You are on page 1of 73

‫عمدة الفقه‬

‫(قسم العبادات)‬

‫ملوفق الدين ابن قدامة‬


‫عبد اهلل بن أمحد بن حممد بن قدامة املقدسي‬
‫(ت ‪ 682‬ـه)‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪125‬‬

‫عُمْدَةُ الفِقْهِ‬
‫الحمد لل أهل الحمد ومستحقه‪ ،‬حمدا يفضل على كل حمد‪،‬‬
‫كفضل الل على خلقه‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل الل وحد ل شريك له‪،‬‬
‫شهادة قائم لل بحقه‪ ،‬وأشهد أن محمدا عبد ورسوله‪ ،‬غير مرتا في‬
‫صدقه‪ ،‘ ،‬وعلى آله وصحبه‪ ،‬ما جاد سحا بودقه‪ ،‬وما رعد بعد‬
‫برقه‪.‬‬
‫أ َ َّما َب ْع ُد‪ :‬فه ا كتا في الفقه‪ ،‬اختصرته حسب اإلمكان‪ ،‬واقتصرت‬
‫فيه على قول واحد؛ ليكون عمدة لقارئه‪ ،‬فال يلتب الصوا عليه‬
‫باختال الوجو والروايات‪.‬‬
‫س لني بع إخواني تلخيصه؛ ليقر على المتعلمين‪ ،‬ويسهل‬
‫حفظه على الطالبين؛ ف جبته إلى ذلك‪ ،‬معتمدا على الل سبحانه في‬
‫إخالص القصد لوجهه الكريم‪ ،‬والمعونة على الوصول إلى رضوانه‬
‫العظيم‪ ،‬وهو حسبنا ونعم الوكيل‪.‬‬
‫وأودعته أحادي صحيحة؛ تبركا بها‪ ،‬واعتمادا عليها‪ ،‬وجعلتها‬
‫من الصحاح‪ ،‬ألستلني عن نسبتها إليها‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪127‬‬

‫كِتَابُ الطَّهَارَ ِة‬


‫بَابُ أَحْكَا ِم املِيَاهِ‬
‫خل الماء طهورا يطهر من األحدا والنجاسات‪ ،‬فال تحصل‬
‫الطهارة بمائع غير ف ذا بلغ الماء قلتين أو كان جاريا‪ ،‬لم ينجسه شيء‪،‬‬
‫إل ما غير لونه‪ ،‬أو طعمه‪ ،‬أو ريحه‪ ،‬وما عدا ذلك ينج بمخالطة‬
‫النجاسة‪.‬‬
‫والقلتان ما قار مائة وثمانية أرطال بالدمشقي‪.‬‬
‫وإن طب في الماء ما لي بطهور‪ ،‬أو خالطه فللب على اسمه‪ ،‬أو‬
‫استعمل في رفع حد سلب طهورته‪.‬‬
‫وإذا شك في طهارة الماء‪ ،‬أو غير ‪ ،‬أو نجاسته‪ ،‬بنى على اليقين‪.‬‬
‫وإن خفي موضع النجاسة من الثو أو غير ‪ ،‬غسل ما تيقن به غسلها‪.‬‬
‫وإن اشتبه ماء طهور بنج ‪ ،‬ولم يجد غيرهما تيمم وتركهما‪ ،‬وإن اشتبه‬
‫طهور بطاهر توض من كل واحد منهما‪ .‬وإن اشتبهت ثيا طاهرة‬
‫بنجسة‪ ،‬صلى في كل ثو بعدد النج ‪ ،‬وزاد صالة‪.‬‬
‫وتغسلَنجاسةَالكلبَوالخنزيىَسب ًعا‪َ،‬إحداهنَبال ُّتىاب‪َ،‬ويجزئَفيَ‬
‫سائى َالنجاسات َثَلث َمنقية‪َ،‬وإن َكان َعلىَاألرض َفصبة َواحدةَ ت هب‬
‫بعينها؛ لقول رسول الل ‘‪ُ > :‬ص ُّبوا َعلَى َب ْو ال األ َ ْع َرا اب ِّي َذ ُنوبا ام ْن َماء<‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪129‬‬

‫ويج ئ في بول اللالم ال ي لم ي كل الطعام النض ‪ ،‬وك لك‬


‫الم ي‪ ،‬ويعفى عن يسير ويسير الدم وما تولد منه من القي والصديد‬
‫ونحو وهو ما ل يفحش في النف ‪.‬‬
‫ومني اآلدمي‪ ،‬وبول ما يؤكل لحمه طاهر‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪131‬‬

‫بَابُ اآلنِيَةِ‬
‫ل يجوز استعمال آنية ال هب والفضة‪ ،‬في طهارة ول غيرها؛ لقول‬
‫الذ َه اب َوال اف َّضةا‪َ ،‬و َِل َت ْأ ُكلُوا فاي‬
‫رسول الل ‘‪َِ > :‬ل َت ْش َر ُبوا فاي آ ان َيةا َّ‬
‫اآلخ َر اة<‪ .‬وحكم المضبب بهما‬ ‫اص َحافاهاما؛ فَ اإنَّ َها لَ ُهم افي ال ُّد ْنيا َولَ ُكم فاي ا‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫حكمهما‪ ،‬إل أن تكون الضبة يسيرة من الفضة‪.‬‬
‫ويجوز استعمال سائر اآلنية الطاهرة واتخاذها‪ ،‬واستعمال أواني‬
‫أهل الكتا وثيابهم ما لم تعلم نجاستها‪ ،‬وصو الميتة وشعرها طاهر‪،‬‬
‫وكل جلد ميتة دبغ أو لم يدبغ فهو نج ‪ ،‬وك لك عظامها‪ ،‬وكل ميتة‬
‫نجسة إل اآلدمي‪ ،‬وحيوان الماء ال ي ل يعيش إل فيه؛ لقول رسول‬
‫ور َما ُؤ ُه‪ ،‬ال اح ُّل َم ْي َت ُت ُه<‪ ،‬وما ل نف له سائلة‬
‫الل ‘ في البحر‪ُ > :‬ه َو الطَّ ُه ُ‬
‫إذا لم يكن متولدا من النجاسات‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪133‬‬

‫بَابُ قَضَاءِ احلَاجَةِ‬


‫يستحب لمن أراد دخول الخالء أن يقول‪> :‬بسم الل‪ ،‬أعوذ بالل‬
‫من الخب والخبائ ‪ ،‬ومن الرج النج الشيطان الرجيم<‪.‬‬
‫وإذاَخىجََقال‪>َ:‬غفىانك‪َ،‬الحمدََللََالذيَأذهبَعنِّيَاألذ َوعافاني<‪َ.‬‬
‫ويق ِّدمَرجلهَاليسى َفيَال ُّدخ لَواليمنىَفيَالخىوج‪َ،‬وِلَيدخلهَبشيءَفيهَ‬
‫ذكىَاللَتعالىَإِلَمنَحاجة‪َ،‬ويعتمدَفيَجل سهَعلىَرجلهَاليسى ‪َ .‬‬
‫و إن كان في الفضاء أبعد واستتر‪ ،‬وارتاد لبوله موضعا رخوا‪ ،‬ول‬
‫يبولن في ثقب ول ش ‪ ،‬ول طري ول ظل نافع‪ ،‬ول تحت شجرة‬
‫مثمرة‪ ،‬ول يستقبل شمسا ول قمرا‪ ،‬ول يستقبل القبلة ول يستدبرها؛‬
‫لقول رسول الل ‘‪َِ > :‬ل َت ْس َت ْق ابلُوا ال اق ْبلَ َة اب َغا ائط َو َِل َب ْول َو َِل َت ْس َت ْد اب ُر َ‬
‫وها<‪.‬‬
‫ويجوز ذلك في البنيان‪ ،‬ف ذا انقطع البول مس من أصل ذكر إلى‬
‫رأسه‪ ،‬ثم ينتر ثالثا‪ ،‬ول يم ذكر بيمينه‪ ،‬ول يتمس بها‪ ،‬ثم يستجمر‬
‫وترا ثم يستنجي بالماء‪ ،‬وإن اقتصر على الستجمار أج أ ‪ ،‬إذا لم تتعد‬
‫النجاسة موضع العادة‪.‬‬
‫ول يج ئ أقل من ثال مسحات منقية‪ ،‬ويجوز الستجمار بكل‬
‫طاهر إل الرو والعظام وما له حرمة‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪135‬‬

‫بَابُ الوُضُوءِ‬
‫ل يص الوضوء ول غير من العبادات إل أن ينويه؛ لقول رسول‬
‫ات‪َ ،‬و اإنَّ َما ل ا ُك ِّل ْامرائ َما َن َوى<‪ ،‬ثم يقول‪:‬‬
‫الل ‘‪ > :‬اإنَّ َما األ َ ْع َم ُال ابالنِّ َّي ا‬
‫ويستنش ثالثا يجمع بينهما‬ ‫بسم الل‪ ،‬ويلسل كفيه ثالثا‪ ،‬ثم يتمضم‬
‫بلرفة أو ثال ‪ ،‬ثم يلسل وجهه ثالثا من منابت شعر الرأس إلى ما‬
‫انحدر من اللحيين وال قن‪ ،‬وإلى أصول األذنين‪.‬‬
‫ويخلل لحيته إن كانت كثيفة‪ ،‬وإن كانت تص البشرة ل مه غسلها‪،‬‬
‫ثم يلسل يديه إلى المرفقين ثالثا‪ ،‬ويدخلهما في اللسل‪ ،‬ثم يمس رأسه‬
‫مع األذنين‪ ،‬يبدأ بيديه من مقدمه‪ ،‬ثم يمرهما إلى قفا ‪ ،‬ثم يردهما إلى‬
‫مقدمه‪ ،‬ثم يلسل رجليه إلى الكعبين ثالثا ويدخلهما في اللسل‪ ،‬ويخلل‬
‫أصابعهما‪ ،‬ثم يرفع نظر إلى السماء فيقول‪> :‬أشهد أن ل إله إل الل‬
‫وحد ل شريك له‪ ،‬وأشهد أن محمدا عبد ورسوله<‪.‬‬
‫والواجب من ذلك النية‪ ،‬واللسل مرة مرة ما خال الكفين‪ ،‬ومس‬
‫الرأس كله‪ ،‬وترتيب الوضوء على ما ذكرنا‪ ،‬وأن ل يؤخر غسل عضو‬
‫حتى ينش ما قبله‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪137‬‬

‫والمسنون التسمية‪ ،‬وغسل الكفين‪ ،‬والمباللة في المضمضة‬


‫والستنشاق إل أن يكون صائما‪ ،‬وتخليل اللحية واألصابع‪ ،‬ومس‬
‫األذنين‪ ،‬وغسل الميامن قبل المياسر‪ ،‬واللسل ثالثا ثالثا‪ ،‬وتكر ال يادة‬
‫عليها واإلسرا في الماء‪.‬‬
‫ويسن السواك عند تلير الفم‪ ،‬والقيام من النوم‪ ،‬وعند الصالة‪،‬‬
‫الس َوا اك اع ْن َد ُك ِّل‬
‫لقول رسول الل ‘‪> :‬لَ ْو َِل أ َ ْن أ َ ُش َّق َعلَى أ ُ َّم اتي َأل َ َم ْر ُت ُه ْم اب ِّ‬
‫َص ََلة<‪ ،‬ويستحب في سائر األوقات إل للصائم بعد ال وال‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪139‬‬

‫بَابُ املَسْحِ عَلَى اخلُفَّ ْينِ‬


‫يجوز المس على الخفين وما أشبههما من الجوار الصفيقة التي‬
‫تثبت في القدمين‪ ،‬والجرامي التي تجاوز الكعبين في الطهارة الصلر ‪،‬‬
‫يوما وليلة للمقيم‪ ،‬وثالثا للمسافر‪ ،‬من الحد إلى مثله؛ لقول رسول‬
‫الم اق ْي ُم َي ْوما َولَ ْيلَة<‪.‬‬
‫الم َسافا ُر َث ََل َث َة أ َ َّيام َولَ َيالاي اه َّن َو ُ‬
‫الل ‘‪َ > :‬ي ْم َس ُح ُ‬
‫ومتى مس ثم انقضت المدة‪ ،‬أو خلع قبلها بطلت طهارته‪ ،‬ومن‬
‫مس مسافرا ثم أقام أو مقيما ثم سافر أتم مس مقيم‪.‬‬
‫ويجوز المس على العمامة إذا كانت ذات ذ ابة ساترة لجميع‬
‫الرأس إل ما جرت العادة بكشفه‪ ،‬ومن شر المس على جميع ذلك‬
‫أن يلبسه على طهارة كاملة‪ ،‬ويجوز المس على الجبيرة إذا لم يتعد‬
‫بشدها موضع الحاجة إلى أن يحلها والرجل والمرأة في ذلك سواء إل‬
‫أن المرأة ل تمس على العمامة‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪141‬‬

‫ض الوُضُوءِ‬
‫بَابُ نَوَاقِ ِ‬
‫هي سبعة‪ :‬الخارج من السبيلين‪ ،‬والخارج النج من غيرهما إذا‬
‫فحش‪ ،‬وزوال العقل إل النوم اليسير جالسا أو قائما‪ ،‬ولم ال كر بيد ‪،‬‬
‫ولم امرأة بشهوة‪ ،‬والردة عن اإلسالم‪ ،‬وأكل لحم اإلبل‪ ،‬لما روي‬
‫عن النبي ‘‪ ،‬قيل له‪ :‬أنتوض من لحوم اإلبل؟‪ ،‬قال‪> :‬نَ َع ْم َت َو َّض ُؤوا‬
‫ام ْن َها< قيل‪ :‬أفنتوض من لحوم اللنم؟‪ ،‬قال‪ > :‬اإ ْن اش ْئ َت فَ َت َو َّضأَ‪َ ،‬و اإ ْن‬
‫اش ْئ َت فَ ََل َت َت َو َّضأَ<‪.‬‬
‫ومن تيقن الطهارة وشك في الحد ‪ ،‬أو تيقن الحد وشك في‬
‫الطهارة‪ ،‬فهو على ما تيقن منهما‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪143‬‬

‫بَابُ الغُسْلِ ِمنَ اجلَنَابَةِ‬


‫والموجب له‪ :‬خروج المني‪ ،‬وهو الماء الداف ‪ ،‬والتقاء الختانين‪.‬‬
‫والواجب فيه‪ ،‬النية‪ ،‬وتعميم بدنه باللسل‪ ،‬مع المضمضة‬
‫والستنشاق‪ ،‬وتسن التسمية‪ ،‬ويدلك بدنه بيديه‪ ،‬ويفعل كما روت‬
‫ميمونة قالت‪> :‬سترت النبي ‘‪ ،‬فاغتسل من الجنابة‪ ،‬فبدأ فلسل يديه‪،‬‬
‫ثم صب بيمينه على شماله فلسل فرجه وما أصابه‪ ،‬ثم ضر بيد على‬
‫الحائط أو األرض‪ ،‬ثم توض وضوء للصالة‪ ،‬ثم أفاض الماء على بدنه‪،‬‬
‫ثم تنحى فلسل رجليه‪.‬‬
‫الشعر في غسل الجنابة إذا رو أصوله‪.‬‬ ‫ول يجب نق‬
‫وإذا نو بلسله الطهارتين أج أ عنهما‪ ،‬وك لك لو تيمم للحدثين‬
‫والنجاسة على بدنه أج أ عن جميعها‪ ،‬وإن نو بعضها فلي له إل ما‬
‫نو ‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪145‬‬

