You are on page 1of 4

‫كاتبة‪ :‬أمل خيري‬

‫أحمد أمين علم من أعالم الفكر واألدب العربي واإلسالمي‪ ،‬وأحد رواد حركة التأريخ اإلسالمي بمنظوره‬
‫الجديد الذي استحدثه بأبحاثه في تأريخ الحركة العقلية للعرب والمسلمين‪ ،‬فأثرى الفكر اإلسالمي بروائعه‬
‫الشهيرة فجر اإلسالم وضحى اإلسالم ويوم اإلسالم وغيرها‪ ،‬كما مثل تي ار المدرسة الوسطى في النهضة العربية‬
‫بين مناصري مدرسة التغريب وبين تيار السلفية متبعا المنهج العلمي في البحث وداعيا لتجديد الحضارة‬
‫اإلسالمية‪.‬‬

‫النشأة والتكوين‬

‫ولد أحمد أمين إبراهيم الطباخ بالقاهرة في ‪ 3‬من المحرم ‪1304‬هـ‪/‬مطلع أكتوبر ‪1886‬م‪ ،‬وكانت نشأته في‬
‫كنف والد أزهري حافظ للقرآن يعمل في نسخ الكتب والمخطوطات‪ ،‬ومدرسا في األزهر وإماما لمسجد اإلمام‬
‫الشافعي‪ .‬دفع أمين بابنه لحفظ القرآن الكريم في ُكتاب جوار منزله‪ ،‬وبعد ختمه القرآن التحق بمدرسة أم عباس‬
‫االبتدائية النموذجية‪ ،‬وباستشارة بعض زمالئه قرر والده أن يترك أحمد المدرسة لينتقل إلى األزهر وكان في الرابعة‬
‫عشرة من عمره‪.‬‬

‫في األزهربدأ مرحلة جديدة من حياته‪ ،‬ولوال معاونة والده له في شرح ما عسر عليه فهمه لوجد صعوبة‬
‫كبيرة في دراسته باألزهر‪ ،‬لذا كان حاله أفضل بكثير من زمالئه‪ ،‬إال أنه كان مياال لترك الدراسة باألزهر‪ ،‬فانتهز‬
‫فرصة أحد اإلعالنات للتدريس بأحد مدارس طنطا فانتقل إليها مدرسا للغة العربية وهو في السادسة عشرة‬
‫وبعدها بعامين التحق مدرسا بمدرسة راتب باشا باإلسكندرية‪.‬‬

‫وفي اإلسكندرية أتيحت له الفرصة للتعرف على الشيخ عبد الحكيم محمد مدرس اللغة العربية بمدرسة‬
‫رأس التين والذي تأثر به كثيرا‪.‬‬

‫من التدريس للقضاء‬

‫عاد أحمد أمين إلى القاهرة عام ‪1323‬هـ‪1906/‬م ليعمل مدرسا للغة العربية في مدرسة بنبا قادن‬
‫الثانوية‪ ،‬ثم سنحت له فرصة الدراسة في مجال القضاء بافتتاح مدرسة القضاء الشرعي عام ‪1324‬هـ‪1907/‬م‪،‬‬
‫فتقدم لها واجتاز امتحانا صعبا ونجح فيه‪ ،‬وفي هذه المدرسة ظهر نبوغه المشهود وتقدم للمحاضرة العامة أمام‬
‫زمالئه وأساتذته وفاز بتقدير ناظر المدرسة عاطف بركات‪ ،‬وكانت بداية لتعميق صلتهما معا‪.‬‬

‫تخرج أمين في المدرسة عام ‪1329‬هـ‪ 1911/‬م ‪ ،‬وعين مدرسا بها فزادت صلته بعاطف بركات الذي شجعه‬
‫على قراءة كتب مت رجمة في األخالق والتربية وعلم النفس ليلخصها ويقرأها على الطالب في محاضرات‪ ،‬ومن هنا‬
‫صمم أمين على تعلم اللغة اإلنجليزية ليقرأ أصل الكتاب األجنبي بدال من ترجمته‪ ،‬وبذلك بدأ رحلته نحو الترجمة‬
‫بكتاب في الفلسفة طبع عدة مرات‪ ،‬ثم انتقل أمين من التدريس بمدرسة القضاء إلى ممارسة القضاء ذاته فعمل‬
‫قاضيا بمحاكم شتى بعواصم مصر‪.‬‬

‫لجنة التأليف والترجمة والنشر‬

‫وفي عام ‪1332‬هـ‪ 1914/‬م تعرف أمين على مجموعة من الشباب المثقف من ذوي االهتمامات والمواهب‬
‫المختلفة فاجتمعوا في بعض المقاهي يتبادلون فيما بينهم معارف متنوعة‪ ،‬وكانت هذه المجموعة نواة "لجنة‬
‫التأليف والترجمة والنشر" التي أثرت الثقافة العربية واستطاعت نشر ما لم تستطعه هيئات حكومية كثيرة‪،‬‬
‫فقدمت للقارئ العربي ذخائر الفكر األوروبي في كل فرع من فروع المعرفة تقديما أمينا كما قدمت بدائع التراث‬
‫العربي مشروحة مضبوطة محققة‪.‬‬

