Professional Documents
Culture Documents
المخطوطات
والكتابات الدبية في الحبشة
130
يأتى الوقت الذى ينكشف فيه الستار عن أيقونات و رسومات على
حوائط الكنائس والديرة .
وتوجد مخطوطتان في دير أنبا جاريما و الذى يقع بالقرب من
إدوا حيث كان يصعب الوصول إليه ،هناك نجد براهين ( أيقونية)
ترجع إلى القرنين العاشر و الحادى عشر ،و لكن عموما فان اقدم
المخطوطات ل ترجع إل إلى النصف الول من القرن الرابع عشر
كم ا توج د مخطوط ة للبشائ ر الربع ة في دي ر ليبانوس ،،كا ن قد
أهداها للدير ،رئيسه القديس اياسوس موأ و تحتوى في ثناياها على
مراجع ثمينة لزيارات اقوى ملكين حبشيين هم ا (يكونو املك ) و
(امدا صهيون) .
وقد لعب الرهبان دورا كبيرا في حفظ الدب الحبشى الذى
بين أيدينا الن ،وتفتقر المكتبة الحبشية إلى الكتابات الروحية ،
وعل ى الرغ م م ن أ ن الطل ع بالنسب ة للرهبا ن يترك ز عل ى سير
القديسين والدب الرؤيوى Apocalypsesإلّ أن النزعة الغنوسية
واضح ة لد ى الكثي ر م ن المثقفي ن الحبا ش بحس ب ملحظ ة دكتور
سروللى E.Cerilliوهو خبير في الدب الحبشى فقد كان الرهبان
كثيرا ما يؤيدون هذه النزعة .
ويلحق بكل دير مكتبة تحفظ بها الكتب وكلها مخطوطات
كتبت ول تزال تكتب على الرق إلى وقت قريب ،ولما كانت الحبشة
131
تهد د دائما بحرو ب داخلي ة يكو ن م ن نتائجه ا تخري ب الدير ة أو
نهبها ،فقد اضطر الرهبان إلى حفظ مخطوطاتهم في مكان أمين
خفى ،أماّ الديرة الكبيرة مثل دير ليبانوس أو دير برهان ،ففيها
حجر ة مخصص ة للمكتب ة به ا خزائ ن لحفظه ا ومكا ن لنس خ الكتب
وتجليدها ،ول نعرف الكثير عن عدد المخطوطات الموجودة في
أديرة الحبشة ولكن يظهر لنا أن مكتبات الديرة مثل جوندار عاصمة
المملكة قديما كانت تحفظ في خزائنها عددا كبيرا من تلك
المخطوطات ،ويحدثنا واضع التاريخ الملك ثيئودور ( – 1855
) 1868أنه كان يحمل معه عدد 981مخطوطة كنواة لمكتبة كنيسة
مخلص العالم التى كان ينوى إنشائها ،غير أن الجيش المصرى
والنجليزى قضى عليه ،حيث استولى الجيش النجليزى على 400
)(1
من تلك المخطوطات حيث نقلوها إلى المتحف البريطانى .
يوج د كتا ب ها م ومشهو ر ه و هيمانوت ا آبو Haimanota
أو إيما ن البا ء ،وه و كتا ب يناق ش الخلفا ت العقائدية Abaou
وكيف تعامل معها الحباش ،وفى الديرة مكتبات خاصة بالرهبان ،
ليس لتثقيفهم فحسب وإنما لتكون مرجعا كنسيا ،وأغلب محتويات
مكتبا ت الدير ة حو ل الكتا ب المقد س وتفسير ه ث م التاري خ والعقائد
والعف ة وقواعده ا ،كم ا أصبح ت الدير ة ل سيم ا بالنسب ة للماكن
132
الفقيرة في الحبشة ،مركزا للثقافة وصارت بذلك مركز إشعاع عن
طريق جذب الباحثين أو نشر مؤلفات الرهبان في الخارج .
133
يغفر خطايا عبده يوليوس كاتب هذا الكتاب بيده الخاطئة عوض يا
ثلثون ر ب م ن ل ه تع ب ف ي ملكو ت السموا ت عو ض الواح د
وقد ترجمها وخمسون ( ستون ) ومائه بسلم من الرب آمين .
