You are on page 1of 35

‫من قصص الصالحين‬

‫جمع وإعداد‬
‫جنات عبد العزيز دنيا‬

‫من كتاب ألف قصة وقصة للمؤلف هانى الحاج‬


‫داود عليه السلم يحكم بين الناس ‪1 -‬‬

‫ص‬ ‫ق‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫جلس داود كعادته‬


‫ا‬ ‫ص‬‫ل‬ ‫ا‬ ‫ص‬ ‫يوما يحكم بين‬
‫لحين‬ ‫الناس في مشكلتهم‬

‫جاءه رجل صاحب حقل ومعه رجل آخر وقال له صاحب الحقل ‪ :‬سيدي النبي ‪..‬‬
‫إن غنم هذا الرجل نزلت حقلي أثناء الليل ‪ ،‬وأكلت كل عناقيد العنب التي كانت‬
‫فيه‪ ..‬وقد جئت إليك لتحكم لي بالتعويض ‪..‬قال داود لصاحب الغنم هل صحيح أن‬
‫غنمك أكلت حقل هذا الرجل ؟ قال صاحب الغنم ‪ :‬نعم يا سيدي‪ ..‬قال داود‪ :‬لقد‬
‫حكمت بأن تعطيه غنمك بدل من الحقل الذي أكلته ‪.‬‬
‫داود عليه السلم يحكم بين الناس ‪2 -‬‬

‫ق‬ ‫ن‬ ‫م‬


‫صص ا‬
‫تابع ما سبق‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ص‬‫ل‬
‫حين‬

‫قال سليمان وكان ال قد علمه حكمة تضاف إلى ما ورث من والده ‪ :‬عندي حكم آخر‬
‫يا أبي ‪:‬أحكم بأن يأخذ صاحب الغنم حقل هذا الرجل الذي أكلته الغنم‪ ..‬ويصلحه له‬
‫ويزرعه حتى تنمو أشجار العنب ‪ ،‬وأحكم لصاحب الحقل أن يأخذ الغنم ليستفيد من‬
‫صوفها ولبنها ويأكل منه ‪ ،‬فإذا كبرت عناقيد العنب وعاد الحقل سليما كما كان أخذ‬
‫صاحب الحقل حقله وأعطى صاحب الغنم غنمه‪....‬‬
‫داود عليه السلم يتعلم من ربه ‪1 -‬‬
‫م‬ ‫كان داود رغم قربه‬
‫ص‬ ‫ق‬ ‫ن‬
‫ا‬ ‫ص‬‫ل‬ ‫ا‬ ‫ص‬ ‫من ال وحب ال‬
‫لحين‬ ‫له ‪ ،‬يتعلم دائما من‬
‫ال‬
‫‪ ..‬وقد علمه ال يوما أل يحكم أبدا إل إذا استمع لقوال الطرفين المتخاصمين‬
‫فيذكر لنا المولى في كتابه الكريم قضية أخرى ‪ :‬جلس داود يوما في محرابه‬
‫الذي يصلي ل ويتعبد فيه ‪ ،‬وكان إذا دخل حجرته أمر حراسه أل يسمحوا لحد‬
‫بالدخول عليه أو إزعاجه وهو يصلي‪ ..‬ثم فوجئ يوما في محرابه بأنه أمام‬
‫اثنين من الرجال‪ ..‬وخاف منهما داود لنهما دخل رغم أنه أمر أل يدخل عليه‬
‫أحد ‪ .‬سألهما داود‪ :‬من أنتما ؟‬
‫قال أحد الرجلين‪ :‬ل تخف يا سيدي‪ ..‬بيني وبين هذا الرجل خصومة وقد جئناك‬
‫لتحكم بيننا بالحق ‪.‬‬
‫داود عليه السلم يتعلم من ربه ‪2 -‬‬
‫تابع ما سبق‬
‫ق‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ص‬‫ل‬ ‫صص ا‬
‫حين‬ ‫سأل داود‪ :‬ما هي‬
‫القضية؟‬
‫ي َنعْجَ ٌة وَاحِدَةٌ ‪ .‬وقد‬
‫ن َنعْجَ ًة َولِ َ‬
‫سعُو َ‬
‫قال الرجل الول ‪ :‬إِنّ َهذَا أَخِي لَهُ تِسْ ٌع وَتِ ْ‬
‫أخذها مني ‪ .‬قال داود بغير أن يسمع رأي الطرف الخر وحجته ‪ :‬لَقَدْ ظَلَمَكَ‬
‫سؤَا ِل نَعْجَتِكَ ِإلَى ِنعَاجِه‪ ..‬وإن كثيرا من الشركاء يظلم بعضهم بعضا إل الذين‬ ‫بِ ُ‬
‫آمنوا‪..‬وفوجئ داود باختفاء الرجلين من أمامه‪ ..‬اختفى الرجلن كما لو كانا‬
‫سحابة تبخرت في الجو وأدرك داود أن الرجلين ملكان أرسلهما ال إليه ليعلماه‬
‫درسا‪ ..‬فل يحكم بين المتخاصمين من الناس إل إذا سمع أقوالهم جميعا ‪ ،‬فربما‬
‫كان صاحب التسع والتسعين نعجة معه الحق‪ ..‬وخر داود راكعا‪ ،‬وسجد ل ‪،‬‬
‫واستغفر ربه‪..‬‬
‫أريد مثل هذا‬
‫كان الجاحظ الديب‬
‫ق‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ص‬‫ل‬‫صص ا‬ ‫العربى قبيح الوجه‬
‫حين‬ ‫لكنه كان مرحا يسخر‬
‫حتى من شكله ‪.‬‬

