Professional Documents
Culture Documents
التي ذكرنا ,مع أن الَية تنزل في معنى فتع مّ ما نزلت به فيه وغيره ,فيلزم حكمها جميع ما
عمتـه لمـا قـد بينـا مـن القول فـي العموم والخصـوص فـي كتابنـا «كتاب البيان عـن أصـول
الحكام».
القول في تأويل قوله تعالى{ :كِتابَ الّلهِ عََل ْيكُمْ}.
يعني تعالى ذكره :كتابا من ال عليكم .فأخرج الكتاب ُمصَدّرا من غير لفظه .وإنما جاز ذلك
حرّمَت ْـ عََليْكُم ُأمّها ُتكُمـْ} ...إلى قوله{ :كِتابَـ اللّهِـ عََل ْيكُمـْ} بمعنـى :كتـب ال
لن قوله تعالىُ { :
تحريم ما حرم من ذلك وتحليل ما حلل من ذلك عليكم كتابا.
وبما قلنا في ذلك ,قال أهل التأويل .ذكر من قال ذلك:
7281ـ حدث نا مح مد بن بشار ,قال :حدث نا أ بو أح مد ,قال :حدث نا سفيان ,عن من صور ,عن
ب اللّهِ عََل ْي ُكمْ} قال :ما حرم عليكم.
إبراهيم ,قال{ :كِتا َ
7282ـ حدثنا القاسم ,قال :حدثنا الحسين ,قال :ثنى حجاج ,عن ابن جريج ,قال :سألت عطاء
عنها فقالِ { :كتَابَ اللّهِ عََل ْي ُكمْ} قال :هو الذي كتب عليكم الربع أن ل تزيدوا.
7283ـ حدثني يعقوب بن إبراهيم ,قال :حدثنا ابن علية ,عن ابن عون ,عن محمد بن سيرين,
ب اللّ هِ عََل ْيكُ مْ} وأشار ا بن
قال :قلت ل عبيدة{ :وال ُمحْ صَناتُ مِ نَ النّ ساءِ إلّ ما مََلكَ تْ أيمَا ُنكُ مْ كِتا َ
عون بأصابعه الربع.
حدثنـي يعقوب بـن إبراهيـم ,قال :حدثنـا هشيـم ,قال :أخبرنـا هشام ,عـن ابـن سـيرين ,قال:
سألت عبيدة ,عن قوله{ :كِتابَ اللّهِ عََل ْي ُكمْ} قال :أربع.
7284ـ حدث نا مح مد بن الح سين ,قال :حدث نا أح مد بن المف ضل ,قال :حدث نا أ سباط ,عن
السديّ{ :كِتابَ اللّهِ عََل ْي ُكمْ} :الربع.
7285ـ حدثني يونس ,قال :أخبرنا ابن وهب ,قال :قال ابن زيد في قوله{ :كِتا بَ الّل هِ عََل ْيكُمْ}
ل لهم .وقرأ{ :وُأحِلّ َلكُ مْ
قال :هذا أمر ال عليكم ,قال :يريد ما حرم عليهم من هؤلء وما أح ّ
ن َت ْب َتغُوا بأمْوَاِلكُ مْ} ...إلى آ خر الَ ية .قال :كتاب ال علي كم الذي كت به ,وأمره
ما َورَا َء ذَِلكُ مْ أ ْ
ب اللّهِ عََل ْي ُكمْ}َ :أ ْمرَ ال.
الذي أمركم به{ .كِتا َ
وقد كان بعض أهل العربية يزعم أن قوله{ :كِتا بَ اللّ هِ عََل ْيكُ مْ} منصوب على وجه الغراء,
ب ال ,الزموا كتا بَ ال .والذي قال من ذلك غير مستفيض في كلم العرب,
بمعنى :عليكم كتا َ
وذلك أنـه ل (تكاد) تنصـب بالحرف الذي تغري بـه ,ل تكاد تقول :أخاك عليـك وأباك دونـك,
وإن كان جائزا .والذي هو أولى بكتاب ال أن يكون محمولً على المعروف من لسان من نزل
بلسانه هذا مع ما ذكرنا من تأويل أهل التأويل ذلك بمعنى ما قلنا ,وخلف ما وجهه إليه من
زعم أنه نصب على وجه الغراء.
ن َت ْب َتغُوا بأمْوَاِل ُكمْ}.
