Professional Documents
Culture Documents
[]1
مقدمــــــــــة:
إن مصير األمم بأيدي األطفال وتلك األيادي تصنعها أيادينا اليوم
إن التربية فن وعلم ،ويخطئ الكثير ممن يعتقدون أن التعامل مع الطفل من أيسر
األمور...
بعد ( )40سنة ال يهتم الناس ماذا كنت تملك وماذا كنت تلبس وكم كان
رصيدك...ولكن األهم عندهم كم كنت مفيدا ومهما ونافعا إلنسان كان طفل بين يديك
يوما ما.
عن أبي هريرة أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال ":إذا مات ابن آدم انقطع عمله
إال من ثلث :من صدقة جارية ،أو علم ينتفع به ،أو ولد صالح يدعو له".
في هذا الدليل نتعلم معا مهارات جديدة ،لتخريج الولد الصالح واكتشاف المواهب
وتنمية الخير وصقل القدرات......
من هذا المنطلق فإن ما أقدم في هذا الدليل التربوي للممارسة الوالدية ال يستهدف
صناعة الوالد المربي ،وإنما يهدف إلى مساعدته لممارسة إيجابية مبنية على قواعد
وأسس علمية....
[]2
( ) 7دالالت إلشارة المرور:
-1التواصل مع األبناء يجب أن يكون مركزا وسريعا من خلل اختيار الكلمات
والتوجيهات (الخلصة) أوجز كلمــــك ..فاإلطناب في الحديث والوصف
يصيب االبن بالملل و السآمة ؛ ولذلك كان الكلم الموجز أكثر تأثيرا وقوة في
اإلقناع ويمنح الطفل فرصة إلعادة تقييم سلوكه ..وهذا األسلوب في التعامل
مع الطفل ينمي الذكاء الوجداني لديه تنمية كبيرة.
-2بناء المعايير والقيم..
قد يستجيب الطفل لطلبات الكبار من خلل توجيهات وأوامر كيفية ال تمنحه معيارا
وال قيمة يفهم منها فقط – أنه صغير مطالب بالخضوع والطاعة للكبير..
ومن نشأ على هذه الحال كان أقرب للسقوط في االنحراف واالستسلم لرفقاء
السوء ولكل من يكبره سنا ولوكان منحرفا..
المعايير والقيم تعلم األطفال اإلحساس بالصواب والخطأ ،بالجميل والقبيح وتعلم
الطفل كذلك تفهم اآلخرين ومراعاة أحاسيسهم فينشأ الطفل ماهرا في التعامل مع
الناس ،خبيرا بفنون االحترام و التقدير.
أ -توجيهات واضحة بدل التوقعات الغامضة:
الطفل يختلف في فهم الكلم كثيرا عن الكبار ..وغالبا ما يعاند الطفل ويرفض
األوامر ألنه لم يفهم معناها أو ألنه بدأ بتنفيذ ما فهمه من خلل التوجيهات
بأسلوبه ال بأسلوب صاحب التوجيهات..
فحين تطلب إلى طفل أن يرتب غرفته فإنك تعني أن يضع كل شيء
مكانه بالترتيب الذي تتصوره أنت ال الطفل ..فبدل التوجيهات العامة نستعمل
توجيهات محددة ..بدل رتب غرفتك تقول :ضع ألعابك في المكان الفلني
وضع أقلمك فوق المكتب وملبسك في الخزانة....وهكذا.
ب -توجيهات محددة بدل توجيهات عامة:
أمثلة لتوجيهات غامضة (كن هادئا ـ كن ابنا صالحا – كن مجتهدا )
أمثلة لتوجيهات محددة (توضأ والبس – أمك تريدك –أوقف هذا الصراخ)
[]3
ج -خاطبوا أبناءكم بما يفهمون :
مخاطبة الطفل مهارة وعلم وفن..
من اآلثار السلبية لعدم التناغم واالنسجام الخطابي بين الكبار والصغار
ما يلي:
-1اضطراب العلقة بين الطفل والمربي.
-2وصول رسالة بعيدة كل البعد في مضامينها ومفاهيمها وبالتالي تترسخ لدى
الطفل مفاهيم غامضة ومتناقضة..
-3برمجة سلبية للطفل تنتج عنها سلوكيات معاكسة باستمرار لرغبات
الكبار**.
حضرت مجموعة من الطلبة الخليجيين محاضرة دينية في أمريكا ،وكان
أحدهم حديث عهد بالتدين ،وليس له دراية بالمصطلحات اإلسلمية.
استهل المحاضر كلمه قائل :إن النبي صلى هللا عليه وسلم قال" :لتتبعن سنن
من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه"
أخرجه الترمذي..
ثم أكمل محاضرته عن خطورة تقليد اليهود والنصارى.
بعد المحاضرة قال ذلك الطالب ألصحابه :صحيح أن الترمذي رجل جريء،
قالو :لم؟ قال ألنه أدخل يده وأخرج الضب!! قالوا :أي ضب؟! قال :ألم تسمعوا
الشيخ حين قال :لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه "أخرجه الترمذي.
ضحكوا منه جميعا وبينوا له أن الترمذي أخرج الحديث وال شأن له بالضب!!
فقال سبحان هللا ،لقد كنت أفكر طوال المحاضرة لماذا أخرج الترمذي الضب ؟
وما علقة ذلك بموضوع المحاضرة؟!**
-4التركيز على ما تريده بدل التركيز على ماال تريد..
من قوانين النجاح ،قانون التعبير(برايان تراسي)
-إن كل ما تعبر عنه مؤثر ،أيا ما تقوله لنفسك بحماس سيولد أفكارا
ومعتقدات وسلوكيات متلئمة مع هذه الكلمات..
-تحدث عن األشياء التي ترغب بها ،وارفض الحديث عن األشياء التي
ال تريدها
-5يقف المربي في إشارات المدح والتشجيع والدعم مبتعدا عن اللوم والتوبيخ
والتأنيب.
-6الحب يصنع المعجزات ويطمئن النفوس ويبني القيم ويغير القناعات .
[]4
-7كل محاوالت إخضاع الناس للقوانين بالتخويف والترهيب لم تحقق أهدافها
ولم تستنفذ أغراضها ...فحين تغيب عين القانون تخترق القواعد والنظم...
[]5
شتم الطفل ووصفه بنعوت سلبية تثبت هذه األوصاف وتقنع الطفل بها
فضل عن أن الشتم يعلم االبن البذاءة وسوء الخلق.
