You are on page 1of 15

: ‫مقاصد الشريعة السلمية‬

‫ل يمتري أحد في أن كل شريعة شرعت للناس إنملا ترملي أحكامهلا إللى‬


‫ إذا قلد ثبللت بالدللة القطعيللة أن‬، ‫مقاصد مرادة لمشرعها الحكيم تعلالى‬
‫ دل على ذلك صنعه فللي الخلقللة كمللا أنبللأ عنلله‬، ‫الله ل يفعل الشياء عبثا‬
: ‫قوله‬

                        
             
                
             

                 


           : ‫( وقلللوله‬39-38 : ‫)اللللدخان‬
     

           


. 1(115 : ‫)المؤمنون‬

‫ كمللا‬، ‫وما أرسل الله تعالى الرسل وأنزل الشرائع إل لقامة نظام البشللر‬
                 : ‫قلللللال تعلللللالى‬
                 
       
           
        
(25 : ‫ )الحديد‬         
179 ‫ ص‬، ‫ مقاصد الشريعة السلمية‬،‫الشيخ محمد الطاهر بن عاشور‬ 1

1
‫جاءت الشريعة السلمية رحمة للعالمين ‪ ،‬وموعظة وشفاء لما فللي‬
‫الصدور ‪ ،‬فاتجهت في أحكامها ومناهجها إلى تحقيق اغراض سامية رفيعة‬
‫‪ .‬فهي أرادت من النسان أن يكون مصدر خيللر لبنللى نللوعه ل يكللون منلله‬
‫الشر ناشئًا‪ ،‬وذلك بتهذيب نفسه وتربيتها على الخلق الفاضلللة والعللادات‬
‫الحسنة ‪ ،‬وتوثيق عرى المللودة والمحبللة فللي العلئق الجتماعيللة ‪ ،‬ونشللر‬
‫العدالة والحق بين الجماعات في السرة السلمية ‪.‬‬

‫كما أن الشريعة بأحكامها ارشدته على ما يكون خيللرا للله فللي دينلله‬
‫ودنيللاه ‪ ،‬وإلللى مللا تكللون فيلله الضللرار والمفاسللد ‪ ،‬فيكللون فللي امتثللاله‬
‫لرشادات الشريعة وتوجيهاتها خير له ورحمة ‪ ،‬لن الشريعة – كما عرفنللا‬
‫في باب القياس والمصلحة – جاءت لجلب الخير والمنافع للنللاس ‪ ،‬ودفللع‬
‫الضرار والمفاسد عنهم‪. 2‬‬

‫قال الشاطبي ‪ )) :‬تكاليف الشريعة ترجع إلى حفللظ مقاصللدها فللي‬


‫الخلق ‪ ،‬وهذه المقاصد ل تعدو ثلثة أقسللام ‪ :‬أحللدها أن تكللون ضللرورية ‪،‬‬
‫والثللاني أن تكللون حاجيللة ‪ ،‬والثللالث أن تكللون تحسللينية (( ‪ .‬وقللال )) إن‬
‫الشارع قصد بالتشريع إقامة المصالح الخروية والدنيوية ((‪. 3‬‬

‫ومقاصللد الشللريعة عنللد العلمللاء هللي الغايللات والهللداف والنتللائج‬


‫والمعاني التي أتت بها الشريعة ‪ ،‬وأنتها في الحكام ‪ ،‬وسعت إلى تحقيقها‬
‫‪4‬‬
‫‪.‬‬ ‫وإيجادها والوصول إليها في كل زمان ومكان‬

‫فالمصلحة الحقيقية التي تحققها الشرية بأحكامها ترجللع إلللى ثلثللة أنللواع‬
‫من المقاصد‪:‬‬

‫الستاذ الدكتور فاضل عبد الواحد عبد الرحمن ‪ ،‬أصول الفقه ‪ ،‬ص ‪291‬‬ ‫‪2‬‬

‫الدكتور يوسف أحمد محمد البدوي ‪ ،‬مقاصد الشريعة عند ابن التيمية ‪ ،‬ص ‪47-46‬‬ ‫‪3‬‬

‫الستاذ الدكتور محمد مصطفى الزحيلي ‪ ،‬مقاصد الشريعة السلمية ‪ ،‬ص ‪1‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪2‬‬
‫النوع الول‪ :‬الضروريات‬

‫ويقصللد بهللا‪ :‬المصللالح الللتي تتوقللف عليهللا حيللاة النللاس وقيللام المجتمللع‬
‫واستقراره ‪ ،‬بحيث إذا فاتت اختل نظام الحياة وساد الناس هرج ومللرج ‪،‬‬
‫وعمت أمورهم الفوضى والضطراب ولحقهم الشقاء في الللدنيا والعللذاب‬
‫في الخرة ‪.‬‬

