهلل ‪ُ S‬مَعا ًذا َعَلى الَْي َم ِن قَ َال ‪ِ :‬إنَّ َ‬ ‫ث رسول ِ‬
‫ل ََّما َبَع َ َ ُ‬
‫اهلل ‪ ..‬الحديث ) (‪ ، )1‬ويف رواية أخرى عند البخ**اري ‪( :‬‬ ‫وهم ِإلَْيِه ِعب َادُة ِ‬
‫َ‬ ‫َما تَ ْد ُع ُ ْ‬
‫ك َتْـقـ َدم َعَلى َقــوٍم ِمن أ َْهـ ِـل ال ِ‬
‫وه ْم ِإلَى أ َْن ُيَو ِّح ُدوا َ‬
‫اهلل َتَعــالَى‬ ‫ـاب ‪َ ،‬فلَْي ُك ْن أََّو َل َما تَ ـ ْـد ُع ُ‬ ‫ْكَت ـ ِ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ُ‬ ‫إِنَّ َ‬
‫‪. )2( ) ..‬‬
‫س بيــني‬ ‫ـف النــبي ‪ S‬لَْي َ‬ ‫وروى أيضا من ح**ديث مع**اذ ‪ t‬أنه ق**ال ‪َ ( :‬بْيَنا أَنَا َر ِديـ ُ‬
‫ك ‪ ،‬ثُ َّم َسـ َار‬ ‫ول ِ‬
‫اهلل َو َسـ ْع َديْ َ‬ ‫ـك َر ُسـ َ‬ ‫ْت ‪ :‬لََّبْي َ‬ ‫ـال ‪ :‬يَا ُم َعـاذُ ‪ُ ،‬قل ُ‬ ‫الر ْح ِـل ‪َ ،‬فَق َ‬ ‫َوَبْينَهُ ِإالَّ آخرة َّ‬
‫ـال ‪ :‬يَا‬ ‫اع ًة ثُ َّم قَ َ‬
‫ك ‪ ،‬ثُ َّم َسـ َار َسـ َ‬ ‫ول ِ‬
‫اهلل َو َسـ ْع َديْ َ‬ ‫ك َر ُسـ َ‬ ‫ْت ‪ :‬لََّبْي َ‬
‫ال ‪ :‬يَا ُم َعاذُ ‪ُ ،‬قل ُ‬ ‫اع ًة ثُ َّم قَ َ‬
‫َس َ‬
‫ِ‬
‫ـاده ؟‬ ‫ِ‬
‫اهلل َعلَى عبـ ِ‬ ‫ـق ِ‬ ‫ـل تَـ ْـد ِرى َما َـح ُّ‬ ‫ول ِ‬
‫َ‬ ‫ـال ‪َ :‬ـه ْ‬ ‫ك ‪ ،‬قَـ َ‬ ‫اهلل َو َسـ ْع َديْ َ‬ ‫ـك َر ُسـ َ‬ ‫ْت ‪ :‬لََّبْيـ َ‬‫ُم َعــاذُ ‪ُ ،‬قل ُ‬
‫ـاده أَ ْن َي ْعبُـ ُدوهُ َوالَ يُ ْشـ ِر ُكوا بِ ِـه َشـْيئًا ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اهلل َعلَى عب ِ‬ ‫ـق ِ‬ ‫ـال ‪َ :‬ح ُّ‬ ‫ْت ‪ :‬اهللُ َو َر ُسولُهُ أَ ْعلَ ُم ‪ ،‬قَ َ‬ ‫ُقل ُ‬
‫َ‬
‫ـال ‪:‬‬ ‫ك ‪َ ،‬فَق َ‬ ‫ول ِ‬
‫اهلل َو َسـ ْع َديْ َ‬ ‫ـك َر ُسـ َ‬ ‫ْت ‪ :‬لََّبْي َ‬ ‫ـال ‪ :‬يَا ُم َعـاذُ بْ َن َجَب ٍـل ‪ُ ،‬قل ُ‬ ‫اع ًة ثُ َّم قَ َ‬
‫ثُ َّم َسـ َار َسـ َ‬
‫ـاد َعلَى ِ‬
‫اهلل إِ َذا َف َعلُ ـ ُ‬ ‫ـق ال ِْعب ـ ِ‬
‫ـال ‪َ :‬حـ ُّ‬
‫ـق‬ ‫ْت ‪ :‬اهللُ َو َر ُس ـولُهُ أَ ْعلَ ُم ‪ ،‬قَ ـ َ‬ ‫ـوه ؟ ُقل ُ‬ ‫ـل تَ ـ ْـد ِرى َما َحـ ُّ َ‬ ‫َهـ ْ‬
‫اهلل أَ ْن الَ ُي َعـ ـ ِّـذَب ُه ْم ) ‪ ،‬وهذا احلديث ي* **دل على فضل التوحيد‬ ‫(‪)3‬‬ ‫ـاد َعلَى ِ‬ ‫ال ِْعب ـ ـ ِ‬
‫َ‬
‫ومكانته وعظيم أثره على العبد وسالمته ‪.‬‬
‫وإذا ك **ان توحيد اهلل ‪ ‬هو أن تف **رده مبا له من العبودية وال تنازعه‬
‫يف ش * **يء من الربوبية ؛ ف * **إن توحيد العبد ألمسائه وص * **فاته وت * **أثري ذلك على‬
‫حياته هو غاية الغاي**ات ومنتهى اإلرادات اليت يس**عى إليها الس**ابقون ؛ فهم يعلم**ون‬
‫به عظمة معب* **ودهم ويعرف* **ون من خالله ما ينبغي جلالله وعظيم س* **لطانه ‪ ،‬ف * *رتاهم‬
‫بب* * **اعث العظمة واخلش* * **ية يوح* * **دون اهلل يف كل َخ ْط * * **رة أو مهسة وكل حركة أو‬
‫سكنة ‪ ،‬قال تعاىل ‪ِ  :‬إنَّما ي ْخ َشى ِ ِ ِ ِ‬
‫ـورً‪[ ‬ف**اطر‪، ]28 :‬‬ ‫اهلل م ْن عَباده الُْعَل َم ُاء ِإ َّن َ‬
‫اهلل َع ِز ٌيز َغُف ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫فعن**دما يس**معون خرب اهلل ‪ ‬بأنه اإلله الواحد األحد جتدهم يتوجه**ون إليه يف س**ائر‬
‫ش* * **ئوهنم ‪ ،‬وخيلص* * **ون له يف دع* * **ائهم وجيعل* * **ون إهلهم منتهى خ* * **وفهم ورج * **ائهم ‪،‬‬
‫‪1‬البخاري يف الزكاة ‪ ،‬باب ال تؤخذ كرائم أموال الناس يف الصدقة ‪. )1389 ( 2/529‬‬
‫‪2‬البخاري يف التوحيد ‪ ،‬باب ما جاء يف دعاء النيب ‪ S‬أمته إىل توحيد اهلل ‪. )6937 ( 2685 /6‬‬
‫‪3‬البخاري يف اللباس ‪ ،‬باب إرداف الرجل خلف الرجل ‪. )5622 ( 2224 /5‬‬
‫‪5‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫ومنتهى أملهم وغ* **ايتهم ‪ ،‬ال جمال لغ* **ريه يف قل* **وهبم إال ما أذن به يف ش **رعه ‪ ،‬وإذا‬
‫علم**وا أن من أمسائه ال**رمحن ال**رحيم العفو احلليم الغف**ور الك**رمي مل يقنط**وا من رمحته‬
‫أب**دا ‪ ،‬وأنه يف عف**وه وحلمه ال ي**رد من عب**اده أح**دا وأنه يغفر ال**ذنب بكرمه مهما‬
‫بلغت كثرته عددا ‪.‬‬
‫ولو علم املوح**دون أن اهلل متكرب متع**ال دي**ان قه**ار عزيز جب**ار اه**تزت قل *وبهم‬
‫خوفا خيمد ه **وى النفس ون **زغ الش **يطان ‪ ،‬واس **تعاذوا واس **تغاثوا باهلل من إق **دامهم‬
‫على العص * **يان ‪ ،‬ولو علم * **وا أنه املعطي املقيت ال * **رزاق الغين املتوحد يف غن* **اه ازداد‬
‫الغين منهم فق **را إىل اهلل ‪ ،‬ومل يلجأ فق **ريهم لس **واه ‪ ،‬وهك **ذا يص **بح لكل اسم من‬
‫أمساء اهلل أثر يف كي**ان اإلنس**ان ودع**وة للعب**ادة واإلميان ‪ ،‬فتوحيد األمساء والص**فات‬
‫ليس كما يظن البعض أنه ال أثر له يف الواقع العملي أو املنحى الس**لوكي ‪ ،‬وحياول‬
‫االبتع* * * **اد عن احلديث فيه حبجج واهية ال دليل عليها ‪ ،‬فمثل ه* * * **ذا حمج* * **وب جبهله‬
‫وتعطيله ‪ ،‬وحمروم بس * **وء ظنه وتأويله ‪ ،‬إذ كيف يك * **ون ذكر احملب * **وب وتوحي * **ده‬
‫بأمسائه وصفاته ال يؤثر يف قضية اإلميان ‪ ،‬أو ال يبدو له أثر يف حي*اة اإلنس*ان ؟ واهلل‬
‫‪ ‬أخربنا يف كتابه أنه جعل طمأنينة القلب مبعرفته وذكره ‪ ،‬وقربه وحبه ؛ فق*ال ‪‬‬
‫ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ـوب ً‪[ ‬الرع*د‪ ، ]28 :‬فال‬ ‫وبُه ْم بِـذ ْك ِر اهلل أَال بِـذ ْك ِر اهلل تَط َْمئ ُّن اْلُقلُ ُ‬
‫آمنُوا َوتَط َْمئ ُّن ُقلُ ُ‬
‫ين َ‬
‫‪ : ‬الذ َ‬
‫بد أوال من منهج س* **ليم يعي به املس* **لم حقيقة اإلميان ‪ ،‬وكيف يوحد اهلل يف أمسائه‬
‫وأوصافه كما جاء هبا القرآن ؟ فيثبت ما أثبته اهلل ‪ ‬لنفسه تص*ديقا خبربه وخرب نبيه‬
‫‪ S‬من غري متثيل وال تك*ييف ومن غري تعطيل وال حتريف ‪ ،‬ويعلم أن ما أخرب اهلل ‪‬‬
‫به ليس فيه لغز وال حشو وال أحاجي ‪ ،‬وإمنا هو كالم ع*ريب معجز فهمه الص*حابة‬
‫‪ ‬فصدقوا رهبم يف خربه وأط*اعوه يف أم*ره ‪ ،‬وعظم*وه ووح*دوه يف أمسائه وأوص*افه‬
‫‪ ،‬مث بدت آثار ذلك على أقواهلم وأفعاهلم وجهادهم كما س*يأيت تفص*يل ذلك ب*إذن‬
‫اهلل عند احلديث عن دعاء العبادة بكل اسم من أمساء اهلل احلسىن ‪.‬‬
‫ومن هنا ك**انت أمهية البحث يف ه**ذا اجلزء وكيفية ال**دعاء بكل اسم منها دع**اء‬
‫عب* **ادة ؟ ولعل ما س* **بق من األج* **زاء وما تعلق مبوض* **وع اإلحص* **اء وبي* **ان الش* **رح‬
‫وداللة األمساء مث البحث عن كيفية الس* * * * **ؤال هبا وال* * * * **دعاء ‪ ،‬لعل ذلك يس* * * **هم يف‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪6‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫خدمة هذا املوضوع ‪ ،‬وأن يكون اإلميان بأمساء اهلل احلسىن الثابتة يف الكتاب والسنة‬
‫ع * * **امال فع * * **اال يف توحيد اهلل ‪ ‬كما ينبغي ‪ ،‬وس * * **ببا يف توجيه األمة اإلس * **المية إىل‬
‫االلتزام بكتاب رهبا وسنة نبيها ‪. S‬‬
‫وخبص* **وص خط* **ة البحث فق* **د قس* **مت املوض* **وع بع* **د املقدم* **ة إىل ب **ابني وخامتة‬
‫جاءت مفرداهتا على النحو التايل ‪:‬‬
‫المقدمة ‪ :‬واشتملت على خطة البحث ‪.‬‬
‫الباب األول ‪ :‬دعاء العبادة حقيقته ومنزلته وآدابه ‪ ،‬وقد اشتمل على العناصر التالية‬
‫‪:‬‬
‫دعاء العبادة لغة واصطالحا ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫دعاء العبادة ومقتضى األسماء الحسنى ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫التفاضل والتكامل بين دعاء العبادة ودعاء المسألة ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫حكم التسمية بأسماء اهلل الحسنى ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الباب الثاني ‪ :‬الدعاء بكل اسم من األسماء دعاء عبادة ‪.‬‬


‫‪ ‬خاتمة البحث ‪ :‬وقد اشتملت على ملخص البحث وأهم النتائج ‪.‬‬
‫ويف خامتة اجلزء األخري أشري إىل أن ه* * * **ذا املوض* * * **وع ‪ -‬أمساء احلسىن الثابتة يف‬
‫الكت **اب والس **نة ‪ -‬ملا أح **دث ردود فعل واس **عة يف الوسط اإلس **المي عند عامة‬
‫الن **اس وخاص **تهم ‪ ،‬وشق على كثري منهم أن يغ **ريوا اعتق **ادهم فيما اعت **ادوا عليه‬
‫من األمساء املش* * **هورة منذ أك* * **ثر من ألف وم* * **ائيت ع* * **ام ‪ ،‬واليت ال دليل عليها من‬
‫كتاب أو سنة ؛ فإن كثريا منهم طالب برأي األزهر الشريف يف هذه األمساء اليت‬
‫حتدثنا عنها يف خمتلف األج* * * * * **زاء ‪ ،‬ومن مث تق* * * * * **دم الناشر بطلب فحص وت* * * **دقيق‬
‫وص * **الحية للنشر والت * **داول لثالثني حماض * **رة ص * **وتية مس * **جلة ومكتوبة نصا على‬
‫اس **طوانة مدجمة تعمل على الكم **بيوتر ومجيع املش **غالت الص **وتية ‪ ، MP3‬مجعت‬
‫فيها ه * * **ذه األمساء واألدلة عليها وما ج * * **اء يف بقية األج * * **زاء من الش * * **رح والداللة‬
‫وال**دعاء بنوعيه دع**اء املس**ألة والعب**ادة ‪ ،‬وبينا يف احملاض**رة قبل األخ**رية األدلة على‬
‫أن كث**ريا من األمساء املش**هورة ليست من أمساء اهلل احلسىن مع ذكر العلة يف ذلك‬
‫‪ ،‬وكيف أهنا من مجع الوليد بن مس * **لم املدرج يف رواية الرتم* **ذي ‪ ،‬وأنه ال جيوز‬
‫‪7‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫أن نسم اهلل ‪ ‬إال مبا مسى به نفسه أو مساه به رس* * * * * * * **ول ‪ S‬ال يتج* * * * * * * **اوز يف ذلك‬
‫الق* * * **رآن واحلديث ‪ ،‬وبعد فحص وت* * * **دقيق من قبل األمانة العامة جملمع البح* * **وث‬
‫اإلس* * **المية ب* * **األزهر الش* * **ريف دام س* * **تة أش* * **هر ‪ ،‬ج* * **اءت موافقة األزهر على ما‬
‫ذكرناه يف هذه احملاضرات مجيعها بتاريخ ‪ ، 5/2/2005‬وهذه صورة مرفقة من‬
‫تصريح األمانة العامة جملمع البحوث اإلسالمية باألزهر الشريف ‪.‬‬
‫أس **أل اهلل العظيم رب الع **رش العظيم أن حيفظ الق **ائمني على األزهر الش **ريف‬
‫دع**اة للحق متمس**كني بكت**اب اهلل وس**نة رس**وله ‪ ، S‬وإين ألتوجه بالش**كر ألهل‬
‫العلم املراق**بني يف األمانة العامة جملمع البح**وث اإلس**المية ب**األزهر الش**ريف ال**ذين‬
‫ص * **ربوا على مساع ه * **ذه احملاض * **رات وقراءهتا كلمة َكلمة ‪ ،‬وعلى رأس* **هم م* **دير‬
‫اإلدارة العامة للبح * **وث والت * **أليف والرتمجة حفظه اهلل وحفظ األزهر من* **ارة للحق‬
‫ينري سبيل املسلمني يف كل زمان ومكان ‪.‬‬
‫كما أس **أله س **بحانه أن جيعل ه **ذا البحث بأجزائه اخلمسة س **ببا يف عتق رقبيت‬
‫*دي ويغفر هلما‬ ‫من الن **ار ‪ ،‬وأن يغفر يل ذنيب وإس **رايف يف أم **ري ‪ ،‬وأن ي **رحم وال * َّ‬
‫ويرزقهما اجلنة ‪ ،‬وأن جيزي زوجيت أم عبد ال * **رزاق خ * **ريا على ما بذلته من جهد‬
‫كبري يف ت* * **رتيب األمساء وت * **دقيق ج * **داوهلا ‪ ،‬وت* * **دقيق اآلي* * **ات القرآنية ومراجعتها‬
‫ومراجعة األح * * * **اديث وخترجيها وتص * * * **حيحها وعزوها إىل مص * * * **ادرها ‪ ،‬وص * * **ربها‬
‫الطويل مع أوالدي على ما حتملوه من عناء ومشقة على مدار عامني كاملني منذ‬
‫أن ه* * * * **داين اهلل وش* * * * **رعت يف ه* * * * **ذا البحث ؛ فأس* * * * **أل اهلل ‪ ‬هلم كامل األجر ‪،‬‬
‫وك * * * **ذلك أتوجه بالش * * * **كر لكل من نص * * * **حين ووجهين من إخ * * * **واين املتخصصني‬
‫وغريهم ‪ ،‬وكل من قرأ ه*ذه األج*زاء وأس*هم يف نقلها وتبليغها وتعريف املس*لمني‬
‫بأمساء اهلل احلسىن الثابتة يف الكت* * * * * * **اب والس* * * * * * **نة ‪ ،‬وآخر دعوانا أن احلمد هلل رب‬
‫العاملني ‪.‬‬
‫وكتبه أبو عبد الرزاق‬
‫د‪ /‬محمود عبد الرازق الرضواني‬
‫السعودية مدينة أهبا‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪8‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫غرة احملرم سنة ‪1426‬هـ‬

‫الباب األول‬
‫دعاء العبادة حقيقته ومنزلته وآدابه‬
‫*************************************‬

‫دعاء العبادة لغة واصطالحا ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫*يء‬
‫تق* * **دم احلديث يف دع* * **اء املس* * **ألة عن معىن ال* * **دعاء وأنه إمالة الش * * َ‬
‫*اء أو س**ؤاال أو‬ ‫*داء أو رغبة أو رج* ً‬ ‫إليك بكالم يك**ون منك طلبا أو ن* ً‬
‫ابته **اال ‪ ،‬وأن ال **دعاء ي **رد يف الق **رآن والس **نة على معىن الن **داء والطلب‬
‫والسؤال واالستفهام والقول والتسمية واالستغاثة واحلث على الشيء (‪. )1‬‬
‫وال **دعاء ي **رد أيضا مبعىن العب**ادة كما روى الرتم **ذي وص**ححه األلب**اين‬
‫ُّعاء ُهو ِ‬
‫العَب َادُة ‪ ،‬ثُ َّم َقَرأَ‬ ‫من حديث النعمان ‪ t‬أن رسول اهلل ‪ S‬قال ‪ ( :‬الد َ َ َ‬
‫ين يَ ْسـَت ْكِبُرو َن َع ْن ِعَب َ‬
‫ـادتِي َسـَي ْد ُخلُو َن‬ ‫ِ‬
‫ب لَ ُك ْم ِإ َّن الـذ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪َ  :‬وقَ َ‬
‫ـال َربُّ ُك ُم ا ْد ُعـوني أَ ْسـَتج ْ‬
‫َجَهن ََّم َد ِاخ ِر َين ‪[ ‬غافر‪. ) ]60:‬‬
‫(‪) 2‬‬

‫والعب* **ادة يف اللغة هي اخلض* **وع والت* **ذليل من ق* **وهلم ‪ :‬طريق معبَّد أي‬
‫تعبد فالن لفالن إذا ت * **ذلل له ‪،‬‬ ‫م* * **ذلل بك* * **ثرة ال* * **وطء عليه ‪ ،‬يق* * **ال ‪َّ :‬‬
‫وكل خض**وع ليس فوقه خض**وع فهو عب**ادة ‪ ،‬طاعة ك**ان للمعب**ود أو‬
‫غري طاعة ‪ ،‬وكل طاعة هلل على جهة احملبة واخلضوع والت*ذلل فهي عب*ادة‬
‫(‪. )3‬‬
‫والعب **ادة من جهة املعىن الش **رعي تعين اخلض **وع الت **ام املق **رتن ب **اإلرادة‬
‫وتعظيم احملب * **وب ‪ ،‬ف * **إن ك * **ان اخلض * **وع والطاعة بغري إرادة فال تس * **مى‬
‫عب* * * **ادة ‪ ،‬بل هي يف ه* * * **ذه احلالة إك* * * **راه وإل* * * **زام ‪ ،‬ق* * * **ال ابن القيم ‪:‬‬
‫( والعب* **ادة جتمع أص* **لني ‪ ،‬غاية احلب بغاية ال* **ذل واخلض* **وع ‪ ،‬والع* **رب‬

‫‪1‬أمساء اهلل احلسىن الثابتة يف الكتاب والسنة اجلزء الرابع دعاء املسألة ص ‪. 13‬‬
‫‪2‬الرتمذي يف التفسري ‪ ،‬باب سورة املؤمن ‪ ، )3247 ( 5/274‬صحيح الرتغيب والرتهيب ( ‪. )1627‬‬
‫‪3‬لسان العرب ‪ ، 14/258‬والمفردات للراغب األصفهاين ص ‪. 315‬‬
‫‪9‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫تق**ول ‪ :‬طريق معبد أي م**ذلل ‪ ،‬والتعبد الت**ذلل واخلض**وع ‪ ،‬فمن أحببته‬


‫ومل تكن خاض**عا له مل تكن عاب**دا له ‪ ،‬ومن خض**عت له بال حمبة مل‬
‫تكن عابدا له حىت تكون حمبا خاضعا ) (‪. )1‬‬
‫وق* * * * **ال أيضا ‪ ( :‬العب* * * * **ادة هي احلب مع ال* * * * **ذل ؛ فكل من ذللت له‬
‫وأطعته وأحببته دون اهلل فأنت عابد له ) (‪ ، )2‬وق**ال ابن تيمية ‪ ( :‬فاإلله‬
‫ال * * * **ذي يأهله القلب بكم * * * **ال احلب والتعظيم واإلجالل واإلك * * * **رام واخلوف‬
‫والرج**اء وحنو ذلك ‪ ،‬وه**ذه العب**ادة هي اليت حيبها اهلل ويرض**اها ‪ ،‬وهبا‬
‫وصف املصطفني من عباده وهبا بعث رسله ) (‪. )3‬‬
‫واملقص**ود ب**دعاء العب**ادة هو أثر أمساء اهلل ‪ ‬على اعتق**اد العبد وأقواله‬
‫وأفعاله حبيث ي* * * * * * * **راعي يف س* * * * * * * **لوكه توحيد العبودية هلل يف كل اسم أو‬
‫وصف على ح **دة ‪ ،‬فهو دع **اء بلس **ان احلال أو دع **اء س **لوكي ومظهر‬
‫أخالقي وحال إمياين يبدو فيه املسلم موح*دا هلل يف كل اسم من األمساء‬
‫احلسىن حبيث تنطق أفعاله أنه ال معبود حبق سواه وأنه بفعله ه*ذا يش*هد‬
‫*الغين يَظهر يف س* * * **لوكه مبظهر الفقر توحي* * **دا هلل يف‬ ‫أال إله إال اهلل ‪ ،‬ف* * * * َ‬
‫امسه الغين ‪ ،‬والق**وي يظهر مبظهر الض**عف توحي**دا هلل يف امسه الق**وي ‪،‬‬
‫وهك*ذا ي*راعي كل اسم من أمساء اهلل يف س*لوكه دع*اء وتعظيما وخش*ية‬
‫وإجالال (‪. )4‬‬
‫واألصل يف دع* **اء العب * **ادة أنه ملا ك* **ان مبني * *ا على اخلض * **وع والت* **ذلل‬
‫واالفتق * **ار مع كم * **ال احملبة والتعظيم ‪ ،‬فإن* * *ه يف املقابل مبين على إثب * **ات‬
‫علو املعب* * * * * * **ود وتوحي* * * * * * **ده وتقديسه وتعظيمه ‪ ،‬وكلما ازداد املوحد طاعة‬
‫وخض* **وعا وس* **جودا وت* **ذلال وافتق* **ارا ك* **ان أعلى توحي* **دا وأك* **ثر تقديسا‬
‫وتعظيما ‪ ،‬ومن مث كان السجود للمعبود أعلى برهان على دع*اء العب*ادة‬
‫‪ ،‬وأيضا ف **إن املس **لم يف س **جوده يك **ون يف أعلى درج **ات الق **رب من‬
‫‪1‬مدارج السالكني البن القيم ‪. 1/74‬‬
‫‪2‬السابق ‪. 2/182‬‬
‫‪3‬جمموع الفتاوى ‪. 10/157‬‬
‫‪4‬أمساء اهلل احلسىن اجلزء الرابع دعاء املسألة للمؤلف ص ‪. 13‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪10‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫اهلل عز وجل ‪ ،‬روى مس*لم من ح*ديث أَيِب هري*رة ‪ t‬أن النيب ‪ S‬ق*ال ‪:‬‬
‫ُّع َاء ) (‪ ، )1‬وعند أيب‬‫من َربِِّه َو ُه َـو َسـاج ٌد فَـأ َْكِثُروا الـد َ‬
‫العْبـ ُد ْ‬ ‫( أَ ْق َـر ُ‬
‫ب َما يَ ُكـو ُن َ‬
‫داود وحسنه الشيخ األلب*اين من ح*ديث عقبة بن ع*امر ‪ t‬أنه ق*ال ‪ ( :‬ل ََّما‬
‫ـال رسـ ـول ِ‬ ‫ك ِ‬
‫اهلل ‪: S‬‬ ‫العظ ِيم ‪[ ‬الواقع* **ة‪ ، ]74:12 :‬قَ ـ َ َ ُ‬ ‫َت ‪  :‬فَ َسـ ـِّب ْح بِا ْسـ ـ ِم َربِّ َ َ‬
‫َنـ َـزل ْ‬
‫ك ا َأل ْعَلى ‪[ ‬األعلى‪، ]1:‬‬
‫َت ‪َ  :‬س ـِّب ِح ا ْس ـ َم َربِّ َ‬ ‫اجعلُوها في ر ُـك ِ‬
‫ـوع ُك ْم ‪َ ،‬فَل َّما َنـ َـزل ْ‬ ‫ُ‬ ‫َْ َ‬
‫(‪) 2‬‬
‫وها في ُس ـ ـ ُجود ُك ْم ) ‪ ،‬وملا ك* **ان الس* **جود دليال عمليا على‬ ‫ِ‬ ‫اجَعلُ َ‬
‫ـال ‪ْ :‬‬
‫قَـ ـ َ‬
‫توحيد العب* * **ادة للمعب* * **ود ‪ ،‬وأهنم ال ين* * **ازعون اهلل يف امسه ال* * **رب األعلى‬
‫اإلله فإنه س **بحانه وتع **اىل لعن إبليس وط **رده من رمحته ملنازعته الربوبية‬
‫يس‬ ‫والعلو واأللوهية عند امتناعه عن الس**جود ‪ ،‬ق**ال تع**اىل ‪  :‬قَـ َ ِ ِ‬
‫ـال يَا إبْل ُ‬
‫ت ِمن ِ‬ ‫ك أ َْن تَ ْس ُج َد لِ َما َخَلْق ُ‬
‫ين ‪[ ‬ص‪75 :‬‬ ‫العــال َ‬ ‫ت أ َْم ُكْن َ َ َ‬ ‫َسَت ْكَبْر َ‬ ‫ت بَِي َد َّي أ ْ‬ ‫َما َمَنَع َ‬
‫] ‪ ،‬وبني اهلل ‪ ‬يف س* **ؤاله أن امتناعه ك* **ان طلبا للكربي* **اء أو العلو ال‬
‫ـاخُر ْج ِمْنَها‬ ‫ـال فَ ـ ْ‬ ‫غري ‪ ،‬ول* **ذلك ط* **رده من رمحته وأخرجه من جنته ‪  :‬قَ ـ َ‬
‫فَِإنَّ َك َر ِج ٌيم َوِإ َّن َعَلْي َك اللَّْعَنَة ِإلَى َيْوِم الدِّي ِن ‪[ ‬احلجر‪. ]34/35 :‬‬
‫والسجود للمعب*ود أو أداء الص*الة يف اإلس*الم أم*ره عظيم ‪ ،‬وال حظ‬
‫يف اإلس**الم ملن ت**رك الص**الة ‪ ،‬روى مس**لم من ح**ديث ج**ابر بن عبد‬
‫ت‬‫أنه ق* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * **ال ‪َ ( :‬س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِمْع ُ‬ ‫اهلل ‪t‬‬
‫النَِّبيّ‬
‫صـ َالِة ) (‪ ، )3‬وعند ابن‬ ‫الشْر ِك َوال ُكْـف ِر َت ْـر َك ال َّ‬ ‫ول ‪ِ :‬إ َّن َبْي َن َّ‬
‫الر ُج ِل َوَبْي َن ِّ‬ ‫َ ‪َ S‬يُق ُ‬
‫ماجة وص**ححه األلب**اين من ح**ديث بري**دة بن احلص**يب ‪ t‬أن رس**ول اهلل‬
‫صـ ـ ـ َالُة فَ َم ْن َتَر َكَها َفَقـ ـ ْـد َكَفـ ـ َـر ) (‪، )4‬‬ ‫‪ S‬ق* **ال ‪َ ( :‬‬
‫الع ْـهـ ـ ُد ال ـ ــذي َبْيَنَنا َوَبْيَنُه ُم ال َّ‬
‫وه * **ذه األح * **اديث وغريها ص * **رحية يف أن من تركها بالكلية عام * **دا فقد‬
‫خ**رج من امللة ‪ ،‬وقد ذكر ابن تيمية أن الكفر ال**وارد يف ت**رك الص**الة‬

‫‪1‬مسلم يف الصالة ‪ ،‬باب ما يقال يف الركوع والسجود ‪. )482 ( 1/350‬‬


‫‪2‬أبو داود يف الصالة ‪ ،‬باب ما يقول الرجل يف ركوعه ‪ ، )869 ( 1/230‬مشكاة املصابيح ( ‪. )879‬‬
‫‪3‬مسلم يف اإلميان ‪ ،‬باب بيان إطالق اسم الكفر على من ترك الصالة ‪. )82 ( 1/88‬‬
‫‪4‬ابن ماجه يف إقامة الص **الة ‪ ،‬ب **اب ما ج **اء فيمن ت **رك الص **الة ‪ ، )1079 ( 1/342‬ص **حيح اجلامع (‬
‫‪. )4143‬‬
‫‪11‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫بالكلية هو الكفر األعظم وذكر وجوها كثرية لذلك (‪. )1‬‬


‫ومن مث ف * * **إن الس * * **جود للمعب* * **ود بره * * **ان التوحيد والطاعة والعبودية ‪،‬‬
‫ونفي االس*تكبار واملنازعة على الربوبية ‪ ،‬فالكربي*اء ش*أن ال*رب وليس من‬
‫شأن العبد ‪ ،‬وال بد أن ينضم مع س*ائر املخلوق*ات يف وصف اخلض*وع‬
‫والس**جود ‪ ،‬ألن الك**ون بأس**ره ال ص**الح له إال بتوحيد املعب**ود ‪ ،‬ق**ال‬
‫س ـْب َحا َن الل ـ ِه َر ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ش َع َّما‬‫ب الَْعـ ْـر ِ‬ ‫تع **اىل ‪  :‬لَ ـ ْـو َكــا َن في ِه َما آلَهـ ٌة ِإال ُ‬
‫اهلل لََف َس ـ َدتَا فَ ُ‬
‫يَ ِص ـ ـُفو َن ‪[ ‬األنبي* * **اء‪ ، ]22 :‬ول * **ذلك بني اهلل ‪ ‬يف غري موضع من الق* **رآن‬
‫وك * **ذلك بني النيب ‪ S‬يف الس * **نة أن مجيع الكائن * **ات هلا س * **جود وص * **الة‬
‫وتس*بيح على حنو خمص*وص ال يعلم كيفيته إال اهلل ‪ ،‬ق*ال تع*اىل ‪َ  :‬وِإ ْن‬
‫ِِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫يحُه ْم ‪[ ‬اإلس**راء‪ ، ]44 :‬وق**ال‬ ‫م ْن َشـ ْيء ِإال يُ َسـِّب ُح بِ َح ْـمـده َولَك ْن ال َتْفَقُـهـو َن تَ ْسـِب َ‬
‫ض‬ ‫ات َواألَْر ِ‬ ‫سـ ـ ـماو ِ‬ ‫ِ‬ ‫س* * **بحانه أيضا ‪  :‬أَل َْم َتـ ـ َـرى أ َّ‬
‫اهلل يُ َسـ ـ ـِّب ُح لَ ـ ـ ُـه َم ْن في ال َّ َ َ‬ ‫َن َ‬
‫يم بِ َما‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫َيْفَعلُو َن ‪[ ‬الن*ور‪:‬‬ ‫اهلل َعل ٌ‬ ‫سبيحه َو ُ‬ ‫صالتَه َوْت َ‬ ‫صافَّات ُك ٌّل قَ ْد َعل َم َ‬ ‫َوالطَّْيُر َ‬
‫ض‬‫ات َوَما ِفي األَْر ِ‬ ‫سـ ـماو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ،]41‬وق **ال جل جالله ‪َ  :‬وللـ ـه يَ ْسـ ـ ُج ُد َما في ال َّ َ َ‬
‫ِم ْن َدابٍَّة َوال َْمالئِ َك ُة َو ُه ْم ال يَ ْسَت ْكِبُرو َن ‪[ ‬النحل‪. ]49 :‬‬
‫ق**ال البغ**وي ‪ ( :‬وم**ذهب أهل الس**نة أن هلل علما يف اجلم**ادات وس**ائر‬
‫احليوان* * * **ات س* * * **وى العقالء ال يقف عليه غ* * * **ريه ‪ ،‬وهلا ص* * * **الة وتس* * **بيح‬
‫وخش* **ية ‪ ،‬كما جيب على املرء اإلميان به ويكل علمه إىل اهلل تع* **اىل )‬
‫(‪. )2‬‬
‫وي* **ذكر ابن تيمية أن االقتص* **ار فقط على تفسري س* **جودها وتس **بيحها‬
‫بنفوذ مش*يئة ال*رب وقدرته فيهما وداللتها على الص*انع فهو باطل ‪ ،‬ألن‬
‫ه* * * * * * **ذا وصف الزم دائم هلا ال يك* * * * * * **ون يف وقت دون وقت وهو مثل‬
‫كوهنا خملوقة حمتاجة فقرية إىل اهلل تعاىل (‪. )3‬‬
‫وق **ال الش **وكاين عن س **جود املخلوق **ات وتس **بيحها هلل ‪ ( : ‬التس **بيح‬
‫‪1‬شرح العمدة يف الفقه لابن تيمية ‪. 4/75‬‬
‫‪2‬قنوت األشياء كلها هلل تعاىل ‪ ،‬رسالة لابن تيمية ضمن جامع الرسائل ‪. 2/42‬‬
‫‪3‬السابق ‪ ، 2/43‬وانظر ‪ :‬ال*در املنث*ور للس*يوطي ‪ ، 5/289‬تفسري الص*نعاين ‪ ، 2/379‬زاد املسري ‪5/38‬‬
‫‪.‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪12‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫على حقيقته والعم*وم على ظ*اهره ‪ ،‬واملراد أن كل املخلوق*ات تس*بح هلل‬


‫س* * * **بحانه ‪ ،‬ه* * * **ذا التس* * * **بيح ال* * * **ذي معن* * * **اه التنزيه ‪ ،‬وإن ك* * * **ان البشر ال‬
‫َك ْن ال‬ ‫يس* * * * **معون ذلك وال يفهمونه ‪ ،‬ويؤيد ه* * * * **ذا قوله س* * * * **بحانه ‪  :‬ول ِ‬
‫َ‬
‫يحُه ْم ‪[ ‬اإلس**راء‪ ، ]44 :‬فإنه لو ك*ان املراد تس*بيح الداللة لك*ان‬ ‫َتْفَقُهـو َن تَ ْسـِب َ‬
‫أم* * * * * * **را مفهوما لكل أحد ) (‪ ، )1‬وقد ذكر اهلل ‪ ‬املقارنة بني اإلنس* * * * **ان‬
‫وغ **ريه من املخلوق **ات يف وصف الس **جود للمعب **ود وبني أهنا تف **وق عليه‬
‫اهلل ي ْسـ ُج ُد َلـ ُـه َم ْن ِفي‬
‫َن َ‬ ‫يف هذه الصفة فقال سبحانه وتعاىل ‪  :‬أَل َْم َتَرى أ َّ‬
‫اب‬‫شـ َجُر َوالـدََّو ُّ‬ ‫َوال َّ‬
‫ـوم‬
‫ُّج ُ‬ ‫ـال‬ ‫و ِ‬
‫الجَب ُ‬
‫س َوالَق َم ُـر َوالن ُ‬
‫َ‬ ‫ض َوال َّ‬
‫شـ ْم ُ‬ ‫ات َوَم ْن ِفي األَْر ِ‬
‫سـماو ِ‬
‫ال َّ َ َ‬
‫َلـ ُـه ِم ْن ُم ْكـ ِرٍم ِإ َّن‬
‫اب َوَم ْن يُِه ْن‬
‫اهلل فَ َما‬
‫العـ َذ ُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ـق َعَلْيــه َ‬ ‫َّاس َو َكِثـ ٌـير َـح َّ‬
‫من الن ِ‬ ‫ِ‬
‫َو َكثـ ٌـير ْ‬
‫اهلل َيْفَع ُل َما يَ َشاء ‪[ ‬احلج‪ ، ]18 :‬فاهلل ‪ ‬عرب عن سجودهن مجيعا بالعموم‬ ‫َ‬
‫فكلهن س * * * * **اجدات بال اس * * * * **تثناء ‪ ،‬وملا عرب عن س * * * * **جود اإلنس* * * **ان عرب‬
‫باخلص* * * * * **وص ‪ ،‬والقصد أن دع* * * * * **اء العب* * * * * **ادة مرتبط بتوحيد اهلل يف أمسائه‬
‫وص * **فاته وأفعاله وإثب * **ات علو الش * **أن له وتعظيمه وتقديسه ‪ ،‬ولعل األمر‬
‫يتطلب احلديث عن دع* * * **اء العب* * * **ادة وعالقته مبقتضى األمساء احلسىن لنصل‬
‫إىل فهم دقيق ملعاين التوحيد ‪.‬‬
‫دعاء العبادة ومقتضى األسماء الحسنى ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫ملا خلق اهلل ‪ ‬العب **اد خلقهم حلكمة إهلية تظهر مقتضى أمسائه احلسىن‬
‫وص* * **فاته العليا ‪ ،‬فلم خيلق اخللق عبثا ومل ي * * *ترك العب* * **اد س* * **دى ‪ ،‬ق * **ال‬
‫ح ِس ـْبتُ ْم أَنََّما َخَلْقَنــا ُك ْم َعَبث ـاً َوأَنَّ ُك ْم ِإلَْيَنا ال ُتْر َجُعــو َن ‪[ ‬املؤمن **ون‪115 :‬‬
‫تع**اىل ‪  :‬أَفَ َ‬
‫دى ‪[ ‬القيام **ة‪، ]36 :‬‬ ‫ب اإلنســان أَ ْن ُيْـت َـر َك ُس ـ ً‬‫] ‪ ،‬وق **ال س **بحانه ‪  :‬أَيَ ْح َس ـ ُ‬
‫فكل خمل* **وق مهما دق حجمه أو عظم ش* **أنه وج* **وده له علة مرتبط* *ة‬
‫بأمساء رب العزة واجلالل وما دلت عليه من أوصاف الكمال قال تع**اىل‬
‫ين َما َخَلْقَن ُاه َما ِإال بِـ ـ ـ ـ ـ ـ َ‬ ‫ِِ‬ ‫سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـماو ِ‬
‫ـالح ِّق‬ ‫ض َوَما َبْيَنُه َما العب َ‬ ‫ات َواألَْر َ‬ ‫‪َ  :‬وَما َخَلْقَنا ال َّ َ َ‬
‫َك َّن أ َْكَث َـر ُه ْم ال َيْعَل ُمـو َن ‪[ ‬ال**دخان‪ ، ]38/39 :‬ومعىن احلق احلكم والغاي*ات‬ ‫ول ِ‬
‫َ‬
‫احملم*ودة اليت ألجلها خلق اهلل ذلك كله ‪ ،‬وأعلى ه*ذه الغاي*ات أن يعبد‬
‫‪1‬فتح القدير للشوكاين ‪ ، 3/230‬وانظر معاين القرآن الكرمي للنحاس ‪. 4/159‬‬
‫‪13‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫ويع* * * * **رف بأمسائه وص* * * * **فاته وأفعاله وآياته ‪ ،‬وأن حيب وي* * * * **دعى ويش * * **كر‬
‫وي**ذكر ‪ ،‬فاهلل ‪ ‬له الكم **ال يف أمسائه وأوص **افه وأفعاله وال بد من‬
‫ظه* * **ور آثارها يف الع* * **امل ؛ فمن أمسائه ال* * **رمحن ال* * **رحيم وه* * **ذا يقتضي‬
‫مرحوما ورمحة ‪ ،‬ومن أمسائه املالك امللك املليك ‪ ،‬وه* * * * * * * * * * * * * **ذا يقتضي‬
‫وج* * * * * **ود ُملك وممل* * * * * **وك ‪ ،‬ومن أمسائه املحسن ويقتضي* ذلك وج * * * **ود‬
‫اإلحس* * **ان ومن حيسن إليه من اخللق ‪ ،‬وهو س* * **بحانه ال* * **رزاق وال بد‬
‫من وج**ود ال**رزق ومن يرزقه يف ه**ذا امللك ‪ ،‬وهو أيضا غف**ار حليم‬
‫ت * **واب ‪ ،‬ج* **واد من * **ان وه* **اب ‪ ،‬حفيظ لطيف وكيل رقيب ‪ ،‬ق * **ابض‬
‫باسط ق * **ريب جميب ‪ ،‬وه * **ذه األمساء تقتضي وج * **ود مخلوق * **ات تتعلق‬
‫هبا ‪ ،‬وآث * * **ار تع * * **رف من خالهلا ‪ ،‬فلم يكن بد من وج * * **ود متعلقاهتا‬
‫وآثارها وإال تعطلت األوصاف وبطلت األمساء ‪.‬‬
‫ومن مث ك* * * * **انت حكمة اهلل يف وج* * * * **ود اخلالئق وابتالئها ‪ ،‬وظه* * * **ور‬
‫اإلنسانية واستخالفها ‪ ،‬فتظهر أن*واع الكم*االت للموح*دين ومعنى التوحيد‬
‫للخالئق أمجعني ويفهموا مث حقيقة أمر اهلل وهنيه ‪ ،‬ودينه وش * * * * * * * * **رعه ‪،‬‬
‫وقض*ائه وق*دره ‪ ،‬وكيف ي*دبر األمر وي*ربم القض*اء ‪ ،‬ويتص*رف يف ملكه‬
‫كيف ش * **اء ‪ ،‬وي * **ثيب ويع * **اقب ب * **أنواع اجلزاء فيج * **ازي احملسن بإحس* **انه‬
‫واملس* * **يء بإس* * **اءته ‪ ،‬فيوجد مث أثر عدله ألنه احلكم ‪ ،‬وأثر فض * **له ألنه‬
‫املعطي املقيت ‪ ،‬وأثر محده وجمده وش* * * * * * **كره ألنه احلميد اجمليد الش* * * * **اكر‬
‫الش* **كور ‪ ،‬وأثر لطفه وعف* **وه وتوبته ومغفرته ألنه اللطيف العفو الت* **واب‬
‫الغف* **ور فيحمد على ذلك ويش* **كر وي* **ذكر باحلمد يف الس* **ماء واألرض‬
‫يقينا من العباد أنه ال إله اهلل وال معبود حبق سواه ‪ ،‬وأن عبادته تظهر‬
‫آث**ار أمسائه وص**فاته على تنوعها وكثرهتا وعن**دها تش**هد خملوقاته ب**أن اهلل‬
‫رهبا وفاطرها ومليكها وأنه وحده إهلها ومعبودها ‪.‬‬
‫واهلل ‪ ‬من حكمته وعدله أنه جعل اإلنس* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * **ان خليفة يف أرضه‬
‫مس* * * * **تأمنا يف ملكه ألنه قبل األمانة حني رفض* * * * **تها املخلوق* * * * **ات ‪ ،‬فق * * **ال‬
‫ض و ِ‬
‫الجَب ِ‬ ‫ضَنا األَمانََة َعَلى ال َّ ِ‬
‫ـال فَـأََبْي َن أَ ْن‬ ‫سـ َم َاوات َواألَْر ِ َ‬ ‫سبحانه وتعاىل ‪ِ  :‬إنَّا َعَر ْ َ‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪14‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫يَ ْح ِم َلنَها َوأ َْشَفْق َن ِمْنَها َو َح َمَلَها اإلْن َسا ُن ِإنَُّه َكا َن ظَلُوماً َجُهو ًال ‪[ ‬األحزاب‪، ]72 :‬‬
‫ه **ذه املخلوق **ات يف وض **عها األول قبل هتيئتها على ه **ذا احلال ش **اركت‬
‫اإلنس * **ان يف مب * **دأ قب * **ول األمانة على ش * **رط اجلزاء واحلس * **اب والث * **واب‬
‫والعق*اب ‪ ،‬ومن ل*وازم التخيري وكم*ال الع*دل أنه ك*ان من املمكن له*ذه‬
‫املخلوق* * * * * * * * **ات رفض األمانة أو قبوهلا ‪ ،‬وك* * * * * * * * **ان من املمكن أيضا رفض‬
‫اإلنس* * **ان حلملها أو اس* * **تجابة الس * * **ماوات واألرض واجلب* * **ال ‪ ،‬كل ذلك‬
‫ليتحقق ع**دل اهلل يف الك**ون وال يك**ون ألحد حجة على خالقه ‪ ،‬ق**ال‬
‫تعاىل ‪َ  :‬وال يَظِْل ُم َربُّ َك أ ََحداً ‪[ ‬الكهف‪. ]49 :‬‬
‫واهلل ‪ ‬يفعل ما يشاء يف ملكه ‪ ،‬وكل ش*يء حمك*وم بقض*ائه وق*دره‬
‫‪ ،‬إن ش* * * **اء أجرب الس* * * **ماء على محل أمانته ‪ ،‬وإن ش* * * **اء أك* * **ره األرض‬
‫واجلبال بقدرته ؛ إال أن عدله من ل*وازم حكمته ‪ ،‬وختيري املخلوق*ات يف‬
‫محل األمانة من كم* **ال حجته ‪ ،‬واس* **تقرار الع* **امل على الرضا واحملبة من‬
‫ب**ديع ص**نعته ‪ ،‬ومن مث بعد ختيري اهلل ‪ ‬للس**ماوات واألرض واجلب**ال يف‬
‫قب**ول األمانة أو رفض**ها ‪ ،‬وبعد ممارسة حقهن يف االختي**ار ورفض**هن هلا‬
‫ك **ان من كم **ال عدله س **بحانه أنه خ **ريهن م **رة أخ **رى ‪ ،‬لكن التخيري‬
‫ه* * * * * * **ذه املرة يف إظه* * * * * * **ار الرضا والطاع* * * * * * * ِ*ة التامة إذا كلفهن بعمل ما أو‬
‫سخرهن لوظيفة ما حىت وإن ك*انت لص*احل اإلنس*ان ال*ذي قبل األمانة ؛‬
‫فاخرتن مجيعا الطاعة واخلضوع هلل ‪ ‬يكلفهن مبا ش*اء ‪ ،‬وس*وف يل*تزمن‬
‫بأحكام القضاء على وجه الكمال ‪ ،‬وهبذا التخيري الثاين قامت املخلوقات‬
‫على حمبة اهلل تع **الى والرضا ب **أمره يف العمل على اس **تقرار الك **ون وثباته‬
‫وأمنه ‪ ،‬وذلك حىت تتحقق مس * * * * * **ئولية اإلنس * * * * * **ان يف محل األمانة ؛ فمن‬
‫المعل* * * * * * * * * * * * * * **وم أن أداء العمل املبني على الرضا أبلغ من العمل املبني على‬
‫الع**دل فقط ‪ ،‬ول**ذلك خري اهلل املخلوق**ات يف قض**ية التس**خري لإلنس**ان ‪،‬‬
‫ض اْئِتَيا طَْوعـاً‬ ‫السَم ِاء َو ِه َي ُد َخـا ٌن َفَق َ‬
‫ـال لََها َولِألَْر ِ‬ ‫اسَتَوى ِإلَى َّ‬
‫قال تعاىل ‪  :‬ثُ َّم ْ‬
‫أَْو َكْرهــاً قَالََتا أََتْيَنا طَ ــائِِع َين ‪[ ‬فص* **لت‪ ، ]11 :‬واملعىن كما ذك **ره املفس **رون‬
‫اس**تجيبا ألمر اهلل لتتهي**أن على الوضع ال**ذي يس**مح لإلنس**ان ب**أن يك**ون‬
‫‪15‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫مس* * * * * * * * * * * * * * **تفيدا منكن أمينا يف األرض بينكن ‪ ،‬حبيث يتحقق فيكن الوضع‬
‫األكمل الختب* **اره وامتحانه ‪ ،‬ائتيا طوعا أو كرها ؟ قالتا ‪ :‬أتينا ط* **ائعني‬
‫مسخرين خاضعني حمبني راغبني تنفيذا ملراد رب العاملني ‪.‬‬
‫وبعد اس * * * **تجابة الس * * * **ماء واألرض وما عليها ملب* * * * *دأ التس * * * **خري والطاعة فصل اهلل‬
‫السماء عن األرض وجعلها سبعا طباقا ‪ ،‬وزين السماء الدنيا بالنجوم والكواكب ‪،‬‬
‫وثبت األرض باجلب* **ال حبيث ال ي* **ؤثر يف اس* **تقرارها برك* **ان أو زل* **زال ‪ ،‬كل ذلك‬
‫ليتمكن اإلنس* * **ان من احلي* * **اة يف دار تناسب معىن االمتح* * **ان ‪ ،‬ويبقى مس* * **تقرا بني‬
‫الكائن **ات يف أم**ان إىل ي **وم القيامة ‪ ،‬لكن الس**ؤال ال **ذي يط**رح نفسه اآلن ‪:‬‬
‫كيف ظهر الكون واإلنسان حبيث يتحقق فيه مقتضى األمساء احلسىن ؟‬
‫ال بد أوال من فهم األبع* * **اد االعتقادية لقض* * **ية اس* * **تخالف اإلنس * **ان يف‬
‫األرض فاخلالفة يف اللغة تعني النيابة عن الغري ‪ ،‬وال بد فيها من‬
‫اس **تخالف املس **تخلِف بكسر الالم للمس **تخلَف بفتحها وإذنه له هبا ‪ ،‬وال‬
‫تصح يف اللغة بغري هذا البتة ‪ ،‬قال الراغب األصفهاين ‪ ( :‬اخلالفة النيابة‬
‫عن الغري ‪ ،‬إما لغيبة املن* * * * **وب عنه ‪ ،‬وإما ملوته وإما لعج* * * * **زه ‪ ،‬وإما‬
‫لتش**ريف املس**تخَلف ‪ ،‬وعلى ه**ذا الوجه األخري اس**تخلف اهلل أولي**اءه يف‬
‫األرض ) (‪.)1‬‬
‫كثري من الس* **لف واخللف دارت أق* **واهلم ح* **ول رأيني اث* **نني ‪ ،‬فمنهم‬
‫من ي * **رى أن اإلنس * **ان خليفة ين * **وب عن اهلل يف تنفيذ األحك* **ام والعمل‬
‫بش **ريعة اإلس **الم ‪ ،‬وه **ذا ق **ول ابن مس **عود ‪ t‬وبعض املفس **رين ‪ ،‬ومنهم‬
‫من ي*رى أن اخلالفة هي خالفة ق*رن لق*رن خيلف بعض*هم بعضا ‪ ،‬وه*ذا‬
‫قول ابن عباس ‪ t‬وطائفة أخرى من املفسرين (‪. )2‬‬
‫واحلقيقة أن اس**تخالف اإلنس**ان يف األرض يش**مل األم**رين معا ‪ ،‬وقد‬
‫بينت ذلك تفص **يال يف حبث مس **تقل عن بداية الك **ون واإلنس **ان ‪ ،‬لكن‬

‫‪1‬الفصل يف امللل واأله**واء والنحل لابن ح**زم ‪ ، 4/88‬ومنه**اج الس**نة النبوية ‪ ، 1/494‬وانظر‬
‫التوقيف على مهمات التعاريف للمناوي ‪ ، 2/322‬واملفردات للراغب األصفهاين ص ‪.156‬‬
‫‪2‬زاد املسري لابن اجلوزي ‪ ، 1/60‬وتفسري ابن جرير ‪ ، 1/199‬وتفسري ابن كثري ‪. 1/70‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪16‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫ميكن الق * * **ول بإجياز إن االس * * **تخالف ال * * **وارد يف الق * * **رآن له عند التحقيق‬
‫معنيان ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬اس* * * * * * **تخالف عن نقص األوص* * * * * * **اف حبكم طبيعة اإلنس* * * * **ان ‪،‬‬
‫ويك* * **ون عند عجز املس* * **تخلِف عن القي* * **ام مبلكه أو ت* * **دبري أم * **ره ‪ ،‬إما‬
‫لغيابه أو قلة علمه ‪ ،‬وإما ملرضه أو موته كاس **تخالف القائد نائبا على‬
‫جن* * * **ده أو قومه ‪ ،‬كما ورد يف قوله تع * * **اىل عن موسي ‪َ  : ‬وقَ ـ ـ ـ َ‬
‫ـال‬
‫المْف ِس ـ ِدين ‪‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اخلُ ِفني ِفي َقــوِمي وأَ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يل ُ‬ ‫ص ـل ْح َوال َتتَّبـ ْـع َس ـب َ‬
‫ْ َ ْ‬ ‫ـارو َن ْ‬
‫ُمو َس ـي ألخي ــه َهـ ُ‬
‫[األعراف‪. ]142 :‬‬
‫الث ـ ــاني ‪ :‬اس * **تخالف عن كم * **ال األوص * **اف وذلك إذا ك * **ان لتش* **ريف‬
‫*تخلف عن‬ ‫اإلنس * * * * **ان وإكرامه أو اختب* * * * **اره وامتحانه ‪ ،‬وليس لعجز املس* * * * * ِ‬
‫القي* **ام بش* **ؤونه ك* **الطبيب يف س* **نة االمتي* **از إذا فحص مريضا بني ي* **دي‬
‫األس*تاذ ‪ ،‬ف*إن اجت*از االمتح*ان فقد ف*از ون*ال الش*رف بش*هادة عظيمة ‪،‬‬
‫وه **ذا معل **وم يف كل فط **رة س **ليمة ‪ ،‬وإن مل ي **ؤد ال **واجب على الوجه‬
‫املطلوب فإن مصريه الرسوب طلبا لالجتهاد وتالشي العيوب ‪.‬‬
‫إذا علم ذلك ف* **إن اهلل ‪ ‬وله املثل األعلى ملا ق* **ال ملالئكته ‪ِ  :‬إنِّي‬
‫ض َخِليَفـ ـ ًة ‪[ ‬البق * **رة‪ ، ]30 :‬حتقق يف اخلالفة املعني* **ان ‪ ،‬أن‬
‫ـل ِفي األَْر ِ‬ ‫َج ِـ‬
‫اعـ ٌ‬
‫خيلف بعض **هم بعضا على وجه النقص وتع **اقب األجي **ال مبرور الزم **ان ‪،‬‬
‫وأن يكون اإلنسان خليفة هلل يف األرض على وجه االبتالء واالمتح*ان ‪،‬‬
‫اهلل َوَر ُسـ ـولِِه‬
‫وهبذا ي **زول اإلش **كال ويت **آلف الرأي **ان ‪ ،‬فقوله ‪ِ  : ‬آمنُ ــوا بِ ِ‬
‫َوأَنِْفُقوا ِم َّما َجَعَل ُك ْم ُم ْسَت ْخَلِف َين ِف ِيه ‪[ ‬الحديد‪ ، ]7:‬يعين مستخلفني عمن سبق‬
‫علي وجه النقص وتع* * * **اقب األجي* * * **ال ‪ ،‬ومس* * * **تخلفني يف أرض اهلل أيضا‬
‫علي وجه الكم* **ال ‪ ،‬وكل موضع فيه ذكر االس* **تخالف فإنه ي * *دل علي‬
‫املعن* * * * **يني معا ‪ ،‬أن اإلنس* * * * **ان خليفة ملن س* * * * **بق من الذرية عن نقص يف‬
‫األوص **اف البش **رية ‪ ،‬وخليفة هلل علي وجه الكم **ال اس **تخلفه رب الع **زة‬
‫واجلالل إلظه**ار املع**اين الش**رعية غري أنه ال ح**ول له وال ق**وة يف مع**اين‬
‫الربوبية ‪ ،‬وهنا يظهر مقتضى توحيد العبد لربه يف أمسائه وص* * * * * * * * **فاته ‪،‬‬
‫‪17‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫فاهلل استخلف اإلنسان يف األرض وهو معه من ف*وق عرش*ه يتابعه وي*راه‬
‫ويس* * * **معه ؛ لكنه بني أن اس* * * **تخالفه يف ه* * * **ذه ال* * * **دار علي وجه االبتالء‬
‫واالختب* * * **ار ‪ ،‬وختويله يف األمانة على وجه ال* * * **رتقب واالنتظ* * * **ار ‪ ،‬وجزائه‬
‫عند احلس*اب إما إيل جنة وإما إيل ن*ار ‪ ،‬كما ق**ال رب الع**زة واجلالل‬
‫ـور ‪‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الع ِزي ُـز الغَُف ُ‬ ‫الحَيا َة لَيْبلَُو ُك ْم أَيُّ ُك ْم أ ْ‬
‫َح َسـ ُن َع َمال َو ُه َـو َ‬ ‫ت َو َ‬ ‫‪  :‬الذي َخَل َق َ‬
‫المْو َ‬
‫اج َنْبَتِلي ِـه‬‫نسا َن ِم ْن نُ ْطَفٍة أَْم َشـ ٍ‬ ‫[املل**ك‪ ، ]2:‬وق*ال س*بحانه وتع*اىل ‪ِ  :‬إنَّا َخَلْقَنا ِ‬
‫اإل َ‬
‫فَ َجَع َلن ُاه َس ِم ًيعا بَ ِص ًيرا ‪[ ‬اإلنسان‪. ]3 :‬‬
‫وينبغي التنبه إىل أن اس* * * * * **تخالف اإلنس* * * * * **ان يف األرض ليس عن غيبة‬
‫*تخلف كما يت**وهم من مل يفهم اآلي**ات علي الوجه الص**حيح ‪ ،‬وظن‬ ‫املس* ِ‬
‫أن اإلنس* * **ان لو ك* * **ان خليفة هلل يف األرض القتضى ذلك مع * **اين النقص‬
‫يف حق اهلل وأن اهلل ‪ ‬ما غاب حىت يستخلف غ*ريه ‪ ،‬وه*ذا يصح لو‬
‫ك **ان اس **تخالفا مطلقا يف مع **اين الربوبية ‪ ،‬لكن املقص **ود هو اس **تخالف‬
‫مقيد على س**بيل االبتالء واالمتح**ان ‪ ،‬كما أن االس**تخالف وإن اقتض *ى‬
‫الغي * **اب بني الن * **اس يف الع * **ادة إال أنه يف اس * **تخالف اهلل لإلنس* **ان ك* **ان‬
‫السبب املباشر يف وجود عامل الغيب وعامل الشهادة ‪ ،‬وهذه قضيه كبرية‬
‫وحقيقة مث * **رية كش * **فت عنها آي * **ات كث * **رية بينتها مفص * **لة يف حبثنا بداية‬
‫الك**ون واإلنس**ان ‪ ،‬وهنا أق**ول وأؤكد إن اس**تخالف اإلنس**ان يف األرض‬
‫ت * * * **رتب عليه هتيئة الك * * * **ون يف مرحلته األخ * * * **رية حبيث حيقق معىن االبتالء‬
‫بوج* * **ود ع* * **امل الغيب والش* * **هادة ‪ ،‬وهلذا أيضا هيأ اهلل اإلنس* * **ان بم* **دارك‬
‫حمدودة ال يستطيع جتاوزها ‪ ،‬ومن مث ف*إن الغيب والش*هادة ليس بالنس*بة‬
‫لعلم اهلل خبلقه ولكن بالنس* **بة لعلم اإلنس* **ان بمخلوق **ات ربه فهي مس **ألة‬
‫نس **بية ‪ ،‬وذلك ليظهر مقتضى إميان العبد ب **الغيب وتوحي **ده هلل يف أمسائه‬
‫وص* * * * * * * * * **فاته ‪ ،‬فيوحد اهلل يف امسه العليم وما دل عليه االسم من وصف‬
‫العلم ‪ ،‬وأن علم اهلل علم مطلق ش **امل لكل ص **غرية وكب* **رية يف الخلق‬
‫المَتَع ِـال ‪[ ‬الرع**د‪ ، ]8:‬ويقر‬ ‫ب وال َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫شـَه َادة ال َكب ُـير ُ‬ ‫‪ ،‬ق**ال اهلل ‪َ  : ‬عـال ُم الغَْي ِ َ‬
‫املوحد يف املقابل مبحدودية علمه وال يفنت به مهما بلغ ش*أنه ‪ ،‬ق*ال ‪‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪18‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫الع ِلم ِإال قَِليال ‪[ ‬اإلس**راء‪ ، ]85 :‬ومطل**وب منه أيضا أال‬ ‫‪ : ‬وما أُوتِيتُم ِمن ِ‬
‫ْ ْ‬ ‫ََ‬
‫ي * **دعي علم ما ال خيصه مما انف* * **رد اهلل به كعلم الغيب وأم* * **ور التق * **دير‬
‫واالطالع على الل * **وح وما دون فيه من تقرير املصري ‪ ،‬ق * **ال تع* **اىل ‪ :‬‬
‫قُل ال يْعَلم من ِفي َّ ِ‬
‫ب ِإال ُ‬
‫اهلل َوَما يَ ْشـ ُعُرو َن أَيَّا َن ُيْبَعثُـو َن‬ ‫األر ِ‬
‫ض الغَْي َ‬ ‫السَم َاوات َو ْ‬ ‫َ ُ َْ‬
‫‪[ ‬النمل‪. ]65 :‬‬
‫وكما وحد العبد ربه يف امسه العليم فإنه مط * * **الب بتوحي * * **ده أيضا يف‬
‫امسه الس* * * * **ميع البصري ال* * * * **رقيب اخلبري ألن علمه مهما بلغ حمدود وحواسه‬
‫هلا ح**دود وقي**ود سيحاسب عليها يف ي**وم موع**ود ‪ ،‬فمطل**وب من جهة‬
‫األمر والتكليف واملدح والتش*ريف أن ينطق بش*هادة احلق وأن ي*رتك ق*ول‬
‫ال *زور ويتح**رى الص**دق ليك**ون وقافا عند ح**دود مداركه وينسب مطلق‬
‫الكم* * * * * **ال يف الوصف إىل خالقه ‪ ،‬ومن مث يوحد اهلل يف امسه الس * * * **ميع‬
‫ف ما لَيس ل َ ِ ِ‬
‫لم ِإ َّن َّ‬
‫الس ْم َع‬ ‫َك بِه ع ٌ‬ ‫البصري الرقيب اخلبري قال تعاىل ‪َ  :‬وال َتْق ُ َ ْ َ‬
‫صَر َوالُفَؤ َاد ُك ُّل أُْولَِئ َ‬
‫ـك َكـا َن َعْن ُـه َم ْسـئُوال ‪[ ‬اإلس**راء‪ ، ]36 :‬وعند البخ*اري‬ ‫الب َ‬
‫َو َ‬
‫من ح **ديث أيب بك **رة عن أبيه ‪ t‬أن رس **ول اهلل ‪ S‬ق **ال ‪ ( :‬أَال أَُنبِّئُ ُك ْم‬
‫اك بِ ِ‬
‫اهلل َو ُعُقـ ــو ُق‬ ‫ـال ‪ِ :‬‬
‫اإل ْش ـ ـَر ُ‬ ‫اهلل قَـ ـ َ‬ ‫ول ِ‬ ‫بِ ـ ـأَ ْكبَ ِر ال َكبَـ ــائِ ِر ؟ قُلنَا ‪َ :‬بلَي يَا َر ُس ـ ـ َ‬
‫ـال ‪ :‬أَال َو َقـ ـ ْـو ُل الـ ـ ُّـزو ِر َو َش ـ ـ َه َاد ُة الـ ـ ُّـزو ِر أَال‬
‫س َفَقـ ـ َ‬ ‫الوالِ ـ ـ َدي ِن ‪ ،‬و َـك ــا َن مت ِ‬
‫َّكًئا فَ َجَل‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫الزو ِر ‪ ،‬فَ َما َز َال َيُقولَُها حتى قُ ُ‬ ‫الزو ِر َو َشَه َادُة ُّ‬
‫(‪) 1‬‬
‫ت ) ‪.‬‬ ‫لت ‪ :‬ال يَ ْس ُك ُ‬ ‫َوَقْو ُل ُّ‬
‫ومن أجل ذلك أيضا كلف اهلل اإلنس * * * **ان بالتص * * * **ديق اجلازم ألرك * * **ان‬
‫اإلميان ‪ ،‬وأوهلا وأعالها اإلميان باهلل وربوبيته وأمسائه وص * * **فاته واس * **تحقاقه‬
‫ص*دِّق اهلل يف‬ ‫وحده توحيد العبودية ومع*اين األلوهية ‪ ،‬فاملوحد جيب أن يُ َ‬
‫كل خرب عن ع* * * **امل الغيب ‪ ،‬وينفذ ما أم* * * **ره به وش* * * **رعه له يف ع* * **امل‬
‫الش* * * * **هادة ‪ ،‬فالش* * * * **ريعة إمنا هي توجيه للعبد يف الس* * * * **لوك األمثل جتاه ما اس * * **تأمنه‬
‫واس* * * * **رتعاه وخوله وابتاله ‪ ،‬واألمانة يف األصل م* * * * **رد األمر فيها إىل رهبا ومالكها ‪،‬‬
‫وهكذا س*يوحد املس*لم ربه يف أمسائه احلسىن ويعلم أن اهلل منف*رد هبا ‪ ،‬وأن ما منحه‬
‫من أمساء وخلع عليه من أوص* * **اف إمنا ك* * **ان ذلك بفض * * **له ليش * * **كر اهلل على نعمه‬

‫‪1‬البخاري يف كتاب األدب ‪ ،‬باب عقوق الوالدين من الكبائر ‪. )5631 ( 5/2229‬‬


‫‪19‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫ويوحده يف امسه ووصفه ‪ ،‬وأنه سبحانه ليس كمثله شيء ‪ ،‬فال يتشبه باهلل أو يشبه‬
‫اهلل خبلقه ‪ ،‬أو يش **به املخل **وق باخلالق ‪ ،‬ألن الش **رك خُي رج العبد عن دوره يف احلي **اة‬
‫إىل منازعة اهلل يف ربوبيته وإلوهيته وتعطيل أمسائه وص* * * **فاته ‪ ،‬فما منحه اهلل من اسم‬
‫أو صف ينبغي أن يوحد اهلل فيه ؛ ف * * * * * **إن خلع عليه وصف الغىن فألن اهلل هو الغين‬
‫وإن أكرمه بوصف الق **وة فألن اهلل هو الق **وي ‪ ،‬وهك **ذا يف كل وصف يناله العبد‬
‫بفضل اهلل وكرمه وما أس**بغ علينا من نعمه ‪ ،‬كل ذلك ي**دفع املوحد إىل توحيد اهلل‬
‫يف مقتضى أمسائه احلسىن وهي ‪:‬‬
‫ِ‬ ‫المِلكُ ال ُق ــد‬ ‫ال ـ َّـر ْح َم ُن ال ـ َّـر ِح‬
‫المتَ َكِّب ُر‬ ‫الجبَّ ُار ُ‬ ‫الع ِزي ـ ُـز َ‬ ‫الم َهْي ِم ُن َ‬ ‫المـ ِْـؤم ُن ُ‬ ‫الم ُ‬ ‫سـ ـ ُ‬ ‫ُّوس ال َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫يم‬
‫ُ‬
‫ص ـير المــولَى النَّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اهر الب ــاطن ال َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ـيرُ‬ ‫يع البَ ُ َ ْ‬ ‫س ـم ُ‬ ‫ص ـ ِّو ُر األ ََّو ُل اآلخـ ُر الظَّ ُ َ ُ‬ ‫الم َ‬ ‫ئ ُ‬ ‫ال َخــالِ ُق البَ ــا ِر ُ‬
‫َّار‬
‫اح ُد ال َقه ُ‬ ‫الو ِـ‬ ‫المَت َعـالُ َ‬ ‫ـير ُ‬
‫ِ‬
‫تير ال َكب ُ‬ ‫الحي ُّي ال ِّسـ ُ‬
‫الج ِميل َ ِ‬
‫يف ال َخبيرُ ال ِوْت ُر َ ُ‬
‫اللط ُ ِ‬ ‫الع ُف ُّو ال َق ِد ُير ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫يم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يم ال َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الحـ ُّ‬
‫العل ُ‬ ‫الواس ـ ـ ُع َ‬ ‫يم َ‬ ‫الحل ُ‬ ‫ور َ‬ ‫ش ـ ـ ُك ُ‬ ‫العظ ُ‬ ‫العل ُّي َ‬ ‫وم َ‬ ‫الح ُّي ال َقيُّ ُ‬ ‫ين َ‬ ‫المت ُ‬ ‫ِي َ‬ ‫الق ـ ـو ُِّ‬ ‫ين َ‬ ‫المب ُ‬ ‫ـق ُ‬ ‫َـ‬
‫دود ال ـ َـولِ ُّي‬ ‫ـور ال ـ َـو ُ‬ ‫جيب الغَُفـ ُ‬ ‫الم ُ‬ ‫يب ُ‬ ‫صـ ـ َم ُد ال َقـ ـ ِر ُ‬ ‫َح ـ ُد ال َّ‬ ‫يم األ َـ‬ ‫يم الغَن ُّي ال َـك ـ ِر ُ‬
‫التَّواب الح ِك ِ‬
‫ُ َ ُ‬
‫ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـهي ُد‬ ‫َّاح ال َّ‬ ‫المجي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُد ال َفت ُ‬ ‫ظ َ‬ ‫الحفي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ‬ ‫الحمي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُد َ‬ ‫َ‬
‫الم ـقَ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد‬ ‫ُ‬
‫شـ ـاكِ ُر‬ ‫ط ال ـ َّـرا ِز ُق ال َقـ ِ‬ ‫ض البَا ِسـ ـ ُ‬ ‫المِلي ـ ُ‬
‫ـاهرُ ال ــديَّا ُن ال َّ‬ ‫الم َسـ ـ ِّع ُر ال َقــابِ ُ‬ ‫المْقتَـ ـِدْر ُ‬ ‫ـك ُ‬ ‫ِّر َ‬ ‫المــؤخ ُ‬ ‫ُِم ُ‬
‫المنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان‬ ‫َ‬
‫ـادرُ‬ ‫َ ال ـَقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِ‬
‫ال‬
‫ال َخ ّ‬
‫قيت‬
‫الم ُ‬ ‫الم ْعطي ُ‬ ‫الرفي ُـق ُ‬ ‫شـ ِافي ِّ‬ ‫ـيب ال َّ‬ ‫الحس ُ‬ ‫الم ْحسـ ُن َ‬
‫ِ‬
‫قيب ُ‬ ‫ـل ال َّـر ُ‬ ‫الوكي ُ‬ ‫ك ال َّـرزَّا ُق َ‬ ‫المِال ُ‬ ‫َ ُق َ‬
‫سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫ال ـ‬
‫َّي‬
‫ب‬‫بوح الـ َـوا ِرثُ الـ َّـر ُّ‬ ‫سـ ُ‬ ‫اد ال ُّ‬ ‫الجـ َـو ُ‬ ‫َّاب َ‬ ‫الوه ُ‬ ‫ءوف َ‬ ‫البـ ُّـر الغََّفارُ الـ َّـر ُ‬ ‫الح َك ُم األَ ْـك َـر ُم َ‬ ‫ب َ‬ ‫ُِد الطَّيِّ ُ‬
‫األ ْعلى ا ِإللَهُ ‪.‬‬
‫وملا أدرك املوح * * **دون هذه احلكم والغاي* * **ات س * * **عوا يف حتقيق مقتضى‬
‫األمساء والص**فات ‪ ،‬فجعل**وا حي**اهتم لل*ه وعق*دوا قل*وهبم على ت**رك خمالفته‬
‫ومعاص* * * **يه ‪ ،‬مهمهم مص* * * **روفة إىل القي* * * **ام مبا حيب ويرض* * * *ى من األق* * **وال‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪20‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫واألفعال ‪ ،‬فيقصدون من العبادة أكملها ‪ ،‬ومن األوقات أوهلا ‪ ،‬امتألت‬


‫وغم* **رت مبحبته وخش* **يته وإجالله ومراقبته ‪،‬‬ ‫قل* **وهبم من معرفة اهلل ‪ُ ، ‬‬
‫فس**رت احملبة يف أج**زائهم فلم يبق فيها ع**رق وال مفصل إال وقد دخله‬
‫احلب ‪ ،‬قد أنساهم حبه ذكر غ*ريه ‪ ،‬ف*امتلئوا حببه عن حب من س*واه‬
‫وب * * * * **ذكره عن ذكر من س * * * * **واه ‪ ،‬وخبوفه ورجائه والرغبة إليه ‪ ،‬والرهبة‬
‫منه ‪ ،‬والتوكل عليه ‪ ،‬واإلنابة إليه ‪ ،‬والس* * * * * * * * * * * **كون إليه ‪ ،‬والت* * * * * * * **ذلل‬
‫واالنكسار بني يديه عن تعلق ذلك منهم بغريه ‪ ،‬فإذا ص**ارت للموحد‬
‫أمساء ربه وصفاته مشهداً لقلبه أنس*ته ذكر غ*ريه وش*غلته عن حب من‬
‫س*واه ‪ ،‬فحينئذ يك*ون ال*رب س*بحانه مسعه ال*ذي يس*مع به وبص*ره ال*ذي‬
‫يبصر به وي* **ده اليت يبطش هبا ورجله اليت ميشى هبا ‪ ،‬فبه يس* **مع وبه‬
‫يبصر وبه يبطش وبه ميشى ‪ ،‬فيبقى قلب العبد ن* * * * * * * * * * * * * * **ورا ملعرفة حمبوبه‬
‫وحمبته وعظمته وجالله وكربيائه ‪ ،‬وناهيك بقلب ه * **ذا ش* * *أْنه ‪ ،‬فيا له‬
‫من قلب موحد خ **الص تقي نقي ‪ ،‬ما أَدن **اه من ربه وما أحظ **اه يف‬
‫قربه (‪. )1‬‬
‫وإذا ك* **انت بصرية العبد منفتحة يف معرفة األ ِ‬
‫َمساء والص* **فات واألفع* **ال‬
‫جاء به الرسول ‪ S‬وال يخالفه ‪ ،‬إذ أن‬ ‫فإن شهودها الخاص يطابق ما َ‬
‫املنهج الرب * * **اين هو يف حقيقته توجيه من اهلل للعبد فيما ابتاله واس * **رتعاه ‪،‬‬
‫والعبد جمرد أمني خمول مس* * * * * **تخلف مبتلى ليس له يف ملك س * * * **يده إال‬
‫الطاعة واخلض**وع الت**ام ‪ ،‬واالنقي**اد ملا ش**رعه س**يده من األحك**ام ‪ ،‬فمن‬
‫ش* * ْأن املوح **دين أَن تنس **لخ نفوس **هم من الت **دبري واالختي **ار ال **ذي خيالف‬
‫ت* **دبري رهبم واختي* **اره ‪ ،‬بل قد س* **لموا إليه س* **بحانه الت* **دبري كله ؛ فال‬
‫ي**زاحم ت**دبريهم ت**دبريه وال اختي**ارهم اختي**اره ‪ ،‬ل**تيقنهم أَنه امللك الق**اهر‬
‫الق* **ابض على نواصي اخللق املت* **ويل لت* **دبري امللك ‪ ،‬وتيقنهم مع ذلك أَنه‬
‫احلكيم يف أَفعاله ال* **ذي ال خترج أَفعاله عن احلكمة واملص* **لحة والرمحة ‪،‬‬

‫‪1‬طريق اهلجرتني ص ‪ 320‬بتصرف ‪.‬‬


‫‪21‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫فلم يدخلوا أَنفسهم معه يف ت*دبريه مللكه وتص*ريفه أُم*ور عب*اده بل*و ك*ان‬
‫ك*ذا وك*ذا لك*ان ك*ذا وك*ذا ‪ ،‬وال بليت ولعل وعسى ‪ ،‬بل رهبم ‪‬‬
‫أَجل وأَعظم يف قلوهبم من أَن يعرتضوا عليه أَو يتسخطوا تدبريه أو يتمن**وا‬
‫س * **واه ‪ ،‬وهم أَعلم بالل * *ه وأع * **رف بأمسائه وص * **فاته من أَن يتهم * **وه يف‬
‫ت **دبريه أَو يظن **وا به اإلخالل مبقتضى حكمته وعدله ‪ ،‬بل املوحد ن **اظر‬
‫بعني قلبه إىل باري األَشياء وفاطرها ‪ ،‬ناظر إىل إتقان صنعته ‪ ،‬مشاهد‬
‫للحكيم يف حكمته ‪ ،‬ال يعيب إال ما عابه اهلل ‪ ،‬وال ي* * * * * * * * * * * * **ذم إال ما‬
‫ذمه ‪ ،‬وإذا س* * * * * * **بق إىل قلبه ولس* * * * * * **انه عيب ما مل يعبه اهلل وذم ما مل‬
‫يذمه اهلل ت **اب إىل اهلل منه ‪ ،‬روى البخ **اري من ح **ديث أيب هري **رة ‪t‬‬
‫اب النَِّبُي ‪ S‬طََع ًاما قَ ُّط ِإ ِن ْاشَتَه ُاه أَ َكَل ُه َوِإ َّال َتَر َك ُه ) (‪. )1‬‬‫أنه قال ‪َ ( :‬ما َع َ‬
‫َمساء والص**فات ش * ْأنه عجيب‬ ‫والقصد أن السري إىل اهلل ‪ ‬من طريق األ ِ‬
‫الس **يما إذا اق **رتن ب **الفهم الص **حيح ل **دور اإلنس **ان يف احلي **اة ‪ ،‬وأن اهلل‬
‫استخلفه استخالفا مقيدا باخلضوع للتكليف وإظه*ار العبودية ‪ ،‬والعمل يف‬
‫أرض اهلل ب**اإلرادة الش**رعية ‪ ،‬وليس كما يفهمه البعض نيابة عن اهلل يف‬
‫معىن من مع**اين الربوبية ‪ ،‬أو مش**اركة له يف األمساء والص**فات اإلهلية ‪،‬‬
‫أو ختويال لغ**ريه يف إرادته الكونية ‪ ،‬س**بحانه وتع**اىل أن يتخذ ش**ريكا له‬
‫يف ملكه ‪ ،‬أو يتخذ لنفسه وليا من ال* * * **ذل وينع* * * **زل عن خلقه ‪ ،‬ق* * **ال‬
‫يك ِفي المل ِ‬
‫ـك‬ ‫َّخ ْذ َولَـ ًدا َول َْم يَ ُك ْن لَ ُـه َشـ ِر ٌ‬ ‫تعاىل ‪  :‬وقُل الحم ُد لِ ِله ِ‬
‫الذي ل َْم َيت ِـ‬
‫ُ‬ ‫َْ‬
‫الذل َو َكِّبْرُه تَ ْكب ًيرا ‪[ ‬اإلسراء‪ ، ]111 :‬ومن مث إذا ظلم‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫َول َْم يَ ُك ْن ل َُه َولِ ٌّي ِم ْن ُّ‬
‫اإلنس * **ان نفسه وخلع رداء العبودية لين * **ازع ربه يف وصف الربوبية ‪ ،‬أو‬
‫يش **اركه يف العلو والكربي **اء وعظمة األوص **اف واألمساء ‪ ،‬فليس للمش **رك‬
‫الظ**امل إال الش**قاء واحلرم**ان ودوام الع**ذاب يف الن *ريان ‪ ،‬وليس بعد البعد‬
‫عن اجلن**ان خس**ران ‪ ،‬روى أبو داود من ح**ديث أىب هري**رة ‪ t‬أن رس**ول اهلل ‪S‬‬
‫العظَ َـم ُة ِإَزا ِري ‪ ،‬فَ َم ْن نَـ َـاز َعِني َشـْيًئا ِمْنُه َما‬ ‫الكْب ِريـ ِ‬
‫ـاء ِر َدائي ‪َ ،‬و َ‬
‫ِ‬
‫اهلل َعـ َّـز َو َجل ‪ُ َ :‬‬
‫ـول ُ‬ ‫ق**ال ‪َ ( :‬يُقـ ُ‬

‫‪1‬البخاري يف املناقب ‪ ،‬باب صفة النيب )‪. S 3/1306 (3370‬‬


‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪22‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫أَلَقْيتُُه ِفي َجَهن ََّم ) (‪ ، )1‬وعند مس*لم من ح*ديث عبد اهلل بن مس*عود ‪ t‬أن النيب ‪ S‬ق*ال‬
‫الجنََّة َم ْن َكا َن ِفي قَلِبِه ِمْثَق ُال َذَّرٍة ِم ْن ِكْب ٍر ) (‪. )2‬‬
‫‪ ( :‬ال يَ ْد ُخ ُل َ‬
‫وإذا ك**انت طبيعة العبد األمني يف عالقته بس**يده ال**ذي اس**تودعه أمانة‬
‫أن يرجع إليه يف طلب الع**ون واهلداية ‪ ،‬ف**إن الق**رآن ج**اء بإحي**اء فط**رة‬
‫التوحيد يف نف **وس املس **تخلفني ورد امللك إىل رب الع **املني ؛ لكي يبقى‬
‫اإلنس* * **ان يف عالقته بربه دائم الص * * **لة ‪ ،‬ويرجع علي ال * * **دوام إىل ال* * **ذي‬
‫خوله ‪ ،‬ويتوكل على اهلل يف كل مس* * * * * **ألة ؛ فيقف عند أوامر التكليف‬
‫وقوف املوقنني الراسخني ‪ ،‬وحاله يف اإلميان كح*ال الق*ائلني ‪ِ  :‬إيَّ َ‬
‫اك َنْعبُـ ُد‬
‫ين ً‪[ ‬الفاحتة‪ ، ]5:‬فالتوحيد احلق أن يضع العبد يف اعتق* * **اده‬ ‫ِ‬ ‫َوِإيَّ َ‬
‫اك نَ ْسـ ـ ـ ـَتع ُ‬
‫توحيد الربوبية ويُظهِر يف س* * * * * * **لوكه توحيد العبودية ‪ ،‬ويعظم اهلل يف‬
‫أمسائه وصفاته بالقلب واللسان واجلوارح ‪ ،‬ويصرف إليه كل مع*اين العلو‬
‫والتوحيد ‪ ،‬وه **ذا هو املقص **ود من دع **اء العب **ادة ‪ ،‬ق **ال تع **اىل ‪ُ  :‬هـ َـو‬
‫ين ً ‪[ ‬غ**افر‪:‬‬ ‫ب َ ِ‬ ‫الح ْم ُد ِهلل َر ِّ‬ ‫الح ُّي ال ِإلََه ِإال ُهو فَا ْد ُع ُ ِ ِ‬
‫العالَم َ‬ ‫ِّين َ‬
‫ين ل َُه الد َ‬ ‫وه ُم ْخلص َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ين يَ ْسَت ْكِبُرو َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب لَ ُك ْم ِإ َّن الذ َ‬‫َسَتج ْ‬‫‪ ، ]65‬وقال سبحانه ‪َ  :‬وقَ َال َربُّ ُك ُم ا ْد ُعوني أ ْ‬
‫ين ‪[ ‬غ **افر‪ ، ]60 :‬وق **ال ‪ ‬أيضا ‪َ  :‬و ِهلل‬ ‫اخ ِر َ‬ ‫ـادتِي َس ـَي ْد ُخلُو َن َجَهن ََّم َد ِ ـ‬ ‫َع ْن ِعَبـ َ‬
‫ك‬ ‫ـع األَْمـ ُـر ُكلُُّه فَا ْعبُ ـ ْـدُه َوَتَو َّكل َعَلْيـ ِـه َوَما َربُّ َ‬ ‫ِ‬
‫ض َوِإلَْيــه ُيْر َجـ ُ‬‫ات َواألَْر ِ‬‫س ـماو ِ‬
‫ب ال َّ َ َ‬ ‫َغْي ُ‬
‫اف ٍل َع َّما َت ْع َملُـونَ ً ‪[ ‬ه**ود‪ ، ]123 :‬وروى مس*لم من ح*ديث ابن عمر ‪t‬‬ ‫بِغَ ِ‬
‫أن النيب ‪ S‬ك**ان يق**ول عند س**فره ‪ُ ( :‬سـْب َحا َن ال ِـذي َسـخََّر لََنا َـه َذا َوَما ُكنَّا‬
‫ُك ِفي َسَف ِرنَا َه َذا الِبَّر َو َّ‬ ‫الله َّم ِإنَّا نَ ْسأَل َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫التْقَوى‬ ‫ين َوِإنَّا ِإلَى َرِّبَنا ل َُمْنَقلبُو َن ‪ُ ،‬‬ ‫ل َُه ُمْق ِرن َ‬
‫ِ‬
‫الله َّم َـه ِّـو ْن َعَلْيَنا َس ـَفَرنَا َهـ َذا َوا ْط ـ ِو َعنَّا ُبْعـ َدُه ‪ُ ،‬‬
‫الله َّم‬ ‫ض ـى ‪ُ ،‬‬ ‫الع َـم ِـل َما َتْر َ‬
‫َوم َن َ‬
‫ـك ِم ْن‬ ‫َعـ ــو ُذ بِـ ـ َ‬
‫الله َّم ِإنِّي أ ُ‬
‫األهـ ِـل ‪ُ ،‬‬ ‫س ـ ـَف ِر ‪َ ،‬وال َخِليَفـ ـ ُة ِفي ْـ‬ ‫ب ِفي ال َّ‬ ‫ت ال َّ ِ‬
‫ص ـ ـاح ُ‬ ‫أَنْ َ‬
‫وء المْنَقَل ِ ِ‬ ‫السَف ِر ‪ ،‬و َكآبِة المْنظَِر ‪ ،‬وس ِ‬ ‫َو ْعثَ ِاء َّ‬
‫األه ِل ) (‪. )3‬‬ ‫الم ِال َو ْ‬ ‫ب في َ‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫َ َ َ‬
‫فانظر إىل قوله ‪ S‬واخلليفة يف األهل ‪ ،‬فيه كم*ال التواضع واالفتق*ار ؛‬
‫‪1‬أبو داود يف اللباس ‪ ،‬باب ما جاء يف الكرب ‪ ، )4090 ( 4/59‬صحيح اجلامع ( ‪. )4311‬‬
‫‪2‬مسلم يف اإلميان ‪ ،‬باب حترمي الكرب وبيانه ‪. )91 ( 1/93‬‬
‫‪3‬مسلم يف احلج ‪ ،‬باب ما يقول إذا ركب إىل سفر احلج وغريه ‪. )1342 (3/978‬‬
‫‪23‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫ألن اهلل ملا استخلف النيب ‪ S‬يف أهله واسرتعاه فيهم وأودعهم أمانة عنده‬
‫على س*بيل االبتالء واالختب*ار ‪ ،‬ك*ان س*لوك النيب ‪ S‬يف املقابل هو طلب‬
‫الع **ون وال **دعاء ‪ ،‬وإظه **ار مقتضى التوحيد يف األمساء ‪ ،‬وأن بداية األمر‬
‫منه ومتامه عليه ومنته*اه إليه ‪ ،‬فطلب الع*ون من ربه واع*رتف له بعج*زه‬
‫‪ ،‬واع**رتف بض**عفه يف إبق**اء األمانة حمفوظة على ش**رعه ‪ ،‬ف**دعا ربه أن‬
‫يك * * * * * * * * * * * * * * * * **ون خليفته يف أهله وأن يعاونه يف احملافظة عليهم ‪ ،‬وكأنه يعيد‬
‫األمانة أو الوديعة إىل صاحبها ‪.‬‬
‫ومن هنا نعلم أثر األمساء احلسىن وما تض*منته من الص*فات ‪ ،‬وظه*ور‬
‫أثر كمالها املق * **دس وارتباطه بحكمته س * **بحانه يف املخلوق * **ات ‪ ،‬وظه* **ور‬
‫ب**واعث حمبته على الوجه ال**ذي تش**هد العق**ول والفطر مبقتض**اه ؛ فتش**هد‬
‫حكمته الباهرة يف كل فعل أو حكم قضاه ‪ ،‬وأنه سبحانه اجلواد الذي‬
‫حيب أن جيود ‪ ،‬والعفو ال **ذي حيب أن يعفو والغف **ور ال **ذي حيب أن‬
‫يغفر ‪ ،‬وأنه ال بد من ل* * **وازم ذلك خلقا وش* * **رعا ‪ ،‬وأن اهلل حيب أن‬
‫يثىن عليه ‪ ،‬وميدح وميجد ‪ ،‬ويس**بح ويعظم إىل غري ذلك من احلكم ‪،‬‬
‫وقد أثىن اهلل على عب*اده املؤم*نني حيث نزه*وه عن إجياد اخللق ال لش*يء‬
‫اخِت ِ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ‬
‫الف‬ ‫ات َواألَْر ِ‬
‫ض َو ْ‬ ‫وال لغاية فقال سبحانه وتعاىل ‪ِ  :‬إ َّن في َخل ِْق َّ َ َ‬
‫اهلل ِقَيامـ ـاً َو ُق ُع ــوداً َو َعَلى‬ ‫ـات ألُولِي ا َأللْب ـ ِ ِ‬ ‫اللَّْي ـ ِـل والنََّهــا ِر آلي ـ ٍ‬
‫ين يَ ـ ْـذ ُكُرو َن َ‬ ‫ـاب ال ــذ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ال‬ ‫ِ‬
‫ت َـه ـ ـ َذا بَ ـ ــاط ً‬‫ض َرَّبَنا َما َخَلْق َ‬ ‫ِ‬
‫سـ ـ ـ َم َاوات َواألَْر ِ‬ ‫ِ‬
‫ُجنُ ـ ــوبِِه ْم َوَيَتَف َّكُرو َن في َخل ـ ـ ِـق ال َّ‬
‫اب النَّا ِر ‪[ ‬آل عم* **ران‪ ، ]190/191 :‬وأخرب أن ه **ذا ظن‬ ‫سـ ـبحانَ َ ِ‬
‫ك فَقَنا َعـ ـ َذ َ‬ ‫َُْ‬
‫ض َوَما َبْيَن ُه َما‬ ‫اء َواأل َْر َ‬ ‫أعدائه ال ظن أوليائه ‪ ،‬فق* * * **ال ‪َ  :‬وَما َخلَ ْقَنا ال َّ‬
‫س ـ ـ ـ ـ َم َ‬
‫اطالً َذلِ َك ظَ ُّن ال ِـذ َين َكَف ُـروا َفَويْ ٌـل لِل ِـذ َين َكَف ُـروا ِم َن النَّا ِر ‪[ ‬ص‪، )1( ]27 :‬‬ ‫بِ‬
‫َ‬
‫فاهلل ‪ ‬أب * **رز خلقه من الع * **دم إىل الوج * **ود ليج * **ري عليه أحك * **ام أمسائه‬
‫وص**فاته ؛ فيظهر كماله املق**دس وإن ك**ان مل ي**زل ك**امال ‪ ،‬وإذا أدرك‬
‫املوحد ذلك ك * **انت حقيقة توحي * **ده ودع * **اء العب * **ادة يف اعتق * **اده وأقواله‬
‫وس * * **لوكه بادية يف إف * * **راده س * * **بحانه بكماله يف خلقه وأم * * **ره ‪ ،‬وقض * **ائه‬
‫‪1‬شفاء العليل ص ‪ 199‬بتصرف ‪.‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪24‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫وق **دره ‪ ،‬ووع **ده ووعي **ده ‪ ،‬ومنعه وإكرامه ‪ ،‬وعدله وفض **له ‪ ،‬وعف **وه‬
‫وإنعامه ‪ ،‬وس* * * * * * * * * **عة حلمه وش* * * * * * * * * **دة بطشه ‪ ،‬وأن اهلل قد اقتضى كماله‬
‫املق*دس أنه كل ي*وم هو يف ش*أن فمن مجلة ش*ؤونه أن يغفر ذنبا ‪،‬‬
‫ويف * * * **رج كربا ‪ ،‬ويش * * * **في مريضا ‪ ،‬ويفك عانيا ‪ ،‬وينصر مظلوما ويغيث‬
‫ملهوفا ‪ ،‬وحيرب كس* * **ريا ‪ ،‬ويغين فق * * *ريا ‪ ،‬وجييب دع* * **وة ‪ ،‬ويقيل ع * **ثرة‬
‫ويعز ذليال ‪ ،‬وي* * * * * * * * **ذل متك* * * * * * * * **ربا ‪ ،‬ويقصم جب* * * * * * * * **ارا ‪ ،‬ومييت وحييي ‪،‬‬
‫ويض* * * * **حك ويبكي وخيفض ويرفع ‪ ،‬ويعطي ومينع ‪ ،‬ويرسل رس* * * **له من‬
‫املالئكة ومن البشر لتنفيذ أوام**ره وس**وق مق**اديره اليت ق**درها إىل مواقيتها‬
‫اليت وقتها ‪ ،‬وه * * * * * **ذا كله مل يكن ليحصل إال يف دار ابتالء وامتح * * * **ان‬
‫واستخالف لإلنسان يف األرض (‪. )1‬‬
‫قال ابن قيم اجلوزية ‪ ( :‬ال بد من ظه**ور أثر ه**ذه األمساء ووج**ود‬
‫ما يتعلق به ؛ فاقتضت حكم* *ة الل* *ه أن أن **زل األب **وين من اجلنة ليظهر‬
‫مقتضى* أمسائه وص* * * * * * **فاته فيهما ويف ذريتهما ‪ ،‬فلو ت* * * * * * **ربت الذرية يف‬
‫اجلنة لف **اتت أث **ار ه **ذه األمساء وتعلقاهتا ‪ ،‬والكم **ال اإلهلي ي **أىب ذلك‬
‫فإنه امللك احلق املبني ‪ ،‬وامللك هو ال* * * * * **ذي ي* * * * * **أمر وينهي ‪ ،‬ويك * * * **رم‬
‫ويهني ‪ ،‬ويثيب ويعاقب ‪ ،‬ويعطي ومينع ‪ ،‬ويعز ويذل ف*أنزل األب*وين‬
‫والذرية إىل دار جتري عليهم هذه األحكام ) (‪. )2‬‬
‫وهك* * **ذا ح* * **ال اإلنس* * **ان ملا محل األمانة ورفض* * **تها املخلوق* * **ات هيأ اهلل‬
‫الك* * * * **ون ليحقق معىن اس* * * * **تخالفه يف األرض ‪ ،‬بحيث يق* * * * **وم األمر على‬
‫ومبتَلى به ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫وج **ود مس ـ ِ‬
‫ـتخلف ومس ــتخَلف ومس ــتخَل ٍ‬
‫ف عليه ‪ ،‬ومبتلى ومبتَلى َ‬
‫وأمين وأمانة ومالك لها ‪ ،‬فاإلنس* * **ان أمني يف ملك اهلل وج* * **از أن ينسب‬
‫إليه امللك على س* * * * * * **بيل االس* * * * * * **تخالف واالبتالء واألمانة ‪ ،‬واهلل ‪ ‬مالك‬
‫لألمانة حقيقة وهو املنفرد باخللق واألمر وتدبري امللك ‪ ،‬فله مطلق التدبري‬

‫‪1‬السابق ص ‪ 244‬بتصرف ‪.‬‬


‫‪2‬السابق ص ‪. 243‬‬
‫‪25‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫الك **وين وله حق الت **دبري الش **رعي على س **ائر العب **اد ‪ ،‬واألرض هي حمل‬
‫االبتالء واألمانة اليت سيس * **أل عنها اإلنس * **ان ‪ ،‬واهلل س * **يعطي من خرياهتا‬
‫من يش * * * * **اء على س * * * * **بيل األمانة والتخويل واالبتالء ‪ ،‬وعلى ه* * * **ذا يصح‬
‫الق**ول ب**أن اإلنس**ان خليفة اهلل يف األرض إلظه**ار مع**اين العبودية فقط ‪،‬‬
‫من القي* **ام بش* **رعه وتنفيذ أم* **ره ‪ ،‬س* **واء ك* **ان على املعىن اخلاص ال **ذي‬
‫ي * **راد به الإم * **ام أو احلاكم أو األمري والس * **لطان ‪ ،‬أو املعىن الع* **ام ال* **ذي‬
‫يتن * * **اول جنس بين اإلنس* * **ان ‪ ،‬ف* * * *إن أدى كل ف* * **رد األمانة وأط * **اع ربه‬
‫ووحد خالقه وكان خاضعا له على حنو ما أراده منه يف دار االبتالء ‪،‬‬
‫أبق* * * **اه مكرما يف اجلنة ودار اجلزاء على ه* * * **ذا الش* * * **رف ال* * * **ذي ناله عند‬
‫ع* **رض األمانة يف االبت * **داءً ‪ ،‬وأما إن كفر بربه ومس* **تخلفه وظلم نفسه‬
‫وأشرك به فهو ظلوم جهول خاسر يف الدنيا واآلخرة ‪.‬‬
‫وي* * * * * **ذكر ابن القيم أن ي* * * * * **وم امليع* * * * * **اد األكرب هو ي* * * * * **وم مظهر األمساء‬
‫والصفات وأحكامها وهلذا يقول سبحانه ‪َ  :‬يْوَم ُه ْم بَا ِرُزو َن ال يَ ْخَفى َعَلى‬
‫لك َاليْوَم ِهلل َالو ِـاح ِد الَقهَّارِ ‪[ ‬غ**افر‪ ، ]16 :‬وقال جل‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اهلل مْنُه ْم َش ْيٌء ل َم ِن ُ‬
‫الم ُ‬
‫الحـ ُّـق لِل ـ َّـر ْح َم ِن َو َكــا َن َيْوم ـاً َعَلى ال َكـ ِـاف ِر َين َع ِس ـيراً ‪‬‬ ‫جالله ‪  :‬المل ـ ُ ِ ٍ‬
‫ـك َيْوَمئــذ َ‬ ‫ُ‬
‫س َشْيئاً واألَْمـر يومِئ ٍـذ هللِ‬ ‫ِ‬
‫س لَنْف ٍ‬ ‫ِ‬
‫[الفرقان‪ ، ]26 :‬وقال تعاىل ‪َ  :‬يْوَم ال تَ ْمل ُ‬
‫َ ُ َْ َ‬ ‫ك َنْف ٌ‬
‫‪[ ‬االنفط*ار‪ ، ]19 :‬حىت إن اهلل س*بحانه ليتع*رف إىل عب*اده يف ذلك الي*وم‬
‫بأمساء وص* **فات لم يعرفوها يف ه * **ذه ال * **دار ‪ ،‬فهو ي* **وم ظه* **ور اململكة‬
‫العظمى واألمساء احلسىن والص* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * **فات العلى ‪ ،‬فتأمل ما أخرب به اهلل‬
‫ورس **وله ‪ S‬من ش **أن ذلك الي **وم وأحكامه وظه **ور عزته تع **اىل وعظمته‬
‫وعدله وفض* * * **له ورمحته وآث* * * **ار ص* * * **فاته املقدسة ‪ ،‬وكيف أن دار االبتالء‬
‫ج*رى على أهلها أيضا مقتضى األمساء مث أعقبها دارا للج*زاء جيري على‬
‫أهلها أيضا أحك* * * * * * **ام األمساء والص* * * * * * **فات ‪ ،‬ومن مث ف* * * * * * **إن تعطيل أمسائه‬
‫وص * * **فاته عن مقتض * * **اها تعطيل لربوبي* * * *ة اهلل وعزت* * * *ه ‪ ،‬وملكه وإلوهيته ‪،‬‬
‫وعدله وحكمته ‪ ،‬ومن فتح اهلل له باب* * * * * *ا من الفقه يف أحك* * * **ام األمساء‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪26‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫والص * **فات أدرك بولوجه اختصاص * **ها آلثارها واس * **تحالة تعطيلها ‪ ،‬وكيف‬
‫تعلقت مبقتض * * * * * **ياهتا ؟ فإنه بلغ أعظم نعمة وأكرب منة مين هبا اهلل على‬
‫عب **اده ‪ ،‬وه **ذا ب **اب عزيز من أب **واب اإلميان يفتحه اهلل على من يش **اء‬
‫وحيرم منه من يشاء (‪. )1‬‬
‫التفاضل والتكامل بين دعاء المسألة ودعاء العبادة ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫هل دع**اء العب**ادة أفضل أم دع**اء املس**ألة ؟ تكلم البعض يف التفاضل‬


‫بني نوعي الدعاء من حيث التقدمي والت*أخري يف الدرجة والرتبة ؛ فق*دم‬
‫بعض**هم دع**اء املس**ألة وقد اآلخ**رون دع**اء العب**ادة ‪ ،‬والقض**ية بني ن**وعي‬
‫ال * * * * **دعاء قض * * * * **ية تكامل يتكامل كل ن * * * * **وع مع اآلخر يف حتقيق توحيد‬
‫العبودية ‪ ،‬ألن العبودية أو اإلميان حتقيقها يك* * * * * * **ون ب* * * * * * **القلب واللس* * * * **ان‬
‫واجلوارح ‪ ،‬وأحك* **ام العبودية موجهة إىل كل منها ‪ ،‬ف* **دعاء املس* **ألة غالبا ما‬
‫يك**ون بق**ول اللس**ان ‪ ،‬ودع**اء العب**ادة غالبا ما يك**ون باجلن**ان واألرك**ان ‪ ،‬فاألصل‬
‫يف اللس* **ان الق* **ول ووظيفته األوىل اليت خلق من أجلها ومن اهلل على اإلنس* **ان هبا‬
‫هي إخ* * * * * * * * * * * * * * * * **راج ما يف القلب من علم أو فكر أو نية أو عمل حسب املراد عند‬
‫اخلط * **اب مع اآلخ * **رين ‪ ،‬وهو الوس * **يلة األوىل للتف * **اهم والتفاعل معهم وبه ص* **ار‬
‫متكلما ‪ ،‬واألصل يف اجلوارح االستطاعة والعمل مث اخلض**وع والطاعة واالنقي**اد ‪،‬‬
‫وأحكام العبودية موزعة على هذه األركان حبيث تتكامل يف جمموعها ألداء الغاية‬
‫اليت خلق من أجلها اإلنسان ‪.‬‬
‫ق * **ال ابن القيم ‪ ( :‬ورحى العبودية ت* **دور على مخس عش* **رة قاع* **دة من كملها‬
‫كمل م**راتب العبودية ‪ ،‬وبياهنا أن العبودية منقس**مة على القلب اللس**ان واجلوارح ‪،‬‬
‫وعلى كل منها عبودية ختصه ‪ ،‬واألحك**ام اليت للعبودية مخسة ‪ ،‬واجب ومس**تحب‬
‫وحرام ومكروه ومباح ‪ ،‬وهي لكل واحد من القلب واللسان واجلوارح ) (‪. )2‬‬

‫‪1‬اقتبسنا بعض املعاين املناسبة بصياغة تناسب املوضوع من كالم ابن القيم يف املوضع السابق ص ‪. 243‬‬
‫‪2‬مدارج السالكني ‪. 1/109‬‬
‫‪27‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫واهلل عز وجل جعل العبودية غاية ما ينتهي إليه املوحدون فقال تعاىل‬
‫ون ‪[ ‬ال**ذاريات‪ ، ]56:‬ق**ال ابن تيمية ‪( :‬‬ ‫اإلنس ِإال لِيْعبـ ُد ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪  :‬وما َخَلْق ُ ِ‬
‫َُ‬ ‫ت الج َّن َو َ‬ ‫ََ‬
‫ه **ذه الالم ليست هي الالم اليت يس **ميها النح **اة الم العاقبة والص **ريورة ‪ ..‬هي الالم‬
‫املعروفة وهي الم كي والم التعليل اليت إذا ح **ذفت انتصب املص **در اجملرور هبا علي‬
‫املفع*ول له ‪ ،‬وتس*مي العلة الغائية وهي متقدمة يف العلم واإلرادة مت*أخرة يف الوج*ود‬
‫واحلص**ول ‪ ،‬وه**ذه العلة هي املراد املطل**وب املقص**ود من الفعل ‪ ..‬فمقتضي الالم يف‬
‫قوله وما خلقت اجلن واإلنس إال ليعب **دون اإلرادة الدينية الش **رعية ‪ ،‬وه **ذه قد يقع‬
‫مرادها وقد ال يقع ‪ ،‬فهو العمل الذي خلق العباد له ) (‪. )3‬‬
‫وملا ك* * * * * * **انت الغاية هي حتقيق العبودية وتوحيد اهلل فيها ف* * * * * **إن أداءها‬
‫يتكامل يف ذات العبد بني دع**اء املس**ألة ودع**اء العب**ادة ‪ ،‬وقد تق**دم أن‬
‫دع**اء العب**ادة هو مقتضى ق**ول العبد ‪ِ  :‬إيَّ َاك َنْعبُـ ُد ‪[ ‬الفاحتة‪ ، ]5:‬ويك**ون‬
‫بلس* * * * * * **ان احلال ‪ ،‬أو هو تعبد هلل يظهر التوحيد يف كل اسم من أمسائه‬
‫وكل وصف من أوص* * * * **افه ‪ ،‬حبيث تنطق أفعاله بش* * * * **هادة ال إله إال اهلل‬
‫وأنه ال معبود حبق سواه ‪ ،‬أما دعاء املس*ألة فهو مقتضى ق*ول املوح*دين‬
‫ين ‪[ ‬الفاحتة‪ ، ]5:‬وهو اس**تعانة منهم بلس**ان‬ ‫ِ‬ ‫دع**ائهم ‪َ  :‬وِإيَّ َ‬ ‫يف‬
‫اك نَ ْسـَتع ُ‬
‫املقال ‪ ،‬وطلب ما ينفع ال*داعي من جلب منفعة أو دفع مض*رة ‪ ،‬فيس*أل‬
‫اهلل بأمسائه احلسىن اليت تناسب حاجته وحاله ومطلبه ‪ ،‬ويتوسل إىل اهلل‬
‫ب * **ذكرها وذكر ما تض * **منته من كم * **ال األوص * **اف وجالهلا ‪ ،‬وي* **ردد يف‬
‫دعائه من أمساء اهلل ما يناس**به عند تقلب األح**وال وقد تق**دم ذكر ذلك‬
‫يف اجلزء اخلاص بدعاء املسألة ‪.‬‬
‫غري أن األمر يف تق * * * **دمي دع* * * * **اء العب * * * **ادة على دع * * * **اء املس* * * **ألة وطلب‬
‫االس * * * * * * * * * * * * * * * **تعانة إمنا هو ملنزلة كل منهما يف الداللة على توحيد اهلل ‪، ‬‬
‫فتق*دمي دع*اء العب*ادة مثال على االس*تعانة يف فاحتة الكت*اب من ب*اب تق*دمي‬
‫الغاي**ات على الوس**ائل ‪ ،‬إذ العب**ادة غاية العب**اد اليت خلق**وا هلا واالس**تعانة‬

‫‪3‬دقائق التفسري ‪. 528 / 2‬‬


‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪28‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫وس * * * * * * * **يلة إليها ‪ ،‬كما أن قوله إي * * * * * * * **اك نعبد متعلق بألوهيته وامسه اهلل ‪،‬‬
‫وإي**اك نس**تعني متعلق بربوبيته وامسه ال**رب ‪ ،‬فق**دم إي**اك نعبد على إي**اك‬
‫نس**تعني كما ق**دم اسم اهلل على ال**رب يف أول الس**ورة فق**ال ‪  :‬ال َ‬
‫ْح ْ ـم ُد‬
‫لِلَِّه َر ِّب الَْعال َِم َين ‪[ ‬الفاحتة‪ ، ]2:‬ألن إياك نعبد فيها ما اختص به الرب ‪،‬‬
‫فك*ان من الش*طر األول ال*ذي هو ثن*اء على اهلل تع*اىل لكونه أوىل به ‪،‬‬
‫وإي**اك نس**تعني فيها ما اختص به العبد فك**ان من الش**طر ال**ذي له وهو‬
‫اهدنا الصراط املستقيم إىل آخر السورة ‪.‬‬
‫كما أن العب* * * * **ادة املطلقة تتض* * * * **من االس* * * * **تعانة من غري عكس ‪ ،‬فكل‬
‫عابد هلل عبودية تامة مس **تعني به وال ينعكس ‪ ،‬ألن ص **احب األغ **راض‬
‫والش**هوات قد يس**تعني به على ش**هواته فك**انت العب**ادة أكمل وأمت وهلذا‬
‫ك **انت فيما اختص به ال **رب ‪ ،‬وألن االس **تعانة أيضا ج **زء من العب **ادة‬
‫من غري عكس ‪ ،‬وكذلك فأن االستعانة طلب منه والعبادة طلب له ‪،‬‬
‫وألن العب* **ادة ال تك* **ون إال من خملص ‪ ،‬واالس* **تعانة تك* **ون من خملص‬
‫ومن غري خملص ‪ ،‬وألن العب * * **ادة حقه س * * **بحانه ال * * **ذي أوجبه عليك ‪،‬‬
‫واالس **تعانة طلب الع **ون على العب **ادة وهو بي **ان ص **دقته اليت تص **دق هبا‬
‫عليك ‪ ،‬وأداء حقه أهم من التعرض لصدقته ‪.‬‬
‫ومن ذك أيضا أن العب*ادة ش*كر نعمته عليك ‪ ،‬واهلل حيب أن يش*كر‬
‫‪ ،‬واإلعانة فعله بك وتوفيقه لك ‪ ،‬ف * **إذا ال * **تزمت عبوديته ودخلت حتت‬
‫رقها أعانك عليها ؛ فك* * * * * **ان التزامها وال* * * * * **دخول حتت رقها س * * * **ببا لنيل‬
‫اإلعانة ‪ ،‬وكلما ك * **ان العبد أمت عبودية ك * **انت اإلعانة من اهلل له أعظم‬
‫‪ ،‬والعبودية حمفوفة بإع* * * * * * **انتني ‪ ،‬إعانة قبلها على التزامها والقي* * * * **ام هبا ‪،‬‬
‫وإعانة بع **دها على عبودية أخ **رى ‪ ،‬وهك **ذا أب **دا حىت يقضي العبد حنبه‬
‫‪.‬‬
‫ومن ذلك أيضا أن إي**اك نعبد له وإي**اك نس**تعني به ‪ ،‬وما له مق**دم‬
‫على ما به ‪ ،‬ألن ما له متعلق مبحبته ورض* **اه ‪ ،‬وما به متعلق مبش **يئته‬
‫‪ ،‬وما تعلق مبحبته أكمل مما تعلق مبج* * **رد مش* * **يئته ‪ ،‬ف* * **إن الك * **ون كله‬
‫‪29‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫متعلق مبش*يئته ‪ ،‬وك*ذلك املالئكة والش*ياطني واملؤمن*ون والكف*ار والطاع*ات‬


‫واملعاصي ‪ ،‬واملتعلق مبحبته طاع*اهتم وإمياهنم وتوحي*دهم هلل فقط ‪ ،‬فالكف*ار‬
‫أهل مش* **يئته واملؤمن* **ون أهل حمبته ‪ ،‬وهلذا ال يس* **تقر يف الن* **ار ش **يء هلل‬
‫أب **دا ‪ ،‬وكل ما فيها فإنه به تع **اىل ومبش **يئته ‪ ،‬فه **ذه األس **رار يت **بني هبا‬
‫حكمة تقدمي إياك نعبد على إياك نستعني (‪. )1‬‬
‫ق **ال ابن تيمية رمحه اهلل ‪ ( :‬ت **أملت أنفع ال **دعاء ‪ ،‬ف **إذا هو س **ؤال‬
‫الع**ون على مرض**اته ‪ ،‬مث رأيته يف الفاحتة يف إي**اك نعبد وإي**اك نس**تعني‬
‫) (‪. )2‬‬
‫ورمبا يك**ون دع**اء املس**ألة يف بعض املواطن له أعلى املن**ازل يف توحيد‬
‫اهلل وعبادته وذلك عن * * * * **دما ي * * * * **درك العبد أن عص * * * * **مته يف طاعته ‪ ،‬وأن‬
‫عبادته مرهونة بتوفيق اهلل ورعايته ‪ ،‬وأن بل **وغ جنته ك **ان بس **بب عونه‬
‫ْح ْـم ُد لِلَِّه الَّ ِذي َـه َدانَا لَِـه َذا َوَما ُكنَّا لَِن ْهَت ِـد َي‬
‫وهدايته ‪ ،‬ق**ال تع**اىل ‪َ  :‬وقَـالُوا ال َ‬
‫ِ‬
‫ْجنَُّة أُو ِرْثتُ ُم َ‬
‫وها‬ ‫ـودوا أَ ْن تْل ُك ُم ال َ‬ ‫ت ُر ُس ُل َرِّبَنا بِـال َ‬
‫ْح ِّق َونُ ُ‬ ‫لَْوال أ َْن َه َدانَا اللَُّه لََق ْد َج َاء ْ‬
‫بِ َما ُكْنتُ ْم َتْع َملُ ـ ــو َن ‪[ ‬األع* * * **راف‪ ، ]43 :‬فأعم* * **اهلم س* * **بب يف دخ * **ول اجلنة‬
‫وليست من باب املقابلة والع*دل ‪ ،‬وإمنا هي من ب*اب الك*رم والفضل ‪،‬‬
‫روى البخاري من ح*ديث أيب هري*رة ‪ t‬أنه مسع رس*ول اهلل ‪ S‬يق*ول ‪( :‬‬
‫ـال ‪ :‬الَ ‪،‬‬ ‫ول اللَِّه ؟ قَ ـ َ‬ ‫ت يَا َر ُس ـ َ‬ ‫ْجنَّ َة قَ ــالُوا ‪َ :‬والَ أَنْ َ‬ ‫ِ‬
‫َحـ ًدا َع َملُ ــهُ ال َ‬
‫َن يُ ـ ْـدخ َل أ َ‬ ‫لْ‬
‫ضـ ـ ـ ٍل َو َر ْح َمـ ـ ٍـة فَ َسـ ـ ـد ُ‬
‫ِّدوا َوقَ ـ ــا ِربُوا َوالَ َيَت َمنََّي َّن‬ ‫َوالَ أَنَا ‪ ،‬إِالَّ أَ ْن َيَتغَ َّم َدنِي اهللُ بَِف ْ‬
‫ت ‪ ،‬إَِّما ُم ْح ِس ـًنا َفلَ َعلَّهُ أَ ْن َيـ ْـز َد َاد َخْيـ ًـرا ‪َ ،‬وإَِّما ُم ِس ـ ًيئا َفلَ َعلَّهُ أَ ْن‬ ‫ْم ْـو َ‬
‫َحـ ُد ُك ُم ال َـ‬‫أَ‬
‫ب ) ‪ ،‬ف **دعاء اهلل العص* *مة والنج **اة من أعلى املن **ازل يف توحيد‬ ‫(‪)3‬‬ ‫ِ‬
‫يَ ْسـ ـَت ْعت َ‬
‫العبودية هلل ‪ ،‬واملعصوم من عصمه اهلل واستجاب منه هذا الدعاء ‪.‬‬
‫ويذكر ابن القيم أن الناس يف العبادة واالس*تعانة أربعة أقس*ام ‪ ،‬أجلها‬
‫وأفض* **لها أهل العب* **ادة واالس* **تعانة باهلل عليها ‪ ،‬فعب* **ادة اهلل غاية م* **رادهم‬

‫‪1‬مدارج السالكني ‪ 1/75‬بتصرف ‪.‬‬


‫‪2‬السابق ‪. 1/78‬‬
‫‪3‬البخاري يف كتاب املرضى ‪ ،‬باب هني متين املريض املوت ‪. )5349 ( 5/2147‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪30‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫وطلبهم منه أن يعينهم عليها ويوفقهم للقيام هبا ‪ ،‬وهلذا كان من أفضل‬
‫ما يس **أل ال **رب تب **ارك وتع **اىل اإلعانة على مرض **اته ‪ ،‬وهو ال **ذي علمه‬
‫النيب ‪ S‬حلبه مع **اذ بن جبل ‪ ، t‬روى أبو داود وص **ححه األلب **اين من ح **ديث‬
‫معاذ ‪ t‬أن رسول اهلل ‪ S‬أخذ بيده وقال ‪ ( :‬يا معـاذ واهلل إني ألحبـك ‪ ،‬واهلل إني ألحبـك‬
‫الله َّم أ َِعنِّي َعَلى ِذ ْـكـ ِر َك‬ ‫الٍة َتُقـ ُ‬
‫ـول ‪ُ :‬‬ ‫صـ ـ َ‬ ‫يك يَا ُمَعــا ُذ َال تَـ ـ َد َع َّن في ُدبُـ ـِر ُكـ ِّ‬
‫ـل َ‬
‫‪ ،‬فق ــال ‪ :‬أُو ِ‬
‫صـ ـ َ‬
‫َو ُش ْك ِر َك َو ُح ْس ِن ِعَب َادتِ َك ) (‪ ، )1‬ف*أنفع ال*دعاء طلب الع*ون على مرض*اته وأفضل‬
‫املواهب إس**عافه هبذا املطل **وب ‪ ،‬ومجيع األدعية املأثورة م **دارها على ه**ذا‬
‫وعلى دفع ما يضاده ‪ ،‬وعلى تكميله وتيسري أسبابه (‪. )2‬‬
‫وخالصة الق **ول أن التكامل حاصل بني دع **اء العب **ادة ودع **اء املس **ألة‬
‫‪ ،‬بل كل منهما يدل على النوع اآلخر إما بداللة املطابقة أو التض**من‬
‫أو الل* * * * * * **زوم حسب املوطن املناسب للعبد من جهة تنفي* * * * * * **ذه ألحك* * * * **ام‬
‫العبودية كما أو كيفا ‪ ،‬وقد أمر اهلل ‪ ‬املس* * * * **لمني أن ي* * * * **دعوه بأمسائه‬
‫وه بَِها ‪[ ‬األعراف‪ ، ]180:‬وهذا‬ ‫الح ْسَنى فَا ْد ُع ُ‬ ‫احلسىن فقال ‪  :‬و ِ‬
‫اء ُ‬‫َس َم ُ‬
‫هلل األ ْ‬ ‫َ‬
‫يشمل الطلب والسؤال والنداء والعبادة واملدح والثناء ‪.‬‬
‫حكم تسمية البشر بأسماء اهلل ‪: ‬‬ ‫‪‬‬

‫حقيقة التس **مية بني البشر تعريف الش *خص باسم خمص **وص يتم **يز به عن غ **ريه‬
‫حبيث يتصور الذهن وجوده عند ذك*ره ‪ ،‬وه*ذا ف*رع عن تعريف االسم الع*ام وهو‬
‫ما وضع للداللة على علم لتمييزه عن غ*ريه ‪ ،‬أما التس*مية يف حق اخلالق فال ختضع‬
‫ألحكامنا ألن اهلل ‪ ‬متوحد يف امسه ووص**فه ال يق**اس على خلقه بقي**اس متثيلي أو‬
‫مشويل ‪ ،‬فهو س**بحانه وتع**اىل ليس كمثله ش**يء وأمساؤه أزلية أبدية ال أولية هلا وال‬
‫آخرية ‪ ،‬وهي أيضا علمية ووصفية معا ‪.‬‬
‫أما أمساء البشر فقد حتدثنا يف داللة األمساء على الص * * **فات يف اجلزء الث * * **الث عن‬
‫نقطة جوهرية يف فهم قض* **ية التس* **مي باألمساء (‪ ، )3‬وهى أنه ال بد من التمي* **يز بني‬

‫‪1‬أبو داود يف الصالة ‪ ،‬باب يف االستغفار ‪ ، )1522 ( 2/86‬صحيح اجلامع ( ‪. )7969‬‬


