You are on page 1of 70

‫اجلزء األول‬

‫الطبعة األوىل‬
‫‪8341‬هـ ‪7182 /‬م‬

‫األوىل‬
‫اجلزء األول‬

‫للعالمة املريب احلبيب‬

‫مراجعة‬
‫عبداهلل عيل بن مخيس ‪ -‬فهمي عيل بن عبيدون‬
‫احلمد هلل الذي خلق فسوى‪ ،‬والذي قدر فهدى‪ ،‬والصالة‬
‫والسالم عىل نرباس اهلدى ‪ ،‬وكنز الغنى ‪ ،‬سيدنا حممد وعىل آله‬
‫وصحبه نجوم هديه وترمجان أمره وهنيه‪.‬‬
‫وبعد فمن املعلوم أن الرتبية من أهم ركائز إقامة اخلالفة عىل‬
‫ظهر األرض ‪ ،‬وعليها مدار صالح م‬
‫العاَل أو فساده ‪ ،‬فوجب عىل اآلباء‬
‫واألمهات جتاه أبنائهم مسؤولية اإلعداد هلم ليكون ذوات ًا صاحلة‬
‫ومصلح ًة يف جمتمعاهتم ال معاول هدم للقيم واملبادئ واألخالق‪.‬‬
‫املتضمن‬
‫ِّ‬ ‫وهنا نضع بني يديك عزيزي القارئ اجلزء األول‬
‫جلملة من قواعد الرتبية لبأبناء والبنات لتكون منللق ًا لنا يف أداء‬
‫رسالتنا يف حسن الرتبية واإلعداد لفلذات أكبادنا املستقاة من مبادئ‬
‫ديننا احلنيف ورشيعته السمحاء ‪.‬‬
‫وهو بعض ما أجراه اهلل عىل لسان العالمة املريب احلبيب عمر‬
‫بن حممد بن ساَل بن حفيظ يف عدد من املحاارات الت ألقاها يف هذا‬
‫املجال ‪.‬‬
‫نسأل اهلل أن يعيننا عىل أداء هذه املهمة حق القيام إنه ويل‬
‫ذلك والقادر عليه ‪.‬‬

‫النارش‬
‫مكتب النور برتيم‬
‫املقدمة ‪:‬‬
‫احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬والصالة والسالم عىل‬
‫أرشف األنبياء واملرسلني‪ ،‬سيدنا حممد الصادق األمني‪ ،‬وعىل‬
‫آله الليبني اللاهرين‪ ،‬وأصحابه اهلداة املهتدين‪ ،‬والتابعني‬
‫هلم بإحسان إىل يوم الدين‪.‬‬

‫وبعد ‪ :‬فإن مهمة صالح األرسة وتربية األبناء من‬


‫أعظم املهامت الت يشرتك يف القيام هبا األب واألم‪ ،‬وه‬
‫مهمة تتعلق بشأن واجب األبوين يف الرتبية‪ ،‬وإقامة أسس‬
‫الوع والفهم عن اهلل‪ ،‬بل وأسس اخلالفة معنه تعاىل يف أرضه‬
‫عرب األرسة ‪ ،‬وتأيت املدرسة مساند ًة ومساعد ًة هلا‪ ،‬حيث‬
‫والبنات فيها نصيب ًا من أخبار الوح الكريم‪،‬‬
‫ُ‬ ‫يتلقى األبنا ُء‬
‫الغراء‪ ،‬وآداب املصلفى أيب‬
‫والفقه يف الدين العظيم‪ ،‬والسنة ّ‬
‫الزهراء صىل اهلل عليه وآله وصحبه وسلم‪ ،‬مع ما يتلقون من‬
‫معلومات أخرى يف خمتلف املواد وبذلك يتهيؤون للقيام‬
‫بدور من أدوار اخلالفة عن اهلل تعاىل يف أرضه‪.‬‬

‫مفهوم اخلالفة ‪:‬‬


‫معنى اخلالفة عن اهلل تعاىل يف أرضه‪ :‬إقام ُة منهاجه‬
‫الذي ارتضاه وبينمه يف ما أوحاه إىل نبيه املصلفى حممد عليه‬
‫الصالة والسالم‪ ،‬الذي ختم به النبوة والرسالة‪ ،‬وجعله سيد‬
‫أهل البيان والداللة عليه الصالة والسالم‪.‬‬

‫وذلك أن كل عمل‪ ،‬وكل مسار‪ ،‬وكل حركة يف‬


‫سبب فساد اإلنسان‬
‫ُ‬ ‫ختالف هذا املنهج اإلهل ه‬
‫ُ‬ ‫احلياة‬
‫وفساد حاله وجمتمعه ودنياه وآخرته‪ .‬فال حيصل فساد وال‬
‫رش وال خروج عن احلبور واخليور لإلنسان إال بمخالفته‬
‫ملنهج اهلل تعاىل يف قول وفعل ونية‪.‬‬

‫حيب اهلل يف األفعال والنيات‬


‫ُّ‬ ‫فالقيام عىل ما‬
‫تتم به‬
‫واألقوال هو اخلالفة معن اهلل تبارك وتعاىل يف أرضه‪ُّ ،‬‬
‫العامر ُة لبأرس والديار واملجتمعات بمختلف شؤون حياهتا‬
‫ُ‬
‫إحسان‬ ‫‪ ..‬يف املهن واحلرف واألعامل املختلفة‪ ،‬ويكون‬
‫العامل لعمله يف مهنته‪ ،‬ويف حرفته‪ ،‬ويف زراعته‪ ،‬ويف‬
‫تدريسه‪ ،‬ويف وظيفته‪ ،‬ويف صناعته‪ ،‬ويف خياطته‪ ..‬إىل غري‬
‫ذلك‪ ،‬مع القيام بالدور األصيل‪ ،‬وهو دوره يف األرسة‪،‬‬
‫ودوره يف البيت‪ ،‬وذلك بقيام اإلنسان بواجبه يف بيته عىل‬
‫أساس الرمحة واأللفة‪ ،‬وإدراك أننا عبيدٌ إلله خل مقنا ال عبث ًا‬

‫وال لعب ًا‪ ،‬يقول ربنا‪ :‬ﮋ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ‬

‫ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛﮊ [املؤمنون‪١١١ :‬‬

‫– ‪ ]١١١‬من هذا العبث‪.‬‬

‫التربية من منظور رباين ‪:‬‬


‫مفهوم الرتبية هو القيام عىل حراسة األوامر اإلهلية‬
‫وتلبيقها وتنفيذها يف الواقع‪ ،‬وصبغ النفوس بصبغة‬
‫اإلعظام هلذه األوامر والرغبة يف العمل هبا ‪.‬‬
‫أول مظاهر التربية من عهد النبوة ‪:‬‬
‫إن مهمة الرتبية منذ أن محلها سيد املربني صىل اهلل‬
‫عليه وآله وسلم يف أول ما محلها ألقاها إىل صدر وقلب املرأة‬
‫الصاحلة ‪ ..‬خدجية بنت خويلد‪ ،‬فه أول ممن عرف خرب هذه‬
‫الرتبية ورس هذه الرسالة والرشيعة ؛ فأول ما أوحى اهلل إليه‬
‫وهو يف الغار خرج إىل بيت خدجية ريض اهلل عنها فألقى‬
‫فنازل قل مبها البرشى‬
‫عليها هذه األمانة وهذه الرسالة‪ ،‬م‬
‫نفسها يف طمأنينة حتى‬
‫تعالج م‬
‫ُ‬ ‫والفرح بنعمة املوىل ‪ ،‬وأخذت‬
‫متكن اإليامن من قلبها فأوص ملها إىل مراتب اليقني به ‪ ،‬فقامت‬
‫بعظيم الدور من بداية الدعوة‪ ،‬وسخرت هلذه الرسالة عق ملها‬
‫وجاهها الواسع م‬
‫وماهلا الكثري ‪ ،‬وبذلت كل‬ ‫م‬ ‫ونفسها‬
‫م‬ ‫وفكرها‬
‫م‬
‫ذلك يف سبيل نرصة اهلل ورسوله النب املصلفى حممد صىل‬
‫تكريم اهلل هلا وقد‬
‫م‬ ‫ُ‬
‫احلديث‬ ‫اهلل عليه وآله وسلم ‪ ،‬حتى محل لنا‬
‫دخلت عىل النب صىل اهلل عليه وآله وسلم حامل ًة إنا ًء فيه‬
‫طعا ٌم فوضعته بني يديه فقال هلا الرسول صىل اهلل عليه وسلم‬
‫جي ُة مقد مأتمت مم مع مها إنما ٌء‬
‫يا خدجية هذا جربيل يقول ‪ « :‬مهذه مخد م‬
‫اب‪ ،‬مفإ مذا ه م مأتمت مك مفاق مرأ مع ملي مها‬ ‫فيه إ مدا ٌم‪ ،‬مأو مط معا ٌم مأو م م‬
‫رش ٌ‬
‫جلنة من مق مصب – أي‬ ‫الس م‬
‫ال مم من مر ِّ مهبا مومنِّ مو مب ِّرش مها ب مبيت يف ا م‬
‫ب فيه‪ ،‬موالم ن ممص م‬
‫ب »(‪ )1‬فقالت خدجية ‪:‬‬ ‫لؤلؤ جموف – الم مص مخ م‬
‫(اهلل السالم ومنه السالم وإليه يعود السالم وعىل جربيل‬