-7المقـارنـــــــة:
ال تقارن طفل أبدا بغيره...
إذ المقارنة تتم عادة بين سلوكين أو موقفين ال شخصين...
أما المقارنة بين طفل وغيره؛ فهذا أسلوب ينزع ثقة الطفل بنفسه
وقدراته ويقنعه بفشله وعدم قدرته أن يكون مثل غيره...
-8المبالغة في الوعظ:
كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يتخول أصحابه رضي هللا عنهم
بالموعظة مخافة السآمة...
والطفل يرفض أن يتلقى باستمرار وعظا مبالغا فيه ومباشرا.
-9سوء الظن بالطفل:
تفسير السلوك دائما تفسيرا سلبيا يعد من سوء الظن بالطفل وعدم الثقة
فيه وفي أخلقه وقيمه ...وهذا يؤدي إلى انعدام الثقة بين االبن وولده
وإذا اندثرت هذه الثقة أغلقت أبواب التواصل بينهما.
االتهــــــــــــــام: -10
فرق شاسع بين أن تسأل ابنك لماذا تأخرت؟ من باب االطمئنان عليه
والحرص على سلمته...
وأن سأله لماذا تأخرت؟ من باب االتهام وسوء الظن فيه...
فالدافع األول يقربكما ويجعل ابنك يتواصل معك ويفتح قلبه وحديثه
معك..
والثاني يجعله ينغلق وقد يدفعه إلى التهرب والكذب.
العقاب والعنف: -11
قد يستجيب لك ولكن مؤقتا أو أنه يتعلم االزدواجية السلوكية ،فأمامك
يتصرف بسلوك و في غيابك ينهج سلوكا مخالفا.
ستة مظاهر للعنف مع األبناء:
-1منع الطفل من الحركة:
يشعر بضعفه وعجزه حين يتكرر هذا النوع من اإلخضاع.
-2إرغام الطفل:
[]6
الطفل الذي يفرض عليه القيام بسلوكيات معينة أو ترك أخرى أو
يرغم على االعتذار أو السكوت دون أن يشرح له أسباب ذلك
يخضع لنوع من العنف التربوي..
-3ابتزاز الطفل:
بربط المكافأة بالعمل ومنعها إن لم يتحقق العمل
مثل :لو أديت واجباتك المدرسية أمنحك هدية..
بهذا األسلوب يخضع الطفل للغة العنف واالبتزاز.
-4فرض الرأي األبوي مقابل إقصاء أراء األبناء:
األب الذي يفرض رأيه باستمرار وال يسمع ألبنائه بإبداء وجهات
نظرهم وطرح أفكارهم ويفرض أحكامه دون أن يمنح أبناءه فرصة
الحديث وتفسير آراءهم وطرحها ويحرم نفسه من فرصة اإلنصات
لألبناء وفهم أفكارهم ..يمارس نوعا من العنف التربوي في علقته
مع األبناء.
-5التفسير الذاتي لمواقف األبناء :
األب الذي يفسر مواقف أبنائه وسلوكياتهم دون عناء االستماع
لمنطلقا تهم ودون محاولة فهم دوافع سلوكياتهم وخصائص النمو..
يشعر أبناءه عادة بالتبعية مقابل االستقللية ويجعلهم يسقطون في
االعتمادية الدائمة على الكبار.
-6التـــــــــــهديد:
من أسوأ أنواع العنف:
أ -التهديد اللطيف..
مثل أن تقول األم البنها بكل هدوء وابتسامة
إن لم تؤد واجباتك المدرسية لن أحبك ..
أو لن أحكي لك حكاية قبل النوم ..أو....
إن مثل هذا التهديد يسحب الطفل حاجاته النفسية وينشأ
لديه نوع من الخوف وفقدان الشعور باألمان..
هناك قاعدة تعلم االنضباط لألبناء بل تهيد وال ابتزاز وهي:
عندما تنجز (المطلوب منك) يمكنك االستمتاع بما تحب.
ب -التـــــهديد الخفـــي:
[]7
األطفال األكبر سنا يخضعون أحيانا ألنواع من التهديدات
الخفية التي تصيبهم باإلحباط والشعور بالخطأ الدائم والذنب
المستمر أو بالنقص والعجز والضعف؛ مما يشل حركة التفكير
و اإلبداع لديهم...
إن األم التي عودت ابنها على مساعدته في حل واجباته المنزلية حين توجه له كلما
من مثل (سترى لو لم أكن معك كيف ستحل واجباتك؟) أو (لو لم أكن معك كيف كنت
ستتصرف؟!)
إن مثل هذه العبارات تحمل في طياتها تهديدات خفية ورسائل سلبية غير مباشرة تؤكد
قوة األم وعجز االبن حتى ولو كانت منطلقاتها حسنة..
%93من الرسائل غير اللفظية تعد رسائل خفية
وما أكثر الكبار الذين يرددون باستمرار( :ال أستطيع) ( ..ال أقدر)*******
أمام أشياء كثيرة يقوم بها الكثيرون ...
لذلك نجد أن تهديد الطفل بأي نوع من أنواع التهديد يحمل رسالة أكيدة له بأنك
ال تحبه لذاته وإنما حبك له مشروط بسلوك معين...
التجريم :
وهو من األساليب السلبية التي تجعل كل شيء أسودا في عين األب .
المــــــــــــــــــن: -12
ويتم بأشكال متعددة منها:
بعد كل ما عملته من أجلك تفعل هذا ..أو أنا أشتغل وأتعب من أجلك...
وهذا يجعله في موقف ضعف وتأنيب عادة ينتهي بمحاوالت للتخلص من المن المستمر
.
وقد يلجأ الطفل إلى السرقة لتوفير حاجياته أو الهروب من المنزل الحقا.
االنتقاد المستمر: -13
وهذا االنتقاد يجعل االبن زاهدا في العمل واإلنجاز مفضل االستكانة
واالنعزال...
-14التحذيــــــــــر:
[]8
-15أحيانا التحذير من األشياء غير المقبولة التي ال تصدر أصل من الطفل تفتح
ملفات التحذيرات بذهنه وتفكيره...
فمثل -ال تدخن – إياك والتدخين(تنشئ ملفا عن التدخين في ذهنه) يمكن أن يفتحه
في أي لحظة ضعف أو سوء تفاهم بين الوالد وابنه ...
ليجل *******من لجوئه إليه ردة فعل أو تحديا أو ميل للمعاكسة واالنتقام..