‫‪2‬مدارج السالكني ‪ 1/78‬بتصرف ‪.‬‬
‫‪ 3‬أمساء اهلل احلسىن الثابتة يف الكتاب والسنة اجلزء الثالث دعاء املسألة ‪ ،‬للرضواين ص ‪. 27‬‬
‫‪31‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫االسم وداللته الوض* **عية عن* **دما يس* **تعمل يف حق املخل* **وق ‪ ،‬واالسم وداللته النقلية‬
‫عن**دما يس**تعمل يف حق اخلالق ‪ ،‬فه**ذه املس**ألة بالغة األمهية يف فهم قض**ية التوحيد ‪،‬‬
‫فلو قلنا مثال س* * * * * * **عيد س* * * * * * **عيد ‪ ،‬فكالمها من الناحية اللغوية امسان ‪ ،‬لكن األول يف‬
‫اس **تعماله املتع **ارف بني الن **اس ال ي **راد به إال العلمية اليت متيزه عن غ **ريه ‪ ،‬وال يعين‬
‫املنادي عند ندائه أو خماطبته إن ك*ان متص*فا بالس*عادة أم ال ؛ فاالسم يف حق البشر‬
‫على األغلب فارغ من الوصفية ‪ ،‬بل ملا مُس ى اإلنسان سعيدا عند ال*والدة ف*إن أح*دا‬
‫ال يعلم أب **دا أنه يف مس **تقبله س **يكون حزينا أم س **عيدا ؛ ألن ذلك غري معل **وم وهو‬
‫أمر خمبأ خمفي يف ق**دره احملت**وم ‪ ،‬فلما اكتسب وصف الس**عادة كحالة طارئة وص**فة‬
‫زائ**دة ق**امت باملس**مى ووصف هبا اس**تدعى ذلك تعب *ريا إض**افيا عن حل**ول وصف‬
‫الس**عادة فيه ‪ ،‬فقلنا س**عيد س**عيد ‪ ،‬وك**ذلك عند اكتس**ابه وصف امللك ؛ فنق**ول ‪:‬‬
‫عم**رو ملك وأص**بح زيد ملكا ‪ ،‬أو اكتس**ابه وص**فا اص**طالحيا خاصا فنق**ول حممد‬
‫رقيب أو حسن مق* * * **دم أو أمحد كبري ‪ ،‬كل ذلك على اكتس* * * **اب الوصف ال على‬
‫إطالق االسم يف حق الش*خص من ي*وم والدته ‪ ،‬ف*الرقيب يف األصل اسم من أمساء‬
‫اهلل ‪ ،‬واللفظ يس*تخدم اص*طالحا خاصا بني الش*رطة والعس*كر ‪ ،‬ويعن*ون به رتبة ما‬
‫العريف يف الرتبة ‪ ،‬واملق**دم درجة ملا قبل رتبة العقيد وما‬ ‫قبل الرقيب األول وما بعد ِّ‬
‫بعد الرائد يف الرتبة وك* **ذا الكبري يس * **تخدم كاص* **طالح خ* **اص يطلق على ش * **يخ‬
‫القبيلة أو كبري القرية يف صعيد مصر ‪ ،‬فهذا وصف زائد مكتسب ال يصح التسمية‬
‫به يوم والدته ألنه سوء أدب مع اهلل ‪ ،‬فال جيوز أن يسمى يوم ال*والدة ال*رقيب بن‬
‫فالن أو املق * * * **دم بن فالن أو الكبري بن فالن ‪ ،‬أو ش * * * **اكر بن فالن ‪ ،‬أو حمسن بن‬
‫فالن ‪ ،‬أو عزيز بن فالن ‪ ،‬أو رفيق بن فالن ‪ ،‬أو الس* * * * * **يد بن فالن ‪ ،‬أو غري ذلك‬
‫من أمساء اهلل احلسىن ‪ ،‬ألهنا أمساء خاصه باهلل ‪ ‬ومطلقة من حيث األصل وهو‬
‫سبحانه الذي تسمى به يف األزل ‪.‬‬
‫ومن مث ف*إن األصل يف االسم بني البشر منذ والدهتم ارتباطه على ال*دوام مبس*ماه‬
‫كعلم بال وصف ‪ ،‬أو اسم ف* **ارغ من الوص* **فية ‪ ،‬ف* **إن اس* **تجد الوصف عربنا عن‬
‫ذلك بق **در زائد يناس **به ‪ ،‬ف **إن دام اق **رتان الوصف مبس **ماه رمبا ينقلب الوصف امسا‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪32‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫يف الع*رف عند البعض ‪ ،‬وين*ادى به الش*خص كعلم مييزه عن غ*ريه ‪ ،‬لكنه ما يلبث‬
‫أن ي * **زول بفن * **اء ذاته وانتقاله إىل اآلخ * **رة ‪ ،‬ومن مث إن ج * **از الوصف أو االسم يف‬
‫حقه فهو مقيد حمدود وال يك* **ون مطلقا أب* **دا ‪ ،‬ول* **ذلك من تس* **مى امللك فالن أو‬
‫املق**دم فالن أو ال**رقيب فالن أو الكبري فالن س**رعان ما ي**زول عنه الوصف بالتقاعد‬
‫أو انتقال الدرجة والرتبة أو حبلول األجل احملتوم ‪ ،‬ونقول ك*ان ملكا ع*ادال أو ك*ان‬
‫رقيبا ظاملا ‪ ،‬وعند مس * **لم من ح * **ديث ص * **هيب ‪ t‬أن رس * **ول اهلل ‪ S‬ق* **ال يف قصة‬
‫أصحاب األخدود ‪َ ( :‬كا َن َمِل ٌك ِف َيم ْن َكا َن َقْبَل ُك ْم ‪. )1( )ُ ..‬‬
‫وهنا ت**رى احلكمة العليا يف ال**تزام التس**مية الش**رعة ‪ ،‬ف**إذا م**ات الش**خص مهما‬
‫بلغ يف الوصف فال حيمل معه يف ق **ربه إال ما ق **دم من ص **احل عمله بعد أن زال عن‬
‫الدنيا بامسه ووصفه ‪ ،‬وأشرف أعماله اليت يقدمها لنفعه عبودية ربه وتوحي*ده هلل عز‬
‫وجل فيها ‪ ،‬وهلذا كان أحب اسم له هو ما اخت*اره نبينا ‪ S‬وهو أن يك*ون عبد اهلل‬
‫وعبد الرمحن من يوم والدته إىل يوم مماته ‪.‬‬
‫أما األمساء يف حق اهلل فتختلف اختالفا كليا عن ذلك ؛ فهي علمية ووص* * * * * **فية‬
‫معا يف آن واحد وال ميكن قياس**ها مبا س**بق يف حق املخل**وق ‪ ،‬ول**ذلك مل يقل النيب‬
‫‪ : S‬إن اجلواد سبحانه جواد ‪ ،‬وإن احملسن حمسن ‪ ،‬وإن اجلميل مجيل ‪ ،‬وال*وتر وتر‬
‫‪ ،‬كما قلنا يف حق املخل**وق ‪ :‬س**عيد س**عيد ‪ ،‬ومنص**ور منص**ور ‪ ،‬وص**احل ص**احل ‪،‬‬
‫ألن األمساء يف حق اهلل أعالم وأوص * **اف منذ األزل وإىل األبد ‪ ،‬س * **واء ذكر االسم‬
‫أوال أو ثانيا مبت * **دأ أو خ * **ربا ‪ ،‬أو يف أي موضع ك * **ان من النص فهو علم ووصف‬
‫معا ‪ ،‬أما يف حقنا فاألمساء على األغلب أعالم بال أوص **اف فج **از يف حق املخل **وق‬
‫س **عيد س **عيد ومنص **ور منص **ور وص **احل ص **احل ‪ ،‬لكن لو ذكر ذلك يف حق اخلالق‬
‫لص*ار تك*رارا وحش*وا بال معىن يت*نزه عنه من أويت جوامع الكلم ‪ ، S‬وألن اهلل ‪ ‬مل‬
‫يطرأ عليه وصف كان مفقودا أو يستجد به كمال مل يكن موج*ودا ‪ ،‬كما ط*رأت‬
‫السعادة واستجد النصر والصالح على سعيد ومنصور وصاحل (‪. )2‬‬
‫وقد ك**ان من ش**أن الع**رب أن يس**موا أوالدهم بأمساء اجلم**اد واحلي**وان ملا ي**رون‬
‫‪1‬مسلم يف الزهد والرقائق ‪ ،‬باب قصة أصحاب األخدود ‪. )3005 ( 4/2299‬‬
‫‪2‬أمساء اهلل احلسىن للرضواين ص ‪ 27‬بتصرف ‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫فيها من بعض الص**فات النبيلة كتس**ميتهم ص**خرا أو حربا ‪ ،‬أو أس**دا أو كلبا ‪ ،‬أو‬
‫جحشا أو كعبا ‪ ،‬وهم يقص **دون هبذه التس **مية يف املق **ام األول متي **يز الش **خص عن‬
‫غ**ريه ؛ ألنه ال بد لكل ف**رد من اسم مييزه بالعلمية ‪ ،‬ويتطلع**ون أيضا أن تتحقق فيه‬
‫الوص**فية اليت تض**منها االسم مس**تقبال ‪ ،‬فال**ذي يس**مي ول**ده ص**خرا يأمل أن تت**وفر‬
‫فيه صفة القوة والصالبة والذي يسميه حربا يأمل أن تتوفر فيه صفة الف*ارس املق*دام‬
‫واملقاتل اهلمام والذي يسميه أس*دا أو كلبا أو جحشا أو كعبا ي*رغب أن تت*وفر فيه‬
‫ص **فة الش **جاعة واجلرأة والوف **اء والتحمل والعظمة والبق **اء ‪ ،‬ول **ذلك ك **انت أغلب‬
‫(‪) 1‬‬
‫األمساء اليت يسميها العرب مبنية على مراعاة العلمية واألمل يف ح*دوث الوص*فية‬
‫‪.‬‬
‫وملا ج* * **اء اإلس * **الم أدب املس * **لمني يف أمسائهم وأمساء أبن * **ائهم فش* * **رع هلم آدابا‬
‫وأحكاما ينبغي مراعاهتا ؛ فالتس * **مية حني ال * **والدة حق مش * **روع لألب دون األم ‪،‬‬
‫قال ابن القيم ‪ ( :‬التسمية حق لألب ال لألم وهذا مما ال ن*زاع فيه بني الن*اس ‪ ،‬وأن‬
‫األب**وين إذا تنازعا يف تس**مية الولد فهي لألب ‪ ،‬كما أنه ي**دعى ألبيه ال ألمه فيق**ال‬
‫اهلل ‪[ ‬األح**زاب‪5 :‬‬ ‫ط ِعْنـ َد ِ‬
‫ـوه ْم آلبَـائِِه ْم ُه َـو أَ ْق َسـ ُ‬
‫‪ :‬فالن ابن فالن ‪ ،‬ق**ال تع**اىل ‪  :‬ا ْد ُع ُ‬
‫] ) (‪. )2‬‬
‫وملا ك*ان اإلنس*ان ي*وم والدته ال ح*ول له وال ق*وة يف تس*ميته أمر النيب ‪ S‬اآلب*اء‬
‫باإلحس **ان إىل أوالدهم وأن يتخ **ريوا أحب األمساء هلم ‪ ،‬روى مس **لم من ح **ديث‬
‫اهلل َعْبـ ُد ِ‬
‫َسمائِ ُكم ِإلى ِ‬
‫اهلل َو َعْبـ ُد‬ ‫ب أَْ ْ‬ ‫َح َّ‬‫عبد اهلل بن عمر ‪ t‬أن رس*ول اهلل ‪ S‬ق**ال ‪ِ ( :‬إ َّن أ َ‬
‫ال ـ ـ َّـر ْح َم ِن ) (‪ ، )3‬ويلتحق هبذين االمسني ما ك * **ان مثلهما كعبد ال * **رحيم وعبد امللك‬
‫وعبد الصمد وسائر األمساء احلسىن (‪. )4‬‬
‫وعند البخاري من حديث جابر بن عبد اهلل األنص*اري ‪ t‬أنه ق*ال ‪ُ ( :‬ولِ َد لَِر ُج ٍـل‬
‫ـك َعْيًنا ‪ ،‬فَ ـأَتَى‬‫ـك أَبَا اْلَقا ِس ـ ِم َو َال ُنْنِع ُمـ َ‬
‫ص ـ ُار ‪َ :‬ال نَ ْكِني ـ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِمنَّا غُ َ‬
‫الٌم فَ َس ـ َّم ُاه اْلَقاس ـ َم ‪َ ،‬فَقــالَت ا َألنْ َ‬
‫النَِّبّي‬

‫‪1‬السابق ص ‪ 28‬بتصرف ‪.‬‬


‫‪2‬حتفة املودود بأحكام املولود ص ‪. 135‬‬
‫‪3‬مسلم يف كتاب األدب ‪ ،‬باب النهي عن التكين بأيب القاسم ‪. )2132 ( 1682 /3‬‬
‫‪4‬انظر حتفة األحوذي بشرح جامع الرتمذي للمباركفوري ‪. 8/100‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪34‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫ـك أَبَا اْلَقا ِسـ ِم‬ ‫صـ ُار ‪َ :‬ال نَ ْكِني َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الٌم فَ َس َّمْيتُُه اْلَقاس َم َفَقـالَت ا َألنْ َ‬ ‫اهلل ُولِ َد لي غُ َ‬ ‫ول ِ‬ ‫َ ‪َ S‬فَق َال ‪ :‬يَا َر ُس َ‬
‫ـال‬ ‫َو َال ُنْنِع ُـم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َ‬
‫ـك َعْيًنا ‪َ ،‬فَـق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َ‬
‫النَِّبّي‬
‫ص ُار ‪َ ،‬س ُّموا بِا ْسـ ِمي َو َال تَ َكنَّْوا بِ ُكْنَيِتي ‪ ،‬فَِإنََّما أَنَا قَا ِسـ ٌم ) (‪ ، )1‬وعند أيب‬ ‫َح َسَنت ا َألنْ َ‬
‫ُ ‪ :S‬أْ ِ‬
‫داود وص*ححه األلب**اين من ح*ديث أيب وهب اجلش*مي ‪ t‬أن رس**ول اهلل ‪ S‬ق*ال ‪( :‬‬
‫ب ا َأل ْسـم ِاء ِإلَى ِ‬
‫اهلل َعْبـ ُد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صـ َد ُقَها َـحـا ِر ٌ‬
‫ث‬ ‫اهلل َو َعْبـ ُد الـ َّـر ْح َم ِن ‪َ ،‬وأَ ْ‬ ‫َ‬ ‫تَ َسـ َّمْوا بِأَ ْسـ َماء ا َألنِْبَيــاء ‪َ ،‬وأ َ‬
‫َح ُّ‬
‫ب َوُمَّرُة ) (‪. )2‬‬ ‫َو َه َّم ٌام ‪َ ،‬وأَقَْب ُحَها َحْر ٌ‬
‫أما املك**روه من األمساء واحملرم فق *د ذكر ابن ح**زم اتف *اق العلم**اء على حترمي كل‬
‫اسم معبد لغري اهلل كعبد الع * **زى وعبد هبل وعبد عم * **رو وعبد الكعبة ‪ ،‬وما أش * **به‬
‫ذلك فال حتل التس* * * * * * * * * * * * * **مية بعبد علي وال عبد احلسني وال عبد الكعبة (‪ ، )3‬وروى‬
‫الِم ِإلَى ِ‬
‫اهلل‬ ‫ب اْل َك َ‬ ‫مس**لم من ح**ديث مسرة بن جن**دب ‪ t‬أن رس**ول اهلل ‪ S‬ق**ال ‪ ( :‬أ َ‬
‫َح ُّ‬
‫اهلل وال ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ضـُّر َك بَـأَيِِّه َّن بَـ َدْأ َ‬
‫ت ‪َ ،‬و َال تُ َسـ ِّمَي َّن‬ ‫اهلل أ َْكَب ُـر ‪َ ،‬ال يَ ُ‬ ‫ْح ْم ُد لله َو َال ِإلَ َـه ِإ َّال ُ‬
‫اهلل َو ُ‬ ‫أَْربَ ٌع ُسْب َحا َن َ َ‬
‫ـول ‪:‬‬ ‫ـول ‪ :‬أَثَ َّم ُه َـو ؟ فَ َ‬
‫ال يَ ُكـو ُن َفَيُق ُ‬ ‫ك َتُق ُ‬ ‫يحا َو َال أَ ْفَل َح ‪ ،‬فَِإنَّ َ‬ ‫ِ‬
‫احا َو َال نَج ً‬ ‫ك يَ َسـ ًارا َو َال َربَ ً‬ ‫الَم َ‬ ‫غُ َ‬
‫َال ِإنََّما ُه َّن أَْربَ ٌع فَ َال تَِزي ُد َّن َعَل َّى ) (‪. )4‬‬
‫ق**ال ابن القيم ‪ ( :‬ويف معىن ه**ذا مب**ارك ومفلح وخري وس**رور ونعمة وما أش**به‬
‫ذلك ‪ ،‬فإن املعىن الذي ك*ره له النيب ‪ S‬التس*مية بتلك األربع موج*ود فيها فإنه يق*ال‬
‫أعن **دك خري ؟ أعن **دك س **رور ؟ أعن **دك نعمة ؟ فيق **ول ‪ :‬ال ‪ ،‬فتش **مئز القل **وب من‬
‫ذلك وتتطري به ‪ ،‬وت **دخل يف ب **اب املنطق املك **روه ‪ ..‬وفيه معىن آخر يقتضي النهي‬
‫وهو تزكية النفس بأنه مبارك ومفلح ‪ ،‬وقد ال يكون كذلك ) (‪. )5‬‬
‫ومن س* * * **وء األدب يف التس* * * **مية التس* * * **مي ُة بأمساء الش* * * **ياطني كخ* * * **نزب والوهلان‬
‫‪1‬البخاري يف فرض اخلمس ‪ ،‬باب قول اهلل تعاىل فأن هلل مخسه وللرسول ‪. )2947 ( 3/1134‬‬
‫‪2‬أبو داود يف كتاب األدب ‪ ،‬باب يف تغيري األمساء ‪ ، )4950 (4/287‬األدب املفرد ( ‪. )814‬‬
‫‪3‬حتفة املودود ص ‪ ، 113‬ق* **ال ابن القيم يف التعقيب على رأي ابن ح* **زم ‪ ( :‬أما قوله أنا ابن عبد املطلب‬
‫فهذا ليس من ب*اب إنش*اء التس*مية ب*ذلك ‪ ،‬وإمنا هو ب*اب اإلخب*ار باالسم ال*ذي ع*رف به املس*مى دون غ*ريه‬
‫واألخب*ار مبثل ذلك على وجه تعريف املس*مى ال حيرم ‪ ..‬فب*اب اإلخب*ار أوسع من ب*اب اإلنش*اء ؛ فيج*وز ما‬
‫ال جيوز يف اإلنشاء ) انظر السابق ص ‪. 114‬‬
‫‪4‬مسلم يف كتاب األدب ‪ ،‬باب كراهة التسمية باألمساء القبيحة وبنافع وحنو ‪. )2137 ( 3/1685‬‬
‫‪5‬حتفة املودود ص ‪.116‬‬
‫‪35‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫واألع **ور واألج **دع ‪ ،‬ومنها أمساء الفراعنة واجلب **ابرة كفرع **ون وق **ارون وهام **ان ‪،‬‬
‫ومنها أمساء املالئكة كجربائيل وميكائيل وإس**رافيل فإنه يك**ره تس**مية اآلدم**يني هبا ‪،‬‬
‫ومنها األمساء اليت هلا مع * * **ان تكرهها النف * * **وس وال تالئمها كح * * **رب وم * **رة وكلب‬
‫وحية وأشباهها (‪. )1‬‬
‫وإذا مل حيسن األب تس * * **مية ول * * **ده فعلى الولد بعد بل* * **وغ الرشد أن يغري امسه ‪،‬‬
‫ألن االسم كما ي**دعى به الش**خص يف ال*دنيا فإنه ي*دعى به ي*وم القيامة ‪ ،‬ف*إن ك*ان‬
‫االسم يؤذي النفس يف الدنيا فهو يف اآلخرة من باب أوىل ‪ ،‬والص*واب ال*ذي دلت‬
‫عليه السنة الصحيحة الصرحية ونص عليه األئمة كالبخ*اري وغ*ريه ‪ ،‬أن املرء ي*دعى‬
‫ألبيه يف ال * * **دنيا واآلخ * * **رة ‪ ،‬وليس كما يظن البعض أنه ي * * **دعى بأمه ي * * *وم القيامة ‪،‬‬
‫ِ‬
‫ين‬
‫ـع اهللُ األ ََّول َ‬‫روى مس**لم من ح**ديث ابن عمر ‪ t‬أن رس**ول اهلل ‪ S‬ق**ال ‪ ( :‬إِ َذا َج َـم َ‬
‫يل ‪َ :‬ه ِذ ِه غَ ْد َرةُ فُالَ ِن بْ ِن فُالَ ٍن ) (‪. )2‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين َي ْو َم الْقيَ َامة ُي ْرفَ ُع ل ُك ِّل غَاد ٍر ل َواءٌ فَق َ‬
‫َواآلخ ِر َ‬
‫وال ح* * * **رج يف تغيري االسم ألن النيب ‪ S‬فعل ذلك وأمر به ‪ ،‬روى مس* * **لم من‬
‫اهلل ‪َ S‬ج ِميَلَة‬‫ول ِ‬ ‫ال لََها َع ِ‬
‫اصَي ُة ‪ ،‬فَ َس َّم َاها َر ُس ُ‬ ‫َن ْابَنًة لُِع َمَر َكانَ ْ‬
‫ت ُيَق ُ‬ ‫حديث ابن عمر ‪ ( : t‬أ َّ‬
‫) (‪ ، )3‬وروى أيضا من ح*ديث زينب بنت أم س*لمة أهنا ق*الت ‪َ ( :‬كـا َن ا ْسـ ِمي َب َّـرَة‬
‫اس ُمَها َبَّرُة فَ َس َّم َاها‬ ‫ت َج ْح ٍ‬ ‫ب بِْن ُ‬ ‫الت ‪ :‬و َد َخ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ش َو ْ‬ ‫لت َع ْليه َزْيَن ُ‬ ‫ب ‪ ،‬قَ ْ َ‬ ‫فَ َس َّمان ي َر ُسول اهلل ‪َ S‬زْيَن َ‬
‫َزْيَنب ) (‪ ، )4‬وروى البخاري من حديث سعيد بن املس*يب عن أبيه عن ج*ده ‪ t‬أن‬
‫ـال ‪َ :‬ال أُ َغِّيُر ا ْسـ ًما‬‫ت َسـ ْه ٌل ‪ ،‬قَ َ‬‫ـال ‪ :‬أَنْ َ‬‫ـال َح ْـز ٌن ‪ ،‬قَ َ‬
‫ك ‪ ،‬قَ َ‬‫ـال ‪َ :‬ما ا ْسـ ُم َ‬ ‫أتى النيب ‪َ ( : S‬فَق َ‬
‫ْحُزونَُة ِف َينا َبْع ُد ) (‪. )5‬‬ ‫ِ‬
‫ب ‪ :‬فَ َما َزالَت ال ُ‬ ‫َس َّمانِ ِيه أَبِى ‪ ،‬قَ َال ْاب ُن ال ُْم َسَّي ِ‬

‫وق **ال أبو داود بعد أن أورد ه **ذا احلديث ‪ ( :‬وغري النيب ‪ S‬اسم الع **اص وعزيز‬
‫وعتلة وش **يطان واحلكم وغ **راب وحب **اب وش **هاب فس **ماه هش **اما ‪ ،‬ومس *ى حربا‬
‫س* **لما ومس* *ى املض* **طجع املنبعث ‪ ،‬وأرضا تس* **مى عف* **رة مساها خض* **رة ‪ ،‬وش* **عب‬

‫‪1‬السابق ص ‪117‬بتصرف ‪.‬‬


‫‪2‬مسلم يف اجلهاد والسري ‪ ،‬باب حترمي الغدر ‪. )1735 ( 3/1359‬‬
‫‪3‬مسلم يف كتاب األدب ‪ ،‬باب استحباب تغيري االسم القبيح إىل حسن ‪. )2139 ( 3/1687‬‬
‫‪4‬املوضع السابق حديث رقم ( ‪. )2142‬‬
‫‪5‬البخاري يف كتاب األدب ‪ ،‬باب اسم احلزن ‪ ، )5836 ( 2288 /5‬واحلزونية الغلظة ‪.‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪36‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫الض* **اللة مساه ش* **عب اهلدى ‪ ،‬وبنو الزنية مساهم بين الرش* **دة ‪ ،‬ومسى بين مغوية بين‬
‫رشدة ‪ ،‬قال أبو داود تركت أسانيدها لالختصار ) (‪. )1‬‬
‫ق **ال ابن القيم ‪ ( :‬ومما مينع تس **مية اإلنس **ان به أمساء ال **رب تب **ارك وتع **اىل ‪ ،‬فال‬
‫جيوز التس * **مية باألحد والص * **مد وال باخلالق وال ب * **الرازق ‪ ،‬وك * **ذلك س* **ائر األمساء‬
‫املختصة ب **الرب تب **ارك وتع **اىل ‪ ،‬وال جتوز تس **مية املل **وك بالق **اهر والظ **اهر كما ال‬
‫جيوز تسميتهم باجلبار واملتكرب واألول واآلخر والباطن وعالم الغيوب ) (‪. )2‬‬
‫وقد ثبت عند أيب داوود وص **ححه األلب **اين من ح **ديث ش **ريح بن ه **انئ ‪( :‬‬
‫اهلل ‪ S‬مـع َقوِم ِـه سـ ِمع ُهم ي ْكنُونَـهُ بِـأَبِي الح َك ِم فَـ َد َعاهُ رسـول ِ‬ ‫لما وفَـ َد إِلى رسـول ِ‬
‫اهلل‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫ََ ْ َ َ َْ‬ ‫َُ‬ ‫أَنَّهُ َّ َ‬
‫الح َك ِم ‪َ ،‬ف َقــال ‪ :‬إِ َّن َقـ ْـوِمي إِ َذا‬
‫لم تُ ْكنَى أَبَا َ‬
‫الح ْك ُم فَ َ‬
‫ِ‬
‫الح َك ُم َوإِ ْليــه ُ‬
‫‪َ S‬ف َقال ‪ :‬إِ َّن اهللَ ُه َو َ‬
‫ضَي كِالَ ال َفـ ِري َقْي ِن َف َقــال رس ـول ِ‬ ‫ت بْيَن ُهم ‪َ ،‬فر ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬
‫اهلل ‪:S‬‬ ‫َُ‬ ‫ا ْختَل ُفــوا في َشيْء أََتـ ْـون ي فَ َح َك ْم ُ َ ْ َ‬
‫اهلل ‪ ،‬قَ ــال ‪ :‬فَ َم ْن‬ ‫ـك ِمن الول ـ ِـد ؟ قَ ــال لي ُشـ ـريْح ومسـ ـلم و َعْبـ ـ ُد ِ‬
‫َ (ٌ‪َ ٌ ْ ُ َ)3‬‬ ‫َح َسـ ـ َن َهـ ـ َذا فَ َما ل ـ َ َ َ‬
‫َما أ ْ‬
‫ت أَبُو ُش َريْ ٍح ) ‪.‬‬ ‫أَ ْكَب ُر ُه ْم ؟ قُ ُ‬
‫لت ‪ُ :‬ش َريْ ٌح ‪ ،‬قَال ‪ :‬فَأَنْ َ‬
‫ومن احملرم أيضا التس* **مية مبلك املل * **وك وس* **لطان الس * **الطني وشاهنش* **اه ‪ ،‬روى‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مس*لم من ح*ديث أيب هري*رة أن رس*ول اهلل ‪ S‬ق*ال ‪ ( :‬إ َّن أَ ْخَنع ا ْسـ ٍم عْنـ َد اللّـه َر ُج ٌ‬
‫ـل‬
‫ظ رج ٍـل َعَلى ِ‬ ‫(‪) 4‬‬ ‫ـك األَم َ ِ‬ ‫ِ‬
‫اهلل َي ْـوَم‬ ‫الك ) ‪ ،‬ويف رواية أخ*رى عن**ده ق**ال ‪ ( :‬أَ ْغَيـ ُ َ ُ‬ ‫تَ َسـ َّمى َمل َ ْ‬
‫اهلل ) (‪. )5‬‬ ‫ك ِإ َّال ُ‬‫ال ِك َال َمِل َ‬ ‫َخَبثُُه َوأَ ْغَيظُُه َعَلْيِه َر ُج ٌل َكا َن يُ َس َّمى َمِل َ‬
‫ك األَْم َ‬ ‫الِْقَي َامِة َوأ ْ‬
‫قال بن القيم ‪ ( :‬ويف معىن ذلك كراهية التسمية بقاضي القضاء وح*اكم احلك*ام‬
‫ف **ان ح **اكم احلك **ام يف احلقيقة هو اهلل ‪ ،‬وق* *د ك **ان مجاعة من أهل ال **دين والفضل‬
‫يتورع **ون عن إطالق لفظ قاضي القض **اة وح **اكم احلك **ام قياسا على ما يبغضه اهلل‬
‫ورس **وله من التس **مية مبلك األمالك وه **ذا حمض القي **اس ‪ ،‬وك **ذلك حترم التس **مية‬
‫بسيد الناس وسيد الكل كما حيرم س*يد ولد آدم ‪ ،‬ف*ان ه*ذا ليس ألحد إال لرس*ول‬

‫‪1‬سنن أيب داود ‪. 289 /4‬‬


‫‪2‬حتفة املودود ص ‪.125‬‬
‫‪3‬أبو داود يف األدب ‪ ،‬باب يف تغيري االسم القبيح ‪ ، )4955 ( 4/289‬األدب املفرد ( ‪. )811‬‬
‫‪4‬مسلم يف كتاب اآلداب ‪ ،‬باب حترمي التسمي مبلك األمالك ومبلك امللوك ‪. )2143 ( 3/1688‬‬
‫‪5‬املوضع السابق ‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫اهلل وحده فهو سيد ولد آدم ‪ ،‬فال حيل ألحد أن يطلق على غريه ذلك ) (‪. )1‬‬
‫روى أبو داود وص**ححه الش**يخ األلب**اين من ح**ديث عبد اهلل بن الش**خري ‪ t‬أنه‬
‫ت في وفْ ِد بَنِي َع ِام ٍر ِإلَى ر ُس ِ‬
‫السيِّ ُد‬
‫ال ‪َّ :‬‬ ‫ول اهلل ‪َ S‬فُقلنا ‪ :‬أَنْ َ‬
‫ت َسيِّ ُدنا ‪ ،‬ف َق َ‬ ‫َ‬ ‫قال ‪ ( :‬انْطَلَ ْق ُ َ‬
‫كم‬ ‫ـال ‪ :‬قُولُــوا بَِقــولِكم أَو بع ِ ِ‬
‫ض ـالً ‪َ ،‬وأَ ْعظَ ُمَنا طَـ ْـوالً ‪َ ،‬فَقـ َ‬ ‫اهلل ‪ُ ،‬قلْنا ‪َ :‬وأَفْ َ‬
‫ض َقـ ْـول ُ‬ ‫ْ َْ‬ ‫ْ‬
‫(‪) 2‬‬
‫ض ـلُنا فَ ْ‬
‫َّكم ال َّشـْيطَا ُن ) ‪ ،‬وال ين**ايف ه**ذا قوله ‪ :‬أنا س**يد ولد آدم ‪ ،‬ف**إن ه**ذا‬ ‫َوالَ يَ ْسـَت ْج ِرَين ْ‬
‫إخبار منه عما أعطاه اهلل من سيادة النوع اإلنساين وفضله وشرفه عليهم (‪. )3‬‬
‫ق* * * **ال ابن القيم ‪ ( :‬وأما األمساء اليت تطلق عليه وعلى غ* * * **ريه كالس* * * **ميع والبصري‬
‫وال* **رءوف وال* **رحيم فيج* **وز أن خيرب مبعانيها عن املخل* **وق وال جيوز أن يتس **مى هبا‬
‫على اإلطالق حبيث يطلق عليه كما يطلق على الرب تعاىل ) (‪. )4‬‬
‫ومن مث ال جيوز تس* **مية اإلنس* **ان باسم من أمساء اهلل احلسىن الثابتة يف الكت* **اب‬
‫والسنة ‪ ،‬وال يتعبد بالتس*مي السم مل يس*مي اهلل نفسه به ‪ ،‬وال يتعبد السم ذك*ره‬
‫اهلل مقيدا فيطلقه هو يف تعبده ‪ ،‬ألن اهلل حذرنا من تس**ميته مبا مل يسم به نفسه يف‬
‫ْح ْسـ ـنَى فَ ــا ْد ُعوهُ بِ َها َو َذ ُروا‬ ‫ِ‬
‫كتابه أو يف س **نة نبيه ‪ S‬ق **ال تع **اىل ‪َ  :‬وهلل األَ ْسـ ـ َماءُ ال ُ‬
‫ين ُيل ِْح ُدو َن ِفي أ َْس َمائِِه َسيُ ْج َز ْو َن َما َكانُوا َي ْع َملُو َن ‪[ ‬األعراف‪. ]180:‬‬ ‫ِ‬
‫الذ َ‬
‫وينبغي التنبه إىل أن التعبد هلل باإلض **افة ألمسائه احلسىن من آداب دع **اء العب **ادة‬
‫وتوحيد العبودية هلل ‪ ،‬ق **ال ابن تيمية ‪ ( :‬ش **ريعة اإلس **الم ال **ذي هو ال **دين اخلالص‬
‫هلل وح* **ده تعبيد اخللق ل* **رهبم كما س* **نه رس* **ول اهلل ‪ S‬وتغيري األمساء الش **ركية إىل‬
‫األمساء اإلس**المية واألمساء الكفرية إىل األمساء اإلميانية ‪ ،‬وعامة ما مسى به النيب عبد‬
‫اهلل وعبد الرمحن ‪ ،‬كما قال تعاىل ‪  :‬قُ ِل ا ْد ُعوا اهلل أَ ِو ا ْد ُعوا َّ‬
‫الر ْح َم َن أَيّاً َما تَ ْد ُعوا َفَل ُه‬
‫ْح ْسَنى ‪[ ‬اإلسراء‪ ، ]110 :‬فإن هذين االمسني مها أصل بقية أمساء اهلل تعاىل‬ ‫اء ال ُ‬‫َس َم ُ‬
‫األ ْ‬
‫وك**ان ش**يخ اإلس**الم اهلروي قد مسى أهل بل**ده بعامة أمساء اهلل احلسىن ‪ ،‬وك**ذلك‬
‫أهل بيتنا غلب على أمسائهم التعبيد هلل كعبد اهلل وعبد ال**رمحن وعبد الغين والس**الم‬
‫والق* * * * **اهر واللطيف واحلكيم والعزيز وال* * * * **رحيم واحملسن واألحد والواحد والق * * **ادر‬
‫‪1‬حتفة املودود ص ‪.115‬‬
‫‪2‬أبو داود يف كتاب األدب ‪ ، )4806 ( 4/254‬وانظر صحيح أيب داود ‪. )4021(3/912‬‬
‫‪3‬حتفة املودود ص ‪126‬بتصرف ‪.‬‬
‫‪4‬السابق ص ‪.127‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪38‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫والكرمي وامللك واحلق ‪ ،‬وقد ثبت يف صحيح مسلم عن ن**افع عن عبد اهلل بن عمر‬
‫أن النيب ‪ S‬قال أحب األمساء إىل اهلل عبد اهلل وعبد ال*رمحن وأص*دقها ح*ارث ومهام‬
‫وأقبحها حرب ومرة ‪ ،‬وكان من شعار أصحاب رس*ول اهلل ‪ S‬معه يف احلروب يا‬
‫بين عبد ال* **رمحن يا بين عبد اهلل يا بين عبيد اهلل كما ق* **الوا ذلك ي* **وم ب* **در وح* **نني‬
‫والفتح والطائف فكان شعار امله*اجرين يا بين عبد ال*رمحن ‪ ،‬وش*عار اخلزرج يا بين‬
‫عبد اهلل ‪ ،‬وشعار األوس يا بين عبيد اهلل ) (‪. )1‬‬
‫ونظ* * * **را ألمهية املوض* * * **وع فس* * * **وف نبحث يف كل اسم من األمساء احلسىن عمن‬
‫تس* **مى بالتعبد له يف ت **اريخ املس* **لمني الق* **دامى واملعاص* **رين ‪ ،‬لنتع* **رف على األمساء‬
‫احلسىن اليت مل يتعبد هبا أحد من قبل ‪ ،‬فيس* **ارعوا بتس* **مية أوالدهم وأنفس **هم هبا ‪،‬‬
‫وقد وس* * **عت دائ* * **رة البحث مس* * **تخدما تقنية احلاس* * **وب يف ف* * **رز أك* * **ثر من ثالثني‬
‫موس * **وعة علمية حتت * **وي آالف الكتب املرجعية ل* * **رواة احلديث والعلم * **اء واألدب * **اء‬
‫والش * **عراء وكتب الطبق * **ات على اختالف تنوعها ‪ ،‬وإن مل جند مرادنا فيها حبثنا يف‬
‫مجيع حمركات البحث على اإلنرتنت ودليل اهلاتف للدول العربية ‪.‬‬

‫‪1‬كتب ورسائل وفتاوى ابن تيمية يف العقيدة ‪. 379 /1‬‬


‫‪39‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫الباب الثاني‬
‫الدعاء بكل اسم من األسماء دعاء عبادة‬
‫******************************‬
‫‪   -1‬الرحمن ‪:‬‬
‫دع**اء العب**ادة باسم اهلل ال**رمحن هو امتالء القلب بالرمحة واحلب واحلرص على ما‬
‫ينفع عم* * **وم اخللق ؛ ف* * **الرمحن رمحته عامة وتوحيد العبد لالسم يف س* * **لوكه يقتضي‬
‫الرمحة العامة بعب **اد اهلل ‪ ،‬س **واء ك **انوا مؤم **نني أو ك **افرين ‪ ،‬ف **املؤمنون حيب هلم ما‬
‫حيب لنفسه في **وقر كب **ريهم وي **رحم ص **غريهم وجيعل رمحته موص **ولة إليهم ‪ ،‬يس **عد‬
‫بس **عادهتم وحيزن حلزهنم ‪ ،‬أما رمحته بالك **افرين فيح **رص على دع **وهتم ويس **هم يف‬
‫إمخاد كف * **رهم والن * **ار اليت حترقهم ‪ ،‬وجيتهد يف نص * **حهم واألخذ على أي * **دهم ولو‬
‫جبه**ادهم يف بعض املواطن ‪ ،‬فلو علم الك**افر ما ينتظ**ره من الع**ذاب لش**كر كل من‬
‫دعاه إىل تقوى اهلل ولو ساقه بس*يوف احلق من بني يديه ومن خلفه ‪ ،‬ق*ال تع*اىل ‪:‬‬
‫ال يَا َويْ َلتي ْليَتِني ْلم‬
‫الر ُس ـول َس ـِبي ً‬
‫ت َمـ َـع َّ‬ ‫الم َعلى يَ َديْـ ِـه َيُقــول يَا ْليَتِني اتَّ َـ‬
‫خ ْـذ ُ‬ ‫‪َ ‬وَيـ ْـوَم َيَع ُّ َّ‬
‫ض الظ ُ‬
‫لإلنْ َسـ ِان َـخ ُذو ًال ‪‬‬
‫شـْيطَا ُن ِ‬‫ـاءنِي َو َكـا َن ال َّ‬ ‫أَتَّ ِـخ ْذ فُالنـاً َخلي ً‬
‫ال لَق ْـد أَ َ ِ‬
‫ضـلني َع ِن ال ِّـذ ْك ِر َبْعـ َد ِإ ْذ َج َ‬
‫[الفرقان‪. ]27/29 :‬‬
‫أما األدلة على ما س*بق فقد روى أبو داود وص*ححه الش*يخ األلب*اين من ح*ديث‬
‫الر ِاح ُمــو َن َيـ ْـر َح ُمُه ُم ال ـ َّـر ْح َم ُن ‪ْ ،‬ار َح ُمــوا أ َْهل‬
‫عبد اهلل بن عم **رو ‪ t‬أن النيب ‪ S‬ق **ال ‪َّ ( :‬‬
‫السَم ِاء ) ‪ ،‬ويف زيادة صحيحة عند الرتمذي ‪َّ ( :‬‬
‫الر ِاح ُمـو َن‬ ‫ض َيْر َح ْم ُك ْم َم ْن ِفي َّ‬
‫(‪) 1‬‬
‫األَْر ِ‬
‫سـ ـ َم ِاء ‪ ،‬ال ـ َّـر ِح ُم ُشـ ـ ْجَنٌة ِم َن‬
‫ض َيـ ْـر َح ْم ُك ْم َم ْن ِفي ال َّ‬
‫َيـ ْـر َح ُمُه ُم ال ـ َّـر ْح َم ُن ‪ْ ،‬ار َح ُمــوا َم ْن ِفي األَْر ِ‬
‫اهلل ) (‪ ، )2‬ويف املس **ند وص **ححه‬ ‫اهلل ‪َ ،‬وَم ْن قَطََعَها قَطََعـ ُـه ُ‬
‫له ُ‬ ‫صـ ُ‬
‫ص ـ َلها َو َ‬‫ال ـ َّـر ْح َم ِن ‪ ،‬فَ َم ْن َو َ‬
‫األلب**اين من ح*ديث عبد اهلل بن عم*رو ‪ t‬أن النيب ‪ S‬ق**ال وهو على املنرب ‪ْ ( :‬ار َح ُمـوا‬
‫صـِّرين ال ِـذين ي ِ‬ ‫اع الَقـول ‪ ،‬ويْل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صـُّرو َن َعلى َما‬ ‫للم َ َ ُ‬ ‫اهلل ل ُك ْم ‪َ ،‬ويْل َألق َْم ِ ْ َ ُ‬ ‫ُتْر َح ُموا َوا ْغفُروا َي ْغف ِر ُ‬
‫َفَعلوا َو ُه ْم َيْع ُلمو َن ) (‪ ، )3‬واألقماع هم الذين يس*معون الق*ول وال يعمل*ون به ‪ ،‬ش*به‬

‫‪1‬أبو داود يف األدب ‪ ،‬باب يف الرمحة ‪ ، )4941 ( 4/285‬صحيح اجلامع ( ‪. )3522‬‬


‫‪2‬الرتمذي يف الرب والصلة ‪ ، )4941 ( 4/285‬السلسلة الصحيحة ( ‪ )925‬والشجنة هي القرابة املتشابكة ‪.‬‬
‫‪3‬أمحد يف املسند ‪ ، )6541 (2/165‬صحيح اجلامع ( ‪. )897‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪40‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫النيب ‪ S‬آذاهنم باألقم* * **اع املخرومة يصب فيها الكالم كصب املاء يف األقم * **اع فال‬
‫تبقي شيئا ينتفع به (‪. )1‬‬
‫ومن دع* **اء العب* **ادة التس* **مية بعبد ال* **رمحن فهو أحب األمساء إىل اهلل ‪ ‬كما ثبت‬
‫ب أَ ْس ـ َمائِ ُك ْم ِإلى‬ ‫عند مس **لم من ح **ديث ابن عمر ‪ t‬أن رس **ول اهلل ‪ S‬ق **ال ‪ِ ( :‬إ َّن أ َ‬
‫َح َّ‬
‫اهلل َو َعْب ُد َّالر ْح َم ِن ) (‪ ، )2‬ومن جهة التسمية فقد تس*مى به كثري من املس*لمني‬ ‫اهلل َعْب ُد ِ‬
‫ِ‬
‫وعلى رأسهم عبد الرمحن بن عوف ‪( t‬ت‪ )32 :‬وهو من العشرة املبشرين باجلنة ‪،‬‬
‫هاجر اهلجرتني وشهد بدرا وأحدا واملشاهد كلها مع رسول اهلل ‪. )3( S‬‬
‫‪   -2‬الرحيم ‪:‬‬
‫دع* **اء العب* **ادة باسم اهلل ال* **رحيم هو امتالء القلب برمحة ال* **والء ورقة الوف* **اء اليت‬
‫ت**دفع إىل حب املؤم**نني وبغض الك**افرين ‪ ،‬وأس**وتنا يف ذلك هو س**يد اخللق أمجعني‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ،‬ق* **ال تع* **اىل ‪  :‬لَـق ـ ْـد َـجـ َ‬
‫ـاء ُك ْم َر ُس ـ ـول م ْن أَْنُفس ـ ـ ُك ْم َع ِزيـ ـ ٌـز َع ْليـ ــه َما َعنت ُّْم َحـ ـ ِر ٌ‬
‫يص َع ْلي ُك ْم‬
‫وف َر ِح ٌيم ‪[ ‬التوب* **ة‪ ، ]128:‬وقد ك **ان النيب ‪ S‬رحيما بأص **حابه رفيقا‬ ‫ين َرُؤ ٌ‬ ‫بِ ـ ِ ِ‬
‫ـالمْؤمن َ‬
‫ُ‬
‫حبيبا قريبا ص **ديقا ‪ ،‬روى البخ **اري من ح **ديث مالك بن احلويرث ‪ t‬أنه ق **ال ‪( :‬‬
‫ت‬‫أََتْي ُ‬
‫النَِّبّي‬
‫لما َرأَى َشـْوَقَنا ِإلى‬ ‫ين ْليلـ ًة ‪َ ،‬و َكـا َن َر ِح ًيما َرِفيًقا ‪ ،‬فَ َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ‪ S‬في َنَـف ٍر م ْن َق ْـومي فَأَقَ ْمَنا عْنـ َدُه ع ْشـ ِر َ‬
‫الُة فَ ُليـ َـؤ ّذ ْن ل ُك ْم‬ ‫ض ـَر ِت ال َّ‬
‫صـ َ‬ ‫صـلوا ‪ ،‬فَ ـِإ َذا َح َ‬ ‫ـوه ْم َو َ‬ ‫لم ُ‬‫الينا قَــال ‪ْ :‬ار ِجُعــوا فَ ُكونُــوا ِفي ِه ْم َو َع ُـ‬
‫أ ََه َ‬
‫اهلل ‪S‬‬‫َح ُد ُكم و ـلي ُـؤَّم ُكم أ َْك ـبـر ُكم ) (‪ ، )4‬وعند مس**لم من ح**ديث عي**اض ‪ t‬أن رس**ول ِ‬
‫أ َـ ْ َ َ ْ َ ُ ْ‬
‫ِّق ُمَوفَّ ٌق ‪،‬‬
‫ص ـ ـد ٌ‬ ‫ط ُمَت َ‬ ‫ان ُمْق ِس ـ ـ ٌ‬
‫الثَ ـ ـٌة ‪ُ ،‬ذو س ـ ـلطَ ٍ‬
‫ُ‬ ‫الجنَِّة ثَ َ‬
‫قَ* **ال ذات ي* **وم يف خطبته ‪َ ( :‬وأ َْهل َ‬
‫ف ُذو ِعَي ـ ــال ) (‪، )5‬‬ ‫ـف ُمَتَعِّف ٌ‬‫لب ل ُكل ِذي ُقـ ـ ْـربَى ‪َ ،‬وُم ْسـ ـ ـ ٍلم َو َعِفي ـ ـ ٌ‬ ‫يم َرِقي ـ ـ ُـق الَق ِ‬ ‫ِ‬
‫َوَر ُجل َرح ٌ‬
‫فالطاعة ت**دفع إىل الرمحة والعفو واملغف**رة ‪ ،‬وتوحيد اهلل يس**توجب الف**وز والنج**اة يف‬

‫‪1‬انظر بتصرف لسان العرب ‪ ، 295 /8‬والغريب البن قتيبة ‪. 337 /1‬‬
‫‪2‬مسلم يف كتاب األدب ‪ ،‬باب النهي عن التكين بأيب القاسم ‪. )2132 ( 1682 /3‬‬
‫‪3‬انظر اإلصابة يف متييز الصحابة البن حجر العسقالين ‪. 346 /4‬‬
‫‪4‬البخاري يف كتاب األذان ‪ ،‬باب من قال ليؤذن يف السفر مؤذن واحد ‪. )602 ( 1/226‬‬
‫‪5‬مسلم يف كتاب اجلنة ‪ ،‬باب اليت يعرف هبا يف الدنيا أهل اجلنة وأهل النار ‪. )2865 ( 4/2197‬‬
‫‪41‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫اآلخرة ‪.‬‬
‫وممن تسمى عبد ال*رحيم أبو زي*اد احملاريب الك*ويف عبد ال*رحيم بن عبد ال*رمحن‬
‫بن حممد (ت‪ ، *)211:‬وأخ **رج له البخ **اري يف ص **حيحه ق **ال ‪َ ( :‬حـ َّـدَثنَا َعْب ـ ُد‬
‫ا ـل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َّـر ِح ِيم‬
‫الم ـَحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا ِربِي‬ ‫ُ‬
‫َّر‬ ‫ٍ‬
‫ُ قَ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال ‪َ :‬حـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َّـدَثنَا َزائـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َدةُ َع ْن ُح َمْيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد الطَّ ِويل َع ْن أَنَ ٍ‬ ‫ِ‬
‫س ‪ t‬قَ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال ‪ :‬أَخ َ‬
‫النَّبِّي‬
‫ُ ‪ S‬ص ـالَ َة ِ ِ‬
‫َّاس َونَـ ُـاموا ‪ ،‬أ ََما‬ ‫ص ـلى الن ُ‬ ‫ص ـلى ثُ َّم قَــال ‪ :‬قَ ـ ْد َ‬ ‫الليل ‪ ،‬ثُ َّم َ‬ ‫ف ْ‬ ‫صـ ِ‬ ‫الع َش ـاء إِلى نِ ْ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫إِنَّ ُك ْم في َ‬
‫(‪)1‬‬
‫وها ) ‪.‬‬ ‫صالَة َما ا ْنتَظَْرتُ ُم َ‬
‫‪   -3‬الملك ‪:‬‬
‫دع* **اء العب* **ادة هو أثر اإلميان بتوحيد اهلل يف امسه امللك ‪ ،‬ويتجلى ذلك يف تعظيم‬
‫امللك وحمبته ‪ ،‬ومواالته وطاعته ‪ ،‬وتوحي* * * * * **ده يف عبوديته ‪ ،‬واالس* * * * * **تجابة لدعوته ‪،‬‬
‫والغ* * * * * * * **رية على حرمته ‪ ،‬ومراقبته يف السر والعلن ‪ ،‬ورد األمر إليه ‪ ،‬وحسن التوكل‬
‫عليه ‪ ،‬ودوام االفتق **ار إليه ‪ ،‬وأعظم ج **رم يف حق امللك األوحد منازعته على ملكه‬
‫أو نس*بة ش*يء منه إىل غ*ريه ‪ ،‬فص*انع الش*يء ومؤلفه هو مالكه املتص*رف فيه ‪ ،‬ولو‬
‫اعتدى أحد عليه بسلب ملكه ونسبته إىل نفسه أو غريه ‪ ،‬سواء بالفعل أو باالدعاء‬
‫لك * **ان ظاملا م * **دعيا ما ليس له حبق ‪ ،‬ومن مث ف * **إن اهلل عز وجل وله املثل األعلى ملا‬
‫ك**ان منف**ردا ب**اخللق واألمر وله كم**ال امللك من جهة األص**الة واالس**تحقاق ‪ ،‬فإنه‬
‫من الظلم العظيم أن ي* * **دعي أحد من اخللق ما ليس له حبق يف أي معىن من مع* * **اين‬
‫الربوبية ‪ ،‬كما فعل فرعون وهام*ان وق*ارون والنم*رود بن كنع*ان ‪ ،‬أو ينسب لنفسه‬
‫امللك على وجه األص **الة ال على وجه األمانة واالمتح **ان ‪ ،‬فاإلنية الش **ركية ك **انت‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سـوا‬
‫آمنُوا َو ْلم يَلب ُ‬ ‫وال ت*زال مص*درا للظلم والطغي*ان وس*وء اخلامتة ‪ ،‬ق*ال ‪  : ‬الذ َ‬
‫ين َ‬
‫يمـاَنُهم بِظُ ٍلم أ ِ‬
‫ـك ُله ُم األَْم ُن َو ُه ْم ُمْهَت ـ ُدو َن ‪[ ‬األنع **ام‪ ، ]81/82 :‬روى البخ**اري من‬ ‫ُولئـ َ‬ ‫ِإ َـ ْ‬
‫ِ‬
‫ح* **ديث ابن مس* **عود ‪ t‬ملا ن* **زلت ه* **ذه اآلية ق* **ال ‪ ( :‬قُ َلنا يَا َر ُسـ ـول اهلل ‪ :‬أَُّيَنا َال يَظ ُ‬
‫ْلم‬

‫‪1‬البخاري يف مواقيت الصالة ‪ ،‬باب وقت العشاء إىل نصف الليل ‪. )546 ( 1/209‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪42‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫سـوا ِإ َيمـاَنُه ْم بِظُ ٍلم بِ ِشـْر ٍك ‪ ،‬أََو ْلم تَ ْسـ َمُعوا ِإلى َق ْـول‬
‫ُ‬ ‫س َك َما َتُقولـو َن ‪ْ :‬لم يَلِب‬ ‫َنْف َس ُه ؟ِ قَِ ِـال ‪ْ :‬لي َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لْق َمـا َن البْنـه ‪  :‬يَا ُبَن َّي َال تُ ْشـ ِر ْك باهلل إ َّن ال ِّشـْر َك لظُ ٌ‬
‫(‪) 1‬‬
‫لم َعظ ٌيم ‪ ، ) ‬فاملوحد يغ*ار على‬
‫امللك األوحد أن ي**رى غ**ريه يعبد يف مملكته ‪ ،‬ول**ذلك ك**ان الش**رك قبيحا يف قل**وب‬
‫املوحدين ‪ ،‬وكان توحيد اهلل ‪ ‬زينة حياة املوحدين ‪.‬‬
‫أما من جهة التس* * * * * **مية بعبد امللك والتعبد هبذا االسم فكثري من الس* * * **لف ورواة‬
‫احلديث تس **موا به ‪ ،‬منهم عبد امللك بن أيب بكر بن عبد ال **رمحن بن احلارث ‪ ،‬من‬
‫ص **غار الت **ابعني وهو ثقة ‪ ،‬روى عنه البخ **اري من ح**ديث أيب هري **رة ‪ t‬أن رس **ول‬
‫ين يَ ْشـ َر ُب َها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اهلل ‪ S‬قال ‪ ( :‬الَ يزنِي َّ ِ ِ‬
‫ب ال َخ ْم َر ح َ‬ ‫ين َي ْزني َو ْه َو ُم ْؤم ٌن ‪َ ،‬والَ يَ ْش َر ُ‬ ‫الزاني ح َ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َو ْه َو ُم ْؤِم ٌن َوالَ يَ ْس ِر ُق َّ‬
‫السا ِر ُق ح َ‬
‫(‪) 2‬‬
‫ين يَ ْس ِر ُق َو ْه َو ُم ْؤم ٌن ) ‪.‬‬
‫‪   -4‬القدوس ‪:‬‬
‫يتجلى توحي **د املس **لم لرب **ه يف امسه الق **دوس من خالل تنزيه **ه عن أقيس **ة التمثي **ل‬
‫والش**مول ال**يت حتكمن**ا وحتكم أوص**افنا ‪ ،‬كم**ا أن**ه ي**نزه اهلل عن وصف العب**اد له‬
‫العـ ـ ـ َّـزِة َع َّما‬
‫ب ِ‬ ‫ك َر ِّ‬ ‫إال ما وصف املرس* * **لون ‪ ،‬ق* * **ال تع* * **اىل ‪ُ  :‬س ـ ـ ـْب َحا َن َربِّ َ‬
‫ـالم َين ‪[ ‬الص **افات‪، ]182 :‬‬ ‫العـ ِ‬ ‫الح ْـمـ ُد ِهلل َر ِّ‬ ‫يِ‬
‫ب َ‬ ‫لين َو َ‬‫المْر َسـ ـ َ‬
‫الم َعلى ُ‬ ‫صــُفو َن َو َسـ ـ ٌ‬ ‫َ‬
‫فيصف اهلل مبا وصف به نفسه ومبا وص**فه به رس**وله ‪ S‬من غري حتريف‬
‫وال تعطيل ‪ ،‬ومن غري تكييف وال متثيل ‪ ،‬ويعلم أن ما ُو ِصف اهلل به‬
‫من ذلك فهو حق ليس فيه لغز وال أحاجي ‪ ،‬السيما إذا كان املتكلم‬
‫أعلم اخللق وأفص * **حهم يف البي * **ان والداللة واإلرش * **اد ‪ ،‬وهو س* **بحانه مع‬
‫ذلك ليس كمثله ش* * * * * **يء ال يف نفسه املقدسة املذكورة بأمسائه وص* * * **فاته‬
‫وال يف أفعاله (‪. )3‬‬
‫ومن دع **اء العب **ادة أيضا أن ي **نزه املس **لم نفسه عن املعاصي وال **ذنوب ‪،‬‬

‫‪1‬البخاري يف أحاديث األنبياء ‪ ،‬باب قوله واختذ اهلل إبراهيم خليال ‪. )3181 (3/1226‬‬
‫‪2‬انظر مص **نف عبد ال **رزاق ‪ ، 5/406‬ومعرفة الثق **ات ‪ ، 2/101‬واحلديث رواه البخ **اري يف كت **اب‬
‫األشربة ‪ ،‬باب النهىب بغري إذن صاحبه ‪. )2343 ( 2/875‬‬
‫‪3‬انظر يف ذلك ‪ :‬األربلية ض*من جمم*وع فت*اوى ابن تيمية ‪ ، 5/195‬والعقي*دة األص*فهانية ‪ ، 2/25‬والعقي*دة‬
‫الواس**طية ‪ ، 3/130‬والفرق**ان بني أولي**اء ال**رمحن وأولي**اء الش**يطان ‪ ، 11/250‬والكيالنية ‪، 12/446‬‬
‫وقاعدة يف الكالم علي املرشدة ‪. 11/480‬‬
‫‪43‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫ويطلب املعونة من ربه أن حيفظه يف مسعه وبص * * * * * * * * * * * * * * * * **ره وبدنه من مجيع‬


‫النقائص والعيوب ‪.‬‬
‫أما من جهة التس**مية بعبد الق**دوس فقد تس**مى به عبد الق**دوس بن احلج**اج أبو‬
‫مغ * **رية اخلوالين احلمصي (ت‪ ، * )212 :‬روى البخ * **اري عنه ق * **ال ‪َ ( :‬حـ ـ َّـدَثَنا أَبُو‬
‫اج ‪َ ،‬ـحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َّـدَثَنا‬
‫الح َّج ِ‬ ‫ـير ِة َعْبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُد ال ُـق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ِ‬
‫ُّوس بْ ُن َ‬
‫ِ‬
‫المغـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َ‬
‫ُ‬
‫األ َْو َز ِاعّي‬
‫اس رضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي اهلل عنهما أ َّ‬ ‫ـاء بْ ُن أَبِي َربَ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ٍ‬
‫ـاح َع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ‬ ‫ِ‬
‫َن‬ ‫ُ ‪َ ،‬حـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َّـدثَني َعطَ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ‬
‫النَّبِّي‬
‫َ ‪َ S‬تَزَّو َج َمْي ُمونََة َو ُهَو ُم ْح ِر ٌم ) (‪. )1‬‬
‫‪   -5‬السالم ‪:‬‬
‫أثر اإلميان بتوحيد اهلل يف امسه السالم أن يكف املسلم نفسه عن إخوانه فيس**لموا‬
‫من أذيته وحيرص على جريانه وقرابته ‪ ،‬روى البخ* * * * * * **اري من ح* * * * * * **ديث عبد اهلل بن‬
‫الم ْسـ ُلمو َن ِم ْن ل َسـانِِه َويَـ ِـدِه ) (‪ ، )2‬وروى‬ ‫لم ُ‬ ‫لم َم ْن َسـ َ‬ ‫عم**رو ‪ t‬أن النيب ‪ S‬ق**ال ‪ُ ( :‬‬
‫الم ْسـ ُ‬
‫اهلل َال ي ـ ْـؤِمن ‪ ،‬و ِ‬
‫ِ‬
‫اهلل َال‬ ‫البخ* **اري أيض* **ا من ح **ديث أيب ش* **رح ‪ t‬أن النيب ‪ S‬ق* **ال ‪َ ( :‬و ُ ُ َ‬
‫اهلل ؟ قَال ‪ِ :‬‬
‫الذي َال يَأَْم ُن َج ُارُه َبَوايَِق ُه ) (‪. )3‬‬ ‫اهلل َال يْؤِمن ‪ِ ،‬قيل ‪ :‬ومن يا رسول ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ََ ْ َ َ ُ‬ ‫ُيْؤم ُن ‪َ ،‬و ُ ُ‬
‫ومن ذل* **ك أيض* **ا أن يفش* **ي الس* **الم بني العب* **اد ‪ ،‬ويل* **تزم بتحي* **ة اإلس* **الم ‪ ،‬روى‬
‫الُم اسـْم ِمن‬‫لس َ‬ ‫الطرباين وصححه األلباين من حديث أيب هريرة ‪ t‬أن الن*يب ‪S‬ق*ال ‪ ( :‬ا َّ‬
‫(‪) 4‬‬
‫أسـماءِ اهلل فأفشـُوه َبينكم ) ‪ ،‬وعند البخ**اري من ح**ديث أيب هري**رة ‪ t‬أن الن**يب ‪S‬‬
‫ق**ال ‪ ( :‬خلــق اهلل آدم على صـ ِ‬
‫لم‬
‫ب فَ َسـ ْ‬‫لما َخلَقـ ُـه قَــال ‪ :‬ا ْذ َه ْ‬ ‫ورتِه ‪ ،‬طُولـ ُـه ِسـتُّو َن ِذَر ً‬
‫اعا ‪ ،‬فَ َّ‬ ‫َ َ ُ ََ َ ُ َ‬
‫ـك َوتَ ِحيَُّة ُذِّريَِّتـ َ‬
‫ـك‬ ‫ـك ‪ ،‬فَِإَّنَها تَ ِحيَّتُـ َ‬
‫ـوس ‪ ،‬فَا ْس ـَت ِم ْع َما يُ َحيُّونَـ َ‬ ‫النَفـ ِر ِمن الم َِ ِ‬ ‫َعلى أ ِ‬
‫الئ َـكـة ُجلـ ٌ‬ ‫ـك َّ َ َ‬ ‫ُولئـ َ‬
‫اهلل ‪ ،‬فَ ُكل َم ْن‬ ‫وه ور ْح ـم ُة ِ‬ ‫ِ‬
‫ـك َوَر ْح َـم ُة اهلل ‪َ ،‬ف َـز ُاد ُ َ َ َ‬ ‫الُم َع ْليـ َ‬
‫سـ َ‬
‫الُم َع ْلي ُك ْم ‪َ ،‬فَقــالوا ال َّ‬
‫سـ َ‬
‫َفَقــال ‪ :‬ال َّ‬
‫ورِة َ‬
‫(‪) 5‬‬
‫ص َبْع ُد َحتَّى اآل َن ) ‪.‬‬ ‫لق َيْنُق ُ‬ ‫لم َيَزل ال َخ ُ‬ ‫آدَم ‪ ،‬فَ ْ‬ ‫صَ‬ ‫الجنََّة َعلى ُ‬ ‫يَ ْد ُخل َ‬

‫‪1‬البخاري يف كتاب األشربة ‪ ،‬باب تزويج احملرم ‪. )1740 ( 2/652‬‬


‫‪2‬البخاري يف األشربة ‪ ،‬باب االنتهاء عن املعاصي ‪. )6119 ( 5/2379‬‬
‫‪3‬البخاري يف االستئذان ‪ ،‬باب إمث من ال يأمن جاره بوائقه ‪. )5670 ( 5/2240‬‬
‫‪4‬املعجم األوسط ‪ ، )3008 ( 3/231‬صحيح اجلامع ( ‪. )3697‬‬
‫‪5‬البخاري يف كتاب األدب ‪ ،‬باب بدء السالم ‪. )5873 ( 5/2299‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪44‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫ويف اجلملة ينبغي على املس*لم أن يس*لك س*بل الس*الم اليت ت*ؤدي إىل دار الس*الم‬
‫الم وي ْـخ ِرجُهم ِمن الظُّلم ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ـات ِإلى النُّو ِر‬ ‫الس ِ َ ُ ُ ْ َ َ‬ ‫ضَوانَُه ُسبُل َّ‬ ‫قال اهلل ‪َ  : ‬ي ْهدي بِه ُ‬
‫اهلل َم ِن َّاتَب َع ِر ْ‬
‫ِ ٍ ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫الم‬‫سـ ِ‬ ‫بِإ ْذنـه َوَي ْهـدي ِه ْم ِإلى صـَراط ُم ْسـَتق ٍيم ‪[ ‬املائ**دة‪ ، ]16 :‬وق*ال ‪َ  :‬و ُ‬
‫اهلل يَ ْـد ُعو ِإلى َدا ِر ال َّ‬
‫َوَي ْه ِدي َم ْن يَ َش ُاء ِإلى ِصَر ٍاط ُم ْسَتِق ٍيم ‪[ ‬يونس‪. ]25 :‬‬
‫أما من جهة التسمية بعبد السالم فقد تس*مى به كثري منهم أبو بكر عبد الس*الم‬
‫بن ح**رب (ت‪ ، )187 :‬أخ**رج عنه البخ**اري ‪ ،‬ق**ال ‪َ ( :‬ـح َّـدَثَنا الَف ْ‬
‫ضـل ْب ُن ُد َكْي ٍن ‪،‬‬
‫ـالت ‪ :‬قَـال النَِّبي ‪َ ( : S‬ال‬ ‫صـ َة َع ْن أُِّم َع ِطيََّة قَ ْ‬ ‫ِ‬
‫الِم بْ ُن َح ْـر ٍب َع ْن ه َشـ ٍام َع ْن َحْف َ‬ ‫َح َّدَثَنا َعْب ُد ال َّ‬
‫سـ َ‬
‫اآلخ ِر أ َْن تُ ِح َّد َفْو َق ثَ َال ٍث ِإ َّال َعلى َزْو ٍج ) (‪. )1‬‬ ‫اهلل واليوِم ِ‬
‫ِ ِ ٍ ِ ِ‬
‫يَحل الْمَرأَة ُتْؤم ُن بِ َ َ ْ‬
‫‪   -6‬المؤمن ‪:‬‬
‫أثر االسم يف س* * * * **لوك العبد وتوحي* * * * **ده هلل فيه هو يقني العبد يف ربه أنه ال يظلم‬
‫أح**دا من خلقه ‪ ،‬وأنه سينصر املظل**وم ولو بعد حني ‪ ،‬فيلجأ إىل اهلل أن يجريه من‬
‫ظلم الظ**املني ‪ ،‬ويثق أن وعد اهلل لعب**اده املؤم**نني ك**ائن ال حمالة ‪ ،‬وقد ك**ان لعائشة‬
‫رضي اهلل عنها موقف عظيم يف حادثة اإلفك ي* * * * * * **دل على توحي* * * * * * **دها هلل يف أمسائه‬
‫احلسىن وما دل عليه امسه املؤمن ‪ ،‬فعند البخ * **اري أن النيب ‪ S‬ق * **ال هلا ‪ ( :‬يَا َعائِ َشـ ـ ـةُ‬
‫ت فَا ْسـَت ْغِف ِري‬ ‫ت أَلمم ِ‬ ‫ِ‬
‫اهلل ‪َ ،‬وِإ ْن ُكْن َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فَِإنَُّه بَلغَني َعْنك َك َذا َو َك َذا ‪ ،‬فَِإ ْن ُكْنت بَِر َيئ ًة فَ َسيَُبِّرئُك ُ‬
‫ِ‬
‫اهلل َع ْلي ِـه ‪ ،‬تقـول عائشة رضي‬ ‫ـاب ُ‬ ‫ـاب تَ َ‬
‫اهلل وتُـوبِي ِإلي ِـه ‪ ،‬فَـِإ َّن العبـ َد ِإ َذا ا ْعَتـر َ ِ‬
‫ف بِ َذنِْبـه ثُ َّم تَ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬
‫لت‬‫س مْنـ ُـه قَطْ ـ َـرًة ‪َ ،‬وقُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لص َدْمعي َحتَّى َما أُح ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫التـ ُـه قَ َ‬ ‫ض ـى َر ُس ـول اهلل ‪َ S‬مَق َ‬ ‫لما قَ َ‬ ‫اهلل عنها ‪ :‬فَ َّ‬
‫اهلل ما أَ ْد ِري ما أَقُـول لرسـول ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لت ‪:‬‬ ‫اهلل ‪َ ، S‬فُق ُ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫ب َعنِّي َر ُسـول اهلل ‪ ، S‬قَـال ‪َ :‬و َ‬ ‫َألبِي ‪ :‬أَج ْ‬
‫اهلل ‪، S‬‬ ‫اهلل ما أَ ْد ِري ما أَقُـول لرسـول ِ‬
‫َُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ـالت ‪َ :‬و َ‬ ‫اهلل ‪ِ S‬ف َيما قَال ‪ ،‬قَ ْ‬ ‫ألُِّمي أ َِجيِبي َعنِّي رسول ِ‬
‫َُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت أَنَّ ُك ْم‬‫لم ُ‬ ‫لت َوأَنَا َجا ِريَ ـ ـةٌ َحديثَ ـ ـ ُة ال ِّس ـ ـ ِّن َال أَ ْـقـ َـرأُ َكثـ ـ ًـيرا م َن الُقـ ـ ْـرآن ‪ :‬إنِّي َواهلل لَقـ ـ ْـد َع ْ‬‫َفُق ُ‬
‫لت ل ُك ْم ِإنِّي بَِر َيئـ ٌة ‪،‬‬ ‫صـ َّدقْتُ ْم بِ ِـه ‪َ ،‬و ِلئ ْن قُ ُ‬ ‫ِ‬
‫َّاس َوَو َق َـر في أَْنُفسـ ُك ْم َو َ‬
‫سـ ِم ْعتُم ما يَتحـد ُ ِ ِ‬
‫َّث بـه الن ُ‬ ‫َ َْ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لم أَنِّي بَِر َيئـ ٌة‬ ‫ت ل ُك ْم بـأَْم ٍر ‪َ ،‬و ُ‬
‫اهلل َي ْع ُ‬ ‫لك ‪َ ،‬ولئ ِن ا ْعَـت َـر ْف ُ‬ ‫صـ ِّدقُون ي بـ َذ َ‬ ‫لم ِإنِّي َلب ِر َيئـ ٌة َال تُ َ‬‫اهلل َي ْع ُ‬
‫َو ُ‬
‫اهلل‬ ‫ِ‬
‫صـ ـ ـ ـْبٌر َجميل َو ُ‬ ‫ف ِإ ْذ قَ ـ ـ ــال ‪  :‬فَ َ‬ ‫ال ِإالَّ أَبَا يُو ُسـ ـ ـ ـ َ‬
‫َجـ ـ ـ ُد لي َول ُك ْم َمثَ ً‬ ‫اهلل َما أ ِـ‬
‫لتُصـ ـ ـ ـ ِّد ُقنِّي و ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ـ ـ ـُفو َن ‪ ، ‬ثُ َّم تَ َـ‬ ‫المس ـ ـ ـَتعا ُن َعلى ما تَ ِ‬
‫اهلل ‪،‬‬‫لت َعلى فَراشي ‪َ ،‬وأَنَا أ َْر ُجو أَ ْن ُيَـب ـ ـ ِّـرئَني ُ‬ ‫ح ـ ـ َّـو ُ‬ ‫َ‬ ‫ُْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وِ‬
‫َحَقـ ـ ـ ـ ُـر في َنْفسي م ْن أَ ْن ُيَت َك َ‬
‫لم‬ ‫ت أَ ْن ُيْنـ ـ ـ ـ ـزل في َشـ ـ ـ ـ ـأْن ي َو ْحًيا ‪َ ،‬و َألنَا أ ْ‬ ‫لك ْن َواهلل َما ظََنْن ُ‬ ‫َ‬
‫‪1‬البخاري يف الطالق ‪ ،‬باب الكحل للحادة ‪. )5025 ( 5/2043‬‬
‫‪45‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫آن ِفي أ ـَم ِري ‪ ،‬و ِ‬ ‫بِالُقر ِ‬


‫ت أ َْر ُِجو أَ ْن َي َـرى َِر ُسـول اهلل ‪ S‬فيِ النَّْوم ُرْؤيَا ُيَب ِّـرئُني ُ‬
‫اهلل ‪،‬‬ ‫لكنِّي ُكْن ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬
‫البْيت َحتَّى أُنْ ِزل َع ْليه ‪ ،‬فَأَ َخ َذ ُه َما َكا َن يَْأ ُخ ُذ ُه‬ ‫َفَو َ َ َ َ ْ َ ُ َ َ َ َ َ ٌ ْ ْ َ‬
‫ل‬ ‫َه‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫د‬ ‫َح‬‫أ‬ ‫ج‬ ‫ر‬‫خ‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫ه‬‫لس‬ ‫ج‬ ‫م‬ ‫ام‬‫ر‬ ‫ا‬‫م‬ ‫اهلل‬
‫لما ُسـِّري َع ْن‬ ‫ات ‪ ،‬فَ َّ‬ ‫ٍ‬
‫ـان ِمن العـر ِق ِفي يـوم َشـ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِمن البرح ِاء ‪ ،‬حتَّى ِإنَّه ليتحد ِ ِ‬
‫َْ‬ ‫الج َم َ َ َ‬ ‫َّر مْن ُـه مْثل ُ‬‫َ ُ ََ َ ُ‬ ‫َ َُ َ‬
‫ِ‬
‫لم بَها أَ ْن قَـال لي ‪ :‬يَا َعائ َشـةُ ‪ ،‬احمـدي‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫لمـة تَ َك َ‬ ‫ك ‪ ،‬فَ َكـا َن أََّول َك َ‬‫ض َح ُ‬ ‫َر ُسول اهلل ‪َ S‬و ُهَو يَ ْ‬
‫ِ‬ ‫ـومي ِإلى رسـول ِ‬ ‫الت لي أُِّمي ‪ :‬قُ ِ‬ ‫ِ‬
‫لت ‪َ :‬ال َواهلل ‪َ ،‬ال أَقُ ُ‬
‫ـوم‬ ‫اهلل ‪َ S‬فُق ُ‬ ‫َُ‬ ‫اهلل ‪َ ،‬فَق ْ‬ ‫اهلل َفَق ْد َبَّرأَك ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صـَبةٌ ِّمن ُك ْم ال‬ ‫اإل ْفـك ُع ْ‬ ‫ين َج ُاؤوا ب ِ‬ ‫اهلل ‪  : ‬إ َّن الذ َ‬ ‫اهلل فَأَْنَزل ُ‬ ‫َح َم ُد إالَّ َ‬ ‫ِإ ْليه ‪َ ،‬و َال أ ْ‬
‫اإلثِْم َوالـ ِـذي‬ ‫ب ِم َن ِ‬ ‫ٍ‬
‫وه َش ـّراً ل ُكم بَل ُـه َـو َخْـي ٌـر ل ُك ْم ل ُكل ْامـ ِرئ ِّمْن ُهم َّما ا ْكَت َس ـ َ‬ ‫تَ ْح َس ـبُ ُ‬
‫المْؤِمَنـ ُ‬
‫ـات بِأَنُف ِس ـ ِه ْم‬ ‫َتــولى ِك ـبـره ِمْنهم لــه عـ َذاب ع ِظيم لــوال ِإ ْذ س ـ ِمعتموه ظَ َّن ِ‬
‫المْؤمنُــو َن َو ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُْ ُ ُ‬ ‫َ ْ َُ ُ ْ ُ َ ٌ َ ٌ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـك‬‫شـ َه َداء فَأُْولئ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـاؤوا َع ْليـه بأ َْرَبَعـة ُشـ َه َداء فَـإ ْذ ْلم يَـْأتُوا بال ُّ‬ ‫ـك ُّمِب ٌ‬
‫ين ل ْـوال َج ُ‬ ‫َخْيراً َوقَالوا َـه َذا ِإ ْف ٌ‬
‫اهلل ُه ُم ال َك ِاذبُو َن ‪ ..‬اآليات ‪.)1( ) ‬‬ ‫ِعن َد ِ‬
‫وممن تس * **مى عبد املؤمن والد روح من رواة احلديث عند البخ * **اري ‪ ،‬ق * **ال يف‬
‫الم ْـؤِم ِن ‪َ ،‬ح َّـدَثَنا يَِزيـ ُد بْ ُن ُزَريْ ٍـع ‪َ ،‬ح َّـدَثَنا َسـ ِعي ٌد َع ْن‬ ‫ِ‬
‫إح*دى رواياته ‪َ ( :‬ح َّـدَثَنا َرْو ُح بْ ُن َعْبـد ُ‬
‫َع ِن‬ ‫ـادَة ‪ ،‬ـحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َّـدَثَنا أَنَس ْبن ما ـل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ٍ‬
‫ـك‬ ‫‪t‬‬ ‫ُ َُ‬ ‫َق ـَت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َ َ‬
‫النَِّبّي‬
‫ب ِفي ِظ َلها ِمائََة َع ٍام َال َيْقطَُعَها ) (‪. )2‬‬ ‫ِ ‪ S‬قَال ‪ِ :‬إ َّن ِفي الجنَِّة ل َشجرًة ي ِسير َّ ِ‬
‫الراك ُ‬ ‫ََ َ ُ‬ ‫َ‬
‫‪   -7‬المهيمن ‪:‬‬
‫دع * **اء العب * **ادة باسم اهلل املهيمن أن يتقي املس * **لم ربه يف قوله وفعله لعلمه أن اهلل‬
‫مهيمن رقيب مطلع على س **ره ‪ ،‬وأنه س **بحانه ال يمنعه حج **اب وال سرت أن ي **رى‬
‫عبده حال ذنبة وجيازيه على صنعه ‪ ،‬وأنه سيعاقب كل ظ**امل على ظلمه يف العاجل‬
‫قبل اآلجل ‪ ،‬ورمبا رأى العاصي س* * * **المة ماله وبدنه فظن أن * * * *ه ال عقوبة ‪ ،‬لكن اهلل‬
‫اهلل َغـ ِـاف ً‬
‫ال َع َّما َيْع َمل‬ ‫ميلي للظ **امل حىت إذا أخ **ذه مل يفلته ‪ ،‬ق **ال تع **اىل ‪َ  :‬وال تَ ْح َس ـَب َّن َ‬
‫صارُ ‪[ ‬إب**راهيم‪ ، ]42 :‬وق*ال ‪َ  : ‬م ْن َيْع َمل‬ ‫الظَّالمو َن ِإنَّما يَؤخِّر ُهم ليوٍم تَ ْش َخ ِ ِ‬
‫ص فيه األَبْ َ‬
‫ُ‬ ‫ُ َ ُ ُ ْ َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُسـوءاً يُ ْـج َـز بِـِـه َوال يَ ِـج ْد لـ ُـه م ْن ُدون اهلل َو ّليـاً َوال نَصـيراً ‪[ ‬النس**اء‪ ، ]123 :‬ومن مث ف**إن‬
‫املوحد بتوحي*ده هلل يف امسه املهيمن يص*دع ب*احلق وال خياف يف اهلل لومة الئم ‪ ،‬ف*إن‬
‫النفس قوامها ومرجعها إىل خالقها ‪ ،‬وهو مهيمن عليها وعلى اخلالئق أمجعني ؛‬
‫‪1‬البخاري يف املغازي ‪ ،‬باب تعديل النساء بعضهن بعضا ‪. )2518 ( 2/945‬‬
‫‪2‬البخاري يف بدء اخللق ‪ ،‬باب ما جاء يف صفة اجلنة وأهنا خملوقة ‪. )3079 (3/1187‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪46‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫فيدفعه ذلك إىل أن يتع * **زز بع * **زة اهلل ‪ ،‬ويعمل يف مرض * **اته ‪ ،‬وخيلص له النية ابتغ* **اء‬
‫وجهه ‪ ،‬ويس*تعني به دون غ*ريه ‪ ،‬مت*وكال عليه آخ*ذا بأس*باب الق*وة راض*يا بقض*ائه‬
‫وق**دره ‪ ،‬ق**ال تع**اىل ‪  :‬يا أَُّي َها الـ ِـذين آمنُــوا من يرتَـ َّـد ِمْن ُكم َعن ِدينِـ ِـه فَس ـو َ ِ‬
‫ف يَ ـأْتي اهللُ‬ ‫َْ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ َ َ ْ َْ‬ ‫َ‬
‫ين يُ َج ِـ‬
‫اه ُدو َن ِفي سـبِيل ِ‬ ‫ِ‬ ‫بَِقوٍم ي ِحُّبهم وي ِحبُّونَه أ َِذ ٍلة َعلى الم ْؤِمنِ ِ ٍ‬
‫اهلل َوال‬ ‫َ‬ ‫ين أَعَّزة َعلى ال َكاف ِر َ‬‫ُ َ‬ ‫ْ ُ ُ ْ َُ ُ‬
‫ليم ‪[ ‬املائدة‪. ]54 :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يَ َخافُو َن ْلوَم َة الئٍِم َذ َ‬
‫اء َواهللُ َواس ٌع َع ٌ‬‫ضل اهلل ُي ْؤتيه َم ْن يَ َش ُ‬
‫لك فَ ْ‬
‫أما من جهة التس* * * * **مية بعبد املهيمن ‪ ،‬فلم أجد يف رواة احلديث من تس * * **مى به‬
‫غري عبد املهيمن بن عب **اس بن س **هل بن س **عد الس **اعدي ‪ ،‬وهو من رواة احلديث‬
‫الض**عفاء وإن ك**انت التس**مية بعبد املهيمن حمم**ودة فهي تعبد هلل باسم من أمسائه ‪،‬‬
‫لكن ال**راوي م**رتوك احلديث عند النس**ائي ‪ ،‬وق**ال ابن حب**ان ‪ :‬ملا فحش ال**وهم يف‬
‫روايته بطل االحتج* * **اج به ‪ ،‬وعند ال* * **دارقطين ليس ب* * **القوي ‪ ،‬ومنكر احلديث عند‬
‫ابن اجلوزي (‪. )1‬‬
‫‪   -8‬العزيز ‪:‬‬
‫أثر االسم يف س**لوك العبد هو مظه**ر الع**زة ال**يت يش**عر هبا املس**لم يف توحي**ده لرب**ه‬
‫وعبوديت**ه وحب**ه وك**ل عم**ل يزي**ده من قرب**ه ‪ ،‬ويقين**ه أن الع**زة يف إتب**اع أم**ره ‪ ،‬وأن**ه‬
‫س**بحانه العزي**ز ال**ذي جع**ل الع**زة لنبي**ه ‪ S‬وأتباع**ه وحزب**ه ‪ ،‬وال يرض**ى ب**ديال عن ع**زة‬
‫اإلسالم وأهله حىت لو كانت ألهل*ه وعش*ريته وقوم*ه ‪ ،‬ورد عن*د البخ*اري من ح*ديث‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫صـطَ ِلق َوقَ ْـد ثَ َ‬
‫ـاب َمَع ُـه‬ ‫جابر بن عبد اهلل ‪ t‬أنه ق*ال ‪َ ( :‬غَزْونَا َم َع النَّبي ‪ S‬في َغ ْـزَوُة بَني ُ‬
‫الم ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫نَ ِ‬
‫ب‬‫صـا ِريًّا ‪َ ،‬فغَضـ َ‬ ‫اب فَ َك َسـ َع أَنْ َ‬
‫ين َر ُجـل َّلع ٌ‬ ‫المَهـاج ِر َ‬‫ين َحتَّى َكُث ُـروا ‪َ ،‬و َكـا َن م َن ُ‬ ‫المَهـاج ِر َ‬ ‫ـاس م َن ُ‬ ‫ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي ‪ :‬يَــا ل َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ي ‪ :‬يَــا‬ ‫المَـهـاجر ُّ‬ ‫صـار ‪َ ،‬وقَــال ُ‬ ‫ألنْ َ‬ ‫صـار ُّ‬‫اعْوا ‪َ ،‬وقَــال ا َألنْ َ‬
‫ضـًبا َشـدي ًدا َحتَّى تَـ َد َ‬ ‫ي َغ َ‬ ‫صـار ُّ‬ ‫ا َألنْ َ‬
‫الج ِاهليَِّة ‪ ،‬ثُ َّم قَـال ‪َ :‬مـا َشـْأُنُه ْم فَـأ ْ‬
‫ُخِبَر‬ ‫ين ‪ ،‬فَ َخَر َج النَِّب ُّي ‪َ S‬فَقال ‪َ :‬ما بَـال َد ْع َـوى أ َْهـل َ‬
‫ِ‬
‫للمَهاج ِر َ‬‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وهـا فَإنَهـا َخبيثَـٌة ‪َ ،‬وقَـال َعْبـ ُد اهلل بْ ُن أُبَي ْب ُن‬ ‫ي ‪َ ،‬فَقـال النَّب ُّي ‪َ : S‬د ُع َ‬ ‫صـار َّ‬ ‫ي ا َألنْ َ‬
‫المَهـاجر ِّ‬ ‫ب َك ْسـ َعة ُ‬
‫الم ِد َينـ ِـة ليُ ْـخ ِر َج َّن األ ََعـ ُّـز ِمْنَـهـا ا َأل َذل ) (‪ )2‬ويف رواي**ة‬ ‫ِ‬
‫اعْوا َع ْليَنــا لئ ْن َر َجْعَنــا ِإلى َ‬
‫َسـلول ‪ :‬أَقَـ ْـد تَـ َد َ‬
‫المَن ِافق َفَقال‬ ‫ب ُعنُ َق َه َذا ُ‬ ‫اهلل َد ْعِني أَ ْ‬
‫ض ِر ْ‬ ‫الرتمذي فقال عمر بن اخلطاب ‪ ( : t‬يا رسول ِ‬
‫َ َُ‬
‫النَِّبّي‬
‫‪1‬الضعفاء واملرتوكني البن اجلوزي ‪ ، )2193 ( 2/154‬واجلرح والتعديل البن أيب حامت ‪. )354 ( 6/68‬‬
‫‪2‬البخ*اري يف املن*اقب ‪ ،‬ب*اب ما ينهى من دع*وى اجلاهلية ‪ ، )3330 (3/1296‬وكس*عه ض*ربه على دب*ره‬
‫‪.‬‬
‫‪47‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫اهلل ‪:‬‬ ‫اهلل بْن َعْب ِـد ِ‬ ‫ِ‬ ‫َن ُم َح َّم ًدا َيْقتُل أَ ْ‬ ‫َّاس أ َّ‬
‫صـ َحابَُه ‪َ ،‬فَقـال ل ُـه ْابنُ(ُـه‪َ )1‬عْبـ ُد ُ‬ ‫َّث الن ُ‬ ‫ِ‬
‫ُ ‪َ : S‬د ْع ُـه َال َيَت َحـد ُ‬
‫الع ِز ُيز ‪َ ،‬فَفَعل ) َ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ك َّ‬ ‫لب َحتَّى تُقَّر أَنَّ َ‬ ‫ِ‬
‫الذليل َوَر ُسول اهلل ‪َ S‬‬ ‫َواهلل َال َتْنَق ُ‬
‫ت َعْبـ َد‬ ‫ت ِفي َغـ َـز ٍاة فَ َسـ ِم ْع ُ‬ ‫وعند البخ**اري من ح**ديث زيد بن أرقم ‪ t‬ق**ال ‪ُ ( :‬كْن ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اهلل َحتَّى َيْنَفضـُّوا م ْن َحْولـه ‪َ ،‬ول ْـو َر َج ْعَنا‬ ‫اهلل بْن أُبي يُقول ‪َ :‬ال ُتْنِفُقوا َعلى من ِعْن َد رسـول ِ‬ ‫ِ‬
‫َُ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ َ‬
‫لك َلع ِّمي أَْو ُلع َمَر فَ َذ َكَر ُه للنَِّبي ‪ S‬فَـ َد َعانِي‬ ‫ت َذ َ‬ ‫َعُّز ِمْن َها ا َأل َذل ‪ ،‬فَ َذ َكْر ُ‬ ‫م ْن عْن ِدِه ليُ ْخ ِر َج َّن األ َ‬
‫ِ ِ‬
‫صـ َحابِِه ‪ ،‬فَ َحلُفـوا َما قَـالوا فَ َك َّـذبَِني‬ ‫اهلل بْ ِن أُبَي َوأَ ْ‬ ‫اهلل ‪ِ S‬إلى َعْب ِـد ِ‬ ‫فَح َّدْثتُ ُـه ؛ فَأَرسـل رسـول ِ‬
‫َْ َُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫البْيت َفَقــال لي‬ ‫ت في َ‬ ‫صـابَني َه ٌّم ْلم يُصـْبني مْثلـ ُـه قَــط ‪ ،‬فَ َجل ْسـ ُ‬ ‫صـ َّدقَ ُه ‪ ،‬فَأَ َ‬ ‫َر ُسـول اهلل ‪َ S‬و َ‬
‫ك رس ـ ـ ـول ِ‬
‫ـاء َك‬ ‫اهلل ‪ِ  : ‬إ َذا َـجـ ـ َ‬ ‫ـك ‪ ،‬فَ ـ ـ ـأَْنَزل ُ‬ ‫اهلل ‪َ S‬وَمَقَتـ ـ ـ َ‬ ‫ت ِإلى أَ ْن َـكـ ـ َّـذبَ َ َ ُ‬ ‫َع ِّمي ‪َ :‬ما أ ََر ْد َ‬
‫ث ِإلي‬ ‫الم ـَنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِـافُقو َن ‪َ ‬فَبَع َ‬
‫ُ‬
‫النَّبّي‬‫ِ‬
‫اهلل‬
‫وله َو ُ‬ ‫ك َلر ُسـ ُ‬ ‫لم ِإنَّ َ‬ ‫اهلل َي ْع ُ‬
‫ِ‬
‫ك َلر ُسـول اهلل َو ُ‬ ‫المَن ِافُقو َن قَالوا نَ ْش َه ُد ِإنَّ َ‬ ‫اءك ُ‬ ‫ُ ‪َ S‬فَقَرأَ ‪ِ  :‬إ َذا َج َ‬
‫اهلل ِإَّنُه ْم َسـاء َما َكـانُوا‬ ‫خ ُذوا أَيْمـاَن ُهم جنًَّة فَصـدُّوا َعن سـِبيل ِ‬ ‫ين ل َك ِاذبُو َن اتَّ َـ‬ ‫ي ْشه ُد ِإ َّن ِِ‬
‫َ‬ ‫َ ْ ُ َ‬ ‫المَنافق َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين َيُقولو َن ال تُنفُقوا َعلى َم ْن عنـ َد َر ُسـول اهلل َحتَّى يَنَفضـُّوا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َي ْع َملو َن ‪ ...‬إلى قوله ‪ُ ..‬ه ُم الذ َ‬
‫الم ِد َين ِـة‬ ‫ِ‬
‫ين ال َيْفَق ُهـو َن َيُقولـو َن لئن َّر َج ْعَنا ِإلى َ‬
‫لك َّن ِِ‬
‫المَنـافق َ‬ ‫ُ‬
‫ضو ِ‬
‫سـ َم َاوات َواألَْر ِ َ‬
‫و ِهلل َخـزائِن ال َّ ِ‬
‫َ َ ُ‬
‫المَنــافق َين ال َي ْع ُلمــو َن ‪‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين َولك َّن ُ‬ ‫للمـ ْـؤمن َ‬ ‫َعـ ُّـز مْن َها ا َأل َذل َوهلل العـ َّـزُة َو َلر ُس ـوله َو ُ‬ ‫ليُ ْخـ ِر َج َّن األ َ‬
‫اهلل قَ ْد َص َّدقَ َك يَا َزيْ ُد ) (‪. )2‬‬ ‫َفَقال ‪ S‬لزيد ‪ِ :‬إ َّن َ‬
‫وممن عبد هلل بإض**افته هلذا االسم عبد العزيز بن مس**لم (ت‪ ، *)267 :‬روى عنه‬
‫ِ‬
‫البخ**اري يف ص*حيحه ق**ال ‪َ ( :‬ح َّـدَثَنا ُمو َسـى ْب ُن ِإ ْسـ َماعيل ‪َ ،‬ح َّـدَثَنا َعْبـ ُد َ‬
‫الع ِزيـ ِز بْ ُن ُم ْسـ ٍلم‬
‫َّب‬
‫‪ :‬الضـ ُّ‬ ‫‪S‬‬ ‫اهلل بْ ُن ِد َينــا ٍر قَــال ‪َ :‬سـ ِمْع ُ‬
‫ت ابْ َن ُع َـم َـر رضي اهلل عنهما ‪ ،‬قَــال النَِّبي‬ ‫ـح َّـدَثَنا َعْبـ ُد ِ‬
‫َ‬
‫(‪) 3‬‬
‫ت آ ُك ُله َو َال أ َُحِّرُم ُه ) ‪.‬‬ ‫لس ُ‬ ‫ْ‬
‫‪   -9‬الجبار ‪:‬‬
‫دع **اء العب **ادة هو مظهر اخلض **وع جلربوت اهلل توحي **دا له يف امسه اجلب **ار ‪ ،‬فينفي‬
‫املوحد عن نفسه التجرب واالس**تكبار ‪ ،‬ويلني للحق إذا ظهر له ن**وره من غري إنك**ار‬
‫اهلل بِ َغْيـ ِر سـلطَ ٍ‬
‫ـات ِ‬‫ـادلو َن ِفي آيـ ِ‬
‫جِ‬ ‫ِ‬
‫ان أَتَـ ُ‬
‫ـاه ْم َكُبـ َـر‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫كما ق**ال رب الع**زة واجلالل ‪  :‬الــذ َ‬
‫ين يُ َـ‬

‫‪1‬الرتمذي يف تفسري القرآن ‪ ،‬باب ومن سورة املنافقني ‪. )3315 ( 5/417‬‬


‫‪2‬البخاري يف التفسري ‪ ،‬باب قوله إذا جاءك املنافقون ‪. )4617 ( 4/1859‬‬
‫‪3‬البخاري يف الذبائح ‪ ،‬باب الضب ‪. )5216 ( 5/2104‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪48‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫اهلل َعلى ُكل قَ ِ‬


‫لب ُمَت َكِّبٍر َجَّبا ٍر ‪[ ‬غ**افر‪، ]35 :‬‬ ‫لك يَطَْب ُـع‬
‫آمنُـوا َـك َذ َ‬ ‫ين‬ ‫اهلل و ِعْن َد ِ‬
‫الذ‬ ‫مْقتاً ِعْن َد ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وق*ال عيسى ‪َ  : ‬وَبّراً بَِوالـ َدتِي َو ْلم يَ ْجَع ِلني َجَّباراً َشـِقّياً ‪[ ‬م**رمي‪ ، ]32 :‬كما أن يقني‬
‫املوحد وإميانه بأن اهلل عز وجل هو اجلبار جيعله دائم االنكسار واالفتق*ار واالس*تغفار‬
‫‪ ،‬رغبة يف ربه أن جيرب كس**ره وأن يغفر ذنبه وأن ي**دمي فق**ره إليه ‪ ،‬وأن ُيَق* ِّ*وَم نفسه‬
‫إذا متردت عليه ‪ ،‬روى النس**ائي وص**ححه األلب**اين من ح**ديث حذيفة بن اليم**ان ‪t‬‬
‫أنه ص**لى مع رس**ول اهللِ ‪ S‬ذات ليلة فس**معه حني كرب ق**ال ‪ ( :‬اهلل أ َْك ـبـر َذا الج ـبـر ِ‬
‫وت‬ ‫ََ ُ‬ ‫ُ َُ‬
‫الع ِظ ِيم ‪َ ،‬وِإ َذا َرفَ ـ َـع‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫المل ُكــوت َوالكْب ِريَ ــاء َ‬
‫َالعظَ َمــة َو َكــا َن َيُقــول في ُر ُكوعــه ‪ُ :‬س ـْب َحا َن َربِّي َ‬ ‫َو َ‬
‫ودِه ‪ُ :‬سـْب َحا َن َربِّي ا َأل ْعلى ‪،‬‬ ‫وع قَال ‪ :‬لربِّي الح ـم ُد ‪ ،‬لـربِّي الح ـم ُد ‪ ،‬وِفي سـج ِ‬
‫َ َْ َ ُ ُ‬ ‫َ َْ‬ ‫َرْأ َس ُه ِم َن ُّ‬
‫الر ُك ِ‬
‫الس ْج َدَتْي ِن ‪َ :‬ر ِّب ا ْغِفْر لي ‪َ ،‬ر ِّب ا ْغِفْر لي ) (‪.)1‬‬
‫َوَبْي َن َّ‬
‫وممن عبد هلل بإض* * * **افته هلذا االسم عبد اجلب* * * **ار بن العالء ‪ ،‬روى عنه مس* * **لم يف‬
‫العالَ ِء ‪َ ،‬حـ َّـد َثنَا َمـ ْـر َوا ُن ال َفـ َـزا ِر َّ‬
‫ي ‪َ ،‬حـ َّـد َثنَا‬ ‫الجبَّا ِر بْ ُن َ‬
‫ِ‬
‫ص **حيحه ق **ال ‪َ ( :‬حـ َّـدثَني َع ْب ـ ُد َ‬
‫ي أَنَّهُ َس ِم َع أَبَا ُه َر ْي َرةَ ‪َ t‬ي ُقول ‪ :‬قَال َر ُسول‬
‫الم ِّر ُّ‬
‫ُ‬ ‫عُ َم ُر بْ ُن َح ْم َزةَ ‪ ،‬أَ ْخَب َرنِي أَبُو غَطََفا َن‬
‫َح ٌد ِم ْن ُك ْم قَائِ ًما فَ َم ْن نَ ِسي فَليَ ْستَ ِقيئ ) (‪.)2‬‬ ‫اهلل ‪ : S‬الَ يَ ْش َربَ َّن أ َ‬
‫ِ‬

‫‪   -10‬المتكبر ‪:‬‬
‫دع* * * **اء العب* * * **ادة هو أثر اإلميان بتوحيد اهلل يف امسه املتكرب ‪ ،‬ويتجلى ذلك يف نفي‬
‫الكرب عن النفس بالتواضع ‪ ،‬ونفي الش*رك عن الفع*ل ب*اإلخالص ‪ ،‬وأن خيل*ع العب*د عن‬
‫نفس **ه أوص **اف الربوبي **ة ؛ فال يتع **اىل وال يتك **رب ‪ ،‬وال يتمظه **ر وال يتبخط **ر ‪ ،‬ولكن‬
‫يتواض*ع هلل املتك*رب ‪ ،‬روى البخ*اري من ح*ديث حارثة بن وهب اخلزاعي ‪ t‬أنه مسع‬
‫ف لــو أَ ْقسـم َعلى ِ‬
‫اهلل ألََبـ َّـرُه‬ ‫ضـ ِّع ْ َ َ‬
‫يف ُمَت َ ٍ‬ ‫الجنَِّة ‪ُ ،‬كل َ‬
‫ضـ ِع ٍ‬ ‫ُخِبـ ُـر ُك ْم بِأ َْهل َ‬
‫النيب ‪ S‬يق**ول ‪ ( :‬أَ َال أ ْ‬
‫أَ َال أ ُْخِبـ ُـر ُك ْم بِأ َْهل النَّا ِر ُكل ُعتُل َجـ َّـو ٍاظ ُم ْس ـَت ْكِبرٍ ) ‪ ،‬ويف رواية أخ **رى ص **حيحه من‬
‫(‪) 3‬‬

‫ُكل‬ ‫(‬ ‫ح* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * **ديث عبد اهلل بن عم* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * **رو ‪t‬‬


‫َجْع ـظَ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِري‬
‫َّاع ) (‪ ، )4‬والعتل هو الش* * * * **ديد اجلايف الغليظ من الن * * **اس‬ ‫اع َمن ٍ‬ ‫اظ ُم ْس ـ ـ ـ ـَت ْكِب ٍر َج َّم ٍ‬ ‫ٍ ـج ـ ـ ـ َّـو ٍ‬
‫َ‬
‫‪1‬النسائي يف األذان ‪ ،‬باب األذان ملن مجع بني الصالتني ‪. )656 ( 1/224‬‬
‫‪2‬مسلم يف األشربة ‪ ،‬باب كراهية الشرب قائما ‪. )2026 ( 3/1601‬‬
‫‪3‬البخاري يف التفسري ‪ ،‬باب عتل بعد ذلك زنيم ‪. )4633 ( 4/1870‬‬
‫‪4‬أمحد يف املسند ‪ ، )6580 (2/169 ،‬صحيح الرتغيب والرتهيب ( ‪. )3197‬‬
‫‪49‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫واجلواظ هو اجلموع املن*وع ال*ذي جيمع املال من أي جهة ومينع ص*رفه يف س*بيل اهلل‬
‫‪ ،‬واجلعظري هو الفظ الغليظ املتكرب ‪ ،‬وقيل ‪ :‬هو الذي ينتفخ مبا ليس عن * **ده (‪، )1‬‬
‫أن النيب ‪ S‬ق*ال ‪ ( :‬ال يَـ ْد ُخل َ‬
‫الجنَّةَ َم ْن َكــا َن‬ ‫وعند مس**لم من ح**ديث ابن مس**عود ‪ِ t‬‬
‫ِفي قَلبِ ِه ِم ْث َقال َذ َّر ٍة ِم ْن كِْب ٍر ) (‪. )2‬‬
‫أما من جهة التس * * **مية بعبد املتكرب ‪ ،‬والتعبد هلل هبذ االسم فلم يتسم به أحد من‬
‫الس * * * * * **لف أو اخللف يف جمال ما أجرينا عليه البحث احلاس * * * * * **ويب ‪ ،‬وك* * * * **ذلك مجيع‬
‫حمرك**ات البحث على اإلن **رتنت ‪ ،‬وهنيئا ملن مسى نفسه أو ول **ده ب **ذلك االسم ألنه‬
‫مل يسبقه أحد من السلف أو اخللف فيما نعلم ‪ ،‬وسيكون له الس**بق يف التعبد هلل به‬
‫واهلل أعلم ‪.‬‬
‫‪   -11‬الخالق ‪:‬‬
‫أثر االسم يف س **لوك العبد يتجلى يف إميانه ب **أن ما ق **دره اخلالق وكتبه يف الل **وح‬
‫ك*ائن ال حمالة ‪ ،‬وأنه س*يخلقه مبش*يئته وقدرته ‪ ،‬في*ؤمن بق*در اهلل ويعمل بش*رعه وال‬
‫يض* * **رب أح * * **دمها ب * * **اآلخر ويعلم أنه ميسر ملا خلق له ‪ ،‬روى أبو داود وص * **ححه‬
‫األلب**اين من ح**ديث مس**لم بن يس**ار اجلهين أن عمر ‪ t‬س**ئل عن ه**ذه اآلية ‪َ  :‬وِإ ْذ‬
‫ت بِ َـربِّ ُك ْم قَـالوا بَلى‬ ‫آدَم ِم ْن ظُُهـو ِر ِه ْم ُذِّرَّيَتُه ْم َوأَ ْشـ َه َد ُه ْم َعلى أَْنُف ِسـ ِه ْم أَل ْسـ ُ‬ ‫ك ِم ْن بَِني َ‬ ‫أَ َـخ َذ َربُّ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫لين ‪[ ‬األع**راف‪ ، ]172 :‬فق**ال عمر ‪t‬‬ ‫َشـ ِه ْدنَا أ َْن َتُقولــوا َيـ ْـوَم القَي َامــة ِإنَّا ُكنَّا َع ْن َهـ َذا َغــاف َ‬
‫ِ‬
‫آدَم ثُ َّم َم َسـ ـ َح ظَْهـ َـرُه‬
‫اهلل َعـ َّـز َو َجل َخل ـ َـق َ‬ ‫مسعت رس **ول اهلل ‪ S‬س **ئل عنها فق **ال ‪ِ ( :‬إ َّن َ‬
‫الجنَِّة َيْع َملــو َن ثُ َّم َم َس ـ َح‬ ‫ت َـه ُـؤ َالِء ِ‬ ‫بَِي ِم ِينـ ِـه فَا ْس ـَت ْخَر َج ِمْنـ ُـه ُذِّريًَّة َفَقــال ‪َ :‬خلْق ُ‬
‫للجنَّة َوبَِع َمل أ َْهل َ‬ ‫َ‬
‫ت َه ُـؤ َالِء للنَّا ِر َوبَِع َمل أ َْهل النَّا ِر َيْع َملـو َن ‪َ ،‬فَقـال َر ُجل‬ ‫ظَْهَرُه فَا ْسـَت ْخَر َج ِمْن ُـه ُذِّريًَّة َفَقـال ‪َ :‬خلْق ُ‬
‫للجنَِّة‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اهلل َعـ َّـز َو َجل ِإ َذا َخل ـ َـق َ‬
‫العْبـ ـ َد َ‬ ‫الع َمل ؟ َفَقــال َر ُسـ ـول اهلل ‪ِ :S‬إ َّن َ‬ ‫يم َ‬ ‫‪ :‬يَا َر ُسـ ـول اهلل فَف َ‬
‫ـوت َعلى َعمل ِمن أَ ْعمــال أ َْهل ِ ِ ِ‬ ‫الجنَِّة َحتَّى يَُمـ َ‬
‫الجنَّة َفيُ ْدخل ـ ُـه بِ ــه َ‬
‫الجنََّة ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫له بَِع َمل أ َْهل َ‬ ‫ا ْســَتْع َم ُ‬
‫ـوت َعلى َع َمل ِم ْن أَ ْع َمــال أ َْهل النَّا ِر‬ ‫له بَِع َمل أ َْهل النَّا ِر َحتَّى يَُمـ َ‬ ‫َوِإ َذا َخل ـ َـق َ‬
‫العْبـ ـ َد للنَّا ِر ا ْسـ ـَتْع َم ُ‬
‫َّار ) (‪. )3‬‬ ‫َفي ْد ِخ ُ ِِ‬
‫له به الن َ‬ ‫ُ‬
‫ومن دعاء العبادة شكر العبد خلالقه بعمله وطاعته يف كل جزء من بدنه ‪ ،‬روى‬
‫‪1‬فتح القدير ‪ ، 3/67‬وحتفة األحوذي بشرح جامع الرتمذي ‪. 279 /7‬‬
‫‪2‬مسلم يف اإلميان ‪ ،‬باب حترمي الكرب وبيانه ‪. )91 ( 1/93‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪50‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫اهلل ‪ S‬يق**ول ‪ُ ( :‬خلـ َـق‬ ‫مس**لم من ح**ديث عائشة رضي اهلل عنها أهنا مسعت رس**ول ِ‬
‫ِ‬ ‫آدم َعلى ِستِّين وثَ َِ ِ ِ‬ ‫ٍِ ِ‬
‫اهلل‬
‫اهلل ‪َ ،‬و َهلل َ‬ ‫اهلل ‪َ ،‬و َح ـم َد َ‬ ‫الث َمائَة َمْفصـل ‪ ،‬فَ َم ْن َكَّبَر َ‬ ‫ََ‬ ‫ُكل ِإنْ َسان م ْن بَني َ َ‬
‫َّاس ‪ ،‬أَْو َش ـْو َكًة أَْو َعظ ًْما َع ْن طَِريـ ِـق‬ ‫ج ًـرا َع ْن طَِريـ ِـق الن ِ‬
‫اهلل ‪َ ،‬و َعـ َـزل َح َـ‬
‫اهلل ‪َ ،‬وا ْس ـَت ْغَفَر َ‬
‫َو َس ـَّب َح َ‬
‫الَمى ‪ ،‬فَِإنَُّه يَ ْم ِشـي‬ ‫الثِِمائَ ِـة ال ُّ‬ ‫َّاس ‪ ،‬وأَمر بِمعر ٍ‬
‫وف أَْو َنَهى َع ْن ُمْن َك ٍر َع َد َد تِل َ‬
‫سـ َ‬ ‫ِّين َوالثَّ َ‬
‫ـك ال ِّسـت َ‬ ‫ُ‬ ‫الن ِ َ َ َ َ ْ‬
‫َيْوَمِئ ٍذ َوقَ ْد َز ْحَز َح َنْف َسـ ُه َع ِن النَّا ِر ) (‪ ، )1‬ومن أثر االسم على العبد إميانه ب**أن اخلالق يف‬
‫أوص* * **افه خيتلف عن املخل* * **وق ؛ فال يُ* * **زينن له الش* * **يطان أن خيضع اخلالق ألحك * **ام‬
‫املخل**وق بل يس**تعذ باهلل من نزغه ووسواسه ‪ ،‬روى مس**لم من ح**ديث أَيِب هري**رة ‪t‬‬
‫ِ‬
‫لق ُكل شـيء‬ ‫اهلل َخ َ‬ ‫أن رسول اهلل ‪ S‬قال ‪َ ( :‬لي ْسأَلنَّ ُك ُم الن ُ‬
‫َّاس َع ْن ُكل شيء َحتَّى َيُقولوا ‪ُ :‬‬
‫فَ َم ْن َخلَق ُه ) (‪. )2‬‬
‫أما من جهة التس**مية بعبد اخلالق ‪ ،‬فقد تس**مى به أبو روح البص**ري عبد اخلالق‬
‫بن س**لمة الش**يباني ‪ ،‬من الطبقة السادسة ال**ذين عاص**روا ص**غار الت**ابعني ‪ ،‬وهو ثقة‬
‫مقل كما ذكر ابن حجر والذهيب (‪. )3‬‬
‫‪   -12‬البارئ ‪:‬‬
‫دعاء العبادة هو مراعاة العبد المسه البارئ يف س*لوكه ؛ في*ربأ إىل اهلل من كل‬
‫ش* **هوة ختالف أم* **ره ‪ ،‬ومن كل ش* **بهة ختالف خ* **ربه ‪ ،‬ومن كل والء لغري دينه‬
‫وش*رعه ‪ ،‬ومن كل بدعة ختالف س*نة نبيه ‪ ، S‬ومن كل معص*ية ت*ؤثر على حمبة‬
‫اهلل وقربه ورضاه سبحانه عن عبده ‪ ،‬روى النسائي وصححه األلب*اين من ح*ديث‬
‫وسى َفَب َكْوا َع ْلي ِـه َفَقـال ‪ :‬أَْب َـرأُ ِإ ْلي ُك ْم َك َما‬ ‫ِ‬
‫صفوان بن حمرز ‪ t‬أنه قال ‪ ( :‬أُ ْغمي َعلى أَبِي ُم َ‬
‫س ِمنَّا َم ْن َحل ـ َـق َو َال َخـ َـر َق َو َال َسـ ـلق ) (‪ ، )4‬وعند مس **لم من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بَـ ـ ِر َئ إ ْليَنا َر ُسـ ـول اهلل ‪ْ S‬لي َ‬
‫حديث أم سلمة رضي اهلل عنها أن النيب ‪ S‬قال ‪ِ ( :‬إنَُّه يُ ْسَتْع َمل َع ْلي ُك ْم أَُم َـر ُاء َفَتْع ِرفُـو َن‬

‫‪3‬أبو داود يف السنة ‪ ،‬باب يف القدر ‪ 4/226‬رقم ( ‪ )4703‬وقال الشيخ األلباين ‪ :‬ح*ديث ص*حيح إال مسح‬
‫الظهر ‪ ،‬انظر صحيح أيب داود ‪ ، )3936 ( 891 / 3‬وشرح الطحاوية ص ‪ ، 220‬ص ‪. 266‬‬
‫‪1‬مسلم يف الزكاة ‪ ،‬باب بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من املعروف ‪. )1007 ( 2/698‬‬
‫‪2‬مسلم يف اإلميان ‪ ،‬باب بيان الوسوسة يف اإلميان وما يقوله من وجدها ‪. )135 ( 1/121‬‬
‫‪3‬هتذيب التهذيب ‪.6/123‬‬
‫‪4‬النسائ يف كتاب اجلنائز ‪ ،‬باب السلق ‪ )1861 ( 4/20‬وانظر صحيح الرتغيب والرتهيب ‪ ،‬وخرق شق‬
‫الثياب ‪ ،‬وسلق رفع صوته عند املصيبة ‪.‬‬
‫‪51‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫لك ْن َم ْن َر ِضَي َوتَابَ َع ) (‪ ، )1‬وقال‬ ‫وُتْن ِكرو َن ‪ ،‬فَمن َك ِرَه َفَق ْد ب ِر َئ ‪ ،‬ومن أَنْ َكر َفَق ْد سلم ‪ ،‬و ِ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ََ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يم ألبيـه إال َع ْن َمْو ـع َدة َو َعـ َد َها‬‫اه‬ ‫ـر‬‫ب‬‫ِ‬
‫إ‬ ‫ار‬‫ف‬‫َ‬‫غ‬‫ْ‬ ‫ِ‬
‫ت‬‫اس‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ا‬‫ك‬‫َ‬ ‫ا‬‫م‬ ‫و‬ ‫*راهيم‬ ‫ب‬‫إ‬ ‫خليله‬ ‫عن‬ ‫تعاىل‬
‫ْ ُ َْ َ‬ ‫ََ‬ ‫‪S‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِإيَّ ُاه فَ َّ‬
‫ليم ‪[ ‬التوب**ة‪ ، ]114:‬كما أنه‬ ‫لما َتَبَّي َن ل ُـه أَنَُّه َعـ ُدٌّو هلل َتَـب َّـرأَ مْن ُـه إ َّن إْبـ َـراه َ‬
‫يم ألََّواٌه َح ٌ‬
‫ينبغي على العبد أن يتقي اهلل يف عمله ؛ فيخلص فيه ويتقنه ما اس* * * * * * * * * * * * **تطاع ‪،‬‬
‫ليظهر مجال الص* **نعة توحي* **دا ملن أب* **رأ ص* **انعها وعلمه ما مل يكن يعلم ‪ ،‬ومنحه‬
‫ق* * * * * **وة على التفكري واإلب* * * * * **داع ‪ ،‬وقد أمر النيب ‪ S‬ب* * * * * **ذلك كما روى الط * * * *رباين‬
‫وص**ححه الش**يخ األلب**اين من ح**ديث عائشة رضي اهلل أن النيب ‪ S‬ق**ال ‪ِ ( :‬إ َّن اهلل‬
‫أن ُيْتِقَنه ) (‪ ، )2‬فإذا كانت دقة الص*نعة وإتقاهنا دليال‬ ‫حبُ إذا َعِمل أحَُدُكم َعَمال ْ‬ ‫ُي ِ‬
‫على خ**ربة ص**انعها وقدرته على اإلب**داع ‪ ،‬فال**ذي خلق ص**انعها وص**وره وأب**رأه‬
‫على هذا الكمال له مطلق احلق يف أن يعبد وأن يطاع ‪.‬‬
‫أما من جهة التسمية بعبد البارئ والتعبد هبذ االسم ‪ ،‬فقد تسمى به عبد البارئ‬
‫بن إس**حاق ‪ ،‬روى عنه ال**بيهقي بعضا من كالم ذي الن**ون املص**ري ق**ال ‪ ( :‬ثالثة‬
‫من عالم**ات الس**نة املسح على اخلفني واحملافظة على ص**لوات اجلمع وحب الس**لف‬
‫) (‪. )3‬‬
‫‪   -13‬المصور ‪:‬‬
‫دعاء العب*ادة بامسه املص*ور أن ي*راعي العبد توحيد اهلل فيه ‪ ،‬فال يتش*به به فيما‬
‫انفر به من الربوبية ويقع يف ش* * **رك تص* * **وير ‪ ،‬روى مس* * **لم وأمحد من ح * **ديث‬
‫اس ‪َ t‬فَقـال ‪ِ :‬إنِّي َر ُجل أُ َ‬
‫صـِّوُر‬ ‫ـاء َر ُجل ِإلى ْاب ِن َعبَّ ٍ‬
‫س*عيد بن أيب احلسن أنه ق*ال ‪َ ( :‬ج َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫َـه ِـذِه ال ُّ‬
‫صـْنَعِة يَــدي َوِإنِّي أَ ْ‬
‫صـَن ُع‬ ‫صـَوَر فَـأَ ْفتني ف َيها ‪ ،‬وفي رواية أحمد قــال ‪َ :‬معي َشـتي م ْن َ‬
‫ضـ َع‬‫صـا ِو َير ‪َ ،‬فَقــال لـ ُـه ‪ :‬ا ْد ُن ِمنِّي ‪ ،‬فَـ َدنَا ِمْنـ ُـه ‪ ،‬ثُ َّم قَــال ‪ :‬ا ْد ُن ِمنِّي ‪ ،‬فَـ َدنَا َحتَّى َو َ‬ ‫ِِ‬
‫َـهـذه التَّ َ‬
‫ك بِما س ِمع ُ ِ‬
‫اهلل ‪َ S‬يُقـول‬ ‫ت رسـول ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت م ْن َر ُسول اهلل ‪َ ، S‬سمْع ُ َ ُ‬ ‫يَ َدُه َعلى َرْأ ِسِه ‪ ،‬قَال ‪ :‬أَُنِّبئُ َ َ َ ْ‬
‫صـَّوَر َها َنْف ًسـا َفُتَع ِّذبُ ُـه ِفي َجَهن ََّم ‪ ،‬وفي رواية‬ ‫‪ُ :‬كل مصـِّوٍر ِفي النَّا ِر يجعل لـه بِ ُكل صـ ٍ‬
‫ورة َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َْ ُ‬ ‫َُ‬
‫ـك ِإ ْن‬ ‫ح‬‫ي‬
‫َْ َ َ‬ ‫و‬ ‫‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫اس‬ ‫ب‬ ‫ـه‬‫ل‬ ‫ـال‬ ‫ق‬‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ـه‬‫ه‬
‫ـ‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ف‬ ‫ـ‬‫ص‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ة‬‫د‬‫ي‬‫د‬‫ِ‬
‫أحمد قَـ َ َ َ َ َّ ُ َ ْ َ ً َ َ ً َ ْ َ َّ َ ْ ُ ُ َ َ ُ ْ ُ ََّ‬
‫ع‬ ‫ن‬ ‫اب‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ة‬‫ـو‬ ‫ـ‬
‫ب‬ ‫ر‬ ‫ل‬ ‫ج‬ ‫الر‬ ‫ا‬‫له‬ ‫ا‬‫ب‬‫ر‬‫ف‬ ‫‪:‬‬ ‫ـال‬

‫‪1‬مسلم يف اإلمارة ‪ ،‬باب وجوب اإلنكار على األمراء فيما خيالف الشرع ‪. )1854 (3/1480‬‬
‫‪2‬املعجم األوسط ‪ ، )897 ( 1/275‬السلسلة الصحيحة ( ‪. )1113‬‬
‫‪3‬شعب اإلميان ‪. 469 /3 ، 3/79‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪52‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫شـج ِر ‪ ،‬و ُكل َشيٍْء لي ِ ِ‬ ‫صَن َع ‪َ ،‬فَع ْلي َ ِ‬


‫وح ‪ ،‬وفي رواية أحمد ‪:‬‬ ‫س‪)1‬فيـه ُر ٌ‬
‫َ(‬
‫ْ‬ ‫ك بَـه َذا ال َّ َ َ‬ ‫ت ِإ َّال أ َْن تَ ْ‬‫أََبْي َ‬
‫س له ُ) ‪ ،‬وروى الط *رباين وحس **نه‬ ‫ص ـَن ِع ال َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِإ ْن ُكْن َ‬
‫ت َال بُ ـ َّـد فَ ــاع ً‬
‫ش ـ َجَر َوَما َال َنْف َ‬ ‫ال فَا ْ‬
‫الش **يخ األلب **اين من ح **ديث عبد اهلل بن مس **عود ‪ t‬أن النيب ‪ S‬ق **ال ‪ ( :‬أشد الن ــاس‬
‫ع ــذابا ي ــوم القيامة رجل قتل نبيا ‪ ،‬أو قتله ن ــبي أو رجل يضل الن ــاس بغ ــير علم ‪ ،‬أو‬
‫(‪) 2‬‬
‫مصور يصور التماثيل ) ‪.‬‬
‫وقد وردت النص* * * **وص النبوية يف كثري من املواضع بتح* * * **رمي عم* * * **وم التص* * **وير ‪،‬‬
‫والعلماء هلم يف ذلك تفص*يل ؛ فال خالف بينهم يف أن حنت التماثيل حمرم ش*رعا ‪،‬‬
‫وأغلبهم على حترمي الص * * **ور عموما إال ما ت* * * **دعو الض* * * **رورة إليه كالص * * **ور الالزمة‬
‫للتعريف بالشخص يف ال*رخص والبطاق*ات وغري ذلك من املس*تجدات ‪ ،‬أما تص*وير‬
‫(‪) 3‬‬
‫ما ال روح فيه كالشجر واجلبل والسيارات وحنو ذلك فال حرج فيه ‪.‬‬
‫أما من جهة التس * * * * * * **مية بعبد املص * * * * * * **ور والتعبد هبذ االسم فلم يتسم به أحد من‬
‫الس * **لف أو اخللف يف جمال ما أجرينا عليه البحث احلاس * **ويب ‪ ،‬ويف عص * **رنا ك * **ان‬
‫للشيخ حممد ناصر الدين األلباين رمحه اهلل السبق يف تسمية ولده عبد املصور تعظيما‬
‫ألمساء اهلل احلسىن الثابتة يف الكتاب والسنة ‪.‬‬
‫‪   -14‬األول ‪:‬‬
‫دع* **اء العب * **ادة اعتق* **اد وس * **لوك يقتضي توحيد اهلل يف امسه األول ‪ ،‬أما االعتق* **اد‬
‫فمعرفة العبد أن اهلل عز وجل هو األول الغين بذاته وص **فاته ‪ ،‬وأن كم **ال أوص **افه‬
‫أيضا َّأويل بأولية ذاته ؛ فلم يكتسب وصفا كان مفق*ودا أو كم*اال مل يكن موج*ودا‬
‫‪ ،‬كما هو احلال بني املخلوق**ات يف اكتس**اب أوص**اف الكم**ال ‪ ،‬ف**إذا علم املس**لم‬
‫أن أص* * * * * **له من طني وله بداية وهناية وحي* * * * * **اة إىل حني أيقن أن ما ق* * * **ام به من‬
‫احلسن مرجعه إىل رب الع **املني ‪ ،‬وأن طاعته تع **ود إىل توفيق اهلل وفض **له ‪ ،‬وأن‬

‫‪1‬مسلم يف اللباس ‪ ،‬باب حترمي تصوير صورة احليوان ‪ ، )2110 (3/1670‬وأمحد يف املسند ‪. 1/308‬‬
‫‪2‬املعجم الكبري ‪ ، )10497 ( 10/211‬صحيح اجلامع ( ‪. )1000‬‬
‫‪3‬شرح العمدة يف الفقه البن تيمية ‪. 389 /4‬‬
‫‪53‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫الفرع ال حمالة سريجع إىل أصله كما ذكر اهلل ‪ ‬يف قوله ‪ِ  :‬إ ْلي ِـه َم ْـر ِجُع ُك ْم َج ِميعـاً‬
‫الق ْس ـ ِط‬
‫ات بِ ِ‬
‫ص ـالح ِ‬ ‫ِ‬
‫آمنُــوا َو َعملــوا ال َّ َ‬ ‫ين َ‬
‫ِ‬
‫ج ِز َي الــذ َ‬ ‫اهلل َحّقـ اً ِإنَُّه َيْبــدأُ ال َخلـ َـق ثُ َّم يُِعي ـ ُدُه َلي ْ ـ‬
‫و ْعـ َد ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َليم ب َما َكــانُوا يَ ْكُفـ ُـرو َن ‪[ ‬ي **ونس‪، ]4 :‬‬ ‫اب أ ٌ‬ ‫اب م ْن َحم ٍيم َو َع ـ َذ ٌ‬ ‫ين َكَفـ ُـروا ُله ْم َش ـَر ٌ‬ ‫َوال ــذ َ‬
‫المثَل ا َأل ْعلى ِفي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وقال ‪َ  : ‬و ُهَو الذي َيْبدأُ ال َخل َـق ثُ َّم يُعيـ ُدُه َو ُه َـو أ َْه َـو ُن َع ْليـه َول ُـه َ‬
‫الح ِك ُيم ‪[ ‬الروم‪. ]27 :‬‬ ‫الع ِز ُيز َ‬ ‫ض َو ُهَو َ‬ ‫ات َواألَْر ِ‬ ‫السماو ِ‬
‫َّ َ َ‬
‫أما أثر االسم على س* * * * **لوك العبد فيظهر من حمبة األولية يف طلب اخلري ‪ ،‬وطلب‬
‫األسبقية يف التزام األمر ‪ ،‬وحرصه على املزيد واملزيد من األجر ‪ ،‬قال تعاىل يف‬
‫ات َو ُه ْم َلها َسابُِقو َن ‪‬‬ ‫ك يسا ِر ُعو َن ِفي ال َخْير ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫وصف عباده املوحدين ‪  :‬أُولئ َ ُ َ‬
‫[املؤمن* **ون‪ ، ]61 :‬وق **ال س **بحانه أيضا ‪ِ  :‬إَّنُهم َكــانُوا يسـ ـا ِر ُعو َن ِفي ال َخْيــر ِ‬
‫ات‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫ْ‬
‫َويَـ ْـد ُعوَنَنا َر َغبـاً َوَرَهبـاً َو َـكـانُوا َلنا َخا ِشـِع َين ‪[ ‬األنبي**اء‪ ، ]90 :‬فتجد توحيد اهلل يف‬
‫امسه األول باديا على العبد عند مداومته على الص * * * * **الة يف أول ال * * * * **وقت ‪ ،‬عمال مبا‬
‫ورد عند البخ**اري من ح**ديث ابن مس**عود ‪ t‬أن رجال س**أل النيب ‪ S‬أي األعم**ال‬
‫اهلل ) (‪ ، )1‬وك **ذلك‬ ‫ـاد في سـ ـِبيل ِ‬ ‫ِ‬ ‫صـ ـ َ ِ ِ‬ ‫أفضل ق **ال ‪ ( :‬ال َّ‬
‫الوالـ ـ َديْ ِن ثُ َّم الجَهـ ُ َ‬
‫الُة َلوقْتَها َوب ـ ُّـر َ‬
‫حرصه على الصف األول وجماه* * * * **دة اآلخ* * * * **رين يف اس* * * * **تباقهم إليه ‪ ،‬فقد ورد عند‬
‫َّاس َما ِفي‬ ‫البخ **اري من ح **ديث أَيِب هري **رة ‪ t‬أن رس **ول اهلل ‪ S‬ق **ال ‪ ( :‬ل ـ ْـو َيْع ُ‬
‫لم الن ُ‬
‫لمــو َن َما ِفي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف األََّول ثُ َّم ْلم يَ ـجـ ُدوا ِإ َّال أ َْن يَ ْسـ ـَتِه ُموا َع ْليــه َال ْسـ ـَتَه ُموا ‪َ ،‬ول ـ ْـو َيْع ُ‬ ‫الن َد ِاء َوال َّ‬
‫صـ ـ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫العَت َمِة َو ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصْب ِح َألَتْو ُه َما َو ْلو َحْبًوا ) (‪. )2‬‬ ‫لمو َن َما في َ‬ ‫التَّْهجي ِر َال ْسَتَبُقوا ِإ ْليه ‪َ ،‬و ْلو َيْع ُ‬
‫وأخطأ من اعتقد أن العب * * **ادة احلق ما ك * * **انت بغري ع * * **وض أو طلب‬
‫لألجر ‪ ،‬فقد ظن البعض أن العبد ينبغي أن يعبد اهلل على غري انتظ* * **ار‬
‫للثواب وعلى غري خوف من العقاب ‪ ،‬بل يسرتسل معه على ما ينبغي‬
‫له من العبودية حىت بلغ*وا درجة حيتق*رون فيها من عبد اهلل انتظ*ار لثوابه‬
‫وخوفا من عقابه ‪ ،‬وقد صنفوه من التجار الذين ال يعط*ون إال النتظ*ار‬
‫الع * **وض ‪ ،‬وغ * **اىل بعض * **هم فوصف من يطلب األجر يف عبادته بأنه من‬

‫‪1‬البخاري يف التوحيد ‪ ،‬باب ومسى النيب ‪ S‬الصالة عمال ‪. )7096 ( 6/2740‬‬


‫‪2‬البخاري يف األذان ‪ ،‬باب االستهام يف األذان ‪. )590 ( 1/222‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪54‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫عبيد الس**وء ال**ذين ال يش**عرون بطعم حمبته وال ي**وقرون اهلل لذاته بل ملا‬
‫يصلهم من نعيمه وجنته (‪. )1‬‬
‫وممن عبد هلل بإض **افته هلذا االسم اإلم **ام أبو ال **وقت عبد األول بن عيسى ‪ ،‬ق **ال‬
‫حممد بن ط*اهر القيس*راين يف وفي*ات س*نة ثالث ومخسني ومخس*مائة ‪ ( :‬وفيها م*ات‬
‫مسند زمانه اإلمام أبو الوقت عبد األول بن عيسى بن شعيب السجزي ببغ*داد عن‬
‫مخس وتسعني سنة ) (‪. )2‬‬
‫‪   -15‬اآلخر ‪:‬‬
‫ذكر ابن القيم أن التعبد هلل بامسه اآلخر أن جتعله وح* **ده غايتك اليت ال غاية لك‬
‫س* * * **واه وال مطل* * * **وب لك وراءه ‪ ،‬فكما انتهت إليه األواخر وك* * * **ان بعد كل آخر‬
‫فك * * **ذلك اجعل هنايتك إليه ‪ ،‬ف * * **إن إىل ربك املنتهى ‪ ،‬انتهت األس * * **باب والغاي * **ات‬
‫فليس وراءه مرمى ينتهي إليه طريق (‪. )3‬‬
‫وعند حتقيق التوحيد يف االسم جتد املوحد يع* * * * * * * * **ود بافتق* * * * * * * * **اره إىل ربه ‪ ،‬وجيعل‬
‫املرجعية يف فعله إىل ما اخت * * * * * * **اره لعب * * * * * * **ده ‪ ،‬لعلمه أن اهلل عز وجل مالك اإلرادات‬
‫ورب القلوب والني*ات ‪ ،‬يص*رفها كيف ش*اء ‪ ،‬فما ش*اء أن يزيغه منها أزاغه ‪ ،‬وما‬
‫ب َلنا ِم ْن‬
‫لوبَنا َبْع ـ َد ِإ ْذ َهـ َدْيَتَنا َو َه ْ‬
‫ش **اء أن يقيمه منها أقامه ‪ ،‬ق **ال ‪َ  : ‬رَّبَنا ال تُ ـ ِز ْغ قُ َ‬
‫َّاب ‪[ ‬آل عم* **ران‪ ، ]8:‬فهو س **بحانه ال **ذي ابت **دع اخللق‬ ‫الوه ُ‬
‫ت َ‬ ‫ك َر ْح َـمـ ًة ِإنَّ َ‬
‫ك أَنْ َ‬ ‫لـ ـ ُدنْ َ‬
‫بقدرته ابت* **داعا ‪ ،‬واخ* **رتعهم على مش* **يئته اخرتاعا ‪ ،‬وهو ال* **ذي ينجي من قض* **ائه‬
‫بقض * * **ائه ‪ ،‬وهو ال * * **ذي يعيذ بنفسه من نفسه ‪ ،‬وهو ال * * **ذي ي * * **دفع ما منه مبا منه ‪،‬‬
‫ف* * * **اخللق كله له ‪ ،‬واألمر كله له ‪ ،‬واحلكم كله له ‪ ،‬ما ش* * * **اء ك* * * **ان وما مل يشأ مل‬
‫يكن ‪ ،‬وما ش **اء مل يس **تطع أن يص **رفه إال مش **يئته وما مل يشأ مل ميكن أن جيلبه إال‬
‫مش **يئته ؛ فال ي **أيت باحلس **نات إال هو ‪ ،‬وال ي **ذهب بالس **يئات إال هو ‪ ،‬وال يه **دي‬

‫‪1‬طبق**ات الص**وفية للس**لمي ص ‪ ، 489‬والتع**رف ملذهب أهل التص**وف للكالب**اذي ص ‪ ، 161‬ص‪184‬‬


