You are on page 1of 34

‫نساءنزلت فيهن‬

‫نساء فى القرآن‬
‫نزلتآيات‬
‫فيهن آيات‬
‫جمع وإعداد‬
‫إعداد‬
‫دنيادنيا‬
‫حافظ‬ ‫العزيز‬
‫العزيز‬ ‫عبدعبد‬ ‫جنات‬
‫جنات‬

‫‪1‬‬
‫بلقيس‬
‫ناقضة الغزل‬ ‫أخت موسى‬
‫ملكة سبأ‬ ‫إمرأة العزيز‬ ‫إمرأة نوح‬

‫حمالة الحطب‬ ‫نسوة المدينة‬ ‫سارة زوجة‬


‫إمرأة عمرآن‬
‫حواء‬ ‫مع يوسف‬ ‫إبراهيم‬

‫عائشة أم‬
‫المؤمنين‬
‫خولة بنت‬ ‫إبنتا الشيخ‬ ‫هاجر أم‬
‫مريم‬ ‫آسيا إمرأة‬
‫ثعلبة‬ ‫الصالح‬ ‫إسماعيل‬
‫فرعون‬

‫زينب بنت‬
‫زوجة زكريا‬ ‫زوجة موسى‬ ‫أم موسى‬ ‫إمرأة لوط‬
‫جحش‬
‫‪2‬‬
‫حواء ‪1 -‬‬

‫جنّة وَقَدْ صَ ّرحَ بِذَ ِل َ‬


‫ك‬ ‫حوّاء َقبْل دُخُول آدَم الْ َ‬ ‫خُلِقَتْ َ‬
‫حيْثُ قَالَ لَمّا فَ َرغَ الّ ِمنْ مُعَا َتبَة‬‫مُحَمّد بْن إِسْحَاق َ‬
‫ِإبْلِيس أَ ْق َبلَ عَلَى آدَم َوعَلّمَهُ الَْسْمَاء كُلّها فَقَالَ يَا آدَم‬
‫أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَا ِئهِمْ إِلَى َقوْله " ِإنّك َأنْتَ الْعَلِيم الْحَكِيم‬
‫ضلَعه ِمنْ شِقّه ا َلْيْسَر َولَمَ‬ ‫” ثُمّ أَخَذَ ضِلْعًا ِمنْ أَ ْ‬
‫حتّى خَلَقَ‬ ‫مَكَانه لَحْمًا وَآدَم نَائِم لَمْ َيهَب ِمنْ َنوْمه َ‬
‫سوّاهَا اِمْ َرأَة ِليَسْكُن‬ ‫حوّاء فَ َ‬‫الّ ِمنْ ضِلْعه تِ ْلكَ َزوْجَته َ‬
‫إِ َل ْيهَا ‪ .‬قَالَ الّ " يَا آدَم اُسْ ُكنْ َأنْتَ وَ َزوْجك الْجَنّة وَ ُكلَ‬
‫ش ْئتُمَا ”‬
‫حيْثُ ِ‬‫ِم ْنهَا َرغَدًا َ‬

‫‪3‬‬
‫حواء ‪2 -‬‬

‫جهُمَا مِمّا كَانَا فِيهِ وَقُ ْلنَا اهْبِطُوا‬‫ع ْنهَا َفأَخْرَ َ‬


‫شيْطَانُ َ‬
‫قال تعالى ‪ :‬فَأَزَّلهُمَا ال ّ‬
‫ع ُدوّ َو َلكُمْ فِي الَْرْضِ مُسْتَقَرّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ( البقرة – ‪.) 36‬‬ ‫ض ُكمْ ِل َبعْضٍ َ‬ ‫َب ْع ُ‬
‫قَالَ الّ َتعَالَى" اِ ْهبِطُوا مِ ْنهَا جَمِيعًا ” َف َهبَطُوا وَقيل نَ َزلَ آدَم بِا ْلهِنْدِ َونَ َزلَ مَعَهُ‬
‫جنّة فَن َبثّهُ بِا ْل ِهنْدِ َف َن َبتَتْ شَجَرَة الطّيب فَإِنّمَا‬
‫سوَد وَ َق ْبضَة مِنْ وَرَق الْ َ‬ ‫الْحَجَر الَْ ْ‬
‫أَصْل مَا يُجَاء بِهِ مِنْ الطّيب مِنْ ا ْل ِهنْد مِنْ َقبْضَة ا ْلوَرَق اّلتِي َهبَطَ ِبهَا آدَم وَِإنّمَا‬
‫جنّة حِين أُخْرِجَ ِم ْنهَا ‪ .‬وَعَنْ الْحَسَن ا ْل َبصْرِيّ قَالَ ‪ :‬أَ ُهبِطَ‬ ‫ضهَا آسِفًا عَلَى الْ َ‬ ‫َق َب َ‬
‫جدّة ‪.‬‬
‫حوّاء بِ ُ‬ ‫آدَم بِا ْلهِنْدِ وَ َ‬
‫وقيل هبط آدم فوق قمة جبل في سرنديب التي تعرف اليوم بجزيرة سيلن أو‬
‫سريلنكا وهبطت حواء فوق جبل المروة في أرض مكّة‪..‬‬