(خلصـــــــــة مهمة)
ال للضرب – ممنوع الضرب
لن تحصل على رخصة القيادة التربوية والممارسة الوالدية إذا كنت تلجأ للضرب في
تربية ابنك ...
تقول إحدى األمهات التي اعتادت معاقبة ابنها بالضرب لتعديل سلوكه (نعم -1
كنت أضربه باستمرار وفي كل وقت أواجهه فيه كان يغدو أسوأ مما كان ،ويعود إلى
السلوك نفسه في نهاية األسبوع)
الضرب أسلوب انهزامي من الكبار وسياسة غير صحيحة في التربية؛ ألنها -2
وسيلة المتسرع ومن ال يقدر على التحكم في انفعاالته وضبط غضبه.
سلبيــــــــــــــات الضرب :
15نتيجة سلبية ( لهذه األسباب ممنوع الضرب)
-1ضرب الطفل يولد كراهية تجاه ضاربه مما يقتل المشاعر اإليجابية .
-2يجعل العلقة علقة خوف ال احترام وتقدير .
-3الضرب ينشئ أبناء انقياديين لكل من يملك سلطة وصلحيات أو يكبرهم سنا أو
أكثرهم قوة ..ويجعلهم أسهل للنقياد والطاعة العمياء السيما عند الكبر مع رفقاء
السوء.
-4الضرب يقتل التربية المعيارية القائمة على االقتناع وبناء المعايير الضرورية لفهم
األمور والتميز بين الخطأ والصواب والحق والباطل.
-5الضرب يلغي الحوار ويضيع فرص التفاهم وفهم األطفال ودوافع سلوكهم
ونفسياتهم وحاجاتهم.
-6الضرب يحرم الطفل من حاجاته النفسية للقبول والطمأنينة والمحبة..
-7الضرب يعطي نموذجا سيئا لألبناء ويحرمهم من عملية االقتداء ..
-8يزيد من حدة العناد عند غالبية األطفال ويجعل منهم عدوانيين.
-9الضرب قد يضعف الطفل ويحطم شعوره المعنوي بقيمته الذاتية فيجعل منه
منطويا على ذاته خجوال ال يقدر على التأقلم والتكيف مع الحياة االجتماعية..
[]9
-10الضرب يبعد الطفل عن تعلم المهارات الحياتية(فهم الذات -الثقة في النفس –
الطموح – النجاح )..ويجعل منه إنسانا عاجزا عن اكتساب المهارات االجتماعية
(التعامل مع اآلخرين أطفاال كانوا أو كبارا)
-11اللجوء إلى الضرب هو لجوء ألدنى المهارات التربوية وأقلها نجاحا.
-12الضرب يعالج ظاهر السلوك ويغفل عن أصله ..ولذلك فنتائج الضرب عادة ما
تكون مؤقتة وال تدوم عبر األيام.
-13الضرب ال يصحح األفكار وال يجعل السلوك مستقيما.
-14الضرب يجعل الطفل يترك العمل خوفا من العقاب ويقوم بالعمل من أجل
الكبار ..وكلهما انحراف عن دواع السلوك السوي الذي ينبغي أن يكون نابعا من
داخل الطفل( اقتناعا -حبا -إخلصا -طموحا -طمعا في النجاح وتحقيق األهداف
خوفا من الخسارة الذاتية)
-15الضرب يدفع الطفل على الجرأة على األب والتصريح بمخالفته واإلصرار
على الخطأ..
وقد صح عن النبي صلى هللا عليه وسلم أنه قال" :ان الرفق ال
يكون في شيء إال زانه"
ومتى يكون الرفق أوجب ما يكون ؟ مع هؤالء الصغار****** .
إننا ال نحتاج أن نترفق بالطفل
حين يتفوق في درسه وتحصيله
وال حين يسبق أقرانه في الفهم و االستجابة ..ولكن
عندما يبدو على الطفل ما نظنه غباء وتقصيرا في الفهم والتحصيل عندئذ تطير
ألباب كثير من المربين...فل يجدون إال العنف أو التهديد ليوقظوا الطفل من غفوة عقله.
وقد تنجح هذه الوسيلة مع بعض األطفال في بعض الحاالت فيظن المربي أنها الوسيلة
الناجحة دائما ومع الجميع وينسى هؤالء المربون أن األسباب التي تؤدي بالطفل إلى هذا
الموقف ال حصر لها وأن علج الغفلة أو التقصير يتنوع ويتعدد بمقدار تنوع أسبابها
وتعددها.
الرسول صلى هللا عليه وسلم والضرب
هل نضرب أبناءنا ؟
وما المصلحة المرجوة من ذلك؟ وما المفسدة من ذلك؟
مهم أن نطرح الموازنة بين المصالح والمفاسد في التأديب من خلل العقوبة البدنية
متبعين في ذلك منهج القرآن الكريم:
"يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من
نفعهما"
[]10
المنافع ثابتة لكنها ال تكفي إلباحة الخمر والميسر
-يستدل المؤيدون للضرب بكونه وسيلة تربوية للتأديب بحديث رسول هللا
صلى هللا عليه وسلم "مرو أوالدكم بالصلة وهم أبناء سبع سنين،
واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين ،وفرقوا بينهم في المضاجع"
وما أفهمه من الحديث النبوي من موقعي التربوي وزادي مما تعلمته من
علمائنا االفاضل :
-1تعويد األطفال من سن السابعة
وهذا واضح بصيغة األمر (مروا) واألمر يفيد الوجوب ..
والحكمة من ذلك أن يستأنس الطفل ويعتاد على الصلة فيسهل عليه
إقامتها اذا وصل سن البلوغ ...
-2الطفل أكثر استعدادا في سن السابعة فهو يومها أسلس قيادا وأسرع
مواتاة وأميل الى التقليد
بل هو في طور بناء عاداته السلوكية ،وعزيمته مرتفعة ال يشوبها
شائب ..
-3مسؤولية الكبار أعظم ..والضرب مطلوب على الكبير قبل الصغير وقد
قال شيخ اإلسلم ابن تيمية كلما رائعا في هذا المجال:
"ويجب على كل مطاع أن يأمر من يطيعه بالصلة ،حتى الصغار الذين لم
يبلغوا ،قال الرسول صلى هللا عليه وسلم "مروهم للصلة لسبع ...الخ"
ومن كان عنده صغير مملوك أو يتيم أو ولد ولم يأمر بالصلة فإنه يعاقب
الكبير إذا لم يأمر الصغير ،ويعزر الكبير على ذلك تعزيرا بليغا ،ألنه
عصى هللا ورسوله" (مجموع فتاوى)50/22
-4التدرج سنة تربوية وطبيعة بشرية
ثلث سنوات من العمل والتعويد والتشجيع والتدريب كفاية ألن يلتزم
الطفل بالصلة ويبرمج عليها عقيدة وسلوكا ونظاما بحياته..