‫واللمع يف التص **وف للس **راج الطوسي ص ‪ ، 208‬ص‪ ، 490‬وص **فة الص **فوة البن اجلوزي‬
‫‪. 2/249‬‬
‫‪2‬تذكرة احلفاظ ‪ ،‬أطراف أحاديث كتاب اجملروحني البن حبان للقيسراين ‪.1315 /4‬‬
‫‪3‬طريق اهلجرتني ‪ 1/49‬بتصرف ‪.‬‬
‫‪55‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫‪‬‬ ‫ألحسن األعم**ال واألخالق إال هو ‪ ،‬وال يص**رف س**يئها إال هو ‪ ،‬ق**ال تع**اىل ‪:‬‬
‫يب بِ ِـه َم ْن‬ ‫ف ل ُـه ِإال ُهـو وِإ ْن يـِر ْد َك بِ َخْيـ ٍر فَال ر َّاد لَف ْ ِ ِ‬
‫ضـله يُصـ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ضـٍّر فَال َكا ِشـ َ‬
‫اهلل بِ ُ‬
‫ك ُ‬ ‫َوِإ ْن يَ ْم َس ْس َ‬
‫ور َّالر ِح ُيم ‪[ ‬يونس‪. ]107 :‬‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫يَ َش ُاء م ْن عَباده َو ُهَو الغَُف ُ‬
‫والتحقق مبعرفة اسم اهلل اآلخر ي* * **وجب ص* * **حة االض* * **طرار وكم* * **ال الافتق * *ار ‪،‬‬
‫وحيول بني العبد وبني رؤية الأعم* * * * * * * * **ال والأح* * * * * * * * **وال واخلروج عن رق العبودية إىل‬
‫دع**وى ما ليس له ‪ ،‬وكيف ي**دعي مع اهلل ح**اال أو مقاما من قلبه وإرادته وحركته‬
‫الظ* * * * **اهرة والباطنة بيد ربه ومليكه ‪ ،‬ال ميلك هو منها ش* * * * **يئا ‪ ،‬وإمنا هي بيد مقلب‬
‫القل* **وب ومص* **رفها كيف يش* **اء ‪ ،‬فاإلميان هبذا هو نظ* **ام التوحيد ‪ ،‬ومىت احنل من‬
‫القلب احنل نظ* * * * **ام التوحيد ‪ ،‬فس* * * * **بحان من ال يوصل إليه إال به ‪ ،‬وال يط * * **اع إال‬
‫مبشيئته ‪ ،‬وال ينال ما عنده من الكرامة إال بطاعته ‪ ،‬وال سبيل إىل طاعته إال بتوفيقه‬
‫ومعونته ‪ ،‬فع* * * * **اد األمر كله إليه ‪ ،‬كما ابت* * * * **دأ األمر كله منه ‪ ،‬فهو األول واآلخر ‪،‬‬
‫والكل مس * **تند إليه إب* **داعا وإنش * **اء واخرتاعا ‪ ،‬وخلقا وإح* **داثا ‪ ،‬وتكوينا وإجيادا ‪،‬‬
‫وإب* **داء وإع* **ادة وبعثا ‪ ،‬فله امللك كله ‪ ،‬هو األول بال أول ك* **ان قبله ‪ ،‬واآلخر بال‬
‫آخر يكون بعده (‪. )1‬‬
‫ومن جهة التس **مية بعبد اآلخر والتعبد هبذ االسم فلم يتسم به أحد من الس **لف‬
‫أو اخللف يف جمال ما أجرينا عليه البحث احلاس**ويب ‪ ،‬ويف عص**رنا تس**مى به الش**يخ‬
‫عبد اآلخر محاد الغنيمي صاحب املنحة اإلهلية يف هتذيب شرح الطحاوية ‪.‬‬
‫‪   -16‬الظاهر ‪:‬‬
‫دعاء العبادة هو أثر االسم على اعتقاد العبد وسلوكه ‪ ،‬فمن جهة االعتق**اد إميانه‬
‫بق*درة اهلل يف األش*ياء وأن*ه الظ*اهر ال*ذي اس*توى على عرش*ه يف الس*ماء ‪ ،‬وأن*ه املهيمن‬
‫على سائر األشياء ‪ ،‬وأنه سبحانه منفرد باخللق والتدبري ‪ ،‬وقائم بامللك والتق*دير ‪ ،‬وإذا‬
‫نظ**ر إيل وج**وه احلكم**ة يف إظه**ار األس**باب وتص**ريفها وابتالء العب**اد بتقليبه**ا أخ**ذ هبا‬
‫على وجه الضرورة واللزوم لإيقاع األحكام على احملكوم ‪ ،‬فمن وافق الشرائع والسنن‬
‫اس **تحق من اهلل الث **واب ومن خ **الف وابت **دع اس **تحق من **ه العق **اب ‪ ،‬ومجي **ع اخلالئ **ق‬

‫‪1‬السابق ‪ 1/53‬بتصرف ‪.‬‬


‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪56‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫سيالقي ما دون يف أم الكتاب ‪.‬‬


‫وملا كان اهلل عز وجل غالب على أمره وظاهر ف*وق خلق*ه ‪ ،‬فإن*ه س*ينفذ م*راده يف‬
‫ملكه ولن خيرج ذل*ك عن كم*ال عدل*ه ‪ ،‬فك*ان ابتالء العب*اد من خالل دع*وهتم للإميان‬
‫بتوحيد الربوبية من جهة وإلزامهم بتوحيد العبودي*ة من جهة أخ*رى ‪ ،‬ق*ال ‪ : ‬‬
‫ـاه نِْع َمـ ًة ِمنَّا قَــال ِإنََّما أُوتِيتُـ ُـه َعلى ِع ٍلم بَــل‬
‫ضـٌّر َد َعانَا ثُ َّم ِإ َذا َخَّو َلنـ ُ‬
‫س اإلنســان ُ‬‫فَـِإ َذا َم َّ‬
‫لك َّن أ َْكَثَر ُه ْم ال َيْع ُلمو َن ‪[ ‬الزمر‪ ، ]49 :‬فتنة ألنه نظ*ر إىل األس*باب الظ*اهرة يف‬ ‫ِهي ِفْتَنٌة و ِ‬
‫َ َ‬
‫تقلبها وتغافل عن مقلبها ‪ ،‬الذي أظهره*ا بامسه الظ*اهر حتقيق*ا للحكم*ة يف امسه احلكيم‬
‫‪ ،‬تل**ك احلكمة ال**يت خلقهم من أجله**ا ‪ ،‬وإظه**ارا للق**درة ال**يت كلفهم بتوحي**د العبودي**ة‬
‫من خالهلا ‪ ،‬فاملتوكل على اهلل قائم بالأحك*ام الش*رعية مل*تزم بتوحي*د العبودي*ة ‪ ،‬يعم*ل‬
‫بش**رع اهلل وي**ؤمن بق**دره ‪ ،‬وإمنا أظهر اهلل ‪ ‬األس**باب ألن األمساء تتعلق هبا‬
‫‪ ،‬وأحكام الشرع عائدة عليها بالثواب والعقاب ‪.‬‬
‫وممن تسمى عبد الظاهر والدا القاضي عالء الدين املعروف ب*ابن عبد الظ*اهر بن‬
‫حممد السعدي (ت‪ ، )717 :‬وله رسالة تسمى مراتع الغزالن (‪. )1‬‬
‫‪   -17‬الباطن ‪:‬‬
‫دع*اء العب*ادة هو إق*رار العب*د ويقين*ه أن اهلل ‪ ‬ه*و ال*ذي يق*در األم*ور وي*دبرها وأن‬
‫األس**باب ال**يت أظهره**ا حبكمت**ه هي كاآلل**ة بي**د ص**انعها واهلل من ورائهم حمي**ط ‪ ،‬ه**و‬
‫الباطن القادر الفاعل بلطائف القدرة وخفايا املشيئة ‪ ،‬قال ‪  : ‬أََفَرأَْيتُ ْم َما تَ ْحُرثُو َن‬
‫أأَْنتُ ْم َتْزَر ُعَون ُـه ْأم نَ ْح ُن َّالزا ِر ُعـو َن ‪ ، ‬فنس*ب الزراع*ة لنفس*ه م*رة ألن*ه الب*اطن ال*ذي اس*ترت‬
‫عن خلق*ه بلط*ائف الق*درة وخفاي*ا املش*يئة ‪ ،‬ونس*بها إلين*ا فق*ال ‪  : ‬قَال َتْزَر ُعـو َن َسـْب َع‬
‫ِسـِن َين َدأَبـاً ‪[ ‬يوس**ف‪ ، ]47 :‬فنس*ب الزراع*ة إلين*ا ألن*ه الظ*اهر ال*ذي أظه*ر األس*باب يف‬
‫خلق **ه تكليف **ا هلم بالش **رائع واألحك **ام ومتي **يز احلالل من احلرام ‪ ،‬وعن **د البخ **اري من‬
‫شـ ِاعُر ‪ :‬أَال ُكـل َشـ ْيٍء َمـا َخال‬ ‫صـ َد ُق بْي ٍ‬
‫ت قَال ُـه ال َّ‬ ‫ح*ديث أيب هري*رة ‪ t‬أن النيب ‪ S‬ق*ال ‪ ( :‬أَ ْ َ‬
‫اهلل بَ ِاطل ) ‪ ،‬فنفي م* **ا س* **وى اهلل على اعتب* **ار أن* **ه املتوح* **د يف الق* **درة ال* **ذي احتجب‬ ‫َ‬
‫خل**ف األس **باب ‪ ،‬وه **و ‪ S‬يعلم أن احلي **اة ال **يت ابتالن **ا اهلل هبا أس **باب ح **ق ت **ؤدي إلى‬
‫نت**ائج ص**دق ‪ ،‬ومل مينع**ه ذل**ك أن ق**ال أص**دق بيت قال**ه الش**اعر ‪ :‬أَال ُكل َش ـ ْيٍء َما‬

‫‪1‬كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون حلاجي خليفة ‪. 2/1650‬‬


‫‪57‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫اهلل بَ ِاطل ‪ ،‬إيثاراً منه للتوحيد وتوحيدا للمتوحد ‪.‬‬ ‫َخال َ‬


‫وي * **ذكر ابن القيم أن التعبد هلل بامسه األول واآلخر والظ * **اهر والب * **اطن‬
‫له رتبتان ‪:‬‬
‫الرتبة األولى ‪ :‬أن تش*هد األولية منه ‪ ‬يف كل ش*يء ‪ ،‬واآلخرية بعد‬
‫كل ش**يء والعلو والفوقية ف**وق كل ش**يء ‪ ،‬والق**رب وال**دنو دون كل‬
‫ش*يء ‪ ،‬ف*املخلوق حيجبه مثله عما هو دونه ‪ ،‬فيصري احلاجب بينه وبني‬
‫احملجوب ‪ ،‬والرب جل جالله ليس دونه شيء أقرب إىل اخللق منه ‪.‬‬
‫الرتبة الثانية ‪ :‬أن يعامل كل اسم مبقتض*اه ‪ ،‬فيعامل س*بقه تع*اىل بأوليته‬
‫لكل ش**يء وس**بقه بفض**له وإحس**انه األس**باب كلها مبا يقتض**يه ذلك من‬
‫أف**راده ‪ ،‬وع*دم االلتف*ات إىل غ**ريه ‪ ،‬أو الوث**وق بس**واه أو التوكل عليه ‪ ،‬فمن ذا‬
‫ال**ذي ش**فع لك يف األزل حيث مل تكن ش**يئا م**ذكورا حىت مساك باسم اإلس**الم ‪،‬‬
‫وومسك بس* * * * **مة اإلميان ‪ ،‬وجعلك من أهل قبضة اليمني ‪ ،‬وأقطعك يف ذلك الغيب‬
‫أعم * **ال املؤم * **نني ‪ ،‬فعص * **مك عن العب * **ادة للعبيد ‪ ،‬وأعتقك من ال * **تزام ال* **رق ملن له‬
‫ش * **كل أو نديد ‪ ،‬مث وجه وجهة قلبك إليه س * **بحانه دون ما س * **واه ‪ ،‬فاض * **رع إىل‬
‫الذي عصمك من السجود للصنم وقضى لك بقدم الصدق يف القدم أن يتم عليك‬
‫نعمة هو ابتدأها ‪ ،‬وك*انت أوليتها منه بال س*بب منك ‪ ،‬وا ْس* ُم هبمتك عن مالحظة‬
‫االختي * **ار وال ت * **ركنن إىل الرس * **وم واآلث * **ار ‪ ،‬وال تقنع باخلس * **يس ال * **دون ‪ ،‬وعليك‬
‫باملط* **الب العالية ‪ ،‬واملراتب الس* **امية اليت ال تن* **ال إال بطاعة اهلل ؛ ف* **إن اهلل س* **بحانه‬
‫قضى أن ال ينال ما عنده إال بطاعته ‪ ،‬ومن ك*ان هلل كما يريد ك*ان اهلل له ف*وق ما‬
‫يريد ‪ ،‬فمن أقبل إليه تلق * **اه من بعيد ‪ ،‬ومن تص * **رف حبوله وقوته أالن له احلديد ‪،‬‬
‫ومن ت**رك ألجله أعط**اه ف**وق املزيد ‪ ،‬ومن أراد م**راده ال**ديين أراد ما يريد ‪ ،‬مث اسم‬
‫بس **رك إىل املطلب األعلى ‪ ،‬واقصر حبك وتقربك على من س **بق فض **له وإحس **انه‬
‫إليك (‪. )1‬‬
‫وهنا مس * * * * * **ألة مهمة يف معرفة األمساء األربعة اليت تق * * * * * **دمت وهي األول واآلخر‬
‫والظ*اهر والب*اطن ‪ ،‬ف*إن ه*ذه األمساء كما ذكر ابن القيم رمحه اهلل هي أرك*ان العلم‬

‫‪1‬طريق اهلجرتني ‪ 1/49‬بتصرف ‪.‬‬


‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪58‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫واملعرفة ‪ ،‬فحقيق بالعبد أن يبلغ يف معرفتها إىل حيث ينتهي به قواه وفهمه ‪ ،‬فالعبد‬
‫له أول وآخر وظ**اهر وب**اطن ‪ ،‬بل كل ش**يء له أول وآخر وظ**اهر وب**اطن ‪ ،‬حىت‬
‫اخلط **رة واللحظة والنفس وأدىن من ذلك وأك **ثر ‪ ،‬فأولية اهلل عز وجل س **ابقة على‬
‫أولية كل ما س* * **واه ‪ ،‬وآخريته ثابتة بعد آخرية كل ما س* * **واه ‪ ،‬فأوليته س* **بقه لكل‬
‫ش**يء ‪ ،‬وآخريته بق**اؤه بعد كل ش**يء ‪ ،‬وظاهريته س**بحانه فوقيته وعل**وه على كل‬
‫شيء ‪ ،‬ومعىن الظه*ور يقتضي العلو ‪ ،‬وظ*اهر الش*يء هو ما عال منه وأح*اط بباطنه‬
‫‪ ،‬وبطونه س **بحانه إحاطته بكل ش **يء حبيث يك **ون أق **رب إليه من نفسه ‪ ،‬فم **دار‬
‫ه * * * * * **ذه األمساء األربعة على اإلحاطة ‪ ،‬وهي إحاطت * * * * * **ان ‪ :‬زمانية ومكانية ‪ ،‬فإحاطة‬
‫أوليته وآخريته بالقبلية والبعدية فكل س * * * **ابق انتهى إىل أوليته ‪ ،‬وكل آخر انتهى إىل‬
‫آخريته ‪ ،‬فأح **اطت أوليته وآخريته باألوائل واألواخر ‪ ،‬وأح **اطت ظاهريته وباطنيته‬
‫بكل ظاهر وباطن ‪ ،‬فما من ظاهر إال واهلل فوقه ‪ ،‬وما من ب*اطن إال واهلل من ورائه‬
‫‪ ،‬وما من أول إال واهلل قبله ‪ ،‬وما من آخر إال واهلل بع* **ده ‪ ،‬ف* **األول أزله ‪ ،‬واآلخر‬
‫دوامه وبق **اؤه ‪ ،‬والظ **اهر عل **وه وعظمته والب **اطن قربه ودن **وه ‪ ،‬فس **بق كل ش **يء‬
‫بأوليته ‪ ،‬وبقى بعد كل ش**يء بآخريته ‪ ،‬وعال على كل ش**يء بظه**وره ‪ ،‬ودنا من‬
‫مساء ‪ ،‬وال أرض أرضا ‪ ،‬وال حيجب عنه‬ ‫كل ش **يء ببطونه ‪ ،‬فال ت **واري منه مساء ً‬
‫ظ*اهر باطنا ‪ ،‬بل الب*اطن له ظ*اهر والغيب عن*ده ش*هادة والبعيد منه ق*ريب ‪ ،‬والسر‬
‫عن* **ده عالنية ‪ ،‬فه* **ذه األمساء األربعة تش* **تمل على أرك* **ان التوحيد ‪ ،‬فهو األول يف‬
‫آخريته واآلخر يف أوليته ‪ ،‬والظ* * **اهر يف بطونه والب* * **اطن يف ظه* * **وره ‪ ،‬مل ي* **زل أوال‬
‫وآخرا وظاهرا وباطنا (‪. )1‬‬
‫مل أجد ب **البحث احلاس **ويب أح **دا مسي عبد الب **اطن يف جمال مأجرينا عليه البحث‬
‫وك * **ذلك مجيع حمرك * **ات البحث على اإلن * **رتنت ‪ ،‬وهنيئا ملن مسى نفسه أو ول * **ده‬
‫بذلك االسم ألنه مل يسبقه أحد من السلف أو اخللف واهلل أعلم ‪.‬‬
‫‪   -18‬السميع ‪:‬‬
‫اإلميان باالسم له أثر كبري على اعتق **اد العبد وس **لوكه ‪ ،‬أما االعتق **اد فاملوحد‬

‫‪1‬طريق اهلجرتني ‪ 1/49‬بتصرف ‪.‬‬


‫‪59‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫يعلم أن اهلل من ف*وق عرشه يس*مع كل ص*غرية وكب*رية يف خلقه ‪ ،‬وأنه س*بحانه‬
‫س َك ِمْثلـ ـ ـ ِـه‬‫متوحد يف مسعه له الكم* * **ال املطلق كما ق* * **ال تع* * **اىل عن نفسه ‪ْ  :‬لي َ‬
‫السِم ُيع َالب ِص ُير ‪[ ‬الشورى‪ ، ]11 :‬روى ابن ماجة وحسنه الشيخ األلباين‬ ‫َش ْيٌء َو ُهَو َّ‬
‫ِ‬
‫ات ‪،‬‬ ‫صـَو َ‬ ‫الح ْم ُد ِهلل الذي َو ِس َع َس ْم ُع ُه ا َأل ْ‬
‫من حديث عائشة رضي اهلل عنها أهنا قالت ‪َ ( :‬‬
‫ِ ِ‬
‫احي ِـة البْي ِ‬ ‫ِ‬ ‫لَق ْـد ج ِ‬
‫ت تَ ْشـ ُكو َزْو َج َهـا َوَمـا أَ ْسـ َم ُع َمـا َتُقـول ؛‬ ‫الم َجادلـ ُة ِإلى النَِّب ِّي ‪َ S‬وأَنَـا في نَ َ َ‬
‫ـاءت ُ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فَــأَْنزل اهلل ‪  :‬قَ ـ ْـد ســ ِمع اهلل َقــول ِ‬
‫ـك في َزْوج َهــا َوتَ ْش ـَتكي ِإلى اهلل َو ُ‬
‫اهلل يَ ْس ـ َم ُع‬ ‫التي تُ َجادل ـ َ‬ ‫َ َ ُ ْ‬ ‫َ ُ‬
‫(‪) 1‬‬
‫يع بَص ٌير ‪[ ‬اجملادلة‪. ) ]1:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫اهلل َسم ٌ‬ ‫تَ َح ُاو َر ُك َما إن َ‬
‫وأما أثر اإلميان باالسم على س **لوك العبد ف **إن املوحد ي **راقب ربه يف‬
‫س* * **ره وعالنيته لعلمه أن اهلل من ف* * **وق عرشه يس* * **معه وهو عليم بس * **ره‬
‫وجنواه ‪ ،‬ومن مث يتقيه وخيش**اه وال خياف من أحد س**واه ‪ ،‬ق**ال تع**اىل‬
‫‪  :‬أَْم يَ ْح َسـ ـبُو َن أَنَّا ال نَ ْسـ ـ َم ُع ِسـ ـَّرُه ْم َونَ ْجـ َـو ُاه ْم بَلى َوُر ُسـ ـ َلنا لـ ـ َديِْه ْم يَ ْكتُبُ ــو َن ‪‬‬
‫[الزخ**رف‪ ، ]80 :‬كما أن الص*ادق يف توحي*ده السم اهلل الس*ميع هو ال*ذي‬
‫يس*مع بس*مع اهلل ؛ فال يس*مع إال ما حيبه ويرض*اه ‪ ،‬روى البخ*اري من‬
‫لي‬‫اهلل ‪ S‬قال فيما يروي عن رب العزة ‪َ ( :‬وَما َتَق َّـر َ ِ‬ ‫حديث أيب هريرة ‪ t‬أن رسول ِ‬
‫بإ َ‬
‫ب ِإلي بِالنََّو ِافـل َحتَّى أ ُِحبَُّه ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ضـ ُ ِ‬ ‫لي ِم َّما ا ْفَتَر ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ت َع ْليـه ‪َ ،‬وَمـا َي َـزال َعْبـدي َيَتَق َّـر ُ‬ ‫ب ِإ َّ‬ ‫َعْبـدي بِ َشـ ْيء أ َ‬
‫َح َّ‬
‫الذي ُيْب ِصُر بِِه ) (‪. )2‬‬ ‫الذي يسمع بِِه ‪ ،‬وبصرُه ِ‬ ‫ت سمع ُه ِ‬
‫َ ْ َ ُ َ َ ََ‬ ‫فَِإ َذا أ ْ‬
‫َحَبْبتُُه ُكْن ُ َ ْ َ‬
‫واملقص* * * **ود بقوله كنت مسعه ال* * * **ذي يس* * * **مع به أي حيفظه اهلل يف مسعه ويهيأ‬
‫األس* * * * * * * * * **باب حلفظه ‪ ،‬وذلك ملداومة العبد على حفظ اهلل يف ش* * * * * * * * * **رعه ‪ ،‬وليس‬
‫املقص* **ود احتاد ال* **ذات أو احلل* **ول كما ي* **زعم الغالة ‪ ،‬فالعبد حيفظ مسعه بالتزامه‬
‫منهج اهلل فال ي * * * **ؤذي الن * * * **اس بس * * * **معه ك* * * * **أن يتحسس ع* * * * **وراهتم أو خيوض يف‬
‫أعراض **هم أو يش **هر ب **زالهتم ‪ ،‬وعند البخ **اري من ح **ديث أيب هري**رة ‪ t‬أن الن **يب ‪S‬‬
‫سـ ـ ـوا ‪َ ،‬و َال‬ ‫ق * **ال ‪ِ ( :‬إيَّا ُكم والظَّ َّن فَ ـ ـ ـِإ َّن الظَّ َّن أ َْكـ ـ ـ َذب ـ ِ ِ‬
‫سـ ـ ـوا َو َال تَ َج َّس ُ‬
‫الحـ ــديث ‪َ ،‬و َال تَ َح َّس ُ‬
‫ُ َ‬ ‫َْ‬
‫اهلل ِإ ْخَوانًا ) ‪ ،‬وعن* **د مس **لم من‬
‫(‪) 3‬‬ ‫ـاد ِ‬ ‫ِ‬
‫ض ــوا ‪َ ،‬و ُكونُـــوا عَب ـ َ‬
‫تَ َحا َس ــ ُدوا َو َال تَ ــ َد َابُروا َو َال َتَبا َغ ُ‬

‫‪1‬ابن ماجة يف املقدمة ‪ ،‬باب فيما أنكرت اجلهمية ‪ ، )188 ( ، 1/67‬ظالل اجلنة ( ‪. )625‬‬
‫‪2‬البخاري يف الرقاق ‪ ،‬باب التواضع ‪. )6137 ( 2384 /5‬‬
‫‪3‬البخاري يف كتاب األدب ‪ ،‬باب ال خيطب على خطبة أخيه ‪. )4849 (1976 /5‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪60‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫اهلل بِ ِـه ‪َ ،‬وَم ْن َر َاءى‬


‫اهلل) بن عب*اس ‪ t‬أن رس*ول اهلل ‪ S‬ق*ال ‪َ ( :‬م ْن َس َّم َع َس َّم َع ُ‬ ‫حديث عب*د‬
‫ِِ (‪1‬‬
‫اهلل به ) ‪.‬‬ ‫َر َاءى ُ‬
‫وممن تس* * * * * * **مى عبد الس* * * * * * **ميع أبو العز عبد الس* * * * * * **ميع بن عبد العزيز بن غالب‬
‫الواس **طي املق **رئ (ت‪ ، *)618 :‬مسع أبا ط **الب بن الكت **اين ‪ ،‬وق **رأ الق **رآن الك **رمي‬
‫بالروايات على أيب الفضل هبة اهلل بن علي بن قسام ‪ ،‬وحدث وأقرأ بواسط وك*ان‬
‫فرضيا (‪. )2‬‬
‫‪   -19‬البصير ‪:‬‬
‫دع**اء العب**ادة باسم اهلل البصري هو وص**ول العبد ملرتبة اإلحس**ان وت**أثره ال**دائم‬
‫بكمال املراقبة ‪ ،‬روى البخاري من ح*ديث عمر ‪ t‬أن جربيل س*أل النيب ‪ S‬فق*ال‬
‫اهلل َكأَنَّ َك َت َـر ُاه فَـِإ ْن ْلم تَ ُك ْن َت َـر ُاه فَِإنَُّه َي َـر َاك )‬
‫اإل ْح َسان ؟ قَـال ‪ :‬أَ ْن َتْعبُـ َد َ‬ ‫‪ ( :‬أخبرني َع ِن ِ‬
‫(‪ ، )3‬فوجب على العبد أن يراقب ربه يف طاعته ‪ ،‬ويوقن أنه من ف**وق عرشه بصري‬
‫بعبادته ‪ ،‬عليم بإخالصه ونيته ‪ ،‬ق * **ال ‪َ  : ‬وقُل ا ْع َملـ ـ ــوا فَ َس ـ ـ ـَيَرى ُ‬
‫اهلل َع َمل ُك ْم‬
‫المْؤِمنُـ ــو َن َو َس ـ ـُتَردُّو َن ِإلى َعـ ـ ِ‬
‫ـالم الغَْي ِب َوال َّش ـ ـَه َادِة َفُيَنِّبئُ ُك ْم بِ َما ُكْنتُ ْم َتْع َملـ ــو َن ‪‬‬ ‫وله َو ُ‬
‫َوَر ُس ـ ـ ُ‬
‫[التوب **ة‪ ، ]105 :‬وكما ق **ال م **ؤمن آل فرع **ون ‪  :‬ويا َقــوِم ما لي أَ ْد ُعــو ُكم ِإلى النَّجـ ِ‬
‫ـاة‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ََ ْ َ‬
‫ِِ‬ ‫اهلل وأ ْ ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الع ِزيـ ِز‬ ‫س لي بِه ع ٌ‬
‫لم َوأَنَا أَ ْد ُعو ُك ْم ِإلى َ‬ ‫ُش ِر َك به َما ْلي َ‬ ‫َوتَ ْد ُعونَني ِإلى النَّا ِر تَ ْد ُعونَني أل َْكُفَر ب َ‬
‫َن مر َّدنَا ِإلى ِ‬ ‫ال َغَّفا ِر ال ـجـرم أَنَّما تَـ ْـد ُعونَِني ِإليـ ِـه ليس لــه َد ْعــوٌة ِفي الـ ُّـدْنيا وال ِفي ِ ـ ِ‬
‫اهلل‬ ‫اآلخ َرة َوأ َّ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ ْ َ ُ َ‬ ‫َ ََ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض أَْمـ ِري إلى اهلل إ َّن َ‬
‫اهلل‬ ‫اب النَّا ِر فَ َس ـَت ْذ ُكُرو َن َما أَقُــول ل ُك ْم َوأَُفـ ِّـو ُ‬ ‫الم ْس ـ ِرف َ‬
‫ين ُه ْم أَ ْ‬
‫ص ـ َح ُ‬ ‫َن ُ‬‫َوأ َّ‬
‫العَب ِاد ‪[ ‬غافر‪. ]44:‬‬ ‫صير بِ ِ‬
‫بَ ٌ‬
‫ِ‬
‫كما أن دعاء العبادة يوجب علينا أن ننظر ونتفكر وأن نعترب ونتذكر ‪ ،‬ننظر‬
‫يف خلق اهلل وآث * **ار ص * **نعته ‪ ،‬وكم * **ال قدرته وب * **الغ حكمته ‪ ،‬ق * **ال ‪  : ‬أَفَال‬
‫ت َوِإلى‬ ‫ـف نُ ِ‬ ‫ت وِإلى ِ‬ ‫سـماء َكيـ َ ِ‬ ‫اإلبِل َكْيـ َ‬
‫صـَب ْ‬ ‫الجَبــال َكْيـ َ‬ ‫ـف ُرفَع ْ َ‬ ‫ت َوِإلى ال َّ َ ْ‬ ‫ـف ُخلَق ْ‬ ‫يَنظُـُـرو َن ِإلى ِ‬
‫َنت ُمـ َذ ِّكٌر ‪[ ‬الغاش**ية‪ ، ]20 :‬وكما أمرنا اهلل ‪ ‬أن‬ ‫ـف ُسـ ِط َح ْ‬
‫ت فَـ َذ ِّكْر ِإنََّما أ َ‬ ‫ض َكْي َ‬‫األَْر ِ‬
‫ننظر يف األس**باب الظ**اهرة أمرنا أن نعترب بفعله يف األمم الغ**ابرة فق**ال ‪  : ‬قَـ ْـد‬
‫ين ‪[ ‬آل عم**ران‪:‬‬ ‫ِ‬
‫الم َك ِّذب َ‬
‫ِ‬
‫ف َكا َن َعاقَب ُة ُ‬ ‫لت ِم ْن َقْبل ُك ْم ُسَن ٌن فَ ِس ُيروا ِفي األَْر ِ‬
‫ض فَانْظُُروا َكْي َ‬ ‫َخ ْ‬

‫‪1‬مسلم يف الزهد والرقاق ‪ ،‬باب حترمي الرياء ‪. )2986 ( 2289 /4‬‬


‫‪2‬انظر ترمجته يف تكملة اإلكمال أليب بكر حممد بن عبد الغين البغدادي ‪. 4/391‬‬
‫‪3‬البخاري يف اإلميان ‪ ،‬باب سؤال جربيل النيب )‪. S 1/27 (50‬‬
‫‪61‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫‪. ]137‬‬
‫أما من جهة التسمية بعبد البصري فلم أجد أحدا تسمى به من علم*اء الس*لف أو‬
‫رواة احلديث ‪ ،‬لكن مسى به من اخللف املت * * * * * **أخرين كثري ‪ ،‬منهم أبو حمم * * * **ود عبد‬
‫البصري ابن أيب نصر الضراب من أهل هراة (ت‪. )1( )541 :‬‬
‫‪   -20‬المولى ‪:‬‬
‫دعاء العبادة هو أثر اإلميان باالسم يف س*لوك العبد فيجاهد نفسه يف طاعة م*واله‬
‫فال يعصي له أم **را وال ي **رد له خ **ربا ‪ ،‬كما ق **ال ‪  : ‬وج ِاهـ ُدوا ِفي ِ‬
‫اهلل َحـ َّ‬
‫ـق‬ ‫ََ‬
‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َوَما َجَعل َع ْلي ُك ْم ِفي الـدِّي ِن‬ ‫ِِ‬
‫يم ُه َـو‬ ‫م ْن َح َـر ٍج ملـ َة أَبي ُك ْم إْب َـراه َ‬ ‫ِجَهاده ُهَو ْ‬
‫اجَتَبـا ُك ْم‬
‫الر ُس ـ ـول َش ـ ـ ِهيداً َع ْلي ُك ْم َوتَ ُكونُـ ــوا‬
‫َّ‬ ‫ِم ْن َقْبل َوِفي َهـ ـ َذا َلي ُـكــو َن‬
‫ين‬ ‫ِ‬
‫الم ْس ـ ـلم َ‬
‫َس ـ ـ َّما ُك ُم ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوا ْعَتصـ ُموا بِاهلل ُه َـو َم ْـوال ُك ْم فَنْع َم‬ ‫صـالَة َوآتُـوا َّ‬
‫الز َكـاَة‬ ‫فَـأَِق ُيموا ال َّ‬
‫ُشـ َه َد َاء َعلى الن ِ‬
‫َّاس‬
‫المولى ونِْعم الن ِ‬
‫َّص ُير ‪[ ‬احلج‪.]78 :‬‬ ‫َْ َ َ‬
‫فاملس* * * * **لم املوحد كيف خيربه م* * * * **واله بأنه العلي يف مساه على الع * * **رش‬
‫اس **توى ‪ ،‬ويق **ول العبد له ‪ :‬ظ **اهر كالمك باطل وحمال يا م **والي فإنه‬
‫تش * * * * * * **بيه ومتثيل ؟ فمن وحد اهلل يف امسه املوىل أثبت ما أثبته اهلل لنفسه‬
‫وما أثبته رس **وله ‪ ، S‬فص **دق خبربه ومل حيد عن أم **ره ‪ ،‬وه **ذا مقتضى‬
‫تعظيم العبد لربه يف امسه املوىل ‪.‬‬
‫ومن دع * **اء العب * **ادة أيضا تق * **وى اهلل فيمن واله عليهم من خدمه أو‬
‫عماله أو ش**ركائه أو إخوانه ‪ ،‬روى مس**لم من ح**ديث أيب هري**رة ‪ t‬أن‬
‫ـاءُه بِـ ِـه َوقَـ ْـد َولي‬ ‫ِ‬ ‫رس **ول اهلل ‪ S‬ق **ال ‪ِ ( :‬إ َذا ص ـَنع أل ـ ِ‬
‫َحـد ُك ْم َخادُمـ ُـه طََع َامـ ُـه ثُ َّم َـج َ‬
‫َ َ َ‬
‫ضـ ْع ِفي‬ ‫ال فَ َلي َ‬ ‫وها قَلي ً‬ ‫ـام َم ْشـُف ً‬ ‫ِ‬
‫َـح َّـرُه َو ُد َخانَـ ُـه فَ ُليْقعـ ْـدُه َمَعـ ُـه فَ َليْأ ُكل ‪ ،‬فَـِإ ْن َـكـا َن الطََّعـ ُ‬
‫يَ ِدِه ِمْن ُه أ ُْكل ًة أَْو أ ُْك َلتْي ِن ) (‪ ، )2‬وروى أيضا من حديث عائشة رضي اهلل عنها‬
‫اللهم َم ْن َول ََي ِم ْن أَْم ِر أمتي َشْيًئا فَ َشـ َّق َع ْليِه ْم فَا ْشـُق ْق َع ْلي ِـه ‪،‬‬
‫أن رسول اهلل ‪ S‬قال ‪َّ ( :‬‬
‫َوَم ْن َولي ِم ْن أَْم ِر أمتي َشْيًئا َفَرفَ َـق بِِه ْم فَ ْـارفُ ْق بِ ِـه ) (‪ ، )3‬وعند أمحد وص*ححه األلب*اين‬

‫‪1‬انظر ترمجته يف التحبري يف املعجم الكبري للسمعاني ‪. 1/506‬‬


‫‪2‬مس* * **لم يف األميان ‪ ،‬ب* * **اب إطع* * **ام اململ* * **وك مما يأكل وإلباسه مما يلبس وال يكلفه ما يغلبه ‪( 3/284‬‬
‫‪ )1663‬ومعىن مشفوها أي تكاثرت عليه الشفاة فأصبح قليال ‪.‬‬
‫‪3‬مسلم يف اإلمارة ‪ ،‬باب فضيلة اإلمام العادل وعقوبة اجلائر ‪. )1828 ( 1458 /3‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪62‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫صـا ِر ‪ :‬أَ َال ِإ َّن‬ ‫اهلل ‪ S‬يُقول َعلى ِ‬


‫المْنَبـ ِر ل َ‬ ‫ت رسول ِ‬ ‫من حديث أيب قتادة ‪ t‬قال ‪َ ( :‬س ِمْع ُ‬
‫ألنْ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ت ُشـ ْعَبَة‬ ‫صـ ُار ُشـ ْعَبًة َالَّتَبْع ُ‬ ‫ِ‬
‫َّاس َواديـاً َو َسـل َكت ا َألنْ َ‬ ‫لك الن ُ‬ ‫ص َار ِشَعا ِرى ‪ْ ،‬لو َس َ‬ ‫َّاس دثَا ِرى َوا َألنْ َ‬
‫الن ِ‬
‫َ‬
‫صـ ـا ِر فَليُ ْح ِسـ ـ ْن ِإلى‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ن‬‫أل‬ ‫ا‬ ‫ـر‬
‫َْ َ َْ ْ َ‬ ‫ـ‬ ‫َم‬‫أ‬ ‫لي‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬‫ص‬ ‫ن‬‫أل‬‫ا‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫ج‬
‫َ ْ َ ْ َ ْ ُ َُ ً َ ْ َ‬‫ر‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬
‫ج‬ ‫ه‬ ‫ال‬ ‫ال‬ ‫ـو‬‫ـ‬ ‫ل‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ا‬‫ـ‬ ‫ـ‬‫ص‬‫ا َألنْ َ‬
‫ع َـه َذا ال ِـذي َبْي َن َهـاَتْي ِن َوأَ َشـ َار ِإلى‬ ‫ـاوْز َع ْن ُم ِسـ ِيئِه ْم ‪َ ،‬وَم ْن أَ ْف َـز َعُه ْم َفَق ْـد أَ ْف َـز َ‬ ‫ِِ‬
‫ُم ْحسـنِه ْم(‪)َ1‬و َليَت َج َ‬
‫َنْف ِسِه ) ‪.‬‬
‫لت‬‫وروى أبو داود وص*ححه األلب*اين من ِح*ديث م*رمي األزدي أنه ق*ال ‪َ ( :‬د َخ ُ‬
‫لت ‪َ :‬حـ ِـديثًا‬ ‫ب ‪َ ،‬فُق ُ‬ ‫العـ َـر ُ‬
‫ولها َ‬ ‫ال ٍن ‪َ ،‬وهي َك َـ‬
‫لم ـ ٌة َتُق َ‬ ‫ـك أَبَا فُ َ‬ ‫َعلى ُمَعا ِويَ ــَة َفَـقــال ‪َ :‬ما أَْنَع َمَنا بِ ـ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُخِبُر َك بِِه َس ِمْع ُ‬ ‫َس ِمْعتُُه أ ْ‬
‫ين‬‫الم ْسـلم َ‬ ‫اهلل َعَّز َو َجل َشْيًئا م ْن أَْم ِر ُ‬ ‫ت َر ُسول اهلل ‪َ S‬يُقول ‪َ :‬م ْن َو َّالُه ُ‬
‫اجِت ِـه َو َخ ِلت ِـه َوَفْـق ِرِه ‪ ،‬قَـال‬ ‫اهلل َعْن ُـه ُدو َن َح َ‬ ‫ب ُ‬ ‫احَت َج َ‬
‫ِ‬
‫ـاجِتِه ْم َو َخ ِلتِه ْم َوَفْـق ِره ُم ْ‬ ‫ب ُدو َن َح َ‬ ‫ـاحَت َج َ‬ ‫فَ ْ‬
‫َّاس ) ‪ ،‬وعند مسلم من ح*ديث ع*وف بن مالك ‪ t‬أن‬ ‫(‪) 2‬‬
‫ال َعلى َحَوائِ ِج الن ِ‬ ‫فَ َجَعل َر ُج ً‬
‫صـلو َن‬ ‫ِ‬ ‫رس*ول اهلل ‪ S‬ق*ال ‪ِ ( :‬خيار أَئَِّمِت ُكم ال ِـذ ِ‬
‫صـلو َن َع ْلي ُك ْم َوتُ َ‬ ‫ين تُحبُّوَنُه ْم َويُحبُّونَ ُك ْم ‪َ ،‬ويُ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ضـ ـونَ ُك ْم ‪َ ،‬وتَ َلعنُ ــوَنُه ْم َويَ َلعنُ ــونَ ُك ْم ‪ ،‬قيل ‪ :‬يَا‬ ‫ضـ ـوَنُه ْم َوُيْبغ ُ‬ ‫ين ُتْبغ ُ‬ ‫َع ْليِه ْم ‪َ ،‬وشـ ـَر ُار أَئ َّمت ُك ُم ال ــذ َ‬
‫الَة ‪َ ،‬وِإ َذا َرأَْيتُ ْم ِم ْن‬ ‫ف ؟ َفَقـ ــال ‪َ :‬ال ‪َ ،‬ما أَقَـ ـ ُـاموا ِفي ُك ُم ال َّ‬
‫ص ــ َ‬ ‫س ـ ـْي ِ‬
‫ال ُنَنابِ ـ ـ ُذ ُه ْم بِال َّ‬
‫اهلل أَفَ َ‬‫رس ـ ـول ِ‬
‫َُ‬
‫ٍ (‪) 3‬‬ ‫ِ‬
‫ُو َالت ُك ْم َشْيًئا تَ ْكَر ُهونَُه فَ ْاكَر ُهوا َع َم ُله َو َال َتْنز ُعوا يًَدا م ْن طَ َاعة ) ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ومن جهة التسمية بعبد الموىل فقد تسمى به أبو روح عبد املوىل بن عبد الباقي‬
‫بن حممد بن زيد األزدي الواعظ ‪ ،‬أخو عبد الواسع من أهل ه * **راة ‪ ،‬ك * **ان وال * **ده‬
‫سبط عبد اهلل األنصاري ‪ ،‬وكان واعظا له نوبة يف جامع هراة (‪. )4‬‬
‫‪   -21‬النصير ‪:‬‬
‫أثر االسم على العبد أن ينصر اهلل ورس * * **وله ‪ S‬ودينه وحزبه لعلمه أن‬
‫ِ‬
‫آمنُــوا‬
‫ين َ‬ ‫اهلل هو النصري الذي ينصر من نصره ‪ ،‬قال تعاىل ‪  :‬يَا أَُّيَها الذ َ‬
‫ت أَ ْق ـ ـ َد َام ُك ْم ‪[ ‬حمم* **د‪ ، ]7 :‬وق* **ال ‪ِ  : ‬إ ْن‬
‫ص ـ ـْر ُك ْم َوُيثَِّب ْ‬
‫اهلل َيْن ُ‬ ‫ِإ ْن َتْن ُ‬
‫ص ـ ـُروا َ‬
‫ص ـ ـُر ُك ْم ِم ْن َبْعـ ـ ِـدِه‬ ‫ِ‬
‫ـالب ل ُك ْم َوِإ ْن يَ ْخـ ـ ُذل ُك ْم فَ َم ْن َذا الـ ــذي َيْن ُ‬
‫اهلل فَال َغـ ـ َ‬
‫ص ـ ـْر ُك ُم ُ‬
‫َيْن ُ‬
‫المْؤِمنُ ــو َن ‪[ ‬آل عم **ران‪ ، ]160 :‬وجيب على الموحد أن‬ ‫ِ‬
‫َو َعلى اهلل فَ َليَتَو َّكل ُ‬
‫‪1‬املسند ‪ ، )22668 ( 307 /5‬السلسلة الصحيحة ( ‪. )917‬‬
‫‪2‬أبو داود يف اخلراج واإلم*ارة ‪ ،‬ب*اب فيما يل*زم اإلم*ام من أمر الرعية واحلجبة عنه ‪، )2948 ( 3/135‬‬
‫وانظر صحيح الرتغيب والرتهيب ( ‪. )2208‬‬
‫‪3‬مسلم يف اإلمارة ‪ ،‬باب خيار األئمة وشرارهم ‪. )1855 ( 1481 /3‬‬
‫‪4‬التحبري يف املعجم الكبري للسمعاين ‪. 1/510‬‬
‫‪63‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫يك**ون نص**ره مع ص**ربه مقرتن**ان وأال يي**أس من النصر مهما ط**ال الصرب‬
‫اهلل ِفي الـ ـ ُّـدْنَيا َو ِ ـ‬
‫اآلخـ َرِة فَ َلي ْمـ ـ ُد ْد‬ ‫ص ـ ـَرُه ُ‬ ‫قال تع * **اىل ‪َ  :‬م ْن َـك ــا َن يَظُ ُّن أَ ْن ْ‬
‫لن َيْن ُ‬
‫بِ َسـَب ٍب ِإلى ال َّسـ َم ِاء ثُ َّم َليْقطَـ ْـع فَ َليْنظُـْـر َهل يُـ ْـذِهَب َّن َكْيـ ُدُه َما يَِغيـ ُظ ‪[ ‬احلج‪ ، ]15 :‬وقد‬
‫روي البخ**اري أن قريشا يف ص**لح احلديبي *ة أل**زمت رس**ول اهلل ‪ S‬بأش**ياء مل ي**رغب‬
‫لت ‪:‬‬ ‫اهلل َحًّقا ؟ قَــال ‪ :‬بَلي ‪ ،‬قُ ُ‬ ‫ت نَِب َّي ِ‬
‫فيها عمر بن اخلط**اب ‪ t‬فق**ال للنيب‪ ( : S‬أَل ْسـ َ‬
‫لم ُن ْع ِطي الدَّنِيََّة ِفي ِد ِينَنا‬ ‫لت ‪ :‬فَ َ‬ ‫اطل ؟ قَ ــال ‪ :‬بَلي ‪ ،‬قُ ُ‬ ‫ـق و َعـ ـ ُدُّونَا على الب ِ‬
‫َ‬ ‫الحـ ِّ َ‬
‫أَل ْسـ ـَنا على َ‬
‫صـ ِيه و ُهـو نَا ِ‬‫اهلل ولسـ ُ ِ‬ ‫ِ‬
‫ت تُ َح ِّـدُثَنا أَنَّا‬‫س ُكْن َ‬ ‫صـ ِري ‪ ،‬قُ ُ‬
‫لت ‪ :‬أََو ْلي َ‬ ‫ت أَ ْع َ َ‬ ‫ِإ ًذا ؟ قَـال ‪ِ :‬إنِّي َر ُسـول َ ْ‬
‫ِِ‬ ‫وف بِِه ؟ قَال ‪ :‬بَلي لكن هل أَ ْخَبْرتُ َ‬ ‫ِ‬
‫الع َام ؟ ف َقــال ‪ :‬ال ‪،‬‬ ‫ك أَنَّا سَنأْتيه هذا َ‬ ‫ت َفَنطُ ُ‬ ‫البْي َ‬‫َسَنأْتي َ‬
‫لت ‪ :‬يا أَبا ب ْـك ٍر أ َْليس َـه َذا نَِب َّي ِ‬
‫اهلل‬ ‫َ‬ ‫ت أَبَا بَ ْـك ٍر َفُق ُ َ َ َ‬ ‫ف بِ ِـه ‪ ،‬قَـال ‪ :‬فَـأََتْي ُ‬‫ك آتِي ِـه َوُمطَِّّو ٌ‬‫قَـال ‪ :‬فَِإنَّ َ‬
‫ـق و َعـ ُدُّونَا على الب ِ‬
‫اطل ؟ قَــال ‪ :‬بَلي ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫الح ِّ َ‬‫َحًّقا ؟ ف َقـال أبو بكر ‪ :‬بَلي ‪ ،‬قــال ‪ :‬أَل ْسـَنا على َ‬
‫ِ‬ ‫لت ‪ :‬فَلم ُن ْع ِطي الدَّنِيََّة ِفي ِد ِينَنا ِإ ًذا ؟ قَ ـ ــال ‪ :‬أَُّيَها َّ ِ‬
‫س يعصي‬ ‫الر ُجل إنَُّه َلر ُسـ ـ ـول اهلل ‪َ S‬و ْلي َ‬ ‫قُ ُ َ‬
‫س َكـا َن يُ َح ِّـدُثَنا أَنَّا َسـَنأْتِي‬ ‫اهلل ِإنَُّه على الح ِّـق قُ ُ‬ ‫ك بِغَـر ِزِه َفو ِ‬ ‫اصرُه فَ ِ‬
‫َربَُّه َو ُهَو نَ ِ ُ ْ‬
‫لت ‪ :‬أ َْلي َ‬ ‫اسَت ْمس ْ ْ َ‬
‫ك‬‫لت ‪ :‬ال ‪ ،‬قَـال ‪ :‬فَِإنَّ َ‬ ‫ـام ؟ قُ ُ‬ ‫ـوف بِ ِـه ؟ قَـال ‪ :‬بلي أَفَـأَ ْخبر َك أَنَّ َ ِ ِ‬
‫الع َ‬
‫ك سـَتأْتيه هـذا َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ت َونَطُ ُ‬ ‫البْي َ‬ ‫َ‬
‫ف بِه ) ‪ ،‬فاهلل ناصر من ينص* * * **ره وكفى ب* * * *ه حس* * * **يبا وكفى به هاديا‬ ‫آتِي ـ ـ ـ ِـه َوُمطَِّّو ٌ‬
‫(‪) 1‬‬

‫ونصريا ‪.‬‬
‫ومن جهة التس**مية بعبد النصري ‪ ،‬ق**ال أبو املع**ايل الس**المي يف وفي**ات س**نة اثن**تني‬
‫وأربعني وس **بع مئة ‪ ( :‬ويف ليلة احلادي والعش **رين من ش **عبان ت **ويف الص **در الكبري‬
‫احملدث رشيد ال*دين أبو الفت*وح عبد النصري بن حممد بن يعق*وب بن حممد بن نس*يم‬
‫ببلبيس ودفن هبا ‪ ،‬مسع من العز احلراين وغريه ) (‪. )2‬‬
‫‪   -22‬العفو ‪:‬‬
‫دع* * * **اء العب * * **ادة هو أثر االسم على س * * **لوك العبد وتوحيد اهلل فيه ‪ ،‬فيعف * * **وا عن‬
‫الظ **املني ويع **رض عن اجلاهلني وييسر علي املعس **رين طلبا لعفو اهلل عند لقائه ‪ ،‬وقد‬
‫ك **ان أبو بكر الص **ديق ‪ t‬يتص **دق على مس **طح بن أثاثة لقرابته منه ‪ ،‬فلما ش **ارك‬
‫املنافقني يف اهتام أم املؤمنني عائشة باإلفك وبرأها اهلل ‪ ، ‬قَال أبو بكر ‪ ( : t‬و ِ‬
‫اهلل َال‬ ‫َ‬
‫‪1‬البخاري يف الشروط ‪ ،‬باب الشروط يف اجلهاد واملصاحلة مع أهل احلرب‪. )2581 (2/977‬‬
‫‪2‬الوفيات ‪. 1/408‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪64‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫اهلل ‪َ  : ‬وال يَْأتَل‬ ‫ُ‬ ‫ـق َعلى ِم ْس ـطَ ٍح َش ـْيًئا أَبَ ـ ًدا َبْعـ َد َما قَــال َلعائِ َش ـ َة ‪ ،‬فَ ـأَْنَزل‬
‫ُ‬ ‫أُنِْفـ‬
‫ين ِفي‬ ‫اكين و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض ـ ـل ِمْن ُكم وال َّ ِ‬
‫المَـهــاج ِر َ‬
‫الم َس ـ ـ َ َ ُ‬ ‫س ـ ـَعة أ َْن ُيْؤتُـ ــوا أُولي الُقـ ـ ْـربَي َو َ‬ ‫ْ َ‬ ‫أُولو الَف ْ‬
‫ـور َر ِح ٌيم ‪‬‬ ‫اهلل َغُف ٌ‬
‫اهلل ل ُك ْم َو ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صـَف ُحوا أَال تُحُّبو َن أَ ْن َي ْغف َـر ُ‬
‫سـِبيل ِ‬
‫اهلل َو َليْعُفـوا َو َلي ْ‬ ‫َ‬
‫اهلل لي ‪َ ،‬فَر َجـ َـع ِإلى‬ ‫ِ‬ ‫اهلل ِإنِّي أل ُِح ُّ‬
‫ب أَ ْن َي ْغفـ َـر ُ‬
‫[الن * **ور‪َ ، ]22 :‬فَقــال أَبو ب ْكــ ٍر ‪ :‬بلى ‪ ،‬و ِ‬
‫َ َ‬ ‫ُ َ‬
‫الذي َكا َن يُ ْج ِري َع ْليِه ) ‪.‬‬
‫(‪) 1‬‬ ‫ِمسطَ ٍح ِ‬
‫ْ‬
‫وقد وجه النيب ‪ S‬أئمة املس **لمني وحك **امهم إىل درء الش **بهة عن احملك **ومني ألن‬
‫اخلطأ يف العفو خري من اخلطأ يف العقوبة ‪ ،‬روى البخ * **اري من ح * **ديث ابن عب* **اس‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الحِّر ْب ِن‬ ‫رضي اهلل عنهما أنه قال ‪ ( :‬قَدَم ُعَيْيَن ُة بْ ُن ح ْ‬
‫ص ِن بْ ِن ُح َذْيَفَة َفَنَزل َعلي ْاب ِن أَخيه ُ‬
‫ـالس ُع َم َـر َوُم َشـ َاوَرتِِه‬
‫اب َم َج ِ‬ ‫صـ َح َ‬ ‫ين يُ ْـدنِي ِه ْم ُع َم ُـر ‪َ ،‬و َكـا َن الُق َّـر ُاء أَ ْ‬
‫س و َكـا َن ِمن َّ ِ‬
‫النَـف ِر الـذ َ‬ ‫َ‬ ‫َقْي ٍ َ‬
‫ـك َو ْ ـج ٌه ِعْنـ َد َهـ َذا األِـَمـي ِر‬
‫ُكُـهـو ًال َـكـانُوا أَْو ُش ـبَّانًا ‪َ ،‬فَقــال ُعَيْيَنـ ُة ِالبْ ِن أ َِخيـ ِـه ‪ :‬يَا ْاب َن أ َِخي ‪ ،‬لـ َ‬
‫الحُّر ُلعَيْيَنَة فَأَِذ َن لـ ُـه‬
‫اسَتْأ َذ َن ُ‬
‫اس ‪ :‬فَ ْ‬ ‫لك َع ْليِه ‪ ،‬قَال ابْ ُن َعبَّ ٍ‬ ‫َسَتأِْذ ُن َ‬ ‫ِ‬ ‫فَ ِ‬
‫اسَتأْذ ْن لي َع ْليه ‪ ،‬قَال ‪َ :‬سأ ْ‬ ‫ْ‬
‫الجـ ْـزل َو َال تَ ْح ُك ُم َبْيَنَنا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لما َد َخل َع ْليـــه قَـــال ‪ :‬هي يَا ابْ َن ال َخطاب َفَواهلل َما ُتْعط َينا َ‬ ‫ُع َـمـ ُـر ‪ ،‬فَ َّ‬
‫اهلل َتَعـالي قَـال َلنِبِّيهِ‬ ‫ضب ُعمر حتَّى َه َّم بِِه ‪َ ،‬فَقال ُله الحُّر ‪ :‬يا أَِمـير ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين ِإ َّن َ‬
‫الم ْـؤمن َ‬
‫ُ َ َ ُ‬ ‫الع ْدل ‪َ ،‬ف َغ َ َ ُ َ‬ ‫بِ َ‬
‫لين ‪[ ‬األع**راف‪َ ، ]199 :‬وِإ َّن َـه َذا ِم َن‬ ‫ض َع ِن ِ‬
‫الجـاه َ‬ ‫َ‬ ‫ف َوأَ ْع ِر ْ‬ ‫‪ُ S : ‬خ ِذ العْفو وْأمر بِالعر ِ‬
‫َ َ َ ُ ْ ُْ‬
‫ِ ِ ِ (‪) 2‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اهلل َما َج َاوَزَها ُع َمُر ح َين تَ َالَها َع ْليه ‪َ ،‬و َكا َن َوقافًا عْن َد كَتاب اهلل ) ‪.‬‬ ‫الج ِاهلين ‪ ،‬و ِ‬
‫َ َ َ‬
‫مل أجد ب* **البحث احلاس* **ويب أح* **دا مسي عبد العفو يف جمال ما أجرينا عليه ‪ ،‬وإن‬
‫كانت حمركات البحث علي اإلنرتنت أظهرته كوالد ألردين وإماراتية ‪.‬‬
‫‪   -23‬القدير ‪:‬‬
‫دعاء العبادة يتجلى يف فهم العبد للعالقة بني قدرة اهلل وحكمته ‪ ،‬وكيف أن‬
‫القضاء والقدر أمر واقع حمت*وم ‪ ،‬وأن اإلنس*ان خمري يف فعله غري جمب*ور أو مقه*ور‬
‫وحماس* **بته على فعله ال تعين أنه مظل* **وم ؛ فاهلل عز وجل ابتاله يف ه* **ذه ال **دار ‪،‬‬
‫واالبتالء له وجهان ‪ :‬وجه يتعلق بقدرة اهلل وفعل*ه بن*ا ‪ ،‬ووج*ه يتعل*ق بفعلن*ا جتاه فعل*ه‬
‫وم**دى التزامن**ا بدين**ه وأم**ره ‪ ،‬ف**إذا أيقن العب**د ب**ذلك ظه**رت آث**ار اإلميان باالس**م على‬
‫حركات **ه وس **كناته وس **ائر حيات **ه ‪ ،‬فلن حيتج بالق **در على عص **يانه وخمالفات **ه ‪ ،‬لعمل **ه‬

‫‪1‬البخاري يف املغازي ‪ ،‬باب تعديل النساء بعضهن بعضا ‪. )2518 ( 2/945‬‬


‫‪2‬البخاري يف التفسري ‪ ،‬باب خذ العفو وأمر بالعرف ‪. )4366 ( 4/1702‬‬
‫‪65‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫ويقين*ه أن التق*دير احملكم ال ب*د بالض*رورة أن يس*بق التخلي*ق والتص*نيع ‪ ،‬وأن اهلل أحكم‬
‫للمخلوقات غاياهتا وقضى يف اللوح أسباهبا ومعلوالهتا ‪ ،‬فلن يتغ*ري بني*ان اخلل*ق إال بع*د‬
‫اس*تكماله ومتام*ه ‪ ،‬ولن يتب*دل س*ابق احلكم يف س*ائر املل*ك إال بقيام*ه وكمال*ه ‪ ،‬وه*ذه‬
‫مش*يئة اهلل يف خلق*ه وم*ا قض*اه وق*دره يف ملك*ه ؛ فاهلل ع*ز وج*ل على عرش*ه يف الس*ماء‬
‫يفع**ل م**ا يش**اء وبي**ده أحك**ام الت**دبري والقض**اء ‪ ،‬حكم بعدل**ه أن يق**وم اخلل**ق على عل**ة‬
‫االبتالء ‪ ،‬مث يتحول بعدها إىل دار اجلزاء ‪ ،‬ول*ذلك ينبهن*ا اهلل يف بعض املواطن إىل ه*ذه‬
‫احلقيق**ة ‪ ،‬وأن**ه ‪ ‬ق**ادر على أن يفع**ل م**ا يش**اء ل**وال م**ا س**بق يف الكت**اب من أحك**ام‬
‫اهلل َسـَب َق ‪[ ‬األنف**ال‪ ، ]68 :‬وق**ال ‪َ  : ‬ولـ ْـوال‬ ‫ـاب ِمن ِ‬ ‫ِ‬
‫القض**اء ‪ ،‬فق**ال ‪  : ‬لـ ْـوال كَتـ ٌ َ‬
‫َجـل ُم َسـ ّمىً ‪[ ‬ط*ه‪ ، ]129 :‬وق*ال ‪َ  :‬وَمـا َكـا َن الن ُ‬
‫َّاس‬ ‫ت ِم ْن َربِّ َ‬
‫ك ل َكـا َن َلزامـاً َوأ َ‬ ‫لمٌة َسـَبَق ْ‬ ‫َك َ‬
‫يمـا ِفي ِـه يَ ْخَتلُفـو َن ‪[ ‬ي**ونس‪:‬‬‫ِ‬ ‫ت ِمن ربِّ َ ِ‬ ‫ِإال أَُّمًة َو ِاح َدًة فَ ْ‬
‫ك لُقض َي َبْيَنُه ْم ف َ‬ ‫لمٌة َسَبَق ْ ْ َ‬‫اخَتلُفوا َو ْلوال َك َ‬
‫‪. ]19‬‬
‫والعقالء يعلم**ون أن العلم**اء من البش**ر ل**و اجتمع**وا على وض**ع خط**ة حمكم**ة لبن**اء‬
‫مشروع عمالق أو أي مشروع من املشروعات ‪ ،‬درسوا فيها مجي*ع اجلوانب مبختل*ف‬
‫املق*اييس والدراس*ات ‪ ،‬وراع*وا يف خطتهم خمتل*ف املوازن*ات مث وض*عوا ختطيط*ا حمكم*ا‬
‫ال جمال في*ه لإلض*افات ‪ ،‬مث انته*وا إىل تقري*ر ش*امل دون*وه يف جمموع*ة من امللف*ات ‪ ،‬مث‬
‫ق**دموا ه**ذا املكت**وب إلدارة التنفي**ذ واملش**روعات ‪ ،‬فإن**ه ال يص**ح لعام**ل جاه**ل ينقص**ه‬
‫العلم والفهم أن يع **رتض أو يغ **ري أو يب **دل يف ه **ذا املش **روع الض **خم ‪ ،‬وال يص **ح أن‬
‫يعبث في **ه هبواه ‪ ،‬أو يغ **ري يف ختطيط **ه على م **ا ي **راه ؛ فاهلل ع **ز وج **ل ول **ه املث **ل األعلى‬
‫كتب مق **ادير ك **ل ش **يء ورفعت األقالم وجفت الص **حف ح **ىت يتم اخلل **ق على م **ا‬
‫قض**ى ب**ه احلق ‪ ،‬ق**ال ابن القيم ‪ ( :‬إن**ه س**بحانه حكيم ال يفع**ل ش**يئا عبث *اً ‪ ،‬وال لغ**ري‬
‫معىن ومصلحة ‪ ،‬وحكمته هي الغاية املقصودة بالفع*ل ‪ ،‬ب*ل أفعال*ه س*بحانه ص*ادرٌة عن‬ ‫ً‬
‫حكم**ة بالغ**ة ألجله**ا فع**ل ) (‪ ، )1‬فال ب**د للموح**د ال**ذي وح**د اهلل يف امسه الق**دير أن‬
‫يؤمن ب*أن اهلل ‪ ‬من ف*وق عرش*ه يقلب األم*ور يف خلق*ه بقدرت*ه ‪ ،‬وأن معيت*ه هلم معي*ة‬
‫عام**ة وخاص**ة ‪ ،‬معي**ة عام**ة بطالق**ة الق**درة وأوص**اف الربوبي**ة ‪ ،‬مبع**ىن أن**ه مطل**ع على‬
‫خلقه شهيد مهيمن عليهم يتابعهم وي*راهم ويس*معهم ‪ ،‬ويت*وىل بنفس*ه من ف*وق عرش*ه‬

‫‪1‬شفاء العليل ص ‪. 190‬‬


‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪66‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫اخلل**ق والت**دبري ‪ ،‬وال**رزق والتق**دير ‪ ،‬وإن**زال املق**ادير على أوقاهتا من الل**وح احملف**وظ يف‬
‫التق*دير األزيل مث م*ا دب*ره يف التق*دير امليث*اقي ‪ ،‬مث م*ا أم*ر ب*ه املالئك*ة يف التق*دير العم*ري‬
‫والسنوي ‪ ،‬مث متابعتهم حلظة بلحظة يف التقدير اليومي ‪ ،‬وهذه العقيدة جتعل املس**لم يف‬
‫ثق**ة دائم**ة برب**ه يع**رتف ل**ه بنعمت**ه وفض**له ‪ ،‬وأن**ه مهم**ا ح**دث متمس**ك بدين**ه وش**رعه‬
‫وواثق يف وعده ونصره ‪.‬‬
‫مل أجد ب* * * **البحث احلاس* * * **ويب أح* * * **دا من الس* * * **لف أو اخللف مسي عبد الق* * **دير ‪،‬‬
‫وأظه*رت حمرك*ات البحث علي اإلن*رتنت ه*ذا االسم لع*امل معاصر له متيز خمص*وص‬
‫‪ ،‬وهو عبد القدير خان الذي صنع أول قنبلة ذرية للمسلمني يف باكس*تان فس*بحان‬
‫القدير ‪. ‬‬
‫‪   -24‬اللطيف ‪:‬‬
‫دع* * **اء العب* * **ادة هو عمل العبد مبقتضى توحي* * **ده السم اهلل اللطيف حيث يتلطف‬
‫للمسلمني وحينو على اليتامى واملساكني ‪ ،‬ويسعى للوفاق بني املتخاصمني ‪ ،‬وينتقي‬
‫لط **ائف الق **ول يف حديثه مع اآلخ **رين ‪ ،‬ويبش يف وج **وههم وحيمل ق **وهلم على ما‬
‫يتمن **اه من املس **تمعني ؛ ف **إن الظن أك **ذب احلديث ‪ ،‬وقد ذم اهلل أناسا من املن **افقني‬
‫اهتموا أم املؤمنني رضي اهلل عنها بفرية باطلة ‪ ،‬وقد رفع اهلل ق*درها ورد كي*ديهم هلا‬
‫وقد ك * **ان النيب ‪ S‬لطيفا هبا ‪ ،‬لكنه ت * **أثر بق * **وهلم وتغري هلا ‪ ،‬وهو ‪ S‬بشر رمبا يت* **أثر‬
‫مبثل ه * **ذا اخلرب ‪ ،‬روي البخ * **اري من ح * **ديث عائشة رضي اهلل عنها أهنا ق* **الت يف‬
‫ضـو َن ِفي َق ْـول‬
‫َّاس يُِفي ُ‬ ‫ين قَ ِـدْم ُ‬ ‫حادثة اإلفك ‪َ ( :‬فَق ِـدمنا الم ِدينـ َة فَا ْشـت َكي ُ ِ‬
‫ت َشـ ْهًرا ‪َ ،‬والن ُ‬ ‫تح َ‬ ‫َْ َ َ َ ْ‬
‫ف ِم ْن‬ ‫ـك ‪َ ،‬ال أَ ْش ــ ُعُر بِ َشيٍْء ِم ْن َذلـ ـ َ‬
‫ـك ‪َ ،‬و ْهـ َـو يَ ـ ـ ِريبُِني ِفي َو َجِعي أَنِّي َال أَ ْعـ ـ ِر ُ‬ ‫اإلْفــ ِ‬ ‫ص ـ ـ َح ِ‬
‫اب ِ‬ ‫أَ ْ‬
‫اهلل ‪S‬‬ ‫ِ‬
‫ت أَرى مْنـ ُـه حين أَ ْش ـَت ِكي ‪ِ ،‬إنَّما ي ـ ْـد ُخل َعل َّي رس ـول ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـف ال ـ ِـذي ُكْن ُ‬ ‫رســول ِ‬
‫اهلل ‪ S‬الل ْط ـ َ‬
‫َُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬
‫(‪) 1‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لك يَ ـريبُني َوالَ أَ ْش ـ ُع ُر بال َّش ـِّر ) ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ف ‪ ،‬فَ ـ َذ َ‬ ‫ِ‬
‫ص ـر ُ‬ ‫ِ‬
‫ـف تي ُك ْم ؟ ثُ َّم َيْن َ‬ ‫لم ثُ َّم َيُقــول ‪َ :‬كْيـ َ‬
‫َفيُ َسـ ُ‬
‫ت إذا‬ ‫اهلل ‪ S‬بعض لطفه بي ‪ُ ،‬كْن ُ‬ ‫ويف رواية أخ* * **ري ‪ ( :‬إال أني قد أنك ـ ــرت ِمن رسـ ـ ـول ِ‬
‫ْ َُ‬
‫(‪) 2‬‬
‫اشـتكيت رحمـني ولطف بي فلم يفعل ذلك في شـكواي تلك ) ‪ ،‬وعند مس**لم من‬
‫اهلل َرِفي ـ ٌق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ح **ديث عائشة رضي اهلل عنها أن رس **ول اهلل ‪ S‬ق **ال هلا ‪ ( :‬يَا َعائ َش ـ ُة ِإ َّن َ‬

‫‪1‬البخاري يف املغازى ‪ ،‬باب حديث اإلفك ‪. )3910 (4/1518‬‬


‫‪2‬تاريخ الطربي ‪ ، 2/112‬وانظر فقه السرية بتحقيق األلباين ص ‪. 292‬‬
‫‪67‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫ـف َوَما َال ُيْع ِطي َعلى َما ِسـَو ُاه ) (‪، )1‬‬ ‫العْنـ ِ‬
‫ُ‬ ‫الرْفـ ِـق َما َال ُيْع ِطي َعلى‬ ‫الرْفـ َـق َوُيْع ِطي َعلى ِّ‬ ‫ب ِّ‬ ‫يُ ِح ُّ‬
‫اهلل ‪ S‬قال ‪( :‬‬ ‫وعند الرتمذي وصححه األلباين من حديث ابن مسعود ‪ t‬أن رسول ِ‬
‫َّار َعلى ُكل قَ ـ ِر ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أَ َال أ ْ ِ ِ‬
‫يب َهِّي ٍن ِّلي ٍن َس ـ ْهل )‬ ‫ُخبـ ُـر ُك ْم ب َم ْن يَ ْـح ُـرُم َعلى النَّا ِر أَْو ب َم ْن تَ ْـح ُـرُم َع ْليــه الن ُ‬
‫َحـ ـ ًدا أ َْكَثـ ـ َـر‬ ‫ِ‬
‫‪ ،‬وروى أيضا من ح * **ديث عبد اهلل بن احلارث ‪ t‬ق * **ال ‪َ ( :‬ما َرأَيْ ُ‬
‫(‪) 2‬‬
‫ت أَ‬
‫اهلل ‪. )3( ) S‬‬ ‫َتب ُّسما ِمن رسول ِ‬
‫َ ً ْ َُ‬
‫وممن تس* * * * * **مى عبد اللطيف أبو حممد اهلروي عبد اللطيف بن عبد الرش * * * **يد بن‬
‫احلسني األديب اهلروي (ت‪ * * * * * * * )546 :‬ك* * * * * * **ان فقيها أديبا حسن الس * * * * * **رية له مست‬
‫وسكون وكان أكابر هراة خيتلفون إليه ويتعلمون منه اللغة واألدب (‪. )4‬‬
‫‪   -25‬الخبير ‪:‬‬
‫أثر االسم يف سلوك العبد اعتماده على اختيار ربه يف كل صغرية وكبرية من‬
‫أم **ره فطاملا آمن العبد ب **أن اهلل هو اخلبري ‪ ،‬س **لم له يف مجيع ش **ئونه مطلق الت **دبري ‪،‬‬
‫وه* * **ذا ش* * **أن أهل التوحيد واليقني أال خيالفوا م* * **راد اهلل وت* * **دبريه ‪ ،‬بل يس * **لموا إليه‬
‫أم**ورهم ثقة يف كم**ال ت**دبريه ‪ ،‬س**واء ك**ان ت**دبريا يتعلق بتوحيد الربوبية وتص**ريف‬
‫أمور اخللق كاإلجياد واإلمداد واملنع والعطاء على مقتضى حكمته يف ت*رتيب االبتالء‬
‫‪ ،‬أو ك**ان ت**دبريا ش**رعيا يتعلق بتوحيد العبودية وما أم**رهم به أو هناهم أو ن**دهبم أو‬
‫دعاهم ‪ ،‬فال ينازعون اهلل يف تدبريه وشرعه أو قضائه وق*دره ليقينهم أنه امللك اخلبري‬
‫الق **ادر الق **دير الق **ابض على نواصي اخللق واملت **ويل ش **ئون امللك ‪ ،‬وتيقنهم مع ذلك‬
‫أنه احلكيم يف أفعاله وأنه ال خترج عن الع* * * * * * * * * * * * * * * **دل واحلكمة والفضل والرمحة ‪ ،‬فلم‬
‫ي **دخلوا أنفس **هم معه يف ت **دبريه مللكه وتص **ريفه ألم **ور خلقه ‪ ،‬ومل يتس **خطوا على‬
‫دينه أو يتمن**وا س**واه ‪ ،‬بل مههم كله يف إقامة ح**دوده وال**تزام حقه عليهم ‪ ،‬فال**ذي‬
‫وحد اهلل يف امسه اخلبري خيت* * * **ار اهلل وكيال كفيال ‪ ،‬واهلل عز وجل إذا ت* * * **وىل أمر عبد‬
‫جبميل عنايته كفاه وأغناه وأسعده يف الدنيا واآلخرة ‪.‬‬

‫‪1‬مسلم يف الرب والصلة واألدب ‪ ،‬باب فضل الرفق ‪. )2593 ( 4/2003‬‬


‫‪2‬الرتمذي يف صفة القيامة ‪ ، )2488 ( 4/654‬صحيح الرتغيب والرتهيب ( ‪. )2676‬‬
‫‪3‬الرتمذي يف املناقب ‪ ،‬باب يف بشاشة النيب )‪. S 5/601 (3641‬‬
‫‪4‬التحبري يف املعجم الكبري للسمعاين ‪. 1/482‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪68‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫ومهما طلب العبد من مواله فإنه ال يستكثر حوائجه على اهلل ‪ ،‬لعلمه أن م**واله‬
‫كافيه ومعطيه فهو الغين بذاته عمن سواه ‪ ،‬ومن جعل اهلل عز وجل وكيله لزمه أن‬
‫يك**ون وكيال هلل على نفسه يف إقامة حقوقه وفرائضه ‪ ،‬فيخاصم نفسه يف ذلك ليال‬
‫وهنارا ‪ ،‬ال يفرت حلظة وال يقصر طرفه ‪ ،‬والذي يرضى بربه خبريا ألمره هاديا لعمله‬
‫وكيال على نفسه قد وحد اهلل حقا يف امسه اخلبري ‪ ،‬ووثق أن ما كتب يف الل * * * * **وح‬
‫س* * **وف يدركه يف أن* * **واع التق* * **دير ‪ ،‬ومن مث هتون عليه األم* * **ور وي* * **ركن بإميانه إيل‬
‫ت‬‫اللطيف اخلبري ‪ ،‬وعند البخ**اري من ح**ديث ال*رباء ‪ t‬أن النيب ‪ S‬ق**ال له ‪ِ ( :‬إ َذا أََتْي َ‬
‫ت‬ ‫ك األَيْ َم ِن ‪ ،‬ثُ َّم قُل ‪ُ :‬‬
‫الله َّم أَ ْسـ ْلم ُ‬ ‫ضطَ ِج ْع َعلى ِشِّق َ‬ ‫الِة ‪ ،‬ثُ َّم ا ْ‬‫للص َ‬
‫وء َك َّ‬
‫ض َ‬‫ضْأ ُو ُ‬ ‫ك َفَتَو َّ‬ ‫ض َجَع َ‬
‫َم ْ‬
‫لجأَ‬
‫ـك ‪َ ،‬ال َم َـ‬ ‫ك ‪َ ،‬ر ْغَبـ ًة َوَر ْهَبـ ًة ِإ ْلي َ‬‫ْت ظهري ِإ ْلي َ‬ ‫َلجأ ُ‬
‫ك ‪َ ،‬وأ َ‬ ‫ت أمري ِإ ْلي َ‬‫ضُ‬ ‫ك ‪َ ،‬وَفَّو ْ‬ ‫وجهي ِإ ْلي َ‬
‫لت ‪ ،‬فَـِإ ْن‬
‫ك الـذي أَْر َسـ َ‬ ‫لت ‪َ ،‬وبَِنِبِّي َ‬
‫ـك الـذي أَْن َـز َ‬ ‫ت بِ ِكَتابِ َ‬‫آمْن ُ‬
‫الله َّم َ‬
‫ـك ‪ُ ،‬‬ ‫َو َال َمْن َجا ِمْن َ‬
‫ـك ِإ َّال ِإ ْلي َ‬
‫لم بِِه ) (‪. )1‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫مت ِم ْن ْلي ِلت َ‬
‫َّ‬
‫اجَع ُله َّن آخَر َما َتَت َك ُ‬‫ت َعلى الفطَْرة ‪َ ،‬و ْ‬ ‫ك فَأَنْ َ‬
‫ومن جهة التس* * * * **مية بعبد اخلبري فقد تس* * * * **مى به من رواة احلديث عبد اخلبري بن‬
‫قيس بن ث**ابت األنص**اري من الطبقة السادسة ال**ذين عاص**روا ص**غار الت**ابعني ‪ ،‬وإن‬
‫ك**ان جمه**ول احلال عند ابن حجر ‪ ،‬وحديثه ليس بق**ائم عند البخ**اري ‪ ،‬روى عنه‬
‫أبو داود يف سننه (‪. )2‬‬
‫‪   -26‬الوتر ‪:‬‬
‫أثر االسم على العبد يتجلى يف حمبته للتوحيد والوترية يف كل ق* * * * * * * * * * * * * **ول أو فعل‬
‫فيغتسل وت**را ويس**تجمر وت**را ويس**تنثر وت**را ‪ ،‬وجيعل آخر ص**الته بالليل وت**را ‪ ،‬وإذا‬
‫اكتحل فليكتحل وت **را ‪ ،‬ويغسل امليت وت **را ‪ ،‬روى احلاكم وص **ححه األلب **اين من‬
‫الئِ َك ُة بالمـاء‬
‫الم َ‬
‫آدم َغ َسلْت ُه َ‬ ‫حديث أيب بن كعب ‪ t‬أن رسول اهلل ‪ S‬قال ‪ ( :‬لما ُتوفي َ‬
‫لده ) (‪ ، )3‬وعند البخ*اري من ح*ديث‬ ‫آدم في َو ِ‬
‫وألحدوا له وقَالوا ‪َ :‬هذه سـُّنة َ‬
‫وترا َ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫الليل ِوْتًرا ) (‪. )4‬‬ ‫التِ ُك ْم بِ ْ‬
‫صَ‬ ‫عبد اهلل بن مسعود ‪ t‬أن النيب ‪ S‬قال ‪ْ ( :‬‬
‫اجَعلوا آخَر َ‬
‫‪1‬البخاري يف الوضوء ‪ ،‬باب فضل من بات على الوضوء ‪. )244 ( 1/97‬‬
‫‪2‬انظر ترمجته يف هتذيب الكمال ‪ ، 16/467‬والكاشف للذهيب ‪ ، 1/619‬وهتذيب التهذيب ‪. 6/113‬‬
‫‪3‬املستدرك ‪ ، )4004 ( 2/595‬صحيح اجلامع ( ‪. )5207‬‬
‫‪4‬البخاري يف الوتر ‪ ،‬باب ليجعل آخر صالته وترا ‪. )953 ( 1/339‬‬
‫‪69‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫ت‬ ‫وروى البخ* **اري أيضا من ح* **ديث أم عطية رض* *ي اهلل عنها ق* **الت ‪ُ ( :‬تـ ـ ُـوِّفَي ْ‬
‫الثًا أَْو َخ ْم ًسـا أَْو أ َْكَثـ َـر‬ ‫ـات النَِّبي ‪ S‬فَأَتَانَا النَِّبي ‪َ S‬فَقــال ‪ :‬ا ْغ ِسـ َلنَها بِال ِّسـ ْدِر ِوْـت ًـرا ‪ ،‬ثَ َ‬ ‫ِإ ْـح َدى بَنـ ِ‬
‫َ‬
‫ورا أَْو َشـ ـْيًئا ِم ْن َكــافُو ٍر ‪ ،‬فَـ ـِإ َذا َفـ َـر ْغتُ َّن‬ ‫ف‬‫ـا‬
‫َ َ ًُ‬ ‫ـ‬‫ك‬ ‫ة‬‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫اآلخ‬
‫ـ‬ ‫ي‬‫ف‬‫ِ‬ ‫لن‬
‫م ْن َذل ـ َ ْ َ ُْ َّ َ َ َ ْ َ َ‬
‫ع‬‫اج‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ذ‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫َي‬
‫أ‬ ‫ر‬ ‫ن‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫ـك‬ ‫ِ‬
‫ون َوأَلَقْيَن َاها َخلَفَها )‬ ‫الثَـَة ُقــر ٍ‬
‫ضـَفْرنَا َشـ َعَر َها ثَ َ ُ‬ ‫لما َفَر ْغَنا آ َذنَّ ُاه ‪ ،‬فَـأَلَقى ِإ ْليَنا ِحْـق َـوُه ‪ ،‬فَ َ‬ ‫فَـ ِ‬
‫ـآذنَِّني فَ َّ‬
‫(‪. )1‬‬
‫وعند مس* **لم من ح* **ديث أيب هري* **رة ‪ t‬أن النيب ‪ S‬ق* **ال ‪ِ ( :‬إ َذا ا(‪ْ2‬س)ـ ـَت ْج َمَر أ َ‬
‫َحـ ـ ُد ُك ْم‬
‫ـاء ثُ َّم َليْنَتِثـ ـ ْـر ) ‪ ،‬وعند أمحد‬ ‫ِ ِِ‬ ‫فَ َلي ْس ـ ـَت ْج ِمْر ِوْـتـ ًـرا َوِإ َذا َتَو َّ‬
‫َحـ ـ ُد ُك ْم فَ َلي ْجَعل في أَنْ ـف ــه َمـ ـ ً‬
‫ض ـ ـأَ أ َ‬
‫َح ُد ُك ْم‬‫وحسنه األلباين من ح*ديث أيب هري*رة ‪ t‬أن رس*ول اهلل ‪ S‬ق*ال ‪ِ ( :‬إ َذا ْاكَت َحل أ َ‬
‫فَ َلي ْكَت ِحل ِوْتراً ‪َ ،‬وِإ َذا ْاسَت ْج َمَر فَ َلي ْسَت ْج ِمْر ِوْتراً ) (‪ ، )3‬وروى البخ*اري من ح*ديث أنس‬
‫الف ْطـ ِر حتَّى يْأ ُكل تَ ـمـر ٍ‬
‫ات َويَ ـْأ ُك ُله َّن‬ ‫اهلل ‪َ S‬ال ي ْغـ ُدو يــوم ِ‬ ‫بن مالك ‪ t‬ق**ال ‪َ ( :‬ـكـا َن رس ـول ِ‬
‫َ َ ََ‬ ‫َ ََْ‬ ‫َُ‬
‫(‪) 4‬‬
‫ِوْتـ ًـرا ) ‪ ،‬وروى الرتم **ذي وص **ححه األلب **اين من ح **ديث أنس ‪ t‬أن رس **ول اهلل ‪S‬‬
‫َعـو ُذ بِِع َّـزِة اهلل َوقُ ْدَرتِ ِـه ِم ْن‬
‫ث تَ ْشـَت ِكي َوقُـل ‪ :‬بِ ْسـ ِم اهلل أ ُ‬ ‫ض ْع يَـ َد َك َحْي ُ‬ ‫ت ؛ فَ َ‬ ‫قال ل*ه ‪ِ ( :‬إ َذا ْ‬
‫اشَت َكْي َ‬
‫لك ِوْتًرا ) (‪. )5‬‬ ‫َشِّر َما أ َِج ُد ِم ْن وجعي َه َذا ‪ ،‬ثُ َّم ْارفَ ْع يَ َد َك ‪ ،‬ثُ َّم أ َِع ْد َذ َ‬
‫مل أجد ب **البحث احلاس **ويب أح **دا مسي عبد ال **وتر يف جمال ما أجرينا عليه البحث‬
‫وك* **ذلك مجيع حمرك* **ات البحث علي اإلن* **رتنت ‪ ،‬وهنا دع* **وة ملن أراد أن يس* **مي‬
‫نفسه أو ولده بذلك االسم ألنه مل يسبقه أحد من السلف أو اخللف واهلل أعلم ‪.‬‬
‫‪   -27‬الجميل ‪:‬‬
‫دع**اء العب**ادة باالسم يتجلى فيه املس**لم باجلم**ال الظ**اهر والب**اطن ‪ ،‬فظ**اهره كما‬
‫ورد يف صحيح اجلامع من حديث أيب س**عيد ‪ t‬مرفوعا ‪ ‌( :‬إن اهلل تعالى جميل يحب‬
‫الجمــال ويحب أن يــرى أثر نعمته على عبــده ويبغض البــؤس والتبــاؤس ) (‪ ، )6‬وورد يف‬
‫اهلل ‪ِ ،‬إنِّي ُلي ْع ِجبُِني أَ ْن‬ ‫رواية أمحد يف مس**ند ابن مس**عود ‪َ ( : t‬قَــال رجل ‪ :‬يا رس ـول ِ‬
‫َُ َ َُ‬

‫‪1‬البخاري يف اجلنائز ‪ ،‬باب يلقى شعر املرأة خلفها ‪. )1204 ( 1/425‬‬


‫‪2‬مسلم يف الطهارة ‪ ،‬باب اإليتار يف االستنثار واالستجمار ‪. )237 ( 1/212‬‬
‫‪3‬املسند ‪ ، )8596 ( 351 /2‬السلسلة الصحيحة ( ‪. )1260‬‬
‫‪4‬البخاري يف العيدين ‪ ،‬باب األكل يوم الفطر قبل اخلروج ‪. )910 ( 1/325‬‬
‫‪5‬الرتمذي يف الدعوات ‪ ،‬باب يف الرقية إذا اشتكى ‪ ، )3588 ( 5/574‬والسلسلة الصحيحة ( ‪. )1258‬‬
‫‪6‬صحيح اجلامع ( ‪. )1742‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪70‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫اك َن ْعلي َج ِديــداً ‪َ ،‬وذَ َـك َـر أَ ْش ـَي َاء َحتَّى ذَ َـك َـر ِع َ‬
‫القَ ـ َة‬ ‫ال َو َرْأ ِسي َد ِهين ـاً َو ِش ـَر ُ‬
‫يَ ُكــو َن َثـ ْـوبِي َغ ِس ـي ً‬
‫اهلل َج ِميل يُ ِح ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ ِ‬
‫ب‬ ‫الج َـمــال ‪ِ ،‬إ َّن َ‬ ‫َس ـ ـ ْوطه أَفَم َن الكْبـ ـ ِر َذ َاك يَا َر ُس ـ ـول اهلل ؟ قَـ ــال ‪َ :‬ال ‪َ ،‬ذ َاك َ‬
‫َّاس ) (‪. )1‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الح َّق َوا ْز َد َرى الن َ‬
‫الج َمال َولك َّن الكْبَر َم ْن َسف َه َ‬ ‫َ‬
‫أما مجال اجلوهر فله األس * **بقية على املظهر وهو حسن االعتق * **اد يف اهلل ‪ ،‬وأن‬
‫اجلم* * * **ال احلقيقي أن يفهم العبد حقيقة احلي* * * **اة ‪ ،‬فيس* * * **تعني باهلل يف كم* * **ال العبودية‬
‫ويرضى مبا قس **مه يف ب **اب الربوبية ‪ ،‬وأن اجلالل املطلق إمنا هو هلل وح **ده يف أمسائه‬
‫وص**فاته وأفعاله ‪ ،‬وقد تق**دم يف اجلزء الث**الث أن اجلالل يق**وم على رك**نني ‪ :‬ال**ركن‬
‫األول الكم*ال ‪ ،‬وال*ركن الث*اين اجلم*ال ؛ فالكم*ال هو بل*وغ الوصف أعاله واجلم*ال‬
‫بل**وغ احلسن منته**اه ‪ ،‬ف**إذا نظر العبد إىل حكمة اهلل وانف**راده عمن س*واه س*يجد‬
‫أن اهلل عز وجل إن أعطى أح**دا من عب**اده كم**اال ابتاله يف اجلم**ال ‪،‬‬
‫وإن أعطاه مجاال ابتاله يف الكم*ال ‪ ،‬وإن أعط*اه كم*اال ومجاال ابتاله يف‬
‫دوام احلال ‪ ،‬فرمبا يبلغ املرء كم* **اال يف الغىن حبيث يف* **وق اآلخ* **رين فيه‬
‫حىت يبلغ الوصف أعاله ‪ ،‬لكنه مبتلى يف غن* **اه فرمبا يك* **ون ج* **اهال أو‬
‫مريضا ‪ ،‬أو قبيحا أو عقيما ‪ ،‬أو مبتلى يف ول* * * * **ده وزوجته ‪ ،‬أو أهله‬
‫وعشريته أو غري ذلك من أنواع البالء ‪.‬‬
‫وك **ذلك رمبا جتد ام **رأة بلغت كم **اال يف اخللق والنسب ‪ ،‬وهلا منزلة‬
‫الشرف واحلسب ‪ ،‬وعلى ق**در كبري من العلم والفهم ‪ ،‬وهي‬ ‫ِ‬ ‫كبرية يف‬
‫أبعد ما تك* * * * **ون عن اخليانة ‪ ،‬وموص* * * * **وفة بالص* * * * **دق واألمانة ‪ ،‬غري أهنا‬
‫قبيحة س* * * * **وداء ‪ ،‬أو دميمة بكم* * * * **اء ‪ ،‬ال تسر أح* * * * **دا من الن * * **اظرين ‪،‬‬
‫أعطاها اهلل من جهة الكمال وابتالها من جهة اجلمال ‪.‬‬
‫واهلل عز وجل لو أعطى أح * * * **دا من عب * * * **اده كم * * * **اال ومجاال ابتاله يف‬
‫دوام احلال ؛ فما يلبث أن ميوت اخلليفة الع* **ادل أو يغت* **ال ‪ ،‬كما فعل‬
‫مع س*ليمان ‪ ‬أعط*اه اهلل امللك والع*زة ‪ ،‬فك*ان قويا غنيا ‪ ،‬وملكا نبيا ‪ ،‬لديه‬
‫وهبجة احلي * **اة بأنواعها وس * **خرها هلل بالطاعة واإلميان ‪ ،‬فس* **ليمان ‪‬‬
‫ُ‬ ‫ال * **دنيا بأس * **رها‬
‫أعط * * * * **اه اهلل كم * * * * **اال ومجاال لكن س * * * * **لبه دوام احلال ‪ ،‬ألننا يف دار ابتالء‬
‫واملوت جيري على س **ائر األحي **اء ‪ ،‬ولن يبقى إال احلي ال **ذي ال ميوت‬
‫‪1‬أمحد يف املسند ‪ ، )3789 ( 1/399‬السلسلة الصحيحة ( ‪. )1626‬‬
‫‪71‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫‪ ،‬ف**اجلالل يف أمسائه وص**فاته مبين على الكم**ال واجلم**ال وليس ذلك إال‬
‫ل**رب الع**زة واجلالل ‪ ،‬هو امللك اجلميل ‪ ،‬له يف ملكه الكم**ال واجلم**ال‬
‫‪ ،‬ملكه دائم وهو يف ملكه عليم ق* * * * * * * **دير يفعل ما يش* * * * * * * **اء ‪ ،‬له مطلق‬
‫اخللق والتدبري وهذا هو الكمال ‪ ،‬أما اجلمال يف امللك فقيامه على احلق‬
‫ال يظلم فيه أح*دا وال يش*رك يف حكمه أح*دا ‪ ،‬وال يش*فع عن*ده أحد‬
‫إال بإذنه ‪ ،‬يقبل التوبة عن عب* * * * * * **اده وهو ق* * * * * * **ادر على إهالكهم ‪ ،‬لكن‬
‫ملوك الدنيا إن استتب هلم كم*ال امللك وأحكم*وا قبض*تهم على اخللق ‪،‬‬
‫ض* * * **يعوا اجلم* * * **ال يف امللك بظلم اخللق وض* * * **ياع احلق ‪ ،‬وإن مجع* * **وا بني‬
‫الكم**ال واجلم**ال س**لبهم دوام احلال ‪ ،‬ودوام احلال من احملال ‪ ،‬فالوحيد‬
‫ال*ذي اتصف بالكم*ال واجلم*ال هو رب الع*زة واجلالل ‪ ،‬وكل اسم من‬
‫ك‬‫أمسائه له فيه مطلق الكم*ال واجلم*ال كما ق*ال س*بحانه ‪َ  :‬تَب َار َك ا ْسـ ُم َربِّ َ‬
‫الجالل واإلكرام ‪[ ‬الرمحن‪. ]78 :‬‬ ‫ِ‬
‫ذي َ‬
‫ومن مث ف* * * * * * * * * * **إن مجال املس* * * * * * * * * * **لم يف عبوديته لربه ‪ ،‬ومهما تقلبت به‬
‫األس **باب فإنه يف خري دائم كما ورد عند مس **لم من ح **ديث ص **هيب ‪ t‬أن‬
‫للم ْـؤِم ِن ِإ ْن‬ ‫له َخير وليس َذ َاك أل ٍ‬ ‫اهلل ‪ S‬قال ‪َ ( :‬ع َجًبا ألَْم ِر ُ ِ ِ َّ‬ ‫رسول ِ‬
‫َحد ِإ َّال ُ‬
‫َ‬ ‫المْؤم ِن إن أَْمَرُه ُك ُ ْ ٌ َ ْ َ‬
‫َص َابْت ُه َسَّر ُاء َش َكَر فَ َكا َن َخْيًرا ُله َوِإ ْن أ َ‬
‫َص َابْت ُه َضَّر ُاء َصَبَر فَ َكا َن َخْيًرا ُله ) (‪. )1‬‬ ‫أَ‬
‫أما خبص**وص التس**مية بعبد اجلميل فلم أجد ب**البحث احلاس**ويب أح**دا مسي به يف‬
‫جمال ما أجرينا عليه البحث ‪ ،‬وك * * **ذلك مجيع حمرك * * **ات البحث علي اإلن * * **رتنت ‪،‬‬
‫وه*ذه دع*وة ملن أراد أن يس*مي نفسه أو ول*ده ب*ذلك االسم ألنه مل يس*بقه أحد من‬
‫السلف أو اخللف واهلل أعلم ‪.‬‬
‫‪   -28‬الحيي ‪:‬‬
‫دعاء العب*ادة باسم اهلل احليي ومقتضى توحيد اهلل فيه أن تك*ون حلية العبد وزينته‬
‫ولباسه بعد تقوى اهلل احلياء ‪ ،‬روى الرتمذي وص*ححه األلب*اين من ح*ديث أنس بن‬

‫‪1‬مسلم يف الزهد والرقائق ‪ ،‬باب املؤمن أمره كله خري‪. )2999 ( 4/2295‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪72‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫ٍ‬ ‫اهلل ‪ S‬ق**ال ‪ ( :‬ما َكـا َن الُفح ِ‬ ‫مالك ‪ t‬أن رس**ول ِ‬


‫ـاء‬
‫الحَي ُ‬ ‫ش في َشيْء ِإ َّال َشـانَُه ‪َ ،‬وَما َكـا َن َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ‬
‫‪ ،‬وعند البخاري من حديث عمران بن حصني ‪ t‬أن النيب ‪S‬‬
‫(‪) 1‬‬
‫ِفي َشيٍْء ِإ َّال َزانَُه )‬
‫الحَي ُاء َال يَأْتِي ِإ َّال بِ َخْي ٍر ) (‪. )2‬‬
‫قَال ‪َ ( :‬‬
‫صـْي ٍن ِفي‬ ‫ِ ِ‬
‫رواية مس**لم من ح**ديث أيب قِت**ادة ‪ t‬ق* ِ*الٍ ‪ُ ( :‬كنَّا عْنـ َدِ ع ْـم َـرا َن بْ ِن ُح َ‬ ‫ويف‬
‫ـاء َخْـي ٌـر‬ ‫ح َّـدَثَنا ع ْـم َـرا ُن َيْوَمئــذ أن َر ُسـول اهلل ‪ S‬قــال ‪َ :‬‬
‫الحَي ُ‬ ‫ب ؛ فَ َـ‬ ‫ـط ِمنَّا َوف َينا بُ َشـْيُر ْب ُن َكْع ٍ‬
‫ِ‬ ‫ر ْـه ٍ‬
‫َ‬
‫الح ْك َـم ِـة‬
‫ب أَ ِو ِ‬‫ض ال ُكتُ ِ‬ ‫ب ِإنَّا َلن ِج ُد ِفي َبْع ِ‬ ‫له َخْيٌر ‪َ ،‬فَقال بُ َشْيُر ْب ُن َكْع ٍ‬ ‫ك‬
‫ََ ُ ُ ُ‬‫اء‬ ‫ي‬‫الح‬ ‫‪:‬‬ ‫ال‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫َو‬‫أ‬
‫ُُ ْ‬‫له‬ ‫ك‬
‫ـاه َوقَــال ‪ :‬أَ َال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َن ِمْنـ ُـه َسـك َينًة َوَوقَـ ًـارا هلل َومْنـ ُـه َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أ َّ‬
‫اح َمَّرتَا َعْيَنـ ُ‬
‫ب ع ْـم َـرا ُن َحتَّى ْ‬ ‫ضـ ْعف ‪ ،‬قَــال َف َغضـ َ‬
‫الح ِـد َ‬ ‫اهلل ‪ S‬وُتعا ِرض ِف ِيه ‪ ،‬قَـال ‪ :‬فَأَع َ ِ‬
‫ـاد‬
‫يث ‪ ،‬قَـال ‪ :‬فَأ ََع َ‬ ‫ـاد ع ْم َـرا ُن َ‬ ‫َ‬ ‫ك َع ْن َر ُسول ِ َ َ ُ‬ ‫ُح ِّدثُ َ‬ ‫ِ‬
‫أَُراني أ َ‬
‫ْس بِِه ) (‪. )3‬‬ ‫ٍِ‬ ‫ِِِ ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫ِ‬
‫ب ع ْمَرا ُن ‪ ،‬قَال ‪ :‬فَ َما ِز َلنا َنُقول فيه إنَُّه منَّا يَا أَبَا نُ َجْيد إنَُّه َال بَأ َ‬ ‫بُ َشْيٌر َف َغ َ‬
‫وعند الرتمذي وصححه األلباين من حديث أَيِب أمامة ‪ t‬أن رسول ِ‬
‫اهلل ‪ S‬قال ‪( :‬‬
‫ـاء‬
‫الح ـَي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ‬
‫َ‬
‫َوالعّي‬ ‫ِ‬
‫ـان ‪َ ،‬و َالبـ ـ َذ ُاء َو َالبَي ــا ُن ُشـ ـ ْعَبَت ِان ِم َن ِّالنَفــاق ) ‪ ،‬وروى أيضا وحس **نه‬
‫ِ (‪) 4‬‬ ‫اإليمـ ِ‬
‫ُ ُشـ ـ ْعَبَتان م َن ِ َ‬
‫ِِ‬
‫اهلل َحـ َّ‬
‫ـق‬ ‫اهلل ‪ S‬ق **ال ‪ ( :‬ا ْس ـتَ ْحيوا ِمن ِ‬ ‫األلب **اين من ح **ديث ابن مس **عود ‪ t‬أن رس **ول ِ‬
‫ُ َ‬
‫اك و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لك َّن‬ ‫س َذ َ َ‬ ‫الح ْـمـ ُد هلل ‪ ،‬قَ ــال ‪ْ :‬لي َ‬ ‫الحيَ ــاء ‪ ،‬قَ ــال ‪ :‬قُلنَا يَا َر ُسـ ـول اهلل إِنَّا لنَ ْسـ ـتَ ْحيِي َو َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْن َو َما َحـ َـوى‬ ‫ظ البَط َ‬ ‫س َو َما َو َعى ‪َ ،‬وتَ ْح َفـ َ‬ ‫ظ الـ َّـرأْ َ‬ ‫الحيَــاء أَ ْن تَ ْح َفـ َ‬ ‫ـق َ‬ ‫اء م َن اهلل َحـ َّ‬ ‫اال ْس ـت ْحيَ َ‬
‫ـك َف َقـ ِـد‬ ‫اآلخـ َر َة َتـ َـر َك ِزينَـ ـةَ ال ـ ُّـد ْنيَا ‪ ،‬فَ َم ْن َف َعل َذل ـ َ‬ ‫ت َوالبِلى ‪َ ،‬و َم ْن أ ََر َاد ِـ‬ ‫المـ ْـو َ‬ ‫َوَتتَـ ـ َذ َّك َر َ‬
‫ِ (‪) 5‬‬ ‫ْ ِ ِ‬
‫الحيَاء ) ‪.‬‬ ‫استَ ْحيَا م َن اهلل َح َّق َ‬
‫أما من جهة التس **مية بعبد احليي فلم أجد ب **البحث احلاس **ويب أح **دا مسي به يف‬
‫جمال ما أجرينا عليه البحث ‪ ،‬وك * * **ذلك مجيع حمرك * * **ات البحث علي اإلن * * **رتنت ‪،‬‬
‫وهنيئا ملن مسى نفسه أو ول*ده ب*ذلك ألنه مل يس*بقه أحد من الس*لف أو اخللف واهلل‬
‫‪1‬الرتمذي يف الرب والصلة ‪ ،‬باب ما جاء يف الفحش ‪ ، )1974 ( 4/349‬صحيح اجلامع ( ‪. )5655‬‬
‫‪2‬البخاري يف كتاب األدب ‪ ،‬باب احلياء ‪. )5766 ( 2267 /5‬‬
‫‪3‬مسلم يف اإلميان ‪ ،‬باب يف احلياء ‪. )151 ( 13/105‬‬
‫‪4‬الرتم * * * * * * * **ذي يف الرب والص * * * * * * * **لة ‪ ،‬ب * * * * * * * **اب ما ج * * * * * * * **اء يف العي ‪ ، * * * )2027( 4/375‬وقَ * * * * * * * * َ*ال ‪:‬‬
‫َاْلِعّي‬
‫ين خَيْطُُب*و َن َفُيَو ِّس*ُعو َن ِفي‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ ِقل ُة اْل َك َالِم واْلبَذاء هو اْلُفح ِ‬
‫ش في اْل َك َِالم َواْلَبَيا ُن ُِهَو َكْثَرُة اْل َك َالم مْث ُل َهُ*ؤ َالء اخْلُطََب*اء ال*ذ َ‬ ‫َ َ ُ َُ ْ ُ‬
‫اهلل ‪ ،‬وانظر صحيح اجلامع ( ‪. )3201‬‬ ‫َ‬ ‫ى‬ ‫ض‬ ‫ر‬ ‫ي‬
‫َ ُْ‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫ا‬‫يم‬‫ف‬ ‫ِ‬
‫َّاس‬ ‫الن‬ ‫ح‬‫ِ‬ ‫د‬‫ص ُحو َن ِف ِيه ِم ْن َم ْ‬
‫اْل َك َالِم َوَيَتَف َّ‬
‫‪5‬الرتمذي يف صفة القيامة ‪ ، )2458 ( 4/637‬صحيح اجلامع ( ‪. )935‬‬
‫‪73‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫أعلم ‪.‬‬
‫‪   -29‬الستير ‪:‬‬
‫أثر االسم على العبد أن يسرت على نفسه وغ* * **ريه احلرمة ‪ ،‬وأن يك* * **ثر من الطاعة‬
‫والتهجد يف الظلمة ‪ ،‬روى الرتم**ذي وحس**نه الش**يخ األلب**اين من ح**ديث موسى بن‬
‫لت ‪ :‬إِ َّن‬ ‫طلحة عن أيب اليسر كعب بن عم*رو ‪ t‬ق*ال ‪ ( :‬أََتْتنِي ْام َـرأَةٌ َتْبتَـ ُ‬
‫ـاع تَ ْـم ًـرا َف ُق ُ‬
‫ت‬ ‫ت إِ ْلي َها َف َقبَّ ُلت َها ‪ ،‬فَـأََتْي ُ‬ ‫ت ‪ ،‬فَـأ َْه َويْ ُ‬ ‫لت م ِعي ِفي البْي ِ‬ ‫ت تَمـرا أَطْي ِ‬ ‫ِفي ِ‬
‫َ‬ ‫ب مْنـهُ ‪ ،‬فَـ َد َخ ْ َ‬ ‫البْي ْ ً َ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫صـب ْر‬ ‫لم أَ ْ‬ ‫َحـ ًدا ‪ ،‬فَ ْ‬ ‫ب َوالَ تُ ْخبـ ْـر أ َ‬ ‫ك َوتُ ْ‬ ‫لك لهُ ‪ ،‬قَال ‪ :‬ا ْسـُت ْر َعلى َن ْفسـ َ‬ ‫ت َذ َ‬ ‫أَبَا بَ ْكر فَ َذ َك ْر ُ‬
‫لم‬‫َح ًدا ‪ ،‬فَ ْ‬ ‫ب َوالَ تُ ْخبِ ْـر أ َـ‬ ‫ك َوتُ ْ‬ ‫لك لـهُ ؛ َف َقـال ‪ :‬ا ْسـُت ْر َعلى َن ْف ِسـ َ‬ ‫ت َذ َ‬ ‫ت عُ َم َر فَ َذ َك ْر ُ‬ ‫فَأََتْي ُ‬
‫ت غَا ِزيا في سـبِيل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت رسول ِ‬
‫اهلل‬ ‫َ‬ ‫َخل ْف َ ً‬ ‫ـك له ‪َ ،‬ف َقــال لــهُ ‪ :‬أ َ‬ ‫ت َذلـ َ‬ ‫اهلل ‪ S‬فَ َذ َك ْر ُ‬ ‫َصبِ ْر ‪ ،‬فَأََتْي ُ َ ُ‬ ‫أْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اع َة ‪َ ،‬حتَّى ظَ َّن أَنَّهُ م ْن‬ ‫سـ َ‬ ‫ـك ال َّ‬‫لم إِالَّ تل ـ َ‬ ‫لم يَ ُك ْن أَ ْس ـ َ‬‫في أ َْهل ــه بِمثْل َهـ َذا ‪َ ،‬حتَّى تَ َمنَّى أَنَّهُ ْ‬
‫ص ـال َة‬ ‫اهلل ‪ S‬طَ ـ ِويالً َحتَّى أ َْو َحى اهللُ إِ ْليـ ِـه ‪َ  :‬وأ َِق ِم ال َّ‬ ‫أ َْهل النَّا ِر ‪ ،‬قَ ــال ‪ :‬وأَطْ ــر َق رس ـول ِ‬
‫َ َ َُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سـيِّئَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الليل إِ َّن الحسـنَ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين ‪‬‬ ‫ـك ذ ْك َـرى لل َّـذاك ِر َ‬ ‫ات َذل َ‬ ‫ات يُـ ْذهْب َن ال َّ‬ ‫ََ‬ ‫َّهـا ِر َو ُزلفـاً م َن ْ‬ ‫طََرفَ ِي الن َ‬
‫ص ـ َحابُهُ ‪ :‬يَا‬ ‫اهلل ‪َ S‬ف َقــال أَ ْ‬ ‫[ه **ود‪ ، ]114:‬قَ ــال أَبو اليس ـ ِر ‪ :‬فَأََتْيتُ ــهُ َف َقرأ ََها َعلي رس ـول ِ‬
‫َُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ََ‬
‫(‪) 1‬‬
‫َّاس َع َّام ًة ) ‪.‬‬ ‫َّاس َع َّام ًة ؟ قَال ‪ :‬بَل للن ِ‬ ‫اص ًة أ َْم للن ِ‬‫َله َذا َخ َّ‬ ‫اهلل ‪ :‬أ َ‬ ‫رسول ِ‬
‫َُ‬
‫ِ‬
‫لم أَ ُخو‬ ‫الم ْس ـ ُ‬‫عمر ‪ t‬أن ِر ِس * ِ*ول اهلل ‪ِ S‬ق **ال ‪ُ ِ(ِ :‬‬ ‫ِ‬
‫وعند البخ **اري من ح **ديث ابن‬
‫اجتـه ‪َ ،‬وَم ْن َف َّـر َج‬ ‫اهلل في َح َ‬ ‫اجـة أَخيـه َكـا َن ُ‬ ‫لم ُه ‪َ ،‬وَم ْن َكا َن في َح َ‬ ‫الم ْس ِلم ‪َ ،‬ال يَظ ُ‬
‫ْلم ُه َو َال يُ ْس ُ‬ ‫ُ‬
‫اهلل َي ْـوَم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫لما َسـَتَرُه ُ‬ ‫اهلل َعْن ُه ُكْربًَة م ْن ُكُربَات َيْوم القَي َامة ‪َ ،‬وَم ْن َسـَتَر ُم ْسـ ً‬ ‫َع ْن ُم ْسلم ُكْربًَة َفَّر َج ُ‬
‫القَي َامـ ـ ـ ِـة ) (‪ ، )2‬وعن* * * **ده من ح* * * **ديث أيب هري* * * **رة ‪ t‬مرفوعا ‪ُ ( :‬كل أَُّمِتي ُمَعـ ـ ــافًى ِإ َّال‬ ‫ِ‬
‫اهلل ‪َ ،‬فَيُقــول‬ ‫صِب َح َوقَ ْد َسَتَرُه ُ‬ ‫ال ‪ ،‬ثُ َّم يُ ْ‬ ‫الليل َع َم ً‬ ‫الر ُجل بِ ْ‬ ‫الم َجانَِة أ َْن َيْع َمل َّ‬
‫َ‬ ‫ين َوِإ َّن ِم َن‬
‫َ‬ ‫الم َج ِاه ِر‬
‫ُ‬
‫(‪) 3‬‬ ‫ِ‬
‫ف سـْتَر اهلل َعْن ُـه )‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صـب ُح يَ ْكشـ ُ‬ ‫ِ‬ ‫البا ِر َحَة َك َذا َو َك َذا ‪َ ،‬وقَ ْد بَ َ‬ ‫ِ‬
‫ات يَ ْسـُتُرُه َربُُّه َويُ ْ‬ ‫لت َ‬ ‫ال ُن َعم ُ‬ ‫يَا فُ َ‬
‫‪.‬‬
‫أما من جهة التس **مية بعبد الس **تري فلم أجد ب **البحث احلاس **ويب أح **دا مسي به يف‬
‫جمال ما أجرينا عليه البحث ‪ ،‬وك * * **ذلك مجيع حمرك * * **ات البحث علي اإلن * * **رتنت ‪،‬‬
‫وأنبه على أن الستار ليس من أمساء اهلل احلسىن ومل يسم اهلل نفسه به ‪ ،‬ومن تس**مى‬

‫‪1‬الرتمذي يف تفسري القرآن ‪ ،‬باب ومن سورة هود ‪. ، )3115 ( 5/292‬‬


‫‪2‬البخاري يف املظامل ‪ ،‬باب ال يظلم املسلم املسلم وال يسلمه ‪. )2310 ( 2/862‬‬
‫‪3‬البخاري يف كتاب األدب ‪ ،‬باب سرت املؤمن على نفسه ‪. )5721 ( 5/2254‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪74‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫بعبد الستار فليغريه إىل عبد الستري ‪.‬‬


‫‪   -30‬الكبير ‪:‬‬
‫أث **ر االس **م على س **لوك العب **د يتجلى يف توحي **د اهلل بالعبودي **ة وأن خيل **ع عن نفس **ه‬
‫أوص **اف الربوبي **ة ‪ ،‬وال ين **ازع ربه أو يتش **به به يف الكربي **اء والفوقية ‪ ،‬ف **ريى ض **آلة‬
‫نفسه ووصفه مهما بلغت به الرياسة واحلاكمية ‪ ،‬وال يغضب ألموره الشخصية بل‬
‫يغ*ار إذا انتهكت حرمة اهلل الش*رعية ‪ ،‬ويتقبل النصح من آح*اد الرعية ‪ ،‬وأن يك*ون‬
‫أمينا راعيا على ق* * * * **در األمانة واملس* * * * **ئولية ‪ ،‬وإذا أخذته الع* * * * **زة بأنه الكبري يف أرضه‬
‫واألمري على بل * **ده فليت * **ذكر أن اهلل متوحد يف امسه ووص * **فه ؛ فهو الكبري ال * **ذي مل‬
‫الح ْـمـ ُد ِهلل ال ـ ِـذي ْلم‬ ‫يتخذ ول **دا ومل يكن له ش **ريك يف امللك ‪ ،‬ق **ال تع **اىل ‪َ  :‬وقُل َ‬
‫ـك َو ْلم يَ ُك ْن ل ـ ُـه َو ٌّلي ِم َن ال ـ ُّـذل َو َكِّبْرُه تَ ْكِب ــيراً ‪‬‬ ‫يك ِفي المل ـ ِ‬
‫ُ‬ ‫َيت ِـ‬
‫َّخـ ْذ َول ــداً َو ْلم يَ ُك ْن ل ـ ُـه َشـ ـ ِر ٌ‬
‫اهلل َو ْـح َدُه َكَـف ْـرتُ ْم َوِإ ْن يُ ْشـَر ْك بِـِـه ُتْؤِمنُــوا‬ ‫ِ‬
‫[اإلس**راء‪ ، ]111 :‬وق**ال ‪َ  : ‬ذل ُك ْم بِأَنَُّه ِإ َذا ُدع َي ُ‬
‫لي ال َكِبي ِر ‪[ ‬غافر‪. ]12 :‬‬ ‫الع ِّ‬ ‫ِ‬
‫الح ْك ُم هلل َ‬‫فَ ُ‬
‫ـاء ِر َدائِي‬ ‫ِ‬
‫*زة) ق **ال ‪ ( :‬الكْب ِريَ ـ ُ‬ ‫وعند أيب داود وص **ححه األلب **اين مرفوعا أن رب الع *‬
‫العظَ َمـ ـ ُة ِإَزا ِري ‪ ،‬فَ َم ْن نَـ ـ َـاز َعِني َش ـ ـْيًئا ِمْنُه َما أَلَقْيتُـ ـ ُـه ِفي َجَهن ََّم ) ‪ ،‬ألقيته قص* **مته عذبته‬
‫(‪1‬‬
‫َو َ‬
‫قذفته يف الن**ار ‪ ،‬وهي ألف**اظ وردت يف ع**دة رواي**ات ‪ ،‬وروى مس**لم من ح**ديث‬
‫الجنََّة َم ْن َكا َن ِفي قَلِبِه ِمْثَقال َذَّرٍة ِم ْن ِكْب ٍر ) (‪. )2‬‬ ‫ابن مسعود ‪ t‬مرفوعا ‪ ( :‬ال يَ ْد ُخل َ‬
‫وممن تس* * * * **مى بالتعبد لالسم أبو بكر احلنفي البص* * * * **ري عبد الكبري بن عبد اجمليد‬
‫شـ ـ ـ ـ ـ ـا ٍر‬
‫(ت‪ ، * * * *)204 :‬وقد روى عنه مس* * * * * * **لم ق* * * * * * **ال ‪َ ( :‬ـحـ ـ ـ ـ ـ َّـدَثنَا ُم َح َّم ُد بْ ُن بَ َّ‬
‫الع ـْبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِـدي‬
‫َ‬
‫الم ِجيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِـد أَبُو بَ ْـكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ رٍ‬ ‫َ‬
‫ُ ‪ ،‬حـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َّـدَثنَا َعبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُد ال َكبِـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي ِر بن َعبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدِ‬
‫ُْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫الحنَ ِفّي‬ ‫َ‬
‫ِّث َع ْن أَبِي ُه َر ْي َـر َة‬ ‫ـد‬ ‫ح‬ ‫ي‬
‫َ ْ ُ َُ َ ْ َ َ َ ُ َ ُ‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫ك‬ ‫الح‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫ـر‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫ع‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫ـ‬‫س‬ ‫‪:‬‬ ‫ـال‬ ‫ٍ‬
‫ُ ‪َ َ ْ َ ُ ْ َ ُ ْ َ ََ َ ،‬‬
‫ق‬ ‫ر‬ ‫ـ‬
‫ف‬ ‫ع‬ ‫ج‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫ِ‬
‫ـد‬ ‫ي‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫الح‬ ‫د‬ ‫ـ‬‫ب‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ث‬ ‫د‬‫َّ‬ ‫ح‬
‫(‪) 3‬‬
‫الج ْه َجاهُ )‬ ‫ِ‬
‫لك َر ُجل ُي َقال لهُ ‪َ :‬‬ ‫ام َوالليَالي َحتَّى يَ ْم َ‬ ‫ب األَيَّ ُ‬ ‫َع ِن النَّبِي ‪ S‬قَال ‪ :‬الَ تَ ْذ َه ُ‬

‫‪1‬أبو داود يف اللباس ‪ ،‬باب ما جاء يف الكرب ‪ ، )4090 ( 4/59‬صحيح الرتغيب والرتهيب ( ‪. )2899‬‬
‫‪2‬مسلم يف اإلميان ‪ ،‬باب حترمي الكرب وبيانه ‪. )91 ( 1/93‬‬
‫‪3‬مسلم يف الفنت وأشراط الساعة ‪ ،‬باب ال تق*وم الس*اعة حىت مير الرجل بقرب الرجل فيتمىن أن يك*ون مك*ان‬
‫امليت من البالء ‪. )2911 ( 2232 /4‬‬
‫‪75‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫‪.‬‬
‫‪   -31‬المتعال ‪:‬‬
‫دع* * * **اء العب* * * **ادة هو مظهر خيضع فيه العبد الفقري لربه املتع* * * **ال ‪ ،‬فهو هلل ذليل‬
‫خاضع ويف جن*اب ع*زه مس*كني متواضع ‪ ،‬لعلمه أن املتع*ال ال يدفعه عن م*راده‬
‫دافع ‪ ،‬وليس له ش**ريك وال من**ازع ‪ ،‬هو الق**ادر ال**ذي هبر أبص**ار اخلالئق جالله‬
‫وهباؤه ‪ ،‬وحصر ألسن األنبي*اء وص*فه وثن*اؤه ‪ ،‬وارتفع عن حد ق*درهتم إحص*اؤه‬
‫واستقص * **اؤه ‪ ،‬فالعظمة إزاره والكربي * **اء رداؤه ‪ ،‬ومن نازعه فيهما قص* **مه ب* **داء‬
‫املوت ف*أعجزه دواؤه ‪ ،‬جل جالله وتقدست أمساؤه (‪ ، )1‬ف*وجب على املوحد هلل‬
‫يف امسه املتع* * **ال أال خيلع عن نفسه رداء العبودية لين* * **ازع ربه يف علو القهر والش * **أن‬
‫والفوقية أو يش * * **اركه يف العلو والكربي * * **اء وعظمة األوص * * **اف واألمساء ‪ ،‬فالكربي * **اء‬
‫والعظم **ة والعالء والع **زة ك **ل ذل **ك ال يلي **ق إال باملتوح **د املتع **ال ‪ ،‬أم **ا العب **د اململ **وك‬
‫الضعيف العاجز الذي ال يقدر على شيء فمن أين يليق حباله التعايل ؟ ‪.‬‬
‫وممن تسمى بالتعبد لالسم عبد املتعال بن طالب األنصاري ش*يخ ثقة (‪ ، )2‬روى‬
‫َخَـب َـرنِي‬
‫ب قَــال ‪ :‬أ ْ‬‫ـالب ‪َ ،‬ـح َّـدَثَنا ابْ ُن َو ْه ٍ‬
‫المَتَعــال ْب ُن طَـ ٍ‬
‫عنه البخ**اري ق**ال ‪َ ( :‬ـح َّـدَثَنا َعْبـ ُد ُ‬
‫أ َّ‬
‫َن‬ ‫س بْ ِن مالـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ٍ‬
‫ـك‬ ‫‪t‬‬ ‫ـادَة َح َّدثَ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُـه َع ْن أَنَ ِ َ‬ ‫الحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا ِر ِث أ َّ‬
‫َن َقَتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َ‬ ‫َع ْ ـم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُـرو بْ ُن َ‬
‫النَِّبّي‬
‫ب ثُ َّم ر ِكب ِإلى البْي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫صـ ِ َ َ‬ ‫الم َح َّ‬
‫ب َوالع َش ـ َاء ‪َ ،‬وَرقَ ـ َد َر ْقـ َدًة ب ُ‬ ‫الم ْغـ ِر َ‬
‫ص ـَر َو َ‬ ‫الع ْ‬ ‫ص ـلى الظُّْـه َـر َو َ‬ ‫ِ‪َ S‬‬
‫ِِ (‪) 3‬‬
‫اف به ) ‪.‬‬ ‫فَطَ َ‬
‫‪   -32‬الواحد ‪:‬‬
‫أثر االسم يف على العبد يظهر يف اعتق* * **اده وس* * **لوكه ‪ ،‬فيجعل أكرب مهه ال* **دعوة‬
‫إيل توحيد الواحد ‪ ،‬ويعمل ب* * * * * * **أمر نبيه ‪ S‬بتوحيد اهلل قبل كل ش* * * * * * **يء ‪ ،‬روي‬
‫البخاري من حديث ابن عباس ‪ t‬أن النيب ‪ S‬ملا بعث معاذ بن جب*ل حنو اليمن ق*ال ل*ه‬
‫ك َتْق َدم َعلى َقوٍم ِمن أ َْهل ِ‬
‫وه ْم ِإلى أَ ْن ُيَو ِّح ُدوا َ‬ ‫الكَت ِ‬ ‫‪ِ ( :‬إنَّ َ ُ‬
‫(‪) 4‬‬
‫اهلل تعاىل )‬ ‫اب فَ َلي ُك ْن أََّول َما تَ ْد ُع ُ‬ ‫ْ ْ‬

‫‪1‬إحياء علوم الدين ‪ 3/336‬بتصرف ‪.‬‬


‫‪2‬هتذيب التهذيب ‪. 6/380‬‬
‫‪3‬البخاري يف احلج ‪ ،‬باب من صلى العصر يوم النفر باألبطح ‪. )1675 ( 2/626‬‬
‫‪4‬البخاري يف التوحيد ‪ ،‬باب ال تؤخذ كرائم أموال الناس يف الصدقة ‪. )1389 ( 2/529‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪76‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ،‬ومن وحد اهلل يف امسه الواحد جتلى توحي **ده يف كل ق **ول له أو فعل ‪ ،‬فيك **ثر من‬
‫ترديد الش * **هادة وال * **ذكر عمال مبا ورد عند البخ * **اري من ح * **ديث أيب هري * **رة ‪ t‬أن‬
‫ِ‬
‫الح ْـم ُد ‪،‬‬
‫ـك َول ُـه َ‬
‫المل ُ‬
‫يك ل ُـه ‪ ،‬ل ُـه ُ‬ ‫رس**ول اهلل ‪ S‬ق**ال ‪َ ( :‬م ْن قَـال َال ِإلـ َـه ِإ َّال ُ‬
‫اهلل ‪َ ،‬و ْـح َدُه َال َشـ ِر َ‬
‫ٍ‬
‫ب ل ُـه ِمائَـ ُة َح َسـَنٍة‬ ‫ت ُله َع ْـدل َع ْشـ ِر ِرقَ ٍ ِ‬
‫ـاب َو ُكت َ‬ ‫َو ْهَو َعلى ُكل َش ْيٍء قَ ِد ٌير ‪ِ .‬في َيْوم ِمائََة َمَّرٍة ‪َ ،‬كانَ ْ‬
‫َح ٌد‬ ‫ـك حتَّى يم ِسـي ‪ ،‬ولم يـأ ِ‬
‫ْت أ َـ‬ ‫ت ل ُـه ِـحرًزا ِمن ال َّ ِ‬ ‫ت َعْن ُه ِمائَُة َسِّيَئٍة ‪َ ،‬و َكـانَ ْ‬
‫َوُم ِحَي ْ‬
‫َ َْ‬ ‫شـْيطَان َيْوَم ُـه َذل َ َ ُْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ضل ِم َّما َج َاء بِِه ِإ َّال َر ُجل َع ِمل أ َْكَثَر ِمْن ُه ) (‪. )1‬‬ ‫بِأَ ْف َ‬
‫وك **ذلك يك**ون ثابتا يف احلق ال خياف يف اهلل لومة الئم ‪ ،‬اعتق **ادا منه أن أم**وره‬
‫ترجع إىل اهلل وح* * * * **ده ال ش* * * * **ريك له فيتوكل عليه ويلجأ إليه ويس* * * * **تعني به ويعتمد‬
‫حـدا ‪[ ‬اجلن‪22 :‬‬ ‫اهلل أَح ٌد و ِ ِ ِِ‬ ‫عليه قال ‪  : ‬قُل ِإنِّي ِ ِ ِ ِ‬
‫لن أَج َد م ْن ُدونه ُم َلت َ‬
‫لن يُج َيرني م َن َ َ ْ‬ ‫ْ‬
‫] ‪ ،‬فاهلل عز وجل هو املنف **رد بالوحدانية وعلو القهر ‪ ،‬وله كم **ال الق **درة واحلكم‬
‫واألمر فمن وحد اهلل يف هذا االسم أدرك الغاية من خلقه وأحسن التوكل على ربه‬
‫‪ ،‬وال يضره إعراض اخللق ثقة يف وعد اهلل كما قال تعاىل لنبيه ‪ S : ‬فَِإ ْن َتَو ْلوا‬
‫الع ِظيم ِ‪[ ‬التوبة‪. ]129 :‬‬ ‫ش َ‬ ‫العْر ِ‬
‫ب َ‬ ‫اهلل ال ِإ َله ِإال ُهَو َع ْليِه َتَو َّك ُ‬
‫لت َو ُهَو َر ُّ‬ ‫َفُقل َح ْسِب َي ُ‬
‫أما من تس* * * **مى بالتعبد السم اهلل الواحد فكثري ‪ ،‬منهم عبد الواحد بن زي* * **اد‬
‫العب **دي (ت‪ ، )176 :‬بص **ري ثق **ة حس **ن احلديث (‪ ، )2‬روى عنه البخ **اري الكثري‬
‫ت َبْي َن التَّ ْكبِـي ِر َوَبْي َن‬ ‫ومن ذلك ح*ديث أيب هري*رة ‪ t‬ق*ال ‪َ ( :‬كـا َن رسـول ِ‬
‫اهلل ‪ S‬يَ ْسـ ُك ُ‬ ‫َُ‬
‫القـ َـر َاء ِة َما‬
‫ك بين التَّ ْكبِ ــي ِر و ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫القــراء ِة ِإ ْسـ ـ َكاتَ ًة َفُق ُ ِ ِ‬
‫لت ‪ :‬بـ ـأَبي َوأُِّمي يَا َر ُسـ ـول اهلل ‪ِ ،‬إ ْسـ ـ َكاتُ َ َ ْ َ‬ ‫ََ‬
‫ِ‬
‫الم ْغـ ِر ِ‬ ‫ِ‬ ‫َتُقول ؟ قَال أَقُول ‪ :‬الله َّم ب ِ‬
‫اع ْد َبْينِي َوَبْي َن َخطَايَا َ‬
‫ب‬ ‫الم ْشـ ِرق َو َ‬ ‫ت َبْي َن َ‬ ‫اعـ ْـد َ‬
‫ي َك َما بَ َ‬ ‫ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ي‬
‫الله َّم ا ْغسـ ـ ـل َخطَايَا َ‬ ‫س‪ُ ،‬‬ ‫ض م َن ال ـ ـ َّـدنَ ِ‬ ‫الله َّم َنِّقني م َن ال َخطَايَا َك َما ُيَنَّقى الثَّْو ُ‬
‫ب األَْبَي ُ‬ ‫‪ُ ،‬‬
‫الم ِاء َوالث ِ‬
‫َّلج ) (‪. )3‬‬ ‫ب َ‬
‫ِ‬
‫‪   -33‬القهار ‪:‬‬
‫دع* **اء العب* **ادة باالسم قهر النفس باالس* **تغفار والتوبة ‪ ،‬وقهر وس* **واس الش* **يطان‬
‫باالس* * **تعاذة ‪ ،‬وقهر الش* * **بهة واجلهل ب* * **اليقني ون* * **ور العلم ‪ ،‬وقهر كل ظ* **امل جب * **ار‬
‫المألُ ِم ْن َق ْـوِم ِفْر َع ْـو َن أَتَـ َذُر ُمو َسـى َوَقْوَم ُـه‬
‫باالس*تعاذة باهلل القه*ار ‪ ،‬ق*ال تع*اىل ‪َ  :‬وقَـال َ‬
‫‪1‬البخاري يف الدعوات ‪ ،‬باب فضل التهليل ‪. )6040 ( 5/2351‬‬
‫‪2‬معرفة الثقات أليب احلسن الكويف ‪.2/107‬‬
‫‪3‬البخاري يف األذان ‪ ،‬باب ما يقول بعد التكبري ‪. )710 ( 1/259‬‬
‫‪77‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫ـاء ُه ْم َونَ ْس ـَت ْحيي نِ َس ـ َاء ُه ْم َوِإنَّا َفـ ْـوَقُه ْم‬