‫حكى عن نفسه فقال ‪ :‬كنت أقف على باب دارى ‪ ،‬فاقتربت ناحيتى امرأة وقالت‬
‫أريد ان تمشى معى لقضاء حاجة ‪ .‬قال الجاحظ ‪ :‬فقمت ومشيت معها حتى‬
‫وصلنا الى دكان صائغ ‪ ،‬وقالت له ‪ :‬مثل هذا ‪ ،‬وأشارت إلى ثم تركتنى‬
‫وانصرفت ‪ .‬فسألت الصائغ ماذا تقصد بقولها ؟ فقال ‪ :‬لقد أحضرت لى فص‬
‫خاتم ‪ ،‬وطلبت منى أن أنقش عليه صورة شيطان ‪ ،‬فقلت لها ياسيدى ما رأيت‬
‫شيطانا قط فجاءت بك ‪.‬‬
‫إقسمها بيننا ‪1 -‬‬
‫ق‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ص‬‫ل‬‫صص ا‬
‫حين‬
‫عن عبد ال بن أخت مسلم بن سعد أنه قال ‪ :‬أردت الحج فدفع إلى خالى‬
‫مسلم عشرة آلف درهم ‪ ،‬وقال لى إذا قدمت المدينة فانظر أفقر أهل بيت‬
‫بالمدينة وأعطهم إياها ‪ .‬فلما دخلت سألت عن أفقر أهل بيت بالمدينة فدللت‬
‫عليهم فطرقت الباب فأجابتنى امرأة ‪ :‬من أنت ؟ فقلت ‪ :‬أنا رجل من أهل‬
‫بغداد أودعت عشرت آلف وأمرت أن أسلمها إلى أفقر أهل بيت فى المدينة‪،‬‬
‫فخذوها ‪ ،‬فقالت ‪ :‬ياعبد ال هؤلء الذين بجوارنا أفقر منا ‪.‬‬
‫إقسمها بيننا ‪2 -‬‬
‫تابع ماسبق‬
‫ق‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ص‬‫ل‬‫صص ا‬
‫حين‬

‫فتركتهم ‪ ،‬وأتيت أولئك فطرقت الباب فأجابتنى امرأة ‪ ،‬فقلت لها‬


‫مثل الذى قلت لتلك المرأه ‪ .‬فقالت ياعبد ال ‪ ،‬نحن وجيراننا فى‬
‫الفقر سواء ‪ ،‬فاقسمها بيننا وبينهم ‪.‬‬
‫أين الذين يؤثرون على أنفسهم‬
‫ق‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ص‬‫ل‬‫صص ا‬
‫حين‬

‫سأل مسكينا اعرابيا أن يعطيه حاجة فقال ‪ :‬ليس عندى ماأعطيه للغير‬
‫فالذى عندى أنا أحق الناس به ‪ ،‬فقال السائل ‪ :‬أين الذين يؤثرون على‬
‫أنفسهم ؟ فقال العرابى ‪ :‬ذهبوا مع الذين ل يسألون الناس إلحافا ‪.‬‬
‫بين العلم والمال‬
‫ق‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ص‬‫ل‬‫صص ا‬
‫حين‬