‫وهللذه الضللروريات هللي ‪ :‬الللدين ‪ ،‬والنفللس ‪ ،‬والعقللل ‪ ،‬والنسللل‬


‫والمال ‪ ،‬وهذه المصالح راعتها الشرائع جميعللا ‪ ،‬وإن اختلفللت فللي طللرق‬
‫رعايتها والمحافظة عليها ‪ .‬والشريعة السلمية – وهي خاتمللة الشللرائع –‬
‫راعتهللا علللى أتللم وجللوه الرعايللة ‪ ،‬فشللرعت الحكللام ليجادهللا أول ‪،‬‬
‫والمحافظة عليها ثانيا ً‪. 5‬‬

‫قللال حجللة السلللم الغزالللي ‪ )) :‬ومقصللود الشللرع مللن الخلللق‬


‫الخمسة ‪ :‬وهو أن يحفظ عليهم دينهم ونفسهم وعقلهم ونسلهم ومالهم ‪،‬‬
‫وت‬
‫فكل ما يتضمن حفظ هذه الصول الخمسة فهو مصلحة ‪ ،‬وكل مللا يف ل ّ‬
‫هذه الصول فهو مفسدة ‪ ،‬ودفعها مصلحة(( ‪.6‬‬

‫النوع الثاني ‪ :‬الحاجيات‬

‫وهي المور التي يحتاج إليها الناس لرفللع الحللرج والمشللقة عنهللم ‪،‬‬
‫وإذا فللاتت ل يختللل نظللام الحيللاة ولكللن يلحللق النللاس المشللقة والعنللت‬
‫والضيق ‪ .‬والحاجيات كلها ترجع إلى رفع الحللرج عللن النللاس ‪ ،‬قللد جللاءت‬
‫الشريعة بالحكام المختلفة لتحقيق هذا الغرض‪. 7‬‬

‫الدكتور عبد الكريم زيدان ‪ ،‬الوجيز في أصول الفقه ‪ ،‬ص ‪300‬‬ ‫‪5‬‬

‫مقاصد الشريعة السلمية أ‪.‬د محمد مصطفى ‪ ،‬ص ‪9‬‬ ‫‪6‬‬

‫الوجيز في أصول الفقه ‪ ،‬ص ‪300‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪3‬‬
‫مثالها ‪ :‬الرخص في المرض والسفر‪ ،‬إذ يمكن للمريض أو المسافرأن يؤد‬
‫العبادات بدون الرخص ‪ ،‬لكن يلحقه مشقة وحرج ‪ ،‬وهذه المشقة والحرج‬
‫في هذه الحالة ل تلحق كل المكلفيللن ‪ ،‬وإنمللا تلحللق المريللض والمسللافر‬
‫فقط ‪.‬‬

‫ومثل ‪ :‬القراض والسلم ‪ ،‬فيمكن للناس أن يعيشوا بدونهما ‪ ،‬لكللن يلحللق‬


‫المحتاج إليهما مشقة وحرج ‪ ،‬وهذه المشقة في هذه الحالة ل تلحللق كللل‬
‫‪8‬‬
‫المكلفين ‪ ،‬وإنما تلحق من كان في حاجة إلى القراض أو السلم فقط ‪.‬‬

‫النوع الثالث ‪ :‬التحسينيات‬

‫وهي التي تجعل أحوال الناس تجري على مقتضى الداب العالية والخلللق‬
‫القللويم ‪ ،‬وإذا فللاتت ل يختللل نظللام الحيللاة ‪ ،‬ول يلحللق النللاس المشللقة‬
‫والحرج ‪ ،‬ولكن تصللير حيللاتهم علللى خلف مللا تقتضلليه المللروءة ومكللارم‬
‫الخلق والفطر السليمة ‪ .‬وقد راعت الشللريعة هللذه المصللالح التحسللينية‬
‫في العبادات والمعاملت والعادات والعقوبات‪. 9‬‬

‫مثالهللا ‪ :‬الطهللارات ‪ ،‬وسللتر العللورة ‪ ،‬وأخللذ الزينللة ‪ ،‬والتقللرب بنوافللل‬


‫الخيرات من الصدقات والقربللات فللي العبللادات ‪ .‬ومنللع بيللع النجاسللات ‪،‬‬
‫وسلب العبد منصب الشللهادة والمامللة ‪ ،‬وسلللب المللرأة منصللب المامللة‬
‫وإنكاح نفسها ‪ ،‬ومنع قتل النساء والصللبيان والرهبللان فللي الجهللاد ‪ ،‬ومنللع‬
‫قتل الحر بالعبد‪ ،‬في المعاملت ‪ .‬وآداب الكل والشرب ‪ ،‬ومجانبة المآكل‬
‫‪10‬‬
‫‪.‬‬ ‫والمشارب النجسة والمستخبثة ‪ ،‬في العادات‬