‫(‪ )١‬رواه البخاري عن أيب هريرة ‪ ،‬باب تزويج النب صىل اهلل عليه وسلم (‪)9283/93/١‬‬

‫دار طوق النجاة‪ ،‬ط‪١288 /١‬هـ‬


‫السالم ورمحة اهلل وبركاته ) ريض اهلل عنها وأرضاها‬

‫ﮋﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬﮊ [يس‪]١2 :‬‬

‫ولقد عرب صىل اهلل عليه وآله وسلم عن هذا الدور‬


‫الذي قامت به فقال لسيدتنا أم املؤمنني عائشة ريض اهلل عنها‬
‫حينام رأت إكرامه خلدجية وحفظه للمعروف‪ ،‬إذ كان يذبح‬
‫الشاة فيقسمها يف صوحيبات خدجية ويقول‪ « :‬إن فالنة كانت‬
‫تأتينا أيام خدجية فأكرموها » (‪ )2‬فكانت السيدة عائشة تقول ‪:‬‬
‫تذكر من عجوز من عجائز قريش قد أبدلك اهلل خري ًا‬
‫ُ‬ ‫(ما‬

‫(‪ )8‬أخرجه احلاكم يف املستدرك من حديث عائشة‪ )23/١8/١( ،‬دار الكتب العلمية –‬
‫بريوت ‪ -‬ط‪ ١333 – ١2١١ -١‬وقال ‪ :‬هذا حديث صحيح عىل رشط الشيخني فقد اتفقا‬
‫عىل االحتجاج برواته يف أحاديث كثرية وليس له علة‪.‬‬
‫منها) (‪ . )3‬فالتفت إليها رسول اهلل املريب ورباها وهيأ عائشة‬
‫بذلك للرتبية‪ ،‬فقال هلا ‪ «:‬ال واهلل ما أبدلن اهلل خريا ًمنها‪،‬‬
‫لقد آمنت يب حني كفر الناس‪ ،‬وصدقتن حني كذبن الناس‪،‬‬
‫وآوتن حني طردين الناس ‪ ،‬وفدتن بنفسها وماهلا ‪ ،‬فال واهلل‬
‫ما أبدلن اهلل خري ًا منها »(‪ )4‬م‬
‫فرتبت عائشة عىل حفظ املعروف‬
‫وذكر الفضل ألهله‪ ،‬متجاوزة يف ذلك العواطف واعتبارات‬
‫الصغر والكرب من عجوز وشابة‪ ،‬ومن ثيب وبكر ‪ ،‬بل‬
‫جتاوزت كل هذه االعتبارات ألجل إقامة ميزان اإلكرام‬

‫(‪ )9‬أخرجه البخاري عن عائشة ‪ ،‬باب تزويج النب صىل اهلل عليه وسلم (‪)928١/93/١‬‬

‫دار طوق النجاة‪ ،‬ط‪١288 /١‬هـ‬

‫(‪ )2‬أخرجه أمحد يف مسنده ‪ ،‬مسند الصديقة عائشة ريض اهلل عنها (‪)822١2/9١١/2١‬‬

‫مؤسسة الرسالة ط‪١28١ /١‬هـ‬


‫ألهل البذل يف سبيل اهلل تبارك وتعاىل وأهل التضحية وأهل‬
‫العلاء‪ ،‬فهو ميزان الكرامة والرشف والعز والسيادة‪ ،‬تعلمت‬
‫ذلك عائشة‪ ،‬فأخذت تذكر هذا احلديث اجلاري بينها وبني‬
‫رسول اهلل وتبلغه لبأمة‪ ،‬وتؤديه كام هو‪ ،‬تتجاوز يف ذلك‬
‫نفسيتها وبرشيتها وإرادة اإلنسان أن يكون هو صاحب‬
‫املكرم‪ ،‬ومن أن يؤثر عنه املدح والثناء‪،‬‬
‫املكانة وأن يكون هو م‬
‫وه تؤثر املـــدح والثنـــاء لضـريرهتا الـزوجــــة السابقـــة‬
‫للمصلفى حممد‪ ،‬وهذا أثر من آثار هذه الرتبية العظيمة‪.‬‬

‫عوامل التأثري يف التربية ‪:‬‬


‫املهمة يف هذه اخلالفة عن اهلل تعاىل تتعلق‬
‫بيومياتكم‪ ،‬وما جيري يف دياركم‪ ،‬وخصوص ًا فيام يتعلق‬
‫باألبناء والبنات‪ ،‬فهذه الصالت واألعامل واليوميات وما‬
‫الكبري عىل ُحسن‬
‫ُ‬ ‫التأثري‬
‫ُ‬ ‫يصدر منكم من أقوال وأفعال له‬
‫املسري أو سوئه‪ ،‬وعىل االستقامة عىل منهج اهلل أو املخالفة له‪،‬‬
‫ألننا أمام مؤثرات ومتغريات يف احلياة‪ ،‬ودواع خمتلفات تؤثر‬
‫عىل صغارنا وكبارنا‪.‬‬

‫فإذا َل يكن زما ُمنا ‪ -‬خصوص ًا اآلباء واألمهات ‪-‬‬


‫مزموم ًا باإلتباع للحق ولرسول احلق حممد عليه الصالة‬
‫املؤثرات علينا‬
‫ُ‬ ‫والسالم يف ما جاء به عن اهلل تعاىل‪ ،‬تدخلت‬
‫يف فكرنا و نياتنا و مقاصدنا و أعاملنا ونظرتنا للحياة ‪ ،‬فأثرت‬
‫علينا فانحرفنا‪.‬‬
‫راف وراء‬
‫راف جـــاء االنجــ ُ‬
‫وإذا حصـــــل االنحــــ ُ‬
‫املساوئ والرشور واآلفات واملفسدات‪ ،‬حتى ربام عاشت‬
‫حياهتا عيش مة الكفار واألرشار‬ ‫األرس ُة يف بعض نواح‬
‫والفساق‪ ،‬وعيش مة ممن ال يؤمن برسول اهلل حممد حبيب‬
‫اخلالق صىل اهلل عليه وآله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫ُّ‬
‫كل هذا من تأثري العوامل السلبية عىل األرسة يف‬
‫الزمام للحق وخري األنام‬
‫حياهتا مع غفلتها وعدم تسليمها ِّ‬
‫حممد عليه الصالة والسالم‪ ،‬الذي قال ربنا فيام يقضـ وفيام‬

‫حيكم بيننا من أحكام ‪ :‬ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ‬

‫ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﭡ ﭢ ﭣ ﭤ‬
‫ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﮊ [األحزاب‪. ]9١ :‬‬
‫م‬
‫اإلنسان من حرية واختيار فهو يف ما‬ ‫فام أعلى اهلل‬
‫أباح له يف غري ما قىض سبحانه وتعاىل وقىض رسوله‪ ،‬أما ما‬
‫أوجب اهلل وأوجب رسو ُله‪ ،‬وحرم اهلل وحرم رسو ُله فليس‬
‫اختيار فيه ‪ ،‬وليس ملؤمن وال مؤمنة يف أي زمان وال‬
‫ٌ‬ ‫ألحد‬
‫يف أي مكان أن تكون هلم اخل م مري ُة من أمرهم قط‪.‬‬

‫يقول سبحانه وتعاىل ﮋﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ‬

‫ﮣ ﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭ ﮮ‬
‫ﮯ ﮰﮱﯓﯔﯕﯖ ﯗﯘﯙ ﯚﯛﯜ‬
‫ﯝ ﯞﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﮊ [النور‪ ]١3 – 22 :‬والعياذ‬
‫باهلل تبارك وتعاىل‪.‬‬
‫ويقول جل جالله‪ :‬ﮋﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ‬

‫ﯡﯢﯣﯤ ﯥﯦﯧ ﯨﯩ‬


‫ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮﮊ [النساء‪]١١ :‬‬

‫وظيفة املرأة ‪:‬‬


‫يتعامل الرجال خارج املنازل غالب ًا مع أجناس‬
‫الوجود؛ هذا مع اخلشب وهذا مع احلجارة وهذا مع‬
‫اإلسمنت وهذا مع احلديد‪ ،‬وهذا مع البحر وهذا مع‬
‫السيارات ‪ ،‬وهذا مع السفن وهذا مع األشجار والنبات‪،‬‬
‫لكن املرأة دورها يف البيت ال ل ُتصل مح شيئ ًا من األجناس‬
‫العادية ولكن مع أعىل أجناس الوجود وهو اإلنسان؛ فه ال‬
‫تتعامل مع مستوى نبات وال حيوان وال مجاد‪ ،‬فقد ُأوكلت‬
‫إليها مهم ٌة سامي ٌة؛ إذ جعل اهلل شغ ملها مع س ِّيد األجناس‪،‬‬
‫دور املرأة األسايس عنايتها باإلنسان نفسه‪ ،‬فام أكرم‬
‫فكان ُ‬
‫هذا الدور! وما أعظم هذه املهمة! فه الت تتوىل الرتبية من‬
‫البداية ‪.‬‬

‫اجملالسة وأثرها يف التربية ‪:‬‬


‫تأثري املجالسة كبري جد ًا‪ ،‬قال رسول اهلل صىل اهلل‬
‫عليه وسلم «املرء عىل دين خليله»‬
‫(‪)5‬‬

‫(‪ )١‬أخرجه أمحد عن أيب هريرة ‪ ،‬باب مسند أيب هريرة (‪ )2382/932/١9‬مؤسسة الرسالة‬

