بقلم اإلمام يوسف القرضاوي -رئيس االتحاد العالمي لعلماء المسلمين
إن األسلحة الكيماوية ،واألسلحة ال ُجرثومية أو البيولوجية ،واألسلحة النووية، وغيرها مما يطلق عليه اليوم (أسلحة الدمار الشامل) ،التي تقتل األلوف والماليين وتدمر الحياة واألحياء، ِّ دفعة واحدة ،وتأخذ المسيء والبريء ،والمحارب والمسالم، يحرم استخدامها شرعا في نظر اإلسالم ،ألن األصل واإلنسان والبيئة :هذه األسلحة ُ في القانون اإلسالمي :أنه ال يُ َج ِّوز قتل َمن ال يقاتل ،و َمن ال َعالقة له بالحرب ،وقد أنكر النبي صلى هللا عليه وسلم قتل امرأة في إحدى المعارك ،ونهى عن قتل النساء والصبيان ،ونهى خلفاؤه عن قتل الرهبان والفالحين والتجار .فكيف يجيز هذا الدين قتل الجماهير الغفيرة من الناس ،وال ذنب لها ،وليس لها في العير وال في النفير، وليس لها في الحرب ناقة وال بعير؟ كما نهى اإلسالم عن اإلفساد في األرض ،وقطع األشجار ،وهدم األبنية ،وتخريب حرمه هللا تعالى ،وكره العمران من غير ضرورة ،ألن هذا من اإلفساد الذي َّ ض ِّليُ أف ِّسدَ فِّي َها َويُ أه ِّل َك أال َح أر َ ث {و ِّإذَا ت َ َولَّى َ س َعى فِّي أاأل َ أر ِّ أصحابه ،كما قال تعالىَ : سادَ} [البقرة].205: َّللاُ ال يُ ِّحبُّ أالفَ َ َوالنَّ أس َل َو َّ ومع هذا أرى :أن اإلسالم يوجب على األمة المسلمة :أن تمتلك هذه األسلحة الرادعة، ما دام غيرها يملكها ،ويمكن أن يهدِّدها بها. فان األمة إذا لم تمتلك هذه األسلحة تصبح مهيضة الجناح ،مهددة م َّمن يملكها ،وال سيما أن العدو الصهيوني الذي اغتصب أرضها -أرض المقدسات واإلسراء والمعراج – وشرد أهلها منها ،وفصل بين مشرق العروبة ومغربها :أمسى من والمخوفين بها .ال سيما أن في سفر التثنية من التوراة ماِّ مالكها والقادرين عليها، س َمة حية[ ]!!1 يجيز لهم في البالد القربية منهم :أال يبقوا فيها نَ َ ومن عجب أن تملك أمريكا والدول الكبرى هذه األسلحة ،ثم تحظر على اآلخرين أن يملكوها .وتمنع الدول العربية مجتمعة أن تملك قنبلة نووية ،وإسرائيل وحدها تملك أكثر من مائتين منها! •حكم استخدام األسلحة الكيماوية والجرثومية والنووية: بكل ما يمكن من األسلحة ،التي وقد ذهب عدد من الفقهاء ،إلى جواز قتال العدو ِّ تدمر تعجل بهزيمة العدو ،وإن كانت تقتل البشر ،والحيوان والنبات وغيرها ،أو ِِّّ المباني والمنشآت ،ولو كان مثل إلقاء النيران المشتعلة على المقاتلين من األعداء ... إذا كان من شأن العدو أن يستعمل مثل هذه األسلحة ضدَّ المسلمين ،وإذا كان ال يُستطاع كسب المعارك ضدَّه إال باستخدامها. وبعض المذاهب الفقهية أجاز استخدام تلك األسلحة ضدَّ العدو ،وإن كان من الممكن التغلُّب عليه باألسلحة التقليدية. يقول اإلمام النووي في (المنهاج) :يجوز حصار الكفار في البالد والقالع ،وإرسال الماء عليهم ،ورميهم بنار ومنجنيق ،وتبيتهم في غفلة[ ].2 شراح (المنهاج) في (مغني المحتاج) على ما قاله ويعلق الخطيب الشربيني من َِّّ النووي ،فيزيد عليه بقوله :وما في معنى ذلك ،من هدم بيوتهم ،وقطع الماء عنهم، {و ُخذُوهُ أم وإلقاء حيات أو عقارب عليهم! ولو كان فيهم نساء وصبيان ،لقوله تعالىَ : ص ُرو ُه أم} [التوبة ،]5:وفي الصحيحين :أنه صلى هللا عليه وسلم حاصر الطائف اح ُ َو أ [ .]3وروى البيهقي :أنه نصب عليهم المنجنيق [4].وقيس به ما في معناه مما يع ُّم اإلهالك به .