)(1
المترجم العربى كما هى
الكتاب المقدس:
قا ل المؤرخو ن الحبا ش أ ن القدي س فرمنتيو س وه و أول
أسقف هناك ،هو الذى قام بترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة الحبشية
وذلك في القرن الرابع الميلدى كم ا ينسبون ترجمات أخرى إلى
القديسين التسعة في القرن الخامس ،ولكن من المرجح أن ترجمة
الكتاب المقدس قد تمت على مراحل ،ومن البديهى أن الترجمة قد
أخذت عن اليونانية ،أمّا العهد القديم على وجه الخصوص فقد ترجم
عن السبعينية .
وفى المخطوطات الحبشية القديمة يظهر الكتاب المقدس دون
تقسي م إل ى إصحاحا ت وآيا ت ،وأم ا النسخ ة الكامل ة المقسم ة فقد
ظهرت في القرن السادس .وفى نسخة قديمة للعهد الجديد عثر على
سفر يشوع بن سيراخ في نهاية الكتاب .بينما عثر على سفرى نوح
عن صوره ضوئية لمخطوط السنكسار الحبشى بمكتبه دير البراموس (
134
واليوبيلت ،وكذلك أيضا سفر صعود أشعياء ( وهي أسفار غير
قانونية ) في كتاب العهد القديم.
هذا ويوزّع الكتاب المقدس في النسخة الحبشية على النحو
التى -:
العهد القديم
((1الناموس ،ويشتم ل على -:كتب الشريعة الخمس ة ثم أسفار
(العدد 8 :أسفار ) . يشوع والقضاة وراعوث
((2الملوك ،ويشتمل على -:صموئيل أول وثانى ،ملوك أول
أخبار اليام الول والثانى ،عزرا الول والثانى وثانى ،
(عزرا و نحميا ) ،طوبيا ،يهوديت ،أستير ،المزامير ،أيوب
( العدد 13سفرا ).
،ويشتم ل عل ى - :المثا ل والجامع ة ،نشيد ( (3سليمان
الناشيد ،الحكمة ،سيراخ
( العدد 5أسفار ).
( (4النبياء ،ويشتم ل عل ى - :أشعيا ء ،أرمي ا ،المراث ى ،
حزقيال ،والنبياء الثنى عشر الصغار ،المكابين الول والثانى
( العدد 18سفرا )
العهد الجديد
()5الناجيل :البشائر الربع.
135
()6العمال :سفر واحد.
( (7الرسائل ( :رسائل القديس بولس الربع عشرة ) ورسائل
الكاثوليكون .
()8الرؤيا :سفر الرؤيا
الليتورجية :
تدور الليتورجية الحبشية حول أربعة محاور كتابية :
مر 26-22 : 14 مت 28-26 : 26
1كو 28-23 : 11 لو 19،20 : 22
وقد نقل الطقس بالكامل من الكنيسة القبطية ،مثل القداس
اللهى والسرار وبقية الخدمات ،فالقداس الثيوبى الول هو قداس
القديس مرقس الرسول ،وبعد مجمع خلقيدونية تم ترجمة الطقس
الكنسى من اليونانية والقبطية إلى لغة ( الجئز ) وهى لغة العبادة في
الحبش ة .والن هناك اختلفا ت طفيف ة ،وأشه ر م ن قا م بترجمة
القداس إلى للحبشية هو تاسفا صهيون ، Tasfa Seyonأمّا عنوان
كتاب الخولجى الحبشى فه و ) أمر ترتيب القداس Keddash ،
الذى يقال عن طريق كاهن الكنيسة والشمامسة والشعب معا .وكل
شئ صحيح طبقا لترتيب آباءنا المصريين).
القوانين الكنسية :
136
تعتر ف الكنيس ة الحبشي ة بالمجام ع المسكوني ة الثلثة(نيقية
والقسطنطينية وأفسس) على الرغم من أنها لم تشترك فيها
مباشرة ،وأماّ وفود الثيوبيين فقد ظهرت في مجامع مثل
فلورانسا ،وفي المقابل فإنها بين آن وآخر تلجأ إلى عقد
المجامع المحليّة بكثرة لحسم القضايا الهامة ،ومن بين أشهر
تلك المجامع .ذلك الذي عقد ه الملك زارا يعقو ب في دير
)DABRAف ي سنة 1450م لمناقشة (METMAK متما ك
القضايا التي أثارها أتبا ع أستاتيو س مثل تقديس السبت،
ومجام ع أخر ى عقد ت ف ي أعوام 1681م 1699 ،م ،
1763م 1878 ،م ،بطلب من الباطرة الحباش لمناقشة
بع ض القضاي ا الكنسية.وف ي نوفمب ر م ن سنة 1937م عقد
مجمع بضغط من سلطات الحتلل اليطالي لفصل الكنيسة
الحبشية عن الكنيسة القبطية ،غير أنه ُرفض من الكنيسة
الحبشية نفسها .هذا ويقضي القانون الكنسي هناك الن بعقد
مجمعي ن في السنة ،لتباد ل الرا ء ومناقشة م ا يستجدّ من
قضايا .ومما هو جدير بالذكر أن المبراطور كثيرا ما كان
يتّخذ قراراته مسبقا في تلك القضايا.