‫‪4‬‬
‫إمرأة نوح وامرأة لوط‬
‫خيَانَتهمَا‬ ‫عبّاس قَالَ ‪ :‬كَانَتْ ِ‬ ‫عنْ اِبْن َ‬ ‫قال تعالى ‪:‬‬
‫ضَرَبَ الُّ َم َثلً لِلّذِينَ كَفَرُوا امْ َرأَةَ‬
‫غيْر دِينهمَا َفكَانَتْ‬ ‫علَى َ‬ ‫أَ ّنهُمَا كَا َنتَا َ‬ ‫عبْ َد ْينِ‬‫نُوحٍ وَامْ َرأَةَ لُوطٍ كَا َنتَا تَحْتَ َ‬
‫طلِع عَلَى سِرّ نُوح فَإِذَا‬ ‫اِمْرَأَة نُوح تَ ّ‬ ‫ح ْينِ فَخَا َنتَاهُمَا فَلَمْ‬
‫عبَادِنَا صَالِ َ‬
‫ِمنْ ِ‬
‫ش ْيئًا وَقِيلَ‬
‫ع ْنهُمَا ِمنَ الِّ َ‬‫يُ ْغ ِنيَا َ‬
‫جبَابِرَة مِنْ‬ ‫آمَنَ مَعَ نُوح أَحَدٌ أَخْبَرَتْ الْ َ‬
‫خلَ النّارَ مَعَ الدّاخِلِينَ (التحريم‪:‬‬ ‫ادْ ُ‬
‫َقوْم نُوح بِهِ وَأَمّا اِمْرَأَة لُوط َفكَانَتْ إِذَا‬ ‫‪) 10‬‬
‫حدًا أَخْبَرَتْ بِهِ أَهْل‬
‫َأضَافَ لُوط أَ َ‬
‫الْمَدِينَة مِمّنْ يَعْمَل السّوء ‪.‬‬
‫عبْ َديْ ِ‬
‫ن‬ ‫اِمْرَأَة نُوح وَامْرَأَة لُوط كَا َنتَا تَحْت َ‬
‫حيْنِ " أَيْ َنبِ ّييْنِ رَسُو َليْنِ‬ ‫عبَادنَا صَالِ َ‬
‫مِنْ ِ‬
‫ح َب ِتهِمَا َليْلً َو َنهَارًا‬
‫عنْدهمَا فِي صُ ْ‬ ‫ِ‬
‫فَخَا َنتَاهُمَا" أَيْ فِي الِْيمَان َ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫سارة زوجة سيدنا ابراهيم ‪1 -‬‬
‫خرجتْ مهاجرة فى سبيل ال مع زوجها وابن أخيه لوط ‪ -‬عليهما السلم ‪ -‬إلى‬
‫فلسطين ‪ .‬ولما اشتد الجفاف فى فلسطين هاجرت مع زوجها مرة أخرى إلى مصر ‪.‬‬
‫وسرعان ما انتشر خبرهما عند فرعون مصر الذى كان يأمر حراسه بأن يخبروه‬
‫بأى امرأة جميلة تدخل مصر ‪.‬‬
‫وذات يوم ‪ ،‬أخبره الجنود أن امرأة جميلة حضرتْ إلى مصر‪ ،‬وطلب فرعون من‬
‫جنوده أن يحضروا هذه المرأة ‪ ،‬ولما وصلت إلى قصر فرعون دعت الّ أل يخذلها‬
‫‪ ،‬وأن يحيطها بعنايته‪ ،‬وأن يحفظها من شره ‪.‬‬
‫شلّ يده عنها ‪ -‬حين أراد أن يمدها إليها‬
‫فاستجاب الّ دعاء عابدته المؤمنة ف َ‬
‫بسوء ‪.‬وأمر لها بجارية ‪ ،‬وهى "هاجر" ‪ -‬رضى ال عنها وتركها تهاجر من أرضه‬
‫بسلم ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫سارة زوجة سيدنا ابراهيم ‪2 -‬‬
‫ورجع إبراهيم وزوجه إلى فلسطين مرة أخري‪ ،‬ومرت اليام والسنون ولم تنجب‬
‫سارة بعد إبنًا لبراهيم ‪ ،‬يكون لهما فرحة وسندًا‪ ،‬فكان يؤرقها أنها عاقر ل تلد ‪،‬‬
‫فجاءتها جاريتها هاجر ذات مرة ؛ لتقدم الماء لها‪ ،‬فأدامت النظر إليها‪ ،‬فوجدتها‬
‫صالحة لن تهبها إبراهيم ‪ ،‬وتزوّج إبراهيم ‪ -‬عليه السلم ‪" -‬هاجر”‪.‬‬
‫جاء نفرٌ لزيارة إبراهيم عليه السلم ؛ فأمر بذبح عجل سمين ‪ ،‬وقدمه إليهم ‪ ،‬لكنه‬
‫دهش لما وجدهم ل يأكلون ‪ ،‬وكان هؤلء النفر ملئكة جاءوا إلى إبراهيم ‪ -‬عليه‬
‫السلم ‪ -‬فى هيئة تجار ‪ ،‬ألقوا عليه السلم فرده عليهم ‪.‬‬
‫وأخبرت الملئكة إبراهيم عليه السلم ‪ -‬أنهم ذاهبون إلى قوم لوط ؛ لنهم عصوا‬
‫نبى ال لوطًا ‪ ،‬ولم يتبعوه‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫سارة زوجة سيدنا ابراهيم ‪3 -‬‬
‫وقبل أن تترك الملئكة إبراهيم ‪ -‬عليه السلم ‪ -‬بشروه بأن زوجته سارة سوف تلد‬
‫ولدًا اسمه إسحاق ‪ ،‬وأن هذا الولد سيكبر ويتزوج ‪ ،‬ويولد له ولد يسميه يعقوب‪.‬‬
‫ولما سمعت سارة كلمهم ‪ ،‬لم تستطع أن تصبر على هول المفاجأة ‪ ،‬فعبّرت عن‬
‫فرحتها ‪ ،‬ودهشتها كما تعبر النساء ؛ فصرخت تعجبًا مما سمعت ‪ ،‬وقالت ‪:‬‬
‫( قَالَتْ يَا َويْلَتَى أََألِدُ وََأ َناْ عَجُوزٌ وَهَـذَا َبعْلِى شَيْخًا إِنّ هَـذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ‪ .‬قَالُواْ‬
‫جبِينَ مِنْ أَمْرِ الّ رَحْمَتُ الّ َوبَرَكَاتُهُ عَ َل ْي ُكمْ أَ ْهلَ ا ْل َبيْتِ ِإنّهُ حَمِيدٌ مّجِيدٌ)[هود‪:‬‬
‫َأ َتعْ َ‬
‫‪. ]73-72‬‬
‫وحملت سارة بإسحاق ‪ -‬عليه السلم – ووضعته ‪ ،‬فبارك الّ لها ولزوجها فيه ؛‬
‫ومن إسحاق انحدر نسل بنى إسرائيل ‪ .‬وماتت سارة ولها من العمر ‪ 127‬عامًا ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫هاجر أم إسماعيل عليه السلم ‪1-‬‬
‫شابة مصرية من بيت ملك سقطت دولتها ‪ ،‬فأصبحت من بين وصيفات القصر‬
‫الملكي حين وفدت ل حول لها ول قوة ‪.‬أهداها فرعون مصر لسارة زوجة سيدنا‬
‫إبراهيم ‪ ،‬فأصبحت خادمة لها ‪.‬‬
‫وكانت السيدة سارة عجوزاً عقيماً ‪ ،‬يئست من أن تنجب لزوجها ولداً ‪ ،‬ففكرت في‬
‫أن تهبه تلك الجارية المصرية ‪ ،‬ويٌقال لما اشتدت غيرة سارة خرج إبراهيم‬
‫بإسماعيل وأمه إلى مكة ‪.‬‬
‫روي عن ابن اسحاق عن مجاهد وغيره أن ال لما بوأ لبراهيم مكان البيت العتيق‬
‫خرج بإسماعيل وهو طفل صغير وأمه فانتهى به السير عند مكة وقد كانت مقفرة‬
‫خلء في ذلك الوقت ‪،‬‬

