Professional Documents
Culture Documents
المنهــــج (النظرية والنوذج)
المنهــــج (النظرية والنوذج)
النجلو المصرية
165شارع محمد فريد – القاهرة
2
رقم اليداع بالهيئة المصرية العامة لدار الكتب والوثائق القومية – إدارة الشئون الفنية
2005 / 20571
3
المـــــوزع
المؤلفان
ت 2364334/055
5
إهــــــــــــــداء
إلى الذين يؤمنون بجودة التعليم لنه
ليس لدينا خيار آخر.
إلى الذين عرفوا أن التعليم أكثر
المشروعات الستثمارية عائدا ا
فالتزموا بواجبهم الجتماعي نحو
مجتمعهم .
إلى لوجينـــــــا وسلمــــــــى حبات
القلوب.
6
7
المحتويـــات
رقم الموضوعــــــــــــــــــــات
الصفحة
ل تكاد تخلو جلسة لسأرة عربية من الحديث عن الشعور بأزمة التعليم والمناهج
وضعف القدرة على تحقيق طموحات الفراد من هذا التعليم أو توقعاتهم.
ولذلك كان من الضرورة دفع الفراد المهتمين بقضايا التعليم لعففادة التفكيففر فففي
الواقع التربوي المتأزم وكيفية الخروج منه.
والكتاب الذي بين أيدينا يتناول موضوعا ا جديداا يدور حول نظريات المنهج
ونماذجه وبعض التحديات التي قد تؤثر في المنهج .ول شك أن نظم التعليم ،تتأثر
بحركة التطور للفكر النساني والممارسأات التعليمية .وتشهد البشرية اليوم ثورة في
المعرفة والتصالت لم تعهدها من قبل أثرت بشكل أو بآخر على نظم التعليم
ومكوناته وعناصره في وجود تحديات تربوية سأياسأية واقتصادية وثقافية وحضارية
وتكنولوجية.
وأكثر مناطق العالم تأثرا بتلك التحديات والتغيرات ،دول الوطن العربي بما
يميزها من خصائص ثقافية ودينية وتأثر موقعها بالعالم السأيوي والعالم الفريقي
وبوابة البحر المتوسأط الحضارية.
11
وعادة ما يكون أي نظام تعليمي أسأير التراث والماضي وقوى التجديد والتغيير
وتأثير عوامل داخلية وخارجية على مكوناته وعناصره.
والكتاب الذي بين أيدينا يتوقع أن يساعد القارئ على تكوين رأي ناقد وتبني
وجهة نظر لنظريات المنهج ونماذجه وطبيعة المعرفة وكثير من القضايا التربوية
التي تشغلنا.
وبقدر جهود التطوير وعمليات المخاض الفكري لمجال المناهج ،بقدر التوصل
إلى نظريات ونماذج للمنهج تسهم في تجويد الممارسأات التعليمية في المدارس
وداخل فصول الدراسأة.
وقد أدى تدني المستوى التعليمي والداء التربوي للمناداه بضرورة البحث عن
اسأتراتيجية لعادة تحقيق الجودة لمواجهة التحولت الجتماعية والثقافية والسياسأية
واليديولوجية لمجتمعاتنا العربية وكذلك المنافسة العالمية.
ونظرا لن مجال نظريات المنهج ونماذجه يتسم بندرة الكتابات فيه ،نأمل أن
يكون هذا الكتاب محاولة على الطريق.
الموضــوع الول
نظرية المنهج
14
الحياة الجتماعية وهما )البنية والفعل البشري( .ونقصد بالنظرية الجتماعية الحديثففة
فترة منذ الحرب العالمية الثانية إلى وقتنا الحاضر )ق .(21
أن كلمة نظرية تثير لففدى البعففض التفكيففر والتصففورات والخففوف مففن المقصففود
بمعنى كلمة نظرية ،وهذا أمر له ما يبرره بسبب أن كثير مففن النظريففات الجتماعيففة
صففعب فهمففه وهففي تحتففاج إلففى جهففد مضففني حففتى مففن المتخصصففين مففن طلب
الدراسأات والعلوم الجتماعية للوصول إلى فهم متواضع.
ونحن عادة ما نلجأ إلى النظرية بسبب ما نواجهه مففن قضففايا فففي حياتنففا اليوميففة
ونحتاج إلى فهم ما يجرى حولنا للخرين ولنفسنا .وفهم النظرية مسألة تتعلففق بتعلففم
التفكير نظريا أكثر منها بتعلم النظريات ذاتها.
وتحتاج النظرية إلى نموذج إرشادي ) Paradigmأو نماذج( يعطينا إطاراا عام ا ا
ومؤشرات تدل على ما يجب أن يكون عليه شكل ذلك الواقفع ،وهففذا مفا دعففا البعففض
للقول بأن من يعمل في مجففال دراسأففة النظريففة الجتماعيففة فكأنمففا يشففق طريقففه فففي
الغاب.
وهناك بعض المور المهمة في مجال دراسأففة النظففرة الجتماعيففة نوردهففا علففى
النحو التالي:
أولل :أن التجربة الشخصية لليمنظر الجتمفاعي ففي الحيفاة تتسفرب إلفى نظرتيفن
وتعميه عن رؤية بعض الجوانب.
ثالثلا :البعد التأملي لن النظرية الجتماعية تعكس بعضا ا من الواقففع الففذي نعيشففه
مثففل تسففارع معففدلت التغيففر وبالففذات التغيففر التقنففي وعمليففات الحففراك الجغرافففي
والجتماعي وتغير بنية المهن وتعففدد الدوار وسأففرعة تغيففر تلففك الدوار وأصففبحت
كثير من المور خارجه عن سأيطرتنا.
16
رابعلا :البعد المعياري ويقصد به افتراضات عما يجب أن يكففون عليففه شففكل ذاك
الواقع .وفي هذا البعد جانب مهم وهو مرونة النظرية فبعض النظريات تسلك مسففالكا
غير مسالكها الصلية والنظرية الماركسية دليل على ذلك.
اشتهر تالكوت بارسأونز بالنظرية الجتماعيففة منففذ فففترة الحففرب العالميففة الثانيففة
وحتى فترة الستينيات من ق 20ويففرى البعففض أن نظريففة بارسأففونز تطففورت كففرداا
على تحديات النظرية الماركسية .رغم أن البعففض رأى تعقيففداا فففي نظريففة بارسأففونز
الذي وافته المنية عام .1979والحقيقة أن بارسأونز جمع في نظريتففه بيففن النظريففات
الكلية )المجتمع( وبين النظريات الفردية )الفرد( والمتعلقة بالفعففل الجتمففاعي متففأثرا
في ذلك بأفكار اميل دوركايم وفيبر على التوالي ،وهؤلء جميعا أخففذوا أفكففارهم مففن
أفكار ابن خلدون.
وهففذه النظريففات جميعففا ا إمففا تنطلففق مففن الفففرد أو تنطلففق مففن الكففل الجتمففاعي
)المجتمع( وهم معنيون بالمعاني ودراسأة الفكار والفعال أي دراسأة الشخاص.
ويرى تففالكوت بارسأففونز الحيففاة الجتماعيففة مففن خلل أفكففار البشففر ومعففاييرهم
وقيمهم واهتم في ذلك بتفسير الرموز والمعلومففات .كمففا يففرى انتظففام أفعففال الفففراد
وفق نسق من الفعففال واشففتهرت نظريففة بارسأففونز بففالتركيز علففى النسففاق )النسففق
الجتماعي والكائن العضوي(.
والختبار الول للنظريففة فففي نظففر بارسأففونز هففو تماسأففكها المنطقففي ،وعنففده أن
الحياة الجتماعية منتظمة بطريقة منطقية عقلنية رغم الظففواهر الففتي قففد تففدل علففى
عكس ذلك.
ونقطة البدء في نموذج بارسأونز الهائل تتكون من وحدة الفعل الصفغرى الفاعفل،
والوسأائل والغايات ،والبيئة ،فضلا عن المعايير والقيم .ول يهتم بارسأفونز فقفط بفعفل
الفرد ولكن أنساق هذا الفعفل ويتكفون النسفق أو النظفام عنفد بارسأفونز مففن العلقفات
القائمة بين الفاعلين.
* والنسق العضوي
وتشتمل هذه النساق بففدورها علففى أنسففاق أخففرى مثففل النسففق السياسأففي ،النسففق
القتصادي ،نسففق التنشففئة الجتماعيففة ،نسففق النتففاج ،نسففق التنظيففم ،وهكففذا أنسففاق
داخلها أنساق وهذا ما جعل نظرية بارسأونز معقدة ومركبة بشدة.