‫عن كميل بن زياد قال ‪ :‬قال لى على بن أبى طالب – رضى ال عنه – ذات مرة‬
‫العلم خير من المال ‪ ،‬العلم يحرسك وأنت تحرس المال والمال تنقصه النفقة ‪،‬‬
‫ومحبة العلم دين يدان بها ‪ ،‬العلم يكسب العالم الطاعة فى حياته ‪ ،‬وجميل‬
‫الحدوثة بعد موته ‪ ،‬وصنيعة المال تزول بزواله ‪ ،‬مات خزان الموال وهم أحياء ‪،‬‬
‫والعلماء باقون ما بقى الدهر ‪ ،‬أعيانهم مفقودة ‪ ،‬وأمثالهم فى القلوب موجودة ‪.‬‬
‫لول حلمى ما انتصرت عليه‬
‫ق‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ص‬‫ل‬‫صص ا‬
‫حين‬

‫سب رجل المهلب وأفحش فى سبه ‪ ،‬وهو ساكت ‪ ،‬فمر رجل فسمعه فرد‬
‫عليه ‪ ،‬وخاصمه وأنكاه ( أى غلبه وقهره ) ثم التفت إلى المهلب ‪ ،‬وقال‬
‫له ‪ :‬أل انتصرت لنفسك ؟ فقال المهلب ‪ :‬ياابن أخى ‪ ،‬وجدت النصرة‬
‫فى الحلم ‪ ،‬ولول حلمى ما انتصرت أنت لى ‪.‬‬
‫هل سافرت معه‬
‫ق‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ص‬‫ل‬‫صص ا‬
‫حين‬

‫قال رجل لعمر بن الخطاب – رضى ال عنه ‪ : -‬إن فلن رجل صدق ‪ ،‬قال ‪ :‬هل‬
‫سافرت معه ؟ قال ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ :‬فكانت بينك وبينه خصومة ؟ قال ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫فهل‬
‫ائتمنته على شئ ؟ قال ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ :‬فأنت الذى ل علم لك به ‪ ،‬أراك رأيته يرفع‬
‫رأسه ويخفضه فى المسجد ‪.‬‬
‫إلى بيتنا وال يذهبون‬
‫ق‬ ‫من‬
‫ال‬ ‫صص‬
‫ح‬‫ل‬ ‫ا‬ ‫ص‬
‫ن‬ ‫ي‬

‫قال ابن دراج الطفيلى ‪ :‬مرت بى جنازة ومعى إبنى ‪ ،‬ومع الجنازه إمرأة تبكى ‪،‬‬
‫وتقول ‪ :‬بك يذهبون إلى بيت ل فرش فيه ول وطاء ( أى ما تفترشه ) ول‬
‫ضيافة ول غطاء ‪ .‬ول خبز فيه ول ماء ‪ .‬فقال لى إبنى ‪ :‬ياأبتى إلى بيتنا وال‬
‫يذهبون بهذه الجنازة ‪.‬‬
‫ل تخبر أحدا أننى أنقذتك‬

‫ق‬ ‫ن‬ ‫م‬


‫ل‬ ‫ا‬ ‫ص‬‫ل‬ ‫صص ا‬
‫حين‬
‫كان الحجاج بن يوسف الثقفى ‪ -‬الطاغية ‪ -‬يستحم فى الخليج الفارسى فأشرف‬
‫على الغرق ‪ ،‬فأنقذه أحد المسلمين ‪ ،‬وعندما حمله إلى البر ‪ ،‬قال له الحجاج أطلب‬
‫ما تشاء فطلبك مجاب ‪ ،‬فقال الرجل له ‪ :‬ومن أنت حتى تجيب لى أى طلب ‪ ،‬قال‬
‫‪:‬‬
‫أنا الحجاج الثقفى ‪ ،‬قال له ‪ :‬طلبى الوحيد أننى سألتك بال أن ل تخبر أحدا أننى‬
‫أنقذتك ‪.‬‬
‫أهديتنى تمرا‬