‫‪9‬‬
‫هاجر أم إسماعيل عليه السلم ‪2-‬‬
‫ترك إبراهيم هاجر وولدها هناك حيث أطلل البيت العتيق وترك لها جراب تمر‬
‫وسقاء فيه ماء ثم انصرف إلى أهله بالشام تاركاً زوجته‪ ،‬ل يلتفت إليها ول يجيبها‬
‫عندما لحقت به لتسأله قائلة ‪ :‬يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس‬
‫فيه إنس ول شئ ؟ فقالت له ذلك مراراً‪ ،‬لكنه لم يلتفت كأنما كان يخشى أن تخونه‬
‫عاطفته أمامها ‪ ،‬رحمة بابنه الوحيد المنبوذ مع أمه بالعراء وأعادت هاجر سؤالها‬
‫حتى إذا بلغ منعرج الوادي سمع صوتها الضارع يسأل في لهفة ‪ :‬آل أمرك‬
‫بهذا؟ قال‪ :‬نعم ‪ .‬فقالت هاجر في استسلم خاشع ‪ ”:‬إذن فال ل يضيعنا ” ‪.‬‬
‫واستكمل إبراهيم سيره وما أن غاب عن نظرها عند ثنية الوادي استقبل بوجهه‬
‫البيت ‪ ،‬ثم دعا بتلك الكلمات ‪ (:‬ربنا إني أسكنت من ذريتي بوادٍ غير ذي زرع عند‬
‫بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم‬
‫من الثمرات لعلهم يشكرون)‪ ..‬إبراهيم ‪. 37‬‬
‫ثم رجع إلى زوجته السيدة سارة في أرض كنعان ‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫إمرأة العزيز‬
‫وسوس الشيطان لخوة يوسف‬
‫فاتفقوا على أن يلقوه في غيابات‬
‫قال تعالى ‪:‬‬
‫الجب وادعوا أن الذئب أكله ‪ ،‬ثم‬ ‫وَرَاوَ َدتْهُ اّلتِي ُهوَ فِي َب ْي ِتهَا عَن‬
‫مر به ناس من البدو فأخذوه‬ ‫نّفْسِهِ َوغَلّقَتِ الَبْوَابَ وَقَالَتْ‬
‫وباعوه بثمن بخس واشتراه عزيز‬ ‫َهيْتَ َلكَ قَالَ مَعَاذَ الّ ِإنّهُ رَبّي‬
‫سنَ َم ْثوَايَ ِإنّهُ لَ يُفْلِحُ‬
‫أَحْ َ‬
‫مصر وطلب من زوجته أن ترعاه‪.‬‬ ‫الظّالِمُونَ (‪ )23‬وَلَقَدْ هَمّتْ بِهِ‬
‫وشب فتى جميل ‪،‬أخذت زوجة‬ ‫وَهَمّ ِبهَا لَوْل أَن ّرأَى بُرْهَانَ‬
‫عنْهُ السّوءَ‬ ‫َربّهِ كَذَ ِلكَ ِلنَصْرِفَ َ‬
‫العزيز تراوده عن نفسه فأبى‬ ‫عبَا ِدنَا‬
‫وَالْفَحْشَاء ِإنّهُ ِمنْ ِ‬
‫فكادت له ودخل السجن ‪ ،‬ثم أظهر‬ ‫الْمُخْلَصِينَ (‪()24‬يوسف)‬
‫ال براءته بعد ذلك ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫نسوة المدينة‬
‫ووصل إلى امرأة العزيز أن نسوة في المدينة‬
‫يتحدثن عنها ويلمنها على مراودتها فتاها‬ ‫قال تعالى ‪:‬‬
‫( يوسف ) ‪ ،‬أرادت أن تكيد لهن وتطلعهن‬ ‫سوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ‬
‫وَقَالَ نِ ْ‬
‫على حُسْنِ يوسف وجماله حتى ل يلمنها ‪،‬‬ ‫امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ َفتَاهَا‬
‫لكنها لم تُجلس يوسف في مكان ما ثم تحضر‬ ‫حبّا ِإنّا‬‫شغَ َفهَا ُ‬‫عَنْ نَفْسِهِ قَدْ َ‬
‫النسوة ليرينه ‪ ،‬وإنما اختارت أن تخفيه عن‬ ‫للٍ ُمبِينٍ‬‫َلنَرَاهَا فِي ضَ َ‬
‫نواظرهن ثم تظهره وتبيّنه لهن ‪ ،‬فأخفت‬ ‫( يوسف ‪) 30 /‬‬
‫يوسف عليه السلم (وَآتَتْ ُكلّ وَاحِدَةٍ ّم ْنهُنّ‬
‫سكّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَ َل ْيهِنّ ‪.‬‬
‫ِ‬

