You are on page 1of 100

‫الـدوريــــــة الشهــــريــة العــالـمـيـــــة للـعـــــــــلـوم‬

‫الطبعة العربية‬

‫صفحة ‪61‬‬

‫دليلك لفهم الجينوم البشــري‬


‫عاما على أكبر مشروعات علوم الحياة‬
‫‪ً 11‬‬

‫فلك‬ ‫يز‬
‫ف�ياء الجسيمات‬ ‫علوم البيئة‬

‫مســـار‬ ‫جسيم جديد يشبه‬ ‫بحيرات التجارب‬


‫‪ARABICEDITION.NATURE.COM‬‬ ‫االصـطـدام‬ ‫بوزون هيجز‬ ‫في خطر‬
‫أكتوبر ‪ / 2012‬السنة أ‬ ‫مجرتنا تصطدم بأندروميدا‬ ‫أقوى معجل لدراسة الجسيم‬ ‫موقعا‬
‫ً‬ ‫نقص التمويل يهدد‬
‫الولى ‪ /‬العدد ‪1‬‬ ‫الجديد في سيرن‬
‫بعد ‪ 4‬مليون سنة‬ ‫فريدا للتجارب‬
‫ً‬
‫‪ISSN 977-2314-55003‬‬ ‫صفحة ‪53‬‬ ‫صفحة ‪30‬‬ ‫صفحة ‪26‬‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫رسالة رئيس التحرير‬
‫على طريق النهضة العلمية‬ ‫أكتوبــر ‪ / 2012‬الـسنـــــة األولـــى ‪ /‬الـعــدد ‪1‬‬

‫الول من الطبعة‬ ‫الول من شهر أكتوبر ‪ – 2012‬إن شاء هللا ‪ -‬يكون العدد أ‬ ‫السبوع أ‬‫بانتهاء أ‬
‫فريق التحرير‬
‫العربية من مجلة "نيتشر" بين أيدي القراء من المجتمع العلمي العربي أينما كان‪ ،‬الذين‬ ‫رئيس التحرير‪ :‬مجدي سعيد‬
‫نأمل أن يفيدهم هذا المشروع الكبير‪ ،‬الذي يوفر للساحة العلمية والثقافية العربية‬ ‫نائبا رئيس التحرير‪ :‬د‪ .‬مازن النجار‪ ,‬كريم الدجوي‬
‫واحد ًة من أهم وأعرق المجالت العلمية في العالم‪.‬‬ ‫مدير التحرير والتدقيق اللغوي‪ :‬محسـن بيومي‬
‫الربعاء من كل أسبوع‪ ،‬محتويةً على نصفين‬ ‫تصدر الطبعة الدولية من المجلة يوم أ‬ ‫مساعد التحرير‪ :‬ياسمين أمين‬
‫الول‪ ،‬وهو ما يُعرف لدى العاملين في المجلة بالنصف الخلفي‪ ،‬وهو‬ ‫رئيسين‪ :‬النصف أ‬ ‫المدير الفني‪ :‬محمد عاشـور‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫الهم في المجلة‪ ،‬ويحتل الجز َء الكبر من صفحاتها‪ ،‬ويضم الوراق والرسائل البحثية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫مستشار التحرير‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬عبد العزيز بن محمد السويلم‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫مستشار الترجمة‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬علي الشنقيطي‬
‫وسوف تقوم الطبعة العربية بنشر ملخصات البحاث التي تحتويها العداد الثالثة‬ ‫اشترك في هذا العدد‪ :‬أبو الحجاج بشير‪ ،‬أحمد بركات‪ ،‬أحمد مغربي‪ ،‬باتر وردم‪ ،‬تسنيم‬
‫السبق (وهي هنا أعداد ‪ 6‬و‪13‬‬ ‫المنشورة في الشهر السابق على النشر‪ ،‬وعدد من الشهر أ‬ ‫الرشايدة‪ ،‬حازم سكيك‪ ،‬رنا زيتون‪ ،‬سهاد الوهيدي‪ ،‬طارق قابيل‪ ،‬عائشة هيب‪ ،‬علي‬
‫أ‬
‫الشارة إلى البيانات الساسية للبحث‪،‬‬ ‫السرجاني‪ ،‬عمرو سعد‪ ،‬ليث المغربي‪ ،‬ليلى الموسوي‪ ،‬لينا مرجي‪ ،‬لينا الشهابي‪،‬‬
‫و‪ 20‬سبتمبر‪ ،‬إضافة إلى عدد ‪ 30‬أغسطس)‪ ،‬مع إ‬
‫محمد السيد يحيى‪ ،‬مصطفى حجازي‪ ،‬مها زاهر‪ ،‬موسى فضل الله‪ ،‬هدى رضوان‪،‬‬
‫ضمانًا لسهولة وصول الراغب في مطالعته‪ ،‬سواء في الطبعة الدولية‪ ،‬أم على الموقع‪.‬‬
‫القسام الرئيسة والفرعية‪ ،‬وسوف‬ ‫المامي من المجلة‪ ،‬فيضم عددا من أ‬ ‫أما النصف أ‬ ‫هشام سليمان‪ ،‬هويدا عماد‪ ،‬وائل حمزة‬
‫ً‬
‫أ‬
‫نقوم في الطبعة العربية بنشر منتخبات من أربعة أعداد من مواد تلك القسام‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫مسؤولو النشر‬
‫البحاث‬ ‫‪ -‬هذا الشهر‪ :‬ويضم عددا من الفتتاحيات والرؤى العالمية‪ ،‬وأضواء على أ‬
‫ً‬ ‫المدير العام‪ :‬ستيفن إينشكوم‬
‫التي تنشر في "نيتشر"‪ ،‬فضال عن نخبة من أ‬
‫الخبار العلمية العامة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫المدير العام اإلقليمي‪ :‬ديفيد سوينبانكس‬
‫البحاث المنشورة بالمجلة‬ ‫‪ -‬أبحاث في دائرة الضوء‪ :‬ويحوي تناول أكثر عمقًا لبعض أ‬ ‫المدير المساعد لـ ‪ :MSC‬نيك كامبيل‬
‫ً‬
‫أ‬
‫الدولية‪ ،‬كما يحتوي على تحقيقات تتناول بعض القضايا التي تثيرها تلك البحاث‪.‬‬ ‫الناشر في الشرق األوسط‪ :‬كارل باز‬
‫مدير النشر‪ :‬أماني شوقي‬
‫‪ -‬التعليقات‪ :‬ويضم تعليقات على البحوث العلمية التي تنشر بالمجلة‪ ،‬كما يضم‬
‫عروضا ألحدث الكتب العلمية‪ ،‬وحوارات مع بعض الكتاب والفنانين الذين يسهمون‬ ‫أيضا ً‬ ‫ً‬ ‫عرض اإلعالنات‪ ،‬والرعاة الرسميون‬
‫في الثقافة العلمية في العالم‪ ،‬كما يضم هذا القسم عد ًدا من رسائل القراء‪ ،‬إضافة‬ ‫مدير تطوير األعمال‪ :‬جون جيولياني‬
‫إلى تأبين العلماء الذين قضوا نحبهم في وقت سابق على النشر‪.‬‬ ‫(‪)j.guiliani@nature.com‬‬
‫الساس النصف الخلفي‬ ‫‪ -‬أخبار وآراء‪ :‬وهو جزء من قسم البحوث بالمجلة‪ ،‬ويضم في أ‬ ‫الرعاة الرسميون‪ :‬مدينة الملك عبد العزيز‬
‫للعلوم والتقنية ‪KACST‬‬
‫ولكن تسبقه أخبار مفصلة عن بحوث المجلة وآراء حولها‪.‬‬ ‫بأوراقه ورسائله‪ْ ،‬‬ ‫‪http://www.kacst.edu.sa‬‬
‫‪ -‬مهن علمية‪ :‬وهو جزء يضم خالصة الخبرات والنصائح التي تهم العاملين في‬ ‫العنوان البريدي‪:‬‬
‫مهنة البحث العلمي‪ ،‬سواء في شكل تحقيقات‪ ،‬أم أعمدة‪ ،‬أم حوارات مع الصاعدين‬ ‫مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬
‫الواعدين من شباب الباحثين‪.‬‬ ‫ص‪ .‬ب‪ - 6086 :‬الرياض ‪11442‬‬
‫‪ -‬مستقبليات‪ :‬وهي صفحة واحدة تأتي في نهاية المجلة‪ ،‬تبحر بنا في لجج الخيال‬ ‫المملكة العربية السعودية‬

‫العلمي‪.‬‬ ‫التسويق واالشتراكات‬


‫إن مجلة "نيتشر" ـ التي نقدم للقارئ العربي طبعة شهرية منها ـ هي دورية علمية‬ ‫َّ‬ ‫التسويق‪ :‬إيلينا وودستوك (‪)e.woodstock@nature‬‬
‫البحاث التي تمت مراجعتها من قبل النظراء في كافة مجالت‬ ‫دولية تعنى بنشر أفضل أ‬
‫عادل جهادي (‪)a.jouhadi@nature.com‬‬
‫العلوم والتكنولوجيا‪ ،‬ويتم اختيار البحوث للنشر على أساس من أصالتها وأهميتها‪،‬‬ ‫‪Tel: +44207 418 5626‬‬
‫وكونها متعددة التخصصات‪ ،‬وتراعي ُح ْسن التوقيت‪ ،‬والتألق‪ ،‬مع توافر إمكانية الوصول‪،‬‬ ‫تمت الطباعة لدى مجموعة رعيدي للطباعة‪.‬‬
‫إضافة إلى نتائجها المبهرة‪ .‬و"نيتشر"‪ ،‬كما هو معروف‪ ،‬هي أكثر دوريات العالم العلمية‬ ‫‪NATURE [ARABIC] ONLINE‬‬
‫متعددة وبينية الختصاصات ‪ interdisciplinary‬التي يقتبس منها الباحثون‪ ،‬وذلك‬
‫‪http://arabicedition.nature.com‬‬
‫وفقًا للتقرير الصادر عن مؤسسة "طومسون رويترز" عن عام ‪ ،2010‬الذي يتناول أكثر‬
‫اقتباسا‪ ،‬حيث يبلغ معامل التأثير ‪ Impact Factor‬الخاص بالمجلة‬ ‫ً‬ ‫الدوريات العلمية‬ ‫لالتصال بنا‪:‬‬
‫‪ ،31.101‬ويعني المعامل متوسط عدد القتباسات والستشهادات المأخوذة من الورقة‬
‫البحثية الواحدة المنشورة بالدورية على مدار عامين سابقين على نشر التقرير‪ ،‬وهو‬ ‫‪Macmillan Dubai Office‬‬ ‫‪Macmillan Egypt Ltd.‬‬

‫المريكية‪.‬‬ ‫مقياس مستقل يتم حسابه عن طريق مؤسسة "طومسون رويترز" أ‬ ‫‪Dubai Media City‬‬ ‫‪3 Mohamed Tawfik Diab St.,‬‬
‫‪Building 8, Office 116,‬‬ ‫‪Nasr City,‬‬
‫يحمل العاملون في "نيتشر" على كواهلهم عبء المهمة التي وضعها المؤسسون‬ ‫‪P.O.Box: 502510‬‬ ‫‪Cairo 11371‬‬
‫الول ـ خدمة العلماء‪ ،‬من خالل‬ ‫في عام ‪ 1869‬في بيان التأسيس‪ ،‬وهي ـ في المقام أ‬ ‫‪Dubai, UAE.‬‬ ‫‪Tel: +20 2 2671 5398‬‬
‫‪Tel: +97144332030‬‬ ‫‪Fax: +20 2 2271 6207‬‬
‫النشر العاجل لكل ما يشهده العال َُم من تطورات علمية في كافة الفروع‪ ،‬وإتاحة‬
‫الخبار العلمية‪ ،‬ومناقشة القضايا المتعلقة بالعلوم‪ ،‬أما المهمة الثانية‬ ‫منتدى لتوفير أ‬
‫لـ "نيتشر"‪ ،‬فهي ضمان النشر السريع للنتائج العلمية في أوساط الجمهور العام في‬ ‫نشر مجلة "نِيتْ َشر" ـ وترقيمها الدولي هو (‪ )5587-2314‬ـ ِمن ِق َبل مجموعة نِيتْ َشر‬ ‫تُ َ‬
‫وفقا‬
‫ً‬ ‫تأسست‬ ‫سما من ماكميالن للنشر المحدودة‪ ،‬التي َّ‬ ‫تعتبر ِق ً‬
‫َ‬ ‫للنشر (‪ ،)NPG‬التي‬
‫الناس بأهمية العلوم لكل من المعرفة‪،‬‬ ‫جميع أنحاء العالم‪ ،‬بالطريقة التي تُ ْش ِعر َ‬ ‫المس َّجل يقع في طريق‬ ‫َ‬ ‫لقوانين إنجلترا‪ ،‬وويلز (تحت رقم ‪ .)00785998‬ومكتب ويلز‬
‫والثقافة‪ ،‬والحياة اليومية‪.‬‬ ‫برونيل‪ ،‬هاوندميلز‪ ،‬باسينجستوك‪ ،‬إتش إيه إن تي إس‪ ،‬آر جي ‪ 6 21‬إكس إس‪ .‬وهي‬
‫الوساط العلمية‪،‬‬ ‫نقدم هذه الطبعة العربية لتلك المجلة العريقة والمتميزة في أ‬
‫أما بخصوص الطلبات واالشتراكات‪،‬‬ ‫ُم َس َّج َلة كصحيفة في مكتب البريد البريطاني‪ّ .‬‬
‫والتي ترعاها وتمولها مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية مشكورة إسهاما منها‬ ‫مصو َرة لالستخدام‬ ‫َّ‬ ‫بمنْ ح التفويض لعمل نُ سخ‬ ‫رجى االتصال بمكتب دبي‪ .‬وفيما يتعلق َ‬ ‫في َ‬
‫ُ‬
‫المام‪ ،‬ونحن نأمل أن يكون‬ ‫في دفع عجلة النهضة بالعلوم في العالم العربي إلى أ‬ ‫مح َّددين‪ ،‬فهذا األمر‬ ‫الداخلي أو الشخصي‪ ،‬أو االستخدام الداخلي أو الشخصي لعمالء َ‬
‫الوسع على المجتمع العربي بأسره‪ ،‬وهللا من وراء القصد وهو‬ ‫لذلك تأثيره اليجابي أ‬ ‫المس َّج َلة من خالل مركز إجازة‬‫َ‬ ‫يتعلق بموافقة "نِيتْ َشر" للمكتبات‪ ،‬والكيانات األخرى‬
‫إ‬ ‫ومقرہ في ‪ 222‬روز وود درايف‪ ،‬دانفيرز‪ ،‬ماساشوسيتس ‪،01923‬‬ ‫حقوق الطبع والنشر‪،‬‬
‫ّ‬
‫يهدي السبيل‪.‬‬ ‫الواليات المتحدة األمريكية‪ .‬والرقم الكودي لـ"نِيتْ َشر" هو‪ ،03/0836-0028 :‬باتفاقية‬
‫رئيس التحرير‬ ‫شهريا‪ .‬والعالمة‬ ‫ًّ‬ ‫نشر الطبعة العربية من مجلة "نِيتْ َشر"‬‫النشر رقم‪ .40032744 :‬وتُ َ‬
‫مجدى سعيد‬ ‫الم َس َّج َلة هي (ماكميالن للنشر المحدودة)‪ .2012 ،‬وجميع الحقوق محفوظة‪.‬‬ ‫التجارية ُ‬

‫‪1 | 2012‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫الطبعة العربية |‬ ‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved
‫المحتويات‬
‫أكتوبر ‪ / 2012‬السنة أ‬
‫االولى ‪ /‬العدد ‪1‬‬

‫من الفهرس إلى العمل‬ ‫‪73‬‬ ‫أنباء وآراء‬ ‫افتتاحيات‬


‫إيران سيجال‬ ‫فك الترميز‬ ‫‪70‬‬ ‫خيوط الجينوم الدوارة‬ ‫‪8‬‬
‫منتدى نقاش الجينوميات‬
‫ملخصات األبحاث‬ ‫المقدمة‬
‫موسوعة متكاملة من عناصر الحمض النووي‪/‬‬ ‫‪78‬‬ ‫تقديم وليمة الجينوم‬ ‫‪70‬‬
‫المشهد الكروماتيني المتاح من الجينوم‬ ‫جوزيف آر‪ .‬إيكر‬ ‫عام الجينوم البشري‬ ‫‪63‬‬
‫موسع في آثار‬
‫البشري‪ /‬معجم تنظيم إنساني َّ‬
‫أقدام عامل االستنساخ‪ /‬بنية الشبكة التنظيمية‬ ‫التحكم في التعبير‬ ‫‪71‬‬ ‫تحقيق‬

‫‪COVER ILLUSTRATION: CARL DETORRES‬‬


‫االنسان المستمدة من بيانات الترميز‬
‫في إ‬ ‫ويندي أ‪ .‬بيكمور‬ ‫النسان‬
‫موسوعة إ‬ ‫‪64‬‬
‫بريندان ماهر‬
‫مهن علمية‬ ‫غير ُمرمزة‪ ،‬لكن فعالة‬ ‫‪72‬‬
‫ترس واحد في ماكينة معقدة‬ ‫‪90‬‬ ‫باروزو‬
‫إيناس ّ‬
‫سارة كيلوج‬
‫تعليق‬
‫التطور والشيفرة‬ ‫‪73‬‬ ‫دروس لمشروعات البيانات الكبيرة‬ ‫‪67‬‬
‫‪nature.com/encode‬‬ ‫وجوناثان ك‪ .‬بريتشارد ويوآف جيلد‬ ‫إيوان بيرني‬

‫تعليقات‬ ‫أخبـــــار فى دائـرة الضــوء‬ ‫هـــذا الـشـهـــــر‬

‫علوم الفضاء‬ ‫‪39‬‬ ‫الحماية‬ ‫‪19‬‬ ‫افتتاحيات‬


‫عندما تضل الشراكة الدولية السبيل‬ ‫معلومات أ‬
‫االقمار االصطناعية تبالغ في‬ ‫البيئة‬ ‫‪7‬‬
‫ديفيد ساوثوود‬ ‫تقديراتها المتفائلة للغابات الهندية‬ ‫البعاد الجتماعية للتنوع الحيوي‬ ‫أ‬
‫صحة الحيوان‬ ‫‪20‬‬ ‫تجاور التدابير العلمية واالجتماعية للتغلب‬
‫كـتــب وفنــــون‬ ‫الروسية‪ ،‬وقد‬
‫ّ‬
‫اجتياح حمى الخنازير أ‬
‫للراضي‬ ‫على تراجع التنوع الحيوي‬
‫علم األعصاب‬ ‫‪46‬‬ ‫يقتحم الجوار‬
‫أ‬
‫الذنان تمتلكها‬ ‫األبحاث‬ ‫‪7‬‬
‫الوراثة‬ ‫‪23‬‬ ‫المساءلة والشفافية‬
‫أندرو كينج‬ ‫آ‬ ‫معهد الصحة أ‬
‫يورثون مزيداً من الطفرات كلما ّ‬
‫تقدموا‬ ‫االباء ّ‬ ‫االمريكي عليه أن يؤمن مكاشفة‬
‫سوج‬ ‫‪47‬‬ ‫في العمر‬ ‫الجمهور حول تضارب المصالح‬
‫التنبؤ بمستقبل الساللت النباتية‬ ‫الشيخوخة‬ ‫‪25‬‬
‫حوار مع جون ماكورماك‬ ‫الوراثة والحميات الصحية يتصلن بشكل كبير‬ ‫رؤية كونية‬
‫بطول العمر‬ ‫‪ 11‬يجب أن نكون صرحاء‬
‫تشريح‬ ‫‪48‬‬ ‫بشأن أخطائنا‬
‫مسلوخ ومخلل وملدن‬ ‫األبحاث الطبية‬ ‫‪27‬‬ ‫جيم وودجيت‬
‫إوين كاالواي‬ ‫بعد إخفاقات كثيرة‪ ،‬آ‬
‫االمال متركّزة على‬ ‫الشفافية هي المفتاح‬
‫إجهاض مسار مرض ألزهايمر‬ ‫للستثمارات العلمية السليمة‬
‫مراسالت‬
‫إدارة زراعة أ‬
‫االعضاء‪ ،‬اسنقطاب العالمات‪،‬‬ ‫‪50‬‬ ‫تحقيق إخباري‬ ‫أضواء على أبحاث‬
‫المصالح المتنافسة‪ ،‬الكتلة الحيوية‬ ‫هندسة األنسجة‬ ‫‪34‬‬ ‫مختارات من األدبيات العلمية‬ ‫‪12‬‬
‫يوشيكي ساساي ينمي أجزاء من الدماغ في‬ ‫دخان السجائر يعزز أ‬
‫االغشية الحيوية‪،‬‬
‫تأبين‬ ‫طبق لمعرفته برغبة الخاليا الجذعية‬ ‫هيدروجيل يجعل المباني تعرق‪ ،‬انتشار مرض‬
‫برنارد لوفيل (‪1913‬ـ ‪)2012‬‬ ‫‪52‬‬ ‫الهربس في حدائق الحيوان‪،‬‬
‫فرانسيس جراهام سميث‪ ٬‬ورودني ديفيس‪،‬‬ ‫مهن علمية‬ ‫ثـالثـــون ً‬
‫وأندرو الين‬ ‫يـومـــا‬
‫موجز حول الوظائف‬ ‫‪95‬‬ ‫موجز األنباء‬ ‫‪16‬‬
‫الثغرة النووية للهند‪ /‬خليا جذعية لعلج‬
‫مستقبليات‬ ‫ألحدث قوائم الوظائف والنصائح‬ ‫التوحد‪ /‬انخفاض جليد الشمال‪ /‬ارتفاع حاالت‬
‫النمو‪..‬المذاق المر للنجاح‬ ‫‪96‬‬ ‫المهنية تابع‪www.naturejobs.com :‬‬ ‫الكوليرا في العالم‪/‬‬

‫‪3 | 2012‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫الطبعة العربية |‬ ‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved
‫المحتويات‬
‫أكتوبر ‪ / 2012‬السنة أ‬
‫االولى ‪ /‬العدد ‪1‬‬

‫أبــحــــــاث‬

‫البحوث المنشورة في عدد‬ ‫‪81‬‬ ‫أنباء وآراء‬


‫فلك‬

‫َم َسار االصطدام‬


‫‪ 13‬سبتمبر ‪2012‬‬
‫مناعة‬ ‫‪54‬‬
‫خاليا جذعية ارتباط إنزيم البروتيوزوم‬
‫بإطالة ُع ْمر الخاليا الجذعية‬ ‫ترخص في الرئتين‬
‫‪D Vilchez et al‬‬ ‫بعد أربعة مليارات سنة من آ‬
‫االن‪ ،‬ستلتقي مجرة‬ ‫عندما تعبر الخليا المناعية الرئتين لتهاجم‬
‫أندروميدا بالقرب من مجرة درب التبانة‪ .‬وسوف‬ ‫الدماغ والحبل الشوكي‬
‫فيزياء الكم التخاطر الك َِّمي على طريقة‬ ‫تبدأ المجرتان رقصة االضطراب التي ستنتهي‬ ‫أورام‬ ‫‪56‬‬
‫«آيالند هوبنج»‬
‫‪X Ma et al‬‬
‫بعد ملياري سنة أخرى‪...‬‬ ‫الفصل في الجدل الدائر حول الخاليا‬
‫صفحة ‪53‬‬ ‫الجذعية‬
‫التنوع الحيوي اضطراب قاع البحار‬ ‫أ‬
‫هل تحتوي االورام على خليا جذعية سرطانية‬
‫بالشِّ باك الماسحة للقيعان‬ ‫تَدعم ديمومتها؟‬
‫‪P Puig el al‬‬
‫تغذية النبات‬ ‫‪58‬‬
‫علم التغذية الطعام منخفض السعرات ل‬ ‫التجذير من أجل المزيد من الفوسفور‬
‫يضمن حيا ًة أطول‬ ‫محاصيل أكبر من أ‬
‫االرز مع استخدام فوسفور‬
‫‪J Mattison et al‬‬ ‫أقل في التربة‬
‫البحوث المنشورة في عدد‬ ‫‪85‬‬ ‫مناخ‬ ‫‪59‬‬
‫‪ 20‬سبتمبر ‪:2012‬‬ ‫توازن أنهار الهيماليا الجليدية‬
‫علم األعصاب خريطة الطبوغرافيا‬
‫ملخصات األبحاث‬ ‫تساؤالت حول طرق تقدير توازن الكتل‬
‫البحوث المنشورة في عدد‬ ‫‪75‬‬
‫الجليدية حول العالم‬
‫الجزيئ ّية للدماغ البشري‬
‫‪M Hawrylycz et al‬‬ ‫‪ 30‬أغسطس ‪2012‬‬ ‫منتدى‪ :‬الجينوم‬ ‫‪70‬‬
‫علم الوراثة طفرة وراثية تضيف المشية‬ ‫فك الترميز‬
‫بصريات نابض إي بي آر ‪ EPR‬الطيفي‬ ‫تأثير وضع كتالوج للعناصر الوظيفية للجينوم‬
‫‪S Takahashi et al‬‬ ‫الجانبية للخيول‬
‫‪L Andersson el al‬‬ ‫البشري‬
‫ديناميكا حرارية توليد الكهرباء من الحرارة‬ ‫جوزيف آر‪ .‬إيكر‪ ،‬ويندي بيكمور‪ ،‬إينس‬
‫المهد َرة‬
‫َ‬ ‫المختلّة في‬
‫علم األورام البروتينات ُ‬ ‫باروسو‪ ،‬جواناثان ك‪ .‬بريتشارد‪ ،‬ويوف جيلد‪،‬‬
‫‪K Biswas et al‬‬ ‫سرطان القولون‬ ‫إران سيجال‬
‫‪S Seshagiri el al‬‬ ‫أنظر صفحات الترميز‬
‫المالريا‬
‫الجين ِّية ِل ُمقاومة َ‬
‫الشَ ارات ِ‬
‫الجينوم إ‬
‫‪C Timmann et al‬‬ ‫تغير المناخ توقع تركيزات الميثان في‬
‫القطب الجنوبي‬ ‫تغير المناخ‬
‫‪J. Wadham et al‬‬
‫جيولوجيا‬
‫البحوث المنشورة في عدد‬ ‫‪78‬‬
‫كربون من جليد‬
‫تشكيــل المواد‬ ‫‪ 6‬سبتمبر ‪2012‬‬ ‫القطب الشمالي‬
‫المنصهرة أثناء الزالزل‬ ‫الترميز موسوعة متكاملة من عنصار الدي‬
‫إن إيه في الجينوم البشري‬ ‫يمكن أن يؤدي ذوبان الطبقات دائمة التجلد‬
‫في القطب الشمالي إلى إطلق كميات هائلة‬
‫يقدم كيفن براون‪ ،‬ويوري فيالكو دراسة‬ ‫‪The ENCODE project Consortium‬‬
‫من الكربون إلى الغلف الجوي‪ ...‬صفحة ‪81‬‬
‫مخبرية حول الخصائص االحتكاكية للصخور‬ ‫الترميز المشهد الكروماتيني المتاح من‬
‫في سرعة االنزالق نحو المدى الزلزالي‪...‬‬ ‫الجينوم البشري‬
‫صفحة ‪76‬‬ ‫‪R E Thurman et al‬‬
‫فلك البحث عن ليثيوم‪ -7‬الكوني‬
‫‪J Howk et al‬‬
‫علم الحشرات التعلم من التجربة والخطأ‬
‫في ذبابة الفاكهة‬
‫‪K Keleman et al‬‬
‫علم األعصاب مصير خلية في دماغ‬
‫الثدييات البالغة‬
‫‪J Song et al‬‬

‫‪5 | 2012‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫الطبعة العربية |‬ ‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫ك ُْن َش ِريكًا َلنا ِفي ال ن ُم و وا ْز ِد َهار‬

‫ﺑﺠﺪ ﻭﺍﺟﺘﻬﺎﺩ؛‬ ‫َﻋ ِﻤ ْﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ َﻣ َﺪﻯ ﱠ‬


‫ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻻﺛﻨﺘﻲ ﻋﺸﺮﺓ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﱟ‬
‫ﺍﻟﻌ َﻠ َﻤﺎﺀ‪.‬‬
‫ﺃﻓﻀﻞ ﻣﺼﺪ ٍﺭ ﻟﺘﻮﻇﻴﻒ ُ‬
‫َ‬ ‫ﻟﺼﻴﺎﻏﺔ ‪naturejobs.com‬؛ ُﻟﻴﺼﺒﺢ‬
‫ﺺ‬‫ﺼ ٍ‬
‫ﺃﺻﺒﺢ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻮﻗﻊ ﺗﻮﻇﻴﻒ‪ُ ،‬ﻣ َﺨ ﱠ‬
‫َ‬ ‫ﻀﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻚ‪..‬‬
‫ﻭﺑ َﻔ ْ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﻌ ْﻠ ِﻤ ﱠﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻧﺤﺎﺀ‬
‫ﻟﻸﻭﺳﺎﻁ ِ‬
‫ِ‬

‫ﻟِ َﺬﺍ‪ ..‬ﻧﺤﻦ ُﻣﺘَ َﺤ ﱢﻤ ُﺴﻮﻥ ﻹﻋﻼﻣﻜﻢ ﺑﺎﻟﻤﻮﻗﻊ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻟ ‪naturejobs.com‬‬


‫ﻭﺣ ْﻔﻆ‬
‫ﻭﺗﺤﺴﻴﻦ ﺃﺩﺍﺋِ ﻪ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻲ؛ ُﻟﻴﻤﻜﱢﻨﻚ ﻣﻦ َﺑ ْﺤﺚ ِ‬
‫ُ‬ ‫ﺗﻄﻮﻳﺮه‬
‫ُ‬ ‫ﺗﻢ‬
‫ﺍﻟﺬﻱ ﱠ‬
‫ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ‪ ،‬ﻭﺗﻘﺪﻳﻢ ﻃﻠﺐ ﻋﻤﻞ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ‪ ،‬ﻭﺑﺴﺮﻋﺔ ﺃﻛﺒﺮ‪.‬‬

‫ﺗﻢ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ؛ ﻟﺘﺴﻬﻴﻞ ﺍﻟﻌﺜﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﻭﻇﺎﺋﻒ‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫ﺃﻥ ﺗﺤﻔﻆ ﺗﻨﺒﻴﻬﺎﺕ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﺨﺎﻟﻴﺔ ﺑﺴﺮﻋﺔ‪.‬‬
‫ﻳﻤﻜﻨﻚ ْ‬ ‫‪‬‬
‫ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻄﻠﺐ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻲ ﺑﻮﺗﻴﺮﺓ ﺃﺳﺮﻉ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺧﺪﻣﺔ‬ ‫‪‬‬
‫ﺍﻟﻤﺘﻤﻴﺰﺓ‪.‬‬
‫ﱢ‬ ‫ﺍﻟﺬﺍﺗِ ﱠﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﺴﻴﺮﺓ ﱠ‬
‫ﺗﺤﻤﻴﻞ ﱢ‬

‫ﺍﻟﺮ ِﺍﺑﻂ ﺍﻟﺘﱠ ﺎﻟﻲ‪:‬‬ ‫ﺴﺘﻌﺪ؟ ْﺍﺑ َﺤ ْ‬


‫ﺚ ًﺇﺫﺍ ِﺿ ْﻤﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ‪ 10,000‬ﻭﻇﻴﻔﺔ؛ ﻟﻠﻌﺜﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻚ َﻋ ْﺒ َﺮ ﱠ‬ ‫ﱞ‬ ‫ﺃﻧﺖ ُﻣ‬
‫ﻫﻞ َ‬

‫‪www.naturejobs.com‬‬

‫‪Follow us on:‬‬

‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬


‫هــــذا الشهـــــــر‬
‫مقاالت‬
‫التطور شذوذ التطور‬ ‫األحياء الدقيقة دخان السجائر‬ ‫رؤية عالميــة بوزون هيجز هو‬
‫جعل فأر ال َّزبابة بل أضراس‪،‬‬ ‫النف أ‬
‫للغشية‬ ‫يزيد إنتاج بكتيريا أ‬ ‫الطموح العلمي لمعرفة أصول الوجود‬
‫الشكل ص‪15 .‬‬ ‫وقواطعه غريبة َّ‬ ‫الحيوية ص‪12 .‬‬ ‫ص‪10 .‬‬

‫األبعاد االجتماعية للتنوع البيولوجي‬


‫أمورا كثيرة بجانب العلم‪ ،‬وذلك‬
‫ينبغي على الهيئة الدولية المنوط بها التعامل مع إشكالية تراجع التنوع البيولوجي أن تضع في اعتبارها ً‬
‫حتى تتمكن من إنجاز مهمتها‪.‬‬

‫المجتم ِع ِّي ي ن� ـ بلغة العلوم‬ ‫إن مناقشة القيم وتحديد أصحاب المصالح ش‬ ‫ال ي ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫وال�كاء‬ ‫نجل�ية لمجلة‬ ‫ي� مادة تعليقية‪ ،‬نُ ش�ت ي� عدد ‪ 23‬أغسطس‪ Vol. 488 ،‬من الطبعة إ‬
‫شعورا بعدم الراحة لدى بعض العلماء‬ ‫ً‬ ‫تث�‬
‫إزعاجا‪ ،‬وقد ي‬
‫ً‬ ‫الجتماعية ـ قد تسبب‬ ‫للمن� الحكومي‬ ‫الباحث� عىل التوجهات المستقبلية ب‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫" ِني ْت ش َ� ‪ ،"Nature‬وعلًق فيها عدد من‬
‫تع� هذه المقاربة ‪-‬‬ ‫التقليدي�‪ .‬ولعل هذا يقودنا إل طرح التساؤل التال‪ :‬ماذا ن‬ ‫ين‬ ‫البي� (‪ ،)IPBES‬عمدت هذه المجموعة إل لفت‬ ‫الدول للتنوع البيولوجي وخدمات النظام أ‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ ي‬
‫الدول للتنوع البيولوجي وخدمات‬ ‫المن� الحكومي‬
‫بعبارات عملية ‪ -‬بالنسبة إل ب‬ ‫ال� تبذلها الهيئة من أجل "تطوير فهم للتنوع البيولوجي‬ ‫ت‬
‫ي‬ ‫النظار نإل المساعي الحثيثة ي‬
‫البي�؟ عىل أحد المستويات‪ ،‬وعىل نحو ما طرحه كُ َّتاب المقال التعليقي‪،‬‬ ‫أ‬
‫النظام ي‬ ‫يرتكز ـ ي� الغالب ـ عىل أسس علمية"‪.‬‬
‫قد يعتقد الكث�ون أن أ‬
‫معاي� كل ما يمكن اعتباره مادة مقبولة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫الجابة بسيطة‪ ،‬ول تتجاوز توسيع‬ ‫قد تبدو إ‬ ‫"نيت� ‪ "Nature‬ـ ن ي� كل‬ ‫المر ل ينضوي عىل جديد؛ فمجلة ش‬ ‫ي‬
‫والخ�ة المحلية‪ ،‬والحتفاء بهما‪ .‬إن تحدي حماية التنوع‬ ‫المعرفة‬ ‫ن‬
‫تثم�‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫ب‬ ‫أي تعلُّم ي‬ ‫الحوال ـ هي مجلة العلوم السبوعية الدولية‪ ،‬ومن ثم‪ ،‬فإن الفهم القائم عىل أسس‬
‫اللف المؤلفة من الجروح يمثل ـ بل شك ـ‬ ‫ال�اكمي من قبل آ‬‫ت‬ ‫الموت‬ ‫من‬ ‫البيولوجي‬ ‫علمية هو ما تفعله المجلة بطبيعة الحال‪.‬‬
‫الحجام‪،‬‬‫محكًّا حقيقيا لختبار هذه المقاربة؛ ِ َفالمقاس الواحد ل يمكن أن يوائم كل أ‬ ‫تأييدا لهذه‬ ‫أو‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫استحسا‬ ‫يمثل‬ ‫ل‬ ‫المقالة‬ ‫هذه‬ ‫ع� عن نفسه ن ي�‬
‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ن‬ ‫وهذا التوجه الذي ب َّ‬
‫ول ينبغي له أن يكون كذلك‪.‬‬ ‫يأ� ي� سياق النقد لها؛ ففي المقالة نفسها‬ ‫ت‬ ‫بل‬ ‫علمية"‪،‬‬ ‫أسس‬ ‫المقاربة "القائمة عىل‬
‫ي‬
‫ال� كان‬ ‫تماما فكرة العتماد عىل العلم المدقق‪ ،‬وأكدوا أن "المعرفة ت‬ ‫رفض الكٌ تاب ً‬
‫ي‬
‫وال� ثبتت صلحيتها العلمية"‪ ،‬قد غدت يغ� كافية‬ ‫معاي� نهائية‪ ،‬ت‬ ‫ي‬ ‫باعتبارها‬ ‫يُنظر إليها‬
‫ن‬ ‫ي‬
‫ن‬
‫المساءلة والشفافية‬ ‫المن� الحكومي‬ ‫ب‬
‫البي� مقاربةً مختلفة عن تلك الصادرة عن‬
‫�‬‫َ ِّ ي‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫ت‬

‫للتغ� المناخي (‪ .)IPCC‬ويؤكد كاتبو المقال أن رغبة اللجنة ن ي�‬


‫ورة‬ ‫�‬ ‫عىل‬ ‫المجموعة‬
‫ي‬
‫هذه‬ ‫تؤكد‬
‫الدول للتنوع البيولوجي وخدمات النظام أ‬
‫كذلك‬ ‫علمية‪.‬‬

‫اللجنة الحكومية الدولية ي‬


‫لسياسة‬ ‫للتأط�‬
‫ي‬
‫ي‬
‫المريكية طريقة كشف علماء الطب الحيوي‬‫لقد غيرت الحكومة أ‬ ‫الن عىل صياغة المعيار التقييمي‬ ‫إنتاج تقييمات موحدة ومعيارية (حيث تعمل اللجنة آ‬
‫أك� أهمية‪ ،‬تمثلت �ن‬ ‫أعمال ش‬ ‫كث�ا من فرص نجاحها‪ ،‬حيث "طغت ٌ‬
‫موضع ترحيب‪،‬‬
‫َ‬ ‫المعدلة‬
‫َّ‬ ‫عن مصالحهم المالية‪ .‬وكانت القواعد‬ ‫ي‬ ‫الخامس) قد قللت ي ً‬
‫عمىل‬ ‫ي‬ ‫اء‬ ‫ر‬ ‫إج‬ ‫باتجاه‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ًُ‬‫ُد‬ ‫ق‬ ‫والدفع‬ ‫المناخية‪،‬‬ ‫ات‬ ‫التغ�‬
‫ي‬ ‫عن‬ ‫النظر‬ ‫وجهات‬ ‫جمع المزيد من‬
‫النترنت يجب‬
‫المحددة عن طريق إ‬
‫َّ‬ ‫ولكن الدخول إلى الصراعات‬
‫َّ‬ ‫الطراف الفاعلة"‪.‬‬ ‫عن طريق عدد من أ‬
‫طلبا‪.‬‬ ‫ن‬
‫أن يكون َم ً‬ ‫التحري� عد ًدا من علمات الستفهام‪ ،‬أولها عن مدى العدالة‬ ‫ي‬ ‫ويث� هذا الموقف‬ ‫ي‬
‫للتغ� المناخي‪ .‬والحقيقة‬ ‫ي‬ ‫الدولية‬ ‫الحكومية‬ ‫اللجنة‬ ‫ضد‬ ‫الهجوم‬ ‫والموضوعية ن ي� هذا‬
‫والثبات ن ي� آن واحد؛ حيث تأسست هذه‬ ‫الجابة عىل هذا التساؤل تحتمل النفي إ‬ ‫أن إ‬
‫مريكي� عن مصالحهم‬ ‫ال ي ن‬‫دخلت القواعد المشددة لكيفية إبلغ علماء الطب الحيوي أ‬ ‫اللجنة لجذب الحماس من كافة التجاهات‪ ،‬ولكن ربما يكمن السبب ن ي� هذا الهجوم‬
‫َّ‬
‫التغي�ات ـ ت‬ ‫ح� التنفيذ الشهر ن‬ ‫بصورة أوضح ن� تعاملها الف ّظ مع بعض أ‬
‫ال� تؤثر عىل العلماء الذين‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الما�‪ .‬وكانت هذه‬‫ي‬ ‫المالية ي ن َ‬ ‫السياس‬ ‫ي‬ ‫الخطاء المزعومة‪ ،‬وتراجع الدعم‬ ‫ي‬
‫آ‬
‫يتلقون المنح من الحكومةـ موضع ترحيب‪ ،‬رغم أنها ـ عىل الجانب الخر ـ لم تذهب‬ ‫لسياسات الحد من ظاهرة انبعاث الغازات الدفيئة؛ ويبقى أن منتقدي هذه اللجنة عاد ًة‬
‫بعيدا بما فيه الكفاية‪.‬‬ ‫فالهداف والممارسات تتنوع‬ ‫ما يتجاهلون طبيعتها المهجنة‪ ،‬وربما غ� المتجانسة‪ ..‬أ‬
‫ً‬ ‫ي‬ ‫َّ‬
‫المتلق� للمنح من المعاهد القومية‬ ‫ين‬ ‫حوال ‪ 38000‬باحث‪ ،‬معظمهم من‬ ‫وسوف يحتاج‬ ‫أن‬‫بع� ثلث مجموعات عمل منفصلة‪ ،‬لدرجة تدفع بالبعض للتأكيد عىل أنه ل ينبغي ْ‬
‫ي‬ ‫أ‬
‫أك� ممول للبحوث الطبية ن� العالم‪ ،‬إل ت ن‬
‫الل�ام بهذه‬ ‫تعت� ب‬
‫ال� ب‬ ‫ت‬
‫ي‬ ‫المريكية للصحة‪ ،‬ي‬ ‫السياس‬ ‫ي‬ ‫يَ ْص ُدر عن اللجنة تقرير موحد جامع‪ ،‬وإنما ثلثة تقارير منفصلة‪ .‬إن النفوذ‬
‫ت‬
‫ال� تم‬
‫اللوائح ي‬
‫َ‬ ‫التغي�ات‬
‫ي‬ ‫المعززة‪ .‬وتُ َح ِّدث هذه‬
‫ّ‬ ‫القواعد‬ ‫الكب� ـ ن ي� الوقت‬ ‫أك� قوة‪ ،‬ولكن يبقى الهدف ي‬ ‫للتحدث بصوت موحد عاد ًة ما يكون ش‬
‫تح� الباحث عىل‬‫وضعها ن� عام ‪ ،1995‬لضمان أل يؤثر ي ُّ ن‬ ‫"إن ثقة العامة في‬ ‫أك� عرضة للإصابة‪.‬‬ ‫ذاته ـ ش‬
‫ي‬
‫تصميم‪ ،‬أو إجراء‪ ،‬أو كتابة تقرير البحث‪.‬‬ ‫الشركات الطبية في‬ ‫ال� تتبناها اللجنة الحكومية الدولية‬ ‫ت‬ ‫أ‬
‫َ‬ ‫العدا� ضد المقاربة المعلنة ي‬ ‫ي‬ ‫إن هذا الموقف‬
‫أول‪ ،‬يجب عىل‬ ‫التغي�ات المهمة‪ً :‬‬ ‫ي‬ ‫من‬ ‫عديد‬ ‫وهناك‬ ‫خطر‪ ،‬وت ِجب إعادة‬ ‫ال� يتم من خللها طرح قضية‬ ‫للتغ� المناخي ربما يصدر من ناحية بسبب الكيفية ت‬ ‫ي‬
‫الباحث� آ‬ ‫ي‬
‫الن الكشف عن كل "مصلحة شخصية مهمة"‬ ‫ين‬ ‫بناء هذه الثقة‪ ،‬وليس‬ ‫التغ�ات المناخية‪ ،‬باعتبارها مشكلة مطروحة للحل‪ ،‬ومعضلة بك�ى خارجية ينبغي‬ ‫ي‬
‫ش‬
‫المبا�ين‪،‬‬ ‫لمؤسساتهم تخصهم‪ ،‬أو تخص أقرباءهم‬ ‫التعامل معها ومعالجتها‪ ،‬ومن ثم كقضية يقع عبء تحديدها وترسيمها عىل العلم‪ ،‬إل‬
‫تقويضها"‪.‬‬ ‫أنه من الممكن‪ ،‬بدل ً مما سبق‪ ،‬وضع هذه القضية ن� إطار توال ي ن‬
‫بأي من مسؤولياتهم المؤسساتية‪ ،‬من التدريس‪،‬‬ ‫ٍّ‬ ‫وتتعلق‬ ‫ملي� ـ وربما مليارات‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫الخلقيات‪ .‬وهذا‬ ‫المر�‪ ،‬إل البحوث المعملية‪ ،‬والخدمات ن� لجان أ‬ ‫والكشف عىل ن‬ ‫الم�ابطة الصادرة عن أفراد يغ� تم� ي ن‬
‫ابط�‪.‬‬ ‫ـ القرارات يغ� ت‬
‫ي‬
‫ال� كانت تطلب ـ بشكل عام ـ الكشف‬ ‫ت‬ ‫ش‬
‫ط يم ِّثل مدى أوسع من القواعد السابقة‪ ،‬ي‬ ‫ال�‬
‫عن أ‬
‫الدول للتنوع البيولوجي‬ ‫ي‬ ‫المن� الحكومي‬ ‫وهنا يمكن الحديث عن دروس ينبغي عىل ب‬
‫لم�وع محدد‪.‬‬ ‫الساس ش‬ ‫ئيسا‬ ‫ر‬ ‫ل‬ ‫عام‬ ‫باعتبارهم‬ ‫الناس‬ ‫إل‬ ‫ننظر‬ ‫البي� مدارستها وتعلمها؛ فإذا كنا‬ ‫أ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫وخدمات النظام ي‬
‫التغي� الغموض الذي سمح ـ عىل سبيل المثال ـ لباحث باستنتاج أن الخدمة‬
‫ي‬ ‫لقد أنهى‬ ‫التغ�ات المناخية‪ ،‬والقضاء عىل التنوع البيولوجي‪،‬‬ ‫أساسيا من مكونات مشكلت ي‬ ‫ًّ‬ ‫ومكونًا‬
‫الكلينيكية‪،‬‬ ‫المدفوعة ن� مجلس لحدى ش�كات أ‬
‫الخ�ة إ‬
‫ب‬ ‫إل‬ ‫فقط‬ ‫هة‬‫موج‬
‫َّ‬ ‫ى‬ ‫الك�‬
‫ب‬ ‫دوية‬ ‫ال‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫فإن سلوك هؤلء الناس وموقفهم ينبغي أن يكونا جز ًءا محوريًّا من الحل‪ .‬إن هذا التصور‬
‫بح� تموله الحكومة‪ ،‬استخدم أحد المركَّبات التجريبية‬‫ش‬ ‫ش‬ ‫من شأنه أن يجعل كل ً من المشكلة والحل ش‬
‫وبالتال ل صلة لها بم�وع ي‬
‫ي‬ ‫غموضا‪ ،‬وأقل عرضة للتوحد والمعيارية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أك�‬
‫حدثة‪ ،‬لن يكون هناك أي نقاش حول وجوب الكشف عن‬ ‫الم َّ‬ ‫ش‬
‫لل�كة‪ .‬وبموجب القواعد ُ‬ ‫ش‬
‫أك� واقعية‪ ،‬ويجعل الحل أك� قابلية للتطبيق‪.‬‬ ‫ولكنه ن� الوقت ذاته يجعل المشكلة ش‬
‫ي‬
‫‪7 | 2012‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫الطبعة العربية |‬ ‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫هذا الشهر افتتاحيات‬

‫أيضا بطرق مهمة أخرى‪ .‬وعىل سبيل المثال‪ ..‬سوف يتم إالبلغ‬ ‫لقد تم تعزيز القواعد ً‬ ‫اكتمال للمصالح المالية ذات‬ ‫ً‬ ‫هذا الدخل‪ ،‬وأن المؤسسات سوف تكون لديها صورة ش‬
‫أك�‬
‫بكث� من ِق َبل المؤسسات للمعاهد القومية للصحة عن أي تضارب ن ي�‬ ‫أك� ي‬ ‫عن تفاصيل ش‬ ‫الصلة المحتملة بعلمائها‪.‬‬
‫والتداب� ال�ت‬ ‫ن‬
‫المصالح يتم تحديده‪ ،‬بما ي� ذلك القيمة التقريبية بالدولر للمصلحة‪،‬‬ ‫ب� يناير‬ ‫الف�ة ما ي ن‬ ‫التغي�‪ ..‬ففي ت‬ ‫هذا‬ ‫أهمية‬ ‫ثبات‬ ‫ل‬ ‫واحد‬ ‫مثال‬ ‫المر سوى‬ ‫لن يحتاج أ‬
‫ي ي‬ ‫ي‬ ‫إ‬
‫أيضا‬ ‫أ‬ ‫‪ ،2000‬ويناير ‪ ،2006‬تلقَّى الطبيب النفس البارز تشارلز نيم�وف ـ الذي كان آنذاك �ن‬
‫يتم اتخاذها للتعامل مع هذا التضارب‪ ،‬والتخلص منه‪ .‬والهم من ذلك‪ ،‬أن هناك ً‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫واضحا لمتطلبات الكشف عن الدخل الذي يحصل عليه العلماء من الجامعات‬ ‫ً‬ ‫استثنا ًء‬ ‫أمريك كمدفوعات‬ ‫أك� من ‪ 800000‬دولر‬ ‫جامعة إيموري ن� أطلنطا‪ ،‬بولية جورجيا ـ ش‬
‫ي‬ ‫"جلكسو سميث كلين" أ‬ ‫ي‬
‫والهيئات الحكومية للتدريس‪ ،‬أو العمل الستشاري‪ ،‬أو العمل ن ي� لجان المراجعة‪ ،‬أو‬ ‫أك� من ‪ 250‬خطابًا من الخطابات‬ ‫للدوية‪ ،‬مقابل ش‬ ‫من ش�كة‬
‫ن‬
‫المحا�ات‪.‬‬ ‫عمل الحلقات الدراسية وإلقاء‬ ‫للمسؤول� ن ي�‬
‫ين‬ ‫النفسي�‪ .‬لقد فشل ن ي� الكشف عن هذا الدخل‬ ‫ين‬ ‫الطباء‬ ‫ال� ألقاها عىل أ‬ ‫ت‬
‫ي‬
‫وعىل الرغم من ذلك‪ ،‬فقد سقطت القواعد الجديدة فيما يتعلق بأمر واحد مهم‪،‬‬ ‫نيم�وف إن القواعد الخاصة بإمكانية الكشف عن‬ ‫جامعة إيموري‪ .‬وبعد اكتشافه‪ ،‬قال ي‬
‫المق�حة ألول مرة‪ ،‬ووصفت ما‬ ‫التغي�ات ت‬
‫ي‬ ‫بن�‬‫عندما قامت المعاهد القومية للصحة ش‬ ‫هذا الدخل‪ ،‬أم ل‪ ،‬كانت غامضة‪.‬‬
‫ال�امنا بتعزيز الشفافية‪ ،‬والمساءلة‪ ،‬وثقة الجمهور"‪.‬‬ ‫بـ"�ط مهم جديد لتأكيد ت ن‬ ‫أسمته ش‬ ‫المشددة تُ ِلقي عىل المؤسسات المسؤولية الرئيسة بشكل حاسم‪ ،‬لتحديد‬ ‫َّ‬ ‫إن القواعد‬
‫ال�ط هو أن المؤسسات سوف ترسل تفاصيل تضاربات المصالح المالية‬ ‫وكان هذا ش‬ ‫كأن تكون مكافآت‬ ‫ْ‬ ‫الحكومة‪،‬‬ ‫من‬ ‫لة‬ ‫ممو‬
‫َّ‬ ‫بمنحة‬ ‫تبط‬ ‫ر‬ ‫ت‬ ‫نة‬ ‫معي‬
‫َّ‬ ‫مالية‬ ‫مصلحة‬ ‫ما إذا كانت‬
‫النها� للقواعد‬ ‫و� التكرار أ‬‫ن‬ ‫َ‬ ‫مدفوعة من ش�كة إللقاء خطابات‪ ،‬أو رسوم الستشارات‪ ،‬أو دفع مبلغ ي ن‬
‫ي‬ ‫لباحثيها عىل موقع ويب متاح للجمهور‪ ،‬يتم تحديثه كل عام‪ .‬ي‬ ‫مقابل‬ ‫مع�‬
‫ن‬
‫الجديدة‪ُ ،‬ج ِعل موقع الويب اختياريًّا‪ ،‬وتمت مواجهة المؤسسات بطلبات للحصول عىل‬ ‫مسؤول عن‬ ‫ً‬ ‫و� ظل النظام القديم‪ ،‬كان العا ِلم‬ ‫التأليف‪ ،‬أو تسديد مصاريف السفر‪ .‬ي‬
‫بدل من ذلك كتابةً ن ي� خلل خمسة أيام عمل‪ .‬وهذا نهج عفا‬ ‫معلومات‪ ،‬قد تستجيب لها‪ً ،‬‬ ‫البلغ‬ ‫وبالتال ما إذا كان يجب إ‬ ‫ي‬ ‫معينة تخص البحث‪ ،‬أم ل؛‬ ‫تحديد ما إذا كانت مصلحة َّ‬
‫عليه الزمن ن ي� الشفافية‪ .‬إنه لن يعزز ثقة الجمهور ن ي� الكشف الشامل‪ ،‬الذي يمكن الوصل‬ ‫ال�تيب ل يوحي بالثقة‪ ،‬وهي مشكلة ن ي� هذا العرص الذي نعيش فيه‪،‬‬ ‫عنها‪ ،‬أم ل‪ .‬وهذا ت‬
‫الكاديمية‬ ‫الوساط أ‬‫ب� أ‬
‫إليه بحق ن� الوقت المناسب‪ ،‬وهذا ن� وقت أصبحت فيه الحدود ي ن‬ ‫ال�كات الطبية ي� خطر‪ ،‬ولذا‪ ..‬تجب إعادة بناء هذه‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫إذ أصبحت فيه ثقةُ عامة الناس ي� ش‬
‫م�‪ ،‬وأصبحت ثقة المواطن العادي �ن‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫للخ�اق من أي وقت ن‬ ‫أك� عرضة ت‬ ‫والصناعية ش‬ ‫الثقة‪ ،‬وليس تقويضها‪.‬‬
‫ي‬ ‫أ‬
‫م�‪ .‬ويجب عىل المعاهد‬ ‫أك� أهميةً من أي وقت ن‬
‫ال� تمولها الحكومة ش‬ ‫ت‬
‫البحاث الطبية ي‬ ‫عرف به المصلحة بأنها ذات أهمية من‬
‫ِن‬
‫ن َّ‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫الذي‬ ‫الحد‬ ‫من‬ ‫َّضت‬ ‫ف‬ ‫خ‬ ‫ا‬ ‫أيض‬
‫ً‬ ‫المحدثة‬
‫َّ‬ ‫والقواعد‬
‫‪ 10000‬دولر ن‬
‫القومية للصحة أن تراجع القواعد مرة أخرى‪ ،‬لجعل موقع الويب إجباريًّا‪ .‬إنه من حدود‬ ‫المحترص‪ ،‬مع وجود العديد‬ ‫و� القتصاد‬ ‫ي‬ ‫دولر‪.‬‬ ‫‪5000‬‬ ‫إل‬ ‫القديمة‬ ‫القواعد‬ ‫�‬
‫ي‬
‫السء الصحيح الذي يجب عمله‪.‬‬ ‫ش‬ ‫ال ي ن‬ ‫الرصائب أ‬ ‫من دافعي ن‬
‫سلطة الوكالة أن ترص عىل هذا المعيار‪ ،‬وهذا هو ي‬ ‫مناسبا‪.‬‬
‫ً‬ ‫مريكي� الذين يكافحون من أجل تغطية نفقاتهم‪ ،‬يُ َع ُّد هذا‬

‫المعا� من الكميات‬
‫ن‬
‫عىل َج ْمع للفقرات والرسوم التوضيحية والجداول ذات الصلة ن ي� ‪ 30‬ورقة‪.‬‬
‫ي‬
‫ن‬
‫ت‬
‫القراء عىل استقراء‬
‫ن‬ ‫ونحن نتم� أن تساعد هذه الموضوعات ّ‬
‫الكب�ة من البيانات المنتجة خلل خمس سنوات من الجهد ي� ش‬
‫ن‬ ‫الموضوعات سريعة الدوران‬
‫م�وع ال� يم�‪ .‬ويجب أن‬ ‫ي‬
‫أك� سهولة ن ي� دراساتهم الخاصة‪ ،‬وهذا‬ ‫يتيح ذلك للعلماء استغلل المعلومات بطريقة ش‬ ‫دفع إلى البتكار في استخراجها‪.‬‬
‫نَ ْشر البيانات في مشروع الترميز يَ ُ‬
‫الم�وع‪ .‬وبالنسبة إل الموضوعات المعروضة عىل‬ ‫الول ـ هو الهدف من ش‬ ‫ـ ن� المقام أ‬
‫ي‬
‫ال� تسمح للقراء بالنتقال بسهولة لرؤية‬ ‫ت‬ ‫ال تن�نت‪ُ ،‬فيتوقَّع ْ‬
‫أن تكون مملوءة بالروابط ي‬ ‫إ‬
‫التمي� ذا أ‬
‫المكان الذي أتت منه المعلومات‪ ،‬وقياس ترابط وتَ َوافُق البيانات فيما بينها‪.‬‬ ‫اللوان‬ ‫ين‬ ‫جدا من العلماء الذين لم يستخدموا قلم‬ ‫قد يكون هناك عدد قليل ًّ‬
‫جديدا‬ ‫تقنيا آخر‪،‬‬ ‫ال� ي ن‬‫وإل جانب مفهوم الموضوع‪ ،‬فإن مجموعة ت‬ ‫ال شك� أهمية من ورقة بحثية‪ ،‬أو تقرير‪ ،‬أو ت‬ ‫الجزاء أ‬ ‫لتمي� أ‬
‫الزاهية؛ ي ن‬
‫ً‬ ‫ابتكارا ًّ‬ ‫ً‬ ‫تقدم‬ ‫م� ِّ‬
‫عىل أ‬
‫اق�اح‪ ،‬أو (عىل أمناء‬
‫آ‬
‫ت‬
‫"نيت� ‪ ،"Nature‬حيث إنه باستخدام "آلة اف�اضية"‪ ،‬يمكن‬ ‫القل بالنسبة لمجلة ش‬ ‫مستنقعا من‬
‫ً‬ ‫المكتبات عدم اللتفات لل ي�) كتاب‪ .‬إنه رد فعل طبيعي عندما تواجه‬ ‫ت‬
‫صمم لداء مجموعة من الوظائف الحاسوبية‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ال� ي ن‬‫المعلومات‪ ،‬وذلك لبناء ُج ُزر من ت‬
‫الن�نت الوصول إل برنامج ُم َّ‬ ‫للقراء عىل إ‬
‫ّ‬ ‫ك�‪ ،‬يمكن تحديدها وربط بعضها ببعض‪ ،‬سواء‬
‫كث�ا‪.‬‬
‫يً‬ ‫منه‬ ‫والستفادة‬ ‫‪،‬‬‫م�‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ت‬
‫ال�‬ ‫وع‬‫م�‬‫ش‬ ‫بيانات‬ ‫عىل بعض‬ ‫عىل الورق المطبوع‪ ،‬أو ن ي� الذهن‪.‬‬
‫للقراء بإعادة تحليل جوانب محددة للورقة البحثية‪،‬‬ ‫جديدا ي� شن� وتعميم‬ ‫ن‬ ‫و� هذا الشهر‪ ،‬تقدم مجلة ش‬ ‫ن‬
‫صياغة قياسات محددة‪ .‬ويمكنك أن تفكر ن� أ‬ ‫إن الفكرة المقصودة هي السماح ّ‬ ‫ً‬ ‫مفهوما‬
‫ً‬
‫ن‬
‫"نيت� ‪"Nature‬‬ ‫ي‬
‫المر‬ ‫تغ� النتائج عند إعادة‬ ‫ن‬ ‫يأ� استجابةً للزيادة الملحوظة ي� تعقُّد البحوث الحديثة‪ ،‬ويعتمد‬ ‫ت‬
‫ي‬ ‫أ‬ ‫ل�ى كيفية ي ُّ‬ ‫المعلومات العلمية‪ ،‬ي‬
‫ج�ا يربط البيانات‪ ،‬والتحليل‪ ،‬والوصف ذا الصلة‪ ،‬ومناقشة الوراق البحثية‬ ‫باعتباره‬ ‫التمي� المتواضع‪.‬‬ ‫ين‬ ‫كب�ة عىل إسهام قلم‬ ‫بدرجة ي‬
‫الساليب‪.‬‬ ‫الرسمية‪ .‬إننا ًحريصون عىل سماع آراء قُراء ومستخدمي هذه المادة حول هذه أ‬ ‫م�وع‬ ‫ال� تركِّز عىل نتائج ش‬ ‫نن� مجموعة من المواد ت‬ ‫وابتدا ًء من صفحة ‪ ،45‬فإننا ش‬
‫ّ‬ ‫ي‬
‫المبكِّرة أنها‬ ‫وإذا �ح القراء والمستخدمون بأنها كانت مفيدة‪ ،‬وأظهرت ردود الفعل ُ‬ ‫م�وع‬ ‫الم�وع بإنتاجها‪ .‬وكان الهدف من ش‬ ‫م�‪ ،‬ويشمل ذلك ‪ 6‬من ‪ 30‬صفحة‪ ،‬قام ش‬ ‫ال� ي ن‬ ‫ت‬
‫ستكون كذلك؛ فيجب عىل العلماء الذين يعملون ن ي�‬ ‫اختصارا لموسوعة عنا� الحمض النووي (دي إن إيه) ‪ -‬هو وصف جميع‬ ‫ً‬ ‫ن‬
‫ال� يم� ـ‬ ‫ت‬
‫م�وعات أخرى مشابهة غنية بالبيانات وذات تحليلت‬ ‫ش‬ ‫"يجب على العلماء‬ ‫الب�ي‪ .‬ونستنتج من عنوانه الرئيس أن أك�ش‬ ‫ن‬
‫العنا� الوظيفية الموجودة ي� الجينوم ش‬
‫الم�وعات ال�ت‬ ‫علما بذلك‪ .‬إن نتائج ش‬ ‫كثيفة أن يُحاطوا ً‬
‫الذين يعملون في‬ ‫القل ـ من‬ ‫الب�ي تم تحديد وظيفة واحدة ـ عىل أ‬ ‫من ‪ 80%‬من مكونات الجينوم ش‬
‫أ ي‬
‫الب�ي أو الشكال‬ ‫تهدف إل عمل تسلسل للميكروبيوم ش‬ ‫مشروعات مشابهة‬ ‫الوظائف الكيميائية الحيوية لها‪.‬‬
‫كب�ة‬ ‫كميات‬ ‫تنتج‬ ‫ـ‬ ‫المثال‬ ‫سبيل‬ ‫عىل‬ ‫ـ‬ ‫ال�طان‬ ‫من‬ ‫خرى‬ ‫أ‬
‫ال‬ ‫بالبيانات‬ ‫أخرى غنية‬ ‫الوراق‬ ‫(با� أ‬ ‫بن�ها ت‬ ‫ش‬ ‫‪"Nature‬‬ ‫ش‬
‫"نيت�‬ ‫مجلة‬ ‫تقوم‬ ‫وقد تبدو الورقات الست ت‬
‫ال�‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫كث�ة مختلفة‪،‬‬ ‫جوانب‬ ‫إل‬ ‫م‬ ‫تقس‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬ ‫ال�‬ ‫ت‬ ‫البيانات‬ ‫من‬ ‫ريس�ش ‪ ،"Genome Research‬و"جينوم بيولوجي‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ي‬ ‫َّ‬ ‫ي‬ ‫وذات تحليالت كثيفة‬ ‫تظهر ي� وقت واحد ي� "جينوم ي‬
‫كث� من الحالت‬ ‫ن‬ ‫أن ُيحاطوا ً‬ ‫ن‬
‫‪ )"Genome Biology‬كتقارير بحثية تقليدية‪ ،‬ولكن ي� العالم الرقمي بدأت تأخذ ً‬
‫علما بذلك"‪ .‬وبذلك يتم تصنيفها إل موضوعات‪ .‬ي� ي‬ ‫شكل‬
‫ستلحظ أن العمل الصعب الحقيقي ـ وهو اكتساب العلم‬ ‫ال تن�نت‪ ،‬يمكنك‬ ‫مع�‪ .‬وإذا كنت تقرأ هذا المقال عىل إ‬ ‫جديدا كموضوعات تحت عنوان ي ن‬ ‫ً‬
‫ـ قد تم إنجازه بالفعل‪ .‬أما الموضوعات‪ ،‬فليست سوى وسيلة لتجميع النتائج‪.‬‬ ‫الضغط عىل هذا الرابط‪ .‬وإذا كنت تقرأ هذا المقال مطبو ًعا‪ ،‬فيمكنك أن تلقي نظرة عىل‬
‫الفكار بشكل أوسع‪ ،‬وكذلك‬ ‫إن بعض المشكلت العملية تكمن ن� كيفية تطبيق هذه أ‬ ‫"نيت� (‪www.nature.‬‬ ‫م� عىل موقع ش‬ ‫ال� ي ن‬ ‫لم�وع استكشاف ت‬ ‫الصدار عىل موقع الويب ش‬
‫ي‬ ‫إ‬
‫النا�ين‪ ،‬وتطبيق‬ ‫حرية الوصول إل الورقات البحثية‪ ،‬مع ن�ورة وجود التعاون يب� ش‬
‫ن‬ ‫أ‬
‫‪ ،")com/encode‬أو تطبيق آي باد‪ ،‬الذي ل يزال هو الفضل‪.‬‬
‫الف�اضية أن تكون البيانات‬ ‫اللة ت‬ ‫والن� المناسبة‪ .‬وتتطلب آ‬ ‫اتفاقات حقوق الطبع ش‬ ‫وج ْمع المقاطع‬ ‫طلب مؤلِّفو تال� ي ن‬ ‫وكجزء من عملية ش‬
‫إضافيا‪ ،‬أل وهو‪ :‬تحديد َ‬ ‫م� شي ًئا ن ً‬ ‫الن�‪َ ،‬‬
‫جيدا متاحة للجميع‪.‬‬ ‫نسقة ً‬
‫الم َّ‬
‫ُ‬ ‫تماما مثلما‬‫ً‬ ‫ومتنوعة‪،‬‬ ‫مختلفة‬ ‫مجالت‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫للعلماء‬ ‫خاصة‬ ‫أهمية‬ ‫ذات‬ ‫معا من كل ورقة تكون‬ ‫ً‬
‫م� عىل ‪ 13‬موضو ًعا‬ ‫م�وع ت‬
‫ال� ي ن‬ ‫وقد يتبادر إل الذهن سؤال‪ ،‬هو‪ :‬لماذا يحتوي ش‬ ‫التمي�؛ ي ن‬
‫لتمي�‬ ‫يقوم باحث ما بعد الدكتوراه بالبحث عن عوامل النسخ‪ ،‬ويستخدم قلم ي ن‬
‫بكث� من الموضوعات‪،‬‬ ‫ن‬ ‫أجزاء مختلفة ن ي� الورق ـ عىل سبيل المثال ـ عن أوراق زميل له يبحث ن ي� موضوع الحمض‬
‫أك� ي‬ ‫والجابة تتمثل ي� أنه كان يمكن أن يكون هناك عدد ب‬
‫بالتحديد؟ إ‬
‫الم�وع‬‫بقدر ما يوجد ن ي� أذهان العلماء من ك ٍَّم هائل من المعلومات ال� وضعها ش‬
‫ت‬ ‫الباحث� من مختلف النتماءات‬ ‫ين‬ ‫م� أن‬ ‫ال� ي ن‬ ‫النووي (دي إن إيه)‪ ،‬ولذلك‪ ..‬اعتقد مؤلِّفو ت‬
‫ي‬
‫تحت ترصفهم‪ .‬وعىل أية حال‪ ..‬فإذا لم يكن اهتمامك أو اتجاهك الخاص قد تم‬ ‫البيولوجية قد يرغبون ن ي� أن يكونوا قادرين عىل استخراج أجزاء من كل إالصدارات الرقمية‬
‫مع�؛ فنحن نعتذر لك عن هذا أ‬
‫المر‪ ،‬ونرجو أن‬ ‫بالفعل اختياره وتمثيله ن� موضوع ي ن‬ ‫ال� تكون ذات أهمية محددة بالنسبة إليهم‪ .‬وقد وافق محررونا عىل ذلك‪ ،‬وكانت النتيجة‬ ‫ت‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫قريبا‪.‬‬
‫نتطرق إليه ً‬ ‫هي ظهور ‪ 13‬موضو ًعا عىل النت‪ ..‬موضوعات بيولوجية ل تحتوي عىل مواد أصلية‪ ،‬وإنما‬
‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬ ‫الطبعة العربية‬ ‫‪| 2012‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫‪| 8‬‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫المخت�ات‪،‬‬

‫التأش�ة‪.‬‬ ‫ي‬
‫ب‬
‫المرشح� للعمل‬ ‫ن‬ ‫ي‬
‫عىل‬
‫التأخ� إل خسارة أفضل‬

‫للحصول‬
‫أ‬
‫هايدل�ج‪ ،‬ألمانيا‪ ،‬لفضل‬
‫انتظارهم‬
‫ي‬
‫ب‬
‫أثناء‬
‫الما�‪ .‬وقد أدى هذا‬

‫أخرى‬
‫ن‬
‫أماكن‬ ‫�‬
‫ي‬
‫ورو� للبيولوجيا الجزيئية ي�‬
‫المفوضية ن� نهاية العام ن‬

‫عروضا بالعمل ن‬ ‫ً‬


‫ي‬ ‫ب‬
‫قبلوا‬
‫ي‬
‫المخت� أ‬
‫ال‬ ‫ب‬
‫الذين‬
‫مثل‬
‫بها‪،‬‬
‫مجال لألعمال‬
‫ي‬
‫واق�حت جمعية مبادرة العلوم ن ي� أوروبا ـ وهي مجموعة منا�ة للعلوم‪ ،‬مقرها ن ي�‬ ‫ت‬ ‫إذا كانت أوروبا تريد تحقيق أهداف الستثمار العلمي التي وضعتها‬
‫هايدلب�ج ـ خطة تعديل معقولة‪ ،‬مضمونها هو‪ :‬يجب أن تتمكن المؤسسات البحثية‬ ‫ي‬ ‫لهذا العقد‪ ،‬فيجب أن تسهل حياة الباحثين القادمين من الخارج‪.‬‬
‫الباحث� الذين ترغب ن ي� توظيفهم‬ ‫ين‬ ‫بالنابة عن‬ ‫التأش�ة‪ ،‬إ‬ ‫ي‬ ‫من تقديم طلبات الحصول عىل‬
‫مختص� ن ي� الشؤون القانونية‬ ‫ين‬ ‫خ�اء‬ ‫غالبا ما تضم ي� مكاتبها ب‬
‫ن‬
‫لديها‪ .‬وهذه المؤسسات ً‬
‫الباحث� الفراد‪ ،‬مما‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫من‬ ‫أك�‬‫ش‬ ‫الهجرة‬ ‫مسؤول‬ ‫ثقة‬ ‫محل‬ ‫وغالبا ما يكونون‬ ‫والدارية‪،‬‬ ‫النفاق عىل‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫إ‬ ‫إضا� لتحقيق هدفها ي� تعزيز إ‬ ‫تقول أوروبا إنها بحاجة إل مليون باحث ي‬
‫التأش�ة‪.‬‬ ‫عىل‬ ‫الحصول‬ ‫عملية‬ ‫ت�يع‬ ‫�‬ ‫سيسهم ن‬ ‫المحىل بحلول عام ‪ .2020‬وتدرك القارة أنها‬ ‫إجمال الناتج‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫السبوع ن‬ ‫انتهت ن� أ‬‫ي‬ ‫لك يصبح ‪ 3٪‬من أ ي‬ ‫البحوث‪ ،‬ي‬
‫امريكيا)‪.‬‬ ‫دولرا‬
‫التأش�ة ‪ 250‬يورو (أي مايعادل ‪ً 314‬‬ ‫ي‬ ‫ويبلغ معدل تكلفة الحصول عىل‬ ‫اق�احات‬‫الما� من تلقي ت‬ ‫وقد‬ ‫جانب‪.‬‬ ‫ال‬ ‫العلماء‬ ‫دخول‬ ‫ل‬ ‫ه‬‫يجب أن تس ّ‬
‫ًّ‬ ‫ي‬ ‫أي‬
‫القادم� من البلدان النامية‪.‬‬ ‫ين‬ ‫الباحث�‪ ،‬وخاصةً‬ ‫ين‬ ‫وهي تكلفة باهظة بالنسبة إل بعض‬ ‫الوروبية رسميا استشاراتها بشأن كيفية‬ ‫حول كيفية القيام بذلك‪ .‬وقد أغلقت المفوضية‬
‫كب� ن ي� الرسوم‪ ..‬فوجود رسوم مخفضة ومتقاربة فيما بينها سيجعل هذا‬ ‫وهناك تباين ي‬ ‫ال� قدمتها ن ي� عام ‪.2005‬‬ ‫ت‬
‫التأش�ة العلمية‪ ،‬ي‬ ‫ي‬ ‫إعادة وضع أسس‬
‫أك� جاذبية‪.‬‬ ‫النظام ش‬ ‫أيضا‬
‫للباحث� بالحصول عىل إذن للإ قامة‪ ،‬دون اضطرارهم ً‬ ‫ين‬ ‫التأش�ة‬
‫ي‬ ‫وتسمح هذه‬
‫ن‬
‫ال� تتطلب مغادرة البلد‪ ،‬والنتقال للعيش ي� مكان آخر‪ ،‬كما‬ ‫ت‬ ‫ين‬
‫وهناك عدد قليل من المهن ي‬ ‫للباحث� الستفادة من هذه العملية‬
‫ن‬
‫إل تقديم طلب للحصول عىل إذن للعمل‪ .‬ويمكن‬
‫ن‬
‫تتلس فوائد هذه الحرية عند اصطدامها بالحقائق‬ ‫هو الحال مع العلوم‪ ،‬ولكن �عان ما ش‬ ‫و� المقابل‪،‬‬ ‫المبسطة ي� حال توقيعهم عىل (اتفاق استضافة) مع مؤسسة معتمدة‪ .‬ي‬
‫وح� مجرد التسجيل‬ ‫الدنيوية‪ ،‬كالبحث عن مكان للسكن‪ ،‬وفتح وإغلق الحسابات المرصفية‪ ،‬ت‬ ‫الباحث� يمكنهم إعالة أنفسهم‪ ،‬ويمتلكون المهارات‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫تشهد المؤسسات المعتمدة أن‬
‫ال�وط الحالية‬ ‫والسوأ من ذلك‪ ،‬وهو ضمن ش‬ ‫للحصول عىل الكهرباء والمياه مرة بعد أخرى‪ .‬أ‬ ‫بالقامة لمدة سنة‬ ‫ن‬
‫ترصيحا إ‬
‫ً‬ ‫الباحث�‬
‫ي‬ ‫الهجرة‬ ‫مسؤولو‬ ‫منح‬ ‫الكافيةأ لشغل هذا المنصب‪ .‬ويَ‬
‫ن‬
‫الباحث� لتنظيم خطواتهم المقبلة ي� الوقت نفسه الذي‬ ‫ين‬ ‫التأش�ة‪ ،‬اضطرار‬ ‫للحصول عىل‬ ‫التأش�ة العلمية عىل كل من المملكة المتحدة‪،‬‬ ‫عىل‬ ‫الحصول‬ ‫عىل القل (ل تنطبق ي ن‬
‫قوان�‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫تأش�ة‬ ‫صلحية‬ ‫مدة‬ ‫ن‬ ‫أ‬
‫ل‬ ‫‪،‬‬ ‫ل‬ ‫فع‬ ‫الجارية‬ ‫البحثية‬ ‫وعاتهم‬ ‫م�‬ ‫ش‬ ‫إنجاز‬ ‫من‬ ‫خلله‬ ‫ينتهوا‬ ‫يجب أن‬ ‫اللت� اختارتا تنفيذ القواعد الخاصة بهما)‪.‬‬ ‫والدنمارك‪ ،‬ي ن‬
‫ي‬ ‫ً‬
‫ورو� (‪ )EU‬تف�ة سماح‬ ‫الدخول ل تتجاوز مدة اتفاق الستضافة‪ .‬ويجب أن يمنح التحاد أ‬
‫ال‬ ‫ولكن هناك مجال‬ ‫ن‬
‫بي‬ ‫ن‬ ‫التأش�ات العلمية خطوة ي� التجاه الصحيح‪ْ ،‬‬ ‫ي‬ ‫لقد كان وضع قانون‬
‫بح� ما ـ عىل سبيل المثال ـ كما هو م َّتبع بالنسبة إل‬ ‫ش‬ ‫ش‬
‫مدتها شهر واحد‪ ،‬ي� نهاية ن م�وع ي‬ ‫الباحث�‪ ،‬أقل بقليل من ‪7.000‬‬ ‫ين‬ ‫كب� لتحسينه‪ .‬ن ي� عام ‪ ،2010‬دخل إل أوروبا عدد من‬ ‫ي‬
‫أ‬
‫التأش�ة التبادلية (‪ )J-visa‬ي� الوليات المتحدة؛ وذلك إلعطاء الفرصة للتقاط النفاس‪.‬‬ ‫والص� والوليات المتحدة واليابان‪ ،‬وقد دخلوا إل أوروبا‬ ‫ين‬ ‫باحث‪ ،‬معظمهم من الهند‬
‫ي‬
‫أساس؛ إلتاحة‬ ‫ورو� والتنقل فيه أمر‬ ‫أ‬
‫ي‬ ‫إن إزالة الحواجز أمام الدخول أإل التحاد ال ب ي‬ ‫التأش�ة العلمية‪ .‬وهذا الرقم بعيد كل البعد عن الهدف الذي تنشد القارة‬ ‫ي‬ ‫بموجب‬
‫القادم� من القارة الوروبية لدخول مجال التنافس العالمي للمواهب‬ ‫ين‬ ‫الفرصة أمام‬ ‫تحقيقه بحلول عام ‪.2020‬‬
‫ال� طال انتظارها‪،‬‬ ‫ت‬ ‫وروبية‬ ‫أ‬
‫ال‬ ‫البحوث‬ ‫منطقة‬ ‫تأسيس‬ ‫�‬ ‫ن‬ ‫‪،2014‬‬ ‫عام‬ ‫بحلول‬ ‫وللنجاح‪،‬‬ ‫الوروبية القيام بها‪ ..‬فمجرد‬ ‫ال� يمكن للمفوضية أ‬ ‫ت‬
‫بسلسة وسهولة تامة ع� الحدود الوطنية‪ .‬يإن التحاد أ‬ ‫ي‬ ‫الصلحات البسيطة ي‬ ‫وهناك بعض إ‬
‫ورو�‬
‫بي‬ ‫ال‬ ‫َّ‬ ‫ب‬ ‫التعاون‬ ‫للعلماء‬ ‫يمكن‬ ‫حيث‬ ‫وغالبا ما تستغرق إجراءات‬ ‫ً‬ ‫مكلف‪،‬‬ ‫أنه‬ ‫كما‬ ‫‪،‬‬‫ً‬ ‫ل‬‫طوي‬ ‫ا‬ ‫ت‬
‫ً‬ ‫وق‬ ‫يستغرق‬ ‫أمر‬ ‫ة‬‫التأش�‬
‫ي‬ ‫الحصول عىل‬
‫أك� بقليل ن ي� المقابل‪.‬‬ ‫يتقدم عىل الطريق السليم‪ ،‬ولكنه فقط بحاجة إل إعطاء ش‬ ‫أك� من ثلثة أشهر‪ ،‬وفقًا لتقييم شن�ته‬ ‫أك� من شهر‪ ،‬وقد تستغرق ش‬ ‫التأش�ة ش‬‫ي‬ ‫طلب‬

‫الن إل أبعد نقاط‬


‫بالشعاع‬
‫تستمر المركبتان الفضائيتان ن� إرسال معلومات مفيدة‪ ،‬وقد وصلتا آ‬
‫الما� استغلت ناسا الجزاء القديمة والتالفة إ‬
‫أ‬
‫أ‬
‫ي‬
‫و� العام ن‬
‫ي‬ ‫ن‬
‫الشمس‪ .‬ي‬ ‫ي‬ ‫النظام‬ ‫رحلة تحت ضوء القمر‬
‫ن� فوياجر ‪ 1‬للقيام بسلسلة من القوائم‪ ،‬إللقاء نظرة مناسبة عىل النحاء المحيطة‪.‬‬
‫تش�‬ ‫ال� أُرسلت من ِقبل المركبة الفضائية كانت ي‬ ‫مث�ا للفضول‪ ،‬ألن البيانات ت‬ ‫البيانات القادمة من المسبارين القديمين فوياجر ‪ Voyager‬تُ ِلقي‬
‫النظام الشمسية باتت قريبة‪ ..‬فمستويات أ‬ ‫كان هذا ي ً‬
‫الشعة الكونية عالية الطاقة ال�ت‬ ‫إل أن حافة‬
‫تنبع من مسافة بعيدة عن جانبنا من الفضاء قد تم رصدها‪ .‬وعدد الجزيئات أ‬ ‫الضوء على حافة النظام الشمسي‪.‬‬
‫القل طاقة‬
‫ال� تنبع من جانبنا ن ي� الفضاء تبدو مستوياتها ن ي� انخفاض‪.‬‬ ‫ي‬
‫ت‬
‫فوياج� ‪ 1‬قريبة من‬ ‫وإن كانت حقًا‬ ‫أ‬ ‫ن‬
‫ي‬ ‫الكث�ين‪ْ .‬‬‫أما عن نتائج آخر البحاث‪ ،‬فقد أدهشت ي‬ ‫العلمية لوكالة "ناسا" يعرف الموسيقى الخاصة‬ ‫هناك شخص ما ي� مكتب العلقات إ‬
‫كونة من جزيئات‬ ‫الم‬ ‫‪(Heliosphere‬الفقاعة‬ ‫الشمس‬ ‫ال� يخف فيها لون الغلف‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ُ َّ‬ ‫ي‬ ‫النقطة ي‬ ‫مركب� الفضاء التوأم‬
‫ي‬ ‫الما� أن‬
‫بهم‪ .‬فقد ذكر بيان صحفي صدر من الوكالة ي� الشهر آ ي‬
‫مشحونة من الشمس) إل الرمادي النجمي‪ ،‬إذن كان ل بد أن توجد جزيئات شمسية تم‬ ‫اق�اب‬ ‫الخر‪ ،‬وذلك ن� إشارة إل ت‬ ‫للخ�اق من ناحية الجانب‬ ‫فوياجر ‪ Voyager‬تستعدان ت‬
‫عصفها بواسطة رياح الفضاء العميق‪ ،‬المتولدة من المستعر أ‬ ‫آ‬ ‫ي‬ ‫ن‬
‫العظم (سوبرنوفا) الذي‬ ‫ت‬
‫وأيضا ي� إشارة إل أغنية "الخ�اق إل الجانب الخر"‬ ‫الشمس‪ً ،‬‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫المسبارين من حافة النظام أ ي‬
‫ال� ُوجدت كانت‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫و� الواقع‪ ،‬إن الجزيئات ي‬ ‫انفجر منذ زمن بعيد ي� مكان آخر ي� المجرة‪ .‬ي‬ ‫المريكية "ذا دورز ‪ ."The Doors‬وقد أوضحت وكالة "ناسا"‬
‫ن‬
‫ال� صدرت عام ‪ 1967‬للفرقة‬ ‫ي‬
‫فعال‪.‬‬ ‫بشكل ّ‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫سكنت ٍ‬ ‫إن آ‬
‫قد‬ ‫عاما‪ ،‬وأنها تأمل ـ بل شك ـ ي� المزيد من التغطية‬ ‫البعثت� منذ ‪ً 35‬‬ ‫ي‬ ‫للصحفي� أنها أطلقت‬
‫ي‬
‫يتغ�‬ ‫ي‬ ‫وكيف‬ ‫‪،‬‬ ‫الشمس‬ ‫النظام‬ ‫لبنية‬ ‫لفهمنا‬ ‫بالنسبة‬ ‫الكتشاف‬ ‫عىل‬ ‫تبة‬
‫الم�‬ ‫ت‬ ‫ثار‬ ‫ال‬ ‫وبالضافة إل ذلك‪ ،‬ففي ‪ 13‬أغسطس أصبحت المركبة الفضائية‬ ‫للحتفال بالذكرى السنوية‪ .‬إ‬
‫ي‬ ‫فوياجر ‪ 2‬هي أ‬
‫الخبارية ن ي� صفحة‬ ‫توضح القصة إ‬ ‫عند دورانه ال�يع ن ي� الفضاء‪ ،‬هي آثار عميقة‪ .‬وكما ِّ‬ ‫ت‬
‫ال�‬
‫بايون� ‪ ،6‬ي‬
‫القياس للمركبة الفضائية ي‬ ‫ي‬ ‫تشغيل‪ ،‬محطمةً الرقم‬ ‫ً‬ ‫الطول‬
‫ن‬
‫التفك� ي� نظرياتهم‬ ‫يع� أن علماء الفلك عليهم إعادة‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ي‬ ‫‪ ،20‬فإن هذا الكتشاف قد ي‬ ‫يوما ( فوياجر‬
‫ديسم� عام ‪ ،1965‬وأرسلت آخر أ إشاراتها بعد آ‪ً 12758‬‬ ‫ب‬ ‫كانت قد انطلقت ي�‬
‫الشمس ‪ ،Heliopause‬وهو الحاجز الذي يتوازن عنده الضغط‬ ‫بالنسبة إل حافة الغلف‬ ‫الن أبعد عن الشمس)‪.‬‬ ‫تعت�‬
‫ب‬ ‫ة‬‫خ�‬
‫ي‬ ‫ال‬ ‫ولكن‬ ‫‪،‬‬ ‫ن‬
‫بأسبوع�‬
‫ي‬ ‫‪1‬‬ ‫فوياجر‬ ‫قبل‬ ‫‪ 2‬كانت قد انطلقت‬
‫ي‬
‫يع�‬ ‫الخارجي للغلف الشمس مع الدفع الداخىل من جانب الفضاء الخارجي‪ ،‬أو قد ن‬ ‫الخ�اء المسؤولون عن الهبوط معذورين هذه المرة‪ .‬إن فوياجر‬ ‫ب‬ ‫يكون‬ ‫ومن الممكن أن‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫الشمس‪.‬‬ ‫ي‬ ‫السء عن حافة الغلف‬ ‫ش‬
‫هذا أن فوياجر ‪ 1‬ل تزال بعيدة بعض ي‬ ‫مهمة عظيمة حقًا‪ ،‬ول يزال الصحفيون يجدون صعوبة ن ي� مقاومة الكتابة عن أخبارها‪،‬‬
‫الحباط للمكتب الصحفي لوكالة "ناسا"‪ ،‬الذى يتوق إل‬ ‫وهذا ـ بل شك ـ قد يسبب إ‬ ‫ال� تمت منذ أن انطلقت المركبتان‬ ‫ت‬
‫إعلن أن مسبارا واحدا عىل أ‬ ‫ن‬ ‫وبعضهم لن يزال يكتب بسعادة عن الكتشافات ي‬
‫القل قد دخل إل عالم جديد من الكتشافات‪ ،‬وقبل أن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الفضائيتان ي� عام ‪ .1977‬إنها قصة العلم المستمر ي� العطاء‪ :‬الغلف الجوي العميق‬
‫تنفد بطاريات الطاقة الخاصة بالمركبة خلل عقد‪ ،‬أو ما شابه‪ ،‬ولكن ل داعي لليأس‪..‬‬ ‫المش�ى (أيو)‪ ،‬والمجال‬ ‫ت‬ ‫اك� ن ي� قمر كوكب‬ ‫وال� ي ن‬ ‫والضبا� لقمر كوكب زحل (تيتان)‪ ،‬ب‬ ‫بي‬
‫فكما هو الحال مع مسباري فوياجر‪ ،‬فإن فرقة "ذا دورز ‪ "The Doors‬ل تزال مستمرة‪،‬‬ ‫ن‬
‫ال�كانية الفوارة ي� القمر‬ ‫والحمم‬ ‫انوس‪،‬‬ ‫ر‬ ‫أو‬ ‫لكوكب‬ ‫الكب� يغ� العادي‬
‫ب‬ ‫المغناطيس ي‬
‫ي‬
‫وإن لم تكن بنفس القوة‪ ،‬فإن أفضل أعمالها‬ ‫ح� ْ‬ ‫ت‬ ‫(ترايتون)‪ ،‬والعالم الجليدي الذي يحيط بكوكب نيبتون‪ ،‬جميعها قد تم اكتشافها‬
‫الشمس‬ ‫ربما تقف وراءها‪ .‬وإذا كانت حافة الغلف‬ ‫‪NATURE.COM‬‬ ‫ح� بع�ت المركبتان الفضائيتان المحيط الخارجي للكواكب‪.‬‬ ‫ومعرفتها من ِقبل العامة ي ن‬
‫ي‬ ‫للتعليق على المقاالت على‬
‫المقاالت أبعد مما كنا نظن‪ ،‬ونطاق الرياح الشمسية أطول‬ ‫اإلنترنت‪ ،‬اضغط على‬
‫ومع ذلك‪ ،‬لم يكتمل عملهما بعد‪.‬‬
‫مما كنا نعتقد‪ ،‬فإن مسباري فوياجر ما زال لديهما‬ ‫بعيدا عن‬ ‫ت‬
‫م�‬ ‫كيلو‬ ‫مليار‬ ‫‪15‬‬ ‫من‬ ‫أك�‬‫ش‬ ‫عد‬ ‫آ‬
‫االفتتاحية على الرابط التالي‪:‬‬ ‫ً‬ ‫وعىل الرغم من أن المسبارين ال أ ُ‬
‫ب‬ ‫عىل‬ ‫ن‬
‫سنوات عديدة متبقية ك ََر ِاك َب ي ْ ن� للعواصف‪.‬‬ ‫‪go.nature.com/xhunqv‬‬ ‫المتحكم� فيهما عىل الرض ما زالوا عىل اتصال شبه يومي بهما‪ ،‬حيث‬ ‫ين‬ ‫الشمس‪ ،‬فإن‬
‫‪9 | 2012‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫الطبعة العربية |‬ ‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫نظرة شخصية على أ‬
‫الحداث‬ ‫رؤيــة كـونـيــــة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أحيانا‪ ..‬ينبغي للعلم أن يفسح مجاال للدين‬
‫"يبدو أن اكتشاف جسيم بوزون هيجز‪ ،‬وإلقاء الضوء على دوره في الوصول إلى تفسير منطقي لنشوء الكون‪،‬‬
‫ليس سوى جزء من القصة" دانيال ساريويتز‪.‬‬

‫ب� أيدينا‪ ،‬كضوء القمر»‪ .‬واضح بشكل كاف‪.‬‬ ‫الولية ب�عة الضوء‪ ،‬وتنساب ي ن‬ ‫أشكال المادة أ‬ ‫غارق� ن ي� جو من الرهبة‬ ‫قد يجد زوار معابد أنجكور ‪ Angkor‬القديمة ن� كمبوديا أنفسهم ي ن‬
‫ن‬ ‫ي‬
‫الل�»؟ هذا‬ ‫ن‬ ‫تعب� «بحر من ب‬ ‫كو�»‪ ،‬وليس‪ ،‬مثلً‪ ،‬استخدام ي‬ ‫ن‬ ‫والجلل‪ .‬فعندما زرت هذه المعابد ن� الشهر ن‬
‫تعب� «مولس ي‬ ‫لكن لماذا ي‬
‫أ‬
‫مليا ي� اكتشاف بوزون‬ ‫ًّ‬ ‫طفقت أفكر‬ ‫ُ‬ ‫الما�‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫خ� ترجمة شائعة لحلقة من حلقات الكوزمولوجيا (نظرية التكوين) الهندوسية‪،‬‬ ‫التعب� ال ي‬ ‫ي‬ ‫ب� الدين والعلم‪.‬‬ ‫هيجز‪ ،‬وأوجه الشبه ي ن‬
‫وهي موجود عىل لوح من النحت الغائر البديع ي� «أنجكور وات»‪ ،‬ويظهر جيوشا هائلة‬ ‫ن‬ ‫الكو�»‪ ،‬لنه يف�‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫مؤخرا بأنه «ال�‬ ‫بطبيعة الحال‪ ،‬يوصف بوزون هيجز‬
‫من آ‬ ‫ي‬ ‫ً‬
‫أكس� الخلود‪ ،‬كما تقول‬ ‫ي‬ ‫نتاج‬ ‫ل‬
‫إ‬ ‫»‬ ‫ن‬
‫الل�‬ ‫ب‬ ‫من‬ ‫ا‬‫«بحر‬
‫ً‬ ‫يخضخضون‬ ‫ن‬
‫والشياط�‬
‫ي‬ ‫لهة‬ ‫ال‬ ‫ليون‬ ‫ياء‬ ‫ن‬
‫الف�‬ ‫ي‬ ‫عالم‬ ‫ابتكره‬ ‫(الذي‬ ‫المصطلح‬ ‫علة وجود الكتلة ن ي� الكون‪ ،‬لكن هذا‬
‫الكوزمولوجيا الهندوسية‪.‬‬ ‫أ‬
‫الف�يائية‪ ،‬والذي ربما شعر بالسف‬ ‫ن‬ ‫ليدرمان‪ ،‬الحائز عىل جائزة «نوبل» للعلوم ي‬
‫الولية يغ� المرئية‬ ‫الكو�» الذي يكسب الجسيمات أ‬ ‫وجدت أن مفهوم «المولس ن‬ ‫وإذا‬ ‫طموح‬ ‫إل‬ ‫قل‬ ‫لذلك المصطلح بعض زملئه) يش� أيضا إل طموح العلم‪ ،‬أو عىل أ‬
‫ال‬
‫َ‬ ‫ي ً‬ ‫ُ‬
‫اللهة الهندوسية‪،‬‬ ‫الل�» ي الذي يضفي الخلود عىل آ‬ ‫أك� إقنا ًعا من مفهوم «بحر ب ن‬ ‫كتلةً ش‬ ‫ومع� الوجود ذاته؛ وهذا الجانب بالتحديد‬ ‫تفس� أصل ن‬ ‫باتجاه‬ ‫الف�ياء‪،‬‬ ‫بعض فروع ي ن‬
‫ي‬
‫ش‬ ‫ش‬
‫فمن المؤكد أن مرد ذلك ليس إل أن هذا التشبيه بطبيعته أك� مصداقية‪ ،‬أو أك� علمية‬ ‫أ‬
‫تفس� سليم لصل‬ ‫هو بالنسبة للبعض أحد وظائف الدين‪ .‬فقد يبحث العلم عن ي‬
‫مضحك�‪ ،‬ولو بعض‬ ‫ين‬ ‫التشبيه� يظهران‬ ‫ين‬ ‫الخر‪ ،‬بل إن‬ ‫من آ‬ ‫غالبا‪ ،‬لكن‬ ‫وتجريبيا‪ ،‬وهو ما ل يفعله الدين ً‬ ‫ًّ‬ ‫الكون نظريًّا‬
‫السء‪ ،‬لكن هناك أناس طُبعوا عىل العتقاد بأن علماء ي ن‬
‫الف�ياء‬ ‫ش‬ ‫يبدو‪.‬‬ ‫مما‬ ‫ا‬‫وضوح‬
‫ً‬ ‫أقل‬ ‫يعت�‬
‫ب‬ ‫والدين‬ ‫العلم‬ ‫ب�‬ ‫ن‬ ‫التمي� ي‬ ‫ين‬ ‫هذا‬
‫ي‬
‫الحديثة أك� موثوقية من الكهنة الهندوس؛ ولذا سيفضلون‬
‫الكو� عىل بحر ب ن‬ ‫ن‬
‫ش‬
‫بالنسبة إلى‬ ‫أو‬ ‫مصادفة‪،‬‬ ‫ليس‬ ‫أنجكور‬
‫القل بشكل أ‬
‫معابد‬ ‫ه‬‫تث�‬
‫ي‬
‫فكرة حديثة‪ .‬إنه يصدر ـ عىل أ‬
‫الذي‬ ‫عجاب‬ ‫ال‬
‫إ‬ ‫إن‬
‫الل�‪ .‬أما بالنسبة إل الذين‬ ‫تعب� المولس‬ ‫جز� ـ من مقاصد‬
‫ل يستطيعون فهم الرياضيات‪ ،‬فالعتقاد ن ي� جسيمات هيجز‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫أولئك الذين ال‬ ‫ي‬
‫هؤلء الذين صمموا تلك المعابد‪ .‬وقد ش�ح المهندس‬
‫عقلنيا‪.‬‬
‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫ل‬ ‫فع‬ ‫وليس‬ ‫الولء‪،‬‬ ‫قبيل‬ ‫من‬ ‫هو‬ ‫فهم‬ ‫يستطيعون‬ ‫جل� ‪ -‬منذ نحو سبعة عقود ‪ -‬ن ي�‬ ‫الشه� موريس ي ن‬ ‫ي‬ ‫المعماري‬

‫الرياضيات‬
‫اليمان بالعلم عىل الدعاء بأن اكتشاف‬ ‫ن‬ ‫أ‬
‫لقد حرص دعاة إ‬ ‫الستقصا� لمعمار المعابد‪ ،‬والصادر ي� عام ‪،1944‬‬ ‫ي‬ ‫دليله‬
‫تجريدا‬
‫ً‬ ‫هيجز‬ ‫مجال‬ ‫يعت�‬ ‫ب‬ ‫ا‪،‬‬ ‫عملي‬
‫ًّ‬ ‫ولكن‬ ‫للجميع‪،‬‬ ‫مهم‬ ‫هيجز‬ ‫‪،‬‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫كل‬ ‫�‬
‫ي‬
‫النشغال المسبق بالنظام الرمزي ن‬ ‫«إن‬ ‫‪:‬‬ ‫ً‬
‫قائل‬
‫ذه� مخلخل‪ ،‬وربما‬ ‫ي‬
‫حل ً جزئيا للغز ن‬
‫ًّ‬ ‫ّ‬ ‫ويشكل‬ ‫مفهوم‪،‬‬ ‫غ�‬ ‫ي‬ ‫فالثقة في جسيمات‬ ‫بصورة‬ ‫الكون‬ ‫تمثيل‬ ‫منه‬ ‫د‬ ‫ِ َ‬‫ُص‬ ‫ق‬ ‫بأنجكور‬ ‫التذكارية‬ ‫النصب‬
‫مخ�لة أو ن ي� نسخة مصغرة ‪ ...‬محققًا بذلك‬ ‫تن‬
‫وعىل النقيض‪ ،‬توضح معابد أنجكور كيف أن الدين‬
‫دائما‪.‬‬
‫ناقص ً‬ ‫الوالء‪،‬‬ ‫من‬ ‫نوع‬ ‫هيجز‬ ‫منظما‬
‫ً‬ ‫نموذجا‬
‫ً‬
‫بشكل صحيح»‪ .‬إن ضخامة نطاق المعابد وتعقيدها المعماري‬
‫حقيقيا وأصيل ً مع المجهول‪ .‬ففي أنجكور‪،‬‬ ‫ًّ‬ ‫لقاء‬ ‫للفرد‬ ‫يتيح‬ ‫من‬ ‫ا‬ ‫نوع‬
‫ً‬ ‫وليست‬ ‫وخلفيتها‬ ‫والمث�ة للذكريات‬ ‫ي‬ ‫وزخرفتها البديعة بالغة التعقيد‬
‫ع�ت عنها نصبها التذكارية‬ ‫ب‬
‫القديمة بع� العصور‪ ،‬تتيح للزوار التواصل مع أشياء تكمن‬
‫بائدة‪،‬‬ ‫حضارة‬ ‫عبقرية‬ ‫هناك‬
‫العقالنية‪.‬‬ ‫هو‬
‫الب�ي‬
‫قويا‬ ‫إحساسا‬ ‫لتشكل‬
‫مزيج من الغموض والسمو والتجاوز‪ ،‬وخصوبة الخيال ش‬
‫المعر� ن� كون هائل تستع� ضخامته عىل أ‬
‫ا‬‫مع‬ ‫الطبيعية الفريدة تجتمع كلها ً‬
‫ن‬
‫وراء إدراكهم بطريقة ل يقدر عليها تقرير صحفي أو علمي‬ ‫الفهام‬ ‫ي‬ ‫ي ي‬ ‫والطموح‬
‫واسع النتشار عن جسيمات بوزون هيجز‪ .‬وبعبارة أخرى‪ ،‬إذا‬ ‫ويستغلق منطقه عىل المدارك‪.‬‬
‫شخص‪ ،‬خلل ألف سنة‪ ،‬أنقاض مصادم الهادرون الضخم‪ ،‬حيث أُجريت تجربة‬ ‫زار‬ ‫الخ�ة الذاتية شبه الصوفية‪ ،‬لتقديم‬ ‫ن‬ ‫ومن ت‬
‫ٌ‬ ‫المف�ض أن ينظر العلم ي� هذا النوع من ب‬
‫تماما أن يحصل الزائر ‪ -‬من‬ ‫ن‬
‫هيجز‪ ،‬بالقرب من جنيف بسوي�ا‪ ،‬فمن المشكوك فيه ً‬ ‫ترياق مضاد لها‪ .‬ي� هذا السياق‪ ،‬اع ُت ب� اكتشاف هيجز محاولة تهدف إل بسط مكونات‬
‫آثار أجهزة الكشف والمغناطيسات فائقة التوصيل ‪ -‬عىل فهم للعالم «دون الذري»‪،‬‬ ‫العقل�‬‫ن‬ ‫التفس�‬
‫ي‬ ‫النها�‪ :‬أي‬ ‫أ‬ ‫كب�ة نحو الحل‬ ‫وتفس�ها‪ ،‬وباعتباره خطوة ي‬ ‫ي‬ ‫الوجود ذاته‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫للكون‪ .‬وتشيع الفكرة القائلة بأن هذا الفهم العلمي أ‬
‫إن هيجز أماط اللثام عنه‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫المصادم‬ ‫علماء‬ ‫يقول‬ ‫الذي‬ ‫للدين‬ ‫ا‬‫ً‬ ‫ي‬ ‫تحد‬ ‫يشكل‬ ‫الكون‬ ‫صل‬ ‫ل‬
‫ال� تواجه سلطة‬ ‫ت‬ ‫ين‬ ‫ب� دعاة اليمان بالعلم عىل أ‬ ‫ين‬
‫ولعلنا نتساءل‪ ..‬ما هي أهمية هذا الموضوع؟ ما أزالت التحديات ي‬ ‫المنطلق� من خلفيات إلحادية‬
‫ن‬
‫القل‪ ،‬ل سيما أولئك‬ ‫إ‬
‫والدي�‪ .‬ومن المغري‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫التجاه�‪ :‬اليديولوجي‪ ،‬أ ي‬ ‫ي‬ ‫العلم الثقافية والسياسية ترتفع من كل‬ ‫كث�ا ي�‬ ‫غالبا ما يتأخرون ي‬ ‫العلماء الذين يساندون ذلك الرأي ً‬ ‫متطرفة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن‬
‫السس غ� العقلنية ن‬ ‫إدراك أ‬
‫لكن�‬ ‫والمية العلمية‪ ،‬ن‬ ‫الجهل‬ ‫مظاهر‬ ‫من‬ ‫أنهما‬ ‫باعتبار‬ ‫‪،‬‬ ‫ين‬
‫التجاه�‬ ‫هذين‬ ‫استبعاد‬ ‫ا‬‫دائم‬
‫ً‬ ‫تحديد‬ ‫نحو‬ ‫ب�عة‬ ‫ويندفعون‬ ‫الخاصة‪،‬‬ ‫معتقداتهم‬ ‫�‬ ‫ي‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫أعتقد أنهما ‪ -‬عىل العكس ‪ -‬يساعدان عىل إيضاح سبب الحاجة الدائمة إل سبل لفهم‬ ‫عقل�‪ .‬فمثل‪ ،‬كيف نصل إل‬ ‫ن‬ ‫يعت�ونه يغ�‬ ‫علميا‪ ،‬أو ما ب‬ ‫ن‬
‫العلمية؟ إن معظم الناس‪ ،‬بما ي ن‬ ‫يعت�ونه ًّ‬ ‫خط فاصل يب� ما ب‬
‫علميا‪.‬‬ ‫ن‬
‫عقل�‬ ‫هو‬ ‫ما‬ ‫السبل‬ ‫تلك‬ ‫تتجاوز‬ ‫بحيث‬ ‫عالمنا‪،‬‬ ‫العلماء‪،‬‬ ‫بعض‬ ‫ذلك‬ ‫�‬ ‫الكتشافات‬ ‫معرفة حقيقة‬
‫النسان‬ ‫إن� ملحد‪ ،‬وأدرك تماما دور العلم الذي يل ن ًّ ن‬ ‫ن‬
‫ي‬
‫غ� عنه ي� تقدم واتساع آفاق إ‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫ات‬ ‫ر‬‫الستعا‬ ‫من‬ ‫جملة‬ ‫خلل‬ ‫من‬ ‫فقط‬ ‫هيجز‬ ‫جسيمات‬ ‫عن‬ ‫معرفتهم‬ ‫عىل‬ ‫يتحصلون‬
‫بطرق مجردة وملموسة عىل حد سواء‪ .‬ومع ذلك‪ّ ..‬لما كان اكتشاف جسيم هيجز ل‬ ‫تفس� هذه الظواهر‬ ‫ي‬ ‫لمحاولة‬ ‫العلوم‪،‬‬ ‫وكتاب‬ ‫يائيون‬ ‫ن‬
‫الف�‬ ‫ي‬ ‫يستخدمها‬ ‫ال�‬ ‫ت‬ ‫والتشبيهات‬
‫ي‬
‫يوفر يل ن ي� نهاية المطاف فكرة واسعة وكافية عن � أو أصل الوجود‪ ،‬فجولةٌ بع�‬ ‫رياضيا‪.‬‬ ‫ًّ‬ ‫ال� ل توصف حقيقة إل‬ ‫ي‬
‫ت‬
‫يستع� عىل‬‫ي‬ ‫عما ل يمكن معرفته‪ ،‬وعما‬ ‫معابد أنجكور الرائعة يمكن أن تقدم لمحة ّ‬ ‫وكانت مجلة «نيويورك تايمز» قد أوردت مثل ً عىل أن اكتشاف بوزون هيجز هو‬
‫التفس� ن ي� عالمنا‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ال�هان الوحيد عىل وجود مجال قوة يغ�‬ ‫التعب� أو ب‬ ‫ي‬
‫‪NATURE.COM‬‬ ‫اغ‪،‬‬ ‫ر‬ ‫الف‬ ‫ع�‬ ‫يتخلل‬ ‫‪،‬‬ ‫كو�‬ ‫ن‬ ‫مولس‬ ‫بمثابة‬ ‫مرئية‪ ،‬وهو‬
‫يمكنك مناقشة هذه‬ ‫ب‬ ‫ي‬
‫ساريوي�‪ :‬هو المدير المشارك لمجموعة العلوم والسياسات والنتائج بجامعة‬ ‫تز‬ ‫دانيال‬ ‫الولية كتلة‪ ..‬وبدون مجال هيجز‬ ‫ويكسب الجسيمات أ‬
‫المقالة مباشرة من خالل‪:‬‬ ‫ُ ِ‬
‫و�‪daniel.sarewitz@asu.edu :‬‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ش‬
‫ال�يد إاللك� ي‬ ‫ولية أريزونا‪ ،‬ويقيم ي� واشنطن العاصمة‪ .‬ب‬ ‫سء من هذا القبيل‪ ،‬فسوف تحلِّق من حولنا ‪go.nature.com/oari6p‬‬ ‫هذا‪ ،‬أو ي‬
‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬ ‫الطبعة العربية‬ ‫‪| 2012‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫‪| 10‬‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫رؤيـة كـونـيــة هذا الشهر‬

‫‪MOUNT SINAI HOSPITAL‬‬


‫يجب أن نكون صرحاء بشأن أخطائنا‬
‫المزيد من الشفافية حول العملية العلمية‪ ،‬والتركيز ـ عن كثب ـ على تصحيح البيانات المعيبة هما السبيل‬
‫للتقدم إلى أ‬
‫المام‪.‬‬ ‫ُّ‬

‫تلوث المنشورات‬ ‫ال� ِّ‬ ‫ت‬


‫المعوقة ي‬ ‫ِّ‬ ‫يمكن أن يتحرك ن ي� مجاله حطام من البيانات‬ ‫ال�اجعات‬ ‫م�ايدة ن� الساحة العلمية عىل مستوى العالم‪ .‬كما أن عدد ت‬
‫ي‬
‫هناك قلقل ت ن‬
‫العلمية‪ ،‬وتهدر الموارد الثمينة‪.‬‬ ‫عن ادعاءات ونتائج بحثية يقوم بها العلماء ي� ارتفاع مستمر‪ ،‬ويتم الكشف باستمرار‬‫ن‬
‫الخطاء العلمية‬ ‫ولمواجهة ذلك‪ ،‬فإن العقبات الخاصة بتصحيح السجل العام من أ‬ ‫عن أمثلة جديدة عىل ضعف الرقابة أو الممارسة؛ مما يزرع حالة من القلق والتوجس‬
‫يجب أن تكون متدنية‪ ،‬لكنها ن ي� نفس الوقت صارمة‪ .‬ويجب تشجيع شن� التفنيدات‬ ‫الباحث�‪ .‬وهؤلء الزملء الذين يعملون ن ي� مجال علوم الحياة يكتشفون أن بعض‬ ‫ين‬ ‫ب�‬ ‫ين‬
‫أو التعديلت من ِقبل المجلت ومصادر التمويل‪ .‬وقد يقول قائل إنه إذا تم تجاهل‬ ‫المنطلقات والمقدمات الساسية لدينا معيبة أو يغ� دقيقة‪ ،‬فهناك أخطاء تحدث فيما‬ ‫أ‬
‫أمرا‬ ‫ليس‬ ‫الحاجة‬ ‫عن‬ ‫ائد‬‫ز‬ ‫ال‬ ‫الفوضوي‬ ‫الن�‬‫ش‬ ‫لكن‬ ‫‪،‬‬ ‫يرص‬ ‫دراسة ما‪ ،‬فإن هذا قد ل ن‬ ‫الحيان عىل‬ ‫يتعلق بتحديد خطوط الخليا‪ ،‬كذلك يساء التقييم أو الحكم ن� بعض أ‬
‫ً‬ ‫ي‬ ‫ُ‬
‫أيضا قد يعزز‬ ‫الق� إل القمح‪ ،‬لكنه ً‬ ‫حميدا أو مرغوبًا‪ .‬فعىل أقل اعتبار‪ ،‬إنه يضيف ش‬ ‫ً‬ ‫اهتماما‬
‫ً‬ ‫ال� تتلقى‬ ‫ح� النتائج ت‬ ‫عمليات أيض الدواء ن� دراسات النماذج الحيوانية‪ ،‬بل إنه ت‬
‫التد� الفكري‪ .‬أ‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫والهم من ذلك‪ ،‬هو أنه يوفِّر أدلة موثقة بدقة للفساد الواضح‬ ‫من ن‬ ‫مؤخرا‪ .‬إن البناء عىل أسس متينة كان مبدأ معماريًّا‬ ‫كب�ا أصبحت محل شك‬
‫ي‬ ‫ً‬ ‫وذيو ًعا ي ً‬
‫للممول� والجمهور‪.‬‬ ‫ين‬ ‫نب�‬ ‫المرصي�‪ ،‬ومع ذلك فإننا ل نزال ن‬ ‫ين‬ ‫وقدماء‬ ‫غريق‬ ‫ال‬
‫إ‬ ‫قدماء‬ ‫بل‬ ‫ق‬ ‫ِ‬ ‫من‬ ‫ا‬‫جيد‬
‫مفهوما ً‬ ‫ً‬
‫ي‬
‫الن� أو الهلك‪ ،‬ل يُع َت ب َ� النمو المستمر ن ي� عدد المجلت العلمية‬ ‫ن ي� ظل ثقافة ش‬ ‫ال�جمة ال�يرية العلجية‬ ‫قلعنا ن� أر نا� المستنقعات‪ .‬هل هو من قبيل المفاجأة أن ت‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫أ‬ ‫ن‬ ‫للتشخيص تفشل ن� كث� من أ‬
‫حقيقيا‪ ،‬أم‬ ‫ًّ‬ ‫علميا‬
‫أ‬ ‫تقدما ًّ‬ ‫الكب� ي� شن� البحاث يعكس ً‬ ‫ولكن هل هذا التساع ي‬ ‫مفاجأةً‪ْ ،‬‬ ‫أ‬
‫الحيان؟‬ ‫ي‬
‫وبالرغم من أن يمعظم أ‬
‫بحوال ثلث البحاث‪ ،‬فمن‬ ‫علميا‬ ‫أنه مجرد إضعاف للعلوم؟ عندما ل يتم الستدلل‬ ‫و� بعض الحيان ل يمكن تجنبها‪،‬‬ ‫ن‬ ‫الخطاء يغ� مقصودة‪،‬‬
‫البحاث ن� أ‬ ‫ي‬ ‫ًّ‬
‫الطبيعي أن نتساءل‪ :‬لماذا يتم شن� هذا العدد الكب� من أ‬ ‫ي‬
‫الساس؟ وإذا‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أيضا جهو ًدا متعمدة للتضليل والخداع‪ .‬ويجب عىل العلماء (خاصة هؤلء‬ ‫فإن هناك ً‬
‫النتاجية‪ ،‬فإن أنظمتنا‬ ‫كان الجواب ـ ببساطة ـ عىل اعتبار أنه شكل مقبول للدللة عىل إ‬ ‫الذين هم يعملون ن ي� مجال البحوث الطبية الحيوية بيننا) بذل المزيد من الجهد؛‬
‫التقييمية يجب أن تصبح أقل اعتما ًدا عىل كمية المنشورات‪.‬‬ ‫الخطاء‪ ،‬وأن يشاهدوا كذلك وهم يقومون بتصحيحها‪ ،‬باعتبار ذلك‬ ‫للكشف عن تلك أ‬
‫م�وعة بشأن معدلت نجاح‬ ‫نشتك بصورة ش‬ ‫ي‬ ‫وقبل أن‬ ‫ن�ورة حتمية مستمرة‪.‬‬
‫المنح وضغوط التمويل‪ ،‬يجب أن نضمن أن بيتنا ‪ -‬نحن‬ ‫ويجب علينا نحن العلماء أن ندرك أننا ـ بالنسبة إل‬
‫جهدا‬‫ً‬ ‫يأخذ‬ ‫ش‬
‫بالن�‬ ‫القيام‬
‫ش‬
‫إن‬ ‫الداخل‪.‬‬ ‫من‬ ‫ب‬ ‫َّ‬ ‫ت‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫العلماء‪-‬‬ ‫القابلة‬ ‫التقنيات‬ ‫والسياسي� ـ مجموعة نخبوية ذات امتيازات‪،‬‬ ‫ين‬ ‫الجمهور العام‬
‫تأث�ات‬ ‫ذات‬ ‫اسات‬ ‫ر‬ ‫د‬ ‫نن�‬ ‫ال‬ ‫ز‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫فإننا‬ ‫ذلك‪..‬‬ ‫ومع‬ ‫ا‪،‬‬
‫كب�‬ ‫غ�‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ق‬ ‫من‬ ‫كب�‬ ‫حد‬ ‫إل‬ ‫مفهومة‬ ‫غ�‬ ‫عملنا‬ ‫إذ أن منتجات‬
‫ي‬
‫للبحاث‪ .‬ويجب علينا أن نتعلم‬ ‫متدنية‪ ،‬كوحدة مطلوبة أ‬ ‫يً‬ ‫للبحث على‬ ‫َِ ي‬ ‫ٍّ ي‬
‫وح� من قبل الزملء الذين يقعون عىل هامش‬
‫ي‬
‫الخ�اء‪ ،‬ت‬ ‫ب‬
‫سء‪ ،‬وأن نجد طرقًا أخرى لتوثيق‬
‫ال� يمكن البحث‬ ‫ت‬
‫وتقرير دراساتنا‪ ،‬مثل ن� الطروحات ي‬
‫ش أ‬ ‫ي‬
‫التوقف عن شن� كل ش‬
‫اإلنترنت‬ ‫نفس المجال‪ .‬ومثل نادي السادة المتمردين‪ ،‬فإن مجتمعنا‬
‫ولكن‪ ،‬عىل عكس‬ ‫قد وضع قواعد وآدابًا للحفاظ عىل النظام‪ْ ،‬‬
‫الجراءات اللزمة والملصقات‪.‬‬ ‫فيها‪ ،‬وعمل إ‬ ‫مثل وسائل‬ ‫ائب‬ ‫النادي‪ ،‬يتم دفع رسوم رعايتنا من ِقبل دافعي ن‬
‫الرص‬ ‫َ‬
‫وباعتبار أن معظم العلماء يحصلون عىل المال من‬
‫الخزانة العامة‪ ،‬وعىل الرغم من كونها قناة لتمويل البحوث‪،‬‬
‫اإلعالم االجتماعية‬ ‫مجتهدا ن ي� تسليط‬ ‫ً‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫يجب‬ ‫العلمي‬
‫الخ�ية‪.‬‬ ‫والت�عات ي‬
‫المجتمع‬ ‫إن‬
‫ب‬

‫المق�حات الخاصة بالحصول عىل المنح تخضع‬ ‫ت‬ ‫فإن‬ ‫والمدونات‪ ،‬تساعد‬ ‫و� تطوير المزيد من الشفافية‬ ‫ن‬
‫النتهاكات‪ ،‬ي‬ ‫الضوء عىل‬
‫وسهولة الوصول إل أ‬
‫لفحص محدود عىل محتواها‪ .‬وعىل عكس المخطوطات‬ ‫السرية‬ ‫ّ‬ ‫في رفع غطاء‬ ‫اء‬ ‫ر‬ ‫إج‬ ‫عملية‬ ‫ن‬
‫وتأم�‬ ‫ي‬ ‫العلمية‪،‬‬ ‫عمال‬ ‫ال‬
‫أ‬
‫ت‬ ‫و�ب مثال يُحتذى به ن ي�‬ ‫فعالية‪ ،‬ن‬ ‫البحاث بشكل ش‬
‫عن العلوم‪.‬‬
‫عامل عىل‬ ‫ع� مراجعة الزملء‪ ،‬فإن هذه الوثائق تُ َ‬ ‫ال� تمر ب‬ ‫ي‬ ‫أك� ّ‬
‫أنها �ية‪ ،‬ولذلك فمن الصعب محاسبة ك ّتابها‪ .‬وهناك‬ ‫انفتاحا‬
‫ً‬ ‫ش‬
‫السلوكيات الحميدة‪ .‬وهذا يشمل تشجيع نقاش أك�‬
‫م�وعة حول الملكية الفكرية والخوف من حصد‬ ‫مخاوف ش‬ ‫و�احة حول حالت سوء السلوك والممارسات السيئة‪،‬‬
‫المنافس�‪ ،‬ولكن لماذا ل يتم جعل هذه‬ ‫ين‬ ‫النتائج من ِقبل‬ ‫وال�حيب بالفحص الخارجي‬ ‫وكشف غسيلنا يغ� النظيف‪ ،‬ت‬ ‫ْ‬
‫الوثائق متاحة للجمهور بعد ف�ة من الزمن؟ ي� الواقع‪ ،‬إن بعض العلماء بالفعل‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫اللك�ونية "ري�اكشن ووتش"‬ ‫ت‬ ‫وخ� مثال عىل ذلك موقع المدونة إ‬ ‫ي‬ ‫ونتائجنا‪.‬‬ ‫عمالنا‬ ‫أل‬
‫الباحث�ن‬ ‫ن‬
‫الن�نت‪ ،‬وذلك بدعوى المساعدة ي� تثقيف‬ ‫ت‬ ‫ش‬
‫ي‬ ‫ين�ون طلباتهم للمنح عىل إ‬ ‫(‪ ،)retractionwatch.wordpress.com‬الذي يلقي الضوء عىل المشكلت الخاصة‬
‫أيضا يسمح بالتحقق من الصحة‪ ،‬والتدقيق المتبادل‪ ،‬ووضع‬ ‫أ‬
‫الجدد‪ ،‬ولكن هذا ً‬ ‫بالبحاث‪ ،‬وهو بذلك يعلِّم ويحتفي بأخلقيات البحث العلمي والممارسات الجيدة‪.‬‬
‫إطار جديد للشفافية‪.‬‬ ‫إن الضغط الذي يمارسه الزملء عىل بعضهم البعض هو أداة قوية‪ ،‬لكن فقط إذا كان‬ ‫َّ‬
‫أ‬
‫العلم الجتماعية‪،‬‬ ‫ال تن�نت‪ ،‬مثل وسائل إ‬ ‫إن التقنيات الخرى القابلة للبحث عىل إ‬ ‫الزملء عىل علم بالمخالفات والممارسات السيئة‪.‬‬
‫وح� مواقع تبادل ملفات الفيديو‪ ،‬مثل‬ ‫ال�ائح‪ ،‬ت‬ ‫والمدونات‪ ،‬ومواقع تبادل ش‬ ‫غالبا ما يتم‬ ‫ت‬ ‫أ‬
‫ن‬ ‫ال� ً‬ ‫أيضا أن نعزز بشكل أفضل وننوه بجوانب البحاث ي‬ ‫ويجب علينا ً‬
‫ن‬ ‫ت‬
‫ال�ية عن العلوم‪ .‬وهذه الشفافية الم�ايدة‪،‬‬ ‫غطاء‬ ‫رفع‬ ‫�‬ ‫تساعد‬ ‫اليوتيوب‪،‬‬ ‫من‬ ‫تحمي‬ ‫‪-‬‬ ‫المثال‬ ‫سبيل‬ ‫عىل‬ ‫الدالة‪-‬‬ ‫للكواشف‬ ‫الة‬‫الفع‬
‫ّ‬ ‫والمشاركة‬ ‫فالتبادل‬ ‫تجاهلها‪..‬‬
‫ّ‬ ‫ي‬ ‫الخطاء أ‬ ‫الغش‪ ،‬ويمكن أن تساعد ن� تصحيح أ‬
‫المرتبطة بزيادة إمكانية الوصول والمناقشة‪ ،‬هي سلح قوي للحد من التضليل‬ ‫وغ� المقصودة‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ا‪،‬‬ ‫ع‬
‫ً‬ ‫شيو‬ ‫ك�‬ ‫ش‬ ‫ال‬
‫ال� يجب عىل جميع العلماء أ‬ ‫الكامن ن� أ‬ ‫ي‬
‫المناء‬ ‫العلمي بجميع أنواعه‪ ،‬وهي إحدى التقنيات ت‬ ‫البحاث يوفر ملذًا آم ًنا للإ غفال‪ ،‬أو التلعب‪ ،‬أو‬ ‫إن عدم ي ن‬
‫اليق�‬ ‫َّ‬
‫أ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬
‫أك�‪ ،‬وسيتم‬ ‫والحريص� َتب ِّنيها‪ .‬وعندئذ‪ ،‬سيتم اكتشاف التجاوزات والخطاء ب�عة ب‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ال�‬ ‫ت‬
‫غ� مكتمل‪ ،‬فالعواقب ي‬ ‫تفس� البيانات هو علم ي‬ ‫ي‬ ‫المبالغة ن ي� البيانات‪ .‬ولن‬
‫عر ًضا للتدقيق‪ .‬وكما‬ ‫ت‬
‫ن‬ ‫الكث� مما نفعله ُم َّ‬ ‫البلغ عنها عىل نطاق أوسع عندما يكون ي‬
‫أ‬ ‫ن‬
‫إ‬ ‫ال� توصلوا إليها‬ ‫يواجهها هؤلء الذين يميلون إل زيادة قيمة ودللت النتائج ي‬
‫كام�ات المراقبة ليست ي� حاجة إل أن‬ ‫يعلم المتخصصون ي� مجال المن‪ ،‬فإن ي‬ ‫قليلة‪ .‬وعىل العكس من ذلك‪ ،‬فإن مثل هذا التجميل الخاطئ يمكن أن يساعد‬
‫ن‬
‫يتم تشغيلها لتقوم بالردع‪.‬‬ ‫وبالضافة‬ ‫ي� معرفة ما إذا كانت الدراسة سيتم شن�ها أم ل‪ ،‬وأين سيتم شن�ها‪ .‬إ‬
‫إل ذلك‪ ،‬فإن الفشل ي� إعادة استحصال نتيجة تم‬ ‫ن‬
‫الشارة ن ي� معهد بحوث صامويل لوننفيلد ن ي�‬ ‫‪NATURE.COM‬‬ ‫شن�ها يمكن أن يكون بسبب عوامل بريئة‪ ،‬أو أخطاء‬
‫جيم وودجت يقوم بدراسة مسارات إ‬ ‫يمكنك مناقشة هذه‬
‫تورنتو‪ ،‬بكندا‪.‬‬ ‫المقالة مباشرة من خالل‪:‬‬ ‫كب�ة‪ ،‬أو أكاذيب قد يتم إغفالها أو مرورها ببساطة‬ ‫ي‬
‫و�‪woodgett@lunenfeld.ca :‬‬ ‫لك� ن‬ ‫ال ت‬ ‫إ‬ ‫يد‬ ‫ال�‬ ‫ب‬ ‫‪go.nature.com/ookutx‬‬ ‫اع�اض‪ .‬نتيجة لكل ذلك‪ ،‬فإن العلم الحديث‬ ‫دون ت‬
‫ي‬
‫‪11 | 2 0 1 2‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫الطبعة العربية |‬ ‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫مقتطفـات من أ‬
‫الدبيات العلميـة‬ ‫أضــواء على أبحـاث‬
‫علم األحياء الدقيقة‬
‫‪R. HODDINOTT/NATUREPL.COM‬‬

‫دخان السجائر يعزز‬


‫األغشية الحيوية‬
‫يمكن لمكونات في دخان السجائر‬
‫أن تتسبب في زيادة إنتاج بكتيريا‬
‫الغشية الحيوية (البيوفيلم‬ ‫النف من أ‬ ‫أ‬
‫‪)biofilms‬؛ وهي تركيبات لزجة تساعد‬
‫الحياء الدقيقة على التسبب في‬ ‫أ‬
‫أ‬
‫الصابة بالمراض‪.‬‬ ‫إ‬
‫والمعروف أن دخان السجائر يتسبب‬
‫ن ي� إضعاف جهاز المناعة وتهييج بطانة‬
‫ئت�‪ .‬ولذا‪ ..‬قام آدم ر نات� وفريقه‬ ‫الر ي ن‬
‫ن‬
‫بجامعة كولمبيا ي� نيويورك بتعريض‬
‫بكت�يا "ستافيلوكوكاس أوريوس"‬ ‫ي‬
‫‪ Staphyloccocus aureus‬لدخان‬
‫السجائر‪ ،‬فوجدوا أن بعض الجزيئات‬
‫السامة ن ي� الدخان تقوم بتشغيل‬
‫الغشية الحيوية‪ .‬كذلك‬ ‫عمليات تكوين أ‬
‫فإن الدخان يزيد من تلصق البكت�يا �ن‬
‫ي ي‬
‫بالمخت�‪.‬‬
‫ب‬ ‫مزارع الخليا المبطنة للر ي ن‬
‫ئت�‬
‫مواد‬ ‫جديدا‬
‫ً‬ ‫تفس�ا‬
‫وتقدم هذه النتائج ي ً‬
‫ين‬
‫للتدخ�‬ ‫ين‬
‫والمعرض�‬ ‫ين‬
‫المدخن�‬ ‫لكون‬
‫لماذا تلتصق البرنقيالت؟‬ ‫أك� عرضةً للإصابة بأمراض‬ ‫السل� ش‬
‫بي‬
‫التنفس‪.‬‬
‫ي‬ ‫الجهاز‬
‫‪Infect. Immun. http://dx.doi.‬‬
‫وتفرز غدد كبيرة أحادية الخلية بـليباس أناتيفرا ‪.anatifera L‬‬ ‫تعتبر البرنقيلت من أكثر الكائنات التصاقًا‪ ،‬ولكن كيفية‬ ‫‪)2012( 12-org/10.1128/IAI.00689‬‬
‫مادة ُم َتكَ ِّتلَة مليئة بالبروتينات اللزجة‪ .‬أما عن آلية عمل هذا‬ ‫للسطح غير معلومة‪.‬‬ ‫التصاقها بهذه القوة أ‬
‫الن‪.‬‬‫الصمغ‪ ،‬فما زالت لغزا حتى آ‬ ‫وعندما قامت جايمي لي جونكر من جامعة أيرلندا الوطنية‬ ‫علم الفلك‬
‫ً‬
‫ويتمنى الباحثون أن تُ ْس ِفر عن دراساتهم المستقبلية لهذا‬ ‫بجالواى وزملؤها بفحص البرنقيل من نوعية ليباس أناتيفرا‬
‫الصمغ مواد لصقة أفضل‪ ،‬خاصة في التطبيقات الطبية‪.‬‬ ‫‪ ، Lepas anatifera‬وجدوا أن أنظمته اللصقة تختلف‬ ‫مادة مظلمة تعانق‬
‫‪J. Morphol. http:// dx.doi.org/10.1002/jmor.20067‬‬ ‫جذريًّا عن أي كائن لصق آخر‪ ،‬مثل بلح البحر‪ ،‬أو الديدان‬
‫أ‬ ‫الشمس‬
‫‪)2012‬‬ ‫النبوبية‪.‬‬
‫تقريبا ما نسبته‬
‫تمثل المادة المظلمة ً‬
‫‪ % 85‬من إجمالي المادة الكونية‪ ،‬وربما‬
‫دانا – فاربر لل�طان ن ي� بوسطن‪ ،‬بولية‬ ‫‪http:// dx.doi.org/10.1111/j.1365-‬‬ ‫ويش� النموذج‬ ‫مقربة من الشمس‪ .‬ي‬ ‫متوقعا منها‬
‫ً‬ ‫يكون هناك أكثر مما كان‬
‫ماساتشوستس‪ ،‬وزملؤهما أن الجزيء‬ ‫‪)2966.2012.21608.x )2012‬‬ ‫إل أن كثافة المادة المظلمة بالقرب‬ ‫بالقرب من الشمس‪.‬‬
‫المسمى "جي كيو ‪ JQ1 "1‬يرتبط‬ ‫ّ‬ ‫من الشمس أعىل مما كان‬ ‫ويمكن الستدلل عىل وجود‬
‫المسمى ب ي"� آر دي ت ي�" ‪.BRDT‬‬
‫ّ‬ ‫بال� ي ن‬
‫وت�‬ ‫ب‬ ‫علم األحياء التناسلي‬ ‫معتقدا‪.‬‬
‫ً‬ ‫المادة المظلمة من خلل‬
‫‪A. HOBBS‬‬

‫ين‬
‫الخصيت�‬ ‫وت� ن ي�‬
‫ال� ي ن‬ ‫ويوجد هذا ب‬ ‫تأ� هذه النتيجة‬‫ي‬
‫ت‬ ‫تأث�ها الجاذب عىل‬ ‫ي‬
‫فقط‪ ،‬حيث إنّه ن�وري إلنتاج‬ ‫جزيء يعوق إنتاج‬ ‫يغ� متوافقة مع‬ ‫مجرة درب‬ ‫دوران ّ‬
‫استمرت ذكور‬
‫ّ‬ ‫الحيوانات المنوية‪ .‬لقد‬
‫ت‬ ‫أ‬
‫الحيوانات المنوية‬ ‫وجهة النظر‬ ‫التبانة ومجموعات‬ ‫ّ‬
‫ال� ُحقنت بجزئ "جي كيو ‪"1‬‬ ‫الف�ان ي‬ ‫السائدة بأن هناك‬ ‫أخرى من‬
‫الناث بشكل طبيعي‪ ،‬إل‬ ‫بال�اوج مع إ‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫يمتلك جزيء صغير إمكانية استخدامه‬ ‫هالة كروية تحيط‬ ‫النجوم‪ .‬وكانت‬
‫وانخفاضا‬
‫ً‬ ‫خصيا منكمشة‪،‬‬ ‫أنها أظهرت ًّ‬ ‫كمانع للحمل‪ ،‬بعد أن قام بتقليل عدد‬ ‫وعوضا‬
‫ً‬ ‫بالمجرة‪.‬‬
‫َ‬ ‫سلفيا جاربري من‬
‫ن ي� عدد حيواناتها المنوية‪ ،‬ولم تنجب‬ ‫الحيوانات المنوية‪ ،‬وتَ َس َّب َب في إفقادها‬ ‫عن ذلك‪ ،‬تبدو‬ ‫جامعة زيوريخ ن ي�‬
‫ذرية‪ .‬وقد استطاعت الذكور تلقيح‬ ‫أي ّ‬ ‫القدرة على الحركة لدى ذكور الفئران‪،‬‬ ‫النتيجة متوافقة مع‬ ‫سوي�ا قد قامت‬
‫الناث ن ي� غضون أربعة أشهر من توقّف‬ ‫إ‬ ‫مع إمكانية العودة إلى الحالة الطبيعية‪.‬‬ ‫وجود هالة أصغر حول‬ ‫مع فريقها بتطوير‬
‫المعالجة‪.‬‬ ‫فقد أظهر مارتن ماتزوك من‬ ‫محىل‬
‫المجرة‪ ،‬أو وجود قرص ي‬ ‫ّ‬ ‫(ديناميك)‬
‫ي‬ ‫حرك‬
‫نموذج ي‬
‫ويق�ح المؤلفون أن يصبح هذا‬ ‫ت‬ ‫تن‬
‫هيوس�‪ ،‬بولية‬ ‫كلية طب بايلور ن ي�‬ ‫من المادة المظلمة‪.‬‬ ‫التبانة (الموضح ن ي� الصورة)‪،‬‬ ‫لدرب ّ‬
‫ن‬
‫الجزيء طرفًا ي� طبقة جديدة من‬ ‫تكساس‪ ،‬وجيمس برادنر من معهد‬ ‫‪Mon. Not. R. Astron. Soc.‬‬ ‫حوال ألفي نجم عىل‬ ‫حركة‬ ‫يركّز عىل‬
‫ي‬
‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬ ‫الطبعة العربية‬ ‫‪| 2012‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫‪| 12‬‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫أضواء على أبحاث هذا الشهر‬

‫الط� بجامعة‬ ‫وفريقاهمان من المركز ب ي‬ ‫العقارات المانعة للحمل باستهداف‬


‫ت‬
‫البحاث أ‬
‫الكثر قراء ًة‬ ‫أ‬ ‫اختيـــــــار‬ ‫بتتبع جزيئات‬ ‫روتشس� ي� نيويورك ّ‬
‫ُم َعلـمة بالفلورسنت المتوهج‪ ،‬وهي‬
‫الخليا الجنسية الذكرية‪.‬‬
‫‪)Cell 150, 673–684 )2012‬‬
‫في العلوم‬ ‫المجتـــــمع‬ ‫تنتقل بع� الدماغ‪ .‬وتم تحويل هذه‬ ‫‪For a longer story on this‬‬
‫بروت� أميلويد‬‫ال� تضم ي ن‬ ‫ت‬
‫بال�وتينات ‪ -‬ي‬ ‫‪research, see http://go.nature.‬‬
‫مواد‬ ‫بيتا‪ ،‬الذي يعتقد بمسؤوليته عن مرض‬ ‫‪com/sd4sko‬‬
‫الزهايمر‪ -‬إل سائل دماغي نخاعي‪ .‬ويورد‬
‫جرافين‪ :‬عالِ ْج نفسك‬ ‫المؤلفون أن هذا السائل يجري إل الدماغ‬ ‫علم األحياء الدقيقة‬
‫يمتلك الجرافين‪ ،‬الذي هو عبارة عن صفحات‬ ‫بال� ي ن‬
‫اي�‪،‬‬ ‫من خلل الفراغات المحيطة ش‬
‫✪ األكثر قراءةً‬
‫عديدا‬
‫ذرة واحدة‪ً ،‬‬ ‫ّ‬ ‫رقيقة من الكربون بسمك‬ ‫على ‪pubs.acs.org‬‬ ‫ويخرج منها عن طريق الفراغات المحيطة‬ ‫تحفز‬
‫األمعاء الملتهبة ّ‬
‫من الخصائص غير العادية‪ .‬ويمكن آ‬ ‫بالوردة‪ .‬وكانت أ‬‫أ‬
‫الن إضافة‬ ‫فى الفترة األخيرة‬ ‫الوعية الدموية محاطة‬ ‫مضرة‬
‫ّ‬ ‫بكتيريا‬
‫خاصية المعالجة الذاتية إلى هذه القائمة‪.‬‬ ‫بنتوءات من الخليا النجمية‪ .‬كما وجد‬
‫فقد قام كوينتن راماس وزملؤه من مختبر سوبرستم (‪ )SuperSTEM‬في‬ ‫الباحثون أنه يتم نقل جزيئات أقل بما‬ ‫المراض المعوية اللتهابية تزيد من‬ ‫أ‬
‫ديرسبيري بالمملكة المتحدة بوضع معادن على صفحات من الجرافين‪،‬‬ ‫نسبته ‪ % 70‬إل خارج الدماغ ن� أ‬
‫الف�ان‬ ‫خطورة إالصابة بسرطان القولون‬
‫ي‬
‫ومن بعد ذلك قاموا بفحصها باستخدام مجهر إلكتروني‪ .‬وقامت المعادن‬ ‫وت� الذي ينقل الماء‬ ‫ال� تفتقد بال� ي ن‬
‫ي‬
‫ت‬ ‫والمستقيم‪ ،‬وذلك ألنه من المحتمل أن‬
‫بتحفيز عملية كسر الروابط الكربونية؛ مما تسبب بعمل فجوات في تشكيل‬ ‫بع� جدران الخليا النجمية‪ ،‬مقارنةً‬ ‫المعاء بتنشيط نمو سللة‬ ‫يتسبب التهاب أ‬
‫الكربون المشابه لخليا النحل‪ .‬وعندما تم استنفاد المحفزات‪ ،‬قام الجرافين‬ ‫بالحيوانات الطبيعية‪.‬‬ ‫بكتيريا تنتج مادة سامة مدمرة للحمض‬
‫بمعالجة ذاته‪ .‬وفي حال توفر هيدروكربونات أخرى‪ ،‬قام الجرافين بملء‬ ‫الخلء‬ ‫ويرى الباحثون أن فهم نظام إ‬ ‫النووي الوراثي "دي إن إيه" (‪.)DNA‬‬
‫الفجوات بحلقات متنوعة الحجم من ذرات كربون إضافية‪ ،‬بينما في حال‬ ‫هذا يمكن أن يساعد في تفسير كيفية‬ ‫جوب� وفريقه من‬ ‫وكان كريستيان ي ن‬
‫عدم وجود هيدروكربونات أخرى‪ ،‬تقوم ذرات الكربون بإعادة تنظيم ذاتها‬ ‫تطور بعض أمراض التنكس العصبي‪.‬‬ ‫جامعة نورث كارولينا ن ي� تشابل هيل قد‬
‫البعاد‪ ،‬سداسي الشكل‪.‬‬ ‫الصلي‪ ،‬ثنائي أ‬ ‫إلى تشكيلها أ‬ ‫‪)Sci. Transl. Med. 4, 147ra111 )2012‬‬ ‫تعا� من التهاب‬ ‫ن‬ ‫أ‬
‫قاموا بتعريض ف�ان ي‬
‫ويأمل الباحثون أن يستخدموا عملية إعادة التشكيل للمساعدة في السيطرة‬ ‫لبكت�يا‬
‫معوي أو التهاب القولون ي‬
‫على عملية خراطة الجرافين على مستوى النانوميتر‪.‬‬ ‫تكنولوجيا المعلومات‬ ‫معوية ولمواد م�طنة‪ .‬فوجدوا أن‬
‫‪)Nano. Lett. 12, 3936–3940 )2012‬‬ ‫ال� تم تعريضها للإصابة‬ ‫ت‬
‫الحيوانات ي‬
‫كتاب تعليمي مشفر‬ ‫س ‪ )NC101( "101‬من‬ ‫بسللة "إن ي‬
‫في معهد وايس‬ ‫بكت�يا "إي‪ .‬كولي" ‪Escherichia coli‬‬ ‫ي‬

