‫محمد عفيف بن عبد الرزاق (‪)0911525‬‬

‫تعريف الزكاة‬
‫لغة‬
‫زكوا ً إذا‬
‫عرفت الزكاة لغة بأنها النماء والزيادة يقال‪ :‬زكا الزرع إذا نما وزاد‪ ،‬واألرض تزكو ّ‬
‫بورك فيها ونمت‪ ،‬وسمي القدر المخرج من المال زكاته؛ ألنه مما يرجى به زكاء المال وهو‬
‫زيادته ونماؤه‪.‬‬
‫وتأتي الزكاة بمعنى الطهارة والصالح على حد قول هللا جل وعال‪(( :‬خذ من أموالهم صدقة‬
‫تطهرهم وتزكيهم بها))‪( .‬التوبة‪ ،)103:‬أي تطهر المخرجين به‪.‬‬

‫اصطالحا‬
‫الحنفية‪ :1‬تمليك المال من فقير مسلم غير هاشمي وال مواله‪ ،‬بشرط قطع المنفعة عن المملك من‬
‫كل وجه هلل تعالى‪.‬‬
‫فهنا نص الحنفية على ركن الزكاة وهو تمليك المستحق للزكاة‪ ،‬ثم بينوا جنس المستحق من أنه‬
‫الفقير المسلم غير الهاشمي وال مواله وهذا أحد األصناف المستحقين للزكاة‪ ،‬وذلك بشرط قطع‬
‫المنفعة عن الدافع من كل وجه احترز به من الدفع إلى فروع المزكي وأصوله أو أحد الزوجين‬
‫إلى اآلخر‪ ،‬ونصوا على أن الزكاة عبادة فال بد فيها من اإلخالص‪ ،‬وذلك بقولهم‪" :‬هلل تعالى" فال‬
‫بد فيها من النية‪.‬‬
‫المالكية‪ :2‬اسم لقدر من المال يخرجه المسلم في وقت مخصوص لطائفة مخصوصة بالنية‪.‬‬
‫ففي هذا التعريف ذكر للزكاة بأنها القدر المخرج من المال الزكوي الذي يخرجه المسلم في وقت‬
‫مخصوص من حوالن الحول أو حلول وقت الزكاة‪ ،‬ثم يبنوا المستحق في قولهم‪" :‬لطائفة‬
‫مخصوصة" وهم األصناف الثمانية المستحقون للزكاة‪ ،‬ثم ختموا التعريف باإلشارة إلى أن‬
‫الزكاة عبادة فال بد لصحتها وإجزائها من النية‪.‬‬

‫) ابن نجيم‪ ،‬زين الدين بن إبراهيم‪ ،‬البحر الرائق شرح كنز الدقائق‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ 1997 ،‬م‪.216/2 ،‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫) الدردير‪ ،‬أحمد بن محمد بن أحمد العدوي‪ ،‬الشرح الكبير‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ 1413 ،‬ه‪1996-‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.430‬‬
 ‫الشافعية‪ :3‬اسم صريح ألخذ شيء مخصوص من مال مخصوص على أوصاف مخصوصة‬
‫لطائفة مخصوصة‪.‬‬
‫وفي هذا التعريف إطالق للزكاة على المخرج من األموال التي تجب فيها الزكاة لطائفة‬
‫مخصوصة‪ ،‬وهم األصناف المستحقون للزكاة أي مصارفها‪.‬‬
‫الحنابلة‪ :4‬حق واجب في مال خاص‪ ،‬لطائفة مخصوصة‪ ،‬بوقت مخصوص‪.‬‬
‫فذكروا أن الزكاة حق واجب من العشر أو نصفه أو ربعه‪ ،‬في مال خاص‪ ،‬لطائفة مخصوصة‬
‫هم المذكورون في قول هللا تعالى‪ ((:‬إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة‬
‫قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل هللا وابن السبيل فريضة من هللا وهللا عليم حكيم))‬
‫(التوبة‪ ،)60:‬وذلك في وقت مخصوص وهو تمام الحول وبدو الصالح ونحوه‪.‬‬

