You are on page 1of 25

‫العالقات الدولية في اإلسالم‬

‫‪RKFQ 6180A‬‬
‫الموقف الفقهي المنشود في مسألة‬
‫استخدام القنبلة النووية‬

‫اإلسم‪ :‬محمد عفيف بن عبد الرزاق‬


‫رقم المتريك‪G1410621 :‬‬
‫المشرف‪ :‬د‪ .‬سيد إسكندار شاه‬
‫المجموعة‪1 :‬‬

‫العام الدراسي‬
‫‪2015/2016‬‬
‫الفهرس‬
‫الصفحة‬ ‫الرقم الموضوع‬
‫‪2‬‬ ‫اإلهداء‬ ‫‪1‬‬
‫‪3‬‬ ‫الشكر والتقدير‬ ‫‪2‬‬

‫‪0‬‬
‫‪4‬‬ ‫المقدمة‬ ‫‪3‬‬
‫‪5‬‬ ‫المبحث األول‪:‬مفهوم القنبلة النووية‬ ‫‪4‬‬
‫‪5‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تاريخ القنبلة النووية‬
‫‪8‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬أقسام األسلحة النووية‬
‫‪9‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬التأثيرات الناتجة عن األسلحة النووية‬
‫‪12‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬موقف الفقهاء المنشود في مسألة استخدام القنبلة‬ ‫‪5‬‬
‫النووية‬
‫‪12‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬القول بجواز استخدام القنبلة النووية‬
‫‪16‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬القول بعدم جواز استخدام القنبلة النووية‬
‫‪24‬‬ ‫الخاتمة وأهم النتائج البحث‬ ‫‪6‬‬
‫‪25‬‬ ‫المصادر والمراجع‬ ‫‪7‬‬

‫اإلهداء‬

‫إلى حبيبنا وشفيعنا ونبينا‬

‫رسول هللا محمد (ص)‬

‫‪1‬‬
‫وجميع المسلمين والمسلمات األحيآء منهم واألموات‬

‫أهدي بحثني هذا‬

‫والتضرع‬
‫ّ‬ ‫أدعو هللا أن يوفقني باإلخالص‬

‫الشكر والتقدير‬

‫الحمد هلل الذي أعطاني القدرة إلتمام هذا البحث‪ ،‬هو الذي أعطى نعمة الصحة‬
‫ويسر العمل‪ ،‬ويطول العقل‪ ،‬وله الشكر‪ ،‬ورضينا بدينه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫والعافية‪،‬‬
‫أقدّم أعمق الشكر إلى من ساهم األفكار في إتمام هذا البحث‪ ،‬لع ّل هللا يجزيهم‬
‫بخير الجزاء على مساعدتهم‪ .‬ولهم أجرهم عند ربهم‪ .‬وأرجو هللا سيعطيهم السعادة في‬
‫الدارين‪.‬آمين‪.‬‬
‫وأخص بالشكر أصدقائي من طالب الجامعة اإلسالمية الذين يساعدوني في‬
‫إنجاز هذا المقالة‪ .‬لعّل هللا يعطيهم النجاح في الدراسة والحياة ال سيما في اآلخرة‪ .‬وال‬
‫أنسى إلى أستاذي الكريم المحبوب الدكتور سيد إسكندار شاه التي تعلمني في هذه المادة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫أحمد هللا وأشكر هللا‪ ،‬صلوات هللا وسالمه على نبينا محمد صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫وأخيرا ‪،‬أستغفر هللا‪ ،‬وأقول هللا أكبر!!!‬

‫المقدمة‬
‫الحمد هلل رب العالمين‪ ،‬والصالة والسالم على أشرف األنبياء والمرسلين سيدنا‬
‫محمد‪ ،‬وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه وسار على نهجه إلى يوم الدين وبعد‪،‬‬
‫فقد خلق هللا تعالى اإلنسان لتحقيق مشيئته في االستخالف الكوني وإعمار األرض‬
‫وفق منهج هللا سبحانه وتعالى الهادف إلى إقامة العدل ونشر الفضيلة وتعميم الخير‬
‫على وجه هذه البسيطة‪ ،‬قال تعالى‪(( :‬وهو الذي جعلكم خالئف األرض ورفع بعضكم‬
‫‪1‬‬
‫فوق بعض درجات ليبلوكم في ما آتاكم إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم))‪.‬‬
‫فهذا البحث هي المقالة التى أتحدث فيها عن موقف الفقهي المنشود في مسألة استخدام‬
‫القنبلة النووية‪ .‬أكتبها لكى يكون المراجع لكل من يريد أن يعرف ما هو األثر باستخدام‬
‫القنبلة النووية و ما حكمها عند الفقهاء‪ .‬ولعّل بعد أن يعرف كل األشياء في هذا‬
‫الموضوع التي تجد سوف يزيد المعرفة عن المنظور اإلسالمي في استخدام القنبلة‬
‫النووية‪.‬‬
‫أهدف هذه المقالة إلى تقديم المعلومات عن موقف الفقهي المرجوح في مسألة‬
‫استخدام القنبلة النووية‪ .‬وكل هذه المعلومات سوف يساعد الناس في معرفة كل األشياء‬

‫األنعام‪.165 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪3‬‬
‫التي موجودة في هذا البحث ويمكن أن يبلغ هذه المعلومات على اآلخرين لكي يوجد‬
‫الفهم عندهم عن هذه المسألة‪.‬‬
‫وأجرى البحث بإستخدام أسلوب دراسة المكتبية‪ ،‬للحصول إلى المعلومات‪ .‬وأما‬
‫المصادر التي أستخدمها سأقعها في المصادر والمراجع فى الصفحة األخيرة‪.‬‬
‫أسأل هللا أن يوفّقني بهدايته في هذا البحث‪.‬‬
‫اللهم اغفرلنا ذنوبنا وقنا عذاب النار‪ .‬هللا أكبر!!!‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم عن القنبلة النووية‬


‫المطلب األول‪ :‬تاريخ القنبلة النووية‪:‬‬
‫من الثابت تاريخيا ً أنه لم يستخدم أي سالح ذري‪ ،‬أو نووي‪ ،‬سوى في الحرب العالمية‬
‫الثانية‪ ،‬بواسطة األمريكيون‪ ،‬ضد اليابانيون‪.‬‬
‫عملَت القنبلة الذرية مرتين في تاريخ الحروب؛ وكانتا كلتاهما أثناء الحرب‬ ‫اُست ُ ِ‬
‫العالمية الثانية عندما قامت الواليات المتحدة بإسقاط قنبلة ذرية على مدينة هيروشيما‬
‫في ‪ 6‬اغسطس ‪ 1945‬وقنبلة ذرية أخرى على مدينة ناكاساكي بعد ‪ 3‬أيام‪ ،‬أي في ‪9‬‬
‫اغسطس ‪ 1945‬وكال المدينتين تقعان في اليابان‪ .‬وقد أدى إسقاط هاتين القنبلتين إلى‬
‫قتل ‪ 120،000‬شخص في نفس اللحظة‪ ،‬ومايقارب ضعف هذا العدد بعد سنوات‪.‬‬
‫وكانت األغلبية العظمى من الضحايا في هذين المدينتين من المدنيين‪ .‬انتقدت الكثير‬
‫من الدول الضربة النووية على هيروشيما و ناكاساكي إال أن الواليات المتحدة ارتأت‬
‫انها احسن طريقة لتجنب األعداد أكبر من القتلى إن استمرت الحرب العالمية الثانية‬
‫فترة أطول‪.‬‬
‫بعد الضربة النووية على هيروشيما و ناكاساكي وحتى وقتنا الحاضر؛ وقع مايقارب‬
‫‪ 2000‬انفجارا نوويا كانت بمجملها انفجارات تجريبية واختبارات قامت بها الدول‬
‫السبع التي أعلنت عن امتالكها ألسلحة نووية وهي الواليات المتحدة واالتحاد السوفيتي‬
‫(روسيا حالياً) وفرنسا والمملكة المتحدة والصين وباكستان والهند‪ .‬هناك عدد من الدول‬
‫التي قد تمتلك أسلحة نووية ولكنها لم تعلن عنها مثل إسرائيل وكوريا الشمالية‬