وما يحفظ هذه النساق في تفاعلها مع بعضها وجود متطلبات أربعة هي:
ولذلك نقول أن بارسأونز يعتمد في تحليله علففى علففم السففبيرنطيقا أي النسففاق أي
أن كل نسق ييسيره هذا النسق الفرعي وهكذا .فالنسففاق الفرعيففة الففدنيا تففدفع بالطاقففة
عبر النسق العام وتقففوم النسففاق الفرعيففة العلففى الموجهففة بتمريففر المعلومففات إلففى
أسأفل ثانية )مزود طاقففة – مففزود معلومففات( .وهففذا يجعلنففا نقففول أن بارسأففونز يقففدم
نظرية تنطلق من المماثلة مع الكائن الحي في الطريقة الففتي تنقسففم بهففا الخليففة الحيففة
وتتكاثر .ويضرب هو مثال لذلك بتحول مجتمعات زراعية إلى مجتمعففات صففناعية؟
فبينما كانت السأرة هي وحدة النتاج في المجتمع الزراعففي أصففبحت أسأففيرة المنففزل
في ظل المجتمع الصناعي وأصبحت مسئولة عن التنشئة الجتماعيففة وبففذلك انفصففل
النسففق القتصففادي عففن نسففق التنشففئة الجتماعيففة عنففدما انففتزعت وظففائف السأففرة
القتصادية.
19
ومع تغير المجتمع العالمي سأوف تتغير النساق ووظائفها وسأوف يعاني الشففباب
من الضغوط الناجمة عن هذه التغيرات واضطراب القيم وسأوف يزيد أهمية التففدريب
والتعليم اللذان سأوف يأخذان وقتا أطول عن ذي قبل.
إن النظريات الجتماعية الخرى الففتي ظهففرت هففي عبففارة عففن تجففزآت للنسففق
النظري لفكر بارسأونز .وفي ظل فكففرة النسففاق قففد نقففول أن المجتمعففات الصففناعية
الحديثة تحتاج إلى نظام تعليمي متطور ،إل أن مجتمعففات تبففدو علففى نفففس المسففتوى
مثل بريطانيا وفرنسا وأمريكا لها أنظمة تعليمية متباينة وعليه فالحاجففة يمكففن تلبيتهففا
بعدة طرق.
إن المعاني التي تكلم عنها بارسأونز في نظريته هففي المعففايير والقيففم والفتي علففى
أسأاسأها ينتظم الفعل والنسق الجتماعيان وهناك مثال :أن النففاس يففذهبون إلففى العمففل
ليس انصياعا ا لمعايير النسق الجتماعي وقيمه التي تففرى فففي العمففل فضففيلة بففل لن
هؤلء لهم مصلحة مادية أدناها إتقاء الجوع :لماذا تعمل أنت؟ ولماذا أعمففل أنفا؟ فكفر
في هذا.
وفي ضوء ما سأبق يمكن القول أن بارسأففونز كففان ذو نزعففة )حتميففة ثقافيففة( فففي
مقابل ماركس صاحب النزعة الحتمية القتصادية.
-1الفعل التقليدي.
-2الفعل العاطفي.
-4الفعل الموجه نحو هدف عملي دنيوي )وهو الفعل العقلني( وهو الفعل أيضا
المرتبط بتطور الرأسأمالية وانتشار الصناعة.
وهذه النظرية تشبه إحدى المدارس الماركسية التي آمنت بالختيار الحر العقلني
وهي تتضمن جانبا ا نفعيا ا )فأنا أختار ما يجلب لي أكبر درجة من الشباع أو المنفعففة(
وتفترض أن رغبات الفرد ومعتقداته هي مبررات فعله.
على الرغم أن هذه النظرية )الختيار العقلني( ل تفترض أن جميع أفعال البشففر
أفعال عقلنية ،إل أننا حينما نحففاول فهففم الفعففل النسففاني ينبغففي أن نعطففي الولويففة
للتفسير والنموذج العقلني.
وهناك من يقففدم العاطفففة كففدوافع أخففرى للفعففل مففع الففدافع أو الختيففار العقلنففي
باعتبار ذلك ما يميز السلوك البشري.
ومما يوجه من نقد لتلك النظرية ،أنها خاصة تتعامل مع الفعل في ظففروف معينففة
وقد أشار ألستر ) (1989إلى أن المعايير الجتماعية تمنففح نوعفا ا مفن الدافعيفة للفعفل
وهذه الدافعية ل يمكن اختزالها إلى العقلنية.
من رواد هذه النظرية روبففرت عففزرا بففارك ) (1944 – 1864ووليففم إسأففحاق
توماس ) .(1947 – 1863واعتمدت هذه النظريففة علففى المدرسأففة الفلسفففية النفعيففة
وهي مدرسأة أمريكية اهتمت بالبحث التجريبي ويعتبر يمنظرها جورج هربرت ميد.
وهذه النظرية أقرب لنمط الحياة المريكية بتأكيدها على المسففاواة ،حريففة الفففرد،
الحراك الجتماعي.
-1أن البشر يتصرفون حيال الشياء على أسأاس ما تعنيه تلك الشياء لهم.
-3هففذه المعففاني يتففم تحويرهففا وتعففديلها مففن خلل عمليففة تأويففل وتعامففل مففع
إشارات.
وهففذه الفرضففيات تتطففابق مففع كتففاب جففورج هربففرت ميففد عففن العقففل والففذات
والمجتمع .ومففن وجهففة نظففره أن الفففرق بيففن النسففان والحيففوان فففي اسأففتخدام اللغففة
والرمز الدال .واللغة والرمز الدال هو المعنى المشترك بين إنسففان وإنسففان ويتطففور
في سأياق عملية التفاعل ،والتفاعل الجتماعي يولد المعاني.
ومن النقد الذي يوجه للنظرية التفاعلية الرمزيففة ،إغفففال الجففوانب الوسأففع للبنيففة
الجتماعية فهي ل تستطيع قول أي شئ عن ظواهر كالقوة ،والصراع ،والتغيففر كمففا
يوجه إليها أيضاا نقد في أنها تقدم صورة ناقصة عففن الفففرد وأن التفاعليففة الرمزيففة ل
يمكنهففا فهففم العواطففف .ولكففن تبقففى التفاعليففة الرمزيففة منظففوراا معرفيففا ا فففي دراسأففة
الشخصية ويظل مركز الهتمام فيها دراسأة التفكير وعملياته فنحن نفهم البشر حينمففا
نفهم ما يعتقدون أنهم يعرفونه عن العالم أي نفهم معانيهم ومفاهيمهم عن أنفسهم.
يففرى البعففض أن النظريففة الوظيفيففة البنائيففة جففاءت منفصففلة عففن نبففض الحيففاة
اليومية ،لذلك جففاءت النظريففة القائمففة علففى الفلسفففة الظاهراتيففة الففتي تقففوم علففى أن
المعرفة العلمية أصبحت منفصلة عن الحياة اليومية ولذلك كففان لبففد مففن إعففادة تلففك
المعرفة إلى جذورها وأصلها إلى خبرة الحياة اليومية.
وتقول نظرية الفلسفة الظاهراتية بأن العففالم الخففارجي ل معنففى لففه إل مففن خلل
وعينففا بففه ولففذلك يراهففا البعففض نظريففة معرفففة وينشففغل المهتميففن بهففا بففأمور مثففل
العواطف والتخيل والهلوسأة.
نظرية التشكيل:
نظرية التشكيل عند أنتوني جففدنز هففي دراسأففة لتاريففخ العففالم ،ويففرى البعففض أن
نظرية التشكيل هذه يجب أن توضع في مصاف الوظيفية البنائية.
ويرى أنتوني جدنز أن المجتمع ينتجه ويعيد إنتاج فعل البشر ويعرف البنية علففى
أسأاس أنها )قواعد ومصادر( وأن البنية تتكون بفعل نشاطنا اليومي المعتاد.
واهتم أنتوني جدنز بالتنشئة الجتماعية وقال أنها مدرسأة فيها منهج خفففي يتعلمففه
الناس أثناء نموهم.
ويرى جدنز أن مفهفوم المؤسأسففة ل يعنففي جامعففة مثل ولكفن شففئ مثففل الففزواج.
ويتفق مع بارسأونز في النظرة إلى المجتمع وعلففى الرغففم أنففه رفففض فكففرة النسففاق
ولكنه ناقشها وفي النهاية نجد اتفففاق بينففه وبيففن بارسأففونز ومففاركس ،ويففرى أن علففم
الجتماع الحضري هو مركز علم الجتماع.
الملكات العقلية وبمدرسأفة علفم اللغفة البنيفوي والمدرسأفة الروسأفية ففي النقفد الدبفي،
وفكرة وجود المجتمع باعتباره كيانا ا مستقلا عن أفراده.
