You are on page 1of 17

‫الـقـــانـــون الـكـبـيـــر‬

‫للقـدّيـس إنـدراوس الكريتي‬

‫يُرتل هذا القانون بخشوع مصحوبا بثالث سجدات على ك ّل قطعة وتقول في مطلع كل قطعة ‪ :‬إرحـمنـي يـا هللا ارحـمنـي‬

‫**األودية األولى**‬

‫باللحن السادس‬

‫األرمس‬

‫صار لي للخالص‪ .‬هذا هو إلهي فأ ُم ّجدُه‪ ،‬إلهُ أبي فأرفعُهُ‪ ،‬ألنّه قد تمجّد‪ ( .‬يُعاد )‬
‫َ‬ ‫ُمعينا وساترا‬

‫طـروبـاريـات‬

‫الجزء األول‬

‫أضمره للمناح ِة الحاضرة؟ لكن بما أنّكَ ُمتحنّن‪ ،‬هَبني صف َح‬


‫ُ‬ ‫أيّها المسيح‪ ،‬مِ ن أينَ أبتد ُ‬
‫ئ أنو ُح على أفعا ِل عُمري الشقي وأي ابتداء‬
‫ّ‬
‫الزالت‪.‬‬

‫شقيةُ م َع بَش ََرتِكِ ‪ ،‬اعترفي لبارئ الكل‪ ،‬وابتعدي‪ ،‬إذا‪ ،‬عن بهيميتك األولى‪ ،‬وقدِّمي هلل م َع التوب ِة دموعا‪.‬‬
‫النفس ال ّ‬
‫ُ‬ ‫هلم‪ ،‬أيّتها‬

‫ب خطاياي ‪.‬‬
‫ي بسب ِ‬
‫والنعيم األبد ّ‬
‫ِ‬ ‫آدم أو ِل الجبلة‪ ،‬فعرفتُ ذاتي ُم ِ ّ‬
‫تعريا منَ هللا ومنَ الـ ُملكِ‬ ‫لقد غرتُ من َ‬

‫غير‬
‫الطعام َ‬
‫َ‬ ‫ت العود‪ .‬وذُق ِ‬
‫ت‬ ‫ت ب ُكلوم ُم ّرة‪ ،‬ول َمس ِ‬ ‫تن َ‬
‫ظرا رديئا‪ ،‬و ُج ِ ّرح ِ‬ ‫حوا َء األولى؟ ألنّكِ نظر ِ‬
‫ت ّ‬‫شقية! لماذا شابه ِ‬ ‫ويلي أيّتها النّ ُ‬
‫فس ال ّ‬
‫ب بجسارة ‪.‬‬ ‫الواج ِ‬

‫ّاي الملذّات‪ ،‬وذائقا األكلةَ ال ُم ّرة َ على الدّوام ‪.‬‬


‫حوا َء عقليّة ُم ِريا إي َ‬
‫سيّ ِة ّ‬
‫حوا َء الح ّ‬
‫الفكر األهوائي الكائنَ في البَش ََرةِ حص َل لي بَدَال من ّ‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫إن‬

‫ظ وصيّة منكَ واحدة‪ ،‬فماذا يحِ ل بي أنا المتجا ِوزَ أقوالَكَ ال ُمحييَةَ دائما؟‬
‫عدْن‪ ،‬ألنّه ما ح ِف َ‬ ‫آدم ُ‬
‫ط ِر َح بواجب خار َج َ‬ ‫إن َ‬‫أيّها المخلّص! ّ‬

‫الجزء الثاني‬

‫بضمير نفسي إذ أحيَيتُ الجسد‪ ،‬وتجنّدتُ عليها بأفعالي الخبيثة‪.‬‬


‫ِ‬ ‫وصرتُ قاتال‬
‫الجائرة َ بعزمي‪ِ ،‬‬
‫َ‬ ‫لقد ْ‬
‫أكملتُ قتْلةَ قايينَ‬

‫يايسوع! إنّني لم أُشابه هابيل‪ ،‬ولم أُق ِدّ ْم لكَ قط قرابين مقبولة‪ ،‬وال أفعاال إلهيّة الئقة باهلل‪ ،‬وال ضحيّة طاهرة‪ ،‬وال سيرة َ‬
‫غير مذمومة ‪.‬‬

‫غير صالحة َكمِ ث ِل قايين‪ .‬فلذلك قُ َ‬


‫ضي علينا أيضا ‪.‬‬ ‫شقية! إنّنا قدّ ْمنا لبارىءِ الك ِّل أفعاال دنسة وضحية ممقوتة معا وسيرة َ‬ ‫أيّتها النّ ُ‬
‫فس ال ّ‬

‫س َمةَ حياة‪ .‬لكن‪ ،‬يا خالقي و ُمنقِذي وحاكمي‪ْ ،‬‬


‫اقبلني تائبا‪.‬‬ ‫ين حيوانا ووضعتَ في بَشَرة وعِظاما ونَ َ‬ ‫جبلت َني منَ ّ‬
‫الط ِ‬ ‫أيّها الفاخوري! لقد ْ‬

‫صوصيّة ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫األفكار القاتلة ُ بطريقة لُ‬
‫ُ‬ ‫لوم نفسي وجسمي التي خزَ نَتْها لي باطِ نا‬
‫أعترف بخطاياي التي اجتر ْمتُها وبِ ُك ِ‬
‫ُ‬ ‫أيّها المخلّص! لكَ‬

‫تنظرني باكيا فتُباد ُِر إلي‬


‫ُ‬ ‫بحنو وتترأف بحرارة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫تضربُ‬
‫ُ‬ ‫أعرف أنّكَ ُمحِ ب للبشر‪ ،‬ألنّكَ‬
‫ُ‬ ‫أيّها ال ُمخ ّلِص ! ْ‬
‫وإن كنتُ قد خطِ ئتُ ‪ ،‬إالّ أنّي‬
‫إياي أنا الشاطر‪.‬‬
‫كأب داعيا َ‬

‫الجزء الثالث‬

‫أجزتُ عمري كلّه باألهواء متوانيا مضجعا ‪ ،‬فلهذا أهتف إليك أيها المخلّص في حين‬ ‫أيها المخلّص ! لقد ْ‬
‫أهملتُ أوامرك منذ شبابي ‪ ،‬و ْ‬
‫االنقضاء خلّصني منعما ‪.‬‬
‫ص ْف َح‬
‫لكن امنحْ ني ق ْب َل النّهاي ِة َ‬
‫الجحيم مقفَرا‪ْ ،‬‬
‫ِ‬ ‫شيخوخة‪ ،‬والَ َ‬
‫تطرحْ ني في‬ ‫أيّها المخلّص! ال ت َْرمِ ني أنا الطري َح َ‬
‫أمام أبوابِك‪ ،‬ولو في ال ّ‬
‫الزالّت بما أنّكَ ُم ِ ّ‬
‫تعطف على البشر‪.‬‬ ‫ّ‬

‫لكن أنتَ أيّها المسي ُح المخلِّص‬


‫صوص الّذينَ هُم أفكاري‪ .‬وقد ُج ِ ّرحتُ اآلنَ منهم ب ُجملتي‪ ،‬وامتألتُ ُكلوما‪ْ .‬‬
‫ِ‬ ‫أنا هو الوقِ ُع فيما بينَ الل‬
‫ف علي و َ‬
‫ط ِبّبني ‪.‬‬ ‫أشر ْ‬
‫ِ‬

‫من مريم‪،‬‬ ‫ض عنّي‪ ،‬وأنا عار ‪ .‬لكن يا يسو ُ‬


‫ع ال ُمشر ُق ْ‬ ‫فأبصرني وجازَ عنّي‪ ،‬والالوي إ ْذ عاينني في المصاعِب‪َ ،‬‬
‫أعر َ‬ ‫َ‬ ‫إن الكاهنَ ت َقد َم‬
‫ي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫عل‬ ‫ف‬
‫ْ‬ ‫ِف بي ‪ ،‬وت َرأ ّ‬
‫ق ْ‬

‫الجزء الرابع‬

‫ع التّخَشع‪ ،‬بما أنكَ ُمت َ َع ِ ّ‬


‫طف‪.‬‬ ‫غل الخطيئ ِة الثّقيل‪ ،‬وامنَحْ ني دمو َ‬
‫يا َح َم َل هللاِ الرا ِف َع خطايا الجميع‪ ،‬إرفَ ْع عنّي ُ‬

‫ع التخشع بما أنكَ ُمتعَ ِ ّ‬


‫طف‪.‬‬ ‫غل الخطيئ ِة الثّقيل‪ ،‬وهَبني دُمو َ‬
‫الوقتُ وقتُ توبة‪ .‬إليكَ أتقدّ ُم يا صانِعي‪ .‬فارفَ ْع عنّي ُ‬
‫ِ‬
‫ِّ‬
‫متعطف ‪.‬‬ ‫الزالّ ِ‬
‫ت بما أنّكّ‬ ‫غل الخطيئ ِة الثّقيل‪ ،‬وامنحني َ‬
‫ص ْف َح ّ‬ ‫إرفع عنّي ُ‬
‫ْ‬ ‫أيّها المخلِّص! الترفُضْني وال تطرحْني من أمام وج ِهك‪.‬‬

‫وغير المعروفة‪ .‬واصفحْ عن‬


‫ِ‬ ‫وغير اختياري‪ّ ،‬‬
‫الظاهرةِ والمكتومة‪ ،‬المعروف ِة‬ ‫ِ‬ ‫أيّها المخلّص! إغف ِْر لي زالّتي الّتي صن ْعتُها باختياري‬
‫جميعِها بما أنّكَ اإلله ‪.‬‬

‫حين‬
‫ِ‬ ‫ِف إليكَ أيّها المخلّص‪ ،‬في‬
‫باآلالم ُمت َوانيا ُمض َجعا‪ ،‬فلهذا أهت ُ‬
‫ِ‬ ‫أوامركَ منذُ شبابي‪ ،‬وأجزتُ عمري كلهُ‬
‫َ‬ ‫أيّها المخلِّص! لقد أه َملتُ‬
‫صني منعِما ‪.‬‬ ‫االنقضاءِ خلّ ْ‬

‫ي ُمت َح ّنِنا‪ .‬يا‬


‫الرحمةِ‪ ،‬باد ِْر إل ّ‬
‫واهب ّ‬
‫َ‬ ‫َضورا‪ :‬يا‬ ‫سن العِبادة‪ .‬لكنّني أهت ُ‬
‫ِف ُمت ّ ِ‬ ‫لقد بدّدتُ قِنيةَ نفسي بالخطيئة‪ .‬وها أنا ُمقفَر ْ‬
‫من فضائ ِل ُح ِ‬
‫يسوع ! إليكَ أ ُخر ِ‬
‫ساجدا‪ .‬خطِ ئتُ ‪ ،‬فاغف ِْر لي ‪.‬‬

‫غل الخطيئ ِة الثّقيل‪ ،‬وا ْقبَ ْلني تائبا‪ ،‬بما أنكَ إله ُمت ِ ّ‬
‫َعطف ‪.‬‬ ‫يا يسوع! إنّني أ َ ُخر ِ‬
‫ساجدا‪ .‬خَطِ ئتُ فاغفر لي! إرفَ ْع عنّي ُ‬

‫ض عن مساوئي برأفتِك‪ ،‬أيّها القاد ُِر‬


‫أعر ْ‬
‫لكن ِ‬ ‫حضرا أعمالي‪ ،‬دائِنا َوث َ َبا ِ‬
‫ت أهوائي‪ ،‬طالِبا عنها الجواب‪ْ .‬‬ ‫ال تد ُخ ْل معي في المحاكَمة‪ُ ،‬م ِ‬
‫على ك ّل شيء‪ ،‬ونَ ِ ّجني ‪.‬‬

‫ش ْفعي فينا‬
‫البارة ت َ َ‬
‫أيّتها ّ‬

‫أخبار سيرتِكِ الُمب ِه َجة ‪.‬‬


‫َ‬ ‫من ديجور األهـواءِ وأَمدَ َح بنشاط‬
‫أنجو ْ‬
‫امنحيني يا مري ُم نِعمة منيرة صادِرة منَ العِناي ِة العُلويّ ِة اإللهيّة‪ ،‬لكي َ‬

‫البارة تشفعي فينا‬


‫أيّتها ّ‬

‫ت جمي َع الفضائ ِل كَواحدة ‪.‬‬ ‫ش ِرسة‪ ،‬وب ُك ِّل الورعِ َ‬


‫صنَ ْع ِ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫ت كل َوثَبا ِ‬
‫ت اللذا ِ‬ ‫خاضعَة لنوامي ِس ِه اإللهيّة‪ .‬وغادر ِ‬
‫ِ‬ ‫نحو المسيحِ‬
‫ت َ‬ ‫لقد بادر ِ‬

‫يا قدّ َ‬
‫ِيس هللا تشَف ْع فينا‬

‫أن تُن ِقذَنا بوسائِلِكَ من آالم ال َم َهانَ ِة وتجعلَنا اآلن ُمساهِمينَ َملَكوتَ المسيح نحن الذين نمدَحُكَ بِشوق‬
‫نتضرعُ إليكَ ْ‬
‫ّ‬ ‫ريف‪،‬‬
‫ش ُ‬ ‫أندراوس ال ّ‬
‫ُ‬ ‫يا‬
‫وإيمان‪.‬‬

‫والروحِ القدس‬
‫واالبن ّ‬
‫ِ‬ ‫المجدُ لآل ِ‬
‫ب‬

‫ت خشوع ‪.‬‬ ‫غل الخطيئة الثقيل‪ ،‬وامنَحْ ني‪ ،‬بما أنكَ ُمت َح ّنِن‪َ ،‬‬
‫عبَرا ِ‬ ‫الفائق الجوهر‪ ،‬المسجودُ له في وحدانيّة‪ ،‬إرفَ ْع عنّي ُ‬
‫ُ‬ ‫أيّها الث ّ ُ‬
‫الوث‬

‫دهر الدّاهرين‪ ،‬آمين!‬


‫اآلن وكل أوان وإلي ِ‬

‫غل الخطيئ ِة الثّقيل‪ .‬وبما أنّكِ سيّدة طاهِرة اقبليني تائبا‪.‬‬


‫يا والدة َ اإلله رجا َء وشفيعةَ الّذين يمدحونَكِ ! إرفعي عنّي ُ‬

‫**األوديـة الثّـانيـة**‬
‫األرمـس‬

‫إسمعي‪ ،‬يا سما ُء‪ ،‬فأتكلّ َم وأُس ِبّ َح المسي َح الذي قَد َِم بالج َ‬
‫س ِد منَ البتول‪ ( .‬يعاد )‬

‫طـروبـاريّـات‬

‫الجزء األول‬

‫صوت تائِب إلى هللا و ُمسبِّح إيّاه‪.‬‬


‫األرض ِل َ‬
‫ُ‬ ‫إسمعي‪ ،‬يا سما ُء‪ ،‬فأتكلّ َم‪ ،‬وأ َ ْ‬
‫صغي أيّتها‬

‫الرحيم‪ ،‬يا إلهي و ُمخلِّصي‪ ،‬وا ْقبَ ْل اعترافي الحار ِجدّا ‪.‬‬
‫بناظركَ ّ‬
‫ِ‬ ‫ي‬
‫إص َغ إل ّ‬

‫صنعتِكَ كإله‪ ،‬أيّها المخلّص‪.‬‬ ‫جميع النّاس‪ .‬وحدي ‪ ،‬إليكَ خطِ ئتُ ‪ .‬لكن ت ََرأ ْ‬
‫ف على ُ‬ ‫ِ‬ ‫أكثر من‬
‫َ‬ ‫لقد خطِ ئتُ‬

‫الرب المتحنِّن‪ ،‬لقد شملتْني َمها ِو ُل األسواء‪ ،‬لكن امدد يدَكَ إل ّ‬


‫ي كما مددت َها لبطرس‪.‬‬ ‫أيّها ّ‬

‫صفَحْ عنّي بمراحِ مِ ك ‪.‬‬ ‫ع ّ‬


‫الزانية‪ .‬فا ْ‬ ‫الرؤوف! إنّني أ ُ ِ ّ‬
‫قربُ لكَ أنا أيضا دمو َ‬ ‫ص ّ‬ ‫أيّها الم َخلّ ُ‬

