You are on page 1of 7

‫الطاقة البديلة (المتجددة) ودورها في إنتاج‬

‫الطاقة الحرارية والكهربائية‬

‫د‪ .‬فرج مفتاح بسيبسـو‬


‫مركز البحوث النووية ـ تاجوراء‬

‫مند بداية القرن التاسع عشر اذبان الثورة الصناعية ازدادت أهمية الطاقة الكهربائية‬

‫كمصدر أساسي لتوفير القوى المحركة لعجلة النتاج وبتوفير هذا النوع الجديد من الطاقة‪،‬‬

‫فقد اثر ذلك بوضوح في ازدهار مجالت البناء والتطور ال صناعي وخاصة في دول أورو با‪.‬‬

‫أضحت الطا قة الكهربائية م نذ تلك الفترة إلى الوقت الحا ضر‪ ،‬وبالتأكيد ستضل مستقبل من‬

‫الضروريات الساسية التي ل غنى عنها في مختلف المجالت الحياتية‪.‬‬

‫ومـن أولويات خطـط التنميـة فـي أي بلد هـي توصـيل الطاقـة الكهربائيـة إلى جميـع‬

‫المناطـق وعلى ذلك يعتـبر متوسـط اسـتهلك الفرد مـن الطاقـة الكهربائيـة أحـد العوامـل‬

‫الساسية لقياس مستوى النمو في المجتمعات الحديثة‪ ،‬مثل يعتبر معدل استهلك الفرد من‬

‫الطاقة الكهربائية في الدول المتقدمة (اليابان‪ ،‬الوليات المتحدة‪ ،‬دول التحاد الوروبي … )‬

‫من أعلى المستويات في العالم‪.‬‬

‫ويم كن إنتاج الطا قة الكهربائ ية بالطرق التقليد ية (الف حم ‪،‬الن فط) إضا فة إلي ت سخير‬

‫الطاقـة النوويـة فـي إنتاج الكهرباء التـي أضحـت مصـدرا تقليديـا لنتاج الكهرباء فـي الدول‬

‫الصناعية‪.‬‬

‫ولم يقـف التطور التقنـي فـي إنتاج الطاقـة الكهربائيـة عنـد هذا الحـد‪ ،‬حيـث ظهرت‬

‫م صادر بديلة ومتجددة كطا قة الرياح‪ ،‬الم ساقط المائ ية‪ ،‬الكهروكيميائ ية‪ ،‬والطا قة الشم سية‬

‫‪1‬‬
‫كمصـدر لتوفيـر هذا النوع مـن الطاقـة التـي تعتمـد على تجنـب التلوث البيئي‪ ،‬وتوافـر هذه‬

‫المصادر أو بعض منها في مناطق مختلفة من العالم وبصورة مستديمة‪.‬‬

‫والوا قع فان التفاوت في إنتاج الطا قة الكهربائ ية من بلد إلى أ خر يتو قف على عدة‬

‫متغيرات أساسية منها‪:‬‬

‫‪.1‬نوع الوقود المستخدم في محطات توليد الطاقة‪.‬‬

‫‪ .2‬نوعية محطات توليد الطاقة ذاتها‪.‬‬

‫‪ .3‬الظروف المناخية والبيئية لكل بلد على حدة‪.‬‬

‫‪ .4‬خطط التنمية والتحول والمكانيات المتاحة لتطوير قطاع الكهرباء‪.‬‬

‫ويعتبر إنتاج الطاقة الكهربائية من مصادرها التقليدية ذو مخاطر عدة على البيئة ‪،‬‬

‫مثل‪ ،‬تن تج كميات هائلة من الملوثات الغاز ية وال سائلة وال صلبة من محطات تول يد الطا قة‬

‫الكهربائيـة‪ ،‬ونتيجـة لحتراق الوقود الحفوري (الفحـم والنفـط) بهذه المحطات فقـد يسـبب‬

‫ضررا صـحيا وعواقـب مناخيـة خطيرة (ظاهرة ثقـب الزون)‪ .‬وبناءا على ذلك يتطلب المـر‬