تعتبر البنيوية كل النتاجات النسانية أشكالا لغوية وهففو مففا أطلففق عليففه )الفكففار
العامة( .والبنيوية مهمة لنها تعتففبر منهجففا ا بإمكانهففا أن توصففلنا إلففى معرفففة معينففة،
وهي ترتبط بمجموعة من الفرضففيات الميتافيزيقيففة المتعلقففة بطبيعففة العففالم والففتي ل
يمكن البرهنة عليها ولذا يتعين التسليم بها وهي:
وهذا الفرأي يسفتمد جفذوره مفن فلسففة أوجسفت كفانت وليفس بالضفرورة إثبفات
النظرية البنيوية عن طريق اختبارها لن النظريات هي الففتي تنتففج عالمنففا فمففا الففذي
يدعو لختبارها على محك الواقع.
تركز النظرية البنيوية على الترتيب المنطقي أو على البنيففة الكامنففة فففي المعففاني
العامة.
* موت الذات.
ويقصد بالذات الفاعل والفعل والشخاص .فنحن مقيدون بأفكارنا وهي تمنعنا من
الخوض في أمور معينة بل ربما أرغمتنا على قول مال نعنيه.
والنظرية البنيوية تعطي أهمية للعلقات الرابطة على عكففس نظريففة الفعففل الففتي
تنظر إلى النسق من حيث عناصره وليس علقاته .وتهتففم البنيويففة بالمسففتوى الكففامن
في التفسير عندما نقارنه بالمستوى السطحي.
قضى ألتوسأير فترة من حياته مصابا بالهوس الكتئابي وفي آخر حيففاته كففان فففي
مصح عقلي وهو يرى أن مصطلح الممارسأة يشير إلى الفعففل النسففاني وتتكففون مففن
عناصر ثلثة هي )المادة الخام – وسأففائل النتففاج وقففوة العمففال واللت – البضففاعة
المصنوعة( ونموذج الممارسأة عنده الممارسأة القتصادية.
والفاعل عنده ،القوة التي تحرك الشففياء الماديففة .وقسففم المجتمففع إلففى مسففتويات
)فكرة المستويات بدلا من النساق( – المستوى القتصادي والسياسأي واليديولوجي.
ومن وجهة نظره تتكون كل المجتمعات من هذه المستويات وهي تكففون معففا التشففكل
الجتماعي أي بنية البنى.
وعلففى الرغففم أن التوسأففيد مففن معتنقففي الماركسففية إل أنففه وقففف موقفففا ا مضففاداا
للماركسية المتشددة .وقد تعود الماركسية للنظر إلى أن القتصاد هو الكرة التي تففدفع
المستوى السياسأي والمستوى اليديولوجي .ويرى التوسأيد بضففرورة تحليففل ودراسأففة
العلقات لهذه المستويات الثلثة فهي ليست بنففى بسففيطة الففتركيب .وكففل مسففتوى لففه
وجود حقيقي مستقل ويرتبط بغيره من المستويين بطرق شتى أو معقففدة .ومففا يجففرى
داخل مستوى ليس بالضرورة محكوما بما يجففري فففي المسففتوى الخففر وسأففمى ذلففك
السأتقلل الذاتي السببي.
أن المجتمعات المختلفة تسود فيها مستويات بنيويففة مختلفففة ،وهففذا يعنففي أنففه فففي
التطور الداخلي اليومي لمجتمع من المجتمعات يصبح واحداا أو أكثر مففن المسففتويات
هو الهم .فقد يأتي المستوى القتصادي هو الهم وقففد يففأثر المسففتوى السياسأففي وقففد
يأتي المستوى اليديولوجي )مثال التناقضات التي حدثت في المجتمع الشيوعي وأدى
إلى تفتيته(.
25
وقد يرى البعض أن المسففتوى السياسأففي هففو السففائد فففي المجتمعففات الرأسأففمالية.
ولكففن مهمففا يكففن مففن أمففر فففإن المسففتوى القتصففادي وبنيتففه هففي الففتي تحففدد أي
المستويات هو المستوى السائد .وقد يكففون أحففد المسففتويات مسفيطرا ثفم يتنفازل عفن
سألطته ويمنحها لواحد من المستويين الخرين .ويعتبر فردريك إنجلز الزعيم الثوري
اللمففاني وكففارل مففاركس رفيففق الففدرب همففا أسأففاس مففا سأففمي فيمففا بعففد بالنظريففة
الماركسية.
وضع نسقا ا تحليليففا ا شففبيها ا بعففض الشففيء بنسففق بارسأففونز النظففري واهتففم بفكففرة
انفصال البنية الجتماعية عن الفعل الجتمففاعي والحقيقففة أن معيففار اختيففار النظريففة
هو مبلغ إحاطتها بالظواهر فبعضها أكثر شمولا من غيرها.
ومما هو جدير بالذكر هنا أن مفهوم الكل هو أهم مفهفوم ففي النظريفة الماركسففية
التي تأثر بها يورجن هابرماس .كما أن مفهففوم الممارسأففة Praxisل يش مل المع اني
فحسب بل أيضا ا علقاتنا العملية بالطبيعة )أي تشمل العمل(.
ويعتبر هابرماس الوريث الرئيسي لمدرسأة فرانكفورت ،فهفو يركفز علفى تحليفل
الفعل والبنى الجتماعية محاولا الوصول إلى شيء شبيه بالنموذج التحليلي.
ول جدال في انتماء هابرماس إلى اليسار على الرغم أنففه ينقففد الماركسففية ويعففود
إلى الكثير من أفكففار بارسأففونز ولكففن هابرمففاس يتمسففك بتصففور يففزاوج بيففن البنيففة
والفعل في نظرية كلية موحدة .وقال أن سأوء الفهم وارد بيففن البشففر ويمكففن خففداعهم
وتضليلهم بشكل منظم وهذا يعتبر تشويه أيديولوجي .وهو يتخذ نمو النسففان نموذجففا ا
للتحليل الجتماعي .والرأسأمالية عنده تعتبر نسقا ا اجتماعيففا ا وهفو يفرى أن الرأسأفمالية
الحديثففة تتميففز بهيمنففة الدولففة علففى القتصففاد وعلففى المجففالت الخففرى للحيففاة
الجتماعية.
26
النظرية في التربية
تأثرت النظرية في التربية ،ومن ثم النظرية في المناهج بمجال أكبر وهو علم
الجتماع الذي أبدى علماؤه وعيا ا عميقا ا بأهمية النظرية في علم الجتماع بدءاا من
النظرية الجتماعية الكلسأيكية وبداية النتفاضة عليها ،وظهور التحليلت النقدية
الحديثة ،وظهور التجاهات الفكرية الجديدة التي أكدت أهمية الطابع النساني.
ومن نظريات علم الجتماع الشائعة فففي الكتففب والمراجففع المختلفففة ،الماركسففية
كنظرية اجتماعية والتي جمعت تركيبه من الفلسفة اللمانية المثالية ومــن الشأــتراكية
الفرنسية ومن القتصاد السياسأي النجليزي
وتستنففففففد نظرية ماركس على الدور الذي يمكن أن تلعبه طبقة البروليتاريا،
ومعالجة النظرية لقضايففففففففففا التغير الجتماعي والبناء الطبقي واليديولوجيا
الشتراكية .وقويت نظرية ماركس وفلسفته في المجتمعات التي تزايدت فيها
الحركات العمالية .واعتبر البفففففففعض نظرية ماركس مرفوضة لرتباطها بعناصر
الديكتاتورية والشمولية )كما كان الحال في التحاد السوفيتي(.
حدث هذا في مقابل النزعة المبريقية التي سأيطرت على تطور النظرية في علم
الجتماع التربية وفي مجال المناهج ،في كل من الوليات المتحدة المريكية
وبريطانية خلل منتصف ق .20
وتلك النظريات التي سأففبقت مففاركس اتخففذت مفن الفففرد نقطففة إنطلق )نظريففات
برجوازية(.
المدخل للدراسة
الجتماعية
وقد ثار جدل حول قضية النسبية داخل النظرية الجتماعية أي رفففض فكففرة المماثلففة
بين مناهج كل من العلوم الطبيعية والعلوم الجتماعية لن العلففوم الجتماعيففة تعالففج
ظواهر مثالية ل تتكرر بسبب تفردها )كالقيم والمعتقدات والمثل(.
28
ومن الجدير بالذكر إن نظرية ماركس اسأتندت إلى مبادئ جدلية مادية واضحة.
وكانت هناك في ألمانيا نظرية تقوم على الفلسفة المثالية وهي تعارض نظرية
ماركس المادية ،وتنظر المثالية إلى الواقع النساني على أنه شئ ظاهر يتسم
بالمرونة والتبدل والتحول المستمر ،بينما نظرت الماركسية إلى الواقع النساني على
أنه نتاج اجتماعي لنشاط النسان وقدرته على تشكيل العالم من خلل مصالح
اقتصادية وسأياسأية معينة.