‫‪A. COOPER/R. HARDING‬‬


‫أك� أن يتطور‬ ‫من المحتمل بشكل ب‬
‫تم تشفير كتاب بحجم ‪ 5,27‬ميجابايت‬ ‫لديها �طان القولون‪ ،‬مقارنةً بتلك‬
‫يحتوي على ما يزيد على ‪ 53‬ألف كلمة‪،‬‬ ‫بكت�يا معوي‬‫ال� تم تعريضها لنوع ي‬ ‫ت‬
‫ي‬
‫وإحدى عشرة صورة رقمية‪ ،‬وبرنامج‬ ‫آخر‪ .‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬ففي غياب‬
‫حاسوب في جزيء الحمض النووي ـ‬ ‫الف�ان قادرة عىل حماية‬ ‫اللتهاب كانت أ‬
‫‪ - DNA‬مما يجعله أكبر مادة ل حيوية‬ ‫الضارة لسللة "إي‬‫ّ‬ ‫التأث�ات‬
‫نفسها من ي‬
‫يتم تخزينها بهذه الطريقة‪.‬‬ ‫كولي"‪ .‬وقام الباحثون بتحديد منطقة‬
‫لقد قام �يارم كوسوري وزملؤه‬ ‫صغ�ة من الحمض النووي ن ي� سللة‬ ‫ي‬
‫ن ي� معهد وايس التابع لجامعة هارفارد‬ ‫بكت�يا‬
‫س ‪ )NC101( "101‬من ي‬ ‫"إن ي‬
‫ن ي� بوسطن‪ ،‬ولية ماساتشوستس‪ ،‬بعمل‬ ‫ال� تمثل شيفرة وراثية‬ ‫ت‬
‫"إي كولي"‪ ،‬ي‬
‫قص�ة‪،‬‬ ‫ما يقارب ‪ 55‬ألف متتابعة ‪ DNA‬ي‬ ‫ش‬
‫مدمرة للحمض النووي الور يا�؛ ووجدوا‬
‫أو ما يسمى "أوليجو نيوكليوتيدات"‬ ‫ال� تفتقد هذه‬ ‫ت‬
‫بكت�يا "إي كولي" ن ي‬ ‫أن ي‬
‫‪ ،oligonucleotides‬تحتوي كل‬ ‫المادة السامة تتسبب ي� اللتهاب‬
‫ب�‬ ‫نيوكليوتيدا‪ .‬ومن ي ن‬
‫ً‬ ‫منها عىل ‪159‬‬ ‫المعوي‪ ،‬ولكن ليس ال�طان‪.‬‬
‫المتتابعات هناك ‪ 96‬متتابعة تمثل‬ ‫‪Science http://dx.doi.org/10.1126/‬‬
‫بالضافة‬ ‫جينيا؛ لستقلب الفوسفات‪ ،‬إ‬ ‫أ‬
‫الثنا�‬
‫الورثوفوسفات الموجود أ‬ ‫إل ًّ أ‬
‫نبات‬ ‫المعلومات عىل شكل النظام ي‬ ‫‪)science.1224820 )2012‬‬
‫بالسمدة‬ ‫"‪ "1‬أو "‪ ،"0‬و‪ 19‬منها كيف يجب أن‬ ‫لرواية أطول عن هذا البحث أنظر‬
‫القياسية‪ .‬وعند توفر الفوسفات‪،‬‬ ‫وراثيا‬
‫ًّ‬ ‫معدلة‬
‫َّ‬ ‫نباتات‬ ‫ترتّب أوليجونيوكليوتيدات‪ ،‬و‪ 44‬تي�‬ ‫‪http://go.nature.com/tx21ez‬‬
‫جينيا إل‬
‫احتاجت النباتات المتحولة ًّ‬
‫فوسفور أقل بنسبة تت�اوح ي ن‬
‫صديقة للفوسفات‬ ‫عملية فك المتتابعات‪ .‬صمم الباحثون‬
‫ت‬
‫ب� ‪،30%‬‬ ‫قاعد� ‪ A‬و‪ C‬تمثلن‬ ‫ي‬ ‫نظامهم بحيث إن‬ ‫علم األعصاب‬
‫و‪50%‬؛ لتنتج نفس الكتلة الحيوية ال�ت‬ ‫تعتمد محاصيل عديدة عىل أسمدة‬ ‫ين‬
‫والقاعدت� ‪ G‬و‪ T‬ترتبطان‬ ‫الصفر‪،‬‬
‫ي‬
‫الورثوفوسفات‪ .‬كما‬ ‫أنتجت ن� وجود أ‬
‫ي‬ ‫قائمة عىل الفوسفور‪ ،‬كما تشكل‬ ‫أ ٍ‬ ‫بالرقم ‪ .1‬سيساعد ترتيب متتابعات‬ ‫بروتينات متدفقة من‬
‫قام الباحثون باختبار النباتات المتحولة‬ ‫المقاو َمة للمبيدات‬
‫ِ‬ ‫العشاب الضارة‬ ‫جزيئات الحمض النووي (دي إن إيه) ن ي�‬ ‫الدماغ‬
‫و� وجود‬ ‫ن‬ ‫جينيا ضد أ‬
‫الضارة‪ .‬ي‬
‫أ‬
‫العشاب‬ ‫أ ًّ‬ ‫النباتات‬
‫ُ‬ ‫خطرا عليها‪ .‬وتستطيع‬ ‫ً‬ ‫التشف� (‪.)decoding‬‬ ‫ي‬ ‫عملية فك‬
‫الورثوفوسفات‪ ،‬تغلبت العشاب الضارة‬ ‫ال� تستطيع هضم‬ ‫ت‬
‫اثيا ـ ي‬
‫المعدلة ور ًّ‬ ‫ورغم أن هذه التقنية مكلفة‬ ‫من أجل التخلص من بروتينات خارج‬
‫جينيا‪ ،‬لكن مع‬ ‫ن‬
‫عىل النباتات المتحولة ًّ‬ ‫مصدر بديل للفوسفور يمنع نمو‬ ‫الروتي�‪ ،‬إل أنها تقوم بحفظ‬ ‫ي‬ ‫للستخدام‬ ‫الدماغ على نقل المياه‬
‫الخليا‪ ،‬يعتمد ّ‬
‫إضافة الفوسفات‪ ،‬تفوق التبغ المتحول‬ ‫ين‬
‫المشكلت�‪.‬‬ ‫النباتات ـ أن تحل‬ ‫ش‬
‫المعلومات بشكل مكثف أك� مما هو‬ ‫عن طريق خليا تدعى الخليا النجمية‬
‫جينيا عىل أ‬
‫العشاب الضارة‪( .‬الصورة)‬ ‫وقد قام ٌّكل من دمار ي ن‬
‫لوب� أريدوندو‪،‬‬ ‫الساليب التقليدية‪.‬‬ ‫ممكن باستخدام أ‬ ‫(‪ ،)astrocytes‬وعلى تدفق السائل‬
‫ًّ‬
‫إس�يل بمعهد بوليتكنيك‬ ‫ولويس هريرا ت‬ ‫‪Science http://dx.doi.org/10.1126/‬‬ ‫الدماغي النخاعي‪ .‬وكان من المعتقد أن‬
‫‪NATURE.COM‬‬ ‫للبحاث والدراسات المتقدمة‬ ‫الوط� أ‬
‫ن‬ ‫‪)science.1226355 )2012‬‬ ‫هذا السائل يقوم بشكل رئيس بتوفير‬
‫يمكنك الحصول على تحديثات‬ ‫ي‬
‫األبحاث اليومية مباشرة على‪:‬‬ ‫بإربواتو بالمكسيك‪ ،‬بهندسة النموذج‬ ‫وللمزيد عن هذا البحث‪ ،‬انظر‬ ‫ومناعية للدماغ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫حماية ميكانيكية‬
‫‪go.nature.com/latestresearch‬‬ ‫النبا� أرابيدوبسيس ونباتات التبغ‬ ‫ت‬ ‫‪http://go.nature.com/i56h26‬‬ ‫قام جيفري أيليف‪ ،‬ومايكن نيديرجارد‬
‫ي‬
‫‪13 | 2 0 1 2‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫الطبعة العربية |‬ ‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫السرطان‬
‫‪B. SCHEER/ZOO WUPPERTAL‬‬

‫األيض المضاد‬
‫للسرطان‬
‫قد يتسبب تغيير طريقة أيض‬
‫الورام للسكر في إبطاء‬ ‫(ميتابوليزم) أ‬
‫نموها‪.‬‬
‫وعندما تقوم الخليا بتحويل‬
‫الجلوكوز إلى طاقة ووحدات بناء‬
‫يسمى "بيروڤيت‬ ‫جزيئية‪ ،‬يعمل إنزيم َّ‬ ‫َّ‬
‫كيناز" على تحفيز آخر خطوة في عملية‬
‫الستقلب‪ .‬وتحتوي عملية تقسيم‬
‫الخليا‪ ،‬كالخليا السرطانية‪ ،‬على صيغة‬
‫النزيم‪ ،‬تدعى "بي كيه إم ‪"2‬‬ ‫من هذا إ‬
‫ڤاندرهايدن من‬
‫ِ‬ ‫ماثيو‬ ‫واكتشف‬ ‫‪.PKM2‬‬
‫معهد ماساشوستس للتكنولوجيا في‬
‫وزملؤه‪ ،‬أن جزيئات صغيرة‬ ‫كامبريدج ُ‬
‫صحة حيوان‬
‫النزيم عطلت تكوين‬ ‫نشطة لهذا إ‬ ‫ُم ِّ‬
‫الورم في فئران تحمل خليا سرطانية‬

‫انتشار مرض "الهربس" ‪Herpes‬‬


‫بشرية‪ِ .‬نضجت الخليا السرطانية‬
‫لحقاً في هذه الفئران‪ ،‬ولكن بقي‬
‫حجمها أصغر لدى الفئران التي ّتمت‬
‫في حدائق الحيوان‬ ‫ُمعالجتها‪ ،‬مقارنةً بتلك التي لم تُعالج‬
‫(فئران مجموعة الضبط والمقارنة)‪.‬‬
‫نشطات مقيدة بجزيئات‬ ‫الم ِّ‬
‫وهذه ُ‬
‫النواع المختلفة‪ .‬ومن المحتمل‬ ‫ب� أ‬ ‫يف� كيفية انتقالها ما ي ن‬ ‫تم إلقاء اللوم في نفوق جيركا في ‪ ،2010‬وهي دب قطبي‬ ‫"بي كيه إم ‪ "2‬في موضع غير معروف‬
‫ّ‬
‫ب� الحظائر ال�ت‬ ‫ال� تنتقل ب ُحرية ما ي ن‬ ‫ت‬
‫ي‬ ‫ِ ِّ‬ ‫أن تكون القوارض ي‬ ‫في حديقة حيوان في ألمانيا‪ ،‬على فيروس هربس (‪،)Herpes‬‬ ‫سابقًا‪ .‬ويرى الباحثون أنَّه بهذه‬
‫ال�‬‫ت‬
‫حم� الزرد الوحشية والدببة القطبية هي ي‬ ‫تحتوي عىل ي‬ ‫الذي يأتي أصل ً من حمير الزرد الوحشية‪.‬‬ ‫نشطات على تغيير‬ ‫الم ِّ‬
‫الطريقة‪ ،‬تعمل ُ‬
‫الف�وسات المؤتلفة‪.‬‬ ‫حملت ي‬ ‫الف�وسية‬
‫ي‬ ‫اثية‬‫ومن خلل فك متتابعات المادة الور‬ ‫أيض ـ عمليات الهدم والبناء ـ لدى‬
‫ونظرا إل أنه ليس جميع الدببة القطبية كانت قد أظهرت‬ ‫ً‬ ‫لج�كا ن ي(� الصورة أعله) ودببة قطبية أخرى وتحليلها‪ ،‬تمكّن‬ ‫ي‬ ‫المركَّبات التي‬
‫الورم بطريقة تستنفد ُ‬
‫تفس‬ ‫ش‬
‫متابعة ّ ي‬ ‫اضا مرضية‪ ،‬فإن الفريق يحذر من وجوب‬ ‫أعر ً‬ ‫ليبن� ألبحاث حدائق‬
‫أليكس جرينوود وفريقه من معهد ت ن‬ ‫وتم إنتاجها‬
‫أ َّ‬ ‫السرطان‪،‬‬ ‫تعزز نمو خليا‬
‫تتبع‬ ‫جل‬ ‫أك� حذرا؛ أ‬
‫ل‬ ‫ش‬ ‫بشكل‬ ‫الحيوان‬ ‫حدائق‬ ‫�‬ ‫المراض ن‬ ‫أ‬ ‫برل� من تحديد أن يف�وس‬ ‫ال�ية ن� ي ن‬ ‫لحقاً في مسار عملية‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫لسللة ف�وس الهربس "إي إتش �ن‬ ‫الحيوان والحياة ب ّ ي‬ ‫اليض‪.‬‬
‫انتشار مسببات المراض‪ ،‬وكذلك لجل تج ّنب أن يكون‬ ‫ي‬ ‫القط� مشابه‬ ‫الدب‬ ‫‪Nature Chem. Biol. http://dx.doi.‬‬
‫ج�كا‪.‬‬
‫ي‬ ‫‪ )EHV1( "1‬ب ين‬
‫لمص� ي‬‫ي‬ ‫مص� حيوانات أخرى مشاب ًها‬ ‫ي‬ ‫حم� الزرد الوحشية‪ .‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬كان‬ ‫ي ي‬ ‫�‬ ‫‪org/10.1038/nchembio.1060‬‬
‫‪Curr. Biol. http://dx.doi.org/10.1016/‬‬ ‫الف�وس الذي وجد لدى الدببة القطبية من سللة مؤتلفة‬ ‫ي‬ ‫‪))2012‬‬
‫‪)j.cub.2012.07.035 )2012‬‬ ‫مكونة من تشكيل جديد من الجينات‪ ،‬مما قد‬ ‫جينيا‪ ،‬أي ّ‬ ‫ًّ‬
‫تقنية النانو‬

‫مواد‬ ‫اثيا‪،‬‬
‫المهندسة ور ًّ‬ ‫يرقات سمكة الزرد‬ ‫تبين أنَّها‬
‫من التيتانيوم والتنجستين‪َّ ،‬‬ ‫بلورات نانو قوية‬
‫‪WILEY-VCH VERLAG GMBH & CO. KGAA, WEINHEIM‬‬

‫بحيث وسمت خليا أ‬


‫الوعية الدموية‪،‬‬ ‫ُِ‬ ‫أكثر ثباتًا في درجات الحرارة المرتفعة‪،‬‬ ‫وثابتة‬
‫الجيل المائي‪ ،‬وعرق‬ ‫والدم والدماغ بصبغة فلورية مضيئة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫مقارنةً بالتنجستين البلُّوري النانوي‬
‫المباني‬ ‫التطور الذي‬ ‫ُّ‬ ‫قام الباحثون بتصوير‬
‫حدث ن� الدماغ أ‬
‫بالضافة إلى إمكان معالجته‬‫الحر‪ ،‬إ‬ ‫ُ‬ ‫نظري في‬
‫ّ‬ ‫قد يساعد أسلوب‬
‫الوسط لدى هذه‬ ‫ي‬ ‫بكمي ٍات ضخمة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫تصميم سبائك معادن بلورية نانويَة‬
‫مثلما تستطيع الثدييات تخفيض درجة‬ ‫ال�قات‪ ،‬طيلة ستة أيام عقب‬ ‫ي‬ ‫‪)Science 337, 951–954 )2012‬‬ ‫تحافظ على خصائصها الممتازة‪،‬‬
‫حرارة أجسامها عن طريق العرق‪ ،‬يمكن‬ ‫التخصيب‪ .‬ووجدوا أنَّه عند امتداد‬ ‫كالصلبة الفائقة لدى درجات الحرارة‬
‫للمباني إذا تمت تغطيتها بجيل مائي‬ ‫الوعية الدموية‪ ،‬تحدث عملية‬ ‫شبكة أ‬ ‫تطور األعصاب‬ ‫المرتفعة‪.‬‬
‫حساس للحرارة أن "تعرق"؛ لتخفيض‬ ‫التشذيب ‪ -‬خاصةً ن� المقاطع ال�ت‬ ‫وعا ًدة ل تكون المعادن المبنية‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫درجة حرارتها‪.‬‬ ‫تتخذ شكل ً َحل َِق ًّيا‪ -‬عندما تنتقل الخليا‬ ‫الدموية‬
‫تشذيب األوعية َّ‬ ‫بتقنية النانو‪ ،‬التي تُبنى من ذرات معدن‬
‫المبطِّنة أ‬
‫للوعية باتجاه المقاطع‬ ‫ُ‬ ‫منخفضة التدفق‬ ‫واحد وحجمها أقل من ‪ 100‬نانومتر‪،‬‬
‫المشذَّ بة‪ ،‬مؤديةً بذلك‬ ‫المتاخمة يغ� ُ‬ ‫ثاب ًتة في درجات الحرارة المرتفعة‪.‬‬
‫إل تقليل مستوى التشابك ن ي� شبكة‬ ‫الوعية الدموية المعقدة‬ ‫إن شبكة أ‬ ‫ويأتي عدم ثباتها من انعدام الثبات‬
‫الوعية الدموية‪ .‬ويكون التدفق ن ي�‬ ‫أ‬
‫تتطور نتيجةً ّ‬
‫لنمو‬ ‫لدماغ سمكة الزرد ل َّ‬ ‫أ‬
‫في الحدود الموجودة بين الذرات‪.‬‬
‫ش‬
‫تغ�ا‪،‬‬‫المشذَّ بة أقل وأك� ي ً‬ ‫المقاطع أ ُ‬ ‫الدموية فقط‪ ،‬وإنَّما قد تتطور‬
‫الوعية َّ‬ ‫وقد قام كريستوفر شوه وزملؤه من‬
‫بالقسام يغ� المشذَّ بة‪ ،‬ويؤدي‬ ‫مقارنة‬ ‫أيضا نتيجة تشذيبها‪ ،‬الذي تدفع به‬ ‫ً‬ ‫معهد ماساشوستس للتكنولوجيا في‬
‫الدم إل‬ ‫َّ‬ ‫لتدفق‬ ‫التجري�‬ ‫اض‬ ‫الع�‬ ‫ت‬ ‫الدم‪.‬‬
‫َّ‬ ‫تدفق‬ ‫في‬ ‫ات‬‫ر‬ ‫التغي‬ ‫نظري لتقدير‬
‫ٍّ‬ ‫كامبريدج‪ ،‬بتطوير إطار‬
‫بي‬ ‫ُّ‬
‫تحف� عملية التشذيب‪.‬‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ل� دو وزملؤه‬ ‫تعقَّب جيو‪ -‬ي ن‬ ‫الطاقة المرتبطة بالحدود بين الذرات‪.‬‬
‫‪)PLoS Biol. 10, e1001374 )2012‬‬ ‫بأكاديمية العلوم الصينية ن ي� شانجهاي‬ ‫وقام الباحثون بتصميم وإنتاج سبيكة‬
‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬ ‫الطبعة العربية‬ ‫‪| 2012‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫‪| 14‬‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫أضواء على أبحاث هذا الشهر‬

‫"ما فوق الجينوم" ‪epigenome‬‬ ‫وقد استطاع وندلين ستارك‬


‫البحاث أ‬
‫الكثر قراء ًة‬ ‫أ‬ ‫اختيـــــــار‬ ‫‪ -‬تغيرات كيميائية تحدث للحمض‬
‫النووي "دي إن إيه" تؤثر في تعبير‬
‫وزملؤه بالمعهد السويسري الفيدرالي‬
‫للتكنولوجيا بزيوريخ إنتاج طبقة‪،‬‬
‫في العلوم‬ ‫المجتـــــمع‬ ‫المراض‪.‬‬ ‫الجينات ‪ -‬الذي يسبق نشوء أ‬ ‫ُس ْمكها ‪ 3‬مليمترات من الجيل المائي‬
‫ومعظم مواليد البلد المتقدمة‬ ‫الجابة للحرارة‪ .‬وعندما تسخن‬ ‫سريع إ‬
‫إيكولوجيا‬ ‫يؤخذ منهم قطرة دم على قطعة‬ ‫هذه الطبقة لحوالي ‪ 32‬درجة مئوية؛‬
‫ورق تسمى "بطاقة جوثري" (‪Guthrie‬‬ ‫يخضع الجيل لتغيير الحالة من‬
‫في األبحاث‪ :‬معادالت أكثر = اقتباسات أقل‬ ‫‪( )card‬انظر الصورة)‪ ،‬تُستخدم في‬ ‫الرطبة إلى الحالة الصلبة‪ ،‬ويتخلص‬
‫ياضيات‪،‬‬ ‫أ‬
‫الر َّ‬‫يشتهر علماء الحياء بميلهم لتفادي ِّ‬ ‫✪ األكثر قراءةً‬ ‫معينة‪ .‬وقد قام‬
‫الكشف عن أمراض َّ‬ ‫من المياه‪ ،‬وتستطيع تلك المياه أن‬
‫وهذا ما أثبتت صحته دراسة أجريت حول‬ ‫على ‪www.nature.com‬‬ ‫ڤاردمان راكيان‪ ،‬وديڤيد ليزلي بكلية‬ ‫تتخلص من الكثير من حرارة المبنى‪.‬‬
‫والحالت في أبحاثهم‪،‬‬ ‫مستوى القتباسات إ‬ ‫فى الفترة األخيرة‬ ‫الملكة ماري بجامعة لندن وزملؤهما‬ ‫كانت درجة حرارة المنازل المصغرة‬
‫حيث قام تيم فوسيت‪ ،‬وأندرو هيجينسن من‬ ‫بتحليل الحمض النووي (‪ )DNA‬من‬ ‫المغطى أسطحها بالمادة أقل من‬
‫تحدة‪ ،‬باختبار ما إذا كان إدخال المعادلت‬‫الم ِّ‬
‫جامعة بريستول في المملكة ُ‬ ‫بطاقات جوثري لثلثة أطفال ولدوا‬ ‫نظيرتها غير المغطاة بالمادة‪ ،‬بفرق‬
‫يؤثِّر على مستويات القتباس فيها‪ ،‬أم ل‪ .‬وأجرى الباحثان هذه الدراسة‬ ‫عام ‪ ،2000‬بح ًثا عن اختلفات في‬ ‫قد يصل إلى ‪ 20‬درجة مئوية عندما‬
‫الدراسات التي نُ ِشرت في ‪ 1998‬في ثلث مجلت علمية بمجال علم‬ ‫على ّ‬ ‫أنماط َ"م ْث َيلَة" ‪ methylation‬الحمض‬ ‫تعرضت جميعها لمحاكاة شمس‬
‫إجماليا في القتباسات يكافئ ‪28%‬‬
‫ًّ‬ ‫ا‬ ‫انخفاض‬
‫ً‬ ‫الباحثان‬ ‫ووجد‬ ‫طور‪.‬‬ ‫ت‬
‫البيئة ّ‬
‫وال‬ ‫النووي‪ ،‬وهي تغيرات (فوق جينومية)‬ ‫ويقدر ُك َّتاب‬
‫منتصف اليوم الستوائية‪ِّ .‬‬
‫مقابل كل معادلة إضافية للصفحة الواحدة من النص الرئيس للبحث‪،‬‬ ‫كيميائية للحمض النووي متصلة بإضافة‬ ‫هذا البحث أن هذا يمكن ترجمته‬
‫بينما ازدادت نسبة انخفاض القتباسات لتصل إلى ‪ 35%‬لدراسات التجارب‬ ‫مجموعات الميثيل إلى الحمض النووي‪.‬‬ ‫لتوفير ‪ 220‬كيلووات‪ /‬ساعة من الطاقة‬
‫المعادلت في النص الرئيس‬ ‫الباحثين باستخدام ُ‬
‫ِ‬ ‫العلمية‪ .‬ويوصي المؤلفان‬ ‫واكتشف الباحثون وجود أكثر من‬ ‫لمنزل منفضل‪ .‬ويقوم "المطر" الوجيز‬
‫لمقالتهم؛ لضمان وصول أفكارهم إلى جمهور أكبر‪.‬‬ ‫الطفال‪ ،‬كانت ل تزال‬ ‫عشرة فروق بين أ‬ ‫بشحن الجيل المائي بالماء‪.‬‬
‫‪)Proc. Natl Acad. Sci. USA 109, 11735–11739 )2012‬‬ ‫عينات دم َّتم أخذها‬ ‫موجودة في ِّ‬ ‫‪Adv.Mater.http://dx.doi.‬‬
‫(‪J. Geophys. Res. http://dx.doi.org/10.1029/2012JD017508 )2012‬‬ ‫منهم لحقاً عند بلوغهم الثالثة‪ ،‬ولم‬ ‫‪org/10.1002/adma.201202574‬‬
‫يظهر أن هذه الفروق مرتبطة بتغاير‬ ‫(‪)2012‬‬
‫جيني ضمني‪ .‬وتشير النتائج إلى أن‬
‫ويروي جيكوب ِإسلْستين وزملؤه‬ ‫الحفريات – صفوف من أسنان ُمس َّننة‪،‬‬ ‫هذه الفروق قد تكون ناجمة من‬ ‫أجهزة طبية‬
‫من جامعة مكماستر بهاميلتون‬ ‫مستقرة على لسان مشقوق ‪ -‬تشبه ما‬ ‫وهم‬ ‫اختلفات في ظروف صادفوها ُ‬
‫الزبابة‬
‫أن فأر َّ‬ ‫في أونتاريو الكندية َّ‬ ‫لدى َّرخويات الحقبة الحديثة‪ .‬ويرى‬ ‫أَ ِج َّنة في أرحام أمهاتهم‪.‬‬ ‫طرق ذكية لمعالجة‬
‫الباحث أن هذه أ‬
‫"بوسيدنتوميس‬
‫ِ‬ ‫الذي يعرف باسم‬ ‫السنان ربَّما تكون قد‬
‫أ‬
‫َّ‬ ‫وقد تُمكِّن بطاقات جوثري‬ ‫الجروح‬
‫ڤيرميداكس" (انظر الصورة) له وجه‬ ‫أتاحت للحيوانات طحن النسجة اللَّينة‪.‬‬ ‫الباحثين من التمييز بين التغيرات‬
‫طويل مدبب‪ ،‬وقواطع تختلف في‬ ‫‪Proc. R. Soc. B http://dx.doi.‬‬ ‫فوق الجينومية التي تدفع إلى نشوء‬ ‫ربما يؤدي اكتشاف خيط ذكي ل َقطْب‬
‫الخرى‪،‬‬ ‫شكلها عن قواطع القوارض أ‬ ‫‪)org/10.1098/rspb.2012.1577 )2012‬‬ ‫المرض‪ ،‬وبين التغيرات الناجمة عنه‪.‬‬ ‫سخن‬‫كم ِّ‬ ‫الجروح‪ ،‬مزدوج الفعالية‪ ،‬يعمل ُ‬
‫وليست له أضراس‪ .‬وقد تكون هذه‬ ‫‪Genome Res. http://dx.doi.‬‬ ‫وكمقياس حراري‪ ،‬إلى إحراز تقدم في‬
‫المواصفات ناجمة عن تأقلم يساعد‬ ‫تطور‬ ‫‪org/10.1101/gr.134304.111 )2012(.‬‬ ‫مجال معالجة الجروح وإبرائها‪.‬‬
‫فضل‪:‬‬ ‫الم َّ‬‫الحيوان أفي إيجاد طعامه ُ‬ ‫‪For a longer story on this research,‬‬ ‫طور جون روجر وزملؤه بجامعة‬ ‫لقد َّ‬
‫الرض ل َِّّينة الجسم‪ ،‬التي ل‬ ‫ديدان‬ ‫حيوان قارض ال‬ ‫‪see http://go.nature.com/fgmz6w‬‬ ‫نموذجا‬
‫ً‬ ‫شامبين‪،‬‬ ‫‪-‬‬ ‫أوربانا‬ ‫إلينوي في‬
‫إن افتقاد التغير‬ ‫َّ‬ ‫مضغ‪.‬‬ ‫إلى‬ ‫تحتاج‬ ‫القضم‬
‫يستطيع َ‬ ‫أوليا لخيط جراحي من السيليكون (انظر‬ ‫ًّ‬
‫التطوري الناجح في السابق (ظهور‬ ‫أ ُّ‬ ‫علم اإلحاثة‬ ‫الصورة)‪ .‬والخيط طويل دقيق ومرن‬
‫الضراس) ربما سمح لهذا الحيوان‬ ‫لحظ أنه ل توجد لدى فأر ال َّزبابة‬ ‫يُ َ‬ ‫مناسبا لخياطة الجروح‪.‬‬‫ً‬ ‫بقدر يجعله‬
‫ٍ‬
‫استغلل أنواع الطعام المتوفِّرة في‬ ‫الشكل‪ .‬وقد‬ ‫أضراس‪ ،‬وقواطعه غريبة َّ‬ ‫تميز‬
‫فكوك ُمسنَّ نة ِّ‬ ‫يحتوي الخيط على عناصر دائرة‬
‫الغابات التي يستوطنها‪.‬‬ ‫ناجما عن شذوذ في ال َّتطور‬
‫يكون هذا ً‬ ‫الرخويات‬
‫َّ‬ ‫(كهربية) بحيث يصبح قادراً على تسخين‬
‫‪Biol. Lett. http://dx.doi.‬‬ ‫لما يزيد عن ‪ 2200‬فصيلة معروفة من‬ ‫النسيج واستشعار درجة حرارته‪ ،‬مما‬
‫‪org/10.1098/rsbl.2012.0574‬‬ ‫القوارض‪.‬‬ ‫كشف تحليل ألجزاء من فم بعض‬ ‫يمكِّ نه من حفظ الجرح في درجة الحرارة‬
‫‪))2012‬‬ ‫ويعود جزء كبير من نجاح الفئران‬ ‫الحفريات‪ ،‬تعود إلى عصور قبل ‪505‬‬ ‫بالضافة إلى استشعار‬ ‫المثالية للشفاء‪ ،‬إ‬
‫والجرذان وما يقاربها في ال َّتطور إلى‬
‫ُ‬ ‫أن هذه الحيوانات قد‬ ‫مليين سنة‪َّ ،‬‬ ‫أي ارتفاعات في درجة الحرارة التي قد‬
‫‪NATURE.COM‬‬ ‫مقدرتها على القضم‪ ،‬الذي يمكِّ نها‬ ‫الرخويَّات في التاريخ‪.‬‬ ‫أقدم‬ ‫تكون من‬ ‫تكون مرتبطة بحدوث التهاب‪.‬‬
‫يمكنك االطالع على آخر األبحاث التي‬ ‫من استهلك أنواع أ‬ ‫َّ‬
‫نُ شرت في نيتشر مباشرة على‪:‬‬ ‫الطعمة التي ل‬ ‫قام مارتن سميث الباحث بجامعة‬ ‫ويأمل الباحثون في تطوير خيوط‬
‫‪go.nature.com/news‬‬ ‫يستطيع غيرها من الثدييات استهلكها‪.‬‬ ‫تورونتو الكندية بتحليل أكثر من ‪300‬‬ ‫الطلق‬ ‫تؤدي وظائف أخرى‪ ،‬مثل إ‬
‫متحجرات تنتمي لمجموعتين‬ ‫قطة من ِّ‬ ‫المبرمج للدواء‪.‬‬
‫‪K. ROWE/R. SOC.‬‬

‫قديمتين من اللفقاريات؛ إحداهما‬ ‫‪Small http://dx.doi.org/10.1002/‬‬


‫أودونتوجريفوس‪ ،‬أ‬
‫والخرى ويواكسيا‪ ،‬إ ْذ‬ ‫‪)smll.201200933 )2012‬‬
‫للرخويات‪،‬‬‫ختلف فيما إذا كانتا تنتميان َّ‬ ‫أُ ِ‬
‫الحل َِق ّية‪ ،‬أم إلى أسلف‬‫َ‬ ‫الديدان‬ ‫إلى‬ ‫أم‬ ‫علم التخلق‬
‫ووجدت هذه الحفريات في‬ ‫ُ‬ ‫مشتركة‪.‬‬
‫بورجس شيل بكولومبيا البريطانية‪ ،‬التي‬ ‫ِ‬ ‫أدلة من قطرات دم‬
‫زودتنا بسجل انفجار أشكال جديدة‬ ‫ِّ‬ ‫األطفال‬
‫ألجسام عاشت في العصر الكمبري (أي‬
‫منذ ‪ 542‬إلى ‪ 488.3‬مليون سنة)‪.‬‬ ‫تزودنا قطرة دم من وخز أعقاب‬
‫قد ِّ‬
‫لكثير من‬ ‫أقدام أ‬
‫وأجزاء الفم الموجودة ٍ‬ ‫الطفال حديثي الولدة‪ ،‬بفهم‬
‫‪15 | 2 0 1 2‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫الطبعة العربية |‬ ‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫مـوجــــز أ‬
‫الخــبـــــار‬ ‫يومـا‬
‫ً‬ ‫ثالثـون‬
‫تفوق المخاطر‪ .‬ويُ َع ّد طرح هذه‬ ‫سياسة‬
‫السياسة سابقة تقوم بها هذه‬
‫النزاهة العلمية‬
‫‪NASA‬‬

‫الطباء‪ ،‬وقد‬ ‫المجموعة المؤثرة من أ‬


‫تزيد من معدلت الختان بأمريكا (التي‬ ‫المريكية إلى‬‫انضمت وزارة الدفاع أ‬
‫بالفعل هي أعلى من عديد من الدول‬ ‫الحملة التي أطلقها الرئيس باراك‬
‫المتقدمة)‪ .‬وأضافت أنه رغم ذلك‪،‬‬ ‫أوباما لضمان النزاهة العلمية‪ ،‬حيث‬
‫للباء‪ .‬وللمزيد من‬‫فالختيار متروك آ‬ ‫قامت بتقديم سياسة تمنع موظفيها‬
‫المعلومات‪ ،‬طا ِلع الصفحة رقم ‪568‬‬ ‫من أن يطالبوا العلماء أو المهندسين‬
‫في عدد ‪ 30‬أغسطس (‪.)Vol. 488‬‬ ‫بتغيير أو كتمان اكتشافاتهم‪.‬‬
‫وحصلت مجموعة من المراقبين‬
‫أبحاث‬ ‫في واشنطن دي سي‪ ،‬تُدعى بير (أو‬
‫موظفي المسؤولية البيئية)‪ ،‬على‬
‫خاليا جذعية للتوحد‬ ‫تفاصيل السياسة الصادرة بتاريخ‬
‫في ‪ 21‬أغسطس‪ ،‬تم البدء في اختيار‬ ‫‪ 26‬يوليو بموجب قانون تداول‬
‫الحالت التي ستخضع ألول تجربة‬ ‫المريكي‪ ،‬وأصدرتها في‬ ‫المعلومات أ‬
‫إكلينيكية تم اعتمادها من منظمة‬ ‫‪ 21‬أغسطس‪ .‬كما قامت حتى النآ‬
‫المريكية‪ ،‬يتم فيها‬ ‫الغذاء والدواء أ‬ ‫‪ 22‬وكالة حكومية بإصدار مسودات‬
‫تجربة خليا جذعية لعلج مرض‬ ‫أو صياغات نهائية لسياسات خاصة‬
‫التوحد‪ .‬وتهدف الدراسة مزدوجة‬ ‫بالنزاهة العلمية‪ .‬وهناك أربع وكالت‬
‫التعمية ـ التي بدأها مركز كورد بلود‬ ‫في طريقها إلى إصدار شيء عل ًنا‪،‬‬
‫ريجيستري بمدينة سان برونو في‬ ‫بما في ذلك مكتب سياسة العلوم‬
‫وفاة رائد الفضاء البارز‬
‫كاليفورنيا‪ ،‬ومعهد ساتر نيوروساينس‬ ‫والتكنولوجيا بالبيت أ‬
‫البيض‪،‬‬
‫بمقاطعة ساكرامينتو في كاليفورنيا‬ ‫المسؤول عن قيادة تلك المبادرة‪.‬‬
‫ـ إلى إخضاع ‪ 30‬طفل ً مصابين‬
‫بالتوحد‪ ،‬تتراوح أعمارهم بين عامين‬ ‫توفي نيل أرمسترونج‪ ،‬أول َم ْن مشىى على سطح القمر‪ ،‬في ‪ 25‬أغسطس ‪2012‬‬ ‫الثغرة النووية للهند‬
‫إلى سبعة أعوام‪ ،‬للتجربة‪ .‬وستختبر‬ ‫عاما‪ .‬وقد أقيمت مراسم التأبين لرائد الفضاء المتواضع‬
‫عن عمر يناهز ‪ً 82‬‬ ‫قامت هيئة مراجعة فيدرالية بانتقاد‬
‫التجربة ما إذا كان إعطاء الطفل‬ ‫الظهور في العلم‪ ،‬وبصرف النظر عن انتقاداته أ‬
‫الخيرة‬ ‫ـ الذي كان يتجنب‬ ‫نظام التشريعات الهندي الخاص‬
‫إ‬
‫تسريبا وريديًّا يحتوي على الخليا‬ ‫المريكية بشأن تخفيض ميزانية وكالة الفضاء أ‬
‫المريكية "ناسا" ‪ -‬عقب‬ ‫للخطط أ‬ ‫شديدا في تقرير‬ ‫بالطاقة النووية انتقا ًدا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫السري الخاص به‬ ‫ُ‬ ‫الجذعية من الحبل‬ ‫وفاته بأيام قليلة‪ .‬وكان لهبوط أرمسترونج وزملئه ركاب أبوللو على القمر في‬ ‫تم نشره في ‪ 22‬أغسطس‪ ،‬قد يدعم‬
‫والعراض‬ ‫سيحسن من قدراته اللغوية أ‬ ‫يوليو ‪ 1969‬ـ يظهر في الصورة خيال أرمسترونج ـ عظيم أ‬
‫الثر في تحفيز جيل‬ ‫الحملت المناهضة لستخدام الطاقة‬
‫السلوكية التي يعاني منها‪ ،‬أم ل‪،‬‬ ‫بالبحاث العلمية (يرجى مطالعة "نيتشر" ‪315-314 ،460‬؛‬‫من الطلب للقيام أ‬ ‫النووية في البلد‪ .‬وجاء في التقرير ـ‬
‫لحيا غُفلً‪.‬‬
‫تسريبا ِم ًّ‬
‫ً‬ ‫مقارنةً بإعطائه‬ ‫‪ .)2009‬وللمزيد من المعلومات عن عمليات الهبوط في الفضاء‪ ،‬يرجى مطالعة‬ ‫الذي قدمه المراقب العام ـ أن المشرع‬
‫الرابط‪)nature.com/Apollo( :‬‬ ‫الحالي – المجلس التشريعي للطاقة‬
‫جنوبا‬
‫ً‬ ‫الصين تنظر‬ ‫مكتبا ثانويًّا‪،‬‬
‫الذرية‪ -‬ل يتعدى كونه ً‬
‫أعلن فلكيون صينيون عن وجود خطط‬ ‫الجبار على‬ ‫ل يملك سن القوانين أو إ‬
‫طموحة من أجل مرصد أنتاركتيكا‬ ‫‪ .)2011‬وتم نشر هذا التقييم بمجلة‬ ‫النشاء"‪،‬‬
‫رسميا "تحت إ‬
‫البركة أصبح ًّ‬ ‫اللتزام بها‪ ،‬أو فرض عقوبات مؤثرة‬
‫الصيني الموجود في دوم إيه ـ واحدة‬ ‫"نيتشر" في ‪ 24‬أغسطس‪ ،‬بعد تقديم‬ ‫وهو أول مفاعل من أربعة سوف‬ ‫في حال خرق قوانين السلمة‪ .‬كما ألَّح‬
‫من أكثر أ‬
‫الماكن برودة في القارة ـ‬ ‫طلب بحرية تداول المعلومات‪ .‬وذكر‬ ‫توردها مؤسسة كورية جنوبية‪ ،‬بإجمالي‬ ‫التقرير على ضرورة أن يكون للهند‬
‫مركز نيو أيبيريا أ‬ ‫ِّ‬
‫من خلل جلسة الجمعية العامة‬ ‫للبحاث بجامعة‬ ‫تكلفة قدرها ‪ 20‬مليار دولر‪ .‬ومن‬ ‫ُم َش ِّرع حقيقي ومستقل‪ ،‬في وقت‬
‫الثامنة والعشرين للتحاد الفلكي‬ ‫يقاض‬
‫لويزيانا بمدينة لفايتي أنه لم ِ‬ ‫المخطط أن يبدأ العمل بالمفاعل‬ ‫تتطلع فيه الهند إلى التوسع في نظام‬
‫الدولي ببكين‪ ،‬حيث سيتم تزويد‬ ‫معاهد الصحة الوطنية على الرعاية‬ ‫المائي ذي القدرة الضغطية التى تبلغ‬ ‫الطاقة النووية الخاص بها‪ .‬وللمزيد‬
‫المرصد بتلسكوبين كبيرين‪ ،‬بميزانية‬ ‫التي قدمتها لصغار الشمبازي‪،‬‬ ‫‪ 1400‬ميجاوات في عام ‪.2017‬‬ ‫من المعلومات‪ ،‬يرجى زيارة الرابط‬
‫تصل إلى أكثر من مليار ين ياباني‬ ‫وأضاف أن إجمالي التعداد بالمركز‬ ‫‪.go.nature.com/d4guvd‬‬
‫وسيستخدم‬ ‫(أي ‪ 157‬مليون دولر)‪ُ .‬‬ ‫الخرى‬‫انخفض بالتوازي مع المراكز أ‬ ‫تناسل الشمبانزي‬
‫الول كاداست (‪ )KDUST‬في البحث‬ ‫أ‬ ‫التي تدعمها معاهد الصحة الوطنية‪.‬‬ ‫توصلت معاهد الصحة الوطنية بأمريكا‬ ‫المستقبل النووي‬
‫عن المادة السوداء‪ ،‬وعن كواكب‬ ‫وللمزيد من المعلومات‪ ،‬يرجى زيارة‬ ‫كبيرا‬
‫مركزا ً‬
‫إلى استنتاج نهائي بأن ً‬ ‫المارات العربية المتحدة‬ ‫بدأت دولة إ‬
‫الرض خارج‬ ‫أخرى مشابهة لكوكب أ‬ ‫الرابط‪go.nature.com/1bgbjw :‬‬ ‫ألبحاث الشمبانزي لم يقم بخرق حظر‬ ‫في بناء أول مفاعل نووي لها‪ ،‬لتصبح‬
‫آ‬
‫المجموعة الشمسية‪ .‬أما الخر‪ ،‬ديت‬ ‫التناسل الذي فرضته الوكالة‪ ،‬على‬ ‫بذلك أول دولة تُق ِْدم على إنشاء‬
‫فايف (‪ )DATE-5‬فلستكشاف السحب‬ ‫رفع معدالت الختان‬ ‫صغيرا‬
‫ً‬ ‫الرغم من ميلد ‪ 130‬شمبانزي‬ ‫برنامج نووي تجاري منذ أن قامت‬
‫الغبارية‪ ،‬حيث تتكون النجوم‪.‬‬ ‫المريكية أ‬
‫للطفال‬ ‫الكاديمية أ‬
‫أقرت أ‬ ‫بالمركز آلباء تمتلكهم معاهد الصحة‬ ‫الصين بذلك في عام ‪ .1985‬وقد‬
‫أ‬ ‫َّ‬
‫وللمزيد من المعلومات‪ ،‬يرجى زيارة‬ ‫في ‪ 27‬أغسطس بوجوب ختان الولد‬ ‫الوطنية بين عامي ‪2000‬م‪ ،‬و‪ 2010‬م‬ ‫أعلنت وكالة الطاقة الذرية العالمية‬
‫الرابط ‪go.nature.com/ftwyqn‬‬ ‫المريكيين‪ ،‬ألن الفوائد الصحية له‬ ‫أ‬ ‫(يرجى مطالعة نيتشر ‪454-453 ،479‬؛‬ ‫في فيينا أن مفاعل الوحدة أ‬
‫الولى في‬
‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬ ‫الطبعة العربية‬ ‫‪| 2012‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫‪| 16‬‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫يوما هذا الشهر‬
‫ثالثون ً‬

‫المضاد ـ سولنيزوماب ـ إبطاء التدهور‬ ‫لعام ‪ 1982-‬في ‪ 21‬أغسطس ‪ 2012‬عن‬

‫‪MOHAMMED ABDEL-MOTTALEB‬‬
‫الدراكي في مجموعة من المرضى‬ ‫إ‬ ‫عاما‪ .‬وقد غيرت إنجازات‬
‫عمر يناهز ‪ً 65‬‬
‫يعانون أشكال ً أخف من المرض‪.‬‬ ‫ثيرستون العديدة في مجالت الهندسة‬
‫أيضا دواء مماثل‪ ،‬يدعى‬
‫كما أخفق ً‬ ‫والطوبولوجيا من نظريات علماء الفضاء‬
‫بابينيوزيماب‪ ،‬تنتجه شركة "فايزر"‪،‬‬ ‫حول شكل الكون ‪ .‬كما أسهمت أعماله في‬
‫و"جونسون آند جونسون"‪ ،‬في تجربتين‬ ‫وضع أساس لحل مشكلة حدسية بوانكاريه‬
‫موسعتين‪ ،‬وتم وقف تطويره (يرجى‬‫َّ‬ ‫التي قام بحلها عالم الرياضيات الروسي‬
‫مطالعة نيتشر ‪488،135‬؛ ‪.)2012‬‬ ‫جريجوري بيريلمان في عام ‪.2003‬‬
‫وللمزيد من المعلومات‪ ،‬يرجى زيارة‬
‫الرابط ‪.go.nature.com/nhfbmu‬‬ ‫فيزيائي محبوس‬
‫خسر الفيزيائي إاليراني أوميد كوكابيي ـ‬
‫وقف دواء تجريبي‬ ‫الذي يسعي لنيل درجة الدكتوراه‪ ،‬وكان‬
‫أعلنت شركة "بريستول مايرز سكويب"‪،‬‬ ‫شهرا‬
‫محبوسا من قبل في إيران لمدة ‪ً 18‬‬ ‫ً‬ ‫ولكنه قد يتسبب في نفوق أعداد كبيرة‬ ‫أحداث‬
‫التي تقع بمدينة نيويورك‪ ،‬في ‪23‬‬ ‫ـ الطعن الذي قدمه ضد الحكم الصادر‬ ‫من الخنازير‪ .‬وللمزيد عن انتشار المرض‬
‫أغسطس أنها توقفت عن تطوير دواء‬ ‫السبوع الماضي‪.‬‬ ‫بحبسه لمدة ‪ 10‬أعوام أ‬ ‫في القوقاز‪ ،‬طا ِلع ص ‪ 565‬من العدد‬ ‫اعتصام الطلبة‬
‫تجريبي لعلج التهاب الكبد الفيروسي‬ ‫وقد تم القبض علي كوكابيي ـ الذي كان‬ ‫ذاته‪.)Vol. 488( ،‬‬ ‫اقتحم طلبة من جامعة النيل بالجيزة‬
‫سي‪ ،‬وذلك بعدما دخل تسعة مرضى‬ ‫يدرس فيزياء الليزر في جامعة تكساس‬ ‫في مصر جامعةَ زويل للعلوم‬
‫المستشفى‪ ،‬وتوفي آخر خلل تجربة‬ ‫بأوستين‪ -‬لتهامه بتهم تتعلق بالتخابر‬ ‫انخفاض جليد‬ ‫والتكنولوجيا‪ ،‬التي تقع على أطراف‬
‫إكلينيكية‪ .‬ولم تحصل الشركة على هذا‬ ‫ضد إيران في فبراير ‪ 2011‬عند مغادرة‬ ‫الشمال‬ ‫القاهرة‪ .‬وقد تظاهر الطلبة‪ ،‬بسبب‬
‫مؤخرا‪ ،‬حيث كان أهم ما‬
‫ً‬ ‫الدواء إل‬ ‫طهران‪ ،‬بعد زيارته لعائلته‪ .‬وصدر‬ ‫عدم السماح لجامعة النيل باستخدام‬
‫تمتلكه شركة إنهيبيتيكس‪ ،‬وهي شركة‬ ‫الحكم ضده في مايو ‪ .2012‬ومن ناحيته‬ ‫مع بقاء بضعة أسابيع على انقضاء‬ ‫المباني في مقر القاهرة‪ .‬وكانت‬
‫تقع في مدينة ألفاريتا بولية جورجيا‪،‬‬ ‫أنكر كوكابيي جميع التهم المنسوبه إليه‪،‬‬ ‫موسم ذوبان الجليد‪ ،‬كسر بحر القطب‬ ‫الجامعة قد بُنيت على أرض منحتها لها‬
‫اشترتها "بريستول مايرز سكويب" مقابل‬ ‫وأكدت هيئات علمية عديدة براءته‪،‬‬ ‫الدنى للذوبان‬‫الشمالي حده القياسي أ‬ ‫حكومة الرئيس المصري السابق حسني‬
‫‪ 2,5‬مليار دولر في يناير الماضي‪ .‬وكان‬ ‫وطالبت بمحاكمته محاكمة عادلة‪.‬‬ ‫خلل فترة الصيف‪ .‬وطبقًا لما ذكره‬ ‫مبارك‪ ،‬لكن المنحة ألغيت بعد ثورة‬
‫الدواء يعمل عن طريق تثبيط إنزيم‬ ‫وللمزيد من المعلومات‪ ،‬يرجي زيارة‬ ‫العلماء بالمركز الوطني لمعلومات‬ ‫الرض لمدينة زويل‪.‬‬ ‫يناير‪ ،‬ومنحت أ‬
‫ُ‬
‫بوليميريز الرنَّا الفيروسي‪ ،‬وبالتالي يمنع‬ ‫الرابط ‪go.nature. com/7bthm9‬‬ ‫الجليد والثلج في بولدر‪ -‬كولورادو‪،‬‬ ‫حاليا زويل ـ الحائز على جائزة‬
‫ويقود ً‬
‫الفيروس المسبب للتهاب الكبد سي‬ ‫رصدت أ‬
‫القمار الصناعية في ‪26‬‬ ‫نوبل‪ ،‬والكيميائي بمعهد كاليفورنيا‬
‫من نسخ الجينوم الخاص به‪ .‬وهناك‬ ‫أعمال‬ ‫أغسطس وجود ‪ 4.1‬مليون كيلومتر مربع‬ ‫للتكنولوجيا في باسادينا ـ مفاوضات‬
‫شركات أخرى تنتج أدوية تعمل بنفس‬ ‫من الجليد‪ ،‬بعد أن كان ‪ 4.17‬مليون‬ ‫مع جامعة النيل؛ لحل هذا النزاع‪.‬‬
‫اللية‪ .‬وللمزيد من المعلومات‪ ،‬يرجى‬ ‫آ‬ ‫إخفاق أدوية للزهايمر‬ ‫كيلومتر مربع في ‪ 18‬سبتمبر ‪.2007‬‬ ‫انظر‪ go.nature.com/juxrba‬للمزيد‪.‬‬
‫زيارة الرابط ‪go.nature.com/vet89t‬‬ ‫أعلنت شركة إيلي ليلي في ‪ 24‬أغسطس‬ ‫القل في كمية الجليد‪،‬‬ ‫ويعد عام ‪ 2012‬أ‬
‫عن إخفاق دواء السولنيزوماب في‬ ‫بالمقارنة أ‬
‫بالعوام الستة السابقة‪ .‬انظر‪:‬‬ ‫تحذير من الخنازير‬
‫دواء مركب لإليدز‬ ‫تحقيق أ‬
‫الهداف المرجوة منه‪ ،‬الذي‬ ‫‪ Go.nature.com/waurw1‬للمزيد‪.‬‬ ‫للمم‬‫الغذية والزراعة أ‬ ‫حذرت منظمة أ‬
‫أجازت منظمة الغذاء والدواء أ‬
‫المريكية‬ ‫البطاء من تدهور‬‫كان يهدف إلى إ‬ ‫المتحدة في ‪ 21‬أغسطس من أن‬
‫في ‪ 27‬أغسطس دوا ًء‪ ،‬عبارة عن قرص‬ ‫الدراكية والسلوكية لمرضى‬
‫القدرات إ‬ ‫الناس‬ ‫اكتشاف أول حالة إصابة بحمى الخنازير‬
‫يوميا‪ .‬ويحتوي هذا‬ ‫أ‬
‫يؤخذ مرة واحدة ًّ‬ ‫الزهايمر‪ .‬وتم اكتشاف ذلك في‬ ‫الفريقية في أوكرانيا ينذر باحتمالية‬
‫القرص على أربعة أنواع مختلفة من‬ ‫مرحلتين متأخرتين من مراحل التجارب‪.‬‬ ‫وفاة عالم رياضيات‬ ‫انتشار هذا المرض في القوقاز والمناطق‬
‫العقاقير لعلج مرض إاليدز‪ .‬وتأمل شركة‬ ‫وفي المقابل‪ ،‬أضافت الشركة أنه‬ ‫توفي عالم الرياضيات أ‬
‫المريكي ويليام‬ ‫المجاورة لها‪ .‬ويسبب هذا المرض‬
‫"جيلياد ساينسيس" بمدينة فوستير بولية‬ ‫الخر استطاع الجسم‬ ‫على الصعيد آ‬ ‫ثيرستون ‪ -‬الذي فاز بميدالية فيلدز‬ ‫فيروسا ُمعديًا‪ ،‬وهو ل يصيب البشر‪،‬‬
‫ً‬
‫كاليفورنيا‪ ،‬التي أنتجت هذا الدواء‪ ،‬في‬
‫أن تتمكن من تحقيق أرباح من ورائه‪،‬‬
‫وخاصة أن حق الملكية الصناعية لمكون‬ ‫ﺍﻻﺭﺗﻔﺎﻉ ﻓﻲ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻜﻮﻟﻴﺮﺍ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ‪.‬‬ ‫مراقبة االتجاهات‬ ‫‪SOURCE: WHO; GO.NATURE.COM/9ZXV5Q‬‬
‫رئيس تنتجه الشركة من المكونات الثلثة‬ ‫ﺍﺭﺗﻔﺎﻋﺎ ﻓﻲ ﻋﺪﺩ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻜﻮﻟﻴﺮﺍ ﺑﻨﺴﺒﺔ‬
‫ً‬ ‫ﺷﻬﺪﺕ ﻫﺎﻳﻴﺘﻲ‬
‫التريبل ـ وهو عبارة عن قرص‬ ‫لدواء أ‬ ‫‪ 85٪‬ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ‪ 2011‬ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ‪.‬‬ ‫تفشي مرض الكوليرا ـ الذي بدأ في‬
‫يعتبر ِّ‬
‫واحد يحتوي على ثلثة أنواع من العقاقير‬ ‫‪600‬‬
‫سببا في تصاعد عدد‬ ‫ً‬ ‫ـ‬ ‫‪2010‬‬ ‫عام‬ ‫هاييتي‬
‫لعلج إاليدز ـ سينتهي في العام‬ ‫‪Oceania‬‬
‫‪Americas‬‬
‫حالت الكوليرا في عام ‪ .2011‬والعدد‬
‫القادم‪ ،‬مما سيؤدي إلى انخفاض سعره‬ ‫‪Asia‬‬ ‫المذكور ـ الذي يبلغ ‪ 600000‬حالة‪ ،‬والذي‬
‫‪ -‬ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ )ﺑﺎﻵﻻﻑ(‪.‬‬

‫القل عن السعر الحالي‬ ‫بنسبة ‪ 40%‬على أ‬ ‫‪Africa‬‬


‫كثيرا عن العدد الواقعي‬
‫‪400‬‬
‫يعتقد أنه يقل ً‬
‫(يرجى مطالعة "نيتشر" ‪267 ،488‬؛‬ ‫للحالت‪ -‬يعتبر موازيًا للرتفاع الحادث في‬
‫‪ .)2012‬ويحتوي القرص الجديد على‬ ‫عقدين (انظر الشكل)‪ .‬وفي منتصف أغسطس‬
‫عقارين مصرح بهما من قبل‪ ،‬وهما عقار‬ ‫لهذا العام‪ ،‬انخفضت الحالت المصابة في‬
‫إاليمتريسيتابين‪ ،‬وعقار التينوفير‪ ،‬وآخرين‬ ‫‪200‬‬ ‫هاييتي‪ ،‬لتصل إلى ‪ ١٠٠‬حالة جديدة كل يوم‪،‬‬
‫جديدين‪ ،‬وهما عقار إيلفيتيجرافير‪،‬‬ ‫في حين تواجه سيراليون أكبر أزمة تفشي‬
‫وعقار الكوبيسيستات‪.‬‬ ‫للمرض منذ عام ‪ ،1996‬بزيادة ‪ 10000‬حالة‬
‫إصابة‪ ،‬و‪ 180‬حالة وفاة في الخامس عشر‬
‫‪NATURE.COM‬‬ ‫‪0‬‬ ‫من أغسطس‪ .‬وعلى أثر ذلك‪ ،‬قامت حكومة‬
‫يمكنك الحصول على تحديثات‬ ‫‪1990‬‬ ‫‪1994‬‬ ‫‪1998‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2010‬‬
‫األخبار اليومية مباشرة على‪:‬‬ ‫سيراليون بإعلن حالة الطوارئ في بلدها‪.‬‬
‫‪go.nature.com/news‬‬

‫‪17 | 2 0 1 2‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫الطبعة العربية |‬ ‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved
‫أخبـــــار في دائرة الضـوء‬
‫خاليا جذعية كيف تستطيع الخاليا‬ ‫فيـزيــاء يخطط الفيزيايون‬ ‫صحة عامة فرقة عمل أمريكية‬ ‫مناخ تـراجع معدل إزالة غابات أ‬
‫المازون‬ ‫َ َ‬
‫الجذعية تنظيم نفسها إلى الهياكل‬ ‫ألقوى معجل جسيمات لدراسة‬ ‫تجد فوائد الختان للصحة العامة تفوق‬ ‫في البرازيل بنسبة ‪ 77%‬في السنوات‬
‫المعقدة للدماغ ص‪34 .‬‬ ‫«بوزون هيجز» ص‪30 .‬‬ ‫مخاطرها ص‪24 .‬‬ ‫السبع الماضية ص‪22 .‬‬‫ِ‬

‫تقريبا‬
‫البالد – أي ما يعادل ‪ 23‬في المئة من مساحة البالد ً‬

‫‪RANJIT SINGH GILL‬‬


‫كيلومترا مربّ ًعا فقط‪،‬‬
‫ً‬ ‫تناقصا بمساحة ‪367‬‬ ‫ً‬ ‫– الذي يمثل‬
‫مقارنةً بالمجموع الكلّي الذي تم حسابه في عام ‪،2009‬‬
‫مما ف ُِق َد في البرازيل ـ على سبيل‬ ‫وهي مساحة أقل بكثير ّ‬
‫المثال ـ حيث تمت إزالة ما مساحته ‪ 13‬ألف كيلومتر مربّع‬
‫أن زانجيت جيل‪ ،‬وهو‬ ‫من الغابات في الفترة نفسها‪ ،‬إل ّ‬
‫مدير مشارك في مركز أبحاث غابات الهند‪ ،‬ينتقد تقييم‬
‫المركز بشكل علني‪.‬‬
‫نتقبل الحقيقة‬‫ّ‬ ‫أن‬ ‫«علينا‬ ‫‪:‬‬‫ً‬ ‫ال‬ ‫قائ‬ ‫جيل‬ ‫السيد‬
‫ويضيف ّ‬
‫المحزنة بأن الرقم الحالي لغطاء الغابات في الهند مبالغ‬
‫فيه بشكل كبير‪ ،‬وهو مبني على افتراضات سطحية»‪ .‬وفي‬
‫سبيل تسليط الضوء على هذه التهامات‪ ،‬قام برفع قضية‬
‫قانونية من أجل أن تراجع من ِق َبل الهيئة المحكّمة المركزية‬ ‫ّ‬
‫(‪ ،)CEC‬وهي هيئة من المحلّفين الخبراء الذين ّتم تعيينهم‬
‫الدولة؛ من أجل الحكم في‬ ‫من قبل المحكمة العليا في ّ‬
‫البرية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫والحياة‬ ‫المسائل المتعلّقة بالغابات‬
‫ويزعم السيد جيل بأن حكومة ولية ميجاليا في شمال‬
‫بالدليل‬
‫التحرك بشكل كاف لالإثبات ّ‬ ‫شرقي الهند فشلت في ّ‬
‫على وجود قطع أشجار‪ ،‬واستخراج الفحم بشكل غير‬
‫يخرب الغابات المحمية في المنطقة‪ .‬ويقول إنه‬ ‫شرعي؛ ّ‬
‫رأى المناطق التي أزيلت بها الغابات بعينيه‪ ،‬وقام بتوثيق‬
‫ذلك لدى حكومة الولية (انظر في «على الجذْ ل»‪ .‬وهو‬
‫يقول مسؤول الغابات رانجيت جيل إنه لديه دليل مؤكد على انتشار قطع األشجار في ميجااليا‪.‬‬
‫يسجل‬
‫كذلك قلق بسبب ما يتعلّق بتقرير عام ‪ ،2011‬الذي ّ‬
‫مساحات ضخمة من ميجاليا على أنّها غابات مفتوحة أو‬
‫الرض أُزيلت‬ ‫كثيفة‪ ،‬في حين أنه يعتقد أن معظم هذه أ‬ ‫الحفاظ على الطبيعة‬
‫ّ‬
‫الغابات منها‪ .‬ومن بعد ذلك تم السماح إلعادة نمو‬
‫الشجيرات أو الخيزران بها‪.‬‬
‫ومن خالل بحث ميداني في العام المنصرم‪ ،‬لحظ‬
‫السيد جيل وثالثة من رفاقه من مركز أبحاث غابات الهند أن‬
‫منــطقة غابات في الهنــــد‬
‫مشـكوك فيـــها‬
‫أجزا ًء من الغابة المحمية في ديبرو هيلز في ولية ميجاليا‬
‫الشجار فيها بشكل غير شرعي‪ .‬وقد قام بتأكيد‬ ‫تم قطع أ‬
‫مشاهداته عن طريق معلومات من عام ‪ 2006‬عن طريق‬
‫القمار الصطناعية المراقبة لندسات إيرث (‪LANDSAT‬‬ ‫أ‬
‫أ‬
‫‪ )Earth‬التي تدار من ِق َبل وكالة الفضاء المريكية (‪،)NASA‬‬ ‫إلقاء اللوم على العتماد على المعلومات من أ‬
‫القمار الصطناعية للتقديرات المتفائلة‬
‫البحاث الجيولوجية في الوليات المتحدة أ‬
‫المريكية‪.‬‬ ‫ومركز أ‬
‫ّ‬ ‫أ‬
‫وأظهرت معلومات القمار الصطناعية أن ما يقارب ‪150‬‬ ‫بشكل مبالغ فيه بما يتع ّلق بغطاء الغابات‪.‬‬
‫ألف شجرة تم قطعها في السنوات السابقة على مدى‬
‫تقريبا‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ناتاشا جلبرت‬
‫مساحة ‪ 10‬كيلومترات مربعة ً‬ ‫دمر‬
‫غير القانوني لنواع أشجار ال ّتيك (‪ ،)teak‬والسال (‪ّ )sal‬‬
‫ويشير السيد جيل كذلك إلى تحقيق تم في عام ‪،2006‬‬ ‫محمية في شمال شرقي‬ ‫ّ‬ ‫غابات‪ ،‬كان من المفترض أن تكون‬ ‫الجراءات‬‫بالحكم من خالل أبحاث الهند الرسمية‪ ،‬نجد أن إ‬
‫قامت به مديريّة الغابات والبيئة في ولية ميجاليا‪ .‬ووجد‬ ‫البالد‪ .‬يقول هو وغيره من الخبراء إن العتماد المبالغ فيه‬ ‫نجاحا‪ .‬وبطريقة‬
‫العملية لحماية الغابات هناك قد حققت ً‬
‫التقرير ـ الذي قام بالحصول عليه عن طريق الحق في‬ ‫على التصوير غير الكافي لقمر اصطناعي هندي يجعل من‬ ‫ما‪ ،‬فإن هذه الدولة الملتهمة للموارد‪ ،‬التي يبلغ عدد سكانها‬
‫حريّة المعلومات‪ ،‬والذي تم عرضة في «نيتشر ‪ »Nature‬ـ‬ ‫الدمار الحاصل‪.‬‬
‫السهل عدم رؤية ّ‬ ‫‪ 1.2‬مليار نسمة قادرة على المحافظة على غاباتها الثرية‬
‫الشجار تعمل في المنطقة‪،‬‬ ‫أن هنالك طواحين لتحطيب أ‬ ‫في فبراير ‪ ،2012‬قام مركز أبحاث الغابات في الهند ـ‬ ‫الخشاب‬ ‫متماسكة تقريبا في وجه المطالب المتزايدة على أ‬
‫ً‬ ‫أ‬
‫بالضافة إلى وجود ألواح خشبية مقطوعة حدي ًثا‪ .‬ويضيف‬ ‫إ‬ ‫الذي يعتبر جز ًءا من وزارة البيئة والغابات ـ بإصدار تقرير‬ ‫والراضي الزراعية‪.‬‬
‫التقرير أن «المنطقة وقعت تحت ضغط عظيم‪ ،‬وعانت من‬ ‫عن حالة الغابات في الهند لعام ‪ .2011‬استخدم هذا‬ ‫يقول موظف رسمي كبير هناك‪ ،‬مسؤول عن تقييم‬
‫استنزاف شديد‪ ،‬وصل إلى درجات مثيرة للقلق»‪.‬‬ ‫صورا من نظام‬ ‫ً‬ ‫مرة كل عامين ـ‬‫التقرير ـ الذي يصدر ّ‬ ‫صحة الغابات في الدولة‪ ،‬إن الدراسات الحديثة بالغت‬
‫وبنا ًء على الوثائق التي تم تسليمها إلى الهيئة المحكّمة‬ ‫وقدر أن‬
‫ّ‬ ‫بعد‪،‬‬ ‫عن‬ ‫لالستشعار‬ ‫الهندي‬ ‫القمر الصطناعي‬ ‫ويدعي زانجيت جيل‬ ‫في تقييم امتداد الغابات المتبقّية‪ّ .‬‬
‫المركزية (‪ّ ،)CEC‬تدعي ولية ميجاليا أنه تم قطع ‪670‬‬ ‫كيلومترا مربّ ًعا من‬ ‫‪629027‬‬ ‫مقداره‬ ‫ما‬ ‫الغابات تغطي‬ ‫الشجار‬‫من مركز أبحاث الغابات في الهند (‪ )FSI‬أن قطع أ‬
‫ً‬
‫‪19 | 2 0 1 2‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫الطبعة العربية |‬ ‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫أخبـــــــــــار في دائرة الضوء‬

‫متوسط الدقّة‪ ،‬المستخدم في‬ ‫القصور التقني للمسبر ّ‬


‫‪FOREST & ENVIRON. DEPT, MEGHALAYA‬‬

‫عملية إنتاج الخرائط لتغطية الغابات»‪.‬‬ ‫ﺍﻟﺠﺬﻝ‬


‫ْ‬ ‫ﻋﻠﻰ‬
‫الداة التي تطير على القمر‬ ‫ويشير السيد جيل إلى أن أ‬ ‫ﺗﺒﻌﺎ ﻟﻤﺎ ﺫﻛﺮه‬
‫ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﺘﻌﺪﻳﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺷﺮﻋﻴﺔ‪ً ،‬‬
‫ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻭﻻﻳﺎ ﻣﻴﺠﺎﻻﻳﺎ ّ‬
‫ﻣﺴﺆﻭﻝ ﻏﺎﺑﺎﺕ ﻫﻨﺪﻱ‪.‬‬
‫الصطناعي الهندي المستخدم لالستشعار عن بعد تقوم‬ ‫ﺍﻟﻬﻨﺪ‬
‫بإنتاج صور ذات دقة تساوي ‪ 23.5‬متر للوحدة التلفزيونية‬
‫الواحدة‪ ،‬وهي دقّة رديئة غير قادرة بشكل محكم على‬ ‫ﺩﻳﺒﺮﻭ ﻫﻴﻠﺰ‬
‫وعوضا عن ذلك‪،‬‬ ‫ً‬ ‫تحديد عمليات إزالة الغابات الصغيرة‪.‬‬
‫يتوجب على البحث استخدام أداة أكثر حداثة‪،‬‬ ‫يضيف أنه ّ‬ ‫ﺭﻭﻧﺠﺮﻳﻨﺠﺮﻱ‬
‫حاليا على قمر اصطناعي هندي‪ ،‬تستطيع توفير‬ ‫موجودة ً‬
‫دقة قدرها ‪ 5.8‬متر للوحدة التلفزيونية الواحدة‪.‬‬ ‫ﻣـﻴـﺠـﺎﻻﻳــﺎ‬
‫ويوضح السيد واهال أن مركز أبحاث الغابات في الهند‬
‫نظرا‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫يقوم باستخدام الداة القل دقة في بحثها الوطني‪ً ،‬‬
‫مستمرة لمساحات كبيرة‪ .‬ويضيف قائالً‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫إلى أنها توفّر تغطية‬
‫«إن المعلومات الخالية من النواقص ضروريّة حقًّا‪ .‬ويتطلب‬ ‫ﻏﺎﺑﺎﺕ ﻣﺤﺠﻮﺯﺓ‬
‫استخدام معلومات عالية الدقة المزيد من القدرات البشريّة‬ ‫ﻭﻣﺤﻤﻴﺔ‬
‫ّ‬ ‫‪10‬ﻛﻢ‬

‫فإن هنالك حاجة إلى خلق توازن‪ .‬ومع‬ ‫والوقت‪ ،‬وبالتالي ّ‬


‫ذلك‪ ..‬فإن مركز أبحاث الغابات في الهند يقوم باستخدام‬ ‫بجامعة جيمس كوك في كيرنز‪ ،‬كوينزلند في أستراليا‪:‬‬ ‫شجرة فقط من غابة ديبرو هيلز فيما بين عامي ‪2004‬‬
‫الصغر تغطيةً ‪.‬‬ ‫البحاث أ‬‫الكثر دقّة في بعض أ‬ ‫الداة أ‬ ‫أ‬ ‫الصيلة في الهند‬ ‫«إن الفقدان والتآكل المستمر للغابات أ‬ ‫و‪ .2007‬ومن وجهة نظر السيد جيل‪ ،‬فإن «تسجيالت‬
‫ويصرح السيد جيل بأن مركز أبحاث الغابات في الهند‬ ‫بالرغم من أنّه ل يتم تسجيله عن طريق معلومات‬ ‫وتقارير حكومة ميجاليا ل تمثل الصورة الحقيقية أ‬
‫ما زال بحاجة إلى القيام بالمزيد من أ‬ ‫منتشر ّ‬‫أ‬
‫لالوضاع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫البحاث الفعلية‬ ‫القمار الصطناعية فيما يتعلّق بغطاء الغابات»‪ .‬ويضيف‬ ‫على أرض الواقع»‪ .‬يقول بي بي أو وارجري‪ ،‬أمين السر‬
‫أ‬
‫على أرض الواقع؛ ليؤيّد تقديراته الصادرة عن القمار‬ ‫قائالً‪« :‬إن تدمير الكثير من الغابات هو أمر غير شرعي‪،‬‬ ‫العام لحكومة ميجاليا لناتشور‪ ،‬إن إ ّدعاءات السيد جيل‬
‫الصطناعية‪ .‬وبدون عملية التحقّق هذه‪ ،‬من الصعب‬ ‫والتعدي على المناطق المحمية والمحميات ليس أ‬
‫بالمر‬ ‫«غير صحيحة»‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الصيلة والخيزران‪ ،‬على سبيل‬ ‫التفرقة ما بين الغابات أ‬ ‫غير الشائع»‪.‬‬ ‫وهناك تقرير آخر من حكومة الولية‪ ،‬قام السيد جيل‬
‫المثال‪ .‬وهو يطالب الهيئة المحكّمة المركزية بعمل زيارة‬ ‫ينكر أنيل كومار واهال‪ ،‬مدير مركز أبحاث الغابات في‬ ‫بالحصول عليه‪ ،‬يوثّق عمليات إزالة الغابات في غابة‬
‫تفق ُِّديَّة إلى الغابات؛ للتحقّق من مدى التدمير الحاصل‬ ‫الهند‪ ،‬أنه ليس هنالك مبالغة في تقدير غطاء الغابات‪.‬‬ ‫رونجرينجري المحمية (‪ ،)Rongrenggre‬حيث تم فقدان‬
‫فيها‪ .‬ومن المتوقّع صدور الحكم من الهيئة المحكّمة‬ ‫ويضيف قائال ً إن فريق مركز أبحاث الغابات في الهند‪،‬‬ ‫ما بين ‪ 60‬إلى ‪ 70‬في المئة من الغطاء الشجري‪ .‬وأوضح‬
‫المركزية في نهاية العام‪.‬‬ ‫عضوا به «قام بتوثيق أجزاء متناثرة‬
‫الذي كان السيد جيل ً‬ ‫التقرير كذلك أن مفتشي الغابات المحلّيين لهم ضلع في‬
‫تصدرت الحكومة الهندية العناوين‬ ‫للغابات‪ ،‬ولمجموعات من أ‬ ‫تجارة أ‬
‫في العام الماضي‪ّ ،‬‬ ‫الشجار‬ ‫من آثار النتهاكات‬ ‫الخشاب غير الشرعية‪ ،‬وأن عمليات استخراج الفحم‬
‫الرئيسة‪ ،‬بسبب إعالن خطّة عشرية بقيمة ‪ 10‬مليارات دولر‬ ‫العتيقة‪ ،‬ولكن ليس هناك أي تسجيل مسيء يم ّثل‬ ‫كانت تحصل في المنطقة «بعلم المفتشين التام»‪ .‬إن‬
‫المهمة الوطنية من أجل هند خضراء – من أجل زرع‬ ‫ّ‬ ‫–‬ ‫مساحات شاسعة من الغابات»‪ .‬ويعترف السيد واهال‬ ‫السيد جيل قلق من وجود هفوات مشابهة تحدث‪ ،‬ول يتم‬
‫وتحسين صيانة ‪ 10‬مليون هكتار من الغابات‪ .‬وإذا كان‬ ‫بالمكان تسجيل‬ ‫بأنّه ليس إ‬ ‫الدولة‪.‬‬
‫توثيقها في أجزاء أخرى من ّ‬
‫السيد جيل محقًّا فيما أورده‪ ،‬فإن الحكومة تواجه مهمة أكثر‬ ‫‪NATURE.COM‬‬ ‫«النتقائية»‬ ‫التقطيع‬ ‫عمليات‬ ‫يشارك باحثون آخرون في الغابات الستوائية مخاوف‬
‫اقرأ المزيد على‬ ‫عن «طريق تصوير أ‬
‫إلحاحا‪ ،‬تتمثل في رسم خريطة شاملة للغابات المتبقّية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫نيتشر إنديا‬ ‫قمار‬ ‫ال‬ ‫السيد جيل فيما يتعلّق بغابات الهند‪ .‬يقول ويليام‬
‫واتخاذ إجراءات عاجلة وفعالة لحمايتها‪■ .‬‬ ‫الصطناعية‪ ،‬وذلك بسبب ‪www.nature.com/nindia‬‬ ‫لورنس‪ ،‬وهو عالم أحياء مختص بصيانة الموارد الطبيعية‪،‬‬

‫الفريقية إلى عشرينات القرن الماضي في الخنازير المحلية‬ ‫إ‬ ‫صحة الحيوان‬
‫ّ‬
‫بكينيا‪ ،‬حيث قتلت هذه الحمى بنزيفها الدموي الخبيث‬
‫كل حيوان إصيب بها تقريبا‪ .‬تنتقل عدوى فيروس حمى‬
‫الوحشية والقراد‪ ،‬دون أن‬ ‫الخنازير من خالل الخنازير‬ ‫اجتيـاح حمــى الخنــازير‬
‫لألراضي الروسيةّ‬
‫ّ‬
‫يتسبب بإصابتها بالمرض‪ ،‬لكنه استوطن معظم أفريقيا‬ ‫ّ‬
‫تربية الخنازير هناك‪.‬‬ ‫مما يحد من ّ‬ ‫جنوب الصحراء وبائيا‪ّ ،‬‬
‫النسان‪.‬‬
‫أن هذه العدوى ل تصيب إ‬ ‫يشار إلى ّ‬
‫في ‪ ،1957‬انتقل الفيروس إلى البرتغال بعد إصابة عدد‬
‫من الخنازير بالمرض قرب مطار لشبونة إثر تغذيتها على‬
‫أن دقائق هذا‬ ‫ملوث بالفيروس (يُذكر ّ‬ ‫بشري ّ‬‫ّ‬ ‫بقايا طعام‬ ‫فيروس قاتل قد ينتشر في البالد المجاورة‪.‬‬
‫الفيروس لديها القدرة على البقاء حتى أثناء عملية تقديد‬
‫اللحوم)‪ .‬ثم انتقلت عدوى المرض إلى أسبانيا وأثّرت‬
‫المقدد منها‪ -‬بما‬
‫ّ‬ ‫سلباً على استيراد منتجات لحم الخنزير‬ ‫مليار روبل (ما يعادل ‪ 240‬مليون دولر أمريكي)‪.‬‬ ‫بقلم‪ :‬إوين كاالوي‬
‫فيها يامون إيبيريكو الشهي‪ -‬فقد حظرت معظم الدول‬ ‫فريقية في‬ ‫أحرقت السلطات الروسية عشرات آ‬
‫ال ّ‬‫كذلك تم اكتشاف مرض حمى الخنازير إ‬
‫أوكرانيا للمرة أ‬
‫اللف من الخنازير‪،‬‬ ‫أ ّ‬
‫استيراد لحوم الخنازير‪ ،‬حتى ق ُِضي على المرض في أسبانيا‬ ‫الولى في شهر يوليه الماضي‪ ،‬وباتت دول‬ ‫السابيع القليلة الماضية إثر انتشار مرض‬ ‫وأغلقت الطرق في‬
‫والبرتغال‪ ،‬بمنتصف تسعينات القرن الماضي‪.‬‬ ‫آ‬
‫وروبي‪ ،‬والدول السيويّة تتأهب لمواجهة اندلع‬ ‫أ‬
‫التحاد ال ّ‬ ‫فريقية الذي يسببه فيروس قاتل يصيب‬ ‫ال ّ‬ ‫حمى الخنازير إ‬
‫الصابات حاليا في روسيا وأوكرانيا وبالد أخرى‬ ‫تتفاقم إ‬ ‫يكبد صناعة منتجات الخنزير خسائر‬ ‫المرض الذي قد ّ‬ ‫الحيوانات‪ ،‬وقد شبه البعض هذا المرض بفيروس إيبول‪.‬‬
‫الصابات يعود إلى جائحة‬ ‫أن مصدر هذه إ‬ ‫ّ‬ ‫ويبدو‬ ‫بالقوقاز‪،‬‬ ‫جسيمة‪ ،‬قد تبلغ مليارات الدولرات‪ .‬ونظراً لعدم توفّر‬ ‫ترتّب على انتشار المرض تكلفة اقتصاديّة ثقيلة‪ .‬ففي العام‬
‫السوفيتية سابقًا‪،‬‬
‫ّ‬ ‫جورجيا‬ ‫ة‬ ‫ّ‬ ‫ي‬‫بجمهور‬ ‫‪2007‬‬ ‫في‬ ‫وقعت‬ ‫عدوى‬ ‫فإن الدفاع الرئيس المتاح ضد‬
‫لقاح أو عالج لهذه الحمى‪ّ ،‬‬ ‫الروسي‬
‫ّ‬ ‫الماضي تسبب مرض حمى الخنازير بخسارة التحاد‬
‫حين حط المرض بها لدى استيراده من أفريقيا‪ .‬وتقول ليندا‬ ‫العدامات الجماعية والنظافة اليقظة‪.‬‬
‫المرض هو إ‬ ‫نحو ‪ 300‬ألف خنزير من أصل ‪ 19‬مليون خنزير الموجودة‬
‫صحة الحيوان‬ ‫ديكسن خبيرة حمى الخنازير إالفريقية بمعهد ّ‬ ‫تعود بداية اكتشاف العلماء لمرض حمى الخنازير‬ ‫وتقدر الخسائر بحوالي ‪7.6‬‬
‫في البالد بسبب هذه الحمى‪ّ ،‬‬
‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬ ‫الطبعة العربية‬ ‫‪| 2012‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫‪| 20‬‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫‪K. CHALABOV/RIA NOVOSTI‬‬ ‫في دائرة الضوء أخبـــــــــــار‬

‫‪SOURCE: C. NETHERTON/OIE‬‬
‫ﻃﺎﻋﻮﻥ ﺍﻟﺨﻨﺎﺯﻳﺮ‬
‫ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﻣﺮﺽ ﺣﻤﻰ ﺍﻟﺨﻨﺎﺯﻳﺮ‬
‫ﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺍﻟﺮﻭﺳﻲ‬
‫ﻓﻲ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﻋﻘﺪ ﻭﺍﺣﺪ‬

‫ﺳﺎﻧﺖ ﺑﻄﺮﺳﺒﺮﻍ‬

‫ﻣﻮﺳﻜﻮ‬

‫ﺭﻭﺳــﻴــــــﺎ‬
‫ﺃﻭﻛﺮﺍﻧﻴﺎ‬

‫ﺟﻮﺭﺟﻴﺎ‬
‫‪2007‬‬ ‫‪2010‬‬
‫ﺃﺭﻣﻴﻨﻴﺎ‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2011‬‬
‫ﺃﺫﺭﺑﻴﺠﺎﻥ‬
‫‪2009‬‬ ‫‪2012‬‬

‫الدفاع الرئيس المتاح ضد حمى الخنازير هو اإلعدامات الجماعية والنظافة اليقظة‬

‫حجم معظم المزارعين عن‬ ‫السليمة‪ ،‬قد تصاب بالعدوى‪ .‬ينبغي العناية بتدابير أ‬
‫الخنازير‪ .‬في الوقت الراهن‪ ،‬يُ ِ‬ ‫المن‬ ‫تأخر تشخيص المرض‬ ‫في پـربرايت بالمملكة المتحدة‪« :‬لقد ّ‬
‫إبالغ السلطات بالحالت المشتبه بإصابتها خوفاً من خسارة‬ ‫الحيويّة‪ ،‬كتنظيف عربات النقل وتعقيم المزارعين قبل‬ ‫أشهر‪ ،‬ألنه لم يكن ضمن توقّعات الخبراء»‪ .‬و ق َُبيل‬ ‫لعدة ٍ‬
‫ّ‬
‫مواشيهم التي يعيشون منها‪.‬‬ ‫دخول الحظائر وبعد خروجهم منها‪ ،‬فذلك يحد من انتشار‬ ‫انتشاره في روسيا اجتاحت الحمى عدداً من دول الجوار‬
‫ويقول لوبروث‪« :‬إذا كنت مزارعا صغيرا‪ ،‬وفقدت‬ ‫العدوى‪ .‬ويبقى خطر انتقال العدوى بواسطة الخنازير‬ ‫جدا قبل انتشاره‬ ‫سريع ً‬ ‫بشكل ٍ‬‫كأذربيجان وأرمينيا والشيشان ٍ‬
‫لالسرة»‪ .‬ويضيف‪:‬‬‫خنازيرك الخمسة جميعها‪ ،‬فهذا مدمر أ‬ ‫الوروبي‪،‬‬ ‫البرية المصابة المنتشرة في روسيا ودول التحاد أ‬ ‫عبر روسيا‪.‬‬
‫والسيطرة عليها هي أ‬ ‫ّ‬ ‫النتشار أ‬
‫«هذا الوضع نراه في عدة أجزاء من أوروبا وإفريقيا»‪ .‬لقد‬ ‫الكثر صعوبة‪ .‬يقول لوبروث‪« :‬ل‬ ‫الخير للفيروس يعني أن اندلعه في أكرانيا‪( ،‬هو‬
‫الفريقية بخسائر باهظة في‬ ‫تسبب مرض حمى الخنازير إ‬ ‫تحتاج تلك الخنازير البريّة إلى تأشيرات سفر لتقوم بعبور‬ ‫حاليا تحت السيطرة بعد قيام السلطات بإعدام ‪ 209‬آلف‬
‫منطقة أوسيتيا الجنوبية في ‪2008‬؛ أي فترة نزاعها مع‬ ‫الحدود بين الدول»‪.‬‬ ‫خنزير وفرض تدابير حجر صحي)‪ ،‬لم يكن مفاجئا‪ ،‬بحسب‬
‫جورجيا‪ ،‬حيث لم يتمكن معظم‬ ‫ويمكن ألعالف الخنازير أيضا أن تحمل الفيروس‪ ،‬إذا‬ ‫الول بمنظمة الغذاء‬ ‫خوان لوبروث‪ ،‬المسؤول البيطري أ‬
‫المزارعين من إنتاج المحاصيل‪،‬‬ ‫ملوثة بالفيروس‪ .‬المعروف‬ ‫والزراعة‪ -‬الفاو (‪ ،)FAO‬التابعة أ‬
‫«إذا كنت مزارعا‬ ‫احتوت على منتجات خنازير ّ‬ ‫لالمم المتحدة ومقرها بروما‪،‬‬
‫واعتمدوا بشكل أساسي على‬ ‫صغيرا‪ ،‬وفقدت‬ ‫أن العلف الشائع بين مزارعي المزارع الصغيرة هو بقايا‬ ‫ّ‬ ‫والمسؤول بالمنظمة عن الستجابة لندلع المرض‪.‬‬
‫تربية المواشي للحصول كمصدر‬ ‫خنازيرك الخمسة‬ ‫إن الحد من هذه‬ ‫ديكسن ّ‬
‫ُ‬ ‫الطعام البشري‪ .‬وتقول‬ ‫وقد تكون بعض دول الجوار كجمهوريّات البلطيق‬
‫للغذاء والدخل‪.‬‬ ‫وروبي‪ -‬أو حتى‬ ‫أ‬
‫جميعها‪ ،‬فهذا‬ ‫الممارسات‪ -‬المحظورة بدول التحاد ال ّ‬ ‫أ‬
‫وروسيا البيضاء ومولدوفا‪ ،‬في انتظار وصول الجائحة‬
‫في الوقت الذي يركّز فيه‬ ‫سيحد من‬ ‫قدمة للخنازير حراريا ُ‬ ‫الم ّ‬‫تعقيم العالف ُ‬ ‫إليها‪ .‬كما ّتم اكتشاف عدد من الخنازير المصابة شرقاً على‬
‫المسؤولون على احتواء انتشار‬ ‫مدمر لألسرة»‬ ‫لمزرعة‬
‫انتشار المرض‪ .‬وأضافت‪« :‬أذكر عندما قمت بزيارة ٍ‬ ‫تخوم كازاخستان التي تشاطر الصين شريطا حدوديا طويال‬
‫المرض‪ ،‬يعتقد العلماء والباحثون‬ ‫صغيرة في نيروبي‪ ،‬وكان المزارع يقوم بإجراءات التعقيم‬ ‫ٍ‬ ‫وتأوي الصين أكثر من مليار خنزير‪ .‬ول زالت الصين معرضة‬
‫بإمكانية تطوير لقاح لجتثاث المرض‪ .‬ونظرا أل ّن بضعة‬ ‫الصحيحة‪ .‬فكان لديه وعاء للطهو يقوم بتعقيم العلف‬ ‫المتنامية بينها‬
‫ّ‬ ‫لمخاطر الوباء من اتجاه آخر‪ ،‬أل وهو التجارة‬
‫الخنازير المحظوظة التي تظل على قيد الحياة رغم إصابتها‬ ‫المقدم لحيواناته فيه بالتسخين وكان يضع صينية لمواد‬ ‫ّ‬ ‫وبين دول إفريقية عديدة‪.‬‬
‫بالمرض‪ ،‬اكتسبت مناعة ضد إالصابة بالمرض‪ ،‬يعمل مختبر‬ ‫التعقيم خارج حظيرة الخنازير»‪.‬‬ ‫الوروبي‪ ،‬تطبق‬ ‫لحماية مزارع الخنازير الضخمة بالتحاد أ‬
‫ديكسن وباحثون آخرون على تحديد جين الفيروس (الذي‬ ‫الغذية والزراعة الدولية (فاو) من استمرار‬ ‫وتحذر منظمة أ‬ ‫والمان الحيوي وممارسات‬ ‫دول التحاد إجراءات العزل أ‬
‫ُ‬
‫يطلق جهاز المناعة) من بين ‪ 175‬جينا تخص الفيروس‪.‬‬ ‫روسيا‬
‫ّ‬ ‫أن‬ ‫ورغم‬ ‫باهظة‪.‬‬ ‫تكاليف‬ ‫عليها‬ ‫تب‬ ‫ر‬ ‫سيت‬ ‫المرض‬ ‫انتشار‬ ‫النظافة للحيلولة دون انتشار المرض‪ .‬وعلى أي حال‪ ،‬تقوم‬
‫مبدئيا‪ ،‬يمكن للباحثين إنتاج اللقاح بهندسة هذه الجينات‬ ‫لكن القيود‬‫ل تصدر منتجات الخنازير إلى خارج البالد‪ّ ،‬‬ ‫الريفية بلندن بمراقبة‬
‫ّ‬ ‫هيئات كوزارة البيئة والغذاء والشؤون‬
‫المستفزة لجهاز المناعة ووضعها في جينوم فيروس آخر‬ ‫المفروضة على هذه التجارة تبدو باهظة بالنسبة لدول‬ ‫الوضاع عن كثب‪ .‬يقول لوبروث‪« :‬كيف ستنجح إجراءات‬ ‫أ‬
‫التعرف على الجينات‬
‫ّ‬ ‫غير مؤذي‪ّ .‬أما الخيار البديل‪ ،‬أي‬ ‫مصدرة يستوطن فيها المرض‪.‬‬ ‫الوقاية هذه‪ ،‬نحن فعال ل ندري» وتابع‪« :‬أنك تطلب مني‬
‫المسببة للمرض وتعطيل عملها‪ ،‬فقد يؤدي إلنتاج مصل‬ ‫ّ‬ ‫يذكر دينيس كولباسوف‪ ،‬مدير المعهد الوطني ألبحاث‬ ‫التنبؤ بالنتائج من خالل كرة الكريستال»‪.‬‬
‫الصابة‪.‬‬ ‫إن تعدد طرق انتقال عدوى حمى الخنازير أ‬
‫لتخفيف إ‬ ‫علم الفيروسات والميكروبات البيطرية في بوكروف بروسيا‪،‬‬ ‫الفريقية‬ ‫ّ‬
‫يأمل لوبروث أنه على المدى البعيد‪ ،‬تتيح هذه الخيارات‬ ‫بالجراءات‬ ‫قابلية المسؤولين ضعيفة نحو القيام إ‬ ‫ّ‬ ‫أن‬
‫ّ‬ ‫تزيد من عدم اليقين‪ .‬فعلى سيبل المثال‪ ،‬عند نقل‬
‫أفضل فرصة إلجهاض تقدم الفيروس‪ .‬ويقول‪« :‬أتمنى لو‬ ‫كالعدام الجماعي للخنازير‪ ،‬وتدابير الحجر‬ ‫المضا ّدة إ‬ ‫الحيوانات المصابة بعربات النقل تُخلّف وراءها جزئيات‬
‫أن لدينا لقاحا»‪■ .‬‬ ‫الصحي‪ ،‬لتعطيلها عائدات روسيا من صناعة منتجات لحوم‬ ‫تتعرض لها حمولة أخرى من الحيوانات‬ ‫الفيروس قد ّ‬
‫ّ‬
‫‪21 | 2 0 1 2‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫الطبعة العربية |‬ ‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫أخبـــــــــــار في دائرة الضوء‬

‫النموذج قد نشرت مؤخرا (انظر‪A. P. D. Aguiar et al. :‬‬


‫‪W. RUDHART/DPA/CORBIS‬‬

‫‪.)Global Change Biology http://doi.org/h7g; 2012‬‬


‫يقول جان أوميتو‪ ،‬الباحث بالمعهد الوطني البرازيلي‬
‫لعلوم الفضاء وشارك في تطوير هذا النظام (النموذج)‪« :‬ل‬
‫نعرف كيف يمكن للحكومة استخدام مثل هذه المعلومات‬
‫حاليا‪ ،‬لكن ما نحاول التعبير عنه أن هذا النظام هو أصح‬
‫وسيلة لفهم انبعاثات غازات الكربون»‪ ،‬وهو يُـقدر أن‬
‫أ‬
‫الجهود المبذولة لمنع إزالة غابات المازون خفضت فعال ً‬
‫من انبعاثات الكربون في البرازيل بنحو ‪ 17%‬منذ عام ‪.2004‬‬
‫يعتبر النموذج عالمة فارقة للعلماء وصناع القرار‬
‫السياسي العاملين في منطقة تقاطع الغابات والزراعة‬
‫والحترار الكوكبي‪ .‬ينشغل علماء كثيرون بربط قياسات‬
‫أ‬
‫القمار الصناعية بالدراسات الميدانية والجوية لوضع خرائط‬
‫أكثر دقة لكتلة الغابات الحيوية‪ ،‬والتي يمكن استخدامها‬
‫لحقا لحساب انبعاثات الكربون‪.‬‬
‫النموذج الجديد للمعهد الوطني البرازيلي لعلوم‬
‫قدما‪ ،‬ما يسمح للعلماء‬ ‫الفضاء‪ ،‬يمضي بهذا العمل ً‬
‫لكل من إزالة الغابات‬
‫البرازيليين بتوفير تقديرات سنوية ٍ‬
‫وانبعاثات الكربون‪ ،‬مما يمهد إلجراء تحليل أعمق لتأثيرات‬
‫الزراعة وقطع أ‬
‫الشجار وإعادة نمو الغابات‪.‬‬ ‫يحاول العلماء البرازيليون الوقوف على تأثيرات قطع األشجار في انبعاثات الكربون بحوض األمازون‪.‬‬
‫يقول ريتشارد هوتون‪ ،‬خبير الغابات بمركز وودز هول‬
‫لالبحاث في فالموث بولية ماساتشوستس‪ ،‬أن النتائج‬
‫ـفاجئة‪ ،‬لكنه ّنوه بجهود المعهد‬ ‫الفعلية ليست بالضرورة ُم ِ‬
‫أ‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫إزالة الغابات‬

‫الوطني البرازيلي لعلوم الفضاء في تطوير نموذج قوي‬


‫البرازيل تطور نموذجا لتـتـب ِع انبعاثات‬
‫نظام لرصد‬‫بناء ٍ‬‫لنبعاثات الكربون‪ ،‬مساعدا البرازيل في ِ‬
‫َ‬
‫النــاتـجـة عن إزالـة غابات األمازون‬
‫الكربون ِ‬
‫«إن ما‬
‫َ‬ ‫وأضاف‪:‬‬ ‫الغابات ومعالجة النبعاثات بشكل َج ِـد ٍي‪.‬‬
‫تفعله البرازيل هو ما ينبغي أن تفعله باقي دول العالم»‪.‬‬
‫يؤكد تحليل المعهد الوطني البرازيلي لعلوم الفضاء‬
‫نتائج مبكرة أظهرت أن إزالة الغابات تتحرك نحو الغابات‬
‫الكثر كثافة‪ ،‬مما يعني أن متوسط انبعاثات الكربون للهكتار‬ ‫أ‬ ‫تأخر مستوى انخفاض انبعاثات الكربون عن مستوى انخفاض إزالة الغابات‬
‫تأثيرا ً‬
‫قليال‬ ‫أيضا ً‬‫الواحد في تزايد مستمر‪ .‬أظهرت النتائج ً‬
‫لعودة نمو الغابات على صافي انبعاثات الكربون ألن غابات‬ ‫انبعاثات الكربون نتيجة لعدة عوامل مثل الوقت الذي‬ ‫بقلم‪ :‬جيف توليفسن‬
‫ثانوية عديدة يتم قطعها دوريا‪ .‬يقول علماء المعهد الوطني‬ ‫تستغرقه جذور أ‬
‫الشجار والنبات للتحلل‪ ،‬وحقيقة أن ما‬
‫البرازيلي لعلوم الفضاء أن الغابات الثانوية يمكن أن يكون‬ ‫يتم قطعه من حطام الغابات في سنة واحدة قد يتم‬ ‫المازون في البرازيل بنسبة ‪77%‬‬ ‫تـراجع معدل إزالة غابات أ‬
‫َ َ‬
‫عطـيت الفرصة‬ ‫لها تأثير كبير على صافي النبعاثات إذا أُ ِ‬ ‫حرقه في سنة أخرى‪ .‬وكانت ورقة علمية قدمت وصفا لهذا‬ ‫السبع الماضية‪ ،‬لكن انبعاثات الكربون السنوية‬
‫ِ‬ ‫السنوات‬ ‫في‬
‫لمعاودة النمو‪.‬‬ ‫المرتبطة بإزالة الغابات لم تنخفض كثيراً‪ ،‬بحسب‬
‫دراسة برازيلية جمعت بيانات أ‬
‫‪INPE‬‬

‫هنالك سؤال واحد حول النموذج‪ :‬كيف يتم تمثيل‬ ‫القمار الصطناعية‬
‫الشجار؟ يفترض‬ ‫انبعاثات الكربون الناجمة عن قطع أ‬ ‫ﺗﺒﺎﻃﺆ ﺍﻟﻜﺮﺑﻮﻥ‬ ‫ـيوية لوضع نموذج لهذا التغيير‪.‬‬ ‫الح ِ‬
‫وخرا ِئط الكُـ ْت ِلة َ‬
‫علماء المعهد الوطني البرازيلي لعلوم الفضاء أن‬ ‫ﺃﺩﻯ ﺍﻟﺤﺪ ﻣﻦ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ ﻻﻧﺨﻔﺎﺽ ﺍﻧﺒﻌﺎﺛﺎﺕ ﺍﻻﺣﺘﺒﺎﺱ‬ ‫حـد كبير لتأخر طبيعي ناجم عن بطء‬
‫بعض أعمال قطع أ‬ ‫الفر ًق إلى ٍ‬ ‫يعود ْ‬
‫ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﻱ‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﺘﻐﺮﻗﻪ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﻭﺍﻟﺠﺬﻭﺭ ﻟﺘﺘﺤﻠﻞ‬
‫الشجار حدثت بمناطق ظاهرة‬ ‫عمليات تحلل مخزونات الكربون‪ ،‬قبل أن تشق طريقها‬
‫ﻳﺆﺧﺮ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﻤﺮﺟﻮﺓ ﺑﻀﻊ ﺳﻨﻮﺍﺕ‪.‬‬
‫للعيان‪ ،‬لكنهم ما زالوا يبحثون عن طرق لحساب‬ ‫إلى الغالف الجوي كغاز ثاني أكسيد الكربون‪.‬‬
‫الوسع نطاقا‪ .‬فقد أشارت‬ ‫الشجار أ‬ ‫عمليات قطع أ‬ ‫تستخدم البرازيل منذ فترة طويلة منظومة متطورة‬
‫البحاث السابقة إلى أن عملية الحساب الكامل لقطع‬ ‫أ‬ ‫‪1,200‬‬ ‫‪30‬‬
‫القمار الصطناعية لرصد إزالة الغابات‪ .‬لكن تأثير‬ ‫من أ‬
‫أ‬
‫)‪Deforestation (thousand square km per year‬‬

‫تقريبا تقدير النبعاثات‬


‫ً‬ ‫الشجار يمكن أن تُـضاعف‬ ‫إزالة الغابات في انبعاثات غازات الحتباس الحراري‬
‫الجمالية أ‬
‫)‪Emissions (million tonnes CO2 per year‬‬

‫بالمازون‪.‬‬ ‫إ‬ ‫ظلت تحدياً‪ .‬وتبدو الصورة أكثر تعقيداً مما يفترض في‬
‫وتتساءل ساندرا براون‪ ،‬خبيرة الغابات بمنظمة‬ ‫الحيان‪ .‬انخفضت مساحة الغابات التي تزال‬ ‫معظم أ‬
‫ونروك إنترناشيونال غير الحكومية‪ ،‬بأرلينغتن‪ -‬فيرجينيا‪،‬‬ ‫‪800‬‬ ‫‪20‬‬ ‫سنويا من ‪ 27772‬كيلومتر مربع (مساحة بحجم جزيرة‬
‫الضوء على الفارق الزمني بين‬ ‫ِ‬ ‫إن كان منطقيا تسليط‬ ‫صقلية) في ‪ 2004‬إلى ‪ 6418‬كيلومتر مربع في ‪.2011‬‬
‫انخفاض إزالة الغابات وتراجع مستوى النبعاثات‪،‬‬ ‫ويشير التحويل المباشر‪ ،‬للكتلة الحيوية المفقودة‬
‫والتي يمكن أن تزيد عدم اليقين لدى الجمهور‪ ،‬وتسبب‬ ‫إلى غازات الكربون‪ ،‬إلى انخفاض انبعاثات ثاني أكسيد‬
‫مخاطر اللتباس لدى صناع السياسات ذات الصلة‪.‬‬ ‫الكربون السنوية من أكثر من ‪ 1.1‬مليار طن في ‪،2004‬‬
‫وتضيف براون أنه في الوقت نفسه‪ ،‬يحتاج العلماء إلى‬ ‫‪400‬‬ ‫‪10‬‬ ‫إلى ‪ 298‬مليون طن‪ .‬وهوانخفاض يقارب ‪.74%‬‬
‫فهم أفضل لطريقة تدوير الكربون من خالل الغابات‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫لكن الحسابات التي أجراها المعهد الوطني‬
‫الساسي التالي للمعهد الوطني‬ ‫وتقول أيضا أن التحدي أ‬ ‫البرازيلي لعلوم الفضاء(‪ )INPE‬في ساو خوسيه دوس‬
‫البرازيلي لعلوم الفضاء هو أن يدخل تأثيرات عمليات‬ ‫كامبوس‪ ،‬باستخدام النموذج الجديد الذي أطلق في‬
‫الشجار واسعة النتشار في نموذجه‪.‬‬ ‫قطع أ‬ ‫انخفاضا بنحو ‪57%‬‬ ‫‪ 13‬أغسطس الماضي‪ ،‬أظْـ َهـرت‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫ً‬
‫وبحسب ساندرا براون‪ ،‬لديهم المعدات ولديهم‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫فقط من النبعاثات الفعلية لغاز ثاني أكسيد الكربون‪،‬‬
‫المعرفة ولديهم الموارد للقيام بذلك‪■ .‬‬ ‫مع وجود فرق بين انخفاض الكتلة الحيوية وانخفاضات‬
‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬ ‫الطبعة العربية‬ ‫‪| 2012‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫‪| 22‬‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫في دائرة الضوء أخبـــــــــــار‬

‫ً‬ ‫ّ‬
‫اآلبـاء يورثـون مزيـــدا من الطفـــرات كلمــا‬
‫الوراثة‬

‫ّ‬
‫تقدمـوا في العمر‬
‫التوحد‪.‬‬ ‫أ‬
‫سن الب وحالت مثل ُّ‬
‫دراسة الخارطة الوراثية قد تفسر الرتباط بين ّ‬
‫الباء‬ ‫بأمراض أو جينات مضرة‪ ،‬بأكثر مما يورثه آ‬ ‫إوين كاالوي‬
‫ِّ‬ ‫ُ أ ّ‬

‫‪V. PEÑAFIEL/FLICKR/GETTY‬‬
‫ضمرة‬ ‫أ‬
‫الم َ‬ ‫الصغر س ًّنا؛ وهذا المر هو الخالصة ُ‬ ‫أ‬
‫الشد قوة في هذه الدراسة‪ ،‬حسبما ذكر ستيفانسن‬ ‫في ثالثينات القرن الماضي‪ ،‬لحظ جي بي إس‬
‫وغيره من علماء الجينات‪.‬‬ ‫هالدين‪ ،‬وهو رائد في علم الجينات‪ ،‬نمطًا‬
‫وقد أظهرت دراسات سابقة أن مخاطر ظهور‬ ‫خاصا من الوارثة لدى عائالت لديها تاريخ‬ ‫ًّ‬
‫تقدم سن‬ ‫التوحد في طفل ما‪ ،‬يزيد مع ّ‬ ‫مرض أ ّ‬ ‫الصابة بمرض الناعور («هيموفيليا»‬ ‫طويل من إ‬
‫الب‪ .‬ونُ ِش َرت ثالث دراسات هذه السنة‪،5-3‬‬ ‫إنجاب‬ ‫‪ .)heamophilia‬فالطفرة الوراثية المسؤولة عن‬
‫تقصت وجود عشرات من الطفرات الجديدة‬ ‫ّ‬ ‫هذا النوع من اضطراب تخ ّثر الدم تميل إلى‬
‫ووجدت أنها تأتي من‬ ‫التوحد‪ُ ،‬‬
‫ّ‬ ‫الم ّتصلة بمرض‬ ‫الص ِبغ ّي إكس (كروموزم ‪ )X‬الذي‬ ‫النتقال عبر ِ‬
‫الم‪.‬‬ ‫الب بأربعة أضعاف قدومها من جانب أ‬ ‫جانب أ‬ ‫الباء لبناتهم‪ ،‬أكثر‬ ‫نسان‪ ،‬ويمرره آ‬ ‫ال‬
‫يحدد نوع إ‬ ‫ّ‬
‫التوسع‬ ‫ربما تساعد هذه النتائج في شرح‬ ‫‪1‬‬ ‫من انتقاله إليهن من جهة أ‬
‫المهات‪ .‬وأَل َْم َح هالدين‬
‫ّ‬ ‫إلى أن أ‬
‫التوحد‪ .‬ففي هذا‬ ‫ّ‬ ‫الواضح فيما يتعلق بمرض‬ ‫الطفال يرثون طفرات من آبائهم أكثر مما‬
‫المريكية للسيطرة على‬ ‫العام‪ ،‬أبلغت «المراكز أ‬ ‫أ‬
‫يتلقونه من المهات‪ ،‬رغم إقراره «بصعوبة أن يُ ْث َبت‬
‫المراض والوقاية منها» في أتالنتا بولية جورجيا‪،‬‬ ‫أ‬ ‫المر أو يُ ْد َحض خالل السنوات القادمة»‪.‬‬ ‫هذا أ‬
‫بالصابة‬ ‫أمريكيا ُش ِّخ َص إ‬
‫ًّ‬ ‫واحدا من كل ‪ 88‬طفال ً‬ ‫أن ً‬ ‫أخيرا‪ ،‬إذ‬ ‫ويبدو أن السنة المنتظرة جاءت ً‬
‫التوحد؛ ما يم ّثل زيادة بحوالي‬ ‫ّ‬ ‫مرض‬ ‫ابات‬ ‫باضطر‬ ‫تحليل الخارطة الوراثية (الجينوم) الكاملة‬ ‫ُ‬ ‫أعطى‬
‫وتفسر‬
‫َّ‬ ‫‪.2007‬‬ ‫منذ‬ ‫عليه‬ ‫الوضع‬ ‫كان‬ ‫عما‬ ‫بالمائة‬ ‫‪78‬‬ ‫الدليل الذي‬‫َ‬ ‫عند مجموعة من عائالت أيسلندية‬
‫بالتحسن في تشخيص المرض‬ ‫ّ‬ ‫الزيادة‬ ‫هذه‬ ‫بعض‬ ‫إن دراسةٌ نُ ِشرت بمجلة‬ ‫طالما راوغ هالدين‪ .‬بل ْ‬
‫وأعراضه؛ لكن حدوث طفرات جديدة ربما م ّثل‬ ‫مؤخرا أوردت أن السن التي‬ ‫ً‬ ‫«نيتشر ‪»Nature‬‬
‫جيش ِوند‪،‬‬ ‫جديدا‪ ،‬بحسب قول دانيال ْ‬ ‫ً‬ ‫عنصرا‬
‫ً‬ ‫حدد عدد الطفرات التي‬ ‫يصبح بها الذكور ً ّ‬
‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ء‬‫آبا‬
‫إخصائي البيولوجيا العصبية بجامعة كاليفورينا‪،‬‬ ‫البناء‪ .2‬وعند الشروع في بناء أُ َس ِر ِهم في سن‬ ‫يرثها أ‬
‫لوس أنجلوس‪ .‬ويضيف قائالً‪« :‬أعتقد أننا سنعثر‪،‬‬ ‫الثالثين والربعين‪ ،‬أو بعد ذلك‪ ،‬ربما يزداد لدى‬ ‫أ‬
‫فعليا‪ ،‬على‬ ‫في أمكنة فيها آباء متقدمو السن ًّ‬ ‫التوحد‬
‫أن يُصاب أبناؤهم بمرض ّ‬ ‫الرجال احتمال ْ‬
‫التوحد»‪.‬‬
‫ّ‬ ‫مرض‬ ‫لنتشار‬ ‫أعلى‬ ‫معدل‬ ‫«‪،»Schizophrenia‬‬ ‫الفصام‬ ‫وداء‬ ‫«‪،»Autism‬‬
‫في المقابل‪ ،‬يذهب مارك دالي‪ ،‬عالم الوراثة‬ ‫وغيرهما من الحالت الم ّتصلة بوجود طفرات‬
‫بـ «مستشفى ماساشوسيتس العام» في بوسطن‪،‬‬ ‫المتقدم في العمر على مزيد من الطفرات‪ ،‬وكذلك‬ ‫يحتوي الحيوان المنوي لألب‬
‫حديثة‪ .‬يقول جاري ستيفانسن‪ ،‬المؤلف الرئيس‬
‫ّ‬
‫إلى القول بأنه من غير المحتمل أن يكون الرتفاع‬ ‫يكون الحال لدى أبنائه‪.‬‬
‫للدراسة‪ ،‬والرئيس التنفيذي لمؤسسة «ديكود‬
‫سببا حصريًّا في تفسير الزيادة في‬ ‫ب‬ ‫في سن أ‬
‫ال‬ ‫بالعاصمة‬ ‫جينيتكس» ‪deCODE Genetics‬‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫التوحد‬
‫ّ‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫يشير‬ ‫وهو‬ ‫د»‪.‬‬ ‫التوح‬
‫ّ‬ ‫مرض‬ ‫انتشار‬ ‫معدل‬ ‫أو‬ ‫البويضة‬ ‫من‬ ‫ة‪،‬‬ ‫مستجد‬
‫ّ‬ ‫ات‬ ‫ر‬ ‫طف‬ ‫أنها‬ ‫يعني‬ ‫ما‬ ‫بوين‪،‬‬ ‫ال‬ ‫نصبح‬ ‫لكي‬ ‫العمر‬ ‫بنا‬ ‫تقدم‬ ‫اليسلندية ريكيافيك‪« :‬كلما ّ‬
‫أ‬
‫نورث طفراتنا لبنائنا»‪ .‬ويضيف قائالً‪ :‬الحيوان المنوي أو الرحم‪ .‬تعتبر هذه الدراسة الوسع من قابل للتوارث بقوة‪ ،‬لكن معظم الحالت ل تتسبب بها طفرة‬ ‫أ‬ ‫آباء‪ ،‬ازداد احتمال أن‬
‫مؤهلة‬ ‫«وكلما ارتفع عدد الطف ِّرات التي نورثها‪ ،‬ازداد احتمال أن نوعها حتى آ‬
‫كونة من ُمفردة في الجينات‪ .‬وهذا يعني ضرورة وجود عناصر ّ‬ ‫ُ َّ‬ ‫الم‬ ‫النواة‬ ‫العائلة‬ ‫شملت‬ ‫بحيث‬ ‫ن‪،‬‬ ‫ال‬ ‫ّ‬
‫الباء‪ ،‬لكنها متمايزة عن الطفرات الجديدة التي‬ ‫تتوارث من آ‬ ‫أب وأم وأبناء‪.‬‬ ‫تكون إحداها مؤذية»‪.‬‬
‫ُ‬
‫ورثوا طفرات جديدة تبلغ أربعة أضعاف تحدث في الحيوان المنوي‪.‬‬ ‫باء‬ ‫وتبين أن آ‬
‫ال‬ ‫سنوات‬ ‫قبل‬ ‫ل‬ ‫أعما‬ ‫أنجز‬ ‫الذي‬ ‫هالدين‪،‬‬ ‫وقد أصاب‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫الباء المتقدمين في‬ ‫وتشير الدلئل التاريخية إلى أن آ‬ ‫الباء في‬ ‫بمتوسط ‪ 55‬مقابل ‪ .14‬وتسبب آ‬ ‫مهات‪،‬‬ ‫للتعرف إلى تركيب الحمض النووي (الوراثي) «دي إن إيه» ما ور ّثته أ‬
‫ال‬
‫ّ‬ ‫آ‬ ‫ّ‬
‫نذيرا بحدوث تدهور في الجينات‪،‬‬ ‫التغير في عدد الطفرات الجديدة في جينوم الطفل‪ ،‬السن ليسوا بالضرورة ً‬ ‫جاهد للتوصل إلى سبب توريث الباء ُج ّل ّ‬ ‫أ‬
‫‪ ،DNA‬ما أراده‪ ،‬إ ْذ‬
‫سية‪ ،‬فخالل القرنين السابع عشر‪ ،‬والثامن عشر‪ ،‬دخل الذكور‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫الجديدة بمتوالية هندسية أُ ّ‬ ‫أ‬
‫أن الحيوانات كما ارتفع توريث الطفرات‬ ‫تبين له َّ‬ ‫المزيد من الطفرات لبنائهم‪ ،‬إذ َّ‬
‫تقد ًما مما هو‬ ‫أب عمره ‪ 36‬اليسلنديون في طور البوة في أعمار أكثر ّ‬ ‫يورث ٌ‬ ‫التقدم في عمر الب‪ .‬ومثالً‪ِّ ،‬‬ ‫المنوية تُن َتج باستمرار عبر انقسام أسالفها أي الخاليا التي بالترافق مع ّ‬
‫عاما؛ كما ترتفع الوضع لديهم في الوقت الحاضر‪ ،‬حيث تراوحت أعمارهم‬ ‫ً‬ ‫‪20‬‬ ‫عمره‬ ‫أب‬ ‫ثه‬
‫ِّ ٌ‬ ‫يور‬ ‫ما‬ ‫َي‬
‫ْ‬ ‫ف‬ ‫ضع‬ ‫عاما من الطفرات‬ ‫ً‬ ‫مزيدا من‬ ‫تولّدها‪ ،‬ما يؤدي إلى اكتساب الحيوانات المنوية ً‬
‫عاما‪ .‬بل وبحسب ستيفانسون‪:‬‬ ‫و‪38‬‬ ‫‪34‬‬ ‫بين‬ ‫نجاب‬ ‫ال‬ ‫وقت‬ ‫العمر‬ ‫من‬ ‫البالغ‬ ‫ب‬ ‫عند أ‬
‫ال‬ ‫أضعاف‬ ‫أربعة‬ ‫إلى‬ ‫النسبة‬ ‫هذه‬ ‫هذا‪،‬‬ ‫الطفرات مع كل دورة انقسام خلوي‪ .‬وعلى نقيض‬
‫ً‬ ‫إ‬
‫أساسا لالنتقاء الطبيعي»‪ .‬ويضيف‬ ‫ً‬ ‫الجينية‬ ‫ات‬ ‫ر‬ ‫الطف‬ ‫ّل‬
‫ك‬ ‫«تش‬ ‫ستيفانسن‪.‬‬ ‫قاده‬ ‫الذي‬ ‫الفريق‬ ‫ات‬ ‫ر‬ ‫تقدي‬ ‫بحسب‬ ‫ا‪،‬‬ ‫عام‬
‫ً‬ ‫‪70‬‬ ‫ّدة‬ ‫ل‬‫المو‬ ‫عدة مكتملة من الخاليا‬ ‫فإن النساء يولدن ولديهن ّ‬
‫بأن ما يسيء إلى مصلحة‬ ‫َّ‬ ‫تجادل‬ ‫أن‬ ‫«باستطاعتك‬ ‫‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ال‬‫قائ‬ ‫ستيفانسن‬ ‫فريق‬ ‫لكن‬ ‫ضار‪،‬‬ ‫غير‬ ‫ات‬ ‫ر‬ ‫الطف‬ ‫هذه‬ ‫معظم‬ ‫إن‬ ‫عمرهن‪.‬‬ ‫للبويضات‪ ،‬ترافقهن طيلة‬
‫يصب في مصلحة مستقبل جنسنا»‪■ .‬‬ ‫ّ‬ ‫القادم‬ ‫الجيل‬ ‫بعض‬ ‫ربطتها‬ ‫ات‬ ‫ر‬ ‫طف‬ ‫إلى‬ ‫ف‬ ‫تعر‬
‫ّ‬ ‫بمعلومات‬ ‫شركته‬ ‫تحتفظ‬ ‫الذي‬ ‫وقد أجرى ستيفانسن‪،‬‬
‫مرضي‬ ‫مثل‬ ‫حالت‬ ‫مع‬ ‫اسات‬‫ر‬ ‫الد‬ ‫‪NATURE.COM‬‬ ‫متتابعات‬ ‫بين‬ ‫نة‬
‫ر‬ ‫مقا‬ ‫يسلنديين‪،‬‬ ‫جينية عن معظم أ‬
‫ال‬
‫‪1. Haldane, J. B. S. Ann. Eugen. 13, 262–271 (1947).‬‬
‫حول‬ ‫للمزيد‬ ‫استمع‬
‫‪2. Kong, A. et al. Nature 488, 471–475 (2012).‬‬
‫‪3. Sanders, S. J. et al. Nature 485, 237–241 (2012).‬‬
‫التوحد والشيزوفرينيا‪ .‬لم تُ ِثبت‬
‫الباء أ‬ ‫هذه ّ الدراسة أن آ‬ ‫هذا البحث عبر‬
‫عائليا‪ ،‬حيث يشمل المثلث‬ ‫لدى ‪ 78‬مث ّل أ ًثا ًّ‬‫الب‪ ،‬أ‬
‫الجينوم بكامله‬
‫العائلي‪ :‬أ‬
‫ا‬‫عمر‬
‫ً‬ ‫كبر‬ ‫ال‬ ‫‪:Nature Podcast‬‬ ‫ستيفانسن‬ ‫فريق‬ ‫بحث‬ ‫بناء‪.‬‬ ‫وال‬ ‫م‪،‬‬ ‫وال‬
‫‪4. O’Roak, B. J. et al. Nature 485, 246–250 (2012).‬‬
‫أي من ‪ go.nature.com/lq2dhy‬يورثون جينات (مورثات) م ّتصلة‬ ‫أ‬
‫‪5. Neale, B. M. et al. Nature 485, 242–245 (2012).‬‬ ‫لدى الطفال عن طفرات جينية‪ ،‬غير موجودة لدى ٍّ‬
‫‪23 | 2 0 1 2‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫الطبعة العربية |‬ ‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫أخبـــــــــــار في دائرة الضوء‬

‫طب األطفال‬

‫الخــتان‬
‫األطبـــــاء يؤيـــدون ِ‬
‫فــرقة عمـــل أمريــكيــة تـجد أن منــافع عمليـــة الختــان للصحـــة العامـــة تفـوق مخاطـــرها على أ‬
‫الفـــراد‪.‬‬
‫للر ّضع‪ .‬وبحسب قول‬ ‫تكون أسهل وأكثر أأم ًنا عند إجرائها ُ‬
‫‪SOURCE: WHO‬‬

‫الوروبيون من مجرد طرح السؤال عن‬ ‫دييك‪ ،‬يستغرب‬ ‫ﺍﻟﻘﺺ ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ‬
‫ّ‬ ‫ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ‬
‫الختان‪ .‬ويضيف قائالً‪ ،‬نقال ً عنهم‪« :‬إن سالمة‬ ‫ﺍﻟﺨﺘﺎﻥ ﻓﻲ‬
‫ﻣﻌﺪﻻﺕ ِ‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﻮﻗﻊ ﺃﻥ ﺗﺪﻋﻢ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ‪ ،‬ﺃﻭﺻﻰ ﺑﻬﺎ ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﻴﻮﻥ ﻓﻲ ﻃﺐ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ﻣﻦ‬
‫فائدة ِ‬ ‫ّ‬
‫ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻡ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ﺣﺎﻟﻴﺎ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﻣﺜﻴﻼﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ‬
‫ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻼﺩ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ً‬
‫سليما من‬
‫ً‬ ‫ا‬ ‫ء‬
‫ً‬ ‫جز‬ ‫نستأصل‬ ‫أل‬ ‫ويجب‬ ‫مهم‪.‬‬ ‫أمر‬
‫الجسم ٌ‬
‫الطفل»‪.‬‬
‫أيضا أن المنافع التي ّبينتها الدراسات‬ ‫يالحظ فان دييك ً‬
‫الفريقية ربما ل تنطبق على هولندا‪ ،‬التي يندر فيها انتقال‬ ‫أ‬
‫أ‬
‫فيروس «إتش آي في»‪ ،‬لنه ل يحدث إل عبر التصال‬
‫الجنسي بين المثليين من الرجال‪ ،‬ومشاركة الحقن بين‬
‫المعتادين على تناول المخدرات‪.‬‬
‫وقد أعربت روينا هيتشكوك‪ ،‬رئيسة «الرابطة البريطانية‬
‫الطفال»‪ ،‬عن خيبة‬ ‫لختصاصيي المسالك البولية عند أ‬
‫ِ ِّ‬ ‫إ‬
‫أ‬
‫أملها في السياسة التي اقترحتها «إيه بي بي»‪ ،‬لنها توصي‬
‫دائما»‪ .‬وأعلنت أن رابطتها‬ ‫حدث تشوي ًها ً‬ ‫بـ «جراحة تُ ِ‬
‫بصدد إعادة النظر في سياستها الحاضرة‪ ،‬التي توصي‬
‫ِبختان ُر ّضع‪ ،‬هم موضع خطورة عالية لالإصابة بالتهابات‬
‫الختان من الناحية‬ ‫أ‬
‫المسالك البولية‪ ،‬لن الدليل على فائدة ِ‬ ‫ﻣﻌﺪﻝ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ‪20%‬‬ ‫ﻻ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‬
‫حاسما‪.‬‬ ‫الطبية ليس‬ ‫ﻣﻌﺪﻝ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ‪80%‬‬ ‫ﻣﻌﺪﻝ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ‪80% - 20%‬‬
‫ً‬
‫الالزمة لتجنيب جمهور واسع‬ ‫ِ‬ ‫تان‬ ‫الخ‬
‫ِ‬ ‫عمليات‬ ‫إن عدد‬
‫يفسر بعض الفوارق الوطنية في المعدلت‬ ‫ربما‬ ‫مرضا ما‪،‬‬ ‫الختان‪ ،‬جاء من دراسات‬ ‫أ‬ ‫ُمونيا بيكر‬
‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫ولعل الدليل القوى لمصلحة ِ‬
‫والسياسات‪ .‬ومن غير المحتمل أن يلتقط معظم الرجال‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬
‫جريت في جنوب أفريقيا ‪ ،‬وكينيا ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫أ‬ ‫ة‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫قار‬
‫ُ َ‬ ‫م‬ ‫عشوائية‬
‫تان وقايةً منها؛ ولذا‪ ..‬فإن‬ ‫‪4‬‬ ‫آ‬
‫الخ ُ‬‫أنواع العدوى التي يعطي ِ‬ ‫الختان خفض مخاطر‬ ‫يواجه الباء قلقًا إبَّان استعدادهم إلنجاب طفل‪ .‬وثمة وأوغندا ‪ .‬ووجدت الدراسات أن ِ‬
‫هؤلء لن يروا فائدة مباشرة في هذه العملية‪.‬‬ ‫باليدز عن الرجال الذين يمارسون الجنس مع‬ ‫الصابة إ‬ ‫إ‬ ‫تعقيد آخر يواجه أولئك الذين لديهم طفالً‪ ،‬أل وهو اتّخاذ‬
‫وفي المقابل‪ ،‬ربما تتراكم المنافع من إجراء هذه‬ ‫لحظ هذه الحماية عند الرجال الذين يمارسون‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫(لم‬ ‫نساء‪.‬‬ ‫البن‪.‬‬‫قص قطعة جلد متدلية من إ‬ ‫قرار بشأن ّ‬
‫السبوع الماضي من ِق َبل‬ ‫العملية‪ ،‬إذ أشار تحليل نشر أ‬ ‫الوغندية‬‫أغسطس‪ ،‬خلص تقرير ّمن «أميركان أكاديمي أوف الجنس مع َرجال)‪ .‬وكذلك وجدت الدراسات أ‬ ‫في ‪27‬‬
‫ُِ‬ ‫المريكية لطب أ‬ ‫(«الكاديمية أ‬
‫بيدياتريكس» وهي أ‬
‫بحاثة في «جامعة جونز هوبكنز» في بالتيمور بولية‬ ‫ّ‬ ‫الصابة‬‫الختان خفض معدلت إ‬ ‫ِ‬ ‫أن‬ ‫أفريقية‬ ‫والجنوب‬ ‫طفال»‬ ‫ال‬ ‫ِ ْ َ ِْ‬
‫الختان وعالج مضاعفاتها‪ ،‬تبدو‬ ‫ميريالند‪ ،‬أن كلفة عمليات ِ‬ ‫‪ ،American Academy of Pediatrics‬ويُطلق عليها بفيروسي «هيومن بابلومافايروس» («إتش بي في» ‪،)HPV‬‬
‫ماليا من انخفاض معدلت‬ ‫اختصارا «إيه بي بي» ‪ ،)APP‬للمرة أ‬
‫ضئيلة‪ ،‬بالمقارنة مع ما يتأتى ًّ‬ ‫الولى‪ ،‬أنه بصورة عامة‪ ،‬والهربس‪ .‬وقد جعلت «منظمة الصحة العالمية» الختان‬
‫‪1‬‬
‫ً‬
‫الصابة بفيروسات «إتش آي في» و«إتش بي في» وهربس‪،‬‬ ‫إ‬ ‫يتمتع الصبيان بصحة أفضل‪ ،‬إذا ُخ ِتنوا ‪ .‬وذكر التقرير أنه جز ًءا من استراتيجية الوقاية من فيروس «إتش آي في»‬
‫واللتهابات في المسالك البولية‪ ،‬إضافة الى النخفاض‬ ‫اليدز‪ ،‬في منطقة ما تحت الصحراء‬ ‫أ‬ ‫آ‬
‫على الرغم من أن هذا القرار يعود إلى الباء في نهاية المر‪ ،HIV ،‬المرتبط بمرض إ‬
‫في ِن َس ْب إصابة النساء بالتهاب المهبل البكتيري‪ ،‬وعدوى‬ ‫الختان على ‪ 20‬مليون رجل‬ ‫أ‬
‫ترايكومانيا ‪ .5‬ويتكلف نظام الرعاية الطبية أ‬ ‫يتوجب على التأمين الصحي دفع كلفة هذه العملية‪ .‬وقد الفريقية‪ ،‬كما تسعى إلجراء ِ‬
‫المريكي ‪13‬‬ ‫ترفع هذه التوصية الصادرة عن هيئة مؤثّرة‪ ،‬المعدلت بحلول عام ‪.2015‬‬
‫دولراً مقابل كل عملية ِختان يُمت َنع عن إجرائها‪ ،‬بحسب‬ ‫ووجدت «إيه بي بي» أنه‪ ،‬إضافة إلى َم ْن ِح ِه الوقاية‬ ‫حاليا‬ ‫أ‬
‫أ‬ ‫الختان التي تصل إلى نسبة ‪ ،55%‬وهي ً‬ ‫المريكية في ِ‬
‫تقدير الخبراء‪.‬‬ ‫الختان على‬‫جنسيا‪ ،‬يقدر ِ‬ ‫ًّ‬ ‫المعدية المنقولة‬ ‫المتقدمة من المراض ُ‬ ‫ّ‬ ‫أعلى من مستوياتها في كثير من دول العالم‬
‫مؤرخ للطب‪ ،‬ويعمل في‬ ‫ّ‬ ‫وهو‬ ‫كولهار‪،‬‬ ‫ديفيد‬ ‫يقول‬ ‫الصابة بالتهابات المسالك البولية وسرطان‬ ‫«القص بحسب البلدان»)‪ .‬يقول خفض نسب إ‬ ‫ّ‬ ‫(انظر الخريطة المرفقة‬
‫«معهد كاليفورنيا للرعاية الطبية» في «لجول»‪ ،‬ودرس تاريخ‬ ‫الخالق القضيب‪ ،‬ربما ألن جلد القلفة يُ ْؤ ِوي ميكروبات ُمعدية‪،‬‬ ‫أطفال واختصاصي في أ‬ ‫ديكما‪ ،‬وهو طبيب‬ ‫دوجالس ِ‬
‫دورا‬
‫الختان‪« :‬وعلى أية حال‪ ،‬ربما لعبت العادات الوطنية ً‬ ‫ِ‬ ‫المرة‪ ،‬نستطيع القول وكذلك خاليا مناعية يستهدفها فيروس «إتش آي في»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫«هذه‬ ‫سياتل‪:‬‬ ‫في‬ ‫واشنطن‬ ‫من جامعة‬
‫أكبر من القرارات القتصادية»‪.‬‬ ‫النز والنزيف‬
‫ّ‬ ‫مثل‬ ‫‪-‬‬ ‫تان‬ ‫للخ‬
‫ِ‬ ‫الشائعة‬ ‫ضاعفات‬ ‫الم‬‫ُ‬ ‫وحدثت‬ ‫عمل‬ ‫وقد‬ ‫العملية»‪.‬‬ ‫هذه‬ ‫مخاطر‬ ‫تفوق‬ ‫الطبية‬ ‫المنافع‬ ‫بأن‬
‫وترسل تغطية الضمان الصحي إشارةً‪ ،‬مفادها أن هذه‬ ‫ومقرها والعدوى‪ -‬في ‪ 2%‬من الحالت أو أقل‪ ،‬كما أنها عولجت‬ ‫ّ‬ ‫بي»‪،‬‬ ‫بي‬ ‫«إيه‬ ‫شكلتها‬ ‫التي‬ ‫العمل‬ ‫فرقة‬ ‫مع‬ ‫ما‬ ‫ديك‬
‫ِ‬
‫طبيا‪ ،‬بحسب قول ديفيد كولهار؛ ما يع ّزز‬ ‫بسهولة‪ .‬وأوضح ديكما أن المضاعفات أ‬
‫العملية مال ِئ َمة ًّ‬ ‫الكثر خطورة كانت‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫أ‬
‫«إلك جروف ِفليدج»‪ ،‬في ولية إليونز‪.‬‬
‫فعليا في الوليات المتحدة نحو الفعل‬ ‫الميول الموجودة ًّ‬ ‫الشد ندرة‪ ،‬بصورة كبيرة‪ .‬وكذلك لم تعثر فرقةُ العمل‬ ‫أيضا أن تثير هذه التوصية جدالً‪ ،‬إذ ل‬ ‫ومن المؤكّد ً‬
‫والتدخل‪ .‬ويضيف قائالً‪« :‬نُجري عمليات جراحية أكثر من‬ ‫أ‬
‫يتصل اتصال ً على دليل قوي للقول بأن الطفال المختونين يكبرون وهم‬ ‫بل‬ ‫الجسم‪،‬‬ ‫في‬ ‫جلد‬ ‫قص‬
‫ّ‬
‫آ‬ ‫ّ‬ ‫الختان على ّ‬ ‫يقتصر ِ‬
‫الختان مع هذا النمط القائم على‬ ‫ِ‬ ‫ينسجم‬ ‫لذا‪..‬‬ ‫خرين‪.‬‬ ‫ال‬ ‫وثيقًا بالطقوس الدينية والهويات الثقافية‪ .‬وما يبدو ق ًَّصا يعانون صعوبات في المسالك البولية أو مشاكل جنسية‪،‬‬
‫فعل المزيد»‪■ .‬‬ ‫غير مؤذ‪ ،‬يعتبره آخرون تشوي ًها‪ .‬وفي العالم النامي‪ ،‬يراه أكثر من غيرهم‪.‬‬
‫ويعتقد جيرت فان دييك‪ ،‬وهو اختصاصي في علم‬ ‫كثيرون كإجراء أساسي في الحفاظ على الحياة‪ ،‬إذ تفوقه‬
‫‪1. Task Force on Circumcision Pediatrics 130,‬‬
‫‪e756–e785 (2012).‬‬ ‫الخالق من «الرابطة الملكية الهولندية الطبية» في‬ ‫أ‬ ‫الواقيات الذكرية فعاليةً في الوقاية من المرض‪ ،‬لكنها ل‬
‫‪2. Auvert, B. et al. PLoS Med. 2, e298 (2005).‬‬
‫أُ ِترخت بهولندا‪ ،‬أن الـ «إيه بي بي» قلّلت من شأن الضرر‬ ‫ستخدم بانتظام‪.‬‬ ‫تُ َ‬
‫‪3. Bailey, R. C. et al. Lancet 369, 643–656 (2007).‬‬
‫الختان‪ .‬ويقول إنها يجب أل تُجرى إل عندما‬ ‫في‬ ‫الكامن‬ ‫الطبية‬ ‫دلة‬ ‫ويورد ديكما أن مراجعات فرقة العمل أ‬
‫لال‬
‫‪4. Gray, R. H. et al. Lancet 369, 657–666 (2007).‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أ‬
‫‪5. Kacker, S., Frick, K. D., Gaydos, C. A. & Tobian,‬‬
‫جدة‪ ،‬سمحت لها بإيراد توصيات بصدد السياسة يصل الذَّ كَر إلى ُع ْمر يؤهله إلعطاء موافقته على هذا‬ ‫الكثر ّ‬
‫‪A. A. R. Arch. Pediatr. Adolesc. Med. http://dx.doi.‬‬
‫الختان‬ ‫أ‬
‫‪org/10.1001/archpediatrics.2012.1440 (2012).‬‬ ‫قوة مما أوصت به في عامي ‪ 1999‬و‪ .2005‬المر‪ ،‬مخالفًا استنتاج الـ «إيه بي بي» بأن عمليات ِ‬ ‫الصحية‪ ،‬أشد ّ‬
‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬ ‫الطبعة العربية‬ ‫‪| 2012‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫‪| 24‬‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫في دائرة الضوء أخبـــــــــــار‬

‫الكسدة‪ ،‬بينما لم تتضمن حمية‬ ‫فيه زيت السمك ومضادات أ‬

‫‪E. BÖMSCH/IMAGEBROKER/FLPA‬‬
‫قردة مركز ويسكونسن القومي أيًّا من هذا‪ .‬ويعترف بهذا ريك‬
‫ويندروخ‪ ،‬أخصائي الشيخوخة في مركز ويسكونسن القومي‬
‫لبحوث الثدييات الرئيسة‪ ،‬وهو َم ْن قاد الدراسة قائالً‪« :‬على‬
‫الغلب لم تكن حميتنا صحية بشكل عام»‪ .‬كما أن قردة‬ ‫أ‬
‫العينة الحاكمة في مركز ويسكونسن القومي كانت تأكل أكثر‬
‫بشكل عام‪ ،‬ألن وجباتها كانت غير محدودة‪ ،‬بينما كان يتم‬
‫إطعام قردة المعهد القومي للتقدم في العمر كميات ثابتة‬
‫ومحددة من الطعام‪ .‬وكانت قردة العينة الحاكمة في مركز‬
‫ويسكونسن القومي تزن أكثر من نظرائها البالغين في المعهد‬
‫القومي للتقدم في العمر‪.‬‬
‫ويبدو أن نتائج مركز ويسكونسن القومي قد أظهرت عينة‬
‫الجل‪.‬‬‫حاكمة غير صحية‪ ،‬عوضا عن عينة معالجة طويلة أ‬
‫ً‬
‫يقول إنجرام‪« :‬عندما ابتدأنا هذه الدراسة‪ ،‬كان أساسها‬
‫السعرات الحرارية مثل بعضها‪ ،‬بغض النظر عن‬ ‫أن جميع‬
‫السعرات الحرارية التي كانت‬ ‫نوع‬ ‫أن‬ ‫ن‬ ‫نوعها‪ .‬وأنا ُّأعتقد آ‬
‫ال‬
‫ُّ‬
‫كبيرا»‪.‬‬‫القردة تتناولها أحدث فرقًا ً‬
‫السعرات الحرارية‬
‫ُّ‬ ‫لتحديد‬ ‫الدارسون‬ ‫لقد أصبح الباحثون‬
‫الن على مواجهة نتائج مختلطة‪ ،‬وهم‬ ‫عند الفئران معتادين آ‬
‫النواع‪ .‬كما يمكن‬ ‫يعزونها إلى التنوع الوراثي الجيني لدى أ‬
‫أيضا أن تفسر بشكل جزئي السبب في تنوع نتائج‬ ‫للوراثة ً‬
‫تجربة القردة‪ ،‬حيث إن قردة المعهد القومي للتقدم في‬
‫العمر تنحدر من ساللت من الهند والصين‪ ،‬بينما قردة مركز‬ ‫السعرات الحرارية تهرم بنفس سرعة غيرها من القرود ممتلئة األجسام‪.‬‬
‫إن قردة الريسيوس الخاضعة لحمية محدودة ُّ‬

‫ويسكونسن كانت جميعها من الهند‪.‬‬


‫السعرات‬ ‫لتحديد‬ ‫الجزيئي‬ ‫أيضا أن التأثير‬
‫واتضح ً‬ ‫التقدم في العمر‬

‫الحمر‪،‬‬
‫ُّ‬
‫الحرارية معقد أكثر مما كان يُعتقد‪ .‬استعمل العلماء‬
‫مركبات مثل الريسفيراتول الموجود في النبيذ أ‬ ‫ُّ‬
‫تحديد السعرات الحرارية يتداعى على‬
‫ووجدوا أن هذا يُطلق شرارة الستجابة للضغوط التي‬
‫السعرات الحرارية‪ ،‬والتي تؤدي إلى وقف‬
‫تصد‬
‫ّ‬ ‫أخرى‬ ‫عمليات‬ ‫ار‬
‫ر‬ ‫استم‬
‫الن في التالشي والضمحالل ذلك‬
‫سبيل‬ ‫في‬
‫يفعلها تحديد ُّ‬
‫حيوية‬
‫ّ‬
‫عمليات غير‬
‫المرض‪ ،‬ولكن بدأ آ‬ ‫المدى الطويل‬
‫المل القديم بأن نتمكن من تأخير الشيخوخة عن طريق‬ ‫أ‬ ‫إن الستعداد الوراثي‪ ،‬بالضافة إلى الحمية الصحية‪ ،‬هما أ‬
‫استهداف مورثة بعينها‪ ،‬أو بروتين معين في مسار جزيئي‬ ‫الكثر أهمية على المدى الطويل‪.‬‬ ‫إ‬
‫معين‪ .‬كما اكتشف الباحثون أن المسارات الرئيسة تتنوع‬
‫بتنوع الحيوانات‪ .‬يقول دافيد سنكلير‪ ،‬أخصائي المورثات‬ ‫اسات أخرى أن‬
‫الحلقية تعيش فترة أطول‪ ،‬كما أظهرت در ٌ‬ ‫إيمي ماكسمين‬
‫في مدرسة هارفارد الطبية في بوسطن بمساتشوسيتس‪:‬‬ ‫طعمت أغذية ذات سعرات حرارية أقل كانت‬ ‫الجرذان التي أُ َ‬ ‫سيشعر محبو الطعام بالسعادة عندما يقرأون هذه أ‬
‫«قد نحتاج إلى عشرة أعوام قبل أن نتمكن من تدبّر شبكة‬ ‫بفرو لمع وحيوية شابة أكثر من غيرها من الجرذان‬ ‫تتمتع ٍ‬ ‫الخبار‪،‬‬ ‫ُ ِ ُّ‬
‫العمر الطويل»‪ ،‬لكن في‬ ‫أ‬
‫الخرى بطيئة الحركة التي كانت تفقد فروها‪ .‬ولحقًا‪ ،‬أظهرت‬ ‫السعرات الحرارية‬ ‫جدا من ُّ‬
‫التي تشير إلى أن تناول عدد قليل ًّ‬
‫الوقت الحالي ثمة القليل من‬ ‫«عندما ابتدأنا‬ ‫السعرات الحرارية‪ ،‬أو تناول‬
‫الدراسات الجزيئية أن تحديد ُّ‬ ‫قد ل يطيل عمر الثدييات الرئيسة‪ .‬جاء هذا الستنتاج نتيجة‬
‫الدلة التي تشير إلى أن تحديد‬ ‫أ‬ ‫مركبات محاكية لها‪ ،‬قد يطلق شرارة عدد من التغييرات في‬ ‫تجربة استمرت ‪ 25‬سنة‪ ،‬تم خاللها إطعام قردة الريسيوس‬
‫هذه الدراسة‪ ،‬كان‬
‫السعرات الحرارية كفيل بإبطاء‬
‫ُّ‬ ‫أساسها أن جميع‬ ‫التعبير الوراثي‪ ،‬قد يكون لها تأثير في إبطاء الشيخوخة‪.‬‬ ‫الع ِّي َنة الحاكمة‪.‬‬
‫الطعام بنسبة ‪ 30%‬أقل مما تتناوله قردة َ‬
‫الشيخوخة عند البشر‪ .‬ولقد‬ ‫في عام ‪ 1989‬ابتدأت دراسة‪ ²‬أخرى في مركز ويسكونسن‬ ‫وتدحض موجودات هذه التجربة العتقا َد السائد بأنه‬
‫ّبينت الدراسة بالمراقبة أن‬ ‫الحرارية‬ ‫السعرات‬ ‫القومي لبحوث الثدييات الرئيسة (‪ WNPRC‬في ماديسون)‪.‬‬ ‫يمكن ببساطة إبطاء عملية الشيخوخة عن طريق الحمية‬
‫الشخاص متوسطي الوزن‬ ‫أ‬ ‫مثل بعضها‪ ،‬بغض‬ ‫وقد توصلت هذه الدراسة في عام ‪ 2009‬إلى استنتاج‬ ‫الغذائية‪ .‬وقد نُ ِش َرت هذه النتائج في مجلة «نيتشر»‪¹‬‬
‫عمرا بين البشر‪.³‬‬ ‫طول‬ ‫هم أ‬
‫ال‬ ‫النظر عن نوعها»‪.‬‬ ‫السعرات الحرارية أدى إلى إطالة حياة قردة‬
‫ً‬ ‫أن تحديد ُّ‬ ‫في الشهر الماضي‪ ،‬وهي تدل على أن التركيب الوراثي‬
‫يقول نيل برازيالي‪،‬‬ ‫الريسيوس‪ ،‬ووجد الباحثون أن ‪ 13%‬من المجموعة التي‬ ‫والغذائي يؤثران على طول العمر‪ ،‬أكثر مما تفعله حمية‬
‫أخصائي الشيخوخة في كلية ألبرت أينشتاين للطب في‬ ‫اتبعت الحمية ماتت ألسباب تتعلق بالتقدم في العمر‪،‬‬ ‫السعرات الحرارية‪.‬‬ ‫قليلة ُّ‬
‫نيويورك‪« :‬إن المعمرين الذين شملهم بالدراسة يدفعونه‬ ‫وذلك مقارنة بـ ‪ 37%‬من قردة العينة الحاكمة‪.‬‬ ‫يقول دون إنجرام‪ ،‬وهو أخصائي في الشيخوخة بجامعة‬
‫إلى العتقاد بأن دور المورثات مهم أكثر من دور الحمية‬ ‫قد يكون أحد أسباب هذا الفرق هو أن قردة مركز‬ ‫ولية لويزيانا في باتون روج‪« :‬من المدهش أننا كنا نعتقد أن‬
‫الجسام»‪،‬‬ ‫ونمط الحياة‪ ،‬إذ إن هؤلء المعمرين «ممتلئو أ‬ ‫ويسكونسن القومي كانت تتغذى على حمية رديئة‪ ،‬ولذلك‪..‬‬ ‫السعرات الحرارية يسبب هذا التغيير‬ ‫انخفاضا بسيطًا في ُّ‬‫ً‬
‫على حد تعبيره‪.‬‬ ‫السعرات‬
‫عند مقارنتها مع أالقردة التي تتناول حمية محدودة ُّ‬ ‫الواسع»‪ .‬وقد صمم دون إنجرام هذه الدراسة منذ ثالثة‬
‫أما إنجرام‪ ،‬فهو ما زال يبحث عن صورة أكثر دقة‪،‬‬ ‫الخيرة أكثر صحة‪ ،‬ألنها ـ ببساطة ـ تناولت‬ ‫الحرارية‪ ،‬بدت‬ ‫عقود كاملة‪ ،‬عندما كان في المعهد القومي للتقدم في العمر‬
‫ُدما لدراسات تبحث في الدور الذي‬ ‫ويقول إنه يتطلع ق ً‬ ‫كميات أقل منها‪.‬‬ ‫(‪ )NIA‬في بيثيسدا بماريالند‪.‬‬
‫عوضا‬
‫يلعبه التركيب الغذائي وتأثيره على التقدم في العمر‪ً ،‬‬ ‫كانت حمية قردة مركز ويسكونسن القومي تتألف من‬ ‫عندما كانت دراسة القردة ‪ -‬التي يمولها المعهد القومي‬
‫السعرات الحرارية المستهلَكة‪ ،‬ويتساءل قائال ً‬ ‫عن دور كمية ُّ‬ ‫‪ % 28.5‬سكروز‪ ،‬مقارنة‬ ‫للتقدم في العمر ‪ -‬ل تزال في بداياتها‪ ،‬كان هناك ما يدعو‬
‫ـ وهو يستمتع بتناول سمك الجراد البحري في لويزيانا ـ‪:‬‬ ‫‪NATURE.COM‬‬ ‫حمية‬ ‫بـ ‪ 3.9%‬سكروز في‬ ‫إلى العتقاد بوجود صلة بين إبطاء الشيخوخة‪ ،‬وتحديد‬
‫اقرأ مقاالت (أنباء وآراء)‬
‫النسان محد ًدا مسبقًا؟ ما زلت‬ ‫«هل يمكن أن يكون عمر إ‬ ‫المتعلقة بهذا البحث‪.‬‬ ‫في‬ ‫للتقدم‬ ‫المعهد القومي‬ ‫السعرات الحرارية في الحيوانات ذات الدورة الحياتية‬ ‫ُّ‬
‫أبدا»‪■ .‬‬
‫ل أصدق هذا ً‬ ‫العمر‪ ،‬حيث تناولت القردة ‪go.nature.com/icodos‬‬ ‫القصيرة‪ .‬ولقد أظهرت التجارب أن التجويع جعل الديدان‬
‫‪25 | 2 0 1 2‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫الطبعة العربية |‬ ‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫أخبـــــــــــار في دائرة الضوء‬