‫البحث ب صورة جدية على م صادر جديدة للطاقة تكون اقل خطورة على البيئة إذا ما قور نت‬

‫بالم صادر التقليد ية‪ .‬بالضا فة الى ذلك ي جب ال حد في العتبار ان الوقود الحفوري يع تبر‬

‫م صدرا نا بض خلل الفترات الزمن ية القاد مة‪ .‬وي عد انبعاث الغازات ال سامة م ثل (أول أك سيد‬

‫الكربون وثاني أكسيد الكبريت) ملوثا خطيرا للبيئة حيث تأثيره الخطير والهدام لطبقة الزون‬

‫التي تحمي الكائنات الحية من الشعة فوق البنفسجية بالضافة الى ارتفاع درجة الحرارة في‬

‫الكرة الرضية‪.‬‬

‫في التي شرح مبسط لصور الطاقة البديلة مع التركيز على إنتاج الطاقتين الحرارية‬

‫والكهربائية بتوظيف الطاقة الشمسية وطاقة الرياح‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫اول‪ :‬طاقة الرياح‬

‫خلل العقد ين الماضي ين تم ا ستغلل طا قة الرياح لتول يد الطا قة الكهرب ية با ستخدام‬

‫التوربينات الهوائ ية لكن هذا الم صدر للطا قة يعت مد بشكل رئي سي على سرعة الرياح وال تي‬

‫يجب ان تكون عند معدلت ل تقل عن ‪ 6‬متر‪/‬ثانية‪ ،‬على ان يكون هبوبها لساعات متواصلة‬

‫خلل اليوم‪ ،‬حتـى يكون الموقـع مجديـا اقتصـاديا لقامـة هذا النوع مـن محطات التوليـد‬

‫للكهرباء‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬طاقة التفاعلت الكهروكيميائية‬

‫يعتمـد إنتاج الطاقـة الكهربائيـة المباشـر باسـتخدام هذه الطريقـة اعتمادا كليـا على‬

‫التفاعلت الكهروكيميائية التي تحدث للوقود‪ ،‬فيما يعرف بخليا الوقود ـ والتي تعرف بأنها‬

‫المعدة التي يتم من خللها تحويل الطاقة الكيميائية الحرة للوقود والمادة المؤكسدة مباشرة‬

‫إلى طا قة كهربائ ية وحرارة وماء نتي جة لتفا عل الكهروكيميائي‪ .‬و من مميزات هذه الطري قة‬

‫يأنهـا ذات كفاءة عاليـة جدا تصـل فـي بعـض الحيان إلى ‪ ،% 90‬ولوجود لنواتـج الحتراق‬

‫العتياديـة المضرة بالبيئة والمحيـط العادي‪ ،‬وسـهولة التشغيـل والصـيانة والداء‪ ،‬ووفرة‬

‫الوقود المسـتخدم فـي هذه الطريقـة (الهيدروجيـن)‪ .‬ومـن عيوب هذه الطريقـة هـي التكلفـة‬

‫العال ية جدا ال تي تؤ ثر في ا ستخدام هذه الطري قة على النطاق الوا سع لل ستهلك الشخ صي‬

‫والصـناعي‪ ،‬إل غـي بعـض السـتخدامات التـي ل تنظـر إلى التكلفـة الماديـة مثـل التطـبيقات‬

‫الفضائ ية في مركبات الفضاء لمداد المح طة بالطا قة والماء لرواد الفضاء‪,‬ونوا تج احتراق ها‬

‫فقط الماء‬

‫ثالثا ‪ :‬طاقة المساقط المائية والسدود‬

‫‪3‬‬
‫يوجـد فـي بعـض القاليـم والبلدان طاقـة هائلة ومهدورة ول يتـم اسـتغللها بالطرق‬

‫السليمة لنتاج الطاقة الكهربائية‪ ،‬مثل‪ ،‬يوجد في قارة أفريقيا بعض المساقط المائية الكبيرة‬