وهذه السنوات الثلث تعد تدرجا في عملية االلتزام بالصلة .
[]11
-5ثلث سنوات كافية للبرمجة اإليجابية..
ثلث سنوات يعني( )5475صلة مرت على الطفل )5475( ،وقت
انتظم فيه الطفل..
ضرب الطفل قبل أن يصل سن عشر سنوات فيه منافع عاجلة يراها اآلباء ..لكن
مفسدته على المدى الطويل أكبر بكثير..
-7الرسول صلى هللا عليه وسلم ما ضرب قط
إن االستدالل بحديث الضرب مطلوب بفهم الحديث ،والمطلوب كذلك
االستدالل واستحضار أنه صلى هللا عليه وسلم ما ضرب امرأة له وال
خادما ،وال ضرب شيئا بيده قط ..إال في سبيل هللا ،أو تنتهك حرمات
هللا فينتقم هلل ...
[]12
أنس بن مالك يلخص عشر سنوات من ممارسة الرسول صلى هللا عليه وسلم التربوية"
خدمت رسول هللا عشر سنين فلم يضربني ضربة قط ،ولم يسبني ،ولم يعبس في
وجهي ،وكان أول ما أوصاني به أن قال يا بني اكتم سري تكن مؤمنا ،فما أخبرت
بسره أحدا وان كانت أمي وأزواج النبي يسألنني أن أخبرهن بسره فل أخبرهن وال
أخبر بسره أحدا أبدا"
-8التأديب باالحترام والتقدير والمحبة والثقة ال بالخوف والهيبة !!
-9إن طبيعة الطفل أنه يحترم ويقدر من يحب ال من يخاف
-10والسلوك الطلوب أن نجعل الطفل يحبنا ويخاف غضبنا ..بتوازن.
وقفــــــــــــــــــــة:
من أين نتعلم التربية ..من كتب مترجمة من لغة أخرى ومن بيئة حضارية
مختلفة؟
التربية عملية تهتم ببناء اإلنسان من مختلف مكوناته الروحية والعقيدية
والوجدانية والفكرية والجسمية
لذلك لو أردنا االستفادة أن نقنن ما نطلع عليه من الغرب ..
التقنين ليس حرفيا وإنما تكييف ما قد يصل له العالم هناك ليتناسب مع بيئتنا
وعرضه على معاييرنا وقيمنا ومعتقداتنا التي تشكل الهوية..
[]13
-3ال تقارن الطفل بغيره:
المقارنة عادة تتم بين سلوكين وليس بين شخصين
فالمقارنة تصيب الطفل باإلحباط وتولد لديه شعورا بالرفض ...
-4ال تفرط في الحماية والدالل :إحاطة الطفل بحماية زائدة تشل قدراته وال تسمح له
بتنميتها وال باكتساب مهارات جديدة في الحياة وقد تصيبه باالتكالية القصوى
واالعتماد الدائم على الغير.
-5ال لسياسة الترصد للبن:
ابتعد عن االستعدادات الجاهزة للترصد والتجسس لضبط الطفل وهو يخطئ .
استعد لممارسة هذا:
-1كن جاهزا للمدح وال تتأخر:
لو سمع منك ابنك كلمة(ما شاء هللا) أو (ما أروعك) في لحظة سعادته بإنجاز ما
ارتبطت هذه الكلمات -وترسخت بذهنه – بكل المشاعر اإليجابية وشكلت
حافزا نحو العمل واإلنجاز .
إذا كن مركزا جاهزا على ما ينجزه ابنك ولو كان صغيرا بالنسبة لك..
-2فن اإلصغاء للولد:
ولذلك خصص وقتا يوميا لإلنصات للطفل ولو لبضع دقائق...
وسوف يتعلم االبن الكثير ويبني الكثير من المهارات لديه...
وسوف يتعلم لوالدان الكثير من الطفل ،ويفهمانه أكثر ،ويكونان أقدر الناس
على توجيه سلوكه...
-3استعن بتجارب اآلخرين :
قد تنتقل لرؤية آخر تزوره في منزله وهو يرى ابنه الصغير يحاول أن يضع
الشريط في الجهاز بطريقة غير صحيحة قيوم بهدوء البنه فيقول:
"أنت تريد أن تشاهد هذا الشريط ،وأنت تتعجل في وضعه لذلك فإنك تضعه
بطريقة غير صحيحة ..دعني أضعه لك في الجهاز وراقبني ،وبعد ذلك أخرج
أنا هذا الشريط من مكانه لتضعه أنت "
ثم يقوم االبن بتقليد أبيه وهنا يثني األب على ابنه.
-4هيئ نفسك للتوقعات:
من قوانين النجاح ...قانون التوقعات
أ -أيا كان ما تتوقعه بثقة ،يميل ألن يتحقق في العالم من حولك.
ب -إنك تتصرف دائما بأسلوب يتلءم مع توقعاتك ،وتوقعاتك تؤثر في
مواقف األشخاص المحيطين بك وسلوكياتهم
[]14
-5توقع االستجابة الفعلية والطاعة من ابنك بعد فترة ليست بالقصيرة..
ألن االستجابة السلوكية تحتاج لوقت وبرمجة متكررة حتى تصبح سلوكا وعادة
لدى الطفل خصوصا واإلنسان عموما .
-6ضع قوانين ونظاما وحدودا لكل التصرفات ،وكن أنت أول المحافظين عليها
-7قم بالتنظيـــــــــــــم :
إن األطفال يحبون دوما أن تكون لهم حدود وضوابط لكل شيء ،ويشعرون
بالمخافة والريبة والتردد إذا غابت الحدود واختفت الضوابط في حياتهم.
وقد عبر أحد األطفال عن أهمية الحدود قائل:
جاءتنا اليوم معلمة مناوبة سمحت لنا أن نفعل أي شيء نريده فلم نحبها.