‫ق‬ ‫ن‬ ‫م‬


‫ل‬ ‫ا‬ ‫ص‬‫ل‬‫صص ا‬
‫حين‬

‫علم الحسن البصرى أن رجل اغتابه فذهب إليه فى اليوم الثانى وأعطاه تمرا كهدية‬
‫فاندهش الرجل وقال له أتهدينى اليوم تمرا وأنا اغتبتك أمس فرد عليه قائل ‪:‬‬
‫أهديتك تمرا اليوم لنك أهديتنى حسناتك بالمس ‪.‬‬
‫أنت السارق‬
‫ق‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ص‬‫ل‬‫صص ا‬
‫حين‬
‫قال ابن الجوزى ‪ :‬حدثنى بعض الشيوخ قال ‪ :‬سرق من رجل خمسمائة دينار ‪،‬‬
‫فحمل المتهمين إلى الوالى ‪ ،‬فقال الوالى ‪ :‬أنا ما أضرب أحدا منكم ‪ ،‬بل عندى‬
‫خيط ممدود فى بيت مظلم ‪ ،‬فادخلوا فليمر كل منكم يده عليه من أول الخيط إلى‬
‫آخره ويلف يده فى كمه ‪ ،‬ويخرج ‪ ،‬فإن الخيط يلف على يد السارق ‪ ،‬وكان قد‬
‫سود الخيط بدهان ‪ ،‬فدخلوا فكلهم جر يده على الخيط فى الظلمة إل واحد منهم ‪،‬‬
‫فلما خرجوا نظر إلى أيديهم مسودة إل واحد فألزمه بالمال ‪ ،‬فأقر به ‪.‬‬
‫علج عجيب‬

‫ق‬ ‫ن‬ ‫م‬


‫ل‬ ‫ا‬ ‫ص‬‫ل‬‫صص ا‬
‫حين‬

‫قيل لحد الصالحين ‪ :‬إنى أشكو من البعد عن ال فما العلج ‪ ،‬فقال العبد الصالح‬
‫للسائل ‪ :‬ياهذا عليك بعروق الخلص ‪ ،‬وورق الصبر ‪ ،‬وعصير التواضع ‪ ،‬ضع‬
‫هذا فى إناء التقوى ‪ ،‬وصب عليه ماء الخشية ‪ ،‬وأوقد عليه بنار الحزن ‪ ،‬وضعه‬
‫بمصفاة المراقبة ‪ ،‬وتناوله بكف الصدق واشربه من كأس الستغفار ‪ ،‬وتمضمض‬
‫بالورع ‪ ،‬وابعد نفسك عن الحرص والطمع تشفى من مرضك باذن ال ‪.‬‬
‫القلب واللسان‬
‫ق‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ص‬‫ل‬ ‫صص ا‬
‫حين‬
‫كان لقمان عبدا حبشيا نجارا فأمره سيده أن يذبح شاة فذبح شاة فقال ‪ :‬ائتنى بأطيب‬
‫مضغتين فى الشاه ‪ ،‬فأتاه باللسان والقلب ‪ ،‬ثم مكث أياما ‪ ،‬فقال اذبح شاة ‪ ،‬فذبح ‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬ائتنى بأخبث مضغتين فى الشاة ‪ ،‬فألقى إليه اللسان والقلب ‪ ،‬فقال له سيده ‪:‬‬
‫قلت لك حين ذبحت ائتنى بأطيب مضغتين فى الشاة ‪ ،‬فأتيتنى باللسان والقلب ‪ ،‬ثم قلت‬
‫لك الن حين ذبحت الشاة ائتنى بأخبث مضغتين فى الشاة فألقيت اللسان والقلب ؟ ‪،‬‬
‫فقال‪ :‬إنه ل أطيب منهما إذا طابا ‪ ،‬ول أخبث منهما إذا خبثا ‪.‬‬
‫طالب العلم‬
‫ق‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ص‬‫ل‬‫صص ا‬
‫حين‬