‫‪4‬‬
‫وأوكرانيا‪ ،‬وات ُ ِه َمت إيران مؤخرا ً من قبل عدد من الحكومات بأنها إحدى الدول ذات‬
‫القدرة النووية‪ .‬يُستخدم السالح النووي في وقتنا الحاضر كوسيلة ضغط سياسية‬
‫وكوسيلة دفاعية استراتيجية‪ ،‬وتستعمل القدرة النووية أيضا استعماالت غير عسكرية‬
‫للطاقة النووية‪.‬‬
‫ففي السابع من ديسمبر سنة ‪ ،1941‬قام اليابانيون أثناء الحرب العالمية الثانية‬
‫بهجومهم المباغت على ميناء بيرل هاربور "‪ "Pearl Harbour‬حيث دُمرت معظم‬
‫سفن األسطول األمريكي‪ ،‬ونتج عن ذلك أن فكرت الواليات المتحدة األمريكية في‬
‫االنتقام‪ ،‬فكان أبشع انتقام شهدته البشرية‪.‬‬
‫في الساعة الثامنة والربع من صباح يوم السادس من أغسطس سنة ‪1945‬م حلقت‬
‫إحدى طائرات السالح الجوي األمريكي من طراز"‪"B 29‬على ارتفاع ‪ 20‬ألف قدم‬
‫فوق مدينة هيروشيما اليابانية وهي محملة بقنبلة ذرية من عيار ‪ 20‬كيلو طن (الولد‬
‫الصغير)‪ ،Little Boy ،‬ولم يكن أحد يدرى ما ستسببه هذه الشحنة المدمرة التي ألقتها‬
‫الطائرة عبر مظلة لتعلقها في الجو على ارتفاع ‪ 600‬متر حيث انفجرت فامتد تأثير‬
‫الموجة الحرارية الناتجة عن االنفجار ألكثر من ميلين من مركز االنفجار كما امتد‬
‫تأثير موجة الضغط الناتجة لستة أميال‪ ،‬حيث بلغ عدد القتلى أكثر من ‪ 70‬ألف شخص‬
‫باإلضافة إلى إصابة أكثر من ‪ 35‬ألف شخص وكذا التدمير الهائل لمعظم منشآت‬
‫المدينة‪ .‬ومما يجدر اإلشارة إليه بأن وقود هذه القنبلة من اليورانيوم ‪ ،235‬وأنها تحتوي‬
‫على قدرة تدميرية تعادل عشرين ألف طن من مادة ثالثي نيتروتولوئين‪ ، TNT‬شديد‬
‫االنفجار‪ ،‬وأن هذه القنبلة تزن حوالي أربعة أطنان‪.‬‬
‫وفي الوقت الذي لم يفق فيه العالم بعد ‪ -‬واليابان على وجه الخصوص ‪ -‬من هول‬
‫المفاجأة وعندما كانت عقارب الساعة تشير إلى الحادية عشرة ودقيقتين صباح يوم‬
‫التاسع من أغسطس عام ‪ ،1945‬ألقت الواليات المتحدة األمريكية قنبلتها الذرية الثانية‬
‫من عيار ‪ 20‬كيلو طن (الرجل السمين) "‪ "Fat Man‬فوق مدينة ناجازاكي‬
‫" ‪"Nagazaki‬باليابان أيضاً‪ ،‬ولم يكن قد مضى أكثر من ثالثة أيام على تفجير قنبلتها‬
‫األولى‪ ،‬وفي هذه المرة ألقيت القنبلة الثانية من ارتفاع حوالي ‪ 600‬متر فوق سطح‬
‫األرض‪ ،‬وتسبب االنفجار في تدمير منطقة مساحتها حوالي ‪5‬كم‪ ،2‬غير أن الحرائق‬
‫الناتجة عن االنفجار انحسرت بسبب عدم وجود مواد كثيرة قابلة لالشتعال‪ ،‬فضالً عن‬
‫أن وجود المرتفعات واتجاه الريح في ذلك الوقت ساعدا على الحد من الخسائر بصورة‬
‫‪5‬‬
‫كبيرة‪ .‬وقد قدر عدد القتلى من جراء االنفجار الثاني بحوالي ‪ 39‬ألف شخص‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى إصابة حوالي ‪ 25‬ألف شخص‪ ،‬وتدمير حوالي ‪ % 40‬من منشآت المدينة‪.‬‬
‫ويالحظ أنه كانت هناك عوامل عدة ساعدت على انخفاض نسبة الخسائر في‬
‫ناجازاكي مقارنة بما حدث في هيروشيما‪ ،‬منها طبيعة األرض المكونة من واديين‬
‫تفصلهما مرتفعات عالية‪ ،‬وإطالق صفارات اإلنذار قبل الغارة بساعتين‪ ،‬وخلو‬
‫الشوارع من المارة في مثل هذا الوقت من اليوم إذ كان معظم السكان في أعمالهم أو‬
‫منازلهم‪ ،‬باإلضافة إلى أن نجاة منطقة من المدينة بكاملها من التدمير مكن عمال اإلنقاذ‬
‫من تأدية مهامهم بسهولة أكثر نسبياً‪ ،‬كما أدى تسيير بعض المواصالت في اليوم التالي‬
‫لالنفجار مباشرة إلى سرعة نقل المصابين إلى المستشفيات‪ ،‬ويأتي على رأس األسباب‬
‫التي أدت كذلك إلى تقليل الخسائر ما قام به أهالي المدينة من تنفيذ لتعليمات الوقاية‬
‫المقررة‪ ،‬لذلك لم تحقق قنبلة ناجازكي المفاجأة التي حققتها قنبلة هيروشيما‪.‬‬
‫وقد استسلمت اليابان بعد أقل من أسبوع واحد دون قيد أو شرط‪ ،‬وتعد الكلمة التي‬
‫قالها ونستون تشيرشل "‪ "Winston Churchel‬رئيس وزراء بريطانيا في هذا‬
‫الوقت قوالً مأثورا ً حيث قال‪" :‬إنه بفضل هللا ورحمته بدول الحلفاء في الحرب كان‬
‫السبق في إنتاج القنبلة الذرية لها ولم يكن لدول المحور‪".‬‬
‫وقد أدى استخدام السالح الذري من قبل األمريكيون‪ ،‬إلى انتشار الفزع من تأثيراتها‬
‫لفترة ما بعد الحرب‪ ،‬إال أن تسرب أسرارها للمعسكر الشرقي‪ ،‬وامتالك آخرين لها‪،‬‬
‫أدى إلى توازن ميزان الرعب النووي‪ ،‬رغم تطورها الهائل‪ ،‬ولم تستخدم بعد ذلك خوفا ً‬
‫من الضربة االنتقامية‪.‬‬
‫وكان نتيجة لتسرب اإلشعاع من بعض المفاعالت النووية‪ ،‬إلى أحداث خسائر‬
‫بشرية‪ ،‬واقتصادية‪ ،‬كبيرة لعدد كبير من الدول حسب قربها من مكان التسرب‬
‫اإلشعاعي‪ ،‬واتجاه الرياح في المنطقة‪ ،‬وهو ما أعلن بوضوح خطورة استخدام هذه‬
‫األسلحة على الجميع ‪ ،‬وعدم جدوى تكديسها‪.2‬‬

‫‪2‬‬
‫القنابل‪-‬النووية‪-‬واخطارها‪-‬و‪-‬اماكن‪-‬التي‪-‬تم‪-‬ضربها‪-‬بها‪-‬مهم ‪http://rappelz.gamepower7.com/forum/showthread.php?119674‬‬
‫‪10/05/2016.‬‬

‫‪6‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أقسام األسلحة النووية‪:‬‬
‫تقسم األسلحة النووية باعتبار آلية نشوء فعلها التدميري إلى ثالثة أقسام‪:‬‬
‫‪ .1‬القنبلة االنشطارية ‪:‬يقصد باالنشطار النووي تفتيت نواة ذرة بعض العناصر إلى‬
‫شقين مع تحرير طاقة التماسك الهائلة وخروجها على شكل حرارة‪ ،‬وانبعاث كميات‬
‫‪3‬‬
‫ضخمة من اإلشعاعات النووية‪.‬‬
‫يشكل اليورانيوم ‪ ٢٣٥‬أو البلوتونيوم ‪ ٢٣٩‬المادة الخام للقنبلة االنشطارية‪ ،‬ويشترط‬
‫لعمل هذه القنبلة أن يصل مجموع مكونتها إلى الحجم الحرج‪ ،4‬ولحدوث االنشطار‬
‫النووي نقذف ذرات اليورانيوم أو البلوتونيوم بجسيم خفيف مما يؤدي إلى انشطار ذرة‬
‫اليورانيوم وإنتاج عنصري الكربتون )‪ (kr‬والباريوم )‪ (Ba‬وثالث نيوترونات في‬
‫الغالب‪ ،5‬وإذا امتلكت تلك النيوترونات الثالثة السرعة المناسبة فإنها تصطدم بذرات‬
‫‪6‬‬
‫أخرى من اليورانيوم وينتج ما نتج في المرة األولى وهكذا يحدث التفاعل المتسلسل‬
‫الذي يعد األساس في عمل القنبلة االنشطارية‪.‬‬
‫‪ .2‬القنبلة االندماجية ‪:‬يعرف االندماج النووي بأنه اندماج نواتين خفيفتين لتكوين نواة‬
‫‪7‬‬
‫كتلتها أقل من مجموع كتلتيهما‪.‬‬
‫تنشأ القنبلة االندماجية من اندماج نواتي الديتيريوم لتكوين الهيليوم مصحوبا ً بنيترون‬
‫وطاقة هائلة جدَا ً تساوي الفرق بين طاقة نواتج ذلك التفاعل وطاقة المكونات‪ ،‬وهي‬
‫‪8‬‬
‫تقدر ب‪ 328‬مليون إلكترون فولت‪.‬‬
‫أمرا سهالً وممكن التحقيق إذا علمنا أن الديتيريوم هو من‬ ‫قد يبدو ذلك للوهلة األولى ً‬
‫نظائر‪ 9‬الهيدروجين ويسهل الحصول عليها‪ ،‬لكن االندماج غير ممكن الحصول ما لم‬
‫تمتلك كال النواتين طاقة حركية عالية للتغلب على قوى التنافر الكهربائية الناشئة عن‬
‫‪ 3‬صالح الدين‪ ،‬ممدوح حامد سليم عطية ‪ ،‬األسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية في عالمنا المعاصر‪( ،‬الكويت‪ :‬دار‬
‫سعاد الصباح‪ ،‬ط ‪1992 ،12‬م)‪ ،‬ص ‪.46‬‬
‫‪ 4‬شذى سلمان الدركزلي ‪ ،‬الطريق النووي في نصف قرن ما له وما عليه‪ (،‬الدار العربية للعلوم) ص‪. 27‬‬
‫‪ 5‬المصدر السابق‪ :‬ص ‪.27‬‬
‫‪ 6‬بسام محمد‪ ،‬عودة‪ ،‬أحمد شريف الداخل ‪ ،‬مبادئ الفيزياء النووية وتقنيتها‪( ،‬مركز النشر العلمي‪ ،‬جامعة الملك عبد‬
‫العزيز)‪ ،‬ص ‪.356‬‬
‫‪ 7‬ك ‪.‬كالرك كوف ‪ ،‬الذرة من األلف إلى الياء‪ ،‬ترجمة عبد الرزاق المختروسي‪( ،‬بغداد‪ :‬دار الشؤون الثقافية‪ ،‬ط ‪،1‬‬
‫‪1987‬م)‪ ،‬ص ‪.102‬‬
‫‪ 8‬إبراهيم أحمد سليمان ‪ ،‬النظام العالمي للوحدات‪ ،‬أنظمة القياس األخرى‪( ،‬رابطة الفيزيائيين األردنية)‪ ،‬ص ‪.78‬‬
‫‪ 9‬محمد عبد اللطيف‪ ،‬النظائر في البحوث واإلنتاج‪ (،‬القاهرة‪ :‬مؤسسة األهرام)‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪7‬‬
‫اقتراب النواتين‪ ،‬وهذا يعني رفع ذرة الحرارة إلى ‪ 6 x 10‬كلفن‪ ،‬األمر الذي ال يمكن‬
‫تحقيقه إال بانشطار نووي تعقبه طاقة انفجار هائلة تعادل طاقة (‪ )50‬قنبلة انشطارية‪،10‬‬
‫وقد جربت القنبلة الهيدروجينية الدول دائمة العضوية في مجلس األمن باستثناء فرنسا‬
‫‪11‬‬
‫ضمن الفترة الواقعة بين عامي ‪1967‬م‪.‬‬
‫‪ .3‬القنبلة النيترونية‪ :‬في عام ‪1958‬م بدأ سام كوهن الخريج من معهد كاليفورنيا‬
‫للتكنولوجيا والمختص الحاذق بالذرة تجاربه إلنتاج قنبلة تحقق األثر المطلوب من‬
‫إبادة الجنس البشري مع الحفاظ على المنشآت والمباني وغيرها من المظاهر‬
‫الجغرافية‪ ،12‬فكانت قنبلة النيترون التي يكمن فعلها التدميري في سرعة النيترونات‬
‫المنطلقة منها‪ ،‬وإمكانية اختراقها للجسم والتسبب بالوفاة‪.‬‬
‫مقدارا ضخما ً من اإلشعاع المميت لإلنسان كالسالح الضخم تماماً‪،‬‬
‫ً‬ ‫تولد هذه القنبلة‬
‫ومع ذلك فإن انفجارها يماثل انفجار السالح الصغير من غير إحداث أضرار جسيمة‬
‫‪13‬‬
‫في منطقة ما‪ ،‬ومن غير تساقط الغبار المشع‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬التأثيرات الناتجة عن األسلحة النووية‪.‬‬