‫وتكونت هذه ا للجنة من أسماء المعة في الفكر واألدب من أمثال‪ :‬طه حسين ومحمد فريد أبو حديد‬
‫ومحمد أحمد الغمراوي والزيات وأحمد زكي والعبادي وزكي نجيب محمود وعبد الوهاب عزام‪ ...‬ومكث أحمد أمين‬
‫أربعين سنة يتجدد انتخابه سنويا لرئاسة اللجنة‪ ،‬وحازت مطبوعات اللجنة التي زادت على مائتي كتاب الثقة؛ لذا‬
‫فقد انتشرت وذاع صيتها‪.‬‬

‫في مجال الصحافة‬

‫تعد مجلتا الرسالة والثقافة من أجل آثار لجنة التأليف السالفة‪ ،‬فقد صدرت مجلة الثقافة في أربعة عشر‬
‫عددا متوالية بعد صدور مجلة الرسالة ست سنوات حافلة بآثار أعضاء اللجنة‪ ،‬فبعد أن عاون أمين الرسالة معاونة‬
‫كبرى رأى المجلة تكسب كثيرا وال تعطي الكاتب شيئا ذا بال‪ ،‬وكانت الرسالة قد انتشرت بفضل جهود لجنة‬
‫التأليف؛ لذا بادرت اللجنة بإصدار مجلة الثقافة في يناير ‪ 1939‬م‪ ،‬ورأس تحريرها أحمد أمين وأصبحت هي والرسالة‬
‫منارتين للثقافة العربية األمينة‪.‬‬

‫وتحولت المجلتان لسا حة تزخر بكافة االتجاهات والمساجالت الفكرية‪ ،‬فقد أثار أحمد أمين مسألة‬
‫الفصحى والعامية ونادى بوجود لغة وسطى بينهما تيسر على العامة سبل الثقافة‪ ،‬وقد القى بالطبع معارضة من‬
‫بعض المفكرين وعلى رأسهم عبد الوهاب عزام‪ ،‬ولكنه في الوقت نفسه رفض كتابة اللغة العربية بالحروف‬
‫الالتينية‪ ،‬كما كانت المعركة الفكرية بينه وبين زكي مبارك الذي اتهم أحمد أمين بسرقة أفكار طه حسين‪ ،‬وأحمد‬
‫ضيف حين كتب سلسلة مقاالت بعنوان " جناية األدب الجاهلي على األدب العربي" فرد عليه زكي مبارك‬
‫بسلسلة مقاالت جعل عنوانها " جناية أحمد أمين على األدب العربي"‪.‬‬

‫وقام أحمد أمين بجمع سلسلة مقاالته األدبية في كتابه "فيض الخاطر" في عشرة مجلدات قاربت‬
‫التسعمائة مقالة أحدثت صدى طيبا بين القراء‪.‬‬

‫مؤرخ الحركة العقلية‬

‫في عام ‪1344‬هـ‪ 1926/‬م وقع اختيار طه حسين على أحمد أمين للتدريس بكلية اآلداب فتخصص في‬
‫تاريخ الحركة الع قلية لألمة اإلسالمية‪ ،‬فأخرج فجر اإلسالم وضحى اإلسالم وظهر اإلسالم على نمط من التحليل‬
‫العلمي لم يعرف من قبل في الدراسات العربية‪.‬‬

‫وامتد نشاط أحمد أمين االجتماعي والعملي للعديد من النواحي فصار عضوا في مجالس الكليات‬
‫والجامعات وشارك في مؤتمرات المستشرقين كما ك ان رحالة إلى شتى العواصم اإلسالمية باحثا عن نفائس‬
‫المخطوطات‪.‬‬

‫انتخب أمين عميدا لكلية اآلداب فبذل جهده في تقدم الكلية فكريا واجتماعيا‪ ،‬وعمل على مراقبة اإلدارات‬
‫المختلفة ورعاية األنشطة االجتماعية الخاصة بالشباب‪.‬‬

‫ونتيجة لدقته الشديدة في مسألة الترقيات بين أعضاء هيئة التدريس حدثت خالفات بينه وبين طه‬
‫حسين ثم استقال من عمادة الكلية حين وجد وزير المعارف يصدر قرارات تتعلق بهيئة التدريس دون الرجوع إلى‬
‫مجلس الكلية وقال كلمته المشهورة" أنا أكبر من عميد وأقل من أستاذ"‪.‬‬
‫اعتبر أحمد أمين فترة عمادته للكلية فترة جدب فكري حيث انقطع عن الكتابة والبحوث الخاصة بتاريخ‬
‫الحركة العقلية؛ لذا فقد عاد أستاذا بالكلية وواصل بحوثه ودراساته‪.‬‬