‫َ‬ ‫ـك قَ ــال َس ـُنَقتِّل أَْبَنـ‬
‫آلهَتـ َ‬
‫َ‬ ‫ُليْف ِس ـ ُدوا ِفي األَْر ِ‬
‫ض َويَ ـ َذَر َك َو‬
‫ص ـِبروا ِإ َّن األَرض ِهلل يو ِرُثها من ي َش ـاء ِمن ِعبـ ِ‬
‫ـادِه‬ ‫ِِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ َ ُ َ َْ َ ُ ْ َ‬ ‫قَــاهُرون قَــال ُمو َس ـى لَقْو ـمـه ا ْس ـَتعينُوا باهلل َوا ْ ُ‬
‫للمتَِّق َين ‪[ ‬األع**راف‪ ، ]128 :‬ومن دع**اء العب**ادة أيضا أن يلني املس**لم للفق**راء‬ ‫و ِ‬
‫العاقَبـ ُة ُ‬
‫َ َ‬
‫واملستضعفني وحينوا على اليتامى واملساكني ‪ ،‬ويعفو عند املقدرة عن املسيئني ‪ ،‬ق*ال‬
‫‪  : ‬فَأََّما َاليِت َيم فَال َتْقَهـ ْـر َوأََّما ال َّس ـائِل فَال َتْنَهـ ْـر ‪[ ‬الض **حى‪ ، ]10 :‬وعند أمحد وق **ال‬
‫األلب**اين ص*حيح لغ*ريه من ح*ديث عبد ال*رمحن بن ع**وف ‪ t‬أن رس*ول اهلل ‪ S‬ق**ال ‪:‬‬
‫ص ـ ـ ـ َدقٍَة‬ ‫ِ‬ ‫س ُم َح َّم ٍد بَِيـ ـ ـ ِـدِه ِإ ْن ُكْن ُ‬ ‫ِ‬
‫لحالف ـ ـ ـاً َع ْليِه َّن ‪َ ،‬ال َيْنُق ُ‬
‫ص َمـ ـ ــال م ْن َ‬ ‫ت َ‬ ‫ث َوالـ ـ ــذي َنْف ُ‬ ‫( ثَ َ‬
‫ال ٌ‬
‫اهلل ِإ َّال رَفع ُـه اهلل بِها ِع ًّـزا يـوم ِ‬
‫القَي َام ِـة ‪َ ،‬و َال‬ ‫َفَتص َّدقُوا و َال يْعُفو َعب ٌد َعن مظ ٍ ِ‬
‫َْ َ‬ ‫ْلمة َيْبَتغي بَِها َو ْجَه ِ َ َ ُ َ‬ ‫َ َ َ ْ َْ َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫اب َفْق ٍر ) ‪.‬‬ ‫اب َم ْسأَلة ِإ َّال َفَت َح ُ‬
‫(‪) 1‬‬
‫اهلل َع ْليه بَ َ‬ ‫َيْفَت ُح َعْب ٌد بَ َ‬
‫أما من تس**مى بالتعبد السم اهلل القه**ار ‪ ،‬عبد القه**ار بن س**عيد بن حييي األم**وي‬
‫من أهل دانية مسع من أيب عمرو املقرئ سنة عشرين وأربع مائة (‪. )2‬‬
‫‪   -34‬الحق ‪:‬‬
‫أثر االسم على سلوك العبد هو التزام العبد ب*احلق يف أم*وره كلها ‪ ،‬وأوهلا التزامه‬
‫حبق اهلل عليه وهو توحيد العب* **ادة هلل ‪ ،‬روى البخ* **اري من ح* **ديث مع* **اذ ‪ t‬ق* **ال ‪:‬‬
‫اهلل َعلى ِعب ِ‬
‫ـادِه َوَما‬ ‫ـق ِ‬‫كنت ردف النيب ‪ S‬على محار ‪ ،‬فق*ال ‪ ( :‬يَا ُمَعـا ُذ ‪َ ،‬هل تَ ْـدِري َح َّ‬
‫َ‬
‫العب ِ‬
‫ـاد أَ ْن َيْعبُـ ُد ُ‬
‫وه‬ ‫ِ‬ ‫وله أَ ْعلم ‪ ،‬قَـال ‪ :‬فَـِإ َّن ح َّ ِ‬ ‫ـاد َعلى ِ‬‫العب ِ‬
‫ح ُّ ِ‬
‫ـق اهلل َعلى َ‬ ‫َ‬ ‫اهلل َوَر ُسـ ُ ُ‬ ‫لت ‪ُ :‬‬ ‫اهلل ؟ قُ ُ‬ ‫ـق َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َم ْن َال يُ ْشـ ِر ُك بـه َشـْيًئا ‪َ ،‬فُق ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َو َال يُ ْش ِر ُكوا بـه َشـْيًئا ‪َ ،‬و َح َّ‬
‫لت ‪ :‬يَا‬ ‫ـق العَبـاد َعلى اهلل أَ ْن َال ُيَعـذ َ‬
‫َّكلــوا ) ‪ ،‬واهلل عز وجل وعد‬ ‫(‪) 3‬‬ ‫ال أُب ِّش ـر بِـ ِـه النَّاس قَــال ‪َ :‬ال ُتب ِّش ـر ُهم َفيت ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ْ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َر ُس ـول اهلل ‪ ،‬أَفَ َ َ ُ‬
‫عب**اده تفضال منه وتكرما أال يع**ذب من وىف منهم حقه ‪ ،‬أما العب**اد فليس هلم حق‬
‫على رهبم ألنه ال فضل ألحد عليه ‪ ،‬لكن اهلل حق وقوله حق ووعده صدق ‪ ،‬ف**إذا‬
‫آمن العبد ودان دين احلق فقد استوجب الفضل باحلق ‪.‬‬
‫ومن دع**اء العب**ادة أن يق**ول املوحد احلق وأن يش**هد بالص**دق وال يك**ذب أب**دا‬
‫وك* * * **ذلك يصرب على احلق ويتواصى به ثقة وتوحي* * * **دا يف اسم اهلل احلق كما ق* * **ال‬

‫‪1‬أمحد يف املسند ‪ ، )1674 (1/193‬صحيح الرتغيب والرتهيب ( ‪. )814‬‬


‫‪2‬التكملة لكتاب الصلة لأيب بكر القضاعي ‪ ، 4/113‬وانظر الكىن للبخاري ص ‪. 215 ، 53‬‬
‫‪3‬البخاري يف اجلهاد ‪ ،‬باب اسم الفرس واحلمار ‪. )2701 ( 3/1049‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪78‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫صـالح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ات‬ ‫آمنُـوا َو َعملـوا ال َّ َ‬ ‫ين َ‬ ‫س*بحانه وتع*اىل ‪  :‬والعصر ِإ َّن اإلنسـان لفي ُخ ْسـ ٍر ِإال الـذ َ‬
‫الصْبر ِ‪[ ‬العصر‪ ، ]1/3 :‬وعند مسلم من حديث ثوبان ‪ t‬أن‬ ‫اصْوا بِ َّ‬ ‫اصْوا بِ َ‬
‫الح ِّق َوَتَو َ‬ ‫َوَتَو َ‬
‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ضـُّرُه ْم َم ْن َـخ َذ ُله ْم‬
‫ـق َال يَ ُ‬
‫الح ِّ‬
‫ين َعلى َـ‬ ‫رس**ول اهلل ‪ S‬ق**ال ‪َ ( :‬ال َتـ َـزال طَائَفـ ٌة م ْن أَُّمتي ظَــاه ِر َ‬
‫لك ) (‪. )1‬‬ ‫حتَّى يأْتِي أَْمر ِ‬
‫اهلل َو ُه ْم َك َذ َ‬ ‫َ َ ُ‬
‫ومن دع* **اء العب* **ادة أيضا أن يص* **دع ب* **احلق وال يس* **تحيي منه وال خيشى يف اهلل‬
‫ـوب ‪[ ‬س **بأ‪ ، ]48 :‬وعند‬ ‫الم الغُيُـ ِ‬
‫ـالح ِّق َع ُ‬ ‫لومة الئم ‪ ،‬ق **ال ‪  : ‬قُل ِإ َّن َربِّي َيْقـ ِـذ ُ‬
‫ف بِ ـ َ‬
‫ت أُُّم ُس ـ ـ ْليٍم ِإلي‬ ‫البخ* **اري من ح* **ديث أم س* **لمة رضي اهلل عنها أهنا ق* **الت ‪َ ( :‬ـجـ َ‬
‫ـاء ْ‬
‫الم ْـرأَِة ِم ْن‬
‫ـق ‪َ ،‬فَهل َعلى َـ‬ ‫الح ِّ‬‫اهلل َال يَ ْسـَت ْحِيي ِم َن َـ‬ ‫ِ‬
‫ـالت ‪ :‬يَا َر ُسـول اهلل ‪ِ ،‬إ َّن َ‬‫اهلل ‪َ S‬فَقـ ْ‬ ‫رسـول ِ‬
‫َُ‬
‫ـالت ‪ :‬يَا‬‫لمَة َو ْجَهَها َوقَـ ـ ْ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت أُُّم َس ـ ـ َ‬
‫ـاء َفغَط ْ‬
‫المـ َ‬
‫ت ؟ قَـ ــال النَّب ُّي ‪ : S‬إ َذا َرأَت َـ‬‫لم ْ‬
‫احَت َ‬
‫غُ ْس ـ ـل إ َذا ْ‬
‫المْرأَُة ؟ قَال ‪َ :‬نَع ْم تَِربَ ْت يَِمينُ ِك فَِب َم يُ ْشِبُهَها َول ُدَها ؟ ) ‪.‬‬
‫(‪) 2‬‬ ‫ِ‬
‫لم َ‬‫َر ُسول اهلل َوتَ ْحَت ُ‬
‫عطية‬
‫(‪) 3‬‬
‫وممن تس * * **مي عبد احلق ‪ ،‬أب* * * *و حممد عبد احلق بن أيب بكر بن غ * * **الب بن‬
‫الغرناطي (ت‪ ، )546 :‬صاحب كتاب احملرر الوجيز يف تفسري الكتاب العزيز ‪.‬‬
‫‪   -35‬المبين ‪:‬‬
‫أثر االسم يظهر على اعتق * **اد العبد وس * **لوكه ويتجلى ذلك يف جماهدته لنفسه‬
‫ليبقى باديا بس **مت اإلميان وأخالق الق **رآن ‪ ،‬كما أنه يص **دع ب **احلق وال خياف‬
‫جائرا وال س*لطان ؛ ألن غري اهلل أيا ك*ان بق*اؤه بإبق*اء اهلل وقدرته ‪ ،‬وقد ذم اهلل‬
‫أهل الكت **اب ال **ذين ب **اعوا دينهم ونب **ذوه وراء ظه **ورهم وكتم **وا احلق وخ **انوا‬
‫اب لتَُبِّيُننَّهُ للن ِ‬
‫َّاس َوال‬ ‫ِ‬ ‫َخ َذ اهلل ِميثَ َ ِ‬ ‫العهد فقال ‪َ  : ‬وإِ ْذ أ َ‬
‫ين أُوتُوا الكتَ َ‬ ‫اق الذ َ‬ ‫ُ‬
‫ش ـَت ُرو َن ‪[ ‬آل‬ ‫س َما يَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬
‫تَ ْكتُ ُمونَ ــهُ َفنَبَ ـ ُذوهُ َو َر َاء ظُُهــوره ْم َوا ْش ـَت َر ْوا ب ــه ثَ َمن ـاً قَليالً فَبْئ َ‬
‫عمران‪. ]187 :‬‬
‫وروى ال**بيهقي بس**نده أن األوزاعي ق**ال ‪ :‬دخلت على اخلليفة املنص**ور فق**ال يل‬
‫‪ :‬ما ال **ذي بطأ بك عين ؟ قلت ‪ :‬يا أمري املؤم **نني وما ال **ذي تريده مين ؟ فق **ال ‪:‬‬
‫االقتب**اس منك قلت ‪ :‬انظر ماذا تق**ول ؟ ف**إن مكح**وال ح*دثني عن عطية بن بشري‬

‫‪1‬مسلم يف اإلمارة ‪ ،‬باب قوله ‪ S‬ال تزال طائفة من أميت‪. )1920 (3/1523‬‬
‫‪2‬البخارى يف العلم ‪ ،‬باب احلياء يف العلم ‪. )130 ( 1/60‬‬
‫‪3‬كشف الظنون ‪ ،1613 /2‬وانظر أيضا التقييد ملعرفة رواة السنن واملسانيد ص‪. )503 ( 388‬‬
‫‪79‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫‪ t‬أن رسول اهلل ‪ S‬قال ‪ ( :‬من بلغه عن اهلل نصيحة في دينه فهي رحمة من اهلل سـيقت‬
‫إليه ‪ ،‬فــإن قبلها من اهلل بشــكر وإال كــانت حجة من اهلل عليه ‪ ،‬لــيزداد إثما ولــيزداد عليه‬
‫غضبا ‪ ،‬وإن بلغه شيء من الحق فرضي فله الرضا وإن سخط فله السخط ‪ ،‬ومن كرهه‬
‫فقد كره اهلل ‪ ،‬ألن اهلل هو الحق المبين ) (‪ ، )1‬فال جتهلن ق**ال ‪ :‬وكيف أجهل ؟ ق**ال‬
‫‪ :‬تس **مع وال تعمل مبا تس **مع ‪ ،‬ق **ال األوزاعي ‪ :‬فسل على الربيع الس **يف وق **ال ‪:‬‬
‫تقول ألمري املؤمنني هذا فانتهره املنصور وقال ‪ :‬أمسك ‪ ،‬مث واصل فق**ال ‪ :‬إنك قد‬
‫أص**بحت من ه**ذه اخلالفة بال**ذي أص**بحت به ‪ ،‬واهلل س**ائلك عن ص**غريها وكبريها‬
‫وفتيلها ونقريها ‪ ،‬ولقد ح **دثين ع **روة بن رومي ‪ t‬أن رس **ول اهلل ‪ S‬ق **ال ‪ ( :‬ما من‬
‫راع يـ ـ ــبيت غاشا لرعيته إال حـ ـ ــرم اهلل عليه رائحة الجنة ) (‪ ، )2‬فحقيق على ال * **وايل أن‬
‫يكون لرعيته ناظرا وبالقسط قائما ‪ ،‬وملا استطاع من عوراهتم ساترا (‪. )3‬‬
‫وق * **ال اإلم * **ام الش * **افعي ‪ :‬ما ن * **اظرت أح * **دا وأحببت أن خيطئ ‪ ،‬بل أن يوفق‬
‫ويسدد ويعان ويكون عليه من اهلل رعاية وحفظ ‪ ،‬وما كلمت أح*دا قط وأنا أب*ايل‬
‫أن يظهر احلق على لساين أو لسانه (‪. )4‬‬
‫أما من جهة التسمية بعبد املبني فلم أجد أح*دا مسي به من الس*لف أو اخللف يف‬
‫جمال ما أجرينا عليه البحث ‪ ،‬وإن ك* * **انت نتيجة حمرك* * **ات البحث على اإلن * **رتنت‬
‫أظهرت امسا واحدا فقط لرجل من األردن ‪.‬‬
‫‪   -36‬القوي ‪:‬‬
‫دعاء العبادة أن يتعزز املؤمن بق*وة اهلل فيص*دع ب*احلق وال خياف يف اهلل لومة الئم‬

‫‪1‬الق**ريب من ه**ذا احلديث ما رواه احلاكم وص**ححه األلب**اين من ح**ديث عي**اض بن غنم أنه ق**ال هلش**ام بن‬
‫حكيم أمل تس**مع يا هش**ام رس**ول اهلل ‪ S‬إذ يق**ول ‪ ( :‬من ك**انت عن**ده نص**يحة ل**ذي س**لطان فليأخذ بي**ده‬
‫فليخل**وا به ف**إن قبلها قبلها وإن ردها ك**ان قد أدى ال**ذي عليه ) املس**تدرك ‪ ، *)5269 ( 329 /3‬وانظر‬
‫حتقيق األلباين يف ظالل اجلنة يف ختريج السنة البن أيب عاصم ( ‪. )1098‬‬
‫‪2‬احلديث كما ذكر الش**يخ األلب**اين حسن ص**حيح ونصه ‪ ( :‬ما من إم**ام وال وال ب**ات ليلة س**وداء غاشا‬
‫لرعيته إال ح* **رم اهلل عليه اجلنة ) ‪ ،‬رواه الط* * *رباين يف الكبري ‪ ، 207 /20‬وابن اجلعد يف مس* **نده ص‬
‫‪ ، 458‬وانظر مس*ند الروي*اين ‪ ، )883 ( 2/93‬وانظر حكم األلب*اين يف ص*حيح ال*رتغيب وال*رتهيب (‬
‫‪. )2207‬‬
‫‪3‬شعب اإلميان ‪. )7409 ( 6/29‬‬
‫‪4‬حلية األولياء ‪ ، 118 /9‬وفيض القدير شرح اجلامع الصغري ‪. 3/90‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪80‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫وأن يس* * * * * * * **خر قوته يف طاعة اهلل وحمبته ‪ ،‬ويأخذ أحك* * * * * * * **ام الكت* * * * * * * **اب مبنتهى عزمه‬
‫واس* * * * * **تطاعته وأال يظلم أح* * * * * **دا وكله اهلل برعايته ‪ ،‬وأن يعترب بفعل اهلل وقدرته‬
‫لم يَ ِس ُيروا ِفي الأ َْر ِ‬
‫ض َفَيْنظُُروا‬ ‫فيمن أهلكهم بعدله وحكمته ‪ ،‬قال ‪  : ‬أ ََو ْ‬
‫ين ِم ْن َقْبل ِه ْم َو َكــانُوا أَ َش ـ َّد ِمْن ُه ْم ُقـ َّـو ًة َو َما َكــا َن اهللُ ُلي ْع ِجـ َزهُ ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـف َكــا َن َعاقبَ ـةُ ال ــذ َ‬‫َكْيـ َ‬
‫ض إِنَّهُ َكا َن َعليماً قَ ِديرا ً‪[ ‬فاطر‪. ]44 :‬‬ ‫ات َوال ِفي األ َْر ِ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ٍِ‬
‫َش ْيء في َّ َ َ‬
‫المْؤِم ُن الَق ِوي َخْيٌر‬ ‫حديث ِأيب هريرةِ ‪ t‬أن رسول اهلل ‪ S‬قال ‪ُ ( :‬‬ ‫وعند مسلم من‬
‫ِ‬ ‫ض ـع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ـك ‪َ ،‬وا ْس ـَتع ْن‬ ‫ص َعلى َما َيْنَفُعـ َ‬ ‫احـ ِر ْ‬ ‫يف ‪َ ،‬وفي ُكل َخْيـ ٌـر ‪ْ ،‬‬ ‫ب ِإلى اهلل م َن ُ‬
‫المـ ْـؤم ِن ال َّ‬ ‫َح ُّ‬‫َوأ َ‬
‫لت َكا َن َك َذا و َك َذا ‪ ،‬و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لك ْن قُل ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال َتُقل ‪ْ :‬لو أَنِّي َفَع ُ‬ ‫ك َشي ٌء ‪ ،‬فَ َ‬ ‫بِاهلل َو َال َتْعجْز ‪َ ،‬وِإ ْن أ َ‬
‫َصابَ َ‬
‫اهلل َوَما َشـ ـ َاء َفَعل ‪ ،‬فَـ ـِإ َّن ل ـ ْـو َتْفَت ُح َع َمل ال َّشـ ـْيطَ ِان ) (‪ ، )1‬وعند النس **ائي وص **ححه‬ ‫قَـ ـ َدر ِ‬
‫ُ‬
‫اهلل ‪ S‬عن الص*وم فق*ال ‪:‬‬ ‫األلباين من حديث أيب عق*رب ‪ t‬أنه قَ*ال ‪ :‬س*ألت رس*ول ِ‬
‫ت‬ ‫اهلل ِز ْدنِي ‪ِ ،‬ز ْدنِي ِإنِّي أ ِـ‬
‫َجـ ـ ُدنِي قَ ِويًّا ‪ ،‬فَ َسـ ـ ـ َك َ‬ ‫لت ‪ :‬يا رسـ ـ ـول ِ‬
‫شـ ـ ـ ْه ِر ‪ ،‬قُ ُ َ َ ُ‬ ‫صـ ـ ـ ْم َيْوًما ِم َن ال َّ‬
‫( ُ‬
‫ص ـ ْم ثَ َالثَ ـَة أَيٍَّام ِم ْن ُكل َش ـ ْه ٍر ) (‪ )2‬وروى ابن‬ ‫ِ‬
‫ت أَنَُّه َليـ ُـردُّني قَ ــال ‪ُ :‬‬
‫اهلل ‪َ S‬حتَّى ظََنْن ُ‬‫رس ـول ِ‬
‫َُ‬
‫ت الُقـ ْـرآ َن‬ ‫ِ‬
‫ماج**ه وص**ححه األلب**اين من ح**ديث عبد اهلل بن عم**رو ‪ t‬أنه ق *ال ‪َ ( :‬ج َمْع ُ‬
‫الزَمـا ُن َوأ َْن تَ َمـل فَـاقَْرْأُه‬
‫ـك َّ‬ ‫َخ َشـى أَ ْن يَطُـول َع ْلي َ‬‫اهلل ‪ِ : S‬إنِّي أ ْ‬ ‫َفَقرْأتُ ُـه ُكلـه ِفي ْليل ٍـة َفَقـال رسـول ِ‬
‫َُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫لت ‪َ :‬د ْعني‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لت َد ْعني أَ ْس ـَت ْمت ْع م ْن ُقـ َّـوتي َو َش ـَبابي ‪ ،‬قَــال ‪ :‬فَــاقَْرْأُه في َع ْش ـَرة ‪ ،‬قُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِفي َش ـ ْه ٍر ‪َ ،‬فُق ُ‬
‫لت ‪َ :‬د ْعِني أَ ْس ـَت ْمِت ْع ِم ْن ُقـ َّـوتِي َو َش ـَبابِي‬
‫أَ ْس ـَت ْمِت ْع ِم ْن ُقـ َّـوتِي َو َش ـَبابِي ‪ ،‬قَــال ‪ :‬فَــاقَْرْأُه ِفي َس ـْب ٍع ‪ ،‬قُ ُ‬
‫فَأَبَى ) (‪ ، )3‬وعند ابن ماجة وص*ححه األلب*اين من ح*ديث ج*ابر ‪ ‬أن النيب ‪ S‬ق*ال ‪:‬‬
‫ضِع ِيفِه ْم ِم ْن َش ِد ِيدِه ْم ) (‪. )4‬‬
‫ِّس اهلل أَُّمًة َال ُيْؤ َخ ُذ ل َ‬
‫ف ُيَقد ُ‬ ‫( َكْي َ‬
‫ومن جهة التس * * * **مية بإض * * * **افة التعبد لالسم فقد تس * * * **مى به الفقيه أبو حممد عبد‬
‫الق**وي بن ع**زون بن داوود بن ع**زون بن الليث بن منص**ور األنص**اري (ت‪640 :‬‬
‫)* ‪ ،‬املص**ري املولد وال**دار ‪ ،‬املق**رئ الش**افعي ‪ ،‬ق**رأ الق**رآن الك**رمي ب**القراءات علي‬

‫‪1‬مسلم يف القدر ‪ ،‬باب يف األمر بالقوة وترك العجز ‪. )2663 ( 4/2052‬‬


‫‪2‬النسائي يف الصيام ‪ ، )2740 (2/138‬األدب املفرد ( ‪. )731‬‬
‫‪3‬ابن ماجه يف إقامة الصالة والسنة ‪ ،‬باب يف كم يستحب خيتم القرآن ‪. )1346 ( 1/428‬‬
‫‪4‬ابن ماجة يف الفنت ‪ ،‬باب األمر باملعروف والنهي عن املنكر ‪ ، )4010 ( 2/1329‬وانظر تصحيح الشيخ‬
‫األلباين يف ظالل اجلنة يف ختريج السنة ( ‪. )582‬‬
‫‪81‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫الشيخ أيب اجلود غياث بن فارس اللخمي وتفقه على مذهب اإلمام الشافعي (‪. )1‬‬
‫‪   -37‬المتين ‪:‬‬
‫دع* * * **اء العب* * * **ادة باسم اهلل املتني هو ثب* * * **ات املؤمن على إميانه وعقيدته ‪ ،‬ويقينه أن‬
‫توحيد العبودية هلل س**بيل س**عادته ‪ ،‬فال حييد أب**دا عن توجيه النيب ‪ S‬وس**نته ‪ ،‬مهما‬
‫تع* **ددت به أن* **واع البالء ‪ ،‬وتقلبت أحواله يف الس* **راء والض* **راء ‪ ،‬روى مس* **لم من‬
‫الم ْـؤِم ِن ‪ِ ،‬إ َّن أَْم َـرُه ُكل ُـه‬ ‫ِ‬
‫ح*ديث ص*هيب ال**رومي ‪ t‬أن رس**ول اهلل ‪ S‬ق*ال ‪َ ( :‬ع َجًبا ألْـَم ِر ُ‬
‫َخير ‪ ،‬وليس َذ َاك ألَح ٍد ِإ َّال ِ‬
‫صـ َابْت ُه َسـَّر ُاء َشـ َكَر ؛ فَ َكـا َن َخْي ًـرا ل ُـه ‪َ ،‬وِإ ْن أَ َ‬
‫صـ َابْت ُه‬ ‫للمْؤم ِن ‪ِ ،‬إ ْن أَ َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٌْ َ ْ َ‬
‫(‪) 2‬‬
‫صـ ـَبَر ‪ ،‬فَ َكــا َن َخْيـ ًـرا لهُ ) ‪ ،‬فاملس **لم ال **ذي وحد اهلل ‪ ‬يف امسه املتني ق **وي‬ ‫ضـ ـَّر ُاء َ‬
‫َ‬
‫العزمية يف األخذ باألحك* * **ام ‪ ،‬ذو نظ* * **رة حكيمة يف قض* * **ايا اإلس* * **الم ‪ ،‬وقد أمر اهلل‬
‫موسى ‪ ‬وقومه أن يأخذوا وحيه بعزمية وقوة فقال ‪َ  : ‬وِإ ْذ أَ َخ ْذنَا ِميثَاقَ ُك ْم َوَرَف ْعَنا‬
‫ور ُخ ُذوا َما آَتْيَنا ُك ْم بُِقَّوٍة َوا ْذ ُكُروا َما ِف ِيه َلعل ُك ْم َتَّتُقـو َنً‪[ ‬البق**رة‪ ، ]63 :‬وق*ال‬ ‫َفْوقَ ُك ُم الطُّ َ‬
‫ال ل ُكل َشـ ْيٍء فَ ُخ ْـذ َها بُِق َّـوٍة َوْأُم ْـر‬
‫صـي ً‬ ‫اح ِمن ُكل َشـيٍء مو ِعظَـ ًة وَتْف ِ‬
‫َ‬ ‫ْ َْ‬
‫ِ‬
‫‪َ  : ‬و َكَتْبَنا ل ُـه في ا َألل َـو ِ ْ‬
‫َقْوَم َك يَْأ ُخ ُذوا بِأ َْح َسِنَها َسأُِري ُك ْم َد َار الَف ِاسِق َين ً‪[ ‬األع*راف‪ ، ]145 :‬وقال ‪ ‬ليحي ‪ :‬‬
‫ص ـِبّياً ً‪[ ‬م**رمي‪ ، ]12 :‬ف**أوىل باملس**لمني أن‬ ‫الح ْك َم َ‬ ‫ـاه ُ‬ ‫ـاب بُِقـ َّـوٍة َوآَتْيَنـ ُ‬ ‫ِ ِ‬
‫‪ ‬يَا يَ ْحَيي ُـخـذ الكَتـ َ‬
‫يتمس* * **كوا حببل اهلل املتني ويتبع* * **وا هنج الص* * **حابة والت* * **ابعني ويفخ* * **روا به بني األمم‬
‫أمجعني ‪ ،‬وال عليهم من دع **اوي املنحلني املتح **ررين ال **ذين ال يرغب **ون يف طاعة أو‬
‫دين ‪ ،‬ويص * **فون املتمس * **كني بس * **نة حممد ‪S‬ب * **الرجعيني املتخلفني ‪ ،‬فقد أخربنا نبينا‬
‫عنهم وحذرنا منهم ‪ ،‬روى اإلم*ام مس*لم من ح*ديث أيب هري*رة ‪ t‬أن رس*ول اهلل ‪S‬‬
‫الرجل مْؤِمًنا ويم ِسـي َك ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ـافًرا ‪ ،‬أَْو‬ ‫صـِب ُح َّ ُ ُ َ ُْ‬ ‫ْلم يُ ْ‬ ‫المظ ِ‬
‫الليل ُ‬ ‫ق**ال ‪ ( :‬بَـادُروا بِا َأل ْع َمـال فَتًنا َكقطَ ِـع ْ‬
‫ض ِم َن الـ ُّـدْنَيا ) (‪ ، )3‬ويف رواية الرتم**ذي من‬ ‫ـافًرا ‪ ،‬يَِبيـ ُـع ِد َينـ ُـه بَِعـ َـر ٍ‬ ‫يم ِسـي مْؤِمًنا ويصـِبح َـك ِ‬
‫ُْ ُ َ ُ ْ ُ‬
‫ِ‬
‫صـ ـب ُح‬ ‫المظ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ح **ديث أنس ‪ t‬مرفوعا ‪ ( :‬تَ ُكــو ُن َبْي َن يَـ ـ َدي ال َّ‬
‫ْلم ‪ ،‬يُ ْ‬ ‫الليل ُ‬ ‫اعة فَت ٌن َكقطَ ـ ِـع ْ‬‫سـ ـ َ‬
‫ض ِم َن‬
‫يع أَقَْو ٌام ِد َينُه ْم بَِع َـر ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ ِ‬
‫الر ُجل ف َيها ُمْؤمًنا َويُْم ِسي َكافًرا ‪َ ،‬ويُْم ِسي ُمْؤمًنا َويُ ْ‬
‫صِب ُح َكافًرا ‪ ،‬يَِب ُ‬

‫‪1‬تكملة إكمال اإلكمال ص ‪.95‬‬


‫‪2‬مسلم يف الزهد والرقائق ‪ ،‬باب املؤمن أمره كله خري‪. )2999 ( 4/2295‬‬
‫‪3‬مسلم يف اإلميان ‪ ،‬باب احلث على املبادرة باألعمال قبل تظاهر الفنت‪. )118 ( 1/110‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪82‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫الدْنَيا ) (‪ ، )1‬وروى الرتمذي وصححه األلباين من حديث العرباض بن س*ارية ‪ t‬أن‬ ‫ُّ‬
‫ـك ِمْن ُك ْم ‪،‬‬
‫الل ٌة ‪ ،‬فَ َم ْن أَ ْدَر َك َذل ـ َ‬
‫ضـ َ‬ ‫رس **ول اهلل ‪ S‬ق **ال ‪ ( :‬وِإيَّا ُكم وم ْحـ َدثَ ِ‬
‫ات األُُمــو ِر فَِإَّنَها َ‬ ‫َ ْ َُ‬
‫المْه ِـديِّ َين َعضـُّوا َع ْليَها بِالنََّو ـاج ذ ) ‪ ،‬وينبغي على‬
‫ِ ِ (‪) 2‬‬ ‫ـاء َّ ِ ِ‬ ‫َفعلي ِـه بِسـنَِّتي وسـنَِّة ال ُخلَف ِ‬
‫ين َ‬ ‫الراشـد َ‬ ‫َْ ُ َ ُ‬
‫املس**لم مع متانته يف ال**دين أن يك**ون حكيما حليما لينا يف دعوته لآلخ**رين ‪ ،‬ف**دين‬
‫اهلل دين م **تني س **يبقى بإذنه تع **اىل إىل ي **وم ال **دين روى أمحد وحس **نه األلب **اين من‬
‫ين فَأَْو ِغلوا ِف ِيه بِِر ْفٍق ) (‪. )3‬‬ ‫حديث أنس ‪ t‬أن رسول اهلل ‪ S‬قَال ‪ِ ( :‬إ َّن َه َذا الد ِ‬
‫ِّين َمت ٌ‬
‫َ‬
‫أما من جهة التسمية بعبد املتني فلم أجد أح*دا مسي به من الس*لف أو اخللف يف‬
‫جمال ما أجرينا عليه البحث ‪ ،‬وإن ك* * **انت نتيجة حمرك* * **ات البحث على اإلن * **رتنت‬
‫أظهرت امسا واحدا فقط ألستاذ جامعي مصري ‪.‬‬
‫‪   -38‬الحي ‪:‬‬
‫أثر االسم يف اعتق* * * * **اد العبد وس* * * * **لوكه أن يوجه حياته على أنه يف دار ابتالء‬
‫سيعقبها جزاء ‪ ،‬وأن امللك هلل يف الب*دء عن*د إنش*اء اخلل*ق فلم يكن من اإلحي*اء س*واه‬
‫‪ ،‬وك*ذلك يف املنتهى عن*د زوال األرض ألن البق*اء هلل ‪ ،‬فاملوح*د ال ينس*ب املل*ك لغ*ري‬
‫اهلل إال على سبيل األمانة واالبتالء ‪ ،‬ويستعني بربه يف الس*راء والض*راء ‪ ،‬وال يش*رك ب*ه‬
‫يف ال**دعاء واحملب**ة واخلوف والرج**اء ؛ ألن ال**دعاء يس**تلزم إثب**ات احلي**اة ‪ ،‬واحلي**اة أص**ل‬
‫لوص**ف العلم والغ**ىن الق**درة ‪ ،‬والس**مع والبصر والق**وة ‪ ،‬واملش**يئة والع**زة والعظم**ة ‪،‬‬
‫وغ**ري ذل**ك مما ه**و الزم إلجاب**ة ال**دعاء ‪ ،‬وق**د نفي اهلل ذل**ك عن األن**داد ألهنم أم**وات‬
‫ات‬ ‫ون ِ‬
‫اهلل َال يَ ْخلُقـو َن َشـْيئاً َو ُه ْم يُ ْخلُقـو َن أَْم َـو ٌ‬ ‫غ**ري أحي**اء فق**ال ‪  : ‬وال ِـذين ي ْـد ُعو َن ِمن ُد ِ‬
‫َ ََ‬
‫َغير أ ٍ‬
‫َحَيـاء َوَما يَ ْشـ ُعُرو َن أَيَّا َن ُيْبَعثُـو َن ‪[ ‬النح*ل‪ ، ]20/21 :‬وق*ال أيضا ‪َ  :‬ذل ُك ْم ُ‬
‫اهلل َربُّ ُك ْم‬ ‫ُْ ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ل ُـه المل ُ ِ‬
‫ين تَ ْـد ُعو َن م ْن ُدونِ ِـه َمـا يَ ْمل ُكـو َن م ْن قط ِْمـيرٍِإ ْن تَ ْـد ُع ُ‬
‫وه ْم ال يَ ْسـ َمُعوا ُد َعـاء ُك ْم َول ْـو‬ ‫ـك َوالـذ َ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َس ِمُعوا َما ْاسَت َجابُوا ل ُك ْم َوَيْوَم القَي َامة يَ ْكُفُرو َن بشْرك ُك ْم َوال ُيَنِّبئُ َك مْثل َخبير ‪[ ‬فاطر‪. ]13 :‬‬
‫ومن دع * **اء العب * **ادة ع * **دم االعت * **داء على حق اهلل يف اإلماتة واإلحي * **اء ‪ ،‬وذلك‬
‫‪1‬الرتمذي يف الفنت ‪ ،‬باب ما جاء ستكون فنت كقطع الليل ‪ ، )2197 ( 4/488‬صحيح اجلامع ( ‪)2993‬‬
‫‪.‬‬
‫‪2‬الرتمذي يف العلم ‪ ،‬باب ما جاء يف األخذ بالسنة ‪ ، )2676 ( 5/44‬السلسلة الصحيحة ( ‪. )2735‬‬
‫‪3‬أمحد يف املسند ‪ ، )13074 ( 3/198‬صحيح اجلامع ( ‪. )2246‬‬
‫‪83‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫بتعظيم النفس اليت ح **رم اهلل قتلها إال ب **احلق ‪ ،‬فاالعت **داء على ش **خص اعت **داء على‬
‫ِ‬
‫ـك َكَتْبَنا‬ ‫اجلنس والوصف ‪ ،‬ق* **ال اهلل ‪ ‬بع* **د ذك* **ره ألول نفس قتلت ‪  :‬م ْن أ ْ‬
‫َجل َذلـ ـ َ‬
‫َّاس َج ِميعـاً‬‫ض فَ َكأَنََّما َقَتل الن َ‬‫س أَْو فَ َسـ ٍاد ِفي األَْر ِ‬
‫َعلى بَِني ِإ ْسـرائيل أَنَُّه َم ْن َقَتل َنْفسـاً بِ َغْيـ ِر َنْف ٍ‬
‫َّاس َج ِميعاً ‪[ ‬املائدة‪ ، ]32 :‬وقال ‪َ  : ‬وَم ْن َيْقتُل ُمْؤِمناً ُمَتَع ِّمداً‬ ‫َحَيا الن َ‬‫َحَي َاها فَ َكأَنََّما أ ْ‬
‫َوَم ْن أ ْ‬
‫اهلل َع ْليِه َو َلعَن ُه َوأ ََع َّد ُله َع َذاباً َع ِظيماً ‪[ ‬النساء‪. ]93 :‬‬
‫ب ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فَ َجَز ُاؤُه َجَهن َُّم َخالداً ف َيها َو َغض َ‬
‫ومن أعظم اجلرم أن يقتل املس* * **لم نفسه يئسا من احلي* * **اة ‪ ،‬وقد علم أن املنف* * **رد‬
‫باإلحي * **اء واإلماتة هو اهلل ‪ ،‬بل قد هنى النيب ‪ S‬عن جمرد متين املوت ‪ ،‬فكيف بعظم‬
‫اإلمث يف االنتحار ‪ ،‬وعند البخاري من ح*ديث أنس بن مالك ‪ t‬أن رس*ول ِ‬
‫اهلل ‪S‬‬
‫للم ْـو ِت فَ َليُقل‬ ‫ِِ‬ ‫قال ‪َ ( :‬ال يتمنَّي َّن أ ِ‬
‫ضٍّر َنَزل به ‪ ،‬فَِإ ْن َكـا َن َال بُ َّـد ُمَت َمنًِّيا َ‬ ‫تلُ‬‫المْو َ‬
‫َح ٌد مْن ُك ُم َ‬
‫ََ َ َ َ‬
‫الحَيـ ــا ُة َخْـيـ ًـرا لي ‪َ ،‬وَتـ ـ َـوفَِّني ِإ َذا َـك ــانَ ِت َالوفَـ ــا ُة َخْـيـ ًـرا لي ) ‪،‬‬
‫(‪) 1‬‬ ‫ِ‬
‫َحِيني َما َـك ــانَت َ‬
‫الله َّم أ ْ ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َخبَّابًا ‪َ t‬وقَ ــد ْاكَتـ َـوى َس ـْبًعا في‬ ‫وروى أيضا من ح **ديث قيس ‪ t‬أنه ق **ال ‪ ( :‬أََتْي ُ‬
‫ت بِـِـه ) (‪ ، )2‬وعند‬ ‫ـالمْو ِت لـ َد َعْو ُ‬ ‫ِ‬ ‫بَطِْنـ ِـه فَسـ ِمْعتُُه َيُقــول ‪ :‬لـ ْـو َال أ َّ ِ‬
‫َن النَّبي ‪َ S‬نَهانَا أَ ْن نَـ ْـد ُعَو بـ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫البخ* **اري من ح* **ديث أَيِب هري* **رة ‪ t‬أن النيب ‪ S‬ق* **ال ‪َ ( :‬م ْن َتـ ـ َـردَّى م ْن َجَبل َفَقَتل‬
‫سـي َسـ ًّما َفَقَتل‬ ‫َنْف َسـ ُه ‪َ ،‬ف ْـه َـو في نَــا ِر َجَهن ََّم َيَـت َـردَّى ِفيـ ِـه َخالـ ًدا ُم َخلـ ًدا ِف َيها أَبَـ ًدا ‪َ ،‬وَم ْن تَ َح َّ‬
‫َنْف َس ـ ُه فَ َس ـ ُّمُه ِفي يَ ـ ِـدِه َيَت َح َّ‬
‫س ـ ُاه ِفي نَ ــا ِر َجَهن ََّم َخال ـ ًدا ُم َخل ـ ًدا ِف َيها أَبَ ـ ًدا ‪َ ،‬وَم ْن َقَتل َنْف َس ـ ُه‬
‫بِ َح ِدي َدٍة فَ َح ِدي َدتُُه ِفي يَ ِدِه يَ َجأُ بَِها ِفي بَطِْنِه ِفي نَا ِر َجَهن ََّم َخال ًدا ُم َخل ًدا ِف َيها أَبًَدا ) (‪. )3‬‬
‫وممن تس * **مى عبد احلي ‪ ،‬أبو حييي عبد احلي بن س * **ويد روى عن أيب هش * **ام‬
‫الرفاعي وروى عنه ابن ماجة (‪. )4‬‬
‫‪   -39‬القيوم ‪:‬‬
‫إذا علم العب*د ال*ذليل أن اهلل ‪ ‬قي*وم ق*ائم بالقس*ط والت*دبري ومنف*رد باملش*يئة والتق*دير‬
‫عن**ده خ**زائن ك**ل ش**يء ال ينزل**ه إال بق**در معل**وم ‪ ،‬وأن**ه كفي**ل ب**أمره ورزق**ه ‪ ،‬اعتم**د‬
‫على ربه يف كل شيء ‪ ،‬ووثق به دون كل شيء ‪ ،‬وقنع منه بأدىن شيء ‪ ،‬وصرب على‬

‫‪1‬البخاري يف الدعوات ‪ ،‬باب الدعاء باملوت واحلياة ‪. )5990 ( 2337 /5‬‬


‫‪2‬املوضع السابق حديث رقم ( ‪. )5989‬‬
‫‪3‬البخارى يف الطب ‪ ،‬باب شرب السم والدواء به ‪. )5442 ( 2179 /5‬‬
‫‪4‬هتذيب التهذيب ‪. 305 /12‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪84‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫م*ا ابتاله ب*ه ‪ ،‬فال يطم*ع يف س*واه وال يرج*و إال إي*اه ‪ ،‬وال يش*هد يف العط*اء إال مش*يئته‬
‫وال يرى يف املن*ع إال حكمت*ه وال يع*اين يف القبض والبس*ط إال قدرت*ه وقيوميت*ه ‪ ،‬فيك*ثر‬
‫من دعائ **ه وذك **ره الس **يما إذا حزب **ه هم أو حلق **ه ك **رب ‪ ،‬وروى الرتم **ذي وحس **نه‬
‫األلب*اين من ح*ديث أنس ‪ t‬أنه ق*ال ‪َ ( :‬كـا َن النَِّبي ‪ِ S‬إ َذا َكَربَ ُـه أَْم ٌـر وفي رواية أخـري‬
‫يث ) (‪. )1‬‬‫َسَتِغ ُ‬
‫ك أْ‬ ‫وم بَِر ْح َمِت َ‬
‫إذا حزبه أمر قَال ‪ :‬يَا َح ُي يَا َقيُّ ُ‬
‫وقد ثبت يف الس* **نة أن أعظم آية يف كت* **اب اهلل هي آية الكرسي ‪ ،‬ومن أس* **رار‬
‫عظمتها اش* * * * * **تماهلا على اسم اهلل األعظم وهو احلي القي* * * * * **وم ‪ ،‬فمن قرأها قبل نومه‬
‫تكفل اهلل حبفظه فال يقربه ش**يطان حىت يص**بح ‪ ،‬روى اإلم**ام البخ**اري من ح**ديث‬
‫اهلل ‪ S‬بِ ِحْف ِظ َز َك ِاة َرَم َ‬
‫ضـا َن (‪ ، )2‬فأتـاني‬ ‫أيب هريرة ‪ ‬أنه قال ‪ ( :‬وكلني رسول ِ‬
‫َُ‬
‫َّك ِإلى رس ـول ِ‬ ‫لت ‪ :‬و ِ‬ ‫آت فَ َجَعل يَ ْحثُو ِم َن الطََّعـ ِـام ‪ ،‬فَأ َ‬ ‫ٍ‬
‫(‪) 3‬‬
‫اهلل‬ ‫َُ‬ ‫اهلل ألَْرَفَعن َ‬ ‫َخ ْذتُـ ُـه َوقُ ُ َ‬
‫ت َعْن ُـه‬ ‫اجٌة َشـ ِدي َدٌة ‪ ،‬قَـال ‪ :‬فَ َخ ْلي ُ‬ ‫ِ‬ ‫(‪) 4‬‬
‫اج َو َعلى عَيال َولي َح َ‬ ‫‪ ، S‬قَال ‪ :‬إني ُم ْحَت ٌ‬
‫البا ِر َـح َة ؟ ‪ ،‬قُ ُ‬ ‫ِ‬
‫لت‬ ‫ت ؛ َفَقال النبي ‪ :S‬يَا أَبَا ُهَرْيَرَة ‪َ ،‬ما َفَعل أَسـ ُير َك َ‬ ‫َصَب ْح ُ‬ ‫‪ ،‬فَأ ْ‬
‫يله ‪ ،‬قَـال ‪ :‬أََما‬ ‫ت َسـِب ُ‬ ‫اجًة َشـ ِدي َدًة َو ِعَيـاال ‪َ ،‬فَر ِح ْمتُ ُـه فَ َخ ْلي ُ‬ ‫ِ‬
‫‪ :‬يَا َر ُسول اهلل َش َكا َح َ‬
‫اهلل ‪ِ S‬إنَُّه َسـ ـَيُع ُ‬ ‫ود لَقــول رسـ ـول ِ‬ ‫ِإنَُّه قَ ـ ْـد َـكـ َذبَ َ‬
‫ود‬ ‫ت أَنَُّه َسـ ـَيُع ُ ْ َ ُ‬ ‫ود ‪َ ،‬فَعـ َـر ْف ُ‬ ‫ك َو َسـ ـَيُع ُ‬
‫َّك إلى رســول ِ‬ ‫ص ْدتُُه ‪ ،‬فَ َج َاء يَ ْحثُو ِم َن الطََّع ِام ‪ ،‬فَأَ َخ ْذتُُه َفُق ُ‬
‫(‪) 5‬‬
‫اهلل‬ ‫لت ‪ :‬ألَْرَفَعن َ‬ ‫َفَر َ‬
‫يله ‪،‬‬ ‫ت َسـِب ُ‬ ‫ـود ‪َ ،‬فَر ِح ْمتُ ُـه فَ َخ ْلي ُ‬ ‫َع ُ‬‫اج وعلى عيـال ال أ ُ‬ ‫‪ ،S‬قَال ‪ :‬دعني فإني ُم ْحَت ٌ‬
‫لت ‪:‬‬ ‫اهلل ‪ :S‬يَا أَبَا ُهَرْي َـرَة َما َفَعل أَ ِسـ ُير َك ؟ ‪ ،‬قُ ُ‬ ‫ت ‪َ ،‬فَقـال لي رسـول ِ‬
‫َُ‬ ‫صـَب ْح ُ‬ ‫فَأَ ْ‬
‫يله ‪ ،‬قَـال ‪ :‬أََما ِإنَُّه‬ ‫ت َسـِب ُ‬ ‫اج ًة َشـ ِدي َدًة َو ِعَيـاال َفَر ِح ْمتُ ُـه فَ َخ ْلي ُ‬ ‫اهلل َشـ َكا َح َـ‬ ‫يا رسـول ِ‬
‫َ َُ‬
‫لت‬‫َخ ْذتُ ُـه َفُق ُ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫ـاء يَ ْحثُو م َن الطَعـام ‪ ،‬فَأ َ‬‫ِ‬
‫صـ ْدتُُه الثَّالثَـ َة ‪ ،‬فَ َج َ‬ ‫ود ‪َ ،‬فَر َ‬ ‫ك َو َسـَيُع ُ‬ ‫قَ ْـد َـك َذبَ َ‬
‫ـود ثُ َّم‬ ‫ات أَنَّ َ‬ ‫الث مـ َّـر ٍ‬ ‫آخـ ر ثَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك َتـ ْـز ُع ُم ال َتُعـ ُ‬ ‫َ‬ ‫َّك إلى رس ــول اهلل ‪َ ،‬و َـهـ َذا ـ ُ‬ ‫‪ :‬ألَْرَفَعن َ‬

‫‪1‬الرتمذي يف الدعوات ‪ ، )3524 ( 5/539‬صحيح اجلامع ( ‪. )4777‬‬


‫‪2‬ك* * **ان أبو هري* * **رة ‪ ‬حارسا على متر الص* * **دقة فوجد التمر قد أخذ منه ملء كف ف* * **رتقب‬
‫السارق ‪ ،‬انظر السنن الكربى للنسائي ‪. 5/13‬‬
‫‪ 3‬احلثي ما رفعت به ي* * **ديك ‪ ،‬انظر لس* * **ان الع * **رب ‪ 14/164‬واملعىن ‪ :‬أخذ يرفع من التمر‬
‫بيديه ليسرقه ‪.‬‬
‫َّك يعىن ألش*كونك ‪ ،‬ومنها املرافعة يرفع كل خصم ص*احبة إىل الس*لطان ‪ ،‬املغ*رب ‪1/‬‬ ‫ألَْرَفَعن َ‬
‫‪4‬‬

‫‪. 339‬‬
‫‪5‬ترقبت جميئه ألمسك به ‪ ،‬فالرتصد ‪ :‬الرتقب ‪ ،‬انظر لسان العرب ‪. 3/177‬‬
‫‪85‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫لت ‪َ :‬ما ُهَو ؟ ‪ ،‬قَال‬ ‫اهلل بَِها ‪ ،‬قُ ُ‬ ‫ك َكلم ٍ‬


‫ك ُ‬ ‫ات َيْنَفُع َ‬ ‫دعني أ َُع ْلم َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ود ‪ ،‬قَال ‪:‬‬ ‫َتُع ُ‬
‫وم ‪‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اهلل ال إل َـه إال ُه َـو الحي الَقيُّ ُ‬ ‫ك فَـاقَْرْأ آيَـَة الكرسي ‪ُ  :‬‬ ‫ت إلى فَراشـ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِإ َذا أََويْ َ‬
‫َّك َش ـْيطَا ٌن َحتَّى‬ ‫ظ َوال َيْقَرَبن َ‬ ‫ـك ِمن ِ‬
‫اهلل َح ِافـ ٌ‬ ‫َحتَّى تَ ْخِت َم اآليَ ـَة فَِإنَّ َ‬
‫لن َيـ َـزال َع ْليـ َ َ‬ ‫ك ْ‬
‫البا ِر َحَة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت َسِب ُ‬ ‫صِب َح ‪ ،‬فَ َخ ْلي ُ‬
‫ت َفَقال لي َر ُسول اهلل ‪َ :S‬ما َفَعل أَس ُير َك َ‬ ‫َصَب ْح ُ‬
‫يله فَأ ْ‬ ‫تُ ْ‬
‫ت‬ ‫اهلل بَِها فَ َخ ْلي ُ‬ ‫لت ‪ :‬يا رس ـ ـ ـول ِ‬
‫اهلل َز َع َم أَنَُّه يعلمـ ـ ــني َك َـ‬
‫لمـ ــات ينفعـ ـ ــني ُ‬ ‫؟ ‪ ،‬قُ ُ َ َ ُ‬
‫ك فَ ــاقَْرْأ آيَـ ـَة‬‫ت ِإلى ِفَرا ِشـ ـ َ‬
‫لت ‪ :‬قَ ــال لي ‪ِ :‬إ َذا أََويْ َ‬ ‫يله ‪ ،‬قَ ــال ‪َ :‬ما هي ؟ قُ ُ‬ ‫َسـ ـِب ُ‬
‫ظ‬ ‫اهلل َح ِافـ ٌ‬ ‫ـك ِمن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫لن َيَزال َع ْلي َ َ‬ ‫ال ُكْرسي م ْن أََّو َلها َحتَّى تَ ْخت َم اآليََة ‪َ ،‬وقَال لي ‪ْ :‬‬
‫ص َشـ ْيٍء َعلى ال َخْيـ ِر ‪َ ،‬فَقـال النـبي‬ ‫صِب َح ‪َ ،‬و َكـانُوا أ ْ‬
‫َح َـر َ‬ ‫ك َشْيطَا ٌن َحتَّى تُ ْ‬ ‫َوال َيْقَربَ َ‬
‫ـاطب مْنـ ُذ ثَ ِ‬ ‫ِ‬
‫الث َليـال يَا أَبَا‬ ‫لم َم ْن تُ َخ ُ ُ‬ ‫وب ‪َ ،‬تْع ُ‬ ‫ك َو ُهَو َـك ُذ ٌ‬ ‫ص َدقَ َ‬ ‫‪ : S‬أََما ِإنَُّه قَ ْد َ‬
‫ُهَرْيـ َـرَة ؟ ‪ ،‬قَلت ‪ :‬ال قَ ــال ‪َ :‬ذ َاك َشـ ـْيطَا ٌن ) (‪ ، )1‬ويؤخذ من ه **ذا احلديث‬
‫أن الش **يطان قد يعلم ما ينتفع به املؤمن ‪ ،‬وأن الك **ذاب قد يص **دق ‪،‬‬
‫وأن احلكمة قد يتلقاها الف * * * * * * * * * * **اجر فال ينتفع هبا وتؤخذ عنه فينتفع هبا ‪،‬‬
‫وقد علم الش**يطان أن اس**تعانة اإلنس**ان ب**احلي القي**وم يبقيه قائما بربه فال‬
‫يقدر على القرب منه ‪.‬‬
‫وخبص**وص من تس**مى عبد القي**وم ‪ ،‬ق**ال ابن عبد الرب ‪ ( :‬عبد ال**رمحن أبو راشد‬
‫األزدي وفد على النيب ‪ S‬فقال له ‪ :‬ما اسمك ؟ فقـال ‪ :‬عبد العـزي ‪ ،‬قـال ‪ :‬أبو من ؟‬
‫قال ‪ :‬أبو مغوية ‪ ،‬قال ‪ :‬كال ‪ ،‬ولكنك عبد الرحمن أبو راشد ‪ ،‬قال ‪ :‬فمن هــذا معك ؟‬
‫ق ــال ‪ :‬م ــوالي ‪ ،‬ق ــال ‪ :‬ما اس ــمه ؟ ق ــال ‪ :‬قي ــوم ‪ ،‬ق ــال ‪ :‬كال ولكنه عبد القي ــوم ) (‪، )2‬‬
‫وقال الذهيب ‪ ( :‬عبد القيوم له وفادة مع مواله أيب راشد ) (‪. )3‬‬
‫‪   -40‬العلي ‪:‬‬
‫اعتق**اد املوحد يف اسم اهلل العلي وإميانه بعلو اهلل على خلقه يدفعه إىل توحي**ده‬
‫وتعظيمه وال*دعوة إليه ‪ ،‬الس*يما إذا أيقن أن النفع يف ذلك يع*ود عليه ‪ ،‬وأن اهلل‬
‫غين يف عل* * * * **وه ال يفتقر إىل أحد من خلقه وأنه مهما م* * * * **دحناه وأثنينا عليه فهو‬

‫‪1‬البخ* * **ارى يف الوكالة ‪ ،‬ب* * **اب إذا وكل رجال ف * **رتك الوكيل ش * **يئا فأج * **ازه املوكل فهو ج* * **ائز‬
‫‪. )2187 ( 2/812‬‬
‫‪2‬االستيعاب يف معرفة األصحاب ‪. )1408 ( 832 /2‬‬
‫‪3‬املقتىن يف سرد الكىن للذهيب ‪. )3963 ( 1/380‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪86‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫أعلى من وص* * * **فنا وأجل من م* * * **دحنا ‪ ،‬ال حنصي ثن* * * **اء عليه هو كما أثىن على‬
‫نفسه ‪ ،‬هو أهل الثناء واجملد ومدحه وتوحي*ده أحق ما ق*ال العبد ‪ ،‬ق*ال تع*اىل ‪:‬‬
‫لي ال َكِبـير ُ‪‬‬ ‫اطل َوأ َّ‬ ‫َن ما ي ْـد ُعو َن ِمن ُدونِ ِـه هـو الب ِ‬ ‫لك بِأ َّ‬
‫الع ُّ‬
‫اهلل ُه َـو َ‬
‫َن َ‬ ‫َُ َ‬ ‫ْ‬ ‫الح ُّق َوأ َّ َ َ‬
‫اهلل ُهَو َ‬
‫َن َ‬ ‫‪َ ‬ذ َ‬
‫[احلج‪. ]62 :‬‬
‫وإذا ك**انت املالئكة يف الس**ماء ختشع عند مساع قوله وتف**زع عن إلق**اء وحيه‬
‫الح َّ‬
‫ـق‬ ‫ع َع ْن قُلوبِِه ْم قَالوا َما َذا قَال َربُّ ُك ْم قَالوا َـ‬ ‫كما جاء ذلك يف قوله ‪َ  :‬حتَّى ِإ َذا ُفِّز َ‬
‫لي ال َكِب ُـير ‪[ ‬س*بأ‪ ، ]23 :‬إذا ك*ان ه*ذا أمرها وه*ذا قوهلا وفعلها ‪ ،‬فح*ري‬ ‫الع ُّ‬
‫َو ُهَو َ‬
‫بالعبد أن خيشع لس **ماع قوله ‪ ،‬ويطمئن قلبه عند ذك**ره ‪ ،‬وأن يت **ذلل بني ي **دي‬
‫م*واله ‪ ،‬ف*ريكن إليه ويعتمد عليه ثقة يف أنه العلى وال علي على اإلطالق س*واه ‪،‬‬
‫وقد ورد عند الرتمذي وصححه األلباين من حديث علي ‪ t‬أن رسول اهلل ‪ S‬ق*ال له‬
‫ـك ‪ ،‬قَـال قُل ‪َ :‬ال ِإل َـه ِإ َّال‬ ‫لك َوِإ ْن ُكْن َ‬ ‫ك َكلم ٍ‬
‫ات ِإ َذا قُ َلتُه َّن َغَفَر اهلل َ‬
‫ورا ل َ‬ ‫ت َم ْغُف ً‬ ‫لم َ َ‬ ‫‪ ( :‬أَ َال أ َُع ُ‬
‫يم ‪َ ،‬ال ِإلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َـه ِإ َّال اهلل ‪ُ ،‬سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـْب َحا َن اهلل‬ ‫اهلل العلي ِ‬
‫ليم ال َـكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِر ُ‬ ‫الح ُ‬ ‫يم ‪َ ،‬ال ِإلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َـه ِإ َّال اهلل َ‬ ‫العظ ُ‬ ‫َ َ‬
‫ّ‬
‫رب‬
‫ِ‬
‫سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫ال ـ‬
‫َماوات‬
‫سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫ال ـ‬
‫َْبع‬
‫وربّ‬
‫الم َين ) (‪. )1‬‬ ‫الع ِ‬ ‫ب َ‬ ‫الح ْم ُد ِهلل َر ِّ‬ ‫يم ‪َ ،‬‬ ‫العِظ ِ‬ ‫العرشِ َ‬ ‫ِ َ‬
‫وممن عبد هلل بإض* * * * * * * * * * * * * **افته هلذا االسم عبد العلي بن أمحد بن عبد اهلل بن الفضل‬
‫احلمي* * **دي ‪ ،‬روى عنه الط* * **رباين يف معجمه من ح* * **ديث عم* * **ران بن حصني ‪ t‬أن‬
‫رسول اهلل ‪ S‬قال ‪َ ( :‬ال ُتْقَبل َص َالٌة بِغَْي ِر طُُهو ٍر َو َال َص َدقٌَة ِم ْن غُلول ) (‪. )2‬‬
‫‪   -41‬العظيم ‪:‬‬
‫‪1‬الرتمذي يف الدعوات ‪ ، )3504 ( 5/529‬وانظر صحيح اجلامع ( ‪. )2621‬‬
‫‪2‬املعجم الكبري ‪ ، * )509 ( 206 /18‬واحلديث ص**حيح رواه مس**لم يف كت**اب الطه**ارة ‪ ،‬ب**اب وج**وب‬
‫الطهارة للصالة ‪ ، )224 ( 1/204‬وورد أيضا عند غريه ‪.‬‬
‫‪87‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫دع **اء العب **ادة هو أثر االسم على اعتق **اد العبد وس **لوكه ‪ ،‬أما االعتق **اد فهو‬
‫تعظيم اهلل حق تعظيمه ‪ ،‬وذلك باتباع الن*يب ‪ S‬يف ذل*ك ؛ ألن*ه ليس بع*د تعظيم الن*يب ‪S‬‬
‫لرب **ه تعظيم ‪ ،‬فالص **حابة ال **ذين عاص**روه هم س **لفنا الص **احل وهم ال **ذين آمن **وا خبرب اهلل‬
‫وصدقوه ‪ ،‬ونفذوا أمره وأحبوه ‪ ،‬ففي باب الصفات وسائر الغيبيات أثبتوا ما أثبت*ه اهلل‬
‫لنفسه وما أثبته رس*وله ‪ S‬من غ*ري حتري*ف وال تعطي*ل ومن غ*ري تك*ييف وال متثيل ‪ ،‬ألن‬
‫س َك ِمْث ِله َش ْيٌء َو ُه َـو ال َّسـ ِم ُيع َالب ِصـ ُير ‪[ ‬الش**ورى‪ ، ]11 :‬فب*دأ‬
‫اهلل عظم نفسه فق*ال ‪ْ  :‬لي َ‬
‫س َك ِمْثلـ ـ ـ ـ ِـه َشـ ـ ـ ـ ـ ْيٌء ‪ ، ‬مث اتبع ذلك بإثب* * * **ات‬ ‫بالتوحيد أوال فق* * * * **ال ‪ْ  :‬لي َ‬
‫الص**فات اليت تليق به فق**ال ‪َ  :‬و ُـه َـو ال َّسـ ِم ُيع َالب ِصـ ُير ‪ ، ‬فالتوحيد يس**تلزم‬
‫إثب**ات الص**فات ‪ ،‬وه**ذا ما يناسب الفط**رة الس**ليمة والعق**ول املس**تقيمة ؛‬
‫فاملتوحد املنفرد عن غريه البد أن ينفرد بش*يء يتم*يز به ‪ ،‬أما ال*ذي ال‬
‫يتميز بش*يء وال يوصف بوصف يلفت النظر إليه فه*ذا ال يك*ون منف*ردا‬
‫وال متوحدا وال متميزا ‪ ،‬فلو قلت ‪ :‬فالن ال نظري له س*يقال لك ‪ :‬يف‬
‫م*اذا ؟ تق*ول ‪ :‬يف مسعه وبص*ره أو علمه وحكمته ‪ ،‬أو ال نظري له يف‬
‫قوته أو اس* * * **توائه وفوقيته ‪ ،‬أو أي ص* * * **فة ت* * * **دل على عظمته ‪ ،‬فال بد‬
‫من ذكر الوصف ال **ذي يتم **يز به لكن من العبث أن يق **ال لك ‪ :‬فالن‬
‫ال نظري له يف م * **اذا ؟ فتق * **ول ‪ :‬يف ال ش * **يء أو تق * **ول ال ص* **فة له‬
‫أصال ‪ ،‬أو ال ص * * * * * **فة له عن * * * * * **دي ‪ ،‬فاهلل وله املثل األعلى أثبت لنفسه‬
‫أوص* **اف العظمة والكم* **ال اليت انف* **رد هبا دون غ* **ريه ‪ ،‬ونفى عن نفسه‬
‫يف املقابل أوص * * * * **اف النقص ليثبت انف * * * * **راده وتوحي * * * * **ده ‪ ،‬ف * * * * **أثبت لنفسه‬
‫ش ا ْسـَتَوي‬ ‫الوحدانية يف اس**توائه على عرشه فق**ال ‪  : ‬الـ َّـر ْح َم ُن على َ‬
‫العـ ْـر ِ‬
‫‪[ ‬طه‪ ، ]5:‬فاستواؤه له كيفية تليق به ال نعلمها وال مثيل له فيها وال‬
‫ليما‬
‫لم اهلل ُمو َسـ ـي تَ ْك ً‬‫ش **بيه ‪ ،‬وأثبت الوحدانية يف كالمه فق **ال ‪َ  : ‬و َك َ‬
‫‪[ ‬النس* * **اء‪ ، ]164 :‬فكالمه بكيفية تليق به وليس كمثله ش * **يء فيها وال‬
‫علم لنا هبا ‪ ،‬فمداركنا وإن اس*توعبت معىن كالمه ‪ ،‬فإهنا ال تس*توعب‬
‫كيفية أداء الكالم وهكذا يف سائر أوصاف الكمال ‪.‬‬
‫أما املمثل ألوص**اف اهلل بأوص**افه فهو ظ**امل لنفسه متق**ول على ربه ‪،‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪88‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫إذ قد ختيل يف ذهنه أن ص*فات اهلل ال*واردة يف الكت*اب والس*نة كص*ورة‬


‫إنس * * * * **ان مث عظمها له الش * * * * **يطان فعب * * * * **دها على أهنا املقص * * * * **ود عند ذكر‬
‫أوصاف اهلل وهو يف احلقيقة إمنا يعبد صنما ‪.‬‬
‫أما املعطل ال* * * **ذي رد نص* * * **وص الص* * * **فات الثابتة يف الكت* * * **اب والس* * **نة‬
‫ورفض حمتواها بس* * **ره ‪ ،‬فقد اعتقد أن إثب* * **ات الص* * **فات اليت وردت يف‬
‫ه * * * **ذه النص * * * **وص يل* * * **زم منه التمثيل والتش * * * **بيه ‪ ،‬وحقيقة األمر أنه جسد‬
‫صورة لربه يف ذهنه تشبه صورة اإلنس*ان فوقع يف التمثيل والتش*بيه ‪ ،‬مث‬
‫زعم أن ظ* * **اهر النص* * **وص دل على ذلك ‪ ،‬مث أحس ب* * **الرفض التلق * **ائي‬
‫هلذه الص* * * * * **ورة والرغبة يف تنزيه اهلل عنها ‪ ،‬وب* * * * * **دال من أن يعيب فهمه‬
‫الس**يئ وظنه اآلمث يف كالم اهلل وجه العيب إيل نص**وص الكت**اب والس**نة‬
‫‪ ،‬وب* **دأ يف التحامل عليها بالباطل ؛ ف* **ادعى أوال أن ظاهرها غري م* **راد‬
‫يف كالم اهلل ‪ ، ‬مث ح**اول حمو ما دلت عليه ب**أي طريقة ‪ ،‬وتعطيلها‬
‫عن مدلوهلا الذي يطابق احلقيقة ‪ ،‬فأراد أن يسرت جرمية التعطيل حىت ال‬
‫يق **ال يف حقه إنه يك **ذب ب **القرآن والس **نة ‪ ،‬ف **أخفى ه **ذه اجلرمية حتت‬
‫ش* * * * **عار التأويل ‪ ،‬وادع* * * * **اء البالغة يف فهم النص* * * * **وص باجملاز ‪ ،‬ودعا إىل‬
‫اس* * * * **تبدال املعىن املراد من النص* * * * **وص مبعىن ب* * * * **ديل ال يقص* * * * **ده املتكلم يف‬
‫خطابه ‪ ،‬ولو قيل له ‪ :‬النص ال حيتمل التأويل ‪ ،‬وتأويلك بال دليل ‪،‬‬
‫لق * * **ال ‪ :‬وأنا أعظم اهلل وأنفي عنه التش * * **بيه والتمثيل ويا عجبا لتعظيمه ‪،‬‬
‫فمن ال* * * **ذي أدخل يف اعتق* * * **اده أصال أن النص* * * **وص ظاهرها باطل حممل‬
‫بالتشبيه والتمثيل ؟ فهو إذا حياول بكل سبيل أن ي*رد الص*فة احلقيقية هلل‬
‫ويعطلها عن م* * * * * **دلوهلا حىت ال يك* * * * * **اد يثبت هلل وصف حقيقيا ‪ ،‬وجيعل‬
‫داللة النص* * * * * **وص داللة عدمية حمضة ‪ ،‬فطريقة الس* * * * * **لف هي اليت تقتضي‬
‫تعظيم اهلل حقا ‪ ،‬إثب*ات بال تعطي*ل وتنزي*ه بال متثي*ل ‪ ،‬فاملمث*ل يعب*د ص*نما واملعط*ل‬
‫يعبد عدما ‪ ،‬واملوحد انتهج طريقة وسطا ‪ ،‬وهي طريقة حممد ‪ S‬يف تعظيم ربه (‪. )1‬‬

‫‪1‬انظر تفصيل هذه القضية يف خمتصر القواعد السلفية للرضواين ص ‪ 5‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪89‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫ومن دع * **اء العب * **ادة تعظيم أمر اهلل ‪ ‬والغ* * **رية إذا انتهكت حرماته ‪ ،‬فاملوحد‬
‫يس**ارع إىل مرض**اته ما اس**تطاع ‪ ،‬ي**ؤدي الواجب**ات ويس**ارع يف املن**دوبات حىت‬
‫تصبح املباحات طاعات وقربات تشهد بتوحيد هلل وعبوديته وتعظيمه ‪.‬‬
‫وممن تس* * * * * **مى عبد العظيم والد احلافظ عب* * * * * **اس بن عبد العظيم بن إمساعيل أبو‬
‫الفضل العنربي البصري (ت‪ ، )246 :‬روى عنه اإلمام ومسلم وغريه (‪. )1‬‬
‫‪   -42‬الشكور ‪:‬‬
‫دعاء العبادة هو شكر اهلل ب*القلب واللس*ان واجلوارح ‪ ،‬فش*كر القلب هو تص*ور‬
‫النعمة واالع* * **رتاف هبا إىل املنعم والع* * **زم على تص* * **ديق خ* * **ربه وطاعة أم * **ره ‪ ،‬وعند‬
‫الم ْـؤِم ِن ِإ َّن‬
‫مس*لم من ح*ديث ص*هيب ال*رومي ‪ t‬أن رس*ول اهلل ‪ S‬ق*ال ‪َ ( :‬ع َجًبا ألَْم ِر ُ‬
‫ص ـ َابْت ُه َس ـَّر ُاء َش ـ َكَر فَ َـكـا َن َخْـي ًـرا لـ ُـه َوِإ ْن‬ ‫َح ٍـد ِإ َّال ـ ِ‬
‫للم ْـؤم ِن ‪ِ ،‬إ ْن أَ َ‬
‫ُ‬ ‫س َذ َاك أل َـ‬
‫أْـَم َـرُه ُكلـ ُـه َخْـي ٌـر َو ْلي َ‬
‫(‪) 2‬‬
‫صـَبَر فَ َـكـا َن َخْـي ًـرا لـ ُـه ) ‪ ،‬وش**كر اللس**ان هو الثن**اء على املنعم ب*ذكر‬ ‫ضـَّر ُاء َ‬ ‫أَ َ‬
‫صـ َابْت ُه َ‬
‫فض **له ومنته ومحده على نعمته ‪ ،‬وعند مس **لم من ح **ديث ابن عب **اس ‪ t‬أنه ق **ال ‪:‬‬
‫اكٌر ‪َ ،‬وِمْنُه ْم َك ِافٌر ‪ ،‬قَـالوا‬ ‫َّاس َش ِ‬ ‫َصَب َح ِم َن الن ِ‬ ‫مطر الناس على عهد النيب ‪ S‬فقال ‪ ( : S‬أ ْ‬
‫ـذِه اآليَـ ُة ‪ :‬‬ ‫لت ه ِ‬
‫صـ َد َق َن ْـو ُء َـك َذا َو َـك َذا ‪ ،‬قَـال ‪َ :‬فَن َـز ْ َ‬ ‫ضُه ْم ‪ :‬لَق ْـد َ‬ ‫اهلل َوقَال َبْع ُ‬‫‪َ :‬ه ِذِه ر ْحم ُة ِ‬
‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫فَ َ ِ‬
‫ُّجوم ‪َ ..‬حتَّى بَل َغ ‪َ ..‬وتَ ْجَعلو َن ِرْزقَ ُك ْم أَنَّ ُك ْم تُ َك ِّذبُو َن ‪. ) ‬‬ ‫ال أُقْس ُم بِ َمَواق ِع الن ُ‬
‫(‪) 3‬‬

‫وأما ش **كر اجلوارح فهو خض **وعها وانقيادها واس **تجابتها ألحك **ام العبودية ‪،‬‬
‫ور ‪[ ‬س* **بأ‪، ]13 :‬‬ ‫ـاد َي ال َّ‬ ‫ق **ال تع **اىل ‪  :‬ا ْعمل ــوا آل َداو َد ُشـ ـ ْكراً وقَليل ِمن ِعب ـ ِ‬
‫شـ ـ ُك ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫آمنُـوا‬ ‫ين َ‬ ‫وذلك يشمل شكر القلب واللس*ان واجلوارح ‪ ،‬وقوله أيضا ‪  :‬يَا أَُّيَها الـذ َ‬
‫ـات َما َرَزقَْنــا ُك ْم َوا ْشـ ُكُروا ِهلل ِإ ْن ُكنتُ ْم ِإيَّ ُاه َتْعبُـ ُدو َن ‪[ ‬البق**رة‪ ، ]172 :‬وق**ال‬ ‫ُكلــوا ِمن طَِّيبـ ِ‬
‫ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عز وجل يف ش **أن لقم **ان ‪َ  :‬ولَقـ ْـد آَتْيَنا لْق َـمـا َن الح ْك َمـ َة أَن ا ْش ـ ُكْر هلل َوَم ْن يَ ْش ـ ُكْر فَإنََّما‬
‫اهلل َغِن ٌّي َح ِمي ٌد ‪[ ‬لقمان‪. ]12 :‬‬ ‫ِِ‬
‫يَ ْش ُكُر َلنْفسه َوَم ْن َكَفَر فَِإ َّن َ‬
‫وعند البخ* * * * * * * * **اري من ح* * * * * * * * **ديث املغ* * * * * * * * **رية بن ش* * * * * * * * **عبة ‪ t‬ق* * * * * * * * **ال ‪َ ( :‬كـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا َن‬
‫النَِّبيّ‬

‫‪1‬انظر يف ترمجته الثق**ات أليب ح*امت ‪ ، 8/511‬وطبق**ات احلف**اظ للس**يوطي ص ‪ ، 232‬واملقصد األرشد‬
‫يف ذكر أصحاب اإلمام أمحد البن مفلح ‪ ، 2/276‬وتقريب التهذيب البن حجر ص ‪. 293‬‬
‫‪2‬مسلم يف الزهد ‪ ،‬باب املؤمن أمره كله خري ‪. )2999 ( 4/2295‬‬
‫‪3‬مسلم يف اإلميان ‪ ،‬باب بيان كفر من قال مطرنا بالنوء ‪. )73 ( 1/84‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪90‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫ورا )‬ ‫ال أَ ُك ِـو ُن َعْبـًِدا َشـ ُك ً‬‫صـلي َحتَّى تَـ ِرُم قَـ َدَم ُاه أَو َسـاقَ ُاه ‪َ ،‬فُيَقـال ل ُـه َفَيُقـول ‪ :‬أَفَ َ‬
‫ـوم ليُ َ‬
‫ُ(‪َ S)1‬ليُق ُ‬
‫‪ ،‬وعن *ده أيضا من ح**ديث ابن عب**اس ‪ ( : t‬أن النــبي ‪ S‬ل ََّما قَــدَم ال َْمد َينـ َة َو َجـ َد ُه ْم‬
‫يم ‪َ ،‬و ْه َـو َي ْـوٌم نَ َّجى اللَُّه ِفي ِـه ُمو َسـى ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ور َاء ‪َ ،‬فَقـالُوا ‪َ :‬ـه َذا َي ْـوٌم َعظ ٌ‬
‫ومو َن َيْوًما َيْعني َعا ُشـ َ‬ ‫صـ ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـال ‪ :‬أَنَا أَْولَى بِ ُمو َسـى مْنُه ْم فَ َ‬
‫صـ َام ُه َوأََمـ َـر‬ ‫صـ َام ُمو َسـى ُشـ ْكًرا للـه ‪َ ،‬فَقـ َ‬ ‫آل فْر َعـ ْـو َن فَ َ‬‫َوأَ ْغـ َـر َق َ‬
‫ِ ِ ِ ِ (‪) 2‬‬
‫‪ ،‬وعن* د الرتم*ذي وص*ححه األلب*اين من ح*ديث أيب هري*رة ‪ t‬أن النيب ‪S‬‬ ‫بصـَيامه )‬
‫الصابِِر ) ‪.‬‬ ‫الصائِِم َّ‬ ‫اكُر ِمْثل َّ‬ ‫قال ‪ ( :‬الطَّ ِاع ُم َّ‬
‫الش ِ‬
‫(‪) 3‬‬

‫ومن تس**مى عبد الش**كور جد احلافظ اإلم**ام البطل الك**رار أبي الفضل البخ**اري‬
‫حمدث خباري عبيد اهلل بن واصل بن عبد الش*كور استش*هد يف وقعة خوكنجة س*نة‬
‫اثنتني وسبعني ومائتني وقيل بل يف سنة ست وسبعني (‪. )4‬‬
‫‪   -43‬الحليم ‪:‬‬
‫توحيد اهلل يف امسه احلليم مقتض **اه أن يك **ون املوحد حليما ص **بورا يت **أىن يف رأيه‬
‫وحكمه وقوله وفعله ‪ ،‬ويتخري ما هو أنفع له ولآلخ**رين ‪ ،‬ويب**ادر بالتوبة إىل احلليم‬
‫ال**رحيم ‪ ،‬روى مس**لم من ح**ديث عبد اهلل بن عب**اس ‪ t‬أن النيب ‪ S‬ق**ال ألشج بن‬
‫لم َوا َألنَ ُاة ) (‪ ، )5‬ويف روية أخرى عند‬ ‫ِ‬
‫اهلل الح ُ‬
‫ِ‬
‫ص َلتْي ِن يُحُّبُه َما ُ‬ ‫عبد القيس ‪ِ ( :‬إ َّن ِف َ‬
‫يك َخ ْ‬
‫لم َوا َألنَا ُة ‪ ،‬قَال ‪ :‬يَا َر ُسـول‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أيب داود وحسنها األلباين ‪ِ ( :‬إ َّن ِف َ‬
‫يك َخ َلتْي ِن يُحُّبُه َما ُ‬
‫اهلل الح ُ‬
‫الح ْمـ ـ ُد ِهلل‬
‫ـك َع ْليِه َما ‪ ،‬قَـ ــال َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اهلل أَنَا أَتَ َخلـ ـ ُـق بِِه َما أَِم ُ‬
‫اهلل َجَبلني َع ْليِه َما ؟ قَـ ــال ‪ :‬بَل ُ‬
‫اهلل َجَبلـ ـ َ‬
‫وله ) (‪ ، )6‬وروى ال * **بزار وق * **ال األلب * **اين ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال ـ ــذي َجَبلني َعلى َخ َلتْي ِن يُحُّبُه َما ُ‬
‫اهلل َوَر ُسـ ـ ـ ُ‬
‫ص**حيح لغ**ريه من ح**ديث أيب هري**رة ‪ t‬أن النيب ‪ S‬ق**ال ‪ ( :‬ال يــؤمن عبد حــتى يــأمن‬
‫جاره بوائقه ‪ ،‬ومن كان يؤمن باهلل واليوم اآلخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن باهلل واليوم‬
‫اآلخر فليقل خيرا أو ليسكت إن اهلل يحب الغني الحليم المتعفف ويبغض البذيء الفاجر‬
‫السائل الملح ) (‪. )7‬‬
‫‪1‬البخاري يف التهجد ‪ ،‬باب قيام النيب ‪ S‬حىت ترم قدماه ‪. )1078 ( 1/380‬‬
‫‪2‬البخاري يف أحاديث األنبياء ‪ ،‬باب قول اهلل تعاىل وهل أتاك حديث موسى ‪. )3216 (3/1244‬‬
‫‪3‬الرتمذي يف صفة القيامة ‪ ، )2486 ( 4/653‬صحيح اجلامع ( ‪. )3943‬‬
‫‪4‬طبقات احلفاظ للسيوطي ص ‪ ، 273‬وتذكرة احلفاظ ‪. 604 /2‬‬
‫‪5‬مسلم يف اإلميان ‪ ،‬باب األمر باإلميان باهلل تعاىل ورسوله )‪. S1/48 (17‬‬
‫‪6‬أبو داود يف األدب ‪ ،‬باب يف قبلة اجلسد ‪ ، )5225 ( 4/357‬صحيح الرتغيب والرتهيب ( ‪. )2678‬‬
‫‪7‬صحيح الرتغيب والرتهيب ( ‪. )819‬‬
‫‪91‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫وممن تس **مى عبد احلليم والد ش **يخ اإلس **الم تقي ال **دين أمحد بن عبد احلليم بن‬
‫عبد الس * * * * * * * **الم بن عبد اهلل بن أيب القاسم ابن تيمية ت * * * * * * * **ويف معتقال بقلعة دمشق يف‬
‫العشرين من ذي القعدة سنة مثان وعشرين وسبعمائة (‪. )1‬‬
‫‪   -44‬الواسع ‪:‬‬
‫توحيد اهلل يف امسه الواسع مقتض* * * * * * * * * * * * * **اه أن يوسع العبد على نفسه وعلى إخوانه‬
‫ويس **أل اهلل بواسع كرمه أن يوسع عليه بنعمه وإحس **انه ‪ ،‬وأن يثق يف س **عة ال **رزق‬
‫مهما ط* * **الت أي* * **ام بالئه وامتحانه ‪ ،‬روى الرتمذي وص* * **ححه الس* * **يخ األلب * **اين من‬
‫اهلل ُله‬ ‫حديث أيب هريرة ‪ t‬أن رسول اهلل ‪ S‬قال ‪ ( :‬ويْؤتَى بِص ِ‬
‫اح ِ‬
‫المال َفَيُقول ُ‬ ‫ب َ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬
‫ب ‪ ،‬قَــال‬ ‫َح ٍد ؟ قَال ‪ :‬بَلى يَا َر ِّ‬ ‫اج ِإلى أ َ‬ ‫ك تَ ْحَت ُ‬ ‫ك َحتَّى ْلم أ ََد ْع َ‬ ‫َلم أَُو ِّس ْع َع ْلي َ‬
‫‪:‬أْ‬
‫ِ‬ ‫ـك ؟ قَــال ‪ُ :‬كْن ُ ِ‬ ‫لت ِف َيما آَتْيتُـ َ‬ ‫‪ :‬فَ َـمـا َذا َع ِم َ‬
‫اهلل‬
‫َّق ‪َ ،‬فَيُقــول ُ‬ ‫صـد ُ‬ ‫ت أَصـل الـ َّـرح َم َوأَتَ َ‬
‫ت أ َْن ُيَقـال‬ ‫اهلل ‪ : ‬بَل أََر ْد َ‬ ‫ت َوَيُقـول ُ‬ ‫الئِ َـك ُة ‪َ :‬ـك َذبْ َ‬
‫الم َ‬
‫ت ‪َ ،‬وَتُقـول ل ُـه َ‬ ‫ُله ‪َ :‬ك َذبْ َ‬
‫يد ‪t‬‬ ‫فُ َال ٌن جوا ٌد ‪َ ،‬فَق ْد ِقيل َذ َاك ) (‪ ، )2‬وورد عند البخ*اري من ح*ديث أَيِب س ِ*ع ٍ‬
‫ََ‬
‫ِ‬ ‫َن نَاسـا من ا َألنْصـا ِر سـأَلوا رسـول ِ‬ ‫ِ‬
‫ـاه ْم ‪َ ،‬حتَّى نَفـ َد َما‬ ‫َلوه فَأَ ْعطَـ ُ‬
‫ـاه ْم ‪ ،‬ثُ َّم َسـأ ُ‬
‫اهلل ‪ S‬فَأَ ْعطَـ ُ‬ ‫‪ ( :‬أ َّ ً َ َ َ َ ُ‬
‫َّخ رُه َعْن ُكم ومن يس ـَتْعِف ْ ِ‬ ‫ِعْنـ َده ‪َ ،‬فَقــال ‪ :‬ما ي ُـكـو ُن ِعْنـ ِـدي ِمن َخيـ ٍر فَ ِ‬
‫ف يُعَّفُه ُ‬
‫اهلل ‪َ ،‬وَم ْن‬ ‫ْ ََ ْ َ ْ‬ ‫لن أَد ـ َ‬ ‫ْ ْ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫صـْب ِر )‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـاء َخْي ًـرا َوأَْو َسـ َع م َن ال َّ‬‫َح ٌد َعطَ ً‬‫اهلل ‪َ ،‬وَما أُ ْعط َى أ َـ‬
‫صـِّبْرُه ُ‬ ‫صـَّبْر يُ َ‬
‫اهلل ‪َ ،‬وَم ْن َيَت َ‬‫يَ ْسـَت ْغ ِن ُي ْغنـه ُ‬
‫(‪) 3‬‬
‫اهلل يَا‬
‫ع َ‬ ‫لت ‪ :‬ا ْد ُ‬ ‫‪ ،‬وعند مس* **لم من ح* **ديث عمر بن اخلط* **اب ‪ t‬أنه ق* **ال ‪َ ( :‬فُق ُ‬
‫ِ‬
‫اهلل فَا ْسـَتَوى‬
‫س َوال ُّـروم َو ُه ْم َال َيْعبُـ ُدو َن َ‬ ‫ـك َفَق ْـد َو َّسـ َع َعلى فَـا ِر َ‬‫اهلل أَ ْن ُيَو ِّسـ َع َعلى أَُّمِت َ‬
‫رسـول ِ‬
‫َُ‬
‫لت لهم طَِّيبــاُتهم ِفي الحيــاةِ‬ ‫ِ‬ ‫ت يَا ْاب َن ال َخطَّ ِ‬ ‫ك أَنْ َ‬ ‫ِ‬
‫َجال ًسـا ثُ َّم قَــال ‪ :‬أَفي َشـ ٍّ‬
‫ََ‬ ‫ـك َقـ ْـوٌم ُع ِّج ْ ُ ْ َ ُ ْ‬ ‫اب أُولئـ َ‬
‫اسَت ْغِفر لي يا رسول ِ‬
‫اهلل ) (‪. )4‬‬ ‫ُّ‬
‫لت ْ ْ َ َ ُ‬ ‫الدْنَيا ‪َ ،‬فُق ُ‬
‫ومن دع* * **اء العب * **ادة متين للس * **عة طلبا للجه* * **اد ودع* * **وة العب * **اد ‪ ،‬روى ابن ماجة‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وص **ححه األلب **اين من ح **ديث أَيِب هري **رة ‪ t‬أن رس **ول اهلل ‪ S‬قَ **ال ‪َ ( :‬والــذي َنْف ُ‬
‫س‬
‫ف سـ ِريٍَّة َت ْغـزو ِفي سـِبيل ِ‬
‫اهلل أَبَـ ًدا ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ت ِخ َ‬
‫ال َ َ‬ ‫ين ‪َ ،‬ما َقَع ْد ُ‬ ‫ِ‬
‫الم ْسلم َ‬
‫ٍ ِ ِِ‬
‫ُم َح َّمد بَيده ْلو َال أ َْن يَ ُش َّق َعلى ُ‬

‫‪1‬املعجم املختص باحملدثني للذهيب ص ‪. 25‬‬


‫‪2‬الرتمذي يف الزهد ‪ ،‬باب ما جاء يف الرياء والسمعة ‪ ، )2381 ( 4/591‬صحيح اجلامع ( ‪. )1713‬‬
‫‪3‬البخاري يف الزكاة ‪ ،‬باب االستعفاف عن املسألة ‪. )1400 ( 2/534‬‬
‫‪4‬مسلم يف الطالق ‪ ،‬باب يف اإليالء واعتزال النساء ‪. )1479 ( 2/1112‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪92‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫ش ـ ُّق َع ْليِه ْم أَ ْن َيَت َخلُفــوا َعنِّي ‪َ ،‬وال ـ ِـذي‬ ‫َح ِم ُله ْم ‪َ ،‬و َال يَ ِ ـ‬
‫ج ُدو َن َس ـ َعًة َويَ ُ‬ ‫َج ُد َس ـ َعًة فَ ـأ ْ‬
‫وِ‬
‫لك ْن َال أ ِ ـ‬ ‫َ‬
‫ت أَنِّي أَ ْغـزو في سـِبيل ِ‬
‫اهلل ‪ ،‬فَأُقَْتل ثُ َّم أَ ْغ ُـزو فَأُقَْتل ‪ ،‬ثُ َّم أَ ْغ ُـزو فَأُقَْتل )‬ ‫د‬ ‫ِ‬
‫د‬ ‫لو‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫ِ‬
‫د‬
‫َ ْ ُ ُ َ َّ َ َ ْ ُ‬‫ي‬‫ِ‬
‫ب‬ ‫د‬‫ٍ‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫م‬ ‫س‬ ‫ف‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫(‪. )1‬‬
‫ومن جهة التس **مية بإض **افة التعبد لالسم فقد تس **مى به أبو املوفق عبد الواسع‬
‫بن عبد ال*رمحن بن املوفق بن عبد اهلل الس*ري الس*قطي من أهل ه*راة ‪ ،‬ك*ان واعظا‬
‫متميزا من أهل اخلري والعلم ‪ ،‬وكانت وفاته سنة تسع وأربعني ومخسمائة (‪. )2‬‬
‫‪   -45‬العليم ‪:‬‬
‫أثر توحيد اهلل يف امسه العليم تق**دمي ه**دي اهلل على ما ي**راه باجته*اده وه**واه ‪،‬‬
‫وتق*دمي حكمه على حكم من س*واه ؛ ألن العاقل يعلم أن الق*انون املوض*وع من‬
‫قبل املش* **رعني يف اجملالس النيابية مهما بلغ يف كماله فلن يصل إىل كم **ال املنهج‬
‫يف الش* * **ريعة اإلس* * **المية ‪ ،‬وس* * **بب ذلك من األم* * **ور البديهية ؛ فش* * **تان بني علم‬
‫البشر ومقارنته بعلم خ * **القهم ؛ فاإلنس * **ان مهما بلغ علمه أو عال ش* **أنه يف سن‬
‫الق*وانني عن*دما يضع تش*ريعا أو تع*ديال له ال ي*راعي املص*لحة يف ال*دنيا على وجه‬
‫الكم*ال ‪ ،‬وال ينظر ب*أي ح*ال من األح*وال إىل املصري ال*ذي مل يقسم عليه رب‬
‫العزة واجلالل ‪ ،‬ألنه ال حيتاج يف حقيقته ووقوعه إىل قسم ‪ ،‬قال ‪  : ‬ال أُْق ِسـ ُم‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫س َّ ِ‬ ‫القيامِة وال أُق ِ‬
‫ْس ُم بِ َّ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ين َعلى أَن‬ ‫نسا ُن أَلن نَ ْج َم َع عظَ َام ُه بَلى قَــادِر َ‬ ‫اإل َ‬ ‫اللو َامة أَيَ ْح َس ُ‬ ‫النْف ِ‬ ‫بَيْوم َ َ َ‬
‫ِ ِ‬
‫ف‬
‫صـُر َو َخ َسـ َ‬ ‫اإلن َسـا ُن َليْف ُج َـر أََم َام ُـه يَ ْسـأَل أَيَّا َن َي ْـوُم القَي َامـة فَـِإ َذا بَـ ِر َق َ‬
‫الب َ‬ ‫نُّ َسـِّو َي َبَنانَ ُـه بَل يُِريـ ُد ِ‬
‫المَفُّر ‪[ ‬القيامة‪. ]1/10 :‬‬ ‫ٍِ‬ ‫الش ْمس َوالَق َمُر َيُقول ِ‬ ‫ِ‬
‫نسا ُن َيْوَمئذ أَيْ َن َ‬ ‫اإل َ‬ ‫الَق َمُر َو ُجم َع َّ ُ‬
‫ال ي **دري ص **احب املدارك احملدودة مصري الن **اس بعد م **وهتم ؛ فال ي **راعي يف‬
‫حس **بانه أو عند وضع قوانينه قض **ية النعيم األب **دي أو الع **ذاب احلتمي ‪ ،‬ومن مث‬
‫ال ميكن للق* **وانني الوض* **عية أن حتقق الس* **عادة البش* **رية ‪ ،‬أما الق* **وانني اإلهلية اليت‬
‫محلتها اآلي* * * **ات القرآنية واألح* * * **اديث النبوية فهي ص* * * **ادرة عن املتوحد يف األمساء‬
‫والص**فات اإلهلية ال**ذي أح**اط بكل ش**يء علما ‪ ،‬وأحصى كل ش**يء ع**ددا وال‬
‫‪1‬ابن ماجة يف اجلهاد ‪ ،‬باب فضل اجلهاد ‪ ، )2753 ( 2/920‬صحيح الرتغيب والرتهيب ( ‪. )1266‬‬
‫‪2‬التحبري يف املعجم الكبري للسمعاين ‪. 1/500‬‬
‫‪93‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫خيفى عليه ش**يء يف األرض وال يفِ الس**ماء ‪ ،‬ق**ال س**بحانه وتع**اىل ‪َ  :‬يْع ُ‬
‫لم َما‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لق‬
‫لم َم ْن َخ َ‬‫َبْي َن أَيْدي ِه ْم َوَما َخلَفُه ْم َوال يُحيطُو َن به علماً ‪[ ‬طه‪ ، ]110 :‬وقال ‪  : ‬أَال َيْع ُ‬
‫السماو ِ‬ ‫ِ‬ ‫اللط ُ ِ‬ ‫وهو ِ‬
‫لم َما‬
‫ض َوَيْع ُ‬‫ات َواألَْر ِ‬ ‫يف ال َخب ُير ‪[ ‬امللك‪ ، ]14 :‬وقال ‪َ  : ‬يْع ُ‬
‫لم َما في َّ َ َ‬ ‫َ َُ‬
‫الص ُدو ِر ‪[ ‬التغابن‪ ، ]4:‬فمن دعاء العبادة أن تتخري‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ليم ب َذات ُّ‬ ‫ِ‬
‫اهلل َع ٌ‬
‫تُسُّرو َن َوَما ُتْعلنُو َن َو ُ‬
‫منهج اهلل منهجا لك يف احلي* **اة ؛ ف * **إن الق * **وانني الوض * **عية فضال عن كوهنا ال حتقق‬
‫الس **عادة اإلنس **انية هي حكم بغري ما أن **زل اهلل ‪ ،‬وقد ق **ال ‪  : ‬إِنَّا أَْن َزلْنَا الت َّْو َرا َة‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِ َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ـار بِ َما‬ ‫الربَّانِيُّو َن َواأل ْ‬
‫َحبَـ ُ‬ ‫ـادوا َو َّ‬
‫ين َـه ُ‬‫ين أَ ْسـلَ ُموا للَّذ َ‬ ‫ـور يَ ْح ُك ُم ب َها النَّبيُّو َن الذ َ‬
‫ـدى َونُـ ٌ‬
‫ف َيها ُهـ ً‬
‫َّاس َوا ْخ َشـ ْو ِن َوال تَ ْشـَت ُروا‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ َّ ِ‬
‫استُ ْحفظُوا م ْن كتَاب الله َو َكانُوا َعلَْيه ُشـ َه َد َاء فَال تَ ْخ َشـ ُوا الن َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بِآيَاتِي ثَ َمناً قَليالً َو َم ْن ل َْم يَ ْح ُك ْم بِ َما أَْن َز َل اللَّهُ فَأُولَئِ َك ُه ُم الْ َكاف ُرو َن ‪[ ‬املائدة‪. ]44:‬‬
‫ومن دع * **اء العب * **ادة أيضا تواضع الع * **امل لربه حيث يتص * **اغر يف نفسه مق * **دار‬
‫علمه توحي * **دا هلل يف علمه ‪ ،‬وأنه مهما بلغ علمه فإنه ف * **وق كل ذي علم عليم‬
‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬
‫ليم ‪‬‬‫‪ ،‬ق * * **ال اهلل عز وجل ‪َ  :‬نْرفَـ ـ ـ ُـع َدَر َـج ـ ــات َم ْن نَ َش ـ ـ ـ ُاء َوَـف ـ ـ ْـو َق ُكل ذي ع ٍلم َع ٌ‬
‫[يوس **ف‪ ، ]76 :‬ومن مث حيرص الع **امل على دوام الت **ذلل واالفتق **ار إىل رب الع **زة‬
‫واجلالل ‪ ،‬ويبلغ هذه النعمة وال يكتمها أو جيحدها عند السؤال ‪ ،‬ويزداد بعلمه‬
‫اهلل‬
‫اهلل َو ُ‬
‫لم ُك ُم ُ‬ ‫قربة لربه ألن التق**وى مفت**اح العلم باهلل كما ق**ال ‪َ  :‬و َّاتُقوا َ‬
‫اهلل َوُيَع ُ‬
‫ٍ‬
‫ليم ‪[ ‬البق* * **رة‪ ، ]282 :‬وإن مل خيلص الع* **امل يف علمه ويتقي اهلل يف‬ ‫بِ ُكل َش ـ ـ ْيء َع ٌ‬
‫عمله ‪ ،‬فعلمه س**بب هلكته ‪ ،‬وكس**به س**بب تعاس**ته ‪ ،‬روى مس**لم من ح**ديث‬
‫أَيِب هري* **رة ‪ t‬أنه مسع رس* **ول اهلل ‪ S‬يق* **ول يف أول الن* **اس يقضى عليه ي **وم القيامة ‪:‬‬
‫لم ُـه َوَقـ َـرأَ الُقـ ْـرآ َن ‪ ،‬فَـأُتِي بِـِـه َفَعَّرفَـ ُـه نَِع َـم ُـه َفَعَر َفَها ‪ ،‬قَـال ‪ :‬فَ َما َع ِم َ‬
‫لت‬ ‫لم َو َع َـ‬‫( ورجل َتع ِ‬
‫لم الع َ‬
‫ََ ُ َ َ‬
‫ت‬‫َّك َتَع ْلم َ‬ ‫تو ِ‬
‫لكن َ‬ ‫ـك الُقـ ْـرآ َن قَ ــال ‪َ :‬كـ َذبْ َ َ‬ ‫ت ِفي ـ َ‬
‫لم َو َع ْلمتُ ـ ُـه ‪َ ،‬وَقـ َـرْأ ُ‬‫ِفيها ؟ قَ ــال َتعلم ُ ِ‬
‫ت الع َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬
‫ت الُقرآ َن ليَقال ُهو قَا ِر ٌئ ‪َ ،‬فَق ْد ِقيل ‪ ،‬ثُ َّم أُِمر بِِه فَس ِحب َعلى وجِـهـهِ‬ ‫ِ‬
‫َْ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الم َوَقَرْأ َ ْ ُ‬ ‫لم ُليَقال َع ٌ‬
‫الع َ‬
‫َحتَّى أ ُِلقي ِفي النَّا ِر ‪ ، )1( ) ..‬وقد ورد عند الرتم**ذي وص**ححه األلب**اين من ح**ديث‬
‫ـالم‬ ‫ال ِن أ َـ‬
‫َح ُد ُه َما َعابِـ ٌد َو َ‬ ‫أيب أمامة الباهلي ‪ t‬أنه قال ‪ ( :‬ذُ ِكر لرسول ِ‬
‫اآلخ ُـر َع ٌ‬ ‫اهلل ‪َ S‬ر ُج َ‬ ‫َ َُ‬
‫ضلي َعلى أَ ْدنَا ُكم ‪ ،‬ثُ َّم قَال رسـول اهللِ‬ ‫ِ‬
‫العابِد َكَف ْ‬ ‫الع ِ‬ ‫‪َ ،‬فَقال رسول ِ‬
‫َُ‬ ‫ْ‬ ‫الم َعلى َ‬ ‫ضل َ‬ ‫اهلل ‪ : S‬فَ ْ‬ ‫َُ‬

‫‪1‬مسلم يف اإلمارة ‪ ،‬باب من قاتل للرياء والسمعة استحق النار ‪. )1905 (3/1513‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪94‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫ض َحتَّى الن َّْملـ َة ِفي ُج ْح ِر َها ‪َ ،‬و َحتَّى ُـ‬


‫ـوت‬
‫الح َ‬ ‫سـماو ِ‬
‫ات َواألَْر ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫الئِ َكَتـ ُـه َوأ َْهل ال‬
‫َ‬ ‫اهلل َوَم‬
‫َ‬ ‫‪ِ : S‬إ َّن‬
‫صلو َن َعلى ُمَع ِلم الن ِ‬
‫َّاس ال َخْيَر ) (‪. )1‬‬ ‫ليُ َ‬
‫ومن دعاء العبادة أيضا أن يسأل املسلم عند جهله باحلكم حىت ال يكون متس*ببا‬
‫يف اجلهل الذي وقع فيه ‪ ،‬ألن اإلنسان مسئول عند اهلل عن السبب يف جهله ‪ ،‬ف**إن‬
‫ك* **ان اجلهل من كس* **به وفعله وإعراضه وك* **ربه فهو حماسب على كل معص **ية وقع‬
‫فيها جبهله ‪ ،‬س * **واء ك * **انت املخالفة خمالفة عظيمة ت * **ؤدي إيل اخلل * **ود يف الن* **ار ‪ ،‬أو‬
‫ك **انت املخالفة كب **رية حتت املش **يئة بني عدله وفض **له ‪ ،‬إن ش **اء غفرها لعب **ده وإن‬
‫ش **اء عذبه بذنبه ‪ ،‬أما إذا انقطعت به األس **باب ‪ ،‬وانس**دت يف وجهه األب **واب ومل‬
‫اسأَلوا أ َْهل الـ ِّـذ ْك ِر‬ ‫يتمكن من العلم بعد البحث والسؤال ومل يعص اهلل فيما قال ‪  :‬فَ ْ‬
‫ِإ ْن ُكْنتُ ْم ال َتْع ُلمو َن ‪[ ‬النحل‪ ، ]43 :‬فهو باتفاق معذور جبهله وال يؤاخذ على ذنبه ؛‬
‫ألن اجلهل ليس من كسبه بل هو من تقدير اهلل وفعله ‪ ،‬وقد ق*ال س*بحانه وتع*اىل ‪:‬‬
‫ِ‬
‫ث َر ُسـ ـوال ‪[ ‬اإلس* **راء‪ ، ]15 :‬وطاملا عقد العبد يف نيته أن‬ ‫‪َ ‬وَما ُكنَّا ُمَعـ ِّـذب َ‬
‫ين ح ــتى َنْبَع َ‬
‫يطيع اهلل إذا علم أم* * * * **ره وأن يص* * * * **دقه إذا علم خ* * * * **ربه فهو على نيته كما ورد عند‬
‫ات َوِإنََّما ل ُكل‬ ‫البخ **اري من ح **ديث عمر ‪ t‬رس **ول ِ‬
‫اهلل ‪ S‬يق **ول ‪ِ ( :‬إنَّما ا َأل ْعمــال بِالنِّيَّ ِ‬
‫َ َ‬
‫ْـام ـ ـ ـ ـ ـ ِر ٍئ َما َنـ ـ ـ ـ ـ َـوى ) (‪ ، )2‬وليعلم العبد أنه ال أحد أحب إليه الع* * * * * **ذر من اهلل ‪ ،‬فمن‬
‫الم ْـد ُح ِم َن‬ ‫اهلل ‪ S‬قال ‪ ( :‬ليس أَح ٌد أَح َّ ِ‬ ‫حديث عبد اهلل بن مسعود ‪ t‬أن رسول ِ‬
‫ب ِإ ْليـه َ‬ ‫ْ َ َ َ‬
‫ـك َح َّـرَم‬
‫َجل َذل َ‬ ‫َح ٌد أَ ْغيـر ِمن ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اهلل ‪ ،‬م ْن أ ْ‬ ‫س أ َـ َ َ َ‬ ‫ـك َمـ َد َح َنْف َسـ ُه ‪َ ،‬و ْلي َ‬
‫َجل َذل َ‬ ‫اهلل َع َّـز َو َجل ‪ ،‬م ْن أ ْ‬
‫ِ‬ ‫ب ِإليِه الع ْذر ِمن ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ُسـل‬ ‫اب َوأَْر َسل ُّ‬‫لك أَْنَزل الكَت َ‬
‫َجل َذ َ‬
‫اهلل ‪ ،‬م ْن أ ْ‬ ‫َح َّ ْ ُ ُ َ‬ ‫َح ٌد أ َ‬ ‫س أَ‬ ‫ش ‪َ ،‬و ْلي َ‬‫الَفَواح َ‬
‫) (‪ ، )3‬ويف رواية البخاري من حديث املغرية بن شعبة ‪ ( : t‬وال أَح َد أَح ُّ ِ‬
‫ب ِإ ْليه ُ‬
‫الع ْذُر‬ ‫َ َ َ‬
‫المْنـ ـ ـ ِـذِر َين ) (‪ ، )4‬ومن مث ف* * **إن اجلاهل من‬ ‫ِمن ِ ِ‬
‫ين َو ُ‬ ‫المَب ِّش ـ ـ ـ ِر َ‬
‫ث ُ‬ ‫ـك َبَع َ‬
‫َجل َذلـ ـ ـ َ‬ ‫اهلل ‪َ ،‬وم ْن أ ْ‬ ‫َ‬
‫املس* * * **لمني بعد الطلب والس* * * **ؤال إن مل يصل إىل العلم ب* * * **احلكم يف مس* * **ألة ما فهو‬
‫مع**ذور جبهله يف ه**ذه املس**ألة فقط ‪ ،‬وإن ك**ان حماس**با على غريها مما أمل حبكمها ‪،‬‬

‫‪1‬الرتمذي يف العلم ‪ ،‬باب فضل الفقه على العبادة ‪ ، )2685 ( 5/50‬صحيح اجلامع ( ‪. )4213‬‬
‫‪2‬البخاري يف كتاب بدء الوحي ‪ ،‬باب كيف كان بدء الوحي إىل رسول اهلل )‪. S 1/3 (1‬‬
‫‪3‬مسلم يف التوبة ‪ ،‬باب غرية اهلل تعاىل وحترمي الفواحش ‪. )2760 ( 4/2113‬‬
‫‪4‬البخاري يف التوحيد ‪ ،‬باب قول النيب ‪ S‬ال شخص أغري من اهلل ‪. )6980 ( 6/2698‬‬
‫‪95‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫وخالصة الق**ول يف مس**ألة الع**ذر باجلهل أن اجلاهل مع**ذور جبهله إن مل يكن اجلهل‬
‫من كسبه وفعله ‪.‬‬
‫وخبصوص التسمية بعبد العليم فلم أجد أحدا من علم*اء الس*لف الص*احل أو رواة‬
‫احلديث مسى به ‪ ،‬ولكن تس * **مى به كثري من املت * **أخرين ‪ ،‬منهم ش * **رف ال * **دين أيب‬
‫القاسم عبد العليم بن عبد العليم اليمين احلنفي ‪ ،‬صاحب كتاب قالئد عق*ود ال*درر‬
‫والعقيان يف مناقب أيب حنيفة النعمان (‪. )1‬‬
‫‪   -46‬التواب ‪:‬‬
‫أثر االسم يف س* **لوك العبد أن يس* **ارع بالتوبة دون تأخريها ‪ ،‬فيقلع عن ال* **ذنب‬
‫ن **دما على تفريط النفس بس **وء أدهبا وتقص **ريها ‪ ،‬ويع **زم عزما أكي **دا أال يع **ود إىل‬
‫خمالفة باريها ‪ ،‬فحينئذ يرجع إىل العبودية اليت خلق لتنفي* * * **ذها ‪ ،‬فاهلل ‪ ‬ت* * **واب يعيد‬
‫العبد الص**ادق يف توبته إىل س**ابق وده وحمبته ‪ ،‬إذا أقلع ون**دم واعت**ذر وع**زم وك**ان‬
‫حاله ينطق بالض**عف واملس**كنة ‪ ،‬وأن ال**ذنب إمنا ك**ان غلبة من الش**يطان وق**وة من‬
‫وسواس النفس بالعصيان ‪ ،‬وأنه مل يكن منه ما ك*ان عن اس*تهانة حبقه ‪ ‬وال جهال‬
‫بق* * **دره ‪ ،‬وال إنك* * **ارا الطالعه وال اس* * **تهانة بوعي* * **ده ‪ ،‬وإمنا ك* * **ان من غلبة اهلوى‬
‫والشهوة واقرتاهنا بضعف القوة ‪ ،‬وطمعا يف مغفرته ‪ ،‬واتكاال على عف**وه ‪ ،‬وحسن‬
‫ظن به ‪ ،‬ورج* * * **اء لكرمه ‪ ،‬وطمعا يف س* * * **عة حلمه ‪ ،‬وغ* * * **ره باهلل الغ* * * **رور والنفس‬
‫األم * * **ارة بالس * * **وء ‪ ،‬وس * * **رته املرخي على عب * * **ده مبعاونة من جهله ‪ ،‬وال س * **بيل إىل‬
‫االعتص* * * * * * **ام له إال به ‪ ،‬وال معونة على طاعته إال بتوفيقه ‪ ،‬وغري ذلك من أن* * * * **واع‬
‫التذلل واالس*تعطاف ‪ ،‬واالفتق*ار واالع*رتاف بأنه ع*اجر ن*ادم ع*ازم على جتديد العهد‬
‫له بتوحيد العبودية ‪ ،‬فهذا مقتضى التوبة الصادقة وتوحيد اهلل يف امسه التواب ‪.‬‬
‫وء بِ َجَهالـ ٍـة ثُ َّم َيتُوبُــو َن ِم ْن‬
‫َ‬ ‫سـ‬
‫ين َيْع َملــو َن ال ُّ‬
‫َ‬ ‫اهلل للـ ِـذ‬
‫ق**ال ‪ِ  : ‬إنَّما التَّوب ـُة َعلي ِ‬
‫َ َْ‬
‫ين َيْع َملــو َن‬ ‫ت التَّوب ـُة للـ ِ‬
‫ـذ‬ ‫ـك يتُــوب اهلل َع ْليِهم و َـكـا َن اهلل َعليم ـاً ح ِكيم ـاً و ْليس ـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫قَ ـ ِر ٍ‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫يب فَأُولئـ َ َ ُ ُ ْ َ‬

‫‪1‬كشف الظنون ‪ ، 1353 /2‬وانظر عجائب اآلثار يف الرتاجم واألخبار للجربيت ‪. 2/355‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪96‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫ين يَُموتُـو َن َو ُه ْم‬ ‫ِ‬ ‫ت قَـال ِإنِّي ُتْب ُ‬ ‫ات َحتَّى ِإ َذا َح َ‬ ‫سـِّيَئ ِ‬
‫ت اآل َن (‪)َ1‬وال الـذ َ‬ ‫الم ْـو ُ‬
‫َح َد ُه ُم َ‬ ‫ضـَر أ َـ‬ ‫ال َّ‬
‫‪ ،‬وروى الط * *رباين‬ ‫ـك أَ ْعَتـ ـ ْـدنَا ُلهم َع ـ ـ َذاباً أَليما ً ‪[ ‬النس * **اء‪]18 :‬‬
‫ْ‬
‫ُكَّفار أ ِ‬
‫ُولئـ ـ َ‬ ‫ٌ‬
‫وص**ححه الش**يخ األلب**اين من ح**ديث ابن عب**اس ‪ t‬أن رس**ول اهلل ‪ S‬ق**ال ‪ ( :‬ما من‬
‫عبد مـ ـ ــؤمن إال وله ذنب يعتـ ـ ــاده الفينة بعد الفينة أو ذنب هو مقيم عليه ال يفارقه حـ ـ ــتى‬
‫يف ــارق ال ــدنيا ‪ ،‬إن الم ــؤمن خلق مفتنا توابا نس ــيا ‪ ،‬إذا ذكر ذكر ) (‪ ، )2‬وعند الرتم **ذي‬
‫ِ‬
‫وحسنه األلباين من حديث أنس بن مالك ‪ t‬أن رسول اهلل ‪ُ ( : S‬كل بَِني َ‬
‫آدَم َخطَّ ٌاء‬
‫َو َخْيُر ال َخطَّائِ َين التََّّوابُو َن ) (‪.)3‬‬
‫أما من جهة التس**مية بعبد الت**واب فلم أجد أح**دا مسي به من الس**لف أو اخللف‬
‫يف جمال ما أجرينا عليه البحث ‪ ،‬وإن ك*انت نتيجة حمرك*ات البحث علي اإلن*رتنت‬
‫أظهرت الكثري ممن تسمى به يف عصرنا ‪.‬‬
‫‪   -47‬الحكيم ‪:‬‬
‫دع**اء العب**ادة اختي**ار العب**د ملنهج اهلل هادي**ا دليال ‪ ،‬ويس**عد ب**ه وال يرض**ى عن**ه ب**ديال‬
‫لعلم **ه ويقين **ه أن **ه األعلى ش **أنا واألمسى كم **اال ‪ ،‬ب **ل ال وج **ه للمقارن **ة بني منهج من‬
‫وضع العبد وآخر من وحي خالق*ه ‪ ،‬فال*ذي وح*د اهلل يف امسه احلكيم ه*و العب*د الرب*اين‬
‫املؤمن النقي التقي الويل الذي يسمع بسمع اهلل فال يسمع إال م*ا يرض*يه ‪ ،‬ويبص*ر بن*ور‬
‫اهلل ‪ ،‬فال يرى إال م*ا يرض*يه ‪ ،‬روى البخ*اري من ح*ديث أيب هري*رة ‪ t‬أن رس*ول ِ‬
‫اهلل‬
‫ب ِإلي َعْبـ ِـدي‬ ‫ـادى لي َو ًّليا َفَقـ ْـد آ َذْنتُـ ُـه بِـ َ‬
‫ـالحْر ِب ‪َ ،‬وَما َتَقـ َّـر َ‬ ‫‪ S‬ق**ال ‪ِ ( :‬إ َّن َ‬
‫اهلل قَــال ‪َ :‬م ْن َعـ َ‬
‫ب ِإلي بِالنََّو ِافل َحتَّى أ ُِحبَُّه ‪ ،‬فَـِإ َذا‬ ‫ِ‬ ‫ضُ ِ‬ ‫ب ِإلي ِم َّما ا ْفَتَر ْ‬ ‫ٍ‬
‫ت َع ْليه ‪َ ،‬وَما َيَزال َعْبدي َيَتَق َّـر ُ‬ ‫بِ َشيء أ َ‬
‫َح َّ‬
‫ش بَِها ‪َ ،‬وِر ْجل ُـه‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صَرُه الـذي ُيْبصـُر بِـه ‪َ ،‬ويَـ َدُه التي َيْبطُ ُ‬ ‫ت َس ْمَع ُه الذي يَ ْس َم ُع بِه ‪َ ،‬وبَ َ‬ ‫َحَبْبتُُه ُكْن ُ‬
‫أْ‬
‫ت عن َش ـ ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يء أَنَا‬ ‫التي يَ ْمش ـي بَِها ‪َ ،‬وِإ ْن َس ـأَلني ألُ ْعطَينَُّه ‪َ ،‬ولئ ِن ا ْس ـَتَعا َذني ألُعي َذنَُّه ‪َ ،‬وَما َتـ َـر َّد ْد ُ َ ْ‬
‫المْو َت َوأَنَا أ َْكَرُه َم َس َاءتَُه ) (‪ ، )4‬ف*أي حكم*ة حيق*ق‬ ‫س ِ‬ ‫فَ ِاع ُ ِ‬
‫المْؤم ِن ‪ ،‬يَ ْكَرُه َ‬ ‫له َتَردُّدي َع ْن َنْف ِ ُ‬
‫هبا العبد توحيد اهلل يف امسه احلكيم أفضل من أن يعصمه اهلل من الزلل ويعطي*ه إن س*أل‬

‫‪1‬انظر املزيد عن التوبة يف مدارك السالكني ‪.181 /1‬‬


‫‪2‬الطرباين يف املعجم الكبري ‪ ، )11810 ( 11/304‬صحيح اجلامع ( ‪. )5735‬‬
‫‪3‬الرتمذي يف صفة القيامة ‪ ، )2499 ( 4/659‬مشكاة املصابيح ( ‪. )2341‬‬
‫‪4‬البخاري يف الرقاق ‪ ،‬باب التواضع ‪. )6137 ( 5/2384‬‬
‫‪97‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫ت ِ‬
‫الح ْك َمَة َفَق ْد أُوتِ َي َخْيراً َكِثيراً َوَما يَ َّـذ َّكُر ِإال‬ ‫‪ ،‬قال اهلل ‪  : ‬يْؤتِي ِ‬
‫الح ْك َمَة َم ْن يَ َش ُاء َوَم ْن ُيْؤ َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أُول ــو األ ََلب ـ ِ‬
‫ث فيه ْم‬ ‫ين إ ْذ َبَع َ‬ ‫المـ ْـؤمن َ‬
‫اهلل َعلى ُ‬ ‫ـاب ‪[ ‬البق* **رة‪ ، ]269 :‬وق **ال تع **اىل ‪  :‬لَقـ ْـد َم َّن ُ‬
‫الح ْك َمـ َة َوِإ ْن َـكـانُوا ِم ْن َقْبــل‬
‫الكَتــاب و ِ‬
‫ََ‬
‫رسـو ًال ِمن أَْنُف ِسـ ِهم يْتلــو َعليِهم آياتِـِـه ويـ َـز ِّكي ِهم ويعلمهم ِ‬
‫ْ ْ َ َ ُ ْ َ َُ ُ ُ ُ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫َُ‬
‫ِلفي َضالل ُمبي ٍن ‪[ ‬آل عمران‪. ]164 :‬‬
‫ِ‬
‫ومن دعاء العبادة أن يدعو املس*لم إىل رب*ه باحلكم*ة واملوعظ*ة احلس*نة ‪ ،‬وأن يتص*ف‬
‫ع ِإلى َسـ ـِبيل َربِّ َ‬
‫ك‬ ‫بالبص **رية والوس **طية يف دعوت **ه للكت **اب والس **نة ‪ ،‬ق **ال تع **اىل ‪  :‬ا ْد ُ‬
‫ضـل َعن سـِب ِ‬ ‫ـادلهم بِـ ِ ِ‬
‫ِ ِ‬ ‫الح ْك ـم ِـة و ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يله‬ ‫لم بِ َم ْن َ ْ َ‬ ‫ك ُـه َـو أَ ْع ُ‬ ‫َح َسـ ُن ِإ َّن َربَّ َ‬
‫ـالتي ه َي أ ْ‬ ‫الح َسـَنة َو َـج ُ ْ‬
‫المْوعظَــة َ‬
‫ب َ َ َ‬
‫صـ َيرٍة‬
‫و ُهو أَ ْعلم بِالم ْهَت ِـدين ‪[ ‬النح*ل‪ ، ]125 :‬وق*ال ‪  :‬قُـل َه ِـذِه سـِب ِيلي أَ ْد ُعـو ِإلَى اللَِّه َعَلى ب ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ُ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أَنَا َوَم ِن َّاتَبَعِني َو ُسْب َحا َن اللَّه َوَما أَنَا م َن ال ُْم ْش ِرك َين ‪[ ‬يوسف‪. ]108 :‬‬
‫ومن جهة التس**مية بعبد احلكيم فقد روى الرتم**ذي يف س**ننه وص**ححه الش**يخ‬
‫ص ـ ـو ٍر‬ ‫ِ ِ‬
‫اهلل ب ِن ب ِزيـ ـ ٍـع ‪ ،‬ـح ـ َّـدَثَنا َعبـ ـ ُد ِ‬
‫الحك ِيم بْ ُن َمْن ُ‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫األلب * **اين ق * **ال ‪َ ( :‬ـح ـ َّـدَثَنا ُم َح َّم ُد بْ ُن َعْبـ ــد ْ َ‬
‫الوا ِـسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِطي‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الملــك ْب ِن ُع َمْيـ ٍر ‪َ ،‬ع ْن َعْبــد الـ َّـر ْح َم ِن بْ ِن َعْبــد اهلل ْب ِن َم ْس ـ ُعود َع ْن أَبيــه قَــال ‪ :‬قَــال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ َع ْن َعْبــد َ‬
‫وق ) (‪. )1‬‬ ‫الم ْس ِلم أَ َخ ُاه ُكْفٌر َو ِسَبابُُه فُ ُس ٌ‬ ‫ِ ِ‬
‫َر ُسول اهلل ‪ : S‬قَتال ُ‬
‫‪   -48‬الغني ‪:‬‬
‫توحيد العبد السم اهلل الغين يقتضي فهمه ملعىن الغىن ‪ ،‬وأن اهلل ‪ ‬هو املنف * * **رد به‬
‫وكيف ينعكس ذلك على سلوكه ؟ ‪ ،‬فأثره على من أغناه اهلل من فض**له أن خيضع‬
‫لربه ويتواضع إلخوانه لعلمه أن اهلل متوحد يف غناه ‪ ،‬وأثره على من ابتاله ب**املنع أن‬
‫ِ ِ‬
‫يظهر مبظهر الغىن تعففا من س **ؤال غري اهلل ‪ ،‬كما ق **ال تع **اىل ‪  :‬للُفَقـ َـراء ال ــذ َ‬
‫ين‬
‫ف‬ ‫الج ِاهل أَ ْغِنَيــاء ِمن التََّعُّف ِ‬ ‫ض ـْرباً ِفي األَْر ِ‬ ‫اهلل ال يَ ْس ـَت ِط ُيعو َن َ‬
‫ص ـروا ِفي س ـِبيل ِ‬‫أْ ِ‬
‫َ َ‬ ‫ض يَ ْح َس ـُبُه ُم َ‬ ‫َ‬ ‫ُح ُ‬
‫َتْع ِر ُفهم بِ ِسيم ُاهم ال يسأَلو َن النَّاس ِإلحافاً وما ُتْنِفُقوا ِمن َخي ٍر فَِإ َّن ِ‬
‫ليم ‪[ ‬البقرة‪273 :‬‬ ‫اهلل بِه َع ٌ‬‫َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ َ ََ‬ ‫ُْ َ ْ َْ‬
‫الغَنى َعن َكْثرةِ‬ ‫] ‪ ،‬روى البخ*اري من ح*ديث أيب هري*رة ‪ t‬أن النيب ‪ S‬قَ*ال ‪ ( :‬ليس ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ْ َ‬
‫س ) (‪ ، )2‬وروى أيضا من حديث عمرو بن تغلب ‪ t‬أنه‬ ‫النْف ِ‬‫الغَنى ِغَنى َّ‬ ‫ضو ِ‬
‫لك َّن ِ‬
‫العَر ِ َ‬
‫َ‬
‫ق**ال ‪ ( :‬أُتِي رسـول ِ‬
‫اهلل ‪ S‬بِ َمـال أَْو َسـْبي َفَق َسـ َم ُه ‪ ،‬فَـأَ ْعطَى ِر َجـا ًال َوَت َـر َك ِر َجـا ًال ‪َ ،‬فَبلغَ ُـه أ َّ‬
‫َن‬ ‫َُ‬
‫‪1‬الرتمذي يف اإلميان ‪ ،‬باب ما جاء سباب املؤمن فسوق ‪ ، )2634 ( 5/21‬صحيح اجلامع ( ‪. )4358‬‬
‫‪2‬البخاري يف الرقاق ‪ ،‬باب الغىن غىن النفس ‪. )6081 ( 5/2368‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪98‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫اهلل ِإنِّي ألُ ْع ِطي َّ‬


‫الر ُجل‬ ‫الـ ِـذين َتــر َك َعَتبــوا ‪ ،‬فَح ِمـ َد اهلل ثُ َّم أَْثَنى َع ْليـ ِـه ‪ ،‬ثُ َّم قَــال ‪ :‬أََّما بْعـ ُد َفــو ِ‬
‫ِ َِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ ِ َ‬
‫لك ْن أُ ْع ِطي أَقَْو ًاما َلما أََرى ِفي‬‫ب ِإلي ِم َن الـ ـ ـ ـ ـ ِـذي أُ ْعطي ‪َ ،‬و‬ ‫الر ُجل َوالـ ـ ـ ـ ــذي َ ُ َ ُّ‬
‫َح‬ ‫أ‬ ‫ع‬ ‫َد‬‫أ‬ ‫ع َّ‬ ‫َوأ ََد ُ‬
‫َكل أَقْواما ِإلى ما جعل اهلل ِفي قُل ــوبِِهم ِمن ِ‬
‫الغَنى َوال َخْي ـ ِر ‪،‬‬ ‫قُل ــوبِِهم ِمن الجــز ِع والهل ـ ِـع ‪ ،‬وأ ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َ ََ ُ‬ ‫ًَ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ََ َ َ‬
‫َن لي بِ َكلمِة رسول ِ‬
‫اهلل ‪ُ S‬ح ْمَر النََّعِم ) ‪.‬‬ ‫اهلل َما أ ُِح ُّ‬
‫ب أ َّ‬ ‫ِفي ِهم َعمرو بْن َت ْغلب ‪َ ،‬فو ِ‬
‫(‪) 1‬‬
‫َ َُ‬ ‫ْ ُْ ُ َ َ‬
‫وال مينع التعفف أن يأخذ املوحد باألس* * * * * * * * * **باب طلبا للغىن أو حفاظا على النعمة‬
‫وتقوية النفس واألمة على جهادها يف الدعوة ‪ ،‬ف*أجر الص*دقة عند اهلل عظيم ‪ ،‬واهلل‬
‫‪ ‬إمنا أمر بالنفقة إلظه*ار التوحيد يف امسه الغين ‪ ،‬روى مس*لم من ح*ديث ع*امر بن‬
‫آه َسْع ٌد قَال‬ ‫اص ‪ِ t‬في ِإبِ ِله ‪ ،‬فَ َج َاءُه ْابنُُه ُع َمُر ‪ ،‬فَ َّ‬
‫لما َر ُ‬ ‫سعد ‪ t‬قَال ‪َ ( :‬كا َن َسْع ُد بْ ُن أَبِي َوقَّ ٍ‬
‫ـك َو َغَن ِـم َ‬ ‫لت ِفي ِإبِلـ َ‬ ‫اهلل ِمن َشـِّر َـه َذا الـ َّـر ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬‫ـك ‪َ ،‬وَتـ َـر ْك َ‬ ‫ب ‪َ ،‬فَـن َـزل َفَقــال لـ ُـه ‪ :‬أََنـ َـز َ‬ ‫اك ِ‬ ‫َعــو ُذ بِ ْ‬ ‫‪ :‬أُ‬
‫ت َر ُسـول‬ ‫ت َسـ ِمْع ُ‬ ‫صـ ْدِرِه ‪َ ،‬فَقـال ‪ :‬ا ْسـ ُك ْ‬ ‫ِ‬
‫ب َسـ ْع ٌد في َ‬ ‫ضـَر َ‬ ‫ـك َبْيَنُه ْم ‪ ،‬فَ َ‬ ‫المل َ‬ ‫ـاز ُعو َن ُ‬ ‫َّاس َيَتَن َ‬ ‫الن َ‬
‫الع ـْبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َد‬
‫ب َ‬ ‫اهلل يُ ِح ُّ‬ ‫ِ‬
‫اهلل ‪َ S‬يُقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول ‪ِ ( :‬إ َّن َ‬
‫التَِّقّي‬
‫َ‬
‫ال َغِنيّ‬
‫َ‬
‫ال َخِفيّ‬
‫ـاء َر ُجل ِإلى‬
‫أنه ق * * **ال ‪َ ( :‬جـ ـ ـ َ‬ ‫‪t‬‬ ‫َ ) (‪ ، )2‬وعند البخ * * **اري من ح * * **ديث أيب هري * * **رة‬
‫النَِّبيّ‬
‫ِ ‪َ S‬ف ـَقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال يا رسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـول ِ‬
‫اهلل ‪:‬‬ ‫َ َُ‬
‫أَ ّ‬
‫ي‬
‫ت صـ ِحيح َشـ ِحيح تَ ْخ َشـى الَفْقـر وتَأْمل ِ‬ ‫ُ َّ ِ‬
‫الغَنى ‪َ ،‬و َال‬ ‫ََ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َّق َوأَنْ َ َ ٌ‬ ‫صـد َ‬ ‫َجًرا قَال ‪ :‬أ َْن تَ َ‬ ‫الص َدقَة أَ ْعظَ ُم أ ْ‬
‫لت لُف َال ٍن َك َذا ‪َ ،‬ولُف َال ٍن َك َذا ‪َ ،‬وقَ ْد َكا َن لُف َالنٍ ) (‪. )3‬‬ ‫وم قُ َ‬ ‫الحلُق َ‬
‫ِ‬
‫تُ ْمِهل َحتَّى ِإ َذا بَل َغت ُ‬
‫وروى البخاري أيضا من حديث أيب هريرة ‪ t‬أن رسول ِ‬
‫اهلل ‪ S‬قَال ‪ ( :‬قَال َر ُجل‬