‫تعد األسلحة الذرية من أكثر أنواع األسلحة إلحاقا ً للضرر بالبيئة وبني البشر على‬
‫السواء‪ ،‬إذ تتنوع التأثيرات الناتجة عن استخدام هذا النوع من السالح وتنقسم إلى ما‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬تأثيرات الضغط‪:‬‬

‫‪ 10‬عبد الباقي‪ ،‬محمد مصطفى‪ ،‬علماء الذرة واكتشافاتهم في القرن العشرين‪ ،‬ص ‪.99‬‬
‫‪ 11‬بوفر‪ ،‬أندريه‪ ،‬تراتون‪ ،‬أندرو‪ ،‬هويلز‪ ،‬هارفي‪ ،‬ترينج‪ ،‬م‪.‬ه‪ ،‬األسلحة الحديثة‪ ،‬ترجمة أكرم ديري‪ (،‬بيروت‪ :‬دار الطليعة‪،‬‬
‫‪1983‬م)‪ ،‬ص ‪.30‬‬
‫أحمد أنور زهران‪ ،‬التكنولوجيا والحرب المعاصرة‪( ،‬دار الوفاء‪ ،‬ط ‪ ،)1‬ص ‪.39‬‬ ‫‪12‬‬

‫سام كوهن ‪ ،‬القنبلة النيترونية مضامينها التقنية والسياسية والعسكرية‪ ،‬ترجمة سامي الكعكي‪ (،‬بيروت‪ :‬دار الرواد)‪ ،‬ص‬ ‫‪13‬‬

‫‪.46‬‬
‫‪8‬‬
‫يعد الضغط أول التأثيرات الناتجة عن القنبلة المنفجرة وأكثرها نسبة‪ ،‬إذ يشكل ما‬
‫نسبته ‪ % 50‬من مجمل تأثيرات القنبلة الذرية‪.‬‬
‫وتختلف درجة التأثير الفسيولوجي لموجة الضغط الناتجة عن القنبلة الذرية تبعا ً لبعد‬
‫الشخص عن نقطة االنفجار‪ ،‬كما تشمل تأثيرات موجة الضغط التأثير غير المباشر‬
‫‪14‬‬
‫على األشخاص‪ ،‬والناتج عن تساقط المباني بعد تعرضها لموجة الضغط‪.‬‬
‫ويتضاعف تأثير موجة الضغط عند مالمسة مقدمتها سطح األرض‪ ،‬فتنعكس في‬
‫الهواء الذي ضغطته الموجة الساقطة على سطح األرض بسرعة أكبر‪ ،‬مضاعفة بذلك‬
‫‪15‬‬
‫حجم المساحة المعرضة للتدمير‪.‬‬
‫‪ .2‬تأثيرات اإلشعاع‪:‬‬
‫يشكل اإلشعاع ما نسبته ‪ % ١٥‬من مجموع تأثيرات القنبلة الذرية‪ ،‬وتتنوع تأثيراته‬
‫تبعا ً لتنوع اإلشعاعات واختالف أطوالها الموجية‪ ،‬وقدرتها على التغلغل في جسم‬
‫اإلنسان وتأيينه‪.‬‬
‫وتنقسم تأثيرات اإلشعاع إلى تأثيرات مباشرة تتسبب في حروق العين وقروح الجلد‪،‬‬
‫وتأثيرات غير مباشرة متمثلة في إشعال الحرائق التي تزيد من تدمير كل ما عال سطح‬
‫األرض من منشآت ومبان‪.16‬‬

‫‪ .3‬تأثيرات الحرارة‪:‬‬
‫تشكل الحرارة ما مجموعه ‪ % 35‬من مجمل تأثيرات القنبلة الذرية‪ ،‬وتتسبب في‬
‫أضرار هائلة جدًا أقلها العمى الوميض الناتج عن النظر المباشر إلى كرة اللهب‪.‬‬
‫تؤثر نوعية وطبيعة المظاهر الطبوغرافية الموجودة على سطح األرض كالمنشآت‬
‫مباشرا‪ ،‬إذ تحد من انتشارها وتقلل من‬
‫ً‬ ‫تأثيرا‬
‫ً‬ ‫والمباني على وصول موجة الحرارة‬

‫‪ 14‬صالح الدين‪ ،‬ممدوح حامد سليم عطية ‪ ،‬األسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية في عالمنا المعاصرن ص ‪.59‬‬
‫‪ 15‬الساكت‪ ،‬منيب‪ ،‬الجغبير‪ ،‬ماضي‪ ،‬صباريني‪ ،‬غالب‪ ،‬أسلحة الدمار الشامل ك‪ ،‬ب‪ ،‬ث‪( ،‬دار زهران للنشر والتوزيع) ص‬
‫‪.76‬‬
‫المصدر السابق‪.76 :‬‬ ‫‪16‬‬

‫‪9‬‬
‫تأثيرها‪ ،‬كما يعتمد انتشار موجة الحرارة على وقت انبعاثها‪ ،‬إذ تزداد المساحة‬
‫المعرضة لموجة الحرارة المنبعثة ليالً عن مثيلتها المنبعثة في النهار بنسبة ‪.%100‬‬
‫‪17‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬موقف الفقهاء المنشود في مسألة استخدام القنبلة النووية‬


‫إن األسلحة الكيماوية‪ ،‬واألسلحة ال ُجرثومية أو البيولوجية‪ ،‬واألسلحة النووية‪،‬‬
‫وغيرها مما يطلق عليه اليوم (أسلحة الدمار الشامل)‪ ،‬التي تقتل األلوف والماليين دفعة‬
‫واحدة‪ ،‬وتأخذ المسيء والبريء‪ ،‬والمحارب والمسالم‪ ،‬وتد ِ ّمر الحياة واألحياء‪،‬‬
‫واإلنسان والبيئة‪ ،‬لذلك‪ ،‬اختلف العلماء والباحثون في حكم هذه األسلحة على قولين‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬القول بجواز استخدام القنبلة النووية‬
‫أنها مباحة‪ ،‬بل من القوة الواجبة‪ ،‬التي أمر المسلمون بإعدادها لمواجهة أعدائهم‪،‬‬
‫وبهذا قال أكثر من بحث هذه المسألة‪ ،‬ومنهم‪ :‬محمد بن ناصر الجعوان في كتابه‪:‬‬
‫"القتال في اإلسالم ـ أحكامه وتشريعاته"‪ ،‬وأحمد نار في كتابه" ‪:‬القتال في اإلسالم"‪،‬‬
‫ومحمد خير هيكل في كتابه‪" :‬الجهاد والقتال في السياسة الشرعية"‪.‬‬

‫مصطفى أحمد كمال‪ ،‬الحرب غير التقليدية‪ ،‬األسلحة الذرية والكيماوية والبيولوجية‪ (،‬قطر‪ :‬دار الثقافة‪ ،‬الدوحة)‪ ،‬ص‬ ‫‪17‬‬

‫‪.27‬‬

‫‪10‬‬
‫ومن األصول التي بنوا عليها‪:‬‬
‫قول اإلمام النووي في (المنهاج)‪ :‬يجوز حصار الكفار في البالد والقالع‪ ،‬وإرسال‬
‫الماء عليهم‪ ،‬ورميهم بنار ومنجنيق‪ ،‬وتبيتهم في غفلة‪. 18‬‬
‫ويعلّق الخطيب الشربيني من شراح (المنهاج) في (مغني المحتاج) على ما قاله النووي‪،‬‬ ‫ِ‬
‫فيزيد عليه بقوله‪ :‬وما في معنى ذلك‪ ،‬من هدم بيوتهم‪ ،‬وقطع الماء عنهم‪ ،‬وإلقاء حيات‬
‫{و ُخذُو ُه ْم‬
‫أو عقارب عليهم! ولو كان فيهم نساء وصبيان‪ ،‬لقوله تعالى‪َ :‬‬
‫ص ُرو ُه ْم}‪ ،19‬وفي الصحيحين‪ :‬أنه صلى هللا عليه وسلم حاصر الطائف‪ .20‬وروى‬ ‫اح ُ‬‫َو ْ‬
‫البيهقي‪ :‬أنه نصب عليهم المنجنيق ‪ .‬وقيس به ما في معناه مما يع ُّم اإلهالك به‪ .‬إلى‬
‫‪21‬‬