أن معظم المفكرين الذين يصوغون نظريات عن المجتمع النساني إنما يتبنون
موقفا ا معينا ا يتصل بنشاطاتهم ومصالحهم .من جانب آخر تكلم عالم الجتماع
المريكي جورج هربرت ميد عن النظرية الجتماعية من وجهة نظر السلوكية
الجتماعية )أي اعتبار السلوك الموضوع السأاس لعلم الجتماع( .وبدأ أصحاب هذا
التجاه يرفضون الكيانات الجتماعية الكلية كوحدة للتحليل الجتماعي )المجتمع
النساني( وركزوا على السلوك بوصفه وحدة التحليل.
والحقيقة أن المتتبع لتطور النظرية في مجال علم الجتماع أو التربية يلحظ أن
النظرية الجتماعية وتفسيراتها المختلفة تستخدم لتبرير أو تفسير الدعاية لفكره أو
أفكار معينة أو التأثير على الفراد والمجتمعات لتحقيق المسايرة أو المغايرة
الجتماعية إن صح التعبير)) .مثال ذلك ما حدث في سأتينيات ق 20في المجتمع
المريكي وتزايد قوة التجاه النقدي لعلم الجتماع ودوره المحدود في تغيير النظام
الجتماعي((
إن قدرات النسان غير محدودة ،والواقع دائم التغير ول يتسم بالسكون أو
الثبات ،ودائما توجد المصالح المتعارضة والمتضاربة داخل المجتمع ،وعلينا أل
نقف عند حد وصف الواقع ولكن تقديم أسأاليب عملية لتغيير المجتمع إلى الصورة
المثلى .وهذا محور النظرية الراديكالية التي تبناها بعض علماء علم الجتماع
29
وعلى ذلك فإن التربية قد تأثرت بالنظرية الجتماعية والفكر اليديولوجي السائد
سأواءا في بعدها النظري أو في الممارسأات التربوية داخل الفصل والمدرسأة.
نظرية المنهج
30
النظرية عبارة عن بناء عقلي لمجموعة من المفاهيم المرتبطففة بظففاهرة معينففة أو
مجموعة من المسائل مثلما نقول نظرية القيم أو نظرية المعرفة أو نظرية الفئففات فففي
مجال الرياضيات.
وفي مجالت مثفل الفيزيفاء وعلفوم الفلفك ففإن النظريفة تشفير إلفى فرضففية ثبفت
صحتها عن طريق المشاهدة أو مجموعة فروض ترتبط منطقيا مع بعضها .والفرض
تخمين ذكي يفيد في حل المشكلت.
ومجموعة القوانين تشكل النظرية ،وتتكون النظرية من التي:
– 1حقائق – مفاهيم – متغيرات.
– 2نظام من العلقات.
– 3المصطلحات وتعريفها.
وهناك قواعد ينبغي مراعاتها عند الهتمام بمفهوم النظرية مثال هذه القواعد:
) أ ( المصطلحات الفنية وتحديدها لنها موجهات العمل في النظرية.
) ب( تحديد المفاهيم والمسلمات والفروض وهي من السأس المكونة للنظرية.
)جف( وصف العلقات بين أجزاء النظرية.
ومن الضروري أن ترتبط النظرية بالواقع الحقيقي فإذا إتفقت معه وعكست هذا
الواقع أصبح هذا دليلا على صدق النظرية وإذا ثبت عدم صحة ذلك فإن النظرية
تصبح غير نافعة أو صالحة.
كما أن النظرية تقوم بوظيفة مهمة أل وهي مساعدة الفرد في حل مشكلته ولكن
ينبغي في هذا أن توافق تفسيرات النظرية وشروحها معتقداتنا.
-3السأتدلل للوصول إلى تعميمات أكبر ،مثال أن يلحظ شخص بأن كل النبات له
سأاق وأوراق من خلل جملة مشاهداته وملحظاته ،فيستدل من ذلك بأن كل
النباتات لها سأاق وأوراق والسأتنتاج هو العملية التي يتوصل من خللها
الشخص إلى نوع من العموميات في ضوء عناصر فرعية.
النظرية وذلك من خلل السأتفادة من نتائجه .وكلما كان البحث جاد كلما سأاعد
ذلك في صدق النظرية.
-5النماذج .النموذج عبارة عن تمثيل ظاهرة معينة في الواقع وهو يساعد في شرح
الحقائق وتوضيح المعلومات والتعبير عن العلقات المتضمنة في الظاهرة.
ولذلك نقول بأن النموذج مرحلة للوصول إلى نظرية .ومن أنواع النماذج
المعروفة ،النموذج القياسأي يمكن من خلله قياس مدى صدق النظرية،
والنموذج الشكلي الذي يتكون من مجموعة من الرموز تعبر في مضمونها عن
النظرية ،والنموذج التفسيري وهو يساعد في تفسير النظرية.
-6النظريات الفرعية .قد ينبثق عن النظرية الم نظريات فرعية تساعد على
التفسير لكثير من العلقات الخاصة بالنظرية الم.
ويقصد بنظرية المنهج مجموعة من العبارات المرتبطة التي تعبر عن المنهج من
حيث عناصره وتصميمه واسأتخدامه وتقويمه وتطويره وطبيعة العلقات والتفاعلت
بين عناصر المنهج المختلفة.
والمتتبع للكتابات في هذا الشأن يلحظ أن نظريات المنهج قد تعددت وذلك بتعدد
الفلسفات التي تقوم عليها تلك النظريات.
والمتتبع لدب مجال المناهج يجدها تدور حول اتجاهات ثلثة:
التجاه الول :المنهج المتمركز حول المادة الدراسأية.
التجاه الثاني :المنهج المتمركز حول الطفل.
التجاه الثالث :المنهج المتمركز حول المجتمع.
والختلفات بين هذه التجاهات يتركز في النظر إلى طبيعة التفاعل بين عناصر
مدخلت المنهج وأبعاده ونوع المخرج التعليمي أو الناتج التعليمي .كما أن سأبب
الختلف بين هذه التجاهات يرجع إلى طبيعة الفكر والفلسفة التي يستند عليها كل
اتجاه ،هذا من جانب ،وإلى اختلف النظرة لكل من:
33
) أ ( طبيعة الفرد.
) ب( طبيعة المعرفة.
)جف( طبيعة المجتمع.
وعلى الرغم من التباين والختلف بين هذه التجاهات ومن ثم نظريات المنهج،
إل أن هذا الختلف قد يساهم في تطور الفكر النساني والفكر التربوي ويساهم في
بناء التراث التربوي.
وعلى ذلك فالمنهج هو كل تعلم مخطط وموجه بواسأطة المدرسأة سأواء يتم في
مجموعات أو فرديا داخل المدرسأة أو خارجها .والملحظ أن كلمة منهج قد
اسأتخدمت اسأتخدامات عدة فالبعض نظر إليها على أنها خطة والبعض الخر نظر
إليها على أن المنهج وثيقة مكتوبة ،والبعض ينظر إلى كلمة منهج إشارة إلى البرنامج
التعليمي ،وهناك من يرى المنهج أنه كل العمل المدرسأي أو جزء منه.
وكل منهج يتضمن مجموعة من العمليات مثل تحديد مجال المنهج ،تحديد
الشخاص المشتركين في صنع المنهج ،كتابة المنهج ،تنفيذ المنهج وتقويمه ،ثم
تطوير المنهج.
تطور الهتمام بنظرية المنهج
المرحلة الولى يمكن النظر إليها خلل الفترة من .1950 – 1918والمرحلة
الثانية من 1950وحتى نهاية الثمانينات من القرن العشرين .والمرحلة الثالثة التي
مرت بضع سأنين على بدايتها وشملت نهاية القرن العشرين وبدايات القرن الواحد
والعشرين ولزلنا فيها......
رأى كتاب هذه المرحلة ضرورة تحليل نشاط الكبار في المجتمع وصول إلى
صياغة للمنهج بحيث يتم إعداد الصغار لحياة هؤلء الكبار فيما بعد .والملحظ أن
هذه الفترة اهتمت باسأتخدام العلم في حل مشكلت المنهج وأن وظيفة المنهج إعداد
الصغار لحياة الكبار فيما بعد .وتحليل حياة الكبار لمعرفة المهارات والمعارف
والتجاهات واعتبار هذا مدخل لتخطيط المنهج.
ثم ظهرت المدرسأة التقدمية التي اهتمت بتربية الطفل واتجهت في بناء مناهجها
ليكون الطفل بخصائصه مركزا ومحورا لتلك المناهج .وأصبح المحك الهام هو
اهتمامات الطفل وحاجاته.