إلى أن يقول :وظاهر كالمهم :أنه يجوز إتالفهم بما ذُكر ،وإن قدرنا عليهم بدونه[ ].5 •االستدالل بكالم الشافعي في (األُم): صن العدو في جبل أو وأصل هذا :ما ذكره اإلمام الشافعي في (األم) بقوله( :وإذا تح َّ صن به ،فال بأس أن ير َموا بالمجانيق سك [ ،]6أو بما يُتح َّحصن أو خندق أو ب َح َ وكل ما يكرهونه ،وأن يبثقوا عليهموالعرادات [ ]7والنيران والعقارب والحيَّاتِّ ، َّ الماء ليُغرقوهم أو يوحلوهم فيه ،وسواء كان معهم األطفال والنساء والرهبان أو لم يكونوا ،ألن الدار غير ممنوعة بإسالم وال عهد ،وكذلك ال بأس أن يحرقوا شجرهم ويخربوا عامرهم ،وك َّل ما ال روح فيه من أموالهم. ِّ المثمر وغير المثمر، وصفت ،وفيهم الولدان والنساء المنهي عن قتلهم؟ َ فإن قال قائل :ما الح َّجة فيما قيل :الح َّجة فيه :أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم نصب على أهل الطائف منجنيقا عرادة ،ونحن نعلم أن فيهم النساء والولدان ،وأن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أو َّ قطع أموال بني النضير وحرقها... قال الشافعي رحمه هللا تعالى: فإن قال قائل :فقد نهى بعد التحريق في أموال بني النضير؟ قيل له :إن شاء هللا تعالى -إنما نُهى عنه ،أن هللا َّ عز وج َّل وعده بها ،فكان تحريقه إذهابا منه لعين ماله ،وذلك في بعض األحاديث معروف عند أهل المغازي. فإن قال قائل :فهل حرق أو قطع بعد ذلك؟ قيل :نعم قطع بخيبر وهي بعد بني النضير ،وبالطائف [ ]8وهي آخر غزوة غزاها لقي فيها قتاال) [].9 •مناقشة كالم الشافعي: َّ مضطرا إلى أن أخالفه فيما ومع احترامي وإجاللي إلمامنا الكبير (الشافعي) أراني ذهب إليه ،وأتَّفق مع األئمة الذي يضيِّقون في استعمال هذا النوع من األسلحة ،إال ما أوجبته الضرورات الحربية. سلم به اآلخرون له ،كما في (بداية المجتهد) .وما استد َّل به إمامنا الشافعي ،لم يُ ِّ يجز قتل المواشي ،وال تحريق النخل ،مع أنه يعلم أن النبي حرق نخل فاإلمام مالك لم ِّ بني النضير [ .]10واإلمام األوزاعي كره قطع الشجر المثمر ،وتخريب العامر، كنيسة كان أو غير ذلك .والشافعي يرى تحريق النخل إذا اتخذوه مع ِّقال لهم ،وال يجيزه إذا لم يكن مع ِّقال لهم. ولذا أورد ابن رشد في (بداية المجتهد) رأي مالك واألوزاعي ،والشافعي وما بينهم من خالف ،ثم قال( :والسبب في اختالفهم :مخالفة فعل أبي بكر في ذلك لفعله عليه الصالة والسالم ،وذلك أنه ثبت أنه عليه الصالة والسالم حرق نخل بني النضير، تخربن عامرا" [ ،]11ف َمن َّ ظن أن َّ َّ تقطعن شجرا ،وال وثبت عن أبي بكر أنه قال :ال فعل أبي بكر هذا إنما كان لمكان علمه بنسخ ذلك الفعل منه صلى هللا عليه وسلم ،إذ صا ببني ال يجوز على أبي بكر أن يخالفه مع علمه بفعله ،أو رأى أن ذلك كان خا ًّ النضير لغزوهم ،قال بقول أبي بكر. ير قول أحد وال فعله ح َّجة عليه ،قال و َمن اعتمد فعله عليه الصالة والسالم ،ولم َ بتحريق الشجر. فرق مالك بين الحيوان والشجر؛ ألن قتل الحيوان ُمثلة ،وقد نُهى عن المثلة، وإنما َّ ت عنه عليه الصالة والسالم أنه قتل حيوانا) [].12 ولم يأ ِّ أبين هنا :أن كالم الشافعي في (األم) ال يشمل ك َّل حاالت الحرب ،وال هذا وأودُّ أن ِّ صن فيك َّل بالد الحربيين ومدنهم وقراهم ،بل نراه مقيَّدا بحالة حصار العدو إذا ما تح َّ بكل ما يجبرهم على جبل أو حصن أو خندق ونحو ذلك .