ل َل ُكمْ ما َورَاءَ ذَِل ُكمْ أ ْ
القول في تأويل قوله تعالى{ :وُأحِ ّ
ل لكم ما دون الخمس أن
اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك ,فقال بعضهم :معنى ذلك :وأح ّ
تبتغوا بأموالكم على وجه النكاح .ذكر من قال ذلك:
7286ـ حدث نا مح مد بن الح سين ,قال :حدث نا أح مد بن المف ضل ,قال :حدث نا أ سباط ,عن
ل َلكُم ما َورَا َء ذَِل ُكمْ} :ما دون الربع أن تبتغوا بأموالكم.
السديّ{ :وُأحِ ّ
7287ـ حدثنا ابن وكيع ,قال :حدثنا أبي ,عن سفيان ,عن هشام ,عن ابن سيرين ,عن عبيدة
السلمانيّ{ :وُأحِلّ َل ُكمْ ما َورَا َء ذَِلكُمْ} يعني :ما دون الربع.
سمّى ل كم تحري مه من أقارب كم.
ل ل كم ما وراء ذل كم من َ
وقال آخرون :بل مع نى ذلك :وأح ّ
ذكر من قال ذلك:
7288ـ حدث نا القا سم ,قال حدث نا الح سين ,قال :حدث نا حجاج ,عن ا بن جر يج ,قال :سألت
ل َلكُمـْ مـا َورَاءَ ذَِلكُمـْ} قال :مـا وراءَ ذات القرابـة{ ,أن َت ْب َتغُوا
عطاء عنهـا ,فقال{ :وُأحِ ّ
بأمْواِل ُكمْ} ...الَية.
وقال آخرون :بل مع نى ذلك{ :وُأحِلّ َلكُ مْ ما َورَا َء ذَِلكُ مْ} :عدد ما أ حل ل كم من المح صنات
من النساء الحرائر ومن الماء .ذكر من قال ذلك:
7289ـ حدثنا محمد بن بشار ,قال :حدثنا عبد العلى ,قال :حدثنا سعيد ,عن قتادة في قوله:
ل َل ُكمْ ما َورَا َء ذَِل ُكمْ} قال :ما ملكت أيمانكم.
{وُأحِ ّ
قال أبو جعفر :وأولى القوال في ذلك بالصواب ,ما نحن مبينوه ¹وهو أن ال جلّ ثناؤه بين
لعباده المحرّمات بالن سب وال صهر ,ثم المحرّمات من المح صنات من الن ساء ,ثم أ خبرهم جلّ
ثناؤه أ نه قد أحلّ ل هم ما عدا هؤلء المحرّمات ال مبينات في هات ين الَيت ين أن نبتغ يه بأموال نا
نكاحا وملك يمين ل سفاحا.
هنـ وراء المحرّمات بالنسـاب والصـهار ,فمـا
فإن قال قائل :عرفنـا المحللت اللواتـي ّ
المحللت من المح صنات والمحرّمات منه نّ؟ ق يل :هو ما دون الخ مس من واحدة إلى أر بع
ي من الحرائر ,فأما ما عدا ذوات الزواج فغير عدد محصور
على ما ذكرنا عن عبيدة والسد ّ
بملك اليمين.
ل َلكُ مْ ما َورَاء ذَِلكُ مْ} عا مّ في كل محلّل ل نا من
وإن ما قل نا إن ذلك كذلك ,لن قوله{ :وُأحِ ّ
ن بأولى من ب عض ,إل أن
الن ساء أن نبتغي ها بأموال نا ,فل يس توج يه مع نى ذلك إلى ب عض منه ّ
تقوم بأن ذلك كذلك حجة يجب التسليم لها ,ول حجة بأن ذلك كذلك.
واختلف القراء في قراءة قوله{ :وُأحِلّ َلكُ مْ ما َورَا َء ذَِلكُ مْ} فقرأ ذلك بعض هم« :وَأحَلّ َلكُ مْ»
بف تح اللف من أحلّ ,بمع نى :ك تب ال علي كم وأحلّ لكم ما وراء ذل كم .وقرأه آخرون{ :وُأحِلّ
حرّمَتْ عََل ْي ُكمْ أمّها ُتكُمْ ...وُأحِلّ َل ُك ْم ما َورَاء ذَِلكُمْ}.
َل ُكمْ ما َورَاء ذَِلكُم} اعتبارا بقولهُ { :
قال أبو جعفر :والذي نقول في ذلك أنهما قراءتان معروفتان مستفيضتان في قراءة السلم
غير مختلفتي المعنى ,فبأيّ ذلك قرأ القارىء فمصيب الحقّ.