ثم ظهر اتجاه يركز على المجتمع .وخلل هذه المرحلة الخيرة بدأت الصيحة
بضرورة أن يشترك المعلم في المساهمة في صنع قرارات المنهج.
الفترة من 1950وحتى الثمانينات من ق : 20
وقد تحدث الكتاب في التربية عن السأس التي ينبغي النظر إليها عند بناء نظرية
للمنهج وكانت هذه السأس تدور حول الهداف للعملية المدرسأية ،والخبرات التربوية
التي تحقق هذه الهداف ،وكيف يمكن أن تنظم هذه الخبرات بشكل فعال؟ وكيف
نحدد أن الهداف قد تحققت أم ل؟
35
وقد رأى جورج بوشامب وهو أحد الذين كتبوا في مجال نظرية المنهج ،ضرورة
اسأتعارة ما كتب في مجال بناء النظرية بوجه عام وتطبيقه على مجال المنهج ولذلك
رأى ضرورة:
– 1السأتخدام الدقيق للمصطلحات الفنية.
– 2تصنيف المعرفة وتحليلها.
– 3اسأتخدام التنبؤ للوصول إلى التعميمات والقوانين.
بينما رأى آخرون أن الفلسفة كمجال يمكن أن تخدم بناء نظرية للمنهج عندما
يكون هناك تبريراا للهداف التعليمية ،وتبريراا لختيار وتنظيم المعرفة ،والتعامل
بدقة مع اللفاظ وما تثيره من مشكلت.
وعبر تطور الكتابات في مجال المناهج ظهر مدخل النظم الذي يحتوي على
مدخلت ومحتوى ومخرجات ثم تغذية راجعة ولكن هذا المدخل رأى البعض أنه
مقيد للجهود في بناء النظرية.
نظرية المنهج )نظرية الحدث( وتقوم على تجميع الحداث في إطار والقيام
بالربط بينها ،ورأى البعض أن المنهج يعتبر حدث من نظرية التعلم ولذلك
اعتبرت نظرية المنهج نظرية فرعية من نظرية التعلم.
نظرية المنهج القيمي وركزت على المحتوى التعليمي من حيث قيمته وفائدته
بالنسبة للطلب.
نظرية المنهج العملي وركزت على الوسأائل المطلوبة لتحقيق أهداف المنهج.
والمرحلة التالية اهتمت بدور التعريفات والنماذج في بناء النظرية وفي هذه
المرحلة تم النظر إلى المنهج على أنه سألسلة من النواتج التعليمية المقصودة ،وأن
36
المنهج يقوم على الختيار الجيد وجودة البناء ،وهو يقود التعليم ،ويتطلب تقويمه
إعداد أدوات جيدة.
هل يجب أن يحتوي المنهج على أهداف معرفية ،مهارية سألوكية ،وجدانية أم
على نوع واحد من تلك الهداف.
ثانياا :أن يتضح في نظرية المنهج مصدر صنع القرار بمعنى هل يوضع المنهج على
أسأاس تحليل نشاط الكبار؟
ثالثاا :شكل تصميم المنهج .هل يصمم المنهج في شكل وثيقة مكتوبة يلتزم بها
المعلمون؟
هل يصمم المنهج ليناسأب بيئات محلية بعينها أم على المستوى المركزي؟
37
رابعاا :أن يتضح في نظرية المنهج المشاركون في صنع المنهج وكيفية تنفيذه .هل
المعلمون أصحاب الحق في تخطيط المنهج؟
ما هي الوسأائل التي تحقق نجاح تنفيذ المنهج؟ هل اختبارات التحصيل أم
المقاييس النفسية أم أسأاليب الملحظة أم غير ذلك؟
هذه وغيرها تساؤلت ينبغي الجابة عنها للوصول إلى نظرية جيدة للمنهج.
38
المعرفة ونـشوء
النظرية
يعتبر ق 19فترة المخاض السوسأيولوجي ،بينما يعتبر ق 20بفترة الزدهار
السوسأيولوجي .وكان من رعيل العلمفاء ففي ق 19أوجسفت ك ونت وكفارل مفاركس
وماكس فيبر واميل دوركايم وفلفريدو باريتو ،الذين قدموا إنجازات رائعة في
حركة تطور النظرية الجتماعية كان لرائهم تأثيرا في النظرية التربوية النظرية في
المنهج.
وكانت أفكار هؤلء العلماء نبض لحس ق 19من الناحية التاريخية ،ومع ق 20
بدأت مصطلحات ومفاهيم مثل )الديمقراطية والبيروقراطية والرأسأمالية والغتراب
والترشيد والطبقة والسلطة( تكتسب وجودها وقوتها التفسيرية في تطور الحداث.
لن تلك المفاهيم ترتبط بأنساق فكرية كبرى وتعكس التحولت التي طرأت على
المجتمع الوروبي.
ولعل اهتمام علم الجتماع المريكي بمجال مثل علم النفس الجتماعي ،كان
سأببه زيادة الهتمام بدراسأة المشكلت الجتماعية التي فرضت نفسها على المجتمع
المريكي خلل ق .20وبدأ علم الجتماع يبتعد عن القضايا السياسأية العامة ليهتم
بالدراسأات الواقعية للقضايا والمشكلت بدءا من قضايا التكيف الجتماعي إلى
تخطيط المدن .ومن ثم تزايد الهتمام بالتنظير خلل النصف الول من ق .20
وهناك علقة بين علم الجتماع وبين الحياء والجغرافيا والثنولوجيا وعلم
النفس ،من خلل نظريات سأكانية -نظريات عن أشكال الجماعات -نظريات عن
النظم الجتماعية -نظريات عن الضبط الجتماعي.
ودخلت النزعة البراجماتية في علم الجتماع وعلم التربية خلل الربعينات من
ق 20وتزايد الهتمام باسأتخدام السأاليب الحصائية والصياغات الرياضية في قياس
الظواهر الجتماعية .وهذه هي الفترة التي حاولت أمريكا فيها تقريب دراسأة
الظواهر الجتماعية من نموذج العلم الطبيعي وهو ما يمكن تسميته بالتحكم التجريبي
في شئون المجتمع وإن كان موضوع مثل القيم الجتماعية قد يستعصى على الدراسأة
الكمية ،وهذا جعل علماء الجتماع يهملون ويتجاهلون موضوع القيم الجتماعية.
ومن ثم الدخول في مرحلة مفهوم الحياد الخلقي الذي تكلم عنه دوركايم ،وفيبر.
ونتج عن هذا الوضع تفسيرات متنوعة فمثل تذهب نظريات اجتماعية في
تفسيرها للجريمة بأنها نتاج للبناء الطبقي ،أو بأنها نتاج لعوامل أسأرية وسأيكولوجية
وبيئية ،أو أنه انحراف عن المعايير الجتماعية ،أو أنه له علقة بالصحة العقلية.
ويسعى عالم الجتماع نحو صياغة نظرية اجتماعية قادرة على توليد حلول
اجتماعية للمشكلت النسانية.
* البحث في طبيعة النظرية الجتماعية
كلمففا مضففى الففوقت وتراكمففت المعرفففة العلميففة ازدادت النظريففات ثففراءاا ورسأففوخا ا
وتكام ا
ل .والباحث عفن النظريففة الجتماعيففة أو النظريففة التربويففة أو حففتى نظريففة
المنهج المدرسأي يجد حشداا هائلا من الراء المختلفة والمتضففاربة وتكففون أصففعب
مهمة أن يبحث عن نقاط اللتقاء أو التفاق بين العلماء.
وقد كتب عالم الجتماع المريكي روبرت مرتون يقول "يوجد في الوليات
المتحدة أكثر من خمسة آلف عالم اجتماع ولكل منهم علم الجتماع الخاص به .فل
يوجد علم اجتماع واحد ولكن هناك علم اجتماع أمريكي وعلم اجتماع صيني وآخر
روسأي وهكذا.
والحقيقة أنه في مجال العلوم الطبيعية كالفيزياء أو الكيمياء توجد نظرية واحدة
على مستوى عال من التجريد ولكن الوصول إلى مرحلة النضج هذه في العلوم
الطبيعية لم يأتي من فراغ ولكن من مرور بمراحل من الصراع بين النظريات
بعضها وبعض .وهذه المرحلة الخيرة هي حال علم الجتماع وعلم التربية فليس
هناك اتفاق حول المصطلحات أو القضايا المتجانسة .ولكن هناك من يقول أن
الختلف بين علماء الجتماع أو علماء التربية آخذ في النقصان.