‫َممِ‬
‫بَابُ التَّي ُّ‬
‫وصفته أن يضر بيديه على الصعيد الطيب ضربة واحدة فيمس‬
‫بهما وجهه وكفيه‪ ،‬لقول رسول الل ‘ لعمار‪ > :‬اإنَّ َما َي ْك اف َ‬
‫يك َه َك َذا<‪،‬‬
‫وضر بيديه على األرض فمس بهما وجهه وكفيه‪ ،‬وإن تيمم ب كثر من‬
‫ضربة أو مس أكثر جاز‪.‬‬
‫وله شرو أربعة‪ :‬أ َ َح ُد َها‪ :‬العج عن استعمال الماء‪ ،‬إما لعدمه‪،‬‬
‫أو خو الضرر باستعماله لمرض أو برد شديد‪ ،‬أو خو العطش على‬
‫نفسه أو رفيقه‪ ،‬أو خوفه على نفسه أو ماله في طلبه‪ ،‬أو إعواز إل بثمن‬
‫كثير‪ ،‬ف ن أمكنه استعماله في بع بدنه‪ ،‬أو وجد ماء ل يكفيه لطهارته‪،‬‬
‫استعمله وتيمم للباقي‪.‬‬
‫ال َّثا اني‪ :‬الوقت فال يتيمم لفريضة قبل وقتها‪ ،‬ول لنافلة في وقت‬
‫النهي عنها‪.‬‬
‫ال َّثال ا ُث‪ :‬النية ف ن تيمم لنافلة لم يصل به فرضا‪ ،‬وإن تيمم لفريضة‬
‫فله فعلها وفعل ما شاء من الفرائ والنوافل حتى يخرج وقتها‪.‬‬
‫الرا اب ُع‪ :‬الترا فال يتيمم إل بترا طاهر له غبار‪ ،‬ويبطل التيمم ما‬
‫َّ‬
‫يبطل طهارة الماء‪ ،‬وخروج الوقت‪ ،‬والقدرة على استعمال الماء‪ ،‬وإن‬
‫كان في الصالة‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪147‬‬

‫بَابُ احلَ ْيضِ‬


‫ويمنع عشرة أشياء‪ :‬فعل الصالة‪ ،‬ووجوبها‪ ،‬وفعل الصيام‪،‬‬
‫والطوا ‪ ،‬وقراءة القرآن‪ ،‬وم المصح ‪ ،‬واللب في المسجد‪،‬‬
‫والو ء في الفرج‪ ،‬وسنة الطالق‪ ،‬والعتداد باألشهر‪.‬‬
‫ويوجب اللسل‪ ،‬والبلوغ‪ ،‬والعتداد به‪ ،‬ف ذا انقطع الدم أبي فعل‬
‫الصوم والطالق‪ ،‬ولم يب سائرها حتى تلتسل‪ ،‬ويجوز الستمتاع من‬
‫الحائ بما دون الفرج‪ ،‬لقول رسول الل ‘‪> :‬اا ْصنَ ُعوا ُك َّل َش ْيء َغ ْي َر‬
‫النِّ َكا اح<‪ ،‬وأقل الحي يوم وليلة‪ ،‬وأكثر خمسة عشر يوما‪ ،‬وأقل الطهر‬
‫بين الحيضتين ثالثة عشر يوما‪ ،‬ول حد ألكثر ‪ ،‬وأقل سن تحي له‬
‫المرأة تسع سنين‪ ،‬وأكثر ستون‪.‬‬
‫والمبتدأة إذا رأت الدم لوقت تحي في مثله جلست‪ ،‬ف ذا انقطع‬
‫ألقل من يوم وليلة فلي بحي ‪ ،‬وإن جاوز ذلك ولم يعبر أكثر الحي‬
‫فهو حي ‪ ،‬ف ذا تكرر ثالثة أشهر بمعنى واحد صار عادة‪ ،‬وإن عبر‬
‫ذلك فال ائد استحاضة‪.‬‬
‫وعليها أن تلتسل عند آخر الحي ‪ ،‬وتلسل فرجها وتعصبه وتتوض‬
‫لوقت كل صالة‪ ،‬وتصلي‪ ،‬وك ا حكم من به سل البول ومن في معنا ‪،‬‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪149‬‬

‫ف ذا استمر بها الدم في الشهر اآلخر‪ ،‬ف ن كانت معتادة فحيضها أيام‬
‫عادتها‪ ،‬وإن لم تكن معتادة وكان لها تميي ــ وهو أن يكون بع دمها‬
‫أسود ثخينا وبعضه رقيقا أحمر ــ فحيضها زمن األسود الثخين‪ ،‬وإن‬
‫كانت مبتدأة أو ناسية لعادتها ول تميي لها‪ ،‬فحيضها من كل شهر ستة‬
‫أيام أو سبعة‪ ،‬ألنه غالب عادة النساء؛ والحامل ل تحي إل أن تر‬
‫الدم قبل ولدتها بيوم أو يومين‪ ،‬فيكون دم نفاس‪.‬‬

‫بَابُ النِّفَاسِ‬
‫وهو‪ :‬الدم الخارج بسبب الولدة‪ ،‬وحكمه حكم الحي فيما يحل‬
‫ويحرم ويجب ويسقط‪ ،‬وأكثر أربعون يوما ول حد ألقله‪ ،‬ومتى رأت‬
‫الطهر اغتسلت‪ ،‬وهي طاهر‪ ،‬وإن عاد في مدة األربعين فهو نفاس أيضا‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪151‬‬

‫كِتَابُ الصَّالةِ‬
‫رو عبادة بن الصامت ‪ ‬قال‪ :‬سمعت رسول الل ‘ يقول‪:‬‬
‫الي ْوما َواللَّ ْيلَةا‪ ،‬فَ َم ْن َحافَظَ‬ ‫ا‬
‫> َخ ْم ُس َصلَ َوات َك َت َب ُه َّن اهلل َعلَى الع َبادا فاي َ‬
‫َعلَ ْي اه َّن َكا َن لَ ُه َع ْهد اع ْن َد اهلل أ َ ْن ُي ْد اخلَ ُه َ‬
‫الجنَّ َة‪َ ،‬و َم ْن لَ ْم ُي َحافا ْظ َعلَ ْي اه َّن لَ ْم‬
‫ا‬
‫اء َع َّذ َب ُه َو اإ ْن َش َ‬
‫اء َغ َف َر لَ ُه<‪.‬‬ ‫َي ُك ْن لَ ُه ع ْن َد اهلل َع ْهد‪ ،‬اإ ْن َش َ‬
‫فالصلوات الخم واجبة على كل مسلم بالغ عاقل‪ ،‬إل الحائ‬
‫والنفساء‪ ،‬فمن جحد وجوبها لجهله عر ذلك‪ ،‬وإن جحدها عنادا كفر‪.‬‬
‫ول يحل ت خيرها عن وقت وجوبها إل لناو جمعها‪ ،‬أو مشتلل‬
‫بشرطها‪ ،‬ف ن تركها تهاونا بها استتيب ثالثا‪ ،‬ف ن تا وإل قتل‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪153‬‬

‫بَابُ األَذَانِ وَاإلِقَا َمةِ‬


‫وهما مشروعان للصلوات الخم دون غيرها للرجال دون النساء‪.‬‬
‫واألذان خم عشرة كلمة ل ترجيع فيه‪ ،‬واإلقامة إحد عشرة‪.‬‬
‫وينبلي أن يكون المؤذن أمينا‪ ،‬صيتا‪ ،‬عالما باألوقات‪ ،‬ويستحب‬
‫أن يؤذن قائما متطهرا‪ ،‬على موضع عال‪ ،‬مستقبال القبلة‪ ،‬ف ذا بلغ الحيعلة‬
‫التفت يمينا وشمال‪ ،‬ول ي يل قدميه‪ ،‬ويجعل أصبعيه في أذنيه‪ ،‬ويترسل‬
‫في األذان‪ ،‬ويحدر اإلقامة‪ ،‬ويقول في أذان الصب بعد الحيعلة‪> :‬الصالة‬
‫خير من النوم<‪ ،‬مرتين‪ ،‬ول يؤذن قبل األوقات إل لها؛ لقول رسول الل‬
‫‘‪ > :‬اإ َّن اب ََلِل ُي َؤذِّ ُن ابلَ ْيل‪ ،‬فَ ُكلُوا َو ْاش َر ُبوا َح َّتى ُي َؤذِّ َن ْاب ُن أ ُ ِّم َم ْك ُتوم<‪.‬‬
‫ويستحب لمن سمع المؤذن أن يقول كما يقول؛ لقول رسول الل‬
‫‘‪ > :‬اإ َذا َس ام ْع ُت ُم النِّ َداءَ‪ ،‬فَ ُقولُوا ام ْث َل َما َي ُق ُ‬
‫ول<‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪155‬‬

‫بَابُ شَرَائِطِ الصَّالةِ‬


‫وهي ستة‪:‬‬
‫الش ْرطُ األ َ َّو ُل‪ :‬الطهارة من الحد ؛ لقول رسول الل ‘ > َِل َص ََل َة‬ ‫َّ‬
‫ل ا َم ْن أ َ ْح َد َث َح َّتى َي َت َو َّضأَ<‪.‬‬
‫الش ْرطُ ال َّثا اني‪ :‬الوقت‪ ،‬ووقت الظهر من زوال الشم إلى أن يصير‬
‫َّ‬
‫ظل كل شيء مثله‪ ،‬ووقت العصر ــ وهي الوسطى ــ من آخر وقت الظهر‬
‫إلى أن تصفر الشم ‪ ،‬ثم ي هب وقت الختيار‪ ،‬ويبقى وقت الضرورة‬
‫إلى غرو الشم ‪ ،‬ووقت الملر إلى أن يليب الشف األحمر‪،‬‬
‫ووقت العشاء من ذلك إلى نص الليل‪ ،‬ثم يبقى وقت الضرورة إلى‬
‫طلوع الفجر الثاني‪ ،‬ووقت الفجر من ذلك إلى طلوع الشم ‪.‬‬
‫ومن كبر للصالة قبل خروج وقتها فقد أدركها‪ ،‬والصالة في أول‬
‫الوقت أفضل إل في العشاء اآلخرة‪ ،‬وفي شدة الحر في الظهر‪.‬‬
‫الش ْرطُ ال َّثال ا ُث‪ :‬ستر العورة بما ل يص البشرة‪ ،‬وعورة الرجل‬
‫َّ‬
‫واألمة ما بين السرة والركبة‪ ،‬والحرة كلها عورة إل وجهها وكفيها‪ ،‬وأم‬
‫الولد والمعت بعضها كاألمة‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪157‬‬

‫ومن صلى في ثو ملصو أو دار ملصوبة لم تص صالته‪.‬‬


‫ولب ال هب والحرير مباح للنساء دون الرجال إل عند الحاجة؛‬
‫لقول رسول الل ‘ في ال هب والحرير‪َ > :‬ه َذا ان َح َرام َعلَى ُذ ُكو ار أ ُ َّم اتي‪،‬‬
‫احل ا اإل َنا اثه ْام<‪.‬‬
‫ومن صلى من الرجال في ثو واحد بعضه على عاتقه أج أ ذلك‪،‬‬
‫ف ن لم يجد إل ما يستر عورته سترها‪ ،‬ف ن لم يك جميعها ستر‬
‫الفرجين‪ ،‬ف ن لم يكفهما ستر أحدهما‪ ،‬ف ن عدم بكل حال صلى جالسا‬
‫يومئ بالركوع والسجود‪ ،‬وإن صلى قائما جاز‪.‬‬
‫ومن لم يجد إل ثوبا نجسا‪ ،‬أو مكانا نجسا‪ ،‬صلى فيهما ول إعادة‬
‫عليه‪.‬‬
‫الرا اب ُع‪ :‬الطهارة من النجاسة في بدنه وثوبه‪ ،‬وموضع‬
‫الش ْرطُ َّ‬
‫َّ‬
‫صالته‪ ،‬إل النجاسة المعفو عنها كيسير الدم ونحو ‪ ،‬وإن صلى وعليه‬
‫نجاسة لم يكن يعلم بها‪ ،‬أو علم بها ثم نسيها‪ ،‬فصالته صحيحة‪ ،‬وإن‬
‫علم بها في الصالة أزالها وبنى على صالته‪.‬‬
‫واألرض كلها مسجد تص الصالة فيها‪ ،‬إل المقبرة‪ ،‬والحمام‪،‬‬
‫والحش‪ ،‬وأعطان اإلبل‪ ،‬وقارعة الطري ‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪159‬‬

‫الش ْرطُ ال َخا ام ُس‪ :‬استقبال القبلة‪ ،‬إل في النافلة على الراحلة‬
‫َّ‬
‫للمسافر‪ ،‬ف نه يصلي حي كان وجهه‪ ،‬والعاج عن الستقبال لخو أو‬
‫غير ‪ ،‬فيصلي كيفما أمكنه‪ ،‬ومن عداهما ل تص صالته إل مستقبل‬
‫الكعبة‪ ،‬ف ن كان قريبا منها ل مته الصالة إلى عينها‪ ،‬وإن كان بعيدا ف لى‬
‫جهتها‪.‬‬
‫وإن خفيت القبلة في الحضر‪ ،‬س ل واستدل بمحاريب المسلمين‪،‬‬
‫وإن أخط فعليه اإلعادة‪ ،‬وإن خفيت في السفر‪ ،‬اجتهد وصلى ول إعادة‬
‫عليه‪.‬‬
‫وإن اختل مجتهدان لم يتبع أحدهما صاحبه‪ ،‬ويتبع األعمى‬
‫والعامي أوثقهما في نفسه‪.‬‬
‫السادا ُس‪ :‬النية للصالة بعينها‪ ،‬ويجوز تقديمها على التكبير‬
‫الش ْرطُ َّ‬
‫َّ‬
‫بال من اليسير إذا لم يفسخها‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪161‬‬