فهو يجيز ضرب هؤالء ِّ التسليم ،وعدم إطالة الحرب ،وما وراءها من معاناة للطرفين. وال يُفهم من عبارة الشافعي :جواز استخدام األشياء التي ذكرها في مطلق الحرب، ومع أهل المدن والبلدان التي فيها األعداء ،الذين ليسوا في حصن وال قلعة ونحو ذلك. •موقف الشوكاني: وخالف اإلمام الشوكاني في استخدام النار ضدَّ العدو ،مستدالًّ بما جاء في الحديث عن أبي هريرة قال :بعثنا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في بعث ،فقال" :إن وجدتم فالنا وفالنا -لرجلين -فأحرقوهما بالنار" .ثم قال حين أردنا الخروج" :إني كنتُ أمرتُكم تحرقوا فالنا ،وإن النار ال يعذب بها إال هللا ،فإن وجدتموهما فاقتلوهما[ "].13 أن أ والرجالن هماَ :هبَّار بن األسود ،ورفيقه [ ،]14اللذان آذيا زينب بنت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ،أثناء هجرتها إلى المدينة ،وكان زوج زينب أبو العاص بن الربيع ،لما أسره الصحابة في بدر ،وكان مشركا ،ثم أطلقه النبي صلى هللا عليه وسلم :شرط عليه أن يجهز إليه ابنته ،فجهزها ،فتبعها هبَّار ورفيقه ،فنخسا بعيرها، فأسقطت (أي جنينها) ومرضت من ذلك [ .]15فأمر عليه الصالة والسالم أوال بإحراقهما ،ثم نهى عن ذلك ،واكتفى بالقتل. قال الشوكاني :وظاهر النهي في حديث الباب :التحريم ،وهو نسخ األمر المتقدِّم، سواء كان بوحي إليه أو باجتهاد .وهو محمول على َمن قصد ذلك في شخص بعينه [].16 •تعليق الشوكاني على كالم صاحب األزهار في فقه الزيدية: غرقوقد علَّق اإلمام الشوكاني على قول صاحب (األزهار) في فقه الزيدية( :ويُ ِّ حرق ويخنُق (أي في الحرب) إن تعذَّر السيف ،وخلَوا ع َّمن ال يُقتل ،وإال فال ،إالويُ ِّ للضرورة) اهـ. فقال الشوكاني :قد أمر هللا بقتل المشركين ،ولم يعيِّن لنا الصفة التي يكون عليها ،وال بكل سبب للقتل ،من رمي ،أوأخذ علينا :أال نفعل إال كذا دون كذا ،فال مانع من قتلهم ِّ طعن ،أو تغريق ،أو هدم ،أو دفع من شاهق ،أو نحو ذلك ،ولم يرد المنع إال من التحريق. وبما ذكرناه تعرف أنه ال وجه لقول المصنف إن تعذر السيف ومن جملة ما ال يجوز أن يكون القتل به المثلة لثبوت النهي عنها في األحاديث الكثيرة فيكون ذلك مخصصا ألدلة قتل المشركين على كل حال وبكل سبب من أسباب القتل [ ]17اهـ. •مناقشة الشوكاني فيما ذهب إليه من جواز اإلغراق واإلحراق والخنق في الحرب: وأنا من المعجبين بالعالمة الشوكاني وتحقيقاته في علم الفقه واألصول ،وترجيحاته في االستنباط من أحاديث األحكام ،كما في (نيل األوطار) ،ومن أعظم كتبه التي أعجبت بها :كتابه (السيل الجرار) الذي أفرغ فيه ثمار نضجه ،ومنتهى اجتهاده. ومع هذا أخالفه فيما ذهب إليه هنا ،وكل عالم يؤخذ منه ويرد عليه ،وأرى أن ما قاله صاحب األزهار هو األقوم قيال ،واألهدى سبيال .فقد قيد جواز اإلغراق واإلحراق والخنق بثالثة قيود: 1.أن يكون القتل بالسيف (ومثله القتل بالرصاص) متعذرا. 2.أال يكون في القوم من ال يحل قتله. 3.أال يكون هناك ضرورة الستخدام هذه األنواع من القتل. وقد اعترض الشوكاني على نفسه ،بحديث" :إذا قتلتم فأحسنوا القتلة[ " ،]18وأجاب بأن المراد باإلحسان في الحديث :ترك التعذيب ،وتعجيل ما يحصل به الموت ،وليس ذلك مختصا بقتل السيف اهـ. وهنا أخالف اإلمام الشوكاني في اعتباره التغريق والتحريق والرمي من شاهق، (ومثل ذلك :إلقاء الحيات والعقارب كما قال الشافعي) ،ونحوها :من (إحسان القتلة) التي أمر بها الحديث ،بل هما من أسوأ أنواع الموت ،ولذا تحرم القوانين الدولية تنفيذ اإلعدام فيمن يستحقه بأي وسيلة من هذه الوسائل .وهو ما يوجبه معظم فقهاء المسلمين :أال قصاص إال بالسيف .