‫مفهوم عن الزكاة لغير المسلمين‬

‫إن الزكاة الواجبة ال تعطى لغير المسلمين‪ ،‬ألنها ركن من أركان اإلسالم‪ ،‬وليس معنى هذا أن‬
‫اإلسالم لم يضمن ألولئك ما يسد عوزهم‪ ،‬بل إنه أمر باإلحسان إليهم‪ ،‬وفي الكتالب والسنة‬
‫نصوص كثيرة تشهد لذك‪ .‬قال تعالى‪(( :‬ال ينهاكم هللا عن الذين لم يقاتلوكم في الدّين ولم‬
‫يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن هللا يحب المقسطين‪ .‬إنما ينهاكم هللا عن الذين‬
‫قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولّوهم ومن يتولّهم فأولئك‬
‫هم الظالمون)) (الممتحنة‪ ،)8:‬لذا ذكر الفقهاء أنهم يعطون من صدقة التطوع‪ ،‬وينبغي أن‬
‫تضمن لهم حاجاتهم‪.5‬‬
‫وذهب الجمهور الفقهاء‪ :‬إلى أن الزكاة ال تعطى لكافر‪ ،‬سواء كان حربيا ً أو ذمياً‪ .‬واستدلوا لذلك‬
‫بقوله (ص) لمعاذ‪( :‬أعلمهم أن هللا فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم‪ ،‬فترد على فقرائهم)‪.6‬‬
‫فهو يدل على أن الزكاة خاصة بفقراء المسلمين‪ ،‬كما خاصة بأغنيائهم‪.‬‬

‫مصادر ومراجع‬

‫) النووي‪ ،‬أبو بكر زكريا يحيى بن شرف بن مري بن حسن الحوراني (‪677‬ه)‪ ،‬المجموع شرح المهذب‪ ،‬جدة‪ :‬مكتبة اإلرشاد‪ ،‬ج ‪ ،5‬ص ‪.288‬‬
‫‪3‬‬
‫‪4‬‬
‫) المرداوي‪،‬عالء الدين أبو الحسن علي بن سليمان بن أحمد‪،‬اإلنصاف في معرفة الراجح من الخالف‪ ،‬بيروت‪:‬دار الكتب العلمية ‪1997‬م‪،‬ج ‪،3‬ص‪.3‬‬
‫‪5‬‬
‫) فضل حسن عباس‪ ،‬أنوار المشكاة في أحكام الزكاة‪ ،‬األردن‪:‬دار الفرقان‪1988 ،‬م‪ ،‬د ج‪ ،‬ص ‪.98‬‬
‫‪6‬‬
‫) صحيح البخاري ‪.108/2‬‬
 ‫‪ )1‬النووي‪ ،‬أبو زكريا يحيى بن مروي بن حسن الحوراني(‪1277‬م)‪ ،‬روضة الطالبين‪،‬‬
‫بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ )2‬المرداوي‪ ،‬عالء الدين أبو الحسن علي بن سليمان بن أحمد(‪885‬ه)‪ ،‬اإلنصاف في معرفة‬
‫الراجح من الخالف‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪1997 ،‬م‪.‬‬
‫‪ )3‬ابن نجيم‪ ،‬زين الدين بن إبراهيم بن محمد(‪970‬ه)‪ ،‬البحر الرائق شرح كنز الدقائق‪ ،‬بيروت‪:‬‬
‫دار الكتب العلمية‪1997 ،‬م‪.‬‬
‫‪ )4‬الدردير‪ ،‬أحمد بن محمد بن أحمد العدوي‪1201(،‬ه)‪ ،‬الشرح الكبير‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب‬
‫العلمية‪1996 ،‬م‪.‬‬
‫‪ )5‬فضل حسن عباس‪ ،‬أنوار المشكاة في أحكام الزكاة‪ ،‬اآلردن‪ :‬دار الفرقان‪.‬‬