137
أمّا قوانين العبادة في الكنيسة الحبشية فيرجع مصدرها إلى
الدسقولي ة وقواني ن المجام ع المسكوني ة والمكاني ة مث ل نيقي ة وغنغرا
وسردينيا وأنطاكية وأنقرة وقيصارية و لودكية .
وق د ُكت ب كتا ب الدسقولي ة أولً ف ي اليوناني ة ف ي منتصف
القر ن الثال ث ،ث م ترج م بع د ذل ك إل ى لغ ة الجئز الحبشي ة ،وقد
ترجمت عن نسخة قبطية مع ملحظة أن الدسقولية ُوجدت أيضا في
البداية من خلل نسخ سريانية ولتينية ،وان كان هناك اختلفات
طفيفة فيما بين تلك النسخ ،وتتفق الدسقولية الحبشية مع التسعة كتب
الولى من قوانين الرسل ، Apostolic Constitutionsوتتفق بعد ذلك
مع النسخة السريانية .
دور الرهبنة في التعليم الدينى
ظلت المسيحية في الحبشة طويلً بمعزل عن الصراعات
العقائدية بين الكنائس ،ولكن ما أن استقرت الرهبنة وازدهرت في
القرن الرابع عشر حتى اتجه الرهبان إلى الجدل حول طبيعة القانيم
الثلثة وخلق النسان وتقديس العذراء والصليب وجسد المسيح ( هل
مثل أجساد البشر ) ثم ما لبث ان جاء القرن السادس عشر حتى
منيت الكنيسة بمحنة أخرى هى التبشير بالكاثوليكية ،فقام الرهبان
يدافعو ن ع ن عقيدته م و اضطرو ا المل ك سوسنيو س ( – 1607
) 1632الذى كان يوالى الكاثوليكية بالتخلى عن عرشه لبنه الملك
138
فاسيلد س ( ) 1667 – 1632الذ ى أعا د علق ة الكنيس ة الحبشية
بالكنيس ة القبطي ة ،فرا ح الرهبا ن يعيدو ن تنظي م الحيا ة الديرية
ويعملون في الترجمة ،ثم ما لبثوا ان انشقوا بالجدل حول المسحة
والتحاد ،حيث أدى ذلك إلى أن ينقسموا إلى حزبين ،حزب يناصر
دير تكل هيمانوت وآخر يناصر دير أوستاتيوس ،ومن هنا أصبح
للديرة دور ريادى في التعليم والدراسة .
وق د تعل م معظ م الحبا ش القراء ة والكتاب ة ع ن طريق
الديرة ،وكانت فصول التعليم تقام في الهواء الطلق أو تحت ظل
جميزة كثيفة ! وإلى جانب القراءة والكتابة يتعلمون الترتيل على
طريقة اليهود والقباط ويحفظون المزامير ،وكان المعلم في الدير
يجلس على كرسى ويراقب التلميذ ،وعلى الرغم من أن الثقافة
عموما بدائية في الحبشة ،إلّ أن بعض الديرة في الحبشة قد تخطت
ذلك إلى مستوى أرقى ،مثل دير ديما ( دير الصلب ) في جودجام
Godgamوالذى يهتم بنواحى مختلفة من العلوم الكنسية واللحان
و التسابيح ،وهو وكما سبق يعد من أشهر أديرة الحبشة ،وهناك يتم
تدريب وتثقيف عدد كبير من فئة تدع ى الدانياراس والذين يكلفون
بدورهم بالحفاظ على الطقس ( مثل المعلمين العرفان المرتلين عندنا
في كنائس مصر ) وقد حرص الكثير من المستشرقين على الحضور
139
جئز وهى الدروس الروحية والطقسية ،حيث ومتابعة دروس ال
تعتبر الجئز لغة الصلة (كما سبق ) .