‫الولويات التمويلية في سياق تقليل النفقات‬ ‫لعادة تحديد أ‬ ‫علوم البيئة‬


‫إ‬
‫المالية‪ .‬وأظهرت موازنة الحكومة الفيدرالية التي تم إعالنها‬
‫اجعا في‬
‫في مارس ‪ 2012‬أن كافة المديريات واجهت تر ً‬
‫الساسية‬ ‫المخصصات المالية‪ .‬وسوف تتراجع الموازنة أ‬ ‫بحيرات التجارب تواجه خطر اإلغالق‬
‫لدائرة المحيطات ومصائد السمك من ‪ 1.36‬مليار دولر‬
‫كندي بنسبة ‪ ،5.8%‬أي بقيمة ‪ 79.3‬مليون دولر كندي‬ ‫يهدد نقص التمويل بإغالق موقع فريد للتجارب حول المياه العذبة في كندا‪.‬‬
‫بحلول عام ‪ .2015‬وفي المقابل‪ ،‬يشير مؤيدو منطقة‬
‫بحيرات التجارب إلى أن الموازنة الصغيرة لهذه المرافق‪،‬‬
‫‪H. HOAG‬‬

‫مقارنةً بقيمتها العلمية الكبيرة‪ ،‬يجب أن تسمح باستمرار‬


‫العمل‪ ،‬وأل تكون ضحية إلجراءات التقشف‪.‬‬
‫وتصل النفقات التشغيلية السنوية لمنطقة بحيرات‬
‫التجارب إلى ‪ 600‬ألف دولر كندي‪ ،‬يتم تغطية نصفها من‬
‫مؤسسة البيئة الكندية‪ ،‬وهي دائرة حكومية مستقلة قامت‬
‫أيضا بإلغاء تمويلها‪ ،‬بينما تتم تغطية الرواتب‪ ،‬التي تبلغ‬ ‫ً‬
‫‪ 1.2‬إلى ‪ 1.5‬مليون دولر كندي‪ ،‬من قبل دائرة المحيطات‬
‫ومصائد السمك‪.‬‬
‫وتعود أصول منطقة بحيرات التجارب إلى الستينات‬
‫من القرن الماضي‪ ،‬حيث تَ َس َّب َب انتشار الطحالب الزرقاء‬
‫المخضرة إلى تغطية كافة مساحة بحيرة «إيري ‪،»Erie‬‬
‫حيث بدأت نشاطات الرياضات المائية والصيد التجاري‬
‫ياديَّان ـ وهما‬
‫في النهيار‪ .‬وبناء على أذلك‪ ،‬قام عالمان ِر ِ‬
‫الول لمعهد المياه العذبة‪ ،‬ورونالد‬ ‫والي جونسون‪ ،‬المدير‬
‫هايز‪ ،‬رئيس مجلس أبحاث المصائد السمكية في كندا ـ‬
‫بإخبار حكومة أونتاريو والحكومة الفيدرالية أنهما قادران‬
‫على فهم تفاصيل وأسباب ظاهرة انتشار الطحالب‪ ،‬في‬
‫حال قاما بإحداث تلويث متعمد لبحيرة كاملة بالمخصبات‬
‫(السمدة)‪ ،‬التي من المتوقع أن تكون السبب وراء‬ ‫الزراعية أ‬
‫خطر اإللغاء‪.‬‬
‫َ‬ ‫تجربة‪ ،‬مدتها ثالث سنوات‪ ،‬لرصد تأثيرات الفضة النانوية على بيئة البحيرات‬
‫ٌ‬ ‫تواجه‬
‫أ‬
‫النمو الزائد للطحالب‪ ،‬الذي كان يستنزف الكسجين من‬
‫البحيرة‪ .‬وفي عام ‪ 1969‬تحقق طلبهما‪ ،‬وبدآ في تنفيذ‬ ‫بحيرات التجارب الكندية حالة فريدة في العالم‪ .‬يقول‬ ‫هانّ ا هواج‬
‫الثراء الغذائي المبرمج للبحيرة ‪ ،227‬وهي واحدة‬ ‫خطة إ‬ ‫كريس ميتكالف‪ ،‬وهو عالم في السموم البيئية من جامعة‬
‫من البحيرات الصغيرة العديدة والمنعزلة‪ ،‬التي تتميز‬ ‫ترنت‪ ،‬وأحد قياديي المشروع‪« :‬ل أتعامل بقلة اكتراث مع‬ ‫تبدو البحيرة رقم ‪ 239‬جذابة‪ ،‬حيث تغطي أشجار السرو‬
‫بطبقات صخرية غير قابلة إلنفاذ المياه في القاع؛ مما‬ ‫حقيقة أننا نقوم بتلويث بحيرة»‪ ،‬ويضيف قائالً‪« :‬يمكن في‬ ‫والصنوبر حدود الشاطئ‪ ،‬وتندفع موجات خفيفة نحو‬
‫يؤدي إلى احتواء المياه والملوثات‪ ،‬وعدم انتقالها إلى‬ ‫افيا‬
‫منطقة بحيرات التجارب أن يظهر بطريقة موسعة جغر ًّ‬ ‫نتوءات من الجرانيت المعرض للعوامل الجوية‪ .‬وفي هذا‬
‫بحيرات ومناطق أخرى‪.‬‬ ‫اليكولوجي للبحيرة»‪.‬‬‫ما يحدث في مجمل النظام إ‬ ‫المساء الحار من شهر أغسطس في شمال غرب أونتاريو‬
‫استمرت هذه الدراسة الطويلة حتى منتصف السبعينات‪،‬‬ ‫ومنطقة بحيرات التجارب ـ بكل ما تحتويه من مختبرات‪،‬‬ ‫(انظر شكل تكوينات مائية) هنالك ملمح واحد متميز‪ .‬وفي‬
‫المر ـ سبع بحيرات‪ .‬وظهرت أكثر‬ ‫وتضمنت ـ في نهاية أ‬ ‫سريعا‪ .‬لقد أعلنت كندا‬ ‫الطرف أ‬
‫ومساكن‪ ،‬وورشات عمل ـ قد تختفي ً‬ ‫القصى من البحيرة‪ ،‬التي يبلغ طولها ‪ 800‬متر‪،‬‬
‫النتائج إثارة من البحيرة ‪ ،226‬حيث وضع العلماء ستارة‬ ‫ـ في وقت سابق من هذه السنة ـ أنها ستوقف التمويل‬ ‫تنحدر مجموعة من الحاويات البالستيكية ذات الشكل‬
‫بالستيكية على امتداد الممر الضيق الذي يفصل بين الجزءين‬ ‫المقدم لمنطقة بحيرات التجارب بعد مارس ‪ ،2013‬وهذا‬ ‫العمودي من رصيف عائم نحو القاع الطيني للبحيرة‬
‫الكبر من البحيرة‪ ،‬وبدأوا بإضافة الكربون والفوسفور‬ ‫أ‬ ‫تطور أدى إلى امتعاض العلماء الذين استخدموا هذه‬ ‫بعمق مترين‪ .‬وهذه إشارة على أن الظروف الهادئة لهذه‬
‫والنيتروجين إلى إحدى الجهات والكربون والنيتروجين فقط‬ ‫عاما لعدة دراسات‪ ،‬تتراوح ما بين التلوث‬
‫المرافق لمدة ‪ً 44‬‬ ‫البحيرة تخفي في طياتها تجربة علمية حول التلويث البيئي‬
‫الخرى‪ .‬وكانت النتيجة أن الجهة التي احتوت على‬ ‫إلى الجهة أ‬ ‫الكيميائي‪ ،‬إلى تأثيرات تغير المناخ‪.‬‬ ‫المنضبط‪.‬‬
‫الفوسفور ظهر فيها انتشار لغطاء كثيف من الطحالب ذات‬ ‫لقد كان القرار غير متوقع‪ ،‬ففي ‪ 17‬مايو تم استدعاء‬ ‫تركع جينيفر فنسنت ـ وهي طالبة دراسات عليا في جامعة‬
‫والصفر‪ .‬ويقول ديفيد شندلر‪ ،‬وهو باحث‬ ‫الخضر‪ ،‬أ‬ ‫اللونين أ‬ ‫العاملين في منطقة بحيرات التجارب في معهد المياه‬ ‫ترنت في بيتربره‪ ،‬أونتاريو ـ على ركبتيها إلى جانب إحدى‬
‫إيكولوجي في جامعة ألبرتا في إدمونتون‪ ،‬وأحد العلماء‬ ‫العذبة في وينيبيج إلى اجتماع عاجل‪ ،‬حيث تم إعالمهم‬ ‫الحاويات البالستيكية العمودية‪ ،‬وتقوم بتفريغ قارورة من‬
‫المؤسسين لمنطقة بحيرات التجارب‪« :‬مثل هذه التجارب‬ ‫بأن الحكومة لم تعد مهتمة بالتجارب التي تتطلب تغييرات‬ ‫جزيئات الفضة النانوية فيها‪ .‬وتظهر غمامة أرجوانية متقزحة‬
‫في البحيرات هي التي أقنعت السياسيين بأن هناك حاجة‬ ‫على مستوى البحيرات ككل‪ .‬وتم إعالم ‪ 17‬موظفًا في‬ ‫في المياه لمدة دقيقة‪ ،‬قبل أن تندمج جزئيات المعدن مع‬
‫ماسة إلى تقليل وجود الفوسفات في المنظفات والمياه‬ ‫المرافق المختلفة ـ ومنهم أربعة علماء موظفين في دائرة‬ ‫بعضها وتتناثر‪ .‬وتعتبر هذه التجارب هي المرحلة أ‬
‫الولى‬
‫العادمة»‪ .‬وبناء على ذلك‪ ،‬قامت كندا‪ ،‬وعدة وليات أمريكية‬ ‫المحيطات ومصائد السمك ـ بأن وظائفهم سوف يتم‬ ‫من مشروع مدته ‪ 3‬سنوات‪ ،‬وبموازنة قدرها ‪ 728‬ألف دولر‬
‫بمنع وجود الفوسفات في المنظفات المستخدمة لغسل‬ ‫إلغاؤها في إبريل ‪.2013‬‬ ‫أمريكي‪ ،‬بهدف فهم التأثيرات البيولوجية والبيئية لمادة‬
‫المالبس والصحون‪.‬‬ ‫(الفضة النانوية)‪ ،‬وهي مادة مضادة للبكتيريا‪ ،‬تضاف بشكل‬
‫ومنذ ذلك الحين‪ ،‬قام العلماء في منطقة بحيرات‬ ‫بحيرات لها تاريخ‬ ‫شائع إلى المنتجات التجارية‪ .‬وأظهرت دراسات سابقة أن‬
‫والستروجين الصناعي‪،‬‬ ‫التجارب بنشر ملوثات ـ مثل الزئبق‪ ،‬إ‬ ‫يجادل منتقدو هذا القرار بأنه يعكس عدائية واسعة تجاه‬ ‫هذه المادة الكيميائية تؤدي إلى تغيير بنية المجتمعات‬
‫وحامض السلفوريك ـ إلى البحيرات؛ بهدف معرفة تأثيراتها‬ ‫علوم البيئة من ِق َبل الحكومة الفيدرالية الكندية‪ ،‬لكن ديف‬ ‫البكتيرية والطحالب‪ ،‬وقد تؤدي إلى تغيير في دورة‬
‫أيضا ببناء السدود ومزارع السمك‪،‬‬ ‫الكيميائية‪ ،‬وقاموا ً‬ ‫جيليس ـ المدير العام لعلوم‬ ‫الفوسفور‪ .‬ويهدف المشروع في العام المقبل إلى إضافة‬
‫وتجفيف البيئات الرطبة لدراسة التأثيرات البيئية لبناء‬ ‫‪NATURE.COM‬‬ ‫اليكولوجية في دائرة‬ ‫أ‬
‫النظمة إ‬ ‫الفضة النانوية إلى بحيرة كاملة (البحيرة ‪ ،)222‬وقياس‬
‫للمزيد حول تخفيض‬
‫السدود‪ ،‬وصناعة مزارع السمك‪ ،‬وتغير المناخ‪ .‬وقد ساعدت‬ ‫ميزانيات األبحاث‬
‫المحيطات ومصائد السمك ـ‬ ‫اليكولوجي‪.‬‬‫تأثيرها عبر مجمل النظام إ‬
‫المشرعين في كندا والوليات المتحدة لتنظيم‬ ‫ِّ‬ ‫النتائج‬ ‫البيئية في كندا انظر‪:‬‬ ‫يشير إلى أن قرار إنهاء التمويل‬ ‫معا كمواقع بحثية إلجراء‬
‫ً‬ ‫تعمل‬ ‫وبوجود ‪ 58‬بحيرة مماثلة‬
‫انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت‪ ،‬والزئبق‪ .‬وفي هذا الصدد‬ ‫لمنطقة بحيرات التجارب تم ‪go.nature.com/7l7wpa‬‬ ‫العديد من الدراسات ذات النطاق الواسع‪ ،‬تعتبر منطقة‬
‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬ ‫الطبعة العربية‬ ‫‪| 2012‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫‪| 26‬‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫في دائرة الضوء أخبـــــــــــار‬

‫اجتماع مهم مع دائرة المحيطات ومصائد السمك في‬ ‫لتمويل المشروع من جديد ـ نصب عينيه الجامعات‪.‬‬ ‫يقول ميتكالف‪« :‬من السهل على الحكومات أن ترفض نتائج‬
‫سبتمبر ‪.2012‬‬ ‫وتعتقد دائرة المحيطات ومصائد السمك أن الجامعات‬ ‫البحث الذي يتم في المختبر‪ ،‬ولكنها ل تستطيع أن تتجاهل‬
‫ويشكك الكثيرون في إمكانية وجود إدارة جديدة في أبريل‬ ‫أكثر استعدادا وتمكُّ نا من إجراء دراسات على أ‬
‫النظمة‬ ‫الشخاص يتأملون‬ ‫نتائج تجربة تتم في بحيرة كاملة‪ ،‬ألن أ‬
‫ً ََ ً‬
‫القادم‪ ،‬عندما يتوقف التمويل الحكومي‪ ،‬ول يؤمن البعض‬ ‫البيئية للبحيرات‪ .‬لقد أسهم جورج ديكسون‪ ،‬وهو عالم‬ ‫الع َبر»‪.‬‬
‫ويأخذون ِ‬
‫الطالق‪ .‬يقول‬ ‫آ‬ ‫أصبحت مثل هذه الدراسات في خطر كبير آ‬
‫الخر بإيجاد أية إدارة وتمويل من جديد على إ‬ ‫سموم مائية‪ ،‬ونائب الرئيس للبحث العلمي في جامعة‬ ‫الن‪،‬‬ ‫وقد‬
‫جون سمول‪ ،‬وهو عالم مياه عذبة في جامعة كوينز‬ ‫حيث كان العلماء في المنطقة يخططون في فصل‬
‫في كنجستون‪ ،‬أونتاريو‪« :‬من أين ستأتي أ‬
‫الموال؟‬ ‫ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺋﻴﺔ‬ ‫الخريف إلطالق المرحلة الثانية من التجربة التي تم‬
‫الجامعات بالكاد تدير أمورها المالية»‪ .‬وهنالك عنصر‬ ‫اليكولوجية الناجمة عن‬ ‫تصميمها لدراسة التأثيرات إ‬
‫ﺗﺘﻤﻴﺰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺑﺤﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﻓﻲ ﻛﻨﺪﺍ ﺑﻜﻮﻧﻬﺎ ﻣﻨﻌﺰﻟﺔ‬
‫آخر يسهم في تعقيد الحتمالت‪ ،‬وهو أن أية إدارة‬ ‫ﻭﺟﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ‪.‬‬ ‫ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺎ‬
‫المحتمل‬ ‫من‬ ‫الذي‬ ‫ا‪،‬‬‫اثي‬
‫إطالق السمك المعدل ور ًّ‬
‫ًّ‬ ‫ًّ‬
‫جديدة للمنطقة سوف تكون مساءلة بتنظيف المنطقة‬ ‫استخدامه في مزارع السمك مستقبالً‪ .‬وكان سيتم‬
‫والبحيرات من التلوث المتراكم‪ .‬وتشير الوثائق القانونية‬ ‫المعرضة لكميات‬
‫َّ‬ ‫استعمال أنواع من السمك المحلي‬
‫إلى أن مسؤولية إعادة تأهيل وتنظيف كافة البحيرات‬ ‫من هرمون النمو‪ ،‬كتراكيب مماثلة للسمك المعدل‬
‫والراضي في المنطقة تقع‬ ‫والمساقط المائية والجداول أ‬ ‫ﻛﻨــﺪﺍ‬
‫السماك‬ ‫وراثيا‪ ،‬لدراسة تأثير أي هروب محتمل لهذه أ‬
‫ًّ‬
‫على الحكومة الفيدرالية‪ .‬ويقول جيليس إنه ل توجد‬ ‫في البيئات الطبيعية‪ .‬وبعد إنهاء هذه التجربة‪ ،‬كان‬
‫تقديرات لدى دائرة المحيطات ومصائد السمك لكلفة‬ ‫ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺑﺤﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ‬ ‫العلماء يخططون ألول إطالق حقيقي منظم للسمك‬
‫هذا الجهد‪ ،‬ولكن دايان أوريهيل ـ وهي باحثة دراسات‬ ‫ﺃﻭﻧﺘﺎﺭﻳﻮ‬
‫اثيا بحلول عام ‪ .2015‬ويعلق أحد العلماء‬ ‫المعدل ور ًّ‬
‫اليكولوجيا من جامعة ألبرتا‪ ،‬وقائدة تحالف‬ ‫عليا في إ‬ ‫من دائرة المحيطات ومصائد السمك على ذلك قائال‪:‬‬
‫يهدف إلى إنقاذ منطقة بحيرات التجارب ـ تقول إن‬ ‫ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ‬ ‫الشخاص‬ ‫«يجب أن تحظى الحكومة بمجموعة من أ‬
‫أبحاثها تشير إلى فاتورة تصل إلى عشرات الماليين من‬ ‫ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ‬ ‫الذين يقومون بالتجارب العلمية التي تقوم بإنتاج أدلة‬
‫الدولرات‪ ،‬وتضيف ـ فيما يتعلق بالمساءلة القانونية ـ‬ ‫تقود صناعة السياسات البيئية»‪.‬‬
‫أبدا»‪.‬‬
‫قائلة إن الجامعات ليست مهتمة ً‬ ‫وتَ َس َّب َب توقيت هذا إالعالن في إرباك العلماء في منطقة واترلو في أونتاريو‪ ،‬في عدة نقاشات مع دائرة المحيطات‬
‫يقول ميتكالف ـ ونحن نحتسي القهوة في عنبر الدراسات‬ ‫بحيرات التجارب‪ ،‬حيث حصلت تجارب حالية عديدة على ومصائد السمك في يونيو ‪ ،2012‬ويقول إن الجامعات‬
‫ـ إنه ل يعلم إذا كان عليه أن يقوم بتحضير البحيرة (‪)222‬‬ ‫حاليا بمراجعة وتصنيف المشاريع التي تتم في‬ ‫مخصصات مالية من مصادر داخلية‪ ،‬قبل إعالن إيقاف تقوم ً‬
‫للتجارب المبرمجة في الصيف القادم‪ ،‬أم ل‪ ،‬ولكنه مفعم‬ ‫التمويل الحكومي‪ ،‬ومنها مختبر البيولوجيا الجديد‪ ،‬منطقة بحيرات التجارب‪ ،‬وتأمين موازنات لها‪ ،‬مضيفًا‪:‬‬
‫«آم ُل في وجود‬ ‫أيضا‪ُ :‬‬
‫بالتفاؤل‪ ،‬بالرغم من ذلك‪ ،‬ويقول ً‬ ‫الذي تَ َكلَّف ‪ 850‬ألف دولر كندي‪ ،‬مدفوعة من الحكومة «كيف سنستخدم هذه المرافق‪ ،‬وما هي مصادر التمويل‬
‫نوع من التسوية ما بين المؤسسات الحكومية‪ ،‬والجامعات‬ ‫الفيدرالية‪ ،‬ولم يمض على عمله إل موسم ميداني واحد‪ .‬لها؟ يجب أن نكون واثقين بأننا سنحصل على منافع من‬
‫المعنية»‪■ .‬‬
‫َّ‬ ‫والمنظمات‬ ‫ويضع جيليس ـ المطلوب منه البحث عن فاعل خير هذا الدور في المستقبل»‪ .‬وفي هذا السياق تم عقد‬

‫أنها تقتل الخاليا العصبية‪ ،‬وتقطع اتصالتها بنظيراتها‬ ‫بحث طبي‬


‫المجاورة‪ .‬لكن‪ ،‬ل تتوافر سوى أدلة ظرفية (قرائن) عن ذلك‪.‬‬
‫وقد أظهر تشريح المرضى المتوفين أن أعداد اللويحات‬
‫تكون أكبر في حالت المرض أشد حدة‪ .‬كذلك‪ ،‬بدا أن‬
‫لطفرات الجينات المسؤولة عن «إميلويد‪-‬بيتا»‪ ،‬تأثير يزيد‬
‫احتمال الصابة بألزهايمر‪ ،‬أو يعزز الوقاية منه‪ .‬وحتى آ‬
‫أدويــــة ألزهـايمـــر تـتـخــذ‬
‫مسارا جديدا‬
‫الن‪،‬‬ ‫إ‬
‫وبرغم ما أنفق من أموال على أدوية استهداف لويحات‬
‫الميلويد‬‫أميلويد‪« ،‬ينبغي إما تأكيد فرضية دور لويحات أ‬
‫كمسبب للمرض أو دحضها»‪ ،‬بحسب قول بول أيسن‪ ،‬عالم‬
‫العصاب بجامعة كاليفورنيا‪ ،‬بسان دييجو‪.‬‬ ‫أ‬ ‫المال مؤخرا على اختبارات سريرية لجهاض مسار المرض بعد الخفاقات أ‬
‫الخيرة‪.‬‬ ‫تتركز آ‬
‫أ‬
‫تبدو النتائج الولى عن دواء «سولينزوماب» التي أعلنت‬
‫إ‬ ‫إ‬
‫ومقرها إنديانابوليس‪ ،‬بولية إنديانا‪ ،‬كأنها‬
‫عنه «إيلي ليلي»‪ّ ،‬‬
‫الصابة بالمرض‪.‬‬ ‫تصب لصالح فرضية دور «أميلويد» في إ‬ ‫ّ‬ ‫صفائح «أميلويد»‪ ،‬يعقد العلماء آمالهم على تصاميم‬ ‫إوين كاالوي‬
‫إذ ق ُِصد من الدواء التعرف على لويحات «أميلويد‪-‬بيتا»‬ ‫مبتكرة لتجارب سريرية جديدة‪ ،‬وط ُُرق تشخيص جديدة؛‬
‫واعتراضها قبل أن تتكون‪ .‬في المقابل‪ ،‬فشل «سولينزوماب»‬ ‫الصابة‪،‬‬ ‫ربما تتيح لهم اختبار مركّبات بمراحل مبكرة من إ‬ ‫خيبة لتجارب سريرية على مرضى‬ ‫بعد صيف مشوب بنتائج أ ُم ّ‬
‫في تحقيق هدفها الرئيس‪ :‬إبطاء تدهور الذاكرة وغيرها من‬ ‫لفعاليتها‪.‬‬
‫وقياس أسرع ّ‬ ‫الدوية حشد جهودهم لرسم مسار‬ ‫طورو‬
‫ألزهايمر‪ ،‬أعاد ُم ّ‬
‫الدراكية‪ ،‬وكذلك بالنسبة للقدرة على أداء أعمال‬ ‫المناحي إ‬ ‫لكن‪ ،‬يخشى كثيرون أن المستثمرين القلقين من إنفاق‬ ‫المدمر‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المرض‬ ‫هذا‬ ‫ضد‬ ‫جديد للمعركة‬
‫الكل أو العناية الشخصية‪ ،‬لدى المرضى الذين يعانون‬ ‫مثل أ‬ ‫مئات ماليين الدولرات على تجارب سريرية فاشلة‪ ،‬سيتر ّددون‬ ‫الخبار السيئة في يوليو وأغسطس‪ ،‬عندما‬ ‫ابتدأت أ‬
‫نوعاً شديداً أو متوسطاً من ألزهايمر‪.‬‬ ‫فعالة أللزهايمر وأنواع‬
‫في دعم استمرار البحث عن عالجات ّ‬ ‫علمت شركات «فايزر» و«جونسن أند جونسون» أن‬
‫لكن تحليالت أخرى تقترح أن الدواء نجح في إبطاء‬ ‫شخص عالمياً‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫مليون‬ ‫قدر أنها تصيب ‪36‬‬
‫أخرى من الخرف‪ ،‬يُ ّ‬ ‫عقارهما البيولوجي «بابنيوزوماب» ‪،bapineuzumab‬‬
‫حدة‪ .‬لكن‪ ،‬لم‬ ‫مرض ّية أقل ّ‬
‫الدراكي في حالت ِ‬ ‫التدهور إ‬ ‫يقول حسين منجي رئيس الدائرة العالجية العالمية لعلم‬ ‫أخفق في إظهار أية فائدة عالجية في تجربتين واسعتي‬
‫التحسن‪ ،‬لذا يبقى‬ ‫مدى‬ ‫عن‬ ‫بيانات‬ ‫أو‬ ‫معلومات‬ ‫تُنشر أي‬ ‫العصاب بشركة «جونسن أند جونسن» في نيوبونزويك‬ ‫أ‬ ‫النطاق‪ .‬ثم‪ ،‬في ‪ 24‬أغسطس‪ ،‬أوردت شركة «إيلي ليلي»‬
‫ّ‬ ‫أ‬
‫التحسن كافياً إلحداث فارق فعلي‬ ‫ّ‬ ‫كان‬ ‫إن‬ ‫الواضح‬ ‫من غير‬ ‫بولية نيوجرسي‪« :‬الموال ليست وفيرة»؛ «لكننا مازلنا‬ ‫أن دواءها «سولينزوماب» ‪ ،solanezumab‬لم يحقّق‬
‫في حياة المرضى‪.‬‬ ‫محافظين جداً على التزامنا‪ .‬نعتقد أن هذا المرض (ألزهايمر)‬ ‫الم َم ّيزين‬
‫مبتغاه في إبطاء معتبر لتدهور الذاكرة والخرف ُ‬
‫من جانبه‪ ،‬يقول إريك سيمرز‪ ،‬المدير الطبي لفريق‬ ‫مشكلة مجتمعية كبرى تتطلّب‬ ‫لمرض ألزهايمر‪ .‬وفشل العقاران كالهما في استهداف‬
‫ألزهايمر بشركة «إيلي ليلي»‪« :‬من ناحية علمية محضة‪،‬‬ ‫‪NATURE.COM‬‬ ‫المعالجة»‪.‬‬ ‫«أميلويد‪-‬بيتا» ‪ ،amyloid-ß‬وهو بروتين يعمل على تكوين‬
‫أقرأ استشراف نيتشر‬
‫ُس ّررنا بالنتائج»‪ .‬متابعا‪« :‬إنها أول معطيات وبيانات عن‬ ‫عن مرض ألزهايمر‪:‬‬ ‫«أميلويد‪-‬‬ ‫لويحات‬ ‫أن‬ ‫يُعتقد‬ ‫المصابين بهذا المرض‪ ،‬ولطالما نُظُر‬ ‫لويحات في أدمغة ُ‬
‫تجربة سريرية‪ ،‬تبدو مؤيّدة لفرضية دور «أميلويد»‬ ‫سبب ألزهايمر من حيث ‪go.nature.com/hdiuds‬‬ ‫بيتا» تُ ّ‬ ‫إليها كمسبب رئيس مشتبه به‪ .‬وبدل ً من التخلي عن فرضية‬
‫‪27 | 2 0 1 2‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫الطبعة العربية |‬ ‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫أخبـــــــــــار في دائرة الضوء‬

‫كمسبب للمرض‪ .‬وسيرى المستثمرون والعلماء صورة‬


‫‪PASIEKA/SPLI‬‬

‫تقدم معطيات وبيانات‬ ‫أوضح خالل هذا الخريف‪ ،‬عندما ّ‬


‫أكثر في المؤتمرات عن تجارب هذا الصيف التي شارك بها‬
‫نحو ‪ 2000‬مريض‪.‬‬
‫تبدو تجارب «بابينيوزوماب» العالجية مزيدا من فشل‬
‫مطلق‪ .‬فهو مكون من أجسام مضادة تستهدف لويحات‬
‫«أميلويد‪-‬بيتا»‪ ،‬على أمل أن يُحدث يقظة في الجهاز المناعي‬
‫فيخلّص الدماغ منهم‪.‬‬
‫لكن تجربتين ضمتا ‪ 2400‬مريضا مشاركا‪ ،‬فشلتا في إظهار‬
‫باليهام (بالسيبو)‪ ،‬وهو‬
‫فائدة لهذا الدواء مقارنة بالعالج إ‬
‫أقراص (نشا وسكر) تعطى إليهام المريض بأنه يتلقى‬
‫عالجا‪ .‬وربما كان السبب في هذا الفشل هو إعطاء دواء‬
‫«بابينيوزوماب» بجرعات أقل من «سولينزوماب»‪ ،‬نظرا‬
‫مية «بابينيوزوماب»‪ .‬وأوضحت «جونسن أند‬ ‫لرتفاع ُس ّ‬
‫جونسن» وشريكتها «فايزر»‪ ،‬ومقراهما نيويورك‪ ،‬أنهما سوف‬
‫بشدة خطة تطوير «بابينيوزوماب»‪.‬‬
‫يخفضان ّ‬
‫يعتقد الباحثون باضطراد أن المشكلة ل تتصل كثيرا‬
‫باستراتيجية استهداف «أميلويد‪-‬بيتا»‪ ،‬بقدر ما تتصل‬
‫بيترسن‪،‬‬
‫بتوقيت العالج‪ .‬في هذا السياق يقول رونالد ِ‬
‫مدير مركز أبحاث ألزهايمر بـ«مايو كلينيك» في روشستر‪،‬‬
‫بولية مينوسوتا‪« :‬اللغز الرئيس في هذا الحقل‪« :‬هل عالجنا‬
‫متأخر جدا؟»‪ .‬وكما لويحات الدهون في‬ ‫الناس في وقت ّ‬
‫انسداد الشرايين التاجية‪ ،‬تتراكم لويحات «أميلويد»‪،‬‬
‫بيترسن‪ .‬وهكذا‪،‬‬
‫وتنمو عبر سنوات العمر‪ ،‬بحسب قول ِ‬
‫المصابة (إلى اليمين)‪.‬‬
‫المصابين بألزهايمر (إلى اليسار)‪ ،‬وليس في األدمغة غير ُ‬
‫تتراكم لويحات «أميلويد» ‪ Amyloid‬في أدمغة ُ‬ ‫كما توصف مركّبات «ستاتين» لتخفيض كوليسترول المرضى‬
‫الدوية التي تعترض تكوين‬ ‫عند منتصف العمر‪ ،‬فإن إعطاء أ‬
‫الوروبية»‪ ،‬هذه الجهود عن كثب‪.‬‬ ‫الميركية و«وكالة الدواء أ‬
‫أ‬ ‫العمر‪ .‬س ُتركّز هذه الدراسة التي تبلغ كلفتها ‪ 100‬مليون‬ ‫لويحات «أميلويد» في منتصف العمر‪ ،‬ربما أعطى وقاية‬
‫نظريا‪ ،‬يمكن تقييم إجراءات إقرار أدوية الوقاية بالستناد‬ ‫دولر‪ ،‬على أفراد من العائلة ل يعانون أعراض المرض‪،‬‬ ‫بيترسن‪.‬‬
‫من ألزهايمر‪ ،‬كما يقول ِ‬
‫المؤشرات الحيوية‪ ،‬أو بدائلها‪،‬‬
‫ّ‬ ‫لتجارب سريرية تقيس تغير‬ ‫لمدة تصل إلى خمس سنوات‪ ،‬للوقوف على قدرة الدواء‬ ‫ّ‬ ‫لكن أحداً ل يعلم متى يجب إعطاء أدوية مضادة‬
‫الدراك‪ .‬في‬ ‫لتحسن إ‬
‫ّ‬ ‫التقليدية‬ ‫بدل ً من اعتماد القياسات‬ ‫الدراكية‪ .‬ستحاول‬ ‫المح ّتم لقدراتهم إ‬ ‫على درء التدهور ُ‬ ‫يتوجب على‬‫لـ«أميلويد» للوقاية أمن المرض‪ ،‬وربما ّ‬
‫المقابل‪ ،‬يُرجح أن تضع هيئات الرقابة معايير عالية لتعريف‬ ‫مؤشرات‬‫التجربة أيضاً فرز ّ‬ ‫الشخاص عبر عشرات السنين‪ ،‬كي‬ ‫الباحثين تتبع آلف‬
‫ومبرهناً عليه‪ ،‬على ّ‬
‫حد‬ ‫ما يمكن أن يشكّل بديال ً موثوقاً ُ‬ ‫«اللغز الرئيس في‬ ‫كمستويات‬ ‫حيوية جديدة‪،‬‬ ‫فعالية أدوية الوقاية من ألزهايمر‪ .‬وبحسب‬ ‫يحسموا أمر ّ‬
‫قول سيمرز‪.‬‬ ‫مسح‬ ‫صور‬ ‫الميلويد في‬ ‫أ‬ ‫الدكتور منجي‪« ،‬ليس ممكنا أخذ كل من يزيد عمره عن‬
‫هذا الحقل‪ :‬هل‬
‫حصلت دراسة رايمان على تمويل بنكي‪ .‬في المقابل‪،‬‬ ‫الناس في‬ ‫الدماغ‪ ،‬والسائل المحيط‬ ‫ثالثين عاماً من الشارع‪ ،‬ووضعه ضمن دراسة عن الوقاية‬
‫الولى‬‫تبحث تجربتان وشيكتان عن تمويل‪ .‬يقود التجربة أ‬ ‫بالدماغ والحبل الشوكي‪ ،‬عالجنا ّ‬ ‫من ألزهايمر»‪.‬‬
‫موله‬
‫تعاونية لمرض ألزهايمر»‪ ،‬وهو برنامج تُ ّ‬ ‫«دراسة‬ ‫فعالية وقت متأخر جدا؟‘»‬ ‫كمؤشرات لقياس ّ‬ ‫المقرر البدء بثالث دراسات في‬ ‫من‬ ‫حال‪،‬‬ ‫على أية‬
‫الميركية‪ ،‬ويقود الثانية باحثون بكلية طب جامعة‬ ‫الحكومة أ‬ ‫«كرينزوماب» أو أدوية اخرى‪.‬‬ ‫السنة المقبلة‪ ،‬للوقوف على ّقدرة مضادات أ‬
‫الميلويد على‬
‫ِ‬
‫واشنطن بسانت لويس‪ ،‬ولية ميزوري‪ .‬ويأمل كثير من خبراء‬ ‫«ينبغي إطالق مرحلة جديدة من أبحاث الوقاية من‬ ‫إحباط ظهور أعراض ألزهايمر المبكرة‪ ،‬ووقف التدهور‬
‫مرض ألزهايمر أل يفزع المستثمرون من أنباء هذا الصيف‬ ‫لفعالية‬
‫ألزهايمر كي ينفتح المجال أمام تقييم سريع ّ‬ ‫الدراكي للمرضى‪ ،‬ذوي الستعداد الوراثي أو مستويات‬ ‫إ‬
‫القاتمة‪.‬‬ ‫الدوية»‪ ،‬بحسب إريك رايمان‪ ،‬المدير التنفيذي لـ«معهد‬ ‫أ‬ ‫الميلويد لديهم‪ ،‬والذين يشخصون بارتفاع مخاطر‬ ‫أ‬
‫يقول رايمان‪« :‬تملّكنا هذا القلق لبعض الوقت»‪،‬‬ ‫بانر لبحاث ألزهايمر»‪ ،‬بفينكس‪ ،‬أريزونا‪ ،‬وهو القائد‬ ‫أ‬ ‫إصابتهم بالمرض‪.‬‬
‫ويضيف‪« :‬إذا كانت هذه التجارب سلبية النتائج‪ ،‬فسنرى‬ ‫المشارك لفريق دراسة العائلة الكولومبية‪.‬‬ ‫ستختبر «مبادرة الوقاية من ألزهايمر» قدرات دواء اسمه‬
‫الساسيين‪،‬‬ ‫كثيراً من المستثمرين وأصحاب المصالح أ‬ ‫الدوية‬‫بالتعرف على هذه المؤشرات‪ ،‬تستطيع شركات أ‬ ‫«جينتك»‪،‬‬
‫يتخلون عن عالجات مراقبة وتعطيل أ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫«كرينيزوماب» ‪ ،crenezumab‬طورته شركة ِ‬
‫الميلويد‪ .‬نعتقد أن‬ ‫فعالية دواء ما في الوقاية من‬ ‫أن تقف بسرعة على مدى ّ‬ ‫ومقرها بجنوب سان فرانسيسكو‪ ،‬ولية كاليفورنيا‪ ،‬عبر‬ ‫ّ‬
‫هذا كترك الطفل وشأنه مع ماء الستحمام‪ ،‬والتخلي عن‬ ‫حد قوله‪.‬‬‫ألزهايمر‪ ،‬ما يوفّر كثيرا من الوقت والمال‪ ،‬على ّ‬ ‫تتميز بامتالك أفرادها طفرة‬
‫دراسة عائلة كبيرة من كولومبيا ّ‬
‫مرض ألزهايمر»‪■ .‬‬
‫وتتابع مؤسسات أ‬
‫الدوية‪ ،‬وضمنها «إدارة الغذاء والدواء»‬ ‫نادرة تزيد استعدادهم لالإصابة بألزهايمر في منتصف‬

‫عالج ألزهايمر مبكرا‬


‫ثالث دراسات لتقييم تأثيرات أدوية تجريبية على أشخاص بدون أعراض إصابة بالمرض‬

‫كلفة‬ ‫حجم‬ ‫طول‬ ‫الهدف‬ ‫اسم التجربة‬

‫«مبادرة الوقاية من ألزهايمر»‬


‫‪ 100‬مليون‬ ‫قرابة ‪300‬‬
‫‪ 5‬سنوات‬ ‫اختبار أثر «كرينيزوماب» على أشخاص لديهم طفرات في جين «بريسينيلين‪ ،»1‬وجينات اخرى تسبب ألزهايمر‬ ‫«مبادرة الوقاية من ألزهايمر»‬
‫دوالر‬ ‫شخص‬
‫بمنتصف العمر‪.‬‬

‫‪ 60‬مليون دوالر‬ ‫اختبار ثالثة أدوية على أشخاص خالين من األعراض‪ ،‬ويحملون طفرات تتصل بألزهايمر في جينات‬ ‫«شبكة المرجح بالوراثة إصابتهم‬
‫‪ 160‬شخصاً‬ ‫‪ 5‬سنوات‬
‫لمدة عامين‬ ‫«بريسينيلين‪1‬و‪ ،»2‬وبروتين سلف األميلويد‪.‬‬ ‫بألزهايمر»‬

‫‪ 110‬مليون‬ ‫اختبار دواء ألشخاص بدون أعراض ولديهم مستويات مرتفعة من «أميلويد‪-‬بيتا»‪ ،‬وبعضهم لديه نسخة‬ ‫«العالج بمضادات األميلويد للخالين‬
‫‪ 1000‬شخص‬ ‫‪ 3‬سنوات‬
‫دوالر‬ ‫متمايزة من جين تزيد احتمال اصابتهم بألزهايمر‪.‬‬ ‫من أعراض ألزهايمر»‬

‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬ ‫الطبعة العربية‬ ‫‪| 2012‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫‪| 28‬‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved
‫الـجـسـيـــــم‬
‫ُ‬ ‫بقلم‪ :‬ماثيو تشالمرز‬

‫يخطط الفيزيائيون ألقوى معجل جسيمات لدراسة بوزون هجيز وتفاعالته بالتفصيل‪.‬‬

‫سيتم التدقيق في التكاليف‪ ،‬والجداول الزمنية‪ ،‬وقدرات المصادم الخطي الدولي‪ ،‬وكذا‬ ‫عندما أفاق علماء فيزياء الجسيمات حول العالم في ‪ 5‬يوليه الماضي‪ ،‬كانت مشاهد‬
‫الوروبية لفيزياء الجسيمات التى‬‫الخرى المرشحة في ورشة العمل الستراتيجية أ‬ ‫الجهزة أ‬
‫أ‬ ‫البتهاج‪ ،‬والرتياح والدموع ل تزال ماثلة في أذهانهم جنبا إلى جنب مع سؤال عظيم بال‬
‫عقدت في كراكوف‪ ،‬بولندا‪ ،‬في الفترة ‪ 12-10‬سبتمبر‪ ،‬والتي ستحدد أولويات هذا المجال‬ ‫إجابة‪ .‬كانت تلك ذكريات الحتفالت في اليوم السابق‪ ،‬عندما أعلن باحثون أن جسيما‬
‫المريكيون لستقصاء‬ ‫في أوروبا للخمس سنوات المقبلة‪ .‬ويخطط علماء فيزياء الجسيمات أ‬ ‫جديدا يشبه كثيرا بوزون هيجز‪ ،‬الذي طال انتظاره‪ ،‬وجد أخيرا في بيانات مصادم‬
‫مماثل في اجتماعهم في سنوماس‪ ،‬بولية كولورادو‪ ،‬في يونيه ‪.2013‬‬ ‫الوروبي لفيزياء الجسيمات خارج جنيف‬ ‫الهادرون الكبير (‪ )LHC‬في سيرن‪ ،‬المختبر أ‬
‫لكن الخطط شيء والواقع شيء آخر‪ .‬فتمويل أي جهاز جديد‪ ،‬خاصة في ظل انكماش‬ ‫بسويسرا‪ .‬كان هذا السؤال يَ ِعد بتحديد مستقبل مجالهم البحثي بأسره‪ .‬هل هو جسيم‬
‫اقتصادي‪ ،‬سيكون «مهمة مثبطة»‪ ،‬كما يقول كريستوفر لويلين‪ -‬سميث‪ ،‬مدير أبحاث‬ ‫بوزون هجيز متناهي البساطة‪ ،‬كما تنبأ به النموذج القياسي لفيزياء الجسيمات ذو‬
‫الطاقة بجامعة أكسفورد البريطانية‪ ،‬ومدير مختبر (سيرن) في الوقت الذي تمت فيه‬ ‫الربعين عاما؟ أم هو شيء أكثر تعقيدا وإثارة لالهتمام ومن شأنه تحديد التجاه نحو‬ ‫أ‬
‫المر على ما إذا وجد‬ ‫الموافقة على مصادم الهادرون الكبير‪ .‬وشرح قائال‪« :‬سيعتمد أ‬ ‫نظرية أعمق وأكمل؟‬
‫مصادم الهادرون الكبير جسيمات جديدة أخرى‪ ،‬وعلى وجود إجماع على المصادم الجديد‬ ‫المل والتوقع بأن مصادم الهادرون الكبير سوف يعطيهم بعض‬ ‫كان يحدو بالفيزيائيين أ‬
‫لدى أهل الختصاص‪ ،‬وتكلفته»‪ .‬ويضيف «حتى لو كانت الحجة الفيزيائية قوية كما كانت‬ ‫الجابات خالل السنوات القليلة المقبلة‪ .‬لكنهم أمسوا يشحذون حججهم لشراء جهاز‬ ‫إ‬
‫الجمالية لفيزياء الطاقة‪،‬‬
‫في مصادم الهادرون الكبير‪ ،‬وأمكن إحالة التكلفة إلى الموازنة إ‬ ‫يخلف مصادم الهادرون الكبير ـــ هو «مصنع لجسيمات هيجز» من شأنه أن ينير جوانب‬
‫المر صعبا»‪.‬‬‫سيبقى أ‬ ‫هذ النظرية بقياسات أكثر دقة مما يستطيع تقديمه مصادم الهادرون الكبير‪.‬‬
‫يقول باري باريش‪ ،‬الفيزيائي بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في باسادينا بكاليفورنيا‪:‬‬
‫مصادم الهادرون الكبير يستمر‬ ‫«نعرف أنه ينبغي أن تكون هناك فيزياء جديدة تتجاوز النموذج القياسي»‪ .‬يجادل باريش‬
‫‪ILLUSTRATION BY BRENDAN MONROE‬‬

‫القضية الرئيسة قيد المناقشة في ورشة العمل‬ ‫وفيزيائيون آخرون بأن هذا مؤكد نظرا لوجود ظواهر ل تندرج بسهولة في النموذج القياسي‪،‬‬
‫بكراكوف‪ ،‬ستكون إلى أي مدى تستطيع الفرق‬ ‫تشكل ربع كثافة كتلة الكون‪ ،‬أو‬ ‫مثل سقّالة «المادة المظلمة» غير المرئية ويعتقد بأنها ّ‬
‫العلمية في مصادم الهادرون الكبير قياس خصائص‬ ‫قدرة جسيمات «النيوترينات» ‪ neutrinos‬على «التأرجح» من شكل إلى آخر‪ .‬يرأس باريش‬
‫الجسيمات الجديدة‪ .‬يمكن للفيزيائيين العاملين‬ ‫حاليا الجمعية العالمية المنوط بها تصميم المصادم الخطي الدولي (‪ ،)ILC‬والذي يعد‬
‫هناك أن يتوقعوا معطيات وبيانات أكثر كثيرا‪ ،‬إضافة‬ ‫أحد أبرز المرشحين ليكون الجهاز العمالق المقبل‪ .‬حتى لو لم يكن أحد عارفا بما تنطوي‬
‫لتحسينات كبيرة على مدى السنوات العشر القادمة‪.‬‬ ‫عليه الفيزياء الجديدة‪ ،‬كما يقول باريش‪« ،‬استراتيجيتنا أن نكون جاهزين حتى توضع‬
‫هناك بالفعل خبر جيد للفيزيائيين‪ :‬كتلة الجسيم شبيه‬ ‫المور في نصابها»‪.‬‬ ‫أ‬

‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬ ‫الطبعة العربية‬ ‫‪| 2012‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫‪| 30‬‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫الجــديــــد‬
‫تحقيقات أخبـــــــــــار‬

‫بكاشف ملف ميون اللولبي المدمج في مصادم الهادرون الكبير‪ ،‬لذلك ستكون مهمتهم‬ ‫هيجز تقريبا ‪ 125‬مليار إلكترون فولت في وحدات الطاقة المفضلة لدى الفيزيائيين ‪ -‬تبين‬
‫الن هي تحديد ما إذا كان هو بوزون برقم عددي دوراني ‪ )Spin-2( 2‬أو عددي دوراني‬ ‫آ‬ ‫قدره الفيزيائيون النظريون‪ .‬هذا له نتيجتان‬
‫أنها تقع باتجاه النهاية الخفيفة للنطاق الذي ّ‬
‫صفري (‪ )Spin-0‬كما هو متوقع‪.‬‬ ‫هامتان‪ :‬يعني أن مصادما جديدا متواضعا نسبيا سيكون كافيا إلنتاج جسيمات هيجز‬
‫سوف يحل مصادم الهادرون الكبير مسألة الرقم الدوراني‪ ،‬كما يقول مدير عام‬ ‫بكميات كبيرة‪ ،‬وأنه يعطي الجسيمات الجديدة تنويعة غنية من أنساق الضمحالل من شأنها‬
‫القل وضوحا حاليا هو المدى الذي يستطيعه مصادم الهادرون‬ ‫سيرن رولف أوير‪ ،‬لكن أ‬ ‫الخرى في النموذج القياسي‪.‬‬‫أن تسهل على الفيزيائيين دراسة تفاعالتها مع الجسيمات أ‬
‫أ‬
‫الكبير لختبار اقتران البوزون الجديد بالجسيمات الخرى – خاصة «التفاعل الذاتي»‬ ‫الولويات‪ ،‬مثال‪ ،‬هي التحقق من تنبؤ النموذج القياسي لكيفية تفاعل جسيم هيجز‬‫إحدى أ‬
‫وبواسطته يكتسب هيجز الكتلة‪ .‬في الوقت الحاضر‪ ،‬يستطيع فيزيائيو المصادم أن‬ ‫واللكترونات والكواركات ذات‬
‫مع فرميونات النموذج القياسي‪ :‬وهي موجودات مثل الميونات إ‬
‫الخرى تتفق مع توقعات النموزج‬ ‫يقولوا أن تفاعالت البوزون الجديد مع الجسيمات أ‬ ‫العزم الزاوي الفعلي‪ ،‬أو «الدورانى»‪ ،‬بمقدار ½ وحدة كوانتم (الكمية)‪ .‬احتمال حدوث‬
‫القياسي‪ ،‬بعدم يقين تتراوح نسبته بين ‪ 30‬و‪ .40%‬وبحسب دي‬

‫«نعلم أن هناك فيزياء جديدة‬


‫رويك‪ ،‬ينبغي فى المصادم أن نخفض نسب عدم اليقين (في‬
‫القياس) إلى ‪ 20%‬بحلول نهاية هذا العام‪ ،‬ثم إلى «آحاد مئوية»‬
‫على مدى ‪ 10‬إلى ‪ 15‬سنة القادمة‪ .‬لكن نسبة عدم اليقين لكثير من‬
‫الفيزيائيين‪ ،‬هي تحديدا سبب احتياجهم لجهاز من الجيل القادم‪.‬‬
‫يتطلب الختبار الصارم للنموذج القياسي‪ ،‬الذي من شأنه كشف‬
‫النحرافات الصغيرة وتمهيد السبيل نحو نماذج نظرية أفضل‪ ،‬أن‬
‫تتجاوز النموذج القياسي»‪.‬‬
‫الخرى بنسبه عدم‬ ‫يقيس الباحثون تفاعالت هيجز مع الجسيمات أ‬
‫يقين ل تتجاوز ‪ ،1%‬وربما أقل من ‪ ،0.1%‬إذا ما تحسنت دقة التنبؤات النظرية في‬ ‫القل ألنه في النموذج القياسي‪،‬‬‫التفاعل مع كل جسيم يفترض أن يتناسب مع كتلته – ل أ‬
‫السنوات القليلة القادمة‪ .‬هذا المستوى من الدقه ل يرجح أن يصله مصادم الهادرون‬ ‫يوجد الكتلة‪.‬‬
‫التفاعل مع جسيم هجيز هو ما ِ‬
‫الكبير‪ .‬فهذا المصادم كالمطرقة‪ :‬يطرق معا حزما تحتوي مئات المليارات من البروتونات‬ ‫أولوية أخرى هي التحقق من أن الجسيمات الجديدة تمتلك حركه دورانيه فعلية بقيمة‬
‫ذات طاقات تصل بنهاية المطاف إلى ‪ 7‬تريليونات إلكترون فولت لكل حزمة‪ .‬هذا جيد‬ ‫صفرية في النموذج القياسي‪ .‬يمكن للفيزيائيين في مصادم الهادرون الكبير أن يقولوا أن‬
‫لكتشاف جسيمات جديدة ذات كتل كبيرة‪ ،‬لكنه أقل مالءمة إلجراء قياسات دقيقة‪،‬‬ ‫الجسيم الجديد هو بالفعل بوزون ‪ -‬مما يعني أن دورانه في وحدات الكوانتم هو ‪،0‬‬
‫ألن طبيعة البروتونات تتكون من بحار فوضوية من الكواركات والجلونات والتي تجعل‬ ‫‪ 2 ،1‬أو رقم صحيح آخر ‪ -‬وهذا الرقم الصحيح ل يمكن أن يكون ‪ .1‬هذان الستنتاجان‬
‫التصادمات فوضوية‪.‬‬ ‫جاءا من مالحظه تحلل الجسيم إلى أزواج من الفوتونات‪ ،‬والتي هى بوزونات برقم‬
‫بدل من ذلك‪ ،‬يدعو كل مقترح لجهاز من الجيل القادم إلى شكل من أشكال مصادم‬ ‫دوراني ‪ .1‬بينما ل يملك الفيزيائيون نظريات (جنونية) لـ«بوزونات» بدوران أكبر من ‪،2‬‬
‫لبتون ‪( lepton‬انظر الشكل «ما بعد هيجز»)‪ .‬اللبتونات مجموعة جسيمات خفيفة التي‬ ‫كما يقول ألبرت دي رويك الفيزيائي بمختبر سيرن ‪ ،‬والمنسق العلمي للفريق المختص‬
‫‪31 | 2 0 1 2‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫الطبعة العربية |‬ ‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫أخبـــــــــــار تحقيقات‬

‫ﻣﺎ ﺑﻌـﺪ ﻫﻴﺠـﺰ‬


‫ﻳﻌﻮﻝ ﺍﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺋﻴﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺑﺪﺍﺋﻞ ﺭﺋﻴﺴﺔ ﻓﻲ ﺗﺼﻮﺭﻫﻢ ﻟﻠﻤﺼﺎﺩﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﻌﻘﺐ ﻣﺼﺎﺩﻡ ﺍﻟﻬﺎﺩﺭﻭﻥ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ‪ .‬ﺛﻼﺛﺔ ﺳﻴﺘﻢ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﻡ‬
‫ﻓﻴﻬﺎ ﺳﺤﻖ ﺣﺰﻣﺘﻴﻦ ﻣﺘﻘﺎﺑﻠﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﻮﺯﻳﺘﺮﻭﻧﺎﺕ ﻣﻌﺎ‪ .‬ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﻡ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ – »ﻣﺼﺎﺩﻡ ﺍﻟﻤﻴﻮﻥ«‪-‬‬
‫ﻓﺴﻮﻑ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﻤﻴﻮﻧﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻴﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﻀﺎﺩﺓ ﻓﻰ ﺍﻟﺘﺼﺎﺩﻡ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﺎﺕ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﺨﻄﻲ‬
‫ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﻡ ﺍﻟﺨﻄﻲ ﺍﻟﻤﺪﻣﺞ )‪(CLC‬‬
‫ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ‪ 3 ~ :‬ﺗﻴﻒ‬
‫ﻣﺼﺎﺩﻡ ﺍﻟﻤﻴﻮﻥ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﻡ ﺍﻟﺨﻄﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ )‪(ILC‬‬
‫ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ‪ :‬ﻋﺪﺓ ﺗﻴﻔﺎﺕ‬ ‫ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ‪ 1 - 0.5 :‬ﺗﻴﻒ‬
‫ﺍﻟﻤﺆﻳﺪﻭﻥ‪ :‬ﻃﺎﻗﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺪﻣﺞ‪،‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺆﻳﺪﻭﻥ‪ :‬ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻘﺪ ﻓﻰ ﺇﺷﻌﺎﻉ‬
‫ﻳﻤﻜﻦ ﺇﺣﺘﻮﺍﺀه ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﻮﺟﻮﺩ‬ ‫ﺍﻟﺴﻨﻜﺘﺮﻭﻥ‪ ،‬ﻣﻊ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻃﺎﻗﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﻡ‬
‫ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ‪.‬‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﻮﻥ‪ :‬ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻤﻴﻮﻥ ‪2.2‬‬ ‫ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﻮﻥ‪ :‬ﻋﺎﻟﻲ ﺍﻟﺘﻜﻠﻔﺔ‪ ،‬ﻛﺒﻴﺮ ﺍﻟﺤﺠﻢ‪،‬‬
‫ﻣﻴﻜﺮﻭ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻓﻘﻂ‪.‬‬ ‫ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻰ ﻣﻮﻗﻊ ﺟﺪﻳﺪ‪.‬‬

‫ﻣﺼﺎﺩﻡ‬
‫ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻥ‬
‫ﺑﻮﺯﻳﺘﺮﻭﻥ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ‪(LEP3) 3‬‬
‫ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ‪ 0.24 :‬ﺗﻴﻒ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻤﺆﻳﺪﻭﻥ‪ :‬ﺃﻗﻞ ﺗﻜﻠﻔﺔ‪ ،‬ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺇﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬
‫ﻛﻮﺍﺷﻒ ﺍﻟﺠﺴﻴﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ‬
‫ﻓﻲ ﻣﺼﺎﺩﻡ ﺍﻟﻬﺪﺭﻭﻧﺎﺕ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﻮﻥ‪ :‬ﻣﺼﺎﺩﻡ ﻣﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ‪.‬‬

‫الفائق‪ ،‬أو حتى إيجاد أبعاد إضافية‪ .‬وتصعيد طاقة مصاد لبتون ‪ LEP3‬لدراسة جسيمات‬ ‫تضم إلكترونات وميونات ونيوترينات‪ ،‬وتنحي الفوضى من خالل عدم المشاركة في تفاعالت‬
‫أثقل سيكون مستحيال عمليا بسبب الطاقة المفقودة من إشعاع السنكروترون – وهو‬ ‫الكوارك ‪ -‬جلوون القوية التي تنتج الفوضى‪ .‬اللبتونات جسيمات أولية تتفاعل فقط من‬
‫سيل الفوتونات المنبعثة من أي جسيم مشحون يتحرك على مدى مسار منحنى‪ .‬ل‬ ‫خالل القوى الكهرومغناطيسية الضعيفة نسبيا والقوى الضعيفة (النووية)‪ .‬نتيجة لذلك‪،‬‬
‫يمثل هذا مشكلة بالنسبة لبروتونات مصادم الهادرون الكبير‪ ،‬ألن فقدان الطاقة من‬ ‫ستكون أجهزة مصادمات اللبتون في عملها أقرب إلى المشارط منها إلى المطارق الثقيلة؛‬
‫إشعاع السنكروترو يتراجع بشدة بسبب الجسيمات عالية الكتلة‪ ،‬حيث تفوق البروتونات‬ ‫بالضافة إلى أن الجسيمات‬‫بحيث يمكن ضبط التصادمات خاللها إلى كتل جسيمات محددة إ‬
‫اللكترونات وزنا بحوالي ‪ 2000‬مرة تقريبا‪ .‬لكن الفقد في مصادم لبتون ‪ LEP3‬يكون‬ ‫إ‬ ‫الجديدة المخلقة من تلك التصادمات تكون بالمقارنة نظيفة وبسيطة التفسير‪.‬‬
‫شديدا‪ .‬الطريقة الوحيدة لزيادة طاقة المعجل تكون بزيادة نصف قطره‪ ،‬وهو ما يتطلب‬
‫نفقا جديدا‪ .‬تحدث بعض علماء الفيزياء عن حفر نفق جديد يمتد تحت بحيرة جنيف‪،‬‬ ‫الميونات أم اإللكترونات‬
‫اللكترون‪-‬بوزيترون الجديد الذي يبلغ طوله‬ ‫ومن ثم تثبيت المسار الدائري لمصادم إ‬ ‫يقترح بعض الفيزيائيين خيارا رخيصا نسبيا‪ ،‬بوضع أنابيب المعجل الجديد (مصادم‬
‫‪ 80‬كيلومترا‪ ،‬مع أن هذا ليس اقتراحا للمستقبل المنظور‪ ،‬كما يقول أوير‪.‬‬ ‫اللبتون) جنبا إلى جنب مع مصادم الهادرون الكبير في النفق الموجود حاليا‪ ،‬واستخدامها‬
‫في الوقت نفسه‪ ،‬استكشف فيزيائيون حول العالم أفكارا إلقامة مصنع بديل لجسيمات‬ ‫اللكترونات وإلكترونات المادة‬‫في إجراء تصادم بين حزمتين متضادتين في التجاه من إ‬
‫هيجز هو أصغر بكثير من مصادم لبتون ‪ ،LEP3‬وربما بمسار محيطه ينخفض إلى ‪1.5‬‬ ‫بالحرى البوزيترونات)‪ .‬هذا القتراح المعروف باسم ‪ LEP3‬تذكارا لمصادم‬ ‫المضادة (أو أ‬
‫باللكترونات كتلتها تفوق‬‫كيلومترا‪ .‬ولدى اصطدام حزم الميونات‪ ،‬جسيمات شبيهة إ‬ ‫إلكترون‪-‬بوزيترون الكبير‪( ،‬الذي شغل النفق قبل بناء مصادم الهادرون الكبير في‬
‫جدا‬
‫ً‬ ‫ضئيلة‬ ‫فقد‬ ‫بنسبة‬ ‫اللكترونات بحوالي ‪ 207‬أضعاف‪ ،‬يتميز مثل هذا الجهاز‬ ‫كتلة إ‬ ‫‪ ،)2000‬ظهر فقط في العام الماضي كدليل أولي على وفرة وجود الجسيم الجديد‬
‫اللف من بوزونات هيجز من طاقة‬ ‫من إشعاع السنكروترون‪ ،‬ويمكن أن ينتج عشرات آ‬ ‫نتيجة لهذا التفاعل‪ .‬يستطيع مصادم الهادرون الكبير إنتاج بوزونات هيجز عند ‪120‬‬
‫الجمالية للتصادم‪ ،‬في مقابل مصادم‬ ‫تبلغ ‪ 125‬مليار إلكترون فولت فقط وهى الطاقة إ‬ ‫مليار إلكترون فولت لكل حزمة إلكترونية‪ -‬بطاقة كلية مقدارها ‪ 240‬مليار إلكترون فولت‬
‫لبتون ‪ LEP3‬البالغة طاقته ‪ 240‬مليار إلكترون فولت‪ .‬ستكون أيضا تلك أ‬
‫الجهزة البديلة‬ ‫القصى الفعلي لمصادم الهادرون وهو ‪ 209‬مليار‬ ‫– وأحرزت فقط كجزء من الحد أ‬
‫الثقل‪.‬‬‫قادرة على الوصول لطاقات أعلى بكثير‪ ،‬لدراسة الجسيمات أ‬ ‫أ‬
‫إلكترون فولت‪ .‬سيتم تعزيز إنتاج المصادم الجديد بالتطورات التكنولوجية الحدث‪،‬‬
‫لكن مصادم الميون يواجه عقبات كبيرة خاصة به‪ ،‬ليس أقلها حقيقة تحلل الميونات‬ ‫ما من شأنه أن يسمح بمعدل الصطدام أو «اللمعان»‪ ،‬يزيد بنحو ‪ 500‬ضعف عما‬
‫إلى إلكترونات ونيوترينات بمتوسط عمر قدره ‪ 2.2‬ميكروثانية‪ .‬وهذا يعتبر وقت طويل‬ ‫يمكن أن يحققه ‪.LEP‬‬
‫جدا في دنيا ما دون الذرة‪ ،‬حيث غالبا ما يتم قياس أعمار الجسيمات في أجزاء من‬ ‫سيوفر بناء مصادم لبتون ‪ LEP3‬في نفق مصادم الهادرون إمكانية استنقاذ بعض‬
‫التريليون من النانوثانية‪ .‬ولكن من وجهة نظر المفاهيم الهندسية‪ ،‬هو عملية آنية‪ .‬يتم‬ ‫كواشف الجسيمات لهذا المصادم‪ ،‬والستفادة من البنية التحتية الحالية للطاقة والصيانة‬
‫إنتاج الميونات الالزمة للمعجل عن طريق قذف حزمة من البروتونات إلى هدف معدني‬ ‫وجمع البيانات فى مركز سيرن (‪ .)CERN‬هذه التخفيضات في إنشاء مصادم لبتون ‪LEP3‬‬
‫ثم يبرد‪ ،‬أو يتم تصفيفه إلى حزمه منتظمة‪ ،‬وفي النهاية يتم تسريعه للطاقة الالزمة‪،‬‬ ‫سيهبط بتكلفته إلى ما بين مليار إلى ملياري دولر أمريكي‪ ،‬وهذا أقل بكثير من تكلفة‬
‫يحدث كل ذلك في إطار زمني أقصر بكثير من طرفة عين‪ .‬يتم تناول هذا التحدي بتجربة‬ ‫مصادم الهادرون الكبير البالغة ‪ 6‬مليار دولر‪ .‬يقول ألن بلونديل‪ ،‬الفيزيائي بجامعة‬
‫تبريد تأين الميون في مختبر رذرفورد أبليتون قرب أوكسفورد بالمملكة المتحدة‪ .‬ويتوقع‬ ‫جنيف وأحد دعاة مشروع مصادم ‪« LEP3‬ل ينبغي التخلص كليا من فكرة قديمة لبناء‬
‫أن تختتم النتائج المستفادة من هذة التجربة بحلول عام ‪ ،2016‬وعند هذه النقطة قد‬ ‫أخرى جديدة»‪ ،‬مشيرا إلى أنه ينبغي أن يكون هناك مجال لبناء مصادم لبتون الجديد‬
‫تكون تكنولوجيا التبريد قد تقدمت بما فيه الكفاية لستخدامها لدى سيرن لبناء مصنع‬ ‫دون إزالة مصادم الهادرون الكبير‪ ،‬فقد كان المقصود أصال أن يحوي النفق مصادمين‬
‫النيوترينو‪ -‬كنقطة انطالق إلى مصادم الميون‪ -‬من شأنها أن تطلق حزمة من نيوترينات‬ ‫يعمالن بالتزامن‪.‬‬
‫الميون إلى كاشف يبعد مسافة كبيره تقدر بآلف الكيلومترات‪،‬‬ ‫النتاج‪ ،‬لكنه‬
‫برغم جميع مزايا مصادم لبتون ‪ LEP3‬كمصنع جسيمات هيجز مرتفع إ‬
‫‪NATURE.COM‬‬
‫اكتشاف كالمسافة بين سيرن وفنلندا‪.‬‬ ‫لن يستطيع دراسة أي شيء أثقل من جسيمات هيجز‪ .‬ويمكن أن يمثل ذلك مشكلة‪ ،‬إذ‬
‫للمزيد حول‬ ‫كما يأمل بعض فيزيائيي الجسيمات‪ ،‬انتهى أ‬
‫مع ذلك‪ ،‬يتشكك عديد من الفيزيائيين‪ .‬يقول براين فوستر‪،‬‬ ‫بوزون هيجز انظر‪:‬‬ ‫المر بمصادم الهادرون الكبير إلى اكتشاف‬
‫‪ go.nature.com/jbnj5I‬فيزيائي بجامعة أكسفورد «أشك في أنني سوف أرى مصادم‬ ‫جسيمات جديدة أثقل من هيجز‪ ،‬تنبأ بها علماء الفيزياء النظرية بها من مفاهيم كالتناظر‬
‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬ ‫الطبعة العربية‬ ‫‪| 2012‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫‪| 32‬‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫تحقيقات أخبـــــــــــار‬

‫وهي ‪ 7‬تريليون إلكترون فولت لكل حزمة‪ ،‬والمقرر لها حتى عام ‪ ،2014‬ومن المقرر أيضا‬ ‫الميون يعمل في حياتي»‪ .‬ويضيف‪« :‬لقد حاولنا أن نبرد الميونات ألكثر من عشر سنوات‪،‬‬
‫أن يخضع المصادم لعملية «ارتقاء اللمعان»‪ ،‬وذلك لزيادة نطاق اكتشاف الجسيمات‬ ‫ولكنها عملية صعبة للغاية»‪.‬‬
‫الناتجة من التصادمات بزيادة معدل التصادمات بحلول عام ‪« .2022‬أراهن على أن‬ ‫اللكترون ‪ -‬بوزيترون‬ ‫أ‬
‫القليمي الوروبي للفكرة المنافسة لمصادم إ‬ ‫فوستر هو المدير إ‬
‫الوروبية ستستمر في استغالل وتطوير مصادم‬ ‫الولوية القصوى لورشة العمل الستراتيجية أ‬‫أ‬ ‫الجهزة سيكون معجال إلكترونيا مستقيما ممتدا‪ ،‬يقذف باتجاه‬ ‫الخطي‪ .‬هذا النوع من أ‬
‫إ‬
‫الهادرون الكبير»‪ ،‬بحسب جون َو َمرسلي‪ ،‬الرئيس التنفيذي للمجلس البريطاني لمنشآت‬ ‫معجل بوزيتروني مستقيما ممتدا أيضا‪ ،‬بحيث تتصادم الحزمتان معا في الوسط‪ .‬سيزيل‬
‫بالنفاق على فيزياء الجسيمات ببريطانيا‪.‬‬ ‫العلوم والتكنولوجيا‪ ،‬والمتحكم إ‬ ‫عدم وجود انحناء في مسار الجسيمات الفقد في إشعاع السنكروترون‪ .‬ومن الممكن دائما‬
‫الوليات المتحدة هي أيضا غير مرجحة لستضافة المصادم الجديد‪ ،‬بحسب بيير‬ ‫أن نزيد فى مجال طاقة المعجالت عن طريق جعلها أطول في النهايات الخلفية‪.‬‬
‫أودون مدير فيرميالب ورئيس «اللجنة الدولية لمعجالت المستقبل»‪ .‬ويستطرد قائال‪:‬‬ ‫بدأت أفكار المصادمات الخطية ذات الطاقة العالية في الظهور في ثمانينات القرن‬
‫«شيء ما جذري ل بد أن يتغير»‪ .‬بعد غلق مصادم التيفاترون ذي التريليوني إلكترون‬ ‫الماضى‪ ،‬وتقاربت بنهاية المطاف إلى مفهومين‪ .‬المصادم الخطي الدولي (‪ )ILC‬الذي تم‬
‫فولت في فيرميالب‪ ،‬انتقلت ريادة أبحاث الطاقات العالية من الوليات المتحدة إلى‬ ‫تطويره من قبل الجمعية العالمية للمختبرات والجامعات‪ ،‬والذي سيكون طوله نحو ‪ 30‬كيلو‬
‫المريكية الحالية هو التركيز على «أبحاث الطاقات‬ ‫أوروبا‪ .‬وبالتالي فإن الستراتيجية أ‬ ‫مترا‪ ،‬وسوف يتم استخدم تكنولوجيا المعجالت فائقة التوصيل للوصول إلى طاقات نصف‬
‫إ‬
‫العالية ذات الطبيعة الكثيفة»‪ ،‬دراسة التفاعالت النادرة للجسيم والناتجة– مثال‪ -‬من‬ ‫تريليون إلكترون فولت‪ ،‬مع إمكانية الترقي إلى تريليون إلكترون فولت‪ .‬فريق المصادم‬
‫الن‪ ،‬كما يقول أودون‪« ،‬كان لدينا استقطاع كبير من‬ ‫حزم كثيفة من النيوترينات‪ .‬حتى آ‬ ‫الخطي الدولي (‪ )ILC‬سينشر قريبا تقرير التصميم الفني وتقدر حاليا تكلفة المشروع بنحو‬
‫بالضافة إلى ما نعانيه من مشاكل في تركيب تجهيزات‬ ‫الموازنة في بداية هذا العام‪ ،‬إ‬ ‫‪ 6.7‬مليار دولر‪ .‬أما المصادم الخطي المدمج (‪ ،)CLIC‬الذي يتبناه سيرن ‪ ،CERN‬سيكون‬
‫تجربة لقياسات النيوترينو‪ ،‬والتي تتكلف عشر تكلفة المصادم الخطي»‪ .‬يضيف أودون‬ ‫طوله ما يقرب من ‪ 50‬كيلو مترا‪ ،‬لكنه سيستخدم تقنيات غير مسبوقة لتعجيل الجسيمات‬
‫أيضا أنه سيكون صعبا للغاية في هذا الوقت بالنسبة للوليات المتحدة أن تسهم بشكل‬ ‫للوصول إلى طاقات ‪ 3‬تريليون إلكترون فولت‪ .‬تكاليف المصادم الخطي المدمج أقل‬
‫كبير في بناء مصادم لبتون في أي مكان‪.‬‬ ‫وضوحا من تكاليف المصادم الخطي الدولي بسبب أن المتوفر حاليا هو التقرير الخاص‬
‫القوى لستضافة المشروع القادم حتى آ‬
‫الن‬ ‫يعتقد العديد من المراقبين أن المرشح أ‬ ‫بالتصميم المبدئي فقط‪ ،‬لكن نطاق طاقاته العالية سيفتح مجالت جديدة لالكتشاف‬
‫هو اليابان‪ .‬بالرغم من كل الظروف السابقة‪ ،‬يالحظ إيفانز أن اليابان قد ساهمت بشكل‬ ‫وكذلك لقياسات عالية الدقة‪.‬‬
‫عظيم في مصادم الهادرون الكبير بمنتصف التسعينيات‪ ،‬عندما كان المشروع يعاني‬ ‫تم دراسة أداء كل من التصميمين على نطاق واسع ومكثف من الناحية النظرية‪ ،‬لكن‬
‫ضغوطا مالية‪ .‬وبحسب إفانز‪« ،‬ربما حان الوقت ألوروبا أن ترد الجميل»‪ .‬وقد أبدى‬ ‫من الناحية العملية هو «سؤال مفتوح على مصراعيه» بحسب بلونديل المتحدث الحالي‬
‫رئيس الوزراء الياباني إشارات إيجابية بخصوص المصادم الخطي الدولي (‪ )ILC‬في ديسمبر‬ ‫مشيرا إلى أداء مصادم ستانفورد الخطى (‪)SLC‬‬
‫ً‬ ‫باسم تجربة تبريد تأين الميون (‪.)MICE‬‬
‫الولية لجسيم بوزون الجديد‪ .‬هناك رائحة دعم‬ ‫‪ ،2011‬مباشرة بعد العالن عن المشاهد أ‬ ‫في مينلو بارك‪ ،‬بكاليفورنيا‪ ،‬الذي حقق طاقات تقارب ‪ 100‬مليار إلكترون فولت‪« .‬وأخيرا‬
‫إ‬
‫إضافي‪ ،‬ألن المعجل الجديد كان قيد المناقشة كجزء من خطة اقتصادية أوسع نطاقا‬ ‫عمل مصادم ستانفورد بشكل جيد للغاية‪ ،‬لكنه لم ينتج أبدا اللمعان الذي يريدون‪ .‬كان‬
‫لتعزيز المناطق التي دمرها زلزال مارس ‪ ،2011‬والفكرة هنا هي‬
‫جعله مركز «مدينة عالمية» تضم مختبرات البحوث أ‬

‫«ال ينبغي افتراض توافر المال‬


‫الخرى‪،‬‬
‫ومناطق صناعية ومراكز تعليم‪ .‬هذا العام يقوم علماء فيزياء‬
‫الجسيمات اليابانيون بتحديث خريطة الطريق للخمس سنوات‬
‫القادمة‪ ،‬ول يزال المصادم الخطي العالمي على رأس قائمة‬
‫رغباتهم كمشروع جديد‪ .‬ويوضح تحديدا أتسوتو سوزوكي‪،‬‬ ‫لمجرد اكتشاف جسيم هيجز‪».‬‬
‫المدير العام لمختبر ‪ KEK‬في تسوكوبا باليابان أن هناك رغبة‬
‫مجتمعية بأنه «يتعين على اليابان أن تأخذ على عاتقها قيادة‬
‫مبكرا للتأكد من وجود جسيم مثل بوزون‬ ‫جهازا صعبا للغاية‪ ،‬آ‬
‫اللكترون‪ -‬بوزيترون الخطي ً‬ ‫تنفيذ مصادم إ‬ ‫والن مع المصادم الخطي ‪ ILC‬أو المصادم المدمج (‪ )CLIC‬فإننا‬
‫هيجز في مصادم الهادرون الكبير»‪.‬‬ ‫نناقش ما هو أكثر صعوبة بكثير»‪.‬‬
‫لذلك هل يبدو أن المصادم الخطي العالمي أخيرا مراهنة آمنة؟ «يا إلهي‪ ،‬ل!» كما‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬وبالنسبة للكثير‪ ،‬إن لم يكن معظم فيزيائيي الجسيمات‪ ،‬فإن بعض‬
‫يقول فوستر‪« ،‬لكن هذه هي أفضل فرصة لدينا منذ وقت طويل»‪ .‬بينما َو َمرسلي يعطي‬ ‫إشكال المصادم الخطي تبدو أفضل رهان‪ .‬في يونيه‪ ،‬جعلت «اللجنة الدولية لمعجالت‬
‫الحوال‪ .‬ويقول‪« :‬ل ينبغي‬ ‫احتمالت بناء المصادم الخطي العالمي نسبة ‪ 50%‬في أحسن أ‬ ‫المستقبل»‪ ،‬ومقرها في فيرميالب في باتافيا بولية إلينوي المصادمين الخطي والمدمج‬
‫افتراض توافر المال لمجرد اكتشاف جسيم هيجز»‪ ،‬مشيرا إلى أن هناك أيضا موضوعات‬ ‫معا تحت مشروع مصادم خطي واحد‪ ،‬برئاسة المدير السابق لمصادم هادرون الكبير‪،‬‬
‫قوية تتعلق بجسيم نيوترينو مثال‪ ،‬تحتاج للجيل الثاني من التجارب‪ .‬سيستغرق أ‬
‫المر‬ ‫لين إيفانز‪ .‬كان هدفه تقديم اقتراح لمصادم خطي واحد بحلول نهاية ‪.2015‬‬
‫الفاق إلى تشغيل المصادم الخطي العالمي‪ ،‬كما‬ ‫حوالي عشر سنوات بداية من ارتياد آ‬ ‫يعتقد إيفانز أن خطة معقولة تقوم على بناء مصادم خطي تبدأ طاقته بنحو ‪ 250‬مليار‬
‫بالضافة إلى الوقت المستهلك في تحضير المصادم للتجربة‪« .‬إنك‬ ‫يقدر أودون‪ ،‬هذا إ‬ ‫إلكترون فولت لستكشاف هيجز‪ ،‬ومن ثم يتم زيادة طاقته على مراحل حتى تصل إلى‬
‫تتحدث عن ‪ 2025‬على أقرب تقدير‪ ،‬لكن هل نبدأ مثل هذا المشروع الكبير قبل أن نعرف‬ ‫‪ 500‬مليار إلكترون فولت‪ .‬عند هذه الطاقة يمكن أن تنتج أزواج من بوزونات هيجز‪ ،‬مما‬
‫ماذا يمكن أن يجد مصادم الهادرون الكبير من جسيمات أخرى؟ فقد يكون هناك أشياء‬ ‫يتيح للباحثين التعرف على كيفية ازدواج جسيمات هيجز‪ ،‬وكذا تفاعله مع أثقل الجسيمات‬
‫أكثر غرابة بكثير من جسيمات هيجز»‪.‬‬ ‫القصى‪ .‬الذهاب إلى أعلى الطاقات ممكن من الناحية التقنية‪ ،‬كما يقول‬ ‫المادية‪ ،‬الكوارك أ‬
‫بالنسبة لكثيرين من علماء فيزياء الجسيمات‪ ،‬سيناريو أحالمهم أن يكون مصادم‬ ‫إيفانز‪ ،‬ولكنه يتطلب كهرباء أكثر‪ -‬بقدر إنتاج محطة توليد كهرباء متوسطة‪ .‬يستطرد إيفانز‬
‫الهادرون الكبير لستكشاف حدود فيزياء الطاقات العالية في أوروبا؛ وأن تكون تجارب‬ ‫العلى للقدرة (في الموقع الجديد الفتراضي) هو الحد‬ ‫قائال‪« :‬عمليا أعتقد أن الحد أ‬
‫النيوترينات المتعددة لستكشاف التفاعالت المرتبطة بالكثافة العددية للجسيمات في‬ ‫القصى الذي يمكن توفيره لموقع سيرن‪ ،‬والذي هو ‪ 300‬ميجاوات»‪.‬‬ ‫أ‬
‫الوليات المتحدة؛ وأن يميط مصادم اللبتون الجديد باليابان اللثام عن تفاصيل جميع‬ ‫آ‬
‫بوضع التكنولوجيا جانبا‪ ،‬فإن سؤال المليارات (من الدولرات) الن هو‪ :‬من الدولة‬
‫الن في تصادمات مصادم الهادرون الكبير‪« .‬أتمنى‬ ‫الجسيمات الغريبة التي لم تظهر حتى آ‬ ‫التي ستستضيف مصادم لبتون المزمع إنشاؤه؟ وبحكم التجربة فإن البلد المضيف عادة‬
‫أن نرى أنفسنا نسير في هذا التجاه‪ ،‬وذلك إذا وضعت تلك البلدان ثقلها وراء هذه البرامج‬ ‫الجل‪ ،‬كما يقول فوستر‪ .‬لكننا في‬ ‫ما تتحمل نصف تكلفة النشاء كعائد اقتصادي طويل أ‬
‫إ‬
‫في كل منطقة»‪ ،‬هكذا يقول تيري َويَات‪ ،‬الفيزيائي بجامعة مانشستر البريطانية‪ ،‬ويعمل‬ ‫فترة اقتصادية غير جيدة لتخاذ قرارات بشأن هذا الموضوع‪ ،‬وخاصة لمشروع ليس له من‬
‫على كاشف أطلس ‪ ATLAS‬في مصادم الهادرون الكبير‪.‬‬ ‫وجهة نظر الساسة فائدة قصيرة أ‬
‫الجل للناخبين‪.‬‬
‫الحالم تخرج‬ ‫المر الذي يجعل هذه أ‬ ‫كما هو الحال دائما في عالم العلوم الشاسع‪ ،‬أ‬
‫أ‬
‫للحقيقية هو أن نروج لمطالبنا خارج نطاق الفيزيائيين‪ .‬يقول أودون‪« :‬ربما هذه المور‬ ‫التوجه نحو العالمية‬
‫يمكن حلها خارج نطاق فيزياء الجسيمات»‪ ،‬ويضيف‪« :‬قد تكون مكالمة هاتفية بين رئيس‬ ‫إذا تمت الموافقة على مصادم خطي فى السنوات القليلة القادمة‪ ،‬كما يقول إيفانز‪ ،‬فمن‬
‫ورئيس وزراء تقرر ذلك»‪■ .‬‬
‫المحتمل أن ل يكون في سيرن‪ .‬بالرغم من امتالك ذلك المختبر أ‬
‫الوروبي ثروة في البنية‬
‫التحتية التقنية والسياسية‪ ،‬فهم مشغولين بشدة في سيرن بمصادم الهادرون الكبير‪ ،‬لدرجة‬
‫ماثيو تشالمرز كاتب علوم حر من بريستول‪ ،‬بالمملكة المتحدة‪.‬‬ ‫الن متى يصلون إلي الطاقة التي صمم على أساسها المصادم‪،‬‬ ‫أنهم لم يحددوا حتى آ‬

‫‪33 | 2 0 1 2‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫الطبعة العربية |‬ ‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫أخبـــــــــــار تحقيقات‬

‫صانع‬
‫الدماغ‬ ‫ديفيد َس ْي َرنوسكي‬

‫ببراعته ومعرفته بالخاليا الجذعية‪ّ ،‬نمى يوشيكي ساساي عينا‬


‫وأجزاء من الدماغ في طبق بالمختبر‪.‬‬

‫دفع الخاليا الجذعية العصبية للنمو كهياكل مفصلة متميزة‪ .‬وكما الكأس‬ ‫في ديسمبر ‪ ،2010‬فجأة أثناء مراجعة ورقة علمية‪ ،‬أصبح روبن علي‬
‫‪HANS SAUTTER‬‬

‫النسجة الحساسة من قشرة الدماغ‪ 2‬والغدة‬ ‫البصرية‪ ،1‬فقد زرع طبقات أ‬ ‫ملوحا‬
‫آ‬ ‫النخامية أ‬ ‫ولعا بهذه المهمة المملة عادة‪ ،‬ويتذكر‪« :‬كنت أركض حول غرفتي‪ً ،‬‬ ‫ً‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬
‫الولية‪ ،‬صانعة الهرمونات ‪ .‬وهو الن في طريقه إلى إنماء المخيخ‬ ‫بمخطوطة البحث»‪ .‬فقد وصفت الورقة العلمية كيف نمت مجموعة من‬
‫‪-‬جزء الدماغ الذي ينسق الحركة والتوازن‪ .‬ويقول لوك لينز‪ ،‬عالم الخاليا‬ ‫كأسا مدورة من أنسجة شبكية العين‪.‬‬ ‫الخاليا الجذعية الجنينية لتصبح ً‬
‫الوراق البحثية قدمت أهم سلسلة‬ ‫الجذعية بجامعة بروكسل الحرة‪« :‬هذه أ‬ ‫سمي هذا الهيكل الكأس البصرية‪ ،‬وهو يشكل الجزء الخلفي من العين في‬
‫الوراق البحثية المرتبطة بالخاليا الجذعية في السنوات‬ ‫مقروءة بنهم من أ‬ ‫جنين متنام‪ .‬كانت الكأس البصرية في طبق بالمختبر هذه المرة‪ ،‬وأظهرت‬
‫أ‬
‫الخيرة»‪.‬‬ ‫لقطات الفيديو المصاحبة للورقة البحثية أن الهيكل ينتشر ويزدهر ببطء‪.‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫أبحاث ساساي أكثر من هندسة النسجة‪ :‬فهي تتناول السئلة التي حيرت‬ ‫بالنسبة لروبن علي‪ ،‬طبيب وجراح العيون بكلية لندن الجامعية الذي‬
‫علماء البيولوجيا التطورية لعدة عقود‪ .‬كيف تستطيع الخاليا الجذعية‬ ‫البصار‪ ،‬ظهرت آ‬
‫الثار المترتبة على‬ ‫كرس عقدين من الزمن لعالج وإصالح أ‬
‫ّ‬
‫الجنينية المتكاثرة تنظيم نفسها بسهولة إلى هياكل معقدة من الجسم‬ ‫قراءة البحث ومشاهدة الفيديو فورا‪ .‬يقول علي‪« :‬كان من الواضح بالنسبة‬
‫النسجة برنامج وراثي فعلي للخاليا‪ ،‬أو يتشكل‬ ‫والدماغ؟ وهل يقود تكوين أ‬ ‫ومعلما رئيسا‪ .‬فهو قد أحدث تحول بهذا‬ ‫لي أنها كانت ورقة بحثية فاصلة‬
‫أ‬ ‫ً‬
‫بواسطة إشارات خارجية من قبل النسجة المجاورة؟ من خالل الجمع بين‬ ‫المجال من العمل البحثي»‪ .‬ويقصد بـ «هو» يوشيكي ساساي‪ ،‬عالم أحياء‬
‫الحدس والتجربة والخطأ بصبر‪ ،‬وجد ساساي أنها تقتضي توازنا دقيقا من‬ ‫مختص بالخاليا الجذعية في مركز رايكين لعلم أ‬
‫الحياء التطوري في كوبي‬
‫كليهما‪ ،‬حيث هيأ بيئات محكومة تغذي الخاليا بإشارات فيزيائية وكيميائية‪،‬‬ ‫أ‬
‫باليابان‪ .‬وقد أعجب باحثون كثيرون بموهبة ساساي خضراء الصابع في‬
‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬ ‫الطبعة العربية‬ ‫‪| 2012‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫‪| 34‬‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫تحقيقات أخبـــــــــــار‬

‫ﻛﻴﻒ ﺗﺴﺘﻨﺒﺖ ﻋﻴﻨﺎ‬


‫ﺍﺳﺘﻨﺒﻂ ﻳﻮﺷﻴﻜﻲ ﺳﺎﺳﺎﻱ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺨﻼﻳﺎ ﺍﻟﺠﺬﻋﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻴﻨﻴﺔ ﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﻜﺄﺱ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ‪،‬‬
‫ﻭﻫﻮ ﻣﺆﺧﺮﺓ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻣﻲ‪.‬‬

‫ﻗﺺ ﺍﻟﻜﺆﻭﺱ‬ ‫ﺇﺿﺎﻓﺔ ﻣﺘﺮﻳﺠﻴﻞ‪،‬‬


‫ﻭﻧﻘﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺰﺍﺭﻉ‬ ‫ﺭﻛﻴﺰﺓ ﻟﻠﺨﻠﻴﺔ‬
‫ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻭﺍﻟﺮﺣﻴﻞ‬

‫ﺍﻟﻴﻮﻡ ‪24‬‬ ‫ﺍﻟﻴﻮﻡ ‪10‬‬ ‫ﺍﻷﻳﺎﻡ ‪7-6‬‬ ‫ﺍﻷﻳﺎﻡ ‪4-2‬‬ ‫ﺍﻟﻴﻮﻡ ‪0‬‬
‫ﺗﺸﻜﻞ ﺍﻟﺨﻼﻳﺎ‬ ‫ﺧﻼﻳﺎ ﺍﻟﺸﺒﻜﻴﺔ‬ ‫ﺑﺎﻟﻮﻥ ﺍﻟﺨﻼﻳﺎ ﺍﻟﺸﺒﻜﻴﺔ‬ ‫ﺧﻼﻳﺎ ﻣﻦ ﺟﺴﻴﻤﺎﺕ‬ ‫ﺇﺯﺭﻉ ﺍﻟﺨﻼﻳﺎ‬
‫ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ‬ ‫ﺗﻨﻬﺎﺭ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ‬ ‫ﻳﻈﻬﺮ ﺧﺎﺭﺟﻴﺎ‬ ‫ﻣﻀﻐﻴﺔ ﺍﻟﺸﻜﻞ‪ ،‬ﺃﺻﺒﺢ‬ ‫ﺍﻟﺠﺬﻋﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻴﻨﻴﺔ‬
‫ﻣﻦ ﺷﺒﻜﻴﺔ ﺍﻟﻌﻴﻦ‬ ‫ﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﺍﻟﻜﺄﺱ‬ ‫ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﺧﻼﻳﺎ‬ ‫ﻣﻊ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﺒﺼﺮﻳﺔ‬ ‫ﺍﻟﺴﻼﺋﻒ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﻨﻤﻮ‪.‬‬

‫المشرف عليه إيدي دي روبيرتس‪« :‬استصدر جوازات سفر جديدة وفي‬ ‫ولكن أيضا تطلق للخاليا العنان ‹للقيام بما عليها› وتنظيم أنفسها بحسب‬
‫غضون شهر أنتج المستنسخات‪ ،‬التي أعطتنا جين كوردين الشهير»‪.‬‬ ‫الحالت‪.‬‬
‫«في اللغة‬ ‫اكتشف ساساي وزمالؤه أن بروتين كوردين هو إالشارة التطورية الرئيسة‬ ‫ويشير ساساي أحيانا إلى دوره كـ«الخاطبة» (في الثقافة اليابانية) التي‬
‫االنجليزية‪،‬‬ ‫الصادرة عن منظم سبيمان‪ .5‬فبدل من دفع الخاليا المجاورة لتصبح خاليا‬
‫الشارات التي من شأنها أن تحولها‬ ‫عصبية‪ ،‬وجدوا أن الكوردين يوقف إ‬
‫تعرف أنه بعد جمع اثنين من الغرباء‪ ،‬ينبغي لها أن تتركمها وحدهما‪.‬‬
‫وكما يقول‪« :‬إنهم يعرفون ما يجب القيام به»‪ .،‬وأضاف‪« :‬أن الخاليا‬
‫عندما يفاجأ‬ ‫إلى نوع آخر من الخاليا‪ .6،7‬ساعد العمل على إنشاء نموذج أساسي للحث‬ ‫تتفاعل بطريقة حساسة‪ ،‬وإذا كانت إالشارة الخارجية قوية جدا‪ ،‬فستتجاوز‬
‫العصبي‪ :‬الفكرة أنه بدون إشارات أخرى‪ ،‬سوف تتبع الخاليا الجنينية‬ ‫الشارات الداخلية‪».‬‬
‫إ‬
‫شخص‬ ‫برنامجا داخليا لتصبح خاليا عصبية‪.‬‬ ‫قد تجد أعمال ساساى تطبيقات طبية‪ .‬تلخيص التطور الجنيني في‬
‫بشيء‪،‬‬ ‫بحلول أواخر التسعينات من القرن الماضى‪ ،‬نظر علماء الخاليا الجذعية‬
‫الشارات‪ .‬أرادوا تحويل الخاليا الجذعية إلى أنماط‬‫الجنينية أيضا في هذه إ‬
‫ثالثة أبعاد‪ ،‬كما تبين‪ ،‬يولد خاليا مفيدة سريريا مثل المستقبالت الضوئية‬
‫البعاد‪ ،‬وتسكنهم في معمار‬ ‫بزخم اكبر وكفاءة أكثر من المزرعة ثنائية أ‬
‫آ‬
‫يقال‪eye- :‬‬ ‫خاليا ناضجة ‪ -‬خاليا عصبية خصوصا– مما قد يؤدي إلى عالجات‪ .‬المشكلة‬ ‫يعكس صورة الجسم البشر‪ .‬يسابق ساساى ومعاونيه الن لزرع شبكية‬
‫كما يقول ساساي أن العلماء عموما «يدفعون بشدة ويربكون النظام»‪.‬‬ ‫العين المستنبتة في المختبر لدى القرود والفئران والبشر‪ .‬ويرى ساساي‬
‫‪popping‬‬ ‫الشارات من النظام في الجنين‪ ،‬هو المطلوب‪،‬‬ ‫يعرف ساساي أن حذف إ‬ ‫البعاد قد تؤدي إلى ‹الجيل‬ ‫أن الخاليا الجذعية الناضجة في مزرعة ثنائية أ‬

‫أي برزت‬ ‫وليس إرباكه‪ .‬ويضيف‪« :‬حاولنا تقليل الشارات الخارجية»‪.‬‬


‫بني ساساي نظاما تجريبيا حول تلك الفلسفة‪ .‬فترك المصل الذى يضاف‬
‫القادم› من العالج‪ -‬لكن أساليبه ستؤدي إلى عالجات الجيل القادم والجيل‬
‫الذي بعده‪.‬‬
‫عيناه‪ ،‬لذلك‬ ‫عادة إلى الخاليا الجذعية الجنينية النامية‪ ،‬والذي يحتوي شرابا من عوامل‬
‫أ‬ ‫إرادة التصميم‬
‫الشارات‬‫الشارية الخرى‪ .‬وأزال أيضا إ‬ ‫النمو غير المشخصة والجزيئات إ‬
‫نعتقد أن‬ ‫أ‬
‫السطح البالستيكية لطبق مزرعة النسجة‪ ،‬من‬ ‫الفيزيائية‪ ،‬أي تماس مع أ‬ ‫عرضا شبه‬ ‫بتصلب في الحركة ومزاج متحفظ‪ ،‬قدم ساساي‪ -‬مع ذلك‪ً -‬‬
‫هذا األمر‬ ‫خالل السماح للخاليا الجذعية الجنينية بتشكيل المجاميع تلقائيا من‬
‫التكتالت العائمة المعروفة كـ«أجسام جنينية مضغية الشكل»‪ .‬ويقول‬
‫استعراضي برجاجة كوكتيل المشروبات في الحفالت التي يعقدها‬
‫الخرى هي نادل (بار)‬ ‫معهده بعد المؤتمرات الدولية‪ .‬يقول‪« :‬مهنتي أ‬
‫يبرز العينين‬ ‫ساساي‪« :‬إذا قيدت الخاليا‪ ،‬فانها مثل السجناء‪ ،‬ول يمكنها التصرف حسب‬
‫رغباتها الخاصة»‪ .‬حفظ الخاليا على قيد الحياة من دون هذه أ‬
‫المشروبات»‪ ،‬دون أثر لبتسامة‪ .‬لكن الكوكتيل أو المزيج الذى يمزجه جيدا‬
‫النظمة‬ ‫في ‪ 96‬طبقا أو مزرعة خاليا بالمختبر أكسبه الشهرة العلمية‪.‬‬
‫فعال»‬ ‫الداعمة يشكل تحديا‪ ،‬لكن بعد خمس سنوات من التجريب الحذر‪ ،‬نشر‬ ‫درس ساساي الطب كالعديد من أفراد أسرته‪ .‬لكنه سرعان ما أصبح‬
‫الساسي بهذا المجال‪ ،‬خاصة عندما يتعلق أ‬ ‫محبطًا لفتقاد الفهم أ‬
‫ساساي‪ 8‬طريقته (وحصل بموجبها على براءة اختراع لحقا) حول مزرعة‬ ‫المر‬
‫الجسام مضغية الشكل الخالية من المصل‪ -‬وهو منظومة دعم الحياة‬ ‫أ‬ ‫العصاب‪ .‬وكان يفكر أنه «بدون معرفة الدماغ‪ ،‬ل يستطيع الطبيب‬ ‫بحالت أ‬
‫أ‬
‫المختصرة لدنى تركيب لها‪ ،‬مكونا من خليط مكونات لزمة لبقاء الخاليا‬ ‫أن يفعل الكثير بالنسبة للمريض وستبقى العالجات دائما سطحية»‪ .‬كما‬
‫حية‪ .‬ومضى ساساي نحو تكوين محور مصنع أنسجة الدماغ‪.‬‬ ‫يبدو‪ ،‬ليست هناك طريقة أفضل لمعرفة الدماغ سوى دراسة كيفية نشوئه‬
‫وتكوين تضاعيفه لدى الجنين‪ .‬يقول ساساي‪« :‬إنها منظومة مركبة وعادة ما‬
‫مصمم تفصيال‬ ‫تيبا»‪.‬‬
‫تكون المنظومات المركبة فوضوية»‪« .‬لكنه أحد أكثر المنظومات تر ً‬
‫الجسام الجنينية مضغية الشكل في منظومة ساساي‪ ،‬التي‬ ‫أصبحت أ‬ ‫لقد أراد أن يعرف كيفية السيطرة على هذه المنظومة بالغة التفصيل‪.‬‬
‫سرعان ما أطلق عليها «كرات الدماغ»‪ ،‬مأهولة بسالئف الخاليا العصبية‪.‬‬ ‫جيدا‪ :‬منظم سبيمان‪ ،‬وهو‬ ‫كانت هناك قطعة واحدة من اللغز معروفة ً‬
‫تماما تؤدي إلى خاليا كتلك‬
‫وجد ساساي أن الكرات التي تترك وحدها ً‬ ‫عقدة في أجنة الفقاريات تستحث الخاليا المحيطة بها لتصبح أنسجة‬
‫التي بمنطقة الدماغ المتطورة المسماة «تحت المهاد»‪ ،9‬لكن الخاليا التي‬ ‫عصبية‪ .‬كانت طريقة عمل المنظم لغ ًزا منذ اكتشافه في ‪ .1924‬وللوقوف‬
‫تُعطى فقط نفحة من عوامل النمو تبدأ في التشكل أو التمايز كخاليا قشرة‬ ‫بحثيا لما بعد الدكتوراه بجامعة كاليفورنيا‬ ‫أ‬
‫على هذا المر‪ ،‬قبل ساساي عمال ً‬
‫دماغية‪ .2‬وعندما زرع ساساي الخاليا لمدة أسبوعين تقريبا‪ ،‬حصل على‬ ‫في لوس أنجيليس‪ .‬لكن هذا المشروع تعثر‬
‫مفاجأة‪ :‬بدأت خاليا القشرة تلقائيا في تشكيل هيكل بطبقات وانتهى بها‬ ‫‪NATURE.COM‬‬ ‫في بدايته‪ ،‬عندما سرقت أمواله وجوازات‬
‫لمشاهدة فيلم عن‬
‫يوما‪ .‬ولدى زرعها‬
‫المطاف لشكل لفت مماثل لقشرة دماغ فأر بعمر ‪ً 15‬‬ ‫نمو الكؤوس البصرية‬
‫السفر بالمطار في طريقه إلى كاليفورنيا‪.‬‬
‫في دماغ فأر حديث الولدة ظل الهيكل حيا‪ .‬يقول ساساي‪« :‬هذا ما‬ ‫قم بزيارة‪:‬‬ ‫العلمية‪.‬‬ ‫ولكن سرعان ما تم مكافأة جهوده‬
‫نقوم به‪ .‬أنشأنا الظروف المواتية‪ ،‬واخترنا الوسط المغذي وعدد الخاليا‬ ‫يقول عالم البيولوجيا التطورية المشرف عليه ‪go.nature.com/xvbwy7‬‬
‫‪35 | 2 0 1 2‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫الطبعة العربية |‬ ‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫أخبـــــــــــار تحقيقات‬

‫لن يكون سهال‪ ،‬مثلما وجد الباحثون العاملون في مجال تكنولوجيا الخاليا‬ ‫الصحيحين‪ .‬لكن بعد ذلك لم نفعل شيئا سوى الحفاظ على نموها‬
‫الول بشركة «تكنولوجيا‬ ‫الجذعية للعين‪ .‬فروبرت لنزا‪ ،‬المسؤول العلمي أ‬ ‫وتركها تقوم بعملها»‪.‬‬
‫الخاليا المتقدمة» للعالج بالخاليا الجذعية في سانتا مونيكا بكاليفورنيا‪،‬‬ ‫لم تكن القشرة المستنبتة مختبريًا مثالية‪ ،‬فلها مثال أربعة فقط من‬
‫ل يزال متشككًا‪ .‬ويقول‪« :‬أنا ل أعتقد أننا بأي حال نقترب من القدرة على‬ ‫طبقات الخاليا الستة بالقشرة الدماغية‪ .‬يعتقد ساساي أن الشبكية‪ -‬نسيج‬
‫وصل تلك الخاليا (بالشبكية والدماغ) بأي طريقة مجدية»‪.‬‬ ‫يتكون من الطبقات التي تتبرعم من المخ الجنيني وتحتوي على مستقبالت‬
‫روبن علي أكثر أمال‪ .‬ففي أبريل الماضي‪ ،‬أبلغ فريقه‪ 11‬عن تحسن‬ ‫ضوئية تستشعر الضوء‪ -‬قد تكون أسهل استنباتا‪ .‬شبكية العين أرق من‬
‫الرؤية لدى فئران مصابة بعمى جزئي باستخدام عمليات زرع خاليا سالئف‬ ‫قشرة الدماغ‪ ،‬وتتشكل مبكراً في سياق تطور الجنين‪ ،‬ول تتطلب نظاما‬
‫لمستقبالت الضوء المأخوذة من فئران عمرها بضعة أيام‪ .‬وكان روبن علي‬ ‫الوعية الدموية‪.‬‬‫معقدا من أ‬
‫وعضو آخر بفريق ساساي‪ ،‬هو ماسايو تاكاهاشي من مركز رايكن للبيولوجىا‬ ‫أ‬
‫لتكييف نظامه بما يوائم مختلف أنواع النسجة‪ ،‬أحدث ساساي تغيرات‬
‫التطورية‪ ،‬قد شرعا في استخراج صفائح مستقبالت ضوئية استنبتت‬ ‫النسجة لدفع الخاليا للسير بطريق النمو‪ .‬فقام‬ ‫طفيفة بظروف مزرعة أ‬
‫باستخدام أساليب ساساي‪ ،‬وزرعاها لدى الفئران؛ ويخطط تاكاهاشي‬ ‫بهندسة جينات فلورية ‹جينات مراسلة› وراثيا في الخاليا الجذعية بحيث‬
‫لزرعها لدى القردة بحلول نهاية هذا العام‪ .‬ويبدو كالهما حذرا حول‬ ‫يتم التعبير عنها عندما تتمايز الخاليا إلى النوع المطلوب ‪ -‬خاليا السالئف‬
‫نتائجهما المبكرة‪ ،‬لكن تاكاهاشي يقول أن المستقبالت الضوئية المزروعة‬ ‫الشبكية في هذه الحالة ‪ -‬وتكشف ما إذا كان النظام يعمل كما هو مطلوب‪.‬‬
‫«بقيت حية بشكل جيد» لدى الفئران‪.‬‬ ‫يقول ساساي‪« :‬إن نجاحنا يعتمد على معرفة كيف أن تعديالت طفيفة‬

‫التحدي الهرموني‬
‫يمكن أن تؤدي إلى تغيير جذري»‪.‬‬
‫ظهر أن كل ما تطلبه زراعة شبكية العين عدد قليل من التعديالت‪،‬‬
‫«أنشأنا‬
‫الكثر تركيبا نصب عينيه‪ .‬في نوفمبر‬ ‫النسجة العصبية أ‬ ‫وضع ساساي أ‬ ‫مثل خفض في تركيز عوامل النمو وإضافة عنصر قياسي لمزرعة استنبات‬ ‫الظروف‬
‫الماضي‪ ،‬أفاد‪ 3‬أنه قد تم تكوين جزء من الغدة النخامية‪ ،‬وهو نسيجه‬ ‫الخاليا يسمى «متريجيل» ‪ .Matrigel‬والنتيجة تحاكي بشكل وثيق نمو‬
‫الن‪ .‬تنشأ الغدة النخامية في الجنين‬ ‫«الكثر تعقيدا» حتى آ‬‫المستنبت أ‬ ‫العين في الجنين‪ .‬تبدأ كرات الدماغ في إنبات زوائد من الخاليا الشبكية‬ ‫المواتية‪،‬‬
‫أ‬
‫عندما يتم دمج اثنين من النسجة المختلفة لتكوين هيكل شبيه بالكيس‪.‬‬
‫تمكن ساساي إعادة هذا باختصار في المختبر جزئيا من خالل البدء مع‬
‫شبيهة بالبالون منذ اليوم السادس في الزراعة النسيجية‪ ،‬والتي تنهار على‬
‫لتكون كؤوسا بصرية مزدوجة الجدران‪ .‬قام فريق ساساي بقصها‬ ‫أنفسها ّ‬
‫واخترنا‬
‫أكثر من ثالثة أضعاف الخاليا الجذعية الجنينية زيادة على ما كان يستخدم‬ ‫من الخارج ‪« -‬مثل قطف تفاحة من شجرة» كما يقول ساساي‪ -‬ونقلها‬ ‫الوسط‬
‫لستنبات شبكية عين الفأر؛ يبدو أن هذا التعديل يزيد مستويات إالشارات‬ ‫إلى بيئات غذائية مختلفة والسماح لها أن تتكون‪ .‬وبعد أسبوعين‪ ،‬كونت‬
‫التي تتبادلها الخاليا‪ .‬ولدى زرع هذا الجزء (المستنبت من الغدة النخامية)‬ ‫الكؤوس الطبقات الست المكونة لشبكية العين‪ ،‬وهو معمار يشبه عين فأر‬ ‫المغذي‬
‫العضاء أ‬
‫لدى فئران نزعت غددها النخامية‪ ،‬استعادت أ‬
‫الولية نظام الغدد‬
‫الصماء وأنقذت الفئران‪ .‬كذلك‪ ،‬قد يوفر هذا العمل البحثي مددا من‬
‫بعمر ثمانية أيام (حيث ل يزال أعمى في هذه السن)‪ .‬دفع الخاليا لنفسها‬
‫النسجة المحيطة التي‬ ‫خالل العملية الميكانيكية الحيوية المدهشة بدون أ‬ ‫المناسب‬
‫الخاليا النقية المتخصصة بنهاية المطاف‪ ،‬ويمكن استخدامها لعالج‬ ‫الخرين‪ .‬يقول ساساي ‪« :‬عندما رأيت‬ ‫تدعمها‪ ،1‬فاجأ ساساي بقدر ما فاجأ آ‬
‫وعدد الخاليا‬
‫اضطرابات الغدد الصماء‪.‬‬ ‫ذلك‪ ،‬فكرت‪»،‬يا إلهي»‪ .‬لقد استعيد الشكل والحجم والطوبولوجيا معا»‪.‬‬
‫يأمل ساساي في تحسين جهوده المبكرة باستنبات غدة نخامية أفضل‪،‬‬ ‫شرح بعناية المفارقة اللغوية للموقف‪ ،‬ويضيف‪« :‬في اللغة النجليزية‪،‬‬ ‫الصحيح‪ .‬لكن‬
‫ومزودة بإمدادات الدم؛ واستنبات قشرة الدماغ بطبقات أنسجتها الست‪،‬‬
‫ومستقبالت ضوئية ناضجة بما يكفي للكشف عن الضوء‪ .‬لكن مهمته‬
‫عندما يفاجأ شخص بشيء‪ ،‬يقال‪ eye-popping :‬أي برزت عيناه‪ ،‬لذلك‬
‫نعتقد أن هذا أ‬
‫المر يبرز العينين»‪.‬‬
‫بعد ذلك‬
‫الرئيسة التالية هي زراعة واستنبات المخيخ‪ ،‬التي ستشمل استنبات وإدماج‬ ‫استحداث نفس النتائج العملية مع الخاليا البشرية كانت الخطوة‬ ‫لم نفعل‬
‫ثالثة أنسجة من أصول جنينية مختلفة‪ .‬الخاطبة (ساساي) في حالة عمل‬ ‫التالية الواضحة‪ ،‬وإن لم تكن البسيطة‪ .‬وكان بيتر كوفي‪ ،‬طبيب العيون‬
‫بالفعل‪ ،‬في محاولة لستحضار الجو المناسب لالستنبات‪ .‬يقول ساساي‪:‬‬ ‫والعصاب بكلية لندن الجامعية‪ ،‬قد حاول اتباع وصفة ساساي لتنمية‬ ‫أ‬ ‫شيئا سوى‬
‫«عندما يلتقي صبي بفتاة‪ ،‬فإنهما يبدآن قصتهما ‪ -‬ولكن ليس في قاعة‬
‫كبيرة ممتلئة بالناس»‪« .‬نحتاج لوضعهما بشاطئ أو مرقص‪ .‬نظامنا ببساطة‬
‫الكؤوس البصرية في الخاليا البشرية‪ ،‬لكنها محاولة باءت بـ«فشل كارثي»‬
‫كما يقول كوفي‪ .‬ساساي الذي أبلغ أنه أنجز العمل هذا العام‪ ،10‬يقول أن‬
‫الحفاظ‬
‫هو خلق هذه البيئة»‪.‬‬ ‫المر احتاج لتعديالت بالغة الحذر لمالءمة حساسيات الخاليا الجذعية‬ ‫على نموها‬
‫النسيج الذي يخطط ساساي لستنباته بعد المخيخ سر‪ ،‬لكنه يأمل‬ ‫الجنينية البشرية‪ .‬ألن هذه الخاليا تنمو أبطأ بثالث مرات من تلك التي‬
‫بنهاية المطاف أن يستنبت الدماغ كله‪ .‬لكنه ل يقصد بناء دماغ كامل‪-‬‬ ‫مضطرا للبدء بتسعة‬
‫ً‬ ‫تمت زراعتها من الفئران‪ ،‬فقد كان ساساي‪ -‬مثال‪-‬‬ ‫وتركها تقوم‬
‫وهى خطوة من شأنها أن تكون بالغة صعبة ومحفوفة بالمخاطر أخالقيا‪.‬‬
‫بل يريد أن يقف على كيفية عمل أجزاء الدماغ‪ ،‬مع قدرتها الملحوظة‬
‫آلف بدل من ثالثة آلف خلية‪ .‬يقول كوفي أن تجربته جعلته يدرك ذلك‬
‫الكم من الخبرة المتراكمة في مختبر ساساي‪ .‬ويضيف كوفي بشيء من‬
‫بعملها»‬
‫على النمو المستقل والتنظيم‪ ،‬والتجمع والنطواء في هيكل له هذه‬ ‫الغبطة المحمودة‪« :‬لقد كانوا يفعلون ذلك وقتا طويال‪ .‬وهذا جيد لهم»‪.‬‬
‫التعقيدات الهائلة‪.‬‬
‫يقول ساساي‪« :‬أنا ل أريد أن أكون صانع أجزاء‪ ،‬يصنع أنسجة أكثر‬ ‫كل العيون‬
‫وأكثر‪ .‬أريد دائما شيئا مختلفا مفهوميا»‪■ .‬‬ ‫كل هذا لن يخلق عيونا يمكن تركيبها بمحجر العين مثل تركيب لمبة في‬
‫المصباح الكهربائي‪ .‬حتى لو تمكن ساساي من الحصول على الكأس البصرية‬
‫«نيت�» ف ي� آسيا والمحيط الهادئ‪.‬‬
‫نوسك هو مراسل مجلة ش‬
‫ديفيد َس ي ْ َ� ي‬ ‫لتتطور إلى شبكية عين ناضجة‪ ،‬فلدى الباحثين مجرد فكرة بسيطة عن‬
‫‪1.‬‬ ‫‪Eiraku, M. et al. Nature 472, 51–56 (2011).‬‬ ‫كيفية زرع الشبكية وتوصيلها بالدماغ‪.‬‬
‫‪2.‬‬ ‫‪Eiraku, M. et al. Cell Stem Cell 3, 519–532 (2008).‬‬ ‫يقدم هذا العمل إمكانات واعدة لمصدر وفير من المستقبالت الضوئية‬
‫‪3.‬‬ ‫‪Suga, H. et al. Nature 480, 57–62 (2011).‬‬
‫‪4.‬‬ ‫‪Muguruma, K. et al. Nature Neurosci. 13, 1171–1180 (2010).‬‬ ‫الكثيفة النقية حسنة التنظيم‪ ،‬في مرحلة تطورها حيث يمكن اختيارها‬
‫‪5.‬‬ ‫‪Sasai, Y. et al. Cell 79, 779–790 (1994).‬‬ ‫بدقة‪ -‬وهو ما كان تحقيقه صعبا في مزرعة الستنبات القياسية ثنائية‬
‫‪6.‬‬ ‫‪Piccolo, S., Sasai, Y., Lu, B. & De Robertis, E. M. Cell 86, 589–598‬‬
‫البعاد‪ .‬في نهاية المطاف‪ ،‬يأمل ساساي‪ ،‬أن تقدم الكؤوس البصرية له‬ ‫أ‬
‫‪(1996).‬‬
‫‪7. Sasai, Y., Lu, B., Steinbeisser, H. & De Robertis, E. M. Nature 376,‬‬ ‫صحائف من المستقبالت الضوئية التي يمكن إدراجها في شبكية العين‬
‫‪333–336 (1995).‬‬
‫‪8. Watanabe, K. et al. Nature Neurosci. 8, 288–296 (2005).‬‬ ‫التي تضررت بحالت كالتهاب الشبكية الصباغي أو الضمور البقعي‪ .‬يوضح‬
‫‪9. Wataya, T. et al. Proc. Natl Acad. Sci. USA 105, 11796–11801‬‬ ‫ساساي طريقة إجراء ذلك بإمساك حزمة من الصحائف ودفعها مقابل‬
‫‪(2008).‬‬
‫‪10. Nakano, T. et al. Cell Stem Cell 10, 771–785 (2012).‬‬
‫طبقات الشبكية ومن ثم إدخال صحيفة واحدة فيما بين الطبقات‪.‬‬
‫‪11. Pearson, R. A. et al. Nature 485, 99–103 (2012).‬‬ ‫لكن ربط المستقبالت الضوئية المزروعة ببقية شبكية العين وبالدماغ‬
‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬ ‫الطبعة العربية‬ ‫‪| 2012‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫‪| 36‬‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved
© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved
‫تـعـليــقـات‬
‫تشريح معرض لعالم التشريح‬ ‫خيال علمي فنان الميديا‬ ‫علم األعصاب ِّ‬
‫تــؤمن حاســـة‬ ‫سياسات على العلماء أن يسعوا‬
‫جونتر هاجينز في متحف التاريخ‬ ‫جون ماكورماك ومستقبل النباتات‬ ‫غنيا بالمعـلومات عن‬ ‫جاهدين ليستمع إليهم في الدوائر أ‬
‫مصــدرا ًّ‬
‫ً‬ ‫السمــع‬ ‫العلى‬ ‫ُ ْ ََ‬
‫الطبيعي ص‪48 .‬‬ ‫السترالية ص‪47 .‬‬ ‫الصلية أ‬
‫أ‬ ‫العــالم ص‪46 .‬‬ ‫ص‪42 .‬‬

‫‪ESA/MEDIALAB‬‬
‫تهدف بعثة إكسومارس األوروبية إلى إنزال مسبار على المريخ في عام ‪2018‬؛ للبحث عن آثار حياة‪.‬‬

‫َ‬
‫عندما ي ِضل التعاون الدولي السبيل‬
‫بالزمات للتعاون أ‬
‫الوروبي في الفضاء‪.‬‬ ‫ديفيد ساوثوود يستخلص دروسا من عام مشحون أ‬
‫ً‬
‫ت‬
‫ال�‬ ‫ف‬ ‫ش‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫أ‬ ‫الوروبية أ‬ ‫جاء اكتشاف المنظمة أ‬
‫ال� انسحبت ك�يك رئيس ي� الحالت ي‬ ‫كانت هي ي‬ ‫المش�ي‪.‬‬ ‫الفضا�‪ ،‬والثانية البعثة المقررة إل كوكب‬
‫ي‬ ‫للبحاث النووية ذات‬
‫الع�ين أ‬
‫ذكرت‪ ،‬إل أن الدروس المستخلصة عامةٌ ‪ ،‬وستكتسب‬ ‫وواجه خلَفي ألفارو جيمنيس ما هو بالفعل أسوأ‪ ،‬إذ‬ ‫العضاء (‪ )CERN‬لجسيم هيجز‬ ‫ش‬ ‫الدول‬
‫أهميتها ازديا ًدا مع بزوغ تحالفات دولية بك�ى‪ ،‬تشمل‬ ‫انسحبت الوليات المتحدة من بعثة إكسومارس ضمن‬ ‫الدول‬
‫ي‬ ‫التعاون‬ ‫أهمية‬ ‫عىل‬ ‫هن‬ ‫لي�‬
‫ً ب‬ ‫ا‬‫مؤخر‬ ‫(البوزون)‬
‫لعب� جديدين‪ ،‬مثل ي ف‬
‫الص�‪ ،‬والهند‪ ،‬وروسيا‪.‬‬ ‫يف‬ ‫برنامج استكشاف المريخ‪.‬‬ ‫وأن بسواه ل يكون ممك ًنا‪.‬‬ ‫ف‬
‫لتحقيق النجاح ي� العلوم‪َّ ،‬‬
‫نادرا ما‬
‫تع� أنه ً‬ ‫ف‬
‫وطبيعة الحكومات ذات السيادة ي‬ ‫فقدت الحالت الثلث زخمها بشكل مختلف‪ .‬وكل‬ ‫مىلء بالتحديات‪ ..‬فكما توضح‬ ‫إن العمل بع� الحدود ي‬
‫ملزما قانونا للتعاون بشكل كامل‪ ،‬إنما‬
‫دول ً‬ ‫ً‬ ‫دروسا إلدارة ش‬ ‫ش‬
‫يكون اتفاق ي‬ ‫مستقبل‪ ،‬مثل فهم‬ ‫ال�اكات‬ ‫م�وع يحمل ً‬ ‫أزمة اليورو الحالية‪ ،‬جاءت وطأة المشكلت السياسية‬
‫ال�كاء أ‬
‫ال�كاء عادة ما يحفزهم عىل‬ ‫الشعور بالتضامن ي ف‬
‫ب� ش‬ ‫الم�وعات‪ ،‬مع‬ ‫وال ش�اف عىل ش‬
‫ال�كاء للنضمام‪ ،‬إ‬ ‫دوافع ش‬ ‫وروبي� منها عىل‬ ‫ال ي ف‬ ‫والمالية أشد عىل بعض ش‬
‫م�‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة لتيليسكوب‬ ‫أن يظلوا ت ف‬
‫مل� ي ف‬ ‫مراعاة احتمال انسحاب‬ ‫عمىل‬ ‫من‬ ‫(‪)2011‬‬ ‫ة‬‫خ�‬ ‫الخر‪ .‬ففي السنة أ‬
‫ال‬ ‫البعض آ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ف‬
‫جيمس ويب مثلً‪ .‬بدأ التعاون يب� أوروبا والوليات‬ ‫والحد‬ ‫يف‬
‫اللعب�‪،‬‬ ‫‪ NATURE.COM‬المريخ أي من‬ ‫ف‬
‫مديرا للعلوم والستكشاف بالروبوت ي� وكالة الفضاء‬
‫ّ‬ ‫للمزيد حول مركبة‬ ‫أ ً‬
‫الشعة تحت‬ ‫المتحدة عىل هذا التيليسكوب ‪ -‬ذي أ‬ ‫من تمدد البعثة‪ .‬وبرغم‬ ‫عىل أن أواجه انسحاب أمريكا من تمويل‬ ‫الوروبية‪ ،‬كان‬
‫كيوريوسيتي‪ ،‬انظر‪:‬‬
‫ي�؛ أ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬
‫الحمراء – ليخلف تلسكوب الفضاء هابل ف ي� ‪.2002‬‬ ‫أن الوليات المتحدة‬ ‫‪go.nature.com/curiosity‬‬ ‫الول تيليسكوب جيمس ويب‬ ‫ك� بك� ي ف‬ ‫بعثت� ت‬
‫مش� ي ف‬ ‫يف‬

‫‪39 | 2 0 1 2‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫الطبعة العربية |‬ ‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫تـعـليــقات‬

‫ال� تدخلت للمساعدة فقط ف ي� عام ‪( 2009‬انظر الخط‬‫ي‬


‫ت‬ ‫(الم�وع) بجهاز‬ ‫ش‬ ‫ووافقت أوروبا عىل تزويد‬
‫ف‬
‫الزم� لبعثة إكسومارس)‪.‬‬ ‫للشعة تحت الحمراء‪ ،‬ومرسمة الطيف‬ ‫الوسط أ‬ ‫الطيف أ‬
‫ي‬ ‫د� أ‬ ‫أ‬
‫ال ف‬
‫للشعة تحت الحمراء‪ ،‬وصاروخ آريان كمنصة‬
‫تمدد نطاق البعثة‬ ‫للإطلق‪ .‬أما الوليات المتحدة‪ ،‬فكان عليها إمداد‬
‫إن تعبئة الموارد اللزمة بل�نامج ضخم يجعل منه‬ ‫(الم�وع) بالمركبة الفضائية وتشغيلها وجهاز آخر‪،‬‬ ‫ش‬
‫مهمة شاقة طويلة مصحوبة بمطبات عديدة‪ .‬وتبدأ‬ ‫والن؛‬‫فضل عن التيليسكوب المعقد القابل للإطلق‪ .‬آ‬
‫ً‬
‫الراء‪ .‬وعندما يكون‬ ‫الم�وعات من خلل بناء توافق ف� آ‬ ‫ش‬ ‫مريك شهد‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫ي‬ ‫المعدات الوروبية جاهزة‪ ،‬لكن الجانب ال ي‬
‫الحل الوسط هو الحالة السائدة ف ي� أيامنا هذه‪ ،‬يطل‬ ‫وتأخرا‪ .‬ومن‬ ‫ً‬ ‫ارتفا ًعا للتكلفة عن الموازنة المرصودة‬
‫م�ات للفوز بمزيد من دعم‬ ‫الول؛ إذ تضاف ي ف‬ ‫الخطر أ‬ ‫الن إطلقه ف ي� عام ‪ ،2018‬أي بعد ست‬ ‫المتوقع آ‬
‫م�وع بعثة إكسومارس هشة من‬ ‫الدول المشاركة‪ .‬كان ش‬ ‫مقررا‪.‬‬
‫سنوات مما كان ً‬
‫العضاء بالوكالة‬ ‫البداية‪ .‬فالمشاركة الختيارية للدول أ‬ ‫ف ي� يوليو ‪ ،2011‬بعد مزيد من التصعيد ف ي� المطالبات‬
‫الوروبية للفضاء‪ ،‬مع عدم وجود صيغة لتحديد حصة‬ ‫أ‬ ‫بالموازنة لتيليسكوب جيمس ويب‪ ،‬أوصت لجنة مجلس‬ ‫ﺍﻟﺨﻂ ﺍﻟﺰﻣﻨﻲ‬
‫دورا يضمن لها مكانة‬ ‫كل عضو‪ ،‬جعل كل دولة تريد ً‬ ‫ال ي ف‬
‫وروبي�‪ ،‬إذ‬ ‫المريك بإلغاء المرصد‪ .‬أسقط ف� يد أ‬
‫ي‬ ‫ف‬ ‫ي‬
‫النواب أ‬
‫ﻹﻛﺴﻮﻣﺎﺭﺱ‬
‫تل�م بالمشاركة‪.‬‬ ‫قبل أن ت ف‬ ‫وجدوا أنفسهم ي� وضع يغ� مريح بعد إنفاق مئة مليون‬ ‫ﻛﻴﻒ ﺃﺛﺮ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﺗﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺜﺔ‬
‫هكذا خرج برنامج إكسومارس للوجود ونما‪ .‬وأدى‬ ‫يورو (‪ 123‬مليون دولر) مع احتمال عدم النطلق‪ ،‬ولم‬ ‫ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ‬
‫توسيع نطاق البعثة وهدفها لتحسينها من منظور علمي‬ ‫و�‬‫ف‬ ‫تأث� ش‬
‫الضغط المعنوي‪ .‬ي‬ ‫مبا� سوى‬ ‫يكن لهم من ي‬
‫وتق�‪ ،‬بيد أنها صارت صعبة المنال (لثقلها)‪ ،‬ول طاقة‬ ‫ف‬ ‫البيض والكونجرس‬ ‫ب� البيت أ‬
‫النهاية‪ ،‬أفضت المداولت ي ف‬ ‫ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ ‪2005‬‬
‫ي‬ ‫ﻭﺍﻓﻖ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺜﺔ ﺭﺋﻴﺴﺔ‬
‫لنا بها‪ .‬زاد التعقيد المضاف من خطر عدم نجاح بعض‬ ‫�ء من العون بممارسة بعض الضغوط‬ ‫ش‬
‫و«ناسا»‪ ،‬مع ي‬ ‫ﺗﻄﻠﻘﻬﺎ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﻟﻠﻔﻀﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ‬
‫المكونات‪ ،‬أو أنها قد ل تكون متاحة ف ي� الوقت المحدد أو‬ ‫الم�وع‪.‬‬‫الدبلوماسية والسياسية من أوروبا‪ ،‬إل إرجاء ش‬ ‫ﺑﺼﺎﺭﻭﺥ ﺳﻴﻮﺯ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ‪.2011‬‬
‫يف‬
‫المتفائل� عندما‬ ‫خارج نطاق الموازنة‪ .‬وضجت أصوات‬
‫أراد المديرون العقلء إسقاط بعض الوحدات لضمان‬ ‫القفز من السفينة‬ ‫ﻳﻮﻟﻴﻮ ‪2007‬‬
‫الوروبية‬ ‫وبدل من ذلك‪ ،‬سعت وكالة الفضاء أ‬ ‫أك�‪ً .‬‬ ‫إنجاز ش‬ ‫ف ي� بف�اير ‪ ،2011‬انسحبت الوليات المتحدة من بعثة‬ ‫ﻣﻨﺢ ﺃﻭﻝ ﻋﻘﻮﺩ ﺗﺼﻨﻴﻊ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ‪ .‬ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ‬
‫إل ضم ش�كاء جدد‪.‬‬ ‫المش�ي‪ ،‬تاركةً أوروبا لتذهب وحدها‪.‬‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫مش�كة لكوكب‬ ‫ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻣﺮﻛﺒﺎﺕ ﺇﻃﻼﻕ ﺑﻘﻮﺓ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺳﻴﻮﺯ‪.‬‬
‫تم التصال بالوليات المتحدة وروسيا‪ ،‬لكنها لم‬ ‫ف‬ ‫أ‬
‫كانت هذه البعثة هي الوفر حظًّا يب� مجموعة من‬
‫للم�وع‪ ،‬وذلك جزئيا بسبب حاجة أوروبا إل‬ ‫تنضما ش‬ ‫م�وعات مماثلة قيد المداولة من قبل مجموعات‬ ‫ش‬
‫الل�ام بالوعود ت‬ ‫تف‬ ‫العلوم الستشارية لوكالة الفضاء أ‬ ‫ﻳﻮﻟﻴﻮ ‪2008‬‬
‫ال� قطعت بالفعل داخل التحاد‬ ‫ي‬ ‫الوروبية‪ .‬ولحسن‬ ‫ﺍﺗﻔﻘﺖ ﻭﻛﺎﻟﺔ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﻣﻊ ﻧﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ‬
‫ت‬
‫صىل‪ ،‬وبسبب عدم وجود هدف مش�ك‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الحظ‪ ،‬لم تنفق أوروبا عليها إل حوال خمسة ي ف‬
‫ورو� ال ي‬ ‫ال ب ي‬ ‫ملي�‬ ‫ي‬ ‫يورو فقط‪ .‬أ‬
‫ﺑﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﺗﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺑﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ‪.‬‬
‫شل�يك محتمل يدفعه للمشاركة‪.‬‬ ‫أك� البعثات تدخل مرحلة الدراسة‬ ‫ولن ش‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫ال�نامج من دائرة أخرى‪.‬‬ ‫ثت قيادة ب‬ ‫ي� عام ‪ ،2008‬ور ُ‬ ‫تط� بالفعل‪ ،‬لم يكن ذلك المر بالكارثة‪ ،‬ولكن‬ ‫ول ي‬ ‫ﻳﻮﻟﻴﻮ ‪2009‬‬
‫وعدت للحديث مع وكالة ناسا‪ .‬كان الهدف بعيد المدى‬ ‫عدم التثبت من مشاركة الوليات المتحدة انتهى بإلقاء‬ ‫ﻭﻛﺎﻟﺔ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﻭﻧﺎﺳﺎ ﺃﻗﺮﺗﺎ ﻣﺒﺎﺭﺩﺓ ﺑﻌﺜﺔ‬
‫لستكشاف المريخ بالروبوت‪ ،‬وأبرزه بعد سنوات قليلة‬ ‫الفو�‪.‬‬ ‫ف‬ ‫وروبي� لمدى طويل ف ي� حالة من‬‫ال ي ف‬ ‫تخطيط أ‬ ‫ﻣﺰﺩﻭﺟﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ) ‪ (JMEI‬ﻻﺳﺘﻜﺸﺎﻑ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ‪ :‬ﻣﺴﺒﺎﺭ‬

‫الع�ي ألكاديمية العلوم الوطنية‬ ‫ف ي� ‪ 2011‬المسح ش‬ ‫ت‬


‫ولم تكن هناك اق�احات بديلة‪ ،‬سوى قيام أوروبا‬ ‫ﺩﻭﺍﺭ ﻓﻲ ‪ 2016‬ﻭﻣﺴﺒﺎﺭ ﻳﻬﺒﻂ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ‬
‫ﻓﻲ ‪ 2018‬ﺑﺈﻃﻼﻕ ﺃﻣﺮﻳﻜﻲ‪.‬‬
‫المريكية (‪ ،)NSF‬هو عودة البعثة بعينات‪ .‬كان هذا‬ ‫أ‬ ‫بالمهمة وحدها‪.‬‬
‫مكلفا للغاية‪ ،‬ولم يكن بوسع أمريكا تحقيقه وحدها‪.‬‬ ‫الوروبيون مرة أخرى عن طريق إعادة عقارب‬ ‫عاد أ‬
‫ونظ�ي من ناسا‪ ،‬إد وايلر‪ ،‬عىل حتمية‬ ‫اتفقت أنا‬ ‫التفك�‬ ‫الساعة للدخول إل حلبة المنافسة؛ بإعادة‬ ‫ﺃﻏﺴﻄﺲ ‪2009‬‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫إن تم‬ ‫وما‬ ‫القادم‪.‬‬ ‫العقد‬ ‫من‬ ‫ما‬ ‫مرحلة‬ ‫�‬ ‫ف‬ ‫ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺑﻴﻦ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﻭﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﻟﻠﻔﻀﺎﺀ‬
‫ْ‬
‫هذا‪ ،‬كان من المنطقي البدء ف� العمل معا �ف‬ ‫التعاون ي‬ ‫وبإعادة تنظيم البعثات من جديد لتحرز أهدافًا‬
‫الوروبية الضوء أ‬ ‫أقل‪ .‬وأعطيت وكالة الفضاء أ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻓﻲ ﺑﻌﺜﺘﻴﻦ ﻟﻠﻤﺮﻳﺦ؛ ﻓﻮﺑﻮﺱ‪-‬ﺟﺮﻧﺖ‬
‫قبول‬ ‫خ�‬ ‫ال ف‬
‫ً ي‬ ‫ي‬ ‫ف‬
‫ﻭﺇﻛﺴﻮﻣﺎﺭﺱ‪.‬‬
‫أقرب وقت ممكن‪.‬‬ ‫المش�ي ي� مايو ‪ .2012‬وبتكلفة‬ ‫ت‬ ‫للقيام ببعثة كوكب‬
‫تم تعديل تصميم بعثة إكسومارس ليتناسب مع‬ ‫قدرها ‪ 830‬مليون يورو‪ ،‬تهدف بعثة «مستكشف أقمار‬ ‫ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ‪2009‬‬
‫المش�كة وليتيح عودتها‬ ‫ت‬ ‫المريكية‬ ‫الوروبية أ‬ ‫الهداف أ‬ ‫أ‬ ‫تط� لما بعد‬ ‫ت‬
‫المش�ى الثلجية» (‪ )JUICE‬المقررة أن ي‬ ‫ﺗﻮﺳﻴﻊ ﻧﻄﺎﻕ ﻣﺒﺎﺭﺩﺓ )‪ (JMEI‬ﻣﻊ "ﻧﺎﺳﺎ"‪ :‬ﺗﻨﺰﻝ‬
‫بعينة‪ .‬بدا المر كاتفاق لتبادل المنفعة‪ ،‬إذ إن برنامج‬ ‫أ‬ ‫القمرين أوروبا‪ ،‬وكاليستو؛ لتصل إل القمر جانيميد �ف‬ ‫ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﻣﺴﺒﺎﺭﺍ ﺳﻄﺤﻴﺎ ﻓﻲ ‪،2016‬‬
‫ي‬ ‫ﻭﻣﺴﺒﺎﺭﻳﻦ ﺳﻄﺤﻴﻴﻦ ﺁﺧﺮﻳﻦ‪ ،‬ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻭﻛﺎﻟﺔ‪.‬‬
‫قادرا عىل الستمرار‪ ،‬ولح احتمال‬ ‫بعثة إكسومارس كان ً‬ ‫‪ ،2030‬وتدور حوله لتدرس أسفل سطح محيطه‪ .‬وفيما‬
‫عودة عينة من المريخ أقرب لعلماء أمريكا وأوروبا‪ .‬وقد‬ ‫الم�وع‪ ،‬لم تجد‬ ‫المريكيون للعودة إل ش‬ ‫يتوق العلماء أ‬
‫ورو� ـ بالثقة أن إكسومارس‬ ‫أ‬ ‫ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ ‪2009‬‬
‫شعرت ـ كممثل للجانب ال ف ب ي‬ ‫ُ‬ ‫وكالة «ناسا» سوى ‪ 250‬مليون يورو لتؤمن بها تمويل‬
‫انتقلت إل مرحلة التطوير ي� أوائل عام ‪ .2011‬ولم‬ ‫�ء من المشاركة‪.‬‬ ‫ش‬ ‫ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﺗﻘﺮ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ ﺑﺘﻜﻠﻔﺔ ﻣﻠﻴﺎﺭ‬
‫الولوية أ‬ ‫يتوقع أحد أن تنهار أ‬ ‫ي‬ ‫ﻳﻮﺭﻭ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﻧﺎﺳﺎ‪.‬‬
‫المريكية المعطاة بل�نامج‬ ‫ال� تكلف أوروبا وحدها مليار‬ ‫أما بعثة إكسومارس‪ ،‬ت‬
‫مش�ك للمريخ حالما تحل دورة الموازنة‬ ‫استكشاف ت‬ ‫الما� انسحبت‬ ‫يورو‪ ،‬فهي قصة مختلفة‪ .‬يففي بف�اير ف‬
‫ي‬
‫السنوية الجديدة‪.‬‬ ‫أمريكا‪ ،‬تاركة ألوروبا فجوة تمويلية تبلغ ‪ 250‬مليون يورو‪،‬‬ ‫ﺃﺑﺮﻳﻞ ‪2011‬‬
‫ورغم أن خذلناً كهذا نادر الحدوث لحسن الطالع‪،‬‬ ‫أك� من مئة مليون يورو‪.‬‬‫وكانت أوروبا قد أنفقت بالفعل ش‬ ‫ﻧﺎﺳﺎ ﺗﻠﻐﻲ ﻣﺴﺒﺎﺭ ‪ 2018‬ﺑﺴﺒﺐ ﺃﺯﻣﺔ ﻋﺠﺰ ﻣﺎﻟﻲ‬
‫إل أن شيئا مماثل حدث منذ نحو ‪ 30‬عاما ف� أ‬ ‫ﻳﻀﺮﺏ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻧﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ‪.‬‬
‫الشهر‬ ‫ي‬ ‫ونظرا إل العقود الصناعية الملزمة‪ ،‬فإن إلغاء البعثة كان‬
‫ً‬
‫الول إلدارة الرئيس رونالد ريجان‪ .‬إذ واجهت «ناسا»‬ ‫أ‬ ‫سيكلفها نحو ‪ 400‬مليون يورو‪.‬‬
‫ف‬
‫لك تختار يب� تيليسكوب هابل‬ ‫ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ ‪2012‬‬
‫أزمة تمويل‪ ،‬واضطرت ي‬ ‫كانت البعثة الرائدة هي إرسال مسبار إل المريخ‬ ‫ﻧﺎﺳﺎ ﺗﻠﻐﻲ ﻣﺸﺎﺭﻛﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺇﻛﺴﻮﻣﺎﺭﺱ‬
‫ت‬
‫المش�ى‪،‬‬ ‫الفضا�‪ ،‬ومسبار جاليلو الدوار حول كوكب‬ ‫أ‬ ‫بحلول ‪ 2018‬ليدور حوله ويحط عىل سطحه‪ ،‬وبدأت‬
‫ي‬ ‫ف‬
‫وبعثة دولية لستكشاف قطبية الشمس‪ .‬وانسحبت‬ ‫خ�ات إقليمية‬ ‫أورو� خالص ي� ‪ - 2005‬لتطوير ب‬ ‫بطموح ب ي‬
‫خ�ة‪ .‬عىل مضض‪ ،‬أخذت أوروبا زمام‬ ‫أ‬
‫«ناسا» من ال ي‬ ‫ف ي� مجال تقنيات الستكشاف‪ ،‬وتطبيق أساليب البحث‬ ‫ﻣﺎﺭﺱ ‪2012‬‬
‫المبادرة ف ي� البعثة الشمسية المخفضة‪ ،‬واتخذت‬ ‫الحمر‪ .‬ف ي� هذه الحالة‪ ،‬فأ�‬ ‫عن الحياة عىل الكوكب أ‬ ‫ﻭﻛﺎﻟﺔ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﺗﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻄﻼﻕ‬
‫أ‬ ‫ﺇﻛﺴﻮﻣﺎﺭﺱ ﻣﻊ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﻛﺸﺮﻳﻚ ﺭﺋﻴﺲ‪.‬‬
‫تسمية جديدة‪« :‬عوليس» ‪ .Ulysses‬أحرزت المركبة‬ ‫وإن‬
‫مريك بموقف أوروبا بشكل واضح‪ْ ،‬‬ ‫النسحاب ال ي‬
‫نجاحا هائلً‪ ،‬ودارت ف ي� ثلثة مدارات قطبية‬ ‫الفضائية ً‬ ‫واقعا عىل عاتق الوليات المتحدة‬ ‫لم يكن كل الخطأ ً‬
‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬ ‫الطبعة العربية‬ ‫‪| 2012‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫‪| 40‬‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫تـعـليــقات‬