‫حج هارون الرشيد ثم جاء إلى المدينة بعد الحج ‪ ،‬وأراد أن يرى مالك بن أنس الذى‬
‫سمع عن علمه ونبوغه الكثير ‪ ،‬فأرسل يستقدمه فقال مالك للرسول ‪ :‬قل لمير‬
‫المؤمنين أن طالب العلم يسعى إليه ‪ ،‬وأما العلم فل يسعى إلى أحد ‪ .‬وأذعن الخليفة‬
‫وزار مالكا فى داره ولكن أمر أن يخلى المجلس من الناس ‪ ،‬فأبى مالك إل أن يظل‬
‫الناس كما كانوا ‪ ،‬وقال ‪ :‬إذا منع العلم عن العامة ‪ ،‬فل خير فيه للخاصة ‪.‬‬
‫جزاء المانة‬
‫ق‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ص‬‫ل‬ ‫صص ا‬
‫حين‬
‫كان رجل بمكة فقير وله زوجة صالحة ‪ ،‬فقالت له يوما ‪ :‬ما عندنا قوت ‪ ،‬فخرج الى‬
‫الحرم فوجد كيسا به بعض الدنانير ‪ ،‬ففرح بذلك وجاء به إلى زوجته وقال ‪ :‬كيس‬
‫وجدته ملقى بالحرم فالتقطه ‪ ،‬فقالت له زوجته ‪ :‬لقطة الحرم لبد لها من التعريف‬
‫( أى‬
‫نذكرها للناس لعل صاحبها يعرفها ) ‪ ،‬فخرج فسمع مناديا ينادى ‪ :‬من وجد كيسا فيه‬
‫دنانير عدتها كذا وصفته كذا ‪ ،‬فقال الرجل أنا وجدته ‪ ،‬وها هو ذا بصفته وهيئته ‪ ،‬فقال‬
‫هو لك ومعه تسعمائة أخرى ‪ ،‬فقال ‪ :‬أتهزأ بى ‪ ،‬قال ‪ :‬ل وال ‪ ،‬ولكن أعطانى رجل‬
‫من العراق ألفا من الدنانير وقال اطرح بعضها فى الحرم ثم نادى عليها فإن ردها اليك‬
‫من وجدها فادفع إليه الجميع فإنه أمين والمين يأكل ويتصدق ‪ ،‬فتكون صدقتنا مقبولة‬
‫لمانته ‪.‬‬
‫نعل رسول ال‬
‫ق‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ص‬‫ل‬ ‫صص ا‬
‫حين‬
‫قعد الخليفة المهدى قعودا عاما للناس ‪ ،‬فدخل رجل وفى يده نعل فى منديل ‪ ،‬فقال‬
‫ياأميرالمؤمنبين ‪ :‬هذه نعل رسول ال صلى ال عليه وسلم قد أهديتها لك ‪ .‬فقال ‪:‬‬
‫هاتها ‪ ،‬فدفعها إليه ‪ ،‬فقبل المهدى باطنها ‪ ،‬وأمر للرجل بعشرة آلف درهم ‪ ،‬فلما‬
‫أخذها وانصرف ‪ ،‬قال المهدى لجلسائه ‪ :‬أترون أنى لم أعلم أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم لم ير النعل هذه ‪ ،‬فضل عن أن يكون لبسها ‪ ،‬غير أننا لو كذبناه قال للناس‬
‫أتيت أمير المؤمنين بنعل رسول ال فردها على ‪ ،‬وكان من يصدقه أكثر ممن ل‬
‫يصدقه ‪ ،‬إذ كان من شأن العامة نصرة الضعيف على القوى ‪ ،‬وإن كان الضعيف ظالما‬
‫‪ ،‬فاشترينا لسانه ‪ ،‬وقبلنا هديته ‪ ،‬وصدقنا قوله ‪ ،‬ورأينا الذى فعلناه أنجح وأرجح ‪.‬‬
‫حسن النصات‬

‫ق‬ ‫ن‬ ‫م‬


‫ل‬ ‫ا‬ ‫ص‬‫ل‬‫صص ا‬
‫حين‬

‫قال أحد الحكماء ‪ :‬إذا جالست الجهال فانصت لهم ‪ ،‬وإذا جالست العلماء‬
‫فانصت‬
‫لهم ‪ ،‬فإن فى إنصاتك للجهال زيادة فى الحلم ‪ ،‬وفى إنصاتك للعلماء زيادة فى‬
‫العلم ‪.‬‬
‫دائما ل يحيق المكر السئ إل بأهله‬

‫ق‬ ‫ن‬ ‫م‬


‫ل‬ ‫ا‬ ‫ص‬‫ل‬‫صص ا‬
‫حين‬

‫بلغنا أن رجلين سعيا بمؤمن إلى فرعون ليقتله ‪ ،‬فأحضرهم فرعون فقال‬
‫للساعيين ‪ :‬من ربكما ؟ قال أنت ‪ .‬فقال للمؤمن ‪ :‬من ربك ؟ فقال ربى ربهما ‪،‬‬
‫فقال لهما فرعون ‪ :‬سعيتما برجل على دينى لقتله ‪ ،‬فقتلهما ‪.‬‬
‫يحشر المرء على ما مات عليه ‪1 -‬‬