وأما معنى قوله{ :ما َورَا َء ذَِلكُ مْ} فإنه يعني :ما عدا هؤلء اللواتي حرمتهن عليكم أن تبتغوا
بأموالكم ,يقول :أن تطلبوا وتلتمسوا بأموالكم ,إما شراء بها وإما نكاحا بصداق معلوم ,كما قال
ن ِبمَا َورَاءَ هُ} يعني :بما عداه وبما سواه .وأما موضع «أن» من قوله{ :أ نْ
جلّ ثناؤه{ :ويكْ ُفرُو َ
ل َلكُمْ ما َورَاءَ ذَِلكُمْ} في قراءة من
َت ْب َتغُوا بأمْوَاِلكُمْ} فرفعٌ ترجمةً عن «ما» التي في قوله{ :وُأحِ ّ
قرأ{ :وُأحِلّ} بضم اللف .ونصبٌ على ذلك في قراءة من قرأ ذلك« :وَأحَلّ» بفتح اللف .وقد
ل ل كم ما وراء ذل كم لن تبتغوا ,فل ما
يحت مل الن صب في ذلك في القراءت ين على مع نى :وأح ّ
حذ فت اللم الخاف ضة ات صلت بالف عل قبل ها فن صبت .و قد يحت مل أن تكون في مو ضع خ فض
بهذا المعنى إذ كانت اللم في هذا الموضع معلوما أن بالكلم إليها الحاجة.
ن غ ْيرَ مُسا ِفحِينَ}.
صنِي َ
القول في تأويل قوله تعالىُ { :محْ ِ
صنِينَ} أعفاء بابتغائكم ما وراء ما حرّم عليكم من النساء بأموالكم
يعني بقوله جلّ ثناؤهُ { :محْ ِ
غ ْيرَ ُمسَا ِفحِينَ} يقول :غير مزانين .كما:
{َ
7290ـ حدثني محمد بن عمرو ,قال :حدثنا أبو عاصم ,عن عيسى ,عن ابن أبي نجيح ,عن
غ ْيرَ ُمسَا ِفحِينَ} قال :زانين بكل زانية.
صنِينَ} قال :متناكحينَ { .
ح ِ
مجاهد في قوله { ُم ْ
حدثني المثنى ,قال :حدثنا أبو حذيفة ,قال :حدثنا شبل ,عن ابن أبي نجيح ,عن مجاهد ,قال:
صنِينَ} متناكحين{ .غير ُمسَا ِفحِينَ} السفاح :الزنا.
{ ُمحْ ِ
7291ـ حدثنا محمد بن الحسين ,قال :حدثنا أحمد بن مفضل ,قال :حدثنا أسباط ,عن السديّ:
غ ْيرَ مُسا ِفحِينَ} يقول :محصنين غير زناة.
{ ُمحْصِنينَ َ
ن فَرِيضَةً}.
ن أجُورَهُ ّ
ستَ ْم َت ْع ُتمْ بِ ِه مِنهُنّ فَآتُوهُ ّ
القول في تأويل قوله تعالىَ { :فمَا ا ْ
ستَ ْم َت ْع ُتمْ بِ ِه ِم ْنهُ نّ} فقال بعضهم :معناه :فما نكحتم
اختلف أهل التأويل في تأويل قوله{ :فَما ا ْ
ن فَرِيضَةً} يع ني :صدقاتهن فري ضة
ن فجامعتموه نّ ,يع ني من الن ساء { ¹فَآتُوهُ نّ ُأجُورَهُ ّ
منه ّ
معلومة .ذكر من قال ذلك:
7292ـ حدثني المثنى ,قال :حدثنا عبد ال بن صالح ,قال :ثنى معاوية بن صالح ,عن عل يّ
ن فَآتُو ُه نّ ُأجُورَهُ نّ َفرِيضَةً} يقول:
س َت ْم َت ْعتُمْ ِب هِ ِم ْنهُ ّ
بن أي طلحة ,عن ابن عباس ,قوله{ :فَمَا ا ْ
إذا تزوّج الرجل منكم ثم نكحها مرة واحدة فقد وجب صداقها كله .والستمتاع هو النكاح ,وهو
صدُقا ِتهِنّ ِنحْلَةً}.
قوله{ :وآتُوا النّسا َء َ
7293ـ حدثنا الحسن بن يحيـى ,قال :أخبرنا عبد الرزاق ,قال :أخبرنا معمر ,عن الحسن,
ستَ ْم َت ْع ُتمْ بِ ِه ِم ْنهُنّ} قال :هو النكاح.
في قولهَ { :فمَا ا ْ
7294ـ حدث ني المث نى ,قال :حدث نا أ بو حذي فة ,قال :حدث نا ش بل ,عن ا بن أ بي نج يح ,عن
ستَ ْم َت ْع ُتمْ بِ ِه ِم ْنهُنّ} :النكاح.