وقفة تربويـــــــــــة/
نعم للتنظيم وهو ضرورة نفسية تربوية للطفل ...وفي الوقت نفسه ينبغي أال
يتحول هذا التنظيم وتلك القواعد إلى عامل يخنق الطفل ويحد من قدرته ويسجنه
في بنود ويجعل منه شخصا اتكاليا واعتماديا على غيره...
إننا نريد ضوابط تعين على االنطلق ،وتنمي جوانب الذكاء واإلبداع لدى الطفل،
وتكشف المواهب ،وتعمل على تنميتها.
-8هيئ نفسك لتكون قدوة حسنة :
التقليد حاجة نفسية لدى الطفل ..
ومن هذه الحاجة كان ضروريا أن نحبب ألبنائنا سيرة رسول هللا صلى هللا عليه
وسلم ،وحياة صحابته واألنبياء -عليهم السلم -والنماذج الناجحة في تاريخنا
اإلسلمي .
-9جهز نفسك لعملية التغيير :
يقول هللا تبارك وتعالى "إن هللا ال يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
لنتعلم مقتضيات التغيير:
-1حل المشكل ال إفراز التوتر
-2إدارة الغضب واالنفعاالت:
الغضب واالنفعاالت لدى اإلنسان إيجابية لو أحسن إدارتها والتحكم فيها؛
فهي مصدر القوة والتفاعل ودليل على اهتمام اإلنسان بعبادته وقيمه ،وإال
من ال انفعال له وال غضب يعتريه فهو غير مهتم...
كذلك اآلباء واألمهات والمربون عموما إذا لم يغضبوا لسلوكيات مرفوضة
فتلك علمات قلة االهتمام وقلة استشعار المسؤولية وحجمها..
[]15
يقول رسول هللا صلى هللا عليه وسلم" كلكم راع وكلكم مسؤول عن
رعيته "..صدق رسول هللا
رؤية نبوية:
إن النبي صلى هللا عليه وسلم أوصى بعدم الغضب وفي الوقت نفسه مدح من يغضب
لمحارم تنتهك ،وهو بذلك يحذرنا من االنفعاالت السلبية للغضب ،وينهانا من الغضب
السلبي الذي يكون دافعه ـ غالبا ـ الذات و األنانية .
إن سلبيات الغضب كثيرة ..منها :
1ـ أن الطفل يتخلى عن السلوك المرفوض بدافع الخوف منك ...
2ـ تكرار هذا السلوك يجعلك تعتقد أنك تحسن صنعا ،وأن أبناءك يطيعون ويسمعون
،وأنك ترى نتائج إيجابية على المدى القريب...
لكن تذكر أن الثمن الذي ستدفعه على المدى البعيد باهض وكبير ..
إنهم يطيعونك لكنك فقدت ثقتهم ومحبتهم
قوة التغيير ضرورة لمن أحب أن يصبح مربيا إيجابيا ..وتبدأ من داخل النفس البشرية
..
هذه هي لب الممارسة التربوية اإليجابية ومحورها ..فهي التي تجعلك مرخصا
لحمل صفة األب واألم والمربي:
-1عبر عن مشاعرك:
قد يكون من خلل طرح توقعاتك من مثل:
-أتوقع منك أن تكون لطيفا مع أخيك الصغير.
-أنا منتظر منك أن تكون مرتبا ،متميزا في خلقك ،محافظا على
صلواتك...
التعبير عن مشاعرك التي تحترم مشاعر الطفل تجعل الطفل يتفاعل
إيجابيا وبشكل عاطفي مع مشاعر الوالد...
وهذا يقرب التواصل النفسي بين الوالد والطفل.
[]16
= إن التعبير عن المشاعر ينبغي أن ال يمس بسلبية موقفك من ابنك ،بل دع مشاعرك
السلبية تجاه السلوك والمشاعر اإليجابية من الطفل ..من مثل:
أنزعج من رؤية غرفتك بهذا الشكل من الفوضى...
أتوقع من ابني الحبيب أن تكون غرفته أجمل وأفضل تنسيقا..
-2انصت البنك باهتمام :
اإلنصات الفعال يعني اهتماما بما يريد الطفل التعبير عنه..
وهو طريق لتجاوز الحاالت المتوترة بين الوالدين واألبناء
وكلما مورس اإلنصات الفعال كلما عرفت العلقة األسرية انحسارا وتقلصا للحاالت
المتشنجة..
5خطوات لإلنصات الفعال :
-1اربط علقة تواصل بين عينيك وعيني ابنك
وتفادى أن تشيح وجهك عن ابنك.
فإن ذلك يوحي بقلة اهتمامك بما يقوله وقلة اعتبارك لشخصه..
-2اجعل ثمة علقة اتصال واحتكاك جسدي مباشر من خلل لمسة الحنان وتشابك
األيدي والعناق ووضع يديك على كتفيه..
فإن ذلك يوطد العلقة ويفتح لدى الطفل أجهزة االستقبال للرسائل التربوية
الصادرة من الوالدين..
-3علق على ما يقوله ابنك وبشكل سريع دون أن تسحب الكلم منه مبديا تفهمك
لما يقوله من خلل حركة الرأس أو الوشوشة الميمية بنعم أو ما شاء هللا ...
مما يوحي البنك أنك تتابعه باهتمام فتزيد طمأنينته ..
-4ابتسم باستمرار وأبد ملمح االطمئنان لما يقوله ،واالنشراح باإلنصات له مع
الحذر من تحسيس الطفل بأنك تتحمل كلمه على مضض أم أنه مضيع لوقتك
وال تنظر إلى الساعة وكأنك تقول له ال وقت لدي لكلمك..
[]17
-5متى ما وضحت الفكرة وتفهمت الموقف عبر البنك عن هذا وأعد باختصار
وبتعبير أدق ما يود إيصاله لك..
لتعلم ابنك اختصار ما يريد قوله وفن التعبير عن مشاعره وأحاسيسه .
والدقة في التعبير وتقلل بهذا من احتماالت الملل بينكما..
إن اإلنصات الفعال ال يكتمل إال من خلل االتصال غير اللفظي الذي يطمئن االبن
ويعيد له توازنه النفسي ..ويقضي بالتالي على مقاومة الطفل للرسائل التربوية
الصادرة من اآلباء..
-3خصص وقتا لإلنصات الفعال:
فكما أننا نخصص أوقاتا لشراء ما يحتاجه أبناؤنا ووقتا للهتمام بصحة أبدانهم
ونظافتهم فكذلك نحتاج تخصيص وقت لإلنصات لهم مهما قل هذا الوقت..