و اليملفت للنظر هنا اتفاق المراجع المتخصصة التي تبحث في النظرية في علم
الجتماع على مشكلة تعريف المفاهيم والتي تعتبر هي المادة الولية في بناء أي
نظرية .وهذه أول صعوبة يواجهها الدارس في مجال النظرية الجتماعية وكذلك
تعدد النظريات.
-3صعوبة الختلف في أسأس تقييم النظريات الجتماعية فكل اتجاه نظري يضع
أسأسا ا لتقييم النظرية الجتماعية.
المعرفة العلمية
وأشكالها
41
ويعد الواقع Realityهو مصدر المعرفة سأوااء كان هذا الواقع طبيعي أو بيئي
أو اجتماعي.
وأول أنواع المعرفة ،هي تلك "المعرفة العلمية" وهي تلك التي نشأت من خلل
محاولت النسان السيطرة على الطبيعة بجوانبها الفيزيقية والجتماعية.
والمعرفة العلمية يستخدم معها المنهج العلمي والذي يتصف بالخصائص التية-:
* الدقة Accuracy
* التحديد Precision
* التسجيل الدقيق
* الموضوعية.
حيث ييسلم المنهج العلمي بأن جميع مظاهر الكون نتاج لعمليات أو أحداث طبيعية
أي اكتشاف العلقات بين الظاهرة التي يدرسأها العلماء وبين ما سأبقها من أحداث
أدت إلى وقوعها.
جميع ظاهرات الكون مترابطة ومتفاعلة مع بعضها وعلى النسان أن يبحث في
الكشف عن طبيعة هذا الترابط والتفاعل والتوصل إلى القوانين التي تحكمه.
فالمعرفة العلمية تختلف عن المعرفة الففتي يحصففلها النففاس العففاديين فففي حيففاتهم وتجففاربهم
اليومية.
أما المعرفة الميتافيزيقية والفنية والدبية ل تزيد عن كونها تأملت فكرية ل تستند على
ملحظات منظمة ودقيقة وموضوعية.
معرفة حسية عيانية Concreteتعتمد على الحواس وتتكون المعرفة العلمية من
ومن خلل تفاعل كل من المعرفة الحسية والمعرفة العقلية تتقدم المعرفة وتتطور.
43
والحساسأات حين تصل إلى المخ يحولها المخ من إحساسأات إلى مدركات أي إضفاء
معنى على مجموعة معينة من الحساسأات المباشرة وقد يتم اسأتعادة هذه المدركات في المخ
مرة أخرى وتسمى أفكارا . ideas
ولكن المهم أن المعرفة الحسية ل توصلنا إلى جوهر الشياء الداخلية مثال إدراك ضوء
منبعث من لب مة كهرباء ل يكفي لكي نعرف أن هذا الضوء منبعث من سأيل من اللكترونات
تتحرك بسرعة معينة .ويعتمد العلم على الجانب الحسي في جمع المعلومات الموضوعية
عن الظاهرات.
أما المعرفة العقلية المجردة فيتصف بها النسان دون غيره من الكائنات الحية وذلك لما
يتمتع به من جهاز عصبي معقد ومتطور .ويعتمد التفكير عند النسان على الرموز
Symbolsوالتي هي عبارة عن أفكار .وتتدرج الرموز من الرموز البسيطة إلى الرموز
المعقفففففففففففدة )مثال رمز سأيارة – رمز وسأائل النقل( .وتعرف هذه الرموز بالمفاهيم
Conceptsالتي تعتمد على عمليتي التحليل والتركيب ،وكلها نتاج للتفكير العقلي.
* أشكال المعرفة العقلية المجردة
) ( 1الحكام أو القضايا
وهي عبارة عن تقريرات أو تعبيرات عن أشياء تم ملحظتها:
تقرير عن علقة محتملة بين ظاهرتين أو أكثر أو حدثين أو أكثر وهو يستند على
ملحظات سأابقة.
) ( 3القانـون
44
وهو عبارة عن علقة ثابتة بين متغيرين وهو مثل الفرض يتضمن نوعا ا من
التعميم ومن أنواع القوانين :القوانين النوعية أو الجزئية ف والقوانين العامة مثل تلك
المتعلقة بمجموعة كبيرة من الظاهرات ،القوانين الكلية أو الشمولية مثل المتعلقة
بالكون.
) ( 4النظريــة
هي نسق من المعرفة المعممة تفسر جوانب الواقع ،وهي أعلى درجة من التجريد
والتعميم في العلم .وتفسر النظرية القوانين وتفسر الخيرة الوقائع Factsالتي تم
ملحظتها.
ب – المضمون أي التعميمات.
جف – الفتراضات.
) (3التنبؤ بالوقائع )إذا لم نترك مسافة بين قضبان السكك الحديدية فإنها سأوف
تتقوس( لن المعادن تتمدد بالحرارة.
) (4يتلخص الوقائع وبدون عملية التلخيص والتنظيم يصعب اللمام بمكتشفات العلم.
ونظرا لهتمام أرسأطو بالعقل النساني أسأس علم المنطق واهتم بتأسأيس نظرية
في العلم تستند على دعائم أربع هي:
– 1التعريف
– 2القياس
– 3السأتقراء
– 4العلية )السببية(.
ولكن هي أيضا )المعرفة( لها علقة بمشكلة الذات والموضوع وتطور العلم.
البعض رآها مبحثا ا نفسيا ا والبعض رآها مبحثا ا منطقيا ا والبعض نظر إليها على أنها
مبحث مستقل يدخل في إطاره التفرقة بين المحسوس وما هو خارج دائرة
المحسوس .أي بين ما يدخل في دائرة التجربة وما يخرج عنها وتبحث في التمييز
بين ما يدركه العقل إدراكا ا بديهيا فطريا ا وبين ما يتم اكتسابه عن طريق التجربة .كما
تبحث نظرية المعرفة في التمييز بين المعلومات الذاتية والمعلومات الموضوعية.
وتبحث كذلك في موضوع الوجود والتغيير.
ويرى بعض الفلسأفة أن المعرفة التي تأتي عن طريق الحواس )البصر – السمع
– الشم والمذاق واللمس( عرضة للخطأ ولكن المعرفة التي تأتي عن طريق العقل
فهذه هي اللة الماهرة التي تقودنا نحو الحقيقة كما سأماها البعض من الكتاب.
والدراك الحسي عند أرسأطو مجرد إنفعال وهو في نظره شئ متغير allowsis
وفعال energeiaفي إدراك الواقع الفعلي ،ويرى التأمل noesisقوة فعالة حقيقية.
ويتضح مما سأبق في الحديث عن نظرية المعرفة عند أرسأطو كيف أن بناء
النظرية يساهم بشكل أو بآخر في تنمية المعرفة باسأتمرار.
قال أن الحساس يتولد في النفس من خلل توسأط البدن أي بتوسأط العضاء الحسية.
ويرتبط الحساس بالرغبة والمشيئة )أو الرادة( ))البصر والمرئى ،السمع
والصوت ،الشم والرائحة ،الذوق والطعم ،اللمس والملموس ،التمييز بين الكيفيات
الحسية((.
وهناك من يرى بعض مراكز الحواس في الرأس والبعض يراها خارج الرأس.
* أهمية المعرفة العقلية
يرتبط العقل بعمليتي الوعي والفهم والعلة الغائية وهو يعتبر الملكة التي يتميز بها
النسان عن الحيوان .والنسان يعيش لكي يفكر ولكي يتعلم وهي الغاية من وجوده
من وجهة نظر الفلسأفة .وترتبط أفعال العقل بالبدن.
)القلب مقر العقل ،والمخ يخدم العقل بتأثيره في القلب( إذا هناك إدراك حسي
وهناك إدراك عقلي.
* النظرية في الرياضيات:
مرت الرياضيات في تاريخها بأزمات اسأتوجبت إعادة النظر في السأس التي
تقوم عليها .ولعل أولى هذه الزمات ما شهدته الهندسأة في عصر الفيثاغوريين
49
وعقيدتهم الكونية التي تجعل العداد الصحيحة أسأاس كل شئ .ولكن اكتشفوا أن هذه
المسلمة غير صحيحة .وظلت هذه الزمة حتى جاء يودوكسس ) 355 – 408ق.م(
ووضع تعريفه للتناسأب ،ودخلت الهندسأة عصرا جديدا هو ما سأمي بعصر الهندسأة
القليدية وظهور كتاب إقليدس الشهير "المبادئ".
هل الجملة السابقة صادقة هذا يتوقف على الطار الذي نفسرها فيه )العداد
الطبيعية والعداد الكسرية(.