‫ت األهواء‪ ،‬وصي ْرتُ جمي َع عقلي ترابا بال ُكلِّية ‪.‬‬


‫لقد سودتُ جما َل نفسي ِبلَذا ِ‬

‫ُ‬
‫الخالق ِبدءا‪ .‬ومن ثم حصلتُ طريحا عاريا‪.‬‬ ‫لي‬ ‫لقد مزقتُ اآلنَ ُحلتي األولى الّتي ن َ‬
‫س َجها َ‬

‫لي الحيّةُ ب َم َ‬
‫شورتِها‪ .‬وها أنا خ َِجل خاز‪.‬‬ ‫ط ْمرا ُم َمزقا الّذي ن َ‬
‫س َجتْهُ َ‬ ‫س ْربلتُ َ‬
‫لقد ت َ َ‬

‫صرتُ خازيا عُريانا ‪.‬‬


‫ع قلبي بها‪ .‬ولذلكَ ِ‬ ‫إنّني قد نظرتُ إلى َجما ِل الغر َ‬
‫سة‪ ،‬وانخَد َ‬

‫ي‪.‬‬ ‫لقد َجلَدَني على َ‬


‫ظهري رؤسا ُء األسواءِ كافة‪ ،‬وأطالوا اث َمهم عل ّ‬

‫الجزء الثاني‬

‫لقد أَضعتُ بهائي المصنو َ‬


‫ع قديما من جما ِل ال ُخلق ِة األولى‪ ،‬وها أنا اآلنَ ُملقى ُمجردا خازيا‪.‬‬

‫المالبس الجلديةَ ل ّما عرتْني ِبدْءا‪ ،‬منَ الحلّ ِة المنسوج ِة من هللا‪.‬‬


‫َ‬ ‫إن الخطيئةَ خاطتْ لي وأنا أيضا‬

‫ق التّين ِة توبيخا ألهوائي ذات السّلط ِة الذّاتيّة‪.‬‬ ‫لقد تو ّ‬


‫شحْ تُ سِربا َل الخِ زي ِ كور ِ‬

‫دم الحيا ِة األهوائِي ِة وال ُمحِ ب ِة اللّذة َ بقباحة ‪.‬‬


‫لقد زينتُ ذاتي بثوب ُمبقع و ُمخضب بجري ِ ِ‬

‫صورةِ والمثال‪.‬‬
‫ب ال ّ‬ ‫ثوب جسدي‪ ،‬ودنّ ْستُ ما بح َ‬
‫س ِ‬ ‫َ‬ ‫أيّها ال ُمخلِّص! إنّني قد وس ْختُ‬

‫العدو ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫قر األهواءِ والفسا ِد الهيولي‪ .‬ومِ ن ثَم يَضغ ُ‬
‫ط علي‬ ‫لقد سقطتُ تحت ِو ِ‬

‫عدَ ِم القِنية‪ ،‬فحصلتُ اآلنَ َموثوقا بالفع ِل الثّقيل‪.‬‬


‫أيّها ال ُمخلِّص ! إنني فضلتُ العيشةَ الهيوليّةَ الوادة َ القِنية‪ ،‬على َ‬

‫صلتُ َمشجوبا ُمدانا ‪.‬‬


‫َنوعِ األشكال‪ ،‬فح َ‬
‫صنم البَشَرةِ بسِربا ِل األفكار‪ ،‬ال ُمت ّ ِ‬
‫َ‬ ‫لقد زينتُ‬

‫صورة َ الدّاخليّةَ‪.‬‬ ‫لقد اعتنَيتُ ب َجما ِل ّ‬


‫الزين ِة الخارجيّ ِة فقط باهتمام‪ُ ،‬مهمِ ال ال ّ‬

‫ت المحبّ ِة اللذّات‪ ،‬فأفسدْتُ عقلي كله‪.‬‬


‫صورتُ قباحةَ آالمي بالنّ َهضا ِ‬
‫لقد ّ‬

‫صور ِة القديم ِة باألهواء‪ .‬فاطلُبْني‪ ،‬يا ُمخلِّص‪ ،‬كالدّ ِ‬


‫ِرهم وقتا ما لتجدَني ‪.‬‬ ‫سودتُ حُسنَ ال ّ‬
‫لقد َ‬

‫فاقبل دموعي أنا أيضا كطيب يا ُمخلِّص!‬


‫ْ‬ ‫ّ‬
‫كالزانية‪ :‬قد خَطِ ئتُ بمفردي‪ .‬وحدي إليكَ خطئت‪.‬‬ ‫نحوكَ‬
‫ِف َ‬‫أهت ُ‬

‫إنّني قد زَ ِلقتُ مِ ث َل داود بإباحة‪ ،‬وت َلطختُ ب َح ْمأَةِ الفُجور‪ .‬فاغس ِْلني أنا أيضا بالعَبَرات‪ ،‬يا ُمخلِّص‪.‬‬
‫اغفر لي‪ ،‬ألنّه لم يَخطأ ْ إليكَ أحد من ذُ ِ ّري ِة َ‬
‫آدم كما خطئتُ إليك ‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫اغفر لي أيّها ال ُمخلّ ُ‬
‫ِص‬ ‫ْ‬ ‫ِف إليكَ كالعشار‪:‬‬
‫أهت ُ‬

‫الجزء الثالث‬

‫أيّها المخلِّص! إنّني لستُ أمت ِلكُ دموعا وال توبة وال ُخشوعا‪ .‬فامنَحني إيّاها أنت بما أنّكَ اإلله‪.‬‬

‫يا رب يا ربّ ! ال تُغل ِْق با َبكَ في وجهي في ذلكَ الحين‪ ،‬بل افت َ ْحهُ لي أنا الت ّ َ‬
‫ائب إليك ‪.‬‬

‫أن يخلُصوا! أنتَ ا ْدعُني‪ .‬وبما أنّكَ صالِح اقبَ ْلني تائبا ‪.‬‬
‫أيّها ال ُمحب البشر! يا َمن يَشا ُء الكل ْ‬

‫ي‪ ،‬وخلِّصني‪.‬‬ ‫ت نفسي‪ ،‬واقبَ ْل قطرا ِ‬


‫ت ُمقلت ّ‬ ‫أيّها ال ُمخلِّص! ِ‬
‫أنصتْ إلى تنهدا ِ‬

‫أيّتها الفائق قدسها والدة اإلله خلّصينا‪.‬‬

‫خالصنا‬
‫ِ‬ ‫المديح وحدَكِ ‪ ،‬ابتهلي بحرارة في‬
‫ِ‬ ‫أيّتها البتو ُل ّ‬
‫الطاهرة ُ والدة ُ اإلله ال ُكلِّيةُ‬

‫أرمس آخر‬

‫أنظروا انظروا‪ :‬إنّي أنا هو هللا‪ ،‬ال ُممطِ ُر المن وال ُمن ِب ُع الما َء مِ نَ الصخرةِ قديما لشعبي في القفر ‪ ،‬بيميني وحدَها وقوتي‪.‬‬

‫طروباريات‬

‫نفس‪ ،‬وبايني الخطيئةَ األولى‪ ،‬وخافيه كقاض‪ ،‬وكديّان وإله ‪.‬‬


‫الربّ ‪ .‬فاسمعي يا ُ‬
‫ِف ّ‬‫أنظروا انظروا‪ :‬إنّي أنا هو هللا‪ ،‬هكذا يهت ُ‬

‫ت عقلَكِ‬ ‫وي َحكِ أيّتها النّ ُ‬


‫فس الكثيرة ُ الخطايا! َمن شابه ِ‬
‫ت سوى قاينَ القديم والم َخ ذاك‪ ،‬إذ ّ ِ‬
‫أمت راجمة جس َمكِ باألفعال القبيحة ‪ ،‬وقتل ِ‬
‫بالوث َ َبات البهيمية ‪.‬‬

‫وأنوش لم ت َغاري منه‪ ،‬وال ماثَل ِ‬


‫ت أخنو َخ بانتقالِه‪ ،‬وال نُوح‪ ،‬بل‬ ‫ُ‬ ‫ت جمي َع ا ّلذينَ َقب َل النّ ِ‬
‫اموس‪ .‬فشيتُ لم تُضارعيه‪،‬‬ ‫نفس ! لقد تجاوز ِ‬ ‫يا ُ‬
‫صديقين‪.‬‬ ‫ت ُمقف ََرة من حياة ال ّ‬
‫ُو ِجد ِ‬

‫خار َج الكنيس ِة ال ُمخلِّصة‪.‬‬


‫ت ِ‬ ‫ت كُل بَش ََرتِكِ كأرض‪ ،‬وأفعالَكِ وحياتَكِ ‪ ،‬ول ِبث ِ‬
‫غرق ِ‬
‫ت سُخطِ إل ِهك‪ّ ،‬‬
‫ت شالال ِ‬
‫ت وحدَكِ فتح ِ‬
‫نفس! أن ِ‬
‫يا ُ‬

‫سِخة الجسدَ والعقل‪.‬‬ ‫عبينَ ‪ ،‬إ ْذ قد تدنّس ِ‬


‫ت ُمو ّ‬ ‫انتحب قائال‪ :‬إنّني قتلتُ رجال لجرحي وشابّا لشدخي‪ .‬وأنتِ‪ ،‬يا ُ‬
‫نفس‪ ،‬ما ت َر َ‬ ‫َ‬ ‫إن الم َخ‬

‫بالوثَبا ِ‬
‫ت ال ُمح ّب ِة‬ ‫نظير قايين القاتل‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫األول‪ ،‬فقتلتُ النّ َ‬
‫فس كرجل والعق َل كشابّ ‪ ،‬وأمت الجسدَ كأخ‬ ‫كيف غرتُ من الم َخ القات َل ّ‬
‫يرتاه! َ‬ ‫وا َح َ‬
‫للّذةِ جدّا ‪.‬‬

‫ّ‬
‫وحط َم تحايُالتكِ إلى الحضيض‪.‬‬ ‫أن الخالقَ شتّت آرا َءكِ ‪،‬‬
‫ت في أن تبني بُرجا‪ ،‬وتُش ِيّدي حِ صنا بش َهواتِك‪ ،‬إال ّ‬
‫نفس! لقد تفلسف ِ‬
‫يا ُ‬

‫الجراحاتُ والقُرو ُح والعاهاتُ تُعلِن ِبصوت عظيم كلوم أهوائي‬ ‫العدو الّتي قد َو َ‬
‫س َمتْ نفسي وجسمي‪ .‬ها ِ‬ ‫ّ‬ ‫لقد ُج ِ ّرحتُ وتهشّمتُ ‪ ،‬ها نِبا ُل‬
‫االختياريّة‪.‬‬

‫عتيدة أن ت َحترقي فيها‬ ‫نـار َجهنّم الّتي أن ِ‬


‫ت َ‬ ‫ت َ‬ ‫أضر ْم ِ‬
‫َ‬ ‫ت‬
‫إثم السّدوميينَ الهائِج‪ ،‬وأن ِ‬
‫الربّ ِ وقتا ما نارا وأحرقَ َ‬ ‫الرب أمطر ْ‬
‫من لدن ّ‬ ‫ّ‬
‫إن ّ‬
‫بمرارة‪.‬‬

‫تواضعِ‬
‫لليتيم وال ُم ِ‬
‫ِ‬ ‫األفكار وال ُمبَ ِ ّكتُ األفعا َل وال ُمل ِهبُ الخطايا والحاك ُم‬
‫َ‬ ‫القلوب والمعَذِّبُ‬
‫َ‬ ‫إعرفوا وانظروا أنّي أنا هو هللاُ الفاحِ ُ‬
‫ص‬
‫والمِ سكين ‪.‬‬

‫البارة ُ ت َشفعي فينا‬


‫أيّتها ّ‬

‫للبشر كما مدّها‬


‫ِ‬ ‫الرؤوف‪ ،‬لذلكَ َمد نحوكِ يدَ َمعونة بمحبّت ِه‬
‫نحو اإلله ّ‬
‫َ‬ ‫عيكِ‬
‫ت ذِرا َ‬ ‫ت غارقة في لُج ِة الشرور‪ ،‬بَ ّ‬
‫سط ِ‬ ‫يا مريم! ل ّما كن ِ‬
‫لبطرس‪ ،‬مؤثِرا توبتَكِ بال ُكلّية‪.‬‬

‫البارة ُ تشَفـعي فينا‬


‫أيّتها ّ‬
‫أوامره اإللهيةَ‬
‫َ‬ ‫غير َمسلوكة‪ ،‬وأ ْك َمل ِ‬
‫ت‬ ‫ت في قِفار ِ‬
‫وتربي ِ‬
‫ق المآث ِِم السّالِفة‪َ ،‬‬
‫المسيح‪ ،‬حائِدة عن طري ِ‬
‫ِ‬ ‫نحـو‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫ت بِحِ رص وشوق كل ّ‬
‫بادر ِ‬
‫لقد ْ‬
‫بطهارة ونقاوة‪.‬‬

‫ّيس هللا تشَف ْع فينا‬


‫يا قِد َ‬

‫أندراوس ارح ْمنا ‪.‬‬


‫َ‬ ‫َجث لهُ قب َل االنقضاءِ بدُموع هاتفين ‪ :‬أيّها المخلِّص‪ ،‬بشفاع ِة‬
‫سيّ ِد للبشر‪ ،‬ون ُ‬ ‫نفس! ِلنُشاهِـ ْد ونَن ُ‬
‫ظ ْر محبّةَ اإلل ِه ال ّ‬ ‫يا ُ‬

‫وح القدس‬
‫واالبن والر ِ‬
‫ِ‬ ‫المجدُ لآل ِ‬
‫ب‬

‫غير ال ُمت َج ِ ّزئ َة‪ ،‬اقبَ ْلني تائِبا‪ .‬و َخ ِلّ ْ‬


‫صني ‪ ،‬إ ْذ قد خَطِ ئْت‪ .‬ألنّي أنا َج ْبلَتُك‪ ،‬فال‬ ‫والوحدانيّةُ ُ‬ ‫الوث الّذي ال ِبد َء له‪ُ ،‬‬
‫غير ال َمخلوق‪َ ،‬‬ ‫أيّها الث ّ ُ‬
‫نار الدّينونة ‪.‬‬
‫من ِ‬ ‫ْ‬
‫ث لي ‪ ،‬وأن ِقذني ْ‬ ‫ت ُ ْع ِر ْ‬
‫ض عنّي‪ ،‬بل ار ِ‬

‫اآلنَ و ُكل أوان وإلى ِ‬


‫دهر الدّاهرينَ ‪ ،‬آمين!‬

‫حيم الخالق‪،‬‬
‫الر ِ‬ ‫الحاصلينَ في ت َقا ُ‬
‫ط ِر األمواج‪ ،‬إستعطِ في لي ابنَكِ ّ‬ ‫ِ‬ ‫سيّدة ُ ّ‬
‫الطاهرة ُ والدة ُ اإلله‪ ،‬يا رجا َء المبادِرينَ نَحوكِ ومينا َء‬ ‫أيّتها ال ّ‬
‫بطلباتِك‪.‬‬

‫**األوديـة الثّـالثـة**‬

‫الجزء األول‬

‫األرمس‬

‫َزعزعة‪.‬‬ ‫أيّها المسيح! شدّ ْد كنيستَكَ على صخر ِة وصاياكَ ِ‬


‫غير ال ُمت ِ‬

‫طـروبـاريـات‬

‫أرض السّدوميّين ‪.‬‬


‫َ‬ ‫أمطر بِدءا نارا من لَدُن ّ‬
‫الربّ ‪ ،‬وأحرقَ‬ ‫َ‬ ‫الرب‬
‫نفس‪ ،‬إن ّ‬
‫يا ُ‬

‫غور ا ْسبُقي فاخلُ ِ‬


‫صي ‪.‬‬ ‫نفس! اِ ْن ِج ْي إلى الجب ِل مث َل لو َ‬
‫ط ذاك‪ ،‬وإلى ِس ْي َ‬ ‫يا ُ‬