‫شيِ إِلَى الصَّالةِ‬


‫بَابُ آدَابِ املَ ْ‬
‫يستحب المشي إلى الصالة بسكينة ووقار‪ ،‬ويقار بين خطا ‪،‬‬
‫ول يشبك أصابعه‪ ،‬ويقول‪ :‬بسم الل {ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ} اآليات‬
‫إلى قوله‪{ :‬ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ} [الشعراء‪ ٧8 :‬ــ ‪ ]89‬ويقول‪> :‬اللهم‬
‫إني أس لك بح السائلين عليك‪ ،‬وبح ممشاي ه ا‪ ،‬ف ني لم أخرج‬
‫أشرا‪ ،‬ول بطرا‪ ،‬ول رياء‪ ،‬ول سمعة‪ ،‬خرجت اتقاء سخطك‪ ،‬وابتلاء‬
‫مرضاتك‪ ،‬أس لك أن تنق ني من النار‪ ،‬وأن تلفر لي ذنوبي إنه ل يلفر‬
‫ال نو إل أنت<‪.‬‬
‫ت‬ ‫يم ا‬ ‫ف ن سمع اإلقامة لم يسع إليها؛ لقول رسول الل ‘‪ > :‬اإ َذا أ ُ اق َ‬
‫الس اكينَ ُة‪ ،‬فَ َما أ َ ْد َر ْك ُت ْم‬ ‫الص ََل ُة فَ ََل َت ْأ ُت َ‬
‫وها َوأ َ ْن ُت ْم َت ْس َع ْو َن‪َ ،‬وا ْئ ُت َ‬
‫وها َعلَ ْي ُك ُم َّ‬ ‫َّ‬
‫فَ َصلُّوا‪َ ،‬و َما فَ َات ُك ْم فَأَ ات ُّموا<‪ ،‬وإذا أقيمت الصالة فال صالة إل المكتوبة‪،‬‬
‫وإذا أتى المسجد قدم رجله اليمنى في الدخول وقال‪> :‬بسم الل‪،‬‬
‫والصالة والسالم على رسول الل‪ ،‬اللهم اغفر لي ذنوبي‪ ،‬وافت لي‬
‫أبوا رحمتك<‪ ،‬وإذا خرج قدم رجله اليسر ‪ ،‬وقال ذلك‪ ،‬إل أنه‬
‫يقول‪> :‬وافت لي أبوا فضلك<‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪163‬‬

‫بَابُ صِفَةِ الصَّالةِ‬


‫وإذا قام إلى الصالة قال‪ :‬الل أكبر‪ ،‬يجهر بها اإلمام وبسائر التكبير؛‬
‫ليسمع من خلفه‪ ،‬ويخفيه غير ‪ ،‬ويرفع يديه عند ابتداء التكبير إلى ح و‬
‫منكبيه أو إلى فروع أذنيه‪ ،‬ويجعلهما تحت سرته‪ ،‬ويجعل بصر إلى‬
‫موضع سجود ‪ ،‬ثم يقول‪> :‬سبحانك اللهم وبحمدك‪ ،‬وتبارك اسمك‪،‬‬
‫وتعالى جدك‪ ،‬ول إله غيرك<‪ ،‬ثم يقول‪ :‬أعوذ بالل من الشيطان الرجيم‪،‬‬
‫ثم يقول‪ :‬بسم الل الرحمن الرحيم‪ ،‬ول يجهر بشيء من ذلك؛ لقول‬
‫أن ‪> :‬صليت خل النبي ‘‪ ،‬وأبي بكر‪ ،‬وعمر‪ ،‬وعثمان‪ ،‬فلم أسمع‬
‫أحدا منهم يجهر ببسم الل الرحمن الرحيم<‪ ،‬ثم يقرأ الفاتحة‪ ،‬ول صالة‬
‫لمن لم يقرأ بها إل الم موم‪ ،‬ف ن قراءة اإلمام له قراءة‪ ،‬ويستحب أن‬
‫يقرأ في سكتات اإلمام وفيما ل يجهر فيه‪ ،‬ثم يقرأ بسورة تكون في‬
‫الصب من طوال المفصل‪ ،‬وفي الملر من قصار ‪ ،‬وفي سائر‬
‫الصلوات من أوسطه‪.‬‬
‫ويجهر اإلمام بالقراءة في الصب واألوليين من الملر والعشاء‪،‬‬
‫ويسر فيما عدا ذلك‪ ،‬ثم يكبر ويركع‪ ،‬ويرفع يديه كرفعه األول‪ ،‬ثم يضع‬
‫يديه على ركبتيه ويفرج أصابعه‪ ،‬ويمد ظهر ‪ ،‬ويجعل رأسه حياله‪ ،‬ثم‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪165‬‬

‫يقول‪ :‬سبحان ربي العظيم‪ ،‬ثالثا‪ ،‬ثم يرفع رأسه قائال‪ :‬سمع الل لمن‬
‫حمد ‪ ،‬ويرفع يديه كرفعه األول‪ ،‬ف ذا اعتدل قائما‪ ،‬قال‪َ > :‬ر َّبنَا لَ َك‬
‫ض َو ام ْل َء َما اش ْئ َت ام ْن َشيء َب ْع ُد<‪،‬‬
‫ات َو ام ْل َء األ َ ْر ا‬ ‫الح ْم ُد ام ْل َء َّ‬
‫الس َم َو ا‬ ‫َ‬
‫الح ْم ُد<‪.‬‬
‫ويقتصر الم موم على قول‪َ > :‬ر َّبنَا َولَ َك َ‬
‫ثم يخر ساجدا مكبرا ول يرفع يديه‪ ،‬ويكون أول ما يقع على األرض‬
‫منه ركبتا ‪ ،‬ثم كفا ‪ ،‬ثم جبهته وأنفه‪ ،‬ويجافي عضديه عن جنبيه وبطنه‬
‫عن فخ يه‪ ،‬ويجعل يديه ح و منكبيه‪ ،‬ويكون على أطرا قدميه‪ ،‬ثم‬
‫يقول‪ :‬سبحان ربي األعلى‪ ،‬ثالثا‪ ،‬يرفع رأسه مكبرا‪ ،‬ويجل مفترشا‪،‬‬
‫فيفرش رجله اليسر ويجل عليها‪ ،‬وينصب اليمنى ويثني أصابعها نحو‬
‫القبلة‪ ،‬ويقول‪ :‬ر اغفر لي‪ ،‬ثالثا‪ ،‬ثم يسجد الثانية كاألولى‪ ،‬ثم يرفع‬
‫رأسه مكبرا‪ ،‬وينه قائما فيصلي الثانية كاألولى‪.‬‬
‫ف ذا فرغ منهما جل للتشهد مفترشا‪ ،‬ويضع يد اليسر على فخ‬
‫اليسر ‪ ،‬ويد اليمنى على فخ اليمنى‪ ،‬يقب منها الخنصر والبنصر‪،‬‬
‫ويحل اإلبهام مع الوسطى ويشير بالسبابة في تشهد مرارا‪ ،‬ويقول‪:‬‬
‫>التحيات لل‪ ،‬والصلوات‪ ،‬والطيبات‪ ،‬السالم عليك أيها النبي ورحمة‬
‫الل وبركاته‪ ،‬السالم علينا وعلى عباد الل الصالحين‪ ،‬أشهد أن ل الل إل‬
‫الل وأشهد أن محمدا عبد ورسوله<‪ ،‬فه ا أص ما روي عن النبي ‘‬
‫في التشهد‪ ،‬ثم يقول‪> :‬اللهم صل على محمد وعلى آل محمد‪،‬‬
‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪167‬‬

‫كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم‪ ،‬إنك حميد مجيد‪ ،‬وبارك على‬
‫محمد وعلى آل محمد‪ ،‬كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم‪ ،‬إنك‬
‫حميد مجيد<‪.‬‬
‫ويستحب أن يتعوذ من ع ا جهنم‪ ،‬ومن ع ا القبر‪ ،‬ومن فتنة‬
‫المحيا والممات‪ ،‬ومن فتنة المسي الدجال‪ ،‬ثم يسلم عن يمينه‪:‬‬
‫>السالم عليكم ورحمة الل<‪ ،‬وعن يسار ك لك‪.‬‬
‫وإن كانت الصالة أكثر من ركعتين‪ ،‬نه بعد التشهد األول‬
‫كنهوضه من السجود‪ ،‬ثم يصلي ركعتين ل يقرأ فيهما بعد الفاتحة شي ا‪،‬‬
‫ف ذا جل للتشهد األخير‪ ،‬تورك؛ فنصب رجله اليمنى وفرش اليسر ‪،‬‬
‫وأخرجها عن يمينه‪ .‬ول يتورك إل في صالة فيها تشهدان في األخير‬
‫منهما‪ ،‬ف ذا سلم استلفر الل ثالثا‪ ،‬وقال‪> :‬اللهم أنت السالم‪ ،‬ومنك‬
‫السالم‪ ،‬تباركت يا ذا الجالل واإلكرام<‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪169‬‬

‫بَابُ أَرْكَانِ الصَّالةِ وَوَاجِبَاتُهَا‬


‫أ َ ْر َكا ُن َها ا ْثنَا َع َش َر‪:‬‬
‫‪ََِِ1‬القيامَمعَالقدرة‪ََِِ2َ.‬وتكبيىةَاإلحىام‪ََِِ3َ.‬وقىاءةَالفاتحة‪َِِ4َ.‬‬
‫السج دَعلىَالسبعةَاألعضاء‪ََِِ7َ.‬والجل سَ‬ ‫والركوع‪ ،‬والىفعَمنه‪ََِِ6َ.‬و ُّ‬
‫عنه‪ َِِ 8َ.‬والطم نينة في ه األركان‪ 9 .‬ــ والتشهد األخير‪ ١0 .‬ــ‬
‫والجلوس له‪ ١١ .‬ــ والتسليمة األولى‪ ١٢ .‬ــ وترتيبها على ما ذكرنا‪.‬‬
‫فه األركان ل تتم الصالة إل بها‪.‬‬
‫َو َو ا‬
‫اج َبا ُت َها َس ْب َعة‪:‬‬
‫التكبير غير تكبيرة اإلحرام‪ ،‬والتسبي في الركوع والسجود مرة‬
‫مرة‪ ،‬والتسبي والتحميد في الرفع من الركوع‪ ،‬وقول‪> :‬ربي اغفر لي<‬
‫بين السجدتين‪ ،‬والتشهد األول‪ ،‬والجلوس له‪ ،‬والصالة على النبي ‘‬
‫في التشهد األخير‪ ،‬فه إن تركها عمدا بطلت صالته‪ ،‬وإن تركها سهوا‬
‫سجد لها‪ ،‬وما عدا ه ا فسنن ل تبطل الصالة بعمدها‪ ،‬ول يجب‬
‫السجود لسهوها‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪171‬‬

‫بَابُ سُجُودِ السَّهْوِ‬


‫الس ْه ُو َعلَى َث ََل َثةا أ َ ْض ُرب‪:‬‬
‫َو َّ‬
‫أ َ َح ُد َها‪ :‬زيادة فعل من جن الصالة‪ ،‬كركعة‪ ،‬أو ركن‪ ،‬فتبطل‬
‫الصالة بعمد ‪ ،‬ويسجد لسهو ‪ ،‬وإن علم وهو في الركعة ال ائدة جل‬
‫في الحال‪ ،‬وإن سلم عن نق في صالته‪ ،‬أتى بما بقي عليه منها‪ ،‬ثم‬
‫سجد‪.‬‬
‫ولو فعل ما لي من جن الصالة‪ ،‬لستو عمد وسهو ‪ ،‬ف ن‬
‫كان كثيرا أبطلها‪ ،‬وإن كان يسيرا‪ ،‬كفعل النبي ‘ في حمله أمامة‪،‬‬
‫وفتحه البا لعائشة‪ ،‬فال ب س‪.‬‬
‫الض ْر ُب ال َّثا اني‪ :‬النق كنسيان واجب‪ ،‬ف ن قام عن التشهد األول‪،‬‬
‫َّ‬
‫ف كر قبل أن يستتم قائما‪ ،‬رجع ف تى به‪ ،‬وإن استتم قائما لم يرجع‪ ،‬وإن‬
‫نسي ركنا ف كر قبل شروعه في قراءة ركعة أخر ‪ ،‬رجع ف تى به وبما‬
‫بعد ‪ ،‬وإن ذكر بعد ذلك بطلت الركعة التي تركه منها‪ ،‬وإن نسي أربع‬
‫سجدات من أربع‪ ،‬ركعات ف كر في التشهد سجد في الحال‪ ،‬فصحت‬
‫له ركعة‪ ،‬ثم ي تي بثال ركعات‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪173‬‬

‫الض ْر ُب ال َّثال ا ُث‪ :‬الشك فمتى شك في ترك ركن‪ ،‬فهو كتركه‪ ،‬ومن‬
‫َّ‬
‫شك في عدد الركعات بنى على اليقين‪ ،‬إل اإلمام خاصة‪ ،‬ف نه يبني‬
‫على غالب ظنه‪.‬‬
‫ولكل سهو سجدتان قبل السالم إل من سلم عن نق في صالته‪،‬‬
‫واإلمام إذا بنى على غالب ظنه‪ ،‬والناسي للسجود قبل السالم‪ ،‬ف نه‬
‫يسجد سجدتين بعد سالمه‪ ،‬ثم يتشهد ويسلم‪ ،‬ولي على الم موم‬
‫سجود سهو إل أن يسهو إمامه فيسجد معه‪ ،‬ومن سها إمامه‪ ،‬أو نابه أمر‬
‫في صالته‪ ،‬فالتسبي للرجال‪ ،‬والتصفي للنساء‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪175‬‬

‫َوعِ‬
‫بَابُ صَالةِ التَّط ُّ‬
‫َو اه َي َعلَى َخ ْم َسةا أ َ ْض ُرب‪:‬‬
‫أ َ َح ُد َها‪ :‬السنن الرواتب‪ ،‬وهي التي قال ابن عمر ‪ :‬عشر ركعات‬
‫حفظتهن من رسول الل ‘‪ ،‬ركعتين قبل الظهر‪ ،‬وركعتين بعدها‪،‬‬
‫وركعتين بعد الملر في بيته‪ ،‬وركعتين بعد العشاء في بيته‪ ،‬وركعتين‬
‫قبل الفجر‪ ،‬حدثتني حفصة أن رسول الل ‘ كان إذا طلع الفجر وأذن‬
‫المؤذن صلى ركعتين‪ ،‬وهما آكدها‪ ،‬ويستحب تخفيفهما‪ ،‬وفعلهما في‬
‫البيت أفضل‪ ،‬وك لك ركعتا الملر ‪.‬‬
‫الض ْر ُب ال َّثا اني‪ :‬الوتر‪ ،‬ووقته‪ :‬ما بين صالة العشاء والفجر‪ ،‬وأقله‬
‫َّ‬
‫ركعة‪ ،‬وأكثر إحد عشرة‪ ،‬وأدنى الكمال ثال بتسليمتين‪ ،‬ويقنت في‬
‫الثالثة بعد الركوع‪.‬‬
‫الض ْر ُب ال َّثال ا ُث‪ :‬التطوع المطل ‪ ،‬وتطوع الليل أفضل من النهار‪،‬‬
‫َّ‬
‫والنص األخير أفضل من األول‪ ،‬وصالة الليل مثنى مثنى‪ ،‬وصالة‬
‫القاعد على النص من صالة القائم‪.‬‬
‫الرا اب ُع‪ :‬ما تسن له الجماعة وهو ثالثة أنواع‪:‬‬
‫الض ْر ُب َّ‬
‫َّ‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪177‬‬