خمس دقائق فقط !!
-ال أهمية لها عند عامة الناس ..وليس صعبا أن يخصصها األب يوميا
البنه .
-كل يوم تنمي الحوافز اإليجابية لدى ابنك وتغرس لديه الدوافع التي
تزود سلوك اإلنسان بالعمل الصالح وملء الوقت بما ينفع دنيا وآخره..
-خمس دقائق مخصصة تعني تمتع األب بوقت كبير لقضاياه األخرى.
-خمس دقائق للطفل تعني أنك تود التواصل مع ابنك وتحاول فهمه
وتفهم حاجاته ورغباته وأنك تشعر به..
وقبل هذا وذاك تعني أنك تتقن األخذ والعطاء ..وتمهد قلوب األبناء
وبصيرتهم لإلنصات الفعال...
و بمعنى أوضح أنك تقوي الذكاء الوجداني لديهم المعروف لدينا
بالبصيرة..
[]18
-4كافئ السلوك اإليجابي:
وخطواته كما يلى :
أ -صف ما ترى من سلوك إيجابي يصدر من ابنك.
ب -صف شعورك وأبد إعجابك بالسلوك.
ج -صف سلوك الولد اإليجابي لتعزيزه.
وتذكر /من خطوات مكافأة السلوك اإليجابي امتداح سلوك الطفل مع
ضرورة مراعاة الدقة واألمانة وتجنب المبالغة في المدح حتى
ال يؤدي لنتائج عكسية.
-5احترم مشاعر الطفل:
عن طريــــــــــــــق ..
-3المعانقة. -2التقبيل. -1االبتسامة.
-4االهتمام من خلل الحوار...دليل على االعتراف به وبقدراته على
الحديث معك ..وهي وسيلة تزرع الثقة بالنفس لدى الطفل.
- 5تعبيرات العين :
يفهم من خللها الطفل رضاك عنه واستحسانك لشخصيته أو العكس.
7ايماءات الوجه1:ش****
فارتخاء عضلت الوجه يفهم من خللها الطفل رضاك عنه وحبك له
واحترامك لمشاعره ..والعكس صحيح.
[]19
أبناءنا ليسوا -دواجن أو حيوانات أليفة..
وثمة فرق شاسع بين التربيـــــــــــة والتدجيـــــــــــــــــن
التربية :اهتمام ورعاية وتنمية لمكونات الطفل الشاملة بوصفه إنسانا (روح وعقل
ووجدان وجسد)
أما التدجين :فهي العملية المهيمنة "لألسف" على األغلبية ،وتنحصر في االهتمام بـ
وزن الطفل وطوله وصحته الجسدية فحسب ..
الطفل إنسان بحاجه لقيم ووجدان ومبادئ ومهارات ؛ ليدرك مع الزمن أنه ليس
مرتبطا باحتياجات الجسد والمتع وإنما وجوده مرتبط بـ قيم عليا من أجلها استحق أن
يكون إنسانا ونعمه من الخالق سبحانه( .العبادة-الكرامة -العزة-العدالة-السلم-الحب-
العطاء)
وتذكر:
ال تعلم ابنك أو تقدم له قيما عليا وأنت تعامله بوصفه حيوانا قطعا سـيسبب ذلك
اضطرابا في هوية الولد وشخصيته اإلنسانية..
لو قدر لنا أن نعرف قسمة الحب وأثره في تربية الطفل لـ فوجئنا أن
الحب يصنع المعجزات ..
إعطاء األولوية:
ليس كل ما تراه له حق األولوية في التربية..
أولوية التربية بـ السن:
7-0سنوات تعلم المهارات الحياتية
[]20
اتخاذ القرار ،التعامل مع الضغوط ،التواصل مع الناس ،الصورة
اإليجابية عن الذات ،المبادرة ،االنطلقة..
14-7سنة تعلم واكتساب القيم والمبادئ :
سقوط الحجارة..
هناك كلمات لطيفة تريح النفس وتذهب الخلق وترفع المعنويات وتطمئن القلب مثل:
بشرني-احسنت-ما رأيك؟
أخبرني كلي آذان مصغية ..
تعجبني -ممتاز -رائع
وهناك كلمات كـ الصخور تسقط على النفس لـ تربكها وعلى المعنويات لـ تحبطها
مثل:
اخرص -غبي -ال تفهم -كارثه -أغلق فمك...
شقي -شيطان
[]21
كلمات تهين الطفل تدوس كرامته وتحطم معنوياته
وصدق الشاعر حين قال:
وال يلتئم ما جرح اللسان جراحات السيوف لها التئام
[]23
السرعة محــــــــــــــــــــــــــــــــــدودة..
خلل السنوات الحالية أصبح أبنائنا يتعلمون بسرعة كبيرة ويتعلمون أشياء كثيرة في
وقت مبكر ..
خلل طفولتهم المبكرة يرون أشياء كثيرة...
مشاهد عنف وأحيانا مشاهد غير مناسبة ألعمارهم يرونها ببرامج التلفاز واألفلم..
أمثلة لهذه السرعة غير الملئمة:
أطفال دون العاشرة توضع أمامهم كل أنواع التقنيات الحديثة من أجهزة وغيرها
تجعلهم يزهدون في كل األلعاب الحركية وألعاب الفك والتركيب والتلوين واللعب بالطين
والمسابقات الجماعية مع أطفال من أعمارهم..
وإذا شرحنا خطورة ذلك لآلباء واألمهات وبينا سبب المتاعب التي يعانونها في تربيتهم
أو االضطرابات التي تظهر على أبنائهم ...ردد بعضهم
ماذا نفعل يا دكتور الكل دخل حلبة السباق والكل يملك األجهزة
وقفـــــــــــــــــة/
من فضلكم تخلصوا من عقدة
الجميع لديه...
الجميع وفر ألبنائه ..
وإال ..رسبتم في امتحان الرخصة التربوية للممارسة والقيادة الوالدية..
اختبار الثقة بالنفس:
إذا كنت تشتري وتقتني أغراضا وأجهزة لهذه األسباب:
ال أحد يملكها .. كل الناس اقتنوها..
[]24
ألنها األرخص .. ألنها األغلى..
فاعلم أنك تفقد الثقة بالنفس والتقدير الذاتي؛ ألن دوافع االقتناء ليست منطقية وغير
ضرورية...