‫‪ 8‬الدكتور محمد بكر إسماعيل حبيب ‪ ،‬مقاصد الشريعة تأصيل وتفعيل ‪ ،‬ص ‪.271-270‬‬
‫‪ 9‬الوجيز في أصول الفقه ‪ ،‬ص ‪301‬‬
‫‪ 10‬مقاصد الشريعة تأصيل وتفعيل ‪ ،‬ص ‪.273‬‬

‫‪4‬‬
‫الوسائل الشريعة لتحقيق المقاصد ‪:‬‬

‫جاءت الشريعة السلمية لتأمين المصالح جميعها ‪ ،‬بأن نصللت علللى‬


‫كل منهللا ‪ ،‬وبينللت أهميتهللا ‪ ،‬وخطورتهللا ومكانتهللا ‪ ،‬فللي تحقيللق السللعادة‬
‫‪11‬‬
‫‪.‬‬ ‫للنسان ‪ ،‬ثم شرعت الحكام لتحقيقها‬

‫ويللدل السللتقراء والبحللث والدراسللة والتأمللل بللأن الشللرع الحنيللف جللاء‬


‫لتحقيللق مصللالح النللاس الضللرورية والحاجيللة والتحسللينية ‪ ،‬وأن الحكللام‬
‫الشرعية كلها إنملا شللرعت لتحقيلق هلذه المصلالح ‪ ،‬وأنلله ملا ملن حكللم‬
‫شرعي إل قصد به تحقيق أحد هذه المصالح أو أكثر‪ ،‬بحيث يكفل التشريع‬
‫جميع المصالح بأقسامها الثلثة ‪.12‬‬

‫وكللان منهللج التشللريع السلللمي لرعايللة هللذه المصللالح باتبللاع طريقيللن‬


‫أساسين ‪:‬‬

‫تشريع الحكام التي تؤمن تكوين هذه المصالح وتوفر وجودها ‪.‬‬ ‫‪.i‬‬

‫تشريع الحكام التي تحفظ هذه المصالح وترعاها وتصونها ‪ ،‬وتمنللع العتللداء عليهللا أو الخلل بهللا ‪،‬‬ ‫‪.ii‬‬
‫‪13‬‬
‫‪.‬‬ ‫وتؤمن الضمان والتعويض عنها عند إتلفها أو العتداء عليها‬

‫الول ‪ :‬حفظ الدين ‪.‬‬

‫فقد جاءت نصوص كثيرة لبيان الدين الحق ‪ ,‬وبيان أحكللام العقيللدة‬
‫كاملة ومفصلللة ‪ ,‬فجللاء المللر باليمللان بللالله تعللالى ‪ ,‬وملئكتلله ‪ ,‬وكتبلله ‪,‬‬
‫ورسله‪ ,‬واليوم الخر ‪ ,‬والقدر خيره وشره ‪ ,‬وجللاء المللر بأركللان السلللم‬
‫الخمسة من الشهادتين ‪ ,‬وإقام الصلة ‪ ,‬وإيتاء الزكللاة ‪ ,‬وصللوم رمضللان ‪,‬‬

‫مجموع من الباحثين ‪ ،‬حقوق النسان محور مقاصد الشريعة ‪ ،‬ص ‪83‬‬ ‫‪11‬‬

‫مقاصد الشريعة السلمية أ‪.‬د محمد مصطفى ‪ ،‬ص ‪10‬‬ ‫‪12‬‬

‫المصدر نفسه ‪ ،‬وأنظر إلى حقوق النسان محور مقاصد الشريعة ‪ ،‬ص ‪84-83‬‬ ‫‪13‬‬

‫‪5‬‬
‫وحج البيت لمن استطاع إليه سلبيًل ‪ ,‬وجلاء الرشللاد إللى أنلواع العبللادات‬
‫المختلفة وكيفيتها ‪ ,‬وجزائها ‪.‬‬

‫وجللاء المللر بالعمللل بهللذا الللدين وتطللبيقه ليرسللخ فللي النفللوس ‪,‬‬
‫ويستقرفي حياة الناس ومجتمعاتهم ‪ .‬كما جاء المر بالدعوة إليه بالحكمة‬
‫والموعظة الحسنة ‪ ,‬لخراج الناس بهذا الدين من الظلمات إلى النور‪.14‬‬