‫ق‬ ‫ن‬ ‫م‬


‫ل‬ ‫ا‬ ‫ص‬‫ل‬‫صص ا‬
‫حين‬

‫حكى أن أخوين كان أحدهما عابدا ‪ ،‬والخر مسرفا على نفسه ‪ ،‬فسولت للعابد يوما‬
‫نفسه أن يتبع شهواتها ثم يتوب بعد ذلك لعلمه أن ال غفور رحيم ‪ ،‬فقال العابد فى‬
‫نفسه ‪ :‬أنزل إلى أخى فى أسفل الدار وأوافقه على الهوى واللذات بعض الوقت ثم‬
‫أتوب وأعبد ال فيما تبقى من عمرى ‪ ،‬فنزل على هذه النية ‪.‬‬
‫يحشر المرء على ما مات عليه ‪2 -‬‬

‫ق‬ ‫ن‬ ‫م‬


‫ل‬ ‫ا‬ ‫ص‬‫ل‬‫صص ا‬ ‫تابع ماسبق‬
‫حين‬

‫وقال أخوه المسرف ‪ :‬قد أفنيت عمرى فى المعصية وأخى العابد يدخل الجنة‬
‫وأنا أدخل النار وال لتوبن وأصعد الى أخى وأوافقه فى العبادة ما بقى من‬
‫عمرى ‪ ،‬فلعل ال يغفر لى ‪ ،‬فطلع على نية التوبة ونزل أخوه على نية‬
‫المعصية ‪ ،‬فزلت رجله فوقع على أخيه فمات الثنان معا ‪ ،‬فحشر العابد على‬
‫نية المعصية وحشر المسرف على نية التوبة ‪.‬‬
‫خشيت أن تكون معهم‬

‫ق‬ ‫ن‬ ‫م‬


‫ل‬ ‫ا‬ ‫ص‬‫ل‬‫صص ا‬
‫حين‬
‫قيل ‪ :‬كان هناك شخص يلعن إبليس كل يوم ألف مرة ‪ ،‬فبينما هو ذات يوم نائم أتاه‬
‫شخص وأيقظه ‪ ،‬وقال له قم ‪ ،‬فإن الجدار سيسقط عليك فقال له ‪ :‬من أنت الذى‬
‫أشفقت على هذه الشفقة ؟ فقال له أنا إبليس ‪ .‬فقال له كيف هذا ‪ ،‬وأنا ألعنك كل‬
‫يوم ألف مرة ‪ ،‬فقال ‪ :‬هذا لما علمت من منزلة الشهداء عند ال تعالى ‪ ،‬فخشيت‬
‫أن تكون منهم فتنال معهم كما ينالون ‪.‬‬
‫هل أتممت ليلتك شكرا ل‬
‫ق‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ص‬‫ل‬‫صص ا‬
‫حين‬
‫قال ابن الجوزى ‪ :‬وبلغنا أن رجل جاء إلى أبى حنيفة فشكا له أنه دفن مال فى‬
‫موضع ول يذكر الموضع ‪ ،‬فقال أبو حنيفة ‪ :‬ليس هذا فقها فأحتال لك فيه ‪،‬‬
‫ولكن‬
‫اذهب فصلى الليلة إلى الغداة ‪ ،‬فإنك ستذكره إن شاء ال ‪ ،‬ففعل الرجل ذلك ‪ ،‬فلم‬
‫يمض إل أقل من ربع الليل حتى ذكر الموضع ‪ ،‬فجاء إلى أبى حنيفة فأخبره ‪.‬‬
‫فقال ‪ :‬قد علمت أن الشيطان ل يدعك تصلى حتى تذكر فهل أتممت ليلتك شكرا‬
‫ل عز وجل ‪.‬‬
‫لماذا هذا الزهد فى الدنيا ؟‬

‫ق‬ ‫ن‬ ‫م‬


‫ل‬ ‫ا‬ ‫ص‬‫ل‬‫صص ا‬
‫حين‬
‫جاء رجل إلى الحسن البصرى فقال ‪ :‬ما سر زهدك فى الدنيا يا إمام ؟ ‪ .‬فقال ‪ :‬أربعة‬
‫أشياء ‪ :‬علمت أن رزقى ل يأخذه غيرى ‪ ،‬فاطمأن قلبى ‪ .‬وعلمت أن عملى ل يقوم‬
‫به‬
‫غيرى ‪ ،‬فاشتغلت به وحدى ‪ .‬وعلمت أن ال مطلع على ‪ ،‬فاستحييت أن يرانى على‬
‫معصية ‪ .‬وعلمت أن الموت ينتظرنى ‪ ،‬فأعددت الزاد للقاء ربى ‪.‬‬
‫سوف يأتيك رزقك‬