‫أ َ َح ُد َها‪ :‬التراوي وهي عشرون ركعة بعد العشاء في رمضان‪.‬‬


‫َوال َّثا اني‪ :‬صالة الكسو ‪ ،‬ف ذا ما كسفت الشم ‪ ،‬أو القمر‪ ،‬ف ع‬
‫الناس إلى الصالة إن أحبوا جماعة‪ ،‬وإن أحبوا أفرادا‪ ،‬فيكبر‪ ،‬ويقرأ‬
‫الفاتحة وسورة طويلة‪ ،‬ويركع ركوعا طويال‪ ،‬ثم يرفع فيقرأ الفاتحة‬
‫وسورة طويلة دون التي قبلها‪ ،‬ثم يركع فيطيل دون ال ي قبله‪ ،‬ثم يرفع‪،‬‬
‫ثم يسجد سجدتين طويلتين‪ ،‬ثم يقوم فيفعل مثل ذلك‪ ،‬فتكون أربع‬
‫ركعات‪ ،‬وأربع سجدات‪.‬‬
‫ال َّثال ا ُث‪ :‬صالة الستسقاء‪ ،‬وإذا أجدبت األرض واحتب القطر‪،‬‬
‫خرج الناس مع اإلمام متخشعين متب لين مت للين متضرعين‪ ،‬فيصلي بهم‬
‫ركعتين كصالة العيد‪ ،‬ثم يخطب بهم خطبة واحدة‪ ،‬ويكثر فيها من‬
‫الستلفار وتالوة اآليات التي فيها األمر به‪ ،‬ويحول الناس أرديتهم‪،‬‬
‫وإن خرج معهم أهل ال مة لم يمنعوا‪ ،‬ويؤمرون أن ينفردوا عن‬
‫المسلمين‪.‬‬
‫الض ْر ُب ال َخا ام ُس‪ :‬سجود التالوة‪ :‬وهي أربع عشرة سجدة‪ ،‬في‬
‫َّ‬
‫الح منها اثنتان‪ ،‬ويسن السجود للتالي والمستمع دون السامع‪ ،‬ويكبر‬
‫ّ‬
‫إذا سجد‪ ،‬وإذا رفع رأسه‪ ،‬ثم يسلم‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪179‬‬

‫بَابُ السَّاعَاتِ الَّتِي نُ ِهيَ عَنِ الصَّالةِ فِيْهَا‬


‫وهي خم ‪ :‬بعد الفجر حتى تطلع الشم ‪ ،‬وبعد طلوعها حتى‬
‫ترتفع قيد رم ‪ ،‬وعند قيامها حتى ت ول‪ ،‬وبعد العصر حتى تتضي‬
‫الشم لللرو ‪ ،‬وإذا تضيفت حتى تلر ‪.‬‬
‫فه الساعات التي ل يصلى فيها تطوعا‪ ،‬إل في إعادة الجماعة‬
‫إذا أقيمت وهو في المسجد‪ ،‬وركعتي الطوا بعد ‪ ،‬والصالة على‬
‫الجنازة‪ ،‬وقضاء السنن الرواتب في وقتين منها؛ وهما‪ :‬بعد الفجر وبعد‬
‫العصر‪ ،‬ويجوز قضاء المفروضات في جميع األوقات‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪181‬‬

‫بَابُ اإلِمَا َمةِ‬


‫رو أبو مسعود البدري ‪ ،‬أن رسول الل ‘ قال‪َ > :‬ي ُؤ ُّم ال َق ْو َم‬
‫السنَّةا‪ ،‬فَ اإ ْن َكا ُنوا‬ ‫اب اهلل‪ ،‬فَ اإ ْن َكا ُنوا فاي ال اق َر َاء اة َس َواء فَأَ ْعلَ ُم ُه ْم اب ُّ‬ ‫أ َ ْق َرأ ُ ُه ْم ل ا اك َت ا‬
‫الر ُج َل فاي َب ْي ات اه َو َِل فاي‬ ‫السنَّةا َس َواء فَأَ ْق َد ُم ُه ْم اه ْج َرة‪َ ،‬و َِل َي ُؤ َّم َّن َّ‬
‫الر ُج ُل َّ‬ ‫فاي ُّ‬
‫ُس ْلطَا ان اه‪َ ،‬و َِل َي ْجلا ُس َعلَى َت ْكرا َم ات اه اإ َِّل اب اإ ْذ ان اه<‪ ،‬وقال لمالك بن الحوير‬
‫وصاحبه‪ > :‬اإ َذا َح َض َر ات َّ‬
‫الص ََل ُة فَ ْل ُي َؤذ ِّْن أ َ َح ُد ُك َما‪َ ،‬ول َْي ُؤ َّم ُك َما أ َ ْك َب ُر ُك َما<‬
‫وكانت قراءتهما متقاربة‪.‬‬
‫ول تص الصالة خل من صالته فاسدة‪ ،‬إل لمن لم يعلم بحد‬
‫نفسه‪ ،‬ولم يعلمه الم موم حتى سلم‪ ،‬ف نه يعيد وحد ول تص خل‬
‫تارك ركن إل إمام الحي‪ ،‬إذا صلى جالسا لمرض يرجى بر ‪ ،‬ف نهم‬
‫يصلون وراء جلوسا‪ ،‬إل أن يبتدئها قائما ثم يعتل فيجل ‪ ،‬ف نهم ي تمون‬
‫وراء قياما‪ ،‬ول تص إمامة المرأة‪ ،‬ومن به سل البول‪ ،‬واألمي ال ي‬
‫ل يحسن الفاتحة‪ ،‬أو يخل بحر منها‪ ،‬إل بمثلهم‪ ،‬ويجوز ائتمام‬
‫المتوضئ بالمتيمم‪ ،‬والمفترض بالمتنفل‪.‬‬
‫وإذا كان الم موم واحدا وق على يمين اإلمام‪ ،‬ف ن وق عن‬
‫يسار أو قدامه أو حد لم تص ‪ ،‬إل أن تكون امرأة‪ ،‬فتق وحدها‬
‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪183‬‬

‫خلفه‪ ،‬وإن كانوا جماعة وقفوا خلفه‪ ،‬ف ن وقفوا عن يمينه أو عن جانبيه‬
‫ص ‪ ،‬ف ن وقفوا قدامه أو عن يسار لم تص ‪ ،‬وإن صلت امرأة بنساء‬
‫قامت معهن في الص وسطهن‪ ،‬وك لك إمام الرجال العراة يقوم‬
‫وسطهم‪ ،‬وإن اجتمع رجال وصبيان وخناثى ونساء‪ ،‬قدم الرجال‪ ،‬ثم‬
‫الصبيان‪ ،‬ثم الخناثى‪ ،‬ثم النساء‪.‬‬
‫ومن كبر قبل سالم اإلمام فقد أدرك الجماعة‪ ،‬ومن أدرك الركوع‬
‫فقد أدرك الركعة‪ ،‬وإل فال‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪185‬‬

‫بَابُ صَالةِ املَرِيضِ‬


‫والمري إذا كان القيام ي يد في مرضه صلى جالسا‪ ،‬ف ن لم يط‬
‫فعلى جنبه؛ لقول رسول الل ‘ لعمران بن حصين‪َ > :‬ص ِّل قَا ائما‪ ،‬فَ اإ ْن‬
‫لَ ْم َت ْس َت اط ْع فَ َقا اعدا‪ ،‬فَ اإ ْن لَ ْم َت ْس َت اط ْع فَ َعلَى َج ْنب َاك<‪ ،‬ف ن ش عليه فعلى‬
‫ظهر ‪ ،‬ف ن عج عن الركوع والسجود أوم بهما‪.‬‬
‫وعليه قضاء ما فاته من الصلوات في إغمائه‪ ،‬وإن ش عليه فعل‬
‫كل صالة في وقتها‪ ،‬فله الجمع بين الظهر والعصر‪ ،‬وبين العشاءين في‬
‫وقت إحداهما‪ ،‬ف ن جمع في وقت األولى اشتر نية الجمع عند فعلها‪،‬‬
‫واستمرار الع ر حتى يشرع في الثانية منهما‪ ،‬ول يفرق بينهما إل بقدر‬
‫الوضوء‪ ،‬وإن أخر اعتبر استمرار الع ر إلى دخول وقت الثانية‪ ،‬وأن‬
‫ينوي الجمع في وقت األولى قبل أن يضي عن فعلها‪ ،‬ويجوز الجمع‬
‫للمسافر ال ي له القصر‪ ،‬ويجوز في المطر بين العشاءين خاصة‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪187‬‬

‫بَابُ صَالةِ املُسَافِرِ‬


‫وإذا كانت مسافة سفر ستة عشر فرسخا‪ ،‬وهي مسيرة يومين‬
‫قاصدين‪ ،‬وكان مباحا له‪ ،‬فله قصر الرباعية خاصة‪ ،‬إل أن ي تم بمقيم‪،‬‬
‫أو لم ينو القصر‪ ،‬أو ينسى صالة حضر في كرها في السفر‪ ،‬أو صالة‬
‫سفر في كرها في الحضر‪ ،‬فعليه اإلتمام‪ ،‬وللمسافر أن يتم‪ ،‬والقصر‬
‫أفضل‪ ،‬ومن نو اإلقامة أكثر من إحد وعشرين صالة أتم‪ ،‬وإن لم‬
‫يجمع على ذلك قصر أبدا‪.‬‬

‫بَابُ صَالةِ اخلَوْفِ‬


‫وتجوز صالة الخو على كل صفة صالها رسول الل ‘‪،‬‬
‫والمختار منها‪ :‬أن يجعلهم اإلمام طائفتين‪ ،‬طائفة تحرس‪ ،‬واألخر‬
‫تصلي معه ركعة‪ ،‬ف ذا قام إلى الثانية نوت مفارقته وأتمت صالتها‪،‬‬
‫وذهبت تحرس‪ ،‬وجاءت األخر فصلت معه الركعة الثانية‪ ،‬ف ذا جل‬
‫للتشهد قامت ف تت بركعة أخر ‪ ،‬وينتظرها حتى تتشهد‪ ،‬ثم يسلم بها‪،‬‬
‫وإن اشتد الخو صلوا رجال وركبانا إلى القبلة‪ ،‬وإلى غيرها‪ ،‬يومؤون‬
‫بالركوع والسجود‪ ،‬وك لك كل خائ على نفسه يصلي على حسب‬
‫حاله‪ ،‬ويفعل كل ما يحتاج إلى فعله من هر ‪ ،‬أو غير ‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪189‬‬

‫بَابُ صَالةِ اجلُمُ َع ِة‬


‫كل من ل مته المكتوبة ل مته الجمعة‪ ،‬إن كان مستوطنا ببناء‪ ،‬وبينه‬
‫وبين الجامع فرس فما دون ذلك‪ ،‬إل المرأة‪ ،‬والعبد‪ ،‬والمسافر‪،‬‬
‫والمع ور بمرض‪ ،‬أو مطر‪ ،‬أو خو ‪ ،‬وإن حضروها أج أتهم‪ ،‬ولم‬
‫تنعقد بهم‪ ،‬إل المع ور إذا حضرها وجبت عليه‪ ،‬وانعقدت به‪.‬‬
‫َو ام ْن َش ْر اط اص َّح ات َها‪ :‬فعلها في وقتها في قرية‪ ،‬وأن يحضرها من‬
‫المستوطنين بها أربعون من أهل وجوبها‪ ،‬وأن تتقدمها خطبتان‪ ،‬في كل‬
‫خطبة حمد الل تعالى‪ ،‬والصالة على رسوله ‘‪ ،‬وقراءة آية‪ ،‬والموعظة‪.‬‬
‫ويستحب أن يخطب على منبر‪ ،‬ف ذا صعد‪ ،‬أقبل على الناس‪ ،‬فسلم‬
‫عليهم‪ ،‬ثم يجل وأذن المؤذن‪ ،‬ثم يقوم اإلمام فيخطب بهم‪ ،‬ثم‬
‫يجل ‪ ،‬ثم يخطب الخطبة الثانية‪ ،‬ثم تقام الصالة‪ ،‬فين ل‪ ،‬فيصلي بهم‬
‫ركعتين‪ ،‬يجهر فيهما بالقراءة‪ ،‬فمن أدرك معه منها ركعة أتمها جمعة‪،‬‬
‫وإل أتمها ظهرا‪ ،‬وك لك إن خرج الوقت‪ ،‬أو نق العدد وقد صلوا‬
‫ركعة‪ ،‬أتموها جمعة‪ ،‬وإل أتموها ظهرا‪.‬‬
‫ول يجوز أن يصلى في المصر أكثر من جمعة واحدة‪ ،‬إل أن تدعو‬
‫الحاجة إلى أكثر منها‪ .‬ويستحب لمن أتى الجمعة أن يلتسل‪ ،‬ويلب‬
‫ثوبين نظيفين‪ ،‬ويتطيب‪ ،‬ويبكر إليها‪ ،‬ف ن جاء واإلمام يخطب‪ ،‬لم‬
‫يجل حتى يصلي ركعتين يوج فيهما‪ ،‬ول يجوز الكالم واإلمام‬
‫يخطب‪ ،‬إل اإلمام‪ ،‬أو من كلمه اإلمام‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪191‬‬

‫بَابُ صَالةِ العِيْدَيْ ِن‬


‫وهي فرض على الكفاية‪ ،‬إذا قام بها أربعون من أهل المصر سقطت‬
‫عن سائرهم‪.‬‬
‫ووقتها من ارتفاع الشم إلى ال وال‪ ،‬والسنة فعلها في الصحراء‪،‬‬
‫وتعجيل األضحى‪ ،‬وت خير الفطر‪ ،‬والفطر في الفطر خاصة قبل الصالة‪،‬‬
‫ويسن أن يلتسل ويتنظ ويتطيب‪.‬‬
‫ف ذا حلت الصالة‪ ،‬تقدم اإلمام فصلى بهم ركعتين بال أذان ول‬
‫إقامة‪ ،‬يكبر في األولى سبعا بتكبيرة اإلحرام‪ ،‬وفي الثانية خمسا سو‬
‫تكبيرة القيام‪ ،‬ويرفع يديه مع كل تكبيرة‪ ،‬ويحمد الل‪ ،‬ويصلي على‬
‫النبي ‘ بين كل تكبيرتين‪ ،‬ثم يقرأ الفاتحة وسورة‪ ،‬يجهر فيهما‬
‫بالقراءة‪ ،‬ف ذا سلم خطب بهم خطبتين‪ ،‬ف ذا كان فطرا‪ ،‬حثهم على‬
‫الصدقة وبين لهم حكمها‪ ،‬وإن كان أضحى بين لهم حكم األضحية‪.‬‬
‫والتكبيرات ال وائد‪ ،‬والخطبتان سنة‪ ،‬ول يتنفل قبل صالة العيد‪ ،‬ول‬
‫بعدها في موضعها‪.‬‬
‫ومن أدرك اإلمام قبل سالمه أتمها على صفتها‪ ،‬ومن فاتته فال قضاء‬
‫عليه‪ ،‬ف ن أحب صالها تطوعا‪ ،‬إن شاء ركعتين‪ ،‬وإن شاء أربعا‪،‬‬
‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪193‬‬