‫سدُوم‪ ،‬وفُ ّري من إفسا ِد اللهي ِ‬


‫ب اإللهي ‪.‬‬ ‫سعير َ‬
‫ِ‬ ‫نفس! اهربي من الحريق‪ ،‬من‬
‫يا ُ‬

‫واترك لي كمتحنّن ‪.‬‬


‫ْ‬ ‫لكن أ َ ْغ ِ‬
‫ض‬ ‫يفوق القياس‪ْ .‬‬
‫ُ‬ ‫أعترف‪ :‬خطِ ئتُ إليكَ بما‬
‫ُ‬ ‫أيّها المخلّص! لكَ‬

‫أكثر من الك ّل‪ .‬فال تُغف ِْل عنّي‪ ،‬أيّها المسي ُح المخلّص‪.‬‬
‫َ‬ ‫خطِ ئتُ إليكَ ‪ ،‬أنا بمفردي خطئتُ‬

‫ض عنّي أنا إذا ما ضلَلت‪.‬‬ ‫صالح‪ ،‬فاطلبْني أنا الخروف‪ ،‬وال ت ُ ِ‬


‫عر ْ‬ ‫الراعي ال ّ‬
‫أنتَ هو ّ‬

‫ع ال ُحلو‪ ،‬أنتَ هو جابلي‪ ،‬وبكَ يا مخلّصي أتبرر‪.‬‬


‫أنتَ هو يسو ُ‬

‫ّوس ارحْ منا‬ ‫أيّها اإللهُ الث ّ ُ‬


‫الوث القد ُ‬

‫ب وال ِم َحن‪.‬‬
‫جار ِ‬ ‫الوث األحد‪ ،‬خ ِلّ ْ‬
‫صنا منَ الضالل ِة والت ِ‬ ‫أيّها الث ّ ُ‬

‫سها والدة ُ اإلل ِه خلِّصينا‬


‫الفائق قُد ُ‬
‫ُ‬ ‫أيّتها‬

‫سدة َ الربّ ! افرحي يا أُم حياتِنا!‬


‫افرحي أيّتها البطنُ القابِ ُل اإلله! افرحي يا ُ‬

‫الجزء الثاني‬

‫أرمـس آخـر‬

‫أيّها المسيح! ث ِّبتْ قلبي ال ُمتزعزع على صخرة وصاياك‪ .‬ألنكَ أنتَ وحدَكَ قُدوس ورب‪.‬‬
‫طـروبـاريـات‬

‫صميم قلبي قب َل النِّهاية‪ :‬قد خطِ ئتُ فاغف ِْر لي وخ ِلّ ْ‬


‫صني‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫نحوكَ من‬
‫فأهتف َ‬
‫ُ‬ ‫لقد امتلكتُكَ ينبوعا للحياة‪ ،‬يا مبيدَ الموت!‬

‫البشر إالّ تجاوزتُه أنا بهفَواتي ‪.‬‬


‫ِ‬ ‫قد خطِ ئتُ إليكَ يا ربّ ‪ ،‬قد خطئتُ ‪ ،‬فاغف ِْر لي ألنهُ ال يُو َجدُ خاطىء منَ‬

‫بطوفان الغرق‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ي ب ِه علي ِهم‬
‫ض َ‬ ‫أيّها المخلِّص! إنني قد شابهتُ الفاجرينَ الذينَ كانوا في عه ِد نوح‪َ ،‬‬
‫وو ِرثتُ ما قُ ِ‬

‫ب أباه‪ ،‬ولم تستُري َمخازي قريبِكِ ِ‬


‫راجعة إلى الوراء ‪.‬‬ ‫ار َ‬
‫حام الض ِ‬
‫ت َ‬ ‫نفس! لقد شابه ِ‬
‫يا ُ‬

‫أرض االغتفار ‪.‬‬


‫ِ‬ ‫ِث لم تملُكي في‬
‫النفس الشقيّة! بَ َركةَ سا ْم لم ت َِرثي‪ ،‬والسكنى الوا ِسعَةَ مث َل ياف َ‬
‫ُ‬ ‫أيّتها‬

‫األرض الّتى يَسي ُل منها بَقاء دائ ُم الحياة‪ ،‬الّتي َو ِرثَها ابراهيم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫أرض حرانَ الخطيئة‪ ،‬وهلُ ِ ّمي ِ إلى‬
‫ِ‬ ‫نفس! اخرجي ِ مِ ن‬
‫يا ُ‬

‫وصار غريبا متن ِّقال‪ .‬فشابهي عز َمه ‪.‬‬


‫َ‬ ‫أرض آبـائِـ ِه‬
‫َ‬ ‫براهيم تركَ قديما‬
‫َ‬ ‫ت أن ا‬
‫نفس ! قد سمع ِ‬
‫يا ُ‬

‫أضاف المالئكةَ عند البلّوط ِة الّتى ِب َم ْف ِري‪َ ،‬‬


‫فو ِر َ‬
‫ث بعدَ الشيخوخ ِة طريدة َ الميعاد‪.‬‬ ‫َ‬ ‫رئيس اآلباءِ‬
‫َ‬ ‫إن‬

‫سريّة ب ُجملَتِه‪ ،‬فضارعِي عز َمه ‪.‬‬


‫للربّ ِ ضحيّة جديدة ِ ّ‬
‫ب ّ‬ ‫ت أن إسحقَ قُ ِ ّر َ‬
‫ع َر ْف ِ‬
‫النفس الشقية! قد َ‬
‫ُ‬ ‫أيّتها‬

‫ت بطر ِد إسمعي َل بما أنهُ كانَ ولدَ األ َمة‪ .‬فانتبهي ِ واحذري أ َ ِالّ يُصي َبكِ مثلَهُ لفُ ِ‬
‫جوركِ و ِف ْسقِك‪.‬‬ ‫نفس! قد سمع ِ‬
‫يا ُ‬

‫ت إسمعيل الجديدَ أي العُت ُ ّو‪.‬‬ ‫ْ‬


‫بالعز ِم وولد ِ‬ ‫هاجر المصريّةَ قديما‪ ،‬إذ قد تعب ْد ِ‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫ت‬
‫نفس! قد شابه ِ‬
‫يا ُ‬

‫األرض إلى السماء‪ .‬فل َِم ال تمتلكين حُسنَ العبادةِ أساسا وطيدا ؟‬
‫ِ‬ ‫يعقوب البادِئةَ مِ نَ‬
‫َ‬ ‫ت سلّ َم‬
‫نفس! قد عرف ِ‬
‫يا ُ‬

‫العالم بيَن الناس‪.‬‬


‫ِ‬ ‫المسيح في‬
‫ِ‬ ‫نفس! ضارعي ِ كاهنَ هللاِ وال َملكَ ال ُمنفرد‪ ،‬تمثا َل وشبهَ سيرةِ‬
‫يا ُ‬

‫باب حجرةِ العرس‪.‬‬


‫الرب َ‬
‫موسم العمر‪ ،‬وقب َل أن يُغلِقَ ّ‬
‫ِ‬ ‫ارجعي ِ وتنهدي قب َل انقضاءِ‬
‫النفس الشقية! ْ‬
‫ُ‬ ‫أيّتها‬

‫سد ُومِ يِّين‪ .‬فاخلُصي ِ إلى أعلى ِس ْيغُ ْور‪.‬‬


‫نفس! ال تصيري عامودَ ملح بالتِفاتِكِ إلى الوراء‪ .‬فليُر ِهبْكِ نموذ ُج ال َ‬
‫يا ُ‬

‫ب ك ِّل شهوة بَ ِه ْيمية ‪.‬‬


‫هر ِب ْي من لهي ِ‬
‫ع ُمورة‪ .‬ا ُ‬ ‫ق الخطيئة‪ .‬فُ ّري من َ‬
‫سدُ ْو َم و َ‬ ‫نفس ! اهربي ِ مثل لوط من حري ِ‬
‫يا ُ‬

‫لتوفي كل أحد استحقاقَ أعمالِه‪.‬‬


‫َ‬ ‫ِف‪ :‬ارحمـني متى جئتَ مـع مالئكتِكَ‬
‫ارحمني يـا ربّ ! إليكَ أهت ُ‬

‫ترفض طِ ل َبةَ الّذينَ يُس ِّبحونَكَ ‪ ،‬بل ترأ َ ْ‬


‫ف‪ ،‬يا ُمحب البشر‪ ،‬وامنحْ الغُفرانَ للطالبينَ إياهُ مِ نكَ بإيمان‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫سيّد ! ال‬
‫أيّها ال ّ‬

‫أيّتها البارة ُ تَشَفعي ِ فينا‬

‫ت خلِّصيني وأدخِ ليني إلى ميناءِ توبة الهية‪.‬‬ ‫ب الزالت‪ْ ،‬‬


‫لكن أن ِ‬ ‫بعاصفِ واضطرا ِ‬
‫ِ‬ ‫أيّتها األم! إنني مضبوط‬

‫أيّتها البارة ُ تَشَفعي فينا‬

‫نحو والدةِ اإلل ِه الكلي ِة التحنن‪ ،‬ومن ثَم افتحي ِ لي السبُ َل اإللهية‪.‬‬
‫أيّتها البارة! قدِّمي ِ اآلنَ توسالت ابتهاليّة َ‬

‫يا قدّيس هللا تشفع فينا‬

‫رئيس كهن ِة كريت‪ ،‬امنحني بوسائِلِكَ َحل الخطايا بما أنكَ ُمرشِد عظيم للتوبة‪.‬‬
‫َ‬ ‫يا أندراوس‬

‫وح القدُس‬
‫واالبن والر ِ‬
‫ِ‬ ‫المجدُ لآل ِ‬
‫ب‬

‫ّاجدينَ بإيمان لعِزتِك‪.‬‬


‫صنا نحن الس ِ‬ ‫غير المخلوق‪ّ ،‬‬
‫الطبيعةُ الّتي ال بَدء لها‪ ،‬المسبحةُ في ثالث ِة أقانيم! خ ِلّ ْ‬ ‫ط ُ‬ ‫أيّها األحدُ البسي ُ‬

‫دهر الداهرين آمين‬


‫اآلنَ وكل أوان وإلى ِ‬
‫ع َجب‬
‫رضعة‪ ،‬فيا له من َ‬
‫ت بتوال و ُم ِ‬
‫ب بال زمان‪ ،‬ولبِث ِ‬
‫ت في زمن خِ لوا من َرجل‪ ،‬االبنَ المولودَ من اآل ِ‬
‫يا والدة َ اإلله! يا من ولد ِ‬
‫مستغرب!‬
‫َ‬

‫**األوديـة الـرابعـة**‬

‫االرمـس‬

‫عكَ ففزعتُ ‪ .‬المجدُ لقُدْرتِكَ يا‬ ‫يا ربّ ! سمِ َع النبي بقُدومِ كَ وأنكَ ُمزمِ ع أن تُولَدَ من البتول‪ ،‬وتظهر للناس‪ ،‬ف َج ِز َ‬
‫ع هاتِفا‪ :‬إنِّي سمعتُ َ‬
‫سما َ‬
‫ربّ !‬

‫طـروبـاريـات‬

‫الجزء األول‬

‫تجاوز ُكل‬
‫ُ‬ ‫ض عـن ِج ْبلتِك‪ْ ،‬‬
‫وإن كنتُ قد خطِ ئتُ وحدي كإنسان بما يَ‬ ‫أيّها الديّانُ العاد ُل المحب البشر! ال ت َغف ِْل عن أعمالِك‪ ،‬وال ت ُ ِ‬
‫عر ْ‬
‫سلطانُ أن ت َغف َِر الخطايا‪.‬‬ ‫إنسان‪ْ .‬‬
‫لكن بما أنكَ رب الك ِّل‪ ،‬فلكَ ال ّ‬

‫العمر ينصر ُم‪ ،‬فانهض ْي‪ .‬الديانُ قريب على األبواب‪ .‬زمانُ‬
‫ُ‬ ‫ولم تستعدّي ِ‪.‬‬
‫ولم تهت ّمي َ‬
‫ب‪َ ،‬‬‫والرحي َل قد قَ ُر َ‬ ‫نفس! ّ‬
‫إن االنقضا َء قد دنا‪ّ ،‬‬ ‫يا ُ‬
‫كالمنام والزهر‪ ،‬فلماذا نضطربُ باطال؟‬
‫ِ‬ ‫الحياةِ يَجري‬

‫أفكاركِ وأفعالَكِ للمسيح‬


‫َ‬ ‫عبَراتِكِ ‪ ،‬وقولِي‬
‫ت َ‬ ‫ناظريْكِ وسُحّي قَ َ‬
‫طرا ِ‬ ‫َ‬ ‫صدرتْ مِ نكِ وأ َ ِ‬
‫حضريها بإزاءِ‬ ‫َ‬ ‫صفح ْي أفعالَكِ الّتى‬
‫نفس! انتبه ْي وت َ‬
‫يا ُ‬
‫بمجاهرة‪ ،‬فتتز ِ ّكي‪.‬‬

‫والعزم والموقِفِ والنّيّ ِة والعمل‪ ،‬بما َ‬


‫لم‬ ‫ِ‬ ‫واجتر ْمتُها أنا‪ ،‬بال َعق ِل والقو ِل‬
‫َ‬ ‫العالم خطيئة وال فعل وال َردا َءة إال‬
‫ِ‬ ‫يصر في‬ ‫أيّها المخلِّص! َ‬
‫لم ِ‬
‫آخر ْ‬
‫قط‪.‬‬ ‫يفعلهُ ُ‬

‫ش ِجبتُ أنا الشقي‪ ،‬من قِبَ ِل ضميري الّذي ال يُو َجدُ َ‬


‫أكثر عنفا منهُ في العالم‪ .‬فيـا أيّها الديّانُ والفادي والعا ِل ُم‬ ‫من ههنا قد أ ُدِنتُ ‪ ،‬من ههنا قد ُ‬
‫صني أنا عبدَك‪.‬‬ ‫الكلّ‪ ،‬أشف ِْق علي‪ ،‬ونجّني و َخ ِلّ ْ‬

‫ي‪ .‬فإن ِشئْ ِ‬


‫ت إذا أن تسيري‬ ‫ي واالرتقاءِ العلم ّ‬
‫صعو ِد العَمل ّ‬ ‫إن السل َم الّتي رآها قديما ال ُمعظ ُم في رؤساءِ اآلباءِ هي رمز ِ‬
‫عن ال ّ‬ ‫نفس ّ‬ ‫يا ُ‬
‫وريّا فتجددي‪.‬‬ ‫ّ‬
‫والعلم وال ِثي ِ‬
‫ِ‬ ‫بالعم ِل‬

‫بالرعاية‪ ،‬مجاهدا خادِما ليتّخِ ذَ المرأَت َين‪.‬‬


‫ظرا للحاجة‪ ،‬وتكبد قَر اللّيل‪ ،‬متحايال كل يوم‪ ،‬خادِما ِ ّ‬
‫هار نَ َ‬
‫حر النّ ِ‬
‫رئيس اآلباءِ صبَ َر على ِ ّ‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫إن‬

‫أن المرأَت َين هما العم ُل والعل ُم بالثّيوريا‪ .‬اما ليا فهي العم ُل بما أنها كثيرة ُ األوالد‪ ،‬وأما راحي ُل فإنها العل ُم بما أنها جزيلة ُ‬
‫نفس ! اعلمي ّ‬
‫يا ُ‬
‫بغير أتعاب ال يتقو ُم ال علم وال عمل‪.‬‬
‫التعب‪ ،‬ألن ِ‬

‫الجزء الثاني‬

‫العظيم في رؤساءِ االباءِ ‪ ،‬لتمتلكي عمال مع علم وتصيري عقال ناظرا الى هللا‪ .‬وت َبلُغي بالثّيوريا الى‬
‫ِ‬ ‫نفس! اسهري وأ َرضي هللاَ مث َل‬ ‫يا ُ‬
‫السّحاب ِة الّتى ال يُ ْد َخ ُل ِإليها‪ ،‬وتصيري تاجرا خطيرا‪.‬‬