‫ق‬ ‫ن‬ ‫م‬


‫ل‬ ‫ا‬ ‫ص‬‫ل‬ ‫صص ا‬
‫حين‬
‫كان شيخ كريم ‪ ،‬فقير فى حاله ل يرد سائل قط ‪ ،‬وفى يوم من أيام رمضان وضعت‬
‫المائدة انتظارا للذان فجاءه سائل يقسم أنه وعياله بل طعام ‪ ،‬فابتغى الشيخ غفلة‬
‫من إمرأته ‪ ،‬وفتح له وأعطاه الطعام كله ‪ ،‬فلما رأت إمرأته ذلك صرخت وأقسمت –‬
‫من الغضب – أنها لتبقى عنده ‪ ،‬ولم تمر نصف ساعة حتى قرع الباب وجاء من‬
‫يحمل الطباق فيها ألوان الطعام والحلوى والفاكهة ‪ ،‬فسألوا ما الخبر ؟ وإذا هو أن‬
‫أحد الغنياء ‪ ،‬كان قد دعا بعض الكبار فاعتذروا ‪ ،‬فغضب وحلف أل يأكل أحد من‬
‫الطعام ‪ ،‬وأمر بحمله كله إلى دار الشيخ الفقير الكريم ‪.‬‬
‫أرجو أن يكون كلنا على خير‬
‫ق‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ص‬‫ل‬‫صص ا‬
‫حين‬
‫حكى أن عبد ال العمرى العابد كتب إلى مالك يحضه على النفراد والعمل‬
‫فكتب إليه مالك ‪ :‬إن ال قسم العمال كما قسم الرزاق ‪ ،‬فرب رجل فتح له‬
‫فى الصلة ولم يفتح له فى الصوم ‪ ،‬وآخر فتح له فى الصدقة ولم يفتح له‬
‫فى الصوم ‪ ،‬وآخر فتح له فى الجهاد ‪ .‬فنشر العلم من أفضل أعمال البر ‪،‬‬
‫وقد رضيت بما فتح لى فيه ‪ ،‬وما أظن ما أنا فيه بدون ما أنت فيه ‪ ،‬وأرجو‬
‫أن يكون كلنا على خير وبر ‪.‬‬
‫رحم ال امرأ عرف قدر نفسه‬

‫ق‬ ‫ن‬ ‫م‬


‫ل‬ ‫ا‬ ‫ص‬‫ل‬‫صص ا‬
‫حين‬

‫بلغ عمر بن عبد العزيز أن إبنا له اشترى خاتما له فص بألف درهم ‪ ،‬فكتب إليه ‪:‬‬
‫أقسمت إليك أن تبيع الخاتم ‪ ،‬وتطعم بثمنه ألف مسكين ‪ ،‬واشترى خاتما بدرهم ‪،‬‬
‫وانقش عليه ‪ :‬رحم ال امرأ عرف قدر نفسه ‪.‬‬
‫فطنة ابن طولون‬

‫رأى ابن طولون يوما حمال يحمل صندوقا وهو يضطرب تحته ‪ ،‬فقال ‪ :‬لو كان‬
‫هذا الضطراب من ثقل المحمول لغاصت عنقه وأنا أرى عنقه بارزة ‪ ،‬وما هذا إل‬
‫من خوف ما يحمل ‪ ،‬فأمر بحط الصندوق ‪ ،‬فوجد فيه جارية قد قتلت‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫أصدقنى عن حالها فقال ‪ :‬أربعة نفر أعطونى هذه الدنانير وأمرونى بحمل هذه‬
‫المقتولة ‪ ،‬فضرب الحمال مائتى ضربة بعصا ‪ ،‬وأمر بقتل الربعة ‪.‬‬
‫البر بالم‬
‫ق‬ ‫من‬
‫ال‬ ‫صص‬
‫ح‬‫ل‬ ‫ا‬ ‫ص‬
‫ن‬ ‫ي‬