‫‪1‬البخاري يف كتاب اجلمعة ‪ ،‬باب من قال يف اخلطبة بعد الثناء ‪. )881 ( 1/312‬‬
‫‪2‬مسلم يف الزهد والرقائق ‪. )751 ( 1/287‬‬
‫‪3‬مصنف عبد الرزاق كتاب الوصايا ‪ ،‬باب كيف تكتب الوصية ‪. 9/54‬‬
‫‪99‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫ِ‬ ‫ص َدقَِتِه َفَو َ‬ ‫ص َدقٍَة ‪ ،‬فَ َخر َج بِ‬


‫ِّق َعلى‬ ‫صد َ‬ ‫ُ‬ ‫َصَب ُحوا َيَت َح َّدثُو َن ‪ :‬تُ‬ ‫ضَعَها في يَد َسا ِر ٍق ‪ ،‬فَأ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ص َّدقَ َّن بِ‬ ‫َألتَ َ‬
‫ضـعها ِفي يـ َدي َزانِيـةٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ص َدقَته َفَو َ َ َ‬ ‫ص َدقَة ؛ فَ َخَر َج ب َ‬ ‫ص َّدقَ َّن ب َ‬ ‫الح ْم ُد َألتَ َ‬ ‫لك َ‬ ‫الله َّم َ‬ ‫َسا ِرق ‪َ ،‬فَقال ‪ُ :‬‬
‫الح ْمـ ـ ُد َعلى َزانَِيـ ـ ٍـة‬‫ـك َ‬ ‫الله َّم لـ ـ َ‬ ‫ٍ‬
‫الليل ـ ـ َة َعلى َزانَِيـ ــة ‪َ ،‬فَقـ ــال ‪ُ :‬‬ ‫ِّق ْ‬ ‫ص ـ ـد َ‬ ‫ح ـ َّـدثُو َن ‪ :‬تُ ُ‬ ‫ص ـ ـَب ُحوا َيَت َـ‬ ‫فَأَ ْ‬
‫ص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َدقَِتِه َفَو َ‬
‫ض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َعَها في يـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدي‬ ‫ٍ‬
‫ص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َدقَة ‪ ،‬فَ َـخـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َـر َج بِ َ‬
‫ص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َّدقَ َّن بِ َ‬
‫َألتَ َ‬
‫َغِنّي‬
‫الح ْـم ُد ‪َ ،‬على َسـا ِر ٍق َو َعلى‬ ‫ـك َ‬ ‫ِّق َعلى َغِني ‪َ ،‬فَقــال ‪ُ :‬‬
‫الله َّم لـ َ‬ ‫صـد َ‬ ‫ح َّـدثُو َن ‪ :‬تُ ُ‬ ‫صـَب ُحوا َيَت َـ‬ ‫ٍ ‪ ،‬فَأَ ْ‬
‫ف َع ْن َسـ ِرقَِتِه ‪،‬‬ ‫ك َعلى َسـا ِر ٍق فَ َلعلـ ُـه أَ ْن يَ ْسـَتِع َّ‬ ‫صـ َدَقتُ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ‬
‫َزانَيــة َو َعلى َغني ‪ ،‬فَـأُت َى فَقيل لـ ُـه ‪ :‬أََّما َ‬
‫ِ ِ‬ ‫الزانَِي ُة فَ َلع َلها أَ ْن تَ ْسَتِع َّ‬
‫اهلل ) (‪. )1‬‬ ‫له َيْعَتِبُر َفُيْنف ُق م َّما أَ ْعطَ ُاه ُ‬ ‫ف َع ْن ِزنَ َاها َوأََّما ال َغِني فَ َلع ُ‬ ‫َوأََّما َّ‬
‫ك‬ ‫اهلل ‪ S‬قَ*ال له ‪ِ ( :‬إنَّ َ‬ ‫وعنده أيضا من حديث س*عد بن أيب وق*اص ‪ t‬أن رس*ول ِ‬
‫ِ‬
‫ـق َنَفَقـ ًة‬ ‫لن ُتْنِفـ َ‬ ‫ك ْ‬ ‫َّاس ‪َ ،‬وإِنَّ َ‬ ‫ـاء َخْـي ٌـر م ْن أَ ْن تَ ـ َذ َر ُه ْم َعال ـ ًة َيَت َكَّفُفــو َن الن َ‬
‫أَ ْن تَ ـ َذر ورَثَتـ َ ِ‬
‫ـك أَ ْغنَيـ َ‬ ‫َ ََ‬
‫(‪)2‬‬
‫في ْامَرأَت ـ ـ ـ ـ ـ َـك ) ‪ ،‬وروى‬ ‫ِ‬
‫ت ب َها ‪َ ،‬حتَّى َما تَ ْج َعل في ّ‬
‫ِ‬ ‫َتْبَت ِغي بَِها َو ْـج ـ ـ ـ ـ َـه اهلل إال أ ـ‬
‫ِ‬
‫ُج ـ ـ ـ ـ ْر َ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫لم ‪،‬‬ ‫البخ*اري أيضا من ح*ديث أيب هري*رة ‪ t‬أن رس*ول اهلل ‪ S‬قال ‪َ ( :‬مطْل الغَني ظُ ٌ‬
‫لى فَ َليْتَب ْع ) (‪. )3‬‬ ‫َح ُد ُك ْم َعلى َم ٍّ‬ ‫فَِإ َذا أُتْبِ َع أ َ‬
‫وممن تس **مى بالتعبد هلل بإض **افته لالسم ‪ ،‬احلافظ عبد الغين بن س **عيد املص **ري ‪،‬‬
‫ق**ال الس**يوطي ‪ ( :‬الن**وع التاسع واخلمس**ون املبهم**ات أي معرفة من أهبم ذك**ره يف‬
‫املنت أو اإلس* * * **ناد من الرج* * * **ال والنس* * * **اء ‪ ،‬ص* * * **نف فيه احلافظ عبد الغين بن س* * **عيد‬
‫املصري ) (‪. )4‬‬
‫‪   -49‬الكريم ‪:‬‬
‫دعاء العبادة يتحلى فيه املسلم بوص*ف الك*رم والس*خاء ‪ ،‬واجلود والعط*اء لعلم*ه أن‬
‫الكرمي هو اهلل ‪ ،‬وأن التوفيق إىل الفضل بيده هو ال بيد من سواه ‪ ،‬ول*ذلك ينف*ق ابتغ*اء‬
‫وجه **ه وال خيش على نفس **ه الفق **ر أب **دا ‪ ،‬ق **ال تع **اىل ‪ِ  :‬إنَّ ـمـا نُطِْعم ُكم لو ْـج ِـه ِ‬
‫اهلل ال نُِري ـ ُد‬ ‫َ ُ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اهلل َقْرضـاً‬
‫ض َ‬ ‫مْن ُك ْم َـج َـز ًاء َوال ُشـ ُكورا ً ‪[ ‬اإلنس**ان‪ ، ]9 :‬وق**ال ‪َ  : ‬م ْن َذا الــذي ُيْقـ ِر ُ‬

‫‪1‬البخاري يف الزكاة ‪ ،‬باب إذا تصدق على غين وهو ال يعلم ‪. )1355 ( 2/516‬‬
‫‪2‬البخاري يف الدعوات ‪ ،‬باب رثى النيب ‪ S‬سعد بن خولة ‪. )1233 ( 1/435‬‬
‫‪3‬البخاري يف احلواالت ‪ ،‬باب يف احلوالة وهل يرجع يف احلوالة ‪. )2166 ( 2/799‬‬
‫‪4‬تدريب الراوي ‪.2/342‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪100‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫ين‬‫‪ِ ‬إ َّن الم َّ ِ‬


‫ص ـ ـدِّق َ‬ ‫ُ‬ ‫‪: ‬‬ ‫‪ ،‬وق* **ال‬ ‫[احلدي* **د‪]11 :‬‬ ‫ض ــ ِاعَف ُه لـ ـ ُـه َولـ ـ ُـه أ ْـ‬
‫َجـ ٌـر َكـ ـ ِر ٌيم ‪‬‬ ‫َح َس ـ ـناً َفيُ َ‬
‫ف ُله ْم َو ُله ْم أ َْجٌر َك ِر ٌيم ‪[ ‬احلديد‪. ]18 :‬‬
‫اع ُ‬
‫ضَ‬ ‫اهلل َقْرضاً َح َسناً يُ َ‬ ‫ص ِّدقَ ِ‬
‫ات َوأَقَْر ُ‬
‫ضوا َ‬ ‫الم َّ‬
‫َو ُ‬
‫وعند ابن ماجة وص**ححه الش**يخ األلب**اين من ح**ديث ابن عمر ‪ t‬أن رس**ول ‪S‬‬
‫وه ) (‪ ، )1‬وعند مس*لم من ح*ديث أنس ‪ ( : t‬أ َّ‬ ‫ق*ال ‪ِ ( :‬إ َذا أَتـا ُكم َـك ِر ٍ‬
‫َن‬ ‫يم َق ْـوم فَـأ َْك ِرُم ُ‬
‫َ ْ ُ‬
‫ال َسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـأَل‬
‫َر ُج ً‬
‫النَِّبّي‬
‫اهلل ِإ َّن ُم َح َّم ًدا‬ ‫ي َقــوِم أَ ْس ـلموا َفــو ِ‬
‫ُ َ‬ ‫َ ‪َ S‬غَن ًما َبْي َن َجَب ْلي ِن ؟ فَأَ ْعطَـ ُـاه ِإيَّ ُاه ؛ فَ ـأَتَى َقْوَمـ ُـه َفَقــال ‪ :‬أَ ْ ْ‬
‫لم َما يُِري ـ ُد ِإ َّال ال ـ ُّـدْنَيا فَ َما‬ ‫س ‪ِ :‬إ ْن َكــا َن َّ‬ ‫ِ‬
‫الر ُجل ليُ ْس ـ ُ‬ ‫ـاف الَفْقـ َـر ؛ َفَقــال أَنَ ٌ‬ ‫ـاء َما يَ َخـ ُ‬ ‫ُليْعطي َعطَ ـ ً‬
‫الدْنَيا َوَما َع ْليَها ) (‪. )2‬‬ ‫ب ِإ ْليِه ِم َن ُّ‬ ‫َح َّ‬ ‫الُم أ َ‬ ‫اإل ْس َ‬ ‫لم َحتَّى يَ ُكو َن ِ‬ ‫يُ ْس ُ‬
‫أما من جهة التس*مية بعبد الك*رمي فقد تس*مى به عبد الك*رمي بن مالك أبو س*عيد‬
‫اجلزري (ت‪ ، *)127 :‬أخرج له البخاري ق*ال ‪ ( :‬ح َّدَثَنا ي ْحيى ح َّدَثَنا َعْبـ ُد ال َّـرز ِ‬
‫َّاق َع ْن‬ ‫َ َ َ َ‬
‫َمْع َـمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ٍر َع ْن َعْبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِـد ال َـكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِر ِيم‬
‫الجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َـزِري‬
‫َـ‬
‫ص ـلى ِعْن ـ َد ال َكْعَبـ ِـة َألطَ ـأ َّ‬
‫َن‬ ‫ت ُم َح َّم ًدا يُ َ‬ ‫اس ‪ :‬قَ ــال أَبُو َج ْهل ‪ِ :‬لئ ْن َرأَيْ ُ‬ ‫ِ َع ْن ِع ْك ِرَمـ َة قَ ــال ابْ ُن َعبَّ ٍ‬
‫َعلى ُعنُِـق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِـه ‪َ ،‬فَب ـل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َغ‬
‫النَِّبّي‬
‫الم َالئِ َك ُة ) (‪. )3‬‬ ‫له َأل َخ َذْت ُه َ‬ ‫َ ‪َ S‬فَقال ‪ْ :‬لو َفَع ُ‬
‫‪   -50‬األحد ‪:‬‬
‫دع * * **اء العب* * **ادة هو أثر اإلميان باالسم يف اعتق * * **اد املس* * **لم وتوحي * * **ده هلل يف أمسائه‬
‫وص* **فاته وأفعاله ‪ ،‬فتعظيم العبد لربه ي* **دعوه إىل تنفيذ أم* **ره وتص* **ديق خ* **ربه ‪ ،‬وال‬
‫يق*دم على ق*ول اهلل ورس*وله ‪ S‬ما استحس*نه برأيه وعقله ‪ ،‬فيعتقد أن ما أخرب اهلل به‬
‫عنه نفسه ظ*اهر يف حقه خيصه وح*ده دون غ*ريه ‪ ،‬فالس*لف الص*احل فهم*وا معىن‬
‫األحدية وفرق* **وا بني النص* **وص اليت ت* **دل على املخل* **وق وتلك اليت ت* **دل‬
‫‪1‬ابن ماجه كتاب األدب ‪ ،‬باب إذا أتاكم كرمي قوم فأكرموه ‪. )3712 (2/1223‬‬
‫‪2‬مسلم يف الفضائل ‪ ،‬باب ما سئل رسول اهلل )‪. S4/1806(2312‬‬
‫‪3‬البخاري يف التفسري ‪ ،‬باب كال لئن مل ينته لنسفعن بالناصية ناصية كاذبة خاطئة ‪. )4675 ( 4/1896‬‬
‫‪101‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫على اخلالق ؛ فالنص**وص اليت ت**دل على املخل**وق تليق به وظاهرها م**راد‬
‫يف حقه ‪ ،‬وهي معلومة املعىن لورودها يف الق * **رآن والس * **نة بلغة عربية ‪،‬‬
‫وكذلك معلومة الكيفية ألننا نراها أو نرى نظريها فنحكم عليها بالتش**ابه‬
‫أو املثلية ‪ ،‬لكن من البالهة العقلية أن نطبق ق * * * * * **وانني اجلاذبية األرض* * * * **ية‬
‫على اس* * * * * **تواء اهلل على عرشه أو على محلة الع* * * * * **رش أو على نزوله إىل‬
‫الس * **ماء ال* **دنيا يف الثلث األخري من الليل ‪ ،‬ألن ذلك ينطبق على اخللق‬
‫وال ينطبق على اخلالق ‪ ،‬فهو س* * **بحانه وتع* * **اىل أحد متوحد منف * **رد عن‬
‫ق* **وانني البشر وأحك* **امهم ‪ ،‬ومعل* **وم أننا مل نر اهلل ‪ ‬ومل نر له ش **بيها‬
‫أو مثيال ‪ ،‬والشيء ال يعرف إال برؤيته أو برؤية نظريه ‪.‬‬
‫أما النص* * **وص اليت ت* * **دل على اخلالق فهي معلومة املعىن أيضا ألن اهلل‬
‫‪ ‬خاطبنا بلغة عربية وليست أعجمية ‪ ،‬فال ميكن الق* * * * **ول إن كالم اهلل‬
‫بال معىن ‪ ،‬أو إنه ككالم األع* * * * * * * * * * * * * **اجم ‪ ،‬أو هو من قبيل األلغ * * * * * * * * **از‬
‫واإلش* * * **ارات ‪ ،‬أما الكيفية الغيبية للص* * * **فات اإلهلية اليت دلت عليها ه* * **ذه‬
‫النص*وص فهي كيفية حقيقية ‪ ،‬هلا وج*ود يعلمه اهلل وجنهله حنن ألننا ما‬
‫رأينا اهلل وما رأينا له م* * * **ثيال ‪ ،‬وعند مس* * * **لم من ح* * * **ديث عبد اهلل بن‬
‫َح ٌد ِمْن ُك ْم َربَُّه َع َّـز َو َجل حـتى‬ ‫لموا أَنَُّه ْ‬
‫لن َيَرى أ َ‬ ‫عمر ‪ t‬أن النيب ‪ S‬قال ‪َ ( :‬تَع ُ‬
‫ـوت ) (‪ ، )1‬وك* **ذلك ما رأينا لكيفيته ‪ ‬نظ * *ريا حنكم عليها من خالله‬ ‫يَُـمـ َ‬
‫س َك ِمْثل ـ ِـه َش ـ ْيٌء َو ُهـ َـو ال َّس ـ ِم ُيع َالب ِص ـ ُير ‪[ ‬الش **ورى‪، ]11 :‬‬ ‫إذ يق **ول ‪ْ  : ‬لي َ‬
‫والتوحيد أيضا تنعكس أث* * * * * * **اره على املس* * * * * * **لم يف س* * * * * * **لوكياته حىت يف أقل حركاته‬
‫وس **كناته ‪ ،‬وال عجب أن ي **دعو النيب ‪ S‬إىل ما هو أدق من ذلك ‪ ،‬روى أبو داود‬
‫َّبي ‪S‬‬
‫لي الن ُّ‬ ‫وص*ححه الش*يخ األلب*اين من ح*ديث س*عد بن أيب وق*اص ‪ t‬ق*ال ‪َ ( :‬م َّـر َع َّ‬
‫َوأَنَا أَ ْد ُعو بِإ ْصـَبَع َّي َفَقـال ‪ :‬أ َِّحد أ َِّحد َوأَ َشـ َار بال َّسـَبابَِة ) (‪ ، )2‬ق**ال الرتم**ذي ‪ ( :‬ومعىن ه**ذا‬
‫احلديث إذا أشار الرجل بأصبعيه يف الدعاء عند الشهادة فال يشري إال بأصبع واحدة‬
‫) (‪. )3‬‬
‫‪1‬مسلم يف الفنت وأشراط الساعة ‪ ،‬باب ذكر بن صياد ‪. )169 ( 4/2245‬‬
‫‪2‬أبو داود يف الوتر ‪ ،‬باب الدعاء ‪. )1499 ( 2/80‬‬
‫‪3‬انظر تعليق الرتمذي على احلديث رقم ( ‪. 2/80 )1449‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪102‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫أما من جهة التس **مية ‪ ،‬فقد تس **مى أبو زرعة عبد األحد بن الليث بن عاصم‬
‫بن كليب (ت‪ ، )211 :‬وكان رجال صاحلا من رواة احلديث (‪. )1‬‬
‫‪   -51‬الصمد ‪:‬‬
‫دع * **اء العب * **ادة ص * **دق املس * **لم يف اعتم * **اده على الص * **مد وحسن التوكل عليه ‪،‬‬
‫فيعتمد على اهلل قبل احلركة والس * * * **كون ‪ ،‬مث يأخذ باألس * * * **باب حيث ما يك * * **ون ‪،‬‬
‫ويرضى مبا قس*مه اهلل ليقينه أن تقس*يم املق*ادير بيديه ‪ ،‬وأن املبت*دأ منه واملنتهى إليه ‪،‬‬
‫فال ح * **ول له وال ق * **وة إال حبول اهلل وقوته ‪ ،‬وال وص * **ول إىل م * **راده إال مبش* **يئة اهلل‬
‫وقدرته ‪ ،‬روى البخ**اري من ح**ديث ال *رباء بن ع**ازب ‪ t‬أن النيب ‪ S‬ق**ال له ‪ِ ( :‬إ َذا‬
‫ك األَيْ َم ِن ‪ ،‬ثُ َّم قُل ‪:‬‬ ‫ضـ ـطَ ِج ْع َعلى ِشـ ـِّق َ‬ ‫صـ ـالَِة ‪ ،‬ثُ َّم ا ْ‬ ‫وء َك لل َّ‬ ‫ضـ ـ َ‬ ‫ضـ ـأْ ُو ُ‬ ‫ك َفَتَو َّ‬ ‫ضـ ـ َج َع َ‬ ‫ت َم ْ‬ ‫أََتْي َ‬
‫ـك ‪َ ،‬ر ْغَب ـ ًة‬ ‫ْت ظه ــري إِ ْليـ َ‬ ‫َلجـ أ ُ‬ ‫ـك ‪َ ،‬وأ َ‬ ‫ت أم ــري إِ ْليـ َ‬ ‫ضــ ُ‬ ‫ـك ‪َ ،‬و َفَّو ْ‬ ‫ت وجهي ِإ ْليـ َ‬ ‫لم ُ‬ ‫الله َّم أَ ْســ ْ‬ ‫ُ‬
‫لت ‪،‬‬ ‫ـك الــذي أَْنـ َـز َ‬ ‫ِ‬
‫ت بكَتابـ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫آمْن ُ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الله َّم َ‬ ‫ـك ‪ُ ،‬‬ ‫ـك إال إ ْليـ َ‬ ‫لجـ أَ َوالَ َمْن َجا مْنـ َ‬ ‫ـك ‪ ،‬الَ َم َ‬ ‫َو َر ْهَب ـ ًة إ ْليـ َ‬
‫لم‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ت م ْن ْليلتِ َ‬ ‫ِ‬ ‫لت ‪ ،‬فَِإ ْن ُم َّ‬ ‫َوبَِنبِيِّ َ‬
‫آخ َر َما َتَت َك ُ‬ ‫له َّن ـ‬‫اج َع ُ‬ ‫ت َعلى الفطْ َـرة ‪َ ،‬و ْ‬ ‫ك فَأَنْ َ‬ ‫ك الذي أ َْر َس َ‬
‫بِـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِـه ‪ ،‬قَـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال َفَر َّد ْدُت َها َعلى‬
‫النَّبِّي‬
‫ولك ‪ ،‬قَ ــال ‪ :‬الَ ‪،‬‬ ‫لت َو َر ُس ـ َ‬ ‫لت ‪ ،‬قُ ُ‬ ‫ـك ال ـ ِـذي أَْنـ َـز َ‬ ‫ت بِ ِكَتابِ ـ َ‬ ‫آمْن ُ‬ ‫الله َّم َ‬ ‫ت‪ُ :‬‬ ‫لما بَل ْغ ُ‬ ‫ِ ‪ ، S‬فَ َّ‬
‫لت ) (‪.)2‬‬ ‫الذي أ َْر َس َ‬ ‫ك ِ‬ ‫َونَبِيِّ َ‬
‫وخبص**وص التس**مية بعبد الص**مد فكثري من رواة احلديث تس**مى به ‪ ،‬منهم عبد‬
‫الصمد بن سليمان بن أيب مطر العتكي ‪ ،‬من أوساط الطبقة احلادية عشرة اآلخ*ذين‬
‫عن تبع األتب **اع ‪ ،‬وهو ثقة حافظ كما ذكر ابن حجر ‪ ،‬م **ات س **نة م **ائتني وست‬
‫وأربعني ‪ ،‬روى عنه الرتمذي يف سننه (‪. )3‬‬
‫‪   -52‬القريب ‪:‬‬
‫أثر االسم على س* **لوك العبد س* **عيه يف ابتغ* **اء الق* **رب من ال* **رب ‪ ،‬والتزامه بكل‬
‫الي ْـوِم ِـ‬
‫اآلخ ِر‬ ‫ِ ِ‬ ‫عمل ي**ؤدي إىل مرض**اته وقربه ‪ ،‬ق**ال ‪َ  : ‬وِم َن ا َأل ْعـر ِ‬
‫اب َم ْن ُي ْـؤم ُن بِاهلل َو َ‬ ‫َ‬
‫اهلل ِفي َر ْح َمِت ِـه‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ ِ‬
‫اهلل وصلو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ُسول أَال ِإَّنَها ُقْربٌَة ُله ْم َسـيُ ْدخ ُله ُم ُ‬
‫ات َّ‬ ‫َوَيتَّخ ُذ َما ُيْنف ُق ُقُربَات عْن َد َ َ َ‬
‫‪1‬مولد العلماء ووفياهتم البن زبر الربعي ‪ ، 2/506‬وانظر ذيل التقييد ألىب الطيب املكي ‪. 2/114‬‬
‫‪2‬البخاري يف الدعوات ‪ ،‬باب فضل من بات على الوضوء ‪. )5952 ( 5/2326‬‬
‫‪3‬هتذيب الكمال للمزي ‪ ، 18/96‬وهتذيب التهذيب البن حجر ‪ ، 6/326‬والثقات للبسيت ‪. 8/415‬‬
‫‪103‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫ين يَ ـ ْـد ُعو َن َيْبَتغُ ــو َن ِإلى َربِِّه ُم‬ ‫ُولئ ـ َ ِ‬ ‫ِإ َّن اهلل َغُفــور ر ِحيم ‪[ ‬التوب* **ة‪ ، ]99 :‬وق **ال ‪  :‬أ ِ‬
‫ـك ال ــذ َ‬ ‫َ ٌَ ٌ‬
‫اب َربِّ َك َكــا َن َم ْـحـ ُذوراً ‪‬‬ ‫ذ‬‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬
‫ع‬
‫َ َُ َ َ‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫اب‬‫ذ‬‫َ‬ ‫ع‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫و‬‫ف‬
‫ُ‬ ‫ـا‬‫ـ‬‫خ‬‫الو ِسـ ـيل َة أَُّيُه ْم أَ ْقـ َـر ُ َ َ ْ ُ َ ْ َ َ ُ َ َ َ‬
‫ي‬‫و‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫ت‬‫م‬‫ح‬ ‫ر‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ـو‬‫ـ‬‫ج‬‫ر‬‫ي‬‫و‬ ‫ب‬ ‫َ‬
‫[اإلسراء‪. ]57 :‬‬
‫ِ‬
‫وروى البخ*اري من ح*ديث أيب هري*رة ‪ t‬أن رس*ول اهلل ‪ S‬ق*ال ‪ِ ( :‬إ َّن َ‬
‫اهلل قَـال ‪:‬‬
‫ٍ‬
‫ب ِإلي ِم َّما‬‫َح َّ‬ ‫ِ‬
‫ب ِإلي َعْبـ ــدي بِ َشـ ـ ـيء أ َ‬ ‫ـالحْر ِب ‪َ ،‬وَما َتَقـ ـ َّـر َ‬‫ـادى لي َوليًّا َفَقـ ـ ْـد آ َذْنتُ ـ ـ ُـه بِ ـ ـ َ‬ ‫َم ْن َعـ ـ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضـ ُ ِ‬
‫ت َسـ ْمَع ُه‬ ‫ب ِإلي بِالنََّوافل َحتَّى أُحبَُّه ‪ ،‬فَـِإ َذا أ ْ‬
‫َحَبْبتُ ُـه ُكْن ُ‬ ‫ت َع ْليـه ‪َ ،‬وَما َي َـزال َعْبـدي َيَتَق َّـر ُ‬ ‫ا ْفَتَر ْ‬
‫التي يَ ْم ِشـي بَِها ‪،‬‬ ‫التي يْبطُش بَِها ‪ ،‬وِر ْجل ُـه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫صـَرُه الـذي ُيْبصـُر بِـه ‪َ ،‬ويَـ َدُه َ ُ‬ ‫الذي يَ ْسـ َم ُع بِـه ‪َ ،‬وبَ َ‬
‫يء أَنَا فَ ِاعلـ ُـه َتـ َـردُِّدي َع ْن‬‫ت عن َشـ ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوِإ ْن َسـأَلني ألُ ْعطَينَُّه ‪َ ،‬ولئ ِن ا ْسـَتَعا َذني ألُعي َذنَُّه ‪َ ،‬وَما َتـ َـر َّد ْد ُ َ ْ‬
‫المْو َت َوأَنَا أ َْكَرُه َم َس َاءتَُه ) (‪. )1‬‬ ‫س ِ‬
‫المْؤم ِن يَ ْكَرُه َ‬ ‫َنْف ِ ُ‬
‫ومن دع* * **اء العب * * **ادة أيضا أن يب* * **ادر بالتوبة واألوبة قريبا ‪ ،‬وأن يك* * **ون هينا لينا‬
‫س**هال قريبا ‪ ،‬وأن يقيم ح**دود اهلل فيمن ك**ان بعي**دا أو قريبا ‪ ،‬ق**ال تع**اىل ‪ِ  :‬إنََّما‬
‫اهلل َع ْليِه ْم‬ ‫ـوب ُ‬ ‫ـك َيتُ ُ‬ ‫ُولئ َ‬ ‫يب فَأ ِ‬ ‫وء بِ َجَهال ٍـة ثُ َّم َيتُوبُـو َن ِم ْن قَـ ِر ٍ‬ ‫سـ َ‬ ‫ين َيْع َملـو َن ال ُّ‬ ‫ِ ِ‬
‫التَّْوبَـُة َعلى اهلل للـذ َ‬
‫اهلل َعليم ـاً َح ِكيم ـاً ‪[ ‬النس **اء‪ ، ]17 :‬وروى الط *رباين وق **ال الش **يخ األلب **اين ‪:‬‬ ‫َو َـكـا َن ُ‬
‫ول اهلل َمن يحرُم َعلى‬ ‫ص * **حيح لغ * **ريه من ح * **ديث أنس بن مالك ‪ t‬قيل ‪ ( :‬يا رسـ ـ ـُ َ‬
‫ّ‬
‫الن‬
‫ين ُ‬
‫اللين‬ ‫اله ُ‬ ‫َـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـار ؟ قَـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـال ‪َ :‬‬
‫سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫ال ـ‬
‫(‪) 2‬‬
‫القريب ) ‪ ،‬وعند ابن ماجة وحسنه األلباين من حديث عب*ادة بن الص*امت ‪t‬‬ ‫َهل َ‬
‫ْخ ْـذ ُكم في ِ‬ ‫يب و ِ ِ‬ ‫أن رس*ول اهلل ‪ S‬ق*ال ‪ ( :‬أَِقيمـوا ـح ُد َ ِ‬
‫اهلل ْلوَـم ُة‬ ‫البعيـد َو َال تَأ ُ ْ‬ ‫ود اهلل في الَـق ِر ِ َ َ‬ ‫ُ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َالئٍم ) ‪ ،‬ق**ال ‪َ  : ‬وَما أْـَم َـوال ُك ْم َوال أَْوال ُد ُك ْم بــالتي ُتَقـ ِّـربُ ُك ْم عْنـ َدنَا ُزلَفى إال َم ْن َ‬
‫(‪) 3‬‬
‫آم َن‬
‫آمنُـو َن ‪[ ‬س**بأ‪]37 :‬‬ ‫ات ِ‬ ‫ف بِما َع ِملوا و ُهم ِفي الغُرفَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫و َع ِمل صالحاً فَأ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫ك ُله ْم َجَز ُاء الضِّْع َ‬ ‫ُولئ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪.‬‬
‫أما من جهة التس * * * * * **مية بعبد الق * * * * * **ريب والتعبد هلذا االسم فلم يتسم به أحد من‬

‫‪1‬البخاري يف الرقاق ‪ ،‬باب التواضع ‪. )6137 ( 5/2384‬‬


‫‪2‬املعجم األوسط ‪ ، )8256 ( 8/156‬صحيح الرتغيب والرتهيب ( ‪. )1746‬‬
‫‪3‬ابن ماجه يف احلدود ‪ ،‬باب إقامة احلدود ‪ ، )2540 ( 2/849‬صحيح الرتغيب والرتهيب ( ‪. )2352‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪104‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫الس**لف أو اخللف يف جمال ما أجرينا عليه البحث احلاس**ويب ‪ ،‬وأيضا مجيع حمرك**ات‬
‫البحث علي اإلن**رتنت ‪ ،‬وهنيئا ملن مسى نفسه أو ول**ده هبذا االسم ؛ فس**يكون أول‬
‫من تعبد هلل به واهلل أعلم ‪.‬‬
‫‪   -53‬المجيب ‪:‬‬
‫دع**اء العب**ادة حالة إميانية يك**ون فيها العبد على يقني ب**أن اهلل تع**اىل جييب دع**وة‬
‫ال* * * * **داعي إذا دع* * * * **اه ‪ ،‬وأن* * * * *ه ال خييب رج* * * * **اء من التجأ إليه أو اعتمد عليه ‪ ،‬روى‬
‫الرتمذي وحسنه األلباين من حديث أيب هريرة ‪ t‬أن النيب ‪ S‬قال ‪ ( :‬ا ْد ُعوا َ‬
‫اهلل َوأَْنتُ ْم‬
‫يب ُد َع ًاء ِم ْن َقل ٍ‬
‫ْب َغ ِاف ٍل َالٍه ) (‪. )1‬‬ ‫ِ‬
‫اهلل َال يَ ْسَتج ُ‬
‫َن َ‬ ‫اإل َجابَِة ‪َ ،‬وا ْعَل ُموا أ َّ‬ ‫مِ‬
‫وقنُو َن بِ ِ‬‫ُ‬
‫ومن دع**اء العب**ادة أن يتخري وقت ال**دعاء ال**ذي ن**دب إليه اجمليب ك**وقت نزوله‬
‫إىل السماء يوم عرفة ‪ ،‬ويف ج*وف الليل قبيل الفجر ؛ فهو أعظم وقت لنيل املغف*رة‬
‫والثواب ‪ ،‬ألن اجمليب عز وجل ينزل إىل السماء وينادي على عباده بالتوبة واملغف**رة‬
‫وروى البخ **اري من ح **ديث أيب هري **رة ‪ ‬أن رس **ول اهلل ‪ S‬ق **ال ‪َ ( :‬يْن ـ ِز ُل َرُّبَنا‬
‫ـول ‪َ :‬م ْن يَ ْـد ُعونِي‬ ‫اللي ِـل ِـ‬
‫اآلخ ُر ‪َ ،‬يُق ُ‬ ‫ث ْ‬ ‫ين َيْبَقى ُثلُ ُ‬
‫َ‬ ‫سـ َم ِاء ال ُّـدْنَيا ِح‬‫َتَب َار َك َوَتَعالَى ُكل لَْيَلٍة ِإلَى ال َّ‬
‫يب لَ ـ ُـه ؟ َم ْن يَ ْســأَلُِني فَأُ ْع ِطَي ـ ُـه ؟ َم ْن يَ ْس ـَت ْغِفُرنِي فَـ ـأَ ْغِفَر لَ ـ ُـه ؟ ) (‪ ، )2‬وعند الرتم **ذي‬ ‫ِ‬
‫فَأَ ْسـ ـَتج َ‬
‫ُّع ِاء‬
‫َي الـد َ‬ ‫ول ِ‬
‫اهلل ‪ :‬أ ُّ‬ ‫ـل يَا َر ُسـ َ‬
‫َ‬ ‫وحس**نه األلب*اين من ح*ديث أيب أمامة ‪ ‬أنه ق*ال ‪ِ ( :‬قي‬
‫ات ) (‪. )3‬‬ ‫ات الْم ْكتُوب ِ‬
‫اآلخ ِر ‪ ،‬و ُدبر َّ ِ‬ ‫ف اللي ِل ِ‬
‫الصَلَو َ َ‬ ‫َ َُ‬ ‫َس َم ُع ؟ قَ َال ‪َ :‬جْو َ ْ‬ ‫أْ‬
‫*اء‬
‫ومن دع*اء العب*ادة أال يتعجل اجمليب ‪ ‬يف إجابة ال*دعاء ‪ ،‬وأال جيهر بالن*داء اتق ً‬
‫للفتنة والري**اء ‪ ،‬وأن حيذر من التج**اوز واالعت**داء ‪ ،‬روى البخ**اري من ح**ديث أيب‬
‫ت َفَل ْم‬
‫ـول ‪َ :‬د َعـ ْـو ُ‬
‫ـل َيُقـ ُ‬ ‫جْ‬ ‫َح ِـد ُك ْم َما ل َْم َيْع َـ‬ ‫هري**رة ‪ ‬أن رس**ول ‪ S‬ق**ال ‪ ( :‬يُ ْسـَت َج ُ‬
‫اب أل َـ‬
‫يُ ْسَت َج ْب لي ) (‪ ، )4‬وعند أمحد وصححه األلباين من ح*ديث أيب س*عيد ‪ ‬أن النيب‬
‫اهلل بَِها ِإ ْـح َدى‬ ‫ِ ِ‬ ‫‪ S‬قال ‪ ( :‬ما ِمن مسِلٍم ي ْد ُعو بِ َد ْعوٍة لَي ِ‬
‫س ف َيها ِإثْ ٌم َو َال قَط َيع ُة َرحٍم ِإ َّال أَ ْعطَ ُاه ُ‬‫َ ْ َ‬ ‫ْ ُْ َ‬
‫ف َعْنـ ُـه ِم َن‬ ‫َّخرها لَــه ِفي ِ ـ ِ‬
‫اآلخ َرة ‪َ ،‬وِإَّما أَ ُُْـْن يَ ْ‬
‫ص ـ ِر َ‬ ‫ِ‬
‫ال ٍث ‪ِ :‬إَّما أَ ْن ُتَع َّج َل لَـ ُـه َد ْعَوتُـ ُـه ‪َ ،‬وِإَّما أ َْن يَــد َ َ ُ‬
‫ثَ َ‬

‫‪1‬الرتمذي يف كتاب الدعوات ‪ ، )3479 ( 5/517‬والسلسلة الصحيحة ( ‪. )594‬‬


‫‪2‬البخاري يف التهجد ‪ ،‬باب الدعاء والصالة من آخر الليل ‪. )1094 ( 1/384‬‬
‫‪3‬الرتمذي يف الدعوات ‪ ، )3499 ( 5/526‬مشكاة املصابيح ( ‪. )968‬‬
‫‪4‬البخاري يف الدعوات ‪ ،‬باب يستجاب للعبد ما مل يعجل ‪. )5981 ( 2335 /5‬‬
‫‪105‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫ِ‬ ‫ُّ ِ ِ‬
‫السوء مْثَلَها ‪ ،‬قَالُوا ‪ِ :‬إذاً نُ ْكثُر ‪ ،‬قَ َال ‪ُ :‬‬
‫اهلل أ َْكَثُر ) (‪. )1‬‬
‫ومن دع**اء العب*ادة أيضا أن يك**ون املس**لم متواض*عا هينا لينا قريبا من إخوانه جميبا‬
‫ل*دعوهتم ‪ ،‬روى الط*رباين وص*ححه األلب*اين من ح*ديث ابن عب*اس ‪ ( : t‬أن رسـول‬
‫يب َد ْعـ ـ َـوَة‬ ‫ِ‬
‫اهلل ‪ S‬ك ـ ــان يجلس على األرض ‪ ،‬ويأكل على األرض ‪ ،‬ويعتقل الش ـ ــاة ‪َ ،‬ويُج ُ‬
‫لوك على خبز الشعير ) (‪ ، )2‬وعند الرتمذي وصححه الش*يخ األلب*اين من ح*ديث‬ ‫المم ِ‬
‫َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صـال ‪ ..‬وذكر منها‬ ‫تخ َ‬ ‫الم ْـؤم ِن سـ ُّ‬ ‫أيب هري*رة ‪ t‬أن رس*ول اهلل ‪ S‬ق*ال ‪ُ ( :‬‬
‫للمْؤم ِن َعلى ُ‬
‫‪َ ..‬ويُ ِجيبُُه ِإ َذا َد َع ُاه ) (‪. )3‬‬
‫أما من جهة التس **مية بإض **افة التعبد لالسم فس **مي به عبد اجمليب بن أيب القاسم‬
‫عبد اهلل بن زهري بن زهري املوىل الكبري الص* * * * * **احل أبو حممد البغ* * * * * **دادي ‪ ،‬روى عنه‬
‫الض **ياء وابن خليل واملن **ذري والنجيب وغ **ريهم ‪ ،‬ت **ويف حبم **اة يف احملرم س **نة أربع‬
‫وست مئة وله سبع وسبعون سنة (‪. )4‬‬
‫‪   -54‬الغفور ‪:‬‬
‫توحيد اهلل يف امسه الغف **ور يقتضي ك **ثرة االس **تغفار الوق **ائي الع **ام أو االس **تغفار‬
‫اخلاص ‪ ،‬مهما بلغت كيفية ال * **ذنب وجانيته على العبد ‪ ،‬أما االس * **تغفار الع * **ام فهو‬
‫ال**ذي حيت**اط به من التفكري يف ال**ذنب قبل وقوعه ‪ ،‬ويقضي به على خ**واطر النفس‬
‫وهواها وإجلامها عن طغياهنا ‪ ،‬وقد كان النيب ‪ S‬حيطاط لنفسه ويكثر من االستغفار‬
‫يف الي* **وم أك* **ثر من س* **بيعني م* **رة وهو ‪ S‬قد غفر له ما تق* **دم من ذنبه وما ت **أخر ‪،‬‬
‫وذلك ليعلم أمته ‪ S‬ك**ثرة االس**تغفار ‪ ،‬وعند البخ**اري من ح**ديث أَىِب هري**رة ‪ t‬أنه‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مسع رسول ِ‬
‫اهلل ‪ S‬يقول ‪ ( :‬واللَِّه إني أل ِ‬
‫وب ِإلَْيه في الَْيْوم أ َْكَث َـر م ْن َسـْبع َ‬
‫ين‬ ‫َسَت ْغفُر اللََّه َوأَتُ ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫َمَّرًة ) (‪. )5‬‬
‫ِ‬
‫وروى أيضا من ح**ديث س**لمان الفارسي ‪ t‬أن النيب ‪ S‬ق**ال ‪َ ( :‬ال َي ْغَتس ـ ُل َر ُـج ٌ‬
‫ـل‬
‫س ِم ْن ِط ِ‬
‫يب َبْيِتـ ِـه ثُ َّم‬ ‫َّه ُن ِم ْن ُد ْهِنـ ِـه ‪ ،‬أَْو يََم ُّ‬
‫اع ِمن طُْهـ ٍر ‪ ،‬ويــدِ‬
‫ََ‬
‫يــوم ال ِ‬
‫ْج ُمَعــة ‪َ ،‬وَيَتطَهَُّر َما ا ْس ـَتطَ َ ْ‬
‫ََْ ُ‬
‫‪1‬املسند ( ‪ )11432‬وصححه األلباين يف ختريج الطحاوية ص ‪. 522‬‬
‫‪2‬املعجم الكبري ‪ ، )12494 ( 12/67‬صحيح اجلامع ( ‪. )4915‬‬
‫‪3‬الرتمذي يف كتاب األدب ‪ ،‬باب يف حق املسلم على املسلم ‪. )2633 ( 2/357‬‬
‫‪4‬سري أعالم النبالء للذهيب ‪. 21/472‬‬
‫‪5‬البخاري يف الدعوات ‪ ،‬باب استغفار النيب ‪ S‬يف اليوم والليلة ‪. )5948 ( 5/2324‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪106‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫ـام ‪ِ ،‬إ َّال غُِف َـر َل ُـه‬ ‫لم ِ‬


‫اإلَم ُ‬ ‫ت إ َذا تَ َك َ‬
‫ال يَفِّر ُق بْين اْثَنْي ِن ‪ ،‬ثُ َّم يصِّلى ما ُكِتب لَُه ‪ ،‬ثُ َّم يْن ِ‬
‫صـ ُ ِ‬ ‫ُ‬ ‫(ُ‪َ َ َ)1‬‬ ‫يَ ْخُر ُج فَ َ ُ َ َ‬
‫ْج ُمَعِة األ ُْخَرى ) ‪ ،‬وروى مس*لم من ح*ديث أَىِب هري*رة ‪ t‬أن رس*ول‬ ‫َما َبْيَن ُه َوَبْي َن ال ُ‬
‫ضـا ُن ِإلَى‬ ‫ْج ُمَع ِـة ‪َ ،‬وَرَم َ‬ ‫ِ‬
‫ْج ُمَعـ ُة ِإلَى ال ُ‬
‫س ‪َ ،‬وال ُ‬ ‫ات اْل َخ ْم ُ‬ ‫اهلل ‪ S‬ك**ان يق**ول ‪ ( :‬ال َّ‬
‫صـَلَو ُ‬
‫ب اْل َكَبائَِر ) (‪. )2‬‬ ‫ات َما َبْيَنُه َّن ِإ َذا ْ‬
‫اجَتَن َ‬ ‫ضا َن ُم َكِّفَر ٌ‬ ‫َرَم َ‬
‫أما االس* * * **تغفار اخلاص فالعبد يب* * * **ادر فيه بالتوبة لو غلبته نفسه على العص* * **يان أو‬
‫استجاب يف غفلة النسيان للش*يطان ‪ ،‬فمهما بلغ ال*ذنب ف*إن للغف*ور ب*اب مغف*رة ال‬
‫ين ِإ َذا‬ ‫َّ ِ‬
‫يغلق حىت تغرغر النفس أو تطلع الش* * * * **مس من مغرهبا ق* * * * **ال تع* * * * **اىل ‪َ  :‬والذ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وب‬‫اسَت ْغَفُروا ل ُذنُوبِِه ْم َوَم ْن َي ْغفُر ال ُّـذنُ َ‬ ‫َفَعلُوا فَاح َشًة أَْو ظََل ُموا أَْنُف َسُه ْم ذَ َكُروا الل َه فَ ْ‬
‫ِإال اللَُّه َول َْم يُ ِصـُّروا َعَلى َما َفَعلُـوا َو ُه ْم َيْعَل ُمـون َ‪[ ‬آل عم**ران‪ ، ]135 :‬وروى‬
‫ط يَ َدُه بِاللَّْي ِـل‬
‫مسلم من حديث أيب موسى ‪ ‬أن النيب ‪ S‬قال ‪ِ ( :‬إ َّن اللََّه َعَّز َو َج َّل َيْب ُس ُ‬
‫س ِم ْن َم ْغ ِربَِها )‬ ‫شـ ْم ُ‬ ‫يء اللَّْي ِـل َحتَّى تَ ْطلُ َـع ال َّ‬ ‫ِ‬
‫وب ُمسـ ُ‬
‫ِ‬
‫ط يَ َدُه بِالنََّها ِر لَيتُ َ‬
‫يء النََّها ِر َوَيْب ُس ُ‬ ‫ِ‬
‫وب ُمس ُ‬
‫ِ‬
‫لَيتُ َ‬
‫(‪ ، )3‬وروى الرتمذي وحسنه األلباين من ح*ديث ابن عمر ‪ ‬أن النيب ‪ S‬ق*ال ‪ِ ( :‬إ َّن‬
‫اهلل َيْقَبـ ُـل َتْوبَ ـَة الَْعْبـ ِـد َما ل َْم ُي َغْر ِـغ ْـر ) (‪ ، )4‬ولو متادى اإلنس **ان يف اجلرم والعص **يان فقتل‬ ‫َ‬
‫مائة نفس وأراد التوبة والغف* * * * * * * **ران ت* * * * * * * **اب اهلل عليه وجعله من أهل اإلميان ‪ ،‬روى‬
‫ِ ِ‬
‫ـل‬ ‫البخ**اري من ح**ديث أيب س**عيد ‪ ‬أن النيب ‪ S‬ق * ال ‪َ ( :‬ـكـا َن في بــني إ ْسـَرائ َ‬
‫يل َر ُـج ٌ‬
‫ـل ِم ْن َتْوبَ ٍـة ؟ قَ َ‬
‫ـال‬ ‫ِ‬
‫ين إنْ َسانًا ثُ َّم َخَر َج يَ ْسأ َُل ‪ ،‬فَأَتَى َراهًبا فَ َسأَل َُه ‪َ ،‬فَق َال لَ ُـه ‪َ :‬ه ْ‬
‫َقَتل تِ ْسَعًة َوتِ ْسِع َ ِ‬
‫َ‬
‫ـاء‬ ‫ِ‬
‫ت َفَنـ َ‬ ‫ـل ‪ :‬اْئت َقْريَـَة َـك َذا َو َـك َذا ‪ ،‬فَأَ ْدَر َـك ُـه ال َـْم ْـو ُ‬ ‫ـال لَـ ُـه َر ُـج ٌ‬
‫ـل يَ ْسـأ َُل َفَقـ َ‬ ‫‪َ :‬ال ‪َ ،‬فَقَتَلـ ُـه فَ َجَعـ َ‬
‫اهلل ِإلَى َـه ِـذِه أَ ْن‬
‫اب ‪ ،‬فَ ـأَْو َحى ُ‬ ‫الر ْح َـم ِـة َوَم َ‬
‫الئِ َكـ ُة الَْعـ َذ ِ‬ ‫الئِ َكـ ُة َّ‬ ‫ت ِفيـ ِـه َم َ‬ ‫ص ـ َم ْ‬ ‫صـ ْدِرِه نَ ْحَو َها فَ ْ‬
‫اخَت َ‬ ‫بِ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َتَقَّربِي ‪ ،‬وأَوحى ِ ِ ِ‬
‫ب‬‫يسوا َما َبْيَنُه َما ‪َ ،‬فُوج َد ِإلَى َهذه أَقَْر ُ‬ ‫اهلل إلَى َهذه أَ ْن تباعدي ‪َ ،‬وقَ َال ‪ :‬ق ُ‬ ‫ََْ ُ‬
‫بِ ِشْب ٍر ‪َ ،‬فغُِفَر لَُه ) ‪.‬‬
‫(‪) 5‬‬

‫‪1‬البخاري يف اجلمعة ‪ ،‬باب الدهن للجمعة ‪. )843 ( 1/301‬‬


‫‪2‬مسلم يف الطهارة ‪ ،‬باب الصلوات اخلمس واجلمعة إىل اجلمعة ‪. )233 ( 1/209‬‬
‫‪3‬مس**لم في التوبة ‪ ،‬ب**اب قب**ول التوبة من ال**ذنوب وإن تك**ررت ال**ذنوب والتوبة ‪( 4/2113‬‬
‫‪. )2759‬‬
‫‪4‬الرتمذي في ال*دعوات ‪ ،‬ب*اب يف فضل التوبة واالس*تغفار ‪ ، )3537 ( 5/547‬ص*حيح اجلامع‬
‫( ‪. )1903‬‬
‫‪107‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫وممن تس* * * * **مى بالتعبد لالسم عبد الغف* * * * **ور بن عبد العزيز الواس* * * * **طي ‪ ،‬من رواة‬
‫احلديث لكنه ض* * * **عيف احلديث كما ق* * * **ال أبو ح* * * **امت ‪ ،‬وق* * * **ال حيىي بن معني ‪ :‬عبد‬
‫الغفور ليس حديثه بشيء (‪. )1‬‬
‫‪   -55‬الودود ‪:‬‬
‫توحيد العبد هلل يف امسه ال* * * **ودود يتجلى يف ك* * * **ثرة وده للمس* * **لمني وحب اخلري‬
‫لآلخ* **رين ‪ ،‬فيحب للعاصي التوبة واملغف* **رة وللمطيع الثب* **ات وحسن املنزلة ‪ ،‬فيعفو‬
‫عمن أس **اء إليه ‪ ،‬ويلني مع البعيد كما يلني مع أق **رب الن **اس إليه ‪ ،‬ويك **ون ودودا‬
‫قريبا لطيفا جميبا راعيا حببه ألهله وعش*ريته ‪ ،‬فالرس*ول ‪ S‬أص*ابه قومه يف رباعيته ومل‬
‫مينعه أن يطلب هلم العلم واملغف**رة ‪ ،‬روى البخ**اري من ح**ديث عبد اهلل بن مس**عود‬
‫أنه ق* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * **ال ‪ ( :‬ك* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * **أين أَنْظُ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُـر ِإلَى‬ ‫‪t‬‬
‫النَِّبيّ‬
‫الله َّم‬ ‫َّم َع ْن َو ْج ِه ِـه َوَيُق ُ‬
‫ـول ‪ُ :‬‬ ‫ِ ‪ S‬يَ ْح ِكى نَِبيًّا ِم َن ا َألنِْبَي ِاء َ‬
‫ضَربَُه َقْوُم ُه فَأَ ْدَمْو ُه ‪َ ،‬و ْهَو يَ ْم َس ُح الـدَ‬
‫ا ْغِفْر لَِقْوِمي فَِإَّنُه ْم َال َي ْعَل ُمو َن ) (‪. )2‬‬
‫ومن أعظم ال* * * * **ود وتوحيد اهلل يف امسه ال * * * **ودود م* * * * **ودة الرجل لزوجته ورفقه هبا‬
‫وكذلك مودة املرأة لزوجها ‪ ،‬روى الطرباين وقال الشيخ األلب*اين ‪ :‬حسن لغ*ريه من‬
‫ح* * **ديث أنس ‪ t‬عن النيب ‪ S‬ق* * **ال ‪ ( :‬أال أخ ـ ــبركم بنس ـ ــائكم في الجنة ؟ قلنا ‪ :‬بلي يا‬
‫رســول اهلل ‪ ،‬قــال ‪ :‬ودود ولــود إذا غضــبت أو أســيء إليها أو غضب زوجها ‪ ،‬قــالت ‪:‬‬
‫ين‬ ‫هذه يـدي في يـدك ال أكتحل بغمض حـتى ترضي ) (‪ ، )3‬وق*ال تع*اىل ‪ِ  :‬إ َّن ال ِ‬
‫ـذ‬
‫َ‬
‫صـالِح ِ‬
‫ات َسـَي ْجَع ُل لَُه ُم الـ َّـر ْح َم ُن ُو ّدا ‪[ ‬م**رمي‪ ، ]96 :‬واملعىن س**يجعل‬ ‫ِ‬
‫آمنُــوا َو َعملُــوا ال َّ َ‬
‫َ‬
‫هلم حبا يف قل*وب عب*اده ‪ ،‬روى البخ*اري من ح*ديث أيب هري*رة ‪ t‬أَن النيب ‪ S‬ق*ال‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـل إِ َّن اهللَ يُ ِح ُّ‬ ‫ب اهلل َعْبـ ـ ـ ًدا نَ ـ ـ َ ِ‬
‫ب فُالَنًا ‪ ،‬فَأَحبَّهُ ‪َ ،‬فيُحبُّهُ جْب ِري ـ ـ ُ‬
‫ـل ‪،‬‬ ‫ـادى جْب ِري ـ ـ َ‬ ‫َح َّ ُ‬‫‪ ( :‬إِ َذا أ َ‬

‫‪5‬البخ* **اري في أح* **اديث األنبي* **اء ‪ ،‬ب* **اب أم حس **بت أن أص **حاب الكهف وال **رقيم ‪(3/1280‬‬
‫‪. )3282‬‬
‫‪1‬اجلرح والتعديل البن أيب حامت ‪. 6/55‬‬
‫‪2‬البخاري يف أحاديث األنبياء ‪ ،‬باب أم حسبت أن أصحاب الكهف ‪. )3290 (1282 /3‬‬
‫‪3‬املعجم األوسط ‪ ، )1743 ( 2/206‬صحيح الرتغيب والرتهيب ( ‪. )1941‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪108‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫سـ َم ِاء ‪،‬‬


‫ـل ال َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اهللَ‪)1‬يُ ِح ُّ‬
‫ب فُالَنًا ‪ ،‬فَـأَحبُّوهُ ‪َ ،‬فيُحبُّهُ أ َْه ُ‬ ‫سـ َم ِاء ‪ :‬إِ َّن‬ ‫ـل ِفي أ ْـ‬
‫َه ِـل ال َّ‬ ‫ُ‬ ‫َفُينَ ِادى ِجْب ِري‬
‫ض) ‪.‬‬ ‫(‬
‫ول ِفي أ َْه ِل األ َْر ِ‬ ‫وض ُع لَهُ الْ َقبُ ُ‬
‫ثُ َّم يُ َ‬
‫وممن تس* * **مى عبد ال* * **ودود أبو احلسن اهلامشي عبد ال* * **ودود بن عبد املتكرب بن‬
‫هارون بن حممد بن عبيد اهلل بن املهتدي باهلل ‪ ،‬حدث عن أيب بكر الش*افعي وت*ويف‬
‫يوم األربعاء مستهل شعبان من سنة أربع وثالثني وأربعمائة (‪. )2‬‬
‫‪   -56‬الولي ‪:‬‬
‫دع* * * * **اء العب* * * * **ادة هو اجته * * * * *اد العبد في حتقيق مقتضى االسم حبفظ ح * * **دود اهلل‬
‫سـماو ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫ض‬‫ات َواألَْر ِ‬ ‫ومواالته على من س**واه ‪ ،‬ق**ال ‪  : ‬قُـ ْـل أَ َغْـي َـر اهلل أَتَّ ـخ ُذ َولّيـاً فَــاط ِر ال َّ َ َ‬
‫َو ُه َـو يُطِْع ُم َوال يُطَْع ُم ‪[ ‬األنع**ام‪ ، ]14 :‬وق* ال أيضا يف التح**ذير من والية األع**داء ‪ :‬‬
‫الذ َين َآمنُوا ال َتت َِّخ ُذوا َعـ ُدِّوي َو َعـ ُدَّو ُك ْم أَْولَِي َـاء ‪[ ‬املمتحن*ة‪ ، ]1:‬وذلك ال يتم إال‬ ‫يا أَُّيها ِ‬
‫َ َ‬
‫ب*اإلخالص هلل وح*ده واإلقب*ال عليه بالكلية ‪ ،‬مث االل**تزام بأحك*ام التكليف والعبودية‬
‫‪ ،‬ف **ويل اهلل حقا هو من ت **والت طاعاته من غري عص **يان ‪ ،‬ومن ت **ولى احلق حفظه‬
‫يف القلب واللس**ان وس**ائر األرك**ان ‪ ،‬وت**وىل توفيقه ومتكينه وإق**داره علي الطاع**ات‬
‫وكرائم اإلحسان ‪.‬‬
‫ِ‬
‫روى البخ**اري من ح**ديث أيب هري**رة ‪ t‬أن رس**ول اهلل ‪ S‬ق**ال ‪ِ ( :‬إ َّن َ‬
‫اهلل قَــال ‪:‬‬
‫ٍ‬
‫ب ِإلي ِم َّما‬‫َح َّ‬ ‫ِ‬
‫ب ِإلي َعْبـ ــدي بِ َشـ ـ ـيء أ َ‬ ‫ـالحْر ِب ‪َ ،‬وَما َتَقـ ـ َّـر َ‬‫ـادى لي َوليًّا َفَقـ ـ ْـد آ َذْنتُ ـ ـ ُـه بِ ـ ـ َ‬ ‫َم ْن َعـ ـ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضـ ُ ِ‬
‫ت َسـ ْمَع ُه‬ ‫ب ِإلي بِالنََّوافل َحتَّى أُحبَُّه ‪ ،‬فَـِإ َذا أ ْ‬
‫َحَبْبتُ ُـه ُكْن ُ‬ ‫ت َع ْليـه ‪َ ،‬وَما َي َـزال َعْبـدي َيَتَق َّـر ُ‬ ‫ا ْفَتَر ْ‬
‫التي يَ ْم ِشـي بَِها ‪،‬‬ ‫التي يْبطُش بَِها ‪ ،‬وِر ْجل ُـه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫صـَرُه الـذي ُيْبصـُر بِـه ‪َ ،‬ويَـ َدُه َ ُ‬ ‫الذي يَ ْسـ َم ُع بِـه ‪َ ،‬وبَ َ‬
‫يء أَنَا فَ ِاعلـ ُـه َتـ َـردُِّدي َع ْن‬‫ت عن َشـ ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوِإ ْن َسـأَلني ألُ ْعطَينَُّه ‪َ ،‬ولئ ِن ا ْسـَتَعا َذني ألُعي َذنَُّه ‪َ ،‬وَما َتـ َـر َّد ْد ُ َ ْ‬
‫المْو َت َوأَنَا أ َْكَرُه َم َس َاءتَُه ) (‪ ، )3‬ف*واجب املؤم*نني األولي*اء حنو رهبم‬ ‫س ِ‬
‫المْؤم ِن يَ ْكَرُه َ‬ ‫َنْف ِ ُ‬
‫ودينهم وإخ**واهنم الق**رب واحلب والنص**رة إلظه**ار ال**دين والتمكني له يف األرض‬
‫‪ ،‬وه**ذا ما يقتض**يه معىن ال**والء ظ**اهرا باطنا ‪ ،‬ق**ال تع**اىل ‪  :‬أَال ِإ َّن أَولِيــاء ِ‬
‫اهلل ال‬ ‫َْ َ‬
‫ْحَيـ ِـاة الـ ُّـدْنَيا‬ ‫ِ‬
‫آمنُــوا َو َـكـانُوا َيَّتُقــو َن لَُه ُم الْبُ ْش ـَرى في ال َ‬
‫ِ‬
‫ف َعَلْيِه ْم َوال ُه ْم يَ ْحَزنُــو َن الــذ َ‬
‫ين َ‬ ‫َـخ ْـو ٌ‬
‫اهلل َذلِ َك ُهَو اْلَفْوُز الَْع ِظ ُيم ‪[ ‬يونس‪. ]62/64 :‬‬ ‫ات ِ‬ ‫اآلخرِة ال َتْب ِديل لِ َكِلم ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ َ‬ ‫َوفي َ‬
‫‪1‬البخاري يف كتاب األدب ‪ ،‬باب املقة من اهلل تعاىل ‪. )5693 (5/2246‬‬
‫‪2‬تاريخ بغداد ‪.11/140‬‬
‫‪3‬البخاري يف الرقاق ‪ ،‬باب التواضع ‪. )6137 ( 5/2384‬‬
‫‪109‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫وعند أيب داود وص*ححه الش*يخ األلب*اين من ح*ديث عمر بن اخلط*اب ‪ t‬أن النيب‬
‫ـاء َوالَ ُشـ َه َد َاء َي ْغبِطُُه ُم األَنْبِيَـاءُ َوال ُّ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫شـ َه َداءُ‬ ‫ق*ال ‪ ( :‬إِ َّن م ْن عبَـاد اهلل ألُنَا ًسـا َما ُه ْم بأَنْبيَ َ‬ ‫‪S‬‬
‫ـال ‪ُ :‬ه ْم‬ ‫ول ِ‬
‫اهلل تُ ْخبِ ُرنَا َم ْن ُه ْم ؟ قَ َ‬ ‫اهلل َت َعـالَى ‪ ،‬قَـالُوا ‪ :‬يَا َر ُسـ َ‬ ‫يــوم ال ِْقيامـ ِـة بِم َكـانِِهم ِمن ِ‬
‫َْ َ َ َ َ ْ َ‬
‫ـوه ُه ْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وح ِ‬
‫اهلل َعلَى غَْي ِر أ َْر َحام َبْيَن ُه ْم َوالَ أ َْم َوال َيَت َعاطَْوَن َها َف َـو اهلل إ َّن ُو ُج َ‬ ‫َق ْو ٌم تَ َحابُّوا بُِر ِ‬
‫ِ‬ ‫ـور َوإَِّن ُه ْم َعلَى نُــو ٍر الَ يَ َخــافُو َن إِ َذا َـخ َ‬
‫َّاس َوالَ يَ ْح َزنُــو َن إ َذا َحـ ِز َن الن ُ‬
‫َّاس ‪َ ،‬و َقـ َـرأَ‬ ‫ـاف الن ُ‬ ‫لَنُـ ٌ‬
‫ف َعَلْي ِه ْم َوالَ ُه ْم يَ ْحَزنُو َن ‪[ ‬يونس‪. ) ]62 :‬‬
‫(‪) 1‬‬ ‫َه ِذ ِه اآلي َة ‪  :‬أَالَ ِإ َّن أَولِياء ِ‬
‫اهلل الَ َخ ْو ٌ‬ ‫ََْ‬ ‫َ‬
‫وممن تس * * **مى بالتعبد هلذا االسم ‪ ،‬عبد ال* * * **ويل بن أيب الس * * **رايا بن عبد الس* * **الم‬
‫األنص* * * **اري ‪ ،‬فقيه ش* * * **افعي من أمخيم أحد الق* * * **رى التابعة لص* * * **عيد مصر ‪ ،‬وك* * **ان‬
‫خطيب ناحيته وأحد عدوهلا وله شعر حسن املذهب ‪ ،‬ومن شعره ‪:‬‬
‫تأن إذا أردت النطق حتى تصيب بسهمه غرض البيان‬
‫(‪) 2‬‬
‫‪.‬‬ ‫وال تطلق لسانك ليس شيء أحق بطول سجن من لسان‬
‫‪   -57‬الحميد ‪:‬‬
‫دع**اء العب**ادة هو أثر احلمد على اعتق**اد العبد وس**لوكه ‪ ،‬أما اعتق**اده فيقينه ب**أن‬
‫احلمد يتض* * **من م* * **دح احملم* * **ود بص * * **فات كماله ونع* * **وت جالله مع حمبته‬
‫والرضا عنه واخلض*وع له ‪ ،‬فال يك*ون حام*دا من جحد ص*فات احملم*ود‬
‫‪ ،‬وال من أع* * * **رض عن حمبته واخلض* * * **وع له ‪ ،‬وكلما ك* * * **انت ص* * **فات‬
‫كم **ال احملم **ود أك **ثر ك **ان محده أكمل وكلما نقص من ص **فات كماله‬
‫نقص من محده حبس * **بها ‪ ،‬وهلذا ك* **ان احلمد هلل محدا ال حيص* **يه س* **واه‬
‫لكم * **ال ص * **فاته وكثرهتا ‪ ،‬وألجل ه * **ذا ال حيصى أحد من خلقه ثن * **اء‬
‫عليه ملا له من ص**فات الكم**ال ونع**وت اجلالل اليت ال حيص**يها س**واه ‪،‬‬
‫وهلذا ذم اهلل تع **اىل آهلة الكف **ار وعاهبا بس **لب أوص **اف الكم **ال عنها ؛‬
‫فعاهبا بأهنا ال تس * * * * * * * * * * * * * **مع وال تبصر وال تتكلم وال هتدي وال تنفع وال‬
‫تضر ‪.‬‬
‫ومعل**وم ب**الفطرة املس**تقيمة والعق**ول الس**ليمة والكتب الس**ماوية أن فاقد‬
‫ص * **فات الكم * **ال ال يك * **ون إهلا وال م * **دبرا وال ربا ؛ بل هو م * **ذموم‬

‫‪1‬أبو داود يف اإلجارة ‪ ،‬باب يف الرهن ‪ ، )3527 ( 3/288‬صحيح الرتغيب والرتهيب ( ‪. )3026‬‬
‫‪2‬معجم البلدان ‪. 2/119‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪110‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫معيب ن **اقص ليس له احلمد ال يف األوىل وال يف اآلخ **رة ‪ ،‬وإمنا احلمد‬
‫يف األوىل واآلخ* * **رة ملن له ص* * **فات الكم * **ال ونع * **وت اجلالل اليت ألجلها‬
‫ْح ْـمـ ُد ِفي‬‫اس **تحق احلمد ‪ ،‬ق **ال تع **اىل ‪َ  :‬و ُهـ َـو اللـ ـ ُه ال ِإلَ ـ َـه ِإال ُهـ َـو لَ ـ ُـه ال َ‬
‫ْح ْك ُم َوِإلَْيِه ُتْر َجُعو َن ‪[ ‬القصص‪. ]70 :‬‬ ‫ِ ِ‬
‫األُولَى َواآلخَرة َول َُه ال ُ‬
‫وقد محد نفسه س* * * * * **بحانه على ع* * * * * **دم اختاذ الولد املتض* * * * * **من لكم* * * **ال‬
‫ص * **مديته وغن * **اه وملكه وتعبيد كل ش* **يء له فاختاذ الولد ين* **ايف ذلك ‪،‬‬
‫ومحد نفسه على ع **دم الش **ريك املتض **من تف**رده بالربوبية واإلهلية وتوح**ده‬
‫بص * * **فات الكم * * **ال اليت ال يوصف هبا غ * * **ريه فيك * * **ون ش * * **ريكا له ‪ ،‬فلو‬
‫ع**دمها لك**ان كل موج**ود أكمل منه ألن املوج**ود أكمل من املع**دوم ‪،‬‬
‫يك ِفي‬ ‫ْح ْ ـم ُد لِلَِّه الَّ ِذي ل َْم َيت ِ ـ‬
‫َّخ ْذ َولَــداً َول َْم يَ ُك ْن لَـ ُـه َش ـ ِر ٌ‬ ‫ق**ال تع**اىل ‪َ  :‬وقُـ ِـل ال َ‬
‫ـك َول َْم يَ ُك ْن لَ ُـه َولِ ٌّي ِم َن ال ُّـذِّل َو َكِّبْرُه تَ ْكِبـيراً ‪[ ‬اإلس**راء‪ ، ]111 :‬وهلذا ال‬ ‫الْمْل ِ‬
‫ُ‬
‫حيمد نفسه س **بحانه بع **دم إال إذا ك **ان متض **منا لثب **وت كم **ال ‪ ،‬كما‬
‫محد نفسه بكونه ال ميوت لتض* **منه كم* **ال حياته ‪ ،‬ق* **ال تع* **اىل ‪ُ  :‬ـهـ َـو‬
‫ْح ْـمـ ُد لِلَِّه َر ِّب الَْعــال َِم َين ‪‬‬‫ِّين ال َ‬‫ين لَ ـ ُـه ال ــد َ‬
‫الْح ُّي ال ِإلَ ـ َـه ِإال ُهــو فَ ــا ْد ُع ُ ِ ِ‬
‫وه ُم ْخلصـ ـ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫[غ* * * **افر‪ ، ]65:‬فحقيقة احلمد تابعة لإثبات أوص* * **اف الكم* * **ال ونفيها نفي‬
‫حلمده (‪. )1‬‬
‫وأما أثر االسم على س * * * * * * **لوك العبد فهو أن حيمد اهلل عز وجل ب * * * * **القلب‬
‫واللس**ان واجلوارح ‪ ،‬فيحم**ده أن وفق قلبه وه**داه الختي**ار اإلميان ‪ ،‬وحيم**ده ب**ذكر‬
‫اللس*ان فاحلمد هلل متأل امليزان ‪ ،‬وحيم*ده ب*اجلوارح واألرك*ان فيش*كر اهلل بالطاعة‬
‫ْح ْم ُد ِهلل ال ِـذي َـه َدانَا‬ ‫وطلب العون على زي*ادة اإلميان ‪ ،‬ق*ال تع*اىل ‪َ  :‬وقَالُوا ال َ‬
‫اهلل ‪[ ‬األع*راف‪ ، ]43 :‬وروى مسلم من‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫لَه َذا َوَما ُكنَّا لَن ْهَتد َي لَْوال أَ ْن َه َدانَا ُ‬
‫اإليم ِ‬
‫ـان‬ ‫ح*ديث أيب مالك األش*عري ‪ t‬أن رس*ول اهلل ‪ S‬ق*ال ‪ ( :‬الطُُّه ُ‬
‫ـور َشـطُْر ِ َ‬
‫سـمو ِ‬ ‫اهلل وال ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وال ِ ِ‬
‫ات َواألَْر ِ‬
‫ض‬ ‫ْح ْـم ُد للـه تَ ْمآلن أَْو تَ ْمألُ َما َبْي َن ال َّ َ َ‬ ‫ْح ْم ُد للـه تَ ْمألُ ال ِْم َ‬
‫ـيزا َن َو ُسـْب َحا َن َ َ‬ ‫َ َ‬
‫) (‪ ، )2‬وعند مس **لم من ح **ديث مسرة بن جن **دب ‪ t‬أن رس **ول اهلل ‪ S‬ق **ال ‪( :‬‬

‫‪1‬مدارج السالكني ‪ 1/28‬بتصرف ‪.‬‬


‫‪2‬مسلم يف كتاب الطهارة ‪ ،‬باب فضل الوضوء ‪. )223 ( 1/203‬‬
‫‪111‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫ِ‬ ‫اهلل أَرب ـ ٌـع ‪ ،‬سـ ـْبحا َن ِ‬


‫ِ‬
‫ضـ ـُّر َك‬
‫اهلل أ َْكَبـ ُـر ‪َ ،‬ال يَ ُ‬ ‫ْح ْـمـ ُد هلل َو َال ِإلَ ـ َـه ِإ َّال ُ‬
‫اهلل َو ُ‬ ‫َ‬ ‫اهلل َوال‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الِم ِإلَى(‪ْ )1‬‬
‫ب اْل َك َ‬ ‫َح ُّ‬ ‫أَ‬
‫ِ‬
‫ـك التي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب أَْوِز ْعني أَ ْن أَ ْش ـ ُكَر نْع َمَت ـ َ‬ ‫ت ) ‪ ،‬وق **ال س **ليمان ‪َ  : ‬ر ِّ‬ ‫ِ‬
‫بَــأَيِّه َّن بَــ َدْأ َ‬
‫ـك ِفي ِعب ِ‬ ‫ضـ ُاه َوأَ ْد ِخلِْني بَِر ْح َمِت َ‬ ‫صالِحاً َتْر َ‬ ‫ِ‬
‫ـاد َك‬ ‫َ‬ ‫ت َعَل َّي َو َعَلى َوال َد َّي َوأَ ْن أَ ْع َم َل َ‬ ‫أَْنَع ْم َ‬
‫ـل‬ ‫ِ‬ ‫ين ‪[ ‬النم**ل‪ ، ]19 :‬وق**ال س**بحانه ‪  :‬ا ْع َملُــوا َ‬ ‫ال َّ ِ ِ‬
‫آل َد ُاو َد ُشـ ْكراً َوقَليـ ٌ‬ ‫صـالح َ‬
‫ور ‪[ ‬سبأ‪. ]13 :‬‬ ‫ِم ْن ِعَب ِاد َي َّ‬
‫الش ُك ُ‬
‫وعند أمحد وص**ححه األلب**اين من ح**ديث مط**رف ‪ t‬أنه ق**ال ‪ ( :‬قَـ َ‬
‫ـال‬
‫ك اللهُ َعَّز َو َجل بِِه َب ْع َد الَْي ْوِم‬ ‫يث الَْي ْو َم لَِيْنَف َع َ‬ ‫ك بِالْح ِد ِ‬
‫ُح ِّدثُ َ َ‬ ‫لي ع ْمَرا ُن ‪ :‬إني أل َ‬
‫ِ‬
‫ْح َّم ُادو َن ‪ ..‬احلديث )‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫‪ ،‬ا ْعلَ ْم أ َّ‬
‫َن َخْيَر عَباد الله َتَب َار َك َوَت َعــالَى َيـ ْـو َم الْقَي َامــة ال َ‬
‫(‪ ، )2‬وعند البخ*اري من ح*ديث أيب هري*رة ‪ t‬أن رس*ول اهلل ‪ S‬ق*ال ‪( :‬‬
‫ـل ال ـ ِّـذ ْك ِر ‪ ،‬فَـ ـِإ َذا َو َـج ـ ُدوا‬ ‫ِ‬ ‫ُّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫إ َّن هلل َمالَئ َـك ـ ًة يَطُوفُ ــو َن في الطُرق ‪َ ،‬يلَْتم ُ‬
‫سـ ـو َن أ َْهـ َ‬
‫َجنِ َحتِ ِه ْم‬ ‫ـاجتِ ُك ْم ‪ ،‬قَ ـ َ‬
‫ـال ‪َ :‬فَي ُحُّفوَن ُه ْم بِـ ـأ ْ‬ ‫ـاد ْوا َهلُ ُّموا إِلَى َحـ َ‬ ‫اهلل َتَنــ َ‬
‫َق ْوًما يَــ ْـذ ُكُرو َن َ‬
‫ول ِعَب ِادي ؟‬ ‫ال ‪َ :‬فَي ْسأَل ُُه ْم َرُّب ُه ْم َو ْهَو أَ ْعَل ُم ِمْن ُه ْم َما َيُق ُ‬ ‫الس َم ِاء ُّ‬
‫الدْنَيا ‪ ،‬قَ َ‬ ‫إِلَى َّ‬
‫قَالُوا ‪َ :‬يُقولُو َن يُ َسـبِّ ُحونَ َك َويُ َكِّبُرونَ َـك ‪َ ،‬ويَ ْح َـم ُدونَ َك َويَُم ِّج ُدونَ َك ‪ ..‬الحـديث )‬
‫(‪.)3‬‬
‫وممن تس* * * **مى عبد احلميد ‪ ،‬عبد احلميد بن جبري من رواة البخ* * **اري‬
‫ْح ِميـ ِـد بْ ُن ُجَبْيـ ِر‬ ‫ق**ال ‪َ ( :‬حـ َّـدَثنَا َ‬
‫صـ َدقَةُ ‪ ،‬أَ ْخَب َرنَا ابْ ُن ُعَيْينَ ـ َة ‪َ ،‬حـ َّـدَثنَا َعْبـ ُد ال َ‬
‫َن النَّبِ َّى أ ََم َر َها بَِقْتـ ِـل‬ ‫َن أ َُّم َشـ ِر ٍ‬
‫يك أَ ْخَب َرتْــهُ أ َّ‬ ‫ب ِن َشـيب َة َعن سـ ِع ِ‬
‫يد بْ ِن ال ُْم َسـيَّ ِ‬
‫ب أ َّ‬ ‫َْ ْ َ‬ ‫ْ‬
‫(‪) 4‬‬
‫اغ ) ‪.‬‬ ‫األ َْو َز ِ‬
‫‪   -58‬الحفيظ ‪:‬‬
‫دع* **اء العب* **ادة هو ظه* **ور مقتضى االسم على اعتق* **اد العبد وس **لوكه ‪ ،‬أما‬
‫أث **ره على االعتق **اد في **وقن أن اهلل ‪ ‬يت **وىل حفظه بن **وعني من الت **دبري ‪ ،‬ت **دبري‬
‫ك**وين ق**دري ج**ربي ‪ ،‬وت**دبري ديين ش**رعي اختي**اري ‪ ،‬وهو مبتلى بني ه**ذين‬
‫الت**دبريين ومط**الب مبوقف جتاه الن*وعني ‪ ،‬ف**األول ي**ؤمن فيه بق*در اهلل وإحاطته‬

‫‪1‬مسلم يف كتاب األدب ‪ ،‬باب كراهة التسمية باألمساء القبيحة وبنافع وحنوه ‪. )601 ( 1/423‬‬
‫‪2‬املسند ‪ ، 4/434‬صحيح اجلامع ( ‪. )1571‬‬
‫‪3‬البخاري يف كتاب الدعوات ‪ ،‬باب فضل ذكر اهلل عز وجل ‪. )6045 ( 5/2353‬‬
‫‪4‬البخاري يف بدء اخللق ‪. )3131 ( 3/1204‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪112‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫بعب**ده قبل خلقه وح**ال وج**وده وبعد موته وأنه ال مش**يئة للعبد إال بتوفيق اهلل‬
‫ومشيئته ‪.‬‬
‫والث* * * * **اين حيفظ العبد فيه ش* * * * **رعه وت* * * * **دبري اهلل له ليقينه أنه الس* * * **بيل الوحيد‬
‫لس**عادته يف ال**دنيا واآلخ**رة ‪ ،‬وأن من حفظ اهلل يف ت**دبريه الش**رعي حفظه يف‬
‫ت* * **دبريه الك* * **وين وعص* * **مه يف س* * **كونه وحركته وت* * **واله حبفظه ومعيته ‪ ،‬روى‬
‫الرتمذي وصححه األلباين من حديث ابن عباس ‪ t‬أن رسول اهلل ‪ S‬ق**ال له ‪( :‬‬
‫ِ‬ ‫ـات ‪ ،‬اح َف ِ‬ ‫ُعلِّم َ ِ‬
‫اح َفـظ اهللَ تَ ِـج ْدهُ تُ َج َ‬ ‫ـك َكل َم ٍ ْ‬‫يَا غُالَ ُم إِنِّي أ َ ُ‬
‫(‪)1‬‬
‫ـك )‬‫اه َ‬ ‫ـك ‪ْ ،‬‬
‫ـظ اهللَ يَ ْح َفظْ َ‬
‫‪.‬‬
‫وأما أثر االسم على س **لوك العبد فتج **ده قائما يف الطاعة حمافظا على أحك **ام‬
‫العبودية ‪ ،‬ال يض* **يع فرضا واجبا وال س* **نة مندوبة ‪ ،‬وال يق* **رب جرما وال يتج* **اوز‬
‫ح* * **دوده ؛ بل حيفظ كل التوجيه* * **ات النبوية مبحبة وح* * **رص ورغبة وص * **دق نية ‪،‬‬
‫ب اهللُ لِ َم ْن‬
‫روى البخ **اري من ح **ديث أيب هري **رة ‪ t‬أن النيب ‪ S‬ق **ال ‪ ( :‬ا ْنتَـ ـ َد َ‬
‫َج ٍر‬ ‫ـال ِم ْن أ ْـ‬‫صـ ِدي ٌق بُِر ُسـ ِلي أَ ْن أ ُْر ِج َعــهُ بِ َما نَـ َ‬ ‫ِ‬
‫َخ َر َج في َسبِيل ِه الَ يُ ْخ ِر ُجهُ إِالَّ إِ َيما ٌن بِي َوتَ ْ‬
‫ِ‬
‫ـف َسـ ـ ِريٍَّة ‪،‬‬ ‫ْجنَّةَ ‪َ ،‬ولَــ ْـوالَ أَ ْن أَ ُشـ ـ َّق َعلَى أ َُّمتِي َما َق َع ـ ْـد ُ‬ ‫ِ‬ ‫أَو غَنِ ٍ‬
‫ت َخ ْل ـ َ‬ ‫يمــة ‪ ،‬أ َْو أُ ْدخلَ ــهُ ال َ‬ ‫ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت أَنِّي أُقْتَـ ـ ـ ُـل في َس ـ ـ ـبِ ِيل اهلل ثُ َّم أ ُْحيَا ‪ ،‬ثُ َّم أُقْتَـ ـ ـ ُـل ثُ َّم أ ُْحيَا ‪ ،‬ثُ َّم أُقْتَـ ـ ـ ُـل ) ‪،‬‬
‫(‪) 2‬‬
‫َولَـ ـ ـ َـو ِد ْد ُ‬
‫وروى أمحد وصححه األلباين من حديث محيد بن هالل ‪ t‬قال ‪َ ( :‬كا َن َر ُج ٌل‬
‫ت ال َْم ِدينَ ـ َة ِفي ِعــي ٍر‬ ‫ـال ‪ :‬قَـ ِـد ْم ُ‬ ‫ْحي فَ َحـ َّـدَث ُه ْم قَـ َ‬ ‫ـاوة طَ ِري ُقــهُ َعلَْينَا ؛ فَ ـأَتَى َعلَى ال َ‬
‫ِمن الطَُّفـ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ـال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ُج ِـل فَآلتيَ َّن َم ْن َب ْعـدي ب َخبَـ ِره ‪ ،‬قَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْت ‪ :‬ألَنْطَل َق َّن إلَى َه َذا َّ‬ ‫اعَتنَا ثُ َّم ُقل ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لَنَا ‪ ،‬فَب ْعنَا بيَ َ‬
‫ت ِفي ـ ِـه‬ ‫ـال ‪ :‬إِ َّن ْام ـ َـرأَ ًة َكــانَ ْ‬ ‫اهلل ‪ S‬فَ ــِإ َذا ُهــ َـو يُـ ـ ِرينِي َبْيتـ ـاً ‪ ،‬قَ ـ َ‬ ‫ول ِ‬ ‫ت إِلَى ر ُسـ ـ ِ‬
‫َ‬ ‫‪ :‬فَ ــا ْنَت َهْي ُ‬
‫صي ِ‬ ‫ت ثِْنتَي َع ْش ـر َة َعْنــزاً ل ََها و ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ٍِ‬ ‫فَ َخــرج ْ ِ‬
‫ت‬ ‫ص ـيََت َها َكــانَ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ين َوَتـ َـر َك ْ‬‫ت في َس ـ ِريَّة م َن ال ُْم ْس ـلم َ‬ ‫ََ‬
‫ك قَ ـ ْد‬ ‫ِ‬
‫ب ‪ ،‬إنَّ َ‬ ‫َت ‪ :‬يَا َر ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َعْنــزاً م ْن غَنَم َها َوصيص ـيََت َها َف َقــال ْ‬‫ِ‬ ‫ـال ‪َ :‬ف َف َقـ َد ْ‬ ‫َتْن ِس ـ ُج ب َها ‪ ،‬قَـ َ‬
‫ِ‬
‫ت َعْن ــزاً ِم ْن غَنَ ِمي‬ ‫ظ َعلَْي ـ ِـه ‪َ ،‬وإِنِّي قَ ـ ْد َف َقـ ْـد ُ‬ ‫ت لِ َم ْن َخـ َـر َج ِفي َســبِ ِيل َ‬
‫ك أَ ْن تَ ْح َفــ َ‬ ‫ضــ ِمْن َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ول اهلل ‪ S‬يَـ ْذ ُك ُر شـ َّد َة‬‫ِ‬ ‫ـل َر ُسـ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫شـ ُد َك َعْنـ ِزي َوصيصـيَتي ‪ ،‬قَـ َ‬ ‫ِ‬
‫َوصيصـيَتي َوإِنِّي أَنْ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـال ‪ :‬فَ َج َعـ َ‬
‫ت َعْن ُز َها َوِم ْثلُ َها‬ ‫صـ ـ ـبَ َح ْ‬‫اهلل ‪ : S‬فَأَ ْ‬ ‫ول ِ‬ ‫ـال َر ُسـ ـ ـ ُ‬
‫ـار َك َوَت َع ـ ــالَى ‪ ،‬قَ ـ ـ َ‬ ‫ِ ِ‬
‫مْنا َشـ ـ ـ َدت َها ل َرِّب َها َتبَ ـ ـ َ‬
‫ِ‬

‫‪1‬الرتمذي يف صفة القيامة والرقائق والورع ‪ ، )2516 ( 4/667‬وانظر صحيح اجلامع ( ‪. )7957‬‬
‫‪2‬البخاري يف اإلميان ‪ ،‬باب اجلهاد من اإلميان ‪. )36 ( 1/22‬‬
‫‪113‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫ص ـ ِّدقُ َك )‬‫ْت ‪ :‬بَـ ْـل أُ َ‬ ‫ـال ُقل ُ‬


‫ت ‪ ،‬قَـ َ‬ ‫ص ـيَُت َها َوِم ْثلُ َها ‪َ ،‬و َهاتِيـ َ‬
‫ـك فَائْتِ َها فَا ْس ـأَل َْها إِ ْن ِش ـْئ َ‬ ‫صي ِ‬‫وِ‬
‫(َ‪) 1‬‬
‫ص ـ ـلى بِنَا‬
‫َ‬ ‫(‬ ‫‪:‬‬ ‫*ال‬‫*‬ ‫*‬‫ق‬ ‫أنه‬ ‫‪t‬‬ ‫*اري‬ ‫*‬ ‫*‬‫ف‬ ‫الغ‬ ‫*رة‬‫*‬ ‫*‬‫ص‬ ‫ب‬ ‫أيب‬ ‫*ديث‬ ‫*‬ ‫*‬‫ح‬ ‫من‬ ‫*لم‬ ‫*‬ ‫*‬‫س‬ ‫م‬ ‫وعند‬ ‫‪،‬‬
‫ت َعلَى َم ْن َكــا َن‬ ‫ضـ ْ‬ ‫ـال ‪ :‬إِ َّن َهـ ِـذ ِه ال َّ‬
‫ص ـالَ َة ُع ِر َ‬ ‫ص ‪َ ،‬ف َقـ َ‬ ‫ص ـ َر بِ ــال ُْم َخ َّم ِ‬
‫اهلل ‪ S‬ال َْع ْ‬ ‫ول ِ‬ ‫َر ُس ـ ُ‬
‫َجـ ُـرهُ َمـ َّـرَتْي ِن َوالَ َ‬
‫ص ـالَ َة َب ْع ـ َد َها َحتَّى‬ ‫ظ َعلَْي َها َكــا َن لَ ــهُ أ ْ‬
‫وها ‪ ،‬فَ َم ْن َحافَ ـ َ‬ ‫ض ـَّي ُع َ‬
‫َقْبلَ ُك ْم فَ َ‬
‫الش ِاه ُد ) ‪.‬‬
‫(‪) 2‬‬
‫يَطْلُ َع َّ‬
‫روى أبو داود وص * **ححه األلب * **اين من ح * **ديث أم حبيبة رضي اهلل عنها أن‬
‫ـل الظُّ ْـه ِر َوأ َْربَـ ٍع َب ْعـ َد َها َح ُـر َم‬ ‫ٍ‬ ‫رس**ول اهلل ‪ S‬ق**ال ‪َ ( :‬م ْن َحافَ َ‬
‫ظ َعلَى أ َْربَ ِـع َر َك َعـات َقْب َ‬
‫َعلَى النَّا ِر ) (‪ ، )3‬وروى أبو داود أيضا وحس*نه الش*يخ األلب*اين من ح*ديث هبز‬
‫اهلل َع ْو َراُتنَا َما نَأْتِي ِمْن َها‬ ‫ول ِ‬ ‫ْت ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫بن حكيم عن أبيه عن جده ‪ t‬قال ‪ُ ( :‬قل ُ‬
‫ْت ‪:‬‬ ‫ـال ُقل ُ‬ ‫ـك ‪ ،‬قَ َ‬ ‫ت يَ ِمينُ َ‬ ‫ـك إِالَّ ِم ْن َز ْو َجتِ َ‬
‫ـك أ َْو َما َملَ َك ْ‬ ‫اح َفـ ْظ َع ْو َرتَ َ‬ ‫ـال ‪ْ :‬‬ ‫َو َما نَ َذ ُر ؟ قَ َ‬
‫ت أَ ْن الَ َي َرَين َ‬
‫َّها‬ ‫ـال ‪ :‬إِ ِن ا ْس ـتَطَ ْع َ‬
‫ض ؟ قَ ـ َ‬ ‫ضــ ُه ْم ِفي َب ْع ٍ‬ ‫ول ِ‬
‫اهلل إِ َذا َكــا َن الْ َقـ ْـو ُم َب ْع ُ‬ ‫يَا َر ُســ َ‬
‫َحـ ُّ‬
‫ـق أَ ْن‬ ‫ـال ‪ :‬اهللُ أ َ‬ ‫َحـ ُدنَا َخالِيًا ؟ قَـ َ‬ ‫ْت ‪ :‬يا رس َ ِ‬
‫ول اهلل إِ َذا َكــا َن أ َ‬ ‫ال ُقل ُ َ َ ُ‬ ‫َّها قَ َ‬
‫َح ٌد فَالَ َي َرَين َ‬ ‫أَ‬
‫َّاس ) ‪ ،‬وعند أمحد وص* * **ححه األلب* * **اين من ح * **ديث أيب‬ ‫(‪) 4‬‬
‫يُ ْسـ ـ ـتَ ْحيَا ِمْن ـ ــهُ ِم َن الن ِ‬
‫ظ َما َبْي َن ُف ْق َمْي ـ ِـه َو َف ْر َجــهُ‬ ‫موسى األش **عري ‪ t‬أن رس **ول اهلل ‪ S‬ق **ال ‪َ ( :‬م ْن َح ِف ـ َ‬
‫ْجنَّةَ ) (‪. )5‬‬ ‫َد َخ َل ال َ‬
‫مل أجد أح* * * * * * * **دا من رواة احلديث تس* * * * * * * **مى عبد احلفيظ يف جمال ما أجرينا عليه‬
‫البحث وقد تسمى به أحد العلماء املتأخرين وهو القاضي احلافظ التقى عبد احلفيظ‬
‫بن عبد اهلل املهال الشرفي (ت‪ ، )1077 :‬وكان إماما يف علوم االجتهاد حيفظ يف‬
‫كل العلوم مؤلفات عدي*دة مع ش*روحها وله أجوبة على مس*ائل عدي*دة وردت إليه‬
‫من علماء عصره ‪ ،‬ورسائل بليغة ‪ ،‬وخطب رائقة ‪ ،‬وأشعار فائقة (‪. )6‬‬
‫‪   -59‬المجيد ‪:‬‬
‫‪1‬مسند اإلمام أمحد ‪ ، 67 /5‬وانظر السلسلة الصحيحة (‪. )2935‬‬
‫‪2‬مسلم يف صالة املسافرين ‪ ،‬باب األوقات اليت هني عن الصالة فيها ‪. )830 ( 1/568‬‬
‫‪3‬أبو داود يف الص**الة ‪ ،‬ب**اب األربع قبن*ل الظهر وبع**دها ‪ ، *)1269 ( 2/23‬ص**حيح أيب داود ‪( 1/236‬‬
‫‪ ، )1130‬صحيح اجلامع ( ‪. )6195‬‬
‫‪4‬أبو داود كتاب احلمام ‪ ،‬باب ما جاء يف التعري‪ ، )4017( 4/40‬مشكاة املصابيح (‪. )3117‬‬
‫‪5‬املسند ‪ ، )20086( 4/398‬صحيح اجلامع (‪. )6202‬‬
‫‪6‬البدر الطالع مبحاسن من بعد القرن السابع ‪ ،‬محمد بن علي الشوكاين‪. 2/112‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪114‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫أثر االسم على العبد أن يعظم اهلل ‪ ‬يف قلبه ويعتقد يف عل * * * **وه على خلقه ‪ ،‬وأن‬
‫يك* * **ون يف قوله وفعله بعي* * **دا عن النق * * **ائص والعي * * **وب ‪ ،‬س * * **ريع التوبة من املعاصي‬
‫وال**ذنوب يس*موا هبمته إىل ال**درجات العلى ليصل بتوحي*ده إىل الف**ردوس األعلى يف‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين‬‫ـاب األَْبـ َـرا ِر لَفي عِّلِّي َ‬‫الرفيق األعلى مع األب**رار والص**احلني ‪ ،‬ق**ال اهلل ‪َ  : ‬كال ِإ َّن كَتـ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـوم يَ ْشـ َه ُدُه ال ُْمَقَّربُـو َن ‪[ ‬املطففني‪ ، ]18/21 :‬وق*ال س*بحانه‬ ‫َوَما أَ ْدَر َاك َما عِّليُّو َن كَت ٌ‬
‫ـاب َّمْرقُ ٌ‬
‫ِِ‬ ‫َّات الِْف ْـر َد ْو ِ‬ ‫الصالِح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين‬‫س ُن ُـزالً َخالـد َ‬ ‫ت ل َُه ْم َجن ُ‬ ‫ات َكـانَ ْ‬ ‫آمنُوا َو َعملُوا َّ َ‬ ‫ين َ‬ ‫وتعاىل ‪  :‬إِ َّن الذ َ‬
‫ِف َيها ال َيْبغُو َن َعْن َها ِحَوالً ‪[ ‬الكهف‪. ]108 :‬‬
‫واملوحد يك* * * **ون على يقني ب* * * **أن ع* * * **زه وجمده يف توحي* * * **ده هلل وعبوديته ‪ ،‬وقربه‬
‫وطاعته والف* * * **وز مبحبته وجنته ‪ ،‬وليس جمده يف طلب اجلاه ورفعته ‪ ،‬أو املال وزينته‬
‫‪ ،‬فاهلل عز وجل جعل دار الق* * **رار ج* * **زاء ملن ط* * **رح عن نفسه العلو واالس * **تكبار ‪،‬‬
‫وجمد اهلل بتوحيد األمساء والص* * **فات واألفع* * **ال ‪ ،‬وما أبلغ النص* * **يحة من م * **ؤمن آل‬
‫اآلخَرَة ِه َي َد ُار اْلَقَرا ِر‬ ‫ع وِإ َّن ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫فرعون ملا قال ‪  :‬يَا َقْوم ِإنََّما َهذه ال َ‬
‫ْحَيا ُة ُّ‬
‫الدْنَيا َمَتا ٌ َ‬
‫ين ال‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّار ِـ‬
‫اآلخـ َرُة نَ ْجَعلَُها لل ــذ َ‬ ‫‪[ ‬غ* **افر‪ ، ]39 :‬وق **ال رب الع **زة واجلالل ‪  :‬تِْلـ َ‬
‫ـك ال ــد ُ‬
‫ض َوال فَ َساداً َوالَْع ِاقَب ُة لِل ُْمتَِّق َين ‪[ ‬القصص‪. ]83 :‬‬‫يُِري ُدو َن ُعلُّواً ِفي األَْر ِ‬
‫ومن دع*اء العب*ادة باسم اهلل اجمليد متجيد كالمه فقد وص*فه ب*ذلك يف كتابه فق*ال‬
‫آن ال َْم ِجيد ِ ‪ّ [‬ق‪ ، ]1 :‬وق**ال أيضا ‪  :‬بَـ ْـل ُـه َـو ُقـ ْـرآ ٌن‬ ‫س**بحانه وتع**اىل ‪  :‬ق واْلُقــر ِ‬
‫َ ْ‬
‫َم ِجي ٌد ِفي لَْو ٍح َم ْحُفوظ ‪[ ‬الربوج‪ ، ]22 :‬فاملوحد ينبغي أن يؤمن بأن القرآن كالم‬
‫اهلل ‪ ،‬وكالمه وصف ذاته وفعله ‪ ،‬والوصف حكمه حكم املوص* * * * * * * * * **وف ‪ ،‬واهلل‬
‫من أمسائه اجمليد فكالمه جميد غري خمل * * * * * * **وق وليس من كالم البشر ‪ ،‬ت * * * * **نزه ربنا‬
‫وتع **اىل جمده عن ق **ول اجلاهلني ومن س **ار على درهبم من املتكلمني ‪ ،‬فتوحي **ده‬
‫يف امسه اجمليد ي* **وجب على املوحد أن يعظم كالم اهلل وال يه* **ون من ش **أنه ‪ ،‬أو‬
‫يقصر يف تنفيذ أم**ره ‪ ،‬أو ي**رتدد يف تص**ديق خ**ربه فاهلل ‪ ‬ق**ال يف وص**فه ‪ِ  :‬إ َّن‬
‫ـل ِم ْن َبْي ِن يَ َديْـ ِـه َوال ِم ْن‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ـاء ُه ْم َوِإنَُّه لَكَتـ ٌ‬
‫ـاب َع ِزيـ ٌـز ال يَأْتيــه الَْباطـ ُ‬
‫ِ‬
‫ين َكَفـ ُـروا بالـ ِّـذ ْك ِر ل ََّما َـج َ‬
‫ِ‬
‫الــذ َ‬
‫يل ِم ْن َح ِك ٍيم َح ِميد ‪[ ‬فصلت‪. ]42 :‬‬ ‫ِِ‬
‫َخلْفه َتْن ِز ٌ‬
‫وممن تس*مى عبد اجمليد ‪ ،‬عبد اجمليد بن س*هل بن عبد ال*رمحن بن ع*وف الزه*ري‬
‫‪115‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫ـك ‪،‬‬ ‫املدين ممن روى عنهم اإلم**ام البخ**اري يف ص**حيحة ق**ال ‪ ( :‬ـح َّـدَثَنا ُقَتْيبـ ُة َعن مالِـ ٍ‬
‫َ ِ ٍْ َ‬ ‫َ‬ ‫الرحم ِن ‪َ ،‬عن سِع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫يد اْل ُخ ْـدِر ِّى‬ ‫ب ‪َ ،‬ع ْن أَبِى َسع‬ ‫يد ْب ِن ال ُْم َسَّي ِ‬ ‫ْ َ‬ ‫َع ْن َعْبد ال َْمجيد بْ ِن ُسَهْي ِل ْب ِن َعْبد َّ ْ َ‬
‫ـاءُه بَِت ْـمـ ٍر‬ ‫ول ِ‬ ‫َو َع ْن أَبِى ُهَرْـيـ َـرَة رضى اهلل عنهما أ َّ‬
‫ال َعَلى َخْيَبـ َـر فَ َجـ َ‬‫اهلل ‪ S‬ا ْسـ ـَتْع َم َل َر ُج ً‬ ‫َن َر ُس ــ َ‬
‫ول ِ‬
‫اهلل ‪ِ ،‬إنَّا لََنأ ُـ‬
‫ْخ ُذ‬ ‫اهلل ‪ :S‬أَ ُك ُّل تَم ِر َخْيبر َه َك َذا ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬ال و ِ‬
‫اهلل يَا َر ُسـ َ‬ ‫ول ِ‬ ‫يب ‪َ ،‬فَق َال َر ُس ُ‬ ‫َجِن ٍ‬
‫َ‬ ‫ْ ََ‬
‫ـع‬
‫ْج ْم َ‬
‫ـال رسـ ُ ِ‬
‫ول اهلل ‪َ : S‬ال َتْفَع ْـل ‪ ،‬بِ ِـع ال َ‬
‫اعي ِن بِالثَّ َ ِ‬
‫الثَـة ‪َ ،‬فَق َ َ ُ‬ ‫اعْي ِن ‪َ ،‬وال َّ‬
‫صـ َْ‬ ‫اع ِم ْن َـه َذا بِال َّ‬
‫صـ َ‬ ‫الص َ‬
‫َّ‬
‫بِالدََّر ِاهِم ‪ ،‬ثُ َّم ْابَت ْع بِالدََّر ِاهِم َجِن ًيبا ) ‪.‬‬
‫(‪) 1‬‬

‫‪   -60‬الفتاح ‪:‬‬
‫أثر االسم على العبد أن يعتمد على ربه قبل األخذ باألس * * * * * * **باب وأن يطلب منه‬
‫وح**ده مف**اتح اخلري ‪ ،‬وذلك يك**ون حبسن توكله عليه وركونه إليه ‪ ،‬وأن حيذر من‬
‫ال*دنيا إذا فتحت عليه ‪ ،‬روى البخ*اري من ح*ديث أيب س*عيد اخلدري ‪ t‬أ َِن رس*ول‬
‫ـات‬‫َخ َش ـى َعَلْي ُكم ِمن بْعـ ِـدى ما يْفَتح َعَلْي ُكم ِمن بر َكـ ِ‬ ‫اهلل ‪ S‬ق **ام على املنرب فق **ال ‪ِ ( :‬إنََّما أ ْ‬
‫ْ ْ ََ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫ْ َْ‬
‫ـاف َعَلْي ُك ْم ِم ْن َبْع ِـدى َما ُيْفَت ُح َعَلْي ُك ْم ِم ْن‬
‫َخ ُ‬ ‫ض ) ‪ ،‬ويف رواية أخ*رى ‪ ( :‬إني ِم َّما أ َ‬
‫(‪) 2‬‬
‫األَْر ِ‬
‫الدْنَيا َوِز َينِتَها ) (‪ ، )3‬وعند ابن ماجة وحسنه األلباين من حديث سهل بن سعد‬ ‫َز ْهَرِة ُّ‬
‫يح ‪ ،‬فَطُـوبَى لَِعْب ٍـد َجَعَل ُـه‬ ‫ِ ِ‬
‫ـك اْل َخ َـزائ ِن َمَفـات ُ‬ ‫‪ t‬أن النيب ‪ S‬ق*ال ‪ِ ( :‬إ َّن َـه َذا اْل َخْي َـر َخ َـزائِ ُن ‪َ ،‬ولِِتْل َ‬
‫لشِّر ِم ْغ َالقًا لِْل َخْي ِر ) (‪. )4‬‬
‫احا لِ َّ‬ ‫لشِّر ‪ ،‬وويل لِعب ٍد جعَله ِ‬
‫القًا ل َّ َ َ ْ ٌ َْ َ َ ُ ُ‬
‫اهلل مْفَت ً‬
‫اهلل ِمْفتاحا لِْل َخي ِر ِم ْغ َ ِ‬
‫ُ ًَ ْ‬
‫وينبغي على العبد أن يعلم أن مفت* * * * * **اح اخلري كله يف توحيد اهلل ‪ ‬ومتابعة نبيه ‪S‬‬
‫َح ٍـد‬‫فعند مس**لم من ح**ديث عقبة بن ع**امر ‪ t‬أن رس**ول اهلل ‪ S‬ق**ال ‪َ ( :‬ما ِمْن ُك ْم ِم ْن أ َـ‬
‫َن مح َّم ًدا َعْبـ ُد ِ‬
‫اهلل َوَر ُسـول ُُه ِإ َّال‬ ‫ضـأُ َفيُ ْس ـِب ُغ الُْو ُ‬
‫ـول ‪ :‬أَ ْشـ َه ُد أَ ْن َال ِإلَـ َـه ِإ َّال ُ‬
‫اهلل َوأ َّ ُ َ‬ ‫وء ثُ َّم َيُقـ ُ‬
‫ضـ َ‬ ‫َيَتَو َّ‬
‫ْجنَِّة الثََّمانَِي ُة يَ ْد ُخ ُل ِم ْن أَِّيَها َشـ َاء ) ‪ ،‬وعند الرتم*ذي وحس*نه األلب*اين‬
‫(‪) 5‬‬
‫اب ال َ‬‫ت لَُه أَْبَو ُ‬ ‫فُِت َح ْ‬
‫صا‬ ‫من حديث أيب هريرة ‪ t‬أن رسول اهلل ‪ S‬قال ‪ ( :‬ما قَ َال َعب ٌد َال ِإلَه ِإ َّال اهلل قَ ُّ ِ‬
‫ط ُم ْخل ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬

‫‪1‬البخ**اري يف ال**بيوع ‪ ،‬ب**اب إذا أراد بيع متر بتمر خري منه ‪ ، * )2089( 2/767‬وانظر ترمجته يف الثق**ات‬
‫للبسيت ‪ ، 7/136‬وهتذيب الكمال ‪ ، 18/269‬والتعديل واجلرح أليب الوليد الباجي ‪)1000 ( 2/921‬‬
‫‪.‬‬
‫‪2‬البخاري يف اجلهاد ‪ ،‬باب فضل النفقة يف سبيل اهلل ‪. )2687 ( 3/1045‬‬
‫‪3‬البخاري يف الزكاة ‪ ،‬باب الصدقة على اليتامى ‪. )1396 ( 2/532‬‬
‫‪4‬ابن ماجه يف املقدمة ‪ ،‬باب من كان مفتاحا للخري ‪ ، )238 ( 1/87‬صحيح الرتغيب والرتهيب ( ‪. )66‬‬
‫‪5‬مسلم يف الطهارة ‪ ،‬باب الذكر املستحب عقب الوضوء ‪. )234 ( 1/209‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪116‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫ب اْل َكَبائَِر ) (‪. )1‬‬ ‫السم ِاء حتَّى ُتْف ِ‬


‫ضَي ِإلَى الَْعْر ِ‬ ‫ِإ َّال فُِت َح ْ‬
‫اجَتَن َ‬
‫ش َما ْ‬ ‫اب َّ َ َ‬ ‫ت لَُه أَْبَو ُ‬
‫وممن تسمى بالتعبد لالسم ‪ ،‬عبد الفتاح بن إمساعيل ابن عبد اهلل ابن أيب عم*رو‬
‫اهلروي (ت‪ * )540 :‬من أهل ه **راة ‪ ،‬ش **يخ من أهل اخلري ‪ ،‬مسع اإلم **ام أبا إمساعيل‬
‫عبد اهلل بن حممد بن علي األنصاري (‪. )2‬‬
‫‪   -61‬الشهيد ‪:‬‬
‫دع * **اء العب * **ادة باسم اهلل الش * **هيد هو أث * **ره على العبد يف ش * **هادته ب* **احلق ولو‬
‫أغض **بت س **ائر اخللق ‪ ،‬وأعظم ش **هادة وأجل ش **هادة هي ش **هادة التوحيد ونبذ‬
‫الشرك ‪ ،‬فعند البخاري من حديث أنس بن مالك ‪ t‬أن النيب ‪ S‬ق**ال ‪ ( :‬يَا ُمَعا ُذ بْ َن‬
‫ـال ‪:‬‬ ‫ك ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬يَا ُمَعا ُذ قَـ َ‬ ‫ول ِ‬
‫اهلل َو َسْع َديْ َ‬ ‫ك يَا َر ُس َ‬ ‫َجَب ٍل ‪َ ،‬وُمَعا ٌذ َرِديُف ُه َعَلى َّ‬
‫الر ْح ِل ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬لََّبْي َ‬
‫ـال ‪ :‬ما ِمن أ ٍ‬ ‫ول ِ‬
‫َن ُم َح َّم ًدا‬ ‫َحـد يَ ْشـ َه ُد أَ ْن َال ِإلَ َـه ِإ َّال ُ‬
‫اهلل َوأ َّ‬ ‫الثًا ‪ ،‬قَ َ َ ْ َ‬ ‫ك ‪ ،‬ثَ َ‬ ‫اهلل َو َسـ ْع َديْ َ‬ ‫ـك يَا َر ُسـ َ‬
‫لََّبْي َ‬
‫ال أ ْ ِ ِ ِ‬ ‫ول ِ‬ ‫رس ُ ِ ِ ِ ِ‬
‫َّاس‬
‫ُخب ُـر بـه الن َ‬ ‫اهلل ‪ ،‬أَفَ َ‬ ‫اهلل َعَلى النَّا ِر ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬يَا َر ُسـ َ‬‫ول اهلل ص ْدقًا م ْن َقْلِبه ِإ َّال َحَّرَم ُه ُ‬ ‫َُ‬
‫ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َفَي ْسَتْبشُروا ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬إ ًذا َيتَّكلُوا ‪َ ،‬وأ َْخَبَر بَها ُمَعا ٌذ عْن َد َمْوته تَأَثًُّما ) ‪.‬‬
‫(‪) 3‬‬ ‫ِ‬
‫ه **ذه الش **هادة ع **ادت ق **ريش النيب ‪ S‬من أجلها ‪ ،‬وت **ربأ إب **راهيم ‪ S‬من وال **ده‬
‫بس **ببها ‪ ،‬فهي أعظم ش **هادة ش **هد هبا رب الع **زة واجلالل ‪ ،‬وش **هدت هبا املالئكة‬
‫واألنبياء وأولو العلم ‪ ،‬فحري مبن وحد اهلل يف امسه الشهيد أن ميوت عليها ‪.‬‬
‫مل أجد بالبحث احلاسويب أحدا مسي عبد الشهيد يف جمال ما أجرينا عليه البحث‬
‫وإن كانت حمركات البحث علي اإلنرتنت أظهرت أمساء كثرية يف عصرنا ‪.‬‬
‫‪   -62‬المقدم ‪:‬‬
‫أثر االسم على العبد أن يق* **دم منهج اهلل على أي منهج س* **واه ‪ ،‬وال يق **دم عليه‬
‫عقله وه**واه ‪ ،‬وي**راعي ما قدمه اهلل يف أحكامه وتش**ريعاته ‪ ،‬وي**زن أولي**ات العبودية‬
‫يف التزاماته ‪ ،‬ويعمل يف ال **دنيا كأنه غ **ريب أو ع **ابر س **بيل ‪ ،‬ويتيقظ دائما لش **هوته‬
‫وهواه لرياقب ما قدمته يداه ‪.‬‬
‫وتق * **دمي العاقل منهج اهلل على أي منهج س * **واه ‪ ،‬ال بد أن يك * **ون مبحبة وإق* **رار‬
‫ويقني وتس **ليم ‪ ،‬فال يوجد من هو أعلم باهلل من اهلل وال أعلم من رس **ول اهلل ‪ S‬به‬
‫‪1‬الرتمذي يف الدعوات ‪ ،‬باب دعاء أم سلمة ‪ ، )3590 ( 5/575‬صحيح اجلامع ( ‪. )5648‬‬
‫‪2‬التجبري يف املعجم الكبري للسمعاين ‪. 1/469‬‬
‫‪3‬البخاري يف العلم ‪ ،‬باب من خص بالعلم قوما دون قوم كراهية أن ال يفهموا ‪. )128 ( 1/59‬‬
‫‪117‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫‪ ،‬ومن األم * **ور اليت تتطلب التوقف واالنتب * **اه ‪ ،‬معارضة العقل وتقدميه على كت * **اب‬
‫اهلل وس **نة رس **وله ‪ S‬الس **يما يف موض **وع األمساء احلسىن والص **فات العلى ‪ ،‬ف **رتى‬
‫العاقل من املتكلمني يرى أن عقله مقدم عليهما ‪ ،‬وأنه يعطل وي*ؤول ما ش*اء منهما‬
‫حبجة أن التع * **ارض بني العقل والنقل حاصل فيهما ‪ ،‬وأن الظ * **اهر من كالمهما فيه‬
‫تش * * **بيه ومتثيل ال بد من ص * * **رفه ب * * **دليل أو بغري دليل ‪ ،‬ولو حقق األمر لعلم أنه من‬
‫احملال أن يتع* * **ارض العقل الص* * **ريح الواضح مع النقل الص* * **حيح الث* * **ابت ‪ ،‬بل العقل‬
‫الصريح يشهد للنقل الصحيح ويؤيده ‪ ،‬والسبب يف ذلك سبب منطقي ‪ ،‬والتس*ليم‬
‫به أمر حتمي ‪ ،‬ه**ذا الس**بب هو وح**دة الص**نعة واملص**در ؛ فال**ذي خلق العقل هو‬
‫ال**ذي أرسل إليه النقل وهو ‪ ‬أعلم بص**ناعته لعقل اإلنس**ان ‪ ،‬وأعلم مبا يص**لحه يف‬
‫دار االبتالء واالمتح * * **ان ودار اجلزاء ونعيم اجلن * * **ان ‪ ،‬وهو أعلم مبا يص * * **لحه يف كل‬
‫زم**ان ومك**ان ؛ ف**إذا وضع احلق تب**ارك وتع**اىل نظاما دقيقا لص**الح ص**نعته ‪ ،‬وأل**زم‬
‫اإلنس **ان بب **الغ علمه وحكمته أن يعمل مبنهجه وشريعته ‪ ،‬ك **ان من احملال أن يضل‬
‫اإلنس **ان أو يش **قى ‪ ،‬أو يعيش معيشة ض **نكا إذا ق **دم منهج اهلل وهدايته على عقله‬
‫ِ ِ‬ ‫ـال ْاهِبطَا ِمْنَها َج ِميعـاً َبْع ُ‬
‫ضـ ُك ْم لَِبْع ٍ‬
‫ض َعـ ُدٌّو فَِإَّما يَـأْتَينَّ ُك ْم منِّي ُه ً‬
‫ـدى فَ َم ِن‬ ‫ورؤيته ق*ال ‪  : ‬قَ َ‬
‫شـُرُه َي ْـوَم‬ ‫ض َع ْن ِذ ْـك ِري فَـِإ َّن لَ ُـه َمِعي َشـ ًة َ‬
‫ضـْنكاً َونَ ْح ُ‬ ‫َّاتبع ُه َداي فَال ي ِ‬
‫ضـ ُّل َوال يَ ْشـَقى َوَم ْن أَ ْع َـر َ‬ ‫ََ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ك أََتْت َ‬
‫ـك آيَاُتَنا َفَنسـ َيتَها‬ ‫ِ‬
‫ـال َـك َذل َ‬
‫ت بَصـيراً قَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب ل َم َح َشـْرتَني أَ ْع َمى َوقَ ْـد ُكْن ُ‬ ‫الِْقَي َام ِـة أَ ْع َمى قَ َ‬
‫ـال َر ِّ‬
‫َو َك َذلِ َك الَْيْوَم ُتْن َسى ِ ‪[‬طه ‪. ]126:123‬‬
‫ومعل **وم عند س **ائر العقالء أن أوىل من يضع نظ **ام تش **غيل املص **نوعات خمرتعها‬
‫وص **انعها ‪ ،‬ولو ح **دث خلل يف التش **غيل ف **ذلك إما لس **وء املنهج أو ع **دم االل **تزام‬
‫بال * **دليل ‪ ،‬ك * **ذلك وهلل املثل األعلى لو ح * **دث تع * **ارض بني العقل والنقل ف * **ذلك‬
‫لس * **ببني ال ث * **الث هلما ‪ ،‬إما أن النقل مل يثبت فيتمسك م * **دعي التع * **ارض حبديث‬
‫ض* * * * * **عيف أو موض* * * * * **وع وينقلها للن* * * * * **اس على أنه من كالم النيب ‪ S‬دون متحيص ‪،‬‬
‫والس * **بب الث * **اين يف التع * **ارض بني العقل والنقل أن العقل مل يفهم النقل ومل ي * **درك‬
‫خطاب اهلل ‪ ‬على النحو الصحيح ‪.‬‬
‫وال **ذي يق **دم عقله على الكت **اب والس **نة يف ب **اب األمساء والص **فات وغري ذلك‬
‫من الغيبي * **ات أو األحك * **ام والتكليف * **ات ‪ ،‬ال بد أن يعلم أن اهلل عز وجل ملا أهبط‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪118‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫األب*وين من اجلنة عهد إليهما عه*دا هلما وجلميع الذرية إىل ي*وم القيامة ‪ ،‬وض*من ملن‬
‫متسك بعهده أنه ال يضل وال يشقى ‪ ،‬وملن أعرض عنه معيشة ضنكا ‪.‬‬
‫كما أن املتمس* * * * * * **كني باألدلة القرآنية والنبوية وال* * * * * * **ذين يق* * * * * * **دموهنا على آرائهم‬
‫وعق**وهلم الس**يما يف ب**اب الص**فات اإلهلية ‪ ،‬ه**ؤالء قد ش**هد اهلل هلم ب**العلم واليقني‬
‫وكفى به ش* **هيدا بني املختص* **مني ‪ ،‬ش* **هد هلم أهنم على بص* **رية من رهبم وبينة من‬
‫أم**رهم وأهنم هم أولو العقل واأللب**اب ‪ ،‬وأن هلم ن**ورا على ن**ور وأهنم هم املهت**دون‬
‫املفلح**ون ‪ ،‬ألن الرسل يف بالغهم عن رهبم ص**ادقون وال خيربون عن اهلل إال ب**احلق‬
‫ال* **ذي يعلم* **ون وال خيربون عن أمسائه وص* **فاته وأفعاله وأحكامه إال ب* **احلق احملض ‪،‬‬
‫س * * * * * * * **واء يف التكليف والطلب وأحك * * * * * * * **ام العبودية ‪ ،‬أو يف اخلرب عن توحيد األمساء‬
‫والصفات والربوبية ‪.‬‬
‫وهذه أول درج* * **ات اإلميان عند كل مس* * **لم ص* * **ادق ‪ ،‬فمىت علم املؤمن أن‬
‫الرسول ‪ S‬أخرب بشيء من الغيبيات أو األمساء والصفات صدق تصديقا جازما يبلغ‬
‫علم اليقني ‪ ،‬وي* * * * **زداد املؤمن إميانا بعني اليقني وحق اليقني ‪ ،‬وعلم أيضا أنه ال جيوز‬
‫أن يكون يف الوحي شيء باطين خمفي خبالف ما فهمه سائر الناس ‪ ،‬وأنه من احملال‬
‫أن يع * **ارض ال * **وحي دليل عقلي حيدث التخبط وااللتب * **اس ‪ ،‬وأن كل من يظن أنه‬
‫يع **ارض خرب الرسل حبججه العقلية وآرائه الفكرية فحجته داحضة وش **بهته فاس **دة‬
‫وهي من جنس السفس*طة وأن*واع القرمطة ‪ ،‬ف*العقالء عن اهلل يعلم*ون أنه من احملال‬
‫*اب اهلل وس*ن َة رس*وله ‪ S‬رأي أو مق*ال ‪ ،‬فما الظن مبن اعتقد أن أدلة‬ ‫أن يع*ارض كت َ‬
‫ال**وحي متض**اربة وأن أدلة العقل والنقل متعارضة ‪ ،‬وأنه ينبغي كما يزعم**ون تق**دمي‬
‫العقل على النقل عند التعارض ‪.‬‬
‫والقصد أن من وحد اهلل يف امسه املق**دم ينبغي أن يق**دم منهج اهلل على أي منهج‬
‫وال يق **دم عليه عقله وه **واه ‪ ،‬ويفخر ب **ذلك ويعلم أنه على بص **رية يف اتب **اع الس **نة‬
‫وترك البدعة ‪ ،‬وأن التوحيد نور وأن الشرك ظلمة ‪.‬‬
‫ومن دع* **اء العب* **ادة أيضا أن ي* **راعي ما قدمه اهلل يف أحكامه وتش* **ريعاته ‪ ،‬وي **زن‬
‫أوليات العبودية يف التزاماته ‪ ،‬فال يقدم مندوبا على واجب مفروض ‪ ،‬وال خيلط يف‬
‫األحك* * * * **ام بني ما هو معل* * * * **وم حمدود ‪ ،‬فأحك* * * * **ام العبودية اليت جعلها اهلل عز وجل‬
‫‪119‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫تكليفا لقلب العبد ولس* * * * **انه وجوارحه هي الواجب* * * * **ات واملس* * * * **تحبات واملباح * * **ات‬
‫واملكروه* * **ات واحملرم* * **ات ‪ ،‬فمن ق* * **دم بعقله وأخر برأيه ش* * **يئا على ش * **يء يف غري‬
‫املباح*ات مما أمر اهلل وش*رع فهو حمدث يف دين اهلل مبت*دع ‪ ،‬كمن أل*زم نفسه ب*ورد‬
‫يف الذكر وقدم شيخه وكالمه على ما تبت به األمر ‪ ،‬وزعم أن قراءة الورد تع*ادل‬
‫االل**تزام بك**ذا وك**ذا من أم**ور الش**رع آالف املرات ‪ ،‬وك**ذلك ادع**اء البعض ال**رتفع‬
‫عن طلب األجر يف عب*ادهتم هلل وأهنم إمنا يعب*دون اهلل وال يطمع*ون يف جنة أو ن*ار ‪،‬‬
‫وأن عب **ادهتم ح **رة من طلب األغي **ار وفعل التج **ار ‪ ،‬فه **ؤالء ق **دموا أنفس **هم على‬
‫كت**اب اهلل وما ثبت عن رس**وله ‪ S‬من األخب**ار ‪ ،‬وجعل**وا أنفس**هم أعلى مرتبة من‬
‫سيد اخللق يف عبادته للواحد القهار ‪.‬‬
‫ومن دع **اء العب **ادة أيضا أن يتيقظ العبد لش **هوته وه **واه ‪ ،‬وي **راقب يف كل ي **وم‬
‫حص*يلة إميانه وما قدمته ي*داه ‪ ،‬قبل أن ين*دم بني ي*دي اهلل حني ال ينفع الن*دم ‪ ،‬ق*ال‬
‫يء َيْوَمِئـ ٍـذ‬ ‫ِ‬
‫ص ـّفاً َوج َ‬
‫ص ـّفاً َ‬
‫ـك َ‬
‫ك َوال َْمَلـ ُ‬
‫ض َد ّـكـ اً َد ّـكـ اً َو َجــاء َربُّ َ‬ ‫تع **اىل ‪َ  :‬كال ِإ َذا ُد َّك ِ‬
‫ت األَْر ُ‬
‫ٍِ‬ ‫ول يا لَْيَتِني قَدَّْم ُ ِ ِ‬ ‫اإلنسا ُن َوأَنَّى ل َُه ِّ‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫ت ل َحَيـاتي َفَيْوَمئـذ ال ُيَع ِّـذ ُ‬ ‫الذ ْكَرى َيُق ُ َ‬ ‫ب َجَهن ََّم َيْوَمئذ َيَت َذ َّكُر ِ َ‬
‫صـالَة َوآتُـوا‬ ‫َح ٌد ‪[ ‬الفج*ر‪ ، ]21/26 :‬وق*ال ‪َ  : ‬وأَِق ُيمـوا ال َّ‬ ‫َح ٌد َوال يُوثِ ُق َوثَاقَ ُـه أ َـ‬ ‫َع َذابَُه أ َ‬
‫وه ِعْنـ َد ِ‬
‫اهلل ُـه َـو َخْيــراً‬ ‫ِ‬
‫اهلل َقْرضـاً َح َسـناً َوَما ُتَقــدُِّموا َألْنُف ِسـ ُك ْم م ْن َخْيـ ٍر تَ ِـج ُد ُ‬ ‫َّ‬
‫الز َـكـا َة َوأَ ْق ِر ُ‬
‫ضـوا َ‬
‫ِ‬ ‫وأَ ْعظَم أَجـراً واسـت ْغِفروا اهلل ِإ َّن اهلل َغُف ِ‬
‫يم ‪[ ‬املزم**ل‪ ، ]20 :‬وق**ال ‪  :‬يَا أَُّيَها الـذ َ‬
‫ين‬ ‫ـور َرح ٌ‬ ‫َ ٌ‬ ‫َ َ ْ َ َْ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ـير ب َما َت ْع َملُـو َن‪[ ‬احلش*ر‪:‬‬ ‫اهلل إ َّن َ‬
‫اهلل َخب ٌ‬ ‫ت ل َغـد َو َّاتُقـوا َ‬ ‫س َما قَـدََّم ْ‬ ‫آمنُـوا َّاتُقـوا َ‬
‫اهلل َولَْتْنظُ ْـر َنْف ٌ‬ ‫َ‬
‫‪. ]18‬‬
‫أما من جهة التس* * * * * * * **مية بعبد املق* * * * * * * **دم والتعبد هبذا االسم فلم يتسم به أحد من‬
‫الس**لف أو اخللف يف جمال ما أجرينا عليه البحث احلاس**ويب ‪ ،‬وأيضا مجيع حمرك**ات‬
‫البحث علي اإلن**رتنت ‪ ،‬وهنيئا ملن مسى نفسه أو ول**ده هبذا االسم ؛ فس**يكون أول‬
‫من تعبد هلل به واهلل أعلم ‪.‬‬
‫‪   -63‬المؤخر ‪:‬‬
‫أثر االسم على العبد أن يؤخر ما أخره اهلل ‪ ‬؛ فرياعي أحكام العبودية يف تأخري‬
‫ما أخ**ره وتق**دمي ما قدمه ‪ ،‬ق**ال تع**اىل ‪  :‬يا أَُّيَها الـ ِـذين آمنُــوا ال ُتَقــدِّموا بْين ي ـ َد ِي ِ‬
‫اهلل‬ ‫ُ َََ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫اهلل َسـ ـ ِم ٌيع َعِل ٌيم ‪[ ‬احلج **رات‪ ، ]1:‬وقد ح **ذر اهلل ‪َ ‬من‬ ‫ِِ‬
‫اهلل ِإ َّن َ‬
‫َوَر ُسـ ـوله َو َّاتُقــوا َ‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪120‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫َرف * َ*ع ص **وته يف حض **رة نبيه ‪ S‬وأن **ذره أن حُيْبط عمله ‪ ،‬فكيف مبن حنى‬
‫حكمه ووصف ش **رعه بالرجعية ‪ ،‬وق**دم عليه تش**ريعات وض**عية ومن **اهج‬
‫َعلمانية ش**يوعية ‪ ،‬روى مس**لم من ح**ديث أنس ‪ t‬أنه ق**ال ‪َّ ( :‬لما َنـ َـزل‬
‫صـْو ِت النَِّب ِّي‬ ‫ِ‬
‫آمنُــوا ال َتْرَفُعــوا أَ ْ‬
‫صـَواتَ ُك ْم َفـ ْـو َق َ‬ ‫قــول اهلل تعالى ‪  :‬يَا أَُّيَها الــذ َ‬
‫ين َ‬
‫ض أَ ْن تَ ْحَبـ ـ ـ َط أَ ْع َمـ ــالُ ُك ْم َوأَْنتُ ْم ال‬ ‫ضـ ـ ـ ُك ْم لَِبْع ٍ‬
‫وال تَ ْجَهـ ــروا لَ ـ ـ ُـه بِ ـ ــاْلَقوِل َكج ْـهـ ـ ِر بْع ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫َِ‬
‫س في َبْيِتـ َــِه َوقَــال ‪ :‬أَنَا م ْن أ َْهل‬ ‫ِ‬ ‫ت بْ ُن َقْي ٍ‬ ‫ِ‬
‫ب‬
‫َ َ َ ُ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ث‬ ‫لس‬ ‫ج‬ ‫‪،‬‬ ‫]‬‫‪2‬‬ ‫*رات‪:‬‬ ‫*‬‫ج‬ ‫[احل‬ ‫‪‬‬ ‫ن‬‫تَ ْ ُُ َ‬
‫و‬ ‫ر‬‫ع‬‫ـ‬ ‫ش‬
‫ـاذ َفَقــال ‪ :‬يَا أَبَا َع ْـم ٍرو‬ ‫النَّا ِر واحَتبس َع ِن النَِّب ِّي ‪ ، S‬فَسـأَل النَِّب ُّي ‪ S‬سـ ْع َد بن معـ ٍ‬
‫َ ْ َ َُ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ َ‬
‫ت ل ُـه‬ ‫لم‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫اهلل‬ ‫ـول‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫يا‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ا‬‫لج‬ ‫ه‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫‪:‬‬ ‫د‬‫ع‬‫س‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫؟‬ ‫ى‬ ‫ك‬ ‫ت‬‫اش‬ ‫ٍ‬
‫ت‬ ‫َما َشْأ ُن ثَابِ‬
‫ََ َ ْ ُ‬ ‫َ ٌَْ ُ َ‬ ‫َْ َ‬
‫لت‬ ‫ت ‪ :‬أُنْـ ِز ْ‬ ‫اهلل ‪َ S‬فَقـال ثَـابِ ٌ‬ ‫بِ َشـ ْكوى ‪ ،‬قَـال ‪ :‬فَأَتَ ُـاه سـ ْع ٌد فَـ َذ َكر ل ُـه َقـول رسـول ِ‬
‫ْ َُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اهلل ‪ S‬فَأَنَا ِم ْن أ َْهل‬ ‫َه ِذِه اآليـُة ‪ ،‬ولَق ْـد َعلمتُم أَنِّي ِمن أَرفَِع ُكم صـوتًا على رسـول ِ‬
‫َُ‬ ‫ْ ْ ْ َْ‬ ‫ْْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اهلل ‪ : S‬بل ُهـو ِمن أ َْهل الجنَّةِ‬ ‫ول ِ‬ ‫ِ‬
‫لك َسْع ٌد للنَّب ِّي ‪َ ، S‬فَقال َر ُس ُ‬ ‫النَّا ِر ‪ ،‬فَ َذ َكَر َذ َ‬
‫َ‬ ‫َ َ ْ‬
‫الجنَِّة ) ‪.‬‬
‫(‪) 1‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ،‬فَ ُكنَّا َنَر ُاه يَ ْمشي َبْي َن أَظُْه ِرنَا َر ُج ٌل م ْن أ َْهل َ‬
‫فينبغي ملن وحد اهلل يف امسه املؤخر أن حيذر من تق* * **دمي ما أخ* * **ره اهلل ولو اجتمع‬
‫اخللق على تقدميه ‪ ،‬أو ي**ؤخر ما قدمه ولو اجتمع**وا على ت**أخريه ‪ ،‬ف**إن ال**دنيا ملك‬
‫هلل ال هلم ‪ ،‬ودخ * * **ول اجلنة بإذنه هو دون إذهنم ‪ ،‬وقد جعل اهلل النج * * **اة يف ش * **رعه‬
‫دون شرعهم ‪ ،‬وأخص بالذكر احلذر من دع*اوي املبطلني يف العبث بأحك*ام اهلل يف‬
‫نس **اء املس **لمني ‪ ،‬في **ؤخروهنن حيث ق **دمهن اهلل ‪ ،‬ويق **دموهنن حيث أخ **رهن اهلل ‪،‬‬
‫حىت أص*بحت حي*اهتن ض*ياعا ‪ ،‬ووج*ودهن جمرد ش*هوة ومتاعا ‪ ،‬ق*دم اهلل النس*اء يف‬
‫ص **حبة األبن **اء هلن ورع **ايتهن ‪ ،‬ف **أخروهن وأخرج **وهن من بي **وهتن وت **ركن رعاية‬
‫أوالدهن حىت أصبح الولد ال ي*رى أمه ‪ ،‬وال يع*رف إال خادمته أو مربيته أو خادنته‬
‫‪ ،‬تقليد أعمى للمنحلني املتحررين من أوامر اهلل ‪ ،‬روى اإلمام البخاري من حديث‬
‫َح ُّق بِ ُح ْس ِن‬ ‫اهلل ‪َ S‬فَق َال ‪ :‬يا رس َ ِ‬
‫ول ِ‬ ‫أيب هريرة ‪ t‬أنه قال ‪َ ( :‬جاء ر ُجل ِإلَى ر ُس ِ‬
‫ول اهلل َم ْن أ َ‬ ‫َ َُ‬ ‫ََ ٌ َ‬
‫ـال‬
‫ك ‪ ،‬قَ َ‬
‫ـال ‪ :‬أُُّم َ‬
‫ـال ‪ :‬ثُ َّم َم ْن ؟ قَ َ‬
‫ك ‪ ،‬قَ َ‬
‫ـال ‪ :‬أُُّم َ‬
‫ـال ‪ :‬ثُ َّم َم ْن ؟ قَ َ‬
‫ك ‪ ،‬قَ َ‬ ‫صـ َحابَِتي ؟ قَ َ‬
‫ـال ‪ :‬أُُّم َ‬ ‫َ‬
‫(‪) 2‬‬
‫وك ) ‪.‬‬ ‫‪ :‬ثُ َّم َم ْن ؟ قَ َال ‪ :‬ثُ َّم أَبُ َ‬
‫وأخر اهلل ‪ ‬النس*اء حفاظا عليهن وص*يانة هلن ‪ ،‬وقطعا ملرضى القل*وب وطمعهم‬
‫‪1‬مسلم يف اإلميان ‪ ،‬باب خمافة املؤمن أن حيبط عمله ‪. )119 ( 1/110‬‬
‫‪2‬البخاري يف كتاب األدب ‪ ،‬باب من أحق الناس حبسن الصحبة ‪. )5626 ( 5/2227‬‬
‫‪121‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫فيهن ‪ ،‬فج**اء ه**ؤالء وأخرج**وهن وخلع**وا السرت واحلي**اء عن وج**وههن وأجس**ادهن‬