‫الدين الحق مصلحة ضرورية للنللاس ‪ ،‬لنلله ينظللم علقللة النسللان بربلله ‪،‬‬
‫وعلقة النسان بنفسه ‪ ،‬وعلقة النسان بأخيه ومجتمعلله ‪ ،‬والللدين الحللق‬
‫يعطي التصور الرشيد عن الخالق ‪ ،‬والكللون ‪ ،‬والحيللاة ‪ ،‬والنسللان ‪ ،‬وهللو‬
‫مصدر الحق والعللدل ‪ ،‬ولسللتقامة ‪ ،‬والرشللد ‪ .‬والللدين الللذي نقصللده هللو‬
‫السلم بمعناه الكامللل ‪ ،‬الللذي يعنللي الستسلللم للل سللبحانه وتعللالى ‪ ،‬بقللوله ‪    ‬‬
‫‪.  ‬‬ ‫‪                   ‬‬

‫ومن أجل حفظ الللدين ورعللايته ‪ ،‬وضللمانه سللليما ‪ ،‬وعللدم العتللداء‬


‫عليه ‪ ،‬ومنع الفتنللة فيلله ‪ ،‬شللرع السلللم الجهللاد فللي سللبيل الللله ‪ ،‬فقللال‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫تعلللللالى ‪ :‬‬


‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪)        ‬البقرة ‪ ،(193 :‬وقال سبحانه وتعالى ‪:‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪)  ‬الحلللج ‪ ، (78 :‬وقلللال تعلللالى ‪ :‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬

‫مقاصد الشريعة تأصيل وتفعيل ‪ ،‬ص ‪310-309‬‬ ‫‪14‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪)    ‬التوبة ‪. (73 :‬‬

‫وشرع السلم عقوبة المرتد ‪ ،‬لن ردته عبث في الدين والمقدسات‬

‫‪ ،‬قال تعالى ‪     :‬‬


‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪)   ‬البقرة ‪ ، (217 :‬واتفق الفقهللاء‬ ‫‪‬‬


‫على وجللوب قتللل المرتلد لقلوله ‪)) : ‬ملن بلدل دينلله فللاقتلوه(( ‪ ،‬وقلال‬
‫أيضا ‪)) :‬ل يحل دم امرئ مسلم إل بإحدى ثلث ‪ :‬الثيب الزاني ‪ ،‬والنفللس‬
‫بالنفس ‪ ،‬والتارك لدينه المفارق للجماعة(( ‪.‬‬

‫ولم يقتصر السلللم علللى أحكللام إيجللاد الللدين وحفظلله ‪ ،‬بللل شللرع‬
‫الحكام الحاجيللة لصلليانة الللدين ‪ ،‬وبقللائه علللى أحسللن صللورة وأجملهللا ‪،‬‬
‫فشرع الرخص في العبادات والعقيدة لرفع الحرج والمشللقة عنللد النللاس‬
‫للتخفيف عنهم ‪ ،‬فأجللاز النطللق بللالكفر عنللد الكللراه ‪ ،‬وأبللاح الفطللر فللي‬
‫رمضان للعذار ‪ ،‬وشرع قصر الصلللة وجمعهللا للمسللافر والحللاج ‪ ،‬وأجللاز‬
‫للعاجز صلة الفرض قاعدا أو مستلقيا على جنب ‪ ،‬وأباح الللتيمم والمسللح‬
‫على الجبيرة ‪ ،‬والمسح على الخفين‪.‬‬

‫ثم شرع السلم الحكللام التحسلينية للنلاس للحفلاظ علللى الللدين ‪،‬‬
‫فشرع الله في العبادات أحكاما متنوعة ‪ ،‬لتكون العبادة على أقوم السبل‬

‫‪7‬‬
‫‪ ،‬كالطهارة وستر العورة ‪ ،‬وأخذ الزينة عند كل مسجد ‪ ،‬والتطللوع بنوافللل‬
‫العبادات ‪ ،‬وإقامة المساجد ‪ ،‬والنداء للصلة بالذان ‪ ،‬وهللو شللعار السلللم‬
‫لعلن التوحيللد الخللالص ‪ .‬وشللرع صلللة الجماعللة ‪ ،‬وترتيللب الصللفوف‬
‫للصلة ‪ ،‬وخطبة الجمعة ‪ ،‬والعيدين ‪ ،‬لتعليم الناس دينهم ودنيللاهم ‪ .‬وفللي‬
‫الجهاد حرم قتل النساء والصبيان والرهبللان ‪ ،‬ومنللع قطللع الشللجر وإتلف‬
‫المزروعات ‪ ،‬ونهي عن الغللدر والتمثيللل بللالقتلى ‪ ،‬وطلللب الحسللان فللي‬
‫معاملة السرى ‪ ،‬وفرض التبليغ قبل الحرب ‪ ،‬ومنع الكراه في الدين ‪.‬‬