‫ط‪١28١/١‬هـ‬
‫وحتصل املجالسات اآلن بالوسائل املختلفة؛ فمنها‬
‫املجالســـات بأشــــرطة الفيديـــو‪ ،‬واملجالســــات بالكتب‪،‬‬
‫واملجالسات بشاشات التلفزيون بمختلف القنوات‪ ،‬كلها‬
‫جمالسات هلا انعكاسات وهلا تأثريات بال مغاللة عند العاقل‬
‫تأثريه‬
‫سمع ُ‬ ‫شاهد أو ُي م‬ ‫تأثري ُه‪ ،‬ولك ِّل ر‬
‫رش ُي م‬ ‫املؤمن ‪ ،‬ف ِّ‬
‫لكل خري ُ‬
‫أيض ًا‪ ،‬وهل للقلب من باب إال السمع والبرص! وعنهام قال‬

‫اجلبار ﮋﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ‬

‫فالسمع والبرص عظيام االرتباط‬ ‫[اإلرساء‪]9١ :‬‬ ‫ﯿﮊ‬


‫بالفؤاد؛ إذ مها بابان يوصل إىل الفؤاد ما وصل إليهام ؛ فام‬
‫وصل إىل السمع والبصـر نازل الفؤاد؛ فكم من كلمة كانت‬
‫سبب إغواء إىل األبد ‪ ،‬وكم من منظر كان سبب رجوع معن‬
‫طريق اهلل إىل املوت ‪ ،‬وكم من منظور أو مسموع كان سبب ًا‬
‫لإلقبال عىل اهلل وتغيري احلال من سوء إىل حسن‪ ،‬فوجب‬
‫االعتناء بباب القلب‪ :‬السمع والبرص؛ ووجب االنتباه يف‬

‫القيام بالرتبية عىل ضوء هذه التوجيهات اإلهلية ﮋﭾ‬

‫ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮅ ﮆ ﮇ‬
‫ﮈﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ‬
‫ﮔ ﮕ ﮖﮊ [النور‪]9١ – 93 :‬‬

‫الزواج والتربية ‪.‬‬


‫تتزوج املرأة فيكون هلا الدور الكبري يف الرتبية‪ ،‬ومع‬
‫قوامون عىل النساء؛ فالنساء هلن تأثري يف اعتدال‬ ‫م‬
‫الرجال ّ‬ ‫أن‬
‫حق القوامة وامليش عىل االستقامة‪ ،‬ويف عكس‬
‫الرجال وأدا ُء ِّ‬
‫ذلك هلن الدور الكبري أيضا‪.‬‬

‫فحينام يسـري التفكري بحكم اللبع والبشـرية يف‬


‫القلب والعقل يف التزوج؛ تأيت التوجيهات‪ ،‬ما املقصود من‬
‫الزواج؟ وما النية عند الزواج؟! وما احلكمة يف الزواج ؟!‬
‫وما النتيجة من الزواج ؟!‬

‫ولتستلم املرأة ويستلم الرجل دور الرتبية من البداية‬


‫عليهم أن يفقهوا أدوارهم ‪:‬‬
‫فدور املرأة‪« :‬إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه‬
‫فزوجوه »(‪. )6‬‬

‫ودور األرسة ‪«:‬فاظفر بذات الدين تربت يداك »‬


‫(‪)7‬‬

‫ودور الزوج وأرسته ﮋ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ‬

‫أي ‪ :‬إذا غركم‬ ‫[األنفال‪]٣9 :‬‬ ‫ﯗ ﯘ ﯙﮊ‬


‫األعداء فصارت املقاصد يف التزوجيات واالعتبارات غري ما‬

‫أرشد اهلل ﮋ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙﮊ‬

‫(‪ )١‬أخرجه ابن ماجه يف سننه عن أيب هريرة ‪ ،‬باب األكفاء (‪ )١3١٣/١98/١‬لنارش‪ :‬دار‬
‫إحياء الكتب العربية ‪ -‬فيصل عيسى البايب احللب‬
‫(‪ )٣‬أخرجه البخاري يف صحيحه عن أيب هريرة ‪ ،‬باب األكفاء يف الدين (‪ )١333/٣/٣‬دار‬
‫طوق النجاة – ط‪١288 /١‬هـ‬
‫فالبد أن تضع األمهات واآلباء يف قلوهبم نور هذه‬
‫وصدم مق الرساج املنري‪ ،‬حيث قال « تناكحوا‬
‫الرتبية النبوية‪ ،‬م‬
‫فمفاخرة‬ ‫(‪)8‬‬‫تكثروا فإن مباه بكم األمم يوم القيامة »‬
‫املصلفى لبأمم السابقة عىل احلوض يوم القيامة مقصد لنا‪،‬‬
‫فهل خيلر عىل بال الشاب والشابة هذا؟! وهل خيلر هذا‬
‫املقصد عىل بال آبائهم وأمهاهتم!!؟ أم أن نور الرتبية النبوية‬
‫مهتنا وداخ ملتنا إىل بيوتنا‬
‫انحجب عنا وعن أفكارنا بتأثريات دا م‬
‫وعقولنا ؟!‬

‫(‪ )2‬رواه عبدالرزاق يف مصنفه عن سعيد بن أيب هالل مرسالً ‪ ،‬باب وجوب النكاح وفضله‬
‫(‪ )١393١/١٣9/١‬املجلس العلم ‪ -‬اهلند – ط‪١239 / 8‬‬
‫االهتمام بالتنشئة من البداية ‪:‬‬
‫عىل األســـرة مهمـــــة كبرية تتعلـــق بتنشئة األبنــاء‬
‫والبنات من بداية األمر‪ ،‬ومعنى من بداية األمر‪:‬‬

‫‪ -١‬من النية عند الزواج‪.‬‬


‫‪ -8‬ثم من عند احلمل والشعور به‪.‬‬
‫‪ -9‬ثم من عند الوالدة وأيام الصبا‪.‬‬
‫سن التمييز‪..‬‬
‫‪ -2‬ثم من عند ِّ‬
‫وكلها مراحل تتوجه علينا فيها مسؤوليات‪ ،‬فف‬
‫كل مرحلة مسؤوليات ختصها أكرب وأوسع من‬
‫املرحلة السابقة‪.‬‬
‫ُّ‬
‫وكل أداء للواجب يف مرحلة يساعدُ عىل اجتياز‬
‫املرحلة الثانية بحال مجيل‪ُّ ،‬‬
‫وكل تقصري يف مرحلة من هذه‬
‫املراحل يؤدي إىل تعب يف املرحلة الت بعدها وإىل مشقة يف‬
‫القيام باألمر‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬مرحلة الزواج ‪:‬‬


‫املرحلة األوىل مرحلة الزواج‪ ،‬فيجب أن يتم‬
‫بالنيات الصاحلات وبإدراك املهمة يف احلياة‪ ..‬ومنها ما ذكره‬

‫اهلل عز وجل بقوله ‪ :‬ﮋﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ‬

‫ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖﮗ ﮘ ﮙ‬
‫ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﮊ [الروم‪]8١ :‬‬
‫ومنها حتقيق ما ذكره النب صىل اهلل عليه وسلم‬
‫مكاثر بكم األمم يوم القيامة ) (‪.)9‬‬
‫ٌ‬ ‫بقوله‪ (:‬فإين‬

‫ذكر اهلل املودة والرمحة‪ ،‬وسكون قلب يقوم عىل‬


‫التعاون عىل مرضاة اهلل تبارك وتعاىل يف تكوين أرسة صاحلة‬
‫يف املؤمنني‪ ،‬خيرج منها ٌ‬
‫نسل ير ُدون عىل احلوض املورود يوم‬
‫القيامة عىل النب حممد عليه الصالة والسالم‪.‬‬

‫(‪ )3‬أخرجه أبو داود يف سننه عن معقل بن يسار ‪ ،‬باب النه عن تزويج من َل يلد‬
‫(‪ )83١3/883/8‬املكتبة العرصية‪ ،‬صيدا ‪ -‬بريوت‬
‫زواجهم خمالف ٌة‬
‫م‬ ‫وعالمة ذلك‪ :‬أن ال يصحب‬
‫للرشع ال من األقوال السيئة وال من احلركات البشعة‬
‫اخلارجة عن احلياء‪.‬‬

‫ُ‬
‫دخول الرجل عىل النساء‬ ‫زواجهم‬
‫م‬ ‫وال يكتنف‬
‫األجانب‪ ،‬وال ظهوره أمامهن مع زوجته‪ ،‬ال آخذ ًا بيدها وال‬
‫مل ِّق ًام هلا‪ ،‬وال يش ٌء من تلك العادات الكافرة اخلبيثة الواردة‬
‫من قبل النصارى واليهود‪ ،‬بل من رشار اليهود والنصارى‪،‬‬

‫والساقلون منهم هم الذين يعملون هذا ‪ ،‬فإن فيهم ُأ م م‬


‫رس ًا ال‬
‫ترىض هبذا وال تسمح ألوالدها بفعل هذا‪ ،‬ملا بق عندهم‬
‫من الفلرة أو من أثر ما كان من بالغ األنبياء السابقني‬
‫صلوات اهلل وسالمه عليهم‪.‬‬
‫ؤمن رش مار اليهود و النصارى‬
‫سلم امل ُ‬
‫فكيف يتبع امل ُ‬
‫وفسقة الكافرين املنحلني‪ ،‬والعياذ باهلل تبارك وتعاىل!!؟‬