‫وإن شاء صالها على صفتها‪.‬‬


‫ويستحب التكبير في ليلتي العيدين‪ ،‬ويكبر في األضحى عقب‬
‫الفرائ في الجماعة‪ ،‬من صالة الفجر يوم عرفة‪ ،‬إلى العصر من آخر‬
‫أيام التشري ‪ ،‬وصفة التكبير شفعا‪ :‬الل أكبر الل أكبر‪ ،‬ل إله إل الل‪،‬‬
‫والل أكبر الل أكبر‪ ،‬ولل الحمد‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪195‬‬

‫كِتَابُ اجلَنَائِزِ‬
‫وإذا تيقن موته‪ ،‬أغمضت عينا ‪ ،‬وشد لحيا ‪ ،‬وجعل على بطنه مرآة‬
‫أو غيرها كحديدة‪ ،‬ف ذا أخ في غسله سترت عورته‪ ،‬ثم يعصر بطنه‬
‫عصرا رفيقا‪ ،‬ثم يل على يد خرقة فينجيه بها‪ ،‬ثم يوض ه‪ ،‬ثم يلسل‬
‫رأسه ولحيته بماء وسدر‪ ،‬ثم شقه األيمن‪ ،‬ثم األيسر‪ ،‬ثم يلسله ك لك‬
‫مرة ثانية‪ ،‬وثالثة‪ ،‬يمر في كل مرة يد ‪ ،‬ف ن خرج منه شيء غسله وسد‬
‫بقطن‪ ،‬ف ن لم يستمسك فبطين حر‪ ،‬ويعيد وضوء ‪ ،‬وإن لم ين بثال ‪،‬‬
‫زاد إلى خم أو إلى سبع‪ ،‬ثم ينشفه بثو ‪ ،‬ويجعل الطيب في ملابنه‬
‫ومواضع سجود ‪ ،‬وإن طيبه كله كان حسنا‪ ،‬ويجمر أكفانه‪ ،‬وإن كان‬
‫شاربه أو أظفار طويلة أخ منها‪ ،‬ول يسرح شعر ‪ ،‬والمرأة يضفر شعرها‬
‫ثالثة قرون‪ ،‬ويسدل من ورائها‪ ،‬ثم يكفن في ثالثة أثوا بي ‪ ،‬لي‬
‫فيها قمي ول عمامة‪ ،‬يدرج فيها إدراجا‪ ،‬وإن كفن في قمي وإزار‬
‫ولفافة فال ب س‪ ،‬والمرأة تكفن في خمسة أثوا ‪ ،‬في درع ومقنعة‪،‬‬
‫وإزار ولفافتين‪.‬‬
‫وأح الناس بلسله والصالة عليه ودفنه‪ ،‬وصيه في ذلك‪ ،‬ثم‬
‫األ ‪ ،‬ثم الجد‪ ،‬ثم األقر فاألقر ‪ ،‬من العصبات‪ ،‬وفي غسل المرأة‪:‬‬
‫األم‪ ،‬ثم الجدة‪ ،‬ثم األقر فاألقر من نسائها‪ ،‬إل أن األمير يقدم‬
‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪197‬‬

‫في الصالة على األ ومن بعد ‪.‬‬


‫الص ََل ُة َعلَ ْي اه‪ :‬يكبر ويقرأ الفاتحة‪ ،‬ثم يكبر الثانية‪ ،‬ويصلي على‬
‫َو َّ‬
‫النبي ‘‪ ،‬ثم يكبر ويقول‪ :‬اللهم اغفر لحينا وميتنا‪ ،‬وشاهدنا وغائبنا‪،‬‬
‫وصليرنا وكبيرنا‪ ،‬وذكرنا وأنثانا‪ ،‬إنك تعلم منقلبنا ومثوانا‪ ،‬وأنت على‬
‫كل شيء قدير‪ ،‬اللهم من أحييته منا ف حيه على اإلسالم والسنة‪ ،‬ومن‬
‫توفيته‪ ،‬فتوفه عليهما‪ ،‬اللهم اغفر له وارحمه‪ ،‬وعافه واع عنه‪ ،‬وأكرم‬
‫ن له‪ ،‬ووسع مدخله‪ ،‬واغسله بالماء والثل والبرد‪ ،‬ونقه من الخطايا كما‬
‫ينقى الثو األبي من الدن ‪ ،‬وأبدله دارا خيرا من دار ‪ ،‬وجوارا‬
‫خيرا من جوار ‪ ،‬وزوجا خيرا من زوجه‪ ،‬وأدخله الجنة‪ ،‬وأع من‬
‫ع ا القبر‪ ،‬ومن ع ا النار‪ ،‬وافس له في قبر ‪ ،‬ونور له فيه‪ ،‬ثم‬
‫يكبر ويسلم تسليمة واحدة عن يمينه‪ ،‬ويرفع يديه مع كل تكبيرة‪.‬‬
‫اج ُب ام ْن َذل ا َك‪ :‬التكبيرات‪ ،‬والقراءة‪ ،‬والصالة على النبي‬
‫الو ا‬
‫َو َ‬
‫‘‪ ،‬وأدنى دعاء الحي للميت‪ ،‬والسالم‪.‬‬
‫ومن فاتته الصالة عليه‪ ،‬صلى على القبر إلى شهر‪ ،‬وإن كان الميت‬
‫غائبا عن البلد‪ ،‬صلى عليه بالنية‪.‬‬
‫ومن تع ر غسله لعدم الماء‪ ،‬أو الخو عليه من التقطع‪ ،‬كالمجدور‬
‫أو المحترق‪ ،‬أو لكون المرأة بين رجال‪ ،‬أو الرجل بين نساء‪ ،‬ف نه ييمم‪،‬‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪199‬‬

‫إل أن لكل من ال وجين غسل صاحبه‪ ،‬وك لك أم الولد مع سيدها‪.‬‬


‫والشهيد إذا مات في المعركة لم يلسل‪ ،‬ولم يصل عليه‪ ،‬وينحى‬
‫عنه الحديد والجلود‪ ،‬ثم ي مل في ثيابه‪ ،‬وإن كفن بليرها فال ب س‪.‬‬
‫مخيطا‪ ،‬ول يقر طيبا‪،‬‬ ‫والمحرم يلسل بماء وسدر‪ ،‬ول يلب‬
‫ول يلطى رأسه‪ ،‬ول يقطع شعر ‪ ،‬ول ظفر ‪.‬‬
‫ويستحب دفن الميت في لحد‪ ،‬وينصب عليه اللبن نصبا‪ ،‬كما‬
‫صنع برسول الل ‘‪ ،‬ول يدخل القبر آجرا ول خشبا‪ ،‬ول شي ا مسته‬
‫النار‪.‬‬
‫ويستحب تع ية أهل الميت‪ ،‬والبكاء عليه غير مكرو ‪ ،‬إذا لم يكن‬
‫معه ند ول نياحة‪.‬‬
‫ول ب س ب يارة القبور للرجال‪ ،‬ويقول إذا مر بها أو زارها‪ :‬سالم‬
‫عليكم أهل دار قوم مؤمنين‪ ،‬وإنا إن شاء الل بكم لحقون‪ ،‬اللهم ل‬
‫تحرمنا أجرهم‪ ،‬ول تفتنا بعدهم‪ ،‬واغفر لنا ولهم‪ ،‬نس ل الل لنا ولكم‬
‫العافية‪.‬‬
‫وأي قربة فعلها وجعل ثوابها للميت المسلم‪ ،‬نفعه ذلك‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪201‬‬

‫كِتَابُ الزَّكَاةِ‬
‫وهي واجبة على كل مسلم حر‪ ،‬ملك نصابا‪ ،‬ملكا تاما‪ .‬ول زكاة‬
‫في مال حتى يحول عليه الحول‪ ،‬إل الخارج من األرض‪ ،‬ونماء النصا‬
‫من النتاج والرب ‪ ،‬ف ن حولهما حول أصلهما‪.‬‬
‫َو َِل َت اج ُب ال َّز َكا ُة اإ َِّل افي أ َ ْر َب َعةا أ َ ْن َواع‪ :‬السائمة من بهيمة األنعام‪،‬‬
‫والخارج من األرض‪ ،‬واألثمان‪ ،‬وعروض التجارة‪ .‬ول زكاة في شيء‬
‫من ذلك حتى يبلغ نصابا‪ ،‬وتجب فيما زاد على النصا بحسابه‪ ،‬إل‬
‫السائمة فال شيء في أوقاصها‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪203‬‬

‫بَابُ زَكَاةِ السَّا ِئ َمةِ‬


‫وهي الراعية‪ ،‬وهي ثالثة أنواع‪:‬‬
‫أ َ َح ُد َها‪ :‬اإلبل‪ ،‬ول شيء فيها حتى تبلغ خمسا‪ ،‬فيجب فيها شاة‪،‬‬
‫وفي عشر شاتان‪ ،‬وفي خم عشرة ثال شيا ‪ ،‬وفي العشرين أربع‬
‫شيا ‪ ،‬إلى خم وعشرين‪ ،‬ففيها بنت مخاض‪ ،‬وهي‪ :‬بنت سنة‪ ،‬ف ن‬
‫لم تكن عند ‪ ،‬فابن لبون‪ ،‬وهو‪ :‬ابن سنتين‪ ،‬إلى ست وثالثين‪ ،‬فيجب‬
‫فيها بنت لبون‪ ،‬إلى ست وأربعين‪ ،‬فيجب فيها حقة لها ثال سنين‪،‬‬
‫إلى إحد وستين‪ ،‬فيجب فيها ج عة‪ ،‬ولها أربع سنين‪ ،‬إلى ست‬
‫وسبعين‪ ،‬ففيها ابنتا لبون‪ ،‬إلى إحد وتسعين‪ ،‬ففيها حقتان‪ ،‬إلى‬
‫عشرين ومائة‪ ،‬ف ذا زادت واحدة‪ ،‬ففيها ثال بنات لبون‪ ،‬ثم في كل‬
‫خمسين حقة‪ ،‬وفي كل أربعين بنت لبون‪ ،‬إلى مائتين‪ ،‬فيجتمع فيها‬
‫الفرضان‪ ،‬إن شاء أخرج أربع حقاق‪ ،‬وإن شاء خم بنات لبون‪.‬‬
‫ومن وجبت عليه مسنة فلم يجدها‪ ،‬أخرج أدنى منها ومعها شاتان‪،‬‬
‫أو عشرون درهما‪ ،‬وإن شاء أخرج أعلى منها وأخ شاتين أو عشرين‬
‫درهما‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪205‬‬

‫النَّ ْو ُع ال َّثا اني‪ :‬البقر‪ ،‬ول شيء فيها حتى تبلغ ثالثين‪ ،‬فيجب فيها‬
‫تبيع‪ ،‬أو تبيعة‪ ،‬لها سنة‪ ،‬إلى أربعين ففيها مسنة‪ ،‬لها سنتان‪ ،‬إلى ستين‬
‫ففيها تبيعان‪ ،‬إلى سبعين ففيها تبيع ومسنة‪ ،‬ثم في كل ثالثين تبيع‪ ،‬وفي‬
‫كل أربعين مسنة‪.‬‬
‫النَّ ْو ُع ال َّثال ا ُث‪ :‬اللنم‪ ،‬فال شيء فيها حتى تبلغ أربعين‪ ،‬ففيها شاة‪،‬‬
‫إلى عشرين ومائة‪ ،‬ف ذا زادت واحدة‪ ،‬ففيها شاتان‪ ،‬إلى مائتين‪ ،‬ف ذا‬
‫زادت واحدة‪ ،‬ففيها ثال شيا ‪ ،‬ثم في كل مائة شاة‪.‬‬
‫ول يؤخ في الصدقة تي ‪ ،‬ول ذات عوار‪ ،‬ول هرمة‪ ،‬ول الرباء‪،‬‬
‫ول الماخ ‪ ،‬ول األكولة‪ ،‬ول يؤخ شرار المال‪ ،‬ول كرائمه‪ ،‬إل أن‬
‫يتبرع به أربا المال‪.‬‬
‫ول يخرج إل أنثى صحيحة‪ ،‬إل في الثالثين من البقر‪ ،‬وابن لبون‬
‫مكان بنت مخاض إذا عدمها‪ ،‬إل أن تكون ماشيته كلها ذكورا أو مراضا‪،‬‬
‫فيج ئ واحد منها‪.‬‬
‫ول يخرج إل ج عة من الض ن‪ ،‬أو ثنية من المع ‪ ،‬والسن‬
‫المنصوص عليها‪ ،‬إل أن يختار ر المال إخراج سن أعلى من‬
‫الواجب‪ ،‬أو تكون كلها صلارا‪ ،‬فيخرج صليرة‪ ،‬وإن كان فيها صحاح‬
‫ومراض‪ ،‬وذكور وإنا وصلار وكبار‪ ،‬أخرج صحيحة كبيرة‪،‬‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪207‬‬

‫قيمتها على قدر المالين‪ ،‬وإن كان فيها بخاتي وعرا ‪ ،‬وبقر وجوامي ‪،‬‬
‫ومع وض ن‪ ،‬وكرام ول ام‪ ،‬وسمان ومهازيل‪ ،‬أخ من أحدهما بقدر‬
‫المالين قيمة‪.‬‬
‫وإن اختلط جماعة في نصا من السائمة حول كامال‪ ،‬وكان‬
‫مرعاهم ومحلهم‪ ،‬ومبيتهم ومحلبهم‪ ،‬ومشربهم وفحلهم واحدا‪ ،‬فحكم‬
‫زكاتهم حكم زكاة الواحد‪ .‬وإذا أخرج الفرض من مال أحدهم‪ ،‬رجع‬
‫على خلطائه بحصصهم منه‪ ،‬ول تؤثر الخلطة إل في السائمة‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪209‬‬

‫بَابُ زَكَاةِ اخلَارِجِ مِنَ األَرْضِ‬


‫َو ُه َو َن ْو َعا ان‪:‬‬
‫أ َ َح ُد ُه َما‪ :‬النبات‪ ،‬فتجب ال كاة منه في كل حب وثمر‪ ،‬يكال‬
‫ويدخر‪ ،‬إذا خرج من أرضه‪ ،‬وبلغ خمسة أوس ؛ لقول رسول الل ‘‪:‬‬
‫>لَ ْي َس فاي َح ٍّب َو َِل َث َمر َص َدقَة َح َّتى َي ْبلُ َغ َخ ْم َس َة أ َ ْو ُسق< والوس ‪ :‬ستون‬
‫صاعا‪ ،‬والصاع‪ :‬رطل بالدمشقي وأوقية وخمسة أسباع أوقية‪ .‬فجميع‬
‫النصا ‪ :‬ما قار ثالثمائة واثنين وأربعين رطال وستة أسباع رطل‪.‬‬
‫ويجب العشر فيما سقي من السماء والسيوح‪ ،‬ونص العشر فيما‬
‫سقي بكلفة‪ ،‬كالدوالي والنواض ‪ ،‬وإذا بدا الصالح في الثمار‪ ،‬واشتد‬
‫الحب‪ ،‬وجبت ال كاة‪ ،‬ول يخرج الحب إل مصفى‪ ،‬ول الثمر إل يابسا‪.‬‬
‫وِل َزكاةَ َفيماَيكتسبه َمن َمباح َالح ِّب َوالثمى‪َ،‬وِل َفيماَيأخذه َأجى ًةَ‬
‫لحصاده‪َ .‬‬
‫ول يضم صن من الحب والثمر إلى غير في تكميل النصا ‪،‬‬
‫إل أن يكون صنفا واحدا‪ ،‬مختل األنواع‪ ،‬كالتمور‪ ،‬ففيها ال كاة‪،‬‬
‫أخرج من كل نوع زكاته‪ ،‬وإن أخرج جيدا عن الرديء‪ ،‬جاز‪ ،‬وله أجر ‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪211‬‬