‫فخلصة المر أن حفظ الدين يكون بالعمل به ‪ ,‬والحكم به‪ ,‬والدعوة‬


‫إليه‪ ,‬والجهاد في سللبيل إعلئه ‪ ,‬ورد كللل مللا يخللالف الللدين مللن القللوال‬
‫والعمال ‪ ,‬والخذ على يد الخللارجين عللن أحكللامه وحللدوده‪ ,‬وتلللك مهمللة‬
‫العلماء والحكام ‪.‬‬

‫الثاني ‪ :‬حفظ النفس ‪.‬‬

‫والنفس هي ذات النسان ‪ ،‬وهي مقصودة بللذاتها فللي اليجللاد والتكللوين ‪،‬‬
‫وفي الحفظ والرعاية ‪.‬‬

‫وشرع السلم ليجادها وتكوينها ‪ :‬الزواج للتوالللد والتناسللل لضللمان‬


‫البقللاء النسللاني ‪ ،‬وتللأمين الوجللود البشللري مللن أطهللر الطللرق وأحسللن‬
‫الوسائل ‪ ،‬ولستمرار النوع النساني السللليم علللى أكمللل وجلله وأفضللله‬
‫وأحسنه ‪ ،‬ثم حرم الزنى وبقية أنواع النكحة الفاسدة الباطلة التي كللانت‬
‫في الجاهلية ‪ ،‬وتسود في الظلم ‪ ،‬ومنع المومسات والخوادن ‪ ،‬واستئجار‬
‫الرجال لنسله ‪ ،‬وتعدد الرجال ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫وشرع السلم لحفظ النفللس وحمايتهللا ‪ ،‬وعللدم العتللداء عليهللا ‪ ،‬وجللوب‬
‫تناول الطعام والشللراب واللبللاس والمسللكن ‪ ،‬وأوجللب القصللاص والديللة‬
‫‪16‬‬ ‫‪15‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ ،‬وخرم الجهاض والوأد‬ ‫والكفارة‬

‫ومن الوسائل التي شرعت لحفظ النفللس إباحللة المحظللورات فللي‬

‫عَلْيُك لُم اْلَمْيَت لَة‬ ‫حالة الضرورة إنقاذ ً ا للنفس من الهلك ‪ ,‬قال تعالى ‪ِ :‬إّنَما َ‬
‫ح لّرَم َ‬
‫حيلٌم )‬
‫غُفلوٌر َر ِ‬
‫لل َ‬
‫ن ا َّ‬
‫عَلْيلِه ِإ ّ‬
‫علاٍد َفل ِإْثلَم َ‬
‫غ َول َ‬
‫غْيلَر َبلا ٍ‬
‫طّر َ‬
‫ضل ُ‬
‫نا ْ‬
‫ل َفَم ِ‬
‫ل ِبِه ِلَغْيِر ا ِّ‬
‫خْنِزيِر َوَما ُأِه ّ‬
‫حَم اْل ِ‬
‫َوالّدَم وََل ْ‬

‫)البقرة ‪. 17(173 :‬‬ ‫‪ (١٧٣‬‬

‫ثللم شللرع السلللم الحكللام الحاجيللة فللي إيجللاد النفللس وحمايتهللا ‪،‬‬
‫فطلب رعاية الحمل والجنين ‪ ،‬ومنللح الحامللل والمرضللع رخصللا للتخفيللف‬
‫عنهما ورعاية وضللعهما ‪ ،‬ثللم وضللع الحكللام للولد بللدءا مللن الللولدة فللي‬
‫التسللمية والحضللانة والتربيللة والتللأديب ‪ ،‬والغللذاء الحلل ‪ ،‬والتعليللم حللتى‬
‫‪18‬‬
‫‪.‬‬ ‫البلوغ‬

‫وشر الله الحكللام الحاجيللة والتحسللينية لحفللظ النفللس ‪ ،‬والحفللاظ‬


‫الكامل على الللذات النسللانية ‪ ،‬فشللرع الكسللب للللرزق الحلل الطيللب ‪،‬‬
‫وأباح الطيبات من المطعومللات والثمللار ‪ ،‬واهتللم برعايللة الجسللم رعايللة‬
‫كاملة ‪ ،‬فدعا إلللى النظافللة والطهللارة ‪ ،‬ونللدب إلللى الرياضللة والمبللارزة ‪،‬‬
‫واعتبر الجسم السليم والقوة الجسدية ميزة في الشخاص‪.19‬‬

‫كل هذا وغيره يدل على اهتمام السلم بالنفس والمحافظة عليها لتعيش‬
‫تعبد الله تعالى وتذكره ‪.‬‬
‫مقاصد الشريعة السلمية أ‪.‬د محمد مصطفى ‪ ،‬ص ‪11‬‬ ‫‪15‬‬