مجاهدَ { :فمَا ا ْ
حدثنا القاسم ,قال :حدثنا الحسين ,قال :ثنى حجاج ,عن ابن جريج ,عن مجاهد ,قولهَ { :فمَا
س َتمْ َت ْع ُتمْ بِ ِه ِم ْنهُنّ} قال :النكاح أراد.
اْ
س َت ْم َت ْعتُمْ ِب هِ
7295ـ حدثني يونس ,قال :أخبرنا ابن وهب ,قال :قال ابن زيد في قوله{ :فَمَا ا ْ
ن ُأجُ َورَهُ نّ َفرِيضَة} ...الَ ية ,قال :هذا النكاح ,و ما في القرآن النكاح إذا أخذت ها
ن فَآتُو ُه ّ
ِم ْنهُ ّ
وا ستمتعت ب ها ,فأعط ها أجر ها ال صداق ,فإن وض عت لك م نه شيئا ف هو لك سائغ فرض ال
عليها العدة وفرض لها الميراث .قال :والستمتاع هو النكاح ههنا إذا دخل بها.
وقال آخرون :بل معنى ذلك :فما تمتعتم به منهنّ بأجر تمتع اللذة ,ل بنكاح مطلق على وجه
النكاح الذي يكون بولىّ وشهود ومهر .ذكر من قال ذلك:
7296ـ حدثنا محمد بن الحسين ,قال :حدثنا أحمد بن مفضل ,قال :حدثنا أسباط ,عن السديّ:
«فَمَا اس ْـَتمْ َت ْع ُتمْ بِهِـ ِم ْنهُنّـ إلى أجَلٍ مُسَـمّى فَآتُوهُنّـ ُأجُورَهُنّـ فَرِيضَةً وَل جُناحَـ عََل ْيكُم ْـ فِيمـا
ن َب ْعدِ الفَريضَةِ» .فهذه المتعة الرجل ينكح المرأة بشرط إلى أجل مسمى ,ويشهد
ض ْيتُمْ بِهِ ِم ْ
َترَا َ
شاهدين ,وينكح باذن وليها ,وإذا انقضت المدة فليس له عليها سبيل وهي منه برة ,وعليها أن
تستبرىء ما في رحمها ,وليس بينهما ميراث ,ليس يرث واحد منهما صاحبه.
7297ـ حدثني محمد بن عمرو ,قال :حدثنا أبو عاصم ,عن عيى ,عن ابن أبي نجيح ,عن
ستَ ْم َت ْع ُتمْ بِ ِه ِم ْنهُنّ} قال :يعني نكاح المتعة.
مجاهدَ { :فمَا ا ْ
7298ـ حدثنا أبو كريب ,قال :حدثنا يحيـى بن عيسى ,قال :حدثنا نصير بن أبي الشعث,
قال :ث نى حبيب ا بن أ بي ثا بت ,عن أب يه ,قال :أعطا ني ا بن عباس م صحفا ,فقال :هذا على
س َت ْمتَ ْع ُتمْ بِ هِ
قراءة أب يّ .قال أبو كريب ,قال يحيـى :فرأيت المصحف عند نصير فيه« :فَما ا ْ
ِم ْنهُنّ إلى أجل مسمّى».
7299ـ حدث نا حم يد بن م سعدة ,قال :حدث نا ب شر بن المف ضل ,قال :حدث نا داود ,عن أ بي
نضرة ,قال :سألت ا بن عباس عن مت عة الن ساء ,قال :أ ما تقرأ سورة الن ساء؟ قال :قلت بلى.
ن إلى أ جل م سمى»؟ قلت :ل ,لو قرأت ها هكذا ما
قال :ف ما تقرأ في ها« :ف ما ا ستمتعتم به منه ّ
سألتك! قال :فإنها كذا.
حدث نا ا بن المث نى ,قال :ث نى ع بد العلى ,قال :ث نى داود ,عن أ بي نضرة ,قال :سألت ا بن
عباس عن المتعة ,فذكر نحوه.
حدثنا ابن المثنى ,قال :حدثنا محمد بن جعفر ,قال :حدثنا شعبة ,عن أبي سلمة ,عن أبي
ستَ ْم َت ْع ُتمْ بِ ِه ِم ْنهُ نّ} قال ا بن عباس« :إلى
نضرة ,قال :قرأت هذه الَ ية على ا بن عباس{ :فَمَا ا ْ
أجل مسمى» ,قال قلت :ما أقرؤها كذلك! قال :وال لنزلها ال كذلك ثلث مرات.
