Professional Documents
Culture Documents
في اليمن
: )3( مذكرة سياسة اليمن رقم
جاهزية القطاع الخاص للمساهمة في إعادة اإلعمار والتعافي
م2017 مايو23
جدول المحتويات
ii
المراجع 29 ..........................................................................................................................................................
قائمة الجداول
الجدول رقم ( :)1تكوين العمالة وتأثرها حسب القطاع في أمانة العاصمة والحديدة وعدن 6 ..........................................................
الجدول رقم ( :)2أثر الصراع على الصادرات التجارية الحساسة لليمن 10 ..............................................................................
الجدول رقم ( :)3أثر الصراع على الواردات التجارية الهامة في اليمن 10 ..............................................................................
الجدول رقم ( :)4الوضع الحالي للموانئ اليمنية 11 ..........................................................................................................
الجدول رقم ( :)5األصول والودائع وحقوق المساهمين للبنوك في اليمن (2014م) 17 ................................................................
الجدول رقم ( :)6مؤشرات السالمة المالية19 .................................................................................................................
الجدول رقم ( :)7واردات مواد البناء والتشييد 23 ............................................................................................................
الجدول رقم ( :)8وضع مصانع االسمنت الرئيسية في اليمن خالل الحرب 23 ..........................................................................
قائمة األشكال
الشكل ( :)1معدل األضرار المادية التي لحقت باألعمال التجارية 5 .......................................................................................
الشكل ) :)2العمال الذين تم تسريحهم بحسب المنطقة 7 ......................................................................................................
الشكل ) :(3مؤشر أداء الخدمات اللوجستية في اليمن على مدى فترة من الزمن 9 ......................................................................
الشكل ) :(4متوسط التأخيرات في الدخول إلى الموانئ في اليمن ،أكتوبر 2016م12 ..................................................................
الشكل رقم ( :)5خريطة طرق الوصول في اليمن 2 ،ديسمبر 2016م 14 ................................................................................
الملحق :1لمحة عامة حول األضرار التي لحقت بشبكة الطرق التجارية والبدائل في أوقات الحرب28 ............................................
iii
االختصارات
صندوق تشجيع البرامج الزراعية والسمكية AFPPF
مكافحة غسل األموال /مكافحة تمويل اإلرهاب AML / CFT
المرفق االقتصادي الهش والمتضرر من الصراع CAFEF
العالقات مع البنوك المراسلة CBRs
البنك المركزي اليمني CBY
العناية الواجبة تجاه العمالء CDD
تقييم األضرار واالحتياجات في اليمن DNA
البنك األوروبي لإلنشاء والتعمير EBRD
بنك االستثمار األوروبي EIB
منظمة األغذية والزراعة FAO
ما يعادل حاوية 40قدم FEU
وكالة إعادة هيكلة القطاع المالي FSRA
البورصة FX
مجلس التعاون الخليجي GCC
إجمالي الناتج المحلي GDP
الحكومة اليمنية GOY
النازحون داخليا IDPs
مؤسسة التمويل الدولية IFC
منظمة العمل الدولية ILO
صندوق النقد الدولي IMF
التصنيف المتكامل لمرحلة األمن الغذائي IPC
البنك اإلسالمي للتنمية IsDB
مركز التجارة الدولية ITC
األضرار الناجمة LD
مؤشر أداء الخدمات اللوجستية LPI
وكالة ضمان االستثمار المتعددة األطراف MEGA
الشرق األوسط وشمال أفريقيا MENA
الشراء المسبق إلعادة اإلعمار في الشرق األوسط MERAP
مؤسسات التمويل األصغر MFIs
غسل األموال /تمويل اإلرهاب ML / FT
وزارة التخطيط والتعاون الدولي MOPIC
المنشآت األصغر والصغيرة والمتوسطة MSMEs
طن متري MT
المنظمات الدولية غير الحكومية INGOs
القروض المتعثرة NPLs
الشخصيات السياسية البارزة PEPs
الصندوق االجتماعي للتنمية SFD
وكالة تنمية المنشآت الصغيرة واألصغر SMEPS
المنشآت الصغيرة واألصغر SMEs
ما يعادل حاوية 20قدم TEU
اإلمارات العربية المتحدة UAE
األمم المتحدة UN
برنامج األمم المتحدة اإلنمائي UNDP
مكتب األمم المتحدة لتنسيق الشؤون اإلنسانية UNOCHA
آلية األمم المتحدة للتدقيق والتفتيش UNVIM
دوالر أمريكي USD
البنك الدولي WB
برنامج الغذاء العالمي WFP
الحلول المتكاملة للتجارة العالمية WITS
لاير يمني YER
iv
شكر وعرفان
ساهم موظفو مجموعة البنك الدولي التاليين في إعداد هذه المذكرة بشأن القطاع الخاص في الجمهورية اليمنية :نبيلة
عساف ( أخصائي أول في مجال القطاع الخاص) ،لورينت غونيت (أخصائي أول القطاع المالي) ،سعد صبرة (مسئول
قُطري أول ،مؤسسة التمويل الدولية) ،عبد الحكيم األغبري (مهندس أول في مجال الطرق) ،بارتول ليتيكا (خبير في
مجال القطاع المالي) ،كليتون كيرزويل (خبير في مجال القطاع الخاص) ،فايزة أحمد (أخصائي زراعي) ،جاري
تشارلير (كبير أخصائيي قطاع الزراعة) ،جين برون (خبير في القطاع المالي) ،كينلي سالمون (خبير الشباب) ،نادية
بيفاريتي (خبير اقتصادي) ،ناجي بن حاسين (مدير قطاع التجارة والقدرة التنافسية ) ،روفيز شيراغ زادي (أخصائي
أول في مجال الزراعة) ،سامي صوفان (محلل ،التجارة والقدرة التنافسية ) ،سهير الزبيري (مساعد برنامج) ويلفريد
إنجلك (أخصائي اقتصادي أول).
v
.1ملخص تنفيذي
.1تتعرض اليمن منذ العام 2011م إلى سلسلة أزمات نتج عنها اندالع الحرب الجارية التي اندلعت في مارس 2015م
والتي ترتب عليها عواقب اقتصادية جسيمة .فقد تراجع الناتج المحلي اإلجمالي بواقع %38بصورة تراكمية خالل
واحد وعشرون شهرا منذ بدء الصراع .كما بلغ معدل التضخم %40في العام 2015م .ومع أن القطاع الخاص
تضرر بشكل كبير جراء الحرب الدائرة في اليمن ،إال أنه سيكون حاسما في عملية التعافي .فقد أظهر مسح للمنشآت
األصغر والصغيرة والمتوسطة في عام 2015م ،أي بعد ستة أشهر من اندالع الحرب ،أن %74من الشركات التي
شملها االستطالع قد سجلت أضرار مادية .وقد تأثرت أسواق العمل بشكل كبير حيث انخفضت العمالة بنسبة %13
في مدينة صنعاء والحديدة وعدن في حين شهدت المشاركة في سوق العمل انخفاضا حادا .وتأثر العرض في السوق
نتيجة عدم القدرة على التنقل في جميع أنحاء البالد بسبب الصراع واألضرار التي لحقت بالطرق واألسواق
.2تأثرت التجارة بشكل كبير نتيجة للحرب .وتشير التقديرات إلى أن الواردات اإلجمالية قد انخفضت بنسبة %54
بين عامي 2014م و2015م مع انخفاض الصادرات اإلجمالية بنسبة %51خالل نفس الفترة .كما تعرضت أربعة
من الموانئ الرئيسية السبعة في اليمن إلى أضرار جسيمة في حين تقع ثالثة منها حاليا خارج سيطرة الحكومة
اليمنية .وتتولى األمم المتحدة تفتيش الشحنات القادمة إلى الموانئ التي ال تسيطر عليها الحكومة ،مما يجعل عملية
االستيراد بطيئة في حين شهدت أسعار الشحن ارتفاعا كبيرا .وأصبح التمويل التجاري مشكلة رئيسية في الوقت
الذي قطعت فيه المصارف الغربية خطوط االئتمان أمام التجار الذين يرسلون األغذية إلى اليمن وأصبح موضوع
فتح االعتمادات المستندية أمرا صعبا للغاية .ولم يعد البنك المركزي اليمني قادرا على ضمان التسهيالت التجارية
بسبب انقسامه على طول خطوط الصراع وانعدام العملة األجنبية .وتأتي األزمة الغذائية الكبيرة كنتيجة جزئية لهذه
األوضاع.
.3يواجه القطاع المالي اليمني مشكلة السيولة والحصول على النقد األجنبي .حيث فقد البنك المركزي اليمني تقريبا
جميع أرصدته االحتياطية من النقد األجنبي على الرغم من المساعدة المقدمة من صندوق النقد الدولي .كما أن
السيولة المالية للنظام المصرفي هي موضع تساؤل حيث ارتفع معدل القروض المتعثرة ونسبة االنكشاف للمعامالت
الكبيرة مع األطراف ذات العالقة .وتتعرض مؤسسات التمويل األصغر أيضا لضغوط نظرا ألن المقترضين
يواجهون صعوبة في سداد القروض .وعالوة على ذلك ،فإن عالقة البنوك اليمنية مع البنوك المراسلة شهدت تراجعا
األمر الذي جعل االستفادة من الخدمات المصرفية الدولية أمرا صعبا.
.4يعتبر قطاع البناء والتشييد من الناحية التاريخية واحدا من القطاعات الهامة في اليمن ،وينبغي أن يلعب دورا
رئيسيا في عملية التعافي .ومع ذلك ،فقد عانى القطاع من تعليق وإلغاء العقود خالل األزمة في حين ترك العمال
المؤهلين السوق .وقد ارتفعت تكاليف مواد البناء خالل الحرب في حين أن المدخالت المستوردة محدودة للغاية.
غير أن إعادة البناء بدأت بالفعل في بعض المناطق مع تزايد فرص العمل في قطاع البناء والتشييد في عدن.
.5ينبغي أن تتخذ الحكومة اليمنية والجهات المانحة خطوات فورية لدعم القطاع الخاص .تشمل اإلجراءات ذات
األولوية دعم قطاع البناء والتشييد للمساعدة في االحتفاظ بقدرة التصنيع وإعادة اإلعمار من خالل دعم مالي وفني
واستئناف التمويل التجاري من خالل دعم البنك المركزي اليمني ،وإذا لزم األمر ،من خالل مرفق للطوارئ .كما
أن دعم المنشآت األصغر والصغيرة والمتوسطة من خالل منح للتعافي يجب أن يكون أيضا أولوية على المدى
القصير .عالوة على ذلك ،فإن إعادة ربط القطاع المصرفي اليمني على المدى الطويل مع باقي أنحاء العالم
وضرورة توفير ضمانات استثمارية للمساعدة في تعبئة رأسمال القطاع الخاص يعتبر أمرا مطلوبا.
1
.2مقـــدمـة
.6مثل العام 2011م سلسلة من األزمات السياسية واالجتماعية واالقتصادية توجت بالحرب التي اندلعت في شهر
مارس 2015م والتي ما يزال تتوسع حتى اليوم في جميع أنحاء اليمن .وتسببت الحرب الجارية بوقف صادرات
اليمن وفرضت قيودا شديدة على واردات الغذاء والمشتقات النفطية وضغوطا على سعر صرف العملة وتسارع
التضخم ،كما ألحقت أضرارا واسعة النطاق بالبنية التحتية االقتصادية الحيوية مثل المصافي والمطارات والموانئ
البحرية .وبحلول بداية عام 2017م أي بعد 21شهرا من اندالع الحرب ،انكمش الناتج المحلي اإلجمالي لليمن
بنسبة ،%38بصورة تراكمية .وبلغ معدل التضخم %40في عام 2015م ،وتشير التقديرات إلى أنه قد ارتفع أبعد
من ذلك في العام 2016م 1.إضافة لذلك ،انخفضت اإليرادات العامة بحوالي %50في عام 2015م مقارنة بالمستوى
الذي كانت عليه في عام 2014م ،كما شهدت انخفاضا مرة أخرى طبقا للتقارير بنسبة %20في العام 2016م،
مقارنة بالمستوى الذي كانت عليه في عام 2015م ،مما أدى إلى العجز عن الوفاء بالعديد من التزامات اإلنفاق ،بما
في ذلك رواتب الموظفين .فقد كان النفط المحرك األكبر لهذا التراجع ،حيث انخفضت اإليرادات النفطية بنسبة
%77بينما انخفضت اإليرادات غير النفطية بنسبة .%34وقد توقف قطاع النفط والغاز عن العمل بسبب اتساع
نطاق الصراع وبسبب األضرار التي لحقت بالبنية التحتية الحيوية .وحدثت أضرارا كبيرة في منشآت تكرير النفط
والغاز ومرافق التصدير ذات الصلة في عدن وتعرض منشآت رأس عيسى في الحديدة للقصف .وقد قامت شركات
النفط األجنبية بتعليق عملياتها في اليمن .ونتيجة لذلك ،تدهورت الظروف المعيشية للسكان بشكل ملحوظ ،حيث
أفادت وكاالت األمم المتحدة بأن ما ال يقل عن 19مليون من أصل 28مليون يمني بحاجة إلى مساعدة إنسانية.
.7إن إعادة اإلعمار والتعافي االقتصادي الفعال يتطلب فهما للدوافع االجتماعية واالقتصادية للقدرة على الصمود
والتعافي في اليمن ،بما في ذلك القطاع الخاص .فالقطاع الخاص ،بما في ذلك المنشآت الصغيرة والمتوسطة التي
تعتبر النمط السائد للمشاريع التجارية في اليمن ،يمثل مصدرا رئيسيا للعمالة والمزود للسلع والخدمات األساسية،
مما يجعله جزءا هاما من نظام المرونة االجتماعية واالقتصادية والتعافي .وستكون قدرة القطاعات التجارية والمالية
والزراعية والمقاوالت ذات أهمية خاصة بالنسبة للتعافي وإعادة اإلعمار .وسيعتمد نجاح أي خطة إلعادة اإلعمار
والتعافي على قدرة حكومة ما بعد الصراع على تمكين تعافي هذه القطاعات؛ كما أن ذلك سيتطلب أيضا التزام
مجتمع المانحين بتوفير دعم مباشر للقطاع الخاص لضمان استعداده وقدرته على اإلسهام في إعادة اإلعمار بعد
انتهاء الصراع .لذا من األهمية بمكان فهم العوامل المحركة لسلوك المنشآت الخاصة وحوافزها وموروثات الصراع
والقيود والبيئة التي تعمل فيها.
.8سوف تناقش هذه المذكرة كل من العوائق المرتبطة بالصراع والعوائق الرئيسية النظامية على القطاع الخاص
واألولويات الخاصة بدعم المرونة والتعافي .وستركز على المنشآت الخاصة في القطاعات التي تعتبر ذات أهمية
بالنسبة للمرونة والتعافي :وهم التجارة والبناء والتمويل والزراعة .وستقدم توصيات بشأن االستثمارات والسياسات
على المدى المباشر والقصير لدعم احتياجات التعافي واالستقرار في عمليات القطاع الخاص أثناء وبعد انتهاء
الصراع.