‫عاما‪ ،‬قبل إنهاء‬ ‫حول الشمس‪ ،‬وظلت تعمل لمدة ‪ً 18‬‬

‫‪ESA/AOES‬‬
‫مهمتها ف ي� ‪.2009‬‬
‫كانت بعثة «عوليس» علمة فارقة؛ حيث كانت أول‬
‫وتأ� الوليات المتحدة خلفها‬ ‫ت‬
‫بعثة تقودها أوروبا‪ ،‬ي‬
‫كتابع‪ .‬ومن وقتها‪ ،‬تم إطلق عديد من البعثات‪ ،‬بما‬
‫ت‬ ‫أ‬ ‫ف‬
‫ال� رسمت خريطة‬
‫أ‬ ‫ي� ذلك كوكبةُ القمار الصطناعية ي‬
‫المغناطيس حول الرض‪،‬‬ ‫ي‬ ‫الكهر� للغلف‬ ‫بي‬ ‫أنظمة التيار‬
‫الشعة تحت الحمراء‪ .‬وعىل منوالها‬ ‫ذو أ‬ ‫ه�شيل‬ ‫ومرصد ي‬
‫الوروبية للفضاء‬ ‫كنموذج مخفض‪ ،‬أرسلت الوكالة أ‬
‫المش�ى‪ ،‬واضطلعت بالذهاب‬ ‫ت‬ ‫بعثة إل أحد أقمار‬
‫إليه وحدها‪.‬‬
‫بدا الحل لمشكلة بعثة إكسومارس بمثابة علمة‬
‫فارقة أخرى‪ ،‬إذ ظهر ألوروبا ش�كاء بدلء‪ .‬ويَ َّم َم ْت‬
‫أوروبا وجهها شطر روسيا؛ لسد العجز الذي خلفته‬
‫ال� تتعاون فيها هذه‬ ‫ت‬ ‫أ‬
‫أ‬ ‫أمريكا‪ .‬ف إنها ليست المرة الول ي‬
‫طموحا‬
‫ً‬ ‫ش‬
‫الم�وع الك�‬ ‫الدول ي� الفضاء‪ ،‬لكن هذا هو ش‬
‫الن‪ .‬ويجب عىل علماء الفضاء‬ ‫ح� آ‬ ‫اق�احه ت‬ ‫الذي تم ت‬
‫المش�ك‪ ،‬لنأ‬ ‫ت‬ ‫للم�وع‬ ‫الخ� ش‬ ‫يف‬ ‫أ‬
‫وروبي� أن يتمنوا ي‬ ‫ال‬
‫أ‬
‫المستقبل يحمل ي� طياته – عىل الرجح – نسقًا متنو ًعا‬ ‫ف‬
‫با�ت‬ ‫خ�ة‪ ،‬ش‬ ‫أ‬ ‫ف ف‬ ‫من ش‬
‫و� السنوات ال ي‬ ‫الدولي�‪ .‬ي‬‫ي‬ ‫ال�كاء‬
‫الص�ف‬ ‫مع‬ ‫الفضاء‬ ‫علوم‬ ‫�‬ ‫ف‬ ‫كة‬ ‫ت‬
‫مش�‬ ‫وعات‬ ‫م�‬ ‫ش‬ ‫أوروبا‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫و�عت ف ي� تعاون ضخم مع اليابان عىل بعثة‬ ‫والهند‪ ،‬ش‬
‫ت‬
‫ال� تضم مسبارين‬ ‫«بي� كولومبو» ‪ BepiColombo‬ي‬ ‫بي‬
‫دوارين حول كوكب عطارد‪.‬‬

‫دروس قيمة‬
‫يمكن استخلص خمسة دروس من هذا العام المشحون‬
‫تعتزم وكالة الفضاء األوروبية إيصال مستكشف أقمار المشترى الثلجية إلى القمر جانيميد في ‪.2030‬‬ ‫عا� فيه مسؤولو برامج الفضاء بالدول‬ ‫بالزمات الذي ف‬ ‫أ‬
‫العضاء (انظر خطوات للنجاح)‪.‬‬ ‫أ‬
‫الفضاء الوطنية‪ ،‬جنبا إل جنب مع الضغط المعنوي‬ ‫ال�كاء‪ .‬بطبيعة الحال‪ ،‬فإن الفجوات ف ي� الوفاء‬ ‫تغي� ش‬
‫ي‬ ‫أولً‪ :‬من المهم أن نفهم دافع كل ش�يك للنضمام‬
‫من المجتمع العلمي‪.‬‬ ‫ست�ك الباب مفتوحا لوضع‬ ‫لل�نامج ت‬‫ي ب‬ ‫ف‬
‫الزم�‬ ‫بالجدول‬ ‫إل بعثة‪ ..‬فل يمكن العتماد عىل التعاون عندما تكون‬
‫الوقات الصعبة‪ ،‬يحتاج علماء الفضاء‬ ‫الخامس‪ :‬ف� أ‬ ‫م�وع تيليسكوب‬ ‫يدخل فيه ش�يك مكان آخر‪ ،‬كما ف ي� ش‬ ‫أساسا‬ ‫أجندات ش‬
‫ي‬ ‫ال�كاء يغ� متوافقة‪ .‬وإذا كان المقصود ً‬
‫إل معرفة فضائل التعاون‪ ،‬وأن يكونوا عىل استعداد‬ ‫جيمس ويب‪ ،‬لكن نهج الوحدات المستقلة يجنب‬ ‫من برنامج عرض قدرة مجموعة واحدة‪ ،‬كما هو الحال‬
‫و� ر ي يأ� أن التعاون‬ ‫ف‬ ‫ش‬ ‫مع الخطط أ‬
‫أ‬ ‫لن� تلك الحجج من خلل قناة ما‪ .‬ي‬ ‫ال�نامج ورطات عديدة‪.‬‬ ‫ب‬ ‫الصلية إلكسومارس‪ ،‬فإنه يجب عىل هذه‬
‫أ‬
‫يتجاوز المسائل القتصادية ببساطة‪ ،‬لنه يتجاوز‬ ‫ال� وضعت‬ ‫أك� التفاقات ت‬ ‫ح� ش‬ ‫الرابع‪ :‬أن ندرك أنه ت‬ ‫المجموعة أن تكون مستعدة للذهاب وحدها‪ .‬الهداف‬
‫ي‬
‫ويب� الثقة المتبادلة‪ ،‬ويتيح‬ ‫الختلفات الثقافية‪ ،‬ف‬ ‫ب� الدول يمكن أن تتهاوى‪ .‬فقد بدا أنه ل يعقل‬ ‫بب�اعة ي ف‬ ‫المش�كة ‪ -‬مثل أن تكون العودة بعينة أولوية جمعية ‪-‬‬ ‫ت‬
‫ف‬ ‫ي‬ ‫آ‬
‫المكانات العلمية‪ ،‬بحيث تكون مفتوحة ي� جميع‬ ‫إ‬ ‫أن «ناسا» يمكنها النسحاب من بعثة للمريخ تعود‬ ‫ف‬ ‫ت‬
‫يمكنها تشجيع الخرين للوثب عىل م� منصة العمل‬
‫وبالتال تستفيد‬ ‫ا‪،‬‬ ‫عالمي‬
‫ًّ‬ ‫الستلهام‬ ‫ويشيع‬ ‫العالم‪،‬‬ ‫أنحاء‬ ‫أمريك كأولوية قصوى‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ع�ي‬‫واعت�ها مسح ش‬
‫بعينة‪ ،‬ب‬ ‫للبعثة‪.‬‬
‫ي‬ ‫الب�ية جمعاء‪ .‬ف‬ ‫ف‬
‫وال�ر الناجم عن ك� التفاهمات‪،‬‬ ‫ش‬ ‫دائما أن يأخذوا‬ ‫ً‬ ‫المديرين‬ ‫عىل‬ ‫ويجب‬ ‫حدث‪.‬‬ ‫لكنه قد‬ ‫يع� التوافق‪ ،‬وسيادة الحلول‬ ‫الثا�‪ :‬أن التعاون ف‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫قانونيا من الناحية التقنية‪ ،‬يمكن تجنبه من‬ ‫أ ًّ‬ ‫كان‬ ‫مهما‬ ‫ف ي� اعتبارهم إمكانية انهيار تعاون كخطر وارد‪ .‬وإذا‬ ‫ونادرا ما تضمحل‬‫الوسط‪ ،‬وهذا يؤدي إل النماء والتطور‪ً .‬‬
‫السباب‪.‬‬ ‫خلل هذه‬ ‫حدث مثل هذا النهيار أو التصدع‪ ،‬فإن من يحمل‬ ‫ال�كاء‪ .‬كذلك‪ ،‬ما من طرف مهتم‬ ‫البعثات متعددة ش‬
‫ف ي� نهاية المطاف‪ ،‬تفوق المزايا القتصادية للتعاون‬ ‫العمل عىل عاتقيه ف ي� النهاية هم أولئك الذين يتحلون‬ ‫م�وعه عندما يبدأ‬ ‫سيخفض أو يحد من مدى أولوية ش‬
‫و� حالت‬ ‫ف‬ ‫تف‬ ‫ال�نامج‪ .‬لنكن عىل استعداد إللغاء وحدات ف ي� المراحل‬
‫الدول ‪ -‬بشكل واضح ‪ -‬المخاطر الم�ايدة‪ .‬ي‬ ‫ي‬ ‫السيا� إلدارات‬ ‫ي‬ ‫القناع‬‫بالدبلوماسية‪ ،‬ويمارسون إ‬ ‫ب‬
‫كث�ة‪ ،‬كما هو الحال مع تيليسكوب جيمس ويب‪،‬‬ ‫ي‬ ‫التحض�ية إذا كانت المطالب ف ي� ازدياد بينما الموارد‬ ‫ي‬
‫ورو� للمريخ‪ ،‬قد ل يكون هناك بديل‬ ‫أ‬
‫والستكشاف ال ب ي‬ ‫تتشتت‪.‬‬
‫الكب�ة‬
‫ال�يك المنسحب‪ .‬والمشاركات الدولية ي‬ ‫عن ش‬ ‫التعـاون‬ ‫والتفك� إل ولدة جديدة لبعثة‬ ‫ي‬ ‫التأخ�‬
‫ي‬ ‫يؤدي‬ ‫وقد‬
‫أصبحت هي القاعدة ف� المجالت أ‬ ‫أك� فعالية‪ .‬لقد كان مقررا أن تنطلق البعثة أ‬ ‫ش‬
‫الخرى‪ ،‬من تيليسكوب‬ ‫ي‬
‫الكيلوم� المربع المزمع بناؤه ف� ت‬‫ت‬ ‫خطوات للنجاح‬ ‫الوروبية‬ ‫ً‬
‫أس�اليا وجنوب أفريقيا‪،‬‬ ‫ي‬ ‫لك ترسم خريطة النجوم‬ ‫جايا (‪ )GAIA‬العام المقبل‪ ،‬ي‬
‫النشاء‬ ‫إل ش‬ ‫واستهدفت لغاء بسبب أ‬
‫الدول (‪ )ITER‬قيد إ‬ ‫ي‬ ‫م�وع النصهار النووي‬ ‫● فهم دوافع كل شريك‪.‬‬ ‫الزمة‬ ‫للإ‬ ‫بالمجرة وتتتبعها‪،‬‬
‫ف ي� فرنسا‪ .‬إن تجميع الموارد يخلق مرافق ل يمكن أن‬ ‫● االستعداد للتخلي عن جوانب من‬ ‫تعيي� ف ي� وكالة‬
‫ي‬
‫ف‬ ‫من‬ ‫قص�‬
‫ي‬ ‫وقت‬ ‫بعد‬ ‫المالية ف ي� ‪2001‬‬
‫الما� هو‬ ‫تب� إل به‪ .‬والتعلم مما قد ضل السبيل ف� ف‬ ‫ف‬ ‫المشروع‪ ،‬مقابل إكماله‪.‬‬ ‫الوروبية‪ .‬وجرت تخفيضات واسعة لها‪ ،‬لكن‬ ‫الفضاء أ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫أمر حيوي‪ ،‬إذا كانت هذه المجموعات تريد النجاح‪■ .‬‬ ‫● جعل اإلسهامات في شكل وحدات عاملة‬ ‫اللغاء‪ .‬وأنا عىل ثقة من‬ ‫ال�نامج صمد ونجا من إ‬ ‫ب‬
‫مستقلة‪ ،‬لتقليل الخطر‪ ،‬إذا فشلت إحداها‪.‬‬ ‫نجاحه‪.‬‬
‫ديفيد ساوثوود‪ :‬هو باحث رئيس بكلية ب‬
‫«إم�يال كوليج»‬ ‫● االستعداد الحتمال انهيار االتفاقات‬ ‫الدارية‬
‫الثالث‪ :‬يحتاج المرء لضمان تقليل المخاطر إ‬
‫بجامعة لندن‪ ،‬رئيس الجمعية الفضائية الملكية وعضو‬ ‫الدولية‪.‬‬ ‫ال�كاء يقدمون‬ ‫د� حد بجعل ش‬ ‫ال�امج أل ف‬ ‫داخل ب‬
‫المجلس الستشاري لوكالة الفضاء بال�يطانية‪ .‬كان يشغل‬ ‫● تقديم الحجة السياسية لضرورة التعاون‬ ‫إسهاماتهم عىل شكل وحدات عاملة مستقلة قدر‬
‫منصب مدير العلوم والستكشاف بالروبوت ف ي� وكالة‬ ‫في األوقات الصعبة‪.‬‬ ‫المكان‪ .‬وإذا فشل جزء واحد‪ ،‬فل يلزم أن يعوق الكل‪.‬‬ ‫إ‬
‫الفضاء أ‬
‫الوروبية من ‪ 2001‬إل ‪.2011‬‬ ‫ال�نامج بإمكان‬ ‫ويحتفظ‬ ‫الكفاءة‪،‬‬ ‫تحسينات‬ ‫تتوال‬ ‫حينئذ‬
‫ب‬
‫‪41 | 2 0 1 2‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫الطبعة العربية |‬ ‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫‪G. M. B. AKASH/PANOS‬‬
‫تـعـليــقات‬

‫ََ ُُ‬
‫ُيتَ َو َّقع أن تتواتر الظواهر المناخية المتطرفة‪ ،‬كفيضان بنجالديش هذا في عام ‪ ،2004‬الذي شرد ‪ 30‬مليونً ا‪ ،‬مع استمرار احترار العالم‪.‬‬

‫أوان ركوب األطواف‬


‫«ينبـغي على علمـاء المنــاخ أن يتعلمـوا من الجماعـات المشـككة بتغيـُّـر المنـاخ‪ ،‬ويضموا جهودهم؛ إليصال‬
‫رسالتــهم» كريـس رابلي‬
‫مئويت� فقط (انظر‪)go.nature.com/q7gmvo :‬‬ ‫يف‬ ‫و� عام ‪ ،2010‬قال رئيس الوزراء المحافظ‬ ‫ف‬ ‫أ‬ ‫ف‬
‫أ‬ ‫الحزاب‪ .‬ي‬ ‫بريطا�‬
‫ي‬ ‫سيا�‬
‫ي‬ ‫تغ� المناخ مع‬
‫مؤخرا‪ ،‬ي ُّ‬ ‫ً‬ ‫ناقشت ‪،‬‬
‫ُ‬
‫الجىل أن أصوات الرفض تربح المعركة ضد رسالة‬ ‫ف‬
‫من ي ِّ‬ ‫كام�ون إنه يسعى ل ْن تكون حكومته الئتلفية‬
‫اخ�ارا عىل الطلق»‪ ،‬لكن القرارات أ‬ ‫ف‬
‫ديفيد ي‬
‫أ‬
‫يمي�‪ ،‬حيث ادعى كلنا أنه ينطلق من أرضية عقلنية‬ ‫ي‬
‫العلم‪ .‬وأحد أهم عوامل نجاح حملة التشكيك هو وجود‬ ‫خ�ة‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫إ‬ ‫ً‬ ‫«ال شك�‬ ‫أبدا‪ .‬فقد ق َِد َمت‬
‫لكن آراءنا لم تتفق ً‬ ‫وموضوعية عالية‪َّ ،‬‬
‫اس�اتيجية اتصال مؤثرة وناجحة‪ ،‬يحتاج مجتمع علماء‬ ‫ت‬ ‫ال� اتخذتها الحكومة نفسها ستؤدي إل تخفيض الدعم‬ ‫ت‬ ‫يل مجموعة معتادة من حجج النفي‪ :‬فل عمليات‬
‫ف‬ ‫ي‬
‫المناخ إل تعلم استخدامها‪ .‬وينبغي وجود مبادرة إلعادة‬ ‫وبالتال تراجعت عن‬ ‫الحكومي المقدم للطاقة الخ�اء‪،‬‬ ‫تغ�ات مهمة بدرجات‬ ‫الح�ار؛ ول ي‬ ‫ت‬ ‫لتأث�‬
‫تضخم ي‬
‫ي‬
‫التوازن لهذه القضية‪ ،‬إذا ما كان صنع السياسات سيستند‬ ‫ال�اماتها السابقة‪.‬‬ ‫تف‬ ‫ويعت� هذا‬ ‫ب‬ ‫ات‪.‬‬ ‫التغ�‬
‫ي‬ ‫مع‬ ‫ستتأقلم‬ ‫نسانية‬ ‫وال‬
‫الحرارة؛ إ‬
‫إل أدلة علمية‪ ،‬وإذا كان ف�وريًّا توضيح مخاطر المزيد‬ ‫أ‬
‫وعىل المستوى العالمي‪ ،‬أدت الزمة السياسية وتعطُّل‬ ‫تغ� المناخ تهدد‬ ‫من‬ ‫التخفيف‬ ‫تداب�‬ ‫أن‬ ‫السيا�‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ً‬
‫مستقبل‪ .‬ويقول علماء السياسة دانيال‬ ‫من المراوغة‬ ‫اتخاذ القرار ف� الوليات المتحدة نتيجة التنافس ي ف‬
‫ب�‬ ‫السواق الحرة تستطيع إيجاد‬ ‫التقدم ي القتصادي‪ ،‬وأن أ‬
‫ي‬
‫سيا�‪:‬‬ ‫منظور‬ ‫من‬ ‫هم‬ ‫وغ�‬
‫ي‬ ‫بيلكه‪،‬‬ ‫وروجر‬ ‫س� ت ف‬
‫في�‪،‬‬ ‫ي‬ ‫الكب�ين إلعاقة التقدم نحو خفض انبعاثات‬ ‫الحزب� ي‬ ‫يف‬ ‫الف�اق قال بلهجة‬ ‫الحلول لكافة المشكلت‪ .‬وقبل ت‬
‫ي‬ ‫ئيس� �ف‬
‫«إننا نعرف ما يكفي»!‬ ‫شت�ن‪ ،‬المبعوث‬ ‫غازات الحتباس الحراري‪ .‬ويرى تود ي‬ ‫اللعب� الر ي ف‬
‫يف‬ ‫المنت�‪« :‬قضيتك خا�ة لدى‬
‫أ‬ ‫ي‬
‫مريك الخاص لشؤون‬ ‫ال ي‬ ‫القوى السياسية»‪.‬‬
‫مواجهة الواقع‬ ‫‪NATURE.COM‬‬ ‫التخىل‬ ‫ف‬
‫تغ� المناخ‪� ،‬ورة‬ ‫ي‬ ‫وأس�اليا‪ ،‬أصبح علم‬ ‫ف� الوليات المتحدة وكندا ت‬
‫الخطوة أ‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫الول لمواجهة الواقع هي ف�ورة فهم كيف‬ ‫للمزيد حول تصحيح‬ ‫عن الهدف العالمي بتثبيت‬ ‫اليم� منذ‬ ‫المناخ عرضة لهجوم سيا� مركز لتيار ي ف‬
‫ي‬
‫الكث�ة‬ ‫أ‬ ‫الفشل في التواصل‪،‬‬
‫الزيادة ف ي� درجة الحرارة‬ ‫وقت طويل‪ ،‬لكنه توجه جديد ف ي� بريطانيا‪ .‬ومنذ أربع‬
‫تغ� المناخ‪ ،‬برغم الدلة ي‬ ‫يمكن الدفاع عن إنكار ي‬ ‫انظر‪:‬‬
‫الكث� من‬
‫ي‬ ‫�‬ ‫ش‬ ‫ُ‬ ‫ن‬ ‫لقد‬ ‫‪.‬‬ ‫التغ�‬
‫ي‬ ‫هذا‬ ‫والقاطعة عىل حقيقة‬ ‫يف‬
‫درجت� ‪go.nature.com/curiosity‬‬ ‫العالمية عند‬ ‫تغ� المناخ بدعم من كافة‬ ‫سنوات فقط‪ ،‬تم إقرار قانون ي‬
‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬ ‫الطبعة العربية‬ ‫‪| 2012‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫‪| 42‬‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫تـعـليــقات‬

‫ولكنها ف ي� الواقع كانت مفهومة بشكل واضح‪ ،‬خاصة من‬ ‫وم ْن نسعى إل أن نصبح مثلهم‪.‬‬ ‫نح�مهم‪َ ،‬‬ ‫ت‬ ‫الدراسات حول هذا الموضوع من ِق َبل علماء الجتماع‬
‫ف‬
‫اليمي�‪.‬‬ ‫قبل التيار‬ ‫ال� يفكر بها المرء؛ واجهت‬ ‫ت‬ ‫ف‬
‫ي‬ ‫وكلما َج ُمدت العقلية ي‬ ‫يع� أن علماء المناخ ونشطاءہ‬ ‫والنفس‪ ،‬لكن هذا ل ي‬
‫الحقائق المتنافرة معها بالرفض‪ .‬يقول القتصادي جي‬ ‫قد قرأوها واستوعبوها‪ .‬ومن موقعي كمدير سابق‬
‫الحاجة إلى إعادة التنظيم‬ ‫تغي�‬ ‫ف‬
‫جول�ايث‪« :‬عندما يصبح المرء ي� مواجهة خيار ي‬ ‫يك ب‬ ‫ال�يطانية لمسح‬ ‫لمتحف لندن للعلوم والمؤسسة ب‬
‫أول يجب‬ ‫ف�ض بعالم المناخ أن يفعل؟ ً‬ ‫إذن ماذا يُ ت‬
‫التغي�‪ ،‬فإن كل شخص‬ ‫ي‬ ‫إل‬ ‫الحاجة‬ ‫عدم‬ ‫إثبات‬ ‫أو‬ ‫الرأي‪،‬‬ ‫الحيوي‬ ‫للمحيط‬ ‫الدول‬ ‫وال�نامج‬ ‫الجنو� ب‬ ‫القطب‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫بي‬
‫نع�ف ونتقبل أننا متورطون بشكل ل يمكن‬ ‫علينا أن ت‬
‫مشغول بإثبات وجهة نظره»‪ .‬وكلما بذل‬ ‫ً‬ ‫تقريبا يصبح‬ ‫والجيولوجي‪ ،‬أستطيع القول بأنه لم يتم فهم هذه‬
‫ً‬
‫الفكاك منه بالحوارات الخاصة بالسياسات العامة‪ .‬إن‬ ‫أك� قوة ف ي� محاولة‬ ‫جهدا ف� تكوين مواقفه‪ ،‬كان ش‬
‫الشخص ً ي‬ ‫الظاهرة من ِق َبل المستويات السياسية العليا‪ ،‬بشكل‬
‫اليق�‪،‬‬ ‫تعا� من عدم ي ف‬ ‫علم المناخ معقد‪ ،‬والتنبؤات ف‬ ‫إثباتها(‪ ،)2‬وكلما كانت قدرته‬ ‫خاص‪.‬‬
‫للسئلة‬ ‫والتبعات الجتماعية كب�ة‪ .‬وعلينا يأن نستجيب أ‬ ‫أك� كفاءة‬ ‫العلمية أفضل‪ ،‬كان ش‬ ‫كتاب‬ ‫مثل‬ ‫المنشورة‪،‬‬ ‫المواد‬ ‫بعض‬ ‫هناك‬ ‫كانت‬ ‫لقد‬
‫ي‬ ‫تستقر‬
‫يع� هذا‬ ‫ال� تتجاوز حدود الحقائق‪ ،‬مثل‪« :‬ماذا ف‬ ‫ف ي� إثبات وجهة نظره‪.‬‬
‫ت‬ ‫«حينما َ ْ َ‬ ‫عنوان‬ ‫يحمل‬ ‫الذي‬ ‫كونواي‪،‬‬ ‫وإريك‬ ‫أوريسكس‪،‬‬ ‫ناعومي‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫العقلية‪ ،‬تلقى‬
‫بالنسبة يل؟» وكذلك‪« :‬ما هي الخيارات أمامنا؟»‬ ‫وبفضل كتاب أوريسكس‬ ‫ُ‬ ‫ون�ته دار بلومزبري ف ي� ‪ ،2010‬إذ يتضمن‬ ‫«تجار الشك»‪ ،‬ش‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫ويش� روجر بيلكه ي� كتابه «الوسيط ال�يه»‪،‬‬ ‫ف‬ ‫الحقائ ًق المتنافرة وكونواي‪ ،‬عرفنا أن المصالح‬
‫ي‬ ‫ِ‬ ‫النشطاء‬ ‫من‬ ‫لشبكة‬ ‫السيا�‬
‫ي‬ ‫التأث�‬‫ي‬ ‫حول‬ ‫ً‬
‫تحليل‬ ‫الكتاب‬
‫أن‬ ‫علينا‬ ‫أن‬ ‫إل‬ ‫‪)2007‬ن‬ ‫دج‬ ‫كام�‬ ‫جامعة‬ ‫ات‬‫ر‬ ‫(منشو‬ ‫ف‬
‫الخفية أسهمت ي� زرع بذور‬ ‫»‬‫مقاومة‬ ‫يعات‬ ‫الت�‬ ‫ش‬ ‫ار‬ ‫ر‬ ‫إق‬ ‫لتعطيل‬ ‫)‬ ‫ف‬
‫(المحافظ�‬ ‫ف‬
‫تاري�‬
‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫اللي� ي‬ ‫ب‬
‫وج ْعل هذا الخيار‬ ‫حالة‪،‬‬ ‫لكل‬ ‫نسب‬ ‫نختار الدور أ‬
‫ال‬ ‫العلم‬
‫َ‬ ‫الشك‪ ،‬كما أن نزعة إ‬ ‫منظمة‬ ‫مؤامرة‬ ‫بأنه‬ ‫ويصفه‬ ‫الكربون‪،‬‬ ‫لنبعاثات‬ ‫المنظمة‬
‫واضحا للجميع‪ .‬ومن أجل إثارة الهتمام بالمخاطر‬ ‫«الخبار المتوازنة» أسهم ف ي� تعزيز‬ ‫لتقديم ما يسمى أ‬ ‫التفس� تبسيطًا ًّ‬
‫مخل‬ ‫«ال�»‪ .‬ويقدم هذا‬ ‫من أطراف ش‬
‫ً‬ ‫ي‬
‫الحداث‬ ‫الغذا�‪ ،‬نتيجة أ‬ ‫أ‬ ‫مداد‬ ‫ال‬ ‫لها‬ ‫يتعرض‬ ‫ال�‬ ‫ت‬ ‫ف‬
‫التصور بوجود خلف يب� العلماء‪ ،‬وهذا ما يُع َت ب َ�‬ ‫الجتماع‬ ‫علماء‬ ‫كتابات‬ ‫لكن‬ ‫ًا‪،‬‬ ‫ك‬ ‫وإربا‬ ‫ا‬ ‫تعقيد‬ ‫أك�‬ ‫لواقع ش‬
‫ي‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫ً‬
‫المروج‬ ‫المناخية المتطرفة‪ ،‬علينا أن نقوم بدور‬ ‫الراء أو المشاركة ف ي� الحوار حول‬ ‫حاجزا أمام تكوين آ‬ ‫ال� يتم‬ ‫ت‬ ‫ش‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫ش‬
‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫والسياسة المتب�ة ت�ح الليات الك� عمقًا ي‬
‫تب� دور «الوسيط‬ ‫ألهمية القضية(‪ .)6‬ويتطلب ِّف‬ ‫قضايا المناخ(‪ ،)3‬ولكن حملت التضليل المعلوما�ت‬ ‫الطبيعة‪.‬‬ ‫علماء‬ ‫لمعظم‬ ‫معروفة‬ ‫غ�‬ ‫اللجوء إليها‪ ،‬وتبقى ي‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫أ‬
‫ال�يه» أن نقوم باستعراض كافة التداعيات المناخية‬ ‫النسانية‬ ‫فف‬
‫تحقق نتائج مؤثرة‪ ،‬لنها تصل إل الرغبات إ‬ ‫يتغ�‪.‬‬ ‫وهذا ينبغي أن ي‬
‫أك�‬ ‫المدادات الغذائية ف� العالم ف� حال تنفيذ ش‬ ‫عىل‬ ‫العمق‪.‬‬ ‫أ‬ ‫مشغولون‬ ‫يف‬
‫الباحث�‬ ‫أن‬ ‫�‬ ‫وجزء من المشكلة يتمثل ف‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫إ‬ ‫ي‬
‫خيارات التخفيف من انبعاثات الكربون عىل أوسع‬ ‫ويبذل الناس ـ بشكل عام ـ جهو ًدا مضنية من أجل‬ ‫وغارقون ف ي� المعلومات‪ .‬قالت يل مؤلفة أحد الفصول ف ي�‬
‫نطاق‪ .‬ويتطلب النتقال إل حالة النشاط الجتماعي‬ ‫تغ�‬ ‫ف‬
‫تل� أو القضاء عىل التوتر(‪ .)4‬وبما أن تبعات ي‬ ‫ي‬ ‫بتغ�‬ ‫التقرير القادم للهيئة الحكومية الدولية المعنية ي‬
‫لتغي� السياسات أن نقفز إل ما بعد‬ ‫المروج‬ ‫والبي�‬ ‫أ‬ ‫ينكرون‬ ‫الحالت‬ ‫معظم‬ ‫�‬ ‫ف‬ ‫الناس‬ ‫فإن‬ ‫ا‪،‬‬ ‫جد‬ ‫مقلقة‬ ‫المناخ‬ ‫متخصصة‬ ‫أك� من ‪ 800‬ورقة علمية‬ ‫المناخ (‪ )IPCC‬أن ش‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ًّ‬
‫أ‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫ف‬
‫نطاق العلم‪ ،‬ونخاطر بفقدان المصداقية‪ ،‬نتيجة‬ ‫ويتجاهلون الخبار يغ� المريحة‪ ،‬ولهذا‪ ..‬فإن توجيه‬ ‫جدا‬ ‫ي� موضوعها نُ ش�ت ي� سنة واحدة‪ ،‬مما ي�ك القليل ًّ‬
‫ف‬
‫العتقاد أو حقيقة أننا قد فقدنا يم�ة الحياد‪.‬‬ ‫يعت� خطوة‬‫اللوم إل صاحب الرسالة وتشويه سمعته ب‬ ‫من الوقت لها لقراءات أوسع نطاقًا‪ .‬ومن المفهوم‪ ،‬إذًا‪،‬‬
‫كب�ة‬ ‫سلطة‬ ‫ـ‬ ‫(‪)7‬‬ ‫وي�‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫س�‬ ‫يش�‬ ‫كما‬ ‫ـ‬ ‫ء‬ ‫العلما‬ ‫ويحمل‬ ‫السياق‪.‬‬ ‫هذا‬ ‫�‬ ‫طبيعية ف‬ ‫أن يكون لدى العلماء ميل لتجاهل المواد المنشورة من‬
‫ي‬ ‫ي ي‬ ‫ُ‬ ‫ي‬
‫ال�ويج لرؤية واحدة للعالم‪ ،‬تتمتع بالمصداقية‬ ‫ف� ت‬ ‫اء‬
‫ر‬ ‫و‬ ‫الوحيد‬ ‫السبب‬ ‫هي‬ ‫تعت�‬‫ب‬ ‫ل‬ ‫التوتر‬ ‫من‬ ‫والخشية‬ ‫مجهول�‪ .‬ومن أجل أن‬ ‫يف‬ ‫يف‬
‫ولمؤلف�‬ ‫حقول علمية أخرى‪،‬‬
‫ي‬
‫العلمية والحقائق الموضوعية عن يغ�ها من الرؤى‪،‬‬ ‫وتش� الروابط‬‫ي‬ ‫المناخ‪.‬‬ ‫تغ�‬
‫ي‬ ‫بتنبؤات‬ ‫ف‬
‫المتشكك�‬
‫ي‬ ‫حماسة‬ ‫أن‬ ‫المناخ‬ ‫لعلماء‬ ‫ينبغي‬ ‫للمجتمع‪،‬‬ ‫قيما‬‫مصدرا ً‬ ‫يمثلوا‬
‫«الحكَـم العلمي» الذي يتضمن‬ ‫بدور‬ ‫القيام‬ ‫فإن‬ ‫ولذلك‬ ‫المناخ‬ ‫بتغ�‬ ‫المتشككة‬ ‫المواقف‬ ‫ف‬
‫ب�‬ ‫ما‬ ‫إثباتها‬ ‫تم‬ ‫ال�‬ ‫ت‬ ‫المجتمع‬ ‫إل‬ ‫اساتهم‬ ‫ر‬ ‫د‬ ‫نتائج‬ ‫نقل‬ ‫كيفية‬ ‫�‬‫يكونوا خ�اء ً ف‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ب ي‬
‫التفس�ات الخاطئة لها هو جزء‬ ‫الدلة ومواجهة‬ ‫توضيح أ‬ ‫والشخاص أصحاب التوجهات الفردية والسياسات‬ ‫يأ‬ ‫أك� كفاءة (انظر‪.)go.nature.com/euzzf7 :‬‬ ‫بشكل ش‬
‫ي‬
‫من العمل اليومي‪.‬‬ ‫التحررية إل وجود جذور إيديولوجية قوية لهذه‬ ‫غ� مريحة ينبغي مواجهتها‪.‬‬ ‫أيضا حقائق ي‬ ‫هناك ً‬
‫لتغ� المناخ إل‬‫ي‬ ‫المتوقعة‬ ‫التبعات‬ ‫وتؤدي‬ ‫القناعات(‪.)5‬‬ ‫يد‬ ‫ال�‬
‫ب‬ ‫اسلت‬ ‫ر‬ ‫لم‬ ‫به‬ ‫المسموح‬ ‫غ�‬ ‫ي‬ ‫الت�يب‬ ‫فقد تسبب‬
‫إعادة بناء الثقة‬ ‫الساسية إلدارة وتمويل وتحريك العالم‬ ‫تحدي القواعد أ‬ ‫و� لعلماء المناخ بجامعة «إيست أنجليا» ف ي�‬ ‫إ ت ف‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫اللك� ي‬
‫المتخصص� أنفسهم ي� مواجهة خلفات‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫عندما يجد يغ�‬ ‫الحديث‪ .‬ولهذا‪ ..‬فليس من المستغرب وجود ردود فعل‬ ‫نوفم� ‪ – 2009‬وأطلق عليه‬ ‫ب‬ ‫نوريتش‪ ،‬بريطانيا ي�‬
‫يف‬ ‫يغ� قابلة للتفاهم ما ي ف‬ ‫يف‬ ‫ت‬ ‫استقطابية‪ .‬لقد وجدت ف‬ ‫سل�‬ ‫إرث‬ ‫ترك‬ ‫�‬ ‫ف‬
‫المتخصص�‪ ،‬فهم مطال َُبون‬
‫ف‬
‫ب�‬ ‫السياسي� أنه لم‬ ‫مناقشا� مع‬
‫ي‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫الته‪.‬‬ ‫ز‬ ‫إ‬ ‫ينبغي‬ ‫بي‬ ‫«كليميت جيت» ـ ي‬
‫و� هذا السياق‪ ،‬يكون‬ ‫ت‬ ‫تغ� المناخ بشكل ي أ‬ ‫ش‬
‫وبينما تركز قيادة علماء المناخ عىل شن� بحوث أك� حول‬
‫ال� سيصدقونها‪ .‬ي‬ ‫بتحديد الجهة ي‬ ‫س�‪،‬‬ ‫يتم إيصال رسالة التحذير من ي‬
‫أساسيا‪ ،‬وهنا تكمن مشكلة‪.‬‬ ‫ًّ‬ ‫الثقة‬ ‫عن�‬ ‫نفس القضايا‪ ،‬تبدو غافلة عن متابعة الحقائق‬
‫ف‬
‫وبالرغم من أن مستويات الثقة بالعلماء‬ ‫و� ر ي يأ�‪ ،‬ل يزال مجتمع علماء المناخ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺔ‬ ‫المتغ�ة‪ .‬ي‬ ‫ي‬

‫‪SOURCE: REF. 7‬‬


‫بغ�هم من المهن‪ ،‬فإن‬ ‫تبدو عالية‪ ،‬مقارنة ي‬ ‫ﻭﺟﺪ ﺍﺳﺘﻄﻼﻉ ﺣﺪﻳﺚ ﻓﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﺃﻥ ﺣﻮﺍﻟﻲ ﺛﻠﺚ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻳﺘﻔﻖ ﻭﻋﺒﺎﺭﺓ‬ ‫ف ي� حالة إنكار لهذه القضايا‪ .‬ونحن كعلماء مناخ‬
‫دراسة أجريت ف ي� بداية ‪ 2011‬وجدت أن ثلث‬ ‫"ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺜﻖ ﺑﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ‪ ,‬ﻟﻴﺨﺒﺮﻭﻧﺎ ﺑﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻋﻦ ﺗﻐﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ" ﻛﻤﺎ‬ ‫من عدة تخصصات طبيعية واجتماعية بحاجة‬
‫يطاني� فقط وافقوا عىل العبارة التالية‪:‬‬ ‫ال� ي ف‬ ‫ب‬ ‫ﻳﻌﺘﺮﺽ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﻮﺍﻟﻲ ﺍﻟﺜﻠﺚ‪ .‬ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮﺍ ﻣﺜﻴﺮﺍ ﻟﻠﻘﻠﻖ‪ ,‬ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺿﻮﺀ‬ ‫إل تنظيم جهودنا وأهدافنا‪ ،‬وإعادة تأسيس‬
‫ﺍﺳﺘﻄﻼﻋﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﺷﺎﺭﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻠﺜﻲ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻳﺜﻖ‬
‫ليخ�ونا بالحقيقة‬ ‫ب‬ ‫المناخ‬ ‫بعلماء‬ ‫نثق‬ ‫أن‬ ‫«يمكننا‬ ‫ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ‪.‬‬ ‫مصداقيتنا ومعرفة وفهم الجمهور المستهدف‬
‫تغ� المناخ» (‪ ،)7‬بينما رفضها ثلث آخر‬ ‫ي‬ ‫عن‬ ‫التعب�‬
‫ي‬ ‫واتخاذ القرارات حول أنسب الوسائل ف ي�‬
‫ف‬
‫(انظر مستويات الثقة)‪ .‬وتم الربط ما يب� هذا‬ ‫ﺃﺗﻔﻖ ﺑﺸﺪﺓ‬ ‫ﻻ ﺃﻋﻠﻢ‬ ‫عن رسائلنا‪ .‬وفوق كل هذا‪ ..‬علينا أن نقوم‬
‫ال�‬ ‫التد� ف� مستويات الثقة مع التهامات ت‬ ‫ف‬ ‫‪6%‬‬ ‫‪3%‬‬ ‫بتطوير مبادرات جديدة ومتماسكة للمشاركة‬
‫ي‬ ‫ي ي‬
‫أعقبت كشف تفاصيل قضية «مناخ جيت»‪،‬‬ ‫ﺃﻋﺎﺭﺽ ﺑﺸﺪﺓ‬
‫كب� ف ي� الحوارات السياسية‬ ‫معا وبنشاط ي‬ ‫ً‬
‫اليم� المحافظ‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫سياس�‬ ‫ادعاءات‬ ‫إل‬ ‫إضافةً‬ ‫والعامة‪.‬‬
‫يّي‬ ‫‪13%‬‬
‫بأن علماء المناخ يروجون لخدعة‪ ،‬ولهذا فإن‬
‫مجتمع علماء المناخ بحاجة ماسة إل إعادة بناء‬ ‫ﺃﻣﻴﻞ ﺇﻟﻰ‬ ‫لماذا ال يفهمون؟‬
‫سمعته‪ ،‬ولكن كيف؟‬ ‫ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ‬ ‫ﺃﻣﻴﻞ ﺇﻟﻰ‬ ‫المعروفة‬ ‫المعلومات‬ ‫كب� من‬ ‫هناك قدر ي‬
‫ال� ندعو‬ ‫أق� ُح شخصيا‪ ،‬وكبيان عام للقيم ت‬ ‫ت‬ ‫‪32%‬‬ ‫ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﺽ‬ ‫يتشككون‬ ‫الناس‬ ‫تجعل‬ ‫ال�‬ ‫السباب ت‬ ‫حول أ‬
‫ي‬ ‫ًّ‬ ‫ي‬ ‫ف‬
‫إليها(‪ ،)8‬أن يتفق علماء المناخ عىل مبادئ من‬ ‫‪21%‬‬ ‫تغ� المناخ‪ .‬حسب‬ ‫ي� رسائل التحذير من ي‬
‫الممارسات المهنية‪ ،‬تشابه قسم أبقراط الذي‬ ‫ف‬
‫كتاب دانييل كاهنمان‪ ،‬الصادر ي� عام ‪2012‬‬
‫يتفق عليه العاملون ف ي� المهن الطبية‪ .‬ويمكن‬ ‫الب�ي‬ ‫«التفك� ببطء و�عة»‪ ،‬فإن الدماغ ش‬ ‫ي‬
‫معاي� العمل وقضايا‬ ‫تتضمن‬ ‫أن‬ ‫المبادئ‬ ‫لهذه‬ ‫وتعمل‬ ‫تقريبا‪.‬‬
‫�ء ف ً‬ ‫ش‬
‫ي‬ ‫ﺃﺗﻔﻖ‬ ‫ﻻ‬ ‫قادر عىل تصديق أي ي‬
‫س� البحث العلمي‪ ،‬وإتاحة‬ ‫الحيادية وشفافية ي‬ ‫ﻭﻻ ﺃﻋﺘﺮﺽ‬ ‫القيم والمعتقدات والمواقف ي� اللوعي‬
‫إيجا�‬ ‫بشكل‬ ‫والحوار‬ ‫التعاون‬ ‫�‬ ‫البيانات‪ ،‬والرغبة ف‬ ‫‪25%‬‬
‫الحقائق(‪.)1‬‬ ‫عىل تحجيم قدرتنا عىل تجميع‬
‫بي‬ ‫ي‬
‫المختص�‪ .‬ويقدم إعلن سنغافورة‬ ‫يف‬ ‫مع يغ�‬ ‫وبهذا‪ ..‬فنحن نميل إل تصديق آراء َم ْن‬
‫‪43 | 2 0 1 2‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫الطبعة العربية |‬ ‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫تـعـليــقات‬

‫الع�اف بهذه‬ ‫اهتمام الرأي العام‪ .‬لم يتم ف� الوثيقة ت‬


‫ي‬
‫‪A. SCHMIDT/AFP/GETTY‬‬

‫اق�اح مواجهتها‪.‬‬ ‫المشاكل‪ ،‬أو ت‬


‫وبسبب الحاجة إل تحقيق تقدم �يع‪ ،‬ومع استمرار‬
‫نواح أخرى‪ ،‬يمكن ل َت َو ُّجه‬ ‫ترك� القيادات أ‬ ‫يف‬
‫أ‬ ‫كاديمية عىل ٍ‬ ‫أ‬
‫ال‬
‫مختلف ينتقل من السفل إل العىل أن يثمر طريقًا‬
‫الخ�ات المستفادة من السنة الدولية‬ ‫أ‬
‫للمام‪ .‬وتظهر ب‬
‫للقطاب الجليدية ‪ 2009-2007‬كيف يمكن لهذا النهج‬ ‫أ‬
‫كمشارك� ي� تخطيط نشاطات‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫فعال‪ .‬لقد قررنا ـ‬ ‫أن يكون ً‬
‫ي‬
‫بإ�اك‬ ‫للقطاب الجليدية ـ أن نقوم ش‬ ‫السنة الدولية أ‬
‫الجيل القادم من علماء المناطق الجليدية‪ .‬لم تكن لدينا‬
‫فكرة واضحة عن كيفية تحقيق ذلك‪ ،‬ولكن ف ي� النهاية‬
‫قام العلماء الشبان أنفسهم باستخدام وسائل التواصل‬
‫الكاديمية المبكرة‬ ‫الجتماعي لتأسيس «جمعية المهن أ‬
‫ت‬
‫لعلماء الجليد»‪ ،‬والتفاق عىل أهدافهم المش�كة‪،‬‬
‫حاليا قوة مؤثرة‬ ‫والسعي لتنفيذها‪ .‬لقد أصبحت الجمعية ً‬
‫عىل أعىل مستوى من التنظيم والتخطيط الخاص بعلماء‬
‫القطاب الجليدية‪.‬‬ ‫أ‬
‫توف�‬
‫الن�نت يمكنه ي‬ ‫ت‬ ‫وبنفس هذه الطريقة‪ ،‬أعتقد أن إ‬
‫المش�كة‬‫ت‬ ‫المن� المطلوب لعلماء المناخ أصحاب العقلية‬ ‫ب‬
‫والمتم�ين بالنشاط والتحفز من كافة التخصصات؛‬ ‫يف‬
‫عة‪.‬‬
‫تغير المناخ ِخ ْد ٌ‬
‫السيناتور األمريكي صاحب التأثير جيمز إنهوفي (جمهوري من أوكالهوما) ال يزال يدعي أن ُّ‬
‫تأث� علوم المناخ عىل الرأي‬ ‫وتغي� ي‬ ‫ي‬ ‫لجمع قواهم‪،‬‬
‫والسياسي�‪ .‬ويمكن بناء مثل هذا التوجه عىل‬ ‫يف‬ ‫العام‬
‫لك�ونية والمبادرات الحالية الخاصة‬ ‫ال ت‬‫عمل المواقع إ‬ ‫الجمهور الفرصةَ لمعرفة المزيد عن القضايا ذات‬ ‫إطارا يمكن‬
‫حول مصداقية البحث العلمي لعام ‪ً 2010‬‬
‫بعلم المناخ‪ ،‬مثل «العلم المتشكك‪ ،‬والمناخ الحقيقي‪،‬‬ ‫الشكالية‪ ،‬والسماح لهم بتكوين وجهات‬ ‫الطبيعة إ‬ ‫البناء عليه (‪ .)www.singaporestatement.org‬ويجب‬
‫ومخت� الكربون»‪ ،‬والهيئة الحكومية الدولية المعنية‬ ‫نظرهم‪ ،‬واتخاذ مواقفهم الخاصة(‪.)9‬‬ ‫أيضا التعامل الجاد من قبل العلماء ومحرري المجلت‬ ‫ً‬
‫ال شك� اتساقًا‬ ‫بتغ� المناخ؛ لتطوير منظومة من الرسائل أ‬ ‫ال�‬‫ت‬ ‫العلمية مع مظاهر الضعف ف ي� المراجعات التقييمية‬
‫ي‬ ‫الثباتات ي‬ ‫الكب�ة من إ‬
‫وبالنسبة إل المجموعة ي‬
‫أ‬
‫حاليا‪.‬‬
‫وأولوية وتوجي ًها من تلك الموجودة ً‬ ‫يتفق عليها كافة علماء المناخ‪ ،‬فإننا بحاجة إل تقديم‬ ‫للبحاث العلمية‪ ،‬وخاصة ما يتعلق بتناقض المصالح‬
‫مؤ�ات التحذير القادمة من الكوكب واضحة‬ ‫إن ش‬ ‫نصوص إنشائية متناسقة ومتكررة ومستندة إل مواد‬ ‫ومدى وفعالية التحليل النقدي‪ ،‬وأن تكون الحلول ال�ت‬
‫تماما‪ .‬آ‬ ‫ي‬
‫والن هو الوقت الذي عىل مجتمع علماء المناخ‬ ‫ً‬ ‫يعت�‬
‫نع�ف بأن هذا ب‬ ‫مرجعية مقنعة‪ .‬وعلينا أن ت‬ ‫يتم التوصل إليها متاحة لطلع الرأي العام‪.‬‬
‫أ‬
‫ال� يطلقها راكبو المواج‬ ‫ت‬
‫تب� ال�خات العالية ي‬
‫ف‬
‫فيه ي‬ ‫للتأث� عىل عملية صنع‬
‫غ� كاف ي‬ ‫ش�طًا ف�وريًّا‪ ،‬ولكن ي‬
‫عندما تواجههم ظروف يصعب التعامل معها بشكل‬ ‫القرار ونقلها نحو حالة من الستجابة العملية‪ .‬وعلينا‬ ‫قواعد «االشتباك»‬
‫ًوف»‪■ .‬‬ ‫أوان ُص ْنع ط ْ‬ ‫«آن ُ‬ ‫فردي‪ ،‬حيث يقولون‪َ :‬‬ ‫ال� ل نتفق عليها كعلماء‬‫ت‬ ‫يف‬
‫نقدر بأن القضايا ي‬ ‫أيضا أن ّ‬
‫ً‬ ‫لتغ�‬
‫التفك� المناهضة ي‬ ‫ي‬ ‫تم�ت المنظمات ومعاهد‬
‫أ‬
‫للمناخ ليست بذات أهمية لصناعة القرار‪ ،‬بقدر ما هي‬ ‫المناخ بالفعالية‪ ،‬لنها تمكنت من فهم وتطبيق الرؤى‬
‫كريس رابلي‪ :‬هو أستاذ علم المناخ ف� كلية علوم أ‬
‫الرض‬ ‫حاليا‪،‬‬ ‫ت‬ ‫ف‬
‫ي‬ ‫ال� نملكها ً‬
‫�ورية لتوضيح حدود المعرفة ي‬ ‫الحديثة للعلوم الجتماعية‪ .‬تقدم هذه المنظمات‬
‫ف ي� الكلية الجامعية ف ي� لندن‪ ،‬بريطانيا‪.‬‬ ‫والسياسي�ف‬
‫ي‬ ‫وعلينا أيضا أن نتحاور مع محرري الصحف‬ ‫رسائل بسيطة تتم صياغتها للتوافق مع مجموعة قيم‬
‫و�‪christopher.rapley@ucl.ac.uk :‬‬ ‫ال�يد إ ت ف‬ ‫محددة ووجهات نظر عالمية‪ .‬ي ف‬
‫اللك� ي‬ ‫ب‬ ‫شخص‪.‬‬
‫ي‬ ‫بشكل‬ ‫يتم� تدفق التعليقات‬
‫‪1. Kahan, D. M. et al. Nature Clim. Change http://‬‬ ‫مدعوما‬
‫ً‬ ‫من هذه المراكز بالستمرارية والتوافق‪ ،‬وبكونه‬
‫‪dx.doi.org/10.1038/nclimate1547 (2012).‬‬ ‫دعوة إلى العمل‬ ‫أك� عمقًا‪ ،‬كما يتم شن�‬ ‫بمواد توفر مداخل لحوارات ش‬
‫‪2. Festinger, L. A Theory of Cognitive Dissonance‬‬
‫‪(Stanford University Press, 1957).‬‬ ‫َم ْن يستطيع أن ينظم مثل هذه المبادرة؟ تمتد‬ ‫وتضخيم وجهات نظرهم من قبل قطاعات متعاطفة‬
‫علوم المناخ بع� عدة تخصصات أكاديمية‪ ،‬ول توجد‬ ‫العلم والقوى السياسية‪ ،‬تم بناؤها وتنميتها بشكل‬ ‫ف‬
‫‪3. Ding, D., Maibach, E. W., Zhao, X., Roser-Renouf,‬‬ ‫ي� إ‬
‫‪C. & Leiserowitz, A. Nature Clim. Change 1,‬‬
‫‪462–466 (2011).‬‬ ‫مؤسسة مهنية ذات نطاق‬ ‫شخص‪.‬‬
‫ف ي‬
‫‪4. Weintrobe, S. ‘The Difficult Problem of Anxiety‬‬ ‫شمول تقوم بتمثيل علماء‬ ‫ي‬ ‫« هنالك الكثير‬ ‫و� المقابل يقدم علماء المناخ رسائل موجهة إل‬ ‫ي‬
‫‪in Thinking About Climate Change’ in Engaging‬‬
‫المناخ وإسماع صوتهم‪.‬‬ ‫جدا ومفصلة‬ ‫تتم� بكونها فنية ًّ‬ ‫صناع القرار والرأي العام‪ ،‬ي ف‬
‫‪With Climate Change: Psychoanalytic and‬‬ ‫من االعتماد على‬ ‫كب�‪ .‬ومثل هذه الرسائل تكون متناثرة‪ ،‬ف‬
‫)‪Interdisciplinary Perspectives (ed. Weintrobe, S.‬‬ ‫وأحد الخيارات المتوفرة هو‬ ‫وتعا� من‬
‫ي‬ ‫بشكل ي‬
‫‪(Routledge, in the press).‬‬
‫المجلس العالمي للعلوم‪،‬‬
‫النموذج الخطأ‬ ‫تماما أهمية التعامل مع المشاعر‬ ‫وتغفل‬ ‫ف‬
‫اليق�‬
‫‪5. Poortinga, W., Spence, A., Whitmarsh, L.,‬‬ ‫ً‬ ‫عدم ي‬
‫ومقره ي� باريس‪ ،‬إضافة‬‫ف‬ ‫في‬ ‫حول النقص‬ ‫الكث� من العتماد عىل‬ ‫هناك‬ ‫أن‬ ‫كما‬ ‫ها‪،‬‬ ‫تث�‬ ‫ت‬
‫‪Capstick, S. & Pidgeon, N. F. Global Environ.‬‬ ‫ي‬ ‫والروابط ي ي‬
‫ال�‬
‫‪Change 21, 1015–1024 (2011).‬‬
‫‪6. Sarewitz, D. Workshop Paper, AAAS Scientific‬‬ ‫إل ش�كائه من المؤسسات‬ ‫المعلومات»‬ ‫النموذج الخطأ حول النقص ف ي� المعلومات الذي بموجبه‬
‫و�‬ ‫الكاديمية والحكومية‪ .‬ف‬ ‫أ‬ ‫الخ�اء وكأنهم عبارة عن أوعية فارغة‬
‫‪Responsibility, Human Rights and Law‬‬ ‫ي‬ ‫يتم النظر إل يغ� ب‬
‫‪Program (2012); available at http://go.nature.‬‬ ‫مارس من هذه السنة قام المجلس بإطلق ت‬
‫اس�اتيجيته‬ ‫يمكن تعبئتها «بالحقيقة»‪.‬‬
‫‪com/7fpus3.‬‬
‫‪7. Shuckburgh, E., Robison, R. & Pidgeon, N.‬‬
‫أ‬
‫ع� سنوات‪ ،‬بعنوان «الرض‬ ‫ال� تمتد لمدة ش‬ ‫ت‬ ‫ويتم عاد ًة تقديم هذه الرسائل عن طريق الحوار‪،‬‬
‫ي‬
‫‪Climate Science, the Public and the News Media‬‬
‫وال� تطمح إل إعادة تشكيل برنامجه‬ ‫ت‬
‫‪(Living With Environmental Change consortium,‬‬ ‫المستقبلية»‪ ،‬ي‬ ‫الحساس «بالحماسة الوطنية» والعتقاد‬ ‫وهذا ما يعزز إ‬
‫‪in the press).‬‬ ‫بالتغ� العالمي؛ ليخدم احتياجات المجتمع‬ ‫ي‬ ‫الخاص‬ ‫الكث� من الشكوك تحوم حول‬ ‫ي‬ ‫هناك‬ ‫بأنه ل يزال‬
‫‪8. Grundmann, R. Sci. Technol. Hum. Values http://‬‬
‫بشكل أفضل(‪.)10‬‬ ‫تأث�ا‪ ،‬فيتمثل‬ ‫ك�‬ ‫ش‬ ‫السء أ‬
‫ال‬ ‫ش‬ ‫أما‬ ‫العلمية‪.‬‬ ‫الحقائق‬
‫‪dx.doi.org/10.1177/0162243911432318‬‬ ‫يً‬ ‫ي‬
‫‪(2012).‬‬ ‫مث�ة للإحباط‪ .‬صحيح أنها تقدم‬ ‫وهذه الوثيقة تبدو ي‬ ‫ف ي� اللقاءات والجتماعات الشخصية‪ ،‬أو النشاطات‬
‫‪9. McCallie, E. et al. Mus. Soc. Issues 2, 165–184‬‬
‫ال�اكات‬‫تنظيما مع نطاق واسع من ش‬ ‫رؤية لتوجه ش‬
‫أك�‬ ‫ال� يقدمها‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫‪(2007).‬‬ ‫ً‬ ‫ال� يقودها الجمهور‪ ،‬مثل تلك ي‬ ‫الحوارية ي‬
‫‪10. International Council for Science. Future Earth:‬‬ ‫وإمكانات لتواصل أفضل مع صناع القرار‪ ،‬ولكنها مكتوبة‬ ‫مركز «دانا» التابع لمتحف العلوم‪ .‬يقوم هذا المركز‬
‫‪Research for Global Sustainability, A Framework‬‬
‫تف�ض عدم حدوث قضية «مناخ جيت» ونمو‬ ‫بطريقة ت‬ ‫خ�اء يمثلون عدة وجهات نظر‬ ‫ب� ب‬‫بتنظيم حوارات ي ف‬
‫‪Document (2012); available at http://go.nature.‬‬
‫تغ� المناخ‪ ،‬وتنامي عدم‬ ‫ف‬ ‫ف‬
‫‪com/m3r1im.‬‬ ‫المعاهد البحثية المتشككة ي� ي ُّ‬ ‫المشارك� من‬
‫ي‬ ‫صغ�ة‪ ،‬ما يمنح‬ ‫مع مجموعات نقاشية ي‬
‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬ ‫الطبعة العربية‬ ‫‪| 2012‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫‪| 44‬‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫تـعـليــقات‬

‫ضرورة إحكام التدقيق على الباحثين‬


‫َّ‬
‫الممولين بسخاء‬
‫تعزز رسالة معاهد الصحة‬
‫النخبة الحاصلين على ِم َنح ِّ‬ ‫«احتياطات إضافية لمراجعة‬
‫أ‬
‫الوطنية المريكية» جيريمي م‪ .‬بيرج‬

‫يجب أل تكون العامل الوحيد الذي نأخذه بعين العتبار‬ ‫لديهم القدرة للحصول على البيانات الخاصة بمقاييس‬ ‫المريكية طلبات‬ ‫تصل إلى معاهد الصحة الوطنية أ‬
‫عند صناعة القرارت المتعلقة بالتمويل‪.‬‬ ‫المريكية‪ ،‬ول الوقت لتحليل‬ ‫معاهد الصحة الوطنية أ‬ ‫لتمويل مشاريع علمية بارزة‪ ٬‬وبأعداد أكبر من أن تستطيع‬
‫وهناك أسباب جيدة للنظر في قدر التمويل الذي يحصل‬ ‫هذه المعلومات‪.‬‬ ‫تحملها‪ ،‬حيث وصل المعدل العام‬ ‫ميزانية هذه المعاهد ُّ‬
‫عليه باحث ما‪ ..‬فعندما يتعامل مختبر واحد مع عدد من‬ ‫ولعملية مراجعة النظائر الكثير من المحددات‪ ٬‬فحتى‬ ‫لنجاح هذه المنح إلى ‪ ٪١٨‬في السنة المالية ‪ ،٢٠١١‬وهذا‬
‫المشاريع‪ ٬‬ل بد من أن يحصل هناك تداخل بينها‪ ٬‬وهنا‬ ‫تتم مقارنة وترتيب طلبات التمويل على المئات من‬ ‫أدنى انخفاض تم تسجيله في تاريخ المراكز‪.‬‬
‫ستكون تكاليف التشغيل مغطاة على سبيل المثال‪ .‬إن‬ ‫الداريين‬ ‫أ‬
‫أقسام معاهد الصحة الوطنية المريكية‪ ٬‬على إ‬ ‫وأعلنت الوكالة في الشهر الماضي عن سياسة‪ ،‬سيتم‬
‫إعطاء منحة أخرى لنفس الباحث‪ ،‬قد يكون له تأثير أقل‬ ‫تعيين قيمة مئينية لكل نتيجة في عملية مراجعة النظائر‪.‬‬ ‫تطبيقها في الدورة القادمة لمنح الـ آر‪.‬زيرو‪.‬ون (‪.)R01‬‬
‫من إعطاء نفس المنحة لشخص آخر ممن له نفس النتيجة‬ ‫الفضل‪.‬‬‫وأول مئيني (أعلى ‪ )٪١‬يتوافق والطلبات أ‬ ‫وتنص هذه السياسة على أن أي باحث يحصل على تمويل‬
‫المئينية‪ ،‬وليس لديه أي تمويل‪ ٬‬أو لديه قدر ضئيل‬ ‫وللقيم المئينية محدداتها النابعة من احتمالية تحيز‬ ‫بمبلغ أكثر من مليون دولر أمريكي في السنة (وهذا ل‬
‫منه‪ .‬وقد أظهرت في دراسة أجريتها في المعهد الوطني‬ ‫يشمل [التكاليف غير المباشرة] التي يتم دفعها لجامعة‬
‫للعلوم الطبية العامة أن إنتاجية أ‬

‫‪SOURCE: J. M. BERG/NIGMS‬‬
‫البحاث المقاسة بعدد‬ ‫الباحث)؛ سيتعرض لمراجعة إضافية‪ ،‬حيث ستقوم‬
‫المنشورات أو القتباسات التي وصل معدلها أعلى من‬ ‫ﺭﺳﻢ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ‬ ‫مجالس الشورى للوكالة بفحص مدى تميز المشاريع‬
‫مجموعة من الباحثين ممن لهم مستويات متشابهة من‬
‫ﻣﺌﻴﻨﺎﺕ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﻤﻨﺢ ﺍﻟﻤﺮﺗﻔﻌﺔ ﻻ‬
‫الخرى‪ .‬وإذا‬ ‫المطروحة عن أعمال الباحث الممولة أ‬
‫ﺗﻌﻨﻲ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺭﺍﺕ‪ .‬ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﻨﺢ‬
‫الدعم‪ ٬‬لم تزد مع زيادة مستوى الدعم‪ ٬‬ولكنها توقفت‬ ‫ﻻ ﺗﺒﺪﻱ ﺃﻱ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻣﻠﺤﻮﻅ ﺣﺘﻰ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺌﻴﻨﻲ‬ ‫كانت الحالة هي حالة إعادة تمويل بحثي؛ ستتم دراسة‬
‫عند سقف ثابت يصل إلى ‪ ٧٠٠٫٠٠٠‬دولر أمريكي‪ ٬‬وذلك‬ ‫ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ‪ ،‬ﺍﻟﻤﻨﺢ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻻ ﺗﺒﺪﻱ ﺃﻱ ﺗﻮﺍﻓﻖ‬ ‫إنتاجية المشروع‪ ٬‬وكذلك النظر إلى القيمة التي سيقدمها‬
‫ﻣﻠﺤﻮﻅ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﺍﻟﻨﻄﺎﻕ‬
‫كتكاليف مباشرة للباحث الواحد‪.‬‬ ‫‪12‬‬
‫المشروع لبرنامج الباحث ومشاركاته‪ ،‬وسيتم إعطاء هذه‬
‫ونجد أن بعض الباحثين أفضل من غيرهم في إدارة‬ ‫الدراسة التحليلية لموظفي البرامج في المعاهد‪ ٬‬الذين‬
‫كميات كبيرة من الموارد‪ .‬وإذا كان أداء باحث ما أقل من‬ ‫سيقومون ـ بدورهم ـ بتقديم توصيات بشأن التمويل‪.‬‬
‫ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺑﻌﺪ ‪ 4‬ﺳﻨﻮﺍﺕ‬
‫)ﻣﻘﺴﻮﻣﺔ ﻋﻠﻰ ‪ 100‬ﻣﻨﺤﺔ(‬

‫ﺍﻟﻤﻨﺢ ﺍﻟﻤﺠﺪﺩﺓ‬
‫‪10‬‬
‫المستوى المطلوب‪ ٬‬فهذا يعني أن تمويل باحث آخر‬ ‫وقد ان ُت ِق َدت هذه السياسة؛ لما أضافته من أعباء‬
‫استثمارا أفضل‪ .‬وعلى معاهد الصحة الوطنية‬ ‫ً‬ ‫قد يعد‬ ‫إدارية على المعاهد‪ ٬‬وكذلك لحتمالية معاقبتها ألكثر‬
‫المريكية الستثمار في مدى واسع من البحوث‪ ،‬فإذا‬ ‫أ‬ ‫‪8‬‬
‫العلماء إنتاجيةً ‪ .‬وفي اعتقادي‪ ٬‬ستعمل هذه السياسة‬
‫جيدا‪ ٬‬فمن الممكن أن‬ ‫كان العلماء ممن تم تمويلهم ً‬ ‫على إطراء عملية مراجعة النظائر‪ ٬‬كما ستساعد على‬
‫كاف للمجال الذي يعملون فيه من‬ ‫‪6‬‬ ‫تحديد أفضل مقاييس ممكنة أ‬
‫يكون هناك تمويل ٍ‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﺢ ﺍﻟﻤﺠﺪﺩﺓ‬ ‫للبحاث الممولة من ِق َبل‬
‫معاهد الصحة الوطنية أ‬
‫مصادر أخرى‪.‬‬ ‫المريكية‪ ٬‬وذلك على المديين‬
‫بالجراء المثالي‪ .‬ومن‬
‫إن إضافة طبقة تدقيق ليست إ‬ ‫‪0‬‬
‫القصير‪ ،‬والطويل‪.‬‬
‫الفضل أن يكون الحد أقل من مليون دولر أمريكي‪ ،‬وأن‬ ‫أ‬ ‫‪0‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪25‬‬
‫وفي المعهد الوطني للعلوم الطبية العامة‪ ٬‬في بيفسيدا‪٬‬‬
‫ﻣﺌﻴﻨﺎﺕ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﺋﺮ ﻓﻲ‬
‫أ‬
‫يتم التحويل خارج معاهد الصحة الوطنية المريكية‪.‬‬ ‫عملت كمدير‪ ،‬بد ًءا من عام ‪ ٢٠٠٣‬إلى ‪٢٠١١‬ـ‬
‫ﻣﻌﻬﺪ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ‬ ‫ميريلند ـ حيث ُ‬
‫وتعني الستثناءات في هذه السياسة أنه سيكون من‬ ‫)ﻣﻘﺴﻮﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﻣﻦ ‪ 100‬ﻣﻨﺤﺔ(‬ ‫ولحوالي عقدين من الزمن‪ ٬‬كان يتم تشديد الرقابة على‬
‫السهل المراوغة‪ ..‬فعلى سبيل المثال‪ ٬‬إذا أعطيت‬ ‫طلبات الباحثين الحاصلين على أكثر من ‪ ٧٥٠٫٠٠٠‬دولر‬
‫منحة لعدة باحثين عاملين على نفس المشروع‪ ٬‬فإن‬ ‫بالضافة إلى خصائص العملية‬ ‫أ‬
‫المراجعين الساسيين‪ ٬‬إ‬ ‫أمريكي في السنة‪ ،‬لتغطية التكاليف من جميع الجهات‬
‫التدقيق إالضافي يطبق فقط إذا كان مجموع المبلغ الذي‬ ‫المستعملة لحساب المئينات‪ ،‬وكذلك العلم بأنه يتم‬ ‫الممولة‪ ٬‬ومن ضمنها الطلب المعلق للمعهد الوطني‬
‫يحصلون عليه أكثر من مليون دولر أمريكي من المعهد‪.‬‬ ‫الحكم على الطلبات بنا ًء على إمكانية المشروع المطروح‬ ‫للعلوم الطبية العامة‪ .‬وهذه السياسة ليست بسقف‪٬‬‬
‫وهنا أتخوف من أن يقوم بعض مقدمي الطلبات بضم‬ ‫من الكشف عن تطورات علمية مستقبلية‪ .‬وهذا أمر‬ ‫ولكنها تُ َع ّد أداة مفيدة في إدارة الموارد القادمة من أموال‬
‫باحث مساعد؛ ليحصل على مبلغ أقل‪ ٬‬وبذلك يتجنب‬ ‫يصعب التكهن به‪.‬‬ ‫دافعي الضرائب‪ ٬‬بغيةَ تحقيق أهداف كل من المعهد‬
‫التدقيق‪.‬‬
‫َ‬ ‫الباحث الرئيس‬
‫ُ‬ ‫الوطني للعلوم الطبية العامة‪ ،‬ومعاهد الصحة الوطنية‬
‫الولوية للباحثين الذين‬‫ومن وجهة نظري‪ ٬‬يجب إعطاء أ‬ ‫المن َــح‬
‫معاييــر ِ‬ ‫المريكية‪ .‬وقد أثر هذا التدقيق في توزيع المصادر‪٬‬‬ ‫أ‬
‫يتقدمون بمشاريع متميزة‪ ٬‬وليس لديهم الكثير من‬ ‫وخلل عملي كمدير في المعهد الوطني للعلوم الطبية‬ ‫وذلك إما عن طريق حجب التمويل عن الباحثين الممولين‬
‫المصادر‪ ،‬أو ليس لديهم أي مصادر دعم‪ ٬‬كالباحثين‬ ‫العامة‪ ،‬قمت بتحليل فعالية نتائج عملية مراجعة النظائر‬ ‫جيدا‪ ،‬أو تقليله‪ ٬‬وإما من خلل توفير منح لهم‪ ٬‬بشرط‬ ‫ً‬
‫على بداية طريقهم العلمي‪ ،‬أو المنتجين والمتمكنين‬ ‫بالنتاجية العلمية‪ .‬واعتمدت في حكمي على‬ ‫في التنبؤ إ‬ ‫أل تتم إعادة تجديد تمويل مستقبلي‪ .‬وكان هذا من‬
‫منهم‪ ،‬على أن يكون تمويل هؤلء ـ على أ‬
‫الرجح ـ له أثر‬ ‫اعتبارات مختلفة‪ ٬‬منها عدد المنشورات‪ ٬‬والقتباسات‪،‬‬ ‫أن حرر بعض المال لباحثين آخرين‪ ٬‬كما سمح‬ ‫شأنه ْ‬
‫البقاء‬
‫أكبر‪ ٬‬إما عن طريق إنشاء مختبرات جديدة‪ ٬‬أو إ‬ ‫والمنشورات العالية بالقتباسات بعد مرور أربع سنوات‬ ‫للباحثين الممولين بسخاء من تغيير طرق بحثهم‪ .‬وإذا‬
‫على تلك المختبرات العاملة بفعالية‪ ٬‬بدل ً من إعطاء‬ ‫على التمويل‪ .‬ووجدت أن توزيع النتائج المئينية‬ ‫تم تطبيق هذه السياسة بفاعلية‪ ٬‬فإنها سوف تكون‬
‫تمويل هامشي لباحثين لديهم مصادر أخرى للدعم‪■ .‬‬ ‫النتاجية‬
‫لمقدمي الطلبات قد تَ َوافَق مع الختلفات في إ‬ ‫خطوة في التجاه الصحيح‪.‬‬
‫المستقبلية إلى حد ما‪ ،‬ولكن المنشورات المتباينة بفارق‬ ‫المريكية بأنه‬‫ويجادل منتقدو معاهد الصحة الوطنية أ‬
‫ج�يمي م‪ .‬يب�ج‪ :‬هو مساعد نائب رئيس الجامعة‬ ‫ي‬ ‫خمس إلى عشر نقاط مئينية لم تختلف بشكل ملحوظ‬ ‫بالرغم من أن عملية مراجعة النظائر ل تخلو من العيوب‪٬‬‬
‫لس�اتيجية وتخطيط العلوم (علوم الصحة)‪ ،‬جامعة‬ ‫ت‬ ‫الم َنح باتباع‬
‫تمويل ِ‬ ‫(انظر إلى رسم النتائج)‪ .‬ونلحظ أن‬ ‫لكنها تعد أفضل نظام لتقييم المشاريع العلمية‪.‬‬
‫بيتسب�ج‪ ٬‬بنسلفانيا ‪ ،١٥٢٦٠‬الوليات المتحدة أ‬
‫المريكية‪.‬‬ ‫البحاث التابعة‬ ‫ترتيب مئيني بحت ل يعني بالضرورة أن أ‬ ‫عديد من المراجعين أن يتأكدوا من أنه ل يتم‬
‫ي‬ ‫ويحاول ٌ‬
‫و�‪jberg@pitt.edu :‬‬ ‫ت ف‬
‫بريد إلك� ي‬ ‫ستكون ذات جودة أعلى‪ .‬ومن هنا‪ ٬‬فإن النتيجة المئينية‬ ‫ممول‪ ،‬ولكن ليس‬ ‫َّ‬ ‫وآخر‬ ‫جديد‪،‬‬ ‫مشروع‬ ‫بين‬ ‫تداخل كبير‬
‫‪45 | 2 0 1 2‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫الطبعة العربية |‬ ‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫تـعـليــقات كتب وفنون‬

‫والفردية‪ ،‬عىل حد سواء‪ ،‬لدى محاولة ش�ح خياراتنا‬


‫‪RUNPHOTO/GETTY‬‬

‫ال� ّتدعي‬ ‫ت‬


‫مناسبا للدراسات ي‬ ‫ً‬ ‫نقدا‬ ‫الموسيقية‪ ،‬ويقدم ً‬
‫يعزز الذكاء‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬ ‫موتسارت‬ ‫أن الستماع إل مؤلفات‬
‫أيضا إل كيفية استخدام الموسيقى‬ ‫هوروفي� ً‬ ‫تف‬ ‫ينظر‬
‫والعلن‪ ،‬ال�ت‬ ‫فيه‬ ‫ال�‬‫ت‬ ‫مجال‬ ‫�‬ ‫ف‬ ‫الصوتية‬ ‫ات‬ ‫والمؤثر‬
‫ي‬ ‫إ‬ ‫ي‬
‫ال� كانت‬ ‫الدراك السمعي ت‬ ‫إ‬ ‫مبادئ‬ ‫عىل‬ ‫تعتمد‬ ‫غالبا ما‬
‫ي‬ ‫ً‬
‫يتحسن َف ْه َم أسسها‬ ‫ّ‬ ‫أن‬ ‫قبل‬ ‫طويل‬ ‫لوقت‬ ‫معتمدة‬
‫البيولوجية‪ .‬ويناقش رد فعل الجسم عىل الصمت‬
‫الصوات‪،‬‬ ‫والصوات العالية‪ ،‬وكيف يمكن لبعض أ‬ ‫أ‬
‫كث�ة‪ ،‬أن تحفّز النوم‬ ‫ف‬
‫اليقاعي‪ ،‬ي� أحيان ي‬ ‫ذات الطابع إ‬
‫يش� المؤلف‬ ‫ي‬ ‫للدماغ‪.‬كما‬ ‫ة‬‫المغ�‬
‫يّ‬ ‫الحالت‬ ‫وغ�ه من‬ ‫ي‬
‫إل أن الوسط الصامت حقًا ل وجود له ف ي� الواقع‪ ،‬ألن‬
‫الب� يمكن‬ ‫ال� ل يمكن سماعها من قبل ش‬ ‫ت‬ ‫أ‬
‫ف‬ ‫الأصوات أ ي‬
‫للنواع الخرى سماعها بسهولة‪ .‬وح� ي� حال غياب‬ ‫ت‬
‫أي مصدر للصوت‪ ،‬فإن الخصائص الصوتية للبيئة تؤثر‬
‫عىل إدراكنا‪ .‬يتمثل هذا بالشعور بعدم الستقرار الذي‬
‫كث�ا ما يراودنا عند الدخول إل الغرف عديمة الصدى‪،‬‬ ‫يً‬
‫ال� أ‬
‫تمل‬ ‫ت‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫حيث تمتص الجدران كافة الصوات والصداء ي‬
‫الغرف العتيادية النمطية‪.‬‬
‫هوروف� بالجانب المربك من‬ ‫تف‬ ‫ل يتوقف اهتمام‬
‫يمص ف ي� اعتبار‬ ‫ي‬
‫عالم السمعيات عند هذا الحد‪ ،‬فهو ف‬
‫ال�يرة ف ي� الحرب‬ ‫كيف تم استغلل تطبيقات الصوت ش‬
‫النفسية‪ ،‬كما هو موضح‪ ،‬عىل سبيل المثال‪ ،‬بفعل‬
‫اللمانية ستوكا أثناء الغارات‬ ‫أصوات عويل القاذفات أ‬
‫السبانية‬ ‫أ‬ ‫ف‬
‫الجوية لقصف المدن ي� الحرب الهلية إ‬ ‫يمكن لألصوات أن تكون ذات تأثيرات قوية على عواطفنا وذكرياتنا‪.‬‬

‫ُُ‬
‫والحرب العالمية الثانية‪.‬‬
‫هوروفي� آمال ً عىل‬ ‫تف‬ ‫خ�‪ ،‬يعلّق‬ ‫أ‬ ‫ف‬
‫ي� الفصل قبل ال ي‬ ‫علم األعصاب‬
‫البحوث المستقبلية الواعدة‪ ،‬بد ًءا من التحدي المتمثل‬

‫األذنان تمتلكها‬
‫الذن‬ ‫ف� استعادة السمع عن طريق إعادة إنماء خليا أ‬
‫ي‬
‫بكل‬ ‫كب�ة ٍّ‬ ‫سلبيا بسهولة ي‬ ‫ت‬
‫ال� أتتأثر ًّ‬ ‫المشعرة ‪ -‬ي‬ ‫ّ‬ ‫الحسية‬ ‫ّ‬
‫من التقدم ف ي� العمر‪ ،‬والصوات المرتفعة‪ ،‬والعدوى ‪-‬‬
‫الخرى‪.‬‬ ‫وصول إل الستماع للمشاهد الصوتية للكواكب أ‬
‫ً‬
‫وأخ�ا‪ ،‬يحتفل بما يسميه «أغنية الدماغ»‪ :‬الجوقة‬ ‫يً‬
‫يتميز أندرو كينج برأي شخصي عن تأثير الصوت على كل من الحياة والتطور والدماغ‪.‬‬
‫العص�‪،‬‬ ‫تش� إل النشاط‬ ‫ال� ي‬ ‫ت‬ ‫يف‬
‫بي‬ ‫المم�ة من النقرات‪ ،‬ي‬
‫وال� يمكن تسجيلها بع� مراقبة الصوت عند وضع‬ ‫ت‬
‫ف‬ ‫ي‬
‫إلك�ود ي� الدماغ‪ .‬كما يتوقع أن العقل قد يُ َشكِّل من‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫ال�‬
‫تفاصيل الخصائص ي‬ ‫لماذا يسبب حكّ أظافرك عىل السبورة هذه الشدة‬
‫أ‬ ‫ف‬
‫«أوركس�ا النيورونات» الممثلة للنشاط بع� الدماغ ما‬ ‫ت‬ ‫تطورت لدى الضفادع‬ ‫ت‬
‫ال� تناولها‬
‫ي� رد الفعل؟ هذا أحد السئلة العديدة ي‬
‫بكث�‬ ‫كب�‪ ،‬يتجاوز ي‬ ‫يشبه مكونات الموسيقى إل حد ي‬ ‫إل نتاج‬ ‫والخفافيش‬ ‫ف‬ ‫ت‬
‫كتاب سث هوروفي� (الحاسة الشاملة ‪The Universal‬‬
‫مجرد مجموعة من الملحظات‪.‬‬ ‫ال�ددات‬ ‫الصوات ذات ت‬ ‫أ‬ ‫تؤمن مصدرا واسع ف‬
‫الغ�‬ ‫إن حاسة السمع ّ‬ ‫‪َّ .)Sense‬‬
‫و«الحاسة الشاملة» �دية شخصية واضحة‪ ،‬تُ َزيِّ ُن ُها‬ ‫النخفاض‪،‬‬ ‫بالغة‬ ‫من المعلومات عن العالم‪ ،‬كما تلعب ً دورا رئيسا �ف‬
‫ً ً ي‬
‫عديد من الحكايات من التجربة‬ ‫روح الدعابة‪ ،‬ويتخللها ٌ‬ ‫ُ‬ ‫إليها‪،‬‬ ‫والستماع‬ ‫التواصل عن طريق الكلم والموسيقى‪ .‬ف ي� هذا الكتاب‬
‫تف‬ ‫أو ت‬ ‫ت‬ ‫تف‬
‫لهوروفي� نفسه كعالم ومؤلف ومنتج‬ ‫الشخصية‬ ‫ال�ددات بالغة‬ ‫الفذّ ة ي‬
‫ال� تتمكن فيها‬
‫أ‬
‫هوروفي� الطرق‬ ‫الممتع‪ ،‬يصف‬
‫مختلف أنواع أ‬
‫الضافات تشكل‬ ‫لك�ونية‪ .‬ورغم أن هذه إ‬ ‫ال ت‬ ‫للموسيقى إ‬ ‫التوال‪.‬‬ ‫النخفاض‪ ،‬عىل‬ ‫الحياء من إصدار الصوات والستجابة‬
‫ي‬
‫رابطًا لفصول الكتاب المختلفة‪ ،‬إل أن إدراجها يحرف‬ ‫وبعد فكرة عامة موجزة‬ ‫تأث� ذلك عىل شكل البيئات السمعية‬ ‫لها‪ ،‬وكيف كان ي‬
‫إن تغطية‬ ‫مضمون الكتاب نحو اهتمامات المؤلف‪َّ .‬‬ ‫عن تنظيم المناطق الحاسة الشاملة‪ :‬كيف‬ ‫والصوتية لها‪.‬‬
‫للس ْمع من الناحية العلمية العصبية تبدو يغ�‬ ‫الكتاب َّ‬ ‫السمعية ف ي� الدماغ‪ ،‬يؤثر السمع على شكل‬ ‫هوروفي� بطرح سؤال عن الشكل المحتمل للكرة‬ ‫تف‬ ‫يبدأ‬
‫الكث�‬ ‫ف‬
‫هوروفي�‬ ‫ت‬ ‫يذكر‬ ‫ل‬ ‫المثال‪،‬‬ ‫سبيل‬ ‫وعىل‬ ‫متكاملة‪.‬‬ ‫هوروفي� مدى الدماغ‬ ‫تف‬ ‫يصف‬ ‫الرضية الصاخبة قبل ظهور أول المخلوقات القادرة‬ ‫أ‬
‫ي‬
‫العص� الممكن للختلفات ف ي� القدرات‬ ‫ساس‬ ‫ال‬‫عن أ‬ ‫سث أوروفيتز‪ ،‬الناشر‪:‬‬
‫إثارة‬ ‫�‬ ‫ف‬ ‫صوات‬ ‫فعالية أ‬
‫ال‬ ‫اك� وسقوط‬ ‫ف‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫بي‬ ‫بلومزبري‪320 .2012 :‬‬ ‫ي‬ ‫وال� ي‬‫عىل سماع الصوات البدائية للمطار ب‬
‫الموسيقية واللغوية‪ ،‬لكنه لم يهدف إل جعل كتابه‬ ‫دوالرا‬
‫ً‬ ‫ردود الفعل العاطفية‪ ،‬صفحة‪25،00 ،‬‬ ‫تغي� هذا المشهد‬ ‫النيازك‪ ،‬وكيف تمكنت الحياة من ي‬
‫مدرسيا‪ ،‬وبدل ً من ذلك‪ ،‬ومن خلل تعميق روايته‬ ‫أو جذب انتباه المستمع‪.‬‬ ‫للصوات‬ ‫المم�ة أ‬ ‫الصو�‪ ،‬ثم يسلّط الضوء عىل المظاهر ي ّ ف‬ ‫ت‬
‫أ ًّ‬ ‫أمريكيا‪ 15،99 ،‬جنيه‬
‫ًّ‬
‫أ‬ ‫ي‬
‫تف‬
‫هوروفي�‬ ‫بالمثلة المألوفة ‪ -‬مثل السبورة ‪ -‬يقدم‬ ‫ويمكن بالطبع لي حاسة استرليني‬ ‫وي�ح كيف يمكن‬ ‫العصاف�‪ ،‬ش‬
‫ي‬ ‫اليومية‪ ،‬كأصوات تغريد‬
‫التأث� الملحوظ للصوت عىل أعمال‬ ‫رؤيةً رائعةً عن ي‬ ‫من حواسنا تحقيق ذلك‪،‬‬ ‫وغ�ها من‬‫ي‬ ‫الطرق‬ ‫وأسطح‬ ‫‪،‬‬ ‫ف‬
‫للمبا�‬ ‫للخصائص الصوتية‬
‫الدماغ‪■ .‬‬ ‫الشارات الصوتية‪ ،‬وخاصة الموسيقى‪ ،‬تبدو ذات‬ ‫الصوات ت‬ ‫الخرى أني تؤثّر ف� أ‬‫المكونات البيئية أ‬
‫لكن إ‬ ‫ال� نسمعها‬‫ي‬ ‫ي‬
‫تأث� قوي بشكل خاص عىل عواطفنا وذكرياتنا‪ .‬ويقودنا‬ ‫ي‬ ‫فعلً‪.‬‬
‫أندرو ج‪ .‬كينج‪ :‬هو الباحث الرئيس ف ي� ويلكوم ترست‪،‬‬ ‫هذا التأمل إل فصل يناقش التحدي المتمثل ف ي� فهم‬ ‫ومع النتقال إل القدرات السمعية لمختلف‬
‫وأستاذ الفسيولوجيا العصبية بجامعة أُكْسفورد‪ ،‬المملكة‬ ‫تفاعلنا مع الموسيقى‪ ..‬فأَ ْن نجد مقطوعةً موسيقيةً ما‬ ‫أوروفي� إل التحدي الذي يمثله‬ ‫تف‬ ‫الحياء‪ ،‬ينظر‬ ‫أنواع أ‬
‫و�‪andrew.king@dpag.ox.ac. :‬‬ ‫ت ف‬ ‫ف‬
‫المتحدة‪ .‬بال�يد إاللك� ي‬ ‫كث�ا‪.‬‬
‫أمر يتجاوز مسألة يف�ياء الصوت ي ً‬ ‫لطيفة أم ل‪ٌ ،‬‬ ‫أك�‬
‫السمع تحت الماء‪ ،‬حيث ينتقل الصوت ب�عة ب‬
‫‪uk‬‬ ‫هوروفي� عىل ف�ورة النتباه للفروق الثقافية‬ ‫تف‬ ‫ويؤكد‬ ‫أيضا إل �د‬ ‫من �عة انتقاله ف ي� الهواء‪ .‬كما يتطرق ً‬
‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬ ‫الطبعة العربية‬ ‫‪| 2012‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫‪| 46‬‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫كتب وفنون تـعـليــقات‬

‫ت‬
‫ال� ينظرون من خللها إل الحياة‬
‫الناس‪ ،‬والطريقة ي‬

‫‪J. MCCOROMACK‬‬
‫الحقيقية والصطناعية‪.‬‬

‫«الخوات‬ ‫أ‬ ‫من أين استوحيت إلهامك لمشروع‬


‫الخمسين»؟‬
‫يف‬
‫خمس�‬ ‫استخدمت الشعار الخاص بكل ش�كة من‬ ‫ُ‬ ‫لقد‬
‫يف‬
‫خمس� نبتة‬ ‫طورت‬
‫ّ‬ ‫ات‬‫ر‬‫الشعا‬ ‫هذه‬ ‫ومن‬ ‫نفط‪،‬‬ ‫كة‬‫ش�‬
‫اصطناعية غريبة المظهر‪ ،‬تظهر عىل مطبوعات رقمية‬
‫ضخمة‪ .‬فمثلً‪ ،‬يحتوي شعار ش�كة ‪ BP‬عىل زهور‪ ،‬وثمة‬
‫تخ� تحتها شي ًئا عميقًا‪ .‬إن الطاقة‬ ‫صفيحة نظيفة ب أ‬
‫بك�ة هي السبب الذي يجعلنا نحيا‬ ‫الرخيصة والمتوافرة ش‬
‫فوائد‬
‫َ‬ ‫يف‬
‫نسبي�‪ .‬لذا‪ ..‬ل يمكننا أن ننكر‬ ‫بسلمة وراحة‬
‫النفط‪ ،‬ولكن علينا أن نعي أن اعتمادنا عىل الوقود‬
‫يأ� بالمجان‪ ،‬وإنما له ف�ائب عديدة‪ .‬منذ‬ ‫ت‬ ‫أ‬
‫الحفوري ل ي‬
‫وغ�ها‬ ‫زمان سحيق كان النفط عبارة عن عوالق نباتية ي‬
‫نباتات قديمة ِق َدم التاريخ‪ ،‬ولقد استغرقت ي ف‬
‫ملي�‬ ‫ٍ‬ ‫من‬ ‫«سلسلة التشكل» التي قام بها جون ماكورماك تستكشف التطور المحوسب لبعض النباتات األسترالية األصلية‪.‬‬

‫س وج‬
‫السن� لتتحول إل نفط‪ ،‬وإنها لمفارقة عجيبة أننا‬ ‫يف‬
‫بإحراقنا الوقود أ‬
‫الحفوري نُعيد مناخنا إل أوضاع مشابهة‬
‫ال� كانت سائدة عندما كانت تلك النباتات تتطور‪.‬‬ ‫ت‬
‫لتلك ي‬ ‫جون ماكورماك‬
‫كيف يغ ّير الكمبيوتر الطريقة التي ننظر بها إلى الفن؟‬
‫ل يزال معظم العملية إالبداعية بيد الشخص الذي‬
‫بي�مج الكمبيوتر‪ ،‬ولكن علقتنا مع الكمبيوتر عىل وشك أن‬
‫تتغ� آ‬
‫«التنبؤ» بمستقبل السالالت النباتية‬
‫يقوم فنان الميديا جون ماكورماك باستخدام الخوارزميات المحوسبة‪ ،‬ليتخيل ما ستبدو عليه في المستقبل النباتات أ‬
‫لعلقة ل يكون فيها الكمبيوتر‬ ‫ٍ‬ ‫الن؛ لتتيح المجال‬ ‫ي‬ ‫الصلية‬ ‫ُ‬
‫ف‬
‫أداة سلبية منفعلة‪ ،‬وإنما سيسهم ي� العملية إالبداعية‪.‬‬ ‫السترالية‪ .‬وبينما هو يستعد لمشروعيه الجديدين ‪ -‬واسمهما‪« :‬شكل الرمز» ‪ ،Codeform‬أ‬
‫و«الخوات الخمسون» ‪Fifty Sisters‬‬ ‫أ‬
‫الجهزة الحالية أن تستفيد من هذه إالمكانيات‬ ‫وعىل أ‬ ‫أ‬
‫– لمهرجان «آرز إيلكترونيكا فيستيفال» في لينز بأستراليا‪ ،‬قمنا بمقابلته‪ ،‬وتحدثنا معه عن التطور الرقمي والنظمة البيئية‬
‫فالكام�ا الرقمية ـ عىل سبيل المثال ـ‬ ‫ي‬ ‫المحتملَة‪..‬‬ ‫الفتراضية‪.‬‬
‫تستخدم خوارزميات عالية لتقدم اللقطة بأفضل طريقة‬
‫ح� إن غطاء العدسة ف ي�‬ ‫ممكنة‪ ،‬وبجميع احتمالتها‪ ،‬ت‬ ‫ظهر هذا الكتاب كيف‬ ‫ويُ ِ‬ ‫هل يمكنك أن تخبرني قليال ً عن عملك؟‬

‫‪N. HIGGINS‬‬
‫الحيان ل ينفتح إل عندما يبدأ الشخص الذي يتم‬ ‫بعض أ‬ ‫ٌ‬
‫أشكال‬ ‫يمكن أن تنشأ‬ ‫أنا أستخدم خوارزميات متطورة؛ ألخلق أشكال ً مص ّنعة‬
‫المصور‪ ،‬ويجعله‬ ‫يحجم دور‬ ‫ف‬
‫ّ‬ ‫تصويره ي� البتسام‪ ،‬وهذا ّ‬ ‫معقدة بواسطة اللجوء‬ ‫من الحياة‪ ،‬يصعب‪ ،‬بل يكاد يكون من المستحيل‪،‬‬
‫سلبيا منفعلً‪ .‬إن النخفاض الهائل ف ي� إالبداعية بما‬‫دورا ًّ‬ ‫ً‬ ‫إل قواعد بسيطة من‬ ‫مبا�‪ .‬وأستعمل لهذا الغرض عملية‬ ‫تصميمها بشكل ش‬
‫اللت ف ي� متناول اليد ـ‬ ‫ذوق العامة ـ حيث هذه آ‬ ‫ير�‬ ‫ف‬ ‫الستبدال والتبديل‪ .‬ولقد‬ ‫صفات جمالية‬ ‫ر‬‫تطو‬ ‫ال�‬‫ت‬ ‫الصطفائية‬ ‫مشابهة ت‬
‫لل�بية‬
‫آ‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬
‫لت مجال ً‬ ‫ت‬ ‫ف‬
‫أمر ي� منتهى الخطورة‪ .‬ويجب أن ت�ك ال ُ‬ ‫لهو ٌ‬ ‫استخدمت هذه الفكرة‬
‫ُ‬ ‫وسلوكية‪ .‬وبمقدور الكمبيوتر أن يجد تفاصيل دقيقة‬
‫الع َرضية‪ ،‬مسهمةً بذكائها فقط‪ ،‬دون‬ ‫َ‬ ‫وللحوادث‬ ‫للصدفة‬ ‫ف ي� البداية كأساس لصنع‬ ‫بنفس‪ ،‬وهو بذلك‬ ‫ي‬
‫وغ�ها معقدة ل ف‬
‫يمكن� أن أتخيلها‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫مىل علينا ما يجب أن نفعله‪.‬‬ ‫أن تُ ي‬ ‫أشكال متحركة لنباتات‬ ‫ش�يك خلق‪ ،‬يتيح لك أن تمسك بالخيال؛ ّ‬
‫وتحوله إل‬
‫تخيلَة‪ ،‬ثم ف ي� عام ‪2006‬‬
‫ُم َّ‬ ‫منشآ� هي أشبه ما‬
‫ي‬
‫ت‬ ‫أخ� ف ي� البعض أن زيارة‬
‫حقيقة‪ .‬لقد ب‬
‫هل يمكن للكمبيوتر أن يكون ُم ْب ِد ًعا بمفرده؟‬ ‫م�وع لوحة إعلنية ضخمة عىل الطريق‬ ‫أنجزت ش‬ ‫بالس� ف ي� غابة غريبة عجيبة‪.‬‬
‫تكون ي‬
‫ال�يع الرئيس ف‬
‫المحلل‪ ،‬الذي كان أول‬ ‫عندما فب� «تشارلز باباج» محركه ُ‬ ‫صنعت سلسلة‬ ‫ُ‬ ‫حيث‬ ‫لند‪،‬‬ ‫ف‬ ‫ف‬
‫كوي�‬ ‫�‬‫ي‬
‫الحال‪ ،‬كتبت ملهم ُته ومساعدتُه‬ ‫ي‬ ‫بذرة للكمبيوتر بشكله‬ ‫متخيلَة‪،‬‬
‫نباتات َّ‬ ‫من الصور الثابتة لسللت مهج َّنة من‬ ‫ما مدى تأثير الحياة البرية الموجودة حال ًيا في‬
‫�ء‬ ‫ي‬
‫مأثورا‪ ،‬هو‪« :‬يمكنه أن يفعل أي ش‬ ‫آدا لوفليس قول ً ً‬ ‫ولكن تمت إزالتها؛ يك يتم توسيع الطريق‪ .‬ف ي� البداية‬ ‫أستراليا على عملك وما تقوم به؟‬
‫�ء‬ ‫ي‬
‫أبدا عىل ابتكار ش‬ ‫ً ً‬ ‫ا‬‫قادر‬ ‫«ليس‬ ‫نأمره بفعله»‪ ،‬لكنه‬ ‫رسام رائع‪ ،‬لكن خابت آمالهم عندما‬ ‫اعتقد الناس ف يأ� ٌ‬ ‫لقد ترعرعت هناك‪ .‬ولذلك‪ ..‬أتيحت يل فرصة التعرف‬
‫قائما إل يومنا هذا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ال‬ ‫ز‬ ‫ما‬ ‫المأثور‬ ‫أصيل»‪ .‬هذا النقد‬ ‫عرفوا أن هذه النباتات الغريبة قد «نمت» داخل‬ ‫أثرا ل‬
‫الكث� من الحياة النباتية والحيوانية‪ ،‬ما ترك ً‬
‫عىل ي‬
‫لع� الشطرنج ف ي�‬ ‫أذك‬ ‫قهرت‬ ‫آلت‬ ‫آ‬ ‫يُمحى ف� الطريقة ت‬
‫بي‬ ‫ومع أننا نملك الن ٍ‬ ‫الكمبيوتر!‪ .‬والحقيقة هي أنه من يغ� الممكن أن أبتكر‬ ‫ال� أرى بها الطبيعة‪ .‬أذكر أننا ذهبنا‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الب� من إثباتها‪،‬‬ ‫العالم‪ ،‬وأثبتت نظريات لم يتمكن ش‬ ‫خيال المحض‪.‬‬ ‫هذه النباتات من ي‬ ‫ذات مرة ف ي� رحلة مدرسية إل إحدى الغابات‪ ،‬وأمضينا‬
‫ولك� أظن أننا‬ ‫ي‬
‫بعد آلةً خلقةً مبدعة‪ ،‬ف‬ ‫ن� ُ‬ ‫إل أننا لم ب ف‬
‫ِ‬ ‫أياما ننظر ونتمعن ف ي� كل ما يمكننا أن نراه ضمن تم� مربع‬
‫ً‬
‫أ‬ ‫ف‬ ‫المتخ ّيلَة أن تتفاعل وتتواصل؟‬ ‫واحد من الغابة بال�ية‪ .‬كان التنوع الهائل ف ي� المتعضيات‬
‫المؤلف‬‫ُ‬ ‫سنفعل هذا ي� يوم من اليام‪ .‬لقد ّصمم‬ ‫هل يمكن لمتعضياتك ُ‬
‫نامجا يولّد سيمفونيات تشبه‬ ‫الموسيقي «دافيد كوب» بر ً‬ ‫م�وعي «شكل الرمز» يمثل منظومة بيئية تفاعلية‬ ‫إن ش‬ ‫مدهشا حقًّا‪.‬‬
‫ً‬ ‫الصغ�ة شي ًئا‬
‫ي‬ ‫الموجودة ف ي� تلك المساحة‬
‫ح� إن المستمع‬ ‫موسيقى موتسارت‪ ،‬ورحمانونوف‪ ،‬ت‬ ‫إن‬
‫ْ‬ ‫وما‬ ‫بطاقة‪،‬‬ ‫عىل‬ ‫للمتحف‬ ‫ائر‬
‫ز‬ ‫ال‬ ‫ويحصل‬ ‫اضية‪.‬‬ ‫ت‬
‫اف�‬ ‫ف‬
‫ورغم وجود بضعة أمتار فقط تفصل يب� طالب وآخر‪ ،‬إل‬
‫أمص فنان‬ ‫التمي� بينها‪ .‬كما ف‬ ‫يف‬ ‫الخب� قد ل يتمكن من‬ ‫ت‬
‫يتم مسحها‪ ،‬ح� يقوم ش�يط الرمز عليها بإنتاج المادة‬ ‫كليا عما وجده يغ�ه‪.‬‬
‫ي‬
‫ف‬ ‫أن كل شخص وجد فصائل مختلفة ًّ‬
‫نامجا‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫يطو‬ ‫ف‬
‫السن�‬ ‫ات‬ ‫ع�‬ ‫ش‬ ‫ف‬
‫كوه�‬
‫الب�يات هارولد ي‬ ‫كب�ة بحجم مخزن‬ ‫و� غرفة ي‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫الوراثية للمخلوق الرقمي‪ .‬ي‬ ‫مستقبل أ‬
‫قادرا عىل توليد رسوم‬ ‫كمبيوتريًّا‪ ،‬اسمه «فنان»‪،‬‬ ‫مجس َمة‪ ،‬عالية الدقة‪،‬‬ ‫ف‬ ‫النواع والفصائل‬ ‫َ‬ ‫كيف تتخيل خوارزمياتك‬
‫ً‬ ‫ثما� آلت عرض ِّ‬ ‫هائل توجد ي‬ ‫أ‬
‫وهيئات رمزية‪ .‬وثمة جدل حول مدى إبداعية هذه‬ ‫وبواسطتها يمكنك أن ترى مخلوقك يتحرك ويتكاثر مع‬ ‫الصيلة الحالية؟‬
‫الب�‪ ،‬الذي‬ ‫ولك� أعتقد أنها تتحدى تفوق ش‬ ‫ال�امج‪ ،‬ف‬ ‫الخرين‪ .‬تتعامل هذه القطعة مع الحمض النووري‬ ‫آ‬ ‫الم َج ِري «آرستيد ليندنماير»‬
‫ي‬ ‫ب‬ ‫تأثرت بالعالم الحيوي َ‬
‫لقد ُ‬
‫ف‬ ‫الذي قام ف‬
‫أمرا مفروغًا منه‪ .‬وسيستمر الكمبيوتر ي� التطور‪،‬‬ ‫نعت�ه ً‬
‫ب‬ ‫الري� (دي‪.‬إن‪.‬إيه) عىل أنه رمز للحياة‪ ،‬ولقد أُ ِ‬
‫عط َي‬ ‫بي‬ ‫شكىل‬
‫ي‬ ‫حسا�‬
‫بي‬ ‫نظام‬ ‫بابتكار‬ ‫الستينات‬ ‫�‬‫ي‬
‫تغ� فهمنا للإبداع‪■ .‬‬ ‫وسيستمر معه ي ّ‬ ‫تغ�ه‪ .‬إن هذا العمل‬ ‫إليكَ هذا الرمز‪ ،‬ول يمكنك أن ي ّ‬ ‫لعمل نماذج عن نمو النباتات والمتعضيات البسيطة‬
‫ويتم� بغرابة الجو المحيط‬ ‫هائل�‪ ،‬ي ف‬
‫ذو مستوى وحجم ي ف‬ ‫متعددة الخليا‪ ،‬وقام بالمشاركة ف ي� تأليف كتاب يدعى‬
‫جوشوا هوفمان‬ ‫يوسع خيال‬ ‫وما فيه‪ ،‬وأنا أرجو أن يكون هذا كفيل ً بأن ّ‬ ‫[س�ينجر‪.]1990 ،‬‬ ‫«الجمال الخوارزمي للنباتات» ب‬
‫‪47 | 2 0 1 2‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫الطبعة العربية |‬ ‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫‪D. HIRST/SCIENCE LTD/DACS/PRUDENCE CUMING ASSOCIATES‬‬
‫تـعـليــقات كتب وفنون‬

‫رومانسيا‪.‬‬
‫ًّ‬ ‫حي‪ ،‬ال يقوم الفنان داميان هيرست بأي مسعى لجعل الموت‬
‫ّ‬ ‫برغم االستحالة المادية (الفيزيائية) للموت في عقل شخص‬

‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫تشريح‬

‫مسلوخ‪ ،‬ومخلل‪ ،‬وملدن‬


‫إوين كالواي يسكتشف تيارات متعاكسة قهريًّا في عرضين متباينين ًّ‬
‫جدا من الحيوانات النافقة والمعروضة على بُعد بضعة‬
‫كيلومترات عن بعضها البعض‪.‬‬

‫موضوعين مقابل بعضهما البعض‪ ،‬كما لو كانا يحرسان‬ ‫بإعداد الحيوانات)‪ .‬يُف َتتح المعرض بتكريم ريتشارد‬ ‫م� ًحا‬‫ش‬ ‫ف‬
‫ي� قاعة من القاعات يمكنك أن ترى رأس حصان َّ‬
‫وح َمل‪،‬كلهما (مقشوران)‪،‬‬ ‫المعرض‪ .‬خنوص* ضئيل َ‬ ‫أوين‪ ،‬عالم التشريح المقارن الذي أسس (إن إتش إم)‪،‬‬ ‫ت‬
‫بالطول إل ثلثة أقسام‪ ،‬تبعد بضعة سنتيم�ات عن‬
‫يقفان وج ًها لوجه‪ ،‬كما لو كانا في حظيرة مرعبة من‬ ‫والذي صاغ مصطلح التناظر بفعل النشوء ‪homology‬‬ ‫و� قاعة أخرى‪ ،‬ترى سمكة قرش‬ ‫ف‬
‫أ‬ ‫للإشارة إلى البنى ذات أ‬ ‫بعضها البعض‪ .‬ي‬
‫تكشر بدهاء وهي‬ ‫الحيوانات الليفة‪ .‬وسمكة القرش ّ‬ ‫الصول التطورية المشتركة‪ ،‬مثل‬ ‫أُ‬ ‫وتتوهج أوعيتها الدموية‬
‫ّ‬ ‫مسلوخة طولها تم�ان‪ ،‬تحوم‪،‬‬
‫الطفو‪.‬‬ ‫تحوم فوق كبدها الكبيرة التي تساعدها على‬ ‫والذرع‪.‬‬ ‫الجنحة‬ ‫أ‬ ‫المث� للجدل‪ ،‬الذي‬
‫ّ‬ ‫الحمراء‪ .‬وكلهما من عمل الثوري ي‬
‫ّأما اعتراضي الهامشي الوحيد‪ ،‬فهو عن عدم‬ ‫ومن السهل النظر إلى التشريح َكف ٍَّن هنا‪ ،‬فالمقطع‬ ‫حقق ش‬
‫ال�اء من إبداعاته البشعة‪.‬‬
‫ورود اسم النوع لهذه الحيوانات‪ ،‬وهو قرار‬ ‫البرة ‪needlefish‬‬ ‫العرضي لشرائح من تمساح‪ ،‬وسمكة إ‬ ‫أنا بالطبع أصف المعرض المثير لعا ِلم التشريح‬ ‫‪G. VON HAGENS, INST. PLASTINATION, HEIDELBERG, GERMANY/BODY WORLDS‬‬

‫غريب في متحف هو الشاهد على التسمية‬ ‫الخرى ُمعلَّقة مثل اللوحات‪ ،‬ولكن بشروح‬ ‫والحيوانات أ‬ ‫جونتر فون هاجينز في متحف التاريخ الطبيعي بلندن‪،‬‬
‫العلمية التي وضعها لينيوس‪.‬‬ ‫اليضاح التشريحية‪ .‬وغالبا ما تُ ْن َصب هذه‬‫مثل رسوم إ‬ ‫اختصارا بـ (إن إتش إم)‪ ،‬الذي هو بمثابة‬
‫ً‬ ‫المعروف‬
‫والعديد من قطع هيرست أ‬
‫الكثر‬ ‫الحيوانات الكاملة إلى حد أو آخر في وضعيات فنية‪،‬‬ ‫حديقة حيوان ُعولجت بطريقة التلدين ‪ -‬تلك الطريقة‬
‫شهرة من السهل التعرف‬ ‫مثل قط‪ ،‬مع العضلت والجلد وإزالة ساقين‪ ،‬يستلقي‬ ‫الحاصلة على براءة اختراع ‪ -‬وهي الطريقة المستخدمة‬
‫على جانبه‪ ،‬كما لو كان يلعب مع كرة من الخيط‪ ،‬ويعرض‬ ‫في معرضه عوالم الجسد ‪ ،Body Worlds‬الذي‬
‫مشهدا لتجويفه الصدري‪ .‬هناك كذلك وضعية‬ ‫ً‬ ‫استقطب أعدا ًدا كبيرة من الزوار‪ .‬قد يثير المعرض حسد‬
‫زوج من حيوان الرنة‪ ،‬أحدهما بالساقين ممتدتين‪،‬‬ ‫الفنان البريطاني داميان هيرست‪ ،‬وهو ليس بغريب‬
‫كما لو كان الحيوان في منتصف حركة القفز‪،‬‬ ‫عن الحيوانات الميتة‪ ،‬حيث يقام عرض حول تاريخ‬
‫والخر في وضعية كما لو كان على وشك القفز‪،‬‬ ‫آ‬ ‫مسيرته الفنية على بُعد بضعة كيلومترات في متحف‬
‫حيث تسلِّط الضوء على البنية العضلية للحيوانين‪.‬‬ ‫تيت مودرن‪.‬‬
‫الكثر إثارة للدهشة من بين معالجات‬ ‫والمعالجة أ‬ ‫ويجاهد فون هاجينز لتعريف نفسه كعا ِلم‪،‬‬
‫أ‬
‫فون هاجينز هي نزع الجلد والعضلت والعضاء‪ ،‬وترك‬ ‫جماليا»‪ .‬ومعرضه‬ ‫حسا‬
‫أ‬ ‫ًّ‬ ‫وإن كان عا ِل ًما «يمتلك ًّ‬
‫حتى ْ‬
‫الوعية الدموية فقط محقونة بمواد صمغية الملونة‪.‬‬ ‫«الحيوانات من الداخل إلى الخارج» هو نتاج تعاون‬
‫هناك مثل ً رأسا حصانين كثيفين بالشعريات الدموية‪،‬‬ ‫بين (إن إتش إم)‪ ،‬ومعهد فون هاجينز للتلدين في‬
‫قرش جونتر فون هاجينز يحوم‪ ،‬وتتوهج أوعيته الدموية الحمراء‪.‬‬ ‫لدرجة أنهما يبدوان كما لو كانا مصنوعين من رغوة حمراء‪،‬‬ ‫هايدلبرج بألمانيا (هناك فرع في داليان‪ ،‬الصين‪ ،‬مختص‬
‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬ ‫الطبعة العربية‬ ‫‪| 2012‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫‪| 48‬‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫كتب وفنون تـعـليــقات‬

‫ملخصات كتب‬
‫الحيوانات من الداخل إلى الخارج‬
‫متحف التاريخ الطبيعي في لندن‪.‬‬
‫حتى ‪ 16‬سبتمبر ‪ ،2012‬ثم ستنطلق في جولة‪.‬‬

‫داميان هيرست‬
‫ماري كوري وابنتاها‪ :‬الحياة الخاصة لألسرة األولى بمجال العلوم‬ ‫تيت مودرن في لندن‪.‬‬
‫شيلي إيملنج – الناشر‪ :‬بالجريف ماكميالن ‪ 256 ،‬صفحة‪ 16،99 ،‬جنيه استرليني‬ ‫حتى ‪ 9‬سبتمبر ‪.2012‬‬
‫(‪)2012‬‬
‫عليها‪ .‬إن الستحالة المادية للموت في عقل شخص‬
‫لقد أسهم المسار المتوهج لحياة العالمة ماري كوري في ترك عالمها الخاص كامرأة‬
‫الخيرة من حياة ماري كوري‪،‬‬ ‫في الظل‪ .‬تغوص شيلي إيملنج في السنوات الـعشرين أ‬ ‫حي (‪ ،)1991‬هي عبارة عن سمكة قرش النمر من النوع‬ ‫ّ‬
‫إيلما الضو َء على‬ ‫أ‬ ‫جاليوسيردو كوفيير ‪ Galeocerdo cuvier‬التي طولها‬
‫الجانب الكثر ً‬
‫ُ‬ ‫في محاولة إلعادة رسم صورتها كأم وإنسانة‪ .‬ويسلّط‬
‫صراع هذه الفيزيائية العظيمة ضد كراهية أ‬
‫الجانب‪ ،‬والتمييز على أساس الجنس‪ ،‬وعلى‬ ‫أربعة أمتار‪ ،‬محفوظة في الفورمالديهايد‪ ،‬وتطفو في‬
‫أ‬
‫انكساراتها العقلية والبدنية‪ ،‬والحملة الصحفية التي قادتها المريكية ميسي ميلوني‬ ‫صندوق َع َرضها بجلد يشبه قماش الجينز المجعد‪،‬‬
‫الكثر إثارة‪ ،‬فيتجلى في الكشف عن علقات‬ ‫للمساعدة على تزويدها بالراديوم‪ .‬أما الجانب أ‬ ‫وبزعانف غريبة الشكل‪ ،‬وفم فاغر يكشف عن أسنان‬
‫ماري كوري مع ابنتيها‪ ،‬الكيميائية إيرين‪ ،‬الحائزة على جائزة «نوبل»‪ ،‬والكاتبة إيف‪.‬‬ ‫والم‬‫مدورة ل تشبه الشفرات‪ .‬والبداع الشهير الطفل أ‬
‫إ‬
‫المنقسمان (‪ Mother and Child Divided )1993‬يعرض‬
‫بقرة وعجلً‪ ،‬كل منها مشطور عبر طول الجسم‪ ،‬ويحوم‬
‫على شاطئ أبعد‪ :‬حياة وتراث راشيل كارسون‬ ‫كل شطر في واحد من أربعة صناديق عرض زجاجية‬
‫وليام سودر – الناشر‪ :‬كراون‪ 544 ،‬صفحة‪ 19.99 ،‬جنيه استرليني (‪)2012‬‬ ‫عابرا بإبداعات‬
‫مملوءة بالفورمالين‪ .‬والعمل يحمل شب ًها ً‬
‫عاما منذ ظهور «الربيع الصامت» (‪ )Silent Spring‬للعالمة البيولوجية‬‫مضت خمسون ً‬ ‫تمر بين الجثث المقسومة‪ .‬وبدل ً‬ ‫فون هاجينز‪ ،‬أإلى أن ّ‬
‫راشيل كارسون في كتاب‪ ،‬بعد نشره كحلقات في مجلة «ذا نيويوركر» ‪.The New Yorker‬‬ ‫الحمر والبنفسجي الزاهية‪ ،‬هناك أعضاء‬ ‫من درجات‬
‫هذه النقلة النماذجية النوعية في طريقة تفكيرنا بشؤون البيئة‪ ،‬وأسلوب البحث الحساس‬ ‫ذابلة بلون رمادي قاتم‪.‬‬
‫الذكي وراءها‪ ،‬شكّلت نواة جيدة لقصة متعددة المستويات‪ ،‬كتبها وليام سودر بأسلوب‬
‫بليغ‪ .‬وفيها يتم استكشاف ميل وانجذاب كارسون نحو العلوم وتطورها ككاتبة‪ .‬ويختار‬
‫ومن المثير القول بأن الفنان البريطاني قد يتعلم‬
‫المتميز حول حفظ الحيوانات‪،‬‬ ‫أمرا أو اثنين من أ‬
‫اللماني‬
‫سودر طريقه من خلل ردود الفعل المستقطبة تجاه كتابها‪ .‬ولقت تحذيرات كارسون من‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫واسعا‪ ،‬لكن الحتجاجات‬
‫سوء استخدام المبيدات الحشرية‪ ،‬مثل الـ«دي‪.‬دي‪.‬تي»‪ ،‬قبول ً ً‬ ‫ولكن هذا يجانب الهدف من هذه القطع بالذات‪ :‬من‬
‫من الجهات الصناعية وغيرها ل تزال قائمة حتى يومنا هذا‪.‬‬ ‫أن الموت قبيح‪ ،‬ومروع‪ ،‬ول مفر منه‪ ،‬وأن تجميله لهو‬
‫أمر ُم َضلِّل‪.‬‬
‫ٌ‬
‫أيضا‪ ،‬فلم‬‫وبين يدي هيرست قد يكون الموت جميل ً ً‬
‫تستخدم أجنحة الفراشات إلحداث أثر أكبر من أثرها‬
‫ثورة الغبار الكوني‪ :‬القصة الجديدة ألصلنا في النجوم‬ ‫في أبواب لمملكة السماء (‪Doorways to the )2007‬‬
‫جاكوب بيركوفيتز – الناشر‪ :‬بروميثيوس‪ 312 ،‬صفحة‪ 23.95 ،‬جنيه استرليني (‪)2012‬‬ ‫‪ ،Kingdom of Heaven‬وهي لوحة ثلثية الجوانب‬
‫بعد أن شرع في وضع كتاب عن العلقة بين البيولوجيا التطورية وعلم الفلك‪ ،‬وصل‬ ‫‪ triptych‬تشبه النوافذ الكاتدرائية ذات الزجاج الملون‪.‬‬
‫كاتب الفيزياء جاكوب بيركوفيتز إلى «علم أ‬
‫النساب المتطرف»‪ .‬إننا قد نَ ِر َث لون العينين‬ ‫الوقوع والخلص من الحب (‪In and Out of )1991‬‬
‫أيضا إرثًا من النجوم‪ ،‬حيث توجد روابط كيميائية‪،‬‬ ‫البني‪ ،‬أو العظام الكبيرة‪ ،‬لكننا نحمل ً‬
‫وجزيئات خلوية‪ .‬وبيركوفيتز مرشد سياحي ودود‪ ،‬يبدأ في تتبع محيطات واسعة من‬
‫‪ Love‬هو عبارة عن غرفة مشرقة ورطبة‪ ،‬مليئة بمئات‬
‫الجزيئات المتجمعة عبر درب التبانة‪ ،‬بواسطة راديوتلسكوب لوسي زيوريس‪ ،‬وينتهي إلى‬ ‫الفراشات المرفرفة‪ .‬وأثناء مشاهدتي لها تبدو إحداها‬
‫يعرج ذهابًا وإيابًا‬ ‫أ‬ ‫ميتة‪ ،‬إلى أن يلتقطها موظف المتحف‪ ،‬ويضعها في إناء‬
‫البحث عن كواكب شبيهة بالرض بأسلوب مفتوح النهاية‪ .‬وفيما بينهما‪ّ ،‬‬
‫عبر تاريخ البيولوجيا الفلكية‪ ،‬بغرض التسلية‪.‬‬ ‫يحوي فاكهة مقطعة؛ فتعاود الحياة!‬
‫ليست جميع أعمال هيرست تدور حول الحيوانات‬
‫فقط‪ ،‬بل هناك أعمال تتعلق بحبوب الدواء‪ ،‬والسجائر‪،‬‬
‫والمجوهرات‪ ،‬وهي عناصر رئيسة في فنه‪ .‬ويتتبع‬
‫‪ :1912‬عام اكتشاف العالم للقارة القطبية الجنوبية‬ ‫التسلسل الزمني للمعرض كيف تطور استخدامه لهذه‬
‫(المذ ِنب‬ ‫أ‬
‫استرلينيا (‪)2012‬‬
‫ًّ‬ ‫جنيها‬
‫ً‬ ‫كريس تيرني – الناشر‪ :‬بودلي هيد‪ 368 ،‬صفحة‪20 ،‬‬ ‫الشياء‪ A .‬خزانة أدوية ومعدات جراحية واحدة ُ‬
‫بعد مرور قرن على اكتشافها‪ ،‬ما زالت مآثر مستكشفي «العصر الذهبي» في القارة‬ ‫‪ )Sinner ، 1988‬تتحول بعد أربع سنوات إلى صيدلية‬
‫القطبية الجنوبية تبهرنا‪ ..‬ففي البعثات التي ضمت روبرت فالكون سكوت ورولد أموندسن‬ ‫بحجم الغرفة‪ .‬وبحلول عام ‪ 2000‬يكون الثالوث ‪ -‬علم‬
‫ولكن في هذه القراءة المختلفة َلعا ِلم‬ ‫كثيرا ما ُر ِويَ ْت‪،‬‬
‫ودوجلس موسن‪ ،‬هناك قصص‪ً ،‬‬ ‫العضاء‪ ،‬وعلم أ‬ ‫الصيدلة‪ ،‬وعلم وظائف أ‬
‫واللماني ويلهلم فلخنر في‬ ‫الياباني نوبو ْشيريز‪ ،‬أ‬ ‫نصيبا لغزوات‬
‫المراض ‪ -‬عبارة‬
‫المناخ كريس تيرني نجد ً‬ ‫عن غرفة تتكدس فيها خزائن من المعدات الجراحية‬
‫أيضا‪ .‬إن الصور شديدة التناغم‪ ..‬ففي جعبة فريق شيريز‪ ،‬نجد النتائج الجيولوجية‬ ‫النشر ً‬ ‫الفضية البراقة‪ ،‬وعلب أ‬
‫وص ْي َد البطاريق؛ تفاديًا للملل‪ ،‬بينما نجد أعضاء فريق فيلخنر‪ ،‬الذين حاصرهم‬ ‫الدوية‪ ،‬ونماذج التشريح‪.‬‬
‫الرئيسة‪َ ،‬‬
‫الجليد البحري في دويتشلند‪ ،‬قاموا أول ً بإعداد مرصد مغناطيسي في وقت قياسي‪،‬‬ ‫ولكن قارئًا ذا عقل علمي قد يتساءل قائلً‪ :‬هل‬
‫السكر‪.‬‬
‫سريعا فيما بعد لحالة من فوضى ُّ‬
‫ليستسلموا ً‬ ‫هذا فن؟ هنا‪ ،‬يكون القصد والسياق هما كل شيء‪ .‬إن‬
‫حيوانات هيرست وأشياؤه فن‪ ،‬ألنه يقول إنها كذلك‪،‬‬
‫وتُ َص ِادق َمعارض ـ مثل تيت مودرن ـ على ذلك‪ .‬أما فون‬
‫هاجينز‪ ،‬الذي اختار عن قصد (إن إتش إم) مكانًا‬
‫اكتشاف هيجز‪ :‬قوة المساحات الفارغة‬
‫للعرض‪ ،‬فقد لخص موقفه في مقابلة في عام‬
‫ليزا راندال – دار «بودلي هيد» للنشر‪ 64 ,‬صفحة‪ ،‬السعر ‪ 4.99‬جنيه استرليني (‪)2012‬‬
‫لقد هزت مفاجأة هيجز التي حدثت في الرابع من يوليو ‪ 2012‬عالَم الفيزياء‪ .‬وفي هذا‬ ‫‪ 2007‬في قوله‪« :‬ل أقدم أعمال ً مثل أعمال‬
‫والثار المترتبة‬ ‫الهمية آ‬
‫الكتيب الصغير تقوم عالمة الفيزياء النظرية ليزا راندال بتحليل أ‬ ‫ولست فنانًا»‪.‬‬
‫ُ‬ ‫داميان هيرست‪ .‬أنا عالم تشريح‪،‬‬
‫ِّ‬
‫قدم لنا‬‫جدا في مصادم الهدرونات الكبير بسويسرا‪ .‬وهي تُ ِّ‬ ‫على هذا الكتشاف المهم ًّ‬ ‫وحيوانات فون هاجينز الميتة تبدو أجمل من معظم‬
‫الشهر‬ ‫بعض التفسيرات الواضحة آللية هيجز‪ ،‬ودور وأنماط تحلل هيجز‪ ،‬وتقوم بتتبع أ‬ ‫حيوانات هيرست‪ ،‬ولكن هذا هو بيت القصيد‪■ .‬‬
‫ُّ‬
‫السبعة التي أ َّدت إلى هذا الكتشاف‪ ،‬وتتك َّهن ما يمكن أن يعنيه هذا الكتشاف لمجالت‬
‫أخرى من الكتشافات‪ ،‬مثل التناظر الفائق‪ .‬إن هذا العمل محصلة جلية ورائعة أ‬
‫للداء‬ ‫إوين كالواي مراسل صحفي لمجلة « ش‬
‫نيت�‬
‫َّ‬
‫ماهر‪ ،‬وللإصرار الدؤوب‪ ،‬و(الهندسة البطولية)‪.‬‬ ‫‪ »Nature‬ف ي� لندن‪.‬‬
‫‪49 | 2 0 1 2‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫الطبعة العربية |‬ ‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫مراسـالت‬
‫بشائر طاقة الكتلة‬ ‫دعوة الستقطاب‬
‫الحيوية‬ ‫المزيد من النساء‬
‫إنتاج‬ ‫أ‬
‫تدعم الحكومة السترالية بقوة َ‬ ‫والناث‬ ‫بعد تحليل نسبة كل من الذكور إ‬
‫الطاقة من مصادر متجددة‪ ،‬لكن هذا‬ ‫ممن كتبوا مقالت «أنباء وآراء» في ٍّكل‬
‫لم يتطرق بعد إلى الكتلة الحيوية التي‬ ‫من «نيتشر ‪ ،»Nature‬وفي «مفاهيم في‬
‫الكثر‬ ‫تعد المصدر المتجدد ذا التكلفة أ‬ ‫العلوم» ‪Perspectives In Science‬‬
‫تنافسية في البلد‪.‬‬ ‫عامي ‪ 2011‬و‪ ،2012‬وجدنا ما يدل‬ ‫خلل ّ‬
‫القل‬ ‫وبمقدور أستراليا أن تولّد على أ‬ ‫كاف‬ ‫ٌ‬
‫تمثيل‬ ‫يوجد‬ ‫ل‬ ‫المجلتين‬ ‫كلتا‬ ‫أنه في‬
‫ٍ‬
‫‪ 50‬مليون طن كل سنة من الكتلة الحيوية‬ ‫للعالمات‪.‬‬
‫المتاحة اقتصاديًّا‪ ،‬وثمة إمكانية أن يزداد‬ ‫قمنا بتقسيم المقالت إلى ثلث‬
‫الطنان التي قد‬ ‫هذا الرقم بمليين أ‬ ‫فئات رئيسة‪ ،‬حسب الموضوع‪ :‬العلوم‬
‫تأتي من إدارة الغابات المستديمة‪ ،‬ومن‬ ‫الكيميائية والبيولوجية (وهذا يتضمن‬
‫الفضلت المتحللة‪ .‬وبمساعدة تقنيات‬ ‫العلوم الطبية)‪ ،‬ثم العلوم الفيزيائية‪،‬‬
‫المستخدمة‬ ‫الطاقة الحيوية الناضجة‬ ‫الرض والبيئة‪ .‬ومن ثم‬ ‫وأخيرا علوم أ‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫حاليا في بلدان أخرى‪ ،‬يمكن لهذا أن‬ ‫أجرينا مقارنة بين عدد المؤلِّفات‪ ،‬وعدد‬
‫الولية‬ ‫يزو ًد أكثر من ‪ 20٪‬من طاقة البلد أ‬ ‫العا ِلمات ممن عملن في عام ‪ 2006‬في‬
‫ّ‬
‫للتدفئة والكهرباء والنقل‪ .‬إن كفاءة تحويل‬ ‫المريكية في مجال‬ ‫الوليات المتحدة أ‬
‫الوقود إلى طاقة في المصانع الحديثة‬ ‫العلم والهندسة في ٍّكل من الفئات‬
‫التي تعتمد على الكتلة الحيوية كوقود‬ ‫الثلث (الرجاء مراجعة ‪go.nature.com/‬‬
‫تزيد بنسبة ‪ ،85٪‬مقارنة بالمصانع الحالية‬ ‫قضية ما‪ ،‬يتوجب عليه عندها ليس فقط‬ ‫ٍ‬ ‫الكُ ّتاب والكاتبات‪ ،‬الذين واللتي تتم‬ ‫‪.)bkechu‬‬
‫في أستراليا‪ ،‬مثل مصانع التكثيف التي‬ ‫أيضا‬
‫أن يكشف عن هذه المصالح‪ ،‬وإنما ً‬ ‫دعوتهم ودعوتهن للكتابة‪ ،‬وعرض أبحاثهم‬ ‫وقد وجدنا أن نسبة النساء اللواتي‬
‫تعتمد على الفحم‪ ،‬وأنظمة التوربينات‬ ‫أن يتنحى عن القضية‪.‬‬ ‫وأبحاثهن على صفحات «نيتشر ‪»Nature‬‬ ‫نشرن أبحاثهن عبر الكتابة في فقرة «أخبار‬
‫التي تعتمد على الغازات لتوليد الطاقة‪.‬‬ ‫لقد أصبحت المصالح المتضاربة‬ ‫و»ساينس ‪Science«.Daniel Conley,‬‬ ‫وآراء» في مجلة «نيتشر ‪ »Nature‬كانت‬
‫ويجب أن نحذو حذو بلدان‪ ،‬مثل‬ ‫جدا‪ ،‬لدرجة أنه ثمة خطر بأن‬ ‫شائعة ًّ‬ ‫‪Johanna Stadmark Lund University,‬‬ ‫أقل بكثير من نسبة العا ِلمات بشكل عام‪،‬‬
‫النمسا‪ ،‬التي تبلغ مساحتها تقريباً ‪1٪‬‬ ‫ايد الكشف عنها إلى تبل ٍّد في‬
‫يؤدي تز ُ‬ ‫‪Sweden. daniel.conley@geol.lu.se‬‬ ‫الناث ‪٪ 17.3‬‬ ‫حيث كانت نسبة كتابة إ‬
‫من مساحة أستراليا (معظمها يتألف‬ ‫فهمنا للتحيز‪.‬‬ ‫للعلوم البيولوجية والكيميائية‪ ،‬وكانت‬
‫من مناطق حضرية ومحميات في جبال‬ ‫‪Arleen B. Rifkind Weill Cornell‬‬ ‫الرض والبيئة؛‬ ‫النسبة ‪ ٪ 3.8‬لعلوم أ‬
‫اللب)‪ ،‬إذ تنتج النمسا أكثر من ‪ 20‬مليون‬ ‫أ‬ ‫‪Medical College, New York, USA.‬‬ ‫المصالح المتنافسة‬ ‫الناث في مجلة‬ ‫بينما كانت نسبة كتابة إ‬
‫فضلت وبقايا‬ ‫ٍ‬ ‫طن من الكتلة الحيوية من‬ ‫‪arifkind@med.cornell.ed‬‬ ‫تنتشر بشكل سريع‬ ‫«مفاهيم في العلوم» أكبر بقليل‪،‬‬
‫إلنتاج الطاقة‪ .‬وفي عام ‪ 2009‬كان هذا‬ ‫الناث‬ ‫ولكن في هذه المجالت كان عدد إ‬
‫يشكل أكثر من نصف الثلثين في المئة‬ ‫إن الخطر الحقيقي على البحث العلمي‬ ‫العا ِلمات ككل أعلى بشكل ملحوظ من‬
‫الولية التي تولدت من مصادر‬ ‫من الطاقة أ‬ ‫استمرار الحكم على‬ ‫هو التقارير المتحيزة‪ ،‬وليس «وصمة‬ ‫الناث الكاتبات‪ ،‬وذلك بقدر ‪،32٪‬‬ ‫نسبة إ‬
‫متجددة‪.‬‬ ‫المصالح المتنافسة‬ ‫الفضيحة»‪.)Nature 488, 5; 2012( ،‬‬ ‫‪ 20٪ ،16٪‬على الترتيب‪.‬‬
‫إن استعمال وقود الكتلة الحيوية‬ ‫العلن والكشف بشكل‬ ‫وما لم يتم إ‬ ‫وجدير بالذكر أن نسبة ضخمة ِم َّمن‬
‫عوضا‬‫الذي يتم إنتاجه بشكل مستدام‪ً ،‬‬ ‫إن الكشف التام عن المصالح المتنافسة‬ ‫تام عن تضارب المصالح‪ ،‬لن تتمكن‬ ‫تمت دعوتهم لكتابة فقرة «أنباء وآراء»‬
‫الحفوري‪ ،‬يمكنه أن يقلل من‬ ‫عن الوقود أ‬ ‫جدا‪ ،‬كي يتمكن القراء من الحكم‬ ‫هم أساتذة جامعيون برتبة أ‬
‫ضروري ًّ‬ ‫الجامعات والمنشورات العلمية من‬ ‫الستاذية‬
‫انبعاثات غازات الحتباس الحراري‪ ،‬وذلك‬ ‫على سير البحث ومصداقيته واستحقاقه‬ ‫معالجة المشكلة‪ ،‬ومع ذلك فإن هذا‬ ‫الستاذات الجامعيات‬ ‫الكاملة‪ ،‬وأن نسبة أ‬
‫يعتمد على الستخدام الفعال للحرارة‬ ‫وطريقة نشره (‪،)Nature 488, 5; 2012‬‬ ‫يغير شي ًئا من حقيقة أن المصلحة‬ ‫برتبة أ‬
‫ل ّ‬ ‫الستاذية الكاملة هي أصغر في‬
‫أ‬
‫المحتبس‬
‫َ‬ ‫المنتجة وازدياد الكربون الصافي‬
‫َ‬ ‫ولكن يجب أل يقتصر هذا على مجرد‬ ‫تبقى مصلحة‪ ،‬حتى لو تم الكشف عنها‬ ‫التحاد الوروبي منها في الوليات‬
‫عن طريق زيادة النباتات‪ .‬إن دمج الغابات‬ ‫الكشف عن الصلت القتصادية فقط‪ ،‬إذ‬ ‫وإعلنها‪.‬‬ ‫المريكية‪ .‬والنسبة الحالية من‬ ‫المتحدة أ‬
‫المزروعة مع محاصيل الطاقة الخشبية‬ ‫قد توجد أحيانًا مصالح متضاربة ليست‬ ‫إن إالعلن عن المصالح المتضاربة‬ ‫الناث الكاتبات لمقالت «أخبار وآراء»‬ ‫إ‬
‫في مناطق الزراعة الحالية بمقدوره أن‬ ‫لها علقة بالمنفعة القتصادية‪ .‬وهذا‬ ‫ينقل المسؤولية من المحررين‪ ،‬ويضعها‬ ‫جدا‪ ،‬ما‬
‫ًّ‬ ‫قليلة‬ ‫نسبة‬ ‫هي‬ ‫و»مفاهيم»‬
‫يزيد من تزويد الكتلة الحيوية‪ ،‬دون أن‬ ‫النوع يمكن أن يكون أشد خطورة ‪.‬‬ ‫ليقرروا ما إذا كانت‬
‫على كتف القراء؛ ِّ‬ ‫يدعونا إلى العتقاد أننا ل نجانب الصواب‬
‫يؤثر على توزيع المياه‪ ،‬أو على إنتاج‬ ‫;‪D. F Horrobin Br. Med. J. 318, 466‬‬ ‫الموجودات التي يقرأون عنها مشوبة‬ ‫الناث اللواتي تتم‬ ‫عندما نستنتج أن عدد إ‬
‫واللياف‪ .‬كما أن وجود عدد أقل‬ ‫الغذاء أ‬ ‫‪ .))1999‬ويمكن الجدل بأن أي شخص‬ ‫بالتحيز‪ ،‬أم ل‪ .‬وحتى لو تم إخطار القراء‬ ‫دعوتهن للكتابة‪ ،‬و َع َرضن أبحاثهن في ٍّكل‬
‫من أبراج التبريد بالماء يعني انخفاض‬ ‫يكتب في منشورات علمية هو متحيز بشكل‬ ‫دائما في موقع يسمح‬ ‫مسبقًا‪ ،‬فإنهم ليسوا ً‬ ‫من المجلتين هو أقل من عدد الرجال‬
‫استهلك الماء الصالح للشرب‪.‬‬ ‫أو بآخر‪ .‬إن َم ْن يكتبون أبحاثهم‪ ،‬دون‬ ‫لهم بمعرفة مدى تأثير المصالح المالية‬ ‫الذين تتاح لهم هذه الفرصة الكفيلة‬
‫‪Andrew Lang SMARTimbers‬‬ ‫الكشف عن المصالح المتنافسة‪ ،‬يجب أن‬ ‫للدلة‪ ،‬سواء‬‫لمؤلف أو محقق على تقييمه أ‬ ‫المام بقوة‪.‬‬ ‫بدفع المسيرة المهنية نحو أ‬
‫‪Cooperative, Ballarat, Australia.‬‬ ‫يتذكروا أن القراء ل ينفكون عن لعب دور‬ ‫واع‪ ،‬أو غير واع‪.‬‬
‫حدث هذا التأثير بشكل ٍ‬ ‫واستجابة للنقد السابق‪ ،‬قامت مجلة‬
‫‪Heinz Kopetz Austrian Biomass‬‬ ‫«النظراء المراجعين»‪ ،‬حتى بعد النشر‪.‬‬ ‫وم َح ِاكمنا تتعامل مع هذه المشكلة‬ ‫َ‬ ‫«نيتشر ‪ »Nature‬بزيادة نسبة إالناث‬
‫‪Association, Vienna, Austria.Albert‬‬ ‫‪Thomas C. Erren University Hospital‬‬ ‫بشكل أفضل وأكثر فعالية‪ ،‬فعلى سبيل‬ ‫الكاتبات في قسمها ‪Insight )D. Conley‬‬
‫‪Parker University of Ballarat, Ballarat,‬‬ ‫‪of Cologne; University of Cologne,‬‬ ‫قاض أو عضو في هيئة‬ ‫المثال‪ ..‬إذا ُو ِجد ٍ‬ ‫‪ .)Nature 438, 1078; 2005‬لقد آن‬
‫‪Australia.albertparker@y7mail.com‬‬ ‫‪Germany. tim.erren@uni-koeln.de‬‬ ‫المحلفين ممن لديه مصالح مادية في‬ ‫الوان لزيادة التكافؤ بين الجنسين من‬ ‫أ‬

‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬ ‫الطبعة العربية‬ ‫‪| 2012‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫‪| 50‬‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫س�وم‪،‬‬ ‫شتات� ي‬ ‫ين‬
‫أكسيلس�‪ ،‬معهد ف ف‬ ‫نيلز‬ ‫المثىل ف ي�‬ ‫الطريق لستئصال السلوك‬ ‫السفل‪،‬‬ ‫حيث توجد البيانات الخام ف� أ‬ ‫توضيح حدود نماذج‬
‫ي‬
‫ش‬ ‫ال�ح والتفس� ف� ي أ‬ ‫وطبقات ش‬
‫كوبنهاجن‪ ،‬الدنمارك‬ ‫الب�»‪ ،‬إل أن المشكلة هنا ليست‬ ‫العىل‪.‬‬ ‫ي ي‬ ‫المناخ‬
‫خافيير بوش‪ ،‬قسم الطب الداخلي‪،‬‬ ‫ف ي� المصطلحات المستخدمة لوصف‬ ‫وتتسع الملخصات الناتجة باستمرار عىل‬
‫عيادة المستشفى‪ ،‬جامعة برشلونة‪ ،‬إسبانيا‬ ‫الحياة الجنسية لدى الحيوانات‪ ،‬بل ف ي�‬ ‫نحو تدريجي‪ ،‬وعىل سبيل المثال‪ ..‬بد ًءا‬ ‫يرى مارك ماسلين‪ ،‬وباتريك أوستن‬
‫‪xavbosch@clinic.ub.es‬‬ ‫استغلل ورقة بحثية من أجل الوصول‬ ‫ال� تمثل الدرجة‬ ‫ت‬
‫الشارات ي‬ ‫من مستوى إ‬ ‫ضرورة أن يقوم العلماء بتوضيح‬
‫إل دللة سياسية‪.‬‬ ‫ال� تحدد بها عوامل النسخ (النقل)‬ ‫ت‬ ‫الحصائية في نماذج آثار‬ ‫الشكوك إ‬
‫ش‬ ‫ي‬
‫المثىل بأنه‬
‫ي‬ ‫الجنس‬
‫ي‬ ‫السلوك‬ ‫ويوصف‬ ‫الور يا� الحمض النووي (دي إن إيه)‪،‬‬ ‫التغيرات المناخية «مجلة نيتشر‬
‫رائدا في‬
‫واالس كان ً‬ ‫الماكن حول العالم‪.‬‬ ‫شاذ ف� بعض أ‬
‫ي‬ ‫ال� تقيدها هذه‬ ‫ت‬
‫ومرورا بأماكن المواقع ي‬ ‫ً‬ ‫‪ ،Nature‬مجلد ‪ ،486‬ص ‪184-183‬؛‬
‫أيضا‬
‫البيولوجيا الفلكية ً‬ ‫العلم التنوع‬ ‫وعندما تصف وسائل إ‬ ‫العوامل‪ ،‬ووصول ً إل العرض العام‬ ‫‪ ،(»201‬ولكن هذه النماذج ما هي إل‬
‫الجنس ف ي� مملكة‬
‫في‬ ‫الضخم ف ي� السلوك‬ ‫و� قمة الهرم‬ ‫ف‬
‫للشبكات التنظيمية‪ .‬ي‬ ‫أدوات للستبصار وجمع المعلومات‪،‬‬
‫أسهمت أعمال ألفريد راسل والس‪ ،‬الذي‬ ‫تدم� فكرة‬ ‫الحيوانات‪ ،‬فإنها تسهم ي� ي‬ ‫نجد المطبوعات المرتبطة بذلك‪ ،‬ال�ت‬ ‫وليست إلصدار التوقعات‪ .‬وتنوع‬
‫شذوذ أو انحراف أ‬ ‫ي‬
‫اشتهر بدوره في اكتشاف مبدأ النتخاب‬ ‫الشخاص الذين لهم‬ ‫التفس�‪.‬‬
‫ي‬ ‫توثق ش‬
‫ال�ح أو‬ ‫العل َْم‪،‬‬
‫هذه النماذج يفيد ـ بل شك ـ ِ‬
‫الساس لعلم‬ ‫الطبيعي‪ ،‬في إرساء أ‬ ‫ميول جنسية لوطية‪ ،‬أو سحاقية‪ ،‬أو‬ ‫ويمكن الستفادة من نموذج البيانات‬ ‫وتوجيه السياسات التي تسترشد‬
‫البيولوجيا الفلكية قبل ستة عقود خلت‪،‬‬ ‫مخنثة‪ ،‬أو مزدوجة‪ ،‬إل أ‬
‫البد‪.‬‬ ‫م�‪ ،‬وتطبيقه ف ي� مجالت‬ ‫م�وع ت‬
‫ال� ي ف‬ ‫ف ي� ش‬ ‫بالعلم‪.‬‬
‫سمى بيولوجيا‬ ‫روان هووبر لندن‪ ،‬المملكة المتحدة‬ ‫أ‬ ‫إننا نرى أن النماذج ف ي� المستقبل‬
‫العلْم الذي كان يُ ّ‬ ‫وهو ِ‬ ‫أخرى‪ ،‬فعلوم الفلك والرض ـ عىل‬
‫سبيل المثال ـ تحاول آ‬
‫الفضاء خلل برامج الفضاء في الستينات‬ ‫‪rowan.hooper@newscientist.com‬‬ ‫الن تنظيم‬ ‫ستقدم المزيد من المعلومات‪ ،‬مقارنة‬
‫«مجلة نيتشر ‪ ،Nature‬المجلد ‪ ،488‬ص‬ ‫كتلها من البيانات (م‪ .‬ج‪ .‬راديك وأ‪.‬‬ ‫الن‪ .‬وتعزى مشكلة الصورة‬ ‫بمثيلتها آ‬
‫‪160‬؛ ‪.»2012‬‬ ‫�الي «مجلة ساينس ‪Science‬‬ ‫س‪ .‬ف‬ ‫ف‬
‫العامة للنماذج الحالية ـ ي� جانب منها‬
‫وتحل ف ي� العام القادم مئوية وفاة‬ ‫ّ‬ ‫ميثاق قواعد السلوك‬ ‫مجلد ‪ ،329‬ص ‪1029-1028‬؛ ‪،)»2010‬‬ ‫العلن عن‬ ‫ف‬
‫ـ إل إخفاقات العلماء ي� إ‬
‫ف‬ ‫ت‬
‫والس‪ ،‬حيث الحتفاء بإسهامه البارز‬ ‫للعلماء األوروبيين‬ ‫ولكنها لم تَ ْر َق بعد إل مستوى مضاهاة‬ ‫تعا� منها هذه النماذج‪.‬‬ ‫ال� ي‬ ‫الحدود ي‬
‫ف ي� علم الجغرافيا البيولوجية والتطور‬ ‫م� ف ي� مستوى التكامل‬ ‫م�وع ت‬
‫ال� ي ف‬ ‫ش‬ ‫ب� القضايا ال�ت‬
‫ي‬
‫نم� ي ف‬‫وينبغي هنا أن ي ف‬
‫أيضا أنه كان‬ ‫مما يبعث على أ‬
‫البيولوجي‪ .‬وينبغي أن نتذكر ً‬ ‫السى أن جهود حراسة‬ ‫والندماج‪.‬‬ ‫تفيد فيها النماذج الحالية كمحركات‬
‫رائد علم البيولوجيا الفلكية‪ ،‬ففرضياته ل‬ ‫نزاهة البحث تسير ببطء في أوروبا‪،‬‬ ‫مارك جيرستين‪ ،‬جامعة ييل‪،‬‬ ‫ال� يقت�‬ ‫ت‬
‫للتوقعات‪ ،‬والقضايا ي‬
‫ح� يومنا هذا‪.‬‬ ‫تزال سارية ت‬ ‫مقارنة بالوليات المتحدة «مجلة نيتشر‬ ‫نيوهافين‪ ،‬كونيتيكت‪ ،‬الوليات المتحدة‬ ‫دور النماذج فيها عىل فحص ودراسة‬
‫طرح والس مفهوم (علم البيولوجيا‬ ‫‪ ،Nature‬مجلد ‪ ،488‬ص ‪7‬؛ ‪ ،»2012‬إذ‬ ‫أ‬
‫المريكية‬ ‫يأ� دور العلم الذي‬ ‫ت‬
‫الحتمالت‪ .‬وهنا ي‬
‫النسان ف ي�‬ ‫الشه� «مكان إ‬ ‫ي‬ ‫الفلكية) ف ي� كتابه‬ ‫ل تزال جامعات أوروبية عديدة غافلة عن‬ ‫‪mark.gerstein@yale.edu‬‬ ‫يتأمل ويدرس وجاهة هذه الحتمالت‬
‫الكون ‪،»Man›s Place in the Universe‬‬ ‫مسؤولياتها ودورها في وضع سياسات‬ ‫وأهميتها‪.‬‬
‫(تشابمان آند هول‪ .)1903 ،‬وبعد أن‬ ‫لقواعد سلوكيات البحث‪.‬‬ ‫والشكوك العميقة ليست جديدة أو‬
‫استعرض الظروف المادية المطلوبة‬ ‫وليس هناك أي قيمة للعقاب عىل سوء‬ ‫اختالفات الحيوانات‬ ‫غريبة عىل صناع القرار‪ ،‬الذين يجدون‬
‫لنشوء الحياة العضوية ف ي� المنظومات‬ ‫السلوك‪ ،‬دون جهود مماثلة للمنع‪ ،‬خاصة‬ ‫في السلوك الجنسي‬ ‫غالبا ف ي� مواقف تضطرهم‬ ‫أنفسهم ً‬
‫الرض هي المكان‬ ‫الفلكية‪ ،‬خلص إل أن أ‬ ‫أن إحدى الدراسات توصلت إل أن ثلث‬ ‫ب� مزايا اتخاذ قرار بالنتظار‬ ‫للمفاضلة ي ف‬
‫الوحيد المسكون ف ي� المجموعة الشمسية‪.‬‬ ‫الباحث� ينخرطون ف ي� ممارسات بحثية‬ ‫يف‬ ‫يرى أندرو بارون‪ ،‬ومارك براون أن‬ ‫والتكلفة الباهظة المحتملة للنتظار‪.‬‬
‫ون� لحقًا الدراسة العلمية (هل‬ ‫ش‬ ‫فانيىل‪ .‬دورية ب ي� إل أو إس‬ ‫مريبة (د‪.‬‬ ‫الصحفيين عندما يقارنون السلوك‬ ‫ديفيد أ‪.‬ستينفورث‪ ،‬وليونارد أ‪ .‬سميث‪،‬‬
‫ي‬
‫للسكْ ف َ�؟ ‪Is Mars‬‬ ‫ٌ ُّ‬ ‫صالح‬ ‫الزهرة‬ ‫كوكب‬ ‫وان ‪ ،PLoS ONE‬مجلد ‪ ،4‬ص ‪e5738‬؛‬ ‫يروجون ِل َو ْهم أو‬ ‫الحيواني والبشري؛ ِّ‬ ‫كلية لندن للقتصاد‪ ،‬المملكة المتحدة‬
‫‪ ?Habitable‬ماكميلن‪ ،)1907 ،‬وأشار‬ ‫‪ .)2009‬ومطلوب من كل مؤسسة بحثية‬ ‫أسطورة (انحراف) الميول الجنسية‬ ‫‪d.a.stainforth@lse.ac.uk‬‬
‫عالم الفلك يب�سيفال لويل إل أن كوكب‬ ‫معاي� تفصيلية لسلوك البحث‬ ‫أن تقدم ي‬ ‫الشاذة «مجلة نيتشر ‪،Nature‬‬
‫الزهرة «ربما يكون مسكونًا بكائنات ش‬
‫أك�‬ ‫الجبارية‪،‬‬ ‫المسؤول‪ ،‬بجانب التوعية إ‬ ‫مجلد ‪ ،488‬ص ‪152-151‬؛ ‪.»2012‬‬
‫ذكاء»‪ .‬وبعد تحليل ما كان معروفًا آنذاك‬ ‫ح� يعلم الباحثون كيفية تطبيق هذه‬ ‫ت‬ ‫واستشهد الكاتبان بأحد مقالتي ضمن‬ ‫مشروع الترميز يقود‬
‫ف‬
‫عن مناخ الزهرة ودرجة حرارته‪ ،‬واحتمال‬
‫ت‬
‫المعاي� ي� ممارساتهم اليومية‪.‬‬
‫ت‬
‫ي‬ ‫أمثلة أخرى‪ ،‬وكان عنوان المقال‬ ‫طريق وفرة المعلومات‬
‫ال� اعتقد لويل‬ ‫وجود الماء‪ ،‬و(القنوات) ي‬ ‫أورو�؛ لتوعية‬
‫ي‬ ‫ب‬ ‫ونق�ح إنشاء منتدى‬ ‫الذي استشهدا به هو‪« :‬حشرات‬
‫أنها تدل عىل وجود حياة ذكية‪َ ،‬د َح َض‬ ‫وم�فيهم بكل القضايا أ‬
‫والمور‬ ‫الباحث� ش‬‫يف‬ ‫الخفافيش تتجه للمثلية‪ ،‬لتجنب إيلج‬ ‫نهجا‬
‫يقدم مشروع الترميز ‪ً ENCODE‬‬
‫والس فكرة لويل بقوة‪ ،‬أ و َف َّن َدها ً‬
‫تماما‪.‬‬ ‫المعاي�‪ .‬ويعمل هذا‬ ‫ي‬ ‫المرتبطة بهذه‬ ‫القضيب الط َّّعان» (انظر‪go.nature. :‬‬ ‫جديدا بشأن البيانات الكبيرة ‪،Big Data‬‬
‫ً‬
‫الحياء‪ ،‬جامعة‬ ‫يو‪ .‬كوتشيرا‪ ،‬معهد‬ ‫الرشادية‪،‬‬ ‫المنتدى عىل إعداد المواد إ‬ ‫‪ ،)com/9iwdpb‬ربما ألنه يستخدم‬ ‫منظما لعلم الجينوم‬
‫ً‬ ‫إطارا‬
‫إذ يقدم ً‬
‫كاسل‪ ،‬ألمانيا‬ ‫يف‬
‫المعلم�‪ ،‬وإزالة‬ ‫وتدريب واعتماد‬ ‫كلمة (المثلية) لوصف سلوك الحشرات‪.‬‬ ‫(‪.)www.nature.com/encode‬‬
‫‪kut@uni-kassel.detranscription‬‬ ‫ب� المؤسسات البحثية‪.‬‬ ‫الفروق ي ف‬ ‫وأؤكد أنني استخدمت هذا المصطلح‬ ‫الخرى في تقنيات البيانات‬‫فالجهود أ‬
‫وستحتاج كل جامعة إل إنشاء (وحدة‬ ‫لتقريب سلوك الحشرات‪ ،‬ولجذب انتباه‬ ‫الكبيرة تميل إلى تمكين العثور على إبرة‬
‫فف‬
‫اإلسهامات‬ ‫ل�اهة البحث)؛ لتوجيه أنشطة البحث‬ ‫القراء‪.‬‬ ‫في كومة هائلة من البيانات بأحجام‬
‫وال ش�اف عليها‪ ،‬ولضمان المتثال‬ ‫إ‬ ‫المثىل ف ي�‬
‫ي‬ ‫بالسلوك‬ ‫والستشهاد‬ ‫تصل إلى البيتابايت (البيتابايت تساوي‬
‫يمكن إرسال المراسالت إلى‪:‬‬ ‫للمعاي� الدولية‪ .‬إننا نهيب بجهات‬ ‫ي‬ ‫يجرنا إل جدل مقلق‪.‬‬ ‫الحيوانات أقد ُّ‬ ‫ألف تيرابايت من البيانات) كالعثور على‬
‫‪correspondence@nature.com‬‬ ‫التمويل العامة والخاصة لتقديم الدعم‬ ‫ال� ذكرها بارون‪،‬‬ ‫المثلة ت‬ ‫ففي أحد‬ ‫جزيء بوزون هيجز ‪Higgs boson‬‬
‫ي‬
‫بعد اتباع اإلرشادات العامة‬ ‫ال� ستسهم ف ي� تحرير‬ ‫ت‬
‫المبادرة‪ ،‬ي‬ ‫لهذه‬ ‫وبراون‪ ،‬كتبت جريدة «ذا صنداي‬ ‫على سبيل المثال‪ ،‬بينما يهدف مشروع‬
‫للتأليف والكتابة في‬ ‫ورو� من الممارسات البحثية‬ ‫البحث أ‬
‫ال‬ ‫تايمز‪ « The Sunday Times‬ف ي�‬ ‫الترميز إلى تقديم منهج منظم‪.‬‬
‫بي‬
‫‪http://go.nature.com/cmchno‬‬ ‫المث�ة للشك؛ وتجعل الحياة صعبة عىل‬ ‫ي‬ ‫‪ 2006‬قائلة إن إحدى الدراسات عىل‬ ‫م�وع‬ ‫ويتسم تنظيم المعلومات ف ي� ش‬
‫يف‬
‫والغشاش�‪.‬‬ ‫يف‬
‫المحتال�‬ ‫الغنام «قد تمهد‬ ‫السلوك الذكوري ف� أ‬ ‫يس� وفق شكل هرمي‪،‬‬ ‫ت‬
‫ال� ي ف‬
‫ي‬ ‫م� بأنه ي‬
‫‪51 | 2 0 1 2‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫الطبعة العربية |‬ ‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫تـعـليــقات تـأبـيـــن‬

‫برنارد لوفيل‬
‫)‪(2012–1913‬‬
‫فيزيائي رائد في الرادارات‪ ،‬وصانع تليسكوب الراديو الشهير بمرصد «جوردل بانك»‪.‬‬
‫كالعادة‪ ٬‬جاء لوفيل لينقذ الموقف‪ ،‬وقام التليسكوب‬ ‫ن�كية‪ ٬‬إذ لم يتم أي اكتشاف ألصداء أشعة كونية‪.‬‬ ‫آثار ي ف‬ ‫برؤية واستلهام وعزم‪ ٬‬استطاع برنارد لوفيل إنشاء مرصد‬
‫الجديد بالتقاط أصداء من عربة إطلق سبوتنيك‪ .‬وهو‬ ‫أك�‪ ٬‬فقام ببناء عاكس شكله‬ ‫أ‬
‫هوا� ب‬
‫احتاج فلوفيل إل ي‬ ‫الفلك ف ي� تشيشاير‪ ٬‬بالمملكة المتحدة‪٬‬‬ ‫ي‬ ‫جوردل بانك‬
‫أن تَحقَّق ف ي� أي من دول الغرب‪ .‬وفجأة‪٬‬‬ ‫إنجاز لم يسبق ْ‬ ‫م�ا‪،‬‬
‫ً‬
‫صغ�‪ ٬‬وكان قطره ‪ 66‬ت‬
‫ي‬ ‫فريق‬ ‫ِقطعي أ‬
‫مكا� بمساعدة‬ ‫بجانب تليسكوب الراديو العظيم الذي يحمل اسمه‪.‬‬
‫أدرك الجميع أهمية التليسكوب‪ .‬وقام اللورد نيوفيلد‬ ‫ب� أطراف السقالت‪.‬‬ ‫وكان مصنو ًعا من أسلك مشدودة ي ف‬ ‫كما مكنت قيادته أجيال ً من علماء الفلك من تطوير أدوات‬
‫الثا�‬‫ف‬
‫الشخص‪ ،‬والنصف ي‬ ‫ي‬ ‫بسداد الدين‪ ٬‬نصفه من ماله‬ ‫استعمل لوفيل هذا الصحن ف ي� اكتشاف أشعة راديو من‬ ‫تغي�ات جذرية ف ي�‬ ‫ال� أحدثت بدورها ي‬ ‫ت‬
‫علم فلك الراديو ي‬
‫من مؤسسة نيوفيلد‪ ٬‬وابتدأ عندها علم الفلك جديًّا‪.‬‬ ‫مجرة أندروميدا‪ .‬وكانت تلك بداية علم الفلك ف ي� جوردل‬ ‫الف�ياء الفلكية‪ ،‬وعلم الكونيات‪.‬‬ ‫علم ي ف‬
‫حقق التليسكوب رؤية لوفيل لفتح نافذة جديدة‬ ‫بانك‪ .‬وكان الصحن ثاب ًتا وموج ًها إل أعىل‪ .‬وطمح لوفيل‬ ‫ُو ِل َد لوفيل ي� أولدلند كومون بالقرب من بريستول‬ ‫ف‬
‫عىل الكون‪ .‬وكانت له أدوار بارزة ف ي� الستكشاف المبكر‬ ‫القل؛‬ ‫إل بناء عاكس قابل للتوجيه وبنفس الحجم عىل أ‬ ‫ف ي� المملكة المتحدة‪ ٬‬ودرس ف ي� مدرسة كينجزوود جرامر‬
‫للفضاء‪ ،‬وكذلك اكتشاف أشباه النجوم‪ ٬‬واستخدام أول‬ ‫فبدأت الخطط لبناء الصحن المبدع‪ ٬‬بقطر طوله ‪76‬‬ ‫يا�‬ ‫محا�ة ي ف أ‬ ‫ف‬ ‫سكول‪ .‬بدأ انجذابه ي ف‬
‫للف� ف ي‬ ‫للف�ياء خلل‬
‫عدسة جاذبية‪ ٬‬بجانب اكتشاف ودراسة النجوم النابضة‬ ‫م�ا‪ ،‬المعروف باسم تليسكوب لوفيل‪.‬‬‫ت‬ ‫يا� كطالب بحث ي�‬ ‫أ‬ ‫ف‬
‫ً‬ ‫الف� ي‬ ‫آرثر تندال؛ فلحق بهذا ي‬
‫أك�‬ ‫ال� قدمت بدورها ش‬ ‫ت‬
‫والنيوترونية‪ ٬‬ي‬ ‫جامعة بريستول‪ ٬‬وحصل هناك عىل‬
‫‪PHOTOSHOT‬‬

‫الفحوص دقة للنظرية النسبية العامة‬ ‫درجة الدكتوراه بفضل عمله بالغ الدقة‬
‫وعملي� تجديد‪٬‬‬ ‫ت‬ ‫عاما‬ ‫أ‬
‫ي‬ ‫لينشتاين‪ .‬وبعد ‪ً 55‬‬ ‫حول مقاومة الرقائق المعدنية الرفيعة‪٬‬‬
‫ف‬
‫يتابع التليسكوب العمل ي� تخوم المعرفة‪.‬‬ ‫وذلك ف ي� عام ‪ .1936‬وتطور لدى لوفيل‬
‫تم تأسيس مرصد جوردل بانك‪ ٬‬الذي‬ ‫بالشعة الكونية من خلل التحاقه‬ ‫اهتمام أ‬
‫الشه�‪ ٬‬كمركز‬ ‫ي‬ ‫أنس ف ي� ظل التليسكوب‬ ‫ش أ‬ ‫ف‬ ‫ت‬
‫كمحا� بجامعة مانشيس� ي� المملكة‬ ‫ف‬
‫لف�ياء الفلك والتكنولوجيا‪ .‬وقد‬ ‫عالمي ي ف‬ ‫المتحدة‪ .‬وانضم إل مجموعة باتريك‬
‫الما� لستضافة قمة‬ ‫تم اختياره العام ف‬ ‫بلكيت‪ ٬‬الذي كان يعمل عىل تطوير‬
‫ي‬
‫كيلوم� آريه» ‪Square Kilometer‬‬ ‫ت‬ ‫«سكوير‬ ‫تقنيات الغرفة السحابية للكشف عن‬
‫أك� تليسكوب راديو‬ ‫سيكون‬ ‫الذي‬ ‫‪Array٬‬‬ ‫الشعة‪.‬‬ ‫هذه أ‬
‫ب‬
‫عندما ينتهي بناؤه ف ي� جنوب أفريقيا‬ ‫لحق لوفيل فيما بعد ببلكيت‪ ،‬حيث‬
‫وأس�اليا خلل العقود القادمة‪.‬‬ ‫ت‬ ‫عمل ف ي� المجال العلمي مع الحكومة‪٬‬‬
‫بدفء وسخاء‪ ٬‬استمتع لوفيل باستضافة‬ ‫مهما ف ي� تطوير الرادارأثناء‬ ‫علما ًّ‬ ‫فأصبح ً‬
‫ملي� الناس الذين قدموا إل مركز الزيارة‬ ‫يف‬ ‫الحرب العالمية الثانية‪ .‬وطورت مجموعة‬
‫ف ي� المرصد الذي كان لوفيل قد بدأه منذ‬ ‫لوفيل نظام رادار جوي يعمل عىل طول‬
‫عاما‪ .‬إن ولعه بالعلم الجيد‪ ،‬وتعاطفه‬ ‫‪ً 41‬‬ ‫سنتيم�ات مع دقة موقعية‬ ‫ت‬ ‫موجة ‪10‬‬
‫الموظف� والطلب قاداه لتخصيص‬ ‫يف‬ ‫مع‬ ‫عالية‪ .‬كما صمم لوفيل هوائيات ماسحة‬
‫أوقات التليسكوب بدون جدال‪ .‬كما حافظ‬ ‫جوا‪ ٬‬كانت تتطلب قص‬ ‫كب�ة محمولة ًّ‬ ‫ي‬
‫ح� بعد التقاعد‪.‬‬ ‫عىل اهتمامه بالمرصد ت‬ ‫فتحة ف ي� جسم الطائرات الحاملة لها‪ .‬وكان‬
‫المسؤول� الذين خلفوه‪٬‬‬ ‫يف‬ ‫لكن‪ ٬‬وبشهادة‬ ‫الهمية‬ ‫يتم وضع تلك الهوائيات‪ ٬‬بالغة أ‬
‫أبدا عىل إلقاء الوامر حول ما‬‫أ‬ ‫للملحة والكشف عن الغواصات أ‬
‫لم يعمل ً‬ ‫اللمانية‪٬‬‬
‫الخرين فعله بتليسكوبه‪.‬‬ ‫يجب عىل آ‬ ‫ف ي� الطائرات العسكرية لقيادة السواحل‬
‫الكث� من التكريم‪٬‬‬ ‫حاز لوفيل عىل ي‬ ‫كب� ف ي�‬
‫تأث� ي‬ ‫وقيادة القاذفات‪ ،‬مما كان له ي‬
‫ئيسا للجمعية الفلكية الملكية‬ ‫أ‬
‫وعمل ر ً‬ ‫ف‬
‫طلس‪.‬‬ ‫معركة ال ي‬
‫ال�يطانية‬ ‫ب‬ ‫والجمعية‬ ‫‪،)1971‬‬ ‫(‪1969‬ـ‬ ‫وأثناء عمله ي� إحدى محطات رادار‬
‫لتطوير العلوم (‪ 1975‬ـ ‪ .)1976‬وكانت سعادته ل‬ ‫عزما‬ ‫لقد ت َطلَّب بناء مثل هذه آ‬ ‫ال� ف‬ ‫ت‬ ‫يف‬
‫الضخمة أ ً‬ ‫اللة المبتكرة‬
‫هائل وقُوة إقناع‪ .‬ارتفعت كلفة التليسكوب أ‬
‫َ‬ ‫يطا�‪ ٬‬رصد‬ ‫ي‬ ‫ال� كانت تحمي الساحل ب‬ ‫تش� هوم‪ ٬‬ي‬
‫توصف عندما أطلق اسمه عىل التليسكوب ف ي� الذكرى‬ ‫الصلية لك�ش‬ ‫ً‬ ‫تم� إشارات الطائرات‬ ‫ف‬ ‫لوفيل خلفية أصداء متقطعة ي‬
‫يف‬
‫الثلث� إلنشائه‪.‬‬ ‫لي� ف ي� ‪ 1952‬إل‬ ‫اس� ف‬
‫آ ي‬
‫من الضعف‪ ٬‬من ‪ 259‬ألف جنيه ت‬ ‫عما يحيط بها من إشارات‪ .‬تَ َع َّج َب لوفيل من مصدر‬
‫موسيقيا موهوبًا‪٬‬‬ ‫ًّ‬ ‫وبعيدا عن العلم‪ ٬‬كان لوفيل‬ ‫ً‬ ‫الن ‪ 13‬مليون جنيه‬ ‫‪ 640‬ألفا ف ي� عام ‪( ١٩٥٦‬ما يعادل‬ ‫هذا الصدى؛ فناقش مع بلكيت احتمالية أن تكون هذه‬
‫الورجن بشكل منتظم ف ي� كنيسة قريته سويتنهام‬ ‫يعزف أ‬ ‫أمريك)‪ .‬وكان السبب الرئيس‬ ‫لي�‪ ،‬أو ‪ ٢١‬مليون دولر‬ ‫ت ف‬ ‫انعكاسات ناتجة عن ُس ُحب متأيِّنة ف ي� الجو‪ ٬‬لربما تشكلت‬
‫ي‬ ‫فاس� ي‬
‫ف ي� تشيشاير‪ .‬كما كان لعب كريكيت جا ًّدا‪ ،‬وعىل إلمام‬ ‫الهولندي� ي� ‪ 1951‬للخط‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫ف‬
‫الفلكي�‬
‫ي‬ ‫ي� ذلك هو اكتشاف‬ ‫من دفقات أشعة كونية‪ .‬وقام بمتابعة هذه الفكرة بعد‬
‫و�‬ ‫ف‬ ‫ت‬
‫بالبستنة‪ ٬‬حيث أسس مشاتل بالقرب من التليسكوب‪ ،‬ي‬ ‫سنتيم�ا من‬ ‫نسبيا‪21 ٬‬‬ ‫ًّ‬ ‫ة‬‫قص�‬
‫ي‬ ‫موجة‬ ‫الطيفي عىل طول‬ ‫انتهاء الحرب‪.‬‬
‫ط حب واح�ام زملئه‪■ .‬‬
‫ت‬ ‫بيته‪ .‬وكان مح َّ‬ ‫سطحا‬‫ً‬ ‫يتطلب‬ ‫مما‬ ‫البينجمي‪،‬‬ ‫الفضاء‬ ‫الهيدروج� ف ي�‬
‫يف‬ ‫مانشيس� ف ي� ‪ ،1945‬استخدم لوفيل‬ ‫ت‬ ‫ومع عودته إل‬
‫ال�يطانية والجامعة‬ ‫أك�‪ .‬غطت الحكومة ب‬ ‫عاكسا بدقة ب‬ ‫ً‬ ‫ال� اكتسبها ف ي� زمن الحرب لتطوير مرصد جوردل‬ ‫ت‬
‫خ�اته ي‬ ‫ب‬
‫ورود� ديفيس‪ ،‬وأندرو‬‫ن‬ ‫فرانسيس جراهام سميث‪٬‬‬ ‫لي�‪ ،‬كان‬ ‫اس� ف‬
‫معظم الزيادة‪ ٬‬وبقي مبلغ ‪ 50‬ألف جنيه ت‬ ‫ف‬
‫الفلك‪ .‬وتم نقل رادار عسكري كان قد أُ ْح ِ�‬ ‫بانك‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ت‬ ‫لين هم أساتذة ي ف‬
‫الف�ياء الفخريون بجامعة مانشيس�‪٬‬‬ ‫وواج َه لوفيل ُم َسا َءلَةً‬ ‫شخصيا عن سداده‪َ .‬‬ ‫لوفيل مسؤول‬ ‫لمانشيس� نحو ‪ ٣٠‬كم خارج المدينة‪ ٬‬إل موقع لدراسة‬ ‫ت‬
‫ف‬ ‫ًّ‬
‫ف‬
‫الما� منصب‬ ‫المملكة المتحدة‪ .‬وقد شغل ٌّكل منهم ي�‬ ‫من ِق َبل لجنة الحسابات العامة الحكومية‪ ٬‬وبات السجن‬ ‫ت‬
‫النبات‪ ،‬كان ملكًا لجامعة مانشيس�‪ ،‬من أجل تجنب‬
‫ي‬
‫رئيس مرصد جوردل بانك ف ي� أعوام (‪-1988 ،1988-1981‬‬ ‫احتمال ً وار ًدا‪.‬‬ ‫الكهربا� الناجم عن القطارات الكهربائية‪.‬‬ ‫ي‬
‫أ‬ ‫التشويش‬
‫و�‪:‬‬‫ال�يد إ ت ف‬ ‫‪ ،2006-1997 ،1997‬عىل ت‬ ‫ت‬ ‫أ‬
‫اللك� ي‬ ‫ال�تيب)‪ .‬ب‬ ‫السوفي� للقمر الصطناعي‬ ‫ي‬ ‫التحاد‬ ‫إطلق‬ ‫جاء‬ ‫عندها‪،‬‬ ‫عندها‪ ٬‬تنبه لوفيل بوضوح إل مصدر الصداء الذي‬
‫‪fgs@jb.man.ac.uk‬‬ ‫«سبوتنيك» ف ي� ‪1957‬؛ ليستدرك هذا الموقف المحرج‪.‬‬ ‫تش� هوم‪ ٬‬فقد كان ذاك عبارة عن‬ ‫كان قد رآها ف� رادار ي ف‬
‫ي‬
‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬ ‫الطبعة العربية‬ ‫‪| 2012‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫‪| 52‬‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫أبـحــــــاث‬
‫علم الحشرات خاليـــا الدوباميــن‬ ‫بـيــئــــــة إعـــادة حساب الخســارة في‬ ‫علم المناعة عندما تقوم الخاليا‬
‫في دماغ الذبــابة تستجيــب للمحفــزات‬
‫الشميـــة ص‪80 .‬‬
‫كتـــلة أ‬
‫النـهار الجليــدية في الهماليــا‬
‫ص‪59 .‬‬
‫المناعية بمهاجمة الدماغ والنخاع الشوكي‬
‫ص‪54 .‬‬ ‫أنبـاء وآراء‬

‫)‪NASA, ESA & THE HUBBLE HERITAGE TEAM (STSCI‬‬


‫(‪ .)Centaurus A‬كان السؤال منذ ‪ 1959‬حول ما إذا كانت‬ ‫شكل ‪ | 1‬لقاء كوني‪ :‬يتنبأ فان دير ماريل ورفاقه بأن مجرتي درب التبانة وأندروميدا سوف تعبران ٌّكل عبر أ‬
‫الخرى بعد ‪ 4‬مليارات سنة‪.‬‬
‫المجرتان ستصطدمان لدى عودتهما أ‬
‫الولى‪ ،‬أم ستطيران‪،‬‬ ‫حاليا بين المجرتين الحلزونيتين‪ NGC2207 :‬و‪ ،IC2163‬الذي نراه في هذه الصورة التي‬
‫فتتجاوز كل منهما أ‬ ‫هذا اللقاء الحميم سيكون مماثال ً لما يحدث ً‬
‫الخرى‪ .‬يكمن الجواب في السرعات‬ ‫تم تصويرها بواسطة تليسكوب هابل الفضائي‪.‬‬
‫النتقالية للمنظومتين‪ .‬بأي سرعة ينزاح وضع أندروميدا‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫في السماء؟ لدينا معرفة دقيقة عن مدى سرعتها في حركتها‬ ‫فلك‬
‫الرض‪.‬‬‫بخط الرؤية‪ ،‬ونحن نعرف ما يكفي عن مسافتها من أ‬
‫إذا علمنا معدل إزاحتها في السماء (الحركة الحقيقية‬
‫للمجرة)‪ ،‬عندها يمكن حساب مدارها‪.‬‬
‫نحن فقط بصدد البداية في قياس الحركات الحقيقية‬
‫مسار االصطدام‬
‫للمجرات‪ .‬لقد تم تحديدها نسبيا بشكل جيد لجيران درب‬
‫التبانة القريبين مثل مجرتي «سحب ماجالن» الصغيرة‬ ‫الن‪ ،‬ستلتقي مجرة أندروميدا بالقرب من مجرة درب التبانة‪ .‬وسوف تبدأ‬ ‫بعد أربعة مليارات سنة من آ‬
‫والكبيرة‪ .‬تَ ّبين في النهاية أنه تم قياس الحركات الحقيقية‬ ‫المجرتان رقصة الضطراب التي ستنتهي بعد ملياري سنة أخرى‪ُ ،‬مف ِْض َي ًة في النهاية إلى اتحادهما‬
‫لجارتي مجرة أندروميدا؛ «مسييه ‪ »33‬و»الكتالوج المفهرس‬ ‫تماما‪..‬‬
‫ً‬
‫‪ ،»10‬ألنهما تبثان شعاع ميزر مائي‪ – 5،6‬إشارات راديو‬
‫مرتبطة بإثارة جزئيات الماء بمناطق تشكيل النجوم‪ .‬يتم‬
‫رصد أشعة الميزر هذه بمقياس التداخل لموجات الراديو‬ ‫الحالية – بدأتا في النفجار الكبير على مقربة كبيرة‪ ،‬وانسابتا‬ ‫برنت ّ‬
‫تولي‬
‫الساس (الممتدة من جزر هاواي إلى ولية‬ ‫مع خطوط أ‬ ‫مبتعدتين مع التمدد الكوني‪ ،‬لكنهما ظلتا رهينتي الجاذبية‬
‫مين) والتي تتيح دقة زاويّة عند مستوى ‪ 10‬ميكروثانية‬ ‫الن تهويان عائدتين في اتجاه‬ ‫المتبادلة بينهما‪ ،‬وهما آ‬ ‫في سلسلة من ثالثة أبحاث نُشرت بمجلة الفيزياء الفلكية‪،‬‬
‫قوسية‪ .‬لكن أشعة الميزر في مجرة أندروميدا تم العثور‬ ‫بعضهما البعض‪ .‬وعلى أساس هذا الفتراض التبسيطي‬ ‫ناقش فيها فان ديرماريل وفريقه‪ 3-1‬توقيت وديناميات‬
‫عليها حديثا‪ ،‬لذا فإن قياس حركتها الحقيقية ينبغي أن‬ ‫من أن الثنتين تتحركان مباشرة في اتجاه بعضهما‪ ،‬قام‬ ‫القل ـ حتمي بين مجرة درب‬ ‫اصطدام (وشيك)‪ ،‬أو ـ على أ‬
‫يتأتى من إزاحة نجوم المجرة على نحو ما استنبطه فان‬ ‫كاهن وفولتير بتقدير كتلة المنظومة‪ ،‬الذي صادف توافقًا‬ ‫التبانة وجارتها أندروميدا‪ .‬الجانب الحتمي لهذا الوضع كان‬
‫دير ماريل ورفاقه‪.‬‬ ‫حس ًنا مع التوقعات الحالية‪.‬‬ ‫معروفا لفترة طويلة‪ .‬في عام ‪ ،1959‬قدر كاهن وفولتير‪4‬‬
‫هنا يكمن التحدي‪ ،‬عند موقع أرضي جيد للرصد هناك‬ ‫وبالغوص في التفاصيل‪ ،‬هناك احتمال أن المجرتين‬ ‫كتلة منظومة درب التبانة – أندروميدا من خالل ما أُطلق‬
‫نجم استحال لقرص ضبابي قطره ثانية قوسية واحدة‪.‬‬ ‫تدوران حول بعضهما بالعزم الزاوي الناجم عن قوى‬ ‫عليه «جدلية التوقيت» التي أثارت فرضية أن المجرتين‬
‫بالمقارنة‪ ،‬تكون الحركة الحقيقية السنوية المتوقعة لمجرة‬ ‫المد والجزر الناشئة من لعبين بارزين‪ ،‬مثل مجرات‪ :‬مافي‬ ‫سوف تصطدمان في نهاية المطاف‪.‬‬
‫أندروميدا فقط بضعة أجزاء من مائة ألف جزء من هذه‬ ‫(‪ ،)Maffei‬ومسييه ‪ ،)Messier 81( 81‬وقنطورس «إيه»‬ ‫بالحرى محتوياتهما‬‫يفترض هذا الجدل أن المجرتين ‪ -‬أو أ‬

‫‪53 | 2 0 1 2‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫الطبعة العربية |‬ ‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫أبـحــاث أنـبـاء وآراء‬

‫حلزونيتين كبيرتين ذواتي كتلة متساوية‪ .‬على أساس تلك‬ ‫الحتمال المركزي ضمن توزيع واسع من المدارات هو‬ ‫البعد الضبابي‪ .‬أعان فان دير ماريل وفريقه‪ 3-1‬أنفسهم‬ ‫ُ‬
‫المحاكاة‪ ،‬يبين الباحثون أن الشمس‪ ،‬التي يوشك الوقود‬ ‫أن المنظومتين ستمران عبر بعضيهما بعد أربعة مليارات‬ ‫بإجراء أرصادهم بواسطة تليسكوب هابل الفضائي مما‬
‫الهيدروجيني بداخها على النضوب‪ ،‬قد تكون على مسافة‬ ‫الن ونواتاهما ستكون على بعد ‪ 30‬كيلوبارثانية‬ ‫سنة من آ‬ ‫أتاح لهم الحصول على دقة تصل ُلعشر الثانية القوسية‪.‬‬
‫معتبرة من مركز المنظومة الناتجة عن الندماج‪ .‬فرصة‬ ‫فقط (نحو مائة ألف سنة ضوئية)‪ .‬لمقارنة المقاييس‪ ،‬فإن‬ ‫بالنظر للمدارات النموذجية للمجرة‪ ،‬فإن الباحثين تنبأوا‬
‫اصطدام الشمس مع نجم آخر ستكون في الواقع صغيرة‪.‬‬ ‫الشمس تقع على بعد ‪ 8.3‬كيلوبارثانية من مركز مجرتنا‪.‬‬ ‫بأن إزاحات مراكز نجم مجرة أندروميدا عند مستوى جزء‬
‫يصف فان دير ماريل ورفاقه مقطعا ختاميا غريبا ولفتا‪.‬‬ ‫ليس من المعروف أين تكون الشمس في مدارها وقت‬ ‫من ألف إلى عشرة آلف جزء من أقطار النجوم المقاسة‬
‫مجرة «مسييه ‪ »33‬وهي ثالث أكبر مجرة في بالمجموعة‬ ‫هذا المرور القريب‪ ،‬ألن المجموعة الشمسية ستكون قد‬ ‫سنويا‪ .‬ولم يساعدهم أن النجوم التي يرصدونها كانت‬
‫المحلية من المجرات تتأرجح في قوس واسع حول أندروميدا‪.‬‬ ‫دارت ‪ 14‬دورة أخرى حول مركز مجرة درب التبانة – دورات‬ ‫بمناطق مزدحمة (النجوم أ‬
‫اللمع بين مليارات منها متراكبة‬
‫سوف تمتطي جاذبية أندروميدا باتجاه درب التبانة‪ .‬ومع‬ ‫كثيرة أخرى ألجل الدقة في التفاصيل‪.‬‬ ‫بعضها فوق بعض في مجرة أندروميدا) وأن المواقع‬
‫هذا‪ ،‬فلدى «مسييه ‪ »33‬ما يكفي من العزم الزاوي المداري‬ ‫بعد أربعة مليارات سنة‪ ،‬سوف ترى ذريتنا‪ ،‬إذا كانت‬ ‫المرجعية التي تقاس إليها الحركات هي مجرات ذات‬
‫بحيث ل يُرجح أن تمتصها قريبا المجرتان المندمجتان‪ .‬بعد‬ ‫لزالت هناك سماوات مظلمة وعيون تواقة مشهدا حقيقيا‬ ‫أشكال غير منتظمة‪ ،‬وبالتالي يصعب تحديد مراكزها‪.‬‬
‫اجتماع المجرتين الكبيرتين‪ ،‬فإن «مسييه ‪ »33‬الشاهدة على‬ ‫الفق – فقط تخيل أنك مقيم‬ ‫لمجرة أندروميدا وهي تسد أ‬ ‫هذه المجرات المرجعية بعيدة جدا لدرجة أن تكون‬
‫الندماج ربما تطوف بكومة النجوم الناشئة في مدار متالش‬ ‫في أي من زوج المجرات الحلزونية المتصادمة ‪NGC 2207‬‬ ‫فعليا بال حركة‪.‬‬
‫ببطء نحو أفول محتوم بنهاية المطاف‪■ .‬‬ ‫و ‪( IC2163‬شكل ‪ .)1‬إن أكثر وضع محتمل للتقاء أندروميدا‬ ‫الحصاءات‪ ،‬استطاع الباحثون إجراء قياسات‬ ‫لتحسين إ‬
‫تعريف الكاتب‬ ‫ودرب التبانة ينطوي على اصطفاف اتجاه دوران المجرتين‬ ‫لعدة آلف من النجوم مقابل خلفية ثابتة من مئات‬
‫نحو اتجاه الحركات المدارية‪ .‬سيقع مدار أندروميدا قريبا‬ ‫المجرات البعيدة جدا‪ .‬وبحثا عن التغيرات في مواقع‬
‫برنت ّ‬
‫تول باحث بمعهد الفلك بجامعة هاواي‪ ،‬هونولولو‪،‬‬ ‫من مستوى درب التبانة‪ .‬ستنشئ هذه الظروف تأثيرات مد‬ ‫النجوم‪ ،‬أجروا رصدا لثالث حقول في أندروميدا على‬
‫هاواي ي‪ ،96822‬الوليات المتحدة أ‬
‫المريكية‪ .‬بريده‬ ‫وجزر عظمى‪.‬‬ ‫انقطاع من ‪ 5‬إلى ‪ 7‬سنوات‪ .‬كانت الدقة النهائية لقياس‬
‫و�‪tully@ifa.hawaii.edu :‬‬‫إ ت ن‬ ‫سوف تندفع المجرتان تشق إحداهما أ‬
‫اللك� ي‬ ‫الخرى بسرعة‬ ‫حركة مجرة أندروميدا الحقيقة في السماء ‪ 12‬ميكروثانية‬
‫‪1. Sohn, S. T., Anderson, J. & van der Marel, R. P.‬‬
‫‪ 600‬كيلومتر في الثانية عند أقرب اقتراب؛ بعد ذلك سريعا‬ ‫قوسية في السنة‪ ،‬ويزعم الباحثون أنهم يستكشفون‬
‫‪Astrophys. J. 753, 7 (2012).‬‬ ‫ستخوضان في بعضهما البعض وترتجان معا‪ .‬يعلن فان دير‬ ‫الحركة بيقين يتجاوز ‪.99%‬‬
‫‪2. van der Marel, R. P. et al. Astrophys. J. 753, 8 (2012).‬‬ ‫ماريل ورفاقه‪ 3‬أن تلك المنظومتان ستندمجان بعد نحو‬ ‫إذن ما هو مدار أندروميدا؟ بال مفاجأة‪ ،‬كان بالمدار‬
‫& ‪3. van der Marel, R. P., Besla, G., Cox, T. J., Sohn, S. T.‬‬
‫الول)‪،‬‬‫الن (‪ 2‬مليار سنة بعد المروق أ‬
‫ستة مليارات سنة من آ‬ ‫الذي استنبطه فان دير ماريل وفريقه هامش خطأ‬
‫‪Anderson, J. Astrophys. J. 753, 9 (2012).‬‬
‫‪4. Kahn, F. D. & Woltjer, L. Astrophys. J. 130, 705–717‬‬ ‫عندما يفصل بين نواتيهما أقل من ‪ 25‬كيلوبارثانية‪ .‬حصيلة‬ ‫الساسية تبدو مبنية‬ ‫كبير‪ .1،2‬مع ذلك‪ ،‬كانت النقطة أ‬
‫‪(1959).‬‬
‫‪5. Brunthaler, A., Reid, M. J., Falcke, H., Greenhill, L. J.‬‬ ‫هذا الحطام ستكون‪ -‬بشكل مؤكد تقريبا‪ -‬مجرة إهليلجية‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫على أسس سليمة‪ .‬سوف يكون المرور الول لندروميدا‬
‫‪& Henkel, C. Science 307, 1440–1443 (2005).‬‬
‫& ‪6. Brunthaler, A., Reid, M. J., Falcke, H., Henkel, C.‬‬
‫واحدة تشمل النجوم والكتلة الكلية للمجرتين المنفصلتين‬ ‫بدرب التبانة قريبا لدرجة إحداث فوضى عارمة‪ .‬نقطة‬
‫‪Menten, K. M. Astron. Astrophys. 462, 101–106 (2007).‬‬ ‫حاليا – هذا ما تنبئ به المحاكاة الحاسوبية لندماج مجرتين‬ ‫الهدف المثالية تقع في مجال من الاليقين المداري‪.‬‬

‫علم المناعة‬

‫مـن األط ــراف إلى الـدمــاغ والـحب ـ ــل الـنــخاع ــي‬


‫عب ــر الرئـتي ــن‬
‫الدماغ والحبل الشوكي‪ .‬وما يدعو إلى الحيرة‪ ،‬هو كيف َّية وصول هذه الخاليا‬
‫تعدد‪ ،‬تقوم الخاليا المناعية في الجسم بمهاجمة ِّ‬
‫الم أ ِّ‬
‫الصابة أبمرض التصلُّب ُ‬
‫عند إ‬
‫أن مفتاح الحل يكمن في كون الرئتين نقطة العبور‪.‬‬
‫من أنسجة الطراف إلى هذه الماكن من الجسم‪ .‬وكانت المفاجأة اكتشاف َّ‬

‫الساسي‪ ،‬وتحفِّزها على التكاثر والنتشار‪ .‬وتتيح لنا عملية‬ ‫أ‬ ‫في الرئتين قبل دخولها إلى الجهاز العصبي المركزي‪ ،‬رغم‬ ‫ريتشارد رنسوهوف‬
‫الملقحة؛ ومن‬ ‫التلقيح هذه‪ ،‬جمع خاليا‪-‬تي من الفئران ُ‬ ‫صلة تُذْ كَر للرئتين بنقل‬ ‫أنًّه لم يُعرف في السابق‪،‬أ وجود أي ٍ‬
‫َّثم َحقنها في فئران أخرى‪ ،‬حيث تنشط في أجسام هذه‬ ‫العصاب المركزي‪.‬‬ ‫الخاليا المناعية لجهاز‬ ‫لجهاز المناعة وظيفة رئيسة واحدة‪ ،‬هي حماية الجسم‬
‫سبب التهابًا يتركز في الحبل‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫الفئران كخاليا مناعة ذاتية‪ ،‬وتُ ِّ‬ ‫تعدد نحو ‪ 2.5‬مليون شخص حول‬ ‫يصيب ال َّتصلُّب ُ ِّ‬
‫الم‬ ‫المهمة‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ولنجاز هذه‬
‫سببة لالمراض‪ .‬إ‬ ‫الم ِّ‬
‫من الجسام ُ‬
‫الدماغي‬‫ِّ‬ ‫لاللتهاب‬ ‫ثة‬‫د‬ ‫ولن هجوم خاليا تي ُ ْ ِ‬
‫ح‬ ‫الم‬ ‫الشوكي‪َّ .‬‬ ‫العالم‪ .‬ويستهدف هذا المرض ما َّدة المايلين (‪،)myelin‬‬ ‫ميز‬
‫يقوم جهاز المناعة بتطوير خاليا تنشط فقط عندما تُ ّ‬
‫وهي عبارة عن غالف غشائي يلتف حول أ‬
‫الشوكي‪ ،‬يقتصر على المايلين بشكل خاص‪ ،‬دون غيرها من‬ ‫اللياف المحورية‬ ‫ِ ٍّ‬ ‫أن هذا التمييز يخطئ أحيانا‪،‬‬ ‫وجود أجسام غريبة‪ّ ،‬إل َّ‬
‫فإن مرض الفئران هذا‬ ‫لخاليا ٌأ‬
‫مكونات الجهاز العصبي المركزي‪َّ ،2‬‬ ‫العصاب‪ .‬ويؤدي عطب المايلين إلى ظهور عدد‬ ‫وعند حدوث خطأ تُصاب أجسامنا بالتهابات وأمراض‬
‫الصابة‬ ‫أ‬
‫معينة من حالة إ‬ ‫يحاكي ـ إلى حد بعيد ـ جوانب َّ‬ ‫الحسي‪ ،‬واعتالل‬‫كبير من العراض‪ ،‬من بينها الضطراب ِّ‬ ‫حالت كثيرة‪ ،‬تكون هذا اللتهابات‬ ‫المناعة الذاتية‪ .‬وفي ٍ‬
‫البشرية بالمرض‪.‬‬ ‫تعدد‪،‬‬‫الم ِّ‬‫وازن‪ ،‬وصعوبة في ال َّتفكير‪ .‬ولدراسة ال َّتصلُّب ُ‬ ‫ال َّت ُ‬ ‫محدودة بشكل كبير أو محصورة في عضو واحد‪ ،‬لكن‬
‫أن نشوء‬ ‫َّ‬ ‫لحقيقة‬ ‫اكتشافهم‬ ‫هو‬ ‫الباحثين‬ ‫وما َح َّي َر‬ ‫المختبر‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫لحيوانات‬ ‫صابة‬‫ال‬
‫إ‬ ‫ماذج‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫من‬ ‫ا‬‫د‬‫ً‬ ‫عد‬ ‫الباحثون‬ ‫طور‬
‫ّ‬ ‫تعدد (‪ ،)multiple sclerosis‬مثالً‪ ،‬تؤثر‬ ‫الم ِّ‬
‫حالة كال ًّتصلُّب أ ُ‬
‫المرض يستغرق أربعة أو خمسة أيَّام بعد نقل خاليا تي‬ ‫وأحد هذه ال َّنماذج يدعى التهاب الدماغ والنخاع التجريبي‬ ‫البصريَّة‪ ،‬والحبل الشوكي للجهاز‬ ‫َ‬ ‫عصاب‬ ‫الدماغ‪ ،‬وال‬‫على ِّ‬
‫الدماغي إلى الفئران‪ ،‬وبرغم تنشيط‬ ‫حدثة لاللتهاب ِّ‬ ‫الم ِ‬
‫ُ‬ ‫المناعي الذاتي المنتقل بالتبني (‪ .)EAE‬في هذا ال َّنموذج‪،‬‬ ‫العصبي المركزي‪ .‬ولتطوير استراتيجيات عالجية ناجعة‪ ،‬من‬
‫هذه الخاليا في المختبر قبل نقلها إلى الفئران‪ .‬كما أورد‬ ‫كو ٌن‬
‫يتم تلقيح الفئران ببروتين مايلين أساسي (‪ ،)MBP‬وهو ُم ِّ‬ ‫الضروري فهم كيف تنتقل خاليا المناعة الذاتية‪ ،‬وتتراكم‬
‫حي ٍرة أخرى‬ ‫ظاهرة ُم ِّ‬
‫ٍ‬ ‫الباحثون لدى تقديم ورقة بحثهم‬ ‫رئيس لمادة المايلين‪.‬‬ ‫في العضو المصاب‪ .‬وكان أودواردي وزمالؤه الباحثون‪ 1‬قد‬
‫اس ُت ْخ ِلصت من هذا النموذج‪ :‬كان ل بُ َّد من حقن خاليا‪-‬تي‬ ‫وتؤدي عملية التلقيح إلى تنشيط أنواع معينة من الخاليا‬ ‫تعدد‪،‬‬ ‫الم ِّ‬
‫بحثيا لفئران مصابة بالتصلب ُ‬‫نموذجا ًّ‬ ‫ً‬ ‫استخدموا‬
‫الدم للفئران المتلقية ألجل تحفيز اللتهاب‬ ‫في مجرى َّ‬ ‫خاصة ببروتين مايلين‬ ‫المناعية (خاليا تي ‪ )T cells‬وهي َّ‬ ‫َّ‬ ‫أن خاليا المناعة الذاتية المصابة باللتهاب تستقر‬ ‫ليبينوا َّ‬
‫ِّ‬
‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬ ‫الطبعة العربية‬ ‫‪| 2012‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫‪| 54‬‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫أنـبـاء وآراء أبـحــاث‬

‫اتي المنتقل بالتبني‬ ‫الدماغي ال ًّنخاعي التجريبي المناعي الذَّ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ﺧﻼﻳﺎ ﻣﻨﺎﻋﻴﺔ‬ ‫المباشر إلى داخل السائل المخي‬ ‫الحقْن ُ‬ ‫أن َ‬ ‫وتبين َّ‬ ‫(‪)EAE‬؛ َّ‬
‫ﺫﺍﺗﻴﺔ ﻣﻨﺸﻄﺔ‬ ‫خاعي‪ ،‬المتواجد بالجهاز العصبي المركزي‪ ،‬ليس فقط‬ ‫ال ُّن ّ‬
‫فع ًال في‬ ‫َّ‬ ‫ُن‬
‫ك‬ ‫ي‬ ‫لم‬ ‫ّنه‬ ‫إ‬ ‫بل‬ ‫المرض‪،‬‬ ‫بدء‬ ‫تسريع‬ ‫في‬ ‫أخفق‬
‫الصابة بالمرض‪.3‬‬ ‫تحفيز إ‬
‫‪BALT‬‬
‫أن خاليا‬ ‫وفي هذه الدراسة المبكرة‪َّ ،‬بين الباحثون َّ‬
‫ﺍﻷﻧﺴﺠﺔ‬
‫ﺍﻟﻠﻴﻤﻔﺎﻭﻳﺔ‬ ‫الدم إلى أعضاء‬ ‫تي التي َّتم حقنها تنتقل من مجرى َّ‬
‫ﻃﺤﺎﻝ‬ ‫ﺍﻟﺮﺋﺘﺎﻥ‬ ‫ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ‬ ‫ﺍﻟﺤﺒﻞ ﺍﻟﻨﺨﺎﻋﻲ‬ ‫وبأن‬
‫َّ‬ ‫ُّحال‪،‬‬ ‫ط‬ ‫وال‬ ‫العقَد الليمفاوية‬ ‫جهاز المناعة‪ ،‬بما فيها ُ‬
‫ﺑﺎﻟﻘﺼﺒﺎﺕ‬
‫يتغير خالل هذا الوقت‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫للخاليا‬ ‫نمط التعبير الجيني‬
‫هبوط حاد في ال َّتعبير الجيني للجينات المرتبطة‬
‫ﺟﻴﻨﺎﺕ‬ ‫ﺟﻴﻨﺎﺕ‬
‫بالتفعيل والنتشار‪ ،‬مصحوبًا بازدياد لفت في ال َّتعبير‬
‫ﺍﻟﺘﻨﺸﻴﻂ‬ ‫ﺍﻟﻨﻘﻞ‬ ‫تنشط في عملية انتقال الخاليا‪3‬‬ ‫الجيني للجينات التي َ‬
‫(انظر الصورة رقم ‪ .)1‬ثم بعد بدء المرض‪ ،‬تتراكم‬
‫ماليين من خاليا‪-‬تي في الجهاز العصبي المركزي بشكل‬
‫الحداث‬ ‫مفاجئ ومتزامن‪ .3‬قام الباحثون أيضا بوصف أ‬
‫تعدد‪،‬‬ ‫شكل ‪ | 1‬خاليا المناعة الذاتية تنتقل عبر المسالك الهوائية‪ : .‬في نموذج شائع الستخدام لفئران مصابة بالتصلُّب ُ‬
‫الم ِّ‬ ‫التي تحصل في هذا الوقت لدى دخول الخاليا الجهاز‬
‫الولى‬ ‫العصبي المركزي‪ .4‬إذن فقد تم إثبات الخطوات أ‬
‫أن‬
‫حير َّ‬
‫الدم‪ .‬من ُ ِّ‬
‫الم‬ ‫تستغرق ظهور عالمات المرض‪ 5-4 ،‬أيام عقب تلقي حقنة خاليا المناعة الذَّ اتية ُ‬
‫الم ْح ِدثة للمرض‪ ،‬في مجرى َّ‬
‫والحداث التي تسبق بدء‬ ‫التي تعقب حقن خاليا‪-‬تي‪ َّ ،‬أ‬
‫أن الخاليا التي يتم حقنها في‬‫تبين سابقا‪َّ 3‬‬
‫َّ‬ ‫لقد‬ ‫سبب المرض إذا َّتم حق ُنها مباشرة في السائل الشوكي‪.‬‬ ‫خاليا المناعة الذَّ اتية ل تُ َّ‬
‫المرتبطة بالنتشار‪ -‬والتنشيط وزيادة التعبير الجيني‬‫ُ‬ ‫للجينات‬ ‫الجيني‬ ‫التعبير‬ ‫بخفض‬ ‫تبدأ‬ ‫حيث‬ ‫ُّحال‪،‬‬
‫ط‬ ‫الدم‪ ،‬تنتقل إلى ال‬ ‫مجرى َّ‬ ‫المرض‪ ،‬لكن من غير الواضح ما الذي يحدث لخاليا‪-‬تي‬
‫للجينات المتصة بانتقال الخاليا‪ .‬أظهر أودواردي وزمالؤه‪ 1‬بأن الخاليا تنتقل بعدها إلى الرئتين وتتراكم في أ‬ ‫منيتين‪.‬‬
‫النسجة الليمفاوية‬ ‫َّ‬ ‫الز َّ‬ ‫بين هاتين النقطتين َّ‬
‫المرتبطة بالشعب الهوائية (وهي عناقيد من الخاليا المناعية المجاورة لجدران الممرات الهوائية في الرئتين)‪ .‬في هذه المرحلة‬ ‫انطلق إدواردي وزمالؤه لفك أسرار هذا «الصندوق‬
‫الدماغي‬ ‫أ‬
‫بأن هذه العملية هي خطوة «ترخيص» تسمح للخاليا بالنتقال إلى‬ ‫تتعزز التغييرات في التعبيرات الجينية‪ .‬ويقترح الباحثون َّ‬ ‫َّ‬ ‫سببة لاللتهاب ِّ‬ ‫الم ِّ‬ ‫السود»‪ .‬فاستخدموا خاليا‪-‬تي ُ‬
‫أ‬
‫عبرعن بروتين الفلورسنت الخضر‪ ،‬الذي‬
‫الحبل الشوكي‪ ،‬حيث تبدأ بإحداث المرض‪.‬‬ ‫ال ُّنخاعي التي تُ ِّ‬
‫بالضافة إلى أنَّهم قاموا‬ ‫يُمكِّ ننا من تعقٌّب هذه الخاليا‪ ،‬إ‬
‫أيضا‪ ،‬والتي يمكن تنشيطها لحقًا لتنتقل‬ ‫المناعة الذاتية ً‬ ‫الدم‪ ،‬فإن خاليا تي التي‬ ‫التي يتم حق ُنها في مجرى َّ‬ ‫طريقة لتصوير هذه الخاليا الفلورية في الحبل‬ ‫بتطوير ٍ‬
‫أن عالقة هذه‬ ‫َّ‬ ‫وبرغم‬ ‫بعيد‪.‬‬ ‫عضو‬ ‫مرضا في‬
‫وتُسبب ً‬ ‫الشعب الهوائية عبر القصبة الهوائية‪،‬‬ ‫يتم حق ُنها في ُ‬ ‫تقنيةً تُعرف‬ ‫َّ‬ ‫ستخدمين‬ ‫م‬
‫َّ ُ‬ ‫ة‪،‬‬ ‫الحي‬ ‫للحيوانات‬ ‫الشوكي‬
‫لكن ُوجود‬
‫َّ‬ ‫تخمينية‪،‬‬ ‫تبقى‬ ‫البشري‬ ‫بالمرض‬ ‫الستنتاجات‬ ‫بإمكانها ترك الرئتين بسرعة لتنتقل إلى الجهاز العصبي‬ ‫بـ"التصوير المجهري ثنائي الفوتون"‪ ،5‬ويُذكر أن مجموعات‬
‫جلياً‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬يفتقر‬ ‫احتمالت متباينة يبدو َّ‬ ‫المركزي‪ ،‬ومن َثم ال َّتسبب في إحداث المرض‪ .‬وتدفعنا‬ ‫بالمكان‬ ‫تقدما مثل كهذا‪ .‬كما أنَّه إ‬ ‫أخرى من الباحثين حققت ً‬
‫النسجة الليمفاوية‬ ‫وجود خاليا أ‬ ‫النسان السليم إلى‬ ‫أن الوقت الذي تُمكثه خاليا تي‬
‫إ‬ ‫هذه النتائج إلى استنتاج َّ‬ ‫الدماغ أيضاً‪.7-6‬‬ ‫ِّ‬ ‫كامل‬ ‫لتصوير‬ ‫التقنيات‬
‫باستخدام هذه أ ّ‬
‫المرتبطة بالشعب الهوائية (‪َّ ،)BALT‬إل أنَّه من المعروف‬ ‫ُ‬ ‫«ترخيصا» يُمكِّ نها من النتقال‬ ‫ً‬ ‫يمنحها‬ ‫في الوسط الرئوي ُ‬ ‫الساليب ال ِّتقنية معا ثورة في فهمنا لهذه‬ ‫أحدثت هذه‬
‫عد من العوامل شديدة‬ ‫أن تدخين السجائر‪ ،‬والذي يُ ُّ‬ ‫َّ‬ ‫إلى الجهاز العصبي المركزي‪ .‬ووجدوا ـ على سبيل المثال‬ ‫العمليات التي تدخل الخاليا المناعية بواسطتها إلى جهاز‬
‫المتعدد‪ ،‬يُحفِّز تكوين‬ ‫التغيرات في ال َّتعبيرات الجينية التي لوحظت سابقاً‬ ‫أ‬
‫الخطر المؤدية لالإصابة بال َّتصلب ُ‬ ‫أن ُّ‬ ‫ـ َّ‬ ‫المناعية‬
‫ّ‬ ‫العصاب المركزي أثناء حدوث المرض والستجابات‬
‫هذه الخاليا‪ ،12-10‬بل إن نشاط المرض لدى المصابين‬ ‫تعز َزت أثناء مكوثها في الرئتين‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫الخاليا‬ ‫هذه‬ ‫في‬ ‫المصاحبة لها‪.8‬‬
‫ُّسية‪.13‬‬ ‫وتساءل الباحثون في بادئ أ‬
‫بال َّتصلُّب المتعدد‪ ،‬قد تطلقه اللتهابات ال َّت َنف َّ‬ ‫أن خاليا تي هذه‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫وجدوا‬ ‫الباحثين‬ ‫أن‬
‫َّ‬ ‫بالذكر‬ ‫والجدير‬
‫في أ‬
‫المر‪ ،‬فيما إذا كان حقن‬
‫ربما يتاح تفسير هاتين الملحوظتين بعملية تنتقل خاللها‬ ‫النسجة الليمفاوية المرتبطة بالشعب لدى الفئران‬ ‫الم َن َّشطة‪،‬‬ ‫الدماغي النشوكي ُ‬ ‫حدثة لاللتهاب َّ‬ ‫الم ِ‬ ‫خاليا تي ُ‬
‫الخاصة بالمايلين من الرئتين إلى‬ ‫َّ‬ ‫الذاتية‬
‫َّ‬ ‫خاليا المناعة‬ ‫حديثي الولدة‪ ،‬التي َّتم حق ُنها بخاليا تي قبل نحو شهرين‬ ‫تسبب التهابًا جهازيًّا قد يؤثر على‬ ‫أن‬ ‫على‬ ‫بنفسها‬ ‫قادرة‬
‫كون هذه الخاليا‬ ‫ت‬ ‫فقد‬ ‫المركزي‪،‬‬ ‫العصبي‬ ‫الجهاز‬ ‫إلى ثالثة أشهر‪ ،‬لم تُظهر عالمات المرض‪ .‬وعندما قام‬ ‫الوعية الدموية المرتبطة‬ ‫الجهاز العصبي المركزي ِّ أو أ‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫بالمكان لحقًا تفعيلها مرة‬ ‫تجمعات في الرئتين‪ ،‬وربما إ‬ ‫ُّ‬ ‫الباحثون بتحفيز خاليا تي الخاملة باستخدام بروتين‬ ‫الشارات الكيميائية التي تجذب‬ ‫به‪ ،‬وذلك بطريقة تحفِّز إ‬
‫أخرى‪■ .‬‬ ‫الساسي كبخاخ (إيروسول) في قصبات الفئران‬ ‫المايلين أ‬ ‫المكانية‪،‬‬ ‫أ‬
‫خاليا‪ -‬تي إلى تلك المنطقة‪ .‬ولجل تقييم هذه إ‬
‫الهوائية‪ ،‬نَ َشطت الخاليا وتراكمت في الجهاز العصبي‬ ‫قام الباحثون بإجراء تجربة قاموا فيها بدمج الدورتين‬
‫ريتشارد إم‪ .‬رانسهوف‪ :‬يعمل بمركز أبحاث اللتهابات‬ ‫سب ًبة المرض‪.‬‬ ‫المركزي ُم ِّ‬ ‫حدثةً‬‫الدمويتين لفأرين‪ ،‬تلقَّى فيها أحدهما خاليا تي ُم ِ‬
‫العصبية‪ ،‬عيادة كليڤالند‪ ،‬كليڤالند‪ ،‬أوهايو‪ ،‬الوليات‬ ‫بالمكان إمعان ال َّنظر‬ ‫أ‬
‫ولتفسير هذه النتيجة الخيرة‪ ،‬إ‬ ‫ثم‬ ‫الدماغي الشوكي قبل ‪ 48‬أساعة‪ ،‬ومن ّ‬ ‫لاللتهاب ِّ‬
‫اللكتروني‪:‬‬ ‫أ‬ ‫في فكرة «خاليا الذاكرة المناعية المقيمة أ‬
‫المتحدة المريكية‪ .‬البريد إ‬ ‫بالنسجة»‪،‬‬ ‫العصاب المركزي‬ ‫قاموا برصد وصول الخاليا لجهاز‬
‫‪ransohr@ccf.org‬‬ ‫تنبع هذه الفكرة من قدرة جهاز المناعة البشري العجيبة‬ ‫في جسمي الفأرين‪ .‬ووجدوا أن هذه الخاليا تصل إلى‬
‫‪1.‬‬ ‫‪Odoardi, F. et al. Nature 488, 675–679 (2012).‬‬
‫الرد السريع ضد أي مسبب للمرض تعرض له سابقًا‬ ‫على َّ‬ ‫الجهاز العصبي المركزي لدى الفأرين بنفس الوقت‬
‫‪2.‬‬ ‫‪Kojima, K. et al. J. Exp. Med. 180, 817–829 (1994).‬‬ ‫أن المعروف عن خاليا‬ ‫َّ‬ ‫وبرغم‬ ‫السنين‪.‬‬ ‫ات‬ ‫ر‬ ‫عش‬ ‫قبل‬ ‫ولو‬ ‫أن الجهاز العصبي المركزي‬ ‫تقريباً‪ ،‬مشيرين بذلك إلى َّ‬
‫‪Flügel, A. et al. Immunity 14, 547–560 (2001).‬‬ ‫الخرى‪،‬‬ ‫والنسجة الليمفاوية أ‬ ‫تي بأنها تتنقل عبر الدم أ‬ ‫مبكرا‪ ،‬ل يم ِّثل شرطا مسبقاً‬ ‫للفأر الذي ُحقن بخاليا تي ً‬
‫‪3.‬‬
‫َّ‬
‫‪4.‬‬ ‫‪Bartholomäus, I. et al. Nature 462, 94–98 (2009).‬‬ ‫آ‬
‫‪5.‬‬ ‫‪Denk, W., Strickler, J. H. & Webb, W. W. Science 248,‬‬ ‫أن أعداد ضخمة من خاليا الذاكرة‬ ‫جلياً الن َّ‬ ‫فقد أصبح َّ‬ ‫لحتواء تَفاعل التهابي‪.‬‬
‫‪73–76 (1990).‬‬ ‫أنسجة ليمفاوية أخرى‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫في‬ ‫ا‬ ‫أيض‬‫ً‬ ‫توجد‬ ‫المناعية تي‬‫َّ‬ ‫وسعى الباحثون بعد ذلك لكتشاف المكان الذي تأوي‬
‫‪6. Laudanna, C. & Constantin, G. J. Immunol. Methods‬‬
‫كالنسجة الجلديَّة‬ ‫الخارجي‪ ،‬أ‬ ‫خاصةً تلك المعرضة للعالم‬ ‫إليه الخاليا قبل وصولها إلى الجهاز العصبي المركزي‪.‬‬
‫‪273, 115–123 (2003).‬‬
‫‪7. Johnston, B. et al. J. Immunol. 164, 3337–3344‬‬ ‫والمعاء والرئتين‪ .9‬ومن غير المفاجئ أن يعكس انتشار‬ ‫أ‬ ‫وبشكل مثير للدهشة‪ ،‬كشف التصوير المجهري ثنائي‬
‫‪(2000).‬‬ ‫أ‬
‫المناعية المقيمة بالنسجة‪ ،‬نزو ًعا نحو وجود‬ ‫خاليا الذاكرة‬ ‫كمية خاليا تي مستقرة في الرئتين‬
‫‪8. Ransohoff, R. M. Nature 462, 41–42 (2009).‬‬ ‫المراض َّفي هذه أ‬ ‫مسببات أ‬ ‫بأن معظم َّ‬ ‫الفوتون َّ‬
‫‪9. Purwar, R. et al. PLoS ONE 6, e16245 (2011).‬‬ ‫الجزاء من الجسم؛ فمثالً‪،‬‬ ‫ُ ِّ‬ ‫لدى الفأرين‪ .‬في البداية ُوجدت الخاليا في ُشعب‬
‫‪10. Moyron-Quiroz, J. E. et al. Nature Med. 10, 927–934‬‬
‫‪(2004).‬‬
‫بالنفلونزا‬
‫خاصة إ‬ ‫مناعية َّ‬
‫َّ‬ ‫نستطيع أن نجد خاليا ذاكرة‬ ‫الرئتين (الممرات الهوائية) وفي الحويصالت الهوائية‪،‬‬
‫‪11. Richmond, I. et al. Thorax 48, 1130–1134 (1993).‬‬ ‫بشكل خاص في الرئتين‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫قبل أن تتراكم في عناقيد خاليا مناعية متراصة تعرف‬
‫‪12. van der Mei, I. A. et al. Neurol. Clin. 29, 233–255‬‬ ‫ومؤخرا‪ ،‬أظهر أودواردي وزمالؤه أن خاليا الذاكرة‬ ‫بـ"النسجة الليمفاوية المرتبط بالشعب الهوائية" (‪)BALT‬‬ ‫أ‬
‫‪(2011).‬‬ ‫المناعية المقيمة أ‬ ‫ً‬
‫‪13. Sibley, W. A., Bamford, C. R. & Clark, K. Lancet 1,‬‬ ‫بالنسجة‪ ،‬ليست قاصرة على الخاليا‬ ‫َّ‬ ‫(انظر الصورة رقم ‪ .)1‬كما َّبين الباحثون أيضاً‪ ،‬أنَّه‬
‫سببات المراض‪ ،‬بل تشمل خاليا‬ ‫أ‬
‫‪1313–1315 (1985).‬‬ ‫الخاصة بالستجابة ُلم ِّ‬ ‫الدماغي الشوكي‪،‬‬ ‫المحدثة لاللتهاب ِّ‬ ‫بخالف خاليا تي ُ‬
‫‪55 | 2 0 1 2‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫الطبعة العربية |‬ ‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫أبـحــاث أنـبـاء وآراء‬

‫منتدى النقاش مرض السرطان‬


‫الخاليا الج ْذعيةَّ‬
‫َ َ َّ َ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫الفصل في الجدل الد ِائر حول‬
‫ِ ِ‬
‫المتما ِثلة‪ ،‬بل إنّها تحتوي على خاليا جذعية سرطانية تَدعم ديمومة‬ ‫أ‬
‫أن الورام الصلبة ليست كُتال ً من الخاليا ُ‬ ‫الخالف القائم حول فكرة ّ‬ ‫عضد ِ‬ ‫بحث جديد يُ ِّ‬
‫الم ْح َت َملة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫للعالجات‬ ‫يات‬ ‫ض‬
‫َ‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ق‬ ‫والم‬
‫ُ‬ ‫ج‬ ‫ئ‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫ال‬ ‫على‬ ‫تكميلية‬ ‫ْر‬
‫ٍ‬ ‫ظ‬‫َ‬ ‫ن‬ ‫وجهات‬
‫َ‬ ‫اء‬‫ر‬ ‫الخب‬ ‫من‬ ‫اثنان‬ ‫قدم‬‫ُ‬ ‫ي‬ ‫المقال‪،‬‬ ‫هذا‬ ‫الورم‪ .‬وفى‬

‫قابلُها فى‬ ‫أ‬


‫الورام تُ َنظّم بشكل كبير بنفس الطريقة ِلما يُ ِ‬ ‫أ‬
‫النسجة العادية ‪ ،‬ولهذا السبب‪ ،‬فإنه ليس بُمستغرب أن‬ ‫سالِ مة‪ ،‬كاألورام التى نشأت من خاليا غير سرطانية‬ ‫صر األبحاث‬
‫ُم ْختَ َ‬
‫تحتوى هذه الورام الحميدة على تسلسل هرمي خلوى‬ ‫أ‬ ‫في الفئران‪.‬‬ ‫●الدليل على أن الخاليا الجذعية السرطانية تُ ِّ‬
‫ول ُد‬
‫يقارب الطبيعي‪.‬‬ ‫● َح َّددت الدراسات مجموعات خلوية فرعية‬ ‫مايزً ا (غير جذعية) ‪ -‬في األورام الصلبة‬‫خاليا أعلى تَ ُ‬
‫الساسي هو‪ :‬هل التسلسالت‬ ‫ُ ولذلك‪ ،‬فإن السؤال أ‬ ‫ُم َع َّينَ ة تعمل بمثابة خاليا جذعية سرطانية في‬ ‫تقريبا على تحليل األورام التي‬ ‫‪ -‬اعتمد بشكل كامل‬
‫ً‬
‫المساقة بالخاليا الجذعية السرطانية‬ ‫الخلوية ُ‬ ‫الهرمية‬ ‫المخ والجلد واألمعاء‪ .‬وأشار أحد التقارير‬
‫أورام ُ‬ ‫ك ََّونتها خاليا سرطانية بشرية‪ ،‬تم حقنها في فئران‬
‫الورام الغَ ِازيَة الخبيثة التي تقتل المرضى‪.‬‬ ‫موجودة في أ‬ ‫حسن النتائج‬
‫أن استهداف هذه الخاليا قد ُي ِّ‬
‫إلى ّ‬ ‫ذات أجهزة َمنَ ِاع َّية َمنْ قوصة‪.‬‬
‫أيضا‬ ‫ومع وضع ذلك في العتبار‪ ،‬قام دريسنس وآخرون ً‬ ‫العالجية‪.‬‬ ‫●الباحث تشن وآخرون(‪( ،)1‬صفحة ‪ ،)٥٢٢‬والباحث‬
‫في‪ .‬ووجد‬ ‫الح أ ْر َش ّ‬
‫من سرطان الجلد َ‬ ‫بتحليل نموذج فأري‬ ‫وتتطور‬
‫ّ‬ ‫أيضا كيف تنشأ‬
‫●وصفت األبحاث ً‬ ‫دريسنس وآخرون(‪( ،)2‬صفحة ‪ ،)٥٢٧‬بالتعاون مع‬
‫الورام الخبيثة‬ ‫أن‬ ‫ليمية‬ ‫الح‬ ‫ام‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫الباحثون بالمقارنة مع أ‬
‫ال‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫مجموعات فرعية لخاليا مختلفة مع نمو الورم‪،‬‬ ‫الباحث شيبرس وآخرون(‪( ،)3‬يكتبون فى مجلة‬
‫احتوت على أعداد أكبر بكثير لخاليا سرطانية ذات قُدرة‬ ‫المضاد للسرطان‪.‬‬
‫كاستجابة للعالج ُ‬ ‫ساينس ‪ ،)Science‬تَ َع َّقبوا خاليا فردية في أورام‬
‫للتكاثر بأمد بعيد وتُظهر دليال ً ضئيال ً على درجة ال َّت َمايُز‬
‫الخلوى‪ .‬وهذا يثير احتمالية انزلق السرطانات عن‬
‫َّ َ‬
‫التع ُّرف على اآلباء‬
‫التنظيم الهرمي إلى حالة من الفوضى النسبية‪َ ،‬ح َال‬ ‫الخاليا الجذعية السرطانية‪ ،‬استخدم الباحث شيبرس‬
‫ال َّتق َُّدم من الحالة الحميدة إلى الحالة الخبيثة‪.‬‬ ‫الساللة»‪ ،‬اشتملت على‬ ‫وآخرون(‪ )3‬استراتيجية «تَ َت ُّبع ُّ‬
‫الورام الخبيثة تحتوي على‬ ‫إذًا‪ ،‬فما هو الدليل على أن أ‬ ‫خاليا جذعية معوية‪ ،‬أُطيح منها ببروتين (إيه بي سي)‪،‬‬
‫َّ‬
‫خاليا جذعية سرطانية ؟ الباحث تشن وآخرون(‪ )1‬أعطوا‬ ‫واحدا من أربعة ألوان‬
‫بشكل عشوائى ً‬ ‫حيث اتَّخذت الخاليا ِ‬ ‫ريتشارد چ‪ .‬جلبرتسون‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫واسمة عندما أُعطيت الفئران جرعة منخفضة من‬
‫الدبْ ِق ّية (أكثر أورام‬ ‫أن الورام ال َ ِ‬
‫روم ّية ِ‬ ‫بيانات دامغة على َّ‬
‫التاموكسيفين ‪ .tamoxifen‬والجرعات أ‬ ‫تألُّقية ِ‬
‫المخ فتكــًا) ُم َنظّمة بتسلسل هرمي‪ .‬فباستخدام مزيج بارع‬ ‫ُ‬ ‫الولية من عقار‬ ‫عقار‬ ‫فإن ثُلث المرضى‬ ‫على الرغم من مرور عقود من البحث‪ّ ،‬‬
‫من تكنولوجيا « الجينات النتحارية « التي تقتل الخاليا‬ ‫غالبا ما تُ َّو ِلد أور ًاما غ ُِّدية ‹نسيلية› أُحادية‬
‫ً‬ ‫التاموكسيفين‬ ‫الذين يعانون من السرطان يموت فى خالل خمس‬
‫الجذعية السرطانية لهذا الورم بشكل انتقائي‪ ،‬والعقاقير‬ ‫بشكل نموذجي من خاليا‬ ‫ٍ‬ ‫اللون‪ ،‬مشير ًة إلى أنها نشأت‬ ‫المستغرب‬ ‫سنوات من التشخيص‪ .‬ولذا‪ ..‬فإنه ليس من ُ‬
‫لالورام التي تقضي على كتلة الخاليا السرطانية‬ ‫المضادة أ‬ ‫جذعية معوية واحدة‪.‬‬ ‫وجة تَغْ يير في الطريقة التي نفكر‬ ‫أن أيّة مفاهيم تأتي ِب َم َ‬
‫النقسامية‪ ،‬بَ َّين الباحثون أن الخاليا الجذعية السرطانية‬ ‫اهتماما وموارد هائلة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫د‬ ‫تحش‬
‫ُ‬ ‫السرطان‬ ‫بها ونعالج بها‬
‫تُعيد تعبئة السرطان بالخاليا‪،‬‬ ‫وأحد هذه المفاهيم هو فرضية (الخالية الجذعية‬
‫بالدوية‬ ‫«الخاليا الجذعية بعدما تمحى كُتلة الورم أ‬ ‫اختصارا (سي إس سي)‪ ،‬التي‬ ‫السرطانية)‪ ،‬المعروفة‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫الم َضا َدة للسرطان (الشكل ‪.١‬أ)‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫السرطانية تعيد‬ ‫هرمية‬
‫َّ‬ ‫الت‬ ‫تسلس‬
‫ُ‬ ‫في‬ ‫تنظيمها‬ ‫يتم‬ ‫أن السرطانات‬ ‫تقترح َّ‬
‫ال َو َرام‬ ‫أعاق الباحثون نمو أ‬ ‫الم َت َمايزة ذات‬ ‫الوليدة‬ ‫الخاليا‬ ‫فيها‬ ‫تكون‬ ‫شاذة‪،‬‬ ‫خلوية‬
‫أ‬ ‫تعبئة السرطان‬ ‫ُ‬
‫بشكل دراماتيكى‬ ‫الدبْ ِق ّية ٍ‬ ‫روم ّية ِ‬ ‫ال َ ِ‬ ‫بالخاليا‪ ،‬بعدما‬ ‫محدودة على التكاثُر‪ ،‬وتُول َُد بواسطة خاليا جذعية‬
‫أبوية تتكاثر بشكل ل نهائى (الشكل ‪ .)١‬وحتى آ‬ ‫ٍ‬ ‫قدرة‬
‫ٍ‬
‫في داخل الجسم الحي عن‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الن‬ ‫سرطانية‬
‫طريق استهداف الخاليا الجذعية‬
‫تمحى كتلة َالورم‬ ‫مثارا‬
‫ل يزال الدليل على وجود الخاليا الجذعية أالسرطانية ً‬
‫السرطانية ونَ ْس ِلها باستهداف‬ ‫باألدوية ُالمض َادة‬ ‫ولكن الفرضية َجذَّ ابة للغاية‪ ،‬لنها توفِّر ً‬
‫إطارا‬ ‫للجدل‪َّ ،‬‬
‫جينات انتحارية‪ ،‬مع استخدام‬ ‫للسرطان»‬ ‫ْهوم ًّيا‪ ،‬يُ ْم ِكن أن يُبنى عليه نُ ُهج عالجية جديدة‪ :‬فأي‬ ‫َمف ِ‬
‫الم َضادة للسرطان‪.‬‬ ‫دوية‬ ‫ال‬‫أ‬ ‫عقار قادر على قتل الخاليا الجذعية السرطانية سيكون‬
‫ُ‬ ‫أ‬
‫مهما‬
‫جديدا ًّ‬ ‫ّإن البحاث الثالثة السالف ذكرها تُمثل فصال ً ً‬ ‫شافيا من الناحية النظرية‪.‬‬ ‫ً‬
‫الدائر حول الخاليا الجذعية السرطانية‪.‬‬ ‫الج َدل َّ‬ ‫في حلقة‬ ‫فإن جرعة لحقة من عقار التاموكسيفين‬ ‫وبشكل ملحوظ‪ّ ،‬‬ ‫وحاليا‪ُ ،‬هناك ثالث دراسات ُمستقلَّة عن نماذج فأرية‬
‫الصلية‪،‬‬ ‫ولول مرة ـ هذه الخاليا في موائلها أ‬ ‫لقد عرضوا َلنا ـ أ‬ ‫الورام الغُ ّدية‪ ،‬وذ ُّرية هذه‬‫حولت ِلون خاليا فردية في أ‬ ‫قدم أول دليل‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫أ‬
‫َّ‬ ‫المخ(‪ ،)1‬والجلد(‪ ،)2‬والمعاء(‪ )3‬تُ ِّ‬ ‫لورام ُ‬
‫هدف‬ ‫وقدموا أول دليل صلب على أن مثل هذه الخاليا هي ٌ‬ ‫َّ‬ ‫المتل َِّونة حدي ًثا (التي َشملت خاليا َورمية ُم َتمايزة)‬ ‫الخاليا ُ‬ ‫أن الخاليا الجذعية السرطانية موجودة‪ ،‬وتنشأ من‬ ‫على ّ‬
‫عالجي َم ْش ُروع‪.‬‬ ‫تأهل الورم‪ ،‬مشيرة إلى آبائها من الخاليا‬ ‫الورم في أ‬ ‫جديد أثناء تكَون أ‬
‫ذهبت كي َ‬ ‫العضاء السليمة‪« .‬تَ َت ُّبع‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬
‫وسوف تَشمل التدابير التالية تحديد كيفية ُمضاهاة‬ ‫الجذعية السرطانية‪ .‬وقد أُبْديت مالحظات ُمماثلة ِمن‬ ‫وصم تَأَل ُِّق ّي ُمستديم‬ ‫الساللة»‪ :‬هو أسلوب يَسمح بعمل ْ‬ ‫ُّ‬
‫النسان‪،‬‬ ‫الخاليا الجذعية السرطانية بالفأر بنظرائهم في إ‬ ‫ِقبل الباحث دريسنس وآخرون(‪ )2‬في نموذج فأري لورم‬ ‫وذريتها في داخل الجسم الحي‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫للخاليا الجذعية‬
‫المثلى لتدمير هذه الخاليا لصالح المرضى‪■ .‬‬
‫وقد استخدم هذا أ‬
‫والكيفية ُ‬ ‫الساللة»‬
‫الحل َِيم ّي)‪ .‬وباستخدام «تَ َت ُّبع ُّ‬
‫(الو َر ٌم ُ‬
‫جلدي حميد َ‬ ‫السلوب في السابق(‪ )4‬لتعيين‬ ‫ُ َ‬
‫لخاليا فردية من هذا الورم‪ ،‬لحظ الباحثون وجود تباين‬ ‫الخاليا الجذعية المعوية التي تم َن ُح ال َّنشأة ُلمختلف أنواع‬
‫جل�تسون ن ي� مركز الرسطان الشامل‪ ،‬مستشفى‬ ‫أ‬
‫ريتشارد چ‪ .‬ب‬ ‫كبير في قدرة الخاليا التكاثرية‪ ،‬فقط ‪ ٪٢٠‬منها كانت قادرة‬ ‫الم َعوية في الفئران‪.‬‬ ‫هاريّة َ‬ ‫الظ ِ‬ ‫الخاليا التي تُشكِّل النْ ِسجة ِ‬
‫تينيس ‪-٣٨١٠٥‬‬ ‫ممفيس‪،‬‬ ‫طفال‪،‬‬ ‫سانت چود البحثية أ‬
‫لال‬ ‫أهلَت مساحات واسعة من الورم‪.‬‬
‫ي‬ ‫على توليد خاليا نَ ْس ِل َّية‪َ ،‬‬ ‫أيضا أنه عندما يتم حذف الجين‬ ‫وكشفت نفس الدراسة ً‬
‫‪ ،٣٦٧٨‬الوليات المتحدة أ‬
‫المريكية‪.‬‬ ‫وتوفِّر الدراسات التي قام بها شيبرس وآخرون‪ ،‬ودريسنس‬ ‫اختصارا (إيه بي سي‬ ‫عرف‬
‫الجذعية تولد أوراما ً حميدة أ‬ ‫الذي يقوم بترميز بروتين ُ‬
‫ي‬
‫اللكترونى‪richard.gilbertson @ stjude.org :‬‬‫البريد إ‬ ‫وآخرون توضيحات ُم َتأنّقة لنشاط الخاليا الجذعية في‬ ‫(الورام‬ ‫ً‬ ‫َّ ِ‬ ‫ُ‬ ‫‪ ،)APC‬فإن هذه الخاليا‬
‫المناقشة‪ ،3-1‬وتم‬ ‫قيد‬ ‫بحاث‬ ‫* هذه المقالة‪ ،‬وهذه أ‬
‫ال‬ ‫الورام الغُ ّدية‪ ،‬وكذا الحليمية‪،‬‬ ‫الورام السالمة‪ ،‬ولكن أ‬ ‫أ‬ ‫الغُ ِّديّة المعوية)‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ولختبار ما إذا كانت أ‬
‫النترنت فى ‪ ١‬أغسطس ‪.٢٠١٢‬‬‫نشرها على إ‬
‫ُ‬ ‫إنّما هي أورام حميدة‪ ،‬وليست سرطانية‪ .‬والخاليا في هذه‬ ‫ظ عليها بواسطة‬ ‫وف َ‬ ‫ح‬
‫ُ ِ‬ ‫ام‬ ‫ر‬ ‫و‬‫ال‬
‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬ ‫الطبعة العربية‬ ‫‪| 2012‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫‪| 56‬‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫أنـبـاء وآراء أبـحــاث‬

‫ﺧﻠﻴﺔ ﺟﺬﻋﻴﺔ‬
‫)ﺃ(‬
‫َوْقف َت َط ُّور َالورمَ‬
‫ﺳﺮﻃﺎﻧﻴﺔ‬

‫تريڤور أ‪ .‬جراهام‬
‫ﻋﻘﺎﺭ ُﻣﻀﺎﺩ‬
‫ﻟﻠﺴﺮﻃﺎﻥ‬
‫حددة‬ ‫إن تعريف الخاليا الجذعية السرطانية كمجموعة ُم َّ‬
‫أن هذه‬ ‫أ‬
‫من الخاليا مسؤولة عن ديمومة الورام يُشير إلى َّ‬
‫الخاليا لديها قدرة ُم َتأَ ِّصلة لنشر طفرات في جميع أنحاء‬
‫ﺧﻠﻴﺔ‬ ‫التطور‪ :‬الخاليا الجذعية‬ ‫ُّ‬ ‫الورم و تَ ْدفَع السرطان نحو‬
‫ﺧﻠﻴﺔ ﺳﺮﻃﺎﻧﻴﺔ‬ ‫ُﻣﺤﺘَ ِﻀﺮﺓ‬ ‫والرجاجات» في عملية‬
‫ﻏﻴﺮ ﺟﺬﻋﻴﺔ‬ ‫حركات ّ‬ ‫«الم ِ‬ ‫ُ‬ ‫السرطانية هي‬
‫ال َّت َسرطُن‪ .‬ولذا‪ ..‬فإن القتل النتقائي لهذه الخاليا يَلوح‬
‫كعالج ُمحتمل جذَّ اب‪ .‬وفي الواقع‪ ،‬لحظ الباحث تشن‬
‫انخفاضا بما يُقارب المرتين في كثافة أورام‬ ‫ً‬ ‫وآخرون (‪)1‬‬
‫المضادة‬ ‫القياسية‬ ‫دوية‬ ‫المخ في الفئران عندما أشركا أ‬
‫ال‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ﺇﻋﺎﺩﺓ ﻧﻤﻮ‬ ‫الجذعية السرطانية‪،‬‬ ‫القتل النتقائي للخاليا ِ‬ ‫للسرطان مع‬
‫الدوية القياسية وحدها‪.‬‬ ‫مقارنةً بنتائج أ‬
‫أ‬
‫ولكن‪ ،‬أينبغي أن يكون الهدف الساسي لعالج السرطان‬
‫حاليا هو قتل الخاليا الجذعية السرطانية «جذر» الورم؟‬ ‫ً‬
‫ذاك السؤال شبيه بالسؤال عن إمكانية أن نتغاضى‬
‫(بأمان) عن الحشود غيرالجذعية من الخاليا السرطانية‪.‬‬
‫)ﺏ(‬
‫صور أن طفرات ُمحددة في الخاليا غيرالجذعية‬ ‫الم َت ُّ‬
‫من ُ‬
‫ﺧﻠﻴﺔ ﺟﺬﻋﻴﺔ‬
‫ﺳﺮﻃﺎﻧﻴﺔ‬ ‫سوف تتسبب فى ارِتجاعهم إلى حالة مشابهة للخلية‬
‫الجذعية‪ ،‬وبالتالى تُسهم في تطور الورم‪ .‬وإضافة إلى‬
‫ﺗﺪﺍﻓﻊ‬ ‫ذلك‪ ،‬فقد ترتجع الخاليا غير الجذعية في أورام لمثل تلك‬
‫شابهة للخاليا الجذعية‪ ،‬حتى في غياب حدوث‬ ‫الم ِ‬‫الحالة ُ‬
‫طفرات(‪ .)6‬وإذا كان هذا هو الحال‪ ،‬فإن القتل النتقائي‬
‫لمجموعة الخاليا الجذعية من‬ ‫ََ‬
‫«النتائج تض ُع‬
‫ﺧﻠﻴﺔ ﺳﺮﻃﺎﻧﻴﺔ‬
‫ﻏﻴﺮ ﺟﺬﻋﻴﺔ‬ ‫الممكن أن يُخلي مكانًا داخل‬ ‫ُ‬
‫فاتحا إيّاه لالإشغال ِمن‬ ‫الورم‪ً ،‬‬ ‫ُحدوث ُمنافسة‬
‫ِقبل ُحشود ُمتناحرة من الخاليا‪.‬‬ ‫بين الخاليا‬
‫الحد‬
‫وبدل ً من ذلك‪ ،‬فمحاولة ّ‬
‫الشكل ‪ | 1‬ليست كل الخاليا في الورم على َق َد ِم ُ‬ ‫من «ال َّت َجذُّ ع ‪ »stemness‬ـ ربما‬ ‫في‬ ‫َّالسرطانية‬
‫المساواة‪ .‬الباحث تشن وآخرون(‪ ، )1‬والباحث دريسنس وآخرون(‪ ،)2‬بالتعاون‬
‫مع الباحث شيبرس وآخرون(‪ )3‬بينوا أن أورام المخ‪ ،‬والجلد ‪ ،‬أ‬ ‫قلب عملية َت َطورُّ‬
‫اختصارا (سي‬
‫ً‬ ‫عرف‬‫ُ‬ ‫ت‬ ‫سرطانية‬ ‫جذعية‬ ‫خاليا‬ ‫على‬ ‫تنطوى‬ ‫معاء‬ ‫وال‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ َّ‬ ‫عن طريق تعديل البيئة المكروية‬
‫ذاتيا وتُول ُِّد خاليا (غير الجذعية) أكثر تَ َمايُ ًزا‪ ،‬تُ َشكِّل جمهرة خاليا الورم‪( .‬أ) تشير نتائج الباحث تشن‬
‫إس سي إس ‪ ،)CSCs‬وتتجدد ًّ‬ ‫التي تَدعم الخاليا الجذعية في‬ ‫السرطان‪».‬‬
‫فإن‬ ‫أ‬ ‫الورام(‪ - )7‬قد تُبرهن على‬ ‫أ‬
‫وزمالئه إلى أنَّه على الرغم من أن الدوية الحالية المضادة للسرطان قادرة على محو ُمعظم الخاليا النقسامية غير الجذعية‪َّ ،‬‬
‫الخاليا الجذعية السرطانية الباقية على قيد الحياة يُ ْم ِك ُنها إعادة تعبئة الورم‪ .‬ولذلك‪ ،‬فسوف تكون هناك حاجة لستهداف كل من‬ ‫وجود استراتيجية عالجية أكثر فاعلية من ُمجرد القضاء‬
‫بشكل كامل‪( .‬ب) الباحث دريسنس‬ ‫الخاليا الجذعية السرطانية والخاليا النقسامية ـ على حد سواء ـ من أجل القضاء على الورم ٍ‬ ‫على الخاليا الجذعية السرطانية ببساطة‪ .‬وقد بَ َّين الباحث‬
‫وآخرون ذكروا أن الخاليا الجذعية السرطانية تتنافس بشكل مستمر مع بعضها البعض للحصول على مكان في الورم‪ ،‬وتسود‬ ‫أن التنظيم‬ ‫دريسنس وآخرون‪ ،‬والباحث تشن وآخرون ّ‬
‫الصل من خلية‬ ‫والخضر يشيران إلى حشود نسيلية مختلفة‪ ،‬كل واحد منها مستمد في أ‬ ‫الحمر أ‬ ‫الخاليا الوليدة للفائزين‪ .‬واللونان أ‬ ‫والمعاء‬ ‫لالورام المبكَّرة (ما قبل السرطان) بالجلد أ‬ ‫الخلوي أ‬
‫ُ ْ ََ‬ ‫َِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫جذعية سرطانية ُمفردة‪.‬‬ ‫هو رسوم كاريكاتورية لعضائهم الطبيعية‪ ،‬وتتكون من ٍّكل‬‫أ‬
‫حد سواء‪ .‬وقد يُ َم ِّثل‬ ‫من الخاليا الجذعية وغيرالجذعية على ٍ‬
‫الهرمية‬
‫َّ‬ ‫وفهم الكيفية التى تُ َمكَّن هذه التسلسالت‬ ‫بين الخاليا الجذعية السرطانية‪ :‬فكل خلية جذعية داخل‬ ‫وجود الخاليا غيرالجذعية مكابح لتطور الورم‪ :‬فمثل هذه‬
‫أن تَصوغ عملية ال َّت َسرطُن‪ ،‬واستغالل ذلك‬‫الخلوية من ْ‬ ‫بشكل‬
‫أن تتضاعف ٍ‬ ‫حد سواء ‪ّ -‬‬ ‫الم َّرجح لها ـ على ٍّ‬ ‫الورم من ُ‬ ‫المتاحة المحدودة ‪،‬‬ ‫الخاليا ليست فقط تستهلك الموارد ُ‬
‫َور الورم‪ ،‬يَحمل بُشرى بعالج فعال‪■ .‬‬
‫ل َتغيير َمسار تَ ُّ‬
‫ط‬ ‫يحدث ذلك حتى في حالة عدم‬ ‫ُ‬ ‫ولربَّما‬
‫ُ‬ ‫تموت‪،‬‬ ‫أن‬ ‫نَسيلي‪ ،‬أو‬ ‫أيضا قد تكون ليس لها القدرة على ال َّتطور‪ ،‬بمعنى‬ ‫ولكن ً‬
‫ٍ‬
‫وجود َطف ََرات جديدة (الشكل ‪.١‬ب)‪.‬‬ ‫أن لديهم إمكانيات محدودة للنمو (على عكس الخاليا‬ ‫ّ‬
‫تريڤور جراهام ن ي� مركز التطور والرسطان‪ ،‬جامعة‬ ‫وسع النسيلي عمليةٌ‬ ‫إن ُمالحظا أ ِتهم تُشير إلى أن ال َّت ُّ‬ ‫ّ‬ ‫الجذعية)‪.‬‬
‫كاليفورنيا‪ ،‬سان فرانسيسكو‪ ،‬كاليفورنيا ‪ ،١٣٥١-۹٤١٤٣‬الوليات‬
‫المتحدة أ‬
‫نادرا تقو ُده طفرة جديدة‬ ‫مستمر ٌة في الورام‪ ،‬وليس شيئاً ً‬ ‫أن الباحث دريسنس ومن معه‬ ‫ومن المثير لالهتمام‪ّ ،‬‬
‫المريكية‪.‬‬ ‫بشكل انتقائي‪ .‬وتَ َض ُع النتائج ُحدوث ُمنافسة بين‬ ‫ٍ‬ ‫مواتية‬ ‫طور للسرطان في أورام الجلد الحميدة‬ ‫لحظوا أن ال ّت ُّ‬
‫اللكتروني‪trevor.graham@ucsfmedctr.org :‬‬ ‫البريد إ‬ ‫السرطانية في قلب عملية تَط َُّور السرطان‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫الخاليا‬ ‫صاحبه ازدياد في عدد الخاليا الجذعية السرطانية‪،‬‬
‫وفي هذا السياق‪ ،‬فإن الطفرات التي ببساطة تَ ُسوق‬ ‫وانخفاض تَوليد الخاليا غيرالجذعية‪ .‬وهذا يشير إلى أن‬
‫‪1. Chen, J. et al. Nature 488, 522–526 (2012).‬‬
‫عملية التكاثُر قد تكون ذات أهمية أقل ِم َّما كان يُعتقد سابقًا‪،‬‬ ‫الجذعية‪.‬‬ ‫تطور الورم يُثري َج ْم َه َرة الخاليا ِ‬ ‫ّ‬
‫& ‪2. Driessens, G., Beck, B., Caauwe, A., Simons, B. D.‬‬ ‫ميل ميزان المنافسة قليال ً لصالح‬ ‫أن الطفرات التى تُ ُ‬ ‫في حين ّ‬ ‫وبالتالي‪ ،‬فإن تصميم عالجات تمنع زيادة «ال َّت َجذُّ ع» قد‬
‫‪Blanpain, C. Nature 488, 527–530 (2012).‬‬
‫‪3. Schepers, A. G. et al. Science 337, 730–735‬‬
‫إحدى الخاليا الجذعية السرطانية على حساب أُخرى ‪ُ -‬مع ِّز ًزة‬ ‫قيد تَط َُّور الورم إلى السرطان‪.‬‬ ‫تُ َم ِّثل وسائل تُ ّ‬
‫‪(2012).‬‬ ‫التجديد الذاتي أو احتكار الموارد المحدودة ‪ -‬قد تكون تلك‬ ‫ُهناك نموذج شائع لتطور السرطان ينطوي على موجات‬
‫‪4. Barker, N. et al. Nature 457, 608–611 (2009).‬‬
‫الورام‪.‬‬ ‫التي يتم تحديدها بشكل قوي في أ‬ ‫ُمتتابعة من ال َّت َو ُّسع ال َّنسيلي‪ٌ ،‬كل منها تَ ْن ُجم عن َطف َْرة‬
‫‪5. Greaves, M. & Maley, C. C. Nature 481, 306–313‬‬ ‫َ ِ ُ ِ ٍ‬
‫‪(2012).‬‬ ‫الحسبان من الدراسات‬ ‫ُ‬ ‫فى‬ ‫تؤخد‬ ‫التى‬ ‫إن الرسالة الرئيسة‬ ‫ّ‬ ‫َجديدة(‪.)5‬‬
‫‪6. Gupta, P. B. et al. Cell 146, 633–644 (2011).‬‬
‫الورام؛‬ ‫هرمي في داخل أ‬ ‫بشكل‬ ‫َّم‬‫ظ‬ ‫ن‬
‫‪7. Medema, J. P. & Vermeulen, L. Nature 474,‬‬ ‫ٍ‬ ‫أن الخاليا َ‬
‫ُ‬ ‫ت‬ ‫الثالث هى َّ‬ ‫أن نتائج دريسنس وزمالئه على ِخالف‬ ‫َّ‬ ‫ظر‬ ‫ن‬‫َّ‬ ‫ال‬ ‫يلفت‬ ‫ومما‬
‫‪318–326 (2011).‬‬ ‫وأن كل الخاليا السرطانية ليست متساوية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫أن هناك ُمنافسة ُمحايدة‬ ‫ّ‬ ‫وجدوا‬ ‫فالباحثون‬ ‫النموذج‪..‬‬ ‫هذا‬
‫‪57 | 2 0 1 2‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫الطبعة العربية |‬ ‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫أبـحــاث أنـبـاء وآراء‬

‫تغذية نبات‬

‫تعزيز الجذور لمزيد من الفوسفور‬


‫يتوقع أن يؤدي تشخيص إنزيم في أ‬
‫الرز يحسن غلة النبات في التربة الفقيرة بالفوسفور إلى ارتياد آفاق جديدة إلنتاج محاصيل غنية بالمغذيات‪ ،‬وتزدهر في‬
‫تربة هامشية الخصوبة‪.‬‬
‫‪US DEPARTMENT OF AGRICULTURE‬‬

‫ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺃﺧﺮﻯ‬ ‫ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻅ ﺑﺎﻟﻔﻮﺳﻔﻮﺭ‬


‫ﺟﻠﻴﺪ ‪ /‬ﻧﻬﺮ ﺟﻠﻴﺪﻱ‬ ‫ﺟﺎﻑ‬ ‫ﻣﺮﺗﻔﻊ‬ ‫ﻣﻨﺨﻔﺾ‬
‫ﺑﺎﺭﺩ‬ ‫ﺟﺪﺍ‬
‫ﻣﺮﺗﻔﻊ ً‬ ‫ﻣﻌﺘﺪﻝ‬

‫الشكل ‪ | 1‬مشكلة الفوسفور‪ .‬العديد من التربات الزراعية في العالم موجودة في مناطق إمكانات احتجازها للفوسفور بين مرتفعة ومرتفعة ًّ‬
‫جدا‪ ،‬ما يعني أن الفوسفور مقيد بشكل قوي إلى حبيبات‬
‫التربة أو مثبت لدى مركبات عضوية تحتوي على الفوسفور‪ .‬يؤدي ارتباط الفوسفور بشكل مرتفع في التربة إلى انخفاض توافره للنباتات في تلك أ‬
‫القاليم‪ .‬قام جاموياو وزمالؤه بتحديد إنزيم أرز‬ ‫ّ‬
‫يعزز نتاج محصول أ‬
‫الرز من النباتات التي يتم استنباتها في تربة فقيرة بالفوسفور‪.‬‬

‫ليون ﭬـي كوتشيان‬


‫توليد أنواع من النبات تحتاج ببساطة إلى تغذية أقل‬ ‫القاليم الفقيرة‬ ‫للنباتات (الشكل ‪ .)1‬بل إن العديد من أ‬
‫بالفوسفات‪ .‬لقد بدأت هذه الحلقة من ذلك الطلب‬ ‫بالفوسفور تقع في دول نامية‪ ،‬حيث التربة متدهورة‬ ‫ربما كان الفوسفور أقل مغذيات النبات وفرة‪ .‬فالعديد من‬
‫عاما عندما بدأ باحثون من‬ ‫عادة‪ ،‬ويفتقد المزارعون الموارد المالية لشراء أ‬
‫قبل حوالي خمسة عشر ً‬ ‫السمدة‬ ‫تربات العالم فقيرة بهذه المادة‪ ،‬وذلك يشمل نحو نصف‬
‫تجمع‬
‫ّ‬ ‫اسة‬‫ر‬ ‫بد‬ ‫البحث‬ ‫هذا‬ ‫قدمت‬‫هذه المجموعة التي ّ‬ ‫الفوسفورية‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإن وصول النباتات لهذه المادة‬ ‫أراضي العالم الزراعية‪ .‬ولذلك‪ ،‬هنالك اهتمام ملموس‬
‫والمسماه تنويعات أوس (‪)aus‬‬ ‫فرعي من نباتات أ‬
‫الرز‬ ‫المن الغذائي المزعزع لبعض‬ ‫يلعب دورا في وضع أ‬ ‫بتطوير أصناف نباتات ذات كفاءة عالية من حيث استفادتها‬
‫ّ‬ ‫أ ً‬
‫يعود أصلها إلى تربة فقيرة بمغذيات النبات في الهند‪.‬‬ ‫القاليم‪ .‬ومما يفاقم هذه المشكلة أن الفوسفور‬ ‫هذه‬ ‫بفوسفور التربة‪ ،‬أي أنها تنتج محاصيل أكبر مع استخدام‬
‫كان هناك وعي متزايد بأن أنواع أ‬
‫الرز التقليدية تلك‬ ‫السمدة يتم الحصول عليه من الفوسفات‬ ‫المستخدم في أ‬ ‫فوسفور أقل من التربة‪ .‬وكان جاموياو وزمالؤه قد وثقوا‬
‫التحمل‬
‫ّ‬ ‫غنيا لجينات تشفّر‬
‫مصدرا ًّ‬
‫ً‬ ‫يحتمل أن تكون‬ ‫متجدد‪ ،‬ويحتمل أن يستنفد في‬ ‫الصخري وهو مورد غير ّ‬ ‫اكتشافهم ألول جين يتعلّق بكفاءة استخدام الفوسفور‬
‫لالإجهادات غير الحيويّة (‪ )abiotic‬كالفيضانات طويلة‬ ‫فترة تتراوح بين ‪ 50‬و‪ 100‬سنة‪ .‬وحتى في الزراعة عالية‬ ‫لدى النباتات‪ .‬يحمل هذا الجين شفرة إنزيم بروتين الكيناز‪،‬‬
‫المد‪ .‬قادت عملية المسح الوراثي لعديد من أنواع‬ ‫أ‬ ‫المدخالت الشائعة في الدول المتقدمة‪ ،‬فإن كمية كبيرة‬ ‫الرز المستنبت‬ ‫والذي يعزز بشكل كبير نتاج محاصيل نبات أ‬
‫الرز إلى تحديد الكازالث (‪ )Kasalath‬وهو خط من‬ ‫أ‬ ‫من الفوسفور المستمد من المخصبات إما أن يغدو ثاب ًتا‬ ‫في تربة فقيرة بالفوسفور‪.‬‬
‫الوس (‪ )aus‬عالي الكفاءة في الستفادة بالفوسفور‬ ‫أرز أ‬ ‫(وبالتالي غير متوفر للنباتات) أو يتم فقدانه من خالل‬ ‫وهناك عدة عوامل تسهم في مشكلة الفوسفور‪.‬‬
‫بشكل معتبر مقارنة بالتنويعة المستخدم حاليا إلنتاج‬ ‫الرض والمياه السطحية‪ ،‬وهو ما يعتبر‬ ‫تسربه إلى باطن أ‬ ‫فهناك قدر كبير من فوسفور التربات مقيد بشدة لدى‬
‫أ‬ ‫ّ‬
‫الرز‪ .‬وكشف تحليل وراثي (جيني) لحق لنباتات ناتجة‬ ‫مؤذيا للبيئة المحيطة‪.‬‬ ‫مثبت على شكل‬ ‫حبيبات التربات السطحية‪ ،‬أو أنه ّ‬
‫أ‬
‫عن تقاطع خصائص الكازالث ونوع حديث من الرز‬ ‫وإحدى السبل المحتملة لتج ّنب هذه المشاكل هي‬ ‫نسبيا غير متاح‬
‫مركبات فوسفور عضوية‪ ،‬وبالتالي فهو ًّ‬
‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬ ‫الطبعة العربية‬ ‫‪| 2012‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫‪| 58‬‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫أنـبـاء وآراء أبـحــاث‬

‫الن ترجمة اكتشافاتهم إلى تحسين في‬ ‫يحاولون آ‬ ‫تعبيرات الجين للمؤلفين أن يفصلوا إحدى هذه الجينات‬ ‫بكفاءة منخفضة لستخدام الفوسفور عن عديد من‬
‫أ‬
‫كفاءة استيعاب الفوسفور في محاصيل الرز بتوليد‬ ‫المضافة‪ ،‬التي تشفّر بروتين الكيناز‪ .‬وتوجد تعبيرات هذا‬ ‫لالرز المرتبطة بتحسين كفاءة‬ ‫مناطق المادة الوراثية أ‬
‫أنواع مختلطة مستهدفة‪ .‬سيكون مثيرا لالهتمام رؤية‬ ‫الجين بمستويات عالية في جذور النباتات المحتوية على‬ ‫استخدام الفوسفور‪ 5،6.‬تتواجد المنطقة الوراثية التي‬
‫مدى استقرار هذه الصفة في أنواع النباتات المنحدرة‬ ‫منطقة ‪ Pup1‬الوراثية لنوع كازالث‪ ،‬ويتزايد تعبير الجين‬ ‫تمتلك أكبر دور في امتصاص الفوسفور (‪ )PUP‬في‬
‫من خلفيات وراثية مختلفة وفي بيئات نمو مختلفة‪.‬‬ ‫أكثر في ظروف التربة الفقيرة فوسفوريًّا‪.‬‬ ‫الرز رقم ‪ 12‬وتم تسميتها ‪( Pup1‬انظر‬ ‫كروموزوم أ‬
‫السبق‬‫كذلك‪ ،‬فقد حددت مسوح المؤلفين الوراثية أ‬ ‫في هذا البحث‪ ،2‬وصف جاموياو ورفاقه الجين بتفصيل‬ ‫المرجع رقم ‪.)7‬‬
‫مناطق وراثية أخرى مرتبطة بتعزيز كفاءة استيعاب‬ ‫أكثر وأطلقوا عليه ‪ ،PSTOL1‬أي «تحمل نقص الفوسفور‪»-1‬‬ ‫بيد أن الجهود التي تلت ذلك لتحديد الجين أو‬
‫معينة‬
‫الفوسفور‪ ،‬وسيكون مثيرا متابعة تحديد جينات ّ‬ ‫(‪ .)Phosphorus-starvation tolerance 1‬وأظهر المؤلفون‬ ‫الجينات المسؤولة عن كفاءة استخدام الفوسفور في‬
‫ضمن تلك المناطق وكذلك اكتشاف التأثيرات التآزرية‬ ‫جينيا لتعبر بوفرة عن‬ ‫أ‬
‫أ‬ ‫أن خطوط الرز الحديثة والمهندسة ًّ‬ ‫نظرا إلى أن كفاءة أكبر‬
‫ساللة كازالث كانت معقّدة‪ً ،‬‬
‫الممكنة لكفاءة امتصاص النباتات للمغذيات عندما‬ ‫جين ‪ PSTOL1‬أنتجت زيادة معتبرة في محصول الرز‬ ‫متعددة‬ ‫ّ‬ ‫نواح‬
‫ٍ‬ ‫من‬ ‫ج‬ ‫ت‬
‫لستخدام الفوسفور يمكن أن تن َ‬
‫يتم الجمع بين تلك الجينات أو المناطق الوراثية‪.‬‬ ‫والكتلة الحيوية مقارنة بالنباتات البرية لدى زراعتها في‬ ‫في فسيولوجيا النبات‪ .‬فمثالً‪ ،‬وجود نمو أكثر نشاطًا‬
‫أخيرا‪ ،‬فقد أبرزت أبحاث جاموياو ورفاقه القيمة‬ ‫ً‬ ‫تربات فقيرة بالفوسفور‪ .‬كذلك أظهر الباحثون أن بروتين‬ ‫للجذور يضعها بموقع أقرب لوجود فوسفور التربة أو‬
‫الكامنة في دراسة أنواع النباتات التقليدية إليجاد‬ ‫‪ PSTOL1‬ينتمي إلى مجموعة سيتوبالزمية فرعية من بروتينات‬ ‫نشاط بيولوجي وكيميائي أوسع من خالل الجذور إلذابة‬
‫صفات مفيدة‪ ،‬ربما تكون قد فقدت خالل عمليات‬ ‫نظرا إلى‬
‫الكيناز‪ ،‬شبيهة بالمستقبالت‪ .‬ويعتبر ذلك لف ًتا‪ً ،‬‬ ‫المثبت‪ ،‬وكالهما يمكن أن يؤدي‬ ‫وامتصاص الفوسفور ّ‬
‫التدجين (‪■ .)domestication‬‬ ‫دورا في‬
‫أن بروتينات الكيناز أ شبيهة المستقبالت تلعب ً‬ ‫إلى استيعاب أكفأ للفوسفور‪ .‬وإضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن‬
‫الجهاد غير الحيوي‪،‬‬ ‫استجابات النباتات لنماط عديدة من إ‬ ‫استخداما خلويًّا أكثر كفاءة للفوسفور يمكن أن يسهم‬
‫ً‬
‫يعمل ليون ڤي كوتشيان بمركز روبرت هولي للزراعة‬ ‫بما في ذلك الجفاف‪10.‬‬ ‫في تحسين كفاءة استيعابه‪.‬‬
‫والصحة‪ ،‬التابع لوزارة الزراعة في الوليات المتحدة‬ ‫عن طريق مقارنة أسلوب بناء جذور نباتات أ‬
‫الرز التي‬ ‫أي من هذه العمليات يتأثر بالمنطقة‬
‫تقوم بالتعبير الوفير عن الجين ‪ PSTOL1‬بخطوط أ‬ ‫في سبيل تمييز ٍّ‬
‫وقسم بيولوجيا النبات بجامعة كورنيل بمدينة إيثيكا‪ ،‬ولية‬ ‫الرز‬ ‫‪ ،Pup1‬استخدم الباحثون تقنيات تكاثر (تهجين) لوضع‬
‫اللكتروني‪:‬‬ ‫المنطقة الوراثية التي تحتوي ‪ Pup1‬في خطوط أ‬
‫نيويورك‪ ،‬الوليات المتحدة‪ .‬البريد إ‬ ‫التي تفتقر للكيناز‪ ،‬وجد المؤلفون أن تعبير ‪ PSTOL1‬أدى‬ ‫الرز‬
‫‪leon.kochian@ars.usda.gov‬‬ ‫لزدياد النمو المبكر للجذر وانتشار الجذر مما يشير إلى‬ ‫الحديثة غير الكفؤة فوسفوريا‪ .‬أظهرت الخطوط المهجنة‬
‫أن الكيناز يعزز قدرة النباتات على استخراج الفوسفور‬ ‫الرز وكتلة حيوية أعلى بشكل معتبر‬‫نتاجا أكبر من محاصيل أ‬
‫ً‬
‫(مقارنة بالخطوط أ‬
‫‪1. Lynch, J. P. Plant Physiol. 156, 1041–1049 (2011).‬‬ ‫من التربة‪ .‬فرضية أن جين ‪ PSTOL1‬يساهم في تطور‬ ‫الصلية) لدى زراعتها في تربات فقيرة‬
‫‪2. Gamuyao, R. et al. Nature 488, 535–539 (2012).‬‬
‫‪3. Cordell, D., Drangert, J.-O. & White, S. Glob. Environ.‬‬ ‫ونمو الجذور دعمتها دراسات أظهرت أن تعبيرات جين‬ ‫بالفوسفور‪ ،‬وأظهر التحليل الفسيولوجي أن ذلك ناتج عن‬
‫‪Change 19, 292–305 (2009).‬‬ ‫محددة في مناطق أنسجة معينة حيث يبدأ بروز‬ ‫‪ّ PSTOL1‬‬ ‫امتصاص وتراكم أكبر للفوسفور‪8.‬‬
‫‪4. Xu, K. et al. Nature 442, 705–708 (2006).‬‬
‫‪5. Wissuwa, M. & Ae, N. Plant Breed. 120, 43–48‬‬
‫تيجان الجذور التي تم ّثل جزءا ملموسا من النظام الجذري‬ ‫وقامت مجموعة البحث لحقًا بمقارنة‪ 9‬متتابعات‬
‫‪(2001).‬‬
‫المكتمل أ‬
‫لالرز‪.‬‬ ‫الحمض النووي المحتوية على منطقة ‪ Pup1‬في أرز‬
‫‪6. Wissuwa, M., Yano, M. & Ae, N. Theor. Appl. Genet.‬‬
‫فتحت هذه الكتشافات مسارات جديدة لتحسين‬ ‫علميا‪،‬‬ ‫الرز المعتمدة‬‫كازالث مع متتابعات جينوم أ‬
‫‪97, 777–783 (1998).‬‬ ‫ًّ‬
‫‪7. Wissuwa, M., Wegner, J., Ae, N. & Yano, M. Theor.‬‬ ‫كفاءة استخدام نبات المحاصيل للفوسفور– وربما‬ ‫يسمى نيبونبير‬
‫الذي تم فك متتابعاته من نوع أرز حديث ّ‬
‫‪Appl. Genet. 105, 890–897 (2002).‬‬ ‫كذلك كفاءة امتصاص مغذيات أخرى‪ .‬ما زال هنالك‬ ‫(‪ .)Nipponbare‬لقد اختلفت المتتابعات بشكل ملحوظ‬
‫‪8. Wissuwa, M. Plant Soil 269, 57–68 (2005).‬‬
‫الليات الجزيئية‬‫عمل كبير ينبغي القيام به لتوضيح آ‬ ‫حيث احتوت متتابعات كازالث على جينات عديدة يعتقد‬
‫‪9. Heuer, S. et al. Plant Biotechnol. J. 7, 456–471 (2009).‬‬
‫والهداف الالحقة لجين ‪ .PSTOL1‬لكن الباحثين‬ ‫أ‬ ‫دورا في امتصاص الفوسفور‪ .‬أتاح تحليل‬
‫‪10. Marshall, A. et al. Plant Cell 24, 2262–2278 (2012).‬‬ ‫أنها تلعب ً‬

‫علم المناخ‬

‫توازن أنهار الهيمااليا الجليدية‬


‫القمار الصناعية أن أ‬
‫النهار الجليدية في جبال الهيماليا تفقد بالفعل كتلتها الجليدية‪ ،‬ولكن بمعدلت معتدلة‪ .‬وهذه‬ ‫تشير قياسات الرتفاع الواردة من أ‬
‫أ‬
‫القياسات تطرح تساؤلت أوسع حول الطرق الخرى التي يتم عن طريقها تقدير توازن الكتل الجليدية‪.‬‬

‫على مجموعة من الحمام‪.‬‬ ‫من خالل تقديم قياسات مستقلة لتوازن الكتلة الجليدية‪،‬‬ ‫ج‪ .‬جراهام كوجلي‬
‫ويتم عاد ًة تشبيه أ‬
‫النهار الجليدية بكونها أبر ًاجا من المياه‬ ‫مستندين إلى قياس التغير في الرتفاعات عن طريق القمر‬ ‫ِ‬
‫العذبة‪ .‬وفي حال وجود توازن سلبي مستمر‪ ،‬فهذا يعني‬ ‫الصناعي ‪ .ICESat‬ومع أن هذه البيانات تم تجميعها على‬ ‫تواصل جبال الهيماليا جذب اهتمام علماء المسطحات‬
‫ومزيدا من المياه المنتقلة‬ ‫كميات أقل من المياه في أ‬
‫البراج‪،‬‬ ‫مدار خمس سنوات فقط (‪ ،)2008-2003‬فإنها تغطي كل‬ ‫بالمر المستغرب‪ ،‬عندما نأخذ بعين‬ ‫الجليدية‪ .‬وهذا ليس أ‬
‫ً‬
‫نحو المحيطات كمياه ذائبة‪ .‬وبما أن النوعية الثانية من‬ ‫مساحة جبال الهيماليا‪.‬‬ ‫العتبار المشاكل الكبيرة المتعلقة بالموارد المائية على‬
‫المياه (الذائبة) تعتبر متاحة لالستخدام أسفل المصب‪،‬‬ ‫وتعتبر القياسات الجديدة لتوازن الكتلة الجليدية في‬ ‫والشكاليات‬ ‫أ‬
‫القليمي لمناطق النهار الجليدية‪ ،‬إ‬ ‫المستوى إ‬
‫عجزا‬
‫فهذا يعني عوائد ذات مدى قصير في منطقة تواجه ً‬ ‫الهيماليا‪ ،‬بمعدل – ‪ 50 ± 210‬كجم لكل متر مربع كل‬ ‫(‪ )1‬التي تحيط بتقديرات معدلت اختفاء الجليد‪ .‬وليس‬
‫أيضا الكثير من المشكالت في المستقبل‬ ‫في المياه‪ ،‬ويعني ً‬ ‫اجعا من أحدث التقديرات المعتمدة على‬ ‫سنة‪ ،‬أكثر تر ً‬ ‫الدعاء القائل بوجود ذوبان متسارع‬ ‫من الصعب تفنيد إ‬
‫البراج المائية‪ .‬ويمكن لهذا التقييم أن يتغير‬ ‫عندما تجف أ‬ ‫اجعا من‬ ‫ر‬ ‫ت‬ ‫أقل‬ ‫لكنها‬ ‫(‪،)4‬‬ ‫رضية‬ ‫التغير في حقل الجاذبية أ‬
‫ال‬ ‫لالنهار الجليدية‪ .‬ففي منطقة كاراكورام ـ التي تقع على‬ ‫أ‬
‫ً‬
‫تقديرا أقل سلبية لتوازن الكتلة‬ ‫قد َم ْت جهةٌ ما‬ ‫أ‬
‫ً‬ ‫في حال َّ‬ ‫التقديرات الحالية (‪ )5،6‬التي تم الحصول عليها بالطريقة‬ ‫الطراف الغربية لقوس جبال الهيماليا ـ كان توازن الكتلة‬
‫الجليدية‪.‬‬ ‫الكثر مصداقية‪ ،‬وهي استيفاء النتائج من القياسات الحقلية‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫الجليدية (التغير في كتلة النهار الجليدية عبر فترة من‬
‫الن هو أن أ‬
‫البراج المائية‬ ‫وما ثبت لنا من معرفة حتى آ‬ ‫المتناثرة‪ .‬ويمكن أن تساعد التقديرات الجديدة في تهدئة‬ ‫إيجابيا بشكل طفيف خالل العقد‬ ‫الزمن) في واقع الحال‬
‫ًّ‬
‫توفر كميات أقل من المياه لالستخدامات الحالية‪ ،‬ولكنها‬ ‫القليمية‪ ،‬ولكن فيما يتعلق بطرق‬ ‫الذعر حول موارد المياه إ‬ ‫الماضي (‪ .)2‬وقد أوضح كاب وآخرون (‪ ،)3‬بصفحة ‪495‬‬
‫ستحتفظ بالمياه لفترة أطول‪ .‬وليس من الواضح إذا كان‬ ‫النهار الجليدية‪ ،‬فإنها بمثابة إطالق القطط‬ ‫البحث لعلم أ‬ ‫من عدد ‪ 23‬أغسطس‪ ،Vol. 488 ،‬هذه الظاهرة بشكل أكبر‪،‬‬
‫‪59 | 2 0 1 2‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫الطبعة العربية |‬ ‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫أبـحــاث أنـبـاء وآراء‬

‫النهار الجليدية الصغرى كتلتها الجليدية بمعدل‬ ‫تفقد أ‬


‫‪CNES 2009: DISTRIBUTION ASTRIUM SERVICES/SPOT IMAGE; PROCESSING E. BERTHIER, LEGOS‬‬

‫آ‬ ‫أ‬
‫أسرع من النهار الكبر‪ .‬والعامل الخر هو قدرة الوصول‬ ‫أ‬
‫النهار الجليدية المختارة‪ ،‬التي توجد عاد ًة على‬ ‫إلى أ‬
‫ارتفاعات قليلة؛ وبالتالي تعاني من ذوبان أشد‪ ،‬مع أن هذا‬
‫التأثير ل يزال غير خاضع لتحليالت منهجية‪ .‬أما العامل‬
‫الخير‪ ،‬فهو عدم وجود حسابات خاصة بعدم التيقن من‬ ‫أ‬
‫أ‬
‫القياسات الميدانية نفسها‪ .‬وأهمية العامل الخير تتراجع‬
‫البحاث الجديدة لحسابات تحدد‬ ‫حاليا في سياق تضمين أ‬
‫أ ً‬
‫كبيرا‪.‬‬
‫دورا ً‬‫الخطاء‪ ،‬ولكن العوامل المحلية ما زالت تلعب ً‬
‫وعلى سبيل المثال‪ ،‬فإن الكتلة التي تتم إضافتها عن طريق‬
‫البحاث‬ ‫النهيارات الجليدية ل تزال غير قابلة للقياس في أ‬
‫الميدانية (الشكل ‪.)1‬‬
‫وأشارت دراسات أخرى ـ َّتمت على نطاق إقليمي (‪)8،9‬‬
‫اجعا في توازن الكتلة الجليدية من‬ ‫ـ إلى حالت أقل تر ً‬
‫تلك التي تم الحصول عليها عن طريق العمل الميداني‪،‬‬
‫أو استيفاء النتائج الميدانية‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإن نتائج كاب‬
‫الثباتات المتراكمة التي تزيد من عدد‬ ‫وزمالئه تضيف إلى إ‬
‫السئلة حول قياسات توازن الكتلة الجليدية‪ ،‬أكثر من‬ ‫أ‬
‫أ‬
‫الجابات‪ .‬وهذه السئلة قد تكون لها تداعيات على‬ ‫زيادة إ‬
‫مستوى دولي‪.‬‬
‫وتتوافق القياسات الجديدة مع التقييم الحديث لحالة‬
‫النهار الجليدية في التبت (‪ ،)10‬الذي لحظ وجود توجه‬ ‫أ‬
‫لمعدلت أقل من فقدان الكتلة الجليدية في المناطق‬
‫وقدم أول أدلة على زيادة في الكتلة‬ ‫الشمالية القصوى‪َّ ،‬‬
‫الجليدية‪ ،‬تم قياسها في منطقة جبال البامير‪ .‬وقد وجد‬
‫أيضا توازنات إيجابية في الكتلة الجليدية‬ ‫كاب وزمالؤه ً‬
‫جنوب جبال البامير‪ .‬وهكذا‪ ،‬أكدت ثالث دراسات‬
‫مستقلة (‪ )10 ،2،3‬هذا «الختالل» في منطقة كاراكورام‪،‬‬ ‫الشكل ‪ | 1‬بيئة صعبة للعمل‪ .‬النهر الجليدي خومبو ‪ ،Khumbu‬الواقع على منحدر جبل إيفرست‪ ،‬في صورة أ‬
‫بالقمار الصناعية‬
‫معا أكثر المسوح‬ ‫مثل دراسة كاب وزمالئه‪ ،‬وهي تقدم ً‬ ‫تعود إلى عام ‪ ،2009‬تم تركيبها من خالل نموذج رقمي لالرتفاعات من مجس القمر الصناعي‪ .‬وعلى هذا النهر الجليدي وغيره في‬
‫الجغرافية شمولً‪.‬‬ ‫النقاض والثلوج إلى السطح الذي يكون ملي ًئا بالصدوع العميقة‪ .‬ولهذا‪،‬‬ ‫جبال الهيماليا تتسبب النهيارات الجليدية في إضافة أ‬
‫وأظهرت دراسة كاب وزمالئه (‪ )5‬أن حالة أ‬
‫النهار الجليدية‬ ‫تصبح القياسات الميدانية لتوازن الكتلة الجليدية شبه مستحيلة‪ ،‬ومن الصعب تفسيرها عند الحصول عليها‪ .‬وقد تج َّن َب كاب وزمالؤه‬
‫فترض على نطاق واسع‬ ‫هذه المصاعب عن طريق قياس توازن الكتل الجليدية لكل أ‬
‫قصيرة أ‬‫في الهيماليا ليست بالسوء الذي يُ َ‬ ‫النهار الجليدية في الهيماليا من الفضاء‪.‬‬
‫المد ل تخبرنا‬ ‫وبشكل خاطئ‪ ،‬ولكن مالحظاتهم‬
‫النهار الجليدية‪ .‬وقد تم تطوير‬ ‫بشيء حول مصير (‪ )5‬هذه أ‬ ‫النقاط المثيرة للجدل في نتائج كاب وزمالئه أنه سيكون‬ ‫جيدا‪ .‬وبكل تأكيد‪ ،‬لو كان التوازن أكثر‬
‫خبرا سي ًئا‪ ،‬أم ً‬
‫هذا ً‬
‫آ‬
‫هذه المالحظات من خالل قمر صناعي أصبح الن خارج‬ ‫تماما‪ .‬وفي حال كانت هناك‬
‫من المفيد عكس هذه العملية ً‬ ‫سلبية‪ ،‬أي في ذوبان كميات أكبر من المياه‪ ،‬فإن أسئلة كثيرة‬
‫سوف تثار حول مدى المساواة بين حقوق أ‬
‫نطاق الخدمة‪ ،‬ولن يتم إطالق بديل له حتى عام ‪ .2016‬كما‬ ‫قياسات ممتازة لتغير الكتلة الجليدية‪ ،‬كما هو الحال في‬ ‫الجيال المتعاقبة‬
‫تطرح الدراسة تساؤلت بحثية حول نتائج القمر الصناعي‬ ‫دراسة جبال الهيماليا‪ ،‬فلماذا ل يتم استخدامها لتصحيح‬ ‫في استخدامات المياه‪ ،‬وحول الطرق الممكنة إلبقاء المياه‬
‫‪ ،GRACE‬والطرق البحثية المتبعة منذ فترة طويلة‪ .‬ول شك‬ ‫الختاللت في بيانات الجاذبية؟ وهذا ما سيجعل تلك‬ ‫في أعلى البرج (‪.)7‬‬
‫النهار الجليدية في الهيماليا سيبقى‬ ‫أن رصد التغيرات في أ‬ ‫المعلومات تقتصر فقط على المؤشرات الهيدرولوجية‬ ‫إن دراسة كاب وزمالئه ترفع من سقف الطموحات‬ ‫َّ‬
‫مستمرا‪■ .‬‬
‫ًّ‬ ‫ائيا‬
‫عمليا واستقر ًّ‬
‫تحديًا ًّ‬ ‫والداخلية العميقة‪.‬‬ ‫للدراسات القادمة باستخدام تحليالت الرتفاعات المستمدة‬
‫إن أكثر ردود الفعل حماسةً لهذه الدراسة قد ل تأتي‬ ‫القمار الصناعية‪ .‬وتتضمن المعلومات المساندة لهذه‬ ‫من أ‬
‫َّ‬
‫كوجل‪ :‬يعمل ن ي� قسم الجغرافيا‪ ،‬جامعة‬ ‫ي‬ ‫ج‪ .‬جراهام‬ ‫من قبل المختصين بدراسات ‪ ،GRACE‬بل من الممارسين‬ ‫الدراسة (‪ )3‬حوالي ‪ 10‬آلف كلمة منتقاة بعناية حول‬
‫بي�بورو‪ ،‬بولية أونتاريو ‪ K9J &B8‬ن ي� كندا‪.‬‬
‫ترينت ن� ت‬ ‫الكثر تقليدية‪ .‬وفي جبال الهيماليا يتطلب‬‫للطرق البحثية أ‬ ‫صارخا‬
‫ي‬ ‫معالجة وتصحيح البيانات الخام‪ .‬وهذا يوفر مثال ً ً‬
‫اللكتروني‪gcogley@trentu.ca :‬‬ ‫أ‬ ‫لكَم الوقت المطلوب لتعلُّم كيفية جعل أ‬
‫البريد إ‬ ‫المر حوالي ‪ 5‬أيام للسير من الطريق العام إلى بداية‬ ‫الدوات الجديدة‬ ‫ِ ِّ‬
‫النهر الجليدي‪ ،‬كما أنه من الصعب جدا العمل في مواقع‬ ‫تعمل بكفاءة‪ .‬لقد تم إطالق القمر الصناعي ‪ ICESat‬في‬
‫‪1. Cogley, J. G., Kargel, J. S., Kaser, G. & van der Veen,‬‬
‫متاحا (الشكل‬ ‫أ‬ ‫عام ‪ ،2003‬ول يزال تحري المعلومات أ‬
‫‪C. J. Science 327, 522 (2010).‬‬ ‫النهار الجليدية‪ ،‬حتى لو كان أالوصول إليها ً‬ ‫مستمرا‪،‬‬
‫ً‬ ‫الفضل‬ ‫ِّ‬
‫‪2. Gardelle, J., Berthier, E. & Arnaud, Y. Nature Geosci.‬‬
‫‪5, 322–325 (2012).‬‬
‫‪ .)1‬ومع ذلك‪ ،‬فقد تمكنت البحاث الميدانية من إنتاج‬ ‫حتى بعد ‪ 3‬سنوات من فشل آخر حقل ليزر لهذا القمر‬
‫‪3. Kääb, A., Berthier, E., Nuth, C., Gardelle, J. & Arnaud,‬‬ ‫مجموعة صغيرة ـ ولكن ثمينة ـ من الحقائق حول توازن‬ ‫في أكتوبر ‪.2009‬‬
‫‪Y. Nature 488, 495–498 (2012).‬‬ ‫الكتلة الجليدية في الهيماليا‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن المتوسط‬ ‫تتضمن هذه المعلومات المنق ََّحة تقديرات أفضل‬
‫‪4. Jacob, T., Wahr, J., Pfeffer, W. T. & Swenson, S.‬‬
‫الحسابي (‪ )5‬للقياسات الميدانية التي تم الحصول عليها‬ ‫لالخطاء‪ ،‬من تلك التي رافقت التقديرات الحديثة (‪)4‬‬ ‫أ‬
‫‪Nature 482, 514–518 (2012).‬‬
‫‪5. Bolch, T. et al. Science 336, 310–314 (2012).‬‬ ‫في نفس فترة البيانات المستخدمة في تقديرات كاب‬ ‫المستندة إلى الجاذبية الواردة من مهمة القمر الصناعي‬
‫‪6. Cogley, J. G. Ann. Glaciol. 50(50), 96–100‬‬
‫وزمالئه‪ ،‬والتي وصلت إلى ‪ -746‬كجم لكل متر مكعب‬ ‫النهار الجليدية‬‫‪ . GRACE‬ومن المعتاد في تحليالت علم أ‬
‫‪(2009).‬‬
‫‪7. Pachauri, R. K. et al. (eds) Climate Change 2007:‬‬ ‫لكل سنة‪ ،‬هي أكثر من ثالثة أضعاف التراجع الوارد في‬ ‫للبيانات الواردة من ‪ GRACE‬أن يتم تصحيح البيانات‬
‫‪Synthesis Report (IPCC, 2007).‬‬
‫‪8. Berthier, E., Schiefer, E., Clarke, G. K. C., Menounos,‬‬
‫تقديرات كاب وزمالئه‪.‬‬ ‫المتعلقة بنقل الكتل غير الجليدية‪ ،‬خاصة إلى المياه‬
‫‪B. & Rémy, F. Nature Geosci. 3, 92–95 (2010).‬‬ ‫لماذا تبدو البيانات الميدانية غير مم ِّثلة للوضع‬ ‫السطحية والمياه الجوفية والصخور في الطبقات الداخلية‬
‫الجابات التقليدية بعدة عوامل‪ ،‬منها‬ ‫أ‬
‫‪9. Moholdt, G., Wouters, B. & Gardner, A. S. Geophys.‬‬ ‫الحقيقي؟ ترتبط إ‬ ‫لالرض‪ ،‬عن طريق النمذجة الجيوفيزيائية والهيدرولوجية‪.‬‬
‫‪Res. Lett. 39, L10502 (2012).‬‬ ‫الحجم الصغير أ‬
‫لالنهار الجليدية التي يتم اختيارها للبحث‬ ‫أ‬
‫وهكذا تصبح منتجات هذه النماذج هي المصادر الكبر‬
‫‪10. Yao, T. et al. Nature Clim. Change http://dx.doi.‬‬
‫‪org/10.1038/nclimate1580 (2012).‬‬ ‫أن‬
‫أحدا لم يشرح لماذا من المفترض ْ‬ ‫الميداني‪ ،‬مع أن ً‬ ‫لعدم التيقن في حسابات الجاذبية‪ .‬وتعتبر إحدى أكثر‬
‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬ ‫الطبعة العربية‬ ‫‪| 2012‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫‪| 60‬‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫دليـلك لفهم‬
‫الجيـنـوم البـشـــري‬
© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved
© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved
‫المحتويات‬ ‫دوما بأنه‬
‫ً‬ ‫َس ُي ْذكَر عام ‪2001‬‬
‫عام الجينوم البشري‬
‫تحقيق‬ ‫االحياء‪ ،‬كما إن الطريقة ‪ -‬مضرب المثل ‪ -‬التي اجتمع بها مئات‬ ‫إن توافُر تسلْسله غَير علْم أ‬
‫النسان‬
‫موسوعة إ‬ ‫‪64‬‬ ‫َّ َ َ َ َ ُ ِ ِ َّ ِ َ‬
‫بريندان ماهر‬ ‫اتحاد عام م َّهدت السبيل لـ«العلم الكبير» ‪ big science‬في علم‬ ‫معا لتشكيل ٍ‬ ‫من الباحثين ً‬
‫دوما أن معرفة (الشفرة) لم تكن سوى‬ ‫أ‬
‫عظيما‪ ،‬ولكنه كان من الواضح ً‬ ‫ً‬ ‫إنجازا‬
‫ً‬ ‫االحياء‪ .‬لقد كان‬
‫تعليق‬ ‫المخزنة داخل الجينوم‪ ،‬كان هناك الكثير‬ ‫َّ‬ ‫فسر الخاليا المعلومات‬ ‫البداية‪ .‬ولفهم كيف تُ ِّ‬
‫دروس لمشروعات البيانات الكبيرة‬ ‫‪67‬‬
‫مما يجب تعلمه‪ .‬وأصبح ذلك مهمة (الترميز) ‪ ،Encode‬موسوعة عناصر الحمض النووي‬
‫إيوان بيرني‬ ‫‪ ،Encyclopedia of DNA Elements‬التي كان الهدف من ورائها هو وصف جميع العناصر‬
‫الوظيفية المشفَّرة في الجينوم البشري‪ .‬وبعد تسع سنوات من إطالق الموسوعة‪ ،‬تُ ِّوجت‬
‫االساسية بنشر ‪ 30‬ورقة بحثية منسقة مع بعضها البعض‪ ،‬ست منها منشور في هذا‬ ‫جهودها أ‬
‫أنباء وآراء‬ ‫العدد من مجلة «نيتشر ‪.»Nature‬‬
‫فك الترميز‬ ‫‪70‬‬ ‫وتص ُف أ‬
‫منتدى نقاش الجينوميات‬ ‫االوراق‪ ،‬فيما بينها مجتمعة‪ 1640 ،‬مجموعة من مجموعات البيانات التي اس ُتخلصت‬ ‫َِ‬
‫من ‪ 147‬نو ًعا متباي ًنا من الخاليا‪ .‬ومن بين النتائج المهمة الكثيرة هناك نتيجة واحدة تبرز أكثر‬
‫تقديم وليمة الجينوم‬ ‫‪70‬‬ ‫من سواها‪ ،‬هي أن أكثر من ‪ 80٪‬من مكونات الجينوم البشري ُر ِبط كل منها بوظيفة حيوية‬
‫االقل‪.‬‬‫واحدة على أ‬
‫جوزيف آر‪ .‬إيكر‬ ‫أ‬ ‫وتمتد آ‬
‫االثار المترتبة على نتائج الترميز إلى عديد من المجاالت في علم االحياء‪ .‬ففي منتدى‬
‫التحكم في التعبير‬ ‫‪71‬‬
‫أ‬
‫تبادل علما ٌء ـ يمثلون خمسة مجاالت مختلفة من االبحاث ـ وجهات‬ ‫أخبار وآراء في الصفحة ‪َ ،52‬‬
‫ويندي أ‪ .‬بيكمور‬ ‫نظرهم حول ما تعنيه النتائج بالنسبة لهم ولعملهم‪ .‬وفي الصفحة ‪ ،49‬يناقش إيوان بيرني ‪Birny‬‬
‫ومنسق اتحاد الترميز‪ ،‬التحديات التي تواجه ِع ًلما يحركّه اتحا ٌد‪ .‬وهناك قضايا ذات‬ ‫‪ ،Ewan‬قائد ّ‬
‫غير ُمرمزة‪ ،‬لكن فعالة‬ ‫‪72‬‬ ‫صلة في قسم «المهن» في الصفحة ‪.165‬‬
‫باروزو‬
‫إيناس ّ‬ ‫لقد أُ ِنت َجت كميات مذهلة من البيانات من ِق َبل مشروع الترميز متاحة للجميع‪ .‬ولذا‪..‬‬
‫حاليا‪ .‬وسوف‬ ‫فمن المتوقع القيام أبالمزيد من التحليالت‪ ،‬إضافة إلى عديد مما يُنشر ً‬
‫التطور والشيفرة‬ ‫‪73‬‬
‫وجوناثان ك‪ .‬بريتشارد ويوآف جيالد‬ ‫االخبار الرئيسة لهذا العدد في الصفحة ‪ 46‬هو إيجاد توازن بين جمع‬ ‫يكون موضوع مقالة‬
‫البيانات وتحليلها‪.‬‬
‫من الفهرس إلى العمل‬ ‫‪73‬‬ ‫كملها مجموعة واسعة من المقاالت‬ ‫إن المقاالت متاحة مجانًا للجميع‪ .‬ومقاالت هذا العدد تُ ِّ‬
‫إيران سيجال‬ ‫االنترنت (‪ ،)nature.com/encode‬بما في ذلك رسوم توضيحية تفاعلية في المقالة‬ ‫المتاحة عبر إ‬
‫اضيا ‪virtual machine‬‬ ‫ًّ‬ ‫ر‬ ‫افت‬ ‫ًا‬
‫ق‬ ‫تطبي‬ ‫بدورها‬ ‫تحوي‬ ‫التي‬ ‫الترميز‪،‬‬ ‫مشروع‬ ‫حول‬ ‫ئيسة‬ ‫الشاملة الر‬
‫ملخصات األبحاث‬ ‫جر َي بها‬
‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫أ‬ ‫التي‬ ‫الجماعة‬ ‫روح‬ ‫مع‬ ‫ا‬‫وتمشي‬
‫ً‬ ‫وتحليالتها‪.‬‬ ‫البيانات‬ ‫مع‬ ‫قرب‬ ‫عن‬ ‫بالتفاعل‬ ‫سيسمح‬
‫موسوعة متكاملة من عناصر الحمض النووي ‪DNA‬‬ ‫‪78‬‬ ‫االنترنت أوراقًا ذات صلة نُشرت في مجل َت ْي «جينوم ريسيرش‬ ‫أيضا عبر إ‬ ‫العمل‪ ،‬فإننا نقدم ً‬
‫في الجينوم البشري‪ /‬المشهد الكروماتيني المتاح من‬ ‫‪ ،»Genome Research‬و«جينوم بيولوجي ‪ .»Genome Biology‬ولمساعدتك على التنقل عبر‬
‫موسع في‬
‫الجينوم البشري‪ /‬معجم تنظيم إنساني َّ‬ ‫االلكتروني لـ(نيتشر إنكود) ‪ ،Nature INCODE Explorer‬كما‬ ‫البيانات‪ ،‬قمنا بإعداد المتصفِّح إ‬
‫آثار أقدام عامل االستنساخ‪ /‬بنية الشبكة التنظيمية في‬ ‫نقدم فكرة (الخيوط)‪ ،‬التي ستسمح لك باستكشاف المواضيع البيولوجية الجامعة فيما بين‬
‫االنسان المستمدة من بيانات الترميز‬
‫إ‬ ‫االوراق‪ .‬ونأمل أن تستمتع بما نقدمه إليك‪.‬‬ ‫أ‬

‫مهن علمية‬ ‫ماجدالينا سكيبر ‪ -‬كبير المحررين‬


‫ترس واحد في ماكينة معقدة‬ ‫‪90‬‬ ‫ريتو داند ‪ -‬كبير محرري العلوم البيولوجية‬
‫سارة كيلوج‬ ‫فيليب كامبل ـ رئيس التحرير‬

‫ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻣﺘﺎﺡ ﻋﻠﻰ‬


‫‪COVER ILLUSTRATION (PREVIOUS PAGE): CARL DETORRES‬‬

‫متصفح نيتشر إنكود‬


‫المتصفح‬
‫ِّ‬ ‫يقدم لك‬
‫يحوي تطبيق‬ ‫اإللكتروني لـ(نيتشر إنكود)‬
‫(نيتشر إنكود)‬ ‫طرقا الستكشاف كنز البيانات‬‫ً‬
‫للـ (آي باد)‬ ‫عبر جميع المقاالت الثالثين‬
‫جميع المقاالت‬
‫الرئيسة‬
‫لمشروع الترميز‪ .‬وبربط الفقرات‬
‫ورسوم اإليضاح والجداول ذات‬ ‫المزيد‬
‫أونالين‬
‫الصلة في هذه المقاالت‪،‬‬
‫الثالثين‪،‬‬
‫تفحص‬‫تُ َمكِّنك (الخيوط) من ّ‬
‫باالضافة إلى‬
‫إ‬ ‫المواضيع (الثيمات) المختلفة‬
‫أفالم فيديو‪،‬‬ ‫‪nature.com/encode‬‬
‫وتعليقات‪.‬‬
‫‪63 | 2 0 1 2‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫الطبعة العربية |‬ ‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫أخبـــــــــــار تحقيقات‬