‫وع*وراهتن ووض*عوهن فيما ليس من ش*أهنن ‪ ،‬وأقنع*وهن بتح*دي خ*القهن ‪ ،‬وت*أخري‬
‫ش **رعه فيهن ‪ ،‬كل ذلك مزامحة منهن للرج **ال يف كل ش **يء ‪ ،‬وك **أهنن ي **ردن من‬
‫رهبن أن حيوهلن رج **اال ب **دال من قض **ائه وق **دره ال **ذي ال يرض **يهن ‪ ،‬فتم **ردن على‬
‫خ **القهن وحتررن من إرادته هلن ‪ ،‬حىت أص **بحن س **لعة فاس **دة وبض **اعة كاس **دة ال‬
‫تصلح لبناء أمة تشرف نبيها ‪ S‬وتعتز بدينها ‪ ،‬ومن مث فإن املس*لمة اليت وح*دت اهلل‬
‫يف امسه املؤخر عليها أن تطيع رهبا ‪ ،‬وال تع**رتض على ق**درها يف كوهنا ام**رأة ‪ ،‬فاهلل‬
‫ملا فضل الرجل يف اإلنف **اق والقوامة أخرها يف منزهلا حفاظا عليها وطلبا للس **المة ‪،‬‬
‫الن َسـ ِاء بِ َما‬
‫ال َقَّو ُامـو َن َعَلى ِّ‬ ‫فهي املستفيدة أوال من سعيه وكس*به ‪ ،‬ق*ال تع*اىل ‪ِّ  :‬‬
‫الر َج ُ‬
‫ـات لِْل َغْي ِ‬
‫ب بِ َما‬ ‫ـات َح ِافظَ ٌ‬ ‫ض َوبِ َما أَْنَفُقوا ِم ْن أَْمَوالِِه ْم فَ َّ‬
‫الصالِ َح ُ‬
‫ات قَانَِت ٌ‬ ‫ضُه ْم َعَلى َبْع ٍ‬
‫اهلل َبْع َ‬
‫َّل ُ‬
‫فَض َ‬
‫اهلل ‪[ ‬النس**اء‪ ، ]34 :‬وملا أخرها للوق**وف يف الص**فوف للص**الة ك**ان حفاظا‬ ‫ِ‬
‫َحفـ َظ ُ‬
‫على مكانتها وس**المتها وتقواها بني ي*دي اهلل ‪ ،‬روى مس**لم من ح*ديث أيب هري*رة‬
‫آخرها و َخيـر صـ ُف ِ‬
‫وف‬ ‫ِ‬ ‫الر َج ِ‬ ‫‪ t‬أن رس*ول اهلل ‪ S‬ق*ال ‪َ ( :‬خير صـ ُف ِ‬
‫ـال أ ََّول َُها َو َشـ ُّر َها ُ َ َ ْ ُ ُ‬ ‫وف ِّ‬ ‫ُْ ُ‬
‫النِّس ِاء ِ‬
‫آخ ُر َها َو َش ُّر َها أ ََّول َُها ) (‪.)1‬‬ ‫َ‬
‫ومن دع **اء العب **ادة أيضا أن يأخذ املس **لم بالرخصة يف التق **دمي والت **أخري ‪ ،‬ويتبع‬
‫الس**نة يف ذلك طاملا صح فيه ال**دليل ‪ ،‬روى البخ**اري من ح**ديث عبد اهلل بن عمر‬
‫سـ ـ ـَف ِر ُيـ ـ َـؤخُِّر‬
‫سـ ـ ـْيُر في ال َّ‬ ‫ول ِ‬
‫اهلل ‪ِ S‬إ َذا أَ ْع َجَل ـ ـ ُـه ال َّ‬ ‫ت َر ُسـ ـ ـ َ‬‫رضي اهلل عنهما أنه ق* **ال ‪َ ( :‬رأَيْ ُ‬
‫ِ ِ (‪) 2‬‬
‫ال َْم ْغـ ِر َب َحتَّى يَ ْج َـم َـع َبْيَنَها َوَبْي َن الْع َشـاء ) ‪ ،‬وعند مس**لم من ح**ديث أيب عطية أنه‬
‫ال ِن ِم ْن‬ ‫وق ‪َ :‬ر ُج َ‬ ‫وق َعَلى َعائِ َش ـ َة رضي اهلل عنها َفَقـ َ‬
‫ـال لََها َم ْس ـُر ٌ‬ ‫ْت أَنَا َوَم ْس ـُر ٌ‬ ‫ق **ال ‪َ ( :‬د َخل ُ‬
‫اآلخ ُـر‬ ‫ب َو ِ‬
‫اإلْفطَـ َـار ‪َ ،‬و َـ‬ ‫َحـ ُد ُه َما ُيَع ِّج ُل ال َْم ْغـ ِر َ‬ ‫اب ُم َح َّم ٍد ‪ِ S‬ك َ‬
‫الُه َما َال يَ ـْألُو َع ِن اْل َخْيـ ِر ‪ ،‬أ َ‬ ‫ص ـ َح ِ‬ ‫أَ ْ‬
‫ـال ‪َ :‬عْبـ ُد ِ‬ ‫ب َو ِ‬ ‫ب َو ِ‬
‫َت ‪:‬‬ ‫اهلل ‪َ ،‬فَقـال ْ‬ ‫اإلْفطَ َار ؟ قَ َ‬ ‫َت ‪َ :‬م ْن ُيَع ِّج ُل ال َْم ْغ ِر َ‬
‫اإلْفطَ َار ‪َ ،‬فَقال ْ‬ ‫ُيَؤخُِّر ال َْم ْغ ِر َ‬
‫اهلل ‪ S‬يَ ْصَن ُع ) (‪. )3‬‬‫ول ِ‬‫َه َك َذا َكا َن َر ُس ُ‬
‫أما من جهة التس* * * * * * * **مية بعبد املؤخر والتعبد هلل هبذا االسم فلم يتسم به أحد من‬
‫الس**لف أو اخللف يف جمال ما أجرينا عليه البحث احلاس**ويب ‪ ،‬وأيضا مجيع حمرك**ات‬
‫‪1‬مسلم يف الصالة ‪ ،‬باب تسوية الصفوف وإقامتها وفضل األول فاألول منها ‪. )440 ( 1/326‬‬
‫‪2‬البخاري يف تقصري الصالة ‪ ،‬باب يصلي املغرب ثالثا يف السفر ‪. )1041 ( 1/370‬‬
‫‪3‬مسلم يف الصيام ‪ ،‬باب فضل السحور وتأكيد استحبابه ‪. )1099 ( 2/772‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪122‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫البحث علي اإلن* * **رتنت ‪ ،‬وهنيئا ملن مسى نفسه أو ول* * **ده هبذا االسم فس * **يكون أول‬
‫من تعبد هلل به واهلل أعلم ‪.‬‬
‫‪   -64‬المليك ‪:‬‬
‫ملا ك* **ان املليك ي* **دل على الكم* **ال املطلق يف وصف امللك وامللكية معا ‪ ،‬ك* **ان‬
‫دع * **اء العب * **ادة متمثال يف كم * **ال التوحيد والعبودية وخض * **وع العبد ملليكه بالكلية ‪،‬‬
‫فقلبه يطمئن حببه ولس* **انه رطب ب* **ذكره ‪ ،‬وبدنه يس* **عى لقربه ‪ ،‬وقد ك* **ان النيب ‪S‬‬
‫يك* * **ثر من تس* * **بيح اهلل بامسه امللك الق* * **دوس ويرفع ص* * **وته ب* * **ذلك ‪ ،‬روى أبو داود‬
‫وص **ححه األلب **اين من ح **ديث أيب بن كعب ‪ t‬أن رس **ول اهلل ‪ S‬ك **ان إذا س **لم يف‬
‫ُّوس ) (‪ ، )1‬وروى النس**ائي وص**ححه األلب**اين من‬ ‫ال**وتر ق**ال ‪ ( :‬س ـْبحا َن الْمِلـ ِ‬
‫ـك اْلُقــد ِ‬ ‫ُ َ َ‬
‫ِ‬
‫ح **ديث بن أب **زى ‪ t‬أن النيب ‪َ ( : S‬كــا َن يُ ــوتُر بِ َس ـِّب ِح ا ْس ـ َم َربِّ َ‬
‫ك ا َأل ْعَلى ‪ ،‬وقُ ـ ْـل يَا أَُّيَها‬
‫ث م َّـر ٍ‬
‫ات‬ ‫ول بْع َد ما يسـِّلم ‪ :‬سـْبحا َن الْمِل ِ‬
‫ـك اْلُقـد ِ‬ ‫ِ‬
‫ال َ َ‬
‫ُّوس ‪ ،‬ثَ َ‬ ‫َح ٌد َوَيُق ُ َ َ ُ َ ُ ُ َ َ‬ ‫اهلل أ َ‬
‫اْل َكافُرو َن ‪َ ،‬وقُ ْل ُهَو ُ‬
‫َيْرفَ ُع بَِها َصْوتَُه ) (‪. )2‬‬
‫وذكر أبو ط **الب املكي أن النفس مبتالة بأربعة أوص **اف ‪ ،‬أوهلا مع **اين ص **فات‬
‫الربوبية حنو الكرب واجلربية وحب املدح والعز والغىن ‪ ،‬ومبتالة ب* * * **أخالق الش * * **ياطني‬
‫مثل اخلداع واحليلة واحلسد ‪ ،‬ومبتالة بطب**ائع الب**دن وحب األكل والش**رب والنك**اح‬
‫‪ ،‬وهي مع ذلك كله مطالبة بأوص* * * * * **اف العبودية مثل اخلوف والتواضع وال * * * **ذل ‪،‬‬
‫والنفس خلقت متحركة وأم**رت بالس**كوت ‪ ،‬وأىن هلا ذلك إن مل يت**داركها املليك‬
‫‪ ،‬وكيف تسكن باألمر إن مل يس*كنها حمركها ب*اخلري ‪ ،‬فال يك*ون العبد عب*دا خملصا‬
‫حىت يك**ون للمع**اين الثالثة خملصا ‪ ،‬ف**إذا حتققت أوص**اف العبودية ك**ان خالصا من‬
‫املعاين اليت هي بالؤه من صفات الربوبية ‪ ،‬فإخالص العبودية للوحدانية عند العلم*اء‬
‫املوح**دين أشد من اإلخالص يف املعاملة عند الع**املني ‪ ،‬وب**ذلك رفع**وا إىل مقام**ات‬
‫القرب ‪ ،‬وذلك أنه ال يكون عندهم عب*دا حىت يك*ون من املخالف*ات ح*را ‪ ،‬فكيف‬
‫يك*ون عب َ*د رب وهو عب ُ*د عبد ؟ (‪ )3‬روى البخ*اري عن أيب هري*رة أن النيب ‪ S‬ق*ال‬
‫‪1‬أبو داود يف الصالة ‪ ،‬باب يف الدعاء بعد الوتر ‪. )1430 ( 2/65‬‬
‫‪2‬النسائي يف قيام الليل وتطوع النهار ‪ ، )1732 ( 3/244‬مشكاة املصابيح ( ‪. )1275‬‬
‫‪3‬قوت القلوب ‪ 1/85‬بتصرف ‪.‬‬
‫‪123‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫ط َسـ ِخ َ‬
‫ط‬ ‫ِّينا ِر و َعْبـ ُد الـدِّر َه ِم و َعْبـ ُد اْل َخ ِميصـ ِة ‪ِ ،‬إ ْن أُ ْع ِطى ر ِ‬
‫ضـ َي َوِإ ْن ل َْم ُي ْـع َ‬ ‫‪ ( :‬تَِع‬
‫ََ‬ ‫ْ َ (‪َ )1‬‬ ‫س َعْب ُد الد َ َِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫ش) ‪.‬‬ ‫ال اْنَتَق َ‬
‫يك فَ َ‬ ‫س َوِإ َذا ش َ‬ ‫س َواْنَت َك َ‬
‫‪ ،‬تَع َ‬
‫وخبص*وص التس*مية بعبد املليك والتعبد هلل به ‪ ،‬فلم يتسم به أحد من الس*لف أو‬
‫اخللف يف جمال ما أجرينا عليه البحث احلاسويب ‪ ،‬وأظهر البحث يف اإلن**رتنت بعضا‬
‫من املسلمني يف مصر تسموا به ‪.‬‬
‫‪   -65‬المقتدر ‪:‬‬
‫دع **اء العب **ادة اعتق **اد وق **ول وعمل ‪ ،‬أما االعتق **اد فاملوحد يعتقد يف تق **دير اهلل‬
‫وقدرته على مجي*ع املوج*ودات ‪ ،‬وي*ؤمن خبلق*ه وت*دبريه جلمي*ع الكائن*ات ‪ ،‬وي*نزه اهلل ‪‬‬
‫أن يكون يف ملكه شيء ال يقدر عليه ‪ ،‬فيثبت التقدير السابق على اخللق ‪ ،‬وأن العب**اد‬
‫يعملون وفق م*ا ق*دره احلق ‪ ،‬وأن اهلل ‪ ‬خل*ق ال*دنيا بأس*باب ت*ؤدي إىل نت*ائج ‪ ،‬وعل*ل‬
‫ت**ؤدي إىل معل**والت ‪ ،‬وأن الس**بب والنتيج**ة أو العل**ة واملعل**ول خملوق**ان مبراتب الق**در‬
‫ومها بني التقدير والقدرة ‪ ،‬سواء ارتبط املعلول بعلته أو انفصل عن علته ‪ ،‬فأه*ل اليقني‬
‫ينظرون إىل األسباب ويعلمون أن اهلل خلقها وهو ال*ذي يقلبه*ا مبراتب الق*در وأنه*ا يف‬
‫ترابطها أو انفصاهلا صادرة عن كمال احلكمة يف ابتالء العباد ‪.‬‬
‫أم**ا أث**ر االس**م يف عبودي**ة اللس**ان فيظه**ر حني يعل**ق املوح**د أفعال**ه على مش**يئة اهلل‬
‫وقدرته ‪ ،‬سواء يف ماضيه أو حاضره أو مستقبله ‪ ،‬وقد علمن*ا نبين*ا ‪ S‬أن املوح*د يق*ول‬
‫فيم**ا وق**ع ومض**ى من األح**داث ‪ :‬ق**در اهلل وم**ا ش**اء فع**ل ‪ ،‬وال يق**ل ‪ :‬ل**و ك**ان ك**ذا‬
‫وك **ذا ‪ ،‬لك **ان ك **ذا وك **ذا ‪ ،‬فال راد لقض **ائه وال معقب حلكم **ه ‪ ،‬الس **يما بع **د نف **اذ‬
‫الت*دبري ووق*وع الق*درة على التق*دير ‪ ،‬وإمنا جيوز للموح*د أن ي*ذكر ذل*ك فيم*ا يس*تقبل‬
‫ألنه ال يعلم ما ستجري به املقادير ‪.‬‬
‫أما رد األمر إيل املشيئة والقدرة يف احلاض*ر فيق*ول دائم*ا ‪ :‬ال ح*وال وال ق*وة إال باهلل‬
‫اهلل‬
‫لت َمـا َشـ َاء ُ‬
‫ـك قُ َ‬ ‫عمال مبا ورد يف قول اهلل ‪ ‬عن العبد الص*احل ‪َ  :‬و ْلوال ِإ ْذ َد َخ َ‬
‫لت َجنََّت َ‬
‫اهلل ‪[ ‬الكهف‪ ، ]39 :‬وهنا ينسب املوحد النعم*ة إىل املنعم ‪ ،‬وي*رد األم*ر فيه*ا‬ ‫ال ُقَّوَة ِإال بِ ِ‬
‫إىل مش**يئة اهلل وقدرت**ه ‪ ،‬فالعب**د الص**ادق م**ؤمن ب**أن اهلل ق**ائم بالقس**ط والت**دبري ومنف**رد‬
‫باملش**يئة والتق**دير ‪ ،‬يت**وىل ت**دبري ش**ئون الع**املني وه**و يف تق**ديره أحكم احلاكمني وخ**ري‬
‫‪1‬البخاري يف اجلهاد ‪ ،‬باب احلراسة يف الغزو يف سبيل اهلل ‪. )2730 ( 1057 /3‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪124‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫الرازقني ‪ ،‬ال يطمع يف سواه وال يرجو إال إياه ‪ ،‬وال يشهد يف العط*اء إال مش*يئته ‪ ،‬وال‬
‫يرى يف املنع إال حكمته ‪ ،‬وال يعاين يف القبض والبسط إال قدرته ‪ ،‬فعند ذل*ك يق*ول ‪:‬‬
‫‪ ‬ومــا َتــوِف ِيقي ِإال بِ ِ‬
‫اهلل َع ْليـ ِـه َتــو َّك ُ ِ ِ‬
‫يب ‪[ ‬ه**ود‪ ، ]88 :‬وأم**ا رد األم**ر إيل مش**يئة‬ ‫لت َوِإ ْليــه أُن ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ ْ‬
‫ـل‬‫ـولن ل َشـ ْيٍء ِإنِّي فَ ِـ‬
‫اع ٌ‬ ‫وقدرت**ه يف املس**تقبل فه**و كق**ول اهلل س**بحانه وتع**اىل ‪َ  :‬وال َتُقـ َّ‬
‫ب ِم ْن َهـ َذا‬ ‫ِ‬ ‫ك ِإ َذا نَ ِسـ َ‬
‫يت َوقُــل َع َسـى أَ ْن َي ْـهـديَ ِن َربِّي َألْـق َـر َ‬ ‫ـك َغــداً ِإال أ َْن يَ َشـ َاء ُ‬
‫اهلل َوا ْذ ُـك ْـر َربَّ َ‬ ‫َذلـ َ‬
‫َر َشداً‪[ ‬الكهف‪. ]24 :‬‬
‫وأم*ا ظه*ور توحي*د اهلل يف امسه املقت*در وأث*ره على الفع*ل فيتجلى من خالل وس*طية‬
‫العبد يف األخذ باألسباب والرضا بالنتائج بعد يقينه يف تق*دير مقلبه*ا ‪ ،‬فال يتغاف*ل العب*د‬
‫عن قدرت**ه ب**دعوى االنش**غال يف النظ**ر إىل حكمت**ه ‪ ،‬وال يتواك**ل عن األخ**ذ بأس**باب‬
‫معيش**ته ب**دعوى االنش**غال يف النظ**ر إىل قدرت**ه ‪ ،‬فاهلل ع**ز وج**ل خيل**ق بأس**باب وبغ**ري‬
‫أسباب ‪ ،‬إن خلق بأس*باب فهي الع*ادات وهي ح*ق وص*دق ‪ ،‬وإن خل*ق بغ*ري أس*باب‬
‫فهي خ**وارق الع**ادات ال**يت تُظه**ر ق**درة اهلل يف اخلل**ق ‪ ،‬وه**ذا مقتض**ى التوحي**د يف اس**م‬
‫اهلل املقتدر ‪.‬‬
‫وممن تس* **مى عبد املقت* **در القاضي عبد املقت* **در بن ركن ال* **دين الش* **رحيي س **نان‬
‫الدهلوي (ت‪ ، )791 :‬من أدباء اهلند ‪ ،‬وله قصيدة المية مشهورة (‪. )1‬‬
‫‪   -66‬المسعر ‪:‬‬
‫أثر االسم على سلوك العبد أن يتقي اهلل يف معامالته الس*يما إن ك*ان من التج*ار‬
‫فال يستغل الناس يف زيادة األسعار ‪ ،‬أو خيفي األق*وات س*عيا لالحتك*ار ‪ ،‬بل يك*ون‬
‫حريصا على نفعهم ‪ ،‬صبورا على َديِْنهم ‪ ،‬مراعيا حلاجتهم وفقرهم ‪ ،‬مسحا إذا باع‬
‫وإذا اش * **رتى وإذا اقتضى ‪ ،‬روى البخ * **اري من ح * **ديث ج * **ابر بن عبد اهلل ‪ t‬أن‬
‫اع ‪َ ،‬وِإ َذا ا ْشـَتَرى ‪َ ،‬وِإ َذا اقَْت َ‬ ‫ِ‬
‫ضـى ) (‪، )2‬‬ ‫ال َس ْم ًحا ِإ َذا بَ َ‬ ‫ال ‪َ ( :‬رح َم ُ‬
‫اهلل َر ُج ً‬ ‫رسول اهلل ‪ S‬قَ َ‬
‫وعند الرتم*ذي وص*ححه األلب*اين من ح*ديث أيب س*عيد اخلدري ‪ t‬أَن النيب ‪ S‬ق*ال ‪( :‬‬
‫ِّيق َين َوال ُّشـَه َد ِاء ) (‪ ، )3‬وورد عند أمحد وص*ححه‬ ‫صـد ِ‬
‫ين َوال ِّ‬ ‫ِ‬
‫ين َم َـع النَّبِّي َ‬
‫صـ ُد ُ ِ‬
‫وق األَم ُ‬
‫الت ِ‬
‫َّاجُر ال َّ‬

‫‪1‬أجبد العلوم الوشي املرقوم يف بيان أحوال العلوم القنوجي ‪. 1/345‬‬


‫‪2‬البخاري يف البيوع ‪ ،‬باب السهولة والسماحة يف الشراء والبيع ‪. )1970 ( 2/730‬‬
‫‪3‬الرتمذي يف البيوع ‪ ،‬ما جاء يف التجار ‪ ، )1209 ( 3/515‬صحيح الرتغيب والرتهيب ( ‪. )1782‬‬
‫‪125‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫اهلل ؟‬ ‫ِ ِ‬ ‫األلباين من حديث أيب ذر ‪ t‬أنه قال للنيب ‪ُ ( : S‬قل ُ‬


‫ين يَ ْشَنُؤ ُه (ُم‪ُ )1‬‬
‫ْت َوَم ْن َهُؤ َالِء الذ َ‬
‫يل ال َْمنَّا ُن ‪َ ،‬واْلَفق ُير ال ُْم ْخَت ُال ) ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ْح َّ‬ ‫ِ‬ ‫ْح َّ‬ ‫ِ‬
‫ف ‪َ ،‬والَْبخ ُ‬ ‫ال ُ‬ ‫ف ‪ ،‬أَْو قَ َال الَْبائ ُع ال َ‬ ‫ال ُ‬ ‫قَ َال ‪ :‬التَّاجُر ال َ‬
‫وعند ابن ماجة وص * **ححه األلب * **اين من ح * **ديث أيب س * **عيد ‪ t‬أنه ق * **ال ‪َ ( :‬ـك ــا َن‬
‫النَِّبّي‬
‫ـال‬‫ب ِمْن ُـه َونَِزيـ ُد ِفي ال ِّسـْع ِر (‪َ ، )2‬فَق َ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫ُ ‪َ S‬يْرُز ُقَنا تَ ْمًرا م ْن تَ ْم ِر ال َ‬
‫ْج ْم ِـع َفَن ْسـَتْبد ُل بـه تَ ْم ًـرا ُه َـو أَطَْي ُ‬
‫اعْي ِن َو َال ِدْر َه ٌم بِ ِـدْر َه َمْي ِن َوالـدِّْر َه ُم بِالـدِّْر َهِم َوالـد َ‬
‫ِّين ُار‬ ‫اع تَ ْـم ٍر بِ َ‬
‫صـ َ‬ ‫صـ ُ‬ ‫صـلُ ُح َ‬ ‫اهلل ‪َ : S‬ال يَ ْ‬ ‫ول ِ‬ ‫َر ُسـ ُ‬
‫ضــ َل َبْيَنُه َما ِإ َّال َوْزنًا ) ‪ ،‬ويقصد أن ي* *بيعوا ه **ذا التمر املخل **وط أوال مث‬ ‫ِّينا ِر َال فَ ْ‬ ‫بِال ــد َ‬
‫(‪) 3‬‬

‫يشرتوا بثمنه من الطيب اجليد على قدر سعره ‪.‬‬


‫ضـر لِب ٍ‬‫ِ‬
‫ـاد‬‫*ول اهلل ‪ S‬ق*ال ‪َ ( :‬ال يَِبي ُـع َحا ٌ َ‬ ‫وعند أمحد من ح*ديث أيب هري*رة ‪ t‬أن رس‬
‫ِ ِ (‪) 4‬‬
‫ـل َعَلى َبْيـ ِـع أَخي ــه ) ‪ ،‬ق **ال العلم **اء ‪ :‬ال **بيع على ال **بيع‬ ‫ش ـوا ‪َ ،‬و َال يَِزي ـ ُد َّ‬
‫الر ُجـ ُ‬ ‫اج ُ‬
‫َو َال َتَن َ‬
‫حرام وكذلك الشراء على الشراء ‪ ،‬وهو أن يقول ملن اشرتى سلعة يف وقت اخليار‬
‫‪ ،‬افسخ ال*بيع ألبيعك ب*أنقص ‪ ،‬أو يق*ول للب*ائع افسخ الش*رتى منك بأزيد ‪ ،‬وق*ال‬
‫طاوس البن عباس ‪ t‬ما قوله حاضر لب*اد ؟ ق*ال ‪ :‬ال يكن له مسس*ارا ‪ ،‬ويف رواية ‪:‬‬
‫ال يبع حاضر لب*اد دع*وا الن*اس ي*رزق اهلل بعض*هم من بعض ‪ ،‬ويف رواية عن أنس ‪t‬‬
‫ق **ال ‪ ( :‬نهينا أن ي ــبيع حاضر لب ــاد ‪ ،‬وإن ك ــان أخ ــاه أو أب ــاه ) (‪ ، )5‬وذكر الن **ووي أن‬
‫ه **ذه األح **اديث تتض **من حترمي بيع احلاضر للب **ادي ‪ ،‬واملراد به أن يق **دم غ **ريب من‬
‫البادية أو من بلد آخر مبتاع تعم احلاجة إليه ليبيعه بسعر يومه ‪ ،‬فيقول له البلدي أو‬
‫احلاضر اتركه عن **دي ألبيعه على الت **دريج ب **أعلى ‪ ،‬أما إذا ك **ان املت **اع مما ال حيت **اج‬
‫إليه البلد وال يؤثر فيه لقلة ذلك الشيء اجمللوب مل حيرم ‪ ،‬ولو خ*الف وب*اع احلاضر‬
‫للب* * **ادي صح ال* * **بيع مع التح* * **ريم ويف رواية ص* * **حيحة عند أمحد من ح* **ديث أيب‬
‫ضوا َو َال تَـ َد َابُروا َو َال تَ َحا َسـ ُدوا ‪،‬‬ ‫هريرة ‪ t‬أن رس*ول اهلل ‪ S‬ق*ال ‪َ ( :‬ال َتَن َ‬
‫اج ُشوا َو َال َتَبا َغ ُ‬ ‫َ‬
‫ض ‪ ،‬و ُكونُوا ِعب َاد ِ‬
‫اهلل ِإ ْخَواناً ‪ ،‬ال ُْم ْسِل ُم أَ ُخو ال ُْم ْسـِلِم ‪َ ،‬ال يَظِْل ُم ُـه‬ ‫َو َال يَِب ْع َبْع ُ‬
‫َ‬ ‫ض ُك ْم َعَلى َبْي ِع َبْع ٍ َ‬

‫‪1‬أمحد يف املسند ‪ ، )21378 (5/151‬صحيح اجلامع ( ‪. )3074‬‬


‫‪2‬متر اجلمع هو التمر املختلط أو اجملموع من أنواع متفرقة وقد ال يكون بعضه جيدا ‪.‬‬
‫‪3‬ابن ماجه يف التجارات ‪ ،‬باب الصرف ‪ ، )2256 ( 2/758‬صحيح اجلامع ( ‪. )7724‬‬
‫‪4‬أمحد يف املسند ‪ ، )7686 ( 2/274‬صحيح اجلامع ( ‪. )7591‬‬
‫‪5‬البخاري يف البيوع ‪ ،‬باب ال يبيع حاضر لباد بالسمسرة ‪. )2053 ( 2/758‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪126‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫التْق َـوى َها‬ ‫ضـ ُه ‪َّ ،‬‬‫ُ‬ ‫ـل ال ُْم ْسـِلِم َعَلى ال ُْم ْسـِلِم َح َـر ٌام ‪َ ،‬دُم ُـه َوَمالُ ُـه َو ِعْر‬
‫َو َال يَ ْحِق ُـرُه َو َال يَ ْخ ُذلُ ُـه ‪ُ ،‬ك ُّ‬
‫ب ْـام ِر ٍئ ِم َن ال َّ‬
‫شـ ِر أ َْن‬ ‫الثـاً ‪ ،‬بِ َح ْسـ ِ‬ ‫صـ ْدِرِه ثَ َ‬ ‫ِ‬
‫التْق َـوى َها ُهَنا ‪ ،‬يُشـ ُير ِإلَى َ‬ ‫التْق َـوى َها ُهَنا ‪َّ ،‬‬ ‫ُهَنا ‪َّ ،‬‬
‫يَ ْحِقَر أ ََخ ُاه ال ُْم ْسِل َم ) ‪.‬‬
‫(‪) 1‬‬

‫اب مَّر بِح ِ‬


‫ب بْ ِن‬ ‫ـاط ِ‬ ‫َن ُع َمَر بْ َن اْل َخطَّ ِ َ َِ‬ ‫ويف املوطأ من حديث سعيد بن املس*يب ‪ ( : t‬أ َّ‬
‫سـ ِ‬
‫اب ‪ِ :‬إَّما أ َْن تَِزيـ َد في ال ِّسـْع ِر‬ ‫ـال لَـ ُـه ُع َـمـر بْ ُن اْل َخطَّ ِ‬
‫ُ‬ ‫وق ‪َ ،‬فَقـ َ‬ ‫أَبِى َبلَْتَعـ َة َو ُـه َـو يَِبيـ ُـع َزبِ ًيبا لَـ ُـه بِال ُّ‬
‫وقَنا ) (‪ ، )2‬وتفص**يل ذلك أن عمر ‪ t‬مر على ح**اطب وهو ي**بيع‬ ‫وِإَّما أ َْن ُترفَــع ِمن س ـ ِ‬
‫ْ َ ْ ُ‬ ‫َ‬
‫زبيباً له بالسوق بأرخص مما يبيع الناس ‪ ،‬فقال له عمر بن اخلطاب ‪ : t‬إما أن تزيد‬
‫يف الس**عر ‪ ،‬ب**أن ت**بيع مبثل ما ي**بيع أهل الس**وق ‪ ،‬وإما أن ترفع من س**وقنا لئال تضر‬
‫بأهل الس* **وق ‪ ،‬فليس للواحد واالث* **نني ال* **بيع ب* **أرخص مما ي* **بيع أهل الس **وق دفع* *اً‬
‫للض * **رر ق * **ال ابن رشد ‪ :‬وهو غلط ظ * **اهر إذ ال يالم أحد على املس * **احمة يف ال * **بيع‬
‫واحلطيطة فيه ‪ ،‬بل يش **كر على ذلك إن فعله لوجه الن **اس ‪ ،‬وي **ؤجر إن فعله لوجه‬
‫اهلل تعاىل ‪ ،‬ولذلك تراجع عمر كما وردت القصة كاملة عند ال*بيهقي من ح*ديث‬
‫وق الْمص ـلى وبْين ي َديْـ ِـه َغرارتَـ ِ‬
‫ب بِس ـ ِ‬ ‫القاسم بن حممد عن عمر ‪ ( : t‬أَنَّه مـ َّـر بِ ـ ِ‬
‫ـان‬ ‫ُ َ ََ َ َ َ َ‬ ‫حـاط ٍ ُ‬ ‫َُ َ‬
‫ت‬‫ـال لَ ُـه ُع َم ُـر ‪ : t‬قَ ْـد ُح ِّـدثْ ُ‬ ‫ـل ِدْر َهٍم ‪َ ،‬فَق َ‬ ‫يب ؛ فَ َسأَل َُه َع ْن ِسْع ِر ِه َما فَ َسَّعَر ل َُه ُمـدَّيْ ِن لِ ُك ِّ‬ ‫في ِه َما َزبِ ٌ‬
‫ِ‬
‫ف تَ ْح ِم ُل َزبِ ًيبا َو ُه ْم َيْعَتِب ُـرو َن بِ ِسـ ْع ِر َك ‪ ،‬فَِإَّما أَ ْن َتْرفَ َـع ِفي ال ِّسـْع ِر ‪َ ،‬وِإَّما أَ ْن‬ ‫بِبِعي ٍر ُمْقِبَلٍة ِمن الطَّائِ ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َنْف َسـ ُه ثُ َّم أَتَى َحاطًبا في‬ ‫ت ‪َ ،‬فَل َّما َر َـج َـع ُع َـم ُـر َحا َسـ َ‬
‫ِ‬
‫ـف شـْئ َ‬ ‫ِ‬
‫ت َفَتب َيعـ ُـه َكْيـ َ‬‫ـك الَْبْي َ‬‫تُـ ْـد ِخ َل َزبِ َيبـ َ‬
‫ض ـ ٍاء ‪ِ ،‬إنََّما ُـه َـو َشي ٌْء أََر ْد ُ‬
‫ت بِـ ِـه اْل َخْـي َـر‬ ‫س بَِعْزَمـ ٍـة ِمنِّى َو َال قَ َ‬ ‫َ‬ ‫ـال لَـ ُـه ‪ِ :‬إ َّن الـ ِـذي ُقل ُ‬
‫ْت لَْي‬ ‫َدا ِرِه َفَقـ َ‬
‫ت فَِب ْـع ) (‪ ، )3‬وعند البخ*اري من ح*ديث ابن‬ ‫ـف ِشـْئ َ‬ ‫ت فَِب ْـع َو َكْي َ‬ ‫ث ِشـْئ َ‬ ‫ألَْه ِل الَْبَل ِد فَ َحْي ُ‬
‫ِ‬
‫ض َو َال َتَلَّقُوا ال ِّسـَل َع َحتَّى‬ ‫ضـ ُك ْم َعَلى َبْي ِـع َبْع ٍ‬ ‫يع َبْع ُ‬ ‫عمر ‪ t‬أن رس*ول اهلل ‪ S‬ق*ال ‪َ ( :‬ال يَِب ُ‬
‫وق ) (‪. )4‬‬ ‫الس ِ‬ ‫ُي ْهَب َط بَِها ِإلَى ُّ‬
‫والقصد أن الرجل يأخذ بأسباب الرزق يف جتارته وكسبه ف*رياقب اهلل يف التعامل‬
‫مع خلقه ‪ ،‬توحيدا لربه يف امسه املسعر ‪.‬‬
‫وعبد املس* * * * **عر مل يتسم به أحد يف جمال ما أجرينا عليه البحث ‪ ،‬وأيضا مجيع‬

‫‪1‬أمحد يف املسند ‪ ، )8707 ( 2/360‬صحيح اجلامع ( ‪. )7242‬‬


‫‪2‬موطأ مالك كتاب البيوع ‪ ،‬باب احلكرة والرتبص ‪. )1328 ( 2/651‬‬
‫‪ 3‬البيهقي يف السنن الكربى كتاب البيوع ‪ ،‬باب التسعري ‪. )10929 ( 6/29‬‬
‫‪ 4‬البخاري يف البيوع ‪ ،‬باب النهي عن تلقي الركبان ‪. )2057 ( 2/759‬‬
‫‪127‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫حمرك* * * * * * **ات البحث علي اإلن* * * * * * **رتنت ‪ ،‬وهنيئا ملن مسى نفسه أو ول* * * * * * **ده هبذا االسم‬
‫فسيكون أول من تعبد هلل به واهلل أعلم ‪.‬‬
‫‪   -67‬القابض ‪:‬‬
‫الصادق يف توحيده السم اهلل القابض ال حيمد خملوق*ا وال يذم*ه ألج*ل أن*ه أعط*اه أو‬
‫األول قب**ل إج**راء األس**باب على أي**ديهم وه**و‬ ‫منع**ه ‪ ،‬فيعلم يقين**ا أن اهلل ‪ ‬ه**و املعطي ّ‬
‫الق* **ابض الباس* **ط ‪ ،‬فلم يش* **كر من ك* **ان س* **ببا يف رزق* **ه إال ألن اهلل م* **دحهم وأم* **ره‬
‫بش **كرهم ‪ ،‬وإن ذم ال **ذين ك **انوا س **ببا يف من **ع رزق **ه أو مقتهم ‪ ،‬فألج **ل خمالفتهم هلل‬
‫ِ‬
‫وم**وافقتهم هلوى أنفس**هم ‪ ،‬فاهلل ‪ ‬م**دح املنفقني وذم املمس**كني ‪ ،‬ق**ال ‪  : ‬الــذ َ‬
‫ين‬
‫الح ِميدُ‪[ ‬احلدي**د‪ ، ]24 :‬وق*ال‬ ‫ِ‬
‫َّاس بِالبُ ْخل َوَم ْن َيَتَول فَـِإ َّن َ‬
‫اهلل ُه َـو ال َغن ُّي َ‬ ‫َيْب َخلُو َن َويَأُْمُرو َن الن َ‬
‫اهلل ِم ْن فَ ْ‬
‫ضـ ِله ُه َـو َخْيـراً ُله ْم بَـل ُه َـو‬ ‫ين َيْب َخلُـو َن بِ َمـا آتَ ُ‬
‫ـاه ُم ُ‬
‫ِ‬
‫س*بحانه وتع*اىل ‪َ  :‬وال يَ ْح َسـَب َّن الـذ َ‬
‫اهلل بِ َما َتْع َملُو َن َخِب ٌير‬
‫ض َو ُ‬
‫السماو ِ‬
‫ات َواألَْر ِ‬ ‫القَي َامِة َو ِهلل ِم َير ُ‬
‫اث َّ َ َ‬
‫َشٌّر لهم سيطََّوقُو َن ما ب ِخلُوا بِِه يوم ِ‬
‫َْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ ْ َُ‬
‫‪[ ‬آل عم*ران‪ ، ]180 :‬وق*د وك*ل اهلل ملكني ي*نزالن من الس*ماء ‪ ،‬أح*دمها ي*دعو لك*ل‬
‫منف**ق ‪ ،‬واآلخ**ر ي**دعو على ك**ل ممس**ك ‪ ،‬فعن**د البخ**اري من ح**ديث أَيب هري**رة ‪ t‬أن‬
‫اللهم أع ِـط‬ ‫ـان يـن ِز ِ‬
‫ِ‬ ‫ـوم يصـبح ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫ـول أحـ ُدهما ‪َّ :‬‬ ‫الن فيق ُ‬ ‫ـاد فيـه ِإ َّال َملك َ‬ ‫العب ُ‬ ‫النيب ‪ S‬ق*ال ‪ ( :‬مـا من ي ُ ُ‬
‫ّهم أع ِـط ُمم ِسـكاً تلفـاً ) (‪ ، )1‬فحس**ن التوك**ل على اهلل ‪‬‬ ‫ُم ِنفقـاً َخلفــا ‪ ،‬ويَق ُ‬
‫ـول اآل َـخ ُـر ‪ :‬الل َّ‬
‫من آثار اإلميان بتوحيده يف امسه القابض ‪ ،‬وس*بب يف الف*رج وس*عة ال*رزق ‪ ،‬فك*ل م*ا‬
‫ينال**ه العب**د من اخلري والعط**اء فه**و رزق**ه يف س**ابق القض**اء ‪ ،‬وم**ا نال**ه في**ه من األحك**ام‬
‫سيص**له بالتم**ام ‪ ،‬واملكت**وب أزال لن يك**ون لغ**ريه من اخلل**ق أب**دا ‪ ،‬ومن مث يص**رب عن**د‬
‫البالء ويش**كر عن**د الرخ**اء ‪ ،‬روى البخ**اري من ح**ديث أيب هري**رة ‪ t‬أن رس**ول اهلل‬
‫صـ ِفيَّهُ ِم ْن أ َْه ِـل‬
‫ت َ‬ ‫ـول اهللُ تعـالى َما لِ َعْب ِـدي ال ُْم ْـؤِم ِن ِعْن ِـدي َج َـزاءٌ إِ َذا َقبَ ْ‬
‫ضـ ُ‬ ‫*ال ‪َ ( :‬ي ُق ُ‬ ‫‪ S‬قَ َ‬
‫ْجنَّةُ ) (‪. )2‬‬ ‫احتَ َسبَهُ إِالَّ ال َ‬ ‫ُّ‬
‫الد ْنيَا ثُ َّم ْ‬
‫وأما من التس* * * * * **مية بعبد الق* * * * * **ابض فلم يتسم به أحد يف جمال ما أجرينا عليه‬
‫البحث احلاس* * * **ويب وأيضا مجيع حمرك* * * **ات البحث علي اإلن* * * **رتنت ‪ ،‬وهنيئا ملن مسى‬
‫نفسه أو ولده هبذا االسم ؛ فسيكون أول من تعبد هلل به واهلل أعلم ‪.‬‬
‫‪1‬البخاري يف الزكاة ‪ ،‬باب قول اهلل تعاىل فأما من أعطى واتقى وصدق باحلسىن ‪. )1374 ( 2/522‬‬
‫‪2‬البخاري يف الرقاق ‪ ،‬باب العمل الذي يبتغي به وجه اهلل فيه سعد ‪. )6060 ( 5/2361‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪128‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪   -68‬الباسط ‪:‬‬
‫أثر اإلميان باالسم على العبد هو بسط القلب وانش * * * * * **راحه بتوحيد اهلل‬
‫حيث يس* * **عد بطاعته لربه ويأمل يف رمحته وقربه ‪ ،‬ق* * **ال تع* * **اىل ‪َ  :‬وَم ْن‬
‫اهلل بِ ُـك ِّـل َش ـ ْيٍء َعِل ٌيم ‪[ ‬التغ**ابن‪ ، ]11 :‬فاهلل ‪ ‬يقبض‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُيـ ْـؤم ْن بِاهلل َي ْـهـد َقلَْبـ ُـه َو ُ‬
‫القل * **وب بإعراض * **ها ويبس * **طها لإلميان بإقباهلا فيقلب للعبد ن * **وازع اخلري يف‬
‫قلبه ‪ ،‬وقرينه من املالئكة يهتف له ب * **أمر ربه ‪ ،‬حىت يص * **بح قلبه على‬
‫أبيض مثل الص **فا ال تض **ره فتنة ما دامت الس **ماوات واألرض ‪ ،‬وه **ذا‬
‫هو البسط احلقيقي والتوفيق اإلهلي يف بل* * **وغ العبد درجة اإلميان ‪ ،‬فيجد‬
‫املبسوط نورا يضيء له اجلن*ان وس*ائر اجلوارح واألرك*ان ‪ ،‬روى البخ*اري‬
‫اجَع ْل ِفي‬ ‫من حديث ابن عباس أن النيب ‪ S‬كان يقول يف دعائه ‪ُ ( :‬‬
‫الله َّم ْ‬
‫ـورا ‪َ ،‬و َع ْن‬ ‫ِِ‬
‫ـورا ‪َ ،‬و َع ْن يَميني نُ ً‬ ‫نُ ً‬ ‫ـورا ‪َ ،‬وِفي َسـ ْمِعي‬
‫صـ ِري نُ ً‬
‫ِ‬
‫ـورا ‪َ ،‬وفي بَ َ‬ ‫ِ‬
‫َقْلبي نُ ً‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـورا ‪،‬‬ ‫ـورا َو َخلْفي نُـ ـ ً‬
‫‪َ ،‬وأََمـ ــامي نُـ ـ ً‬ ‫ـورا‬
‫ـورا ‪َ ،‬وتَ ْحتي نُـ ـ ً‬ ‫يَ َس ـ ـا ِري نُـ ـ ً‬
‫ـورا ‪َ ،‬وَـف ـ ْـوقي نُـ ـ ً‬
‫ورا ) (‪. )1‬‬ ‫ِ‬
‫اجَع ْل لي نُ ً‬ ‫َو ْ‬
‫ومن دع**اء العب**ادة اعتق**اد املوحد أن الطاعة س**بب يف بسط ال**رزق ‪،‬‬
‫وأن بس* * * **طه ابتالء من اهلل للعبد ‪ ،‬فينبغي أن يش* * * **كر عند بس* * **طه وأن‬
‫يصرب عند قبضه ‪ ،‬وروى البخ**اري من ح**ديث عبد ال**رمحن بن ع**وف ‪: t‬‬
‫ب ْب ُن ُع َمْي ٍر َو ُهَو َخْي ٌـر ِمنِّى ‪ُ ،‬كِّف َن ِفي ُب ْـر َدٍة ‪،‬‬ ‫صائًِما َفَق َال ‪ :‬قُِت َل ُم ْ‬
‫صَع ُ‬
‫ِ‬
‫( أنه أُت َى بِطََع ٍام َو َكا َن َ‬
‫الُه بَ َدا َرْأ ُس ُه ‪َ ،‬وأَُر ُاه قَ َال ‪َ :‬وقُِت َل َح ْمَزُة َو ُهَو َخْي ٌـر‬ ‫الُه ‪َ ،‬وِإ ْن غُطِّ َى ِر ْج َ‬ ‫ِإ ْن غُطِّ َى َرْأ ُس ُه بَ َد ْ‬
‫ت ِر ْج َ‬
‫الدْنَيا َما بُ ِس َط ‪ ،‬أَْو قَ َال ‪ :‬أُ ْع ِط َينا ِم َن ال ُّـدْنَيا َما أُ ْع ِط َينا ‪َ ،‬وقَ ْـد َخ ِشـ َينا أَ ْن‬
‫ِمنِّى ‪ ،‬ثُ َّم بُ ِس َط لََنا ِم َن ُّ‬
‫تَ ُكو َن َح َسَناُتَنا ُع ِّجَل ْت لََنا ‪ ،‬ثُ َّم َجَع َل َيْب ِكى َحتَّى َتَر َك الطََّع َام ) (‪. )2‬‬
‫‪S‬‬ ‫ول ِ‬
‫اهلل‬ ‫َن َر ُسـ ـ َ‬ ‫وعند البخ **اري أيضا من ح **ديث عم **رو بن ع **وف ‪ t‬ق **ال ‪ ( :‬أ َّ‬
‫اهلل ‪ُ S‬هـ َـو‬ ‫ول ِ‬ ‫اح إِلَى الَْب ْحـ َـريْ ِن يَ ـأْتِي بِ ِج ْزيَتِ َها َو َكــا َن َر ُس ـ ُ‬ ‫ْجـ َّـر ِ‬ ‫ث أَبَا ُعَبْي ـ َد َة بْ َن ال َ‬ ‫وس ــلم َب َع َ‬
‫ح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َـريْ ِن ‪َ ،‬وأََّمَر َعلَْي ِه ُم ال َْعالَ َء بْ َن‬ ‫ـل الَْب ْـ‬ ‫َه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َ‬ ‫َح أ ْـ‬ ‫ص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـال َ‬
‫َـ‬
‫ض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َرِمي‬
‫ْح ْـ‬
‫ال َ‬
‫‪1‬البخاري يف الدعوات ‪ ،‬باب الدعاء إذا انتبه بالليل ‪. )5957 ( 5/2327‬‬
‫‪2‬البخاري يف اجلنائز ‪ ،‬باب إذا مل يوجد إال ثوب واحد ‪. )1216 ( 1/428‬‬
‫‪129‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫صـْب ِح َم َـع‬ ‫صـالََة ال ُّ‬ ‫وم ِـه َفَوا َفْتـه‬ ‫ت األَنْصـار بُِق ُد ِ‬ ‫ِ ‪َ ،‬فَق ِدم أَبو ُعبْي َد َة بِم ٍال ِمن الْب ْحريْ ِن فَسـ ِمع ِ‬
‫ـال ‪ :‬أَظُنُّ ُكم سـ ِمعتم بُِقـد ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ َ َ َ َ َ َ‬
‫وم‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫رسـ ِ ِ‬
‫ْ َ ُْ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ضـوا لَـهُ َفَتَب َّ َ َ َ ُ ْ َ‬
‫م‬ ‫آه‬ ‫ر‬ ‫ين‬ ‫ح‬ ‫م‬‫ـ‬ ‫س‬ ‫ف َت َعَّر ُ‬ ‫صـ َر َ‬
‫ول اهلل ‪َ S‬فلَ َّما انْ َ‬ ‫َُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫سـ ُّر ُك ْم‬ ‫ال ‪ :‬فَأَبْشـ ُروا َوأَِّملُــوا َما يَ ُ‬ ‫ول اهلل ‪ ،‬قَ َ‬ ‫َج ْل يَا َر ُس َ‬ ‫اء بِ َشيْء قَالُوا ‪ :‬أ َ‬ ‫أَبي ُعَبْي َد َة َوأَنَّهُ َج َ‬
‫ِ‬
‫ط َعَلْي ُك ُم ال ـ ُّـدْنَيا ‪َ ،‬ك َما‬ ‫َك ْن أَ ْخ َشـ ـى َعَلْي ُك ْم أَ ْن ُتْب َسـ ـ َ‬ ‫اهلل ما اْلَف ْقــر أَ ْخ َشـ ـى َعَلي ُكم ‪ ،‬ول ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫‪َ ،‬فَو َ‬
‫وها ‪َ ،‬وُت ْل ِهَي ُك ْم َك َما أَل َْهْت ُه ْم ) (‪، )1‬‬ ‫سـ َ‬ ‫وها َك َما َتَنافَ ُ‬ ‫سـ َ‬ ‫ت َعلَى َم ْن َكــا َن َقْبلَ ُك ْم َفَتَنافَ ُ‬ ‫بُ ِس ـطَ ْ‬
‫يب الدَّا ِر‬ ‫ضر ِ‬
‫الصالَةُ ‪َ ،‬ف َق َام َم ْن َكا َن قَ ِر َ‬ ‫ت َّ‬ ‫وعند مسلم من حديث أنس ‪ t‬قال ‪َ ( :‬ح َ َ‬
‫ِم َن ال َْم ْسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِج ِد َيَت َو َّ‬
‫ضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـأُ َوبَِق َى َقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ْـو ٌم ‪ ،‬فَـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـأُتِ َى‬
‫النَّبِّي‬
‫ط ِفي ِـه َك َّفهُ‬ ‫سـ َ‬ ‫ب أَ ْن َيْب ُ‬ ‫ضـ ُ‬ ‫صـغَُر ال ِْم ْخ َ‬ ‫ضـ َع َك َّفهُ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ب ِم ْن ِح َج َار ٍة ِف ِيه َمـاءٌ ‪َ ،‬ف َو َ‬ ‫ضٍ‬ ‫ُ ‪ S‬بِ ِم ْخ َ‬
‫ضـأَ الْ َقـ ْـو ُم ُكلُّ ُه ْم َج ِم ًيعا ‪ ،‬ســئل أنس ‪: t‬‬ ‫ب ‪َ ،‬فَت َو َّ‬ ‫ضـ ِ‬ ‫ضـ َع َها ِفي ال ِْم ْخ َ‬ ‫صـابِ َعهُ َف َو َ‬ ‫ضـ َّم أَ َ‬ ‫‪ ،‬فَ َ‬
‫كم َكانُوا ؟ قَ َال ‪ :‬ثَ َمانُو َن َر ُجالً ) (‪. )2‬‬
‫‪t‬‬ ‫ومن أسباب بسط الرزق صلة الرحم ‪ ،‬روى البخ*اري من ح*ديث أيب هري*رة‬
‫قال ‪ :‬مسعت رسول اهلل ‪ S‬يق*ول ‪َ ( :‬م ْن َسَّرُه أَ ْن ُيْب َس َط لَ ُـه ِفي ِرْزِق ِـه ‪َ ،‬وأ َْن ُيْن َسـأَ لَ ُـه ِفي‬
‫أَثَِرِه َفلَْي ِص ْل َر ِح َم ُه ) (‪. )3‬‬
‫وممن تس **مى عبد الباسط ‪ ،‬الش**يخ زين ال**دين عبد الباسط بن أمحد املكي (ت‪:‬‬
‫‪ ، )853‬نظم كتاب غاية املطلوب يف قراءة خلف وأىب جعفر ويعقوب (‪. )4‬‬
‫‪   -69‬الرازق ‪:‬‬
‫أثر االسم يف س * * **لوك العبد يقتضي إف * * **راد اهلل بتق * * **دير األرزاق واملن * * **ع والعط * * **اء‬
‫والتوكل علي**ه يف الش**دة والرخ**اء ‪ ،‬اعتق**ادا منه أن**ه ال خ**الق إال اهلل وال م**دبر للك**ون‬
‫س*واه ‪ ،‬وأن ال*ذي ي*رزق بأس*باب ق*ادر على أن ي*رزق من غ*ري أس*باب طاملا أن*ه اخلالق‬
‫الرازق املدبر ‪ ،‬فليس للعبد سبيل يف طلب الرزق بعد األخذ باألسباب إال تق*وى اهلل‬
‫ب ‪[ ‬الطالق‪]3 :‬‬ ‫ِ‬
‫ث ال يَ ْحَتسـ ُ‬ ‫اهلل يَ ْجَعل ل ُـه َم ْخَرجـاً َوَيْرُز ْق ُـه ِم ْن َحْي ُ‬
‫‪ ،‬ق*ال تع*اىل ‪َ  :‬وَم ْن َيتَِّق َ‬
‫‪.‬‬
‫‪1‬البخاري يف اجلزية ‪ ،‬باب شهود املالئكة بدرا ‪. )3791 ( 4/1473‬‬
‫‪2‬البخاري يف املناقب ‪ ،‬باب عالمات النبوة يف اإلسالم ‪. )3382 ( 3/1310‬‬
‫‪3‬البخاري يف البيوع ‪ ،‬باب من أحب البسط يف الرزق ‪. )1961 ( 2/728‬‬
‫‪4‬كشف الظنون ‪. 2/1194‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪130‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫وذا علم العب**د أن اهلل ق**ائم ب**الرزق والت**دبري ومنف**رد باملش**يئة والتق**دير ‪ ،‬وعلم أيض**ا‬
‫أنه ق*ابض على نواص*ي املل*ك ول*ه خ*زائن الس*ماوات واألرض ‪ ،‬وأن*ه أحكم احلاكمني‬
‫وخري الرازقني ‪ ،‬إذا علم العبد ذلك أيقن أن امللك من ف*وق عرش*ه كفي*ل ب*أمره ورزق*ه‬
‫فتوكل عليه وانقطع إليه ‪ ،‬ال يطمع يف س*واه وال يرج*و إال إي*اه ‪ ،‬وال يش*هد يف العط*اء‬
‫إال مشيئته وال ي*رى يف املن*ع إال حكمت*ه وال يع*اين يف القبض والبس*ط إال قدرت*ه ‪ ،‬عن*د‬
‫ذلك يحقق توحيد اهلل يف امسه الرازق ‪.‬‬
‫ون اللّـه الَ يَ ْمل ُكـو َن ل ُك ْم ِر ْزقَـاً فَ ْـابَتغُوا ِعْنـ َد اللّـه‬
‫ق*ال تع*اىل ‪ِ  :‬إ َّن الـذين َت ْعبـ ُدو َن ِمن َد ِ‬
‫ْ‬ ‫َ ُ‬
‫َّاس ا ْذ ُكـ ُـروا‬
‫ُ‬ ‫ن‬‫ال‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫َي‬
‫ُّ‬
‫َ َ‬ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫‪‬‬ ‫‪:‬‬ ‫*ا‬‫*‬‫ض‬ ‫أي‬ ‫*بحانه‬ ‫*‬‫س‬ ‫*ال‬‫*‬‫ق‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫]‬‫‪17‬‬ ‫*وت‪:‬‬ ‫وه ‪[ ‬العنكب *‬ ‫الـ ِّـر ْز َق َوا ْعبُ ـ ُد ُ‬
‫ض ال إِلَ ـ َـه إِال ُهـ َـو‬ ‫س ـ َم ِاء َواأل َْر ِ‬
‫اهلل َيـ ْـر ُزقُ ُك ْم ِم َن ال َّ‬
‫اهلل َعلَْي ُكم َهــل ِمن َخــالِ ٍق غَْيــر ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ ْ ْ‬
‫ت ِ‬ ‫نِ ْع َم َ‬
‫ض أََّم ْن‬ ‫س ـ َم ِاء َواأل َْر ِ‬
‫فَ ـأَنَّى ُت ْؤفَ ُكــو َن ‪[ ‬ف **اطر‪ ، ]3:‬وق**ال ‪  : ‬قُـ ْـل َم ْن َيـ ْـر ُزقُ ُك ْم ِم َن ال َّ‬
‫ْح ِّي َوَم ْن يُـ َدِّبُر‬ ‫خ رِج الْميِّ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫خ رِج ال ِ‬ ‫يَ ْمِل ُ‬
‫ت م َن ال َ‬ ‫ْح َّي م َن ال َْميِّت َويُ ْـ ُ َ‬ ‫ص َار َوَم ْن يُ ْـ ُ َ‬
‫الس ْم َع َواألَبْ َ‬
‫ك َّ‬
‫األ َْمَر فَ َسَيُقولُو َن اهللُ َفُق ْل أَفَال َتَّتُقو َن ‪[ ‬يونس‪. ]31 :‬‬
‫أما من جهة التس*مية بعد ال*رزاق فقد تس*مى به عبد ال*رازق بن رزق اهلل بن أيب‬
‫بكر بن خلف ‪ ،‬اإلم* **ام احلافظ املفسر عز ال* **دين أبو حممد الرس * **عين احلنبلي احملدث‬
‫ك**ان عاملا ومفس**را ص**احب الت**أليف يف التفسري ‪ ،‬ك**ان تس**مية تفس**ريه الرمز الكن**يز‬
‫يف تفسري الكت**اب العزيز ‪ ،‬وك**ان إماما حمدثا أديبا ش**اعرا دينا ص**احلا ‪ ،‬وقد ك**انت‬
‫وفاته يف شهر ربيع اآلخر يف سنة إحدى وستني وستمائة (‪. )1‬‬
‫‪   -70‬القاهر ‪:‬‬
‫أثر االسم على العبد اخلض * * * * **وع الت * * * * **ام هلل ‪ ‬توحي * * * * **دا له يف امسه الق* * * **اهر ‪،‬‬
‫واالس**تعالء على األع**داء بع**زة اإلس**الم ثقة ويقينا يف امسه الق**اهر ‪ ،‬روى مس**لم‬
‫ص ـابٌَة ِم ْن أَُّمِتي‬ ‫ِ‬
‫من ح **ديث عقبة بن ع **امر ‪ t‬أن رس **ول اهلل ‪ S‬ق **ال ‪َ ( :‬ال َتـ َـز ُال ع َ‬
‫اع ُة َو ُه ْم َعَلى‬
‫سـ َ‬ ‫ين لَِعـ ُدِّوِه ْم َال يَ ُ‬
‫ضـُّرُه ْم َم ْن َخـالََفُه ْم َحتَّى تَـأْتَِيُه ُم ال َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُيَقاتلُو َن َعَلى أْـَم ِر اهلل قَـاه ِر َ‬
‫َذلِ َك ) (‪. )2‬‬
‫اهلل‬
‫ب ُ‬ ‫واهلل ‪ ‬وعد املؤم * * **نني ب * * **العلو والتمكني والنص * * **رة والغلبة فق * * **ال ‪َ  :‬كَت َ‬

‫‪1‬طبقات املفسرين ألمحد بن حممد األدنروي ص ‪. 243‬‬


‫‪2‬مسلم يف اإلمارة ‪ ،‬باب قوله ‪ S‬ال تزال طائفة من أميت‪. )1924 (3/1524‬‬
‫‪131‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ي َع ِزيز ٌ ‪[ ‬اجملادل**ة‪ ، ]21 :‬وق*ال ‪َ  :‬وَم ْن َيَت َـول َ‬
‫اهلل َوَر ُسـول َُه‬ ‫َأل ْغلَب َّن أَنَا َوُر ُسلي ِإ َّن َ‬
‫اهلل قَ ِو ٌّ‬
‫الذين آمنُوا فَِإ َّن ِحْزب ِ‬
‫اهلل ُه ُم اْل َغـالِبُو َن ‪[ ‬املائ*دة‪ ، ]56 :‬وق*ال س*بحانه ‪َ  :‬وِإ َّن ُجْنـ َدنَا‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َو َ َ‬
‫لَُه ُم اْلغَالِبُون َ‪[ ‬الص*افات‪ ، ]173 :‬ورتب ‪ ‬ذلك على توحيد العبد لربه والتجائه إليه‬
‫‪ ،‬مث صدق التوكل عليه ‪ ،‬مث األخذ بأسباب القوة ما استطاع إىل ذلك سبيال فق**ال‬
‫ِ‬
‫صْر ُك ْم َوُيثَِّب ْت أَ ْق َد َام ُك ْم ‪[ ‬حممد‪ ، ]7:‬وقال‬ ‫اهلل َيْن ُ‬
‫صُروا َ‬ ‫آمنُوا ِإ ْن َتْن ُ‬ ‫تعاىل ‪  :‬يَا أَُّيَها الذ َ‬
‫ين َ‬
‫صـ ـُر ُك ْم ِم ْن َبْعـ ِـدِه‬ ‫ِ‬
‫ب لَ ُك ْم َوِإ ْن يَ ْـخـ ُذْل ُك ْم فَ َم ْن َذا ال ــذي َيْن ُ‬
‫ِ‬
‫اهلل فَال َغ ــال َ‬ ‫‪ِ  : ‬إ ْن َيْن ُ‬
‫صـ ـْر ُك ُم ُ‬
‫اهلل َفلَْيَتَو َّكِل ال ُْمْؤِمنُو َن ‪[ ‬آل عم**ران‪ ، ]160 :‬وق*ال ‪َ  : ‬وأ َِعدُّوا لَُه ْم َما ا ْسـَتطَْعتُ ْم‬ ‫و َعَلى ِ‬
‫َ‬
‫آخ ِر ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ ِ‬
‫ين م ْن ُدونِه ْم ال َتْعَل ُمـوَنُه ُم ُ‬
‫اهلل‬ ‫م ْن ُقَّوة َوم ْن ِربَاط اْل َخْي ِل ُتْرهبُو َن بـه َعـ ُدَّو اهلل َو َعـ ُدَّو ُك ْم َو َـ َ‬
‫ف ِإلَْي ُك ْم َوأَْنتُ ْم ال تُ ْظَل ُمو َن ٌ‪[ ‬األنفال‪. ]60:‬‬ ‫يْعَلمُهم وما ُتْنِفُقوا ِمن َشيٍء ِفي سِب ِيل ِ‬
‫اهلل ُيَو َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ ُ ْ ََ‬
‫وممن تس **مى بالتعبد لالسم أبو رفاعة عبد الق **اهر بن الس **ري الس **لمي البص **ري‬
‫من الطبقة السابعة للرواة كبار أتباع التابعني روى عنه أبو داود وغريه (‪. )1‬‬
‫‪   -71‬الديان ‪:‬‬
‫أثر االسم ومقتض*اه أن حياسب العبد نفسه على كس*به اس*تعدادا للق*اء‬
‫ربه ‪ ،‬في * * **وازن بني مق * * **دار ما يكتس * * **به من اخلري أو البعد عن الشر ‪،‬‬
‫حبيث ال تش * **تبه علي* * *ه الفتنة بالنعمة فينظر إىل ما أنعم اهلل به علي * *ه من‬
‫خري ‪ ،‬صحة كان أو فراغا ‪ ،‬أو علما أو طاعة ‪ ،‬أو م*اال أو سؤددا‬
‫‪ ،‬أو غري ذلك مما يعد كماال له يف الدنيا ‪ ،‬فإن وجد ذلك مما يقربه‬
‫إىل اهلل ش * **كره على نعمته وس * **عى باملزيد من توحي * **ده وعبوديته ‪ ،‬وإن‬
‫وجد تقص * **ريا وبع * **دا التجأ إىل اهلل أن ينجيه ‪ ،‬واس * **تغاث به من عذابه‬
‫ضـ ـو َن ‪‬‬ ‫َّاس ِح َسـ ـ ُابُه ْم َو ُه ْم ِفي َغْفَل ـ ٍـة ُمْع ِر ُ‬
‫ب لِلن ِ‬ ‫وفتنته ‪ ،‬ق **ال تع **اىل ‪  :‬اقَْتـ َـر َ‬
‫ـاؤ ْم ا ْق َـر ُءوا ِكَتـابِي‬ ‫[األنبياء‪ ، ]1:‬وقال ‪  : ‬فَأََّما َم ْن أُوتِ َي ِكَتابَُه بَِي ِم ِينِه َفَيُق ُ‬
‫ول َه ُ‬
‫الق ِح َسابِي ‪[ ‬احلاقة‪. ]20 :‬‬ ‫نت أَنِّي م ٍ‬
‫ُ‬ ‫ِإنِّي ظََن ُ‬
‫ق * **ال أبو ط * **الب املكي ‪ ( :‬ص * **ورة احملاس * **بة أن يقف العبد وقفة عند‬
‫ظه * * * * * * * * **ور اهلمة وابت* * * * * * * * **داء احلركة ‪ ،‬مث مييز اخلاطر ‪ ،‬وهو حركة القلب‬

‫‪1‬انظر حديثه يف سنن أيب داود كتاب األدب ‪. )5234 ( 4/359‬‬


‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪132‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫واالض*طراب ‪ ،‬وهو تص*رف اجلسم ‪ ،‬ف*إن ك*ان ما خطر به اخلاطر من‬


‫اهلمة اليت تقتضي نية أو عق * **دا أو عزما أو فعال أو س * **عيا ‪ ،‬إن ك* **ان‬
‫هلل عز وجل وبه وفيه ‪ ،‬أمض**اه وس**ارع يف تنفي**ذه ‪ ،‬وإن ك**ان لعاجل‬
‫دنيا ‪ ،‬أو ع* * * * * * * * * * * **ارض هوى ‪ ،‬أو هلو وغفلة ‪ ،‬سرى بطبع البش* * * * * * * **رية‬
‫ووصف اجلبلة نف * * * * * * * **اه وس * * * * * * * **ارع يف نفيه ‪ ،‬ومل ميكن اخلاطر من قلبه‬
‫باإلصغاء إليه واحملادثة ) (‪. )1‬‬
‫واحملاس* * **بة احلق أن ينشر العبد لكل فعلة فعلها وإن ص* * **غرت ثالثة‬
‫دواوين ‪ ،‬ال* **ديوان األول ‪ :‬مل فعلت ؟ وه* **ذا موضع االبتالء عن وصف‬
‫الربوبية حبكم العبودية ‪ ،‬أي ك**ان عليك أن تعمل ملوالك أم ك**ان ذلك‬
‫منك هبواك ؟ فإن سلم من ه*ذا ال*ديوان ب*أن ك*ان عليه أن يعمل كما‬
‫أمر ربه ‪ ،‬س * *أل نفسه عن ال* **ديوان الث* **اين ‪ :‬كيف فعلت ه* **ذا ؟ وهو‬
‫مكان املطالبة بالعلم والس*نة ‪ ،‬أبعلم فعلت أم جبهل ؟ ف*إن اهلل تع*اىل ال‬
‫يقبل عمال إال خالصا لوجهه موافقا لس**نة نبيه ‪ ، S‬ف**إن س**لم من ه**ذا‬
‫نشر ال* * **ديوان الث* * **الث ‪ ،‬ملن فعلت ؟ ‪ ،‬وه* * **ذا طريق التعبد ب * **اإلخالص‬
‫لوجه الربوبية ‪ ،‬وهو بغية اهلل ‪ ‬من خلقه ال* * * * **ذين ميتنع* * * * **وا عن إغ * * **واء‬
‫ض وألُ ْغ ِوينَّهم أ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين‬
‫َج َمع َ‬‫ب بِ َما أَ ْغَوْيَتِني ألَُزِّيَن َّن لَُه ْم في األَْر ِ َ َ ُ ْ ْ‬
‫الشيطان قال تعاىل ‪  :‬قَ َال َر ِّ‬
‫ِإال ِعَب َاد َك ِمْنُه ْم ال ُْم ْخَل ِصين ‪[ ‬احلجر‪. ]39/40 :‬‬
‫(‪) 2‬‬

‫ض‬ ‫ـل أَ ْن تُ َحا َسـبُوا َوَتَزَّينُــوا لِلَْعـ ْـر ِ‬


‫َ‬ ‫وي**روى عن عمر ‪ t‬أنه ق**ال ‪َ ( :‬حا ِسـبُوا أَْنُف َسـ ُك ْم َقْبـ‬
‫(‪) 3‬‬
‫الدْنَيا ) ‪.‬‬ ‫ب َنْف َس ُه ِفي ُّ‬ ‫اس َ‬
‫ِ ِ‬
‫اب َيْوَم الْقَي َامة َعَلى َم ْن َح َ‬
‫األ َْكب ِر ‪ ،‬وِإنَّما ي ِخ ُّ ِ‬
‫ف الْح َس ُ‬ ‫َ َ َ َ‬
‫وعند مس * **لم من ح * **ديث أيب هري * **رة ‪ t‬أن رس * **ول اهلل ‪ S‬ق * **ال ‪ ( :‬أَتَـ ـ ـ ْد ُرو َن َما‬
‫س ِم ْن أَُّمِتي يَـأْتِي‬ ‫اع ‪َ ،‬فَق َ ِ َّ ِ‬
‫ـال ‪ :‬إن ال ُْمْفل َ‬ ‫س ؟ قَالُوا ‪ :‬ال ُْمْفِلس ِف َينا َم ْن َال ِدْر َه َم لَُه َو َال َمَت َ‬ ‫ِ‬
‫ال ُْم ْفل ُ‬
‫ك‬ ‫ف َه َذا ‪َ ،‬وأَ َك َل َم َال َه َذا َو َسَف َ‬ ‫الٍة َو ِصَي ٍام َوَز َك ٍاة ‪َ ،‬ويَأْتِي قَ ْد َشَت َم َه َذا ‪َ ،‬وقَ َذ َ‬ ‫صَ‬ ‫ِ ِ‬
‫َيْوَم الْقَي َامة بِ َ‬
‫ت َح َسَناتُُه َقْب َل أَ ْن‬ ‫ب َه َذا ‪َ ،‬فُيْعطَى َه َذا ِم ْن َح َسَناتِِه َو َه َذا ِم ْن َح َسَناتِِه ؛ فَِإ ْن فَِنَي ْ‬ ‫ضَر َ‬‫َدَم َه َذا َو َ‬

‫‪1‬قوت القلوب ‪. 1/78‬‬


‫‪2‬السابق بتصرف ‪. 1/80‬‬
‫‪3‬الرتمذي يف صفة القيامة والرقائق والورع ‪. )2459 ( 4/638‬‬
‫‪133‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫ِح ِفي النَّا ِر ) (‪ ، )1‬ومن دع **اء‬ ‫ُخـ َذ ِمن َخطَاي ـ ُـاهم فَطُـ ـ ِرح ْ ِ‬
‫ِ ِ‬
‫ت َعَلْيــه ثُ َّم طُـ ـر َ‬ ‫َ‬ ‫ضـ ـى َما َعَلْيــه أ ـ ْ َ ْ‬ ‫ُيْق َ‬
‫العب**ادة اعتق**اد العبد أن احلكم ال**ديان ال يس**وي بني خمتلفني ‪ ،‬أو يف**رق‬
‫بني متماثلني ‪ ،‬س*بحانه ت*نزه عن اجلور والظلم فحكمه وعدله ي*أىب ذلك‬
‫ملقتضى ه* **ذه األمساء ‪ ،‬ومن هنا م* **يز بني أهل اجلنة والن* **ار ‪ ،‬واملؤم* **نني‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ين َما‬‫ين َكــال ُْم ْج ِرم َ‬ ‫والكف* **ار ‪ ،‬فق* **ال رب الع* **زة واجلالل ‪  :‬أََفَن ْجَع ـ ُ‬
‫ـل ال ُْم ْسـ ـلم َ‬
‫ف تَ ْح ُك ُمـو َن ‪[ ‬القلم‪ ، ]36 :‬ف*أخرب أن ه*ذا حكم باطل ج*ائر ‪،‬‬ ‫لَ ُك ْم َكْي َ‬
‫(‪) 2‬‬
‫يستحيل نسبته إليه كما يستحيل نسبة الفقر واحلاجة والظلم إليه ‪.‬‬
‫ومن دعاء العبادة أن املوحد حياسب الن*اس على ما ظهر منهم ويكل‬
‫ب**واطنهم للحس**يب ال**ديان ‪ ،‬وأن ييسر يف ال**ديْن عن املعس**رين ويتج**اوز‬
‫عن الفق* **راء واملس* **اكني روى البخ* **اري من ح* **ديث عمر ‪ ‬ق **ال ‪ِ ( :‬إ َّن‬
‫اهلل ‪َ ، S‬وِإ َّن اْل َـو ْحي قَ ِـد اْنَقطَ َـع ‪،‬‬ ‫ول ِ‬ ‫اسا َكانُوا ُيْؤ َخ ُذو َن بِالْو ْحي في َع ْه ِد ر ُس ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫أُنَ ً‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـاه ‪،‬‬ ‫َوِإنََّما نَْأ ُخ ُذ ُك ُم اآل َن بِ َما ظََهَر لََنا م ْن أَ ْع َمالِ ُك ْم فَ َم ْن أَظَْهَر لََنا َخْي ًـرا أَمن ُ‬
‫َّاه َوَقَّرْبَن ُ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫اهلل يُ َحاس ـبُُه في َس ـ ِر َيرته ‪َ ،‬وَم ْن أَظَـْه َـر لََنا ُس ـ ً‬
‫وءا‬ ‫س ِإلَْيَنا م ْن َس ـ ِر َيرته َشي ٌء ‪ُ ،‬‬ ‫َولَْي َ‬
‫صـ ِّدق ُْه ‪َ ،‬وِإ ْن قَـ َـال ِإ َّن َسـ ِر َيرتَُه َح َسـَنٌة ) ‪ ،‬وروى مس**لم من‬
‫(‪) 3‬‬
‫ل َْم نَأَْمْنـ ُـه َول َْم نُ َ‬
‫ـل ِم َّم ْن َكــا َن‬ ‫ب َر ُجـ ٌ‬
‫ِ‬
‫ح **ديث أيب مس **عود ‪ ‬أن رس **ول اهلل ‪ S‬ق **ال ‪ُ ( :‬حوسـ ـ َ‬
‫َّاس َو َـكـا َن ُمو ِس ـًرا‬ ‫ط الن َ‬ ‫وج ْـد لَـ ُـه ِم َن اْل َخْيـ ِر َشي ٌء ِإ َّال أَنَُّه َـكـا َن يُ َخالِ ـ ُ‬ ‫َقْبَل ُك ْم َفَل ْم يُ َـ‬
‫اهلل َعـ َّـز َو َجل ‪ :‬نَ ْح ُن‬ ‫ـاوُزوا َع ِن ال ُْمْع ِس ـ ِر قَ ـ َ‬ ‫ِ‬
‫ـال ُ‬ ‫ـال ‪ :‬قَ ـ َ‬ ‫فَ َكــا َن يَ ـأُْمُر غل َْمانَ ـ ُـه أ َْن َيَت َجـ َ‬
‫أ ََح ُّق بِ َذلِ َك ِمْن ُه تَ َج َاوُزوا َعْن ُه ) (‪.)4‬‬
‫ومن جهة التسمية بعبد ال*ديان ‪ ،‬فلم يتسم به أحد من الس*لف واخللف يف جمال‬
‫ما أجرينا عليه البحث ‪ ،‬وإن ك **انت حمرك **ات البحث على اإلن **رتنت قد أظه **رت‬
‫امسا لرجل مصري وآخر أفغاين ‪.‬‬
‫‪   -72‬الشاكر ‪:‬‬

‫‪1‬مسلم يف الرب والصلة ‪ ،‬باب حترمي الظلم ‪. )2581 (4/997‬‬


‫‪2‬شفاء العليل ص ‪ 199‬بتصرف ‪.‬‬
‫‪3‬البخاري يف الشهادات ‪ ،‬باب الشهداء العدول ‪. )2498 ( 2/934‬‬
‫‪4‬مسلم يف املساقاة ‪ ،‬باب فضل انتظار املعسر ‪. )1561 ( 1195 /3‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪134‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫دعاء العبادة هو توحيد العبد لربه يف امسه الشاكر ‪ ،‬وهذا يوجب عليه شكر اهلل‬
‫‪ ‬على نعمه الس* * * **ابغة ‪ ،‬وش * * **كر الن * * **اس على ما أج * * **رى اهلل ‪ ‬على أي* * **ديهم من‬
‫األسباب روى أبو داود وصححه األلباين من حديث أيب هريرة ‪ t‬أن النيب ‪ S‬قال ‪:‬‬
‫َّاس ) (‪. )1‬‬ ‫( َال يَ ْش ُكُر َ‬
‫اهلل َم ْن َال يَ ْش ُكُر الن َ‬
‫وعند أمحد وصححه األلباين من حديث عبد الرمحن بن شبل ‪ t‬أن رسول ِ‬
‫اهلل ‪S‬‬
‫ول ِ‬ ‫ِ‬ ‫ق*ال ‪ ( :‬إِ َّن الُْف َّ‬
‫اء‬
‫ـال ‪ :‬النِّ َسـ ُ‬ ‫اهلل ‪َ :‬وَم ِن الُْف َّ‬
‫سـا ُق ؟ قَ َ‬ ‫ـل النَّا ِر ‪ ،‬قي َ‬
‫ـل يَا َر ُسـ َ‬ ‫اق ُه ْم أ َْه ُ‬
‫سـ َ‬
‫َّه ُّن إِ َذا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـال رجــل ‪ :‬يا رس ـ َ ِ‬
‫ـال ‪َ :‬بَلى َولَكن ُ‬ ‫اجَنا ؟ ‪ ،‬قَـ َ‬ ‫ول اهلل أ ََولَ ْس ـ َن أَُّم َهاتَنا َوأَ َخَواتَنا َوأَ ْز َو َ‬ ‫قَـ َ َ ُ ٌ َ َ ُ‬
‫صـ ـ ـ ـبِ ْر َن ) (‪ ، )2‬ويف س* * * **نن الرتمذي وص* * **ححه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين ل َْم يَ ْ‬ ‫ين ل َْم يَ ْش ـ ـ ـ ـ ُك ْر َن ‪َ ،‬وإِ َذا ْابتُل َ‬
‫أُ ْعط َ‬
‫ضـَة ‪‬‬ ‫ب َوالِْف َّ‬ ‫الذ ِ‬
‫ين يَ ْكن ُـزو َن ال َّـذَه َ‬
‫ِ‬
‫األلباين من ح*ديث ثوب*ان ‪ t‬أنه ق*ال ‪ ( :‬ملا ن*زلت ‪َ  :‬‬
‫[التوب*ة‪ ]34:‬قال ‪ :‬كنا مع النيب ‪ S‬يف بعض أسفاره فق*ال بعض أص*حابه ‪ : t‬أن*زل يف‬
‫ض ـلُُه لِ َس ـا ٌن‬
‫ال**ذهب والفضة ما أن**زل ‪ ،‬لو علمنا أي املال خري فنتخ**ذه ‪ ،‬فق**ال ‪ ( :‬أَ ْف َ‬
‫اكٌر ‪َ ،‬وَزْو َجٌة ُمْؤِمَنٌة تُِعينُُه َعَلى ِإ َيمانِِه ) (‪.)3‬‬
‫اكر وَقلْب َش ِ‬
‫َذ ٌ َ ٌ‬
‫ِ‬
‫وعبد الش* * * * * * **اكر مل يتسم به أحد من الس* * * * * * **لف واخللف يف جمال ما أجرينا عليه‬
‫البحث ‪ ،‬ووجد بالبحث على اإلنرتنت بعضا ممن تسمى به من أهل مصر ‪.‬‬
‫‪   -73‬المنان ‪:‬‬
‫أثر االسم على العبد أن جيود بنفسه وماله يف س * * * * * * * * * * **بيل دينه وإخوانه ‪ ،‬رغبة يف‬
‫الق **رب من ربه ‪ ،‬روى البخ **اري من ح **ديث عبد اهلل بن عب **اس ‪ t‬ق **ال ‪َ ( :‬خـ َـر َج‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫الذي م َ ِ ِ ِ‬ ‫اهلل ‪ S‬في مر ِضِه ِ‬ ‫ول ِ‬
‫ب َرْأ َس ُه بِخْرقَة ‪َ ،‬فَقَع َد َعَلى الْمْنَب ِر ‪ ،‬فَ َح ـم َد َ‬
‫اهلل‬ ‫ات فيه َعاص ٌ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َر ُس ُ‬
‫َحـ ٌد أََم َّن َعَلي ِفي َنْف ِس ـِه َوَمالِـ ِـه ِم ْن أَبي بَ ْكـ ِر ْب ِن أَبِى‬ ‫س ِم َن الن ِ‬
‫َّاس أ َ‬ ‫َوأَْثَنى َعَلْيـ ِـه ثُ َّم قَـ َ ِ‬
‫ـال ‪ :‬إنَُّه لَْي َ‬
‫الِم‬ ‫َك ْن ُخلـ ـ ُة ِ‬
‫اإل ْسـ ـ َ‬ ‫ال ‪ ،‬ول ِ‬ ‫ِ‬
‫ت أَبَا بَ ْـكـ ٍر َخلي ً َ‬ ‫ال َالتَّ َخـ ْـذ ُ‬ ‫َّخـ ًذا ِم َن الن ِ‬
‫َّاس َخِلي ً‬ ‫ت ُمت ِـ‬ ‫قُ َحافَـ ـ َة ‪َ ،‬ولَ ـ ْـو ُكْن ُ‬
‫ض ُل ‪ُ ،‬سدُّوا َعِّني ُكل َخْو َخٍة ِفي َه َذا ال َْم ْس ِج ِد َغْيَر َخْو َخِة أَبِي بَ ْك ٍر ) ‪.‬‬
‫(‪) 4‬‬
‫أَ ْف َ‬
‫ص ـ َدقَاتِ ُك ْم بِ ــال َْم ِّن َوا َأل َذى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫آمنُ ــوا ال ُتْبطلُ ــوا َ‬ ‫ين َ‬ ‫ويق **ول تع **اىل ‪  :‬يَا أَُّيَها ال ــذ َ‬

‫‪1‬أبو داود يف كتاب األدب ‪ ،‬باب يف شكر املعروف ‪ ، )4811 (4/255‬صحيح اجلامع ( ‪. )7719‬‬
‫‪2‬املسند ‪ ، 3/444‬السلسلة الصحيحة ( ‪. )3058‬‬
‫‪3‬الرتمذي يف التفسري ‪ ،‬باب ومن سورة التوبة ‪ ، )3094 ( 5/277‬صحيح الرتغيب ( ‪. )1913‬‬
‫‪4‬البخاري يف الصالة ‪ ،‬باب اخلوخة واملمر يف املسجد ‪. )455 ( 1/178‬‬
‫‪135‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫صـْفَو ٍان‬ ‫اهلل َوالَْي ْـوِم ِـ‬


‫اآلخ ِرٍ فََِمَثلُ ُـه َك َمثَ ِـل َ‬
‫بِ ِ‬ ‫َّاس َوال ُي ْـؤِم ُن‬
‫ـق َمالَ ُـه ِرئَِ َ‬
‫ـاء‬ ‫َكال ِـذي ُيْنِف ُ‬
‫الن ِ‬
‫اهلل ال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َيْقدُرو َن َعَلى َش ْيء م َّما َك َسبُوا َو ُ‬ ‫صلْداً ال‬
‫َصابَُه َواب ٌل‬ ‫َفَتَر َك ُه َ‬
‫اب فَأ َ‬ ‫َعَلْيه ُتَر ٌ‬
‫َي ْـه ِـدي اْلَقـ ْـوَم اْل َـك ِـاف ِر َين ‪[ ‬البق**رة‪ ]264 :‬وامل ُّن هاهن *ا أَن مَتُ َّن مبا أَعطيت وتعت * ّد‬
‫به كأَنك إِمنا تقصد به االعتداد ‪ ،‬وا َألَذى أَن ُت َ*وبِّ َخ املعطَى ‪ ،‬ف*أَعلم اهلل‬
‫أَن امل َّن واألَذى ُيْب ِطالن الصدقة (‪. )1‬‬
‫َ‬
‫وق **ال ‪َ  : ‬وال تَ ْمنُ ْن تَ ْس ـَت ْكِثُر ‪[ ‬املدثر‪ ، ]6 :‬أَي ال ُت ْع* ِ*ط ش **يئا مق **دَّرا لتْأخذ‬
‫‪ ،‬وورد عند أمحد وص**ححه األلب**اين من ح**ديث أيب ذر ‪t‬‬
‫(‪) 2‬‬
‫بدله ما هو أَك**ثر منه‬
‫ـال‬
‫ف أَْو قَ َ‬ ‫ْح َّ‬
‫ال ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫للنيب ‪ُ ( : S‬قل ُ‬‫أنه قال ِ‬
‫اهلل ؟ قَ َال ‪ :‬التَّاجُر ال َ‬
‫ين يَ ْشَنُؤ ُه ُم ُ‬
‫ْت ‪َ :‬وَم ْن َهُؤ َالء الذ َ‬
‫يل ال َْمنَّا ُن ‪َ ،‬واْلَفِق ُير ال ُْم ْخَت ُال ) ‪.‬‬
‫(‪) 3‬‬ ‫ال ُ ِ‬
‫ف َوالَْبخ ُ‬‫ْح َّ‬ ‫ِ‬
‫‪ :‬الَْبائ ُع ال َ‬
‫وعبد املن*ان مل يتسم به أحد من الس*لف واخللف يف جمال ما أجرينا عليه البحث‬
‫ووجد على حمركات البحث باإلنرتنت بعضا ممن تسمى به يف هذا العصر ‪.‬‬
‫‪   -74‬القادر ‪:‬‬
‫دع**اء العب**ادة يظهر من خالل إميان العبد بعلم اهلل الس**ابق وتق**دير األش**ياء ‪ ،‬وأن‬
‫ذلك سر اهلل يف خلقة ال يعلمه ملك مق* * * **رب وال نيب مرسل ‪ ،‬وأن ه* * **ذا العلم هو‬
‫اعِة َوُيَنـ ِّـز ُل‬ ‫علم مف **اتح الغيب وتق **دير األم **ور ‪ ،‬ق **ال تع **اىل ‪ِ  :‬إ َّن ِ ِ‬
‫سـ َ‬‫لم ال َّ‬
‫اهلل عْن ـ َدُه ع ُ‬
‫َ‬
‫س بِ ـأ ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض‬ ‫َي أَْر ٍ‬ ‫ب َغــداً َوَما تَـ ْـدِري َنْف ٌ‬ ‫لم َما في األَْر َـحـام َوَما تَـ ْـدِري َنْف ٌ‬
‫س َمــا َذا تَ ْكس ـ ُ‬ ‫ث َوَيْع ُ‬ ‫ال َغْي َ‬
‫سـ ـماو ِ‬ ‫ِ‬ ‫اهلل َع ِ‬
‫ات‬ ‫لم َم ْن في ال َّ َ َ‬ ‫ليم َخب ـ ٌـير ‪[ ‬لقم* **ان‪ ، ]34 :‬وق **ال ‪  :‬قُل ال َيْع ُ‬ ‫ـوت ِإ َّن َ ٌ‬ ‫تَ ُمـ ُ‬
‫اهلل َوَما يَ ْش ـ ُعُرو َن أَيَّا َن ُيْبَعثُ ــو َن ‪[ ‬النم **ل‪ ، ]65 :‬وق **ال ‪  :‬قُل أَْنَزل ـ ُـه‬ ‫ب ِإال ُ‬ ‫ض ال َغْي َ‬ ‫َواألَْر ِ‬
‫ض ِإنَُّه َكا َن َغُفوراً َر ِحيماً ‪[ ‬الفرقان‪. ]6:‬‬ ‫ات َواألَْر ِ‬ ‫السماو ِ‬ ‫الذي يعلم ِّ ِ‬
‫السَّر في َّ َ َ‬ ‫َْ ُ‬
‫ِ‬
‫اهلل‬
‫ب ُ‬ ‫اهلل ‪ S‬ق*ال ‪َ ( :‬كَت َ‬ ‫ٍ‬
‫روى مسلم من ح*ديث عبد اهلل بن عم*رو ‪ t‬أن رس*ول‬
‫ات واألَر ِ ِ‬ ‫مَق ِ‬
‫ـال ‪َ :‬و َعْر ُشـ ُه َعَلى‬ ‫ـف َسـَنة ‪ ،‬قَ َ‬ ‫ين أَْل َ‬
‫ض ب َخ ْمسـ َ‬ ‫سـ َمَو ِ َ ْ َ‬ ‫ـادير اْل َخ َِ‬
‫الئ ِـق َقْب َ‬
‫ـل أَ ْن يَ ْخلُ َـق ال َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ (‪) 4‬‬
‫ال َْماء ) ‪ ،‬وعند أىب داود وصححه الش*يخ األلب*اين من ح*ديث عب*ادة بن الص*امت‬

‫‪1‬تفسري القرطيب ‪ 17/243‬بتصرف ‪.‬‬


‫‪2‬تفسري الطربي ‪ 29/148‬بتصرف ‪.‬‬
‫‪3‬املسند ‪ ، )21378 (5/151‬صحيح اجلامع ( ‪. )3074‬‬
‫‪4‬مسلم يف القدر ‪ ،‬باب حجاج آدم وموسى عليهما السالم ‪. )2653 ( 4/2044‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪136‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫ب َوَما َذا‬
‫ب ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬ر ِّ‬
‫ال‪1‬ل)َُه ‪ْ :‬اكتُ ْ‬ ‫‪ t‬أن رسول اهلل ‪ S‬قال ‪ِ ( :‬إ َّن أََّو َلٍ َما َخَل َق ُ‬
‫اهلل اْلَقَل َم َفَق َ‬
‫(‬
‫الس َاع ُة ) ‪.‬‬ ‫وم َّ‬ ‫ِ‬
‫ب َمَقاد َير ُك ِّل َشيء َحتَّى َتُق َ‬‫ب ؟ قَ َال ‪ْ :‬اكتُ ْ‬
‫أ َْكتُ ُ‬
‫فال* * **ذي وحد اهلل يف امسه الق* * **ادر يعلم أن اهلل قد س* * **بق علمه يف كل ك* **ائن من‬
‫خلقه فقدر ذلك تقديرا حمكما مربما ليس فيه ن**اقض وال معقب وال مزيل وال مغري‬
‫‪ ،‬وأن اهلل ‪ ‬قد علم أن األش* * * **ياء تصري موج* * * **ودة ألوقاهتا على ما اقتض* * **ته حكمته‬
‫البالغة فك**انت كما علم ؛ وإن حص**ول املخلوق**ات على ما فيها من غ**رائب احلكم‬
‫ال يتص**ور إال من ع**امل قد س**بق علمه على إجيادها ‪ ،‬كما ق**ال تع**اىل ‪  :‬أَال َيْع ُ‬
‫لم‬
‫يف ال َخِب ُير ‪[ ‬املل*ك‪ ، ]14 :‬فيس*تحيل ح*دوث ش*يء أو وج*ود فع*ل‬ ‫لق وهو ِ‬
‫اللط ُ‬ ‫َم ْن َخ َ َ ُ َ‬
‫ب*دون علم*ه وقدرت*ه ؛ فال خيرج عن قدرت*ه مق*دور ‪ ،‬وال ينف*ك عن حكم*ه مفط*ور ‪،‬‬
‫وال يع**ذب عن علم**ه معل**وم ‪ ،‬يفع**ل م**ا يري**د ‪ ،‬وخيض**ع حلكم**ه العبي**د ‪ ،‬وال جيرى يف‬
‫س*لطانه إال م*ا يش*اء ‪ ،‬وال حيص*ل يف ملك*ه إال م*ا س*بق ب*ه القض*اء ‪ ،‬م*ا علم أن*ه يك*ون‬
‫من املخلوق*ات أراد أن يك*ون ‪ ،‬وم*ا علم أن*ه ال يك*ون أراد أال يك*ون ‪ ،‬ف*إذا ك*ان ه*ذا‬
‫اعتقاد املوحد يف امسه القادر ركن إىل ربه واعتمد علي*ه ومل خيش أح*دا س*واه ‪ ،‬وروى‬
‫ـف رسـول ِ‬
‫اهلل ‪S‬‬ ‫الرتم*ذي وص*ححه األلب*اين من ح*ديث ابن عب*اس ‪ t‬قَ*ال ‪ُ ( :‬كْن ُ‬
‫ت َخل َ َ ُ‬
‫اهلل تَ ِـج ْدُه تُ َج َاه َ‬ ‫ـك ِ‬ ‫ـات ‪ِ ،‬‬
‫ـك ‪ِ ،‬إ َذا‬ ‫احَفـظ َ‬ ‫اهلل يَ ْحَف ْظ َ ْ‬‫احَفـظ َ‬ ‫لم ٍ ْ‬ ‫ـك َك َ‬ ‫لم َ‬‫الم ِإنِّي أ َُع ُ‬
‫َيْوًمـا َفَقـال ‪ :‬يَـا غُ ُ‬
‫ِ ِ‬
‫ـوك‬
‫ت َعلى أ َْن َيْنَفُعـ َ‬ ‫اجَت َمَع ْ‬ ‫ت فَا ْس ـَتع ْن بِاهلل ‪َ ،‬وا ْع ْ‬
‫لم أ َّ‬
‫َن األَُّمَة ل ـ ِو ْ‬ ‫اهلل ‪َ ،‬وِإ َذا ا ْس ـَتَعْن َ‬
‫َلت فَا ْس ـأَل َ‬ ‫َس ـأ َ‬
‫وك‬ ‫وك بِ َشـ ْيٍء ْلم يَ ُ‬
‫ضـُّر َ‬ ‫ضـُّر َ‬‫اجَت َمُعـوا َعلى أَ ْن يَ ُ‬‫ـك ‪َ ،‬ولـ ِو ْ‬ ‫اهلل ل َ‬ ‫ٍ‬
‫وك ِإال بِ َش ْيء قَ ْد َكَتَب ُـه ُ‬ ‫بِ َش ْيٍء ْلم َيْنَفُع َ‬
‫ت ا َألقْالم وجَّف ِ‬ ‫ك ‪ ،‬رِفع ِ‬ ‫ٍ‬
‫ف ) (‪. )2‬‬ ‫الص ُح ُ‬
‫ت ُّ‬ ‫ََُ‬ ‫اهلل َع ْلي َ ُ َ‬ ‫ِإال بِ َش ْيء قَ ْد َكَتَب ُه ُ‬
‫ومن آمن باسم اهلل الق**ادر مل ي*أت عرافا وال منجما وال كاهنا وال م*دعيا معرفة‬
‫الغيب ؛ ألن علم التق* **دير سر بيد الق* **ادر وح* **ده ‪ ،‬مل يطلع عليه ملك مق **رب وال‬
‫نيب مرسل (‪ ، )3‬روى مس * * * **لم عن بعض أزواج النيب ‪ S‬أن النيب ‪ S‬ق * * * **ال ‪َ ( :‬م ْن أَتَى‬
‫ص ـ ـ ـالٌة أَْربَِع َين ْليل ـ ـ ـ ًة ) (‪ ، )4‬وال ينبغي للموحد أن‬ ‫ٍ‬
‫َله َع ْن َش ـ ـ ـ ْيء ْلم ُتْقَبل لـ ـ ـ ُـه َ‬
‫َعَّرافًا فَ َس ـ ـ ـأ ُ‬
‫‪1‬أبو داود يف السنة ‪ ،‬باب يف القدر ‪ ، )4700 ( 4/225‬صحيح اجلامع ( ‪. )2017‬‬
‫‪2‬الرتمذي يف صفة القيامة ‪ ، )2516 ( 4/667‬صحيح اجلامع ( ‪. )7957‬‬
‫‪3‬العراف احلازر الذي يرجم بالغيب ‪ ،‬واملنجم الذي ي*دعى علم الغيب أو ال*ذي يس*تدل على األم*ور بأس*باب‬
‫ومق* **دمات ي* **دعي معرفتها ‪ ،‬والكهانة ادع* **اء علم الغيب ‪ ،‬انظر ش **رح الن **ووي على ص **حيح مس* **لم ‪/14‬‬
‫‪. 227‬‬
‫‪4‬مسلم يف السالم ‪ ،‬باب حترمي الكهانة وإتيان الكهان ‪. )2230 ( 4/1751‬‬
‫‪137‬‬‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫يعارض العلم السابق والتقدير احلتمي بالتواكل واالستناد للمذهب اجلربي ‪.‬‬
‫ـازٍة ِفي‬
‫روى البخ **اري من ح **ديث على بن أيب ط **الب ‪ t‬أنه قَ **ال ‪ُ ( :‬كنَّا ِفي َجَنـ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫س ؛ فَ َجَعل َيْن ُك ُ‬ ‫َّ‬
‫ص ـَرٌة ؛ َفَنك َ‬ ‫بَقيـ ِـع ال َغْرقَــد ‪ ،‬فَأَتَانَا النَِّب ُّي ‪َ S‬فَقَعـ َد َوَقَعـ ْـدنَا َحْولـ ُـه ‪َ ،‬وَمَعـ ُـه م ْخ َ‬
‫الجنَِّة َوالنَّا ِر‬ ‫ِ‬
‫ب َم َكاُنَها م َن َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫س َمْنُفو َس ـة ِإال ُكت َ‬ ‫َح ٍـد َما ِم ْن َنْف ٍ‬ ‫ص ـَرتِِه ثُ َّم قَــال ‪َ :‬ما ِمْن ُك ْم ِم ْن أ َـ‬
‫بِ ِم ْخ َ‬
‫ـل َعلى ِكَتابَِنا َونَ ـ َد ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ع‬ ‫ـل ‪ :‬يَا َر ُس ـول اهلل أَفَال َنتَّكـ ُ‬ ‫ب َش ـقَّيًة أَْو َس ـعي َدًة ‪َ ،‬فَقــال َر ُجـ ٌ‬ ‫َوِإال قَ ـ ْـد ُكت َ‬
‫س ـَع َادِة ‪َ ،‬وأََّما َم ْن َـكـا َن ِمنَّا‬ ‫ص ـ ُير ِإلى َع َمل أ َْهل ال َّ‬ ‫س ـع َادِة فَسي ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الع َمل ؟ فَ َم ْن َـكـا َن منَّا م ْن أ َْهل ال َّ َ ََ‬ ‫َ‬
‫س ـع َادةِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ـل ال َّ َ‬‫م ْن أ َْهل الش ـَق َاوة فَ َسَيص ـ ُير إلى َع َمل أ َْهل الش ـَق َاوة ؟ قَــال رســول اهلل ‪ : S‬أََّما أ ْـَه ُ‬
‫ش ـَق َاوِة ثُ َّم َقـ َـرأَ ‪  :‬فَأََّما َم ْن‬ ‫س ـُرو َن َلع َمل ال َّ‬‫ش ـَق َاوِة َفُيَي َّ‬
‫ـل ال َّ‬ ‫س ـرو َن لعمل ال َّ ِ‬
‫س ـَع َادة ‪َ ،‬وأََّما أ ْـَه ُ‬ ‫َفُيَي َّ ُ َ َ‬
‫ِ‬
‫الح ْسـَنى‬ ‫ب بِ ُ‬ ‫الح ْسـَنى فَ َسُنَي ِّسـُرُه لليُ ْسـَرى َوأََّما َم ْن بَخل َوا ْسـَت ْغَنى َو َـك َّـذ َ‬ ‫َّق بِ ُ‬ ‫صـد َ‬‫أَ ْعطَى َو َّاتَقى َو َ‬
‫(‪) 1‬‬
‫للع ْسَرى ‪[ ‬الليل‪. ) ]5/10 :‬‬ ‫فَ َسُنَي ِّسُرُه ُ‬
‫وممن تس* **مى بالتعبد السم اهلل الق* **ادر احلافظ أبو حممد الره* **اوي عبد الق **ادر بن‬
‫‪،‬‬ ‫اهلل‬ ‫عبد‬
‫مس * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *‬
‫َع على أيب زرعة ط* **اهر بن حممد املقدسي س* **نن ابن ماجه ‪ ،‬وعلى نصر بن س* **يار‬
‫جامع الرتمذي ‪ ،‬ومات يف ثاين مجادى األوىل سنة اثنيت عشر وستمائة (‪. )2‬‬
‫‪   -75‬الخالق ‪:‬‬
‫دعاء العبادة هو يقني الشخص وإميانه باالسم ومقتضاه ؛ في*ؤمن بكم*ال علم اهلل‬
‫وحكمته ‪ ،‬وأنه ال* * * * **ذي يب* * * * **دع يف خلقه كما وكيفا بكم* * * * **ال قدرته ‪ ،‬وأن اهلل ال‬
‫يعجزه شيء يف ملكه ‪ ،‬وهو سبحانه غالب على أمره ‪ ،‬خل*ق ال*دنيا بأس*باب ت*ؤدي‬
‫إىل نتائج وعلل تؤدي إىل معل*والت ‪ ،‬الس*بب والنتيج*ة أو العل*ة واملعل*ول خملوق*ان بعلم‬
‫اهلل ومش**يئته ‪ ،‬وقدرت**ه املطلق**ة على اخلل**ق ‪ ،‬س**واء ارتب**ط املعل**ول بعلت**ه أو انفص**ل عن‬
‫علت **ه أو ارتب **ط الس **بب بنتيجت **ه أو انفص **ل عن نتيجت **ه ‪ ،‬ك **ل ذل **ك ال ي **ؤثر يف ق **درة‬
‫اخلالق وال حيد من الكم* **ال واإلطالق ‪ ،‬ولكن ترابط العل* **ل واألس* **باب أو انفص* **اهلا‬
‫ظاهر عن كمال العدل واحلكمة ‪.‬‬
‫‪1‬املخص **رة هي الع **ود الص **غري ‪ ،‬ومعىن نكس أط **رق برأسه إىل األرض ‪ ،‬ومعىن ينكت مبخص **رته يض **رب يف‬
‫األرض ضربا خفيفا انظر شرح النووي على صحيح مسلم ‪. 16/195‬‬
‫‪2‬تذكرة احلفاظ للقيسراين ‪ ، 4/1387‬وطبقات احلفاظ للسيوطي ص‪. 490‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪138‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫وملزي **د من البي **ان يف كيفي **ة اإلميان مبقتض **ى اس **م اهلل اخلالق ميكن الق **ول إن اهلل ‪‬‬
‫جعل احلياة مبني*ة على تراب*ط األس*باب حبيث ال خيل*ق النتيج*ة إال إذا خل*ق الس*بب أوال‬
‫وال خيلق املعلول إال إذا خلق علته أوال ‪ ،‬فال خيلق النبت*ة إال إذا خل*ق الب*ذرة ‪ ،‬وال خيل*ق‬
‫الثم*رة إال إذا خل*ق النبت*ة ‪ ،‬ال خيل*ق االبن إال إذا أوج*د األب واألم ‪ ،‬ومن هن*ا ظه*رت‬
‫األس* **باب للعقالء ك* **ابتالء يص* **ح من خالل* **ه مع* **ىن الب* **ديهيات ‪ ،‬وص* **حة التج* **ارب‬
‫والمع **ادالت ‪ ،‬فأه **ل اليقني ينظ **رون إىل األس **باب ويعلم **ون أنه **ا ص **ادرة عن اخلالق‬
‫وأن اهلل ‪ ‬ت*ارة ينس*ب الفع*ل إلي*ه ألن*ه اخلالق بتق*دير وق*درة ‪ ،‬وت*ارة ينس*ب الفع*ل إلى‬
‫عب*اده عن*د دع*وهتم إلى العم*ل يف األس*باب مبقتض*ى الش*ريعة والعق*ل واحلكم*ة ‪ ،‬فم*رة‬
‫يق **ول س **بحانه يف بي **ان التق **دير والق **درة ‪  :‬أََفـ َـرأَْيتُ ْم َمــا تَ ْحُرثُ ــو َن أَأَْنتُ ْم َتْزَر ُعونَ ـ ُـه أَْم نَ ْح ُن‬
‫ِِ‬
‫صًّبا ثُ َّم‬
‫الم َاء َ‬ ‫صَبْبَنا َ‬‫نسا ُن ِإلى طََعامه أَنَّا َ‬ ‫اإل َ‬ ‫الزا ِر ُعو َن ‪[ ‬الواقعة‪ ، ]64 :‬وقال أيضا ‪  :‬فَ َليْنظُْر ِ‬‫َّ‬
‫ضـبا وَزيتُونًـا ونَ ْخال و ـح َدائِ َق غُلبا وفَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اكَـه ًة َوأَبًّا َمَت ً‬
‫اعـا‬ ‫ً َ‬ ‫ََ‬ ‫ض َشـًّقا فَأَْنَبْتَنـا ف َيهـا َحبًّا َوعَنًبـا َوقَ ْ ً َ ْ َ‬
‫َشَقْقَنا األَْر َ‬
‫ل ُك ْم َو َألْنَعـ ِـام ُك ْم ‪[ ‬عبس‪ ، ]32:24:‬فنفى عن الن **اس خلقهم لأفع **اهلم وت **أثري األس **باب‬
‫مبفرده**ا يف أرزاقهم ‪ ،‬وأثبت لنفس**ه تص**ريف األس**باب وانف**راده خبلقه**ا وتقليبه**ا ألن**ه‬
‫اخلالق اخلالق على احلقيق**ة ‪ ،‬فه**و ال**ذي علم وكتب وش**اء وخل**ق ‪ ،‬ق**در ك**ل ش**يء‬
‫بعلمه ‪ ،‬وكتبه يف أم الكتاب بقلم*ه ‪ ،‬وأمض*اه مبش*يئته ‪ ،‬وخلق*ه بقدرت*ه ‪ ،‬مث أم*ر الن*اس‬
‫ِِ‬
‫أن يأخذوا باألسباب اليت خلقها وأحكم ابتالءهم هبا فق**ال ‪َ  :‬تْزَر ُعو َن َسـْب َع سـن َ‬
‫ين‬
‫وه ِفي ُسـْنبُ ِله ِإال قَلي ًال ِم َّما تَـْأ ُكلُو َن ‪[ ‬يوس**ف‪ ، ]47 :‬وق**ال‬ ‫َدأَبـاً فَ َما َح َ‬
‫صـ ْدتُ ْم فَـ َذُر ُ‬
‫اع َليِغيـ َظ بِِه ُم ال ُكَّف َار ‪[ ‬الفتح‪ ، ]29 :‬فس**ماهم زراع**ا وق**ال‬ ‫ِ‬
‫تع**اىل أيضا ‪ُ  :‬يْعج ُ‬
‫ب الـ ُّـزَّر َ‬
‫تزرع*ون ومساهم كف*ارا ألهنم يض*عون الب*ذرة ويغطوهنا ويغيبونه*ا يف األرض ‪ ،‬فكلفن*ا‬
‫بالعمل ألنن*ا يف دار ابتالء وامتح*ان ‪ ،‬واألخ*ذ باألس*باب حتم على ب*ين اإلنس*ان ؛ فهم‬
‫مس **تخلفون يف ملك **ه وخمول **ون يف أرض **ه ‪ ،‬فطالبن **ا بالعم **ل واإلنف **اق م **ع اإلميان بأن **ه‬
‫اهلل ورس ـ ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وله‬ ‫اخلالق ؛ ليص**ل ك**ل من**ا إيل م**ا ق**در له من األرزاق ‪ ،‬فق**ال ‪  : ‬آمنُــوا بِ َ َ ُ‬
‫الذ َين َآمنُوا ِمْن ُك ْم َوأَْنَفُقوا ُله ْم أ َْجٌر َكِبيرٌ‪[ ‬احلديد‪. ]7 :‬‬
‫وأَنِْفُقوا ِم َّما جعل ُكم مسَت ْخ ِلفين ِف ِيه فَ ِ‬
‫َ‬ ‫ََ ْ ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ومن مث فإن الدنيا دار ابتالء وامتحان ‪ ،‬وال بد أن جيتازه*ا اإلنس*ان ‪ ،‬وه*و فيها بني‬
‫ن **ازعني نفس **يني متق **ابلني ومتض **ادين ‪ ،‬وبني جندين معروض **ني مط **روحني بني إرادت **ه‬
‫وخمري فيهما حبريه إما إىل جنة وإما إىل ن*ار ‪ ،‬ك*ل ذل*ك لي*ؤول الن*اس إىل س*ابق التق*دير‬
‫‪139‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫وما دون يف الكتاب من تقرير املصري ‪ ،‬ال تغري فيه وال تب*ديل ‪ ،‬ق*ال تع*اىل ‪  :‬فَ ِري ٌق ِفي‬
‫الجنَِّة َوفَ ِري ٌق ِفي َّ‬
‫السِعي ِر ‪[ ‬الشورى‪. ]7 :‬‬ ‫َ‬
‫فاخلالق س **بحانه أظه **ر ال **دنيا أس **بابا ونس **ب الفع **ل إلى أهله **ا إلظه **ار حكمت **ه‬
‫ونسب الفعل وأثبته لنفسه يف موضع آخر إلظهار قدرته ‪ ،‬فال يتغاف*ل العب*د عن قدرت*ه‬
‫بدعوى االنشغال يف النظر إىل حكمته ‪ ،‬وأن األسباب حاكمة على مشيئة اهلل وقدرته‬
‫‪ ،‬وأهنا صارمة ال ميكن أن يتخلف املعلول فيه*ا عن علت*ه ‪ ،‬فاهلل ‪ ‬خيل*ق بأس*باب وبغ*ري‬
‫أس* **باب ‪ ،‬إن خل* **ق بأس* **باب فهي الع* **ادات ‪ ،‬وإن خل* **ق بغ* **ري أس* **باب فهي خ **وارق‬
‫الع**ادات أو الكرام**ات واملعج**زات ‪ ،‬فتج**د الثم**رة خيلقه**ا اهلل بع**د خل**ق النبت**ة ويرب**ط‬
‫خلق الثمرة بوجودها ‪ ،‬وميكن أن خيلق الثمرة من غ*ري نبت*ة ويص*بح وجوده*ا كع*دمها‬
‫‪ ،‬فه **ذه م **رمي ابن **ة عم **ران ك **انت تأك **ل من الثم **ار ب **دون أس **باب يف غ **ري أواهنا ق **ال‬
‫الم ْحراب وج َد ِعْنـ َد َها ِرْزقـاً قَـال يـا مـريم أَنَّى ل ِ‬ ‫ِ‬
‫ـالت‬
‫ـك َـه َذا قَ ْ‬ ‫َ َ ْ َُ‬ ‫لما َد َخل َع ْليَها َز َك ِريَّا َ َ َ َ‬ ‫تعاىل ‪ُ  :‬ك َ‬
‫اب ‪[ ‬آل عم **ران‪ ، ]37 :‬قي **ل أهنا ك **انت‬ ‫اهلل َيـ ْـرُز ُق َم ْن يَ َش ـ ُاء بِغَْي ـ ِر ِحس ـ ٍ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫ُـه َـو م ْن عْنــد اهلل ِإ َّن َ‬
‫َ‬
‫ت*رزق بفاكه*ة الص*يف يف الش*تاء وفاكه*ة الش*تاء يف الص*يف (‪ ، )1‬وهى ق*د علمت أن‬
‫ال**ذي خيلق الثم**رة بأس**باب ق**ادر على أن خيلقها بغ**ري أس**باب ‪ ،‬وي**رزق من يش**اء من‬
‫عبيده بغري حس*اب ‪ ،‬ول*ذلك ك*ان من ق*وة يقينه*ا أن اهلل اختاره*ا حمال لالبتالء ‪ ،‬وأهنا‬
‫س*تحمل على غ*ري ع*ادة النس*اء ‪ ،‬وخيرج منه*ا عيس*ى ‪ ‬كمعل*ول بغ*ري عل*ة ونتيج*ة بال‬
‫ـالت ِإنِّي أ ُ‬
‫َع ــوذُ‬ ‫س **بب ‪ ،‬ق **ال تع **اىل ‪  :‬فَأ َْر َسـ ـ َلنا ِإ ْلي َهــا ُر َ‬
‫وحَن ــا َفَت َمثَّل َلهــا بَ َشـ ـ ًرا َسـ ـ ِويًّا قَ ـ ْ‬
‫المــا َز ِكيًّا قَـ ْ‬
‫ـالت أَنَّى‬ ‫ِ‬
‫ب لــك غُ ً‬
‫نت تَِقيًّا قَــال إِنَّ ـمـا أَنَــا رس ـ ُ ِ‬
‫ول َربِّك أل ََه َ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫ـالر ْحم ِن ِمْنـ َ‬
‫ـك ِإ ْن ُك َ‬ ‫بِـ َّ‬
‫لي َهيِّ ٌن‬
‫ك ُـه ـ َـو َع َّ‬ ‫الم ولم يمسس ـ ـنِي ب َش ـ ـر ولم أَ ُكن ب ِغيًّا قَـ ــال َكـ ـ َذ ِ‬
‫لك قَـ ــال ربُّ ِ‬
‫َ‬ ‫يَ ُـك ــو ُن لي غُ ٌ َ ْ َ ْ َ ْ َ ٌ َ ْ ْ َ‬
‫لك قَ ــال ربُّ ِ‬
‫ض ـيًّا قَ ــال َكـ َذ ِ‬ ‫َّاس ور ْح ـمـ ًة ِمنَّا و َكــا َن أ َْمــرا م ْق ِ‬
‫لي َهيِّ ٌن‬
‫ك ُهـ َـو َع َّ‬ ‫َ‬ ‫ً َ‬ ‫َ‬ ‫َو َلن ْج َعل ــهُ آيَــ ًة للن ِ َ َ َ‬
‫َّاس َو َر ْح َم ًة ِمنَّا َو َكا َن أ َْمًرا َم ْق ِضيًّا ‪[ ‬مرمي‪.]21:17‬‬ ‫َو َلن ْج َعلهُ آيًَة للن ِ‬
‫واملقص **ود بقول **ه هني أن خ **وارق الع **ادات ال تأخ **ذ يف م **راتب الق **در م **ا تأخ **ذه‬
‫الع **ادات ‪ ،‬فالول **د مثال يف الع **ادة يخل **ق من أب وأم ‪ ،‬ويف خ **رق الع **ادة من أم فق **ط‬
‫فاخللق يف العادة أكثر منه يف خارق الع*ادة ‪ ،‬فعن*د املقارن*ة احلس*ابية وط*رح اخلوارق من‬
‫الع **ادات تك **ون اخلوارق أه **ون وأيس **ر ‪ ،‬وإن ك **ان ك **ل ش **يء على اهلل يس **ري ‪ ،‬لكن‬
‫جامع البيان عن تأويل آي القرآن ‪. 3/244‬‬ ‫‪1‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪140‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫املراد أن يفهم س **ائر العب **اد أن قض **ية البعث واإلع **ادة قض **ية حقيقي **ة ‪ ،‬وأن ذل **ك من‬
‫األمور اليقينية احلتمية ‪ ،‬وهي يسرية على اخلالق ‪ ،‬قال تع*اىل ‪َ  :‬و ُهَو ال ِـذي َيْبـدأُ ال َخل َـق‬
‫الح ِك ُيم ‪‬‬ ‫س ـماو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الع ِزيـ ُـز َ‬ ‫ات َواألَْر ِ‬
‫ض َو ُـه َـو َ‬ ‫المثَـ ُـل ا َأل ْعلى في ال َّ َ َ‬
‫ثُ َّم يُعي ـ ُدُه َو ُـه َـو أ ْـَه َـو ُن َع ْليــه َولـ ُـه َ‬
‫ض بَِق ِادٍر َعلى أَ ْن يَ ْخلُ َـق ِمْث ُله ْم بَلى‬ ‫السماو ِ‬
‫ات َواألَْر َ‬ ‫لق َّ َ َ‬
‫الذي َخ َ‬ ‫[الروم‪ ، ]27 :‬وقال ‪  :‬أَوليس ِ‬
‫َْ َ‬
‫سـْب َحا َن ال ِـذي بَِي ِـدِه َمل ُك ُ‬
‫ـوت‬ ‫ِ‬ ‫الع ِ‬
‫ليم إنََّما أَْمُرُه إ َذا أََر َاد َشْيئاً أَ ْن َيُقول ل ُـه ُك ْن َفَي ُكـو ُن فَ ُ‬
‫الق َ ُ‬‫َو ُهَو ال َخ ُ‬
‫ُكل َش ْيٍء َوِإ ْليِه ُتْر َجُعو َن ‪[ ‬يّس‪. ]83 :‬‬
‫واهلل عز وجل قد خيلق العلة وال خيل*ق معلوهلا كم*ا فع*ل ب*إبراهيم ‪  : ‬قَالُوا َحِّرقُ ُ‬
‫ـوه‬
‫لين قُ َلنا يَا نَ ُار ُكونِي َبْرداً َو َسالماً َعلى ِإْبَر ِاه َيم ‪[ ‬األنبي**اء‪، ]69 :‬‬ ‫ِ‬
‫آلهَت ُك ْم ِإ ْن ُكْنتُ ْم فَاع َ‬
‫صُروا َ‬‫َوانْ ُ‬
‫أضرموا نارا ال يقوى الطري على املرور من فوقه*ا ‪ ،‬وق*د ت*وفرت هلم العل*ة ولكن اهلل مل‬
‫خيلق معلوهلا ‪.‬‬
‫ـبي ‪ S‬بش ـ ٍـاة‬ ‫أن ي ِ‬
‫هوديًَّة أتَ ِ‬
‫ت الن ـ َّ‬ ‫ٍ‬
‫وعن *ٍ*د البخ **اري من ح **ديث أنس ب ِن مال **ك ‪َ َّ ( )1:( t‬‬
‫نقتلُهـا ؟ ) ‪ ،‬ويف رواي**ة مس**لم ‪ ( :‬فجيء‬ ‫ـمومة فأ َكـل منهـا فجيء بهـا ‪ ،‬فقيل ‪ :‬أال ُ‬
‫َمس َ‬
‫لك ‪ ،‬قَال ‪ :‬مـا َكـا َن اهلل ليسـلطَ ِ‬
‫ك‬ ‫ت َألقْتُ َ‬
‫الت ‪ :‬أََر ْد ُ‬
‫ذلك ؟ َفَق ْ‬ ‫َلها َع ْن َ‬ ‫بَِها ِإلى رسول ِ‬
‫اهلل ‪ S‬فَ َسأ َ‬
‫َُُ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬
‫(‪) 2‬‬
‫لي ‪ ،‬قَ ــال قَ ــالُوا ‪ :‬أَ َال َنْقتُله ــا ؟ قَ ــال َال ) ‪ ،‬فالس **م عل **ة ختل **ف‬ ‫َعلى َذ ِ‬
‫اك ‪ ،‬أ َْو قَ ــال ‪َ :‬ع َّ‬
‫معلوهلا ومل تؤثر يف رسول اهلل ‪. S‬‬
‫وق*د خيل*ق املعل*ول بال عل*ة ‪ ،‬كم*ا خل*ق ناق*ة ص*احل من اجلب*ل ‪َ  :‬وِإلى ثَُم َ‬
‫ود أَ َخ ُاه ْم‬
‫صالحاً قَال يا َقـوِم ا ْعبـ ُدوا اهلل مـا ل ُكم ِمن ِإل ٍـه َغْيـرُه قَ ْـد جـاءْت ُكم بِّيَنـ ٌة ِمن ربِّ ُكم َه ِـذِه نَاقَـ ُة ِ‬
‫اهلل ل ُك ْم‬ ‫َ َ َْ ْ َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ََ ْ ْ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫َ‬
‫َليم ‪[ ‬األعراف‪. ]73 :‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وها تَْأ ُكل في أَْر ِ‬
‫اب أ ٌ‬ ‫ْخ َذ ُك ْم َع َذ ٌ‬
‫وها ب ُسوء َفَيأ ُ‬ ‫ض اهلل َوال تَ َم ُّس َ‬ ‫آيًَة فَ َذُر َ‬
‫الصَّفِة كـانوا‬
‫أصحاب ُّ‬ ‫ِ‬ ‫وعند البخ*اري من ح*ديث عب ِ*د ال*رمح ِن ب ِن أيب بك* ٍر ‪َّ ( : t‬‬
‫أن‬
‫ـامس‬ ‫فلي ْـذ َه ْ ٍ ِ‬ ‫ـام اثـني ِن َ‬ ‫قراء ‪ ،‬وأ َّ‬
‫ب بثـالث وإ ْن أَرب ٌـع فخ ٌ‬ ‫النبي ‪ S‬قال ‪َ :‬من كـان عنـ َدُه طع ُ‬ ‫َن َّ‬ ‫أُناساً فُ َ‬
‫ـادٌم‬‫رة ‪ ،‬قـال‪ :‬فهـو أَنـا وأَبي وأُمي وخ ِ‬ ‫ـبي ‪ S‬بع َشـ ٍ‬ ‫ـانطلق الن ُّ‬
‫بثالثة ف َ‬ ‫وإن أَبا بك ٍر جاء ٍ‬ ‫أو سادس ‪َّ ،‬‬
‫َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ـاء ‪ ،‬ثم‬ ‫حيث ِ ِ‬ ‫ـبي ‪ S‬ثم لِب َ‬ ‫يت أبي بكـر ‪ ،‬وِإ َّن أَبـا بكـ ٍر تَع َّ‬ ‫بيننـا وبين ب ِ‬
‫صـ َليت العش ُ‬ ‫ث ُ ُ‬ ‫شـى عنـ َد الن ِّ‬ ‫َ ََ‬
‫ِ‬ ‫رجع فلِب َ‬
‫اهلل ‪ ،‬قـالت لـه امرأَت ُـه‬ ‫ـاء ُ‬ ‫فجاء بع َد ما مضى م َن الليل مـا ش َ‬ ‫النبي ‪َ ، S‬‬ ‫حتى َتع َّشى ُّ‬ ‫ث ّ‬ ‫َ‬
‫حتى تَجيء ‪ ،‬قـد ُع ِرضـوا‬ ‫ِ‬
‫ك ؟ قـال ‪ :‬أََو مـا َعشـيتيهم ؟ قـالت ‪ :‬أَبَـوا ّ‬ ‫ِ‬
‫ـك عن أضـياف َ‬ ‫حبس َ‬ ‫‪ :‬وما َ‬
‫ب ‪ ،‬وقـال ‪ُ :‬كلـوا ال َهِنّيـاً‬ ‫َّع و َسـ َّ‬ ‫ْت ‪ ،‬فقـال‪ :‬يـا غُ َنث ُـر ‪ ،‬فجـد َ‬ ‫ـذهبت أَنـا فاختبـأ ُ‬
‫فـأَبَوا ‪ ،‬قـال ‪ :‬ف ُ‬