‫أخرجتها عن املنهج‬
‫فهنا دواخل دخلت عىل األرس م‬
‫األنور األطهر‪ ،‬وربام كان ذلك بخديعة ُخد مع هبا فتصري‬
‫البنت ويصري االبن آخذ ًا هلا بفرح وربام بافتخار واعتزاز‪،‬‬
‫ُ‬
‫وه تس ُلب عليه أغىل يشء عندم ه‪ ،‬وختر ُجه عن أكرم مكانة‬
‫ويعتز هبا‪ ،‬فرح ًا‬
‫ُّ‬ ‫وأعز مرتبة‪ ،‬وترم به إىل هاوية‪ ،‬وهو يفتخر‬
‫ِّ‬
‫هبذه العادة اخلبيثة السيئة املخالفة لرشيعته‪ ،‬املخالفة لدينه‪،‬‬
‫املخالفة لق ميمه‪ ،‬املخالفة ُلرتاثه الليب من سلفه األكرمني‪،‬‬
‫والعياذ باهلل تبارك وتعاىل‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مرحلة احلمل‪:‬‬
‫تأيت فيها عند إدراك احلمل‪ :‬النية يف احلمل‪ ،‬والنية‬
‫يف الولد‪ ،‬وأعامل الوالد والوالدة أيام احلمل‪ ،‬وما يسمعه من‬
‫حتاور بينهام‪ ،‬ومن كلامت تصدر منهام‪ ،‬ونوع األكل الذي‬
‫يأكلونه‪ ،‬وصالحه من جهة احل ِّل‪ ،‬ومن جهة ال ُّلهر‪ ،‬ومن‬
‫جهة الفائدة احلسية والنوعية الغذائية أيض ًا‪ ،‬فإن ما يتناولونه‬
‫ويأكلونه من هنا ومن هناك مؤثرات وعوامل تؤثر عىل هذا‬
‫احلمل‪.‬‬

‫فام يسمعه أيام احلمل من أمه‪ ،‬ومن األصوات الت‬


‫تسمعها أمه يف البيت وخارج البيت‪ ،‬فام كان منها طيب ًا‪ ،‬وما‬
‫كان منها قرآن ًا‪ ،‬وما كان منها ذكر ًا‪ ،‬وما كان منها صدق ًا‪،‬‬
‫مو ِّث ٌر عىل هذا احلمل‪ ،‬ومن مجلة العوامل الت تبن شخصية‬
‫هذا احلمل ابن ًا كان أو بنت ًا‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬مرحلة الوالدة‪:‬‬


‫هنا تتكاثر وتتسع الواجبات واملهامت من األب‬
‫واألم نحو هذا الولد‪ ،‬بعد أن نفخ اهلل فيه الروح وكو من ذاك‬
‫اجلسد كام ً‬
‫ال بسمعه وبرصه وبرشه وشعره وحلمه ودمه‬
‫م‬
‫السبيل حتى أخرجه إىل عاَل األرض‪ ،‬هنا‬ ‫ويرس‬
‫م‬ ‫وعظامه‪،‬‬
‫يأيت دور تقويم الوجهة‪ ،‬والنيات الصاحلة واألعامل املرتبلة‬
‫رسه‪ :‬أن يؤذن يف‬
‫بالسنة الت من أوهلا بعد خروجه وقلع ُ ِّ‬
‫أذنه اليمنى‪ ،‬وتقام الصال ُة يف أذنه اليرسى‪ ،‬ربل ًا له باهلل‬
‫ورسوله يف أول مراحل عمره‪ ،‬وأن ُخيتار له االسم احلسن ال‬
‫اسم فاسق‪ ،‬وال اسم كافر‪ ،‬وال اسم فاجر‪ ،‬وال اسم رشير‪..‬‬
‫بل ينظرون أسامء األنبياء وأسامء الصحابة وأسامء الصاحلني‬
‫وخيتارون له االسم احلسن‪ ،‬وهو من حقوقه عليهم‪ ،‬ثم‬
‫وذكر رسوله عليه‬
‫ُ‬ ‫وذكره‬
‫ُ‬ ‫حتني ُكه‪ ،‬ويف حتنيكه تسمية اهلل‪،‬‬
‫الصالة والسالم‪ ،‬ثم طلب الصاحلني واألخيار أن حينِّكوه‪،‬‬
‫وأن ينظروا إليه‪ ،‬وأن يقرؤوا عليه‪ ،‬وأن يدعوا له‪ ،‬فهذه مهمة‬
‫من املهامت يف أول النشأة‪.‬‬

‫ثم إرضاعه من احلالل‪ ،‬وتقديم لبن األم عىل أي‬


‫طعام آخر ‪ ،‬وأن ال ترضعه إال باسم اهلل‪ ،‬وأن ال تشتغل أثناء‬
‫بتفرج عىل مناظر سيئة‪ ،‬وال بغيبة عىل أحد‪ ،‬وال‬
‫رضاعه ُّ‬
‫بنميمة يف البيت تكلم هبا ذا أو ذاك‪ ،‬ولكن تشتغل أثناء‬
‫رضاعه بذكر اهلل‪ ،‬أو بتالوة كتاب اهلل‪ ،‬أو بيشء من اخلريات‬
‫مؤثرات‬
‫ٌ‬ ‫والكلامت الليبات الت يسمعها هذا اللفل‪ ،‬فإهنا‬
‫عليه كام سمعنا ُسنِّ مي مة األذان يف أذنه‪ُ ،‬نسم ُع ُه األذان وهو يف‬
‫بداية العمر ال ننتظر منه أن جييب األذان‪ ،‬وال أن يقوم‬
‫ليصيل!! ولكن لك نحشوا أذنه ولبه وعق مله وذهنمه باسم اهلل‬
‫واسم رسوله عليه الصالة والسالم ‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬مرحلة التمييز‪:‬‬


‫فإذا بدأ التمييز كان األمر موجه ًا بشكل أكرب عليهم‬
‫أن ُينشئوا عنده املعرفة الصحيحة باهلل‪ ،‬وعظمة اهلل ووجود‬
‫اهلل‪ ،‬وأنه خالق كل يشء‪ ،‬وبيده ملكوت كل يشء‪.‬‬
‫اسم‬
‫بل ينبغ من حني أن يبدأ بالنلق أن ُيذكر له ُ‬
‫اهلل‪ ،‬ليتعود لسا ُنه ذكر احلق سبحانه وتعاىل‪ ،‬والنلق باسم‬
‫احلق ورسوله حممد صىل اهلل عليه وآله وصحبه وسلم‪.‬‬

‫وهكذا تستمر شؤون هذه الرتبية من عند سن‬


‫التمييز بأنواع من تعليمه اآلداب يف أكله‪.‬‬

‫قال اإلمام الرميل يف منظومة رياضة الصبيان‪:‬‬

‫وبعــــــــد فلمــــــــه جتــــــــده يشتهــــــــ‬


‫م‬
‫أكــــــل اللعـــــــام دائمـــــــا ال ينتهـــــــ‬
‫م‬
‫األكـــــــــــل باليمـيــــــــــن‬ ‫فع ِّلـمــــــــــوه‬
‫والبسملـــــــة حتمـــــــا بكـ ِّ‬
‫ــــــل حيـــــــن‬
‫وال يبــــــادر قبـــــــل أكـــــــل صاحبـــــــه‬
‫ويأكـــــــل العيـ م‬
‫ــــــش الـــــــذي بجانبـــــــه‬

‫ويمضـــــغ اللقمـــــة مضغــــــ ًا حمكمــــــا‬


‫وال يســـــــــارع أو يوالـــــــــ ال ُّل مقمـــــــــا‬
‫ج‬

‫وهكذا ما يتعلق بآداب اللعام والرشاب ومنها‪:‬‬


‫تعليمه األكل باليمني والرشب باليمني‪ ،‬والبسملة‪ ،‬وأن ال‬
‫يأكل إال وهو قاعد‪ ،‬وكذلك أن ال يرشب إال وهو قاعد‪،‬‬
‫وأن حيمد اهلل بعد اللعام وبعد الرشاب‪ ،‬ونع ِّلمه أن ال يسابق‬
‫غريه‪ ،‬وال يتقدم عىل ممن هو أكرب منه‪.‬‬

‫ونع ِّل ُمه احرتا مم ممن هو أكرب منه من بداية نشأته ‪.‬ثم يتهيأ بعد‬
‫ذلك للذهاب إىل املدرسة‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬مرحلة املدرسة‪:‬‬
‫فإذا هتيأ االبن أو البنت للذهاب للمدرسة اخرتنا‬
‫هلم املدرسة الت ال تس ُلب عليهم أخال مقهم‪ ،‬والت تزيدهم‬
‫نور ًا‪ ،‬والت تربط بني العلم والسلوك‪ ،‬واخرتنا هلم املعلمني‪،‬‬
‫واخرتنا هلم املعلامت‪.‬‬

‫اخلري هلم‪،‬‬
‫م‬ ‫فإذا اخرتنا هلم املدرس مة الت رأينا فيها‬
‫أدوارنا يف مساءلتهم عام يدرسون وعام يتحفظون‬
‫م‬ ‫واصلنا‬
‫وعام يأخذونه يف املدرسة‪ .‬فمهم ُة األم أن تتفقد بنتها يف‬
‫املدرسة‪ ،‬فتأيت األم للمدرسة من وقت آلخر تسأل عن حالة‬
‫ابنتها وعن استقامتها وكيف استفادهتا؟ مع ما تقوم به يومي ًا‬
‫يف بيتها من مساءلة البنت ماذا درستم اليوم؟ وماذا قرأتم ؟‬
‫وماذا عليك من الواجبات؟ وماذا تعلمت من اآلداب؟‬