2
.3أثر الصراع على القطاع الخاص
.9أدى الصراع الحالي إلى تدمير قطاع خاص ضعيف بالفعل يعاني من عدد من العوائق الهيكلية والمتداخلة .فقبل
الصراع ورد ذكر انعدام االستقرار السياسي وانعدام األمن وانقطاع الكهرباء والفساد بشكل متكرر على لسان
الشركات في القطاع الخاص باعتبارها أهم العوائق التي تواجه الشركات 22.وبالمقارنة مع االوضاع االقتصادية
في بلدان أخرى في منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا ،حصلت اليمن أيضا على أعلى نسبة من الشركات التي
تواجه قيودا في الحصول على االئتمان ،حيث بلغت نسبة الشركات التي تحصل على تمويل من البنوك واحد في
المئة فقط ،وبدال عن ذلك تعتمد الشركات على مصادر أخرى للتمويل بما في ذلك الشبكات واألسرة واألرباح غير
الموزعة .وقد كانت الصادرات اليمنية غير النفطية محدودة بسبب ضحالة قطاع التصدير الخاص ،حيث سجلت
أحدث البيانات 512شركة مصدرة فقط بين عامي 2006م و2009م.
.10أدى األثر المباشر للصراع الحالي واالقتتال الداخلي والقيود الشديدة المفروضة على التجارة ،إلى زيادة تفاقم
الوضع وأثر سلبا على جميع الجوانب اإلقتصادية تقريبا .فقد تسبب الصراع في ارتفاع تكاليف التعامالت التجارية
وتفضيل األطراف الفاعلة لالعتبارات قصيرة األجل على حساب اهداف التنمية واالستثمار التجاري طويلة األجل.
كما أن الجمود في أسواق المواد األولية أو فشلها المتزايد (الطاقة والعمالة والسلع الوسيطة والخدمات) والوضع
المالي المتدهور وكذلك أسواق التصدير أسفر عن ارتفاع تكاليف اإلنتاج .ونتيجة لذلك ،ووفقا للمسح التجاري
السريع" الذي أجرته وكالة تنمية المنشآت الصغيرة واألصغر في العام 2015م فإن أكثر من ربع إجمالي عدد
الشركات أغلقت ،بما في ذلك %35من قطاع الخدمات ،و %29من المنشآت الصناعية ،و %20من الشركات
التجارية .ويمكن تتبع أثر ذلك على القطاع الخاص من خالل عدد من القنوات ،بما في ذلك األضرار المادية المباشرة
واختالل سوق العمل وتعطل الوصول إلى أسواق المدخالت بسبب انعدام األمن وتعطل العمليات التجارية والمالية.
ويختلف األثر المترتب على األزمة أيضا حسب نوع المنشأة .وسيسعى هذا القسم حيثما أمكن إلى التمييز بين
المنتجين والتجار .وسيغطي هذا القسم أيضا أثر الصراع على القطاع الزراعي الخاص ،الذي يمثله في الغالب
صغار المزارعين والتجار ،بقدر المعلومات المتوفرة حول ذلك.
األضرار المادية
.11ال تزال األضرار الكلية التي لحقت بالبنية التحتية للقطاع الخاص غير معروفة حتى اآلن ،بيد أن هناك تقارير تشير
إلى أن اآلالف من المنشآت التجارية والصناعية تعرضت ألضرار أو التدمير ،بما في ذلك المنشآت التجارية
الصغيرة ومصانع ومستودعات أغذية وأسواق ومحطات الوقود .وبحسب نتائج مسح 2015م الذي أجرته وكالة
تنمية المنشئات الصغيرة واألصغر لتقييم األثر المترتب على الصراع خالل األشهر الستة األولى من الحرب ،فقد
أفادت %74من المؤسسات التي شملها المسح عن تعرضها ألضرار مادية ،وتتفاوت األضرار المذكورة بدرجة
كبيرة من مدينة إلى أخرى (انظر الشكل .)1ومن بين الشركات التي توقفت وأغلقت أبوابها ،ذكرت %95منها
عن تعرضها ألضرار مادية ،في حين أفادت %77من هذه الشركات تعرضها ألضرار كاملة و %15.4ألضرار
جزئية.
ما الذي يعيق القطاع الخاص في منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا؟ دروس من مسح المنشآت " ،البنك األوروبي لإلنشاء والتعمير وبنك االستثمار 2
3
غرفة التجارة والصناعة بأمانة العاصمة http://www.almotamar. net/news/127572.htm
بعض األضرار التي لحقت بالقطاع الخاص (مصنع كوكا كوال في صنعاء 12 ،ديسمبر 2015م .وكالة مرصد لألنباء| 2015م
4
الشكل :1معدل األضرار المادية التي لحقت باألعمال التجارية
المصدر :مسح وكالة تنمية المنشآت الصغيرة واألصغر 2015م الذي أجرته وكالة تنمية المنشئات الصغيرة واألصغر لتأثير
األزمة على نشاط القطاع الخاص في اليمن
.12باإلضافة إلى ذلك ،أدى الصراع في أجزاء كثيرة من البالد ،إلى إلحاق الضرر بالبنى التحتية األساسية العامة
والخاصة ،بما في ذلك المطارات والموانئ والمستودعات واألسواق والطرق والجسور ومحطات توليد الطاقة
ومستشفيات ومدارس ومنطقة سكنية .وكان لتدمير البنية التحتية أثرا بالغا على أنشطة القطاع الخاص وأدى إلى
انكماش كال القطاعين .ونتيجة لذلك ،أدت الصعوبات المادية في الموانئ والمطارات والمستودعات إلى تعطيل
حركة التجارة وتسببت في الحاق أضرار بالطرق وخطوط نقل الطاقة األمر الذي فرض قيودا على اإلنتاج فضال
عن تعطيل األنشطة التجارية.
.14قامت الشركات بتسريح عدد كبير من العمال .ويستند تقرير منظمة العمل الدولية للعام 2016م بعنوان "تقييم
احتياجات األضرار في اليمن" على دراسة استقصائية مفصلة أجريت في ثالث محافظات هي :أمانة العاصمة
والحديدة وعدن (الجدول .)1وعلى الرغم من أن هذا التقييم ال يمثل البالد كاملة ،إال أن هذه التقديرات تشكل مجتمعة
حوالي 22في المائة من السكان في سن العمل .ويبين التقرير أن إجمالي الوظائف في المحافظات الثالث قد
انخفضت بمقدار )13%( 132,000بين مارس وديسمبر 2015م .وعلى الرغم من أنه ليس ممثال ،إال أنه إذا تم
تعميم هذه التقديرات على مستوى البالد فإن ذلك سيعادل 600,000كإجمالي لعدد الوظائف التي فُقدت .وبعض
المحافظات قد تكون لديها خسائر أعلى أو أقل من الوظائف ،لكن حجم الخسائر في الوظائف المشار إليها في هذه
المحافظات الثالث يعتبر كبيرا .ونظرا لحصص اإلعالة المرتفعة لألسر ،من المرجح أن تكون هذه الخسائر في
الوظائف ذات أثر بالغ .وإلى جانب انخفاض الوظائف ،كان هناك أيضا انخفاض في مشاركة القوى العاملة بمقدار
159,000شخص ،ويعزى ذلك إلى حد كبير إلى زيادة في أعداد األشخاص المشردين والذين فقدوا األمل ،بما في
ذلك اإلصابات.
5
.15يأتي قطاعي الخدمات والزراعة في صدارة القطاعات األشد تضررا من حيث فقدان الوظائف وهي القطاعات التي
توفر فرص عمل لعدد كبير من األشخاص .وعلى الرغم من أن قطاع الخدمات يعتبر إلى حد بعيد القطاع األكبر،
فإن االنخفاض بمعدل %8في هذا القطاع يمثل 60ألف وظيفة فُقدت في تلك المحافظات الثالث التي شملتها
الدراسة .فقبل الصراع ،كان القطاع الزراعي يمثل المصدر الرئيسي لكسب العيش لثلثي السكان ،لكن كان هناك
انخفاض حاد في فرص العمل في قطاع الزراعة بنسبة %49.7في المحافظات الثالث التي شملتها الدراسة .وفي
بعض المناطق الريفية ،يتوقف الناس عن األنشطة الزراعية ألسباب تتعلق بالسالمة أو لالبتعاد عن الحشود
العسكرية .وفي معظم المناطق المتضررة من الحرب ،فقد مئات اآلالف من العمال وظائفهم ودخلهم بسبب األضرار
التي لحقت بالمزارع وغيرها من مرافق القطاع الخاص .ومن المرجح أن يكون لهذا االنخفاض الحاد في العمالة
أثرا سلبيا دائما على القوة العاملة في الزراعة.
.16شهد قطاع البناء والتشييد بالفعل زيادة في مستوى العمالة في المحافظات الثالث التي تم تقييمها .ويعود ذلك إلى
نمو العمالة في عدن حيث بدأت بالفعل بعض أنشطة إعادة اإلعمار .وعلى الرغم من أن خسائر الوظائف في قطاع
البناء والتشييد في المحافظات األخرى قد تكون أعمق مما كانت عليه في هذه المحافظات الثالث ،إال أن التجربة
في هذه المحافظات الثالث تشير إلى أنه بمجرد أن يبدأ إعادة اإلعمار فإن العمالة ستتعافى بصورة سريعة.
الجدول رقم ( :)1تكوين العمالة وتأثرها حسب القطاع في أمانة العاصمة والحديدة وعدن
التغير
حصة حصة التغير إجمالي إجمالي
بالنسبة
2015م 2014م المطلق 2015م 2014م
المئوية
()% (االالف)
8.2 14.2 -49.7 -72.9 73.9 146.8 الزراعة
7.9 7.2 -4.0 -2.9 71.2 74.2 الصناعة
6.9 5.6 8.0 4.6 62.3 57.7 البناء
30.8 31.4 -14.6 -47.2 277.0 324.3 التجارة
13.7 14.6 -18.5 -28.0 123.1 151.1 النقل
خدمات خاصة
11.1 8.3 16.3 14.0 100.1 86.1 اخرى
55.6 54.4 -10.9 -61.2 500.2 561.4 الخدمات الخاصة
21.3 18.6 0.2 0.4 191.9 191.5 الخدمات العامة
76.9 73.0 -8.1 -60.8 692.1 752.9 الخدمات
100.0 100.0 -12.8 -132.1 899.5 1,031.5 اإلجمالي
المصدر :منظمة العمل الدولية2016،م ،تقييم األضرار واالحتياجات في اليمن ،تأثير األزمة على العمالة وسوق العمل.
.17وكانت المنشآت التجارية الصغيرة واألصغر هي األكثر تضررا حيث قامت بتسريح عمالها لعدم قدرتها على
االستمرار ،في حين أصبحت العمالة الماهرة أكثر ندرة .وقد وجدت وكالة تنمية المنشئات الصغيرة واألصغر أن
%70من الشركات الصغيرة والمتوسطة سرحت نصف العاملين لديها مقارنة بـ %67بالنسبة للشركات الكبيرة
التي سرحت %32من موظفيها .أما بالنسبة للمؤسسات األصغر 38 ،في المئة منها تقلص حجمها (الشكل .)2كما
أشار مسح وكالة تنمية المنشئات الصغيرة واألصغر كذلك أن العمالة الماهرة كانت بمثابة عقبة منذ زمن طويل
بالنسبة لربع الشركات المتوسطة والكبيرة ،لكن معدل المؤسسات الكبيرة التي أبلغت عن نقص في العمالة الماهرة
ارتفع إلى %58من إجمالي الشركات الكبيرة .ولم تبلغ المؤسسات المتوسطة والصغيرة واألصغر عن تغيرات
كبيرة في حجم مشكلة العمالة الماهرة.
6
الشكل :2العمال الذين تم تسريحهم بحسب المنطقة
المصدر :وكالة تنمية المنشئات الصغيرة واألصغر ،2015 ،المسح السريع للشركات ،أثر األزمة في اليمن على نشاط القطاع الخاص.
األثر المترتب على مستوى توفر المواد األولية وإمكانية الوصول إلى األسواق
.18تؤدي االختالالت الحالية التي تشهدها حركة التجارة الداخلية بسبب العوائق أو وجود نقاط التفتيش أو األضرار
التي لحقت بالطرق التجارية الرئيسية إلى توقف حركة التجارة الداخلية بشكل كبير .فقد أفادت وكالة تنمية المنشئات
الصغيرة واألصغر أن أكثر من ثالثة أرباع أصحاب الشركات يواجهون صعوبات في الحصول على المواد الخام
وقطع الغيار والسلع والمكونات الالزمة لتشغيل أعمالهم .ويعود ذلك إلى ارتفاع األسعار وعدم توفرها .وأفادت
%80من الشركات التجارية التي شملها المسح بأن مخزوناتها قد أوشكت على النفاد .في حين أن %83من
الشركات ذكرت بأن المنتجات التي تمثل األساس لنشاطها التجاري غير متوفرة بسبب الحرب (وكالة تنمية المنشئات
الصغيرة واألصغر2015 ،م) .وقد تعرض كال من التجار والمنتجون ألضرار فادحة بسبب القيود المفروضة على
الوصول إلى المدخالت .وبالنسبة للتجار على وجه الخصوص ،تعتبر القدرة على الوصول إلى السلع والمدخالت
شرطا ال غنى عنه لنموذج أعمالهم.
.19وقد تأثر بشكل خاص عرض المواد األولية للقطاع الزراعي ومنتجي األغذية واألسواق .وأسفر الصراع الجاري
عن نقص المدخالت وانهيار األسواق وانخفاض اإلنتاج .ويعتبر الحصول على المدخالت مثل البذور واألسمدة
والوقود ،فضال عن قطع الغيار الالزمة لآلالت أمرا صعبا بسبب انهيار أسواق االستيراد ،مما أدى إلى انخفاض
اإلنتاج المحلي .كما أن ارتفاع تكاليف النقل والطاقة بسبب انعدام األمن واألضرار التي لحقت بالبنية األساسية للنقل
قد جعلت من الصعب الحصول على المدخالت في أماكن الحاجة إليها ،إضافة إلى انخفاض أنشطة التحضير بعد
الحصاد .وقد أدى ذلك أيضا إلى تقويض األسواق من خالل خفض عدد المنتجين الذين يستطيعون إنزال السلع إلى
األسواق .ومن جانب اإلنتاج ،أدى نقص أعالف المواشي والخدمات البيطرية إلى تراجع اإلنتاج الحيواني الذي يعد
مصدرا رئيسيا للدخل للعديد من األسر الريفية .كما تضررت المزارع التجارية والمباني الهامة للقطاع الريفي
(اإلدارة ،واألسواق والجمعيات التعاونية السمكية ومراكز اإلنزال) .وقد أدى تفكك األسواق وتقليص مدى الوصول
إليها واتساعها إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية األساسية وغير الغذائية بنسبة تزيد على 40في المائة مقارنة
بمستويات ما قبل األزمة 3.ويقدر إجمالي الخسائر واألضرار المتصلة بالصراع في قطاع الزراعة وقطاع الصيد
والثروة الحيوانية بنحو 3مليارات دوالر أمريكي (منظمة العمل الدولية2016 ،م).
.20وفي بعض المناطق ،قامت الميليشيات المسلحة بقطع الطرق واألسواق األسبوعية المحلية وتمركزت فيها.