‫‪12‬‬
‫إبنتا الشيخ الصالح ‪1 -‬‬
‫عندما وصل سيدنا موسى مدين ألقى بنفسه تحت شجرة واستراح‪ .‬قال تعالى ‪:‬‬
‫َولَمّا وَرَدَ مَاءَ َم ْديَنَ وَجَدَ عَ َليْهِ أُمّةً مِنَ النّاسِ يَسْقُونَ َووَجَدَ مِنْ دُو ِنهِمُ امْرَأ َتيْنِ‬
‫صدِرَ الرّعَاءُ وََأبُونَا شَيْخٌ َكبِيرٌ*‬ ‫حتّى ُي ْ‬
‫ط ُبكُمَا قَالَتَا لَ نَسْقِي َ‬ ‫تَذُودَانِ قَالَ مَا خَ ْ‬
‫(القصص ‪.) 23 :‬‬
‫لحظ موسى جماعة من الرعاة يسقون غنمهم ‪ ،‬ووجد امرأتين تكفان غنمهما أن‬
‫يختلطا بغنم القوم ‪ ،‬تقدم منهما وسأل هل يستطيع أن يساعدهما في شيء ‪ .‬قالت‬
‫إحداهما ‪ :‬نحن ننتظر أن ينتهي الرعاة من سقي غنمهم لنسقي ‪.‬‬
‫فقالت واحدة منهما ‪ :‬أبونا شيخ كبير ل تساعده صحته على الخروج كل يوم‬
‫للرعي ‪ .‬فقال موسى ‪ :‬سأسقي لكما ‪ .‬سار موسى نحو الماء وسقى لهما الغنم مع‬
‫بقية الرعاة ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫ابنتا الشيخ الصالح ‪2 -‬‬
‫قالت إحداهما ‪ :‬تقابلنا مع رجل كريم سقى لنا الغنم ‪.‬‬
‫فقال الب لإبنته ‪ :‬اذهبي إليه وقولي له ‪ :‬إِنّ َأبِي يَدْعُوكَ ليعطيك أَجْرَ مَا سَ َقيْتَ‬
‫ستِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنّ َأبِي يَدْعُوكَ لِيَجْ ِزيَكَ أَجْرَ‬
‫َلنَا‪ ( .‬فَجَا َءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى ا ْ‬
‫جوْتَ مِنَ الْ َقوْمِ‬
‫مَا سَ َقيْتَ َلنَا َفلَمّا جَا َءهُ وَقَصّ عَ َليْهِ الْ َقصَصَ قَالَ لَ تَخَفْ نَ َ‬
‫الظّالِمِينَ ) القصص ‪ . 25‬ذهبت واحدة من الفتاتين إلى موسى ‪ ،‬وأبلغته‬
‫رسالة أبيها‪ .‬فنهض موسى وبصره في الرض ‪ .‬هبت الرياح فضربت ثوبها‬
‫فخفض موسى بصره حياء وقال لها‪ :‬سأسير أنا أمامك ونبهيني أنت إلى‬
‫الطريق ‪ .‬وذهب موسى إلى الشيخ وقص عليه القصص ‪.‬‬
‫ستَأْجَرْتَ الْ َقوِيّ)‪.‬القصص ‪. 26‬‬ ‫خيْرَ مَنِ ا ْ‬
‫(قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا َأبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنّ َ‬
‫والثابت أن موسى تزوج إحدى ابنتي الشيخ ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫أم موسى‬
‫بعد أن ولد موسى خافت عليه أمه من فرعون ‪ .‬أوحى ال إليها أن تضعه في‬
‫صندوق وتلقيه في النهر ‪ .‬حملت مياه النيل هذا الصندوق إلى قصر فرعون ‪.‬‬
‫ضعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَ َألْقِيهِ فِي ا ْليَمّ‬
‫ح ْينَا إِلَى ُأمّ مُوسَى أَنْ أَ ْر ِ‬‫قال تعالى ‪ :‬وََأوْ َ‬
‫سلِينَ ﴿ القصص ‪/‬‬ ‫وَلَ تَخَافِي وَلَ تَحْ َزنِي إِنّا رَادّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْ َ‬
‫‪. ﴾7‬‬
‫ربط على قلبها ومل بالسلم نفسها فهدأت واستكانت وتركت أمر ابنها ل‪ .‬كل‬
‫ما في المر أنها قالت لخته‪ :‬اذهبي بهدوء إلى المدينة وحاولي أن تعرفي‬
‫ماذا حدث لموسى ‪ .‬وذهبت أخت موسى بهدوء ورفق إلى جوار قصر فرعون‬
‫سمعت أنه يرفض كل المراضع ‪ .‬فقالت لهل القصر هل أدلكم على أهل بيت‬
‫يرضعونه ويكفلونه ويهتمون بأمره ويخدمونه؟ فوافقوا ‪ .‬وهكذا رد ال تعالى‬
‫موسى لمه كي تقر عينها ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫أخت موسى عليه السلم‬
‫أخت موسى ‪ :‬ورد ذكرها في سورة القصص فى قوله تعالى‪:‬‬
‫وَقَالَتْ لإخْتِهِ قُصّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَ ُهمْ لا‬
‫شعُرُونَ ﴿‪ ﴾11‬وَحَرّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَ ْبلُ فَقَالَتْ َهلْ‬ ‫يَ ْ‬
‫أَدُّل ُكمْ عَلَى أَ ْهلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ َل ُكمْ وَ ُهمْ لَهُ نَاصِحُونَ ﴿‪. ﴾12‬‬
‫وقصتها وردت فيما سبق ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫زوجة موسى عليه السلم‬
‫خرج موسى من مصر إلى مدين هاربا بعد أن قتل رجل لم يكن يقصد أن‬
‫يقتله ‪ .‬وجد امرأتان فسقى لهما الغنم وعلم أن أباهما شيخ كبير ‪.‬‬
‫تزوج موسى بعد ذلك إحدى ابنتى الشيخ ‪.‬‬
‫وَسَارَ بأهله قيل قاصدا بلد مصر بعدما طالت الغيبة عنها أكثر من عشر‬
‫سنِينَ ومعه زوجته فأضل الطريق وكانت ليلة شاتيةونزل منزل بين شعاب‬ ‫ِ‬
‫وجبال فى برد وشتاء وسحاب وظلم وضباب وجعل يقدح بزند معه ليشعل‬
‫نارا ‪ ،‬فبينما هو كذلك إذ ظهرت له نار من جانب الجبل الذى هناك عن يمينه‬
‫فقال لهله يبشرهم إنى آنست نارا ‪.‬‬
‫قال تعالى ‪:‬‬
‫إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لَِهْلِهِ امْ ُكثُوا ِإنّي آنَسْتُ نَارًا َلعَلّي آتِيكُمْ مِ ْنهَا بِ َقبَسٍ َأوْ أَجِدُ‬
‫علَى النّارِ هُدًى * ( طه ‪) 10 /‬‬ ‫َ‬
‫‪17‬‬
‫الملكة المؤمنة ‪-‬آسية امرأة فرعون ‪1 -‬‬
‫فهي من أقنع الفرعون بالحتفاظ به ‪،‬‬
‫قال تعالى ‪:‬‬
‫وتربيته كإبن لهما ‪ ،‬وعاش نبينا موسى‬
‫" وضرب ال مثل للذين‬
‫‪ -‬عليه السلم ‪ -‬معهما وأحبته حب الم‬ ‫ءامنوا امرأت فرعون إذ‬
‫لولدها‪ .‬وعندما دعا موسى ‪ -‬عليه السلم‬ ‫قالت رب ابن لي عندك‬
‫إلى توحيد ال تعالى آمنت به وصدقته ‪،‬‬ ‫بيتا في الجنة ونجني من‬
‫ولكنها في البداية أخفت ذلك خشية‬ ‫فرعون وعمله ونجني من‬
‫القوم الظالمين"‬
‫فرعون و ما لبثت حتى أشهرت إتباعها‬
‫التحريم ‪11 :‬‬
‫لدين موسى ‪ -‬عليه السلم ‪ ، -‬وجن‬
‫جنون الفرعون لسماعه هذا المر المروع‬
‫بالنسبة له ‪ ،‬وحاول عبثاً ردها عن‬
‫هى آسية بنت مزاحم امرأة فرعون ‪ .‬وما‬
‫إسلمها وأن تعود كما كانت في السابق ‪،‬‬ ‫أن يذكر اسم آسية امرأة فرعون حتى يتراود‬
‫ولكنها كانت ثابتة على الحق ‪.‬‬ ‫لنا قصة سيدنا موسى ‪ -‬عليه السلم –‬
‫وموقفها عندما رأته في التابوت ‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫الملكة المؤمنة ‪-‬آسية امرأة فرعون ‪2 -‬‬
‫كان عقابها من فرعون إل أن ربط يديها ورجليها بأربعة أوتاد وألقاها في‬
‫الشمس ‪ ،‬حيث الحر وأشعة الشمس الحارقة ووضعوا صخرة كبيرة على ظهرها ‪.‬‬
‫ومع ذلك فقد صبرت وتحملت الشقاء طمعاً بلقاء ال ‪ -‬عز وجل ‪ -‬والحصول على‬
‫الجنة ‪ ،‬وذلك لعتقادها القوي بأن ال ل يضيع أجر الصابرين ‪ .‬وقبل أن تزهق‬
‫روحها الطاهرة وإحساسها بدنو أجلها دعت المولى عز وجل بأن يتقبلها في فسيح‬
‫جناته وأن يبني لها بيتاً في الجنة قال تعالى ‪ ":‬وضرب ال مثل للذين ءامنوا‬
‫امرأت فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون‬
‫وعمله ونجني من القوم الظالمين" التحريم آية رقم (‪.)11‬‬