‫كثري من آثار‬
‫تضيع ٌ‬
‫ُ‬ ‫دور مهم‪ ،‬وبإضاعته‬
‫فذلك ٌ‬
‫املدرسة وفائدهتا أمام هذه البنت‪ ،‬الت ال جتد أم ًا وال أب ًا‬
‫يسألوهنا عام كان وعام تعلمت وعام تلقت‪ ،‬وربام م ّر العام‬
‫الدرايس وما وصلوا يوم ًا إىل صفها الذي تدرس فيه‪ ،‬وال‬
‫سألوا عنها مديرة املدرسة ‪ ،‬وال سألوا عنها املدرسات الاليت‬
‫نوع من اإلمهال يف شأن هذه البنت‪ ،‬وعدم‬
‫درسنها‪ ،‬فيكون ٌ‬
‫ُي ِّ‬
‫مباالة بوضعها وحاهلا‪ ،‬فإذا كان هذا مع أهنم يف البيت أيضا‬
‫ال يسألوهنا‪ ،‬وال يشجعوهنا عىل املحفوظات الليبة وال عىل‬
‫كتابة الواجبات‪ ،‬كان إمهاالً كام ً‬
‫ال يف شأن هذه البنت‪ ،‬تبدأ‬
‫تأ ُّثراهتا حينئذ بمن حواليها من الصاحبات والصديقات‬
‫وسط املدرسة‪ ،‬وقد يكون فيهن الشاذة أو املخالفة أو‬
‫املض ِّيعة لآلداب‪ ،‬فتبدأ رساية ذلك إىل هذه البنت‪ ،‬واألم يف‬
‫غفلة‪ ،‬والبنت أيضا يف غفلة‪.‬‬

‫برامج غري‬
‫ُ‬ ‫بل ربام سلموها بأنفسهم لت م‬
‫أخذ زمامها‬
‫صاحلة يف التلفزيون و غري حسنة و غري قائمة عىل نظرة‬
‫صحيحة يف احلياة‪ ،‬وغري قائمة عىل إيامن باهلل وبرسوله صىل‬
‫اهلل عليه وآله وصحبه وسلم‪ ،‬فتعلمت منها كلامت وأفعاالً‬
‫ونظرات وأفكار ًا‪ ،‬فأثرت يف شخصية هذه البنت ويف نشأة‬
‫هذه البنت أو االبن كذلك‪.‬‬
‫نداء ألولياء األمور‪:‬‬
‫هذه مهامت وواجبات وأدوار يف اخلالفة عن اهلل‪،‬‬
‫ويف املسار يف احلياة ال تتغافلوا عنها وال هتملوها‪ ،‬وال‬
‫تتساهلوا فيها‪ ،‬فام مهمتكم؟ وما دوركم يف احلياة إذا أمهلتم‬
‫والبنات وسط دياركم من‬
‫ُ‬ ‫وسق األبنا ُء‬
‫هذه الواجبات ُ‬
‫سموم الكفار واألرشار والفساق عىل ظهر األرض‪،‬‬
‫وانقلعوا يف كثري من شؤون حياهتم عن نور الوح ‪ ،‬عن نور‬
‫السنة‪ ،‬عن نور اهلدى الذي جاءنا من اهلل تعاىل‪.‬‬

‫فام قيمة األم !؟‬

‫وما دور األم !؟‬


‫وما قيمة األب!؟‬

‫وما دور األب !؟‬

‫بئست األم وبئس األب إذا س مقوا أوال مدهم السموم‪،‬‬


‫وقلعوهم عن سنة النب املعصوم‪ ،‬وعن أنوار احل القيوم‬
‫جل جالله وتعاىل يف عاله‪.‬‬

‫مهامت كبريات أساسيات يف احلياة جيب أن نقوم هبا‬


‫يف شأن هؤالء األبناء والبنات‪ ،‬يتعاون فيها الزوج مع‬
‫الزوجة‪ ،‬واألم مع األب مع األعامم مع األخوال مع‬
‫اإلخوان الكبار مع األخوات الكبريات‪ ،‬نتعاون هبم ومعهم‬
‫عىل ممن بعدهم من إخواهنم الذين هم أصغر منهم‪ ،‬ليتكامل‬
‫العلاء واألداء للدور والتنبيه واإلرشاد‪ ،‬ولنحافظ عىل‬
‫أعداء للرشيعة‬ ‫السلوك‪ ،‬ولنصوهنم من سموم وأفاع‬
‫وللدين وللسلوك القويم‪.‬‬

‫التعاون على أداء املهمة ‪:‬‬


‫بعض الرجال إمهاالً من األم فيجب‬
‫قد يصادف ُ‬
‫شعورها‪ .‬وقد‬
‫م‬ ‫حيرك فيها‬
‫حيركمها يف هذا املضامر‪ ،‬وأن ِّ‬
‫عليه أن ِّ‬
‫تصادف بعض األمهات أيض ًا رجال يغفل عن مهمته نحو‬
‫بنته‪ ،‬ويغفل عن مهمته نحو ولده وعن تربيتهم‪ ،‬فيجب‬
‫حترك فيه ضمريه‪ ،‬وحترك فيه‬
‫عليها بعقلها وبحكمتها أن ِّ‬
‫إحساسه‪ ،‬وتتذاكر معه يف أن عليه مهمة‬
‫م‬ ‫وحترك فيه‬
‫شعوره‪ِّ ،‬‬
‫غري اللعام والرشاب و اللباس ‪ ..‬فتتعاون معه عىل تقويم‬
‫برهبا وبنب ِّيها‬
‫فكر البنت وسلوكها وأخالقها وصلتها ِّ‬
‫وبآخرهتا وبفكرها اإليامين وتقول لزوجها‪ :‬دعنا نقيم بنت ًا‬
‫تؤدي دورها الليب يف األرسة إذا انتقلت إىل األرسة بعد‬
‫الزواج‪ ،‬ويف مهمتها يف احلياة إن ارتبلت بمهنة أو بحرفة أو‬
‫بعمل أو أساسيات املهن واحلرف‪ ،‬وهو أهنا ربة بيت تقوم‬
‫بحوائج البيت وما حتتاجه األرسة وسط البيت بام حيقق‬

‫السكينة والسكون الذي ذكره اهلل تعاىل يف كتابه ﮋﮑ‬

‫ﮒ ﮊ [الروم‪]8١ :‬‬

‫فيكون ذلك السكون للزوج ولبأبناء والبنات‬


‫بحسن اخلدمة وسط البيت والقيام باملهامت هناك‪.‬‬

‫فنُعدُّ ها لذلك بتعاون األب واألم عىل هذه املهمة‬


‫العظيمة‪ ،‬وتذاكرهم لواجباهتم وتذاكرهم ملهامهتم وتذاكرهم‬
‫للقيام هبذه املسؤولية الت قال عنها خري الربية صىل اهلل عليه‬
‫(‪)10‬‬ ‫ٌ‬
‫مسؤول عن رعيته)‬ ‫وسلم ( أال كلكم راع‪ ،‬وكلكم‬

‫منوذج للبيت املثايل‪:‬‬


‫كان بيت فاطمة الزهراء عليها رضوان اهلل تبارك‬
‫وتعاىل نموذج ًا رشيف ًا كري ًام لبأرسة الكريمة يف القيام‬
‫باخلالفة عن اهلل تعاىل‪ ،‬فهل قرأتم سرية الزهراء؟ وهل قرأتم‬
‫كيف رباها أبوها وه يف بيت أمها خدجية الت توفيت بعد‬
‫أن نزل الوح عىل رسول اهلل صىل اهلل عليه وآله وصحبه‬
‫وسلم بعرش سنني‪.‬‬

‫(‪ )١3‬أخرجه البخاري يف صحيحه عن ابن عمر ‪ ،‬باب العبد راع يف مال سيده‬
‫(‪ )8233/١83/9‬دار طوق النجاة – ط‪١288 - ١‬هـ‬
‫كانت السيدة فاطمة يف السنة اخلامسة من عمرها‬
‫حني نزل الوح ‪ ،‬ثم كانت وقت وفاة أمها يف السنة اخلامسة‬
‫عرشة عليها رضوان اهلل تبارك وتعاىل‪ ،‬ثم هاجرت يف هذا‬
‫السن إىل املدينة املنورة ووصلت إىل عند أبيها‪ ،‬وبعد وفاة‬
‫أمها مكثت ثالث سنني كانت القائمة بالدور وسط األرسة‬
‫يف هذا السن‪ ،‬وكانت تتوىل خدمة أبيها‪ ،‬وخدمة‬ ‫وه‬
‫أخواهتا وسط البيت عليها رضوان اهلل تبارك وتعاىل‪.‬‬

‫سامها (أم أبيها)‬


‫تولت اخلدمة التامة لوالدها حتى ّ‬
‫‪ ،‬وكان يقول هلا الرسول صىل اهلل عليه وآله وصحبه‬ ‫(‪)11‬‬

‫(‪ )١١‬أخرجه اللرباين يف املعجم الكبري من حديث مصعب بن عبداهلل‪ ،‬باب ذكر سن فاطمة‬
‫ريض اهلل عنها (‪ )32١/93٣/88‬مكتبة ابن تيمية – القاهرة ‪ -‬ط‪8‬‬
‫وسلم (يا أم أبيها) عليها رضوان اهلل تبارك وتعاىل‪ ،‬وه‬
‫بضع ٌة منه خمصوصة بخصائص ومزايا‪.‬‬