وأصبحت اآلن المشاركة في العديد من األسواق الكبيرة للمنتجات الزراعية ،وخاصة في محافظة حجة ،نشاطا
شديد الخطورة .فحتى في المناطق التي تكون فيها حدة الصراع أقل ،يشتكي بعض التجار من القيود المفروضة
حديثا من جانب البلدية والسلطات المحلية .باإلضافة إلى ذلك ،أفاد صغار التجار أن توقف األسواق المركزية في
منظمة األغذية والزراعة لألمم المتحدة ،الفاو ،التصنيف المتكامل لمراحل األمن الغذائي2016 ،م ،تحليل التصنيف المرحلي المتكامل -ملخص النتائج 3
7
مختلف المحافظات أدى إلى ظهور عدد من أسواق التجزئة الصغيرة في ضواحي المدي ،مما أدى إلى ارتفاع
تكاليف العمل وارتفاع أسعار المستهلك وانخفاض عدد تجار الجملة .وأدى نقص الوقود وانعدام األمن وعدم إمكانية
الوصول إلى بعض المحافظات إلى ارتفاع تكاليف النقل وتعطيل التجارة مما زاد من صعوبة الوصول إلى األسواق
أو اإلمدادات الزراعية.
.21تأثرت العمليات التجارية أيضا بتوقف القطاع المصرفي .فعلى سبيل المثال ،تصارع الشركات من أجل االحتفاظ
بمخزون من المنتجات بسبب مشاكل الوصول المادي إلى المدخالت ،على النحو المبين أعاله ،وبسبب االفتقار إلى
رأس المال العامل .وتشير األدلة المستمدة من اليمن إلى أن رأس المال العامل يشكل عائقا رئيسيا أمام الشركات
حتى عندما تكون السلع متاحة من الناحية الشكلية .وبما أن القطاع المصرفي يواجه تحديات هائلة ترتبط ارتباطا
مباشرا بالصراع الدائر ،تُستنفد قاعدة رأس المال الخاصة به في الوقت الذي تتضاعف فيه المخاطر ،مما يجعل
الخدمات المالية العادية من القطاع المصرفي أكثر تكلفة ،أو ببساطة غير متوفرة .فقد وجد المسح الذي أجرته وكالة
تنمية المنشئات األصغر والصغيرة في العام 2015م أن %73من الشركات ال تستطيع الحصول على االئتمان،
على الرغم من أن التجار لديهم إمكانية أفضل للحصول على االئتمان مقارنة بالمنتجين .وقد انخفض عدد فروع
المصارف العاملة بشكل ملحوظ .كما أن السيولة المالية للنظام المصرفي تمثل ايضا مشكلة في حين أن مشاكل
التمويل التي تعاني منها الحكومة تستهلك أيضا االئتمان المتاح .ويعد عدم توفر التمويل التجاري عائقا رئيسيا آخر
أمام المستوردين كون االعتمادات المستندية لم تعد مدعومة من قبل البنك المركزي اليمني في حين تفتقر البنوك
الخاصة إما إلى رأس المال أو أنها مقطوعة من شبكة البنوك المراسلة ،األمر الذي ترتب عليه انقطاعها عن السوق
المالية الدولية .ويعرض القسم المتعلق بالتمويل تفاصيل هذه التحديات بصورة أوسع.
قطاع التجارة
.22تعتبر التجارة مكونا أساسيا لتحقيق التعافي وإعادة اإلعمار في اليمن ولكن ال يعرف إال القليل نسبيا حول الوضع
الحالي للبنية التحتية التجارية والمؤسسات والخدمات التجارية .فمنذ بداية الصراع ،وطبقا للتقارير الواردة فقد
تأثرت األنشطة التجارية بسبب تدمير البنى األساسية التجارية والقيود المفروضة على التجارة من األطراف
المشاركة في الصراع وانعدام األمن وعدم وجود مؤسسات تنظيمية فعالة.
.23بلغت مساهمة القطاع التجاري في الناتج المحلي اإلجمالي في العام 2014م %15وفقا للتقديرات األولية الواردة
في تقرير أصدره البنك الدولي بشأن وضع قطاع التجارة في اليمن .وبلغ العجز التجاري 10.4مليار دوالر في
العام 2014م 4.وفي العام 2014م مثلت الصين وتايلند والمملكة العربية السعودية واإلمارات العربية المتحدة أهم
الوجهات لصادرات اليمن من السلع بما في ذلك النفط ،الذي يمثل أكثر من %70من إجمالي الصادرات .وكانت
الصين والهند وتركيا والمملكة العربية السعودية المصدر الرئيسي للواردات ،حيث مثلت نحو ثلث إجمالي
الواردات 5.ومثلت المنتجات الزراعية نحو %34من واردات البضائع بينما مثل النفط والغاز %90من الصادرات.
وقد تركزت معظم الحركة التجارية في أربعة موانئ رئيسية (عدن والحديدة والصليف ،والمخا) ومنفذ بري واحد
هو منفذ حرض-الطوال على الحدود بين اليمن والمملكة العربية السعودية.
.24شهد النشاط التجاري انخفاضا حادا منذ اندالع الصراع .تشير التقديرات الواردة في أحد التقارير المعدة بتكليف
من البنك الدولي إلى أن الواردات اإلجمالية انخفضت بنسبة %55في بداية العام 2015م عندما اندلع الصراع
مقارنة بالعام 2014م ،في حين انخفض إجمالي الصادرات بنسبة .%51ووفقا لتقديرات حديثة ،انخفض الطلب
على المنتجات والخدمات غير األساسية بأكثر من 50في المائة .وتتمثل الواردات الرئيسية المتبقية في األغذية
(حوالي %50من إجمالي الواردات) ،واألدوية (أكثر من %20من إجمالي الواردات) ومواد البناء (أكثر من
4تستند المعلومات الواردة في هذا القسم على البيانات التي تم جمعها والمقابالت التي أجريت لدراسة آثار الصراع على القطاعات الرئيسية في اليمن من
قبل شركة أبيكس لالستشارات .قيد التجهيز.
5الحلول المتكاملة للتجارة العالمية
8
%10من إجمالي الواردات) 6.ومع ذلك ،تبقى إمدادات كل من المواد الغذائية واألدوية داخل اليمن في حالة نقص
حاد .تستورد اليمن %95-90من المواد الغذائية األساسية ،بما في ذلك %85من الحبوب ،في حين يمثل اإلنتاج
المحلي حوالي %25-20من إجمالي المواد الغذائية المتوفرة .ونتيجة لذلك ،شهدت أسعار المواد الغذائية األساسية
المستوردة وكذا المنتجات المحلية ارتفاعا بصورة متزايدة وسريعة .وهناك 14.4مليون يمني يعانون من انعدام
األمن الغذائي بصورة شديدة .فوفقا لبرنامج الغذاء العالمي ،تحتل اليمن المرتبة الحادية عشر على قائمة البلدان التي
6
تعاني من أعلى مستويات انعدام األمن الغذائي على مستوى العالم.
القيود المؤسسية
.25حتى خالل الفترة التي سبقت اندالع الحرب الجارية ،كان أداء اليمن على مؤشرات تسهيل التجارة دون المتوسط
الخاص بالمنطقة ودون مستوى االداء فيما يتعلق بمستوى الدخل في اليمن في العام 2014م .وقد تم تقييم مصلحة
الجمارك كجهة مستهدفة بالمساعدة من خالل أحد برامج البنك الدولي على الرغم من أن اإلصالح كان مطلوبا كذلك
لمجموعة واسعة من المؤسسات العاملة في مجال دعم وتنظيم التجارة .وكانت مسألة اعتماد إجراءات معاصرة
لالمتثال التنظيمي قائمة على المخاطر تمثل إحدى الخطوات التي سبق بالفعل تحديدها لتسهيل التجارة وتحسين
القدرة التنافسية للصادرات .وقد كان مدى سهولة الوصول إلى تكنولوجيا المعلومات واستخدامها لحوسبة المعامالت
كان محدودا .وكان مؤشر البنك الدولي ألداء الخدمات اللوجستية ،الذي يستخدم لقياس كفاءة الخدمات اللوجستية
التجارية للبلدان ،قد صنف اليمن في المرتبة 151من 160بلدا في العام 2014م (الشكل .)3وحتى قبل اندالع
الصراع ،تمثلت العوائق الرئيسية أمام تيسير التجارة في الجمارك والبنية التحتية للبلد ،التي تشغل الدولة الجزء
صنفت اليمن في تقرير التمكيناألكبر منها والتي تعاني من قوصر في الجوانب المؤسسية واإلدارية .وبالمثلُ ،
التجاري العالمي للمنتدى العالمي لسنة 2014م في المرتبة 131من بين 148بلدا من حيث نوعية البنية التحتية
التجارية .لذلك ،هناك حاجة ملحة إلنعاش وإصالح القطاع.
الشكل :3مؤشر أداء الخدمات اللوجستية في اليمن على مدى فترة من الزمن
.26أدى الصراع إلى تفاقم هذه البيئة التجارية التي تواجه تحديات بالفعل .وأصبحت الجهات المسؤولة عن تنظيم
التجارة في معظم المنافذ الجوية والبحرية ،باستثناء مطار عدن ومينائها البحري ،غير فعالة إلى حد كبير في الوقت
الحالي .ويقتصر نشاطها فقط على تحصيل رسوم الخدمات لكنها أخفقت في أداء وظائفها اإلدارية ،ويمرجح أنها قد
أصبحت بالمقابل عائقا بالنسبة للتجارة .وقد ساعد الصراع على ظهور مجموعة ممارسات مريبة لسد الثغرات
الموجودة في النظام والسياسة التجارية .وقد يكون من الصعب استبدال العديد من هذه الممارسات عند انتهاء
الصراع.
.27كانت القاعدة التي يرتكز عليها أداء البلد ضعيفة بالفعل فيما يتعلق بالقدرات المؤسسية وتطبيق المعايير
والممارسات العالمية .فباستثناء مجموعة صغيرة من كبار المدراء العاملين في مصلحة الجمارك ووزارة المالية،
كانت القدرات اإلدارية والفنية محدودة للغاية .وبالتالي أصبح الفساد داخل المؤسسات يكتسب "طابعا مؤسسيا"،
7
واكتسب نوعا من التكليف الرسمي وهذا يعود جزئيا للمساعدة في تيسير المعامالت اليومية.
هذا وفقا للمجموعة المعنية بالشؤون اللوجستية / http://www.logcluster.orgالتي تراقب الخدمات اللوجستية في األوضاع اإلنسانية 6
7
https://www.wfp.org/countries/yemen/overview
9
التأثير على حركة التجارة
أدى الصراع إلى توقف صادرات النفط بشكل كامل وتراجع صادرات السلع األخرى إلى النصف (الجدول .)2فقد
واصلت صادرات النفط والغاز انخفاضها الحاد في العام 2015م ،معززة التراجع الذي بدأ في عام 2014م -أي
السنة التي سبقت اندالع الصراع .وتوقفت صادرات النفط والغاز تماما منذ أبريل 2015م بسبب مغادرة جميع
الشركات النفطية األجنبية من اليمن .وقد أدى إغالق الحدود البرية مع المملكة العربية السعودية إلى تحطيم
المزارعين المحليين وصيادي األسماك العاملين في مجال تصدير وإنتاج السلع مثل األسماك والبصل والموز
والمانجو .كما أثر ذلك على نطاق أوسع على اإلنتاج المحلي من خالل عدم توفر المواد األولية الالزمة لإلنتاج
الزراعي ،مثل األسمدة والمبيدات الحشرية واللقاحات والبذور المحسنة واآلالت.
.28بالنسبة للواردات ،ووفقا لتقديرات أولية صدرت في عام 2015م ،فقد تعذر شراء ربع االحتياجات من الواردات
التي تعتبر البالد بحاجة ماسة لها .يبين الجدول رقم ( )3نقص المعروض من السلع األساسية .وقد أثر هذا التراجع
في تدفق السلع إلى اليمن على سبل عيش جميع اليمنيين في المناطق الحضرية والريفية الذين يعتمدون على الواردات
للمساعدة في إنتاج الغذاء وفي تجارة التجزئة وتغطية االحتياجات االساسية مثل الوقود .ومن المتوقع أن تظهر
البيانات الخاصة بالعام 2016م مستوى أكثر حدة من التراجع.
8يرجى مالحظة أن هناك تباينا كبيرا بين إحصائيات التصدير من قاعدة بيانات األمم المتحدة للتجارة الدولية لسنة 2015م وبين المصادر األخرى للبيانات
بما في ذلك البنك المركزي اليمني ومركز التجارة العالمية .ووفقا للتقديرات األولوية الصادرة عن البنك المركزي اليمني ،بلغت صادرات النفط الخام في عام
2015م مبلغ 365,500,000دوالر أمريكي .ووفقا لخريطة التجارة ،وصل هذا المبلغ 804,038,000دوالر أمريكي ،وبحسب المركز هذا هو المبلغ الذي
أعيد بناؤه وفقا للبيانات التي أوردتها البلدان الشريكة.
9هناك تباين كبير بين مصادر البيانات المختلفة فيما يتعلق بالقيمة الفعلية لصادرات الغاز الطبيعي المسال لعام 2015م .ووفقا للتقديرات األولوية الصادرة
عن البنك المركزي اليمني ،بلغت صادرات الغاز 253,600,000دوالر أمريكي ،في حين بلغ هذا الرقم وفقا للخريطة التجارية 796,311,000دوالر
أمريكي.
10هذا هو إجمالي منتجات التصدير المحددة في الجدول وليس إجمالي الصادرات على مستوى البالد
11هذا هو اإلجمالي للواردات المحددة المبينة في الجدول وليس إجمالي السلع المستوردة على مستوى البالد
10
البنية التحتية لقطاع التجارة
.29تراجع مستوى تشغيل المرافق األساسية في الموانئ والمطارات اليمنية التي يعتمد عليها القطاع التجاري في
االستيراد والتصدير إلى حد كبير .تنتقل السلع والبضائع المتداولة في اليمن عبر عدد من الموانئ البحرية وأرصفة
الحاويات وأرصفة النفط ومعابر حدودية برية ،حيث يتم توجيه معظم التجارة تاريخيا عبر موانئ عدن والحديدة
والصليف والمكال ومنفذ حرض-الطوال البري على الحدود بين اليمن والمملكة العربية السعودية .فمنذ بداية الحرب،
تعرضت األنشطة العادية في الموانئ الرئيسية في اليمن الختالالت كبيرة أدى إلى توقفها عن العمل بسبب الصراع ،
مما أدى إلى إغالق بعضها بصورة مؤقتة والبعض اآلخر بصورة دائمة ،وإلحاق أضرار بالمعدات والمرافق ،وتأخيرات
كويلة في تحميل وتفريغ السفن ،وانقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة ونقص الموظفين وتهديدات لألمن والسالمة.
وال تزال الموانئ البحرية في عدن والمكال تعمل لكن هناك موانئ حيوية أخرى مثل ميناء الحديدة وميناء الصليف
وميناء المخا تعاني من أضرار مادية كبيرة مما أدى إلى انخفاض كبير في قدرتها بنسبة تتراوح بين ( %50- 25الجدول
.)4وقد كانت الموانئ األكثر تضررا من جراء الحرب هي ميناء الحديدة ومنفذ حرض الطوال على الحدود مع المملكة
العربية السعودية ،والتي تعتبر أهم المنافذ .ووفقا للتقرير السنوي الذي أصدرته مصلحة الجمارك في 2013م ،مثل
هاذان المنفذان أكثر من نصف اإليرادات التي حصلتها الجمارك اليمنية خالل الفترة التي سبقن اندالع الحرب.