‫‪1‬البخاري يف اهلبة ‪ ،‬باب قبول اهلدية من املشركني‪. )2474 ( 923 /2‬‬


‫‪2‬مسلم يف السالم ‪ ،‬باب السم ‪. )2190 ( 1721 /4‬‬
‫‪141‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫أكثر منها قال‬ ‫ٍ‬ ‫اهلل ال أَطعمه أبداً ‪ ،‬وأَيم ِ‬ ‫ِ‬


‫َسفلها ُِ‬ ‫ْخ ُذ من لُقمة إ ّال َربا من أ ْ‬
‫ِ‬
‫اهللِ ‪ ،‬ما كنا نأ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫فقال ‪َ :‬و ِ َ‬
‫هي كمـا‬ ‫ٍ‬
‫َكثَر مما كانت قبـل ذلـك ‪ ،‬فنظ َـر إليهـا أبـو بكـر فـإذا َ‬ ‫وصارت أ َ‬ ‫ْ‬ ‫‪ :‬يعني حتى َشبُعوا ‪،‬‬
‫لهي اآل َن‬ ‫ِ‬ ‫ُخت بـني ِف ٍ‬ ‫هي أو أك ُـثر ‪ ،‬فقـال المرأتِه ‪ :‬يـا أ َ‬
‫ـراس مـا هـذا ؟ قـالت ‪ :‬ال و ُق َّـرة عيـني َ‬ ‫َ‬
‫ـك من الش ِ‬
‫ـيطان ‪،‬‬ ‫ل‬ ‫ذ‬ ‫كان‬ ‫نما‬‫ِ‬
‫إ‬ ‫‪:‬‬ ‫وقال‬ ‫ر‬‫ٍ‬ ‫بك‬ ‫أبو‬ ‫منها‬ ‫َكل‬ ‫أ‬‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ات‬‫ٍ‬ ‫مر‬ ‫ِ‬
‫بثالث‬ ‫ذلك‬ ‫قبل‬ ‫منها‬ ‫َكثر‬
‫َ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫أ ُ‬
‫وبين‬
‫بيننـا َ‬ ‫ـبحت عنـ َده ‪ ،‬وكـان َ‬ ‫ـبي ‪ S‬فأص ْ‬ ‫ثم َحملهـا ِإلى الن ِّ‬ ‫ثم أَكـل منهـا لُقمـ ًة ‪َّ ،‬‬ ‫مين ُـه ‪َّ ،‬‬
‫يعـني يَ َ‬
‫قٍ‬
‫اهلل أعلم كم َمـع‬ ‫ـاس ُ‬ ‫ال ‪ ،‬م َـع كـل رج ٍـل منهم أُن ٌ‬ ‫رج ً‬
‫ففرقَنـا اْثَن ْي عش َـر ُ‬ ‫ـل َّ‬‫ُ‬ ‫ـوم َعقـ ٌد فمضـى األج‬
‫رج ٍل ‪ ،‬فأكلوا منها أجمعون ‪ ،‬أَو كما قال ) (‪.)1‬‬ ‫كل ُ‬
‫وعن* **د البخ* **اري من ح* **ديث أنس بن مال* **ك ‪ t‬ق* **ال ‪ ( :‬أُتِ َي النَّبِ ُّي ‪ S‬بِِإنَـ ـ ٍـاء َو ُهـ ـ َـو‬
‫ضـأَ ال َقـ ْـو ُم ‪،‬‬ ‫صـابِ ِع ِه ؛ َفَت َو َّ‬ ‫ِ‬
‫المــاءُ َيْنبُـ ُـع م ْن َبْي ِن أَ َ‬
‫َ‬ ‫ضـ َع يَـ َدهُ ِفي ا ِإلنَـ ِـاء ‪ ،‬فَ َج َعــل‬
‫ـالز ْو َر ِاء ‪َ ،‬ف َو َ‬
‫بِـ َّ‬
‫الث ِمائٍَة أو قريبا من ذلك ) (‪. )2‬‬ ‫س ‪َ :‬ك ْم ُكْنتُ ْم ؟ قَال ثَ َ‬ ‫لت ألَنَ ٍ‬‫ادةُ ‪ :‬قُ ُ‬‫قَال َقتَ َ‬
‫ق*ال ابن القيم ‪ ( :‬األس*باب مظهر حكمته ومحده ‪ ،‬وموضع تص*رفه خللقه وأم*ره‬
‫فتق* * * * **دير تعطيلها تعطيل للخلق واألمر ‪ ،‬وهو أشد مناف* * * * **اة للحكمة وإبط * * **اال هلا ‪،‬‬
‫واقتضاء ه*ذه األس*باب ملس*بباهتا كاقتض*اء الغاي*ات ألس*باهبا ‪ ،‬فتعطيلها منها ق*دح يف‬
‫احلكمة وتفويت ملصلحة العامل اليت عليها نظامه وهبا قوامه ‪ ،‬وأن ال*رب س*بحانه قد‬
‫خيرق الع * * * **ادة ويعطلها عن مقتض * * * **ياهتا أحيانا إذا ك * * * **ان فيه مص * * * **لحة راجحة على‬
‫مفس*دة ف*وات تلك املس*ببات ‪ ،‬كما عطل الن*ار اليت ألقى فيها إب*راهيم وجعلها عليه‬
‫ب **ردا وس **الما عن اإلح **راق ملا يف ذلك من املص **احل العظيمة ‪ ،‬وك **ذلك تعطيل املاء‬
‫عن إغ**راق موسى وقومه وعما خلق عليه من اإلس**الة والتق**اء أجزائه بعض**ها ببعض‬
‫هو ملا فيه من املص * * **احل العظيمة واآلي* * * **ات الب * * **اهرة واحلكمة التامة اليت ظه * * **رت يف‬
‫الوج**ود ‪ ،‬وت**رتب عليها من مص**احل ال**دنيا واآلخ**رة ما ت**رتب ‪ ،‬فهك**ذا س**ائر أفعاله‬
‫س*بحانه مع أنه أش*هد عب*اده ب*ذلك أنه مس*بب األس*باب ‪ ،‬وأن األس*باب خلقه وأنه‬
‫ميلك تعطيلها عن مقتضياهتا وآثارها ‪ ،‬وأن كوهنا كذلك مل يكن من ذاهتا وأنفسها‬
‫‪ ،‬بل هو الذي جعلها كذلك وأودع فيها من القوى والطب*ائع ما اقتضت به آثارها‬

‫‪1‬البخ**اري يف م**واقيت الص**الة ‪ ،‬ب**اب الس**مر مع الض**يف واألهل ‪ ، *)577 ( 1/217‬والغن**ثر هو الثقي**ل‬
‫ب ‪ ،‬دع*ا بقط*ع األن*ف وغ*ريه من األعض*اء وش*تم‬
‫َّع و َس* َّ‬
‫ال*وخيم طوي*ل الب*ال وقي*ل الض*عيف احلق*ري ‪ ،‬ومع*ىن فج*د َ‬
‫على تأخري واجب الضيافة ‪ ،‬انظر فتح الباري ‪. 6/598‬‬
‫‪2‬البخاري يف املناقب ‪ ،‬باب عالمات النبوة يف اإلسالم ‪. )3379 ( 1309 /3‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪142‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ،‬وأنه إن ش * * **اء أن يس * * **لبها إياها س * * **لبها ‪ ،‬ال كما يق * * **ول أع * * **داؤه من الفالس * **فة‬
‫والطب **ائعيني وزنادقة األطب **اء أنه ليس يف اإلمك **ان جتريد ه **ذه األس **باب عن آثارها‬
‫وموجباهتا ‪ ،‬ويقول* * * * * * * * * **ون ال تعطيل يف الطبيعة وليست الطبيعة عن* * * * * * * * * **دهم مربوبة‬
‫مقه*ورة حتت قهر ق*اهر وتس*خري مس*خر يص*رفها كيف يش*اء ‪ ،‬بل هي املتص*رفة‬
‫املدبرة ‪ ،‬وال كما يقول من نقص علمه ومعرفته بأسرار خملوقاته وما أودعها من‬
‫الق*وى والطب*ائع والغرائز ‪ ،‬وباألس*باب اليت ربط هبا خلقه وأم*ره وثوابه وعقابه ‪،‬‬
‫فجحد ذلك كله ورد األمر إىل مش* * * * * **يئة حمضة جمردة عن احلكمة والغاية ‪ ،‬وعن‬
‫ارتباط العامل بعضه ببعض ارتباط األسباب مبسبباهتا والقوى مبحاهلا ) (‪.)1‬‬
‫ومن مث ف**إن اإلميان ب**أن اهلل ‪ ‬هو اخلالق يقتضي اإلميان بش**رع اهلل وق**دره على‬
‫اإلطالق ‪ ،‬وأن كل ما أخرب به عن البعث واجلنة والن* * * * * * **ار حق ال ريب فيه ‪ ،‬روى‬
‫مس*لم من ح*ديث عب*ادة بن الص*امت ‪ t‬أن رس*ول ِ‬
‫اهلل ‪ S‬ق*ال ‪َ ( :‬م ْن قَ َ‬
‫ـال أَ ْشـ َه ُد أَ ْن‬
‫َن ِعيسـى َعْبـ ُد ِ‬ ‫الَ إِلَـ َـه إِالَّ اهللُ َو ْحـ َدهُ الَ َشـ ِر َ‬
‫اهلل‬ ‫َن ُم َح َّم ًدا َعْبـ ُدهُ َو َر ُسـولُهُ ‪َ ،‬وأ َّ َ‬ ‫يك لَــهُ ‪َ ،‬وأ َّ‬
‫َّار َحـ ـ ٌّ‬
‫ـق‬ ‫َن الن َ‬ ‫ـق ‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫ْجنَّ َة َحـ ـ ٌّ‬ ‫َن ال َ‬ ‫وح ِمْن ـ ــهُ ‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫اها إِلَى َمـ ـ ْـريَ َم َو ُر ٌ‬
‫ِ‬
‫َوابْ ُن أ ََمتِ ـ ـ ِـه ‪َ ،‬و َكل َمتُ ـ ــهُ أَلْ َق َ‬
‫أَ ْد َخلَـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهُ اهللُ ِم ْن‬
‫أَ ّ‬
‫ي‬
‫ْجن َِّة الث ََّمانِيَ ِة َش َاء ) ‪ ،‬وما أحسن قول القائل ‪:‬‬ ‫(‪) 2‬‬
‫اب ال َ‬ ‫ِ أ َْب َو ِ‬
‫يمضى الزمان وكل فان ذاهب إال جميل الذكر فهو الباقي‬
‫لم يبق من إيوان كسرى بعد ذاك الحفل إال الذكر في األوراق‬
‫هل كان للسفاح والمنصور والمهدي من ذكر على اإلطالق‬
‫(‪) 3‬‬
‫رجع التراب إلى التراب بما اقتضت في كل خلق حكمة الخالق ‪.‬‬
‫وممن تس * **مى عبد اخلالق ‪ ،‬الش * **يخ اإلم * **ام زين ال * **دين عبد اخلالق بن أمحد بن‬
‫الفرزان احلنبلي يف هذه السنة تويف بنابلس سنة مثان وأربعني ومثامنائة (‪. )4‬‬
‫‪   -76‬المالك ‪:‬‬
‫‪1‬طريق اهلجرتني ص ‪.257‬‬
‫‪2‬مسلم يف اإلميان ‪ ،‬باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل اجلنة قطعا ‪. )28 ( 1/57‬‬
‫‪3‬نفح الطيب من غصن األندلس الرطيب ‪. 203 /6‬‬
‫‪4‬شذرات الذهب ‪. 4/262‬‬
‫‪143‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫دع**اء العب**ادة باالس**م يتوج**ه املس**لم من خالل**ه يف عقيدت**ه وس**لوكه إىل أنه عبد يف‬
‫ملك س* * **يده مس* * **تخلف يف أرضه أمني على ملكه ‪ ،‬قد ابتاله فيما أعط * **اه وامتحنه‬
‫واس* * **رتعاه ‪ ،‬أي* * **رد امللك إلى املالك أم ينسب للمخل* * **وق أوص* * **اف اخلالق ؟ فيتكرب‬
‫على العب*اد بنعم اهلل ويتع*الى عليهم مبا منحه وأعط*اه ‪ ،‬فاملوحد الص*ادق يتح*رى يف‬
‫قوله وفعله توحيد اهلل يف امسه املالك ‪ ،‬ال يتوكل إال عليه ‪ ،‬وال يلجأ إال إليه لعمله‬
‫أن أم * **ور ال * **رزق بيديه ‪ ،‬وأن املبت * **دا منه واملنتهى إليه ‪ ،‬ق * **ال تع * **اىل ‪  :‬قُ ـ ـ ْـل َم ْن‬
‫ْح َّي ِم َن‬‫ِج ال َ‬‫يُ ْخـ ر ُ‬ ‫ص ـ َار َوَم ْن‬
‫َواألَبْ َ‬ ‫س ـ ْم َع‬‫ـك ال َّ‬ ‫ض أََّم ْن يَ ْمِلـ ُ‬‫س ـ َم ِاء َواألَْر ِ‬
‫َيـ ْـرُزقُ ُك ْم ِم َن ال َّ‬
‫ـل أَفَال َتَّتُقـو َن‬ ‫ت وي ْـخرِج الْمِّي َ ِ‬ ‫ِ‬
‫َفُق ْ‬ ‫اهلل‬
‫فَ َسـَيُقولُو َن ُ‬ ‫ْح ِّي َوَم ْن يُـ َدِّبُر األَْم َـر‬‫ت م َن ال َ‬ ‫ال َْمِّي َ ُ ُ َ‬
‫‪[ ‬ي* * **ونس‪ ، ]31 :‬ف* **وجب على املوح* **د أن يع* **رف نفس* **ه وحقيقته* **ا وحقيق* **ة النعم‬
‫وملكيته**ا ‪ ،‬فإن**ه مهم**ا ع**رف نفس**ه ح**ق املعرف**ة فإن**ه إىل املال**ك األوح**د أذل من ك**ل‬
‫ذلي **ل ‪ ،‬وأق **ل من ك **ل قلي **ل ‪ ،‬وأن **ه ال يلي **ق ب **ه إال التواض **ع واخلض **وع ‪ ،‬وكم **ا أن **ه‬
‫يتوجب عليه أن يشكر املالك عن*د العط*اء فك*ذلك يت*وجب علي*ه أن يص*رب عن*د املن*ع ‪،‬‬
‫فاألمور بيد مالكها ‪ ،‬والنفوس بيد خالقها ‪ ،‬خيتار ما يشاء ملن يشاء (‪. )1‬‬
‫هل مسى أحد من أهل العلم عبد املالك ؟ ج **اء يف املدونة الك **ربى لإلم **ام مالك‬
‫بن أنس أنه ق* **ال ‪ ( :‬سـ ــمعت عبد المالك بن عبد العزيز بن جـ ــريح يحـ ــدث أنه بلغه‬
‫عن رسول اهلل ‪ S‬أنه قال ‪ :‬الحميل غارم ) (‪. )2‬‬
‫‪   -77‬الرزاق ‪:‬‬
‫أثر االسم على العبد يتجلى يف ثقته ويقينه أن ال **رزق سيص **له ك **أمر حمت **وم وأن‬
‫الس **عي يف األس **باب إمنا هو وق **وع األحك **ام على احملك **وم ‪ ،‬روى أمحد وص **ححه‬
‫األلب **اين من ح **ديث ابن مس **عود ‪ t‬أن النيب ‪ S‬ق **ال ‪ ( :‬إِ َّن اهللَ قَ َس ـ َم َبْينَ ُك ْم أَ ْخالَقَ ُك ْم‬
‫ب‪،‬‬ ‫اهلل َعـ ـ َّـز َو َجل ُي ْع ِطى الـ ـ ُّـدْنَيا َم ْن يُ ِح ُّ‬
‫ب َوَم ْن الَ يُ ِح ُّ‬ ‫َك َما قَ َس ـ ـ َم َبْينَ ُك ْم أ َْر َزاقَ ُك ْم ‪َ ،‬وإِن َ‬
‫ِ‬
‫ب ) (‪ ، )3‬فالعبد املوحد يثق يف ال* * * * **رزاق وينفق ‪ ،‬وال‬ ‫َوالَ ُي ْعطى اإليم ـ ـ ـ ــان إِالَّ َم ْن أ َ‬
‫َح َّ‬
‫‪1‬انظر يف هذا املعىن إحياء علوم الدين ‪ ، 3/359‬وصفة الصفوة ‪. 3/101‬‬
‫‪2‬املدونة الكربى ‪ ، 13/218‬وانظر الدارس يف تاريخ املدارس للدمشقي* ‪ ، 2/114‬والتكملة لكتاب‬
‫الصلة للقضاعي ‪ ، 2/271‬واحلديث صحيح عن أيب أمامة ‪ t‬أن رسول اهلل ‪ ( : S‬الزعيم غارم ) انظر‬
‫صحيح اجلامع (‪. )4116‬‬
‫‪3‬أمحد ‪ ، )3672 ( 1/387‬السلسلة الصحيحة ( ‪. )2714‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪144‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫خيف من ذي العرش إقالال ‪ ،‬روى البزار وصححه األلب*اين من ح*ديث ابن مس*عود‬
‫‪ t‬أن النيب ‪ S‬دخل على بالل وعن**ده ص**ربة من متر فق**ال ‪ ( :‬ما هـذا يا بالل ؟ قــال ‪:‬‬
‫شــيء ادخرته لغد ‪ ،‬أو أعــد ذلــك ألضــيافك ‪ ،‬فقــال ‪ :‬أما تخشى أن تخشــى أن يفــور لــه‬
‫بخار في نـار جهنم يـوم القيامة ‪ ،‬أنفق يـا بالل وال تخش من ذي العـرش إقالال ) (‪ ، )1‬أال‬
‫ت **رى الط **ري ال متل **ك خ **زائن لقوهتا وليس هلا من ال **رزق إال م **ا ق **در بس **عيها ‪ ،‬روى‬
‫الرتمذي وصححه األلباين من حديث عمر ‪ t‬أن رسول ِ‬
‫اهلل ‪ S‬قال ‪ْ ( :‬لو أَنَّ ُك ْم َتَو َّكلتُ ْم‬
‫وح بِطَاناً ) (‪. )2‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َعلى اهلل َح َّق َتَو ُّكله ‪َ ،‬لرَزقَ ُك ْم َك َما َيْرُز ُق الطَّْيَر ‪َ ،‬ت ْغ ُدو خ َماصاً ‪َ ،‬وَتُر ُ‬
‫وق*د وك*ل اهلل ملكني ي*نزالن من الس*ماء ‪ ،‬أح*دمها ي*دعو لك*ل منف*ق واآلخ*ر ي*دعو‬
‫على كل ممس*ك ‪ ،‬روى البخ*اري من ح*ديث أَيب هري*رة ‪ t‬أن النيب ‪ S‬ق*ال ‪ ( :‬ما ِمن‬
‫اللهم ِ‬
‫أعط ُم ِنفقاً َخلفا ‪ ،‬ويَ ُ‬ ‫لكان ين ِز ِ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫يوم يصبح ِ‬
‫قول اآل َخ ُـر‪:‬‬ ‫فيقول أح ُدهما ‪َّ :‬‬
‫الن ُ‬ ‫باد فيه ِإ َّال َم َ‬
‫الع ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫الل َّ ِ‬
‫أعط م ِ‬
‫مسكاً تلفاً ) (‪. )3‬‬ ‫ّهم ُ‬
‫وال**ذي وح**د اهلل يف اس**م اهلل ال**رزاق على يقني أن ك**ل م**ا ينال**ه من اخلري والعط**اء‬
‫فهو رزقه من رب السماء ‪ ،‬وأن اهلل قد قسمه فيما س*بق ب*ه القض*اء ‪ ،‬وأن م*ا نال*ه من‬
‫األحك **ام سيص**له ال حمال**ة بالتم **ام ‪ ،‬وم **ا قس**مه يف املكت **وب أزال لن يك **ون لغ **ريه من‬
‫اخلل*ق أب*دا ‪ ،‬فالّل*ه ‪ ‬متص*ف بالق*درة واحلكم*ة ‪ ،‬ومن أمسائه الق*دير احلكيم ‪ ،‬فبالق*درة‬
‫خل*ق األش*ياء وأوج**دها ‪ ،‬وه*داها وس**ريها ‪ ،‬وه*ذا توحي*د الربوبي**ة ‪ ،‬وباحلكم**ة رتب‬
‫األسباب ونتائجها وابتالنا لنأخذ هبا حتقيقا لتوحيد العبودية ‪ ،‬فال*ذي وح*د اهلل حق*ا ال‬
‫بد أن يتقلب يف إميانه باهلل بني حكمته وقدرته ‪ ،‬وعدل*ه ومش*يئته ‪ ،‬فال يس*قط الش*رائع‬
‫واألحكام ويتغاضى يف س*عيه عن متي*يز احلالل من احلرام الحتجاج*ه مبش*يئة اهلل وقدرت*ه‬
‫وأن اخلالئ*ق مس*ريون على ج*رب إرادت*ه ‪ ،‬وال من*اص من ال*دخول يف حتت قه*ر ربوبيته‬
‫فيعط**ل اس**م اهلل احلكيم وم**ا تض**منه االس**م من وص**ف احلكم**ة ‪ ،‬ويف املقاب**ل أيض**ا ال‬
‫جيع*ل األش*ياء واألس*باب حاكم*ة أو ض*ارة نافع*ة فيش*رك يف توحي*د اهلل ‪ ،‬ألن اهلل ق*دير‬
‫والق**درة ص**فته ‪ ،‬وه**و ال**ذي أعطى ومن**ع ‪ ،‬وض*ّ*ر ونف**ع ‪ ،‬وخل**ق وفع**ل وجع**ل ‪ ،‬ال‬

‫‪1‬مسند البزار ‪ ، )1978 ( 348 /5‬صحيح اجلامع ( ‪. )1512‬‬


‫‪2‬الرتمذي يف الزهد ‪ ،‬باب يف التوكل على اهلل ‪ ، )2344 ( 573 /4‬صحيح اجلامع ( ‪. )5254‬‬
‫‪3‬البخاري يف الزكاة ‪ ،‬باب قول اهلل تعاىل فأما من أعطى واتقى وصدق باحلسىن‪. )1374 ( 2/522‬‬
‫‪145‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫ش **ريك ل **ه يف أمسائه وال ظه **ري ل **ه يف أحكام **ه ‪ ،‬كم **ا ق **ال ‪ ‬يف حمكم كالمه ‪ِ  :‬إ ِن‬
‫ْح ْك ُم ِإال ِهلل ‪[ ‬يوسف‪ ، ]40 :‬وقال ‪َ  :‬و َال يُ ْش ِر ُك في ُح ْك ِمِه أ ََحدا ‪[ ‬الكه**ف‪، ]26 :‬‬ ‫ال ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫وق*ال أيض*ا عن مجي*ع من س*واه ‪ِ  :‬إنََّما َتْعبُـ ُدو َن م ْن ُدون اهلل أَْوثَانـاً َوتَ ْخلُُقـو َن ِإ ْفكـاً ِإ َّن الـذ َ‬
‫ين‬
‫وه َوا ْش ـ ُكُروا لـ ُـه ِإ ْليـ ِـه‬ ‫اهلل ال يمل ُـكـو َن ل ُكم ِرْزق ـاً فَـ ْـابَتغُوا ِعْنـ َد ِ‬
‫اهلل الـ ِّـرْز َق َوا ْعبُ ـ ُد ُ‬ ‫ون ِ‬ ‫َتْعب ـ ُدو َن ِمن ُد ِ‬
‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ُتْر َجُعو َن ‪[ ‬العنكبوت‪. ]17 :‬‬
‫وقد أخرب الل* * * * * * *ه ‪ ‬أنه ال * * * * * **رزاق كما أنه هو اخلالق احمليي املميت ‪،‬‬
‫فقرن بني هذه األربع يف موضع واحد مع ترتيب احلكمة والق*درة ‪ ،‬فق*ال ‪  : ‬اهلل‬
‫الــذي َخلَق ُك ْم ثُ َّم َرَزقَ ُك ْم ثُ َّم يُميتُ ُك ْم ثُ َّم يُ ْـحـيي ُك ْم ‪[ ‬ال**روم‪ ، ]4 :‬فكم**ا أن اهلل ‪ ‬وح**ده‬
‫ه*و اخلالق احملي املميت ‪ ،‬فك*ذلك ه*و وح*ده ال*رزاق ‪ ،‬وإمنا ذك*ر اهلل ‪ ‬األس*باب‬
‫ألن األمساء تتعل*ق هبا وأحك*ام الش*رع عائ*دة عليه*ا ب*الثواب والعق**اب ‪ ،‬ف*ذكرها لكي‬
‫ال تعود األحكام على احلاكم ‪ ‬؛ فاجلميع عن*ده ويف خزائن*ه إال أن*ه أض*اف ال*دنيا إلين*ا‬
‫لرجوع األحكام علينا وليزهدنا فيها ‪ ،‬وأضاف اآلخرة إليه تفضيال هلا وترغيبا لن*ا فيه*ا‬
‫‪ ،‬وق* **د روى مس* **لم من ح* **ديث ص* **هيب ‪ t‬أن رس* **ول ِ‬
‫اهلل ‪ S‬ق* **ال ‪َ ( :‬ع َجبًا أل َْمـ ـ ِر‬
‫ِ‬ ‫َح ٍـد إِالَّ‬ ‫المـ ْـؤِم ِن ‪ ،‬إِ َّن أ َْمـ َـرهُ ُكلــهُ َخْـي ٌـر ‪َ ،‬و ْلي‬
‫للمـ ْـؤم ِن ‪ ،‬إِ ْن أَ َ‬
‫صـ َابْتهُ َسـ َّراءُ َشـ َك َر‬ ‫ُ‬ ‫اك أل َـ‬
‫س َذ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫فَ َكا َن َخْي ًرا لهُ ‪َ ،‬وإِ ْن أ َ‬
‫(‪) 1‬‬
‫َص َابْتهُ َضَّراءُ َصَب َر فَ َكا َن َخْي ًرا لهُ ) ‪.‬‬
‫وممن تس* **مى بالتعبد لالسم عبد ال* **رزاق بن مهام بن ن* **افع احلافظ الكبري أبو بكر‬
‫احلم **ريي م**والهم الص**نعاين ص **احب التص**انيف ‪ ،‬روى عن عبيد اهلل بن عمر قليال‬
‫وعن بن ج* * **ريج وث* * **ور بن يزيد ومعمر األوزاعي والث* * **وري وخلق كثري ‪ ،‬وحديثه‬
‫خمرج يف الصحاح ‪ ،‬مات يف نصف شوال سنة إحدى عشرة ومائتني (‪. )2‬‬
‫‪   -78‬الوكيل ‪:‬‬
‫دع **اء العب **ادة يقتضي أن ي **وقن العبد أن اهلل قد ض **من ل *ه ال **رزق فال‬
‫يتواكل عن طلبه بل يأخذ بأس* * * * * **بابه حترزا من الطمع وفس* * * * * **اد القلب ‪،‬‬
‫وال يض* * **يع حق الزوجة والولد ب* * **رغم أن أرزاقهم على اهلل ‪ ، ‬وال* **ذي‬
‫يفعل ذلك ت* * **ارك للس * **بيل والس * **نة ‪ ،‬ف* * * *درجات التوكل ومراحله جيب‬

‫‪1‬مسلم يف الزهد والرقائق ‪ ،‬باب املؤمن أمره كله خري ‪. )2999 ( 4/2295‬‬
‫‪2‬تذكرة احلفاظ ‪ ، 364 /1‬والتاريخ الكبري للبخاري ‪ ، 6/130‬وهتذيب الكمال للمزي ‪. 18/52‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪146‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫على املوحد أال يقلل من ش* * **أهنا ‪ ،‬وال يأخذ بواح* * **دة وي* * **دع األخ * **رى‬
‫وأوهلا توجه القلب إىل اهلل ‪ ‬على ال* * * * * * **دوام لعلمه أنه على كل ش* * * * *يء‬
‫ق* * **دير وهو ال * **ذي يعطي ومينع فالق * **درة كلها له ‪ ،‬حيكم يف خلقه بما‬
‫ش* * * **اء وكيف ش* * * **اء ‪ ،‬أما األس* * * **باب فهي كاآللة بيد الص* * * **انع يس* * **ريها‬
‫وي* * * * * * * * * * * * * * * * * * * **دبرها ‪ ،‬ويوفق من أخذ هبا أو خيذله ‪ ،‬أما المرحلة الثانية يف‬
‫التوكل توجه اجلوارح إىل األسباب ‪ ،‬ألن اهلل أثبت آثارها ملعاين احلكمة‬
‫وتص **ريفه األش **ياء وتقليبها على س **بيل االبتالء ‪ ،‬وإيق **اع األحك **ام على‬
‫احملك**وم وع**ود الج**زاء على الظ**امل واملظل**وم بالعق**اب أو الث**واب ‪ ،‬وذلك‬
‫ليكون املتوكل قائما بأحك*ام الش*رع ملتزما بمقتضى العط*اء واملنع ؛ فاهلل‬
‫‪ ‬أمرنا بالس**عي ‪ ،‬ومن مث ال يضر التص**رف والتكسب يف املع **ايش ملن‬
‫صح توكله ‪ ،‬وال يق* * * * * **دح يف منزلته عند اهلل ‪ ،‬أما املرحلة الثالث * * * *ة يف‬
‫التوكل التس**ليم والرضا واليقني بس**ابق القض**اء ؛ فاالستس**الم لقض**اء اهلل‬
‫وق**دره يك**ون بعد األخذ باألس**باب ‪ ،‬وال ي**أتي قبلها وإال ك**ان ت**واكال‬
‫مرفوضا والعبد وقتها يك* * * * * * * * * * * * * * **ون على حسن اليقني ومجيل الصرب وحقيقة‬
‫الرضا ‪ ،‬فتسكن القلوب عند النوازل والبالء وتطم*أن النف*وس إىل حكمة‬
‫االبتالء ‪ ،‬لاعتق **ادهم أن اهلل هو الوكيل ال **ذي ي **دبر اخلالئق كيف ش **اء‬
‫يال ‪‬‬ ‫اهلل َو ِك ً‬
‫ض و َكَفى بِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ ،‬ق* * **ال ‪َ  : ‬و ِهلل َما ِفي ال َّ‬
‫س ـ ـ ـ َم َاوات َوَما في األَْر ِ َ‬
‫[النساء‪. ]132 :‬‬
‫مل أجد ب*البحث احلاس*ويب أح*دا من الس*لف مسي عبد الوكيل يف جمال ما أجرينا‬
‫عليه البحث ‪ ،‬وإن كان البحث على اإلنرتنت أظهر أمساء كثرية يف عصرنا ‪.‬‬
‫‪   -79‬الرقيب ‪:‬‬
‫دع*اء العب*ادة هو أثر االسم يف اعتق*اد العبد وس*لوكه ‪ ،‬فاملراقبة ملن وحد اهلل‬
‫يف امسه ال* **رقيب على ن* **وعني ‪ ،‬الن* **وع األول ‪ :‬مراقبة العبد لربه باحملافظة‬
‫على ح*دوده وش*رعه واتباعه لس**نة نبيه ‪ ، S‬وي*وقن ب**أن اهلل معه من ف*وق‬
‫عرشه يتابعه ‪ ،‬ي**راه ويس**معه كما ورد عند الرتم**ذي وص**ححه األلب**اين من‬
‫ح* **ديث عبد اهلل بن عب* **اس ‪ t‬أن رس* **ول اهلل ‪ S‬ق* **ال له ‪ ( :‬يَا غُالَ ُم إِنِّي أ َ‬
‫ُعلِّ ُمـ ـ َ‬
‫ـك‬
‫‪147‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫ِ‬ ‫ات ‪ ،‬اح َف ِ‬ ‫ِ‬


‫ـك ‪ ،‬إذا سـَألت فاسـْأل اهلل‬‫اح)َفـظ اهللَ تَ ِـج ْدهُ تُ َج َ‬
‫اه َ‬ ‫ـك ‪ْ1( ،‬‬
‫ـظ اهللَ يَ ْح َفظْ َ‬ ‫َكل َم ٍ ْ‬
‫تعنت فاسْتعن باهلل ) ‪.‬‬ ‫‪ ،‬وإذا اسْ َ‬
‫وعند أيب داود وحس*نه الش*يخ األلب*اين من ح*ديث أيب هري*رة ‪ t‬أن رس*ول اهلل‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫اآلخـ ُـر‬
‫ب َو َ‬ ‫ق **ال ‪َ ( :‬كــا َن َر ُجالَن في بَني إِ ْسـ ـ َرائيل ُمتَ ــآخَيْي ِن ‪ ،‬فَ َكــا َن أ َ‬
‫َحـ ـ ُد ُه َما يُـ ـ ْذن ُ‬ ‫‪S‬‬
‫صـ ْر ‪،‬‬ ‫ـول ‪ :‬أَقْ ِ‬ ‫ب َفَي ُق ُ‬ ‫ال ال ُْم ْجتَ ِه ُد َي َري اآل َخ َر َعلي ال َّـذنْ ِ‬ ‫اد ِة ‪ ،‬فَ َكا َن الَ َي َز ُ‬ ‫ُم ْجتَ ِه ٌد ِفي ال ِْعبَ َ‬
‫ت َعلي َر ِقيبًا ‪،‬‬ ‫ص ـ ـ ْر ‪َ ،‬ف َقـ ــال ‪َ :‬خلِّنِي َو َربِّي أَبُِعثْ َ‬ ‫ب َف َقـ ــال لـ ــهُ ‪ :‬أَقْ ِ‬ ‫َف َو َجـ ـ َدهُ َي ْو ًما َعلي َذنْ ٍ‬
‫اجتَ َم َعا ِعْنـ َد‬
‫اح ُه َما فَ ْ‬ ‫ض أ َْر َو ُ‬ ‫ْجنَّة ‪َ ،‬ف ُقبِ َ‬
‫ك اهللُ ال َ‬ ‫ـك أ َْو الَ يُـ ْـد ِخلُ َ‬ ‫اهلل الَ َي ْغ ِف ُر اهللُ لـ َ‬
‫َف َقال ‪ :‬و ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َعلى َما في يَــدي قَـاد ًرا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت بي َعال ًما ؟ أ َْو ُكْن َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين َف َقال ل َـه َذا ال ُْم ْجتَ ِهــد ‪ :‬أَ ُكْن َ‬ ‫ِ‬
‫ب ال َْعالم َ‬ ‫َر ِّ‬
‫ْجنَّ َة بِ ـ َـر ْح َمتِي ‪َ ،‬وقَ ــال لِآل َخـ ِر ا ْذ َهبُ ــوا بِ ـ ِـه إِلى النَّا ِر‬
‫ب فَا ْد ُخـ ِـل ال َ‬ ‫ب ‪ :‬ا ْذ َه ْ‬ ‫؟ َوقَ ــال لِل ُْمـ ْـذنِ ِ‬
‫آخ َرتَه ُ) (‪. )2‬‬ ‫ت ُد ْنياه و ِ‬ ‫الذي َن ْف ِسي بِي ِد ِه لتَ َك ِ ِ ٍ‬ ‫قَال أَبو هرير َة ‪ :‬و ِ‬
‫لم ب َكل َمة أ َْوَب َق ْ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َُ َْ َ‬
‫وعند البخاري من حديث ابن عمر ‪ ‬أن أبا بكر ‪ ‬قال ‪ْ ( :‬ار ُقبُوا‬
‫ُم َح َّم ًدا ‪ S‬في أ َْهـ ِـل َبْيِت ـ ِـه ) (‪ ، )3‬يعين راقب **وا اهلل يف أهل بيته واح **ذروا أن‬
‫تقع ألس* * * * **نتكم فيهن ‪ ،‬والقصد من عم* * * * **وم املراقبة أن ي* * * * **رتقي العبد بإميانه إىل‬
‫اهلل َكأَنَّ َ‬
‫ك َت َـر ُاه‬ ‫درجة اإلحس**ان كما ذكر النيب ‪ S‬يف تعريفها ‪ِ ( :‬‬
‫اإل ْح َسـان أَ ْن َتْعبُـ َد َ‬
‫فَِإ ْن ْلم تَ ُك ْن َتَر ُاه فَِإنَُّه َيَر َاك ) (‪ ، )4‬واحملسن أعلى درجة من املؤمن واملسلم ‪.‬‬
‫والن * **وع الث * **اين ‪ :‬إميان العبد بمراقبة اهلل لعب * **اده وحفظه هلم وإحص * **ائه‬
‫ت ِفي ِه ْم‬ ‫نت َعَلْيِه ْم َشـ ِهي ًدا َما ُدْم ُ‬ ‫لكس*بهم كقوله تع*اىل عن عيسي ‪َ  : ‬و ُك ُ‬
‫ـل َشـ ْيٍء َشـ ِهي ٌد ‪[ ‬املائ**دة‪:‬‬ ‫ت على ُـك ِّ‬ ‫يب َعَلْيِه ْم َوأَنْ َ‬ ‫نت أَنْ َ ِ‬
‫ت الـ َّـرق َ‬ ‫َفَل َّما َتـ َـوَّفْيَتِني ُك َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـام ِإ َّن َ‬
‫اهلل‬ ‫اهلل ال ــذي َتَت َس ـ َاءلُو َن بِ ــه َو ْ‬
‫األر َحـ َ‬ ‫‪ ، ]117‬وقوله س **بحانه ‪َ  :‬و َّاتُقــوا َ‬
‫َـكـا َن َعَلْي ُك ْم َرِق ًيبا ‪[ ‬النس **اء‪ ، ]1:‬وعن *د مس**لم من ح**ديث أيب هري**رة ‪‬‬
‫اك َعْب ـ ُد َك يُ ِري ـ ُد أَ ْن َي ْع َمـ َ‬
‫ـل‬ ‫ب َذ َ‬ ‫َت ال َْمالَئِ َكـ ةُ ‪َ :‬ر ِّ‬‫أن رس **ول اهلل ‪ S‬ق **ال ‪ ( :‬قَ ــال ِ‬

‫‪1‬الرتمذي يف صفة القيامة والرقائق والورع ‪ ، )2516 ( 4/667‬وانظر صحيح اجلامع ( ‪. )7957‬‬
‫‪2‬أبو داود كتاب األدب ‪ ،‬باب النهي عن البغي ‪ ، )4901 ( 4/275‬انظر ختريج الطحاوية ص‪. 357‬‬
‫‪3‬البخاري يف فضائل الصحابة ‪ ،‬باب مناقب قرابة رسول اهلل )‪. S 3/1361 (3509‬‬
‫‪4‬مسلم يف اإلميان ‪ ،‬باب بيان اإلميان واإلسالم واإلحسان من حديث عمر )‪. S1/37 (8‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪148‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫وها لَ ــهُ بِ ِمثِْل َها ‪،‬‬


‫ـال ‪ْ :‬ار ُقبُ ــوهُ فَ ـِإ ْن َع ِملَ َها فَا (ْكت‪ُ1‬ب)ُ َ‬
‫‪َ ،‬ف َقـ َ‬ ‫بِ ـ ِـه‬ ‫ص ـ ُر‬
‫َس ـيِّئَةً ‪َ ،‬و ُهـ َـو أَبْ َ‬
‫ِ‬
‫اى ) ‪.‬‬ ‫َح َسنَ ًة ‪ ،‬إِنَّ َما َت َر َك َها م ْن َج َّر َ‬ ‫لَهُ‬ ‫َوإِ ْن َت َر َك َها فَا ْكتُبُ َ‬
‫وها‬
‫ومجاع معىن املراقبة ومقتضى أثر االسم على العبد دوام املالحظة‬
‫والتوجه إىل اهلل ظ**اهرا وباطنا ‪ ،‬ف *رياقب اهلل تع**اىل ويس**أله أن يرع**اه يف‬
‫مراقبته ‪ ،‬ألن اهلل ‪ ‬قد خص املخلصني ب * * **أال يكلهم يف مجيع أح * **واهلم‬
‫إىل أحد س* * **واه وهو يت* * **ولى الص* * **احلني ‪ ،‬ق* * **ال احلارث احملاسيب ‪ ( :‬أوائل‬
‫املراقبة علم القلب بق* * * **رب ال* * * **رب ‪ ، ‬واملراقبة يف نفس* * * **ها اليت ت* * **ورث‬
‫صاحبها وتكمل له االسم ويستحق أن يس*مي مراقبا ‪ ،‬دوام علم القلب‬
‫بعلم اهلل ‪ ‬يف سكونك وحركتك ‪ ،‬علما الزما للقلب بصفاء اليقني )‬
‫(‪. )2‬‬
‫وخبصوص التسمية بعبد الرقيب فلم أجد بالبحث احلاسويب أحدا من الس**لف أو‬
‫اخللف مسي به يف جمالنا ‪ ،‬وإن البحث على اإلنرتنت أظهر الكثري من األمساء ‪.‬‬
‫‪   -80‬المحسن ‪:‬‬
‫دعاء العبادة هو أثر االسم على اعتقاد العبد وسلوكه ‪ ،‬فمن جهة االعتقاد يوقن‬
‫املوحد أن اهلل ‪ ‬غين ك * **رمي عزيز رحيم حمسن إىل عب * **اده مع غن * **اه عنهم ‪ ،‬ش * **رع‬
‫لعب* **ده يف منهجه كل خري ورفع عنه كل شر ‪ ،‬وليس يف ذلك جلب منفعة إىل اهلل‬
‫من العبد بل رمحة منه وإحس* * * * * * **انا وتفضال وتكرما ‪ ،‬فهو س* * * * * * **بحانه مل خيلق خلقه‬
‫ليتك* * * **ثر هبم من قلة وال ليع* * * **تز هبم من ذلة ‪ ،‬وال ل* * * **ريزقوه أو ينفع* * **وه أو‬
‫ون َما أُِريـ ُد ِمْنُه ْم‬
‫اإلنْس ِإال لِيْعبـ ُد ِ‬
‫َُ‬ ‫ِ‬ ‫يدفعوا عنه قال تعاىل ‪  :‬وما َخَلْق ُ ِ‬
‫ت الْج َّن َو َ‬ ‫ََ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ين ‪[ ‬ال*ذاريات‪:‬‬ ‫َّاق ُذو اْلُق َّـوة ال َْمت ُ‬ ‫م ْن ِرْزق َوَما أُِري ُد أَ ْن يُطْع ُمون إ َّن َ‬
‫اهلل ُهَو ال َّـرز ُ‬
‫ْح ْم ُد ِهلل ال ِـذي ل َْم‬
‫‪ ، ]56/58‬وقال جل شأنه وتقد امسه ووصفه ‪َ  :‬وقُِل ال َ‬
‫ـك َول َْم يَ ُك ْن لَـ ُـه َولِ ٌّي ِم َن الـ ُّـذ ِّل َو َكِّبْرُه‬
‫يك ِفي الْمْلـ ِ‬
‫ُ‬ ‫َيت ِ ـ‬
‫َّخ ْذ َولَــداً َول َْم يَ ُك ْن لَـ ُـه َش ـ ِر ٌ‬
‫تَ ْكِبيراً ‪[ ‬اإلسراء‪ ، ]111 :‬وهو ‪ ‬ال يواىل من يواليه من الذل كما يواىل‬
‫املخلوق املخلوق ‪ ،‬وإمنا يوايل أولياءه إحسانا ورمحة وحمبة هلم ‪.‬‬

‫‪1‬مسلم يف اإلميان ‪ ،‬باب إذا هم العبد حبسنة كتبت وإذا هم بسيئة مل تكتب ‪. )129 ( 1/117‬‬
‫‪2‬القصد الرجوع إىل اهلل ص ‪. 105‬‬
‫‪149‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫[حمم**د‪38 :‬‬ ‫اهلل اْل َغِن ُّي َوأَْنتُ ُم اْلُفَقـ َـر ُاء ‪‬‬
‫وأما العب**اد ف**إهنم كما ق**ال ‪َ  : ‬و ُ‬
‫] ‪ ،‬فهم لفق* * **رهم وح* * **اجتهم إمنا حيسن بعض* * **هم إىل بعض حلاجته إىل‬
‫ذلك ‪ ،‬وانتفاعه به ع**اجال أو آجال ‪ ،‬ول**وال تص**ور ذلك النفع ملا أحسن‬
‫إليه ؛ فهو يف احلقيقة إمنا أراد اإلحس**ان إىل نفسه وجعل إحس**انه إىل غ**ريه وس**يلة‬
‫وطريقا إىل وص**ول نفع ذلك اإلحس**ان إليه ‪ ،‬فإنه إما أن حيسن إليه لتوقع جزائه يف‬
‫العاجل فهو حمت*اج إىل ذلك اجلزاء ‪ ،‬أو معاوضة بإحس*انه ‪ ،‬أو لتوقع محده وش*كره‬
‫‪.‬‬
‫وهو أيضا إمنا حيسن إليه ليحصل منه ما هو حمت * * * * * * * **اج إليه من الثن* * * * * **اء‬
‫واملدح ‪ ،‬فهو حمسن إىل نفسه بإحسانه إىل الغري ‪ ،‬وإما أن يريد اجلزاء‬
‫من اهلل تع**اىل يف اآلخ**رة فهو أيضا حمسن إىل نفسه ب**ذلك ‪ ،‬وإمنا أخر‬
‫ج * **زاءه إىل ي * **وم فق* **ره وفاقته ‪ ،‬فهو غري مل* **وم يف ه * **ذا القصد ‪ ،‬فإنه‬
‫فقري حمت* * * **اج وفق* * * **ره وحاجته أمر الزم له من ل* * * **وازم ذاته ‪ ،‬فكماله أن‬
‫َح َسـ ـْنتُ ْم‬ ‫حيرص على ما ينفعه وال يعجز عنه ‪ ،‬وق* **ال ‪ِ  : ‬إ ْن أ ْ‬
‫َح َسـ ـْنتُ ْم أ ْ‬
‫َألْنُف ِسـ ـ ـ ُك ْم َوِإ ْن أَ َسـ ـ ـْأتُ ْم َفَلَها ‪[ ‬اإلس* * * **راء‪ ، ]7 :‬ف * **املخلوق ال يقصد منفعتك‬
‫بالقصد األول ‪ ،‬بل إمنا يقصد انتفاعه بك ‪ ،‬وال * **رب س * **بحانه إمنا يريد‬
‫نفعك ال انتفاعه به ‪ ،‬وذلك منفعة حمضة لك خالصة من املض* * * * * * * * * * * * **رة‬
‫خبالف إرادة املخل* * * **وق نفعك ‪ ،‬فإنه قد يك* * * **ون فيه مض* * * **رة عليك ولو‬
‫بتحمل منته ‪ ،‬ف *إذا ت**دبر املوحد ه**ذا ف**إن ذلك يمنع *ه أن يرجو خملوق *ا‬
‫أو يعامله دون اهلل ‪ ‬أو يطلب منه نفعا أو دفعا أو يعلق قلب* *ه ب* *ه ‪،‬‬
‫فإنه إمنا يريد انتفاعه بك ال حمض نفعك ‪ ،‬وه * * * * **ذا ح * * * * **ال اخللق كلهم‬
‫بعض* * * **هم مع بعض ‪ ،‬وهو ح* * * **ال الولد مع وال* * * **ده وال* * * **زوج مع زوجه‬
‫واململ**وك مع س**يده والش**ريك مع ش**ريكه ؛ فالس**عيد من ع**املهم هلل ‪‬‬
‫ال هلم ‪ ،‬وأحسن إليهم هلل ‪ ، ‬وخ**اف اهلل ‪ ‬فيهم ‪ ،‬ومل خيفهم مع‬
‫اهلل ‪ ،‬ورجا اهلل تعاىل باإلحس*ان إليهم ‪ ،‬ومل ي*رجهم مع اهلل ‪ ،‬وأحبهم‬
‫حلب اهلل ‪ ،‬ومل حيبهم مع اهلل ‪ ، ‬كما قال أولياء اهلل تعاىل ‪ِ  :‬إنََّما‬
‫اهلل ال نُِري ـ ُد ِمْن ُك ْم َـج َـز ًاء َوال ُش ـ ُكوراً ‪[ ‬اإلنس **ان‪ ، ]9 :‬وال**رب‬ ‫نُطِْعم ُكم لِو ْـج ِـه ِ‬
‫ُ ْ َ‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪150‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫تب* **ارك وتع* **اىل إمنا يري* **دك لك ويريد اإلحس* **ان إليك ال ملنفعته ‪ ،‬ويريد‬
‫دفع الضرر عنك ‪ ،‬فكيف تعلق أملك ورجاءك وخوفك بغريه (‪. )1‬‬
‫ومن جهة الس**لوك ال**تزام العبد مبقتضى االسم وبلوغه درجة اإلحس**ان‬
‫وهي اتق*ان الطاعة باملراقبة فيعبد اهلل كأنه ي*راه وحيسن تعامله مع الخلق‬
‫‪ ،‬بداية من رد السالم إىل آخر ما جاء به اإلسالم ‪ ،‬قال ‪َ  : ‬وِإ َذا‬
‫ـل َشـ ْيٍء َح ِسـيبا‬ ‫اهلل َـكـا َن َعَلى ُكـ ِّ‬ ‫ُّوها ِإ َّن َ‬
‫ِ‬ ‫ٍِ‬
‫ُحيِّيتُ ْم بَِتحيَّة فَ َحيُّوا بِأ ْ‬
‫َح َسـ َن مْن َها أَْو ُرد َ‬
‫ِ‬ ‫ول فَأُولَِئ َ‬ ‫ِ‬
‫ين أَْنَع َم‬
‫ك َم َـع الـذ َ‬ ‫الر ُس َ‬ ‫‪[ ‬النساء‪ ، ]86:‬وقال ‪َ  : ‬وَم ْن يُط ِع َ‬
‫اهلل َو َّ‬
‫ـك َرِفيقا ‪‬‬ ‫س ـ َن أُولَِئـ َ‬ ‫ش ـه َد ِاء وال َّ ِ ِ‬ ‫اهلل َعَلي ِهم ِمن النَِّبِّيين وال ِّ ِ‬
‫ين َو َح ُ‬
‫صـالح َ‬ ‫ين َوال ُّ َ َ‬ ‫صـدِّيق َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ ْ ْ َ‬
‫[النس**اء‪ ، ]69:‬وأحسن األعم**ال اليت تتطلب اإلخالص واإلتق**ان أداء الص**الة ‪،‬‬
‫روى عند البخاري من ح*ديث عبيد اهلل بن ع*دي أنه دخل على عثم*ان بن عف*ان‬
‫صلِّي لََنا‬ ‫ك ِإَم ُام َع َّامٍة ‪َ ،‬وَنَز َل بِ َ‬
‫ك َما َتَرى َويُ َ‬ ‫‪ t‬هو حمصور ‪ ،‬يعين يف منزله فقال ‪ِ ( :‬إنَّ َ‬
‫َح ِسـ ْن َمَع ُه ْم‬
‫َّاس فَأ ْ‬
‫َح َسـ َن الن ُ‬‫َّاس فَِإ َذا أ ْ‬
‫َح َس ُن َما َي ْع َم ُل الن ُ‬ ‫الُة أ ْ‬
‫الص َ‬‫ال ‪َّ :‬‬ ‫ِإَم ُام ِفْتَنٍة َوَنَت َحَّر ُج ‪َ ،‬فَق َ‬
‫اجَتِن ْب ِإ َس َاءَت ُه ْم ) (‪. )2‬‬‫اءوا فَ ْ‬ ‫‪َ ،‬وِإ َذا أ َ‬
‫َس ُ‬
‫وك * * * * **ذلك ورد عند أمحد وص * * * * **ححه األلب * * * * **اين من ح * * * * **ديث أم الفضل ‪ ( :‬أ َّ‬
‫َن‬
‫النَّبِّي‬
‫ول ِ‬
‫اهلل الَ‬ ‫ـال ‪ :‬يَا َعبَّاس يَا َع َّم ر ُس ـ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ت َفَقـ َ‬ ‫اس َو ُهـ َـو يَ ْش ـَت ِكي َفَت َمنَّى ال َـ‬
‫ْم ْـو َ‬ ‫ـل َعَلى ال َْعبَّ ِ‬
‫َ ‪َ S‬د َـخ َ‬
‫ت ُم ِسـيئا‬ ‫ـك ‪َ ،‬وإِ ْن ُكْن َ‬ ‫ك َخْي ٌـر لَ َ‬ ‫ت ُم ْح ِسـنا َت ْـز َد ُاد إِ ْح َسـانا ِإلَى ِإ ْح َسـانِ َ‬ ‫ت ِإ ْن ُكْن َ‬ ‫َتَت َم َّن ال َْم ْـو َ‬
‫ِ‬
‫َك فَالَ َتَت َم َّن ال َْم ْو َت ) (‪. )3‬‬ ‫ب َخْيٌر ل َ‬ ‫فَِإ ْن ُتَؤخَّْر تَ ْسَت ْعت ْ‬
‫ومن دع * **اء العب * **ادة باسم اهلل احملسن اإلحس * **ان إىل الي * **تيم ‪ ،‬فعند البخ* **اري من‬
‫َح َسـ َن‬ ‫ت لَـ ُـه َجا ِريَـةٌ َفَعال ََها ‪ ،‬فَأ ْ‬ ‫اهلل ‪ S‬ق**ال ‪َ ( :‬م ْن َـكـانَ ْ‬ ‫ح**ديث أيب موسى ‪ t‬أن رس**ول ِ‬
‫َجـ ـ َـر ِان ) (‪ ، )4‬وروى أيضا من ح * **ديث عائشة‬ ‫ِإلَْي َها ثُ َّم أَ ْعَتَق َها َوَتَزَّو َج َها ‪َ ،‬ـكـ ــا َن لَـ ـ ـ ُـه أ ْـ‬
‫ج ْد ِعْنـ ِـدي َغْـي َـر‬ ‫ـان تَ ْس ـأَلُِني َفَل ْم تَ ِ ـ‬
‫رضي اهلل عنها أهنا ق **الت ‪ ( :‬جــاءتِْني ْـامـرأٌَة مع َها ْابَنَتـ ِ‬
‫َ ََ‬ ‫َ َ‬
‫‪S‬‬ ‫ت ‪ ،‬فَـ ـ ـ َد َخ َل النَِّبي‬
‫ت فَ َخـ ـ َـر َج ْ‬ ‫تَ ْمـ ـ َـرٍة َو ِـ‬
‫احـ ـ َدٍة ‪ ،‬فَأَ ْعطَْيُت َها َفَق َسـ ـ ـ َمْت َها َبْي َن ْابَنَتْي َها ‪ ،‬ثُ َّم قَ ـ ـ َـام ْ‬

‫‪1‬انظر بتصرف إغاثة اللهفان ‪. 1/41‬‬


‫‪2‬البخاري يف األذان ‪ ،‬باب إمامة املفتون واملبتدع وقال احلسن صل وعليه بدعته‪. )663 ( 1/246‬‬
‫‪3‬املسند ‪ ، )26916 ( 6/339‬صحيح الرتغيب والتهيب ( ‪. )3368‬‬
‫‪4‬البخاري يف العتق ‪ ،‬باب فضل من وضوء جاريته وعلمها ‪. )2406 ( 2/899‬‬
‫‪151‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫ـات َشـْيًئا فَأ َْح َسـ َن ِإلَْيِه َّن ُك َّن لَـ ُـه ِسـْتًرا ِم َن النَّا ِر ) (‪، )1‬‬
‫ـال ‪ :‬من يِلي ِمن َه ِـذِه الْبَنـ ِ‬
‫َ‬ ‫فَ َح َّدْثتُـ ُـه َفَق َ َ ْ َ ْ‬
‫ومن اإلحس**ان ع**دم كف**ران العشري وقلما يك**ون يف النس**وان ‪ ،‬روى البخ**اري من‬
‫ِ‬
‫َّار فَـِإ َذا أَ ْكَثـ ُـر أ َْهل َها النِّ َس ـ ُ‬
‫اء ‪ ،‬يَ ْكُفـ ْـر َن‬ ‫ح**ديث ابن عب**اس ‪ t‬أن النيب ‪ S‬ق**ال ‪ ( :‬أُِر ُ‬
‫يت الن َ‬
‫ت ِإلَي ِإ ْـح َد ُاه َّن‬
‫َح َسـْن َ‬ ‫ال ‪ :‬يَ ْكُفْر َن الَْع ِش َير ‪َ ،‬ويَ ْكُفْر َن ِ‬
‫اإل ْح َسا َن ‪ ،‬لَ ْـو أ ْ‬ ‫ِقيل ‪ :‬أَي ْكُفر َن بِ ِ‬
‫اهلل ؟ قَ َ‬ ‫َ َ ْ‬
‫ُّ (‪) 2‬‬
‫ت مْن َك َخْيًرا قَط ) ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َت ‪َ :‬ما َرأَيْ ُ‬ ‫ك َشْيًئا قَال ْ‬ ‫ِ‬
‫َت مْن َ‬
‫َّهَر ثُ َّم َرأ ْ‬
‫الد ْ‬
‫وممن تس * * * * * **مى بالتعبد لالسم عبد احملسن بن عبد اهلل بن أمحد بن حممد الطوسي‬
‫خطيب املوصل وابن خطيبها تويف سنة اثنتني وعشرين وست مائة (‪. )3‬‬
‫‪   -81‬الحسيب ‪:‬‬
‫دع**اء العب**ادة هو ش**عور املوحد بعز العبودية وش**رفها وأنه ب**دوهنا ال قيمة حلس**به‬
‫َّ‬
‫ونس**به روى مس**لم من ح**ديث أيب هري**رة ‪ t‬أن رس**ول اهلل ‪ S‬ق**ال ‪َ ( :‬م ْن َنف َ‬
‫س َع ْن‬
‫اهلل َعْن ُه ُكْربًَة ِم ْن ُكَر ِب َيْوِم الِْقَي َامِة ‪َ ،‬وَم ْن يَ َّسَر َعَلى ُمْع ِس ـ ٍر‬
‫س ُ‬ ‫ُمْؤِم ٍن ُكْربًَة ِم ْن ُكَر ِب ُّ َّ‬
‫الدْنَيا َنف َ‬
‫اهلل في‬ ‫اآلخرِة ‪ ،‬ومن سـتر مسـِلما سـترُه اهلل في ال ُّـدْنيا و ِـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اهلل َعَلْيِه في ُّ‬
‫اآلخ َرة ‪َ ،‬و ُ‬ ‫َ َ‬ ‫الدْنَيا َو َ َ َ ْ َ َ َ ُ ْ ً َ َ َ ُ‬ ‫يَ َّسَر ُ‬
‫اهلل لَ ُـه بِ ِـه‬ ‫ك طَِريًقا يلْت ِم ِ ِ ِ‬ ‫َعْو ِن الَْعْب ِد َما َكـا َن الَْعْبـ ُد في َع ْـو ِن أ َِخي ِـه ‪َ ،‬وَم ْن َسـَل َ‬
‫َّل ُ‬ ‫س فيـه عل ًْما َسـه َ‬ ‫ََ ُ‬
‫اهلل يْتلُـ ــو َن ِكَتـ ــاب ِ‬
‫اهلل َوَيَت َد َار ُس ـ ـونَُه‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫طَِريًقا ِإلَى ال ِ‬
‫َ‬ ‫اجَت َـمـ َـع َقـ ـ ْـوٌم في َبْيت م ْن ُبيُـ ــوت َ‬ ‫ْجنَّة ‪َ ،‬وَما ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫اهلل ف َيم ْن‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َبْيَنُه ْم ِإ َّال َنَزل ْ‬
‫الئ َـك ُة ‪َ ،‬وذَ َك َـر ُه ُم ُ‬
‫الر ْح َم ُة ‪َ ،‬و َحفْتُه ُم ال َْم َ‬
‫السك َين ُة ‪َ ،‬و َغشَيْتُه ُم َّ‬
‫َت َعَلْيه ُم َّ‬
‫ِعْنـ َدُه َوَم ْن بَطَّأَ بِـِـه َع َملُـ ُـه ل َْم يُ ْسـ ِر ْع بِـِـه نَ َسـبُُه ) (‪ ، )4‬فالكم**ال املطلق لإلنس**ان هو تكميل‬
‫العبودية هلل علما وقص* * * **دا ظ* * * **اهرا وباطنا ‪ ،‬ومن حكم * * * *ة اهلل ‪ ‬أنه فضل آدم وبنيه‬
‫على كثري ممن خلق تفض **يال وجعل عب **وديتهم أكمل من عبودية غ **ريهم ‪ ،‬وك **انت‬
‫العبودية أفضل أح* * **واهلم ‪ ،‬وأعلى درج* * **اهتم تلك العبودية االختيارية اليت ي * **أتون هبا‬
‫طوعا واختي*ارا ال كرها واض*طرارا ‪ ،‬وهلذا أرسل اهلل ‪ ‬جربيل إىل س*يد ه*ذا الن*وع‬
‫اإلنس * **اين خيريه بني أن يك * **ون عب * **دا رس * **وال أو ملكا نبيا ‪ ،‬فاخت * **ار بتوفيق ربه أن‬
‫يك*ون عب*دا رس*وال ‪ ،‬روى أبو يعلى وص*ححه األلب*اين من ح*ديث أيب هري*رة ‪ t‬أنه‬
‫ـال له جبريل ‪:‬‬ ‫جلس ِجْب ِريل إلى النبي ‪ S‬فنظر إلى السـماء ‪ ،‬فـإذا َمَل ُ‬
‫ـك يـنزل َفَق َ‬ ‫ق*ال ‪َ ( :‬‬

‫‪1‬البخاري يف كتاب األدب ‪ ،‬باب رمحة الولد وتقبيله ومعانقته ‪. )5649 ( 5/2234‬‬
‫‪2‬البخاري يف اإلميان ‪ ،‬باب كفران العشري وكفر بعد كفر فيه ‪. )29 ( 1/19‬‬
‫‪3‬لسان امليزان ‪. 4/56‬‬
‫‪4‬مسلم يف الذكر والدعاء والتوبة ‪ ،‬باب فضل االجتماع على تالوة القرآن ‪. )2699 ( 2074 /4‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪152‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫ـك ما نــزل منذ خلق قبل الســاعة فلما نــزل قــال يا محمد ‪ :‬أرســلني إليك ربك‬ ‫هــذا ال َْمَلـ ُ‬
‫ِ‬
‫ول اهلل ‪S‬‬ ‫ِ‬
‫رسوال ؟ قال له جْب ِر ُ‬
‫يل ‪ :‬تواضع لربك يا محمد َفَق َال َر ُس ُ‬ ‫َأمِل ًكا أجعلك أم عبدا‬
‫‪ :‬ال بل َعْب ًدا رسوال ) (‪. )1‬‬
‫وقد ذكره سبحانه بأمت العبودية يف أشرف مقاماته وأفضل أحواله كمقام الدعوة‬
‫وه ‪[ ‬اجلن‪]19 :‬‬ ‫والتحدي واإلسراء وإن*زال الق*رآن فق*ال ‪  :‬وأَنَُّه ل ََّما قَام َعْبـ ُد ِ‬
‫اهلل يَ ْـد ُع ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ـدنَا ‪[ ‬البق **رة‪ ، ]23 :‬وق **ال س **بحانه ‪ :‬‬ ‫ب ِم َّما َنَّزلَْنا َعَلى َعبـ ِ‬
‫وق **ال ‪َ  :‬وِإ ْن ُكْنتُ ْم ِفي َريْ ٍ‬
‫ْ‬
‫ـار َك ال ِـذي َن َّـز َل اْلُفْرقَـا َن َعَلى‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫َسَرى بَعْبده ‪[ ‬اإلس*راء‪ ]1:‬وق*ال تع*اىل ‪َ  :‬تَب َ‬ ‫ُسْب َحا َن الذي أ ْ‬
‫َعْبـ ـ ِـدِه ‪[ ‬الفرق * **ان‪ ، ]1:‬ف* **أثىن عليه ون* **وه اهلل لعبوديته التامة له ‪ ،‬وهلذا يق* **ول أهل‬
‫املوقف حني يطلبون الشفاعة اذهبوا إىل حممد عبد غفر اهلل له ما تق**دم من ذنبه وما‬
‫تأخر ‪.‬‬
‫فلما ك*انت العبودية أش*رف أح*وال بين آدم وأحبها إىل اهلل ‪ ، ‬وك*ان هلا ل*وازم‬
‫وأس* * **باب مش* * **روطة ال حيصل إال هبا ك* * **ان من أعظم احلكمة أن أخرج * **وا إىل دار‬
‫جتري عليهم فيها أحكام العبودية وأسباهبا وشروطها وموجباهتا ‪ ،‬فإنه سبحانه حيب‬
‫إجابة ال*دعوات وتف*ريج الكرب*ات وإغاثة اللهف*ات ومغف*رة ال*زالت وتكفري الس*يآت‬
‫ودفع البلي*ات ‪ ،‬وإع*زاز من يس*تحق العز وإذالل من يس*تحق ال*ذل ‪ ،‬ونصر املظل*وم‬
‫وجرب الكسري ‪ ،‬ورفع بعض خلق * * *ه على بعض ‪ ،‬وجعلهم درج* * **ات ليع * **رف ق * **در‬
‫فض* * * * **له وختصيصه ؛ فاقتضى ملكه الت* * * * **ام ومحده الكامل أن خيرجهم إىل دار حيصل‬
‫فيها حمبوباته س**بحانه ‪ ،‬وإن ك**ان لكثري منها ط**رق وأس**باب يكرهها ‪ ،‬ف*أبرز خلقه‬
‫من الع**دم إىل الوج**ود ليج**ري عليه أحك**ام أمسائه وص**فاته فيظهر كماله املق**دس يف‬
‫كل اسم ووصف ‪ ،‬وإن ك **ان مل ي **زل ك **امال ‪ ،‬فمن كماله ظه **ور آث **ار كماله يف‬
‫خلقه وأم**ره ‪ ،‬وقض**ائه وق**دره ووع**ده ووعي**ده ‪ ،‬ومنعه وإعطائه وإكرامه وإهانته ‪،‬‬
‫وعدله وفض*له ‪ ،‬وعف*وه وإنعامه ‪ ،‬وس*عة حلمه ‪ ،‬وشدة بطشه ‪ ،‬وقد اقتضى كماله‬
‫املقدس سبحانه أنه كل يوم هو يف ش**أن ‪ ،‬وإدراك العبد هلذه الحكم البالغة وتعامله‬
‫معها يف دار االمتحان أعظم شرف يناله اإلنسان (‪.)2‬‬
‫ومن دع **اء العب **ادة أيضا أن يقف العبد مع نفسه على ال **دوام حملاس **بتها ‪ ،‬فيم **يز‬
‫‪1‬مسند أيب يعلى ‪ ، 10/491‬صحيح الرتغيب والرتهيب ( ‪. )3280‬‬
‫‪2‬جمموع الفتاوى ‪ ، 10/545‬شفاء العليل ص ‪. 243‬‬
‫‪153‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫حركاهتا وس*كناهتا ‪ ،‬ف*إن ك*ان خ*اطر النفس عند اهلم يقتضي نية أو عق*دا أو عزما‬
‫أو فعال أو س **عيا خالصا هلل أمض **اه وس **ارع يف تنفي **ذه ‪ ،‬وإن ك **ان لعاجل دنيا أو‬
‫ع **ارض هوى أو هلو أو غفلة نف **اه وس **ارع يف نفيه وتقيي **ده ‪ ،‬مث ي **ذكر أن *ه ما من‬
‫فعلة وإن ص* * **غرت إال حاسب نفسه مل فعلت ؟ ‪ ،‬وه* * **ذا موضع االبتالء هل تعمل‬
‫ملوالك ‪ ،‬أم أن ذلك له * **واك ‪ ،‬ف * **إن س * **لم من ه * **ذا األمر ‪ ،‬س * **ئل عن نفسه كيف‬
‫فعلت ؟ أبعلم أم جبهل ؟ ف * * * **إن اهلل ‪ ‬ال يقبل عمال إال على طريقته وطريقة‬
‫نبيه ‪ S‬وس**نته ‪ ،‬ف **إن س **لم من ه **ذا س **أل نفسه ملن فعلت ؟ أهلل أم للس**معة‬
‫والري**اء ‪ ،‬فاحملاس**بة هي املقايسة بني احلس**نات والس**يئات بم**يزان الش**رع واألحك**ام‬
‫ومتيز احلالل واحلرام ‪ ،‬واتق **اء الش **بهات ما اس **تطاع ‪ ،‬وعند البخ **اري من ح **ديث‬
‫ت ِفي ِـه َحتَّى َتْع ِرفَ ُـه‬ ‫ت َال تَ ْسـ َم ُع َشـْيًئا َال َتْع ِرفُ ُـه ِإ َّال َر َ‬
‫اجَع ْ‬ ‫عائشة رضي اهلل عنها ‪ ( :‬أنها َكـانَ ْ‬
‫‪َ ،‬وأ َّ‬
‫َن‬
‫النَِّبّي‬
‫َت َعائِ َش ـ ُة َفُقل ُ‬ ‫ِ‬
‫ف‬‫اهلل ‪  : ‬فَ َس ـْو َ‬ ‫ـول ُ‬ ‫س َيُقـ ُ‬ ‫ْت أََو لَْي َ‬ ‫ب ‪ ،‬قَــال ْ‬ ‫ب ُعـ ِّـذ َ‬ ‫ـال ‪َ :‬م ْن ُحوس ـ َ‬ ‫َ ‪ S‬قَـ َ‬
‫ـك‬‫اب َي ْهِل ْ‬ ‫ـوق ِ‬
‫ش الْح َسـ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض ‪َ ،‬ولَك ْن َم ْن نُ َ‬ ‫ـك الَْع ْـر ُ‬‫ب ِح َسابًا يَ ِس ًيرا ‪َ ‬فَق َال ‪ِ ( :‬إنََّما َذلِ َ‬ ‫اس ُ‬ ‫يُ َح َ‬
‫ِ‬ ‫)‬ ‫(‪1‬‬
‫ب‬‫) ‪ ،‬وعند مس **لم من ح **ديث أيب مس **عودٍ ‪ t‬أن رس **ول اهلل ‪ S‬ق **ال ‪ُ ( :‬حوسـ ـ َ‬
‫َّاس ‪َ ،‬و َـكـا َن‬ ‫وج ْـد لَـ ُـه ِم َن اْل َخْيـ ِر َشي ٌْء ِإ َّال أَنَُّه َـكـا َن يُ َخالِ ـ ُ‬
‫ط الن َ‬ ‫ـل ِم َّم ْن َـكـا َن َقْبَل ُك ْم ‪َ ،‬فَل ْم يُ َـ‬ ‫َر ُـج ٌ‬
‫َح ُّ‬
‫ـق‬ ‫اهلل َعـ َّـز َو َجل ‪ :‬نَ ْح ُن أ َـ‬
‫ـال ُ‬ ‫ـال ‪ :‬قَـ َ‬ ‫ـاوُزوا َع ِن ال ُْمْع ِس ـ ِر قَـ َ‬‫جَ‬ ‫ُمو ِس ـًرا فَ َـكـا َن يَ ـأُْمُر ِغل َْمانَـ ُـه أ َْن َيَت َـ‬
‫بِ َذلِ َك ِمْن ُه تَ َج َاوُزوا َعْن ُه ) (‪. )2‬‬
‫ومن جهة التس**مية بعبد احلس**يب فلم أجد ب**البحث احلاس**ويب أح**دا من الس**لف‬
‫مسي به يف جمالنا ‪ ،‬وإن كانت على اإلنرتنت أظهر الكثري من األمساء يف عصرنا‪.‬‬
‫‪   -82‬الشافي ‪:‬‬
‫دع* **اء العب* **ادة أن يعتقد العبد أن اهلل ‪ ‬هو الش* **ايف ال* **ذي يش* **في باألس* **باب أو‬
‫ب * **دوهنا لكنه يأخذ هبا ألن اهلل علق عليها الش * **رائع واألحك * **ام وم * **يز هبا احلالل من‬
‫احلرام ‪ ،‬فعند أيب داود وص**ححه األلب **اين من ح **ديث أس **امة بن ش **ريك ‪ t‬ق **ال ‪( :‬‬
‫أََتْي ُ‬
‫ت‬
‫‪1‬البخاري يف العلم ‪ ،‬باب من مسع شيئا فراجع ‪. )103 ( 1/51‬‬
‫‪2‬مسلم يف املساقاة ‪ ،‬باب فضل إنظار املعسر ‪. )1561 ( 3/1195‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪154‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫النَّبِيّ‬
‫اب ِم ْن َها‬ ‫ـاء األَ ْعـ َـر ُ‬ ‫جَ‬ ‫ت ‪ ،‬فَ َـ‬ ‫ت ثُ َّم َق َعـ ْـد ُ‬ ‫لم ُ‬ ‫ِ‬
‫صـ َحابُهُ َكأَنََّما َعلَى ُر ُءوسـ ِه ُم الطَّْـي ُـر ‪ ،‬فَ َس ـ ْ‬ ‫َ ‪َ S‬وأَ ْ‬
‫ول ِ‬
‫ضـ ْع‬
‫اهلل َع َّـز َو َجل ل َْم يَ َ‬ ‫ـال ‪ :‬تَـ َد َاو ْوا فَـِإ َّن َ‬ ‫اهلل أََنَتـ َد َاوى ؟ َفَق َ‬ ‫ُهَنا َو َها ُهَنا َفَقـالُوا ‪ :‬يَا َر ُسـ َ‬
‫ـر ُم ) ‪ ،‬وعند مس*لم من ح*ديث ص*هيب ‪t‬‬
‫(‪) 1‬‬ ‫ٍ ٍِ‬ ‫َد ًاء ِإالَّ َو َ‬
‫ض َع لَهُ َد َو ًاء َغْيَر َداء َواحد ال َْه َ‬
‫احٌر ‪َ ،‬فَل َّما َكِب َـر قَ َ‬ ‫ك ِفيمن َكا َن َقبَل ُكم ‪ ،‬و َكـا َن لَـه سـ ِ‬ ‫ِ‬
‫ـال‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫أن رسول اهلل ‪ S‬قال ‪َ ( :‬كا َن َمل ٌ َ ْ‬
‫الًما ُيَعِّل ُم ُه ‪ ..‬فَ َسـ ِم َع‬ ‫ث ِإلَْيِه غُ َ‬ ‫الس ْحَر ‪َ ،‬فَبَع َ‬ ‫الًما أ َُعِّل ْم ُه ِّ‬ ‫َى غُ َ‬ ‫ث ِإل َّ‬ ‫ت ‪ ،‬فَ ْابَع ْ‬ ‫ك ‪ِ :‬إنِّي قَ ْد َكِبْر ُ‬ ‫لِلْمِل ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ت َش ـَفْيَتني‬ ‫ِ‬
‫َج َم ُع إ ْن أَنْ َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َك أ ْ‬ ‫يس لل َْملك َكا َن قَ ْد َعم َى ‪ ،‬فَأَتَ ُاه بَه َدايَا َكث َيرة َفَق َال ‪َ :‬ما َها ُهَنا ل َ‬ ‫َجل ٌ‬
‫ت بِ ِ‬ ‫اهلل فَـِإ ْن أَنْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ـال ‪ِ :‬إنِّي َال أَ ْشـِفى أ َـ‬
‫ـآم َن‬
‫اك ‪ ،‬فَ َ‬ ‫اهلل فَ َشـَف َ‬ ‫ت َ‬ ‫اهلل َد َع ْـو ُ‬ ‫آمْن َ‬ ‫ت َ‬ ‫َح ًدا ‪ِ ،‬إنََّما يَ ْشـفي ُ‬ ‫َفَق َ‬
‫ـك‬‫ـك ‪َ :‬م ْن َر َّد َعَلْي َ‬ ‫ـال لَ ُـه ال َْمِل ُ‬ ‫س ‪َ ،‬فَق َ‬ ‫ِ‬
‫س إلَْيه َك َما َكا َن يَ ْجل ُ‬
‫ك فَجَل ِ ِ‬
‫اهلل ‪ ،‬فَأَتَى ال َْمل َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بِاهلل فَ َشَف ُاه ُ‬
‫اهلل ‪ ،‬فَأَ َخ َذُه َفَل ْم َيَز ْل ُيَع ِّذبُُه َحتَّى‬ ‫ك ُ‬ ‫ب َغْي ِري قَ َال ‪َ :‬ربِّي َوَربُّ َ‬ ‫َك َر ٌّ‬ ‫صَر َك قَ َال َربِّي ‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬ول َ‬ ‫بَ َ‬
‫ـك ‪ :‬أَ ْ‬
‫ي‬ ‫ـال لَـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُـه ال َْمِـل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ‬‫الِم َفَـقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َ‬ ‫الِم ‪ ،‬فَ ِجي َء بِـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاْلغُ َ‬ ‫َدل َعَلى اْلغُ َ‬
‫ُبَنّي‬
‫ـال ‪ِ :‬إنِّي َال أَ ْشـِفي أ َـ‬ ‫ِ ِ‬
‫َح ًدا‬ ‫ـل ‪َ ،‬فَق َ‬ ‫ص ‪َ ،‬وَتْفَع ُل َوَتْفَع ُ‬ ‫َ قَ ْد َبَل َغ م ْن س ْح ِر َك َما ُتْب ِر ُئ األ َْك َمَه َواألَْبَر َ‬
‫‪ِ ،‬إنََّما يَ ْشِفي اهللُ) (‪.)2‬‬
‫وأعظم أثر لالسم على العبد يف رفع البالء ومتام الش**فاء أن حيصن نفسه بكت**اب‬
‫اهلل وس**نة نبيه ‪ ، S‬وأن جيعل اإلميان والعبودية وق**اء له من كل داء ‪ ،‬وقد ذكر ابن‬
‫القيم أن ال* * **وحي ال* * **ذي يوحيه اهلل إىل رس * * *وله مبا ينفع الن* * **اس أو يض* * **رهم فيه من‬
‫األدوية اليت تشفي من األم **راض ما مل يهتد إليها عق **ول أك **ابر األطب **اء ‪ ،‬ومل تصل‬
‫إليها عل * * * * **ومهم وجتارهبم وأقيس* * * * **تهم من األدوية القلبية والروحانية ‪ ،‬وق* * * **وة القلب‬
‫واعتم**اده على اهلل والتوكل عليه وااللتج**اء إليه ‪ ،‬واالنط**راح واالنكس**ار بني يديه ‪،‬‬
‫والت* * * **ذلل له والص* * * **دقة وال* * * **دعاء والتوبة واالس* * * **تغفار واإلحس* * * **ان إىل اخللق وإغاثة‬
‫امللهوف والتفريج عن املكروب ‪ ،‬فإن هذه الأدوية قد جربتها األمم فوجدوا هلا من‬
‫الت* * * **أثري يف الش* * * **فاء ما ال يصل إليه علم أعلم األطب* * * **اء وال جتربته وال قياسه ‪ ،‬ومن‬
‫ج * **رب ذلك علم أهنا تفعل ما ال تفعل األدوية احلس * **ية ‪ ،‬وه * **ذا ج * **ار على ق* **انون‬
‫احلكمة اإلهلية ليس خارجا عنها ولكن األس * * **باب متنوعة ؛ ف * * **إن القلب مىت اتصل‬
‫‪1‬أبو داود يف الطب ‪ ،‬باب يف الرجل يتداوي ‪ ، )3855 ( 4/3‬صحيح اجلامع ( ‪. )3973‬‬
‫‪2‬مسلم يف الزهد والرقائق ‪ ،‬باب قصة أصحاب األخدود ‪. )3005 ( 4/2299‬‬
‫‪155‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫ب*رب الع*املني وخ*الق ال*داء وال*دواء ومدبر الطبيعة ومص*رفها على ما يش*اء ؛ ك*انت‬
‫له أدوية أخرى غري األدوية اليت يعانيها القلب البعيد منه املعرض عنه ‪ ،‬وقد علم أن‬
‫األرواح مىت ق **ويت وق **ويت النفس والطبيعة تعاونا على دفع ال **داء وقه **ره ‪ ،‬فكيف‬
‫ينكر ملن ق* * * * **ويت طبيعته ونفسه وف* * * * **رحت بقرهبا من بارئها وأنس* * * * **ها به وحبها له‬
‫وتنعمها ب*ذكره وانص*راف قواها كلها إليه ومجعها عليه واس*تعانتها به وتوكلها عليه‬
‫أن يكون ذلك هلا من أكرب األدوية وت*وجب هلا ه*ذه الق*وة دفع األمل بالكلمة ‪ ،‬وال‬
‫ينكر ه**ذا إال أجهل الن**اس وأعظمهم حجابا وأكثفهم نفسا وأبع**دهم عن اهلل وعن‬
‫حقيقة اإلنسان (‪. )1‬‬
‫وخبص **وص التس **مية بعبد الش **ايف فلم أجد ب **البحث احلاس **ويب أح **دا من الس **لف‬
‫مسي به يف جمالنا ‪ ،‬وإن ك* * * * **انت البحث على اإلن* * * * **رتنت أظهر الكثري من األمساء يف‬
‫عصرنا ‪.‬‬
‫‪   -83‬الرفيق ‪:‬‬
‫أثر توحيد العبد هلل يف امسه الرفيق يتجلى يف رفقه بإخوانه ‪ ،‬فيحب للعاصي‬
‫التوبة واملغف**رة وللمطيع الثب**ات وحسن املنزلة ‪ ،‬ويك**ون ودودا لعب**اد اهلل ‪ ‬؛ فيعفو‬
‫عمن أس* **اء إليه ‪ ،‬ويلني مع البعيد كما يلني مع أق* **رب الن* **اس إليه ‪ ،‬كما أن الرفق‬
‫يف س**ائر األم**ور مثرة ال يض**اهيها إال حسن اخللق ‪ ،‬وال حيسن اخللق إال بض**بط ق**وة‬
‫الغضب وق**وة الش**هوة وحفظهما على حد االعت**دال ‪ ،‬وألجل ه**ذا أثىن رس**ول اهلل‬
‫‪ S‬على الرفق وبالغ فيه ‪ ،‬روى الرتمذي وصححه األلباين من ح*ديث أيب ال*درداء ‪t‬‬
‫الرْف ِـق َفَق ْـد أُ ْع ِط َى َحظَُّه ِم َن اْل َخْيـ ِر ‪َ ،‬وَم ْن ُـح ِرَم َحظَُّه‬
‫أن النيب ‪ S‬ق*ال ‪َ ( :‬م ْن أُ ْع ِط َى َحظَُّه ِم َن ِّ‬
‫ِم َن ِّالرْفـ ِـق َفَقـ ْـد ُحـ ِرَم َحظَُّه ِم َن اْل َخْيـ ِر ) (‪ ، )2‬روى أمحد وص**ححه األلب**اين من ح**ديث‬
‫عائشة رضي اهلل عنها أن رس**ول اهلل ‪ S‬ق**ال ‪ِ ( :‬إ َذا أَر َاد اهلل َع َّـز وجل بِأ َْه ِـل بْي ٍ‬
‫ت َخْي ًـرا‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ََ‬
‫ـل َعَلْيِه ُم ِّالرْف ـ َـق ) (‪ ، )3‬وروى الط **رباين وحس **نه األلب **اين من ح **ديث جرير ‪ t‬أن‬ ‫أَ ْد َخـ َ‬
‫النيب ‪ S‬ق* * * **ال ‪ ( :‬إن اهلل عز وجل ليعطي على الرفق ما ال يعطي على الخ ـ ـ ــرق ‪ ،‬وإذا‬

‫‪1‬الطب النبوي ص‪. 7‬‬


‫‪2‬الرتمذي يف الرب والصلة ‪ ،‬باب ما جاء يف الرفق ‪ ، )2013 ( 4/367‬صحيح اجلامع ( ‪. )6055‬‬
‫‪3‬املسند ‪ ،‬صحيح اجلامع ( ‪. )303‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪156‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫أحب اهلل عب ــدا أعط ــاه الرفق ما من أهل بيت يحرم ــون الرفق إال حرم ــوا ) (‪ ، )1‬وروى‬
‫أمحد وصححه األلباين من حديث عبد اهلل ‪ t‬أن رس**ول اهلل ‪ S‬ق**ال ‪ُ ( :‬حِّرَم َعَلى النَّا ِر‬
‫يب ِم َن الن ِ‬
‫َّاس ) (‪. )2‬‬ ‫ُك ُّل َهِّي ٍن لَِّي ٍن َس ْه ٍل قَ ِر ٍ‬
‫ويذكر أبو حامد أن احملمود يف العبد أن يك*ون وسطا بني العنف واللني كما يف‬
‫س**ائر األخالق ‪ ،‬ولكن ملا ك**انت الطب**اع إىل العنف واحلدة أميل ك**انت احلاجة إىل‬
‫ت**رغيبهم يف ج**انب الرفق أك**ثر ؛ فل**ذلك ك**ثر ثن**اء الش**رع على ج**انب الرفق دون‬
‫العنف ‪ ،‬وإن ك * * * * * * * **ان العنف يف حمله حس * * * * * * * **نا كما أن الرفق يف حمله حسن ‪ ،‬وإمنا‬
‫الكامل من مييز مواقع الرفق عن مواضع العنف فيعطي كل أمر حقه ‪ ،‬ف * * **إن ك * * **ان‬
‫قاصر البص **رية أو أش **كل عليه حكم واقعه من الوق **ائع ؛ فليكن ميله إىل الرفق ف **إن‬
‫النج* * * *اح معه يف األك* * **ثر(‪ ، )3‬ومن أعظم الرفق وتوحيد اهلل يف امسه الرفيق ‪ ،‬م * **ودة‬
‫الرجل لزوجته ورفقه هبا وك **ذلك م **ودة املرأة لزوجها ‪ ،‬وقد تق **دم ذلك يف دع **اء‬
‫العبادة بالودود ‪ ،‬قال أبو الفتح البسيت ‪:‬‬
‫ورافق الرفق في كل األمور فلم يندم رفيق ولم يذممه إنسان‬
‫وال يغرنك حظ جره خرق فالخرق هدم ورفق المرء بنيان‬
‫أحسن إذا كان إمكان ومقدرة فلن يدوم على اإلحسان إمكان‬
‫(‪.)4‬‬ ‫فالروض يزدان باألنوار فاغمة والحر بالعدل واإلحسان يزدان‬
‫ومن جهة التس**مية بعبد الرفيق فلم أجد ب**البحث احلاس**ويب أح**دا من الس**لف أو‬
‫اخللف مسي به يف جمالنا ‪ ،‬وك **ذلك مل أج **ده على اإلن **رتنت ‪ ،‬وهنيئا ملن مسى نفسه‬
‫أو ولده هبذا االسم ؛ فسيكون أول من تعبد هلل به واهلل أعلم ‪.‬‬
‫‪   -84‬المعطي ‪:‬‬
‫أما دع*اء العب*ادة فهو تعلق القلب باملتوحد يف عطائه ‪ ،‬والتعفف عن س*ؤال غ*ريه‬
‫اهلل ال يَ ْسـ ـَت ِط ُيعو َن َ‬
‫ضـ ـْرباً ِفي‬ ‫أو دعائه ‪ ،‬ق **ال ‪  : ‬لِْلُفَقــر ِاء ال ـ ِـذين أ ْ ِ‬
‫صـ ـروا ِفي سـ ـِب ِيل ِ‬
‫َ‬ ‫ُح ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫اهـل أَ ْغِنيـ ِ‬
‫ض يحس ـبهم ال ِ‬
‫َّاس ِإل َ‬
‫ْحاف ـاً َوَما‬ ‫ـاء م َن التََّعُّفف َتْعـ ِر ُفُه ْم بس ـ َيم ُاه ْم ال يَ ْس ـأَلو َن الن َ‬
‫ْج ـ ُ َ َ‬ ‫األَْر ِ َ ْ َ ُ ُ ُ َ‬

‫‪1‬الطرباين ‪ ، )2274 ( 2/306‬صحيح الرتغيب والرتهيب ( ‪. )2666‬‬


‫‪2‬املسند ‪ ، )3938 ( 1/415‬صحيح اجلامع ( ‪. )3135‬‬
‫‪3‬إحياء علوم الدين ‪3/186‬بتصرف ‪.‬‬
‫‪4‬عنوان احلكم ص ‪.38‬‬
‫‪157‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫اهلل بِ ِـه َعِل ٌيم ‪[ ‬البق*رة‪ ،]273 :‬وقد ورد عند البخ*اري من ح*ديث‬ ‫ِ ِ‬
‫ُتْنفُقـوا م ْن َخْيـ ٍر فَـِإ َّن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َعَلى‬ ‫ْحطَ ِ‬‫َح ُد ُك ْم َحْبَل ُـه َفَيـأْت َي بِ ُحْزَمـة ال َ‬
‫*ال ‪ ( :‬أل َْن يَْأ ُخ َذ أ َ‬
‫الزبري بن العوام ‪ t‬أن النيب ‪ S‬قَ َ‬
‫وه ) (‪. )1‬‬ ‫ِ‬ ‫ف ُِ‬ ‫ظَْه ِرِه ‪َ ،‬فَيِب َيعَها َفَي ُك َّ‬
‫َّاس أَ ْعطَْوُه أَْو َمَنُع ُ‬
‫اهلل بَها َو ْجَه ُه ‪َ ،‬خْيٌر لَُه م ْن أَ ْن يَ ْسأ ََل الن َ‬
‫كما أن املس * * **لم ينبغي أن يك * * **ون معط * * **اء وال خيشى الفقر روى البخ * **اري من‬
‫َّاس بِاْل َخْي ِر ‪َ ،‬و َكا َن أ ْ‬
‫َجَو َد َما يَ ُكو ُن‬ ‫َجَو َد الن ِ‬‫اهلل ‪َ S‬كا َن أ ْ‬ ‫حديث ابن عباس ‪ ( : t‬أن رسول ِ‬
‫َُ‬
‫ضـا َن َحتَّى َيْن َسـِل َخ‬ ‫ـل َسـَنٍة في َرَم َ‬
‫ـاه في ُك ِّ‬ ‫الُم َكـا َن َيْلَق ُ‬ ‫سـ َ‬ ‫ـل َعَلْي ِـه ال َّ‬ ‫في َشـ ْه ِر رم َ ِ ِ‬
‫ضـا َن ‪ ،‬إ َّن جْب ِري َ‬ ‫ََ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َج َـو َد بــاْل َخْي ِر م َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول اهلل ‪ S‬أ ْـ‬ ‫اهلل ‪ S‬اْلُقـ ْـرآ َن ‪ ،‬فَـإ َذا لَقَيـ ُـه جْب ِريـ ُ‬
‫ـل َـكـا َن َر ُسـ ُ‬ ‫ول‬
‫ض َعَلْيــه َر ُسـ ُ‬‫َفَيْعـ ِر ُ‬
‫ال َسـ ـ ـ ـ ـأ ََل‬
‫َن َر ُج ً‬‫يح ال ُْمْر َسـ ـ ـ ـ ـَلة ِ) (‪ ، )2‬وعند أمحد من ح* * * * **ديث أنس ‪ ( : t‬أ َّ‬ ‫ال ـ ـ ـ ـ ِّـر ِ‬
‫النَِّبّي‬
‫ـال ‪ :‬أي َقــوِم أَ ْس ـِلموا َفو ِ‬
‫اهلل ِإ َّن ُم َح َّمداً لَُيْع ِطى‬ ‫َ ‪ S‬فَأَ ْعطَـ ُـاه َغَنم ـاً َبْي َن َجَبَلْي ِن ‪ ،‬فَ ـأَتَى َقْوَمـ ُـه َفَقـ َ‬
‫ُ َ‬ ‫ْ‬
‫الدْنَيا ‪ ،‬فَ َما‬ ‫ول ِ‬
‫اهلل ‪َ S‬ما يُِري ُد ِإ َّال ُّ‬ ‫الر ُجل لََي ِجيء ِإلَى ر ُس ِ‬ ‫اف اْلَفاقََة ‪َ ،‬وِإ ْن َكا َن َّ‬ ‫َعطَ َاء َم ْن َال يَ َخ ُ‬
‫ُ َ‬ ‫ُ‬
‫ب ِإلَْيـ ِـه أَْو أ ََعـ َّـز َعَلْيـ ِـه ِم َن الـ ُّـدْنَيا بِ َما ِف َيها ) ‪ ،‬وروى أبو داود‬
‫(‪) 3‬‬
‫َح َّ‬‫اهلل أ َ‬
‫يُْمسي َحتَّى يَ ُـكـو َن ُ‬
‫ِ‬
‫وصححه األلب*اين من ح*ديث مالك بن نض*لة ‪ t‬أن رس*ول اهلل ‪ S‬ق*ال ‪ ( :‬األَيْ ِدي‬
‫ضـ َل َو َال‬ ‫سـْفَلى ؛ فَأَ ْع ِ‬
‫ـط اْلَف ْ‬ ‫اهلل الُْعلَْيا ‪َ ،‬ويَـ ُد ال ُْمْع ِطى الـتي تَِل َيها ‪َ ،‬ويَـ ُد ال َّ‬
‫سـائِِل ال ُّ‬ ‫الثَـٌة ‪َ :‬فيـ ُد ِ‬ ‫ثَ َ‬
‫َ‬
‫َتْع ِجْز َع ْن َنْف ِس َك ) ‪.‬‬
‫(‪) 4‬‬

‫وممن تس* * * * * **مى بالتعبد لالسم الفقيه الش* * * * * **افعي عبد املعطي بن حممد بن مه * * * **ران‬
‫القومسي مسع من أخيه أيب احلسن عن املنعم بن اخلل* * **وف وغ* * **ريه ‪ ،‬واختل يف آخر‬
‫عمره ‪ ،‬مات سنة اثنتني ومخسني وست مائة باإلسكندرية (‪. )5‬‬
‫‪   -85‬المقيت ‪:‬‬
‫أثر االسم على العبد أن ي**ؤثر بقوته عامة املس**لمني ‪ ،‬ثقة يف أن الق**وت من رب‬
‫الع* * * **املني ‪ ،‬الس* * * **يما إذا اش* * * **تد عليهم الك* * * **رب وقلت لديه س* * * **بل الكسب ‪ ،‬روى‬
‫ال أَتَي النَِّبي ‪َ S‬فبع َ ِ ِِ‬
‫ث ِإلَي ن َسائه َفُقل َ‬
‫ْن ‪َ :‬ما‬ ‫ََ‬ ‫البخ*اري من ح*ديث أَيِب هري*رة ‪ ( : t‬أ َّ‬
‫َن َر ُج ً‬

‫‪1‬البخاري يف الزكاة ‪ ،‬باب االستعفاف عن املسألة ‪. )1402 ( 2/535‬‬


‫‪2‬البخاري يف فضائل القرآن ‪ ،‬باب أجود ما كان النيب ‪ S‬يكون يف رمضان ‪. )1803 ( 2/672‬‬
‫‪3‬أمحد يف املسند ‪ ، )13756 ( 3/259‬مشكاة املصابيح ( ‪. )5806‬‬
‫‪4‬أبو داود يف الزكاة ‪ ،‬باب الصدقة على بين هاشم ‪ ، )1650 ( 2/123‬صحيح اجلامع ( ‪. )2794‬‬
‫‪5‬لسان امليزان ‪. 4/56‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪158‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫صـا ِر ‪ :‬أَنَا‬ ‫ِ‬ ‫ض ُّم أَو ي ِ‬ ‫معَنا ِإ َّال الْماء َفَق َال رس ُ ِ‬
‫يف َِه َذا ؟ ‪َ ،‬فَق َال َر ُج ٌل مَِن ا َألنْ َ‬ ‫ض ُ‬ ‫ول اهلل ‪َ ِ : S‬م ْن يَ ُ ْ ُ‬ ‫َِِ ُ‬ ‫َ َ ِ َِ ُِ‬
‫ـوت‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫َّ‬
‫ال‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫ا‬ ‫ن‬‫د‬ ‫ـ‬ ‫ن‬‫ع‬ ‫ا‬‫م‬ ‫‪:‬‬ ‫َت‬ ‫ل‬‫ـا‬‫ـ‬
‫ق‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫اهلل‬ ‫ِ‬
‫ول‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫ض‬ ‫ي‬ ‫م‬‫ر‬‫ِ‬ ‫ـ‬
‫َك‬ ‫أ‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬
‫ق‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫َت‬
‫أ‬‫ر‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ ْ ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪S‬‬ ‫َْ َ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫فَــانْطََل َق بــه إ ْ َ‬
‫ام‬ ‫َي‬ ‫ل‬
‫ك ‪ِ ،‬إ َذا أََر ُادوا‬ ‫صـ ـْبيانَ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫صـ ـِب ِحي ِسـ ـر ِ‬ ‫ـك ‪َ ،‬وأَ ْ‬ ‫ـال ‪َ :‬هِّيِئي طَعامـ ِ‬ ‫صـ ـْبَيانِي َفَقـ َ‬ ‫ِ‬
‫اجك ‪َ ،‬وَنـ ِّـومي َ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ‬
‫ص ـ ـِل ُح‬
‫ت َكأََّنَها تُ ْ‬ ‫ت ِ‬
‫ص ـ ـْبَياَنَها ‪ ،‬ثُ َّم قَـ ـ َـام ْ‬ ‫اجَها ‪َ ،‬وَنـ ـ َّـوَم ْ‬ ‫ص ـ ـبح ْ ِ‬
‫ت س ـ ـَر َ‬ ‫َت طََع َامَها َوأَ ْ َ َ‬ ‫َع َش ـ ـ ًاء ‪َ ،‬فَهيَّأ ْ‬
‫ول ِ‬ ‫صـَبح َغـ َدا ِإلَي ر ُسـ ِ‬ ‫ال ي ِريانِ ِـه أََّنُهما يـْأ ُك َ ِ‬ ‫ِ‬
‫اهلل ‪S‬‬ ‫َ‬ ‫الن َفَباتَا طَـا ِوَيْي ِن ‪َ ،‬فَل َّما أَ ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫اجَها فَأَ ْطَفأَْت ُـه فَ َجَع َ ُ َ‬
‫سـَر َ‬
‫اهلل ‪َ  : ‬وُي ْـؤثُِرو َن َعَلي أَْنُف ِسـ ِه ْم‬ ‫ك اهلل الليَلـ َة أَو َع ِج ِ ِ‬ ‫َفَق َال ‪ِ َ :‬‬
‫ب م ْن َفَعال ُك َما ‪ ،‬فَـأَْنَز َل ُ‬ ‫َ‬ ‫ضـح َ ُ ْ ْ‬
‫وق ُش َّح َنْف ِسِه فَأُولَِئ َك ُه ُم ال ُْمْفِل ُحو َن ‪. )1( ) ‬‬ ‫اصٌة َوَم ْن يُ َ‬ ‫ص َ‬ ‫َولَْو َكا َن بِِه ْم َخ َ‬
‫وينبغي على املس**لم أن يك**ون طعامه قوتا وس**طا ال جيعل ي**ده مغلولة وال يك**ون‬
‫سـطَْها ُكل الَْب ْسـ ِط‬ ‫مسرفا جهوال ‪ ،‬قال تع*اىل ‪َ  :‬وال تَ ْجَع ْل يَـ َد َك َم ْغلُولَـ ًة ِإلَى ُعنُِق َ‬
‫ـك َوال َتْب ُ‬
‫َفَتْقُعـ َد َملُومـاً َم ْح ُسـوراً ‪[ ‬اإلس**راء‪ ، ]29 :‬وعند الرتم*ذي وص*ححه الش*يخ األلب*اين من‬
‫ح* * * **ديث املق* * * **دام بن معد يك* * * **رب ‪ t‬أنه مسع رس* * * **ول اهلل ‪ S‬يق* * * **ول ‪َ ( :‬ما َمألَ‬
‫آدِميّ‬‫َ‬
‫ث‬‫صـلَْبهُ ‪ ،‬فَـِإ ْن َـكـا َن الَ َم َحالَـ َة َفُثلُ ٌ‬ ‫ت يُق ْم َن ُ‬
‫آدم أُ ُكالَ ٌ ِ‬
‫ب ابْ ِن َ َ‬ ‫ـاء َشـ ًّرا ِم ْن بَطْ ٍن ‪ ،‬بِ َح ْسـ ِ‬ ‫ٌ ِو َعـ ً‬
‫ث لَِنَف ِس ِه ) (‪ ، )2‬وعند البخ*اري من ح*ديث عبد ال*رمحن بن‬ ‫ث لِ َشَرابِِه َوُثلُ ٌ‬ ‫لِطََع ِام ِه َوُثلُ ٌ‬
‫ْت لَِعائِ َشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َة أََن َهى‬ ‫ع * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * **ابس عن أبيه ق * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * **ال ‪ُ ( :‬قل ُ‬
‫النَِّبّي‬
‫ـوم‬
‫ُح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ‬
‫ـل ل ُـ‬ ‫ُ ‪ S‬أَ ْن ُتْؤ َـك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َ‬
‫احي‬‫ضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِ‬‫ا َأل ـَ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫اع الن ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ال ٍ‬
‫َّاس فيه ‪ ،‬فَـأ ََر َاد أَ ْن يُطْع َم اْلغَن ُّى اْلَفق َ‬
‫ـير ‪،‬‬ ‫َت ‪َ :‬ما َفَعَل ُه إالَّ في َعام َج َ ُ‬ ‫ث ؟ قَال ْ‬ ‫ِ َفْو َق ثَ َ‬
‫ت‪،‬‬ ‫ضـ ِح َك ْ‬ ‫ضـطََّر ُك ْم ِإلَْي ِـه ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ـل ‪َ :‬ما ا ْ‬ ‫َ‬ ‫س َع ْشـَرَة ‪ِ ،‬قي‬ ‫َ‬ ‫اع َفَنْأ ُكلُ ُـه َب ْعـ َد َخ ْم‬ ‫َوِإ ْن ُكنَّا لََنْرفَ ُع اْل ُك َـر َ‬
‫ٍ‬
‫اهلل ) (‪. )3‬‬ ‫َح َق بِ ِ‬ ‫الثََة أَيَّ ٍام حتَّى ل ِ‬
‫َ‬ ‫آل ُم َح َّم ٍد ‪ِ S‬م ْن ُخْب ِز ُبٍّر َمأ ُْدوم ثَ َ‬ ‫َت ‪َ :‬ما َشِب َع ُ‬ ‫قَال ْ‬
‫وينبغي أن نف **رق بني الح**رص على أن يك **ون طع **ام املوحد قوتا وبني والتجويع‬
‫واملبالغة يف الزهد ‪ ،‬ألن اهلل أمر باالقتص* * * * * * * * **اد يف كل ش* * * * * * * * **يء وبالصرب على اجلوع‬

‫‪1‬البخاري يف مناقب األنصار ‪ ،‬باب قول اهلل ويؤثرون على أنفسهم ‪. )3587 ( 3/1382‬‬
‫‪2‬الرتمذي يف الزهد ‪ ،‬باب ما ج*اء يف كراهية ك*ثرة األكل ‪ ، )2380 ( 4/590‬ص*حيح اجلامع ( ‪)5674‬‬
‫‪.‬‬
‫‪3‬البخاري يف األطعمة ‪ ،‬باب ما كان السلف يدخرون يف بيوهتم وأسفارهم ‪. )5107 ( 5/2068‬‬
‫‪159‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫ك**ابتالء ال حيلة لإلنس**ان فيه ‪ ،‬ومل ي *أمر بتجويع النفس وتع**ذيب الب**دن واملبالغة يف‬
‫ال* **رتك طلبا للحكمة واملعرفة ؛ فاملس* **لم ال يك* **ثر من األكل املف* **وت للخري الكثري ‪،‬‬
‫فقد يك **ون األكل واجبا بق **در ما تق **وم به البنية ‪ ،‬ومن **دوبا بق **در الش **بع الش **رعي‬
‫املق **وي له على التنفل ‪ ،‬وج **ائز وهو ما فوقه حبيث ال ي **ورث فت **ورا عن العب **ادة ‪،‬‬
‫فالقوت إمنا يكون لقوام البدن ال لتسمينه وانشغاله عن اهلل فيصري عالفا ال عابدا ‪.‬‬
‫ومن جهة التس*مية بعبد املقيت فلم أجد ب*البحث احلاس*ويب أح*دا من الس*لف أو‬
‫اخللف مسي به يف جمال ما أجرينا عليه البحث ‪ ،‬وك * * * * * * * * * **ذلك مل أج* * * * * * * * * **ده يف مجيع‬
‫حمرك* * * * **ات البحث على اإلن* * * * **رتنت ‪ ،‬وهنيئا ملن مسى نفسه أو ول* * * * **ده هبذا االسم ؛‬
‫فسيكون أول من تعبد هلل به ‪ ،‬واهلل أعلم ‪.‬‬
‫‪   -86‬السيد ‪:‬‬
‫دع* * **اء العب* * **ادة باسم اهلل الس* * **يد يتجلى يف م* * **والة العبد لس* * **يده ‪ ،‬وطاعته ملن له‬
‫السيادة املطلقة ؛ فمن املعلوم أنه ال بد لكل عبد من س*يد مالك ‪ ،‬وأي عبد خيالف‬
‫س**يده فإنه آبق ‪ ،‬وملا ك**ان كل إنس**ان يلجأ إىل ق**وة عليا عند االض**طرار ‪ ،‬وي**ركن‬
‫إىل غين ق**وي عند االفتق**ار فح**ري بالعبد املوحد أن يلجأ إىل رب الع**زة واجلالل ؛‬
‫ألن حقيقة اإلنس**انية مبنية على معىن اخلض**وع والعبودية ‪ ،‬ق**ال تع**اىل ‪ِ  :‬إ ْن ُك ُّ‬
‫ـل َم ْن‬
‫ض ِإال آتِي الـ َّـر ْح َم ِن َعْبــداً ‪[ ‬م**رمي‪ ، ]93 :‬وملا ك**ان اإلنس**ان إن مل‬ ‫سـماو ِ‬
‫ات َواألَْر ِ‬ ‫ِ‬
‫في ال َّ َ َ‬
‫يكن عبدا هلل فس*يكون عب*دا لس*واه ‪ ،‬فالعاقل من العبيد يتخري من األس*ياد من ميلك‬
‫الس **يادة املطلقة على اخلالئق أمجعني ‪ ،‬ومن هنا ق **ال أبو األنبي **اء إب **راهيم ‪  : ‬قَـ َ‬
‫ـال‬
‫ين ال ِـذي َخَلَقِني‬ ‫أََفرأَْيتُم َّما ُكنتُم َتْعب ُدو َن أَنتُم وآب ُاؤ ُكم ا َألْق َدمو َن فَِإَّنُهم َعـ ُدٌّو لِّي ِإال ر َّ ِ‬
‫ب الَْعـالَم َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ََْ ُ ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ت َفُـه َـو يَ ْشـِفي ِن َوالـ ِـذي يُِميتُِني ثُ َّم يُ ْحِيينِ‬
‫ضـ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َفُـه َـو َي ْـهـدين َوالــذي ُـه َـو يُطْع ُمني َويَ ْسـقين َوإ َذا َمر ْ‬
‫ب َهب لِي ح ْكم ـ ـاً وأَل ِْحْقِني بِال َّ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين‬
‫ص ـ ـالح َ‬ ‫َ‬ ‫ـع أَن َي ْغفـ ـ َـر لي َخ ـط ـ َـيئتي َيـ ـ ْـوَم الـ ــدِّي ِن َر ِّ ْ ُ‬ ‫َوالـ ــذي أَط َـْمـ ُ‬
‫اآلخ ِر َين َو ْاجَعلِْني ِمن َوَرثَِة َجنَِّة النَِّع ِيم ‪[ ‬الشعراء‪. ]75/85 :‬‬ ‫واجعل لِّي لِسا َن ِص ْد ٍق ِفي ِ‬
‫َ‬ ‫َ َْ‬
‫فالصادق يف توحيده لالسم يوحد اهلل عز وجل يف عبادته وخوفه ورجائه وحمبته‬
‫مع دوام افتق * **اره وطاعته والتواضع هلل من خش * **يته ‪ ،‬ولنا يف رس * **ول اهلل ‪ S‬وهدايته‬
‫*اء إِىَل النيب ‪ S‬فق **الَ ‪ :‬أنت س **يد ق **ريش ‪،‬‬ ‫خري ه **اد ودليل ‪ ،‬فقد ثبت أن رجال َ *ج َ‬
‫ضـلَُها ِف َيها َقـ ْـو ًال َوأَ ْعظَ ُمَها ِف َيها طَـ ْـو ًال ‪َ ،‬فَقـ َ‬
‫ـال‬ ‫ت أَ ْف َ‬
‫ـال ‪ :‬أَنْ َ‬
‫اهلل ‪ ،‬قَـ َ‬ ‫فق**ال النيب ‪ ( : S‬ال َّ‬
‫سـِّي ُد ُ‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪160‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫َح ُد ُك ْم بَِقْولِِه َو َال يَ ْسَت ِجُّرُه َّ‬


‫الشْيطَا ُن ) (‪ ، )1‬وما أحسن قول القائل ‪:‬‬ ‫رس ُ ِ ِ‬
‫ول اهلل ‪ :S‬لَيُق ْل أ َ‬ ‫َُ‬
‫رضيت بسيدي عوضا وأنسا من األشياء ال أبغي سواه‬
‫فيا شوقا إلى ملك يراني على ما كنت فيه وال أراه (‪. )2‬‬
‫وينبغي تأدبا مع اهلل وتوحي**دا له يف امسه الس**يد أال يس**مي املس**لم نفسه أو ول**ده‬
‫باالسم مستغرقا لإلطالق معرفا ‪ ،‬فكثري من املسلمني وقعوا يف ذلك ومسوا أوالدهم‬
‫باسم اهلل الس* * * **يد ب* * * **دال من عبد الس* * * **يد ‪ ،‬ص* * * **حيح أن األمساء يف حقنا حتمل على‬
‫التخص* * **يص واإلض* * **افة وما يليق بالش* * **خص من الوصف ‪ ،‬لكن التس * **مية‬
‫على إطالق اللفظ الذي أطلقه اهلل لنفسه سوء أدب مع اهلل ‪. ‬‬
‫وقد ثبت أن النيب ‪ S‬غري كنية أيب احلكم إىل أيب ش* * * * * * * * * * * * * * * * * * **رح ‪ ،‬فعند أيب داوود‬
‫ول ِ‬
‫اهلل ‪َ S‬مـ َـع‬ ‫وص**ححه األلب**اين من ح**ديث ش**ريح بن ه**انئ ‪ ( :‬أَنَُّه ل ََّما وفَ ـ َد ِإلَى ر ُس ـ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ول ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ْح ْك ُم‬‫ْح َك ُم َوِإلَْيـه ال ُ‬ ‫ـال ‪ِ :‬إ َّن َ‬
‫اهلل ُه َـو ال َ‬ ‫اهلل ‪َ S‬فَق َ‬ ‫َقْومه َسمَعُه ْم يَ ْكنُونَُه بِأَبِي ال َ‬
‫ْح َكِم فَـ َد َع ُاه َر ُسـ ُ‬
‫ت بْيَنُهم َفر ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـال ِإ َّن َقـ ْـوِمي ِإ َذا ْ‬
‫ْح َكِم ‪َ ،‬فَقـ َ‬ ‫ِ‬
‫ض ـ َي‬ ‫اخَتَلُفــوا في َش ـ ْيء أََتـ ْـوني فَ َح َك ْم ُ َ ْ َ‬ ‫فَل َم تُ ْكَنى أَبَا ال َ‬
‫ـال لِي ُشـَريْ ٌح َوُم ْسـِل ٌم‬ ‫ـك ِم َن الَْولَ ِـد ؟ قَ َ‬ ‫َح َس َن َه َذا فَ َما لَ َ‬
‫اهلل ‪َ : S‬ما أ ْ‬ ‫ول ِ‬ ‫ِك َ‬
‫ال اْلَف ِريَقْي ِن َفَق َال َر ُس ُ‬
‫ت أَبُو ُشَريْ ٍح ) (‪. )3‬‬ ‫ْت ‪ُ :‬شَريْ ٌح ‪ ،‬قَ َال ‪ :‬فَأَنْ َ‬ ‫اهلل قَ َال ‪ :‬فَ َم ْن أ َْكَبُر ُه ْم ؟ ُقل ُ‬ ‫و َعْب ُد ِ‬
‫َ‬
‫هل مسي أحد من أهل العلم عبد الس*يد ؟ تس*مى به كثري من أهل العلم ‪ ،‬منهم‬
‫أبو القاسم عبد الس**يد بن عت**اب بن حممد بن جعفر احلط**اب املق**رئ ‪ ،‬ق**رأ الق**رآن‬
‫اجمليد بالرواي* * * * **ات (‪ ، )4‬ومنهم أيضا ‪ :‬أبو نصر عبد الس* * * * **يد بن حممد بن الص* * * **باغ‬
‫الش **افعي (ت‪ ، *)477 :‬ص **احب كت **اب ت **ذكرة الع **امل والطريق الس **امل يف أص **ول‬
‫الفقه (‪. )5‬‬
‫‪   -87‬الطيب ‪:‬‬
‫دع* * * * **اء العب * * * **ادة توحيد اهلل يف امسه الطيب ‪ ،‬فيتح * * * **رى املوحد احلالل الطيب يف‬

‫‪1‬أمحد يف املسند ‪ ، )16349 ( 4/24‬مشكاة املصابيح ( ‪. )4900‬‬


‫‪2‬حلية األولياء ‪. 10/62‬‬
‫‪3‬أبو داود يف كت*اب األدب ‪ ،‬ب*اب يف تغيري االسم الق*بيح ‪ ، )4955 ( ، 4/289‬األدب املف*رد ( ‪)811‬‬
‫‪.‬‬
‫‪4‬انظر لسان امليزان البن حجر ‪ ، 4/19‬تكملة اإلكمال للبغدادي ‪. 2/432‬‬
‫‪5‬كشف الظنون حلاجي خليفة ‪. 1/389‬‬
‫‪161‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫ض‬‫َّاس ُكلُــوا ِم َّما ِفي األَْر ِ‬


‫طعامه وحاجته وفعله وكلمته عمال بقوله تع**اىل ‪  :‬يَا أَُّيَها الن ُ‬
‫ات ال َّ ِ‬ ‫حال ًال طَِّيباً وال َتتَِّبعـوا ُخطُـو ِ‬
‫ين ‪[ ‬البق*رة‪ ، ]168 :‬وقوله ‪‬‬ ‫شـْيطَان ِإنَُّه لَ ُك ْم َعـ ُدٌّو ُمِب ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اه َت ْعبُ ُدو َن ‪[ ‬النحل‪:‬‬ ‫ت اهلل ِإ ْن ُكْنتُ ْم ِإيَّ ُ‬ ‫اش ُكُروا نْع َم َ‬ ‫اهلل َحال ًال طَِّيباً َو ْ‬
‫‪ : ‬فَ ُكلُوا م َّما َرَزقَ ُك ُم ُ‬
‫‪. ]114‬‬
‫وكذلك فإن املسلم ينفق من أجود ماله وأطيبه ؛ ف*إن اهلل طيب ال يقبل إال طيبا‬
‫آمنُـوا أَنِْفُقـوا ِم ْن‬ ‫ِ‬
‫وال يبخل على نفسه ب*الطيب من املباح*ات ‪ ،‬ق*ال ‪  : ‬يَا أَُّيَها الذ َ‬
‫ين َ‬
‫يث ِمْنـ ـ ُـه ُتْنِفُقـ ــو َن َولَ ْسـ ـ ـتُ ْم‬
‫ض َوال َتَي َّم ُـم ــوا اْل َخِب َ‬ ‫َخَر ْجَنا لَ ُك ْم ِم َن األَْر ِ‬‫ـات َما َك َس ـ ـْبتُ ْم َوِم َّما أ ْ‬
‫طَِّيبـ ـ ِ‬
‫َ‬
‫اهلل َغن ٌّي َحميدٌ ‪[ ‬البق**رة‪ ، ]267 :‬وق*ال ‪  : ‬قُ ْل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضوا فيه َوا ْعَل ُموا أ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫آخذيه ِإال أَ ْن ُت ْغم ُ‬ ‫ِ‬ ‫بِ ِ‬
‫َن َ‬
‫ْحَي ِـاة ال ُّـدْنَيا‬ ‫ِ‬ ‫ات ِمن ِّ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫التي أ ْ ِِ ِ ِ‬ ‫اهلل ِ‬‫من حَّرم ِز َينَة ِ‬
‫آمنُـوا في ال َ‬ ‫ين َ‬‫الرْزق قُ ْل ه َي للـذ َ‬ ‫َخَر َج لعَباده َوالطَِّّيَب َ‬ ‫َْ َ َ‬
‫ص ُل اآليات لَقْوم َيْعَل ُمو َن ‪[ ‬األعراف‪ ، ]32 :‬وكذلك يتخري‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك ُنَف ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صًة َيْوَم الْقَي َامة َك َذل َ‬ ‫َخال َ‬
‫ين‬ ‫من الزوج* * **ات أطيبهن ف* * **إن الطيب* * **يني للطيب* * **ات ق* * **ال تع* * **اىل ‪  :‬اْل َخِبيثَ ـ ـ ُ ِ ِ ِ‬
‫ـات لْل َخبيث َ‬
‫ات ‪[ ‬النور‪. ]26 :‬‬ ‫ات لِلطَِّّيِبين والطَِّّيبو َن لِلطَِّّيب ِ‬
‫ات َوالطَِّّيَب ُ‬ ‫واْل َخِبيثُو َن لِْل َخِبيثَ ِ‬
‫َ‬ ‫ََ ُ‬ ‫َ‬
‫وأطيب أفع **ال العبد أن يوحد ال **رب يف أمسائه وص **فاته ‪ ،‬وكل ما انف **رد به من‬
‫أفعاله ف* **إن اهلل هو أحسن اخلالقني ال* **ذي أحسن كل ش* **يء يف خلقه ‪ ،‬وليس ذلك‬
‫ألحد غ**ريه ‪ ،‬فكيف ي**دعو غري اهلل أو يعظم أح**دا س**واه ؟ ق**ال ‪  : ‬أَتَـ ْـد ُعو َن َب ْعالً‬
‫ين ‪[ ‬الصافات‪. ]125 :‬‬ ‫ِ‬ ‫َحسن الْ َخالِِقين اهلل ربَّ ُكم ور َّ ِ‬
‫ب آبَائ ُك ُم األََّول َ‬ ‫َ َ َ ْ ََ‬ ‫َوتَ َذ ُرو َن أ ْ َ َ‬
‫وممن تس* **مى عبد الطيب الش* **يخ األجل الص* **در ال* **رئيس األص* **يل املس* **ند جنيب‬
‫الدين أيب الفرج عبد الطيب بن عبد املنعم بن على احلراين (‪. )1‬‬
‫‪   -88‬الحكم ‪:‬‬
‫أث**ر االس**م على إميان الش**خص أال يبتغي حكم**ا دون اهلل يف منهج حيات**ه كم*ا ق**ال‬
‫ك الدِّين اْلَقِّيم ول ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َّاس ال َيْعَل ُمـو َن‬ ‫َك َّن أ َْكَث َـر الن ِ‬ ‫ْح ْك ُم ِإال لله أََمَر أَال َتْعبُ ُدوا ِإال ِإيَّ ُاه َذل َ ُ ُ َ‬ ‫تعاىل ‪ِ  :‬إن ال ُ‬
‫ـك َو ِعْن ـ َد ُه ُم التَّْوَرا ُة ِف َيهــا‬
‫ـف يُ َح ِّك ُمونَ ـ َ‬
‫‪[ ‬يوس **ف‪ ، ]40 :‬وق **ال أيض **ا عن اليه **ود ‪َ  :‬و َكْيـ َ‬
‫ـك بِـال ُْمْؤِمِن َين ‪[ ‬املائ**دة‪ ، ]43 :‬وق**ال تع*اىل عن‬ ‫ـك َوَمـا أُولَِئ َ‬ ‫اهلل ثُ َّم َيَتَول ْـو َن ِم ْن َبْع ِـد َذلِ َ‬
‫ح ْكم ِ‬
‫ُ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـاه ُم‬
‫ين آَتْيَنـ ُ‬ ‫ال َوالــذ َ‬ ‫صـ ً‬ ‫نبي**ه ‪ S : ‬أََف َغْـي َـر اهلل أَْبَتغي َح َكم ـاً َو ُـه َـو الــذي أَْنـ َـز َل ِإلَْي ُك ُم الْكَتـ َ‬
‫ـاب ُمَف َّ‬

‫‪1‬املسند املستخرج على صحيح اإلمام مسلم أليب نعيم األصبهاين ‪. 3/337‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪162‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫ْح ِّق فَال تَ ُكونَ َّن ِم َن ال ُْم ْمَت ِر َين ‪[ ‬األنعام‪. ]114 :‬‬ ‫اب َيْعَل ُمو َن أَنَُّه ُمَنَّزٌل ِم ْن َربِّ َ‬
‫ك بِال َ‬
‫ِ‬
‫الْكَت َ‬
‫وقد ك**ان الزبري قد خاص**مه رجل من األنص**ار اختلفا على قن**اة املاء‬
‫اليت ت* * * **روي أرض* * * **هما ‪ ،‬وك* * * **انت أرض الزبري قبل أرضه واملاء مير أوال‬
‫على خنله ف**أمر النيب ‪ S‬أن يس**قي الزبري أرضه أوال فغضب األنص**اري ‪،‬‬
‫وادعى أن احلكم حمس* * * * * **بوبة وأنه حكم لص* * * * * **احل الزبري من أجل قرابته ‪،‬‬
‫فغضب النيب وتل * * * * * * **ون وجهه وأمر الزبري أن يسق أرضه حىت يغطي املاء‬
‫أص* * * * * * * * * * **ول خنله ويبلغ يف أرضه إيل مق* * * * * * * * * * **دار ال َك ْعَبنْي ِ وال عليه من فعل‬
‫َن َر ُجال ِم َن‬
‫األنص* * * **اري وقوله ‪ ،‬روى البخ * * **اري من ح * * **ديث الزبري ‪ ( :‬أ َّ‬
‫الح َّـر ِة التِي يَ ْسـ ُقو َن بِ َها النَّ ْخل ‪َ ،‬ف َقـال األنصـاري‬ ‫اج َ‬ ‫اص َمه ِفي ِش َر ِ‬ ‫صا ِر َخ َ‬ ‫األَنْ َ‬
‫اهلل ‪S‬‬ ‫ول ِ‬ ‫صـ َما ِعْنـ َد النَّبِ ِّي ‪َ ، S‬ف َقــال َر ُسـ ُ‬ ‫ِ‬
‫ـاء يَ ُمـ ُّـر فَــأبي َع ْليــه فَا ْختَ َ‬ ‫المـ َ‬
‫‪َ :‬سـ ِّر ِح َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب األنصــاري َوقَــال‬ ‫اء إلي َجــا ِر َك ‪َ ،‬فغَضـ َ‬ ‫اس ِق يَا ُزَبْي ُر ثُ َّم أ َْرسل َ‬
‫الم َ‬ ‫للزَبْي ِر ‪ْ :‬‬ ‫ُّ‬
‫اهلل ‪ S‬ثم قَـال ‪ :‬ا ْسـ ِق يَا ُزَبْي ُـر ثُ َّم‬ ‫ـك َفتَل َّـو َن و ْجـهُ رسـول ِ‬ ‫‪ :‬أَ ْن َكا َن ابْ َن َع َّمتِ َ‬
‫َُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫احبِ ِ‬
‫يح‬‫صـ ـ ِر ِ‬‫للزَبْيـ ـ ِر َح َّقهُ في َ‬ ‫الجــ ْد ِر ‪ ،‬فا ْسـ ـَت ْو َعى ُّ‬ ‫ـاء حـــتى َي ْر ـجـ َع إلي َ‬ ‫المـ َ‬‫س َـ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك‬ ‫ـك‪  :‬فَال َو َربِّ َ‬ ‫َت في َذلـ َ‬ ‫ب َـهـذه اآليَ ـ َة َنـ َـزل ْ‬‫َحس ـ ُ‬ ‫الزَبْـي ُـر َواهلل إِنِّي أل ْ‬
‫ـال ُّ‬ ‫الح ْك ِم ‪َ ،‬ف َقـ َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يما َش َج َر َبْيَن ُه ْم ثُ َّم ال يَج ُدوا في أَن ُفسه ْم َح َر ًجا‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫وك ف َ‬ ‫ال ُي ْؤمنُو َن حتى يُ َحك ُم َ‬
‫ِم َّما قَ َ‬
‫(‪) 1‬‬
‫ليما ‪[ ‬النساء‪. ) ]65 :‬‬ ‫لموا تَ ْس ً‬ ‫ت َويُ َس ُ‬ ‫ضْي َ‬
‫ت‬ ‫ب أَبِي ‪َ ،‬و َكَتْب ُ‬ ‫بن أيب بك*رة ‪ t‬ق*ال ‪َ ( :‬كَت َ‬ ‫وعن*د مس*لم من ح*ديث عبد ال*رمحن‬
‫ضـَبا ُن‬‫ت َغ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـاض بِسج ْسـَتا َن أَ ْن َال تَ ْح ُك َم َبْي َن اْثَنْي ِن َوأَنْ َ‬ ‫ل َُه ِإلَي ُعبْي ِـد ِ‬
‫اهلل بْ ِن أَبِي بَ ْك َـرَة َو ُه َـو قَ ٍ‬ ‫َ‬
‫(‪) 2‬‬
‫ول ‪َ :‬ال يَ ْح ُك ْم أ ََح ٌد َبْي َن اْثَنْي ِن َو ُهَو َغ ْضَبا ُن ) ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ول اهلل ‪َ S‬يُق ُ‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫فَِإنِّي َس ِم ْع ُ‬
‫ومن تعبد هلل بالتس **مة ‪ ،‬عبد احلكم بن ذك **وان السدوس* *ي البص **ري من الطبقة‬
‫السادسة ال **ذين عاص **روا ص **غار الت **ابعني وهو مقب **ول ‪ ،‬وق **ال ‪ :‬ابن معني ال أعرفه‬
‫(‪. )3‬‬
‫‪   -89‬األكرم ‪:‬‬