‫ويف السنة الثانية من اهلجرة تزوجت بعيل بن أيب‬


‫طالب‪ ،‬وبدأ تكوين األرسة املباركة‪ ،‬فقامت بعد دعوات من‬
‫النب يف ليلة الزفاف‪ ،‬وبعد مظهر من االعتدال والتوسط يف‬
‫أمر املعاش واملظاهر‪ ،‬زودها أبوها عليه الصالة والسالم‬
‫بملهرة من أجل الوضوء‪ ،‬ورحى من أجل اللحن‪ ،‬وفراش‬
‫حشوها من ليف النخل‪،‬‬
‫ُ‬ ‫من جلد وحشوه من ليف‪ ،‬ووسادة‬
‫محلها إىل البيت الذي انتقلت إليه‪ ،‬وزودها بالنظرات‬
‫والدعوات والتوجهات والتحصينات‪ ،‬وقامت األرسة‬
‫املباركة يف تلك الليلة عىل هذا النور واالتصال بالعاَل األعىل‪،‬‬
‫وتكونت األرسة‪.‬‬

‫ويف السنة الثانية من الزواج ُولدم احلسن‪ ،‬ويف السنة‬


‫الت بعدها ُولدم احلسني‪ ،‬وتبعته زينب‪ ،‬ثم أم كلثوم يف حياته‬
‫عليه الصالة والسالم‪ ،‬وترعرعوا بني يديه ويف حجره الكريم‬
‫ورباهم‪ ،‬وهو الذي أذن وأقام الصالة يف آذاهنم‪ ،‬وحنكهم‬
‫بالتمر الذي لينم ُه هلم بريقه الكريم ‪ ،‬وكان يأخذهم معه إىل‬
‫املسجد‪ ،‬ويستصحبهم إىل حمرابه وإىل منربه عليه الصالة‬
‫والسالم‪ ،‬وكان يرتدد عليهم‪ ،‬ويضعهم أحيانا عىل ظهره‬
‫وعىل كتفه‪ ،‬وكان صىل اهلل عليه وآله وصحبه وسلم يالعبهم‬
‫ويربيهم‪.‬‬
‫وهو الذي مع حمبته هلم وقيامه برتبيتهم لــمــا‬
‫تناول ولده احلسن تر ًة واحدة من الصدقة جاء إليه وقال له‪:‬‬
‫التمرة من فم‬
‫م‬ ‫كخ كخ كخ‪ ،‬وأدخل أصب معه الكريم وأخرج‬
‫احلسن‪ ،‬حتى ال يتللخ بأثر ترة ال ُّ‬
‫حتل له‪ ،‬وهو يقول ‪( :‬كخ‬
‫ف مأنا الم نمأ ُك ُل الصدم مق مة )(‪ ،)12‬إهنا ال حتل ملحمد‬
‫كخ‪ ،‬مأ مما تمعر ُ‬
‫وال آلل حممد‪ ،‬وأخرجها من فمه صىل اهلل عليه وآله وصحبه‬
‫وسلم‪ ،‬وَل يرتدد يف ذلك‪.‬‬

‫يعو ُذمها كل يوم فيقول للحسن واحلسني‪:‬‬


‫وكان ِّ‬
‫(أعيذكام بكلامت اهلل التامة‪ ،‬من كل شيلان وها ّمة‪ ،‬ومن كل‬

‫(‪ )١8‬أخرجه البخاري يف صحيحه عن أيب هريرة ‪ ،‬باب من تكلم بالفارسية‬


‫(‪ )93٣8/٣2/2‬دار طوق النجاة – ط‪١288 -١‬هـ‬
‫يعوذ هبام إسامعيل‬
‫عني المة"‪ ،‬وكان يقول‪" :‬كان إبراهيم أيب ّ‬
‫وإسحق) (‪ ،)13‬وإين ُأ ِّ‬
‫عو ُذ ُكام هبا‪ .‬صىل اهلل عليه وآله وصحبه‬
‫وسلم‪ .‬وكان يعلمهام األذكار‪ ،‬ويعلمهام املكارم والقيم‪.‬‬

‫أقامهم عىل تلك البنية الكريمة يف الرتبية‪ ،‬ورباهم‬


‫عىل تلك اآلداب‪ ،‬وتردد عليه جربيل يشاركه يف النظر إىل‬
‫هؤالء الناشئة وتربيتهم‪ ،‬فف يوم من األيام أخذ احلسن‬
‫يتبارز مع احلسني ليرصع كل منهام صاحبه‪ ،‬وَل يعلموا إال‬
‫برسول اهلل صىل اهلل عليه وآله وصحبه وسلم يقول ‪ :‬إيه يا‬
‫حسن إيه يا حسن فتقول له السيدة فاطمة ‪ :‬تغري الكبري‬

‫(‪ )١9‬أخرجه أمحد يف مسنده عن ابن عباس ‪ ،‬مسند عبداهلل بن عباس (‪ )8١١8/١89/8‬دار‬
‫احلديث – القاهرة ‪ -‬ط‪ ١2١١ /١‬هـ ‪ ١33١ -‬م‬
‫بأخيه الصغري‪ ،‬قال هلا ما قلت ذلك إال وجربيل يقول إيه يا‬
‫حسني دونك احلسن‪ ،‬فلام قال جربيل كذا‪ ،‬وقفت أنا مع‬
‫هذا) (‪ ،)14‬من أجل أن يتعادل األمر ‪ ،‬فيشاركهم يف لعبتهم‬
‫يف الصغر جربيل أمني الوح عليهم رضوان اهلل ‪.‬‬

‫كم تنزل يف تلك الرتبية من نظرات اهلل وإمدادات‬


‫اهلل‪ ،‬فتكونت تلك األرسة املباركة‪.‬‬

‫ثم ولد حمسن ومات صغريا‪ ،‬وبقيت بعده زينب‬


‫وأم كلثوم‪ ،‬وكان هلام ٌ‬
‫شأن يف تاريخ هذه األمة‪ ،‬ويف مسلك‬

‫(‪ )١2‬ذكره يف كتاب اجلوهرة يف نسب النب وأصحابه ‪ ،‬تأليف ‪ :‬حممد بن أيب بكر بن عبد اهلل‬
‫بالربي (املتوىف‪ :‬بعد ‪١2١‬هـ) دار الرفاع للنرش‬
‫بن موسى األنصاري التِّلمساين املعروف ُ ِّ‬
‫واللباعة والتوزيع ط‪ ١239 /١‬هـ ‪ ١329 -‬م‬
‫الصاحلني ووراثة سيد املرسلني صىل اهلل عليه وآله وصحبه‬
‫وسلم‪.‬‬

‫تصور هذه‬
‫ُّ‬ ‫األذهان خالي ًة عن‬
‫ُ‬ ‫ولكن إن كانت‬
‫وحشيت بأخبار املمثالت‬
‫اخلريات وذكرها وإعظامها‪ُ ،‬‬
‫الساقلات اهلابلات‪ ،‬فكيف تكون الرتبية ؟ وكيف يكون‬
‫الدور ؟ وكيف نريب األبناء ؟ وكيف نريب البنات ؟‬

‫دروس استفادها احلسن من رسول اهلل‪:‬‬


‫قال احلسن وقد تويف جده وهو يف الثامنة من العمر‬
‫عليه رضوان اهلل‪ :‬حفظت من رسول اهلل صىل اهلل عليه وآله‬
‫الناس من كالم النبوة‬
‫ُ‬ ‫وصحبه وسلم أنه قال‪( :‬إن مما أدرك‬
‫‪ .‬تعلم منه شأن‬ ‫(‪)15‬‬ ‫األوىل إذا َل تستح فاصنع ما شئت)‬
‫احلياء‪ ،‬وتعلم منه شأن اخللق الكريم وهو يف هذا السن‬
‫املبكر‪ ،‬وكان يلق إليه جدُّ ه هذه التعاليم وهذه التنبيهات‬
‫عىل هذه القيم وهذه األخالق واملعاين‪.‬‬

‫ويقول أيض ًا‪ :‬حفظت من النب صىل اهلل عليه وآله‬


‫وصحبه وسلم قول ( مدع ما ُيريبك إىل ما ال ُيريبك )(‪ )16‬أي ‪:‬‬
‫ابتعد عن الشبهات‪ ،‬وابتعد عن مواطن الغرة ومواطن‬
‫جرئ‪ُ ،‬‬
‫وخذ باألحوط‪ ،‬وابعد عام يريبك وعام يداخلك‬ ‫الت ِّ‬

‫(‪ )١١‬أخرجه أمحد يف مسنده عن عقبة بن عمرو‪ ،‬باب بقية حديث أيب مسعود‬
‫(‪ )١٣332/98١/82‬مؤسسة الرسالة ‪ -‬ط‪ ١28١ / ١‬هـ ‪ 833١ -‬م‬
‫(‪ )١١‬أخرجه أمحد يف مسنده عن احلوراء السعدي عن احلسن بن عيل ‪ ،‬باب حديث احلسن بن‬
‫عيل (‪ )١٣89/823/9‬مؤسسة الرسالة ‪ -‬ط‪ ١28١ / ١‬هـ ‪833١ -‬‬
‫من الشك والريب إىل أمر واضح ِّبني ال ريب فيه وال شك‪،‬‬
‫فكذلك ر ّبا ُه صىل اهلل عليه وآله وصحبه وسلم‪.‬‬