‫حقوق النسان محور مقاصد الشريعة ‪ ،‬ص ‪98‬‬ ‫‪16‬‬

‫مقاصد الشريعة تأصيل وتفعيل ‪ ،‬ص ‪316‬‬ ‫‪17‬‬

‫حقوق النسان محور مقاصد الشريعة ‪ ،‬ص ‪98‬‬ ‫‪18‬‬

‫المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪100-99‬‬ ‫‪19‬‬

‫‪9‬‬
‫الثالث ‪ :‬حفظ العقل ‪.‬‬

‫العقل هو مناط التكريم والتفضيل للنسللان ‪ ،‬قللال القرطللبي رحملله‬


‫الله ‪) :‬وإنما التكريم والتفضليل بالعقلل( ‪ ،‬وقلال‪) :‬والصلحيح اللذي يعلول‬
‫عليه أن التفضيل إنما كان بالعقل الذي هللو التكليللف ‪ ،‬وبلله يعللرف الللله ‪،‬‬
‫ويفهم كلمه(‪.20‬‬

‫وإن وجود العقل جزء من إيجاد النفس ‪ ،‬وأحكامهللا أحكللامه ‪ ،‬ولكللن‬


‫الحفللاظ عليلله يختلللف عنهللا ‪ ،‬ويختللص بوسللائل خاصللة ‪ ،‬فشللرع السلللم‬
‫أحكاما للحفاظ على العقل ‪ ،‬فدعا إلى الصللحة الكاملللة للجسللم ‪ ،‬لتللأمين‬
‫العقل الكامل ‪ ،‬فالعقل السليم في الجسم السليم ‪ ،‬وحرم السلم الخمر‬
‫وجميع المسكرات التي تزيل العقل ‪ ،‬وتلغي وجوده ‪ ،‬وتؤثر عليه ‪ ،‬وشللرع‬
‫السلم حد الخمللر لمللن يتنللاول هللذه المشللروبات النجسللة الضللارة ‪ ،‬لن‬
‫‪21‬‬
‫‪.‬‬ ‫الحفاظ على العقل مصلحة ضرورية للنسان ‪ ،‬وإل فقد أعز ما يملك‬

‫ومن الوسائل الحاجية للحفاظ على العقل ‪ ،‬واعتبللاره فللي الحكللام‬


‫والتصرفات وسائر أعمال النسان ‪ ،‬وضع الفقهاء أحكام الصللبي المميللز ‪،‬‬
‫والمعتللوه ‪ ،‬وأحكللام تصللرفات المجنللون ‪ ،‬وأحكللام الحجللر علللى السللفيه‬
‫‪22‬‬
‫‪.‬‬ ‫والمبذر‬

‫ومن أجل الحتياط التحسيني علللى حفللظ العقللل وصلليانته حلّرم السلللم‬
‫دا للللذرائع ‪ ،‬ودرًءا للمفاسللد ‪ ،‬فكللل‬
‫القليل من الخمر ‪ ،‬وإن لم يسكر ‪ ،‬س ً‬
‫ما أدى إلى الحرام فهو حرام ‪ ،‬وقال رسول الللله ‪)) : ‬مللا أسللكر كللثيره‬
‫المصدر نفسه ص ‪106‬‬ ‫‪20‬‬

‫مقاصد الشريعة السلمية أ‪.‬د محمد مصطفى ‪ ،‬ص ‪11‬‬ ‫‪21‬‬

‫حقوق النسان محور مقاصد الشريعة ‪ ،‬ص ‪108-107‬‬ ‫‪22‬‬

‫‪10‬‬
‫فقليله حرام (( ‪ ،‬وقال عليه الصللة السللم أيضلا ‪)) :‬كلل مسلكر خملر ‪،‬‬
‫وكل خمر حرام(( ‪ ،‬كما تحللرم المخللدرات والمفللترات ‪ ،‬وسللائر مللا يزيللل‬
‫العقل ويؤثر عليه ‪.23‬‬

‫الرابع ‪ :‬حفظ العرض أو النسل ‪.‬‬

‫العرض فلرع علن النفلس النسلانية ‪ ،‬والملر الضلروري فيله حفلظ‬


‫النسل من التعطيل ‪ ،‬ويأتي حفظ النسب أو العرض أم لًرا حاجي ًللا ووسلليلة‬
‫له ‪ .‬والعرض ما يمدح به النسان أو يللذم ‪ ،‬وهللو أحللد الصللفات الساسللية‬
‫للنسان ‪ ،‬التي تميزه عن بقية الحيوان ‪ ،‬وهللو مللا حللرص عليلله العللرب ‪،‬‬
‫وجاء السلم فأقره ‪ ،‬وصار حفظ النسل من الضروريات ‪ ،‬والقصد حفظه‬
‫بأرقى الوسائل وأشرف الطرق ‪.‬‬