‫واضعا بحكمة كلّية األوالدَ‬


‫ِ‬ ‫صعو ِد العملي‬ ‫العظيم في رؤساءِ اآلباءِ ولَدَ رؤسا َء اآلباءِ االثنَي عشر فثبتَ لكِ ُ‬
‫سلما س ِ ِّريّة لل ّ‬ ‫َ‬ ‫نفس! إن‬
‫يا ُ‬
‫مِ ث َل َمراق‪ ،‬والمسالِكَ ك َمصاعد‪.‬‬

‫ت يا شقيّةُ‪،‬‬
‫ت مِ نَ ال َب َرك ِة األبوية‪ ،‬وعُرقِل ِ‬ ‫ّ‬
‫وسقط ِ‬ ‫ت بُكوريّةَ الجما ِل األول مِن ضابطِ َ‬
‫ع ِق ِبكِ ‪،‬‬ ‫من عيسو الممقوتِ‪ ،‬فبع ِ‬‫ت ْ‬ ‫نفس‪ ،‬لقد ُ‬
‫غر ِ‬ ‫يا ُ‬
‫من جهتين‪ :‬المعرفة والعمل‪ .‬فلذلكَ اآلن توبي‪.‬‬

‫ي آدوم الّذي تأويلُهُ حرارة ُ‬ ‫شبق‪ ،‬ألنهُ كان مضروبا دوما بسخون ِة الفِسق‪ُ ،‬متدَنِّسا باللذات‪ .‬ف ُ‬
‫س ِ ّم َ‬ ‫ُعي آدوم ألج ِل إفراطِ ممارستِ ِه ال ّ‬
‫عيسو د َ‬
‫النّ ِ‬
‫فس ال ُمحِ ب ِة الخطيئة ‪.‬‬

‫ت عادمةَ الثّبا ِ‬
‫ت في‬ ‫أيوب تزَ كى جالسا على المِ زبلة‪ ،‬فلَ ْم ت َغاري من رجولته‪ ،‬وال ملَ ْك ِ‬
‫ت ثَباتَ نيّتِه‪ ،‬لك ّنكِ حصل ِ‬ ‫َ‬ ‫ت بأن‬ ‫نفس! قد سمع ِ‬ ‫يا ُ‬
‫عرفتِ ِه وع ِل ْمتِ ِه وجربتِه‪.‬‬
‫كل ما َ‬
‫المنز ِل وفاقِدَ‬
‫ِ‬ ‫الشهير بكَثرةِ األو ِالد حص َل بغتة عاد َِم‬
‫َ‬ ‫والعظيم‬
‫َ‬ ‫صار اآلنَ عاريا ُمقرحا على المِ زبلة‪،‬‬ ‫َ‬ ‫إن الّذي كان بِدءا على الكرسي‬ ‫ّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫احتسب المِ زبلة بالطا والقرو َح لؤْ لؤا‪.‬‬
‫َ‬ ‫األوالد‪ ،‬إذ‬

‫روة َ‬
‫عد َِم الث َ‬ ‫رفير والرتبةَ الملوكيّةَ‪ ،‬اإلنسانَ الجزيلةَ قنيتُهُ وال ّ‬
‫صدّيقَ ال ُم َوق َر بالغنى والمواشي‪ ،‬فُ ِق َر بغتة‪ ،‬و َ‬ ‫ّ‬
‫إن المتسرب َل التا َج والبِ َ‬
‫رف والمملكة‪.‬‬‫َ‬ ‫ّ‬
‫ش‬ ‫وال‬

‫ت محبّة‬
‫النفس الشقيّة‪ ،‬إذ أن ِ‬
‫ُ‬ ‫ت أيّتها‬ ‫كامن ّ‬
‫الطاغية و ُحفُراتِه‪ .‬فأن ِ‬ ‫لم ين ُج من َم ِ‬ ‫أكثر منَ الك ِّل إال أنّه ُ َ‬
‫إن كانَ ذاكَ ُوجدَ صدّيقا وممدوحا َ‬
‫ْ‬
‫ض أن يحل بكِ شيء من األشياءِ غ ِير المأمولة‪.‬‬ ‫عر َ‬
‫للخطيئةِ‪ ،‬ماذا تصنعيَن إذا َ‬

‫لكن بما أنّكَ الطبيبُ الماهر‪ ،‬اش ِف ِهما لي بالتوبة معا‪،‬‬ ‫أيّها المسيح! إنّني قد توسختُ بالجسد‪ ،‬وتدنستُ ّ‬
‫بالروح‪ ،‬وقد تقرحتُ بجملتي‪ْ ،‬‬
‫أوضحني أيّها المخلِّص‪ ،‬أنقى من الثلج‪.‬‬
‫ّ‬ ‫إرحضْني‪ّ ،‬‬
‫ط ِّه ْرني‪ ،‬إغسلني‪ِ ،‬‬

‫ضني ب ِه‪ .‬وأ ْسلَمْتَ‬ ‫عن الك ِّل لما ُ‬


‫صلبت‪ .‬فجسدُكَ منحتَهُ لكي تعيدَ ب ِه ِج ْبلتِي‪ ،‬ود ُمكَ لترح َ‬ ‫أيّها المسي ُح الكلمة! أنتَ بذلتَ جسدَكَ ود َمكَ ِ‬
‫رو َحكَ لكي تُدخِ لَني إلى والدِك‪.‬‬

‫عدْنا الّتي كانتْ ُمغلَقة‪.‬‬


‫األرض لكيما نخلص‪ ،‬وصُلبتَ بإرادتِك على خشبة‪ ،‬وفتحتَ َ‬
‫ِ‬ ‫سطِ‬
‫أيّها الرؤوف! لقد صنعتَ خالصا في َو َ‬
‫والبرايا العُلويّةُ والسفليّةُ واألم ُم قاطِ بة إذ َخلُصوا يسجدونَ لك‪.‬‬

‫وشاربا‬
‫ِ‬ ‫للغفران مشروبا‪ ،‬لكيما أتط ّه َر بكِال األمرين مصطبغا بأقوالكَ ال ُمحيي ِة‬
‫ِ‬ ‫ليص ْر لي الد ُم النابِ ُع ْ‬
‫من جنبِكَ حميما والما ُء القاطِ ُر منهُ‬ ‫ِ‬
‫كص ْبغَ ِة ومشروبْ ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫إياها‬

‫العرس ومن العشاءِ معا‪ .‬ومصباحي قد انطفأ َ بما أنّه عا ِد ُم الزيت‪ .‬وال ُحجرة ُ قد أ ُغ ِلقَتْ في‬
‫ِ‬ ‫أنا عُريان من ُحجر ِة العُرس‪ ،‬و ُم َجرد من‬
‫ُ‬
‫ورجالي‪ ،‬وألقيتُ خارجا‪.‬‬
‫َ‬ ‫يداي‬
‫َ‬ ‫وجهي وأنا راقد‪ ،‬والعشا ُء قَد أُكلَ‪ُ ،‬رب َ‬
‫طتْ‬

‫للعهدين‬
‫ِ‬ ‫عف للغُ ِ‬
‫فران والمعرف ِة رسما‬ ‫فاض لنا منها يَنبوع ُمضا َ‬
‫َ‬ ‫إن الكنيسةَ امتلكَتْ جنبَكَ المتسر ِب َل الحياة َ كأسا الّتي‬
‫أيّها المخلّص! ّ‬
‫ق والجدي ِد معا‪.‬‬
‫العتي ِ‬

‫سيّدُ ت ََرأ ّ ْ‬
‫ف‬ ‫ب قِ ْنيَة ومأكال‪ .‬فأنتَ أيّها ال ّ‬
‫بالمعرفة‪ ،‬لئ َال أصيَر للغري ِ‬
‫ِ‬ ‫لكن ا ْقبَ ْلني بالتّوبة‪ ،‬وادْعنُي‬
‫إن زمانَ حياتي قصير و ُمفعم عناء و ُخ ْبثا‪ِ ،‬‬
‫ّ‬
‫علي ‪.‬‬

‫الرؤوف وحدكَ والدّيّانُ‬


‫ُ‬ ‫الفريسي‪ْ ،‬‬
‫بل بالحري َهبْني أيّها‬ ‫بالكالم اآلن‪ ،‬وقلبي جسور سدى وباطال‪ْ .‬‬
‫لكن ال ت َش ُجبْني م َع ِ ّ‬ ‫ِ‬ ‫أنا متشامِ خ‬
‫حصني معُه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ار‬‫ش‬‫ّ‬ ‫الع‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫تواض‬ ‫العا ِدلُ‪،‬‬

‫ب قنية وماكال‪ .‬فانتَ‬


‫أصير للغَري ِ‬
‫َ‬ ‫لكن اقبلني بالتّوبة وا ْدعُني بالمعرفةِ‪ ،‬لئ َال‬
‫أيّها الر ُؤوف! قد ع ِلمتُ أنني خطئتُ وأهنتُ ِوعا َء بَش ََرتي‪ِ .‬‬
‫ف علي‪.‬‬ ‫ِص ترأ َ ْ‬
‫أيّها المخلّ ُ‬

‫ب قِنية ومأكال‪.‬‬
‫أصير للغري ِ‬
‫َ‬ ‫صرتُ كَصنم بجملتي من ِ ّجسا نفسي باألهواء‪ .‬لكن اقبلني بالتّوبة‪ ،‬وا ْدعُني بالمعرف ِة لئال‬‫أيّها العطوف! إنّني ِ‬
‫ترأف علي ‪.‬‬
‫ْ‬ ‫فأنتَ أيّها المخلّ ُ‬
‫ِص‬

‫ب قِنية ومأكال‪ .‬فأنتَ أيّها‬


‫أصير للغري ِ‬
‫َ‬ ‫بالمعرف ِة لئال‬
‫ِ‬ ‫صوتُكَ ما سمعتُه‪ ،‬وكتابُكَ خالفتُه‪ ،‬أيّها المشترع‪ .‬لكن اقبلني بالتّوبة‪ ،‬وادْعنُي‬
‫ف علي‪.‬‬ ‫المخلِّص‪ ،‬ترأ ْ‬

‫أيّتها البارة ُ ت َشفعي ِ فينا‬

‫مؤازرة الّذينَ ي ِ ّ‬
‫ُكرمونَكِ بإيمان‪ .‬لذلكَ‬ ‫ِ‬ ‫ت من هللاِ بنعمة عظيمة حقا‪،‬‬ ‫ت بالجسد‪ ،‬فح َ‬
‫ظي ِ‬ ‫ت سيرة َ العديمي األجسا ِد وأن ِ‬ ‫سل ْك ِ‬
‫أيّتها البارة! لقد َ‬
‫َ‬
‫ع إليكِ أن تُنقِذينا بطلِباتِكِ مِ ن ك ِّل المِ َحن‪.‬‬
‫نَضْر ُ‬

‫البارة تشفعّي ِ فينا‬


‫أيّتها ّ‬

‫رأس الفضائ ِل بالعم ِل بحال ُمست َع َجبة‪،‬‬


‫نحو ِ‬ ‫لم تُضبَطي منها‪ ،‬بل بادر ِ‬
‫ت بفكر ثاقب َ‬ ‫ت يا مري ُم إلى قاعِ الرذائ ِل القبيحة‪ .‬لكنكِ َ‬‫لقد سقط ِ‬
‫َ‬
‫ت طبيعة المالئكة‪.‬‬ ‫لذلكَ أَذهل ِ‬

‫يا قدّيس هللاِ تشف ْع فينا‬


‫ننجو منَ العُقوبات‪ ،‬نحن‬
‫َ‬ ‫ق سموه‪ ،‬بما أنكَ ماثِل لديه‪ ،‬لكي‬ ‫فخر اآلباء! ال تفت ُ ْر مبت ِهال في صلواتِكَ إلى اإلل ِه الثّالو ِ‬
‫ث الفائِ ِ‬ ‫يا أندراوس َ‬
‫الّذينَ بشوق نَدعوكَ لنا شفيعا إلهيا ‪ ،‬يا جما َل كريت‪.‬‬

‫وح القدُس‪،‬‬
‫والر ِ‬
‫واالبن ّ‬
‫ِ‬ ‫ب‬
‫المجد لآل ِ‬

‫وأن الالهوتَ األحدَ الثّالوثي متساو بالملك والعرش ‪،‬‬


‫غير ممت َِزج‪ّ ،‬‬
‫األشخاص ُ‬
‫ِ‬ ‫غير ُمنقسِم‪ ،‬وفي‬ ‫الجوهر ُ‬
‫ِ‬ ‫أتكل ُم في الهوتكَ أنّكَ في‬
‫العظيم المسبحِ ب ِه في العالءِ بتثليث‪.‬‬
‫ِ‬ ‫نحوكَ بالتّهلي ِل‬
‫ِف َ‬‫وأهت ُ‬

‫دهر الدّاهرين آمين !‬


‫اآلنَ وكل أوان وإلى ِ‬
‫ُ‬
‫حيث يشا ُء اإلله ُ‬ ‫بغير نفاس‪ ،‬ألن‬ ‫ناموس ّ‬
‫الطبيعة‪ ،‬والحشا َولَدَ ِ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫بالطبيعة‪ ،‬فالمولودُ جددَ‬ ‫ت في األمري ِْن معا بتوال‬
‫ت عذرا ُء ولبث ِ‬‫ت وأن ِ‬ ‫ولد ِ‬
‫يُغلَبُ نِظا ُم الطبيعة ألنه ُ يفع ُل ما يشاء‪.‬‬

‫**األودية الخامسة**‬

‫االرمس‬

‫ضارعا‪ ،‬أيّها المحب البشر! فأنِرني‪ ،‬وأر ِشدْني إلى أوامرك‪ ،‬وعلّمني‪ ،‬يا مخلِّص‪ ،‬أن أصن َع ِإرادت َك‪.‬‬
‫ِ‬ ‫منَ اللّي ِل أَدّل ُج‬

‫طـروبـاريـات‬

‫الجزء األول‬

‫ص َل لي ظالما وضبابا حالكـا‪ ،‬لكن بما أنّكَ المخلِّص‪ ،‬أظ ِهرني للنّ ِ‬
‫هار ابنا‪.‬‬ ‫لقد أجزتُ عُمري دائما في اللّيل‪ّ ،‬‬
‫ألن لي َل الخطيئ ِة ح َ‬

‫ي‪ ،‬ودنّستُ َمضجعي كما دنّ َ‬


‫س ذاك مضج َع أبيه‪.‬‬ ‫ضد اإلل ِه العل ّ‬
‫للناموس ِ‬
‫ِ‬ ‫لقد ضاهَيتُ أنا الشقي َر ُؤوبين‪ ،‬فصنعتُ رأْيا متجاوزا ومخالفا‬

‫بيوسف إخوتُهُ‪.‬‬
‫َ‬ ‫أيّها المسي ُح الملك! لكَ اعترف‪ :‬قد خطئتُ إليكَ ثم َخطِ ئْتُ إذ بِ ْعتُ ثمرة َ ّ‬
‫الطهارةِ والعف ِة كما فع َل قديما‬

‫لشرورك‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ت بجملتِكِ‬
‫نفس‪ ،‬بُع ِ‬ ‫عها إخوتُها‪ ،‬ودُفِ َع ذاكَ الحلو للعُبودي ِة رسما ّ‬
‫للرب‪ .‬فأنتِ‪ ،‬يا ُ‬ ‫النّ ُ‬
‫فس البارة ُ با َ‬

‫شريعةَ دائما‪.‬‬ ‫بالوثَبا ِ‬


‫ت البهيميّ ِة متجاوزة ال ّ‬ ‫يوسف الصدّيقَ ذا العق ِل العفيف‪ ،‬وال تصيري فاجرة َ‬
‫َ‬ ‫ضارعي‬
‫ِ‬ ‫شقيّةُ المرذولة‪،‬‬ ‫أيّتها النّ ُ‬
‫فس ال ّ‬

‫نظير ذاك ؟‬
‫َ‬ ‫صار َرسما لدفنِكَ وانبعاثك‪ .‬فأنا إذا‪ ،‬أي شيء أُق ِدّ ُم لكَ‬
‫َ‬ ‫يوسف قد سكنَ ال ُجب وقتا ما إال أنّهُ‬
‫ُ‬ ‫سيّدُ ّ‬
‫والرب! وإن كان‬ ‫أيّها ال ّ‬