‫‪19‬‬
‫الملكة المؤمنة ‪-‬آسية امرأة فرعون ‪3 -‬‬
‫أجرها وثوابها وفضلها ‪:‬‬
‫كان لسية ما تمنت فقد بني لها ربها عنده بيتاً في الجنة ‪ ،‬واستحقت أن يضعها‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ -‬مع النساء اللتي كملن ‪.‬‬
‫وصدق رسول الّ ( حين قال‪ ” :‬كمل من الرجال كثير‪ ،‬ولم يكمل من النساء إل‬
‫آسية امرأة فرعون ‪ ،‬ومريم بنت عمران ‪ ،‬وإن فضل عائشة على النساء كفضل‬
‫الثريد على سائر الطعام " [ البخارى ومسلم والترمذى وابن ماجة ] ‪.‬‬
‫وقال (حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت‬
‫محمد وآسية امرأة فرعون ) ‪ .‬أخرجه الترمذي كتاب المناقب باب فضل خديجة‬
‫رضي ال عنها رقم (‪. )3878‬‬

‫‪20‬‬
‫بلقيس ملكة سبأ ‪1 -‬‬
‫قال تعالى فى سورة النمل عن الهدهد الذى تحدث مع سليمان – عليه السلم –‬
‫عن بلقيس ملكة سبأ‪.‬‬
‫( ِإنّي وَجَدتّ امْرَأَةً ) بلقيس ( تَ ْملِ ُكهُم ْ) تحكمهم ( وَأُو ِتيَتْ مِن ُكلّ شَيْءٍ )‬
‫أعطاها ال قوة وملكا عظيمين وسخّر لها أشياء كثيرة ( َو َلهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ )‬
‫] ‪ [23‬وكرسي الحكم ضخم جدا ومرصّع بالجواهر ‪.‬‬
‫( وَجَد ّتهَا وَ َقوْ َمهَا يَسْجُدُونَ لِلشّمْسِ مِن دُونِ الِّ ) وهم يعبدون الشمس‬
‫سبِيلِ َف ُهمْ لَ َي ْهتَدُونَ ( ‪) 24‬‬‫شيْطَانُ أَعْمَا َلهُمْ َفصَدّ ُهمْ عَنِ ال ّ‬ ‫(وَ َزيّنَ َل ُهمُ ال ّ‬
‫أضلهم الشيطان ‪ .‬فقال له سليمان ‪:‬‬
‫جعُون َ) ( ‪) 28‬‬ ‫( اذْهَب بّكِتَابِي َهذَا فَ َألْقِهْ ِإ َل ْي ِهمْ ثُمّ َت َولّ عَ ْنهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْ ِ‬
‫ألق الكتاب عليهم و و قف في مكان بعيد بحيث يستطيع سماع ردهم على الكتاب ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫بلقيس ملكة سبأ ‪2 -‬‬
‫يختصر السياق القرآني في سورة النمل ما كان من أمر ذهاب الهدهد وتسليمه‬
‫الرسالة ‪ ،‬وينتقل مباشرة إلى الملكة ‪ ،‬وسط مجلس المستشارين ‪ ،‬وهي تقرأ‬
‫على رؤساء قومها ووزرائها رسالة سليمان ‪..‬‬
‫سمِ‬
‫س َليْمَانَ وَِإنّهُ بِ ْ‬
‫‪ :‬قَالَتْ يَا َأ ّيهَا المَلَُ إِنّي ُألْقِيَ إِلَيّ ِكتَابٌ كَرِيمٌ (‪ِ )29‬إنّهُ مِن ُ‬
‫سلِمِينَ (‪ ()31‬قَالَتْ يَا َأ ّيهَا‬ ‫علَيّ وَ ْأتُونِي مُ ْ‬
‫الِّ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ (‪ )30‬أَلّ َتعْلُوا َ‬
‫شهَدُونِ )‪.-32 -‬‬ ‫حتّى تَ ْ‬
‫طعَةً أَمْرًا َ‬
‫المَلَُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَا ِ‬
‫فكرت الملكة طويل في رسالة سليمان ‪ ...‬فحدثت نفسها بأن تهادنه وتشتري‬
‫السلم منه بهدية ‪.‬‬
‫وصلت هدية الملكة بلقيس إلى الملك النبي سليمان‪..‬‬
‫شهَا َق ْبلَ أَنْ َي ْأتُونِي مسلمين ) ‪38 -‬‬ ‫قَالَ يَا أَ ّيهَا الْمَلَُ َأ ّي ُكمْ يَ ْأتِينِي بِعَرْ ِ‬
‫شهَا َننْظُرْ َأ َتهْتَدِي َأمْ تَكُونُ مِنَ الّذِينَ لَ َي ْه َتدُونَ) – ‪41‬‬ ‫( قَالَ َنكّرُوا َلهَا عَرْ َ‬