‫وإن وجود النسل والنسب فللرع عللن وجللود النفللس النسللانية الللتي‬
‫شرع الله لوجودها الزواج ويتأكد وجود النسل والنسللب بأحكللام السللرة ‪،‬‬
‫وإن الحفاظ على العرض مقصللود بللذاته مللن جهللة ‪ ،‬وهللو وسلليلة لحفللظ‬
‫النسل والذرية من جهة أخرى ‪ ،‬حتي ل تختلط النساب ‪ ،‬وتضلليع الذريللة ‪،‬‬
‫ويتشرد الطفال ‪.‬‬

‫وقد شرع السلم للحفاظ على النسل والعللرض أحكامللا كللثيرة تبللدأ مللن‬
‫غض البصر ‪ ،‬ومنع القذف ‪ ،‬والساءة للعرض ‪ .‬وأقام الشرع حد القللذف ‪،‬‬
‫وهو انفرد به السلم في العالم القديم والحديث ‪ ،‬بأن جعل مجرد الشللتم‬
‫في العرض والنسب من حدود الله تعللالى ‪ ،‬كمللا هللو ثللابت بنللص القللرآن‬
‫الكريم ‪ ،‬في سورة النور ‪ ،‬ثم يأتي حد الزنا عللى المعتلدي عللى العلرض‬
‫والنسل مادًيا وعملًيا ‪.‬‬
‫المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪109-108‬‬ ‫‪23‬‬

‫‪11‬‬
‫وإكمللال ً لهللذه الحكللام وضللع الشللارع الحكيللم مللا يراعللي المصللالح‬
‫الحاجية والتحسينية لحفظ النسل والعرض ‪ ،‬فوضع شرو ً‬
‫طا لعقوبة الزنا ‪،‬‬
‫والقذف ‪ ،‬لن الحد عقوبة كاملة ‪ ،‬فيشترط كون الجريملة كاملللة ‪ ،‬ونللدب‬
‫الشرع إلى الستر في ذلك ‪ ،‬وأمر بدرء الحدود بالشللبهات ‪ ،‬فعللن عائشللة‬
‫رضللي الللله عنهللا ‪ ،‬قللالت ‪ :‬قللال رسللول الللله ‪)) : ‬ادرأوا الحللدود عللن‬
‫المسلمين ما استطعتم ‪ ،‬فإن كان له مخرج فخلوا سبيله ‪ ،‬فإن المام أن‬
‫يخطئ في العفو خير من أن يخطئ في العقوبة((‪.‬‬

‫الخامس ‪ :‬حفظ المال ‪.‬‬

‫والمال شقيق الروح كما يقولون ‪ ،‬وهو ما يقع عليلله الملللك ويسللتبد‬
‫به المالك عن غيره ‪ ،‬وهو الوسلليلة الساسللية الللتي تسللاعد النللاس علللى‬
‫تأمين العيش وتبادل المنافع ولستفادة من جلوانب الحيلاة الكلثيرة ‪ ،‬وملا‬
‫سخره الله تعالى للنسان في هللذا الكللون ‪ ،‬ولللذلك كللان المللال مصلللحة‬
‫‪24‬‬
‫‪.‬‬ ‫ضرورية للناس ‪ ،‬وإل صارت حياتهم فوضى وبدائية وهمجية‬

‫وشرع السلم ليجللاد المللال وتحصلليله السللعي فللي منللاكب الرض‬


‫والكسب المشروع وإحياء الموات والصطياد في البر والبحر ‪ ،‬واستخراج‬
‫‪25‬‬
‫‪.‬‬ ‫كنوز الرض‬

‫ويدخل في المحافظة على المال ما شرع للتعامل بيللن النللاس مللن‬


‫بيوع واجارات وغيرهما من العقود التي يكللون موضللوعها المللال ‪ ،‬ولجللل‬
‫مقاصد الشريعة السلمية أ‪.‬د محمد مصطفى ‪ ،‬ص ‪12‬‬ ‫‪24‬‬

‫المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪116‬‬ ‫‪25‬‬

‫‪12‬‬
‫المحافظة على المال وعدم العتداء عليه ‪ ،‬وحرم الشلرع العللدوان علللى‬
‫مللال الغيللر ‪ ،‬وشللرع عقوبللة السللارقين والغاصللبين مللن قطللاع الطللرق‬
‫‪26‬‬
‫‪.‬‬ ‫وأمثالهم بالحد وغيره‬