ومثله ما كان أرفق منه. ثم هو لم يرد على ما ذكره في (األزهار) من خلو األعداء ممن يجوز قتله ،فكيف نسلط عليهم من األدوات ما يقتلهم يمنع الشارع قتلهم ،وينكر ذلك أشد اإلنكار ،ثم ِّ بالجملة؟ والذي ينبغي لنا -نحن المسلمين -اليوم أن نتبني من اآلراء ما ما يعكس صورة اإلسالم في دعوته إلى السلم ،ونبذ العنف والقسوة ،واالقتصار في استخدام القوة على موضع الضرورة. •مناقشة الدكتور محمد خير هيكل في جواز قتال العدو بكل سالح: ومما أعجب له أن يتبنَّى بعض الباحثين المعاصرين [ :]19أشدَّ هذه اآلراء مبالغة في القسوة التي لم تُع َهد عند المسلمين .وكان مما قاله هنا في كتابه: بكل سالح ،ما دام ذلك في حالة الحرب قبل (األصل هو جواز قتال العدو ،وقتله ِّ استسالمه ،أو إلقاء القبض عليه .وذلك ألن النصوص الشرعية لم تحدِّد آلة أو وسيلة {وقَاتِّلُوا فِّي حربية معينة ،الستخدامها ضدَّ العدو فيما نحن فيه ،كما في قوله تعالىَ : {وا أقتُلُو ُه أم َحي ُ أث ث َ ِّق أفت ُ ُمو ُه أم} [البقرة .]191:ومن مقتضى سبِّي ِّل َّ َّللاِّ [ }...البقرةَ ،]190: َ كل األسلحة والوسائل الحربية هذا اإلطالق في القتال والقتل :أن يد َّل على إباحة ِّ خاص بتحريم وسيلة معينة منها ،كما أن من مقتضى ٌّ المؤدية إليهما ،ما لم يرد دليل هذا اإلطالق في النصوص الشرعية :أنه يجوز استخدام كل األسلحة والوسائل الحربية بدون أي ِّ قيد .أعني :ولو لم يستعمل العدو مثل تلك األسلحة المستخدمة في الحرب معه ،حتى ولو كان من الممكن التغلُّب عليه بأسلحة أو وسائل أقل خطرا من تلك التي تُستع َمل ضدَّه) انتهى. ونقل صاحب هذا الكتاب في هذا في هذا الصدد عن الشيخ تقي الدين النبهاني مؤسس حزب التحرير :ما يؤيِّد دعواه ،وذلك قوله :إن األسلحة النووية يجوز للمسلمين أن يستعملوها في حربهم مع العدو ،ولو كان ذلك قبل أن يستعملها العدو معهم ،ألن الدول كلَّها تستبيح استعمال األسلحة النووية في الحرب ،فيجوز استعمالها .مع أن األسلحة النووية يحرم استعمالها (أي دوليا من الناحية النظرية) ،ألنها تُهلك البشر، والجهاد إلحياء البشر باإلسالم ،ال إلفناء اإلنسانية [ ]20انتهى. •تقرير هذا الحكم ينافي مبادئ اإلسالم وقيمه في القتال: وأنا أتوقَّف طويال عند هذا الكالم ،وأرى أنه ال ِّ يعبر عن ُروح اإلسالم ،وال أخالقياته التي تميَّز بها سلوكه في السلم والحرب ،وهو يضع المسلمين في موضع االتهام بالعنف ،في حين يتنادى العالم بالسالم .وهو ينافي قِّيَما ومبادئ وتوجيهات أساسية قررها اإلسالم في معامالته مع الناس ،مسلمين أو غير مسلمين ،مسالمين أو َّ محاربين .من هذه المبادئ وال ِّقيَم: أ -أنه ال يُقتَل في الحرب إال َمن يقاتل ،ولهذا نهى عن قتل النساء والصبيان والشيوخ والحراث في المزارع ،وغيرهم. َّ الهرمين ،والرهبان في الصوامع، تفرق بين صغير وكبير ،أو بين رجل فكيف نجيز استخدام أسلحة تدميرية ،ال ِّ وامرأة ،أو مشارك في القتال وغير مشارك فيه؟ ب -أن األصل في اإلسالم :أنه يدعو إلى اإلصالح والعمران ،وينهى عن اإلفساد الح َها} ص ِّ {وال ت ُ أف ِّسدُوا فِّي أاأل َ أر ِّ ض َب أعدَ ِّإ أ والتخريب ،كما قال هللا تعالىَ : وكرر القرآن على لسان [األعراف ،]56:وذ َّم الذين يسعَون في األرض فساداَّ ، ض ُم أف ِّسدِّينَ } [البقرة ،60:األعراف ،74:هود،85: {وال ت َ أعث َ أوا فِّي أاأل َ أر ِّ األنبياءَ : س َعى فِّي أاأل َ أر ِّ ض ِّليُ أف ِّسدَ فِّي َها الشعراء ،183:العنكبوت ،]36:وقال تعالى{ َ :و ِّإذَا ت َ َولَّى َ سادَ} [البقرة].205: َّللاُ ال يُ ِّحبُّ أالفَ َ ث َوالنَّ أس