‫موسوعة‬
‫في البدء قاموا بتتبع نشأته‪ ،‬ثم‬
‫لكن‬
‫ْ‬ ‫قاموا بمسح مناطقه النائية‪،‬‬
‫ال أحد يعرف ك ََّم المعلومات لدى‬
‫الجينوم البشري‪ ،‬أو متى يجب أن‬ ‫بريندان ماهر‬

‫يتوقف البحث عنه‪.‬‬

‫صدر نسخة مطبوعة من جميع البيانات‬ ‫يو ّد إيوان بيرني ‪ Birney Ewan‬لو كان بإمكانه أن يُ ِ‬
‫نسق جهود تحليل البيانات‬ ‫الذي‬ ‫المتحدة‪،‬‬ ‫بالمملكة‬ ‫هينكستون‬ ‫في‬ ‫الحيوية‬ ‫للمعلوماتية‬ ‫مشروع‬ ‫من‬ ‫كجزء‬ ‫الماضية‪،‬‬ ‫الخمس‬ ‫السنوات‬ ‫الجينومية التي جمعها هو وزمالؤه على مدى‬
‫االن في منتصف الطريق‬ ‫الترميز ‪( ENCODE‬موسوعة عناصر الحمض النووي ‪ ،)Encyclopedia of DNA Elements‬لمشروع الترميز‪ .‬ويقول إن بعض جهود رسم الخرائط غدت ّ آ‬
‫االعمق لكل ما يقوم به الجينوم‪ ،‬فربما يكون قد أُنجز منه ‪٪ 10‬‬ ‫إال أن العثور على مكان لوضعها فيه سيشكّل تحديا‪ ..‬فحتى لو حوت النسخة ألف زوج لالنتهاء منها‪ .‬أما الوصف أ‬
‫آ‬ ‫َ َ‬ ‫ً‬ ‫أ‬
‫مترا‪ ،‬فقط‪ .‬وهناك مرحلة ثالثة‪ ،‬تجري االن‪ ،‬ستقوم بملء صفحات دليل التعليمات لالإنسان‪،‬‬ ‫من القواعد االساسية في كل سنتيمتر مربع‪ ،‬ستعلو المطبوعة إلى ارتفاع ستة عشر ً‬
‫وتقديم المزيد من التفاصيل‪.‬‬ ‫كيلومترا‪.‬‬
‫ً‬ ‫وتمتد إلى طول ال يقل عن ‪30‬‬
‫االطراف شديدو الحماس‬ ‫مالوا كؤوسهم من جدول البيانات مترامي أ‬ ‫إن عديدا ممن أ‬ ‫وعلى‬ ‫البشري‪.‬‬ ‫الجينوم‬ ‫مشروع‬ ‫انتهى‬ ‫حيث‬ ‫من‬ ‫ليبدأ‬ ‫الترميز‬ ‫وقد ُصمم مشروع‬
‫ً‬
‫االتي‪ .‬فلقد أضاء مشروع الترميز بالفعل بعض الزوايا المظلمة‬ ‫من ِّأن ذلك الجهد الهائل كشف عن مخطط بيولوجيا االنسان‪ ،‬إال أنه سرعان الحتماالت المستقبل آ‬ ‫الرغم‬
‫ّ‬ ‫إ‬
‫ما اتضح أن دليل التعليمات لقراءة المخطط غير واضح في أحسن تقدير‪ .‬ومن بين من الجينوم‪ ،‬وأوجد فرصا لفهم كيف تؤثر االختالفات الجينية على الصفات أ‬
‫واالمراض‬
‫االعداد الضخمة من العناصر التنظيمية التي كشف عنها المشروع‪،‬‬ ‫محتواه البالغ ثالثة مليارات حرف من أحرف الجينوم‪ ،‬تمكّن الباحثون من التعرف على البشرية‪ .‬كما أن تقَصي ً أ‬
‫َ‬
‫االخرى يَ ِع ُد بإعادة تشكيل فهم العلماء‬ ‫بعض المناطق التي تشفِّر للبروتينات‪ .‬ولكن هذه تشكل ما هو أكثر بقليل من ‪ ٪ 1‬من ومقارنة تسلسالتها ِّبتلك الموجودة في الثدييات أ‬
‫ُ‬
‫الجينوم‪ ،‬حيث تقع في نحو ‪ 20000‬جين‪ ،‬مجرد بضعة أشياء مألوفة يمكن التعرف عليها لكيفية تطور البشرية‪.‬‬
‫وبعض الباحثين يتساءلون قائلين‪ :‬عند أي نقطة يمكننا أن نكتفي من البحث؟‪ .‬يقول‬ ‫االحياء أن المعلومات‬ ‫ضمن مشهد قاتم وغير واضح المعالم‪ .‬ويعتقد عديد من علماء أ‬
‫عن التعقيد العجيب للبشر يَك ُْمن في مكان ما في (الصحاري) الممتدة بين الجينات‪ .‬كريس بونتينج‪ ،‬عالم البيولوجيا الحاسوبية في جامعة أوكسفورد بالمملكة المتحدة‪« :‬إنني‬
‫قريبا»‪ .‬وعلى الرغم من أن بونتينج يدعم أهداف المشروع‪،‬‬ ‫ومشروع الترميز‪ ،‬الذي بدأ في عام ‪ ،2003‬هو مجهود ضخم لجمع البيانات‪ ،‬وهو ال أرى القطار الجامح سيتوقف ً‬
‫عائدا على االستثمار‪ ،‬الذي‬
‫ً‬ ‫ستقدم‬ ‫الترميز‬ ‫مشروع‬ ‫جوانب‬ ‫صمم لملء فراغات هذه التضاريس‪ .‬والهدف من ذلك هو أرشفة سالسل الحمض فإنه يشكّ في ما إذا كانت بعض‬ ‫ُم َّ‬
‫قدر بأنه قد تجاوز ‪ 185‬مليون دوالر أمريكي‪ .‬ويذهب جوب ديكر‪ ،‬قائد مجموعة مشروع‬ ‫ُ َّ‬ ‫ي‬ ‫ُّم‬ ‫ل‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫وكذلك‬ ‫هناك‪،‬‬ ‫العتمة‬ ‫في‬ ‫ة‬ ‫ندس‬ ‫والم‬
‫ُ َّ‬ ‫محددة‪،‬‬ ‫وظائف‬ ‫لها‬ ‫التي‬ ‫‪DNA‬‬ ‫النووي‬
‫أي الخاليا‪ ،‬ومن ثم تَعقُّب آثارها على كيفية تشكيل الترميز في كلية الطب بجامعة ماساتشوسيتس في ووستر‪ ،‬إلى أن تحقيق إمكانيات مشروع‬ ‫متى تنشط هذه السالسل‪ ،‬وفي ّ‬
‫االحيان ـ يتطلب وق ًتا طويالً؛‬ ‫االمر ـ في بعض أ‬ ‫الترميز سيتطلب بعض الصبر‪ ،‬إذ يقول‪« :‬إن أ‬ ‫الجينوم‪ ،‬وكيفية تنظيمه وقراءته‪.‬‬
‫محددة من البيانات»‪.‬‬ ‫مجموعة‬ ‫أي‬ ‫من‬ ‫تتعلمه‬ ‫أن‬ ‫يمكنك‬ ‫ما‬ ‫لتعرف‬ ‫مجمل‬ ‫على‬ ‫مناهجهم‬ ‫بتطبيق‬ ‫الترميز‬ ‫مشروع‬ ‫علماء‬ ‫بدأ‬ ‫بعد المرحلة التجريبية أ‬
‫االولية‪،‬‬
‫ّ‬
‫وحتى قبل االنتهاء من مشروع سلسلة الجينوم البشري ‪ ،2‬نجد أن المعهد الوطني‬ ‫الجينوم في عام ‪ .2007‬وقد وصلت هذه المرحلة إلى النهاية‪ ،‬وأُشير إلى ذلك الحدث‬
‫مول الرئيس لعلوم الجينوم‬ ‫الم‬ ‫‪،NHGRI‬‬ ‫بـ‬ ‫ا‬‫اختصار‬ ‫إليه‬ ‫المشار‬ ‫البشري‪،‬‬ ‫الجينوم‬ ‫بحاث‬ ‫بنشر ‪ 30‬ورقة علمية‪ ،‬في مجلة «نيتشر ‪ ،»Nature‬ومجلة «جينوم ريسيرش»‪ ،‬ومجلة أ‬
‫ال‬
‫ُ ِّ‬
‫نظامية لتحديد أ‬ ‫ً‬
‫االجزاء الوظيفية‬ ‫حدد االتحاد ‪ -‬من العلماء المشتغلين على المشروع ‪ -‬وظيفة في الواليات المتحدة‪ ،‬كان يُ َح ِاج ُج بضرورة اتباع مقاربة‬ ‫«جينوم بيولوجي»‪ .‬وقد ّ‬
‫االحياء القتراح مشاريع‬ ‫معينة لنحو ‪ 80٪‬من الجينوم‪ ،‬بما في ذلك أكثر من ‪ 70000‬منطقة (محفِّزة) ‪ -‬المواقع إلى في الحمض النووي ‪ .DNA‬وفي عام ‪ ،2003‬دعا المعهد علماء أ‬
‫ُ‬ ‫أ‬
‫االعلى من الجينات‪ ،‬وترتبط البروتينات بها للسيطرة على التعبير الجيني‪ -‬ونحو ‪ 400000‬تجريبية‪ ،‬من شأنها أن َّتولد مثل هذه المعلومات لنسبة ‪ ٪ 1‬فقط من الجينوم‪ ،‬وتساعد‬
‫أي من التقنيات التجريبية‪ ،‬ومن المحتمل أن‬ ‫على تحديد ٍّ‬ ‫حس َنة) تنظم التعبير عن الجينات البعيدة (انظر‬ ‫منطقة ُ(م ِّ‬
‫تعمل بشكل أفضل على الجينوم ككل‪.‬‬ ‫ﺍ ﻟﺘـﺮ ﻣﻴــﺰ‬ ‫الصفحة ‪ ،1 )57‬لكن نقطة النهاية لهذه المهمة ال تزال‬
‫االولية من كيفية نظر علماء‬ ‫وقد غَيرت المشاريع التجريبية أ‬ ‫ﻣـﻮﺳـﻮﻋـــــﺔ ﻋـﻨــﺎﺻـــــــﺮ ﺍﻟـ »ﺩﻱ ﺇﻥ ﺇﻳـــﻪ«‬
‫بعيدة‪ ،‬كما يقول بيرني‪ ،‬عالم البيولوجيا الحاسوبية في‬
‫َّ‬ ‫أ‬ ‫االوروبي للبيولوجيا الجزيئية في المعهد أ‬ ‫المختبر أ‬
‫االحياء إلى الجينوم‪ ،‬فرغم أن كمية صغيرة فقط من الحمض‬ ‫‪nature.com/encode‬‬ ‫االوروبي‬
‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬ ‫الطبعة العربية‬ ‫‪| 2012‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫‪| 64‬‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫تحقيقات أخبـــــــــــار‬

‫ﻧﻤﻄﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ‬


‫ً‬ ‫ﺃﺭﺑﻌﺎ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ‬
‫ً‬ ‫ﺃﺟﺮﻯ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﺗﺤﺎﺩ ﻣﻮﺳﻮﻋﺔ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺤﻤﺾ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ‪DNA‬‬
‫‪ 150‬ﺳﻼﻟﺔ ﻣﻦ ﺳﻼﻻﺕ ﺍﻟﺨﻼﻳﺎ )ﻓﻲ ﺍﻷﺳﻔﻞ(‪ ،‬ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﻷﻛﺒﺮ ﻋﺪﺩ ﻣﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺤﻤﺾ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ‬ ‫ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺩﻟﻴﻞ ﺇﺭﺷﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺠﻴﻨﻮﻡ‬
‫ﺐ‬ ‫ﺟﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻻﻛﺘﻤﺎﻝ‪.‬‬
‫ﺑﻌﻴﺪﺍ ًّ‬
‫ً‬ ‫‪ ،DNA‬ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ‬
‫ﺍﻣﻞ‬ ‫ﺏ ﺍﻟﺘﺮﺳﻴ ﺎﺗﻴﻦ‬
‫ﻜﺮﻭﻣ‬
‫ﺗﺠﺎﺭ ﻲ ﻟﻠ‬
‫ﺍﻟ‬
‫ﻮ‬
‫ﻋ ﻨﺴﺦ‬ ‫ﺴﻠﺔ ﺍﻟﺤﻤ‬
‫ﺳﻠ‬ ‫ﻜﺮﻭﻣﺎﺗﻴﻦ‬
‫ﺍﻟ‬ ‫ﻤﻨﺎﻋ‬ ‫ﺾ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ‬ ‫ﺍﻟﺮﻳﺒ‬ ‫ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﺡ‬
‫ﻟ‬ ‫ﻮﺳﻮﻣﻲ‬ ‫ﺇ‬
‫ﺍ‬ ‫ﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﻴ‬
‫ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ‬ ‫ﺍﻟﺤﻤﺾ ﺜﻴﻞ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻟﺤﻤ‬ ‫ﻭﻱ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻟﻨ‬ ‫ﺍ‬ ‫ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ‬
‫ﻧﺎﺕ‬ ‫ﺗﺠ‬
‫ﺴﺘﻮ‬ ‫ﺎﺭﺏ ﺃﺧﺮﻯ‬ ‫ﺾ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ‬ ‫ﺍﻟﺮﻳﺒ‬
‫ﻫﻴ ﻌ ّﺪﻟﺔ‬ ‫ﻮﺳﻮﻣﻲ‬ ‫ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﻴﺜﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻤﺾ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ‬
‫ﻣ‬
‫ﺍﻟﻤﺒﻄﻨﺔ‬
‫ّ‬ ‫‪ :Methylation DNA‬ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ‬
‫ﺍﻟ‬
‫ﻤﺴﺘﻮﻯ ‪1‬‬ ‫ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﻴﺜﻴﻞ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻲ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻲ‬
‫ﺗﻨﻈﻢ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﺍﻟﺠﻴﻨﻲ‪.‬‬
‫ﻤﺴﺘﻮﻯ ‪2‬‬
‫ﺍﻟ‬ ‫ﺳﻼﻻﺕ‬
‫ﺍﻟﻜﺮﻭﻣﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﺡ ‪Chromatin‬‬
‫ﺍﻟﺨﻼﻳﺎ‬ ‫‪ :Open‬ﺍﻷﺟﺰﺍﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﻤﺾ‬
‫ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ‪ ،1‬ﻭ‪:2‬‬ ‫ﺗﺸﻜﻞ‬
‫ﱢ‬ ‫ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ‪ DNA‬ﻭﺍﻟﺒﺮﻭﺗﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ‬
‫ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ‪ ،‬ﻓﺤﺺ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ‬
‫ﺳﻼﻻﺕ ﺍﻟﺨﻼﻳﺎ‬ ‫ﺍﻟﻜﺮﻭﻣﺎﺗﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﺒﺮﻭﺗﻴﻨﺎﺕ‬
‫ﺗﻌﺪﻳﻼ‬
‫ً‬ ‫‪ 13‬ﻣﻦ ﺣﻮﺍﻟﻲ ‪60‬‬
‫ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ‬
‫ُﺃ ْﺟ ِﺮ َ‬
‫ﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﻴﺴﺘﻮﻥ‪ ،‬ﻭ‬ ‫ﺑﺸﻜﻞ‪ُ ،‬‬
‫ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ‪.‬‬
‫ﺍﻟ‬ ‫ﻭﺃﻋﻄﻴﺖ‬
‫‪ 120‬ﻣﻦ ﺣﻮﺍﻟﻲ ‪1800‬‬ ‫ﻤﺴﺘﻮﻯ ‪3‬‬ ‫ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺔ‪.‬‬ ‫ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﺍﻟﺤﻤﺾ ﺍﻟﺮﻳﺒﻮﺳﻮﻣﻲ ‪:RNA‬‬
‫ﻋﺎﻣﻞ ﻣﻦ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﻨﺴﺦ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺒﺮﻭﺗﻴﻨﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ‪:3‬‬
‫ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﻧﻮﺍﻉ‬ ‫ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ‪.‬‬
‫ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻼﻳﺎ‪.‬‬ ‫ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﺤﻤﺾ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﺍﻟﺮﻳﺒﻮﺳﻮﻣﻲ‬
‫‪ :RNA‬ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺴﺦ ﺇﻟﻰ ﺣﻤﺾ‬
‫ﻧﻮﻭﻱ ﺭﻳﺒﻮﺳﻮﻣﻲ‪.‬‬
‫ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺘﺮﺳﻴﺐ ﺍﻟﻤﻨﺎﻋﻲ‬
‫ﻛﻞ ﻣﺮﺑﻊ ﻣﻈﻠﻞ ﻳﻤﺜﻞ ـ‬ ‫ﻟﻠﻜﺮﻭﻣﺎﺗﻴﻦ ‪ :ChIP‬ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﺸﻒ‬
‫ﻭﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻋﺪﻳﺪﺓ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ـ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ‬ ‫ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﺍﻟﺒﺮﻭﺗﻴﻨﺎﺕ ﺑﺎﻟﺤﻤﺾ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻼﻳﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺠﻴﻨﻮﻡ‬ ‫ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ‪.DNA‬‬
‫ﺍﻟﻔﺤﺺ‪.‬‬
‫ﻛﻜﻞ‪ُ ،‬ﺃﺟﺮﻳﺖ ﻋﻠﻰ ﻧﻮﻉ‬
‫ﻌﺪﻟﺔ‪ :‬ﺑﺮﻭﺗﻴﻨﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﻤ ﱠ‬
‫ﺍﻟﻬﺴﺘﻮﻧﺎﺕ ُ‬
‫ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻼﻳﺎ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻬﻴﺴﺘﻮﻥ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺰﻡ ﺍﻟﺤﻤﺾ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ‬
‫ﻌﺪﻟﺔ ﺑﻌﻼﻣﺎﺕ‬‫ﺒﻐ ّﻴﺎﺕ ُﻣ ﱠ‬
‫‪ DNA‬ﻓﻲ ِﺻ ِ‬
‫ﻛﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﻨﺴﺦ‪ :‬ﺍﻟﺒﺮﻭﺗﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﺒﻂ‬
‫ﺑﺎﻟﺤﻤﺾ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ‪ ،DNA‬ﻭﺗﻨﻈﻢ ﺍﻟﻨﺴﺦ‪.‬‬

‫النووي ‪ DNA‬تُص ِّنع الحمض النووي الريبوسومي الرسول ‪ RNA messenger‬الذي يحمل‬
‫نسخ» لتشكيل جزيئات حمض‬ ‫شفرة بناء البروتين‪ ،‬وجد الباحثون أن الكثير من الجينوم «يُ آ َ‬
‫بعضا من هذه الجزيئات‬ ‫نووي ريبسومي ‪ RNA‬ال يُشفِّر لبناء البروتين‪ .‬ومن المعروف االن أن ً‬
‫االنواع المختلفة من الخاليا‪ .‬وإجماالً‪ ،‬اكتشف الفريق نحو ‪2.9‬‬ ‫بها هذه البروتينات في أ‬ ‫عديدا من علماء الوراثة كانوا‬
‫المنظِّمة في التعبير الجيني‪ .‬ورغم أن ً‬ ‫هي من أهم العناصر ُ‬
‫وتقريبا‪ُ ،‬ع ِثر على ما يقرب من ثلثها في نوع واحد فقط من‬ ‫مليون موقع من هذه المواقع‪.‬‬ ‫االكثر ح ْفظًا عبر أ‬
‫االنواع‪ ،‬إال ّ أنهم في الواقع‬ ‫الوظيفية ستكون هي أ‬ ‫يعتقدون أن العناصر‬
‫ً‬ ‫ِ‬
‫الخاليا‪ ،‬وتكرر ظهور ‪ 3700‬منها في جميع أنواع الخاليا‪ ،‬مما يقترح وجود اختالفات رئيسة‬ ‫عديدا من التسلسالت التنظيمية المهمة قد تطورت بسرعة‪ .‬ونشر االتحاد نتائجه‪3‬‬ ‫وجدوا أن ً‬
‫في كيفية تنظيم جينوم من خلية إلى أخرى‪.‬‬ ‫في عام ‪ ،2007‬بعد فترة وجيزة من إصدار المعهد ‪ NHGRI‬للجولة الثانية من الطلبات‪ .‬وفي‬
‫معا في طبقات‪.‬‬ ‫ً‬ ‫المختلفة‬ ‫البيانات‬ ‫مجموعات‬ ‫إن المتعة الحقيقية تبدأ عند تجميع‬ ‫هذه المرة طلب من الذين سيشاركون توسيع نطاق أعمالهم لتشمل الجينوم بأكمله‪ .‬بدأت‬
‫فمثال‪ ،‬تكشف التجارب التي تبحث في تعديالت الهيستون أنماطًا تتوافق مع حدود المواقع‬ ‫هذه المرحلة من توسيع نطاق العمل مع انطالقة جيل جديد من آالت السلسلة‪ ،‬مما جعل‬
‫الحساسة لالإنزيم دي نيز ‪ ،1‬ومن ثم يستطيع الباحثون أن يضيفوا بيانات تظهر بالضبط‬ ‫الحصول على البيانات أسرع وأرخص بكثير‪ .‬يقول جون ستاماتويانوبولوس‪ ،‬رئيس مجموعة‬
‫أيًّا من عوامل النسخ ترتبط بأي موقع‪ ،‬ومتى‪ .‬وقد ُم ِل َئت المناطق الصحراوية الشاسعة‬ ‫مشروع الترميز في جامعة واشنطن في سياتل‪« :‬على ما أعتقد أننا أنتجنا خمسة أضعاف‬
‫االالف من السمات التي تسهم في تنظيم الجينات‪ .‬ويستخدم كل نوع من‬ ‫االن بمئات آ‬ ‫آ‬ ‫البيانات التي قلنا بأننا سننتجها‪ ،‬وذلك دون أي تغيير في التكلفة»‪.‬‬
‫الخاليا توافيق وتباديل مختلفة من هذه السمات؛ لتوليد بيولوجيتها الفريدة‪ .‬ويساعد هذا‬ ‫عالما ‪ -‬على ‪ 24‬نمطًا من‬‫الف َرق االثنان والثالثون ‪ -‬التي تشمل أكثر من ‪ً 440‬‬ ‫وقد ركّزت ِ‬
‫نسبيا من الجينات التي تُشفِّر للبروتين أن‬‫التنوع الثري على تفسير كيف يمكن لعدد قليل ًّ‬ ‫التجارب المعيارية (انظر «إعداد دليل الجينوم»)‪ .‬لقد عزلوا وسلسلوا والحمض النووي‬
‫االنسان وقيامه بأنشطته‪ .‬يقول مانوليس كيليس ‪-‬‬ ‫توفِّر التعقيد البيولوجي الضروري لنمو إ‬ ‫وحددوا مواقع االرتباط على الحمض النووي‬ ‫الريبوسومي ‪ RNA‬المنسوخ من الجينوم‪َّ ،‬‬
‫المختص بعلم الجينات الحاسوبية في معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا في كامبريدج‪،‬‬ ‫‪ DNA‬لنحو ‪ 120‬عامال ً من عوامل النسخ‪ .‬كما مسحوا مناطق الجينوم المبطّنة بمجموعات‬
‫جانبا من جهود تحليل البيانات ‪ -‬إن مشروع الترميز «هو أكثر بكثير من مجرد‬ ‫الميثيل الكيميائية‪ ،‬التي تشير عموما إلى أ‬
‫الذي قاد أ ً‬ ‫االجزاء التي تكون الجينات فيها صامتة‪ .‬وفحص‬ ‫ً‬
‫االجزاء»‪.‬‬ ‫مجموع‬ ‫الباحثون أنماط التعديالت الكيميائية التي تقع على بروتينات الهيستون‪ ،‬التي تساعد على‬
‫فعليا على فهم علم وراثة‬ ‫الباحثين‬ ‫تساعد‬ ‫المشروع‬ ‫هذا‬ ‫مدة‬ ‫خالل‬ ‫رت‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫التي‬ ‫والبيانات‬ ‫عزز‬ ‫أ‬
‫ًّ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫أ‬ ‫تَحزيم الحمض النووي ‪ DNA‬في شكل ِص ِبغ ّيات‪ ،‬كما يمكن أن تشير إلى االجزاء التي يُ ّ‬
‫االمراض‪ ،‬إذ منذ عام ‪ ،2005‬نجد أن دراسات االرتباطات عبر الجينوم ككل ـ المشار إليها‬ ‫يحبط فيها التعبير الجيني‪ .‬وعلى الرغم من أن الجينوم هو نفسه في معظم الخاليا‬ ‫أو ّ‬
‫اختصارا بـ ‪ GWAS‬ـ قد أنتجت سيال ً من آالف النقاط على الجينوم‪ ،‬التي يبدو أن حدوث‬ ‫البشرية‪ ،‬فإن كيفية استخدامه ليست كذلك‪ .‬لذا‪ ..‬أجرت الفرق هذه التجارب على أ‬
‫االنواع‬
‫ً‬
‫االصابة بمرض‪ ،‬ولكن ما‬ ‫فارق أو تنويع بحرف واحد عند تلك النقطة يكون مرتبطًا بخطر إ‬ ‫المتباينة ‪ -‬ال تقل عن ‪ 147‬نو ًعا ‪ -‬مما أدى إلى التجارب الـ ‪ 1648‬التي يعرضها مشروع‬
‫يقرب من ‪ ٪ 90‬من هذه التنويعات يقع خارج إطار الجينات المشفِّرة للبروتين‪ ،‬ولذا‪..‬‬ ‫الترميز في عدد هذا أ‬
‫االسبوع‪.‬‬
‫فليس لدى الباحثين سوى أدلة قليلة على الكيفية التي تَ َس َّب َب فيها المرض‪ ،‬أو تأثر فيه‪.‬‬ ‫وعلى سبيل المثال‪ ،‬مسح ستاماتويانوبولوس وزمالؤه‪ 4‬المناطق التنظيمية في ‪125‬‬
‫عديدا من المناطق المرتبطة‬ ‫وتكشف الخريطة التي وضعها مشروع الترميز عن أن ً‬ ‫نو ًعا من أنواع الخاليا‪ ،‬وذلك باستخدام إنزيم يسمى دي نيز ‪( DNaseI 1‬انظر الصفحة‬
‫بالمرض تشمل تسلسالت أخرى ُمحفِّزة‪ ،‬أو وظيفية‪ ،‬وأن نوع الخاليا أمر مهم‪ .‬فقد نظر‬ ‫االنزيم تأثير بسيط على الحمض النووي ‪ DNA‬الذي يتعانق مع الهستونات‪،‬‬ ‫‪ .)75‬ولهذا إ‬
‫فريق كيليس في بعض المتغيرات التي ترتبط بقوة مع مرض الذئبة الحمامية الجهازية‪،‬‬ ‫االخرى ‪ -‬مثل عوامل‬ ‫إال أنه يقطِّع الحمض النووي ‪ DNA‬المرتبط بالبروتينات التنظيمية أ‬
‫ّ ُ‬
‫وهو مرض يهاجم فيه جهاز المناعة أنسجة الجسم نفسه‪ .‬والحظ الفريق أن المتغيرات‬ ‫المق ََّسم إلى المناطق التي سترتبط‬ ‫ُ‬ ‫النووي‬ ‫الحمض‬ ‫سلسلة‬ ‫عملية‬ ‫وتشير‬ ‫قطع‪.‬‬ ‫إلى‬ ‫النسخ ‪-‬‬
‫‪65 | 2 0 1 2‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫الطبعة العربية |‬ ‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫أخبـــــــــــار تحقيقات‬

‫المحددة في دراسات االرتباطات عبر الجينوم ‪ GWAS‬تميل إلى أن توجد في المناطق هذه الجهود الستكشاف التفاعالت عبر الجينوم‪ ،‬إذ يقول ديكر‪« :‬هذا أبعد من مجرد‬
‫التنظيمية من الجينوم‪ ،‬التي تنشط عند توليد سالالت الخاليا المناعية‪ ،‬ولكن ليس بالضرورة الشرح البسيط للجينوم‪ .‬إنها المرحلة المقبلة»‪.‬‬
‫االن‪ ،‬أين نتوقف؟ يقول كيليس إن بعض المقاربات التجريبية قد يصل إلى‬ ‫والسؤال آ‬ ‫أعد وارد لوكاس ‪ - Lucas Ward‬طالب ما بعد الدكتوراه‪،‬‬ ‫في أنواع أخرى من الخاليا‪ .‬وقد َّ‬
‫ويعمل مع كيليس ‪ -‬بوابة إلكترونية‪ ،‬تسمى هابلو ريج ‪ ،HaploReg‬تسمح للباحثين بالمسح نقطة التشبع‪ :‬إذا تدنّى معدل االكتشافات إلى ما دون عتبة معينة‪ ،‬فإن العائد من كل‬
‫جدا لتحفيز متابعة البحث‪ .‬ويقول كيليس إنه من الممكن‬ ‫منخفضا ًّ‬
‫ً‬ ‫المقارن بين المتغيرات المحددة في دراسات االرتباطات عبر الجينوم ‪ GWAS‬وبيانات تجربة يمكن أن يغدو‬
‫االن ـ وذلك بفضل مشروع الترميز ـ أن يتراكم في نهاية المطاف ما يكفي من البيانات لدى العلماء؛ ليتمكنوا من التنبؤ بوظيفة‬ ‫مشروع الترميز بطريقة منهجية‪ .‬يقول كيليس‪« :‬نحن آ‬
‫باالسناد ‪ ،imputation‬كانت منذ‬ ‫االمراض أ‬ ‫قادرون على مهاجمة أ‬
‫تسلسل غير ُمك َت َشف بعد‪ .‬وهذه العملية‪ ،‬التي تُعرف إ‬ ‫تعقيدا»‪.‬‬
‫ً‬ ‫االكثر‬
‫زمن طويل هدفًا لشرح الجينوم‪ .‬ويضيف كيليس قائالً‪« :‬أعتقد أنه ستكون هناك مرحلة‬
‫االسناد أكثر رجاحة‪ ،‬وأكثر دقة من القيام بالتجارب فعليا»‪.‬‬ ‫انتقالية‪ ،‬يكون فيها إ‬ ‫هل وصلنا بعد؟‬
‫االدوات‬ ‫االالف من أنواع الخاليا التي يجب اختبارها والمجموعة المتناميةًّ من أ‬ ‫ولكن مع آ‬ ‫قد يقضي الباحثون سنوات في العمل فقط على بيانات مشروع الترميز الحالية‪ ،‬ولكن ال‬
‫يزال هناك أكثر من ذلك بكثير في المستقبل‪ ..‬فعلى موقعها على االنترنت‪ ،‬تعرض جامعة التي تمكِّن من اختبارها‪ ،‬فإن المشروع قد يستمر إلى ما ال نهاية‪ ،‬إذ يقول ريك مايرز‪ ،‬عالم‬
‫كاالتي‪ :‬الوراثة في معهد هدسون للتكنولوجيا الحيوية في هانتسفيل بأالباما‪« :‬نحن أبعد ما نكون‬ ‫كاليفورنيا في سانتا كروز تمثيال مرئيا معبرا عن التقدم الحاصل في مشروع الترميز‪ ،‬آ‬
‫أ‬ ‫ً ًّ أ ِّ ً‬
‫جريت‪ ،‬وأي من أنواع الخاليا ـ الذي عن االنتهاء»‪ .‬ويتابع قائالً‪« :‬ويمكن الجدل بأن هذا قد يستمر إلى االبد»‪ ،‬ويثير هذا قلق‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫أ‬ ‫قد‬ ‫والعشرين‬ ‫شبكة تُ ّبين أي من أنماط التجارب االربع‬
‫يقارب ‪ 180‬نو ًعا ـ قد فحصها مشروع الترميز حتى هذا الوقت‪ .‬والشبكة بالكاد تحوي حفنة البعض‪ .‬فقد تكلّف المشروع التجريبي للترميز ما يقدر بـ ‪ 55‬مليون دوالر‪ ،‬وتكلَّف التطبيق‬
‫من سالالت الخاليا فقط‪ ،‬بما في ذلك السالالت المحورية في المختبرات‪ ،‬مثل ساللة هيال واسع المدى نحو ‪ 130‬مليون دوالر؛ وفي المرحلة المقبلة قد يقدم معهد ‪ِ NHGRI‬م َن ًحا‬
‫عديدا من الخاليا تصل إلى ‪ 123‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫جيدا‪ ،‬في حين أن ً‬ ‫‪ ،HeLa‬وساللة جي إم ‪ ،GM12878‬وهي المدروسة ً‬
‫كبيرا على هذا االستثمار‪ ..‬حيث كان‬ ‫ً ً‬ ‫ا‬‫عائد‬ ‫يروا‬ ‫أن‬ ‫يجب‬ ‫بأنهم‬ ‫الباحثين‬ ‫بعض‬ ‫ويجادل‬ ‫أُجريت عليها تجربة واحدة فقط‪.‬‬
‫عديدا من هذه الفراغات‪ ،‬كجزء من المرحلة الثالثة‪ ،‬التي يشير من الصعب جمع معلومات مفصلة عن الكيفية التي تُستخدم بها بيانات مشروع الترميز‪.‬‬ ‫أ‬
‫وسوف يمال العلماء ً‬
‫وقد بحث مايك بزين‪ ،‬مدير برنامج في معهد‬ ‫بيرني إليها باسم (البناء)‪ ،‬لكنهم يخططون‬
‫االدبيات العلمية التي أ ّدت فيها‬ ‫‪ ،NHGRI‬في أ‬ ‫أيضا إالضافة المزيد من التجارب وأنواع الخاليا‪.‬‬ ‫ً‬
‫كبيرا‪ .‬وقد أحصى‬ ‫ً ً‬ ‫ا‬ ‫دور‬ ‫الترميز‬ ‫مشروع‬ ‫بيانات‬ ‫االنتهاء‪.‬‬ ‫عن‬ ‫نكون‬ ‫ما‬ ‫أبعد‬ ‫«نحن‬ ‫في‬ ‫ع‬ ‫التوس‬
‫ّ‬ ‫هي‬ ‫بذلك‬ ‫القيام‬ ‫طرق‬ ‫وإحدى‬
‫نحو ‪ 300‬ورقة بحث‪ ،‬جاءت ‪ 110‬ورقات‬
‫مول من قبل مشروع‬ ‫منها من مختبرات لم تُ َّ‬
‫ويمكن الجدل بأن هذا يمكن أن‬ ‫استخدام تقنية تُعرف باسم (الترسيب المناعي‬
‫اختصارا بـ ‪ ،ChIP‬التي‬ ‫ً‬ ‫للكروماتين)‪ ،‬المشار لها‬
‫يستمر إلى األبد»‪.‬‬
‫البحث كانت معقدة‪ ،‬النأ‬ ‫الترميز‪ ،‬لكن عملية‬ ‫ببروتين‬ ‫تبطة‬ ‫ر‬ ‫الم‬ ‫التسلسالت‬ ‫تبحث عن جميع‬
‫لفظة (الترميز) ترد باستمرار في أوراق البحث‬ ‫ما‪ ،‬بما في ذلك عوامل النسخ والهستونات‬
‫المعنية بعلم الوراثة‪ ،‬وعلم الجينوم‪ .‬ويقول‬ ‫طور‬
‫عدلة‪ ..‬فمن خالل عملية مضنية‪ ،‬يُ ِّ‬ ‫الم َّ‬
‫ُ‬
‫االخرى‪ ،‬ثم بزين بامتعاض‪« :‬يجب أن ننبه أنفسنا‪ ..‬ففي المرة القادمة ْاخ َت ْر اسم مشروع فريد من‬ ‫بالحمض النووي ‪ ،DNA‬واحد ًة تلو أ‬ ‫أجساما مضادة لهذه المرتبطة‬ ‫الباحثون‬
‫ً‬
‫يستخدمون هذه أ‬
‫االجسام المضادة الستخالص البروتين والحمض النووي ‪ DNA‬المرتبط نوعه»‪.‬‬
‫وقد اشتكى عدد من العلماء الذين اتصلت بهم إالعداد هذه المقالة من أن ليس هناك‬ ‫سلسل ذلك الحمض النووي ‪.DNA‬‬ ‫بها من مستحلبات الخلية‪ ،‬وحينها يُ َ‬
‫تقريبا‪ ،‬وأن اختيارات سالالت الخاليا‬ ‫ً‬ ‫الزمن‬ ‫من‬ ‫ا‬‫عقد‬
‫ً‬ ‫استمر‬ ‫لعمل‬ ‫عرضه‬ ‫يمكن‬ ‫مما‬ ‫الكثير‬ ‫مثل‬ ‫من‬ ‫فقط‬ ‫‪2000‬‬ ‫حوالي‬ ‫هناك‬ ‫أن‬ ‫عتقد‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫إذ‬ ‫ني‪،‬‬ ‫وتلك مشكلة محدودة‪ ،‬كما يقول بير‬
‫أيضا أن المال الذي التهمه‬ ‫هذه البروتينات هي التي بحاجة إلى االستكشاف‪( .‬وقد َحل ََّل مشروع الترميز بالفعل ‪ 10%‬وعوامل النسخ كانت اعتباطية إلى حد ما‪ .‬كما يعتقد البعض ً‬
‫االفضل أن يُصرف على مشاريع يضعها الباحثون بأنفسهم‪ ،‬وتكون‬ ‫االكثر صعوبة‪ ،‬فهو تحديد عدد سالالت الخاليا التي يجب أن تفحص‪ .‬المشروع كان من أ‬ ‫منها)‪ .‬أما الشيء أ‬
‫ُ‬
‫آ‬
‫أيضا خالل مشروع الجينوم البشري‪.‬‬ ‫موجهة بالفرضيات العلمية‪ ،‬وهي شكوى أُثيرت ً‬ ‫َّ‬ ‫ومعظم التجارب ـ حتى االن ـ أجريت على السالالت التي تنمو بسهولة في مزرعة الخاليا‪،‬‬
‫ولكنها ذات خصائص غير طبيعية‪ ..‬فساللة الخلية جي إم ‪ ،GM12878‬على سبيل المثال‪ ،‬وعلى العكس من مشروع الجينوم‪ ،‬الذي كانت له نقطة نهاية واضحة‪ ،‬يقول الناقدون إن‬
‫أ‬
‫لكن أيًّا من‬ ‫التوسع‪ ،‬وإنه في االساس ال يمكن االنتهاء منه‪َّ ،‬‬ ‫أُ أنشئت من خاليا الدم باستخدام فيروس يدفع بالخاليا للتكاثر‪ ،‬والهستونات أو العوامل مشروع الترميز قد يستمر في ُّ‬
‫ضخم‪ .‬أما ساللة هيال ‪ ،HeLa‬فقد أُنشئت العلماء لم يقبل بتسجيل تعليقه‪ ،‬خوفًا من أن يؤثِّر ذلك على تمويل أبحاثهم‪ ،‬أو أبحاث‬ ‫الم ّ‬‫االخرى قد ترتبط بشكل غير طبيعي بالجينوم ُ‬
‫جينيا‪ .‬طلبة ما بعد الدكتوراه العاملين معهم‪.‬‬ ‫ًّ‬ ‫تيبها‬
‫ر‬ ‫ت‬ ‫عاد‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫اء‬
‫ز‬ ‫بأج‬ ‫مليئة‬ ‫وهي‬ ‫ا‪،‬‬‫عام‬
‫من خزعة سرطان عنق الرحم قبل أكثر من ‪ً 50‬‬
‫االبحاث القائمة على الفرضيات بحاجة إلى المزيد من‬ ‫ويتعاطف بيرني مع القلق من أن أ‬ ‫مؤخرا من الحديث عن أن ساللة هيال ‪ HeLa‬تستحق أن يُطلَق‬ ‫ومع هذا‪ ..‬سخر بيرني‬
‫التمويل‪ ،‬لكنه يقول‪« :‬إنه لنهج خاطئ أن نضع هذه أ‬ ‫ً‬
‫االمور موضع المنافسة المباشرة»‪ ،‬إذ‬ ‫عليها وصف (نوع جديد)‪.‬‬
‫االبحاث لمشاريع كبيرة يقودها اتحاد من العلماء‪،‬‬ ‫واالن يريد باحثو مشروع الترميز النظر في خاليا مأخوذة مباشرة من شخص‪ ،‬ولكن أالن يكرس معهد ‪ NHGRI‬الكثير من أموال أ‬ ‫آ‬
‫ِّ‬
‫خاليا كثيرة من هذه ال تنقسم في مزرعة الخاليا‪ ،‬فإنه يجب تنفيذ التجارب على كمية صغيرة مثل مشروع الترميز‪ ،‬لكن المعهد يحصل على ‪ ٪ 2‬فقط من إجمالي ميزانية المعاهد‬
‫لالعمال‬ ‫االمريكية للصحة ‪ ،Health Institutes of National US‬مما يترك الكثير أ‬ ‫االنسجة‪ ،‬مثل الوطنية أ‬ ‫فقط من الحمض النووي ‪ ،DNA‬كما يصعب الحصول على عينة من بعض أ‬
‫الموجهة بالفرضية العلمية‪ .‬ويجادل بيرني بأن المقاربة المنهجية للمشروع ستؤتي ثمارها‪،‬‬
‫َّ‬ ‫للتو في مناقشة الخوض بشكل‬ ‫تلك الموجودة في الدماغ‪ .‬كذلك شرع باحثو مشروع الترميز ِّ‬
‫ويقول إنه «على الرغم من اعتيادية جهود الفهرسة هذه‪ ،‬فإنه يجب وضع جميع أ‬
‫االجزاء‬ ‫أعمق في كيفية تأثير االختالف ما بين الناس على نشاط العناصر التنظيمية في الجينوم‪.‬‬
‫معا»‪.‬‬
‫على الطاولة قبل تركيبها ً‬ ‫يقول مارك جيرستين‪ ،‬عالم البيولوجيا الحاسوبية في جامعة ييل في نيو هيفن بكونيتيكت‪،‬‬
‫االمر‪ ،‬يقول جيرستين‪« :‬استغرق أ‬
‫االمر أكثر من نصف قرن منذ أن أدركنا أن‬ ‫وفي نهاية أ‬ ‫االماكن سيكون‬ ‫الذي ساعد في تصميم بنية قاعدة بيانات مشروع الترميز‪« :‬في بعض أ‬
‫الحمض النووي ‪ DNA‬هو المادة الوراثية للحياة‪ ،‬حتى وصلنا إلى سلسلة الجينوم البشري‪.‬‬ ‫جزء ما بنفس‬ ‫هناك بعض االختالف في التسلسل؛ مما يعني أن عامل النسخ لن يرتبط أفي ٍ‬
‫واستطرد قائالً‪« :‬ويمكننا أن تتخيل بسهولة أن البرنامج العلمي للقرن المقبل هو َف ْهم‬ ‫االمر بالباحثين إلى‬ ‫الطريقة التي يرتبط بها في جزء آخر»‪ .‬وفي نهاية المطاف‪ ،‬قد ينتهي‬
‫ذلك التسلسل حقًا»‪■ .‬‬ ‫النظر في عينات من عشرات إلى مئات من الناس‪.‬‬
‫االخذ في التطور‬ ‫كما نجد أن نطاق التجارب آخذٌ في االتساع‪ .‬وأَحد مجاالت الدراسة آ‬
‫ُ‬
‫ش‬
‫لـ«نيت� ‪.»Nature‬‬ ‫بريندان ماهر‪ :‬هو أحد محرري المقاالت الرئيسة‬ ‫بسرعة ينطوي على النظر في التفاعالت بين أجزاءَ من الجينوم في حيز ثالثي أ‬
‫االبعاد‪،‬‬
‫حسنة‬ ‫الم‬
‫الطريق‪ ،‬فإن العناصر ُ‬ ‫فإذا كانت حلقة سلسلة الحمض النووي ‪ DNA‬ال تعترض‬
‫‪1. The ENCODE Project Consortium Nature 489, 57–74 (2012).‬‬ ‫ينتهي ِّ أ‬
‫االمر‬ ‫االالف عن القواعد أ‬
‫االساسية‪ ،‬وقد‬ ‫بإمكانها التأثير على جينات تبتعد مئات آ‬
‫‪2. International Human Genome Sequencing Consortium Nature 431, 931–945‬‬
‫‪(2004).‬‬ ‫حسن إلى التفاعل مع تلك المرتبطة بالقرب من الجين‪ .‬ويعكف‬ ‫بالم ِّ‬
‫بالبروتينات المرتبطة ُ‬
‫‪3. The ENCODE Project Consortium Nature 447, 799–816 (2007).‬‬
‫‪4. Thurman, R. E. et al. Nature 489, 75–82 (2012).‬‬
‫ديكر وزمالؤه على تطوير تقنية لمسح هذه التفاعالت‪ .‬في البدء‪ ،‬يستخدمون مواد كيميائية‬
‫‪5. Neph, S. et al. Nature 489, 83–90 (2012).‬‬ ‫تَل ِْحم البروتينات التي ترتبط بالحمض النووي ‪ DNA‬ببعضها البعض‪ ،‬ثم يقطعون الحلقات‬
‫‪6. Gerstein, M. B. et al. Nature 489, 91–100 (2012).‬‬ ‫التي تعترض الطريق؛ ومن ثم يسلسلون الحمض النووي المرتبط بالبروتينات‪ ،‬مما يكشف‬
‫‪7. Djebali, S. et al. Nature 489, 101–108 (2012).‬‬
‫االن يعملون على توسيع نطاق‬ ‫عن الصالت بعيدة المدى بين العناصر التنظيمية‪ .‬وهم آ‬
‫‪8. Sanyal, A., Lajoie, B. R., Jain, G. & Dekker, J. Nature 489, 109–113 (2012).‬‬

‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬ ‫الطبعة العربية‬ ‫‪| 2012‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫‪| 66‬‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫تـعـليــقات‬

‫‪THOMAS POROSTOCKY‬‬
‫ضخمة البيانات‬ ‫لمشروعات‬ ‫ٌ‬
‫دروس‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫يقول إيوان بيرني‪ ،‬منسق قيادة التحليل بموسوعة «الترميز ‪« :»ENCODE‬لتكون ً‬
‫ناجحا‪ ،‬تحتاج االتحادات إلى إدارة‬
‫واضحة‪ ،‬ومدونات للقواعد السلوكية للمشاركين الذين سيلتزمون بالعمل من أجل الصالح العام»‪.‬‬

‫يمكن أن يكون ز ي� اتحاد العلوم (‪ .)Consortium‬وبدال ً‬ ‫الرئيسة يشتغل بها ما يقرب من ‪ 450‬مؤلفًا‪ ،‬يعملون‬ ‫م� ‪ »ENCODE‬بناء موسوعة من عنارص‬ ‫أتم اتحاد ت‬
‫«ال� ي ز‬
‫ك� عىل إنشاء أفضل ما‬ ‫الباحث� ت‬
‫ال� ي ز‬ ‫يز‬ ‫من ذلك‪ ،‬يجب عىل‬ ‫أك� من ‪ 30‬مؤسسة‪.‬‬ ‫ز� ش‬ ‫الحمض النووي « دي إن إيه» الوظيفية عىل مدى‬
‫ز ي� وسعهم من مجموعة بيانات‪ .‬ربما يستخدمون البيانات‬ ‫الم�وع (انظر الصفحة ‪ ،)46‬فال يمكن‬ ‫وبسبب تعقيد ش‬ ‫السنوات الخمس الماضية؛ الستخدامها كمرجع للمجتمع‬
‫فيما بعد‪ ،‬وربما لن يستخدموها‪ .‬إن المهم هو الموارد‬ ‫ال� تنطوي عىل مجموعة‬ ‫له أن يتم بنفس الطريقة ت‬ ‫العلمي‪.‬‬
‫ي‬
‫المجتمعية‪ ،‬وليس نجاح الفرد‪ .‬وهذا يتطلب تحوال ً ز ي�‬ ‫عمل واحدة فقط من مخ َت ب َ� أو ي ز‬
‫اثن�‪ .‬وكالعادة‪ ،‬حاول‬ ‫ن� ‪ 30‬ورقة متاحة للجمهور ز ي� ثالث‬ ‫واليوم‪ ،‬تُ ش‬
‫المش�ك‪ ،‬المتمثل ز ي� صنع وإخراج‬ ‫ت‬ ‫المنظور إىل الهدف‬ ‫العلماء القيام بأفضل ما ز ي� وسعهم بطريقة علمية‪ ،‬مع‬ ‫مجالت‪ ،‬وكلها متصلة بالتحليالت المعالجة والبيانات‬
‫و� المقابل‪ ،‬فإن مدى‬ ‫ز‬ ‫ات‪.‬‬
‫ر‬ ‫المنشو‬ ‫البيانات‪ ،‬بدال ً من‬ ‫والن�؛‬‫الم َنح ش‬ ‫يز‬ ‫الخام‪ .‬وقد ألهم هذا العمل العلمي نماذج شن�‬
‫ي‬ ‫المتعاون�‪ ،‬لكسب ِ‬ ‫مجموعة محدودة من‬
‫ب� أ‬
‫المشارك� ز� اتحاد العلوم يجب أن يقاس ـ عىل‬ ‫يز‬ ‫نجاح‬ ‫ي‬
‫ز‬
‫المه�‪،‬‬ ‫ولمستقبلهم‬ ‫للعلوم‪،‬‬ ‫أفضل‬ ‫للقيام بما هو‬ ‫االبحاث‬ ‫جديدة‪ ،‬مثل تشابك خيوط الموضوعات ي ز‬
‫العلْم من البيانات الخاصة بهم‪،‬‬ ‫استفادة‬ ‫بكيفية‬ ‫ـ‬ ‫قل‬ ‫أ‬
‫اال‬ ‫وللمخت�ات الخاصة بهم‪ .‬إن العمل بهذه الطريقة ال‬ ‫وآمل‬ ‫ز‬
‫ِ‬ ‫ب‬ ‫العلمية ي� مختلف المجالت‪ .‬أ وسوف يكون له ـ ُ‬
‫ال� أنتجتها قرائحهم‪.‬‬ ‫ت‬ ‫م�وع‬ ‫كب� عىل علم االحياء‪ .‬وقد نق ََل ش‬ ‫تأث� ي‬ ‫ذلك ـ ي‬
‫ي‬
‫م�» كمية ال تصدق من المعلومات‪ ،‬بسبب‬ ‫ت‬
‫«ال� ي ز‬
‫دعم المجتمع المحلي‬ ‫ﺍ ﻟﺘـﺮ ﻣﻴــﺰ‬ ‫ش‬
‫حجمها الهائل‪ :‬أك� من ‪ 1,600‬تجربة عىل ‪ 147‬نو ًعا‬
‫م�»‪،‬‬ ‫الكب�‪ ،‬مثل ت‬
‫«ال� ي ز‬ ‫إن اتحادات علم أ‬
‫االحياء‬ ‫ﻣـﻮﺳـﻮﻋـــــﺔ ﻋـﻨــﺎﺻـــــــﺮ ﺍﻟـ »ﺩﻱ ﺇﻥ ﺇﻳـــﻪ«‬
‫االجسام المضادة‪،‬‬ ‫من الخاليا‪ ،‬تشتمل عىل ‪ 235‬من أ‬
‫ي‬
‫وم�وع «هاب ماب» ‪ ،HapMap‬ش‬
‫وم�وع خريطة‬ ‫ش‬ ‫‪nature.com/encode‬‬ ‫االخرى‪ .‬والورقة البحثية‬ ‫أو بروتوكوالت الفحص أ‬

‫‪67 | 2 0 1 2‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫الطبعة العربية |‬ ‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫تـعـليــقات‬

‫أك� انخراطًا ز ي� تشكيل االتحادات‪ .‬وينبغي أن تكون‬ ‫ش‬ ‫م�» مثل هذا العمق‬ ‫لـ»ال� ي ز‬ ‫ت‬ ‫المتوقعة‪ .‬وربما ال يكون‬ ‫الكب� بشكل‬ ‫أ‬
‫االلف جينوم‪ ،‬تنتهج نطاق العمل ي‬
‫مرنة بما فيه الكفاية لتحويل الدعم من مجموعة‬ ‫الكب� من المدخالت من مجموعات إحصائية َم َّولها‬ ‫ي‬ ‫غالبا ما تتخذ‬ ‫منهجي‪ .‬وعىل سبيل المثال‪ ،‬فإنها ً‬
‫واحدة إىل أخرى حسب الحاجة‪ ،‬مع وجود تحذير‬ ‫كب�ة‪.‬‬ ‫الم�وع بمنحة ي‬ ‫ش‬ ‫نهج (كتالوج)‪ ،‬أو (فهرس) يهدف إىل إنشاء الموارد‬
‫االداء الضعيف أو من‬ ‫كاف‪ ،‬وسحب التمويل من أ‬ ‫دائما جديدة متوقدة‪،‬‬ ‫فكار‬ ‫إن تنوع العلماء يجعل أ‬
‫اال‬ ‫التأسيسية‪ ،‬بدال ً من تسليط الضوء عىل مجاالت‬
‫ً‬
‫يز‬
‫المتعاون� مرة أخرى‪ ،‬مع التحذير من‬ ‫غ�‬ ‫ش‬
‫ال�كاء ي‬ ‫(تفك�‬ ‫ي‬ ‫والتكنولوجيا ذكية‪ ،‬وذلك يمنع من سيطرة‬ ‫االهتمام‪ .‬وهي تستخدم أساليب موحدة‪ ،‬وكواشف‪،‬‬
‫وغالبا ما تشمل اتفاقات التمويل‬
‫ً‬ ‫حقيقية‪.‬‬ ‫عواقب‬ ‫المجموعة)‪ .‬وعىل سبيل المثال‪ ..‬عندما يكون هناك‬ ‫الم�وعات لها ما‬ ‫ومخططات التحليل‪ .‬وتكلفة هذه ش‬
‫نادرا ما تستخدم فيها‪،‬‬ ‫أ‬ ‫هذه ش‬ ‫تقدم ز� تكنولوجيا ما‪ ،‬تختلف المعامل ي ز‬
‫ال�وط واالحكام‪ ،‬ولكن ً‬ ‫ب� بعضها‬ ‫ي‬ ‫نظرا إىل اتساع العلم الذي تدعمه‪ ،‬من التحليل‬
‫عىل نطاق ً الجينوم‪ ،‬وصوال إىل الدراسات أ‬
‫بي�رها‪،‬‬
‫ربما أالن التهديد باتخاذ إجر ٍاء ما يكفي‪ .‬وربما تشعر‬ ‫البعض ز ي� تَ َلقِّيها لهذه‬ ‫االصغر‬ ‫ً‬
‫وكاالت التمويل بعدم االرتياح‪ ،‬أالسباب مفهومة‪ ،‬إذ‬ ‫التكنولوجيا‪ .‬وستكون هناك‬ ‫«اتحاد العلم‬ ‫ال� تعتمد عىل فرضية‪.‬‬ ‫ً ت‬
‫حجما‪ ،‬ي‬
‫علميا‪،‬‬ ‫كب�ة‪ ،‬إذا ت ز‬ ‫ز‬ ‫هل ُخ ِّص َص ش‬
‫إنها اعتادت عىل توجيه مثل هذا الدور توجي ًها ًّ‬ ‫ال�م كل‬ ‫ي‬ ‫خسارة‬ ‫ينطوي على التفاعل‬ ‫الحاىل‬ ‫ي‬ ‫الكب� يوم ي� عرصنا‬ ‫للم�وع ي‬
‫للم�وع تت�كز‬
‫ولكن المسؤولية عن النجاح الشامل ش‬ ‫واحد ّإما بتطبيق التكنولوجيا‬ ‫بين البشر‪ ،‬رغم‬ ‫لج ْمع البيانات بطريقة (ديمقراطية)؟ إن انخفاض سعر‬ ‫َ‬
‫بشدة عىل عاتق وكالة التمويل‪ .‬ولذلك‪ ،‬يجب أن تشعر‬ ‫ال� سار عليها من‬ ‫ت‬
‫العتيقة ي‬ ‫كل التعقيدات‬ ‫َج ْمع البيانات غ ي َّ ََ� اللعبة ـ بكل تأكيد ـ لكل مجموعات‬
‫االحياء‪ ،‬وتقريبا نحو أ‬ ‫علم أ‬
‫بأنها مخولة للتدخل عند اللزوم‪.‬‬ ‫فق�ة‬ ‫قبل‪ ،‬أو التكنولوجيا ي‬ ‫االفضل (رغم أن هناك بالطبع‬ ‫ز ً‬
‫المعلومات يغ� المتقدمة‪،‬‬ ‫التي‬ ‫االجتماعية‬ ‫تحديات جديدة ي� كيفية التعامل مع هذا)‪.‬‬
‫مدونات لقواعد السلوك‬ ‫أو تَ َو َا� ي� التفاعل مع‬ ‫ز‬ ‫ز‬ ‫تترتب على ذلك»‪.‬‬ ‫إن رخص سعر البيانات يؤدى فقط إىل امتداد‬ ‫َّ‬
‫الب�‪ ،‬مع كل‬ ‫ب� ش‬ ‫إن اتحاد العلم ينطوي عىل التفاعل ي ز‬ ‫َّ‬ ‫التكنولوجيا الجديدة‬ ‫يغ� من زرصورة إيجاد‬ ‫الم�وعات واسعة النطاق‪ ،‬بل ال ي‬ ‫ش‬
‫الم�تبة عىل ذلك‪ .‬ويحدث بع�‬ ‫التعقيدات االجتماعية ت‬ ‫جماه� عريضة‬ ‫ي‬ ‫أيضا تربط‬ ‫الناجحة‪ .‬والمشاركة الواسعة ً‬ ‫إن‬
‫ْ‬ ‫الصعب‪،‬‬ ‫ومن‬ ‫المرجعية‪.‬‬ ‫منهجية‬ ‫البيانات‬ ‫مجموعات‬
‫و�كاء التواصل‬ ‫العديد من المواقع والمناطق الزمنية‪ ،‬ش‬ ‫تقاسم‬ ‫َّ ُ‬ ‫إن‬ ‫التكنولوجيا‪.‬‬ ‫بمخرجات‬ ‫من جميع أنحاء العالم‬ ‫ب� أصغر مجموعات البيانات‬ ‫مستحيال‪ ،‬الجمع ي ز‬ ‫ً‬ ‫لم يكن‬
‫الشخص‪.‬‬ ‫المستوى‬ ‫عموما‪ ،‬وليس عىل‬ ‫ونيا‬ ‫ت‬ ‫الباحث� الر ي ز‬ ‫يز‬ ‫المسؤولية ي ز‬ ‫ز‬
‫ي‬ ‫ً‬ ‫إلك� ًّ‬ ‫ئيس� وكبار‬ ‫جدا من‬ ‫ب� عدد ي ًّ‬
‫كب�‬ ‫يتب� من خرائط‬ ‫ي‬ ‫كما‬ ‫المرجعية‪،‬‬ ‫البيانات‬ ‫ومجموعات‬
‫الصبغي أ‬
‫ويمكن أن تنشأ حاالت من سوء الفهم والصدامات‪،‬‬ ‫الحاصل� عىل زماالت ما بعد الدكتوراه يجعل اتخاذ‬ ‫يز‬ ‫الب�ي‪ ،‬أو محاولة‬ ‫م�وع الجينوم ش‬ ‫االولية ز ي� ش‬ ‫ِ ِ‬
‫بسبب االختالفات الثقافية‪ ،‬عىل المستويات الوطنية‬ ‫صعبا‪.‬‬
‫القرارات ً‬ ‫صغ�ة‬ ‫رأب الصدع يب� مجموعات من بيانات مصفوفة ي‬ ‫ز‬
‫االمور بسالسة‪،‬‬ ‫والتنظيمية والفردية‪ .‬ولضمان س� أ‬ ‫ودون وجود ب ْن َية أساسية‪ ،‬هناك خطر يتمثل ز ي� أن‬ ‫للتعب� ز‬
‫الجي�‪.‬‬ ‫ز ي� أطلس‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫الرصوري سن القواعد‪ ،‬ووضع مدونة سلوك‬ ‫فمن ز‬ ‫ترك�هم إىل مجاالت‬ ‫االعضاء سوف يحولون ي ز‬ ‫بعض أ‬ ‫وبدال ً من ذلك‪ ،‬هناك حاجة إىل «هيكل عظمي»‬
‫متفق عليها‪ ،‬تكون مكتوبة ومتاحة للجمهور‪ ،‬وبشكل‬ ‫الم�وع بأكمله‪ .‬و�ز‬ ‫اهتماماتهم الخاصة عىل حساب ش‬ ‫مجم َعة بشكل منهجي (للجينوم‪ ،‬والعنارص‬
‫ي‬ ‫لبيانات َّ‬
‫الكب�ة‪ ،‬وخاصة عندما تحتاج‬ ‫مفيد للغاية لالتحادات ي‬ ‫جدا ومعقدة‪،‬‬ ‫ًّ‬ ‫ة‬ ‫كب�‬ ‫الم�وعات ي‬ ‫الوقت نفسه‪ ،‬هذه ش‬ ‫الفاعلة‪ ،‬واالختالف‪ ،‬عىل سبيل المثال)‪ ،‬وتُجمع حوله‬
‫م�» عدة قواعد‬ ‫خ�ة‪ .‬ويوجد ت‬
‫لـ»ال� ي ز‬ ‫إىل إدراج ش�كاء أقل ب‬ ‫أن تُ َدار من ِق َبل شخص واحد فقط‪،‬‬ ‫ومن الصعب ْ‬ ‫بص�ة‬ ‫ـ عىل نطاق أصغر ـ التجارب يمكن أن تضيف ي‬
‫مكتوبة‪ ،‬بشأن قضايا معينة‪ ،‬مثل إصدار البيانات‪،‬‬ ‫خ�ة ز ي� جميع‬ ‫ب‬ ‫لديه‬ ‫تكون‬ ‫أن‬ ‫المرجح‬ ‫غ�‬ ‫حيث من ي‬ ‫وم�وع‬ ‫م�»‪ ،‬و»بلوبرنت»‪ ،‬ش‬ ‫«ال� ي ز‬ ‫وفهما أعمق‪ .‬إن ت‬ ‫ولونًا‬
‫داخليا‪ .‬وتساعد هذه القواعد‬ ‫و ُع ِّم َمت هذه القواعد‬ ‫ال� يقودها واحد‬ ‫المجاالت ذات الصلة‪ .‬والمبادرات ت‬ ‫االلف جينوم هي أمثلة عىل هياكل عظمية من‬ ‫خريطة ً أ‬
‫ًّ‬ ‫هي أ‬ ‫ي‬
‫ال�كاء ضمن أهداف االتحاد‪،‬‬ ‫عىل ضمان أن يعمل ش‬ ‫اال شك� شيو ًعا‬ ‫الباحث� الر ي ز‬
‫ئيس�‬ ‫يز‬ ‫أو عدد قليل من‬ ‫وم�وعات‬ ‫م�»‪ ،‬ش‬ ‫هذا القبيل‪ .‬والمنتجات الرئيسة ت‬
‫لـ»ال� ي ز‬
‫بغ�‬ ‫تجرب�‪ ،‬أجد أنها تفتقر ـ �ز‬ ‫ت‬ ‫ز ي� اتحادات‬
‫وليس تشكيل اتحاد احتكاري يتحكم ـ بوعي‪ ،‬أو ي‬ ‫ي‬ ‫ومن‬ ‫العمل‪.‬‬ ‫أيضا بها تحليل‬ ‫مماثلة ليست بيانات أولية فقط‪ ،‬ولكن ً‬
‫وعي ـ ز ي� الوصول إىل البيانات وتحليلها‪ .‬وينبغي أن يكون‬ ‫تشغيىل له دور‬ ‫م�وع‬ ‫كث� من االحيان ـ إىل مدير ش‬ ‫أ‬ ‫ال� تسمح للعلماء باختيار مستوى‬ ‫ت‬
‫هناك مجلس استشاري يقوم بفحص أ‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫يرغبون ز� البدء بها‪ .‬لقد شاركت �ز‬ ‫البيانات الوسيطة ي‬
‫االثر العلمي‪،‬‬ ‫واضح المعالم‪.‬‬ ‫ال�‬‫ت‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫التفاصيل ي‬
‫االنجاز‪ ،‬والقدرة عىل التواصل الفعال يب�ز‬ ‫والقدرة عىل إ‬ ‫م�» بنية داخلية‪ ،‬أعتقد أنها‬ ‫«ال� ي ز‬ ‫لقد كان التحاد ت‬ ‫اتحادات عىل مختلف المستويات منذ عام ‪.1999‬‬
‫والخارجي� بانتظام‪ .‬وعىل الرغم‬ ‫يز‬ ‫يز‬
‫الداخلي�‬ ‫ال�كاء‬ ‫ش‬ ‫أساسيا ز ي� نجاحه‪ .‬وكان لديه (العمود الفقري)‬ ‫ًّ‬ ‫سببا‬
‫كانت ً‬ ‫م�»‪.‬‬ ‫«ال� ي ز‬‫أصبحت منسقًا لتحليل ت‬ ‫ُ‬ ‫و� عام ‪،2004‬‬ ‫ي‬
‫ز‬
‫م�» لم يقيد الوصول إىل‬ ‫«ال� ي ز‬ ‫أن� واثق من أن ت‬ ‫من ز‬ ‫الم�وعات الذين‬ ‫للقيادة‪ ،‬الذي يشمل‪ :‬موظفي ش‬ ‫تعلمت أنه من الصعب أن تصنع االتحادات‬ ‫ُ‬ ‫لقد‬
‫ي‬ ‫يتمتعون بمعرفة علمية ز� وكالة التمويل أ‬
‫البيانات أو التحليل من خالل قواعد وكالة التمويل‪،‬‬ ‫االساسية‪،‬‬ ‫ي‬ ‫نجاحا‪ ،‬أالنها تشتمل عىل أناس من الممكن أن يكونوا‬ ‫ً‬
‫إال أن المجموعات الخارجية كان لديها هذا االنطباع‬ ‫الوط�‪ ،‬التابع للمعاهد‬ ‫ي‬
‫ز‬ ‫الب�ي‬ ‫ومعهد بحوث الجينوم ش‬ ‫وج ْعل‬ ‫مضمار ما‪َ .‬‬ ‫ٍ‬ ‫متنافس� مع بعضهم البعض ز ي�‬ ‫يز‬
‫أيضا أن تكون لدينا مبادئ توجيهية‬ ‫الوطنية أ‬ ‫معا عل ًنا من أجل هدف ت‬ ‫يز‬
‫أحيانًا‪ .‬وينبغي ً‬ ‫اال يم�كية للصحة؛ وبعض كبار العلماء الرواد‬ ‫مش�ك‪،‬‬ ‫المتنافس� يعملون ً‬
‫ب� المجموعات‪ ،‬وكيفية‬ ‫مكتوبة بشأن كيفية نقل العمل ي ز‬ ‫اثن� من مديري‬ ‫ز‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫وواحدا أو ي‬ ‫ً‬ ‫المنحازين الهداف االتحاد؛‬ ‫االرادة الطيبة للجميع‪.‬‬ ‫أمرا تاف ًها‪ ،‬النه يعتمد عىل إ‬ ‫ليس ً‬
‫االوراق البحثية‪،‬‬ ‫تعي� االئتمان العلمي عندما يتم شن� أ‬ ‫يز‬ ‫ن� ز ي� االتحاد‪ ،‬وكان لهم‬ ‫الم َع َّي ي ز‬ ‫يز‬ ‫ش‬ ‫«ال� ي ز‬ ‫إن ت‬
‫أ‬ ‫العلمي� ُ‬ ‫الم�وعات‬ ‫م�» جعل من الواضح بالنسبة يىل أن اتحاد‬
‫الم�وع التواصل‪،‬‬ ‫وكيف وم� ينبغي عىل موظفي ش‬ ‫ت‬ ‫المعني�‪.‬ز‬ ‫ي‬ ‫شخاص‬ ‫واال‬ ‫المهام‬ ‫لكافة‬ ‫مفصل‬ ‫فهم‬ ‫االسهام‬ ‫ز‬
‫المشارك� إ‬
‫ي‬ ‫العلوم الفعال يتطلب من جميع‬
‫وكث�ا ما تُستغَ ّل‬ ‫لقد حصل اثنان من منسقي ش‬ ‫ز� بناء الهيكل أ‬
‫وخصوصا خالل أوقات االختالفات‪ .‬ي ً‬ ‫ً‬ ‫الم�وعات بموسوعة‬ ‫ساس‪ ،‬ووضع مدونة لقواعد السلوك‪،‬‬
‫يوإتاحة بيانات عالية يالجودة‪ ،‬سهلة المنال للعلماء �ز‬
‫اال‬
‫يز‬
‫المشارك�‬ ‫قواعد السلوك الضمنية لالتحادات من ِق َبل‬ ‫م�»‪ ،‬وهما (إيان دنهام‪ ،‬وأنشول كونداجي) عىل‬ ‫«ال� ي ز‬ ‫ت‬
‫أ‬ ‫ي‬
‫خ�ة‪.‬‬ ‫اال شك� ب‬ ‫للم�وع‪ ،‬من خالل المنحة ال�ت‬
‫ي‬
‫تمويل مدى الحياة ش‬ ‫جميع أنحاء العالم‪.‬‬
‫الكب�ة ـ بشكل واضح ـ من‬ ‫وتستفيد االتحادات ي‬ ‫ئيسا بها‪.‬‬ ‫كنت باح ًثا ر ً‬
‫غ�‬ ‫ز‬
‫للمحلل�‬ ‫تسمح‬ ‫ال�‬ ‫ت‬ ‫بنية واضحة‬
‫ي ي‬ ‫سياسة الباب المفتوح‪ ،‬ي‬ ‫وتميل االتحادات الناجحة إىل أن تكون الهياكل‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫الممول� الجدد بالمشاركة‪ .‬وعندما ينضم هؤالء‬ ‫يز‬ ‫الرئيسة مماثلة‪ ،‬مما يوحي بأن هذا يتم بطريقة‬ ‫الكب�ة‪ ،‬فإنها تحتاج‬
‫ي� ر ي يأ�‪ ،‬لتحقيق النجاح � االتحادات ي‬
‫االفراد إىل المجموعة‪ ،‬أو عندما يقومون بالتعامل مع‬ ‫أ‬ ‫الم�وعات‪ .‬وكان‬ ‫طبيعية وفعالة لتنظيم مثل هذه ش‬ ‫ز‬
‫المعني�‪ ،‬بحيث ال تتبع‬ ‫إىل إنشاء بنية شفافة لجميع‬
‫ي‬
‫ز‬
‫البيانات الصادرة عن االتحاد‪ ،‬ينبغي النظر ي� تحليالتهم‬ ‫اال شك�‬ ‫العمود الفقري قادرا عىل حل بعض المشكالت أ‬ ‫الكالسيك لمعهد واحد ـ مع تسلسل‬ ‫هذه البنية النموذج‬
‫ً‬ ‫ي‬
‫م�فة‪ ،‬خالية من أي‬ ‫عىل قدم المساواة بطريقة ش‬ ‫تعقيدا‪ ،‬سواء العلمية‪ ،‬أم االجتماعية‪ ،‬مثل إدراك‬ ‫ً‬ ‫ا�» واحد‬ ‫«اف� ز‬
‫ح� معهد ت‬ ‫هرمي ثابت ـ أو هيكل‪ ،‬أو ت‬
‫ي‬
‫يم�ها مما يقوم به أعضاء المجموعة منذ أمد‬ ‫شسء ي ز‬ ‫ب� مجموعة إنتاج البيانات‪ ،‬ومجموعة‬ ‫مراقبة الجودة ي ز‬ ‫ُم َوافَق عليه من ِق َبل ش�كاء متعددين‪ .‬وبدال ً من ذلك‪ ،‬كما‬
‫ي‬ ‫ال�كاء أ‬
‫الم�وعات‬ ‫بعيد‪ .‬وهذا يقودنا إىل اصطياد الخطأ‪ .‬إن ش‬ ‫تحليل البيانات‪ .‬وكما هو الحال ز ي� أي مسعى يضم‬ ‫االنسب‬ ‫م�»‪ ،‬ينبغي تحديد وتقييم ش‬ ‫حدث لـ ت‬
‫«ال� ي ز‬
‫االعمال الفنية؛‬ ‫الكب�ة تولِّد أخطاء‪ ،‬ولها مجموعة من أ‬ ‫االفراد‪ ،‬فقنوات االتصال ذات أهمية حاسمة‬ ‫عديدا من أ‬ ‫ذاتيا‪ .‬وينبغي أن تكون البنية مرنة بما فيه‬
‫ً‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫للبنية المنظ ََّمة ًّ‬
‫الباحث� يتفقون عىل وجوب إصدار‬ ‫يز‬ ‫ولذلك‪ ..‬فمعظم‬ ‫لتحقيق النجاح‪ .‬ويجب علينا أن نُل َِّمح ـ بشكل واضح ـ‬ ‫التغي� فيها بمرور الوقت‪ ،‬وأن‬ ‫ي‬ ‫يمكن‬ ‫الكفاية‪ ،‬بحيث‬
‫م�وع‬ ‫و� ش‬ ‫ز‬ ‫أ‬
‫البيانات للمجتمع اال بك� عاجالً‪ ،‬وليس آجالً‪ .‬ي‬ ‫وخارجيا‬
‫ًّ‬ ‫داخليا‬
‫ًّ‬ ‫إىل وجود هذا العمود الفقري للفريق‬ ‫تشمل مصادر متعددة للتمويل‪.‬‬
‫م�»‪ ،‬توصلنا إىل كيفية االستفادة من الوقت‪،‬‬ ‫«ال� ي ز‬ ‫ت‬ ‫لتوف� المزيد من الشفافية فيما يتعلق‬ ‫عىل حد سواء‪ ،‬ي‬ ‫ال�كاء كفرد‪ ،‬بدال ً من‬‫وتَ َد ُارس أمر كل واحد من ش‬
‫وفهم كيفية مراقبة الجودة عىل نطاق واسع‪ .‬ولم نكن‬ ‫بكيفية اتخاذ القرارات‪.‬‬ ‫النظر إىل اتحاد العلوم كمجموعة واحدة‪ ،‬يسمح‬
‫ح� استطعنا ـ‬ ‫قد قطعنا منتصف الطريق ز� العمل‪ ،‬ت‬ ‫أيضا أن وكاالت التمويل ينبغي أن تصبح‬ ‫وأعتقد ً‬ ‫مشارك� مبتكرين من خارج المجموعة‬ ‫يز‬ ‫بإضافة‬
‫ي‬
‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬ ‫الطبعة العربية‬ ‫‪| 2012‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫‪| 68‬‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫تـعـليــقات‬

‫جديدا للبيانات‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تحليال‬ ‫يتم كشفها قبل إصدارها‪ ،‬فإن‬
‫ﺑﺎﻷﺭﻗـــﺎﻡ‪..‬‬

‫‪THOMAS POROSTOCKY; SOURCE: MEETINGZONE‬‬


‫ﺷﻤﻞ ﻣﺸﺮﻭﻉ "ﺍﻟﺘﺮﻣﻴﺰ" ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ‪ ،‬ﻭﺍﺷﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ‬
‫أك� من ذلك‪ ،‬ال سيما أثناء إنتاج‬ ‫حتما ش‬
‫العامة يكشف ً‬ ‫ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﺎﻟﻤﺎﺕ ﺍﻟﻬﺎﺗﻔﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺗﺤﺮﻳﺮﻫﺎ‪ ،‬ﻭﻣﺴﺎﺣﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ‬
‫ﺟﺪﺍ ﻟﻠﻘﺮﺹ ﺍﻟﺼﻠﺐ‪.‬‬‫ًّ‬
‫مبكرا‪.‬‬
‫البيانات ً‬
‫وعند تحليل بيانات مبكرة من هذا القبيل‪ ،‬ينبغي أن‬

‫‪32‬‬
‫االخطاء‬ ‫تقدم الجماعات الخارجية تقريرا عن مثل هذه أ‬
‫ً‬
‫يز‬
‫الممول� بحاجة إىل‬ ‫فورا‪ ،‬ودون ضغينة‪ .‬ورغم أن‬ ‫ً‬
‫قياس جودة البيانات بطريقة موحدة‪ ،‬ز ي� وقت إنتاج‬ ‫ﻣﻌﻬﺪ ﺍ‬
‫ً‬
‫البيانات المبكر‪ ،‬ينبغي حقًا أال يُحكم عىل االتحادات‬
‫حكما مطلقًا بمعدالت الخطأ المطلق‪ ،‬ولكن عن طريق‬ ‫ً‬
‫االخطاء المبلَّغ عنها‪.‬‬ ‫ال� يصححون بها أ‬ ‫مدى ال�عة ت‬
‫ي‬
‫كب� ز ي� كيفية شن� البيانات الخام‬ ‫تأث� ي‬
‫والممولون لهم ي‬
‫وتحليلها‪ ،‬وينبغي تصميم سياسات تسمح بتحقيق أقص‬
‫االصدار‬ ‫قدر من إعادة االستخدام‪ .‬لقد كانت سياسات إ‬
‫المبكر للبيانات مركَّزة عىل كيفية مشاركة البيانات قبل‬
‫(غ� المتقنة) القائمة عىل‬ ‫الن�‪ ،‬مع القيود الخرقاء ي‬ ‫ش‬
‫االتيكيت (آداب التعامل) ز� أوىل المنشورات من التحليل‬ ‫إ‬

‫‪442‬‬
‫المؤلف� الذين أنتجوا البيانات‬ ‫يز‬ ‫العالمي‪ ،‬مثل انتظار‬
‫االخرون تحليالتهم عىل‬ ‫ين� آ‬ ‫لن� تحليالتهم قبل أن ش‬ ‫ش‬
‫مجموعة البيانات الكاملة‪ .‬وبدأت هذه االتفاقات تُظ ِْهر‬ ‫ﻋﻀﻮﺍ ﺑﺎﺗﺤﺎﺩ‬
‫ً‬
‫ِس َّنهم وعدم وضوحهم‪.‬‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ‬
‫التفك�‪،‬‬
‫ي‬ ‫عادة‬‫ال‬
‫إ‬ ‫تدعو‬ ‫التحليل‬ ‫من‬ ‫إن الحقبة الجديدة‬
‫ك� عىل إصدار التحليالت المتوسطة ز ي�‬ ‫ال� ي ز‬‫مع مزيد من ت‬

‫‪1,649‬‬
‫الم�وع‪ ،‬ح� يمكن للمجتمع استخدام‬ ‫ت‬ ‫جميع مراحل ش‬ ‫ﺇﻧﻜﻮﺩ ﻭﻳﻜﻲ‬
‫ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ‬
‫المصدر عىل نحو كامل أثناء تنفيذ ش‬
‫الم�وع‪ .‬وقد أبىل‬
‫اتحاد الـ ‪ 1000‬خريطة جينوم بال ًء حس ًنا ز ي� هذا الصدد‪.‬‬ ‫ﺻﻔﺤﺔ‬
‫ﻣﺤﺘﻮ ﻯ‬
‫االهمية الشاملة التحادات العلوم‪،‬‬
‫هل تقوم بالتسليم؟‬
‫ال يمكن تقييم أ‬ ‫»ﻭﻳﻜﻲ«‬ ‫‪741‬‬ ‫ﺗـﺠــﺮ ﺑـــﺔ‬
‫ح� تمر سنوات‪ ،‬بعد أن يتم تجميع البيانات‪ .‬وهناك‬ ‫ت‬
‫مجموعات من البيانات المرجعية تُستخدم من ِق َبل‬
‫كث�ين ز ي� جميع أنحاء العالم مر ًارا وتكر ًارا‪ ،‬وربما‬ ‫علماء ي‬ ‫‪248,140‬‬ ‫‪18,500‬‬ ‫‪15 TB‬‬
‫ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻘﺮﺹ‬
‫‪11,972‬‬
‫لف�ة طويلة بعد حل اتحاد العلوم‪ .‬ونحن‬ ‫تُستخدم ت‬ ‫ﻣﺸﺎﻫﺪﺓ‬ ‫ﺻﻔﺤﺔ ُﺣ ﱢﺮ َﺭﺕ ﻣﻨﺬ ﻋﺎﻡ ‪2008‬‬
‫ﺍﻟﺼﻠﺐ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ‬
‫ﻣﻠﻔﺎ ﺗﻢ ﺗﺤﺮﻳﺮه‬
‫ً‬

‫أك� من ‪ 100‬منشور من خارج اتحاد‬ ‫نعلم أن هناك ش‬


‫م�»‪ ،‬وأتوقع الكث� �ز‬ ‫ز‬ ‫ت‬
‫ي ي‬ ‫العلوم استخدمت موسوعة «ال� ي‬ ‫ﻣﺆﺗﻤﺮﺍﺕ ﻣﺮﺋﻴﺔ ﻣﺎﻳﻮ ‪ – 2008‬ﻳﻮﻧﻴﻮ ‪2012‬‬
‫الم�وعات الضخمة‬ ‫وح� لو كانت ش‬ ‫السنوات القادمة‪ .‬ت‬

‫‪292‬‬
‫ناجحة‪ ،‬أشعر بأن الغالبية العظمى من التمويل يجب‬

‫‪675‬‬
‫االصغر حجما‪ ،‬أ‬
‫واال شك� إبدا ًعا‪ ،‬الذي‬ ‫أن تذهب إىل العلم أ‬
‫ً‬ ‫‪45m‬‬
‫يقود إىل فرضية‪.‬‬
‫للمشارك� ز� اتحاد العلوم لمزيد من‬ ‫يز‬ ‫ت‬
‫دعو�‬
‫ي‬ ‫إن‬
‫التدقيق‪ ،‬ومزيد من الوضوح‪ ،‬واستخدام البيانات‬
‫ولك� واثق من أنه لن‬ ‫ي‬
‫باستقاللية ربما تبدو ُمقَي َدة‪ ،‬ز‬
‫ِّ‬
‫‪13‬‬
‫ﻳﻮﻣﺎ ﻫﻲ ﻋﺪﺩ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ‬‫ً‬ ‫‪ 45‬ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻟﻠﻤﻜﺎﻟﻤﺔ‬ ‫ﻣﺸﺎﺭﻛًﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ‬ ‫ﻣﻜﺎﻟﻤﺔ ﺗﻢ‬
‫يستفيد منها سوى العلم والعلماء عىل المدى الطويل‪.‬‬ ‫ﻗﻀﺎﻫﺎ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﻓﻲ‬ ‫ﻟﻜﻞ ﻣﺸﺎﺭﻙ‬ ‫ﻣﻜﺎﻟﻤﺔ‬ ‫ﺇﺟﺮﺍﺅﻫﺎ‬
‫الكب�ة ال تحصل إال عىل نسبة‬ ‫وح� لو أن االتحادات ي‬ ‫ت‬ ‫ﺇﺟﺮﺍﺀ ﻣﻜﺎﻟﻤﺎﺕ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ‬
‫ضئيلة من التمويل المنظّم‪ ،‬فيمكن أن يكون هناك قدر‬
‫كب� من التمويل‪ ،‬إذا تركَّز التمويل عىل مجموعة محدودة‬ ‫ي‬
‫من الجماعات‪ .‬وإذا ق ُِّد َر لهذا النهج االستمرار‪ ،‬يجب عىل‬ ‫ﻫﺎﺗﻔﻲ = ‪£ 4 9, 3 10.5 4‬‬ ‫ﺍﻟﺘﻜﻠﻔﺔ ﺍﻹﺟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻌﻘﺪ ﻣﺆﺗﻤﺮ‬
‫قادرا عىل فهم واستخدام‬ ‫المجتمع بأكمله أن يكون ً‬
‫البيانات الناتجة‪.‬‬
‫م�وع بيانات تأسيسية لفهم الجينوم‬ ‫م�» هو ش‬ ‫ت‬
‫و«ال� ي ز‬ ‫جدا من المواقع‬ ‫لديها ـ عىل سبيل المثال ـ عدد قليل ًّ‬ ‫كث�ة ـ الوصول إىل تقييم التجارب‬ ‫من خالل عمليات ي‬
‫ولكن هناك أشياء أفضل‬ ‫الب�ي‪ .‬وأنا فخور بما قدمنا‪ْ ،‬‬ ‫ش‬ ‫وت� بالحمض النووى‬ ‫ال� ي ز‬‫يقيد فيها ب‬ ‫ت‬
‫تتعلم المجموعات أ‬ ‫ال� َّ‬
‫الحقيقية ي‬ ‫بأثر رجعي‪ ،‬وبنظام مركزي رسمي لمراقبة الجودة‪.‬‬
‫االخرى‬ ‫كان يمكننا القيام بها‪ .‬وآمل أن‬ ‫(دي إن إيه)‪ .‬وهناك مصادر أخرى للخطأ‪ ،‬مثل تلك‬ ‫وكانت معظم التجارب نموذجية‪ ،‬وكان ال بد من إعادة‬
‫من تجربتنا‪■ .‬‬ ‫ع� رد الفعل‪،‬‬ ‫أ‬
‫الخاصة باالجسام المضادة الناتجة ب‬ ‫بناء بعضها‪ .‬وبالمثل‪ ،‬اكتشفنا أن هناك عد ًدا قليال ً من‬
‫أ‬
‫حيث سجلت درجات مرتفعة‪ ،‬النها مرتبطة بفئة معينة‬ ‫التجارب يجب أن يُ ت�ك‪.‬‬
‫إيوان يب� ن�‪ :‬هو منسق رائد للتحليل بموسوعة ت‬
‫«ال� ي ز‬
‫م�»‪،‬‬ ‫أيضا بالعديد من الجزيئات‬ ‫من جزيء‪ ،‬ولكنها مرتبطة ً‬ ‫إن مقاييس مراقبة الجودة‪ ،‬وتنبيهاتنا النهائية حول‬
‫ورو� للبيولوجيا الجزيئية‬ ‫والمدير يالمساعد بالمخت� أ‬
‫اال‬ ‫ال� لم يتوقعها التحليل‪ .‬وأود آ‬
‫االن أن ي ِّ ز‬
‫أب� أننا‬ ‫ت‬ ‫أ‬
‫ي‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫االخرى ي‬ ‫مجموعة من البيانات ستكون متاحة للجمهور عىل‬
‫الحيوية بمعهد المعلوماتية الحيوية ز ي� هينكستون‪،‬‬ ‫ز‬
‫كنا قد َع َّجلنا عملية مراقبة الجودة المركزية ي� وقت‬ ‫للم�وع‪ .‬وعىل الرغم من أهميتها‬ ‫الشبك ش‬
‫ي‬ ‫الموقع‬
‫المملكة المتحدة‪.‬‬ ‫انفتاحا إزاء هذه العملية‪ .‬وعىل‬ ‫سابق‪ ،‬وأننا كنا ش‬
‫أك� أ ً‬ ‫وصحتها من الناحية البيولوجية‪ ،‬إال أن بعض التجارب‬
‫و�‪birney@ebi.ac.uk :‬‬‫ال�يد إ ت ز‬
‫االلك� ي‬ ‫ب‬ ‫ت‬
‫الرغم من أن معظم االخطاء ال� تقع داخل االتحاد‬ ‫انخفاضا ز ي� مقاييس مراقبة الجودة‪ ،‬أالنها كان‬
‫ً‬ ‫سجل‬
‫َّ‬
‫‪69 | 2 0 1 2‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫الطبعة العربية |‬ ‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫أنـبـــاء و آراء‬
‫َمنتدى النقاش جينوميات‬
‫ُّ‬
‫فك الترميز‬
‫تشكل نتائج المشروع االستكشافي الرائد [موسوعة عناصر الحمض النووي (إنكود)] مأدبة دسمة من البيانات التي تسلط الضوء على الدور الوظيفي‬
‫لكل من العناصر المكونة للجينوم البشري‪ .‬في هذا العدد‪ ،‬يصف ستة علماء المشروع‪ ،‬ويناقشون كيف تؤثر البيانات على االتجاهات البحثية في عديد‬
‫من المجاالت‪.‬‬

‫نسبيا (مثل "ارتباط البروتين‬ ‫ًّ‬ ‫الجينوم بمهام بسيطة‬ ‫ربطت سابقًا بأمراض معينة تقع ضمن عناصر الـ "دي‬
‫‪ X‬بالعنصر‪ Y‬من الـ دي إن إيه")‪ ،‬تحاول هذه الدراسة‬ ‫المرمزة‪ ،‬أو على قرب شديد منها‪،‬‬ ‫إن إيه" العاملة غير ّ‬ ‫تقديم وليمة الجينوم‬
‫توضيح التراتب الهرمي لعوامل النسخ‪ ،‬وكيفية نشوء‬ ‫مما يعطي مؤشرات جديدة للربط بين االختالفات‬
‫الشبكات المتداخلة‪.‬‬ ‫الجينية والمرض‪.‬‬ ‫جوزيف آر‪ .‬إيكر‬
‫ووراء التنظيم الخطي البسيط للجينات والمنسوخات‬ ‫فتقدم مجموعات‬ ‫ّ‬ ‫‪،7‬‬ ‫–‬ ‫‪3‬‬ ‫افقة‬‫ر‬ ‫الم‬ ‫الخمس‬ ‫أما المقاالت‬
‫تعقيدا (وما‬
‫ً‬ ‫الموجودة على الصبغيات‪ ،‬توجد شبكة أكثر‬ ‫متنوعة من بيانات الجينوم الشاملة المتعلقة بتحديد‬ ‫لعل االنطالق من قائمة من المكونات البسيطة‪ ،‬ومزجها‬
‫الص ِبغية‬ ‫ِ‬ ‫والتحوالت‬ ‫زال فهمنا لها ضحال ً) من الحلقات‬ ‫مواقع المناطق المنسوخة‪ ،‬وربط الـ دي إن إيه للبروتينات‬ ‫بكميات محددة بدقة؛ لتحضير وجبة للذواقة‪ ،‬مهمة‬
‫كالمعززات‪،‬‬ ‫ا‪،‬‬‫د‬ ‫أ‬
‫ّ‬ ‫التي تتمكن المحفزات والعناصر اال ُ ْ ً‬
‫ع‬ ‫ب‬ ‫كثر‬ ‫المنظّمة (عوامل النسخ) وبنية الكروماتين (اتحاد الـ دي‬ ‫تنطوي على كثير من التحدي‪ .‬وتشبه هذه المهمة ـ في‬
‫عن طريقها من توصيل المعلومات التنظيمية فيما بينها‪.‬‬ ‫إن إيه والبروتينات المشكّل للصبغيات) وتعديالتها‪ ،‬من‬ ‫كثير من النواحي ـ الهدف الذي يسعى مشروع (إنكود)‪1‬‬
‫االخير من احتفالية فك ترميز الجينوم‪ ،‬يحدد‬ ‫وفي المسار أ‬ ‫ضمن مسارات أخرى‪.‬‬ ‫مؤخرا‪ ،‬والموصوف في‬ ‫لتحقيقه‪ ،‬والتقدم الذي حققه‬
‫ً‬
‫سانيال وزمالؤه‪( 7‬ص‪ )109 .‬مواقع أكثر من ‪ 1000‬من‬ ‫ويصف جبالي وزمالؤه (ص‪ )101 .‬التسلسل الفائق‬ ‫هذا العدد‪ .7 - 2‬ويهدف هذا المشروع إلى وضع وصف‬
‫االشارات الواسعة االنتشار في كل أنواع الخاليا‪ .‬وهذه‬ ‫إ‬ ‫المعدة من عدد كبير من‬‫ّ‬ ‫العمق لجزيئات الـ "آر إن إيه"‬ ‫وظيفيا) التي‬
‫ًّ‬ ‫كامل للمكونات المشتركة (العناصر الفاعلة‬
‫الموجودات تبدأ بقلب التوقعات المتبناة سابقًا (التي ربما‬ ‫الخطوط الخلوية المختلفة انطالقًا من مناطق معينة ضمن‬ ‫تكون الجينوم البشري (الشكل ‪ .)1‬وعند مزجها بالنسب‬ ‫ِّ‬
‫كانت مفرطة في بساطتها) بأن ما يتحكم بتنظيم الجين‬ ‫الخاليا‪ .‬وهي تخلص إلى أن حوالي ‪ 75%‬من الجينوم يتم‬ ‫الصحيحة؛ تشكل هذه المكونات المعلومات الالزمة لبناء‬
‫هو مدى قربه من العناصر المنظمة‪.‬‬ ‫استنساخه في وقت ما في بعض الخاليا‪ ،‬وأن الجينات‬ ‫كافة أنواع الخاليا‪ ،‬وأعضاء الجسم؛ وفي نهاية المطاف‬
‫وسيكون أحد التحديات المستقبلية الرئيسة لمشروع‬ ‫شديدة التداخل بالنسخ المتراكبة التي تشكلت من ٍّكل من‬ ‫لبناء شخص كامل‪ ،‬انطالقًا من جينوم واحد‪.‬‬
‫إنكود (والمشروعات الطموحة المشابهة) هو التمكن من‬ ‫خيطي الـ "دي إن إيه"‪ .‬وهذه النتائج ترغمنا على إعادة‬ ‫وقد ركزت المشروعات الرائدة من أبحاث (إنكود) على‬
‫التقاط المظاهر الديناميكية للتنظيم الجيني‪ .‬وتنجح‬ ‫التفكير في تعريف الجين‪ ،‬وفي الوحدة الصغرى من‬ ‫مشهية خالصة – وقد‬ ‫ّ‬ ‫‪ 1%‬فقط من الجينوم – كمادة‬
‫معظم المقايسات في تقديم شرح أالحد جوانب‬ ‫العوامل الوراثية‪.‬‬ ‫ألمحت نتائجها إلى أن قائمة المورثات البشرية كانت غير‬
‫االحداث المنظمة للخاليا‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وباالنتقال إلى المسارين الثاني والثالث‪ ،‬نجد أن‬ ‫كاملة‪ .‬وبالرغم من وجود شكوك حول إمكانية التوسع في‬
‫فضل النجاح في‬ ‫في حين يُ ّ‬ ‫"هذه النتائج‬ ‫ثورمان وآخرين‪ ،4‬و ِنيف وآخرين‪( 5‬ص‪ 75 .‬وص‪ )83 .‬قد‬ ‫المشروع‪ ،‬وصوال ً إلى كامل الجينوم‪ ،‬وإلى عدة مئات‬
‫معرفة التسلسل الزمني‬ ‫ترغمنا على إعادة‬ ‫أعدوا صنفين ممتعين على صلة بالكروماتين‪ .‬وتستند كلتا‬ ‫ّ‬ ‫من أنواع الخاليا‪ ،‬إال أن التقدم الحديث الذي َمك ََّن من‬
‫لحدوث هذه التغيرات‪.‬‬ ‫الدراستين إلى مقايسة فرط حساسية الـديوكسي ريبونوكلياز‬ ‫استحداث وسائل تكنولوجية منخفضة الكلفة وسريعة‬
‫تقدم‪ ،‬قد‬
‫التفكير في تعريف‬
‫وباالضافة إلى ما ّ‬ ‫إ‬ ‫االنزيم من‬‫‪ ،I‬الذي يحدد مناطق الجينوم التي يتمكن إ‬ ‫تغييرا‬
‫َ‬ ‫للكشف عن تسلسل الـ(دي إن إيه) غ ََّي َر تلك النظرة‬
‫أ‬
‫يتمكن فحص االعداد الكبيرة‬ ‫الوحدة‬ ‫الجين‪ ،‬وفي‬ ‫الوصول إليها‪ ،‬وما يتلو ذلك من تشطّر‪ ،‬أي أن الـ "دي‬ ‫واالن بوسع رابطة (إنكود) أن تقدم قائمة تحتوي‬ ‫جذريا‪ .9‬آ‬
‫ًّ‬
‫الصغرى من العوامل من الخاليا – كما هو مطلوب‬ ‫إن إيه" ليس مغلقًا بوجه بروتينات الكروماتين‪ .‬وقد تمكَّن‬ ‫جينوما ُم َع ًّدا من‬
‫ً‬ ‫على مجموعات بيانات شاملة لـ ‪1,640‬‬
‫في المقايسات الحالية ‪ -‬من‬ ‫الوراثية"‪.‬‬ ‫المؤلفون من تحديد نماذج خلوية نوعية من المواقع مفرطة‬ ‫ومقدمة ضمن وجبة من ستة أبحاث‬ ‫‪ 147‬نو ًعا من الخاليا‪ّ ،‬‬
‫تقديم نظرة شديدة التبسيط‬ ‫الحساسية من الديوكسي ريبونوكلياز ‪ ،I‬التي تبدي توافقًا‬ ‫في مجلة "نيتشر ‪ ،"Nature‬إلى جانب عديد من المقاالت‬
‫للعمليات التنظيمية المعقدة‪ ،‬أالن الخاليا الفردية ضمن‬ ‫تجريبيا‪ ،‬والمتوقعة‬
‫ًّ‬ ‫ملحوظًا مع مواقع الربط المحددة‬ ‫المرافقة المنشورة في مجالت أخرى‪.‬‬
‫مجموعة الخاليا المدروسة (بالرغم من كونها متماثلةً ً‬
‫تماما‬ ‫باالضافة إلى ذلك ـ‬ ‫حسابيا في عوامل النسخ‪ .‬وتمكنوا ـ إ‬ ‫ًّ‬ ‫تميزا‪ ،‬ستجده‬ ‫ً‬ ‫الموجودات‬ ‫وهناك وصف أالحد أكثر‬
‫من الناحية الجينية) قد تسلك أحيانًا سلوكًا مختلفًا‪ .‬إن‬ ‫من مضاعفة عدد المتتاليات المعروفة للبروتينات الرابطة‬ ‫في البحث االفتتاحي للرابطة (ص‪ ،2)59 .‬وهو يشير إلى‬
‫تطوير طرق تكنولوجية جديدة يهدف إلى التمكن من‬ ‫للـ دي إن إيه في الجينوم البشري‪ ،‬وأماطوا اللثام عن‬ ‫أن ‪ 80%‬من الجينوم يحتوي على عناصر مرتبطة بمهام‬
‫االلتقاط المتزامن لعدة أنواع من البيانات‪ ،‬إلى جانب‬ ‫أساسيا موجو ًدا ضمن آالف‬
‫ًّ‬ ‫زوجا‬
‫"عالمات فارقة" لـ ‪ً 50-‬‬ ‫مطيحا بالفكرة الشائعة القائلة بأن‬ ‫ً‬ ‫كيميائية حيوية‪،‬‬
‫الديناميكيات المنظمة لها في الخاليا الوحيدة‪ ،‬وسيساعد‬ ‫من المح ّفزات‪5.‬‬ ‫الجينوم البشري يتشكل في غالبيته من "دي إن إيه غير‬
‫على معالجة هذه أ‬
‫االمور‪.‬‬ ‫والمسار التالي الذي يقدمه جيرشتاين وزمالؤه ‪6‬‬ ‫وظيفيا‪ .‬ويذكر المؤلفون في تقريرهم أن الفراغ‬ ‫مهم"‬
‫ًّ‬
‫الجينات أ‬
‫تحد أكبر يتمثل في تحديد كيف تتحد مكونات‬ ‫وهناك ٍّ‬ ‫(ص‪ )91 .‬يختبر المبادئ التي تعمل شبكات إرسال‬ ‫عززات (عناصر تنظيمية من الـ دي‬ ‫ُ ّ‬‫م‬ ‫ه‬‫تمال‬ ‫بين‬
‫الجينوم؛ لتشكيل شبكة االتصال الجينية والمسارات‬ ‫فباالضافة إلى تكليف عناصر‬ ‫عامل النسخ بموجبها‪ ،‬إ‬ ‫إن إيه)‪ ،‬ومح ّفزات (المواقع التي تبدأ منها عملية نسخ‬
‫الكيميائية الحيوية التي تنجز المهام المعقدة‪ ،‬كالتواصل‬ ‫الـ دي إن إيه في الـ آر إن إيه) وعدد هائل من المناطق‬
‫واالنسجة على‬ ‫االعضاء أ‬ ‫بين خلية وأخرى‪ ،‬بما يساعد أ‬ ‫التي لم تالحظ سابقًا‪ ،‬والتي تفك ترميز منتسخات الـ‬
‫االكبر من ذلك سيتمثل في استعمال‬ ‫التشكل‪ .‬والتحدي أ‬ ‫ﺍ ﻟﺘـﺮ ﻣﻴــﺰ‬ ‫آر إن إيه التي ال يتم تفسيرها إلى بروتينات‪ ،‬والتي قد‬
‫ﻣـﻮﺳـﻮﻋـــــﺔ ﻋـﻨــﺎﺻـــــــﺮ ﺍﻟـ »ﺩﻱ ﺇﻥ ﺇﻳـــﻪ«‬
‫الحجم المتزايد من البيانات المستقاة من مشاريع دراسة‬ ‫تكون لها أدوار تنظيمية‪ .‬ومما يجدر ذكره‪ ،‬أن هذه‬
‫االنماط الظاهرية (الصفات)‪،‬‬ ‫التسلسل الجينومي لفهم أ‬ ‫‪nature.com/encode‬‬ ‫عديدا من تنوعات الـ دي إن إيه التي‬ ‫النتائج تُظ ِْهر أن‬
‫ً‬
‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬ ‫الطبعة العربية‬ ‫‪| 2012‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫‪| 70‬‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫أنـبـاء وآراء أبـحــاث‬

‫ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ‬
‫َﻣﺜ ْـ َﻴﻠﺔ‬ ‫ﺗﻌﺪﻳﻞ‬ ‫ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﻔﺮﻃﺔ ﺍﻟﺤﺴﺎﺳﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺠﻴﻨﻮﻣﻴﺔ‬
‫ﺍﻟـ ﺩﻱ ﺇﻥ ﺇﻳﻪ‬ ‫ﺍﻟﻜﺮﻭﻣﺎﺗﻴﻦ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟـﺪﻳﻮﻛﺴﻲ ﺭﻳﺒﻮﻧﻮﻛﻠﻴﺎﺯ ‪I‬‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ‬

‫ﺍﻟﻬﺴﺘﻮﻥ‬ ‫)ﺍﻟﺠﺴﻴﻢ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ(‬


‫ﺍﻟﻨﻮﻛﻠﻴﻮﺯﻭﻡ ُ‬

‫ﺗﺪﺍﺧﻼﺕ‬
‫ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺭﺑﻂ‬ ‫ﺍﻟﻜﺮﻭﻣﺎﺗﻴﻦ‬
‫ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﻨﺴﺦ‬ ‫ﻭﺍﺳﻌﺔ‬
‫ﺍﻟﻨﻄﺎﻕ‬

‫ﺩﻱ ﺇﻥ ﺇﻳﻪ‬ ‫ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﻨﺴﺦ‬ ‫ﺁﻟﻴﺎﺕ‬


‫ﺍﻟﻨﺴﺦ‬

‫ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ‬ ‫ﺑﻨﻴﺔ‬ ‫ﻣﺴﺘﻨﺴﺨﺎﺕ‬


‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺤﻔﺰﺍﺕ‬
‫ّ‬ ‫ﺍﻟﺒﺮﻭﺗﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﻣﺰﺓ‪،‬‬
‫ﻭﺍﺳﻌﺔ ﺍﻟﻨﻄﺎﻕ‬ ‫ﻭﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﻣﺰﺓ‬
‫ﺒﻐﻲ‬
‫ﺍﻟﺼ ِ‬
‫ِ‬

‫ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻤﻨﺴﻮﺧﺔ‬

‫الهندسي (الموضع والتتالي) لعناصر الـ دي إن إيه المنظِّمة للجينات‪ ،‬التي تتضمن منطقة المحفزات‬ ‫الشكل ‪ | 1‬أكثر من مجرد تسلسل‪ .‬يقدم مشروع الترميز (إنكود) ‪ 7 - 2‬معلومات عن الجينوم‬
‫االولية إلى أ‬
‫االعلى من النقطة التي يبدأ فيها نسخ ُج َزيْئة الـ آر إن إيه‪ ،‬وعناصر منظِّمة أبعد من ذلك‬ ‫أ‬ ‫بكثير المعلومات المتضمنة في تسلسل الـ دي إن إيه‪ ،‬فهي تصف العناصر الجينومية‬ ‫البشري‪ ،‬تتجاوز ٍ‬
‫(مدى طويل)‪ .‬كما تم تخصيص جانب آخر من المشروع الختبار مدى تَ َمكُّن الجينوم من الوصول‬ ‫الفعالة التي تقود أوركسترا النمو والوظائف البشرية‪ .‬ويتضمن هذا المشروع بيانات عن درجة َمثـ ْ َيلة‬
‫إلى الديوكسي ريبونوكلياز ‪ ،I‬البروتين المسبب النشطار الـ دي إن إيه‪ .‬والمناطق التي يمكن الوصول‬ ‫الـ دي إن إيه‪ ،‬والتعديالت الكيميائية على الهستون التي تتمكن من التأثير على معدل نسخ الـ دي‬
‫إليها تُ ْد َعى المواقع المفرطة الحساسية من الـديوكسي ريبونوكلياز ‪ ،I‬ويُع َتقَد أنها تشير إلى تسلسل‬ ‫إن إيه إلى جزيئات الـ آر إن إيه (الهستونات هي البروتينات التي يلتف حولها الـ دي إن إيه؛ ليشكِّل‬
‫تغير مكان الجسيمات النووية‬ ‫معين يؤدي فيه ارتباط عوامل النسخ وبروتينات آلية النسخ إلى ُّ‬ ‫الع َرى‬ ‫الكروماتين)‪ .‬كما يختبر مشروع الترميز التداخالت الكروماتينية واسعة المدى‪ ،‬مثل تشكيل ُ‬
‫وباالضافة إلى ذلك‪ ،‬أدت أبحاث الترميز (إنكود) إلى فهرسة وتبويب تسلسالت‬ ‫أ‬
‫(النوكليوسومز)‪ .‬إ‬ ‫أيضا‬
‫الص ِبغية المختلفة بالنسبة إلى االبعاد الثالثة‪ ،‬وتؤثر ً‬
‫التي تسبب تغير القرب النسبي للمناطق ِ‬
‫وكميات الـ آر إن إيه المستنسخة‪ ،‬من مناطق الالترميز والترميز البروتيني‪ ،‬على حد سواء‪.‬‬ ‫وباالضافة إلى ذلك‪ ،‬يصف المشروع النشاط الرابط لبروتينات عامل النسخ والتشكيل‬ ‫على النسخ‪ .‬إ‬

‫أجريت على نطاق أصغر‪ ،‬إال أن هذا الكنز القيم‬


‫من البيانات الشاملة للجينوم يسهم في تشكيل رؤية‬
‫التـحك ــم فــي‬ ‫ابتداء من عمليات النمو الطبيعية‪ ،‬كالتقدم في السن‪ ،‬إلى‬
‫االضطرابات المرضية‪ ،‬مثل خرف الزهايمر‪.10‬‬
‫جديدة للمسارات التنظيمية‪ ،‬ويحدد أعدا ًدا هائلة من‬ ‫التعبـيـ ـ ــر‬ ‫استثمارا‬
‫ً‬ ‫الطموحة‬ ‫وقد يتطلب تحقيق هذه أ‬
‫االهداف‬
‫تماما بالنسبة إلى‬
‫العناصر التنظيمية‪ .‬وهذه هي الحال ً‬ ‫موازيًا للدراسات الوظيفية باستعمال عضويات أكثر بساطة‬
‫بيانات‪ 4‬ثورمان وزمالئه‪ ،‬المتعلقة بالمواقع المفرطة‬ ‫ِونْ ِدي أ‪ِ .‬بك ُْمور‬ ‫االرض‪،‬‬‫ـ على سبيل المثال ـ من النوع الذي يدب على أ‬
‫ّ‬
‫الحساسية من الـديوكسي ريبونوكلياز ‪،)I )DHSs‬‬ ‫بح ًثا عن الفتات في المطبخ‪ .‬وعلى كل حال‪ ،‬ال شك بأن‬
‫وبالنسبة إلى النتائج‪ 6‬التي توصل إليها جيرشتاين‬ ‫عندما تم االنتهاء من وضع تسلسل الجينوم البشري‪،‬‬ ‫مشروع الترميز (إنكود) تمكَّن من تقديم وليمة شهية من‬
‫وزمالؤه‪ ،‬التي تتعلق بالـ دي إن إيه وارتباطه بعوامل‬ ‫واضحا أن هناك حاجة لمعرفة موسوعية لتنظيم‬ ‫ً‬ ‫بدا‬ ‫البيانات الجينومية التي سنحتاج إلى وقت طويل لالإلمام‬
‫النسخ‪ .‬والمواقع المفرطة الحساسية من الـديوكسي‬ ‫الكروماتين‪ ،‬إذا كنا نريد أن نفهم كيف يتم تنظيم التعبير‬ ‫بتفاصيلها وهضم معانيها‪ .‬شهية طيبة!‬
‫ريبونوكلياز ‪ I‬هي مناطق في الجينوم‪ ،‬يمكن الوصول‬ ‫بعيدا لتحقيق هذا‬
‫الجيني‪ .‬ويمضي مشروع الترميز (إنكود) ً‬
‫إليها من قبل إنزيمات االنشطار‪ ،‬كنتيجة لتغير مواضع‬ ‫الهدف‪ ،‬ولتسليط الضوء على الدور المركزي االستنادي‬ ‫جوزيف آر‪ .‬إيكر‪ :‬من مؤسسة هوارد هيوز الطبية‪ ،‬ومعهد‬
‫الجسيمات النووية (الوحدات أ‬
‫االساسية من الكروماتين)‬ ‫لعوامل النسخ في نحت وتشكيل أرضية الكروماتين‪.‬‬ ‫سالْك للدراسات البيولوجية‪ ،‬ال جوال‪ ،‬كاليفورنيا ‪،92037‬‬
‫من قبل بروتينات الـ دي إن إيه الرابطة (الشكل ‪ .)1‬وهي‬ ‫وبالرغم من أن بعض التحليالت أثبتت ـ إلى حد‬ ‫الواليات المتحدة أ‬
‫االمريكية‪.‬‬
‫كثيرا ما‬
‫لمعززات الخاليا النوعية‪ ،‬التي ً‬
‫ّ‬ ‫عالمات فارقة‬ ‫كبير ـ النتائج المستقاة من التجارب السابقة التي‬ ‫االلكتروني‪ecker@salk.edu :‬‬‫البريد إ‬
‫‪71 | 2 0 1 2‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫الطبعة العربية |‬ ‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫أبـحــاث أنـبـاء وآراء‬

‫وبدا أنه إسراف‪ .‬وقد تبين‪ ،‬على كل حال‪ ،‬أن هناك أسبابًا‬ ‫المحفزات‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بعيدا عن أماكن وجود‬ ‫تقع ً‬
‫جيدة للمحافظة على هذا الـ دي إن إيه‪ .‬وقد أظهرت‬ ‫وتكشف دراسات الترميز (إنكود) العدد الهائل من‬
‫النتائج المستقاة من مشروع إنكود‪ 8 – 2‬أن معظم هذه‬ ‫المواقع المفرطة الحساسية من الـديوكسي ريبونوكلياز‬
‫المناطق الممتدة من الـ دي إن إيه تحتوي على مناطق‬ ‫‪ – I‬أكثر من ‪ 200,000‬موقع في كل نوع من الخاليا‪،‬‬
‫تربط البروتينات وجزيئات الـ آر إن إيه‪ ،‬لتضعها في‬ ‫وهو رقم يفوق عدد المحفزات بكثير – كما تكشف‬
‫مواقع تمكنها من التعاون فيما بينها‪ ،‬من أجل تنظيم عمل‬ ‫ونظرا لوجود المواقع‬ ‫ً‬ ‫اختالفها حسب نوع الخلية‪.‬‬
‫وباالضافة إلى‬‫ومستوى تعبير الجينات المرمزة للبروتينات‪ .‬إ‬ ‫المفرطة الحساسية من الـديوكسي ريبونوكلياز ‪ I‬بالتزامن‬
‫ذلك‪ ،‬يبدو أن االستنساخ الواسع االنتشار من الـ دي إن‬ ‫قريبا منه في نفس النوع من‬ ‫مع وجود المحفّز الفعال ً‬
‫إيه غير المرمز قد يعمل كمستودع لخلق جزيئات جديدة‬ ‫الخاليا‪ ،‬فقد تمكَّن الباحثون من مزاوجة نصف مليون‬
‫عاملة‪ ،‬مثل جزيئات الـ آر إن إيه المنظم‪.‬‬ ‫معزز مع الجينات الهدفية المحتملة لها‪ .‬وهذا يعني‬ ‫ّ‬
‫االثار المترتبة على هذه‬ ‫وهنا‪ ،‬يثار تساؤل‪ ..‬ما هي آ‬ ‫معزز دون أهداف معروفة لها‪،‬‬
‫أ‬ ‫وجود أكثر من مليوني ّ‬
‫النتائج للدراسات الجينية للصفات واالمراض البشرية‬ ‫مما يميط اللثام عن المناطق الهائلة غير المكتشفة بعد‬
‫المعقدة؟ دراسات الربط الشاملة للجينوم (‪)GWAS‬‬ ‫من مساحة الجينوم التنظيمية‪ .‬وتحاول طرق تكوين‬
‫التي تربط االختالفات في تسلسل الـ دي إن إيه مع‬ ‫الص ِبغي المشكـّل لاللتقاط التي تتحرى االرتباطات‬ ‫ِ‬
‫االخيرة‬‫صفات وأمراض معينة‪ ،‬أصبحت في السنوات أ‬ ‫الفعلية بعيدة المدى بين المناطق البعيدة من الـ دي‬
‫العمود الفقري للعمل‪ ،‬وقد تمكنت من تحديد آالف‬
‫االختالفات في الـ دي إن إيه المرتبطة بمئات الصفات‬
‫إن إيه أن تسد هذا الفراغ‪ .‬وقد قام سانيال وزمالؤه‪7‬‬
‫فعال ً باستعمال هذه التقنيات لدراسة هذه االرتباطات‬
‫قبل ‪ً 11‬‬
‫عاما‬
‫واالمراض (كداء البول‬ ‫أ‬ ‫المعقدة (كالطول مثال ً)‪،‬‬ ‫عبر ‪ 1%‬من الجينوم‪.‬‬
‫سببيا‪ ،‬وتحديد هذه‬ ‫ًّ‬ ‫ًا‬ ‫ط‬ ‫رب‬ ‫ليس‬ ‫السكري)‪ ،‬ولكن الربط‬ ‫تبدأ بيانات الترميز برسم الصورة المنطقية والهندسية‬ ‫نسخة الجينوم البشري‬
‫سببيا بمرض أو بصفة معينة كان‬ ‫المتغيرات المربوطة ًّ‬ ‫لشبكات االستنساخ‪ ،‬التي يقوم فيها الـ دي إن إيه الرابط‬ ‫كشف النقاب عن الجينوم البشري‬
‫وباالضافة إلى ذلك‪ ،‬توجد معظم هذه‬ ‫لعدد من عوامل النسخ الشديدة أ‬
‫صعبا‪ .‬إ‬ ‫ً‬ ‫أمرا‬
‫ً‬ ‫االلفة بإزاحة الجسيمات‬ ‫ما لم يكن الجينوم البشري محتويًا على‬
‫المتغيرات المرتبطة في مناطق الالترميز‪ ،‬ولذا‪ ..‬بقي‬ ‫النووية من مواضعها‪ ،‬وتشكيل المواقع مفرطة الحساسية‬ ‫العديد من الجينات التي ال تدركها أجهزة‬
‫تأثيرها الوظيفي غير محدد‪.‬‬ ‫من الـديوكسي ريبونوكلياز ‪ ،I‬التي تسهل بدورها ربط‬ ‫الكمبيوتر الخاصة بنا‪ ،‬فمن الواضح أننا‬
‫ويقدم مشروع الترميز خريطة مفصلة للوحدات‬ ‫عوامل نسخ أكثر‪ ،‬ولكن أقل ألفة‪ .‬كما تدعم النتائج الفكرة‬ ‫ال نكتسب تركيبتنا ـ المعقدة دون شك‪،‬‬
‫االضافية في الجينوم البشري‪،‬‬ ‫الوظيفية غير الترميزية إ‬ ‫القائلة بأن ربط عوامل النسخ قد يعوق َمثـ ْ َيلة الـ دي إن‬ ‫مقارنةً بتلك الخاصة بالديدان والنباتات‬
‫متضمنةً بعض الوحدات التي‬ ‫إيه (تعديل كيميائي يطرأ على الـ دي إن إيه‪ ،‬ويؤثر على‬ ‫ـ بسبب استعمال العديد من الجينات‬
‫خاصا‬‫ًّ‬ ‫نوعيا‬
‫ًّ‬ ‫تمتلك نشاطًا‬ ‫"تعني هذه النتائج‬ ‫التعبير الجيني)‪ ،‬أكثر من العكس‪ ،‬الذي يتصل بشدة‬ ‫أ‬
‫االخرى‪ .‬إن فهمنا لما يعطينا تميزنا المعقد‬
‫أن دراسات التسلسل بخاليا معينة‪ .‬وفي واقع‬ ‫باالمراض على الـ دي إن إيه‬ ‫بترجمة المواقع المرتبطة أ‬
‫أ‬ ‫– المخزون السلوكي الهائل‪ ،‬والقدرة‬
‫االمر‪ ،‬يحتوي الفهرس على‬ ‫التي تركز على تتابع‬ ‫المعدل المثـ ْ َيلة‪.11‬‬ ‫االتيان بتصرفات واعية‪ ،‬والتنسيق‬‫على إ‬
‫عدد من المناطق الوظيفية‬ ‫ترميز البروتين‬ ‫إن الخصوصية الخلوية الرائعة للعوامل التنظيمية‬ ‫الجسدي المميز (الذي نشترك فيه مع‬
‫غير المرمزة‪ ،‬يفوق عدد‬ ‫التي كشفتها أبحاث الترميز تركز على أهمية الحصول‬ ‫الثدييات)‪ ،‬والتغيرات المضبوطة بدقة؛‬
‫الجينات بكثير‪ .‬وتُظ ِْهر هذه‬ ‫أجزاء‬ ‫تخاطر بإضاعة‬ ‫على المواد البيولوجية المناسبة المخصصة لدراسة‬
‫مهمة وأساسية من‬ ‫استجابةً للتنوعات الخارجية في البيئة‪،‬‬
‫البيانات أن نتائج دراسات‬ ‫واختبار هذه النظريات‪ .‬وقد ركز الباحثون جهودهم‬ ‫والتعلم‪ ،‬والذاكرة‪ ...‬هل هناك حاجة‬
‫الربط الشاملة للجينوم‬ ‫الجينوم"‬ ‫على مجموعة من الخاليا الجيدة‪ ،‬مع إجراء مقايسات‬ ‫إلى ذكر المزيد؟ ‪ -‬يظل ممثال ً للتحدي‬
‫غنية عاد ًة باالختالفات التي‬ ‫مختارة إضافية على بعض الخاليا المعزولة حدي ًثا‪.‬‬ ‫المستقبلي‪.‬‬
‫تقع ضمن وحدات وظيفية غير مرمزة كهذه‪ ،‬وأحيانًا‬ ‫وتشمل التحديات المستقبلية متابعة التغيرات‬ ‫ديفيد بالتيمور‬
‫بأسلوب خاص بخاليا نوعية يتسق وصفات معينة‪،‬‬ ‫االرضية التنظيمية أثناء حدوث بعض‬ ‫الديناميكية على أ‬
‫من مجلة "نيتشر ‪ Nature" 15‬فبراير ‪2001‬‬
‫سببيا‬
‫عديدا من تلك المناطق يمكن ربطه ًّ‬ ‫ً‬ ‫مقترحا أن‬
‫أ ً‬ ‫المسارات التطورية المعينة‪ ،‬وفهم بنية الكروماتين‬
‫باالمراض‪ .‬وهكذا‪ ،‬يُظ ِْهر المشروع أن مناطق الالترميز‬ ‫االنسجة التي تحتوي على مجموعات من الخاليا‬ ‫في أ‬
‫أحاديث عن الجينوم‬
‫يجب وضعها في االعتبار عند تفسير نتائج دراسات الربط‬ ‫المتغايرة المنشأ‪.‬‬ ‫االن‪ ،‬وقد أصبحت نسخة الجينوم في‬ ‫آ‬
‫حافزا قويًّا لتفسير النتائج‬
‫الشاملة للجينوم‪ ،‬وهي تقدم ً‬ ‫متناول اليد‪ ،‬أصبح لدى الباحثين أداة‬
‫وباالضافة إلى‬ ‫وندي أ‪ .‬بكمور من مجلس أ‬
‫السابقة لدراسات الربط الشاملة للجينوم‪ .‬إ‬ ‫االبحاث الطبية‪ ،‬وحدة العلوم‬ ‫جديدة لدراسة المناطق المنظمة وشبكات‬
‫ذلك‪ ،‬تعني هذه النتائج أن دراسات التسلسل التي تركز‬ ‫أ‬
‫س لالبحاث الجينية والطب‬ ‫ش‬
‫الجينية الب�ية‪ ،‬معهد إم آر ي‬ ‫االتصال في الجينات‪ .‬ويجب أن تؤدي‬
‫(االكسوم) تخاطر بإضاعة‬ ‫على تسلسل ترميز البروتين إ‬ ‫إدن�ة‪،‬‬
‫ب‬ ‫جامعة‬ ‫أ‬
‫الجزي�‪،‬‬ ‫المقارنة مع الجينومات أ‬
‫ي‬ ‫االخرى إلى كشف‬
‫أجزاء مهمة وأساسية من الجينوم‪ ،‬والقدرة على تحديد‬ ‫إدنبرة ‪ ،EH4 2XU‬المملكة المتحدة‪.‬‬ ‫النقاب عن العناصر المنظمة المشتركة‪،‬‬
‫االختالفات السببية‪.‬‬ ‫االلكتروني‪wendy.bickmore@igmm.ed.ac.uk :‬‬ ‫البريد إ‬ ‫أ‬
‫واالوساط البيئية المختلفة المشتركة مع‬
‫وعلى كل حال‪ ،‬وبالرغم من أن فهارس الترميز تمثل‬ ‫أ‬
‫االنواع االخرى‪ ،‬وقد تتمكن من تقديم‬ ‫أ‬
‫َ‬
‫غـي ــر ُم َـرَّمــزة‪،‬‬
‫جولة واضحة القوة‪ ،‬إال أنها تحتوي على استكشاف أولي‬ ‫رؤية خاصة إلى العمل والتنظيم‪ ،‬بما‬
‫جدا من أنواع‬ ‫أ‬
‫كبيرا ًّ‬
‫فقط لعمق الجينوم البشري‪ ،‬الن عد ًدا ً‬ ‫يتجاوز مستوى الجينات الفردية‪ .‬كما‬
‫َّ‬
‫ولك ـ ْـن فعـال ــة‬
‫أ‬
‫الخاليا ما زال بحاجة إلى الدراسة‪ .‬وبعض االمور التي ما‬ ‫يمكن اعتبار هذه النسخة نقطة انطالق‬
‫زالت تشكل تحديًا للعلماء الباحثين عن االختالفات المسببة‬ ‫لدراسة الوجود الثالثي أ‬
‫االبعاد للجينوم‬
‫لالمراض تقع ضمن‪ :‬تقييم البيانات المستقاة من أنواع‬ ‫أ‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫ضمن نواة الخلية‪ .‬وهذا الوجود سيؤثر‬
‫الخاليا واالنسجة ذات الصلة باالمراض موضع البحث؛‬ ‫إنيس باروزو‬ ‫االغلب ـ على تنظيم الجين‪ ...‬وها‬ ‫ـ في أ‬
‫وفهم كيفية تأثير هذه الوحدات الوظيفية على الجينات‬ ‫هو الجينوم البشري أمامنا‪ ،‬وهو جاهز‬
‫التي قد تكون بعيدة التموضع‪ ،7‬والقدرة على تعميم نتائج‬ ‫رموزا‬
‫إن الغالبية العظمى من الجينوم البشري ال تشكل ً‬ ‫للتفسير‪.‬‬
‫كهذه على العضوية ككل‪.‬‬ ‫للبروتينات‪ ،‬وحتى آ‬
‫االن لم يبد أنها تحتوي على عناصر‬ ‫بير بورك وريتشارد كوبلي‬
‫منظمة للجينات‪ .‬وبقي سبب استمرار وجود كميات كبيرة‬ ‫من مجلة "نيتشر ‪ Nature" 15‬فبراير ‪2001‬‬
‫إنيس باروزو‪ :‬من معهد ويلكوم ترست سانجر‪ ،‬هنكستون‬ ‫لغزا‪،‬‬
‫من الـ دي إن إيه (عديم المنفعة) في مراحل التطور ً‬
‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬ ‫الطبعة العربية‬ ‫‪| 2012‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫‪| 72‬‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫أنـبـاء وآراء أبـحــاث‬

‫على مالحظة الطبوغرافيا البلورية لبروتينات الـ "دي إن إيه"‬ ‫كما ال يزال فهمنا لطريقة ربط التسلسالت التنظيمية‬ ‫مخت�ات‬
‫كم�دج‪ ،‬ب‬ ‫‪ ،CB10 1SA‬المملكة المتحدة‪ ،‬وجامعة ب‬
‫التي تتداخل في تشكيل العالمات الفارقة في الـديوكسي‬ ‫بالجينات الهدفية غير مكتمل‪.‬‬ ‫الوط� أ‬
‫لالبحاث الصحية‪ ،‬مركز‬ ‫أبحاث االستقالب‪ ،‬والمعهد ن‬
‫ي‬ ‫أ‬
‫ريبونوكلياز ‪ ،I5‬ومالحظة أكثر من مليون اختالف في المجال‬ ‫وباالضافة إلى ذلك‪ ،‬ركز مشروع الترميز بشكل‬ ‫إ‬ ‫كم�دج‪ ،‬المملكة المتحدة‪.‬‬
‫االبحاث الطبية الحيوية‪ ،‬ب‬
‫الديناميكي لتركيزات النسخ المختلفة من الـ آر إن إيه‪.3‬‬ ‫عديدا‬
‫ً‬ ‫ولكن‬ ‫النسخ‪،‬‬ ‫عملية‬ ‫في‬ ‫التحكم‬ ‫على‬ ‫رئيس‬ ‫االلكتروني‪ib1@sanger.ac.uk5 :‬‬
‫البريد إ‬
‫وبعيدا عن هذه الطرق الفردية للعمل على البيانات‪،‬‬ ‫ً‬ ‫من الجوانب التنظيمية للمرحلة التالية للنسخ‪ ،‬التي‬
‫فإن النظرة البيولوجية العميقة لمشروع الترميز (إنكود)‬ ‫قد تؤدي بدورها إلى إحداث تغيرات تطورية‪ ،‬ال تزال‬
‫تأتي ـ دون شك ـ من مقاربات حسابية‪َ ،‬س َع ْت إالجراء‬
‫التكامل بين أنواع متعددة من البيانات‪ ،‬كجمع بيانات عن‬
‫بحاجة إلى االستكشاف الكامل‪.‬‬
‫االن نعيش أوقاتا مثيرة لدراسات‬‫ومع ذلك‪ ،‬فإننا آ‬ ‫التطـ ـ ــور‬
‫َمثـ ْ َيلة الـ "دي إن إيه"‪ ،‬وإمكانية الوصول إلى الـ "دي إن‬ ‫تطور التنظيم الجيني‪ .‬وبوجود مصادر جديدة كهذه بين‬
‫أيدينا‪ ،‬يمكننا أن نتوقع رؤية أعداد متزايدة من أ‬
‫والشي ـ ــفرة‬
‫إيه"‪ ،‬وانطباع عامل النسخ‪ ،‬على سبيل المثال‪.‬‬ ‫االبحاث‬
‫ويقدم ثورمان وآخرون‪ 4‬رؤية رائعة عن الدور السببي‬ ‫التي تصف التطور التنظيمي التكيفي‪ ،‬وكيفية إسهامه في‬ ‫ويوآف جيالد‬
‫جوناثان ك‪ .‬بريتشارد‪ُ ،‬‬
‫لمثـ ْ َيلة الـ "دي إن إيه" في إسكات الجينات‪ ،‬حيث وجدوا‬ ‫التطور البشري‪.‬‬
‫للمثـ ْ َيلة‬
‫أن مواقع ربط عامل النسخ‪ ،‬في المتوسط‪ ،‬تخضع َ‬ ‫لعل أحد أكبر تحديات بيولوجيا التطور يكمن في فهم‬
‫بمعدل أقل في أنواع الخاليا التي تعبر عن عوامل النسخ‬ ‫جوناثان ك‪ .‬بريتشارد‪ ،‬ويوآف جيالد‪ :‬من قسم الوراثيات‬ ‫كيف تؤدي الفروق في تسلسل الـ دي إن إيه بين أ‬
‫االنواع‬
‫غالبا ما تحدث‬ ‫هذه‪ ،‬مما يبين أن َمثـ ْ َيلة مواقع الربط ً‬ ‫ش‬
‫الب�ية‪ ،‬جامعة شيكاجو‪ ،‬شيكاغو‪ 60637‬إلينويز‪ ،‬الواليات‬ ‫المختلفة إلى تحديد الفروق في أنماطها الظاهرة‪ .‬قد‬
‫نتيجة آلية‪ ،‬ال فاعلة تسبب َمثـ ْ َيلة المواقع غير المرتبطة‬ ‫المتحدة أ‬
‫االمريكية‪.‬‬ ‫يحدث التغير التطوري من خالل التغيرات في تسلسل‬
‫بعوامل النسخ‪.‬‬ ‫جوناثان ك‪ .‬بريتشارد‪ :‬من معهد هوارد هيوز الطبي‪،‬‬ ‫ترميز البروتين‪ ،‬ومن خالل التغيرات المتتالية التي تغير‬
‫وبالرغم من المعلومات الوظيفية الغزيرة التي قدمها‬ ‫جامعة شيكاجو‪.‬‬ ‫التنظيم الجيني‪.‬‬
‫مشروع الترميز (إنكود)‪ ،‬ما زلنا بعيدين عن الهدف النهائي‬ ‫البريد االلكتروني‪pritch@uchicago.edu :‬؛‬ ‫متنام أالهمية هذا التطور التنظيمي‪،‬‬ ‫وهناك إدراك‬
‫في فهم وظيفة الجينوم في كل خلية من خاليا كل‬ ‫‪gilad@uchicago.edu‬‬ ‫االمثلة النوعية‪ ،‬إضافة‬ ‫االعداد ٍالهائلة من أ‬
‫استنادا إلى أ‬
‫ً‬
‫االنسان‪.‬‬ ‫إلى أ‬
‫مر الزمن في نفس إ‬ ‫إنسان‪ ،‬وعلى ّ‬ ‫وكثيرا ما قيل إن التغيرات التكيفية‬
‫ً‬ ‫االسس النظرية‪.‬‬
‫ايدا‬
‫ً‬ ‫ز‬ ‫مت‬ ‫الترميز‬ ‫تنميط‬ ‫طرق‬ ‫ظهور‬ ‫معدل‬ ‫وحتى إذا كان‬ ‫المحتملة لتسلسل ترميز البروتين ربما س َت ُحول آليةُ‬
‫بشكل كبير‪ ،‬فمن الواضح أن اللجوء إلى مقاييس القوة‬
‫القصوى في هذا الفضاء الواسع لن تكون مفيدة‪ .‬وبدال ً‬
‫من الفهـ ــرس‬ ‫االنتقاء الطبيعي دون حدوثها‪ ،‬أالنها حتى ولو كانت‬
‫االنسجة‪ ،‬فقد تكون ضارة‬ ‫مفيدة أالحد أنواع الخاليا أو أ‬
‫من ذلك‪ ،‬يجب أن ننتقل من تحليالت الوصف والربط‪ ،‬وأن‬ ‫إلـى العم ــل‬ ‫في مكان آخر من العضوية‪.‬‬
‫كمية للجمع بين البروتينات‬ ‫نسعى نحو استخالص نماذج ّ‬ ‫ونظرا إلى أن تسلسالت‬‫ً‬ ‫ذلك‪،‬‬ ‫وعلى النقيض من‬
‫ذات الصلة‪ ،‬ومكونات الـ "آر إن إيه" والكروماتين‪ .‬وبعدئذ‪،‬‬ ‫إيران ِسيجال‬ ‫كثيرا ما تترافق بنماذج تعبير جينية‬ ‫التنظيم الجيني ً‬
‫يجب أن نصف كيف تتداخل هذه البروتينات فيما بينها‪،‬‬ ‫نوعية محددة الزمان والمكان‪ ،‬فإن التغيرات في هذه‬
‫وكيف تربط الجينوم‪ ،‬وكيف تؤدي هذه الحوادث الرابطة‬ ‫إن المشاريع التي تنتج أعدا ًدا غير مسبوقة من البيانات‪،‬‬ ‫تعدل وظيفة أنواع محددة فقط من الخاليا‬ ‫المناطق قد ِّ‬
‫إلى تنظيم عملية النسخ‪.‬‬ ‫كمشروع الجينوم البشري‪ ،15‬أو مشروع الترميز (إنكود)‪،‬‬ ‫في أوقات محددة‪ ،‬مما يرجح أنها ستؤدي إلى إحداث‬
‫إن هذه العملية ناجحة‪ ،‬وسوف تمكن نماذج من هذا‬ ‫َّ‬ ‫تمثل تحديات في مجاالت الحساب وتحليل البيانات‪،‬‬ ‫مزايا تطورية‪.12‬‬
‫النوع من وضع تصور لوظيفة الجينوم في أوقات وأوساط‬ ‫وتعتبر قوة كبيرة تقود تطور الطرق الحسابية في علوم‬ ‫االن عن‬‫وعلى أي حال‪ ،‬فالمعلومات المتوفرة حتى آ‬
‫لم يتم قياسها وتحديدها بشكل مباشر‪ .‬وعندما يُسمح لنا‬ ‫أبحاث الجينوم‪.‬‬ ‫مناطق الجينوم التي تتمتع بنشاط تنظيمي ال تزال ضئيلة‪.‬‬
‫بتحديد أي الفرضيات الخاصة بالتداخالت الفيزيائية للنظام‬ ‫قسما من المعلومات‬ ‫ً‬ ‫البشري‬ ‫الجينوم‬ ‫مشروع‬ ‫لقد أنتج‬ ‫وقدم مشروع الترميز (إنكود) نسخة أولى من "قائمة‬ ‫َّ‬
‫تفسيرا أفضل للنماذج المقاسة‪،‬‬ ‫ستؤدي إلى نماذج تعطي‬ ‫لكل زوج من الـ دي إن إيه‪ ،‬وقاد إلى تقدم في الطرق‬ ‫االجزاء" المكونة لهذه العناصر التنظيمية‪ ،‬في مجموعة‬ ‫أ‬
‫ً‬
‫فإن بيانات الترميز ستقدم فرصة ثمينة لمناقشة التحدي‬ ‫الحسابية المعتمدة‪ ،‬لمعرفة مطابقة التسلسالت ومواءمتها‪.‬‬ ‫جدا‬
‫واسعة من أنواع الخاليا‪ ،‬وهذا ينقلنا بخطوة تقربنا ًّ‬
‫الحسابي التالي الهائل‪■ .‬‬ ‫وعلى النقيض من ذلك‪ ،‬ففي مجموعات البيانات‬ ‫االهداف الرئيسة لدراسات الجينوم‪ ،‬ونعني بها‬ ‫من أحد أ‬
‫أ‬
‫جينوما‪ ،‬قدم‬ ‫ً‬ ‫الشاملة لـ ‪1,640‬‬ ‫(إن كانت موجودة) لكل موضع من‬ ‫َف ْهم االدوار الوظيفية ْ‬
‫إيران سيجال‪ :‬من قسم علم الكمبيوتر والرياضيات‬ ‫مشروع الترميز (إنكود) لمحة‬ ‫"تتضح‬ ‫مواضع الجينوم البشري‪.‬‬
‫التطبيقية‪ ،‬معهد وايزمان للعلوم‪ ،‬ريهوفوت ‪،76100‬‬ ‫النوعية العالية عن إمكانية الوصول‪ ،‬والمثـ ْ َيلة‪،‬‬ ‫االمر إلى قدر كبير من العمل‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فسيحتاج أ‬
‫إرسائيل‪.‬‬ ‫والحالة النسخية‪ ،‬وبنية‬ ‫االساسية على التسلسل في العناصر‬ ‫لتحديد التغيرات أ‬
‫للمعلومات‬
‫االلكتروني‪eran.segal@weizmann.ac.il :‬‬
‫البريد إ‬ ‫الكروماتين‪ ،‬والجزيئات المرتبطة‬ ‫الوظيفية‬ ‫المنظمة التي اك ُتشفت حدي ًثا‪ ،‬والتي تحدد التغيرات‬
‫لكل زوج أساسي‪.‬‬ ‫الوظيفية بين البشر وأنواع المخلوقات أ‬
‫االخرى‪.‬‬
‫الناتجة من‬ ‫وهناك بعض أ‬
‫‪1. The ENCODE Project Consortium Science 306,‬‬ ‫لقد تطلب العمل على البيانات‬ ‫االمور التي سبق التطرق إليها للتعرف‬
‫‪636–640 (2004).‬‬
‫االساسية لمشروع الترميز (إنكود)‬ ‫أ‬ ‫الدقة العالية‬ ‫أ‬
‫على الفروق التنظيمية االساسية (انظر المرجع ‪ 13‬مثالً)‪،‬‬
‫‪2. The ENCODE Project Consortium Nature 489,‬‬
‫‪57–74 (2012).‬‬ ‫الستخالص المعلومات الوظيفية‬ ‫التي‬ ‫والتفاصيل‬ ‫ولكن التحديد المتطور الذي قدمه مشروع الترميز في‬
‫‪3. Djebali, S. et al. Nature 489, 101–108 (2012).‬‬
‫‪4. Thurman, R. E. et al. Nature 489, 75–82 (2012).‬‬ ‫جهدا خارقًا‪.‬‬
‫ً‬ ‫تم التوصل‬ ‫يسرع التقدم في‬‫التعرف على العناصر المنظمة يجب أن ّ‬
‫‪5. Neph, S. et al. Nature 489, 83–90 (2012).‬‬ ‫ومن أجل كل طريقة تم اللجوء‬ ‫إليها"‬ ‫هذا المجال بشكل كبير‪.‬‬
‫‪6. Gerstein, M. B. et al. Nature 489, 91–100 (2012).‬‬
‫‪7. Sanyal, A., Lajoie, B., Jain, G. & Dekker, J. Nature‬‬ ‫إليها لوضع مالمح الجزيئات‪،‬‬ ‫أيضا للباحثين البد َء في تحديد‬ ‫البيانات ً‬
‫ُ‬ ‫وقد تتيح‬
‫‪489, 109–113 (2012).‬‬ ‫مصممة‬
‫َّ‬ ‫ابتكر باحثو الترميز طرقًا حسابية جديدة‬ ‫تغيرات التسلسل متزامنة الحدوث في عدة مناطق‬
‫‪8. Birney, E. et al. Nature 447, 799–816 (2007).‬‬
‫واالخطاء المنهجية الخاصة‬ ‫للتخلص من القيم المتطرفة أ‬ ‫االنماط الظاهرة‬‫جينومية‪ ،‬التي ستفضي إلى التغير في أ‬
‫‪9. Mardis, E. R. Nature 470, 198–203 (2011).‬‬
‫‪10. Gonzaga-Jauregui, C., Lupski, J. R. & Gibbs, R. A.‬‬ ‫بكل بروتوكول‪ ،‬ولضمان مصداقية المعلومات الوظيفية‬ ‫عند جمعها مع بعضها‪ ،‬وهي آ‬
‫االلية التي يُطلق عليها اسم‬
‫‪Annu. Rev. Med. 63, 35–61 (2012).‬‬
‫‪11. Sproul, D. et al. Proc. Natl Acad. Sci. USA 108,‬‬ ‫المستقاة منها‪.‬‬ ‫التكيف متعدد الجينات‪.14‬‬
‫‪4364–4369 (2011).‬‬ ‫االنتاج‪ ،‬وإجراءات‬ ‫وقد تم تكييف خطوات عمليات إ‬ ‫وعلى كل حال‪ ،‬وبالرغم من التقدم الذي حققته‬
‫‪12. Carroll, S. B. Cell 134, 25–36 (2008).‬‬
‫االبحاث‪ ،‬كأساس‬ ‫التحقق من النوعية من قبل جمعية أ‬ ‫رابطة الترميز (إنكود) وغيرها من المجموعات البحثية‪،‬‬
‫‪13. Prabhakar, S. et al. Science 321, 1346–1350‬‬ ‫َِ‬
‫‪(2008).‬‬ ‫معياري لتحليل بيانات كهذه‪.‬‬ ‫يبقى من الصعب التأكيد بثقة على ماهية المتغيرات‬
‫‪14. Pritchard, J. K., Pickrell, J. K. & Coop, G. Curr. Biol.‬‬
‫‪20, R208–R215 (2010).‬‬ ‫وتتضح النوعية العالية للمعلومات الوظيفية الناتجة من‬ ‫في المناطق التنظيمية المفترضة التي ستفضي إلى‬
‫‪15. Lander, E. S. et al. Nature 409, 860–921 (2001).‬‬ ‫الدقة العالية والتفاصيل التي تم التوصل إليها‪ ،‬كالقدرة‬ ‫تغيرات وظيفية‪ ،‬وما عساها أن تكون هذه التغيرات‪.‬‬
‫‪73 | 2 0 1 2‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫الطبعة العربية |‬ ‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫والمقات‬ ‫بحاث‬ ‫م َلخصات ‬
‫ا‬
‫َ‬ ‫ُ ‬
‫ﻣﺠﻠﺔ ‪ Nature‬ﻭﻓﻲ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺍﻟﻌ ْﻠ ِﻤ ﱠﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺭﺓ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﻤ َﻠ ﱠﺨﺼﺎﺕ ِ‬
‫ﻭﺃﻧﺖ ﺧﺎﺭﺝ ﻣﻜﺘﺒﻚ‪ ،‬ﺃﻥ ﺗَ ﺘَ َﺼ ﱠﻔﺢ ﻭﺗﺒﺤﺚ ﻓﻲ ُ‬
‫َ‬ ‫ُﻳ ْﻤﻜِ ﻨُ ﻚ ﺍﻵﻥ‪،‬‬
‫ﺘﺎﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻊ ‪ ،nature.com‬ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺘﻨﺰﻳﻞ ‪،nature.com Reader App‬‬ ‫ﺍﻟﻤ َ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻼﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭﺓ ﺍﻷﺧﺮﻯ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ﻋﺪﺩ ﻣﻦ‬ ‫ٍ‬
‫ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺑﺄﺟﻬﺰﺓ ‪ ،iPhone‬ﺃﻭ ‪ُ .iPad‬ﻗ ْﻢ ﺑﺤﻔﻆ ﺍﻟﻤﻘﺎﻻﺕ ﻓﻲ ﺣﺴﺎﺑﻚ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ‪nature.com‬؛ ﻟﻘﺮﺍﺀﺗﻬﺎ‬
‫®‬ ‫®‬