‫الجزء الثاني‬

‫الرأْي ِ الفرعوني ال ُمرة ‪.‬‬


‫سرير ِه هاربا مِ ن مكيدةِ ّ‬
‫ِ‬ ‫مواج ِه كَفي‬ ‫تموجا قديما في مياه النّ ِ‬
‫هر وأ ِ‬ ‫ت بسفَطِ موسى أنّهُ كانَ ُم ّ ِ‬
‫نفس! قد سمع ِ‬
‫يا ُ‬

‫ضعي ِ الِحكمةَ مِ ث َل موسى‬ ‫أن القَوا ِب َل كن َيقتلنَ كل طفل ذكر قب َل البلوغِ أي عم ِل العِفة‪ ،‬فأن ِ‬
‫ت ار َ‬ ‫ت وقتا ما ّ‬ ‫النفس ال ّ‬
‫شقية! إذ قد سمع ِ‬ ‫ُ‬ ‫أيّتها‬
‫العظيم ‪.‬‬

‫كيف ت َق ُ‬
‫طنيَن بالتّوب ِة قَ ْف َر األهواء ‪.‬‬ ‫ت قاتِلةَ العق ِل المصري كما فع َل موسى العظيم ‪ .‬فأخ ِبريني ‪ ،‬إذا ‪َ ،‬‬
‫شقية! إنّكِ ما ضرب ِ‬
‫النفس ال ّ‬
‫ُ‬ ‫أيّتها‬

‫س َجة‪.‬‬
‫هور اإلل ِه في ال َعو َ‬
‫ظ ِ‬ ‫نفس ‪ ،‬وشا ِبهي سيرتَهُ لتحصلي على ُمعا َين ِة ُ‬ ‫ّ‬
‫إن موسى ال ُم َعظ َم قطنَ البراري‪ .‬فهل ّم ‪ ،‬يا ُ‬

‫ت أيضا أن تُك ِ ّملي ال َعظائم ‪.‬‬


‫ب اإللهي‪،‬لكي تستطيعي ب ِه أن ِ‬
‫صلي ِ‬ ‫نفس! ماثلي عصا موسى الّتى فلَقتْ البحر‪ ،‬وجمـد ِ‬
‫ت العمق‪ ،‬رسما ُ لل ّ‬ ‫يا ُ‬

‫غش‪ .‬لكن َح ْفنِي وفِ ْن َ‬


‫حاس قدما مِ ثلَكِ هللِ سيرة غريبة دنسة ‪.‬‬ ‫نفس! هارونُ قدم هللِ نارا بال عيب وال ّ‬
‫يا ُ‬

‫غ ِرقَ فرعونُ المر بواسط ِة يانيس و يامبريس ‪ ،‬لكن‬


‫سيّد! إنني قد حصلتُ ثقي َل العزم‪ ،‬وغرقتُ نفسي وجسمي وعقلي كما َ‬
‫أيّها ال ّ‬
‫ا ْعضُدني ‪.‬‬

‫ض حلّةَ َبشَرتي ‪.‬‬ ‫سيّد ‪ :‬مث َل الث ّ ِ‬


‫لج َب ِّي ْ‬ ‫ع َبراتي أيّها ال ّ‬
‫ع إليك بحمِ ِيم َ‬
‫ي‪ ،‬فأتضر ُ‬
‫ين أنا الشق ّ‬ ‫لقد ُج ِب َل عقلي ّ‬
‫بالط ِ‬
‫أيّها المخلِّص! إنّني إذا تصفّحتُ أعمالي‪ ،‬أجدُ أَني قد تجاوزتُ كل إنسان بالخطايا‪ ،‬لكوني قد َخطِ ئْتُ بعقل ومعرفة‪ ،‬ال بجهل وغباوة ‪.‬‬

‫وليس أحد سِواكَ يُو َجد ُ ُخلُ ّوا ْ‬


‫من دنس ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫اهر ّ‬
‫بالطبيع ِة وحدَك ‪،‬‬ ‫ث لي يا ربّ ‪ ،‬إرث لي‪ .‬أنا ِج ْبلَتَكَ ‪َ .‬خطِ ئْتُ ‪ ،‬فاغفُر لي أنتَ ّ‬
‫الط ُ‬ ‫إر ِ‬

‫فيض‬
‫َ‬ ‫ب‪ ،‬إذ َ‬
‫طهرتَ البُرص‪ ،‬وشددتَ المفلوجين‪ ،‬وأوقفتَ‬ ‫أيّها المخلّص! أنتَ الّذي لم ت ْ‬
‫َزل إلها وألجلي ت َصورتَ مِ ثلي‪ ،‬وأريت َني عجائِ َ‬
‫ازف ِة بلَ ِ‬
‫مس ُه ْد ِ‬
‫ب ثوبِك‪.‬‬ ‫دم النّ ِ‬
‫نزيفِ ِ‬

‫ب المسيح‪ ،‬لتُنقَذي مِ نَ الكلوم‪ ،‬وتسمعي منهُ‪ :‬ايمانُكِ خل َ‬


‫صكِ ‪.‬‬ ‫ُدب ثو ِ‬ ‫نازفةَ الدّم‪ ،‬وتقدمي وا ْ‬
‫ضبُطي ه َ‬ ‫ضارعي ِ‬
‫ِ‬ ‫شقيّة!‬ ‫أيّتها النّ ُ‬
‫فس ال ّ‬

‫ُقو َمكِ ‪ ،‬وتسلُكين باستقامة في سبي ِل ّ‬


‫الربّ ‪.‬‬ ‫نفس! غايري المنحنيةَ إلى الحضيض‪ ،‬وتقدمي‪ .‬و ُخ ِ ّري على قد َم ْي يسوع‪ ،‬لي ّ ِ‬
‫يا ُ‬

‫أعطش أيضا‪ ،‬ألنّكَ تُدفِ ُق‬


‫ُ‬ ‫أشرب مِ ث َل السّامرية‪ ،‬وال‬
‫َ‬ ‫ِض لي ينابي َع من جدوالِكَ ّ‬
‫الطاهرة‪ ،‬لكيما‬ ‫سيّد! وإن كنتَ بئْرا عميقة‪ ،‬فأف ْ‬‫أيّها ال ّ‬
‫مجاري الحياة‪.‬‬

‫ظرا عقليّا‪.‬‬ ‫ور الّذي قب َل الد ِ‬


‫ّهور نَ َ‬ ‫وأنظركَ أيّها النّ ُ‬
‫َ‬ ‫فلتص ْر لي دموعي سِلوانا حتّى أغ ِس َل أنا ايضا حدقَتي نفسي‪،‬‬
‫ِ‬ ‫سيّدُ ّ‬
‫والربّ !‬ ‫أيّها ال ّ‬

‫البارة تشفعي فينا‬


‫أيّتها ّ‬

‫أن أحظى بالمج ِد العُ ْلوي ‪.‬‬


‫ت بُغية قصدِك‪ .‬لذلكَ أ ّهِيلني أنا أيضا ْ‬ ‫ت بشوق ال يُقد ُر أيّتها السعيدة ُ ْ‬
‫ألن ت َس ُجدي لعو ِد الحيـاة ‪ ،‬فنل ِ‬ ‫ارتح ِ‬
‫لقد ْ‬

‫البارة تشفعي فينا‬


‫أيّتها ّ‬

‫ِراركِ من لذةِ الجسد‪ .‬فبوسائلِكِ خلّصينا مِ نها ون ِ ّجنا‪.‬‬ ‫سيو َل األ ُ ْردُ ِّن‪ ،‬فصادف ِ‬
‫ت راحة ال يَعقبُها أَلَم بف ِ‬ ‫ت ُ‬
‫البارة! لقد ُجز ِ‬
‫أيّتها ّ‬

‫ّيس هللا ت َشف ْع فينا‬


‫يا قد َ‬

‫الخالص والحياة َ‬
‫َ‬ ‫يا أندراوس الحكيم! بما أنكَ مقدم بالتفضي ِل فيما بيَنَ الرعاة‪ ،‬أتوس ُل إليكَ بشوق وخوف كثير‪ ،‬لكي أنا َل بشفاعاتِكَ‬
‫األبدية ‪.‬‬

‫واالبن والروحِ القدُس‬


‫ِ‬ ‫المجدُ لآل ِ‬
‫ب‬

‫س ْر َمدا ‪.‬‬ ‫ُس‪،‬الجوهر البسي ُ‬


‫ط الفردُ‪،‬المسجودُ لهُ َ‬ ‫ُ‬ ‫والرو ُح القد‬
‫ّ‬ ‫إيّاكَ نُم ِ ّجد‪ ،‬أيّها الث ّ ُ‬
‫الوث اإللهُ األحد‪ :‬قدوس قدوس قدوس أنتَ اآلبُ واالبنُ‬

‫دهر الدّاهِرين آمين!‬


‫اآلنَ وكل أوآن وإلى ِ‬

‫الدهور وأ َتْ َحدَ بذات ِه طبيعةَ البشر ‪.‬‬


‫َ‬ ‫عجْ نَتِي اإللهُ البارئ‬ ‫أيّتها األم البتو ُل الّتى ال َر ُج َل لها‪ .‬البِكر! منكِ ل ِب َ‬
‫س َ‬

‫**االودية السادسة**‬

‫األرمس‬

‫الجحيم الس ْفلَى‪ ،‬وأصعدَ من الفسا ِد حياتي ‪.‬‬


‫ِ‬ ‫فاستجاب لي من‬
‫َ‬ ‫صرختُ من ك ِّل قلبي إلى اإلل ِه الرؤوف‪،‬‬

‫طـروبـاريـات‬

‫الجزء األول‬

‫ت الّتي منَ العم ِ‬


‫ق بهتافِ القلب‪ :‬اللهم ! خطئْتُ إليكَ فاغف ِْر لي ‪.‬‬ ‫ي ّ‬
‫والزفَرا ِ‬ ‫ع عين ّ‬ ‫أيّها المخلِّص! لك ِ ّ‬
‫أقربُ بنقاوة دمو َ‬

‫ث لي ‪.‬‬
‫صميم القلب ‪ :‬ار ِ‬
‫ِ‬ ‫ت عن ربِّكِ مث َل داثان وأبيروم‪ ،‬فلئ َال تبتل َعكِ هاويةُ االرض‪ ،‬اصرخي من‬
‫نفس ! قد جنح ِ‬
‫يا ُ‬

‫شِباكِ مجنحة بالعم ِل والعق ِل وال ِث ّيوريّا‪.‬‬


‫عمركِ كالغزال من ال ّ‬
‫َ‬ ‫سلِّمي‬
‫ت مث َل عجلة شاردة‪ .‬ف َ‬
‫أفرام وصر ِ‬
‫َ‬ ‫ت‬
‫نفس ! قد شابه ِ‬
‫يا ُ‬

‫ط ِّه َرها‪ ،‬فال تيأَسي من ذاتِكِ ولو ا ْنبرص ِ‬


‫ت‪.‬‬ ‫سِيرة َ المنبرصةَ ويُ َ‬
‫ض ال ّ‬
‫يقتدر هللاُ أن يُب ِيّ َ‬
‫ُ‬ ‫كيف‬
‫نفس! إن يدَ موسى ثبت َت لنا َ‬
‫يا ُ‬

‫الجزء الثاني‬
‫األحمر للمصريين ونُخب ِة قُوا ِدهِم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫البحر‬
‫ِ‬ ‫وغمرتْني بغتة كما جرى في‬
‫َ‬ ‫أيّها المخلِّص! إن أموا َج زالّتي قد تراكمتْ عل ّ‬
‫ي‬

‫نهم األهواءِ ال ُمحب اللذة َ على ِّ‬


‫المن اإللهي‪.‬‬ ‫ت َ‬ ‫بعدم تمييز فضّل ِ‬
‫ِ‬ ‫كر كمث ِل إسرائي َل قديما‪ .‬ألنكِ‬
‫العديم الش ِ‬
‫َ‬ ‫العزم‬
‫َ‬ ‫ت‬
‫حوي ِ‬
‫نفس! قد َ‬
‫يا ُ‬

‫كور في القَ ِ‬
‫فر قديما‪.‬‬ ‫ب غ ِير الش ِ‬
‫عام السماوي كمث ِل ذاكَ الشع ِ‬ ‫عام المصري على ّ‬
‫الط ِ‬ ‫ّ‬
‫والط َ‬ ‫والقدور‬
‫َ‬ ‫اللحوم الخِ ْن ِزيريّةَ‬
‫َ‬ ‫ت‬
‫نفس! لقد فضّل ِ‬
‫يا ُ‬

‫نهر الحكم ِة ككأْس َيس ُكبُ مجاري التّكل ِم في الالهوت ‪.‬‬


‫صخر ِة الّتي منها ُ‬ ‫آبار التّصورا ِ‬
‫ت الكنعانية على ينبوعِ ال ّ‬ ‫ت َ‬ ‫نفس! لقد فضل ِ‬
‫يا ُ‬

‫مشروب‬
‫َ‬ ‫ف منه ُ كافة‬ ‫فصو َر راسما بذلكَ جنبَكَ المحيي الّذي ِ‬
‫نغتر ُ‬ ‫ّ‬ ‫صخرة َ بالعصا سبقَ‬
‫ضرب ال ّ‬
‫َ‬ ‫أيّها المخلِّص! ّ‬
‫إن موسى خاد َمكَ ُمذ‬
‫الحياة ‪.‬‬

‫ب الشريع ِة الحسنة‪.‬‬
‫بموج ِ‬
‫ِ‬ ‫بن نون‪ ،‬وا ْق ُ‬
‫طني فيها‬ ‫ع ِ‬‫ث أيما هي كمث ِل يشو َ‬
‫أرض الميرا ِ‬
‫َ‬ ‫نفس! فتِّشي و ُج ّ‬
‫سِي‬ ‫يا ُ‬

‫األفكار الخداعة دائما ‪.‬‬


‫َ‬ ‫ع عماليقَ ‪ .‬واغلبي الجبعون ِّيينَ أعني‬
‫حارب يشو ُ‬
‫َ‬ ‫نفس! ا ْنهضي وحاربي أهوا َء ال َبشَر ِة كما‬
‫يا ُ‬

‫أرض الميعاد‪ .‬هكذا يأ ْ ُم ُر هللا ‪.‬‬


‫َ‬ ‫مان السائلةَ كالسفين ِة قديما وا ْملُكي‬
‫نفس ! جوزي طبيعةَ الز ِ‬
‫يا ُ‬

‫ق الخطيئ ِة أَص ِعدْني ‪.‬‬


‫الوحش‪ ،‬ومن عم ِ‬
‫ِ‬ ‫بطرس إذ هتف‪ :‬باد ِْر إلي وخلِّصني‪ ،‬هكذا ا ْمدُ ْد يدَك‪ ،‬ون ِ ّجني منَ‬
‫َ‬ ‫أيّها المخلِّص! كما خلصتَ‬

‫اليأس وم ِْن أقصى أعما ِ‬


‫ق الخطيئة ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫سيّد! قد عرفتُكَ ميناء صاحيا ‪ ،‬فباد ِْر ونجّني منَ‬
‫أيّها المسي ُح ال ّ‬

‫أيّها المخلِّص! أنا هو الدِّره ُم ال َملَكي الّذي أضعتَهُ قديما‪ .‬فأَضى ْء سِرا َجـكَ ‪ ،‬أيّها اإللهُ الكلمـة‪ ،‬أعني سـابِقَك ‪ ،‬واطلُبْ صورتَكَ لتجدَها‪.‬‬

‫أيّتها البارة تشفعي فينا‬

‫سعير األهواءِ الملتهب ِة بالنفس‪ .‬فبها امنحيني نعمة أنا عبدَك‪.‬‬


‫َ‬ ‫ّوام مجاري الدموعِ لتُط ِفئِ ْي‬
‫ت على الد ِ‬
‫يا مريم! لقد أفض ِ‬

‫أيّتها البارة تشفعي فينا‬

‫عدم الهوى السماوي بسيرتِكِ العالي ِة على األرض‪ .‬فلذلك‪ ،‬توسلّي من أج ِل مـادحيكِ لكي ينجوا من األهواءِ‬
‫َ‬ ‫ت‬
‫أيّتها األ ّم! لق ِد امتلك ِ‬
‫بشفاعتكِ ‪.‬‬