‫التعاون بني البيت واملدرسة‪:‬‬


‫مهامت جيب علينا أن ننتبه منها وننظر إليها‬
‫ٌ‬ ‫هذه‬
‫توجه‬
‫ونتساعد عىل القيام هبا‪ ،‬فاملدرسة هلا دور إن اكتنفه ُّ‬
‫وكمل‪ ،‬وهتيأ الناشئة ألن يكونوا‬
‫اآلباء واألمهات تم الدور ُ‬
‫أفراد ًا صاحلني يف املجتمع‪ ،‬وعنارص طيبة ُيستقى منها اخلري‪،‬‬
‫نافعة يف زمنها ويف جمتمعها وبلدها ويف حياهتا وعمرها يف‬
‫األمة‪..‬‬
‫الدور َل يستفد االبن وال البنت‬
‫م‬ ‫وإن َل تؤ ِّد األرس ُة‬
‫من املدرسة وإن كانت عىل مسار حسن ‪ ،‬فكيف إذا كان يف‬
‫ٌ‬
‫وإمهال يف القيام بالواجب‪.‬‬ ‫املدرسة نفسها ٌ‬
‫خلل يف الرتبية !!‬

‫فال بد أن يكون ميزان الرتبية عىل ما كان يريب عليه‬


‫م‬
‫وأهل بيته‬ ‫النب صىل اهلل عليه وآله وصحبه وسلم أصحا مبه‬
‫واألرس الذين عاشوا يف جمتمعه الرشيف املبارك صىل اهلل‬
‫عليه وآله وصحبه وسلم‪.‬‬

‫وبحمــد اهلل تعــاىل نجــد يف بعــض املــدارس اهتاممــا‬


‫باألذكار النبوية ‪ ،‬فيتعلمون أذكار ًا لبأكل‪ ،‬وللرشب‪ ،‬وللقيام‬
‫للنوم‪ ،‬وإذا وجدوا أرسة طيبة صاحلة راعوهم يف ذلك قامت‬
‫هــذه اآلداب‪ .‬ووجــدنا كــذلك اللبــاس الــذي ُر ِّتــب للبنــات‬
‫والبنني متصال بالسنة متصال باهلدي النبوي‪ ،‬فحـافظ عليـه‬
‫حتويل أسـتاذية حممـد صـىل اهلل عليـه وآلـه وصـحبه‬
‫يا أم‪ ،‬وال ِّ‬
‫وســـلم وابنتـــه الزهـــراء بأســـتاذية الفاســـقات الســـاقلات‬
‫اهلابلات املمثالت ومن يظهرن يف الربامج املختلفة ‪..‬‬

‫أستاذنا نبينا حممد صىل اهلل عليه وآله وصحبه‬


‫وسلم‪ ،‬فحافظي عىل هذا‪..‬‬

‫و ينبغ عىل البنني أن حيرصوا عىل لباس السنة‪،‬‬


‫وأقصد به القميص الذي كان أحب اللباس إىل رسول اهلل‬
‫صىل اهلل عليه وآله وصحبه وسلم‪.‬‬

‫والبـــد أن يكـــون لبـــاس البنـــات ســـاتر ًا كـــامالً‪،‬‬


‫فضفاض ًا ال ضيق ًا ‪ ،‬ويكون سابغ ًا ال قصري ًا‪ ،‬فينبغ أن نتعلم‬
‫احلياء واحلشمة من الصبا ومن الصغر ونعلمهن ذلـك‪ .‬فعـىل‬
‫األرسة أن تالحــظ هــذا األمــر‪ .‬كــام أنــه مــن واجــب املــديرة‬
‫وواجــب املدرســة أن تالحــظ أيضــ ًا أزيــاء البنــات الــاليت‬
‫حيض ــرن‪ ،‬أمــا إذا بــدأت البنــت تكــرب ووجــب عليهــا الســرت‬
‫تبـدي شـيئ ًا مـن‬
‫م‬ ‫فالشأن أكـرب وأعظـم وأخلـر‪ ،‬فـال جيـوز أن‬
‫زينتهــا‪ ،‬وال أن ُتظهــر شــيئ ًا مــن جســدها يف الشــارع وأثنــاء‬
‫خروجهــا إىل املدرســة وال أثنــاء رجوعهــا‪ ،‬ويكــون لباســها‬
‫الداخيل الذي يكون عنـد النسـاء ويف املدرسـة لبـاس حشـمة‬
‫ولباس حياء‪.‬‬
‫التربية على احلياء واحلشمة والستر‪:‬‬
‫لقد أثرت الرتبية القرآنية املحمدية يف سلفنا‬
‫وماضينا إىل العرص الذي أدركناه يف صغرنا يف هذه البلـــدة‬
‫أخواهتا‪ ،‬وال‬
‫ُ‬ ‫ف مش مع مر البنت العذراء‬
‫‪ -‬تريم ‪ -‬فام كان ميعر ُ‬
‫قريبات منها ال يعرفن ذلك‪ ،‬حرص ًا‬
‫ٌ‬ ‫عامهتا وال خاالهتا بل‬
‫منها عىل السرت واحلياء‪ ،‬تزاول شعرها بنفسها‪ ،‬وال تعرض‬
‫نفسها إلظهار يشء من شعرها ‪ .‬ومن سنوات قليلة من أيام‬
‫م‬
‫صغرنا إىل اآلن سمعنا عن ختل احلدود يف هذا اجلانب ‪،‬‬
‫وأن بنات ًا من بناتنا العذارى يدخلن إىل أماكن الزواجات‬
‫ويقدمن األغاين وهن متكشفات‪ ،‬ويتحركن باحلركات‬
‫الساقلات!!‬
‫وبمن نقتدي‪ ،‬وإىل‬
‫وراء ممن نميش‪ ،‬و ممن خيلط لنا‪ ،‬م‬

‫أين يذهبون بنا؟ يقول اهلل سبحانه وتعاىل ﮋﭲ ﭳ‬

‫ﭴ ﭵ ﭶﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ‬
‫ﭾﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ‬
‫ﮉ ﮊ ﮋ ﮌﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﮒ ﮓ ﮔ ﮕ‬
‫ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﮊ‬
‫[البقرة‪ ]88١ :‬ويقول جل جالله ﮋ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ‬

‫ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ‬
‫ﯫﮊ [األنعام‪]١١١ :‬‬

‫فالحظ عند خروجها للمدرسة وعند كل خروج‪،‬‬


‫وإن خرجت لغري املدرسة‪ ،‬وإن ذهبت لبيت أقارهبا‪ ،‬وإن‬
‫ذهبت ألي مناسبة أنظري كيف خترج‪ ،‬لباسها وسط البيت‬
‫الحظيه‪ ،‬وانظري إليه‪ ،‬وال تكوين عرض ًة ألزياء تأيت إلينا‬
‫ِّ‬
‫لتكشف بناتنا‪ ،‬ولتعلمهن قل‬ ‫صنعتها أيادي ماكرة خبيثة‬
‫احلياء‪ ،‬وتربيهن عىل السفور‪..‬‬

‫تقول بعض النساء حمتج ًة عىل التساهل يف هذا‬


‫األمر‪ :‬هذا ثوب جاهز!‬

‫هل هو جاهز من عند ربك أو من عند النب‬


‫حممد؟!‬

‫هذا الثوب جاهز من مصنع خبيث فاسق وشيلان‬


‫هيودي صنع لك هذا‪ ،‬وقلت جاء الثوب جاهز ًا !! وهل‬
‫خلقك اهلل أم ًة له تتبعينه!؟ خيل لك ثيابك‪ ،‬وإن َل تعريف‬
‫اخلياطة أكميل ما نقص فيه حتى يظهر بمظهر يتناسب مع‬
‫الدين ومع احلياء ومع احلشمة ومع الرتبية ومع اخلالفة عن‬
‫اهلل يف أرضه ومع القرآن ومع السنة ومع هدي السلف‬
‫الصاحلني عليهم رضوان اهلل تبارك وتعاىل‪ ،‬فكيف يف سنوات‬
‫قليلة قلبنا املوازين ‪ ،‬فنزلنا هذا النزول وسقلنا هذا السقوط‬
‫املهني والعياذ باهلل تعاىل!! فاهلل حيفظ علينا حقائق إيامننا‬
‫وديننا‪ ،‬ويرزقنا التعاون عىل مرضاته‪.‬‬
‫كماليات ‪:‬‬
‫إذا انتبهنا من هذه األساسيات والواجبات تأيت بعد‬
‫كامليات يف الرتبية‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ذلك‬

‫احلضور املبكر للمدرسة‪ ،‬واملج ء حلضور اللابور‪،‬‬


‫واالستفادة من سامع اآليات واألحاديث‪ ،‬واملشاركة يف‬
‫التقديم‪ ،‬فإن األب واألم يفرحان إذا شارك االبن أو البنت‬
‫يف اللابور وتلوا آيات من القرآن‪ ،‬أو قدموا حديث ًا‪ ،‬أو ذكروا‬
‫نصيحة‪ ،‬أو قرأوا أبيات ًا أو حك ًام ألحد الصاحلني عىل أهل‬
‫اجلمع باللابور‪ ،‬فيها تبيني للخري وإرشاد للهدى وفيها حترير‬
‫من الرش والفساد ليكونوا مؤثرين يف اخلري ومعلمني للناس‬
‫يف مستقبلهم‪.‬‬
‫هكذا جيب أن يكون تعاون األبوين مع أوالدهم‬
‫ليكونوا مميزين فائزين قائمني بأدوار طيبة يف املدرسة‪.‬‬