) ب ( مشكلة البرهان
فكرة إقامة البراهين على مسلمات هي فكرة قديمة ترجع إلى عصر إقليدس:
السأتنتاج التالية المقدمات
ب ( ،أ ينتج ب من ) أ
ب( المقدمات أ و ) أ
التالية فهي ب
ومسلمات
وفروض
لغة معينة
مفاهيم
اسأتنتاجات
كما يمكن القول أن عدم التحدد تعتبر خاصة موضوعية من خواص موضوع
المعرفة وتوصل جودل عالم الرياضيات إلى ذلك .ويقال أن نتيجة جودل هذه
زعزعت اليقين في الرياضيات والنتيجة اليقينية )الرياضيات الحدسأية – الرياضيات
البنائية( ،وفسر جودل ذلك بأن الكون ل نهائي والكون آخذ في التساع.
ونقطة البداية ينبغي أن تكون في التعريف الذي قدمه جفففففون كير John Kerr
وطوره فيما بعده فيك كيلي .Vic Kelly
وقد عرف جون كير المنهج بأنه )كل التعلم المخطط والموجه بواسأطة المدرسأة(
سأواء تم في مجموعات أو في شكل تعلم فردي داخل أو خارج المدرسأة.
بمعنى أنه علينا أن نحدد تحديدا مسبقا ا عما نبحث عنه لنحققه وكيف نصل إليه.
إن تقديرنا لنظرية المنهج أو ممارسأة داخل المدرسأة والفصول ينبثق في
المدرسأة.
أنه يبدو من المفيد في هذا السياق ،الخذ في العتبار هذه الطرق الربع
للوصول إلى نظرية المنهج وممارسأة في ضوء تضيف المعرفة لرسأطو
Aristotleإلى ثلثة أنظمة عرفية:
53
التطبيـق
Praxis
وهنا يمكن لنا أن نرى الرتباطات الواضحة بين المنهج كأسأاس للمعرفة المنقولة
وهذا يأتي في المقدمة وهو ما ينظر إليه كلسأيكيا )المبادئ – العملية – التطبيق(
The canon; the process and praxisكنماذج ترتبط بالتفسيرات أو الشروح
العملية.
كثير من الفراد ل يزال ينظر إلى المنهج على أنه مرادف لمصطلح منهج
ومصطلح مقرر مأخوذ عن الصل اليوناني على الرغم من الغموض الذي لحق
عملية اسأتخدامه نتيجة للكتابات القديمة.
وهذا التجاه الذي يتبنى المنهج كمرادف للمقرر يرى في المدخل التقليدي للكتاب
المدرسأي ،الترتيب المناسأب للمحتوى أو الترتيب المنطقي للمادة.
وهذه النظرة للمنهج على أنه مرادف للمقرر يؤدي إلى قصر عملية التخطيط
على المحتوى أو المعرفة المنقولة.
عادة ما ينظر إلى التربية على أنها تدريب فنفففففي Technical exerciseنحدد
الهداف ،نضع الخطة ،نطبق الخطة ،ثم المخرجات أو النواتج المقاسأة.
التربية التي تعد للحياة هي ذاتها التي تعد لنشطة محددة .وهذا يتطلب الغوص في
الشئون الدولية لكتشاف مكونات هذه الشئون وإظهار القدرات ،التجاهات،
العادات ،التقديرات وأشكال المعرفة التي يحتاجها النسان الفرد .وهذه تعد أهداف
المنهج.
ويصبح بذلك المنهج عبارة عن سألسلة من الخبرات التي ينبغي أن تكون لدى
الطفال والشباب من خلل تحقيق هذه الهداف.
هذه الطريقة في النظر إلى المنهج كنظرية وممارسأة قد تأثرت بتطور التفكير
الداري والممارسأة ومفهوم الدارة العلميففففة Scientific managementوحركة
الكفايات وتحليل المهام والمهن.
لقد فقدت المدرسأة التقدمية في التربية وفي المناهج كثير من الزخم مع بداية
الخمسينات من ق 20في الوليات المتحدة ،ومنذ هذا الوقت بدأت أعمال رالف
تايلور Ralph W. Tylerوالتي وضعت بصماتها على نظرية المنهج والممارسأة.
واعتمدت نظرية رالف تايلور في المناهج على أربعة أسأئلة أسأاسأية هي:
-1ما الغراض التربوية التي ينبغي على المدرسأة البحث عنها لتحقيقها؟
-2ما الخبرات التربوية التي يمكن تزويدها بهدف تحقيق هذه الغراض؟
-4كيف يمكن لنا أن نحدد أو نقرر إذا ما كانت تلك الغراض قد تحققت؟
وقد أكد فرانكلين بوبيت على أهمية تحقيق الهداف وارتباطها بالتغيرات في
سألوك الطلب .وعليه يمكن ترتيب تلك العتبارات وجوانب الهمية السابق ذكرها
على النحو التالي:
56
وعلى ذلك قد يمكن النظر إلى المنهج على أنه برنامج من النشطة )بواسأطة
المعلمين والطلب( صمم لتحقيق أهداف أو نواتج محددة ،ولكن المشكلة هنا تكمن
في أن هذا البرنامج يوجد قبل وكذلك خارج خبرات التعلم .وهذا قد يأخذنا بعيدا عن
المتعلم وعليه فكأننا نقول للطلب ما ينبغي عليهم أن يتعلموه وكيف يتعلموه .وهذه
الحالة تشبه المنهج القومي في انجلترا ،National curriculumوهذا من شأنه أن
يحول المربين Educatorsإلى فنيين Techniciansبمعنى أنهم يصممون البرامج
الخاصة بالمنهج بعيدا عن المدرسأة وحجرات الفصول.
النقطة الثالثة بشأن هذا المدخل السالف الذكر من النظرية والممارسأة للمنهج،
تتحدد في وجود مشكلة عند اختبار ما يفعله حقيقة المربين في حجرات الفصول حيث
يتبين نقص التأثير للممارسأة التربوية للهداف.
النقطة الرابعة أن هناك عوامل ليست مرتبطة بالهداف المحددة وتدخل في إطار
النتائج غير المتوقعة من خلل أنماط التفاعل الحادثة بين المعلم وطلبه.
إن مدخل الهداف في نظرية المنهج يؤكد على المبررات أكثر من تأكيده على
وصف النتائج وهذا في حد ذاته اعتبره البعض من بين المشكلت التي قد تنشأ من
تطبيق نظام المحاسأبية في مجال التربية.
لقد تبين لنا مما تم عرضه في الصفحات السابقة أن النموذج الذي أطلق عليه اسأم
"المنهج كمنتفففففففج "curriculum as productاعتمد اعتمادا كبيرا على الهداف
السلوكية .فالمنهج أسأاسأا ا عبارة عن وثيقة للتطبيق.
من الطرق الخرى في النظر إلى المنهج كنظرية أو ممارسأة ،طريقة )المنهج
كعملية( .وفي هذا الطار ل ينظر إلى المنهج على أنه شئ مادي ولكن المنهج عبارة
عن التفاعل بين المعلم والطالب والمعرفة .وبمعنى آخر هو ما يحدث بالفعل في
حجرة الفصل وما يفعله الفراد للعداد والتقويم .وما لدينا في هذا النموذج المسمى
)المنهج كعملية( مجموعة من العناصر المتفاعلة وهي عملية نشطة ترتبط بما أطلق
عليه آنفا المعرفة العملية لرسأطو .Aristotle
وعادة ما يعمل المعلمين في مدارس ويكون لديهم القدرة على التفكير الناقد ،وفهم
أدوارهم وتوقعات الخرين منهم ،وإن لديهم ما يقدموه من مبادئ وملمح المنتج
التربوي .وعلى هدي هذه المور يقوم المعلمون بتشجيع المناقشات بين ومع الطلب
ويكون المخرج في هذه الحالة عبارة عن تفكير وسألوك .Thinking and action
58
والمعلمون باسأتمرار يقومون بعملية التقويم لما قد يروه من نواتج تعلم .والحقيقة
أن طبيعة المدارس وكذلك معتقدات المعلمين وخبراتهم وثقافتهم المجتمعية تؤثر
بشكل كبير في عمل المنهج .وهذا ما يدفعنا للقول بأن المنهج يكتسب فعاليته من
خلل التطبيق والممارسأة في المدرسأة والفصول.
وفيما يلي نعرض للعناصر التي يتضمنها تصور لخريطة عقلية لتصميم المنهج:
) ( 1استراتيجيات التقييم:
مقدمة.
60
بروفيل التقييم.
محك للتقييم.
) ( 2التحكم أو الستقلل:
مقدمفة.
من يتحكم؟
السأتراتيجيات.
) ( 3نماذج المنهج:
مقدمففة.
النموذج التعبيري.
مقدمففة.
خبرة العمل.
المهفارات.
خطة المهارات.
مقدمففة.
التغفير.
) ( 6نظريات التعلم.