‫‪22‬‬
‫بلقيس ملكة سبأ ‪3 -‬‬

‫س َبتْهُ لُجّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَ ْيهَا قَالَ ِإنّ ُه‬


‫خلِي الصّرْحَ َفلَمّا رََأتْهُ حَ ِ‬
‫( قِيلَ َلهَا ادْ ُ‬
‫س َليْمَانَ لِّ رَبّ‬ ‫ظلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ ُ‬ ‫صَرْحٌ مُمَرّدٌ مِنْ َقوَارِيرَ قَالَتْ رَبّ إِنّي َ‬
‫الْعَالَمِينَ ) ‪44 -‬‬
‫ثم قيل لبلقيس ادخلي القصر‪ ..‬فلما نظرت لم تر الزجاج ‪ ،‬ورأت المياه ‪،‬‬
‫وحسبت أنها ستخوض البحر ‪( ،‬وَكَشَفَتْ عَن سَا َق ْيهَا) حتى ل يبتل رداؤها‪.‬‬
‫نبهها سليمان ‪ -‬دون أن ينظر ‪ -‬أل تخاف على ثيابها من البلل‪ .‬ليست هناك‬
‫مياه‪ِ ( .‬إنّهُ صَرْحٌ مّمَرّدٌ مّن َقوَارِيرَ )‪ ..‬إنه زجاج ناعم ل يظهر من فرط‬
‫نعومته ‪..‬اختارت بلقيس هذه اللحظة لعلن إسلمها‪ ..‬وتبعها قومها على‬
‫السلم ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫إمرأة عمران‬
‫قال تعالى ‪:‬‬
‫طنِي مُحَرّرًا َفتَ َق ّبلْ ِمنّي ِإنّكَ أَنْتَ‬
‫ِإذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبّ ِإنّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَ ْ‬
‫السّمِيعُ الْ َعلِيمُ *(آل عمران آية ‪) 35‬‬
‫ع َل ْيهَا السّلَم وَهِيَ حنة بِنْت فاقوذ ‪ .‬قَالَ مُحَمّد بْن‬
‫اِمْرَأَة عِمْرَان هَ ِذهِ هِيَ أُمّ مَ ْريَم َ‬
‫ش َتهَتْ ا ْل َولَد فَدَعَتْ‬
‫إِسْحَق ‪ :‬وَكَانَتْ اِمْرَأَة لَ تَحْمِل فَرَأَتْ َيوْمًا طَائِرًا يَزُقّ فَرْخه فَا ْ‬
‫ستَجَابَ الّ دُعَاءَهَا فَحَمَلَتْ فَلَمّا تَحَقّقَتْ الْحَمْل َنذَرَتْ أَنْ‬
‫الّ َتعَالَى أَنْ َيهَبهَا وَلَدًا فَا ْ‬
‫َيكُون مُحَرّرًا أَيْ خَا ِلصًا مُفَرّغًا ِللْعِبَا َدةِ لِخِدْمَةِ َبيْت الْمَ ْقدِس‪ .‬وَ َلمْ َتكُنْ تَ ْعلَم مَا فِي‬
‫بَطْنهَا أَذَكَرًا أَمْ ُأ ْنثَى ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫مريم أم المسيح عليه السلم‬
‫سميت باسمها سورة من سور القرآن الكريم ‪.‬‬
‫قال تعالى ‪ :‬وا ْذكُرْ فِي الْكِتَابِ مَ ْر َيمَ ِإذِ ان َت َبذَتْ مِنْ أَهْ ِلهَا َمكَانًا شَرْ ِقيّا *‬
‫﴿ سورة مريم ‪) 16 :‬‬
‫خ َل‬
‫سنًا وَكَ ّف َلهَا زَكَ ِريّا ُكلّمَا دَ َ‬
‫وقال تعالى ‪َ :‬فتَ َق ّب َلهَا َر ّبهَا بِ َقبُولٍ حَسَنٍ وََأ ْن َب َتهَا َنبَاتًا حَ َ‬
‫عنْدِ‬
‫عنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَ ْر َيمُ َأنّى لَكِ هَذَا قَالَتْ ُهوَ مِنْ ِ‬ ‫جدَ ِ‬‫عَ َل ْيهَا َزكَ ِريّا الْمِحْرَابَ وَ َ‬
‫الِّ إِنّ الَّ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ ِب َغيْرِ حساب * ( آل عمران ‪. ) 37‬‬
‫حنَا‬
‫خنَا فِيهِ مِنْ رُو ِ‬
‫جهَا َفنَفَ ْ‬
‫صنَتْ فَرْ َ‬
‫ح َ‬
‫وقال تعالى ‪ :‬وَمَ ْر َيمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ اّلتِي أَ ْ‬
‫َوصَدّقَتْ بِ َكلِمَاتِ َر ّبهَا وَكُ ُتبِهِ َوكَانَتْ مِنَ الْقَا ِنتِينَ * ( التحريم ‪) 12 :‬‬