‫عن محمد بن سيرين قال ‪ :‬بلغت النخلة من عهد عثمان بن عفان ألف درهم ‪ ،‬فعمد‬
‫أسامة الى نخلة فعقرها فأخرج جمارها ( مادة فى قمة رأس النخلة بيضاء‬
‫تؤكل ) ‪،‬‬
‫فقالوا له ماذا يحملك على هذا وأنت ترى النخلة بلغت ألف درهم ؟ قال ‪ :‬إن أمى‬
‫سألتنيه ول تسألنى شيئا أقدر عليه إل أعطيتها ‪.‬‬
‫أين التين‬
‫ق‬ ‫من‬
‫ال‬ ‫صص‬
‫ح‬‫ل‬ ‫ا‬ ‫ص‬
‫ن‬ ‫ي‬

‫أقبل أعرابى يريد رجل وبين يدى الرجل طبق فيه تين ‪ ،‬فلما رأى الرجل العرابى‬
‫يقبل عليه غطى التين بكساء كان عليه والعرابى يلحظه ‪ ،‬فقال له الرجل ‪ :‬هل‬
‫تحسن من القرآن شيئا ؟ قال العرابى ‪ :‬نعم قال فاقرأ ‪ ،‬فقرأ العرابى ‪:‬‬
‫( والزيتون‬
‫وطور سنين ) فقال له الرجل ‪ :‬فأيت التين قال ‪ :‬تحت كسائك ‪.‬‬
‫وأخيرا‬

‫ص‬ ‫ص‬ ‫ق‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫أنشد جعفر بن‬


‫الصالحين‬ ‫محمد لرجل شكا‬
‫إليه الفقر‪:‬‬

‫فكم أرضاك باليسر الطويل‬ ‫فل تجزع إذا أعسرت يوما‬


‫لعل ال يغنى عن قليل‬ ‫ولتيأس فإن اليأس كفر‬
‫فإن ال أولى بالجميل‬ ‫ول تظنن بربك غير خير‬

‫‪gannatdonya@gmail.com‬‬

You might also like

  • 207
    207
    Document27 pages
    207
    api-3694109
    No ratings yet
  • HANIA & Abbès !!!!
    HANIA & Abbès !!!!
    Document17 pages
    HANIA & Abbès !!!!
    api-3694109
    No ratings yet
  • 209
    209
    Document36 pages
    209
    api-3694109
    No ratings yet
  • 210
    210
    Document25 pages
    210
    api-3694109
    No ratings yet
  • 208
    208
    Document45 pages
    208
    api-3694109
    No ratings yet
  • 211
    211
    Document23 pages
    211
    api-3694109
    100% (2)
  • 194
    194
    Document7 pages
    194
    api-3694109
    No ratings yet
  • 202
    202
    Document34 pages
    202
    api-3694109
    No ratings yet
  • 206
    206
    Document32 pages
    206
    api-3694109
    No ratings yet
  • 200
    200
    Document16 pages
    200
    api-3694109
    100% (1)
  • 201
    201
    Document27 pages
    201
    api-3694109
    No ratings yet
  • 173
    173
    Document39 pages
    173
    api-3694109
    No ratings yet
  • 203
    203
    Document44 pages
    203
    api-3694109
    No ratings yet
  • 197
    197
    Document12 pages
    197
    api-3694109
    No ratings yet
  • From
    From
    Document21 pages
    From
    api-3694109
    No ratings yet
  • 192
    192
    Document6 pages
    192
    api-3694109
    No ratings yet
  • 193
    193
    Document11 pages
    193
    api-3694109
    No ratings yet
  • 186
    186
    Document35 pages
    186
    api-3694109
    No ratings yet
  • 187
    187
    Document32 pages
    187
    api-3694109
    No ratings yet
  • 188
    188
    Document36 pages
    188
    api-3694109
    No ratings yet
  • 179
    179
    Document12 pages
    179
    api-3694109
    No ratings yet
  • 178
    178
    Document16 pages
    178
    api-3694109
    No ratings yet
  • 185
    185
    Document10 pages
    185
    api-3694109
    No ratings yet
  • 189
    189
    Document8 pages
    189
    api-3694109
    No ratings yet
  • الدعاء
    الدعاء
    Document11 pages
    الدعاء
    kemon7
    100% (1)
  • 160
    160
    Document9 pages
    160
    api-3694109
    No ratings yet
  • 155
    155
    Document18 pages
    155
    api-3694109
    No ratings yet
  • 135
    135
    Document11 pages
    135
    api-3694109
    No ratings yet
  • 154
    154
    Document10 pages
    154
    api-3694109
    100% (1)