حكمـــــــــــــة/
القيادة الوالدية المرخصة تربي أبناءنا على نار هادئة لينضج األبناء بالسرعة المناسبة
لتحقيق نمو سليم فكل شيء ينضج قبل أوانه يفقد بريقه و جاذبيته الفريدة..
[]25
إذا علينا أن:
-1نتقبل ونتفهم أنه ال ينبغي على كل طفل أن يمشي على قدميه في السنة األولى.
-2ونتفهم أيضا ليس مطلوبا أن يتكلم الطفل مثل أخيه أو ابن عمه في الشهر ( أ ).
-3ينبغي أن ينضج ويتعلم القراءة والكتابة في السنة ( ب ).
-4نتقبل االختلفات الفردية بين األطفال في كل مظاهر النمو...
االختــــــــــلف حاجة إنسانية للطفل:
كل طفل بحاجة أن يشعر أنه مختلف عن غيره وبحاجة أن يعامل معاملة خاصة
التشبه معاملة طفل آخر أصغر أو أكبر منه..
في التربية تعد إزالة الحواجز من أخطر السلوكيات تأثيرا على شخصية األبناء..
بيوت تسود فيها الحرية المطلقة بل حدود وال ممنوعات تعد بيوت متساهلة ..
كلمة ( ال ) تعد من أجمل الكلمات التي تقال للطفل ويقولها الطفل وأعتقد أن اإلنسان
الذي ال يستطيع أن يقول كلمة (ال) يصبح عبدا مملوكا إلرادة غيره..
فوائد ( ال )
-1تقوي اإلرادة.
-2تعطي للقانون معنى.
-3تعلم االنضباط.
-4تحمي من التعرض لإلحباط .
-5دون التعود على كلمة (ال) أبنائنا قد تنهار شخصياتهم مع أول صدمة..
[]26
التربية المتســــــــــــاهــلة :دعه يفعل ما يريد
انتشر في وقت من الزمن مفهوم التربية الحديثة ،وارتبط بالحرية المطلقة لألطفال
والمراهقين ..وكان من نتائجه:
-1ضعف الشعور بانتماء للوطن أو األسرة أو الوالدين .
-2عدم القدرة على التعاون مع اآلخرين.
-3فقدان قيمة االنضباط.
-4فقدان الشعور باألمان الذي ال يتم إال بوجود ضوابط وحواجز.
-5انتشار الفرق المنحرفة التي تسد ثغرات االنتماء الذي يعد حاجة نفسية
اجتماعية .
ومن ذلك انتشار فرق عبدة الشيطان وغيرها.
دراســـــــــــــــــــــــــــــات:
األبحاث تؤكد :أن األطفال الذين تربوا ببيئة متساهلة أقلهم اعتمادا على النفس
واستقلال وفضوال ،يميل الطفل أيضا للندفاع وعندما يصبح مراهقا يكون
أكثر ميل لتجارب مشينة مثل :
تناول المخدرات واالنتماء للفرق الغربية كعبدة الشيطان وغيرها.
وقفــــــه مهمة:
أبي ..أمي...إن كنتما تحباني فعل فقوال لي ( :ال)
كلما تساهل المجتمع وانفتح أكثر وتحطمت القيود والقيم والضوابط في
محطاته؛ كلما احتجنا لتربية أكثر تعقل وانضباطا بالقيم والقوانين.
[]27
الءات مطلـــــــــــوبة:
1ـ ال لحل األم لواجبات الطفل
2ـ ال إلغراق الطفل بكثرة األلعاب اإللكترونية وألعاب السرعة والقتال والعنف
3ـ ال للستجابة لكل طلب يطلبه الولد (أكلما اشتهيتم اشتريتم)
4ـ ال لشاشة التلفاز الخاصة بغرفة الطفل...
5ـ ال للطفل الموضة والمقتنيات والماركة الموقعة العالمية من الحذاء إلــــى
القبعة فالقلم...
6ـ ال للسهر الدائم
7ـ ال للهواتف الذكية المزودة بالنت قبل الجامعة
8ـ ال البتزاز الوالدين عاطفيا وإخضاعهما بالبكاء و التمرغ لينصاعا لرغبات
الولد مهما كانت خطأ خوفا على مشاعره...
9ـ ال لتحويل األب واألم لحارس مرمى والولد هدافا...يضرب الكرات ويسعى
الوالدان اللتقاطها(..القيادة للوالدين داخل األسرة ال لألوالد)
مطبـــــــــــــــــــــــــــــــات
طبيعة الحياة أن تعترض اإلنسان مطبات في حياته ومنها يتعلم ويشعر بالحياة
..بل بحقيقة الحياة...
-إذا كنت من محبي فاكهة المانجا فستجد نفسك أمام مطب تقشيرها..
-االستيقاظ من النوم وأنت ترغب باالستزادة منه لبدء برنامجك اليومي يعد مطبا
في الحياة..
[]28
ينبغي تعليم أبنائنا أن الحياة مطبات ومحطات ..وعليه أن يكون مستعدا لتجاوزها
..بكل إرادة وأريحية ..
وقفـــــــــــــــــــــة مهمة/
اآلباء اللينون المتساهلون يمارسون أسوأ ظلم في حق أبنائهم حين يحمونهم حماية
فائقة بحيث يسهلون لهم الحياة ويذللون لهم العقبات ..ويعاملونهم وكأنهم بيضة
بحاجة لحماية لئل ينكسر..
الحــــــــــــزم/
وضع األمور في مواضعها فل تساهل في حال تستوجب الشدة ،وال تشدد في
حال تستوجب اللين والرفق.
[]29
الحــــــزم عند ابن الجوزي رحمه هللا :
" أن يلزم ولده بما يحفظ دينه وعقله وبدنه وماله ،وأن يحول بينه وبين
ما يضره في دينه ودنياه ،وأن يلزمه التقاليد االجتماعية المرعية في بلده مالم
تعارض الشرع"
الــقدوة الحســـــــــــــــــــــــنة
ينظر لنا األبناء ونحن نخبرهم بأننا مسالمون ونحب السلم ولكن بسبب تافه
يروننا نخاصم ونصرح ونتعارك مع الجار
[]30
طريق خطير ..ملئ بالسيارات
في التربية (طريق خطير أو فيه ميلن)
تعني االستسلم أمام طلبات الولد الصغير بدعاوى متعددة:
ـ مسكين مازال صغيرا
ـ لنفرحه وندخل البهجة على قلبه
ـ سيتمكن مستقبل من تجاوز مشكلت االستجابة للطلبات وعواقبها ..