‫وبعد عودته للكلية انتدبه وزير المعارف مديرا لإلدارة الثقافية بالوزارة وأثناء إدارته بها واتته فكرة الجامعة‬
‫الشعبية فرأى أن للشعب حقه في التعليم ورفض فكرة الدراسة المتدرجة التي ينبغي على الدارس أن يمر بكل‬
‫مراحلها على الترتيب من االبتدائية فالثانوية حتى يكون له حق دخول الجامعة‪ ،‬فرأى أن تكون الجامعة الشعبية‬
‫ميدانا لكل من يرغب في أن ينهل من منابع العلم دون التقيد بالسن أو االمتحان أو الشهادة‪ ،‬واقترح أن تكون‬
‫المحاضرات شاملة لكل ما يهم المجتمع العربي وينمي ثقافته سياسيا واقتصاديا وأدبيا‪.‬‬

‫تقدم أحمد أمين بمشروعه ا لذي تفاني في بحثه حتى أخرج لحيز الوجود وتطور فيما بعد إلى ما أطلق‬
‫عليه قصور الثقافة‪ ،‬لكن هذا التطور لم يؤد ثمرته المنشودة كما تصورها‪.‬‬

‫وبعد إنشاء الجامعة العربية عين أحمد أمين مديرا لإلدارة الثقافية فعمل على إنشاء معهد للمخطوطات‬
‫وأرسل البعثات لتصوير المخطو طات من مختلف المكتبات العالمية‪ ،‬كما عقد مؤتمرا ثقافيا يبحث في مناهج اللغة‬
‫العربية والجغرافيا والتاريخ والتربية الوطنية في األقطار العربية‪.‬‬

‫واختير لعضوية مجمع اللغة العربية في ‪1940‬م‪ ،‬وعضوا مراسال في المجمع العربي بدمشق‪ ،‬والمجمع‬
‫العلمي العراقي‪ ،‬وفي عام ‪1367‬هـ‪ 1948/‬م حصل على أول جائزة للدولة في األدب عن كتاب ظهر اإلسالم‪،‬‬
‫وحصل على الدكتوراه الفخرية في نفس العام‪.‬‬

‫الرسالة اإلصالحية‬

‫توالت إسهامات أحمد أمين في عدة مجاالت حتى بلغت الخمسين مؤلفا‪ ،‬شملت التاريخ اإلسالمي‬
‫والنقد األدبي واألخالق والفلسفة‪ ،‬وكان همه في الكتابة اإلقناع ال مجرد التشويق والجذب‪ ،‬واتسمت كتاباته‬
‫بمنهج نقدي تحليلي‪ .‬وقد أثارت مؤلفاته التأريخية الهامة "فجر اإلسالم‪ ،‬وضحى اإلسالم‪ ،‬وظهر اإلسالم‪ ،‬ويوم‬
‫اإلسالم" جدال بين المفكرين واألدباء بسبب منهجه الذي التزم فيه بجوانب ثالثة‪ :‬اجتماعية – علمية – دينية‪.‬‬

‫وفي مجال األدب له كتاب "النقد األدبي"‪ ،‬و"قصة األدب في العالم" الذي اشترك في تأليفه مع الدكتور‬
‫زكي نجيب محمود‪ ،‬إضافة إلى عدة كتب متفرقة مثل "الشرق والغرب" و"الصعلكة والفتوة في اإلسالم" و"المهدي‬
‫والمهدوية"‪.‬‬

‫وفي مجال التربية كتب "إلى ولدي" وهو عبارة عن مجموعة من الرسائل الموجهة لألبناء المغتربين‬
‫هادفة اإلصالح والتقويم‪ ،‬وفي مجال السيرة الذاتية أبدع أحمد أمين في كتابه "حياتي" الذي حاول فيه رسم صورة‬
‫حية لجيل كامل والتأريخ لمرحلة هامة من مراحل النهضة العربية أواخر القرن التاسع عشر والنصف األول من القرن‬
‫العشرين بأسلوب علمي وتفكير موضوعي‪.‬‬

‫كما أسهم بدور بارز في مجال النشر والتحقيق‪ ،‬فنشر ديوان حافظ إبراهيم‪ ،‬والعقد الفريد البن عبد ربه‪،‬‬
‫واإلمتاع والمؤانسة ألبي حيان التوحيدي‪ ،‬وخريدة القصر وفريدة العصر للعماد األصفهاني‪ ،‬والهوامل والشوامل‪،‬‬
‫والبصائر والذخائر‪ ،‬وحي بن يقظان‪ ،‬وغيرها‪.‬‬