‫تشفع فينا‬
‫ْ‬ ‫قديس هللا‬
‫َ‬ ‫يا‬

‫فأبادر إليكَ وأصر ُخ اجْ تذبْني من عُم ِ‬


‫ق الخطيئة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الشريف أندراوس‪ ،‬إذ قد عرفتُكَ راعيا ومتقدّما لكريت‪ ،‬وشفيعا للمسكونةِ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫أيّها األبُ‬

‫المجدُ لآلب واالبن ّ‬


‫والروح القدُس‬

‫متجزىء‪ُ ،‬م ْنقَسم في األشخاص وا َحد متحد في ّ‬


‫الطبيعة ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫غير‬
‫القدس اإللهي يقول‪ :‬إنني ثالوث بسيط ُ‬
‫َ‬ ‫اآلب واالبنَ والرو َح‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫إن‬

‫دهر الداهرين آمين‪.‬‬


‫اآلن وكل أوان وإلى ِ‬

‫خالق ال ُك ِّل تضرعي إليه لنتزكى بشفاعتكِ ‪.‬‬


‫ُ‬ ‫إن حشاكِ ولَدَ لنا إلها متصورا مثلَنا ‪ .‬فبما أنهُ‬
‫يا والدة َ اإلله! ّ‬

‫قنداق‬

‫باللحن السادس‬

‫الحاضر‬
‫ُ‬ ‫يترأف عليكِ المسي ُح اإللهُ‬
‫َ‬ ‫ت مزمعة أن تنزعجي‪ .‬فا ْنتبهي لكي‬ ‫ض ْي لماذا ترقُدين؟ فقد قَ ُر َ‬
‫ب االنقضاء‪ ،‬وأن ِ‬ ‫نفس! ان َه ِ‬
‫نفس يا ُ‬‫يا ُ‬
‫في ك ِّل مكان‪ ،‬والمالى ُء الك ّل‪.‬‬

‫**االودية السابعة**‬

‫االرمس‬

‫قد خطِ ئنا وأثمنا‪ ،‬وظلَ ْمنا أمامكَ ‪ ،‬وما حفِظنا‪ ،‬وال صن ْعنا كما أمرت َنا‪ ،‬لكن ال ت ُ ْس ِل ْمنا حتّى الغاية‪ ،‬يا إلهَ آبائنا‪.‬‬
‫طروباريات‬

‫الجزء األول‬

‫قد خطئتُ وأذنبتُ وخالفتُ وصيتكَ ‪ ،‬ألنّني تمادَيتُ في الخطـايا‪ ،‬وأضفت إلى قروحي كلومـا‪ .‬لكن‪ ،‬بما أنّكَ ُمتحنِّن‪ ،‬ارحمني‪ ،‬يا إله‬
‫آبائنا‪.‬‬

‫ص ِغ اآلن لدينونتي‪ .‬وبما أنّكَ ُمتحنِّن ارحمني ‪ ،‬يا إلهَ آبائِنا‪.‬‬


‫فانظر لمذلتي وشاه ْد حزني‪ ،‬وا ْ‬
‫ْ‬ ‫أعترف بخفايا قلبي‪.‬‬
‫ُ‬ ‫يا ديّاني! لك‬

‫ضلي شهواتِكِ‬ ‫حمير أبيهِ‪ ،‬وجدَ مملكة ليُنادَى ب ِه َملكا عليها ُخلُوا مِ ن تَقَصد‪ .‬لكن ان ُ‬
‫ظري لئ َال تُف ِ ّ‬ ‫َ‬ ‫ع وقتا ما‬ ‫نفس! ّ‬
‫إن شاولَ‪ ،‬لما أضا َ‬ ‫يا ُ‬
‫دون أن تشعري بذلك‪.‬‬ ‫َ‬
‫البهيميّة على ُملكِ المسيح من ِ‬

‫ت مريضة بما هو أثق ُل‬ ‫بسهم الفِسق‪ ،‬و ُ‬


‫ط ِعنَ بحرب ِة جريرةِ الفَتْكِ ‪ ،‬لكن أن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ئ مضاعفا إذ ُر ِشقَ‬
‫أب اإلله‪ ،‬وإن كان َخطِ َ‬
‫إن داوودَ َ‬‫نفس! ّ‬
‫يا ُ‬
‫َ‬
‫بوثبات نيتِك ‪.‬‬‫األفعال‪َ ،‬‬

‫شرا من ذلك‪ ،‬ولم‬


‫ت ّ‬‫نفس‪ ،‬صنع ِ‬ ‫وللحين أوض َح التّوبةَ مضاعفة‪ْ .‬‬
‫لكن أنتِ‪ ،‬يا ُ‬ ‫ِ‬ ‫إن داوودَ وقتا ما أقرنَ بإثم ِه إثما‪ .‬إذ مز َج ِ ّ‬
‫الزنى بالقتل‪،‬‬ ‫ّ‬
‫تتوبي إلى هللا ‪.‬‬

‫وكتب تسبيحا َك ِفي صورة‪ ،‬ليوبِّ َخ ب ِه العم َل الّذي عمِلهُ هاتفا‪ :‬ارح ْمني‪ ،‬ألنّي إليكَ وحدَكَ خطئتُ ‪ .‬أنتَ‬
‫َ‬ ‫انتصب كعمود‪،‬‬
‫َ‬ ‫إن داوودَ وقتا ما‬ ‫ّ‬
‫إلهُ الك ِّل ف َ‬
‫ط ِّه ْرني‪.‬‬

‫الجزء الثاني‬

‫تجاسره‪،‬‬
‫ِ‬ ‫نفس من‬ ‫سخ ُ‬
‫ط هللا‪ .‬فاهربي يا ُ‬ ‫ل ّما كانَ التّابوتُ يُسي ُر على َمحْ َملِه‪ .‬وإذ تهج َّم زانُ ذاكَ ول َمس العج َل فقط‪ ،‬لما سق َ‬
‫ط‪ ،‬ح ّل ب ِه ُ‬
‫ت جيّدا ‪.‬‬‫ووقِّري اإللهيا ِ‬

‫ت أعمالَهُ الدّنسةَ الّتى أهانَ بها مضج َع داوودَ أبي ِه‪ِ .‬إال أنّكِ ضارع ِ‬
‫ت‬ ‫ت كيف انتصب أبيشالوم ضدّ ّ‬
‫الطبيعة‪ .‬وقد عرف ِ‬ ‫نفس! قد سمع ِ‬‫يا ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َوثَباتِ ِه األهوائيّة المحبّة اللذات‪.‬‬

‫ت في آرائِه‪ .‬لكن المسي َح شتت َها لت َخلُصي‬ ‫غير المستعبَدة‪ ،‬لبَشَرتِكِ ‪ ،‬ألنّكِ َوجد ِ‬
‫ت العدو أشيطوفا َل آخر‪ ،‬فدخل ِ‬ ‫َ‬ ‫ت رتبتَكِ‬
‫نفس! لقد أخضع ِ‬
‫يا ُ‬
‫ت أكيدا‪.‬‬
‫أن ِ‬

‫العجيب المملو َء نعمة وحكمة‪،‬لما صن َع وقتا ما شرا قد َّام هللا ابتعدَ منهُ‪ ،‬الّذي قد شابهتِ ِه يا ُ‬
‫نفس بسيرتِكِ المنبوذةِ جدا ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫إن سليمانَ ذاك‬

‫عن هللا‪ ،‬الّذي ماثلتِ ِه يا ُ‬


‫نفس‪،‬‬ ‫صار هائما بالنّساءِ ّ‬
‫الزواني مغتربا ِ‬ ‫َ‬ ‫ت أهوائِ ِه تدنس‪َ .‬و ْي ِل ْي! ّ‬
‫إن عاشقَ الحكم ِة‬ ‫سليمان‪ ،‬لما اجت ُ َ‬
‫ذب بلذا ِ‬
‫ت القبيحة‪.‬‬‫بعقلِكِ ‪ ،‬باللّذا ِ‬

‫لكن اهربي من ُمضارعتِهما‪ ،‬واهتفي إلى‬ ‫أي األبوي ومعهُ يربعا ُم العبدُ ّ‬
‫الردي ُء العاصي‪ِ .‬‬ ‫الر َ‬
‫خالف ّ‬
‫َ‬ ‫حبعام الّذي‬
‫َ‬ ‫ت من َر‬ ‫غر ِ‬ ‫نفس! لقد ُ‬
‫يا ُ‬
‫ي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫عل‬ ‫ف‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أ‬‫فتر‬ ‫خطئتُ‬ ‫هللا‪:‬‬

‫ق قل ِبكِ‬
‫لألوساخ البشريّة‪ ،‬وإناء قبيحا لألهواء‪ ،‬لكن تنهدي من عُم ِ‬
‫ِ‬ ‫ت موطِ نا‬
‫آخاب في األدناس‪َ .‬و ْيحِ ْي! وصر ِ‬
‫َ‬ ‫ت من‬‫غر ِ‬ ‫نفس! لقد ُ‬
‫يا ُ‬
‫وقولي هللِ خطاياكِ ‪.‬‬

‫نفس‪ ،‬من ُمضارع ِة‬


‫لكن اهربي‪ ،‬يا ُ‬ ‫إن إيليا وقتا ما أحرقَ المئةَ رجل المنسوبينَ إلى إيزابل‪ ،‬عندما أبادَ كهنةَ الخزي ِ لتبكي ِ‬
‫ت آخاب‪ِ ،‬‬ ‫ّ‬
‫َ‬
‫وتقوي وتأيدي ‪.‬‬
‫الفريقيَن ّ‬

‫ارفِيّة‬
‫آخاب وقتا ما‪ .‬لكن شابهي الص ِ‬
‫َ‬ ‫ع اإلله لما لم تُذعني لقو ِل إيليا التسبيتي‪ ،‬مث َل‬ ‫نفس ! لقد أ ُ ْغ ِلقَ ِ‬
‫ت السّماء في وج ِهك‪ ،‬ودَهمكِ جو ُ‬ ‫يا ُ‬
‫ي‪.‬‬ ‫وغ ِذّي َ‬
‫نفس نب ّ‬

‫المغضبة‪ .‬لكن‪ ،‬غاري من توبتِ ِه بحرارة‪،‬‬


‫ِ‬ ‫ت منَ األفعا ِل‬
‫ت األهوا َء كرذائل‪ ،‬وأكثر ِ‬
‫أوزار منسى‪ ،‬ونصب ِ‬
‫َ‬ ‫ت بعزمِ كِ‬
‫نفس ! لقد جمع ِ‬
‫يا ُ‬
‫ع دائما‪.‬‬
‫َ‬ ‫الخشو‬ ‫وامتلكي‬

‫ف على ِج ْبلتِكَ أيّها‬


‫ترأ ْ‬
‫آخر على األرض‪ .‬لكن َ‬ ‫قربُ أقوالي كدمـع! خطئتُ بما لم تخطأ ْ ب ِه ّ‬
‫الزانية‪ ،‬وأثمتُ بما لم يجتر ْمه ُ ُ‬ ‫لكَ أسجـدُ وأ ُ ِ ّ‬
‫الرب وادعنُي راحما‪.‬‬ ‫ّ‬
‫أيّها المخلِّص! لقد طمرتُ صورت َك‪ ،‬ونقضتُ وصيّت َك‪ ،‬واسود كل جمالي‪ .‬ومصباحي انطفأ َ باألهواء‪ .‬لكن برأفتِكَ امنحني البهجة‪ ،‬كما‬
‫يُر ِت ّ ُل داوود‪.‬‬

‫نفس! ارجعي‪ ،‬وتوبي‪ ،‬واكشِفي المكتومات‪ ،‬وقولي هللِ العارفِ كل شيء‪ :‬أيّها المخلِّص‪ ،‬أنتَ وحدَكَ ت ْعل ُم خفاياي‪ .‬لكن أنتَ ارحمني‬ ‫يا ُ‬
‫نظير رحمتِك‪ ،‬كما ير ِت ّ ُل داوود ‪.‬‬
‫َ‬

‫نفس‪ ،‬سوى إل ِه‬ ‫أذرف الدم َع كحزقيا على فراشي‪ ،‬لتُزادَ ُ‬


‫سنُو حياتي‪ .‬لكن أي إشعيا َء سيقف بكِ ‪ ،‬يا ُ‬ ‫ُ‬ ‫إن أيامي قد فنيتْ ك ُح ْل ِم يقَظة‪ .‬لذلك‬
‫ّ‬
‫الكلّ؟‬

‫أيّتها البارة تشفعي فينا‬

‫ب السّقطة‪ .‬لكن ا ْمنحيني اآلنَ‬


‫ت العدو المسبِّ َ‬
‫ت جنون األهواءِ العنيف ِة المزعج ِة بشدة‪ ،‬وأخزي ِ‬ ‫ت نحو أ ِ ّم اإلل ِه ّ‬
‫الطاهرة‪ ،‬فالشَي ِ‬ ‫ت فهتف ِ‬
‫تقدم ِ‬
‫األحزان والنوائب‪.‬‬
‫ِ‬ ‫أنا عبدَكِ معونة في‬

‫أيّتها البارة ُ تشفعِّي فينا‬

‫العطوف وحدهُ‪ .‬لذلكَ‬


‫ُ‬ ‫نحوهُ‪ ،‬هو أوجدَ لكِ التوبة‪ ،‬ومنحكِ إياها‪ ،‬بما أنّهُ اإللهُ‬
‫ت َ‬ ‫ت بهِ‪ ،‬وجنح ِ‬
‫أثرهُ‪ ،‬وارتضي ِ‬
‫ت َ‬ ‫إن ا ّلذي اقتفي ِ‬
‫أيّتها األم! ّ‬
‫اآلالم والمحن‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ننجو من‬
‫َ‬ ‫توسلي إليه بغيِر فتور‪ ،‬لكي‬

‫ّيس هللاِ تشف ْع فينا‬


‫يا قد َ‬
‫وحو ْ‬
‫طني بالخوفِ اإللهي‪ ،‬وامنحني التّوبة‪ ،‬وأنق ْذني من فُخاخِ‬ ‫ِّ‬ ‫أيّها األبُ أندراوس! أتوس ُل إليك‪ :‬ث ِبّتْني بشفاعاتِكَ على صخرةِ اإليمان‪،‬‬
‫األعداءِ الطالبينَ هالكي‪.‬‬

‫وح القدُس ‪.‬‬


‫والر ِ‬
‫واالبن ّ‬
‫ِ‬ ‫المجدُ لآل ِ‬
‫ب‬

‫غير المنقسم‪ ،‬الوحدانيّةُ القدوسةُ المتساويةُ الجوهر‪ ،‬اإللهُ الث ّ ُ‬


‫الوث المسب ُح كَنور وأنوار وقدوس أحد وثالثة! فسبّحي‬ ‫ط ُ‬ ‫الوث البسي ُ‬
‫أيّها الث ّ ُ‬
‫ّ‬
‫نفس ‪ ،‬ومجّدي إلهَ الك ِّل الذي هو حياة وحيوات‪.‬‬
‫يا ُ‬

‫دهر الداهرين آمين‬


‫اآلنَ وكل أوان وإلى ِ‬

‫ت نحن األرضيين‪.‬‬
‫ت لنا السّماويّا ِ‬
‫غير المنقسم ابنا وإلها‪ ،‬ففتح ِ‬
‫ث َ‬ ‫ت أحدَ الثّالو ِ‬
‫يا والدة َ اإلله! نس ِبّحُكِ ‪ ،‬ونبار ُككِ ‪ ،‬ونسجدُ لكِ ‪ ،‬ألنّكِ َولد ِ‬

‫**االودية الثامنة**‬

‫األرمس‬

‫جميع‬
‫ِ‬ ‫سِيرافيم‪ ،‬وارفعوهُ إلى‬ ‫أيّتها الخليقة‪ ،‬م َع ك ِّل نسمة‪ ،‬سبِّحوا وباركوا الّذي تم ّجدُه أجنادُ السّموات‪ ،‬وترتعبُ منهُ ال ّ‬
‫شِيروبيم وال ّ‬
‫األدهار ‪.‬‬