11
الشكل :4متوسط التأخيرات في الدخول إلى الموانئ في اليمن ،أكتوبر 2016م
المصدرhttp://www.logcluster.org/sites/default/files/logistics_cluster_yemen_snapshot_october_2016_0.pdf :
.30تضطر السفن إلى االنتظار لفترات طويلة خارج الغاطس في موانئ عدن والحديدة والصليف بانتظار الدخول إلى
المرسى وتفريغ حمولتها 12.ففي أكتوبر 2016م ،فإن أطول أوقات التأخير في المرسى بحسب التقارير كانت في ميناء
الصليف ،حيث بلغ متوسط انتظار السفن للرسو 53يوم (انظر الشكل 4أعاله) .ويمكن أن تعزى التأخيرات في الميناء
إلى البنية التحتية المحدودة للغاية بسعة اثنين ارصفة فقط للرسو ،األمر الذي يعيق سرعة تفريغ حمولة السفن.
.31تعرض ميناء الحديدة ألضرار بالغة .ويعتبر هذا الميناء المنفذ الرئيسي لمعظم السلع المستوردة في البالد بما في ذلك
واردات الغذاء والوقود ،حيث يستخدم بشكل كبير من قبل التجار والوكاالت اإلنسانية الستيراد المواد الغذائية األساسية
إلى البالد .ومع ذلك ،وبسبب األضرار التي لحقت بالبنية التحتية للميناء ،انخفض معدل تشغيل الميناء وضعفت أنشطته
ووظائفه .وبلغ معدل التأخير في الميناء 24يوما بالنسبة للسفن التي تنتظر الرسو و 5-4أيام عمل أخرى لتفريغ
الحاويات من وإلى السفن ،وذلك مقارنة مع 24ساعة قبل وقوع االضرار التي لحقت بالميناء .وقد أفادت المقابالت
الهاتفية التي أُجريت مع المجموعة العنقودية المعنية بالخدمات اللوجستية 13في اليمن أن معدل استخدام قدرة الميناء قد
انخفض بنسبة %75مقارنة بالمستوى الذي كان عليه نشاط الميناء في عام 2012م .يبلغ حجم الواردات الحالية القادمة
عبر ميناء الحديدة 2.9مليون طن متري من السلع الغذائية السائبة (مقارنة بـ 3.8مليون طن في عام 2012م) وبلغ
عدد السفن التي رست في الميناء في عام 2016م 500سفينة مقارنة بعددـ 800سفينة في العام 2012م.
.32تعرضت الموانئ األخرى ألضرار أثناء الحرب ،بما في ذلك رصيف النفط ومصفاة البريقة في عدن .كما تعرض ميناء
الصليف ألضرار وأصبح يعتمد على رافعات شوكية وشاحنات لتفريغ شحنات البضائع ،بالرغم من صعوبة توفير مثل
هذه الرافعات .وحاليا يعمل ميناء الصليف في الحديدة بمعدل %50فقط من قدرته.
عدد األيام االنتظار (التأخير) يقابل متوسط الوقت الذي تقضيه السفن خارج الغاطس بانتظار الدخول والتفريغ. 12
13مجموعة الخدمات اللوجستية هي آلية تنسيق مسؤولة عن التنسيق وإدارة المعلومات وتوفير الخدمات اللوجستية عند الضرورة لضمان تقديم استجابة
لوجستية فعالة تتسم بالكفاءة في بعثات الطوارئ اإلنسانية .ويعد برنامج الغذاء العالمي التابع لألمم المتحدة الوكالة الرائدة لمجموعة الخدمات اللوجستية .وحيثما
توجد ثغرات حرجة في االستجابة اإلنسانية ،يعمل برنامج الغذاء العالمي ،بصفته الوكالة الرائدة" ،كمالذ أخير" من خالل تقديم الخدمات اللوجستية المشتركة.
12
ميناء الحديدة 17 ،أغسطس 2015م ،وكالة مرصاد لألنباء ©.
باإلضافة إلى ذلك ،تعرضت أيضا المطارات الرئيسية في كل من صنعاء عدن والحديدة والمكال وسيئون وتعز ألضرار
نتيجة للصراع .فمطار صنعاء ،المطار الدولي الذي يعتبر المطار الدولي الرئيسي في البالد ،تعرض ألضرار بالغة
لحقت بمدرج المطار وهياكله األساسية .كما اضطر المطار للتوقف عدة مرات .وال يزال المطار مغلقا منذ أغسطس
2016م ،وال يسمح إال بالرحالت الجوية التي تشغلها األمم المتحدة بالهبوط في المطار .وقد كان مطار صنعاء يمثل
المطار الرئيسي الذي تستخدمه المؤسسات المالية في البالد لنقل العمالت األجنبية إلى الخارج ،ويمثل ايضا المطار
الرئيسي الذي يستخدمه القطاع الخاص لشحنات البضائع الجوية .وبالمثل ،ال تزال مطارات الحديدة وتعز والمكال
مغلقة ،ولم تستأنف العمليات إال في مطار عدن وسيئون بحيث تقتصر الرحالت الدولية على خطي القاهرة وعمان.
.33شهدت طرق التجارة الداخلية تغيرا إلى حد كبير خالل الحرب بسبب إغالق الطرق أو األضرار الذي تعرضت لها أو
بسبب األلغام أو التحويالت اإلجبارية ،وخصوصا منفذ حرض – الطوال البري على الحدود بين اليمن والسعودية في
محافظة حجة .وال يزال الوصول إلى جميع المحافظات اليمنية ممكنا عبر طرق بديلة ،وإن كان ذلك يتطلب تكلفة ووقت
ومخاطر أعلى بكثير مقارنة باستخدام المسارات والطرق المعتادة .وهذا يلخص التغييرات التي طرأت على شبكة
الطرق المحلية .فمنطقة حرض-الطوال تشهد معارك برية ،مما أدى إلى إغالق منفذ الطوال بشكل دائم منذ مايو 2015م،
باستثناء حركات غير نظامية محدودة بحسب إفادة بعض التجار .وفي الوقت الحالي يضطر التجار إلى أن يسلكوا طرق
بديلة وطويلة لنقل الصادرات اليمنية على الحدود اليمنية السعودية عبر معبر الوديعة /شرورة الحدودي ،الذي يبعد
565كم عن صنعاء (أي حوالي 7إلى 8ساعات بالسيارة) ،مقارنة بمنفذ حرض-الطوال الذي يبعد 288كم عن صنعاء
(أي حوالي 5ساعات بالسيارة) .كما أن منفذ شحن البري على الحدود اليمنية العُمانية يبعد كثيرا باتجاه الشرق .عالوة
على ذلك ،انخفضت حركة البضائع عبر هذه المنافذ الحدودية المفتوحة بسبب اإلجراءات المعقدة المفروضة( .انظر
الشكل رقم )4
13
الشكل رقم ( :)5خريطة طرق الوصول في اليمن 2 ،ديسمبر 2016م
اللون األحمر = طريق مغلق – اللون األصفر = طريق صعبة الوصول – اللون األخضر = طريق مفتوح
المصدر http://www.logcluster.org/sites/default/files/logistics_cluster_yemen_snapshot_october_2016_0.pdf :
.35وفي 2مايو 2016م ،انتقلت مسؤولية تفتيش البضائع المتجهة إلى جميع الموانئ اليمنية إلى مقر آلية األمم المتحدة
لتفتيش البضائع في جيبوتي .وبناء على ذلك ،يتوجب على جميع السفن التي تحمل شحنات تجارية سائبة ومعبأة في
حاويات إلى أي من الموانئ اليمنية التي ال تخضع لسيطرة الحكومة اليمنية (ميناء الحديدة وميناء المخا وميناء الصليف
واألرصفة المرتبطة بها) إخطار آلية األمم المتحدة للتحقق والتفتيش بحمولتها عند مغادرة ميناء التصدير في بلد المنشأ.
بعد ذلك تقرر آلية األمم المتحدة للتحقق والتفتيش ما إذا كان التفتيش مطلوبا وإعادة تحويل مسار السفن إلى نقطة التقاء
يتم االتفاق عليها بشكل مشترك داخل المياه الدولية إلجراء عملية التفتيش .فإذا قررت آلية األمم المتحدة للتحقق والتفتيش
ضرورة إجراء تفتيش آخر ،يتم إعادة توجيه مسار السفن إلى جيبوتي حيث يتم إنزال حمولتها بالكامل وفحصها .وتتحمل
شركة الشحن المسئولة عن الشحنة جميع التكاليف ذات الصلة التي تترتب على هذه التدابير .وال تنطبق هذه اإلجراءات
على الشحن التي تكون وجهتها موانئ عدن والمكال التي تعتبر تحت سيطرة الحكومة اليمنية.
أثار القطاع الخاص مخاوف بشأن التكاليف والتأخيرات بسبب عمليات التفتيش التي تتم من خالل آلية األمم المتحدة
للتحقق والتفتيش الخاصة باليمن .ويعزوا المستوردين وأعضاء المجموعة اللوجستية هذه التكاليف والتأخيرات إلى
عدم كفاية معدات التفتيش (مثل معدات المسح الضوئي) والموارد المتاحة لدى آلية األمم المتحدة للتحقق والتفتيش،
فضال عن محدودية عدد الموظفين والتواصل مع شركات خطوط الشحن والتجار في البلد.
14
.36كما ارتفعت أيضا أسعار التأمين على الشحنات المتجهة إلى اليمن بشكل أكثر حدة .ووفقا لمقابالت أجريت مع األطراف
الفاعلة في القطاع (التأمين) ،غالبا ما تتضمن عقود إيجار السفن أحكاما معينة تتعلق باندالع الصراع .وتتضمن هذه
االتفاقيات أحكام خاصة تعرف باسم شروط مخاطر الحرب .وهذه الشروط تضيف أقساط تأمين إضافية بقيمة 500
دوالر لكل شحنة تعادل سعة حاوية 20قدم و 1000دوالر لكل شحنة تعادل سعة حاوية 40قدم -في سياق اليمن – بيد
أنه لم تتم إعادة التفاوض على هذه التكلفة اإلضافية بالنسبة للشحنات المتجهة إلى ميناء عدن رغم أن عدن قد أعلنت
كمنطقة آمنة ولم تعد ضمن نطاق آلية األمم المتحدة للتحقق والتفتيش .كما ارتفعت تكاليف الشحن الجوي .وتقوم شركات
التأمين حاليا بفرض رسوم تأمين بنسبة %200على الخطوط الجوية اليمنية .وتشير هذه المقابالت إلى أن قسط التأمين
هذا من المرجح أن ينخفض بشكل كبير بعد عودة السالم وتراجع مستوى مخاطر تعرض الشحنات ألضرار مباشرة.
.37كما زادت تكلفة النقل المحلي إلى معظم المحافظات بنسبة تصل إلى ,%100مقارنة بالمستويات التي كانت عليها
قبل الصراع .ويعزى ذلك إلى انعدام األمن وبعض األضرار التي لحقت بالطرق .باإلضافة إلى ذلك ،ووفقا للتقارير
يُطلب من السائقين دفع رسوم عند نقاط التفتيش التابعة للميليشيات .إضافة لذلك ،فإن طرق التجارة األطول ،التي يضطر
التجار لسلوكها لتجنب مناطق الصراع ،يعتبر أيضا أحد عوامل زيادة تكاليف النقل المحلي .وحاليا ،تصل معظم
الشحنات إلى رصيف الحاويات في عدن وبعد ذلك تسلك مسارا طويال للوصول إلى صنعاء ومدن أخرى في الشمالي.
وفي عدن ،حيث يعمل الميناء بكامل طاقته ،أدى احتكار النقل المحلي للسلع من قبل نقابة سائقي شاحنات النقل الثقيل،
المفروضة على جميع التجار ،إلى زيادة تكاليف النقل المحلي إلى حد أنها يمكن أن تفوق تكلفة الشحن البحري .فعلى
سبيل المثال ،تبلغ تكلفة نقل البضائع داخل حدود المدينة ،من رصيف الحاويات في عدن إلى التواهي ،وهي مديرية تقع
داخل مدينة عدن نفسها 90,000 ،لاير يمني (أي 360دوالر أمريكي) .وتصل تكلفة نقل البضائع من عدن إلى محافظات
أخرى في اليمن إلى 700,000لاير يمني (أي 2,800دوالر أمريكي) ،في حين أن نقل البضائع من عدن إلى تعز كان
يكلف 150,000لاير يمني (أي 600دوالر أمريكي) .وبالمقارنة ،يتم نقل البضائع من ميناء المكال إلى أماكن أخرى
في حضرموت بتكلفة تصل إلى 40,000لاير يمني (أي 160دوالر أمريكي) والى وجهات أخرى خارج المحافظة
بمبلغ يصل إلى 150,000لاير يمني (أي 600دوالر أمريكي) .وفي ميناء الحديدة ،يمكن نقل البضائع إلى محافظات
اخرى مثل حجة بمبلغ 135,000لاير يمني (أي 540دوالر أمريكي) ،أي بزيادة نسبتها 100في المائة تقريبا عن
أسعار النقل التي كانت سائدة قبل الحرب ،لكنها ال تزال أرخص من األسعار التي يتم تقاضيها على خدمات النقل الداخلي
بمسافات مماثلة بحوالي 2,260دوالر أمريكي.
.38وبصفة عامة ،يبدو أن زيادة تكلفة االستيراد قد أثرت على تجار الجملة والموزعين بنسبة أقل مقارنة بتجار التجزئة.
فقد تمكن تجار الجملة والموزعين من استرداد تكاليفهم من خالل رفع األسعار ،األمر الذي ترك هامشا ضيقا لتجار
التجزئة لتعديل األسعار.
التمويل التجاري
.39إن نقص التمويل التجاري ال يمثل عائقا رئيسيا أمام الشركات في اليمن فحسب ،بل إنه أيضا يمثل تهديد لألمن الغذائي
للبلد ككل .فقد قطعت البنوك الغربية خطوط االئتمان أمام التجار الذين يرسلون شحنات األغذية إلى اليمن خشية عدم
سدادها بسبب المشاكل األمنية والنظام المالي الهش .ومنذ اندالع الحرب ،أصبحوا غير مستعدين بصورة متزايدة لتقديم
خطابات االعتماد المستندية التي تضمن الدفع للبائعين في الوقت المحدد .ومنذ سبتمبر 2016م ،علق البنك المركزي
اليمني ترتيبات اكتتاب االئتمان التجاري ،والذي يعد أساسا تسهيل مقايضة لصرف العمالت األجنبية ،وذلك بسبب إعاقة
وصول البنك المركزي إلى النقد األجنبي.
باإلضافة إلى ذلك ،حتى مستوردي السلع األساسية مثل القمح والسكر األرز أفادوا بوجود صعوبة في الحصول على
تمويل تجاري لالستمرار في االستيراد .ولم يتمكن البنك المركزي اليمني من أداء دوره التسهيلي كضامن للتسهيالت
التجارية منذ سبتمبر 2016م ،عندما انقسمت المهام اإلدارية والتشغيلية للبنك المركزي اليمني بين صنعاء وعدن على
طول خطوط الصراع .وهناك مؤشرات على أن البنوك الدولية قد قطعت بالفعل خطابات االعتماد على بنوكها المراسلة
في اليمن بالنسبة للتجار الذي يقومون بشحن مواد غذائية إلى اليمن كونهم يرون أن المخاطر المرتبطة بها تعتبر مرتفعة
للغاية .ومنذ بدء الحرب ،بدأت البنوك تميل بصورة متزايدة إلى عدم فتح خطابات اعتماد ،التي تضمن الدفع للبائعين
في الوقت المحدد .ونتيجة لذلك ،أبلغ مستوردو األغذية الرئيسيين األربعة المسؤولين في اليمن والمجتمع الدولي أنه
نظرا للصعوبات التي يواجهونها بشكل متزايد في توفير التمويل التجاري ،فلن يتمكن أي منهم من استيراد المواد الغذائية
إلى اليمن إذا لم يتم حل مشاكل التمويل التجاري.