بالضبط
ألنه صغير ينبغي عدم االستسلم لطلباته غير المقبولة ؛ ليتعود على اكتساب العادات
اإليجابية...
قد يصبح التخلص من عادة سيئة تعود عليها منذ طفولته متأخرا..
وقد يخرج األمر عن السيطرة مستقبل
قابلت عددا من اآلباء واألمهات استمعوا لنصيحة دكتور له مكانته في المجتمع
..أوصاهم بالتساهل مع الولد في التدخين بدعوى أنها ستكون تجربة ليست إال ثم
يتركها
وتساهل اآلباء ووصلت رسالتهم المتساهلة إلى الولد على أنه ترخيص له بالتدخين
وتحول األمر لتعاطي أنواع أخرى أشد( :مخدرات وحبوب هلوسة)
[]31
تذكر /من السهل بناء شخصية وعادة إيجابية ،من الصعب تعديل شخصية وعادة
سلبية.
وقفــــــــــــــــــة/
الطفل الذي يفوز دوما في معاركه ومطالبه....
ـ لن يعرف أبدا معنى الحدود واالنضباط..
ـ لن يتعلم أبدا ما هو الصواب من الخطأ...
ـ لن يكون لديه أي مرجعية ينطلق منها لتحديد خياراته وتحقيق أهدافه (القيم والمبادئ)
[]32
ـ لن يكون لديه أي منطلقات ذاتية و أخلقية...
سينشأ طاغية صغيرا تعيسا؛ ألن الطغيان لم يحقق سعادة ألحد أيا كان صغيرا أوكبيرا
.
علقة إيجابية:
من أجمل الوقفات التربوية أن تعرف متى ينبغي ممارسة الحزم ومتى ينبغي التنازل
والتساهل...
لتكون مربيا إيجابيا عليك أن تتخلص من مرض االرتباط الكبير باألبناء لدرجة
االلتصاق
[]33
.8تنسى أنها زوجة..
-2عن ابن عمر رضي هللا عنهما عن النبي صلى هللا عليه وسلم أنه قال " :أال
كلكم راع ،وكلكم مسؤول عن رعيته ،فاألمير الذي على الناس راع ،وهو
[]34
مسؤول عن رعيته ،والرجل راع على أهل بيته ،وهو مسؤول عنهم ،والمرأة
راعية على بيت بعلها وولده ،وهي مسؤولة عنهم ،والعبد راع على مال سيده،
وهو مسؤول عنه ،أال فكلكم راع مسؤول عن رعيته" متفق عليه
-3عن أي هريرة رضي هللا عنه ،عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ،قال " :إذا
مات ابن آدم انقطع عمله إال من ثلث......الخ"
-4أحيانا يتهيأ لي – وأنا على يقين – أن تربية األبناء تكلف من الجد والوقت
أكثر مما يتحمله رئيس دولة...
التربية والشعور بالمسؤولية للتزود بالطاقة وتهدئة النفس وتغيير نظامها الروتيني..
-أبي لم يعلمني كيف أعيش ولكنني رأينه كيف يعيش ومن رؤيتي تعلمت
الكثير..
-إن أجمل النصائح والتوجيهات التي تعلمت منها في حياتي كانت القدوة
الحسنة والمثال األعلى الذي أعجبت به ؛ فأحببته فقلدته وحرصت أن
أكون مثله..
وقفة حكيــــــــــم:
موجز من كلم الشيخ البشير اإلبراهيمي رحمه هللا:
أنتـــــــــــم القـــدوة
" الغاية من التربية فهي ما يفيض من نفوسكم على نفوس تلميذكم
الناشئين من أخلق طاهرة قويمة يحتذونكم فيها ويقتبسونها منكم ،وما تبثونه في
أرواحهم من قوة وعزم ،وفي أفكارهم من إصابة وتسديد وفي نزعاتهم من إصلح
وتقويم وفي ألسنتهم من إفصاح وإبانة"...
إلى آخر كلمه رحمه هللا
[]36
-4إن األبناء ينظرون إلى القدوة نظرة دقيقة دون أن يعلم ،فرب عمل ال يلقي
له باال يكون في حسابهم من الكبائر.
جاء في فضل الدعوة إلى هللا وعظم أجرها قول النبي صلى هللا عليه وسلم
":من دعا إلى هدى كان له من األجر مثل أجور من تبعه ال ينقص من
أجورهم شيئا" رواه مسلم
فنقول طوبى ألب و أم جعل من العملية التربوية مجاال للدعوة إلى هللا ،
وهما من هموم اآلخرة ،ولم يجعلها عفوية يحكمها الواقع البيئي ،وتسيرها
الظروف والعادات واألعراف دون هدف محدد ،ومن ثم البد لهذه العبادة
من نية يبتغي بها وجه هللا ،حتى تؤتي ثمارها في الدنيا واآلخرة.
قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم " :إنما األعمال بالنيات وإنما لكل امرئ
ما نوى" متفق عليه
فإذا علم هللا عز وجل من عبده المربي صدق النية في تربية أوالده وفقه
وبارك في جهوده ،حتى لو كانت قليلة.
فموضوع النية واالحتساب في العمل التربوي هو الذي يميز المسلم عن
غيره ،فالمسلم الصطحابه النية مأجور وعمل بل نية مهدور.
الـــمـســـــــــاعـــدة
كلنا بحاجة للمساعدة والدعم..
الدعم األكبر واألقوى هو الذي يأتيك من الخالق سبحانه وتعالى..
[]37
يأتي عونا للعبد وتوفيقا وتيسيرا و أجرا ومنحا في الدنيا واآلخرة...
احرص على الدعاء ألبنائك بظهر الغيب وبحضورهم ،واغتنم هذه األوقات للدعاء:
-1بعد كل صلة
-2بعد كل توديع لهم سواء عند ذهابهم إلى المدرسة أم عند خروجك إلى العمل.
-3قبل سفرك.
-4قبل النوم ضع يدك على جبين الطفل واقرأ ما تيسر من القرآن ) سورة
اإلخلص المعوذتين) ،ثم ادع البنك بصوت هادئ..
-5مناسبة معينة (نجاح – تعثر – إنجاز)....
[]38
تذكــــر/
قول الرسول صلى هللا عليه وسلم " :كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو
ينصرانه أو يمجسانه " رواه البخاري ومسلم
وتذكر /
إما أن تكـــــــــــون
أو
يجب أن تتعــــــــــلم
لتـكون
[]39