‫ﻟﻠﻤ َﻠ ﱠﺨﺼﺎﺕ‬
‫ﺎﻧﻲ ُ‬
‫ﻣﺠ ّ‬ ‫ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﱠ‬ ‫ﻻﺣ ْﻆ ﺃﻥ ُ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ‪ ،‬ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻟﻤﺎﻛﻨﺘﻮﺵ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺑﻚ‪ِ .‬‬ ‫ﻻﺣﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺳﻮﺑﻚ ﱠ‬ ‫ً‬
‫ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ‬ ‫ِ‬ ‫ﺘﺎﺣﺔ ِﺑﻨَ ﱢﺼﻬﺎ‬
‫ﺃﻣــﺎ ﺍﻟﻤﻘﺎﻻﺕ ﺍﻷﺧــﺮﻯ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ُﻣ ٌ‬ ‫ﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ؛ ﱠ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠ ﱠ‬
‫ﱠ‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻳﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﺠﻮﺍﻟﺔ‪.‬‬
‫ﱠ‬ ‫ﺍﻟﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﻠﻬﻮﺍﺗﻒ‬
‫ﱠ‬ ‫ﺨﺼﻴﺔ‪ ،‬ﺃﻭ ﺗﻠﻚ‬
‫ّ‬ ‫ﱠ‬
‫ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﺎﺕ ﺍﻟﺸ‬

‫ْﺍﺑ َﺤ ْﺚ ﻋﻦ "‪ "nature.com‬ﻓﻲ ﻣﺘﺠﺮ ﺍﻟﺘﱠ ﻄﺒﻴﻘﺎﺕ ‪.App Store‬‬

‫ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﺧﺮﻯ‪.‬‬


‫ّ‬ ‫ﺗﺠﺎﺭﻳﺔ ﻟﺸﺮﻛﺔ )‪ ،(Apple Inc.‬ﻭﻫﻲ ﻋﻼﻣﺎﺕ ُﻣ َﺴ ﱠﺠﻠَ ﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﱠ ﺤﺪﺓ‬
‫ﱠ‬ ‫ﻭﺷ َﻌﺎﺭ ‪ ،Apple‬ﻭ ‪ ،iPhone‬ﻭ‪ ،iPad‬ﻭ‪ iPad touch‬ﻫﻲ ﻛﻠﱡ ﻬﺎ ﻋﻼﻣﺎﺕ‬
‫ﺇﻥ ‪ِ ،Apple‬‬
‫ﱠ‬

‫‪nature.com/mobileapps‬‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫ملخصات األبحاث‬
‫وجدت ارتباطا بين كودون إيقاف غير‬ ‫بحلول اليوم الرابع من إعادة البرمجة‬ ‫المتطفر‬
‫ّ‬ ‫نموذج الفأر‬
‫ناضج في الجين ‪ DMRT3‬غير ناضج‬ ‫أن اثنين من إنزيمات تعديل‬ ‫الخلوية ـ ّ‬ ‫آي دي إتش ‪IDH1 1‬‬
‫والقدرة على أداء مشيات بديلة‪.‬‬ ‫اختصارا بـ"بي‬
‫ً‬ ‫عرفا‬‫ُ‬ ‫ي‬‫و‬ ‫إيه"‪،‬‬ ‫إن‬
‫الـ"دي ّ‬
‫يذكر أن الكودون ثالثة نيوكليوتيدات‬ ‫إيه آر بي ‪ ،PARP1 ١‬وتي إي تي ‪٢‬‬ ‫الطفرات في الجينات آي دي إتش‬
‫على شريط الحمض النووي الريبي‬ ‫‪ ،"Tet2‬يتم تجنيدهما في مواضع‬ ‫‪ ،1‬وآي دي إتش ‪ 2‬تشفر لالإنزيم‬
‫(‪ )mRNA‬وكل كودون يشفر حمضاً‬ ‫جينية داخلية ذات قُدرات عديدة‪،‬‬ ‫"أيزوسيتريت ديهيروجينيز" (من‬
‫أمينياً واحداَ‪ .‬الجينات تخص الحمض‬ ‫إن أو جي‬ ‫الكسدة بنزع أ‬ ‫إنزيمات أ‬
‫"إن إيه ّ‬‫كالم ْو ِض َع ْين ّ‬
‫َ‬ ‫اليدروجين)‪.‬‬
‫النووي (‪ )DNA‬بينما الكودونات تخص‬ ‫‪ ،NANOG‬وإي إس آر آر بي ‪،"Esrrb‬‬ ‫أ‬
‫وهى متكررة في ورم الرومات الدبقي‬
‫الحمض الريبي (‪.)mRNA‬‬ ‫مما يؤدي إلى تراكم موضعي لقواعد‬ ‫النسان‪ ،‬ولوكيميا‬ ‫أ‬
‫متعدد الشكال في إ‬
‫وتظهر الدراسات الوظيفية في‬ ‫اصطالحا‬
‫ً‬ ‫سيتوزين ُم َع َّدلة‪ ،‬تُعرف‬ ‫النخاع الشوكي الحادة‪ .‬وتقوم هذه‬
‫الفئران تعبيرا للجين ‪ Dmrt3‬في‬ ‫بـ(‪ّ ٥‬إم سي ‪ 5mC‬و ‪ ٥‬إتش ّإم سي‬ ‫الطفرات بدفع تخليق المستقلب‬
‫مجموعة فرعية من خاليا الحبل‬ ‫والنزيمان السالف ذكرهما‬ ‫‪ .)5hmC‬إ‬ ‫آر‪-‬هيدروكسيلجلوتاريت‪،)2HG( 2 -‬‬
‫الهمية‬‫الشوكي العصبية تعتبر بالغة أ‬ ‫يعمالن من خالل آليات منفصلة‪،‬‬ ‫النزيمات التي تنظم‬ ‫الذي يثبط إ‬
‫غالف عدد ‪ 30‬أغسطس ‪2012‬‬
‫للتطور الطبيعي للشبكة الحركية‬ ‫ولكنها متداخلة لتنظيم النسبة (‪ ٥‬إتش‬ ‫مستويات الـ (دي إن إيه) وعملية‬ ‫طالع نصوص األبحاث فى عدد ‪30‬‬
‫المنسقة المسيطرة على حركات‬ ‫ّإم سي‪ّ ٥/‬إم سي) المرتبطة بالنشاط‬ ‫الم ْث َيلة للهستونات (وهي العملية‬ ‫َ‬ ‫أغسطس من مجلة نايتشر الدولية‪.‬‬
‫الطراف‪ .‬لذلك قد يلعب الجين‬ ‫أ‬ ‫ال َّنسخي الخلوي‪ .‬وتشير هذه النتائج‬ ‫النزيمية إلضافة جذر‬ ‫الكيميائية أو إ‬
‫‪ Dmrt3‬دورا رئيسيا في تكوين دوائر‬ ‫إلى أدوار إضافية لقاعدة (‪ ٥‬إتش‬ ‫ميثيل ‪ .)CH3‬وهنا قام تاك ماك‬ ‫الجينوم‬
‫الحبل الشوكي المتحكمة بخطى‬ ‫ّإم سي) خالل عملية إعادة البرمجة‬ ‫وزمالؤه بتمييز عملية تشغيل الجين‬
‫الفقاريات‪ .‬في الخيول المحلية‪ ،‬كان‬ ‫الم َتوالي‪.‬‬
‫بال َّت َخل ُِّق ُ‬ ‫المشروطة في الفئران من طفرة آي‬ ‫ي فريد‬ ‫نموذج فأر ّ‬
‫دي إتش ‪ 1‬أ‬
‫لطفرة الجين ‪ DMRT3‬تأثير كبير على‬ ‫‪Early-stage epigenetic‬‬ ‫الكثر شيو ًعا‪IDH1- ،‬‬ ‫الضطراب التَّ َو ُّحد‬
‫تنوعها‪ ،‬حيث تتطلب خصائص المشية‬ ‫‪modification during somatic‬‬ ‫‪ ،R132H‬التي يعبر عنها في الخاليا‬
‫المتبدلة لعدد من الساللت تتطلب‬ ‫‪cell reprogramming by Parp1‬‬ ‫المنتجة للدم‪ .‬وقد أصيبت الفئران‬ ‫الح َد ِب ّي هو اضطراب‬ ‫إن ال َت َصل َُّب َ‬‫ّ‬
‫كما يبدو هذه الطفرة‪.‬‬ ‫‪and Tet2‬‬ ‫الطافرة بأعداد زائدة من أسالف‬ ‫لالورام‪ ،‬ناتج عن‬ ‫سبب أ‬ ‫جينى نادر ُم‬
‫‪Mutations in DMRT3 affect‬‬ ‫‪C Doege et al‬‬ ‫الخاليا المنتجة للدم المبكرة‪ ،‬وطورت‬ ‫حدوث طفرات في أحد جينين يُعرفان‬
‫‪locomotion in horses and spinal‬‬ ‫‪doi:10.1038/nature11333‬‬ ‫تضخم الطحال‪ ،‬وفقر الدم‪ ،‬وعملية‬ ‫اختصارا بـ(تي إس سي ‪ ،Tsc1 ١‬وتي‬ ‫ً‬
‫‪circuit function in mice‬‬ ‫إنتاج خاليا الدم خارج النخاع‪.‬‬ ‫والشخاص الذين‬ ‫سي ‪ .)Tsc2 ٢‬أ‬ ‫إس‬
‫‪L Andersson el al‬‬ ‫علم الوراثة‬ ‫وبالضافة إلى ذلك‪ ،‬أظهرت الخاليا‬ ‫إ‬ ‫أيضا‬‫غالبا ما يصابون ً‬ ‫ً‬ ‫منه‬ ‫يعانون‬
‫‪doi:10.1038/nature11399‬‬ ‫تغيرات في أنماط الحمض النووي (دي‬ ‫باضطرابات نطاق الذَ اتَ ِويَّة المصاحبة‬
‫طفرة وراثية تضيف‬ ‫إن إيه) وعمليات المثيلة للهستونات‪،‬‬ ‫الم َخيخ‪ .‬وكما أن الدراسات‬ ‫َلم َر ِض َّيات ُ‬
‫الشكل أسفله | تحديد طفرة "إيه دي‬ ‫مشية جانبية للخيول‬ ‫التي هي مماثلة لتلك التي لوحظت‬ ‫ورط خلل أداء المخيخ في‬ ‫أوضحت تَ ُّ‬
‫إم آر تي ‪ aDMRT3 "3‬في الخيول‪ .‬أ‪،‬‬ ‫في الطفرة البشرية آي إتش دي ‪2/1‬‬ ‫التسبب في اضطراب الذَ اتَ ِويَّة‪ ،‬فإن‬
‫اليسلندي منتظم السرعة‪ ،‬تتم‬ ‫الحصان أ‬ ‫بعض الخيول – لسيما أ‬
‫المريكية‬ ‫اللوكيميا الحادة المتعلقة بالنخاع‬ ‫الباحث مصطفى شاهين وزمالءه‬
‫أ‬ ‫المستولدة بشكل قياسي ومسخرة‬ ‫النسان‪ .‬ويجب أن يكون‬
‫مزامنة رجليه الماميتين والخلفيتين على‬ ‫الشوكي في إ‬ ‫قاموا بدراسة ال َّت ِبعات الوظيفية‬
‫للسباق‪ ،‬والساللت أ‬
‫اليسلندية‬ ‫مفيدا لدراسة‬ ‫ان‬ ‫ر‬ ‫الفئ‬ ‫في‬ ‫هذا النموذج‬ ‫الم َخيخى‬
‫نفس الجانب من الجسم‪ .‬ب‪ ،‬الحصان‬ ‫ً‬
‫آ‬ ‫الناتجة عن عرقلة الجين ُ‬
‫الجواَب (الذي يجوب)‪ ،‬تتم‬ ‫أ‬ ‫المخصصة لكافة التضاريس ‪ -‬لديها‬ ‫اللية الرابطة بين طفرة آي دي إتش‬ ‫في الفئران‪.‬‬
‫اليسلندي َ‬
‫مزامنة المقدمة (بشكل قطري) ورجليه‬ ‫القدرة على أداء مشيات 'إضافية'‪.‬‬ ‫‪ ،1‬وسرطان الدم‪.‬‬ ‫عدلَة‬ ‫ُ ّ‬‫الم‬ ‫ان‬‫ر‬ ‫الفئ‬ ‫لدى‬ ‫صار‬ ‫وقد‬
‫الخلفيتين‪ .‬د‪ ،‬كشف تحليل الرابطة على‬ ‫يمكن لمعظم الخيول أن تمشي‬ ‫‪IDH1(R132H) mutation‬‬ ‫اثيا العالمات المرضية الشائعة‬ ‫ور ًّ‬
‫جدا‬
‫نطاق الجينوم وجود عالقة وثيقة ًّ‬ ‫وتهرول وتخب وتعدو‪ ،‬لكن يمكن‬ ‫‪increases murine‬‬ ‫في مرضى اضطراب التوحد مع‬
‫بين القدرة على التسارع وعديد التكوين‬ ‫أيضا للساللت المدربة على "المشية‬ ‫‪haematopoietic progenitors‬‬ ‫وركينيي (في‬ ‫انخفاض أعداد َخالَيا بُ ِ‬
‫وحيد النيوكليتيد "إس إن بي" ‪ SNP‬رقم‬ ‫الجانبية"‪ ،‬تحريك ساقيها على نفس‬ ‫‪and alters epigenetics‬‬ ‫قشرة المخيخ) وزيادة دللت التوتر‬
‫‪ BIEC2_620109‬على الصبغي ‪Praw( 23‬‬ ‫الجانب من الجسم بانسجام‪ ،‬وأداء‬ ‫‪M Sasaki et al‬‬ ‫العصبي‪ .‬وأبدت الفئران التي تفتقر‬
‫‪ ،10-= 1,7 X 9‬القيمة التجريبية المصوبة‬ ‫مشيات متمهلة جديدة أخرى‪ .‬وكانت‬ ‫‪doi:10.1038/nature11323‬‬ ‫إلى جين (تي إس سي ‪ )١‬في َخالَيا‬
‫"قيمة‪-‬بى (إى إم بى ‪،"4-X 10 2.0 )2‬‬ ‫دراسة تحليلية جينومية لالرتباطات‬ ‫وركينيي سلوكيات ذات صلة باضطراب‬ ‫بُ ِ‬
‫مغزى (أهمية) على نطاق الجينوم‪.‬‬ ‫اليسلندية قد‬‫الوراثية في الخيول أ‬ ‫خاليا جذعية‬ ‫وو ِج َد أن عالج الفئران بعقار‬ ‫التوحد‪.‬‬
‫ُ‬
‫(الرباميسين ‪ - )Rapamycin‬وهو عقار‬
‫حدثة‬
‫خاليا ِج ْذعية ُم َ‬ ‫اختصارا بـ(إم‬
‫ً‬ ‫مثبط لبروتين يُعرف‬
‫)ﺏ(‬ ‫)ﺃ(‬ ‫الق ْد َرات‬
‫ُمتَ َع ِّد ُدة ُ‬ ‫حسن من المرض‬ ‫تي أو آر ‪ - )mTOR‬يُ ِّ‬
‫يحسن الحالة‬ ‫المخيخي‪ ،‬وكذلك ِّ‬
‫الم َتوالي"‬ ‫آ‬
‫المبكرة "لل َّت َخل ُِّق ُ‬‫إن اللية ُ‬‫ّ‬ ‫السلوكية‪.‬‬
‫إلعادة برمجة الخاليا الجسدية كخاليا‬ ‫‪Autistic-like behaviour and‬‬
‫ِجذْ عية ُم َ‬
‫حدثة ُم َت َع ِّددة الق ُْد َرات‬ ‫‪cerebellar dysfunction in‬‬
‫(آي بي إس ‪ )iPS‬باستخدام "عوامل‬ ‫‪Purkinje cell Tsc1 mutant mice‬‬
‫ياماناكا"غير معروفة‪ .‬وقد أظهر‬ ‫‪P Tsai el al‬‬
‫حاليا ـ‬
‫الباحث أبيليوﭬيتش وزمالؤه ً‬ ‫‪doi:10.1038/nature11310‬‬
‫‪75 | 2 0 1 2‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫الطبعة العربية |‬ ‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫أبـحــاث ملخصات‬

‫علم األورام‬

‫ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﻔﺮﻋﻴﺔ‬ ‫الم ّ‬


‫ختلة‬ ‫البروتينات ُ‬
‫ﻣﺼﺎﺋﺪ ﺍﻷﺳﻤﺎﻙ‬
‫ﺗﺰﻭﻳﺪ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ‬
‫في سرطان القولون‬
‫ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ‬

‫ﻓﺮﺹ ﺍﻟﺼﻴﺪ ﺍﻟﺤﺮﻓﻴﺔ‬


‫باليكسومات‬ ‫غيرات إ‬ ‫ٌ‬
‫تحليل لل َت ُّ‬ ‫أظهر‬
‫َ‬
‫(‪ ،)exomes‬والترانسكريبتومات‬
‫ﺍﻟﻤﻨﺘﺠﺎﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ‬ ‫(‪ ،)transcriptomes‬وعدد ال ُّنسخ‬
‫ﺗﺨﺰﻳﻦ ﺍﻟﻜﺮﺑﻮﻥ‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ‬ ‫‪+‬‬ ‫ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ‬ ‫ورما أَ َّو ِل ًّيا لقولون‬ ‫في أكثر من ‪ً ٧٠‬‬
‫ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ‬ ‫النسان‪ ،‬بالمقارنة بشواهدها‬ ‫إ‬
‫ﻣﺆﺷﺮ‬
‫ﺻﺤﺔ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﻓﻴﻪ‬
‫أكثر من ‪35000‬‬ ‫َ‬ ‫َّفة‪،‬‬ ‫ل‬‫و‬ ‫الم‬
‫َُ‬ ‫السليمة‬
‫ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ‬ ‫ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ‬ ‫طفرة جسدية ُمغَ ِّيرة للبروتين‪ ،‬تم‬
‫ﺳﺒﻞ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﺔ‬ ‫ﺳﺒﻞ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﺔ‬
‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ‬ ‫ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺴﺎﺣﻠﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻞ‬ ‫وبالضافة‬ ‫التحقق من معظمها‪ .‬إ‬
‫ﺍﻟﻀﻐﻂ‬ ‫إلى التغيرات في ٍّكل من (الجينات‬
‫ﺍﻷﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﻳﺪﺓ‬
‫ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﺘﻤﻴﺰﺓ‬
‫ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﻤﻜﺎﻥ‬
‫ﺍﻟﻤﺮﻭﻧﺔ‬
‫الشاري‬ ‫الم ْسلك إ‬ ‫المكْ َت َنفَة في َ‬
‫ُ‬
‫الخلوي "دبليو إن تي‪،" WNT‬‬
‫ﺍﻟﻤﻴﺎه ﺍﻟﻨﻈﻴﻔﺔ‬
‫)ﻟﻜﻞ ﻫﺪﻑ(‬
‫وإعادة تطريز الكروماتين‪ ،‬ومسلك‬
‫ﺍﻟﻤﻮﺍﺋﻞ‬
‫ﺍﻟﺘﻨﻮﻉ ﺍﻟﺤﻴﻮﻱ‬
‫إشارة إنزيم كايناز ال ِّتيروزين)‪،‬‬
‫ﺍﻷﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺤﻴﺔ‬ ‫الحمات‬ ‫تعر َف الباحثون على تَ ُ‬ ‫فقد َّ‬
‫جينية ُمتكررة‪ ،‬تشمل أفراد عائلة‬
‫جينية تُعرف باسم "آر‪-‬سبوندين‬
‫البيئة‬ ‫إجمال في ‪٪١٠‬‬‫ً‬ ‫حدث‬ ‫‪ ،"R-spondin‬تَ ُ‬
‫من أورام القولون‪ .‬وعلى هذا النحو‪،‬‬
‫َو ْضع قيمة لعافية المحيطات‬ ‫ً‬
‫محتمال‪.‬‬
‫أن هذه‬
‫عالجيا‬
‫ًّ‬
‫ّ‬
‫فإنها قد توفر هدفًا‬
‫إلى‬ ‫وهناك أدلة تشير‬
‫دورا في تنشيط‬ ‫ً‬ ‫تلعب‬ ‫التالحمات قد‬‫ُ‬
‫يسمح للتحديد السريع للنشاطات الستراتيجية لتحسين‬ ‫هنالك قلق كبير بما يتعلق بحالة المحيطات‪ ،‬وذلك من‬ ‫الشاري الخلوي "دبليو إن‬ ‫الم ْسلك إ‬ ‫َ‬
‫الجمالية‪.‬‬ ‫ناحيتين‪ :‬أهميتها للنظم البيئية على أ‬ ‫الَورام‪.‬‬ ‫تي‪" WNT‬؛ وتكَون أ‬
‫صحة المحيطات إ‬ ‫الرض‪ ،‬وقدرتها على‬ ‫َ ُّ ُ‬
‫‪An index to assess the health and benefits of the‬‬ ‫توفير الفوائد للمجتمع‪ .‬ولذلك‪ ..‬تسعى سياسة المحيطات‬ ‫‪Recurrent R-spondin fusions in‬‬
‫‪global ocean‬‬ ‫العالمية إلى "محيطات صحية"‪ ،‬إل أننا ل نملك أداة صحة‬ ‫‪colon cancer‬‬
‫‪B Halpern et al‬‬ ‫فعليا وتجاوبها مع التدخالت‪ .‬وفي سبيل ملء هذه‬‫المحيط ًّ‬ ‫‪S Seshagiri el al‬‬
‫‪doi:10.1038/nature11397‬‬ ‫الفجوة‪ ،‬قام بنجامين هالبرن وآخرون بتطوير مؤشر لصحة‬ ‫‪doi:10.1038/nature11282‬‬
‫المحيطات‪ ،‬لتقييم العوامل المتعددة التي تسهم في صحة‬
‫الطار المفهومي لحساب المؤشر | يتم استنباط كل‬ ‫الشكل أعاله إ‬ ‫وفوائد المحيطات‪ .‬وتم تحديد العالمات لجميع الدول‬
‫مكّون في إالطار (الحالة‪ ،‬التوجه‪ ،‬الضغط والمرونة) من مجموعة‬ ‫الشاطئية والعالمة العالمية هي ‪ 60‬من ‪ .100‬لقد سجلت ٌّكل‬ ‫إن إف ‪"٤٣‬‬
‫بروتين "آر ّ‬
‫معا لحساب الحالة الراهنة‬
‫كبيرة من البيانات‪ .‬ويتم تجميع المكونات ً‬
‫والظروف المتوقعة في المستقبل لكل من أ‬
‫والمطورة عالمات جيدة‪ ،‬إل أن‬
‫من الشواطئ غير المأهولة أ ّ‬
‫فريقية آ‬ ‫وسرطان القولون‬
‫الهداف العشرة (انظر‬ ‫والسيوية كانت ضعيفة‪.‬‬ ‫عالمات العديد من الدول ال‬
‫المعادلة في ملخص المنهجية والمعادلتين (‪ )1‬و (‪ )4‬في المناهج)‪.‬‬ ‫ويدعي المؤلفون أن هذا الدليل الجديد من المفترض أن‬‫ّ‬ ‫الشاري الخلوي‬ ‫بالم ْسلك إ‬ ‫الشارة َ‬ ‫إن إ‬
‫حساس لعمل‬ ‫ٌ‬ ‫أمر‬
‫ٌ‬ ‫"دبليو‪.‬إن‪.‬تي"‬
‫الخاليا الجذعية المعوية‪ ،‬ويَقود‬
‫‪K Brown el al‬‬ ‫جيولوجيا‬ ‫الخاليا البشرية لسرطان القولون‪،‬‬ ‫الورام بالقولون والمستقيم‪.‬‬ ‫تكوين أ‬
‫‪doi:10.1038/nature11370‬‬ ‫إن إف‬‫نجد أن التعبير عن جين (آر ّ‬ ‫وقد وجد الباحث بون كيونج‬
‫تشكيل المواد‬ ‫الم ْسلك الخلوي‬
‫‪ )٤٣‬يقلل إشارات َ‬ ‫بالم ْسلك‬
‫أن هدفين َ‬ ‫كوو وآخرون َّ‬
‫الشكل أسفله | مستهل سيور النصهار‬ ‫المنصهرة أثناء الزالزل‬ ‫"دبليو‪.‬إن‪.‬تي"‪ .‬ومن الممكن العثور‬ ‫الشاري الخلوي "دبليو‪.‬إن‪.‬تي"‪،‬‬ ‫إ‬
‫على السطح البيني لالنزلق أثناء بداية‬ ‫إن إف ‪٤٣RNF43‬‬ ‫على جين (آر ّ‬ ‫اختصارا بـ(آر‬
‫ً‬ ‫عرفان‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫إنزيمان‬ ‫وهما‬
‫تضعضع دينامي‪ .‬البيانات من اختبار ‪.97‬‬ ‫يقدم كيفن براون‪ ،‬ويوري فيالكو دراسة‬ ‫متحورا في سرطانات القولون‬
‫ً‬ ‫)‬ ‫إن إف آر‬ ‫وز ْد ّ‬ ‫إن إف ‪ِ ، RNF 43- ٤٣‬‬ ‫ّ‬
‫صورة للسطح البيني لالنزلق‬ ‫مخبرية حول الخصائص الحتكاكية‬ ‫بالنسان‪ ،‬في إشارة‬‫والمستقيم إ‬ ‫‪ )ZNFR3‬ينتميان إلى عائلة إنزيمات‬
‫للصخور في سرعة النزلق نحو المدى‬ ‫الشاري‬‫الم ْسلك إ‬
‫أن مثبطات َ‬ ‫إلى ّ‬ ‫تُعرف باسم "إي‪ ٣‬ليغاز"‪ ،‬يعمالن‬
‫الزلزالي‪ .‬وقد أظهرت الدراسة أن‬ ‫الخلوي "دبليو‪.‬إن‪.‬تي" ‪ -‬التي‬ ‫بالرتجاع السلبي‬ ‫أيضا كمنظم ‪ -‬إ‬ ‫ً‬
‫الولي لسطح الصدع الزلزالي‬ ‫الضعاف أ‬ ‫تستطيع أن تعمل على مستوى إفراز‬ ‫الشاري الخلوي‬
‫إ‬ ‫للم ْسلك إ‬ ‫َ‬ ‫مهم‬ ‫‪-‬‬
‫خالل التمزيق الحاصل أثناء الزلزال‬ ‫بروتين "دبليو‪.‬إن‪.‬تي" أو تنشيط‬ ‫النزيمان‬ ‫"دبليو‪.‬إن‪.‬تي"‪ .‬ويقوم إ‬
‫يمكن أن يرتبط مع تشكيل النقاط‬ ‫مستقبله ‪ -‬قد تقدم احتمالت‬ ‫بعمليهما من خالل الحد من تعبير‬
‫الساخنة والشرائط المجهرية للمواد‬ ‫عالجية‪.‬‬ ‫مستقبالت "دبليو‪.‬إن‪.‬تي" بسطح‬
‫المنصهرة‪ ،‬التي تسهم جزئيا في تفريغ‬ ‫‪Tumour suppressor RNF43 is a‬‬ ‫الخلية‪ .‬وحذف كال الجينين في‬
‫ما يتبقى من واجهة النزلق الزلزالي‪.‬‬ ‫‪stem-cell E3 ligase that induces‬‬ ‫أمعاء الفأر يؤدي إلى ازدياد عدد‬
‫‪‘Melt welt’ mechanism of‬‬ ‫‪endocytosis of Wnt receptors‬‬ ‫الخاليا الجذعية المعوية‪ ،‬الموسومة‬
‫‪extreme weakening of gabbro‬‬ ‫‪B Koo et al‬‬ ‫اختصارا بـ(إل جي آر ‪٥‬‬ ‫بجين يُعرف أ ً‬
‫‪at seismic slip rates‬‬ ‫‪doi:10.1038/nature11308‬‬ ‫الورام الغُ ِّديّة‪ .‬وفي‬ ‫‪ ،)LGR5‬ونمو‬
‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬ ‫الطبعة العربية‬ ‫‪| 2012‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫‪| 76‬‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫ملخصات أبـحــاث‬

‫الموضوع المركزي في الكثير من‬ ‫الحل َِقي ‪)cyclic-di-GMP‬‬ ‫الغوانيليات َ‬ ‫علم الخلية‬
‫المجالت العلمية‪ ،‬لكن التفاصيل‬ ‫الميبا‪ ،‬تستحث عملية (ال َّتمايُز‬ ‫في أ‬
‫الميكروسكوبية لكيفية قيام الضوء‬ ‫الخلوي المتعدد ‪multicellular‬‬ ‫الج َس ْيم‬
‫تَ ْح ِو ْير ُ‬
‫بتغير المادة ل تزال غير واضحة‪،‬‬ ‫‪ ،)differentiation‬تُعرف بـ(تكوين‬ ‫االلتهابي‬
‫بسبب صعوبات في المالحظة والرصد‪.‬‬ ‫والنزيم التخليقي لهذا‬ ‫الس َويقة)‪ .‬إ‬
‫ُ‬
‫ويمكن استشعار هذه التفاصيل‬ ‫المرسال ـ ويُسمى ُ(م َح ِّلقَة ثـُنائي‬‫ِ‬ ‫الج َس ْيم اللتهابي هو مركب بروتينى‬ ‫ُ‬
‫من خالل خلط أشعة إكس أ‬
‫والمواج‬ ‫تحديدا‬ ‫الغوانيليات) ـ يتم التعبير عنه‬ ‫قليل الق َُسيمات ‪ -‬داخل الخاليا‪-‬‬ ‫َ‬
‫ً‬
‫الضوئية‪ .‬وقد اق ُترحت عملية تشتت‬ ‫في طرف الجسم المثمر من أ‬
‫الميبا‪،‬‬ ‫ُمشارك في المناعة الفطرية‪ ،‬تم َربْطُه‬
‫ِ ْ‬
‫تقريبا‪ ،‬لكن‬
‫أشعة إكس منذ نصف قرن ً‬ ‫الس َويقة‪.‬‬‫حيث تتمايز خاليا ُ‬ ‫بال َّت َس ُّبب في حدوث ٍّكل من (السمنة‪،‬‬
‫المكانيات التقنية‬ ‫كان ذلك أعلى من إ‬ ‫‪The prokaryote messenger‬‬ ‫السك َِّر ّي‪ ،‬وتصلُّب‬
‫و"النوع‪ "٢ -‬من مرض ُّ‬
‫في ذلك الوقت‪ .‬آ‬ ‫‪c-di-GMP triggers stalk cell‬‬ ‫والنْتان‪ ،‬والتهاب‬
‫والن‪ ،‬ومع وجود‬ ‫الشرايين‪ ،‬والنقرس‪ِ ،‬إ‬
‫اللكترون الحر‪ ،‬وأشعة إكس‬ ‫ليزرات إ‬ ‫‪differentiation in Dictyostelium‬‬ ‫حد َد هذا البحث أهمية‬ ‫القولون)‪ .‬وقد َّ‬
‫بيطرة‬ ‫بشدة عالية بما فيه الكفاية؛ أصبحت‬ ‫‪Z Chen el al‬‬ ‫إن‬
‫ّ‬ ‫"آر‬ ‫على‬ ‫عتمد‬ ‫م‬‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫بروتين‬ ‫إنزيم كيناز‬
‫متوفرة‪ .‬وفي عدد مجلة "نيتشر‬ ‫‪doi:10.1038/nature11313‬‬ ‫اختصارا‬
‫ً‬ ‫عرف‬ ‫ُ‬ ‫ي‬‫و‬ ‫طاق"‪،‬‬ ‫ن‬
‫إيه مزدوج ّ‬
‫ال‬
‫المضادات الحيوية‬‫ُ‬ ‫السبوع أ‬
‫الخير‬ ‫‪ "Nature‬ـ الصادر في أ‬ ‫كمنظم مهم‬ ‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫‪)PKR‬‬ ‫بـ(بي كيه آر‬
‫وزيادة الكتلة الجسدية‬ ‫من أغسطس ‪ 2012‬ـ أفاد إيرين جلوفر‬ ‫علم المناعة‬ ‫إن حدوث‬ ‫‪.‬‬ ‫ي‬
‫ِ ِ ّ َّ‬ ‫هاب‬ ‫اللت‬ ‫م‬ ‫ي‬
‫الج َ ْ‬
‫س‬ ‫لتنشيط ُ‬
‫‪ Ernie Glover‬وزمالؤه العاملون في‬ ‫الف َْس َف َتة التلقائية إلنزيم (بي كيه آر)‬
‫يُستخدم العالج المتواصل بجرعات‬ ‫مصدر ضوء ليناك ‪ Linac‬متزامن‬ ‫التائية‬
‫َّ‬ ‫الخ َاليا‬
‫وصول َ‬ ‫أمر مطلوب‪ ،‬كي يتفاعل مع بروتين‬ ‫ٌ‬
‫منخفضة من مضادات حيوية منذ‬ ‫بخلط أشعة إكس مع الضوء البصري‪،‬‬ ‫إلى المخ عبر الرئتين‬ ‫بـ(إن إل آر بي‬
‫اختصارا ّ‬ ‫ً‬ ‫خلوي يُعرف‬
‫عقود لتعزيز وزن الجسم في‬ ‫أو جمع الترددات في الماس‪ .‬وقد‬ ‫‪ ،)NLRP3 ٣‬كي يتم تفعيل إنزيم‬
‫أن آليات هذا‬‫الثروة الحيوانية‪َّ ،‬إل َّ‬ ‫المكانية الجديدة في‬ ‫تتيح لنا هذه إ‬ ‫إن كيفية دخول الخاليا المناعية‬ ‫َّ‬ ‫(كاسباز‪)١-‬؛ ويُفرز ٌكل من ("إنْ َترلوكين‪-‬‬
‫التأثيرغير واضحة‪ .‬وباستخدام‬ ‫المستقبل مشاهد ًة مباشر ًة ل َت َشكُّل‬ ‫إلي المخ هي مسألة ذات أهمية‬ ‫‪١‬بيتا‪ ،‬إنْ َترلوكين‪ ،١٨-‬وبروتين خلوي‬
‫نهج مماثل في فئران صغيرة‪ ،‬ظهر‬ ‫ٍ‬ ‫الروابط الكيميائية وتحطيمها‪.‬‬ ‫حورية لفهم العمليات الفسيولوجية‬ ‫ِم َ‬ ‫اختصارا بـ"إتش ّإم جي بي ‪١‬‬ ‫ً‬ ‫يُعرف‬
‫حاليا أن جرعات المضادات الحيوية‬ ‫ً‬ ‫‪X-ray and optical wave mixing‬‬ ‫ضية للجهاز العصبي المركزي‬ ‫والم َ َّ‬
‫ر‬ ‫َ‬ ‫‪ ،)"HMGB1‬كاستجابة لمجموعة متنوعة‬
‫( ُد َويْ َن العالجية ‪)subtherapeutic‬‬ ‫‪T. Glover el al‬‬ ‫إن إس)‪ .‬ويصف هذا البحث آلية‬ ‫(سي ّ‬ ‫من المستثيرات‪ .‬وتشير هذه النتيجة‬
‫تزيد من كتلة الجسم الدهنية‪،‬‬ ‫‪doi:10.1038/nature11340‬‬ ‫سببة للمرض‬ ‫الم ِّ‬
‫التائية ُ‬
‫الخالَيا َّ‬
‫تُ َمكِّن َ‬ ‫إلى إمكانية تصميم عالجات لمنع‬
‫وتسبب تغيرات في تكوين المجتمع‬ ‫من الدخول إلى المخ‪ .‬وفي نموذج‬ ‫هاب ّي في حالت‬ ‫اللت ِ‬ ‫الج َس ْيم ِ‬ ‫تنشيط ُ‬
‫المعاء‪ ،‬كما أنها تغير‬ ‫الميكروبي في أ‬ ‫كهربية‬ ‫فأري نَقْلي ُم ْق َت َبس (‪rat adoptive‬‬ ‫اللتهابات‪ ،‬دون المساس بالمناعة‬
‫أ‬
‫نشاط المسارات اليضية الميكروبية؛‬ ‫‪ )transfer model‬لاللتهاب ال ُنخاعي‬ ‫بشكل عام‪.‬‬
‫مما يؤدي إلى إنتاج أحماض دهنية‬ ‫دوائر كهربائية متكاملة‬ ‫الدماغي التجريبي ذاتي المناعة‬ ‫‪Novel role of PKR in‬‬
‫"قصيرة السلسلة"‪ .‬وهذه النتائج‬ ‫بسمك خلية واحدة‬ ‫(‪experimental autoimmune‬‬ ‫‪inflammasome activation and‬‬
‫تُسلِّط الضوء على أهمية ميكروبات‬ ‫‪ ،)encephalomyelitis‬المعروف‬ ‫‪HMGB1 release‬‬
‫معينة في الحفاظ على النشاط‬ ‫توثق هذه المقالة تقنية جديدة‬ ‫اختصارا بـ(إي إيه إي ‪ ،)EAE‬لوحظ أن‬ ‫ً‬ ‫‪B Lu et al‬‬
‫اليضي الطبيعي‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ذرة‬
‫إلنتاج طبقات رقيقة‪ ،‬بسمك ّ‬ ‫للد َم ِاغ تتراكم‬
‫المل ِْهبة ِّ‬
‫التائية ُ‬
‫الخالَيا َّ‬ ‫َ‬ ‫‪doi:10.1038/nature11290‬‬
‫‪Antibiotics in early life alter the‬‬ ‫واحدة‪ ،‬تجمع موصال ً (جرافين) مع‬ ‫في الجهاز العصبي المركزي بعد‬
‫‪murine colonic microbiome and‬‬ ‫الضالع‪ ،‬وهو نايترايد‬ ‫عازل سداسي أ‬ ‫ُمكوث عابر في الرئة‪ .‬وتقوم هذه‬
‫‪adiposity‬‬ ‫البورون (‪ .)h-BN‬وتسمح هذه‬ ‫إن إس)‬ ‫الخاليا ـ في طريقها إلى (سي ّ‬ ‫الـ"ديكتيوستليم"‬
‫‪I Cho et al‬‬ ‫المسماة بعملية إعادة النمو‬ ‫ّ‬ ‫العملية‪،‬‬ ‫ـ بإعادة برمجة شا ِكلَة التعبير الجيني‬ ‫والمرسال الخلوي‬
‫ِ‬
‫‪doi:10.1038/nature11400‬‬ ‫النموذجية‪ ،‬بتطور أجهزة جرافين‬ ‫والخصائص الفنية التي تُمكّ نها في‬
‫كهربائيا على طبقات متصلة‬ ‫ًّ‬ ‫معزولة‬ ‫نهاية المطاف من عبور حاجز الدم‬ ‫الرسائل الثانوية هي عبارة عن ُجزيئات‬
‫البعاد مع وصالت مختلفة‬ ‫ثنائية أ‬ ‫الدماغي‪ .‬والرئتان لهما اتصال مباشر‬ ‫الشارات من المستقبالت‬
‫الشكل أعاله | وزن وتكوين الجسم لكل‬ ‫صغيرة تُ َتابع إ‬
‫محددة بشكل جيد؛ لضمان أن تحافظ‬ ‫المكان‬ ‫إلى أ‬
‫من فئران مجموعة الضبط والمقارنة‬ ‫مع البيئة الخارجية‪ ،‬ولذا‪ ..‬فهما َ‬ ‫الهداف المقصودة داخل‬
‫وفئران مجموعة المعاملة دون العالجية‬ ‫الحقول المنظمة على خواص إلكترونية‬ ‫المنطقي للخاليا المناعية ذات الصلة‬ ‫والمرسال (ثـُنائي الغوانيليات‬ ‫الخلية‪ِ .‬‬
‫بالمضادات حيوية (‪.)STAT‬‬ ‫الجهزة التي تُصنع‬ ‫محددة‪ .‬إن أ‬ ‫لستضافة الدفاع‪ ،‬وربما أيضا تُ ِوفر‬ ‫الحل َِقي ‪ )cyclic-di-GMP‬هو ِمرسال‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫المسح التمثيلي بقياس المتصاص المزدوج‬ ‫وجه من المتوقع أن‬ ‫باستخدام هذا ال ّت ّ‬ ‫الرئتان بيئة مالئمة لتطوير خاليا مناعة‬ ‫شائع في البكتيريا‪ ،‬ينشط في تكوين‬
‫لطاقة أشعة إكس (‪ )DEXA‬أظهر أن نسبة‬ ‫ميكانيكيا‪ ،‬وشفافة بصريًّا؛‬‫ًّ‬ ‫تكون مرنة‬ ‫ذاتية‪.‬‬ ‫البيوفيلم*‪ biofilm‬ـ على سبيل‬
‫دهون جسم الفأر بمجموعة الضبط‬ ‫مما يسمح بنقل مدى من المواد‬ ‫‪T cells become licensed in‬‬ ‫الن غير‬ ‫المثال ـ ولكنه ل يزال حتى آ‬
‫والمقارنة (‪22.9%‬؛ أ‬ ‫للكهربائيات المرنة الشفافة‪ .‬إن إضافة‬ ‫‪the lung to enter the central‬‬ ‫قيق ُّية ال َّنواة‪ .‬وقد‬
‫العلى) ومجموعة‬
‫مواد شبه موصلة ثنائية أ‬ ‫ُمالحظ في الخاليا َح ِ‬
‫المضادات الحيوية دون العالجية (‪32%‬؛‬ ‫البعاد إلى‬ ‫‪nervous system‬‬ ‫َّبي َن الباحثان زي هيو تشن‪ ،‬وبولين‬
‫أ‬ ‫الطبقات ستجمع ل َِب َنات البناء ال ّثالثة‬ ‫‪F Odoardi et al‬‬ ‫للمرسال (ثـُنائي‬
‫الدنى)‪.‬‬
‫أ‬ ‫دورا ِ‬
‫مؤخرا ً‬
‫ً‬ ‫شاب‬
‫معا (العزل‪ ،‬والمعدن‪ ،‬وشبه‬ ‫الساسية ً‬ ‫‪doi:10.1038/nature11337‬‬ ‫الغوانيليات) في كائن حقيقي النواة؛‬
‫تغير المناخ‬ ‫الموصل) للدوائر الكهربائية المتكاملة‬ ‫هو بروتوزوان يُدعى (ديكتيوستليم‬
‫الحديثة‪.‬‬ ‫بصريات‬ ‫ديسكويديم ‪Dictyostelium‬‬
‫تاريخ من دورات‬ ‫‪Graphene and boron nitride‬‬ ‫‪ ،) discoideum‬وهو نوع عتيق‬
‫الكربون وتغير المناخ‬ ‫‪lateral heterostructures for‬‬ ‫اآلن يمكن خلط أشعة‬ ‫نموذجا‬
‫ً‬
‫تطَوري من أ‬
‫الميبا‪ ،‬صار‬ ‫َ ُّ ِ ّ‬
‫‪atomically thin circuitry‬‬ ‫إكس مع الضوء‬ ‫لنظام بيولوجيا الخلية وال ّتطور‪ .‬لقد‬
‫يعكس عمق تعويض الكاربونايت‬ ‫‪M Levendorf el al‬‬ ‫حث عنها‬
‫تعرف الباحثان على إشارة ‪ -‬بُ َ‬
‫‪ -‬العمق المحيطي الذي فيه‬ ‫‪doi:10.1038/nature11408‬‬ ‫إن التفاعل بين الضوء والمادة هو‬ ‫المرسال (ثـُنائي‬ ‫ُمنذ أمد ‪ -‬بواسطة ِ‬
‫‪77 | 2 0 1 2‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫الطبعة العربية |‬ ‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫أبـحــاث ملخصات‬

‫يتم ذوبان الكربونايت ‪ -‬كمية‬


‫ثاني أكسيد الكربون الموجود في‬
‫الغالف الجوي‪ ،‬وبالتالي يمنحنا‬

‫)ﺩﺭﺟﺔ ﻣﺌﻮﻳﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﺌﺔ ﺳﻨﺔ(‬


‫‪3‬‬

‫ﺗﻐﻴﺮﺍﺕ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ‬


‫دلئل على تغير المناخ عبر الفترات‬
‫‪2‬‬
‫الزمنية الجيولوجية‪ .‬وتقدم هذه‬
‫‪1‬‬
‫الورقة إعادة بناء تفصيلية ألعماق‬
‫تعويض الكاربونايت في المحيط‬
‫‪0‬‬ ‫الهادئ الستوائي خالل الـ ‪53‬‬
‫مليون سنة الماضية‪ .‬وأظهرت‬
‫‪-1‬‬
‫الورقة أن عمق التعويض يالحق‬
‫حالت البرودة في المحيطات‪،‬‬
‫عنــــــــــــــــــوان‬ ‫بحيث أصبح أكثر عمقًا عبر الزمن‪.‬‬

‫سجل االحترار في‬


‫ّ‬
‫غالف عدد ‪ 6‬سبتمبر ‪2012‬‬
‫وكان العمق ما بين ‪ 3.0‬إلى ‪3.5‬‬
‫طالع نصوص األبحاث فى عدد ‪ 6‬سبتمبر‬ ‫كم في بدايات العصر السينوزوي‬
‫من مجلة نايتشر الدولية‪.‬‬ ‫(قبل حوالي ‪ 53‬ـ ‪ 56‬مليون سنة‬

‫المتجمد الجنوبي‬
‫) ووصل إلى ‪ 4.6‬كم اليوم‪.‬‬
‫الجينوم‬ ‫ويمكن تفسير التغيرات السريعة‬
‫التي طرأت على عمق تعويض‬
‫وتضع هذه السجالت ظاهرة الحترار‬ ‫أصبحت النهيارات المثيرة للكتل‬ ‫مشروع الترميز (موسوعة عناصر‬ ‫الكاربونايت في الفترة ما قبل‬
‫الحديثة ضمن سياق طويل أ‬
‫المد‬ ‫الجليدية في شبه القارة المتجمدة‬ ‫الـ"دي إن إيه") هو مشروع يهدف‬ ‫‪ 46-34‬مليون سنة جز ًّئيا‪ ،‬نتيجة‬
‫من التغيرات الطبيعية‪ ،‬وتشير إلى‬ ‫الجنوبية خالل العقدين الماضيين‬ ‫إلى وصف جميع العناصر الوظيفية‬ ‫التغيرات في العوامل الجوية‪،‬‬
‫أن الحترار المستقبلي قد يسهم في‬ ‫من الصور المعبرة عن تغير المناخ‪.‬‬ ‫المشفرة في الجينوم البشري‪ .‬وبعد‬ ‫ونوعية الكربون العضوي الذي يتم‬
‫عدم استقرار الجروف الجليدية في‬ ‫وبالرغم من ذلك‪ ،‬فإن إعادة‬ ‫تسع سنوات من إطالق الترميز‪ ،‬تُ ٍّو َج ْت‬ ‫تزويد قاع البحار به‪.‬‬
‫المناطق الجنوبية على امتداد شبه‬ ‫التركيب الرقمية لتاريخ المناخ في‬ ‫المنسق‬
‫جهود المشروع الرئيسة بالنشر َّ‬ ‫‪A Cenozoic record of the‬‬
‫القارة‪.‬‬ ‫تلك المنطقة لم تصل إلى أكثر من‬ ‫لثالثين ورقة بحثية‪ ،‬ست ورقات‬ ‫‪equatorial Pacific carbonate‬‬
‫‪Recent Antarctic Peninsula‬‬ ‫بضعة قرون في الماضي‪ .‬وتقدم‬ ‫منها في هذا العدد من مجلة "نيتشر‬ ‫‪compensation depth‬‬
‫‪warming relative to Holocene‬‬ ‫مستن ًدا‬
‫مستفيضا ِ‬
‫ً‬ ‫هذه الورقة سجال ً‬ ‫أيضا في هذا العدد‪،‬‬ ‫‪ ."Nature‬ويوجد ً‬ ‫‪H. Pälike et al‬‬
‫‪climate and ice-shelf history‬‬ ‫إلى قياسات الدوتيريوم للتغيرات‬ ‫التعليق من صفحة ‪ 67‬لـ ‪.69‬‬ ‫‪doi:10.1038/nature11360‬‬
‫‪R Mulvaney et al‬‬ ‫في درجات الحرارة في العصر‬
‫‪doi:10.1038/nature11391‬‬ ‫الهولوسيني في جزيرة جيمس روس‬ ‫الترميز‬
‫قبالةَ الطرف الشمالي الشرقي من‬ ‫توقع تركيزات الميثان‬
‫القليمية‬
‫الشكل أعاله | الخصائص إ‬ ‫القارة المتجمدة الجنوبية‪ .‬وبعد‬ ‫موسوعة متكاملة‬ ‫في القطب الجنوبي‬
‫فترات من الحد أ‬
‫والمناخية لشبه القارة المتجمدة‬ ‫العلى لالحترار في‬ ‫للجينوم البشري‬ ‫الن أن أ‬‫من المعروف آ‬
‫الجنوبية تظهر تغيرات درجات الحرارة‬ ‫بدايات العصر الهولوسيني‪ ،‬كانت‬ ‫الجزاء‬
‫عاما‪ ،‬ما بين ‪ 1958‬حتى‬
‫خالل ‪ً 50‬‬ ‫درجات الحرارة مستقرة حتى ما قبل‬ ‫َع َّي َن مشروع موسوعة عناصر الـ "دي‬ ‫المغطاة بالجليد في القطب‬
‫القليمي السريع لشبه‬‫‪ ،2008‬الحترار إ‬ ‫‪ 2500‬سنة‪ ،‬حيث حدثت حالة من‬ ‫إن إيه" ـ بشكل منهجي ـ مناطق‬ ‫الجنوبي هي مخازن للكربون‬
‫القارة المتجمدة الجنوبية‪ .‬ويتم إظهار‬ ‫التبريد السريع والحاد‪ .‬وبدأ الحترار‬ ‫النسخ‪ ،‬ومجموعة عوامل النسخ‪،‬‬ ‫العضوي والخاليا البكتيرية النشطة‬
‫اكم‪،‬‬ ‫في مجال أ‬
‫التغيرات للمعدلت السنوية ما بين‬ ‫مرة أخرى قبل ‪ 600‬سنة‪ ،‬وتر َ‬ ‫وهيكل الكروماتين‪ ،‬وتعديالت‬ ‫اليض‪ ،‬ولكن لم يتم‬
‫حتى آ‬
‫لالراضي المحددة ضمن‬ ‫يناير وديسمبر أ‬ ‫إلى أن وصل إلى معدلت سريعة‪،‬‬ ‫الهيستونات‪ .‬وفي هذا العرض‪،‬‬ ‫الن تقييم قدرة هذه الكائنات‬
‫النطاق وبيانات درجة حرارة المحيط‬ ‫ولكن ليست غير مسبوقة من درجات‬ ‫توجه الجمعية القراء من خالل‬‫ِّ‬ ‫الدقيقة على دعم عملية هضم‬
‫السطحية‪.‬‬ ‫الحرارة العالية في القرن الماضي‪.‬‬ ‫المشروع نفسه‪ ،‬والبيانات وتحليالتها‬ ‫الكربون العضوي إلى غاز الميثان‬
‫المتكاملة‪ .‬و‪ 80٪‬من الجينوم البشري‬ ‫في الجليد‪ .‬وفي هذه الورقة تقوم‬
‫القل وظيفة حيوية‬ ‫الن على أ‬ ‫لديها آ‬ ‫جيما وادهام وزمالؤها بتقديم‬
‫تشير إلى أنه ينبغي إعادة النظر في‬ ‫مشهد االستنساخ‬ ‫وبالضافة إلى‬
‫واحدة مسندة إليها‪ .‬إ‬ ‫محاكاة رقمية لتراكم الميثان في‬
‫أ‬
‫المفهوم الحالي للجين‪.‬‬ ‫في الخاليا البشرية‬ ‫توسيع فهمنا لكيفية تنظيم التعبير‬ ‫الحواض الرسوبية في القطب‬
‫‪Landscape of transcription in‬‬ ‫الجيني على نطاق الجينوم الكامل‪،‬‬ ‫الجنوبي‪ .‬وتشير النتائج التي ظهرت‬
‫‪human cells‬‬ ‫جهد " مشروع الترميز"‬
‫وصف المؤلفون َ‬ ‫ينبغي أن تساعد العناصر التي تم‬ ‫من الدراسة إلى أن الغطاء الجليدي‬
‫‪S Djebali et al‬‬ ‫لتوفير فهرس كامل من جزيئات الـ"آر‬ ‫تشخيصها حدي ًثا في تفسير نتائج‬ ‫في القطب الجنوبي يمكن أن‬
‫‪doi:10.1038/nature11233‬‬ ‫الولية والمجهزة الموجودة‪،‬‬‫إن إيه" أ‬ ‫الجينوم على نطاق الدراسات‬ ‫عنصرا تم تجاهله سابقًا من‬ ‫يمثل‬
‫ً‬
‫سواء في حجرات خلوية فرعية محددة‪،‬‬ ‫المرتبطة‪ ،‬وما بها من العديد من‬ ‫المحتوى العالمي لهيدرات الميثان‪،‬‬
‫أو في جميع أنحاء الخلية‪ .‬وأظهر‬ ‫المواقع المتوافقة مع المواقع‬ ‫الذي يسهم بشكل مباشر في زيادة‬
‫المشهد الكروماتيني‬ ‫المؤلفون أن ثالثة أرباع الجينوم‬ ‫بالمراض التي تصيب‬ ‫المرتبطة أ‬ ‫تأثيرات تغير المناخ العالمي عندما‬
‫للجينوم البشري‬ ‫البشري يمكن نسخها‪ ،‬وتوفر ثروة من‬ ‫البشر‪.‬‬ ‫يتعرض لعدم الستقرار خالل فترات‬
‫المعلومات على نطاق ومستويات‬ ‫‪An integrated encyclopedia of‬‬ ‫انهيار الغطاء الجليدي‪.‬‬
‫تصف هذه الورقة البحثية أول خريطة‬ ‫التعبير‪ ،‬والتوطين‪ ،‬ومصائر التجهيز‪،‬‬ ‫‪DNA elements in the human‬‬ ‫‪Potential methane reservoirs‬‬
‫واسعة من المواقع أ‬
‫الكثر حساسية‬ ‫وإدخال تعديالت على جزيئات الـ"آر‬ ‫‪genome‬‬ ‫‪beneath Antarctica‬‬
‫إلنزيم "دي نيزيل" ‪ DNaseI‬البشري‪،‬‬ ‫إن إيه" المعروفة وغير المشروحة‬ ‫‪.E. Birney et al‬‬ ‫‪J. Wadham et al‬‬
‫المتصل بالجين ‪ ،DNASE1‬من واسمات‬ ‫سابقًا‪ .‬وهذه المالحظات مجتمعة‬ ‫‪doi:10.1038/nature11247‬‬ ‫‪doi:10.1038/nature11374‬‬
‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬ ‫الطبعة العربية‬ ‫‪| 2012‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫‪| 78‬‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫ملخصات‪noitaco‬‬
‫أبـحــاث‪s‬‬ ‫‪l kaep )rotcaf-sucof( 1ATAG 5872‬‬

‫ﺁﺭ ﺁﻱ‬ ‫المشهد التفاعلي‬ ‫الحمض النووي (دي إن إيه) التنظيمية‪،‬‬


‫في ‪ 125‬خلية من الخاليا أ‬
‫للمنشطات الجينية‬ ‫والنسجة‬
‫المتنوعة‪ .‬ودمج هذه المعلومات مع‬
‫‪3‬‬
‫في هذه المخطوطة من "مشروع‬ ‫غيرها من مجموعات البيانات التي‬
‫الترميز" استخدم المؤلفون نسخة‬ ‫أوجد عالقات جديدة بين‬
‫يولّدها الترميز َ‬
‫للصبغ ّي‪5 ،‬‬
‫ِ‬ ‫مطابقة من التقاط التشكل‬ ‫إمكانية الوصول للكروماتين‪ ،‬والنسخ‪،‬‬
‫سي‪ ،‬للنظر في العالقات بين العناصر‬ ‫ومثيلة الـ"دي إن إيه"‪ ،‬وأنماط شغل‬

‫‪66‬‬
‫الوظيفية‪ ،‬والجينات المستهدفة‬ ‫العوامل التنظيمية‪ .‬وكشف تحليل‬
‫‪1‬‬

‫ﻋﺎﻣﻼ ﺷﺮﻳﻜًﺎ‬
‫‪4‬‬ ‫البعيدة في ‪ 1٪‬من الجينوم البشري‬ ‫تطوري محافظ التوقيعات الوظيفية‬
‫أ‬

‫ً‬
‫‪8‬‬ ‫عديدا‬
‫في ثالثة أبعاد‪ .‬ووصفوا ً‬ ‫الخيرة داخل مواقع "دي نيزيل" شديدة‬
‫‪2‬‬ ‫من التفاعالت بعيدة المدى بين‬ ‫الحساسية‪ ،‬على الرغم من أن تحليالتهم‬
‫‪5‬‬ ‫المنشطات الجينية والمواقع البعيدة‬ ‫للخاليا المستديمة متعددة القدرات‬
‫"ﺟﻲ ﺇﻳﻪ ﺗﻲ ﺇﻳﻪ ‪"1‬‬

‫الم َح َّفزات‬
‫التي تشمل عناصر تشبه ُ‬ ‫كشفت وجود صلة غير متوقعة بين‬
‫‪6‬‬
‫والمنشطات الجينية‪ ،‬والمواقع‬ ‫والمكانات‬
‫إمكانية الوصول للكروماتين‪ ،‬إ‬
‫المقيدة بـ"سي تي سي إف" ‪،CTCF‬‬ ‫التكاثرية وأنماط الختالف البشرية‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫ﺳﻲ ﺇﺱ‬ ‫وتوزيعها الجينومي‪ ،‬والتفاعالت‬ ‫‪The accessible chromatin‬‬
‫المعقدة‪ ،‬حيث إن حوالى ‪ 7٪‬فقط‬ ‫‪landscape of the human genome‬‬
‫ﻋﺎﻣﻼ ﺷﺮﻳﻜًﺎ‬
‫ً‬ ‫‪66‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪0‬‬ ‫من التفاعالت الحلقية مع أقرب جوار‬ ‫‪R Thurman et al‬‬
‫مؤشرا بسيطًا‬
‫ً‬ ‫للجين الجينومى ليست‬ ‫‪doi:10.1038/nature11232‬‬
‫(إي‪ )٢‬إلى ُحدوث تغييرات في الموقع‬ ‫الحياء أ‬
‫والمراض‬ ‫الساسية لعلم أ‬‫أ‬ ‫للتفاعالت طويلة المدى‪.‬‬
‫ليتحفَّز‬
‫بالنزيم‪ُ ،‬م َه ِّيـ ًئا إيَّاه َ‬
‫الم َحفِّز إ‬
‫ُ‬ ‫البشرية‪.‬‬ ‫‪The long-range interaction‬‬
‫المحتمل‬
‫َ‬ ‫ومن‬ ‫(إي‪.)٣‬‬ ‫إنزيم‬ ‫بواسطة‬ ‫‪Architecture of the human‬‬ ‫‪landscape of gene promoters‬‬ ‫معجم بصمات‬
‫آ‬
‫أ‬
‫المقترحة هنا‬ ‫أن تكون الليات ُ‬ ‫‪regulatory network derived‬‬ ‫‪A Sanyal et al‬‬ ‫عوامل االستنساخ‬
‫النزيمات الُخرى‬ ‫محفوظة فيما بين إ‬ ‫‪from ENCODE data‬‬ ‫‪doi:10.1038/nature11279‬‬
‫المق َت ِرنة باليوبيكويتين‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫‪M Gerstein et al‬‬ ‫تكشف بصمات "دي نيزيل" تسلسالت‬
‫‪Structure of a RING E3 ligase‬‬ ‫‪doi:10.1038/nature11245‬‬ ‫الشكل أسفله | النهج "‪ 5‬سي" لتحديد‬ ‫الحمض النووي التي يتم حمايتها‬
‫‪and ubiquitin-loaded E2‬‬ ‫التفاعالت الحلقية‪ .‬أ‪ ،‬التصميم " ‪5‬‬ ‫من النشقاق عن طريق "دي نيزيل"‪،‬‬
‫‪primed for catalysis‬‬ ‫الشكل أعاله | عالمات "جي إيه تي إيه‬ ‫سي‪ .28‬وتم تصميم بادئات "‪ 5‬سي"‬ ‫ألنها محاطة بالعوامل التنظيمية‪ .‬وقد‬
‫‪A Plechanovova et al‬‬ ‫‪ "1‬ذات السياقات المحددة أ‬
‫والهمية‬ ‫العكسية لقطع إنزيم الحصر "هند ‪"3‬‬ ‫تمت دراسة هذه البصمات في ‪41‬‬
‫‪doi:10.1038/nature11376‬‬ ‫النسبية (آر آي) لجميع العوامل المشاركة‬ ‫‪ HindIII‬الذي يحتوي على "تي إس إس"‬
‫خلية من الخاليا أ‬
‫والنسجة المتنوعة‪.‬‬
‫(أعلى) ومصفوفة عالمات الرابط المشارك‬ ‫(أحمر‪ ،‬وفقًا للرمز الجيني "في ‪ ،)"720‬و‬ ‫ويصف المؤلفون الماليين من عناصر‬
‫فلك‬ ‫(سي إس) بين كل زوج من عوامل النسخ‬ ‫المامي لكل قطع إنزيم الحصر‬ ‫"‪ 5‬سي" أ‬ ‫التسلسل القصيرة التي تحفظ أماكن‬
‫(أسفل)‪ .‬والشركاء الرئيسون والمحليون‬ ‫أ‬
‫"هند ‪ "3‬الطرفية (الزرق)‪.‬‬ ‫التعرف على تسلسل البروتينات الرابطة‬
‫البحث عن ليثيوم‪-7‬‬ ‫من "جي إيه تي إيه ‪ "1‬لهم عالمات (آر‬
‫الكوني‬ ‫آي) عالية‪.‬‬
‫ﺇﻧﺰﻳﻢ ﺍﻟﺤﺼﺮ‬
‫ﺗﺼﻤﻴﻢ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ‬

‫ﻫﻨﺪ ‪3‬‬
‫الساسية المتوقعة لنظير‬ ‫إن الوفرة أ‬ ‫ﺗﻲ ﺇﺱ ﺇﺱ‬
‫الليثيوم‪ -7‬في الكون البدائي هي‬ ‫تهيئة إنزيم لنقل‬
‫أكبر بأربع مرات من تلك المقاسة في‬ ‫بروتين اليوبيكويتين‬
‫الغالف الجوي لنجوم ‪Galactic halo‬‬
‫تتبع هذا النظير‬
‫‪ ،‬لكن من الصعب ُّ‬ ‫إن تعديالت ما بعد التكويد‬ ‫َّ‬ ‫ﺍﻟﻘﻄﻊ‬
‫في مجرة درب التبانة (‪،)Milky Way‬‬ ‫للبروتينات بواسطة بروتين‬ ‫ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﺔ‬
‫حيث إنه من المحتمل أن يكون قد‬ ‫اليوبيكويتين وما على شاكلته لها أهمية‬
‫احترق‪ .‬وأفادت هذه الورقة العلمية‬ ‫للعديد من العمليات الفسيولوجية‪.‬‬ ‫للحمض النووي "دي إن إيه"‪ .‬ويضاعف‬
‫برصد ليثيوم كوني بعد درب التبانة‬ ‫ويتم نقل اليوبيكويتين إلى البروتينات‬ ‫معمار لشبكة التنظيم‬ ‫الجهد حجم مفردات التسلسل‬
‫في غاز معدني فلكي منخفض بجوار‬ ‫َيولي‬
‫ستهدفة من مركب أثير ث ّ‬ ‫الم َ‬ ‫ُ‬ ‫من بيانات الترميز‬ ‫الم َنظّم البشري من نوع سيس‬
‫ُ‬
‫المجرة‪ ،‬وسحابة معدنية فلكية صغيرة‪.‬‬ ‫بواسطة إنزيم يقترن باليوبيكويتين‪،‬‬ ‫‪ ،cis-regulatory‬ويقدم لمحات‬
‫واليوم‪ ،‬يُلحظ أن وفرة الليثيوم‪-7‬‬ ‫اختصارا بـ(إي‪ .)E2 ٢‬ويتم‬
‫ً‬ ‫يُعرف‬ ‫يصف هذا المخطوط جهود اتحاد‬ ‫لحالت الكروماتين ومستويات الحفظ‬
‫في هذه المجرة مساوية لتوقعات‬ ‫تحفيز هذه الخطوة ِم ْن ِق َبل إنزيم‬ ‫"الترميز" لفحص مبادئ الشبكة‬ ‫أيضا مجموعة كبيرة‬
‫التطورية‪ .‬ويصف ً‬
‫النظرية القياسية لتفاعالت النصهار‬ ‫سمى (ليجاز اليوبيكويتين "إي‪"٣‬‬ ‫يُ َّ‬ ‫النسخية التنظيمية البشرية‪ ،‬وذلك‬ ‫من العوامل التنظيمية من موتيفات‬
‫في النفجار العظيم‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن‬ ‫‪ .)”ubiquitin ligase ”E3‬وفي هذه‬ ‫باستخدام ‪ 119‬مجموعة فرعية من‬ ‫التمييز الجديدة غير المألوفة التي‬
‫البيانات يمكن مطابقتها مع النماذج‬ ‫الدراسة‪ ،‬يقدم الباحث رونالد هاي‬ ‫عوامل النسخ‪ .‬وتم دمج النتائج مع‬ ‫توازي عن قرب المنظمين الرئيسين‬
‫غير القياسية‪.‬‬ ‫وزمالؤه التركيب البلوري لنوع جديد‬ ‫الخرى؛ لتشكيل‬‫المعلومات الجينومية أ‬ ‫للتمايز‪ ،‬والتطور‪ ،‬وتعدد القدرات‪.‬‬
‫‪Observation of interstellar‬‬ ‫جدير بالهتمام ‪Really Interesting‬‬ ‫شبكة فوقية متعددة المستويات‪،‬‬ ‫‪An expansive human‬‬
‫‪lithium in the low-metallicity‬‬ ‫‪ New Gene‬إلنزيم (ليجاز إي‪،)٣‬‬ ‫حيث تكون للمستويات المختلفة‬ ‫‪regulatory lexicon encoded in‬‬
‫‪Small Magellanic Cloud‬‬ ‫الم َح َّمل‬
‫بالنزيم (إي‪ُ )٢‬‬
‫مرتبط إ‬ ‫خصائص مميزة‪ .‬وسوف تساعد‬ ‫‪transcription factor footprints‬‬
‫‪J Howk et al‬‬ ‫باليوبيكويتين‪ .‬ويَكشف التركيب كيف‬ ‫هذه النتائج في التفسير المستقبلي‬ ‫‪S Neph et al‬‬
‫‪doi:10.1038/nature11407‬‬ ‫يؤدي ارتباط اليوبيكويتين بإنزيم‬ ‫للجينوم البشري‪ ،‬وفي فهم المبادئ‬ ‫‪doi:10.1038/nature11212‬‬
‫‪79 | 2 0 1 2‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫الطبعة العربية |‬ ‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫أبـحــاث ملخصات‬

‫الفضاء‬

‫دوران فوياجر ‪ 1‬في‬


‫ﻏﺸﺎﺀ ﺃﻭﻛﺴﻴﺪ ﻛﺜﻴﻒ‬
‫المدار الشمسي‬
‫إن المركبتين الفضائيتين فوياجر‬
‫حاليا متوغلتان في‬ ‫‪ ،1‬وفوياجر ‪ً 2‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪hν‬‬ ‫المدار الشمسي (‪،)heliosheath‬‬
‫‪O H‬‬
‫أ‬
‫‪O‬‬ ‫‪R‬‬

‫‪R‬‬
‫‪H‬‬
‫‪H‬‬
‫‪O‬‬
‫‪O‬‬
‫‪In‬‬ ‫‪O‬‬
‫‪Zn‬‬
‫‪O‬‬
‫‪H‬‬
‫‪O‬‬ ‫‪H‬‬
‫‪H‬‬
‫‪O‬‬
‫‪R‬‬
‫‪O‬‬
‫‪Zn‬‬
‫‪O‬‬ ‫‪O‬‬
‫‪R‬‬ ‫عدا في المدار‬ ‫وهي الطبقة الكثر بُ ً‬
‫‪In‬‬

‫‪Zn‬‬
‫‪O‬‬ ‫‪Ga‬‬ ‫‪O‬‬ ‫‪Zn In‬‬ ‫‪O‬‬
‫‪O‬‬
‫‪Ga‬‬ ‫‪O‬‬
‫‪O‬‬
‫‪H‬‬
‫‪O‬‬

‫‪Ga‬‬ ‫‪O‬‬
‫‪Zn‬‬ ‫‪O‬‬

‫‪O‬‬
‫‪In‬‬
‫‪O‬‬
‫‪In‬‬
‫‪O‬‬
‫‪Ga‬‬
‫‪H‬‬
‫‪H‬‬
‫‪O‬‬
‫‪Ga‬‬ ‫‪O‬‬
‫‪Zn‬‬
‫‪R‬‬ ‫‪H‬‬
‫‪O‬‬ ‫‪R‬‬ ‫‪H‬‬
‫‪O‬‬ ‫الشمسي‪ ،‬حيث الرياح الشمسية‬
‫(وهي تيار من الجسيمات المشحونة‬
‫‪O‬‬ ‫‪O‬‬
‫‪O‬‬ ‫‪O‬‬ ‫‪Zn‬‬ ‫‪O‬‬ ‫‪O‬‬ ‫‪In‬‬ ‫‪O‬‬ ‫‪R‬‬
‫‪O‬‬
‫‪H‬‬ ‫‪O‬‬ ‫‪In‬‬ ‫‪O‬‬ ‫‪H‬‬ ‫‪O‬‬ ‫‪O‬‬ ‫‪In O Ga H Zn O H R‬‬ ‫‪O‬‬ ‫‪Ga‬‬
‫‪In‬‬ ‫‪O R‬‬ ‫‪R‬‬
‫‪H‬‬
‫‪O‬‬ ‫‪In‬‬ ‫‪O‬‬ ‫‪Ga‬‬ ‫‪O‬‬
‫‪In‬‬ ‫‪Zn‬‬ ‫‪H‬‬
‫‪O‬‬ ‫‪In O‬‬ ‫‪Zn‬‬ ‫‪H‬‬
‫‪O‬‬ ‫‪O‬‬

‫المنبعثة من الشمس) ما زالت‬


‫‪O‬‬ ‫‪H‬‬
‫‪O‬‬ ‫‪O‬‬ ‫‪O In O O‬‬ ‫‪O‬‬ ‫‪R‬‬ ‫‪O‬‬ ‫‪H‬‬ ‫‪H O‬‬
‫‪H O In‬‬
‫‪In‬‬ ‫‪H‬‬
‫‪R‬‬ ‫‪O‬‬ ‫‪O‬‬ ‫‪R‬‬ ‫‪O‬‬
‫‪O‬‬ ‫‪H‬‬ ‫‪H O‬‬
‫‪H‬‬ ‫‪O‬‬
‫‪H‬‬
‫‪H‬‬
‫‪O‬‬
‫‪R‬‬
‫‪O‬‬ ‫‪In‬‬
‫‪O‬‬
‫‪R‬‬
‫واضحة‪ ،‬ولكنها مبطّأة بسبب ضغط‬
‫الغاز ال ّنجمي‪ .‬وما زالت تقوم كل‬
‫من مركبتي فايكنج بإرسال معلومات‪.‬‬
‫كهربية‬ ‫وتوثِّق هذه المقالة نتائج مناورات‬

‫أشباه موصالت في بقعة ضوء ‪KZ‬‬


‫حديثة العهد‪ ،‬حيث كانت فوياجر‬
‫‪ – 1‬وبعد البقاء على مسار ثابت‬
‫عاما – تقوم‬ ‫لفترة خمسة وعشرين ً‬
‫بالستدارة بشكل دوري من خالل‬
‫‪Flexible metal-oxide devices made by room‬‬ ‫يُعتبر محلول أشباه موصالت أكسيد المعدن القابل للمعالجة‬ ‫‪ 70‬درجة‪ ،‬لكي تسمح لمكاشف‬
‫‪temperature photochemical activation of sol–gel‬‬ ‫من المواد الجذابة لالإلكترونيات المرنة منخفضة التكلفة‪ ،‬ولكن‬ ‫الجسيمات المشحونة التابعة للمسبار‬
‫‪films‬‬ ‫الحاجة إلى معالجة المواد المترسبة حراريًّا عند درجات حرارة‬ ‫بأن تفحص توقعات من النماذج‬
‫‪Y Kim et al‬‬ ‫عالية يقيد الركائز (أرضيات الترسيب) التي من الممكن أن تصنع‬ ‫الديناميكية المائية المغناطيسية‬
‫‪doi:10.1038/nature11434‬‬ ‫الجهزة‪ .‬وقد بَ ًّي َن يونج هون كيم ‪Yong-Hoon‬‬ ‫عليها هذه أ‬ ‫(‪ )magnetohydroduynamic‬تفيد‬
‫أ‬
‫‪ Kim‬وزمالؤه أن تشعيع مادة محلول صب الفالم بضوء‬ ‫الولي في‬ ‫بأن التدفق الشعاعي أ‬
‫الكسيد المعدني‬ ‫الشكل أعاله | تنشيط ضوئى ألشباه موصالت أ‬ ‫فوق بنفسجي يمكن أن يج ِّنبنا الحاجة إلى خطوة المعالجة‬ ‫الغالف الشمسي كان أصال ً قد تم‬
‫المحضرة بالمحلول بواسطة )دي يو في( مخططات تبين آلية‬
‫َ‬ ‫الحرارية‪ .‬وفي هذا النظام يخدم المنش ُط الكيميائي الضوئي‬ ‫القطاب نحو التدفق‬ ‫عكسه باتجاه أ‬
‫لالكسيد المعدني بواسطة فوتونات إشعاع‬‫الولية أ‬
‫تكثيف الطبقات أ‬ ‫نفس الغرض‪ ،‬مثل المعاجلة الحرارية؛ والناتج هو مواد شبه‬ ‫الخطّولي (الخط طولي)‪ .‬لقد تم‬
‫(دي يو في)‪ .‬والظل أ‬
‫الزرق الفاتح يدل على التعرض إلضاءة‬ ‫موصلة‪ ،‬تمتلك أداء أجهزة بمستويات تقارن بتلك التي أنتجت‬ ‫إنجاز خمس دورات‪ ،‬كان آخرها بتاريخ‬
‫أ‬
‫مصباح الزئبق ذي الضغط المنخفض (النابيب الزرقاء)‪.‬‬ ‫بتقنيات المعالجة الحرارية عند درجات حرارة عالية‪.‬‬ ‫‪ 31‬يناير من هذا العام؛ وكانت نتائج‬
‫مفاج َئةً ‪ .‬إن تسارع التدفّق‬ ‫التجربة ِ‬
‫واقعيا صفر‪ ،‬مما‬
‫ًّ‬ ‫منخفض‪،‬‬ ‫الخطّولي‬
‫علم األعصاب‬ ‫وراء السلوكيات الفطرية المعقدة‪،‬‬ ‫والخرى‬‫أيونية ‪ ،ionic crosslinks‬أ‬ ‫يدفع إلى القول إن فوياجر ‪ 1‬ما زالت‬
‫ذكر الذباب الشاب أيًّا من‬ ‫حيث يطارد ُ‬ ‫ساه ِم ّية‪ .‬والطاقة‬
‫كون تَ َش ُّعبات تَ ُ‬ ‫تُ ِّ‬ ‫غير قريبة من حد المدار الشمسي‬
‫مصير خلية في دماغ‬ ‫الناث في البداية في الفضاء المحيط‬ ‫إ‬ ‫ال َّتكسيرية ‪ fracture energy‬لهذه‬ ‫(الهيليوبوز ‪ ،)heliopause‬وهي‬
‫الثدييات البالغة‬ ‫به‪ ،‬ولكن سرعان ما يتعلم تجنب تلك‬ ‫جدا‪ ،‬بحيث من الممكن‬ ‫المواد عالية ًّ‬
‫أن تتمطَّط ‪ ١٧‬مرة قدر طولها أ‬
‫النقطة النظرية‪ ،‬حيث يبطئ التيار‬
‫الناث المعطرة بالفيرمونات الذكرية‬ ‫إ‬ ‫الصلي‬ ‫ََ َ‬ ‫الشمسي‪ ،‬إلى أن يتوقف‪.‬‬
‫إن دماغ الثدييات قادر على توليد‬ ‫من نوع خالت الفاكسينيل من نوع‬ ‫عندما تحتوي على ف ََجوات‪ ،‬عادة ما‬ ‫‪No meridional plasma flow in‬‬
‫خاليا عصبية جديدة مفعمة بالنشاط‬ ‫اختصارا بـ"سي‬
‫ً‬ ‫سيس (‪ ،)cis‬المعروفة‬ ‫تُحدث الشقوق في الهالميات المائية‪.‬‬ ‫‪the heliosheath transition region‬‬
‫في مرحلة البلوغ‪ ،‬ولها عدد من منافذ‬ ‫في إيه"‪ ،‬التي تدل على العذرية‬ ‫وتُعزى صالبة هذه المواد إلى اجتسار‬ ‫‪R Decker et al‬‬
‫(كوات) الخاليا الجذعية المتخصصة‬ ‫المفقودة‪ .‬وتبين هذه الدراسة أن هذا‬ ‫اهمية‬‫الشقوق بواسطة الشبكة ال َّت َس ُ‬ ‫‪doi:10.1038/nature11441‬‬
‫لهذا الغرض‪ .‬وقد اختبرت دراسات‬ ‫كالسيكيا‬
‫ًّ‬ ‫بافلوفيا**‬
‫ًّ‬ ‫التعلم ليس تكيفًا‬ ‫مصحوبة بتبديد للطاقة من خالل ِّ‬
‫حل‬
‫سابقة آليات تنظيم المراحل المتأخرة‬ ‫من خالل الترابط العشوائي للـ"سي‬ ‫اليونية في الشبكة‬ ‫زمام التشعبات أ‬ ‫بصريات‬
‫َ َ ُّ‬ ‫ِ‬
‫من تكوين الخاليا العصبية في‬ ‫في إيه" مع الرفض‪ .‬وبدل ً من ذلك‪،‬‬ ‫الثانية‪.‬‬
‫عرف إل القليل‬‫البالغين‪ ،‬ولكن ل يُ َ‬ ‫فإنه ينتج عن زيادة في حساسية‬ ‫‪Highly stretchable and tough‬‬ ‫الم ُط الطويل‬
‫َّ‬
‫حول كيفية تنظيم الخاليا الجذعية‬ ‫الذكور الفطرية للـ"سي في إيه"‪،‬‬ ‫‪hydrogels‬‬ ‫للهالميات المائية‬
‫ُ‬
‫العصبية الهامدة‪ .‬وهنا استخدم‬ ‫مسيطَر عليها من قبل دائرة صغيرة‬ ‫‪J Sun et al‬‬
‫جوان سونج وزمالؤه أ‬
‫الساليب‬ ‫من الخاليا العصبية الدوبامينية‪.‬‬ ‫‪doi:10.1038/nature11409‬‬ ‫تُستخدم الهالميات المائية في‬
‫الوراثية‪ ،‬وأساليب الوراثيات الضوئية؛‬ ‫وتمهد النتائج الطريق لدراسة قواعد‬ ‫العدسات الالصقة المرنة‪ ،‬وكسقّالت‬
‫إلثبات دور لما بين الخاليا العصبية‬ ‫تطورا للمشاركة في‬ ‫التعلم أ‬
‫الكثر‬ ‫علم الحشرات‬ ‫في الهندسة النسيجية‪ ،‬ولتوصيل‬
‫ً‬
‫المعبرة عن الپارڤالبومين (بي في‬ ‫التكامل الحسي وصناعة القرارات‬ ‫إن خصائصها الميكانيكية‬ ‫العقاقير‪ّ .‬‬
‫‪ ،)1‬ولكن ليس لغيرها من أ‬
‫النواع‬ ‫المتميزة‪.‬‬ ‫ذبابة الفاكهة تتعلم‬ ‫حدت ـ إلى قدر كبير ـ من‬ ‫الفقيرة قد َّ‬
‫الفرعية للخاليا العصبية المثبطة‪ ،‬في‬ ‫‪Dopamine neurons modulate‬‬ ‫من التجربة والخطأ‬ ‫ولكن هذا البحث يعلن عن‬ ‫تطبيقاتها‪َّ ،‬‬
‫قيادة مصير قرارات الخاليا الجذعية‬ ‫‪pheromone responses in‬‬ ‫مادة جديدة قوية ومطاطية‪ ،‬قد تُطيح‬
‫العصبية الهامدة التي تشبه الخاليا‬ ‫‪Drosophila courtship learning‬‬ ‫أصبح سلوك المغازلة في ذبابة‬ ‫بالهالميات المائية‪ .‬والنظام الجديد‬
‫صين الفئران‬‫الدبقية الشعاعية في ُح ْ‬ ‫‪K Keleman et al‬‬ ‫ائدا لتحديد الدوائر‬
‫نموذجا ر ً‬
‫الفاكهة آ ً‬ ‫عبارة عن شبكة مزدوجة من ال ُهالم؛‬
‫البالغة‪ .‬وتحدد الدراسة مكانة الخاليا‬ ‫‪doi:10.1038/nature11345‬‬ ‫والليات الجزيئية التي تكمن‬ ‫العصبية‬ ‫كون تَ َش ُّعبات‬
‫فيه إحدى الشبكتين تُ ِّ‬
‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬ ‫الطبعة العربية‬ ‫‪| 2012‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫‪| 80‬‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫ملخصات أبـحــاث‬

‫‪ ،Proteotoxic stress‬مما يُرجح بأن (آر‬ ‫الهاجعة‬


‫الضخم من الخاليا البا ِئ َّية ِ‬ ‫الشكل إلى اليمين | تآكل في ساحل من‬ ‫الشارة الثالثية‪ ،‬والدوائر‬
‫مستقبالت إ‬
‫رشح لتصحيح أوجه القصور‬ ‫بي إن‪ُ )٦-‬م ّ‬ ‫ذاتية الستنشاط قد يكون بمثابة‬ ‫ترسبات الجليد الغنية بالكربون في جزيرة‬ ‫المحلية التي توفر آلية‪ ،‬يمكن من‬
‫الس ِت ْتباب البروتيني‬ ‫ابات‬ ‫في اضطر‬ ‫الم ْم ِر َضة‬ ‫أ‬
‫ْ‬ ‫الض ّد ذا ِت ّية ُ‬
‫مصدر لالجسام ِ‬ ‫أ‬
‫مواستاخ في الجانب الجنوبي الشرقي من‬ ‫خاللها إخضاع الخاليا الجذعية‬
‫المرتبطة بالعمر‪ .‬وقد ابتدأت الوثيقة‬ ‫الذئ َْبة‬
‫في المراض الروماتيزمية‪ ،‬مثل ِ‬ ‫بحر لبتيف‪.‬‬ ‫العصبية الهامدة في الكبار للتنشيط‬
‫بأن الخاليا‬
‫الثانية بالفرضية القائلة ّ‬ ‫موع َّية‪.‬‬
‫الم ْج ِ‬
‫الح َم ِام َّية َ‬
‫ُ‬ ‫والتجديد الذاتي‪ ،‬ر ًّدا على نشاط‬
‫الجذعية ـ سريعة النقسام ـ لها نشاط‬ ‫‪Endogenous antigen tunes the‬‬ ‫علم األورام‬ ‫الخاليا العصبية والخبرة‪.‬‬
‫كبير إلنزيم البروتيوزوم؛ للحفاظ‬ ‫‪responsiveness of naive B cells‬‬ ‫‪Neuronal circuitry mechanism‬‬
‫على سالمة الجينوم والبروتيوم عن‬ ‫‪but not T cells‬‬ ‫لم َث ِب َطات‬
‫المقاومة ُ‬
‫ُ‬ ‫‪regulating adult quiescent‬‬
‫طريق إزالة البروتينات التالفة‪ .‬وتُظهر‬ ‫‪J Zikherman et al‬‬ ‫البروتين جيه إيه كيه‪2‬‬ ‫‪neural stem-cell fate decision‬‬
‫الخاليا الجذعية الجنينية البشرية‪،‬‬ ‫‪doi:10.1038/nature11311‬‬ ‫‪J Song et al‬‬
‫اختصارا بـ(إتش إي إس سي‬ ‫ً‬ ‫المعروفة‬ ‫َ‬ ‫تَكْ ُثر الطَّفرات في مجموعة إنزيمات "كايناز"‬ ‫‪doi:10.1038/nature11306‬‬
‫كبيرا للبروتيوزوم‬‫ً‬ ‫ًا‬ ‫ط‬ ‫نشا‬ ‫‪)hESCs‬‬ ‫إس‬ ‫اختصارا بـ(جيه إيه كيه ‪)JAK‬‬ ‫ً‬ ‫بروتين يُعرف‬
‫(‪ ٢٦‬إس‪ ٣٠/‬إس)‪ ،‬يتضاءل مع حدوث‬ ‫ال َخص‬ ‫الورام السرطانية‪ ،‬وعلى أ‬ ‫في أ‬
‫الم ْس َت َحث‪ .‬ويرجع النشاط‬ ‫ال َّت َمايُز ُ‬ ‫كايناز (جيه إيه كيه‪ .)2‬وتم تَ َعقُّب أثر‬
‫الكبير للبروتيوزوم إلى زيادة تعبير‬ ‫ُمثبطات (جيه إيه كيه) في المرضى الذين‬
‫الوحدة الفرعية (بي إس إم دي ‪/١١‬‬ ‫المعروف‬‫يعانون من أورام ال َّتكاث ُِر ال ِّنقْوي‪َ ،‬‬
‫آر بي إن ‪،)PSMD11/RPN-16 ١٦‬‬ ‫‪.‬بي‪.‬إن‪.‬إس)‪ .‬وفي هذا‬ ‫ّ‬ ‫بـ(إم‬
‫اختصارا ّ‬
‫ً‬
‫وتعديل التعبيرعنها بواسطة عامل‬ ‫البحث‪ ،‬بَ َّين الباحث روس ليفين وزمالؤه‬
‫است َجابي‪ ،‬يُ َس َّمى (إف أو إكس‬ ‫سخي ِ‬ ‫نَ ِ‬ ‫أن خاليا الروم ال َّتكاث ُِر ال ِّنقْوي يُمكن أن‬
‫أو ‪ ،)FOXO4 ٤‬وهوعامل نمو شبيه‬ ‫المزمن‬ ‫تبقى في ظل حالة من التثبيط ُ‬
‫بالنسولين‪Insulin like Growth ١-‬‬ ‫إ‬ ‫لكايناز(جيه إيه كيه‪" )2‬بالعقاقير"‪ ،‬وذلك‬
‫‪ ،Factor-1‬وكذا العامل ال َّنسخى‬ ‫ألن كايناز (جيه إيه كيه‪ )2‬يُشكِّل َم ْث َن ِويًّا‬
‫الطبيعي (دي إيه إف ‪.)١٦‬‬ ‫ايرا ‪ heterodimer‬مع كاينيزات (جيه‬ ‫ُمغَ ً‬
‫‪Increased proteasome activity‬‬ ‫إيه كيه) أُخرى‪ ،‬مما يؤدي إلى بقاء(جيه إيه‬
‫‪in human embryonic stem cells‬‬ ‫غالف عدد ‪ 13‬سبتمبر ‪2012‬‬ ‫كيه‪ )2‬في حالة تنشيط‪ .‬وهذا ال َّنمط من‬ ‫تغير المناخ‬
‫‪is regulated by PSMD11‬‬ ‫طالع نصوص األبحاث فى عدد ‪ 13‬سبتمبر‬ ‫ُ"مثابَرة" الدواء يبدو أنه يَحدث في المرضى‬
‫‪RPN-6 determines C. elegans‬‬ ‫من مجلة نايتشر الدولية‪.‬‬ ‫المعالَجين ُبمثبطات (جيه إيه كيه‪.)2‬‬ ‫الكربون من جليد‬
‫‪longevity under proteotoxic‬‬ ‫ولذا‪ ..‬فإن ال ُّن ُهج العالجية التي تُحدث‬ ‫القطب الشمالي‬
‫‪stress conditions‬‬ ‫خاليا جذعية‬ ‫تَ َد ُّركًا لكيناز (جيه إيه كيه‪ )2‬قد تكون أكثر‬
‫‪D Vilchez et al‬‬ ‫فعالية من العالج ُبم ِثبطات (جيه إيه كيه‪)2‬‬ ‫يمكن أن يؤدي ذوبان الطبقات دائمة‬
‫‪doi:10.1038/nature11468‬‬ ‫البروتيوزوم وإطالة‬ ‫فرِدها‪.‬‬
‫ِب ُم َ‬ ‫التجلد في القطب الشمالي إلى إطالق‬
‫‪doi:10.1038/nature11315‬‬ ‫ُع ْمر الخاليا الجذعية‬ ‫‪Heterodimeric JAK–STAT‬‬ ‫كميات هائلة من الكربون إلى الغالف‬
‫‪activation as a mechanism of‬‬ ‫الجوي‪ .‬ومع ثبوت تزايد سخونة‬
‫في هذا العدد من مجلة "نيتشر‬ ‫‪persistence to JAK2 inhibitor‬‬ ‫حاليا بدرجات أعلى‬
‫القطب الشمالي ً‬
‫إصالح القلب عبر‬ ‫‪ "Nature‬ركَّزت وثيقتان على دور إنزيم‬ ‫‪therapy‬‬ ‫متوقعا في السابق‪ ،‬من المهم‬
‫ً‬ ‫مما كان‬
‫استبدال الخاليا‬ ‫البروتيوزوم في إطالة عمر الخاليا‬ ‫‪P Koppikar et al‬‬ ‫معرفة مدى قابلية تأثر الطبقات دائمة‬
‫الجذعية‪ ،‬ووظيفتها كذلك‪ .‬الوثيقة‬ ‫‪doi:10.1038/nature11303‬‬ ‫التجلد للتسخين المقبل‪ .‬وفي هذه‬
‫تستكمل هذه الدراسة النتائج السابقة‬ ‫الولى تؤسس آلية ُمحتملة لتفسير سبب‬ ‫أ‬ ‫الدراسة يوضح أوريان جوستافسون‬
‫الجنينية‪ ،‬وما‬
‫ّ‬ ‫حول زراعة خاليا القلب‬ ‫المدعاة‬‫الم َد َّو َرة ُ‬
‫إطالة عمر الدو َد ٌة ُ‬ ‫علم المناعة‬ ‫الطالق المستمر للكربون‬ ‫وزمالؤه أن إ‬
‫تحسن في وظائف القلب‬ ‫تحمله من ّ‬ ‫كاينوربديتس إيليجانز ‪Caenorhabditis‬‬ ‫عن طريق ترسبات الجليد الدائم ـ‬
‫المصاب بالحتشاء‪ ،‬رغم التأثير‬ ‫ُ‬ ‫‪ elegans‬بإزالة ُساللة الخاليا الجنسية‬ ‫ض ٌّدات الذاتِ ّية‪،‬‬‫الم ْستَ ِ‬
‫ُ‬ ‫التي أصبحت ظاهرة للعيان‪ ،‬وما‬
‫الطفيف الّذي تُحدثه على الخصائص‬ ‫وتفقد الديدان التي بها تَ َح ُّور‬ ‫المتكا ِثرة‪ِ .‬‬‫ُ‬ ‫وتطور الخاليا البائِ َّية‬
‫ُّ‬ ‫يرتبط بها من جليد دائم تحت سطح‬
‫البحر ـ هو المظهر أ‬
‫الميكانيكية للقلب؛ حيث قام الباحثون‬ ‫ّ‬ ‫اختصارا بـ]جي إل بي ‪١-‬‬ ‫ً‬ ‫جيني‪ ،‬يُعرف‬ ‫الساسي لموازنة‬
‫القلبية على‬
‫بدراسة نموذج لالإصابة ّ‬ ‫(إي ‪ُ ،glp-1)e2141[ )٢١٤١‬ساللة الخاليا‬ ‫توضح هذه الدراسة أن الخاليا البا ِئ َّية‬ ‫الكربون الحالية في جرف القطب‬
‫معدل ضربات‬ ‫نظرا إلى ّأن ّ‬ ‫خنزير غينيا‪ً ،‬‬ ‫الجنسية‪ ،‬وتعيد تخصيص الموارد‬ ‫ستضدات ذاتية‪،‬‬ ‫أثناء تطورها تواجه ُم ّ‬ ‫الشمالي شرق سيبيريا‪ .‬وتشير الدراسة‬
‫القلب لدى هذه الحيوانات يصل إلى‬ ‫(المتاحة) إلى ُساللة الخاليا الجسدية‪،‬‬ ‫وأن الخاليا البا ِئ َّية ذاتية الستنشاط‬ ‫أيضا إلى أنه يتم تنشيط كميات كبيرة‬ ‫ً‬
‫تتحمله خاليا القلب‬ ‫أ‬
‫الحد القصى الّذي ّ‬ ‫ربما لتحرير تلك الموارد لستثمارها‬ ‫تستمر كذخيرة احتياطية ناضجة‪،‬‬ ‫من الكربون القديم الموجود في‬
‫البشري‪ ،‬غير أنّه أقل بكثير من مثيله‬ ‫أيضا زيادة‬ ‫في إطالة العمر‪ ،‬ولديها ً‬ ‫ولكنها تصبح أقل استجابة‪ ،‬أو ُمعطَلة‬ ‫الطبقات الجليدية الدائمة‪ ،‬بحيث‬
‫المستخدمة في‬ ‫في الفئران والجرذان‬ ‫فى نشاط إنزيم البروتيوزوم ست‬ ‫لستثارة ُم ْس َت ِقبل ُم ْس َت ِض ّد الخلية‬ ‫هرب ثلثا كميات هذا الكربون إلى‬
‫البحاث ّأن‬ ‫البحاث‪ .‬وقد أظهرت ُ أ‬ ‫أ‬ ‫مرات‪ ،‬وكذا إزالة البروتينات التالفة‬ ‫البائية؛ وبذلك تتحاشى نُشوء المناعة‬ ‫الغالف الجوي على شكل ثاني أكسيد‬
‫المستخلصة من الخاليا‬ ‫القلبية ُ‬
‫الخاليا ّ‬ ‫المرتبطة بزيادة التعبير لوحدة فرعية‬ ‫ُ‬ ‫الذاتية‪ .‬ويبدو أن الستنشاط الذاتي‬ ‫الكربون‪ ،‬وتتم إعادة دفن الكميات‬
‫الجذعية البشريّة يُمكنها الندماج في‬ ‫ّ‬ ‫سمى (آر بي إن‪ )rpn-6 ٦-‬بإنزيم‬ ‫تُ َّ‬ ‫(‪ )autoreactivity‬مترابط مع َع َت َبة‬ ‫الباقية في الترسبات الموجودة على‬
‫ضد‬
‫داخل قلب خنزير غينيا‪ ،‬والحماية ّ‬ ‫البروتيوزوم (‪ ١۹‬إس)‪ ،‬و"عامل نسخ‬ ‫فإن‬
‫تفعيل الخاليا البائية‪ ،‬ولذا‪ّ ..‬‬ ‫جرف القطب الشمالي‪.‬‬
‫الضطرابات في ضربات القلب‪ ،‬وهو‬ ‫إف أو إكس أو ‪FOXO transcription‬‬ ‫الد ِخيلَة التي تتفاعل‬ ‫المستضدات ّ‬ ‫‪Activation of old carbon by‬‬
‫ال ّول على ّأن الخاليا‬ ‫ما يمثل الدليل أ‬ ‫اختصارا بـ(دي إيه إف‬ ‫‪ ، "factor‬يُعرف‬ ‫مع الخاليا البائية ‪ -‬على صعيد أكبر‬ ‫‪erosion of coastal and subsea‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫الجذعية‬
‫ّ‬ ‫الخاليا‬ ‫من‬ ‫ستنبتة‬ ‫الم‬
‫القلبي ُ‬
‫ة‬ ‫ّ‬ ‫‪ .)DAF-16 ١٦‬والتعبيرالنْ ِتباذي للـ(آر‬ ‫من الستنشاط الذاتي الموروث بهذه‬ ‫‪permafrost in Arctic Siberia‬‬
‫البشريّة قادرة على الندماج في داخل‬ ‫كاف لتمديد عمر الخاليا‪،‬‬ ‫بي إن‪ٍ )٦-‬‬ ‫الخاليا ‪ -‬هي فقط التى تُ َن ِّشطُها‪.‬‬ ‫‪J. Vonk et al‬‬
‫قلب إالنسان البالغ‪ ،‬بما يم ّثل خطو ًة‬ ‫الداخ ِل ّي‬
‫ِ‬ ‫الذيفان‬ ‫َرب‬ ‫ك‬ ‫من‬ ‫وحمايتها‬ ‫أن هذا الحتياطي‬ ‫ويُ َح ِّز ُر الباحثون َّ‬ ‫‪doi:10.1038/nature11392‬‬
‫‪81 | 2 0 1 2‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫الطبعة العربية |‬ ‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫أبـحــاث ملخصات‬

‫كبرى نحو تب ّني الستبدال الخلوي‬


‫كعالج ألمراض القلب أ‬
‫والوعية الدمويّة‪.‬‬
‫‪Human ES-cell-derived‬‬
‫‪cardiomyocytes electrically‬‬
‫‪couple and suppress‬‬
‫‪arrhythmias in injured hearts‬‬
‫‪Y Shiba et al‬‬
‫‪doi:10.1038/nature11317‬‬

‫فيزياء الكم‬

‫التخاطر الك َِّمي على‬


‫طريقة "آيالند هوبنج"‬
‫الول للتخاطر‬ ‫منذ الثبات التجريبي أ‬
‫إ‬
‫الكمي ‪quantum teleportation‬‬
‫المك َِّون الرئيس في التصالت‬
‫‪ُ -‬‬
‫والحوسبة الكمية ـ يعمل الفيزيائيون‬
‫على زيادة المسافة التي يمكن بث‬
‫التنوع الحيوي‬
‫تدريجيا‪.‬‬
‫ًّ‬ ‫المعلومات الكمية خاللها‬

‫ِّ‬
‫بالشباك‬ ‫اضطراب قاع البحار‬
‫تقريرا‬
‫ً‬ ‫تحمل‬ ‫وهذه الورقة العلمية‬
‫عن تخاطر كمي لمسافات طويلة‪،‬‬
‫ينطوي على تغذية أمامية آنية نشطة‪،‬‬

‫الماسحة للقيعان‬
‫وهي الميزة التي ستكون ضرورية‬
‫لتطبيقات مستقبلية‪ ،‬مثل التصال‬
‫بين أجهزة كمبيوتر كمية‪ .‬وباستخدام‬
‫أن‬
‫مرتين في العام‪ ،‬في حين ّ‬‫مرة أو ّ‬
‫كان يحدث ـ عاد ًة ـ ّ‬ ‫بالشباك الماسحة لقيعان البحار‬ ‫إن التأثير المباشر للصيد ِّ‬ ‫وصلتين بصريتين‪ ،‬إحداهما كمية‪،‬‬
‫الصيد بالشباك الماسحة للقيعان يمكن أن يكون نشاطًا‬ ‫المور التي لقت الكثير‬ ‫على أعداد السمك المحلّي هو من أ‬ ‫والخرى كالسيكية‪ ،‬تم تحقيق تخاطر‬ ‫أ‬
‫متكر ًرا‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫من النتباه‪ ،‬غير أن هذا النوع من صيد السمك يؤثر كذلك‬ ‫ك َِّمي لحالة فيزيائية مستقلة خالل‬
‫‪Ploughing the deep sea floor‬‬ ‫وتبين هذه المقالة أن‬‫نواح أخرى من بيئة المحيط‪ّ .‬‬ ‫على ٍ‬ ‫مسافة "قياسية" مقدارها ‪ 143‬فى‬
‫‪P Puig el al‬‬ ‫بالشباك الماسحة لقيعان البحار – وهي ممارسة‬ ‫الصيد ِّ‬ ‫الفضاء بين جزيرتي الكناري لبالما‪،‬‬
‫‪doi:10.1038/nature11410‬‬ ‫ومعدات ثقيلة يتم سحبها‬ ‫ّ‬ ‫تجارية‪ ،‬تُستخدم فيها ِشباك‬ ‫وتينيريفي‪ .‬وبشكل ملحوظ‪ ،‬تنطوي‬
‫للرواسب‪،‬‬‫ّ‬ ‫البناء‬ ‫إعادة‬ ‫عملية‬ ‫في‬ ‫يتسبب‬
‫في قاع المحيط – ّ‬ ‫هذه المسافة على مقارنة مع المسار‬
‫المعتمدة على أسس‬ ‫الشكل أعاله | خريطة أ‬
‫الماكن المعروفة‬ ‫وكذلك انجراف التربة؛ مما يؤدي إلى أن يصبح تركيب التربة‬ ‫بين قمر صناعي‪ ،‬ومحطة أرضية‪.‬‬
‫ِ‬
‫الصيد بشباك الجر على المنحدرات القارية في العالم‪ .‬وتوضح‬ ‫في قاع المحيط أكثر نعومة مع مرور الزمن‪ .‬إن هذا يؤدي‬ ‫‪Quantum teleportation over‬‬
‫المناطق الحمراء مدى الصيد بشباك الجر‪ ،‬وتشير الحروف إلى‬ ‫إلى التقليل من التعقيد الشكلي لبيئات البحار العميقة‪.‬‬ ‫‪143 kilometers using active‬‬
‫مصايد أ‬ ‫بالشباك‬ ‫‪feed-forward‬‬
‫السماك الرئيسة العاملة في كل منطقة‪ ،‬كما هو مفصل في‬ ‫وقد طرح المؤلفون مقارنات ما بين الصيد ِّ‬
‫المعلومات التكميلية‪ .‬والمناطق الزرقاء الداكنة تمثل أعماق المياه‬ ‫الراضي‪،‬‬ ‫الماسحة لقيعان المحيط‪ ،‬والزراعة المكثفة في أ‬ ‫‪X Ma et al‬‬
‫ّ‬
‫البارز في أن حرث أ‬
‫التي تتجاوز ‪ 2000‬متر‪.‬‬ ‫الرض الزراعية‬ ‫الشارة إلى الختالف‬
‫مع إ‬ ‫‪doi:10.1038/nature11472‬‬

‫ديناميكا حرارية‬
‫‪٤٠‬عاما‪.‬‬ ‫أ‬ ‫‪superhydrophobic surfaces‬‬
‫العضوية الصطناعية لكثر من ً‬ ‫ليدنفروست ‪ ،Leidenfrost‬حيث‬
‫وفي هذه الوثيقة‪ ،‬ذكر المؤلفون‬ ‫‪V Vakarelski et al‬‬ ‫يحدث الغليان فقط خالل غشاء‬ ‫غليان السوائل بدون‬
‫خالصةً موجزة للبروستاجالندين أ‬
‫الكثر‬ ‫ُ‬ ‫‪doi:10.1038/nature11418‬‬ ‫متصل من البخار المالمس للسطح‬ ‫فقاعات‬
‫اختصارا بـ(بي جي‬
‫ً‬ ‫المعروفة‬ ‫ا‪،‬‬‫تعقيد‬
‫ً‬ ‫الساخن‪ ،‬بدل ً من النتقال إلى "نقطة‬
‫إف ‪ ٢‬ﭬ‪ PGF2‬ﭬ)‪ .‬والحصول على هذا‬ ‫علم وظائف األعضاء‬ ‫بداية الغليان‪" nucleate boiling‬‬ ‫سطوح السوبرهيدروفوبيك‬
‫المركَّب ليس من شأنه فقط أن يجعل‬ ‫ُ‬ ‫مرحلة الفقاعات‪ .‬ويمكن أن يفيد‬ ‫‪( superhydrophobic‬ذات الخواص‬
‫العقاقير الحالية ‪ -‬التي لها قاعدة من‬ ‫َمسلك جديد‬ ‫الخماد الكامل لنقطة بداية الغليان‬‫إ‬ ‫المتنافرة مع للماء) المزخرفة معروفة‬
‫البروستاجالندين ‪ -‬سهلة المأخذ‪ ،‬بل‬ ‫للبروستاجالندينات‬ ‫في تلك الحالت الصناعية التى يفضل‬ ‫جيدا‪ ،‬واسمها مناسب لخصائصها‬ ‫ً‬
‫أيضا الستكشاف السريع‬ ‫لسوف يُسهل ً‬ ‫فيها تجنب النفجارات البخارية‪،‬‬ ‫المتنافرة مع الماء‪ .‬وقد أظهر إيفان‬
‫الحلقة‬
‫َ‬ ‫رسم‬ ‫حول‬ ‫للفراغ الكيميائي‬ ‫إن البروستاجالندينات هي ُر ُسل‬ ‫ّ‬ ‫مثل محطات الطاقة النووية‪ .‬ويمكن‬ ‫فاكارليسكي ‪ Ivan Vakarelski‬وآخرون‬
‫الخماسية "الكيميائية" الشائعة‪.‬‬ ‫كيميائية ـ شبيهة بالهرمونات ‪-‬‬ ‫أن تستخدم أ‬
‫السطح المزخرفة‬ ‫السطح يمكن‬ ‫هنا أن مثل هذه أ‬
‫ُ‬ ‫ُ َ‬
‫‪Stereo-controlled‬‬ ‫النشطة‬ ‫منظٍّمة لنطاق واسع من أ‬ ‫أيضا فى التحكم‬
‫ِ‬ ‫َُ‬ ‫المتنافرة مع الماء ً‬ ‫استخدامها للتحكم في خاصية أخرى‬
‫‪organocatalytic synthesis of‬‬ ‫الفسيولوجية‪ ،‬بما في ذلك الدورة‬ ‫فى ـ أو منع ـ أنواع أخرى من التحول‬ ‫تماما‪ ،‬وهي حالة غليان‬
‫مختلفة ً‬
‫‪prostaglandin PGF2a in seven‬‬ ‫إن‬
‫الدموية‪ ،‬والهضم‪ ،‬والتكاثر‪ّ .‬‬ ‫الفيزيائي الطوري‪ ،‬مثل تكوين الثلج‬ ‫سائل على سطح ساخن‪ .‬واكتشفوا‬
‫‪steps‬‬ ‫أنْ ِشطَتها البيولوجية ِوبنيا ِتها الجزيئية‬ ‫أو الصقيع‪.‬‬ ‫صمم‬‫أن السطح الساخن يمكن أن يُ َّ‬
‫‪G Coulthard et al‬‬ ‫المعقدة جعلت البروستاجالندينات‬ ‫‪Stabilization of Leidenfrost‬‬ ‫بحيث يبقى النظام (السائل والسطح‬
‫‪doi:10.1038/nature11411‬‬ ‫أهدافًا رائجة ألخصائي الكيمياء‬ ‫‪vapor layer by textured‬‬ ‫الساخن) فى حالة تسمى نظام‬
‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬ ‫الطبعة العربية‬ ‫‪| 2012‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫‪| 82‬‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫ملخصات أبـحــاث‬

‫العصبية بنقل طيف واسع‬


‫ّ‬ ‫المحاور‬ ‫الشخصية المباشرة (الروابط القوية)‬
‫العصبية‪ ،‬بما فيها حركة‬
‫ّ‬ ‫ات‬ ‫ر‬‫شا‬ ‫ال‬
‫من إ‬ ‫كدوافع للتغيير الجتماعي‪.‬‬
‫الشوارب واللّمس‪.‬‬ ‫وفيما يمكن وصفها بأكبر تجربة على‬
‫‪Activity in motor–sensory‬‬ ‫الطالق يتم اختبارها على البشر‪ ،‬قام‬ ‫إ‬
‫‪projections reveals distributed‬‬ ‫جيمس فاولر وزمالؤه بإرسال رسائل‬
‫‪coding in somatosensation‬‬ ‫إلى ‪ 61‬مليون شخص على الفيسبوك‪،‬‬
‫‪L Petreanu et al‬‬ ‫تم اختيارهم بطريقة عشوائية في‬
‫‪doi:10.1038/nature11321‬‬ ‫يوم النتخابات في الوليات المتحدة‬
‫في عام ‪ ،2010‬وتمت متابعة سلوك‬ ‫التنوع الحيوي‬ ‫تغير المناخ‬
‫النترنت‪،‬‬ ‫أ‬
‫هؤلء الشخاص‪ ،‬سواء على إ‬
‫بعيدا عنه باستخدام ما يتوفر من‬ ‫أم ً‬ ‫كيف نحمي المناطق‬ ‫األمطار االستوائية‬
‫سجالت متاحة بشكل عام‪ .‬وأشارت‬ ‫"المحمية"؟‬ ‫تتبع مسارات الهواء‬
‫النتائج إلى أن الرسائل أدت إلى التأثير‬
‫على اللتزام السياسي‪ ،‬والبحث عن‬ ‫تعتبر المناطق المحمية من العناصر‬ ‫التحليل ـ المبني على‬ ‫ُ‬ ‫يبين هذا‬
‫ّ‬
‫المعلومات‪ ،‬والسلوك النتخابي لدى‬ ‫الرئيسة لستراتيجية حماية الغابات‬ ‫المشاهدة ـ أن الغابات تؤثر بشكل‬
‫الماليين من الناس‪ .‬وكان للرسائل‬ ‫المطيرة الستوائية‪ ،‬ولكن ما هو مدى‬ ‫المطار الستوائية على‬ ‫قوي في رياح أ‬
‫ذات الطبيعة الجتماعية تأثير أكبر‬ ‫النجاح في أداء هذه المحميات؟‬ ‫امتداد مئات الكيلومترات‪ ،‬وذلك من‬
‫من الرسائل التي تضمنت معلومات‪.‬‬ ‫جمع المؤلفون قاعدة بيانات كبيرة‬
‫َ‬ ‫خالل التغذية الراجعة من الدورة‬
‫كما أن قدرة "أصدقاء الفيسبوك"‬ ‫مستمدة من حوالي ‪ 60‬منطقة محمية‬ ‫المطار‪ ،‬فإن‬ ‫المائية‪ ..‬فعندما تهطل أ‬
‫َّ‬
‫علم األورام‬ ‫على نشر التغيير السلوكي عبر وسائل‬ ‫في سائر أرجاء العالم‪ ،‬وقاموا بتقييم‬ ‫جز ًءا منها يعود إلى الغالف الجوي‪،‬‬
‫التواصل الجتماعي كانت أقل من‬ ‫‪ 31‬مجموعة وظيفية من أ‬
‫النواع‬ ‫والتبخر‪ .‬وفي‬ ‫عن طريق عمليتي ال َّن ْتح‪،‬‬
‫ّ‬
‫ض َّدات سرطان‬
‫ُم ْستَ ِ‬ ‫قدرة أ‬
‫"الصدقاء القريبين"‪ .‬وكانت‬ ‫دافعا‬
‫الحية‪ ،‬إضافة إلى ‪ 21‬عامال ً ً‬ ‫المناطق الستوائية‪ ،‬كان يُعتقَد منذ‬
‫الدم اللمفاوي‬ ‫اللكترونية‬ ‫المحصلة أن هذه العالقات إ‬ ‫للتغيرات البيئية‪ .‬ووجد الباحثون أن‬ ‫فترة طويلة أن تكون هذه العملية جز ًءا‬
‫تعمل بشكل أساسي من خالل شبكات‬ ‫حوالي نصف المناطق المحمية تتمتع‬ ‫من الميزانية الكلَية لتكثيف البخار إلى‬
‫فاو ّي‬ ‫بالنجاح‪ ،‬لكن النصف آ‬ ‫مطر‪ ،‬إل أن أكبر أ‬
‫الدم ال ِّْلم ِ‬
‫ضاض َّ‬ ‫سرطان ابْ ِي ُ‬ ‫"العالقات القوية" الموجودة خارج‬ ‫الخر يواجه‬ ‫الدلَة جاءت دراسات‬ ‫ّ‬
‫اختصارا بـ(سي‬ ‫ً‬ ‫المعروف‬ ‫الم ْ ِزمن‪،‬‬‫ُ‬ ‫النترنت‪ ،‬ولكن لها وجود تمثيلي‬ ‫نطاق إ‬ ‫خسارة فادحة في التنوع البيولوجي؛‬ ‫نموذجية‪ ،‬ولكن بقيت غير مؤكّدة‪ .‬لقد‬
‫إل إل) هو أحد أكثر سرطانات‬ ‫اللكتروني‪.‬‬
‫عبر وسائل التصال إ‬ ‫تتسبب ـ بشكل أساسي ـ في‬ ‫استخدم دومينيك سبراكلن ورفاقه‬
‫ابيضاض الدم شيو ًعا في العالم‬ ‫‪A 61-million-person experiment‬‬ ‫الضغوط والعوامل الدافعة من خارج‬ ‫عملية الستشعار عن بُعد‪ ،‬ونماذج‬
‫الغربي‪ .‬والتعبير عن ُمستقبل ُمس َت ِضد‬ ‫‪in social influence and political‬‬ ‫السباب من‬ ‫المحميات‪ ،‬تماما كحجم أ‬ ‫المسارات العائدة في الغالف الجوي؛‬
‫ً‬
‫اختصارا‬
‫ً‬ ‫الخلية البائية‪ ،‬المعروف‬ ‫‪mobilization‬‬ ‫داخلها‪.‬‬ ‫ليظهروا أن مرور الهواء فوق الغابات‬
‫بـ(بي سي آر‪ ،) BCR‬هو ِسمة لهذه‬ ‫‪R Bond et al‬‬ ‫ومن أجل حماية ما تبقى من هذه‬ ‫المطار‬ ‫الكثيفة يصدر ما يقارب ضعف أ‬
‫الحالة‪ ،‬ولكنه من غير الواضح ما إذا‬ ‫‪doi:10.1038/nature11421‬‬ ‫البيئات الطبيعية‪ ،‬يقترح المؤلفون‬ ‫الهاطلة في المناطق متناثرة الغطاء‬
‫فعليا ُمساقًا بواسطة‬ ‫كان ال ّتسرطُن ًّ‬ ‫أنه من الضروري تأسيس مناطق‬ ‫انخفاضا بما‬
‫ً‬ ‫النبتي‪ .‬ويتوقّع الباحثون‬
‫الشاري للـ(بي سي آر)‪،‬‬ ‫المسلك إ‬ ‫علم األعصاب‬ ‫عازلة بحجم كبير حول المحميات‪،‬‬ ‫نسبته ‪ 12‬إلى ‪ 21‬في المئة في هطول‬
‫وبالتالي مستضدات ِبعينها‪ ،‬أم ل‪.‬‬ ‫والحفاظ على ارتباط المحميات مع‬ ‫استمرت‬ ‫المطار الموسمي‪ ،‬في حال ما‬ ‫أ‬
‫ّ‬
‫وقد أوضح الباحث حسن جمعة‬ ‫إدراك ّ‬
‫اللمس‬ ‫الخرى في الغابات‪ ،‬وتشجيع‬ ‫المناطق أ‬ ‫أ‬
‫عملية تقطيع الغابات في المازون على‬
‫أ‬
‫مؤخرا في مجموعة من حالت‬ ‫ً‬ ‫وزمالؤه‬ ‫بالشوارب‬ ‫استخدامات الراضي ذات التأثير‬ ‫المعدل الحالي‪ .‬واستنتج الباحثون‬
‫أن إشارات‬ ‫ّ‬ ‫نسان‬ ‫ال‬
‫إ‬ ‫في‬ ‫إل)‬ ‫إل‬ ‫(سي‬ ‫المنخفض حول المناطق المحمية‪.‬‬ ‫كذلك أن الجهود المبذولة للسيطرة‬
‫همة‪ ،‬ولكنها ل تعتمد‬ ‫م‬
‫ُ ّ‬ ‫آر)‬ ‫سي‬ ‫الـ(بي‬ ‫عندما تقوم القوارض باستكشاف‬ ‫‪Averting biodiversity collapse in‬‬ ‫على تقطيع أشجار الغابات ضروريّة‬
‫على ُمستضدات خارجية‪ .‬وبدل ً من‬ ‫الشياء باستخدام شواربها‪ ،‬يتم‬ ‫أ‬ ‫‪tropical forest protected areas‬‬ ‫اماتيكية‬ ‫في سبيل تج ّنب التأثيرات الدر‬
‫ّ‬ ‫أ‬
‫ذلك‪ ،‬تنطوي عملية تنشيطها على‬ ‫العصبية في‬ ‫ّ‬ ‫تسجيل إشارات اللمس‬ ‫‪W Laurance et al‬‬ ‫القليمية‪.‬‬ ‫على المطار إ‬
‫ارتباط لمنطقة من الـ(بي سي آر)‬ ‫الحسية الجسديّة للقشرة‬ ‫ّ‬ ‫المراكز‬ ‫‪doi:10.1038/nature11318‬‬ ‫‪Observations of increased‬‬
‫غيرة لنفس‬ ‫بحوا ِتم ذاتية على أماكن ُم َت ِّ‬ ‫َ‬ ‫يتم إرسالها عبر‬ ‫ّ ّ‬ ‫ثم‬ ‫ومن‬ ‫ة؛‬ ‫ماغي‬
‫الد ّ‬‫ّ‬ ‫‪tropical rainfall preceded by air‬‬
‫تقبل‪.‬‬ ‫أ‬ ‫‪passage over forests‬‬
‫الم َس ِ‬ ‫ُ‬ ‫الحركية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫اكز‬
‫ر‬ ‫الم‬ ‫إلى‬ ‫ة‬ ‫العصبي‬
‫ّ‬ ‫لياف‬ ‫ال‬ ‫علوم اجتماعية‬
‫آثار مهمة لفهم‬ ‫وهذه النتيجة لها ٌ‬ ‫الّتي تقوم بدورها بإرسال إشارات‬ ‫‪D Spracklen et al‬‬
‫اللية المرضية للـ(سي إل إل)؛ وإيجاد‬ ‫آ‬ ‫الحسية الجسديّة‬ ‫ّ‬ ‫عصبية إلى المراكز‬ ‫ّ‬ ‫شبكات التواصل‬ ‫‪doi:10.1038/nature11390‬‬
‫بشكل جديد‬ ‫أساليب عالجية محتملة ٍ‬ ‫حركية‬
‫ّ‬ ‫معلومات‬ ‫ّر‬ ‫مر ًة أخرى؛ بما يوف‬ ‫ومستوى التغطية‬
‫جدا‪.‬‬ ‫ًّ‬ ‫يتم دمجها بإشارات اللّمس‪ .‬وتحاول‬ ‫الشكل أعاله | عدد الشهور التقويمية‬
‫‪Chronic lymphocytic leukemia is‬‬ ‫الجابة عن التساؤل‬ ‫ذات الدللة الحصائية ( ؛ أ‬
‫هذه الدراسة إ‬ ‫تنتشر شبكات التواصل الجتماعي‬ ‫الحمر‪،‬‬ ‫إ‬
‫‪driven by antigen-independent‬‬ ‫الحركية بإرساله‬ ‫اكز‬
‫ر‬ ‫الم‬ ‫حول ما تقوم‬ ‫اللكترونية في كل مكان‪ .‬ول شك أن‬ ‫اليجابية؛ أ‬
‫ّ‬ ‫إ‬ ‫الزرق‪ ،‬سلبي) العالقات بين‬ ‫إ‬
‫‪cell-autonomous signaling‬‬ ‫الحسية الجسديّة؛ حيث‬ ‫إلى المراكز‬ ‫هذه الشبكات تؤثر على الطريقة التي‬ ‫المطار‪ ،‬و ‪ .‬الشكل المنقط يدل‬ ‫هطول أ‬
‫ّ‬ ‫على المناطق التي بها هطول أ‬
‫‪M Minden et al‬‬ ‫قام كاريل سفوبودا وزمالؤه بتصوير‬ ‫تتطور بها المجتمعات‪ ،‬ولكن من‬ ‫المطار هو‬
‫‪doi:10.1038/nature11309‬‬ ‫نشاط عصبي في شجرة المحاور‬ ‫النادر الحصول على أدلة متينة تدعم‬ ‫القل من أكبر ما في‬‫عامل من اثنين على أ‬
‫الحسية الجسديّة‬
‫ّ‬ ‫العصبية للقشرة‬
‫ّ‬ ‫هذا الفتراض‪ .‬وعلى سبيل المثال‪ ،‬ل‬ ‫الهواء‪ ،‬مع التعرض الكبير للغطاء النباتي‬
‫الشكل أعاله | إشارات أيونات الكالسيوم‬ ‫عند قيام الفئران بتحديد موضع‬ ‫عرف الفعالية النسبية للصداقات التي‬‫تُ َ‬ ‫عنه مع التعرض الصغير للهواء‪ .‬يفصل‬
‫‪ Ca2+‬الذاتية للخلية في ارتفاع في الخاليا‬ ‫شيء ما‪ ،‬وهو ما يحتاج إلى دمج هذه‬ ‫يتم تكوينها عبر الشبكات الجتماعية‬ ‫الخضر الكنتوري المناطق التي لها معدل‬ ‫أ‬
‫أ‬ ‫حواس أُخرى‪ ،‬كاللّمس‬
‫أ‬
‫الولية "سي إل إل بي" ‪ .CLL B‬تدفق‬ ‫الحركة مع ّ‬ ‫اللكترونية (الروابط الضعيفة)‪ ،‬إذا‬
‫إ‬ ‫سنوي من متوسط "إل إيه آي" ‪ .LAI‬وتشير‬
‫الصناديق السوداء إلى أ‬
‫أيونات الكالسيوم ‪ Ca2+‬في الخاليا الولية‬ ‫وغيره‪ .‬وقد أظهرت هذه الصور قيام‬ ‫ما قورنت بتلك التي تتميز بالعالقات‬ ‫الربع مناطق في ب‪.‬‬

‫‪83 | 2 0 1 2‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫الطبعة العربية |‬ ‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫أبـحــاث ملخصات‬

‫الطرفية "بي" ‪ B‬من متبرع سليم أو مريض‬


‫"سي إل إل" ‪ ،CLL‬مع العالج بالـ"آر‪"406‬‬
‫)ﺃ(‬ ‫‪ ،R406‬أو بدونه (لوحات اليسار؛ إضافة‬
‫محفز لمكافحة الـ"بي سي آر" ‪ BCR‬كعنصر‬
‫تحكم لبقاء الخلية والتحميل للـ"إندو"‬
‫‪K14CREER/RosaYFP‬‬

‫‪ Indo‬يشار إليه بواسطة سهم أسود‪،‬‬


‫ﺃﺳﺒﻮﻉ‬ ‫وتدفق أيونات الكالسيوم ‪ Ca2+‬في خلية‬
‫ﻭﺍﺣﺪ‬ ‫مفردة من الخاليا السليمة المانحة‪ ،‬أو من‬
‫مريض "سي إل إل" ‪( CLL‬لوحات اليمين)‪.‬‬
‫أكسيد الكبريت ثنائي الميثيل ‪.DMSO‬‬

‫علم الوراثة‬

‫‪48‬‬ ‫العيوب فى إنزيم‬


‫ﺃﺳﺒﻮﻋﺎ‬
‫ً‬
‫"إتش‪.‬دي‪.‬إيه‪.‬سي"‬
‫)ﺏ(‬ ‫ماسكي ‪cohesion‬‬ ‫إن المركب ال َت ُ‬ ‫ّ‬
‫لتماسك ِشقَّي‬
‫‪ complex‬مهم ُ‬
‫الم َت ِآخيين‪ ،‬والف َْصل‬ ‫الص ْب ِغ ِّي ُ‬ ‫ِّ‬
‫‪InvCREER/RosaYFP‬‬

‫الص ْبغَ ِو ّي‪chromosome‬‬ ‫ِ‬


‫ﺃﺳﺒﻮﻉ‬
‫ﻭﺍﺣﺪ‬
‫‪ ، segregation‬فضال ً عن عمليات‬
‫ِص ْبغَ ِويّة أخرى‪ ،‬مثل التعبير الجيني‪،‬‬
‫‪48‬‬ ‫إن إيه)‪.‬‬
‫وإصالح الحمض النووي (دي ّ‬
‫ﺃﺳﺒﻮﻋﺎ‬
‫ً‬ ‫ومتالزمة كورنيليا دي لنج‪ ،‬المعروفة‬
‫اختصارا بـ(سي دي إل إس ‪ )CdLS‬هي‬ ‫ً‬
‫اضطراب بشري نُ ُم ّوي‪ ،‬مرتبط بعيوب‬
‫كبيرة بالق ُُدرات المعرفية‪ ،‬وعيوب‬
‫هيكلية ِخلقية‪ .‬وهذا الضطراب ناتج‬
‫عن طفرات في الجينات التى تُ َر ِّمز‬
‫علم الخلية‬
‫للمركَّب‬ ‫الصغرى ُ‬ ‫أيًّا من الوحدات ُ‬
‫ماسكي‪ ،‬أو بروتين ُم َنظِّم لل ُت ُم ُاسك‪،‬‬ ‫ال َت ُ‬

‫األديم ّية‬
‫ِ‬ ‫لتج ُّدد الخاليا‬
‫َم َسار مزدوج َ‬
‫بـ(إن آي بي إل‪NIPL‬‬ ‫ّ‬ ‫ا‬‫اختصار‬
‫ً‬ ‫عرف‬ ‫يُ‬
‫أن أنزيم دي‬ ‫ّ‬ ‫البحث‬ ‫هذا‬ ‫ن‬ ‫بي‬
‫ُ ِّ ُ‬ ‫ي‬‫و‬ ‫)‪.‬‬
‫اختصارا بـ)إتش دي‬ ‫ً‬ ‫أسي َتيالز يُعرف‬
‫متوسعة عابرة‪ ،‬وأخرى ُمتمايزة على‬
‫تمنح النشأة لخاليا ِّ‬ ‫قاعديَّة لخاليا تكاثُرية‪،‬‬‫تتكون البشرة الجلدية من طبقة ِ‬ ‫كمنظم‬ ‫إيه سي ‪ ،)HDAC8 ٨‬ويعمل ُ‬
‫الترتيب‪ .‬وخالل التئام الجروح‪ ،‬تقوم الخاليا الجذعية ذات‬ ‫بشكل نهائي‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ايزة‬ ‫تم‬‫م‬
‫ُ َ‬ ‫خاليا‬ ‫قاعديَّة من‬
‫وعدة طبقات ف َْوق ِ‬ ‫للتماسك بين الخاليا البشرية‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫خطير‬
‫الدورة الخلوية البطيئة بتقديم إسهام أكبر بكثير‪ ،‬وأكثر‬ ‫تُ َنزع نَ َويَاتُها بشكل تدريجي‪ ،‬وتتساقط من على سطح‬ ‫ضيعة للوظيفة‬ ‫ُ ِّ‬ ‫الم‬ ‫ات‬ ‫ر‬ ‫الطف‬ ‫وأن‬
‫ّ‬
‫النسجة وتجديدها‪.‬‬‫استدامة؛ لصالح أ‬ ‫الم ِهم‬
‫إ‬ ‫الجلد‪ .‬إن هذه الخاليا التي تحافظ على هذا المانع ُ‬ ‫النزيم ُو ِجدت فى ست حالت‬ ‫بهذا إ‬
‫‪Distinct contribution of stem and progenitor‬‬ ‫ين‬
‫وليدها في أدمة َ َ‬
‫ب‬ ‫والصابات يتم تَ ُ‬ ‫"الجلد" ضد العدوى إ‬ ‫تالزمة (سي دي إل إس) من عائالت‬ ‫ِل ُم ِ‬
‫‪cells to epidermal maintenance‬‬ ‫ولكن المثير للجدل‬ ‫ّ‬ ‫‪،interfollicular‬‬ ‫الج َريْبات ‪dermis‬‬ ‫ُ‬ ‫ُمختلفة‪.‬‬
‫‪G Mascre´ et al‬‬ ‫هو اشتمال ذلك "التكاثُر" على مجموعة واحدة من الخاليا‬ ‫‪HDAC8 mutations in Cornelia‬‬
‫‪doi:10.1038/nature11393‬‬ ‫الجذعية‪ ،‬أو مجموعات متعددة‪ .‬وقد استخدم الباحث‬ ‫‪de Lange syndrome affect the‬‬
‫ونموذجا‬
‫ً‬ ‫سيدريك بالنبان وزمالؤه أسلوب "تتبع الساللة"‪،‬‬ ‫‪cohesion acetylation cycle‬‬
‫الشكل أعاله | ‪ ER‬و ‪Inv-Cre-ER‬تستهدفان أسالف ‪ IFE‬ذات‬ ‫الجذعية فى‬ ‫حسابيا ِل َت ْبيين أن هناك ِصنفين من الخاليا ِ‬
‫ًّ‬ ‫‪M Deardorff et al‬‬
‫خصائص البقاء المختلفة‪ .‬أ‪ ،‬ب‪ ،‬الصباغة المناعية لـ ‪ K5‬و‬ ‫السلفية‬
‫آ َ‬ ‫الخاليا‬ ‫جلد ذيل الفأر‪ ،‬هما‪ِ :‬ص ٌنف سبق ذكره من‬ ‫‪doi:10.1038/nature11316‬‬
‫‪(-YFPinK14 Cre-ER/RosaYFP‬أ) و ‪ Inv-Cre-ER/RosaYFP‬بشرة‬ ‫والصنف الخر هو‬ ‫الم ْل َت ِز َمة ‪ِ ،committed progenitors‬‬ ‫ُ‬
‫الذيل (ب) في أسبوع واحد‪ ،‬و‪ 48‬أسبو ًعا بعد التحريض تتضح‬ ‫خاليا جذعية ذات دورة خلوية بطيئة‪ ،‬تنقسم بشكل غير‬ ‫علم التغذية‬
‫معدلت بقاء عالية على قيد الحياة لمستنسخات (كلونات) ‪K14-‬‬ ‫متماثل حوالى أربع إلى ست مرات فقط في العام‪ .‬وخالل‬
‫‪ .Cre-ER‬وتمثل الخطوط المتقطعة النصل القاعدي‪ .‬ويتم تمثيل‬ ‫الس ِت ْتباب‪ ،‬فإن النقسامات غير المتماثلة لكل من‬ ‫فترة‬ ‫طعام الحمية ال‬
‫لالنوية باللون أ‬
‫صباغة هوكست ‪ Hoechst‬أ‬ ‫(الخاليا ْالم ْلتزمة‪ ،‬أ‬
‫الزرق‪.‬‬ ‫والخرى ذات الدورة الخلوية البطيئة)‬ ‫ُ ََِ‬ ‫يضمن حياةً أطول‬
‫الطعمة قدر ًة‬ ‫أظهر الحد من تناول أ‬
‫ُّ‬
‫الطالق‪.‬‬ ‫على َالمد في أ‬
‫مباشرا على إ‬ ‫ليس‬ ‫القرار بحقيقة‬‫أعمارها كذلك‪ .‬ومع إ‬ ‫حسن الحد من تناول السعرات‬ ‫حيث‬ ‫العمار‪ ،‬وتحسين‬
‫ً‬
‫‪Impact of caloric restriction on‬‬ ‫العمار في‬‫صعوبة تطبيق دراسات أ‬ ‫اليض لدى هذه القردة عند‬ ‫من حالة ّ أ‬ ‫الصحية في العديد من‬ ‫الحالة‬
‫ّ‬
‫‪health and survival in rhesus‬‬ ‫فإن القردة هي‬
‫الجنس البشري‪ّ ،‬‬ ‫تطبيقه على أعمار كبيرة‪ ،‬ولكن لم‬ ‫الكائنات‪ .‬وبين أيدينا نتائج دراسة‬
‫‪monkeys from the NIA study‬‬ ‫النموذج أ‬
‫القرب لالإ نسان‪ .‬وجاءت‬ ‫يزد بالفعل من أعمار هذه القردة‪،‬‬ ‫عاما‪ّ ،‬تمت‬
‫أ‬ ‫استمرت لثالثة وعشرين ً‬
‫ّ‬
‫‪J Mattison et al‬‬ ‫أن تأثير الحد‬
‫هذه النتائج لتشير إلى ّ‬ ‫تأخ ًرا‬
‫بينما أظهرت القردة الصغر س ًّنا ّ‬ ‫فيها دراسة تأثير الحد من تناول‬
‫‪doi:10.1038/nature11432‬‬ ‫المعمرة‬ ‫الحيوانات‬ ‫من السعرات في‬ ‫المراض‪ ،‬دون إطالة في‬ ‫في ظهور أ‬ ‫السعرات على القردة المكاك البربريّة؛‬
‫ّ‬
‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬ ‫الطبعة العربية‬ ‫‪| 2012‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫‪| 84‬‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫ملخصات أبـحــاث‬

‫الميوعة الفائقة‪ .‬والحالة أ‬


‫القل‬
‫معرفةً هي تلك الحالت "الزجاجية‬
‫‪ ،" glassy‬التي من المتوقع أن تظهر‬
‫بتفاعل بوزونات في وجود اضطراب‪،‬‬
‫والتي أثبتت التجارب حتى آ‬
‫الن أنها‬
‫حالة مراوغة ومحيرة‪ .‬وقد أظهر‬
‫رونج يو ‪ Rong Yu‬وآخرون أن إثارات‬
‫كميا‬
‫مغناطيسية في مغناطيس معالج ًّ‬
‫ستكون مناسبة للتحقق واستكشاف‬ ‫روابط عصبية تُ رسل‬ ‫وإيريك جووه أن البسالموتوكسين‪،‬‬
‫هذا السلوك غير المألوف‪.‬‬ ‫إشارات خاطئة‬ ‫وهو الببتيد المستخلص من الرتيالء‪،‬‬
‫‪Bose glass and Mott glass‬‬ ‫ينشط التيارات غير النتقائية والتيارات‬ ‫ّ‬
‫‪of quasiparticles in a doped‬‬ ‫خضعت الروابط العصبية العضلية‬ ‫النتقائية للصوديوم في ‪ASIC1a‬‬
‫‪quantum magnet‬‬ ‫الناشئة للعديد من الدراسات الّتي‬ ‫(إيه إس آي سي‪ 1‬إيه) عند الدجاج‪.‬‬
‫وعند تصويرها أ‬ ‫غالف عدد ‪ 20‬سبتمبر ‪2012‬‬
‫‪R Yu et al‬‬ ‫ركّزت على الجانب بعد المشبكي‪ ،‬عبر‬ ‫بالشعة السينية تبدو‬ ‫طالع نصوص األبحاث فى عدد ‪ 20‬سبتمبر‬
‫‪doi:10.1038/nature11406‬‬ ‫عملية النضوج‬
‫تنسق ّ‬ ‫الجزئيات الّتي ّ‬ ‫معقدات الـ إيه إس آي سي‪ 1‬إيه‪/‬‬ ‫من مجلة نايتشر الدولية‪.‬‬
‫العضلي‪ ،‬ولكن ما يسعى إليه ستيف‬ ‫البسالموتوكسين لدى الدجاج ذات ِب ْن َية‬
‫أن أحد‬ ‫آ‬
‫بصريات‬ ‫بيردن وزمالؤه الن هو إظهار ّ‬ ‫بلورية‪ ،‬تشير إلى أن ارتباط التوكسين‬ ‫علم األعصاب‬
‫هذه العوامل ـ البروتين ‪ 4‬المرتبط‬ ‫يحفِّز توسع الدهاليز خارج الخلوية‪،‬‬
‫نابض إي بي آر ‪EPR‬‬ ‫بمستقبالت البروتين الدهني منخفض‬ ‫وتثبيت مسامات القنوات المفتوحة‪.‬‬ ‫طفرة جين قناة‬
‫الطيفي‬ ‫الكثافة (‪ )Lrp4‬ـ يعمل كذلك في‬
‫التجاه آ‬
‫إن هذه النظرة إلى نمط مهم من‬ ‫والتوحد‬
‫ّ‬ ‫الصوديوم‬
‫الخر‪ ،‬كناقل إلشارة عكسية‬ ‫ّ‬ ‫أنماط قنوات الشوارد المفتوحة يمكن‬
‫اللكتروني‬ ‫الُحادي الجانب للجين‬ ‫يتسبب النقص أ‬
‫يمكن لتقنية الرنين إ‬ ‫تمييزا عن‬
‫ً‬ ‫ث‬ ‫د‬ ‫ح‬
‫ُْ ِ‬ ‫ي‬ ‫بما‬ ‫العضلة‬ ‫من‬ ‫أن تعتبر على صلة بتصميم ُم ْح ِصرات‬ ‫ّ‬
‫البارامغناطيسي الطيفي (إي بي آر‬ ‫الجزء العصبي قبل المشبكي‪ .‬وقد‬ ‫القنوات المفتوحة التي قد تكون ذات‬ ‫إس سي إن وان إيه ‪ ،SCN1A‬الّذي يُ ّرمز‬
‫اللكترونات‬ ‫فوائد عالجية واعدة لعالج أ‬
‫‪ )EPR‬أن تدرس المواد ذات إ‬ ‫الشارات‬ ‫تُ ْن ِبئ الضطرابات في طريق إ‬ ‫اللم‪.‬‬ ‫فولطية البوابات‪ ،‬في‬
‫ّ‬ ‫لقنوات الصوديوم‬
‫المفردة (غير المزدوجة)‪ ،‬وتوفِّر‬ ‫عصبية‬
‫ّ‬ ‫العصبية عن وجود اضطرابات‬ ‫ّ‬ ‫‪Structural plasticity and dynamic‬‬ ‫حدوث ما يُطلق عليه "متالزمة درافيت"‪،‬‬
‫معلومات قيمة عن البنية الديناميكية‬ ‫تنكسية‪ ،‬كالتصلّب العصبي الجانبي‪ ،‬أو‬ ‫ّ‬ ‫‪selectivity of acid-sensing ion‬‬ ‫وهي أحد أنواع الصرع الّتي تُصيب‬
‫المحلية في النظم البيولوجية‪،‬‬ ‫َو َهن العضالت المرتبط بالسن‪ ،‬وهي‬ ‫‪channel toxin complexes‬‬ ‫الطفال‪ ،‬ولك ّنها قد تشتمل كذلك على‬ ‫أ‬
‫النظمة‬‫والجهزة الكهروضوئية‪ ،‬وكذا أ‬ ‫أ‬ ‫بتهشم أو‬‫أمراض تبدأ ـ في الغالب ـ ّ‬ ‫‪I Baconguis et al‬‬ ‫التوحد‪ .‬وتُظهر هذه‬‫بعص خصائص ّ‬
‫ذات الطبيعة الك َِّم َّية البحتة‪ .‬ومثل‬ ‫العصاب الحركية عن‬ ‫تراجع أطراف أ‬ ‫‪doi:10.1038/nature11375‬‬ ‫البحثية ّأن الفئران الّتي عانت من‬
‫الورقة أ ّ‬
‫الرنين النووي المغناطيسي (إن إم‬ ‫العضالت‪.‬‬ ‫الُحادي الجانب للجين إس سي‬ ‫النقص‬
‫آر)‪ ،‬أصبحت تقنية الـ(إي بي آر‬ ‫‪Lrp4 is a retrograde signal for‬‬ ‫إن وان إيه ‪ SCN1A‬قد عانت بالفعل من‬
‫‪ )EPR‬الطيفية أكثر قوة عند مجالت‬ ‫‪presynaptic differentiation at‬‬ ‫أين تقع بؤرة التركيز‬ ‫التوحد‪ ،‬كفرط ال ّنشاط‪،‬‬ ‫سلوكيات ّ‬
‫ّ‬ ‫بعض‬
‫بالضافة‬‫مغناطيسية وترددية عالية‪ ،‬إ‬ ‫‪neuromuscular synapses‬‬ ‫في الدماغ؟‬ ‫واضطراب التفاعل الجتماعي؛ حيث يقل‬
‫إلى أنها تقنية تستخدم النبضات‪ ،‬بدل ً‬ ‫‪N Yumoto et al‬‬ ‫النقل العصبي في هذه الفئران‪ .‬ويُمكن‬
‫من الموجات المتصلة‪ .‬وتَغَ ل ًُّبا على‬ ‫‪doi:10.1038/nature11348‬‬ ‫عندما ننتبه إلى مواضع بعينها؛ تتزايد‬ ‫الجتماعية عن طريق‬
‫ّ‬ ‫السلوكيات‬
‫ّ‬ ‫تحسين‬
‫العقبة الرئيسة في إنتاج نبضات قوية‬ ‫العصبية في المناطق‬ ‫ّ‬ ‫استجابات الخاليا‬ ‫العالج الدوائي بعقار الكلونازيبام‪.‬‬
‫بترددات أعلى من ‪ 100‬جيجا هرتز‪،‬‬ ‫الشكل أعاله | الخاليا غير العضلية‬ ‫البصريّة الّتي تم ّثل هذه المواضع‪.‬‬ ‫‪Autistic-like behavior in‬‬
‫اللكترون‬ ‫استخدم الباحثون ليزر إ‬ ‫المعبرة عن "إل آر بي ‪ Lrp4 "4‬تحث على‬ ‫ويسعى هنا أليكساندر زينون وريتشارد‬ ‫‪Scn1a1/2 mice and rescue by‬‬
‫الحر لتشغيل مطياف نبضي عند ‪240‬‬ ‫تجميع "سينبسين" ‪synapsin‬في المحاور‬ ‫جيه كراوزليس إلى إظهار ّأن تثبيط‬ ‫‪enhanced GABA-mediated‬‬
‫جيجا هرتز؛ مما أتاح لهم استعراض‬ ‫العصبية الحركية‪ .‬أ‪ ،‬الجزء المستأصل من‬ ‫العليا ـ وهي جزء من‬ ‫التوأمية ُ‬
‫ّ‬ ‫الحدبة‬ ‫‪transmission‬‬
‫مدى أوسع إلمكانيات تجريبية أحدث‪،‬‬ ‫النبوبة العصبية البطنية من ‪HB9 :: GFP‬‬ ‫أ‬ ‫المتوسط‪ ،‬يرتبط بحركة العين ـ‬ ‫المخ‬ ‫‪S Han et al‬‬
‫ّ‬
‫مثل التحكم في أنظمة ذات مقدار‬ ‫"إتش بي ‪ :: 9‬جي إف بي" للفأر المعدل‬ ‫في قرود ريسوس البالغة يؤثّر على آثار‬ ‫‪doi:10.1038/nature11356‬‬
‫ك َّمي مغزلي ½ بنبضات سعتها‬ ‫اثيا‪ ،‬الذي يحتوي على الخاليا العصبية‬
‫ور ًّ‬ ‫الحسي البصري لالنتباه‪ ،‬ولك ّنه‬ ‫إالدراك ّ‬
‫بالضافة إلى قياس‬ ‫‪ 6‬نانوثانية‪ ،‬إ‬ ‫الحركية المعبرة عن "جي إف بي" ‪،GFP‬‬ ‫التغير‬
‫ّ‬ ‫على‬ ‫ّر‬ ‫ث‬‫يؤ‬ ‫ل‬ ‫ـ‬ ‫ذاته‬ ‫ـ في الوقت‬
‫أزمنة َفقْد التساق الموجي فائق‬ ‫وتمت زراعتها مشاركةً مع خاليا العضالت‬ ‫النتباهي للمناطق البصريّة العليا‪.‬‬ ‫بنية قنوات الشوارد‬
‫أ‬
‫القصر(‪.)ultrashortdecoherence‬‬ ‫الولية‪ ،‬أو الخاليا غير العضلية‪.‬‬ ‫وجدير بالذّ كر ّأن معظم الدراسات‬ ‫المستشعرة لألحماض‬
‫‪Pulsed electron paramagnetic‬‬ ‫المجراة على النتباه ترتكز على فكرة ّأن‬ ‫ُ‬
‫‪resonance spectroscopy‬‬ ‫بتغير‬ ‫قنوات الشوارد المستشعرة أ‬
‫فيزياء الكم‬ ‫الحسي مدفوع ّ‬ ‫تعزيز إالدراك ّ‬ ‫لالحماض‬
‫‪powered by a free-electron laser‬‬ ‫الستجابة البصريّة‪ ،‬ولكن ما يشير إليه‬ ‫(‪ ASICs‬إيه إس آي سي) هي أعضاء‬
‫‪S Takahashi et al‬‬ ‫تأمالت حول الحالة‬ ‫هذا العمل هو ّأن النتباه البصري‬ ‫من طائفة قنوات الصوديوم‪/‬ديجينرين‬
‫‪doi:10.1038/nature11437‬‬ ‫الزجاجية لبوز‬ ‫يشتمل على أوجه أُخرى للنشاط‬ ‫الظِّهارية (‪ ENaC/DEG‬إيناك‪/‬ديج)‬
‫العصبي في مناطق القشرة الدماغية‬ ‫من قنوات الشوارد ذات الفولطية‬
‫كثيرا لحالت‬ ‫أ‬ ‫البصريّة‪ ،‬أو ربّما مناطق أُخرى من‬
‫ديناميكا حرارية‬ ‫من المثلة التي ُدرست ً‬ ‫المستقلة‪ .‬وتشارك قنوات الـ إيه إس‬
‫الكم العيانية‪ ،‬التي يمكن‬
‫ميكانيكا ّ‬ ‫الدماغن ليس لها ارتباط مباشر بالرؤية‪.‬‬ ‫واليناك في عمليات بيولوجية‬‫آي سي إ‬
‫توليد الكهرباء من‬ ‫إظهارها بواسطة مجموعات منسجمة‬ ‫‪Attention deficits without‬‬ ‫الحساس‬ ‫واسعة الطيف‪ ،‬من ضمنها إ‬
‫أ‬
‫المهد َرة‬
‫َ‬ ‫الحرارة‬ ‫من البوزونات عند درجات حرارة‬ ‫‪cortical neuronal deficits‬‬ ‫باللم‪ ،‬والشعور بالحركة الميكانيكية‪،‬‬
‫جدا‪ :‬موضوع تكاثف بوز‬ ‫منخفضة ًّ‬ ‫‪A Zénon et al‬‬ ‫وتنظيم استتباب قنوات الصوديوم‪.‬‬
‫توفِّر المواد الكهروحرارية طرقًا‬ ‫– أينشتاين (بي إي سي)‪ ،‬وموضوع‬ ‫‪doi:10.1038/nature11497‬‬ ‫وهنا يُظهر ٌّكل من إيزابيل باكونجيس‪،‬‬
‫‪85 | 2 0 1 2‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫الطبعة العربية |‬ ‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫أبـحــاث ملخصات‬