7300ـ حدثنا ابن المثنى ,قال :حدثنا أبو داود ,قال :حدثنا شعبة ,عن أبي إسحاق ,عن عمير:
ن إلى أجل مسمّى».
س َت ْم َت ْعتُمْ ِبهِ ِم ْنهُ ّ
أن ابن عباس قرأَ « :فمَا ا ْ
حدث نا ا بن المث نى ,قال :حدث نا ا بن أ بي عد يّ ,عن شع بة وث نا خلد بن أ سلم ,قال :أخبر نا
النضر ,قال :أخبرنا شعبة ,عن أبي إسحاق ,عن ابن عباس ,بنحوه.
7301ـ حدثنا ابن بشار ,قال :حدثنا عبد العلى ,قال :حدثنا سعيد ,عن قتادة ,قال :في قراءة
ن إلى أجل مسمى».
س َت ْم َت ْعتُ ْم بِهِ ِم ْنهُ ّ
أبيّ بن كعبَ « :فمَا ا ْ
7302ـ حدثنا محمد بن المثنى ,قال :حدثنا محمد بن جعفر ,قال :حدثنا شعبة ,عن الحكم,
ت أيمَا ُنكُ مْ} إلى هذا المو ضع:
صنَاتُ مِن النّ سا ِء إلّ ما مََلكَ ْ
قاال :سألته عن هذه الَ ية{ :وال ُمحْ َ
س َت ْم َت ْعتُمْ ِب هِ ِم ْنهُ نّ} أمنسوخة هي؟ قال :ل .قال الحكم :قال عل يّ رضي ال عنه :لول أن
{فَمَا ا ْ
عمر رضي ال عنه نهى عن المتعة ما زنى إل شقّى.
7303ـ حدثني المثنى ,قال :حدثنا أبو نعيم ,قال :حدثنا عيسى بن عمر القارىء السديّ ,عن
سمّى فَآتُو ُه نّ
س َتمْ َت ْع ُتمْ بِ ِه ِم ْنهُ نّ إلى أجَلٍ مُ َ
عمرو بن مرة أنه سمع سعيد بن جبير يقرأَ « :فمَا ا ْ
ُأجُورَهُنّ».
منهنـ
ّ قال أبـو جعفـر :وأولى التأويليـن فـي ذلك بالصـواب تأويـل مـن تأوله :فمـا نكحتموه
فجامعتموه فآتوهنّـ أجورهنّـ ¹لقيام الحجـة بتحريـم ال متعـة النسـاء على غيـر وجـه النكاح
الصحيح أو الملك الصحيح على لسان رسوله اصلى ال عليه وسلم.
7304ـ حدثنا ابن وكيع ,قال :حدثنا أبي ,عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز ,قال :ثنى
ن َهذِ هِ
س َت ْمتِعُوا مِ ْ
الرب يع بن سبرة الجهن يّ ,عن أب يه أن ال نبيّ صلى ال عل يه و سلم ,قال« :ا ْ
النّساءِ» والستمتاع عندنا يومئ ٍذ التزويج.
وقد دللنا على أن المتعة على غير النكاح الصحيح حرام في غير هذا الموضع من كتبنا بما
أغنى عن إعاد ته في هذا المو ضع .وأما رُوي عن أب يّ بن ك عب وا بن عباس من قراءته ما:
س َتمْ َت ُع ُتمْ بِ هِ ِم ْنهُ نّ إلى أ جل م سمّى» فقراءة بخلف ما جاءت به م صاحف الم سلمين,
«فَمَا ا ْ
وغ ير جائز ل حد أن يل حق في كتاب ال تعالى شيئا لم يأت به ال خبر القا طع العذر ع من ل
يجوّز خلفه.
ن اللّ َه كانَ
ض ْيتُمْ بِ ِه مِنْ َب ْعدِ ال َفرِيضَ ِة إ ّ
القول في تأويل قوله تعالى{ :وَل جُناحَ عََل ْيكُمْ فِيما َترَا َ
حكِيما}.
عَلِيما َ
اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك ,فقال بعضهم :معنى ذلك :ل حرج عليكم أيها الزواج إن
أدركتكم عسرة بعد أن فرضتم لنسائكم أجورهنّ فريضة فيما تراضيتم به ,من حطّ وبراءة ,بعد
الفرض الذي سلف منكم لهن ما كنتم فرضتم .ذكر من قال ذلك:
7305ـ حدث نا مح مد بن ع بد العلى ,قال :حدث نا المع مر بن سليمان ,عن أب يه ,قال :ز عم
حضرم يّ أن رجالً كانوا يفرضون الم هر ,ثم ع سى أن يدرك أحد هم الع سرة ,فقال ال{ :وَل
ض ْي ُتمْ بِ ِه مِنْ َب ْعدِ ال َفرِيضَةِ}.