‫ويدور فكر أحمد أمين حول الرسالة اإلصالحية‪ ،‬حيث دارت أغلب كتاباته حول العقيدة الدينية واإليمان‬
‫العقلي؛ لذا ففكره يعد امتدادا لمدرسة اإلصالح حيث أعرب عن إعجابه البالغ بمنظري هذه المدرسة وأفكارهم كما‬
‫ظهر في كتابه "زعماء اإلصالح" الذي قرر على طالب المدارس لسنوات طويلة‪ ،‬إال أن منهجه االستقاللي في‬
‫التعامل مع التراث الفكري للمدارس اإلسالمية دعا البعض النتقاده‪ .‬ومن بين من انتقدوه بأسلوب علمي‬
‫وموضوعي الدكتور مصطفى السباعي في كتابه "السنة ومكانتها في التشريع"‪ ،‬والشيخ محمد أبو زهرة ومحمد‬
‫يوسف موسى وغيرهم‪ ،‬إال أن البعض غالى في نقده واتهامه بأنه من أذناب المستشرقين‪.‬‬

‫وتتمثل أهم مالمح مشروعه الفكري في دعوته للفهم الصحيح للتوحيد ومناداته بالتضحية والبذل‬
‫كمسلك الرتقاء األمة‪ ،‬وأكد أنه ال تعارض بين القومية والعالمية‪ ،‬كما حذر من المدارس التبشيرية ورفض التعليم‬
‫األجنبي‪ ،‬ودعا إلى االجتهاد في التشريع‪.‬‬

‫أصيب أحمد أمين في نهاية حياته بمرض في عينيه ثم علة في ساقه أقعدته‪ ،‬ولكنه لم ينقطع عن‬
‫البحث واالطالع والكتابة بمعاونة قارئ له‪ ،‬وانتقل إلى رحمة هللا في ‪ 30‬من مايو ‪1954‬م بعد عمر طويل بذله في‬
‫خدمة العلم واألدب والتاريخ‪ ،‬تاركا تراثا عقليا وكنزا فكريا ال ينسى‪.‬‬

‫م‪1954-‬م‪1886‬‬
‫هو احمد امين ابن الشيخ ابراهيم الطباخ‪,‬عالم باالدب ‪,‬غزير االطالع ‪,‬من كبار الكتاب ‪,‬لشتهر باسمه "احمد‬
‫امين" و ضاعت نسبته الى الطباخ‪.‬مولده ووفاته بالقاهرة ‪,‬قرا مدة قصيرة في االزهر و تخرج من مدرسة‬
‫القضاء الشرعي‪,‬ودرس فيها الى سنة ‪1921‬م‪,‬وتولى القضاء ببعض المحاكم المصرية‪,‬وانتخب عميدا لها‬
‫م‪,‬واستمر في هذا المنصب الى ان ‪1947‬سنة ‪1939‬م‪,‬وعين مديرا لالدارة الثقافية في جامعة الدول العربية‬
‫توفي‪.‬كان من اعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق ‪,‬ومجمع اللغة بالقاهرة ‪,‬والمجمع العلمي العراقي‬
‫‪.‬ببغداد‪,‬ومنحته جامعة القاهرة سنة ‪1948‬م لقب دكتور فخري‪,‬و هو من اكثر كتاب مصر تصنيفا و افاضة‬
‫‪,‬اثاره‬
‫اشرف احمد امين على "لجنة التاليف و الترجمة والنشر" مدة ثالثين سنة ‪,‬وكان رئيسا لها ‪,‬وبلغت مقاالته‬
‫الثقافة"‪,‬عشر مجلدات جمعها في كتابه "فيض "في المجالت و الصحف‪,‬والسيما مجلتي"الرسالة"و‬
‫فجر االسالم"‪"-‬ضحى االسالم"‪"-‬ظهر االسالم"‪"-‬قصة الفلسفة"‪"-‬النقد "الخاطر"ستة اجزاء‪,‬ومن تاليفه‬
‫‪ "...‬االدبي"‪"-‬زعماء االصالح في العصر الحديث"‪"-‬الى ولدي"‪"-‬حياتي‬
‫و يبقى احمد امين من ابرز الشخصيات االدبية في عصر النهضة ‪,‬والشك انه من اكابر المفكرين في‬
‫مصر‪,‬و هذا يظهر جليا في مقاالته السياسية و االجتماعية التي كان يطمح من خاللها تنظيم العالقات البشرية‬
‫تحت راية الشريعة االسالمية ‪.‬وعالج كذلك بعض العيوب التي تفشت في المجتمع المصري كالرشوة و‬
‫‪.‬االستبداد و الظلم‪...‬وغيرها من االمراض بانشاء يسيل كالينبوع العذب و باسلوب واضح و جلي و متنوع‬

You might also like