15
.40أدت هذه المشاكل الخاصة بالتمويل التجاري إلى عواقب حقيقية خطيرة للغاية .وفي الواقع ،فقد حذر المستوردون
الرئيسيون األربعة للمواد الغذائية األساسية (القمح واألرز والسكر) في ديسمبر 2016م أنه لن يكون بمقدورهم اعتبارا
من يناير 2017م استيراد أي شحنات أخرى بسبب القيود المفروضة على التمويل التجاري.
على المدى القصير ،وكأولوية قصوى ،هناك حاجة إلى تسهيل التمويل التجاري لمستوردي المواد الغذائية •
األساسية لشرائها من الخارج .وهذا يقتضي أمرين هما توفير األموال واستعادة قدرة البنك المركزي اليمني
على تمويل التجارة .وعلى المدى القريب ،وللتخفيف من مخاطر المجاعة ،ينبغي للحكومة أن تنظر في إقامة
مرفق للتمويل التجاري يديره كيان مهني بهدف التخفيف من الحاجة الملحة لتوفير التمويل التجاري
لمستوردي المواد الغذائية األساسية .ويمكن إقامة مثل هذا المرفق من قبل المجتمع الدولي بحيث يديره طرف
ثالث ،مثال بنك تجاري أو مرفق تمويل تجاري يعمل في المنطقة .وبعد انتهاء الصراع ،يجب أن تكون هناك
أولوية عاجلة الستعادة قدرة البنك المركزي اليمني على توفير التمويل التجاري بحيث يمكن لمجموعة واسعة
من الشركات أن تستورد بسهولة.
إعادة إنشاء نظام جمركي واستعادة الحد األدنى من أنشطة الجهات الرقابية لالضطالع بمسؤولياتها الدولية •
فيما يتعلق بأمن البضائع .وفي فترة ما بعد الصراع ،سيستغرق األمر بعض الوقت قبل أن تتمكن الحكومة
من القيام بذلك .لذا ،من المتوقع أن تبقى آلية األمم المتحدة للتحقق والتفتيش قائمة خالل الصراع .وعلى المدى
القصير ،من األهمية بمكان دراسة هذا النظام من أجل إتاحة فرص للحد من أوقات التأخير والتكاليف ،بهدف
معرفة الكيفية التي يستطيع هذا النظام من خاللها أن يتعامل مع مستوى أكبر من الحركة التجارية في الفترة
التي تلي انتهاء الصراع مباشرة .ويمكن آللية األمم المتحدة أن تستخدم نظام التفتيش المسبق في موانئ
التصدير إلى اليمن ،أو يمكن أن ت ُستبدل في نهاية المطاف بمثل هذا النظام .وعلى المدى المتوسط ،وبعد رفع
آلية األمم المتحدة للتحقق والتفتيش ،هناك إمكانية ألن يقوم طرف مستقل بتقديم الدعم إلعادة إنشاء النظام
الجمركي وإجراء عمليات تفتيش لضمان الكفاءة واألمن.
اعتماد نهج "التصنيف بحسب األولوية" في إعادة إعمار البنى التحتية لقطاع التجارة واستعادة التسهيل •
التجاري إلحياء األنشطة التجارية ومعالجة التدهور في مستوى األمن الغذائي .فحتى مع استمرار الصراع،
أينما وكلما كان ذلك ممكنا ،فإن عملية إعادة بناء المرافق األساسية الالزمة للتجارة ستكون أولوية بالنسبة
لألمن الغذائي وتوفير الدواء للسكان .وفي مرحلة ما بعد انتهاء الصراع مباشرة ،ينبغي أن تكون مسألة إعادة
بناء مجموعة أوسع من البنية التحتية للتجارة أولوية بالنسبة لجميع األطراف .وبناء على تاريخ النشاط
التجاري والوضع الحالي ،تتمثل األولويات الرئيسية في استعادة البنية التحتية للتجارة في ميناء الحديدة
واستعادة التسهيل التجاري واألنشطة في منفذ حرض-الطوال البري على الحدود بين اليمن والمملكة العربية
السعودية حسب ما يسمح به الوضع السياسي واألمني.
وعلى المدى المتوسط ،يتم إجراء تقييم شامل لتشخيص االحتياجات اإلنمائية للتجارة من قبل الجهات التنظيمية •
المعنية ،ووضع خريطة طريق شاملة لتوجيه اإلصالحات .وبالنسبة للبنك الدولي والجهات المانحة األخرى،
فإن االستثمار في مشاريع البنية التحتية وتسهيل التجارة سيكون خطوة واضحة على المديين المتوسط
والطويل.
القطاع المالي
.42يعد القطاع المالي اليمني صغيرا من حيث الحجم الكلي لكنه يتمتع بقاعدة واسعة وقوية .يتألف القطاع المصرفي من
سبعة عشر مصرفا موزعة بين تسعة بنوك محلية مملوكة للقطاع الخاص ( 51%من إجمالي األصول) ،وأربعة بنوك
مملوكة للدولة %29( 14من إجمالي األصول) ،وأربعة فروع لبنوك أجنبية ( 17%من إجمالي األصول) -انظر الجدول
مصرفين مملوكين بالكامل للدولة وثالثة مصارف تملك الدولة أغلبية أسهمهم. 14
16
رقم ( .)5تمثل الخدمات المصرفية التقليدية %69من إجمالي األصول مقابل %31بالنسبة للخدمات البنكية اإلسالمية.
وهناك أربعة بنوك إسالمية ،مملوكة محليا 15.وعلى الرغم من العدد الكبير للمصارف ،إال أن السوق يبقى متركزا بيد
أربعة مصارف تستحوذ على %60من إجمالي األصول .كما يمتلك القطاع المصرفي في اليمن أيضا قطاع ناشئ
للتمويل األصغر يستفيد من بيئة قانونية وتنظيمية مواتية .وهناك عشرات من مقدمي خدمات التمويل األصغر ،بما في
ذلك مؤسسات أو برامج غير حكومية عديدة ،منها شركة غير ربحية (األوائل) ،ومصرفين متخصصين يعمالن في
القطاع .وقد تجاوز مدى تغطيتها مجتمعة 100,000مقترض و 280,000مدخر ،وشهدت نموا قويا بين عامي 2011م
و 2014م.
.43قبل الحرب ،واجه القطاع المالي في اليمن تحديات في مسعاه إلدارة رأس المال بكفاءة نحو تنمية القطاع الخاص.
وقد اتسم القطاع المصرفي بمستويات منخفضة للغاية من الوساطة حيث مثلت الودائع المصرفية %27من الناتج
المحلي اإلجمالي (وهي نسبة أقل بكثير من المتوسط في منطقة الشرق األوسط البالغ )%76واالئتمان الخاص الذي
يمثل %6فقط من الناتج المحلي اإلجمالي (نسبة االئتمان الخاص إلى إجمالي القروض 46إلى %28بين عامي
2009م و2014م ،على التوالي) .تم استثمار جزء كبير من موارد القطاع المصرفي في الضمانات الحكومية وتم إيداعه
لدى البنوك المراسلة .وكان الحصول على التمويل يمثل أيضا عائق كبير أمام المنشآت األصغر والصغيرة والمتوسطة
التي تمثل النسبة األكبر من المؤسسات اليمنية ( .)%99يتسم اليمن بأحد أدنى مستويات الشمول المالي العائلي في
منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا %6 :من البالغين في اليمن لديهم حسابات لدى البنوك 16،وكالهما دون المتوسط
في منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا ( )%18ومتوسط فئة الدخل ( .)%28وفقط %1من اليمنيين يدخرون في
مؤسسة مالية رسمية.
.44بلغت األصول المقدرة للقطاع المالي حوالي %50من الناتج المحلي اإلجمالي في نهاية عام 2014م ،حيث تمثل
المصارف ثالثة أرباع األصول اإلجمالية في القطاع (يليه قطاع المعاشات التقاعدية) .وتُعد هذه النسبة واحدة من أدنى
نسب األصول إلى الناتج المحلي اإلجمالي في منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا .وقد قُدرت أصول صناديق التقاعد
بنسبة %5من الناتج المحلي اإلجمالي ،في حين أن أصول قطاع التأمين ال تمثل سوى %0.2من الناتج المحلي
اإلجمالي 17.كما أنه ال يوجد سوق لرأس المال في حين أن سوق المال يشمل فقط مزادات سندات الخزينة وعمليات
إعادة شراء محدودة .ولم يتم بعد إقامة سوق صرافة بين البنوك المحلية أو أسواق العمالت األجنبية.
القيود في القطاع
.45تواجه اليمن أزمة سيولة غير مسبوقة .فقد البنك المركزي اليمني تقريبا جميع أرصدته االحتياطية من النقد األجنبي.
وقد أدى فقدان االحتياطات إلى انخفاض قيمة الريال منذ مارس 2016م ،حيث تبلغ حاليا حوالي 320لاير للدوالر
األمريكي الواحد .في حين بقي سعر الصرف الرسمي عند 250لاير يمني .وقد أدى االستنزاف السريع الحتياطيات
مقارنة بـ %0.7في مصر و %2.11في األردن و %0.86في المملكة العربية السعودية 17
17
العملة الصعبة وتدهور الثقة بين القطاع العام والقطاع المصرفي واالنكماش االقتصادي إلى أزمة سيولة شديدة .وهذا
النقص بدأ بالتأثير على المخزون المادي من األوراق البنكية ،مما دفع البنك المركزي اليمني إلى إعادة تقديم أوراق
نقدية تالفة ،محققا بالرغم من ذلك نتائج محدودة 18،كون معظم التجار رفض التعامل بتلك األوراق.
.46وعلى الرغم من المنحة الكبيرة التي قدمها صندوق النقد الدولي ( 0.5مليار دوالر في يوليو 2014م) ،وكذلك القرض
الكبير المقدم من المملكة العربية السعودية ( 1مليار دوالر أمريكي في 2013م) ،فقد انخفضت االحتياطات األجنبية
من 5.4مليار دوالر أمريكي في نهاية عام 2013م إلى 0.5مليار دوالر أمريكي بنهاية ديسمبر 2016م (أي أقل من
المبلغ المطلوب لتغطية شهر من الواردات) .ففي ديسمبر ،تم تداول الريال اليمني في السوق السوداء بسعر 320لاير
يمني للدوالر األمريكي الواحد ،أي بفارق %25عن السعر الرسمي الجديد للبنك المركزي اليمني .وقد أدى نقص
مستوى توفر العمالت األجنبية إلى تقييد نشاط االستيراد وترك تأثيرا مباشرا على مدى توفر السلع والمدخالت األساسية.
.47أدى الصراع إلى تقسيم البلد بحكم األمر الواقع إلى منطقتين بسلطتين مختلفتين .وأدى ذلك إلى ظهور بنوك مركزية
منفصلة ،األمر الذي أدى إلى تقويض الوظائف األساسية بشكل كبير ،بما في ذلك :تسيير السياسة النقدية وإدارة سعر
الصرف وحماية المودعين (من خالل اإلشراف المصرفي ،والمالذ األخير للحصول على القروض وتسوية األزمة)
واستمرار الوظائف األساسية لنظام المدفوعات (المقاصة والتسوية وإدارة السيولة والرقابة).
.48من المرجح أن السيولة الفعلية للقطاع المصرفي تتأثر تأثرا شديدا بالعدد المتزايد للتهديدات المتصاعدة .وخالل
صيف عام 2016م ،تقدم البنك الدولي والبنك اإلسالمي للتنمية وصندوق النقد العربي إلى البنك المركزي اليمني بهدف
اإلطالع على بيانات القطاع المصرفي من أجل إجراء التمارين األساسية الختبار التحمل لمحاكاة نسب السيولة الفعلية
للبنوك .ونظرا لألزمة الحالية ،لم يتم التمكن من تقديم هذه المساعدة الفنية .ومع ذلك ،وفي ظل عدم توفر البيانات ،ينبغي
أن تؤخذ العناصر التالية في االعتبار لتقييم الوضع الحالي لقدرة القطاع المصرفي:
• تعديل مؤشر السيولة الرئيسي .وعلى الرغم من أن السيولة المالية للقطاع المصرفي كانت مرتفعة قبل الحرب
مقارنة بالسيولة الدولية ،إال أنها كانت مصطنعة بدرجة كبيرة إلى حد أن األصول (المتنامية) في األوراق المالية
الحكومية استمرت في االستفادة من %0من ترجيح المخاطر في حساب نسب السيولة المالية .وقد أصبح هذا
الترجيح غير كاف بشكل واضح نظرا للمخاطر الحالية في البالد (اليمن مصنفة CCCوفقا لداغون ،وهي وكالة
تصنيف صينية) .إن ما ال يقل عن %100من ترجيح المخاطر على السندات الحكومية سوف يتطابق مع الوضع
الحالي.
• زيادة القروض المتعثرة .ارتفعت نسب القروض المتعثرة المبلغ عنها بشكل ملحوظ ،حيث ارتفعت من ( %14وهو
مستوى مرتفع بالفعل مقارنة مع النسب السائدة في اإلقليم) إلى %25بين عامي 2009م و2014م (انظر الجدول
رقم .)5وتعزى هذه الزيادة بصورة أساسية إلى )i( :تأثير أساسي (تراجع القروض المقدمة للقطاع الخاص بالقيمة
الحقيقية) )ii( ،جمود عملية االسترداد (وهذا هو الحال الذي كثير ما يحدث في أوقات األزمات) ( )iiiظهور قروض
متعثرة جديدة بسبب الوضع السياسي واألمني .ومن المتوقع أن نسب القروض المتعثرة ،والتي من المرجح أن
تقديرها أقل بكثير من الواقع (إن لم تكن غير صحيحة ،ستستمر في االرتفاع في عام 2016م ،األمر الذي سيعكس
القضايا التالية( :أ) استمرار تدمير أو تلف األصول (ب) التوقف المتكرر لدورة األعمال التجارية المرتبط بنقص
الريال والعمالت الصعبة (ج) انخفاض قيمة الريال.
• االنكشاف الزائد للتعامالت الكبيرة للطرف المعني .ونظرا لتركز النسيج الصناعي والتجاري في أيدي عدد قليل من
المجموعات التجارية الكبيرة والتنوع المحدود لمصادر التمويل الخارجي ،هناك روابط ملكية وثيقة بين البنوك
المملوكة محليا وشركات التجارة والشركات التجارية وشركات المقاوالت والتصنيع الكبيرة .وهذا يترجم إلى ثالث
قضايا محتملة )i( :مخاطر إساءة استخدام أموال المودعين ( )iiمخاطر الرسملة المصطنعة )iii( 19،حقيقة أن هذه
القروض تمثل حصة كبيرة من رأس المال التنظيمي.
18كما أثرت بعض القضايا اللوجستية تأثيرا شديدا على استالم األوراق النقدية التي تمت طباعتها في روسيا (حيث يقع مقر الشركة التي قامت بطباعة أوراق
العملة).
19على سبيل المثال ،يمكن للمصرف إقراض طرف ثالث ذي صلة يمكنه بعد ذلك المشاركة في زيادة رأس مال البنك.
18
.49يتيح الجمع بين هذه العناصر الثالثة التفكير في أن معظم البنوك في اليمن لديها نسبة سيولة أقل من ،%8وهي
النسبة الدنيا المعترف بها دوليا لكفاية رأس المال .وقد تكون بعض المصارف معسرة بالفعل (رأس مال سلبي).