‫‪1‬البخاري يف املساقاة ‪ ،‬باب سكر األهنار ‪. )2231 ( 2/832‬‬


‫‪2‬مسلم يف األقضية ‪ ،‬باب كراهة قضاء القاضي وهو غضبان ‪. )1717 ( 3/1342‬‬
‫‪3‬تقريب التهذيب ص ‪ ، 332‬ولسان امليزان ‪. 275 /7‬‬
‫‪163‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫دعاء العبادة أن يُظه*ر العب*د آث*ار النعم*ة توحي*دا هلل يف امسه األك*رم ‪ ،‬روى أب*و داود‬
‫وصححه األلباين من ح*ديث أيب األح*وص عن أبيه ‪ t‬أنه أتى النيب ‪ S‬يف ث*وب دون‬
‫ـال ‪ِ :‬م ْن‬
‫ـال ‪َ :‬نَعم ؟ قَـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َ‬ ‫فق * * * * * * * * * * * * * * * * * * * **ال ‪ ( :‬أَلَـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َ‬
‫ـك َـمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ٌ‬
‫ـال ؟ قَـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َ‬
‫أَيّ‬
‫اهلل َمــا ًال‬
‫ـاك ُ‬ ‫الرِقيـ ِـق ‪ ،‬قَـ َ‬
‫ـال ‪ :‬فَـِإ َذا أَتَـ َ‬ ‫اهلل ِم َن ِ‬
‫اإلبِـ ِـل َواْل َغَنِم َواْل َخْيـ ِـل َو َّ‬ ‫ِ‬
‫ـال ‪ :‬قَـ ْـد أَتَــان َي ُ‬ ‫ِ ال ـْم ِ‬
‫ـال ؟ قَـ َ‬ ‫َ‬
‫ِِ (‪) 1‬‬ ‫ِ‬
‫َفلْير أََثر نِْعمة ِ‬
‫اهلل َعَلْي َك َو َكَر َامته ) ‪ ،‬وروى البيهقي وحسنه األلباين من حديث ابن‬ ‫َُ ُ َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫عمر ‪ t‬أن رس*ول اهلل ‪ S‬ق*ال ‪ ( :‬إ َذا أَتَـا ُك ْم َـك ِر ُ‬
‫(‪) 2‬‬
‫وه ) ‪ ،‬وعند البخ*اري‬ ‫يم َق ْـوم فَـأ َْك ِرُم ُ‬
‫ول ِ‬ ‫ِ‬
‫ـاه ْم ‪،‬‬ ‫ـال ‪ :‬أَْتَقـ ُ‬‫َّاس ؟ قَـ َ‬ ‫َك َـرُم الن ِ‬
‫اهلل ‪َ ،‬م ْن أ ْـ‬ ‫ـل ‪ :‬يَا َر ُس ـ َ‬ ‫من ح**ديث أيب هري**رة ‪ ( : t‬قيـ َ‬
‫اهلل ابْ ِن َخِليـ ِـل‬
‫اهلل ْاب ِن نَِبي ِ‬ ‫اهلل ابْن نَِبي ِ‬
‫ُ‬
‫ف نَِبي ِ‬ ‫ـال ‪َ :‬فيُو ُس ـ ُ‬ ‫ُك ‪ ،‬قَـ َ‬ ‫س َع ْن َهـ َذا نَ ْس ـأَل َ‬ ‫َفَقــالُوا ‪ :‬لَْي َ‬
‫ْج ِاهِلَّيِة‬ ‫ـاد ِن الْعـر ِب تَسـأَلُو َن ِخي ِ‬ ‫ـال ‪َ :‬فعن مع ِ‬ ‫ِ‬
‫ـار ُه ْم في ال َ‬ ‫َُ‬ ‫ََ ْ‬ ‫ُك ‪ ،‬قَ َ َ ْ َ َ‬ ‫س َع ْن َـه َذا نَ ْسـأَل َ‬ ‫َ‬ ‫اهلل ‪ ،‬قَالُوا ‪ :‬لَْي‬
‫ِخَي ُار ُه ْم ِفي ِاإل ْس َالِم ِإ َذا َفُقُهوا ) (‪. )3‬‬
‫ومن دع **اء العب **ادة أن ي **درك املس **لم أن اإلك **رام احلقيقي هو إك **رام اهلل ب **التوفيق‬
‫َّاس ِإنَّا َخَلْقَنـا ُك ْم ِم ْن ذَ َـك ٍر َوأُْنثَى َو َجَعلَْنـا ُك ْم ُشـ ُعوباً َوَقَبائِ َـل‬
‫لإلميان ‪ ،‬ق*ال تع*اىل ‪  :‬يَا أَُّيَها الن ُ‬
‫اهلل َعِل ٌيم َخِبـ ٌـير ‪[ ‬احلج**رات‪ ، ]13 :‬أما اإلك**رام‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َك َـرَم ُك ْم عْنـ َد اهلل أَْتَقــا ُك ْم ِإ َّن َ‬
‫ـارفُوا ِإ َّن أ ْـ‬
‫لَتَعـ َ‬
‫بالنعمة فهي ابتالء تس * **توجب الش * **كر والطاعة ‪ ،‬وليس كما يظن البعض أهنا دليل‬
‫ـول َربِّي‬ ‫رضا وحمبة ‪ ،‬ق* **ال تع* **اىل ‪  :‬فَأََّما اإلنسـ ــان ِإ َذا َما ْابَت ُ‬
‫اله َربُُّه فَأ َْكَرَمـ ـ ُـه َوَنَّعَـمـ ُـه َفَيُقـ ـ ُ‬
‫يم َوال‬ ‫ِ‬
‫ـول َربِّي أَـَهـانَن َكال بَـ ْـل ال تُ ْك ِرُمــو َن الَْيت َ‬‫اله َفَقـ َدَر َعَلْيـ ِـه ِرْزقَـ ُـه َفَيُقـ ُ‬
‫َك َـرَم ِن َوأََّما ِإ َذا َما ْابَت ُ‬
‫أ ْـ‬
‫ـال ُحّبـاً َج ّـماً ‪[ ‬الفج*ر‪:‬‬ ‫لماً َوتُ ِحبُّو َن ال َْم َ‬
‫ال ّـ‬ ‫تَ َحاضُّو َن َعَلى طََع ِام ال ِْم ْس ِكي ِن َوتَْأ ُكلُو َن التَُّر َ‬
‫اث أ َْك ً‬
‫‪ ، ]17‬وعند مس**لم من ح**ديث أيب هري**رة ‪ t‬أن رس**ول اهلل ‪ S‬ق**ال ‪َ ( :‬فَيْلَقى الَْعْبـ َد‬
‫ـك اْل َخْيــل و ِ ِ‬ ‫ـول أي فُـ ْـل ‪ :‬أَل َْم أ ُْك ِرْـم َ‬
‫اإلبـ َـل َوأَ َذْر َك َتـ ْـرأ ُ‬
‫َس‬ ‫ََ‬ ‫ـك َوأُ َس ـخِّْر لَـ َ‬
‫ـك َوأُ َس ـِّو ْد َك َوأَُزِّو ْـج َ‬ ‫َفَيُقـ ُ‬
‫ـول ‪ :‬فَـ ـِإنِّي‬ ‫ـول ‪َ :‬ال ‪َ ،‬فَيُقـ ُ‬ ‫الِق َّى ؟ َفَيُقـ ُ‬‫ك ُم َ‬ ‫ت أَنَّ َ‬
‫ـول ‪ :‬أَفَظََنْن َ‬‫ـال َفَيُقـ ُ‬ ‫ـول ‪َ :‬بَلى قَ ـ َ‬ ‫َوَتْربَ ـ ُـع ؟ َفَيُقـ ُ‬
‫أَنْ َس َاك َك َما نَ ِس َيتِني ) ‪.‬‬
‫(‪) 4‬‬

‫ومن جهة التس*مية والتعبد هلذا االسم فقد تس*مى به عبد األك*رم بن أىب حنيفة‬
‫‪1‬أبو داود يف كتاب اللباس ‪ ،‬باب يف غسل الثوب ‪ ، )4063 ( 4/51‬مشكاة املصابيح ( ‪. )4352‬‬
‫‪2‬البيهقي يف قتال أهل البغي ‪ ،‬باب ما على السلطان من إكرام وجوه ‪.8/168‬‬
‫‪3‬البخاري يف أحاديث األنبياء ‪ ،‬باب قول اهلل تعاىل واختذ اهلل إبراهيم خليال ‪. )3175 ( 3/1224‬‬
‫‪4‬مسلم يف الزهد والرقائق ‪. )2968 ( 4/2279‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪164‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫الك**ويف ممن عاص**روا ص**غار الت**ابعني ‪ ،‬وهو ش**يخ مقب**ول كما هي مرتبته عند ابن‬
‫حجر وشيخ مستور عند الذهيب (‪. )1‬‬
‫‪   -90‬البر ‪:‬‬
‫واجب العبد توحيد اهلل يف االسم أن ي * **راعي يف تعامل * *ه مع ربه احلرص على‬
‫أن* **واع الرب ؛ فيفعل اخلريات وجيتنب املنك* **رات وال جيعل مهه يف فيما يع* **ود عليه‬
‫ـل ال َْم ْشـ ِر ِق‬ ‫ِ‬
‫س الْبِـ َّـر أَ ْن ُتَولُّوا ُو ُجـ َ‬
‫ـوه ُك ْم قَبـ َ‬ ‫وعلى اآلخ**رين ب**النفع ‪ ،‬ق**ال تع**اىل ‪  :‬لَْي َ‬
‫ْكَت ـ ِ ِ‬ ‫اآلخـ ِر والْمالئِ َـكـ ِـة وال ِ‬‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫والْم ْغ ــ ِر ِ ِ‬
‫ين َوآتَى‬ ‫ـاب َوالنَّبيِّ َ‬ ‫َ‬ ‫آم َن باهلل َوالَـْيـ ْـوم ـ َ َ‬ ‫ب َولَك َّن اْلبِـ ـ َّـر َم ْن َ‬ ‫َ َ‬
‫الرقَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬‫ِ‬ ‫سـبِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـاب‬ ‫ين َوفي ِّ‬ ‫سـائل َ‬ ‫يل َوال َّ‬ ‫ين َوابْ َن ال َّ‬ ‫ال َعَلى ُحبِّه َذ ِوي الُْق ْربَى َوالَْيَت َامى َوال َْم َسـاك َ‬ ‫ال َْم َ‬
‫ين ِفي الَْبأْ َس ـ ـ ِاء‬ ‫الز َـك ــا َة والْموفُـ ــو َن بَِع ْـهـ ِـد ِه ْم إِ َذا َع َاهـ ـ ُدوا وال َّ ِ‬
‫ص ـ ـاب ِر َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ص ـ ـال َة َوآتَى َّ‬ ‫َوأَقَـ ـ َ‬
‫ـام ال َّ‬
‫ـك ُه ُم ال ُْمَّتُقــو َن ‪[ ‬البق**رة‪، ]177 :‬‬ ‫صـ َدقُوا َوأُولَئِـ َ‬ ‫ْس أُولَئِـ َ ِ‬ ‫ين الَْبـأ ِ‬ ‫والضـَّ ِ ِ‬
‫ين َ‬ ‫ـك الــذ َ‬ ‫َّراء َوح َ‬ ‫َ‬
‫وكذلك يتعامل مع الآخ* * **رين حبسن اخللق وص* * **فاء النية وه* * **ذا من أعظم الرب ‪،‬‬
‫اهلل ‪ S‬عن الـبر واإلثم‬ ‫روى مسلم من حديث الن*واس ‪ t‬أنه ق*ال ‪ ( :‬سألت رسـول ِ‬
‫ِ‬ ‫َِّ‬ ‫اإلثْم ما ح َ ِ‬
‫ص ْدِر َك َو َـك ِر ْه َ‬ ‫‪ ،‬فقال ‪ :‬اْلِبُّر ُح ْس ُن اْل ُخلُِق َو ِ ُ َ َ‬
‫(‪) 2‬‬
‫َّاس )‬
‫ت أَ ْن يَطل َـع َعَلْيـه الن ُ‬ ‫اك في َ‬
‫‪ ،‬ومن أعظم الرب أيضا بر الوالدين كما ق*ال تع*اىل ‪َ  :‬وَبّراً بَِوالِ َديْ ِـه َول َْم يَ ُك ْن َجبَّاراً‬
‫ِ‬
‫َعص ـّياً ‪[ ‬م**رمي‪ ، ]14 :‬وعند البخ**اري من ح**ديث أَىِب هري**رة ‪ t‬ق**ال ‪َ ( :‬ـج َ‬
‫ـاء‬
‫ك‪،‬‬ ‫ـال ‪ :‬أُُّم َ‬ ‫صـ َحابَِتي ؟ قَـ َ‬
‫ـق بِ ُح ْسـ ِن َ‬ ‫َح ُّ‬ ‫ول ِ‬
‫اهلل َم ْن أ َـ‬ ‫ـال ‪ :‬يَا َر ُسـ َ‬ ‫اهلل ‪َ S‬فَقـ َ‬‫ول ِ‬ ‫ر ُـجـل ِإلَى ر ُسـ ِ‬
‫َ ٌ َ‬
‫ـال ‪ :‬ثُ َّم‬ ‫ـال ‪ :‬ثُ َّم َم ْن ؟ قَ ـ َ‬
‫ك ‪ ،‬قَ ـ َ‬ ‫ـال ‪ :‬أُُّم َ‬‫ـال ‪ :‬ثُ َّم َم ْن ؟ قَ ـ َ‬ ‫ك ‪ ،‬قَ ـ َ‬ ‫ـال ‪ :‬أُُّم َ‬
‫ـال ‪ :‬ثُ َّم َم ْن ؟ قَ ـ َ‬ ‫قَ ـ َ‬
‫(‪) 3‬‬
‫ـوك ) ‪ ،‬ومن الرب اإلحس**ان إىل األبن**اء يف أمسائهم ‪ ،‬روى مس**لم من ح**ديث‬ ‫أَبُ َ‬
‫ت أَبِى َس ـلَ َم َة ‪ :‬إِ َّن‬ ‫ب بِْن ُ‬ ‫ت ابَنتِي بـ َّـر َة َفَقــال ْ ِ‬
‫َت لي َزْيَن ُ‬ ‫حممد بن عم **رو أنه ق **ال ‪َ ( :‬س ـ َّمْي ُ ْ َ‬
‫اهلل ‪ : S‬الَ ُتَز ُّكوا أَْنُف َس ُك ُم‬‫ول ِ‬ ‫ال َر ُس ُ‬ ‫اال ْس ِم ‪َ ،‬و ُس ِّم ُ‬
‫يت َبَّر َة َفَق َ‬ ‫اهلل ‪َ S‬ن َهى َعن َه َذا ِ‬ ‫ول ِ‬ ‫َر ُس َ‬
‫ْ‬
‫ب ) (‪. )4‬‬ ‫وها َزْينَ َ‬
‫ال ‪َ :‬س ُّم َ‬ ‫اهللُ أَ ْعلَ ُم بِأ َْه ِل اْلبِِّر ِمْن ُك ْم ‪َ ،‬فَقالُوا بِ َم نُ َس ِّم َيها قَ َ‬
‫وخبص * * * * * **وص التس * * * * * **مية بعبد الرب فقد تس* * * * * **مى به عبد الرب بن احلافظ أيب العالء‬

‫‪1‬اجلرح والتعديل البن أيب حامت ‪. )158 ( 6/30‬‬


‫‪2‬مسلم يف الرب والصلة واألدب ‪ ،‬باب تفسري الرب واإلمث ‪. )2553 ( 4/1980‬‬
‫‪3‬البخاري يف كتاب األدب ‪ ،‬باب من أحق الناس حبسن الصحبة ‪. )5626 ( 5/2227‬‬
‫‪4‬مسلم يف كتاب األدب ‪ ،‬باب استحباب تغيري االسم القبيح إىل حسن ‪. )2142 ( 3/1687‬‬
‫‪165‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫اهلم**داين تغري بعد س**نة ست عش**رة وست مائة ‪ ،‬وقيل أنه ن**اب إليه عقله قبل موته‬
‫بقليل وإنه تويف سنة أربع وعشرين وست مائة (‪. )1‬‬
‫‪   -91‬الغفار ‪:‬‬
‫توحيد اهلل يف امسه الغف* * **ار يقتضي ك* * **ثرة االس* * **تغفار والتوبة إىل اهلل مهما بلغت‬
‫كميته وكثرته ‪ ،‬فالغف**ار س*بحانه كثري املغف**رة ‪ ،‬روى مس**لم من ح*ديث أيب هري*رة‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الله َّم‬ ‫‪ t‬أن النيب ‪ S‬قال ‪ ( :‬ف َيما يَ ْحكي َع ْن َربِّه َعَّز َو َجل أنه قَ َال ‪ :‬أَ ْذنَ َ‬
‫ب َعْب ٌد َذْنًبا َفَق َال ‪ُ :‬‬
‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ب َعْب ـ ِـدي َذ ْنبًا َف َعِل َم أ َّ‬
‫َن لَ ــهُ َربًّا َي ْغفـ ُـر ال ـ َّـذنْ َ‬ ‫ـار َك َوَتَعــالَى ‪ :‬أَ ْذنَ َ‬ ‫ـال َتَبـ َ‬‫ا ْغِفـ ْـر لِي َذنِْبي ‪َ ،‬فَقـ َ‬
‫ال َتبَ َار َك َوَت َعــالَى ‪:‬‬ ‫ب ا ْغ ِف ْر لِي َذنْبِي ‪َ ،‬ف َق َ‬ ‫ال ‪ :‬أَي َر ِّ‬ ‫ب َف َق َ‬ ‫اد فَأَ ْذنَ َ‬‫ب ‪ ،‬ثُ َّم َع َ‬ ‫َويَأْ ُخ ُذ بِ َّ‬
‫الذنْ ِ‬
‫ـال ‪:‬‬ ‫ب َف َق َ‬ ‫ـاد فَـأَ ْذنَ َ‬
‫ب ‪ ،‬ثُ َّم َع َ‬ ‫ب َويَأْ ُخـ ُذ بِال َّـذنْ ِ‬ ‫ِ‬
‫َن لَهُ َربًّا َي ْغف ُـر ال َّـذنْ َ‬ ‫ب َذ ْنبًا َف َعِل َم أ َّ‬ ‫ِ‬
‫َعْبدي أَ ْذنَ َ‬
‫ب َعْب ِـدي َذ ْنبًا َف َعِل َم أ َّ‬
‫َن لَـهُ َربًّا َي ْغ ِف ُـر‬ ‫ـار َك َوَت َعـالَى ‪ :‬أَ ْذنَ َ‬ ‫ـال َتبَ َ‬ ‫ب ا ْغ ِف ْر لِي َذنْبِي ‪َ ،‬ف َق َ‬ ‫أَي َر ِّ‬
‫َك ) (‪. )2‬‬ ‫تلَ‬ ‫ت َف َق ْد غََف ْر ُ‬ ‫ب َوا ْع َم ْل َما ِشْئ َ‬ ‫ب َويَأْ ُخ ُذ بِ َّ‬
‫الذنْ ِ‬ ‫َّ‬
‫الذنْ َ‬
‫وي**ذكر الن**ووي أن هذا احلديث ظ**اهر يف الداللة على أنه لو تك**رر ال**ذنب مائة‬
‫م **رة أو ألف م **رة أو أك **ثر وت **اب يف كل م **رة قبلت توبته وس **قطت ذنوبه ‪ ،‬ولو‬
‫تاب عن اجلميع توبة واحدة صحت توبته ‪ ،‬وقوله اعمل ما شئت فقد غف*رت لك‬
‫‪ ،‬معناه ما دمت تذنب مث تتوب غفرت لك (‪. )3‬‬
‫واهلل ‪ ‬ال يع* * * **ذب مس* * * **تغفرا لكن من أصر على ال* * * **ذنب وطلب من اهلل مغفرته‬
‫فه* **ذا ليس باس* **تغفار مطلق ‪ ،‬وهلذا ال مينع الع* **ذاب ‪ ،‬فاالس* **تغفار يتض **من التوبة ‪،‬‬
‫والتوبة تتض **من االس **تغفار ‪ ،‬وكل منهما ي **دخل يف مس **مى اآلخر عند اإلطالق ‪،‬‬
‫وأما عند اق**رتان إح**دى اللفظ**تني ب**األخرى فاالس**تغفار طلب وقاية شر ما مضى ‪،‬‬
‫والتوبة الرج* * **وع وطلب وقاية شر ما خيافه يف املس* * **تقبل من س* * **يئات أعماله ‪ ،‬فها‬
‫هنا ذنب **ان ذنب قد مضى فاالس **تغفار منه طلب وقاية ش **ره ‪ ،‬وذنب خياف وقوعه‬
‫فالتوبة الع* **زم على أن ال يفعله والرج* **وع إىل اهلل يتن* **اول الن* **وعني ‪ ،‬رج* **وع إليه‬
‫ليقيه شر ما مضى ‪ ،‬ورج * * * **وع إليه ليقيه شر ما يس * * * **تقبل من شر نفسه وس * * **يئات‬

‫‪1‬لسان امليزان ‪. )1538 ( 3/385‬‬


‫‪2‬مسلم يف التوبة ‪ ،‬باب قبول التوبة من الذنوب ‪. )2758 ( 4/2112‬‬
‫‪3‬صحيح مسلم بشرح النووي ‪ 17/75‬بتصرف ‪.‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪166‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫أعماله (‪. )1‬‬


‫والتوبة النصوص أو االستغفار احلق تتضمن أوال تعميم مجيع الذنوب واس*تغراقها‬
‫هبا حبيث ال ت*دع ذنبا إال تناولته ‪ ،‬والث*اين إمجاع الع*زم والص*دق بكليته عليها حبيث‬
‫ال يبقى عن*ده ت*ردد وال تل*وم وال انتظ*ار ‪ ،‬بل جيمع عليها كل إرادته وعزميته مب*ادرا‬
‫هبا والث * **الث ختليص * **ها من الش * **وائب والعلل القادحة يف إخالص * **ها ووقوعها حملض‬
‫اخلوف من اهلل وخش* * * **يته ‪ ،‬والرغبة فيما لديه والرهبة مما عن* * * **ده ‪ ،‬ال كمن يت* * **وب‬
‫حلفظ جاهه وحرمته ومنص* * * * * * * **به ورياس* * * * * * * **ته وحلفظ حاله أو حلفظ قوته وماله ‪ ،‬أو‬
‫استدعاء محد الناس أو اهلرب من ذمهم ‪ ،‬أو لئال يتس*لط عليه الس*فهاء ‪ ،‬أو لقض*اء‬
‫هنمته من ال* * **دنيا أو إلفالسه وعج* * **زه وحنو ذلك من العلل اليت تق* * **دح يف ص * **حتها‬
‫وخلوص* * **ها هلل عز وجل ‪ ،‬وال ريب أن ه* * **ذه التوبة تس* * **تلزم االس* * **تغفار وتتض * **منه‬
‫ومتحو مجيع الذنوب ‪ ،‬وهي أكمل ما يكون من التوبة (‪. )2‬‬
‫ومن دع*اء العب*ادة أن يسرت العبد على إخوانه عي*وهبم ‪ ،‬ويغفر هلم ذالهتم توحي*دا‬
‫اج ُكم وأَو ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الد ُك ْم َع ـ ـ ـ ـ ُد ّواً لَ ُك ْم‬ ‫آمنُـ ـ ـ ــوا إِ َّن م ْن أَ ْز َو ْ َ ْ‬ ‫هلل يف امسه الغف * * * **ور ‪  :‬يَا أَُّي َها الـ ـ ـ ــذ َ‬
‫ين َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يم ‪[ ‬التغابن‪. ]14 :‬‬ ‫ور َرح ٌ‬ ‫صَف ُحوا َوَت ْغفُروا فَِإ َّن َ‬
‫اهلل َغُف ٌ‬ ‫وه ْم َوإِ ْن َت ْعُفوا َوتَ ْ‬
‫اح َذ ُر ُ‬
‫فَ ْ‬
‫وممن تسمى عبد الغفار أبو صاحل احلراين عبد الغفار بن داود بن مهران سكن‬
‫مصر وم **ات س **نة أربع وعش **رين وم **ائتني ‪ ،‬روى عنه البخ **اري وأبو داود وغريمها‬
‫(‪. )3‬‬
‫‪   -92‬الرءوف ‪:‬‬
‫أثر االسم على العبد أن ميتأل قلبه بالرمحة والرأفة اليت تش * * * * * * **مل عامة املس * * * * **لمني‬
‫وخاص**تهم ‪ ،‬روى الرتم**ذي وص**ححه األلب**اين من ح**ديث عبد اهلل بن عم**رو ‪ t‬أن‬
‫الر ِاح ُمـو َن َي ْـر َح ُمُه ُم ال َّـر ْح َم ُن ‪ْ ،‬ار َح ُمـوا َم ْن ِفي األَْر ِ‬
‫ض َي ْـر َح ْم ُك ْم َم ْن ِفي‬ ‫اهلل ‪َّ ( : S‬‬ ‫رس*ول ِ‬
‫اهلل ) (‪. )4‬‬ ‫اهلل َوَم ْن قَطََعَها قَطََع ُه ُ‬
‫صَل ُه ُ‬ ‫صَلَها َو َ‬‫الر ْح َم ِن فَ َم ْن َو َ‬ ‫السَم ِاء ‪َّ ،‬‬
‫الر ِح ُم ُش ْجَنٌة ِم َن َّ‬ ‫َّ‬

‫‪1‬مدارج السالكني ‪ 1/308‬بتصرف ‪.‬‬


‫‪2‬السابق ‪ 1/310‬بتصرف ‪.‬‬
‫‪3‬الثقات للبسيت ‪ ، 421 /8‬وسري أعالم النبالء ‪. 438 /10‬‬
‫‪4‬الرتمذي يف الرب ‪ ،‬باب ما جاء يف رمحة املسلمني ‪ ، )1924 ( 4/323‬السلسلة الصحيحة ( ‪. )925‬‬
‫‪167‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫واهلل ‪ ‬يق **ول يف ش **أن املوح **دين ‪  :‬ثُ َّم َقَّفْيَنا َعَلى آثَــا ِر ِه ْم بُِر ُس ـِلَنا َوَقَّفْيَنا بِِعي َس ـى ابْ ِن‬
‫اإلنْ ِجيـل وجعلَْنا ِفي ُقلُ ِ ِ‬
‫ـوه َرْأفَـ ًة َوَر ْح َمة ً ‪[ ‬احلدي**د‪]27 :‬‬ ‫ين َّاتَبُع ُ‬ ‫ـوب الـذ َ‬ ‫َمْريَ َم َوآَتْيَن ُاه ِ َ َ َ َ‬
‫‪.‬‬
‫وال بد أن تك* * * * * * * * * **ون الرأفة يف موض* * * * * * * * * **عها ؛ فكما أهنا من األخالق‬
‫احلمي*دة واخلص*ال العظيمة إال أن الش*دة أنفع يف بعض املواضع ‪ ،‬كإقامة‬
‫احلدود واألخذ على أي* **دي املفس* **دين الظ* **املني حني ال ينفع معهم نصح‬
‫احـ ٍد ِمْن ُه َما ِمائَ ـ َة‬
‫الزانِيــةُ وال ـ َّـزانِي فَاجِل ـ ُدوا ُكل و ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫وال لني ‪ ،‬ق **ال تع **اىل ‪َ َ َّ  :‬‬
‫اهلل َوالَْيـ ـ ْـوِم‬
‫اهلل إِ ْن ُكْنتُم ُت ْؤِمنُ ـ ــو َن بِ ِ‬
‫ْ‬
‫ْخـ ـ ْـذ ُكم بِ ِهما رأْفَـ ـ ـةٌ ِفي ِدي ِن ِ‬
‫َج ْلـ ـ ـ َدة َوال تَأ ُ ْ َ َ‬
‫ٍ‬
‫ين ً‪[ ‬النور‪. ]2 :‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اآلخ ِر َولْيَ ْش َه ْد َع َذ َاب ُه َما طَائ َفةٌ م َن ال ُْم ْؤمن َ‬
‫وه **ذا يش **به ح **ال املريض إذا اش **تهى ما يض **ره أو ج **زع من تن **اول‬
‫ال **دواء الكريه فأخ **ذتنا رأفة عليه حىت مننعه ش **ربه ؛ فقد أعن **اه على ما‬
‫يض**ره أو يهلكه ‪ ،‬وعلى ت**رك ما ينفعه ف**يزداد س**قمه فيهلك ‪ ،‬وهك**ذا‬
‫املذنب هو مريض ‪ ،‬فليس من الرأفة به والرمحة أن ميكن مما يهواه من‬
‫احملرم* * **ات وال يع* * **ان على ذلك ‪ ،‬وال أن ميكن من ت* * **رك ما ينفعه من‬
‫الطاع* **ات اليت تزيل مرضه ‪ ،‬بل الرأفة به أن يع* **ان على ش* **رب ال **دواء‬
‫وإن ك* **ان كريها ‪ ،‬مثل الص* **الة وما فيها من األذك* **ار وال* **دعوات فإهنا‬
‫تنهى عن الفحش * * * * **اء واملنكر ‪ ،‬وأن حيمى عما يق * * * * **وى داءه ويزيد علته‬
‫وإن اش*تهاه ‪ ،‬وال يظن الظ*ان أنه إذا حصل له اس*تمتاع مبح*رم يس*كن‬
‫بالؤه ‪ ،‬بل ذلك ي* * * * **وجب له انزعاجا عظيما وزي* * * * **ادة يف البالء واملرض‬
‫يف املآل ‪ ،‬فإنه وإن س**كن بالؤه وه**دأ ما به عقيب اس**تمتاعه ‪ ،‬أعقبه‬
‫ذلك مرضا عظيما عس * * * * * **ريا ال يتخلص منه ‪ ،‬بل ال * * * * * **واجب دفع أعظم‬
‫الض**ررين باحتم**ال أدنامها قبل اس**تحكام ال**داء ال**ذي ت**رامى به إىل اهلالك‬
‫والعطب ‪.‬‬
‫ومن املعل* **وم أن أمل العالج الن* **افع أيسر وأخف من أمل املرض الب **اقي‬
‫‪ ،‬وهبذا يت * * **بني أن العقوب * * **ات الش * * **رعية كلها أدوية نافعة يص * * **لح اهلل هبا‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪168‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫م **رض القل **وب ‪ ،‬وهى من رمحة اهلل بعب **اده ورأفته هبم الداخلة يف قوله‬
‫ِ ِ‬
‫ين ً‪[ ‬األنبي**اء‪ ، ]107 :‬فمن‬ ‫اك إِال َر ْح َمـ ًة لل َْعــالَم َ‬
‫تع**اىل لنبيه ‪َ S : ‬و َما أ َْر َس ـلْنَ َ‬
‫ت * **رك ه * **ذه الرمحة النافعة لرأفة جيدها ب * **املريض ‪ ،‬فهو ال * **ذي أع* **ان على‬
‫عذابه وهالكه وإن ك* * * * * * * * * **ان ال يريد إال اخلري ‪ ،‬إذ هو يف ذلك جاهل‬
‫أمحق كما يفعله بعض النس**اء والرج**ال اجله**ال مبرض**اهم ومبن يربونه من‬
‫أوالدهم وغلم*اهنم وغ*ريهم يف ت*رك ت*أديبهم وعق*وبتهم على ما يأتونه من‬
‫الشر ويرتكونه من اخلري رأفة هبم ‪ ،‬فيك* * * * * * * **ون ذلك س* * * * * * * **بب فس * * * * **ادهم‬
‫وعداوهتم وهالكهم ‪.‬‬
‫ومن الن* * * **اس من تأخ* * * **ذه الرأفة هبم ملش* * * **اركته هلم يف ذلك املرض ‪،‬‬
‫وذوقه ما ذاق*وه من ق*وة الش*هوة وب*رودة القلب والدياثة ‪ ،‬في*رتك ما أمر‬
‫اهلل به من العقوبة ‪ ،‬كمن ين* * * **ادي بتعطيل احلدود الش* * * **رعية من قطع يد‬
‫الس * * **ارق ورفع عقوبة الزنا ‪ ،‬وإباحة الش * * **ذوذ والس * * **حاق والل * **واط وغري‬
‫ذلك من األم**ور االحناللية حتت دع**وى احلرية ‪ ،‬فه**ؤالء من أظلم الن**اس‬
‫وأديثهم يف حق نفسه ونظرائه ‪ ،‬وهو مبنزلة مجاعة من املرضى قد‬
‫وصف هلم الط*بيب ما ينفعهم فوجد كب*ريهم مرارته ‪ ،‬ف*رتك ش*ربه وهنى‬
‫عن سقيه للباقني ‪.‬‬
‫ومنهم من تأخذه الرأفة لك*ون أحد ال*زانني حمبوبا له ‪ ،‬إما أن يك*ون‬
‫حمبا لص* * * **ورته ومجاله بعشق أو غ* * * **ريه ‪ ،‬أو لقرابة بينهما ‪ ،‬أو ملودة أو‬
‫إلحس * **انه إليه ‪ ،‬أو ملا يرجو منه من ال * **دنيا أو غري ذلك ‪ ،‬أو ملا في‬
‫الع*ذاب من األمل ال*ذي ي*وجب رقة القلب ‪ ،‬ويت*أول بعض النص*وص يف‬
‫غري موض **عها كق **وهلم ‪ :‬إمنا ي **رحم اهلل من عب **اده الرمحاء ‪ ،‬ويحتج مبثل‬
‫قول *ه ‪ : S‬الرامحون ي**رمحهم ال**رمحن ‪ ،‬ارمحوا من يف األرض ي**رمحكم من‬
‫يف الس* **ماء ‪ ،‬وغري ذلك ‪ ،‬وليس كما ق* **ال ‪ ،‬بل ذلك وضع الش * *يء‬
‫يف غري موض* * * * **عه ‪ ،‬بل قد ورد عند ال* * * * **بيهقي وص* * * * **ححه األلب* * * **اين من‬
‫ح**ديث عن عم**ار بن ياسر ‪ t‬أن رس**ول اهلل ‪ S‬ق**ال ‪ ( :‬ثالثة ال يـدخلون‬
‫الجنة أبدا ‪ ،‬الديوث ‪ ،‬والرجلة من النساء ‪ ،‬ومدمن الخمر قالوا ‪ :‬يا رسـول‬
‫‪169‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫اهلل ‪ ،‬أما مـدمن الخمر فقد عرفنـاه فما الـديوث ؟ قـال ‪ :‬الـذي ال يبـالي من‬
‫دخل على أهله ‪ ،‬قلنا ‪ :‬فما الرجلة من النساء ؟ قال ‪ :‬التي تشـبه بالرجـال‬
‫) (‪. )1‬‬
‫فمن مل يكن مبغضا للف * * * * * * * * * * **واحش كارها وألهلها ‪ ،‬وال يغضب عند‬
‫رؤيتها ومساعها مل يكن مري* * * * * * * **دا للعقوبة عليها ‪ ،‬فيبقى الع* * * * * * * **ذاب عليها‬
‫ْخ ْذ ُكم بِِهما رْأفٌَة ِفي ِدي ِن ِ‬
‫اهلل ‪...‬اآلية‬ ‫يوجب أمل قلبه ‪ ،‬قال تعاىل ‪َ  :‬وال تَأ ُ ْ َ َ‬
‫‪[ ‬الن*ور‪ ، ]2:‬فإن دين اهلل طاعته وطاعة رس*وله ‪ S‬املبني على حمبته وحمبة‬
‫رس* **وله ‪ ، S‬وأن يك* **ون اهلل ورس* **وله ‪ S‬أحب إليه مما س* **وامها ‪ ،‬ف* **إن‬
‫الرأفة والرمحة حيبهما اهلل م* * * **امل تكن مض* * * **يعة ل* * * **دين اهلل ‪ ،‬فه* * **ذه الرمحة‬
‫حسنة مأمور هبا أمر إجياب أو استحباب خبالف الرأفة ىف دين اهلل فإهنا‬
‫منهي عنها ‪.‬‬
‫والش**يطان يريد من اإلنس**ان اإلس**راف يف أم**وره كلها ‪ ،‬فإنه إن رآه‬
‫م * **ائال إىل الرمحة زين له الرمحة حىت ال يبغض ما أبغضه اهلل وال يغ * **ار‬
‫ملا يغ* * **ار اهلل منه ‪ ،‬وإن رآه م* * **ائال إىل الش* * **دة زين له الش* * **دة يف غري‬
‫ذات اهلل ‪ ،‬حىت يرتك من اإلحسان والرب واللني والصلة والرمحة ما ي**أمر‬
‫به اهلل ورس**وله ‪ ، S‬ويتع**دى يف الش**دة فيزيد يف ال**ذم والبغض والعق**اب‬
‫على ما حيبه اهلل ورس*وله ‪ ، S‬فينبغي أن يك*ون املوحد س*نيا وس*طيا يف‬
‫رأفته فإن اهلل ال حيب املسرفني (‪. )2‬‬
‫وخبص **وص التس **مية بعبد ال **رءوف ‪ ،‬فلم يتسم به أحد من رواة احلديث ‪ ،‬لكن‬
‫من املتأخرين واملعاص*رين كثري ‪ ،‬ومنهم ص*احب فيض الق*دير ال*روض النضري ش*رح‬
‫اجلامع الصغري ‪ ،‬الشيخ عبد الرءوف حممد املناوي املصري املت*وىف س*نة ثالثني وألف‬
‫تقريبا وهو من الشهرة مبكان (‪. )3‬‬
‫‪   -93‬الوهاب ‪:‬‬

‫‪1‬شعب اإلميان ‪ ، )10800 ( 412 /7‬صحيح الرتغيب والرتهيب ( ‪. )2071‬‬


‫‪2‬جمموع الفتاوى ‪ 15/290‬بتصرف ‪.‬‬
‫‪3‬كشف الظنون ‪. 1/508‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪170‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫دع* **اء العب* **ادة هو أثر اإلميان باالسم وتوحيد اهلل فيه ‪ ،‬وذلك ب* **أن يتصف العبد‬
‫ب **الكرم والعط **اء ‪ ،‬واجلود والس **خاء ‪ ،‬روى البخ **اري من ح **ديث ابن عب **اس ‪ t‬أن‬
‫السْوِء ) (‪. )1‬‬‫س لََنا َمثَ ُل َّ‬ ‫ْب يع ُ ِ ِِ‬
‫ود في َقْيئه ‪ ،‬لَْي َ‬
‫ِ ِ ِ ِِ‬
‫النيب ‪ S‬قال ‪ ( :‬الَْعائ ُد في هَبته َكاْل َكل ِ َ ُ‬
‫ب ِهبَ ـةً ثُ َّم‬ ‫ح ُّل أل ٍ‬
‫َحــد أَ ْن َي َه َ‬
‫َ‬ ‫ويف رواية النس**ائي وص**ححه الش **يخ األلب **اين ‪ ( :‬الَ يَ ِ ـ‬
‫ك فَ َمَثلُــهُ َك َمثَ ِـل الْ َكل ِ‬ ‫َد ِه ‪ ،‬فَ َم ْن َف َع َل َذلِ َ‬ ‫ير ِجع ِفيها إِالَّ ِمن ول ِ‬
‫ـود‬
‫ـل ثُ َّم يَقيءُ ثُ َّم َي ُع ُ‬ ‫ْب يَأْ ُكـ ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َْ َ َ‬
‫ِفي َقْيئـ ــه ) ‪ ،‬وعند البخ **اري من ح **ديث عائشة رض* *ي اهلل عنها أهنا ق **الت ‪( :‬‬ ‫ِ ِ (‪) 2‬‬

‫ع َبْي َن نِ َسـائِِه ‪ ،‬فَـأََّيُت ُه َّن َخ َـر َج َسـ ْه ُم َها َخ َـر َج بَِها َم َعـهُ‬ ‫اهلل ‪ S‬إِ َذا أ ََر َاد َسـَفًرا أَ ْق َـر َ‬ ‫ول ِ‬ ‫َكـا َن َر ُسـ ُ‬
‫ت َي ْوَم َها‬ ‫ت َز ْم َع ـ َة َو َهَب ْ‬ ‫َن َس ـ ْو َد َة بِْن َ‬ ‫ـل ْامـ َـرأَة مْن ُه َّن َي ْوَم َها َولَْيلََت َها ‪ ،‬غَْيـ َـر أ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َو َكــا َن َي ْق ِســ ُم ل ُكـ ِّ‬
‫َولَْيلََت َها ‪ ،‬لَِعائِ َشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َة َز ْو ِج‬
‫النَّبِّي‬
‫اهلل ‪. )3( ) S‬‬ ‫ول ِ‬ ‫ضا ر ُس ِ‬
‫ك ِر َ َ‬ ‫ِ ‪َ S‬تْبَت ِغى بِ َذلِ َ‬
‫وينبغي على العبد أن ي* * * **رض مبا قس* * * **مه اهلل ووهبه له من الولد ف* * * **إن ذلك دليل‬
‫س ـماو ِ‬
‫ات َواألَْر ِ‬
‫ض يَ ْخلُـ ُـق َما‬ ‫اإلميان باالسم وتوحيد اهلل فيه ‪ ،‬ق **ال تع **اىل ‪ِ  :‬هلل ُمْلـ ُ‬
‫ـك ال َّ َ َ‬
‫ب لِ َم ْن يَ َش ُاء ُّ‬ ‫ي َشاء يه ِ‬
‫ور ‪[ ‬الشورى‪ ، ]49 :‬فأخرب سبحانه أن‬ ‫الذ ُك َ‬ ‫ب ل َم ْن يَ َش ُاء ِإنَاثاً َوَيَه ُ‬
‫َ ُ ََ ُ‬
‫ما ق* * * * **دره بني ال* * * * **زوجني من الولد فقد وهبهما إي* * * * **اه وكفى بالعبد تعرضا ملقته أن‬
‫يتسخط ما وهبه ‪.‬‬
‫وب**دأ س**بحانه ب**ذكر اإلن**اث ج**ربا هلن ألجل اس**تثقال الوال**دين ملك**انتهن ‪ ،‬وقيل‬
‫إمنا قدمهن ألن سياق الكالم أنه فاعل ما يشاء ال ما يشاء األبوان ‪ ،‬فإن األبوين ال‬
‫يري * **دان إال ال * **ذكور غالبا ‪ ،‬وهو س * **بحانه قد أخرب أنه خيلق ما يش * **اء فب* **دأ ب* **ذكر‬
‫الص**نف ال**ذي يش**اء وال يري**ده األب**وان ‪ ،‬وقيل إنه س**بحانه ق**دم ما ك**انت ت**ؤخره‬
‫اجلاهلية من أمر البن **ات حىت ك **انوا يئ **دوهن أي ه **ذا الن **وع املؤخر عن **دكم مق **دم‬
‫عندي يف الذكر ‪.‬‬
‫وتأمل كيف نكر س**بحانه اإلن**اث وع**رف ال**ذكور فجرب نقص األنوثة بالتق**دمي‬

‫‪1‬البخاري يف احليل ‪ ،‬باب إذا محل على فرس فرآها تباع ‪. )2841 ( 3/1093‬‬
‫‪2‬النسائي يف كتاب اهلبة ‪ ، )3704 ( 6/268‬وانظر صحيح الرتغيب والرتهيب ( ‪. )2612‬‬
‫‪3‬البخاري يف اهلبة ‪ ،‬باب هبة املرأة لغري زوجها ‪. )2453 ( 2/916‬‬
‫‪171‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫وجرب نقص الت * **أخري ب * **التعريف ف * **إن التعريف تنويه ‪ ،‬كأنه ق * **ال ويهب ملن يش * **اء‬
‫الفرس* * * **ان األعالم املذكورين ال* * * **ذين ال خيف* * * **ون عليكم ‪ ،‬واملقص* * * **ود أن التس* * **خط‬
‫باإلناث من أخالق اجلاهلية اليت ذمها اهلل تعاىل (‪. )1‬‬
‫وممن تس* * **مى عبد الوه* * **اب ‪ ،‬أبو حممد البصري عبد الوه* * **اب بن عبد اجمليد بن‬
‫الص**لت الثقفي من الطبقة الثامنة ‪ ،‬الطبقة الوس**طى من أتب**اع الت**ابعني (ت‪، )194 :‬‬
‫ـال ‪َ :‬حـ َّـدَثنَا َعْبـ ُد ال َْوه ِ‬
‫َّاب‬ ‫وقد روى عنه البخ**اري ق**ال ‪َ ( :‬حـ َّـدَثنَا ُم َح َّم ُد بْ ُن ال ُْمَثنَّى قَـ َ‬
‫ـال ‪ :‬ثَالَث َم ْن ُك َّن‬ ‫س ‪ t‬عن النـبي ‪ S‬قَـ َ‬ ‫وب َع ْن أَبِي ِقالَبَـةَ َع ْن أَنَ ٍ‬ ‫الث َق ِفُي قَ َ‬
‫ـال ‪َ :‬حـ َّـدَثنَا أَيُّ ُ‬ ‫َّ‬
‫ب‬ ‫ب إِلَْي ـ ِـه ِم َّما ِس ـ َو ُاه َما ‪َ ،‬وأَ ْن يُ ِح َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫في ــه َو َـجـ َد َحالََو َة ا ِإل َيمــان أَ ْن يَ ُكــو َن اهللُ َو َر ُس ـولُهُ أ َ‬
‫َح َّ‬
‫ف في النَّا ِر )‬ ‫ـود في الْ ُك ْفـ ِر َك َما يَ ْـك َـرهُ أَ ْن ُي ْقـ َذ َ‬ ‫الْمــرء الَ ي ِحبُّهُ إِالَّ ِ‬
‫هلل ‪َ ،‬وأَ ْن يَ ْـك َـر َه أَ ْن َي ُعـ َ‬ ‫ََْ ُ‬
‫(‪. )2‬‬
‫‪   -94‬الجواد ‪:‬‬
‫أثر االسم على س*لوك العبد يظهر يف ك*ثرة اإلنف*اق وع*دم اخلش*ية من الفقر وقد‬
‫َجـ َـو َد‬ ‫ول ِ‬
‫اهلل ‪ S‬أ ْ‬ ‫ورد عند البخ **اري من ح **ديث ابن عب **اس ‪ t‬أنه ق **ال ‪َ ( :‬كــا َن َر ُسـ ـ ُ‬
‫ـل لَْيَل ٍـة ِم ْن‬
‫ـاه ِفي ُك ِّ‬ ‫ـاه ِجْب ِريل ‪َ ،‬و َكـا َن َيْلَق ُ‬
‫ين َيْلَق ُ‬
‫َّاس ‪ ،‬و َكـا َن أَجـو ُد ما ي ُكـو ُن ِفي رم َ ِ‬
‫ضـا َن ح َ‬ ‫ََ‬ ‫َْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫الن ِ‬
‫اهلل ‪ S‬أ َْجَو ُد بِاْل َخْي ِر ِم َن ال ِّـر ِيح ال ُْمْر َسـَلِة ) (‪ ، )3‬ويف رواية‬ ‫ول ِ‬ ‫ضا َن َفيُ َدا ِر ُس ُه اْلُقْرآ َن ‪َ ،‬فَلَر ُس ُ‬ ‫َرَم َ‬
‫َّاس ‪،‬‬ ‫َج َـو َد الن ِ‬ ‫َّاس ‪َ ،‬وأ ْـ‬‫َح َس ـ َن الن ِ‬ ‫ول ِ‬
‫اهلل ‪ S‬أ ْ‬ ‫أخ**رى من ح**ديث أنس ‪ t‬ق**ال ‪َ ( :‬ـكـا َن َر ُس ـ ُ‬
‫َّاس ) (‪ ، )4‬وينبغي أن يك * * * **ون اإلنف * * * **اق عن إخالص وحسن نية ‪ ،‬فعند‬ ‫َوأَ ْش ـ ـ ـ ـ َج َع الن ِ‬
‫اهلل َعَلْي ِـه َوأَ ْعطَ ُـاه‬
‫مسلم من حديث أيب هريرة ‪ t‬أن رسول اهلل ‪ S‬ق*ال ‪َ ( :‬وَر ُج ٌل َو َّس َع ُ‬
‫ـال ‪َ :‬ما‬ ‫ْت ِف َيها ؟ قَ ـ َ‬ ‫ـال ‪ :‬فَ َما َع ِمل َ‬ ‫ـال ُكِّلِه فَـ ـأُتِي بِ ـ ِـه َفَعَّرفَ ـ ُـه نَِع َمـ ُـه َفَعَر َفَها ‪ ،‬قَ ـ َ‬
‫اف الْمـ ِ‬ ‫ِمن أَ ِ‬
‫صـ ـَن َ‬ ‫ْ ْ‬
‫ْت‬
‫َّك َفَعل َ‬ ‫ِ‬
‫ت َولَكن َ‬ ‫ـال ‪َ :‬ـك ـ َذبْ َ‬
‫ـك ‪ ،‬قَ ـ َ‬ ‫ِ‬
‫ت ف َيها لَ ـ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب أَ ْن ُيْنَفـ َـق ف َيها إ َّال أَْنَفْق ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت م ْن َسـ ـب ٍيل تُح ُّ‬‫َتـ َـر ْك ُ‬
‫ب َعَلي َو ْجِهِه ثُ َّم أُلِْقي ِفي النَّار ) ‪.‬‬
‫(‪) 5‬‬ ‫ِ ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يل ‪ ،‬ثُ َّم أُمَر به فَ ُسح َ‬ ‫لُيَق َال ُهَو َجَوا ٌد َفَق ْد ق َ‬
‫ـال ‪:‬‬ ‫ويف رواية الرتمذي وص**ححه األلب**اين من ح**ديث أيب هري**رة ق**ال ‪ ( : t‬قَـ َ‬

‫‪1‬حتفة املودود بأحكام املولود ص ‪ 20‬بتصرف ‪.‬‬


‫‪2‬البخاري يف اإلميان ‪ ،‬باب حالوة اإلميان ‪. )16 ( 1/14‬‬
‫‪3‬البخاري يف بدء الوحي ‪ ،‬باب كيف كان بدء الوحي إىل رسول اهلل )‪. S1/6 (6‬‬
‫‪4‬البخاري يف اجلهاد ‪ ،‬باب الشجاعة يف احلرب واجلنب ‪. )2665 ( 3/1038‬‬
‫‪5‬مسلم يف اإلمارة ‪ ،‬باب من قاتل للرياء والسمعة استحق النار ‪. )1905 ( 3/1513‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪172‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫ـول‬ ‫الئِ َـك ُة ‪َ :‬ـك َذبْ َ‬


‫ت ‪َ ،‬وَيُق ُ‬ ‫ـول لَ( ُـه‪ )1‬ال َْم َ‬
‫ت ‪َ ،‬وَتُق ُ‬‫اهلل لَُه ‪َ :‬ك َذبْ َ‬
‫ُ‬ ‫ول‬
‫َّق َفَيُق ُ‬
‫صد ُ‬‫َ‬ ‫الر ِح َم َوأَتَ‬ ‫تأِ‬
‫َص ُل َّ‬ ‫ُكْن ُ‬
‫ِ‬
‫اهلل َتَعالَي ‪ :‬بَ ْل أََر ْد َت أ َْن ُيَق َال فُ َال ٌن َجَوا ٌد ‪َ ،‬فَق ْد قي َـل َذ َاك ) ‪ ،‬وي*ذكر ابن القيم رمحه‬ ‫ُ‬
‫اهلل أن اجلود عشر مراتب ‪:‬‬
‫أحدها ‪ :‬اجلود بالنفس ‪ ،‬وهو أعلى مراتبه كما قال الشاعر ‪:‬‬
‫يجود بالنفس إذ ضن البخيل بها ‪ :‬والجود بالنفس أقصى غاية الجود ‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬اجلود بالرياسة وهو ث* * * * **اين م* * * * **راتب اجلود ‪ ،‬فيحمل اجلواد ج* * * **وده على‬
‫امتهان رياسته ‪ ،‬واجلود هبا واإليثار يف قضاء حاجات امللتمس ‪.‬‬
‫الثالثة ‪ :‬اجلود براحته ورفاهيته وإمجام نفسه فيج * * **ود هبا تعبا وك * * **دا يف مص * **لحة‬
‫غريه ‪.‬‬
‫الرابعة ‪ :‬اجلود ب* **العلم وبذله وهو من أعلى م* **راتب اجلود ‪ ،‬واجلود به أفضل من‬
‫اجلود باملال ألن العلم أش* **رف من املال ‪ ،‬والن* **اس يف اجلود به على م* **راتب متفاوتة‬
‫وقد اقتضت حكمة اهلل وتق **ديره النافذ أن ال ينفع به خبيال أب **دا ‪ ،‬ومن اجلود به أن‬
‫تبذله ملن يس* * * **ألك عنه بل تطرحه عليه طرحا ‪ ،‬ومن اجلود ب* * * **العلم أن الس* * **ائل إذا‬
‫س**ألك عن مس**ألة استقص**يت له جواهبا جوابا ش**افيا ال يك**ون جوابك له بق**در ما‬
‫ت **دفع به الض**رورة ‪ ،‬كما ك**ان بعض**هم يكتب يف ج **واب الفتيا نعم أو ال مقتص**را‬
‫عليها ‪.‬‬
‫الخامسة ‪ :‬اجلود ب* * * **النفع واجلاه كالش* * * **فاعة واملشي مع الرجل إىل ذي س* * **لطان‬
‫وحنوه وذلك زكاة اجلاه أن يطالب هبا العبد كما أن التعليم وبذل العلم زكاته ‪.‬‬
‫السادسة ‪ :‬اجلود بنفع الب* * * **دن على اختالف أنواعه كما ورد عند البخ* * **اري من‬
‫ـل‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ح*ديث أيب هري*رة ‪ t‬أن النيب ‪ S‬ق*ال ‪ُ ( :‬ك ُّل ُس َ‬
‫الر ُج َ‬
‫ين َّ‬
‫صـ َدقٌَة ُكل َي ْـوم ‪ ،‬يُع ُ‬
‫الَمى َعَلْيـه َ‬
‫ـل َخ ْط َـوٍة يَ ْم ِشـ َيها‬
‫صـ َدقٌَة ‪َ ،‬واْل َكِل َـم ُة الطَِّّيَبـ ُة ‪َ ،‬و ُك ُّ‬ ‫ِ‬
‫ِفي َدابَِّت ِـه يُ َحاملُ ُـه َعَلْيَها أَْو َيْرفَ ُـع َعَلْيَها َمَت َ‬
‫اع ُـه َ‬
‫الص َالِة َص َدقٌَة ‪َ ،‬و َد ُّل الطَِّر ِيق َص َدقٌَة ) (‪. )2‬‬ ‫ِإلَى َّ‬
‫السـ ــابعة ‪ :‬اجلود باملس* **احمة ملن ش* **تمه أو قذفه أن جيعله يف حل ‪ ،‬ويف ه **ذا اجلود‬
‫من سالمة الصدر وراحة القلب والتخلص من معاداة اخللق ما فيه ‪.‬‬

‫‪1‬الرتمذي يف الزهد ‪ ،‬باب ما جاء يف الرياء والسمعة ‪ ، )2382 ( 4/591‬صحيح اجلامع ( ‪. )1713‬‬
‫‪2‬البخاري يف اجلهاد ‪ ،‬باب فضل من محل متاع صاحبه يف السفر ‪. )2734 ( 3/1059‬‬
‫‪173‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫الثامنة ‪ :‬اجلود بالصرب واالحتمال واإلغضاء وهذه مرتبة شريفة من مراتبه ‪ ،‬وهي‬
‫أنفع لص* * * * * **احبها من اجلود باملال وأعز له وأنصر وأملك لنفسه وأش* * * * * **رف هلا ‪ ،‬وال‬
‫يق **در عليها إال النف **وس الكب **ار ‪ ،‬فمن ص **عب عليه اجلود مباله فعليه هبذا اجلود فإنه‬
‫جيتين مثرة عواقبه احلميدة يف الدنيا قبل اآلخرة ‪.‬‬
‫التاسعة ‪ :‬اجلود باخلُلق والِبشر والبسطة وهو فوق اجلود بالصرب واالحتمال والعفو‬
‫وهو ال* * **ذي بلغ بص* * **احبه درجة الص* * **ائم الق* * **ائم ‪ ،‬وهو أثقل ما يوضع يف امليزان ‪،‬‬
‫وعند مس*لم من ح*ديث أيب ذر ‪ t‬ق*ال ‪ :‬ق*ال يل النيب ‪َ ( : S‬ال تَحِقـر َّن ِمن الْمعـر ِ‬
‫وف‬ ‫ْ َ َ َُْ‬
‫ـاك بَِو ْـج ٍـه طَْلـ ٍـق ) (‪ ، )1‬ويف ه**ذا اجلود من املن**افع واملس**ار وأن**واع‬
‫َشـْيًئا َولَـ ْـو أ َْن َتْلَقى أَ َـخ َ‬
‫املص* * * **احل ما فيه ‪ ،‬والعبد ال ميكنه أن يسع الن* * * **اس حباله ‪ ،‬وميكنه أن يس* * **عهم خبلقه‬
‫واحتماله ‪.‬‬
‫العاشـرة ‪ :‬اجلود برتكه ما يف أي**دي الن**اس عليهم فال يلتفت إليه ‪ ،‬وال يستش**رف‬
‫له بقلبه وال يتعرض له حباله وال لسانه (‪. )2‬‬
‫وممن تس**مى بالتعبد لالسم ‪ ،‬عبد اجلواد بن أمحد ش**يخ ثقة ك**ان بال**دينور مسع‬
‫زيد بن إمساعيل الصائغ وأقرانه ‪ ،‬روى عنه ابن السين (‪. )3‬‬
‫‪   -95‬السبوح ‪:‬‬
‫أثر االسم على العبد يتجلى يف حسن اعتق* * * * * * * * * **اده يف توحيد اهلل ‪ ،‬فيصف اهلل مبا‬
‫وصف به نفسه يف كتابه وس* * * **نة رس* * * **وله ‪ S‬وال ميثل وال يكيف ‪ ،‬وال يعطل وال‬
‫حيرف بل يصدق باخلرب وينفذ األمر ‪ ،‬ومن أبرز دالئل التوحيد يف اسم اهلل السبوح‬
‫كثرة التسبيح ‪ ،‬حبيث جيعل جنانه ولسانه عامران به وسببا يف قربه ‪.‬‬
‫ـاء ال ُفَقـ ـ ـ ـ َـر ُاء ِإلَي‬
‫أنه ق * * * **ال ‪َ ( :‬ـج ـ ـ ـ َ‬ ‫‪t‬‬ ‫روى البخ * * * **اري من ح * * * **ديث أيب هري * * * **رة‬
‫النَّبِيّ‬
‫صـلُّو َن َك َما‬ ‫ات العالَ والن َِّع ِيم ِ‬ ‫الدثُو ِر ِمن األ َْمـو ِال بِالـدَّرج ِ‬
‫المق ِيم ‪ ،‬يُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ‬ ‫ب أ َْه ُل ُّ‬ ‫ِ ‪َ S‬فَقالُوا ‪َ :‬ذ َه َ‬
‫ضـ ٌل ِم ْن أ َْم َـو ٍال يَ ُح ُّجو َن بَِها َوَي ْعَت ِم ُـرو َن َويُ َج ِـ‬
‫اه ُدو َن‬ ‫وم ‪َ ،‬ول َُه ْم فَ ْ‬
‫صـ ُ‬‫ومو َن َك َما نَ ُ‬ ‫صلِّى َويَ ُ‬
‫ص ُ‬ ‫نُ َ‬

‫‪1‬مسلم يف الرب والصلة واآلداب ‪ ،‬باب إستحباب طالقة الوجه مث اللقاء ‪. )2626 ( 4/2026‬‬
‫‪2‬مدارج السالكني ‪ 2/293‬بتصرف ‪.‬‬
‫‪3‬اإلرشاد يف معرفة علماء احلديث أليب يعلى ‪. 2/630‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪174‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫ال ‪ :‬أَالَ أُح ِّدثُ ُكم بِأَم ٍر ِإ ْن أ َ ِ‬


‫َخ ِْذتُ ْم بِه أَ ْد َر ْكتُ ْم َمِْن َسَبَق ُك ْم َول َْم يُ ْد ِر ْك ُك ْم أ َ‬
‫َحـ ٌد‬ ‫َ ْ ْ‬ ‫ص َّدقُو َن ‪ ،‬قَ َ‬‫َوَيَت َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـل مْثَل ــهُ ‪ ،‬تُ َسـ ـبِّ ُحو َن َوتَ ْح َـم ـ ُدو َن‬ ‫َب ْعـ ـ َد ُك ْم ‪َ ،‬و ُكْنتُ ْم َخْيـ َـر َم ْن أَْنتُ ْم َبْي َن ظَ ْهَراَنْي ــه إالَّ َم ْن َعمـ َ‬
‫ضـ ـ ـنَا ‪ :‬نُ َسـ ـ ـبِّ ُح ثَالَثًا‬
‫ـال َب ْع ُ‬
‫ين ‪ ،‬فَا ْخَتلَ ْفنَا َبْيَننَا َفَقـ ـ َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ص ـ ـالَة ثَالَثًا َوثَالَث َ‬ ‫ـل َ‬ ‫ـف ُكـ ـ ِّ‬ ‫َوتُ َكِّبُرو َن َخل ـ ـ َ‬
‫ـول ُسـْب َحا َن‬ ‫ال ‪َ :‬تُق ُ‬ ‫ت إِلَْي ِه ‪َ ،‬فَق َ‬ ‫ين ‪َ ،‬فَر َج ْع ُ‬ ‫ِ‬
‫ين َونُ َكِّبُر أ َْرَب ًعا َوثَالَث َ‬
‫ِ‬
‫ين َونَ ْح َم ُد ثَالَثًا َوثَالَث َ‬
‫ِ‬
‫َوثَالَث َ‬
‫ص ـ ـالِ ٍح ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـال أَبُو َ‬ ‫ين ‪ ،‬قَـ ـ َ‬ ‫الح ْمـ ـ ُد هلل َواهللُ أَ ْكَبـ ـ ُـر ‪َ ،‬حتَّى يَ ُكـ ــو َن مْن ُه َّن ُكلِّ ِه َّن ثَالَثًا َوثَالَث َ‬
‫اهلل َو َ‬
‫ـل األ َْم َـو ِال بِ َما َف َع َلنا‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ـاج ِر َ ِ‬‫َفرجـع ُفَقـراء الم َه ِ‬
‫ين إلَى َر ُسـول اهلل ‪َ S‬فَقـالُوا ‪َ :‬سـم َع إ ْخَواُنَنا أ َْه ُ‬ ‫َََ َُ ُ‬
‫اهلل ُي ْؤتِ ِيه َم ْن يَ َش ُاء ) ‪.‬‬ ‫ضل ِ‬ ‫اهلل ‪َ : S‬ذلِ َ‬ ‫ول ِ‬ ‫َفَف َعلُوا ِمْثلَهُ ‪َ ،‬فَق َ‬
‫(‪) 1‬‬
‫ك فَ ْ ُ‬ ‫ال َر ُس ُ‬
‫إذ نظر‬ ‫‪S‬‬ ‫وعند البخ **اري من ح **ديث جرير بن عبد اهلل ‪ t‬ق **ال ‪ :‬كنا عند النيب‬
‫إىل القمر ليلة الب **در فق **ال ‪ ( :‬أََما ِإنَّ ُك ْم َسـ ـَتَرْو َن َربَّ ُك ْم َك َما َتـ َـرْو َن َـهـ َذا َال تُ َ‬
‫ضـ ـ ُّامو َن أَْو َال‬
‫ـل‬ ‫ش ـ ْم ِ‬
‫ـوع ال َّ‬ ‫ض ـاهو َن في رْؤيِتـ ِـه ‪ ،‬فَ ـِإ ِن اس ـتطَعتم أ َْن َال ُت ْغَلبــوا َعَلى ص ـ ٍَ‬
‫س ‪َ ،‬وَقْبـ َ‬ ‫ـل طُلُـ ِ‬ ‫الة َقْبـ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ ُْ ْ‬ ‫َُ‬ ‫تُ َ ُ‬
‫س َوَقْب َل غُُروبَِها ) ‪.‬‬ ‫غُُروبَِها فَا ْفَعلُوا ‪ ،‬ثُ َّم قَ َال ‪ :‬فَ َسِّب ْح بِ َح ْم ِد َربِّ َ‬
‫(‪) 2‬‬
‫الش ْم ِ‬
‫وع َّ‬ ‫ك َقْب َل طُلُ ِ‬
‫َت ‪  :‬فَ َس ـِّب ْح‬‫وروى أبو داود من ح**ديث عقبة بن ع**امر ‪ t‬أنه ق**ال ‪ ( :‬ل ََّما َنـ َـزل ْ‬
‫اهلل ‪ : S‬اجعلُوها ِفي ر ُك ِ‬ ‫ول ِ‬ ‫ك الَْع ِظ ِيم ‪ ، ‬قَ َال َر ُسـ ُ‬
‫َت ‪َ  :‬سـِّب ِح‬ ‫ـوع ُك ْم ‪َ ،‬فَل َّما َن َـزل ْ‬ ‫ْ َ َ (‪ُ)3‬‬ ‫اسِم َربِّ َ‬ ‫بِ ْ‬
‫ود ُك ْم ) ‪.‬‬ ‫وها ِفي سج ِ‬
‫ُُ‬ ‫اجَعلُ َ‬‫ك ا َأل ْعَلى ‪ ، ‬قَ َال ‪ْ :‬‬ ‫اس َم َربِّ َ‬
‫ْ‬
‫أما من جهة التس* * * **مية بعبد الس* * * **بوح والتعبد هبذ االسم ‪ ،‬فلم يتسم به أحد من‬
‫الس* * * * * * * * **لف أو اخللف يف جمال ما أجرينا عليه البحث احلاس* * * * * * * * **ويب ‪ ،‬وأيضا يف مجيع‬
‫حمرك* * * * * * **ات البحث علي اإلن* * * * * * **رتنت ‪ ،‬وهنيئا ملن مسى نفسه أو ول* * * * * * **ده هبذا االسم‬
‫فسيكون أول من تعبد هلل به واهلل أعلم ‪.‬‬
‫‪   -96‬الوارث ‪:‬‬
‫دع **اء العب **ادة س **لوك يظهر فيه معىن الغربة وتوحيد العبودية يف مقابل دوام امللك‬
‫لل**وارث س**بحانه وبقائه ‪ ،‬فتتوجه اإلرادة واألق**وال واألفع**ال على ه**ذا املعىن ‪ ،‬روى‬
‫اهلل ‪ S‬بِ َمْن ِكِبي َفَق َال ‪ُ :‬ك ْن ِفي‬
‫ول ِ‬ ‫البخاري من حديث بن عمر ‪ t‬أنه قال ‪ ( :‬أ َ‬
‫َخ َذ َر ُس ُ‬
‫اح‬ ‫ال َتْنَت ِـظ ِر ال َّ‬
‫صـَب َ‬ ‫ت فَ َ‬ ‫يب ‪ ،‬أَْو َعابُِر َسِب ٍيل ‪َ ،‬و َكـا َن ابْ ُن ُع َم َـر َيُق ُ‬
‫ـول ‪ِ :‬إ َذا أَْم َسـْي َ‬ ‫ك َغ ِر ٌ‬
‫الدْنَيا َكأَنَّ َ‬
‫ُّ‬

‫‪1‬البخاري يف األذان ‪ ،‬باب الذكر بعد الصالة‪. )807 ( 289 /1‬‬


‫‪2‬البخاري يف مواقيت الصالة ‪ ،‬باب فضل صالة الفجر ‪. )547 ( 1/209‬‬
‫‪3‬أبو داود يف الصالة ‪ ،‬باب ما يقول الرجل يف ركوعه ‪ ، )869 ( 1/230‬مشكاة املصابيح ( ‪. )879‬‬
‫‪175‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫ت فَ َال َتْنَت ِظ ِر ال َْم َس َاء ‪َ ،‬و ُخ ْذ ِم ْن ِص َّحِت َك لِ َمَر ِض َك َوِم ْن َحَياتِ َك لِ َمْوتِ َك ) (‪. )1‬‬ ‫َوِإ َذا أ ْ‬
‫َصَب ْح َ‬
‫ول ِ‬
‫اهلل‬ ‫وعند الرتمذي وصححه األلباين من حديث عبد اهلل ‪ t‬أنه ق**ال ‪ ( :‬نَ َام َر ُسـ ُ‬
‫ـال ‪َ :‬ما‬ ‫ـك ِوطَ ً‬
‫ـاء ‪َ ،‬فَق َ‬ ‫ول ِ‬
‫اهلل لَـ ِو اتَّ َخ ْـذنَا لَ َ‬ ‫صي ٍر َفَق َام َوقَ ْد أََّثَر في َجْنِبِه َفُقلَْنا ‪ :‬يَا َر ُسـ َ‬
‫‪َ S‬عَلى ح ِ‬
‫َ‬
‫(‪) 2‬‬
‫اح َوَتَر َكَها ) ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫الدْنَيا ِإ َّال َكَراك ٍ‬
‫لدْنَيا َما أَنَا في ُّ‬ ‫لي َوَما لِ ُّ‬
‫ت َش َجَرة ثُ َّم َر َ‬ ‫اسَتظَل تَ ْح َ‬
‫ب ْ‬
‫ومن دع*اء العب*ادة أن يتقي اهلل يف حق*وق اإلرث ‪ ،‬وال يظلم أح*دا مما ف*رض اهلل‬
‫لكل وارث الس**يما إن ك**انوا إناثا ‪ ،‬وأن يعطي املس**اكني من م**ال اهلل إذا حض**روا‬
‫ض ـَر الِْق ْس ـ َمَة أُولُو اْلُقـ ْـربَى َوالَْيَتـ َـامى‬
‫القس **مة أومل حيض **روها ‪ ،‬ق **ال ‪َ  : ‬وِإ َذا َح َ‬
‫وه ْم ِمْنـ ـ ُـه َوقُولُـ ــوا ُله ْم َقـ ـ ْـو ًال َمْعُروف ـ ـاً ‪[ ‬النس * **اء‪ ، ]8:‬روى‬
‫ين فَـ ـ ْـارُزقُ ُ‬‫ِ‬
‫َوال َْم َس ـ ـاك ُ‬
‫البخ**اري من ح**ديث ابن عب**اس رض*ي اهلل عنهما قَ**ال ‪ ( :‬إِ َّن نَا ًسـا َي ْز ُع ُمــو َن أ َّ‬
‫َن‬
‫َّها ِم َّما َت َهــاو َن النَّاس ‪ُ ،‬هما والِيـ ِ‬
‫ـان َو ٍال‬ ‫اهلل ما نُ ِس ـ َخ ْ ِ‬
‫ت َولكن َ‬ ‫ِ‬ ‫َهـ ِـذ ِه اآليَـ َة نُ ِس ـ َخ ْ‬
‫ُ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ت ‪َ ،‬والَ َو َ‬
‫ـول ‪ :‬الَ‬ ‫ـول بِــالْمعر ِ‬
‫وف ‪َ ،‬ي ُقـ ُ‬ ‫ث فَ ـ َذ َ ِ‬‫اك الـ ِـذي َيـ ْـر ُز ُق ‪َ ،‬و َو ٍال الَ يَ ـ ِر ُ‬ ‫يَ ـ ِر ُ‬
‫اك الــذي َي ُقـ ُ َ ْ ُ‬ ‫ث َو َذ َ‬
‫لك أَ ْن أُ ْع ِطيَ َك ) ‪.‬‬
‫(‪) 3‬‬
‫ك َ‬ ‫أ َْمِل ُ‬
‫وينبغي أن ي * * * * * * * * **وقن املوحد أن اهلل ‪ ‬هو ال * * * * * * * * **ذي يقسم األرزاق ‪ ،‬وأن املرياث‬
‫احلقيقي هو م* * **رياث العلم واألخالق ‪ ،‬م * * *رياث ع* * **دن والنعيم والف* * **ردوس األعلى‬
‫ادنَا َمن َكا َن تَِقّياً ‪[ ‬م*رمي ‪] 60/63 :‬‬ ‫ث ِمن ِعب ِ‬ ‫ِ‬ ‫قال ‪  : ‬تِل َ‬
‫ْجنَُّة التي نُو ِر ُ ْ َ‬ ‫ْك ال َ‬
‫الذ َين يَِرثُو َن الِْفْر َدْو َس ُه ْم ِف َيها َخالِـ ُدو َن ‪‬‬
‫ك هم الْوا ِرثُو َن ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ،‬وقال ‪  : ‬أُولَئ َ ُ ُ َ‬
‫[املؤمنون‪. ]10/11 :‬‬
‫وممن تسمى بالتعبد هلذا االسم عبد الوارث بن سعيد أبو عبي*دة الض*رير البص*ري‬
‫التن **وري (ت‪ ، *)180 :‬روى عنه البخ **اري من ح **ديث ابن عب **اس ‪ t‬أنه ق **ال ‪( :‬‬
‫ِ‬ ‫ول ِ‬ ‫ض َّمِني َر ُس ُ‬
‫اب ) (‪. )4‬‬ ‫الله َّم َعِّل ْم ُه الْكَت َ‬
‫اهلل ‪َ S‬وقَ َال ‪ُ :‬‬ ‫َ‬
‫‪   -97‬الرب ‪:‬‬
‫أثر اإلميان بتوحيد اهلل يف امسه ال * * * **رب أن يظهر العبد يف ث * * * **وب العبودية ‪ ،‬وخيلع‬
‫عن نفسه رداء الربوبية ؛ لعلمه أن املنف* * **رد هبا من له علو الش* * **أن والقهر والفوقية ‪،‬‬

‫‪1‬البخاري يف الرقاق ‪ ،‬باب قول النيب ‪ S‬كن يف الدنيا كأنك غريب ‪. )6053 ( 2358 /5‬‬
‫‪2‬الرتمذي يف كتاب الزهد ‪ ، )2377 ( 4/588‬صحيح اجلامع ( ‪. )5668‬‬
‫‪3‬البخاري يف الوصايا ‪ ،‬باب قول اهلل تعاىل وإذا حضر القسمة أولوا القرىب ‪. )2608 ( 3/1014‬‬
‫‪4‬البخاري يف االعتصام بالكتاب والسنة ‪ ،‬باب قول النيب ‪ S‬اللهم علمه الكتاب ‪. )6842 ( 6/2653‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪176‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫فيثبت هلل عز وجل أوص**اف العظمة والكربي**اء ‪ ،‬وال ين**ازع رب الع**املني يف كم**ال‬
‫ش* **ريعته أو يتخلف عن درب النيب ‪ S‬وس* **نته ‪ ،‬ف* **دعاء العب* **ادة هنا عمل وس* **لوك‬
‫وتربية وال*تزام وجماه*دة وتض*حية ت*دفع املس*لم إىل أرقى درج*ات اإلميان ‪ ،‬ق*ال تع*اىل‬
‫عن نبيه إب**راهيم ‪  : ‬قَــال أَ َفـ َـرأ َْيتُم َّما ُكنتُ ْم َت ْعبُـ ُدو َن أَنتُ ْم َوآبَــا ُؤ ُك ُم األَقْـ َد ُمو َن فَـِإ َّن ُه ْم‬
‫ـدي ِن َوالـ ِـذي ُهـ َـو يُط ِْع ُمنِي َويَ ْسـ ِقي ِن َوإِ َذا‬
‫الذي َخل َقنِي َفهو ي ْـه ِ‬
‫َُ َ‬
‫المين ِ‬‫ب َ ِ‬
‫الع َ‬ ‫َع ُد ٌّو لي إِال َر َّ‬
‫ـع أَن َي ْغ ِفـ َـر لي َخ ِطــيئَتِي َيـ ْـو َم‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َف ُه َو يَ ْشفي ِن َوالــذي يُميتُني ثُ َّم يُ ْحيِي ِن َوالــذي أَط َْمـ ُ‬
‫ضُ‬‫َم ِر ْ‬
‫اآلخ ِر َ‬
‫ين‬ ‫صـ ْد ٍق فِي ِـ‬ ‫اجعل لي لسـا َن ِ‬
‫َ‬ ‫ين َو ْ َ‬
‫َلح ْقنِي بِال َّ ِ‬
‫صـالح َ‬
‫ب َهب لي ح ْكمـاً وأ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الــدِّي ِن َر ِّ ْ‬
‫اج َعلنِي ِمن َو َرثَِة َجن َِّة الن َِّع ِيم ‪[ ‬الشعراء‪ ، ]78 :‬فجعل إبراهيم ‪ ‬توحيد اهلل بالربوبية‬ ‫َو ْ‬
‫واأللوهية مسلكا له يف حياته ‪ ،‬وزادا له يف ابتالءاته وذخرا له عند مماته ‪ ،‬وه*ذا هو‬
‫العبد الرب**اين ال**ذي أمر اهلل عب**اده أن يتص**فوا بوص**فه يف االعتق**اد والق**ول والعمل ؛‬
‫اب َوبِ َما ُكْنتُ ْم تَ ْدُر ُسو َن ‪[ ‬آل عم**ران‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين بِ َما ُكْنتُ ْم ُتَعِّل ُمو َن الْكَت َ‬
‫قال ‪َ  : ‬ولَك ْن ُكونُوا َربَّانِّي َ‬
‫‪ ، ]79‬وعند البخ**اري من ح**ديث ابن عب**اس ‪ t‬أنه ق**ال يف تفسري اآلية ‪ُ ( :‬كونُــوا‬
‫َربَّانِِّي َين ُح َك َم َاء ُفَقَه َاء ) (‪. )1‬‬
‫ومن دع**اء العب**ادة أيضا أن يتقي العبد ربه فيمن واله عليهم ‪ ،‬وأال يصف نفسه‬
‫بأنه رب ك*ذا تواض*عا لربه وتوحي*دا هلل يف امسه ووص*فه ‪ ،‬وإن ج*از أن يص*فه غ*ريه‬
‫ب**ذلك ‪ ،‬فعند أيب داود وص**ححه األلب**اين من ح**ديث عبد اهلل بن جعفر ‪ t‬ق**ال ‪( :‬‬
‫ـل َفَل َّما َرأَى النَّبِ َّي ‪َ S‬ح َّن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ـ ـا ِر ‪ ،‬فَ ـ ـإ َذا َج َـم ـ ٌ‬
‫ـل َحائطًا لَر ُـج ـ ٍـل م َن األَنْ َ‬
‫أن َر ُس ـ ـول اهلل ‪َ S‬د َـخ ـ َ‬
‫ْج َـم ِـل ؟ لِ َم ْن‬
‫ب َهـ َذا ال َ‬ ‫ـال ‪َ :‬م ْن َر ُّ‬ ‫ت َفَقـ َ‬ ‫ت َعْينَــاهُ فَأَتَــاهُ النَّبِ ُّي ‪ S‬فَ َم َسـ َح ِذ ْـف َـراهُ فَ َسـ َك َ‬‫َو َذ َرفَ ْ‬
‫اهلل ِفي‬ ‫ِ‬ ‫ول ِ‬ ‫ال ‪ :‬لِي يَا َر ُس َ‬ ‫صا ِر َفَق َ‬ ‫ِ‬
‫ال ‪ :‬أَفَالَ َتتَّقى َ‬ ‫اهلل ‪َ ،‬فَق َ‬ ‫اء َفًتى م َن األَنْ َ‬ ‫ْج َم ُل ؟ فَ َج َ‬ ‫َه َذا ال َ‬
‫َه ِذ ِه الَْب ِه َيم ِة التِي َمل َك َك اهللُ إِيَّ َاها ‪ ،‬فَِإنَّهُ َش َكى إِل ََّى أَنَّ َك تُ ِج ُيعهُ َوتُ ْدئِبُهُ ) ‪.‬‬
‫(‪) 2‬‬

‫وأما النهي عن ذلك تواض**عا هلل ؛ فقد ورد عند أيب داود من ح**ديث أَىِب هري**رة‬
‫ـوك ‪َ :‬ربِّى‬ ‫َح ُد ُك ْم ‪َ :‬عْب ِـدي َوأ ََمتِي ‪َ ،‬والَ َي ُقـول َّ‬
‫َن ال َْم ْملُ ُ‬ ‫‪ t‬أن رسول ‪ S‬قال ‪ ( :‬الَ َي ُقول َّ‬
‫َن أ َـ‬
‫ـوك ‪َ :‬سـ ـيِّ ِدي َو َسـ ـيِّ َدتِي ‪ ،‬فَـ ـِإنَّ ُك ُم‬
‫ـاي َو َفتَ ــاتِي َولَْي ُقـ ِـل ال َْم ْملُ ـ ُ‬ ‫َو َربَّتِي ‪َ ،‬ولَْي ُقـ ِـل ال َْمالِ ـ ُ‬
‫ـك ‪َ :‬فتَ ـ َ‬

‫‪1‬البخاري يف العلم ‪ ،‬باب العلم قبل القول والعمل ‪. 1/37‬‬


‫‪2‬أبو داود يف اجله**اد ‪ ،‬ما ي**ؤمر به من القي**ام على ال**دواب ‪ ، *)2548 ( 3/23‬ص**حيح ال**رتغيب ( ‪2269‬‬
‫)‪.‬‬
‫‪177‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫ب اهللُ َع َّز َو َجل ) (‪. )1‬‬


‫الر ُّ‬
‫ال َْم ْملُو ُكو َن َو َّ‬
‫ق* **ال ابن أيب ح* **امت ‪ ( :‬ب* **اب من روى عنه العلم ممن يس* **مى عبد ال* **رب ‪ ،‬عبد‬
‫ال**رب بن كن**از الس**لمي ) (‪ ، )2‬وق**ال أبو حممد القرشي يف طبق**ات احلنفية ‪ ( :‬عبد‬
‫الرب بن منصور بن إمساعيل بن إبراهيم أبو املعايل الغزنوي ) (‪. )3‬‬
‫‪   -98‬األعلى ‪:‬‬
‫دع **اء العب **ادة س **لوك خيضع فيه العبد لربه أعاله الس **جود للمعب **ود ‪ ،‬ول **ذلك‬
‫ك* **انت الص* **الة ركنا أساس* **يا من أرك* **ان اإلس* **الم ‪ ،‬وهى يف مجلتها فيصل بني‬
‫الكفر واإلميان ألهنا تفصل بني معىن اخلض * * * * **وع والعبودية ومعىن العلو والربوبية ‪،‬‬
‫فهي اع * **رتاف عملي من املوحد بأنه عبد ‪ ،‬وتوحيد واقعي لإلله ال * **رب ‪ ،‬روى‬
‫الع ْبـ ُد‬
‫ب َما يَ ُكــو ُن َ‬ ‫مس*لم من ح*ديث أيب هري*رة ‪ t‬أن رس*ول اهلل ‪ S‬ق*ال ‪ ( :‬أَ ْقـ َـر ُـ‬
‫ِمن ربِِّه و ُهو س ِ‬
‫اج ٌد فَأَ ْكثِ ُروا الد َ‬
‫ُّع َاء ) (‪. )4‬‬ ‫ْ َ َ َ َ‬
‫ومن دع**اء العب**ادة أن يك**ون س**لوك العبد يف احلي**اة مبين على اإلخالص وابتغ**اء‬
‫َحـ ٍـد ِعْنـ ـ َدُه ِم ْن‬
‫وجه اهلل ‪ ،‬وأن تك* **ون غايته الرفيق األعلى ‪ ،‬ق* **ال تع* **اىل ‪َ  :‬وَما أل َ‬
‫نِْع َمـ ٍـة تُ ْجـ َـزى ِإال ابِْتغَ ـ َـاء َو ْجـ ِـه َربِِّه ا َأل ْعَلى ‪[ ‬اللي **ل‪ ، ]20 :‬وعند البخ **اري من ح **ديث‬
‫اهلل ‪S‬‬ ‫ول ِ‬ ‫عائشة رض *ي اهلل عنها أهنا ك**انت تق**ول ‪ ( :‬إِ َّن ِمن نِع ِم ِ‬
‫اهلل َعلَ َّى أ َّ‬
‫َن َر ُس ـ َ‬ ‫ْ َ‬
‫ـع َبْي َن ِر ِيقي َو ِر ِيقـ ِـه‬ ‫َن اهللَ َج َـم َ‬‫ُتـ ُـوفِّى ِفي َبْيتِي َو ِفي َيـ ْـوِمي َوَبْي َن َس ـ ْح ِري َونَ ْحـ ِري ‪َ ،‬وأ َّ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اك َوأَنَا ُم ْسـن َدةٌ َر ُسـ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـل َعلَ َّى َعْبـ ُد ال َّـر ْح َم ِن َوبيَـده ال ِّسـ َو ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول اهلل ‪َ S‬ف َرأ َْيتُـهُ‬ ‫عْن َد َم ْوته ‪َ ،‬د َخ َ‬
‫ـك ‪ ،‬فَأَ َش ـ َار بَِرأْ ِس ـ ِه أَ ْن َن َع ْم ‪،‬‬ ‫لت آ ُخـ ُذهُ لَـ َ‬ ‫اك َف ُق ُ‬ ‫ب ال ِّس ـ َو َ‬ ‫ت أَنَّهُ يُ ِح ُّ‬
‫َيْنظُـ ُـر إِلَْيـ ِـه ‪َ ،‬و َعـ َـرفْ ُ‬
‫ـك فَأَ َش ـ َار بَِرأْ ِس ـ ِه أَ ْن َن َع ْم ‪َ ،‬فلََّيْنتُ ــهُ َوَبْي َن يَ َديْ ـ ِـه‬ ‫لت أُلَِّينُ ــهُ لَ ـ َ‬‫َفَتنَ َاولتُ ــهُ فَا ْشــتَ َّد َعلَْيـ ِـه ‪َ ،‬وقُ ُ‬
‫ـول ‪ :‬الَ‬ ‫الم ِاء َفيَ ْم َس ُح بِ ِه َما َو ْج َههُ َي ُقـ ُ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َر ْك َوةٌ أ َْو ُعلبَةٌ ف َيها َماءٌ ‪ ،‬فَ َج َع َل يُ ْدخ ُل يَ َديْه في َ‬
‫الر ِف ِيق األَ ْعلَى ‪،‬‬ ‫ول ‪ :‬في َّ‬ ‫ب يَ َدهُ فَ َج َع َل َي ُق ُ‬ ‫ٍ‬ ‫إِل ََه إِالَّ اهلل ‪ ،‬إِ َّن لِ ِ‬
‫صَ‬ ‫لم ْوت َس َك َرات ‪ ،‬ثُ َّم نَ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬

‫‪1‬أبو داود يف األدب ‪ ،‬باب ال يقول اململوك ريب وربيت ‪ ، )4975 ( 4/294‬صحيح اجلامع ( ‪. )7766‬‬
‫‪2‬اجلرح والتعديل البن أيب حامت ‪. 44 /6‬‬
‫‪3‬اجلواهر املضية يف طبقات احلنفية نشر مري حممد كتب خانه ‪ ،‬كراتشي ‪. )792 ( 1/299‬‬
‫‪4‬مسلم يف الصالة ‪ ،‬باب ما يقال يف الركوع والسجود ‪. )482 ( 1/350‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪178‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫َت يَ ُدهُ ) (‪. )1‬‬ ‫َحتَّى قُبِ َ‬


‫ض َو َمال ْ‬
‫كثري من الس **لف ورواة احلديث مسى عبد األعلى ‪ ،‬منهم عبد األعلى بن ع **دى‬
‫البهراني القاضي من الطبقة الوسطى من التابعني ‪ ،‬مات سنة أربع ومائة (‪. )2‬‬
‫‪   -99‬اإلله ‪:‬‬
‫دع**اء العب**ادة يظهر فيه العبد مبظهر التوحيد واخلض**وع هلل ‪ ،‬فتوحيد األلوهية هو‬
‫الغاية اليت خلق اهلل الن*اس من أجلها ‪ ،‬وهو أول ال*دين وآخ*ره وظ*اهره وباطنه كما‬
‫ون ‪[ ‬الذريات‪. ]56 :‬‬ ‫األنْس ِإال لِيْعب ُد ِ‬
‫قال تعاىل ‪  :‬وما َخَلْق ُ ِ ِ‬
‫ت الْج َّن َو َ َ ُ‬ ‫ََ‬
‫ف * **وجب على املس * **لم ال * **ذي اعتقد أن إهله هو اإلله احلق ‪ ،‬وأن كل ما س* **واه‬
‫خاضع له طوعا وكرها أن يوجه قص * **ده وطلبه يف احلي * **اة إىل العمل يف مرض * **اته‬
‫وأن يس **لك أق**رب الط **رق والوس**ائل إليه وهو طريق الس**نة واالتب **اع دون اهلوى‬
‫واالبت* * * * **داع ‪ ،‬فاهلداية التامة تتض* * * * **من توحيد املطل* * * * **وب وتوحيد الطلب وتوحيد‬
‫الطريق املوصلة إليه ‪ ،‬واالنقطاع أو ختلف الوص*ول إليه يقع من الش*ركة يف ه*ذه‬
‫األمور أو يف بعضها (‪. )3‬‬
‫والعبد إذا حقق توحيد األلوهية ت* * * * * **وافقت إرادته مع اإلرادة الش* * * * * **رعية الدينية ‪،‬‬
‫ومن مث تتوافق مع اإلرادة الكونية القدرية ‪ ،‬حىت يك* **ون كما ثبت يف الس* **نة النبوية‬
‫عبدا ربانيا عصمه اهلل يف حركاته وسكناته ‪ ،‬وعند البخ*اري من ح*ديث أيب هري*رة‬
‫ـال ‪ :‬من عـ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‪،‬‬ ‫ـادى لي َوليًّا َف َق ـ ْد آ َذ ْنتُ ــهُ بِ ــال َ‬
‫ْح ْر ِ‬ ‫‪ t‬أن َر ُس *ول اهلل ‪ S‬ق**ال ‪ ( :‬إِ َّن اهللَ قَ ـ َ َ ْ َ َ‬
‫ت َعلَي ِه ‪ ،‬وما يز ُ ِ‬ ‫َى ِم َّما ا ْفَت َر ْ‬ ‫ٍ‬ ‫وما َت َق َّرب إِل َّ ِ‬
‫ب‬‫ال َع ْبدي َيَت َقـ َّـر ُ‬ ‫ض ُ ْ َ َ ََ‬ ‫ب إِل َّ‬
‫َح َّ‬ ‫َى َع ْبدي بِ َش ْيء أ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص َرهُ الذي ُي ْبص ُر‬ ‫ت َس ْم َعهُ الذي يَ ْس َم ُع به ‪َ ،‬وبَ َ‬ ‫َّواف ِل َحتَّى أُحبَّهُ فَإذَا أ ْ‬
‫َحبَْبتُهُ ُك ْن ُ‬ ‫َى بالن َ‬ ‫إِل َّ‬
‫ش بِ َها َو ِر ْجلَ ـ ـ ــهُ التِي يَ ْم ِشـ ـ ـ ـى بِ َها ‪َ ،‬وإِ ْن َسـ ـ ـ ـأَلَنِي ألُ ْع ِطَينَّهُ ‪َ ،‬ولَئِ ِن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بِ ـ ـ ــه َويَـ ـ ـ ـ َدهُ التي َي ْبطُ ُ‬
‫س ال ُْمـ ـ ْـؤ ِم ِن ‪،‬‬‫ُّدي َع ْن َن ْف ِ‬ ‫ت عن َش ـ ـي ٍء أَنَا فَ ِ‬
‫اعلُـ ــهُ َتـ ــرد ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫ا ْس ـ ـَت َعا َذني ألُعي َذنَّهُ ‪َ ،‬و َما َتـ ـ َـر َّد ْد ُ (‪ْ ْ )َ4‬‬
‫ت َوأَنَا أَ ْك َرهُ َم َس َاءتَهُ ) ‪.‬‬ ‫يَ ْك َرهُ ال َْم ْو َ‬
‫‪1‬البخاري يف املغازي ‪ ،‬باب مرض النيب ‪ S‬ووفاته ‪. )4184 ( 4/1616‬‬
‫‪2‬انظر ترمجته يف هتذيب التهذيب ‪ ، 6/97‬وتقريب التهذيب ص ‪. 331‬‬
‫‪3‬التبيان يف أقسام القرآن البن القيم ‪ ،‬نشر دار الفكر ص ‪ 44‬بتصرف ‪.‬‬
‫‪4‬البخاري يف الرقاق ‪ ،‬باب من جاهد نفسه يف طاعة اهلل ‪. )6135 ( 5/2384‬‬
‫‪179‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫ومن مث ف * **إن املس * **لم إذا وفقه اهلل إىل الطاعة واجتهد يف أحك * **ام العبودية وأدى‬
‫توحيد األلوهية ‪ ،‬نسب الفضل يف طاعته إىل ربه ‪ ،‬وأهنا ك* * * **انت مبعونته وتوفيقه ملا‬
‫س**بق به حكمه وقض**ائه وق**دره ‪ ،‬وال ينسب الفضل يف ذلك إىل نفسه ؛ أو مين به‬
‫على ربه ‪ ،‬وإذا أح* * * * **دث ذنبا أو معص* * * * **ية علم أن أفعاله وإن ك* * * * **انت مبش * * **يئة اهلل‬
‫وحكمه وقض * **ائه وق* **دره إال النس* **بة يف العص * **يان مردها إىل اإلنس * **ان أو وس* **واس‬
‫الش* * **يطان في* * **دعوه ذلك إىل التوبة وطلب الغف* * **ران ‪ ،‬ويقر لربه بذنبه وأن معص * **يته‬
‫بس **بب تقص **ريه وخطئه وأنه مس **تحق للعق **اب حبكمه وعدله ‪ ،‬وأن ربه م **نزه عن‬
‫ظلم أحد من الع*املني ‪ ،‬ف*إن أدخل عب*دا اجلنة فبفض*له ‪ ،‬وإن عذبه يف الن*ار فبعدله ‪،‬‬
‫فهذا هو العبد الذي وحد اهلل حقا يف امسه اإلله وكان سلوكه يف احلياة دع*اء عب*ادة‬
‫هلل عز وجل ‪.‬‬
‫مل أجد من تسمى عبد اإلله غري جد السيد العالمة الفهامة عثم**ان بن على بن‬
‫حممد بن عبد اإلله بن أمحد الوزير ‪ ،‬وكان س**يدا تقيا ورعا أملعيا إماما يف الف**روع‬
‫حاكما مفتيا م**تني الديانة والعب**ادة ‪ ،‬م**ات عثم**ان بص**نعاء يف مجادى األوىل س**نة‬
‫(‪)1‬‬
‫ثالثني ومائة وألف ‪.‬‬

‫خاتمة البحث‬
‫****************‬
‫احلمد هلل ال**ذي وفقنا إىل إهناء آخر األج**زاء يف دراسة األمساء احلسىن الثابتة يف‬
‫الكت* **اب والس* **نة ‪ ،‬ه* **ذا اجلزء ال* **ذي يعد مثرة العمل بعد اجلمع واإلحص* **اء وفهم‬
‫املعىن والداللة والدعاء ‪ ،‬روى البخاري من حديث أيب هري**رة ‪ t‬أن رس**ول اهلل ‪S‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫ْجنَّ َة ) (‪. )2‬‬
‫ص َاها َد َخ َل ال َ‬ ‫اس َما مائَ ًة إِالَّ َواح ًدا َم ْن أ ْ‬
‫َح َ‬ ‫قال ‪ِ ( :‬إ َّن لله ت ْس َع ًة َوت ْسع َ‬
‫ين ْ‬
‫قال ابن القيم ‪ ( :‬مراتب إحص*اء أمسائه اليت من أحص*اها دخل اجلنة ‪ ،‬وه*ذا هو‬
‫‪1‬البدر الطالع مبحاسن من بعد القرن السابع حملمد بن علي الشوكاين‪. 2/145‬‬
‫‪2‬البخاري يف الشروط ‪ ،‬باب إن هلل مائة اسم إال واحدا ‪. )6957 ( 6/2691‬‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪180‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫قطب الس* **عادة وم* **دار النج* **اة والفالح ‪ ،‬املرتبة األوىل إحص* **اء ألفاظها وع* **ددها ‪،‬‬
‫املرتبة الثانية فهم معانيها وم **دلوهلا ‪ ،‬املرتبة الثالثة دع **اؤه هبا كما ق **ال تع **اىل ‪َ  :‬و ِهلل‬
‫وه بَِها ‪[ ‬األع**راف‪ ، ]180 :‬وهو مرتبت**ان إح**دامها ‪ :‬دع**اء ثن**اء‬ ‫ا َأل ْسـ َم ُاء ال ُ‬
‫ْح ْسـَنى فَــا ْد ُع ُ‬
‫وعب **ادة والث **اين ‪ :‬دع **اء طلب ومس **ألة ‪ ،‬فال يثىن عليه إال بأمسائه احلسىن وص **فاته‬
‫العلى وك*ذلك ال يس*أل إال هبا ‪ ،‬فال يق*ال يا موج*ود أو يا ش*يء أو يا ذات اغفر‬
‫يل وارمحين بل يسأل يف كل مطلوب باسم يكون مقتضيا لذلك املطلوب ؛ فيكون‬
‫الس* * * * **ائل متوسال إليه ب* * * * **ذلك االسم ‪ ،‬ومن تأمل أدعية الرسل والس* * * * **يما خ * * **امتهم‬
‫وإم* **امهم وج* **دها مطابقة هلذا ) (‪ ، )1‬وقد س* **عيت على م* **دار األج* **زاء اخلمسة أن‬
‫نتعرف على مراتب اإلحصاء اليت ذكرها العالمة ابن القيم واحدة واحدة ‪:‬‬
‫المرتبة األولى ‪ :‬إحص* * * * * * * * * * * **اء ألفاظها وع* * * * * * * * * * * **ددها ‪ ،‬وقد التزمنا يف منهج اجلمع‬
‫واإلحص**اء مخسة ش**روط الزمة لكل اسم من األمساء احلسىن ‪ ،‬وهي ورود االس**م‬
‫نصا يف القرآن وصحيح السنة ‪ ،‬وأن يرد يف النص مرادا به العلمي*ة ومتم*يزا بعالم*ات‬
‫االمسية اللغوي* **ة ‪ ،‬وأن يك* **ون مطلق* **ا يفيد املدح والثن* **اء بنفسه دون تقييد ظ **اهر أو‬
‫إض**افة مقرتنة ‪ ،‬مث داللته على الوصف وأن يك**ون امسا على مس**مى ‪ ،‬وآخرها أن‬
‫يك* **ون الوصف ال* **ذي دل عليه االسم يف غاية اجلم* **ال والكم* **ال فال يك **ون املعىن‬
‫عند جترد اللفظ منقس* * * * * **ما إىل كم* * * * * **ال أو نقص أو حيتمل ش* * * * * **يئا حيد من إطالق‬
‫الكمال واحلسن ‪.‬‬
‫وعن**دما استقص**ينا ب**البحث احلاس**ويب مجيع األمساء وع**ددها عند خمتلف العلم**اء‬
‫يزيد على م **ائتين ومثانني امسا مل تنطبق ه **ذه الش **روط إال على تس **عة وتس **عني امسا‬
‫ِ‬ ‫فقط وهي ‪ :‬الـ َّـرحمن الـ َّـر ِحيم ِ‬
‫الجبَّ ُار‬ ‫الم َهْي ِم ُن َ‬
‫الع ِزيـ ُـز َ‬ ‫المـ ْـؤم ُن ُ‬
‫الم ُ‬
‫سـ ُ‬
‫ُّوس ال َّ‬
‫الملكُ ال ُقــد ُ‬
‫ُ َ‬ ‫َْ ُ‬
‫الم ْـولَى‬
‫ص ـ ُير َـ‬ ‫س ـ ِميع الب ِ‬ ‫ِ‬
‫اآلخ ُر الظَّاه ُر البَ ــاط ُن ال َّ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ص ـ ِّو ُر األ ََّو ُل ِ ـ‬ ‫الم َ‬
‫ئ ُ‬ ‫خـالِ ُق البَ ــا ِر ُ‬‫المتَ َكِّب ُر ال َـ‬ ‫ُ‬
‫اح ُد‬‫الو ِـ‬ ‫ُ‬
‫ال‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫الم‬
‫ْ ُ َ ُ َ ُّ ِّ ُ َ ُ ُ َ َ َ‬ ‫ير‬‫ِ‬
‫ب‬ ‫ك‬ ‫ال‬ ‫تير‬ ‫الس‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ي‬ ‫الح‬ ‫يل‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫الج‬ ‫ر‬ ‫ت‬ ‫و‬‫ِ‬ ‫ال‬ ‫ُ‬
‫ير‬‫ِ‬
‫ب‬ ‫خ‬ ‫ُ َ‬‫ال‬ ‫يف‬ ‫ط‬‫ِ‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫ال‬ ‫ير‬‫د‬‫ِ‬ ‫ق‬‫ال‬ ‫و‬
‫َ ُ ُّ َ ُُ‬‫ف‬‫الع‬ ‫ُ‬
‫ر‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫َّص‬ ‫الن‬
‫الوا ِسـ ـ ُع‬ ‫شـ ـ ُكور ِ‬ ‫وم العِل ُّي ِ‬ ‫ِي ِ‬ ‫ـق ِ‬
‫يم َ‬ ‫الحل ُ‬ ‫يم ال َّ ُ َ‬ ‫العظ ُ‬ ‫الح ُّي ال َقيُّ ُ َ َ‬ ‫ين َ‬ ‫المت ُ‬ ‫ين القَ ــو ُِّ َ‬ ‫الحـ ُّ ُ‬
‫المب ُ‬ ‫َّار َـ‬ ‫ال َقه ُ‬
‫العِليم التَّواب الح ِك ِ‬
‫دود‬
‫ـور ال ـ َـو ُ‬ ‫جيب الغَُفـ ُ‬ ‫الم ُ‬ ‫يب ُ‬ ‫صـ ـ َم ُد ال َقـ ـ ِر ُ‬ ‫َحـ ـ ُد ال َّ‬ ‫يم األ َ‬ ‫يم الغَن ُّي ال َكـ ـ ِر ُ‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫َ ُ‬
‫َّاح ال َّ‬
‫ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـهي ُد‬ ‫ِ‬
‫المجي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُد ال َفت ُ‬
‫ظ َ‬ ‫الحفي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ‬
‫الحمي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُد َ‬
‫الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َـول ُّي َ‬

‫‪1‬انظر بدائع الفوائد ‪. 1/171‬‬


‫‪181‬‬‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫الم ـقَ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد‬ ‫ُ‬


‫ِ‬
‫شـ ـاك ُر‬ ‫ط ال ـ َّـرا ِز ُق ال َقــاهرُ ال ــديَّا ُن ال َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض البَاسـ ـ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الم َسـ ـ ِّع ُر ال َقــاب ُ‬ ‫المْقتَـ ـِدْر ُ‬ ‫ـك ُ‬ ‫الملي ـ ُ‬ ‫ِّر َ‬ ‫المــؤخ ُ‬ ‫ُِم ُ‬
‫المنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان‬ ‫َ‬
‫ـادرُ‬ ‫َ ال ـَقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِ‬
‫ال‬
‫ال َخ ّ‬
‫قيت‬
‫الم ُ‬ ‫الم ْعطي ُ‬ ‫الرفي ُـق ُ‬ ‫شـ ِافي ِّ‬ ‫ـيب ال َّ‬ ‫الحس ُ‬ ‫الم ْحسـ ُن َ‬
‫ِ‬
‫قيب ُ‬ ‫ـل ال َّـر ُ‬ ‫الوكي ُ‬ ‫ك ال َّـرزَّا ُق َ‬ ‫المِال ُ‬ ‫َ ُق َ‬
‫سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫ال ـ‬
‫َّي‬
‫ب‬ ‫بوح الـ َـوا ِرثُ الـ َّـر ُّ‬ ‫سـ ُ‬ ‫اد ال ُّ‬ ‫الجـ َـو ُ‬ ‫َّاب َ‬ ‫الوه ُ‬ ‫ءوف َ‬ ‫البـ ُّـر الغََّفارُ الـ َّـر ُ‬ ‫الح َك ُم األَ ْـك َـر ُم َ‬ ‫ب َ‬ ‫ُِد الطَّيِّ ُ‬
‫األ ْعلى ا ِإللَهُ ‪.‬‬
‫أما ترتيبها على ه * **ذا النحو فمس * **ألة اجتهادية راعينا يف معظمها ت * **رتيب اق * *رتان‬
‫األمساء بورودها يف اآلي**ات مع تق**ارب األلف**اظ على ق**در املس**تطاع ليس**هل حفظها‬
‫بأدلتها ‪ ،‬وليس يف ذلك إلزام بل األمر مرتوك للمسلم وطريقته يف حفظها ‪.‬‬
‫وقد ت * * **بني أن األمساء املش * * **هورة منذ ألف وم * * **ائيت ع * * **ام واليت أدرجها الوليد بن‬
‫مس**لم عند الرتم**ذي ليس فيه من األمساء احلسىن الص**حيحة إال س**بعني امسا مع لفظ‬
‫اله ـ ـ ِ‬
‫ـادي‬ ‫ُّور َـ‬ ‫اجلاللة أما املتبقي فس * * **تة أمساء مقي * * **دة وهي ‪ :‬المحِيي المنتِقم ـ ِ‬
‫الجـ ــام ُع الن ُ‬
‫َُ َ‬ ‫ُْ‬
‫َالب ِد ُيع ‪ ،‬وثالثة وعشرون ليست من األمساء احلسىن ولكنها أفع*ال وأوص*اف وهي ‪:‬‬
‫الم ِم ُ‬
‫يت‬ ‫صـي المبـ ِـديء ِ‬ ‫ث الم ْح ِ‬ ‫الر ِافــع المعـ ُّـز المـ ِـذل العـ ْـد ُل الجِليــل ِ‬
‫المعيـ ُد ُ‬‫ُْ ُ ُ‬ ‫البــاع ُ ُ‬
‫َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ـافض َّ ُ‬ ‫الخـ ُ‬
‫البـ ِـاقي‬ ‫ِ‬ ‫المـانِ ُع ال َّ‬
‫الم ْغِني َـ‬ ‫اإلكـر ِام ِ‬ ‫الج َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الم ِ ـ‬ ‫الو ِ ـ‬
‫ض ـ ُّار النَّاف ُع َ‬ ‫المْقس ـط ُ‬
‫الل َو ْـ َ ُ‬ ‫اج ُد الـ َـوالي ُذو َ‬ ‫اج ُد َ‬ ‫َ‬
‫الصبُور ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الرشي ُد َّ‬‫َّ‬
‫المرتبة الثانية ‪ :‬فهم معانيها وم* **دلوهلا ‪ ،‬وقد أف* **ردت ل* **ذلك اجلزء الث* **اين ال* **ذي‬
‫تناولنا فيه شرح املعىن اللغوي وبيان اشتقاق كل اسم واستعماالته يف املراجع اللغوي*ة‬
‫م*ع اعتب*ار نص*وص الق*رآن والس*نة ش*واهد لغوية ‪ ،‬وانتهجت طريق*ة الس*لف‬
‫يف تفس **ري االس **م كم **ا وردت هبا النص **وص دون توجيهه **ا بأص **ول كالمي **ة أو آراء‬
‫فلس**فية أو مواج**د ذوقي**ة ‪ ،‬وق**د ك**ان للم**ذهب الس**لفي بنقائه الفط**ري وإميان**ه النقي‬
‫ال **ذي يتواف **ق في **ه العق **ل الص **ريح م **ع النق **ل الص **حيح انطالق **ا من تص **ديق اخلرب‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪182‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫وتنفيذ األمر كان له أثر كبري يف ظهور كل اسم مبعناه املوضوع له بدقة ‪.‬‬
‫وتناولن* * * **ا أيض* * * **ا يف اجلزء الث* * * **الث ش* * * **رح داللة األمساء على الص* * * **فات باملطابقة‬
‫والتض* * **من والل* * **زوم مث طبقناها على كل اسم بص* * **ورة تفص* * **يلية ‪ ،‬وقد ظهر لنا أن‬
‫األمساء الدالة على صفات الذات عددها اثنان وعش*رون امسا هي ب*رتتيب ورودها ‪:‬‬
‫الملك األول اآلخر الق ـ ــدير الخب ـ ــير ال ـ ــوتر الجميل الكب ـ ــير الواحد الق ـ ــوي الم ـ ــتين العلي‬
‫الحكيم األحد الصـ ـ ــمد الحميد المليك المالك الـ ـ ــرقيب السـ ـ ــيد األعلى اإلله ‪ ،‬واألمساء‬
‫الدالة على ص*فات الفعل ع*ددها اثن*ان وأربع*ون امسا هي ب*رتتيب ورودها ‪ :‬الـرحمن‬
‫الرحيم الخالق المصور المولى النصير العفو اللطيف الحيي الستير القهار الشكور الحليم‬
‫التــواب المجيب الغفــور الــودود الــولي الفتــاح المقــدم المــؤخر المســعر القــابض الباسط‬
‫الـ ــرازق القـ ــاهر الـ ــديان الشـ ــاكر المنـ ــان الخالق الـ ــرزاق الوكيل الشـ ــافي الرفيق المعطي‬
‫المقيت الحكم األكرم البر الغفار الرءوف الوهاب ‪.‬‬
‫كما أن األمساء الدالة على ص*فات ال*ذات والفعل معا ع*ددها مخسة وثالثني امسا‬
‫وهي ‪ :‬الســالم القــدوس المــؤمن المهيمن العزيز الجبــار المتكــبر البــارئ الظــاهر البــاطن‬
‫الس ــميع البص ــير المتع ــالي الحق الم ــبين الحي القي ــوم العظيم الواسع العليم الغ ــني الك ــريم‬
‫الق ـ ــريب الحفيظ المجيد الش ـ ــهيد المقت ـ ــدر الق ـ ــادر المحسن الحس ـ ــيب الطيب الج ـ ــواد‬
‫السبوح الوارث الرب ‪.‬‬
‫المرتبة الثالثة ‪ :‬دعاء اهلل بأمسائه دع**اء مس**ألة ودع**اء عب**ادة ‪ ،‬وقد أف**ردت اجلزء‬
‫الرابع ل**دعاء املس**ألة ‪ ،‬ويعد من أهم أج**زاء البحث حلاجة املس**لم إليه يف دعائه لربه‬
‫وتوس **له إليه ب **أعلى أن **واع التوسل اليت أمر اهلل ‪ ‬هبا ‪ ،‬وعلمن **ا أن األمساء ال **يت ثبت‬
‫ال**دعاء فيه**ا باالس**م املطل**ق س**تة وأربع**ون امسا وهي ‪ :‬الـرحمن الـرحيم الملك القـدوس‬
‫السالم العزيز األول اآلخر الظاهر البـاطن السـميع العفو الحـيي الواحد القهـار الحق الحي‬
‫القي ــوم العلي العظيم الحليم العليم الت ــواب الحكيم الغ ــني الك ــريم األحد الص ــمد الق ــريب‬
‫المجيب الغف ــور الحميد المجيد المق ــدم الم ــؤخر المن ــان الق ــادر الخالق الوكيل الش ــافي‬
‫األكرم البر الغفار الرءوف الوهاب اإلله ‪.‬‬
‫‪183‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫وأم**ا األمساء ال**يت ثبت ال**دعاء فيه**ا باالس**م املقي**د باإلض**افة فهي إح**دى عش**ر امسا‬
‫وهي ‪ :‬البصير المولى النصير القدير الولي المليك المالك الرزاق الرقيب الوارث الــرب‬
‫‪.‬‬
‫واألمساء ال * **يت ثبت ال* **دعاء فيه* **ا بالوصف ع* **ددها س * **بعة وعش* **رون امسا وهي ‪:‬‬
‫الم ــؤمن الجب ــار المتك ــبر الخ ــالق الب ــارئ المص ــور الس ــتير الكب ــير الم ــبين الق ــوي الواسع‬
‫الحفيظ الفتاح الشهيد المقتدر المسعر القابض الباسط الـرازق المحسن الحسـيب الرفيق‬
‫المعطي الطيب الحكم الس ـ ـ ـ ــبوح األعلى ‪ ،‬أما األمساء اليت ورد ال* * * * **دعاء فيها ب* * * **املعىن‬
‫واملقتضى فع* * * * **ددها مخسة عشر امسا وهي ‪ :‬المهيمن اللطيف الخبـ ـ ـ ــير الـ ـ ـ ــوتر الجميل‬
‫المتعال المتين الشكور الودود القاهر الديان الشاكر المقيت السيد الجواد ‪.‬‬
‫مث تناولنا يف ه* * * **ذا اجلزء األخري دع* * * **اء العب* * * **ادة وبي* * * **ان منزلته وكيف حيقق العبد‬
‫مقتضى االسم يف اعتق **اده وس **لوكه ‪ ،‬مث حبثنا حبثا حاس **وبيا واسع النط **اق ملن ب **دأ‬
‫امسه بالعبودية والتعبد هلل بأمسائه احلسىن ‪ ،‬وأسفر البحث عن النتائج اآلتية ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬س* **تة وثالث* **ون من علم* **اء الس* **لف ورواة احلديث ب* **دأت أمساؤهم األوىل‬
‫بإض* **افة العبودية ألمساء اهلل التالية ‪ :‬الـــرحمن ال ــرحيم الملك الق ــدوس الس ــالم المهيمن‬
‫العزيز الجب ــار الخ ــالق الب ــارئ الخب ــير الكب ــير المتع ــال الواحد الحي القي ــوم العلي العظيم‬
‫الحكيم الك ـ ــريم األحد الص ـ ــمد الغف ـ ــور ال ـ ــرزاق الق ـ ــاهر المالك الحميد المجيد الغف ـ ــار‬
‫الوهـ ــاب الـ ــوارث األعلى الحكم األكـ ــرم الجـ ــواد الـ ــرب ‪ ،‬واثن* **ان أض* **يفا أيضا المسيه‬
‫المؤمن والشكور لكن األول منهما ثان والثاين منهما ثالث ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬س* **بعة وعش* **رون من علم* **اء اخللف واملت* **أخرين ابت* **داء من الق **رن اخلامس‬
‫اهلج * * **ري ب * * **دأت أمساؤهم األوىل بإض * * **افة العبودية ألمساء اهلل احلسىن التالية ‪ :‬األول‬
‫الس ـ ــميع البص ـ ــير الم ـ ــولى النص ـ ــير اللطيف القه ـ ــار الحق الق ـ ــوي الواسع العليم الغ ـ ــني‬
‫المجيب الودود الولي الحفيظ الفتـاح المقتـدر الباسط القـادر الخالق الـرازق المحسن‬
‫المعطي السـ ــيد الطيب الـ ــبر ‪ ،‬وثالثة أيضا أض* **يفوا كاسم ث* **ان ألمسائه الظـ ــاهر العفو‬
‫الحليم ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬األمساء احلسىن اليت مل يتعبد هلا أحد من الس* * * * * * * * **لف واخللف واملت* * * * * **أخرين‬
‫ووج * * **دناها ألن * * **اس معاص * * **رين يف حمرك * * **ات البحث ودليل اهلاتف على اإلن * **رتنت‬
‫فع**ددها س**بعة عشر امسا وهي ‪ :‬المصــور اآلخر القــدير المــبين المــتين التــواب الــرقيب‬
‫أسماء هللا الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫‪184‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫الوكيل الشـــهيد المليك الـــديان الشـــاكر المن ــان الحس ــيب الش ــافي ال ــرءوف اإلله ‪ ،‬أما‬
‫األمساء اليت مل يتعبد هلا أحد حىت ت*اريخ ت*دوين ه*ذا البحث ‪ ،‬وال حنسب أح*دا من‬
‫املس* **لمني تس* **مى هبا من قبل واهلل أعلم ‪ ،‬فع* **ددها أربعة عشر امسا وهي ‪ :‬المتكـ ــبر‬
‫الب ــاطن ال ــوتر الجميل الح ــيي الس ــتير الق ــريب المق ــدم الم ــؤخر المس ــعر الق ــابض الرفيق‬
‫المقيت السـ ــبوح ‪ ،‬وهنيئا ملن س* **ارع ومسى نفسه أو ول* **ده هبذا االسم فس* **يكون له‬
‫السبق على مستوى أمة حممد ‪ S‬واهلل أعلم ‪.‬‬
‫اللهم أنت ريب وإهلي ‪ ،‬ال معب* **ود يل س* **واك ؛ فتقبل مين واجعل كاتبه وقارئه‬
‫وناقله ومعلمه من أهل العمل مبقتضى األمساء وحتقيق الوعد جبزاء اإلحصاء ‪.‬‬
‫عبدك حممود بن عبد الرازق‬

‫أسـماء ‪ ‬الحسـنى التي جمعها الوليد بن‬ ‫أسـماء ‪ ‬الحسـنى الثابتة في الكتاب والسنة‬
‫مسلم‬ ‫والتي انطبقت عليها شروط اإلحصاء‬

‫وما لم يثبت منها أو يوافق شروط اإلحصاء‬ ‫ذي ال ِإلَ َه ََِِّّإال ُه َو‬ ‫ُهو اهَّلل ا ّلَ ِ‬
‫َ ُ‬
‫الس‪O‬ال ُم ال ُم‪OO‬ؤْ ِمنُ‬ ‫َّ‬ ‫ال َّر ْح َمنُ ال َّر ِحي ُم ال َملِكُ القُد ُ‬
‫ُّوس‬
‫ذي ال ِإلَ َه ََِِّّإال ُه َو‬ ‫ُهو اهَّلل ا ّلَ ِ‬
‫َ ُ‬ ‫ق البَ ‪OO‬ا ِر ُئ‬ ‫الخ‪ OO‬الِ ُ‬ ‫َ‬ ‫الجبَّا ُر ال ُمتَ َكبِّ ُ‪O‬ر‬ ‫َ‬ ‫ال ُم َه ْي ِمنُ ال َع ِزي‪ُ OO‬ز‬
‫‪O‬ؤْ‬ ‫َ‬
‫الس‪O‬ال ُم ال ُم‪ِ O‬منُ ال ُم َهي ِمنُ‬ ‫ُّوس َّ‬ ‫الرَّحمنُ ال َّرحي ُم ال َملِك القُ‪O‬د ُ‬ ‫الس‪ِ OOO‬مي ُع‬ ‫َّ‬ ‫نُ‬ ‫ط‬‫َ ِ‬ ‫‪OOO‬ا‬ ‫ب‬ ‫ال‬ ‫ر‬
‫ُِ‬ ‫ه‬ ‫ا‬‫َّ‬ ‫ظ‬ ‫ال‬ ‫ر‬ ‫ِ ُ‬‫‪OOO‬‬‫خ‬ ‫اآل‬ ‫ص‪ِّ OOO‬و ُر األَ َّو ُل‬ ‫ال ُم َ‬
‫ص‪ِّ OO‬و ُر ال َغفَّا ُر‬
‫ق البَ‪OO‬ا ِرى ُء ال ُم َ‬ ‫الجبَّا ُر ال ُمتَ َكبِّر َ‬
‫الخ‪ OO‬الِ ُ‬ ‫ال َع ِزي‪ُ OO‬ز َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ص ‪O‬يُر ال َعف‪Oُّ O‬و الق ‪ِ O‬دي ُر الل ِطي‪OO‬فُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫‪O‬ولى الن ِ‬ ‫َ‬ ‫ص ‪O‬ي ُ‪O‬ر ال َم‪ْ O‬‬ ‫البَ ِ‬
‫اس‪OOOO‬طُ‬ ‫ض البَ ِ‬ ‫َّاح ال َعلِي ُم القَ‪OOOO‬ابِ ُ‬ ‫ق الفت ُ‬ ‫القَهَّا ُر ال َوه ُ‬
‫َّاب ال‪َّ OOOO‬رزَّا ُ‬ ‫الس‪OOO‬تي ُر ال َكبِ‪OOO‬ي ُر‬ ‫ِّ‬ ‫الحيِ ُّي‬ ‫َ‬ ‫الج ِمي‪ُ OOO‬ل‬ ‫َ‬ ‫الخبِ‪OOO‬يرُ ال‪ِ OOO‬و ْت ُر‬ ‫َ‬
‫المـ ـ ِـذل َّ‬ ‫الرافِ ـ ُـع المع ـ ُّـز‬ ‫الح‪ُّ O‬ق ال ُمبِينُ القَ‪O‬و ُِّي‬ ‫َ‬ ‫القَهَّا ُر‬ ‫ال ُمتَ َعالُ ال َوا ِح ُد‬
‫ص ‪O‬ي ُر‬
‫الس ‪ِ O‬مي ُع البَ ِ‬ ‫ـافض َّ‬
‫الخ ـ ُ‬ ‫ال َعلِ ُّي‬ ‫القَيُّومُ‬ ‫الح ُّي‬ ‫َ‬ ‫ال َمتِينُ‬
‫ال َع ِظي ُم ال َغفُ ‪OO‬و ُر‬ ‫الحلِي ُم‬ ‫لعـ ـ ـ ْد ُل اللّ ِطي ‪OO‬فُ َ‬
‫الخبِ ‪OO‬ي ُر َ‬ ‫الح َك ُم ا َ‬
‫َ‬ ‫َّواب‬
‫اس‪ُ OOOOO‬ع ال َعلِي ُم الت ُ‬ ‫الحلِي ُم ال َو ِ‬ ‫َ‬ ‫الش‪ُ OOOOO‬كو ُر‬ ‫َّ‬ ‫ال َع ِظي ُ‪O‬م‬
‫الص‪َ OOOO‬م ُد القَ‪ِ OOOO‬ر ُ‬ ‫الح ِكي ُ‪O‬م ال َغ ِن ُّي الكَ‪ِ OOOO‬ري ُ‪O‬م األَ َح‪ُ OOOO‬د‬
‫الجلِيـ ـ ُـل‬
‫يب‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫يب َ‬‫الح ِس‪ُ OO‬‬
‫يت َ‬‫الحفِي‪OO‬ظُ ال ُمقِ ُ‪O‬‬
‫الش‪ُ OO‬كو ُر ال َعلِ ُّي ال َكبِ‪OO‬ي ُر َ‬
‫َّ‬ ‫الحفي‪OO‬ظُ‬ ‫َ‬ ‫الحمي‪ُ OO‬د‬ ‫َ‬ ‫جيب ال َغفُ‪OO‬و ُر ال‪َ OO‬ودو ُد ال‪َ OO‬ولِ ُّي‬ ‫ال ُم ُ‪O‬‬
‫الح ِكي ُم ال‪َ OO‬ودُو ُد ال َم ِجي‪ُ OO‬د‬ ‫يب ا ْل َو ِ‬
‫اس‪ُ OO‬ع َ‬ ‫يب ال ُم ِج ُ‪O‬‬
‫الكَ‪ِ OO‬ري ُ‪O‬م ال‪َّ OO‬رقِ ُ‬ ‫‪OO‬ؤخ ُر ال َملِي‪ُ OO‬ك‬ ‫المقَ‪ِّOO‬دُم ال ُم ِّ‬ ‫ُ‬ ‫الش‪OO‬هي ُد‬ ‫َّ‬ ‫ال َمجي‪ُ OO‬د الفَت ُ‬
‫َّاح‬
‫الحق ال َو ِكي ُل القَ ِو ُّي ال َم ِتينُ ال‪َ O‬و ِل ُّي َ‬
‫الح ِمي‪ُ O‬د‬ ‫ث ال َّ‬
‫ش ِهي ُد َ‬ ‫الب ـ ِ‬
‫ـاع ُ‬ ‫ق القَ‪OO‬ا ِهر‬ ‫اس ‪O‬طُ ال‪َّ O‬را ِز ُ‬ ‫ض البَ ِ‬ ‫س ِّع ُر القَ‪OO‬ابِ ُ‬ ‫المُْقتَِدْر ال ُم َ‬
‫َ‬
‫ق المَــِالُك‬ ‫الخـَّال ُ‬ ‫َ‬ ‫ان القَـا ِدرُ‬ ‫المنـ َّ‬ ‫َ‬ ‫الش‪O‬ا ِك ُر‬‫َّ‬ ‫ال‪OO‬ديَّانُ‬
‫الم ِم ُ‬ ‫المح ِصـي المبـ ِـديء ِ‬
‫يت َ‬
‫الح ُّي القَ ُّيو ُم‬ ‫الم ْحيِي ُ‬
‫المعيـ ُد ُ‬
‫ُْ ُ ُ‬ ‫ُْ‬ ‫الش ‪O‬ا ِفي‬ ‫َّ‬ ‫سيب‬ ‫الح ُ‬ ‫َ‬ ‫قيب ال ُم ْح ِسنُ‬ ‫ق ال َوكي ُل ال َّر ُ‬ ‫الـ َّرزَّا ُ‬
‫الم ِ ـ‬
‫اج ـ ُد ال َوا ِح‪ُ O‬د َّ‬
‫الص ‪َ O‬م ُد القَ‪OO‬ا ِد ُر ال ُم ْقتَ ‪ِ O‬د ُر ال ُمقَ ‪ِّ O‬د ُم‬ ‫الو ِ ـ‬
‫اجـ ُد َ‬ ‫َ‬
‫الحـ َك ُم‬‫َ‬ ‫الس‪OO‬يُِّد الطَّـيِّ ُب‬ ‫َّ‬ ‫قـيت‬
‫ق ال ُم ْعطي ال ُم ُ‪O‬‬ ‫ال ِّرفي‪ُ OO‬‬
‫الج‪َ OOO‬وا ُد‬ ‫َ‬ ‫األَ ْكــ َر ُم الـبَ ُّر الغفارُ ال‪OOO‬رَّءوفُ ال َوه ُ‬
‫َّاب‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ال ُمؤ َِّخ ُر األ َّو ُل اآل ِخ ُر الظَّا ِه ُر البَ‪OO‬ا ِطنُ ال ـ َـوالِي ال ُمتَ َع‪OO‬ا ِلي البَ‪Oُّ O‬ر‬ ‫بوح ال َوا ِرثُ ال َّر ُّب األعْلى ا ِإللَهُ ‪.‬‬ ‫ال ُّس ُ‬
‫الجالَ ِل‬ ‫التَّ َّو ُ ِ‬
‫اب المنتَق ُم ال َعفُ ُّو ال َّرءوف َما ِل ُك ال ُم ْل ِك ذُو َ‬ ‫**************************************************************************‬
‫المــانِ ُع ال َّ‬
‫ضـ ـ ُّار‬ ‫ـامع ال َغنِ ُّي ِ‬ ‫واإل ْكــر ِام الم ْق ِسـ ـط ِ‬
‫المغْني َ‬‫ُ‬ ‫الجـ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫عدد األسماء‬
‫الر ِشـ ـ ـي ُد‬
‫يع البَ ـ ــاقِي ال‪َ OO‬وا ِر ُث َّ‬ ‫ِ‬ ‫النَّافِع النُّور ِ‬
‫الهـ ــادي البَ ـ ــد ُ‬
‫ُ ُ َ‬ ‫تسع وتسعون بدون لفظ الجاللة‬
‫‪185‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ www.asmaullah.com‬الجزء الخامس – دعاء العبادة‬

‫الصبُور ‪.‬‬
‫َّ‬

‫************************************************************************‬

‫عدد األسماء‬
‫تسع وتسعون مع لفظ الجاللة‬

‫رقم اإليداع بدار الكتب ‪2004 /2836‬‬


‫ـــــــــــــ‬
‫‪I.S.B.N‬‬ ‫الترقيم الدولي ‪-‬‬
‫‪977 - 17 - 2009 - 0‬‬

You might also like