ويقول العالم المصرى دكتور مراد كامل أن شمال الحبشة
في الربعينات كان به حوالى خمسة آلف كنيسة منها ألفان كنيسة
كبيرة وثلثة آلف كنيسة صغيرة ،وأن الدير الواحد قد يشمل على
أكثر من كنيسة ،وتوجد في كل كنيسة كبيرة إما مدرسة واحدة أو
أكثر ،كما كانت المدارس الموجودة هناك وقتها تبلغ ثلثة آلف
مدرسة بين كبيرة وصغيرة ،وكان المجمع الثيوبى هو الذى يشرف
على تلك المدارس حيث يعين عالما لدارتها وكان اسم ذلك العالم في
الربعينا ت ه و (نمر ى رأ س ور ق ) وعد د الذي ن كانو ا يدرسون
حوالى مائة وعشرين ألفا .
ول يشترط سن معينة لقبول الطالب ،وينقسم التعليم في تلك
المدارس إلى أربعة أقسام :
-1تعل م الجئ ز والمهرية(والجئ ز لغ ة الكنيس ة بينم ا المهرية
اللغة العامة).
-2الزيما ( ألحان ومردات القداس )
-3القنى ( قرض الشعر الدينى وهو ثلثة عشر نوعا )
-4ترجوامى جئز وأمهرى (أى التفسير )
140
وبع د أ ن يت م الطال ب دراس ة هذ ه الموا د يسم ى (ليق ) أما
دراس ة الزيما العليا فعلى من يري د التخص ص فيها أن يذه ب إلى
مدرسة بيت لحم في مقاطعة ( بيجامدر ) ودراسة ( القنى العليا )
توجد في بعض مدارس في مقاطعة جودجام ،ودراسة
( الترجوام ى ) العلي ا في أدي س أبابا و جندار ودير ليبانوس ،
ويحتفظ الطالب بعد تخصصه في إحدى هذه المواد بلقب ليق ،وإذا
تخصص فيها كلها يلقب ليق ممهير ،وفى الحبشة قليل من الرهبان
الذين تخصصوا فيها كلها .
و تنقسم مدة الدراسة إلى :
-11المطالعة( أ ) مبتدئون من ستة اشهر إلى سنة.
( ب) متقدمون من سنة إلى سنة ونصف.
( أ ) وداسى مريم ( مدائح العذراء) إلى سالست -2زيما
(نوع من اللحان) من سنة إلى سنة و نصف.
(ب) صوم دجوا و معراف ( الحان الصوم و
العياد ) من سنة إلى سنتين.
(ج) دجوا و انقصوا ( الحان السنة كلها ) من
سنتين إلى ثلثة
(د) زمارى و مواسمت (الحان السنة كلها) من سنة
إلى سنة ونصف.
141
(ه ) الربعة عشر قداسا من سنة إلى سنة و
نصف.
(و) اقواقوام ( توقيع اللحان على أربعة اضرب :
زمامى ،مرجد ،صفعات و زبق ) من
سنتين إلى أربع سنوات .
142
ونرى من ذلك ان الطالب يتخرج بعد دراسة تتراوح بين - 25
36سنة وهى مدة كافية لتصل بالطالب إلى درجة كبيرة في تفهم علوم
الدين.
وفي إحصائية ترجع إلى سنة 1960ول تشمل اريتريا كما أن
أحصيت عا م ،1967 GONDAR وجوندا ر GODJAM أقاليم جودجا م
في ذلك الوقت كانت الكنيسة تتحكم مباشرة في 1463مدرسة يعمل
فيه ا 1682مدرس (منه م 7سيدات) ويدرس فيها 570635طالب
(منهم 80370فتاه).
والن وقد تقلّص عدد المدارس التي تشرف عليها الكنيسة .فإن
المدارس التي ما تزال تحت رعايتها يدرّس فيها لغ ة الجئز كمادة
أساسية ،حيث ما تزال اللغة الليتورجية للكنيسة هناك .وأمّا النصوص
التي تدرس عليها اللغة فهي :رسالة يوحنّا الولى ثم بعض رسائل
أخرى ثم إنجيل القديس يوحنّا ،وأعمال الرسل ويتبع ذلك معجزات
السيد المسيح ثمّ المدائح والمعجزات الخاصة بالسيدة العذراء (مثل
أورغانون).
143