.50إن عالقات البنوك المراسلة تقابل تقديم الخدمات المصرفية من بنك إلى آخر .وتعتبر القيود المفروضة على عالقات
البنوك ال ُمراسلة توجه عالمي .فبالنسبة لليمن ،فإن هذا التوجه الذي بدأ قبل الحرب تحول إلى مشكلة بسبب مستوى
المخاطر المتصورة لغسيل األموال /تمويل اإلرهاب من قبل عدد من البنوك ال ُمراسلة األجنبية .وعلى الرغم من صدور
بعض قوانين مكافحة غسيل األموال وتمويل اإلرهاب في عام 2010م و 2012م ،إال أن هذه المخاطر كانت تعتبر
بصورة متزايدة أنها خارجة عن السيطرة وقامت غالبية البنوك المراسلة بإيقاف عالقاتها كبنوك مراسلة للبنوك اليمنية.
إن إيقاف عالقة البنوك ال ُمراسلة يؤثر بشكل كبير على تسليم المنتجات والخدمات الرئيسية (التحويالت االلكترونية
الدولية ،عمليات التمويل التجاري والحواالت) التي تعتبر أمرا ضروريا لسير وظائف أي اقتصاد.
.51أدى الصراع إلى وضع جميع مؤسسات التمويل األصغر تحت ضغط شديد .فقد تأثر مستوى سداد المقترضين بشكل
خطير (وبالذات في مناطق الصراع) ألسباب مختلفة منها نزوح السكان ( 3.1مليون شخص نزحوا منذ بداية الصراع)،
وارتفاع أسعار السلع األساسية واالنقطاع الشديد في األنشطة المدرة للدخل .وقد تعرضت الفروع للتدمير والشلل وفي
بعض الحاالت لإلغالق .كشفت دراسة أجراها الصندوق االجتماعي للتنمية في أوائل عام 2015م عن أن مؤسسات
التمويل األصغر تمكنت من الحفاظ على مستوى مقبول من القروض العاملة (كما انخفضت نسبة المحفظة المعرضة
للمخاطر من %2.1في 2014م إلى %1.6في فبراير 2015م) .ومن المؤكد أن مؤسسات التمويل األصغر قد أصبحت
أكثر انتقائية ألن عدد المقترضين النشطين لم يتغير (حوالي 120,000بين عامي 2014م و2015م) في حين استمر
نمو عدد المدخرين النشطين (من 662,000إلى .)660,000ومع ذلك ،تدهورت نوعية محفظة مؤسسات التمويل
األصغر خالل األزمة .وقد وصلت نسبة المحفظة المعرضة للخطر 20إلى %11من إجمالي محفظة القروض للفترة
2011م2012-م بفعل االضطرابات التي اجتاحت اليمن في عام 2011م .وفي السنوات الالحقة (2013م2014-م) ،تم
تحسين المحفظة المعرضة للخطر وتراجعت إلى %2.2بسبب الوضع المستقر جزئيا في البالد .وفي عام 2015م،
ارتفع مؤشر المحفظة المعرضة للخطر إلى أعلى مستوى له %29من إجمالي محفظة القروض القائمة في أغسطس
2015م.
.52يتوقع أن قدرة الوساطة للمؤسسات المالية (البنوك ومؤسسات التمويل األصغر) ستكون أقل بكثير في نهاية الصراع.
وستواجه المصارف والمؤسسات المالية غير المصرفية العديد من القيود التي تحد من قدرتها على تمويل احتياجات
االقتصاد .وسيتحتم عليهم (أ) التعامل مع عدد كبير من القروض المتعثرة (ب) زيادة رأس مالها ( )3إعادة بناء الحد
20المحفظة أو االستثمارات المعرضة للمخاطر تقابل نسبة إجمالي محفظة القروض القائمة لمؤسسة التمويل األصغر التي تعتبر معرضة لمخاطر التخلف
عن السداد (عادة بعد مرور 30يوما من تاريخ استحقاقها).
19
األدنى للسيولة االحتياطية .ومن جانب الطلب على االئتمان ،فإن العديد من الشركات واألفراد قد فقدوا أصولهم (بما في
ذلك األصول الثابتة مثل العقارات ،التي تعتبر إلى حد بعيد النوع المفضل للضمانات في القطاع المصرفي في اليمن).
وباإلضافة إلى هذه اآلثار الدورية ،ستظل المؤسسات المالية مقيدة بشكل كبير بسبب سلسلة من العوائق الهيكلية المتعلقة
بالبنية التحتية للقطاع المالي ،ومن أهمها األنظمة الضعيفة لإلفالس والضمانات وغياب نظم المعلومات االئتمانية
وأنظمة التأمين على الودائع.
.53قبل انتهاء الحرب :حل مشكلة التمويل التجاري لضمان استيراد المواد الغذائية األساسية .فقد أبلغ المستوردون
الرئيسيون األربعة للمواد الغذائية األساسية في اليمن السلطات اليمنية والمجتمع الدولي مؤخرا أنهم لم يعودوا قادرين
على استيراد المواد الغذائية اعتبارا من مارس 2017م بسبب عدم قدرة البنك المركزي اليمني على أداء دوره في توفير
النقد األجنبي للتمويل التجاري .وتمشيا مع التوصيات المقدمة في القسم الخاص بالتجارة ،يجب دعم البنك المركزي
اليمني بصورة عاجلة من أجل استئناف دوره في التمويل التجاري .وفي حال تعذر ذلك على المدى القريب ،فيمكن
النظر في إنشاء مرفق للتمويل التجاري لمساعدة المستوردين على فتح خطابات االعتماد المستندية الالزمة الستيراد
المواد الحيوية مثل الغذاء .وفور انتهاء الحرب ،ينبغي أن تكون األولوية الفورية إلعادة بناء القدرة المحلية على توفير
التمويل التجاري بحيث تتمكن شريحة واسعة من الشركات من االستيراد بسهولة.
.54إلجراء رقم ( )1على المدى القصير :ينبغي النظر في استعادة اإلطار المؤسسي األساسي للنظام المالي كأولوية
قصوى كون ذلك يضع األساس للتعافي االقتصادي والمالي في اليمن .وهذا من شأنه أن يشمل تقديم خدمات
استشارية/بناء القدرات لدعم استئناف وظائف البنك المركزي األساسية التالية :إدارة السيولة والنقد ،إدارة احتياطيات
النقد األجنبي ،أنظمة الدفع ،وإدارة الديون السيادية التنظيم واإلشراف على القطاع المصرفي (بما في ذلك القرارات
ورصد مكافحة غسيل األموال وتمويل اإلرهاب والتنفيذ) .كما أن استعادة تلك الوظائف األساسية من شأنها أن تساعد
على استعادة الثقة المحلية والدولية في النظام المالي ،واحتواء التضخم والحفاظ على سعر صرف العملة الوطنية.
وينبغي تحديد أولوية الدعم على النحو التالي )1( :تصميم وتنفيذ حلول لزيادة السيولة في النظام المالي ،و ( )2استئناف
إدارة النقد والعملة األجنبية وإدارة الديون السيادية .وتعتبر هذه الوظائف شرطا ال غنى عنه الستئناف التدفقات المالية
الحيوية بما في ذلك دفع مرتبات موظفي الخدمة المدنية في جميع أنحاء اليمن ،وتحصيل الضرائب ودفع فوائد الديون
السيادية.
.55اإلجراء رقم ( )2على المدى القصير :إجراء تقييم سريع الستقرار القطاع المالي .من المتوقع أن انعدام ثقة المودعين
في القطاع المصرفي ستظل تمثل مشكلة إذا لم يتم تعافي سيولة البنوك بصورة سريعة بعد الحرب .فبدون عودة الودائع،
ستظل البنوك غير قادرة على تقديم الخدمات األساسية مثل دفع المرتبات والتحويالت والقروض .ونظرا لعدم وجود
تقييم دقيق لنقاط الضعف الفعلية في القطاع المصرفي وقطاع التمويل األصغر في اليمن ،سيكون من الضروري إجراء
تقييم سريع لمالءتها بعد انتهاء الحرب بفترة وجيزة 21.ينبغي إعطاء األولوية لما يلي )i( :إجراء مراجعة لتقييم الجودة
و ( )iiتقييم قدرة المساهمين على سرعة تعبئة وحشد رأس مال جديد .ومن شأن أهداف هذا التقييم أن تتمثل في مساعدة
البنك المركزي اليمني على تحديد المؤسسات المالية التي ينبغي إعادة هيكلتها أو دمجها أو تصفيتها (بهدف ثانوي يتمثل
في تسهيل ظهور 4-3مؤسسات مالية رائدة ومعالجة مسألة التجزؤ المفرط لجانب العرض) واختيار مؤسسات مالية
التي يمكن أن تستفيد من دعم استثنائي للسيولة من البنك المركزي بصفته المالذ االخير لإلقراض.
.56اإلجراء رقم ( )3على المدى القصير :بناء على شدة الصدمة ،يمكن إنشاء مؤسسة إلعادة هيكلة القطاع المالي العام
والخاص لدعم السلطات في جهودها إلعادة هيكلة القطاع المصرفي ،بحيث تشمل اختصاصات هذه المؤسسة ما يلي:
ضخ رؤوس األموال في المؤسسات المالية (المصارف ومؤسسات التمويل األصغر) التي تعتبر قابلة •
لالستمرار بهدف استعادة سيولتها وتسريع عملية تعافيها.
إنشاء نظام لتأمين الودائع لمساعدة البنك المركزي اليمني على استعادة الثقة العامة في المؤسسات المالية. •
تقديم الدعم الفني للمؤسسات المالية الهشة لتسهيل إعادة هيكلتها .ويمكن أن يشمل ذلك أيضا مساعدة فنية •
للبنك المركزي اليمني لتسهيل العمليات المعقدة مثل عمليات االندماج أو تصفية أو إنشاء بنك لتحصيل الديون
المتعثرة.
تم إجراء بعثات مماثلة في اإلقليم :فلسطين في 2008م ،وليبيا في 2012م والعراق في 2012م 21
20
توفير تسهيالت البيع بالجملة (بما في ذلك الضمانات) للوسطاء الماليين المؤهلين (البنوك ومؤسسات التمويل •
األصغر ورؤوس األموال االستثمارية) من أجل ضخ السيولة وتسهيل استئناف التمويل الرأسمالي للقطاع
الخاص .كما أن أنشطة الوساطة المالية الخاصة بالصندوق االجتماعي للتنمية يجب أن يتم نقلها من وكالة
إعادة هيكلة القطاع المالي (التي ستوضح في الوقت نفسه دور الصندوق االجتماعي للتنمية ،والذي يجمع
حاليا بين العديد من األدوار التنموية التي من المحتمل أن تكون متعارضة).
تقديم المساعدة الفنية للمؤسسات المالية لتنفيذ إعادة هيكلة للقروض المتعثرة بصورة صحيحة. •
.57اإلجراء رقم ( )1على المدى المتوسط :عكس منحنى نزع المخاطر إلعادة ربط النظام المصرفي في اليمن مع بقية
دول العالم .كون استئناف العمليات التي تعتمد على العالقة مع البنوك المراسلة والعمليات المرتبطة بها (الحواالت
المصرفية الدولية وعمليات تمويل التجارة والتحويالت المالية) سوف يكون أمرا أساسيا في سياق برنامج إعادة اإلعمار
في فترة ما بعد الحرب ،ينبغي التركيز بوجه خاص على التدابير الرامية إلى عكس اتجاه "نزع المخاطر" .ولتحقيق
ذلك ،سيتعين على اليمن أن يثبت التزام سياسي رفيع المستوى إلعادة ربط القطاع المصرفي في اليمن ببقية دول العالم
وأن يظهر فعالية نظامه الخاص بمكافحة غسيل األموال/تمويل اإلرهاب والتزامه الفني بالمعايير الدولية المحدثة .وفيما
يتعلق بالفعالية التي كانت تعتبر سيئة قبل الحرب ،يجب على اليمن إجراء تقييم وطني للمخاطر ،وتطوير التنسيق المحلي
المشترك بين الوكاالت ،وضمان استخدام المعلومات المالية بصورة فعالة في التحقيق والمالحقة القضائية والفصل في
قضايا غسيل األموال /تمويل االرهاب .أما فيما يتعلق باالمتثال خصوصا للتدابير الوقائية ،فإن السلطات اليمنية سوف
تحتاج إلى التأكد من أن المصارف والمؤسسات المالية وكذلك المشرفين في المصارف والمهن المحددة (المحامين
وكتاب العدل وما إلى ذلك) ينفذون نهج المخاطر من خالل توخي الحرص الواجب تجاه العمالء والشخصيات السياسية
البارزة وتحديد المالكين المستفيدين للحسابات المصرفية والشركات التجارية.
.58اإلجراء رقم ( )2على المدى المتوسط :تعزيز/الحفاظ على رقابة البنك المركزي اليمني على القطاع المصرفي ووظيفة
المقرض األخير والقدرة على تصميم /تنفيذ آليات لتسوية الديون وتعافي البنك /خطط التسوية.
.59اإلجراء على المدى الطويل :تصميم وتنفيذ خطة شاملة لتنمية القطاع المالي .يتعين على الحكومة اليمنية بدعم من
المؤسسات المالية الدولية أن تقوم بتصميم خارطة طريق لتطوير القطاع المالي بحيث تحدد عمليات التحول المطلوب
تنفيذها على المدى المتوسط والطويل إليجاد قطاع مصرفي ومؤسسات للتمويل األصغر أكثر كفاءة.
.60يلعب قطاع البناء والتشييد في اليمن دورا مهما في االقتصاد اليمني من حيث مساهمته في النمو الكلي وكذلك في
خلق فرص العمل .وبالتالي فإن سرعة تعافي قطاع البناء يعتبر أمرا ضروريا بالنسبة للتعافي العام في اليمن .فهذا
القطاع يعتبر رابع أكبر قطاع في البلد من حيث فرص العمل ،إذ يمثل نسبة تتراوح بين %19-9من مجموع القوى
العاملة ويوظف حوالي نصف مليون من العمالة شبه الماهرة والعمالة الماهرة وأصحاب المهن الفنية في مجال
اإلسكان 22،والطرق والمياه والصرف الصحي ومشاريع األشغال العامة .ويقدر أن القطاع يضم ما بين 800إلى 1000
شركة خاصة ،وأن الغالبية العظمى منهم من صغار المقاولين .وقد ساهم قطاع البناء في المتوسط بنسبة %6في الناتج
المحلي اإلجمالي الحقيقي خالل الفترة من 2011م إلى 2014م حيث بلغت مساهمة القطاع 22مليار لاير يمني في عام
2014م.
.61شهد حجم هذا القطاع نموا بمعدل أربعة اضعاف خالل التسعينات والعقد األول من القرن الحالي (2010 – 2000م)،
لكنه تراجع بشكل ملحوظ منذ بداية العقد الحالي ،فبحلول عام 2014م ،أي خالل أربع سنوات فقط ،انكمش حجم
القطاع بنسبة تزيد على 40في المائة .وقد ساهم اإلنفاق العام بشكل كبير في النمو الحقيقي للقطاع ،وال سيما خالل
العقد األول من األلفية الثالثة (2000-2010م) .فإلى جانب االستثمارات العامة ،يجرى دعم هذا القطاع من خالل
األنشطة االقتصادية الخاصة ،وال سيما من خالل )1( :التجارة ( )2النقل والتخزين ( )3التصنيع ( )4العقارات
والخدمات التجارية ،و( )5المؤسسات المالية .وتوفر هذه القطاعات الخمسة مجتمعة خدمات دعم أساسية ،مثل استيراد
مواد البناء والتشييد واآلالت والمعدات ،والنقل والتخزين المحلي لمواد البناء والتشييد واالنتاج المحلي لإلسمنت والطوب
بحسب تقييم األضرار واالحتياجات الذي أجرته منظمة العمل الدولية في عام 2016م. 22
21
وتخصيص وتطوير األراضي لتلبية الطلب المحلي على المنازل ذات التكلفة المناسبة والمباني التجارية ،وتقدم تسهيالت
ائتمانية لمشاريع البناء.