‫والمه مة (م ساقط م صدر ن هر الن يل في أوغندا) وإذا تم ا ستغلل وتحو يل الطا قة الحرك ية‬

‫للمياه في تلك الم ساقط إلى طا قة كهربائ ية وإنشاء محطات تول يد علي ها لم كن سد حا جة‬

‫القارة الفريق ية من الطا قة الكهربائ ية م ستقبل و ستكون طا قة رخي صة و في متناول الجم يع‬

‫ومثال على ذلك‪ ،‬ما حدث في الصين وبعد إنشاء والنتهاء من إقامة السد ال كبير على نهر‬

‫الينسنج ومن أهداف هذا المشروع هو توليد الطاقة الكهربائية من المساقط المائية لهذا السد‬

‫والم ستهدف من ذلك هو إنتاج الكهرباء لعموم ال صين و في خلل عشرة سنوات من ع مر‬

‫المشروع ستكون الطاقة الكهربائية بدون مقابل مادي يدفعه المستهلك الصيني ـ وهي طاقة‬

‫نظيفة ورخيصة ول يوجد لها تأثير على البيئة والنسان والمحيط‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬الطاقة الشمسية‬

‫تعتبر الشمس مفاعل إندماجي نووي كبير جدا يتم فيها تحويل اربعة مليين طن من‬

‫الهيدروجين إلى هيليوم في الثانية الواحدة وهذا بدوره ينتج طاقة هائلة جدا حيث ان الرض‬

‫وات‪/‬ثانيـة فـي السـنة أي مـا‬ ‫‪24‬‬


‫تسـتقبل جزء بسـيط جدا مـن هذه الطاقـة بمعدل ‪10 × 5.4‬‬

‫يعادل جوالي ‪ 170‬تريليون كيلووات أي أن ها تعادل ‪ 27000‬مرة للطا قة ال تي أنتج ها الن سان‬

‫مـن خلل محطات توليـد الطاقـة الكهربائيـة خلل عام كامـل‪ .‬وقـد اثبتـت التجار والتطـبيقات‬

‫العلم ية والمعمل ية إمكان ية ا ستخدام الطا قة الشم سية وطا قة الرياح لتول يد الطا قة الكهربائ ية‬

‫على نطاق تجاري‪ ،‬والجديـر ذكره بان الجماهيريـة العظمـى تقـع فـي منطقـة تسـتقبل أعلى‬

‫م ستويات سطوع الشعاع الشم سي ال سنوي في العالم (‪ 800‬كيلووات‪/‬ثان ية في ال سنة ل كل‬

‫سنتمتر مر بع)‪ .‬وتع تبر من أعلى معدلت ها في العالم‪ ،‬لذا ي جب ال ستفادة من هذه الطا قة‬

‫‪4‬‬
‫الهائلة والمهدورة في إنتاج الطاقة الحرارية لتدفئة المنازل والمدارس والجامعات والمصالح‬

‫العامة‪ ،‬وإنتاج الطاقة الكهربائية وفي التطبيقات الصناعية مثل تجفيف الخضراوات والفواكه‬

‫وتحلية مياه البحر‪.‬‬

‫خامسا ‪ :‬تطبيقات الطاقة البديلة للستفادة منها بالجماهيرية العظمى‬

‫و في النها ية يم كن القول ان تكال يف إنشاء وتشغ يل و صيانة ن ظم الطا قة البديلة في‬

‫الجماهيريـة العظمـى ل تختلف كثيرا عنهـا فـي الدول الخرى‪ ،‬وعلى الرغـم مـن ان مصـادر‬

‫الطاقة البديلة (باستثناء طاقة المساقط المائية) ل تزال معه منافسة مصادر الطاقة التقليدية‬

‫(النفط والغاز) لنتاج الطاقة الكهربائية على نطاق واسع‪ ،‬خصوصا عند اعتبار تكلفة النشاء‬

‫العال ية لمحطات تول يد الطا قة الكهربائ ية من م صادرها البديلة (المتجددة) إل ان هناك العد يد‬

‫من المجالت التطبيقية الممكنة لمصادر الطاقة البديلة في الجماهيرية والتي يمكن استغلل‬