‫أن يقول‪ :‬وظاهر كالمهم‪ :‬أنه يجوز إتالفهم بما ذُكر‪ ،‬وإن قدرنا عليهم بدونه‪.22‬‬
‫هم االستدالل بكالم الشافعي في (األُم)‪ :‬بقوله‪( :‬وإذا تحصن العدو في جبل أو حصن‬
‫سك‪ ،‬أو بما يُتحصن به‪ ،‬فال بأس أن ير َموا بالمجانيق والعرادات والنيران‬ ‫أو خندق أو ب َح َ‬
‫والعقارب والحيات‪ ،‬وك ِّل ما يكرهونه‪ ،‬وأن يبثقوا عليهم الماء ليُغرقوهم أو يوحلوهم‬
‫فيه‪ ،‬وسواء كان معهم األطفال والنساء والرهبان أو لم يكونوا‪ ،‬ألن الدار غير ممنوعة‬
‫ويخربوا‬‫ِّ‬ ‫بإسالم وال عهد‪ ،‬وكذلك ال بأس أن يحرقوا شجرهم المثمر وغير المثمر‪،‬‬
‫عامرهم‪ ،‬وكل ما ال روح فيه من أموالهم‪.‬‬
‫وصفت‪ ،‬وفيهم الولدان والنساء المنهي عن قتلهم؟‬
‫َ‬ ‫فإن قال قائل‪ :‬ما الحجة فيما‬
‫قيل‪ :‬الحجة فيه‪ :‬أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم نصب على أهل الطائف منجنيقا أو‬
‫عرادة‪ ،‬ونحن نعلم أن فيهم النساء والولدان‪ ،‬وأن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قطع‬
‫أموال بني النضير وحرقها‪...‬‬

‫‪ 18‬يحيى بن شرف النووي محي الدين أبو زكريا‪ ،‬منهاج الطالبين‪( ،‬بيروت‪ :‬دار المنهاج‪ ،‬ط ‪2005 ،1‬م)‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص ‪،267‬‬
‫محمد بن محمد الخطيب الشربينى‪ ،‬مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج‪( ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬د‪ .‬ط‪،‬‬
‫‪2000‬م)‪ ،‬ج ‪ ،6‬ص ‪.66‬‬
‫‪ 19‬التوبة‪.5 :‬‬
‫‪ 20‬اإلمام الحافظ أبو عبد هللا محمد بن إسماعيل البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪ (،‬بيروت‪ :‬المكتبة العصرية‪ ،‬ط ‪1982 ،2‬م)‪،‬‬
‫‪.4325‬‬
‫‪ 21‬اإلمام أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي‪ ،‬السنن الكبرى في كتاب السير‪( ،‬بيروت‪ :‬دار المعرفة‪ ،‬د ط‪1992 ،‬م)‪ ،‬ج‬
‫‪ ،9‬ص ‪.72‬‬
‫‪ 22‬محمد بن محمد الخطيب الشربينى‪ ،‬مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج‪ ،‬ج ‪ ،6‬ص‪.66‬‬
‫‪11‬‬
‫قال الشافعي رحمه هللا تعالى‪ :‬الشربيني‪ ،‬محمد الخطيب‪1957(،‬م)‪ .‬مغني المحتاج‪،‬‬
‫(د‪ .‬ط)‪ .‬مصر‪ :‬البابي الحلبي‪.‬‬

‫فإن قال قائل‪ :‬فقد نهى بعد التحريق في أموال بني النضير؟‬
‫قيل له‪ :‬إن شاء هللا تعالى ‪ -‬إنما نُهى عنه‪ ،‬أن هللا عز وجل وعده بها‪ ،‬فكان تحريقه‬
‫إذهابا منه لعين ماله‪ ،‬وذلك في بعض األحاديث معروف عند أهل المغازي‪.‬‬
‫فإن قال قائل‪ :‬فهل حرق أو قطع بعد ذلك؟‬
‫قيل‪ :‬نعم قطع بخيبر وهي بعد بني النضير‪ ،‬وبالطائف‪ 23‬وهي آخر غزوة غزاها لقي‬
‫فيها قتاال‪.24‬‬
‫موقف الشوكاني‪:‬‬
‫وخالف اإلمام الشوكاني في استخدام النار ضد العدو‪ ،‬مستدالًّ بما جاء في الحديث‬
‫عن أبي هريرة قال‪ :‬بعثنا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في بعث‪ ،‬فقال‪" :‬إن وجدتم‬
‫فالنا وفالنا ‪ -‬لرجلين ‪ -‬فأحرقوهما بالنار"‪ .‬ثم قال حين أردنا الخروج‪" :‬إني كنتُ‬
‫أمرتُكم أن ْ‬
‫تحرقوا فالنا‪ ،‬وإن النار ال يعذب بها إال هللا‪ ،‬فإن وجدتموهما فاقتلوهما‪." 25‬‬
‫والرجالن هما‪ :‬هَبار بن األسود‪ ،‬ورفيقه‪ ، 26‬اللذان آذيا زينب بنت رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم‪ ،‬أثناء هجرتها إلى المدينة‪ ،‬وكان زوج زينب أبو العاص بن الربيع‪ ،‬لما‬
‫أسره الصحابة في بدر‪ ،‬وكان مشركا‪ ،‬ثم أطلقه النبي صلى هللا عليه وسلم‪ :‬شرط عليه‬
‫أن يجهز إليه ابنته‪ ،‬فجهزها‪ ،‬فتبعها هبار ورفيقه‪ ،‬فنخسا بعيرها‪ ،‬فأسقطت (أي جنينها)‬
‫ومرضت من ذلك‪ .27‬فأمر عليه الصالة والسالم أوال بإحراقهما‪ ،‬ثم نهى عن ذلك‪،‬‬
‫واكتفى بالقتل‪.‬‬

‫‪ 23‬اإلمام أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي‪ ،‬السنن الكبرى في كتاب السير‪ ،‬ج ‪ ،9‬ص ‪.84‬‬
‫‪ 24‬محمد بن إدريس الشافعي‪ ،‬األم‪( ،‬بيروت‪ :‬بيت األفكار الدولية ‪2011 ،‬م)‪ ،‬ص ‪.830‬‬
‫‪ 25‬اإلمام الحافظ أبو عبد هللا محمد بن إسماعيل البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪.2954 ،‬‬
‫‪ 26‬قال ابن حجر‪ :‬هبار بن األسود‪ ،‬ونافع بن عمرو‪ .‬أخرجه ابن بشكوال‪ ،‬ووقع في السيرة البن هشام هبار‪ ،‬وخالد بن عبد‬
‫قيس‪ ،‬وكذا هو في مسند البزار‪ ،‬وفي كتاب الصحابة البن السكن هبار ونافع بن قيس‪ ،‬والصواب نافع بن عبد قيس بن لقيط بن‬
‫عامر الفهري وهو والد عقبة‪ ،‬حرره البالذري‪ .‬انظر‪ :‬أحمد بن علي بن حجر العسقالني‪ ،‬هدي الساري مقدمة فتح الباري‪،‬‬
‫(السعودية‪ :‬مكتبة السلفية )‪ ،‬ص ‪. 484‬‬
‫‪ 27‬محمد بن علي بن محمد بن عبد هللا الشوكاني‪ ،‬نيل األوطار‪( ،‬مصر‪ :‬دار الجيل‪ ،‬ط ‪1993 ،1‬م)‪ ،‬ج ‪ ،8‬ص ‪.75‬‬
‫‪12‬‬
‫قال الشوكاني‪ :‬وظاهر النهي في حديث الباب‪ :‬التحريم‪ ،‬وهو نسخ األمر المتقدِّم‪،‬‬
‫‪28‬‬
‫سواء كان بوحي إليه أو باجتهاد ‪.‬وهو محمول على َمن قصد ذلك في شخص بعينه‪.‬‬
‫حرق ويخنُق (أي‬‫غرق ويُ ِ‬
‫تعليق الشوكاني على كالم صاحب األزهار في فقه الزيدية ويُ ِ‬
‫في الحرب) إن تعذر السيف‪ ،‬وخلَوا عمن ال يُقتل‪ ،‬وإال فال‪ ،‬إال للضرورة‪ .‬فقال‬
‫الشوكاني‪ :‬قد أمر هللا بقتل المشركين‪ ،‬ولم يع ِيّن لنا الصفة التي يكون عليها‪ ،‬وال أخذ‬
‫علينا‪ :‬أال نفعل إال كذا دون كذا‪ ،‬فال مانع من قتلهم بك ِّل سبب للقتل‪ ،‬من رمي‪ ،‬أو طعن‪،‬‬
‫أو تغريق‪ ،‬أو هدم‪ ،‬أو دفع من شاهق‪ ،‬أو نحو ذلك‪ ،‬ولم يرد المنع إال من التحريق‪.‬‬
‫مناقشة الدكتور محمد خير هيكل في جواز قتال العدو بكل سالح‪:‬‬
‫وكان مما قاله هنا في كتابه‪:29‬‬
‫األصل هو جواز قتال العدو‪ ،‬وقتله بك ِّل سالح‪ ،‬ما دام ذلك في حالة الحرب قبل‬
‫استسالمه‪ ،‬أو إلقاء القبض عليه‪ .‬وذلك ألن النصوص الشرعية لم تحدِّد آلة أو وسيلة‬
‫{وقَاتِلُوا فِي‬
‫حربية معينة‪ ،‬الستخدامها ضد العدو فيما نحن فيه‪ ،‬كما في قوله تعالى‪َ :‬‬
‫{وا ْقتُلُو ُه ْم َحي ُ‬
‫ْث ث َ ِق ْفت ُ ُمو ُه ْم}‪ .31‬ومن مقتضى هذا اإلطالق في القتال‬ ‫سبِي ِل َّللاِ ‪َ ، }...‬‬
‫‪30‬‬
‫َ‬
‫والقتل‪ :‬أن يدل على إباحة ك ِّل األسلحة والوسائل الحربية المؤدية إليهما‪ ،‬ما لم يرد دليل‬
‫خاص بتحريم وسيلة معينة منها‪ ،‬كما أن من مقتضى هذا اإلطالق في النصوص‬ ‫ٌّ‬
‫ي ِ قيد‪ .‬أعني‪ :‬ولو‬‫الشرعية‪ :‬أنه يجوز استخدام كل األسلحة والوسائل الحربية بدون أ ّ‬
‫لم يستعمل العدو مثل تلك األسلحة المستخدمة في الحرب معه‪ ،‬حتى ولو كان من‬
‫الممكن التغلُّب عليه بأسلحة أو وسائل أقل خطرا من تلك التي تُستع َمل ضده‪.‬‬
‫ونقل صاحب هذا الكتاب في هذا في هذا الصدد عن الشيخ تقي الدين النبهاني مؤسس‬
‫حزب التحرير‪ :‬ما يؤ ِيّد دعواه‪ ،‬وذلك قوله‪ :‬إن األسلحة النووية يجوز للمسلمين أن‬
‫يستعملوها في حربهم مع العدو‪ ،‬ولو كان ذلك قبل أن يستعملها العدو معهم‪ ،‬ألن الدول‬
‫كلها تستبيح استعمال األسلحة النووية في الحرب‪ ،‬فيجوز استعمالها‪ .‬مع أن األسلحة‬
‫النووية يحرم استعمالها (أي دوليا من الناحية النظرية)‪ ،‬ألنها تُهلك البشر‪ ،‬والجهاد‬
‫إلحياء البشر باإلسالم‪ ،‬ال إلفناء اإلنسانية‪. 32‬‬