‫‪25‬‬
‫زوجة زكريا‬
‫زوجة زكريا ‪ :‬ورد ذكرها في قوله تعالى فى سورة‬
‫لمٌ وَقَدْ بَ َلغَنِيَ الْكِبَرُ‬
‫غَ‬‫آل عمران‪ :‬قَالَ رَبّ أَنّىَ َيكُونُ لِي ُ‬
‫وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَ ِلكَ الّ يَفْ َعلُ مَا يَشَاء ﴿‪. )40‬‬
‫وإبنها يحيى ‪ ،‬الذي ورد ذكره قي قوله تعالى ( يا يحيى‬
‫خذ الكتاب بقوة ) ‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫حمّالة الحطب‬
‫حمّالة الحطب ‪ :‬هي أم جميل بنت حرب بن أمية ‪ ،‬وزوجها أبو‬
‫لهب ورد ذكرها في قوله تعالى ‪ :‬وَامْ َرأَتُهُ حَمّالَةَ الْحَطَبِ * فِي‬
‫جِيدِهَا حَ ْبلٌ مّن مّسَدٍ ﴿المسد ‪. ﴾5 ، 4/‬‬
‫كانت تحمل الشوك ‪ ،‬فتضعه في طريق النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫عائشة أم المؤمنين ‪1 -‬‬
‫ولدت في مكة في السنة الثامنة قبل الهجرة ‪ .‬عقد عليها النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫ثم هاجرت مع أسرتها إلى المدينة فتزوجها رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫بالمدينة أواخر السنة الولى من الهجرة‪ ،‬وهي الوحيدة من نسائه التي تزوجها‬
‫بكراً ‪.‬أثناء عودة الرسول إلى المدينة من غزوة غزاها ‪ ،‬تخلفت السيدة عائشة‬
‫رضى ال عنها لمدة قليلة تبحث عن عقدها ‪ ،‬و لما عادت القافلة لم يشعر الركب‬
‫بتخلفها ‪ ،‬و ظلت وحيدة حتى وجدها صفوان بن المعطل و أوصلها إلى منزلها ‪ ،‬إل‬
‫أن حاسدات عائشة رضى ال عنها و أعداء النبى اختلقوا الشاعات غير البريئة‬
‫عن السيدة عائشة و أتهموها رضى ال عنها بالزنى ‪،‬‬