جُناحَ عََل ْي ُكمْ فِيما َترَا َ
وقال آخرون :مع نى ذلك :ول جناح علي كم أي ها الناس في ما تراضي تم أن تم والن ساء واللوا تي
ا ستمتعتم به نّ إلى أ جل م سمى ,إذا انق ضى ال جل الذي أجلتموه بين كم وبين هم في الفراق ,أن
يزدنكم في الجل وتزيدوا من الجر والفريضة قبل أن يستبرئن أرحامهنّ .ذكر من قال ذلك:
7306ـ حدثنا محمد بن الحسين ,قال :حدثنا أحمد بن مفضل ,قال :حدثنا أسباط ,عن السديّ:
ض ْيتُ ْم بِهِ ِمنْ َب ْعدِ ال َفرِيضَةِ} إن شاء أرضاها من بعد الفريضة الولى,
{وَل جُناحَ عََل ْي ُكمْ فِيما َترَا َ
يع ني :الجرة ال تي أعطا ها على تمتعه ب ها ق بل انقضاء ال جل بينهما ,فقال :أتمتع م نك أيضا
ض ْيتُ مْ بِ ِه مِ نْ
بكذا وكذا ,فازداد قبل أن يستبرىء رحمها ,ثم تنقضي المدة ,وهو قوله{ :فِيما َترَا َ
َب ْعدِ ال َفرِيضَةِ}.
وقال آخرون :معنى ذلك :ول جناح عليكم أيها الناس فيما تراضيتم به أنتم ونساؤكم بعد أن
تؤتوهن أجورهم على استمتاعكم بهنّ من مقام وفراق .ذكر من قال ذلك:
7307ـ حدثنا المثنى ,قال :حدثنا عبد ال بن صالح ,قال :حدثنا معاوية بن صالح ,عن عل يّ
ن َبعْ ِد ال َفرِيضَةِ}
ض ْيتُ مْ بِ هِ مِ ْ
بن أ بي طل حة ,عن ا بن عباس ,قوله{ :وَل جَنا حَ عََل ْيكُ مْ فِي ما َترَا َ
والتراضي أن يوفيها صداقها ,ثم يخيرها.
ن من
وقال آخرون :بل معنى ذلك :ول جناح عليكم فيما وضعت عنكم نساؤكم من صدقاته ّ
بعد الفريضة .ذكر من قال ذلك:
7308ـ حدثني يونس ,قال :أخبرنا ابن وهب ,قال :قال ابن زيد في قوله{ :وَل جُنا حَ عََل ْيكُ مْ
ن َب ْعدِ ال َفرِيضَةِ} قال :إن وضعت لك منه شيئا فهو لك سائغ.
ضيْ ُتمْ بِ ِه مِ ْ
فِيما َترَا َ
قال أبو جعفر :وأولى هذه القوال بالصواب قول من قال :معنى ذلك :ول حرج عليكم أيها
ن أجوره نّ على النكاح الذي جرى بينكم
الناس فيما تَراضيتم به أنتم ونساؤكم من عد إعطائه ّ
ل ثناؤه:
ن عليكم ,أو إبراء أو تأخير ووضع .وذلك نظير قوله ج ّ
وبينه نّ من ح طّ ما وجب له ّ
ن شَيْ ٍء ِمنْ ُه نَفْسا َفكُلُو ُه َهنِيئا مَرِيئَا} .فأما الذي
طبْ نَ َلكُ مْ عَ ْ
ن ِ
ن ِنحْلَةً فإ ْ
صدُقا ِتهِ ّ
{وآتُوا النّساءَ َ
قاله السدي فقول ل معنى له الفساد القول بإحلل جماع امرأة بغير نكاح ول ملك يمين.
ن اللّ َه كا نَ عَلِيما حكِيما} فإنه يعني :إن ال كان ذا علم بما يصلحكم أيها الناس
وأما قوله{ :إ ّ
في مناكح كم وغير ها من أمور كم وأمور سائر خل قه ب ما يدبر ل كم ول هم من التدب ير ,وفي ما
يأمركم وينهاكم ¹ل يدخل حكمته خلل ول زلل.