‫الوسائل وطرق التعامل معها يف قضية التربية ‪:‬‬


‫كثريا مما ُيتحدث به عن الرتبية يف واقع هذه احلياة‬
‫من أساليب أو وسائل‪ ،‬قد ُي مشاهدُ هلا نجاح ًا يف الوصول إىل‬
‫غرض ما‪ ،‬فنقول ‪ :‬ليس املقصود لنا بالرتبية النظر القارص‬
‫وال املحدود عىل احلياة الدنيوية‪ ،‬ولكن املقصود بالرتبية‬
‫النظر املتكامل الذي يعرف مراعاة املصلحة هلذا اإلنسان يف‬
‫ظاهره وباطنه ودنياه وآخرته وما بعد مماته‪ ،‬يف حياة أبده‬
‫وخلوده الت ال هناية هلا وال انقضاء وال فناء وال غاية‪.‬‬
‫م‬
‫الوسائل قد هتتدي إليها العقول لتحقيق‬ ‫إن هذه‬
‫أغراض قصرية أو فانية‪ ،‬أو حتقيق أغراض عظيمة أبدية‪ ،‬قد‬
‫تتحد الوسائل‪ ،‬ولكن ال جيوز أن يترس مب إىل عقل املؤمن أن‬
‫االهتداء إىل هذه الوسائل يكون بانقلاع عن الرشع املصون‬
‫وعن توجيهات الرب‪ ،‬بل نقول ‪ :‬إن االستفادة من التجارب‬
‫واألخذ بالوسائل للوصول إىل األغراض واملقاصد‪ ،‬إن‬
‫توصل هبا الغري وجرهبا يف النجاح يف حياهتم القصرية‬
‫وأغراضهم القريبة فإن استعاملنا هلا للوصول من خالهلا إىل‬
‫م‬
‫وأخذنا هلا‬ ‫مصلحة احلياتني وخدمة املقاصد السامية العليا‪،‬‬
‫وع مم ملنا هبا منزه ًة عام يقدح يف ارتباطنا وانتامئنا هلذا الرشع‬
‫م‬
‫املصون ليس إال من توجيه الرشع نفسه‪ ،‬ال يعود وال ترجع‬
‫فيها اخلريية وال النجاح إىل كفر وال إىل انقلاع عن الرشع‪،‬‬
‫كام ُختدع بعض العقول وتؤرس بعض األفكار والنفوس‬
‫بذلك الزخرف الذي ُّ‬
‫يبتث للناس يف هذه احلياة‪ ،‬والذي ربام‬
‫طاردوا به الناس حتى يف األيام الت يستعدون فيها للصفاء‪،‬‬
‫وانكشاف نور الوح للملك األعىل‪ ،‬كأيام رمضان الزهية ‪،‬‬
‫تتكثف إيرادات هذه املبعدات معن إدراك احلقائق لتهوي‬
‫ُ‬ ‫فقد‬
‫بأهل القيم واملقاصد السامية فتتكاثر عليهم وتنترش بينهم يف‬
‫مثل هذه الليايل مما يوقع يف تأكيد الوهم واخليال‪ ،‬بل‬
‫والضالل‪ ،‬وما ُينزل مستوى الفكر عن االستضاءة بنور احلق‬
‫تبارك وتعاىل من خالل ُرسج قرآنه والرساج املبني وبيانه‪،‬‬
‫وما محله من النور ممن بعده من أنصاره وخلفائه وأعوانه‬
‫صىل اهلل عليه وعىل آله وصحبه وسلم ‪.‬‬
‫خامتة وتوصيات‪:‬‬
‫أيتها املؤمنات أدواركن يف احلياة كبرية ومهمة‪،‬‬
‫أعانكن اهلل عىل القيام هبا‪ ،‬تذاكرن وتدارسن فيها‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬

‫ﮋﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚ‬
‫ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﮊ [العرص‪:‬‬
‫‪]9 – ١‬‬

‫فكن عىل هذا املنوال يف تذاكركن واستشعار‬


‫تعاون مع املدرسة لتكون الدراسة‪ ،‬وأداء‬
‫واجبكن‪ ،‬و م‬
‫املدرسات أفضل‪ ،‬وكذلك البيوت واألرس لنكون كلنا‬
‫أحسن وأرقى وأفضل وأتقى وأبقى وأنقى إن شاء اهلل ‪ ،‬وإنام‬
‫حيصل ذلك بالتعاون فيام بيننا‪ ،‬وبني مدارسنا وبني جمالسنا‬
‫يف ديارنا وأرسنا‪ ،‬وبني اآلباء واألمهات‪ ،‬وبني املدرسات‬
‫نكون صح مة‬
‫واملديرات‪ ،‬وبني علامئنا يف املجتمع‪ ،‬بذلك ِّ‬
‫مسارنا يف احلياة عىل ما أحبه منا ُحميينا والذي هو يميتنا وإليه‬
‫نصرينا وعو ُننا وعليه توكُّلنا واعتامدنا‪ ،‬ربنا‬
‫ُ‬ ‫مصرينا‪ ،‬وهو‬
‫الرمحن الرحيم الذي َل يشاركه يف خلقنا أحد‪ ،‬فال يشاركه يف‬
‫توجهنا أحد من أهل الرشق وال من أهل‬
‫استقامتنا وال يف ُّ‬
‫الغرب‪ ،‬بل نحن عباد هلل الواحد األحد احل القيوم‪ ،‬اللهم‬
‫يا من و ّفق أهل اخلري للخري وأعاهنم عليه وفقنا للخري وأعنا‬
‫عليه‪.‬‬

‫بارك اهلل يف األمهات ويف بناهتن وأبنائهن مباركة‬


‫تامة‪ ،‬اللهم اجعلهن صاحلات قانتات حافظات للغيب بام‬
‫حفظت يا ح يا قيوم‪ ،‬ثبتهن عىل ما حتب يف األقوال‬
‫م‬
‫واألفعال واملقاصد والنيات‪ ،‬وأسعدهن يف أرسهن ويف‬
‫جمتمعهن ويف حياهتن حياز ًة هلن لكل خري‪ ،‬واجعل املوت‬
‫راح ًة لنا وهلن من كل رش‪.‬‬

‫م‬
‫شأن‬ ‫أصلحت به‬
‫م‬ ‫اللهم أصلح لنا شأننا كله بام‬
‫الصاحلني‪ ،‬واختم لنا باحلسنى واليقني‪ ،‬وارزقنا حفظ السرية‬
‫وحفظ امليش واملسار‪ ،‬يف مسلك األبرار األتقياء األخيار‬
‫وأعذنا من التشبه بالكفار والفجار‪ ،‬وب ِّلغنا اآلمال واألوطار‬
‫أسعدت به خواص‬
‫م‬ ‫يف الدنيا والربزخ واآلخرة‪ ،‬وأسعدنا بام‬
‫السعداء يف مجيع الشؤون ظاهر ًا وباطنا‪ .‬وصىل اهلل عىل سيدنا‬
‫حممد وآله وصحبه وسلم‪ ،‬واحلمد هلل رب العاملني‪.‬‬
‫الفهرسة‬
‫‪١‬‬ ‫املقدمة ‪............................................‬‬
‫‪2‬‬ ‫مفهوم اخلالفة ‪.....................................‬‬
‫‪١3‬‬ ‫الرتبية من منظور رباين ‪............................‬‬
‫‪١١‬‬ ‫أول مظاهر الرتبية من عهد النبوة ‪...................‬‬
‫‪١١‬‬ ‫عوامل التأثري يف الرتبية ‪............................‬‬
‫‪١3‬‬ ‫وظيفة املرأة ‪........................................‬‬
‫‪83‬‬ ‫املجالسة وأثرها يف الرتبية ‪...........................‬‬
‫‪88‬‬ ‫الزواج والرتبية ‪....................................‬‬
‫‪8١‬‬ ‫االهتامم بالتنشئة من البداية ‪.........................‬‬
‫‪8٣‬‬ ‫أوال ‪ :‬مرحلة الزواج ‪..............................‬‬
‫‪9١‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬مرحلة احلمل ‪...............................‬‬
‫‪98‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬مرحلة الوالة ‪................................‬‬
‫‪92‬‬ ‫رابعا ‪ :‬مرحلة التمييز ‪..............................‬‬
‫‪9٣‬‬ ‫خامسا ‪ :‬مرحلة املدرسة ‪...........................‬‬
‫‪23‬‬ ‫نداء ألولياء األمور ‪................................‬‬
‫‪28‬‬ ‫التعاون عىل أداء املهمة ‪.............................‬‬
‫‪22‬‬ ‫نموذج للبيت املثايل ‪................................‬‬
‫‪١١‬‬ ‫دروس استفادها احلسن من رسول اهلل ‪..............‬‬
‫‪١9‬‬ ‫التعاون بني البيت واملدرسة ‪........................‬‬
‫‪١٣‬‬ ‫الرتبية عىل احلياء واحلشمة والسرت ‪..................‬‬
‫‪١١‬‬ ‫كامليات يف الرتبية ‪...................................‬‬
‫‪١8‬‬ ‫الوسائل وطرق التعامل معها يف قضية الرتبية ‪........‬‬
‫‪١١‬‬ ‫خاتة وتوصيات ‪....................................‬‬
‫‪١2‬‬ ‫الفهرسة ‪...........................................‬‬

You might also like