You are on page 1of 2

‫نحو سعر صرف مرن للدينار‪..

‬‬

‫تم تثبيت سعر صرف الدينار االردني امام الدوالر االمريكي منذ‬
‫العام ‪ 1995‬عند مستوى ‪ 710‬فلسات للدوالر الواحد‪ ،‬وكان‬
‫التثبيت في حينه في مصلحة الدينار في ضوء انخفاض الرصيد‬
‫الجاهز من العمالت االجنبية‪ ،‬وتبع ذلك سلسلة من القرارات‬
‫النقدية تم بموجبها تحرير الدينار لكافة االستخدامات‪ ،‬وابرام‬
‫مجموعة من االتفاقيات التجارية الثنائية والمتعددة االطراف مما‬
‫ساعد في ارتفاع العجز التجاري السنوي الذي يعتبر احد اهم‬
‫االختالالت المزمنة في االقتصاد االردني‪ ،‬ومع انخفاض القيمة‬
‫التبادلية للدوالر االمريكي امام اليورو والين الياباني والفرنك‬
‫السويسري والجنيه البريطاني‪ ،‬تحمل االقتصاد االردني تكاليف‬
‫كبيرة في تمويل مستورداته من خارج منطقة الدوالر االمريكي‪،‬‬
‫وتفاقمت خدمة الدين العام بشكل ارهق المالية العامة واالقتصاد‬
‫على المستوى الكلي‪.‬‬

‫ولتالفي انعكاسات تقلبات سعر صرف الدوالر االمريكي على‬


‫الدول التي ثبتت سعر صرف عملتها الوطنية مع الدوالر االمريكي‬
‫عمدت الى اعتماد نظام صرف مرن في تسعير سعر صرف‬
‫العملة المحلية ومن هذه الدول الكويت‪ ،‬ومؤخرا المغرب بدأت‬
‫تطبيق سعر صرف مرن للدرهم المغربي لحماية القدرة التنافسية‬
‫للصادرات والمحافظة على العمالت الصعبة‪ ،‬ولكبح اية مضاربات‬
‫على الدرهم في االسواق المحلية سمح «المركزي المغربي»‬
‫بتحرك سعر الصرف ضمن هامش ‪ ،%2.5‬ومراقبة االسواق تحت‬
‫طائلة المسؤولية لمن يحاول المضاربة على العملة المحلية‪.‬‬

‫في السابق كانت الدول تعتمد احد ثالثة خيارات ‪..‬االول تثبيت‬
‫سعر صرف العملة بعملة اجنبية وكان الجنيه البريطاني في‬
‫مقدمتها او الدوالر االمريكي الحقا‪..‬والخيار الثاني ربط سعر‬
‫الصرف بحقوق السحب الخاصة بالتعاون مع صندوق النقد‬
‫الدولي‪..‬والخيار الثالث اعتماد سعر صرف بعمالت مجموعة من‬
‫الدول لها مبادالت تجارية‪ ،‬وسلة عمالت تعكس العالقات التجارية‪،‬‬
‫واالخير كان االفضل واالكثر عدالة لسعر الصرف واالقتصاد‪.‬‬

‫الدوالر االمريكي بعد فك ارتباطه مع الذهب في مطلع سبعينيات‬


‫القرن الماضي اصبح يستند الى االقتصاد االمريكي واخضاع‬
‫واشنطن دول العالم بالقوة العسكرية‪ ،‬اما غطاء الدوالر فهي‬
‫عملة ورقية غير مغطاة بشكل حقيقي وتشهد تراجعا كبيرا‬
‫السيما اما مجموعة دول االقتصادات الصاعدة ( بريك) التي‬
‫تشكل نحو ‪ %60‬من التجارة العالمية وتضم الصين والهند وروسيا‬
‫والبرازيل‪ ،‬ومعظم هذه الدول تحقق معدالت نمو اقتصادي مرتفعة‬
‫سنويا‪ ،‬ويرجح الخبراء ان يتجاوز الناتج المحلي لهذه المجوعة‬
‫امريكا ومجموعة السبع الكبرى في غضون عقد من الزمن‪ ،‬ومن‬
‫المرجح ان يفقد الدوالر مكانته كعملة للمبادالت التجارية على‬
‫المستوى العالمي‪...‬الدوالر سيستمر في التذبذب صعودا وهبوطا‬
‫والنتيجة الكلية تكون على انخفاض وعلينا إعادة النظر بنظام‬
‫الصرف الحالي واعتماد احد الخيارات المتاحة في العالم‪.‬‬
‫عن الدستور‬

You might also like