‫النَّ ْو ُع ال َّثا اني‪ :‬المعدن فمن استخرج من معدن نصابا من ال هب أو‬


‫الفضة‪ ،‬أو ما قيمته ذلك من الجواهر‪ ،‬أو الكحل أو الصفر‪ ،‬أو الحديد‪،‬‬
‫أو غير فعليه ال كاة‪ ،‬ول يخرج إل بعد السبك والتصفية‪ ،‬ول شيء في‬
‫اللؤلؤ والمرجان‪ ،‬والعنبر والمسك‪ ،‬ول شيء في صيد البر والبحر‪.‬‬
‫وفي الركاز الخم ‪ ،‬أي نوع كان من المال‪ ،‬قل أو كثر‪ ،‬ألهل الفيء‪،‬‬
‫وباقيه لواجد ‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪213‬‬

‫ألثْمَانِ‬
‫بَابُ زَكَاةِ ا َ‬
‫َو اه َي َن ْو َعا ان‪ :‬ذهب وفضة‪ ،‬ول شيء فيها حتى تبلغ مائتي درهم‪،‬‬
‫فيجب فيها خمسة دراهم‪ ،‬ول شيء في ال هب حتى يبلغ عشرين مثقال‪،‬‬
‫فيجب فيه نص مثقال‪ ،‬ف ن كان فيهما غش‪ ،‬فال زكاة فيهما حتى يبلغ‬
‫قدر ال هب والفضة نصابا‪ .‬ف ن شك في ذلك‪ ،‬خير بين اإلخراج وبين‬
‫سبكهما‪ ،‬ليعلم ذلك‪.‬‬
‫ول زكاة في الحلي المباح‪ ،‬المعد لالستعمال‪ ،‬والعارية‪ .‬ويباح‬
‫للنساء كل ما جرت العادة بلبسه من ال هب والفضة‪ .‬ويباح للرجال من‬
‫الفضة‪ :‬الخاتم‪ ،‬وحلية السي ‪ ،‬والمنطقة‪ ،‬ونحوها‪ .‬ف ما المعد للكراء‬
‫والدخار‪ ،‬والمحرم‪ ،‬ففيه ال كاة‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪215‬‬

‫بَابُ حُكْمِ الدَّ ْينِ‬


‫من كان له دين على مليء‪ ،‬أو مال يمكن خالصه‪ ،‬كالمجحود‬
‫ال ي له بينة‪ ،‬والملصو ال ي يتمكن من أخ ‪ ،‬فعليه زكاته إذا قبضه‪،‬‬
‫لما مضى‪ .‬وإن كان متع را كالدين على مفل ‪ ،‬أو على جاحد‪ ،‬ول بينة‬
‫به‪ ،‬والملصو ‪ ،‬والضال ال ي ل يرجى وجود ‪ ،‬فال زكاة فيه‪ .‬وحكم‬
‫الصداق حكم الدين‪ ،‬ومن كان عليه دين يستلرق النصا ال ي معه‪،‬‬
‫أو ينقصه‪ ،‬فال زكاة فيه‪.‬‬

‫بَابُ زَكَاةِ العُرُوضِ‬


‫ول زكاة فيها حتى ينوي بها التجارة‪ ،‬وهي نصا حول‪ ،‬ثم‬
‫يقومها‪ ،‬ف ذا بللت أقل نصا من ال هب والفضة‪ ،‬أخرج ال كاة من‬
‫قيمتها‪ .‬وإن كان عند ذهب أو فضة‪ ،‬ضمها إلى قيمة العروض في تكميل‬
‫النصا ‪ .‬وإذا نو بعروض التجارة القنية‪ ،‬فال زكاة فيها‪ ،‬ثم إن نو بها‬
‫بعد ذلك التجارة‪ ،‬است ن له حول‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪217‬‬

‫بَابُ زَكَاةِ ال ِفطْرِ‬


‫وهي واجبة على كل مسلم‪ ،‬ملك فضال عن قوته وقوت عياله‪،‬‬
‫ليلة العيد ويومه‪ ،‬وقدر الفطرة صاع من البر أو الشعير‪ ،‬أو دقيقهما أو‬
‫سويقهما‪ ،‬أو من التمر أو ال بيب‪ ،‬ف ن لم يجد ‪ ،‬أخرج من قوته أي‬
‫شيء كان صاعا‪ .‬ومن ل مته فطرة نفسه‪ ،‬ل مته فطرة من تل مه مؤنته ليلة‬
‫العيد‪ ،‬إذا ملك ما يؤدي عنه‪ ،‬ف ن كانت مؤنته تل م جماعة‪ ،‬كالعبد‬
‫المشترك‪ ،‬أو المعسر القريب لجماعة‪ ،‬ففطرته عليهم على حسب مؤنته‪.‬‬
‫وإن كان بعضه حرا‪ ،‬ففطرته عليه وعلى سيد ‪.‬‬
‫ويستحب إخراج الفطرة يوم العيد قبل الصالة‪ ،‬ول يجوز ت خيرها‬
‫عن يوم العيد‪ ،‬ويجوز تقديمها عليه بيوم أو يومين‪.‬‬
‫ويجوز أن يعطى الواحد ما يل م الجماعة‪ ،‬والجماعة ما يل م‬
‫الواحد‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪219‬‬

‫خرَاجِ الزَّكَاةِ‬
‫بَابُ ِإ ْ‬
‫ل يجوز ت خيرها عن قر وجوبها‪ ،‬إذا أمكن إخراجها‪ ،‬ف ن فعل‬
‫فتل المال‪ ،‬لم تسقط عنه ال كاة‪ ،‬وإن تل قبله سقطت‪ ،‬ويجوز‬
‫تعجيلها إذا كمل النصا ‪ ،‬ول يجوز قبل ذلك‪ .‬وإن عجلها إلى غير‬
‫مستحقها‪ ،‬لم تج ئه‪ ،‬وإن صار عند الوجو من أهلها‪.‬‬
‫وإن دفعها إلى مستحقها‪ ،‬فمات أو استلنى أو ارتد‪ ،‬أج أت‪ ،‬وإن‬
‫تل المال‪ ،‬لم يرجع على اآلخ ‪.‬‬
‫ول تنقل الصدقة إلى بلد تقصر إليه الصالة إل أن ل يجد من‬
‫ي خ ها في بلدها‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪221‬‬

‫بَابُ مَنْ يَجُوزُ دَفْعُ الزَّكَاةِ إِلَ ْيهِ‬


‫َو ُه ْم َث َما ان َية‪:‬‬
‫األ َ َّو ُل‪ :‬الفقراء‪ ،‬وهم‪ :‬ال ين ل يجدون ما يقع موقعا من كفايتهم‬
‫بكسب ول غير ‪.‬‬
‫ال َّثا اني‪ :‬المساكين‪ ،‬وهم‪ :‬ال ين يجدون ذلك‪ ،‬ول يجدون تمام‬
‫الكفاية‪.‬‬
‫َوال َّثال ا ُث‪ :‬العاملون عليها‪ ،‬وهم‪ :‬السعاة عليها‪ ،‬ومن يحتاج إليه فيها‪.‬‬
‫الرا اب ُع‪ :‬المؤلفة قلوبهم‪ ،‬وهم‪ :‬السادة المطاعون في عشائرهم‪،‬‬
‫َو َّ‬
‫ال ين يرجى بعطيتهم دفع شرهم‪ ،‬أو قوة إيمانهم‪ ،‬أو دفعهم عن‬
‫المسلمين‪ ،‬أو إعانتهم على أخ ال كاة ممن يمتنع من دفعها‪.‬‬
‫َوال َخا ام ُس‪ :‬الرقا ‪ ،‬وهم‪ :‬المكاتبون‪ ،‬وإعتاق الرقي ‪.‬‬
‫السادا ُس‪ :‬اللارمون‪ ،‬وهم‪ :‬المدينون إلصالح نفوسهم في مباح‪،‬‬
‫َو َّ‬
‫أو إلصالح بين طائفتين من المسلمين‪.‬‬
‫والسا اب ُع‪ :‬في سبيل الل‪ ،‬وهم‪ :‬الل اة ال ين ل ديوان لهم‪.‬‬
‫َّ‬
‫وال َّثا ام ُن‪ :‬ابن السبيل وهو المسافر المنقطع به‪ ،‬وإن كان ذا يسار في‬
‫بلد ‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪223‬‬

‫فهؤلء هم أهل ال كاة‪ ،‬ل يجوز دفعها إلى غيرهم‪ ،‬ويجوز دفعها‬
‫إلى واحد منهم؛ ألنه ‘ أمر بني زري بدفع صدقتهم إلى سلمة بن‬
‫صخر وقال لقبيصة‪> :‬أ َ اق ْم َيا قَب ْاي َص ُة َح َّتى َت ْأ اتينَا َّ‬
‫الص َدقَ ُة فَنَ ْأ ُم َر لَ َك اب َها<‪.‬‬
‫ويدفع إلى الفقير والمسكين ما يتم به كفايته‪ ،‬وإلى العامل قدر‬
‫عمالته‪ ،‬وإلى المؤل ما يحصل به ت ليفه‪ ،‬وإلى المكاتب واللارم ما‬
‫يقضي به دينه‪ ،‬وإلى اللازي ما يحتاج إليه لل و ‪ ،‬وإلى ابن السبيل ما‬
‫يوصله إلى بلد ‪ ،‬ول ي اد واحد منهم على ذلك‪.‬‬
‫وخمسة منهم ل ي خ ون إل مع الحاجة‪ ،‬وهم‪ :‬الفقير‪ ،‬والمسكين‪،‬‬
‫والمكاتب‪ ،‬واللارم لنفسه‪ ،‬وابن السبيل‪ .‬وأربعة يجوز الدفع إليهم مع‬
‫اللنى‪ ،‬وهم‪ :‬العامل‪ ،‬والمؤل ‪ ،‬واللازي‪ ،‬واللارم إلصالح ذات‬
‫البين‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪225‬‬

‫بَابُ مَنْ ال يَجُوزُ َدفْعُ الزَّكَاةِ إِلَ ْيهِ‬


‫ل تحل للني‪ ،‬ول لقوي مكتسب‪ ،‬ول تحل آلل محمد ‘‪،‬‬
‫وهم‪ :‬بنو هاشم ومواليهم‪ ،‬ول يجوز دفعها إلى الوالدين‪ ،‬وإن علوا‪،‬‬
‫ول إلى الولد وإن سفل‪ ،‬ول إلى ال وجين‪ ،‬ول من تل مه مؤنته‪ ،‬ول‬
‫إلى الرقي ‪ ،‬ول إلى كافر‪ ،‬ف ما صدقة التطوع‪ ،‬فيجوز دفعها إلى هؤلء‪،‬‬
‫وإلى غيرهم‪ ،‬ول يجوز دفع ال كاة إل بنية‪ ،‬إل أن ي خ ها اإلمام منه‬
‫قهرا‪.‬‬
‫وإذا دفع ال كاة إلى غير مستحقها‪ ،‬لم تج ‪ ،‬إل اللني إذا ظنه‬
‫فقيرا‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪227‬‬

‫كِتَابُ الصِّيَامِ‬
‫ويجب صيام رمضان على كل مسلم بالغ عاقل قادر على الصوم‪،‬‬
‫ويؤمر به الصبي إذا أطاقه‪.‬‬
‫ويجب ب حد ثالثة أشياء‪ :‬كمال شعبان‪ ،‬ور ية هالل رمضان‪،‬‬
‫ووجود غيم أو قتر ليلة الثالثين يحول دونه‪ ،‬وإذا رأ الهالل وحد ‪،‬‬
‫صام‪ ،‬ف ن كان عدل صام الناس بقوله‪ ،‬ول يفطرون إل بشهادة عدلين‪،‬‬
‫ول يفطر إذا رآ وحد ‪.‬‬
‫وإن صاموا بشهادة اثنين ثالثين يوما‪ ،‬أفطروا‪ ،‬وإن كان بليم‪ ،‬أو‬
‫قول واحد‪ ،‬لم يفطروا‪ ،‬إل أن يرو ‪ ،‬أو يكملوا العدة‪.‬‬
‫وإذا اشتبهت األشهر على األسير‪ ،‬تحر ‪ ،‬وصام‪ ،‬ف ن واف الشهر‬
‫أو ما بعد ‪ ،‬أج أ ‪ ،‬وإن واف قبله لم يج ‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪229‬‬

‫بَابُ َأحْكَامِ املُ ْفطِرِينَ فِي رَ َمضَانَ‬


‫ويباح الفطر في رمضان ألربعة أقسام‪:‬‬
‫أ َ َح ُد َها‪ :‬المري ال ي يتضرر به‪ ،‬والمسافر ال ي له القصر‪ ،‬فالفطر‬
‫لهما أفضل‪ ،‬وعليهما القضاء‪ ،‬وإن صاما‪ ،‬أج أهما‪.‬‬
‫والنفساء‪ ،‬تفطران وتقضيان‪ ،‬وإن صامتا‪ ،‬لم‬ ‫ال َّثا اني‪ :‬الحائ‬
‫يج هما‪.‬‬
‫ال َّثال ا ُث‪ :‬الحامل َوالمىضع َإذاَخافتا‪َ،‬علىَأنفسهما‪َ،‬أفطىتاَوقضتا‪َ،‬‬
‫وإنَخافتا على ولديهما‪ ،‬أفطرتا وقضتا‪ ،‬وأطعمتا عن كل يوم مسكينا‪،‬‬
‫وإن صامتا أج أهما‪.‬‬
‫الرا اب ُع‪ :‬العاج عن الصيام‪ ،‬لكبر‪ ،‬أو مرض ل يرجى بر ‪ ،‬ف نه‬
‫َّ‬
‫يطعم عن كل يوم مسكينا‪.‬‬
‫وعلى سائر من أفطر القضاء ل غير إل من أفطر بجماع في الفرج‪،‬‬
‫ف نه يقضي‪ ،‬ويعت رقبة‪ ،‬ف ن لم يجد‪ ،‬فصيام شهرين متتابعين‪ ،‬ف ن لم‬
‫يستطع ف طعام ستين مسكينا‪ ،‬ف ن لم يجد سقطت عنه‪ ،‬ف ن جامع ولم‬
‫يكفر حتى جامع ثانية‪ ،‬فكفارة واحدة‪ ،‬وإن كفر‪ ،‬ثم جامع‪ ،‬فكفارة‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪231‬‬