.62شكلت اعمال البنية التحتية قبل األزمة العنصر األكبر في عمليات الطلب لقطاع البناء والتشييد في اليمن .وكان التركيز
الرئيسي في قطاع البنية األساسية ينصب على إنشاء الطرق (وال سيما الطرق الريفية) وإعادة تأهيلها ،ومشاريع المياه
والصرف الصحي ومشاريع األشغال العامة (بصور رئيسية في قطاعي الصحة والتعليم) ،ومشاريع النقل والطاقة في
المناطق الحضرية الحضري .وتقتصر المشاريع الصناعية عالية التخصص وكثيفة التكنولوجيا على قطاع النفط والغاز
ومشاريع التنمية في محافظات حضرموت ومأرب وشبوة .وفي قطاع العقارات ،كانت هناك أيضا أنشطة بناء متزايدة،
معظمها لمشاريع المباني السكنية ،في حين دفع بعض هذه المشاريع تطوير البنية التحتية أيضا.
.63يواجه قطاع البناء والتشييد في اليمن تحديات فنية ومؤسسية وقانونية ومالية شديدة من قبل اندالع الصراع الجاري.
وبالرغم من النمو القوي الذي حققه القطاع خالل التسعينيات والعقد األول من القرن الواحد والعشرين ،إال أنه يفتقر إلى
التحديث والرؤية والتنظيم المناسب لصياغة معايير فنية أو قواعد مناسبة للسوق والدفاع عنها .وقد مثل نقص المهندسين
والمشرفين ذوي الخبرة والعمال المهرة إحدى المشاكل الكبيرة التي تواجه القطاع .يأتي هذا على الرغم من أن اليمن
تقوم بتخريج حوالي 300مهندس في كل سنة .ومما يفاقم مشكلة ضعف الموارد البشرية عدم قدرة اليمن على وضع
وتنفيذ معايير لتصميم وإقامة مشاريع بناء مستدامة واإلشراف عليها بما يتماشى مع المعايير الدولية لهذا القطاع.
.64يتسم قطاع خدمات االستشارات الهندسية أيضا بالضعف مع فرص محدودة للحصول على التدريب وتطوير المهارات.
ونظرا لعدم اكتمال الحوكمة المؤسسية للقطاع (انظر أعاله) ،فإنه يعاني أيضا من محدودية فرص إقامة المشروعات
المشتركة أو غيرها من أشكال التعاون مع الشركات االستشارية الدولية ،والتي يمكن أن تساعد في التغلب على العقبات
الفنية والمالية .كما أن المؤسسات االستشارية المحلية ال تمتلك القدرات الهندسية والفنية الالزمة لإلشراف على أعمال
البناء ،ويعود ذلك بصورة أساسية إلى نقص الكوادر الفنية المؤهلة والخبرة .فدور الشركات االستشارية المحلية يقتصر
إلى حد كبير على دراسات الجدوى المسبقة والمسوح الميدانية وجمع البيانات.
.65منذ بداية األزمة الحالية في اليمن التي اندلعت في مارس 2015م ،تم تعليق أو الغاء العديد من العقود بناء على
شروط القوة القاهرة والمخاطر األمنية وعدم توفر مواد البناء .وباستثناء عدن ،توقفت جميع أنشطة البناء تقريبا،
باستثناء بناء المنازل الخاصة .وقد تم تعليق اإلنفاق العام على مشاريع البنية األساسية واالنشاءات بالكامل ،باستثناء
مستوى محدود للغاية من أعمال الصيانة الملحة .وقد أفضى المستوى العالي من العجز العام وضعف إدارة األموال
العامة إلى وضع أصبحت فيه الحكومة غير قادرة تماما على دفع المتأخرات المستحقة عليها للمقاولين .باإلضافة إلى
ذلك ،قام المانحون الذين يدعمون خطط التنمية في اليمن إما بخفض الدعم الذي يقدمونه أو تعليق أنشطتهم أو وقف
تمويل مشاريع التنمية والعمليات بشكل كامل في اليمن.
.66غادر العديد من العمال المؤهلين السوق في الوقت الذي توقفت فيه الشركات عن العمل .وتشير التقارير إلى أن
الوظائف في القطاع ككل قد تأثرت سلبا .واضطر العديد من المقاولين إلى اإلغالق وتخفيض الموظفين بسبب توقف
العمل بشكل كامل ،وعدم استالم مستحقاتهم مقابل األعمال المنجزة ،وبالتالي تراكمت المتأخرات بصورة متزايدة على
قبل الموردين وبنفس القدر على المقاولين .ومع ذلك ،ففي بعض المحافظات مثل الحديدة وصنعاء وعدن ،شهد القطاع
بالفعل زيادة في الوظائف .ويعود ذلك إلى نمو فرص العمل في عدن حيث بدأت بالفعل بعض أنشطة إعادة اإلعمار.
.67شهدت أسعار مواد البناء والتشييد ارتفاعا ملحوظا خالل الحرب ،ويرجع ذلك بدرجة كبيرة إلى ارتفاع تكاليف النقل
المحلي إضافة إلى الغموض الذي يلف ما ستؤول إليه الترتيبات التعاقدية وكذلك المخاطر المترتبة .فعلى سبيل المثال،
كان متوسط سعر االسمنت للكيس الواحد ( 50كلغ) 1,300ريالي يمني قبل الحرب ،في حين أن متوسط سعره اليوم
هو 2,200لاير يمني ،أي بزيادة قدرها حوالي 70في المائة .وبالمثل ،كان متوسط سعر الطن الواحد من الحديد
140,000لاير يمني قبل الحرب ،في حين أن متوسط سعر الطن الواحد حاليا 220,000لاير يمني ،أي بزيادة قدرها
.%57كما ارتفعت أسعار الخشب بنسبة تزيد عن %80خالل الحرب ،من 60,000لاير يمني للطن إلى 110,000
لاير يمني .وفي حاالت عديدة أفادت مصادر المعلومات أن الزيادة في األسعار كانت أكبر بكثير ،حيث بلغت 100في
المائة أو أكثر ،كما في حالة سعر الجبس الذي ارتفع سعره من 600لاير يمني إلى 1500لاير .إضافة لذلك ،أفاد
22
المقاولين العاملين في المحافظات التي تشد مستوى حاد من الصراع (مثل تعز) عن تعرض آلياتهم ومعداتهم للسرقة
واألضرار.
.68ما يزال المعروض من مواد البناء والتشييد المستوردة والمنتجة محليا محدودا مقارنة بالطلب المحلي وذلك بسبب
العوائق التي تواجه التجارة وتوقف استثمارات القطاع العام وأنشطة البناء الممولة من المانحين وتعرض مرافق
االنتاج المحلية لألضرار .وتظهر البيانات التجارية انخفاضا بنسبة %27في واردات االسمنت وانخفاضا بنسبة %67
في واردات الحديد والصلب من عام 2014م إلى عام 2015م .وقد انخفض اإلنتاج المحلي لألسمنت بشكل ملحوظ
خالل الحرب بسبب استهداف مصانع األسمنت ،وتوقفت مصانع الصلب المحلية عن اإلنتاج .كما تضررت القطاعات
الفرعية األخرى للصناعات ة الصغيرة التي تدعم قطاع البناء (انظر الجدولين 7و .)8وباإلضافة إلى اإلنخفاض الكبير
في الطلب على المنتجات مثل الطوب واأللمنيوم ،تأثرت هذه الصناعات أيضا نتيجة ألزمة الوقود المحلية وانقطاع
الكهرباء.
الجدول رقم ( :)8وضع مصانع االسمنت الرئيسية في اليمن خالل فترة الحرب
القدرة اإلنتاجية
األضرار الوضع الحالي القطاع المحافظة مصنع االسمنت
(طن سنويا)
23
التوصيات الخاصة بالقطاع
.70دعم قطاع البناء والتشييد لمساعدته على االحتفاظ بالقدرات اإلنتاجية والعمالة المطلوبة وتسريع جهود إعادة
اإلعمار ،والمساعدة في مواجهة تضخم أسعار مواد البناء عند بدء إعادة اإلعمار .ومن المعروف أن الصراعات
المدمرة يعقبها ازدهار كبير في قطاع البناء .وغالبا ما يؤدي االزدهار في قطاع البناء إلى ارتفاع في تكاليف البناء .ففي
معظم البلدان التي شهدت عمليات إعادة إعمار كبيرة ،ارتفعت تكاليف البناء بنسب تتراوح بين 40إلى .%60وعادة
ما تكون الزيادة في التكاليف ناتجة عن ارتفاع تكاليف العمالة والزيادة في تكاليف مواد البناء (بصورة رئيسية من السلع
غير الصالحة للتداول) أو الزيادة في أسعار الوقود والنقل .وفي اليمن ،هناك مخاطر لحدوث تضخم مماثل في سوق
البناء بعد أن تبدأ عملية إعادة اإلعمار .وينبغي أن تستكشف الحكومة والجهات المانحة السبل الكفيلة لضمان اإلعداد
المبكر إلعادة اإلعمار .وقد ينطوي ذلك على النظر في كيفية تشجيع الشركات على إنتاج مواد البناء استعدادا إلعادة
اإلعمار لتفادي حدوث نقص في المعروض بعد أن يرتفع الطلب عليها وبذل الجهود إلعادة بناء القدرة اإلنتاجية والمالية
لمصنعي مواد البناء وشركات خدمات البناء .ومن شأن إجراء تحليل أولي لتقييم الطلب على إعادة اإلعمار أن يدعم
الجهود المبذولة لبناء التفاهم والثقة في تعافي القطاع .ومن ثم يمكن أن يصب ذلك في صندوق للمانحين للمسار السريع
إلعادة اإلعمار ،وربما حتى قبل انتهاء الصراع في جميع المناطق.
.71بالنسبة للوضع فيما بعد الصراع في اليمن ،يتعين االستفادة من أنظمة ومؤسسات الدولة من أجل تعزيز المسار
السريع لشراء الخدمات والمواد .ويجب وضع آلية لمعالجة وتسريع المناقصات الحكومية وتقديم العطاءات من أجل
تسهيل جهود إعادة اإلعمار .وينبغي أن تعمل هذه االلية على )i( :الحد من المخاطر التعاقدية وتأخيرات الدفع ( )iiتنفيذ
أحكام غرامات التأخير ،حيثما كان ذلك ممكنا ،وإلغاء العقود المتعثرة ( )iiiتشجيع خلق فرص عمل من خالل استخدام
آليات البناء كثيفة العمالة ،وال سيما في مشاريع تطوير البنية التحتية في المناطق الريفية .وباإلضافة إلى ذلك ،ينبغي
للجهات المانحة أن تدعم الجهود الرامية إلى تحسين قدرة المقاولين المحليين واألطراف األخرى الفاعلة والمعايير في
قطاع البناء.
.72يمثل القطاع الخاص في اليمن فرصة هامة وأداة ال غنى عنها لدعم عملية التعافي والمرونة االجتماعية واالقتصادية
وإعادة إعمار اليمن .فقد أدت عملية إعادة اإلعمار التي بدأت بالفعل في محافظة عدن إلى زيادة فرص العمل في قطاع
البناء الخاص ،مما يدل على إمكانية تحقيق أثرا سريعا .وبصورة أعم وأشمل فإن سرعة تعافي القطاع الخاص ،بصفته
مزود رئيسي للسلع والخدمات والوظائف في اليمن ،يمكن أن تساعد على إعادة مئات اآلالف من الناس إلى العمل في
جميع أنحاء البالد.
.73إلى حد ما يمكن قياس قدرة المجتمعات اليمنية على التعافي من آثار الحرب ، ،من خالل حيوية الشركات التجارية
المحلية التي توفر السلع والخدمات والوظائف للمجتمع – ابتداء من المخابر أو مقاهي اإلنترنت التي تعمل في الشارع
وصوال إلى المصانع المحلية والبنوك .غير أن هذه المؤسسات ،وال سيما المؤسسات األصغر حجما ،لديها وسائل
محدودة لمواجهة آثار الحرب ،وبالتالي فإن الكثير منها ستخفض وقد ربما توقف نشاطها التجاري برمته .وقد تنضم
هذه المنشآت التجارية وعمالها بعد ذلك إلى صفوف العاطلين عن العمل والمستائين .ويفقد المجتمع الوظائف والسلع
والخدمات ،مما يساهم في الهشاشة وانعدام األمن .وعلى العكس من ذلك ،فإن التعافي القوي ،الذي يولد نموا عادال
ويخلق فرص عمل ،عامال هاما في تحقيق سالم دائم .وفيما يلي موجز للمبادرات الرئيسية لدعم دور القطاع الخاص
في القدرة على الصمود والتعافي ،بما في ذلك المبادرات التي تكتسب أهمية خاصة في الوقت الحالي ،حتى أثناء استمرار
الصراع ،وفي المرحلة المبكرة التي تلي انتهاء الصراع.
24
التوصيات
.2عكس اتجاه نزع المخاطر إلعادة ربط النظام المصرفي اليمني ببقية العالم .وسيكون استئناف العمليات التي تعتمد على
البنك المركزي (التحويالت البنكية الدولية وعمليات التمويل التجاري والتحويالت المالية) أمرا أساسيا في سياق برنامج
إعادة اإلعمار بعد الحرب ،وينبغي التركيز بشكل خاص على التدابير الرامية إلى عكس اتجاه "نزع المخاطر" .ولتحقيق
ذلك ،من الضروري لليمن أن يُظهر مستوى عال من االلتزام السياسي وأن يثبت فعالية نظامه والتزامه بمكافحة غسيل
األموال ومحاربة تمويل اإلرهاب من خالل تطبيق المعايير الدولية المحدثة .وفيما يتعلق بمستوى الفعالية التي كانت
تعتبر ضعيفة قبل الحرب ،يجب على اليمن إجراء تقييم وطني للمخاطر وتطوير تنسيق محلي مشترك بين الوكاالت،
وضمان االستخدام الفعال للبيانات المالية للتحقيق في حاالت غسيل األموال ومكافحة اإلرهاب وإحالتها إلى المحاكم
والفصل فيها بأحكام قضائية .وفيما يتعلق باالمتثال والسيما التدابير الوقائية ،من الضروري للسلطات اليمنية ضمان
قيام المصارف والمؤسسات المالية وكذلك المشرفين على األعمال المصرفية واألعمال والمهن المحددة (المحامين
وكتاب العدل وما إلى ذلك) بتطبيق نهج المخاطر من خالل توخي الحرص الواجب تجاه العمالء والشخصيات السياسية
البارزة وتحديد المالكين المستفيدين للحسابات المصرفية والشركات التجارية.