‫المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،8‬ص ‪.76‬‬ ‫‪28‬‬

‫الدكتور محمد خير هيكل‪ ،‬الجهاد والقتال في السياسة الشرعية‪( ،‬بيروت‪ :‬دار اليبارق‪ ،‬ط ‪1996 ،2‬م)‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.347‬‬ ‫‪29‬‬

‫البقرة‪.190 :‬‬ ‫‪30‬‬

‫البقرة‪.191 :‬‬ ‫‪31‬‬

‫الشيخ تقي الدين النبهاني‪ ،‬الشخصية اإلسالمية‪( ،‬السعودية‪ :‬دار األمة‪2011 ،‬م)‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص ‪.168‬‬ ‫‪32‬‬

‫‪13‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬القول بعدم جواز استخدام القنبلة النووية‬
‫أنها غير جائزة‪ ،‬وممن انتصر لهذا القول شيخ يوسف القراضاوي‪ ،‬وأيضا ً الدكتور‬
‫إسماعيل إبراهيم أبوشريفة في كتابه‪" :‬نظرية الحرب في الشريعة اإلسالمية"‪.‬‬
‫ومن األصول التي بنوا عليها‪:‬‬
‫كما في القول األول‪ ،‬هم استدلّون بقول اإلمام الشافعي في جواز استخدام القنبلة‬
‫النووية ولكن هذا يخالفه فيما ذهب إليه‪ ،‬والفقهاء يقول بعدم جواز هذه المسألة يتفقون‬
‫مع األئمة الذي يض ِيّقون في استعمال هذا النوع من األسلحة‪ ،‬إال ما أوجبته الضرورات‬
‫الحربية‪.‬‬
‫سلّم به اآلخرون له‪ ،‬كما في (بداية المجتهد) ‪.‬‬
‫وما استدل به إمامنا الشافعي‪ ،‬لم يُ ِ‬
‫يجز قتل المواشي‪ ،‬وال تحريق النخل‪ ،‬مع أنه يعلم أن النبي حرق نخل‬ ‫فاإلمام مالك لم ِ‬
‫بني النضير (متفق عليه عن بن عمر)‪ .‬واإلمام األوزاعي كره قطع الشجر المثمر‪،‬‬
‫وتخريب العامر‪ ،‬كنيسة كان أو غير ذلك‪ .‬والشافعي يرى تحريق النخل إذا اتخذوه‬
‫مع ِقال لهم‪ ،‬وال يجيزه إذا لم يكن مع ِقال لهم‪.‬‬
‫ولذا أورد ابن رشد في (بداية المجتهد) رأي مالك واألوزاعي‪ ،‬والشافعي وما بينهم‬
‫من خالف‪ ،‬ثم قال ‪:‬والسبب في اختالفهم‪ :‬مخالفة فعل أبي بكر في ذلك لفعله عليه‬
‫الصالة والسالم‪ ،‬وذلك أنه ثبت أنه عليه الصالة والسالم حرق نخل بني النضير‪ ،‬وثبت‬
‫عن أبي بكر أنه قال‪ :‬ال تقطعن شجرا‪ ،‬وال تخربن عامرا" ‪ ،‬ف َمن ظن أن فعل أبي بكر‬
‫هذا إنما كان لمكان علمه بنسخ ذلك الفعل منه صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬إذ ال يجوز على‬
‫صا ببني النضير لغزوهم‪،‬‬‫أبي بكر أن يخالفه مع علمه بفعله‪ ،‬أو رأى أن ذلك كان خا ًّ‬
‫قال بقول أبي بكر‪.‬‬
‫ير قول أحد وال فعله حجة عليه‪ ،‬قال‬
‫و َمن اعتمد فعله عليه الصالة والسالم‪ ،‬ولم َ‬
‫بتحريق الشجر‪.‬‬
‫وإنما فرق مالك بين الحيوان والشجر؛ ألن قتل الحيوان ُمثلة‪ ،‬وقد نُهى عن المثلة‪،‬‬
‫ت عنه عليه الصالة والسالم أنه قتل حيوانا‪. 33‬‬
‫ولم يأ ِ‬

‫‪ 33‬محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رشد الحفيد‪ ،‬بداية المجتهد ونهاية المقتصد‪ ( ،‬القاهرة‪ :‬مكتبة ابن تمية‪ ،‬ط ‪،1‬‬
‫‪1415‬ه)‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.386‬‬
‫‪14‬‬
‫هذا يبيّن لنا هنا‪ :‬أن كالم الشافعي في (األم) ال يشمل كل حاالت الحرب‪ ،‬وال كل بالد‬
‫الحربيين ومدنهم وقراهم‪ ،‬بل نراه مقيدا بحالة حصار العدو إذا ما تحصن في جبل أو‬
‫حصن أو خندق ونحو ذلك‪ .‬فهو يجيز ضرب هؤالء بك ِّل ما يجبرهم على التسليم‪ ،‬وعدم‬
‫إطالة الحرب‪ ،‬وما وراءها من معاناة للطرفين‪.‬‬
‫وال يُفهم من عبارة الشافعي‪ :‬جواز استخدام األشياء التي ذكرها في مطلق الحرب‪،‬‬
‫ومع أهل المدن والبلدان التي فيها األعداء‪ ،‬الذين ليسوا في حصن وال قلعة ونحو ذلك‪.‬‬
‫مناقشة الشوكاني فيما ذهب إليه من جواز اإلغراق واإلحراق والخنق في الحرب‪:‬‬
‫كان العالمة الشوكاني فقيه في علم الفقه واألصول‪ ،‬وترجيحاته في االستنباط من‬
‫أحاديث األحكام‪ ،‬كما في (نيل األوطار)‪ ،‬ومن أعظم كتبه التي مشهورة‪ :‬كتابه (السيل‬
‫الجرار) الذي أفرغ فيه ثمار نضجه‪ ،‬ومنتهى اجتهاده‪.‬‬
‫ولكن الفقهاء يخالفه فيما ذهب إليه هنا‪ ،‬وكل عالم يؤخذ منه ويرد عليه‪ ،‬ويرى أن ما‬
‫قاله صاحب األزهار هو األقوم قيال‪ ،‬واألهدى سبيال‪ .‬فقد قيد جواز اإلغراق واإلحراق‬
‫والخنق بثالثة قيود‪:‬‬
‫‪ .1‬أن يكون القتل بالسيف (ومثله القتل بالرصاص) متعذرا‪.‬‬
‫‪ .2‬أال يكون في القوم من ال يحل قتله‪.‬‬
‫‪ .3‬أال يكون هناك ضرورة الستخدام هذه األنواع من القتل‪.‬‬
‫وقد اعترض الشوكاني على نفسه‪ ،‬بحديث‪" :‬إذا قتلتم فأحسنوا القتلة‪ ،" 34‬واإلجابة‬
‫بأن المراد باإلحسان في الحديث‪ :‬ترك التعذيب‪ ،‬وتعجيل ما يحصل به الموت‪ ،‬وليس‬
‫ذلك مختصا بقتل السيف‪.‬‬
‫وهنا يخالف الفقهاء اإلمام الشوكاني في اعتباره التغريق والتحريق والرمي من‬
‫شاهق‪( ،‬ومثل ذلك‪ :‬إلقاء الحيات والعقارب كما قال الشافعي)‪ ،‬ونحوها‪ :‬من (إحسان‬
‫القتلة) التي أمر بها الحديث‪ ،‬بل هما من أسوأ أنواع الموت‪ ،‬ولذا تحرم القوانين الدولية‬
‫تنفيذ اإلعدام فيمن يستحقه بأي وسيلة من هذه الوسائل‪ .‬وهو ما يوجبه معظم فقهاء‬
‫المسلمين‪ :‬أال قصاص إال بالسيف‪ .‬ومثله ما كان أرفق منه‪.‬‬

‫اإلمام أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي‪ ،‬سنن الترمذي في الديات‪( ،‬القاهرة‪ :‬دار الحديث‪ ،‬ط ‪1999 ،1‬م)‪.1409 ،‬‬ ‫‪34‬‬