َل َو َّ َويُ أه ِّل َك أال َح أر َ وفي ضوء هذه النصوص يجب أن يُمنع ك ُّل ما هو من قبيل اإلفساد في األرض. جـ -روى مالك في (الموطأ) ،عن يحيى بن سعيد :أن أبا بكر رضي هللا عنه بعث جيوشا إلى الشام ،فخرج يمشي مع يزيد بن أبي سفيان ،وكان يزيد أميرا ربع من تلك األرباع ،فقال :إني موصيك بعشر خالل :ال تقتل امرأة ،وال صبيًّا ،وال كبيرا هرما، َّ تعقرن َّ تعقرن شاة إال لمأكلة ،وال وال تقطع شجرا مثمرا ،وال تخرب عامرا ،وال َّ تغلن ،وال تجبن[ ].21 نخال وال تحرقه ،وال وأبو بكر أحد الخلفاء الراشدين المهديين الذين أُمرنا أن نتبع سنَّتهم ] ،[22وهو ينهى هنا بصراحة عن قطع الشجر المثمر ،وعن تخريب العامر ،وعقر الشاة والبعير (ذبحها) إال لحاجة األكل ،وعن عقر النخل (أي اقتالعه) أو تحريقه ...ومنه تتضح األخالقية اإلسالمية. وأما ما حدث في غزوة بني النضير ،من تحريق نخيلهم [ ،]23فهو رخصة من هللا لرسوله أذن له بها ،فال يقاس غيرها عليها ،كما قال تعالىَ { :ما قَ َ ط أعت ُ أم ِّم أن ِّلينَ ٍة -أي ي أالفَا ِّس ِّقينَ } [الحشر].5: نخلة -أ َ أو ت َ َر أكت ُ ُموهَا قَائِّ َمةً َعلَى أ ُ ُ صو ِّل َها فَ ِّبإ ِّ أذ ِّن َّ َّللاِّ َو ِّليُ أخ ِّز َ ولو كان سيدنا أبو بكر يعرف أن تحريق النخيل وقطع األشجار :حكم عام وأمر دائم، ما كان له أن يخالف رسول هللا ،وينهى عن قطع النخيل وتخريب العامر .وقد كان أحرص الناس على اتباع هدي رسول هللا صلى هللا عليه وسلم. كل شيء ،فإذا قتلتمد -أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال" :إن هللا كتب اإلحسان على ِّ فأحسنوا ال ِّقتلة ،وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِّبحة" [ .]24ونحن هنا لم نراعِّ فريضة (اإلحسان) ولم نحسن القتل ،كما أمر النبي صلى هللا عليه وسلم ،بل أجزنا أن نحرقهم نسلط عليهم الحيَّات والعقارب على الناس في بالنار ،وأن نغرقهم بالمياه ،وأن ِّ بيوتهم ،تلدغ وتلسع وتميت َمن تجده من النساء والصبيان والشيوخ والمرضى ،م َّمن ال يستطيعون حيلة وال يهتدون سبيال. َّ المكتظة بالسكان بالقنابل الذرية ،وباألسلحة الكيماوية بل أجزنا أن نضرب المدن وتدمر الحياة في دقائق ِّ والبيولوجية ،التي تقتل الماليين من اإلنسان والحيوان، معدودات. هـ -أن النبي صلى هللا عليه وسلم :نهى عن التحريق بالنار ،أو التعذيب بالنار ،وقال: "ال يعذِّب بالنار إال ربُّ النار" أو "إال هللا" [ ]25ج َّل شأنه .وبهذا قيَّد اإلمام الشوكاني األسلحة والوسائل التي تُستخدَم في الحرب بأال يكون منها :النار. ظني أن الحكمة في ذلك :أن القتل بالنار فيه شدَّة وعنف ،وقد يترك اإلنسان بعده وفي ِّ سمح باستخدامها بإطالق -من شأنها أن تنتشر وتتَّسع ،وفي فحمة ،كما أن النار -إذا ُ وشر مستطير. هذه الحالة تأكل األخضر واليابس ،وتؤدِّي إلى هالك كبيرٍ ، ى" (النجم ،)38:وأن " ُك ُّل"ال ت ً ِّز ُر َو ِّاز َرة ٌ ِّو أز َر أ ُ أخ َر َ و -أن األصل في اإلسالم :أنه َ ت َر ِّهينَةٌ"(المدثر .)38:فال يجوز قتل الشعوب بسبب ح َّكامها الظلمة نَ أف ٍس بِّ َما َ َك َ سبَ أ والمستبدِّين ،وال يجوز االنتقام من غير المقاتلين بسبب المقاتلين .