‫من ‪ H‬إلى ‪ I‬تشير إلى النظامين اللذين‬ ‫العواصف على المستوى المحلّي‪،‬‬ ‫لالستفادة من الحرارة المهدرة‪،‬‬
‫لم يستخدما في التركيب النهائي‪.‬‬ ‫إل أن هذا التحليل للمعلومات‬ ‫وتحويلها إلى طاقة كهربائية‪ .‬ويقوم‬
‫والموقع ُم َعلَّم بدائرة حمراء‪.‬‬ ‫المطار العالمي‬ ‫لمستوى تساقط أ‬ ‫الباحثون هنا بتفصيل الشكل الداخلي‬
‫وخاصة في المناطق شبه‬ ‫يبين –‬ ‫لبنية تلك المواد الكهروحرارية‪ ،‬وأشباه‬
‫الجينوم‬ ‫المطار في‬ ‫الجافّة – أن ّ تساقط أ‬
‫ّ‬
‫موصالت تلوريد الرصاص (‪،)PbTe‬‬
‫فترة ما بعد الظهيرة محتمل بشكل‬ ‫لتحقيق أقصى قدر من أ‬
‫الداء‪.‬‬
‫ينية‬
‫الج ِّ‬ ‫َ‬
‫اإلشارات ِ‬ ‫أكبر في التربة أ‬
‫الكثر جفافًا‪ ،‬منها‬ ‫واستطاعوا تحقيق تشتت للفونونات‬
‫المالريا‬
‫لِ ُمقاومة َ‬ ‫في التربة الرطبة‪ .‬وتشير النتائج إلى‬ ‫على ثالثة مقاييس طولية مختلفة‪.‬‬
‫أن ال ّنماذج المناخية الحالية يمكن‬ ‫تحسينات للخواص على المستوى‬
‫المرتَ ِبطة ِبنطاق‬ ‫إن هذه الدراسة ُ‬ ‫أساسية تنظّم‬
‫ّ‬ ‫لعمليات‬
‫ّ‬ ‫أن تفتقد‬ ‫الذري بالتطعيم ‪Atomic scale‬‬
‫الجينوم ـ التي أُجريت على ‪٢٫٦٤٥‬‬ ‫الحمل الحراري‪ ،‬والتفاعالت ما بين‬ ‫علم الحشرات‬ ‫‪ ،doping‬مثل ترسيب إيندوتاكسيل‬
‫شاه ًدا من غانا‪،‬‬ ‫أ‬
‫حالة‪ ،‬و‪ِ ٣٫٠٥٠‬‬ ‫الجوي‪.‬‬
‫الرض والغالف ّ‬ ‫نانومتري ‪،nanoscale endotaxial‬‬
‫عين َهويَّة‬ ‫في غرب أفريقيا ـ ّ‬
‫ُ‬ ‫ت‬ ‫‪Afternoon rain more likely over‬‬ ‫العالقة بين األشنيات‬ ‫وبنيات ذات فواصل حدودية متوسطة‬
‫غيرات جينية قد تؤثر على أي‬ ‫ُم َت ّ‬ ‫‪drier soils‬‬ ‫وربيعيات الذنب‬ ‫النطاق ‪mesoscale grain boundary‬‬
‫ُخطوة من الخطوات العديدة أثناء‬ ‫‪C Taylor et al‬‬ ‫‪ structures‬أدخلت على المواد‬
‫وتم وصف‬ ‫ال ْم َراض بالمالريا‪ّ .‬‬ ‫إ‬ ‫‪doi:10.1038/nature11377‬‬ ‫إن العالقة المعقدة القائمة بين‬ ‫لخفض التوصيلية الحرارية للمواد إلى‬
‫الول‬ ‫جديدين‪ :‬أ‬ ‫عين"ج ِين َّي ْين"‬ ‫ض‬ ‫مو‬ ‫النباتات المزهرة والحشرات الناقلة‬ ‫أقل مايمكن ومن ثم تحقيق تحويل‬
‫ِ‬ ‫ِْ‬
‫عرف‬ ‫جين‪ ،‬يُ ُ‬ ‫يقع على َمق ُْربَ ٍة من ٍ‬ ‫فلك‬ ‫لحبوب الطلع معروفة‪ ،‬ولكن ماذا‬ ‫كهروحراري بأعلى مقدار كفاءة‪ .‬يمكن‬
‫اختصارا بـ"إيه تي بي‪٢‬بي‪"٤ATP2B4‬‬ ‫عن النباتات غير المزهرة‪ ،‬أ‬
‫كالشنيات‬ ‫أن تساعد هذه التطورات في تصميم‬
‫ً‬
‫الصب ِغ ّي رقم ‪ ،١‬ويقوم‬ ‫على ْ‬ ‫عدسة كونية اللتقاط‬ ‫الشنيات على‬ ‫البسيطة؟ يعتمد تكاثر أ‬ ‫مواد كهروحرارية متطورة والتي يمكن‬
‫ِب َت ْرميز َم َض َّخ ِة الكالسيوم الرئيسة‬ ‫مجرات شابة‬
‫ّ‬ ‫النطاف المتحركة التي تسبح من‬ ‫استخدامها لالإستفاده من الحرارة‬
‫الد ِم الحمراء‪ ،‬التي هي‬ ‫بكُ َرات َّ‬ ‫الناث عبر طبقة الماء‬ ‫الذكور إلى إ‬ ‫المهدرة‪.‬‬
‫الم ْم ِر َضة‬ ‫لة‬‫ح‬ ‫ر‬ ‫للم‬ ‫المضيفة‬ ‫الخاليا‬ ‫القل من‬ ‫العمار أ‬
‫تعتبر المجرات ذات أ‬ ‫المستمرة‪ .‬وقد ثبت أن الحشرات‬ ‫‪High-performance bulk‬‬
‫ُ‬ ‫ََْ‬ ‫ُ‬
‫وضع‬ ‫والم‬ ‫المالريا‪.‬‬ ‫ُفيليات‬ ‫ِبط‬ ‫‪ 500‬مليون سنة مجرات شابة‪ ،‬ول تزال‬ ‫الرجل‬ ‫البدائية‪ ،‬مثل مفصليات أ‬ ‫‪thermoelectrics with‬‬
‫َ ِ‬
‫الصب ِغ ّي‬
‫ْ‬ ‫على‬ ‫يقع‬ ‫الثاني‬ ‫الجيني‬ ‫مستكشفَة إلى حد كبير‪ ،‬حيث‬
‫َ‬ ‫غير‬ ‫الصغيرة التي يطلق عليها اسم‬ ‫‪hierarchical architectures‬‬
‫عرف‬‫جين‪ ،‬يُ ُ‬ ‫رقم ‪١٦‬على َمق ُْربَ ٍة من ٍ‬ ‫إنها عند حدود حساسية التليسكوبات‬ ‫ربيعيات الذنب‪ ،‬تساعد على نشر‬ ‫‪K Biswas et al‬‬
‫اختصارا بـ"إم إيه آر ڤي إي إل دي‪٣‬‬ ‫ً‬ ‫الكبيرة الحالية‪ ،‬أو خارجها‪ .‬وفي‬ ‫ال ِّنطاف‪ ،‬ولكن لم يكن من الواضح‬ ‫‪doi:10.1038/nature11439‬‬
‫‪ ،"MARVELD3‬ويقوم ِب َت ْرميز بروتين‬ ‫هذه الورقة العلمية هناك تقريرعن‬ ‫الطالق ما إذا كان هذا النشر‬ ‫على إ‬
‫موصل ُم ْحكَم‪ ،tight junction‬يُ َع َّبر‬ ‫استخدام عدسة جاذبية قوية من‬ ‫يعتمد على المصادفة البحتة‪ ،‬أم‬ ‫التنوع الحيوي‬
‫البطانية‪ .‬وقد تَمنح‬ ‫ل‪ .‬آ‬
‫عنه في الخاليا ِ‬ ‫كتلة ضخمة من المجرات؛ لمراقبة‬ ‫والن تحاول سارة إيبلي وزمالؤها‬
‫غيرات الجينية مقاومةً‬ ‫الم َت َّ‬
‫هذه ُ‬ ‫مجرة من الكون‪ ،‬وقتما كان الكون في‬ ‫إظهار أن ربيعيات الذنب تستجيب‬ ‫تنوع البالنكتون‪ ،‬ودورة‬
‫ّ‬
‫أطواره أ‬
‫من خالل التأثير على الخطوات‬ ‫الولى‪ ،‬بإزاحة حمراء ‪redshift‬‬ ‫بطريقة مختصة بالجنس إلى مزيج‬ ‫النيتروجين في المحيط‬
‫الرئيسة في تَط َُّور المرض‪ ،‬التي ُربَّما‬ ‫مقدارها ‪ ،z ≈ 9.6‬أي ما يعادل ‪490‬‬ ‫معقد من الروائح التي تشبه الزهور‪،‬‬
‫مكنةً ُمضا َّدة‬ ‫الشنيات‪ ،‬كاشفةً عن‬ ‫التي تطلقها أ‬
‫تَس َت ْح ِدث أهدافًا ُم ِ‬ ‫تقريبا من بداية عمر‬
‫مليون سنة ً‬ ‫أ‬
‫إن إزالة النيتروجين المتوفّر‬
‫للمالريا‪.‬‬ ‫الكون‪ .‬ويشير المؤلفون إلى أن تلك‬ ‫اللقاح بين الشنيات‬ ‫متالزمة تشبه إ‬ ‫بيولوجيا عن طريق البكتيريا المزيلة‬ ‫ًّ‬
‫‪Genome-wide association study‬‬ ‫المجرات البعيدة ـ كما يبدو ـ كانت‬ ‫المر على‬ ‫وربيعيات الذنب‪ .‬وهذا أ‬ ‫للنيتروجين يضمن الختيار الواسع‬
‫‪indicates two novel resistance‬‬ ‫كثيرة في مثل هذه العمر المبكر‬ ‫نظرا‬ ‫أ‬
‫خاصة من الهمية‪ً ،‬‬ ‫درجة‬
‫إلى أن أ‬
‫النباتية (الفايتوبالنكتون‬
‫ّ‬ ‫للعوالق‬
‫‪loci for severe malaria‬‬ ‫للكون‪ ،‬وأنها ربما كانت المصدر‬ ‫الشنيات وربيعيات الذنب‬ ‫‪ )Phytoplankton‬ثنائية النيتروجين‬
‫‪C Timmann et al‬‬ ‫الرئيس إلعادة التأين المبكرة لوسط ما‬ ‫تنتميان إلى نفس الساللت التي‬ ‫المثبتة‬
‫الغذائية (‪ ،)Diazotrophic‬أو ّ‬
‫‪doi:10.1038/nature11334‬‬ ‫بين المجرات‪.‬‬ ‫كانت في ريادة الستيالء على بيئة‬ ‫تجدد هذه الما ّدة‬‫للنيتروجين‪ ،‬التي ّ‬
‫‪A magnified young galaxy from‬‬ ‫الرض‪.‬‬ ‫أ‬ ‫حد النمو‬ ‫طريق‬ ‫المهمة عن‬ ‫الغذائية‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪about 500 million years after‬‬ ‫‪Sex-specific volatile compounds‬‬ ‫ألنواع أخرى‪ .‬وقد وجد توماس ويبر‪،‬‬
‫حفاظ "إس إي تي‪"٢‬‬ ‫‪the Big Bang‬‬ ‫‪influence microarthropod-‬‬ ‫وكورتيس دويتش ـ بمساعدة دراسة‬
‫على دقة االنْ تِ ساخ‬ ‫‪W Zheng et al‬‬ ‫‪mediated fertilization of moss‬‬ ‫الراجعة‬ ‫نموذجية ـ أن آلية التغذية ّ‬
‫‪doi:10.1038/nature11446‬‬ ‫‪T Rosenstiel et al‬‬ ‫يمكنها أن تحافظ على مستوى‬
‫المحافظة على دقة نَ ْسخ إنزيم‬ ‫إن ُ‬ ‫ّ‬ ‫‪doi:10.1038/nature11330‬‬ ‫النيتروجين في المحيط‪ ،‬في حال‬
‫بالحمض ال َّن َو ِو ّي‬ ‫الخاص‬ ‫بوليميريز‪٢‬‬ ‫الشكل أعاله | صورة ملونة تجميعية‬ ‫النماط الكبرى‬ ‫الخذ بعين بالعتبار أ‬ ‫أ‬
‫ْ‬
‫الر ِيبي ‪َ - RNA polymerase II‬ع ْب َر‬ ‫ِّ‬ ‫لـ‪ُ ، MACS J1149.612223‬مركَّ َبة من‬ ‫تغير المناخ‬ ‫النباتية‪ ،‬وطرق النتقال‬
‫ّ‬ ‫لتنوع العوالق‬
‫منطقة الترميز بالجينات ‪ -‬تتم‬ ‫بيانات متعددة النطاق‪ .‬الشمال إلى‬ ‫التي تربطها مع بعضها البعض في‬
‫ُجز ًّئيا عن طريق َم ْث َيلَة هيستون‬ ‫أعلى‪ ،‬والشرق إلى اليسار‪ .‬مجال الرؤية‬ ‫مطر فيما بعد‬ ‫أهمية‬
‫المحيطات‪ .‬إن هذا أالعمل يبرز ّ‬
‫إتش‪ ٣‬كيه‪ ٣٦‬بواسطة إنزيم "إس‬ ‫هو ‪( arcmin 2.2‬أركمين‪ ،‬قوس‪ /‬دقيقة)‬ ‫الظهيرة‬ ‫التنوع في عمليات اليض للعوالق‬ ‫ّ‬
‫إي تي‪ ،"٢‬تلك العملية المعروفة‬ ‫على كل جانب‪ .‬المنحنى الحرج ألفضل‬ ‫النباتية في تحديد وفرة النيتروجين‬ ‫ّ‬
‫اختصارا بـ"إتش‪٣‬كيه‪٣٦‬إم إي‬
‫ً‬ ‫طراز مناسب من العدسات مضاف‬ ‫من المعروف أن رطوبة ال ّتربة تؤثر‬ ‫المثبت في المحيط‪.‬‬ ‫ّ‬
‫(‪،H3K36me‬وهي تعديل يقمع‬ ‫البيض‪ ،‬ومثيله لـ‬ ‫(متراكب) باللون أ‬ ‫على تساقط أ‬
‫المطار َع ْب َر مدى من‬ ‫‪Oceanic nitrogen reservoir‬‬
‫ْأس َتلَة الهيستون‪ ،‬وبالتالي يمنع ابتدا َء‬ ‫الزرق‪ .‬والحروف الخضراء‬ ‫يظهر باللون أ‬ ‫المقاييس في الوقت والفراغ‪ .‬وتشير‬ ‫‪regulated by plankton diversity‬‬
‫خفي ٍة داخل ما يُعرف في‬ ‫معظم النماذج إلى أن التربة أ‬ ‫‪and ocean circulation‬‬
‫ائفة ّ‬
‫نُ َس ٍخ ز ٍ‬ ‫من ‪ G-A‬تشير إلى صور متعددة من‬ ‫الكثر‬
‫يئي بـ"إطارات‬ ‫ز‬
‫ُ َ ّ‬ ‫الج‬ ‫الجينات‬ ‫علم‬ ‫سبعة مصادر‪ ،‬تم استخدامها في طراز‬ ‫رطوبة تحفّز محتوى رطوبة أعلى‬ ‫‪T Weber et al‬‬
‫القراءة المفتوحة ‪open reading‬‬ ‫قوي من العدسات‪ .‬والحروف الصفراء‬ ‫تكون‬
‫وتشجع ُّ‬‫ّ‬ ‫الجوي‪،‬‬
‫في الغالف ّ‬ ‫‪doi:10.1038/nature11357‬‬
‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬ ‫الطبعة العربية‬ ‫‪| 2012‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫‪| 86‬‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫ملخصات أبـحــاث‬

‫الد ِم عن طريق‬ ‫تتم إزال ُته من ّ‬ ‫من تلك الهيستونات في الجينات‬ ‫كيه‪ ٣٦‬بواسطة إنزيم "إس إي تي‪"٢‬‬ ‫اختصارا بـ"أو آر‬
‫ً‬ ‫‪ ،"frames‬المعروفة‬
‫البل َْعم"سي‬ ‫َ‬ ‫ح‬ ‫كاس‬
‫الرتباط ُبم ْس َتق ِْبل ِ‬
‫َة‬ ‫الم ْن َت َس َخة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫تقمع هذا التبادل للهيستون عن‬ ‫إف إس ‪ ."ORFs‬وفي هذا البحث‪،‬‬
‫دي ‪ ."١٦٣CD163‬ويعرض هذا‬ ‫‪Set2 methylation of histone H3‬‬ ‫طريق منع التفاعالت مع ُم َر ِاف ِقي‬ ‫بَ َّين الباحث جيري ُو ْركمان وزمالؤه‪،‬‬
‫للمركَّب‬‫البلوري ُ‬
‫ّ‬ ‫البحث التركيب‬ ‫‪lysine 36 suppresses histone‬‬ ‫الهيستون ‪.Histone chaperones‬‬ ‫أن الهيستونات قد تُأَ ْس َتل‬‫ميرة‪َّ ،‬‬
‫في َخ َ‬
‫الم ْث َن ِو ّي هابتوجلوبين‪-‬هيموجلوبين‬ ‫َ‬ ‫‪exchange on transcribed genes‬‬ ‫فإن إنزيم "إس إي تي‪"٢‬‬ ‫وبالتالي‪ّ ،‬‬ ‫في أثناء عملية النْ ِتساخ‪ ،‬بسبب‬
‫الخ ْنزير (بوضوح صورة ‪-٢٫٩‬اْ)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‪S Venkatesh et al‬‬ ‫يستطيع أن يكبح تَ ْضمين الهيستونات‬ ‫تبادل الهيستون خالل إطارات القراءة‬
‫المأستلَة‪ ،‬كما أنه يقود إزالة أ‬
‫عرف على‬‫المركّب آليةً لل َت ُّ‬
‫ويوفر بُ ْنيان ُ‬ ‫‪doi:10.1038/nature11326‬‬ ‫ال ْس َتلَةٌ‬ ‫َّ‬ ‫ُ َْ‬ ‫وأن َم ْث َيلَة هيستون إتش‪٣‬‬
‫المفتوحة‪َّ ،‬‬
‫الهيموجلوبين بواسطة الهابتوجلوبين‪.‬‬
‫–‪Structure of the haptoglobin‬‬ ‫علم الخلية‬
‫‪hemoglobin complex‬‬
‫‪C Andersen et al‬‬ ‫دية ُساللة‬
‫رم ّ‬
‫تواتُ ر َس َ‬
‫‪doi:10.1038/nature11369‬‬ ‫الخاليا الجنسية‬
‫علم النفس‬ ‫الخمود الجيني ‪Gene silencing‬‬ ‫إن ُ‬ ‫ّ‬
‫الم َد َّو َرة (كاينوربديتس‬ ‫َ ُ‬‫ة‬ ‫د‬‫الدو‬ ‫في‬
‫مجرد‬
‫َّ‬ ‫الكرم‪..‬‬ ‫إيليجانز ‪،)Caenorhabditiselegans‬‬
‫مسألة وقت‬ ‫الناتج عن عملية تَ َد ُاخل ِب َو َساطة من‬
‫اختصارا‬
‫ً‬ ‫ريبي‪ ،‬تُعرف‬ ‫حم ٍض َنو ِو ّي ِ‬ ‫ْ‬
‫يستعد الكثيرون لتقديم التضحيات‬ ‫توارثه‬‫ُ‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫م‬
‫ُِْ‬ ‫ي‬ ‫‪،)RNAi‬‬ ‫إن إيه آي‬ ‫بـ(آر ّ‬
‫ولكن القليل‬‫العام‪ّ ،‬‬ ‫ألجل الصالح‬ ‫ألكثر من خمسة أجيال‪ .‬وفي هذا‬
‫اكية‬ ‫آ‬
‫الدر ّ‬ ‫هو ما يُعرف عن ال ّليات إ‬ ‫البحث‪ ،‬قام سكوت كينيدي وزمالؤه‬
‫الّتي تقف وراء هذا السلوك التعاوني‪.‬‬ ‫بعمل تَ َح ٍّر جيني للعيوب التي تحدث‬
‫الشخاص في‬ ‫وغالبا ما يتعاون أ‬ ‫خام َدة بعملية‬
‫ً‬ ‫ات ِ‬ ‫في انتقال إشار‬
‫(آر إن إيه آي) أ‬
‫التجارب القتصاديّة؛ للوقوف في‬ ‫المق ِْبلة‪،‬‬‫ُ‬ ‫جيال‬ ‫لال‬ ‫ّ‬
‫وجه ما يُفترض أن تُمليه عليهم‬ ‫اتيا (أغو)‬ ‫وحدد الباحثون بروتي ًنا أَ ْر ُج َن ًّ‬ ‫َّ‬
‫الخاصة لكل منهم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫المصلحةُ‬ ‫‪ ،Argonaute )Ago( protein‬يُد َعى‬
‫وتستخدم هذه الدراسة سلسلةً من‬ ‫اختصارا (إتش آر دي إي‪)١HRDE-1-‬‬ ‫ً‬
‫متنوعة‪،‬‬
‫تجريبية ّ‬‫ّ‬ ‫عشرة تصميمات‬ ‫يقع ِبداخل ال َّنواة‪ .‬وهذا البروتين‬
‫علم األعصاب‬
‫منها ألعاب واحدة الدفعة‪ ،‬وألعاب‬ ‫داخلية‬‫أحماضا نووية ريبية تَ ُ‬ ‫ً‬ ‫صاحب‬ ‫يُ ِ‬

‫الجزيئية‬ ‫الطبوغرافيا‬
‫نتصرف‬ ‫متكررة؛ لمعرفة ما إذا ك ّنا‬ ‫صغيرة‪ ،‬ويعمل في الخاليا الجنسية‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بديهيا بغرض التعاون‪ ،‬أم بدافع من‬ ‫أ ًّ‬ ‫للحمض‬ ‫الم َع َّرضة ْ‬ ‫لنسل الحيوانات ُ‬
‫أن إجابتنا الداخلية‬ ‫النانية‪ .‬ويبدو ّ‬ ‫الر ِيبي ‪dsRNA‬؛ لتعزيز ِوراثَة‬ ‫النووي‬
‫للدماغ البشري‬
‫تميل نحو التعاون‪ ،‬ولكن مع مزيد‬ ‫للخمود "الجيني"‪.‬‬ ‫َّ َ ِ ّ ِّ أ‬
‫متعددة الجيال ُ‬
‫من التفكير‪ ..‬يدفع منطق مصلحة‬ ‫أن إحدى‬ ‫ويشير المؤلفون إلى َّ‬
‫ال ّنفس نحو تقويض العمل الجماعي‬ ‫وارث عملية‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫لية‬ ‫الوظائف البيولوجية آل‬
‫كرما‪.‬‬
‫أقل ً‬‫بما يجعلنا ّ‬ ‫"س َرمديّة‬ ‫إن إيه آي ‪)RNAi‬هي نقل َ‬ ‫(آر ّ‬ ‫البشري‪ .‬ويمكن الحصول عليه مجانًا‬ ‫كانت الخرائط عالية الجودة للتعبير‬
‫‪Spontaneous giving and‬‬ ‫ُساللة الخاليا الجنسية"على هيئة‬ ‫من الموقع‪www.brain-map. :‬‬ ‫الجيني ـ على النطاق الجيني ككل ـ‬
‫‪calculated greed‬‬ ‫أحماض نووية ريبية صغيرة‪ ،‬اُختيرت‬ ‫‪ .org‬وجدير بالذّ كر ّأن من بوادر ما‬ ‫ُمتاحةً لسنوات قليلة في الفئران‪ ،‬ولكن‬
‫‪D Rand et al‬‬ ‫الخصوبة‪ ،‬عبر‬ ‫لقُد ِرتها على تعزيز ُ‬ ‫لوحظ من تلك البيانات ّأن الدماغ‬ ‫ما أُتيح بالنسبة إلى الدماغ البشري كان‬
‫‪doi:10.1038/nature11467‬‬ ‫الجيال‪.‬‬ ‫حدود أ‬ ‫يتميز عن نظيره في الفئران‬‫البشري ّ‬ ‫نظرا إلى ما‬
‫مبدئية‪ً ،‬‬
‫عبارة عن نظائر ّ‬
‫‪A nuclear Argonaut promotes‬‬ ‫أو قردة ريسوس بنمط البروتين الرابط‬ ‫تحد يتم ّثل في زيادة‬
‫يُقابل عملها من ٍّ‬
‫الشكل أسفله | القرارات السريعة تكون‬ ‫‪multigenerational epigenetic‬‬ ‫للكالسيوم ‪ُ ،CALB1‬ليصبح نمطًا‬ ‫الحجم البشري بقرابة ألف ضعف‬
‫أكثر تعاونا‪ .‬أ‬ ‫‪inheritance and germline‬‬ ‫بالدماغ البشري‪ ،‬دون أي منهما‪.‬‬
‫والشخاص الذين يتخذون‬ ‫ً‬ ‫خاصا ّ‬
‫ًّ‬ ‫لدماغ الفأر‪ ،‬وصعوبة الحصول على‬
‫القرارات بسرعة يسهمون أكثر في بي جي‬ ‫‪immortality‬‬ ‫‪An anatomically‬‬ ‫النسجة بعد الموت‪ ،‬وكذلك مدى‬ ‫أ‬
‫جي (إن = ‪ )212‬دفعة واحدة‪ .‬وهذا يشير‬ ‫‪B Buckley et al‬‬ ‫‪comprehensive atlas of‬‬ ‫آ‬
‫جودتها‪ .‬ويأتي الن مايكل هاوريليكز‬
‫إلى أن الستجابة البديهية تكون تعاونية‪.‬‬ ‫‪doi:10.1038/nature11352‬‬ ‫‪the adult human brain‬‬ ‫وزمالؤه بمعهد ألين لعلوم الدماغ‬
‫السهام للنصف‬ ‫أ‪ ،‬قمنا بمقارنة مستويات إ‬ ‫‪transcriptome‬‬ ‫(‪)Allen Institute for Brain Science‬‬
‫السرع‪ ،‬مقابل النصف أ‬
‫البطأ من القرارات‪،‬‬ ‫أ‬ ‫‪M Hawrylycz et al‬‬ ‫ليستخدموا التشريح والنسق الدقيقين‬
‫عن طريق استخدام النقسام الوسيط في‬ ‫الهابتوجلوبين‬ ‫‪doi:10.1038/nature11405‬‬ ‫بواسطة الليزر؛ لتقييم ‪ 900‬قطعة‬
‫السهام‬‫وقت اتخاذ القرار‪ .‬ويكون متوسط إ‬
‫أعلى بكثير للقرارات أ‬ ‫الح ّر‬
‫والهيموجلوبين ُ‬ ‫الفرعية للدماغ‪ّ ،‬تم‬
‫ّ‬ ‫من التقسيمات‬
‫السرع‬ ‫الشكل أعاله | العالقة بين الموقع‬ ‫استخالصها من دماغي رجلين بالغين‬
‫خار ِج‬
‫إن إطالق الهيموجلوبين ِ‬ ‫(س‪ ،‬ص‪ ،‬ض) (‪ )x, y, z‬من عينات‬ ‫صحيحين‪ ،‬مستخدمين في ذلك ‪60‬‬
‫‪75%‬‬
‫الخل َِو ّي إلى البالزما هو أمر يح َت ِم ُل‬
‫َ‬ ‫التالفيف القشرية‪ ،‬وأوجه التشابه‬ ‫ألف مجس للتعبير الجيني‪ .‬ويسمح‬
‫‪65%‬‬ ‫الخطورة‪ ،‬أل َّن مجموعة الهيم‬ ‫النسخية بينها‪" .‬إم آر آي" ‪ MRI‬للمخ‬ ‫الطلس الناتج بعمل مقارنات بين‬ ‫أ‬
‫التفاعلية‪ ،‬وبالتالي‬ ‫الم ْنك َِشفة شديدة‬ ‫الصلي ‪ 1‬كما يظهر في دال (د)‬‫أ‬ ‫الجنس البشري وغيره من الحيوانات‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ﺍﻹﺳﻬﺎﻡ‬

‫‪55%‬‬

‫سامة‪ .‬وبروتين الهابتوجلوبين‬ ‫كما يسهل من دراسة أ‬


‫‪45%‬‬ ‫تكون ّ‬ ‫مع التالفيف الرئيسة المسماة ‪gyri‬‬ ‫المراض‬ ‫ّ‬
‫‪35%‬‬
‫الجا ِئل يُقابل ذلك بامتصاص‬ ‫(الجدول التكميلي ‪.)2‬‬ ‫فسية الّتي تصيب الجنس‬ ‫العصبية وال ّن ّ‬
‫ّ‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻷﺑﻄﺊ‬
‫ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ‪ 10‬ﺛﻮﺍﻥ‬
‫ﺍﻟﻘﺎﺭﺍﺭﺕ ﺍﻷﺳﺮﻉ‬
‫ﻣﻦ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻟـ ‪ 10‬ﺛﻮﺍﻥ‬
‫الح ّر في ُم َركَّب ثابت‪،‬‬
‫الهيموجلوبين ُ‬
‫‪87 | 2 0 1 2‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫الطبعة العربية |‬ ‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved
‫مهـن عـلـمـيـــــة‬
‫وظائـف نيـتـشــر ألحدث قوائـم الوظائـف‬ ‫نقطة تحول سوهيتي راماتشاندران تحصل على‬ ‫الهيئات القائمة على التعاون الباحثين المبتدئين‬
‫والنصائح المهنية تابع‪www.naturejobs.com :‬‬ ‫جائزتين في علم الجينات السكانية ص‪95 .‬‬ ‫يربحون من المشاركة في المشاريع الدولية ص‪91 .‬‬

‫بمكتب مدير مركز أبحاث «أوك ريدج»‪ ،‬ليصبح بعد ذلك‬

‫‪R. TATE/VETTA/GETTY‬‬
‫المريكية؛ بل‬‫كبير المستشارين العلميين لدارة الطاقة أ‬
‫إ‬
‫وبفضل هذه المعرفة وتلك الدراية استطاع «دين» أن‬
‫يتبوأ مقعد رئيس قسم الفيزياء بالمركز في شهر يوليو‬
‫من العام الماضي‪ ،‬حيث أبرزت الختبارات والتدريبات‬
‫المحتلفة ما يتمتع به من مهارات قيادية‪ .‬وفي هذا السياق‬
‫النسان إلى نمط معين من الشخصية‬ ‫يقول دين‪« :‬يحتاج إ‬
‫لنجاز هذه أ‬
‫العمال»‪.‬‬ ‫إ‬
‫ويلجأ العلماء في بدايات ومنتصف حياتهم المهنية إلى‬
‫اختبارات تحليل الشخصية‪ ،‬بداية من مكاتب الستشارات‬
‫المهنية والتنمية البشرية‪ ،‬ووصول ً إلى ورشات العمل‬
‫التدريبية بمعاهد الصحة الوطنية بالوليات المتحدة‪.‬‬
‫وتقوم بعض اختبارات تحليل الشخصية‪ ،‬مثل مؤشر‬
‫«مايرز‪ -‬بريجز لتحديد نمط الشخصية ‪Myers-Briggs Type‬‬
‫عام ِلهم‬ ‫أ‬
‫‪ ،»Indicator‬بتقييم ميول بعض الشخاص عند تَ ُ‬
‫بشكل معين في مواقف بعينها‪ ،‬وذلك من خالل التركيز‬
‫على السمات الشخصية من شاكلة النبساط (النفتاح على‬
‫الخرين)‪ ،‬والقبول‪( ،‬انظر «‪.)»Type by Type‬‬ ‫آ‬
‫كذلك توضح عمليات التقييم مدى وكيفية تباين‬
‫الشخاص عن أقرانهم فيما يتعلق بأساليب التواصل‪،‬‬ ‫أ‬
‫ونظرتهم إلى مكان العمل‪ ،‬والتفاعل مع زمالئهم بالعمل‪،‬‬
‫وتسوية النزاعات‪ ،‬إلى غير ذلك من الفروق الفردية‪.‬‬
‫ويستطيع العلماء ـ من خالل هذه المعرفة ـ التحكم في‬
‫سلوكياتهم وتصرفاتهم؛ لتجنب الوقوع في مزالق سوء‬
‫التفاهم مع زمالئهم بالعمل‪ ،‬ولتطوير أساليب التواصل‬
‫ومهارات القيادة‪ ،‬والتدخل لحل النزاعات الشخصية‪،‬‬
‫والعمل بروح الفريق بشكل أكثر سالسة‪ ،‬بل والترقِّي في‬
‫وظائفهم‪ ،‬مثلما فعل ديفيد دين‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬تؤكد‬
‫شارون ميلجرام‪ ،‬مدير إدارة التدريب والتربية الجماعية‬
‫التابعة لمعاهد الصحة الوطنية بمدينة بيثسدا‪ ،‬ميريالند‬ ‫وظائف‬
‫النسان بنمط شخصيته يمده بالقدرة على‬ ‫أن‪« :‬دراية إ‬
‫واللمام بأفضل الطرق‬‫معرفة نقاط القوة والضعف لديه‪ ،‬إ‬
‫والساليب لتنمية قدراته كعا ِلم وكعضو في فريق عمل‪،‬‬
‫وكعضو في مجتمع‪ ،‬وفي أسرة»‪.‬‬
‫أ‬
‫ما هو نمط شخصيتك؟‬
‫السمات الشخصية المتكاملة‬ ‫يساعد نمط الشخصية والختبارات المهنية الباحثين على تنمية «مهاراتهم المعتدلة»؛‬
‫يؤكد جون لونسبري‪ ،‬أستاذ علم النفس بجامعة تينيسي‪،‬‬ ‫والحصول على الوظائف التي تالئمهم‬
‫الذي قام بإجراء العديد من اختبارات تحليل الشخصية على‬
‫لالبحاث‪ ،‬أن تقييم مايرز‪ -‬بريجز‬ ‫العلماء بمركز أوك ريدج أ‬
‫استخداما بين اختبارات تحليل الشخصية من‬ ‫الكثر‬‫هو أ‬ ‫تًعقد لكل متدرب على حدة مع أحد علماء النفس وأحد‬ ‫كوري لوك‬
‫ً‬
‫ِق َبل العلماء وغيرهم من عامة الناس‪ ،‬إل أن هذا النموذج‪،‬‬ ‫المتخصصين في مجال التنمية البشرية‪ ،‬الذي كان يقوم‬
‫بحسب لونسبري وغيره من علماء النفس‪ ،‬يتسم ـ بوجه‬ ‫الختبارات ـ لديفيد دين أنه يمتلك أحد‬ ‫بتحليل نتائج إ‬ ‫يؤكد عالم الطبيعة ديفيد دين أنه كان (رجال ً نظريًّا في‬
‫عام ـ بالبساطة المفرطة‪ ،‬فضال ً عن افتقاده لبعض السمات‬ ‫الساليب القيادية المهمة‪ ،‬الذي يُعرف بأسلوب (القيادة‬ ‫أ‬ ‫الول)‪ ،‬ل يعبأ إل بأبحاثه‪ ،‬وذلك لدى التحاقه‬ ‫المقام أ‬
‫الشحصية المحورية‪ ،‬ووجود العديد من النماذج التقييمية‬ ‫التعاونية)‪ ،‬إل أن هذه التدريبات والجلسات قد بينت له‬ ‫للعمل بمختبر أوك ريدج الوطني بولية تينيسي عام ‪.1995‬‬
‫الكثر شيو ًعا‬‫التي تفضله‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يبقى هذا النموذج هو أ‬ ‫الحيان‪ ،‬يكون بحاجة إلى‬ ‫في الوقت ذاته أنه‪ ،‬في بعض أ‬ ‫وبعد عشر سنوات‪ ،‬وإثر توليه قيادة فريق أبحاث النظرية‬
‫َ ُ‬
‫وانتشارا‪ ،‬لسهولة فهمه وتمرس العديد على القيام به‪،‬‬‫ً‬ ‫توجيهيا) بشكل أكبر‪ ،‬أي يتسم بمزيد من‬ ‫ًّ‬ ‫(قائدا‬
‫أن يكون ً‬ ‫النووية‪ ،‬التحق دين بأحد البرامج الداخلية لتنمية القيادات‪،‬‬
‫اللكترونية‬ ‫فضال ً عن وجود العديد من الكتب والمواقع إ‬ ‫الحزم‪ ،‬وأن يكون أكثر ميال ً إلى إصدار قرارات تنفيذية‪.‬‬ ‫تضمن اختبارات مكثفة لتحليل الشخصية‪ ،‬بهدف دفع‬ ‫الذي َّ‬
‫واللمام به‪.‬‬ ‫التفسيرية التي توسع من دائرة التعرف عليه إ‬ ‫كثيرا من معرفته‬
‫والحقيقة أن ديفيد دين قد استفاد ً‬ ‫المتدربين باتجاه التفكير في كفاءاتهم القيادية‪ ،‬والمهارات‬
‫الشخاص من‬ ‫ويعتمد هذا الختبار في جوهره على تقييم أ‬ ‫بأساليب القيادة المحتلفة‪ ،‬والمواقف التي تتواءم مع ٍكل‬ ‫التي يحتاجون إلى إنمائها والتدرب عليها‪ .‬وأوضحت هذه‬
‫خالل ثماني صفات شخصية متباينة‪ ،‬مقسمة إلى أربع‬ ‫الساليب عند توليه منصب المخطط الستراتيجي‬ ‫من هذه أ‬ ‫بالضافة إلى الجلسات الخاصة التي كانت‬ ‫التدريبات ـ إ‬
‫‪89 | 2 0 1 2‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫الطبعة العربية |‬ ‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫مهن علمية‬

‫ـ تسعى جاهدة لتعديل طبيعتها النبساطية بأن تكون‬ ‫تدريجيا‪ ،‬في حين‬ ‫ًّ‬ ‫التفاصيل‪ ،‬ويتقدمون في عملهم‬ ‫ثنائيات‪ ،‬بحيث يتم تصنيف الشحص بحسب ما إذا كان‪:‬‬
‫أقل تكل ًُّما‪ ،‬وربما ثرثرةً‪ ،‬أثناء الجتماعات؛ لتمنح الفرصةَ‬ ‫يميل «الحدسيون» إلى التركيز على الصورة الكلية على‬ ‫منطويًا‪ ،‬أو منبسطًا؛ يتمتع بالستشعار أو بالحدس؛ يميل‬
‫لالشخاص النطوائيين لصياغة أفكارهم قبل التعبير عنها‬ ‫أ‬ ‫حساب التفصيالت الدقيقة‪ .‬وفي هذا السياق يؤكد بيل‬ ‫الحساس؛ يميل إلى إصدار‬ ‫إلى العتماد على التفكير أو إ‬
‫والجهر بها‪.‬‬ ‫ليندستيدت‪ ،‬مدير إدارة التنمية المهنية بجامعة كاليفورنيا‪،‬‬ ‫والدراك‪.‬‬ ‫أ‬
‫الحكام أو إلى التبصر إ‬
‫‪C. GOODFELLOW/GLADSTONE INST.‬‬

‫أبدت ميليسا‬
‫ْ‬ ‫ناحيتها‪،‬‬ ‫ومن‬ ‫بولية سان فرانسيسكو‪ ،‬حيث يقوم بإجراء العديد من‬ ‫وتسفر النتائج عادة عن ستة عشر نمطًا من الشخصيات‪،‬‬
‫ونج‪ ،‬المتخرجة من قسم‬ ‫اختبارات تحليل الشخصية‪ ،‬من بينها تقييم مايرز‪ -‬بريجز‪،‬‬ ‫مثل الشخصية المنبسطة التي تعتمد على الحدس والتفكير‬
‫الفيروسات والمناعة بجامعة‬ ‫على‪« :‬أن العلماء الجيدين ينبغي أن يتمتعوا بالقدرة على‬ ‫المر الذي يمكن العتماد عليه‬ ‫الحكام‪ ،‬أ‬ ‫وتميل إلى إصدار أ‬
‫كاليفورنيا بسان فرانسسيسكو‪،‬‬ ‫إدارة كال العال ََمين» (انظر ‪.)Interests before indicators‬‬ ‫أ‬
‫الشخاص لوجه حياتهم المختلفة‪.‬‬ ‫لتفسير تصورات أ‬
‫التي أخذت تقييم مايرزـ بريجز‬ ‫أحدا ل يمكنه أن يغير من نمط شخصيته‪ ،‬سواء أكان‬ ‫إن ً‬ ‫ولعل الفائدة الكبرى من‬
‫كجزء من برنامج تدريبي للتعرف‬ ‫حدسيا‪ ،‬ولكن بالتفسير المناسب‬
‫ًّ‬ ‫أم‬ ‫ا‪،‬‬‫ًّ‬ ‫ي‬‫استشعار‬ ‫بطبيعته‬ ‫تقييم مايرز‪ -‬برجز‪ ،‬بحسب‬
‫على الوظائف العلمية غير‬ ‫من شخص محنك ومتخصص‪ ،‬كعالم النفس‪ ،‬أو المستشار‬ ‫قول ميلجرام‪ ،‬تكمن في تعرف‬
‫سوء «لقد ساعدتني‬ ‫الكاديمية‪ ،‬دهشةً كبرى إزاء‬ ‫أ‬ ‫المهني‪ ،‬فإن تحليل الشخصية يمكن أن يقدم وسائل تُ َمكِّن‬ ‫الممتحنين من خالله على مدى‬
‫التفاهم الذي يمكن أن ينجم ورقة العمل على‬ ‫الشخاص من تكييف وإدارة سلوكهم نحو مزيد من التفاهم‬ ‫أ‬ ‫الختالف فيما بينهم في نمط‬
‫عن الختالف بين الشخصية إدراك األمور األكثر‬ ‫والعمل المشترك مع آخرين يختلفون معهم في السمات‬ ‫الشخصية والتصورات؛ وتضيف‬
‫المنطوية والشخصية المنبسطة أهمية في بيئة‬ ‫الشخصية؛ فمثال قد يحتاج الشخص المفكر الذي يصب‬ ‫قائلة‪« :‬إن هذا التقييم يبرهن‬
‫داخل المختبر؛ فعلى سبيل العمل»‬ ‫ُج َّل تركيزه على الصورة الكلية إلى إعطاء مزيد من الهتمام‬ ‫«نتائج مايرز‪ -‬بريجز‬ ‫الحقيقة‬ ‫للكثيرين على صالحية‬
‫التي تفيد بأن أ‬
‫المثال‪ ،‬قد يعتقد المنبسطون ميليسا ونج‬ ‫أن آ‬
‫والعناية بالتفصيالت الخاصة بأي مشروع أو تجربة عند‬ ‫الشخاص الذين‬
‫يختلفون فيما بينهم في تمدك فقط بنافذة‬
‫الخرين من ذوي الشخصيات‬ ‫إعطائه توجيهات لشخص آخر يميل إلى إدراك التفاصيل‬
‫المنطوية ل يتمتعون بالذكاء الكافي الذي يؤهلهم للحديث‬ ‫والتركيز عليها‪ .‬إن الناس‪ ،‬كما يؤكد ليندستيدت‪ ،‬بطبيعتهم‬ ‫أنماط شخصياتهم ومواقفهم واحدة‪ ،‬يمكنك‬
‫الخر‪ ،‬أن‬ ‫بطالقة؛ بينما يتوهم النطوائيون‪ ،‬على الجانب آ‬ ‫قادرون على تعديل سلوكياتهم وتطوير مهاراتهم‪ ،‬أو‬ ‫جميعا من خاللها االطالع‬ ‫وتصوراتهم‪ ،‬يمكنهم‬
‫ََ َ ّ‬ ‫ً‬
‫دائما دون‬ ‫يتحدثون‬ ‫المنبسطة‬ ‫الشخصيات‬ ‫الخرين من ذوي‬ ‫آ‬ ‫الستعانة بأشخاص يتساوقون معهم في أسلوب العمل‪،‬‬ ‫يثبتوا‬ ‫أن‬ ‫‪ -‬برغم هذا التباين ـ‬
‫ً‬ ‫على كافة اإلمكانات‬
‫خلفية معرفية‪ .‬وفي هذا الصدد تذكر ونج‪« :‬لقد عملت‬ ‫للتأكد من قدرة الفريق على التقدم في كلتا الحالتين‪.‬‬ ‫والقدرات التي‬ ‫وقد‬ ‫أعمالهم»‪.‬‬ ‫نجاحات في‬
‫قدرا غير قليل من سوء‬‫مع كال النمطين‪ ،‬وأعتقد أن هناك ً‬ ‫تتمتع بها»‬ ‫ام‬ ‫ر‬ ‫ميلج‬ ‫أسها‬ ‫ر‬ ‫تت‬ ‫التي‬ ‫قامت إالدارة‬
‫دائما بينهما»‪.‬‬
‫التفاهم يقع ً‬ ‫في الداخل والخارج‬ ‫بمعاهد الصحة الوطنية على مدى‬
‫العصاب‬ ‫ستولوف‪ ،‬التي تخرجت من قسم علم أ‬ ‫أما بيكا‬ ‫وهناك ثنائية أخرى من الصفات التي تتمتع بأهمية كبرى‬ ‫العامين الماضيين بإجراء برامج بيل ليندستيدت‬
‫حاليا في امتهان‬
‫ً‬ ‫فتفكر‬ ‫كلي‪،‬‬
‫ر‬ ‫بي‬ ‫بمدينة‬ ‫نيا‬‫ر‬ ‫كاليفو‬ ‫بجامعة‬ ‫داخل المعامل‪ ،‬ل سيما في الجتماعات‪ ،‬هي ثنائية النطواء‬ ‫تدريب وتوجيه‪ ،‬تضمنت تقييم مايرزـ برجز‪ ،‬للطالب والباحثين‬
‫التدريس‪ ،‬وتذكر أن تقييم مايرز‪ -‬بريجز قد برهن لها‪ ،‬بما‬ ‫فالشخاص المنبسطون‪ ،‬على سبيل المثال‪،‬‬ ‫مقابل النبساط؛ أ‬ ‫بعد درجة الدكتوراه والعلماء‪.‬‬
‫ل يدع مجال ً للشك‪ ،‬أنها تتمتع بصفات شخصية تؤهلها‬ ‫يميلون إلى لتحدث بصوت مرتفع أثناء عملية التفكير‪ ،‬بينما‬ ‫وقد أثبت محور «الحدس مقابل الستشعار» في‬
‫بشكل كبير لهذه المهنة‪ .‬وسوف تقوم ستولوف خالل هذا‬ ‫يميل النطوائيون إلى صياغة أفكارهم قبل الجهر بها‪ .‬وفي‬ ‫فالشخاص‬ ‫الكثر مناسبةً للعلماء؛ أ‬ ‫تقييم مايرزـ برجز أنه أ‬
‫الخريف بتدريس مادة الرياضيات بإحدى المدارس الخاصة‬ ‫هذا السياق تقول ميلجرام إنها ـ على المستوى الشخصي‬ ‫الذين يعتمدون على الستشعار يميلون إلى التركيز على‬

‫دائرة الضوء الوظيفية‬


‫قائمة االهتمامات قبل مؤشرات االختبارات‬
‫إنجاز بحث مختبري لدى إحدى شركات التكنولوجيا‬ ‫الكاديمية‪ .‬ويحتوي هذا التقييم الوظيفي‬ ‫الوساط أ‬‫خارج أ‬ ‫تمثل قائمة الهتمامات الوظيفية لدى العلماء الذين‬
‫الحيوية لهذا الغرض‪ .‬وعند إتمامها ورقة التقييم‬ ‫على ورقة عمل تتضمن مطالبة الطالب المتخرجين‬ ‫يسعون لتحديد المهنة المناسبة لهم‪ ،‬ل سيما في‬
‫الوظيفي‪ ،‬أدركت ونج أنها بحاجة إلى العمل الجماعي؛‬ ‫بتقييم مهاراتهم واهتماماتهم‪ ،‬إلى جانب أمور أخرى‬ ‫المراحل السنية المتقدمة‪ ،‬أهميةً كبرى‪ ،‬تفوق بمراحل‬
‫أساسيا من مكونات عملها‪ .‬وبعد اطالع‬ ‫ًّ‬ ‫مكونًا‬
‫ليكون ِّ‬ ‫ذات دللة لهم‪ ،‬ل تخلو منها دوائر العمل‪ ،‬وترتيبها من‬ ‫نتائج الختبارات الشخصية التي مروا بها‪ ،‬حيث تساعد‬
‫عميق في مجال صناعة التكنولوجيا الحيوية ومقابلة‬ ‫الولوية‪ .‬وفي هذا إالطار‪ ،‬يحصل الطالب على‬ ‫حيث أ‬ ‫النشطة التي يميل إليها الفرد‪،‬‬ ‫هذه القائمة في تحديد أ‬
‫عديد من المتخصيين في هذا المجال والتحدث‬ ‫قائمة تتضمن ستين مهنة‪ ،‬تبدأ من مستشار سياسات‬ ‫أ‬
‫ويستمتع بممارستها‪ ،‬فضال ً عن تحديد الوظائف الكثر‬
‫إليهم‪ ،‬صارت ونج تفكر جديًّا في الوظائف الخاصة‬ ‫بالضافة إلى‬ ‫علمية‪ ،‬وتنتهي بمفوض منح براءات اختراع‪ ،‬إ‬ ‫مالءمة له‪ ،‬من خالل وظائف يتقلدها آخرون‪ ،‬يحملون‬
‫بالشئون التنظيمية وتطوير أ‬
‫العمال‪.‬‬ ‫بعض المعلومات عن هذه الوظائف‪ .‬ويقوم الطالب‬ ‫نفس الهتمامات‪ ،‬ويتمتعون بذات الميول‪ .‬ويتم إجراء‬
‫ومع نهاية البرنامج التدريبي‪ ،‬خاضت ونج اختبار‬ ‫باختصار هذه القائمة‪ ،‬عن طريق استبعاد الوظائف التي‬ ‫أغلب الختبارات الخاصة بتحديد هذه الهتمامات‬
‫الشخصية على نموذج مايرز‪ -‬بريجز‪ .‬لقد كان حرص‬ ‫ل تتناسب مع اهتماماتهم ومهاراتهم وميولهم‪.‬‬ ‫بمكاتب الستشارات المهنية أو التنمية البشرية‪ ،‬كما‬
‫ليندستيدت على حصول الطالب على ورقة العمل‬ ‫وقد أثبت التدريب على هذا التقييم فعالية كبرى؛‬ ‫وعموما‪،‬‬
‫ً‬ ‫يمكن تحديدها من خالل الممارسات الخاصة‪.‬‬
‫نابعا من أسباب عدة‪ ،‬تأتي‬‫الخاصة بالتقييم الوظيفي ً‬ ‫حيث قالت ميليسا ونج‪ ،‬المتخرجة من قسم الفيروسات‬ ‫فإن أغلب هذه الوسائل متاح عبر إالنترنت‪.‬‬
‫في مقدمتها الفرصةُ التي تمنحها هذه الورقة للتواصل‬ ‫والمناعة بجامعة كاليفورنيا بولية سان فرانسيسكو‪« :‬لقد‬ ‫وينبغي على الباحثين عن الوظيفة المالئمة‪ ،‬ل سيما‬
‫بصورة مباشرة مع الختيارات المهنية المتاحة بصورة‬ ‫المور‬‫ساعدتني هذه الورقة (ورقة العمل) على تحديد أ‬ ‫الولى من حياتهم‪ ،‬أن يأخذوا في اعتبارهم‬ ‫في المراحل أ‬
‫تفوق الختبارات على نموذج مايرزـ بريجز‪ .‬يقول‬ ‫إلي في بيئة العمل»‪ .‬وكانت ونج‬ ‫أ‬
‫الكثر أهمية بالنسبة َّ‬ ‫أن قوائم الهتمامات بوجه عام تغطي مساحات كبيرة‬
‫ليندستيدت‪« :‬إن مهاراتي وميولي واهتماماتي تستطيع‬ ‫قد قامت بإجراء عمليات التقييم خالل هذا العام كجزء‬ ‫من الخريطة الوظائفية في مختلف المجالت‪ ،‬ول‬
‫مهنيا معي ًنا بصورة أكثر جال ًء من نموذج‬
‫مسارا ًّ‬
‫أن تحدد ً‬ ‫من برنامج تدريبي إلدارة الجامعة‪ ،‬لمساعدة الطالب في‬ ‫يقتصر دورها على مجال العلوم فحسب‪ .‬وللتعامل‬
‫مايرزـ بريجز»‪ .‬ويضيف ليندستيدت‪« :‬إن نموذج‬ ‫الكاديمية‪.‬‬ ‫التعرف على الوظائف العلمية خارج الدوائر أ‬ ‫مع هذه المعضلة‪ ،‬قام بل ليندستيدث‪ ،‬رئيس قسم‬
‫لالشخاص حال‬ ‫مايرزـ بريجز يكون أكثر نفعا وفعالية أ‬ ‫أ‬
‫لقد كانت ونج على دراية تامة بأن الدوائر الكاديمية‬ ‫الوظائف بجامعة كاليفورنيا بولية سان فرانسيسكو‪،‬‬
‫ً‬
‫حصولهم بالفعل على وظيفة‪ ،‬وذلك لتحديد نقاط‬ ‫الحوال البيئة الوظيفية المالئمة لها‬ ‫ل تمثل بحال من أ‬ ‫بالشتراك في تطوير تقييم وظيفي؛ لتطبيقه على‬
‫ٍ‬
‫تتبدى‬
‫القوة والمساحات المجهولة المحتملة التي قد َّ‬ ‫عند التحاقها بالبرنامج‪ ،‬إل أنها كانت ترغب في البقاء‬ ‫الباحثين صغار السن من ذوي المستويات العلمية‬
‫من حين إلى آخر أثناء السير على طريق النجاح»‪.‬‬ ‫بالقرب من المجال العلمي‪ ،‬وكانت تعتقد أن عليها‬ ‫المتقدمة‪ ،‬والمتطلعين للحصول على وظائف علمية‬

‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬ ‫الطبعة العربية‬ ‫‪| 2012‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫‪| 90‬‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫مهن علمية‬

‫كورنليسون بهذا الختبار‪ ،‬وخاضوه‪ ،‬بل وطلبوا من الطالب‬


‫الملتحقين بالمختبر أن يخوضونه مثلهم‪ .‬لقد أضحى هذا‬ ‫األدوات واالختبارات‬
‫التقييم جز ًءا أصيال ً من ثقافة مختبر كورنليسون؛ بل صار‬ ‫نموذج بنموذج‬
‫المر‪ ،‬بحسب قول كورنليسون «أشبه بمباراة في معرفة‬ ‫أ‬
‫الخر»‪ ،‬حيث أذاب الجليد‪ ،‬وساعد الطالب الجدد على‬ ‫آ‬ ‫والقبول‪ ،‬والضمير الحي‪ .‬ويُستخدم هذا النموذج‬ ‫(مؤشر نموذج مايرز‪ -‬بريجز) ‪Mayers-Briggs‬‬
‫سريعا في أجواء المختبر‪.‬‬
‫الندماج ً‬ ‫عاد ًة في مجالت البحث النفسي‪.‬‬ ‫‪ Type Indicator‬هو أحد نماذج الختبارات التي‬
‫(نموذج هوجان لتحليل الشخصية) ‪Hogan‬‬ ‫تُستخدم على نطاق واسع‪ .‬ويقوم هذا المؤشر‬
‫تحذير إرشادي‬ ‫أيضا على نموذج‬
‫‪ Personality Inventory‬يرتكز ً‬ ‫نموذجا على‬
‫ً‬ ‫بتقسيم الشخصيات إلى ستة عشر‬
‫الشخاص الذين يجرون عمليات التقييم‬ ‫عاد ًة ما يبادر أ‬ ‫السمات الخمس الكبرى‪ ،‬ويتم تطبيقه عادة في‬ ‫أساس السمات الشخصية الخاصة‪ ،‬المتمثلة في‬
‫بالتأكيد على أن هذه التقييمات ليست قطعية أو إلزامية؛‬ ‫مجالت التطور الوظيفي‪ ،‬والتعيينات الوظيفية‪.‬‬ ‫النبساط «النفتاح» والنطواء‪ ،‬والحس والحدس‪،‬‬
‫فالنتائج ل ينبغي استخدامها لتصنيف شخص ما ضمن‬ ‫الحكام‬‫والتفكير والشعور»العاطفة»‪ ،‬وإصدار أ‬
‫طائفة بعينها‪ ،‬أو إلحاطته بنوع الوظيفة التي يتوجب عليه‬ ‫(نموذج سترونج لتحليل االهتمامات) ‪Strong‬‬ ‫والتبصر «المرونة»‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫«الحزم»‪،‬‬
‫تقلدها‪ ،‬أو إذا كان بإمكانه النجاح فيها‪ .‬إن هذه العمليات‬ ‫‪ Interest Inventory‬يعمد إلى إجراء عمليات تقييم‬
‫التقييمية من شأنها فقط أن تبصر بنمط شخصية المم َتحن‪،‬‬ ‫لالهتمامات‪ ،‬وأساليب العمل‪ ،‬ومقارنتها باهتمامات‬ ‫(نموذج «إن إي أو» لتحليل الشخصية) ‪NEO‬‬
‫بحيث ل يتجاوز ذلك أن يكون معلومة واحدة يمكن‬ ‫أ‬
‫الفراد في عدة وظائف‪ .‬وعاد ًة ما يتم تطبيق هذا‬ ‫‪ Personality Inventory‬يقوم على نموذج‬
‫استخدامها ضمن دليل إرشادي موسع‪ ،‬وخريطة تطور مهني‬ ‫النموذج على الطالب الذين لم يتم تخرجهم‪،‬‬ ‫السمات الشخصية «الخمس الكبرى»‪ ،‬التي تشمل‬
‫متكاملة‪ .‬وفي هذا السياق تقول ليندستيدت‪« :‬إن نتائج‬ ‫والذين يبحثون عن استشارات تتعلق باختيار المهنة‪.‬‬ ‫الع َصابي‪ ،‬والنبساط‪ ،‬والنفتاح على التجربة‪،‬‬
‫القلق ُ‬
‫تمدنا فقط بنافذة واحدة يمكن من خاللها أن‬ ‫مايرز‪ -‬بريجز ّ‬
‫يبصر المر ُء كافة إمكاناته»‪.‬‬ ‫الحياء التطوري بجامعة ميسوري بكولومبيا بتطبيق هذا‬ ‫أ‬ ‫على مدى فصل دراسي كامل‪ ،‬كخطوة على طريق التعرف‬
‫ُ‬
‫صحيحا‪ ،‬أو نمطًا‬
‫ً‬ ‫وتؤكد ميلجرام أن العلم ل يعرف نمطًا‬ ‫النموذج‪ ،‬ووضع ملصق بأنماط شخصياتهم‪ ،‬المكونة‬ ‫على هذه المهنة وسبر أغوارها‪.‬‬
‫خاط ًئا للشخصية؛ فليس ثمة شخص بحاجة إلى تغيير نمط‬ ‫الربع‪ ،‬وقليل من الكلمات‬ ‫من أربع صفات من الثنائيات أ‬ ‫والحقيقة أن بعض العلماء وبعض المختبرات يعكفون‬
‫فالمر برمته‪ ،‬بحسب قول ميلجرام‬ ‫شخصيته ليكون ناجحا؛ أ‬ ‫التوصيفية بجوار الباب‪ .‬وتقول دون كورنليسون‪ ،‬مدير‬ ‫الن على استخدام نموذج مايرز‪ -‬بريجز خارج إطار البرامج‬ ‫آ‬
‫ً‬
‫«ل يتجاوز كيفية إدارة الشخص لسلوكه»‪■ .‬‬ ‫المعمل‪ ،‬أنها استخدمت هذا الختبار في البداية كجزء من‬ ‫التدريبية‪ .‬وتؤكد ميلجرام أن الباحثين بعد درجة الدكتوراه‪،‬‬
‫معسكر إدارة المختبر على أعضاء الكلية الجدد‪ ،‬القادمين‬ ‫والطالب بمعاهد الصحة الوطنية‪ ،‬التابعة لجامعة بيثسدا‬
‫كوري لوك رئيس تحرير قسم التقارير البحثية بمجلة‬ ‫الحياء التطوري ببيثسدا؛‬‫المريكية لعلم أ‬ ‫من الجمعية أ‬ ‫الن بورشات عمل؛ للتدرب على نموذج مايرزـ‬ ‫يطالبون آ‬
‫«نيتشر ‪»Nature‬‬ ‫اهتماما ملحوظًا بمجرد أن أخبرتهم‬
‫ً‬ ‫وقد أبدى الطالب‬ ‫بريجز‪ .‬وقد قام جميع الطالب في أحد مختبرات علم‬

‫من ضم المئات‪ ،‬إن لم يكن آ‬

‫ٌ‬ ‫ْ‬
‫اللف من العلماء‪ ،‬وقد ل‬ ‫ْ‬ ‫الهيئات القائمة على التعاون‬
‫يضمن اللتحاق بإحداها النجاح المهني للباحث المبتدئ‪،‬‬
‫ولكنها قد توفر له بحق بيئة استثنائية للتعلم؛ والحصول‬
‫وفرصا للدخول في الشبكات‬
‫على بيانات دقيقة ونافعة‪ً ،‬‬
‫سببا في تحقيق تقدم في البحث‬‫الجتماعية التي قد تكون ً‬
‫الشخصي‪ ،‬وكذلك فتح أبواب مهنية‪.‬‬
‫ِترس واحد في ماكينة معقدة‬
‫إن تطبيق فكرة الفريق العلمي عندما تتم على نطاق‬ ‫يمكن للباحثين المبتدئين أن يحصدوا مزايا المشاركة في المشاريع الدولية الكبرى‬
‫واسع ل تثمر فقط نتائج مبتكرة‪ ،‬ولكنها تؤسس وتدعم‬ ‫إذا ظلوا متيقظين‬
‫المستقبل المهني كذلك‪ ،‬مثلما توصل إليه الباحثون ـ‬
‫على سبيل المثال ـ في مشاريع مثل مشروع الجينوم‬
‫البشري ‪ ،Human Genome Project‬وتجربة أطلس‬ ‫معدل نمو الجراثيم‪ ،‬ووظائفها‪ ،‬وتركيبة مجتمعاتها في‬ ‫سارة كيلوج‬
‫(مكشاف جسيمات أولية) لفيزياء الجسيمات ‪ATLAS‬‬ ‫ظل ظروف مختلفة‪.‬‬
‫‪ particle physics experiment‬في مصادم الهدرونات‬ ‫وتقول لوريا‪« :‬إنها فرصة ضخمة في هذه المرحلة‬ ‫ل يوجد شك لدى كاثرين لوريا بخصوص مزايا المشاركة‬
‫الكبير ‪ Large Hadron Collider‬بسرن ‪ ،CERN‬المنظمة‬ ‫من مستقبلي المهني؛ لتحقيق بعض الربط الجتماعي»‪.‬‬ ‫في إحدى هيئات التعاون الدولية الكبرى‪ .‬وتدرس لوريا ـ‬
‫لالبحاث النووية‪ ،‬ومختبر فيزياء الجسيمات‬ ‫الوروبية أ‬
‫أ‬ ‫ويرجع الفضل إلى مراكز التعاون‪ ،‬حيث ستتمكن لوريا من‬ ‫الحياء المجهرية البحرية في بداية‬ ‫وهي متخصصة في علم أ‬
‫الوروبي بالقرب من جنيف بسويسرا‪ ،‬أو موسوعة عناصر‬ ‫أ‬ ‫استخدام مقاييس أكثر بكثير مما قد تحصل عليه بنفسها‪.‬‬ ‫عامها الثالث بالدراسات العليا بجامعة براون ببروفيدنس‬
‫الحمض النووي (‪Encyclopedia of DNA Elements‬‬ ‫وتضيف قائلةً ‪« :‬إن الشيء الذي ثبتت جدواه ـ بشكل خاص‬ ‫برود آيالند ـ تأثير التغيرات في الغطاء الجليدي للبحار‪،‬‬
‫حدد العناصر الوظيفية للجينوم‬ ‫‪ )ENCODE‬التي تُ ِّ‬ ‫ـ هو إمكانية الحصول على بيانات‪ ،‬حيث تمكنت فجأ ًة من‬ ‫وإزهار العوالق النباتية على التنوع البكتيري من موسم إلى‬
‫البشري‪.‬‬ ‫أمد يدي في بحر من البيانات المنسقة عالية الجودة‪،‬‬ ‫آخر‪ .‬وقد ذهبت لوريا إلى أطراف أ‬
‫أن ّ‬ ‫الرض ـ بالمعنى الحرفي‬
‫يقول ريكاردو جونشالو‪ ،‬عالم فيزياء الجسيمات برويال‬ ‫لدي القدرة‬
‫َّ‬ ‫فأصبح‬ ‫أكثر؛‬ ‫أو‬ ‫عقد‪،‬‬ ‫مدة‬ ‫إلى‬ ‫تاريخها‬ ‫يرجع‬ ‫ـ لتلتحق بإحدي الهيئات القائمة على التعاون‪ ،‬وهي مشروع‬
‫هولواي‪ ،‬جامعة لندن‪ ،‬الذي عمل بمشروع أطلس‪« :‬يتم‬ ‫على الحصول على نتائج ذات مغزى‪ ،‬فهي ليست بيانات‬ ‫المد (‪ )LTER‬على‬ ‫بالمر أنتارتيكا للبحث اليكولوجي طويل أ‬
‫إ‬
‫بناء مستقبل الباحثين في داخل هيئات التعاون الكبرى‪.‬‬ ‫حصلت عليها أثناء لقطة خاطفة من مسيرتك العملية عندما‬ ‫الساحل الغربي لشبه جزيرة أنتارتيكا‪.‬‬
‫ويقاس نجاح المجموعات البحثية التي يكون مقرها‬ ‫تصادف حصولك على تمويل لمنحتك»‪.‬‬ ‫وسوف تعود لوريا إلى أنتارتيكا هذا الشهر‪ ،‬ولعدة‬
‫الجامعات بعدد ونوع المراكز المتميزة التي يحصل عليها‬ ‫إن المشاريع البحثية الدولية رفيعة المستوى تتمكن‬ ‫مرات أخرى على مدى العامين القادمين‪ .‬وتستغرق‬
‫أعضاؤها داخل تلك الهيئات»‪.‬‬ ‫الرحلة أسبو ًعا‪ ،‬لتقضي هناك شهرين مع حوالي ‪ 25‬باح ًثا‪،‬‬
‫ومن الرائج بشكل كبير السعي للحصول على مناصب‬ ‫والعشرات من موظفي الدعم المشتركين في مشروع ‪.LTER‬‬
‫بالتحادات الكبري (كونسورتيا)‪ ،‬لكن المشاركة بها‬ ‫ﺍ ﻟﺘـﺮ ﻣﻴــﺰ‬ ‫وأثناء وجودها هناك‪ ،‬ستقوم بتحديد عمود الماء‪ ،‬وتجميع‬
‫تنطوي على بعض العيوب‪ ،‬التي من ضمنها القدرة‬ ‫ﻣـﻮﺳـﻮﻋـــــﺔ ﻋـﻨــﺎﺻـــــــﺮ ﺍﻟـ »ﺩﻱ ﺇﻥ ﺇﻳـــﻪ«‬ ‫عينات من الماء‪ ،‬وقياس غزارة البكتيريا والعوالق النباتية‪،‬‬
‫المحدودة للوصول إلى الباحثين الرئيسين‪،‬‬ ‫‪nature.com/encode‬‬ ‫وإنتاج البكتيريا في المعمل‪ .‬كما أنها ستقوم كذلك بفحص‬
‫‪91 | 2 0 1 2‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫الطبعة العربية |‬ ‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫مهن علمية‬

‫ويبدأ البحث الفعال عن إحدى جهات التعاون رفيعة‬


‫‪VLADGRIN/SHUTTERSTOCK‬‬

‫الهداف الشخصية‬ ‫المستوى والسمعة بمراجعة وتحديد أ‬


‫والمهنية‪ ،‬والوسيلة المثلى لتحقيقها‪ .‬وعاد ًة تمثل التحادات‬
‫الكبرى خطوة واحدة على طريق المستقبل المهني الطويل‪.‬‬
‫ويمكن للباحثين صغيري السن اللجوء إلى أدوات التقييم‬
‫الساسية‪،‬‬ ‫الذاتي والوسائل؛ للتعرف على قدراتهم أ‬
‫المد؛ ليقرروا مدى تما‪-‬شيها مع‬ ‫وتقييم أهدافهم طويلة أ‬
‫المشروعات الكبرى‪.‬‬
‫ويجب على الباحثين من حملة الدكتوراه التحاور مع‬
‫أعضاء هيئة التدريس الموثوق فيهم‪ ،‬أو الموجهين‪،‬‬
‫ُم َح َّص ِنين بهذه المعرفة‪ ،‬واللجوء إلى العلماء من جهات‬
‫التعاون‪ ،‬الذين يتحدثون أو يعرضون الملصقات في‬
‫المؤتمرات‪ ،‬ألن هؤلء يمكنهم‬
‫تحويل انتباه العالم الصغير‬ ‫«هذه مشروعات‬
‫إلى فرص بحث‪ ،‬وتوفير معارف‬ ‫غاية في األهمية‬
‫أساسية؛ للتمكين من زيارة‬ ‫واإلثارة‪ ،‬ويراها‬
‫المعامل‪ ،‬ومقابلة الباحثين‬
‫الرئيسين‪ .‬إن الهدف هو العثور‬ ‫البعض مستقبل‬
‫على المشروع الذي يتوافق‬ ‫العلم»‬
‫بشكل أمثل مع اهتمامات‬
‫الباحث الصغير المهنية وظروفه الشخصية‪ ،‬وتحقيق‬
‫التصالت الجتماعية‪ .‬ومن أجل هذا‪ ..‬فالتواصل من‬
‫خالل الشبكات الجتماعية هو خير وسيلة لذلك‪( .‬انظر‪:‬‬
‫«انظر أين ستضع قدميك قبل أن تخطو»)‪.‬‬
‫إن اللتحاق بمراكز التعاون ذات المكانة العالية يفتح‬
‫الباب أمام البحث وأمام زمالء كانوا في غير متناول اليد‪،‬‬
‫البحاث الحديثة في‬ ‫ويوفر الفرصة النادرة لستكشاف أ‬
‫أ‬
‫ظل بيئة تنافسية ذات تمويل جيد‪ .‬إن اللفة التي تعم‬
‫الصغر قد فقدت‬ ‫مراكز التعاون بين مجموعات البحث أ‬
‫قيمتها‪ ،‬بينما تمنح إمكانيةُ التعرف على الخبراء الدوليين‬
‫فرصا عظيمة في هذه المرحلة الحاسمة‬ ‫الباحثين الصغار ً‬
‫َ‬
‫من مستقبلهم المهني‪.‬‬
‫وتمنح المشاريع رفيعة المكانة الباحثين كذلك فرصةً‬
‫لتعلُّم أساليب وطرق عمل جديدة من الزمالء الدوليين‬
‫الذين يأتون بطرق وأساليب شديدة الختالف لفهم‬
‫المشروع العلمي‪ .‬تقول تريزا فونسيكا مارتن‪ ،‬عالمة فيزياء‬
‫جسيمات سابقة‪ ،‬قضت سبع سنوات في العمل بأطلس‬
‫(وتركت العمل هذا العام‪ ،‬لتعمل كمدرسة بإحدى‬
‫وآمل‬ ‫المدارس)‪« :‬أعتقد أأن هذا يجعلها تجربة خصبة‪ُ ،‬‬
‫الفضل من كل منهم‪ ،‬وأن يتكون فريق‬ ‫أن يتم استقطاب‬ ‫ممن يحاولون تحقيق نفس الشيء الذي تسعى إليه‬ ‫والتسابق المستمر للحصول على التقدير‪ ،‬والوقوع‬
‫بحثي أكثر فاعلية‪ .‬صحيح أن الثقافات المختلفة تتبع طرقًا‬ ‫أنت نفسك»‪.‬‬ ‫تحت ضغط إخضاع البحث الشخصي؛ بغرض رفع‬
‫مختلفة في العمل‪ ،‬وببعض النتباه يمكن تعلمها والعمل‬ ‫مستوى البحث الخاص بالمشروع‪ ،‬والتعرض لمخاطرة‬
‫بها بسهولة»‪.‬‬ ‫قيمة مضافة‬ ‫عدم إدراج اسم الباحث بشكل بارز ضمن قوائم‬
‫وكثير من تلك الفرص ينطوي على تعلُّم مهارات الذكاء‬ ‫ُ‬ ‫يقول المحنكون في العمل بالتحادات الكبرى إنه‬ ‫طويلة من المؤلفين على المطبوعات‪ ،‬وصعوبة تمييز‬
‫الجتماعي‪ ،‬ومنها آداب التعامل وفق آداب المهنة‪ ،‬ومهارات‬ ‫من الضروري بالنسبة إلى صغار السن من العلماء‬ ‫العمل الفردي من عمل الفريق‪ .‬كما أن وجود هذا‬
‫والدارة‪ ،‬والتواصل والتصال الجتماعي‪ ،‬وكيفية‬ ‫العدد الكبير من أ‬
‫القيادة إ‬ ‫أن يستشيروا الباحثين عند التفكير في اللتحاق بأحد‬ ‫الشخاص الذين يعملون في مشروع‬
‫القيام بعمل البحث‪ .‬وقد تكون هذه المهارات مهمةً‬ ‫المشروعات‪ .‬إن عليهم أن يوازنوا بين أهداف أبحاثهم‬ ‫واحد «يوحي بالضرورة بلجوء البعض إلى أساليب‬
‫الحدث س ًّنا‪ ،‬الذين ربما يتعاملون‬‫بالنسبة إلى الباحثين أ‬ ‫ويقيموا إمكانية تعرض َم َو ِاطن‬ ‫وغاياتهم المهنية‪،‬‬ ‫المناورة‪ ،‬وبعض السلوكيات المختلفة التي تؤثر على‬
‫أ‬ ‫ِّ‬
‫يتسن لهم الحتكاك بعلماء‬
‫لول مرة خارج أوطانهم‪ ،‬ولم َّ‬ ‫الضعف والقوة لديهم لضغوط قد تُ ْج ِهدها‪ ،‬أو ترفع من‬ ‫التفاعل بيننا‪ ،‬وكذلك الكثير من القواعد»‪ ،‬حسبما قالت‬
‫من بالد أخرى‪ .‬وتضيف فونسيكا مارتن‪ ،‬قائلةً إن التحادات‬ ‫مستواها‪ .‬ورغم أنه من المستحيل معرفة كيف سيعمل‬ ‫باتريشيا كوند موينيو‪ ،‬عالمة الفيزياء بمختبر َ أ‬
‫الج َهزة‬
‫فرصا لتطوير شبكة عالمية من الزمالء‬‫الدولية توفر كذلك ً‬ ‫طلبة الدراسات العليا أو الباحثون من حملة درجة‬ ‫وفيزياء الجسيمات التجريبية بلشبونة ‪Laboratory‬‬
‫بالضافة إلى كونها فرصةً للتعرف على ثقافات‬ ‫أ‬
‫والصدقاء‪ ،‬إ‬ ‫الدكتوراه في هذه البيئة المشحونة‪ ،‬فإنه من المهم‬ ‫‪of Instrumentation and Experimental Particle‬‬
‫أ‬
‫الدول الخرى‪.‬‬ ‫بالنسبة إليهم أن يلتحقوا بهذه المشروعاتن آخذين‬ ‫‪ ،Physics‬التي عملت بتجربة هيرا ب‪ HERA-B‬بمعجل‬
‫في اعتبارهم أن يكونوا متنبهين للتحديات المحتملة‪.‬‬ ‫جسيمات معهد ديسي ‪ DESY‬بهامبورج ألمانيا‪ ،‬الذي‬
‫محاربة المجهول‬ ‫إن الذين ل يسعون لتطوير مهاراتهم واتصالتهم‬ ‫معهدا‪ ،‬و‪ 250‬معاونًا من ‪ 13‬دولة‪ .‬وتضيف‬ ‫ً‬ ‫يتضمن ‪32‬‬
‫قد ل يعزز الجهد المبذول ضمن فريق علمي كبير ذي‬ ‫الجتماعية بباحثين معروفين بشكل استباقي؛ سينتهي‬ ‫باتريشيا كوند موينيو‪ ،‬قائلةً ‪« :‬الشيء الذي يكون في‬
‫مكانة عالية المستقبل المهني للباحث فقط‪ ،‬ولكنه قد‬ ‫المر بأنهم سيصبحون ليسوا أكثر من (المؤلف المجهول‬ ‫أ‬ ‫معقدا هو المنافسة الداخلية‪ ،‬وهي‬ ‫بعض أ‬
‫الحيان‬
‫ً‬
‫يحبطه كذلك‪ ،‬أو ـ على أقل تقدير ـ قد يهدر وقت الباحث‬ ‫رقم ‪ 16‬على مطبوعة ذات أربعين مؤلفًا)‪.‬‬ ‫فعليا المئات‬
‫أقوى في مجموعات الفيزياء‪ ،‬حيث يوجد ً‬
‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬ ‫الطبعة العربية‬ ‫‪| 2012‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫‪| 92‬‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫مهن علمية‬

‫وقتهم بين المشروع الكبير‪ ،‬وآخر أصغر يكون داخل‬ ‫الوروبي‬‫التحليل بمشروع الترميز (إنكود ‪ )ENCODE‬بالمعهد أ‬

‫‪N. MURGAI‬‬
‫المعمل الخاص بهم بالمنزل؛ بهدف كتابة بحث مستقل مع‬ ‫للمعلوماتية الحيوية بهينكستون بالمملكة المتحدة‪ ،‬إلى‬
‫الباحث الرئيس‪ .‬ويقول ذوو الخبرة من الباحثين الحاصلين‬ ‫الفراد المشاركين في مشروع الترميز (إنكود‬ ‫أن أهداف أ‬
‫على الدكتوراه إن تنمية مهارات القيادة تساعد الباحث كذلك‬ ‫أ‬
‫‪ )ENCODE‬ومراكز التعاون الخرى تتحول من السعي‬
‫في الحصول على النتباه الالزم‪.‬‬ ‫الحثيث لتحقيق تميز علمي يؤدي إلى النشر والنجاح‬
‫ومن الجوانب السلبية التي تواجه الباحث الصغير‪ :‬الجهد‬ ‫كم من مخرجات‬ ‫المهني‪ ،‬إلى السعي للحصول على أقصى ٍّ‬
‫إالداري المطلوب لتشغيل هذه المشروعات الضخمة‪ ،‬فعلى‬ ‫البيانات‪ ،‬على أمل إالسهام ـ بقدر إالمكان ـ في أحد الموارد‬
‫سببيل المثال‪ ..‬تقول فونسيكا مارتن‪« :‬نتج عن مشروع في‬ ‫المجتمعية‪ ،‬التي عاد ًة ما تكون مجموعة بيانات كبيرة‪.‬‬
‫قياس أطلس ‪ ATLAS‬ـ الذي يضم حوالي ‪ 3000‬فيزيائي‬ ‫تقول جولي كالين‪ ،‬التي تدرس مجموعات التخصصات‬
‫ـ تَك َُّون بيروقراطية بطيئة وغير صحية»‪ .‬وتضيف‪ ،‬مشير ًة‬ ‫المتعددة بجامعة واين الحكومية بديترويت بولية‬
‫إلى التكليف بالتأليف وفرص الترقي‪ ،‬قائلةً ‪« :‬ل تبرز هذه‬ ‫ميتشيجان‪« :‬من المؤكد أن المشروعات الكبرى تحمل‬
‫المشروعات بالضرورة أفضل ما في الناس‪ ،‬بل تجعل من‬ ‫خاصا‪ ،‬ولكن تظل هناك مخاطرة واضحة تهدد‬ ‫بريقًا ًّ‬
‫الصعب تقدير إنجازات وإسهامات الناس»‪ .‬كما تقول‬ ‫المستقبل المهني للباحث‪ ،‬وهي عدم الظهور وسط حشد‬
‫الحيان تصبح قدرات الباحث‬ ‫فونسيكا مارتن إنه في بعض أ‬ ‫الهمية‬‫كبير»‪ .‬وتضيف قائلةً ‪« :‬تلك مشروعات غاية في أ‬
‫الدارية أهم من قدراته العلمية‪.‬‬ ‫إ‬ ‫والثارة‪ ،‬ويظن البعض أنها ستكون مستقبل العلم»‪.‬‬ ‫إ‬
‫ويشير ليب إلى أن مراكز التعاون الكبرى تتطلب عاد ًة‬ ‫وهي كذلك ضخمة وصعبة المراس من حيث المنافسة‬
‫لوجيستيكيا‪ ،‬مثل تنظيم الجتماعات والمؤتمرات‪،‬‬ ‫ًّ‬ ‫جهدا‬
‫ً‬ ‫للحصول على الهتمام الكافي‪ .‬ويقول جونشالو‪ ،‬موافقًا‬
‫وجد عاد ًة‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ت‬‫و‬ ‫خاصة‪،‬‬ ‫بمهام‬ ‫الناس‬ ‫تكليف‬ ‫«يتم‬ ‫حيث‬ ‫إياها في الرأي‪« :‬عادة يكون من الصعب الحصول على‬
‫فرصة لملء مراكز قيادية في هذه المهام‪ .‬وإذا كنت على‬ ‫مكان خاص للشخص داخل كيان مكون من ‪ 3000‬عالم‪،‬‬
‫استعداد للتجربة‪ ،‬فهي طريقة جيدة لكتساب الخبرة‬ ‫ففي البدء يبدو أن كل فكرة جيدة تأتي بها تكون قد تمت‬
‫بمشروع ما»‪ .‬ويضيف قائال ً إنه يمكن لهؤلء الذين قبلوا‬ ‫شخص آخر»‪.‬‬
‫تجربتها من ِق َبل ٍ‬
‫تلك المهام‪ ،‬وأ ُّدوها بكفاءة‪ ،‬أن يبينوا لمعاهدهم أو‬ ‫كاثرين لوريا‪ ،‬متخصصة في علم األحياء المجهرية البحرية‪ ،‬وهي‬
‫جامعاتهم أنهم متعاونون يستطيعون ـ على سبيل المثال‬ ‫التميز وسط الحشد‬ ‫جزء من اتحاد إيكولوجي كبير بأنتارتيكا‬
‫الدارية‪ ،‬كأعضاء هيئة‬ ‫ـ القيام بإسهامات في أداء المهام إ‬ ‫ويروي جايسون ليب‪ ،‬وهو عالم أحياء بجامعة نورث‬
‫تدريس مثبتين‪.‬‬ ‫كارولينا بتشابل هيل‪ ،‬ومديرمركز كارولينا لعلوم الجينوم‬ ‫المبتدئ‪ .‬فقد تتعادل المزايا باحتمالية محبطة على وجه‬
‫وإلى جانب القيام بأعمال إضافية‪ ،‬يمكن للباحثين‬ ‫بالجامعة‪ ،‬قائال ً إنه بعد مرور حوالي عشر سنوات من‬ ‫الخصوص‪ ،‬وهي بقاء اسم الباحث مجهولً‪ ،‬خاصة بالنسبة‬
‫تعزيز مكانتهم بزيارة مختبرات أخرى مرتبطة بالتعاون‪،‬‬ ‫بداية العمل بمشروع الترميز (إنكود ‪ )ENCODE‬تَ َب َّين أن‬ ‫إلى المشاركين في أسفل درجات سلم البحث‪ .‬إن عدد‬
‫والعمل بها‪ .‬وسوف يساعدهم ذلك في تكوين معارف‪،‬‬ ‫الظهور وسط فريق كبير يعني ـ في العادة ـ القيام بأعمال‬ ‫يحول التحادات الكبرى‬‫المعاهد والعلماء المشاركين ِّ‬
‫ونشر أبحاثهم بصورة موسعة‪ .‬ويذكر جوناثان كمينجز‪،‬‬ ‫العضاء الجدد في الفريق‬ ‫إضافية‪ ،‬وينصح بأن يقوم أ‬ ‫إلى نظم بيئية مركبة‪ ،‬يجب التفاوض معها‪ ،‬سواء حاول‬
‫العمال بجامعة ديوك‬ ‫الذي يدرس التعاون العلمي بكلية أ‬ ‫بتعزيز مكانتهم عند الباحث الرئيس‪ ،‬عن طريق القيام‬ ‫الباحثون الحصول على التقدير لقاء عملهم في المختبر‪،‬‬
‫في دورهام بولية نورث كارولينا‪ ،‬قائالً‪« :‬إن المشاريع‬ ‫البحاث‪ ،‬وتوظيف‬ ‫بأدوار إضافية‪ ،‬مثل المعاونة في كتابة أ‬ ‫أم حاولوا التميز أو الظهور عند إدراج قوائم أ‬
‫السماء على‬
‫التي تعمل بشكل أفضل هي التي تضم باحثين من حملة‬ ‫الطلبة المتخرجين‪ ،‬وتنظيم أنشطة الفريق‪ ،‬وربما تقسيم‬ ‫المطبوعات المنشورة‪ .‬وبالفعل يشير إيوان بيرني‪ ،‬منسق‬
‫الدكتوراه‪ ،‬أو طلبة دراسات عليا يقضون شهرين أو ثالثة‬
‫في العمل بمعمل في موقع آخر‪ ،‬ثم يعودون إلى مقار‬
‫مؤسساتهم»‪.‬‬ ‫ماذا الذي عليك أن تتوقعه‬
‫ويحذر بعض الباحثين‪ ،‬قائلين إنه يجب على الطلبة‬
‫المتخرجين وحملة الدكتوراه أن يحذروا من ارتباطهم بشكل‬ ‫انظر أين تضع قدميك قبل أن تخطو‬
‫ل َِص ٍيق بمشروع وحيد‪ ،‬بصرف النظر عن عظمته؛ لئال يُ ْه َملُوا‬
‫جانبا من أقرانهم وأصحاب العمل المحتملين‪.‬‬ ‫وض ُعوا ً‬ ‫ويُ َ‬ ‫تطو ْع للقيام بمهام إدارية للمشروع‪ ،‬مثل‬
‫َّ‬ ‫●‬ ‫يكافح الباحثون المبتدئون بالمشروعات الدولية‬
‫إلي على أني الشخص الذي‬ ‫َّ‬ ‫نظر‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫أن‬ ‫«أخشى‬ ‫لوريا‪:‬‬ ‫تقول‬ ‫كتابة األبحاث العلمية‪ ،‬والمعاونة في المقابالت‬ ‫رفيعة المستوى للظهور وسط ساحة محتشدة‬
‫يعمل في أنتارتيكا‪ ،‬وأن ذلك سيحدد ما أعمل فيما بعد‪..‬‬ ‫الشخصية‪ ،‬وتنظيم االجتماعات‪ ..‬فسيساعدك‬ ‫بالطلبة المتخرجين وحملة الدكتوراه‪ .‬ونذكر هنا‬
‫فالناس يهتمون بشكل خاص بالمكان‪ ،‬وهم منبهرون بما‬ ‫ذلك في اكتساب مهارات قيادية‪ ،‬وبروز اسمك‪.‬‬ ‫بعض المالحظات َأل ْخذها في االعتبار قبل ـ وبعد ـ‬
‫نعمله بالفعل‪ ،‬وبالتالي يكون من السهل على عا ِل ٍم صغير‬ ‫ص اإلشراف على طلبة الدكتوراه‬‫اقبل ُف َر ً‬
‫ْ‬ ‫●‬ ‫االلتحاق بفريق بأحد المشروعات الكبرى‪.‬‬
‫المحددة لكل عملي‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫السن أن تكون هذه التجربة الصفة‬ ‫باالشتراك مع الباحث الرئيس في مشاريع أبحاث‬ ‫● اطلب النصيحة حول المشاريع المحتملة‪،‬‬
‫إنني سعيدة بوجودي في أنتارتيكا‪ ،‬وبكوني جز ًءا من هذا‬ ‫بداخل مراكز التعاون‪.‬‬ ‫ومن الباحثين الرئيسين من المرشدين‪ ،‬والباحثين‬
‫يحدد‬ ‫المشروع‪ ،‬ولكني أحاول جاهدة أن أتأكد من أنه لن ِّ‬ ‫أن‬
‫جديدا في البحث‪ ،‬أو ْ‬
‫ً‬ ‫أن تكتشف شيئً ا‬
‫حاول ْ‬
‫ْ‬ ‫●‬ ‫الم َّطلِ ِعين الذين كانوا على صلة بمشاريع مماثلة‪.‬‬
‫ُ‬
‫كياني في بقية مسار مستقبلي المهني»‪.‬‬ ‫تستخدم تقنية تعمل على تقدم البحث‪.‬‬ ‫● َق ِّي ْم اهتمامك الشخصي والمهني بالبحث‪ ،‬بما‬
‫و يقول ليب إن الرتباط بائتالف ذي مكانة عالية قد يسبب‬ ‫●نَ ِّظ ْم اجتماعات بشكل منتظم مع الباحث‬ ‫سببا في‬
‫ً‬ ‫في ذلك ما إذا كان المشروع سيصبح‬
‫بعض المتاعب‪ ،‬ولكنه عاد ًة ما يستحق الجهد‪ ،‬ويضيف‬ ‫الرئيس‪ ،‬لتعريفه ـ أو لتعريفها ـ بأي تقدم يتم في‬ ‫تقدم مستقبلك المهني‪ ،‬أم ال‪.‬‬
‫قائالً‪« :‬يشكو البعض من أن هذه الئتالفات تكون ذات‬ ‫البحث‪.‬‬ ‫عاي ْن المختبر المحتمل‪ ،‬ومواقع البحث‪.‬‬
‫● ِ‬
‫صبغة مميزة ألعضائها‪ ،‬ويصبح من الصعب الدخول فيها‪.‬‬ ‫● َأ ِق ْم عالقات طيبة مع الباحثين المبتدئين‬ ‫يوفر التوجيه‬
‫اكتشف ما إذا كان الباحث الرئيس ِّ‬
‫ْ‬ ‫●‬
‫وهذا صحيح إلى حد ما‪ ،‬ولكن يوجد سبب وراء صدق هذه‬ ‫اآلخرين العاملين في نفس المشروع‪ ،‬ونَ ِّظ ْم‬ ‫والدعم اللذين تبتغيهما‪ ،‬أم ال‪.‬‬
‫المقولة‪ ،‬فإنه في حالة قمت بالعمل بها مرة‪ ،‬فإنك تصبح‬ ‫اجتماعات أو حلقات نقاشية على الشبكة؛ لتتبادل‬ ‫● ابحث عن فرص التأليف األول لعملك الخاص‬
‫مبكرا‪،‬‬
‫مؤهال ً للعمل بها مرة أخرى‪ ،‬فإذا تمكنت من الدخول ً‬ ‫المعلومات حول أبحاثهم‪.‬‬ ‫ضمن المشروع‪ ،‬وذلك عن بمحاولة خلق الموضع‬
‫ومن أن تثبت كفاءتك في العمل في مشروع بهذا الحجم؛‬ ‫ْ‬
‫ابحث عن فرص للعمل بموقع المشروع‬ ‫●‬ ‫الخاص الالئق في البحث‪.‬‬
‫فإنه من المرجح أن تحصل على فرصة أخرى»‪■ .‬‬ ‫الرئيس‪ ،‬وكذلك في مقر معملك؛ للرفع من‬ ‫ْ‬
‫ابحث عن فرص لالشتراك في تأليف مطبوعات‬ ‫●‬
‫شأنك عند الباحثين الرئيسين‪.‬‬ ‫مع الباحث الرئيس‪.‬‬
‫س‬ ‫ف‬
‫سارة كيلوج هي كاتبة حرة ي� واشنطن دي ي‬
‫‪93 | 2 0 1 2‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫الطبعة العربية |‬ ‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫مهن علمية‬

‫عمــود ً‬
‫وإذا تم في النهاية اختيار مرشح متزوج من آخر أكاديمي‪،‬‬
‫وفي الوقت نفسه أظهر ٌّكل من القسم والكلية ِ‬
‫موض َعي‬
‫رغبة في تعيينه؛ يتم استقدام الزوج إلى‬ ‫الهتمام ً‬
‫لينكولن؛ إلجراء مقابلة شخصية‪ .‬وإذا انتهت المقابلة على‬
‫وصوت أعضاء هيئة التدريس بالقسم على تقديم‬
‫فعندئذ يتم تقديم العرضين‪ .‬أما إذا لم‬ ‫ٍ‬ ‫افق؛‬
‫خير‪َّ ،‬‬
‫ر‬ ‫عرض للم‬
‫العمل معا‬
‫اهتماما بتوظيف الزوج المرافق؛ تتوقف عملية‬ ‫القسم‬ ‫يُ ْب ِد‬ ‫الداري السليـــم يُسهــل البـحث عن وظائـف للزوجيـن الموظفيــن»‬
‫«النـظام إ‬
‫الول أن يتخذ قر ًارا بالقدوم‬ ‫التوظيف‪ ،‬ويكون ًعلى المرشح أ‬
‫إلى الجامعة للحصول على وظيفة واحدة فقط‪ ،‬أو ل( وقد‬ ‫ماري آن هولمز‬
‫فقدنا بعض المرشحين بهذه الطريقة)‪.‬‬
‫وتوفر منحة هيئة أدفانس ‪ ADVANCE‬مقدار ربع راتب‬ ‫أثناء عملية التفاوض والتوظيف‪ ،‬فيتم تعريف المرشحين‬ ‫من إالجراءت المتبعة في الجامعات في كل أنحاء العالم أن‬
‫بالضافة إلى‬ ‫أ‬
‫الزوج المرافق‪ ،‬لمدة تصل إلى ثالث سنوات‪ ،‬إ‬ ‫الولين بالبرنامج‪ ،‬فور اختيارهم بالقائمة النهائية‬ ‫تقوم لجنة بحث مكونة من أعضاء هيئة التدريس بالنظر‬
‫إمداد كل من القسم والكلية ومكتب نائب مدير الجامعة‬ ‫شخصيا‪ ،‬ويتم سؤالهم‬‫ًّ‬ ‫للمرشحين‪ ،‬ولكن قبل مقابلتهم‬ ‫في طلبات اللتحاق‪ ،‬وتصنيفها‪ ،‬وتقييمها‪ ،‬واستقدام أفضل‬
‫بمقدار ربع آخر‪ .‬ويوفر مكتب الجامعة للبحث التمويل‬ ‫إذا كان لديهم زوج مؤهل لملء وظيفة بهيئة التدريس؛‬ ‫المرشحين للوظائف إلى حرم الجامعة‪ ،‬وإجراء مقابالت‬
‫المبدئي للتوظيف‪ .‬ويعطي هذا التمويل المرحلي ـ الذي‬ ‫يعبر عن رغبته في العمل‪،‬‬ ‫شخصية مع أفضلهم‪ ،‬لتتوصل اللجنة ـ في آخر أ‬
‫خطاب ِّ‬ ‫فيكون عليه إرسال‬
‫وسيرة ذاتية‪ ،‬وبيان أ‬
‫المر ـ‬
‫الداريين؛‬ ‫يستمر لمدة ثالثة أعوام ـ بعض الوقت لكل إ‬ ‫بالبحاث وبرغبات التدريس إلى مكتب‬ ‫إلى الشخص المثالي لملء الوظيفة‪ ،‬فيقوم رئيس القسم‬
‫إليجاد مجرى تمويلي دائم ومتدفق للزوج المرافق الذي‬ ‫برنامج أدفانس ‪ADVANCE‬؛ فيقوم مدير البرنامج بإبالغ‬ ‫بتقديم عرض‪ ،‬ليكتشف في النهاية أن المرشح المثالي‬
‫يمكن توفيره من خالل مسار تمويلي جديد‪ ،‬أو تقاعد أحد‬ ‫رئيس القسم المناسب وعميد الكلية التي يُحتمل تعيين‬ ‫متزوج‪ ،‬وأنه ل بد من مواجهة مسألة الشخصين المفزعة‪.‬‬
‫أعضاء هيئة التدريس الموجودين‪.‬‬ ‫الزوج الموظف للعمل بها‪.‬‬ ‫قد يتحول الموضوع برمته إلى كابوس‪ ،‬وتنهار العملية‬
‫الول ل‬ ‫الحيان يكون زوج المرشح أ‬ ‫وفي بعض أ‬ ‫بأكملها‪ ،‬فينقضي الوقت‪ ،‬بينما تبحث اللجنة عن‬
‫أ‬
‫‪IMAGES.COM/CORBIS‬‬

‫يرغب بالستمرار في العمل في المجال الكاديمي‪،‬‬ ‫وظيفة للزوج المرافق‪ ،‬ولكننا في جامعة نبراسكا ‪-‬‬
‫فنقوم بمعاونته في البحث عن وظائف خارجية‪ ،‬من‬ ‫طورنا وسيلةً للتعامل مع المشكلة‪،‬‬ ‫لينكولن (‪َّ )UNL‬‬
‫خالل شبكة اتصالتنا وغرفة التجارة المحلية‪ ،‬كما‬ ‫ومساعدة كل من المرشح ومسؤول التوظيف‪.‬‬
‫يمكن له ‪ /‬لها إجراء بحث عن وظيفة بشكل مستقل‪.‬‬ ‫وعندما يحين الوقت لتقديم عرض ما لوظيفة‪،‬‬
‫وكان من المفترض أن تستمر منحة أدفانس‬ ‫يكون قد تم استثمار ق َْد ٍر ل يُستهان به من الوقت‬
‫الصلية لجامعة نبراسكا لينكولن خمس‬ ‫‪ ADVANCE‬أ‬ ‫القسام بجامعة نبراسكا لينكولن‬ ‫ومن المال‪ .‬وتنفق أ‬
‫سنوات‪ ،‬وتوقعنا أن نقوم بتشغيل ما قد يصل‬ ‫ما بين ‪ 9000‬و‪ 18000‬دولر أمريكي لمجرد إالعالن‬
‫إلى ثمانية أزواج موظفين على مدى هذا الوقت‪،‬‬ ‫عن وظيفة‪ .‬وإذا قمنا بحساب الوقت الذي يقضيه‬
‫زوجا‪.‬‬
‫وظفنا ‪ً 12‬‬ ‫ولكننا بعد أربعة أعوام كنا قد‬ ‫أعضاء هيئة التدريس في فحص طلبات اللتحاق‬
‫الن هو‪ :‬ماذا‬ ‫والسؤال الذي يطرح نفسه آ‬ ‫ــ من ‪ 20-10‬ساعة‪ ،‬حسب حجم كومة أ‬
‫الوراق ــ‬
‫سيحدث عندما ينفد تمويل أدفانس ‪ADVANCE‬؟‬ ‫أحد‬
‫نجد أن التكلفة أعلى بكثير‪ .‬ولذلك‪ ..‬ل يرغب ٌ‬
‫يمكن للتمويل المرحلي المساعدة‪ ،‬ولكنه في‬ ‫يقدم إليه من عرض‪.‬‬ ‫مرشحا يرفض ما َّ‬ ‫في أن يرى‬
‫المبدأ تتوفر وسائل للجامعات للقيام بهذا بشكل‬ ‫الكاديميين أربعة‬ ‫الزواج أ‬ ‫لقد تضاعف ًتوظيف أ‬
‫مؤسسي‪ ،‬دون أية منح‪ .‬وأحد النماذج للحل‬ ‫أضعاف منذ عام ‪ .1970‬وبحلول عام ‪،2008‬‬
‫هو أن يتم ادخار نسبة من الوظائف الجديدة‬ ‫الكاديميين بالوليات المتحدة‬ ‫كان لــ ‪ 36%‬من أ‬
‫لالزواج الموظفين‪ ،‬كما يمكن لنائب مدير الجامعة‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫أزواج يعملون كذلك بالمجال الكاديمي‪ .‬وقد‬
‫الحجام عن ملء بعض الوظائف كل عام‪ ،‬أو‬ ‫إ‬ ‫ُسجلت أعلى النسب بين العلماء‪ ،‬فكان لدى‬
‫يمكنه كذلك تقديم هبة‪.‬‬ ‫الناث من العلماء‬ ‫‪ 54%‬بين الذكور و‪ 83%‬بين إ‬
‫وعلى وجه العموم‪ ،‬لقت جامعة نبراسكا‬ ‫أكاديميا في مجال العلوم‪ ،‬ويعمل‬ ‫ًّ‬ ‫شريك يعمل‬
‫الجراءات الرسمية‬ ‫نجاحا من خالل هذه إ‬ ‫لينكولن ً‬ ‫أغلبهم في المجال نفسه‪ ،‬أو في مجال مشابه (‪L.‬‬
‫أكثر من الطلبات غير الرسمية لتعيين الزوج‬ ‫‪Schiebinger et al. )Dual-Career Academic‬‬
‫المرافق‪ ،‬التي تُق ََّدم في آخر لحظة‪ .‬وينجح‬ ‫;‪Couples: What Universities Need to Know‬‬
‫البرنامج ـ إلى حد كبير ـ بفضل تعاون رؤساء‬ ‫وبالخذ في العتبار‬‫‪ .Stanford University, 2008‬أ‬
‫القسام؛ فيكون التفكير السائد هو‪ :‬إذا قبلنا‬ ‫أ‬ ‫ارتباط هذا العدد الكبير من العالمات بآخر‬
‫زوجا مرافقًا الن؛ فسيساعدنا قسم آخر في‬ ‫آ‬ ‫أكاديمي‪ ،‬فإنه يجب على الستراتيجيات التي تهدف‬
‫ً‬
‫تخوفهم‬‫داريين ُّ‬ ‫ال‬
‫المستقبل‪ .‬وقد أبدى بعض إ‬ ‫المعينات كأعضاء هيئة‬ ‫َّ‬ ‫إلى زيادة عدد النساء‬
‫الزواج سيرفع‬ ‫من أن برنامجا رسميا لتوظيف الموظفين أ‬ ‫مجال آم ًنا للمرشح؛ ليكشف فيه‬‫وتوفر هذه المبادرة ً‬ ‫التدريس في مجالت العلوم‪ ،‬والرياضيات‪ ،‬والتكنولوجيا‪،‬‬
‫ً أ ًّ‬
‫حبطوا عندما ل‬ ‫من توقعات الزواج المرافقين فقط؛ ُلي َ‬ ‫مؤثرا في‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ال‬ ‫عام‬ ‫ذلك‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫عن حالته الجتماعية‪ ،‬دون‬ ‫والهندسة أن تتضمن وسائل لتوفير فرص وظائف ثنائية‪.‬‬
‫توجد أماكن شاغرة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فنحن نجد أن أعضاء هيئة‬ ‫بالضافة إلى توفير مكتب‬ ‫المداولت الخاصة بتعيينه‪ ،‬إ‬ ‫وقد عالجت جامعة نبراسكا لينكولن هذه القضية بتقديم‬
‫الجراءات‪.‬‬ ‫أ‬
‫التدريس المحتملين يقدرون شفافية إ‬ ‫الضافي الفرصة‬ ‫متابع ينبه كل الطراف‪ .‬ويمنح هذا الوقت إ‬ ‫جائزة التحول المؤسسي من برنامج أدفانس (‪،)ADVANCE‬‬
‫الزواج الموظفين ليس ببدعة زائلة‪ ،‬ويجب‬ ‫إن ارتباط أ‬ ‫للجامعة‪ ،‬كي تستقدم الشريك إلى حرم الجامعة؛ إلجراء‬ ‫المريكية للعلوم‪ ،‬الذي يهدف إلى‬ ‫التابع للمؤسسة الوطنية أ‬
‫أن تكون مخاطبة هذه الحاجة جز ًءا جوهريًّا من جامعات‬ ‫الول‪ .‬ول يتم‬ ‫مقابلة شخصية فور تحديد عرض للمرشح أ‬ ‫أ‬
‫تحسين تمثيل المرأة في المجال الكاديمي العلمي‪ .‬ولقد‬
‫والذكى؛‬ ‫الفضل أ‬ ‫المستقبل‪ ،‬إذا كنا نرغب في اجتذاب أ‬ ‫الصلية بتلك المعلومات‪ ،‬حتى ل تضع‬ ‫إبالغ لجنة البحث أ‬ ‫نظاما يمكن نقله وتطبيقه بشكل جيد في‬ ‫الجامعة ً‬ ‫ابتكرت‬
‫المؤسسات أ‬
‫والبقاء عليه‪■ .‬‬ ‫الجتماعية للمرشح ضمن معايير الختيار‪ .‬وفي‬ ‫الحالة إ‬ ‫الخرى‪.‬‬
‫النهاية يكون من الصعب مقاومة التفكير في أن وجود‬
‫الرض والغالف‬ ‫ماري آن هولمز‪ :‬هي أستاذ علوم أ‬ ‫شريك مرافق سيؤثر على احتمالية قبول المرشح للعرض‪،‬‬ ‫منذ البداية‬
‫الجوي بجامعة بن�اسكا لينكولن‪ ،‬ومدير أدفانس ‪ -‬بن�اسكا‬ ‫ولكنه بالطبع ل توجد عالقة لحالة المرشح الجتماعية‬ ‫وتبدأ مبادرة جامعة نبراسكا لينكولن لمساعدة الزوجين‬
‫‪.ADVANCE-Nebraska‬‬ ‫بأهليته للعمل بوظيفة ما‪.‬‬ ‫مبكرا‪ ،‬وذلك‬
‫الموظفين في معالجة مسألة الشخصين ً‬
‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬ ‫الطبعة العربية‬ ‫‪| 2012‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫‪| 94‬‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫مهن علمية‬

‫أوروبا‬
‫زيادة االستثمارات‬
‫تحــــول‬
‫ُّ‬ ‫نــقــطـة‬
‫الوروبية في البحث والتطوير آخذة‬
‫أ‬
‫إن الستثمارات أ‬
‫في الرتفاع‪ ،‬وفق مسح التحاد الوروبي لتجاهات‬
‫الستثمارات التجارية للبحث والتطوير لعام ‪،2012‬‬
‫سوهيني راماتشاندران‬
‫وهو تقرير نشرته المفوضية أ‬
‫الوروبية في ‪20‬‬
‫أغسطس ‪ .2012‬ويتنبأ المسح ـ الذي غطى ‪1000‬‬ ‫السكاني‬
‫سوهيني راماتشاندران مختصة في علم الجينات ُّ‬

‫‪S. EWENS‬‬
‫شركة كبيرة من كل القطاعات ـ بزيادة في البحث‬ ‫بجامعة براون بمدينة بروڤيدنس‪ ،‬ولية رود أيالند‪.‬‬
‫والتطوير‪ ،‬تصل إلى ‪ 4%‬سنويًّا حتى عام ‪.2014‬‬ ‫المستوى هذا العام‪ .‬ففي‬ ‫حصلت على جائزتين رفيعتي ُ‬
‫وتتنبأ شركات الكيماويات بزيادة قدرها ‪ ،5,5%‬ويتنبأ‬ ‫يونيو حازت على لقب «باحثة بيو» في العلوم الطبية‪-‬‬
‫منتجو الغاز والنفط بزيادة قدرها ‪ .% 4,6‬ويقول‬ ‫المتمركزة في‬
‫البيولوجية من قبل مؤسسة بيو الخيرية‪ُ ،‬‬
‫ألكسندر توبكي‪ ،‬بمعهد الدراسات التكنولوجية‬ ‫فيالدلفيا‪ ،‬ولية بنسلفانيا‪ .‬وفي فبراير‪ ،‬حصلت على منحة‬
‫المستقبلية بإشبيلية بإسبانيا‪ ،‬وكاتب التقرير المشارك‪:‬‬ ‫أبحاث من مؤسسة ألفرد بي‪ .‬سلون من نيويورك‪ .‬تخطط‬
‫« تصل تكاليف التوظيف إلى أكثر من نصف التكاليف‬ ‫ميز في مجال‬ ‫سوهيني لستثمار هذه المنح ل ُتحقِّق ال َّت ُّ‬
‫الكلية للبحث والتطوير‪ ،‬وبالتالي ل بد أن يُترجم‬ ‫علميا سريع التقدم‪.‬‬ ‫تخصصها‪ ،‬الذي يُعد ً‬
‫مجال ًّ‬
‫جزء غير بسيط من الزيادات في البحث والتطوير إلى‬
‫الرجح أن‬‫عمالة جديدة»‪ .‬ويشير توبكي إلى أنه من أ‬ ‫كيف أدركت رغبتك بدمج علمي الرياضيات أ‬
‫واالحياء؟‬ ‫أ ِ‬
‫أي توظيف للباحثين ناتج عن ذلك سيكون في الدول‬ ‫في وليات مختلفة‪ ،‬ولذا‪ ..‬كان من المهم بالنسبة لكلينا‬ ‫المر في المرحلة الثانوية‪ ،‬عندما أتاح لي ماركوس‬ ‫بدأ‬
‫ذات العمالة منخفضة التكاليف‪ ،‬مثل الصين‪ ،‬والهند‪.‬‬ ‫أن نعمل في نفس المؤسسة للمرة أ‬
‫الولى‪.‬‬ ‫فيلدمان‪ ،‬عالم أحياء من جامعة ستانفورد في كاليفورنيا‪،‬‬
‫فرصة ألنفِّذ مشرو ًعا في ُمختبره حتى ألتحق ببرنامج يُعرف‬
‫ما هي التحديات المهن ّية الحالية التي تواجهينها؟‬ ‫اليوم بـ «‪ »Intel Science Talent Search‬وهو عبارة‬
‫التعليم‬ ‫عضوا مبتدئًا في كلية علم‬ ‫أهم التحديات هي كوني‬ ‫البحاث في مرحلة ما قبل دخول‬ ‫عن مسابقة في مجال أ‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫المدرسون يفتقدون الموارد‬ ‫السكاني‪ .‬فهذا التخصص أصبح‬ ‫الجينومات البشريَّة َّ‬ ‫التنوع الوراثي لنبتة‬
‫الجامعة‪ .‬عندها بحثت موضوع ُّ‬
‫أكثر تنافسية من ذي قبل‪ .‬وكافة المعطيات تصل من‬ ‫«أرابيدوبسيس ثاليانا – ‪ ،»Arabidopsis thaliana‬وهي‬
‫يشير تقرير نشرته مؤسسة «أغلبية هيئة التدريس‬ ‫اللف‬‫مجموعات علمية ضخمة‪ ،‬مثل مجموعة مشروع أ‬ ‫نبتة بمثابة «فأر مختبر»‪ ،‬وخلُصت في نتائج بحثي إلى‬
‫الجديدة» بأكرون بولية أوهايو في يوم ‪ 23‬أغسطس‬ ‫جينوم «‪. »1000 Genomes Project Consortium‬‬ ‫المريكتين قبل ‪ 30,000‬عام‪،‬‬ ‫أن هذه النبتة انتقلت إلى أ‬
‫َّ‬
‫‪ 2012‬إلى أن أعضاء هيئة التدريس بالمؤسسات‬ ‫قد يواجه المبتدئون صعوبات في النضمام لمثل هذه‬ ‫وفي نفس الوقت الذي انتقل فيه البشر إليهما‪ .‬حصلت‬
‫دواما‬ ‫أ‬
‫الكاديمية بالوليات المتحدة‪ ،‬الذين يعملون ً‬ ‫عملت في أبحاثي على‬ ‫المجموعات‪ .‬ففي السابق‪ ،‬لطالما َ‬ ‫على المرتبة الرابعة في هذه المسابقة‪ .‬لحقاً‪ ،‬كطالبة في‬
‫المرحلة الجامعية أ‬
‫كليا وجز ًّئيا‪ ،‬وغير المثبتين‪ ،‬يواجهون تحديات تنتقص‬
‫ًّ‬ ‫أن أهم‬ ‫َّ‬ ‫أعتقد‬ ‫عمومية‪.‬‬ ‫المعطيات المتوفرة من مصادر‬ ‫ُ‬ ‫الولى‪ ،‬في علوم الحوسبة بجامعة‬
‫سلبا على طالبهم‪ ،‬فقد وجد مسح‬ ‫من عملهم‪ ،‬وتؤثر ً‬ ‫البحثي‪ ،‬هو محاولة التنويع في عملي‬ ‫ِّ‬ ‫تغيير على برنامجي‬ ‫قد َر فيها‬
‫مرٍة محاضرة لفيلدمان‪َّ ،‬‬
‫حضرت ذات َّ‬
‫ُ‬ ‫ستانفورد‪،‬‬
‫لخ ْمسمئة من أعضاء هيئة التدريس المحتملين أنهم‬ ‫َ‬ ‫عبر إنشاء معطيات وأساليب تحليل جديدة للجينوم‬ ‫الناث الفتراضي المفقود من مجمل تعداد سكان‬ ‫عدد إ‬
‫عادة ل يكونون على علم بالفصل الذي سيقومون‬ ‫والكسوم‪ .‬ولحسن الحظ أن منحتي ال َّتمويل اللتين‬ ‫الكامل إ‬ ‫كنتيجة لقانون الطفل الواحد‪ .‬لحظت عندها كم‬ ‫ٍ‬ ‫الصين‪،‬‬
‫بتدريسه‪ ،‬إل قبلها بأيام قليلة‪ ،‬وأن معظمهم ليس‬ ‫إن‬
‫َّ‬ ‫إذ‬ ‫العون‪،‬‬ ‫من‬ ‫الكثير‬ ‫لي‬ ‫تقدمان‬ ‫ً‬ ‫ا‬
‫ر‬ ‫مؤخ‬ ‫عليهما‬ ‫حصلت‬ ‫الرياضيات لتعلُّم الكثير عن‬
‫َّ‬ ‫الرائع أن نستخدم علم‬ ‫من َّ‬
‫لديهم فرصة للحصول على مكتب أو معمل‪ ،‬أو‬ ‫جدا‪ ،‬كما إن التعاون مع جهات أخرى‪،‬‬ ‫ًّ‬ ‫كلف‬
‫ٌ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫العمل‬ ‫هذا‬ ‫النسانية‪ .‬ومنذ ذلك الحين‪ ،‬استعنت بعلم‬ ‫السلوكيات إ‬
‫تليفونات‪ ،‬أو حاسبات آلية‪ .‬ويدعي التقرير أن هذه‬ ‫جديد بالنسبة لي‪ّ ،‬إل أنَّني أجد زمالء‬ ‫ُق‬‫ف‬ ‫أ‬ ‫بمثابة‬ ‫هو‬ ‫النماط‬‫الجينات لدراسة موضوعات كثيرة‪ ،‬بدءا من دراسة أ‬
‫النثروبولوجيا‪ ،‬وحتى أ‬ ‫مختصي أ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬
‫الممارسات تقوض الخبرات التعليمية للطالب‪ .‬كما‬ ‫الطباء‬ ‫في براون ‪ -‬من‬ ‫النسانية‪ ،‬وحتى معرفة فيما إذا كان‬ ‫ال َّتاريخية للهجرات إ‬
‫تضيف ماريا مايستو المدير التنفيذي للمؤسسة‬ ‫السريريين ‪ -‬يمتلكون قواعد بيانات فريدة‪ ،‬بحيث يكون‬ ‫ال َّت ُّنوع الجيني مسؤول ً عن الختالفات في النتائج التي‬
‫أن الغموض وعدم وجود مساحة مكتبية تعوق‬ ‫بإمكاني استخدامها لتطبيق أساليبي البحثية عليها‪.‬‬ ‫نحصل عليها في عالج أمراض السرطان‪.‬‬
‫الرشاد والتوجيه بين الطالب‬
‫كذلك تطور عالقات إ‬
‫كن لك ُق ْدوة؟‬ ‫أ‬
‫ومعلميهم‪.‬‬ ‫هل هنالك في الوسط االكاديمي نساء َّ‬ ‫ني صعب واجهته؟‬‫ماذا كان َّأول قرار ِم َه ّ‬
‫الحصاء‬ ‫مختصان في علم إ‬
‫ّ‬ ‫فوالدي‬
‫نعم والدتي وأختي‪ّ .‬‬ ‫كان ذلك قر ًارا يتعلق بشأن بقائي في جامعة ستانفورد‬
‫الكبر‬‫سكرمنتو‪ ،‬وأختي أ‬ ‫بجامعة ولية كاليفورنيا في‬ ‫إلجراء بحث الدكتوراه‪ .‬نصحني الجميع بأن أغادر للدراسة‬
‫ريادة األعمال‬ ‫المراض بجامعة كاليفورنيا‪ ،‬في سان‬ ‫مختصة في علم أ‬ ‫في مكان آخر‪ ،‬ليتس ّنى لي اكتساب منظور أوسع‪ ،‬ولك َّنني‬
‫ّ‬
‫نصائح لألشخاص الواقعين تحت الرعاية‬ ‫علي في مرحلة النمو‬
‫فرانسيسكو‪ .‬لقد كان لهم تأثير كبير َّ‬ ‫بقيت في ستانفورد وأصبح فيلدمان أستاذي المشرف على‬
‫التطبيقية‪ .‬لذلك‪ ،‬لم أفكِّر‬
‫َّ‬ ‫الرياضيات‬
‫َّ‬ ‫وفي بداية دراسة‬ ‫أطروحتي للدكتوراه‪ .‬أردت أن أبقى معه بحكم تاريخه في‬
‫تذكر دراسة قائمة على مسح لحوالي ‪ 400‬شخص‬ ‫بالفروق بين الجنسين كعائق أو بحقيقة أن هنالك عدد‬ ‫إرشاد الطالب الذين حصلوا لحقًا على وظائف في مجال‬
‫يقعون تحت الرعاية (‪E. St-Jean Int. J. Training‬‬ ‫قليل من النساء َح َض ْر َن الدروس التي كنت أذهب أليها‪.‬‬ ‫ال َّتدريس واستطاعوا إحداث تأثير في مجال تخصصاتهم‪.‬‬
‫‪ )2012 ;216-Dev. 16, 200‬أنه لالنتفاع من‬
‫العمال المبتدئين أن يتسموا‬‫الموجهين‪ ،‬على رواد أ‬ ‫هل تنظر إليك الفتيات الشابات كمرشدة؟‬ ‫كيف بدأت العمل في جامعة براون؟‬
‫بالمانة في التعامل مع ناصحيهم بخصوص القضايا‬ ‫أ‬ ‫أحصل على كثير من اهتمام النساء ومن الطالب القادمين‬ ‫لقد كنت محظوظة في الحصول على عدد من العروض‪،‬‬
‫التجارية‪ ،‬مثل حركة النقد‪ ،‬وأن يبحثوا عن مرشدين‬ ‫من دول أخرى‪ ،‬وأقوم بإرشاد عدد من النساء اللواتي‬ ‫لكن زوجي كان بحاجة للحصول على عرض لوظيفة‬
‫يتحلون بنفس القيم والهتمامات‪ ،‬وأن يزيدوا الثقة‬ ‫يدرسن في المرحلة الجامعية أ‬
‫الولى‪ .‬أدرك صعوبة تَ َب ِّني‬ ‫أكاديمية في مكان قريب مني‪ ،‬وهذا أمر يتطلب الكثير‬
‫َّ‬
‫من خالل اجتماعات منتظمة‪ .‬ويقول الكاتب إتيان‬ ‫يس ُّرني‬ ‫ولذا‪ُ ..‬‬ ‫مهني‪ ،‬دون البحث عن وجود قدوة‪،‬‬
‫مسار ّ‬ ‫أن مشكلة تدبير العمل‬‫من الوقت لتدبيره‪ .‬لقد وجدت َّ‬
‫سان جون ـ الذي يدرس إدارة أعمال بجامعة كيبك‬ ‫السباب التي‬ ‫قدو ًة لشخص ما‪ .‬فالرشاد من أهم أ‬ ‫أن أكون‬ ‫لالزواج الباحثين عن عمل أًصبحت منتشرة‪،‬‬ ‫الكاديمي أ‬ ‫أ‬
‫إ‬
‫بتروا ريفير بكندا ـ إنه يمكن للمتعهدين اكتساب‬ ‫تدفعني لصبح أستاذة‪ ،‬ولما أخطط له في المستقبل‪■ .‬‬
‫أ‬ ‫المديرون يتوقعونها‪ .‬في الواقع زوجي‬ ‫بحيث أصبح ُ‬
‫معرفة ومهارات إدارية‪ ،‬وتحسين رؤاهم لشركاتهم‪،‬‬ ‫مؤرخ‪ ،‬وبراون قدمت لنا أفضل العروض‪ ،‬أل وهي وظيفة‬‫ِّ‬
‫من خالل تحقيق عالقة طيبة مع مرشديهم‪.‬‬ ‫أجرت معها الحوار‪ :‬فيرجينيا جيوين‬ ‫مؤقتة لعدة سنوات‪ .‬ومنذ أن التقينا‪ ،‬أنا وزوجي‪ ،‬عشنا‬
‫‪95 | 2 0 1 2‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫الطبعة العربية |‬ ‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
‫مستقبليات خيال علمي‬

‫الـنـمــــو‬
‫المذاق المر للنجاح‬

‫قلقة بشأن انتشار الفطر‪ .‬لقد كانت لديهم شواغل أخرى‬ ‫فطر البوليط ‪Boletus edulis Watsonii‬؛ ليتم إنتاجه‬ ‫ويليام ِميكل‬
‫عند هذا الوقت‪ ،‬حيث حاولت أعداد من السكان النتقال‬ ‫في مختبرات في جميع أنحاء العالم‪ .‬وقد سارعوا‬
‫الكثر دف ًئا‬‫إلى خط الستواء؛ لالستفادة من الطقس أ‬ ‫النتاج‪ .‬وسرعان ما كانت هناك‬ ‫بدورهم في بدء إ‬ ‫تغير المناخ موضع نقاش في ‪ 24‬يونيو ‪ .2026‬لقد‬ ‫أصبح ُّ‬
‫بشكل طفيف هناك‪.‬و أعقب ذلك المزيد من الحروب‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫مخصصة فقط لنمو‬‫َّ‬ ‫مصانع في جميع أنحاء الكوكب‪،‬‬ ‫وقت مبكر من صباح ذلك‬ ‫أصبحت الشمس معتمة في ٍ‬
‫كما يفعلون في العادة‪ .‬وكل ما تمكّ نا من فعله هو وضع‬ ‫وتوزيع الفطر الجديد الخاص بي‪ .‬في الصيف أ‬
‫الول‬ ‫أبدا‪ .‬بعد شهر واحد في هذه‬ ‫اليوم‪ ،‬ولم تسترد عافيتها ً‬
‫المزيد من الرماد‪ ،‬والدخان‪ ،‬والجسيمات في الغالف‬ ‫بعد العتمة‪ ،‬تَ َمكَّن اكتشافي من الحفاظ على نسبة من‬ ‫النباء بوضوح بأن هناك‬ ‫العتمة‪ ،‬كان كل شيء شديد إ‬
‫الجوي‪ ،‬مما يضمن أن التبريد سيتم بشكل أسرع‪.‬‬ ‫ولكن هناك آخرون لم يكونوا‬
‫السكان على قيد الحياة‪ْ ،‬‬ ‫جدا قادمة‪ .‬سوف تفشل المحاصيل في‬ ‫مشكلة ما واقعية ًّ‬
‫في منتصف الشتاء الثاني بعد‬ ‫جميع أنحاء نصف الكرة الشمالي‪،‬‬
‫العتمة‪ ،‬كان أي شيء لم يكن مغطى‬ ‫وقد أخبرتنا وكالة «ناسا» أنه لن يكون‬
‫‪JACEY‬‬

‫بالثلج يتم التهامه بواسطة البوليط‪.‬‬ ‫تحسن في أي وقت قريب‪.‬‬ ‫هناك أي ُّ‬
‫الثار الكاملة‬ ‫وعندها فقط‪ ،‬أصبحت آ‬ ‫هذا هو المكان الذي جئت فيه‪.‬‬
‫للتسرع في إطالقه واضحة‪ .‬لقد‬ ‫عاما‬
‫كنت قد قضيت الـ ‪ً 20‬‬
‫اكتشف الفطر أنه ل يحب النباتات‬ ‫الماضية في مختبرات متواضعة‪،‬‬
‫أيضا يمكنه أن‬ ‫المتعفنة فحسب‪ ،‬بل ً‬ ‫أحاول أن أصل بمواد غذائية زهيدة‬
‫ينمو كذلك على أي مادة عضوية‪ ،‬ومن‬ ‫السعر إلى الكمال‪ .‬كان تركيزي‬
‫خاللها‪.‬‬ ‫يقدم‬‫ينصب على شيء يمكن أن َّ‬
‫التية‪ :‬كانت‬ ‫الولى آ‬ ‫رأيت الصور أ‬ ‫إلى البعثات التي تقضي فترة طويلة‬
‫هناك كومة من الجثث في ساحة‬ ‫في أعماق الفضاء‪ .‬وقد نجحت ـ‬
‫مدينة فارغة‪ .‬تم تكبير الكاميرا؛ إلظهار‬ ‫حد بعيد ـ بنوع من الفطريات‬ ‫إلى ٍ‬
‫انتشار الفطر في شبكة عنكبوتية كبيرة‬ ‫اثيا التي قمت بتطويرها‪،‬‬ ‫عدلة ور ً‬‫الم َّ‬
‫ُ‬
‫عرضة من‬ ‫الم َّ‬‫بيضاء على كل المناطق ُ‬ ‫والتي تنمو في الظالم‪ ،‬وكانت‬
‫اللحم‪ .‬وأظهر جز ُء الوقت الفاصل‬ ‫بشكل مذهل‪ .‬كان‬ ‫ٍ‬ ‫النتاج‬ ‫غزيرة إ‬
‫جسام المثمرة تنتشر‬ ‫أ‬
‫بين اللقطات ال َ‬ ‫هناك شخص ما في وكالة «ناسا»‬
‫الذرع‪ ،‬والسيقان‪ ،‬والوجوه؛‬ ‫مبللة من أ‬ ‫قد وصل إليه ِعل ٌْم بذلك؛ فقام‬
‫لتنشر مظالتها عاليا‪ .‬أتى نسيم‪ ،‬وامتالأ‬
‫ً‬ ‫بوضع حساباته‪ ،‬وفجأة أُلقيت ّ‬
‫علي‬
‫أ‬
‫المنظر بمسحوق ناعم‪ ،‬وتفرقت الجراثيم بسرعة‪ ،‬حيث‬ ‫محظوظين مثلهم‪ .‬فقد اندلعت الحروب في معظم‬ ‫الموال‪ ،‬والموارد‪ ،‬والتقنيات المختبرية‪ .‬لقد أصبحت‬
‫ذهبت تبحث عن أرضيات طازجة للتغذية‪.‬‬ ‫الوسط‪ ،‬وضرب طاعون جديد‬ ‫أنحاء أفريقيا والشرق أ‬ ‫وظيفتي هي إنقاذ العالم‪.‬‬
‫أمريكا الجنوبية‪ ،‬وقد ق ُِّدر أن أكثر من مليار شخص لقوا‬
‫لقد كنت في السجن منذ ذلك الحين‪ ،‬في انتظار‬ ‫حتفهم في العام التالي إلظالم الشمس‪ ،‬ولكن فطر‬ ‫إنني لست بحاجة إلى أن أذكركم بما كان عليه الشتاء‬
‫وأي‬ ‫السوأ‪ ،‬بواسطة أ‬ ‫الول‪ .‬لقد كنت محميا من أ‬ ‫أ‬
‫النسانية‪ّ .‬‬ ‫هما بارتكاب جرائم ضد إ‬ ‫المحاكمة‪ ،‬م َّت ً‬ ‫البوليط الذي ابتكرته أعطى الناجين أمالً‪ ..‬ربما لم يكن‬
‫له مذاق جيد بشكل كبير‪ ،‬ولكنه كان وفيرا‪ ،‬وكان أ‬
‫المن الخاص‬ ‫ًّ‬
‫أخبار كانت في متناول يدي كانت تأتي عن طريق‬ ‫يمال‬ ‫ً‬ ‫موخرا‪ ،‬وهو ما يعني أنني كنت‬ ‫بي الذي حصلت عليه‬
‫السجانين‪ ،‬ولكنهم يتحدثون عن كوكب في طريقه‬ ‫بشكل جيد‪ ،‬بما فيه الكفاية‪ .‬ولفترة من‬
‫ٍ‬ ‫متدفئا‪ ،‬وشبعانا‪ ،‬وآمنا‪ ،‬وهي ً أ‬
‫ّ‬ ‫البطون الفارغة ٍ‬ ‫المور الثالثة التي أصبحت‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫متفش يقاوم جميع‬ ‫ٍّ‬ ‫إلى التعفُّن‪ ،‬بسبب عدوى فطر‬ ‫الوقت‪ ،‬بدأت حكومات الدول الصناعية تفكِّر في أن‬ ‫من ذكريات الماضي البعيد بالنسبة للكثيرين في هذا‬
‫المضادات الحيوية‪ ،‬ولديه مناعة ضد كل العالجات‬ ‫المور لديها كانت تحت السيطرة نو ًعا ما‪.‬‬‫أ‬ ‫المور في العالم بأسره قد ازدادت‬ ‫ولن أ‬
‫الفصل‪ .‬أ‬
‫المعروفة‪.‬‬ ‫إلى أن يتم الهروب‪.‬‬ ‫أ‬
‫أتجاهل نشرات الخبار‪ ،‬وأغرقت‬ ‫ُ‬ ‫أخذت‬ ‫سو ًءا‪ ،‬فقد‬
‫ُ‬
‫إنهم يقولون إنني سوف أموت بسبب ما قمت به‪،‬‬ ‫ونظرا‬
‫ً‬ ‫أبدا أين ومتى حدث ذلك‪.‬‬ ‫أحد ً‬‫لن يكتشف ٌ‬ ‫نفسي في عمل المختبر الممل‪ .‬حاول الرجال الذين‬
‫ولكنني أعلم أنني بالفعل سأموت‪ ،‬حيث وجدت اليوم‬ ‫إلى انشغالنا بالكارثة‪ ،‬فقد ظننت أنه لن يكون هناك‬ ‫نحو متزايد ـ أن‬
‫يلبسون السترات ـ وبنبرات حادة على ٍ‬
‫مكونًا بشكل ممتاز بين‬ ‫مثمرا‪ ،‬ولكنه كان َّ‬
‫صغيرا ً‬ ‫ً‬ ‫جسما‬
‫ً‬ ‫أي مصدر لالنتشار الوبائي‪ .‬وعلى الرغم ذلك‪ ..‬فقد‬ ‫يستعجلونني‪ ،‬وجرت محاولت للترغيب بالرشوة‪ ،‬وأخرى‬
‫أصابع قدمي‪ .‬إنها فقط مسألة وقت‪.‬‬ ‫أول في طور الجراثيم‬ ‫حدث‪ ،‬حيث هرب فطر البوليط ً‬ ‫للترهيب بمضايقتي عن طريق تقليل المصروفات‪ ،‬لكي‬
‫لقد سمحوا لي بنظرة واحدة أخيرة من النافذة‪ .‬إن‬ ‫الوسع‪ .‬وقد اكتشف بسرعة أنه أحب ما‬ ‫إلى البيئة أ‬ ‫أجعل المنتج جاه ًزا لالإنتاج في أسرع وقت ممكن‪.‬‬
‫الن ٌ‬
‫حقل‬ ‫سجني مرتفع فوق ما كان يعرف بمانهاتن‪ .‬إنها آ‬ ‫وجده هناك‪ ..‬حيث إن البيئة المظلمة‪ ،‬والرطبة‪،‬‬ ‫ولم يكن أي إكراه هو الذي دفعني في النهاية إلى‬
‫ُ َ‬ ‫إطالق العينات للمجتمع أ‬
‫جميل من مظالت البوليط‪ ،‬تتمايل مع الريح‪ ،‬وتمتد بق َْدر‬ ‫الجديدة تحت الشمس المعتمة أثبتت أنها تمثل ظروفًا‬ ‫الوسع نطاقًا‪ ،‬ولكن ما دفعني‬
‫ما تستطيع أن تراه العين‪.‬‬ ‫مثالية لنموه‪ ،‬ولم يكن هناك أي نقص في النباتات‬ ‫إلى ذلك هو الصور التي لم يعد بإمكاني أن أتجنبها أكثر‬
‫سعيدا‪.‬‬
‫ً‬ ‫يمكنني أن أموت‬ ‫المتعفنة للفطر ليتغذى عليها‪ .‬وبحلول الشتاء الثاني‬ ‫من ذلك‪ ..‬ألعمال شغب في شوارع المدن‪ ،‬ولغابات‬
‫الجنس البشري‪..‬‬ ‫ربما لم أنقذ‬ ‫بعد العتمة‪ ،‬كان فطر البوليط الذي أطلقته في طريقه‬ ‫المازون وغينيا الجديدة المتعفنة في الظالم‪ ،‬ولحشود‬ ‫أ‬
‫َ‬
‫الكوكب‪■ .‬‬
‫َ‬ ‫أنقذت‬
‫ُ‬ ‫ولكن يبدو أنني قد‬ ‫ليصبح هو الشكل السائد للنباتات على الكوكب‪.‬‬ ‫من الناس تتحرك مثل الحيوانات البرية المهاجرة‪ .‬لقد‬
‫كانت مهمتي أن أنقذ العالم من هذه المشكلة الخطيرة‪.‬‬
‫ويليام ِميكل‪ :‬هو كاتب اسكتلندي‪ ،‬مقيم في كندا‪ ،‬له‬ ‫وحتى ذلك الحين‪ ،‬لم‬ ‫‪NATURE.COM‬‬ ‫ولذلك‪ ..‬فقد حاولت‪.‬‬
‫‪ 10‬روايات نشرت في الصحافة أ‬ ‫تابع المستقبليات على‬
‫الدبية‪ ،‬وأكثر من ‪200‬‬ ‫ُ‬ ‫تكن القوى العظمى قلقة‬ ‫الفيس البوك‪:‬‬
‫بلدا‪.‬‬
‫قصة قصيرة منتشرة في ‪ً 13‬‬ ‫بشكل غير مبرر‪ .‬لم تكن‬ ‫‪go.nature.com/mtoodm‬‬ ‫تقريبا لبعض الوقت‪ .‬لقد أطلقت سراح‬
‫لقد نجحت ً‬
‫تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬ ‫الطبعة العربية‬ ‫‪| 2012‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫‪| 96‬‬
‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬
.‫ َح ْي ُثما كُنت‬... ‫الع ْل ُم‬
ِ

nature.com/nature/podcast

© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved


‫ك ُْن َش ِريكًا َلنا ِفي ال ن ُم و وا ْز ِد َهار‬

‫ﺑﺠﺪ ﻭﺍﺟﺘﻬﺎﺩ؛‬ ‫َﻋ ِﻤ ْﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ َﻣ َﺪﻯ ﱠ‬


‫ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻻﺛﻨﺘﻲ ﻋﺸﺮﺓ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﱟ‬
‫ﺍﻟﻌ َﻠ َﻤﺎﺀ‪.‬‬
‫ﺃﻓﻀﻞ ﻣﺼﺪ ٍﺭ ﻟﺘﻮﻇﻴﻒ ُ‬
‫َ‬ ‫ﻟﺼﻴﺎﻏﺔ ‪naturejobs.com‬؛ ُﻟﻴﺼﺒﺢ‬
‫ﺺ‬‫ﺼ ٍ‬
‫ﺃﺻﺒﺢ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻮﻗﻊ ﺗﻮﻇﻴﻒ‪ُ ،‬ﻣ َﺨ ﱠ‬
‫َ‬ ‫ﻀﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻚ‪..‬‬
‫ﻭﺑ َﻔ ْ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﻌ ْﻠ ِﻤ ﱠﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻧﺤﺎﺀ‬
‫ﻟﻸﻭﺳﺎﻁ ِ‬
‫ِ‬

‫ﻟِ َﺬﺍ‪ ..‬ﻧﺤﻦ ُﻣﺘَ َﺤ ﱢﻤ ُﺴﻮﻥ ﻹﻋﻼﻣﻜﻢ ﺑﺎﻟﻤﻮﻗﻊ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻟ ‪naturejobs.com‬‬


‫ﻭﺣ ْﻔﻆ‬
‫ﻭﺗﺤﺴﻴﻦ ﺃﺩﺍﺋِ ﻪ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻲ؛ ُﻟﻴﻤﻜﱢﻨﻚ ﻣﻦ َﺑ ْﺤﺚ ِ‬
‫ُ‬ ‫ﺗﻄﻮﻳﺮه‬
‫ُ‬ ‫ﺗﻢ‬
‫ﺍﻟﺬﻱ ﱠ‬
‫ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ‪ ،‬ﻭﺗﻘﺪﻳﻢ ﻃﻠﺐ ﻋﻤﻞ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ‪ ،‬ﻭﺑﺴﺮﻋﺔ ﺃﻛﺒﺮ‪.‬‬

‫ﺗﻢ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ؛ ﻟﺘﺴﻬﻴﻞ ﺍﻟﻌﺜﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﻭﻇﺎﺋﻒ‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫ﺃﻥ ﺗﺤﻔﻆ ﺗﻨﺒﻴﻬﺎﺕ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﺨﺎﻟﻴﺔ ﺑﺴﺮﻋﺔ‪.‬‬
‫ﻳﻤﻜﻨﻚ ْ‬ ‫‪‬‬
‫ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻄﻠﺐ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻲ ﺑﻮﺗﻴﺮﺓ ﺃﺳﺮﻉ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺧﺪﻣﺔ‬ ‫‪‬‬
‫ﺍﻟﻤﺘﻤﻴﺰﺓ‪.‬‬
‫ﱢ‬ ‫ﺍﻟﺬﺍﺗِ ﱠﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﺴﻴﺮﺓ ﱠ‬
‫ﺗﺤﻤﻴﻞ ﱢ‬

‫ﺍﻟﺮ ِﺍﺑﻂ ﺍﻟﺘﱠ ﺎﻟﻲ‪:‬‬ ‫ﺴﺘﻌﺪ؟ ْﺍﺑ َﺤ ْ‬


‫ﺚ ًﺇﺫﺍ ِﺿ ْﻤﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ‪ 10,000‬ﻭﻇﻴﻔﺔ؛ ﻟﻠﻌﺜﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻚ َﻋ ْﺒ َﺮ ﱠ‬ ‫ﱞ‬ ‫ﺃﻧﺖ ُﻣ‬
‫ﻫﻞ َ‬

‫‪www.naturejobs.com‬‬

‫‪Follow us on:‬‬

‫‪© 2012 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved‬‬

You might also like