) ( 7مستويات التحصيل:
مقدمففة.
مراعاة المعايير.
عند نظرية المنهج وذلك في مجلسة الجمعية المريكية لدراسأات المناهج المتقدمة )
.(JAAACS
إن نظرية المنهج في عبارة قصيرة تعني دراسأة فروع المعرفة المكونة الخبرة
التربوية .ونظرية المنهج يعتبر مجال مميز وفريد له تاريخ وحاضر معقد ومستقبل
غير محدد المعالم.
ومن المور الهامة أن مجال نظرية المنهج يتأثر بمجالت أخرى مثل الدب،
العلوم النسانية ،النظرية الجتماعية وكذلك نظرية التحليل النفسي التي أولها بينار
.Pinar Wاهتمامه وبدرجة أقل العلوم الجتماعية.
إن مجال نظرية المنهج هو مجال نقدي بمعنى خضوعه للعقل ،والعقل دوما ا
خاصة أن هناك بعض الراء التي تتناول مجال نظرية المنهج قد تنحرف عن نهر
العقل الذي يعد أعدل الشياء قسمة بيد البشر.
وما أجدرنا أن نرجع إلى التراث وآراء الكتاب نستلهم منه ما يفيدنا في فهم مجال
نظرية المنهج .وعلى الرغم أن هذا المجال الخير لزال يعتبر نقديا إل أنه لم يستقر
بعد ولزال في مرحلة نضال وصراع لثبات مكانه بين علوم المعرفة الخرى.
وإذا انتقلنا إلى مصطلح منهج Curriculumنجد أنه يعتبره البعض بمثابة
محادثة أو حديث معقد Conversationولكنه يرتبط بدراسأات الثقافة culture
studiesوبالسياسأة ،politicsفهو يمكن أن ييفسر ويفهم من خلل عقالته بالجتماع
والفلسفة والبيداجوجيا والسياسأة وعلم النفس وفروع معرفية أخرى عديدة وذلك
بسبب جوانبه النظرية الفلسفية أو أبعاده العملية في تنفيذه داخل حجرات الفصول
بالمدارس.
63
ولقد تأثرت حركة إصلح المنهج في الوليات المتحدة المريكية )على سأبيل
المثال( بأيديولوجية الحرب الباردة مع التحاد السوفيتي )السابق( كما كانت توجد
اهتمامات ثقافية وعرقية بين البيض والزنوج والصراع الكامن بين تركيبتين
مختلفتين في العادات والتقاليد والموروث الثقافي والمعرفي واليولوجي والشخصية
والمعتقدات وكذلك السلوك والتصرفات .وسأاعد ذلك كله على بزوغ مفاهيم مثل
الديمقراطية وإعادة البنائية والحرب المدنية والحرية والحقوق المدنية.
وقد ترعرعت الفلسفة البراجماتية في المجتمع المريكي والتي تؤمن بقيمة العمل
الحر والقيم البيروقراطية بحيث ظهرت لبراجماتية الوسأائلية في الثقافة المريكية
وكذلك في المدارس العامة.
وكان لفكر وليم جيمس البرجماتي ذات الطبيعة العلمية الوسأائلية تأثيره على
التعليم المريكي والمدارس ،تلك الفلسفة التي ارتبطت بعلم النفس الفردي ودور
الفرد في التغيير وعملية النقل الجتماعي والعودة إلى الخبرة التي ارتبطت بحركة
إعادة المفاهيمية في نظرية المنهج.
وتمتد جذور الفلسفة البراجماتية إلى قيم العمل الحر business valvesأكثر
من أي شئ آخر .هذه الفلسفة البراجماتية ترتبط أيضا بإنتاجية المدرسأة والنظرة إلى
النواتج أو المخرجات وفكرة المحاسأبية accountabilityوالمعايير .standards
لقد أعلت الفلسفة البراجماتية اسأتخدام تكنولوجيا الكمبيوتر في حجرة الفصل وفي
برامج التعلم الفردي وتدريب الطلب ومن ناحية أخرى تدريب المعلمين على
مهارات الدارة الفنية لعملية البرمجة وإعداد البرامج.
وارتبط ما سأبق ذكره بما سأمي بثقافة الضبط والتحكم في اجتياز الفضاء
cyperspaceوفكفففرة التصال المتبادل reciprocal communicationوالذكاء
64
وقد أثر ما سأبق على مفهوم المنهج وعملية تنفيذه في المدرسأة وكونه عملية
نشطة .وهذا مادعانا بصعوبة الفصل بين المنهج والبيداجوجيا أو حتى التعلم
Learningأو الوضع التاريخي لعمليففة التعلفففففم وففففففن التدريفففففس Historical
.situatedness of the educative process and teaching act
هذه المحاور من النقاش السابق تقودنا إلى أن مجال نظرية المنهج )من وجهة
نظر وليام بينار( ل تعتمد على علم أكاديمي بعينه فنظرية المنهج ل تنتج وقد ل
يترتب عليها معرفة منطقية حقيقية صحيحة ومفيدة .ولكن نظرية المنهج قد تبدو
مفيدة لتدريب المعلمين وعن طريق مراجعة النظرية نستدل على طبيعة الممارسأات
التعليمية داخل الفصول في المدارس.
ولذلك ليس من المغالة إن قلنا أن نظرية المنهج حديث يأخذنا إلى عمق المجتمع
)أي مجتمع( ،ويأخذنا للحديث عما يسمى الداخل insiderوالخارج .outsider
ولقد نظر وليم بينار .Pinar Wإلى ميدان المناهج كمجال ثقافي ورأى أن على
المعلمين في التعليم العام أو في الجامعة ضرورة معرفة أرضية للنظرية أعمق
للتدريس والتعلم .كما اهتم بنظرية التحليل النفسي وبعض المفاهيم المرتبطة بها مثل
مفهوم الرغبة desireومفهوم الخيال fantasyومفهوم السلوك الجتماعي أو الفعل
الجتماعففففففففي social actionواسأتعار في ذلك الكثير من لبل شي Laplachy
وبنتاليس ) .Pontalis (1973وارتأى أن المعلمين أحيانا ييرجعون بعض متاعبهم
للخرين وعليه فهم ضحايا لعوامل وأسأباب وأمور ليسوا هم سأببها وهذا النوع من
الشعور بلغة التحليل النفسي أطلق عليه بعض المختصين في علم النفس مصطلح
) Ressentimentالبغض أو الكراهية بسبب الخر(.
وبناء على ما سأبق يمكن أن نقول أن فهم نظرية التحليل النفسي ونقدها قد يساعد
على إدراك وتفسير ظروف عمل المعلم.
وهكذا قدم ويليام بينفففففففففار .Pinar Wتوضحا ا لدور نظرية التحليل النفسي في
علقتها بنظرية المنهج والحدود التي تفصل النظرية عن الممارسأة وتقديم أسأئلة من
إجابات .وذلك كله يؤكد العمق في نظرية المنهج ودراسأتها وارتباطها بالمجتمع
والثقافة والدب والسياسأة والعلقات الدولية ول نكون مغالين إن قلنا وعلقتها كذلك
بالمن القومي والقليمي والعالم "ومايؤكد ذلك فترة الحرب الباردة بين أمريكا
والتحاد السوفيتي السابق ،مفهوم الثقافة المسيطرة عالميا ،الغرب والشرق وكيف
يرى كل منهما الخر ...إلخ".
هذا الكتاب
تستقي النظمة التعليمية مقومات ديناميكيتها من النظريات والنماذج ومن
الممارسات التربوية في المدارس والفصول الدراسية .ومادامت تلك النماذج
الفكرية تتعرض للتغيير والتطوير أو حتى عدم الصلحية ،فهذا من شأأنه أن يؤدي
لعادة النظر في النظم التعليمية.
67
ومما ل ريب فيه أن العقل التربوي العربي يواجه أزمة حقيقية بسبب عوامل وقوى
التغيير داخل مجتمعاته كاستجابة لرياح التغيير العالمية.
هذا الوضع استوجب تزايد قيمة العامل النساني البشري المسئول عن تشكيل
الطأر والمفاهيم الجديدة والمسئول كذلك على خلق الفكر الفلسفي والتربوي
لتوجيه نظم التعليم ومؤسساته.
ويضم هذا الكتاب بين دفتيه عددا من القضايا من بينها النظرية الجتماعية
والتربوية ومفاهيم المنهج المدرسي وبعض نماذج التدريس والمنهج .ويتضمن
عرض ال للتحديات البيداجوجية والمجتمعية والتكنولوجية والعلمية التي تواجه من
يعمل أو يهتم بالنظرية والنموذج.
وكذلك دور الخلق والضمير والوجدان النسان في تحقيق التساق والتوازن في
المنهج وفي شأخصية المتعلم.