وهذه األسلحة التدميرية المعاصرة ،تقتل البريء والمسيئ ،بل تقتل اإلنسان والحيوان والنبات، وتقضي على المدن العامرة في لحظات. ز -أن اإلسالم دين الرحمة ال القسوة ،والرفق ال العنف ،وقد قال هللا تعالى مخاطبا َاك ِّإ َّال َر أح َمةً ِّل أل َعالَ ِّمينَ } [األنبياء ،]107:وقال الرسول الكريم س ألن َ {و َما أ َ أر َ لرسولهَ : عن نفسه" :إنما أنا رحمة مهداة[ " ،]26وقال أيضا" :الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في األرض يرحمكم من في السماء" [ ،]27وذ َّم بني إسرائيل بقوله{ :ث ُ َّم شدُّ قَ أس َوةً} [البقرة ،]74:وقوله{ :فَ ِّب َما ي َك أال ِّح َج َ ارةِّ أ َ أو أ َ َ ت قُلُوبُ ُك أم ِّمن َب أع ِّد ذَ ِّل َك فَ ِّه َ س أ قَ َ ض ِّه أم ِّميثَاقَ ُه أم لَعَنَّا ُه أم َو َجعَ ألنَا قُلُوبَ ُه أم قَا ِّسيَةً} [المائدة ،]13:وال يليق بدين شعاره نَ أق ِّ الرحمة :أن يجيز أعماال طابعها القسوة والعنف ،بغير ضرورة إليها. حـ -أن األصل في الدماء الحرمة ،واألصل في النفوس هو العصمة ،وقد ضيَّق يجز منها :إال ما تؤدِّي إليه الضرورة، بكل الطرق ،ولم ِّ اإلسالم في الدماء ِّ والضرورة تقدَّر بقدرها. ط -أن القانون األخالقي في اإلسالم يتميَّز بشموله وتكامله ،فهو يشمل السلم والحرب ،والسياسة واالقتصاد ،والغايات والوسائل ،وهو ال يقبل المبدأ المعروف تبرر الوسيلة ،بل ال بد من الغاية الشريفة ،والوسيلة (ميكافللي) وهو :أن الغاية ِّ ِّ بمبدأ طيبا ،ولهذا ال يقبل إعالء كلمة هللا باستعمال أسلحة طيب ال يقبل إال ِّالنظيفة ،إن هللا ِّ التدمير الشامل التي تقتل الحياة واألحياء ،فال يُقبل ما يقوله بعض الفقهاء من إلقاء الحيَّات والعقارب على األعداء ،أو تسميم مياههم أو أغذيتهم ،فهذا ينافي أخالق اإلسالم. ي -أن قياس األسلحة الكيماوية والجرثومية والنووية -مما يس َّمى أسلحة الدمار الشامل -على الرمي بالمنجنيق :هو قياس مع الفارق الكبير ،فال يجوز أن ننسب إلى اإلمام الشافعي وال أي ِّ إمام آخر :أنه أجاز استخدام هذه األسلحة ،فهذا ما لم يخطر ببال أحد منهم :أن يجيز إبادة مدينة مثل هيروشيما أو ناجازاكي إبادة كاملة في لحظات! كل أنواع األسلحة ضدَّ العدو ،إنما سع في استخدام ِّ ك -أن اإلمام الشافعي الذي تو َّ أجازها في حالة الحصار لحصن أو قلعة أو خندق ونحو ذلك ،وغرضه إجبارهم على يجز قتل حيواناتهم ،بل كل ما ال ُروح فيه من أموالهم.فك الحصار .ومع هذا لم ِِّّ •مشروعية استخدامها للضرورة: ونستطيع أن نستثني من تحريم استخدام هذه األسلحة مع األعداء :حالة الضرورة، فإن للضرورات أحكامها ،ومن القواعد المتَّفق عليها بين فقهاء األمة ِّ كلها :أن الضرورات تبيح المحظورات .وهذا من واقعية الشريعة[ ].28 وهنا ال بد من قيود تجب رعايتها: األول :أن تتحقَّق الضرورة بالفعل ،بأن يصبح المسلمون في خطر يهدِّد كيانهم ووجودهم ،وال سيما إذا كان العدو يملك هذه األسلحة ويهدِّد المسلمين باستعمالها ضدَّهم .وال يوجد لديه دين يردعه ،وال خلق يمنعه .فإذا بدت بوادر ذلك :أمكن للمسلمين أن يأخذوا بزمام المبادرة ،ويبدؤوا بالضربة القاصمة دفاعا عن أنفسهم. ويتحتَّم هنا :أن يكون ذلك في جهاد الدفع ال جهاد الطلب ،وجهاد الدفع هو جهاد المقاومة لتحرير األرض ،وطرد العدو الغازي من ربوعها .فهذا الجهاد هو الذي تتحقَّق فيه الضرورة .