‫هذه المصادر (طاقة الرياح والطاقة الشمسية) فيها اقتصاديا ومنها‪:‬‬

‫‪.1‬تحلية وتنقية مياه الشرب‪.‬‬

‫‪ .2‬إضاءة البيوت والمساكن في المناطق النائية والبعيدة عن شبكات الكهرباء العامة‪.‬‬

‫‪.3‬التصالت وتطبيقات الحماية المهبطية في المناطق الريفية والنائية‪.‬‬

‫‪.4‬ضخ المياه من البار في المناطق الريفية والنائية لتوفير مياه الشرب للتجمعات السكنية‬

‫والرعي والزراعة‪.‬‬

‫‪.5‬بناء محطات لتوليد الطاقة الكهربائية باستغلل الطاقة البديلة وربطها مع الشبكة العامة‬

‫للدولة وذلك للمسـاهمة وسـد النقـص فـي وقـت الذروة والتـي تتزامـن مـع شدة الشعاع‬

‫الشمسي وارتفاع درجة الحرارة‪.‬‬

‫‪.6‬تسخين المياه لستعمالها في المساكن والتطبيقات الصناعية وتدفئة المنازل وغيرها‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪.7‬الشارات المروريـة واللوحات الرشاديـة المسـتخدمة على الطرق العامـة فـي المناطـق‬

‫الريفية والنائية‪.‬‬

‫‪.8‬في العمليات الصناعية مثل تجفيف الخضراوات والفواكه‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬التوصيات‬

‫مما تم توضيحه عن الطاقة البديلة (خصوصا الطاقة الشمسية وطاقة الرياح) والتي‬

‫تعتبر طاقة نظيفة ومن مميزاتها النظافة البيئية وتوافرها الدائم في ليبيا (‪ 800‬كيلووات‪/‬ثانية‬

‫في السنة لكل سنتمتر مربع بالنسبة للطاقة الشمسية)‪ ،‬والتي يجب الستفادة منها في جميع‬

‫المجالت الحياتية بالجماهيرية العظمى‪ ،‬ويجب ترشيد استهلك الطاقة والهتمام بهذا المجال‬

‫وتطبيقه على الواقع الملموس لكي يكون مردوده إيجابيا‪ .‬لذلك فقد وضعت التوصيات التية‪:‬‬

‫‪.1‬التركيـز على إجراء البحوث والدراسـات العلميـة التطبيقيـة فـي مجال الطاقـة الشمسـية‬

‫وطاقة الرياح‪.‬‬

‫‪ .2‬توجيه بعض المعاهد العليا للمهن الشاملة إلى معاهد متخصصة بتدريس مناهج الطاقة‬

‫البديلة وتطبيقاتها‪.‬‬

‫‪.3‬تشج يع طل بة الدرا سات الجامع ية والعل يا على إجراء البحوث والدرا سات التطبيق ية في‬

‫مجال الطاقة البديلة والمتجددة بالجماهيرية العظمى‪.‬‬

‫‪ .4‬ربط مراكز البحاث المتخصصة والجامعات والمعاهد العليا والهيئات الصناعية ببرامج‬

‫علميـة مشتركـة ليتـم تطـبيق هذه البحوث وتحويلهـا إلى صـناعات تعود بالنفـع على‬

‫المجتمع‪.‬‬

‫‪ .5‬إقا مة علقات تعاون علم ية مع المعا هد ومرا كز البحوث والهيئات العلم ية المتخ صصة‬

‫في الدول المتقدمة للستفادة وكسب الخبرة ونقل التكنولوجيا في هذا المجال‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫فـي العداد القادمـة ان شاء ال‪ ،‬سـينم شرح اسـتخدامات الطاقـة الشمسـية وطاقـة‬

‫الرياح وتطبيقاتهما وكيفية الستفادة منهما في الجماهيرية العظمى ومراحل تطور تكنولوجيا‬

‫توليد الطاقة الكهربائية من الشمس والرياح‪,‬‬

‫‪7‬‬

You might also like