قال عليّـ رضـي ال عنـه :كلمات أصـاب فيهنّـ حقّـ على المام أن يحكـم بمـا أنزل ال ,وأن
يؤدّى المانة ,وإذا فعل ذلك فحقّ على الناس أن يسمعوا وأن يطيعوا وأن يجيبوا إذا دعوا.
حدثنا أبو كريب ,قال :حدثنا جابر بن نوح ,قال :حدثنا إسماعيل عن مصعب بن سعد ,عن
عليّ بنحوه.
7863ـ حدثني محمد بن عبيد المحاربي ,قال :حدثنا موسى بن عمير ,عن مكحول ,في قول
ال{ :وأُولِي المْرِ ِم ْنكُمْ} قال :هم أهل الَية التي قبلها{ :إ نّ الّل َه َي ْأ ُمرُكُمْ أن تُ َؤدّوا المانا تِ إلى
أهْلِها} ...إلى آخر الَية.
7864ـ حدثني يونس ,قال ¹أخبرنا ابن وهب ,قال :أخبرنا ابن زيد ,قال :قال أبي :هم الولة,
أمرهم أن يؤدّوا المانات إلى أهلها.
وقال آخرون :أمر السلطان بذلك أن يعطوا الناس .ذكر من قال ذلك:
7865ـ حدث ني المثنى ,قال :حدث نا عبد ال بن صالح ,قال :ث ني معاو ية ,عن عل يّ بن أبي
الماناتـ إلى أهْلِهـا} قال :يعنـي:
ِ أنـ ُت َؤدّوا
ُمـ ْ
ّهـ ي ْأ ُمرُك ْ
{إنـ الل َ
طلحـة ,عـن ابـن عباس ,قولهّ :
السلطان يعطون الناس.
وقال آخرون :الذي خُوطِ بَ بذلك ال نبيّ صلى ال عل يه و سلم في مفات يح الكع بة ُأ ِمرَ بردّ ها
على عثمان بن طلحة .ذكر من قال ذلك:
7866ـ حدثنا القاسم ,قال :حدثنا الح سين ,قال :ثني حجاج ,عن ابن جر يج ,قوله{ :إ نّ الّل هَ
ن تُ َؤدّوا الماناتِ إلى أهْلِها} قال :نزلت في عثمان بن طلحة بن أبي طلحة ,قبض منه
ي ْأمُ ُركُمْ أ ْ
ال نبيّ صلى ال عل يه و سلم مفات يح الكع بة ,ود خل ب ها الب يت يوم الف تح ,فخرج و هو يتلو هذه
الَ ية ,فد عا عثمان فد فع إل يه المفتاح .قال :وقال ع مر بن الخطاب ل ما خرج ر سول ال صلى
ال عليه وسلم وهو يتلو هذه الَية :فداؤه أبي وأمي! ما سمعته يتلوها قبل ذلك.
7867ـ حدث نا القا سم ,قال :حدث نا الح سين ,قال :حدث نا الزن جي بن خالد ,عن الزهري ,قال:
دفعه إليه وقال :أعينوه.
وأولى هذه القوال بالصـوااب فـي ذلك عندي قول مـن قال :هـو خطاب مـن ال ولة أمور
الم سلمين بأداء الما نة إلى من ولّوا في فيئ هم وحقوق هم ,و ما ائتمنوا عل يه من أمور هم بالعدل
بين هم في القض ية .والقسم بين هم بال سوية ,يدلّ على ذلك ما و عظ به الرع ية في{ :أطِيعُوا الّل هَ
وأطِيعُوا الرّ سُولَ وأُولي ال ْمرِ ِم ْنكُ مْ} فأمر هم بطاعت هم ,وأو صى الرا عي بالرع ية ,وأو صى
الرعية بالطاعة .كما:
ن آ َمنُوا
7868ـ حدثني يونس ,قال :أخبرنا ابن وهب ,قال :قال ابن زيد في قوله{ :يا أيّها اّلذِي َ
أطِيعُوا الّل َه وأطِيعُوا الرّ سُولَ وأُولي المْرِ ِم ْنكُ مْ} قال :قال أبي :هم السلطين .وقرأ ابن زيد:
ن اللّ َه َي ْأ ُمرُكُ مْ أ نْ
ك ِممّ نْ تَشاءُ} أل ترى أ نه أ مر فقال{ :إ ّ
{تُؤْ تي المُلْ كَ َم نْ تَشاءُ َو َت ْنزِ عُ المُلْ َ
ـ إلى أهْلِهـا}؟ والمانات :هـي الفيـء الذي اسـتأمنهم على جمعـه وقسـمه,
تُ َؤدّوا المانات ِ
ح ُكمُوا بال َعدْل}...