أما جهاد الطلب :أن نتَّبعه نحن في عقر داره ،ونحن آمنون في دارنا ،فال حاجة لنا إلى ضربه بهذه األسلحة التدميرية. سع فيها ،ولكن يجب النظر إليها دائما: الثاني :أال نتمادى في رخصة الضرورة ونتو َّ أنها استثناء ،خفَّف الشارع بها عن المسلمين ،دفعا للحرج عنهم ،وتحقيقا لمبدأ اليسر: َّللاُ ِّب ُك ُم أاليُ أس َر َوال يُ ِّريدُ ِّب ُك ُم أالعُ أس َر} [البقرة].185: {يُ ِّريدُ َّ ولهذا وجدنا العلماء قيَّدوا قاعدة( :الضرورات تبيح المحظورات) بقاعدة أخرى وتكملها ،وهي قاعدة( :ما أبيح للضرورة يقدَّر بقدرها). ِّ تضبطها فإذا كانت الضرورة تحتاج إلى اإلباحة في بلد ،فال يجوز أن تتعدَّى إلى غيره ،وإذا جازت أن تطبَّق في وقت معين ،فال يجوز أن تطبَّق وقت آخر ،زائد على الوقت المطلوب. وبمجرد إنهاء المهمة المنوطة بها ،تعود األمور إلى مجراها الطبيعي ،ويحظر َّ استعمال هذه األسلحة. وطبعا ال يمكن للمسلمين أن يستخدموا هذه األسلحة -في حالة الضرورة كما ذكرنا - إال أن يكونوا مالكين لها .وهو ما سبق لنا القول بجوازه :أن نملكها وإن لم نستعملها. انتهى من موسوعة "فقه الجهاد" لإلمام يوسف القرضاوي --------- هوامش: ][1انظر :ما ذكرناه من قبل في الباب الرابع ،الفصل الخامس( :الجهاد بين شريعة القرآن وشريعة التوراة). ][2انظر :منهاج الطالبين بتحقيق د .أحمد عبد العزيز الحداد ( ،)267/3طبعة دار البشائر اإلسالمية .ومعنى :تبيتهم في غفلة :اإلغارة عليهم ليال وهم غافلون .استدالال بإغارة النبي على بني المصطلق دون إعالم أو إنذار لهم .ولكن ثبت أنهم كانوا يجمعون الجموع للنبي صلى هللا عليه وسلم ،واستثنى بعضهم من لم تبلغه الدعوة، فال يجوز قتالهم حتى يد َعوا إلى اإلسالم .قال في (مغني المحتاج) :وال حاجة إلى هذا االستثناء؛ ألن هذا شرط ألصل القتال (6/66). ][3متفق عليه :رواه البخاري في المغازي ( ،)4325ومسلم في الجهاد (،)4596 كما رواه أحمد في المسند ( ،)4588عن ابن عمر. ][4رواه البيهقي في الكبرى كتاب السير ( ،)72/9عن أبي عبيدة بن الجراح. ][5مغني المحتاج( ).66/6 الر أجلَة وعند ورقهمحركةً :نبات ت َ أعلَق ثمرته بصوف الغنم ورقه كورق ِّ َّ سكُ ][6ال َح َ ش َعب ...ويُعمل على مثال ش أَوكه أداة للحرب من حديد أو ص ألب ذو ثالث ُ شوك ُملَ َّزز ُ قصب فيُ ألقَى حول العسكر ويُس َّمى باسمه .القاموس المحيط صـ.1209 ش ِّبي ُهه .تاج العروس صـ.2116 ق َصغر من ال َم أن َجنِّي ِّ ُ ][7ال َع َّرادَة ُ بالتشديد :أشي ٌء أ َ ][8روى البيهقي في الكبرى كتاب السير ( ،)84/9عن عروة بن الزبير قال :نزل رسول هللا صلى هللا عليه وسلم باألكمة عند حصن الطائف ،فحاصرهم بضع عشرة ليلة ،وقاتلته ثقيف بالنبل والحجارة ،وهم في حصن الطائف ،وكثرت القتلى في المسلمين وفي ثقيف ،وقطع المسلمون شيئا من كروم ثقيف ليغيظوهم بذلك ،قال عروة :وأمر رسول هللا صلى هللا عليه وسلم المسلمين حين حاصروا ثقيف :أن يقطع كل رجل من المسلمين خمس نخالت أو حبالت من كرومهم .فأتاه عمر بن الخطاب رضي هللا عنه فقال :يا رسول هللا ،إنها عفا لم تؤكل ثمارها .فأمرهم أن يقطعوا ما أكلت ثمرته األول فاألول. ][9األم للشافعي صـ 830اعتنى به حسان عبد المنان ،طبعة بيت األفكار الدولية. ][10متفق عليه عن بن عمر وسيأتي تخريجه. ][11سيأتي تخريجه. ][12بداية المجتهد البن رشد( ).386/1 ][13رواه البخاري في الجهاد ( ،)2954وأحمد في المسند ( ،)8068وأبو داود في الجهاد ( ،)2674والترمذي في السير ( ،)1571عن أبي هريرة. ][14قال ابن حجر :هبار بن األسود ،ونافع بن عمرو .أخرجه ابن بشكوال ،ووقع في السيرة البن هشام هبار ،وخالد بن عبد قيس ،وكذا هو في مسند البزار ،وفي كتاب الصحابة البن السكن هبار ونافع بن قيس ،والصواب نافع بن عبد قيس بن لقيط حرره البالذري .