‫ثانية‪ ،‬وكل من ل مه اإلمساك في رمضان‪ ،‬فجامع‪ ،‬فعليه كفارة‪.‬‬


‫ومن أخر القضاء لع ر حتى أدرك رمضان آخر‪ ،‬فلي عليه غير ‪،‬‬
‫وإن فر أطعم مع القضاء لكل يوم مسكينا‪.‬‬
‫وإن ترك القضاء حتى مات لع ر‪ ،‬فال شيء عليه‪ ،‬وإن كان للير‬
‫ع ر‪ ،‬أطعم عنه لكل يوم مسكين‪ ،‬إل أن يكون الصوم من ورا‪ ،‬ف نه‬
‫يصام عنه‪ ،‬وك لك كل ن ر طاعة‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪233‬‬

‫بَابُ مَا يُفْسِدُ الصَّوْمُ‬


‫ومن أكل أو شر ‪ ،‬أو استعط‪ ،‬أو وصل إلى جوفه شيء من أي‬
‫موضع كان‪ ،‬أو استقاء فقاء‪ ،‬أو استمنى‪ ،‬أو قبل‪ ،‬أو لم ‪ ،‬ف منى أو‬
‫أم ‪ ،‬أو كرر النظر حتى أن ل‪ ،‬أو احتجم عامدا‪ ،‬ذاكرا لصومه‪ ،‬فسد‪،‬‬
‫وإن فعله ناسيا أو مكرها‪ ،‬لم يفسد صومه‪.‬‬
‫وإن طار إلى حلقه ذبا أو غبار‪ ،‬أو تمضم أو استنش ‪ ،‬فوصل‬
‫إلى حلقه ماء‪ ،‬أو فكر ف ن ل‪ ،‬أو قطر في إحليله‪ ،‬أو احتلم‪ ،‬أو ذرعه‬
‫القيء‪ ،‬لم يفسد صومه‪ .‬ومن أكل يظنه ليال‪ ،‬فبان نهارا‪ ،‬أفطر‪ ،‬ومن‬
‫أكل شاكا في غرو الشم فسد صومه‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪235‬‬

‫َوعِ‬
‫التط ُّ‬
‫صيَامِ َّ‬
‫بَابُ ِ‬
‫أفضل الصيام صيام داود ‪ ،‬كان يصوم يوما ويفطر يوما‪ .‬وأفضل‬
‫الصيام بعد شهر رمضان‪ ،‬شهر الل ال ي يدعونه المحرم‪ ،‬وما من أيام‬
‫العمل الصال فيهن أحب إلى الل من عشر ذي الحجة‪ ،‬ومن صام‬
‫رمضان وأتبعه بستة من شوال‪ ،‬فك نما صام الدهر كله‪ ،‬وصيام يوم‬
‫عاشوراء كفارة سنة‪ ،‬وصيام يوم عرفة كفارة سنتين‪ ،‬ول يستحب لمن‬
‫بعرفة أن يصومه‪ ،‬ويستحب صيام أيام البي ‪ ،‬والثنين والخمي ‪.‬‬
‫والصائمَالمتط ِّ عَأميىَنفسهَ‪َ،‬إنَشاءَصامَ‪َ،‬وإنَشاءَأفطىَ‪َ،‬وِلَقضاءَ‬
‫عليهَوكذلكَسائىَالتط ُّ عَ‪َ،‬إِلَالحجَوالعمىةَ‪َ،‬فإنهَيجبَإتمامهما‪َ،‬وقضاءَ‬
‫ماَأفسدَمنهما‪َ .‬‬
‫ونهى رسول الل ‘ عن صوم يومين‪ :‬يوم الفطر‪ ،‬ويوم األضحى‪،‬‬
‫ونهى عن صوم أيام التشري ‪ ،‬إل أنه أرخ في صومهما للمتمتع‪ ،‬إذا‬
‫لم يجد الهدي‪ .‬وليلة القدر في الوتر في العشر األواخر من رمضان‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪237‬‬

‫بَابُ االعْتِكَافِ‬
‫وهو ل وم المسجد‪ ،‬لطاعة الل تعالى فيه‪ ،‬وهو سنة‪ ،‬ل يجب إل‬
‫بالن ر‪ .‬ويص من المرأة في كل مسجد‪ ،‬ول يص من الرجل إل في‬
‫مسجد تقام فيه الجماعة‪ ،‬واعتكافه في مسجد تقام فيه الجمعة أفضل‪.‬‬
‫ومنَنذرَاِلعتكافَ‪َ،‬وَالصَلةَفيَمسجدَ‪َ،‬فلهَفعلَذلكَفيَغيىهَ‪َ،‬إ َ‬
‫ِل‬
‫المساجد الثالثة‪ ،‬ف ن ن ر ذلك في المسجد الحرام‪ ،‬ل مه‪ ،‬وإن ن ر في‬
‫مسجد المدينة فله فعله في المسجد الحرام‪ ،‬وإن ن ر في المسجد‬
‫األقصى‪ ،‬فله فعله فيهما‪.‬‬
‫ويستحب للمعتك الشتلال بفعل القر ‪ ،‬واجتنا ما ل يعنيه‬
‫من قول وفعل‪ ،‬ول يخرج من المسجد إل لما ل بد له منه‪ ،‬إل أن‬
‫يشتر ‪ ،‬ول يباشر امرأة‪ ،‬وإن س ل عن المري أو غير في طريقه ولم‬
‫يعرج إليه جاز‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪239‬‬

‫كِتَابُ احلَجِّ وَال ُعمْرَةِ‬


‫يجب الح والعمرة مرة في العمر على المسلم العاقل البالغ الحر‬
‫إذا استطاع إليه سبيال‪ ،‬وهو أن يجد زادا وراحلة بآلتهما‪ ،‬مما يصل‬
‫لمثله فضال عما يحتاج إليه لقضاء دينه‪ ،‬ومؤونة نفسه وعياله على الدوام‪.‬‬
‫ويعتبر للمرأة وجود محرمها وهو زوجها ومن تحرم عليه على الت بيد‬
‫بنسب أو بسبب مباح‪.‬‬
‫فمن فر حتى مات أخرج عنه من ماله حجة وعمرة‪.‬‬
‫ول يص من كافر ول مجنون‪ ،‬ويص من الصبي والعبد ول‬
‫يج ئهما‪ ،‬ويص من غير المستطيع والمرأة بلير محرم‪.‬‬
‫ومن ح عن غير ولم يكن ح عن نفسه أو عن ن ر ‪ ،‬وقع حجه‬
‫عن فرض نفسه دون غير ‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪241‬‬

‫بَابُ املَوَاقِيتِ‬
‫وميقات أهل المدينة‪ :‬ذو الحليفة‪ ،‬وأهل الشام والملر ومصر‪:‬‬
‫الجحفة‪ ،‬واليمن‪ :‬يلملم‪ ،‬ولنجد‪ :‬قرن‪ ،‬وللمشرق‪ :‬ذات عرق‪ ،‬فه‬
‫المواقيت ألهلها‪ ،‬ولكل من يمر عليها‪ ،‬ومن من له دون الميقات فميقاته‬
‫من من له‪ ،‬حتى أهل مكة يهلون منها لحجهم‪ ،‬ويهلون للعمرة من أدنى‬
‫الحل‪ .‬ومن لم يكن طريقه على ميقات‪ ،‬فميقاته ح و أقربها إليه‪.‬‬
‫ول يجوز لمن أراد دخول مكة تجاوز الميقات غير محرم إل لقتال‬
‫مباح‪ ،‬أو لحاجة تتكرر؛ كالحطا ونحو ‪ ،‬ثم إذا أراد النسك أحرم من‬
‫موضعه‪ ،‬وإن جاوز غير محرم رجع ف حرم من الميقات ول دم عليه؛‬
‫ألنه أحرم من ميقاته‪ ،‬ف ن أحرم من دونه فعليه دم سواء رجع إلى الميقات‬
‫أو لم يرجع‪ ،‬واألفضل أن ل يحرم قبل الميقات ف ن فعل فهو محرم‪.‬‬
‫وأشهر الح شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪243‬‬

‫بَابُ اإلِحْرَامِ‬
‫من أراد اإلحرام استحب له أن يلتسل‪ ،‬ويتنظ ‪ ،‬ويتطيب‪،‬‬
‫ويتجرد عن المخيط ويلب إزارا ورداء أبيضين نظيفين‪ ،‬ثم يصلي‬
‫ركعتين ويحرم عقيبهما‪ ،‬وهو أن ينوي اإلحرام‪ ،‬ويستحب أن ينط به‪،‬‬
‫ويشتر ‪ ،‬ويقول‪> :‬اللهم إني أريد النسك الفالني‪ ،‬ف ن حبسني حاب‬
‫فمحلي حي حبستني<‪.‬‬
‫وهو مخير بين التمتع واإلفراد والقران‪ ،‬وأفضلها التمتع‪ ،‬ثم اإلفراد‬
‫وهو أن يحرم بالح مفردا‪ ،‬ثم القران‪ ،‬وهو أن يحرم بالعمرة ثم يدخل‬
‫عليها الح ‪.‬‬
‫ولو أحرم بالح ثم أدخل عليه العمرة لم ينعقد إحرامه بالعمرة‪.‬‬
‫ف ذا استو على راحلته لبى فقال‪> :‬لبيك اللهم لبيك لبيك‪ ،‬ل‬
‫شريك لك لبيك‪ ،‬إن الحمد والنعمة لك والملك‪ ،‬ل شريك لك<‪.‬‬
‫ويستحب اإلكثار منها ورفع الصوت بها للير النساء‪ ،‬وهي آكد فيما‬
‫إذا عال نش ا أو هبط واديا أو سمع ملبيا أو فعل محظورا ناسيا أو لقي‬
‫راكبا‪ ،‬وفي أدبار الصالة المكتوبة وباألسحار‪ ،‬وإقبال الليل والنهار‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪245‬‬

‫حظُورَاتِ اإلِحْرَامِ‬
‫بَابُ مَ ْ‬
‫َو اه َي ات ْس َعة‪ :‬حل الشعر‪ ،‬وقلم األظافر‪ ،‬ففي ثالثة منها دم‪ ،‬وفي‬
‫كل واحد فما دونه مد طعام‪ ،‬وهو ربع الصاع‪ ،‬وإن خرج في عينه شعر‬
‫فقلعه‪ ،‬أو ن ل شعر فطفى على عينيه‪ ،‬أو انكسر ظفر فقصه فال شيء‬
‫عليه‪.‬‬
‫ال َّثال ا ُث‪ :‬لب المخيط إل أن ل يجد إزارا فيلب سراويل‪ ،‬أو ل‬
‫الرا اب ُع‪ :‬تلطية الرأس‪ ،‬واألذنان‬
‫يجد نعلين فيلب خفين ول شيء عليه‪َّ .‬‬
‫السادا ُس‪ :‬قتل صيد البر‪ ،‬وهو ما‬ ‫منه‪ .‬ال َخا ام ُس‪ :‬الطيب في بدنه وثيابه‪َّ .‬‬
‫كان وحشيا مباحا أو متولدا منه ومن غير ‪ ،‬ف ما صيد البحر واألهلي وما‬
‫السا اب ُع‪ :‬عقد النكاح ل يص منه‪ ،‬ول فدية فيه‪.‬‬ ‫حرم أكله فال شيء فيه‪َّ .‬‬
‫ال َّثا ام ُن‪ :‬المباشرة بشهوة فيما دون الفرج‪ ،‬ف ن أن ل بها فعليه‪ ،‬ففيها بدنة‪،‬‬
‫اس ُع‪ :‬الو ء في الفرج‪ ،‬ف ن كان قبل التحلل األول‬ ‫وإل ففيها شاة‪ .‬ال َّت ا‬
‫فسد الح ووجب المضي في فاسد والح من قابل‪ ،‬وعليه بدنة‪ ،‬وإن‬
‫كان بعد التحلل األول ففيه شاة‪ ،‬ويحرم من التنعيم ليطو محرما‪ ،‬وإن‬
‫وطئ في العمرة أفسدها وعليه شاة‪ ،‬ول يفسد النسك بلير ‪.‬‬
‫والمرأة كالرجل‪ ،‬إل أن إحرامها في وجهها‪ ،‬ولها لب المخيط‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪247‬‬

‫بَابُ الفِدْ َيةِ‬


‫َو اه َي َعلَى َض ْر َب ْي ان‪:‬‬
‫أ َ َح ُد ُه َما‪ :‬على التخيير‪ ،‬وهي فدية األذ واللب والطيب‪ ،‬فله‬
‫الخيار بين صيام ثالثة أيام‪ ،‬أو إطعام ثالثة آصع من تمر لستة مساكين‪،‬‬
‫أو ذب شاة‪ ،‬وج اء الصيد مثل ما قتل من النعم إل الطائر ف ن فيه قيمته‪،‬‬
‫إل الحمامة ففيها شاة‪ ،‬والنعامة فيها بدنة‪ ،‬ويخير بين إخراج المثل‬
‫وتقويمه بطعام‪ ،‬فيطعم كل مسكين مدا أو يصوم عن كل مد يوما‪.‬‬
‫الض ْر ُب ال َّثا اني‪ :‬على الترتيب‪ ،‬وهو هدي التمتع‪ ،‬يل مه شاة‪ ،‬ف ن‬
‫َّ‬
‫لم يجد فصيام ثالثة أيام في الح وسبعة إذا رجع‪.‬‬
‫وفدية الجماع بدنة‪ ،‬ف ن لم يجد‪ ،‬فصيام كصيام التمتع‪ ،‬وك لك‬
‫الحكم في البدنة الواجبة بالمباشرة دم الفوات‪ .‬والمحصر يل مه دم‪ ،‬ف ن‬
‫لم يجد فصيام عشرة أيام‪ .‬ومن كرر محظورا من جن غير قتل الصيد‪،‬‬
‫فكفارة واحدة‪ ،‬إل أن يكون قد كفر عن األول‪ ،‬ف ن عليه للثاني كفارة‪،‬‬
‫وإن فعل محظورا من أجناس‪ ،‬فلكل واحد كفارة‪.‬‬
‫والحل والتقليم والو ء وقتل الصيد يستوي عمد وسهو ‪ ،‬وسائر‬
‫المحظورات ل شيء في سهوها‪ .‬وكل هدي أو إطعام فهو لمساكين‬
‫الحرم‪ ،‬إل فدية األذ فيفرقها في الموضع ال ي حل به‪ ،‬وهدي‬
‫المحصر ينحر في موضعه‪ ،‬وأما الصيام فيج ئه بكل مكان‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪249‬‬