‫طروباريات‬

‫الجزء األول‬

‫ف علي‪ ،‬صارخا‪ :‬إليكَ وحدَكَ خطِ ئتُ وأثِمتُ فارحمني‬


‫الرجعة‪ ،‬واقبلني تائبا وترأ ْ‬ ‫أيّها المخلّص! قد خطِ ئتُ فارحمني‪ .‬أن ِه ْ‬
‫ض عقلي إلى ِ ّ‬
‫وخلصني‪.‬‬

‫نفس‪ ،‬ارتقا َءهُ‪.‬‬


‫عن األرضيّات‪ .‬فتصوري إذا‪ ،‬يا ُ‬
‫اكب على المركب ِة اعتلى فوقَ مركب ِة الفضائ ِل وقتا ما‪ ،‬فحص َل متساميا ِ‬
‫الر َ‬ ‫ّ‬
‫إن إيليّا ّ‬

‫نفس‪ ،‬لم تساهمي في هذ ِه النّعم ِة بسب ِ‬


‫ب ش َبقِك‪.‬‬ ‫شاح إيل ّيا بواسط ِة أليشع‪ .‬فأنتِ‪ ،‬يا ُ‬ ‫ّ‬
‫األردن‪ ،‬وقتا ما‪ ،‬قد وقف ههنا وهنا من ِو ِ‬ ‫جري‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫إن‬

‫نفس لم تساهمي في هذ ِه النِّعم ِة بسب ِ‬


‫ب شبَقِك ‪.‬‬ ‫ت يا ُ‬ ‫إن اليش َع‪ ،‬لما اقتبل وقتـا ما ِوشا َح إيليّا‪ ،‬أخذَ منَ ّ‬
‫الربّ ِ نعمة ُمضاعفة‪ ،‬فأن ِ‬ ‫ّ‬
‫الخدر‬
‫ِ‬ ‫خار َج‬ ‫عابر سبيل‪ .‬فلذلكَ ست ُ َ‬
‫طرحيَن ِ‬ ‫َ‬ ‫ت غريبا وال‬
‫ت ما آوي ِ‬
‫صدّيقَ بعزم صالح‪ .‬وأن ِ‬ ‫إن الصومانيّةَ وقتا ما أضاف ِ‬
‫ت ال ّ‬ ‫نفس ! ّ‬
‫يا ُ‬
‫نائحة‪.‬‬

‫نار َجهنم‬ ‫ض ِة ولو في ال ّ‬


‫شيخوخة‪ ،‬واهربي من ِ‬ ‫ّنس كل حين‪ .‬فاطرحي محبتَه ُ للف ّ‬
‫ت جيحزي بعزمِ ِه الد ِ‬ ‫النفس ال ّ‬
‫شقيّة! لقد ضارع ِ‬ ‫ُ‬ ‫أيّتها‬
‫شرورك ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫عن‬ ‫ع‬
‫ِكِ‬ ‫بإقال‬

‫الجزء الثاني‬

‫ت فيهِ‪،‬‬ ‫صهُ فيكِ مضاعفا‪ ،‬ألنكِ تفتكرينَ أفكارا َ‬


‫غير الئقة‪ ،‬وتصنعيَن المآثم‪ ،‬فغادري ما أن ِ‬ ‫ت بَ َر َ‬
‫فحوي ِ‬
‫ت من عوزيّا‪َ ،‬‬‫غر ِ‬ ‫نفس! إنكِ ُ‬
‫يا ُ‬
‫نحو التّوبة ‪.‬‬
‫َ‬ ‫وبادري‬

‫ت أشد غباوة من ك ِّل الّذينَ خطئوا قب َل‬


‫والرما ِد فلم تشابهي ِهم‪ ،‬بل ظهر ِ‬
‫ّ‬ ‫سوح‬
‫ِ‬ ‫ت بأه ِل نينوى أنّهم تابوا إلى هللاِ بال ُم‬
‫نفس! قد سمع ِ‬‫يا ُ‬
‫النّ ِ‬
‫اموس وبعدَ الناموس‪.‬‬

‫أن إرمياء‪ ،‬إ ْذ كانَ في جُبّ ِ الحمأةِ كانَ يهت ُ‬


‫ِف نائحا على مدين ِة صهيونَ ملتمسا الدّموع‪ .‬فشابهي سيرتَهُ النحيبيّةَ‬ ‫ت ّ‬‫نفس! قد سمع ِ‬
‫يا ُ‬
‫فتخلُصي‪.‬‬

‫نفس‪ ،‬لئ َال تُك ِذّبي‬


‫ت هللا‪ .‬فغاري منهُ إذا يا ُ‬
‫عرف تحننا ِ‬
‫َ‬ ‫هرب إلى ترسيس‪ ،‬ألنّهُ إذ كانَ نبيا‬
‫َ‬ ‫ف ِرجعةَ أه ِل نينوى‬
‫فعر َ‬ ‫ّ‬
‫إن يونانَ لما سبقَ َ‬
‫النبوة‪.‬‬

‫باإليمان‬
‫ِ‬ ‫ت الفتيانَ الذين كانوا صُحْ بةَ عازاريا كيف أطفأوا‬ ‫ت كيف دانيا ُل سد أفواهَ ال ّ‬
‫سِباع إذ كانَ في الجُبّ ِ‪ ،‬وقد عرف ِ‬ ‫سمِع ِ‬
‫نفس! قد َ‬
‫يا ُ‬
‫المضطرم جدا‪.‬‬
‫ِ‬ ‫األتون‬
‫ِ‬ ‫سعير‬
‫َ‬

‫صدّيقيَن المحبوبة من هللا‪ ،‬وفُ ّري هربا من خطايا‬


‫ق نموذجا‪ .‬فماثلي أعما َل ال ّ‬
‫أخبار العه ِد العتي ِ‬
‫ِ‬ ‫نفس! ها قد أحضرتُ لكِ جميع‬
‫ُ‬ ‫يا‬
‫األشرار أيضا ‪.‬‬
‫ِ‬

‫واغفر لي قب َل النّهاي ِة بواسط ِة‬


‫ْ‬ ‫ّ‬
‫بحق‪.‬‬ ‫المنتظر أن أت َكبدَ ُه في الدّينون ِة‬
‫ِ‬ ‫أيّها المخلّص! الدّيّانُ العادل! ارحمني ونجنّي من النّ ِ‬
‫ار والوعي ِد‬
‫التّوب ِة والفضيلة‪.‬‬

‫أذرف‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫وكالزاني ِة‬ ‫اعف عنّي‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ار أصر ُخ‪:‬‬
‫ش ِ‬‫ونظير الع ّ‬
‫َ‬ ‫بطرس أبكي بمرارة‪.‬‬
‫َ‬ ‫نحوكَ مث َل ال ّلص‪ :‬اذكرني‪ .‬ومث َل‬ ‫ِف َ‬ ‫أيّها المخلِّص! أهت ُ‬
‫انتحاب الكَنعانية‪.‬‬
‫َ‬ ‫الدّمع‪ ،‬فا ْقب ِل انتحابي كما قبلتَ وقتا ما‬

‫ض ْع لي َمرهما وخمرا وزيتا الّتي هي أفعا ُل التوبة‪ .‬وهَبْ لي تخشعا م َع‬ ‫أيّها المخلِّص! اشفِ انحال َل نفسي الذّليلة‪ .‬أيّها ّ‬
‫الطبيبُ وحدَك‪َ ،‬‬
‫دموع ‪.‬‬

‫مريم ومرثا على لَعازر‪.‬‬


‫َ‬ ‫نظير‬
‫َ‬ ‫دب مث َل نازف ِة الدّم‪ .‬أبكي‬ ‫وأهتف‪ :‬يا ابنَ داوودَ ارحمني‪ .‬أ َ ُ‬
‫لمس ال ُه َ‬ ‫ُ‬ ‫إنّني أتشبهُ بالكنعانية‬

‫ع طالبا‬ ‫نحوكَ مث َل الزاني ِة الملتمس ِة الرحمة‪ ،‬وأ ُ ّ‬


‫قربُ لكَ التضر َ‬ ‫وأهتف َ‬
‫ُ‬ ‫أيّها المخلِّص! قارورة ُ دموعي أسكبُها على رأسِكَ مث َل طيب‪،‬‬
‫أن أنا َل مغفرة‪.‬‬

‫أيّها المخلِّص! وإن كانَ لم يَخطأ أحد كما خطئتُ أنا نحوك‪ ،‬لكن اقبلني تائبا بورع‪ ،‬وهاتفا بشوق‪ :‬إليكَ وحدَكَ خطِ ئتُ وأثِمت‪ ،‬فارحمني‬
‫‪.‬‬

‫الخروف الضالّ‪ ،‬إذ قد تا َه‪ .‬واختطِ ْفهُ منَ الذّئب‪ .‬واجعلني خروفا في ِ‬
‫صير ِة أغنامك‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ث لجبلتك‪ .‬أُطلبْ ‪ ،‬كراع‪،‬‬
‫أيّها المخلص! ار ِ‬

‫حيث أَت ُونُ ال ّن ِ‬


‫ار يتأج ُج سعيُره‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫أيّها المسي ُح المتحنِّن! إذا ما جلستَ ديانا شفوقا وأوضحتَ مجدَكَ المرهوب‪ ،‬فيالهُ من خوف حينئذ‪،‬‬
‫نبركَ ال َمخوف ‪.‬‬ ‫والكل يرتعدونَ ْ‬
‫من مِ ِ‬

‫أيّتها البارة ُ تشفعِّي فينا‪.‬‬

‫الروح‪ ،‬أضيئي الّذين بإيمان‬ ‫ور األهـواء‪ .‬فلذلك يا مريم‪ ،‬بما أنّكِ تألأل ِ‬
‫ت بنعم ِة ّ‬ ‫إن أُم النّ ِ‬
‫ور الّذي ال يغيبُ ‪ ،‬أنارتْكِ وأطلقتْكِ من دَ ْي ُج ِ‬ ‫ّ‬
‫يك َّرمونَكِ ‪.‬‬

‫أيّتها البارة تشفعِّي فينا ‪.‬‬


‫ي‪ ،‬لما شاهدَ فيكِ عجبا غريبا انذهلَ‪ ،‬ألنّهُ عاينَ مالكا بجسم‪ ،‬فامتأل َ ب ُجملتِ ِه اندهاشا‪ ،‬مسبِّحا المسي َح إلى‬
‫زوسيماس اإلله ّ‬
‫ُ‬ ‫أيّتها األُم!‬
‫االدهار‪.‬‬

‫ّيس هللاِ تشف ْع فينا‬


‫يا قد َ‬

‫ت خطاياي‪ ،‬أيّها‬
‫الربّ ‪ ،‬تشف ْع بي‪ ،‬لكي أنا َل بوسائلِكَ حل ِرباطا ِ‬ ‫ع إليك‪ ،‬بما ّ‬
‫أن لكَ دالة عندَ ّ‬ ‫شرف كريت! أتضر ُ‬
‫َ‬ ‫الموقر‪،‬‬
‫أندراوس َ‬
‫ُ‬ ‫يا‬
‫فخر األبرار‪.‬‬ ‫ّ‬
‫المع ِل ُم َ‬

‫والرو َح القدُس‬
‫ّ‬ ‫اآلب واالبنَ‬
‫َ‬ ‫نُ ِ‬
‫باركُ‬

‫المعزي المستقي ُم الصالح‪ ،‬يا والدَ اإلله الكلمة‪ ،‬يا كلمةَ اآل ِ‬
‫ب األزلي‪ ،‬أيّها‬ ‫ّ‬ ‫أيّهااآلبُ األزلّي واالبنُ المساوي لهُ في عدم االبتداء‪ّ ،‬‬
‫والرو ُح‬
‫الرو ُح الحي الخالق‪ ،‬أيّها الث ّ ُ‬
‫الوث األحدُ ارحمني ! ‪.‬‬ ‫ّ‬

‫دهر الدّاهِرين آمين ‪.‬‬ ‫ّ‬


‫اآلن وكل أوان وإلى ِ‬

‫صبغ ِة ُحلّة ملوكيّة‪ .‬فلذلكَ ‪ ،‬بما أنّكِ والدة ُ‬


‫إن بِرفيرة َ ِعمانوئيل العقليّةَ الّتي هي البَشَرة ُ نُ ِس َجتْ في أحشائِكِ باطنا كمِ ْن ِ‬ ‫أيّتها ّ‬
‫الطاهرة! ّ‬
‫نكر ُمكِ ‪.‬‬
‫اإلله بالحقيق ِة ّ‬

‫**األودية التاسعة**‬

‫االرمس‬

‫ت ّ‬
‫الطبائع‪ .‬فلذلك‪ ،‬بإيمان‬ ‫غير عارفـة خِ برة َ رجل‪ّ ،‬‬
‫ألن ِوالدة َ اإلل ِه قـد جدد ِ‬ ‫إن ال ِوالدة َ ال تُفسر‪ّ ،‬‬
‫ألن الحبَ َل بغيِر زرع وال فساد‪ ،‬من أ ّم ِ‬ ‫ّ‬
‫عروس هللا‪.‬‬
‫ُ‬ ‫أم‬ ‫كِ‬‫ّ‬ ‫ن‬‫أ‬ ‫بما‬ ‫األجيال‪،‬‬ ‫كل‬ ‫م‬ ‫ّ‬
‫تعظ‬
‫ِ ُ كِ‬ ‫‪،‬‬‫مستقيم‬

‫طروباريات‬

‫الجزء األول‬

‫والعمر قد أُميتَ ‪ ،‬والنجازَ على األبواب‪ .‬فماذا تصنعينَ‬


‫َ‬ ‫والرو َح قد اعتل‪ ،‬والنّطقَ قد َ‬
‫ضعُف‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ي‪،‬‬
‫ضنِ َ‬
‫والجسم قد َ‬
‫َ‬ ‫إن العق َل قد تجرح‪،‬‬ ‫ّ‬
‫ليستفحص أ ُموركِ ؟‬
‫َ‬ ‫القاضي‬ ‫ء‬
‫َ‬ ‫جا‬ ‫ما‬ ‫إذا‬ ‫ُ‬ ‫ة‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫ق‬‫ش‬‫ّ‬ ‫ال‬ ‫النفس‬
‫ُ‬ ‫ّتها‬ ‫أي‬

‫األولينَ منهم‪،‬‬ ‫ّ‬


‫والظالمين‪ .‬فلم تشابهي ّ‬ ‫يؤ ِ ّر ُخ لكِ جمي َع ال ُمقسِطينَ‬
‫العالم ومنهُ كل كتاب قانوني َ‬
‫ِ‬ ‫نفس! قد أوردتُ لكِ من موسى‪ ،‬تكوينَ‬ ‫يا ُ‬
‫ت إلى هللا‪.‬‬
‫ت الثانينَ إذ خطئ ِ‬
‫لكنكِ ضارع ِ‬

‫نفس‪،‬‬ ‫ط َل‪ ،‬وكل كتاب قد أ ُ ْهمِ َل منكِ ‪ ،‬واألنبيا ُء قد كلّوا‪ ،‬وكل كالم ِ‬
‫صدّيق‪ ،‬وكلو ُمكِ قد تكاثرت‪ ،‬يا ُ‬ ‫ف واإلنجي ُل قد بَ َ‬ ‫ضعُ َ‬
‫الناموس قد َ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫حيث ال يُو َجد ُ طبيب يَشفيكِ ‪.‬‬

‫عن الخطأة‪ ،‬واستعطفي المسي َح‬ ‫ب الجدي ِد لتقودَكِ للتّخشع‪ .‬فغاري‪ ،‬إذا‪ ،‬من ال ّ‬
‫صدّيقين‪ ،‬واجنحي ِ‬ ‫نفس! قد أحضرتُ لكِ نموذجا ِ‬
‫ت الكتا ِ‬ ‫يا ُ‬
‫واألصوام والطهارةِ والوقار ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ت‬
‫صلوا ِ‬
‫بال ّ‬