.3دعم عملية وضع نظام فعال للفحص والتفتيش السفن المتجهة إلى الموانئ اليمنية عن طريق طرف ثالث وذلك
لتسهيل التجارة خالل فترة الحرب والفترة التي ستعقب انتهاء الحرب مباشرة .فبالتوازي مع االستثمار في البنى
التحتية التجارية ،من المرجح أن يحتاج اليمن أيضا إلى المساعدة إلعادة تأسيس نظامه الجمركي ،وتحديدا في القيام
بمسؤولياته الدولية فيما يتعلق بأمن البضائع .وعلى المدى الفوري ،يمكن أن يتولى طرف ثالث مستقل تقديم الدعم إلنشاء
نظام جمركي وإجراء عمليات التفتيش ،بما في ذلك إجراء التحسينات الممكنة على آلية األمم المتحدة للتحقق والتفتيش
الخاصة باليمن بهدف ضمان الكفاءة واألمن.
.4دعم قطاع البناء والتشييد لمساعدته في الحفاظ على المستوى الحالي من القدرة االنتاجية والتوظيف في قطاع البناء
والتشييد والمساعدة على تفادي التضخم في أسعار مواد البناء عند بدء عملية إعادة اإلعمار .وهناك مجموعة متنوعة
من الوسائل تستطيع من خاللها الحكومة والجهات المانحة تحقيق ما يلي:
• دعم تعافي الجوانب اإلنتاجية والمالية وبناء قدرات شركات المقاوالت اليمنية القائمة من اجل االستعداد من
اآلن للقيام بدورها في إعادة اإلعمار ،على سبيل المثال ،من خالل معالجة المشاكل المالية الناجمة عن عدم
دفع المتأخرات.
• تقييم مقاربات لزيادة الوظائف الصناعية المرتبطة بمواد بناء محددة (مثل خلق وظائف صناعية حاليا لمواد
بناء قياسية).
• إنشاء مرفق تمويل بتمويل من المانحين وذلك لتمويل إعادة اإلعمار بمجرد عودة السالم بهدف بناء الثقة في
قطاع البناء والمقاوالت.
• إنشاء مرفق للتدريب على المهارات وذلك لالستجابة لطلب القطاع الخاص في مجالي التصنيع والبناء .إن
إجراء تحليل للثغرات الخاصة بالمهارات يركز على االحتياجات المستقبلية لقطاع البناء في اليمن يسترشد
بتغييرات هيكلية محتملة في القوى العاملة في فترة ما بعد الحرب من شأنه أن يمكن من تحديد مكامن الضعف
الخطيرة في جانب المهارات والتي يمكن معالجتها من خالل تدريب النازحين داخليا قبل عودتهم إلى ديارهم.
ومن شأن ذلك أن يدعم سرعة عملية إعادة اإلعمار وسرعة عودة النازحين كنتيجة لذلك.
25
.5دعم المنشآت األصغر والصغيرة والمتوسطة ورواد األعمال ،بما في ذلك األنشطة الزراعية وغير الزراعية ،من خالل
منح التعافي .تعتبر المنشآت األصغر والصغيرة والمتوسطة جزءا حيويا من االقتصاد اليمني من حيث توفير الخدمات
والسلع األساسية وكذلك توفير فرص العمل .وإدراكا ألهمية ذلك ،وكجزء من المساعدة الطارئة المستمرة لليمن ،قام
البنك الدولي بإطالق برنامجا المنح الصغيرة للمنشآت األصغر والصغيرة والمتوسطة في القطاعات المتعلقة باألمن
الغذائي مثل الزراعة وصيد األسماك .ونظرا ألهمية قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة ،فإن توسيع مثل هذا البرنامج
ليشمل مجموعة أوسع من المنشآت األصغر والصغيرة والمتوسطة ،وخاصة تلك التي تقدم الخدمات والمرافق األساسية،
يمثل الخطوة التالية من الناحية المنطقية .ومن شأن برنامج منح التعافي أن يساعد المنشآت األصغر والصغيرة
والمتوسطة على خلق فرص العمل ،وإعادة بناء مخزونها وتجهيزاتها وتنمية مهاراتها .ومن المرجح بشكل خاص أن
تقديم المنح للمنشآت الصغيرة والمتوسطة إلعادة تكوين رأس مالها العامل بصورة سريعة سيكون أمرا بالغ األهمية،
ألن التأخيرات الطويلة قد تجبر هذه المنشآت على اإلقفال .ويمكن أن يبدأ توسيع برنامج المنح بهذه الطريقة أثناء
استمرار الصراع وتسريع توسعة البرنامج في فترة ما بعد الصراع .ومن الممكن أن تكون هذه المنح نقدية أو عينية،
وينبغي تنسيقها مع برامج إعادة توطين النازحين لضمان المزيج الصحيح من الحوافز والتسلسل لدعم انتعاش المجتمعات
األشد تضررا من الصراع .ومن المرجح أن يعود النازحون باعتبارهم جزء من المجتمع ،وليس كأسر أو أفراد ،وبالتالي
فإن برنامجا للمنح يستطيع أن يخلق حافزا واضحا على مستوى المجتمع لعودة النازحين .ومن شأن هذا أن يقلل من
مخاطر العودة التي يتعرض لها أفراد األسر وأن يساعد على تعزيز التعافي .وسوف يتم تقديم مساعدة فنية ومالية
متخصصة لرواد األعمال الشباب في إطار هذا البرنامج .وبالنسبة للقطاع الزراعي ،سيركز البرنامج على تقديم
المساعدة إلى صغار المزارعين أو الصيادين أو منتجي الثروة الحيوانية المتضررين الذين تعطلت أنشطتهم أو تأثرت
بسبب الصراع من خالل برنامج دعم لمساندة األسر التي تعمل في الزراعة وصيد األسماك على استئناف مزاولة
أنشطتهم اإلنتاجية .وينبغي أن يتم ذلك بالتنسيق الوثيق مع برامج دعم النازحين وإعادة التوطين ،حيث يجب أن تكون
الحوافز متوازنة لتعزيز العودة اآلمنة والمستدامة لألسر إلى مزارعها /مصائد األسماك .ويجب أن يشمل ذلك مظروف
دعم استعادة الزراعة (المدخالت مثل البذور والشتالت ،واألسمدة ،وتقديم المساعدة الستعادة نظم األراضي والري،
وتقديم المساعدات النقدية لمساعدة األسر على إعالة نفسها حتى يتم استئناف األنشطة الزراعية) .وينبغي ربط المنشآت
الزراعية وغير الزراعية االصغر والصغيرة والمتوسطة من خالل النهج القائم على سلسلة اإلمدادات التي تدعم صغار
مقدمي السلع أو الخدمات أو مؤسسات تحضير المحاصيل بعد الحصاد ذات الصلة بقطاعات الزراعة /الصيد /الثروة
الحيوانية .وينبغي أن تشمل أيضا المساعدة المجتمعية الستعادة األسواق المحلية والوصول إلى األسواق خارج نطاق
المجتمع المحلي .وقد تكون هناك حالة لتوسيع هذا النوع من منح التعافي للمنشآت األصغر والصغيرة والمتوسطة التي
اضطرت بالفعل إلى اإلغالق وترغب في استئناف العمل أو حتى لرواد األعمال الذين يرغبون في بدء األعمال التجارية.
ومن شأن ذلك أيضا أن يتيح استهدافا أكثر وضوحا وسهولة لألعمال التجارية التي تديرها المرأة من خالل برنامج
المنح هذا ،الذي من المرجح أن يكون ذا أهمية خاصة نظرا لترجيح أن يتولى الرجال إدارة أعمال البناء.
.6توفير األسس االقتصادية التحليلية للسالم .ثمة توصية أخيرة في المدى القريب تتمثل في إجراء أعمال تحليلية دون
االنتظار حتى تنتهي الحرب بهدف المساهمة بمنظور اقتصادي نحو عملية السالم .وهذا األمر يكتسب أهمية خاصة
ألن استدامة التسوية السلمية ستعتمد جزئيا على استدامة اإلستقرار االقتصادي الذي تقوم عليه .وقد قدم التحليل
االقتصادي الذي أجراه البنك الدولي إسهامات هامة في اتفاقيات دايتون وكذلك في المفاوضات والتنسيق بشأن التجارة
خالل االنسحاب اإلسرائيلي من قطاع غزة .وفي حالة اليمن ،ينبغي أن تشمل هذه األعمال التحليلية موضوعين .أوال،
تسليط الضوء من الناحية االقتصادية على تكلفة الحرب من حيث فرص العمل التي أضاعها القطاع الخاص ورأس
المال ال ُمد ّمر وضعف االستثمار وتعطيل التجارة .ومن الممكن أن يتخذ ذلك شكال مماثال لتقييم األثر االقتصادي
واالجتماعي الذي أجري في لبنان ،من بين بلدان أخرى .وفيما يتعلق بذلك ،يمكن أيضا حساب "المكاسب" المحتملة
للسالم وذلك لمواصلة بناء التوافق حول السالم .وثانيا ،فإن أي اتفاق للسالم البد أن يضمن عناصر نظام اقتصادي جديد
أو منقح .ومن المرجح أن العالقات التجارية المستقبلية لليمن مع جيرانها سيكون لها تأثير كبير على قدرتها على التعافي
والحفاظ على االستقرار .وينبغي إدراج خطة تفصيلية أولية للعالقات التجارية كجزء من خطة السالم المستدام .وبالمثل،
من المرجح أن تكون مسألة انتقال األيدي العاملة اليمنية للعمل في دول مجلس التعاون الخليجي عنصرا هاما في التعافي
االجتماعي واالقتصادي في اليمن .إن العمل التحليلي الذي يسلط الضوء على أهمية التجارة وانتقال اليد العاملة بالنسبة
لالقتصاد اليمني فضال عن إيجاد بعض السيناريوهات الستعادة التجارة وتنقل اليد العاملة والتحويالت المالية في وقت
السلم من شأنه أن يقدم مساهمة هامة في محادثات السالم .إن إجراء تحليل بمستوى عال من الجودة يمكن أن يساعد
جميع األطراف للتوصل إلى اتفاق يفيد الجميع حول هذه المسائل.
26
على المدى القصير والمتوسط ( 26-6شهر)
.7توفير ضمانات استثمارية للمساعدة في إدارة رأس مال القطاع الخاص لمشاريع البنى التحتية ومشاريع تقديم
الخدمات وغيرها من التعامالت التي لن تستمر إال إذا تم حماية المستثمرين والمقرضين ضد مخاطر محددة .لن يتوفر
لدى الحكومة التي ستشكل في مرحلة ما بعد الصراع الموارد الالزمة لتمويل احتياجات البنية التحتية للبالد بعد انتهاء
الصراع .وفي الوقت نفسه ،فإن اجتذاب االستثمار الخاص إلى البلدان المتضررة من الصراعات ،أو حتى البلدان التي
تمر بمرحلة ما بعد الصراع في اآلونة األخيرة ،يمثل تحديا حاسما في تمويل التعافي وإعادة اإلعمار .إن عدم الوضوح
بشأن الوضع السياسي المتأصل في البلدان التي تمر بمرحلة ما بعد انتهاء الصراع ،ومخاطر المزيد من عدم االستقرار
تؤدي إلى إضعاف اهتمام المستثمرين األجانب والمحليين والمغتربين .وتدير وكالة ضمان االستثمار متعدد األطراف
مرفقا لالقتصادات الهشة والمتضررة من الصراعات والذي يوفر إدارة أولية للخسائر لتأمين االستثمارات في البلدان
المتأثرة بالصراعات مثل اليمن .ومن المستحسن أن يكون هناك تسهيالت لالقتصادات الهشة والمتضررة من الصراعات
أو صندوق ضمان يمني متاح في اليمن لمشاريع البنية التحتية واسعة النطاق ،وال سيما في قطاع الطاقة ،واالستثمارات
الخاصة الصغيرة أو غيرها من التعامالت (مثل عقود تقديم الخدمات التي تشمل مخاطر االنكشاف داخل البلد الستخدام
األصول أو غيرها من المخاطر) .ومن الناحية المثالية ،يفضل من الناحية المثالية أن يتم دعم المستثمرين بكافة أنواعهم
(األجانب ،المغتربين ،والمحليين) .ويمكن أن تمثل دول مجلس التعاون الخليجي مصدرا محتمال لتمويل هذا الصندوق.
.8تمويل إعادة إعمار البنية التحتية التجارية إلحياء األنشطة التجارية ومعالجة تدهور األمن الغذائي .على المدى
القصير ،وفي الوقت الذي يستمر فيه الصراع ،فإن إعادة إعمار البنية التحتية الضرورية بالنسبة للنشاط التجاري يعتبر
أمرا مهما لتحقيق األمن الغذائي وتوفير األدوية للسكان .وفي مرحلة ما بعد الصراع مباشرة ،ينبغي أن تكون إعادة بناء
مجموعة أوسع من البنى التحتية التجارية أولوية رئيسية بالنسبة لجميع األطراف .وبالنسبة للبنك الدولي والجهات
المانحة األخرى ،يعتبر االستثمار في مشاريع البنية التحتية خطوة بديهية على المدى القريب والبعيد.
.9إنشاء مؤسسة مشتركة بين القطاع المالي العام والخاص إلعادة الهيكلة بغرض مساعدة السلطات في جهودها إلعادة
هيكلة القطاع المصرفي ،بحيث تشمل اختصاصات هذه المؤسسة ما يلي:
ضخ رؤوس األموال في المؤسسات المالية (المصارف ومؤسسات التمويل األصغر) التي تعتبر قابلة •
لالستمرار بهدف استعادة سيولتها وتسريع عملية تعافيها.
إنشاء نظام لتأمين الودائع لمساعدة البنك المركزي اليمني على استعادة ثقة المواطن في المؤسسات المالية. •
تقديم الدعم الفني للمؤسسات المالية الهشة لتسهيل إعادة هيكلتها .ويمكن أن يشمل ذلك أيضا مساعدة فنية •
للبنك المركزي اليمني لتسهيل العمليات المعقدة مثل عمليات االندماج أو تصفية أو إنشاء بنك لتحصيل الديون
المتعثرة.
توفير التسهيالت المصرفية الكبيرة (بما في ذلك الضمانات) للوسطاء الماليين المؤهلين (البنوك ومؤسسات •
التمويل األصغر ورؤوس األموال االستثمارية) من أجل ضخ السيولة وتسهيل استئناف التمويل رأس المال
للقطاع الخاص .كما أن أنشطة الوساطة المالية الحالية للصندوق االجتماعي للتنمية يجب أن يتم نقلها الحقا
من وكالة إعادة هيكلة القطاع المالي (التي ستوضح في الوقت نفسه دور الصندوق االجتماعي للتنمية ،والذي
يجمع حاليا بين العديد من األدوار التنموية التي من المحتمل أن تكون متعارضة).
تقديم المساعدة الفنية للمؤسسات المالية لتنفيذ إعادة هيكلة القروض المتعثرة. •
27
الملحق :1لمحة عامة حول األضرار التي لحقت بشبكة الطرق التجارية والبدائل في أوقات الحرب
28
المراجع
2. Food and Agriculture Organization of the United Nations, FAO, Integrated Food
Security Phase Classification. (2016). IPC analysis - Summary of Findings.
6. SMEPS. 2015. Rapid Business Survey, Impact of the Yemen Crisis on Private
Sector Activity. SMEPS.
7. The Economist Intelligence Unit. (2016). Country Risk Service, Yemen. Economist
Intelligence Unit: United Kingdom.
8. The European Bank for Reconstruction and Development (EBRD), the European
Investment Bank (EIB), the World Bank (WB). (2016). What’s Holding Back the
Private Sector in MENA? Lessons from the Enterprise Survey.
9. The World Bank, United Nations System, Islamic Development Bank, European
Union. (June 15, 2016). Yemen: Preliminary Damage and Needs Assessment.
Washington, DC: World Bank, unpublished.
29