‫‪15‬‬
‫ثم هو لم يرد على ما ذكره في (األزهار) من خلو األعداء ممن يجوز قتله‪ ،‬فكيف‬
‫نسلّط عليهم من األدوات ما يقتلهم‬
‫يمنع الشارع قتلهم‪ ،‬وينكر ذلك أشد اإلنكار‪ ،‬ثم ِ‬
‫بالجملة؟‬
‫والذي ينبغي لنا نحن المسلمين اليوم أن نتبني من اآلراء ما ما يعكس صورة اإلسالم‬
‫في دعوته إلى السلم‪ ،‬ونبذ العنف والقسوة‪ ،‬واالقتصار في استخدام القوة على موضع‬
‫الضرورة‪.‬‬
‫مناقشة الدكتور محمد خير هيكل في جواز قتال العدو بكل سالح‪:‬‬
‫تقرير هذا الحكم ينافي مبادئ اإلسالم وقيمه في القتال‪ ،‬توقف الفقهاء طويال عند هذا‬
‫الكالم‪ ،‬وهم يرون أنه ال يع ِبّر عن ُروح اإلسالم‪ ،‬وال أخالقياته التي تميز بها سلوكه‬
‫في السلم والحرب‪ ،‬وهو يضع المسلمين في موضع االتهام بالعنف‪ ،‬في حين يتنادى‬
‫العالم بالسالم‪ .‬وهو ينافي ِق َيما ومبادئ وتوجيهات أساسية قررها اإلسالم في معامالته‬
‫مع الناس‪ ،‬مسلمين أو غير مسلمين‪ ،‬مسالمين أو محاربين‪ .‬من هذه المبادئ وال ِقيَم‪:‬‬
‫‪.1‬أنه ال يُقتَل في الحرب إال َمن يقاتل‪ ،‬ولهذا نهى عن قتل النساء والصبيان والشيوخ‬
‫الهرمين‪ ،‬والرهبان في الصوامع‪ ،‬والحراث في المزارع‪ ،‬وغيرهم‪.‬‬
‫تفرق بين صغير وكبير‪ ،‬أو بين رجل‬
‫فكيف نجيز استخدام أسلحة تدميرية‪ ،‬ال ِ ّ‬
‫وامرأة‪ ،‬أو مشارك في القتال وغير مشارك فيه؟‬
‫‪ .2‬أن األصل في اإلسالم‪ :‬أنه يدعو إلى اإلصالح والعمران‪ ،‬وينهى عن اإلفساد‬
‫الح َها}‪ ،35‬وذم الذين‬ ‫ص ِ‬ ‫ض بَ ْعدَ إِ ْ‬ ‫{وال ت ُ ْف ِسد ُوا فِي ْاأل َ ْر ِ‬
‫والتخريب‪ ،‬كما قال هللا تعالى‪َ :‬‬
‫ض‬‫{وال ت َ ْعث َ ْوا فِي ْاأل َ ْر ِ‬‫يسعَون في األرض فسادا‪ ،‬وكرر القرآن على لسان األنبياء‪َ :‬‬
‫ض ِليُ ْف ِسدَ فِي َها َويُ ْه ِل َك ْال َح ْر َ‬
‫ث‬ ‫س َعى فِي ْاأل َ ْر ِ‬
‫ُم ْف ِسدِينَ }‪ ، 36‬وقال تعالى‪َ {:‬و ِإذَا ت َ َولى َ‬
‫‪37‬‬
‫َوالن ْس َل َوَّللاُ ال يُ ِحبُّ ْالفَ َ‬
‫سادَ}‪.‬‬
‫وفي ضوء هذه النصوص يجب أن يُمنع ك ُّل ما هو من قبيل اإلفساد في األرض‪.‬‬
‫‪ .3‬روى مالك في (الموطأ)‪ ،‬عن يحيى بن سعيد‪ :‬أن أبا بكر رضي هللا عنه بعث جيوشا‬
‫إلى الشام‪ ،‬فخرج يمشي مع يزيد بن أبي سفيان‪ ،‬وكان يزيد أميرا ربع من تلك األرباع‪،‬‬
‫فقال‪ :‬إني موصيك بعشر خالل‪ :‬ال تقتل امرأة‪ ،‬وال صبيًّا‪ ،‬وال كبيرا هرما‪ ،‬وال تقطع‬

‫األعراف‪56:‬‬ ‫‪35‬‬

‫البقرة‪ ،60:‬األعراف‪ ،74:‬هود‪ ،85:‬الشعراء‪ ،183:‬العنكبوت‪.36:‬‬ ‫‪36‬‬

‫البقرة‪.205:‬‬ ‫‪37‬‬

‫‪16‬‬
‫شجرا مثمرا‪ ،‬وال تخرب عامرا‪ ،‬وال تعقرن شاة إال لمأكلة‪ ،‬وال تعقرن نخال وال تحرقه‪،‬‬
‫وال تغلن‪ ،‬وال تجبن‪. 38‬‬
‫وأبو بكر أحد الخلفاء الراشدين المهديين الذين أُمرنا أن نتبع سنتهم‪ ، 39‬وهو ينهى‬
‫هنا بصراحة عن قطع الشجر المثمر‪ ،‬وعن تخريب العامر‪ ،‬وعقر الشاة والبعير‬
‫(ذبحها) إال لحاجة األكل‪ ،‬وعن عقر النخل (أي اقتالعه) أو تحريقه‪ ،‬ومنه تتضح‬
‫األخالقية اإلسالمية‪.‬‬
‫وأما ما حدث في غزوة بني النضير‪ ،‬من تحريق نخيلهم‪ ، 40‬فهو رخصة من هللا‬
‫لرسوله أذن له بها‪ ،‬فال يقاس غيرها عليها‪ ،‬كما قال تعالى‪َ { :‬ما قَ َ‬
‫ط ْعت ُ ْم ِم ْن ِلينَ ٍة ‪ -‬أي‬
‫ي ْالفَا ِس ِقينَ }‪. 41‬‬ ‫نخلة ‪ -‬أ َ ْو ت َ َر ْكت ُ ُموهَا قَائِ َمةً َعلَى أ ُ ُ‬
‫صو ِل َها فَ ِبإ ِ ْذ ِن َّللاِ َو ِليُ ْخ ِز َ‬
‫ولو كان سيدنا أبو بكر يعرف أن تحريق النخيل وقطع األشجار‪ :‬حكم عام وأمر دائم‪،‬‬
‫ما كان له أن يخالف رسول هللا‪ ،‬وينهى عن قطع النخيل وتخريب العامر‪ .‬وقد كان‬
‫أحرص الناس على اتباع هدي رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫‪ .4‬أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪" :‬إن هللا كتب اإلحسان على ك ِّل شيء‪ ،‬فإذا قتلتم‬
‫فأحسنوا ال ِقتلة‪ ،‬وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِّبحة"‪ .42‬ونحن هنا لم نراعِ فريضة (اإلحسان)‬
‫ولم نحسن القتل‪ ،‬كما أمر النبي صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬بل أجزنا أن نحرقهم بالنار‪ ،‬وأن‬
‫نسلّط عليهم الحيات والعقارب على الناس في بيوتهم‪ ،‬تلدغ وتلسع‬ ‫نغرقهم بالمياه‪ ،‬وأن ِ‬
‫وتميت َمن تجده من النساء والصبيان والشيوخ والمرضى‪ ،‬ممن ال يستطيعون حيلة‬
‫وال يهتدون سبيال‪.‬‬
‫بل أجزنا أن نضرب المدن المكتظة بالسكان بالقنابل الذرية‪ ،‬وباألسلحة الكيماوية‬
‫والبيولوجية‪ ،‬التي تقتل الماليين من اإلنسان والحيوان‪ ،‬وتد ِ ّمر الحياة في دقائق‬
‫معدودات‪.‬‬

‫‪ 38‬اإلمام مالك بن أنس أبو عبد هللا‪ ،‬الموطأ‪ ( ،‬بيروت‪ :‬مؤسسة الرسالة ناشرون‪ ،‬ط ‪2013 ،1‬م)‪.965 ،‬‬
‫‪ 39‬إشارة إلى حديث العرباض بن سارية‪ :‬صلى بنا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ذات يوم‪ ،‬ثم أقبل علينا‪ ،‬فوعظنا موعظة‬
‫ووجلت منها القلوب‪ .‬فقال قائل‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬كأن هذه موعظة مودع‪ ،‬فماذا تعهد إلينا؟ فقال‬ ‫بليغة‪ ،‬ذرفت منها العيون‪ِ ،‬‬
‫"أوصيكم بتقوى هللا‪ ،‬والسمع والطاعة‪ ،‬وإن عبدا حبشيا‪ ،‬فإنه َمن يعش منكم بعدي فسيرى اختالفا كثيرا‪ ،‬فعليكم بسنتي‪ ،‬وسنة‬
‫الخلفاء المهديين الراشدين‪ ،‬تمسكوا بها‪ ،‬وعضوا عليها بالنواجذ‪ ،‬وإياكم ومحدثات األمور‪ ،‬فإن كل محدثة بدعة‪ ،‬وكل بدعة‬
‫ضاللة‪ ،".‬اإلمام أحمد بن حنبل‪ ،‬المسند إلمام أحمد بن حنبل‪( ،‬بيروت‪ :‬دار المنهاج‪2008 ،‬م)‪.17144 ،‬‬
‫‪ 40‬عن ابن عمر رضي هللا عنهما قال‪ :‬حرق رسول هللا صلى هللا عليه وسلم نخل بني النضير وقطع‪ ،‬وهي البويرة‪ ،‬فنزلت‪َ { :‬ما‬
‫ط ْعت ُ ْم ِم ْن ِلينَ ٍة أ َ ْو ت ََر ْكت ُ ُموهَا قَا ِئ َمةً َعلَى أ ُ ُ‬
‫صو ِل َها فَ ِبإِذْ ِن َّللاِ}‪ ،‬اإلمام الحافظ أبو عبد هللا محمد بن إسماعيل البخاري‪ ،‬صحيح‬ ‫قَ َ‬
‫البخاري‪.4031 ،‬‬
‫‪ 41‬الحشر‪5 :‬‬
‫‪ 42‬اإلمام مسلم بن حجاج‪ ،‬صحيح مسلم‪( ،‬بيروت‪ :‬دار طيبة‪ ،‬ط ‪2006 ،1‬م)‪.1746 ،‬‬
‫‪17‬‬
‫‪ .5‬أن النبي صلى هللا عليه وسلم‪ :‬نهى عن التحريق بالنار‪ ،‬أو التعذيب بالنار‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫"ال يعذِّب بالنار إال ربُّ النار" أو "إال هللا" ‪ 43‬جل شأنه‪ .‬وبهذا قيد اإلمام الشوكاني‬
‫األسلحة والوسائل التي تُستخدَم في الحرب بأال يكون منها‪ :‬النار‪.‬‬
‫أن الحكمة في ذلك‪ :‬أن القتل بالنار فيه شدة وعنف‪ ،‬وقد يترك اإلنسان بعده فحمة‪ ،‬كما‬
‫سمح باستخدامها بإطالق من شأنها أن تنتشر وتتسع‪ ،‬وفي هذه الحالة تأكل‬ ‫أن النار إذا ُ‬
‫وشر مستطير‪.‬‬ ‫األخضر واليابس‪ ،‬وتؤدِّي إلى هالك كبير‪ّ ٍ ،‬‬
‫"ال ت ً ِز ُر َو ِاز َرة ٌ ِو ْز َر أ ُ ْخ َر َ‬
‫ى"‪ ، 44‬وأن " ُك ُّل نَ ْف ٍس بِ َما َ‬ ‫‪ .6‬أن األصل في اإلسالم‪ :‬أنه َ‬
‫ت َر ِهينَةٌ"‪ .45‬فال يجوز قتل الشعوب بسبب حكامها الظلمة والمستبدِّين‪ ،‬وال يجوز‬ ‫سبَ ْ‬
‫َك َ‬
‫االنتقام من غير المقاتلين بسبب المقاتلين‪ .‬وهذه األسلحة التدميرية المعاصرة‪ ،‬تقتل‬
‫البريء والمسيئ‪ ،‬بل تقتل اإلنسان والحيوان والنبات‪ ،‬وتقضي على المدن العامرة في‬
‫لحظات‪.‬‬
‫‪ .7‬أن اإلسالم دين الرحمة ال القسوة‪ ،‬والرفق ال العنف‪ ،‬وقد قال هللا تعالى مخاطبا‬
‫َاك إِال َر ْح َمةً ِل ْلعَالَ ِمينَ } ‪ ،46‬وقال الرسول الكريم عن نفسه‪" :‬إنما‬ ‫س ْلن َ‬ ‫{و َما أ َ ْر َ‬‫لرسوله‪َ :‬‬
‫أنا رحمة مهداة "‪ ،‬وقال أيضا‪" :‬الراحمون يرحمهم الرحمن‪ ،‬ارحموا من في األرض‬ ‫‪47‬‬