‫وفوق ذلك فقللد لعللن رسللول الللله ‪ ‬السللارق فقللال ‪)) :‬لعللن الللله‬
‫‪27‬‬
‫‪ .‬ول‬ ‫السارق يسرق البيضة فتقطع يده ‪ ,‬ويسرق الحبللل فتقطللع يللده ((‬
‫يجوز الشفاعة في هذا الحد بعد أن يرفع للحاكم ‪.‬‬

‫كملللا أن اللللله تعلللالى حلللرم الربلللا ‪   ‬‬


‫‪)     ‬البقرة ‪. (275 :‬‬

‫وأخيًر ا فقد شرع الله الدفاع عن المللال ولللو ببللذل النفللس فيكللون‬
‫المدافع شهيد ً ا " من قتل دون ماله فهو شهيد " ‪ .‬وفى الحديث " أرأيللت‬
‫إن جاء رجل يريد أخذ مالي ? قال ‪ :‬فل تعطه‪ ,‬قللال ‪:‬أرأيللت إن قللاتلني ?‬
‫قال ‪ :‬فاقتله ‪ ,‬قال ‪ :‬أرأيت إن قتلني ? قال ‪ :‬فأنت شهيد ‪ ,‬قللال ‪ :‬أرأيللت‬
‫إن قتلته ? قال ‪ :‬هو في النار‪.28‬‬

‫الفوائد في معرفة هذا العلم ‪:‬‬

‫هذا وقد سبق بيان تفعيل مقاصد الشريعة ‪ ,‬في باب بيان أهميتها وفللوائد‬
‫معرفتها وغيره‪ ,‬ومن هذه الفوائد لمعرفتها إجمال ً وتأكيدا على ما سبق ‪:‬‬

‫‪ .١‬بيان كمال الشريعة السلمية ‪.‬‬

‫أصول الفقه ‪ ،‬ص ‪293‬‬ ‫‪26‬‬

‫مقاصد الشريعة تأصيل وتفعيل ‪ ،‬ص ‪334‬‬ ‫‪27‬‬

‫المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪336‬‬ ‫‪28‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ .٢‬زيادة اليمان ورسوخه ‪.‬‬

‫‪ .٣‬معرفللة المللؤمن مشللروعية مللا يعمللل والوقللوف علللى بعللض حكملله‬


‫ومصالحه ‪.‬‬

‫‪ .٤‬ردع المتشككين ‪.‬‬

‫‪ .٥‬بيان أن الحاديث الصحيحة توافق المصالح الشرعية ‪ ,‬ولذا فلبد من‬

‫العمل بها ‪.‬‬

‫‪ .٦‬أهميتها في الترجيح ‪.‬‬

‫‪ .٧‬أهميتها في منع التحيل وسد ذرائع الفساد ‪.‬‬

‫‪ .8‬الجمع بين الكليات العامة والدلة الخاصة ‪.‬‬

‫‪ .٩‬اعتبار المآلت في تقدير أحوال المستفتين والوقائع ‪.‬‬

‫‪ .١٠‬فتح ذرائع المصالح ووسائلها إذا كانت ل تتعارض مع الشرع ‪.‬‬

‫‪ .١١‬التقريب بين المذاهب الفقهية ومحاولة إزالة الخلف‪ ,‬وهو راجع إلللى‬
‫الترجيح بناء على مقاصد الشريعة ‪.‬‬

‫‪ ١٢‬الوصول إلى العقلية المقاصدية للفرد والجماعة ‪ ,‬في كل المجالت ‪,‬‬


‫الفكرية ‪ ,‬والسياسية )السياسة الشرعية( وغيرها‪.29‬‬

‫المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪338-337‬‬ ‫‪29‬‬

‫‪14‬‬
‫الخاتمة‬
‫فتلك بعض الوسائل مختصرة لحفظ المقاصد الضرورية‪ ,‬كمللا شللرع‬
‫الله تعالى المقاصللد الحاجيللة والتحسللينية تتميمللا لتحقيللق هللذه المقاصللد‬
‫الضرورية وحفاظا عليها ‪ .‬فمن أرادها مفصلة جميعا ‪ ,‬فعليه بكتللب الفقلله‬
‫بكل أبوابها ‪ ,‬وتفاسير القرآن الكريم وشروح سنة سيد الولين والخرين ‪.‬‬

‫هذا والله أعلم ‪ ,‬وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله‬
‫وصحبه أجمعين ‪ ,‬ومن تبعهم بإحسللان إلللى يللوم الللدين ‪ .‬سللبحانك اللهللم‬
‫وبحمدك ‪ ,‬أشهد أن ل إله إل أنت ‪ ,‬أستغفرك وأتوب إليك‪.‬‬

‫‪15‬‬

You might also like