ن َت ْ
ن النّا سِ أ ْ
ح َك ْمتُ ْم َبيْ َ
والصدقات التي استأمنهم على جمعها وقسمها{ .وَإذَا َ
ن آ َمنُوا أطِيعُوا الّل هَ وأطِيعُوا
الَية كلها فأمر بهذا الولة ,ثم أقبل علينا نحن ,فقال{ :يا أيّها اّلذِي َ
الرّسُول وأُولي ال ْمرِ ِم ْن ُكمْ}.
وأ ما الذي قال ا بن جر يج من أن هذه الَ ية نزلت في عثمان بن طل حة فإ نه جائز أن تكون
نزلت ف يه ,وأر يد به كلّ مؤت من على أما نة فد خل ف يه ولة أمور الم سلمين و كل مؤت من على
أمانة في دين أو دنيا ,ولذلك قال من قال :عني به قضاء الدين وردّ حقوق الناس .كالذي:
7869ـ حدثني محمد بن سعد ,قال :ثني أبي ,قال :ثني عمي ,قال :ثني أبي ,عن أبيه ,عن
ن اللّ هَ َي ْأ ُم ُركُ مْ أ نْ ُت َؤدّوا المانا تِ إلى أهْلِ ها} فإ نه لم ير خص لمو سر ول
ا بن عباس ,قوله{ :إ ّ
معسر أن يمسكها.
ن اللّ هَ
7870ـ حدث نا ب شر بن معاذ ,قال :حدث نا يز يد ,قال :حدث نا سعيد ,عن قتادة ,قوله{ :إ ّ
ي ال صلى ال عليه وسلم كان يقول:
ن تُ َؤدّوا المانا تِ إلى أهْلِها} عن الحسن :أن نب ّ
َي ْأمُ ُركُ مْ أ ْ
ن خا َنكَ».
ن ا ْئ َت َم َنكَ ,وَل َتخُنْ مَ ْ
«أدّ المان َة إلى مَ ِ
فتأويل الَية إذًا ,إذ كان المر على ما وصفنا :إن ال يأمركم يا معشر ولة أمور المسلمين
أن تؤدّوا ما ائتمنتكم عليه رعيتكم من فيئهم وحقوقهم وأموالهم وصدقاتهم إليهم على ما أمركم
ل ش يء من ذلك إلى من هو له ب عد أن ت صير في أيدي كم ,ل تظلمو ها أهل ها ول
ال ,بأداء ك ّ
تستأثروا بشيء منها ول تضعوا شيئا منها في غير موضعه ,ول تأخذوها إل ممن أذن ال لكم
بأخذها منه قبل أن تصير في أيديكم ¹ويأمركم إذا حكمتم بين رعيتكم أن تحكموا بينهم بالعدل
والنصـاف ,وذلك حكـم ال الذي أنزله فـي كتابـه وبينـه على لسـان رسـوله ,ل َتعْدوا ذلك
فتجوروا عليهم.
سمِيعا َبصِيرا}.
ن َ
ن الّلهَ كا َ
ن اللّ َه ِن ِعمّا َي ِعظُ ُكمْ بِهِ إ ّ
القول في تأويل قوله تعالى{ :إ ّ
يع ني بذلك جلّ ثناؤه :يا مع شر ولة أمور الم سلمين إ نّ ال َنعِ مّ الش يء يعظ كم به ,و ِنعِمّت
الع ظة يعظ كم ب ها في أمره إيا كم ,أن تؤدّوا المانات إلى أهلها ,وأن تحكموا ب ين الناس بالعدل
سمِيعا} يقول :إن ال لم يزل سميعا بما تقولون وتنطقون ,وهو سميع لذلك منكم
{ نّ الّل َه كَانع َ
إذا حكم تم ب ين الناس ولم تحاورو هم به{ ,بَ صِيرا} ب ما تفعلون في ما ائتمنت كم عل يه من حقوق
رعيت كم وأموال هم ,و ما تقضون به بين هم من أحكام كم بعدل تحكمون أو جور ,ل يخ فى عل يه
شيـء مـن ذلك ,حافـظ ذلك كله ,حتـى يجازي محسـنكم بإحسـانه ومسـيئكم بإسـاءته ,أو يعفـو
بفضله.
عن يزيد ابن أبي حببب ,أن أهل المدينة يقولون :من خرج فاصلً وجب سهمه ¹وتأوّلوا قوله
ن َب ْيتِهِ ُمهَاجِرا إلى الّلهِ َو َرسُولِهِ}.
خرُجْ مِ ْ
ن َي ْ
تبارك وتعالىَ { :ومَ ْ