‫ت قُلُوبُ ُك ْم ِمن بَ ْع ِد ذَ ِل َك فَ ِه َ‬
‫ي‬ ‫يرحمكم من في السماء"‪ ، 48‬وذم بني إسرائيل بقوله‪{ :‬ثُم قَ َ‬
‫س ْ‬
‫ض ِه ْم ِميثَاقَ ُه ْم لَ َعناهُ ْم َو َجعَ ْلنَا قُلُو َب ُه ْم قَا ِس َيةً}‬
‫شدُّ قَ ْس َوةً}‪ ،49‬وقوله‪{ :‬فَ ِب َما نَ ْق ِ‬ ‫َك ْال ِح َج َ‬
‫ارةِ أ َ ْو أ َ َ‬
‫‪ ،50‬وال يليق بدين شعاره الرحمة‪ :‬أن يجيز أعماال طابعها القسوة والعنف‪ ،‬بغير‬
‫ضرورة إليها‪.‬‬
‫‪ .8‬أن األصل في الدماء الحرمة‪ ،‬واألصل في النفوس هو العصمة‪ ،‬وقد ضيق اإلسالم‬
‫في الدماء بك ِّل الطرق‪ ،‬ولم ِ‬
‫يجز منها‪ :‬إال ما تؤدِّي إليه الضرورة‪ ،‬والضرورة تقدر‬
‫بقدرها‪.‬‬
‫‪ .9‬أن القانون األخالقي في اإلسالم يتميز بشموله وتكامله‪ ،‬فهو يشمل السلم والحرب‪،‬‬
‫والسياسة واالقتصاد‪ ،‬والغايات والوسائل‪ ،‬وهو ال يقبل المبدأ المعروف بمبدأ‬

‫اإلمام أحمد بن حنبل‪ ،‬المسند إلمام أحمد بن حنبل‪.16034 ،‬‬ ‫‪43‬‬

‫النجم‪38:‬‬ ‫‪44‬‬

‫المدثر ‪38:‬‬ ‫‪45‬‬

‫األنبياء‪107:‬‬ ‫‪46‬‬

‫اإلمام أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي‪ ،‬السنن الكبرى‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.164‬‬ ‫‪47‬‬

‫اإلمام أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي‪ ،‬سنن الترمذي في البر والصلة‪.1924 ،‬‬ ‫‪48‬‬

‫البقرة‪74:‬‬ ‫‪49‬‬

‫المائدة‪13:‬‬ ‫‪50‬‬

‫‪18‬‬
‫(ميكافللّي) وهو‪ :‬أن الغاية ِ ّ‬
‫تبرر الوسيلة‪ ،‬بل ال بد من الغاية الشريفة‪ ،‬والوسيلة النظيفة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫إن هللا ط ِيّب ال يقبل إال طيِّبا‪ ،‬ولهذا ال يقبل إعالء كلمة هللا باستعمال أسلحة التدمير‬
‫الشامل التي تقتل الحياة واألحياء‪ ،‬فال يُقبل ما يقوله بعض الفقهاء من إلقاء الحيات‬
‫والعقارب على األعداء‪ ،‬أو تسميم مياههم أو أغذيتهم‪ ،‬فهذا ينافي أخالق اإلسالم‪.‬‬
‫‪ .10‬أن قياس األسلحة الكيماوية والجرثومية والنووية ‪ -‬مما يسمى أسلحة الدمار الشامل‬
‫‪ -‬على الرمي بالمنجنيق‪ :‬هو قياس مع الفارق الكبير‪ ،‬فال يجوز أن ننسب إلى اإلمام‬
‫ي ِ إمام آخر‪ :‬أنه أجاز استخدام هذه األسلحة‪ ،‬فهذا ما لم يخطر ببال أحد‬
‫الشافعي وال أ ّ‬
‫منهم‪ :‬أن يجيز إبادة مدينة مثل هيروشيما أو ناجازاكي إبادة كاملة في لحظات‪.‬‬
‫‪ .11‬أن اإلمام الشافعي الذي توسع في استخدام ك ِّل أنواع األسلحة ضد العدو‪ ،‬إنما‬
‫أجازها في حالة الحصار لحصن أو قلعة أو خندق ونحو ذلك‪ ،‬وغرضه إجبارهم على‬
‫يجز قتل حيواناتهم‪ ،‬بل كل ما ال ُروح فيه من أموالهم‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫فك الحصار‪ .‬ومع هذا لم ِ‬

‫ولكن يمكن علينا أن نستخدم القنبلة النووية في حالة الضرورة‪:‬‬


‫ونستطيع أن نستثني من تحريم استخدام هذه األسلحة مع األعداء في حالة الضرورة‪،‬‬
‫كلّها‪ :‬أن‬
‫فإن للضرورات أحكامها‪ ،‬ومن القواعد المتفق عليها بين فقهاء األمة ِ‬
‫الضرورات تبيح المحظورات‪ .‬وهذا من واقعية الشريعة‪.51‬‬
‫ولكن ال بد من قيود تجب رعايتها‪:‬‬
‫األول‪ :‬أن تتحقق الضرورة بالفعل‪ ،‬بأن يصبح المسلمون في خطر يهدِّد كيانهم‬
‫ووجودهم‪ ،‬وال سيما إذا كان العدو يملك هذه األسلحة ويهدِّد المسلمين باستعمالها‬
‫ضدهم‪ .‬وال يوجد لديه دين يردعه‪ ،‬وال خلق يمنعه‪ .‬فإذا بدت بوادر ذلك‪ :‬أمكن للمسلمين‬
‫أن يأخذوا بزمام المبادرة‪ ،‬ويبدؤوا بالضربة القاصمة دفاعا عن أنفسهم‪.‬‬
‫ويتحتم هنا‪ :‬أن يكون ذلك في جهاد الدفع ال جهاد الطلب‪ ،‬وجهاد الدفع هو جهاد‬
‫المقاومة لتحرير األرض‪ ،‬وطرد العدو الغازي من ربوعها‪ .‬فهذا الجهاد هو الذي تتحقق‬
‫فيه الضرورة‪ .‬أما جهاد الطلب‪ :‬أن نتبعه نحن في عقر داره‪ ،‬ونحن آمنون في دارنا‪،‬‬
‫فال حاجة لنا إلى ضربه بهذه األسلحة التدميرية‪.‬‬

‫يوسف القراضاوي‪ ،‬المدخل لدراسة الشريعة اإلسالمية‪( ،‬بيروت‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط ‪1993 ،1‬م)‪ ،‬ص ‪.119‬‬ ‫‪51‬‬

‫‪19‬‬
‫الثاني‪ :‬أال نتمادى في رخصة الضرورة ونتوسع فيها‪ ،‬ولكن يجب النظر إليها دائما‪:‬‬
‫أنها استثناء‪ ،‬خفف الشارع بها عن المسلمين‪ ،‬دفعا للحرج عنهم‪ ،‬وتحقيقا لمبدأ اليسر‪:‬‬
‫{يُ ِريدُ َّللاُ ِب ُك ُم ْاليُ ْس َر َوال يُ ِريدُ ِب ُك ُم ْالعُ ْس َر}‪.52‬‬
‫ولهذا وجدنا العلماء قيدوا قاعدة‪( :‬الضرورات تبيح المحظورات) بقاعدة أخرى‬
‫تضبطها وتك ِ ّملها‪ ،‬وهي قاعدة‪( :‬ما أبيح للضرورة يقدر بقدرها)‪.‬‬
‫فإذا كانت الضرورة تحتاج إلى اإلباحة في بلد‪ ،‬فال يجوز أن تتعدى إلى غيره‪ ،‬وإذا‬
‫جازت أن تطبق في وقت معين‪ ،‬فال يجوز أن تطبق وقت آخر‪ ،‬زائد على الوقت‬
‫المطلوب‪.‬‬
‫وبمجرد إنهاء المهمة المنوطة بها‪ ،‬تعود األمور إلى مجراها الطبيعي‪ ،‬ويحظر استعمال‬
‫هذه األسلحة‪.‬‬
‫القول المختار‪:‬‬
‫هو قول بعدم جواز استخدام القنبلة النووية إال في حالة الضرورة فقط ألن هذه‬
‫يحرم استخدامها شرعا في نظر اإلسالم‪ ،‬ألن األصل في القانون اإلسالمي‪:‬‬ ‫األسلحة ُ‬
‫أنه ال يُ َج ّ ِوز قتل َمن ال يقاتل‪ ،‬و َمن ال َعالقة له بالحرب‪ ،‬وقد أنكر النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم قتل امرأة في إحدى المعارك‪ ،‬ونهى عن قتل النساء والصبيان‪ ،‬ونهى خلفاؤه عن‬
‫قتل الرهبان والفالحين والتجار‪ .‬فكيف يجيز هذا الدين قتل الجماهير الغفيرة من الناس‪،‬‬
‫وال ذنب لها وليس لها في العير وال في النفير‪ ،‬وليس لها في الحرب ناقة وال بعير؟‬
‫كما نهى اإلسالم عن اإلفساد في األرض‪ ،‬وقطع األشجار‪ ،‬وهدم األبنية‪ ،‬وتخريب‬
‫العمران من غير ضرورة‪ ،‬ألن هذا من اإلفساد الذي حرمه هللا تعالى‪ ،‬وكره أصحابه‪،‬‬
‫ض ِليُ ْف ِسدَ فِي َها َويُ ْه ِل َك ْال َح ْر َ‬
‫ث َوالن ْس َل َوَّللاُ ال‬ ‫س َعى فِي ْاأل َ ْر ِ‬
‫كما قال تعالى‪َ { :‬وإِذَا ت َ َولى َ‬
‫يُ ِحبُّ ْالفَ َ‬
‫سادَ}‪.53‬‬