انظر :هدي الساري مقدمة فتح بن عامر الفهري وهو والد عقبةَّ ، الباري البن حجر صـ 484طبعة دار أبي حيان. ][15رواه الطبراني في الكبير ( ،)431/22والحاكم في الطالق (،)219/2 وص َّححه على شرط الشيخين ،ووافقه الذهبي ،وانظر :نيل األوطار ( )75/8طبعة دار الجيل. ][16المصدر السابق( ).76/8 ][17السيل الجرار المتدفق على حدائق األزهار( ).535 ،534/4 ][18رواه مسلم في الصيد والذبائح ( )1955وأحمد في المسند ( ،)17113وأبو داود في الضحايا ( ،)2815والترمذي في الديات ( ،)1409والنسائي في الضحايا ) ،(4405وابن ماجه في الذبائح ( ،)3170عن شداد بن أوس. ][19هو د .محمد خير هيكل في كتابه (الجهاد والقتال في السياسة الشرعية) مع أنه بذل في كتابه جهدا مشكورا جـ 2صـ 347وما بعدها. ]([20الشخصية اإلسالمية) للشيخ تقي الدين النبهاني ( )168/3نقال عن (الجهاد والقتال) المذكور( ).354/2 ][21رواه مالك ( ،)965وعبد الرزاق ( ،)199/5كالهما في الجهاد ،والبيهقي في الكبرى كتاب السير ( ،)89/9عن أبي بكر. ][22إشارة إلى حديث العرباض بن سارية :صلى بنا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ووجلت منها ذات يوم ،ثم أقبل علينا ،فوعظنا موعظة بليغة ،ذرفت منها العيونِّ ، القلوب .فقال قائل :يا رسول هللا ،كأن هذه موعظة مودع ،فماذا تعهد إلينا؟ فقال "أوصيكم بتقوى هللا ،والسمع والطاعة ،وإن عبدا حبشيا ،فإنه َمن يعش منكم بعدي فسيرى اختالفا كثيرا ،فعليكم بسنتي ،وسنة الخلفاء المهديين الراشدين ،تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ ،وإياكم ومحدثات األمور ،فإن ك َّل محدثة بدعة ،وكل بدعة مخرجوه :حديث صحيح رجاله ضاللة" .رواه أحمد في المسند ) ،(17144وقال ِّ ثقات ،وأبو داود في السنة( ،)4607والترمذي في العلم ( ،)2676وقال :حسن صحيح ،وابن ماجه في المقدمة( ).43 ][23عن ابن عمر رضي هللا عنهما قال :حرق رسول هللا صلى هللا عليه وسلم نخل ط أعت ُ أم ِّم أن ِّلينَ ٍة أ َ أو ت َ َر أكت ُ ُموهَا قَائِّ َمةً َعلَى بني النضير وقطع ،وهي البويرة ،فنزلتَ { :ما قَ َ َّللاِّ }[الحشر .]5:متفق عليه :رواه البخاري في المغازي (،)4031 أُ ُ صو ِّل َها فَبِّإ ِّ أذ ِّن َّ ومسلم في الجهاد ) ،(1746كما رواه أحمد في المسند ( ،)6054وأبو داود في الجهاد( ،)2615والترمذي في السير ( ،)1552وابن ماجه في الجهاد( ).2844 ][24رواه مسلم عن شداد بن أوس وقد سبق تخريجه. مخرجوه :حديث صحيح وهذا إسناد ][25رواه أحمد في المسند ( ،)16034وقال ِّ حسن ،وأبو داود في الجهاد ( ،)2673وعبد الرزاق في الجهاد ( ،)9418وسعيد بن منصور في كراهية أن يعذب بالنار ( ،)243/2وأبو يعلى في المسند( ،)105/2 والطبراني في الكبير ( ،)158/3والبيهقي في الكبرى كتاب السير ( ،)72/9عن حمزة بن عمرو األسلمي ،وص َّححه األلباني في صحيح أبي داود( ).2327 ][26رواه الحاكم في اإليمان ( ،)91/1وص َّححه على شرطهما ،ووافقه الذهبي، والطبراني في األوسط ( ،)223/3والبيهقي في الشعب باب حب النبي (،)164/2 عن أبي هريرة ،وص َّححه األلباني في مشكاة المصابيح( ).5800 مخرجوه :صحيح لغيره ،وأبو داود في ][27رواه أحمد في المسند ( ،)6494وقال ِّ األدب( ،)4941والترمذي في البر والصلة ( ،)1924وقال :حسن صحيح ،عن عبد هللا بن عمرو. ][28انظر :خصيصة (الواقعية) من كتابنا (مدخل لدراسة الشريعة اإلسالمية) صـ.119 https://www.facebook.com/qaradawy.fg/photos/pb.7730371327 85401.- 2207520000.1425885268./793453567410424/?type=1&theater — with Essam Ahmad,محمد السيالوي أبو حمزة , Roshdy Abou Samra and 46 others.