‫ت بالطبيع ِة باختيار ِه ُخلُوا من خطيئة‪ُ ،‬مظ ِهرا لكِ يا ُ‬


‫نفس مثا َل وصورة َ تنازل ِه ‪.‬‬ ‫س وماثلني بالبَشَرة‪ ،‬وأكم َل كل المختصا ِ‬
‫المسي ُح تأن َ‬

‫نفس! ِأل َ ْن ها قد فُتِ َح بابُ ال ُملك‪ ،‬وسيتقد ُم فيخطِ فُهُ ّ‬


‫الفريسيّونَ والع ّ‬
‫شارونَ‬ ‫صوص والزواني إلى التّوبة‪ .‬فتوبي يا ُ‬
‫َ‬ ‫س ودعا اللّ‬
‫المسي ُح تأن َ‬
‫والزناة ُ إذا عادوا راجعين‪.‬‬

‫شي َخ والعجوزَ األرملةَ‪ ،‬الّذينَ لم تغاري‬


‫ف سمعانَ ال ّ‬
‫ص المجوس‪ ،‬واستدعى الرعاة َ‪ ،‬وأوض َح مح ِف َل األطفال شهدا َء‪ ،‬وشر َ‬ ‫المسي ُح خلّ َ‬
‫ت‪.‬‬
‫نفس‪ ،‬ال في أفعالِهم وال في سيرتِهم‪ .‬لكن ‪ ،‬ويح لكِ إذا حوكم ِ‬
‫منهم يا ُ‬

‫العدو‪ ،‬بل‬
‫ّ‬ ‫غار عليكِ‬
‫نفس‪ ،‬وإن َ‬
‫ُ‬ ‫ي‪ .‬فال تسترخي يا‬ ‫ع أخيرا ُمظهرا بذلكَ ّ‬
‫الطب َع البشر ّ‬ ‫صام في القَ ْف ِر أربعينَ يوما جا َ‬‫َ‬ ‫الرب إذ‬ ‫إن ّ‬‫ّ‬
‫وم فيندف َع عنكِ بالكلّيّة‪.‬‬
‫ص ِ‬‫صالةِ وال ّ‬
‫صادِمي ِه بال ّ‬

‫الجزء الثاني‬
‫عبِ ْي‪ ،‬يا‬ ‫العالم كلِّها في رشق ِة نظر‪ْ :‬‬
‫فار َ‬ ‫ِ‬ ‫لتصير خبزا‪ ،‬وأصعدَهُ إلى الجب ِل ُم ِريَا إياهُ ممالكَ‬
‫َ‬ ‫ب المسي َح إذ أراهُ الحجارة َ‬ ‫ّ‬
‫إن المحا َل جر َ‬
‫نفس‪ ،‬من هذ ِه المكيدة‪ ،‬وانتبهي كل ساعة ضارعة إلى هللا‪.‬‬ ‫ُ‬

‫إن مِ صبا َح المسيح‪ ،‬اليمامةَ ال ُمحِ بةَ القَ ْف َر‪ ،‬الصّوتَ الهاتف‪ ،‬صرخ مناديا بالتّوبة‪ .‬وهيرودس م َع هيروديا تعديا ال ّ‬
‫شريعة‪ .‬فاحذري يا‬ ‫ّ‬
‫نفس أَال تُقت َنصي بشِباكِ األثمة‪ ،‬بل اعتنقي التوبة‪.‬‬ ‫ُ‬

‫إن سابقَ النّعم ِة قطنَ البريّة‪ .‬وأه ُل اليهودي ِة بأسرهم والسامرة ل ّما سمعوا بادروا بنشاط‪ ،‬واعترفوا بخطاياهم‪ ،‬واصطبغوا‪ ،‬الّذين لم‬
‫ّ‬
‫نفس أصال‪.‬‬‫تشابهيهم يا ُ‬

‫عرس قانا‪ .‬وأوض َح ّأو َل‬ ‫ِ‬ ‫ألن المسي َح قد سبقَ فباركَ كليهما إذ أك َل بال َبشَرةِ وحو َل الما َء خمرا في‬ ‫إن ّ‬
‫الزوا َج ُمكرم و َمض َج َعهُ بال دنس‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫ظهر‬
‫َ‬ ‫رئيس المئة‪ ،‬ولما‬
‫ِ‬ ‫وغالم‬
‫َ‬ ‫شاب المائتَ ابنَ األرملةِ‪،‬‬ ‫وأنهض ال ّ‬
‫َ‬ ‫آية لكيما تنتقلي أيّتها النفس‪ .‬المسي ُح شدّدَ المخل َع لما حم َل سريره‪.‬‬
‫بالروح‪.‬‬
‫نفس‪ ،‬العبادة َ ّ‬
‫للسّامريّ ِة سبقَ فصو َر لكِ ‪ ،‬يا ُ‬

‫وأقام العُرج‪ ،‬وأبرأ بكلمتِ ِه الصم وال ُخ َ‬


‫رس‬ ‫َ‬ ‫وأنار العميان‪،‬‬
‫َ‬ ‫بلمس ثوبه‪ ،‬وط ّه َر البرص‪،‬‬
‫ِ‬ ‫الرب شفى نازفةَ الد ِّم‬‫إن ّ‬ ‫أيّتها النّ ُ‬
‫فس ال ّ‬
‫شقيّة‪ّ ،‬‬
‫ت‪.‬‬‫األرض لت َخلُصي أن ِ‬
‫ِ‬ ‫إلى‬ ‫والمنحنيةَ‬

‫ياييرس‬
‫ُ‬ ‫بلمس ي ِدهِ‪ ،‬ابنةَ‬
‫ِ‬ ‫وخاطب الخطأة‪ .‬ورد‪،‬‬
‫َ‬ ‫شارينَ ‪.‬‬ ‫المسي ُح الكلمةُ كانَ يُب ّ‬
‫ش ُر المساكينَ شافيا األمراض‪ .‬وأبرأ الـ ُمقعَدينَ ‪ .‬وآك َل الع ّ‬
‫بعد انتقالِها‪.‬‬

‫ش ِجب‪ .‬فالواحد ُ قا َل‪ :‬اغفر لي‪ .‬واألخرى صرختْ ‪ :‬ارحمني‪ .‬واما ذاك فتشام َخ‬ ‫ّ‬
‫تعظ َم ف ُ‬ ‫والفريسي‬
‫ّ‬ ‫والزانيةَ تعفّفتْ ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ص‪،‬‬‫ار َخلُ َ‬ ‫إن الع ّ‬
‫ش َ‬ ‫ّ‬
‫أشكركَ يا هللا وت َوابِ َع أقوا ِل الجهالة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫هاتفا‪:‬‬

‫فح مِ نَ الّذي لهُ قُدرة أن يغف َِر الخطايا‪.‬‬


‫ص ِ‬‫والزانيةُ حظيَتْ بالح ِّل وال ّ‬
‫ّ‬ ‫غ ِل َ‬
‫ط‪.‬‬ ‫ي َ‬ ‫شارا لكنّهُ م َع ذلكَ خلُص‪ .‬وسمعانُ ّ‬
‫الفريس ّ‬ ‫إن زكا كانَ ع ّ‬
‫ّ‬
‫ُ‬
‫نفس أن تغايري‪.‬‬ ‫فلهذا‪ ،‬احرصي يا ُ‬

‫بشعرها‪ ،‬فمزقَ‬
‫ِ‬ ‫الربّ ‪ ،‬ومسحتْهما‬
‫ب وض ّمخَتْ بهِ‪ ،‬م َع دموعِها‪ ،‬قد َمي ّ‬ ‫الزانيةَ الّتي أخذتْ قارورة َ ّ‬
‫الطي ِ‬ ‫ت ّ‬ ‫شقيّة! ما شابه ِ‬ ‫أيّتها ال ّن ُ‬
‫فس ال ّ‬
‫لها صك خطاياها السالفة ‪.‬‬

‫بصادوم‬
‫َ‬ ‫سيّ ِد مثلَها‬
‫نظيرها‪ ،‬كونُ ال ّ‬
‫َ‬ ‫ت المدنُ الّتى أبدى لها المسي ُح بشارتَه ُ فارهبي النّموذَج‪ .‬وال تصيري‬
‫ت كيف لُعنَ ِ‬
‫نفس! لقد عرف ِ‬
‫يا ُ‬
‫وحكم عليها بالهبوطِ إلى الجحيم‪.‬‬
‫َ‬

‫نحو‬
‫َ‬ ‫بإيمان الكَنعانيّ ِة ا ّلتي بواسطتِها ُ‬
‫ش ِفيتْ ابنتُها بكلم ِة هللا‪ .‬فال ت َظهري باليأس أشر منها‪ .‬لكن كما صرخَتْ تلكَ‬ ‫ِ‬ ‫ت‬
‫نفس! قد سمع ِ‬
‫يا ُ‬
‫صني ‪.‬‬ ‫ّ‬
‫المسيح‪ ،‬هكذا اهتفي من داخ ِل قلبك‪ :‬يا ابن داودَ خ ِل ْ‬

‫ي يا ابنَ داود وخلصني! إرحمني يا من شفيتَ المجانينَ بكلمة‪ .‬قُ ْل نحوي بنغمة عطوفة كما قلتَ للّص‪ :‬الحق أقو ُل لكَ إنّكَ‬ ‫ف عل ّ‬
‫ترأ ْ‬
‫ستكونُ معي في الفردوس إذا وافيتُ بِمجدي‪.‬‬

‫المؤمن‬
‫ِ‬ ‫ب معك‪ .‬لكن يا جزي َل التحنن‪ ،‬كما فتحتَ للّ ِ ّ‬
‫ص‬ ‫علِّقا على ال ّ‬
‫صلي ِ‬ ‫واآلخر تكل َم في الهوتِك‪ ،‬ألنهما كِليهما ُ‬
‫َ‬ ‫إن اللّص الواحدَ ثَلَبَك‪،‬‬
‫ّ‬
‫الّذي عرفكَ إلها افتح لي أيضا َ‬
‫باب ُملكِكَ المجيد ‪.‬‬ ‫َ‬

‫أظلم في‬
‫َ‬ ‫واألرض تزلزلتْ ‪ ،‬والجحي ُم تعرتْ ‪ ،‬والنّ ُ‬
‫ور‬ ‫ُ‬ ‫خور ّ‬
‫تفط َرتْ مِنَ الخوف‪.‬‬ ‫إن البرايا‪ ،‬ل ّما رأتْكَ مصلوبا تضايقت‪ .‬فالجبا ُل م َع ال ّ‬
‫ص ِ‬ ‫ّ‬
‫ع مصلوبا بالجسد‪.‬‬ ‫اليوم الّذي أبصروكَ فيه‪ ،‬يا يسو ُ‬
‫ِ‬

‫قوتي قد فن َيتْ في‪ ،‬لكن امنحْ ني على الد ِ‬


‫ّوام قلبا منسحقا ومسكَنة روحانيّة‪،‬‬ ‫ألن ّ‬ ‫ال تطلبْ منّي ثِمارا الئقة بالتّوبة‪ ،‬أيّها المخلّ ُ‬
‫ص وحدَك‪ّ ،‬‬
‫قربَهما لكَ كضحيّة مقبولة ‪.‬‬ ‫حتى أ ُ ِ ّ‬

‫ي يا يسوع‪ ،‬أنا‬
‫ف علـ ّ‬
‫حيم وترأ ْ‬
‫بناظركَ الر ِ‬
‫ِ‬ ‫انظر إلي حينئذ‬
‫ْ‬ ‫العالم بأسره!‬
‫َ‬ ‫توافي أيضا مع مالئكتِكَ لتدينَ‬
‫َ‬ ‫يا ديّاني والعا ِل ُم بي‪ ،‬المزمِ ُع أن‬
‫أكثر من كـ ِّل البشر‪.‬‬
‫َ‬ ‫الّذي خطئتُ إليكَ‬

‫البارة ُ تشفعي فينا‬


‫أيّتها ّ‬

‫بعدم الهيولى‪.‬‬
‫ت ِ‬ ‫ت حدودَ ّ‬
‫الطبيعة‪ ،‬وسِر ِ‬ ‫بأسرها‪ ،‬وجمي َع محاف ِل البشر‪ ،‬ل ّما تجاوز ِ‬
‫ِ‬ ‫طغمات المالئك ِة‬ ‫ت بسيرتِكِ الغريب ِة ُ‬
‫يا مري ُم‪ ،‬لقد أذهل ِ‬
‫مين كفاقدةِ الجسم‪.‬‬
‫ت األردن بالقدَ ِ‬ ‫وبواسط ِة ذلكَ عبر ِ‬
‫البارة ُ تشفعي فينا‬
‫أيّتها ّ‬

‫واألحزان المحيط ِة بنا‪ ،‬حتى إذا َخلُ ْ‬


‫صنا منَ التّجار ِ‬
‫ب‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ننجو منَ األسواءِ‬
‫َ‬ ‫البارة! استعطفي لنا الخالقَ ‪ ،‬نحن الّذين نُك ِ َّر ُمكِ ‪ ،‬لكي‬
‫أيّتها األم ّ‬
‫ّ‬
‫الرب الذي مجدَكِ ‪.‬‬ ‫نُ ِ ّ‬
‫عظ ُم بغيِر فتور‪ّ ،‬‬

‫ّيس هللاِ تشف ْع فينا‬


‫يا قد َ‬

‫ننجو من ك ِّل ُ‬
‫سخط‬ ‫َ‬ ‫ندراوس الموقر‪ ،‬واألبُ المث ّل ُ‬
‫ث الغِبطة‪ .‬يا راعي كريت! ال تكف مبتهال من أجلِنا نحن المادحيَن إيّاك‪ ،‬لكي‬ ‫ُ‬ ‫يا أ‬
‫تذكارك‪.‬‬
‫َ‬ ‫مكرمون بإيمان‬ ‫ّ‬
‫المآثم‪ ،‬بما أننا ّ‬
‫ِ‬ ‫ص من‬ ‫ُ‬
‫وفساد‪ ،‬ونخل َ‬

‫وح القدُس ‪.‬‬


‫والر ِ‬
‫واالبن ّ‬
‫ِ‬ ‫المجدُ لآل ِ‬
‫ب‬

‫وح الّذي هو بالحقيق ِة واحد‬


‫للر ِ‬ ‫ِّ‬
‫ومعظما االبنَ وساجدا ّ‬ ‫اآلب‬
‫َ‬ ‫لث األقانيم مم ِ ّجدا‬ ‫إيّاكَ أُسبِّ ُح أيّها الث ّ ُ‬
‫الوث المتساوي الجوهر الواحد ُ المث ّ ُ‬
‫بالطبيعة‪ ،‬وإله وحياة وحياءات و ُملك ال يزول‪.‬‬ ‫ّ‬

‫اآلن وكل أوان وإلى دهر الداهرين آمين‪.‬‬

‫تدحض كل محنة وت َسبي المحاربينَ إياها‪،‬‬


‫ُ‬ ‫يا والدة َ اإلله ّ‬
‫الطاهرة! احفظِ ي مدينتَكِ ‪ ،‬ألنّها بكِ مالكة بإيمان‪ ،‬وبكِ تتأ ّيدُ وبكِ تظفَ ُر‪ ،‬وبكِ‬
‫وتصونُ الخاضعينَ لها‪.‬‬

‫ثم االرمس ايضا‬

‫ت ّ‬
‫الطبائع‪ .‬فلذلك‪ ،‬بإيمان‬ ‫غير عارفـة خِ برة َ رجل‪ّ ،‬‬
‫ألن ِوالدة َ اإلل ِه قـد جدد ِ‬ ‫إن ال ِوالدة َ ال تُفسر‪ّ ،‬‬
‫ألن الحبَ َل بغيِر زرع وال فساد‪ ،‬من أ ّم ِ‬ ‫ّ‬
‫عروس هللا ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫أم‬ ‫كِ‬‫ّ‬ ‫ن‬‫أ‬ ‫بما‬ ‫األجيال‪،‬‬ ‫كل‬ ‫م‬ ‫ّ‬
‫تعظ‬
‫ِ ُ كِ‬ ‫مستقيم‪،‬‬

You might also like