‫َكةَ‬
‫بَابُ ُدخُولِ م َّ‬
‫يستحب أن يدخل مكة من أعالها‪ ،‬ويدخل المسجد من با بني‬
‫شيبة اقتداء برسول الل ‘‪ ،‬ف ذا رأ البيت رفع يديه‪ ،‬وكبر الل وهلله‬
‫وحمد ودعا‪ ،‬ثم يبتدئ بطوا العمرة إن كان معتمرا‪ ،‬أو بطوا‬
‫القدوم‪ ،‬إن كان مفردا أو قارنا‪ ،‬فيضطبع بردائه‪ ،‬فيجعل وسطه تحت‬
‫عاتقه األيمن وطرفيه على عاتقه األيسر‪.‬‬
‫ويبدأ بالحجر األسود فيستلمه ويقبله‪ ،‬ويقول‪ :‬بسم الل والل أكبر‪،‬‬
‫اللهم إيمانا بك وتصديقا بكتابك ووفاء بعهدك‪ ،‬واتباعا لسنة نبيك محمد‬
‫‘‪ ،‬ثم ي خ عن يمينه ويجعل البيت عن يسار ‪ ،‬فيطو سبعا يرمل‬
‫في الثالثة األول من الحجر إلى الحجر‪ ،‬ويمشي في األربعة األخر ‪،‬‬
‫وكلما حاذ الركن اليماني والحجر استلمهما وكبر وهلل‪ ،‬ويقول بين‬
‫{ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ‬ ‫الركنين‪:‬‬
‫ﲴ ﲵ} [البقرة‪ .]٢0١ :‬ويدعو في سائر بما أحب‪.‬‬
‫ثم يصلي ركعتين خل المقام ويدعو‪ ،‬ثم يعود إلى الركن فيستلمه‪.‬‬
‫ثم يخرج إلى الصفا من بابه في تيه فيرقى عليه ويكبر الل ويهلله‬
‫ويدعو ‪ ،‬ثم ين ل فيمشي إلى العلم‪ ،‬ثم يسعى إلى العلم اآلخر‪،‬‬
‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪251‬‬

‫ثم يمشي إلى المروة فيفعل كفعله على الصفا‪ ،‬ثم ين ل فيمشي في موضع‬
‫مشيه‪ ،‬ويسعى في موضع سعيه‪ ،‬حتى يكمل سبعة أشوا ‪ ،‬يحتسب‬
‫بال ها سعية‪ ،‬وبالرجوع سعية‪ ،‬يفتت بالصفا ويختم بالمروة‪.‬‬
‫ثم يقصر من شعر وإن كان معتمرا وقد حل‪ ،‬إل المتمتع إن كان‬
‫معه هدي والقارن والمفرد‪ ،‬ف نه ل يحل‪.‬‬
‫والمرأة كالرجل‪ ،‬إل أنها ل ترمل في طوا ول سعي‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪253‬‬

‫بَابُ صِفَةِ احلَجِّ‬


‫وإذا كان يوم التروية فمن كان حالل‪ ،‬أحرم من مكة‪ ،‬وخرج إلى‬
‫جبل عرفات‪ ،‬ف ذا زالت الشم يوم عرفة صلى الظهر والعصر يجمع‬
‫بينهما ب ذان وإقامتين‪ ،‬ثم يروح إلى الموق ‪ ،‬وعرفات كلها موق إل‬
‫بطن عرنة‪ .‬ويستحب أن يق في موق النبي ‘ أو قريبا منه عند الجبل‬
‫قريبا من الصخرة‪ ،‬ويجعل حبل المشاة بين يديه‪ ،‬ويستقبل القبلة ويكون‬
‫راكبا‪ ،‬ويكثر من قول‪> :‬ل إله إل الل وحد ل شريك له‪ ،‬له الملك وله‬
‫الحمد‪ ،‬بيد الخير وهو على كل شيء قدير<‪.‬‬
‫ويجتهد في الدعاء والرغبة إلى الل ‪ ‬إلى غرو الشم ‪ ،‬ثم‬
‫يدفع مع اإلمام إلى م دلفة عن طري الم زمين وعليه السكينة والوقار‪،‬‬
‫ويكون ملبيا ذاكرا لل ‪.‬‬
‫ف ذا وصل إلى م دلفة صلى بها الملر والعشاء قبل حط الرحال‬
‫يجمع بينهما‪ ،‬ثم يبيت بها‪ ،‬ثم يصلي الفجر بلل ‪ ،‬وي تي المشعر‬
‫الحرام فيق عند ويدعو‪ ،‬ويكون من دعائه‪> :‬اللهم كما وفقتنا فيه‬
‫وأريتنا إيا فوفقنا ل كرك كما هديتنا‪ ،‬واغفر لنا‪ ،‬وارحمنا كما وعدتنا‬
‫بقولك وقولك الح ‪{ :‬ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ‬
‫ﱲ ﱳ ﱴ} [البقرة‪ ١98 :‬ــ ‪ ]١99‬اآليتين إلى أن يسفر‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪255‬‬

‫ثم يدفع قبل طلوع الشم ‪ ،‬ف ذا بلغ محسرا أسرع قدر رمية بحجر‬
‫حتى ي تي منى‪ ،‬فيبتدئ بجمرة العقبة فيرميها بسبع حصيات كحصى‬
‫الح ‪ ،‬ويكبر مع كل حصاة‪ ،‬ويرفع يديه في الرمي‪ ،‬ويقطع التلبية‬
‫بابتداء الرمي‪ ،‬ويستبطن الوادي ويستقبل القبلة‪ ،‬ول يق عندها‪ ،‬ثم‬
‫ينحر هديه‪ ،‬ثم يحل رأسه أو يقصر ‪ ،‬ثم قد حل له كل شيء إل النساء‪.‬‬
‫ثم يفي إلى مكة فيطو لل يارة وهو الطوا ال ي به تمام الح ‪.‬‬
‫ثم يسعى بين الصفا والمروة إن كان متمتعا أو ممن لم يسع مع طوا‬
‫القدوم‪ ،‬ثم قد حل من كل شيء‪.‬‬
‫ويستحب أن يشر من ماء زم م لمن أحب‪ ،‬ويتضلع منه‪ ،‬ثم‬
‫يقول‪> :‬اللهم اجعله لنا علما نافعا‪ ،‬ورزقا واسعا‪ ،‬وريا وشبعا‪ ،‬وشفاء‬
‫من كل داء‪ ،‬واغسل به قلبي وامأل من خشيتك وحكمتك<‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪257‬‬

‫بَابُ مَا يَفْعَلُهُ بَعْدَ احلِلِّ‬


‫ثم يرجع إلى منى‪ ،‬ول يبيت لياليها إل بها؛ فيرمي بها الجمرة بعد‬
‫ال وال من أيامها‪ ،‬كل جمرة سبع حصيات‪ ،‬يبتدئ بالجمرة األولى‬
‫فيستقبل القبلة ويرميها بسبع‪ ،‬كما رمى جمرة العقبة‪ ،‬ثم يتقدم فيق‬
‫فيدعو الل‪ ،‬ثم ي تي الوسطى فيرميها ك لك‪ ،‬ثم يرمي جمرة العقبة ول‬
‫يق عندها‪ ،‬ثم يرمي في اليوم الثاني ك لك‪ ،‬ف ن أحب أن يتعجل في‬
‫يومين خرج قبل اللرو ‪ ،‬ف ن غربت الشم وهو بمنى ل مه المبيت‬
‫بمنى‪ ،‬والرمي من غد‪ ،‬ف ن كان متمتعا أو قارنا فقد انقضى حجه‬
‫وعمرته‪ ،‬وإن كان مفردا خرج إلى التنعيم ف حرم بالعمرة منه‪ ،‬ثم ي تي‬
‫مكة فيطو ويسعى ويحل أو يقصر‪ ،‬ف ن لم يكن له شعر استحب أن‬
‫يمر الموسى على رأسه‪ ،‬وقد تم حجه وعمرته‪.‬‬
‫في عمل القارن زيادة على عمل المفرد لكن عليه وعلى‬ ‫ولي‬
‫{ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏﳐ‬ ‫المتمتع دم؛ لقوله تعالى‪:‬‬
‫ﳑ ﳒ ﳓ ﳔ ﳕ ﳖ ﳗ ﳘ ﳙ ﳚ ﳛ} [البقرة‪.]١9٦ :‬‬

‫وإذا أراد القفول لم يخرج حتى يودع البيت بطوا عند فراغه من‬
‫جميع أمور حتى يكون آخر عهد بالبيت‪ ،‬ف ن اشتلل بعد بتجارة‬
‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪259‬‬

‫أعاد ‪ ،‬ويستحب له إذا طا أن يق في الملت م بين الركن والبا‬


‫فيلت م البيت ويقول‪> :‬اللهم ه ا بيتك‪ ،‬وأنا عبدك‪ ،‬وابن عبدك‪ ،‬وابن‬
‫أمتك‪ ،‬حملتني على ما سخرت لي من خلقك‪ ،‬وسيرتني في بالدك حتى‬
‫بللتني بنعمتك إلى بيتك‪ ،‬وأعنتني على أداء نسكي‪ ،‬ف ن كنت رضيت‬
‫عني‪ ،‬فازدد عني رضا‪ ،‬وإل فمن اآلن قبل أن تن عن بيتك داري‪،‬‬
‫فه ا أوان انصرافي إن أذنت لي‪ ،‬غير مستبدل بك ول ببيتك‪ ،‬ول راغب‬
‫عنك ول عن بيتك‪ ،‬اللهم ف صحبني العافية في بدني‪ ،‬والصحة في‬
‫جسمي‪ ،‬والعصمة في ديني‪ ،‬وأحسن منقلبي‪ ،‬وارزقني طاعتك ما‬
‫أبقيتني‪ ،‬واجمع لي بين خيري الدنيا واآلخرة‪ ،‬إنك على كل شيء‬
‫قدير<‪ .‬ويدعو بما أحب ثم يصلي على النبي ‘‪.‬‬
‫فمن خرج قبل الوداع رجع إليه إن كان قريبا‪ ،‬وإن بعد بع بدم‪،‬‬
‫إل الحائ والنفساء فال وداع عليهما‪ ،‬ويستحب لهما الوقو عند با‬
‫المسجد والدعاء‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪261‬‬

‫بَابُ أَرْكَانِ احلَجِّ وَال ُعمْرَةِ‬

‫أ َ ْر َكا ُن َ‬
‫الح ِّج‪ :‬الوقو بعرفة‪ ،‬وطوا ال يارة‪.‬‬
‫َو َو ا‬
‫اج َبا ُت ُه‪ :‬اإلحرام من الميقات‪ ،‬والوقو بعرفة إلى الليل‪،‬‬
‫والمبيت بم دلفة إلى نص الليل‪ ،‬والسعي‪ ،‬والمبيت بمنى‪ ،‬والرمي‪،‬‬
‫والحل ‪ ،‬وطوا الوداع‪.‬‬
‫الع ْم َر اة‪ :‬الطوا ‪َ .‬و َو ا‬
‫اج َبا ُت َها‪ :‬اإلحرام‪ ،‬والسعي‪ ،‬والحل ‪.‬‬ ‫َوأ َ ْر َكا ُن ُ‬
‫فمن ترك ركنا لم يتم نسكه إل به‪ ،‬ومن ترك واجبا جبر بدم‪ ،‬ومن‬
‫ترك سنة فال شيء عليه‪ ،‬ومن لم يق بعرفة حتى طلع الفجر يوم النحر‬
‫فقد فاته الح ‪ ،‬فيتحلل بطوا وسعي‪ ،‬وينحر هديا إن كان معه‪ ،‬وعليه‬
‫القضاء‪.‬‬
‫وإن أخط الناس العدد فوقفوا في غير يوم عرفة أج أهم ذلك‪ ،‬وإن‬
‫فعل ذلك نفر منهم فقد فاتهم الح ‪.‬‬
‫ويستحب لمن ح زيارة قبر النبي ‘‪ ،‬وقبري صاحبيه ‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪263‬‬

‫بَابُ اهلَ ْديِ وَاألُضْحِ َيةِ‬


‫والهدي واألضحية سنة ل تجب إل بالن ر‪ ،‬واألضحية أفضل من‬
‫الصدقة بثمنها‪ ،‬واألفضل فيها اإلبل ثم البقر ثم اللنم‪ ،‬ويستحب‬
‫استحسانها واستسمانها‪.‬‬
‫ول يج ئ إل الج ع من الض ن‪ ،‬والثني مما سوا ‪ ،‬وثني اإلبل‪:‬‬
‫ما كمل له خم سنين‪ ،‬ومن البقر‪ :‬ما له سنتان‪ ،‬ومن المع ‪ :‬ما له‬
‫سنة‪.‬‬
‫وتج ئ الشاة عن واحد‪ ،‬والبقرة والبدنة عن سبعة‪ .‬ول تج ئ‬
‫العوراء البين عورها‪ ،‬ول العجفاء التي ل تنقي‪ ،‬ول العرجاء البين‬
‫ظلعها‪ ،‬ول المريضة البين مرضها‪ ،‬ول العضباء التي ذهب أكثر أذنها أو‬
‫قرنها‪ ،‬وتج ئ الجماء والبتراء والخصي وما شقت أذنها أو خرقت أو‬
‫قطع أقل من نصفها‪.‬‬
‫والسنة نحر اإلبل قائمة معقولة يدها اليسر ‪ ،‬وذب البقر واللنم‬
‫على صفاحها‪ ،‬ويقول عند ذلك‪ :‬بسم الل والل أكبر‪ ،‬اللهم ه ا منك‬
‫ولك‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪265‬‬

‫ول يستحب أن ي بحها إل مسلم‪ ،‬وإن ذبحها صاحبها فهو أفضل‪.‬‬


‫ووقت ال ب بعد صالة العيد إلى آخر يومين من أيام التشري ‪.‬‬
‫وتتعين األضحية بقوله‪ :‬ه أضحية‪ ،‬والهدي بقوله‪ :‬ه ا هدي‪،‬‬
‫أو إشعار وتقليد مع النية‪.‬‬
‫ول يعطي الجازر ب جرته شي ا منها‪ ،‬والسنة أن ي كل ثل أضحيته‪،‬‬
‫ويهدي ثلثها‪ ،‬ويتصدق بثلثها‪ ،‬وإن أكل أكثر جاز‪ ،‬وله أن ينتفع بجلدها‪،‬‬
‫ول يبيعه ول شي ا منها‪ ،‬ف ما الهدي إن كان تطوعا استحب له األكل‬
‫منه؛ ألن النبي ‘ أمر من كل ج ور ببضعة فطبخت‪ ،‬ف كل منها وحسا‬
‫من مرقها‪ ،‬ول ي كل من كل واجب إل من هدي المتعة والقران‪ .‬وقال‬
‫الع ْش ُر فَ ََل َي ْأ ُخذْ ام ْن َش ْعراها َو َِل‬
‫ت َ‬ ‫النبي ‘‪َ > :‬م ْن أ َ َر َاد أ َ ْن ُي َض ِّحي فَ َد َخلَ ا‬
‫َ‬
‫ام ْن َب َش َر ات اه َش ْيئا َح َّتى ُي َض ِّح َي<‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫عمدة الفقه‬ ‫‪267‬‬

‫بَابُ العَقِي َقةِ‬


‫وهي سنة عن اللالم شاتان متكاف تان‪ ،‬وعن الجارية شاة‪ ،‬ت ب‬
‫يوم سابعه‪ ،‬ويحل رأسه‪ ،‬ويتصدق بوزنه ورقا‪ ،‬ف ن فات يوم سابعه‬
‫ففي أربعة عشر‪ ،‬ف ن فات ففي إحد وعشرين‪ .‬وين عها أعضاء ول‬
‫يكسر عظمها‪ .‬وحكمها حكم األضحية فيما سو ذلك‪.‬‬

‫‪.‬‬

You might also like