‫البقرة‪185:‬‬ ‫‪52‬‬

‫البقرة‪.205 :‬‬ ‫‪53‬‬

‫‪20‬‬
‫الخاتمة وأهم النتائج البحث‬
‫بعد الرجوع إلى كثير من الكتب‪ ،‬وتعب وجهد وفكر نمكن تسجيل أهم النتائج فيما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬استعملت القنبلة النووية مرتين في تاريخ الحروب؛ وكانتا كلتاهما أثناء الحرب‬
‫العالمية الثانية عندما قامت الواليات المتحدة بإسقاط قنبلة نووية على مدينة هيروشيما‬
‫في ‪ 6‬اغسطس ‪ 1945‬وقنبلة نوويةأخرى على مدينة ناكاساكي بعد ‪ 3‬أيام‪ ،‬أي في ‪9‬‬
‫اغسطس ‪ 1945‬وكال المدينتين تقعان في اليابان‪.‬‬
‫‪.2‬أن أقسام األسلحة النووية ينقسم إلى ثالثة أقسام‪:‬‬
‫ا) القنبلة االنشطارية ‪:‬يقصد باالنشطار النووي تفتيت نواة ذرة بعض العناصر إلى‬
‫شقين مع تحرير طاقة التماسك الهائلة وخروجها على شكل حرارة‪ ،‬وانبعاث كميات‬
‫ضخمة من اإلشعاعات النووية‪.‬‬
‫ب) القنبلة االندماجية ‪:‬يعرف االندماج النووي بأنه اندماج نواتين خفيفتين لتكوين‬
‫نواة كتلتها أقل من مجموع كتلتيهما‪.‬‬
‫ج) القنبلة النيترونية‪ :‬قنبلة النيترون التي يكمن فعلها التدميري في سرعة النيترونات‬
‫المنطلقة منها‪ ،‬وإمكانية اختراقها للجسم والتسبب بالوفاة‪.‬‬
‫‪.3‬اختلف الفقهاء في مسألة استخدام القنبلة النووية الى رأيان‪ ،‬يعني بجواز وعدم جواز‬
‫استخدامها‪ ،‬ولكن القول المختار هنا بعدم جواز ألن نهى اإلسالم عن اإلفساد في‬
‫األرض‪ ،‬وقطع األشجار‪ ،‬وهدم األبنية‪ ،‬وتخريب العمران من غير ضرورة‪ ،‬ألن هذا‬
‫من اإلفساد الذي حرمه هللا تعالى‪ ،‬ولكن يمكن استخدامها في حالة الضرورة فقط‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫المصادر والمراجع‬
‫أوالً‪ :‬الكتب العربية‬
‫أبو عبد هللا‪ ،‬اإلمام مالك بن أنس‪2013( ،‬م)‪ .‬الموطأ‪( ،‬ط ‪ .)1‬بيروت‪ :‬مؤسسة الرسالة‬
‫ناشرون‪.‬‬
‫أبو زكريا‪ ،‬يحيى بن شرف النووي محي الدين‪2005(،‬م)‪ .‬منهاج الطالبين‪( ،‬ط ‪.)1‬‬
‫بيروت‪ :‬دار المنهاج‪.‬‬
‫اإلمام مسلم بن حجاج‪2006( ،‬م)‪ .‬صحيح مسلم‪( ،‬ط ‪ .)1‬بيروت‪ :‬دار طيبة‪.‬‬
‫البخاري‪ ،‬اإلمام الحافظ أبو عبد هللا محمد بن إسماعيل‪1982( ،‬م)‪ .‬صحيح البخاري‪(،‬ط‬
‫‪ .)2‬بيروت‪ :‬المكتبة العصرية‪.‬‬
‫البيهقي‪ ،‬اإلمام أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي‪1992(،‬م)‪ .‬السنن الكبرى ‪ ،‬بيروت‪:‬‬
‫دار المعرفة‪.‬‬
‫بوفر‪ ،‬أندريه‪ ،‬تراتون‪ ،‬أندرو‪ ،‬هويلز‪ ،‬هارفي‪ ،‬ترينج‪ ،‬م‪.‬ه‪1983(،‬م)‪ .‬األسلحة‬
‫الحديثة‪ ،‬ترجمة أكرم ديري‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الطليعة‪.‬‬
‫الترمذي‪ ،‬اإلمام أبو عيسى محمد بن عيسى‪1999( ،‬م)‪ .‬سنن الترمذي في الديات‪( ،‬ط‬
‫‪.)1‬القاهرة‪ :‬دار الحديث‪.‬‬
‫الحفيد‪ ،‬محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رشد‪1415( ،‬ه)‪ .‬بداية المجتهد ونهاية‬
‫المقتصد‪( ،‬ط ‪ .)1‬القاهرة‪ :‬مكتبة ابن تمية‪.‬‬
‫الخطيب الشربينى‪ ،‬محمد بن محمد‪2000( ،‬م)‪.‬مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ‬
‫المنهاج‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫الدركزلي ‪،‬شذى سلمان‪ ،‬الطريق النووي في نصف قرن ما له وما عليه‪ ،‬الدار العربية‬
‫للعلوم‪.‬‬
‫الداخل‪ ،‬بسام محمد‪ ،‬عودة‪ ،‬أحمد شريف ‪ ،‬مبادئ الفيزياء النووية وتقنيتها‪،‬مركز‬
‫النشر العلمي‪ ،‬جامعة الملك عبد العزيز‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫زهران‪ ،‬أحمد أنور ‪ ،‬التكنولوجيا والحرب المعاصرة‪( ،‬ط ‪ .)1‬دار الوفاء‪.‬‬
‫سليمان‪ ،‬إبراهيم أحمد ‪ ،‬النظام العالمي للوحدات‪ ،‬أنظمة القياس األخرى‪ ،‬رابطة‬
‫الفيزيائيين األردنية‪.‬‬
‫سام كوهن ‪ ،‬القنبلة النيترونية مضامينها التقنية والسياسية والعسكرية‪ ،‬ترجمة‬
‫سامي الكعكي‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الرواد‪.‬‬
‫الساكت‪ ،‬منيب‪ ،‬الجغبير‪ ،‬ماضي‪ ،‬صباريني‪ ،‬غالب‪ ،‬أسلحة الدمار الشامل ك‪ ،‬ب‪،‬‬
‫ث‪،‬دار زهران للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫الشافعي‪ ،‬محمد بن إدريس‪2011( ،‬م)‪ .‬األم‪ ،‬بيروت‪ :‬بيت األفكار الدولية‪.‬‬
‫الشوكاني‪ ،‬محمد بن علي بن محمد بن عبد هللا‪1993( ،‬م)‪ .‬نيل األوطار‪( ،‬ط ‪.)1‬مصر‪:‬‬
‫دار الجيل‪.‬‬
‫العسقالني‪ ،‬أحمد بن علي بن حجر ‪ ،‬هدي الساري مقدمة فتح الباري‪،‬السعودية‪ :‬مكتبة‬
‫السلفية‪.‬‬
‫عطية‪ ،‬صالح الدين‪ ،‬ممدوح حامد سليم ‪1992(،‬م)‪ .‬األسلحة النووية والكيميائية‬
‫والبيولوجية في عالمنا المعاصر‪( ،‬ط ‪ .)12‬الكويت‪ :‬دار سعاد الصباح‪.‬‬
‫عبد اللطيف‪ ،‬محمد‪ ،‬النظائر في البحوث واإلنتاج‪ ،‬القاهرة‪ :‬مؤسسة األهرام‪.‬‬
‫القراضاوي‪ ،‬يوسف‪1993( ،‬م)‪ .‬المدخل لدراسة الشريعة اإلسالمية‪( ،‬ط ‪.)1‬بيروت‪:‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪.‬‬
‫كوف‪ ،‬ك ‪.‬كالرك‪1987(،‬م)‪ .‬الذرة من األلف إلى الياء‪ ،‬ترجمة عبد الرزاق‬
‫المختروسي‪( ،‬ط ‪ .)1‬بغداد‪ :‬دار الشؤون الثقافية‪.‬‬
‫كمال‪ ،‬مصطفى أحمد ‪ ،‬الحرب غير التقليدية‪ ،‬األسلحة الذرية والكيماوية‬
‫والبيولوجية‪ ،‬قطر‪ :‬دار الثقافة‪ ،‬الدوحة‪.‬‬
‫محمد مصطفى‪ ،‬عبد الباقي‪ ، ،‬علماء الذرة واكتشافاتهم في القرن العشرين‪.‬‬
‫النبهاني‪ ،‬الشيخ تقي الدين‪2011( ،‬م)‪.‬الشخصية اإلسالمية‪ ،‬السعودية‪ :‬دار األمة‪.‬‬
‫هيكل‪ ،‬الدكتور محمد خير‪1996( ،‬م)‪ .‬الجهاد والقتال في السياسة الشرعية‪( ،‬ط ‪.)2‬‬
‫بيروت‪ :‬دار اليبارق‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫ثانياً‪ :‬موقع اإلنترنيت‬
‫‪1.http://rappelz.gamepower7.com/forum/showthread.php?11967‬‬
‫‪4‬القنابل‪-‬النووية‪-‬واخطارها‪-‬و‪-‬اماكن‪-‬التي‪-‬تم‪-‬ضربها‪-‬بها‪-‬مهم ‪.2016/05/10‬‬

‫‪24‬‬

You might also like