Professional Documents
Culture Documents
عندما اتسعت الدولة اإلسالمية في خالفة عمر بن الخطاب قسمها إلى أقسام
ادارية كبيرة حتى يسهل حكمها و اإلسراف على مواردها،وأقام على هذه الواليات
عماال أو أمراء ينوبون فيها عنه،ومن ثم كانت صالحيتهم واختصاصاتهم واسعة
تحددها عالقتهم بالخليفة.واالمارة وظيفة هامة وأساسية في النظام السيلسي
اإلسالمي إذ يناط بالوالة على االقاليم الحفاظ على وحدة الدولة اإلسالمية
واستقرار األمور بها ضمانا لصالح جماعة المسلمين.
أما عن اختتصاصات العامل أو األمير فهي:امامة الناس في الصالة ،و الفصل
في الخصومات ،وقيادة الجند في الحرب وجمع المال ،وقد وضع الفقهاء نظما
لحكم أقاليم الخالفة اإلسالمية فجعلوها أما امارة عامة ،يدخل فيها القضاء
والشئوون المالية ،واما امارة خاصة اليدخل فيها القضاء والشؤون المالية.
أما االمارة العامة فقسمها الفقهاء إلى قسمين:األول ،امارة استكفاء و يتوال ها
األمير المستكفي ،والثاني ،امارة استيالء ويتوال ها األمير المسئول الذي يستأثر
باالقليم لنفسه بالقوة.فإمارة االستكفاء ،والتي تسمى أيضا امارة التفويض أو
التعيين،هي التي يعقدها الخليفة لمن يختاره من رجاله االكفاء ليتولى
اإلشراف.وادارة األمور في اقليم من اقاليم العالم اإلسالمي .أما أالمور التي كان
الخليفة يكل فيها النظر إلى والتة كما أوردها الماوردي سبعة:
-1النظر في األحكام وتقليد القضاة والح ّكام.
-2النظر في تدبير الجيوس وتربيتهم في النواحي التابعة لهم وتقدير ارزاقهم إال أن
يكون الخليفة قدرها فيذرها عليهم.
-3جباية الخراج وقبض الصدقات ،وتقليد العمال فيها وتفريق ما استحق منها
وإرسال ما يتبقي منها إلى حاضرة الخالفة.
-4حماية الدين والذب عن الحريم ومراعاة الدين من غير تغيير أو تبديل.
-5اقامة الحدود في حق هللا وحقوق االدميين.
-6االمامة في الجمع والجماعات حتى يقوم بها أويستخلف عليها.
-7تسيير الحجيج من عمله ومن سلكه من غير أهله حتى يتوجهوا معانين عليه،
فإذا كان االقليم مجاورا العداء اإلسالم اقترن بها أمر ثامن ،وهو جهاد من يليه
من األعداء.
أما امارة االستيالء،ففيها يكون األمير مستبدا بالسياسة والتدبير ،وقد أوضح
الماوردي مدلولها وذكر اخثصاصات أمير االستيالء بقوله:
"وأما امارة االستيالء التي تعقد عن اضطرار فهي أن يستولي األمير بالقوة
على بالد بقلده الخليفة امارتها ،ويفوض إليه تدبيرها وسياستها ،فيكون األمير
باستيالئه مستبدا بالسياسة والتدبير ،والخليفة باذنه منفذا ألحكام الدين ليخرج من
الفساد إلى الصحة ،ومن الخطر إلى االباحة ،وهذا وإن خرج عن عرف التقليد
المطلق في شروطه وأحكامه ففيه من حفظ القوانين الشرعية وحراسة األحكام
الدينية ماال يجوز أن يترك مختال مدخوال ،وال فسادا معلوال ،فجاز فيه مع
االستيالء و االضطرار ما امتنع في تقليد االستكفاء واإلختيار".
أما عن االمارة الخاصة.فهي تلك التي تحدد فيها صالحيات األمير ،وفيها تقيد
سلطاته وال تطلق ،ويكون اختصاص األمير مقصورا على :
-1تدبير الجيوش وسياسية الرعية وحماية البيضة والذب عن الحريم.
-2ليس له أن يتعرض للقضاء واألحكام وجباية الخراج والصدقات.
-3له أن يقيم الحدود فيها لم يقع فيه إختالف أو افتقار إلى اقامة بينه لتناكر
المتنازعين.
-4له أن يسير الحجيج.
-5له إقامة الصالة.