‫‪28‬‬
‫عائشة أم المؤمنين ‪2 -‬‬
‫تأذى النبى و هجرها و كان دائماً يسأل القرباء له و للسيدة عائشة فيقولوا أنهم‬
‫ما سمعوا عن عائشة رضى ال عنها إل خيراً و إنها من المستحيل أن تفعل ذلك‬
‫أبداً ‪ ،‬أخذ دائماً يسأل ال تعالى أن يبرأها ‪ .‬حتى نزل الوحى على النبى وأخبره‬
‫ببراءة السيدة عائشة من هذه الحادثة الشنيعة ‪ .‬و أنزل ال فى هذا الموقف قرآناً ‪،‬‬
‫خيْ ٌر‬
‫صبَةٌ مّنكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرّا لّكُم َبلْ ُهوَ َ‬ ‫ع ْ‬ ‫قال تعالى ‪ { :‬إِنّ الّذِينَ جَاؤُوا بِالِْفْكِ ُ‬
‫لّ ُكمْ ِل ُكلّ امْرِئٍ مّ ْنهُم مّا ا ْكتَسَبَ مِنَ ا ِلْ ْثمِ وَاّلذِي َت َولّى ِكبْرَهُ ِم ْن ُهمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ‬
‫( النــور‪ )11 :‬وهنا تبشر الرسول و أبتسم و أخبر عائشة رضى ال عنها فقالت‬
‫لها أمها ‪ :‬أل تشكرى رسول ال ؟ فقالت لها السيدة عائشة رضى ال عنها ‪ :‬بل‬
‫أشكر ال الذى برءنى و أنزل فى قرآنا يبرءنى من هذا الذنب العظيم ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫اِمْرَأَة سَمِعَ الّ شَ ْكوَاهَا مِنْ َفوْق سَبْع سَ َموَات‬
‫خ ْولَة بِنْت ثَ ْعلَبَة )‬
‫(َ‬
‫خوْلَة‬‫عَنْ عَائِشَة َأ ّنهَا قَالَتْ ‪َ :‬تبَارَكَ اّلذِي َأوْعَى سَمْعه ُكلّ شَيْء إِنّي لاَسْمَع كَلام َ‬
‫ش َتكِي َزوْجهَا ‪َ ،‬أوْس بْن الصّامِت ‪ ،‬إِلَى رَسُول‬ ‫بِنْت ثَ ْع َلبَة َويَخْفَى عَلَيّ َبعْضه وَهِيَ تَ ْ‬
‫حتّى إِذَا‬‫طنِي َ‬ ‫شبَابِي َونَثَرْت لَهُ بَ ْ‬ ‫الّ وَهِيَ تَقُول يَا رَسُول الّ أَ َكلَ مَالِي وَأَفْنَى َ‬
‫ظهْر أُمّي ‪ ،‬الّل ُهمّ ِإنّي‬ ‫علَيّ ِمثْل َ‬ ‫كَبِرَتْ سِنّي وَانْقَطَعَ َولَدِي ظَاهَرَ مِنّي ‪ ،‬فَقَالَ ‪َ :‬أنْتِ َ‬
‫ليَة " قَدْ سَمِعَ الُّ‬ ‫حتّى نَ َزلَ جِبْرِيل ِب َهذِهِ ا ْ‬ ‫شكُو ِإ َليْك ‪ .‬قَالَتْ عائشة ‪ :‬فَمَا بَرِحَتْ َ‬ ‫أَ ْ‬
‫ش َتكِي ِإلَى الِّ وَالُّ يَسْمَعُ تَحَاوُ َركُمَا إِنّ الَّ سَمِيعٌ‬ ‫جهَا َوتَ ْ‬ ‫َق ْولَ اّلتِي تُجَا ِدلُكَ فِي َزوْ ِ‬
‫َبصِيرٌ ) المجادلة ‪.1 :‬قَالَ لها رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬ادْعِي َزوْجك ”‬
‫ع َليْهِ وَسَّلمَ الية‪ .. .‬إِلَى َقوْله ‪ { :‬وَاَّلذِينَ‬ ‫فجاء فتلى رَسُول الّ صَلّى الّ َ‬
‫يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَا ِئ ِهمْ ُثمّ َيعُودُونَ لِمَا قَالُوا } ‪ :‬أَيْ يَرْجِع فِيهِ { َفتَحْرِير رَ َقبَة مِنْ‬
‫َقبْل أَنْ يَتَمَاسّا } فسأله الرسول ‪ :‬أتسنطيع رقبة ؟ قَالَ ‪ :‬لا ‪ ،‬قَالَ ‪ { :‬فَمَنْ لَمْ يَجِد‬
‫شهْرَيْنِ ُمتَتَا ِب َعيْنِ } قَالَ ‪ :‬يَا رَسُول الّ ‪ِ ،‬إنّي إِذَا َلمْ آكُل فِي ا ْل َيوْم ثَلاث مَرّات‬ ‫صيَام َ‬ ‫َف ِ‬
‫ستّينَ مِسْكِينًا } قَال ‪" :‬‬ ‫طعَام ِ‬ ‫خَشِيت أَنْ َيعْشُو َبصَرِي ‪ ،‬قَالَ ‪ { :‬فَمَنْ َلمْ يَسْتَطِعْ َفإِ ْ‬
‫سكِينًا ؟ " قَالَ ‪ :‬لا يَا رَسُول الّ إِلّا أَنْ ُتعِيننِي ‪َ ،‬فأَعَانَهُ‬ ‫ستّينَ مِ ْ‬ ‫طعِم ِ‬‫ستَطِيعُ أَنْ تُ ْ‬ ‫َأتَ ْ‬
‫‪30‬‬
‫سلّمَ َفأَطْ َعمَ ‪.‬‬
‫رَسُول الّ صَلّى الّ عَ َليْهِ وَ َ‬
‫زينب بنت جحش ‪1 -‬‬
‫ع َليْكَ َزوْجَكَ وَاتّقِ‬ ‫ع َليْهِ أَمْسِكْ َ‬
‫ع َليْهِ وََأ ْنعَمْتَ َ‬
‫قال تعالى ‪ :‬وَإِذْ تَقُولُ ِللّذِي َأنْ َعمَ الُّ َ‬
‫الَّ َوتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا الُّ ُمبْدِيهِ َوتَخْشَى النّاسَ وَالُّ أَحَقّ أَنْ تَخْشَاهُ َفلَمّا َقضَى‬
‫عيَا ِئ ِهمْ إِذَا‬
‫علَى الْ ُمؤْ ِمنِينَ حَرَجٌ فِي أَ ْزوَاجِ أَدْ ِ‬‫جنَا َكهَا ِل َكيْلَ َيكُونَ َ‬ ‫َزيْدٌ ِم ْنهَا وَطَرًا َزوّ ْ‬
‫ضوْا ِم ْنهُنّ وَطَرًا َوكَانَ أَمْرُ الِّ مَ ْفعُولً ( الحزاب – ‪) 37‬‬ ‫َق َ‬
‫زيد بن حارثة ‪ ،‬مولى رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬أنعم ال عليه بالسلم ‪،‬‬
‫وأنعم عليه رسول ال صلى ال عليه وسلم بالعتق‪ ،‬وزوّجه بابنة عمته زينب بنت‬
‫جحش ‪ ،‬فمكثت عنده قريبا من سنة أو فوقها‪ ،‬ثم وقع بينهما ‪ ،‬فجاء زوجها‬
‫يشكوها إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ .‬فجعل صلى ال عليه وسلم يقول له ‪:‬‬
‫” اتق ال وأمسك عليك زوجك ‪ .‬قال ال تعالى ‪ :‬فلما قضى زيد منها‬
‫وطرا زوجناكها ) وذلك أن زيدا طلقها ‪ .‬فلما انقضت عدتها ‪ ،‬بعث إليها رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يخطبها‪ ،‬ثم تزوجها وكان الذي زوجها منه رب العالمين تبارك‬
‫وتعالى‬
‫‪31‬‬
‫زينب بنت جحش ‪2 -‬‬
‫عن أنس بن مالك أن زينب بنت جحش كانت تفخر على أزواج النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم فتقول ‪ :‬زوجكن أهاليكن‪ ،‬وزوجني ال من فوق سبع سماوات ‪ .‬وفي رواية‬
‫من طريق عيسى بن طهمان ‪ ،‬عن أنس قال ‪ :‬كانت زينب تفخر على نساء النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم وتقول ‪ :‬أنكحني ال من السماء ‪.‬‬
‫صبِيحَة عُرْس رَسُول الّ صَلّى‬ ‫وفيها أنزلت آية الحجاب‪َ :‬وكَانَ وَقْت نُزُولهَا فِي َ‬
‫ع َليْهِ وَسَّلمَ بِ َز ْينَب ِبنْت جَحْش اّلتِي َتوَلّى الّ َتعَالَى تَ ْزوِيجهَا بِنَفْسِهِ َوكَانَ َذلِكَ‬‫الّ َ‬
‫غيْرهمَا ‪..‬‬ ‫سنَة الْخَامِسَة فِي َقوْل َقتَادَة وَا ْلوَاقِدِيّ وَ َ‬
‫فِي ذِي الْ َق ْعدَة مِنْ ال ّ‬
‫لقد سميت السيد زينب بأم المؤمنين ومفزع اليتامى وملجأ الرامل ‪ ،‬وقد اكتسبت‬
‫تلك المكانة بكثرة سخائها وعظيم جودها ‪.‬‬
‫توفيـت السيـدة زينـب سنـة عشريـن من الهجـرة وهي بنـت خمسيـن ‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫ناقضة الغزل‬
‫ناقضة الغزل ‪ :‬وهي ريطة بنت عمرو بن سعد بن زيد‪ ،‬ورد‬
‫ذكرها في قوله تعالى ‪ ( :‬ول تكونوا كالتي نقضت غزلها من‬
‫بعد قوة أنكاثاً ) النحل ‪ .92‬كانت بمكة و كانت خرقاء تغزل‬
‫هي وجواريها من الغداة إلى نصف النهار‪ ،‬ثم تأمرهن فينقضن‬
‫جميعاً ما غزلن‪ ،‬فكان هذا دأبها ل تكف عن الغَزل‪ ،‬ولتبقي ما‬
‫غزلت‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫النهاية‬
‫النهاية‬
: ‫القرآن والتفسير من موقع‬
http://www.al-islam.com

gannatdonya@gmail.com

34

You might also like